لسان العرب

اشارة

‏سرشناسه: ابن‏منظور، محمد بن مكرم‏‏، ۶۳۰ -‏۷۱۱ق.
‏عنوان و نام پدیدآور: لسان‏العرب‏/ ابی‏الفضل جمال‏الدین‏‏محمدبن‏‏مكرم ابن‏منظور الافریقی‏المصری‏.
‏مشخصات نشر: بیروت‏: دارصادر: داربیروت‏‏‏‏‏، [۱۳]-
‏مشخصات ظاهری: ‏‏ج.
‏شابك: ج. ۸
‏وضعیت فهرست نویسی: برون سپاری.
‏یادداشت: عربی‏.
‏یادداشت: فهرستنویسی بر اساس جلد هشتم٬ ۱۳۷۵ق. = ۱۹۵۶م.= ۱۳۳۵.
‏یادداشت: ص.ع. به انگلیسی: Ibn Manzūr. Lisan Al Arab
‏یادداشت: ج. ۲ (چاپ؟: ۱۹۵۵م=۱۳۷۴ق=۱۳۳۲).
‏یادداشت: ج.۶ (چاپ؟: ۱۳۷۵ق.= ۱۹۵۶م.=۱۳۳۳).
‏یادداشت: ج.۹ (چاپ؟: ۱۳۷۵ق.= ۱۹۵۶م.= ۱۳۳۳).
‏یادداشت: ج. ۱۰ و ۱۴ (چاپ اول؟ ۱۳۷۵ق. = ۱۹۵۶م. [= ۱۳۳۵])
‏یادداشت: ج. ۱۵ (چاپ اول؟: ۱۳۷۶ق. = ۱۹۵۶م. [= ۱۳۳۵]).
‏مندرجات: ج.۲ت.- ج. ۸. ع -غ.-- ج. ۱۰. ق - ك.-- ج. ۱۴. و - ی.-- ج. ۱۵. و - ی.
‏موضوع: زبان عربی -- واژه‏نامه‏ها
‏موضوع: دایره‏المعارف‏ها و واژه‏نامه‏های عربی
‏رده بندی كنگره: PJ۶۶۲۲‏/الف۲ل۵ ۱۳۰۰ی‏الف
‏رده بندی دیویی: ۴۹۲/۷۳
‏شماره كتابشناسی ملی: ۱۷۳۰۳

الجزء الأول‌

[مقدمات التحقیق]؛ ج1، ص: 3

[مقدمة الناشر]؛ ج1، ص: 3

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم عزمنا بعد الاتكال علیه سبحانه، و بعد إعمال الرویة و تقلیب الفكر، أن نصدر طبعة جدیدة للسان العرب، لابن منظور الإفریقی، و لیس هذا العمل یسیرا، فإن الطبعة الأولی توافرت علیها أموال حكومة الخدیو محمد توفیق و تحت إمرتها مطبعة كبیرة، كما تعاون علماؤها فی الإشراف علی العمل، و مع ذلك لم تَخْلُ من أغالیط، بعضها نبّه علیه جماعة من العلماء، و بعضها لم ینبّه علیه أحد، فتداركنا ذلك كله، مستعینین بنخبة من علماء اللغة المتخصصین، و رأینا أن نثبت تحقیقات مصحح الطبعة الأولی الواردة فی الهوامش بنصّها.و سنصدر الكتاب أجزاء لیسهل اقتناؤه. و سنضیف إلیه فهرسا شاملا أسماء الشعراء و ذیلا بالمفردات و المصطلحات الحدیثة التی أقرتها المجامع اللغویة فی البلاد العربیة، لوصل ما انقطع من التراث اللغوی.و أشیر علینا أن نغیر ترتیب «اللسان» و لكنا آثرنا أن یبقی علی حاله حفظا للأثر من أن یغیّر، و لأن ترتیب الأبواب علی الحرف الأخیر یعین الشاعر علی القافیة- و لعله أحد المقاصد التی أرادها صاحب اللسان- و هناك معاجم تسیر علی غیر هذا الترتیب الذی اختاره ابن منظور و اختاره قبله الفیروزابادی.غیر أننا تیسیرا للبحث عن اللفظة المراد البحث عنها، و إیضاح مكانها من مادتها، رأینا أن نضع فواصل حاولنا بها علی قدر الاستطاعة، أن نفصل بین اللفظة و الأخری، لكی تبرز للباحث ضالته التی ینشدها بأیسر سبیل و أقل عناء. و اللّه ولیّ التوفیق.
الناشر‌لسان العرب، ج‌1، ص: 4‌

ترجمة المؤلف رحمه اللّه؛ ج1، ص: 4

قال الإمام الحافظ شهاب الدین أبو الفضل أحمد بن حجر السقلانی فی كتابه الدرر الكامنة فی أعیان المائة الثامنة فی حرف المیم ما نصّه: هو محمد بن مكرم بن علی بن احمد الأنصاری الإفریقی ثم المصری جمال الدین أبو الفضل، كان ینسب إلی رویفع بن ثابت الأنصاری. ولد سنة 630 فی المحرم و سمع من ابن المقیر و مرتضی بن حاتم و عبد الرحیم بن الطفیل و یوسف بن المخیلی و غیرهم. و عمّر و كبر و حدّث فأكثروا عنه، و كان مغری باختصار كتب الأدب المطوّلة، اختصر الأغانی و العقد و الذخیرة و نشوان المحاضرة و مفردات ابن البیطار و التواریخ الكبار و كان لا یمل من ذلك، قال الصفدی: لا أعرف فی الأدب و غیره كتابا مطوّلا إلّا و قد اختصره، قال: و أخبرنی ولده قطب الدین أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة، و یقال إن الكتب التی علقها بخطه من مختصرانه خمسمائة مجلدة، قلت: و جمع فی اللغة كتابا سماه «لسان العرب» جمع فیه بین التهذیب و المحكم و الصحاح و الجمهرة و النهایة و حاشیة الصحاح، جوّده ما شاء و رتبه ترتیب الصحاح، و هو كبیر، و خدم فی دیوان الإنشاء طول عمره و ولی قضاء طرابلس.و كان عنده تشیع بلا رفض، قال أبو حیان أنشدنی لنفسه: ضع كتابی إذا أتاك إلی الأرض و قلّبه فی یدیك لما ما فعلی ختمه و فی جانبیه قُبَلٌ قد وضعتهنّ تؤاما قال و أنشدنی لنفسه: الناس قد أثموا فینا بظنهم و صدّقوا بالذی أدری و تدرینا ماذا یضرّك فی تصدیق قولهم بأن نحقق ما فینا یظنونا حملی و حملك ذنبا واحدا ثقة بالعفو أجمل من إثم الوری فینا قال الصفدی: هو معنی مطروق للقدماء لكن زاد فیه زیادة و هی قوله ثقة بالعفو من أحسن متممات البلاغة.و ذكر ابن فضل اللّه أنه عمی فی آخر عمره، و كان صاحب نكت و نوادر و هو القائل: باللّه إن جزت بوادی الأراك، و قبّلت عیدانُه الحضرُ فاك فابعث، إلی عبدك، من بعضها، فإننی، و اللّه، ما لی سواك و مات فی شعبان سنة 711.*** و قال الحافظ جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بكر السیوطی فی بغیة الوعاة فی طبقات اللغویین و النحاة فیمن اسمه محمد: محمد بن مكرم بن علی و قیل رضوان بن أحمد بن أبی القاسم بن حبقة بن منظور الأنصاری الإفریقی المصری جمال الدین أبو الفضل صاحب لسان العرب فی اللغة الذی جمع فیه بین التهذیب و المحكم و الصحاح و حواشیه و الجمهرة و النهایة، ولد فی المحرم سنة 630 و سمع من ابن المقیر و غیره و جمع و عمّر. و حدّث و اختصر كثیرا من كتب الأدب المطوّلة كالأغانی و العقد و الذخیرة و مفردات ابن البیطار، و نقل أن مختصرانه خمسمائة مجلد، و كان صدرا رئیسا فاضلا فی الأدب ملیح الإنشاء روی عنه السبكی و الذهبی و قال تفرّد بالغوالی و كان عارفا بالنحو و اللغة و التاریخ و الكتابة و اختصر تاریخ دمشق فی نحو ربعه، و عنده تشیع بلا رفض، مات فی شعبان سنة 711.
لسان العرب، ج‌1، ص: 5‌

مقدمة الطبعة الاولی؛ ج1، ص: 5

الحمد للّه منطق اللسان بتحمید صفاته، و ملهم الجنان إلی توحید ذاته، و الصلاة و السلام علی سیدنا محمد أشرف مخلوقانه، و علی آله و صحبه الذین اقتدوا بقداته و اهتدوا بسماته. و بعد فقد انفقت آراء الأمم: العرب منهم و العجم، الذین مارسوا اللغات و دروا ما فیها من الفنون و الحكم، و أسالیب التعبیر عن كل معنی یجری علی اللسان و القلم، علی أن لغة العرب أوسعها و أسنعها، و أخلصها و أنصعها، و أشرفها و أفضلها، و آصلها و أكملها، و ذلك لغزارة موادّها، و اطراد اشتقاقها، و سرارة جوادّها، و اتحاد انتساقها. و من جملته تعدّد المترادف، الذی هو للبلیغ خیر رافد و رادف، و ما یأتی علی رویّ واحد فی القصائد مما یكسب النظم من التحسین وجوها، لا تجد لها فی غیرها من لغات العجم شبیها.و هذا التفضیل یزداد بیانا و ظهورا، و یزید المتأمل تعجبا و تحییرا، إذا اعتبرت أنها كانت لغة قوم أمّیین، لم یكن لهم فلسفة الیونانیین، و لا صنائع أهل الصین، و مع ذلك فقد جعلت بحیث یعبر فیها عن خواطر هذین الجیلین بل سائر الاجیال، إذا كانت جدیرة بأن یشغل بها البال، و تحسن فی الاستعمال الذی من لوازمه أن یكون المعنی المفرد و غیر المفرد موضوعا بإزائه لفظ مفرد فی الوضع، یخف النطق به علی اللسان و یرتاح له الطبع، و هو شأن العربیة، و كفاها فضلا علی ما سواها هذه المزیة.و إنما قلت مفرد فی الوضع لأنا نری معظم ألفاظ الیونانیة، و غیرها من اللغات الافرنجیة، من قبیل النحت، و شتان ما بینه و بین المفرد البحت، فإنّ هذا یدل علی أنّ الواضع فظن، من أوّل الأمر، إلی المعانی المقصودة التی یحتاج إلیها لإفادة السامع، بحسب اختلاف الأحوال و المواقع. و ذاك یدل علی أن تلك المعانی لم تخطر بباله إلا عند ما مست الحاجة إلیها، فلفق لها ألفاظا كیفما اتفق و اعتمد فی الإفادة علیها. فمثل من وضع اللفظ المفرد، مثل من بنی صرحا لینعم فیه و یقصد، فقدّر من قبل البناء كل ما لزم له من المداخل و المخارج، و المرافق و المدارج، و منافذ النور و الهواء، و المناظر المطلة علی المنازه الفیحاء، و هكذا أتم بناءه، كما قدّره و شاءه. و مثل من عمد إلی النحت و التلفیق، مثل من بنی من غیر تقدیر و لا تنسیق، فلم یفطن إلی ما لزم لمبناه إلا بعد أن سكنه و شعر بأنه لا یصیب فیه سكنه، فتدارك ما فرط منه تدارك من لهوج فعجز، فجاء بناؤه سدادا من عوز.هذا من حیث كون الألفاظ مفردة كما أسلفت مفصلا. فأما من حیث كونها تركَّب جملا، و تكسی من منوال البلاغة حللا، فنسبة تلك اللغات إلی العربیة، كنسبة العریان إلی الكاسی، و الظمآن إلی الحاسی، و لا ینكر ذلك إلا مكابر، علی جحد الحق مثابر. و حسبك أنه لیس فی تلك اللغات من أنواع البدیع إلا التشبیه و المجاز، و ما سوی ذلك یحسب فیها من قبیل الإعجاز.هذا و كما أنی قرّرت أن اللغة العربیة أشرف اللغات، كذلك أقرر أن أعظم كتاب ألف فی مفرداتها كتاب لسان العرب للإمام المتقن جمال الدین محمد بن جلال الدین الانصاری الخزرجیّ الإفریقیّ، نزیل مصر، و یعرف بابن مكرم و ابن منظور، ولد فی المحرّم سنة 690، و توفی سنة 771 «1». و قد جمع فی
(1) كانت ولادته سنة 630 و وفاته سنة 711 كما فی الوافی بالوفیات للصفدی و الدرر الكامنة لابن حجر و المنهل الصافی لابن تغری بردی و البغیة للسیوطی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 6
كتابه هذا الصحاح للجوهری و حاشیته لابن بری، و التهذیب للازهری، و المحكم لابن سیده، و الجمهرة لابن درید، و النهایة لابن الأثیر، و غیر ذلك، فهو یغنی عن سائر كتب اللغة، إذ هی بجملتها لم تبلغ منها ما بلغه.قال الإمام محمد بن الطیب محشّی القاموس، و هو عجیب فی نقوله و تهذیبه، و تنقیحه و ترتیبه، إلا أنه قلیل بالنسبة لغیره من المصنفات المتداولة، و زاحم عصره عصر صاحب القاموس رحم اللّه الجمیع انتهی.و سبب قلته كبر حجمه و تطویل عبارته، فإنه ثلاثون مجدا، فالمادّة التی تملأ فی القاموس صفحة واحدة تملأ فیه أربع صفحات بل أكثر، و لهذا عجزت طلبة العلم عن تحصیله و الانتفاع به.و بالجملة فهو كتاب لغة، و نحو، و صرف، و فقه، و أدب، و شرح للحدیث الشریف، و تفسیر للقرآن الكریم، فصدق علیه المثل: إن من الحسن لشقوة. و لو لا أنّ اللّه تبارك و تعالی أودع فیه سرا مخصوصا لما بقی إلی الآن، بل كان لحق بنظرائه من الامّهات المطوّلة التی اغتالتها طوارق الحدثان: كالموعب لعیسی ابن غالب الثیانی، و البارع لأبی علی القالی، و الجامع للقزاز، و غیرها مما لم یبق له عین و لا أثر، إلا فی ذكر اللغویین حین ینوّهون بمن ألف فی اللغة و أثر، فالحمد للّه مولی النعم و مؤتی الهمم علی أن حفظه لنا مصونا من تعاقب الأحوال، و تناوب الأحوال، كما نحمده علی أن ألهم فی هذا الایام سیدنا الخدیو المعظم، العزیز ابن العزیز ابن العزیز محمد توفیق المحمود بین العرب و العجم، و المحفوف بالتوفیق لكل صلاح جمّ، و فلاح عمّ، إلی أن یكون هذا الكتاب الفرید بالطبع منشورا، و نفعه فی جمیع الأقطار مشهورا، بعد أن كان دهرا طویلا كالكنز المدفون، و الدرّ المكنون. و ذلك بمساعی امین دولته، و شاكر نعمته، الشهم الهمام، الذی ذاعت مآثره بین الأنام، و سرت محامده فی الآفاق: حسین حسنی بك ناظر مطبعة بولاق. و همة ذی العزم المتین، و الفضل المكین، الرافی فی معارج الكمال إلی الأوج، العلم الفرد الذی یفضل كل فوج، من إذا ادلهمّ علیك أمر یرشدك بصائب فكره و یهدیك: حضرة حسین افندی علی الدیك، فإنه حفظه اللّه شمر عن ساعد الجدّ حتی احتمل عب‌ء هذا الكتاب، و بذل فی تحصیله نفیس ماله، رغبة فی عموم نفعه، و اغتناما لجمیل الثناء و جزیل الثواب.فدونك كتابا علا بقدمه علی هام السها، و غازل أفئدة البلغاء مغازلة ندمان الصفاء عیون المها، ورد علینا أنموذجه، فإذا هو یتیم اللؤلؤ منضد فی سموط النضار، یروق نظیمه الألباب و یبهبج نثیره الأنظار، بلغ، من حسن الطبع و جماله، ما شهرته و رؤیته تغنیك عن الاطراء.و من جید الصحة ما قام به الجمّ الغفیر من جهابذة النجباء، جمعوا له، علی ما بلغنا، شوارد النسخ المعتبرة و المحتاج إلیه من الموادّ، و عثروا، اثناء ذلك، علی نسخة منسوبة للمؤلف، فبلغوا من مقصودهم المراد. و جلبوا غیر ذلك، من خزائن الملوك و من كل فج، و أنجدوا فی تصحیح فرائده، و أتهموا و اختجعوا، فی تطبیق شواهده، كل منتجع، و تیمموا حتی بلغوا أقاضی الشام و العراق و وج. أعانهم اللّه علی صنیعهم حتی یصل إلی حدّ الكمال، و أتمّ لهم نسیجهم علی أحكم منوال، و جزی اللّه حضرة ناظرهم أحسن الجزاء، و شكره علی حسن مساعیه و حباء جمیل الحباء، فانّ هذه نعمة كبری علی جمیع المسلمین، یجب أن یقابلوها بالشكر و الدعاء علی ممرّ السنین، كلما تلوا: ان اللّه یحب المحسنین. و الصلاة و السلام علی سید المرسلین.فی 17 رجب المعظم سنة 1300‌كتبه الفقیر إلی ربه الواهب‌احمد فارس صاحب الجوائب
لسان العرب، ج‌1، ص: 7‌

[مقدمة المؤلف]؛ ج1، ص: 7

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم قال عبد اللّه محمد بن المكرم بن أبی الحسن بن أحمد الانصاری الخزرجی، عفا اللّه عنه بكرمه: الحمد للّه رب العالمین، تبركا بفاتحة الكتاب العزیز، و استغراقا لأجناس الحمد بهذا الكلام الوجیز، إذ كل مجتهد فی حمده، مقصر عن هذه المبالغة، و إن تعالی؛ و لو كان للحمد لفظ أبلغ من هذا لحمد به نفسه، تقدّس و تعالی، نحمده علی نعمه التی یوالیها فی كل وقت و یجدّدها، و لها الأولویة بأن یقال فیها نعدّ منها و لا نعدّدها؛ و الصلاة و السلام علی سیدنا محمد المشرّف بالشفاعة، المخصوص ببقاء شریعته إلی یوم الساعة، و علی آله الأطهار، و أصحابه الأبرار، و أتباعهم الأخیار، صلاة باقیة بقاء اللیل و النهار.أما بعد فإن اللّه سبحانه قد كرّم الإنسان و فضّله بالنطق علی سائر الحیوان، و شرّف هذا اللسان العربیّ بالبیان علی كل لسان، و كفاه شرفا أنه به نزل القرآن، و أنه لغة أهل الجنان. روی عن ابن عباس رضی اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم: أحبّوا العرب لثلاث: لأنی عربیّ، و القرآن عربیّ، و كلام أهل الجنة عربیّ، ذكره ابن عساكر فی ترجمة زهیر بن محمد بن یعقوب.و إنی لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللغات و الاطلاع علی تصانیفها، و علل تصاریفها؛ و رأیت علماءها بین رجلین: أمّا من أحسن جمعه فإنه لم یحسن وضعه، و أمّا من أجاد وضعه فإنه لم یُجد جمعه، فلم یفد حسن الجمع مع إساءة الوضع، و لا نفعت إجادة الوضع مع رداءة الجمع.و لم أجد فی كتب اللغة أجمل من تهذیب اللغة لابی منصور محمد بن أحمد الأزهری، و لا أكمل من المحكم لابی الحسن علی بن اسمعیل بن سِیدَه الأندلسی، رحمهما اللّه، و هما من أمّهات كتب اللغة علی التحقیق، و ما عداها بالنسبة إلیهما ثنیّات للطریق. غیر أنّ كلا منهما مطلب عسر المهلك، و منهل وعْر المسلك، و كأنّ واضعه شرع للناس موردا عذبا و جلاهم عنه، و ارتاد لهم مرعیّ مربعا و منعهم منه؛ قد أخّر و قدّم، و قصد أن یعرب فأعجم. فرّق الذهن بین الثنائیّ و المضاعف و المقلوب، و بدّد الفكر باللفیف و المعتلّ و الرباعیّ و الخماسیّ فضاع المطلوب، فأهمل الناس أمرهما؛ و انصرفوا عنهما، و كادت البلاد لعدم الإقبال علیهما أن تخلو منهما.و لیس لذلك سبب إلا سوء الترتیب، و تخلیط التفصیل و التبویب. و رأیت أبا نصر اسمعیل بن حمّاد الجوهریّ قد أحسن ترتیب مختصره، و شهره، بسهولة وضعه، شهرة أبی دُلف بین بادیه و محتضره، فخف علی الناس أمره فتناولوه، و قرب علیهم مأخذه فتداولوه و تناقلوه، غیر أنه فی جوّ اللغة كالذرّة، و فی بحرها كالقطرة، و إن كان فی نحرها كالدرّة؛ و هو مع ذلك قد صحّف و حرّف، و جزف فیما صرّف، فاتیح له الشیخ أبو محمد بن برّیّ فتتبع ما فیه، و أملی علیه أمالیه، مخرجا لسقطاته، مؤرخا لغلطاته؛ فاستخرت اللّه سبحانه و تعالی فی جمع هذا الكتاب المبارك، الذی لا یساهم فی سعة فضله و لا یشارك، و لم أخرج فیه عما فی هذه الأصول، و رتّبته ترتیب الصحاح فی الأبواب و الفصول؛ و قصدت توشیحه
لسان العرب، ج‌1، ص: 8
بجلیل الأخبار، و جمیل الآثار، مضافا إلی ما فیه من آیات الكریم، و الكلام علی معجزات الذكر الحكیم، لیتحلی بتصریع «1» دررها عقده، و یكون علی مدار الآیات و الأخبار و الآثار و الأمثال و الأشعار حله و عقده؛ فرأیت أبا السعادات المبارك بن محمد بن الأثیر الجزری قد جاء فی ذلك بالنهایة، و جاوز فی الجودة حدّ الغایة، غیر أنه لم یضع الكلمات فی محلها، و لا راعی زائد حروفها من أصلها، فوضعت كلا منها فی مكانه، و أظهرته مع برهانه؛ فجاء هذا الكتاب بحمد اللّه واضح المنهج سهل السلوك، آمناً بمنة اللّه من أن یصبح مثل غیره و هو مطروح متروك. عظم نفعه بما اشتمل من العلوم علیه، و غنی بما فیه عن غیره و افتقر غیره إلیه، و جمع من اللغات و الشواهد و الأدلّة، ما لم یجمع مثلُه مثلَه؛ لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد بروایة رواها، و بكلمة سمعها من العرب شفاها، و لم یأت فی كتابه بكل ما فی كتاب أخیه، و لا أقول تعاظم عن نقل ما نقله بل أقول استغنی بما فیه؛ فصارت الفوائد فی كتبهم مفرّقة، و سارت أنجم الفضائل فی أفلاكها هذه مغرّبة و هذه مشرّقة؛ فجمعت منها فی هذا الكتاب ما تفرّق، و قرنت بین ما غرّب منها و بین ما شرّق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها فی هذا المجموع، و صار هذا بمنزلة الأصل و أولئك بمنزلة الفروع، فجاء بحمد اللّه وفق البغیة و فوق المنیة، بدیع الإتقان، صحیح الأركان، سلیما من لفظة لو كان. حللت بوضعه ذروة الحفاظ، و حللت بجمعه عقدة الألفاظ، و أنا مع ذلك لا أدّعی فیه دعوی فأقول شافهت أو سمعت، أو فعلت أو صنعت، أو شددت أو رحلت، أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت؛ فكل هذه الدعاوی لم یترك فیها الأزهری و ابن سیده لقائل مقالا، و لم یخلیا فیه لأحد مجالا، فإنهما عیّنا فی كتابیهما عمن رویا، و برهنا عما حویا، و نشرا فی خطیهما ما طویا. و لعمری لقد جمعا فأوعیا، و أتیا بالمقاصد و وفیا.و لیس لی فی هذا الكتاب فضیلة أمتُّ بها، و لا وسیلة أتمسك بسببها، سوی أنی جمعت فیه ما تفرّق فی تلك الكتب من العلوم، و بسطت القول فیه و لم أشبع بالیسیر، و طالب العلم منهوم. فمن وقف فیه علی صواب أو زلل، أو صحة أو خلل، فعُهدته علی المصنف الأوّل، و حمده و ذمّه لأصله الذی علیه المعوّل. لأننی نقلت من كل أصل مضمونه، و لم أیدل منه شیئا، فیقال فإنما إثمه علی الذین یبدلونه، بل أدیت الأمانة فی نقل الأصول بالفص، و ما تصرفت فیه بكلام غیر ما فیها من النص؛ فلیعتدّ من ینقل عن كتابی هذا أنه ینقل عن هذه الأصول الخمسة، و لیَغْنَ عن الاهتداء بنجومها فقد غابت لمّا أطلعْتُ شمسَه.و الناقل عنه یمدّ باعه و یطلق لسانه، و یتنوّع فی نقله عنه لأنه ینقل عن خزانة. و اللّه تعالی یشكر ما له بإلهام جمعه من منّة، و بجعل بینه و بین محرّفی كلمه عن مواضعه واقیة و جنّة. و هو المسؤول أن یعاملنی فیه بالنیة التی جمعته لأجلها، فإنی لم أقصد سوی حفظ أصول هذه اللغة النبویة و ضبط فضلها، إذ علیها مدار أحكام الكتاب العزیز و السنّة النبویة؛ و لأن العالم بغوامضها یعلم ما توافق فیه النیة اللسان «2»، و یخالف فیه اللسان النیة، و ذلك لما رأیته قد غلب، فی هذا الأوان، من اختلاف الألسنة و الألوان، حتی لقد أصبح اللحن فی الكلام یُعدّ لحنا مردودا، و صار النطق بالعربیة من المعایب معدودا، و تنافس الناس فی تصانیف الترجمانات فی اللغة الأعجمیة، و تفاصحوا فی غیر اللغة العربیة، فجمعت هذا الكتاب فی زمن أهله بغیر لغته یفخرون، و صنعته كما صنع نوح الفلك و قومه منه یسخرون، و سمیته لسانَ العرب،
(1) نسخة بتوشیح. (2) نسخة بالعربیة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 9
و أرجو من كرم اللّه تعالی أن یرفع قدر هذا الكتاب و ینفع بعلومه الزاخرة، و یصل النفع به بتناقل العلماء له فی الدنیا و بنطق أهل الجنة به فی الآخرة؛ و أن یكون من الثلاث التی ینقطع عمل ابن آدم إذا مات إلا منها؛ و أن أنال به الدرجات بعد الوفاة بانتفاع كل من عمل بعلومه أو نقل عنها؛ و أن یجعل تألیفه خالصا لوجهه الجلیل، و حسبنا اللّه و نعم الوكیل.قال عبد اللّه محمد بن المكرّم: شرطنا فی الكتاب المبارك أن نرتبه كما رتب الجوهری صحاحه، و قد قمنا، و المنة للّه، بما شرطناه فیه. إلا أن الأزهریّ ذكر، فی أواخر كتابه، فصلا جمع فیه تفسیر الحروف المقطعة، التی وردت فی أوائل سور القرآن العزیز، لأنها ینطق بها مفرّفة غیر مؤلفة و لا منتظمة، فترد كل كلمة فی بابها، فجعل لها بابا بمفردها؛ و قد استخرت اللّه تعالی و قدّمتها فی صدر كتابی لفائدنین: أهمهما مقدّمهما، و هو النبرك بتفسیر كلام اللّه تعالی الخاص به، الذی لم یشاركه أحد فیه إلا من تبرّك بالنطق به فی تلاوته، و لا یعلم معناه إلا هو، فاخترت الابتداء به لهذه البركة، قبل الخوض فی كلام الناس؛ و الثانیة أنها إذا كانت فی أوّل الكتاب كانت أقرب إلی كل مطالع من آخره، لأنّ العادة أن یطالع أوّل الكتاب لیكشف منه ترتیبه و غرض مصنفه، و قد لا یتهیأ للمطالع أن یكشف آخره، لأنه إذا اطلع من خطبته أنه علی ترتیب الصحاح أیس أن یكون فی آخره شی‌ء من ذلك، فلهذا قدّمته فی أوّل الكتاب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 10

باب تفسیر الحروف المقطعة؛ ج1، ص: 10

روی ابن عباس رضی اللّه عنهما فی الحروف المقطّعة، مثل ألم ألمص ألمر و غیرها، ثلاثة أقوال: أحدها أنّ قول اللّه عزّ و جل: الم أقسم بهذه الحروف أنّ هذا الكتاب، الذی أنزل علی محمد صلی اللّه علیه و سلم، هو الكتاب الذی من عند اللّه عز و جل لا شكّ فیه، قال هذا فی قوله تعالی: الم ذلك الكتاب لا ریب فیه؛ و القول الثانی عنه: إن الر حم ن اسم الرحمن مقطع فی اللفظ، موصول فی المعنی؛ و القول الثالث عنه إنه قال: الم ذلك الكتاب، قال: الم معناه أنا اللّه أعلم و أری.و روی عكرمة فی قوله: الم ذلك قال: الم قسم؛ و روی عن السدّی قال: بلغنی عن ابن عباس أنه قال: الم اسم من أسماء اللّه و هو الاسم الأعظم؛ و روی عكرمة عن ابن عباس: الر و الم و حم حروف معرّقة «1» أی بنیت معرّفة، قال أنیّ فحدّثت به الاعمش فقال: عندك مثل هذا و لا تحدّثنا به! و روی عن قتادة قال: الم اسم من أسماء القرآن، و كذلك حم و یس، و جمیع ما فی القرآن من حروف الهجاء فی أوائل السور.و سئل عامر عن فواتح القرآن، نحو حم و نحو ص و الم و الر. قال: هی اسم من أسماء اللّه مقطعة بالهجاء، إذا وصلتها كانت اسما من أسماء اللّه. ثم قال عامر، الرحمن «2». قال: هذه فاتحة ثلاث سور، إذا جمعتهن كانت اسما من أسماء اللّه تعالی.و روی أبو بكر بن أبی مریم عن ضمرة بن حبیب و حكیم بن عمیر و راشد بن سعد «3» قالوا: المر و المص و الم و أشباه ذلك، و هی ثلاثة عشر حرفا، إن فیها اسم اللّه الأعظم.و روی عن ابی العالیة فی قوله: الم قال: هذه الأحرف الثلاثة من التسعة و العشرین حرفا لیس فیها حرف إلا و هو مفتاح اسم من أسماء اللّه، و لیس فیها حرف إلا و هو فی آلائه و بلائه، و لیس فیها حرف إلا و هو فی مدّة قوم و آجالهم.قال و قال عیسی بن عمر: أعجب أنهم ینطقون بأسمائه و یعیشون فی رزقه كیف یفكرون به: فالالف مفتاح اسمه اللّه، و لام مفتاح اسمه لطیف، و میم مفتاح اسمه مجید. فالالف آلاء اللّه، و اللام لطف اللّه، و المیم مجد اللّه، و الالف واحد، و اللام ثلاثون، و المیم أربعون.و روی عن أبی عبد الرحمن السلمی قال: الم آیة، و حم آیة.و روی عن أبی عبیدة أنه قال: هذه الحروف المقطعة حروف الهجاء، و هی افتتاح كلام و نحو ذلك.قال الأخفش: و دلیل ذلك أنّ الكلام الذی ذكر قبل السورة قد تم.
(1) قوله «حروف معرّفة الخ» كذا بالأصول التی بأیدینا و لعل الأولی مفرقة. (2) الرحمن «قال هذا الخ» كذا بالنسخ التی بأیدینا و المناسب لما بعده أن تكتب مفرقة هكذا الر حم ن قال هذه فاتحة ثلاث الخ. (3) قوله «و راشد بن سعد» فی نسخة و رائد بن سعد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 11
و روی سعید بن جبیر عن ابن عباس أنه قال: فی كهیعص هو كاف، هاد، یمین، عزیز، صادق؛ جعل اسم الیمین مشتقا من الیمن، و سنوسع القول فی ذلك فی ترجمة یمن إن شاء اللّه تعالی.و زعم قطرب أن الر و المص و الم و كهیعص و ص و ق و یس و ن، حروف المعجم لتدل أنّ هذا القرآن مؤلَّف من هذه الحروف المقطعة التی هی: حروف ا ب ت ث، فجاء بعضها مقطعّا، و جاء تمامها مؤلّفا لیدل القوم، الذین نزل علیهم القرآن، أنه بحروفهم التی یعقلونها لا ریب فیه.قال، و لقطرب وجه آخر فی الم: زعم أنه یجوز أن یكون لمّا لغا القوم فی القرآن فلم یتفهموه حین قالوا: «لا تسمعوا لهذا القرآن و الغوا فیه» أنزل علیهم ذكر هذه الحروف لأنهم لم یعتادوا الخطاب بتقطیع الحروف، فسكتوا لما سمعوا الحروف طمعا فی الظفر بما یحبون، لیفهموا، بعد الحروف، القرآن و ما فیه، فتكون الحجة علیهم أثبت، إذا جحدوا بعد تفهُّم و تعلم.و قال أبو اسحق الزجاج: المختار من هذه الأقاویل ما روی عن ابن عباس و هو: أن معنی الم أنا اللّه أعلم، و أن كل حرف منها له تقسیر. قال: و الدلیل علی ذلك أنّ العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به علی الكلمة التی هو منها، و أنشد: قلت لها قفی فقالت ق فنطق بقاف فقط ترید أقف. و أنشد أیضا: نادیتهم أن ألجموا ألا تا! قالوا، جمیعا، كلُّهُم: ألا فا! قال تفسیره: نادوهم أن ألجموا أ لا تركبون؟ قالوا جمیعا: ألا فاركبوا؛ فإنما نطق بتاء و فاء كما نطق الاوّل بقاف.و قال: و هذا الذی اختاروه فی معنی هذه الحروف، و اللّه أعلم بحقیقتها.و روی عن الشعبی أنه قال: للّه عز و جل، فی كل كتاب، سرّ، و سرّه، فی القرآن، حروف الهجاء المذكورة فی أوائل السور.و أجمع النحویون: أنّ حروف التهجّی، و هی الالف و الباءو التاء و الثاء و سائر ما فی القرآن منها، أنها مبنیة علی الوقف، و أنها لا تعرب. و معنی الوقف أنك تقدر أن تسكت علی كل حرف منها، فالنطق بها: الم.و الدلیل علی أنّ حروف الهجاء مبنیة علی السكت، كما بنی العدد علی السكت، أنك تقول فیها بالوقوف «1»، مع الجمع، بین ساكنین، كما تقول، إذا عددت واحد اثنان ثلاثة أربعة، فتقطع ألف اثنین، و الف اثنین ألف وصل، و تذكر الهاء فی ثلاثة و أربعة؛ و لو لا أنك تقدّر السكت لقلت ثلاثة، كما تقول ثلاثة یا هذا، و حقها من الإعراب أن تكون سواكن الأواخر.و شرح هذه الحروف و تفسیرها: إنّ هذه الحروف لیست تجری مجری الأسماء المتمكنة و الأفعال المضارعة التی یجب لها الإعراب، فإنما هی تقطیع الاسم المؤلف الذی لا یجب الإعراب إلا مع كماله، فقولك جعفر لا یجب أن تعرب منه الجیم و لا العین و لا الفاء و لا الراء دون تكمیل الأمم؛ و إنما هی حكایات
(1) فی نسخة بالوقف.
لسان العرب، ج‌1، ص: 12
وضعت علی هذه الحروف، فإن أجریتها مجری الأسماء و حدّثت عنها قلت: هذه كاف حسنة، و هذا كاف حسن؛ و كذلك سائر حروف المعجم، فمن قال: هذه كاف أنث بمعنی الكلمة، و من ذكَّر فلمعنی الحرف، و الإعراب وقع فیها لأنك تخرجها من باب الحكایة. قال الشاعر: كافاً و میمَیْنِ و سیناً طاسِمَا و قال آخر: كما بُیِّنَت كافٌ تلوح و مِیمُها «1» فذكَّر طاسما لأنه جعله صفة للسین، و جعل السین فی معنی الحرف، و قال كاف تلوح فأنث الكاف لأنه ذهب بها إلی الكلمة. و إذا عطفت هذه الحروف بعضها علی بعض أعربتها فقلت: ألف و باء و تاء و ثاء إلی آخرها و اللّه أعلم.و قال أبو حاتم: قالت العامّة فی جمع حم و طس طواسین و حوامیم. قال: و الصواب ذوات طس و ذوات حم و ذوات الم. و قوله تعالی یس كقوله عز و جل الم و حم و أوائل السور.و قال عكرمة معناه یا إنسان، لأنه قال: إنك لمن المرسلین.و قال ابن سیده: الالف و الالیف حرف هجاء. و قال الأخفش هی من حروف المعجم مؤنثة و كذلك سائر الحروف. و قال: و هذا كلام العرب، و إذا ذكَّرت جاز.و قال سیبویه: حروف المعجم كلّها تذكّر و تؤنث كما أنّ الإنسان یذكر و یؤنث.قال: و قوله عز و جل الم و المص و المر.قال الزجاج: الذی اخترنا فی تفسیرها قول ابن عباس: إن ألم أنا اللّه أعلم؛ و ألمص أنا اللّه أعلم و أفصل؛ و ألمر أنا اللّه أعلم و أری.قال بعض النحویین: موضع هذه الحروف رفع بما بعدها أو ما بعدها رفع بها. قال: المص كتاب، فكتاب مرتفع بالمص؛ و كأنّ معناه المص حروف كتاب أنزل الیك. قال: و هذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أبدا ذكرُ الكتاب، فقوله: الم اللّه لا إله إلا هو الحی القیوم، یدل علی أنّ الم رافع لها علی قوله، و كذلك یس و القرآن الحكیم، و كذلك حم عسق، كذلك یوحی الیك، و قوله حم و الكتاب المبین إنا أنزلناه، فهذه الأشیاء تدل علی أنّ الأمر علی غیر ما ذكر. قال و لو كان كذلك أیضا لما كان الم و حم مكرّرین.قال و قد أجمع النحویون علی أن قوله عز و جل كتاب أنزل إلیك مرفوع بغیر هذه الحروف، فالمعنی هذا كتاب أنزل إلیك.و دكر الشیخ أبو الحسن علیّ الحرالی شیئا فی خواص الحروف المنزلة أوائل السور و سنذكره فی الباب الذی یلی هذا فی ألقاب الحروف.
(1) قوله «كما بینت الخ» فی نسخة كما بنیت.
لسان العرب، ج‌1، ص: 13‌

باب ألقاب الحروف و طبائعها و خواصّها؛ ج1، ص: 13

قال عبد اللّه محمد بن المكرّم: هذا الباب أیضا لیس من شرطنا لكنی اخترت ذكر الیسیر منه، و إنی لا.أضرب صفحا عنه لیظفر طالبه منه بما یرید، و ینال الإفادة منه من یستفید، و لیعلم كل طالب أن وراء مطلبه مطالب أخر، و أن للّه تعالی فی كل شی‌ء سرّا له فعل و أثر. و لم أوسع القول فیه خوفا من انتقاد من لا یدریه.ذكر ابن كیسان فی ألقاب الحروف: أن منها المجهور و المهموس؛ و معنی المجهور منها أنه لزم موضعه إلی انقضاء حروفه، و حبس النفس أن یجری معه، فصار مجهورا لأنه لم یخالطه شی‌ء یغیره، و هو تسعة عشر حرفا: الالف و العین و الغین و القاف و الجیم و الباء و الضاد و اللام و النون و الراء و الطاء و الدال و الزای و الظاء و الذال و المیم و الواو و الهمزة و الیاء؛ و معنی المهموس منها أنه حرف لان مخرجه دون المجهور، و جری معه النفس، و كان دون المجهور فی رفع الصوت، و هو عشرة أحرف: الهاء و الحاء و الخاء و الكاف و الشین و السین و التاء و الصاد و الثاء و الفاء؛ و قد یكون المجهور شدیدا، و یكون رخوا، و المهموس كذلك.و قال الخلیل بن أحمد: حروف العربیة تسعة و عشرون حرفا منها خمسة و عشرون حرفا صحاح، لها أحیاز و مدارج، و أربعة أحرف جوف: الواو و الیاء و الالف اللینة و الهمزة، و سمیت جوفا لأنها تخرج من الجوف، فلا تخرج فی مدرجة من مدارج الحلق، و لا مدارج اللهاة، و لا مدارج اللسان، و هی فی الهواء، فلیس لها حیز تنسب إلیه إلا الجوف.و كان یقول: الالف اللینة و الواو و الیاء هوائیة أی إنها فی الهواء. و أقصی الحروف كلها العین، و أرفع منها الحاء، و لو لا بحة فی الحاء لأشبهت العین لقرب مخرجها منها، ثم الهاء، و و لو لا هتة فی الهاء، و قال مرّة اخری ههة فی الهاء، لأشبهت الحاء لقرب مخرجها منها، فهذه الثلاثة فی حیز واحد، و لهذه الحروف ألقاب أخر؛ الحلقیة: العین و الهاء و الحاء و الخاء و الغین؛ اللهویة: القاف و الكاف؛ الشجریة: الجیم و الشین و الضاد، و الشجر مفرج الفم؛ الاسلیة: الصاد و السین و الزای، لأن مبدأها من أسلة اللسان و هی مستدقّ طرفه؛ النطعیة: الطاء و الذال و التاء، لأن مبدأها من نطع الغار الأعلی؛ اللثویة: الظاء و الدال و الثاء، لأن مبدأها من اللثة؛ الذلقیة: الراء و اللام و النون؛ الشفویة: الفاء و الباء و المیم، و قال مرّة شفهیة؛ الهوائیة: الواو و الالف و الیاء. و سنذكر فی صدر كل حرف أیضا شیئا مما یخصه.و أما ترتیب كتاب العین و غیره، فقد قال اللیث بن المظفر: لما أراد الخلیل بن أحمد الابتداء فی كتاب العین أعمل فكره فیه، فلم یمكنه أن یبتدئ فی أوّل حروف المعجم، لأنّ الالف حرف معتلّ، فلما فاته أول الحروف كره ان یجعل الثانی أوّلا، و هو الباء، إلا بحجة و بعد استفصاء، فدبر و نظر إلی الحروف كلها و ذاقها، فوجد مخرج الكلام كله من الخلق، فصیر أولاها، فی الابتداء أدخلها فی الحلق.و كان إذا أراد أن یذوق الحروف فتح فاء بألف ثم أظهر الحروف ثم یقول: اب ات اث اج اع، فوجد العین أقصاها فی الحلق، و أدخلها، فجعل أوّل الكتاب العین؛ ثم ما قرب مخرجه منها بعد العین الأرفع
لسان العرب، ج‌1، ص: 14
فالأرفع، حتی أتی علی آخر الحروف، فقلب الحروف عن مواضعها، و وضعها علی قدر مخرجها من الحلق.و هذا تألیفه و ترتیبه: العین و الحاء و الهاء و الخاء و الغین و القاف و الكاف و الجیم و الشین و الضاد و الصاد و السین و الزای و الطاء و الدال و التاء و الظاء و الذال و الثاء و الراء و اللام و النون و الفاء و الباء و المیم و الیاء و الواو و الالف.و هذا هو ترتیب المحكم لابن سیده، إلا أنه خالفه فی الأخیر، فرتب بعد المیم الالف و الیاء و الواو.و لقد أنشدنی شخص بدمشق المحروسة أبیانا، فی ترتیب المحكم، هی أجود ما قیل فیها: علیك حروفا هنّ خیر غوامض، قیود كتاب، جلّ، شأنا، ضوابطه صراط سوی، زلّ طالب دحضه، تزید ظهورا ذا ثبات روابطه لذلكم نلتذ فوزا بمحكم، مصنفه، ایضا، یفوز و ضابطه و قد انتقد هذا الترتیب علی من رتبه. و ترتیب سیبویه علی هذه الصورة: الهمزة و الهاء و العین و الحاء و الخاء و الغین و القاف و الكاف و الضاد و الجیم و الشین و اللام و الراء و النون و الطاء و الدال و التاء و الصاد و الزای و السین و الظاء و الذال و الثاء و الفاء و الباء و المیم و الیاء و الالف و الواو.و أما تقارب بعضها من بعض و تباعدها، فان لها سرّا، فی النطق، یكشفه من تعنّاه، كما انكشف لنا سرّه فی حل المترجمات، لشدّة احتیاجنا إلی معرفة ما یتقارب بعضه من بعض، و یتباعد بعضه من بعض، و یتركب بعضه مع بعض، و لا یتركب بعضه مع بعض؛ فإن من الحروف ما یتكرر و یكثر فی الكلام استعماله، و هو: ا ل م ه و ی ن؛ و منها ما یكون تكراره دون ذلك، و هو: ر ع ف ت ب ك د س ق ح ج، و منها ما یكون تكراره أقل من ذلك، و هو: ظ غ ط ز ث خ ض ش ص ذ. و من الحروف ما لا یخلو منه أكثر الكلمات، حتی قالوا: إنّ كل كلمة ثلاثیة فصاعدا لا یكون فیها حرف أو حرفان منها، فلیست بعربیة، و هی ستة أحرف: د ب م ن ل ف؛ و منها ما لا یتركب بعضه مع بعض، إذا اجتمع فی كلمة، إلا أن یقدّم، و لا یجتمع، إذا تأخر، و هو: ع ه، فإنّ العین إذا تقدّمت تركبت، و إذا تأخرت لا تتركب؛ و منها ما لا یتركب، إذا تقدّم، و یتركب، إذا تأخر، و هو: ض ج، فإن الضاد إذا تقدّمت «1» تركبت، و إذا تأخرت لا تتركب فی أصل العربیة؛ و منها ما لا یتركب بعضه مع بعض لا إن تقدّم و لا إن تأخر، و هو: س ث ض ز ظ ص، فاعلم ذلك.و أمّا خواصها: فإن لها أعمالا عظیمة تتعلق بأبواب جلیلة من أنواع المعالجات، و أوضاع الطلسمات، و لها نفع شریف بطبائعها، و لها خصوصیة بالأفلاك المقدّسة و ملائمة لها، و منافع لا یحصیها من یصفها، لیس هذا موضع ذكرها، لكنا لا بدّ أن تلوّح بشی‌ء من ذلك، ننبه علی مقدار نعم اللّه تعالی علی من كشف له سرّها، و علّمه علمها، و أباح له التصرّف بها. و هو أن منها ما هو حار یابس طبع النار، و هو: الالف و الهاء و الطاء و المیم و القاء و الشین و الذال، و له خصوصیة بالمثلثة الناریة؛ و منها ما هو بارد یابس طبع التراب، و هو: الباء و الواو و الیاء و النون و الصاد و التاء و الضاد، و له خصوصیة بالمثلثة الترابیة؛ و منها ما هو حار رطب طبع الهواء، و هو: الجیم و الزای و الكاف و السین و القاف و الثاء و الظاء، و له
(1) قوله «فإن الضاد إذا تقدمت الخ»، الأولی فی التفریع أن یقال فإن الجیم إذا تقدمت لا تتركب و إذا تأخرت تتركب و إن كان ذلك لازما لكلامه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 15
خصوصیة بالمثلثة الهوائیة؛ و منها ما هو بارد رطب طبع الماء، و هو: الدال و الحاء و اللام و العین و الراء و الخاء و الغین، و له خصوصیة بالمثلثة المائیة.و لهذه الحروف فی طبائعها مراتب و درجات و دقائق و ثوان و ثوالث و روابع و خوامس یوزن بها الكلام، و یعرف العمل به علماؤه؛ و لو لا خوف الإطالة، و انتقاد ذوی الجهالة، و بُعد أكثر الناس عن تأمل دقائق صنع اللّه و حكمته، لذكرت هنا أسرارا من أفعال الكواكب المقدسة، إذا مازجتها الحروف نخرق عقول من لا اهتدی إلیها، و لا هجم به تنقیبه و بحثه علیها. و لا انتقاد علیّ فی قول ذوی الجهالة، فإن الزمخشری، رحمه اللّه تعالی، قال فی تفسیر قوله عز و جل: و جعلنا السماء سقفا محفوظا، و هم عن آیاتها معرضون، قال: عن آیاتها أی عما وضع اللّه فیها من الأدلة و العبر، كالشمس و القمر، و سائر النیرات، و مسایرها و طلوعها و غروبها علی الحساب القویم، و الترتیب العجیب، الدال علی الحكمة البالغة و القدرة الباهرة.قال و أیّ جهل أعظم من جهل من أعرض عنها، و لم یذهب به وهمه إلی تدبرها و الاعتبار بها، و الاستدلال علی عظمة شأن من أوجدها عن عدم، و دبرها و نصبها هذه النصبة، و أودعها ما أودعها مما لا یعرف كنهه إلا هو جلت قدرته، و لطف علمه. هذا نص كلام الزمخشری رحمه اللّه.و ذكر الشیخ أبو العباس أحمد البونی رحمه اللّه قال: منازل القمر ثمانیة و عشرون منها أربعة عشر فوق الأرض؛ و منها أربعة عشر تحت الأرض. قال: و كذلك الحروف: منها أربعة عشر مهملة بغیر نقط، و أربعة عشر معجمة بنقط، فما هو منها غیر منقوط، فهو أشبه بمنازل السعود، و ما هو منها منقوط، فهو منازل النحوس و الممتزجات؛ و ما كان منها له نقطة واحدة، فهو أقرب إلی السعود؛ و ما هو بنقطتین، فهو متوسط فی النحوس، فهو الممتزج، و ما هو بثلاث نقط، فهو عام النحوس.هكذا وجدته.و الذی نراه فی الحروف أنها ثلاثة عشر مهملة و خمسة عشر معجمة، إلا أن یكون كان لهم اصطلاح فی النقط تغیر فی وقتنا هذا.و أما المعانی المنتفع بها من قواها و طبائعها فقد ذكر الشیخ أبو الحسن علیّ الحرالی و الشیخ أبو العباس احمد البونی و البعلبكی و غیرهم، رحمهم اللّه، من ذلك ما اشتملت علیه كتبهم من قواها و تأثیراتها، و مما قیل فیها أن تتخذ الحروف الیابسة و تجمع متوالیا، فتكون متقویة لما یراد فیه تقویة الحیاة التی تسمیها الأطباء الغریزیة، أو لما یراد دفعه من آثار الأمراض الباردة الرطبة، فیكتبها، أو یرقی بها، أو یسقیها لصاحب الحمّی البلغمیة و المفلوج و الملووق. و كذلك الحروف الباردة الرطبة، إذا استعملت بعد تتبعها، و عولج بها رقیة، أو كتابة أو سقیا، من به حمی محرقة، أو كتبت علی ورم حار، و خصوصا حرف الحاء لأنها، فی عالمها، عالم صورة. و إذا اقتصر علی حرف منها كتب بعدده، فیكتب الحاء مثلا ثمانی مرات، و كذلك ما تكتبه من المفردات تكتبه بعدده. و قد شاهدنا نحن ذلك فی عصرنا، و رأینا، من معلمی الكتابة و غیرهم، من یكتب علی خدود الصبیان، إذا تورمت، حروف أبجد بكمالها، و یعتقد أنها مفیدة، و ربما أفادت، و لیس الأمر كما اعتقد، و إنما لما جهل أكثر الناس طبائع الحروف، و رأوا ما یكتب منها، ظنوا الجمیع أنه مفید، فكتبوها كلها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 16
و شاهدنا أیضا من یقلقه الصداع الشدید و یمنعه القرآن «1»، فیكتب له صورة لوح، و علی جوانبه تاءات أربع، فیبرأ بذلك من الصداع. و كذلك الحروف الرطبة إذا استعملت رقی، أو كتابة، أو سقیا، قوّت المنة و أدامت الصحة و قوت علی الباه؛ و إذا كتبت للصغیر حسن نباته، و هی أوتار الحروف كلها؛ و كذلك الحروف الباردة الیابسة، إذا عولج بها من نزف دم بسقی، أو كتابة، أو بخور، و نحو ذلك من الأمراض. و قد ذكر الشیخ محیی الدین بن العربی، فی كتبه، من ذلك، جملا كثیرة. و قال الشیخ علی الحرالی رحمه اللّه: إن الحروف المنزلة أوائل السور وعدتها، بعد إسقاط مكررها، أربعة عشر حرفا، و هی: إنها یقتصر بها علی مداواة السموم، و تقاوم السموم بأضدادها، فیسقی للدغ العقرب حارها، و من نهشة الحیة باردها الرطب، أو نكتب له؛ و تجری المحاولة، فی الأمور، علی نحو من الطبیعة، فتسقی الحروف الحارة الرطبة للتفریح و إذهاب الغم؛ و كذلك الحارة الیابسة لتقویة الفكر و الحفظ، و الباردة الیابسة للثبات و الصبر، و الباردة الرطبة لتیسیر الأمور و تسهیل الحاجات و طلب الصفح و العفو.و قد صنف البعلبكی فی خواص الحروف كتابا مفردا، و وصف لكل حرف خاصیة یفعلها بنفسه، و خاصیة بمشاركة غیره من الحروف علی أوضاع معینة فی كتابه، و جعل لها نفعا بمفردها علی الصورة العربیة، و نفعا بمفردها، إذا كتبت علی الصورة الهندیة، و نفعا بمشاركتهما فی الكتابة؛ و قد اشتمل من العجائب علی ما لا یعلم مقداره إلا من علم معناه.و أما أعمالها فی الطلسمات فإن للّه سبحانه و تعالی فیها سرّا عجیبا، و صنعا جمیلا، شاهدنا صحة أخبارها، و جمیل آثارها.و لیس هذا موضع الإطالة بذكر ما جربناه منها و رأیناه من التأثیر عنها، فسبحان مسدی النعمة، و مؤتی الحكمة، العالم بمن خلق، و هو اللطیف الخبیر.
(1) قوله «القرآن» كذا بالنسخ و لعل الأظهر القرار.
لسان العرب، ج‌1، ص: 17

حرف الهمزة؛ ج1، ص: 17

نذكر، فی هذا الحرف، الهمزة الأصلیة، التی هی لام الفعل؛ فاما المبدلة من الواو نحو العزاء، الذی أصله عزاو، لأنه من عزوت، أو المبدلة من الیاء نحو الإباء، الذی أصله إبای، لأنه من أبیت، فنذكره فی باب الواو و الیاء، و نقدم هنا الحدیث فی الهمزة.قال الأزهری: اعلم أن الهمزة لا هجاء لها، إنما تكتب مرة ألفا و مرة یاء و مرة واوا؛ و الألف اللیّنة لا حرف لها، إنما هی جزء من مدّة بعد فتحة. و الحروف ثمانیة و عشرون حرفا مع الواو و الألف و الیاء، و تتم بالهمزة تسعة و عشرین حرفا. و الهمزة كالحرف الصحیح، غیر أن لها حالات من التلیین و الحذف و الإبدال و التحقیق تعتلّ، فألحقت بالأحرف المعتلة الجوف، و لیست من الجوف، إنما هی حلقیة فی أقصی الفم؛ و لها ألقاب كألقاب الحروف الجوف، فمنها همزة التأنیث، كهمزة الحمراء و النفساء و العشراء و الخشاء، و كل منها مذكور فی موضعه؛ و منها الهمزة الأصلیة فی آخر الكلمة مثل: الحفاء و البواء و الوطاء و الطواء؛ و منها الوحاء و الباء و الداء و الإیطاء فی الشعر. هذه كلها همزها أصلیّ؛ و منها همزة المدة المبدلة من الیاء و الواو: كهمزة السماء و البكاء و الكساء و الدعاء و الجزاء و ما أشبهها؛ و منها الهمزة المجتلبة بعد الألف الساكنة نحو: همزة وائل و طائف، و فی الجمع نحو كتائب و سرائر؛ و منها الهمزة الزائدة نحو: همزة الشمأل و الشأمل و الغرقی‌ء؛ و منها الهمزة التی تزاد لئلا یجتمع- ساكنان نحو: اطمأن و اشمأز و ازبأر و ما شاكلها؛ و منها همزة الوقفة فی آخر الفعل لغة لبعض دون بعض نحو قولهم للمرأة: قولئ، و للرجلین قولأ، و للجمیع قولؤ؛ و إذا وصلوا الكلام لم یهمزوا، و یهمزون لا إذا وقفوا علیها؛ و منها همزة التوهم، كما روی الفراء عن بعض العرب أنهم یهمزون ما لا همز فیه إذا ضارع المهموز. قال: و سمعت امرأة من غنیّ تقول: رثأت زوجی بأبیات، كأنها لما سمعت رثأت اللبن ذهبت إلی أن مرثیة المیت منها. قال: و یقولون لبأت بالحج و حلأت السویق، فیغلطون لأنّ حلأت یقال فی دفع العطشان عن الماء، و لبأت یذهب بها اللبا. و قالوا: استنشأت الریح و الصواب استنشیت، ذهبوا به إلی قولهم نشأ السحاب؛ و منها الهمزة الأصلیة الظاهرة نحو همز الخب‌ء و الدف‌ء و الكف‌ء و العب‌ء و ما أشبهها؛ و منها اجتماع همزتین فی كلمة واحدة نحو همزتی الرثاء و الحاوئاء؛ و اما الضیاء فلا یجوز همز یائه، و المدة الأخیرة فیه همزة أصلیة من ضاء یضوء ضوءا. قال أبو العباس أحمد بن یحیی فیمن همز ما لیس بمهموز: و كنت أُرَجِّی بئرَ نَعْمانَ، حائراً، فَلَوَّأَ بالعینَیْنِ و الأنفِ حائِرُ أراد لوّی، فهمز، كما قال: كمُشْتَرئ بالحَمْد ما لا یَضیرهُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 18
قال أبو العباس: هذه لغة من یهمز ما لیس بمهموز، قال: و الناس كلّهم یقولون، إذا كانت الهمزة طرفا، و قبلها ساكن، حذفوها فی الخفض و الرفع، و أثبتوها فی النصب، إلا الكسائی وحده، فإنه یثبتها كلها.قال و إذا كانت الهمزة وسطی أجمعوا كلهم علی أن لا تسقط.قال و اختلف العلماء بأیّ صورة تكون الهمزة، فقالت طائفة: نكتبها بحركة ما قبلها و هم الجماعة؛ و قال أصحاب القیاس: نكتبها بحركة نفسها؛ و احتجت الجماعة بأن الخط ینوب عن اللسان.قال و إنما یلزمنا أن نترجم بالخط ما نطق به اللسان. قال أبو العباس و هذا هو الكلام.قال: و منها اجتماع الهمزتین بمعنیین و اختلاف النحویین فیها. قال اللّه عز و جل: أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا یؤمنون. من القراء من یحقق الهمزتین فیقرأ أ أنذرتهم، قرأ به عاصم و حمزة و الكسائی، و قرأ أبو عمرو آ أنذرتهم مطوّلة؛ و كذلك جمیع ما أشبهه نحو قوله تعالی: آ أنت قلت للناس، آ ألد و أنا عجوز، آ إله مع اللّه؛ و كذلك قرأ ابن كثیر و نافع و یعقوب بهمزة مطوّلة، و قرأ عبد اللّه بن أبی إسحق آ أنذرتهم بألف بین الهمزتین، و هی لغة سائرة بین العرب، قال ذو الرمة: تطالَلْتُ، فاسْتَشْرَفْتُه، فعَرَفَتْهُ، فقلت له: آ أنت زیدُ الأرانبِ؟ و أنشد أحمد بن یحیی: خِرقٌ اذا ما القَوْمُ أجْرَوْا فُكاهةً تَذَكَّرَ آ إیّاه یَعْنُونَ أم قِرْدا؟ و قال الزجاج: زعم سیبویه أن من العرب من یحقق الهمزة و لا یجمع بین الهمزتین، و إن كانتا من كلمتین. قال: و أهل الحجاز لا یحققون واحدة منها.و كان الخلیل یری تخفیف الثانیة، فیجعل الثانیة بین الهمزة و الألف و لا یجعلها ألفا خالصة. قال: و من جعلها ألفا خالصة، فقد أخطأ من جهتین: إحداهما أنه جمع بین ساكنین، و الأخری أنه أبدل من همزة متحركة، قبلها حركة، ألفا، و الحركة الفتح. قال: و إنما حق الهمزة، إذا تحركت و انفتح ما قبلها، أن نجعل بین بین، أعنی بین الهمزة و بین الحرف الذی منه حركتها، فتقول فی سأل سأل، و فی رؤف رؤف، و فی بئس بئس، و هذا فی الخط واحد، و إنما نحكمه بالمشافهة.قال: و كان غیر الخلیل یقول فی مثل قوله «فقد جاء أشراطها» أن تخفف الأولی.قال سیبوبه: جماعة من العرب یقرأون: فقد جاء أشراطها، یحققون الثانیة و یخففون الأولی. قال و إلی هذا ذهب أبو عمرو بن العلاء.قال: و أما الخلیل، فإنه یقرأ بتحقیق الأولی و تخفیف الثانیة.قال: و إنما اخترت تخفیف الثانیة لاجتماع الناس علی بدل الثانیة فی قولهم: آدم و آخر، لأن الأصل فی آدم أأدم، و فی آخر أأخر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 19
قال الزجاج: و قول الخلیل أقیس، و قول أبی عمرو جید أیضا.و أما الهمزتان، إذا كانتا مكسورتین، نحو قوله: علی البغاء إن أردن تحصُّنا؛ و إذا كانتا مضمومتین نحو قوله: أولیاء أولئك، فإن أبا عمرو یخفف الهمزة الأولی منهما، فیقول: علی البغاء إن، و أولیاء أولئك، فیجعل الهمزة الأولی فی البغاء بین الهمزة و الیاء و یكسرها، و یجعل الهمزة فی قوله: أولیاء أولئك، الأولی بین الواو و الهمزة و یضمها.قال: و جملة ما قاله فی مثل هذه ثلاثة أقوال: أحدها، و هو مذهب الخلیل، أن یجعل مكان الهمزة الثانیة همزة بین بین، فإذا كان مضموما جعل الهمزة بین الواو و الهمزة. قال: أولیاء أولئك، علی البغاء إن؛ و أما أبو عمرو فیقرأ علی ما ذكرنا؛ و أما ابن أبی إسحق و جماعة من القراء، فإنهم یجمعون بین الهمزتین؛ و أما اختلاف الهمزتین نحو قوله تعالی: كما آمن السفهاء ألا، فأكثر القراء علی تحقیق الهمزتین؛ و أما أبو عمرو، فإنه یحقق الهمزة الثانیة فی روایة سیبویه، و یخفف الأولی، فیجعلها بین الواو و الهمزة، فیقول: السفهاء ألا، و یقرأ من فی السماء أن، فیحقق الثانیة؛ و أما سیبویه و الخلیل فیقولان: السفهاء و لا، یجعلان الهمزة الثانیة واوا خالصة. و فی قوله تعالی: أ أمنتم من فی السماء ین، یاء خالصة، و اللّه اعلم.قال و مما جاء عن العرب فی تحقیق الهمز و تلیینه و تحویله و حذفه، قال أبو زید الأنصاری: الهمز علی ثلاثة أوجه: التحقیق و التخفیف و التحویل. فالتحقیق منه أن تعطی الهمزة حقها من الإشباع، فإذا أردت أن تعرف إشباع الهمزة، فاجعل العین فی موضعها، كقولك من الخب‌ء: قد خبأت لك بوزن خبعت لك، و قرأت بوزن قرعت، فأنا أخبع و أقرع، و أنا خابع و خابئ و قارئ نحو قارع، بعد تحقیق الهمزة بالعین، كما وصفت لك؛ قال: و التخفیف من الهمز إنما سموه تخفیفا لأنه لم یعط حقه من الإعراب و الإشباع، و هو مشرب همزا، تصرف فی وجوه العربیة بمنزلة سائر الحروف التی تحرك، كقولك: خبات و قرات، فجعل الهمزة ألفا ساكنة علی سكونها فی التحقیق، إذا كان ما قبلها مفتوحا، و هی كسائر الحروف التی یدخلها التحریك، كقولك: لم یخبإ الرجل، و لم یقرإ القرآن، فكسر الألف من یخبإ و یقرإ لسكون ما بعدها، فكأنك قلت لَمْ یَخْبَیرَّجُلُ و لمْ یَقْرَیِلْقُرْآن، و هو، یخبو و یقرو، فیجعلها واوا مضمومة فی الإدراج؛ فان وقفتها جعلتها ألفا غیر أنك تهیئها للضمة من غیر أن تظهر ضمتها، فتقول: ما أخبأه و أقرأه، فتحرك الألف بفتح لبقیة ما فیها من الهمزة كما وصفت لك؛ و أما التحویل من الهمز، فإن تحوّل الهمز إلی الیاء و الواو، كقولك: قد خبیت المتاع فهو مخبیّ، فهو یخباه، فاعلم، فیجعل الیاء ألفا حیث كان قبلها فتجة نحو ألف یسعی و یخشی لأن ما قبلها مفتوح.قال: و تقول رفوت الثوب رفوا، فحولت الهمزة واوا كما تری، و تقول لم یخب عنی شیئا فتسقط موضع اللام من نظیرها من الفعل للإعراب، و تدع ما بقی علی حاله متحركا؛ و تقول ما أخباه، فتسكن الألف المحولة كما أسكنت الألف من قولك ما أخشاه و أسعاه.قال: و من محقق الهمز قولك للرجل: یَلْؤُم، كأنك قلت یلعم، إذا كان بخیلا، و أسد یَزْئِر كقولك یزعر؛ فإذا أردت التخفیف قلت للرجل: یَلُمُ، و للأسد یَزِرُ علی أن القیت الهمزة من قولك یلؤم و یزئر، و حركت ما قبلها بحركتها علی الضمّ و الكسر، إذا كان ما قبلها- ساكنا؛ فإذا أردت
لسان العرب، ج‌1، ص: 20
تحویل الهمزة منها قلت الرجل یلوم فجعلتها واوا ساكنة لأنها تبعت ضمة، و الأسد یزیر فجعلتها یاء للكسرة قبلها نحو یبیع و یخیط؛ و كذلك كل همزة تبعت حرفا ساكنا عدلتها إلی التخفیف، فإنك تلقیها و تحرك بحركتها الحرف الساكن قبلها، كقولك للرجل: سل، فتحذف الهمزة و تحرك موضع الفاء من نظیرها من الفعل بحركتها، و أسقطت ألف الوصل، إذ تحرك ما بعدها، و إنما یجتلبونها للإسكان، فإذا تحرك ما بعدها لم یحتاجوا إلیها. و قال رؤیة: و انْتَ یا با مسلم وَفَیْتا ترك الهمزة، و كان وجه الكلام: یا أبا مسلم، فحذف الهمزة، و هی أصلیة، كما قالوا لا أب لك، و لا أبا لك، و لا با لك، و لاب لغیرك، و لا با لشانئك. و منها نوع آخر من المحقق، و هو قولك من رأیت، و أنت تأمر: إرأ، كقولك إرع زیدا، فإذا أردت التخفیف قلت: رزیدا، فتسقط ألف الوصل لتحرك ما بعدها.قال ابو زید: و سمعت من العرب من یقول: یا فلان نویك علی التخفیف، و تحقیقه نؤیك، كقولك إبغ بغیك، إذا أمره أن یجعل نحو خبائه نؤیا كالطوق یصرف عنه ماء المطر.قال: و من هذا النوع رأیت الرجل، فإذا أردت التخفیف قلت: رایت، فحركت الألف بغیر إشباع همز، و لم تسقط الهمزة لأن ما قبلها متحرك، و تقول للرجل ترأی ذلك علی التحقیق. و عامة كلام العرب فی یری و تری و أری و نری، علی التخفیف، لم ترد علی أن القت الهمزة من الكلمة، و جعلت حركتها بالضم «1» علی الحرف الساكن قبلها.قال أبو زید: و اعلم ان واو فعول و مفعول و یاء فعیل و یاء التصغیر لا یعتقبن الهمز فی شی‌ء من الكلام، لأن الأسماء طوّلت بها، كقولك فی التحقیق: هذه خطیئة، كقولك خطیعة، فإذا أبدلتها إلی التخفیف قلت: هذه خطیة، جعلت حركتها یاء للكسرة؛ و تقول: هذا رجل خبوء، كقولك خبوع، فإذا خففت قلت: رجل خبوّ، فتجعل الهمزة واوا للضمة التی قبلها، و جعلتها حرفا ثقیلا فی وزن حرفین مع الواو التی قبلها؛ و تقول: هذا متاع مخبوء بوزن مخبوع، فإذا خففت قلت: متاع مخبوّ، فحوّلت الهمزة واوا للضمة قبلها.قال أبو منصور: و من العرب من یدغم الواو فی الواو و یشدّدها، فیقول: مخبوّ. قال أبو زید: تقول رجل براء من الشرك، كقولك براع، فإذا عدلتها إلی التخفیف قلت: براو، فتصیر الهمزة واوا لأنها مضمومة؛ و تقول: مررت برجل برای، فتصیر یاء علی الكسرة، و رأیت رجلا یرایا، فتصیر ألفا لأنها مفتوحة.و من تحقیق الهمزة قولهم: هذا غطاء و كساء و خباء، فتهمز موضع اللام من نظیرها من الفعل لأنها غایة، و قبلها ألف ساكنة، كقولهم: هذا غطاع و كساع و خباع، فالعین موضع الهمزة، فإذا جمعت الاثنین علی سنة الواحد فی التحقیق، قلت: هذاان غطاآن و كساآن و خباآن، كقولك غطاعان
(1) قوله «بالضم» كذا بالنسخ التی بایدینا و لعله بالفتح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 21
و كساعان و خباعان، فتهمز الاثنین علی سنة الواحد؛ و إذا أردت التخفیف قلت: هذا غطاو و كساو و خباو، فتجعل الهمزة واوا لأنها مضمومة؛ و إن جمعت الاثنین بالتخفیف علی سنة الواحد قلت: هذان غطاأن و كساأن و خباأن، فتحرك الألف، التی فی موضع اللام من نظیرها من الفعل، بغیر إشباع، لأن فیها بقیة من الهمزة، و قبلها ألف ساكنة، فإذا أردت تحویل الهمزة قلت: هذا غطاو و كساو، لأن قبلها حرفا ساكنا، و هی مضمومة؛ و كذلك الفضاء: هذا فضاو، علی التحویل، لأن ظهور الواو ههنا أخف من ظهور الیاء، و تقول فی الاثنین، إذا جمعتها علی سنة تحویل الواو: هما غطاوان و كساوان و خباوان و فضاوان.قال أبو زید و سمعت بعض بنی فزارة یقول: هما كسایان و خبایان و فضایان، فیحول الواو إلی الیاء.قال: و الواو فی هذه الحروف أكثر فی الكلام.قال: و من تحقیق الهمزة قولك: یا زید من أنت، كقولك من عنت، فإذا عدلت الهمزة إلی التخفیف قلت: یا زید منَ نْت، كأنك قلت مننت، لأنك أسقطت الهمزة من أنت و حركت ما قبلها بحركتها، و لم یدخله إدغام، لأن النون الاخیرة ساكة و الأولی متحركة؛ و تقول من أنا، كقولك من عنا علی التحقیق، فإذا أردت التخفیف قلت: یا زید من نا، كأنك قلت: یا زید مَنَّا، أدخلت النون الأولی فی الآخرة، و جعلتهما حرفا واحدا ثقیلا فی وزن حرفین، لأنهما متحركان فی حال التخفیف؛ و مثله قوله تعالی: لكنا هو اللّه ربی، خفقوا الهمزة من لكن أنا، فصارت لكنَ نَا، كقولك لكننا، ثم أسكنوا بعد التخفیف، فقالوا لكنّا.قال: و سمعت أعرابیا من قیس یقول: یا أب أقبل و یاب أقبل و یا أبة أقبل و یابة أقبل، فألقی الهمزة من «1» … و من تحقیق الهمزة قولك إفْعَوْعَلْت من وأیت: إیأَوْأَیْتُ، كقولك إفْعَوْعَیْت، فإذا عدلته إلی التخفیف قلت: ایویت وحدها، و ویت، و الأولی منهما فی موضع الفاء من الفعل، و هی ساكنة، و الثانیة هی الزائدة، فحركها بحركة الهمزتین قبلها «2». و ثقل ظهور الواوین مفتوحتین، فهمزوا الأولی منهما؛ و لو كانت الواو الأولی واو عطف لم یثقل ظهورها فی الكلام، كقولك: ذهب زید و وافد، و قدم عمرو و واهب.قال: و إذا أردت تحقیق مُفْعَوْعِل من وأیت قلت: مُوأَوْئی، كقولك موعوعی، فإذا عدلت إلی التخفیف قلت: مُواوِی، فتفتح الواو التی فی موضع الفاء بفتحة الهمزة التی فی موضع العین من الفعل، و تكسر الواو الثانیة، و هی الثابتة، بكسر الهمزة التی بعدها.قال أبو زید و سمعت بعض بنی عجلان من قیس یقول: رأیت غلامیَّبیك، و رأیت غلامیَّسَد، تحوّل الهمزة التی فی أسد و فی أبیك إلی الیاء، و یدخلونها فی الیاء التی فی الغلامین، التی هی نفس الإعراب، فیظهر یاء ثقیلة فی وزن حرفین، كأنك قلت رأیت غلامیبیك و رأیت غلامیسد.
(1) كذا بیاض النسخ التی بأیدینا و لعل الساقط بعد من «باب و بابة» كما بهامش نسخة. (2) قوله «الهمزتین قبلها» كذا بالنسخ أیضا و لعل الصواب الهمزة بعدها كما هو المألوف فی التعریف، و قوله فهمزوا الأولی أی فصار رویت أویت كرمیت و قوله و هی الثابتة لعله و هی الزائدة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 22
قال و سمعت رجلا من بنی كلب یقول: هذه دأبة، و هذه امرأة شأبة، فهمز الألف فیهما و ذلك أنه ثقل علیه إسكان الحرفین معا، و إن كان الحرف الآخر منهما متحركا. و أنشد الفراء: یا عَجَبا! لقد رأَیتُ عَجَبا: حمارَ قَبَّانٍ یَسوقُ أَرنَبا، و أمَّها خاطِمُها أنْ تَذْهَبا قال أبو زید: أهل الحجاز و هذیل و أهل مكة و المدینة لا ینبرون. وقف علیها عیسی بن عمر فقال: ما آخذ من قول تمیم إلا بالنبر و هم أصحاب النبر؛ و أهل الحجاز إذا اضطروا نبروا. قال: و قال أبو عمر الهذلی قد توضیت فلم یهمز و حوّلها یاء، و كذلك ما أشبه هذا من باب الهمز. و اللّه تعالی أعلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 23‌

أ؛ ج1، ص: 23

فصل الهمزة؛ ج1، ص: 23

أبأ؛ ج1، ص: 23

: قال الشیخ أَبو محمد بن بَرِّی رحِمه اللّه: الأَبَاءَةُ لأَجَمَةِ القَصَبِ، و الجمعُ أَباءٌ. قال و ربما ذُكر هذا الحرف فی المعتلِّ من الصِّحاح و إِن الهمزةَ أَصلها یاءٌ. قال: و لیس ذلك بمذهب سِیبَوَیهِ بل یحمِلها علی ظاهرها حتی یقومَ دلیلٌ أَنها من الواو أَو من الیاءِ نحو: الرِّداء لأَنه من الرَّدْیة، و الكِساء لأَنه من الكُسْوة، و اللّه أَعلم.

أتأ؛ ج1، ص: 23

: حكی أَبو علی، فی التَّذكرة، عن ابن حبیب: أَتْأةُ أُمُّ قَیْس بن ضِرار قاتل المقدام، و هی من بَكر وائل. قال: و هو من باب أَجأ «1». قال جریر: أَ تَبِیتُ لَیْلَكَ، یا ابْنَ أَتْأَةَ، نائماً، و بَنُو أُمامَةَ، عَنْكَ، غَیرُ نیامِ و تَری القِتالَ، مع الكرامِ، مُحَرَّماً، و تَری الزِّناءَ، عَلَیْكَ، غَیرَ حَرَامِ

أثأ؛ ج1، ص: 23

: جاءَ فلان فی أُثْئِیَّةٍ من قومه أَی جماعة. قال: و أَثَأْتُه إِذا رمیتُه بسهم، عن أَبی عبید الأَصمعی. أَثیْتُه بسهم أَی رمیته، و هو حرف غریب. قال و جاءَ أَیضاً أَصبحَ فلانٌ مُؤْتَثِئاً أَی لا یَشتهی الطعام، عن الشیبانی.

أجأ؛ ج1، ص: 23

: أَجَأ علی فَعَلٍ بالتحریك: جبلٌ لطیِّ‌ءٍ یذكَّر و یؤَنَّث. و هنالك ثلاثةُ أَجبُل: أَجَأ و سَلْمَی و العَوْجَاءُ. و ذلك أن أَجَأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَی و جمعَتْهما العَوْجاءُ، فهرب أَجأ بسَلمی و ذهبَت معهما العوجاءُ، فتبِعهم بعلُ سلمی، فأَدركهم و قتلهم، و صلبَ أَجأً علی أَحدِ الأَجْبُلِ، فسمِّیَ أَجأً، و صلب سلمی علی الجبل الآخرِ، فسمِّیَ بها، و صلب العوجاءَ علی الثالث، فسمِّیَ باسمها. قال: إذا أَجَأ تَلفَّعتْ بشِعافِها علیَّ، و أَمْستْ، بالعماءِ، مُكلَّله و أَصْبَحَتِ العَوْجاءُ یَهتَزُّ جِیدُها، كَجِیدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه
(1). قوله قال [و هو من باب إلخ] كذا بالنسخ و الذی فی شرح القاموس و أنشد یاقوت فی أجأ لجریر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 24
و قول أَبی النَّجم: قدْ حیَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمی و أَجا أَراد و أَجأ فخفَّف تخفیفاً قیاسیّاً، و عامَلَ اللفظ كما أَجاز الخلیل رأْساً مع ناس، علی غیر التخفیف البدَلی، و لكن علی معاملة اللفظ، و اللفظُ كثیراً ما یراعَی فی صناعة العربیة. أَ لا تَری أَن موضوعَ ما لا ینصرف علی ذلك، و هو عند الأَخفَش علی البدل. فأَما قوله: مِثْل خَناذِیذِ أَجا و صخْرهِ فإِنه أَبدل الهمزةَ فقلبها حرف علَّة للضرورة، و الخَناذِیذُ رءُوس الجبال: أَی إِبل مثل قِطع هذا الجبل. الجوهری: أَجأ و سلمی جبلان لطی‌ءٍ یُنْسب إلیهما الأَجئِیّون مثل الأَجعِیُّون. ابن الأَعرابی: أَجَأَ إِذا فَرَّ.

أشأ؛ ج1، ص: 24

: الأَشاءُ: صغار النخل، واحدتها أَشاءَةٌ.

ألأ؛ ج1، ص: 24

: الأَلاءُ بوزن العَلاء: شجر، ورقهُ و حَمْله دباغٌ، یُمدُّ و یُقْصر، و هو حسَن المنظر مرُّ الطعم، و لا یزال أَخضرَ شتاءً و صیفاً. واحدته أَلاءَة بوزن أَلاعة، و تأْلیفه من لام بین همزتین. أَبو زید: هی شجرة تشبه الآس لا تَغیَّرُ فی القیظ، و لها ثمرة تُشبه سُنْبل الذُّرة، و منبتُها الرمل و الأَودیة. قال: و السُّلامانُ نحو الأَلاءِ غیر أَنها أَصغرُ منها، یُتَّخذ منها المساویك، و ثمرتها مثل ثمرتها، و منبتها الأَودیة و الصحاری؛ قال ابن عَنَمَة: فخرَّ علی الأَلاءَةِ لم یُوَسَّدْ، كأَنَّ جبِینَهُ سَیْفٌ صقِیلُ و أَرض مأْلأَةٌ: كثیرةُ الأَلاءِ. و أَدیمٌ مأْلوءٌ: مدبوغٌ بالأَلاءِ. و روی ثعلبٌ: إِهابٌ مأْلَی: مدبوغ بالأَلاءِ.

أوأ؛ ج1، ص: 24

: آءَ علی وزن عاع: شجر، واحدته آءَة. و فی حدیث جریر: بین نَخْلة و ضَالَة و سِدْرة و آءَة. الآءَة بوزن العاعَة، و تُجمع علی آءٍ بوزنِ عاعٍ: هو شجرٌ معروفٌ، لیس فی الكلامِ اسمٌ وقعَت فیهِ ألفٌ بین هَمزتین إلَّا هذا. هذا قولُ كراع، و هو من مَراتِعِ النَّعامِ، و التنُّومُ نبتٌ آخر. و تصغیرها: أُوَیْأَةٌ، و تأسیسُ بِنَائها من تأْلیفِ واوٍ بینَ همزتین. و لو قلتَ من الآءِ، كما تقول من النَّومِ مَنامةٌ، علی تقدیرِ مَفعلةٌ، قلت: أَرض مآءَة. و لو اشتُقَّ منهُ فعلٌ، كما یُشْتَقُّ من القرظِ، فقیلَ مقروظٌ، فإن كان یدبغُ أَو یؤدمُ به طعامٌ أَو یخلطُ به دواءٌ قلتَ: هو مَؤُوءٌ مثل مَعُوع. و یقال من ذلك أُؤْتُهُ بالآءِ آءً «1». قال ابنُ بَرِّی: و الدلیلُ علی أَنَّ أَصلَ هذه الأَلفِ التی بینَ الهمزتین واوٌ قولُهم فی تصغیر آءَة أُوَیْأَةٌ. و أَرضٌ مآءَةٌ: تُنبتُ الآءَ، و لیس بثَبتٍ. قال زهیرُ ابن أَبی سُلمی: كأَنَّ الرَّحْلَ مِنْها فَوقَ صَعْلٍ منَ الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤُهُ هواءُ أَصَكَّ، مُصَلَّمِ الأُذُنَیْنِ، أَجْنَی لَهُ، بالسِّیِّ، تَنُّومٌ و آءُ أَبو عمرو: من الشَّجرِ الدِّفْلی و الآءُ، بوزن العاعُ، و الأَلاءُ و الحَبْنُ كله الدِّفْلی. قال اللیثُ: الآءُ شجرٌ لهُ ثمرٌ یأْكلهُ النَّعامُ؛ قال: و تُسمی الشجرةُ سَرْحَةً و ثَمَرُها الآء. و آءٌ، ممدودٌ: من زجر الإِبل. و آء
(1). صواب هذه اللفظة: [أوأ] و هی مصدر [آء] علی جعله من الأجوف الواوی مثل: قلت قولًا، و هو ما أراده المصنف بلا ریب كما یدل علیه الأثر الباقی فی الرسم لأنه مكتوب بألِفین كما رأیت فی الصورة التی نقلناها. و لو أراد أن یكون ممدوداً لرسمه بألفٍ واحدة كما هو الاصطلاح فی رسم الممدود. إبراهیم الیازجی
لسان العرب، ج‌1، ص: 25
حكایة أصوات؛ قال الشاعر: إنْ تَلْقَ عَمْراً، فَقَدْ لاقَیْتَ مُدَّرِعاً، و لَیْسَ، مِنْ هَمِّه، إِبْلٌ و لا شاءُ فی جَحْفلٍ لَجِبٍ، جَمٍّ صواهِلُهُ، باللَّیْلِ تُسمَعُ، فی حَافاتِهِ، آءُ قال ابنُ بَرِّی: الصحیحُ عندَ أَهلِ اللغةِ أَنَّ الآءَ ثمرُ السَّرحِ. و قال أَبو زید: هو عنبٌ أَبیض یأْكلهُ الناس، و یتَّخذونَ منهُ رُبّاً؛ و عُذْر من سمَّاه بالشجر أَنهم قد یُسمونَ الشجرَ باسمِ ثمره، فیقولُ أَحدُهم: فی بستانی السفرجل و التفاح، و هو یرید الأَشجارَ، فیعبر بالثمرة عن الشجرِ؛ و منهُ قولهُ تعالی: فَأَنْبَتْنٰا فِیهٰا حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَیْتُوناً. و لو بنیتَ منها فعلًا لقلتَ: أُوتُ الأَدیمَ إذا دبغتهُ به، و الأَصلُ أُؤْتُ الأَدیمَ بهمزتین، فأُبدلت الهمزةُ الثانیة واواً لانضمام ما قبلها. أَبو عمرو: الآءُ بوزن العاع: الدِّفلی. قال: و الآءُ أَیضاً صیاحُ الأَمیر بالغلام مثلُ العاع.

بأبأ؛ ج1، ص: 25

: اللیث البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبی أَنْتَ، و معناهُ أَفْدِیكَ بِأَبی، فیُشتقُّ من ذلك فعل فیقال: بَأْبَأَ بِهِ. قال و من العربِ من یقول: وا بِأَبَا أَنتَ، جعلوها كلمةً مبنِیَّةً علی هذا التأْسیس. قال أَبو منصور: و هذا كقوله یٰا وَیْلَتیٰ*، معْناهُ یا وَیْلَتی، فقلبَ الیاءَ أَلفاً، و كذلكَ یا أَبَتا معناهُ یا أَبَتِی، و علی هذا توجه قراءَة من قرأَ: یا أَبَتَ إِنی، أَراد یا أَبتا، و هو یرید یا أَبَتی، ثم حذفَ الأَلفَ، و من قالَ یَا بِیَبَا حوَّلَ الهمزة یاءً و الأَصل: یَا بِأَبَا معناه یَا بِأَبِی. و الفعل من هذا بَأْبأَ یُبَأْبِئُ بَأْبَأَةً. و بَأْبَأْتُ الصبیَّ و بَأْبأْتُ به: قلتُ له بأَبی أَنتَ و أُمی؛ قال الراجز: و صاحِبٍ ذِی غَمْرةٍ داجَیْتُه، بَأْبَأْتُهُ، و إِنْ أَبَی فَدَّیْتُه، حَتَّی أَتی الحیَّ، و ما آذَیْتُه و بأْبَأْته أَیضاً، و بأْبأْتُ به قلتُ له: بَابَا. و قالوا: بَأْبَأَ الصبیَّ أَبوهُ إذا قال له: بَابَا. و بَأْبَأَهُ الصبیُّ، إذا قال له: بَابَا. و قال الفَرَّاءُ: بَأْبأْتُ بالصبیِّ بِئْباءً إذا قلتُ له: بِأَبی. قال ابنُ جِنِّی: سأَلت أَبا علیّ فقلتُ له: بَأْبَأْتُ الصَّبیَّ بَأْبأَةً إذا قلتُ له بابا، فما مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الآن؟ أَ تزنها علی لفظها فی الأَصل، فتقول مثالها البَقْبَقَةُ بمنزلة الصَلْصَلةِ و القَلْقَلةِ؟ فقال: بل أَزِنُها علی ما صارَت إلیه، و أَترك ما كانت قبلُ علیه، فأَقولُ: الفَعْلَلة. قال: و هو كما ذكر، و به انعقادُ هذا الباب. و قال أَیضاً: إِذا قلت بأَبی أَنتَ، فالباء فی أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جر بمنزلة اللامِ فی قولكَ: للّه أنتَ، فإذا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلًا اشتقاقاً صَوْتِیّاً اسْتَحَالَ ذلك التقدیر فقلت: بَأْبَأْتُ به بِئباءً، و قد أَكثرت من البَأْبأَة، فالباء الآن فی لفظِ الأَصل، و إِن كان قد عُلم أَنها فیما اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ؛ و علی هذا منها البِأَبُ، فصارَ فِعْلًا من باب سَلِسَ و قَلِقَ؛ قال: یا بِأَبِی أَنْتَ، و یا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ و العِنَبِ. وَ بَأْبَؤُوه: أَظْهَروا لَطافَةً؛ قال: إذا ما القبائِلُ بَأْبَأْنَنا، فَما ذا نُرَجِّی بِبئْبائِها؟ و كذلك تَبأْبئُوا علیهِ. و البَأْباءُ، ممدودٌ: تَرْقِیصُ المرأة ولدَها. و البَأْباءُ: زَجْرُ السِّنَّوْر، و هو الغِسُّ؛ و أَنشَدَ ابنُ الأَعرابی لرجلٍ
لسان العرب، ج‌1، ص: 26
فی الخَیْل: و هُنَّ أَهلُ ما یَتمازَیْن؛ و هُنَّ أَهلُ ما یُبَأْبَیْن أَی یقال لها: بِأَبی فَرَسِی نَجَّانِی من كذا؛ و ما فیهما صِلة معناه أَنهنَّ، یعنی الخیْلَ، أَهْلٌ للمُناغاةِ بهذا الكلامِ كما یُرَقَّصُ الصبیُّ؛ و قوله یَتمازَیْنَ أَی یَتَفاضَلْنَ. و بَأْبَأَ الفَحْلُ، و هو تَرْجِیعُ الباءِ فی هَدِیرهِ. و بَأْبأَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ. و بأْبأْنا أَی أَسْرَعْنا. و تَبَأْبأْتُ تَبَأْبُؤاً إِذا عَدَوْتُ. و البُؤْبُؤُ: السیِّد الظَّریفُ الخفیفُ. قال الجوهری: و البؤْبُؤُ: الأَصلُ، و قیل الأَصلُ الكریمُ أَو الخَسیسُ. و قال شمر: بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُهُ. و قال أَبو عَمرو: البُؤْبُؤُ: العالِمُ المُعَلِّمُ. و فی المحكم: العالمُ مثلُ السُّرْسُورِ، یقال: فلان فی بُؤْبُؤ الكَرَمِ. و یقال: البُؤْبُؤُ إِنسانُ العَیْن. و فی التهذیب: البُؤْبُؤُ: عَیْرُ العَیْن. و قال ابن خالَوَیْهِ: البؤْبؤُ بلا مَدّ علی مثال الفُلْفُل. قالَ: البؤْبؤُ: بُؤْبؤُ العَیْنِ، و أَنشدَ شاهداً علی البُؤْبؤِ بمعنی السَّیِّد قولَ الرَّاجز فی صفةِ امرأةٍ: قَدْ فاقَتِ البؤْبُؤَ الْبُؤَیْبِیَهْ، و الجِلدُ مِنْها غِرْقِئُ القُوَیْقِیَهْ الغِرْقِئُ: قِشْرُ البَیْضة. و القُویقِیةُ: كنایة عن البَیْضة. قال ابنُ خَالَوَیْهِ: البؤْبُؤُ، بغیر مدٍّ: السَّیِّد، و البُؤَیْبِیَةُ: السیِّدة، و أَنْشدَ لجریر: فی بؤْبُؤ المَجْدِ و بُحْبوحِ الكَرَمْ و أَمَّا القَالی فإِنهُ أَنْشده: فی ضِئْضئِ المَجْدِ و بُؤْبُوءِ الكَرَمْ و قال: و كذا رأَیتُهُ فی شعرِ جریر؛ قال و علی هذه الروایة «1» مع ما ذكره الجوهری من كونهِ مثال سُرسُور. قال و كأَنهما لغتان، التهذیب، و أَنشدَ ابنُ السكیت: و لكِنْ یُبَأْبِئُهُ بُؤْبؤٌ، و بِئباؤُهُ حَجَأ أَحْجَؤُه قال ابن السِكِّیت: یُبَأْبِئه: یُفَدِّیه، بُؤْبُؤٌ: سیدٌ كریمٌ، بِئبْاؤُهُ: تَفْدِیَتُه، و حَجَأ: أَی فَرَحٌ، أَحْجَؤُهُ: أَفْرَحُ بهِ. و یقالُ فلانٌ فی بُؤْبؤِ صِدقٍ أَی أَصْلِ صِدْقٍ، و قال: أَنا فی بُؤْبؤِ صِدْقٍ، نَعَمْ، و فی أَكْرَمِ أَصْلِ «2»

بتأ؛ ج1، ص: 26

: بَتَأَ بالمكان یَبْتَأُ بُتُوءاً: أَقامَ. و قیل هذه لغة، و الفصیح بَتَا بُتُوّاً. و سنذكرُ ذلك فی المعتلِّ إن شاءَ اللّهُ تعالی.

بثأ؛ ج1، ص: 26

: بَثَاءُ: مَوضِعٌ مَعْرُوفٌ. أَنشدَ المُفَضَّلُ: بِنَفْسِیَ ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ، غَداةَ بَثَاءَ، إِذْ عَرَفُوا الیَقِینا و قد ذكرهُ الجوهریُّ فی بثا من المعتلِّ. قال ابنُ بَرِّی فهذا موضعه.

بدأ؛ ج1، ص: 26

: فی أَسماء اللّهِ عزَّ و جل المُبْدئ: هو الذی أَنْشَأَ الأَشیاءَ و اخْتَرَعَها ابْتِداءً من غیرِ سابقِ مثال. و البَدْء: فِعْلُ الشی‌ءِ أَوَّلُ. بَدأَ بهِ و بَدَأَهُ یَبْدَؤُهُ بَدْءاً و أَبْدَأَهُ و ابْتَدَأَهُ. و یقالُ: لكَ البَدْءُ و البَدْأَةُ و البُدْأَةُ و البَدِیئةُ
(1). قوله [و علی هذه الروایة إلخ] كذا بالنسخ و المراد ظاهر. (2). قوله [أنا فی بؤبؤ إلخ] كذا بالنسخ و انظر هل البیت من المجتث و تحرّفت فی بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة فی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 27
و البَداءَةُ و البُداءَةُ بالمدِّ و البَدَاهةُ علی البدلِ أَی لكَ أَنْ تَبْدَأَ قبل غیرك فی الرَّمْی و غیرهِ. و حكی اللحیانی: كان ذلكَ فی بَدْأَتِنا و بِدْأَتِنا، بالقصرِ و المدِّ «1»؛ قال: و لا أَدری كیف ذلكَ. و فی مَبْدَأَتِنا عنهُ أَیضاً. و قد أَبْدَأْنا و بَدأْنا كل ذلك عنه. و البَدِیئةُ و البَداءَةُ و البَداهةُ: أَوّلُ ما یَفْجَؤُكَ، الهاء فیهِ بدل من الهمز. و بَدِیتُ بالشی‌ءِ قَدَّمتُهُ، أَنْصاریّةٌ. و بَدِیتُ بالشی‌ءِ و بَدأْتُ: ابْتَدَأْتُ. و أَبْدَأْتُ بالأَمْرِ بَدْءاً ابْتَدأْتُ به. و بَدأْتُ الشی‌ءَ: فَعَلْتُهُ ابْتِداءً. و‌فی الحدیث: الخَیْلُ مُبَدَّأَةٌ یومَ الوِرْدِ‌أَی یُبْدَأُ بها فی السَّقْیِ قبلَ الإِبِلِ و الغَنَمِ، و قد تحذفُ الهمزة فتصیرُ أَلفاً ساكنةً. و البَدْءُ و البَدِی‌ءُ: الأَوَّلُ؛ و منهُ قولهم: افْعَلْهُ بادِیَ بَدْءٍ، علی فَعْلٍ، و بادِی بَدِی‌ءٍ علی فَعِیلٍ، أَی أَوَّلَ شی‌ءٍ، و الیاءُ من بادِی ساكِنةٌ فی موضعِ النصبِ؛ هكذا یتكلمونَ بهِ. قال و ربما تركوا همزه لكثرةِ الاستعمال علی ما نذكرهُ فی باب المعتل. و بادِئُ الرأْیِ: أَوَّلُهُ و ابْتِداؤُهُ. و عند أَهلِ التحقیقِ من الأَوائِلِ ما أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النَّظرِ؛ یُقال فَعَلَه فی بادئِ الرأیِ. و قال اللحیانی: أَنتَ بادئَ الرَأْی و مُبْتَدَأَهُ تُرِیدُ ظُلْمنا، أَی أَنتَ فی أَوَّلِ الرَّأْیِ تُریدُ ظُلْمنا. و روی أَیضاً: أَنتَ بادیَ الرأْی تُرِیدُ ظُلمنا بغیر همز، و معناهُ أَنتَ فیما بَدا من الرأْی و ظَهَرَ أَی أَنتَ فی ظاهر الرأْی، فإن كان هكذا فلیس من هذا الباب. و فی التنزیل العزیز: [وَ مٰا نَرٰاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِینَ هُمْ أَرٰاذِلُنٰا بٰادِیَ الرَّأْیِ] و بٰادِیَ الرَّأْیِ؛ قرأَ أَبو عمرو وحده: بادئَ الرأْیِ بالهمز، و سائر القرّاءِ قرءُوا بٰادِیَ بغیر همز. و قال الفَرّاءُ: لا تهمزوا بادیَ الرأْیِ لأَنَّ المعنی فیما یظهرُ لنا و یبدو؛ قال: و لو أَرادَ ابْتِداءَ الرأْیِ فهَمزَ كان صواباً. و سنذكره أَیضاً فی بدا. و معنی قراءَةِ أَبی عمرو بادئَ الرأیِ أَی أَوَّلَ الرأْیِ أَی اتَّبَعُوكَ ابْتِداءَ الرَأْی حین ابْتَدءوا ینظرونَ، و إذا فَكَّرُوا لم یَتَّبِعُوكَ. و قالَ ابنُ الأَنباری: بادئَ، بالهمزِ، من بَدَأَ إذا ابْتَدَأَ؛ قال: و انْتِصابُ مَنْ هَمزَ و لم یَهْمِزْ بالاتِّباع علی مَذهَب المَصدرِ أَی اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظاهراً، أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً؛ قال: و یجوز أَن یكون المعنی مٰا نَرٰاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِینَ هُمْ أَرٰاذِلُنٰا فی ظاهرِ ما نَری منهم، و طَوِیَّاتُهم علی خِلافِك و عَلی مُوافَقَتنَا؛ و هو منْ بَدا یَبْدُو إذا ظَهَر. و‌فی حدیثِ الغُلامِ الذی قتله الخَضِرُ: فانْطَلقَ إلی أَحَدِهم بادئَ الرَّأْی فَقَتَله.قال ابنُ الأَثیر: أَی فی أَوَّلِ رأْیٍ رآهُ و ابتدائِه، و یجوز أَن یكون غیر مهموز من البُدُوِّ: الظُّهور أَی فی ظاهرِ الرَّأْیِ و النَّظَرِ. قالوا افْعَلْهُ بَدءاً و أَوَّلَ بَدْءٍ، عن ثعلبٍ، و بادِیَ بَدْءٍ و بادیَ بَدِیٍّ لا یهمزُ. قال و هذا نادرٌ لأَنهُ لیس علی التخفیفِ القیاسیِّ، و لو كان كذلك لما ذكر هاهنا. و قال اللحیانی: أَما بادِئَ بَدْءٍ فإنِّی أَحْمَدُ اللّهَ، و بادِی بَدأَةَ و بادئَ بداءٍ و بدا بَدْءٍ و بَدْأَةَ بَدْأَةَ و بادیَ بَدوٍ و بادِی بَداءٍ أَی أَمَّا بَدْءَ الرأْیِ فإنی أَحْمَدُ اللّهَ. و رأَیتُ فی بعضِ أُصول الصحاحِ یقالُ: افْعَلْه بَدْأَةَ ذی بَدْءٍ و بَدأَةَ ذِی بَدْأَةَ و بَدْأَةَ ذی بَدِی‌ءٍ و بَدْأَةَ بَدی‌ءٍ و بَدی‌ءَ بَدْءٍ، علی فَعْل، و بادِئَ بَدِی‌ءٍ، علی فَعِیلٍ، و بادِئَ بَدِئٍ، علی فَعِلٍ، و بَدی‌ءَ ذی بَدی‌ءٍ أَی
(1). قوله [و حكی اللحیانی كان ذلك فی بدأتنا إلخ] عبارة القاموس و شرحه و حكی اللحیانی قولهم فی الحكایة كان ذلك الأَمر فی بدأتنا مثلثة الباء فتحاً و ضماً و كسراً مع القصر و المدّ و فی بدأتنا محركة قال الأَزهری و لا أدری كیف ذلك و فی مبدئنا بالضم و مبدئنا بالفتح و مبدأتنا بالفتح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 28
أَوَّلَ أَوَّلَ. و بدأَ فی الأَمرِ و عادَ و أَبْدَأَ و أَعادَ. و قوله تعالی: وَ مٰا یُبْدِئُ الْبٰاطِلُ وَ مٰا یُعِیدُ. قال الزجاج: ما فی موضع نصب أَیْ أَیَّ شی‌ءٍ یُبْدِئُ الباطلُ و أَیَّ شی‌ءٍ یُعِیدُ، و تكونُ ما نَفْیاً و الباطلُ هنا إِبْلیِسُ، أَی ما یَخْلُقُ إِبلِیسُ و لا یَبْعَثُ، و اللّهُ جلَّ و عزَّ هو الخالقُ و الباعثُ. و فَعَلَه عَوْدَه علی بَدْئِه و فی عَوْدِه و بَدْئِه و فی عَوْدَتِه و بَدأَته. و تقول: افْعَلْ ذلكَ عَوْداً و بَدْءاً و یقال: رجَعَ عَوْدَه علی بَدْئِه: إِذا رجع فی الطریق الذی جَاءَ منه. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبیَّ صلی اللّهُ علیْهِ و سَلَّم نَفَّلَ فی البَدْأَةِ الرُّبُعَ و فی الرَّجْعَةِ الثُلثَ، أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتِداءَ سَفَرِ الغَزْوِ و بالرَّجْعةِ القُفُولَ منهُ؛ و المعْنی كانَ إِذا نَهَضَتْ سَرِیَّةٌ مِنْ جُملةِ العسكر المُقْبِل علی العَدُوّ فأَوْقَعَتْ بطائِفةٍ مِنَ العَدُوّ، فما غَنِمُوا كانَ لهمْ الرُّبُع و یَشْرَكُهُمْ سائِرُ العَسكر فی ثلاثةِ أَرباعِ ما غَنِموا، و إِذا فَعَلَتْ ذلك عِنْدَ عَوْدِ العسكرِ كانَ لهمْ من جمیع ما غَنِمُوا الثُّلث، لأَنَّ الكَرَّةَ الثانِیَةَ أَشَقُّ علیهم، و الخَطَر فیها أَعْظَمُ، و ذلك لقُوّة الظهر عند دُخولهم و ضَعْفِه عند خُروجهم، و همْ فی الأَوّلِ أَنْشَطُ و أَشْهی للسَّیْرِ و الإِمْعانِ فی بِلادِ العَدُوّ، و همْ عِنْدَ القُفُولِ أَضْعَفُ و أَفْترُ و أَشْهَی للرُّجوعِ إِلی أَوْطانهمْ، فزادَهمْ لِذلك. و‌فی حدیث عَلِیٍّ: و اللّهِ لقد سَمِعْتُه یقول: لَیَضْرِبُنَّكُم علی الدِّین عَوْداً كما ضَرَبْتُموهم علیه بَدْءاً‌أَی أَوّلًا، یعنی العَجَمَ و المَوالی. و‌فی حَدیثِ الحُدَیْبِیةِ: یكونُ لهم بَدءُ الفُجُورِ و ثناهُ‌أَی أَوّلُه و آخِرُه. و یُقالُ فلان ما یُبدِئُ و ما یُعِیدُ أَی ما یَتَكَلَّمُ ببادِئَةٍ و لا عائِدَةٍ. و‌فی الحدیثِ: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمها و قَفِیزَها، و مَنَعَتِ الشامُ مُدْیَها و دِینارَها، و منعت مِصْرُ إِرْدَبَّها، و عُدْتم مِن حیثُ بَدَأْتُمْ.قالَ ابنُ الأَثیرِ: هذا الحدیثُ من مُعْجِزات سیدِنا رسول اللّهِ صلی اللّهُ تعالی علیهِ و سلم، لأَنهُ أَخبر بما لم یكن، و هو فی عِلم اللّهِ كائن، فَخرَج لفظُه علی لفظ الماضِی و دَلَّ بهِ علی رضاه من عُمَر بنِ الخطاب رضیَ اللّهُ عنه بما وَظَّفَه علی الكَفَرةِ من الجِزْیةِ فی الأمصار. و فی تفسیر المنعِ قولان: أَحدُهما أَنه علِم أَنهم سَیُسْلِمُون و یَسْقُطُ عنهم ما وُظِّفَ علیهم، فصارُوا له بِإسلامهم مانعین؛ و یدل علیه‌قوله: و عُدْتُم مِن حیثُ بَدَأْتم، لأَنَّ بَدْأَهم، فی عِلْم اللّهِ، أَنهم سَیُسلِمُون، فَعَادُوا مِن حَیْثُ بَدَءُوا. و الثانی أَنهم یَخرُجونَ عن الطّاعةِ و یَعْصون الإِمام، فیَمْنَعون ما علیهم من الوَظائفِ. و المُدْیُ مِكیالُ أَهلِ الشامِ، و القَفِیزُ لأَهْلِ العِراقِ، و الإِرْدَبُّ لأَهْل مِصْرَ. و الابتداءُ فی العَرُوض: اسم لِكُلِّ جُزْءٍ یَعْتَلُّ فی أَوّلِ البیتِ بِعلةٍ لا یكون فی شی‌ءٍ من حَشْوِ البیتِ كالخَرْم فی الطَّوِیلِ و الوافِرِ و الهَزَجِ و المُتقارَب، فإِنَّ هذه كلها یُسَمَّی كلُ واحِدٍ من أَجْزائِها، إِذا اعْتَلَّ، ابتداءً، و ذلك لأَنَّ فعولن تُحذف منهُ الفاءُ فی الابتداءِ، و لا تحذف الفاء من فعولن فی حَشْوِ البیت البتةَ و كذلك أَوّل مُفاعلتن و أَوّل مَفاعیلن یُحذفان فی أَولِ البیت، و لا یُسمی مُسْتَفْعِلُن فی البسیطِ و ما أَشبههُ مما علَّتُه، كعلة أَجزاءِ حَشوهِ، ابتداءً، و زعم الأَخْفَشُ أَن الخلیل جَعَلَ فاعلاتن فی أَوّلِ المدیدِ ابتداءً؛ قال: و لَم یدرِ الأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فاعِلاتُن ابْتداءً، و هی تكون فَعِلاتن و فاعِلاتن كما تكون أَجزاءُ الحَشْوِ. و ذهبَ علی الأَخْفَشِ أَنَّ الخَلیل جعلَ فاعِلاتُن هنا لیست كالحَشو لأَن أَلِفَها تسقُطُ أَبداً بِلا مُعاقبة، و كُلُّ ما جاز فی جُزْئهِ الأَوّلِ ما لا یجوز فی حَشْوِهِ، فاسمه الابتداءُ؛ و إِنما سُمِّی ما وقع فی الجزءِ ابتداءً لابتدائِكَ بِالإِعْلالِ. و بَدَأَ اللّهُ الخَلْقَ بَدْءاً و أَبْدَأَهمْ بمعنی خَلَقَهم. و فی
لسان العرب، ج‌1، ص: 29
التنزیل العزیز: اللّٰهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ*. و فیه كَیْفَ یُبْدِئُ اللّٰهُ الْخَلْقَ. و قال: وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ. و قالَ: إِنَّهُ هُوَ یُبْدِئُ وَ یُعِیدُ؛ فالأَوّل مِنَ البادِئِ و الثانی منَ المُبْدِئِ وَ كلاهُما صِفةٌ للّهِ جَلِیلَةٌ. و البَدِی‌ءُ: المَخْلوقُ. و بِئرٌ بَدِی‌ءٌ كَبدیع، و الجمْعُ بُدُؤٌ. و البَدْءُ و البَدِی‌ءُ: البئر التی حُفِرت فی الإِسلام حَدِیثةً و لیست بعادِیَّةٍ، و تُرِكَ فیها الهمزةُ فی أَكثرِ كلامهم، و ذلك أَن یَحْفِر بئراً فی الأَرْضِ المَواتِ التی لا رَبَّ لها. و‌فی حدیث ابن المسیَّب: فی حَرِیمِ البئرِ البَدِی‌ءِ خَمسٌ و عِشْرونَ ذِراعاً، یقول: له خَمس و عشرون ذِراعاً حَوالَیْها حَرِیمُها، لیسَ لأَحَدٍ أَن یَحْفِرَ فی تلكَ الخمسِ و العشرینَ بئراً. و إِنما شُبِّهت هذه البئرُ بالأَرضِ التی یُحْیِیها الرجُلُ فیكون مالِكاً لها، قال: و القَلِیبُ: البئرُ العادِیَّةُ القَدِیمَةُ التی لا یُعلمُ لها رَبٌّ و لا حافِرٌ، فلیس لأَحدٍ أَن یَنْزِلَ علی خمسینَ ذراعاً منها، و ذلك أَنها لعامَّة الناس، فإِذا نزَلها نازِلٌ مَنَعَ غیره؛ و معنی النُّزولِ أَن لا یَتَّخِذها داراً و یُقِیم علیها، و أَمّا أَن یكون عابِرَ سَبیلٍ فلا. أَبو عبیدة یقال للرَّكِیَّةِ: بَدِی‌ءٌ و بَدِیعٌ، إذا حَفَرْتها أَنت، فإِن أَصَبْتها قد حُفِرَتْ قبلَك، فهی خَفِیَّةٌ، و زَمْزَمُ خَفِیَّةٌ لأَنها لإِسمعِیل فاندَفنت، و أَنشَدَ: فَصَبَّحَتْ، قَبْلَ أَذانِ الفُرْقانْ، تَعْصِبُ أَعْقارَ حِیاض البُودانْ قال: البُودانُ القُلْبانُ، و هی الرَّكایا، واحدها بَدِی‌ءٌ؛ قال الأَزهری: و هذا مقلوبٌ، و الأَصلُ بُدْیانٌ، فقَدَّمَ الیاءَ و جعَلَها واواً؛ و الفُرقانُ: الصُّبْحُ، و البَدِی‌ءُ: العَجَبُ، و جاءَ بأَمرٍ بَدِی‌ءٍ، علی فَعِیلٍ، أَیْ عَجیبٍ. و بَدِی‌ءٌ مِن بَدَأْتُ، و البَدِی‌ءُ: الأَمْرُ البَدِیعُ، و أَبْدَأَ الرَّجُلُ: إِذا جاءَ بهِ، یُقال أَمرٌ بَدِی‌ءٌ. قالَ عَبِیدُ بن الأَبرَص: فلا بَدِی‌ءٌ و لا عَجِیبُ و البَدْءُ: السیِّدُ، و قِیلَ الشَّابُّ المُسْتَجادُ الرأْیِ، المُسْتشَارُ، و الجَمْعُ بُدُوءٌ. و البَدْءُ: السَیِّدُ الأَوَّلُ فی السِّیادةِ، و الثُنْیانُ: الذِی یِلیهِ فی السُّؤْدد. قالَ أَوْسُ بن مَغْراءَ السَّعْدِیّ: ثُنْیانُنا، إِنْ أَتاهُمْ، كانَ بَدْأَهُمُ، و بدْؤُهُمْ، إنْ أَتانا، كانَ ثُنْیانا و البَدْءُ: المَفصِلُ. و البَدْءُ: العَظْمُ بما عَلیهِ مِنَ اللَّحمِ. و البَدْءُ: خَیرُ عَظْمٍ فی الجَزُورِ، و قیلَ خَیْرُ نَصِیبٍ فی الجَزُور. و الجمْعُ أَبْدَاءٌ و بُدُوءٌ مِثلُ جَفْنٍ و أَجْفانٍ و جُفُونٍ. قالَ طَرَفةُ بن العبد: و هُمُ أَیْسارُ لُقْمانَ، إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أَبْداءَ الجُزُرْ و یُقالُ: أَهْدَی لهُ بَدْأَةَ الجَزُورِ أَیْ خَیْرَ الأَنصِباءِ، و أَنشَدَ ابنُ السكیت: علی أَیِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللّحْمِ یُجْعَلُ و الأَبْداءُ: المفَاصِلُ، واحِدُها بَدًی، مقصورٌ، و هو أَیْضاً بَدءٌ، مَهْمُوزٌ، تقدِیرُهُ بَدْعٌ. و أَبْدَاءُ الجَزُورِ عَشرَةٌ: وَرِكاهَا و فَخِذَاهَا و ساقاهَا و كَتِفَاهَا و عَضُداها، و هُمَا أَلأَمُ الجَزُورِ لِكَثرَةِ العُرُوقِ. و البُدْأَةُ: النَّصِیبُ مِنْ أَنْصِباءِ الجَزُور؛ قالَ النَّمِرُ ابن تَوْلَب: فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِیباً جانِحاً، و النارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوَارِها
لسان العرب، ج‌1، ص: 30
و روی ابنُ الأَعرابیِّ: فمَنَحْتُ بُدَّتَها، و هی النَّصیبُ، و هوَ مَذْكورٌ فی مَوْضِعِه؛ و روَی ثعلب … رفِیقاً جانِحاً «2». و فی الصِّحاحِ: البَدْءُ و البَدْأَةُ: النصِیبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فیهما؛ و هذا شِعْرُ النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ بضمِّها كما ترَی. و بُدِئَ الرَّجُلُ یُبْدَأُ بَدْءاً فهو مبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ. قال الكمیتُ: فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِهِ، ممَّا یُصَافِحُ مِنْ لهِیبِ سُهَامِها «3» و قال اللحیانی: بُدِئَ الرَّجُلُ یُبْدَأُ بَدْءاً: خَرَجَ بهِ بَثْرٌ شِبْهُ الجُدَرِیِّ؛ ثمَّ قال: قالَ بعضهم هُو الجُدریُّ بعینه. و رَجُلٌ مَبْدُوءٌ: خرَج بهِ ذلِك. و‌فی حدیثِ عائِشة رضِی اللّه عنها أَنها قالتْ: فی الیومِ الذی بُدِئَ فیهِ رسولُ اللّه صلَّی اللّه علیهِ و سلَّم، وَا رَأْساه.قالَ ابنُ الأَثیر: یُقالُ متی بُدِئَ فلانٌ أَی متی مَرِضَ؛ قال: و یُسأَلُ بهِ عن الحیِّ و المَیِّتِ. و بَدَأَ من أَرضٍ إلی أَرضٍ أُخری و أَبْدأَ: خرَجَ منها إلی غیرها إِبْداءً. و أَبْدأَ الرَّجلُ: كِنایة عن النَّجْو، و الاسمُ البَداءُ، ممدودٌ. و أَبْدَأَ الصبیُّ: خَرَجت أَسْنانُهُ بعد سُقُوطِها. و البُدْأَةُ: هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْ‌ءٌ و لا یُنتَفَعُ بها، حكاه أَبو حنیفة.

بذأ؛ ج1، ص: 30

: بَذَأْتُ الرَّجلَ بَذْءاً: إِذا رأَیْتُ منه حالًا كرِهْتُها. و بَذَأَتْهُ عَیْنی تَبْذَؤُهُ بَذاءً و بذاءَةً: ازْدَرَتْهُ و احْتَقَرَتْهُ، و لم تَقْبَله، و لم تُعْجِبْكَ مَرْآتُه. و بَذَأْتُهُ أَبْذَؤُهُ بَذْءاً: إِذا ذَممْتُهُ. أَبو زیدٍ، یُقال: بَذَأَتْهُ عَیْنی بَذْءاً إِذا أُطرِیَ لكَ و عندَكَ الشی‌ءُ ثم لم ترَهُ كذلك، فإذا رأَیتهُ كما وُصِفَ لكَ قلت: ما تَبْذَؤُهُ العَیْنُ. و بَذَأَ الشی‌ءَ: ذَمَّه. و بُذئَ الرَّجُلُ: إذا ازْدُرِیَ. و بَذَأَ الأَرضَ: ذَمَّ مَرْعاها. قال: أُزِّیَ مُسْتَهنئٌ فی البَدِی‌ءِ، فَیَرْمَأُ فیهِ و لا یَبْذَؤُهْ و یروی: فی البَدِیِّ؛ و كذلِك المَوْضِع إذا لم تَحْمَدْه. و أَرضٌ بَذِیئَةٌ علی مِثالِ فَعِیلة: لا مَرْعی بها. و باذَأْتُ الرَّجلَ: إذا خاصَمْته. و قال الشَّعْبی: إِذا عَظُمَتِ الحَلْقَةُ فإنما هی بِذاءٌ و نِجاءٌ. و قِیلَ البِذاءُ: المُباذأَةُ و هی المُفاحَشة. یُقال باذَأْتُهُ بِذاءً و مُباذأَةً؛ و النِّجاءُ: المُناجاة. و قال شمِرٌ فی تفسیرِ‌قولِهِ: إِنَّكَ ما عَلِمْتُ لَبَذی‌ءٌ مُغْرِقٌ. قال: البَذِی‌ءُ: الفاحِشُ القَوْلِ، و رَجُلٌ بَذِی‌ءٌ مِن قَوْمٍ أَبْذِیاءَ، و البَذِی‌ءُ: الفاحِشُ مِن الرِّجالِ، و الأُنثی بَذِیئةٌ. و قد بَذُؤَ یَبْذُؤُ بذاءً و بَذاءَةً، و بعضهم یقول: بَذِئَ یَبْذَأُ بَذْءاً. قال أَبو النجم: فالیَومُ یَوْمُ تَفاضُلٍ و بَذاء و امرأَةٌ بَذِیئةٌ و رَجُلٌ بَذی‌ءٌ مِنْ قَوْمٍ أَبْذِیاءَ: بَیِّنُ البَذاءَةِ. و أَنشَدَ: هَذْرَ البَذِیئةِ، لَیْلَها، لم تَهْجَعِ و امرأَةٌ بَذِیَّةٌ. و سنذكر فی المعتلِّ ما یتعلق بذلك.
(2). قوله [جانحاً] كذا هو فی النسخ بالنون و سیأتی فی ب د د بالمیم. (3). قوله [سهامها] ضبط فی التكملة بالفتح و الضم و رمز له بلفظ معاً إشارة إلی أن البیت مروی بهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 31‌

برأ؛ ج1، ص: 31

: البارئُ: مِن أَسماءِ اللّه عزَّ و جلَّ، و اللّه البارئُ الذَّارِئُ. و فی التنزیلِ العزِیزِ: الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ. و قالَ تعَالی: فَتُوبُوا إِلیٰ بٰارِئِكُمْ. قال: الْبٰارِئُ: هو الذی خَلَقَ الخَلْقَ لا عن مِثالٍ. قالَ و لهذِهِ اللفْظَةِ مِن الاخْتِصاصِ بخَلْقِ الحیَوانِ ما لیس لها بغَیرهِ مِن المخْلوقات، و قَلَّما تُسْتَعْمَلُ فی غیرِ الحیوانِ، فیُقال: برَأَ اللّهُ النسَمَة و خَلَقَ السَّماوات و الأَرضَ. قال ابنُ سِیدَة: برَأَ اللّهُ الخَلْقَ یَبْرَؤُهم بَرءاً و بُرُوءاً: خَلَقَهُم، یكونُ ذلكَ فی الجَواهِرِ و الأَعْراضِ. و فی التنزِیلِ: [مٰا أَصٰابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لٰا فِی أَنْفُسِكُمْ إِلّٰا فِی كِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهٰا] و فی التَّهْذِیبِ: و البَرِیَّةُ أَیضاً: الخَلْق، بلا هَمْزٍ. قالَ الفَرَّاءُ: هیَ مِنْ بَرَأَ اللّهُ الخَلْقَ أَی خَلَقَهُم. و البَرِیَّةُ: الخَلْقُ، و أَصْلُها الهمْزُ، و قد ترَكَت العَرَبُ هَمْزَها. و نظِیرهُ: النبیُّ و الذُّرِّیَّةُ. و أَهلُ مَكَّةَ یُخالِفُونَ غیرَهُم مِنَ العَرَب، یَهْمِزُونَ البَریئةَ و النَّبی‌ءَ و الذّرِّیئةَ، مِنْ ذَرَأَ اللّهُ الخلْقَ، و ذلِكَ قلِیلٌ. قالَ الفرَّاءُ: و إِذا أُخِذَت البَرِیَّةُ مِن البرَی، و هو التُّراب، فأَصلها غیر الهمْزِ. و قالَ اللحیانی: أَجمَعَتِ العَرَبُ علی ترْكِ هَمْزِ هذه الثلاثةِ، و لم یَستثنِ أَهل مكةَ. و بَرِئْتُ مِن المَرَضِ، و بَرَأَ المرِیضُ یَبْرَأُ و یَبْرُؤُ بَرْءاً و بُرُوءاً، و أَهلُ العَالِیَةِ یقولون: بَرَأْتُ أَبْرأُ بَرْءاً و بُروءاً، و أَهلُ الحِجازِ یقولون: بَرَأْتُ مِنَ المرَضِ بَرءاً، بالفتحِ، و سائرُ العَرَبِ یقولون: بَرِئتُ مِنَ المرَضِ. و أَصْبَحَ بارِئاً مِنْ مَرَضِهِ و بَرِیئاً مِنْ قومٍ بِراءٍ، كقولكَ صحِیحاً، و صِحاحاً، فذلِكَ ذلك. غیرَ أَنه إِنما ذَهَبَ فی بِراءٍ إلی أَنه جَمْعُ بَرِی‌ءٍ. قال و قدْ یجوزُ أَنْ یَكون بِرَاءٌ أَیضاً جمْع بارِئٍ، كجائعٍ و جِیاعٍ و صاحِبٍ و صِحابٍ. و قدْ أَبرَأَهُ اللّهُ مِنْ مَرَضِهِ إِبراءً. قال ابنُ بَرِّیّ: لم یَذكُر الجوهَری بَرَأْتُ أَبرُؤُ، بالضمِّ فی المستقبل. قال: و قد ذكَرهُ سِیبویهِ و أَبو عثمانَ المازِنی و غیرُهُما مِنَ البصرِیین. قالَ و إِنما ذكَرْتُ هذا لأَنَّ بعْضَهُم لَحَّنَ بَشار بنَ بُرْد فی قولهِ: نَفَرَ الحَیُّ مِنْ مَكانی، فقالوا: فُزْ بصَبْرٍ، لعَلَّ عَیْنَكَ تبْرُو مَسَّهُ، مِنْ صُدودِ عَبْدةَ، ضُرٌّ، فبَنَاتُ الفُؤَادِ ما تسْتَقِرُّ و‌فی حدِیثِ مَرَضِ النبیِّ صلّی اللّه عَلیْهِ و سَلَّم، قالَ العباسُ لِعَلِیٍّ رضِیَ اللّهُ عنهُما: كیفَ أَصْبَحَ رسُولُ اللّه صلّی اللّهُ علیهِ و سلم؟ قالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللّهِ بارِئاً، أَی مُعافًی. یقالُ: بَرَأْتُ مِنَ المَرَضِ أَبرَأُ بَرْءاً، بالفتح، فأَنا بارِئٌ؛ و أَبرَأَنی اللّهُ مِنَ المرَض. و غیرُ أَهلِ الحِجازِ یقولون: برِئت، بالكسرِ، بُرْءاً، بالضم. و مِنْهُ‌قولُ عبد الرحمن بنِ عَوْف لأَبی بكر رضیَ اللّهُ عنهُما: أَراكَ بارئاً.و‌فی حدیثِ الشُّرْب: فإِنهُ أَرْوَی و أَبرَی، أَی یُبرِئهُ مِنْ أَلَمِ العَطَشِ. أَو أَرادَ أَنهُ لا یكونُ مِنْهُ مَرَضٌ، لأَنهُ قدْ جاءَ‌فی حدیثٍ آخر: فإِنهُ یُورِثُ الكُبادَ.قالَ: و هكذا یروی فی الحدیثِ أَبْری، غیرَ مَهْمُوزةٍ، لأَجلِ أَرْوَی. و البَرَاءُ فی المَدِیدِ: الجُزْءُ السَّالِمُ مِنْ زِحَافِ المُعاقبَةِ. و كلُّ جزءٍ یمكِنُ أَنْ یَدْخُله الزِّحافُ كالمُعاقبَةِ، فیَسْلَمُ منهُ، فهو بَرِی‌ءٌ. الأَزهَرِی: و أَما قولهم بَرِئْتُ مِنَ الدَّینِ، و الرَّجُلُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 32
أَبْرَأَ بَراءَةً، و بَرِئتُ إلیْكَ مِنْ فلانٍ أَبْرَأُ بَرَاءَةً، فلیسَ فیها غیر هذه اللغَةِ. قال الأَزهَری: و قد رووا بَرَأْتُ مِنَ المَرَضِ أَبْرُؤُ بُرْءاً. قال: و لم نجِدْ فیما لامه هَمْزةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ. قال: و قد استقصی العلماءُ باللغَةِ هذا، فلم یجدُوهُ إِلا فی هذا الحرْف، ثم ذكرَ قرَأْتُ أَقْرُؤُ و هَنَأْتُ البعِیرَ أَهْنُؤُه. و قولهُ عزَّ و جلَّ: بَرٰاءَةٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ، قال: فی رَفعِ بَرٰاءَةٌ قولانِ: أَحدهُما علی خَبرِ الابتداءِ، المعنی: هذهِ الآیاتُ بَرَاءَةٌ مِن اللّهِ و رسولهِ؛ و الثانی بَرٰاءَةٌ ابتداءٌ و الخبرُ إِلَی الَّذِینَ عٰاهَدْتُمْ. قال: و كِلا القَوْلَیْنِ حَسَنٌ. و أَبْرأْتُه مِمَّا لی علیْهِ و بَرَّأْتُهُ تَبْرِئةً، و بَرِئَ مِنَ الأَمْرِ یَبْرَأُ و یَبْرُؤُ، و الأَخِیر نادِرٌ، بَراءَةً و بَراءً، الأَخِیرة عن اللحیانی؛ قالَ: و كذلِكَ فی الدَّینِ و العُیوبِ بَرِئَ إِلیكَ مِنْ حَقِّكَ بَراءَةً و بَراءً و بُروءاً و تبرُّؤاً، و أَبرَأَكَ مِنهُ و بَرَّأَكَ. و فی التنزیلِ العزیز: [فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا]. و أَنا بَرِی‌ءٌ مِنْ ذلِكَ و بَراءٌ، و الجمْعُ بِراءٌ، مثل كَرِیمٍ و كِرامٍ، و بُرَآءُ، مِثل فقِیه و فُقَهاء، و أَبراء، مثل شریفٍ و أَشرافٍ، و أَبرِیاءُ، مثل نَصِیبٍ و أَنْصِباء، و بَرِیئون و بَراء. و قال الفارسی: البُراءُ جمعُ بَری‌ء، و هو مِنْ بابِ رَخْلٍ و رُخالٍ. و حكی الفرَّاءُ فی جَمْعِهِ: بُراء غیر مصروفٍ علی حذفِ إِحدی الهمزَتین. و قالَ اللحیانی: أَهلُ الحجاز یقولون: أَنا مِنك بَراء. قال: و فی التنزیل العزیزِ: [إِنَّنِی بَرٰاءٌ مِمّٰا تَعْبُدُونَ]. و تَبَرَّأْتُ مِن كذا و أَنا بَراءٌ مِنهُ و خَلاءٌ، لا یُثَنَّی و لا یجمَع، لأَنهُ مصدَرٌ فی الأَصْل، مِثل سَمِعَ سَمَاعاً، فإذا قلت: أَنا بَرِی‌ءٌ مِنهُ و خَلِیٌّ منه ثنَّیت و جَمَعْت و أَنَّثْت. و لغةُ تمیمٍ و غیرهم مِن العَرَب: أَنا بَرِی‌ءٌ. و فی غیرِ موضعٍ مِن القرآنِ: إِنِّی بَرِی‌ءٌ*؛ و الأُنثی بَریئَةٌ، و لا یُقال: بَرَاءَةٌ، و هُما بَریئتانِ، و الجمعُ بَرِیئات، و حكی اللحیانی: بَرِیَّاتٌ و بَرایا كخَطایا؛ و أَنا البرَاءُ مِنهُ، و كذلِكَ الاثنان و الجمعُ و المؤَنث. و فی التنزیلِ العزیز [إِنَّنِی بَرٰاءٌ مِمّٰا تَعْبُدُونَ]. الأَزهری: و العَرَبُ تقول: نحنُ مِنكَ البَراءُ و الخَلاءُ و الواحِد و الاثنان و الجمْعُ مِنَ المذكَّر و المؤَنث یُقال: بَراءٌ لأَنهُ مصدَر. و لو قال: بَرِی‌ء، لقِیلَ فی الاثنینِ: بَریئانِ، و فی الجمع: بَرِیئونَ و بَراءٌ. و قال أَبو إِسحاق: المعنی فی البَراءِ أَی ذو البَراءِ منكم، و نحنُ ذَوُو البَراءِ منكم. و زادَ الأَصمَعِی: نحنُ بُرَآء علی فُعَلاء، و بِراء علی فِعالٍ، و أَبْرِیاء؛ و فی المؤَنث: إِننی بَرِیئةٌ و بَرِیئتانِ، و فی الجمْعِ بَرِیئاتٌ و بَرایا. الجوهری: رجلٌ بَرِی‌ءٌ و بُراءٌ مثلُ عَجِیبٍ و عُجابٍ. و قال ابن بَرِّیٍّ: المعروفُ فی بُراءٍ أَنه جمعٌ لا واحِدٌ، و علیهِ قولُ الشاعِر: رأَیتُ الحَرْبَ یَجنُبُها رِجالٌ، و یَصْلی، حَرَّها، قَوْمٌ بُراءٌ قال و مثلهُ لزُهیر: إلیْكُم إِنَّنا قَوْمٌ بُراءٌ و نصّ ابن جنی علی كونِهِ جَمْعاً، فقال: یجمَعُ بَرِی‌ءٌ علی أَربَعَةٍ مِن الجُموع: بَرِی‌ءٌ و بِراءٌ، مِثل ظَریفٍ و ظِرافٍ، و بَرِی‌ءٌ و بُرَآءُ، مثل شَرِیفٍ و شُرفاء، و بَرِی‌ءٌ و أَبْرِیاءُ، مِثل صَدِیقٍ و أَصدِقاء، و بَری‌ءٌ و بُراءٌ، مثل ما جاءَ مِنَ الجُموعِ علی فُعالٍ نحو تُؤَامٍ و رُباءٍ «4» فی جمعِ تَوْأَم و رُبَّی.
(4). الصواب أن یقال فی جمعها: رُبَاب بالباء فی آخره و هو الذی ذكره المصنّف و صاحب القاموس و غیرهما فی مادة ر ب ب أحمد تیمور.
لسان العرب، ج‌1، ص: 33
ابنُ الأَعرابی: بَرِئَ إِذا تخَلَّصَ، و بَرِئَ إِذا تَنَزَّهَ و تباعَدَ، و بَرِئَ، إِذا أَعْذَرَ و أَنذَرَ؛ و منه قولهُ تعالی: بَرٰاءَةٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ، أَی إِعْذارٌ و إِنذارٌ. و‌فی حدیث أَبی هُرَیرة رضیَ اللّهُ عنه لما دعاهُ عُمَرُ إلی العَملِ فأَبَی، فقال عُمر: إِنّ یُوسُفَ قد سأَلَ العَمَلَ. فقالَ: إِنَّ یُوسُفَ منّی بَرِی‌ءٌ و أَنا مِنْه بَرَاء‌أی بَرِی‌ءٌ عن مُساواتِهِ فی الحُكْمِ و أَنْ أُقاسَ بهِ؛ و لم یُرِدْ بَراءَةَ الوِلایةِ و المَحَبَّةِ لأَنهُ مأْمورٌ بالإِیمانِ به، و البَرَاءُ و البَرِی‌ءُ سَواءٌ. و لیلةُ البَراءِ لیلة یَتَبَرَّأُ القمرُ منَ الشمسِ، و هی أَوَّلُ لیلة من الشهرِ. التهذیب: البرَاءُ أَوَّلُ یومٍ منَ الشهرِ، و قد أَبْرأَ: إذا دخلَ فی البَراءِ، و هو أوّلُ الشهرِ. و فی الصحاحِ البَراءُ، بالفتحِ: أَوَّلُ لیلةٍ من الشهر، و لم یقل لیلةُ البَراءِ، قال: یا عَیْنُ بَكِّی مالِكاً و عَبْسَا، یَوْماً، إِذا كانَ البَراءُ نَحْسا أَی إِذا لم یكن فیهِ مَطَرٌ، و هم یَسْتَحِبُّونَ المطرَ فی آخِرِ الشهرِ؛ و جمعهُ أَبْرِئةٌ، حكی ذلك عن ثعلبٍ. قال القتیبی: آخِرُ لیلة من الشهر تسمی بَراء لتَبَرُّؤِ القمر فیه من الشمس. ابن الأَعرابی: یقال لآخر یوم من الشهر البَراء لأَنه قد بَرِئَ مِن هذا الشهر. و ابنُ البَراء: أَوَّل یوم من الشهر. ابن الأَعرابی: البَراءُ من الأَیامِ یَوْمُ سَعْدٍ یُتَبرَّكُ بكل ما یَحدُث فیه، و أَنشد: كان البَراءُ لَهُمْ نَحْساً فَغَرَّقَهُم، و لم یَكُنْ ذاك نحْساً مُذ سَرَی القَمَرُ و قال آخر: إِنَّ عبِیداً «1» لا یَكُونُ غُسّاً، كما البَراءُ لا یَكُونُ نحْسا أَبو عمرو الشیبانی: أَبْرَأَ الرَّجُل: إذا صادَفَ بَرِیئاً، و هو قَصَبُ السكر. قال أَبو منصور: أَحْسَبُ هذا غیر صحیح؛ قال: و الذی أَعرفه أَبَرْت: إذا صادَفْتَ بَرِیّاً، و هو سُكَّر الطَّبَرْزَدِ. و بارَأْتُ الرَّجل: بَرِئْتُ إلیه و بَرِئَ إِلیَّ. و بارَأْتُ شَرِیكی: إذا فارَقْتَه. و بارأَ المرأَةَ و الكَرِیَّ مُبارأَةً و بِراءً: صالَحَهما علی الفِراق. و الاستِبراءُ: أَن یَشْتَرِیَ الرَّجلُ جارِیةً، فلا یَطَؤُها حتی تَحِیضَ عنده حَیْضةً ثم تَطْهُرَ؛ و كذلك إذا سبَاها لم یَطَأْها حتی یَسْتَبْرِئَها بِحَیْضَةٍ، و معناهُ: طَلَبُ بَراءَتها من الحَمْل. و استَبْرأتُ ما عندك: غیرُه. اسْتَبْرَأَ المرأَةَ: إذا لم یَطَأْها حتی تحِیضَ؛ و كذلك اسْتَبْرَأَ الرّحِمَ. و فی الحدیث فی اسْتِبْراء الجاریة: لا یَمَسُّها حتی تَبْرَأَ رَحِمُها و یَتَبَیَّنَ حالها هل هی حامِلٌ أَم لا. و كذلك الاسْتِبْراءُ الذی یُذْكَر مع الاسْتِنْجاء فی الطَّهارة، و هو أَن یَسْتَفْرِغَ بَقِیَّةَ البول، و یُنَقِّی مَوْضِعَه و مَجْراه، حتی یُبْرِئَهما منه أَی یُبِینَه عنهما، كما یَبْرَأُ من الدَّین و المَرَض. و الاسْتِبْراءُ: اسْتِنقاء الذَّكَر عن البول. و اسْتَبْرأَ الذَّكَرَ: طَلَبَ بَراءَتَه مِن بَقِیَّةِ بول فیه بتحریكه و نَتْرِه و ما أَشبه ذلك، حتی یَعْلَم أَنه لم یَبْقَ فیه شی‌ء. ابن الأَعرابی: البَرِی‌ءُ: المُتَفصِّی من القَبائح، المُتنَجِّی عن الباطل و الكَذِبِ، البعِیدُ مِن التُّهم، النَّقِیُّ القَلْبِ من الشِّرك. و البَرِی‌ءُ الصحِیحُ الجِسمِ و العقلِ. و البُرْأَةُ، بالضمِّ: قُتْرةُ الصائد التی یَكْمُن فیها،
(1). قوله [عبیداً] كذا فی النسخ و الذی فی الأَساس سعیداً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 34
و الجمع بُرَأٌ. قال الأَعشی یصف الحمیر: فأَوْرَدَها عَیْناً، مِنَ السِّیف، رَیَّةً، بِها بُرَأ مِثْلُ الفَسِیلِ المُكَمَّمِ

بسأ؛ ج1، ص: 34

: بَسَأَ به یَبْسَأُ بَسْأً و بُسوءاً و بَسِئَ بَسَأً: أَنِسَ به، و كذلك بَهَأْتُ؛ قال زهیر: بَسَأْتَ بِنِیِّها، و جَوِیتَ عنها، و عِنْدَكَ، لو أَرَدْتَ، لَها دَواءُ و‌فی الحدیث أَنَّ النبیَّ صلی اللّهُ علیه و سلمَ قال بعد وَقْعة بدرٍ: لو كان أَبو طالبٍ حَیّاً لَرأَی سُیُوفَنَا و قد بَسِئَتْ بالمَیاثِلِ.بَسِئَتْ و بَسَأَتْ بفتحِ السین و كسرِها: اعْتادَت و اسْتَأْنَسَتْ، و المَیاثِلُ: الأَماثِلُ. قال ابن الأَثیر: هكذا فُسِّر، و كأَنه من المَقلوب. و بَسَأَ بذلكَ الأَمْرِ بَسْأً و بُسُوءاً: مَرَنَ علیه، فلم یَكْتَرِث لِقُبْحه و ما یقال فیه. و بَسَأَ به: تَهاوَنَ. و ناقة بَسُوءٌ: لا تمنَعُ الحالِبَ. و أَبْسأَنِی فلانٌ فبَسِئْتُ به.

بطأ؛ ج1، ص: 34

: البُطْءُ و الإِبْطاءُ: نَقِیضُ الإِسْراع. تقول منه: بَطُؤَ مَجِیئُكَ و بَطُؤَ فی مَشْیِه یَبْطُؤُ بُطْأً و بِطاءً، و أبْطَأَ، و تَباطأَ، و هو بَطِی‌ءٌ، و لا تقل: أَبْطَیْتُ، و الجمع بِطاءٌ؛ قال زهیر «1»: فَضْلَ الجِیادِ علی الخَیل البِطاءِ، فلا یُعْطِی بذلك مَمْنُوناً و لا نَزِقا و منه الإِبْطاءُ و التَّباطُؤُ. و قد اسْتَبْطَأَ و أَبْطَأَ الرجُلُ: إِذا كانت دَوابُّه بطاءً، و كذلك أَبْطأَ القومُ: إِذا كانت دوابهم بِطاءً. و‌فی الحدیث: مَنْ بَطَّأَ به عملُه لم یَنْفَعْه نَسَبُه‌أَی مَنْ أَخَّرَه عملُه السَّیِّ‌ءُ أَو تَفْریطُه فی العمل الصالحِ لم یَنْفَعْه فی الآخرةِ شَرَفُ النَّسبِ. و أَبْطأَ علیه الأَمْرُ: تَأَخَّرَ. و بَطَّأَ علیه بالأَمْرِ و أَبْطَأَ به، كِلاهما: أَخَّرَهُ. و بَطَّأَ فلان بفلان: إِذا ثَبَّطَه عن أَمرٍ عَزَمَ علیه. و ما أَبْطَأَ بك و بَطَّأَ بك عنا، بمعنًی، أَی ما أَبْطَأَ «2» … و تَباطأَ الرَّجُل فی مَسِیرهِ. و قول لبید: و هُمُ العشِیرةُ أَنْ یُبَطّئَ حاسِدٌ، أَوْ أَنْ یَلُومَ، مع العِدا، لُوّامها فسرهُ ابن الأَعرابی فقال: یعنی أَن یَحُثّ العدوّ علی مَساوِیهم، كأَنّ هذا الحاسِد لم یَقْنع بعیبه لهؤلاء حتی حث. و بُطْآنَ ما یكون ذلك و بَطْآنَ أَی بَطُؤَ، جعلوه اسماً للفعل كَسُرْعانَ. و بُطْآنَ ذا خُروجاً: أَی بَطُؤَ ذا خروجاً، جُعِلت الفتحةُ التی فی بَطُؤَ علی نون بُطْآنَ حین أَدَّتْ عنه لیكون عَلَماً لها، و نُقلت ضمة الطاء إلی الباء. و إنما صح فیه النَّقْلُ لأَن معناه التعجب: أَی ما أَبْطَأَه. اللیث: و باطِئةٌ اسم مجهولٌ أَصلُه. قال أَبو منصور: الباطِئةُ: الناجود. قال: و لا أَدری أَ مُعَرَّبٌ أَم عربی، و هو الذی یُجعل فیه الشرابُ، و جمعه البَواطِئ، و قد جاء ذلك فی أَشعارِهم.

بكأ؛ ج1، ص: 34

: بَكَأَتِ الناقةُ و الشاةُ تَبْكَأُ بَكْأً و بَكُؤَتْ تَبْكُؤُ بَكاءَةً و بُكُوءاً، و هی بَكِی‌ءٌ و بَكِیئةٌ: قلَّ لبنُها؛ و قیل انقطع. و‌فی حدیث علیٍّ: دخل علیَّ
(1). أی یمدح هرم بن سنان المرّی و قبله: یطعنهم ما ارتموا حتی إذا طعنوا ضارب حتی إذا ما ضاربوا اعتنقا (2). كذا بیاض بالنسخ و أصل العبارة للصحاح بدون تفسیر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 35
رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم، و أَنا علی المَنامةِ، فقامَ إلی شاة بَكِی‌ءٍ، فَحلَبها.و‌فی حدیث عُمَر أَنه سأَل جَیْشاً: هل ثَبتَ لكم العَدوّ قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ بَكیئةٍ؟قال سلامة بن جندل: و شدّ كَوْرٍ علی وَجْناء ناجِیةٍ، وَ شدّ سَرْجٍ علی جَرْداءَ سُرْحُوبِ یقالُ مَحْبِسُها أَدْنی لِمَرْتَعِها، و لو نُفادِی بِبَكْ‌ءٍ كلَّ مَحْلُوب أَراد بقوله مَحْبِسُها أی مَحْبِسُ هذه الإِبل و الخیل علی الجَدْب، و مقابلة العدوّ علی الثَّغْر أَدنی و أَقربُ من أَن تَرتعَ و تُخْصِب و تُضَیِّعَ الثغر فی إِرسالِها لتَرْعی و تُخْصِب. و ناقةٌ بَكیئةٌ و أَیْنُقٌ بِكاء، قال: فَلَیَأْزِلَنَّ «1» و تَبْكُؤُنَّ لِقاحُه، و یُعَلِّلَنَّ صَبِیَّه بِسَمارِ السَّمارُ: اللبن الذی رُقِّق بالماء. قال أَبو منصور: سَماعُنا، فی غریب الحدیث، بَكُؤَتْ تَبْكُؤُ، قال: و سمعنا فی المصنف لشمر عن أَبی عُبید عن أَبی عَمْرو: بَكَأَتِ الناقةُ تَبْكَأُ. قال أَبو زید: كل ذلك مهموز. و‌فی حدیث طاؤوس: مَن مَنَحَ مَنِیحةَ لَبن فله بكُلّ حَلْبةٍ عشرُ حَسَناتٍ غَزُرَتْ أَو بَكَأَتْ.و‌فی حدیث آخر: مَن مَنَحَ مَنِیحةَ لبن بكِیئةً كانت أَو غَزِیرةً.و أَما قوله: أَلا بَكَرَتْ أُمُّ الكِلابِ تلُومُنِی، تَقُولُ: أَلا قَدْ أَبْكَأَ الدَّرَّ حَالِبُهْ فزعم أَبو رِیاش أَنّ معناه وجدَ الحالِبُ الدَّرَّ بَكِیئاً، كما تقول أَحْمَدَه: وجَده حَمِیداً. قال ابن سیدة: و قد یجوز عندی أَن تكون الهمزة لتعدیة الفعل أَی جعله بَكِیئاً، غیر أَنی لم أَسمع ذلك من أَحد، و إِنما عاملت الأَسبق و الأَكثر. و بَكأَ الرجُل بَكاءَةً، فهو بَكِی‌ءٌ من قوم بِكاء: قلَّ كلامُه خِلْقةً. و‌فی الحدیث: إِنّا مَعْشر النُّبَآءِ بِكاءٌ.و‌فی روایة: نحنُ مَعاشِرَ الأَنبیاء فینا بُكْ‌ءٌ و بُكاءٌ: أَی قِلَّة كلامٍ إِلَّا فیما نحتاج إلیه. بَكُؤَتِ النَّاقةُ: إذا قلَّ لبنُها؛ و مَعاشِرَ منصوب علی الاختصاص. و الاسمُ البُكْ‌ءُ. و بَكِئَ الرَّجل: لم یُصِبْ حاجته. و البُكْ‌ءُ: نبت كالجَرْجِیر، واحدته بُكْأَةٌ.

بهأ؛ ج1، ص: 35

: بَهَأَ به یَبْهَأُ و بَهِئَ و بَهُؤَ بَهْأً و بهَاءً و بَهُوءاً: أَنِسَ به. و أَنشد: و قَدْ بَهأَتْ، بالحاجِلاتِ، إفالُها، و سَیْفٍ كَرِیمٍ لا یَزالُ یصُوعها و بَهَأْتُ به و بَهِئْتُ: أَنِسْتُ. و البَهاءُ، بالفتح و المدّ: الناقة التی تَسْتأْنِسُ إلی الحالِب، و هو مِن بَهَأْتُ به، أَی أَنِسْتُ به. و یقال: ناقة بَهاء، و هذا مهموز من بَهَأْت بالشی‌ء. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: أَنه رأَی رَجُلًا یَحْلِف عند المَقامِ، فقال أَری الناس قد بَهَئُوا بهذا المَقامِ، معناه: أَنهم أَنِسُوا به. حتی قَلَّتْ هَیْبَتُه فی قُلوبهم. و منه‌حدیث مَیْمُون بن مِهرانَ أَنه كتب إلی یُونُس بن عُبَیْدٍ: علیكَ بكِتابِ اللّه فإِنَّ الناسَ قد بَهَئُوا به، و اسْتَخَفُّوا علیه أَحادِیثَ الرِّجال.قال أَبو عُبید: رُوِی بَهَوا به، غیر مهموز، و هو فی الكلام مهموز.
(1). قوله [فلیأزلن] فی التكملة و الروایة و لیأزلن بالواو منسوقاً علی ما قبله و هو: فلیضربن المرء مفرق خاله ضرب الفقار بمعول الجزار و البیتان لأَبی مكعت الأسدی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 36
أَبو سعید: ابْتَهأْتُ بالشی‌ء: إذا أَنِسْتَ به و أَحْبَبْتَ قُرْبه. قال الأَعشی: و فی الحَیِّ مَنْ یَهْوَی هَوانَا، و یَبْتَهِی، و آخَرُ قد أَبْدَی الكآبَةَ، مُغْضَبا «1» ترك الهمز من یَبْتَهِی. و بَهَأَ البیتَ: أَخْلاه من المَتاعِ أَو خَرَّقَه كأَبْهاه. و أَما البَهاءُ من الحُسْن فإِنه من بَهِیَ الرجل، غیر مهموز. قال ابن السّكیت: ما بَهَأْتُ له و ما بَأَهْتُ له: أَی ما فَطِنْتُ له.

بوأ؛ ج1، ص: 36

: باءَ إلی الشی‌ء یَبُوءُ بَوْءاً: رَجَعَ. و بُؤْت إلیه و أَبَأْتُه، عن ثعلب، و بُؤْته، عن الكسائی، كأَبَأْتُه، و هی قلیلة. و الباءَةُ، مثل الباعةِ، و الباء: النِّكاح. و سُمی النكاحُ باءَةً و باءً من المَباءَةِ لأَن الرجل یَتَبَوَّأُ من أَهله أَی یَسْتَمْكِنُ من أَهله، كما یَتَبَوَّأُ من دارِه. قال الراجز یصف الحِمار و الأُتُنَ: یُعْرِسُ أَبْكاراً بها و عُنَّسا، أَكرَمُ عِرْسٍ، باءةً، إِذ أعْرَسا و‌فی حدیث النبی صلّی اللّه علیه و سلم: مَن استطاع منكم الباءة، فَلْیَتزوَّجْ، و مَن لم یَسْتَطِعْ، فعلیهِ بالصَّومِ، فإِنَّه له وجاء: أَراد بالباءة النكاحَ و التَّزْویج. و یقال: فلان حَریصٌ علی الباءة أَی علی النكاح. و یقال: الجِماعُ نَفْسُه باءةٌ، و الأَصلُ فی الباءةِ المَنْزِل ثم قیل لِعَقْدِ التزویج باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها منزلًا. و الهاء فی الباءة زائدة، و الناسُ یقولون: الباه. قال ابن الأَعرابی: الباءُ و الباءةُ و الباهُ كُلها مقولات. ابن الأَنباری: الباءُ النِّكاح، یقال: فُلانٌ حریصٌ علی الباء و الباءَة و الباهِ، بالهاء و القصر، أَی علی النكاح؛ و الباءةُ الواحِدةُ و الباء الجمع، و تُجمع الباءَةُ علی الباءَاتِ. قال الشاعر: یا أَیُّها الرّاكِبُ، ذُو الثّباتِ، إنْ كُنتَ تَبْغِی صاحِبَ الباءَاتِ، فاعْمِدْ إلی هاتِیكُمُ الأَبْیاتِ و‌فی الحدیث: علیكم بالباءَةِ، یعنی النّكاحَ و التَّزْویج؛ و منه‌الحدیث الآخر: إِن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجل و قد تَزَیَّنَت للباءَةِ.و بَوَّأَ الرجلُ: نَكَحَ. قال جریر: تُبَوّئُها بِمَحْنِیةٍ، و حِیناً تُبادِرُ حَدَّ دِرَّتِها السِّقابا و للبئرِ مَباءَتان: إحداهما مَرْجِع الماء إلی جَمِّها، و الأُخْری مَوْضِعُ وقُوفِ سائِق السّانِیة. و قول صخر الغی یمدَح سیفاً له: و صارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِیبَتُهُ، أَبْیضَ مَهْوٍ، فی مَتْنِه رُبَدُ فَلَوْتُ عنه سُیوفَ أَرْیحَ، حَتَّی باءَ كَفّی، و لم أَكَدْ أَجِدُ الخَشِیبةُ: الطَّبْعُ الأَوَّلُ قبل أَن یُصْقَلَ و یُهَیَّأَ، و فَلَوْتُ: انْتَقَیْتُ. أَرْیَحُ: مِن الیَمَنِ. باءَ كَفِّی: أَی صارَ كَفِّی له مَباءَةً أَی مَرْجِعاً. و باءَ بذَنْبِه و بإِثْمِه یَبُوءُ بَوْءاً و بَواءً: احتمَله و صار المُذْنِبُ مأْوَی الذَّنب، و قیل اعْتَرفَ به. و قوله تعالی: إِنِّی أُرِیدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِی وَ إِثْمِكَ، قال ثعلب: معناه إِن عَزَمْتَ علی
(1). قوله [مغضبا] كذا فی النسخ و شرح القاموس و الذی فی التكملة و هی أصح الكتب التی بأیدینا مغضب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 37
قَتْلِی كان الإِثْمُ بك لا بی. قال الأَخفش: وَ بٰاؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّٰهِ*: رَجَعُوا به أَی صارَ علیهم. و قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی فَبٰاؤُ بِغَضَبٍ عَلیٰ غَضَبٍ، قال: بَاؤُوا فی اللغة: احتملوا، یقال: قد بُؤْتُ بهذا الذَّنْب أَی احْتَمَلْتُه. و قیل: بٰاؤُ بِغَضَبٍ* أَی بإثْم اسْتَحَقُّوا به النارَ علی إثْمٍ اسْتَحَقُّوا به النارَ أَیضاً. قال الأَصمعی: باءَ بإثْمِه، فهو یَبُوءُ به بَوْءاً: إذا أَقَرّ به. و‌فی الحدیث: أَبُوءُ بِنعْمَتِك علیَّ، و أَبُوءُ بذنبی‌أَی أَلتزِمُ و أَرْجِع و أُقِرُّ. و أَصل البَواءِ اللزومُ. و‌فی الحدیث: فقد باءَ به أَحدُهما‌أَی التزَمَه و رجَع به. و‌فی حدیث وائلِ بن حُجْر: إنْ عَفَوتَ عنه یَبُوءُ بإثْمِه و إثْم صاحِبِه‌أَی كانَ علیه عُقُوبةُ ذَنْبِه و عُقوبةُ قَتْلِ صاحِبِه، فأَضافَ الإِثْمَ إلی صاحبه لأَن قَتلَه سَبَب لإِثْمه؛ و‌فی روایة: إنْ قَتَلَه كان مِثْلَه‌أَی فی حُكم البَواءِ و صارا مُتَساوِیَیْن لا فَضْلَ للمُقْتَصِّ إذا اسْتوْفَی حَقَّه علی المُقْتَصِّ منه. و‌فی حدیث آخر: بُؤْ للأَمِیرِ بذَنْبِك، أَی اعْتَرِفْ به. و باءَ بدَمِ فلان و بحَقِّه: أَقَرَّ، و ذا یكون أَبداً بما علیهِ لا لَه. قال لبید: أَنْكَرْت باطِلَها، و بُؤْت بحَقِّها عِنْدِی، و لم تَفْخَرْ عَلَیَّ كِرامُها و أَبَأْتُه: قَرَّرْتُه و باءَ دَمُه بِدَمِه بَوْءاً و بَواءً: عَدَلَه. و باءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَواءً، ممدود، و أَباءَه و باوَأَه: إذا قُتِل به و صار دَمُه بِدَمِه. قال عبد الله بن الزُّبیر: قَضَی اللّهُ أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ بَیْنَنا، و لمَ نكُ نَرْضَی أَنْ نُباوِئَكُمْ قَبْلُ و البَواء: السَّواء. و فُلانٌ بَواءُ فُلانٍ: أَی كُفْؤُهُ إن قُتِلَ به، و كذلك الاثنانِ و الجَمِیعُ. و باءَه: قَتَلَه به «2» أَبو بكر، البَواء: التَّكافُؤ، یقال: ما فُلانٌ ببَواءٍ لفُلانٍ: أَی ما هو بكُفْ‌ءٍ له. و قال أَبو عبیدة یقال: القوم بُواءٌ: أَی سَواءٌ. و یقال: القومُ علی بَواءٍ. و قُسِمَ المال بینهم علی بَواءٍ: أَی علی سواءٍ. و أَبَأْتُ فُلاناً بفُلانٍ: قَتَلْتُه به. و یقال: هم بَواءٌ فی هذا الأَمر: أَی أَكْفاءٌ نُظَراء، و یقال: دمُ فلان بَواءٌ لدَم فُلان: إذا كان كُفْ‌ءاً له. قالت لَیْلی الأَخْیلیة فی مَقْتَلِ تَوْبةَ بن الحُمَیِّر: فإنْ تَكُنِ القَتْلی بَواءً، فإنَّكُمْ فَتیً مَا قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ و أَبَأْتُ القاتِلَ بالقَتِیل و اسْتَبَأْتُه أَیضاً: إذا قَتَلْته به. و اسْتَبَأْتُ الحَكَمَ و اسْتَبَأْتُ به كلاهما: اسْتَقَدْته. و تَباوَأَ القَتِیلانِ: تَعادَلا. و‌فی الحدیث: أَنه كان بَیْنَ حَیَّیْنِ من العَربِ قتالٌ، و كان لأَحَدِ الحَیَّینِ طَوْلٌ علی الآخَر، فقالوا لا نَرْضَی حتی یُقْتَل بالعَبْدِ مِنَّا الحُرُّ منهم و بالمرأَةِ الرجلُ، فأَمَرهم النبیُّ صلی اللّه علیه و سلم أَن یَتَباءَوْا.قال أَبو عبیدة: هكذا روی لنا بوزن یَتَباعَوْا، قال: و الصواب عندنا أَن یَتَباوَءُوا بوزن یَتباوَعُوا علی مثال یَتَقاوَلوا، من البَواءِ و هی المُساواةُ، یقال: باوَأْتُ بین القَتْلی: أَی ساوَیْتُ؛ قال ابن بَرِّی: یجوز أَن یكون یتَباءَوْا علی القلب، كما قالوا جاءَانی، و القیاس جایَأَنی فی المُفاعَلة من جاءَنی و جِئْتُه؛ قال ابن الأثیر و قیل: یَتَباءَوْا صحیحٌ. یقال: باءَ به إذا كان كُفْ‌ءاً له، و هم بَواءٌ أَی أَكْفاءٌ
(2). قوله [و باءَه قتله به] كذا فی النسخ التی بأیدینا و لعله و أَباءَه بفلان قتله به.
لسان العرب، ج‌1، ص: 38
، معناه ذَوُو بَواء. و‌فی الحدیث أَنه قال: الجِراحاتُ بَواءٌ‌یعنی أَنها مُتَساویةٌ فی القِصاص، و أَنه لا یُقْتَصُّ للمَجْرُوحِ إلَّا مِنْ جارِحِه الجانی، و لا یُؤْخَذُ إلا مِثْلُ جِراحَتِه سَواء و ما یُساوِیها فی الجُرْحِ، و ذلك البَواءُ. و‌فی حدیث الصَّادِقِ: قیل له: ما بالُ العَقْرَبِ مُغْتاظةً علی بنی آدمَ؟ فقال: تُریدُ البَواءَ‌أَی تُؤْذِی كما تُؤْذَی. و‌فی حدیث علی رضِی اللّه عنه: فیكون الثّوابُ جزاءً و العِقابُ بَواءً.و باءَ فلان بفلان: إذا كان كُفْ‌ءاً له یُقْتَلُ به؛ و منه قول المُهَلْهِلِ لابن الحرث بن عَبَّادٍ حین قَتَله: بُؤْ بِشِسْعِ نَعْلَیْ كُلَیْبٍ، معناه: كُنْ كُفْ‌ءاً لِشِسْعِ نَعْلَیْه. و باء الرجلُ بصاحبه: إذا قُتِلَ به. یقالُ: باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ، و هما بَقَرَتانِ قُتِلَتْ إحداهما بالأُخری؛ و یقال: بُؤْ به أَی كُنْ ممن یُقْتَل به. و أَنشد الأَحمر لرجل قَتَلَ قاتِلَ أَخِیه، فقال: فقلتُ له بُؤْ بامرِئٍ لَسْتَ مثْلَه، و إن كُنتَ قُنْعاناً لِمَنْ یَطْلُبُ الدَّما یقول: أنتَ، و إن كنتَ فی حَسَبِكَ مَقْنَعاً لكل مَنْ طَلَبَكَ بثَأْر، فلَسْتَ مِثلَ أَخی. و إذا أَقَصَّ السلطانُ رجلًا برجل قِیل: أَباءَ فلاناً بفلان. قال طُفَیْل الغَنَوِیُّ: أَباءَ بقَتْلانا مِن القومِ ضِعْفَهم، و ما لا یُعَدُّ مِن أَسِیرٍ مُكَلَّبِ قال أَبو عبید: فإن قتله السلطانُ بقَود قیل: قد أَقادَ السلطانُ فلاناً و أَقَصَّه و أَباءَه و أَصْبَرَه. و قد أَبأْتُه أُبیئُه إباءَةً. قال ابن السكِّیت فی قول زُهَیْر بن أَبی سُلْمَی: فَلَم أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَدیّاً و لم أَرَ جارَ بَیْتٍ یُسْتَباءُ قال: الهَدیُّ ذو الحُرْمَة؛ و قوله یُسْتَباءُ أَی یُتَبَوّأُ، تُتَّخَذ امرأتُهُ أَهلًا؛ و قال أَبو عمرو الشیبانی: یُسْتبَاء، من البَواء، و هو القَوَد. و ذلك أَنه أَتاهم یرید أَنَ یَسْتَجِیرَ بهم فأَخَذُوه، فقتلوه برجل منهم. و قول التَّغْلَبی: أَ لا تَنْتَهِی عَنَّا مُلوكٌ، و تتَّقی مَحارِمَنا لا یُبْأَءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَرادَ: حِذارَ أَن یُباء الدَّم بالدَّم؛ و یروی: لا یَبْؤُءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَی حِذارَ أَنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماء مَنْ قتَلوه. و بَوَّأَ الرُّمحَ نحوه: قابَله به، و سَدَّدَه نحْوَه. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا بَوَّأَ رَجلًا برُمحِه، أَی سَدَّده قِبَلَه و هَیَّأَه. و بَوَّأَهُم مَنْزِلًا: نَزَلَ بهم إلی سَنَدِ جَبَل. و أَبَأْتُ بالمَكان: أَقَمْتُ به. و بَوَّأْتُكَ بَیتاً: اتَّخَذْتُ لك بیتاً. و قوله عز و جل: أَنْ تَبَوَّءٰا لِقَوْمِكُمٰا بِمِصْرَ بُیُوتاً، أَی اتَّخِذا. أَبو زید: أَبَأْتُ القومَ مَنْزلًا و بَوَّأْتُهم مَنْزِلًا تَبْوِیئاً، و ذلك إذا نزلْتَ بهم إلی سَنَدِ جبل، أَو قِبَلِ نَهر. و التبوُّؤُ: أَن یُعْلِمَ الرجلُ الرجلَ علی المَكان إذا أَعجبه لینزله. و قیل: تَبَوَّأَه: أَصْلَحه و هَیَّأَه. و قیل: تَبوَّأَ فلان مَنْزِلًا: إذا نظَر إلی أَسْهَلِ ما یُری و أَشَدِّه اسْتِواءً و أَمْكَنِه لِمَبیتِهِ، فاتَّخذَه؛ و تَبوَّأَ: نزل و أَقام، و المَعْنَیانِ قَریبان. و المباءَةُ: مَعْطِنُ القَوْمِ للإبِل، حیث تُناخُ فی المَوارِد. و‌فی الحدیث: قال له رجل: أُصَلِّی فی مَباءة الغَنَم؟ قال: نَعَمْ، أَی مَنْزِلها الذی تَأْوِی إلیه، و هو المُتَبَوّأُ أَیضاً. و‌فی الحدیث أَنه قال: فی المدینة هاهُنا المُتَبَوَّأُ.و أَباءَه مَنْزِلًا و بَوَّأَه إیَّاهُ و بَوَّأَه له و بَوَّأَهُ فیه، بمعنی هَیَّأَه له و أَنْزَلَه و مَكَّنَ له فیه. قال:
لسان العرب، ج‌1، ص: 39
و بُوِّئَتْ فی صَمِیمِ مَعْشَرِها، و تَمَّ، فی قَوْمِها، مُبَوَّؤُها أَی نَزَلَت من الكَرم فی صَمِیمِ النَّسب. و الاسم البِیئةُ. و اسْتَباءه أَی اتَّخَذَهُ مَباءَةً. و تَبَوَّأْتُ منزلًا أَی نَزَلْتُه. و قوله تعالی: وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّٰارَ وَ الْإِیمٰانَ، جَعلَ الإِیمانَ مَحَلًّا لهم علی المَثَل؛ و قد یكون أَرادَ: و تَبَوَّءُوا مكانَ الإِیمانِ و بَلَدَ الإِیمانِ، فحَذَف. و تَبَوَّأَ المكانَ: حَلَّه. و إِنه لَحَسَنُ البِیئةِ أَی هیئة التَّبَوُّءِ. و البیئةُ و الباءَةُ و المباءَةُ: المنزل، و قیل مَنْزِل القوم حیث یَتَبَوَّءُونَ من قبل وادٍ أَو سَنَدِ جَبَلٍ. و فی الصحاح: المَباءَةُ: مَنْزِلُ القوم فی كل موضع، و یقال: كلُّ مَنْزِل یَنْزِله القومُ. قال طَرَفة: طَیِّبو الباءة، «1» سَهْلٌ، و لَهُمْ سُبُلٌ، إن شئتَ فی وَحْش وَعِر و تَبَوَّأَ فلان مَنْزِلًا، أَی اتخذه، و بَوَّأْتُهُ مَنْزِلًا و أَبَأْتُ القَومَ منزلًا. و قال الفرَّاء فی قوله عز و جل: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً، یقال: بَوَّأْتُه منزلًا، و أَثْوَیْتُه مَنْزِلًا ثُواءً: أَنْزَلْتُه، و بَوَّأْتُه منزلًا أَی جعلته ذا منزل. و‌فی الحدیث: مَن كَذَبَ عَلیَّ مُتَعَمِّداً، فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار.و تكرّرت هذه اللفظة فی الحدیث و معناها: لِیَنْزِلْ مَنْزِله مِن النار. یقال: بَوَّأَه اللّهُ منزلًا أَی أَسكَنه إیاه. و یسمی كِناسُ الثَّوْرِ الوَحْشِیِّ مَبَاءَةً؛ و مَباءَةُ الإِبل: مَعْطِنها. و أَبَأْتُ الإِبل مَباءَة: أَنَخْتُ بعضَها إلی بعض. قال الشاعر: حَلِیفان، بَیْنَهما مِیرةٌ یُبِیئانِ فی عَطَنٍ ضَیِّقِ و أَبَأْتُ الإِبلَ، رَدَدْتُها إلی المَباءَةِ، و المَباءَةُ: بیتها فی الجبل؛ و فی التهذیب: و هو المُراحُ الذی تَبِیتُ فیه. و المَباءَةُ مِن الرَّحِمِ: حیث تَبَوَّأَ الولَدُ. قال الأَعلم: و لَعَمْرُ مَحْبَلِكِ الهَجِینِ علی رَحبِ المَباءَةِ، مُنْتِنِ الجِرْمِ و باءَتْ بِبیئةِ سُوءٍ، علی مِثالِ بِیعةٍ: أَی بحالِ سُوءٍ؛ و إنه لحَسَنُ البِیئةِ؛ و عَمَّ بعضُهم به جمیعَ الحال. و أَباءَ علیه مالَه: أَراحَه. تقول: أَبَأْتُ علی فلان ماله: إِذا أَرَحْتَ علیه إِبلَه و غَنَمَه، و أَباءَ منه. و تقول العرب: كَلَّمناهم، فأَجابونا عن بَواءٍ واحدٍ: أَی جوابٍ واحد. و فی أَرض كذا فَلاةٌ تُبی‌ء فی فلاةٍ: أَی تَذْهبُ. الفرَّاء: باءَ، بوزن باعَ: إذا تكبَّر، كأَنه مقلوب مِن بَأَی، كما قالوا أَری و رأَی «2». و سنذكره فی بابه. و فی حاشیة بعض نسخ الصحاح: و أَبَأْتُ أَدِیمَها: جَعَلْتُه فی الدباغ.

تأتأ؛ ج1، ص: 39

: تَأْتَأَ التَّیْسُ عند السِّفادِ یُتَأْتِئُ تَأْتَأَةً و تِئْتاءً لیَنْزُوَ و یُقْبِلَ.
(1). قوله [طیبو الباءة] كذا فی النسخ و شرح القاموس بصیغة جمع المذكر السالم و الذی فی مجموعة أَشعار یظن بها الصحة طیب بالإفراد و قبله: و لی الأَصل الذی فی مثله یصلح الآبر زرع المؤتبر (2). مقتضاه أنّ أری مقلوب من رأی كما أن باء مقلوب من بأی، و لا تنظیر بین الجانبین كما لا یخفی فضلًا عن أن أری لیس من المقلوب و إن أوهم لفظُه ذلك و الصواب [كما قالوا راءَ من رأی]. إبراهیم الیازجی
لسان العرب، ج‌1، ص: 40
و رجُل تَأْتاءٌ، علی فَعْلالٍ، و فیه تَأْتَأَةٌ: یَتردَّدُ فی التاء إذا تَكلَّمَ. و التَّأْتَأَةُ: حكایة الصوت. و التَأْتاءُ: مَشْیُ الصبیِّ الصغیر؛ و التَأْتاءُ: التَّبَخْتُر فی الحَرب شجاعةً؛ و التَّأْتاء «1»: دُعاء الحِطّانِ إلی العَسْبِ، و الحِطّانُ التَّیْسُ، و هو الثَّأْثاء أَیضاً بالثاء.

تطأ؛ ج1، ص: 40

: التهذیب: أَهمله اللیث. ابن الأَعرابی: تَطَأَ إذا ظَلَمَ «2»

تفأ؛ ج1، ص: 40

: أَتَیْتُه علی تَفِئَةِ ذلك: أَی علی حِینِه و زَمانِه. حكی اللحیانی فیه الهمز و البدل قال: و لیس علی التخفیف القِیاسی لأَنه قد اعْتُدَّ به لُغةً. و‌فی الحدیث: دَخَلَ عُمر فكلم رسولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم، ثم دخل أَبو بكر علی تَفِئَةِ ذلك‌أَی علی إثره. و فیه لغة أُخری: تَئِفَةِ ذلك، بتقدیم الیاء علی الفاء، و قد تُشدّد، و التاء فیها زائدة علی أَنها تفعلة. و قال الزمخشری: لو كانت تَفْعِلة لكانت علی وزن تَهْیِئَةٍ، فهی إِذاً لو لا القلب فَعِیلةٌ لأَجل الإِعلالِ و لامها همزة. قال أَبو منصور: و لیست التاء فی تَفِئَةٍ و تافِئٍ أَصلیة. و تَفِئَ تَفَأً: إذا احْتَدَّ و غَضِبَ.

تكأ؛ ج1، ص: 40

: ذكر الأَزهری هنا ما سنذكره فی وكأَ، و قال هو أَیضاً: إِنّ تُكَأَةً أَصله وُكَأَةٌ.

تنأ؛ ج1، ص: 40

: تَنَأَ بالمكان یَتْنَأُ: أَقامَ و قَطَن. قال ثعلب: و به سمی التَّانِئُ من ذلك؛ قال ابن سیدة: و هذا من أَقبح الغلط إِن صح عنه، و خَلِیقٌ أَن یَصحّ لأَنه قد ثبت فی أَمالیه و نوادره. و‌فی حدیث عُمر: ابنُ السَّبِیل أَحَقُّ بالماء من التّانِئِ علیه.أَراد أَن ابن السبیل، إِذا مَرَّ برَكِیَّةٍ علیها قوم یَسْقُون مِنها نَعَمَهُم، و هم مُقِیمون علیها، فابن السبیل مارّاً أَحَقُّ بالماء منهم، یُبَدَأُ به فَیُسْقَی و ظَهْرَه لأَنه سائر، و هم مُقیمون، و لا یَفُوتُهُم السَّقْیُ، و لا یُعْجِلُهم السَّفَر و المَسِیرُ. و‌فی حدیث ابنِ سیرِینَ: لیس للتانِئَة شی‌ء، یرید أَن المقیمین فی البلاد الذین لا یَنْفِرُون مع الغُزاة، لیس لهم فی الفَیْ‌ء نَصِیب؛ و یرید بالتانِئَةِ الجمَاعة منهم، و إن كان اللفظ مفرداً، و إنما التأنیث أَجاز إِطلاقه علی الجماعة. و‌فی الحدیث: من تَنَأَ فی أَرض العجم، فَعَمِلَ نَیْرُوزَهم و مَهْرَجَانَهم حُشِرَ معهم.و تَنَأَ فهو تانِئٌ: إذا أَقامَ فی البلد و غیره. الجوهری: و هم تِناء البَلد، و الاسم التِّناءةُ. و قالوا تَنَا فی المكان فأَبدلوا فظنَّه قوم لغة، و هو خَطأ. الأزهری: تَنَخَ بالمكان و تَنَأَ، فهو تانِخٌ و تانِئٌ، أَی مقیم.

فصل الثاء المثلثة؛ ج1، ص: 40

ثأثأ؛ ج1، ص: 40

: ثَأْثَأَ الشی‌ءَ عن موضعه: أَزاله. و ثَأْثَأَ الرجُلُ عن الأَمْر: حَبَسَ. و یقال: ثَأْثِئْ عن الرجل: أَی احْبِسْ، و الثَّأْثَأَةُ: الحَبْسُ. و ثَأْثَأْتُ عن القوم: دَفَعْتُ عنهم. و ثَأْثَأَ عن الشی‌ء: إذا أَراده ثم بدا له تَرْكُه أَو المُقامُ علیه. أَبو زید: تَثَأْثأْتُ تَثَأْثُؤاً: إذا أَردت سفراً ثم بَدا لك المُقام. و ثَأْثَأَ عنه غَضَبَه: أَطْفأَه. و لقِیتُ فلاناً فَتَثَأْثَأْت منه: أَی هِبْتُه. و أَثَأْتُه بسَهم «3» إِثَاءَةً: رمیته.
(1). قوله [و التأتاء مشی الصبی إلی آخر الجمل الثلاث] هو الذی فی النسخ بأیدینا و تهذیب الأَزهری و تكملة الصاغانی و وقع فی القاموس التأتأة. (2). قوله [تطأ] هذه المادة أوردها المجد و الصاغانی و المؤلف فی المعتل و لم یوردها التهذیب بالوجهین فإیراد المؤلف لها هنا سهو. (3). قوله [و أَثَأْتُه بسهم] تبع المؤلف الجوهری و فی الصاغانی و الصواب أن یفرد له تركیب بعد تركیب ثمأ لأَنه من باب أَجَأْتُهُ أَجِیئُهُ و أَفَأْتُهُ أَفِیئُهُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 41
و ثَأْثَأَ الإِبلَ: أَرواها من الماء، و قیل سَقاها فلم تَرْوَ. و ثَأْثَأَتْ هی، و قیل ثَأْثَأْتُ الإِبلَ أَی سَقَیْتُها حتی یَذْهَب عَطَشُها، و لم أُرْوِها. و قیل ثَأْثَأْتُ الإِبلَ: أَرْوَیْتُها. و أَنشد المفضل: إِنَّكَ لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهالا، بِمِثْلِ أَنْ تُدارِكَ السِّجالا و ثَأْثَأَ بالتَّیْس: دَعاه، عن أَبی زید.

ثدأ؛ ج1، ص: 41

: الثُّداء: نَبت له ورَق كأَنه ورق الكُرّاث و قُضْبان طِوال تَدُقُّها الناسُ، و هی رَطْبة، فیتخذون منها أَرْشِیةً یَسْقُون بها، هذا قول أَبی حنیفة. و قال مرة: هی شجرة طیبة یُحبها المال و یأْكلها، و أُصولُها بیض حُلْوة، و لها نَوْرٌ مثل نَوْرِ الخِطْمِیّ الأَبیض، فی أَصلها شی‌ءٌ من حُمرة یَسیرة، قال: و ینبت فی أَضْعافِه الطَّراثیثُ و الضَّغابیسُ، و تكون الثُدّاءَةُ مثل قِعْدةِ الصبی. و الثَّنْدُوَةُ للرجل: بمنزلة الثَّدْی للمرأَة؛ و قال الأَصمعی: هی مَغْرِزُ الثّدْی؛ و قال ابن السكیت: هی اللحم الذی حول الثدی، إِذا ضَمَمْتَ أَوَّلها همزت، فتكون فُعْلُلةً، فإِذا فتحته لم تهمز، فتكون فَعْلُوة مثل تَرْقُوة و عَرْقُوة.

ثرطأ؛ ج1، ص: 41

: الثِّرْطِئَةُ، بالهمز بعد الطاء: الرَّجل الثَّقیل، و قد حكیت بغیر همز وضعاً. قال الأَزهری: إن كانت الهمزة أَصلیة، فالكلمة رباعیة، و إِن لم تكن أَصلیة، فهی ثلاثیة، و الغِرْقِئُ مثله. و قیل: الثِّرْطِئَةُ من النساء و الرجال: القصیر.

ثطأ؛ ج1، ص: 41

: ابن الأَعرابی: ثَطا إِذا خَطَا. و ثَطِئَ ثَطَأً: حَمُقَ. و ثَطَأْتُهُ بیدی و رجلی حتی ما یتحرك أَی وَطِئْتُ، عن أَبی عمرو. و الثَّطْأَةُ: دُوَیْبَّةٌ لم یحكها غیر صاحب العین. أَبو عمرو: الثُّطْأَةُ: العنكبوت.

ثفأ؛ ج1، ص: 41

: ثَفَأَ القِدْرَ: كَسَرَ غَلَیانَها. و الثُّفَّاءُ علی مثال القُرَّاء: الخَرْدل، و یقال الحُرْف، و هو فُعّال، واحدته ثُفَّاءَةٌ بلغة أَهل الغَوْر، و قیل بل هو الخَرْدَلُ المُعالَجُ بالصِّباغ، و قیل: الثُّفَّاء: حَبُّ الرَّشاد؛ قال ابن سیدة: و همزته تحتمل أَن تكون وضعاً و أن تكون مُبْدلة من یاءٍ أَو واو، إِلا أَنَّا عامَلْنا اللفظ إِذْ لم نجد له مادّة. و‌فی الحدیث: أَن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال: ما ذا فی الأَمَرَّیْن مِن الشِّفاءِ الصَّبرِ و الثُّفَّاءِ، هو مِن ذلك. الثُّفَّاءُ: الخَرْدَلُ، و قیل الحُرْفُ، و یسمِّیه أَهْلُ العِراق حَبَّ الرَّشادِ، و الواحدةُ ثُفَّاءَة، و جعلَهُ مُرًّا للحُروفة التی فیه و لَذْعِه اللّسانَ.

ثمأ؛ ج1، ص: 41

: الثَّمْ‌ءُ: طَرْحُكَ الكَمْ‌ءَ فی السمن. ثَمَأَ القومَ ثَمْأً: أَطْعَمَهم الدَّسَم. و ثَمَأَ الكَمْأَةَ یَثْمَؤُها ثَمْأً: طَرَحَها فی السَّمن. و ثَمَأَ الخُبزَ ثَمْأً: ثَرَده، و قیل زَرَده. و ثَمَأَ رأْسه بالحجر و العصا ثَمْأً فانْثَمَأَ: شَدَخَه و ثَرَده. و انْثَمَأَ التَّمرُ و الشجرُ كذلك. و ثَمَأَ لحیتَه یَثْمَؤُها ثَمْأً: صَبَغَها بالحنَّاء. و ثَمَأَ أَنْفَه: كسَره فسال دَماً.

فصل الجیم؛ ج1، ص: 41

جأجأ؛ ج1، ص: 41

: جِئْ‌جِئْ: أَمْرٌ للإبل بِوُرُودِ الماء، و هی علی الحَوْض. و جُؤْجُؤْ: أَمر لها بوُرُودِ الماء، و هی بَعِیدة منه، و قیل هو زَجْر لا أَمْر بالمَجِی‌ء. و‌فی الحدیث: أَنَّ رَجلًا قال لبَعِیره: شَأْ لَعَنَكَ اللّه، فنهاه النبیُّ صلی اللّه علیه و سلم عن لَعْنِه؛ قال أَبو
لسان العرب، ج‌1، ص: 42
منصور: شَأْ زَجر، و بعضُ العرب یقول: جَأْ بالجیم، و هما لغتان. و قد جَأْجَأَ الإِبلَ و جَأْجَأَ بها: دعاها إلی الشُّرْب، و قال جِئْ‌جِئْ. و جَأْجَأَ بالحمار كذلك، حكاه ثعلب. و الاسم الجِی‌ءُ مثل الجِیعِ، و أَصله جِئئ، قلبت الهمزة الأولی یاءً. قال مُعاذٌ الهَرَّاء: و ما كانَ علی الجِی‌ءِ، و لا الهِی‌ءِ امْتِداحِیكا قال ابن بری: صوابه أَن یذكره فی فصل جیأَ. و قال: ذَكَّرها الوِرْد یقول جِئْجَا، فأَقْبَلَتْ أَعْناقُها الفُرُوجَا یعنی فُرُوجَ الحَوْضِ. و الجُؤْجُؤُ: عِظامُ صَدْرِ الطائر. و‌فی حدیث علیٍّ كرّم اللّه وجهه: كأَنِّی أَنظرُ إلی مسجِدِها كَجُؤْجُؤِ سَفِینةٍ، أَو نَعامةٍ جاثِمَةٍ، أَو كَجُؤْجُؤِ طائرٍ فی لُجّةِ بَحْرٍ.الجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، و قیل: عِظامُه، و الجمع الجَآجِئُ، و منه‌حدیث سَطِیح: حتی أَتَی عارِی الجَآجِئِ و القَطَنْ و‌فی حدیث الحسن: خُلِقَ جُؤْجُؤُ آدَمَ، علیه السلام، من كَثِیبِ ضَرِیَّةَ، و ضرِیَّةُ: بئْرٌ بالحِجاز یُنْسَبُ إلیها حِمَی ضَرِیَّة. و قیل سمی بضَرِیَّةَ بنْتِ ربیعة بن نِزارٍ. و الجُؤْجُؤُ: الصدر، و الجمع الجآجِئُ، و قیل الجَآجِئُ: مُجْتَمع رُءُوس عظام الصَّدْر؛ و قیل: هی مواصِلُ العِظام فی الصدر، یقال ذلك للإِنسان و غیره مِنَ الحَیوان؛ و منه قول بعض العرب: ما أَطْیَبَ جُواذِبَ الأَرُزّ بَجَآجِئِ الإِوَزّ. و جُؤْجُؤُ السَّفینةِ و الطائرِ: صَدْرُهما. و تَجَأْجَأَ عن الأَمر: كَفَّ و انتهی. و تَجَأْجَأَ عنه: تأَخَّر، و أَنشد: سأَنْزِعُ مِنكَ عِرْسَ أَبیك، إِنّی رأَیتُك لا تَجَأْجَأُ عن حِماها أَبو عمرو: الجَأْجَاءُ: الهَزیمة. قال: و تَجَأْجَأْتُ عنه، أَی هِبْتُه. و فلان لا یَتَجَأْجَأُ عن فلان، أَی هوَ جَرِی‌ءٌ علیه.

جبأ؛ ج1، ص: 42

: جَبَأَ عنه یَجْبَأُ: ارْتَدَعَ. و جَبأتُ عن الأَمر: إذا هِبْته و ارْتَدَعْت عنه. و رجل جُبَّاءٌ، یمدّ و یقصر «4»، بضم الجیم، مهموز مقصور: جبان. قال مَفْرُوق بن عَمرو الشَّیْبانِی یَرْثِی إخْوته قَیْساً و الدَّعَّاءَ و بِشْراً القَتْلَی فی غَزْوة بارِقٍ بِشَطِّ الفَیْض: أَبْكِی علی الدَعّاءِ فی كلِّ شَتْوةٍ، و لَهْفِی علَی قیسٍ، زمَامِ الفَوارِسِ فما أَنا، مِن رَیْبِ الزَّمانِ، بِجُبَّإٍ، و لا أَنا، مِن سَیْبِ الإِلهِ، بِیائِسِ و حكی سیبویه: جُبَّاء، بالمدّ، و فسره السیرافی أَنه فی معنی جُبَّإٍ؛ قال سیبویه: و غَلب علیه الجمع بالواو و النون لأَن مؤَنثه مما تدخله التاء. و جَبَأَتْ عَیْنِی عن الشَیْ‌ءِ: نَبَتْ عنه و كَرِهَتْه، فتأَخَّرْتُ عنه. الأَصمعی: یقال للمرأَة، إذا كانت كریهةَ المَنْظَرِ لا تُسْتَحْلی: إِنَّ العینَ لَتَجْبَأُ عنها. و قال حمید بن ثَوْر الهِلالی:
(4). قوله [یمد و یقصر إلخ] عبارتان جمع المؤلف بینهما علی عادته.
لسان العرب، ج‌1، ص: 43
لَیْسَتْ، إذا سَمِنَتْ، بَجابِئةٍ عنها العُیونُ، كَریهةَ «1» المَسِّ أَبو عمرو: الجُبَّاء من النساء، بوزن جُبّاع: التی إِذا نَظَرَتْ لا تَرُوعُ؛ الأَصمعی: هی التی إذا نَظَرَت إلی الرجال، انْخَزَلَت راجعة لِصغرِها؛ و قال ابن مقبل: و طَفْلةٍ غَیْرِ جُبَّاءٍ، و لا نَصَفٍ، مِن دَلِّ أَمثالِها بادٍ و مكتُومُ «2» و كأنه قال: لیست بصغیرة و لا كبیرة؛ و روی غیره جُبَّاعٍ، و هی القصیرة، و هو مذكور فی موضعه، شبهها بسهم قصیر یَرْمی به الصِّبیان یقال له الجُبَّاعُ. وَ جَبَأَ علیه الأَسْوَدُ من جُحْره یَجْبَأ جَبْأً و جُبُوءاً: طلَع و خرج، و كذلك الضَّبُعُ و الضَّبُّ و الیَرْبُوع، و لا یكون ذلك إلا أن یُفْزِعَك. و جَبَأَ علی القَوْم: طَلَعَ علیهم مُفاجأَةً. و أَجْبَأَ علیهم: أَشْرَفَ. و‌فی حدیث أسامة: فلما رَأَوْنا جَبَئُوا مِنْ أَخبِیَتِهم‌أَی خَرَجُوا منها. یقال: جَبَأَ علیهم یَجْبَأُ: إِذا خَرَجَ. و ما جَبَأَ عن شَتْمِی أی ما تأَخَّر و لا كَذَب. وَ جَبَأْتُ عن الرَّجل جَبْأً و جُبُوءاً: خَنَسْتُ عنه، و أنشد: و هَلْ أَنا إلَّا مِثْلُ سَیِّقةِ العِدا، إن اسْتَقْدَمَتْ نَحْرٌ، و إِنْ جَبَأَتْ عَقْرُ ابن الأَعرابی: الإِجْباء: أن یُغَیِّبَ الرجلُ إِبلَه، عن المُصَدِّقِ. یُقالُ: جَبَأَ عن الشی‌ء: تواری عنه، و أَجْبَیْتُه إذا وارَیْتَه. و جَبَأَ الضَّبُّ فی جُحْره إِذا اسْتَخْفَی. و الجَبْ‌ءُ: الكَمْأَة الحَمراء؛ و قال أَبو حنیفة: الجَبْأَة هَنَةٌ بَیْضاءُ كأَنها كَم‌ءٌ و لا یُنتفع بها، و الجمع أَجْبُؤٌ و جِبَأَةٌ مثال فَقْعٍ و فِقَعَةٍ؛ قال سیبویه: و لیس ذلك بالقیاس، یعنی تكسیر فَعْلٍ علی فِعَلَةٍ؛ و أما الجَبْأَةُ فاسم للجمع، كما ذهب إلیه فی كَمْ‌ء و كَمْأَةٍ لأَنّ فَعْلًا لیس مما یُكسر علی فَعْلةٍ، لأَن فَعْلةً لیست من أَبْنِیة الجُموع. و تحقیرُه: جُبَیْئَةٌ علی لفظه، و لا یُرَدّ إلی واحِدِه ثم یُجمع بالأَلف و التاء لأَن أَسْماء الجُموع بمنزلة الآحاد؛ و أنشد أبو زید: أَخْشَی رُكَیْباً و رُجَیلًا عادیا فلم یَرُدّ رَكْباً و لا رَجْلًا إلی واحده، و بهذا قَوِیَ قولُ سیبویه علی قول أَبی الحسن لأَن هذا عند أَبی الحسن جَمْعٌ لا اسْمُ جَمْعٍ. و قال ابن الأَعرابی: الجَبْ‌ءُ: الكَمأَة السُّودُ، و السُّود خِیارُ الكَمأَةِ، و أَنشد: إِنَّ أُحَیْحاً ماتَ مِن غَیْر مَرَضْ، و وُجْدَ فی مَرْمَضهِ حیثُ ارْتمَضْ عَساقِلٌ و جِبَأٌ، فیها قَضَضْ فَجِبأ هنا یجوز أَن یكون جمع جَبْ‌ءٍ كَجِبَأَةٍ، و هو نادرٌ، و یجوز أَن یكون أراد جِبَأَةً، فحذف الهاء للضرورة، و یجوز أَن یكون اسماً للجمع؛ و حكی كراع فی جمع جَبْ‌ءٍ جِبَاءً علی مثال بِنَاءٍ، فإن صحَّ ذلك، فإنما جِبَأ اسم لجمع جَبْ‌ءٍ، و لیس بجَمْع له لأَن فَعْلًا، بسكون العین، لیس مما یجمع علی فِعَلٍ، بفتح العین. و أَجبَأَت الأَرض: أی كثرت جَبْأَتها، و فی الصحاح: أی كثرت كَمْأَتُها، و هی أرض مَجْبأَةٌ. قال الأَحمر:
(1). قوله [كریهة] ضبطت فی التكملة بالنصب و الجر و رمز لذلك علی عادته بكلمة معاً. (2). و بعده كما فی التكملة: عانقتها فانثنت طوع العناق كما مالت بشاربها صهباء خرطوم
لسان العرب، ج‌1، ص: 44
الجَبْأَةُ هی التی إلی الحُمْرة، و الكَمْأَةُ هی التی إلی الغُبْرة و السَّواد؛ و الفِقَعَةُ: البیض، و بنات أَوْبَرَ: الصِّغار. الأَصمعی: من الكَمْأَة الجِبأَةُ؛ قال أَبو زید: هی الحُمر منها؛ واحدها جبْ‌ءٌ، و ثلاثة أَجْبُؤ. و الجَبْ‌ءُ: نُقرة فی الجبل یجتمع فیها الماء، عن أَبی العَمَیثل الأَعرابی؛ و فی التهذیب: الجَبْ‌ءُ حفرةٌ یَسْتَنْقِعُ فیها الماء. و الجَبْأَةُ مثل الجَبْهة: الفُرْزُوم، و هی خشبة الحَذّاء التی یَحْذو علیها. قال الجعدی: فی مِرْفَقَیْه تقارُبٌ، و له بِرْكةُ زَوْرٍ، كجبْأَةِ الخَزَمِ و الجَبْأَةُ: مَقَطُّ شَراسِیفِ البَعیر إلی السُّرَّة و الضّرْع. و الإِجباءُ: بیعُ الزَّرْع قبل أَن یَبْدُوَ صلَاحُه، أَو یُدْرِك، تقول منه: أَجْبَأْتُ الزرع، و‌جاء فی الحدیث، بلا همز: مَن أَجْبی فقد أَرْبَی، و أَصله الهمز. و امرأَةٌ جَبْأَی: قائمةُ الثّدیَین. و مُجْبأَة أُفضِیَ إلیها فَخَبَطَت «1» التهذیب: سمی الجَراد الجابئُ لطلوعه؛ یقال: جَبَأَ علینا فلان أَی طلع، و الجابئُ: الجراد، یهمز و لا یهمز. و جبأَ الجَرادُ: هَجَم علی البلد؛ قال الهذلی: صابُوا بِستّة أَبیاتٍ و أَربعةٍ، حتی كأنَّ علیهم جابئاً لُبَدَا و كلُّ طالعٍ فَجْأَةً: جابِئٌ، و سنذكره فی المعتل أَیضاً. ابن بُزُرْج: جَأْبَةُ البَطْن و جَبأَتُه: مأْنَتُه. و الجُبَّأُ: السهم الذی یُوضَعُ أَسفله كالجوزةِ فی موضع النَّصْلِ؛ و الجُبَّأُ: طَرَفُ قَرْن الثَور، عن كراع؛ قال ابنْ سیدة: و لا أَدری ما صِحَّتُها.

جرأ؛ ج1، ص: 44

: الجُرأَةُ مثل الجُرْعةِ: الشجاعةُ، و قد یترك همزه فیقال: الجُرةُ مثل الكُرةِ، كما قالوا للمرأَة مَرةٌ. و رجل جَرِی‌ءٌ: مُقْدِمٌ من قومٍ أَجْرِئاء، بهمزتین، عن اللحیانی، و یجوز حذف إحدی الهمزتین؛ و جمعُ الجرِیِّ الوكیلِ: أَجْرِیَاءُ بالمدة فیها همزة؛ و الجَرِی‌ءُ: المِقْدامُ. و قد جَرُؤَ یَجْرُؤُ جُرْأَةً و جَراءَةً، بالمدّ، و جَرایَةً، بغیر همز، نادر، و جَرائِیةً علی فعالِیةٍ، و استَجْرَأَ و تَجَرَّأَ و جَرَّأَه علیه حتی اجتَرَأَ علیه جُرْأَةً، و هو جَرِی‌ءُ المَقْدَم: أی جَری‌ءٌ عند الإقدامِ. و‌فی حدیث ابن الزبیر و بِناء الكعبة: تَرَكها حتی إذا كان المَوسِمُ و قَدِمَ الناسُ یرید أَن یُجرِّئَهم علی أَهل الشام، هو من الجُرْأَةِ و الإِقدامِ علی الشی‌ء. أَراد أَن یَزِیدَ فی جُرْأَتهِم علیهم و مُطالبَتِهِم بإحراقِ الكعبة، و یروی بالحاء المهملة و الباء، و هو مذكور فی موضعه. و منه‌حدیث أَبی هریرة رضی اللّه عنه قال فیه ابن عمر رضی اللّه عنهما: لكنه اجْتَرَأَ و جَبُنَّا: یرید أَنه أَقْدَمَ علی الإِكثار من الحدیث عن النبی صلی اللّه علیه و سلم و جَبُنَّا نحن عنه، فكثُر حدیثُه و قَلَّ حدیثُنا. و‌فی الحدیث: و قومُه جُرَآءُ علیه، بوزن عُلماءَ، جمع جَری‌ءٍ: أَی مُتَسَلِّطین غیرَ هائِبین له. قال ابن الأَثیر: هكذا رواه و شرحه بعض المتأخرین، و المعروف حِراءٌ بالحاء المهملة و سیجی‌ء. و الجِرِّیَّة و الجِرِّیئَةُ: الحُلْقومُ. و الجِرِّیئَةُ، ممدود: القانِصةُ، التهذیب. أَبو زید: هی الفِرِّیَّةُ و الجِرِّیَّةُ و النَّوْطةُ لِحَوْصَلةِ الطائر، هكذا رواه ثعلب عن ابن نجْدةَ بغیر هَمْز؛ و أَما ابن هانئ فإنه قال: الجِرِّیئَةُ
(1). قوله [و مجبأة إلخ] كذا فی النسخ و أصل العبارة لابن سیدة و هی غیر محررة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 45
مهموز، لأَبی زید، و الجَرِیئَةُ مثال خَطِیئةٍ: بَیْتٌ یُبْنی من حِجارة و یُجعل علی بابه حَجَر یكون أَعلی الباب و یَجْعلون لحمَةَ السَّبُع فی مُؤَخَّر البیت، فإذا دَخل السبُعُ فَتناوَلَ اللَّحْمَةَ سقَط الحَجرُ علی الباب فسَدَّه، و جَمْعُها جَرائِئُ، كذلك رواه أَبو زید، قال: و هذا من الأُصول المرفوضة عند أَهل العربیة إلَّا فی الشُّذُوذ.

جزأ؛ ج1، ص: 45

: الجُزْء و الجَزْءُ: البعْضُ، و الجمع أَجْزاء. سیبویه: لم یُكَسَّر الجُزءُ علی غیر ذلك. و جَزَأَ الشی‌ءَ جَزْءاً و جَزَّأَه كلاهما: جَعله أَجْزاء، و كذلك التجْزِئةُ. و جَزَّأَ المالَ بینهم مشدّد لا غیر: قَسَّمه. و أَجزأَ منه جُزْءاً: أَخذه. و الجُزْءُ، فی كلام العرب: النَّصِیبُ، و جمعه أَجْزَاء؛ و‌فی الحدیث: قرأَ جُزْأَه مِن اللیل؛ الجُزْءُ: النَّصِیبُ و القِطعةُ من الشی‌ء،و فی الحدیث: الرُّؤْیا الصّالِحةُ جُزْءٌ من ستة و أَربعین جُزْءاً من النُّبُوَّة؛ قال ابن الأَثیر: و إنما خَصَّ هذا العدَدَ المذكور لأَن عُمُرَ النبیّ صلی اللّه علیه و سلم فی أَكثر الروایات الصحیحة كان ثلاثاً و ستین سنة، و كانت مدّةُ نُبُوَّتِه منها ثلاثاً و عشرین سنة لأَنه بُعث عند استیفاء الأَربعین، و كان فی أَوّل الأَمر یَرَی الوحی فی المنام، و دامَ كذلك نِصْفَ سنة، ثم رأَی المَلَكَ فی الیَقَظة، فإذا نَسَبْتَ مُدَّةَ الوَحْیِ فی النَّوْمِ، و هی نِصْفُ سَنَةٍ، إلی مُدّة نبوّته، و هی ثلاث و عشرون سنة، كانتْ نِصْفَ جُزْءٍ من ثلاثة و عشرین جُزْءاً، و هو جزءٌ واحد من ستة و أَربعین جزءاً؛ قال: و قد تعاضدت الروایات فی أَحادیث الرؤیا بهذا العدد، و جاء، فی بعضها، جزءٌ من خمسة و أَربعین جُزْءاً، و وَجْهُ ذلك أَنّ عُمُره لم یكن قد استكمل ثلاثاً و ستین سنة، و مات فی أَثناء السنة الثالثة و الستین، و نِسبةُ نصفِ السنة الی اثنتین و عشرین سنة و بعضِ الأخری، كنسبة جزء من خمسة و أَربعین؛ و فی بعض الروایات: جزء من أَربعین، و یكون محمولًا علی مَن رَوی أَنّ عمره كان ستین سنة، فیكون نسبة نصف سنة إلی عشرین سنة، كنسبة جزءٍ إلی أَربعین. و منه‌الحدیث: الهَدْیُ الصّالِحُ و السَّمْتُ الصّالِحُ جُزْءٌ من خمسة و عشرین جزءاً من النبوة: أَی إنّ هذه الخِلالَ من شَمائلِ الأَنْبیاء و من جُملة الخصالِ المعدودة من خصالهم و إِنها جزءٌ معلوم من أَجزاء أَفعالِهم فاقْتَدوُا بهم فیها و تابِعُوهم، و لیس المعنی أنَّ النُّبوّة تتجزأُ، و لا أَنّ من جمَع هذه الخِلالَ كان فیه جُزءٌ من النبوّة، فإن النبوَّة غیر مُكْتَسَبةٍ و لا مُجْتَلَبة بالأَسباب، و إِنما هی كَرامةٌ من اللّه عز و جل؛ و یجوز أَن یكون أَراد بالنبوّة هاهنا ما جاءتْ به النبوّة و دَعَت إلیه من الخَیْرات أَی إِن هذه الخِلَال جزءٌ من خمسة و عشرین جزءاً مما جاءت به النبوّة و دَعا إلیه الأَنْبیاء. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَعْتَقَ ستة مَمْلُوكین عند موته لم یكن له مالٌ غیرهُم، فدعاهم رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم فَجَزَّأَهم أَثلاثاً ثم أَقْرَعَ بینهم، فأَعْتَق اثنین و أَرقَّ أَربعة: أَی فَرَّقهم أَجزاء ثلاثة، و أَراد بالتَّجْزِئَةِ أَنه قسَّمَهم علی عِبْرة القیمة دون عَدَد الرُّءُوس إِلا أَنَّ قیمتهم تساوت فیهم، فخرج عددُ الرُّءُوس مساویاً للقِیَم. و عَبیدُ أَهلِ الحِجاز إِنما هُم الزُّنوجُ و الحَبَشُ غالباً و القِیَمُ فیهم مُتساوِیة أَو مُتقارِبة، و لأَن الغرَض أَن تَنْفُذ وصِیَّته فی ثُلُث ماله، و الثلُثُ إنما یُعتبر بالقِیمة لا بالعَدَد. و قال بظاهر الحدیث مالك و الشافعی و أَحمد، و قال أَبو حنیفة رحمهم اللّه: یُعْتَقُ ثُلُثُ كلّ واحد منهم و یُسْتَسْعَی فی ثلثیه. التهذیب: یقال: جَزَأْتُ المالَ بینهم و جَزَّأْتُه: أَی قسَّمْته.
لسان العرب، ج‌1، ص: 46
و المَجْزُوءُ مِن الشِّعر: ما حُذِف منه جُزْآن أَو كان علی جُزْءَینِ فقط، فالأُولی علی السَّلبِ و الثانیةُ علی الوُجُوب. و جَزَأَ الشِّعْرَ جَزْءاً و جَزَّأَه فیهما: حذَف منه جُزْءَینِ أَو بَقَّاه علی جُزْءَین. التهذیب: و المَجْزُوء مِن الشِّعر: إذا ذهب فعل كل واحد من فَواصِله، كقوله: یَظُنُّ الناسُ، بالمَلِكَیْنِ، أَنَّهما قدِ التأَما فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهِما، فإنَّ الأَمْر قد فَقَما و منه قوله: أَصْبَحَ قَلْبی صَرِدا لا یَشْتَهی أَنْ یَرِدا ذهب منه الجُزء الثالث من عَجُزه. و الجَزْءُ: الاستِغناء بالشی‌ء عن الشی‌ء، و كأَنَّه الاستغناء بالأَقَلّ عن الأَكثر، فهو راجع إلی معنی الجُزْء. ابن الأعرابی: یُجْزِئُ قلیل من كثیر و یُجْزِئُ هذا من هذا: أَی كلُّ واحد منهما یَقومُ مقَام صاحِبه، و جَزَأَ بالشی‌ء و تَجَزَّأَ: قَنِعَ و اكْتَفَی به، و أَجْزأَهُ الشی‌ءُ: كفَاه، و أَنشد: لقد آلَیْتُ أَغْدِرُ فی جَداعِ، و إِنْ مُنِّیتُ أُمّاتِ الرِّباعِ بأَنَّ الغَدْرَ، فی الأَقْوام، عارٌ، و أَنَّ المَرْءَ یَجْزَأُ بالكُراعِ أَی یَكْتَفِی به. و منه قولُ الناس: اجْتَزَأْتُ بكذا و كذا، و تَجَزَّأْتُ به: بمعنَی اكْتَفَیْتُ، و أَجْزَأْتُ بهذا المعنی. و‌فی الحدیث: لیس شی‌ء یُجْزِئُ من الطَّعامِ و الشَّرابِ إلا اللَبَنَ، أَی لیس یكفی. و جَزِئَتِ الإِبلُ: إذا اكتفت بالرُّطْبِ عن الماء. و جَزَأَتْ تَجْزَأُ جَزْءاً و جُزْءاً بالضم و جُزُوءاً أَی اكْتَفَتْ، و الاسم الجُزْءُ. و أَجْزَأَها هو و جَزَّأَها تَجْزِئَةً و أَجزأَ القومُ: جَزِئَتْ إبلُهم. و ظَبْیَةٌ جازِئةٌ: اسْتَغْنَتْ بالرُّطْب عن الماء. و الجَوازِئُ: الوحْشُ، لتجَزُّئِها بالرُّطْب عن الماء، و قول الشمّاخ بن ضِرار، و اسمه مَعْقِلٌ، و كنیته أَبو سَعید: إذا الأَرْطَی تَوَسَّدَ، أَبْرَدَیْهِ، خُدُودُ جَوازئٍ، بالرَّمْلِ، عِینِ لا یعنی به الظِّباء، كما ذهب إلیه ابن قتیبة، لأَن الظباء لا تَجْزأُ بالكَلإِ عن الماء، و إنما عنی البَقَرَ، و یُقَوِّی ذلك أَنه قال: عِینٌ، و العِینُ من صِفات البَقَر لا من صِفاتِ الظِّباء؛ و الأَرطی، مقصور: شجر یُدبغ به، و تَوَسَّدَ أَبْرَدَیْهِ، أَی اتخذ الأَرطی فیهما كالوِسادة، و الأَبْردان: الظل و الفَی‌ءُ، سمیا بذلك لبردهما. و الأَبْردانِ أَیضاً الغَداة و العشی، و انتصاب أَبْرَدَیْهِ علی الظرف؛ و الأَرطی مفعول مقدم بتوسدَ، أَی توسد خُدودُ البقر الأَرْطی فی أَبردیه، و الجوازئ: البقر و الظباء التی جَزَأَت بالرُّطْب عن الماء، و العِینُ جمع عَیناء، و هی الواسعة العین؛ و قول ثعلب بن عبید: جَوازِئ، لم تَنْزِعْ لِصَوْبِ غَمامةٍ، و رُوّادُها، فی الأَرض، دائمةُ الرَّكْض قال: إنما عنی بالجَوازِئِ النخلَ یعنی أَنها قد استغنت عن السَّقْیِ، فاسْتَبْعَلَت. و طعامٌ لا جَزْءَ له: أَی لا یُتَجَزَّأُ بقلیلهِ. و أَجْزَأَ عنه مَجْزَأَه و مَجْزَأَتَه و مُجْزَأَهُ و مُجْزَأَتَه: أَغْنی عنه مَغْناه. و قال ثعلب: البقرةُ تُجْزِئُ عن سبعة
لسان العرب، ج‌1، ص: 47
و تَجْزِی، فَمَنْ هَمَزَ فمعناه تُغْنی، و من لم یَهْمِزْ، فهو من الجَزاء. و أَجْزَأَتْ عنكَ شاةٌ، لغة فی جَزَتْ أَی قَضَتْ؛ و‌فی حدیث الأُضْحِیَة: و لن تُجْزِئَ عن أَحدٍ بَعْدَكَ: أَی لنْ تَكْفِیَ، مِن أَجْزَأَنی الشی‌ءُ أَی كفانی. و رجل له جَزْءٌ أَی غَنَاء، قال: إنی لأَرْجُو، مِنْ شَبِیبٍ، بِرَّا، و الجَزْءَ، إِنْ أَخْدَرْتُ یَوْماً قَرَّا أَی أَن یُجْزِئَ عنی و یقوم بأَمْری. و ما عندَه جُزْأَةُ ذلك، أَی قَوامُه. و یقال: ما لفلانٍ جَزْءٌ و ما له إِجْزاءٌ: أَی ما له كِفایةٌ. و‌فی حدیث سَهْل: ما أَجْزَأَ مِنَّا الیومَ أَحَدٌ كما أَجْزَأَ فلانٌ، أَی فَعَلَ فِعْلًا ظَهَرَ أَثرُه و قامَ فیه مقاماً لم یقُمْه غیرهُ و لا كَفَی فیه كِفایَتَه. و الجَزأَة: أَصْل مَغْرِزِ الذّنَب، و خصَّ به بعضُهم أَصل ذنب البعیر من مَغْرِزِه. و الجُزْأَةُ بالضمِّ: نصابُ السِّكِّین و الإِشْفی و المِخْصَفِ و المِیثَرةِ، و هی الحَدِیدةُ التی یُؤْثَرُ بها أَسْفَلُ خُفِّ البعیر. و قد أَجْزَأَها و جَزَّأَها و أَنْصَبها: جعل لها نِصاباً و جُزْأَةً، و هما عَجُزُ السِّكِّین. قال أَبو زید: الجُزْأَةُ لا تكون للسیف و لا للخَنْجَر و لكن للمِیثَرةِ التی یُوسَم بها أَخْفافُ الإبل و السكین، و هی المَقْبِضْ. و فی التنزیل العزیز: [وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبٰادِهِ جُزْءاً]. قال أَبو إِسحاق: یعنی به الذین جعَلُوا الملائكة بناتِ اللّهِ، تعالی اللّهُ و تقدَّس عما افْتَرَوْا. قال: و قد أُنشدت بیتاً یدل علی أَنّ معنی جُزْءاً معنی الإناث. قال: و لا أَدری البیت هو قَدیمٌ أَم مَصْنُوعٌ: إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ، یَوْماً، فلا عَجَبٌ، قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْیانا و المعنی فی قوله: وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبٰادِهِ جُزْءاً: أَی جَعَلوا نصیب اللّه من الولد الإِناثَ. قال: و لم أَجده فی شعر قَدیم و لا رواه عن العرب الثقاتُ. و أَجْزَأَتِ المرأَةُ: ولَدتِ الإناث، و أَنشد أَبو حنیفة: زُوِّجْتُها، مِنْ بَناتِ الأَوْسِ، مُجْزِئَةً، للعَوْسَجِ اللَّدْنِ، فی أَبیاتِها، زَجَلُ یعنی امرَأَةً غزَّالةً بمغازِل سُوِّیَت من شجر العَوْسَج. الأَصمعی: اسم الرجل جَزْءٌ و كأَنه مصدر جَزَأَتْ جَزْءاً. و جُزْءٌ: اسم موضع. قال الرَّاعی: كانتْ بجُزْءٍ، فَمَنَّتْها مَذاهِبُه «2»، و أَخْلَفَتْها رِیاحُ الصَّیْفِ بالغُبَرِ و الجازِئُ: فرَس الحَرِث بن كعب. و أَبو جَزْءٍ: كنیة. و جَزْءٌ، بالفتح: اسم رجل. قال حَضْرَمِیُّ بن عامر: إنْ كنتَ أَزْنَنْتَنی بها كَذِباً، جَزْءُ، فلاقیتَ مِثْلَها عَجَلا و السبب فی قول هذا الشعر أَنَّ هذا الشاعر كان له تسعةُ إِخْوة فَهَلكوا، و هذا جَزْءٌ هو ابن عمه و كان یُنافِسه، فزَعَم أَن حَضْرَمِیّاً سُرَّ بموتِ إخوته لأَنه وَرِثَهم، فقال حَضْرَمیُّ هذا البیت، و قبله: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، و أَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً، نَبَلا یرید: أَ أَفْرَحُ، فحذَف الهمزة، و هو علی طریق الإنكار: أَی لا وجْهَ للفَرَح بموت الكِرام من إخوتی لأَرِثَ شَصائِصَ لا أَلبانَ لها، واحدَتُها شَصُوصٌ، و نَبَلًا:
(2). قوله [مذاهبه] فی نسخة المحكم مذانبه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 48
صِغاراً. و روی: أَنَّ جَزْءاً هذا كان له تسعة إِخوة جَلسُوا علی بئر، فانْخَسَفَتْ بهم، فلما سمع حضرمیٌّ بذلك قال: إِنَّا للّه كلمة وافقت قَدَرا، یرید قوله: فلاقَیْتَ مثلها عجلًا. و‌فی الحدیث: أَنه صلی اللّه علیه و سلم أُتِیَ بقِناعِ جَزْءٍ؛ قال الخطابی: زَعَم راویه أَنه اسم الرُّطَبِ عند أَهل المدینة؛ قال: فإن كان صحیحاً، فكأَنَّهم سَمَّوْه بذلك للِاجْتِزاء به عن الطَّعام؛ و المحفوظ: بقِناعِ جَرْو بالراء، و هو صِغار القِثَّاء، و قد ذكر فی موضعه.

جسأ؛ ج1، ص: 48

: جَسَأَ الشی‌ءُ یَجْسَأُ جُسُوءاً و جُسأَةً، فهو جَاسِئٌ: صَلُبَ و خَشُنَ. و الجاسِیاء: الصَّلابةُ و الغِلَظُ. و جبل جاسِئٌ و أَرض جاسِئةٌ و نبتٌ جاسِئٌ: یابس. و یدٌ جَسْآء: مُكْنِبةٌ من العمل. و جَسَأَتْ یدُه من العمل تجسَأُ جَسْأً: صَلُبَت، و الاسم الجُسْأَةُ مثل الجُرعة. و جَسَأَتْ ید الرجل جُسوءاً: إذا یَبِست، و كذلك النَّبتُ إذا یبِس، فهو جاسِئٌ فیه صَلابة و خشونة. و جُسِئَتِ الأَرضُ، فهی مَجْسُوءةٌ من الجَسْ‌ءِ: و هو الجلد الخَشِنُ الذی یُشبِه الحَصا الصِّغار. و مكان جاسِئٌ و شاسِئٌ: غلیظ. و الجُسْأَةُ فی الدّواب: یُبْس المَعْطِف، و دابة جاسئةُ القوائِم.

جشأ؛ ج1، ص: 48

: جَشَأَتْ نفسُه تجْشأُ جُشوءاً: ارتفَعَت و نَهَضَت إلیه و جاشَت من حُزْن أَو فَزَع. و جَشَأَتْ: ثارَت للقَیْ‌ءِ. شمر: جَشَأَتْ نفسی و خَبُثَتْ و لَقِسَتْ واحد. ابن شمیل: جَشَأَتْ إلیَّ نفسی أَی خَبُثَتْ من الوجع مما تَكْرَهُ، تجَشَأُ، و أَنشد: و قَوْلی، كُلَّما جَشَأَتْ، لنفسِی: مَكانَكِ تُحْمَدی، أَو تَسْتَرِیحی «1» یرید تَطَلّعت و نَهَضَت جَزَعاً و كراهةً. و‌فی حدیث الحسن: جَشَأَتِ الرُّومُ علی عهد عُمَر‌أَی نَهَضَتْ و أَقبلت من بلادها، و هو من جَشَأَتْ نَفْسِی إذا نَهَضَتْ مِن حُزْن أَو فَزَعٍ. و جَشَأَ الرَّجلُ إِذا نَهَض من أَرض إلی أَرض. و‌فی حدیث علی كرم اللّه وجهه: فَجَشأَ علی نفْسه، قال ثعلب: معناه ضَیَّقَ علیها. ابن الأعرابی: الجَشْ‌ءُ: الكثیر. و قد جَشَأَ اللیلُ و البَحْرُ إِذا أَظْلَم و أَشْرَفَ علیك. و جُشاءُ اللیلِ و البَحْرِ: دُفْعَتُه. و التَّجَشُّؤُ: تَنَفُّس المَعِدة عند الامْتِلاء. و جَشَأَت المَعِدةُ و تجَشَّأَت: تَنَفَّسَت، و الاسم الجُشاء، ممدود، علی وزن فُعال كأَنه من باب العُطاس و الدُّوار و البُوال. و كان علیُّ بن حَمْزَة یقول ذلك، و قال: إنما الجُشْأَةُ هُبوبُ الرِّیحِ عند الفَجْر. و الجُشَأَةُ علی مثال الهُمَزَةِ: الجُشْأَةُ؛ قال الراجز: فی جُشْأَةٍ مِنْ جُشَآتِ الفَجْرِ قال ابن بَرِّی: و الذی ذكره أَبو زید: جُشْأَة، بتسكین الشین، و هذا مستعار للفجر من الجُشْأَة عن الطَّعام؛ و قال علی بن حمزة: إِنما الجُشْأَةُ هُبُوبُ الرِّیحِ عند الفَجْر. و تَجَشَّأَ تَجَشُّؤاً، و التَجْشِئَةُ مثله. قال أَبو محمد الفَقْعَسِی: و لم تَبِتْ حُمَّی بهِ تُوَصِّمُهْ، و لم یُجَشِّئْ عن طَعامٍ یُبْشِمُهْ
(1). قوله [و قولی إلخ] هو روایة التهذیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 49
و جَشَأَت الغنمُ: و هو صوت تُخْرِجُه من حُلُوقِها؛ و قال إمرؤ القیس: إذا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لها ثُغاءً، كأَنَّ الحَیَّ صَبَّحَهُمْ نَعِیُّ قال: و منه اشْتُقَّ تَجَشَّأْتُ. و الجَشْ‌ءُ: القَضِیبُ، و قَوْسٌ جَشْ‌ءٌ: مُرِنَّةٌ خَفِیفةٌ، و الجمع أَجْشاءٌ و جَشَآتٌ. و فی الصحاح: الجَشْ‌ءُ: القوس الخفیفة؛ و قال اللیث: هی ذاتُ الإِرنانِ فی صَوْتِها، و قِسِیٌّ أَجْشاء و جَشَآتٌ، و أَنشد لأَبی ذُؤَیب: و نَمِیمةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، فی كَفِّهِ جَشْ‌ءٌ أَجَشُّ و أَقْطُعُ و قال الأصمعی: هو القَضِیبُ من النَّبْع الخفیف. و سَهم جَشْ‌ءٌ: خَفِیفٌ، حكاه یعقوب فی المُبْدَل، و أَنشد: و لوْ دَعا، ناصِرَه، لَقِیطا، لذَاقَ جَشْأً لم یكن مَلِیطا المَلِیطُ الذی لا ریشَ علیه. و جَشَأَ فلان عن الطَّعام: إذا اتَّخَم فكَرِهَ الطعامَ. و قد جَشَأَتْ نفسُه، فما تَشْتَهی طعاماً، تَجْشَأُ. و جَشَأَت الوَحْشُ: ثارَتْ ثَوْرَةً واحدة. و جَشَأَ القومُ من بلد إلی بلد: خرجوا، و قال العجاج: أَحْراس ناسٍ جَشَئُوا، و مَلَّتْ أَرْضاً، و أَحوالُ الجَبانِ أَهْوَلَت «1» جَشَؤُوا: نَهضوا من أَرض إلی أَرض، یعنی الناس. و مَلَّتْ أَرْضاً؛ و أَهْوَلَتْ: اشتَدَّ هوْلُها. و اجْتَشَأَ البلاد و اجْتَشَأَته: لم تُوافِقْه، كأَنَّه من جَشَأَتْ نفْسِی.

جفأ؛ ج1، ص: 49

: جَفَأَ الرَّجلَ جَفْأً: صَرَعه، و فی التهذیب: اقتَلَعه و ذَهَب به الأَرضَ. و أَجْفَأَ به: طَرَحَهُ. و جَفَأَ به الأَرضَ: ضَرَبَها به. و جَفَأَ البُرْمةَ فی القَصْعةِ جَفْأً: أَكْفأَها، أَو أَمالها فَصَبَّ ما فیها، و لا تقل أَجْفَأْتُها. و‌فی الحدیث: فاجْفَؤُوا القُدورَ بما فیها، و المعروف بغیر أَلف؛ و قال الجوهری: هی لغة مجهولة؛ و قال الراجز: جَفْؤُكَ ذا قِدْرِكَ للضِّیفانِ، جَفْأً علی الرُّغْفانِ فی الجِفانِ خَیْرٌ مِن العَكِیسِ بالأَلْبانِ و‌فی حدیث خیبر: أَنه حَرَّمَ الحُمُرَ الأَهْلیة، فجَفَؤُوا القُدورَ‌أَی فَرَّغُوها و قَلَبُوها؛ و روی: فأَجْفَئُوا، و هی لغة فیه قلیلة مثل كَفَئُوا و أَكْفَئُوا. و جَفَأَ الوادِی غُثاءَهُ یَجْفَأُ جَفْأً: رَمَی بالزَّبَدِ و القَذَی، و كذلك جَفَأَت القدْرُ: رَمَت بزَبَدِها عند الغَلَیانِ، و أَجْفَأَتْ به و أَجْفَأَته. و اسم الزَّبَدِ: الجُفاء. و‌فی حدیث جریر: خَلَقَ اللّه الأَرضَ السُّفْلی من الزَّبَدِ الجُفاء‌أَی مِن زَبَدٍ اجتمع للماء. یقال: جَفَأَ الوادی جَفْأً: إذا رَمَی بالزَّبَد و القَذَی. و فی التنزیل: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفٰاءً، أَی باطلًا. قال الفرَّاء: أَصله الهمزة، أَو الجُفاء ما نَفاه السیل. و الجُفاء: الباطلُ أَیضاً. و جَفَأَ الوادیَ: مَسَحَ غُثاءَه. و قیل: الجُفاء كما یقال الغُثاء. و كلُّ مصدرٍ اجتمع بعضُه إلی بعض مثلُ القُماشِ و الدُّقاقِ و الحُطامِ مصدرٌ یكون فی مذهبِ اسمٍ علی المعنی كما كان العَطاء اسماً للإعطاء، كذلك القُماش لو أَردتَ مصدر قَمَشْته قَمْشاً. الزجاج: موضع قوله جُفٰاءً نَصْب علی الحال. و‌فی حدیث البَراء رضی اللّه عنه یوم حُنَیْن: انْطَلَق جُفاءٌ مِن الناس
(1). قوله [أحراس ناس إلخ] كذا بالأصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 50
إلی هذا الحیّ مِن هوازِنَ، أَراد: سَرَعانَ الناسِ و أَوائلهم، شبَّهَهم بجُفاء السَیْل. قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی كتاب الهروی، و الذی قرأْناه‌فی البخاری و مسلم: انْطَلَق أَخِفَّاءُ من الناسِ، جمع خَفِیفٍ. و‌فی كتاب الترمذی: سَرَعانُ الناس.ابن السكیت: الجُفاءُ: ما جَفَأَه الوادی: إذا رَمَی به، و جَفَأتُ الغُثاء عن الوادی و جَفَأْتُ القِدْرَ أَی مَسَحْتُ زَبَدها الذی فَوْقَها من غَلْیِها، فإذا أَمَرْت قلت: اجْفَأْها. و یقال: أَجْفَأَتِ القِدْرُ إذا عَلا زَبَدُها. و تصغیر الجُفاء: جُفَی‌ءٌ، و تصغیر الغُثاء: غُثَیٌّ بلا همز. و جَفَأَ البابَ جَفْأً و أَجْفَأَه: أَغْلَقَه. و فی التهذیب: فَتَحه. و جَفأَ البقلَ و الشجرَ یَجْفَؤُه جَفْأً و اجْتَفَأَهُ: قَلَعَه من أَصْله. قال أَبو عبید: سُئل بعضُ الأَعراب عن‌قوله صلی اللّه علیه و سلم: مَتی تحِلُّ لنَا المَیْتَة؟ فقال: ما لم تَجْتَفِئوا.یقال اجْتَفأَ الشی‌ءَ: اقْتَلَعه ثمَّ رَمَی به. و فی النهایة: ما لم تَجْتَفِئوا بَقْلًا و تَرْمُوا به، مِنْ جَفَأَتِ القِدْرُ إذا رمت بما یجتمع علی رأَسِها من الزَّبد و الوَسَخِ. و قیل: جَفَأَ النبتَ و اجْتَفأَه: جَزَّه، عن ابن الأعرابی.

جلأ؛ ج1، ص: 50

: جَلَأَ بالرَّجُل یَجْلَأُ به جَلْأً و جَلاءَةً: صَرَعَه. و جَلَأَ بثَوْبه جلاءً: رَمَی به.

جلظأ؛ ج1، ص: 50

: التهذیب فی الرباعی: فی حدیث لقمان بن عاد: إذا اضْطَجَعْتُ لا أَجْلَنْظِی؛ قال أبو عبید: المُجْلَنْظِی المُسْبَطِرُّ فی اضْطِجاعِه؛ یقول: فلستُ كذلك. و منهم مَن یهمز فیقول: اجْلَنْظَأْت؛ و منهم من یقول: اجْلَنْظَیْتُ.

جمأ؛ ج1، ص: 50

: جَمِئَ علیه: غَضِبَ. و تَجَمَّأَ فی ثیابه: تَجَمَّعَ. و تَجَمَّأَ علی الشی‌ء: أَخذه فواراه.

جنأ؛ ج1، ص: 50

: جَنَأَ علیه یَجْنَأُ جُنُوءاً و جَانَأَ علیه و تَجانَأَ علیه: أَكَبَّ. و فی التهذیب: جَنَأَ فی عَدْوِه: إذا أَلَحَّ و أَكَبَّ، و أَنشد: و كأَنَّه فوت الحَوالِبِ، جانِئاً، رِیمٌ، تُضایِقُه كِلابٌ، أَخْضَعُ تُضایِقُه: تلجئه، ریمٌ أَخْضَعُ. و أَجْنَأَ الرَّجُلُ علی الشی‌ء: أَكَبَّ؛ قال: و إِذا أَكَبَّ الرَّجل علی الرجل یَقِیه شیئاً قیل: أَجْنأَ. و فی الحدیث: فَعَلقَ یُجانِئُ علیها یَقِیها الحجارة، أَی یُكِبُّ علیها. و‌فی الحدیث أَنَّ یَهُودیّاً زَنَی بامرأَة، فَأَمَرَ برَجْمِهما فَجَعَلَ الرَّجلُ یُجْنِئُ علیها‌أَی یُكِبُّ و یَمِیل علیها لیقیها الحجارة. و‌فی روایة أُخری: فَلَقَد رأَیْتُه یُجانِئُ علیها، مُفاعَلة من جانَأَ یُجانِئُ؛ و یروی بالحاء المهملة، و سیجی‌ء إن شاء اللّه تعالی. و‌فی حدیث هِرَقْلَ فی صِفة إِسْحاقَ علیه السلام: أَبْیَضُ أَجْنَأُ خَفِیفُ العارِضَیْن.الجَنَأُ: مَیَلٌ فی الظَّهْر، و قیل: فی العُنُق. و جَنَأَتِ المرأَةُ علی الولد: أَكَبَّتْ علیه. قال: بَیْضاء صَفْراء لَمْ تَجْنَأْ علی ولَدٍ، إلّا لأُخْرَی، و لم تَقْعُدْ علی نارِ و قال كثیر عزة: أَغاضِرَ، لوْ شَهِدْتِ، غَداةَ بِنْتُمْ، جُنُوءَ العائداتِ علی وِسادی و قال ثعلب: جَنِئَ علیه: أَكَبَّ علیه یُكلِّمُه. و جَنِئَ الرجل جَنَأً، و هو أَجْنأُ بَیِّنُ الجَنَإ: أَشْرَفَ كاهِلُه علی صدره؛ و فی الصحاح: رَجُل أَجْنَأُ بَیِّنُ الجَنَإ، أَی أَحْدَبُ الظهر. و قال ثعلب: جَنَأَ ظهرُهُ جُنُوءاً كذلك،
لسان العرب، ج‌1، ص: 51
و الأنثی جَنْواء. و جَنِئَ الرجُل یَجْنَأُ جَنَأً: إذا كانت فیه خِلْقةً. الأَصمعی: جَنَأَ یَجْنَأُ جُنُوءاً: إذا انْكَبَّ علی فرسه یَتَّقِی الطعْنَ؛ و قال مالك بن نویرة: و نَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَ ما مِلتَ جانِئاً، و رُمْتَ حِیاضَ المَوْتِ كلَّ مَرامِ قال: فإذا كان مُستقیم الظهرِ ثم أَصابه جَنَأٌ قیل جَنِئَ یَجْنَأُ جَنَأً، فهو أَجْنَأُ. اللیث: الأَجْنَأُ: الذی فی كاهله انْحِناء علی صدره، و لیس بالأَحْدب. أَبو عمرو: رجلٌ أَجْنَأُ و أَدنَأُ مهموزان، بمعنی الأَقْعَسِ، و هو الذی فی صدره انكِباب إلی ظهره. و ظَلِیمٌ أَجْنَأُ و نَعامة جَنْآءُ، و من حذف الهمزة قال: جَنْواء، و المصدر الجَنَأُ، و أَنشد: أَصَكُّ، مُصَلَّمُ الأُذُنَیْنِ، أَجْنَا و المُجْنَأُ، بالضم: التُّرْس لاحْدیدابهِ. قال أَبو قَیْس ابن الأَسلت السُّلَمِی: أَحْفِزُها عنِّی بذِی رَوْنَقٍ، مُهَنَّدٍ، كالمِلْحِ قَطَّاعِ صَدْقٍ، حُسامٍ، وادِقٍ حَدُّهُ، و مُجْنَإٍ، أَسْمَرَ، قَرّاعِ و الوادِقُ: الماضی فی الضَّریبةِ؛ و قولُ ساعِدَةَ بن جُؤَیّةَ: إذا ما زارَ مُجْنَأَةً، عَلیْها ثِقالُ الصَّخْرِ و الخَشَبُ القَطِیلُ إنما عنی قَبراً. و المُجْنأَةُ: حُفْرَةُ القبر. قال الهذلی و أَنشد البیت: إذا ما زار مجنأَة علیها

جوأ؛ ج1، ص: 51

: «2» الجاءةُ و الجُؤْوةُ، بوزن جُعْوةٍ: لون الأَجْأَی و هو سواد فی غُبْرة و حُمرة، و قیل غُبْرةٌ فی حُمرة، و قیل كُدْرة فی صُدْأَةٍ. قال: تنازَعَها لوْنانِ: وَرْدٌ و جُؤْوةٌ، تَرَی، لأَیاءِ الشمسِ، فِیهِ تَحَدُّرا أَراد: وُرْدةً و جُؤْوةً، فوضع الصفة موضع المصدر. جَأَی و أُجْأَوَی، و هو أَجْأَی و الأُنثی جَأْواء، و كَتِیبة جَأْواءُ: علیها صَدَأُ الحَدید و سوادُه، فإذا خالط كُمتةَ البعیر مثلُ صدإِ الحدید، فهو الجُؤْوةُ، و بعیر أَجأَی. و الجُؤْوةُ: قِطعة من الأَرض غَلیظة حمراء فی سواد. و جَأَی الثوبَ جَأْواً: خاطه و أَصلحه، و سنذكره. و الجِئْوةُ: سیرٌ یُخاطُ به. الأُموی: الجُوَّة، غیر مهموز: الرُّقعة فی السِّقاء، یقال: جَوَّیْتُ السِّقاءَ: رَقَعْتُه، و قال شمر: هی الجُؤْوةُ تقدیر الجُعْوة، یقال: سقاء مَجْئِیٌّ، و هو أَن یُقابَلَ بَیْنَ الرُّقْعَتَینِ علی الوَهی من باطن و ظاهر. و الجُؤْوتانِ: رُقعتان یُرْقَعُ بهما السِّقاءُ من باطن و ظاهر، و هما مُتقابلتانِ؛ قال أَبو الحسن: و لم أَسمعه بالواو «3»، و الأَصل الواو، و فیها ما یذكر فی جیأَ، و اللّه أَعلم.

جیأ؛ ج1، ص: 51

: المَجِی‌ء: الإِتیان. جاء جَیْئاً و مَجِیئاً. و حكی سیبویه عن بعض العرب هو یَجِیكَ بحذف الهمزة. و جاء یَجی‌ءُ جَیْئةً، و هو من بناء المرّة الواحدة إلّا أنه
(2). قوله جوأ هذه المادة لم یذكرها فی المهموز أحد من اللغویین إلا و اقتصر علی یجوء لغة فی یجی‌ء و جمیع ما أورده المؤلف هنا إنما ذكروه فی معتل الواو كما یعلم ذلك بالاطلاع، و الجاءة التی صدّر بها هی الجأی كما یعلم من المحكم و القاموس و لا تغتر بمن اغتر باللسان. (3). قوله [و لن أسمعه بالواو] هو فی عبارة المحكم عقب قوله سقاء مجئی و هو واضح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 52
وُضِع موضع المصدر مثل الرَّجْفةِ و الرحْمة. و الاسم الجِیئَةُ علی فِعْلةٍ، بكسر الجیم، و تقول: جئْت مَجِیئاً حَسناً، و هو شاذ لأَن المصدر من فعَلَ یَفْعِلُ مَفْعَلٌ بفتح العین، و قد شذت منه حروف فجاءت علی مَفْعِلٍ كالمَجِی‌ء و المَحِیضِ و المَكیل و المَصِیر. و أَجَأْتُه أَی جِئتُ به. و جایأَنی، علی فاعَلنی، و جاءانی فَجِئْتُه أَجِیئه أَی غالبَنی بكثرة المَجی‌ء فغلَبْتُه. قال ابن بری: صوابه جایأَنِی؛ قال: و لا یجوز ما ذكره إلَّا علی القلب. و جاء به، و أَجاءه، و إِنه لَجَیَّاءٌ بخیر، و جَثَّاءٌ، الأَخیرة نادرة. و حكی ابن جنی رحمه اللّه: جائِیٌّ علی وجه الشذوذ. و جایا: لغة فی جاءا، و هو من البَدلیّ. ابن الأَعرابی: جایأَنی الرجل من قُرْب أَی قابَلَنی و مَرَّ بی، مُجایأَة أَی مقابلة؛ قال الأَزهری: هو من جِئْتُه مَجیئاً و مَجِیئةً: فأَنا جاءٍ. أَبو زید: جایَأْتُ فلاناً: إذا وافَقْت مَجِیئَه. و یقال: لو قد جاوَزْتَ هذا المكان لجایَأْتَ الغَیْث مُجایأَةً و جِیاءً أَی وافقته. و تقول: الحمد للّه الذی جاء بك أَی الحمد للّهِ إذْ جِئتَ، و لا تقل الحمد للّه الذی جِئْتَ. قال ابن بری: الصحیح ما وجدته بخط الجوهری فی كتابه عند هذا الموضع، و هو: الحَمْدُ للّه الذی جاء بك، و الحمدُ للّهِ إذْ جئت، هكذا بالواو فی قوله: و الحمد للّه إذ جئت، عوضاً من قوله: أَی الحمدُ للّه إذْ جئت؛ قال: و یقوِّی صِحَّة هذا قَوْلُ ابن السكیت، تقول: الحمد للّهِ إذْ كان كذا و كذا، و لا تقل: الحمد للّه الذی كان كذا و كذا، حتی تقول به أَو مِنْه أَو عَنه. و إنه لحَسَنُ الجِیئة أَی الحالةِ التی یَجی‌ء علیها. و أَجاءَه إلی الشی‌ء: جاءَ به و أَلجأَه و اضْطَرَّه إلیه؛ قال زهیر بن أَبی سُلْمی: و جارٍ، سارَ مُعْتَمِداً إلیْكُم، أَجاءَتْهُ المخافةُ و الرَّجاء قال الفرَّاء: أَصله من جئت، و قد جعلته العَرب إلجاء. و فی المثل: شَرٌّ ما أَجاءَك الی مُخَّةِ العُرْقُوب، و شَرٌّ ما یُجِیئُك إلی مُخَّةِ عُرْقُوب؛ قال الأَصمعی: و ذلك أَنّ العُرْقوب لا مُخَّ فیه و إنما یُحْوَجُ إلیه من لا یَقدِرُ علی شی‌ء؛ و منهم من یقول: شَرٌّ ما أَلجأَك، و المعنی واحد، و تمیم تقول: شَرٌّ ما أَشاءَك، قال الشاعر: و شَدَدْنا شَدَّةً صادِقةً، فأَجاءتْكم إلی سَفْحِ الجَبَلْ و ما جاءتْ حاجَتَك أَی ما صارَتْ. قال سیبویه: أَدخلَ التأْنیثَ علی ما حیث كانتِ الحاجة؛ كما قالوا: مَن كانت أُمَّك، حیث أَوْقَعُوا مَنْ علی مُؤَنث، و إنما صُیِّر جاء بمنزلة كان فی هذا الحرف لأَنه بمنزلة المثل، كما جَعَلُوا عسی بمنزلة كان فی قولهم: عَسَی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً، و لا تقول: عَسِیت أَخانا. و الجِئاوةُ و الجِیاء و الجِیاءة: وِعاء توضع فیه القِدْر، و قیل هی كلُّ ما وُضِعَت فیه من خَصفَةٍ أَو جلد أَو غیره؛ و قال الأَحمر: هی الجِواءُ و الجِیاء؛ و‌فی حدیث علیٍّ: لأَنْ أَطَّلِیَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحَبُّ إلیَّ مِنْ أن أَطَّلیَ بزَعْفَرانٍ.قال: و جمع الجِئاء «1» أَجْئِیةٌ، و جمع الجِواء أَجْوِیةٌ. الفرّاء: جَأَوْتُ البُرْمَةَ: رَقَعْتُها، و كذلك النَّعل. اللیث: جِیاوةُ: اسم حَیٍّ من قَیْسٍ قد دَرَجُوا و لا یُعْرَفُون.
(1). قوله [قال و جمع إلخ] یعنی ابن الأَثیر و نصه و جمعها (أی الجواء) أجویة و قیل هی الجئاء مهموز و جمعها أجئیة و یقال لها الجیا بلا همز انتهی. و بهامشها جواء القدر سوادها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 53
و جَیَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قال الشاعر: تَخَرَّقَ ثَفرُها، أَیَّام خُلَّتْ، علی عَجَلٍ، فجِیبَ بها أَدِیمُ فجَیَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها، كَبَعْثاةٌ و رادِعةٌ رَدُوم ابن السكیت: امْرأَةٌ مُجَیَّأَةٌ: إذا أُفْضِیَتْ، فإذا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ. و رجل مُجَیَّأ: إذا جامَعَ سَلَحَ. و قال الفرّاء فی قول اللّه: فَأَجٰاءَهَا الْمَخٰاضُ إِلیٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ؛ هو من جِئْتُ، كما تقول: فجاء بها المَخاضُ، فلما أُلقِیَتِ الباءُ جُعل فی الفِعْل أَلِفٌ، كما تقول: آتَیْتُكَ زَیْداً، ترید: أَتَیْتُك بزید. و الجایئةُ: مِدَّةُ الجُرْح و الخُرَاجِ و ما اجْتَمَعَ فیه من المِدَّة و القَیْحِ؛ یقال: جاءتْ جایِئةُ الجِراحِ. و الجِئَةُ و الجِیئَةُ: حُفْرةٌ فی الهَبْطةِ یجتمع فیها الماء، و الأَعرف: الجِیَّةُ، من الجَوَی الذی هو فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ یَأْجِنُ هناك فیَتَغَیَّر، و الجمع جَیْ‌ءٌ. و فی التهذیب: الجَیْأَةُ: مُجْتَمَعُ ماء فی هَبْطةٍ حوالی الحُصُونِ؛ و قیل: الجَیْأَةُ: الموضع الذی یَجْتَمِع فیه الماء؛ و قال أَبو زید: الجَیْأَةُ: الحُفْرة العظیمة یَجْتَمِع فیها ماء المطر و تُشْرِعُ الناسُ فیه حَشُوشَهم؛ قال الكمیت: ضفادِعُ جَیْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً، مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِینا و جَیْئةَ البطن: أَسْفل من السُّرَّةِ إلی العانة. و الجَیْئةُ: قِطعة یُرْقَعُ بها النَّعل، و قیل: هی سَیْرٌ یُخاط به. و قد أَجاءها. و الجِی‌ءُ و الجَی‌ءُ: الدُّعاء إلی الطعام و الشراب، و هو أَیضاً دعاء الإِبل إلی الماء؛ قال معاذ الهرّاء: و ما كانَ علی الجِی‌ء، و لا الهِی‌ءِ امْتِداحِیكا و قولهم: لو كان ذلك فی الهِی‌ء و الجِی‌ء ما نَفَعَه؛ قال أَبو عمرو: الهِی‌ءُ: الطعام، و الجِی‌ءُ: الشَّرابُ. و قال الأُموی: هُما اسْمانِ من قولهم: جَأْجَأْتُ بالإِبل إذا دَعَوْتها للشُّرْب، و هَأْهَأْتُ بها: إذا دَعَوْتها للعَلف.

فصل الحاء المهملة؛ ج1، ص: 53

حأحأ؛ ج1، ص: 53

: حَأْحَأَ بالتَّیْسِ: دعَاه. و حِئْ‌حِئْ: دُعاء الحِمار إلی الماء، عن ابن الأَعرابی. و الحَأْحَأَةُ، وَزْنُ الجَعْجعةِ، بالكبش: أَن تَقول له: حَأْحَأْ، زَجْراً.

حبأ؛ ج1، ص: 53

: الحَبَأُ علی مثال نَبَإٍ، مهموز مقصور: جلیس المَلِك و خاصَّته، و الجمع أَحْباء، مثل سَبَبٍ و أَسْبابٍ؛ و حكی: هُو منْ حَبَإِ المَلِكِ، أَی من خاصَّته. الأَزهری، اللیث: الحَبَأَةُ: لوْحُ الإِسْكافِ المُسْتَدیرُ، و جمعها حَبَوات؛ قال الأَزهری هذا تصحیف فاحش، و الصواب الجَبْأَةُ بالجیم، و منه قول الجعدی: كَجَبْأَةِ الخَزَمِ. الفرَّاء: الحَابیانِ «1»: الذئب و الجَراد، و حَبا الفارس: إذا خَفَقَ، و أَنشد: نَحْبُو إلی المَوْتِ كما یَحْبُو الجَمَلْ

حتأ؛ ج1، ص: 53

: حَتَأْتُ الكِساءَ حَتْأً: إذا فَتَلْتَ هُدْبَه و كَفَفْتَه مُلْزَقاً به، یهمز و لا یهمز. و حَتَأَ الثوبَ
(1). قوله [الحابیان] كذا فی النسخ، و نسخة التهذیب بالیاء، و حبا الفارس بالألف و المضارع فی الشاهد بالواو و هو كما لا یخفی من غیر هذا الباب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 54
یَحْتَؤُه حَتْأً و أَحْتَأَه، بالأَلف: خاطَه، و قیل: خاطَه الخِیاطة الثانیة، و قیل: كَفَّه؛ و قیل: فَتَلَ هُدْبَه و كَفَّه؛ و قیل: فَتَلَه فَتْلَ الأَكْسِیةِ. و الحِتْ‌ءُ: ما فَتَلَه منه. و حَتَأَ العُقْدةَ و أَحْتَأَها: شدَّها. و حَتَأْتُه حَتْأً إذا ضربته، و هو الحَتْ‌ء، بالهمز. و حَتَأَ المرأةَ یَحْتَؤُها حَتْأً: نَكَحَها، و كذلك خَجَأَها. و الحِنْتَأْوُ: القصیر الصغیر، ملحق بِجِرْدَحْلٍ، و هذه اللفظة أَتی بها الأَزهری فی ترجمة حنت، رجل حِنْتَأْوٌ و امرأَة حِنْتَأْوةٌ، قال: و هو الذی یُعْجَب بنفسه، و هو فی أَعین الناس صغیر؛ و سنذكره فی موضعه؛ و قال الأَزهری فی الرباعی أَیضاً: رجل حِنْتَأْوٌ، و هو الذی یُعْجِبهُ حُسنه، و هو فی عیون الناس صغیر، و الواو أَصلیة.

حجأ؛ ج1، ص: 54

: حَجِئَ بالشی‌ء حَجَأً: ضنَّ به، و هو به حَجِئٌ، أَی مولع به ضنین، یهمز و لا یهمز. قال: فَإنِّی بالجَمُوحِ و أُمِّ بَكْرٍ و دَوْلَحَ، فاعْلَموا، حَجِئٌ، ضَنِینُ و كذلك تَحَجَّأْتُ به. الأَزهری عن الفرّاء: حَجِئتُ بالشی‌ء و تَحجَّیْتُ به، یهمز و لا یهمز: تَمَسَّكت به، و لَزِمْتُه، قال: و منه قول عدیّ بن زید: أَطَفَّ، لأَنْفِه المُوسَی، قَصِیرٌ، و كانَ بأَنْفِه حَجِئاً، ضَنِینا و حَجِئ بالأَمر: فَرِح به، و حَجَأْتُ: فَرِحْتُ به. و حَجِئَ بالشی‌ء و حَجَأَ به حَجْأً: تَمَسَّكَ به وَ لَزِمَه. و إنه لَحَجِئٌ أَن یَفْعَل كذا أَی خَلِیقٌ، لغة فی حَجِیٍّ، عن اللحیانی، و إنهما لَحجِئان و إِنهم لحَجِئون و إِنها لحَجِئةٌ و إِنهما لَحَجِئتان و إِنّهنّ لَحَجایا مثل قولك خطایا.

حدأ؛ ج1، ص: 54

: الحِدَأَةُ: طائر یَطِیر یَصِیدُ الجِرْذان، و قال بعضهم: إنه كان یصید علی عَهد سُلَیْمان، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و كان من أَصْیدِ الجَوارِح، فانْقَطَع عنه الصَّیْد لدَعْوة سلیمان. الحِدَأَةُ: الطائر المعروف، و لا یقال حِداءةٌ؛ و الجمع حِدَأ، مكسور الأَوّل مهموز، مثل حِبَرَةٍ و حِبَرٍ و عِنَبَةٍ و عِنَبٍ. قال العجاج یَصِفُ الأَثافِیَّ: كما تَدَانَی الحِدأُ الأُوِیُّ و حِداءٌ، نادرة؛ قال كثیر عَزة: لَكَ الوَیْلُ مِنْ عَیْنَیْ خُبَیْبٍ و ثابِتٍ و حَمْزَةَ، أَشْباهِ الحِداءِ التَّوائم و حِدْآنٌ أَیضاً. و‌فی الحدیث: خَمْسٌ یُقْتَلْن فی الحِلِّ و الحَرَم، و عَدّ الحِدَأَ منها، و هو هذا الطائر المعروف من الجَوارِحِ؛ التهذیب: و ربما فتحوا الحاء فقالوا حَدَأَةٌ و حَدَأ، و الكسر أَجود؛ و قال أَبو حاتم: أَهل الحَجاز یُخْطِئون، فیقولون لهذا الطائر: الحُدَیَّا، و هو خطأ، و یجمعونه الحَدادِی، و هو خطأ؛ و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: لا بأْس بقتل الحِدَوْ و الإِفعَوْ للمُحرِم، و كأَنها لغة فی الحِدَإ. و الحُدَیَّا: تصغیر الحِدَوْ. و الحَدَا، مقصور: شبْهُ فأْس تُنْقَر به الحِجارةُ، و هو مُحَدَّد الطَّرَف. و الحَدَأَةُ: الفأس ذاتُ الرأْسین، و الجمع حَدَأ مثل قَصَبَةٍ و قَصَبٍ؛ و أَنشد الشماخ یصف إبلًا حِدادَ الأَسْنانِ: یُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعاتٍ، نَواجِذُهنَّ كالحَدَإِ الوَقِیعِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 55
شَبَّه أَسنانَها بفُئُوس قد حُدِّدَتْ؛ و روی أَبو عبید عن الأَصمعی و أَبی عبیدة أَنهما قالا: یقال لها الحِدَأَةُ بكسر الحاء علی مثال عِنَبَة، و جمعها حِدَأ، و أَنشد بیت الشماخ بكسر الحاء؛ و روی ابن السكیت عن الفرّاء و ابن الأَعرابی أَنهما قالا: الحَدَأَةُ بفتح الحاء، و الجمع الحَدَأُ، و أَنشد بیت الشماخ بفتح الحاء؛ قال: و البصریون علی حِدَأَة بالكسر فی الفأْس، و الكوفیون: علی حَدَأَةٍ؛ و قیل: الحِدَأَةُ: الفأْسُ العَظیمة؛ و قیل: الحِدَأُ: رُءُوسُ الفُئُوسِ، و الحَدَأَةُ: نَصْل السهم. و حَدِئَ بالمكان حَدَأً بالتحریك: إذا لزِقَ به. و حَدِئَ إلیه حَدَأً: لجَأَ. و حَدَئَ علیه و إلیه حَدَأَ: حَدِبَ علیه و عطَفَ علیه و نَصَرَه و مَنَعَه من الظُّلم. و حَدِئَ علیه: غَضِبَ. و حَدَأَ الشی‌ءَ حَدْءاً: صَرَفه. و حَدِئَتِ الشاةُ: إذا انْقَطعَ سلاها فی بطنها فاشتَكَتْ عنه حَدَأً، مقصور مهموز. و حَدِئَتِ المرأَةُ علی ولدها حَدَأً. و روی أَبو عبید عن أَبی زید فی كتاب الغنم: حَذِیَتِ الشاةُ بالذال: إذا انقطع سلاها فی بطنها؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف و الصواب بالدال و الهمز، و هو قول الفرَّاء. و قولهم فی المثل: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة، قیل: هما قَبیلتانِ مِن الیمَن، و قیل هما قبیلتانِ: حدأ بن نَمِرَةَ بن سَعْد العشیرة، و هم بالكوفة، و بُنْدُقةُ بن مَظَّةَ، و قیل: بُنْدُقة بن مِطِیَّةَ «1» و هو سُفْیان بن سَلْهَم بن الحكم بن سَعْدِ العشیرة، و هم بالیمن، أَغارت حِدَأ علی بُنْدُقة، فنالَتْ منهم، ثم أَغارَتْ بُندُقة علی حِدَأَ، فأَبادَتْهُم؛ و قیل: هو ترخیم حِدأَة؛ قال الأَزهری: و هو القول، و أَنشد هنا للنابغة: فأَوْردَهُنَّ بَطْنَ الأَتمِ، شُعْثاً، یَصُنَّ المَشْیَ، كالحِدإِ التُّؤَام و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: كانت قبیلة تَتَعَمَّد القَبائلَ بالقِتال، یقال لها حِدَأَة، و كانت قد أَبَرَّتْ علی الناس، فَتَحَدَّتْها قبیلة یقال لها بُندُقة، فَهَزَمَتْها، فانكسرت حِدأَة، فكانت العرب إذا مر بها حِدَئِیٌّ تقول له: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة؛ و العامة تقول: حَدَا حَدَا، بالفتح غیر مهموز.

حزأ؛ ج1، ص: 55

: حَزَأَ الإِبلَ یَحْزَؤُها حَزْءاً: جمعها و ساقها. و احْزَوْزَأَتْ هی: اجتمعت. و احْزَوْزأَ الطائر: ضَمَّ جناحَیْه و تجافی عن بیضه. قال: مُحْزَوزِئیْنِ الزِّفَّ عن مَكَوَیْهما و قال رؤبة، فلم یهمز: و السَّیْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزِیزاؤُه، ناجٍ، و قد زَوْزَی بنا زِیزاؤُه و حَزَأَ السَّرابُ الشخصَ یَحْزَؤُه حَزْءاً رَفَعَه، لغة فی حَزاه یَحْزُوه، بلا همز.

حشأ؛ ج1، ص: 55

: حَشَأَه بالعصا حَشْأً، مهموز: ضَرَب بها جَنْبَیْه و بَطْنَه. و حَشَأَه بسَهْمٍ یَحْشَؤُه حَشْأً: رماه فأَصاب به جوفه قال أَسماء بن خارجةَ یَصِفُ ذِئْباً طَمِع فی ناقته و تسمی هَبالةَ: لِی كُلَّ یومٍ، مِنْ ذُؤَالَهْ، ضِغْثٌ یَزِیدُ علی إِبَالَهْ فی كُلِّ یومٍ صِیقةٌ فَوْقِی، تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً، أَوساً، أُوَیْسُ، مِنَ الهَبالَه
(1). قوله [مطیة] هی عبارة التهذیب و فی المحكم مطنة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 56
أُوَیْسُ: تصغیر أَوْسٍ و هو من أَسْماء الذِّئب، و هو منادی مفرد، و أَوْساً منتصب علی المصدر، أَی عِوَضاً، و المِشْقَصُ: السهم العَرِیضُ النَّصْلِ؛ و قوله: ضِغْثٌ یَزید علی إِبالَهْ أَی بَلِیّةٌ علی بَلِیّة، و هو مَثَل سائر. الأَزهری، شمر عن ابن الأَعرابی: حَشَأْتُه سَهْماً و حَشَوْتُه؛ و قال الفرّاء: حَشَأْتُه إذا أَدخلته جَوفَه، و إذا أَصبتَ حَشاه قلت: حَشَیْتُه. و فی التهذیب: حَشَأْتُ النارَ إذا غَشِیتَها؛ قال الأَزهری: هو باطل و صوابه: حَشَأْتُ المرأَةَ إذا غَشِیتَها؛ فافهمه؛ قال: و هذا من تصحیف الورّاقین. و حَشَأَ المرأَةَ یَحْشَؤُها حَشْأً: نَكَحَها. و حَشَأَ النارَ: أَوْقَدها. و المِحْشاءُ و المِحْشَأُ: كِساء أَبیض صغیر یتخذونه مِئزراً، و قیل هو كِساء أَو إِزارٌ غَلِیظ یُشتَملُ به، و الجمع المَحاشِئ؛ قال: یَنْفُضُ، بالمَشافِرِ الهَدالِقِ، نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ یعنی التی تَحْلِقُ الشعر من خُشونتها.

حصأ؛ ج1، ص: 56

: حَصَأَ الصبیُّ من اللبن حَصْأً: رَضِعَ حتی امْتَلأَ بطنُه، و كذلك الجَدْیُ إذا رَضِعَ من اللبن حتی تمْتَلِئَ إنْفَحَتُه. و حَصَأَتِ الناقةُ تَحْصَأُ حَصْأً: اشتدَّ شُرْبها أَو أَكْلُها أَو اشتدّا جمیعاً. و حَصَأَ من الماء حَصْأً: رَوِیَ. و أَحْصَأَ غیرَه: أَرواه. و حَصَأَ بها حَصْأً: ضَرِطَ، و كذلك حَصَمَ و مَحَصَ. و رجل حِنْصَأ: ضعیفٌ. الأَزهری، شمر: الحِنْصَأْوةُ من الرجال: الضعیف، و أَنشد: حَتَّی تَرَی الحِنْصَأْوةَ الفَرُوقا، مُتَّكِئاً، یَقْتَمِحُ السَّوِیقا

حضأ؛ ج1، ص: 56

: حَضَأَتِ النارُ حَضْأً: التهبت. و حَضَأَها یَحْضَؤُها حَضْأً: فتحها لتَلْتَهِب، و قیل: أَوقَدَها، و أَنشد فی التهذیب: باتَتْ هُمُومی فی الصَّدْرِ، تَحْضَؤُها طَمْحاتُ دَهْرٍ، ما كُنْتُ أَدْرَؤُها الفرّاء: حَضَأْتُ النارَ و حضَبْتُها. و المِحْضَأُ علی مِفْعَلٍ: العُودُ. و المِحْضاءُ علی مِفْعال: العود الذی تُحْضَأُ به النارُ؛ و فی التهذیب: و هو المِحْضَأُ و المِحْضَبُ، و قولُ أَبی ذؤَیب: فأَطْفِئْ، و لا تُوقِدْ، و لا تَكُ مِحْضَأً لِنارِ الأَعَادِی، أَنْ تَطِیر شَداتُها «2» إِنما أَراد مثل مِحْضَإٍ لأَن الإنسان لا یكون مِحضَأً، فمِن هُنا قُدِّر فیه مِثْل. و حَضَأْتُ النارَ: سَعَّرْتُها، یُهمز و لا یهمز، و إذا لم یهمز، فالعود مِحْضاء، ممدود علی مِفْعال؛ قال تأَبَّط شرّاً: و نارٍ، قد حَضَأْتُ، بُعَیْدَ هَدْءٍ، بدارٍ ما أُرِیدُ بها مُقاما

حطأ؛ ج1، ص: 56

: حَطَأَ به الأَرضَ حَطْأً: ضَرَبَها به و صَرَعَه، قال: قد حَطَأَتْ أُمُّ خُثَیْمٍ بأَذَنْ، بِخارِجِ الخَثْلةِ، مُفْسُوءِ القَطَنْ أَراد بأَذَّنَ، فَخَفَّف؛ قال الأَزهری: و أَنشد شمر: و و اللّهِ، لا آتِی ابْنَ حاطِئةِ اسْتِها، سَجِیسَ عُجَیْسٍ، ما أَبانَ لِسانِیا
(2). قوله [شداتها] كذا فی النسخ بأیدینا، و نسخة المحكم أیضاً بالدال مهملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 57
أی ضاربة اسْتِها. و قال اللیث: الحَطْءُ، مهموز: شِدّة الصَّرْعِ، یقال: احْتَمَلَه فَحَطَأَ به الأَرضَ؛ أَبو زید: حَطَأْتُ الرَّجل حَطْأً إِذا صَرَعْتَه؛ قال: و حَطَأْته بیدی حَطأً: إذا قَفَدْته؛ و قال شمر: حَطَأْتُه بیدی أَی ضَربته. و الحُطَیْئَةُ من هذا، تصغیر حَطْأَة، و هی الضرب بالأَرض؛ قال: أَقرأَنیه الإِیادِیُّ، و قال قُطْرُبٌ: الحَطْأَة: ضَربة بالید مَبْسُوطةً أَیَّ الجَسَدِ أَصابَتْ، و الحُطَیْئَةُ منه مأْخوذ. و حَطَأَه بیده حَطْأً: ضَرَبه بها مَنشُورةً أَیَّ موضعٍ أَصابَتْ. و حَطَأَه: ضرَب ظهرَه بیده مبسوطة؛فی حدیث ابن عباس رضی اللّه عنهما: أَخَذَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم بقَفَایَ فحَطَأَنی حَطْأَةً، و قال اذْهَبْ فادْعُ لی فلاناً؛ و قد روی غیر مهموز،رواه ابن الأَعرابی: فحَطانی حَطْوةً؛ و قال خالد بن جَنْبةَ: لا تكون الحَطْأَة إِلَّا ضربة بالكَفِّ بین الكَتِفین أَو علی جُراشِ «1» الجنب أَو الصدر أَو علی الكَتِدِ، فإن كانت بالرأْس فهی صَقْعةٌ، و إن كانت بالوجه فهی لَطْمةٌ؛ و قال أَبو زید: حَطَأْتُ رأْسَه حَطْأَة شدیدة: و هی شِدَّة القَفْدِ بالرَّاحةِ، و أَنشد: و إنْ حَطَأْتُ كَتِفَیْه ذَرْمَلا ابن الأثیر: یقال حَطَأَه یَحْطَؤُهُ حَطْأً إذا دَفَعَه بِكَفِّه. و منه‌حدیث المُغیرة، قال لمعاویةَ حینَ ولَّی عمْراً: ما لبَّثَكَ السَّهْمِیُّ أَنْ حَطَأَ بك إِذا تشاورْتُما، أَی دَفَعَك عن رأْیك. و حَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدها أَی دَفَعَتْه و رَمَت به عند الغَلَیان، و به سمی الحُطَیْئَة. و حَطَأَ بِسَلْحِهِ: رَمَی به. و حَطَأَ المرأَةَ حَطْأً: نكَحها. و حَطَأَ حَطْأً: ضَرطَ. و حَطَأَ بها: حَبَقَ. و الحَطِی‌ءُ من الناس، مهموز، علی مثال فَعِیل: الرُّذالُ من الرِّجال. و قال شمر: الحَطِی‌ءُ حرف غریب، یقال: حَطِی‌ءٌ نَطِی‌ءٌ، إِتباع له. و الحُطَیْئَةُ: الرجل القصیر، و سمی الحُطَیْئَة لدَمامته. و الحُطَیْئَة: شاعر معروف. التهذیب: حَطَأَ یَحْطِئُ إِذا جَعَس جَعْساً رَهْواً، و أَنشد: أَحْطِئْ، فإِنَّكَ أَنْتَ أَقْذَرُ مَنْ مَشَی، و بذاك سُمِّیَتَ الحُطَیْئَةَ، فاذْرُقِ أَی اسْلَحْ. و قیل: الحَطْءُ: الدَّفْع. و فی النوادر یقال: حِطْءٌ من تمر و حِتْ‌ءٌ من تَمْر أَی رَفَضٌ قدْرُ ما یَحمِله الإِنسان فوق ظهره. و قال الأَزهری فی أَثناءِ ترجمة طحا و حَطَی «2»: ألقَی الإنسان علی وَجْهِه.

حبطأ؛ ج1، ص: 57

: هذه ترجمة ذكرها الجوهری فی هذا المكان و قال فیها: رجل حَبَنْطَأ، بهمزة غیر ممدودة، و حَبَنْطَاةٌ و حَبنْطیً أَیضاً، بلا همزٍ: قصیر سمین ضخم البطن، و كذلك المُحْبَنْطِئُ، یهمز و لا یهمز، و یقال: هو المُمْتَلِئُ غَیْظاً. و احْبَنْطأَ الرَّجُلُ: انْتَفَخَ جَوْفُه؛ قال أَبو محمد بن بری: صواب هذا أَن یذكر فی ترجمة حبط لأَنّ الهمزة
(1). قوله [جراش] كذا فی نسخة التهذیب مضبوطاً. (2). قوله [و حطی] كذا فی النسخ و نسخة التهذیب بالیاء و الذی یظهر أنه لیس من المهموز فلا وجه لإِیراده هنا و أورده مجد الدین بهذا المعنی فی طحا من المعتل بتقدیم الطاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 58
زائدة لیست أَصلیة؛ و لهذا قیل: حَبِطَ بَطْنُه إذا انتفَخَ. و كذلك المُحْبَنْطِئُ هو المُنْتَفِخُ جَوْفُه؛ قال المازنی: سمعت أَبا زید یقول: احْبَنْطأْتُ، بالهمز، أَی امْتَلأَ بَطْنِی، و احْبَنْطَیْتُ، بغیر همز أَی فَسَدَ بَطْنِی؛ قال المبرد: و الذی نعرفه، و علیه جملة الرُّواة: حَبِطَ بَطْنُ الرَّجل إذا انْتَفَخَ و حَبِجَ، و احْبَنْطَأَ إذا انتَفَخَ بَطْنُه لطعام أَو غیره؛ و یقال احْبَنْطَأَ الرَّجلُ إذا امتنع، و كان أَبو عبیدة یجیز فیه ترك الهمز، و أَنشد: إِنِّی، إِذا اسْتُنْشِدْتُ، لا أَحْبَنْطِی، و لا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّی اللیث: الحَبَنْطَأُ، بالهمز: العَظِیمُ البَطْنِ المُنْتَفِخ؛ و قد احْبَنْطَأْتُ و احْبَنْطَیْتُ، لغتان؛ و‌فی الحدیث: یَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً علی باب الجنَّةِ؛ قال: قال أَبو عبیدة: هو المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشی‌ء؛ و قال: المُحْبَنْطِئُ: العَظِیمُ البَطْنِ المُنْتَفِخُ؛ قال الكسائی: یهمز و لا یهمز؛ و قیل فی الطِّفْل: مُحْبَنْطِئٌ أَی مُمْتَنِعٌ «1»

حظأ؛ ج1، ص: 58

: رجل حِنْظَأْوٌ: قصِیر، عن كُراع.

حفأ؛ ج1، ص: 58

: الحَفَأُ: البَرْدِیُّ. و قیل: هو البَرْدِیُّ الأَخْضَرُ ما دام فی مَنْبِته، و قیل ما كان فی منبته كثیراً دائماً، و قیل: هو أَصله الأَبیض الرَّطْب الذی یؤكل. قال: أَوْ ناشِئ البَرْدِیِّ تَحْتَ الحَفا «2» و قال: كذَوائِبِ الحَفإِ الرّطِیبِ، غَطا بهِ غَیْلٌ، و مَدَّ، بجانِبَیْه، الطُّحْلُبُ غَطا بهِ: ارْتَفَعَ، و الغَیْلُ: الماء الجاری علی وجهِ الأَرضِ؛ و قوله و مَدَّ بجانِبَیْه الطُحْلُبُ، قیل: إن الطحلب هُنا ارْتَفَع بفعله؛ و قیل معناه مَدَّ الغَیْلُ ثم استأْنف جملة أُخری یُخبر أَنَّ الطحلب بجانبیه كما تقول قامَ زید أُبُوه یَضْربه؛ و مَدَّ: امْتَدَّ؛ الواحدة منه حَفَأَةٌ و احْتَفَأَ الحَفَأَ: اقْتَلَعَه من مَنْبِته. و حَفَأَ به الأَرضَ: ضرَبها به، و الجیم لغة.

حكأ؛ ج1، ص: 58

: حَكَأَ العُقْدةَ حَكْأً و أَحْكَأَها إِحكاءً و أَحْكَأَها: شَدَّها و أَحْكَمَها؛ قال عَدِیُّ بن زَیْدٍ العِبادِیُّ یَصِفُ جارِیةً: أَجْلَ أنَّ اللّه قد فَضَّلَكُمْ، فَوقَ منْ أَحْكَأَ صُلْباً، بإزار أراد فَوْقَ مَن أَحْكأَ إزاراً بصُلْبٍ، معناه فَضَّلَكم علی مَنِ ائْتزر، فَشَدَّ صُلْبَه بإِزار أَی فوق الناس أَجمعین، لأَنَّ الناسَ كلَّهم یُحْكِئُونَ أُزُرَهم بأَصلابهم؛ و یروی: فوق ما أَحْكِی بصُلْبٍ و إِزار أَی بحَسَبٍ و عِفَّةٍ، أَراد بالصُّلب هاهنا الحَسَبَ و بالإِزار العِفَّةَ عن المَحارِم أَی فَضَّلكم اللّهُ بحسَب و عَفاف فوق ما أَحْكِی أَی ما أَقُول. و قال شمر: هو من أَحْكَأْتُ العُقْدةَ أَی أَحكمتها. و احتَكَأَت هی: اشتْدَّتْ. و احْتَكَأَ العَقْدُ فی عُنُقِه: نَشِبَ. و احْتَكَأَ الشی‌ءُ فی صَدْرِه: ثَبتَ؛ ابن السكیت یقال: احْتَكَأَ ذلك الأَمْرُ فی نَفْسی أَی ثبت، فلم أَشك فیه؛ و منه: احتكأَتِ العُقدةُ. یقال: سمعت أَحادیثَ فما احْتَكَأَ فی صدری منها شی‌ءٌ، أَی ما تَخالَجَ. و فی النوادر یقال: لو احْتَكَأَ لی أَمْری لفَعَلْت كذا، أَی لو بانَ لی أَمرِی فی أَوّله.
(1). قوله [أی ممتنع] زاد فی النهایة امتناع طلبة لا امتناع إباء. (2). قوله [تحت الحفا] قال فی التهذیب ترك فیه الهمز.
لسان العرب، ج‌1، ص: 59
و الحُكَأَةُ: دُوَیْبَّة؛ و قیل: هی العَظایةُ الضَّخْمَةُ، یهمز و لا یهمز، و الجمیع الحُكَأُ، مقصور. ابن الأثیر: و‌فی حدیث عطاء أَنه سئل عن الحُكَأَةِ فقال: ما أُحِبُّ قَتْلَها؛ الحُكَأَةُ: العَظاءَة، بلغة أَهل مكة، و جمعها حُكَاءٌ، و قد یقال بغیر همز و یجمع علی حُكاً، مقصور. قال أَبو حاتم: قالت أُمّ الهَیْثَمِ: الحُكاءةُ، ممدودة مهموزة؛ قال ابن الأَثیر: و هو كما قالت؛ قال: و الحُكاء، ممدود: ذكر الخنافس، و إِنما لم یُحِبَّ قتلها لأَنها لا تؤذی، قال: هكذا قال أَبو موسی؛ و روی عن الأَزهری أَنه قال: أَهل مكة یُسمُّون العَظاءَةَ الحُكأَةَ، و الجمع الحُكَأُ، مقصورة.

حلأ؛ ج1، ص: 59

: حَلأْتُ له حَلُوءاً، علی فَعُولٍ: إِذا حَكَكْتَ له حجَراً علی حجَر ثم جَعَلْتَ الحُكاكةَ علی كفِّك و صَدَّأْتَ بها المِرآةَ ثم كَحَلْتَه بها. و الحُلاءَة، بمنزلة فُعالةٍ، بالضم. و الحَلُوءُ: الذی یُحَكُّ بین حجرین لیُكتَحَل به؛ و قیل الحَلُوءُ: حجر بعینه یُسْتَشْفَی من الرَّمد بحُكاكتِه؛ و قال ابن السكِّیت: الحَلُوءُ: حجر یُدْلَكُ علیه دواءٌ ثم تُكْحَلُ به العین. حَلَأَه یَحْلَؤُه حَلأً و أَحْلأَه: كَحَله بالحَلُوء. و الحالئةُ: ضَرْب من الحَیَّات تَحْلأُ لِمَنْ تَلْسَعُه السَّمَّ كما یَحْلأُ الكَحَّالُ الأَرْمَدَ حُكاكةً فیَكْحُله بها. و قال الفرَّاء: احْلِئ لی حَلُوءاً؛ و قال أَبو زید: أَحْلَأْتُ للرَّجل إحْلاءً إِذا حكَكْتَ له حُكاكةَ حَجَرَین فَداوَی بِحُكاكَتِهما عینیه إذا رَمِدَتا. أَبو زید، یقال: حَلَأْتُه بالسوط حَلْأً إذا جلدته به. و حَلَأَه بالسَّوْط و السَّیف حَلْأً: ضرَبَه به؛ و عَمَّ به بعضُهم فقال: حَلَأَه حَلْأً: ضَرَبه. و حَلَّأَ الإِبلَ و الماشِیةَ عن الماء تَحْلِیئاً و تَحْلِئةً: طَرَدها أَو حبَسَها عن الوُرُود و مَنَعَها أَن تَرِده، قال الشاعر إِسحاقُ بنُ إبراهیم المَوْصِلی: یا سَرْحةَ الماء، قد سُدَّتْ مَوارِدُه، أَما إلیْكِ سَبیلٌ غَیْرُ مَسْدُودِ لِحائمٍ حامَ، حتَّی لا حَوامَ به، مُحَلَّا عن سَبیلِ الماء، مَطْرودِ هكذا رواه ابن بری، و قال: كذا ذكره أَبو القاسم الزجاجی فی أَمالیه، و كذلك حَلَّأَ القَوْمَ عن الماء؛ و قال ابن الأَعرابی: قالت قُرَیْبةُ: كان رجل عاشق لمرأَة فتزوجها فجاءها النساءُ فقال بعضهن لبعض: قَدْ طالما حَلَّأْتُماها لا تَرِدْ، فخَلِّیاها و السِّجالَ تَبْتَرِدْ و قال إمرؤ القیس: و أَعْجَبَنی مَشْیُ الحُزُقّةِ، خالدٍ، كَمَشْیِ أَتانٍ حُلِّئَتْ عَن مَناهِلِ و‌فی الحدیث: یَرِدُ علیَّ یوم القِیامةِ رَهْطٌ فیُحَلَّؤُونَ عن الحَوْضِ‌أَی یُصَدُّون عنه و یُمنعُون من وُروده؛ و منه‌حدیث عمر رضی اللّه عنه: سأَل وَفداً فقال: ما لإِبلكُم خِماصاً؟ فقالوا: حَلَّأَنا بنو ثعلبة. فأَجْلاهم‌أَی نفاهم عن موضعهم؛ و منه‌حدیث سلمة بن الأَكوع: فأَتیت رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم، و هو علی الماء الذی حَلَّیْتُهُمْ عنه بذی قَرَدٍ، هكذا جاء فی الروایة غیر مهموز، فقُلبت الهمزة یاءً و لیس بالقیاس لأَن الیاءَ لا تبدل من الهمزة إلَّا أَن یكون ما قبلها مكسوراً نحو بیرٍ و إیلافٍ، و قد شذ قَرَیْتُ فی قَرأْت، و لیس بالكثیر، و الأَصل الهمز. و حَلَأْتُ الأَدیمَ إذا قَشَرْتَ عنه التِّحْلِئَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 60
و التِّحْلِئُ: القِشْر علی وجه الأَدیم مما یلی الشَّعَر. و حَلَأَ الجِلْدَ یَحْلَؤُه حَلْأ و حَلِیئة «1»: قشره و بشره. و الحُلاءَة: قشرة الجلد التی یَقْشُرُها الدَّبَّاغ مما یلی اللحم. و التِّحْلِئُ، بالكسر: ما أَفسده السكین من الجلد إذا قُشِرَ. تقول منه: حَلِئَ الأَدیمُ حَلأ، بالتحریك، إذا صار فیه التِّحْلِئُ، و فی المثل: لا یَنفَعُ الدَّبغُ علی التِّحْلِئ. و التِّحْلِئُ و التِّحْلِئَةُ: شعر وَجْه الأَدِیم و وَسَخُه و سَواده. و المِحْلَأَة: ما حُلِئَ به. و فی المثل فی حَذَر الإِنسان علی نفسه و مُدافَعَتِه عنها: حَلَأَتْ حالِئةٌ عن كُوعها أَی إِنَّ حَلأَها عن كُوعها إنما هو حذَرَ الشَّفْرة علیه لا عَنِ الجلد، لأَنَّ المرأَة الصَّناعَ ربما اسْتَعْجَلَتْ فَقَشَرَتْ كُوعَها؛ و قال ابن الأَعرابی: حَلَأَتْ حالِئةٌ عن كوعِها معناه أَنها إذا حَلَأَت ما علی الإِهاب أَخذَت مِحْلَأَةً من حدید، فُوها و قَفاها سَواء، فتَحْلَأُ ما علی الإِهاب من تِحْلئة، و هو ما علیه من سَواده و وسخه و شعره، فإن لم تُبالِغ المِحْلأَةُ و لم تقْلَع ذلك عن الإِهاب، أَخذت الحالِئةُ نَشْفةً، و هو حجر خَشِن مُثَقَّب، ثم لَفَّت جانباً من الإِهابِ علی یدها، ثم اعتَمَدَتْ بتلك النَّشْفة علیه لتَقْلَعَ عنه ما لم تُخرج عنه المِحلأَةُ، فیقال ذلك للذی یَدفَع عن نفسه و یَحُضُّ علی إصلاح شأْنه، و یُضْربُ هذا المثل له، أَی عن كُوعِها عَمِلَتْ ما عَمِلَتْ و بِحِیلتِها و عَمَلِها نالتْ ما نالتْ، أَی فهی أَحقُّ بشَیْئِها و عَمَلِها، كما تقول: عن حِیلتی نِلتُ ما نِلتُ، و عن عملی كان ذلك. قال الكمیت: كَحالِئة عن كُوعِها، و هی تَبْتَغی صَلاحَ أَدِیمٍ ضَیَّعَتْه، و تَعمَلُ و قال الأَصمعی: أَصله أَن المرأَة تَحْلأُ الأَدیم، و هو نَزْعُ تِحْلِئِه، فإِن هی رَفَقَتْ سَلِمَتْ، و إن هی خَرُقَتْ أَخْطأَت، فقطَعَت بالشَّفْرَة كُوعها؛ و روی عن الفرَّاء یقال: حَلَأَتْ حالِئةٌ عن كوعها أَی لِتَغسِلْ غاسِلةٌ عن كوعها أَی لیَعمَلْ كلُّ عامل لنفسه؛ قال: و یقال اغْسِلْ عن وجهك و یدك، و لا یقال اغْسِلْ عن ثوبك. و حَلَأَ به الأَرضَ: ضَرَبها به، قال الأَزهری: و یجوز جَلَأْتُ به الأَرضَ بالجیم؛ ابن الأَعرابی: حَلَأْتُه عشرین سَوطاً و متَحْتُه و مَشَقْتُه و مَشَنْتُه بمعنی واحد؛ و حَلَأَ المرأَة: نَكَحَها. و الحَلَأُ: العُقْبُولُ. و حَلِئَتْ شَفَتِی تَحْلَأُ حَلَأً إذا بَثُرَتْ «2» أَی خرج فیها غِبَّ الحُمَّی بُثُورُها؛ قال: و بعضهم لا یهمز فیقول: حَلِیَتْ شَفَتُه حَلیً، مقصور. ابن السكیت فی باب المقصور المهموز، الحَلَأُ: هو الحَرُّ الذی یَخرج علی شَفةِ الرَّجلِ غِبَّ الحُمَّی. و حَلَأْته مائة درهم إذا أَعْطیْته. التهذیب: حكی أَبو جعفر الرُّؤَاسی: ما حَلِئتُ منه بطائل، فهمز؛ و یقال: حَلَّأْتُ السَّوِیقَ؛ قال الفرَّاء: همزوا ما لیس بمهموز لأَنه من الحلْواء. و الحَلاءةُ: أَرضٌ، حكاه ابن درید، قال: و لیس بِثَبَتٍ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه ثَبَتٌ؛ و قیل: هو اسم ماء؛ و قیل: هو اسم موضع. قال صخر الغی:
(1). قوله [حلأ و حلیئة] المصدر الثانی لم نره إلا فی نسخة المحكم و رسمه یحتمل أن یكون حلئة كفرحة و حلیئة كخطیئة. و رسم شارح القاموس له حلاءة مما لا یعوّل علیه و لا یلتفت إلیه. (2). قوله [بثرت] الثاء بالحركات الثلاث كما فی المختار.
لسان العرب، ج‌1، ص: 61
كأَنِّی أَراه، بالحَلاءَةِ، شاتِیاً، تُقَفِّعُ، أَعْلَی أَنْفِه، أُمُّ مِرزَمِ «1» أُمُّ مِرْزم هی الشَّمالُ، فأَجابه أَبو المُثَلَّم: أَ عَیَّرْتَنی قُرَّ الحِلاءة شاتِیاً، و أَنْت بأَرْضٍ، قُرُّها غَیْر مُنْجِمِ أَی غیر مُقْلِعٍ. قال ابن سیدة: و إنما قضینا بأَن همزتها وضعیة مُعاملة للفظ إذا لم تَجْتَذِبْه مادَّة یاء و لا واو.

حمأ؛ ج1، ص: 61

: الحَمْأَةُ و الحَمَأُ: الطین الأَسود المُنتن؛ و فی التنزیل: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*، و قیل حَمَأٌ: اسم لجمع حَمْأَةٍ كَحَلَق اسم جمع حَلْقَة؛ و قال أَبو عبیدة: واحدة الحَمَإ حَمَأَة كقَصَبَةٍ، واحدة القَصَب. و حَمِئَت البئرُ حَمَأً، بالتحریك، فهی حَمِئَةٌ إذا صارت فیها الحَمْأَةُ و كثرت. و حَمِئَ الماءُ حَمْأً و حَمَأً خالطته الحَمْأَة فكَدِرَ و تَغَیرت رائحته. و عین حَمِئَةٌ: فیها حَمْأَة؛ و فی التنزیل: وَجَدَهٰا تَغْرُبُ فِی عَیْنٍ حَمِئَةٍ، و قرأَ ابن مسعود و ابن الزبیر: حامیةٍ، و من قرأ حامیة، بغیر همز، أَراد حارّةً، و قد تكون حارّة ذاتَ حَمْأَة، و بئر حَمِئةٌ أَیضا، كذلك. و أَحْمَأَها إحْمَاءً: جعل فیها الحَمْأَة. و حَمَأَها یَحْمَؤُها حَمْأً، بالتسكین: أَخرج حَمْأَتها و ترابها؛ الأَزهری: أَحْمَأْتُها أَنا إحْماءً: إذا نَقَّیْتَها من حَمْأَتها، و حَمَأْتُها إذا أَلقیتَ فیها الحَمْأَةَ. قال الأَزهری: ذكر هذا الأَصمعی فی كتاب الأَجناس، كما رواه اللیث، و ما أراه محفوظاً. الفرَّاء: حَمِئْتُ علیه، مهموزاً و غیر مهموز، أَی غَضِبْت علیه؛ و قال اللحیانی: حَمِیت فی الغَضَب أَحْمی حَمْیاً، و بعضهم: حَمِئْت فی الغضب، بالهمز. و الحَم‌ءُ و الحَمَأُ: أَبو زوج المرأَة، و قیل: الواحد من أَقارب الزوج و الزوجة، و هی أَقَلُّهما، و الجمع أَحْمَاء؛ و فی الصحاح: الحَمْ‌ء: كل من كان من قِبَل الزوج مثل الأَخ و الأَب، و فیه أَربع لغات: حَمْ‌ء بالهمز، و أَنشد: قُلْتُ لِبَوَّابٍ، لَدَیْهِ دارُها: تِئذَنْ، فَإِنِّی حَمْؤُها و جَارُها و حَماً مثل قَفاً، و حَمُو مثل أَبُو، و حَمٌ مثل أَبٍ. و حَمِئَ: غضب، عن اللحیانی، و المعروف عند أَبی عبید: جَمِئَ بالجیم.

حنأ؛ ج1، ص: 61

: حَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ: اخْضَرَّت و التفَّ نَبْتُها. و أَخْضَر ناضِرٌ و باقِلٌ و حانِئٌ: شدید الخُضْرة. و الحِنّاءُ، بالمد و التشدید: معروف، و الحِنّاءَةُ: أَخصُّ منه، و الجمع حِنّانٌ، عن أَبی حنیفة، و أَنشد: و لقد أَرُوحَ بِلِمّةٍ فَیْنانةٍ، سَوْداء، لم تُخْضَبْ من الحِنّانِ و حَنَّأَ لِحْیتَه و حَنَّأَ رأْسَه تَحْنِیئاً و تَحْنِئةً: خَضَبه بالحِنّاء. و ابن حِنَّاءَةَ: رجل. و الحِنّاءَتان: رَمْلتان فی دیار تمیم؛ الأَزهری: و رأَیت فی دیارهم رَكِیَّة تُدعَی الحِنّاءَةَ، و قد وردتها، و ماؤُها فی صفرة.

حنطأ؛ ج1، ص: 61

: عَنز حُنَطِئَةٌ: عریضة ضخْمة، مثال عُلَبِطَةٍ، بفتح النون. و الحِنْطَأْوُ و الحِنْطَأْوةُ: العظیم البطن. و الحِنْطَأْوُ:
(1). قوله [كأنی أراه إلخ] فی معجم یاقوت الحلاءة بالكسر و یروی بالفتح ثم قال و هو موضع شدید البرد و فسر أم مرزم بالریح البارد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 62
القصیر، و قیل: العظیم. و الحِنطِئُ: القصیر، و به فسَّر السكری قول الأَعلم الهذلی: و الحِنْطِئُ، الحِنْطِیُّ، یُمنَحُ بالعَظیمةِ و الرَّغائِبْ والحِنطِیّ: الذی غِذاؤُه الحِنْطة، و قال: یُمنَح أَی یُطْعَمُ و یكرم و یُرَبَّبُ، و یروی یُمْثَجُ أَی یُخْلَط.

فصل الخاء المعجمة؛ ج1، ص: 62

خبأ؛ ج1، ص: 62

: خَبَأَ الشی‌ءَ یَخْبَؤُه خَبْأً: سَتَرَه، و منه الخابِیةُ و هی الحُبُّ، أَصلها الهمزة، من خَبَأْتُ، إلَّا أَن العرب تركت همزه؛ قال أَبو منصور: تركت العرب الهمز فی أَخْبَیْتُ و خَبَّیْتُ و فی الخابیةِ لأَنها كثرت فی كلامهم، فاستثقلوا الهمز فیها. و اخْتَبأَتْ: اسْتَتَرتْ. و جاریة مُخْبَأَةٌ أَی مُسْتَتِرة؛ و قال اللیث: امرأَة مُخَبَّأَةُ، و هی المُعْصِرُ قبل أن تَتَزَوَّج، و قیل: المُخَبَّأَةُ من الجَواری هی المُخَدَّرة التی لا بُروزَ لها؛فی حدیث أَبی أُمامةَ: لم أَرَ كالیَوْمِ و لا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ.المُخَبَّأَة: الجاریةُ التی فی خِدْرها لَم تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِیانتها أَبلغ ممن قد تَزَوَّجَتْ. و امرأة خُبَأَةٌ مثل هُمَزة: تلزم بیتَها و تسْتَتِرُ. و الخُبَأَةُ: المرأَةُ تَطَّلِعُ ثم تَخْتَبِئُ؛ و‌قول الزِّبْرقان بن بدرٍ: إنّ أَبْغَضَ كَنائِنِی إلیَّ الطُّلَعَةُ الخُبَأَةُ: یعنی التی تَطَّلِعُ ثم تَخْبأُ رأسها؛ و یروی: الطُّلَعةُ القُبَعةُ؛ و هی التی تَقْبَعُ رأْسها أَی تُدْخِلُه، و قیل: تَخْبَؤُه؛ و العرب تقول: خُبَأَةٌ خیرٌ من یَفَعة سَوْءٍ، أَی بنت تلزم البیت، تَخْبَؤُ نَفسها فیه، خیر من غلام سَوْءٍ لا خیر فیه. و الخَبْ‌ءُ: ما خُبِئَ، سُمِّیَ بالمصدر، و كذلك الخَبِی‌ءُ، علی فَعِیل؛ و فی التنزیل: الَّذِی یُخْرِجُ الْخَبْ‌ءَ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛ الخَبْ‌ءُ الذی فی السماوات هو المطَر، و الخَبْ‌ءُ الذی فی الأَرض هو النَّبات، قال: و الصحیح، و اللّه أَعلم: أَنَّ الخَبْ‌ءَ كلُّ ما غاب، فیكون المعنی یعلم الغیبَ فی السماوات و الأَرض، كما قال تعالی: وَ یَعْلَمُ مٰا تُخْفُونَ وَ مٰا تُعْلِنُونَ. و‌فی حدیث ابن صَیَّادٍ: خَبَأْتُ لك خَبْأً؛ الخَبْ‌ءُ: كُلُّ شی‌ء غائِبٍ مستور، یقال: خَبَأْتُ الشی‌ءَ خَبْأً إذا أَخفَیْتَه، و الخَبْ‌ءُ و الخَبِی‌ءُ و الخَبِیئَةُ: الشی‌ءُ المَخْبُوءُ. و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ عُمَرَ: و لَفَظَت خَبِیئَها‌أَی ما كان مَخْبُوءاً فیها من النبات، تعنی الأَرض، و فَعِیلٌ بمعنی مفعول. و الخَبْ‌ءُ: ما خَبَأْتَ من ذَخیرة لیومٍ ما. قال الفرَّاء: الخَبْ‌ءُ، مهموز، هو الغَیْب غَیْبُ السماوات و الأَرض، و الخُبْأَةُ و الخَبِیئةُ، جمیعاً: ما خُبِئَ. و‌فی الحدیث: اطْلُبوا الرِّزقَ فی خَبایا الأَرض، قیل معناه: الحَرْثُ و إثارةُ الأَرضِ للزراعة، و أَصله من الخَبْ‌ء الذی قال اللّه عزّ و جلَّ: یُخْرِجُ الْخَبْ‌ءَ. و واحدة الخَبایا: خَبِیئةٌ، مثل خطِیئة و خَطایا و أَراد بالخَبایا: الزَّرعَ لأَنه إذا ألقَی البذر فی الأَرض، فقد خَبَأَه فیها. قال عروة بن الزبیر: ازْرَعْ، فإن العرب كانت تتمثل بهذا البیت: تَتَبَّعْ خبایا الأَرض، و ادْع مَلِیكَها، لَعَلَّكَ یَوْماً أَن تُجابَ و تُرْزَقا و یجوز أَن یكون ما خَبَأَه اللّه فی مَعادن الأَرض. و فی حدیث‌عثمان رضی اللّه عنه، قال: اخْتَبَأْتُ عند اللّه خِصالًا: إنِّی لَرابِعُ الإِسلام و كذا و كذا، أَی ادَّخَرْتها و جَعَلْتُها عنده لی. و الخِباءُ، مَدَّته همزة: و هو سِمَةٌ توضع فی موضع
لسان العرب، ج‌1، ص: 63
خفی من الناقة النَّجِیبة، و إنما هی لُذَیْعةٌ بالنار، و الجمع أَخْبِئَةٌ، مهموز. و قد خَبِئَت النارُ و أَخْبَأَها المُخْبِئُ إذا أَخْمدَها. و الخِباء: من الأَبنیة، و الجمع كالجمع؛ قال ابن درید: أَصله من خَبَأْت. و قد تَخَبَّأْت خِباءً، و لم یقل أَحد إنَّ خِباء أَصله الهمز إلا هو، بل قد صُرِّح بخلاف ذلك. و الخَبِی‌ءُ: ما عُمِّیَ من شی‌ء ثم حُوجِیَ به. و قد اخْتَبَأَه. و خَبِیئَةُ: اسم امرأَة؛ قال ابن الأَعرابی: هی خَبِیئةُ بنت رِیاح بن یَرْبوع بن ثعْلَبَةَ.

ختأ؛ ج1، ص: 63

: خَتَأَ الرجُلَ یَخْتَؤُه خَتْأً: كَفَّه عن الأَمر. و اخْتَتأَ منه: فَرِقَ. و اختَتأَ له اختِتاءً: خَتَلَه؛ قال أَعرابی: رأَیت نَمِراً فاخْتَتَأَ لی؛ و قال الأَصمعی: اخْتَتَأَ: ذَلَّ؛ و قال مرة: اخْتَتَأَ: اخْتَبأَ، و أَنشد: كُنَّا، و مَن عَزَّ بزَّ، نَخْتَبس الناسَ، و لا نَخْتَتِی لِمُخْتَبِسِ أَی لمُغتَنِم، من الخُباسةِ و هو الغَنِیمةُ. أَبو زید: اخْتَتَأْت اختِتاءً إذا ما خِفْتَ أَن یَلْحَقَكَ من المَسَبَّة شی‌ء، أَو من السلطان. و اخْتَتَأَ: انْقمعَ و ذَلَّ؛ و إذا تغیَّر لوْنُ الرجل من مَخافةِ شی‌ء نحو السلطانِ و غیره فقد اخْتَتَأَ؛ و اخْتَتَأَ الشی‌ءَ: اخْتَطَفَه، عن ابن الأَعرابی. و مَفازة مُختَتِئَةُ: لا یُسمع فیها صَوْت و لا یُهتدی فیها. و اخْتَتَأَ من فلان: اختَبأَ منه، و اسْتَتَر خَوفاً أَو حَیاءً؛ و أَنشد الأَخفش لعامر بن الطفیل: و لا یُرْهِبُ، ابنَ العَمِّ، مِنِّی صَوْلةٌ، و لا أَخْتَتِی مِنْ صَوْلةِ المُتَهَدِّدِ و إنِّی، إنْ أَوْعَدْتُه، أَوْ وَعَدْتُه، لَیَأْمَنُ مِیعادِی، و مُنْجِزُ مَوْعِدِی و یروی: لمُخْلِفُ مِیعادی و منجز موعدی قال: إنما ترك همزه ضرورة. و یقال: أَراكَ اختَتَأْت من فلان فَرَقاً؛ و قال العجاج: مُخْتَتِئاً لشَیِّئانَ مِرْجَمِ قال ابن بری: أَصل اختَتَأَ من خَتَا لونه یَخْتُو خُتُوّاً إذا تغیر من فَزَع أَو مرض، فعلی هذا كان حقه أَن یُذكر فی خَتا من المعتل.

خجأ؛ ج1، ص: 63

: الخَجَأُ: النكاح، مصدر خَجَأْتها، ذكرها فی التهذیب، بفتح الجیم، من حروف كلها كذلك مثل الكَلَإِ و الرَّشَإِ و الحَزَإِ «1» للنبت، و ما أَشبهها. و خَجَأَ المرأة یَخْجَؤُها خَجَأً: نَكَحها. و رجل خُجَأَةٌ أَی نُكَحَةٌ كثیر النكاح. و فحل خُجَأَة: كثیر الضِّراب؛ قال اللحیانی: و هو الذی لا یَزَالُ قاعِیاً علی كل ناقةٍ؛ و امرأة خُجَأَة: مُتَشَهِّیَةٌ لذلك. قالت ابنة الخُسِّ: خیرُ الفُحُولِ البازِلُ الخُجَأَةُ. قال محمد بن حبیب: و سَوْداءَ، مِنْ نَبْهانَ، تَثْنِی نِطاقَها، بأَخْجَی قَعُورٍ، أَو جَواعِرِ ذِیبِ «2» و قوله: أَو جواعر ذیب أَراد أَنها رَسْحاء، و العرب تقول: ما عَلِمتُ مثل شارفٍ خُجَأَةٍ أَی ما صادَفْتُ أَشدَّ
(1). قوله [و الحزإ] هو هكذا فی التهذیب أیضاً و نقر عنه. (2). قوله [و سوداء إلخ] لیس من المهموز بل من المعتل و عبارة التهذیب فی خ ج ی قال محمد بن حبیب: الأخجی هنُ المرأة إذا كان كثیر الماء فاسداً قعوراً بعید المسبار و هو أخبث له. و أنشد و سوداء إلخ. و أورده فی المعتل من التكملة تبعاً له.
لسان العرب، ج‌1، ص: 64
منها غُلْمةً. و التَّخاجُؤُ: أَن یُؤَرِّم اسْتَه و یُخْرِجَ مُؤَخَّرهُ إلی ما وَراءه؛ و قال حسان بن ثابت: دَعُوا التَّخاجُؤَ، و امْشُوا مِشْیةً سُجُحاً، إنّ الرِّجالَ ذَوُو عَصْبٍ و تَذْكِیرِ و العَصْبُ: شِدَّة الخَلْق، و منه رجل مَعْصُوب أَی شدید؛ و المِشْیةُ السُّجُحُ: السَّهْلة؛ و قیل: التَّخاجُؤُ فی المَشْی: التَّباطُؤُ. قال ابن بری: هذا البیت فی الصحاح: دَعُوا التَّخاجِی‌ءَ، و الصحیح: التَّخاجُؤُ، لأَن التَّفاعُلَ فی مصدر تَفاعَلَ حَقُّهُ أَن یكون مضموم العین نحو التَّقاتُلِ و التَّضارُبِ، و لا تكون العین مكسورة إلَّا فی المعتل اللام نحو التَّغازِی و التَّرامِی؛ و الصواب فی البیت: دَعُوا التَّخاجُؤَ، و البیت فی التهذیب أَیضاً، كما هو فی الصحاح، دَعُوا التَّخاجِئَ؛ و قیل: التَّخاجُؤُ مشْیَةٌ فیها تَبَخْتُر. و الخُجَأَة: الأَحمق، و هو أَیضاً المُضْطَرِبُ. و هو أَیضاً الكَثِیر اللحْمِ الثَّقِیلُ. أَبو زید: إذا أَلَحَّ علیك السائلُ حتی یُبْرِمَكَ و یُمِلَّك قلت: أَخْجَأَنِی إخْجاءً و أَبْلَطَنی. شمر: خَجَأْتُ خُجُوءاً: إذا انْقَمَعت؛ و خَجِئْتُ: إذا اسْتَحْیَیْتَ. و الخَجَأُ: الفُحْشُ، مصدر خَجِئْتُ.

خذأ؛ ج1، ص: 64

: خَذِئَ له و خَذَأَ له یَخْذَأُ خَذَأً و خَذْءاً و خُذُوءاً: خَضَعَ و انْقادَ له، و كذلك اسْتَخْذَأْتُ له، و تركُ الهمز فیه لغة. و أَخْذَأَه فلان أَی ذلَّله. و قیل لأَعرابی: كیف تقول اسْتَخْذَیْت لِیُتَعَرَّفَ منه الهمزُ؟ فقال: العرب لا تَسْتَخْذِئُ، و هَمَزَه. و الخَذَأُ، مقصور: ضَعْفُ النَّفْسِ.

خرأ؛ ج1، ص: 64

: الخُرْءُ، بالضم: العَذِرةُ. خَرِئَ خِرَاءَةً و خُرُوءَةً و خَرْءاً: سَلَحَ، مثل كَرِهَ كَرَاهةً و كَرْهاً. و الاسم: الخِراءُ، قال الأَعشی: یا رَخَماً قاظَ علی مَطْلُوبِ، یُعْجِلُ كَفَّ الخارئِ المُطِیبِ و شَعَر الأَسْتاهِ فی الجَبُوبِ معنی قاظ: أَقام، یقال: قَاظَ بالمكان: أَقامَ به فی القَیْظ. و المُطِیب: المُسْتَنْجِی. و الجَبُوبُ: وجهُ الأَرض. و‌فی الحدیث: أَنَّ الكُفَّارَ قالوا لسَلْمانَ: إنّ محمداً یُعَلِّمُكم كلَّ شی‌ءٍ حتی الخِراءةَ. قال: أَجَلْ، أَمَرَنا أَن لا نَكْتَفِیَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثةِ أَحْجارٍ.ابن الأَثیر: الخِراءةُ، بالكسر و المدّ: التَّخَلی و القُعود للحاجة؛ قال الخطابی: و أَكثر الرُّواة یفتحون الخاء، قال: و قد یحتمل أن یكون بالفتح مصدراً و بالكسر اسماً. و اسم السَّلْحِ: الخُرْءُ. و الجمع خُرُوءٌ، فُعُول، مثل جُنْدٍ و جُنُودٍ. قال جَوَّاسُ بن نُعَیْمٍ الضَّبِّی یهجو؛ و قد نسبه ابن القَطَّاعِ لجَوَّاس بن القَعْطَلِ و لیس له: كأَنَّ خُروءَ الطَّیْرِ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ، إذا اجْتَمَعَتْ قَیْسٌ، معاً، و تَمِیمُ مَتَی تَسْأَلِ الضَّبِّیَّ عن شَرِّ قَوْمه، یَقُلْ لَكَ: إنَّ العائذِیَّ لَئِیمُ كَأَنَّ خروءَ الطیر فوقَ رُؤُوسِهم أَی من ذُلِّهم. و من جمعه أَیضاً: خُرْآنٌ، و خُرُؤٌ، فُعُلٌ، یقال: رَمَوْا بِخُرُوئهم و سُلُوحِهم، و رَمَی بخُرْآنِه و سُلْحانِه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 65
و خُروءَةٌ: فُعولةٌ، و قد یقال ذلك للجُرَذِ و الكَلْب. قال بعض العرب: طُلِیتُ بشی‌ءٍ كأَنه خُرْءُ الكلب؛ و خُرُوءٌ: یعنی النورة، و قد یكون ذلك للنَّحل و الذُّباب. و المَخْرَأَةُ و المَخْرُؤَةُ: موضع الخِراءة. التهذیب: و المَخْرُؤَةُ: المكان الذی یُتَخَلَّی فیه، و یقال للمَخْرَج: مَخْرُؤَةٌ و مَخْرَأَةٌ.

خسأ؛ ج1، ص: 65

: الخاسِئُ من الكِلاب و الخَنازِیر و الشیاطین: البعِیدُ الذی لا یُتْرَكُ أَن یَدْنُوَ من الإِنسانِ. و الخاسِئُ: المَطْرُود. و خَسَأَ الكلبَ یَخْسَؤُه خَسْأً و خُسُوءاً، فَخَسَأَ و انْخَسَأَ: طَرَدَه. قال: كالكَلْبِ إِنْ قِیلَ له اخْسَإِ انْخَسَأْ أَی إِنْ طَرَدْته انْطَرَدَ. اللیث: خَسَأْتُ الكلبَ أَی زَجَرْتُه فقلتُ له اخْسَأْ، و یقال: خَسَأْتُه فَخَسَأَ أَی أَبْعَدْتُه فَبَعُد. و فی الحدیث: فَخَسَأْتُ الكلبَ‌أَی طَرَدْتُه و أَبْعَدْتُه. و الخاسِئُ: المُبْعَدُ، و یكون الخاسِئُ بمعنی الصاغِرِ القَمِئِ. و خَسَأَ الكلبُ بنَفْسِه یَخْسَأُ خُسُوءاً، یَتعدَّی و لا یتعدّی؛ و یقال: اخْسَأْ إلیك و اخْسَأْ عنِّی، و قال الزجاج فی قوله عز و جل: قال اخْسَؤُا فِیهٰا وَ لٰا تُكَلِّمُونِ: معناه تَباعُدُ سَخَطٍ. و قال اللّه تعالی للیهود: كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِینَ* أَی مَدْحُورِین. و قال الزجاج: مُبْعَدِین. و قال ابن أَبی إِسحاق لبُكَیْرِ بن حبیب: ما أَلحَن فی شی‌ء. فقال: لا تَفْعَلْ. فقال: فخُذْ علیَّ كَلِمةً. فقال: هذه واحدة، قل كَلِمهْ؛ و مرَّت به سِنَّوْرةٌ فقال لها: اخْسَیْ. فقال له: أَخْطَأْتَ إنما هو: اخْسَئِی. و قال أَبو مهدیة: اخْسَأْنانِّ عنی. قال الأَصمعی: أَظنه یعنی الشیاطین. و خَسَأَ بصَرُه یَخْسَأُ خَسْأً و خُسُوءاً إذا سَدِرَ و كَلَّ و أَعیا. و فی التنزیل: [یَنْقَلِبْ إِلَیْكَ الْبَصَرُ خٰاسِئاً، وَ هُوَ حَسِیرٌ] و قال الزجاج: خٰاسِئاً، أَی صاغِراً، منصوب علی الحال. و تخاسَأَ القومُ بالحجارة: تَرامَوْا بها. و كانت بینهم مُخاسأَةٌ.

خطأ؛ ج1، ص: 65

: الخَطَأُ و الخَطاءُ: ضدُّ الصواب. و قد أَخْطَأَ، و فی التنزیل: [وَ لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُنٰاحٌ فِیمٰا أَخْطَأْتُمْ بِهِ] عدَّاه بالباء لأَنه فی معنی عَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ و قول رؤْبة: یا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِیتُ، فأَنْتَ لا تَنْسَی، و لا تمُوتُ فإنه اكْتَفَی بذكر الكَمال و الفَضْل، و هو السَّبَب من العَفْو و هو المُسَبَّبُ، و ذلك أَنّ من حقیقة الشرط و جوابه أَن یكون الثانی مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك: إن زُرْتَنِی أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزیارة، و لیس كونُ اللّه سبحانه غیر ناسٍ و لا مُخْطِئٍ أمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَةَ، و لا عن إصابته، إنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول علی معناه، أَی: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِیتُ، فاعْفُ عنی لنَقْصِی و فَضْلِك؛ و قد یُمَدُّ الخَطَأُ و قُرِئَ بهما قوله تعالی: وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً. و أَخْطَأَ و تَخَطَّأَ بمعنی، و لا تقل أَخْطَیْتُ، و بعضهم یقوله. و أَخْطَأَه «3» و تَخَطَّأَ له فی هذه المسألة و تَخَاطَأَ كلاهما: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فیها، الأَخیرة عن الزجاجی حكاها فی الجُمل. و أَخْطَأَ الطَّرِیقَ: عَدَل عنه. و أَخْطَأَ الرَّامِی الغَرَضَ: لم یُصِبْه.
(3). قوله [و أخطأه] ما قبله عبارة الصحاح و ما بعده عبارة المحكم و لینظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 66
و أَخْطَأَ نَوْؤُه إذا طَلَبَ حاجته فلم یَنْجَحْ و لم یُصِبْ شیئاً. و‌فی حدیث ابن عباس رضی اللّه عنهما: أَنه سُئل عن رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بیدِها فقالت: أَنتَ طالِقٌ ثلاثاً. فقال: خَطَّأَ اللّهُ نَوْأَها أَلَّا طَلَّقَتْ نَفسَها؛ یقال لمَنْ طَلَبَ حاجةً فلم یَنْجَحْ: أَخْطَأَ نَوْؤُكَ، أَراد جعل اللَّهُ نَوْأَها مُخطِئاً لا یُصِیبها مَطَرُه. و‌یروی: خَطَّی اللّهُ نَوْأَها، بلا همز، و یكون من خَطَط، و هو مذكور فی موضعه، و یجوز أَن یكون من خَطَّی اللّهُ عنك السوءَ أَی جعله یتَخَطَّاك، یرید یَتَعدَّاها فلا یُمْطِرُها، و یكون من باب المعتلّ اللام، و فیه أَیضاً‌حدیث عثمان رضی اللّه عنه أَنه قال لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطلَّقت زَوجَها: إِنَّ اللّه خَطَّأَ نَوْأَها‌أَی لم تُنْجِحْ فی فِعْلها و لم تُصِب ما أَرادت من الخَلاص. الفرَّاء: خَطِئَ السَّهْمُ و خَطَأَ، لُغتانِ «1» و الخِطْأَةُ: أَرض یُخْطِئُها المطر و یُصِیبُ أُخْری قُرْبَها. و یقال خُطِّئَ عنك السُوءُ: إذا دَعَوْا له أَن یُدْفَعَ عنه السُّوءُ، و قال ابن السِكِّیت: یقال: خُطِّئَ عنك السُّوءُ؛ و قال أَبو زید: خَطَأَ عنك السُّوءُ أَی أَخطَأَكَ البَلاءُ. و خَطِئَ الرجلُ یَخطَأُ خِطْأً و خِطْأَةً علی فِعْلَةٍ: أَذنب. و خَطَّأَه تَخْطِئَةً و تَخْطِیئاً: نَسَبه إلی الخَطَإِ، و قال له أَخْطَأْتَ. یقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِی، و إن أَصَبْتُ فَصَوِّبْنِی، و إِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ علیَّ أَی قُل لی قد أَسَأْتَ. و تَخَطَّأْتُ له فی المسأَلة أَی أَخْطَأْتُ. و تَخَاطَأَه و تَخَطَّأَه أَی أَخْطَأَهُ. قال أَوفی بن مطر المازنی: أَلا أَبْلِغا خُلَّتی، جابراً، بأَنَّ خَلِیلَكَ لم یُقْتَلِ تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ، و أَخَّرَ یَوْمِی، فلم یَعْجَلِ و الخَطَأُ: ما لم یُتَعَمَّدْ، و الخِطْءُ: ما تُعُمِّدَ؛ و‌فی الحدیث: قَتْلُ الخَطَإِ دِیَتُه كذا و كذا‌هو ضد العَمْد، و هو أَن تَقْتُلَ إنساناً بفعلك من غیر أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لا تَقْصِد ضرْبه بما قَتَلْتَه به. و قد تكرّر ذكر الخَطَإِ و الخَطِیئةِ فی الحدیث. و أَخطَأَ یُخطِئُ إذا سَلَكَ سَبیلَ الخَطَإِ عَمْداً و سَهواً؛ و یقال: خَطِئَ بمعنی أَخْطَأَ، و قیل: خَطِئَ إذا تَعَمَّدَ، و أَخْطَأَ إذا لم یتعمد. و یقال لمن أَراد شیئاً ففعل غیره أَو فعل غیر الصواب: أَخْطَأَ. و‌فی حدیث الكُسُوفُ: فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حتی أُدْرِكَ بِرِدائه، أَی غَلِطَ. قال: یقال لمن أَراد شیئاً ففعل غیره: أَخْطَأَ، كما یقال لمن قَصَد ذلك، كأَنه فی اسْتِعْجاله غَلِظَ فأخَذ درع بعض نِسائهِ عوَض ردائه. و یروی: خَطا من الخَطْوِ: المَشْیِ، و الأَوّل أَكثر. و‌فی حدیث الدّجّال: أَنه تَلِدُه أُمُّه، فَیَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِین، یقال: رجل خَطَّاءٌ إِذا كان مُلازِماً للخَطایا غیرَ تارك لها، و هو من أَبْنِیة المُبالغَة، و معنی یَحْمِلْن بالخَطَّائِینَ أَی بالكَفَرة و العُصاة الذین یكونون تَبَعاً
(1). قوله [خَطِئَ السهم و خَطَأَ لغتان] كذا فی النسخ و شرح القاموس و الذی فی التهذیب عن الفراء عن أبی عبیدة و كذا فی صحاح الجوهری عن أبی عبیدة خَطِئَ و أَخْطَأَ لغتان بمعنی و عبارة المصباح قال أبو عبیدة: خَطِئَ خِطْأً من باب علم و أَخْطَأَ بمعنی واحد لمن یذنب علی غیر عمد. و قال غیره خَطِئَ فی الدین و أَخْطَأَ فی كل شی‌ء عامداً كان أو غیر عامد و قیل خَطِئَ إذا تعمد إلخ. فانظره و سینقل المؤلف نحوه و كذا لم نجد فیما بأیدینا من الكتب خَطَأَ عنك السوءُ ثلاثیاً مفتوح الثانی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 67
للدَّجال، و قوله یَحْمِلْنَ النِّساءُ: علی قول من یقول: أَكَلُونی البَراغِیثُ، و منه قول الآخر: بِحَوْرانَ یَعْصِرْنَ السَّلِیطَ أَقارِبُهْ و قال الأُموی: المُخْطِئُ: من أَراد الصواب، فصار إلی غیره، و الخاطِئُ: من تعمَّد لما لا ینبغی، و تقول: لأَن تُخْطِئ فی العلم أَیسَرُ من أَن تُخْطِئ فی الدِّین. و یقال: قد خَطِئْتُ إذا أَثِمْتَ، فأَنا أَخْطَأُ و أَنا خاطِئٌ؛ قال المُنْذِری: سمعتُ أَبا الهَیْثَم یقول: خَطِئْتُ: لما صَنَعه عَمْداً، و هو الذَّنْب، و أَخْطَأْتُ: لما صَنعه خَطَأً، غیر عمد. قال: و الخَطَأُ، مهموز مقصور: اسم من أَخْطَأْتُ خَطَأً و إخْطاءً؛ قال: و خَطِئتُ خِطْأً، بكسر الخاء، مقصور، إذا أَثَمْتَ. و أَنشد: عِبادُك یَخْطَئُونَ، و أَنتَ رَبٌّ كَرِیمٌ، لا تَلِیقُ بِكَ الذُّمُومُ و الخَطِیئةُ: الذَّنْبُ علی عَمْدٍ. و الخِطْءُ: الذَّنْبُ فی قوله تعالی: إِنَّ قَتْلَهُمْ كٰانَ خِطْأً كَبِیراً؛ أَی إثْماً. و قال تعالی: إِنّٰا كُنّٰا خٰاطِئِینَ، أی آثِمِینَ. و الخَطِیئةُ، علی فَعِیلة: الذَّنْب، و لك أَن تُشَدّد الیاء لأَنَّ كل یاء ساكنة قبلها كسرة، أَو واو ساكنة قبلها ضمة، و هما زائدتان للمدّ لا للإلحاق، و لا هما من نفس الكلمة، فإنك تَقْلِبُ الهمزة بعد الواو واواً و بعد الیاء یاءً و تُدْغِمُ و تقول فی مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ، و فی خَبِی‌ءٍ خَبِیٍّ، بتشدید الواو و الیاء، و الجمع خَطایا، نادر؛ و حكی أَبو زید فی جمعه خَطائئُ، بهمزتین، علی فَعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانیة یاء لأَن قبلها كسرة ثم استثقلت، و الجمع ثقیل، و هو مع ذلك معتل، فقلبت الیاء أَلِفاً ثم قلبت الهمزة الأولی یاءً لخفائها بین الأَلفین؛ و قال اللیث: الخَطِیئةُ فَعیلة، و جمعها كان ینبغی أَن یكون خَطائِئَ، بهمزتین، فاستثقلوا التقاء همزتین، فخففوا الأَخیرةَ منهما كما یُخَفَّف جائئٌ علی هذا القیاس، و كَرِهوا أَن تكون عِلَّتهُ مِثْلَ عِلَّةِ جائِئٍ لأَن تلك الهمزة زائدة، و هذه أَصلیة، فَفَرُّوا بِخَطایا إلی یَتَامی، و وجدوا له فی الأَسماء الصحیحة نَظِیراً، و ذلك مثل: طاهرٍ و طاهِرةٍ و طَهارَی. و قال أَبو إسحاق النحوی فی قوله تعالی نَغْفِرْ لَكُمْ خَطٰایٰاكُمْ، قال: الأَصل فی خطایا كان خَطایُؤاً، فاعلم، فیجب أَن یُبْدَل من هذه الیاء همزةٌ فتصیر خَطائِیَ مثل خَطاعِعَ، فتجتمع همزتان، فقُلِبت الثانیة یاءً فتصیر خَطائِیَ مثل خَطَاعِیَ، ثم یجب أَن تُقْلب الیاء و الكسرة إلی الفتحة و الأَلف فیصیر خَطاءا مثل خَطاعا، فیجب أَن تبدل الهمزة یاءً لوقوعها بین ألفین، فتصیر خَطایا، و إنما أَبدلوا الهمزة حین وقعت بین ألفین لأَنَّ الهمزة مُجانِسَة للألفات، فاجتمعت ثلاثة أَحرف من جنس واحد؛ قال: و هذا الذی ذكرنا مذهب سیبویه. الأَزهری فی المعتل فی قوله تعالی: وَ لٰا تَتَّبِعُوا خُطُوٰاتِ الشَّیْطٰانِ*، قال: قرأَ بعضهم خُطُؤَات الشَّیطان مِنَ الخَطِیئَةِ: المَأْثَمِ. قال أَبو منصور: ما علمت أَنَّ أَحداً من قُرّاء الأَمصار قرأَه بالهمزة و لا معنی له. و قوله تعالی: وَ الَّذِی أَطْمَعُ أَنْ یَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ؛ قال الزجاج: جاء فی التفسیر: أَنّ خَطِیئَته قولهُ: إِنَّ سارةَ أُخْتِی، و قولهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ؛ و قولهُ: إِنِّی سَقِیمٌ. قال: و معنی خَطِیئَتِی أَن الأَنبیاء بَشَرٌ، و قَد یجوز أَن تَقَع علیهم الخَطِیئةُ إلَّا أَنهم، صلواتُ اللّه علیهم، لا تكون منهم الكَبِیرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ، صَلواتُ اللّه علیهم أَجمعین. و قد أَخْطَأَ و خَطِئَ، لغَتان بمعنی واحد. قال امرؤ القَیْسِ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 68
یا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا أَی إذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قال: وَ وَجْهُ الكَلامِ فیه: أَخْطَأْنَ بالأَلف، فردّه إلی الثلاثی لأَنه الأَصل، فجعل خَطِئنَ بمعنی أَخْطَأْنَ، و هذا الشعر عَنَی به الخَیْلَ، و إن لم یَجْرِ لها ذِكْر، و هذا مثل قوله عزّ و جل: حَتّٰی تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ. و حكی أَبو علی الفارسی عن أَبی زید: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بالمصدر علی لفظ فاعِلةٍ، كالعافیةِ و الجازیةِ. و فی التنزیل: وَ الْمُؤْتَفِكٰاتُ بِالْخٰاطِئَةِ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهمَا، أَنهم نصبوا دَجاجةً یَتَرامَوْنَها و قد جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ من نَبْلِهم، أَی كل واحِدةٍ لا تُصِیبُها، و الخاطَئةُ ههنا بمعنی المُخْطِئة. و قولُهم: ما أَخْطَأَه إنما هو تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لا مِنْ أَخطَأَ. و فی المَثل: مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، یُضْرَبُ للذی یُكثر الخَطَأَ و یأْتی الأَحْیانَ بالصَّواب. و روی ثعلب أَن ابنَ الأَعرابی أَنشده: و لا یَسْبِقُ المِضْمارَ، فی كُلِّ مَوطِنٍ، مِنَ الخَیْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إلَّا عِرابُها لِكُلِّ امْرئٍ ما قَدَّمَتْ نَفْسُه له، خطاءَاتُها، إذا أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها «1» و یقال: خَطِیئةُ یومٍ یمُرُّ بِی أَن لا أَری فیه فلاناً، و خَطِیئةُ لَیْلةٍ تمُرُّ بی أَن لا أَری فلاناً فی النَّوْم، كقوله: طِیل لیلة و طیل یوم «2»

خفأ؛ ج1، ص: 68

: خَفَأَ الرَّجُلَ خَفْأً: صَرَعَه، و فی التهذیب: اقْتَلعه و ضَرب به الأَرضَ. و خَفَأَ فلان بَیْتَه: قوَّضَه و أَلْقاه.

خلأ؛ ج1، ص: 68

: الخِلاءُ فی الإِبل كالحِرانِ فی الدَّوابِّ. خَلأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خَلْأ و خِلاءً، بالكسر و المدّ، و خُلُوءاً، و هی خَلُوءٌ: بَرَكَتْ، أَو حَرَنَتْ مِنْ غیر علةٍ؛ و قیل إذا لم تَبْرَحْ مَكانَها، و كذلك الجَمَلُ، و خص بعضُهم به الإناثَ من الإبل، و قال فی الجمل: أَلَحَّ، و فی الفرس: حَرَنَ؛ قال: و لا یقال للجمل: خَلأَ؛ یقال: خَلأَتِ الناقةُ، و أَلَحَّ الجَمَلُ، و حَرَنَ الفرسُ؛ و‌فی الحدیث: أَن ناقة النبی، صلی اللّه علیه و سلم، خَلأَتْ به یومَ الحُدَیْبِیة، فقالوا: خَلأَتِ القَصْواءُ؛ فقال رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: ما خَلأَتْ، و ما هُو لها بِخُلُقٍ، و لكن حَبَسَها حابِسُ الفِیلِ.قال زهیر یصف ناقة: بآرِزةِ الفَقارةِ لم یَخُنْها قِطافٌ فی الرِّكاب، و لا خِلاءُ و قال الراجز یصف رَحَی یَدٍ فاسْتعارَ ذلك لها: بُدِّلْتُ، مِن وَصْلِ الغَوانِی البِیضِ، كَبْداءَ مِلْحاحاً علی الرَّضیضِ، تَخْلأُ إلَّا بیدِ القَبِیضِ القَبِیضُ: الرَّجلُ الشدیدُ القَبْضِ علی الشی‌ء؛ و الرَّضِیضُ: حِجارةُ المَعادِن فیها الذهبُ و الفضة؛ و الكَبْداءُ الضَخْمةُ الوَسطِ: یعنی رَحًی تَطْحَنُ حجارةَ المَعْدِنِ؛ و تَخْلَأُ: تَقُومُ فلا تجری. و خَلَأَ الإنسانُ یَخْلأُ خُلُوءاً: لَمْ یَبْرَحْ مكانَه، و قال اللحیانی: خَلَأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خِلاءً، و هی ناقةٌ خالِئٌ بغیر هاء، إذا بَرَكَتْ فلم تَقُمْ، فإذا قامت و لم تَبْرَحْ قیل: حَرَنَتْ تَحْرُنُ حِراناً، و قال أَبو منصور: و الخِلاءُ لا یكون إلا للناقة، و أَكثر ما یكون
(1). قوله [خطاءاتها] كذا بالنسخ و الذی فی شرح القاموس خطاءتها بالإفراد و لعل الخاء فیهما مفتوحة. (2). قوله [كقوله طیل لیلة إلخ] كذا فی النسخ و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 69
الخِلاء منها إذا ضَبِعَتْ، تَبْرك فلا تَثُور. و قال ابن شمیل: یقال للجمل: خَلَأَ یَخْلأُ خِلاءً: إذا بَرَكَ فلم یقم. قال: و لا یقال خَلَأَ إلَّا للجمل. قال أَبو منصور: لم یعرف ابن شمیل الخِلاء فجعله للجمل خاصة، و هو عند العرب للناقة، و أَنشد قول زهیر: بآرزة الفقارة لم یخنها و التِّخْلِئُ: الدنیا، و أَنشد أَبو حمزة: لو كان، فی التِّخْلِئِ، زَیْد ما نَفَعْ، لأَنَّ زَیْداً عاجِزُ الرَّأْیِ، لُكَعْ «1» و یقال: تِخْلِئٌ و تَخْلِئٌ، و قیل: هو الطعام و الشراب؛ یقال: لو كان فی التِّخْلِئ ما نفعه. و خالأَ القومُ: تركوا شیئاً و أَخذوا فی غیره، حكاه ثعلب، و أَنشد: فلَمَّا فنی ما فی الكَنائنِ خالَؤُوا إلی القَرْعِ من جِلدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ یقول: فَزِعُوا إلی السُّیوف و الدَّرَقِ. و‌فی حدیث أُم زَرْع: كنتُ لكِ كأَبِی زَرْعٍ لأُمّ زرعٍ فی الأُلفةِ و الرِّفاء لا فی الفُرقةِ و الخِلاء.الخِلاء، بالكسر و المدّ: المُباعَدةُ و المُجانَبةُ.

خمأ؛ ج1، ص: 69

: الخَمَأُ، مقصور: موضع.

فصل الدال المهملة؛ ج1، ص: 69

دأدأ؛ ج1، ص: 69

: الدِّئْداءُ: أَشدُّ عَدْوِ البعیرِ. دَأْدَأَ دَأْدأَةً و دِئْداءً، ممدود: عَدا أَشَدَّ العَدْو، و دَأْدَأْت دَأْدَأَةً. قال أَبو دُواد یَزید بن معاویةَ بن عَمرو بن قَیس بن عُبید بن رُؤَاس بن كِلاب بن ربیعةَ بن عامر بن صَعْصَعَة الرُّؤاسی، و قیل فی كُنیته أَبو دُوادٍ: و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ، تَرْكُضُه أُمُّ الفَوارِسِ، بالدِّئْداء و الرَّبَعَهْ و كان أَبو عُمر الزاهِدُ یقول فی الرُؤَاسی أَحدِ القُرّاء و المُحدِّثین إنه الرَّواسِی، بفتح الراء و الواو من غیر همز، منسوب إلی رَواسٍ قبیلة من بنی سلیم، و كان ینكر أَن یقال الرؤاسِی بالهمز، كما یقوله المُحدِّثون و غیرهم. و بَیْتُ أَبی دُواد هذا المتقدم یُضْرب مثلًا فی شِدَّة الأَمر. یقول: رَكِبَتْ هذه المرأَةُ التی لها بَنُونَ فوارِسُ بَعِیراً صَعباً عُرْیاً من شِدَّة الجَدْبِ، و كان البَعِیرُ لا خِطام له، و إذا كانت أُمّ الفَوارِس قد بَلَغَ بها هذا الجَهدُ فكیف غَیرُها؟ و الفَوارِسُ فی البیت: الشُجْعان. یقال رجل فارِسٌ، أَی شُجاعٌ؛ و العُلُطُ: الذی لا خِطامَ علیه، و یقال: بَعِیرٌ عُلُطٌ مُلُطٌ: إذا لم یكن علیه وَسْمٌ؛ و الدِّئداءُ و الرَّبَعةُ: شِدّة العَدْوِ، قیل: هو أَشَدُّ عَدْو البَعِیر. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: وَبْرٌ تَدَأْدَأَ من قَدُومِ ضَأْنٍ‌أَی أَقْبَلَ علینا مُسْرِعاً، و هو من الدِّئداء أَشدِّ عَدْوِ البعیر؛ و قد دَأْدَأَ و تَدَأْدَأَ و یجوز أَن یكون تَدَهْدَه، فقُلِبَت الهاءُ همزة، أَی تَدَحْرَجَ و سقط علینا؛ و‌فی حدیث أُحُدٍ: فَتَدَأْدَأَ عن فرسه.و دَأْدَأَ الهِلالُ إذا أَسرَعَ السَّیرَ؛ قال: و ذلك أَن یكون فی آخر مَنزِل من منازِل القمر، فیكون فی هُبُوطٍ فَیُدَأْدِئُ فیها دِئْداءً. و دَأْدأَتِ الدابةُ: عَدَتْ عَدْواً فوق العَنَقِ. أَبو عمرو: الدَّأْداءُ: النَّخُّ من السیر، و هو السَّرِیع، و الدَّأْدأَة: السُّرْعة و الإِحضارُ.
(1). قوله [لو كان فی التخلئ إلخ] فی التكملة بعد المشطور الثانی: إذا رأی الضیف تواری و انقمع
لسان العرب، ج‌1، ص: 70
و فی النوادر: دَوْدَأَ فلان دَوْدأَةً و تَوْدَأَ تَوْدَأَةً و كَوْدَأَ كَوْدَأَةً إذا عَدا. و الدَّأْدَأَةُ و الدِّئداءُ فی سیر الإبل: قَرْمَطةٌ فوق الحَفْد. و دَأْدَأَ فی أَثَرِه: تَبِعَه مُقْتَفِیاً له؛ و دَأْدَأَ منه و تَدَأْدَأَ: أَحْضَر نجاءً منه، فتَبِعَه و هو بین یدیه. و الدَّأْدَاءُ و الدُّؤْدُؤُ و الدُّؤْدَاءُ «2» و الدِّئدَاءُ: آخر أَیام الشهر. قال: نحنُ أَجَزْنا كُلَّ ذَیَّالٍ قَتِرْ، فی الحَجِّ، مِنْ قَبْلِ دَآدِی المُؤْتَمِرْ أَراد دَآدِئَ المُؤْتَمرِ، فأَبدل الهمزة یاءً ثم حذفها لالتقاء الساكنین. قال الأَعشی: تَدَارَكَه فی مُنْصِل الأَلِّ، بَعْدَ ما مَضَی، غیر دَأْدَاءٍ، و قد كادَ یَعْطَبُ قال الأَزهری: أَراد أَنه تَدارَكَه فی آخر لیلة من لیالِی رجبٍ، و قیل الدَأْدَاءُ و الدِّئداءُ: لیلة خمسٍ و سِتٍّ و سبعٍ و عشرین. و قال ثعلب: العرب تسمی لیلة ثمان و عشرین و تسع و عشرین الدَّآدِئَ، و الواحدة دَأْدَاءَةٌ؛ و فی الصحاحِ: الدَآدِئُ: ثلاثُ لیالٍ من آخر الشهر قبلَ لیالی المِحاق، و المِحاقُ آخِرُها؛ و قیل: هِیَ هِیَ؛ أَبو الهیثم: اللیالی الثلاثُ التی بَعْدَ المِحاقِ سُمِّینَ دَآدِئَ لأَن القمر فیها یُدَأْدِئُ إلی الغُیوب أَی یُسْرِعُ، من دَأْدَأَةِ البعیر؛ و قال الأَصمعی: فی لیالی الشهر ثلاثٌ مِحاقٌ و ثلاثٌ دَآدِئُ؛ قال: و الدَّآدِئُ: الأَواخر، و أَنشد: أَبْدَی لنا غُرَّةَ وَجْهٍ بادی، كَزُهْرَةِ النُّجُومِ فی الدَّآدِی و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن صَوْمِ الدَّأْدَاءِ، قیل: هو آخِرُ الشهر؛ و قیل: یومُ الشَّكِّ. و‌فی الحدیث: لیس عُفْرُ اللیالِی كالدَّآدِئِ؛ العُفْرُ: البِیضُ المُقْمِرةُ، و الدَّآدِئُ: المُظلِمةُ لاختفاء القمر فیها. و الدَأْدَاءُ: الیومُ الذی یُشَكُّ فیه أَ مِنَ الشَّهرِ هو أَمْ مِنَ الآخَرِ؛ و فی التهذیب عن أَبی بكر: الدَّأْدَاءُ التی یُشَكُّ فیها أَ مِن آخِر الشهرِ الماضی هی أَمْ مِنْ أَوَّلِ الشَّهرِ المُقْبِل، و أَنشد بیت الأَعشی: مَضَی غیر دَأْدَاءٍ و قد كادَ یَعْطَبُ و لیلةٌ دأْدَاءٌ و دَأْدَاءَةٌ: شدیدةُ الظُّلْمة. و تَدَأْدَأَ القومُ: تزاحَمُوا، و كلُّ ما تَدَحْرَج بین یَدَیْك فذَهَب فقد تَدَأْدَأَ. و دَأْدَأَةُ الحَجرِ: صَوْتُ وَقْعه علی المَسِیلِ. اللیث: الدَّأْدَاءُ: صَوْتُ وَقعِ الحِجارة فی المَسِیل. الفرّاء، یقال: سمعت له دَوْدَأَةً أَی جَلَبةً، و إنی لأَسْمَع له دَوْدَأَةً مُنْذ الیومِ أَی جَلَبةً. و رأَیت فی حاشیة بعض نسخ الصحاح و دَأْدَأَ: غَطَّی. قال: و قد دَأْدَأْتُمُ ذاتَ الوُسومِ و تَدَأْدَأَتِ الإِبِلُ، مثل أَدَّتْ، إذا رَجَّعَت الحنِینَ فی أَجوافِها. و تَدأْدَأَ حِمْلُه: مالَ. و تَدَأْدَأَ الرَّجل فی مَشْیِه: تَمَایَلَ، و تَدأْدَأَ عن الشی‌ءِ: مال فَتَرَجَّحَ به. و دَأْدَأَ الشی‌ءَ: حَرَّكه و سَكَّنَه.
(2). قوله [و الدُؤْدَاءُ] كذا ضبط فی هامش نسخة من النهایة یوثق بضبطها معزوّاً للقاموس و وقع فیه و فی شرحه المطبوعین الدُؤْدُؤُ كهُدْهُدٍ و الثابت فیه علی كلا الضبطین ثلاث لغات لا أربع.
لسان العرب، ج‌1، ص: 71
و الدَّأْداءُ: عَجلة «1» جَواب الأَحْمق. و الدَّأْدَأَةُ: صوت تَحریكِ الصبی فی المَهْد. و الدَّأْدَاءُ: ما اتَّسَع من التِّلاع. و الدَّأْدَاء: الفَضاء، عن أَبی مالك.

دبأ؛ ج1، ص: 71

: دَبَّأَ علی الأَمرِ: غَطَّی؛ أَبو زید: دَبَّأْتُ الشی‌ءَ و دَبَّأْتُ علیه إذا غَطَّیْتَ علیه. و رأَیت فی حاشیة نسخة من الصحاح: دَبَأْتُه بالعَصا دَبْأً: ضَرَبْته.

دثأ؛ ج1، ص: 71

: الدَّثَئِیُّ من المطَر: الذی یأتی بعد اشتداد الحرّ. قال ثعلب: هو الذی یجی‌ءُ إذا قاءَت الأَرضُ الكَمأَة، و الدَّثَئِیُّ: نِتَاجُ الغَنمِ فی الصَّیف، كلُّ ذلك صِیغَ صِیغةَ النَّسب و لیس بِنَسَب.

درأ؛ ج1، ص: 71

: الدَّرْءُ: الدَّفْع. دَرَأَهُ یَدْرَؤُهُ دَرْءًا و دَرْأَةً: دَفَعَهُ. و تَدارَأَ القومُ: تَدافَعوا فی الخُصومة و نحوها و اخْتَلَفوا. و دَارَأْتُ، بالهمز: دافَعْتُ. و كلُّ مَن دَفَعْتَه عنك فقد دَرَأْتَه. قال أَبو زبید: كانَ عَنِّی یَردُّ دَرْؤُكَ، بَعْدَ اللّه، شَغْبَ المُسْتَصْعِبِ، المِرِّید یعنی كان دَفْعُكَ. و فی التنزیل العزیز: [فَادّٰارَأْتُمْ فِیهٰا]. و تقول: تَدارأْتم، أَی اخْتَلَفْتُم و تَدَافَعتُم. و كذلك ادَّارَأْتُمْ، و أَصله تَدارَأْتُمْ، فأُدْغِمت التاءُ فی الدال و اجتُلِبت الأَلف لیصح الابتداءُ بها؛ و‌فی الحدیث: إذا تَدارَأْتُمْ فی الطریق‌أَی تَدافَعْتم و اخْتَلَفْتُمْ. و المُدارأَةُ: المُخالفةُ و المُدافَعَةُ. یقال: فلان لا یُدارِئُ و لا یُمارِی؛ و‌فی الحدیث: كان لا یُداری و لا یُمارِی‌أَی لا یُشاغِبُ و لا یُخالِفُ، و هو مهموز، و روی فی الحدیث غیر مهموز لیُزاوِجَ یُمارِی. و أَما المُدارأَة فی حُسْنِ الخُلُق و المُعاشَرة فإن ابن الأَحمر یقول فیه: إنه یهمز و لا یهمز. یقال: دَارَأْتُه مدارأَةً و دارَیْتُه إذا اتَّقیتَه و لایَنْتَه. قال أَبو منصور: من همز، فمعناه الاتّقاءُ لشَرِّه، و من لم یهمز جعله من دَرَیْتُ بمعنی خَتَلْتُ؛ و‌فی حدیث قیس بن السائب قال: كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، شَرِیكی، فكانَ خَیْرَ شَرِیكٍ لا یُدارِئُ و لا یُمارِی.قال أَبو عبید: المُدارأَةُ ههنا مهموزة من دارَأْتُ، و هی المُشاغَبةُ و المُخالَفةُ علی صاحبك و منه قوله تعالی: فَادّٰارَأْتُمْ فِیهٰا، یعنی اختلافَهم فی القَتِیل؛ و قال الزجاج: معنی فَادّٰارَأْتُمْ: فتَدارأْتُم، أَی تَدافَعْتُم، أَی أَلقَی بعضُكم إلی بعضٍ، یقال: دَارَأْتُ فلاناً أَی دافَعْتُه. و من ذلك‌حدیث الشعبی فی المختلعةِ إذا كان الدَّرْءُ من قِبَلِها، فلا بأْس أَن یأْخذ منها؛ یعنی بالدَّرْءِ النُّشوزَ و الاعْوِجاجَ و الاختِلافَ. و قال بعض الحكماء: لا تَتعلَّموا العِلْم لثلاث و لا تَتْرُكوه لِثلاثٍ: لا تَتعلَّموه للتَّدارِی و لا للتَّمارِی و لا للتَّباهِی، و لا تَدَعُوه رَغبْةً عنه، و لا رِضاً بالجَهْل، و لا اسْتِحْیاءً من الفِعل له. و دارَأْتُ الرَّجُلَ: إذا دافَعْتَه، بالهمز. و الأَصل فی التَّدارِی التَّدارُؤُ، فتُرِكَ الهَمز و نُقِلَ الحرف إلی التشبیه بالتَّقاضِی و التَّداعِی.
(1). قوله [و الدَأْدَاء عجلة] كذا فی النسخ و فی نسخة التهذیب أیضاً و الذی فی شرح القاموس و الدَأْدَأَة عجلة إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 72
و إِنه لَذُو تُدْرَإٍ أَی حِفاظٍ و مَنَعةٍ و قُوَّةٍ علی أَعْدائه و مُدافَعةٍ، یكون ذلك فی الحَرْب و الخُصومة، و هو اسم موضوع للدَّفْع، تاؤهُ زائدة، لأَنه من دَرَأْتُ و لأَنه لیس فی الكلام مثل جُعْفَرٍ. و درأْتُ عنه الحَدَّ و غیرَه، أَدْرَؤُهُ دَرْءاً إِذا أَخَّرْته عنه. و دَرَأْتُه عنی أَدْرَؤُه دَرْءاً: دَفَعْته. و تقول: اللهم إنی أَدْرَأُ بك فی نَحْرِ عَدُوِّیِ لَتَكْفِیَنِی شَرَّه. و‌فی الحدیث: ادْرَؤُوا الحُدود بالشُّبُهاتِ‌أَی ادْفَعُوا؛ و‌فی الحدیث: اللهم إِنی أَدْرَأُ بِك فی نُحورهم‌أَی أَدْفَع بك لتَكْفِیَنِی أَمرَهم، و إنما خصَّ النُّحور لأَنه أَسْرَعُ و أَقْوَی فی الدَّفْع و التمكُّنِ من المدفوعِ. و‌فی الحدیث: أَنّ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، كان یُصَلِّی فجاءَت بَهْمةٌ تَمُرُّ بین یدیه فما زال یُدارِئُها‌أَی یُدافِعُها؛ و رُوِی بغیر همز من المُداراة؛ قال الخطابی: و لیس منها. و قولهم: السُّلطان ذُو تُدْرَإٍ، بضم التاءِ، أَی ذُو عُدّةٍ و قُوّةٍ علی دَفْعِ أَعْدائه عن نفسه، و هو اسم موضوع للدفع، و التاء زائدة كما زیدت فی تَرْتُبٍ و تَنْضُبٍ و تَتْفُلٍ؛ قال ابن الأَثیر: ذُو تُدْرَإٍ أَی ذُو هُجومٍ لا یَتَوَقَّی و لا یَهابُ، ففیه قوَّةٌ علی دَفْع أَعدائه؛ و منه حدیث العباس بن مِرْداس، رضی اللّه عنه: و قد كنتُ، فی القَوْم ذا تُدْرَإٍ، فلَمْ أُعْطَ شیئاً، و لَمْ أُمْنَعِ و انْدَرَأْتُ علیه انْدِراءً، و العامة تقول انْدَرَیْتُ. و یقال: دَرَأَ علینا فلان دُرُوءاً إذا خرج مُفاجَأَةً. و جاءَ السیل دَرْءاً: ظَهْراً. و دَرَأَ فلان علینا، و طَرَأَ إذا طَلَعَ من حیث لا نَدْرِی. غیرُه: و انْدَرَأَ علینا بِشَرٍّ و تَدَرَّأَ: انْدَفَع. و دَرَأَ السَّیْلُ و انْدَرَأَ: انْدَفَع. و جاءَ السیلُ دَرءاً وَ دُرْءاً إذا انْدَرَأَ من مكان لا یُعْلَمُ به فیه؛ و قیل: جاءَ الوادِی دُرْءاً بالضم، إذا سالَ بمطر وادٍ آخر؛ و قیل: جاءَ دَرْءاً أَی من بلد بعید، فإن سالَ بمطَر نَفْسِه قیل: سال ظَهْراً، حكاه ابن الأَعرابی؛ و استعار بعض الرُّجَّازِ الدَّرْءَ لسیلان الماء من أَفْواهِ الإِبل فی أَجْوافِها لأَن الماءَ إنما یَسِیل هنالك غریباً أَیضاً إذْ أَجْوافُ الإِبِل لیست من مَنابِعِ الماء، و لا من مَناقِعه، فقال: جابَ لَها لُقْمانُ، فی قِلاتِها، ماءً نَقُوعاً لِصَدی هاماتِها تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها، یَسِیلُ دُرْءاً بَیْنَ جانِحاتِها فاستعار للإِبل جَحَافِلَ، و إنما هی لذوات الحوافِر، و سنذكره فی موضعه. و دَرَأَ الوادِی بالسَّیْلِ: دَفَعَ؛ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: صادَفَ دَرْءُ السَّیْلِ دَرْءاً یَدْفَعُه یقال للسیل إِذا أَتاك من حیث لا تَحْتَسِبه: سیلٌ دَرْءٌ أَی یَدْفَع هذا ذاكَ و ذاكَ هذا. و قولُ العَلاءِ بن مِنْهالٍ الغَنَوِیِّ فی شَرِیك بن عبد اللّه النَّخَعِی: لیتَ أَبا شَرِیكٍ كان حَیّاً، فَیُقْصِرَ حین یُبْصِرُه شَرِیكْ و یَتْرُكَ مِن تَدَرِّیهِ عَلَیْنا، إذا قُلْنا له هذا أَبُوكْ قال ابن سیدة: إنما أراد من تَدَرُّئِه، فأَبدل الهمزة
لسان العرب، ج‌1، ص: 73
إبدالًا صحیحاً حتی جعلها كَأَن موضوعها الیاء و كسر الرَّاء لمجاورة هذه الیاءِ المبدلة كما كان یكسرها لو أَنها فی مَوضُوعِها حرفُ عِلة كقولك تَقَضِّیها و تَخَلِّیها، و لو قال من تَدَرُّئِه لكان صحیحاً، لأَن قوله تَدَرُّئه مُفاعَلتن؛ قال: و لا أَدری لِمَ فعل العَلاءُ هذا مع تمام الوزن و خلوص تَدَرُّئِه من هذا البدل الذی لا یجوز مثلُه إلا فی الشعر، اللهم إلا أَن یكون العَلاءُ هذا لغته البدل. و دَرَأَ الرجلُ یَدْرَأُ دَرْءًا و دُرُوءًا: مثل طَرَأَ. و هم الدُّرَّاءُ و الدُّرَآءُ. و دَرَأَ علیهم دَرْءًا و دُرُوءًا: خرج، و قیل خَرج فَجْأَةً، و أَنشد ابن الأَعرابی: أُحَسُّ لِیَرْبُوعٍ، و أَحْمِی ذِمارَها، و أَدْفَعُ عنها مِنْ دُرُوءِ القَبائِل أَی من خُروجِها و حَمْلِها. و كذلك انْدَرَأَ و تَدَرَّأَ. ابن الأَعرابی: الدَّارِئُ: العدوُّ المُبادِئُ؛ و الدَارِئُ: الغریبُ. یقال: نحنُ فُقَراءُ دُرَآءُ. و الدَّرْءُ: المَیْلُ. و انْدَرَأَ الحَریقُ: انْتَشَرَ. و كَوْكَبٌ دُرِّی‌ءٌ علی فُعِّیلٍ: مُندفعٌ فی مُضِیِّهِ مَن المَشرِق إلی المَغرِب من ذلك، و الجمع دَرَارِی‌ءُ علی وزن دَرارِیعَ. و قد دَرَأَ الكَوْكَبُ دُرُوءاً. قال ابو عمرو بن العلاء: سأَلت رجلًا مِن سعْد بن بَكر من أَهل ذاتِ عِرْقٍ فقلت: هذا الكوكبُ الضَّخْمُ ما تُسمُّونه؟ قال: الدِّرِّی‌ءُّ، و كان من أَفصح الناس. قال أَبو عبید: إن ضَمَمْتَ الدَّال، فقلت دُرِّیٌّ، یكون منسوباً إلی الدُّرِّ، علی فُعْلِیٍّ، و لم تهمزه، لأَنه لیس فی كلام العرب فُعِّیلٌ. قال الشیخ أَبو محمد بن بری: فی هذا المكان قد حكی سیبویه أَنه یدخل فی الكلام فُعِّیلٌ، و هو قولهم للعُصْفُر: مُرِّیقٌ، و كَوْكَبٌ دُرِّی‌ءٌ، و من همزه من القُرّاء، فإنما أراد فُعُّولًا مثل سُبُّوحٍ، فاستثقل الضمّ، فرَدَّ بعضَه إلی الكسر. و حكی الأَخفش عن بعضهم: دَرِّی‌ءٌ، من دَرَأْتُه، و همزها و جعلها علی فَعِّیل مَفتوحةَ الأَوّل؛ قال: و ذلك من تَلَأْلُئِه. قال الفرّاءُ: و العرب تسمی الكواكِبَ العِظامَ التی لا تُعرف أَسماؤُها: الدَّرارِیَّ. التهذیب: و قوله تعالی: كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ، روی عن عاصم أَنه قرأَها دُرِّیٌّ، فضم الدال، و أَنكره النحویون أَجمعون، و قالوا: دِرِّی‌ءٌ، بالكسر و الهمز، جیِّد، علی بناء فِعِّیلٍ، یكون من النجوم الدَّرَارِئ التی تَدْرَأُ أَی تَنحَطُّ و تَسیر؛ قال الفرّاءُ: الدِّرِّی‌ءُ من الكَواكِب: الناصِعة؛ و هو من قولك: دَرَأَ الكَوْكَبُ كأَنه رُجِمَ به الشیطانُ فَدَفَعَه. قال ابن الأَعرابی: دَرَأَ فلان علینا أَی هَجَم. قال و الدِّرِّی‌ءُ: الكَوكَبُ المُنْقَضُّ یُدْرَأُ علی الشیطان، و أَنشد لأَوْس بن حَجَر یصف ثَوْراً وَحْشِیّاً: فانْقَضَّ، كالدِّرِّی‌ء، یَتْبَعُه نَقْعٌ یَثُوبُ، تخالُه طُنُبَا قوله: تَخالُه طُنُبا: یرید تَخاله فُسْطاطاً مضروباً. و قال شمر: یقال دَرَأَتِ النارُ إِذا أَضاءَتِ. و روی المنذری عن خالد بن یزید قال: یقال دَرَأَ علینا فلان و طَرأَ إِذا طَلَعَ فَجْأَة. و دَرأَ الكَوكَبُ دُرُوءًا، من ذلك. قال، و قال نصر الرازی: دُرُوءُ الكَوكبِ: طُلُوعُه. یقال: دَرَأَ علینا. و‌فی حدیث عمر رضی اللّه عنه أَنه صَلَّی المَغْرِبَ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 74
فلما انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعةً من حَصَی المسجد، و أَلْقَی عَلَیْها رَداءَهُ، و اسْتَلْقَی‌أَی سَوَّاها بیدِه و بَسَطَها؛ و منه قولهم: یا جارِیةُ ادْرَئِی إلَیَّ الوِسادَةَ أَی ابْسُطِی. و تقولُ: تَدَرَّأَ علینا فلان أَی تَطَاول. قال عَوفُ بن الأَحْوَصِ: لَقِینا، مِنْ تَدَرُّئِكم عَلَیْنا و قَتْلِ سَراتِنا، ذاتَ العَراقِی أَراد بقوله ذات العَراقِی أَی ذاتَ الدَّواهِی، مأْخوذ من عَراقِی الإِكام، و هی التی لا تُرْتَقَی إلَّا بِمَشَقَّةٍ. و الدَّرِیئة: الحَلْقةُ التی یَتَعَلَّم الرَّامی الطَّعْنَ و الرَّمْیَ علیها. قال عمرو بن معدیكرب: ظَلِلْتُ كأَنِّی للرِّماح دَرِیئةٌ، أُقاتِلُ عَنْ أَبنْاءِ جَرْمٍ، و فَرَّتِ قال الأَصمعی: هو مهموز. و‌فی حدیث دُرَیْد بن الصِّمة فی غَزْوة حُنَیْن: دَرِیئَةٌ أَمامَ الخَیْلِ.الدَّرِیئةُ: حَلْقةٌ یُتَعَلَّم عَلیْها الطَّعْنُ؛ و قال أَبو زید: الدَرِیئةُ، مهموز: البَعِیر أَو غیرُه الذی یَسْتَتِرُ به الصائد من الوحْشِ، یَخْتِل حتَّی إذا أَمْكَنَ رَمْیُه رَمَی؛ و أَنشد بیت عَمْرو أَیضاً، و أَنشد غیره فی همزه أیضاً: إذا ادَّرَؤُوا منْهُمْ بِقِرْدٍ رَمَیْتُه بِمُوهِیةٍ، تُوهِی عِظامَ الحَواجِب غیره: الدَّرِیئَةُ: كُّل ما اسْتُتِرُ به من الصیْد لیُخْتَلَ من بَعِیر أَو غیره هو مهموز لأَنها تُدْرَأُ نحو الصیْدِ أَی تُدْفَع، و الجمع الدَّرایا و الدَرائِئُ، بهمزتین، كلاهما نادر. و دَرَأَ الدَّرِیئَةَ للصید یَدرَؤُها دَرْءًا: ساقَها و اسْتَتَرَ بها، فإذا أَمْكَنه الصیدُ رَمَی. و تَدَرَّأَ القومُ: اسْتَتَرُوا عن الشی‌ء لیَخْتِلُوه. و ادَّرَأْتُ للصیْدِ، علی افْتَعَلْتُ: إِذا اتَّخَذْت له دَرِیئةً. قال ابن الأَثیر: الدَّریَّة، بغیر همز: حیوان یَسْتَتِر به الصائدُ، فَیَتْرُكُه یَرْعَی مع الوحْش، حتی إذا أَنِسَتْ به و أَمكَنَتْ من طالِبها، رَماها. و قیل علی العَكْسِ منهما فی الهمز و تَرْكِه. الأَصمعی: إِذا كان مع الغُدّة، و هی طاعونُ الإِبل، ورَمٌ فی ضَرْعها فهو دارِئٌ. ابن الأَعرابی: إذا دَرَأَ البعیرُ من غُدَّته رَجَوْا أَن یَسْلَم؛ قال: و دَرَأَ إذا وَرِمَ نَحْرُه. و دَرَأَ البعیرُ یَدْرَأُ دُرُوءًا فهو دارِئٌ: أَغَدَّ و وَرِمَ ظَهْرُه، فهو دارِئٌ، و كذلك الأُنثی دارئٌ، بغیر هاءٍ. قال ابن السكیت: ناقةٌ دارِیٌ إذا أَخَذَتْها الغُدَّةُ من مَراقِها، و اسْتَبانَ حَجْمُها. قال: و یسمی الحَجْمُ دَرْءاً بالفتح؛ و حَجْمُها نُتوؤُها، و المَراقُ بتخفیف القاف: مَجری الماء من حَلْقِها، و استعاره رؤْبة للمُنْتَفِخِ المُتَغَضِّب، فقال: یا أَیُّها الدّارِئُ كَالمنْكُوفِ، و المُتَشَكِّی مَغْلةَ المَحْجُوفِ جعل حِقْده الذی نفخه بمنزلة الورم الذی فی ظهر البعیر، و المَنْكُوفُ: الذی یَشْتَكی نَكَفَتَه، و هی أَصل اللِّهْزِمة. و أَدْرَأَتِ الناقةُ بضَرْعِها، و هی مُدْرِئ إذا اسْتَرْخَی ضَرعُها؛ و قیل: هو إذا أَنزلت اللبن عندَ النِّتاجِ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 75
و الدَّرْءُ، بالفتح: العَوَجُ فی القناة و العَصا و نحوها مما تَصْلُبُ و تَصْعُبُ إِقامتُه، و الجمع: دُروءٌ. قال الشاعر: إنَّ قَناتی من صَلِیباتِ القَنا، علی العِداةِ أَن یُقِیموا دَرْأَنا و فی الصحاح: الدَّرْءُ، بالفتح: العَوَجُ، فأَطْلَق. یقال: أَقمتُ دَرْءَ فلان أَی اعْوِجاجَه و شَعْبَه؛ قال المتلمس: و كُنَّا، إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا لَه مِن دَرْئِهِ، فَتَقَوَّما و من الناس مَن یظن هذا البیت للفرزدق، و لیس له، و بیت الفرزدق هو: و كنَّا، إذا الجبّار صعَّر خدّه، ضَرَبْناه تَحْتَ الأُنْثَیَیْنِ علی الكَرْدِ و كنی بالأُنثیین عن الأُذُنَینِ. و منه قولهم: بِئر ذاتُ دَرْءٍ، و هو الحَیْدُ. و دُرُوءُ الطریقِ: كُسُورُه و أَخاقِیقُه، و طرِیقٌ ذُو دُروءٍ، علی فُعُولٍ: أَی ذُو كُسورٍ و حَدَبٍ و جِرفَةٍ. و الدَّرْءُ: نادِرٌ. یَنْدُرُ من الجبلِ، و جمعه دُروءٌ. و درأَ الشی‌ءَ بالشی‌ءِ «2»: جعله له رِدْءًا. و أَرْدَأَهُ: أَعانه. و یقال: دَرَأْتُ له وِسادَةً إذا بَسَطْتَها. و دَرَأْتُ وضِینَ البعیرِ إذا بَسَطْتَه علی الأَرضِ ثم أَبْرَكْته علیه لِتَشُدَّه به، و قد دَرَأْتُ فلاناً الوَضینَ «3» علی البعیر و دارَیْتُه، و منه قول المُثَقِّبِ العَبْدِی: تقُول، إذا دَرأْتُ لها وَضِینی: أَ هذا دِینُه أَبَداً و دِینی؟ قال شمر: دَرَأْتُ عن البعیر الحَقَبَ: دَفَعْتُه أَی أَخَّرْته عنه؛ قال أَبو منصور: و الصواب فیه ما ذكرناه من بَسَطْتُه علی الأَرض و أَنَخْتُها علیه. و تَدَرَّأَ القومُ: تعاوَنُوا «4». و دَرَأَ الحائطَ ببناءٍ: أَلزَقَه به. و دَرَأَه بحجر: رماه، كرَدَأَه؛ و قول الهذلی: و بالتَّرْك قَدْ دَمَّها نَیُّها، و ذاتُ المُدارَأَة العائطُ المَدْمُومةُ: المَطْلِیّةُ، كأَنها طُلِیَتْ بشَحْمٍ. و ذاتُ المُدارَأَةِ: هی الشَّدِیدةُ النفس، فهی تَدْرَأُ. و یروی: و ذاتُ المُداراةِ و العائطُ قال: و هذا یدل علی أَن الهمز و ترك الهمز جائز.

دفأ؛ ج1، ص: 75

: الدِّفْ‌ءُ و الدَّفَأُ: نَقِیضُ حِدّةِ البَرْدِ، و الجمع أَدْفاء. قال ثعلبة بن عبید العدوِی: فَلَمَّا انْقضَی صِرُّ الشِّتاءِ، و آنَسَتْ، مِنَ الصَّیْفِ، أَدْفاءَ السُّخُونةِ فی الأَرْضِ و الدَّفَأُ، مهموز مقصور: هو الدِّف‌ءُ نفسه، إلَّا أَنَّ
(2). قوله [و درأ الشی‌ء بالشی‌ء إلخ] سهو من وجهین الأَول: أن قوله و أردأه أعانه لیس من هذه المادة. الثانی: أن قوله و درأ الشی‌ء إلخ صوابه و ردأ كما هو نص المحكم و سیأتی فی ردأ و لمجاورة ردأ لدرأ. فیه سبقة النظر إلیه و كتبه المؤلف هنا سهواً. (3). قوله [و قد درأت فلاناً الوضین] كذا فی النسخ و التهذیب. (4). قوله [و تدرأ القوم إلخ] الذی فی المحكم فی مادة ردأ ترادأ القوم تعاونوا و ردأ الحائط ببناء ألزقه به و ردأه بحجر رماه كرداه فطغا قلمه لمجاوة ردأَ لدرأَ فسبحان من لا یسهو و لا یغتر بمن قلد اللسان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 76
الدِّفْ‌ءَ «1» كأَنه اسم شِبْه الظِّمْ‌ء، و الدَّفَأُ شِبه الظَّمَإِ. و الدَّفاء، مَمدود: مصدر دَفِئْتُ من البرد دَفاءً؛ و الوَطَاء: الاسم من الفِراش الوَطِی‌ء، و الكَفاء: هو الكُفْ‌ءُ مثل كِفاء البیت؛ و نعجة بها حَثاء إذا أَرادت الفحل؛ و جئتك بالهَواء و اللّواء أَی بكل شی‌ء؛ و الفَلاء: فَلاء الشَعر و أَخذك ما فیه، كلمة ممدودة. و یكون الدِّفْ‌ءُ: السُّخونَة؛ و قد دَفِئَ دَفاءةً مثل كَرِهَ كَراهةً و دَفَأً مثل ظَمِئَ ظَمَأً؛ و دَفُؤَ و تَدَفَّأَ و ادَّفأَ و اسْتَدْفَأَ. و أَدْفَأَه: أَلْبَسه ما یُدْفئه؛ و یقال: ادَّفَیْتُ و اسْتَدْفَیْتُ أَی لبست ما یُدْفئُنی، و هذا علی لغة من یترك الهمز، و الاسم الدِّفْ‌ءُ، بالكسر، و هو الشی‌ء الذی یُدْفئُك، و الجمع الأَدْفاءُ. تقول: ما علیه دِفْ‌ءٌ لأَنه اسم، و لا تقل ما علیه دَفاءةٌ لأنه مصدر؛ و تقول: اقْعُد فی دِفْ‌ءِ هذا الحائطِ أَی كِنِّه. و رجل دَفِئٌ، علی فَعِلٍ، إذا لبس ما یُدْفِئه: و الدِّفاءُ: ما اسْتُدْفِئَ به. و حكی اللحیانی: أَنه سمع أَبا الدینار یحدّث عن أَعرابیة أَنها قالت: الصِّلاءَ و الدِّفاءَ، نصبَتْ علی الإِغْراء أَو الأَمْرِ. و رجل دَفْآنُ: مُسْتَدْفِئٌ، و الأُنثی دَفْأَی، و جمعهما معاً دِفاءٌ. و الدَّفِئُ كالدَّفآن، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: یَبیتُ أَبُو لَیْلی دَفِیئاً، و ضَیفُه، مِن القُرِّ، یُضْحِی مُسْتَخِفّاً خَصائِلُه و ما كان الرجل دَفَآنَ، و لقد دَفِئَ. و ما كان البیتُ دفِیئاً، و لقد دَفُؤَ. و منزل دَفِی‌ءٌ علی فَعِیل، و غُرْفةٌ دَفِیئةٌ، و یوم دَفِی‌ءٌ، و لیلة دَفِیئةٌ، و بَلدة دَفِیئةٌ، و ثَوب دَفِی‌ءٌ، كل ذلك علی فَعِیلٍ و فَعِیلةٍ: یُدْفِئُكَ. و أَدْفأَهُ الثوبُ و تَدَفَّأَ هو بالثوب و اسْتَدْفَأَ به و ادَّفَأَ به، و هو افْتعل، أَی لبس ما یُدْفِئه. الأَصمعی: ثَوْبٌ ذُو دَفْ‌ءٍ و دَفاءَةٍ. و دَفُؤَتْ لَیْلَتُنا. و الدَفْأَةُ: الذَّرَی تَسْتَدْفِئُ بهِ من الرِّیح. و أَرضٌ مَدْفَأَةٌ: ذاتُ دُفْ‌ءٍ. قال ساعدة یصف غزالًا: یَقْرُوا أَبارِقَه، و یَدْنُو، تارةً بمَدافِئٍ منه، بهنَّ الحُلَّبُ قال: و أُرَی الدَّفِئَ مقصوراً لُغةً. و‌فی خبر أَبی العارم: فیها من الأَرْطَی و النِّقارِ الدَّفِئة «2» كذا حكاه ابن الأَعرابی مقصوراً. قال المؤرج: أَدْفَأْتُ الرجلَ إدفاءً إذا أَعْطیْته عَطاءً كثیراً. و الدِّفْ‌ءُ: العَطِیَّة. و أَدْفَأْتُ القومَ أَی جَمَعْتُهم حتی اجْتَمَعُوا. و الإِدفاءُ: القَتل، فی لغة بعض العرب. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بأَسِیرٍ یُرْعَد، فقال لقَوْمٍ: اذْهَبُوا به فأَدْفُوهُ، فَذهبوا به فقتلوه، فَوداهُ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم؛ أَراد الإِدْفَاء من الدِّفْ‌ءِ، و أَن یُدفَأَ بثوب، فَحَسِبُوه بمعنی القتل فی لغة أَهل الیمن؛ و أَراد أَدْفِئوه، بالهمز، فَخَفَّفه بحذف الهمزة. و هو تخفیف شاذ، كقولهم: لا هَناكَ المَرْتَعُ، و تخفیفه القیاسی أَن تُجعل الهمزةُ بین بین لا أَن تُحْذَفَ،
(1). قوله [إلا أنّ الدف‌ء إلی قوله و یكون الدف‌ء] كذا فی النسخ و نقر عنه فلعلك تظفر بأصله. (2). قوله [الدفئة] أی علی فعلة بفتح فكسر كما فی مادة نقر من المحكم فما وقع فی تلك المادة من اللسان الدفئیة علی فعلیة خطأ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 77
فارتكب الشذوذ لأَن الهمز لیس من لغة قریش. فأَمَّا القتل فیقال فیه: أَدْفَأْتُ الجَرِیحَ و دافَأْتُه و دَفَوْتُه و دَافَیْتُه و دافَفتُه: إذا أَجْهَزْتَ علیه. و إبل مُدَفَّأَةٌ و مُدْفأَةٌ: كثیرةُ الأَوْبار و الشُّحوم یُدْفِئها أَوْبارُها؛ و مُدْفِئةٌ و مُدَفِّئةٌ: كثیرةٌ، یُدفِئُ بعضُها بعضاً بأَنفاسها. و المُدْفآت: جمع المُدْفأَةِ، و أَنشد للشماخ: و كیفَ یَضِیعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، علی أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِیعِ و قال ثعلب: إبلٌ مُدْفَأَةٌ، مخففة الفاء: كثیرة الأَوبار، و مُدْفِئةٌ، مخففة الفاء أَیضاً، إذا كانت كثیرة. و الدَّفَئِیَّةُ: المِیرةُ تُحْمَل فی قُبُلِ الصَیْفِ، و هی المیرةُ الثالثة، لأَن أَوَّل المِیرةِ الرِّبْعِیَّةُ ثم الصَّیفِیَّةُ ثم الدَّفَئیَّةُ ثم الرَّمَضِیَّةُ، و هی التی تأتی حین تَحْترِقُ الأَرض. قال أَبو زید: كل مِیرة یَمْتارُونها قَبْل الصیف فهی دَفَئِیَّةٌ مثال عَجَمِیَّةٍ؛ قال و كذلك النِّتاجُ. قال: و أَوَّلُ الدَّفَئِیِّ وقوع الجَبْهة، و آخره الصَّرْفة. و الدَّفَئِیُّ مثال العَجَمِیِّ: المطر بعد أَن یَشتَدّ الحر. و قال ثعلب: و هو إذا قاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ. و فی الصحاح: الدَّفَئِیُّ مثال العَجَمِیِّ: المَطَر الذی یكون بعد الرَّبیع قبل الصیف حِینَ تذهب الكَمأَةُ، و لا یَبقَی فی الأَرض منها شی‌ءٌ، و كذلك الدَّثَئِیُّ و الدَّفَئِیُّ: نِتاجُ الغنم آخِر الشتاء، و قیل: أَیَّ وقت كان. و الدِّفْ‌ءُ: ما أَدْفأَ من أَصواف الغنم و أَوبار الإِبل، عن ثعلب. و الدِّفْ‌ءُ: نِتاجُ الإِبل و أَوبارُها و أَلبانها و الانتفاع بها، و فی الصحاح: و ما ینتفع به منها. و فی التنزیل العزیز: [لَكُمْ فِیهٰا دِفْ‌ءٌ وَ مَنٰافِعُ]. قال الفرَّاء: الدِّفْ‌ءُ كتب فی المصاحف بالدال و الفاء، و إن كتبت بواو فی الرفع و یاءٍ فی الخفض و أَلف فی النصب كان صواباً، و ذلك علی ترك الهمز و نقل إعراب الهمز إلی الحروف التی قبلها. قال: و الدِّفْ‌ءُ: ما انتُفِعَ به من أَوْبارِها و أَشْعارِها و أَصوافِها؛ أَراد: ما یَلبَسُون منها و یبتنون. و‌روی عن ابن عباس رضی اللّه عنهما فی قوله تعالی: لَكُمْ فِیهٰا دِفْ‌ءٌ وَ مَنٰافِعُ، قال: نَسْلُ كلّ دابة.و قال غیره: الدِّفْ‌ءُ عند العَرَب: نتاجُ الإِبل و أَلبانُها و الانتفاع بها. و‌فی الحدیث: لَنا من دِفْئهِم و صِرامِهم ما سَلَّمُوا بالمِیثاقِ‌أَی إبِلِهم و غَنَمِهم. الدِّفْ‌ءُ: نِتاجُ الإِبل و ما یُنْتَفَع به منها، سماها دِفْأً لأَنها یُتخذ من أَوْبارها و أَصْوافِها ما یُسْتَدْفأُ به. و أَدفأَتِ الإِبلُ علی مائة: زادت. و الدَّفَأُ: الحنَأُ كالدَّنَإِ. رجل أَدْفَأُ و امرأَة دَفْأَی. و فُلان فیه دَفَأٌ أَی انحِناءٌ. و فلان أَدْفَی، بغیر همز، فیه انحِناءٌ. و‌فی حدیث الدَّجّالِ: فیه دَفَأ، كذا حكاه الهروی فی الغریبین، مهموزاً، و بذلك فسره، و قد ورد مقصوراً أَیضاً و سنذكره.

دكأ؛ ج1، ص: 77

: المُداكأَةُ: المُدافَعةُ. دَاكَأْتُ القومَ مُداكأَةً: دَافَعْتُهم و زاحَمْتُهم. و قد تَداكَؤُوا علیه: تَزاحَمُوا. قال ابن مقبل: و قَرَّبُوا كلَّ صِهْمیمٍ مَناكِبُه، إذا تَدَاكَأَ منه دَفعُه شَنَفا أَبو الهیثم: الصِّهْمِیمُ من الرّجال و الجِمال إذا كان حَمیَّ الأَنْفِ أَبِیّاً شدِیدَ النَّفْسِ بطِی‌ءَ الانْكِسارِ. و تَداكَأَ تَداكُؤاً: تَدافَع. و دَفْعه سَیْرُه. و یقال: دَاكأَتْ علیه الدُّیون.
لسان العرب، ج‌1، ص: 78‌

دنأ؛ ج1، ص: 78

: الدَّنی‌ءُ، من الرجال: الخَسیس، الدُّونُ، الخَبِیثُ البطن و الفَرْجِ، الماجِنُ. و قیل: الدَّقیقُ، الحَقیرُ، و الجمع: أَدْنِیاءُ و دُنَآءُ. و قد دَنَأَ یَدْنَأُ دَناءةً فهو دَانِئٌ: خَبُثَ. و دَنُؤَ دَنَاءةً و دُنُوءةً: صارَ دَنیئاً لا خَیْرَ فیه، و سَفُلَ فی فعْله، و مَجُنَ. و أَدنأَ: ركِب أَمراً دنیئاً. و الدَّنَأُ: الحَدَبُ. و الأَدْنأُ: الأَحْدَبُ. و رجُل أَجْنَأُ و أَدْنَأُ و أَقْعَسُ بمعنی واحد. و إنه لدَانِئٌ: خَبیثٌ. و رجل أَدْنَأُ: أَجْنَأُ الظَّهر. و قد دَنِئَ دَنَأً. و الدَّنیئة: النَّقیصةُ. و یقال: ما كنتَ یا فلانُ دَنِیئاً، و لقد دَنُؤْتَ تَدْنُؤُ دَناءةً، مصدره مهموز. و یقال: ما یَزْدادُ منا إلَّا قُرْباً و دَناوةً، فُرِق بین مصدر دَنأَ و مصدر دنا بجعل مصدر دَنا دَناوةً و مصدر دَنأَ دناءةً كما تری. ابن السكیت، یقال: لقد دَنَأْتَ تَدْنَأُ أَی سفَلْتَ فی فِعْلِك و مَجُنْتَ. و قال اللّه تعالی: أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدْنیٰ بِالَّذِی هُوَ خَیْرٌ، قال الفرّاء: هو من الدَّناءَةِ. و العرب تَقول: إنه لَدَنِیٌّ فی الأُمور، غیر مهموز، یَتَّبعُ خِساسَها و أَصاغِرها. و كان زُهیر الفروی یهمز أَ تَستبدلون الذی هو أَدْنأُ بالذی هو خیر. قال الفرَّاء: و لم نر العرب تهمز أَدنأَ إذا كان من الخِسَّة، و هم فی ذلك یقولون: إنه لدانِئٌ خَبیثٌ، فیهمزون. قال: و أَنشدنی بعض بنی كلاب: باسِلة الوَقْعِ، سَرابِیلُها بِیضٌ إلی دانِئِها الظاهِرِ و قال فی كتاب المَصادِرِ: دَنُؤَ الرَّجلُ یَدْنُؤُ دُنُوءًا و دَناءَةً إذا كان ماجناً. و قال الزجاج: معنی قوله أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدْنیٰ، غیر مهموز، أَی أَقْرَبُ، و معنی أَقربُ أَقَلُّ قِیمةً كما یقال ثوب مُقارِبٌ، فأَما الخَسِیسُ، فاللغة فیه دَنُؤَ دناءَةً، و هو دَنِی‌ءٌ، بالهمز، و هو أَدْنَأُ منه. قال أَبو منصور: أَهل اللغة لا یهمزون دنُوَ فی باب الخِسَّة، و إنما یهمزونه فی باب المُجُونِ و الخُبْثِ. و قال أَبو زید فی النوادر: رجل دَنِی‌ءٌ من قَومٍ أَدْنِئاءَ، و قد دَنُؤَ دَناءَةً، و هو الخَبیثُ البَطْنِ و الفَرْجِ. و رَجل دَنیٌّ من قَوْمِ أَدْنِیاءَ، و قد دَنا یَدْنأُ و دَنُوَ یَدْنُو دُنُوًّا، و هو الضَّعِیفُ الخَسِیسُ الذی لا غَنَاء عنده، المُقصِّر فی كل ما أَخَذ فیه. و أَنشد: فَلا و أَبِیكَ، ما خُلُقِی بِوعْرٍ و لا أَنا بالدَّنِیِّ، و لا المُدَنِّی و قال أَبو زید فی كتاب الهمز: دَنَأَ الرَّجل یَدْنَأُ دناءَةً و دَنُؤَ یَدْنُؤُ دُنُوءاً إذا كان دَنِیئاً لا خَیْر فیه. و قال اللحیانی: رجل دَنِی‌ءٌ و دانِئٌ، و هو الخبیث البَطن و الفرج، الماجِن، من قوم أَدْنِئاءَ، اللام مهموزة. قال: و یقال للخسیس: إنه لدَنِیٌّ من أَدْنِیاءَ، بغیر همز. قال الأَزهری: و الذی قاله أَبو زید و اللحیانی و ابن السكیت هو الصحیح، و الذی قاله الزجاج غیر محفوظ.

دهدأ؛ ج1، ص: 78

: أَبو زید: ما أَدری أَیُّ الدَّهْدإ هو كقولك ما أَدری أَیُّ الطَّمْشِ هو، مهموز مقصور. و ضافَ رَجل رجلًا، فلم یَقْرِه و باتَ یُصلِّی و تركه جائعاً یَتَضَوَّرُ، فقال: تبِیتُ تُدَهْدِئُ القُرآنَ حَوْلِی، كأَنَّكَ، عِندَ رَأْسِی، عُقْرُبَانُ فهمز تُدَهْدئُ، و هو غیر مهموز.
لسان العرب، ج‌1، ص: 79‌

دوأ؛ ج1، ص: 79

: الداءُ: اسم جامع لكل مرَض و عَیْب فی الرجال ظاهر أَو باطن، حتی یقال: داءُ الشُّحِّ أَشدُّ الأَدْواءِ و منه قول المرأَة: كلُّ داءٍ له داءٌ، أَرادتْ: كلُّ عَیْبٍ فی الرجال فهو فیه. غیرُه: الداءُ: المَرَضُ، و الجمع أَدْواءٌ. و قد داءَ یَداءُ داءً علی مثال شاءَ یشاءُ إذا صارَ فی جَوْفِه الداءُ. و أَداءَ یُدِی‌ءُ و أَدْوَأَ: مَرِضَ و صارَ ذا داءٍ، الأَخیرة عن أَبی زید، فهو داءٌ. و رجل داءٌ، فَعِلٌ، عن سیبویه. و فی التهذیب: و رجلان داءانِ، و رجال أَدْواءٌ، و رجل دوًی، مقصور، مثل ضَنًی، و امرأَة داءَةٌ. التهذیب: و فی لغة أُخری: رجل دَیِّئٌ و امرأَةٌ دَیِّئةٌ، علی فَیْعِلٍ و فَیْعِلةٍ، و قد داءَ یَداءُ داءً و دَوْءًا؛ كلُّ ذلك یقال. قال: و دَوْءٌ أَصْوَبُ لأَنه یُحْمَلُ علی المصدر. و قد دِئْتَ یا رَجُلُ، و أَدَأْتَ، فأَنت مُدِی‌ءٌ. و أَدَأْتُه أَی أَصَبْتُه بداءٍ، یتعدی و لا یتعدّی. و داءَ الرجلُ إذا أَصابه الدَّاءُ. و أَداءَ الرجلُ یُدی‌ءُ إداءَةً: إذا اتَّهَمْتَه. و أَدْوَأَ: اتُّهِمَ و أَدْوَی بمعناه. أَبو زید: تقول للرجل إذا اتَّهمتَه: قد أَدَأْتَ إداءَةً و أَدْوَأْتَ إدْواءً. و یقال: فلان میت الداءِ، إذا كان لا یَحقِدُ علی من یُسِی‌ءُ إلیه. و قولهم: رَماه اللّه بِداءِ الذِّئب، قال ثعلب: داءُ الذئبِ الجُوعُ، و قوله: لا تَجْهَمِینا، أُمَّ عَمْرو، فإنما بِنا داءُ ظَبْیٍ، لم تَخُنْه عوامِلُهْ قال الأُموی: داءُ الظبی أَنه إذا أَراد أَن یَثِبَ مَكَث قلیلًا ثم وَثَب. قال، و قال أَبو عمرو: معناه لیس بِنا داءٌ، یقال به داءُ ظَبْیٍ، معناه لیس به داءٌ كما لا داءَ بالظَّبْیِ. قال أَبو عبیدة: و هذا أَحَبُّ إلیَّ. و فی الحدیث: و أَیُّ داءٍ أَدْوی من البخل، أَی أَیُّ عَیْب أَقْبَحُ منه. قال ابن الأَثیر: الصواب أَدْوَأُ من البُخْل، بالهمز، و لكن هكذا یروی، و سنذكره فی موضعه. و داءةُ موضع ببلاد هذیل.

فصل الذال المعجمة؛ ج1، ص: 79

ذأذأ؛ ج1، ص: 79

: الذَّأْذَاءُ و الذَّأْذَاءَة: الاضْطراب. و قد تذَأْذَأَ: مشی كذلك. أَبو عمرو: الذَّأْذَاءُ: زَجْرُ الحَلِیمِ السَّفِیهَ. و یقال: ذَأْذَأْتُه ذَأْذَأَةً: زَجَرْتُه.

ذرأ؛ ج1، ص: 79

: فی صفات اللّه، عز و جل، الذّارِئُ، و هو الذی ذَرَأَ الخَلْقَ أَی خَلَقَهم، و كذلك البارِئُ؛ قال اللّه، عز و جل: وَ لَقَدْ ذَرَأْنٰا لِجَهَنَّمَ كَثِیراً أَی خلقنا. و قال عز و جل: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً وَ مِنَ الْأَنْعٰامِ أَزْوٰاجاً یَذْرَؤُكُمْ فِیهِ. قال أَبو إسحاق: المعنی یَذرَؤُكم به أَی یُكثِّركم بجعله منكم و من الأَنعام أَزواجاً، و لذلك ذَكر الهاء فی فیه. و أَنشد الفرَّاء فیمن جعل فی بمعنی الباء، كأَنه قال یَذْرَؤُكم به: و أَرْغَبُ فیها عَن لَقِیطٍ و رَهْطِه، و لكِنَّنی عَنْ سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغَبُ و ذرَأَ اللّهُ الخَلْقَ یَذْرَؤُهُمْ ذَرْءاً: خَلَقَهم. و‌فی حدیث الدُّعاءِ: أَعوذ بكَلِمات اللّه التامّاتِ من شَرِّ ما خَلَقَ و ذرَأَ و بَرَأَ.و كأَنَّ الذَّرْءَ مُخْتَص بخَلْقِ الذّرِّیَّة. و‌فی حدیث عمر رضی اللّه عنه كَتب إلی خالِدٍ: و إِنِّی
لسان العرب، ج‌1، ص: 80
لأَظُنُّكم آل المُغِیرَةِ ذَرْءَ النار، یعنی خَلْقَها الذین خُلِقُوا لها. و یروی ذَرْوَ النار، بالواو، یعنی الذین یُفَرَّقُون فیها، من ذَرَتِ الریحُ الترابَ إذا فَرَّقَتْه. و قال ثعلب فی قوله تعالی: یَذْرَؤُكُمْ فِیهِ، معناه یُكَثِّرُكُمْ فیه أَی فی الخلق. قال: و الذُّرِّیَّة و الذِّرِّیَّةُ منه، و هی نَسْلُ الثَّقَلَیْن. قال: و كان ینبغی أَن تكون مهموزة فكثرت، فأُسقط الهمز، و تركت العرب همزها، و جمعها ذَراریُّ. و الذَّرْءُ: عَدَد الذُّرِّیَّة، تقول: أَنْمَی اللّه ذَرْأَكَ و ذَرْوَكَ أَی ذُرِّیَّتَكَ. قال ابن بری: جعل الجوهری الذُّرِّیة أَصلها ذُرِّیئة، بالهمز، فخُفِّفت همزتها، و أُلزِمَت التخفیف. قال: و وزن الذُّرِّیَّةِ، علی ما ذكره، فُعِّیلةٌ من ذَرَأَ اللّهُ الخلقَ، و تكون بمنزلة مُرِّیقةٍ، و هی الواحدة من العُصْفُر، و غیرُ الجوهری یجعل الذُّرِّیةَ فُعْلِیَّةً من الذَّرِّئ، و فُعْلُولةً، فیكون الأَصل ذُرُّورةً ثم قلبت الراء الأخیرة یاء لتقارب الأَمثال ثم قلبت الواو یاء و أُدغمت فی الیاء و كسر ما قبل الیاء فصار ذُرِّیةً. و الزَّرْعُ أَوَّلُ ما تَزْرَعُه یسمی الذَّرِی‌ءَ. و ذَرَأْنا الأرض: بَذَرْناها. و زَرْعٌ ذَرِی‌ءٌ، علی فَعِیل. و أُنشد لعُبَیْد اللّهِ بن عبد اللّهِ بن عُتْبَة بن مَسْعُود: شَقَقْتَ القَلبَ ثم ذَرَأْتَ فیه هَواكَ، فَلِیمَ، فالتْأَمَ الفُطُورُ و الصحیح ثم ذَرَیْتَ، غیر مهموز. و یروی ذَرَرْتَ. و أَصل لِیمَ لُئِمَ فترك الهمز لیصح الوزن. و الذَّرَأُ، بالتحریك: الشَّیب فی مُقدَّم الرأْس. و ذرِئَ رأْسُ فلان یَذْرَأُ إذا ابْیَضَّ. و قد علته ذُرْأَةٌ أَی شَیْبٌ. و الذُّرْأَة، بالضم: الشَّمَطُ. قال أَبو نُخَیْلةَ السَّعْدِی: و قد عَلَتْنی ذُرأَةٌ بادِی بَدِی، و رَثْیةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ بادِی بَدِی: أَی أَوّلَ كلِّ شی‌ء من بَدَأَ فتُركَ الهَمْز لكثرةِ الاستعمال و طَلَبِ التخفیف. و قد یجوز أَن یكون مِن بَدا یَبْدُو إذا ظهر. و الرَّثْیةُ: انْحِلالُ الرُّكَبِ و المَفاصِل. و قیل: هو أَوّلُ بَیاضِ الشَّیبِ. ذَرِئَ ذَرَأً، و هو أَذْرَأُ، و الأُنثی ذَرْآءُ. و ذَرِئَ شَعَرُه و ذَرَأَ، لُغَتانِ. قال أَبو محمد الفقعسی: قالَتْ سُلَیْمی: إنَّنی لا أَبْغِیهْ، أَراهُ شَیْخاً عارِیاً تَراقِیهْ مُحْمرَّةً مِنْ كِبَرٍ مآقِیهْ، مُقَوَّساً، قد ذَرِئَتْ مَجالِیهْ یَقْلِی الغَوانِی، و الغَوانِی تَقْلِیهْ هذا الرَّجَز فی الصحاح: رَأَیْنَ شَیْخاً ذَرِئَتْ مَجالِیهْ قال ابن بری: و صوابه كما أَنشدناه. و المَجالِی: ما یُرَی من الرَّأْس إذا اسْتُقْبِلَ الوَجْهُ، الواحد مَجْلًی، و هو مَوضِع الجَلا. و منه یقال: جَدْیٌ أَذْرَأُ و عَناقٌ ذَرْآءُ إذا كان فی رأْسها بیاض، و كَبْشٌ أَذْرَأُ و نَعْجةٌ ذَرْآءُ: فی رؤوسهما بیاض. و الذَّرْآءُ من المَعز: الرَّقْشاء الأُذُنَیْنِ و سائرُها أَسْوَدُ، و هو من شِیاتِ المعز دون الضأْن. و فرس أَذْرَأُ و جَدْیٌ أَذْرَأُ أَی أَرْقَش الأُذنین.
لسان العرب، ج‌1، ص: 81
و ملح ذَرْآنِیٌّ و ذَرَآنِیٌّ: شَدید البیاض، بتحریك الراء و تسكینها، و التثقیل أَجود، و هو مأْخوذ من الذُّرْأَةِ، و لا تقل أَنْذرانِیٌّ. و أَذْرَأَنِی فلان و أَشْكَعَنِی أَی أَغْضَبَنِی. و أَذْرَأَه، أَی أَغْضَبَه و أَوْلَعَه بالشی‌ءِ. أَبو زید: أَذْرَأْتُ الرجلَ بَصاحِبه إذْراءً إذا حَرَّشْتَه علیه و أَوْلَعْتَه به فَدَبَّرَ به. غیره: أَذْرَأْتُه أَی أَلجأْته. و حكی أَبو عبید أَذراه، بغیر همز، فردَّ ذلك علیه علیّ بن حمزة فقال: إنما هو أَذْرَأَه. و أَذْرَأَه أَیضاً: ذَعرَه. و بَلَغَنِی ذرْءٌ مِنْ خَبَرٍ أَی طَرَفٌ منه و لم یَتكامل. و قیل: هو الشی‌ءُ الیَسِیرُ مِنَ القَوْلِ. قال صخْر بن حَبْناء: أَتانِی، عن مُغِیرةَ، ذَرْءُ قَوْلٍ، و عن عیسَی، فقُلْتُ له: كَذاكا و أَذْرأَتِ الناقةُ، و هی مُذْرِئٌ: أَنْزلَت اللَّبنَ. قال الأَزهری: قال اللیث فی هذا الباب یقال: ذَرَأْتُ الوَضِینَ إذا بسَطْتَه علی الأَرض. قال أَبو منصور: و هذا تصحیف منكر، و الصواب دَرَأْتُ الوضِینَ إذا بَسَطْتَه علی الأَرض ثم أَنخْتَه علیه لتَشُدَّ علیه الرّحْلَ. و قد تقدَّم فی حرف الدال المهملة، و من قال ذَرَأْتُ بالذال المعجمة بهذا المعنی فقد صحَّف، و اللّه أَعلم.

ذمأ؛ ج1، ص: 81

: رأَیت فی بعض نسخ الصحاح ذَمَأَ علیه ذَمْأً: شقَّ علیه.

ذیأ؛ ج1، ص: 81

: تَذَیَّأَ الجُرْحُ و القُرْحةُ: تَقَطَّعت و فَسَدَتْ. و قیل: هو انْفصالُ اللَّحْم عن العَظْمِ بذَبْح أَو فساد. الأَصمعی: إذا فَسدت القُرْحةُ و تَقَطَّعت قیل قد تَذَیَّأَت تَذَیُّؤاً و تَهَذَّأَتْ تَهَذُّؤاً. و أَنشدَ شمر: تَذَیَّأَ منها الرأْسُ، حتَّی كأَنَّه، من الحَرِّ، فی نارٍ یَبِضُّ مَلِیلُها و تَذَیَّأَتِ القِرْبةُ: تقَطَّعت، و هو من ذلك. و فی الصحاح: ذَیَّأْتُ اللحمَ فَتَذَیَّأَ إذا أَنْضَجْتَه حتی یَسقُطَ عن عَظْمِه. و قد تَذَیَّأَ اللحم تَذَیُّؤاً إذا انفصل لحمُه عن العَظْم بفَساد أَو طَبْخ.

فصل الراء؛ ج1، ص: 81

رأرأ؛ ج1، ص: 81

: الرَّأْرأَةُ: تحرِیكُ الحَدَقةِ و تَحْدِیدُ النَّظَر. یقال: رَأْرَأَ رَأْرَأَةً. و رجلٌ رَأْرَأُ العَیْن، علی فَعْلَلٍ، و رَأْراءُ العین، المدُّ عن كراع: یُكْثِرُ تَقْلِیبَ حدَقَتَیْه. و هو یُرَأْرِئُ بعینیه. و رَأْرَأَتْ عیناه إذا كان یُدیرُهما. و رَأْرَأَتِ المرأَةُ بعینِها: بَرَّقَتْها. و امرأَةٌ رَأْرَأَةٌ و رَأْرأ و رأْراءٌ. التهذیب: رجل رَأْرَأ و امْرأَةٌ رأْراءٌ بغیر هاءٍ، ممدود. و قال: شِنظِیرةُ الأَخْلاقِ رَأْراءُ العَیْنْ و یقال: الرَّأْرَأةُ: تَقْلِیبُ الهَجُولِ عَیْنَیْها لطالِبِها. یقال: رَأْرَأَتْ، و جَحَظَتْ، و مَرْمَشَتْ «3» بعینیها. و رأَیته جاحِظاً مِرْماشاً. و رأْرَأَتِ الظِّباءُ بأَذْنابها و لأْلأَتْ إذا بَصْبَصَتْ. و الرَّأْراءُ: أُخْت تَمِیم بنِ مُرٍّ، سمیت بذلك، و أَدخلوا الأَلف و اللام لأَنهم جعلوها الشی‌ءَ بعَیْنِه كالحَرِث و العباس. و رَأْرَأَتِ المرأَةُ: نظرَتْ فی المِرْآةِ. و رَأْرَأَ السَّحابُ: لمَعَ، و هو دون اللَّمْحِ بالبصر. و رَأْرَأَ بالغنمِ رَأْرأَةً: مثل رَعْرَعَ رَعْرَعةً،
(3). و قوله [و مرمشت] كذا بالنسخ و لعله و رمشت لأَن المرماش بمعنی الرأراء ذكروه فی رمش اللهم إلا أن یكون استعمل هكذا شذوذاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 82
و طَرْطَبَ بها طَرطَبةً: دعاها، فقال لها: أَرّ أَرّ. و قیل: إرْ، و إنما قیاسُ هذا أَن یقال فیه: أَرْأَرَ، إلا أَن یكون شاذاً أَو مقلوباً. زاد الأَزهریّ: و هذا فی الضأْن و المعز. قال: و الرَّأْرأَةُ إشلاؤُكَها إلی الماء، و الطَّرْطَبةُ بالشفتین.

ربأ؛ ج1، ص: 82

: رَبَأَ القومَ یَرْبَؤُهم رَبْأً، و ربَأَ لهم: اطَّلَعَ لهم علی شَرَفٍ. و رَبأتُهم و ارْتَبأتُهم أَی رَقَبْتُهم، و ذلك إذا كنت لهم طَلِیعةً فوق شَرَفٍ. یقال رَبأَ لنا فلان و ارْتبأَ إذا اعْتانَ. و الرَّبِیئةُ: الطلیعةُ، و إنما أَنَّثوه لأَن الطَلِیعةَ یقال له العین إذ بعَیْنهِ ینْظُرُ و العین مؤَنثة. و إنما قیل له عَین لأَنه یَرْعی أُمُورهم و یَحْرُسُهم. و حكی سیبویه فی العین الذی هو الطَّلِیعة: أَنه یذكَّر و یؤَنث، فیقال رَبِی‌ءٌ و رَبِیئةٌ. فمن أَنّث فعلی الأَصل، و من ذكَّر فعلی أَنه قد نقل من الجزءِ إلی الكل، و الجمعُ: الرَّبایا. و‌فی الحدیث: مَثَلِی و مَثَلُكُم كرجلٍ ذهب یَربَأُ أَهلَه‌أَی یَحْفَظُهم من عَدُوِّهم. و الاسم: الرَّبِیئةُ، و هو العین و الطَّلِیعةُ الذی ینظر للقوم لئلا یَدْهَمَهُم عدُوّ، و لا یكون إلّا علی جبل أَو شَرَف ینظر منه. و ارْتَبَأْتُ الجبلَ: صَعِدْتُه. و المِرْبَأُ و المَرْبأُ، موضع الرَّبِیئةِ. التهذیب: الرَّبیئة: عَین القوم الذی یَربَأُ لهم فوقَ مِرْبَإٍ من الأَرَض، و یَرْتَبِئُ أَی یقُوم هنالك. و المَرْبَاءُ: المَرْقَاة. عن ابن الأَعرابی، هكذا حكاه بالمدّ و فتح أَوله، و أَنشد: كأَنَّها صَقْعاءُ فی مَرْبَائِها قال ثعلب: كسرُ مرباءَ أَجود و فَتحُه لم یأْت مِثله. و رَبَأَ و ارْتَبَأَ: أَشرف. و قال غَیْلانُ الرَّبعی: قد أَغْتَدِی، و الطیر فَوْقَ الأَصْواءْ، مُرْتَبِئاتٍ، فَوْقَ أَعْلی العَلْیَاءْ و مَرْبَأَةُ البازِی: مَنارةٌ یَرْبَأُ علیها، و قد خفف الراجز همزها فقال: باتَ، عَلَی مَرْباتِه، مُقَیَّدا و مَرْبأَةُ البازی، الموضِعُ الذی یُشرِفُ علیه. و رَابَأَهم: حارَسَهم. و رَابَأْتُ فلاناً إذا حارَسْتَه و حارَسَكَ. و رَابأَ الشی‌ءَ: راقَبَه. و المَرْبَأَةُ: المَرْقَبةُ، و كذلك المَرْبَأُ و المُرْتَبَأُ. و منه قیل لمكان البازی الذی یَقِفُ فیه: مَرْبَأٌ. و یقال: أرض لا رِباءَ فیها و لا وِطاءَ، ممدودان. و رَبَأْتُ المرأَة و ارْتَبَأْتُها أَی عَلَوْتُها. وَ رَبَأْتُ بِك عن كذا و كذا أَرْبَأُ رَبْأً: رَفَعْتُكَ. و رَبَأْتُ بك أَرْفَعَ الأَمرِ: رَفَعْتك، هذه عن ابن جنی. و یقال: إنِّی لأَرْبَأُ بك عن ذلك الأَمْرِ أَی أَرْفَعُكَ عنه. و یقال: ما عَرَفْت فلاناً حتی أَرْبَأَ لِی أَی أَشْرَفَ لی. و رابَأْتُ الشی‌ء و رَابَأْتُ فلاناً: حَذِرْته و اتَّقَیْتُه. و رَابَأَ الرجلَ: اتَّقاه، و قال البَعِیثُ: فَرَابَأْتُ، و اسْتتْمَمْتُ حَبْلًا عَقَدْته إلی عَظَماتٍ، مَنْعُها الجارَ مُحْكَمُ و رَبَأَتِ الأَرضُ رَباءً: زكَتْ و ارْتَفَعَتْ. و قُرِئَ: فإذا أَنْزَلْنا عَلَیها الماء اهْتَزَّتْ و رَبَأَتْ أَی ارْتَفَعَتْ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 83
و قال الزجاج: ذلك لأَنَّ النَّبت إذا هَمَّ أَن یَظْهَرَ ارْتَفَعَتْ له الأَرضُ. و فَعَلَ به فِعْلًا ما رَبَأَ رَبْأَه أَی ما علم و لا شَعَرَ به و لا تَهیَّأَ له و لا أَخَذَ أُهْبَته و لا أَبَهَ لَه و لا اكْتَرَثَ له. و یقال: ما رَبَأْتُ رَبْأَه و ما مَأَنْتُ مَأْنَه أَی لم أُبالِ به و لم أَحتَفِل له. و رَبَؤُوا له: جَمَعوا له من كل طعام، لبنٍ و تَمْر و غیره. و جاءَ یَرْبَأُ فی مِشْیَته أَی یَتَثاقَل.

رتأ؛ ج1، ص: 83

: رَتَأَ العُقْدةَ رَتْأً: شَدَّها. ابن شمیل، یقال: ما رَتَأَ كَبِدَه الیومَ بِطعامٍ أَی ما أَكل شیئاً یَهْجَأُ به جُوعُه، و لا یقال رَتَأَ إلَّا فی الكَبِد. و یقال: رَتأَها یَرْتَؤُها رتْأً، بالهمز.

رثأ؛ ج1، ص: 83

: الرَّثیِئةُ: اللَبنُ الحامِضُ یُحْلَب علیه فَیَخْثُر. قال اللحیانی: الرَّثِیئة، مهموزة: أَن تَحْلُب حَلیباً علی حامِضٍ فَیَرُوبَ و یَغْلُظَ، أَو تَصُبَّ حَلِیباً علی لبن حامِضٍ، فَتَجْدَحَه بالمِجْدَحةِ حتی یَغْلُظَ. قال أَبو منصور: و سمعت أَعرابیّاً من بنی مُضَرِّس یقول لخادِمٍ له: ارْثَأْ لی لُبَیْنَةً أَشْرَبها. و قد ارْتَثَأْتُ أَنا رَثِیئةً إذا شَرِبْتَها. و رَثأَه یَرْثَؤُه رَثْأً: خَلَطه. و قیل: رَثَأَه: صَیَّره رَثِیئَةً. و أَرْثَأَ اللبَنُ: خَثُر، فی بعض اللغات. و رَثَأَ القومَ و رَثَأَ لهم: عَمِلَ لهم رَثِیئَةً. و یقال فی المثَل: الرَّثِیئَةُ تَفْثأُ الغضَبَ أَی تَكْسِرُهُ و تُذْهِبُه. و‌فی حدیث عمرو بن معدیكرب: و أَشْرَبُ التِّینَ مع اللَّبَنِ رَثِیئَةً أَو صَرِیفاً.الرَّثِیئَةُ: اللبَنُ الحَلِیبُ یُصَبُّ علیه اللبنُ الحامِضُ فَیَرُوبُ من ساعَتِه. و‌فی حدیثِ زیادٍ: لَهُوَ أَشْهَی إلیَّ مِن رَثِیئَةٍ فُثِئَتْ بسُلالةِ ثَغَبٍ «1» فی یَوْمٍ شدِیدِ الوَدِیقةِ.و رَثَؤُوا رأْیَهم رَثْأً: خَلَطُوه. و ارْتَثَأَ علیهم أَمْرُهم: اخْتَلَطَ. و هم یَرْتَثِئُون أَمْرَهم: أُخِذ من الرَّثِیئةِ و هو اللبَّن المُخْتَلِطُ، و هم یَرْثَؤُون رَأْیَهم رَثْأً أَی یَخْلِطُون. و ارْتَثأَ فلان فی رَأْیه أَی خَلَّطَ. و الرَّثْأَةُ: قِلَّةُ «2» الفِطْنةِ و ضَعْف الفُؤَادِ. و رجلٌ مَرْثُوءٌ: ضَعِیفُ الفُؤَادِ قَلِیلُ الفِطنْةِ؛ و به رَثْأَةٌ. و قال اللحیانی: قیل لأَبی الجَرّاح: كیفَ أَصْبَحْتَ؟ فقال: أَصْبَحْتُ مَرْثُوءًا مَوْثُوءًا، فجعله اللحیانی من الاخْتِلاط و إنما هو من الضَّعْف. و الرَّثِیئةُ: الحُمق، عن ثعلب. و الرُثْأَةُ: الرُقْطةُ. كبش أَرْثَأُ و نعجة رَثْآءُ. وَ رَثَأْتُ الرَّجلَ رَثْأً: مَدَحْتُه بعد موته، لغة فی رَثَیْتُه. و رَثَأَتِ المرأَةُ زوجها، كذلك؛ و هی المَرْثِئَةُ. و قالت امرأَة من العرب: رَثَأْتُ زَوْجی بأَبیات، و هَمَزَتْ، أَرادت رَثَیْتُه. قال الجوهری: و أَصله غیر مهموز. قال الفرّاء: و هذا من المرأَة علی التوهم لأَنها رأَتهم یقولون: رثَأْتُ اللبن فَظَنَّتْ أَنَّ المَرْثِیةَ منها.

رجأ؛ ج1، ص: 83

: أَرْجَأَ الأَمرَ: أَخَّرَه، و تركُ الهَمْز لغة. ابن السكیت: أَرْجَأْت الأَمْرَ و أَرْجَیْتُه إذا أَخَّرْتَه. و قُرِئَ: أَرْجِهْ* و أَرْجِئْهُ. و قوله تعالی: تُرْجِئُ مَنْ تَشاءُ منهنّ و تُؤْوِی إِلَیْكَ مَنْ تَشٰاءُ. قال
(1). قوله [بسلالة ثغب] كذا هو فی النهایة، و أورده فی ث غ ب بسلالة من ماء ثغب. (2). قوله [و الرَّثْأَةُ قلة] أثبتها شارح القاموس نقلًا عن أمهات اللغة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 84
الزجاج: هذا مما خَصَّ اللّه تعالی به نَبِیَّه محمداً صلی اللّه علیه و سلم، فكان له أَن یُؤَخِّرَ مَنْ یَشاءُ مِن نِسائه، و لیس ذلك لغیره من أُمته، و له أَن یَرُدَّ مَنْ أَخَّر إلی فِراشِه. و قُرِئَ تُرْجِی، بغیر همز، و الهَمزُ أَجْودُ. قال: و أُرَی تُرْجِی، مخففاً من تُرْجِئُ لِمَكان تُؤْوِی. و قُرِئَ: و آخَرُون مُرْجَؤُون لأَمْرِ اللّه أَی مُؤَخَّرون لأَمر اللّه حتی یُنْزِلَ اللّهُ فیهم ما یُرِید. و‌فی حدیث تَوْبةِ كَعْب بن مالك: و أَرْجَأَ رسولُ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، أَمْرَنا‌أَی أَخَّرَه. و الإِرْجاءُ: التأْخیر، مهموز. و منه سمیت المُرجِئةُ مثال المُرْجِعَةِ. یقال: رَجلٌ مُرْجِئٌ مثال مُرْجِعٍ، و النسبة إلیه مُرْجِئِیٌّ مثال مُرْجِعِیٍّ. هذا إذا همزت، فإذا لم تهمز قلت: رَجلٌ مُرْجٍ مثال مُعْطٍ، و هم المُرْجِیَّة، بالتشدید، لأَن بعض العرب یقول: أَرْجَیْتُ و أَخْطَیْت و تَوَضَّیْتُ، فلا یَهْمِز. و قیل: مَن لم یَهمز فالنسبة إلیه مُرْجِیٌّ. و المُرْجِئَةُ: صِنْفٌ من المسلمین یقولون: الإِیمانُ قَوْلٌ بلا عَمَل، كأَنهم قدّمُوا القَوْلَ و أَرْجَؤُوا العمل أَی أَخَّروه، لأَنهم یرون أَنهم لو لم یُصلُّوا و لم یَصُومُوا لنَجَّاهم إیمانهم. قال ابن بری قول الجوهری: هُمُ المُرْجِیَّة، بالتشدید، إن أَراد به أَنهم منسوبون إلی المُرْجِیَة، بتخفیف الیاء، فهو صحیح، و إن أَراد به الطائفة نفسها، فلا یجوز فیه تشدید الیاء إنما یكون ذلك فی المنسوب إلی هذه الطائفة. قال: و كذلك ینبغی أَن یقال: رجلٌ مُرْجِئِیٌّ و مُرْجِیٌّ فی النسب إلی المُرْجئةِ و المُرْجِیةِ. قال ابن الأَثیر: ورد فی الحدیث ذكر المُرْجِئةِ، و هم فِرْقةٌ من فِرَق الإِسلام یَعْتقدون أَنه لا یَضُرُّ مع الإِیمان مَعْصِیة، كما أَنه لا ینفع مع الكفر طاعة. سموا مُرْجِئَةً لأَنّ اللّهَ أَرْجَأَ تعذیبَهم علی المعاصی أَی أَخَّرَه عنهم. (قلت): و لو قال ابن الأَثیر هنا: سموا مرجئة لأَنهم یعتقدون أَن اللّه أَرْجَأَ تعذیبهم علی المعاصی كان أَجود. و‌قول ابن عباس رضی اللّه عنهما: أَ لا تری أَنهم یَتَبایعون الذهبَ بالذهب و الطعامَ مُرْجًی‌أَی مؤَجَّلًا مُؤَخراً، یهمز و لا یهمز، نذكره فی المعتل. و أَرْجَأَتِ الناقةُ: دنا نِتاجُها، یهمز و لا یهمز. و قال أَبو عمرو: هو مهموز، و أَنشد لذی الرُّمَّةِ یصِفُ بیضة: نَتُوجٍ، و لم تُقْرِفْ لِما یُمْتنَی له، إذا أَرْجَأَتْ ماتَتْ، و حَیَّ سَلِیلُها و یروی إذا نُتِجَتْ. أَبو عمرو: أَرْجَأَتِ الحامِلُ إذا دنَتْ أَن تُخرِجَ ولَدَها، فهی مُرْجِئٌ و مُرْجِئةٌ. و خرجنا إلی الصید فأَرْجَأْنَا كأَرْجَیْنَا أَی لم نُصِبْ شیئاً.

ردأ؛ ج1، ص: 84

: رَدأَ الشی‌ءَ بالشی‌ءِ: جعَله له رِدْءًا. و أَرْدأَهُ: أَعانَه. و تَرَادَأَ القومُ: تعاونوا. و أَرْدَأْتُه بنفسی إذا كنت له رِدْءًا، و هو العَوْنُ. قال اللّه تعالی: فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنِی. و فلان رِدْءٌ لفلان أَی یَنْصُرُه و یَشُدُّ ظهره. و قال اللیث: تقول رَدَأْتُ فلاناً بكذا و كذا أَی جعلْته قُوَّةً له و عِماداً كالحائط تَرْدَؤُه من بناءٍ تُلزِقُه به. و تقول: أَرْدَأْت فلاناً أَی رَدَأْتُه و صِرْتُ له رِدْءًا أَی مُعِیناً. و تَرَادَؤُوا أَی تعاوَنُوا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 85
و الرِّدْءُ المُعینُ. و‌فی وصیة عُمر رضی اللّه عنه، عند مَوته: و أُوصیه بأَهل الأَمصار خیراً، فإنهم رِدْءُ الإِسلامِ و جُباةُ المالِ.الرِّدْءُ: العَوْنُ و الناصِرُ. وَ رَدَأَ الحائطَ بِبِناءٍ، أَلزَقَه به. وَ رَدَأَه بحَجر: رَماه كَرَداه. و المِرْدَاةُ: الحَجر الذی لا یكاد الرجل الضابِطُ یَرْفَعُه بیدیه؛ تذكر فی موضعها. ابن شمیل: رَدَأْتُ الحائطَ أَرْدَؤُه إذا دَعَمْتَه بخَشَب أَو كَبْش یَدفَعُه أَن یَسْقُطَ. و قال ابن یونس: أَرْدَأْتُ الحائطَ بهذا المعنی. و هذا شی‌ءٌ رَدِی‌ءٌ بیِّن الرَّداءَةِ، و لا تقل رَداوةً. و الرَّدِی‌ءُ: المُنكَرُ المَكْروه. وَ رَدُؤَ الشی‌ءُ یَرْدُؤُ رَدَاءَةً فهو رَدِی‌ءٌ: فَسَد، فهو فاسدٌ. و رجلٌ رَدِی‌ءٌ: كذلك، من قومٍ أَرْدِئاءَ، بهمزتین. عن اللحیانی وحده. و أَرْدَأْته: أَفْسَدْته. و أَرْدَأَ الرجلُ: فعل شیئاً رَدیئاً أَو أَصابَه. و أَرْدَأْتُ الشی‌ءَ: جعلته رَدِیئاً. و رَدَأْتُه أَی أَعَنْتُه، و إذا أَصاب الإِنسانُ شیئاً رَدِیئاً فهو مُرْدِئٌ. و كذلك إذا فعل شیئاً رَدِیئاً. و أَرْدَأَ هذا الأَمرُ علی غیره: أَرْبَی، یهمز و لا یهمز. و أَرْدَأَ علی السِّتِّین: زاد علیها، فهو مهموز، عن ابن الأَعرابی، و الذی حكاه أَبو عبید: أَرْدَی. و قوله: فی هَجْمةٍ یُرْدِئها و تُلْهیهْ یجوز أَن یكون أَراد یُعِینُها و أَن یكون أَراد یَزِیدُ فیها، فخذف الحَرْفَ و أَوْصَلَ الفِعْلَ. و قال اللیث: لغة العرب: أَرْدَأَ علی الخمسین إذا زادَ. قال الأَزهریّ: لم أَسمع الهمز فی أَرْدَی لغیر اللیث و هو غَلَطٌ. و الأَرْدَاءُ: الأَعْدالُ الثَّقیلةُ، كلُّ عِدْلٍ منها رِدْءٌ. و قد اعْتَكَمْنَا أَرْدَاءً لَنا ثِقالًا أَی أَعدالًا.

رزأ؛ ج1، ص: 85

: رَزَأَ فُلانٌ فلاناً إذا بَرَّه، مهموز و غیر مهموز. قال أَبو منصور: مهموز، فَخُفِّف و كُتب بالأَلف. و رَزأَه مالَه و رَزِئَه یَرْزَؤُه فیهما رُزْءًا: أَصابَ من ماله شیئاً. و ارْتَزَأَه مالَه كَرَزِئَه. و ارْتَزَأَ الشی‌ءُ: انْتَقَصَ. قال ابن مقبل: حَمَلْتُ علیها، فَشَرَّدْتُها بسامی اللّبانِ، یَبُذُّ الفِحالا كَرِیمِ النِّجارِ، حَمَی ظَهْرَه، فلَم یُرْتَزَأْ بِرُكُوبٍ زِبالا و روی برُكُونٍ. و الزِّبالُ: ما تَحْمِله البَعُوضة. و یروی: و لم یَرْتَزِئْ. و رَزَأَهُ یَرْزَؤُه رُزْءًا و مَرْزِئةً: أَصابَ منه خَیْراً ما كان. و یقال: ما رَزَأْتُه مالَه و ما رَزِئْتُه مالَه، بالكسر، أَی ما نَقَصْتُه، و یقال: ما رَزَأَ فلاناً شیئاً أَی ما أَصابَ من مالِه شیئاً و لا نَقَصَ منه. و‌فی حدیث سُراقةَ بن جُعْشُمٍ: فلم یَرْزَآنی شیئاً‌أَی لم یأْخُذا مِنّی شیئاً. و منه‌حدیث عِمْرانَ و المرأَةِ صاحبةِ المَزادَتَیْنِ: أَ تعلمین أَنَّا ما رَزَأْنا من مائك شیئاً‌أَی ما نَقَصْنا و لا أَخَذْنا. و منه‌حدیث ابن العاص، رضی اللّه عنه: و أَجِدُ نَجْوِی أَكْثَر من رُزْئِی.النَّجْوُ: الحَدَثُ، أَی أَجِدُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 86
أَكثَرَ مما آخُذه مِنَ الطَّعام. و منه‌حدیث الشعبی أَنه قال لبَنِی العَنْبر: إنما نُهِینا عن الشِّعر إذا أُبِنَتْ فیه النساءُ و تُروزِئتْ فیه الأَمْوال‌أَی اسْتُجْلِبَتْ و اسْتُنْقِصَتْ من أَرْبابها و أُنْفِقَت فیه. و‌روی فی الحدیث: لَوْ لا أَنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ ضَلالةَ العَمَلِ ما رَزَیْناكَ عِقالًا.جاءَ فی بعض الروایات هكذا غیر مهموز. قال ابن الأَثیر: و الأَصْل الهمز، و هو من التخفیف الشاذّ. و ضَلالةُ العَمَل: بُطْلانه و ذَهاب نَفْعِه. و رجلٌ مُرَزَّأ: أَی كرِیمٌ یُصاب منه كثیراً. و فی الصحاح: یُصیبُ الناسُ خَیْرَه. أَنشد أَبو حنیفة: فَراحَ ثَقِیلَ الحِلْمِ، رُزْءًا، مُرَزَّأً، و باكَرَ مَمْلُوءًا، من الرَّاح، مُتْرَعا أَبو زید: یقال رُزِئْتُه إذا أُخِذَ منك. قال: و لا یقال رُزِیتُه. و قال الفَرَزدق: رُزِئْنا غالباً و أَباهُ، كانا سِماكَیْ كُلِّ مُهْتَلِكٍ فَقیِر و قَوم مُرَزَّؤُونَ: یُصِیب الموتُ خِیارَهُمْ. و الرُّزْءُ: المُصِیبةُ. قال أَبو ذؤَیب: أَعاذِلَ إنَّ الرُّزْءَ مِثلُ ابن مالِكٍ، زُهَیرٍ، و أَمْثالُ ابْن نَضْلَةَ، واقِدِ أَراد مثلُ رُزءِ ابن مالِك. و المَرْزِئةُ و الرَّزِیئةُ: المُصِیبةُ، و الجمع أَرْزاءٌ و رَزایا. و قد رَزَأَتْهُ رَزِیئةٌ أَی أَصابته مُصِیبةٌ. و قد أَصَابَه رُزءٌ عظیم. و‌فی حدیث المرأَة التی جاءَت تسأَل عن ابنها: إن أُرْزَأ ابنی، فلم أُرْزَأْ حَیایَ‌أَی إنْ أُصِبْتُ به و فَقَدْتُه فلم أُصَبْ بِحَیایَ. و الرُّزْءُ: المُصِیبةُ بفَقْد الأَعِزَّةِ، و هو من الانْتِقاصِ. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَنَ: فنحنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة لا وَفْدُ المَرْزِئة.و إنه لقَلِیلُ الرُّزْءِ من الطعام أَی قلیل الإِصابةِ منه.

رشأ؛ ج1، ص: 86

: رَشَأَ المرأَةَ: نكَحَها. و الرَّشَأُ. علی فَعَلٍ بالتحریك: الظبی إذا قَوِیَ و تَحرّك و مشَی مع أُمِّه، و الجمع أَرْشاءٌ. و الرَّشَأُ أَیضاً: شجرة تَسْمُو فوق القامةِ ورَقُها كورَق الخِرْوَعِ و لا ثمرة لها، و لا یأْكلها شی‌ءٌ. و الرَّشَأُ: عُشبة تُشْبِه القَرْنُوةَ. قال أَبو حنیفة: أَخبرنی أَعرابیّ مِن رَبِیعةَ قال: الرّشَأُ مثل الجُمَّة، و لها قُضْبانٌ كثیرة العُقَدِ، و هی مُرَّةٌ جداً شدیدةُ الخُضْرة لَزِجةٌ، تَنْبُت بالقِیعانِ، مُتَسَطِّحةٌ علی الأَرْض، و ورَقَتُها لطیفة مُحَدَّدة، و الناسُ یَطبُخونها، و هی مِن خیر بَقْلة تَنْبُت بنَجْد، واحدتها رَشَأَةٌ. و قیل: الرَّشَأَةُ خَضْراءُ غَبْراءُ تَسْلَنْطِحُ. و لها زَهْرةٌ بیضاءُ، قال ابن سیدة: و إنما اسْتَدْلَلْت علی أَنَّ لام الرشإِ همزة بالرَّشإِ الذی هو شجر أَیضاً و إلَّا فقد یجوز أَن یكون یاءً أَو واواً، و اللّه أَعلم.

رطأ؛ ج1، ص: 86

: رَطَأَ المرأَةَ یَرْطَؤُها رَطْأً: نكَحها. و الرَّطَأُ: الحُمْقُ. و الرَّطِی‌ءُ، علی فَعِیل: الأَحْمق، مِن الرِّطاء، و الأَنثی رَطِیئةٌ. و اسْتَرْطَأَ: صار رَطِیئاً. و‌فی حدیث رَبِیعة: أَدْرَكْتُ أَبْناءَ أَصحابِ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، یَدَّهِنُون بالرِّطاءِ، و فسره فقال: هو التَّدَهُّن الكثیر، أَو قال: الدَّهْنُ الكثیر. و قیل: هو الدَّهْن بالماء من قولهم رَطَأْتُ القومَ إذا رَكِبْتَهم بما لا یُحِبُّونَ لأَنَّ الماءَ یَعْلُوه الدُّهْنُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 87‌

رفأ؛ ج1، ص: 87

: رَفَأَ السفینة یَرْفَؤُها رَفْأً: أَدْناها مِن الشَّطِّ. و أَرْفَأْتُها إذا قَرَّبتها إلی الجَدِّ من الأَرض. و فی الصحاح: أَرفَأْتُها إرْفاءً: قَرَّبْتها من الشط، و هو المَرفَأُ. و مَرْفَأُ السفِینةِ: حیث تَقْرُب مِن الشَّطِّ. و أَرْفَأْتُ السَّفِینةَ إذا أَدْنَیْتها الجِدَّةَ، و الجِدَّةُ وجْهُ الأَرضِ. و أَرْفَأَتِ السَّفِینةُ نَفْسُها إذا ما دَنَتْ للجِدَّة. و الجَدُّ ما قَرُبَ مِن الأَرض. و قیل: الجَدُّ شاطِئُ النهر. و‌فی حدیث تَمِیمٍ الدارِی: أَنَّهُم رَكِبُوا البحر ثم أَرْفَؤُوا إلی جزیرة.قال أَرْفَأْتُ السَّفِینةَ إذا قَرَّبْتها من الشَّطِّ. و بعضهم یقول: أَرْفَیْتُ بالیاء. قال: و الأَصل الهمز. و‌فی حدیث موسی علیه السلام: حتی أَرْفَأَ به عند فُرْضَةِ الماءِ.و‌فی حدیث أَبی هریرة رضی اللّه عنه فی القِیامة: فتكونُ الأَرضُ كالسَّفِینة المُرْفَأَة فی البحر تَضْرِبها الأَمْواجُ.و رفَأَ الثوبَ، مهموز، یَرْفَؤُه رَفْأً: لأَمَ خَرْقَه و ضمَّ بعضَه إلی بَعْضٍ و أَصْلَح ما وَهَی منه، مشتق من رَفْ‌ءِ السَّفینة، و ربما لم یُهمز. و قال فی باب تحویل الهَمزة: رَفَوْتُ الثوبَ رَفْواً، تحوَّل الهمزة واوا كما تری. و رجلٌ رَفَّاءٌ: صَنْعَتُه الرَّفْ‌ءُ. قال غَیْلان الرَّبَعِیُّ: فَهُنَّ یَعْبِطْنَ جَدِیدَ البَیْداءْ ما لا یُسَوَّی عَبْطُه بالرَّفَّاءْ أَراد برَفْ‌ءِ الرَّفَّاءِ، و یقال: من اغتابَ خَرَقَ، و مَن اسْتَغْفر اللّهَ رَفَأَ، أَی خَرَقَ دِینه بالاغتِیابِ و رَفَأَه بالاسْتِغْفار، و كلُّ ذلك علی المَثَل. و الرِّفاءُ بالمدّ: الالتِئامُ و الاتِّفاقُ. وَ رَفأَ الرجلَ یَرْفَؤُه رَفْأً: سَكَّنَه. و فی الدعاء لِلمُمْلِكِ بالرِّفاءِ و البَنِینَ أَی بالالتئام و الاتِّفاقِ و حُسْنِ الاجتماع. قال ابن السكیت: و إن شئت كان معناه بالسكون و الهُدُوِّ و الطُّمَأنینةِ، فیكون أَصله غیر الهمز من قولهم رَفَوْتُ الرجلَ إذا سَكَّنْته. و من الأَوَّل یقال: أُخِذَ رَفْ‌ءُ الثَّوبِ لأَنه یُرْفَأُ فیُضَمُّ بعضُه إلی بعض و یُلأَم بینه. و من الثانی قول أَبی خِراش الهُذَلِیِّ: رَفَوْنِی، و قالوا: یا خُوَیْلِدُ لا تُرَعْ فقلتُ، و أَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ یقول: سكَّنُونی. و قال ابن هانئٍ: یرید رَفَؤُونی فأَلقی الهمزة. قال: و الهمزة لا تُلْقَی إلَّا فی الشعر، و قد أَلقاها فی هذا البیت. قال: و معناه أَنِّی فَزِعْتُ فطار قلبی فضَمُّوا بعضی إلی بعض. و منه بالرِّفاءِ و البَنِینَ. و رَفَّأَهُ تَرفِئةً و تَرْفِیئاً: دعا له، قال له: بالرِّفاءِ و البنین. و‌فی حدیث النبی صلی اللّه علیه و سلم: أَنه نَهی أَن یقال بالرِّفاءِ و البنین.الرِّفاءُ: الالتئامُ و الاتِّفاقُ و البَرَكةُ و النَّماءُ، و إنما نهی عنه كراهِیةً لأَنه كان من عادتهم، و لهذا سُنَّ فیه غیرُه. و‌فی حدیث شریح: قال له رجل: قد تَزَوَّجْتُ هذه المرأَةَ. قال: بالرِّفاءِ و البنین.و‌فی حدیث بعضهم: أَنه كان إذا رَفَّأَ رجلًا قال: بارك اللّهُ علیكَ و بارك فیكِ، و جمع بینكما فی خیر.و یهمز الفعل و لا یهمز. قال ابن هانئٍ: رَفَّأَ أَی تزوَّج، و أَصل الرَّفْ‌ءِ: الاجتماع و التَّلاؤُم. ابن السكیت فیما لا یهمز، فیكون له معنی، فإذا هُمِز كان له معنی آخر: رَفَأْتُ الثوبَ أَرْفَؤُه رَفْأً. قال: و قولهم بالرِّفاءِ و البَنِینَ أَی بالتِئامٍ و اجتماعٍ، و أَصله الهمز، و إن شئت كان معناه السكونَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 88
و الطُّمَأْنِینةَ، فیكون أَصله غیر الهمز من رَفَوْت الرجلَ إذا سَكَّنْته. و‌فی حدیث أُمِّ زرع: كنتُ لكِ كأَبی زَرْعٍ لأُمِّ زرعٍ فی الأُلْفةِ و الرِّفاءِ.و‌فی الحدیث: قال لقُرَیْش: جئْتُكُم بالذَّبْح. فأَخَذَتْهُم كلمتُه، حتی إنّ أَشَدَّهم فیه وَصاءَةً لیَرْفَؤُه بأَحسنِ ما یَجِدُ من القَوْلِ‌أَی یُسَكِّنُه و یَرْفُقُ به و یَدْعُو له. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجُلًا شَكا إلیه التَّعَزُّبَ فقال له: عَفِّ شعَرَك. فَفَعَلَ، فَارْفَأَنَّ‌أَی سَكَنَ ما كان به، و المُرْفَئِنُّ: الساكِنُ. و رَفَأَ الرجلَ: حاباه. و أَرْفَأَه: داراه، هذه عن ابن الأَعرابی. و رافَأَنِی الرجلُ فی البیعِ مُرَافَأَةً إذا حاباكَ فیه. و رَافَأْتُه فی البیع: حابَیْتُه. و تَرَافَأْنَا علی الأَمْر تَرافُؤاً نحو التَّمالُؤِ إذا كان كَیْدُهم و أَمْرُهم واحداً. و تَرافَأْنا علی الأَمْر: تَواطَأْنا و تَوافَقنا. وَ رَفَأَ بینهم: أَصْلَح، و سنذكره فی رَقَأَ أَیضاً. و أَرْفَأَ إلیه: لَجَأَ. الفرَّاء: أَرْفَأْتُ و أَرْفَیْتُ إلیه لغتان بمعنی جَنَحْتُ. و الیَرْفَئِیُّ: المُنْتَزَعُ القلب فَزَعاً. و الیَرْفَئِیُّ: راعی الغنمِ. و الیَرْفَئِیُّ: الظَّلِیمُ. قال الشاعر: كأَنِّی و رَحْلِی و القِرابَ و نُمْرُقِی علی یَرْفَئِیٍّ، ذِی زَوائدَ، نِقْنِقِ و الیَرْفَئِیُّ: القفُوز المُوَلِّی هَرَباً. و الیَرْفَئِیُّ: الظَّبیُ لنَشاطِه و تَدارُكِ عَدْوِه.

رقأ؛ ج1، ص: 88

: رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ تَرْقَأُ رقْأً و رُقُوءًا: جَفَّتْ و انْقَطَعَتْ. وَ رَقَأَ الدمُ و العِرْقُ یَرْقَأُ رَقْأً و رُقُوءًا: ارتفَع، و العِرْقُ سَكَنَ و انْقَطَع. و أَرْقَأَهُ هو و أَرْقَأَهُ اللّه: سَكَّنه. و روی المنذری عن أَبی طالب فی قولهم لا أَرْقَأَ اللّه دَمْعَتَه قال: معناه لا رَفَع اللّه دَمْعَتَه. و منه رَقَأْتُ الدَّرَجَةَ، و من هذا سُمِّیت المِرْقاة. و‌فی حدیث عائشة رضی اللّه عنها: فبِتُّ لَیْلَتِی لا یَرْقَأُ لی دَمْعٌ.و الرَّقُوءُ، علی فَعُولٍ، بالفتح: الدَّواءُ الذی یوضع علی الدَّمِ لیُرْقِئَه فیسكُن، و الاسم الرَّقُوء. و‌فی الحدیث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِنَّ فیها رَقُوءَ الدَّمِ و مَهْرَ الكَرِیمةِ‌أَی إِنها تُعْطَی فی الدِّیاتِ بَدَلًا من القَوَدِ فتُحْقَنُ بها الدِّماءُ و یسكُنُ بها الدمُ. وَ رَقَأَ بینهم یَرْقَأُ رَقْأً: أَفسَد و أَصلَح. و رَقَأَ ما بینهم یَرْقَأُ رَقْأً إذا أَصلَح. فأَما رَفَأَ بالفاءِ فأَصلَح، عن ثعلب، و قد تقدَّم. و رجل رَقُوءٌ بین القَوْمِ: مُصْلِحٌ. قال: و لكِنَّنِی رائبٌ صَدْعَهمْ، رَقُوءٌ لِما بینَهم، مُسْمِلُ و ارْقَأْ علی ظَلْعِك أَی الزَمْه و ارْبَعْ علیه، لغة فی قولك: ارْقَ علی ظَلْعِك أَی ارْفُقْ بنفْسِك و لا تحْمِل علیها أَكثر مما تُطِیقُ. ابن الأَعرابی یقال: ارْقَ علی ظَلْعِك، فتقول: رَقِیتُ رُقِیّاً. غیرُه: و قد یقال للرجل: ارْقَأْ علی ظَلْعِكَ أَی أَصلِحْ أَوَّلًا أَمْركَ، فیقول: قد رقَأْتُ رَقْأً. وَ رَقَأَ فی الدرجَةِ رَقْأً: صَعِدَ، عن كراع، نادر. و المعروف: رَقِیَ. التهذیب یقال: رَقَأْتُ و رَقِیتُ، و ترك الهمز أَكثر. قال الأَصمعی: أَصل ذلك فی الدم إذا قَتلَ رَجلٌ رَجلًا فأَخَذ ولیُّ الدمِ الدیَة رَقَأَ دمُ القاتِل أَی ارتفَع، و لو لم تؤخذ الدیةُ لهُرِیقَ دَمُه فانْحَدَرَ. و كذلك
لسان العرب، ج‌1، ص: 89
قال المفضل الضبی، و أَنشد: و تَرْقَأُ، فی مَعاقِلها، الدِّماءُ

رمأ؛ ج1، ص: 89

: رَمَأَتِ الإِبلُ بالمكان تَرْمَأُ رَمْأً و رُمُوءًا: أَقامت فیه. و خص بعضُهم به إقامتها فی العُشْبِ. وَ رَمَأَ الرجلُ بالمكانِ: أَقامَ. و هل رمأَ إلیك خَبَرٌ، و هو، من الأَخبار، ظَنٌّ فی حَقیقة. وَ رَمَأَ الخَبَرَ: ظَنَّه و قَدَّره. قال أَوس بن حجر: أَجْلَتْ مُرَمَّأَةُ الأَخْبارِ، إذ وَلَدَتْ، عن یومِ سَوءٍ، لعبْدِ القَیْسِ، مَذْكُورِ

رنأ؛ ج1، ص: 89

: الرَّنْ‌ءُ: الصَّوت. رَنَأَ یَرْنَأُ رَنْأً. قال الكمیت یَصِفُ السهم: یُرِیدُ أَهْزَعَ حَنَّاناً، یُعَلِّلهُ عند الإِدامة، حتی یَرْنَأَ الطرَبُ الأَهْزَعُ: السهمُ. و حَنَّانٌ: مُصَوِّتٌ، و الطَّرَبُ: السهمُ نَفْسُه، سماه طَرَباً لتصویته إذا دُوِّم أَی فُتِلَ بالأَصابع. و قالوا: الطَّرِبُ الرجل، لأَنَّ السهمَ إنما یُصَوِّتُ عند الإِدامةِ إذا كان جَیِّداً و صاحِبُه یَطْرَبُ لصوته و تأخُذه له أَرْیَحِیَّةٌ، و لذلك قال الكُمَیْتُ أَیضاً: هَزِجاتٍ، إذا أُدِرْنَ علی الكَفِّ، یُطَرِّبْنَ، بالغِناءِ، المُدِیرا و الیَرَنَّأُ و الیُرَنَّأُ، بضم الیاء و همزة الأَلِف: اسم للحِنَّاءِ. قال ابن جنی و قالوا: یَرْنَأَ لِحیَتَه: صَبَغَها بالیُرَنَّإِ، و قال: هذا یَفْعَلَ فی الماضی، و ما أَغْرَبَه و أَطْرَفَه.

رهأ؛ ج1، ص: 89

: الرَّهْیَأَةُ: الضَّعْفُ و العَجْزُ و التَّوانی. قال الشاعر: قد عَلِمَ المُرَهْیِئونَ الحَمْقَی، و مَنْ تَحَزَّی عاطِساً، أَو طَرْقَا و الرَّهْیَأَةُ: التَّخْلِیط فی الأَمر و ترك الإِحْكام، یقال: جاء بأَمْر مُرَهْیَإٍ. ابن شمیل: رَهْیَأْتَ فی أَمرك أَی ضَعُفْتَ و تَوَانَیْتَ. و رَهْیَأَ رأیَه رَهْیَأَةً: أَفْسَدَه فلم یُحْكِمْه. و رَهْیَأَ فی أَمْرِه: لم یَعْزِمْ علیه. و تَرَهْیَأَ فیه إذا همَّ به ثم أَمْسَكَ عنه، و هو یرید أَن یَفْعَله. و تَرَهْیَأَ فیه: اضْطَرَب. أَبو عبید: رَهْیَأَ فی أَمْره رَهْیَأَةً إذا اخْتَلَط فلم یَثْبُتْ علی رأْی. و عَیْناه تَرَهْیَآنِ: لا یَقِرُّ طَرْفاهُما. و یقال للرجل، إذا لم یُقِمْ علی الأَمْر و یَمْضی و جعل یَشُكُّ و یَتَرَدَّد: قد رَهْیَأَ. و رَهْیَأَ الحِمْلَ: جعل أَحد العِدْلَیْنِ أَثقلَ من الآخر، و هو الرَّهْیَأَة. تقولُ: رَهْیَأْتَ حِمْلَك رَهْیَأَةً، و كذلك رَهْیَأْتَ أَمْرَك إذا لم تُقَوِّمْه. و قیل: الرَّهْیَأَةُ أَن یَحْمِلَ الرجلُ حِملًا فلا یَشُدَّه، فهو یَمِیلُ. و تَرَهْیَأَ الشَّی‌ءُ: تَحَرَّك. أَبو زید: رَهْیَأَ الرَّجلُ، فهو مُرَهْیئٌ، و ذلك أَن یَحْمِل حِمْلًا فلا یَشُدَّه بالحِبال، فهو یَمیلُ كُلَّما عَدَله. و تَرَهْیَأَ السحابُ إذا تحرَّك. وَ رَهْیَأَتِ السَّحابةُ و تَرَهْیَأَت: اضْطرَبتْ. و قیل: رَهْیَأَةُ السَّحابةِ تَمخُّضُها و تَهَیُّؤُها للمطر. و‌فی حدیث ابن مسعود رضی اللّه عنه: أَنَّ رجلَا كان فی أَرضٍ له إذ مَرَّتْ به عَنانةٌ تَرَهْیأُ، فسَمِع فیها قائلًا یقول: ائْتِی أَرضَ فلان فاسْقِیها.الأَصمعی: تَرَهْیَأُ یعنی أَنها قد تَهیَّأَت للمطر، فهی تُرید ذلك و لمَّا تَفْعَلْ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 90
و الرَّهْیَأَةُ: أَن تَغْرَوْرِقَ العَینانِ مِن الكِبَرِ أَو من الجَهْد، و أَنشد: إنْ كانَ حظُّكُما، من مالِ شَیْخِكُما، نابٌ تَرَهْیَأُ عَیْناها مِنَ الكِبَرِ و المرأَة تَرَهْیَأُ فی مِشْیَتِها أَی تَكَفَّأُ كما تَرَهْیَأُ النخلة العَیْدانةُ.

روأ؛ ج1، ص: 90

: روَّأَ فی الأَمرِ تَرْوِئةً و تَرْوِیئاً: نظر فیه و تَعَقَّبه و لم یَعْجَلْ بِجَواب. و هی الرَّوِیئةُ، و قیل إِنما هی الرَّوِیَّةُ بغیر همز، ثم قالوا رَوَّأَ، فهمزوه علی غیر قیاس كما قالوا حَلَّأْتُ السَّوِیقَ، و إِنما هو من الحَلاوةِ. و رَوَّی لغة. و فی الصحاح: أَنَّ الرَّوِیَّةَ جَرَتْ فی كلامهم غیر مهموزة. التهذیب: رَوَّأْتُ فی الأَمْر و رَیَّأْتُ و فَكَّرْتُ بمعنی واحِد. و الراء: شَجر سَهلِیٌّ له ثمر أَبیضُ. و قیل: هو شجر أَغْبَرُ له ثَمر أَحمرُ، واحدته راءَة، و تصغیرها رُوَیْئةٌ. و قال أَبو حنیفة: الرَّاءَةُ لا تكون أَطْوَل و لا أَعْرضَ من قَدْر الإِنسان جالساً. قال: و عن بعض أَعراب عَمَّانَ أَنه قال: الرَّاءةُ شجیرة ترتفع علی ساقٍ ثم تَتَفَرَّعُ، لها ورَقٌ مُدَوَّرٌ أَحْرَشُ. قال، و قال غیره: شجیرة جبَلِیَّةٌ كأَنها عِظْلِمةٌ، و لها زَهرة بیضاء لَیِّنة كأَنها قُطن. و أَرْوَأَتِ الأَرض: كَثر راؤُها، عن أَبی زید، حكی ذلك أَبو علی الفارسی. أَبو الهیثم: الرَّاء: زَبَدُ البحر، و المَظُّ: دَمُ الأَخَوَیْن، و هو دمُ الغَزال و عُصارةُ عُروق الأَرْطَی، و هی حُمر، و أَنشد: كَأَنَّ، بِنَحْرِها و بِمِشْفَرَیْها و مَخْلِجِ أَنْفِها، راءً و مَظَّا و المَظُّ: رُمَّان البَرِّ.

فصل الزای؛ ج1، ص: 90

زأزأ؛ ج1، ص: 90

: تَزَأْزَأَ منه: هابَه و تصاغَرَ له. و زَأْزَأَه الخَوْفُ. و تَزَأْزَأَ منه: اخْتَبَأَ. التهذیب: و تَزَأْزَأَتِ المرأَة: اخْتَبَأَتْ. قال جریر: تَبْدُو فتُبْدِی جَمالًا زانَهُ خَفَرٌ، إذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العناكِیبُ و زَأْزَأَ زأْزَأَةً: عدا. و زَأْزَأَ الظَّلِیمُ: مَشَی مُسْرِعاً و رَفَعَ قُطْرَیْهِ. و تَزَأْزَأَت المرأَةُ: مَشَتْ و حَرَّكَتْ أعْطافَها كَمِشْیة القِصارِ. و قِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ و زُؤَزِئَةٌ: عظیمة تضُمُّ الجَزُورَ. أَبو زید: تَزَأْزَأَتُ من الرَّجل تَزَأْزؤاً شدیداً إذا تَصاغَرْتَ له و فَرِقْتَ منه.

زرأ؛ ج1، ص: 90

: «3»: أَزْرَأَ إلی كذا: صار. اللیث: أَزْرأَ فُلان إلی كذا أَی صارَ إلیه. فهمزه، قال: و الصحیح فیه ترك الهمز، و اللّه أَعلم.

زكأ؛ ج1، ص: 90

: زَكَأَه مائةَ سَوْطٍ زَكْأً: ضربَه. و زَكَأَه مائةَ دِرهم زَكْأً: نَقَده. و قیل: زَكَأَه زَكْأً: عَجَّلَ نَقْدَه. و مَلِی‌ءٌ زُكَاءٌ و زُكَأَةٌ، مثل هُمَزةٍ و هُبَعةٍ: مُوسِرٌ كثیر الدراهِم حاضِرُ النَّقْد عاجِلُه. و إِنه لَزُكاءُ النَّقْدِ. و زَكَأَتِ الناقةُ بوَلدها تَزْكَأُ زَكْأً: رَمَتْ به عند رِجْلَیْها. و فی التهذیب: رَمَتْ به عند الطَّلْقِ. قال: و المصدر الزَّكْ‌ءُ، علی فَعْل، مهموز. و یقال:
(3). قوله [زرأ] هذه المادة حقها أن تورد فی فصل الراء كما هی فی عبارة التهذیب و أوردها المجد فی المعتل علی الصحیح من فصل الراء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 91
قَبَّحَ اللّه أُمًّا زَكَأَتْ به و لَكَأَتْ به أَی ولَدَته. ابن شمیل: نَكَأْتُه حقَّه نَكْأً و زَكَأْته زَكْأً أَی قَضَیته. و ازْدَكَأْتُ منه حَقِّی و انْتَكَأْته أَی أَخَذْتُه. و لَتَجِدَنَّه زُكَأَةً نُكَأَةً یَقْضِی ما علیه. و زَكَأَ إلیه: اسْتَنَد. قال: و كَیْفَ أَرْهَبُ أَمراً، أَو أُراعُ لَه، و قد زَكَأْتُ إلی بِشْرِ بْنِ مَرْوانِ و نِعْمَ مَزْكَأُ مَن ضاقَتْ مَذاهِبُه؛ و نِعْمَ مَنْ هُو فی سِرٍّ و إعْلانِ

زنأ؛ ج1، ص: 91

: زَنَأَ إلی الشی‌ءِ یَزْنَأُ زَنْأً و زُنُوءاً: لَجأَ إلیه. و أَزْنَأَه إلی الأَمْر: أَلجَأَه. و زَنَّأَ علیه إذا ضَیَّقَ علیه، مُثَقّلةٌ مهموزة. و الزَّنْ‌ءُ: الزُّنُوءُ فی الجبل. و زَنَأَ فی الجَبل یَزْنَأُ زَنْأً و زُنُوءاً: صَعِدَ فیه. قال قیس بن عاصِم المِنْقَرِی و أَخَذ صَبِیّاً من أُمِّه یُرَقِّصُه، و أُمُّه مَنْفُوسةُ بنت زَیْدِ الفَوارسِ، و الصبیُّ هو حُكیم ابنه: أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشْبِهْ حَمَلْ «1»، و لا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ یُصْبِحُ فی مَضْجَعِه قَدِ انْجَدَلْ و ارْقَ إلی الخَیْراتِ، زَنْأً فی الجَبَلْ الهِلَّوْفُ: الثَّقِیلُ الجافی العَظِیمُ اللِّحْیةِ. و الوَكَلُ: الذی یَكِلُ أَمْرَه إلی غَیره. و زعم الجوهری أَنَّ هذا الرجز للمرأَة قالته تُرَقِّصُ ابْنَها، فَردَّه علیه أَبو محمد بن بری، و رواه هو و غیره علی هذه الصورة. قال و قالت أُمه تَرُدُّ علی أَبیه: أَشْبِه أَخِی، أَو أَشْبِهَنْ أَباكَا، أَمَّا أَبِی، فَلَنْ تَنالَ ذَاكا، تَقْصُرُ أَنْ تَناله یَدَاكَا و أَزْنَأَ غَیْرَه: صَعَّدَه. و‌فی الحدیث: لا یُصَلِّی زانِئٌ، یعنی الذی یُصَعِّدُ فی الجَبَل حتی یَسْتَتِمَّ الصُعُودَ إِمَّا لأَنه لا یَتَمَكَّنُ، أَو مِمَّا یقع علیه من البُهْرِ و النَّهیجِ، فیَضِیق لذلك نَفَسُه، من زَنَأَ فی الجبل إذا صَعَّدَ. و الزَّناءُ: الضَّیْقُ و الضِّیقُ جمیعاً، و كلُّ شی‌ءٍ ضَیِّق زَناءٌ. و‌فی الحدیث: أَنه كان لا یُحِبُّ من الدنیا إلَّا أَزْنأَها‌أَی أَضْیَقَها. و‌فی حدیث سعد بن ضَمُرَةَ: فَزَنَؤُوا علیه بالحجارة‌أَی ضَیَّقُوا. قال الأَخطل یَذكُر القبر: و إذا قُذِفْتُ إلی زَناءٍ قَعْرُها، غَبْراءَ، مُظْلِمةٍ مَنَ الأَحْفارِ و زَنَّأَ علیه تَزْنِئةً أَی ضَیَّقَ علیه. قال العَفِیفُ العَبْدِیُّ: لا هُمَّ، إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ، زَنَّا علی أَبیه ثمّ قَتَلَهْ و رَكِبَ الشَّادِخةَ المُحَجَّلَهْ، و كان فی جاراتِه لا عَهْدَ لَهْ و أَیُّ أَمْرٍ سَیِّ‌ءٍ لا فَعَلَهْ قال: و أَصله زَنَّأَ علی أَبیه، بالهمز. قال ابن السكیت: إنما ترك همزه ضرورةً. و الحَرِثُ هذا هو الحَرِث بن أَبی شمر الغَسَّانِیِّ. فقال: إنه كان إذا أَعجبته امرأَة من بنی قَیْسٍ بَعَثَ إلیها و اغْتَصَبها، و فیه یقول
(1). قوله [حمل] كذا هو فی النسخ و التهذیب و المحكم بالحاء المهملة و أورده المؤلف فی مادة عمل بالعین المهملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 92
خُوَیْلِدُ بنُ نَوْفَلٍ الكِلابی، و أَقْوَی: یا أَیُّها المَلِكُ المَخُوفُ أَ ما تَرَی لَیْلًا و صُبْحاً كَیْفَ یَخْتَلِفان؟ هَلْ تَستَطیعُ الشَّمْسَ أَنْ تَأْتِی بها لیلًا، و هَلْ لكَ بالمَلِیك یَدانِ؟ یا حارِ، إنَّكَ مَیِّتٌ و مُحاسَبٌ، و اعْلَمْ بِأَنَّ كما تَدِینُ تُدانُ و زَنَأَ الظِّلُّ یَزْنأُ: قَلَص و قَصُر و دَنا بعضُه من بعض. قال ابن مقبل یصف الإِبل: و تُولِجُ فی الظِّلِّ الزَّناءِ رُؤُوسَها، و تَحْسَبُها هِیماً، و هُنَّ صَحائح و زَنَأَ إلی الشی‌ءِ یَزْنأُ: دَنا منه. و زَنَأَ للخَمْسِین زَنْأً: دَنا لها. و الزَّناءُ «1» بالفتح و المد: القَصِیرُ المُجْتمِعُ. یقال رجل زَناءٌ و ظلٌّ زَناءٌ. و الزَّناءُ: الحاقِنُ لبَوْلِه. و‌فی الحدیث: أَن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال: لا یُصَلِّیَنَّ أَحدُكم و هو زَنَاءٌ‌أَی بوزن جبَان. و یقال منه: قد زَنَأَ بَوْلُه یَزْنأُ زَنْأً و زُنُوءًا: احْتَقَنَ، و أَزْنَأَه هو إزْناءً إذا حَقَنَه، و أَصله الضِّیقُ. قال: فكأَنَّ الحاقِنَ سُمِّی زَناءً لأَنَّ البول یَحْتقِنُ فیُضَیِّقُ علیه، و اللّه أَعلم.

زوأ؛ ج1، ص: 92

: روی فی الحدیث أَن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال: إنَّ الإِیمانَ بَدَأَ غریباً و سَیَعُودُ كما بَدَأَ. فَطُوبَی للغُرَباءِ، إذا فسَد الناسُ «2»، و الذی نَفْسُ أَبی القاسمِ بیدهِ لَیُزْوَأَنَّ الإِیمانُ بین هذَینِ المسجِدَینِ كما تأْرِزُ الحَیَّةُ فی جُحْرها.هكذا روی بالهمز. قال شمر: لم أَسمع زَوَأْت بالهمز، و الصواب: لَیُزْوَیَنَّ أَی لَیُجْمَعَنَّ و لَیُضَمَّنَّ، من زَوَیْت الشی‌ءَ إذا جَمَعْته. و سنذكره فی المعتل، إن شاءَ اللّه تعالی. و قال الأَصمعی: الزَّوْءُ، بالهمز، زَوْءُ المَنِیَّة: ما یَحْدُث مَنَ المنیة. أَبو عمرو: زاءَ الدَّهْرُ بفلان أَی انقلب به. قال أَبو منصور: زاءَ فَعَلَ من الزَّوْءِ، كما یقال من الزَّوْغِ زاغَ.

فصل السین المهملة؛ ج1، ص: 92

سأسأ؛ ج1، ص: 92

: أَبو عمرو: السَّأْساءُ: زَجْرُ الحِمار. و قال اللیث: السَّأْسَأَةُ من قولك سَأْسَأْتُ بالحِمار إذا زَجَرْتَه لیَمْضِیَ، قلت: سأْسأْ. غیره: سَأْسَأَ: زَجَرَ الحمار لیَحْتَبِسَ أَو یَشْرَبَ. و قد سَأْسَأْتُ به. و قیل: سَأْسَأْتُ بالحمار إذا دَعَوْتَه لیَشرَب، و قلت له: سأْسأْ. و فی المثل: قَرِّبِ الحِمارَ من الرَّدْهةِ و لا تقل له سَأْ. الرَّدْهةُ: نُقْرةٌ فی صَخْرة یَستَنْقِعُ فیها الماءُ. و عن زید بن كُثْوَةَ أَنه قال: من أَمثال العرب إذا جَعَلْتَ الحِمارَ إلی جَنْبِ الرّدْهة فلا تقل له سَأْ. قال: یقال عند الاسْتمْكانِ من الحاجةِ آخِذاً أَو تاركاً، و أَنشد فی صفة امرأة: لم تَدْرِ ما سَأْ للحَمِیرِ، و لَمْ تَضْرِبْ بكَفِّ مُخابِطِ السَّلَمِ یقال: سَأْ للحِمارِ، عند الشرب، یُبْتارُ به رِیُّه، فإن رَوِیَ انطَلَق، و إلَّا لم یَبرَح. قال: و معنی قوله سَأْ
(1). قوله [و الزَّنَاءُ بالفتح إلخ] لو صنع كما فی التهذیب بأن قدّمه و استشهد علیه بالبیت الذی قبله لكان أسبك. (2). قوله [فسد الناس] فی التهذیب فسد الزمان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 93
أَی اشربْ، فإِنی أُرِیدُ أن أَذْهَبَ بك. قال أَبو منصور: و الأَصل فی سَأْ زجر و تَحْرِیكٌ للمُضِیِّ كأَنه یُحرِّكُه لِیَشْرَبَ إن كانت له حاجة فی الماء مَخافةَ أَن یُصْدِره و به بَقیَّةُ الظَّمَإِ.

سبأ؛ ج1، ص: 93

: سَبَأَ الخَمْرَ یَسْبَؤُها سَبْأً و سِباءً و مَسْبَأً و استَبَأَها: شَراها. و فی الصحاح: اشتراها لِیشْرَبَها. قال إبراهیم بن هَرْمةَ: خَوْدٌ تُعاطِیكَ، بعد رَقْدَتِها، إذا یُلاقِی العُیونَ مَهْدَؤُها كأْساً بِفِیها صَهْباء، مُعْرَقة، یَغْلُو بأَیدی التِّجارِ مَسْبَؤُها مُعْرَقةٌ أَی قلیلةُ المِزاجِ أَی إِنها من جَوْدَتِها یغلُو اشتِراؤُها. و اسْتَبَأَها: مِثله. و لا یقال ذلك إلَّا فی الخَمرِ خاصة. قال مالك بن أَبی كعب: بَعَثْتُ إلی حانُوتِها، فاسْتَبَأْتُها بغیرِ مِكاسٍ فی السِّوام، و لا غَصْبِ و الاسم السِّباءُ، علی فِعالٍ بكسر الفاء. و منه سمیت الخمر سَبِیئةً. قال حَسَّانُ بن ثابِتٍ رضی اللّه تعالی عنه: كأَنَّ سَبِیئةً من بَیْتِ رأس، یكونُ مِزاجَها عسلٌ و ماءُ و خبر كأَنَّ فی البیت الثانی و هو: علی أَنْیابها، أَو طَعْمُ غَضٍّ مِنَ التُّفَّاحِ، هَصَّرَه اجْتِناءُ و هذا البیت فی الصحاح: كأَنَّ سَبِیئةً فی بیت رأْسٍ قال ابن بری: و صوابه مِن بَیْتِ رأْسٍ، و هو موضع بالشام. و السَّبَّاءُ: بَیَّاعُها. قال خالد بن عبد اللّه لعُمر بن یوسف الثَّقفی: یا ابن السَّبَّاءِ، حكی ذلك أَبو حنیفة. و هی السِّباءُ و السَّبِیئةُ، و یسمی الخَمَّار سَبَّاءً. ابن الأَنباری: حكی الكسائی: السَّبَأُ الخَمْرُ، و اللَّظَأُ: الشی‌ءُ الثَّقیل «1»، حكاهما مهموزین مقصورین. قال: و لم یحكهما غیره. قال: و المعروف فی الخَمْرِ السِّباءُ، بكسر السین و المدّ، و إذا اشتریت الخمر لتحملها إلی بلد آخر قلت: سَبَیْتُها، بلا همز. و‌فی حدیث عمر رضی اللّه عنه: أَنه دَعا بالجِفانِ فسَبَأَ الشَّرابَ فیها.قال أبو موسی: المعنی فی هذا الحدیث، فیما قیل: جَمَعَها و خَبَأَها. و سَبَأَتْه السِّیاطُ و النارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، و قیل غَیَّرتْه و لَوَّحَتْه، و كذلك الشمسُ و السَّیْرُ و الحُمَّی كلهن یَسْبَأُ الإِنسانَ أَی یُغَیِّره. و سَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً جَلَدْتُه. و سَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، و قیل سلَخَه. و انْسَبَأَ هو و سَبَأْتُه بالنار سَبْأً إذا أَحْرَقْته بها. و انْسَبَأَ الجِلْد: انْسَلَخَ. و انْسَبَأَ جلْدُه إذا تَقَشَّر. و قال: و قد نَصَلَ الأَظفارُ و انْسَبَأَ الجِلْدُ و إنك لتریدُ سبْأَةً أَی تُرِید سَفَراً بعیدا یُغَیِّرُك. التهذیب: السُّبْأَةُ: السَّفر البعید، سمی سُبْأَةً لأَن الإِنسان إذا طال سَفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ و لَوَّحَتْه، و إذا كان السفر قریباً قیل: ترید سَرْبةً. و المَسْبَأُ: الطریقُ فی الجبل.
(1). قوله [اللظأ الشی‌ء الثقیل] كذا فی التهذیب بالظاء المشالة أیضاً و الذی فی مادة لظأ من القاموس الشی‌ء القلیل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 94
و سَبَأَ علی یَمِینٍ كاذبة یَسْبَأُ سَبْأً: حَلَف، و قیل: سبَأَ علی یَمِینٍ یَسْبَأُ سَبْأً مَرَّ علیها كاذباً غیر مُكْتَرِثٍ بها. و أَسْبَأَ لأَمر اللّه: أَخْبَتَ. و أَسْبَأَ علی الشی‌ءِ: خَبَتَ له قَلْبُه. و سَبَأُ: اسم رجل یَجْمع عامَّةَ قَبائل الیَمن، یُصْرَفُ علی إرادة الحَیِّ و یُتْرَك صرْفُه علی إرادة القَبِیلة. و فی التنزیل: [لقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فی مَساكِنِهم] و كان أَبو عمرو یقرأُ لِسَبَأَ. قال: مِنْ سَبَأَ الحاضِرِینَ مَأْرِبَ، إذْ یَبْنُونَ، مِنْ دُونِ سَیْلِها، العَرِما و قال: أَضْحَتْ یُنَفِّرُها الوِلدانُ مِنْ سَبَإٍ، كأَنهم، تَحتَ دَفَّیْها، دَحارِیجُ و هو سَبَأُ بن یَشْجُبَ بن یَعْرُبَ بن قَحْطانَ، یُصرف و لا یُصرف، و یمدُّ و لا یمدّ. و قیل: اسم بلدة كانت تَسْكُنها بِلْقِیسُ. و قوله تعالی: وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ یَقِینٍ. القُرَّاءُ علی إجْراءِ سَبَإٍ، و إن لم یُجْروه كان صواباً. قال: و لم یُجْرِه أَبو عمرو بن العَلاءِ. و قال الزجاج: سَبَأٌ هی مدینة تُعرَف بمَأرِب مِن صَنْعاءَ علی مَسِیرةِ ثلاثِ لیالٍ، و من لم یَصْرِفْ فلأَنه اسم مدینة، و من صرفه فلأَنه اسم البلد، فیكون مذكراً سمی به مذكر. و فی الحدیث ذكر سَبَأ قال: هو اسم مدینة بلقیس بالیمن. و قالوا: تَفَرَّقُوا أَیْدِی سَبا و أَیادِی سَبا، فبنوه. و لیس بتخفیف عن سَبَإٍ لأَن صورة تحقیقه لیست علی ذلك، و إنما هو بدل و ذلك لكثرته فی كلامهم، قال: مِنْ صادِرٍ، أَو وارِدٍ أَیْدِی سَبَا و قال كثیر: أَیادِی سَبَا، یا عَزَّ، ما كُنْتُ بَعْدَكُمْ، فَلَمْ یَحْلَ للعَیْنَیْنِ، بَعْدَكِ، مَنْزِلُ و ضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِم المَثَلَ فی الفُرْقة لأَنه لمَّا أَذْهَبَ اللّه عنهم جَنَّتَهم و غَرَّقَ مكانَهُم تَبَدَّدُوا فی البلاد. التهذیب: و قولهم ذَهَبُوا أَیْدِی سَبَا أَی مُتَفَرِّقین، شُبِّهُوا بأَهلِ سبَأ لمَّا مزَّقهم اللّه فی الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ، فأَخذ كلُّ طائفةٍ منهم طریقاً علی حِدةٍ. و الیَدُ: الطَّرِیق، یقال: أَخَذَ القَومُ یَدَ بَحْرٍ. فقیل للقوم، إذا تَفَرَّقوا فی جهاتٍ مختلفة: ذَهَبوا أَیدی سَبَا أَی فَرَّقَتْهم طُرُقُهم التی سَلَكُوها كما تَفَرَّقَ أَهل سَبَأٍ فی مذاهبَ شَتَّی. و العرب لا تهمز سبا فی هذا الموضع لأَنه كثر فی كلامهم، فاسْتَثْقَلوا فیه الهمزة، و إن كان أَصله مهموزاً. و قیل: سَبَأٌ اسم رجل ولَدَ عشرة بَنِینَ، فسمیت القَرْیة باسم أَبِیهم. و السَّبائِیَّةُ و السَّبَئِیَّةُ من الغُلاةِ و یُنْسَبُون إلی عبد اللّه بن سَبَإٍ.

سرأ؛ ج1، ص: 94

: السِّرْءُ و السِّرْأَةُ، بالكسر: بیض الجَراد و الضَّبِّ و السَّمَك و ما أَشْبَهه، و جمعه: سرْءٌ. و یقال: سِرْوةٌ، و أَصله الهمز. و قال علی بن حمزة الأَصبهانی: السِّرْأَةُ، بالكسر: بیض الجَرادِ، و السِّرْوةُ: السهم لا غیر. و أَرضٌ مَسْروءَةٌ: ذاتُ سِرْأَة. و سَرَأَتِ الجَرادةُ تَسْرَأُ سَرْءاً، فهی سَرُوءٌ: باضَتْ، و الجمع سُرُؤٌ و سُرَّأ، الأَخیرة نادرة، لأَن فَعُولًا لا یكسر علی فُعَّلٍ. و قال أَبو عبید: قال الأَحمر: سَرَأَت الجَرادة: أَلْقَتْ بَیْضَها، و أَسْرَأَتْ: حانَ ذلك منها، و رَزَّتِ الجَرادةُ، و الرَّزُّ أَن تُدْخِل
لسان العرب، ج‌1، ص: 95
ذَنَبها فی الأَرض فتُلقِی سَرْأَها، و سَرْؤُها: بیضها. قال اللیث: و كذلك سَرْءُ السمَكة و ما أَشبهه من البیض، فهی سَرُوءٌ، و الواحدة سَرْأَةٌ. القَنانِیُّ: إذا أَلقَی الجَرادُ بیضَه قیل: قد سَرَأَ بَیْضَه یَسْرَأُ به. الأَصمعی: الجَراد یكون سَرْءاً، و هو بیض، فإذا خرجت سُوداً، فهی دَبًی. و سَرَأَت المرأَة سَرْءاً: كثر ولدها. و ضَبَّةٌ سَرُوءٌ، علی فَعُول، و ضباب سُرُءٌ، علی فُعُلٍ، و هی التی بیضها فی جوفها لم تُلْقِه. و قیل: لا یسمی البیضُ سَرْءاً حتی تُلْقِیَهُ. و سَرَأَتِ الضَّبَّةُ: باضَتْ. و السَّراءُ: ضَرْب من شجر القِسِیِّ، الواحدةُ سَراءَةٌ.

سطأ؛ ج1، ص: 95

: ابن الفرج: سمعت الباهِلیِّینَ یقولون: سَطأَ الرجلُ المرأَة و مَطَأَها، بالهمز، أَی وَطِئها. قال أَبو منصور: و شَطَأَها، بالشین، بهذا المعنی، لغة.

سلأ؛ ج1، ص: 95

: سَلَأَ السَّمْنَ یَسْلَؤُه سَلْأً و اسْتَلَأَه: طَبَخَه و عالَجَه فأذابَ زُبْدَه، و الاسم: السِّلاءُ، بالكسر، ممدود، و هو السمن، و الجمع: أَسْلِئَةٌ. قال الفرزدق: كانُوا كَسالِئةٍ حَمْقاءَ، إذ حَقَنَتْ سِلاءَها فی أَدِیمٍ، غَیْر مَرْبُوبِ و سَلَأَ السِّمْسِمَ سَلْأً: عَصَرَه فاسْتَخْرَجَ دُهْنَه. و سَلَأَهُ مائة دِرْهمٍ: نَقَده. و سَلَأَه مائةَ سَوْطٍ سَلْأً: ضَربه بها. و سَلأَ الجِذْعَ و العَسِیبَ سَلْأً: نزع شوكهما. و السُّلَّاءُ، بالضم، ممدود: شَوْك النخل علی وزن القُرَّاء، واحدته سُلَّاءَةٌ. قال عَلْقَمةُ بن عَبْدَةَ یَصف فرساً: سُلَّاءَةً كَعَصا النَّهْدِیِّ، غُلَّ لَها ذُو فَیئةٍ، مِن نَوَی قُرَّانَ، مَعْجُومُ و سَلَأَ النَّخْلَة و العَسِیبَ سَلْأً: نَزَع سُلَّاءَهما، عن أَبی حنیفة. و السُّلَّاءُ: ضَرْبٌ مِن النِّصال علی شكل سُلَّاءِ النخل. و‌فی الحدیث فی صفة الجَبانِ: كأَنما یُضْرب جِلْدُه بالسُّلَّاءِ، و هی شوكة النخلة، و الجمع سُلَّاء بوزن جُمّار. و السُّلَّاءُ: ضَرب من الطیر، و هو طائر أَغْبَرُ طویل الرجلین.

سنتأ؛ ج1، ص: 95

: ابن الأَعرابی: المُسَنْتَأُ «2»، مهموز مقصور: الرجل یكون رأْسُه طویلًا كالكُوخِ.

سندأ؛ ج1، ص: 95

: رجل سِنْدَأْوَةٌ و سِنْدَأْوٌ: خَفِیف. و قیل: هو الجَرِی‌ءُ المُقْدِمُ. و قیل: هو القصیر. و قیل: هو الرَّقِیقُ الجسم «3» مع عِرَضِ رأْس، كلُّ ذلك عن السیرافی. و قیل: هو العَظِیمُ الرأس. و ناقة سِنْدَأْوةٌ: جَرِیئةٌ. و السِّنْدَأْوُ: الفَسِیحُ من الإِبل فی مَشْیِه.

سوأ؛ ج1، ص: 95

: ساءَهُ یَسُوءُه سَوْءًا و سُوءًا و سَواءً و سَواءَةً و سَوایةً و سَوائِیَةً و مَساءَةً و مَسایةً و مَساءً و مَسَائِیَةً: فعل به ما یكره، نقیض سَرَّه. و الاسم: السُّوءُ بالضم. و سُؤْتُ الرجلَ سَوایةً و مَسایةً، یخففان، أَی ساءَهُ ما رآه مِنّی. قال سیبویه: سأَلت الخلیل عن سَوائِیَةٍ، فقال: هی فَعالِیةٌ بمنزلة عَلانِیَةٍ. قال: و الذین قالوا سَوایةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ و لاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم علی ترك الهمز فی مَلَك، و أَصله مَلأَكٌ. قال: و سأَلته عن مَسَائِیَةٍ، فقال: هی مقلوبة، و إنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان
(2). قوله [المُسَنْتَأُ إلخ] تبع المؤلف التهذیب. و فی القاموس المسبنتأ بزیادة الباء الموحدة. (3). قوله [الرقیق الجسم] بالراء و فی شرح القاموس علی قوله الدقیق قال و فی بعض النسخ الرقیق.
لسان العرب، ج‌1، ص: 96
مُسْتَثْقَلانِ. و الذین قالوا: مَسایةً، حذفوا الهمز تخفیفاً. و قولهم: الخَیْلُ تجری علی مَساوِیها أَی إِنها و إن كانت بها أَوْصابٌ و عُیُوبٌ، فإنَّ كَرَمها یَحْمِلُها علی الجَرْی. و تقول من السُّوءِ: اسْتَاءَ فلانٌ فی الصَّنِیعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، و اسْتَاءَ هو: اهْتَمَّ. و‌فی حدیث النبی صلی اللّه علیه و سلم: أَنّ رجلًا قَصَّ علیه رُؤْیا فاسْتَاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثم یُؤْتِی اللّهُ المُلْكَ مَن یشاء.قال أَبو عبید: أَراد أَنَّ الرُّؤْیا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من المَساءَةِ. و یقال: اسْتَاءَ فلان بمكانی أَی ساءَه ذلك. و یروی: فاسْتَالَها أَی طلَب تأْویلَها بالنَّظَر و التَّأَمُّل. و یقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِیعاً یَسُوءُ أَی قَبُحَ صَنِیعُه صَنِیعاً. و السُّوءُ: الفُجُورُ و المُنْكَر. و یقال: فلان سیِّئُ الاخْتِیار، و قد یخفف مثل هَیِّنٍ و هَیْنٍ، و لَیِّنٍ و لَیْنٍ. قال الطُّهَوِیُّ: و لا یَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَیْ‌ءٍ، و لا یَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِلَیْنِ و یقال: عندی ما سَاءَه و ناءَه و ما یَسُوءُه و یَنُوءُه. ابن السكیت: و سُؤْتُ به ظَنّاً، و أَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: یثبتون الأَلف إذا جاؤُوا بالأَلف و اللام. قال ابن بری: إنما نكّر ظنّاً فی قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب علی التمییز، و أَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعول به، و لهذا أَتی به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ. و یقال أَسَأْت به و إلیه و علیه و له، و كذلك أَحسَنْت. قال كثیر: أَسِیئِی بِنا، أَوْ أَحْسِنِی، لا مَلُولةٌ لَدَیْنا، و لا مَقْلِیَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ و قال سبحانه: وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی. و قال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهٰا. و قال: وَ مَنْ أَسٰاءَ فَعَلَیْهٰا*. و قال عزّ و جل: وَ أَحْسِنْ كَمٰا أَحْسَنَ اللّٰهُ إِلَیْكَ. و سُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته. اللیث: ساءَ یَسُوءُ: فعل لازم و مُجاوِز، تقول: ساءَ الشی‌ءُ یَسُوءُ سَوْءًا، فهو سیِّئٌ، إذا قَبُحَ، و رجل أَسْوَأُ: قبیح، و الأُنثی سَوْآءُ: قَبِیحةٌ، و قیل هی فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها، و‌فی الحدیث عن النبی صلی اللّه علیه و سلم: سَوْآءُ ولُودٌ خیرٌ مِن حَسْناءَ عقِیمٍ.قال الأُموی: السَّوْآءُ القبیحةُ، یقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، و الأُنثی سَوْآءُ. قال ابن الأَثیر: أَخرجه الأَزهری حدیثاً عن النبی صلی اللّه علیه و سلم و أَخرجه غیره حدیثاً عن عمر رضی اللّه عنه. و منه‌حدیث عبد الملك بن عمیر: السَّوْآءُ بنتُ السیِّدِ أَحَبُّ إلیَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ.و قیل فی قوله تعالی: ثُمَّ كٰانَ عٰاقِبَةَ الَّذِینَ أَسٰاؤُا السُّوایٰ، قال: هی جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها. و السَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ المُخالِفة. و السَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِیحةُ. و كلُّ كلمة قبیحة أَو فَعْلة قبیحةٍ فهی سَوْآءُ. قال أَبو زُبَیْد فی رجل من طَیِّئٍ نزَل به رجل من بنی شَیْبانَ، فأَضافه الطائی و أَحْسَنَ إلیه و سَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ فی الطائی افتخر و مدَّ یدَه، فوثب علیه الشیبانی فقَطَع یدَه، فقال أَبو زُبَیْدٍ: ظَلَّ ضَیْفاً أَخُوكُمُ لأَخِینا، فی شَرابٍ، و نَعْمةٍ، و شِواءِ لَمْ یَهَبْ حُرْمةَ النَّدِیمِ، و حُقَّتْ، یا لَقَوْمِی، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 97
و یقال: سُؤْتُ وجهَ فلان، و أَنا أَسُوءُه مَساءَةً و مَسائِیَةً، و المَسایةُ لغة فی المَساءَة، تقول: أَردت مَساءَتك و مَسایَتَكَ. و یقال: أَسأْتُ إلیه فی الصَّنِیعِ. و خَزْیانُ سَوْآنُ: من القُبْح. و السُّوأَی، بوزن فُعْلی: اسم للفَعْلة السیِّئَة بمنزلة الحُسْنَی للحَسَنة، محمولةٌ علی جهةِ النَّعْت فی حَدِّ أَفْعَل و فُعْلی كالأَسْوإ و السُّوأَی. و السُّوأَی: خلاف الحُسْنَی. و قوله عزَّ و جل: ثُمَّ كٰانَ عٰاقِبَةَ الَّذِینَ أَسٰاؤُا السُّوایٰ؛ الذین أَساؤُوا هنا الذین أَشْرَكُوا. و السُّوأَی: النارُ. و أَساءَ الرجلُ إساءَةً: خلافُ أَحسَن. و أَساءَ إلیه: نَقِیضُ أَحْسَن إلیه. و‌فی حدیث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد فی العِبادة: خَیْرُ الأُمورِ أَوساطُها، و الحَسَنةُ بین السَّیِّئَتَیْن‌أَی الغُلُوُّ سَیِّئةٌ و التقصیرُ سَیِّئةٌ و الاقتِصادُ بینهما حَسَنةٌ. و قد كثر ذكر السَّیِّئة فی الحدیث، و هی و الحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. یقال: كلمة حَسَنةٌ و كلمة سَیِّئةٌ، و فَعْلة حَسَنة و فَعْلةٌ سیِّئة. و أَساءَ الشی‌ءَ: أَفْسَدَه و لم یُحْسِنْ عَمَلَه. و أَساءَ فلانٌ الخِیاطةَ و العَمَلَ. و فی المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ. و ذلك أَنَّ رجلًا أَكْرَهَه آخر علی عمل فأَساءَ عَمَله. یُضْرَب هذا للرجل یَطْلُب الحاجةَ «1» فلا یُبالِغُ فیها. و السَّیِّئةُ: الخَطِیئةُ، أَصلها سَیْوِئةٌ، فقُلبت الواو یاءً و أُدْغِمت. و قولٌ سَیِّئٌ: یَسُوءُ. و السَیِّئُ و السَّیِّئةُ: عَمَلانِ قَبِیحانِ، یصیر السَیِّئُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ و السَّیِّئةُ الأُنثی. و اللّه یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئٰاتِ. و فی التنزیل العزیز: وَ مَكْرَ السَّیِّئِ، فأَضافَ. و فیه: وَ لٰا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلّٰا بِأَهْلِهِ، و المعنی مَكْرُ الشِّرْك. و قرأَ ابن مسعود: و مَكْراً سَیِّئاً علی النعت. و قوله: أَنَّی جَزَّوْا عامِراً سَیْئاً بِفِعلِهِم، أَمْ كَیْف یَجْزُونَنی السُّوأَی مِنَ الحَسَنِ؟ فإنه أَراد سَیِّئاً، فخفَّف كهَیْنٍ من هَیِّنٍ. و أَراد من الحُسْنَی فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم یمكنه أَكثر من ذلك. و سَوَّأْتُ علیه فِعْلَه و ما صنَع تَسْوِئةً و تَسْوِیئاً إذا عِبْتَه علیه، و قلتَ له: أَسَأْتَ. و یقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْنی، و إنْ أسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلیَّ أَی قَبِّحْ عَلیَّ إساءَتی. و‌فی الحدیث: فما سَوَّأَ علیه ذلك، أَی ما قال له أَسأْتَ. قال أَبو بكر فی قوله ضرب فلانٌ علی فلانٍ سایةً: فیه قولان: أَحدُهما السایةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، و المعنی: فَعَل به ما یؤَدِّی إلی مكروه و الإِساءة بِه. و قیل: ضرب فلان علی فلان سایةً معناه: جَعل لما یُرید أَن یفعله به طریقاً. فالسایةُ فَعْلةٌ مِن سَوَیْتُ، كان فی الأَصل سَوْیة فلما اجتمعت الواو و الیاء، و السابق ساكن، جعلوها یاءً مشدّدة، ثم استثقلوا التشدید، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سایةٌ كما قالوا دِینارٌ و دِیوانٌ و قِیراطٌ، و الأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشدید، فأَتْبَعُوه الكسرة التی قبله. و السَّوْأَة: العَوْرة و الفاحشة. و السَّوْأَة: الفَرْجُ. اللیث: السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل و المرأَة. قال اللّه تعالی: بَدَتْ لَهُمٰا سَوْآتُهُمٰا*. قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ و أَمْرٍ شائن. یقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم و دُعاء. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیةِ و المُغِیرة: و هل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلَّا أَمْسِ؟قال ابن الأَثیر: السَّوْأَةُ فی الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إلی كل ما یُسْتَحْیا منه إذا ظهر من قول
(1). قوله [یطلب الحاجة] كذا فی النسخ و شرح القاموس و الذی فی شرح المیدانی: یطلب إلیه الحاجة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 98
و فعل، و هذا القول إِشارة إِلی غَدْرٍ كان المُغِیرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ فی الجاهلیة، فقَتَلهم و أَخَذَ أَمْوالَهم. و‌فی حدیث ابن عباس رضی اللّه عنهما فی قوله تعالی: وَ طَفِقٰا یَخْصِفٰانِ عَلَیْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ*؛ قال: یَجْعلانِه علی سَوْآتِهما‌أَی علی فُرُوجِهما. و رَجُلُ سَوْءٍ: یَعملُ عَمَل سَوْءٍ، و إذا عرَّفتَه وصَفْت به و تقول: هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، و تُدخِلُ علیه الأَلفَ و اللام فتقول: هذا رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق: و كنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَی دَماً بِصاحِبه، یوْماً، أَحالَ علی الدَّمِ قال الأَخفش: و لا یقال الرجُلُ السَّوْءُ، و یقال الحقُّ الیَقِینُ، و حَقُّ الیَّقِینِ، جمیعاً، لأَنَّ السَّوْءَ لیس بالرجُل، و الیَقِینُ هُو الحَقُّ. قال: و لا یقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بری: و قد أَجاز الأَخفش أَن یقال: رَجُلُ السَّوْءِ و رَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السین فیهما، و لم یُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السین، لأَن السُّوء اسم للضر و سُوء الحال، و إنما یُضاف إلی المَصْدر الذی هو فِعْله كما یقال رجلُ الضَّرْبِ و الطَّعْنِ فیَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ و طَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن یقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، و لم یَجُز أَن یقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، و اسم الفِعْل السُّوءُ، و قال: السَّوْءُ مصدر سُؤْتُه أَسُوءُه سَوءًا، و أَما السُّوءُ فاسْم الفِعْل. قال اللّه تعالی: وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ، وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً. و تقول فی النكرة: رجل سَوْءٍ، و إذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، و لم تُضِفْ، و تقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، و لا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ یكون نعتاً للرجل، و لا یكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل و لیس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، و القَوْلُ الصِّدْقُ، و رَجلٌ صِدْقٌ، و لا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل لیس من الصِّدْقِ. الفرّاء فی قوله عز و جل: عَلَیْهِمْ دٰائِرَةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ. قال: و دٰائِرَةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَی فی القراءة و أَكثر، و قلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السین. و قال الزجاج فی قوله تعالی: الظّٰانِّینَ بِاللّٰهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَیْهِمْ دٰائِرَةُ السَّوْءِ. كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ یَعُودَ الرسولُ و المُؤمِنون إلی أَهلیهم، فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ علیهم. قال: و من قرأ ظَنَّ السُّوء، فهو جائز. قال: و لا أَعلم أَحداً قرأ بها إلَّا أَنها قد رُوِیت. و زعم الخلیل و سیبویه: أَن معنی السَّوْءِ ههنا الفَساد، یعنی الظانِّینَ باللّه ظنَّ الفَسادِ، و هو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ و مَن معَه لا یَرجِعون. قال اللّه تعالی: عَلَیْهِمْ دٰائِرَةُ السَّوْءِ، أَی الفَسادُ و الهلاكُ یَقَعُ بهم. قال الأَزهریّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السین ممدودة، صحیح، و قد قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السین ممدودة، فی سورة براءَة و سورة الفتح، و قرأَ سائر القرّاءِ السَّوْءِ*، بفتح السین فی السورتین. و قال الفرّاءُ فی سورة براءَة فی قوله تعالی: وَ یَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوٰائِرَ عَلَیْهِمْ دٰائِرَةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرّاءُ بنصب السین، و أَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوءًا و مَساءَةً و مَسائِیةً و سَوائِیةً، فهذه مصادر، و مَن رَفع السین جَعَله اسماً كقولك: علیهم دائرةُ البَلاءِ و العَذاب. قال: و لا یجوز ضم السین فی قوله تعالی: مٰا كٰانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ و لا فی قوله: وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، و ثوبُ صِدْقٍ، و لیس للسَّوءِ ههنا معنی فی بَلاءٍ و لا عَذاب، فیضم. و قرئَ قوله تعالی: علیهم
لسان العرب، ج‌1، ص: 99
دائرةُ السُّوءِ، یعنی الهزِیمةَ و الشرَّ، و مَن فَتَح، فهو من المَساءَة. و قوله عز و جل: كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشٰاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِیانةُ صاحِبه، و الفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة. و إن اللیل طویلٌ و لا یَسوءُ بالهُ أَی یَسُوءُنِی بالُه، عن اللحیانی. قال: و معناه الدُّعاءُ. و السُّوءُ: اسم جامع للآفات و الداءِ. و قوله عز و جل: وَ مٰا مَسَّنِیَ السُّوءُ، قیل معناه: ما بِی من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، إِلی الجُنون. و قوله عز و جل: أُولٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسٰابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحِسابِ أَن لا یُقْبَلَ منهم حسنةٌ، و لا یُتجاوَز عن سیئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالی: الَّذِینَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللّٰهِ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ. و‌قیل: سُوءُ الْحِسٰابِ: أَن یُسْتَقصَی علیه حِسابُهُ، و لا یُتَجاوَز له عن شی‌ءٍ من سَیّئاته، و كلاهما فیه. أَ لا تَراهم قالوا «2»: مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.و قولهم: لا أُنْكِرُك من سُوءٍ، و ما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَی لم یكن إِنْكارِی إِیَّاكَ من سُوءٍ رأَیتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة. و یقال: إِن السُّوءَ البَرَصُ. و منه قوله تعالی: تَخْرُجْ بَیْضٰاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ،* أَی من غیر بَرَصٍ. و قال اللیث: أَمَّا السوءُ، فما ذكر بسَیِّئٍ، فهو السُّوءُ. قال: و یكنی بالسُّوءِ عن اسم البرَص، و یقال: لا خیر فی قول السُّوءِ، فإذا فتَحتَ السین، فهو علی ما وصَفْنا، و إِذا ضممت السین، فمعناه لا تقل سُوءًا. و بنو سُوءَةَ: حَیٌّ من قَیْسِ بن عَلی.

سیأ؛ ج1، ص: 99

: السَّیْ‌ءُ و السِّی‌ءُ: اللبَنُ قبل نزول الدِّرَّة یكون فی طَرَفِ الأَخْلافِ. و روی قول زهیر: كما اسْتَغاثَ، بسَیْ‌ءٍ، فَزُّ غَیْطَلةٍ، خافَ العُیونَ، و لم یُنْظَرْ به الحَشَكُ بالوجهین جمیعاً بسَیْ‌ءٍ و بِسِی‌ءٍ. و قد سَیَّأَتِ الناقةُ و تَسَیَّأَها الرجلُ: احْتَلَب سَیْئَها، عن الهجری. و قال الفرّاءُ: تَسَیَّأَتِ الناقةُ إذا أَرسَلَت لَبنها من غیر حَلَبٍ، و هو السَّیْ‌ءُ. و قد انْسَیَأَ اللبنُ. و یقال: إِنَّ فلاناً لَیَتَسَیَّأُنی بسَیْ‌ءٍ قلیل؛ و أَصله من السَّیْ‌ءِ اللبنِ قبل نزول الدِّرَّة. و‌فی الحدیث: لا تُسَلِّم ابنك سَیَّاءً. قال ابن الأَثیر: جاءَ تفسیره فی الحدیث أَنه الذی یَبِیعُ الأَكفانَ و یَتَمنَّی مَوتَ الناسِ، و لعله من السُّوءِ و المَساءَةِ، أو من السَّیْ‌ءِ، بالفتح، و هو اللبن الذی یكون فی مُقَدَّم الضَّرع، و یحتمل أَن یكون فعَّالًا من سَیَّأْتُها إذا حَلَبْتها. و السِّی‌ءُ، بالكسر مهموز: اسم أَرض.

فصل الشین المعجمة؛ ج1، ص: 99

شأشأ؛ ج1، ص: 99

: أَبو عمرو، الشَّأْشَاءُ: زَجْرُ الحِمارِ، و كذلك السَّأْساءُ. شُؤْشُؤْ و شَأْشَأْ: دُعاءُ الحِمار إلی الماءِ، عن ابن الأَعرابی. و شَأْشَأَ بالحُمُر و الغَنَم: زَجرها للمضیِّ، فقال: شَأْشَأْ و تَشُؤْتَشُؤْ. و قال رجل من بنی الحِرْمازِ: تَشَأْتَشَأْ، و فتح الشین. أَبو زید: شَأْشَأْتُ الحِمارَ إذا دَعَوْته تَشَأْتَشَأْ و تَشُؤْتَشُؤْ. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا قال لبَعیره شَأْ لعَنَكَ اللّهُ، فنهاه النبی صلی اللّه علیه و سلم عن لَعْنِه.قال أَبو منصور: شَأْ زجر، و بعض العرب یقول: جَأْ، بالجیم، و هما لغتان. و الشَّأْشاءُ: الشِّیصُ. و الشَّأْشاءُ: النَّخْلُ الطِّوَالُ. و تَشَأْشَأَ القومُ: تفرَّقوا، و اللّه أَعلم.

شسأ؛ ج1، ص: 99

: أَبو منصور فی قوله: مكانٌ شِئسٌ، و هو الخَشِنُ من الحجارة، قال: و قد یخفف، فیقال للمكان الغلیظ: شَأْسٌ و شَأْزٌ، و یقال مقلوباً: مكانٌ شاسِئٌ و جاسِئٌ غلیظ.
(2). قوله [قالوا من إلخ] كذا فی النسخ بواو الجمع و المعروف قال أی النبی خطاباً للسیدة عائشة كما فی صحیح البخاری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 100

شطأ؛ ج1، ص: 100

: الشَّطْءُ: فَرْخُ الزَّرْع و النخل. و قیل: هو ورق الزَّرْع. و فی التنزیل: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ؛ أَی طَرَفَه و جمعه شُطُوءٌ. و قال الفرّاءُ: شَطْؤُه السُّنْبُل تُنْبِت الحَبَّةُ عَشْراً و ثمانیاً و سَبْعاً، فیَقْوَی بعضُه ببعض، فذلك قوله تعالی: فَآزَرَهُ أَی فأَعانَه. و قال الزجاج: أَخْرَجَ شَطْأَهُ أَخرج نباتَه: و قال ابن الأَعرابی: شَطْأَهُ: فِراخَه. الجوهری: شَطْءُ الزَّرْعِ و النَّباتِ: فِراخُه. و‌فی حدیث أَنس رضی اللّه عنه فی قوله تعالی: أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ. شَطْؤُهُ: نباتُه و فِراخُه.یقال: أَشْطَأَ الزَّرْعُ، فهو مُشْطِئٌ، إذا فَرَّخَ. و شاطِئُ النَّهرِ: جانِبُه و طَرَفُه. و شَطَأَ الزَّرْعُ و النخل یَشْطَأُ شَطْأً و شُطُوءًا: أَخرج شَطْأَه. و شَطْءُ الشجرِ: ما خَرج حول أَصله، و الجمع أَشْطاءٌ. و أَشْطَأَ الشجرُ بغُصونه: أَخرجها. و أَشْطَأَتِ الشجرة بغُصونها إِذا أَخرجت غُصونَها. و أَشْطَأَ الزرعُ إذا فَرَّخ. و أَشطأَ الزرعُ: خَرجَ شَطْؤُه، و أَشْطَأَ الرجلُ: بَلغ ولَدُه مَبْلَغَ الرِّجالِ فصار مثله. و شَطْءُ الوادی و النَّهَر: شِقَّته، و قیل: جانبُه، و الجمع شُطُوءٌ. و شاطِئُه كشَطْئِه، و الجمع شُطوءٌ و شَواطِئُ و شُطْآنٌ علی أَن شُطْآناً قد یكون جمع شَطْءٍ. قال: و تَصَوَّحَ الوَسْمِیُّ مِنْ شُطْآنِه، بَقْلٌ بِظاهِرِه، و بَقْلُ مِتانِه و شاطِئُ البحر: ساحِلُه. و فی الصحاح: و شاطِئُ الوادی: شطُّه و جانِبُه، و تقول: شاطِئُ الأَوْدِیةِ، و لا یُجمَعُ. و شَطَأَ مَشَی علی شاطِئِ النَّهرِ. و شاطأْتُ الرَّجُل إذا مَشَیْتَ علی شاطئٍ و مَشَی هو علی الشاطِئِ الآخَر. و وادٍ مُشْطِئٌ: سالَ شاطِئَاه. و منه قول بعض العرب: مِلْنا لِوادِی كذا و كذا، فوَجَدْناه مُشْطِئاً. و شَطَأَ المرأَةَ یَشْطَؤُها شَطْأً: نَكَحَها. و شَطَأَ الرجلَ شَطْأً: قَهَرَه. و شَطَأَ الناقةَ یَشْطَؤُها شَطْأً: شَدَّ علیها الرحْلَ. و شَطَأَه بالحِمْلِ شَطْأً: أَثْقَلَه. و شَطْیَأَ الرَّجُلُ فی رَأْیِهِ و أَمرِهِ كَرَهْیَأَ. و یقال: لَعَنَ اللّهُ أُمّاً شَطَأَتْ به و فَطَأَتْ به أَی طَرَحَتْه. ابن السكیت: شَطَأْتُ بالحِمْلِ أَی قَوِیتُ علیه، و أَنشد: كشَطْئِكَ بالعِبْ‌ءِ ما تَشْطَؤُهْ ابن الأَعرابی: الشُّطْأَةُ «1»: الزُّكام، و قد شُطِئَ إذا زُكِمَ، و أَشْطَأَ إذا أَخَذَتْه الشُّطْأَةُ.

شقأ؛ ج1، ص: 100

: شَقَأَ نابُه یَشْقَأُ شَقْأً و شُقُوءًا و شَكَأَ: طَلَعَ و ظَهَرَ. و شَقَأَ رَأْسَه: شَقَّه. و شَقَأَهُ بالمِدْرَی أَو المُشْطِ شَقْأً و شُقُوءًا: فَرَّقه. و المَشْقَأُ: المَفْرَقُ. و المِشْقَأُ و المِشْقَاءُ، بالكسر، و المِشْقأَةُ: المِشْطُ [المُشْطُ. و المِشْقَأَةُ: المِدْراةُ. و قال ابن الأَعرابی: المِشْقَأُ و المِشْقاءُ و المِشْقَی، مقصور غیر مهموز: المِشْط [المُشْط.
(1). قوله [الشُطْأَةُ إلخ] كذا هو فی النسخ هنا بتقدیم الشین علی الطاء و الذی فی نسخة التهذیب عن ابن الأَعرابی بتقدیم الطاء فی الكلمات الأَربع و ذكر نحوه المجد فی فصل الطاء و لم نرَ أحداً ذكره بتقدیم الشین، و لمجاورة شطأ طشأ طغا قلم المؤلف فكتب ما كتب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 101
و شَقَأْتُه بالعصا شَقْأً: أَصَبْتُ مَشْقَأَه أَی مَفْرَقَه. أَبو تراب عن الأَصمعی: إِبل شُوَیْقِئَةٌ و شُوَیْكِئَةٌ حین یَطْلُعُ نابُها، من شَقَأَ نابُهُ و شَكَأَ و شاكَ أَیضاً و أَنشد: شُوَیْقِئَةُ النابَیْن، یَعْدِل دَفُّها، بأَقْتَلَ، منْ سَعْدانةِ الزَّوْرِ، بائن

شكأ؛ ج1، ص: 101

: الشُّكاءُ، بالقصر و المدّ: شِبْه الشُّقاقِ فی الأَظفار. و قال أَبو حنیفة: أشْكَأَتِ الشجرةُ بغُصُونِها: أَخْرَجَتْها. الأَصمعی: إبلٌ شُوَیْقِئَةٌ و شُوَیْكِئَةٌ حین یَطْلُع نابُها، من شَقَأَ نابُه و شَكَأَ و شاكَ أَیضاً، و أَنشد: علی مُسْتَظِلَّات العیون، سَواهِمٍ، شُوَیْكِئةٍ، یَكْسُو بُراها لُغامُها أَراد بقوله شُوَیْكِئة: شُوَیْقِئة، فقُلِبت القاف كافاً، من شَقَأَ نابُهُ إذا طلع، كما قیل كُشِطَ عن الفرس الجُلُّ، و قُشِطَ. و قیل: شُوَیْكِیَةٌ بغیر همز: إبل منسوبة «1». التهذیب: سلمة قال: به شُكَأٌ شدید، تَقَشُّر. و قد شَكِئَتْ أَصَابِعُهُ، و هو التَّقَشُّر بین اللحم و الأَظفار شَبیه بالتَّشَقُّقِ، مهموز مقصور. و فی أَظفاره شَكَأٌ إذا تشَقَّقَت أَظفارُه. الأَصمعی: شَقَأَ نابُ البعیر، و شَكَأَ إذا طَلَعَ، فَشَقَّ اللحمَ.

شنأ؛ ج1، ص: 101

: الشَّنَاءَةُ مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ. شَنِئَ الشی‌ءَ و شَنَأَه أَیضاً، الأَخیرة عن ثعلب، یَشْنَؤُهُ فیهما شَنْأً و شُنْأً و شِنْأً و شَنْأَةً و مَشْنَأً و مَشْنَأَةً و مَشْنُؤَةً و شَنَآناً و شَنْآناً، بالتحریك و التسكین: أَبْغَضَه. و قُرِئَ بهما قوله تعالی: وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ*. فمن سكَّن، فقد یكون مصدراً كَلَیَّان، و یكون صفة كَسَكْرانَ، أَی مُبْغِضُ قوم. قال الجوهری: و هو شاذ فی اللفظ لأَنه لم یَجِئْ شی‌ءٌ من المصادر علیه. و من حرَّك، فإنما هو شاذ فی المعنی لأَن فَعَلانَ إنما هو من بِناءِ ما كان معناه الحركة و الاضْطِرابَ كالضَّرَبانِ و الخَفَقَانِ. التهذیب: الشَّنَآنُ مصدر علی فَعَلان كالنَّزَوانِ و الضَّرَبانِ. و قرأَ عاصم: شَنَآنُ*، بإسكان النون، و هذا یكون اسماً كأنه قال: و لا یَجْرِمَنَّكم بَغِیضُ قومٍ. قال أَبو بكر: و قد أَنكر هذا رجلٌ من أَهل البصرة یُعرف بأَبی حاتم السِّجِسْتانی معه تَعدٍّ شدیدٌ و إِقدام علی الطَعْن فی السَّلف. قال: فحكیت ذلك لأَحمد بن یحیی، فقال: هذا من ضِیقِ عَطَنِه و قلة معرفته، أَ ما سَمِع قولَ ذی الرُّمَّة: فأُقْسِمُ، لا أَدْرِی أَ جَوْلانُ عَبْرةٍ، تَجُودُ بها العَیْنانِ، أَحْرَی أَمِ الصَّبْرُ قال: قلت له هذا، و إن كان مصدراً ففیه الواو. فقال: قد قالت العرب وَشْكانَ ذا إهالةً و حَقْناً، فهذا مصدر، و قد أَسكنه، و الشَّنانُ، بغیر همز، مثل الشَّنَآنِ، و أَنشد للأَحوص: و ما العیْشُ إِلَّا ما تَلَذُّ و تَشْتَهی، و إنْ لامَ فیه ذُو الشَّنانِ و فَنَّدا سلمة عن الفرّاءِ: من قرأَ شَنَآنُ قَوْمٍ*، فمعناهُ بُغْضُ
(1). قوله [منسوبة] مقتضاه تشدید الیاء و لكن وقع فی التكملة فی عدة مواضع مخفف الیاء مع التصریح بأنه منسوب لشویكة الموضع أو لإبل و لم یقتصر علی الضبط بل رقم فی كل موضع من النثر و النظم خف إشارة إلی عدم التشدید.
لسان العرب، ج‌1، ص: 102
قومٍ. شَنِئْتُه شَنَآناً و شَنْآناً. و قیل: قوله شَنَآنُ أَی بَغْضاؤُهم، و مَن قَرأَ شَنْآنُ قَوْم، فهو الاسم: لا یَحْمِلَنَّكم بَغِیضُ قَوْم. و رجل شَنائِیةٌ و شَنْآنُ و الأُنثی شَنْآنَةٌ و شَنْأَی. اللیث: رجل شَنَاءَةٌ و شَنَائِیَةٌ، بوزن فَعالةٍ و فَعالِیة: مُبْغِضٌ سَیِّ‌ءُ الخُلق. و شُنِئَ الرجلُ، فهو مَشْنُوءٌ، إذا كان مُبْغَضاً، و إن كان جمیلًا. و مَشْنَأٌ، علی مَفْعَل، بالفتح: قبیح الوجه، أَو قبیح المَنْظَر، الواحد و المثنی و الجمیع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواءٌ. و المِشْنَاءُ، بالكسر ممدود، علی مِثالِ مِفْعالٍ: الذی یُبْغِضُه الناسُ. عن أَبی عُبید قال: و لیس بِحَسن لأَن المِشْناءَ صیغة فاعل، و قوله: الذی یُبْغِضُه الناسُ، فی قوَّة المفعول، حتی كأَنه قال: المِشْناءُ المُبْغَضُ، و صیغة المفعول لا یُعَبَّر بها «1» عن صیغة الفاعل، فأَمَّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ، فمعناه أَنها تُحِلُّ الناسَ، أَو تَحُلُّ بهم أَی تَجْعَلُهم یَحُلُّون، و لیست فی معنی مَحْلُولةٍ. قال ابن بری: ذكر أَبو عبید أَنَّ المَشْنَأَ مثل المَشْنَعِ: القَبِیحُ المَنْظَر، و إن كان مُحَبَّباً، و المِشْناءُ مثل المِشْناعِ: الذی یُبْغِضُه الناسُ، و قال علی بن حمزة: المِشْناءُ بالمدّ: الذی یُبْغِضُ الناسَ. و‌فی حدیث أُم معبد: لا تَشْنَؤُه مِن طُولٍ.قال ابن الأَثیر: كذا جاءَ فی روایة أَی لا یُبْغَضُ لفَرْطِ طُولِهِ، و یروی لا یُتَشَنَّی من طُول، أُبْدل من الهمزة یاء. و‌فی حدیث علی كرَّم اللّه وجهه: و مُبْغِضٌ یَحْمِله شَنَآنی علی أَنْ یَبْهَتَنی.و تَشانَؤُوا أَی تَباغَضوا، و فی التنزیل العزیز: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. قال الفرَّاءُ: قال اللّه تعالی لنبیه صلی اللّه علیه و سلم: إِنَّ شٰانِئَكَ أَی مُبْغِضَك و عَدُوَّكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. أَبو عمرو: الشَّانِئُ: المُبْغِضُ. و الشَّنْ‌ءُ و الشِّنْ‌ءُ: البِغْضَةُ. و قالَ أَبو عبیدة فی قوله: وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ*، یقال الشَّنَآن، بتحریك النون، و الشَّنْآنُ، بإسكان النون: البِغْضةُ. قال أَبو الهیثم یقال: شَنِئْتُ الرجلَ أَی أَبْغَضْته. قال: و لغة ردیئة شَنَأْتُ، بالفتح. و قولهم: لا أَبا لشانِئك و لا أَبٌ أَی لِمُبْغِضِكَ. قال ابن السكیت: هی كنایة عن قولهم لا أَبا لك. و الشَّنُوءَة، علی فَعُولة: التَّقَزُّزُ من الشی‌ءِ، و هو التَّباعدُ من الأَدْناس. و رجل فیه شَنُوءَةٌ و شُنُوءَةٌ أَی تَقَزُّزٌ، فهو مرة صفة و مرة اسم. و أَزدُ شَنُوءَةَ، قبیلة مِن الیَمن: من ذلك، النسبُ إلیه: شَنَئِیٌّ، أَجْرَوْا فَعُولةَ مَجْری فَعِیلةَ لمشابهتها إِیاها من عِدّة أَوجه منها: أَن كل واحد من فَعُولة و فَعِیلة ثلاثی، ثم إن ثالث كل واحد منهما حرف لین یجری مجری صاحبه؛ و منها: أَنَّ فی كل واحد من فَعُولة و فَعِیلة تاءَ التأْنیث؛ و منها: اصْطِحابُ فَعُول و فَعِیل علی الموضع الواحد نحو أَثُوم و أَثِیم و رَحُوم و رَحِیم، فلما استمرت حال فعولة و فعیلة هذا الاستمرار جَرَتْ واو شنوءَة مَجری یاءِ حَنِیفة، فكما قالوا حَنَفیٌّ، قیاساً، قالوا شَنَئِی‌ءٌّ، قیاساً. قال أَبو الحسن الأَخفش: فإن قلت إنما جاءَ هذا فی حرف واحد یعنی شَنُوءَة، قال: فإنه جمیع ما جاءَ. قال ابن جنی: و ما أَلطفَ هذا القولَ من أَبی الحسن، قال: و تفسیره أَن الذی جاءَ فی فَعُولة هو هذا الحرف، و القیاس قابِلُه، قال: و لم یَأْتِ فیه شی‌ءٌ یَنْقُضُه. و قیل: سُمُّوا بذلك لشَنَآنٍ كان بینهم. و ربما قالوا: أَزْد شَنُوَّة، بالتشدید غیر مهموز، و یُنسب إلیها شَنَوِیٌّ، و قال:
(1). قوله [لا یعبر بها إلخ] كذا فی النسخ و لعل المناسب لا یعبر عنها بصیغة الفاعل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 103
نَحْنُ قریْشٌ، و هُمُ شَنُوَّهْ، بِنا قُرَیْشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ قال ابن السكیت: أَزْدُ شَنُوءَة، بالهمز، علی فَعُولة ممدودة، و لا یقال شَنُوَّة. أَبو عبید: الرجلُ الشَّنُوءَة: الذی یَتَقَزَّزُ من الشی‌ءِ. قال: و أَحْسَبُ أَنَّ أَزْدَ شَنُوءَة سمی بهذا. قال اللیث: و أَزْدُ شَنُوءَة أَصح الأَزد أَصْلًا و فرعاً، و أَنشد: فَما أَنْتُمُ بالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءَةٍ، و لا مِنْ بَنِی كَعْبِ بنِ عَمْرو بن عامِرِ أَبو عبید: شَنِئْتُ حَقَّك: أَقْرَرْت به و أَخرَجْته من عندی. و شَنِئَ له حَقَّه و به: أَعْطاه إیَّاه. و قال ثعلب: شَنَأَ إلیه حَقَّه: أَعطاه إیَّاه و تَبَرَّأَ منه، و هو أَصَحُّ، و أَما قول العجاج: زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عن آلِ الحَكَمْ، و شَنِئوا المُلْكَ لِمُلْكٍ ذی قِدَمْ فإنه یروی لِمُلْكٍ و لِمَلْكٍ، فمن رواه لِمُلْكٍ، فوجهه شَنِئوا أَی أَبْغَضُوا هذا المُلك لذلك المُلْكِ، و مَنْ رواه لِمَلْكٍ، فالأَجْودُ شَنَؤوا أَی تَبَرَّؤُوا به إلیه. و معنی الرجز أَی خرجوا من عندهم. و قَدَمٌ: مَنْزِلةٌ و رِفْعةٌ. و قال الفرزدق: و لَوْ كانَ فی دَیْنٍ سِوَی ذا شَنِئْتُمُ لَنا حَقَّنا، أَو غَصَّ بالماء شارِبُهْ و شَنِئَ به أَی أَقَرَّ به. و‌فی حدیث عائشة: علیكم بالمَشْنِیئةِ النافعةِ التَّلْبِینةِ، تعنی الحَساء، و هی مفعولةٌ من شَنِئْتُ أَی أَبْغَضْتُ. قال الریاشی: سألت الأَصمعی عن المَشْنِیئةِ، فقال: البَغِیضةُ. قال ابن الأَثیر فی قوله: مَفْعُولةٌ من شَنِئْتُ إذا أَبْغَضْتَ، فی الحدیث. قال: و هذا البِناءُ شاذ. فإن أَصله مَشْنُوءٌ بالواو، و لا یقال فی مَقْرُوءٍ و مَوْطُوءٍ مَقرِیٌّ و مَوْطِیٌّ و وجهه أَنه لما خَفَّفَ الهمزة صارت یاءً، فقال مَشْنِیٌّ كَمَرْضیٍّ، فلما أَعادَ الهمزة اسْتَصْحَبَ الحالَ المُخَفّفة. و قولها التَّلْبینة: هی تفسیر المَشْنِیئةِ، و جعلتها بَغِیضة لكراهتها. و‌فی حدیث كعب رضی اللّه عنه: یُوشِكُ أَن یُرْفَعَ عنكم الطاعونُ و یَفِیضَ فیكم شَنَآنُ الشِّتاءِ.قیل: ما شَنآنُ الشِّتاءِ؟ قال: بَرْدُه؛ اسْتعارَ الشَّنآنَ للبَرْد لأَنه یَفِیضُ فی الشتاء. و قیل: أراد بالبرد سُهولة الأَمر و الرَّاحَة، لأَن العرب تَكْنی بالبرد عن الرَّاحة، و المعنی: یُرْفَعُ عنكم الطاعونُ و الشِّدَّةُ، و یَكثر فیكم التَّباغُضُ و الراحة و الدَّعة. و شوانِئُ المال: ما لا یُضَنُّ به. عن ابن الأَعرابی من تذكرة أَبی علی قال: و أری ذلك لأَنها شُنِئَت فجِیدَ بها فأَخْرجه مُخرَج النَّسب، فجاءَ به علی فاعل. و الشَّنَآنُ: من شُعَرائهم، و هو الشَّنَآنُ بن مالك، و هو رجل من بنی معاویة من حَزْنِ بن عُبادةَ.

شیأ؛ ج1، ص: 103

: المَشِیئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشی‌ءَ أَشاؤُه شَیئاً و مَشِیئةً و مَشاءَةً و مَشایةً «2»: أَرَدْتُه، و الاسم الشِّیئةُ، عن اللحیانی. التهذیب: المَشِیئةُ: مصدر شاءَ یَشاءُ مَشِیئةً. و قالوا: كلُّ شی‌ءٍ بِشِیئةِ اللّه، بكسر الشین، مثل شِیعةٍ أَی بمَشِیئتِه. و‌فی الحدیث: أَن یَهُودیّاً أَتی النبیَّ صلی اللّه علیه و سلم فقال: إِنَّكم تَنْذِرُون و تُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللّهُ و شِئتُ. فأَمَرَهم النبیُّ صلی اللّه علیه و سلم أَن یقولوا: ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ.المَشِیئةُ، مهموزة: الإِرادةُ. و قد شِئتُ الشی‌ءَ أَشاؤُه، و إنما فَرَق بین قوله ما شاءَ
(2). قوله [و مشایة] كذا فی النسخ و المحكم و قال شارح القاموس مشائیة كعلانیة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 104
اللّه و شِئتُ، و ما شاءَ اللّه ثم شِئتُ، لأَن الواو تفید الجمع دون الترتیب، و ثم تَجْمَعُ و تُرَتِّبُ، فمع الواو یكون قد جمع بَیْنَ اللّهِ و بینه فی المَشِیئةِ، و مَع ثُمَّ یكون قد قَدَّمَ مشِیئَة اللّهِ علی مَشِیئتِه. و الشَّی‌ءُ: معلوم. قال سیبویه حین أَراد أَن یجعل المُذَكَّر أَصلًا للمؤَنث: أَ لا تری أَن الشی‌ءَ مذكَّر، و هو یَقَعُ علی كل ما أُخْبِرُ عنه. فأَما ما حكاه سیبویه أَیضاً من قول العَرَب: ما أَغْفَلَه عنك شَیْئاً، فإنه فسره بقوله أَی دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، و هذا غیر مُقْنِعٍ. قال ابن جنی: و لا یجوز أَن یكون شَیئاً ههنا منصوباً علی المصدر حتی كأَنه قال: ما أَغْفَله عنك غُفولًا، و نحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنی بما حصل فیه من معنی المبالغة عن أَن یؤكَّد بالمصْدر. قال: و أَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَیْئاً، فإنَّ شیئاً هنا منصوب علی تقدیر بشَی‌ءٍ، فلما حَذَف حرف الجرِّ أَوْصَلَ إلیه ما قبله، و ذلك أَن معنی هو أَفْعَلُ منه فی المُبالغَةِ كمعنی ما أفْعَله، فكما لم یَجُزْ ما أَقْوَمَه قِیاماً، كذلك لم یَجُز هو أَقْوَمُ منه قِیاماً. و الجمع: أشیاءُ، غیر مصروف، و أَشْیاواتٌ و أشاواتٌ و أَشایا و أَشاوَی، من باب جَبَیْتُ الخَراجَ جِباوةً. و قال اللحیانی: و بعضهم یقول فی جمعها: أَشْیایا و أَشاوِهَ؛ و حكَی أَن شیخاً أَنشده فی مَجْلِس الكسائی عن بعض الأَعراب: وَ ذلِك ما أُوصِیكِ، یا أُّمَّ مَعْمَرٍ، و بَعْضُ الوَصایا، فی أَشاوِهَ، تَنْفَعُ قال: و زعم الشیخ أَن الأَعرابی قال: أُرید أَشایا، و هذا من أَشَذّ الجَمْع، لأَنه لا هاءَ فی أَشْیاءَ فتكون فی أَشاوِهَ. و أَشْیاءُ: لَفعاءُ عند الخلیل و سیبویه، و عند أَبی الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ. و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ. قال أَبو منصور: لم یختلف النحویون فی أَن أَشْیاء جمع شی‌ء، و أَنها غیر مُجراة. قال: و اختلفوا فی العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِیَ مَقالة كل واحد منهم، و اقتصرتُ علی ما قاله أَبو إسحاق الزجاج فی كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِیلَهم علی اخْتِلافها، و احتج لأَصْوَبِها عنده، و عزاه إلی الخلیل، فقال قوله: لٰا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیٰاءَ، أَشْیاءُ فی موضع الخفض، إلَّا أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف. قال و قال الكسائی: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، و كَثُر استعمالها، فلم تُصْرَفْ. قال الزجاج: و قد أَجمع البصریون و أَكثر الكوفیین علی أَنَّ قول الكسائی خطأٌ فی هذا، و أَلزموه أَن لا یَصرِف أَبناء و أَسماء. و قال الفرّاءُ و الأَخفش: أَصل أَشیاء أَفْعِلاء كما تقول هَیْنٌ و أَهْوِناء، إلا أَنه كان فی الأَصل أَشْیِئاء، علی وزن أَشْیِعاع، فاجتمعت همزتان بینهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولی. قال أَبو إِسحاق: و هذا القول أَیضاً غلط لأَن شَیْئاً فَعْلٌ، و فَعْلٌ لا یجمع أَفْعِلاء، فأَما هَیْنٌ فأَصله هَیِّنٌ، فجُمِعَ علی أَفْعِلاء كما یجمع فَعِیلٌ علی أَفْعِلاءَ، مثل نَصِیب و أَنْصِباء. قال و قال الخلیل: أَشیاء اسم للجمع كان أصلُه فَعْلاءَ شَیْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الأولی إلی أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوقاً فقالوا أَیْنُقاً. و كما قلبوا قُوُوساً قِسِیّاً. قال: و تصدیق قول الخلیل جمعُهم أَشْیاءَ أَشاوَی و أَشایا، قال: و قول الخلیل هو مذهب سیبویه و المازنی و جمیع البصریین، إلَّا الزِّیَّادِی منهم، فإنه كان یَمِیل إلی قول الأَخفش. و ذُكِر أَن المازنی ناظَر الأَخفش فی هذا، فقطَع المازِنیُّ الأَخفشَ، و ذلك أَنه سأَله كیف تُصغِّر أَشیاء، فقال له أَقول: أُشَیَّاء؛ فاعلم، و لو كانت أَفعلاء لردَّت فی التصغیر إلی واحدها فقیل: شُیَیْئات. و أَجمع البصریون أَنَّ تصغیر أَصْدِقاء، إن كانت للمؤنث:
لسان العرب، ج‌1، ص: 105
صُدَیقات، و إن كان للمذكرِ: صُدَیْقُون. قال أَبو منصور: و أَما اللیث، فإنه حكی عن الخلیل غیر ما حكی عنه الثقات، و خَلَّط فیما حكی و طوَّل تطویلًا دل علی حَیْرته، قال: فلذلك تركته، فلم أَحكه بعینه. و تصغیر الشی‌ءِ: شُیَیْ‌ءٌ و شِیَیْ‌ءٌ بكسر الشین و ضمها. قال: و لا تقل شُوَیْ‌ءٌ. قال الجوهری قال الخلیل: إنما ترك صرف أَشیاءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ علی غیر واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ علی غیر واحده، لأَن الفاعل لا یجمع علی فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتین فی آخره، فقلبوا الأولی أَوَّل الكلمة، فقالوا: أَشیاء، كما قالوا: عُقابٌ بعَنْقاة، و أَیْنُقٌ و قِسِیٌّ، فصار تقدیره لَفْعاء؛ یدل علی صحة ذلك أَنه لا یصرف، و أَنه یصغر علی أُشَیَّاء، و أَنه یجمع علی أَشاوَی، و أَصله أَشائِیُّ قلبت الهمزة یاءً، فاجتمعت ثلاث یاءات، فحُذفت الوُسْطی و قُلِبت الأَخیرة أَلِفاً، و أُبْدِلت من الأُولی واواً، كما قالوا: أَتَیْتُه أَتْوَةً. و حكی الأَصمعی: أنه سمع رجلًا من أَفصح العرب یقول لخلف الأَحمر: إنَّ عندك لأَشاوی، مثل الصّحاری، و یجمع أَیضاً علی أَشایا و أَشْیاوات. و قال الأَخفش: هو أَفْعلاء، فلهذا لم یُصرف، لأَن أَصله أَشْیِئاءُ، حذفت الهمزة التی بین الیاء و الأَلِف للتخفیف. قال له المازنی: كیف تُصغِّر العربُ أَشیاءَ؟ فقال: أُشَیَّاء. فقال له: تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ علی غیر واحده، و هو من أَبنیة الجمع، فإِنه یُردُّ فی التصغیر إلی واحده، كما قالوا: شُوَیْعِرون فی تصغیر الشُّعَراءِ، و فیما لا یَعْقِلُ بالأَلِف و التاءِ، فكان یجب أَن یقولوا شُیَیْئَات. قال: و هذا القول لا یلزم الخلیل، لأَنَّ فَعْلاء لیس من أَبنیة الجمع. و قال الكسائی: أَشیاء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ و أَفْراخٍ، و إِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء. و قال الفرّاء: أَصل شی‌ءٍ شَیِّئٌ، علی مثال شَیِّعٍ، فجمع علی أَفْعِلاء مثل هَیِّنٍ و أَهْیِناء و لَیِّنٍ و أَلْیِناء، ثم خفف، فقیل شی‌ءٌ كما قالوا هَیْنٌ و لَیْنٌ، و قالوا أَشیاء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولی و هذا القول یدخل علیه أَن لا یُجْمَع علی أَشاوَی، هذا نص كلام الجوهری. قال ابن بری عند حكایة الجوهری عن الخلیل: إن أَشْیاءَ فَعْلاء جُمِع علی غیر واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِع علی غیره واحده؛ قال ابن بری: حِكایَتُه عن الخلیل أَنه قال: إِنها جَمْع علی غیر واحده كشاعِر و شُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شی‌ء. قال: و لیست أَشیاء عنده بجمع مكسَّر، و إنما هی اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ و القَصْباءِ و الحَلْفاءِ، و لكنه یجعلها بدلًا من جَمع مكسر بدلالة إضافة العدد القلیل إلیها كقولهم: ثلاثة أَشْیاء، فأَما جمعها علی غیر واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه یَری أَنَّ أَشیاء وزنها أَفْعِلاء، و أَصلها أَشْیئاء، فحُذِفت الهمزة تخفیفاً. قال: و كان أَبو علی یجیز قول أَبی الحسن علی أَن یكون واحدها شیئاً و یكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل فی هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ علی فُعَلاء فی نحو سَمْحٍ و سُمَحاء. قال: و هو وهَم من أَبی علی لأَن شیئاً اسم و سَمْحاً صفة بمعنی سَمِیحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قیاسه سَمِیحٌ، و سَمِیح یجمع علی سُمَحاء كظَریف و ظُرَفاء، و مثله خَصْم و خُصَماء لأَنه فی معنی خَصِیم و الخلیل و سیبویه یقولان: أَصلها شَیئاءُ، فقدمت الهمزة التی هی لام الكلمة إلی أَوَّلها فصارت أَشْیاء، فوزنها لَفْعاء. قال: و یدل علی صحة قولهما أَن العرب قالت فی تصغیرها: أُشَیَّاء. قال: و لو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إلیه الأَخفش: لقیل فی تصغیرها: شُیَیْئات، كما یُفعل ذلك فی الجُموع المُكسَّرة كجِمالٍ و كِعابٍ و كِلابٍ، تقول فی تصغیرها: جُمَیْلاتٌ و كُعَیْباتٌ و كُلَیْباتٌ، فتردها إلی الواحد، ثم تجمعها بالألف و التاء. و قال ابن
لسان العرب، ج‌1، ص: 106
بری عند قول الجوهری: إن أَشْیاء یجمع علی أَشاوِی، و أَصله أَشائِیُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، و أُبدلت من الأولی واواً، قال: قوله أَصله أَشائِیُّ سهو، و إنما أَصله أَشایِیُّ بثلاث یاءات. قال: و لا یصح همز الیاء الأولی لكونها أَصلًا غیر زائدة، كما تقول فی جَمْع أَبْیاتٍ أَبایِیت، فلا تهمز الیاء التی بعد الأَلف، ثم خففت الیاء المشدّدة، كما قالوا فی صَحارِیّ صَحارٍ، فصار أَشایٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ و من الیاء أَلف، فصار أَشایا، كما قالوا فی صَحارٍ صَحارَی، ثم أَبدلوا من الیاء واواً، كما أَبدلوها فی جَبَیْتُ الخَراجَ جِبایةً و جِباوةً. و عند سیبویه: أَنَّ أَشاوَی جمع لإِشاوةٍ، و إِن لم یُنْطَقْ بها. و قال ابن بری عند قول الجوهری إِن المازنی قال للأَخفش: كیف تصغِّر العرب أَشیاء، فقال أُشَیَّاء، فقال له: تركت قولك لأَن كل جمع كسر علی غیر واحده، و هو من أَبنیة الجمع، فإِنه یُردُّ بالتصغیر إلی واحده. قال ابن بری: هذه الحكایة مغیرة لأَنَّ المازنی إنما أَنكر علی الأَخفش تصغیر أَشیاء، و هی جمع مكسر للكثرة، من غیر أَن یُردَّ إلی الواحد، و لم یقل له إِن كل جمع كسر علی غیر واحده، لأَنه لیس السببُ المُوجِبُ لردِّ الجمع إلی واحده عند التصغیر هو كونه كسر علی غیر واحده، و إنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة. قال ابن بری عند قول الجوهری عن الفرّاء: إِن أَصل شی‌ءٍ شَیِّئٌ، فجمع علی أَفْعِلاء، مثل هَیِّنٍ و أَهْیِناء، قال: هذا سهو، و صوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، و هو اللِّین. اللیث: الشَّی‌ء: الماء، و أَنشد: تَرَی رَكْبَه بالشی‌ءِ فی وَسْطِ قَفْرةٍ قال أَبو منصور: لا أَعرف الشی‌ء بمعنی الماء و لا أَدری ما هو و لا أَعرف البیت. و قال أَبو حاتم: قال الأَصمعی: إذا قال لك الرجل: ما أَردت؟ قلتَ: لا شیئاً؛ و إذا قال لك: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للا شَیْ‌ءٍ؛ و إِن قال: ما أَمْرُكَ؟ قلت: لا شَیْ‌ءٌ، تُنَوِّن فیهن كُلِّهن. و المُشَیَّأُ: المُخْتَلِفُ الخَلْقِ المُخَبَّله «1» القَبِیحُ. قال: فَطَیِّئٌ ما طَیِّئٌ ما طَیِّئُ؟ شَیَّأَهُم، إذ خَلَقَ، المُشَیِّئُ و قد شَیَّأَ اللّه خَلْقَه أَی قَبَّحه. و قالت امرأَة من العرب: إِنّی لأَهْوَی الأَطْوَلِینَ الغُلْبا، و أُبْغِضُ المُشَیَّئِینَ الزُّغْبا و قال أَبو سعید: المُشَیَّأُ مِثل المُؤَبَّن. و قال الجَعْدِیُّ: زَفِیر المُتِمِّ بالمُشَیَّإِ طَرَّقَتْ بِكاهِلِه، فَما یَرِیمُ المَلاقِیَا و شَیَّأْتُ الرَّجلَ علی الأَمْرِ: حَمَلْتُه علیه. و یا شَیْ‌ء: كلمة یُتَعَجَّب بها. قال: یا شَیْ‌ءَ ما لی مَنْ یُعَمَّرْ یُفْنِهِ مَرُّ الزَّمانِ عَلَیْهِ، و التَّقْلِیبُ قال: و معناها التأَسُّف علی الشی‌ء یُفُوت. و قال اللحیانی: معناه یا عَجَبی، و ما: فی موضع رفع. الأَحمر: یا فَیْ‌ءَ ما لی، و یا شَیْ‌ءَ ما لی، و یا هَیْ‌ءَ ما لی معناه كُلِّه الأَسَفُ و التَّلَهُّفُ و الحزن. الكسائی: یا فَیَّ ما لی و یا هَیَّ ما لی، لا یُهْمَزان، و یا شی‌ء ما لی، یهمز و لا یهمز؛ و ما، فی كلها فی موضع رفع تأْویلُه یا عَجَبا ما لی، و معناه التَّلَهُّف و الأَسَی. قال الكسائی: مِن العرب من
(1). قوله [المخبله] هو هكذا فی نسخ المحكم بالباء الموحدة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 107
یتعجب بشیَّ و هَیَّ وَ فیَّ، و منهم من یزید ما، فیقول: یا شیَّ ما، و یا هیّ ما، و یا فیَّ ما أَی ما أَحْسَنَ هذا. و أَشاءَه لغة فی أَجاءه أَی أَلْجَأَه. و تمیم تقول: شَرٌّ ما یُشِیئُكَ إلی مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَی یُجِیئُك. قال زهیر ابن ذؤیب العدوی: فَیَالَ تَمِیمٍ صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ إلیه، و كُونُوا كالمُحَرِّبة البُسْل

فصل الصاد المهملة؛ ج1، ص: 107

صأصأ؛ ج1، ص: 107

: صَأْصَأَ الجَرْوُ: حَرَّك عینیه قبل التَّفْقِیحِ. و قیل صَأْصَأَ: كاد یَفْتَحُ عینیه و لم یفتحهما و فی الصحاح: إذا التَمَسَ النَّظَرَ قبل أَن یَفْتحَ عَیْنَیْه، و ذلك أَن یرید فتحهما قَبْل أَوانه. و كان عُبید اللّهِ بن جَحْشٍ أَسْلمَ و هاجَر إلی الحَبَشةِ ثم ارْتَدَّ و تَنَصَّرَ بالحَبَشةِ فكان یمر بالمُهاجِرینَ فیقول: فَقَّحْنا و صَأْصَأْتُم أَی أَبْصَرْنا أَمْرَنا و لم تُبْصِرُوا أَمْرَكُم. و قیلَ: أَبْصَرْنا و أَنتم تلتمسون البصر. قال أَبو عبید: یقال صَأْصَأَ الجَرْوُ إِذا لم یَفْتحْ عَیْنَیْهِ أَوانَ فَتْحِه، و فَقَّحَ إِذا فَتَحَ عَیْنَیْهِ، فأَراد: أَنَّا أَبْصَرْنا أَمْرَنا و لم تُبصِروه. و قال أَبو عمرو: الصَّأْصَأُ: تأْخیر الجرو فَتْحَ عَیْنیه. و الصَّأْصَأُ: الفَزَعُ الشدید: و صَأْصَأَ مِن الرجل و تَصَأْصَأَ مثل تَزَأْزَأَ: فَرِقَ منه و اسْتَرْخَی. حكی ابن الأَعرابی عن العُقَیْلیِّ: ما كان ذلك إلَّا صَأْصَأَةً منی أَی خَوْفاً و ذُلًّا. و صَأْصَأَ به: صَوَّتَ. و الصَّأْصاءُ: الشِّیصُ «1». و الصِّئْصِئُ و الصِّیصِئُ كلاهما: الأَصل، عن یعقوب، قال: و الهمز أَعرف. و الصِّئصاء: ما تَحَشَّفَ من التمر فلم یَعْقِدْ له نَوًی، و ما كان من الحَبِّ لا لُبَّ له كحبِّ البطِّیخِ و الحَنْظَلِ و غیره، و الواحد صِیصاءَةٌ. و صَأْصَأَتِ النخلةُ صِئْصاءً إذا لم تَقْبَلِ اللَّقاح و لم یكن لبُسْرها نَوًی. و قیل: صَأْصَأَت إذا صارت شِیصاً. و قال الأُموی: فی لغة بَلْحارث بن كعب الصِّیصُ هو الشِّیصُ عند الناس، و أَنشد: بأَعْقارِها القِرْدانُ هَزْلَی، كأَنها نوادِرُ صِیصاءِ الهَبِیدِ المُحَطَّمِ قال أَبو عبید: الصِّیصاء: قِشْر حبِّ الحَنْظَلِ. أَبو عمرو: الصِّیصةُ من الرِّعاء: الحَسَنُ القِیامِ علی ماله. ابن السكیت: هو فی صِئْصِئِ صِدْقٍ و ضِئْضِئ صِدْقٍ، قاله شمر و اللحیانی. و قد‌روی فی حدیث الخَوارِجِ: یَخرج من صِئْصِئِ هذا قومٌ یَمْرُقُون من الدین كما یَمْرُق السَّهم من الرَّمِیَّة؛ روی بالصاد المهملة، و سنذكره فی فصل الضاد المعجمة أَیضاً.

صبأ؛ ج1، ص: 107

: الصابِئون: قوم یَزعُمون أَنهم علی دین نوح، علیه السلام، بكذبهم. و فی الصحاح: جنسٌ من أَهل الكتاب و قِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار. التهذیب، اللیث: الصابِئون قوم یُشْبِه دِینُهم دینَ النَّصاری إلَّا أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ، یَزعُمون أَنهم علی دِین نوحٍ، و هم كاذبون. و كان یقال للرجلِ إذا أَسْلمَ فی زمن النبی، صلی اللّه علیه و سلم: قد صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خرج من دین إلی دین.
(1). قوله [و الصأصاء الشیص] هو فی التهذیب بهذا الضبط و یؤیده ما فی شرح القاموس من أنه كدحداح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 108
و قد صَبَأَ یَصْبَأُ صَبْأً و صُبُوءًا، و صَبُؤَ یَصْبُؤُ صَبْأً و صُبُوءًا كلاهما: خرج من دین إلی دین آخر، كما تَصْبَأُ النُّجوم أَی تَخْرُجُ من مَطالِعها. و فی التهذیب: صَبَأَ الرَّجُلُ فی دینه یَصْبَأُ صُبُوءًا إذا كان صابِئاً. أَبو إِسحاق الزجَّاج فی قوله تعالی وَ الصّٰابِئِینَ*: معناه الخارِجِین من دینٍ إلی دین. یقال: صَبَأَ فلان یَصْبَأُ إذا خَرج من دینه. أَبو زید یقال: أَصْبَأْتُ القومَ إصْباءً إذا هجمت علیهم، و أَنت لا تَشْعرُ بمكانهم، و أَنشد: هَوَی علیهم مُصبِئاً مُنْقَضَّا و‌فی حدیث بنی جَذیمة: كانوا یقولون، لما أَسْلموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا.و كانت العرب تسمی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، الصابِئَ، لأَنه خرج من دین قُرَیْش إلی الإِسلام، و یسمون مَن یدخل فی دین الإِسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا لا یهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، و یسمون المسلمین الصُّباةَ، بغیر همز، كأَنه جَمْع الصابی، غیر مهموز، كقاضٍ و قُضاةٍ و غازٍ و غُزاةٍ. و صَبَأَ علیهم یَصْبَأُ صَبْأً و صُبُوءاً و أَصْبأَ كلاهما: طَلَعَ علیهم. و صَبَأَ نابُ الخُفِّ و الظِّلْف و الحافر یَصْبَأُ صُبُوءاً: طَلَعَ حَدُّه و خرج. و صَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ: طَلَعَت. و صبَأَ النجمُ و القمرُ یَصْبَأُ، و أَصْبأَ: كذلك. و فی الصحاح: أَی طلع الثریَّا. قال الشاعر یصف قحطاً: و أَصْبَأَ النَّجْمُ فی غَبْراءَ كاسِفةٍ، كأَنَّه بائِسٌ، مُجْتابُ أَخْلاقِ و صَبَأَتِ النُّجومُ إذا ظَهَرَت. و قُدِّم إلیه طَعام فما صَبَأَ و لا أَصْبأَ فیه أَی ما وَضَع فیه یَدَه، عن ابن الأَعرابی. أَبو زید یقال: صَبَأْت علی القوم صَبْأً و صَبَعتُ و هو أَن تَدُلَّ علیهم غیرهم. و قال ابن الأَعرابی: صَبَأَ علیه إذا خَرج علیه و مالَ علیه بالعَداوة. و جعلَ‌قوله، علیه الصلاة و السلام، لَتَعُودُنَّ فیها أَساوِدَ صُبًّی: فُعَّلًا من هذا خُفِّف همزه. أَراد أَنهم كالحیَّات التی یَمِیل بعضها علی بعض.

صتأ؛ ج1، ص: 108

: صتَأَه یَصْتَؤُه صَتْأً: صَمَدَ له.

صدأ؛ ج1، ص: 108

: الصُّدْأَةُ: شُقْرةٌ تَضْرِبُ إلی السَّوادِ الغالِبِ. صَدِئَ صَدَأً، و هو أَصْدَأُ و الأُنثی صَدْآءُ و صَدِئةٌ، و فرس أَصْدَأُ و جَدْیٌ أَصْدَأُ بیِّن الصَّدَإِ، إذا كان أَسودَ مُشْرَباً حُمْرةً، و قد صَدِئَ. و عَناقٌ صَدْآءُ. و هذا اللون من شِیاتِ المعِز و الخَیْل. یقال: كُمَیْتٌ أَصْدَأُ إذا عَلَتْه كُدْرةٌ، و الفعل علی وجهین: صَدِئَ یَصْدَأُ و أَصْدَأَ یُصْدِئُ. الأَصمعی فی باب أَلوان الإِبل: إذا خالَطَ كُمْتةَ البَعِیرِ مثْلُ صَدَإ الحدید فهو الحُوَّةُ. شمر: الصَّدْآءُ علی فَعْلاء: الأَرض التی تَری حَجَرها أَصْدَأَ أَحمر یَضْرِب إلی السَّواد، لا تكون إلَّا غَلِیظة، و لا تكون مُسْتَوِیةً بالأَرض، و ما تحتَ حِجارة الصدْآء أَرض غَلِیظةٌ، و ربما كانت طِیناً و حِجارةً. و صُداء، ممدود: حَیٌّ مِنَ الیَمَنِ. و قال لبید: فَصَلَقْنا فی مُراد صَلْقةً، و صُداءٌ أَلْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ و النِّسبةُ إلیه صُداویٌّ بمنزلة الرُهاوِی. قال: و هذه المَدَّةُ، و إن كانت فی الأَصل یاءً أَو واوا، فإنما تجعل فی النِّسبة واواً كراهیةَ التقاء الیاءات. أَ لا تری أَنك تقول: رَحًی و رَحَیانِ، فقد علمت أن أَلف رَحًی
لسان العرب، ج‌1، ص: 109
یاء. و قالوا فی النسبة إلیها رَحَوِیٌّ لتلك العِلّة. و الصَّدَأُ، مهموز مقصور: الطَّبَعُ و الدَّنَسُ یَرْكَب الحدیدَ. و صَدَأُ الحدیدِ: وسَخهُ. و صَدِئَ الحدیدُ و نحوهُ یَصْدَأُ صَدَأً، و هو أَصْدَأُ: عَلاه الطَّبَعُ، و هو الوسَخُ. و‌فی الحدیث: إنَّ هذه القُلوب تَصْدَأُ كما یَصْدَأُ الحَدِیدُ، و هو أَن یَرْكَبَها الرَّیْنُ بِمُباشَرةِ المَعاصِی و الآثامِ، فَیَذْهَبَ بِجَلائِها، كما یعلو الصَّدأُ وجْهَ المِرآةِ و السَّیْفِ و نحوهما.و كَتِیبةٌ صَدْآء: عِلْیَتُها صَدَأُ الحَدید، و كَتِیبةٌ جَأْواء إذا كان عِلْیَتُها صدأَ الحدید. و‌فی حدیث عمر رضی اللّه عنه: أَنه سأَلَ الأُسْقُفَّ عن الخُلَفاء فحَدَّثه حتی انتهی إلی نَعْتِ الرَّابِع منهم فقال: صَدَأٌ مِنْ حَدِیدٍ، و یروی: صَدَعٌ من حدید، أَرادَ دَوامَ لُبْس الحَدِید لاتِّصال الحروب فی أَیام علیٍّ علیه السلام، و ما مُنِیَ به من مُقاتَلةِ الخَوارِج و البُغاة و مُلابَسةِ الأُمُورِ المُشْكِلة و الخُطُوبِ المُعْضِلة، و لذلك‌قال عمر رضی اللّه عنه: وا دَفْراه، تضَجُّرا من ذلك و استِفْحاشاً. و رواه أَبو عبید غیر مهموز، كأَنَّ الصَّدَا لغة فی الصَدَع، و هو اللَّطِیفُ الجِسْمِ. أَراد أَنَّ عَلِیَّاً خَفیفُ الجِسْمِ یَخِفُّ إلی الحُروب، و لا یَكْسَلُ، لِشدّة بأْسه و شجاعَته. و یَدِی مِن الحَدِید صَدِئةٌ أَی سَهِكةٌ. و فلان صاغِرٌ صَدِئ إذا لَزِمَه صَدَأُ العارِ و اللَّوْمِ. و رجل صَدَأ: لَطِیفُ الجِسمِ كَصَدَعٍ. و روی الحدیث: صَدَعٌ من حدید. قال: و الصَّدأُ أَشبهُ بالمعنی، لأَن الصَّدَأَ له دَفَرٌ، و لذلك قال عمر وا دَفْراه، و هو حِدّةُ رائحةِ الشی‌ء خبیثاً «2» كان أَو طیباً. و أَما الذفر، بالذال، فهو النَّتْن خاصة. قال الأَزهری: و الذی ذهب إلیه شمر معناه حسن. أَراد أَنه، یعنی عَلِیًّا رضی اللّه عنه، خفیفٌ یَخِفُّ إلی الحُرُوب فلا یَكْسَلُ، و هو حَدِیدٌ لشدةِ بأْسه و شَجاعتِه. قال اللّه تعالی: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ. و صَدْآءُ: عَیْنٌ عذبة الماء، أَو بئر. و فی المثل: ماءٌ و لا كَصَدْآءَ. قال أَبو عبید: من أَمثالهم فی الرجلین یكونانِ ذَوَیْ فضل غیر أَن لأَحدهما فضلًا علی الآخر قَولهم: ماءٌ و لا كَصَدْآءَ، و رواه المنذری عن أَبی الهیثم: و لا كَصَدَّاءَ، بتشدید الدال و المَدّة، و ذكر أَن المثَل لقَذورَ بنت قیس بن خالد الشَّیبانی، و كانت زوجة لَقِیط بن زُرارةَ، فتزوجها بعده رجُل من قَومها، فقال لها یوماً: أَنا أَجملُ أَم لَقِیطٌ؟ فقالت: ماءٌ و لا كَصَدْآء أَی أَنت جَمیلٌ و لستَ مثلَه. قال المفضل: صَدَّاءُ: رَكِیّةٌ لیس عندهم ماء أَعذب من مائها، و فیها یقول ضِرارُ بن عَمرو السَّعدی: و إِنی، و تَهْیامی بزَیْنَبَ، كالذی یُطالِبُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا قال الأَزهری: و لا أَدری صدَّاء فَعَّالٌ أَو فعلاء، فإِن كان فَعَّالًا: فهو من صَدا یَصْدُو أَو صَدِیَ یَصْدَی. و قال شمر: صَدا الهامُ یَصْدُو إذا صاحَ، و إِن كانت صَدَّاءُ فَعْلاء، فهو من المُضاعَفِ كقولهم: صَمَّاء من الصَّمَم.

صمأ؛ ج1، ص: 109

: صَمَأَ علیهم صَمْأً: طَلَع. و ما أَدری مِن أَین صَمَأَ أَی طَلَعَ. قال: و أَرَی المیم بَدلًا من الباء.
(2). قوله [خبیثاً إلخ] هذا التعمیم إنما یناسب الذفر بالذال المعجمة كما هو المنصوص فی كتب اللغة، فقوله و أَما الذفر بالذال فصوابه بالدال المهملة فانقلب الحكم علی المؤلف، جل من لا یسهو.
لسان العرب، ج‌1، ص: 110

صیأ؛ ج1، ص: 110

: الصاءَةُ و الصاءُ: الماء الذی یكون فی السَّلَی. و قیل: الماء الذی یكون علی رأْس الولد كالصَّآة. و قیل إِنَّ أَبا عُبَیْدٍ قال: صآةٌ، فصحَّف، فرُدَّ ذلك علیه، و قیل له: إنما هو صاءَةٌ. فقَبِله أَبو عبید، و قال: الصاءَةُ علی مثال الساعةِ، لِئلا یَنْساهُ بعد ذلك. و ذكر الجوهریُّ هذه الترجمة فی صَوأَ و قال: الصاءَة علی مثال الصَّاعةِ: ما یخرُجُ من رَحِمِ الشاة بعد الوِلادةِ مِن القَذَی. و قال فی موضع آخر: ماءٌ ثَخینٌ یخرجُ مع الولد. یقال أَلقَتِ الشاةُ صاءَتها. و صَیَّأَ رأْسَه تَصیِیئاً: بلَّه قلیلًا قلیلًا. و الاسم: الصِّیئةُ. و صَیَّأَه: غَسَله فلم یُنْقِه و بَقِیَت آثارُ الوسَخِ فیه. و صَیَّأَ النخلُ: ظَهَرت أَلوانُ بُسْرِه، عن أَبی حنیفة. و‌فی حدیث علیّ قال لامرأَةٍ: أَنتِ مثلُ العَقْرَب تَلْدَغُ و تَصِی‌ءُ.صاءَت العَقْرَب تَصِی‌ءُ إذا صاحتْ. قال الجوهری: هو مقلوب من صَأَی یَصْئِی مثل رَمَی یَرْمِی «1»، و الواو فی قوله و تصِی‌ءُ، للحال، أَی تَلْدَغُ، و هی صائِحةٌ. و سنذكره أَیضاً فی المعتل.

فصل الضاد المعجمة؛ ج1، ص: 110

ضأضأ؛ ج1، ص: 110

: الضِّئْضِئُ و الضُّؤْضُؤُ: الأَصل و المَعْدِنُ. قال الكمیت: وَجَدْتُك فی الضِّنْ‌ءِ من ضِئْضِئٍ، أَحَلَّ الأَكابِرُ منه الصِّغارا و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتی النبیَّ صلی اللّه علیه و سلم، و هو یَقْسِم الغنائم، فقال له: اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِل. فقال: یخرج من ضِئْضِئی هذا قوم یَقْرَؤُون القرآن لا یُجاوِزُ تَراقِیَهُمْ، یَمْرُقون من الدِّین كما یَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِیَّةِ.الضئْضِئُ: الأَصْلُ. و قال الكمیت: بأَصل الضِّنْوِ ضئْضِئِه الأَصِیل «2» و قال ابن السكیت مثله، و أَنشد: أَنا من ضِئْضِئِ صِدْقٍ، بَخْ و فی أَكْرَمِ جِذْلِ و معنی قوله یَخْرُج من ضِئْضِئی هذا أَی من أَصلِ و نَسْلِه. قال الراجز: غَیْران من ضِئْضِئِ أَجْمالٍ غُیُرْ تقول: ضِئْضِئُ صِدقٍ و ضُؤْضُؤُ صِدقٍ. و حكی: ضِئْضِی‌ءٌ مثل قِنْدِیلٍ؛ یرید أَنَه یخرج من نَسْلِه و عَقِبه. و رواه بعضهم بالصاد المهملة و هو بمعناه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه تعالی عنه: أَعطَیْتُ ناقةً فی سبیل اللّه، فأَردتُ أَن أَشترِیَ من نسْلِها، أَو قال: من ضِئْضِئها، فسأَلْتُ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلم فقال: دعْها حتی تَجی‌ءَ یومَ القیامة هی و أَولادُها فی میزانِكَ.و الضِّئْضِئُ: كثرة النَسْل و برَكَتُه، و ضِئْضِئُ الضَّأْنِ من ذلك. أَبو عمرو: الضَّأْضاءُ صَوْتُ الناسِ، و هو الضَّوْضاءُ. و الضُّؤْضُؤُ: هذا الطائرُ الذی یسمی الأَخْیَلَ. قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته.

ضبأ؛ ج1، ص: 110

: ضَبَأَ بالأَرض یَضْبَأُ ضَبْأً و ضُبُوءاً و ضَبَأَ فی الأَرض، و هو ضَبِی‌ءٌ: لَطِئَ و اخْتَبأَ، و الموضع: مَضْبَأٌ. و كذلك الذئب إذا لَزِقَ بالأَرض أَو بشجرة
(1). قوله [مثل رمی إلخ] كذا فی النهایة و الذی فی صحاح الجوهری مثل سعی یسعی و كذا فی التهذیب و القاموس. (2). قوله [بأصل الضنو إلخ] صدره كما فی ضنأ من التهذیب: و میراث ابن آجر حیث ألقت.
لسان العرب، ج‌1، ص: 111
أَو استَتَر بالخَمَر لِیَخْتِلَ الصَیْد. و منه سُمِّی الرجلُ ضابِئاً، و هو ضابئُ بن الحَرَثِ البُرْجُمِیُّ. و قال الشاعر فی الضابِئِ المُخْتَبِئِ الصَّیَّادِ: إِلّا كُمَیْتاً، كالقَناةِ و ضابِئاً بالفَرْجِ بَیْنَ لَبانِه وَ یَدِهْ «1» یَصِفُ الصَّیَّادَ أَنه ضَبَأَ فی فُروج ما بین یدی فرسه لِیَخْتِلَ به الوَحْشَ، و كذلك الناقةُ تُعَلَّم ذلك، و أَنشد: لَمَّا تَفَلَّقَ عنه قَیْضُ بَیْضَتِه، آواه فی ضِبْنِ مَضْبَإٍ به نَضَبُ قال: و المَضْبَأُ: الموضع الذی یكون فیه. یقال للناس: هذا مَضْبَؤُكم أَی مَوْضِعُكم، و جمعه مَضابِئُ. و ضَبَأَ: لَصِقَ بالأَرضِ. و ضَبَأْتُ به الأَرضَ، فهو مَضْبوءٌ به، إِذا أَلْزَقه بها. و ضَبَأْتُ إلیه: لَجأْت. و أَضْبَأَ علی الشی‌ءِ إِضْبَاءً: سَكَتَ علیه و كَتَمه، فهو مُضْبِئٌ علیه. و یقال: أَضْبَأَ فلان علی داهیةٍ مثل أَضَبَّ. و أَضْبَأَ علی ما فی یَدَیْه: أَمْسَكَ. اللحیانی: أَضْبَأَ علی ما فی یدیه، و أَضْبَی، و أَضَبَّ إِذا أَمسك، و أَضْبَأَ القومُ علی ما فی أَنفُسهم إذا كتموه. و ضَبَأَ: اسْتَخْفَی. و ضَبَأَ منه: اسْتَحْیا. أَبو عبید: اضْطَبَأْتُ منه أَی اسْتَحْیَیْتُ، رواه بالباءِ عن الأُموی. و قال أَبو الهیثم: إِنما هو اضْطَنَأْتُ، بالنون، و هو مذكور فی موضعه. و قال اللیث: الأَضْباءُ: وَعْوَعَةُ جَرْوِ الكلب إِذا وَحْوَحَ، و هو بالفارسیة فحنحه «2». قال أَبو منصور: هذا خطأٌ و تصحیف و صوابه: الأَصْیاءُ، بالصاد، من صَأَی یَصْأَی، و هو الصَّئِیُّ. و روی المنذری بإسناده عن ابن السكیت عن العُكْلیِّ: أَنَّ أَعرابیّاً أَنشده: فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم یَؤُلَّ بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْدَؤُهْ قال ابن السّكیت: المُضابِئةُ: الغِرارةُ المُثْقَلَةُ تُضْبِئُ من یحْمِلُها تحتها أَی تُخْفِیه. قال: و عنی بها هذه القصیدة المبتورة. و قوله: لم یَؤُلَّ أَی لم یُضْعِفْ. بادئها: قائِلَها الذی ابْتَدأَها. و هاؤُوا أَی هاتوا. و ضَبَأَتِ المرأَةُ إذا كَثُرَ ولدها. قال أَبو منصور: هذا تصحیف و الصواب ضَنَأَت المرأَة، بالنون و الهمزة، إذا كثر ولدها. و الضَّابِئُ: الرَّمادُ.

ضنأ؛ ج1، ص: 111

: ضَنَأَتِ المرأَةُ تَضْنَأُ ضَنْأً و ضُنُوءً ا و أَضْنَأَتْ: كثر ولدها، فهی ضانِئُ و ضانِئة. و قیل: ضَنَأَتْ تَضْنَأُ ضَنْأً و ضُنُوءًا إذا ولَدت. الكسائی: امْرأَةٌ ضانِئةٌ و ماشِیةٌ معناهما أَن یكثر ولدها. و ضَنَأَ المال: كَثُر، و كذلك الماشیةُ. و أَضْنَأَ القومُ إذا كَثُرت مَواشِیهم. و الضَنْ‌ءُ: كثرة النَّسْل. و ضَنَأَتِ الماشیةُ: كَثُر نِتاجُها. و ضَنْ‌ءُ كلِّ شی‌ءٍ: نَسْلُه. قال: أَكْرَم ضَنْ‌ءٍ و ضِئْضِئٍ عنْ ساقَیِ الحَوْض ضِئْضِئها و مَضْنَؤُها «3» و الضَّنْ‌ءُ و الضِّنْ‌ءُ، بالفتح و الكسْر مهموز ساكن النون: الولد، لا یفرد له واحد، إِنما هو من باب نَفَرٍ
(1). قوله [و یده] كذا فی النسخ و التهذیب بالإِفراد و وقع فی شرح القاموس بالتثنیة و یناسبه قوله فی التفسیر بعده ما بین یدی فرسه. (2). قوله [فحنحه] كذا رسم فی بعض النسخ. (3). قوله [أكرم ضن‌ء] كذا فی النسخ.لسان العرب، ج‌1، ص: 112
و رَهْطٍ، و الجمع ضُنُوءٌ. التهذیب، أَبو عمرو: الضَّنْ‌ءُ الولد، مهموز ساكن النون. و قد یقال له: الضِّنْ‌ءُ. و الضِّنْ‌ءُ، بالكسر: الأَصْلُ و المعْدِن. و فی حدیث قُتَیلة بنت النضر بن الحرث أَو أُخته: أَ مُحَمَّدٌ، و لأَنْتَ ضِنْ‌ءُ نَجِیبَةٍ مِنْ قَوْمِها و الفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ الضِّنْ‌ءُ، بالكسر: الأَصل. و یقال: فلان فی ضِنْ‌ءِ صِدْقٍ و ضِنْ‌ءِ سَوْءٍ. و اضْطَنَأَ لَه و منه: اسْتَحْیا و انْقَبَضَ. قال الطِّرِمَّاحُ: إذا ذُكِرَتْ مَسْعاةُ والده اضْطَنا، و لا یَضْطَنی مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضائِلِ أَراد اضْطَنَأَ فأَبْدَلَ. و قیل: هو من الضَّنَی الذی هو المَرضُ، كأَنَّه یَمْرَضُ من سَماع مَثالِب أَبیه. و هذا البیت فی التهذیب: و لا یُضْطَنا مِن فِعْلِ أَهْلِ الفَضائِلِ و قال: تَزاءَكَ مُضْطَنِئٌ آرِمٌ، إذا ائتَبهُ الإِدُّ لا یَفْطَؤُهْ «1» التزاؤُك: الاسْتِحْیاءُ. و ضَنَأَ فی الأَرض ضَنْأً و ضُنُوءاً، اخْتَبَأَ. وَ قَعَدَ مَقْعَدَ ضُنْأَةٍ أَی مَقْعَدَ ضَرُورَةٍ، و معناه الأَنَفَة. قال أَبو منصور: أَظن ذلك من قولهم اضْطَنَأْتُ أَی اسْتَحْیَیْتُ.

ضهأ؛ ج1، ص: 112

: ضاهَأَ الرجُلَ و غَیْرَه: رَفَق به؛ هذه روایة أَبی عبید عن الأُمَوِیِّ فی المُصَنَّف. و المُضاهَأَةُ: المُشاكَلَةُ. و قال صاحب العین: ضَاهَأْتُ الرجل و ضَاهَیْتُه أَی شابَهْتُه، یهمز و لا یهمز، و قرئَ بهما قوله عزَّ و جلَّ: یُضٰاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِینَ كَفَرُوا.

ضوأ؛ ج1، ص: 112

: الضَّوءُ و الضُّوءُ، بالضم، معروف: الضِّیاءُ، و جمعه أَضْواءٌ. و هو الضِّواءُ و الضِّیاءُ. و‌فی حدیث بَدْءِ الوَحْی: یَسْمَعُ الصَّوْتَ و یَرَی الضَّؤْءَ، أَی ما كان یَسمع من صوت المَلَك و یراه مِن نُوره و أَنْوارِ آیاتِ رَبِّه. التهذیب، اللیث: الضَّوْءُ و الضِّیاءُ: ما أضاءَ لك. و قال الزجاج فی قوله تعالی: كُلَّمٰا أَضٰاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ یقال: ضاءَ السِّراجُ یَضوءُ و أَضاءَ یُضِی‌ءُ. قال: و اللغة الثانیة هی المُختارة، و قد یكون الضِّیاءُ جمعاً. و قد ضاءَتِ النارُ و ضاءَ الشی‌ءُ یَضُوءُ ضَوْءاً و ضُوءاً و أَضاءَ یُضِی‌ءُ. و فی شعر العباس: و أَنْتَ، لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ، و ضاءَت، بِنُورِك، الأُفُقُ یقال: ضاءَتْ و أَضاءَت بمعنی أَی اسْتَنارَتْ، و صارَت مُضِیئةً. و أَضَاءَتْه، یَتعدَّی و لا یَتعدَّی. قال الجعدیّ: أضاءَتْ لنا النارُ وَجْهاً أَغَرَّ، مُلْتَبِساً، بالفُؤَادِ، التِباسا أَبو عبید: أَضاءَتِ النارُ و أَضاءَها غیرُها، و هو الضَّوْءُ و الضُّوءُ، و أَمَّا الضِّیاءُ، فلا همز فی یائه. و أَضاءَه له و اسْتَضَأْتُ به. و‌فی حدیث علی كرَّم اللّه وجهه:
(1). قوله [تزاءك مضطنئ] هذا هو الصواب كما هو المنصوص فی كتب اللغة. نعم أنشده الصاغانی تزاؤك مضطنئ بالإضافة و نصب تزاؤك. قال و یروی تزؤل باللام علی تفعل و یروی تتاؤب فإیراد المؤلف له فی زوك خطأ و ما أسنده فی مادة زأل للتهذیب فی ضنأ من أنه تزاءل باللام فلعله نسخة وقعت له و إلا فالذی فیه تزاءك بالكاف كما تری.لسان العرب، ج‌1، ص: 113
لم یَسْتَضِیئُوا بِنُور العِلم و لم یَلْجَؤُوا إلی رُكْنٍ وثِیقٍ.و‌فی الحدیث: لا تَسْتَضِیئُوا بنار المُشْرِكِین، أَی لا تَسْتَشِیرُوهم و لا تأْخُذُوا آراءَهم. جَعَل الضوءَ مثلًا للرأْی عند الحَیْرَةِ. و أَضأْتُ به البیتَ و ضَوَّأْتُه به و ضَوَّأْتُ عنه. اللیث: ضَوَّأْتُ عن الأَمر تَضْوِئَةً أَی حِدْتُ. قال أَبو منصور: لم أَسمعه من غیره. أَبو زید فی نوادره: التَّضَوُّؤُ أَن یَقوم الإِنسانُ فی ظُلْمةٍ حیث یَری بِضَوْءِ النار أَهْلَها و لا یَرَوْنه. قال: و عَلِقَ رجل من العَرَب امرأَةً، فإِذا كان اللیل اجْتَنَح إلی حیث یَرَی ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها، فَقیل لَها إِن فلاناً یَتَضَوَّؤُكِ، لِكَیْما تَحْذَره، فلا تُریه إِلَّا حَسَناً. فلما سمعت ذلك حَسَرَتْ عن یَدِها إلی مَنْكِبها ثم ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْری إبْطَها، و قالت: یا مُتَضَوِّئاهْ هذه فی اسْتِكَ إلی الإِبْطِ. فلما رأَی ذلك رَفَضَها. یقال ذلك عند تعییر مَن لا یُبَالی ما ظَهَر منه من قَبِیح. و أَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف به، حكاه عن كراع فی المُنَجَّد.

ضیأ؛ ج1، ص: 113

: ضَیَّأَتِ المرأَةُ: كثر ولَدُها، و المعروف ضَنَأَ. قال: و أری الأَوَّل تصحیفاً.

فصل الطاء المهملة؛ ج1، ص: 113

طأطأ؛ ج1، ص: 113

: الطَّأْطَأَةُ مصدر طَأْطَأَ رأْسَه طَأْطَأَةً: طامَنَه. و تَطَأْطَأَ: تَطامَنَ. و طَأْطَأَ الشی‌ءَ: خَفَضَه. و طَأْطَأَ عن الشی‌ء: خَفَض رأْسَه عَنْه. و كلُّ ما حُطَّ فقد طُؤْطِئَ. و قد تَطَأْطَأَ إذا خَفَضَ رأْسَه. و‌فی حدیث عثمان رضی اللّه عنه: تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاةِ‌أَی خَفَضْتُ لكم نَفْسِی كَتَطامن الدُّلاة، و هو جمع دالٍ: الذی یَنْزِعُ بالدَّلْو، كقاضٍ و قُضاة، أَی كما یخْفِضها المُسْتَقُون بالدِّلاءِ، و تواضعت لكم و انحَنَیْتُ. و طَأْطَأَ فرسَه: نَحزَه بفخذیه و حَرَّكه للحُضْر. و طَأْطَأَ یَدَه بالعِنان: أَرسَلَها به للإِحْضار. و طَأْطَأَ فلان من فلان إذا وَضَع من قَدْره. قال مَرَّارُ بن مُنْقِذ: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ ما وَرَّعْتَه، و إذا طُؤْطِئَ طَیَّارٌ، طِمِرْ و طَأْطَأَ: أَسْرَعَ، و طَأْطَأَ فی قَتْلِهِم: اشْتَدَّ و بالغَ. أَنشد ابن الأَعرابی: و لَئِنْ طَأْطَأْتُ فی قتْلِهِم، لَتُهاضَنَّ عِظامِی عن عُفُرْ و طَأْطَأَ الرَّكْضَ فی ماله: أَسْرَعَ إنْفاقَه و بالغَ فیه. و الطَأْطَاءُ: الجَملُ الخَرْبَصِیصُ، و هو القَصِیرُ السیرِ. و الطَأْطاءُ: المُنْهَبِطُ من الأَرض یَسْتُرُ من كان فیه. قال یصف وحشاً: منها اثْنَتان لِما الطَّأْطاءُ یَحْجُبُه، و الأُخْرَیانِ لِما یَبْدُو به القَبَلُ و الطَّأْطاءُ: المُطْمَئِنُّ الضَّیِّقُ، و یقال له الصَّاعُ و المِعَی.

طتأ؛ ج1، ص: 113

: أَهمله اللیث. ابن الأَعرابی: طتأَ إذا هَرَبَ «2».

طثأ؛ ج1، ص: 113

: ابن الأَعرابی: طَثأَ إذا لَعِبَ بالقُلة. و طَثَأَ طَثْأً: أَلقَی ما فی جَوْفِه.
(2). قوله [طَتَأَ أهمله إلخ] هذه المادة أوردها الصاغانی و المجد فی المعتل و كذا التهذیب غیر أنه كثیراً لا یخلص المهموز من المعتل فظن المؤلف أنها من المهموز.
لسان العرب، ج‌1، ص: 114‌

طرأ؛ ج1، ص: 114

: طَرَأَ علی القوم یَطْرَأُ طرْءاً و طُرُوءاً: أَتاهم مِن مَكانٍ، أَو طَلَعَ علیهم من بَلَدٍ آخَر، أَو خرج علیهم مِن مكانٍ بَعیدٍ فَجاءَةً، أَو أَتاهم من غیر أَن یَعْلَمُوا، أَو خَرج علیهم من فَجْوةٍ. و هم الطُّرَّاءُ و الطُّرَآءُ. و یقال للغُرباء الطُّرآء، و هم الذین یأْتُون من مكان بعید. قال أَبو منصور: و أَصله الهمز من طَرَأَ یَطْرَأُ. و‌فی الحدیث: طَرَأَ عَلَیَّ حزْبی مِن القرآنِ، أَی وَرَدَ و أَقبل. یقال: طَرَأَ یَطْرَأُ، مهموزاً، إذا جاءَ مُفاجَأَةً، كأَنه فَجِئَه الوقت الذی كان یُؤَدی فیه وِرْدَه مِن القرآنِ، أَو جَعَلَ ابْتِداءَه فیه طُرُوءاً منه علیه. و قد یُترك الهمز فیه. فیقال: طَرَا یَطْرُو طُرُوّاً. و طَرَأَ مِن الأَرض: خرج، و منه اشْتُقَّ الطُّرْآنِیُّ. و قال بعضهم: طُرْآنُ جبل فیه حمام كثیر، إلیه یُنْسَبُ الحمامُ الطُّرْآنِیُّ؛ لا یُدْرَی مِن حیث أَتی. و كذلك أَمْرٌ طُرْآنِیٌّ، و هو نسب علی غیر قیاس. و قال العجاج یذكر عَفافَه: إنْ تَدْنُ، أَو تَنْأَ، فلا نَسِیُّ، لِما قَضَی اللّهُ، و لا قَضِیُّ «1» و لا مَعَ الماشِی، و لا مَشِیُّ بِسِرِّها، و ذاك طُرْآنِیُّ و لا مَشِیٌّ: فَعُولٌ مِنَ المَشْیِ. و الطُّرْآنِیُّ یقول: هو مُنْكَر عَجَبٌ. و قیل حَمامٌ طُرآنِیٌّ: منكَر، من طَرَأَ علینا فلان أَی طَلَع و لم نَعرفه. قال: و العامة تقول: حَمامٌ طُورانِیٌّ، و هو خطأٌ. و سئل أَبو حاتم عن قول ذِی الرمة: أَعارِیبُ طُورِیُّونَ، عن كُلِّ قَرْیةٍ، یَحِیدُون عنها مِنْ حِذارِ المَقادِرِ فقال: لا یكون هذا من طَرَأَ و لو كان منه لقال طَرْئِیُّون، الهمزةُ بعد الراءِ. فقیل له: ما معناه؟ فقال: أَراد أَنهم من بلاد الطُّور یعنی الشام فقال طُورِیُّون كما قال العجاج: دانَی جَناحَیْهِ مِنَ الطُّور فَمَرْ أَراد أَنه جاءَ من الشام. و طُرأَةُ السیل: دُفْعَتُه. و طَرُؤَ الشی‌ءُ طَراءَةً و طَراءً فهو طَرِی‌ءٌ و هو خلاف الذّاوِی. و أَطْرَأَ القومَ: مَدَحَهُم، نادرة، و الأَعرف بالیاء.

طسأ؛ ج1، ص: 114

: إذا غَلب الدَّسمُ علی قلب الآكل فاتَّخَمَ قیل طَسِئَ یَطْسَأُ طَسْأً و طَسَاءً «2»، فهو طَسِی‌ءٌ: اتَّخَم عن الدسَم. و أَطْسَأَه الشِّبَعُ. یقال طَسِئَت نَفْسُه، فهی طاسِئةٌ، إذا تَغَیَّرت عن أَكل الدَّسم، فرأَیته مُتَكَرِّهاً لذلك، یهمز و لا یهمز. و‌فی الحدیث: إن الشَّیطان قال: ما حَسَدْتُ ابنَ آدَم إلَّا علی الطُّسْأَةِ و الحُقْوةِ.الطُّسْأَةُ: التُّخَمَةُ و الهیْضَةُ. یقال طَسِئَ إذا غَلب الدَّسَمُ علی قَلْبه.

طشأ؛ ج1، ص: 114

: رجل طُشْأَةٌ: فَدْمٌ؛ عَیِیٌّ لا یَضر و لا ینفع.

طفأ؛ ج1، ص: 114

: طَفِئَتِ النارُ تَطْفَأُ طَفْأً و طُفُوءاً و انطَفَأَتْ: ذهَبَ لَهَبُها. الأَخیرة عن الزجاجی حكاها فی كتاب الجُمل.
(1). قوله [إن تدن إلخ] كذا فی النسخ. (2). قوله [و طَسَاءً] هو علی وزن فعال فی النسخ. و عبارة شارح القاموس علی قوله و طَسَأ أی بزنة الفرح، و فی نسخة كسحاب لكن الذی فی النسخ هو الذی فی المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 115
و أَطْفَأَها هو و أَطْفَأَ الحَرْبَ؛ منه علی المثل. و فی التنزیل العزیز: كُلَّمٰا أَوْقَدُوا نٰاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّٰهُ، أی أَهْمَدَها حتی تَبْرُد، و قال: و كانتْ بَیْنَ آلِ بَنِی عَدِیٍّ «1» رَباذِیةٌ، فأَطْفَأَها زِیادُ و النارُ إذا سَكَن لَهَبُها و جَمْرُها بعدُ فهی خامدةٌ، فإذا سكنَ لَهبها و برَدَ جمرها فهی هامِدةٌ و طافِئةٌ. و مُطْفِئُ الجَمْر: الخامِس من أَیام العجوز. قال الشاعر: و بآمِرٍ، و أَخِیهِ مؤْتَمِرٍ، و مُعَلِّلٍ، و بمُطْفِئِ الجمْرِ و مُطْفِئةُ الرَّضْف: الشاة المهزولة. تقول العرب: حَدَسَ لهم بمُطْفِئَةِ الرضْف، عن اللحیانی.

طفنشأ؛ ج1، ص: 115

: التهذیب فی الرباعی عن الأُموی: الطَّفَنْشَأُ، مقصور مهموز، الضَّعِیفُ من الرجال. و قال شمر: الطَّفَنْشَلُ، باللام.

طلفأ؛ ج1، ص: 115

: المُطْلَنْفِئُ و الطَّلَنْفَأُ و الطَلَنْفَی: اللَّازقُ بالأَرضِ اللَّاطِئُ بها و قد اطْلَنْفَأَ اطْلِنْفاءً و اطْلَنْفَی: لَزِقَ بالأَرض. و جَملٌ مُطْلَنْفِئُ الشَّرَفِ أَی لازِقُ السَّنام. و المُطْلَنْفِئُ: اللاطِئُ بالأَرض. و قال اللحیانی: هو المُستَلْقِی علی ظهره.

طنأ؛ ج1، ص: 115

: الطِّنْ‌ءُ: التُّهمَةُ. و الطِّنْ‌ءُ: المنْزِل. و الطِّنْ‌ءُ: الفُجور. قال الفرزدق: و ضارِیةٌ ما مَرَّ إلَّا اقْتَسَمْنَه، علیهنّ خَوّاضٌ، إلی الطِّنْ‌ءِ، مِخْشَفُ ابن الأَعرابی: الطِّنْ‌ءُ: الرِّیبةُ. و الطِّنْ‌ءُ: البِساطُ. و الطِّنْ‌ءُ: المَیْلُ بالهَوَی. و الطِّنْ‌ءُ: الأَرضُ البَیضاءُ. و الطِّنْ‌ءُ: الرَّوْضة، و هی بقیَّة الماء فی الحَوض. و أَنشد الفرّاءُ: كأَنَّ علی ذِی الطِّنْ‌ءِ عیناً بَصِیرةً أَی علی ذی الرِّیبةِ. و فی النوادر: الطِّنْ‌ءُ شی‌ءٌ یُتخذ لصَید السِّباعِ مثل الزُّبْیَةِ. و الطِّنْ‌ءُ فی بعض الشعر: اسم للرّماد الهامِد. و الطِّنْ‌ءُ، بالكسر: الرِّیبة و التُّهمة و الداءُ. و طَنأْتُ طُنُوءاً و زَنَأْتُ إذا اسْتَحْیَیْتُ. و طَنِئَ البعیرُ یَطْنَأُ طَنَأً: لَزق طِحالُهُ بجنبه و كذلك الرجل. و طَنِئَ فلان طَنَأً إذا كان فی صدره شی‌ءٌ یَستَحْیی أَن یخرجه. و إِنه لَبَعیدُ الطِّنْ‌ءِ أَی الهِمَّةِ، عن اللحیانی. الطِّنْ‌ءُ: بقیَّةُ الرُّوحِ. یقال: تركته بِطِنْئِه أَی بحُشاشةِ نفْسِه، و منه قولهم: هذه حَیَّةٌ لا تُطْنِئُ أَی لا یَعِیش صاحِبُها، یُقتل من ساعتها، یهمز و لا یهمز، و أَصله الهمز. أَبو زید: یقال: رُمیَ فلان فی طِنْئِه و فی نَیْطِه و ذلك إذا رُمیَ فی جَنازَتِه و معناه إذا مات. اللحیانی: رجل طَنٍ و هو الذی یُحَمُّ غِبّاً فیعظُمُ طِحالهُ، و قد طَنِیَ طَنًی. قال: و بعضهم یهمز فیقول: طَنِئَ طَنَأً فهو طَنِئٌ.

طوأ؛ ج1، ص: 115

: ما بها طُوئِیٌّ أَی أَحد. و الطاءَةُ: الحَمْأَةُ. و حكی كراعٌ: طآة كأَنه مقلوب. و طاءَ فی الأَرض یَطُوءُ: ذهب. و الطاءَةُ مثل الطاعة: الإِبعاد فی المَرْعَی. یقال: فرس بَعیدُ الطاءَةِ. قال: و منه أُخِذ طَیِّئٌ، مثل سیِّدٍ،
(1). قوله [بنی عدی] هو فی المحكم كذلك و الذی فی مادة ربذ أبی أبیّ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 116
أَبو قبیلة من الیمن، و هو طَیِّئُ بن أُدَدَ بن زید بن كَهْلانَ بن سَبَأ بن حِمْیر، و هو فَیْعِلٌ من ذلك، و النسب إلیها طائِیٌّ علی غیر قیاس كما قیل فی النسب إلی الحِیرَةِ حارِیٌّ، و قیاسه طَیْئِیٌّ مثل طَیْعِیٍّ، فقلبوا الیاءَ الأُولی أَلفاً و حذفوا الثانیة، كما قیل فی النسب إلی طَیِّبٍ طَیْبِیٌّ كراهیةَ الكسَرات و الیاءات، و أَبْدَلوا الأَلف من الیاء فیه، كما أَبدلوها منها فی زَبَانِیٍّ. و نظیره: لاهِ أَبوكَ، فی قول بعضهم. فأَما قول من قال: إِنه سمی طَیِّئاً لأَنه أَوَّل من طَوَی المناهل، فغیرُ صحیح فی التصریف. فأَما قول ابن أَصْرَمَ: عاداتُ طَیٍّ فی بنی أَسَدٍ، رِیُّ القَنا، و خِضابُ كلِّ حُسام إنما أَراد عاداتُ طَیِّئٍ، فحذف. و رواه بعضهم طَیِّئَ، غیر مصروف، جعله اسماً للقبیلة.

ظأظأ؛ ج1، ص: 116

: ظَأْظَأَ ظَأْظَأَةً، و هی حكایة بعض كلام الأَعْلَمِ الشَّفةِ و الأَهْتَم الثَّنایا، و فیه غُنَّة. أَبو عمرو: الظَّأْظاءُ: صَوت التَّیْس إذا نَبَّ.

ظمأ؛ ج1، ص: 116

: الظَّمَأُ: العَطَشُ. و قیل: هو أَخَفُّه و أَیْسَرُه. و قال الزجاج: هو أَشدُّه. و الظَّمْآن: العَطْشانُ. و قد ظمِئَ فلان یَظْمَأُ ظَمَأً و ظَماءً و ظَماءَةً إذا اشتدَّ عَطَشُه. و یقال ظَمِئْتُ أَظْمَأُ ظَمْأً فأَنا ظامٍ و قوم ظِماءٌ. و فی التنزیل: لٰا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لٰا نَصَبٌ. و هو ظَمِئٌ و ظَمْآنُ و الأُنثی ظَمْأَی، و قوم ظِماءٌ أَی عِطاشٌ. قال الكمیت: إلَیْكُم ذَوی آلِ النبیِّ تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ، من قَلْبِی، ظِماءٌ، و أَلْبُبُ استعار الظِّماء للنَّوازِعِ، و إِن لم تكن أَشخاصاً. و أَظْمَأْتُه: أَعْطَشْتُه. و كذلك التَّظْمِئةُ. و رجل مِظْماءٌ مِعطاشٌ، عن اللحیانی. التهذیب: رجل ظَمْآنُ و امرأَة ظَمْأَی لا ینصرفان، نكرة و لا معرفة. و ظَمِئَ إلی لِقائه: اشْتاقَ، و أَصله ذلك. و الاسم من جمیع ذلك: الظِّمْ‌ءُ، بالكسر. و الظِّمْ‌ءُ: ما بین الشُّرْبَیْنِ و الوِرْدَیْن، زاد غیره: فی وِرْد الإِبل، و هو حَبْسُ الإِبل عن الماء إلی غایة الوِرْد. و الجمع: أَظْماءٌ. قال غَیْلان الرَّبَعِی: مُقْفاً علی الحَیِّ قَصیر الأَظماءْ و ظِمْ‌ءُ الحَیاةِ: ما بین سُقُوط الولد إلی وقت مَوْتِه. و قولهم: ما بَقِیَ منه إلَّا قَدْرُ ظِمْ‌ءِ الحِمار أَی لم یبق من عُمُره إلَّا الیسیرُ. یقال: إِنه لیس شی‌ءٌ من الدوابِّ أَقْصَرَ ظِمْأً من الحِمار، و هو أَقل الدوابّ صَبْراً عن العَطَش، یَرِدُ الماءَ كل یوم فی الصیف مرتین. و فی حَدِیث بعضهم: حین لم یَبْقَ من عُمُری إلَّا ظِمْ‌ءُ حِمار أَی شی‌ءٌ یسیر. و أَقصَرُ الأَظْماء: الغِبُّ، و ذلك أَن تَرِدَ الإِبلُ یوماً و تَصْدُرَ، فتكون فی المرعی یوماً و تَرِدُ الیوم الثالث، و ما بین شَرْبَتَیْها ظِمْ‌ءٌ، طال أَو قَصُر. و المَظْمَأُ: موضع الظَّمإ من الأَرض. قال الشاعر: و خَرْقٍ مَهارِقَ، ذِی لُهْلُهٍ، أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ أَجدَّ: جَدَّد. و‌فی حدیث مُعاذ: و إِن كان نَشْر أَرض یُسْلِمُ علیها صاحِبُها فإِنه یُخْرَجُ منها ما أُعْطِیَ نَشرُها رُبعَ المَسْقَویِّ و عُشْرَ المَظْمئیِّ.المَظْمَئِیُّ: الذی تُسْقِیه السماءُ، و المَسْقَوِیُّ: الذی یُسْقَی بالسَّیح، و هما منسوبان إلی المَظْمإ
لسان العرب، ج‌1، ص: 117
و المَسْقَی، مصدری أَسْقی و أَظْمَأَ. قال ابن الأَثیر: و قال أَبو موسی: المَظْمِیُّ أَصله المَظْمَئِیُّ فترك همزه، یعنی فی الروایة. و ذكره الجوهری فی المعتل و لم یذكره فی الهمز و لا تعرَّض إلی ذكر تخفیفه، و سنذكره فی المعتل أَیضاً. و وجه ظَمْآنُ: قلیلُ اللحم لَزِقت جِلْدَتُه بعظمه. و قَلَّ ماؤُه، و هو خِلاف الرَّیَّان. قال المخبل: و تُرِیكَ وَجْهاً كالصَّحِیفة لا ظَمْآنُ مُخْتَلَجٌ، و لا جَهْمُ و ساقٌ ظَمْأَی: مُعْتَرِقةُ اللحم. و عَیْنٌ ظَمْأَی: رقیقة الجَفْن. قال الأَصمعی: ریح ظَمْأَی إذا كانت حارَّةً لیس فیها نَدی. قال ذو الرمة یصف السَّرابَ: یَجْرِی، فَیَرْقُد أَحْیاناً، و یَطْرُدُه نَكْباءُ ظَمْأَی، من القَیْظِیَّةِ الهُوجِ الجوهری فی الصحاح: و یقال للفرس إِن فصُوصَه لَظِماءٌ أَی لیست برَهْلةٍ كثیرةِ اللحم. فَردَّ علیه الشیخ أَبو محمد بن بری ذلك، و قال: ظِماءٌ ههنا من باب المعتل اللام، و لیس من المهموز، بدلیل قولهم: ساقٌ ظَمْیاءُ أَی قَلِیلةُ اللحم. و لما قال أَبو الطیب قصیدته التی منها: فی سَرْجِ ظامِیةِ الفُصوصِ، طِمِرَّةٍ، یأْبَی تَفَرُّدُها لها التَّمْثِیلا كان یقول: إنما قلت ظامیة بالیاء من غیر همز لأَنی أَردتُ أَنها لیست برهلة كثیرة اللحم. و من هذا قولهم: رُمْح أَظْمَی و شَفةٌ ظَمْیاءُ. التهذیب: و یقال للفرس إذا كان مُعَرَّقَ الشَّوَی إِنَّهُ لأَظْمَی الشَّوَی، و إِنَّ فُصوصَه لَظِماءٌ إذا لم یكن فیها رَهَلٌ، و كانت مُتَوتِّرةً، و یُحمَدُ ذلك فیها، و الأَصل فیها الهَمز. و منه قول الراجز یصف فرساً، أَنشده ابن السكیت: یُنْجِیه، مِن مِثْلِ حَمامِ الأَغْلالْ، وَقْعُ یَدٍ عَجْلَی و رِجْلٍ شِمْلالْ ظَمْأَی النَّسا مِنْ تَحْتُ رَیَّا مِنْ عالْ فجعل قَوائِمَه ظِماءً. و سَراةٌ رَیَّا أَی مُمْتَلِئةٌ من اللحم. و یقال للفرس إذا ضُمِّرَ: قد أُظْمِئَ إظْماءً، أَو ظُمِئَ تَظْمِئةً. و قال أَبو النجم یصف فرساً ضَمَّره: نَطْوِیه، و الطَّیُّ الرَّفِیقُ یَجْدُلُه، نُظَمِّئُ الشَّحْمَ، و لَسْنَا نَهْزِلُه أَی نَعْتَصِرُ ماءَ بدنه بالتَّعْرِیق، حتی یذهب رَهَلُه و یَكْتَنِز لحمه. و قال ابن شمیل: ظَماءَة الرجلِ، علی فَعالةٍ: سُوءُ خُلقِه و لُؤْمُ ضَرِیبَتِه و قِلَّة إنْصافِه لمُخالِطِه، و الأَصل فی ذلك أَن الشَّرِیب إذا ساءَ خُلُقُه لم یُنْصِف شُركاءَه، فأَما الظَّمأُ، مقصور، مصدر ظَمِئَ یَظْمأُ، فهو مهموز مقصور، و من العرب مَن یَمدُّ فیقول: الظَّماءُ، و من أَمثالهم: الظَّماءُ الفادِح خَیْرٌ منَ الرِّیِّ الفاضِح.

فصل العین المهملة؛ ج1، ص: 117

عبأ؛ ج1، ص: 117

: العِبْ‌ءُ، بالكسرِ: الحِمْل و الثِّقلُ من أَی شی‌ءٍ كان، و الجمع الأَعْباء، و هی الأَحْمال و الأَثْقالُ. و أُنشد لزهیر: الحامِل العِبْ‌ء الثَّقِیل عن الجانی، بِغَیرِ یَدٍ و لا شُكْرٍ و یروی لغیر ید و لا شكر. و قال اللیث: العِب‌ءُ: كلُّ
لسان العرب، ج‌1، ص: 118
حِمْلٍ من غُرْمٍ أَو حَمالةٍ. و العِبْ‌ءُ أَیضاً: العِدْل، و هما عِبْآنِ، و الأَعباء: الأَعدال. و هذا عِبْ‌ءُ هذا أَی مِثْلُه و نَظِیرُه. و عبْ‌ءُ الشَّی‌ءِ كالعِدْلِ و العَدْلِ، و الجمع من كل ذلك أَعْباء. و ما عَبَأْتُ بفلان عَبْأً أَی ما بالَیْتُ به. و ما أَعْبَأُ به عَبْأً أَی ما أُبالِیه. قال الأَزهری: و ما عَبَأْتُ له شَیئاً أَی لم أُبالِه. و ما أَعْبَأُ بهذا الأَمر أَی ما أَصْنَعُ به. قال: و أَما عَبَأَ فهو مهموز لا أَعْرِفُ فی معتلات العین حرفاً مهموزاً غیره. و منه قوله تعالی: قُلْ مٰا یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لٰا دُعٰاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ یَكُونُ لِزٰاماً. قال: و هذه الآیة مشكلة. و روی ابن نجیح عن مجاهد أَنه قال فی قوله: قُلْ مٰا یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی أَی ما یَفْعَل بكم ربی لولا دُعاؤه إیاكم لتَعْبُدوه و تُطِیعوه، و نحو ذلك. قال الكلبی: و روی سلمة عن الفرّاء: أَی ما یَصْنَعُ بكم ربی لَوْ لٰا دُعٰاؤُكُمْ، ابتلاكم لو لا دعاؤه إیاكم إلی الإِسلام. و قال أَبو إسحاق فی قوله: قُلْ مٰا یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی أَی ما یفعل بكم لَوْ لٰا دُعٰاؤُكُمْ معناه لو لا تَوْحِیدُكم. قال: تأْویله أَیُّ وزْنٍ لكم عنده لو لا تَوحِیدُكم، كما تقول ما عَبَأْتُ بفلان أَی ما كان له عندی وَزْنٌ و لا قَدْرٌ. قال: و أَصل العِبْ‌ءِ الثِّقْل. و قال شمر و قال أَبو عبد الرحمن: ما عَبَأْتُ به شیئاً أَی لم أَعُدَّه شیئاً. و قال أَبو عَدْنان عن رجل من باهِلةَ یقال: ما یَعْبَأُ اللّه بفلان إذا كان فاجراً مائقاً، و إذا قیل: قد عَبَأَ اللّهُ به، فهو رجُلُ صِدْقٍ و قد قَبِلَ اللّه منه كل شی‌ءٍ. قال و أَقول: ما عَبَأْتُ بفلان أَی لم أَقبل منه شیئاً و لا من حَدیثه. و قال غیره: عَبَأْتُ له شرًّا أَی هَیَّأْتُه. قال، و قال ابن بُزُرْجَ: احْتَوَیْتُ ما عنده و امْتَخَرْتُه و اعْتَبَأْتُه و ازْدَلَعْتُه و أَخَذْتُه: واحد. و عَبَأَ الأَمرَ عَبْأً و عَبَّأَهُ یُعَبِّئه: هَیَّأَه. و عَبَّأْتُ المَتاعَ: جعلت بعضَه علی بعض. و قیل: عَبَأَ المَتاعَ یَعْبَأُه عَبْأً و عَبَّأَه: كلاهما هیأَه، و كذلك الخیل و الجیش. و كان یونس لا یهمز تَعْبِیَةَ الجیش. قال الأَزهری: و یقال عَبَّأْت المَتاعَ تَعْبِئةً، قال: و كلٌّ من كلام العرب. و عَبَّأْت الخیل تَعْبِئةً و تَعْبِیئاً. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف قال: عَبَأَنا النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، ببدر، لَیْلًا.یقال عَبَأْتُ الجیشَ عَبْأً و عَبَّأْتهم تَعْبِئةً، و قد یُترك الهمز، فیقال: عَبَّیْتُهم تَعْبِیةً أَی رَتَّبْتُهم فی مَواضِعهم و هَیَّأْتُهم للحَرْب. و عَبَأَ الطِّیبَ و الأَمرَ یَعْبَؤُه عَبْأً: صَنَعه و خَلَطَه. قال أَبو زُبَیْدٍ یَصِف أَسداً: كأَنَّ بنَحْرِه و بمَنْكِبَیْه عَبِیراً، باتَ یَعْبَؤُه عَرُوسُ و یروی بات یَخْبَؤُه. و عَبَّیْتُه و عَبَّأْتُه تَعْبِیةً و تَعْبِیئاً. و العباءَة و العَباءُ: ضَرْب من الأَكسیة، و الجمع أَعْبِئَةٌ. و رجل عَبَاءٌ: ثَقِیلٌ «2» وَخِمٌ كعَبَامٍ. و المِعْبَأَةُ: خِرْقةُ الحائضِ، عن ابن الأَعرابی. و قد اعْتَبَأَتِ المرأَة بالمِعْبَأَةِ. و الاعْتِباءُ: الاحْتِشاءُ. و قال: عَبَا وجهُه یَعْبُو إذا أَضاءَ وجهُه و أَشرَقَ. قال: و العَبْوةُ: ضَوْءُ الشمسِ، و جمعه عِباً. و عَبْ‌ءُ الشمسِ: ضوءُها، لا یُدری أَ هو لغة فی عَبِ الشمس أَم هو أَصلُه. قال الأَزهری: و روی الریاشی و أَبو حاتم معاً قالا: اجتمع أَصحابنا علی عَبِ الشمس أَنه ضوءُها،
(2). قوله [و رجل عَبَاءٌ ثقیل] شاهده كما فی مادة ع ب ی من المحكم: كجبهة الشیخ العَبَاء الثط و أنكره الأزهری. انظر اللسان فی تلك المادة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 119
و أَنشد: إذا ما رأَتْ، شَمْساً، عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ إلی رَمْلِها، و الجُرْهُمِیُّ عَمِیدُها «1» قالا: نسبه إلی عَبِ الشمس، و هو ضَوْءُها. قالا: و أَما عبد شمس من قریش، فغیر هذا. قال أَبو زید: یقال هم عَبُ الشمس و رأَیت عبَ الشمس و مررت بِعَبِ الشمس، یریدون عبدَ شمس. قال: و أَكثر كلامهم رأَیت عبدَ شمس، و أَنشد البیت: إذا ما رأَت، شمساً، عَبُ الشمسِ شمَّرت قال: و عَبُ الشمس ضَوْءُها. یقال: ما أَحْسَنَ عبَها أَی ضَوْءَها. قال: و هذا قول بعض الناس، و القول عندی ما قال أَبو زید إِنه فی الأَصل عبد شمس، و مثله قولهم: هذا بَلْخَبِیثة و مررت بِبَلْخَبیثة. و حكی عن یونس: بَلْمُهَلَّب، یرید بنی المُهَلَّبِ. قال: و منهم من یقول: عَبُّ شمس، بتشدید الباء، یرید عَبدَ شَمس. قال الجوهری فی ترجمة عبا: و عبُ الشمس: ضوءُها، ناقص مثل دَمٍ، و به سمی الرجل.

عدأ؛ ج1، ص: 119

: العِنْدَأوةُ: العَسَرُ و الالْتِواءُ یكون فی الرِّجل. و قال اللِّحْیانی: العِنْدَأْوة: أَدْهَی الدّواهِی. قال: و قال بعضهم العِنْدَأْوةُ: المَكْرُ و الخَدِیعةُ، و لم یهمزه بعضهم. و فی المثل: إنَّ تَحْتَ طِرِّیقَتِكَ لَعِنْدَأْوةً أَی خِلافاً و تَعَسُّفاً، یقال هذا للمُطْرِقِ الدَّاهِی السِّكِّیت و المُطاوِلِ لیَأْتِیَ بداهِیةٍ و یَشُدَّ شدّةَ لَیْثٍ غیر مُتَّقٍ. و الطِّرِّیقة: الاسم من الإِطْراقِ، و هو السُّكُونُ و الضَّعْفُ و اللِّین. و قال بعضهم: هو بناءٌ علی فِنْعلوةٍ. و قال بعضهم: هو من العَداءِ، و النون و الهمزة زائدتان. و قال بعضهم: عِنْدَأْوةٌ فِعْلَلْوَةٌ، و الأَصل قد أُمِیتَ فِعْلُه، و لكن أَصحاب النحو یتكلفون ذلك باشتِقاقِ الأَمْثِلة من الأَفاعِیل، و لیس فی جمیع كلام العرب شی‌ءٌ تدخل فیه الهمزة و العین فی أَصل بنائه إلَّا عِنْدَأْوةٌ و إمَّعَةٌ و عَباءٌ و عفاءٌ و عَماءٌ، فأَما عَظاءةٌ فهی لغة فی عَظایةٍ، و إعاءٌ لغة فی وعاءٍ. و حكی شمر عن ابن الأَعرابی: ناقة عِنْدَأْوةٌ و قِنْدَأْوةٌ و سِنْدَأْوةٌ أَی جَرِیئةٌ.

فصل الغین المعجمة؛ ج1، ص: 119

غبأ؛ ج1، ص: 119

: غَبَأَ له یَغْبَأُ غَبْأً: قَصَدَ، و لم یعرفها الرِّیاشی بالغین المعجمة.

غرقأ؛ ج1، ص: 119

: الغِرقئُ: قِشْر البَیض الذی تحت القَیْضِ. قال الفرّاءُ: همزته زائدة لأَنه من الغَرَق، و كذلك الهمزة فی الكِرْفِئَةِ و الطِّهْلِئةِ زائدتان.

فصل الفاء؛ ج1، ص: 119

فأفأ؛ ج1، ص: 119

: الفَأْفاءُ، علی فَعْلالٍ: الذی یُكْثِر ترْدادَ الفاء إذا تَكلَّم. و الفَأْفأَةُ: حُبْسةٌ فی اللسان و غَلَبة الفاء علی الكلام. و قد فَأْفَأَ. و رَجل فَأْفأٌ و فَأْفَاءٌ، یمدّ و یقصر، و امرأَة فَأْفَأَةٌ، و فیه فَأْفَأَة. اللیث: الفأْفَأَةُ فی الكلام، كأَنَّ الفاءَ یَغْلِبُ علی اللِّسان، فتقول: فَأْفَأَ فلان فی كلامه فَأْفَأَةً. و قال المبرد: الفَأْفأَةُ: التَّرْدِیدُ فی الفاءِ، و هو أَن یَتَرَدَّدَ فی الفاء إذا تَكَلَّمَ.

فتأ؛ ج1، ص: 119

: ما فَتِئْتُ و ما فَتَأْتُ أَذكره: لُغَتان، بالكسر و النصب. فَتَأَهُ فَتْأً و فُتُوءاً و ما أَفْتَأْتُ، الأَخیرة تَمِیمیَّة، أَی ما بَرِحْتُ و ما زِلْتُ، لا یُسْتَعْمَل إلَّا فی النَّفْی، و لا یُتَكَلَّم به إلَّا مع الجَحْد، فإن استُعْمل بغیر ما و نحوها فهی مَنْوِیَّة علی حسب ما تَجی‌ءُ علیه أَخَواتُها. قال: و ربما حذفتِ العَرَبُ
(1). قوله [و الجرهمیّ] بالراء و سیأتی فی عمد باللام و هی روایة ابن سیدة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 120
حَرْفَ الجَحْدِ من هذه الأَلفاظ، و هو مَنْوِیٌّ، و هو كقوله تعالی: قٰالُوا تَاللّٰهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ یُوسُفَ، أَی ما تَفْتَأُ. و قولُ ساعِدةَ بن جُؤَیَّةَ: أَنَدّ مِنْ قارِبٍ، رُوحٍ قَوائمهُ، صُمٍّ حَوافِرُه، ما یَفْتَأُ الدَّلَجَا أَراد ما یَفْتَأُ مِنَ الدَّلَجِ، فَحَذف و أَوْصَلَ. و روی عن أَبی زید قال: تمیم تقول أَفْتَأْتُ، و قیس و غیرهم یقولون فَتِئْتُ. تقول: ما أَفْتَأْتُ أَذكره إفْتاءً، و ذلك إذا كنت لا تزالُ تَذْكره. و ما فَتِئْت أَذكره أَفْتَأُ فَتْأً. و فی نوادر الأَعراب فَتِئْتُ عن الأَمر أَفْتَأُ إِذا نَسِیتَه و انْقَدَعْتَ «1».

فثأ؛ ج1، ص: 120

: فَثَأَ الرجُلَ و فَثَأَ غَضَبَه یَفْثَؤُه فَثْأً: كَسَرَ غَضَبَه و سَكَّنه بقَول أَو غَیْره. و كذلك: فَثَأْتُ عنی فلاناً فَثْأً إذا كَسَرْتَه عنك. و فَثِئَ هو: انكسر غضَبُه. و فَثَأَ القِدْرَ یَفْثُؤُها فَثْأً و فُثُوءا، المصدران عن اللحیانی: سَكَّن غَلَیانَها كَثَفأَها. و فَثَأَ الشی‌ءَ یَفْثَؤُه فَثْأً: سَكَّنَ بَرْدَه بالتَّسْخِین. و فَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إذا سَخَّنْتَه، و كذلك كلُّ ما سَخَّنْتَه. و فَثَأَتِ الشمسُ الماءَ فُثُوءاً: كَسَرَتْ بَرْدَه. و فَثَأَ القِدْرَ: سكَّن غَلَیانَها بماءٍ بارِدٍ أَو قَدْحٍ بالمِقْدحة. قال الجَعْدِیُّ: تَفُورُ عَلَیْنا قِدْرُهم، فَنُدِیمُها و نَفْثَؤُها عَنَّا، إذا حَمْیُها غلا و هذا البیت فی التهذیب منسوب إلی الكمیت. و فَثَأَ اللبنُ یَفْثَأُ فَثْأً إذا أُغْلیَ حتی یَرْتَفِعَ له زُبْدٌ و یَتَقَطَّعَ، فهو فاثِئٌ. و من أَمثالهم فی الیَسِیر من البرِّ: إنَّ الرَّثیئَة تَفْثَأُ الغَضَبَ، و أَصله أَنَّ رجلًا كان غَضِبَ علی قوم، و كان مع غَضَبِه جائعاً، فَسَقَوْه رَثِیئةً، فَسكَن غَضَبُه و كَفَّ عنهم. و‌فی حدیث زیادٍ: لَهُوَ أَحبُّ إلیّ مِنْ رَثِیئةٍ فُثِئَتْ بسُلالةٍ‌أَی خُلِطَتْ به و كُسِرَتْ حِدَّتُه. و الفَثْ‌ءُ: الكَسْر، یقال: فَثَأْتُه أَفْثَؤُه فَثْأً. و أَفْثَأَ الحَرُّ: سكَنَ و فَتَرَ. و فَثَأَ الشی‌ءَ عنه یَفْثَؤُه فَثْأً: كَفَّه. و عَدا الرجلُ حتی أَفْثَأَ أَی حتی أَعْیا و انْبَهَرَ و فَتَرَ، قالت الخَنساء: أَلا مَنْ لِعَیْنٍ لا تَجِفُّ دُموعُها، إذا قُلْتُ أَفْثَتْ، تَسْتَهِلُّ، فَتَحْفِلُ أَرادت أَفْثَأَتْ، فخففت.

فجأ؛ ج1، ص: 120

: فَجِئَه الأَمْرُ و فَجَأَه، بالكسر و النصب، یَفْجَؤُه فَجْأً و فُجَاءةً، بالضم و المدّ، و افْتَجَأَه و فاجأَه یُفاجئُه مُفَاجأَةً و فِجاءً: هَجَم علیه من غیر أَن یَشْعُر به، و قیل: إذا جاءه بَغْتةً من غیر تقدّم سبب. و أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنهُ، إذ فاجأَه افْتِجاؤُهُ، أَثْناءُ لَیْلٍ، مُغْدِفٍ أَثْناؤُهُ و كلّ ما هجم علیك من أَمر لم تحتسبه فقد فَجأَك. ابن الأَعرابی: أَفْجَأَ إذا صادَفَ صَدِیقَه علی فَضِیحةٍ. الأَصمعی: فَجِئَتِ الناقةُ: عَظُمَ بَطْنُها، و المصدر الفَجَأُ، مهموز مقصور. و الفُجاءةُ: أَبو قَطَرِیٍّ المازِنِیِّ. و لَقِیتُه فُجاءةً، وضَعُوه موضعَ المصدر و استعمله ثعلب بالأَلف و اللام و مَكَّنهُ، فقال: إذا قلت خَرَجتُ فإذا زیْدٌ، فهذا هو
(1). قوله [و انقدعت] كذا هو فی المحكم أیضاً بالقاف و العین لا بالفاء و الغین.
لسان العرب، ج‌1، ص: 121
الفُجاءةُ، فلا یُدْرَی أَ هو من كلام العرب، أَو هو من كلامه. و الفُجاءةُ: ما فاجأَكَ. و مَوْتُ الفُجاءةِ: ما یَفْجَأُ الإِنسانَ من ذلك، و ورد فی الحدیث فی غیر موضع، و قیده بعضهم بفتح الفاء و سكون الجیم من غیر مدّ علی المرّة.

فرأ؛ ج1، ص: 121

: الفَرَأُ، مهموز مقصور: حمارُ الوَحْشِ، و قیل الفَتیُّ منها. و فی المثل: كلُّ صَیْدٍ فی جَوْفِ الفَرَإِ «1». و‌فی الحدیث: أَن أَبا سفیان استأْذَنَ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فحَجَبَه ثم أَذِن له، فقال له: ما كِدْتَ تأْذَنُ لی حتی تأْذَنَ لحِجارة الجُلْهُمَتَینِ. فقال: یا أَبا سفیانَ أَنت كما قال القائلُ: كلُّ الصَّیْدِ فی جَوْفِ الفَرَإ، مقصور، و یقال فی جوف الفَرَاءِ، ممدود، و أَراد النبی صلی اللّه علیه و سلم بما قاله لأَبی سفیانَ تأَلُّفَه علی الإسلام،فقال: أَنتَ فی الناسِ كحِمارِ الوَحْش فی الصید، یعنی أَنها كلها مثلهُ. و قال أَبو العباس: معناه أَنه إذا حَجَبَكَ قَنِعَ كل محجوب و رَضِی، لأَن كلَّ صَیْدٍ أَقلُّ من الحِمار الوَحْشِیِّ، فكلُّ صَیْدٍ لِصغَرِه یدخل فی جَوْفِ الحمار، و ذلك أَنه حَجَبَه و أَذِنَ لغیره. فیُضْرَبُ هذا المثل للرجل یكون له حاجاتٌ، منها واحدة كبیرة، فإذا قُضِیَتْ تلك الكَبیرةُ لم یُبالِ أَن لا تُقْضی باقی حاجاتِه. و جمعُ الفَرَإ أَفْراء و فِراء، مثل جَبَلٍ و جبالٍ. قال مالك بن زُغْبَة الباهلیُّ: بضَرْبٍ، كآذانِ الفِراء فُضُولهُ، و طَعْنٍ، كإِیزاغِ المخَاض، تَبُورُها الإِیزاغُ: إِخراجُ البولِ دُفعةً دُفعةً. و تَبُورُها أَی تَخْتَبِرُها. و معنی البیت أن ضَرْبَه یُصَیِّر فیه لَحْماً مُعَلَّقاً كآذان الحُمُر. و من ترك الهمز قال: فرا «2». و حضر الأَصمعی و أَبو عمرو الشیبانیُّ عند أَبی السَّمْراء فأَنشده الأَصمعی: بضربٍ، كآذان الفِراء فضوله. و طعنٍ كتَشْهاقِ العَفا، هَمَّ بالنَّهْقِ ثم ضرب بیده إلی فَرْوٍ كان بقُربه یوهم أَنَّ الشاعر أَراد فَرْواً، فقال أَبو عمرو: أَراد الفَرْوَ. فقال الأَصمعی: هكذا روایَتُكُم، فأَما قولهم: أَنْكَحْنا الفَرا فَسَنَری، فإنما هو علی التخفیف البَدَلیّ موافَقة لسَنَری لأَنه مثلٌ و الأَمثالُ موضوعة علی الوقف، فلما سكِّنَت الهمزة أُبدلت أَلفاً لانفتاح ما قبلها. و معناه: قد طلبنا عالیَ الأُمور فسَنَری أَعمالَنا بعدُ، قال ذلك ثعلب. و قال الأَصمعی: یضرب مثلًا للرجل إذا غُرِّرَ بأَمر فلم یَرَ ما یُحِبُّ أَی صَنَعْنا الحَزْم فآل بنا إلی عاقبةِ سُوء. و قیل معناه: أَنَّا قد نَظَرْنا فی الأَمر فسننظر عما ینكشف.

فسأ؛ ج1، ص: 121

: فَسَأَ الثوبَ یَفْسَؤُه فَسْأً و فَسَّأَه فَتَفَسَّأَ: شَقَّه فتَشَقَّقَ. و تفسَّأَ الثوبُ أَی تَقَطَّع و بَلِیَ. و تَفَصَّأَ: مثله. أَبو زید: فَسَأْتُه بالعَصا إذا ضربت بها ظهرَه. و فَسَّأْتُ الثوب تَفْسئةً و تَفْسِیئاً: مَدَدْتُه حتی تَفَزَّر. و یقال: ما لَكَ تَفْسأُ ثوبَك؟ و فَسَأَه یَفْسَؤُه فَسْأً: ضرب ظهرَه بالعَصا. و الأَفْسَأُ: الأَبْزَخُ، و قیل هو الذی خَرج صدْرُه و نَتَأَتْ خَثْلَتُه، و الأُنثی فَسْآءُ.
(1). قوله [فی المثل إلخ] ضبط الفرأ فی المحكم بالهمز علی الأَصل و كذا فی الحدیث. (2). قوله [و من ترك الهمز إلخ] انظر بم تتعلق هذه الجملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 122
و الأَفْسأُ و المَفسُوءُ: الذی كأَنه إذا مشَی یُرَجِّعُ اسْتَه. ابن الأَعرابی: الفَسَأُ دُخول الصُّلْب، و الفَقَأُ خُروجُ الصَدْر؛ و فی وَرِكَیْه فَسَأٌ. و أَنشد ثعلب: قد حَطَأَتْ أُمُّ خُثَیْمِ بأَدَنّ «3» بِخارِج الخَثْلةِ، مَفْسوءِ القَطَنْ و فی التهذیب: بِناتِئِ الجَبْهةِ، مفسوء القَطَنْ عَدَّی حَطَأَتْ بالباء لأَنّ فیه معنی فازَتْ أَو بَلَّتْ، و یروی خَطَأَتْ، و الاسم، من ذلك كله، الفَسَأُ. و تفاسَأَ الرَّجل تفاسُؤًا، بهمز و غیر همز: أَخرج عَجیزَته و ظهره.

فشأ؛ ج1، ص: 122

: تَفَشَّأَ الشی‌ءُ تَفَشُّؤًا: انتَشَر. أَبو زید: تَفَشَّأَ بالقوم المرضُ، بالهمز، تَفَشُّؤًا إذا انْتَشَر فیهم، و أَنشد: و أَمْرٌ عظیمُ الشَّأْنِ، یُرْهَبُ هَوْلُهُ، و یَعْیا به مَنْ كان یُحْسَبُ راقِیا تَفَشَّأَ إخْوانَ الثّقات، فعَمَّهُم، فأَسْكَتُّ عنِّی المُعْوِلات البواكِیا ابن بُزُرْجَ: الفَشْ‌ءُ: من الفخر من أَفْشَأْتُ، و یقال فَشَأْتُ.

فصأ؛ ج1، ص: 122

: قال فی ترجمة فسأَ: تَفَسَّأَ الثَوْبُ أَی تَقَطَّعَ و بَلِیَ، و تَفَصَّأَ: مثله.

فضأ؛ ج1، ص: 122

: أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب الهمز: أَفْضَأْتُ الرجلَ أَطْعَمْته. قال أَبو منصور: أَنكر شمر هذا الحرف، قال: و حَقَّ له أَن یُنْكِرَه لأَنّ الصوابَ أَقْضَأْته، بالقاف، إذا أَطعمتَه. و سنذكره فی موضعه.

فطأ؛ ج1، ص: 122

: الفَطَأُ: الفَطَسُ. و الفُطْأَةُ: الفُطْسةُ. و الأَفْطَأُ: الأَفْطَس. و رجلٌ أَفْطَأُ: بَیِّنُ الفَطَإ. و‌فی حدیث عمر: أَنه رأَی مُسَیْلِمَة أَصْفَر الوجه أَفْطَأَ الأَنْفِ دَقِیقَ الساقَیْن.و الفَطَأُ و الفُطْأَةُ: دخُولُ وسَطِ الظَّهْر، و قیل: دخُول الظهر و خُروجُ الصدر. فَطِئَ فَطَأً، و هو أَفْطَأُ، و الأُنثی فَطْآءُ، و اسم الموضع الفُطْأَةُ، و بعیر أَفْطَأُ الظهر، كذلك. و فَطِئَ البعیر إذا تَطامَن ظَهْرُه خِلْقةً. و فَطَأَ ظَهْرَ بعیره: حَمَلَ علیهِ ثِقْلًا فاطْمَأَنّ و دخل. و تَفَاطَأَ فلان، و هو أَشدُّ من التَّقاعُس، و تفاطأَ عنه: تأَخَّر. و الفَطَأُ فی سَنامِ البعِیر. بَعیرٌ أَفْطَأُ الظهر. و الفعلُ فَطِئَ یَفْطَأُ فَطَأً. و فَطَأَ ظهرَه بالعصا یَفْطَؤُه فَطْأً: ضربه، و قیل هو الضرب فی أَی عضو كان. و فَطَأَه: ضرَبه علی ظهره، مثل حَطَأَه. أَبو زید: فَطأْتُ الرجلَ أَفْطَؤُه فَطْأً إذا ضربته بعَصاً أَو بظَهْر رجْلِك. و فَطَأَ به الأَرضَ: صَرَعه. و فَطَأَ بسَلْحه: رَمَی به، و ربما جاءَ بالثاء. و فَطَأَ الشی‌ءَ: شَدخَه. و فَطَأَ بها: حَبَقَ. و فَطَأَ المرأَة یَفْطَؤُها فَطْأً: نَكَحَها. و أَفْطَأَ الرجلُ إذا جامَعَ جِماعاً كثیراً. و أَفْطَأَ إذا اتَّسَعَت حالهُ. و أَفْطَأَ إذا ساء خُلُقه بعد حُسْنٍ.
(3). قوله [بأدن] هو بالدال المهملة كما فی مادة د ن ن و وقع فی مادة ح ط أ بالذال المعجمة تبعاً لما فی نسخة من المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 123
و یقال تَفَاطَأَ فلان عن القوم بعد ما حَمَلَ علیهم تَفاطُؤاً و ذلك إذا انْكسر عنهم و رجَعَ، و تَبازَخَ عنهم تَبازُخاً فی معناها.

فقأ؛ ج1، ص: 123

: فَقَأَ العَینَ و البَثْرةَ و نحوهما یَفْقَؤُهما فَقْأً و فَقَّأَها تَفْقِئةً فانْفَقَأَتْ و تَفَقَّأَتْ: كسَرَها. و قیل قَلعها و بَخَقَها، عن اللحیانی. و‌فی الحدیث: لو أَنّ رجلًا اطَّلعَ فی بَیتِ قوم بغیر إذْنهم ففَقَؤُوا عینَه لم یكن علیهم شی‌ء، أَی شَقوها. و الفَقْ‌ءُ: الشَّقُّ و البَخْصُ. و‌فی حدیث موسی علیه السلام: أَنه فَقَأَ عینَ مَلَكِ الموْتِ.و منه‌الحدیثُ: كأَنما فُقِئَ فی وجهِه حَبُّ الرُّمَّانِ، أَی بُخِصَ. و‌فی حدیث أَبی بكر رضی اللّه عنه: تَفَقَّأَتْ‌أَی انْفَلَقَتْ و انْشَقَّتْ. و من مسائل الكتاب: تَفَقَأْتُ شَحْماً، بنصبه علی التمییز، أَی تَفَقَّأَ شَحْمِی، فنُقِل الفعل فصار فی اللفظ لَیٌّ، فخرج الفاعل، فی الأَصل، ممیِّزاً، و لا یجوز عَرَقاً تَصَبَّبتُ، و ذلك أَن هذا الممیز هو الفاعل فی المعنی، فكما لا یجوز تقدیم الفاعل علی الفعل كذلك لا یجوز تقدیم الممیز، إذ كان هو الفاعل فی المعنی، علی الفعل؛ هذا قول ابن جنی. و قال و یقال للضعیف الوادع: إنه لا یُفَقِّئُ البیضَ. اللیث: انْفَقَأَتِ العَینُ و انْفَقَأَتِ البَثْرةُ، و بكی حتی كاد یَنْفَقِئُ بطنُه: یَنْشَقُّ. و كانت العرب فی الجاهلیة إذا بَلغ إبلُ الرجل منهم أَلفاً فَقَأَ عینَ بعِیر منها و سرَّحَه حتی لا یُنْتَفَع به. و أَنشد: غَلَبْتُكَ بالمُفَقِّئِ و المُعَنَّی، و بَیْتِ المُحْتَبی و الخافِقاتِ قال الأَزهری: لیس معنی المُفَقِّئِ، فی هذا البیت، ما ذَهَب إلیه اللیث، و إنما أَراد به الفرزدق قوله لجریر: و لستَ، و لو فَقَّأْتَ عَیْنَكَ، واجداً أَباً لك، إنْ عُدَّ المَساعی، كدارِمِ و تَفَقَّأَتِ البُهْمَی تَفَقُّؤاً: انْشَقَّتْ لَفائفُها عن نَوْرِها. و یقال: فَقَأَت فَقْأً إذا تشقَّقت لفائفُها عن ثَمرَتها. و تَفَقَّأَ الدُّمَّلُ و القَرْحُ و تَفَقَّأَتِ السحابةُ عن مائها: تَشَقَّقتْ. و تَفَقَّأَت: تَبَعَّجَت بمائها. قال ابن أَحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَّوارِی، و جُنَّ الخازِبازِ به جُنُونا الخازِبازِ: صوت الذُّباب، سمی الذُّباب به، و هما صوتان جُعِلا صوتاً واحداً لأَن صوته خازِبازِ، و من أَعْرَبه نَزَّله منزلة الكلمة الواحدة فقال: خازِبازُ. و الهاء فی قوله تَفَقَّأَ فوقَه، عائدةٌ علی قوله بِهَجْلٍ فی البیت الذی قبله: بهَجْلٍ مِن قَساً ذَفِرِ الخُزامَی «1»، تَهادَی الجِرْبِیاءُ به الحَنِینا یعنی فوق الهَجْل. و الهَجْلُ: هو المُطْمئِنُّ من الأَرض. و الجِرْبِیاء: الشَّمالُ. و یقال: أَصابَتْنا فَقْأَةٌ أَی سحابة لا رَعْدَ فیها و لا بَرْقَ و مَطَرُها مُتقارِب. و الفَقْ‌ءُ: السَّابِیاءُ التی تَنْفَقِئُ عن رأْس الولد. و فی الصحاح: و هو الذی یخرج علی رأس الولد، و الجَمع فُقوءٌ. و حكی كراع فی جمعِه فاقِیاء، قال: و هذا غلط لأَن مثل هذا لم یَأْتِ فی الجَمْعِ. قال: و أُری الفاقِیاء لغة فی الفَقْ‌ء كالسَّابِیاء، و أَصله فاقِئاءُ، بالهمز، فكُرِه
(1). قوله [بهجل] سیأتی فی قسأ عن المحكم بجوّ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 124
اجتماعُ الهمزتین لیس بینهما إلَّا ألف، فقُلِبت الأُولی یاءً. ابن الأَعرابی: الفُقْأَةُ: جلدة رَقِیقة تكون علی الأَنف فإن لم تَكْشِفْها مات الولد. الأَصمعی: السَّابِیاءُ: الماء الذی یكون علی رأس الولد. ابن الأَعرابی: السابیاءُ: السَّلَی الذی یكون فیه الولد. و كَثُر سابِیاؤهم العامَ، أی كَثُر نِتاجُهم. و السُّخْد: دَمٌ و ماء فی السَّابِیاءِ. و الفَقْ‌ءُ: الماء الذی فی المَشِیمة، و هو السُّخْدُ و السُّخْتُ و النُّخْطُ. و ناقةٌ فَقْأَی، و هی التی یأْخذها داءٌ یقال له الحَقْوَةُ فلا تَبُولُ و لا تَبْعَرُ، و ربما شَرِقَتْ عَرُوقُها و لحمُها بالدَّمِ فانتَفَخَتْ، و ربما انْفَقَأَتْ كَرشُها من شِدَّةِ انْتِفاخِها، فهی الفَقِی‌ءُ حینئذ. و‌فی الحدیث: أَن عُمَر رضی اللّه عنه قال فی ناقةٍ مُنْكَسِرَةٍ: ما هی بكذا و لا كذا و لا هی بِفَقِی‌ءٍ فَتَشْرَق عُرُوقُها.الفَقِی‌ءُ: الذی یأْخذه داءٌ فی البَطْنِ كما وصَفْناه، فإن ذُبِحَ و طُبِخَ امتَلأَت القِدْرُ منه دماً، و فَعِیلٌ یقال للذكر و الأُنثی. و الفَقَأُ: خُرُوج الصَّدْر. و الفَسَأُ: دخول الصُّلْب. ابن الأَعرابی: أَفْقَأَ إذا انخَسَفَ صَدْرُه من عِلَّة. و الفَقْ‌ءُ: نَقْرٌ فی حَجر أَو غَلْظٍ یجتمع فیه الماءُ. و قیل هو كالحُفْرةِ تكون فی وسَط الأَرض. و قیل: الفَقْ‌ءُ كالحُفْرةِ فی وسط الحَرَّةِ. و الفَقْ‌ءُ: الحُفْرَةُ فی الجَبَل، شك أَبو عبید فی الحُفْرةِ أَو الجُفْرةِ، قال: و هما سواءٌ. و الفَقِی‌ءٌ كالفَقْ‌ءِ، و أَنشد ثعلب: فی صَدْرهِ مِثلُ الفَقی‌ء المُطْمَئِنّ و رواه بعضهم مثل الفُقَیْ‌ءِ، علی لفظ التصغیر. و جمع الفَقِی‌ءِ فُقْآنٌ. و المُفَقِّئَة: الأَودیة التی تَشُقُّ الأَرض شَقّاً، و أَنشد للفرزدق: أَ تَعْدِلُ دارِماً بِبَنی كُلَیْبٍ، و تَعْدِلُ، بالمُفَقِّئَةِ، الشِّعابا «1» و الفَقْ‌ءُ: مَوْضِعٌ.

فنأ؛ ج1، ص: 124

: مالٌ ذو فَنَإٍ أَی كَثْرة كفَنَعٍ. قال: و أُرَی الهمزة بدلًا من العین، و أَنشد أَبو العَلاء بیت أَبی محْجَنٍ الثَّقَفِیِّ: و قد أَجُودُ، و ما مالی بِذی فَنَإٍ، و أَكْتُمُ السِّرَّ، فیه ضَرْبَةُ العُنُقِ و روایة یعقوبَ فی الأَلفاظ: بِذی فَنَعٍ.

فیأ؛ ج1، ص: 124

: الفَیْ‌ءُ: ما كان شمساً فَنَسَخَه الظِّلُّ، و الجمع: أَفْیَاءٌ و فُیُوءٌ. قال الشاعر: لَعَمْرِی، لأَنْتَ البَیتُ أَكْرَمُ أَهْلِهِ، و أَقْعَدُ فی أَفْیائِه بالأَصائِل و فاءَ الفَیْ‌ءُ فَیْئاً: تَحوَّلَ. و تَفَیَّأَ فیه: تَظَلَّلَ. و فی الصحاح: الفَیْ‌ءُ ما بعد الزوالِ مِن الظلِّ. قال حُمَیْد بن ثَوْر یَصِف سَرْحةً و كنی بها عن امرأَة: فلا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُحَی تَستطیعُه، وَ لا الفَیْ‌ءُ مِن بَرْدِ العَشِیِّ تَذُوقُ و إنما سمی الظلُّ فیئاً لرُجُوعه مِن جانِب إلی جانِب.
(1). مما یستدرك به علی المؤلف ما فی التهذیب، قیل لامرأة: إنك لم تحسنی الخرز فافْتَقِئِیهِ أَی أعیدی علیه. یقال: افْتَقَأْتُه أی أعدت علیه، و ذلك أن یجعل بین الكلبتین كلبة كما تخاط البواری إذا أعید علیه. و الكلبة السیر أو الخیط فی الكلبة و هی مثنیة فتدخل فی موضع الخرز و یدخل الخارز یده فی الإداوة ثم یمد السیر و الخیط.
لسان العرب، ج‌1، ص: 125
قال ابن السِّكِّیت: الظِّل: ما نَسَخَتْه الشمسُ، و الفَیْ‌ءُ: ما نَسَخَ الشمسَ. و حكی أَبو عُبیدةَ عن رُؤْبَةَ، قال: كلُّ ما كانت علیه الشمسُ فَزالتْ عنه فهو فَیْ‌ءٌ و ظِلٌّ، و ما لم تكن علیه الشمسُ فهو ظِلٌّ. و تَفَیَّأَتِ الظِّلالُ أَی تَقَلَّبَتْ. و فی التنزیل العزیز: یَتَفَیَّؤُا ظِلٰالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمٰائِلِ. و التَّفَیُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَیْ‌ءِ، و هو الظِّلُّ بالعَشِیِّ. و تَفَیُّؤُ الظِّلالِ: رجُوعُها بعدَ انتصاف النهار و ابْتعاثِ الأَشیاءِ ظِلالَها. و التَّفَیُّؤُ لا یكون إلا بالعَشِیِّ، و الظِّلُّ بالغداةِ، و هو ما لَم تَنَلْه الشمس، و الفَیْ‌ءُ بالعَشِیِّ ما انصَرَفَتْ عنه الشمسُ، و قد بَیَّنه حُمَید بن ثَور فی وصف السَّرْحة، كما أنشدناه آنِفاً. و تَفَیَّأَتِ الشجرةُ و فَیَّأَتْ و فاءَتْ تَفْیِئةً: كثرَ فَیْؤُها. و تَفَیَّأْتُ أَنا فی فَیْئِها. و المَفْیُؤَةُ: موضع الفَیْ‌ءِ، و هی المَفْیُوءَةُ، جاءَت علی الأَصل، و حكی الفارسی عن ثعلب: المَفِیئَةَ فیها. الأَزهری، اللیث: المَفْیُؤَةُ هی المَقْنُؤَةُ من الفَیْ‌ءِ. و قال غیره یقال: مَقْنَأَةٌ و مَقْنُؤَةٌ للمكان الذی لا تطلع علیه الشمس. قال: و لم أَسمع مَفْیُؤَة بالفاء لغیر اللیث. قال: و هی تشبه الصواب، و سنذكره فی قَنَأَ أَیضاً. و المَفْیُوءَةُ: هو المَعْتُوه لزمه هذا الاسم من طول لُزومِه الظِّلَّ. و فَیَّأَتِ المرأَةُ شَعَرَها: حَرَكَته من الخُیَلاءِ. و الرِّیح تُفَیِّئُ الزرع و الشجر: تحرِّكهما. و‌فی الحدیث: مَثَل المؤْمن كخامة الزرع تُفَیِّئُها الرِّیحُ مرةَ هُنا و مرة هنا. و فی روایة: كالخامةِ من الزرعِ من حیث أَتَتْها الریحُ تُفَیِّئُها‌أَی تُحَرِّكُها و تُمِیلُها یمیناً و شِمالًا. و منه‌الحدیث: إذا رأَیتم الفَیْ‌ءَ علی رؤوسهنَّ، یعنی النساءَ، مِثْل أَسْنِمة البُخْتِ فأَعْلِمُوهنَّ أَن اللّه لا یَقْبَلُ لهُن صلاةً.شَبَّه رؤُوسهنَّ بأَسْنِمة البُخْت لكثرة ما وَصَلنَ به شعورَهنَّ حتی صار علیها من ذلك ما یُفَیِّئُها أَی یُحَرِّكها خُیلاءً و عُجْباً، قال نافع بن لَقِیط الفَقْعَسِیّ: فَلَئِنْ بَلِیتُ فقد عَمِرْتُ كأَنِّنی غُصْنٌ، تُفَیِّئُه الرِّیاحُ، رَطِیبُ و فاءَ: رجَع. و فاءَ إلی الأَمْرِ یَفِی‌ءُ و فاءَه فَیْئاً و فُیُوءاً: رَجَع إلیه. و أَفاءَهُ غیرُه: رَجَعه. و یقال: فِئْتُ إلی الأَمر فَیْئاً إذا رَجَعْتَ إلیه النظر. و یقال للحدیدة إذا كَلَّتْ بعد حِدَّتِها: فاءَتْ. و‌فی الحدیث: الفَی‌ءُ علی ذِی الرَّحِمِ‌أَی العَطْفُ علیه و الرُّجوعُ إلیه بالبِرِّ. أَبو زید: یقال: أَفَأْتُ فلاناً علی الأَمر إِفاءَةً إذا أَراد أَمْراً، فَعَدَلْتَه إلی أَمْرٍ غیره. و أَفَاءَ و اسْتَفاءَ كَفَاءَ. قال كثیر عزة: فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ، و أَصْبَحَ مُزْنُه أَفَاءَ، و آفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ و ینشد: عَقُّوا بسَهْمٍ، و لم یَشْعُر به أَحَدٌ، ثمَّ اسْتَفاؤُوا، و قالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَی رَجَعوا عن طَلَبِ التِّرَةِ إلی قَبُولِ الدِّیَةِ. و فلانٌ سَریعُ الفَیْ‌ءِ مِن غَضَبِه. و فاءَ من غَضَبِه: رَجَعَ، و إِنه لَسَرِیعُ الفَیْ‌ءِ و الفَیْئَةِ و الفِیئَةِ أَی الرُّجوع، الأَخیرتان عن اللِّحیانِی، و إِنه لَحَسَنُ الفِیئَةِ، بالكسر مثل الفِیقَةِ، أَی حَسَنُ الرُّجوع. و‌فی حدیث عائشةَ رضی اللّه عنها قالت عن زینب: كلُّ خِلالِها مَحْمُودةٌ ما عدا سَوْرَةً من حَدٍّ تُسْرِعُ منها الفِیئَةَ؛ الفِیئَةُ، بوزن الفِیعَةِ؛ الحالةُ من الرُّجوعِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 126
عن الشی‌ءِ الذی یكون قد لابَسه الإِنسانُ و باشَرَه. و فاءَ المُولِی من امرأَتِه: كَفَّرَ یَمینَه و رَجَعَ إلیها. قال اللّه تعالی: فَإِنْ فٰاؤُ فَإِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ. قال: الفَیْ‌ءُ فی كتاب اللّه تعالی علی ثلاثة مَعانٍ مَرْجِعُها إلی أَصل واحد و هو الرجوع. قال اللّه تعالی فی المُولِین مِن نسائهم: فَإِنْ فٰاؤُ فَإِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ. و ذلك أَنَّ المُولی حَلَفَ أَنْ لا یَطَأَ امرأَتَه فجعَل اللّهُ مدةَ أَربعةِ أشْهُر بعدَ إِیلائهِ، فإِن جامَعها فی الأَربعة أَشهر فقد فاءَ، أَی رَجَعَ عما حَلَفَ علیهِ من أَنْ لا یُجامِعَها، إلی جِماعِها، و علیه لحِنْثِه كَفَّارةُ یَمینٍ، و إن لم یُجامِعْها حتی تَنْقَضِی أَربعةُ أَشهر مِنْ یوم آلَی، فإن ابن عباس و جماعة من الصحابة رضی اللّه عنهم أَوقعوا علیها تطلیقة، و جعلوا عن الطلاق انْقِضاءَ الأَشهر، و خَالفَهم الجماعة الكثیرة من أَصْحابِ رَسُول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و غیرهم من أَهل العلم، و قالوا: إذا انْقَضَتْ أَربعةُ أَشهر و لم یُجامِعْها وُقِفَ المُولی، فَإِمَّا أَنْ یَفِی‌ء أَی یَجامِعُ و یُكفِّرَ، و إِمَّا أَنْ یُطَلِّقَ، فهذا هو الفَی‌ءُ من الإِیلاءِ، و هو الرُّجوعُ إلی ما حَلفَ أَنْ لا یَفْعَلَه. قال عبد اللّه بن المكرم: و هذا هو نص التنزیل العزیز: لِلَّذِینَ یُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِنْ فٰاؤُ، فَإِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ، وَ إِنْ عَزَمُوا الطَّلٰاقَ، فَإِنَّ اللّٰهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ. و تَفَیَّأْتِ المرأَةُ لزوجها: تَثَنَّتْ علیه و تَكَسَّرَتْ له تَدَلُّلًا و أَلْقَتْ نَفْسَها علیه؛ من الفَیْ‌ءِ و هو الرُّجوع، و قد ذكر ذلك فی القاف. قال الأَزهری: و هو تصحیف و الصواب تَفَیَّأَتْ، بالفاء. و منه قول الراجز: تَفَیَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ و الخَفَرْ لِعابِسٍ، جافی الدَّلال، مُقْشَعِرّ و الفَیْ‌ءُ: الغَنِیمةُ، و الخَراجُ. تقول منه: أَفاءَ اللّهُ علی المُسْلِمینَ مالَ الكُفَّارِ یُفِی‌ءُ إِفاءَةً. و قد تكرَّر فی الحدیث ذكر الفَیْ‌ءِ علی اخْتِلاف تَصرُّفِه، و هو ما حَصل لِلمُسلِمینَ من أَموالِ الكُفَّار من غیر حَرْب و لا جِهادٍ. و أَصْلُ الفَیْ‌ءِ: الرُجوعُ، كأَنه كانَ فی الأَصْل لهم فَرَجَعَ إلیهم، و منه قِیل للظِّلِّ الذی یكون بعدَ الزوالِ فَیْ‌ءٌ لأَنه یَرْجِعُ من جانِب الغَرْب إلی جانب الشَّرْق. و‌فی الحدیث: جاءَتِ امرأَةٌ مِن الأَنصار بابْنَتیْنِ لها، فقالت: یا رسولَ اللّه هاتان ابْنَتَا فُلانٍ قُتِلَ مَعَكَ یَوْمَ أُحُدٍ، و قد اسْتَفَاءَ عَمُّهما مالَهما و مِراثَهما، أَی اسْتَرْجَعَ حَقَّهُما مِن المِیراث و جَعَلَه فَیْئاً له، و هو اسْتَفْعَلَ مِن الفَیْ‌ءِ. و منه‌حدیث عُمر رضی اللّه عنه: فلَقَدْ رَأَیتُنا نَسْتَفِی‌ءُ سُهْمانَهُما‌أَی نأْخُذُها لأَنْفُسِنا و نَقْتَسِمُ بها. و قد فِئْتُ فَیْئاً و اسْتَفَأْتُ هذا المالَ: أَخَذْتُه فَیْئاً. و أَفَاءَ اللَهُ علیه یُفِی‌ءُ إِفَاءَةً. قال اللّه تعالی: مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلیٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُریٰ. التهذیب: الفَیْ‌ءُ ما رَدَّ اللّهُ تعالی علَی أَهْلِ دِینِهِ من أَمْوالِ مَنْ خالَفَ دِینَه، بلا قِتالٍ، إِمَّا بأَنْ یُجْلَوا عَن أَوْطانِهِم و یُخَلُّوها للمسلمین، أَو یُصالِحُوا علی جِزْیَةٍ یُؤَدُّونَها عَن رُؤوسِهم، أَو مالٍ غَیْرِ الجِزْیةِ یَفْتَدُونَ به مِن سَفْكِ دِمائهم، فهذا المالُ هو الفَیْ‌ءُ. فی كتاب اللّه قال اللّه تعالی: فَمٰا أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْلٍ وَ لٰا رِكٰابٍ. أَی لم تُوجِفُوا علیه خَیْلًا و لا رِكاباً،نزلت فی أَموال بَنِی النضیر حِینَ نَقَضُوا العَهْدَ و جُلُوا عن أَوْطانِهم إلی الشام، فَقَسَمَ رسولُ اللّهِ، صلّی اللّه علیه و سلم، أَموالَهم مِن النَّخِیل و غَیْرِها فی الوُجُوه التی أَراهُ اللّه أَن
لسان العرب، ج‌1، ص: 127
یَقْسِمَها فیها.و قِسمةُ الفَی‌ءِ غیرُ قسمةِ الغَنِیمة التی أَوْجَفَ اللّهُ علیها بالخَیْلِ و الرِّكاب. و أَصلُ الفَیْ‌ءِ: الرُّجُوعُ، سُمِّیَ هذا المالُ فَیْئاً لأَنه رَجَعَ إلی المسلمین من أَمْوالِ الكُفّار عَفْواً بلا قِتالٍ. و كذلك قوله تعالی فی قِتالِ أَهلِ البَغْیِ: حَتّٰی تَفِی‌ءَ إِلیٰ أَمْرِ اللّٰهِ، أَی تَرجِعَ إلی الطاعةِ. و أَفَأْتُ علی القوم فَیْئاً إذا أَخَذْتَ لهم سَلَبَ قوْمٍ آخَرِینَ فجئْتَهم به. و أفَأْتُ علیهم فَیْئاً إذا أَخذتَ لهم فَیْئاً أُخِذَ منهم. و یقال لنَوَی التمر إذا كان صُلْباً: ذُو فَیْئَةٍ، و ذلك أَنه تُعْلَفُه الدّوابُّ فَتَأْكُلُه ثم یَخرُج من بطونها كما كان نَدِیًّا. و قال عَلْقمةُ بن عَبدَةَ یصف فرساً: سُلَّاءةً كَعصا النَّهْدِیِّ، غُلَّ لها ذُو فَیْئَةٍ مِن نَوَی قُرَّانَ، مَعْجُومُ قال: و یفسَّر قوله غُلَّ لَها ذو فَیْئَةٍ تَفْسِیرین، أَحدهما: أَنه أُدْخِلَ جَوْفَها نوًی مِن نَوی نَخِیل قُرَّانَ حتی اشتدّ لحمها، و الثانی: أَنه خُلِق لها فی بطن حَوافِرها نُسورٌ صِلابٌ كأَنها نوی قُرَّان. و‌فی الحدیث: لا یَلِیَنَّ مُفَاءٌ علی مُفِی‌ءٍ.المُفَاءُ الذی افْتُتِحَتْ بلدَتُه و كُورَتُه، فصارت فَیْئاً للمسلمین. یقال: أَفَأْتُ كذا أَی صَیَّرته فَیْئاً، فأَنا مُفِی‌ءٌ، و ذلك مُفَاءٌ. كأَنه قال: لا یَلِینَّ أَحدٌ من أَهل السَّواد علی الصَّحابة و التابعین الذین افتَتَحُوه عَنْوةً. و الفَیْ‌ءُ القِطعةُ من الطَّیْرِ، و یقال للقطعة من الطَّیْرِ: فَیْ‌ءٌ و عَرِقةٌ و صَفٌّ. و الفَیْئَةُ: طائر یُشبه العُقابَ فإذا خافَ البرْد انحدَرَ إلی الیمن. و جاءَه بعد فَیْئَةٍ أَی بعد حیِنٍ. و العرب تقول: یا فَیْ‌ءَ مالی، تَتَأَسَّف بذلك. قال: یا فَیْ‌ءَ مالی، مَنْ یُعَمَّرْ یُفْنِه مَرُّ الزَّمانِ علیه، و التَّقْلِیبُ و اختار اللِّحیانی: یا فَیَّ مالی، و رُوی أَیضاً یا هَیْ‌ءَ. قال أَبو عبید: و زاد الأَحمر یا شیْ‌ءَ، و كلها بمعنی، و قیل: معناها كلها التَّعَجُّب. و الفِئةُ: الطائفةُ، و الهاء عوض من الیاء التی نقصت من وسطه، أَصله فِی‌ءٌ مثال فِیعٍ، لأَنه من فاءَ، و یجمع علی فِئون و فِئاتٍ مثل شِیاتٍ و لِداتٍ و مِئاتٍ. قال الشیخ أَبو محمد بن بری: هذا الذی قاله الجوهری سهو، و أَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عین لا لام، و المحذوف هو لامها، و هو الواو. و قال: و هی من فَأَوْتُ أَی فَرَّقْت، لأَن الفِئة كَالفرقةِ. و‌فی حدیث عمر رضی اللّه عنه: أَنه دخل علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فكلَّمه، ثم دخل أَبو بكر علی تَفِیئةِ ذلك‌أَی علی أَثَرِه. قال: و مثله علی تَئِیفةِ ذلك، بتقدیم الیاءِ علی الفاءِ، و قد تشدّد، و التاءُ فیه زائدة علی أَنها تَفْعِلة، و قیل هو مقلوب منه، و تاؤها إِما أَن تكون مزیدة أَو أَصلیة. قال الزمخشری: و لا تكون مزیدة، و البِنْیةُ كما هی من غیر قلب، فلو كانت التَّفِیئَة تَفْعِلةً من الفَیْ‌ءِ لخرجت علی وزن تَهْنِئة، فهی إذاً لو لا القلبُ فَعِیلةٌ لأَجل الإِعلال، و لامها همزة، و لكن القلب عن التَّئِیفة هو القاضی بزیادة التاءِ، فتكون تَفْعِلةً.

فصل القاف؛ ج1، ص: 127

قبأ؛ ج1، ص: 127

: القَبْأَةُ: حَشِیشةٌ تَنْبُت فی الغَلْظِ، و لا تنبت فی الجَبَل، ترتفع علی الأَرض قِیسَ الإِصْبَعِ أَو أَقلَّ، یَرعاها المالُ، و هی أَیضاً القَباةُ، كذلك حكاها
لسان العرب، ج‌1، ص: 128
أَهل اللغة. قال ابن سیدة: و عندی أَن القَبَاةَ فی القَبْأَةِ كالكماة فی الكمْأَة و المَراةِ فی المَرْأَة.

قثأ؛ ج1، ص: 128

: القِثَّاءُ و القُثَّاءُ، بكسر القاف و ضمها، معروف، مدّتها همزة. و أَرض مَقثأَةٌ و مَقْثُؤَةٌ: كثیرة القِثَّاءِ. و المَقْثَأَةُ و المَقْثُؤَة: موضع القِثَّاءِ. و قد أَقْثَأَتِ الأَرضُ إذا كانت كثیرة القثّاءِ. و أَقْثَأَ القومُ: كَثُر عندهم القثّاءُ. و فی الصحاح: القِثّاءُ: الخِیار، الواحدة قِثّاءَةٌ.

قدأ؛ ج1، ص: 128

: ذكره بعضهم فی الرُّباعیِّ. القِنْدَأُ «2» و القِنْدَأْوةُ: السَّیِّئُ الخُلُقِ و الغِذاءِ، و قیل الخَفِیفُ. و القِنْدَأْو: القَصِیر من الرجال، و هم قِنْدَأْوُون. و ناقة قِنْدَأْوةٌ: جریئةٌ «3». قال شمر یهمز و لا یهمز. و قال أَبو الهیثم: قِنْدَاوَةٌ: فِنْعالةٌ. قال الأَزهری: النون فیها لیست بأَصلیة. و قال اللیث: اشتقاقها من قَدَأَ، و النون زائدة، و الواو فیها صلة، و هی الناقة الصُّلْبة الشدیدة. و القِنْدَأْو: الصغیر العُنُق الشدِیدُ الرأسِ، و قیل: العَظِیمُ الرأْسِ، و جمل قِنْدَأْوٌ: صُلْبٌ. و قد همز اللیث جملٌ قِنْدَأْوٌ و سِنْدَأْوٌ. و احتج بأَنه لم یجئ بناءٌ علی لفظِ قِنْدَأْوٍ إلَّا و ثانیه نون، فلما لم یجئ علی هذا البناءِ بغیر نون علمنا أَن النون زائدة فیها. و القِنْدَأْوُ: الجَرِی‌ءُ المُقْدِمُ، التمثیل لسیبویه، و التفسیر للسیرافی.

قرأ؛ ج1، ص: 128

: القُرآن: التنزیل العزیز، و إنما قُدِّمَ علی ما هو أَبْسَطُ منه لشَرفه. قَرَأَهُ یَقْرَؤُهُ و یَقْرُؤُهُ، الأَخیرة عن الزجاج، قَرْءاً و قِراءَةً و قُرآناً، الأُولی عن اللحیانی، فهو مَقْرُوءٌ. أَبو إِسحاق النحوی: یُسمی كلام اللّه تعالی الذی أَنزله علی نبیه، صلی اللّه علیه و سلم، كتاباً و قُرْآناً و فُرْقاناً، و معنی القُرآن معنی الجمع، و سمی قُرْآناً لأَنه یجمع السُّوَر، فیَضُمُّها. و قوله تعالی: إِنَّ عَلَیْنٰا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ، أَی جَمْعَه و قِراءَته، فَإِذٰا قَرَأْنٰاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، أَی قِراءَتَهُ.قال ابن عباس رضی اللّه عنهما: فإِذا بیَّنَّاه لك بالقراءَة، فاعْمَلْ بما بَیَّنَّاه لك، فأَما قوله: هُنَّ الحَرائِرُ، لا ربَّاتُ أَحْمِرةٍ، سُودُ المَحاجِرِ، لا یَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ فإنه أَراد لا یَقْرَأْنَ السُّوَر، فزاد الباءَ كقراءَة من قرأَ: تُنْبِتُ بِالدُّهْنِ، و قِراءَة منْ قرأَ: یَكٰادُ سَنٰا بَرْقِهِ یُذْهِبُ بِالْأَبْصٰارِ، أَی تُنْبِتُ الدُّهنَ و یُذْهِبُ الأَبصارَ. و قَرَأْتُ الشی‌ءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه و ضَمَمْتُ بعضَه إلی بعض. و منه قولهم: ما قَرأَتْ هذه الناقةُ سَلیً قَطُّ، و ما قَرَأَتْ جَنِیناً قطُّ. أَی لم یَضْطَمّ رَحِمُها علی ولد، و أَنشد: هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِینا و قال: قال أَكثر الناس معناه لم تَجْمع جَنِیناً أَی لم یَضطَمّ رَحِمُها علی الجنین. قال، و فیه قول آخر: لم تقرأْ جنیناً أَی لم تُلْقه. و معنی قَرَأْتُ القُرآن: لَفَظْت به مَجْمُوعاً أَی أَلقیته. و روی عن الشافعی رضی اللّه عنه أَنه قرأَ القرآن علی إِسماعیل بن قُسْطَنْطِین،
(2). قوله [القِنْدَأُ] كذا فی النسخ و فی غیر نسخة من المحكم أیضاً فهو بزنة فنعل. (3). قوله [ناقة قِنْدَأْوَةٌ جریئة] كذا هو فی المحكم و التهذیب بهمزة بعد الیاء فهو من الجراءة لا من الجری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 129
و كان یقول: القُران اسم، و لیس بمهموز، و لم یُؤْخذ من قَرأْت، و لكنَّه اسم لكتاب اللّه مثل التوراة و الإِنجیل، و یَهمز قرأْت و لا یَهمز القرانَ، كما تقول إذا قَرَأْتُ القُرانَ. قال و قال إسماعیل: قَرأْتُ علی شِبْل، و أَخبر شِبْلٌ أَنه قرأ علی عبد اللّه بن كَثِیر، و أَخبر عبد اللّه أَنه قرأَ علی مجاهد، و أَخبر مجاهد أَنه قرأَ علی ابن عباس رضی اللّه عنهما، و أَخبر ابن عباس أَنه قرأَ علی أُبَیٍّ، و قرأَ أُبَیٌّ علی النبی صلی اللّه علیه و سلم. و قال أَبو بكر بن مجاهد المقرئُ: كان أَبو عَمرو بن العلاءِ لا یهمز القرآن، و كان یقرؤُه كما رَوی عن ابن كثیر. و‌فی الحدیث: أَقْرَؤُكم أُبَیٌّ.قال ابن الأَثیر: قیل أَراد من جماعة مخصوصین، أَو فی وقت من الأَوقات، فإنَّ غیره كان أَقْرَأَ منه. قال: و یجوز أَن یرید به أَكثرَهم قِراءَة، و یجوز أَن یكون عامّاً و أَنه أَقرأُ الصحابة أَی أَتْقَنُ للقُرآن و أَحفظُ. و رجل قارئٌ من قَوْم قُرَّاءٍ و قَرَأَةٍ و قارِئِین. و أَقْرَأَ غیرَه یُقْرِئه إِقراءً. و منه قیل: فلان المُقْرِئُ. قال سیبویه: قَرَأَ و اقْتَرأَ، بمعنی، بمنزلة عَلا قِرْنَه و اسْتَعْلاه. و صحیفةٌ مقْرُوءَةٌ، لا یُجِیز الكسائی و الفرَّاءُ غیرَ ذلك، و هو القیاس. و حكی أَبو زید: صحیفة مَقْرِیَّةٌ، و هو نادر إِلا فی لغة من قال قَرَیْتُ. وَ قَرأتُ الكتابَ قِراءَةً و قُرْآناً، و منه سمی القرآن. و أَقْرَأَه القُرآنَ، فهو مُقْرِئٌ. و قال ابن الأَثیر: تكرّر فی الحدیث ذكر القِراءَة و الاقْتراءِ و القارِئِ و القُرْآن، و الأَصل فی هذه اللفظة الجمع، و كلُّ شی‌ءٍ جَمَعْتَه فقد قَرَأْتَه. و سمی القرآنَ لأَنه جَمَعَ القِصَصَ و الأَمرَ و النهیَ و الوَعْدَ و الوَعِیدَ و الآیاتِ و السورَ بعضَها إلی بعضٍ، و هو مصدر كالغُفْرانِ و الكُفْرانِ. قال: و قد یطلق علی الصلاة لأَنّ فیها قِراءَةً، تَسْمِیةً للشی‌ءِ ببعضِه، و علی القِراءَة نَفْسِها، یقال: قَرَأَ یَقْرَأُ قِراءَةً و قُرآناً. و الاقْتِراءُ: افتِعالٌ من القِراءَة. قال: و قد تُحذف الهمزة منه تخفیفاً، فیقال: قُرانٌ، و قَرَیْتُ، و قارٍ، و نحو ذلك من التصریف. و‌فی الحدیث: أَكثرُ مُنافِقی أُمَّتِی قُرّاؤُها، أَی أَنهم یَحْفَظونَ القُرآنَ نَفْیاً للتُّهمَة عن أَنفسهم، و هم مُعْتَقِدون تَضْیِیعَه. و كان المنافقون فی عَصْر النبی، صلی اللّه علیه و سلم، بهذه الصفة. و قَارَأَه مُقارَأَةً و قِراءً، بغیر هاء: دارَسه. و اسْتَقْرَأَه: طلب إلیه أَن یَقْرَأَ. و‌رُوِیَ عن ابن مسعود: تَسَمَّعْتُ للقَرَأَةِ فإِذا هم مُتَقارِئُون؛ حكاهُ اللحیانی و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَنّ الجنَّ كانوا یَرُومون القِراءَةَ. و‌فی حدیث أُبَیٍّ فی ذكر سورة الأَحزابِ: إِن كانت لَتُقارئُ سورةَ البقرةِ، أَو هی أَطْولُ، أَی تُجاریها مَدَی طولِها فی القِراءَة، أَو إِن قارِئَها لیُساوِی قارِئَ البقرة فی زمنِ قِراءَتها؛ و هی مُفاعَلةٌ من القِراءَةِ. قال الخطابیُّ: هكذا رواه ابن هاشم، و أَكثر الروایات: إِن كانت لَتُوازی. و رجل قَرَّاءٌ: حَسَنُ القِراءَة من قَوم قَرائِین، و لا یُكَسَّرُ. و‌فی حدیث ابن عباس رضی اللّه عنهما: أَنه كان لا یَقْرَأُ فی الظُّهر و العصر، ثم قال فی آخره: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِیًّا، معناه: أَنه كان لا یَجْهَر بالقِراءَة فیهما، أَو لا یُسْمِع نَفْسَه قِراءَتَه، كأَنه رَأَی قوماً یقرؤون فیُسَمِّعون نفوسَهم و مَن قَرُبَ منهم. و معنی قوله: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِیًّا، یرید أَن القِراءَة التی تَجْهَرُ بها، أَو تُسْمِعُها نفْسَك، یكتبها الملكان، و إذا قَرأْتَها فی نفْسِك لم یَكْتُباها، و اللّه یَحْفَظُها لك
لسان العرب، ج‌1، ص: 130
و لا یَنْساها لِیُجازِیَكَ علیها. و القَارِئُ و المُتَقَرِّئُ و القُرَّاءُ كُلّه: الناسِكُ، مثل حُسَّانٍ و جُمَّالٍ. و قولُ زَیْد بنِ تُركِیٍّ الزُّبَیْدِیّ، و فی الصحاح قال الفرّاءُ: أَنشدنی أَبو صَدَقة الدُبَیْرِیّ: بَیْضاءُ تَصْطادُ الغَوِیَّ، و تَسْتَبِی، بالحُسْنِ، قَلْبَ المُسْلمِ القُرَّاء القُرَّاءُ: یكون من القِراءة جمع قارئٍ، و لا یكون من التَّنَسُّك «1»، و هو أَحسن. قال ابن بری: صواب إنشاده بیضاءَ بالفتح لأَنّ قبله: و لقد عَجِبْت لكاعِبٍ، مَوْدُونةٍ، أَطْرافُها بالحَلْیِ و الحِنّاءِ و مَوْدُونةٌ: مُلَیَّنةٌ؛ وَدَنُوه أَی رَطَّبُوه. و جمع القُرّاء: قُرَّاؤُون و قَرائِئُ «2»، جاؤوا بالهمز فی الجمع لما كانت غیر مُنْقَلِبةٍ بل موجودة فی قَرَأْتُ. الفرَّاء، یقال: رجل قُرَّاءٌ و امْرأَة قُرَّاءةٌ. و تَقَرَّأَ: تَفَقَّه. و تَقَرَّأَ: تَنَسَّكَ. و یقال: قَرَأْتُ أَی صِرْتُ قارئاً ناسِكاً. و تَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤاً، فی هذا المعنی. و قال بعضهم: قَرَأْتُ: تَفَقَّهْتُ. و یقال: أَقْرَأْتُ فی الشِّعر، و هذا الشِّعْرُ علی قَرْءِ هذا الشِّعْر أَی طریقتِه و مِثاله. ابن بُزُرْجَ: هذا الشِّعْرُ علی قَرِیِّ هذا. و قَرَأَ علیه السلامَ یَقْرَؤُه علیه و أَقْرَأَه إِیاه: أَبلَغه. و‌فی الحدیث: إِن الرّبَّ عز و جل یُقْرِئُكَ السلامَ.یقال: أَقْرِئْ فلاناً السَّلامَ و اقْرَأْ عَلَیْهِ السَّلامَ، كأَنه حین یُبَلِّغُه سَلامَه یَحمِلهُ علی أَن یَقْرَأَ السلامَ و یَرُدَّه. و إذا قَرَأَ الرجلُ القرآنَ و الحدیثَ علی الشیخ یقول: أَقْرَأَنِی فلانٌ أَی حَمَلَنِی علی أَن أَقْرَأَ علیه. و القَرْءُ: الوَقْتُ. قال الشاعر: إذا ما السَّماءُ لم تَغِمْ، ثم أَخْلَفَتْ قُروء الثُّرَیَّا أَنْ یكون لها قَطْرُ یرید وقت نَوْئها الذی یُمْطَرُ فیه الناسُ. و یقال للحُمَّی: قَرْءٌ، و للغائب: قَرْءٌ، و للبعِید: قَرْءٌ. و القَرْءُ و القُرْءُ: الحَیْضُ، و الطُّهرُ ضِدّ. و ذلك أَنَّ القَرْء الوقت، فقد یكون للحَیْض و الطُهر. قال أَبو عبید: القَرْءُ یصلح للحیض و الطهر. قال: و أظنه من أَقْرَأَتِ النُّجومُ إذا غابتْ. و الجمع: أَقْراء. و‌فی الحدیث: دَعی الصلاةَ أَیامَ أَقْرَائِكِ.و قُروءٌ، علی فُعُول، و أَقْرُؤٌ، الأَخیرة عن اللحیانی فی أَدنی العدد، و لم یعرف سیبویه أَقْراءً و لا أَقْرُؤاً. قال: اسْتَغَنَوْا عنه بفُعُول. و فی التنزیل: ثَلٰاثَةَ قُرُوءٍ، أَراد ثلاثةَ أَقْراء من قُرُوء، كما قالوا خمسة كِلاب، یُرادُ بها خمسةٌ مِن الكِلاب. و كقوله: خَمْسُ بَنانٍ قانِئِ الأَظْفارِ أَراد خَمْساً مِنَ البَنانِ. و قال الأَعشی: مُوَرَّثةً مالًا، و فی الحَیِّ رِفعْةً، لِما ضاعَ فِیها مِنْ قُرُوءِ نِسائِكا
(1). قوله [و لا یكون من التنسك] عبارة المحكم فی غیر نسخة و یكون من التنسك، بدون لا. (2). قوله [و قرائئ] كذا فی بعض النسخ و الذی فی القاموس قوارئ بواو بعد القاف بزنة فواعل و لكن فی غیر نسخة من المحكم قرارئ براءین بزنة فعاعل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 131
و قال الأَصمعی فی قوله تعالی: ثَلٰاثَةَ قُرُوءٍ، قال: جاء هذا علی غیر قیاس، و القیاسُ ثلاثةُ أَقْرُؤٍ. و لا یجوز أَن یقال ثلاثةُ فُلُوس، إِنما یقال ثلاثةُ أَفْلُسٍ، فإذا كَثُرت فهی الفُلُوس، و لا یقال ثَلاثةُ رِجالٍ، و إنما هی ثلاثةُ رَجْلةٍ، و لا یقال ثلاثةُ كِلاب، إنما هی ثلاثةُ أَكْلُبٍ. قال أَبو حاتم: و النحویون قالوا فی قوله تعالی: ثَلٰاثَةَ قُرُوءٍ. أَراد ثلاثةً من القُرُوء. أَبو عبید: الأَقْراءُ: الحِیَضُ، و الأَقْراء: الأَطْهار، و قد أَقْرَأَتِ المرأَةُ، فی الأَمرین جمیعاً، و أَصله من دُنُوِّ وقْتِ الشی‌ء. قال الشافعی رضی اللّه عنه: القَرْء اسم للوقت فلما كان الحَیْضُ یَجِی‌ء لِوقتٍ، و الطُّهر یجی‌ء لوقْتٍ جاز أَن یكون الأَقْراء حِیَضاً و أَطْهاراً. قال: و دَلَّت سنَّةُ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَنَّ اللّه، عز و جل، أَراد بقوله وَ الْمُطَلَّقٰاتُ یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلٰاثَةَ قُرُوءٍ: الأَطْهار. و ذلك‌أَنَّ ابنَ عُمَرَ لمَّا طَلَّقَ امرأَتَه، و هی حائضٌ، فاسْتَفْتَی عُمرُ، رضی اللّه عنه، النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فیما فَعَلَ، فقال: مُرْهُ فَلْیُراجِعها، فإِذا طَهُرَتْ فَلْیُطَلِّقْها، فتِلك العِدّةُ التی أَمَرَ اللَهُ تعالی أَن یُطَلَّقَ لها النِّساءُ.و قال أَبو إسحاق: الَّذی عندی فی حقیقة هذا أَنَّ القَرْءَ، فی اللغة، الجَمْعُ. و أَنّ قولهم قَرَیْتُ الماء فی الحَوْضِ، و إِن كان قد أُلْزِمَ الیاءَ، فهو جَمَعْتُ، و قَرَأْتُ القُرآنَ: لَفَظْتُ به مَجْموعاً، و القِرْدُ یَقْرِی أَی یَجْمَعُ ما یَأْكُلُ فی فِیهِ، فإنَّما القَرْءُ اجْتماعُ الدَّمِ فی الرَّحِمِ، و ذلك إنما یكون فی الطُّهر. و‌صح عن عائشة و ابن عمر رضی اللّه عنهما أَنهما قالا: الأَقْراء و القُرُوء: الأَطْهار.و حَقَّقَ هذا اللفظَ، من كلام العرب، قولُ الأَعشی: لِما ضاعَ فیها مِنْ قُرُوءِ نِسَائكا فالقُرُوءُ هنا الأَطْهارُ لا الحِیَضُ، لأَن النّساءَ إِنما یُؤْتَیْن فی أَطْهارِهِنَّ لا فی حِیَضِهنَّ، فإِنما ضاعَ بغَیْبَتِه عنهنَّ أَطْهارُهُنَّ، و یقال: قَرَأَتِ المرأَةُ: طَهُرت، و قَرَأَتْ: حاضَتْ. قال حُمَیْدٌ: أَراها غُلامانا الخَلا، فتَشَذَّرَتْ مِراحاً، و لم تَقْرَأْ جَنِیناً و لا دَما یقال: لم تَحْمِلْ عَلَقةً أَی دَماً و لا جَنِیناً. قال الأَزهریُّ: و أَهلُ العِراق یقولون: القَرْءُ: الحَیْضُ، و حجتهم‌قوله صلی اللّه علیه و سلم: دَعِی الصلاةَ أَیَّامَ أَقْرائِكِ، أَی أَیامَ حِیَضِكِ. و قال الكسائی و الفَرّاء معاً: أَقْرأَتِ المرأَةُ إذا حاضَتْ، فهی مُقْرِئٌ. و قال الفرّاء: أَقْرأَتِ الحاجةُ إذا تَأَخَّرَتْ. و قال الأَخفش: أَقْرأَتِ المرأَةُ إذا حاضَتْ، و ما قَرَأَتْ حَیْضةً أَی ما ضَمَّت رَحِمُها علی حَیْضةٍ. قال ابن الأَثیر: قد تكرَّرت هذه اللفظة فی الحدیث مُفْرَدةً و مَجْمُوعةً، فالمُفْردة، بفتح القاف و تجمع علی أَقْراءٍ و قُروءٍ، و هو من الأَضْداد، یقع علی الطهر، و إلیه ذهب الشافعی و أَهل الحِجاز، و یقع علی الحیض، و إلیه ذهب أَبو حنیفة و أَهل العِراق، و الأَصل فی القَرْءِ الوَقْتُ المعلوم، و لذلك وقعَ علی الضِّدَّیْن، لأَن لكل منهما وقتاً. و أَقْرأَتِ المرأَةُ إذا طَهُرت و إذا حاضت. و هذا الحدیث أَراد بالأَقْراءِ فیه الحِیَضَ، لأَنه أَمَرَها فیه بِتَرْك الصلاةِ. و أَقْرَأَتِ المرأَةُ، و هی مُقْرِئٌ: حاضَتْ و طَهُرَتْ. و قَرَأَتْ إذا رَأَتِ الدمَ. و المُقَرَّأَةُ: التی یُنْتَظَرُ بها انْقِضاءُ أَقْرائها. قال أَبو عمرو بن العَلاءِ: دَفَع فلان جاریتَه إلی فُلانة تُقَرِّئُها أَی تُمْسِكُها عندها حتی تَحِیضَ للاسْتِبراءِ. و قُرِئَتِ المرأَةُ: حُبِسَتْ حتی انْقَضَتْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 132
عِدَّتُها. و قال الأَخفش: أَقْرَأَتِ المرأَةُ إذا صارت صاحِبةَ حَیْضٍ، فإِذا حاضت قلت: قَرَأَتْ، بلا أَلف. یقال: قَرَأَتِ المرأَةُ حَیْضَةً أَو حَیْضَتَیْن. و القَرْءُ انْقِضاءُ الحَیْضِ. و قال بعضهم: ما بین الحَیْضَتَیْن. و فی إِسْلامِ أَبی ذَرّ: لقد وضَعْتُ قولَه علی أَقْراءِ الشِّعْر، فلا یَلْتَئِمُ علی لِسانِ أَحدٍ أَی علی طُرُق الشِّعْر و بُحُوره، واحدها قَرْءٌ، بالفتح. و قال الزمخشری، أَو غیره: أَقْراءُ الشِّعْر: قَوافِیه التی یُخْتَمُ بها، كأَقْراءِ الطُّهْر التی یَنْقَطِعُ عِندَها. الواحد قَرْءٌ و قُرْءٌ و قَرِی‌ءٌ، لأَنها مَقَاطِعُ الأَبیات و حُدُودُها. و قَرَأَتِ الناقةُ و الشَّاةُ تَقْرَأُ: حَمَلَتْ. قال: هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِینا و ناقة قارئٌ، بغیر هاء، و ما قَرَأَتْ سَلًی قَطُّ: ما حَمَلَتْ مَلْقُوحاً، و قال اللحیانی: معناه ما طَرَحَتْ. و قَرَأَتِ الناقةُ: وَلَدت. و أَقْرَأَت الناقةُ و الشاةُ: اسْتَقَرَّ الماءُ فی رَحِمِها؛ و هی فی قِرْوتها، علی غیر قیاس، و القِیاسُ قِرْأَتها. و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه قال یقال: ما قَرَأَتِ الناقةُ سَلًی قَطُّ، و ما قَرَأَتْ مَلْقُوحاً قَطُّ. قال بعضهم: لم تَحْمِلْ فی رَحمِها ولداً قَطُّ. و قال بعضهم: ما أَسْقَطَتْ ولداً قَطُّ أَی لم تحمل. ابن شمیل: ضَرَبَ الفحلُ الناقةَ علی غیر قُرْءٍ «3»، و قُرْءُ الناقةِ: ضَبَعَتُها. و هذه ناقة قارئٌ و هذه نُوقٌ قَوارِئُ یا هذا؛ و هو من أَقْرأَتِ المرأَةُ، إلا أَنه یقال فی المرأَة بالأَلف و فی الناقة بغیر أَلف. و قَرْءُ الفَرَسِ: أَیامُ وداقِها، أَو أَیام سِفادِها، و الجمع أَقْراءٌ. و اسْتَقْرَأَ الجَملُ الناقةَ إذا تارَكَها لیَنْظُر أَ لَقِحَت أَم لا. أبو عبیدة: ما دامت الوَدِیقُ فی وَداقِها، فهی فی قُرُوئِها، و أَقْرائِها. و أَقْرأَتِ النُّجوم: حانَ مغِیبها. و أَقْرَأَتِ النجومُ أَیضاً: تأَخَّر مَطَرُها. و أَقْرَأَتِ الرِّیاحُ: هَبَّتْ لأَوانِها و دَخلت فی أَوانِها. و القارئُ: الوَقْتُ. و قول مالك بن الحَرثِ الهُذَلیّ: كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِی شَلِیلٍ، إذا هَبَّتْ، لقارئِها، الرِّیاحُ أَی لوَقْتِ هُبُوبِها و شِدَّة بَرْدِها. و العَقْرُ: مَوضِعٌ بعَیْنِه. و شَلِیلٌ: جَدُّ جَرِیر بن عبد اللّه البَجَلِیّ. و یقال هذا قارِئُ الرِّیح: لوَقْتِ هُبُوبِها، و هو من باب الكاهِل و الغارِب، و قد یكون علی طَرْحِ الزَّائد. و أَقْرَأَ أَمْرُك و أَقْرَأَتْ حاجَتُك، قیل: دنا، و قیل: اسْتَأْخَر. و فی الصحاح: و أَقْرَأَتْ حاجَتُكَ: دَنَتْ. و قال بعضهم: أَعْتَمْتَ قِراكَ أَم أَقْرَأْتَه أَی أَ حَبَسْتَه و أَخَّرْته؟ و أَقْرَأَ من أَهْله: دَنا. و أَقْرَأَ من سَفَرِه: رَجَعَ. و أَقْرَأْتُ من سَفَری أی انْصَرَفْتُ. و القِرْأَةُ، بالكسر، مثل القِرْعةِ: الوَباءُ. و قِرْأَةُ البِلاد: وَباؤُها. قال الأَصمعی: إذا قَدِمْتَ بلاداً فَمَكَثْتَ بها خَمْسَ عَشْرةَ لیلة، فقد ذَهَبَتْ عنكَ قِرْأَةُ البلاد، و قِرْءُ البلاد. فأَما قول أَهل الحجاز قِرَةُ البلاد، فإنما هو علی حذف
(3). قوله [غیر قرء] هی فی التهذیب بهذا الضبط.
لسان العرب، ج‌1، ص: 133
الهمزة المتحرِّكة و إلقائها علی الساكن الذی قبلها، و هو نوع من القیاس، فأَما إغرابُ أبی عبید، و ظَنُّه إیاه لغة، فَخَطأٌ. و فی الصحاح: أَن قولهم قِرةٌ، بغیر همز، معناه: أَنه إذا مَرِضَ بها بعد ذلك فلیس من وَباءِ البلاد.

قرضأ؛ ج1، ص: 133

: القِرْضِئُ، مهموز: من النبات ما تَعَلَّقَ بالشجر أَو التَبَسَ به. و قال أَبو حنیفة: القِرْضِئُ ینبُت فی أَصل السَّمُرة و العُرْفُطِ و السَّلَمِ، و زَهْرُه أَشدُّ صُفرةً من الوَرْس، وَ ورقُه لِطافٌ رِقاقٌ. أَبو عمرو: من غریب شجر البر القِرْضِئُ، واحِدته قرْضِئةٌ.

قسأ؛ ج1، ص: 133

: قُساءٌ: موضع. و قد قیل: إنَّ قُساءً هذا هو قَسیً الذی ذكره ابن أَحمر فی قوله: بِجَوٍّ، مِن قَسیً، ذَفِرِ الخُزامَی، تَهادَی الجِربِیاءُ به الحَنِینا قال: فإِذا كان كذلك فهو من الیاء، و سنذكره فی موضعه.

قضأ؛ ج1، ص: 133

: قَضِئَ السِّقاءُ و القِرْبةُ یَقْضَأُ قَضَأً فهو قَضِئٌ: فَسَدَ فَعَفِنَ و تَهافَتَ، و ذلك إذا طُوِیَ و هو رَطْبٌ. و قِرْبةٌ قَضِئَةٌ: فَسَدَتْ و عَفِنَتْ. و قَضِئَتْ عَیْنُه تَقْضَأُ قَضَأً، فهی قَضِئَةٌ: احْمَرَّت و اسْتَرْخَت مآقِیها و قَرِحَتْ و فَسَدَت. و القُضْأَةُ: الاسم. و فیها قَضْأَةٌ أَی فَسادٌ، و‌فی حدیث المُلاعَنةِ: إن جاءَت به قَضِئَ العینِ، فهو لِهِلال‌أَی فاسِدَ العین. و قَضِئَ الثوبُ و الحَبْلُ: أَخْلَقَ و تَقَطَّعَ و عَفِنَ من طُول النَّدَی و الطَّیّ. و قیل قَضِئَ الحَبْلُ إذا طالَ دَفْنُه فی الأَرض حتی یَتَهَتَّكَ. و قَضِئَ حَسَبُه قَضَأً و قَضاءَةً، بالمد، و قُضُوءًا: عابَ و فَسَدَ. و فیه قَضْأَةٌ و قُضْأَةٌ أَی عَیْبٌ و فَساد. قال الشاعر: تُعَیِّرُنی سَلْمَی، و لیس بقُضْأَةٍ، و لو كنتُ من سَلْمَی تَفَرَّعْتُ دارِما و سَلْمَی حَیٌ من دارِمٍ. و تقول: ما علیك فی هذا الأَمر قُضْأَةٌ، مثل قُضْعَةٍ، بالضم، أَی عارٌ و ضَعةٌ. و یقال للرجل إذا نَكَح فی غیر كَفاءَةٍ: نكح فی قُضْأَةٍ. ابن بُزُرْجَ یقال: إِنهم لَیتَقَضَّؤُون منه أَن یُزَوِّجُوه أَی یَسْتَخِسُّون حَسَبه، من القُضْأَةِ. وَ قَضِئَ الشی‌ءَ یَقْضَؤُه قَضْأً، ساكنة، عن كراع: أَكَلَه. و أَقْضَأَ الرَّجُلَ: أَطْعَمَهُ. و قیل: إنما هی أَفْضَأَه، بالفاء.

قفأ؛ ج1، ص: 133

: قَفِئَتِ الأَرضُ قَفْأً: مُطِرَتْ و فیها نَبْتٌ، فَحَمَلَ علیه المطَرُ، فأَفْسَدَه. و قال أَبو حنیفة: القَفْ‌ءُ: أَن یَقَعَ الترابُ علی البَقْلِ، فإِنْ غَسَله المطَرُ، و إلَّا فَسَدَ. و اقْتَفَأَ الخَرْزَ: أَعادَ علیه، عن اللحیانی. قال و قیل لامرأَة: إِنكِ لم تُحْسِنی الخَرْزَ فاقْتَفِئِیه «1» أَی أَعِیدِی علیه، و اجْعَلی علیه بین الكُلْبَتَیْنِ كُلْبَةً، كما تُخاطُ البَوارِیُّ إذا أُعِیدَ علیها. یقال:
(1). قوله [و قیل لامرأة إلخ] هذه الحكایة أوردها ابن سیدة هنا و أوردها الأَزهری فی ف ق أ بتقدیم الفاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 134
اقْتَفَأْتُه إذا أَعَدْتَ علیه. و الكُلْبَةُ: السَّیْرُ و الطاقةُ من اللِّیفِ تُسْتَعْمَلُ كما یُسْتَعْمَل الإِشْفَی الذی فی رأْسِه حَجَر یُدْخَلُ السَّیرُ أَو الخَیْطُ فی الكُلْبَةِ، و هی مَثْنِیَّةٌ، فیَدْخُل فی موضع الخَرْزِ، و یُدْخِلُ الخارِزُ یَدَه فی الإِداوةِ ثم یَمُدُّ السیرَ أَو الخَیطَ. و قد اكْتَلَب إذا اسْتَعْمَلَ الكُلْبَةَ.

قمأ؛ ج1، ص: 134

: قَمَأَ الرَّجُلُ و غیرُه، و قَمُؤَ قَمْأَةً و قَمَاءً و قَمَاءَةً، لا یُعْنَی بقَمْأَةٍ ههنا المرَّة الواحدة البتَّة: ذَلَّ و صَغُرَ و صار قَمِیئاً. و رجل قَمِی‌ءٌ: ذلیل علی فَعِیلٍ، و الجمع قِمَاءٌ و قُمَاءٌ، الأَخیرة جمعٌ عزیزٌ، و الأُنثی قَمیئةٌ. و أَقْمَأْتُه: صَغَّرْتُه و ذَلَّلته. و الصاغِرُ القَمِی‌ءُ یُصَغَّر بذلك، و إن لم یكن قصیراً. و أَقْمَیْتُ الرجُلَ إذا ذَلَّلْتَه. و قَمَأَتِ المرأَةُ قَمَاءَةً، ممدود: صغُر جِسمُها. و قَمَأَتِ الماشیةُ تَقْمَأُ قُمُوءًا و قُمُوءَةً و قَمْأً، و قَمُؤَت قَمَاءَةً و قَمَاءً و قَمَأً، و أَقْمأَتْ: سَمِنَت. و أَقْمَأَ القومُ: سَمِنَت إبِلهم. التهذیب: قَمَأَتْ تَقْمَأُ، فهی قامِئةٌ: امتلأَت سِمَناً، و أَنشد الباهلیُّ: و جُرْدٍ، طارَ باطِلُها نَسیلًا، و أَحْدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصارا و أَقْمَأَنی الشی‌ءُ: أَعْجَبَنِی. أَبو زید: هذا زمان تَقْمَأُ فیه الإِبل أَی یَحْسُن وَبَرُها و تَسْمَنُ. و قَمَأَتِ الإِبل بالمكان: أَقامَتْ به و أَعْجَبها خِصْبُه و سَمِنَتْ فیه. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، كان یَقْمَأُ إلی مَنْزِل عائشةَ، رضی اللّه عنها، كثیراً‌أَی یَدْخُل. و قَمَأْتُ بالمكان قَمْأً: دخلته و أَقَمْتُ به. قال الزمخشری: و منه اقْتَمَأَ الشی‌ءَ إذا جَمَعه. و القَمْ‌ءُ: المكان الذی تُقِیمُ فیه الناقةُ و البَعِیرُ حتی یَسْمَنا، و كذلك المرأَةُ و الرَّجلُ. و یقال قَمَأتِ الماشیةُ بمكان كذا حتی سَمِنَتْ. و القَمْأَةُ: المكانُ الذی لا تَطْلُع علیه الشمسُ، و جَمْعُها القِمَاءُ. و یقال: المَقْمَأَةُ و المَقْمُؤَةُ، و هی المَقْنَأَةُ و المَقْنُؤَةُ. أَبو عمرو: المَقْنَأَةُ و المَقْنُؤَةُ: المكان الذی لا تَطْلُع علیه الشمسُ. و قال غیره: مَقْناة، بغیر همز. و إنهم لفی قَمْأَةٍ و قُمْأَةٍ علی مثال قُمْعةٍ، أَی خِصْب و دَعةٍ. و تَقَمَّأَ الشی‌ءَ: أخذ خِیاره، حكاه ثعلب، و أَنشد لابن مقبل: لقد قَضَیْتُ، فلا تَسْتَهْزِئَا، سَفَهاً مما تَقَمَّأْتُه مِنْ لَذَّةٍ، و طَرِی و قیل: تَقَمَّأْته: جمعتُه شیئاً بعد شی‌ءٍ. و ما قَامَأَتْهُم الأَرضُ: وافَقَتْهُم، و الأَعرف ترك الهمز. و عَمْرُو بن قمِیئةَ: الشاعِرُ، علی فَعِیلة. الأَصمعی: ما یُقامِینِی الشی‌ءُ و ما یُقانِینِی أَی ما یُوافِقُنِی، و منهم من یهمز یُقامینی. و تَقَمَّأْتُ المكانَ تَقَمُّؤاً أَی وافقَنی، فأَقَمْتُ فیه.

قنأ؛ ج1، ص: 134

: قَنَأَ الشی‌ءُ یَقْنَأُ قُنُوءًا: اشْتَدَّتْ حُمرَتُه. و قَنَّأَهُ هو. قال الأَسود بن یعفر: یَسْعَی بها ذُو تُومَتَیْنِ مُشَمِّرٌ، قَنَأَتْ أَنامِلُه مِنَ الفِرْصاد
لسان العرب، ج‌1، ص: 135
و الفِرْصادُ: التُّوتُ. و‌فی الحدیث: مررت بأَبی بكر، فإذا لِحْیتُه قانِئةٌ، أَی شَدیدة الحُمْرة. و قد قَنَأَتْ تَقْنَأُ قُنُوءاً، و تركُ الهمزة فیه لغة أُخری. و شی‌ءٌ أَحمرُ قانِئٌ. و قال أَبو حنیفة: قَنَأَ الجِلْدُ قُنُوءاً: أُلْقِیَ فی الدِّباغ بعد نَزْع تِحْلِئِه، و قَنَّأَه صاحِبُه. و قوله: و ما خِفْتُ حتی بیَّنَ الشِّرْبُ و الأَذَی، بقانِئةٍ، أَنِّی مِنَ الحَیِّ أَبْیَنُ هذا شَرِیبٌ لقوم، یقول: لم یزالوا یَمْنعُوننی الشُّرْبَ حتی احمرَّتِ الشمسُ. و قَنَأَتْ أَطْرافُ الجارِیةِ بالحِنَّاءِ: اسوَدَّتْ. و فی التهذیب: احْمَرَّتِ احْمِراراً شدیداً. و قَنَّأَ لِحْیَتَه بالخِضاب تَقْنِئَةً: سَوَّدَها. و قَنَأَتْ هی من الخِضاب. التهذیب: و قَرَأْت للمؤَرِّج، یقال: ضربته حتی قَنِئَ یَقْنَأُ قُنُوءًا، إذا مات. و قَنَأَهُ فلان یَقْنَؤُه قَنْأً، و أَقْنَأْتُ الرَّجل إقْناءً: حَمَلْتُه علی القتل. و المَقْنَأَةُ و المَقْنُؤَةُ: الموضع الذی لا تُصِیبه الشمس فی الشتاء. و‌فی حدیث شریك: أَنه جَلَس فی مَقْنُؤَةٍ له‌أَی موضع لا تَطْلُعُ علیه الشمسُ، و هی المَقْنَأَةُ أَیضاً، و قیل هما غیر مهموزین. و قال أَبو حنیفة: زعم أَبو عمرو أَنها المكان الذی لا تطْلُعُ علیه الشمس. قال: و لهذا وجه لأَنه یَرْجِعُ إلی دوامِ الخُضْرة، من قولهم: قَنَأَ لِحْیَتَه إذا سَوَّدها. و قال غیر أَبی عمرو: مَقْناةٌ و مَقْنُوَةٌ، بغیر همز، نقیضُ المَضْحاة. و أَقْنَأَنی الشی‌ءُ: أَمْكَنَنِی و دَنا منی.

قیأ؛ ج1، ص: 135

: القَیْ‌ءُ، مهموز، و منه الاسْتِقاءُ و هو التكَلُّفُ لذلك، و التَّقَیُّؤُ أَبلغ و أَكثر. و‌فی الحدیث: لو یَعْلَمُ الشَّارِبُ قائماً ما ذا علیه لاسْتَقاءَ ما شرب.قاءَ یَقی‌ءُ قَیْئاً، و اسْتَقاءَ، و تَقَیَّأَ: تَكَلَّفَ القَیْ‌ءَ. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلم، اسْتَقَاءَ عامِداً، فأَفْطَرَ.هو اسْتَفْعَلَ من القَیْ‌ءِ، و التَّقَیُّؤُ أَبلغ منه، لأَنَّ فی الاسْتِقاءَةِ تكلُّفاً أَكثر منه، و هو استِخراجُ ما فی الجَوْفِ عامداً. و قَیَّأَه الدَّواءُ، و الاسم القُیَاءُ. و‌فی الحدیث: الراجِعُ فی هِبَتِه كالراجِعِ فی قَیْئِه.و‌فی الحدیث: مَنْ ذَرَعَه القَیْ‌ءُ، و هو صائم، فلا شی‌ءَ علیه، و مَنْ تَقَیَّأَ فعلیه الإِعادةُ، أَی تَكَلَّفَه و تعَمَّدَه. و قَیَّأْتُ الرجُلَ إذا فَعَلْتَ به فِعْلًا یَتَقَیَّأُ منه. و قاءَ فلان ما أَكل یَقِیئُه قَیْئاً إذا أَلقاه، فهو قاءٍ. و یقال: به قُیَاءٌ، بالضم و المد، إذا جَعل یُكثِر القَیْ‌ءَ. و القَیُوءُ، بالفتح علی فَعُول: ما قَیَّأَكَ. و فی الصحاح: الدواءُ الذی یُشرب للقَیْ‌ءِ. و رجل قَیُوءٌ: كثیر القَیْ‌ءِ. و حكی ابن الأَعرابی: رجل قَیُوٌّ، و قال: علی مثال عَدُوٍّ، فإِن كان إِنما مثَّله بِعدُوٍّ فی اللفظ، فهو وجِیهٌ، و إن كان ذَهَب به إلی أَنه مُعتلّ، فهو خَطَأٌ، لأَنَّا لم نعلم قَیَیْتُ و لا قَیَوْتُ، و قد نفی سیبویه مثل قَیَوْتُ، و قال: لیس فی الكلام مثل حَیَوْتُ، فإذاً ما حكاه ابن الأَعرابی من قولهم قَیُوٌّ، إنما هو مخفف من رجل قَیُوءٍ كَمَقْرُوٍّ من مَقْرُوءٍ. قال: و إنما حكینا هذا عن ابن الأَعرابی لِیُحْتَرَسَ منه، و لئلا یَتَوَهَّمَ أَحد أَن قَیُوّاً من الواو أَو الیاء، لا سیما و قد نظَّره بعدُوٍّ و هَدُوٍّ و نحوهما من بنات الواو و الیاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 136
و قاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ: أَخرجَتْها و أَظْهَرَتْها. و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی اللّه عنهما: و بَعَجَ الأَرضَ فَقَاءَتْ أُكْلَها، أَی أَظهرت نَباتَها و خَزائنَها. و الأَرض تَقی‌ءُ النَّدَی، و كلاهما علی المثل. و‌فی الحدیث: تَقِی‌ءُ الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها، أَی تُخْرِجُ كُنُوزَها و تَطْرَحُها علی ظهرها. و ثوب یَقِی‌ءُ الصِّبْغَ إذا كان مُشْبَعاً. و تَقَیَّأَتِ المرأَةُ: تَعَرَّضَتْ لبَعْلِها و أَلْقَتْ نَفْسَها علیه. اللیث: تَقَیَّأَتِ المَرأَةُ لزوجها، و تَقَیُّؤُها: تَكَسُّرها له و إلقاؤُها نفسَها علیه و تَعَرُّضُها له. قال الشاعر: تَقَیَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ و الخَفَرْ لِعابِسٍ، جافی الدَّلالِ، مُقْشَعِرّ قال الأَزهری: تَقَیَّأَتْ، بالقاف، بهذا المعنی عندی: تصحیف، و الصواب تَفَیَّأتْ، بالفاءِ، و تَفَیُّؤُها: تَثنِّیها و تَكَسُّرها علیه، من الفَیْ‌ءِ، و هو الرُّجوع.

فصل الكاف؛ ج1، ص: 136

كأكأ؛ ج1، ص: 136

: تكَأْكَأَ القومُ: ازْدَحَمُوا. و التَّكَأْكُؤُ: التَّجَمُّع. و سقط عیسی بن عُمر عن حِمار له، فاجتَمع علیه الناسُ، فقال: ما لَكُمْ تَكَأْكَأْتُم علیَّ تَكَأْكُؤَكُم علی ذِی جِنَّةٍ؟ افْرَنْقِعُوا عنّی. و یروی: علی ذی حَیَّةٍ أَی حَوَّاء. و‌فی حدیث الحَكَم بن عُتَیْبة: خرج ذاتَ یوم و قد تَكَأْكَأَ الناسُ علی أَخِیهِ عِمرانَ، فقال: سبحان اللّه لو حَدَّث الشیطانُ لتَكَأْكَأَ الناسُ علیه‌أَی عَكَفوا علیه مُزْدَحمِین. و تَكَأْكَأَ الرجُل فی كلامه: عَیَّ فلم یَقدِرْ علی أَن یَتَكَلَّمَ. و تَكَأْكَأَ أَی جَبُنَ و نَكَصَ، مثل تَكَعْكَعَ. اللیث: الكَأْكَأَةُ: النُّكُوصُ، و قد تَكَأْكَأَ إذا انْقَدَعَ. أَبو عمرو: الكَأْكاءُ: الجُبْنُ الهالِعُ. و الكَأْكاءُ: عَدْوُ اللِّصِّ. و المُتَكَأْكِئُ: القَصِیر.

كتأ؛ ج1، ص: 136

: اللیث الكَتْأَةُ، بِوَزْن فَعْلةٍ، مهموز: نبات كالجِرجِیر یُطْبَخُ فَیُؤْكل. قال أَبو منصور: هی الكَثْأَةُ، بالثاء، و تسمی النَّهْقَ؛ قاله أَبو مالك و غیره.

كثأ؛ ج1، ص: 136

: كَثَأَتِ القِدْرُ كَثْأً: أَزْبَدَتْ للغَلْیِ. و كَثْأَتُها: زَبَدُها. یقال: خُذ كَثْأَةَ قِدْرِكَ و كُثْأَتَهَا، و هو ما ارْتَفَع منها بعد ما تَغْلِی، و كَثْأَةُ اللَّبَنِ: طُفاوَتُه فوقَ الماء، و قیل: هو أَنْ یَعْلُوَ دَسَمُه و خُثُورَتُه رأْسَه. و قد كَثَأَ اللبَنُ و كَثَعَ، یَكْثَأُ كَثْأً إذا ارْتَفَعِ فوق الماء و صَفا الماء من تحت اللبن. و یقال: كَثَأَ و كَثَعَ إذا خَثُرَ و عَلاه دَسَمُه، و هو الكَثْأَةُ و الكَثْعَةُ. و یقال: كَثَّأْتُ إذا أَكلتَ ما علی رأْسِ اللبن. أَبو حاتِم: من الأَقِط الكَثْ‌ءُ، و هو ما یُكْثَأُ فی القِدْر و یُنصَبُ، و یكون أَعْلاه غَلِیظاً و أَسْفَلُه ماء أَصفر، و أَما المصرَع «2» فالذی یَخْثُر و یكادُ یَنْضَجُ، و العاقِدُ الذی ذهَب ماؤه و نَضِج، و الكَرِیضُ الذی طُبِخ مع النَّهَقِ أو الحَمَصِیصِ، و أَمّا المَصْلُ فمن الأَقط یُطْبَخ مرة أُخری، و الثَّوْرُ القِطْعة العَظیمة منه.
(2). قوله [و أما المصرع] كذا ضبطت الراء فقط فی نسخة من التهذیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 137
و الكُثْأَةُ: الحِنْزابُ، و قیل الكُرّاثُ، و قیل: بِزْرُ الجِرْجِیر. و أَكْثَأَتِ الأَرضُ: كَثُرَتْ كُثْأَتُها. و كَثَأَ النَّبْتُ و الوَبَر یَكْثَأُ كَثْأً، و هو كاثِئٌ: نبت و طَلَع، و قیل كَثُفَ و غَلُظَ و طالَ. و كَثَأَ الزرعُ: غَلُظَ و التَفَّ. و كَثَّأَ اللَّبَنُ و الوبَرُ و النَّبتُ تَكْثِئةً، و كذلك كَثَأَتِ اللِّحْیةُ و أَكْثَأَتْ و كَنْثَأَتْ. أَنشد ابن السكیت: و أَنْتَ امْرُؤ قد كَثَّأَتْ لَكَ لِحْیةٌ، كَأَنَّكَ مِنْها قاعِدٌ فی جُوالِقِ و یروی كَنْثَأَتْ. و لحیة كَنْثَأَةٌ، و إنه لكَنْثاءُ اللِّحْیةِ و كَنْثَؤُها، و هو مذكور فی التاء.

كدأ؛ ج1، ص: 137

: كَدَأَ النبتُ یَكْدَأُ كَدْءًا و كُدُوءًا، و كَدِئَ: أَصابَه البَرْدُ فَلبَّده فی الأَرضِ، أَو أَصابَه العطَشُ فأَبْطَأَ نَبْتُه. و كَدَأَ البَرْدُ الزرعَ: رَدَّه فی الأَرضِ یقال: أَصابَ الزرعَ بَرْدٌ فكَدَّأَه فی الأَرض تَكْدِئةً. و أَرضٌ كادِئةٌ: بَطِیئةُ النَّباتِ و الإِنْباتِ. و إبلٌ كادِئةُ الأَوْبارِ: قَلِیلَتُها. و قد كَدِئَتْ تَكْدَأُ كَدَأً. و أَنشد: كَوادِئُ الأَوْبارِ، تَشْكُو الدَّلَجا و كَدِئَ الغُرابُ یَكْدَأُ كَدَأً إذا رأَیتَه كأَنه یَقِی‌ءُ فی شَحِیجِه.

كرثأ؛ ج1، ص: 137

: الكِرْثِئَةُ: النَّبْتُ المُجتَمِعُ المُلْتَفُّ. و كَرْثَأَ شَعَرُ الرجُل: كَثُرَ و التَفَّ، فی لغة بنی أَسد. و الكِرْثِئَةُ: رُغْوة المَحْضِ إذا حُلِبَ علیه لبَنُ شاةٍ فارْتَفَعَ. وَ تَكَرْثَأَ السَّحابُ: تَراكَمَ. و كلُّ ذلك ثلاثی عند سیبویه. و الكِرْثِئُ من السحاب.

كرفأ؛ ج1، ص: 137

: الكِرْفِئُ: سَحابٌ مُتَراكِمٌ، واحدته كِرْفِئةٌ. و فی الصحاح: الكِرْفِئُ: السّحابُ المُرْتَفِعُ الذی بعضه فوق بعض، و القِطْعةُ منه كِرْفِئةٌ. قالت الخنساءُ: كَكِرْفِئَةِ الغَیْثِ، ذاتِ الصَّبِیرِ، تَرْمِی السَّحابَ، و یَرْمی لَها و قد جاءَ أَیضاً فی شعر عامر بن جُوَیْنٍ الطائی یَصِف جارَیةً: وَ جارِیةٍ مِنْ بَناتِ المُلوكِ، قَعْقَعْتُ، بالخَیْلِ، خَلْخالَها كَكِرْفِئةِ الغَیْثِ، ذاتِ الصَّبِیرِ، تَأْتِی السَّحابَ و تَأْتالَها و معنی تَأْتَالُ: تُصْلِحُ، و أَصْلُه تَأْتَوِلُ، و نصبه بإضمار أَن، و مثله بیت لَبید: بِصبُوحِ صافِیةٍ، و جَذْبِ كَرِینةٍ بِمُوَتَّرٍ، تَأْتالُه إِبْهامُها أَی تُصْلِحُه، و هو تَفْتَعِلُ مِنْ آلَ یَؤُول. و یروی: تَأْتالَه إبْهامُها، بفتحِ اللام، من تأْتالَه، علی أَن یكون أَراد تَأْتِی له، فأَبدَلَ من الیاءِ أَلفاً، كقولهم فی بَقِیَ بَقا، و فی رَضِیَ رَضا. و تَكَرْفَأَ السَّحابُ: كَتَكَرْثَأَ. و الكِرْفِئُ: قشْر البیض الأَعلی، و الكِرْفِئة: قشرة البَیضْةِ العُلْیا الیابِسةُ. و نظر أَبو الغوث
لسان العرب، ج‌1، ص: 138
الأَعرابی إلی قِرْطاسٍ رقیق فقال: غِرْقِئٌ تحت كِرْفِئٍ، و همزته زائدة. و الكِرْفِئُ من السَّحاب مِثْلُ الكِرْثِئِ، و قد یجوز أَن یكون ثلاثیاً. و كَرْفَأَتِ القِدْرُ: أَزْبَدَتْ لِلْغَلْی.

كسأ؛ ج1، ص: 138

: كُسْ‌ءُ كل شَی‌ءٍ و كُسُوءُهُ: مُؤَخَّرُه. و كُسْ‌ءُ الشهر و كُسُوءُه: آخِرهُ، قَدْرُ عَشْرٍ بَقِینَ منه و نحوها. و جاءَ دُبُرَ الشهرِ و علی دُبُرِه و كُسْأَه و أَكْسَاءَه، و جِئْتُكَ علی كُسْئِه و فی كُسْئِه أَی بعد ما مَضَی الشهرُ كُلُّه. و أَنشد أَبو عبید: كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نُوقاً یَمانِیةً، إذا الحِدَادُ، علی أَكْسائِها، حَفَدُوا و جاءَ فی كُسْ‌ءِ الشهرِ و علی كُسْئِه، و جاءَ كُسْأَه أَی فی آخِرِه، و الجمعُ فی كل ذلك: أَكْسَاءٌ. و جِئْتُ فی أَكْسَاءِ القَوْمِ أَی فی مآخِیرهم. و صَلَّیْت أَكْسَاءَ الفَرِیضةِ أَی مآخِیرَها. و رَكِبَ كُسْأَهُ: وَقَعَ علی قَفَاه؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و كَسَأَ الدابَّةَ یَكْسَؤُها كَسْأً: ساقَها علی إثْر أُخْرَی. و كَسَأَ القومَ یَكْسَؤُهم كَسْأً: غَلَبَهم فی خُصُومة و نحوها. و كَسَأْتُه: تَبِعْتُه. و مَرَّ یَكْسَؤُهم أَی یَتْبَعُهم، عن ابن الأَعرابی. و مَرَّ كَسْ‌ءٌ من اللیل أَی قِطْعةٌ. و یقال للرجل إذا هَزَم القومَ فَمَرَّ و هو یَطْردُهُم: مرَّ فلان یَكْسَؤُهم و یَكْسَعُهم أَی یَتْبَعُهم. قال أَبو شِبْل الأَعرابی: كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ، أَیَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ قال ابن بری: و منهم من یجعل بدل هذا العَجُز: بالصِّنِّ و الصِّنَّبْرِ و الوَبْرِ و بآمِرٍ، و أَخِیه مُؤْتَمِرٍ، و مُعَلِّلٍ، و بمُطْفِئِ الجَمْرِ و الأَكْسَاءُ: الأَدْبارُ. قال المُثَلَّمُ بن عَمْرو التَّنُوخِی: حتی أَرَی فارِسَ الصَّمُوتِ علَی أَكْساءِ خَیْلٍ، كأَنَّها الإِبِلُ یعنی: خَلْفَ القَوْمِ، و هو یَطْرُدُهُم. معناه: حتی یَهْزِم أَعْداءَه، فیَسُوقُهُم من ورائِهِم، كما تُساقُ الإِبل. و الصَّمُوتُ: اسم فَرَسه.

كشأ؛ ج1، ص: 138

: كَشَأَ وَسَطَه كَشْأَ: قَطَعَه. و كَشَأَ المرأَةَ كَشْأً: نَكَحها. و كَشَأَ اللحمَ كَشْأً، فهو كشِی‌ءٌ، و أَكْشَأَه، كلاهما: شَواهُ حتی یَبِسَ، و مثله: وزَأْتُ اللحمَ إذا أَیْبَسْتَه. و فلان یَتَكَشَّأُ اللحمَ: یأْكله و هو یابِسٌ. و كَشَأَ یَكْشَأُ إذا أَكلَ قِطْعَةً مِن الكَشِی‌ء، و هو الشِّواءُ المُنْضَجُ. و أَكْشَأَ إذا أَكَلَ الكَشی‌ءَ، و كَشَأْتُ اللحمَ و كَشَّأْته إذا أَكلتَه. قال: و لا یقال فی غیر اللحم. و كَشَأْتُ القِثَّاءَ: أَكَلْته. و كَشَأَ الطَّعامَ كَشْأً: أَكلَه، و قیل: أَكله خَضْماً، كما یُؤْكَلُ القِثَّاءُ و نحوه. و كَشِئَ من الطعام كَشْأً و كَشَاءً، الأَخیرة عن كُراع، فهو كَشِئٌ و كَشِی‌ءٌ، و رجل كَشِی‌ءٌ: مُمْتَلِئٌ من الطَّعام. وَ تكَشَّأَ: امْتَلأَ. و تَكَشَّأَ الأَدِیمُ تَكَشُّؤاً إذا تَقَشَّر. و قال الفَرَّاءُ: كَشَأْتُه و لَفَأْتُه أَی قَشَرْتُه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 139
و كَشِئَ السِّقاءُ كَشْأً: بانَتْ أَدَمَتُه مِن بَشَرَتِه. قال أَبو حنیفة: هو إذا أُطِیلَ طَیُّه فَیَبِسَ فی طَیِّه و تَكَسَّرَ. و كَشِئْتُ من الطَّعام كَشْأً: و هو أَن تَمْتَلِئَ منه. و كَشَأْتُ وَسَطَه بالسیف كَشْأً إذا قطعته. و الكَشْ‌ءُ: غِلَظٌ فی جِلْد الیَدِ و تَقَبُّضٌ. و قد كَشِئَتْ یَدُه. و ذو كَشَاءٍ: موضعٌ، حكاه أَبو حنیفة قال: و قالت جِنِّیَّةٌ مَن أَراد الشِّفَاءَ مِن كل داءٍ فعلیه بِنَباتِ البُرْقةِ من ذِی كَشَاءٍ. تعنی بَنَبات البُرْقةِ الكُرَّاثَ، و هو مذكور فی موضعه.

كفأ؛ ج1، ص: 139

: كافَأَهُ علی الشی‌ء مُكافأَةً و كِفَاءً: جازاه. تقول: ما لی بهِ قِبَلٌ و لا كِفاءٌ أَی ما لی به طاقةٌ علی أَن أُكَافِئَهُ. و قول حَسَّانَ بن ثابت: وَ رُوحُ القُدْسِ لَیْسَ لَهُ كِفَاءُ أَی جبریلُ، علیه السلام، لیس له نَظِیر و لا مَثیل. و‌فی الحدیث: فَنَظَر إلیهم فقال: مَن یَكافِئُ هؤلاء.و‌فی حدیث الأَحنف: لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَاء له، یعنی الشیطانَ. و یروی: لا أُقاوِلُ. و الكَفِی‌ءُ: النَّظِیرُ، و كذلك الكُفْ‌ءُ و الكُفُوءُ، علی فُعْلٍ و فُعُولٍ. و المصدر الكَفَاءةُ، بالفتح و المدّ. و تقول: لا كِفَاء له، بالكسر، و هو فی الأَصل مصدر، أَی لا نظیر له. و الكُفْ‌ءُ: النظیر و المُساوِی. و منه الكفَاءةُ فی النِّكاح، و هو أَن یكون الزوج مُساویاً للمرأَة فی حَسَبِها و دِینِها و نَسَبِها و بَیْتِها و غیر ذلك. و تَكافَأَ الشَّیْئانِ: تَماثَلا. وَ كافَأَه مُكافَأَةً و كِفَاءً: ماثَلَه. و من كلامهم: الحمدُ للّه كِفاء الواجب أَی قَدْرَ ما یكون مُكافِئاً له. و الاسم: الكَفاءَةُ و الكَفَاءُ. قال: فَأَنْكَحَها، لا فی كَفَاءٍ و لا غِنیً، زِیادٌ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْیَ زِیادِ و هذا كِفَاءُ هذا و كِفْأَتُه و كَفِیئُه و كُفْؤُه و كُفُؤُه و كَفْؤُه، بالفتح عن كراع، أَی مثله، یكون هذا فی كل شی‌ء. قال أَبو زید: سمعت امرأَة من عُقَیْل و زَوجَها یَقْرآن: لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ و لم یكن له كُفیً أَحَدٌ، فأَلقی الهمزة و حَوَّل حركتها علی الفاء. و قال الزجاج: فی قوله تعالی: وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة، منها ثلاثة: كُفُواً، بضم الكاف و الفاء، و كُفْأً، بضم الكاف و إِسكان الفاء، و كِفْأً، بكسر الكاف و سكون الفاء، و قد قُرئ بها، و كِفاءً، بكسر الكاف و المدّ، و لم یُقْرَأْ بها. و معناه: لم یكن أَحَدٌ مِثْلًا للّه، تعالی ذِكْرُه. و یقال: فلان كَفِی‌ءُ فلان و كُفُؤُ فلان. و قد قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو و ابن عامر و الكسائی و عاصم كُفُؤاً، مثقلًا مهموزاً. و قرأَ حمزة كُفْأً، بسكون الفاء مهموزاً، و إذا وقف قرأَ كُفَا، بغیر همز. و اختلف عن نافع فروی عنه: كُفُؤاً، مثل أَبی عَمْرو، و روی: كُفْأً، مثل حمزة. و التَّكافُؤُ: الاسْتِواء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 140
و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم: المُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم.قال أَبو عبید: یرید تَتساوَی فی الدِّیاتِ و القِصاصِ، فلیس لشَرِیف علی وَضِیعٍ فَضْلٌ فی ذلك. و فلان كُفْ‌ءُ فلانةَ إذا كان یَصْلُح لها بَعْلًا، و الجمع من كل ذلك: أَكْفَاء. قال ابن سیدة: و لا أَعرف للكَفْ‌ءِ جمعاً علی أَفْعُلٍ و لا فُعُولٍ. و حَرِیٌّ أَن یَسَعَه ذلك، أَعنی أَن یكون أَكْفَاء جمعَ كَفْ‌ءٍ، المفتوحِ الأَول أَیضاً. و شاتان مُكافَأَتانِ: مُشْتَبِهتانِ، عن ابن الأَعرابی. و‌فی حدیث العَقِیقةِ عن الغلام: شاتانِ مُكافِئَتانِ‌أَی مُتَساوِیَتانِ فی السِّنِّ أَی لا یُعَقُّ عنه إلّا بمُسِنَّةٍ، و أَقلُّه أَن یكون جَذَعاً، كما یُجْزِئُ فی الضَحایا. و قیل: مُكافِئَتانِ أَی مُسْتوِیتانِ أَو مُتقارِبتانِ. و اختار الخَطَّابِیُّ الأَوَّلَ، قال: و اللفظة مُكافِئَتانِ، بكسر الفاء، یقال: كافَأَه یُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَی مُساوِیه. قال: و المحدِّثون یقولون مُكافَأَتَانِ، بالفتح. قال: و أَری الفتح أَولی لإِنه یرید شاتین قد سُوِّیَ بینهما أَی مُساوًی بینهما. قال: و أَما بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِیتَان، فیُحتاجُ أَن یذكر أَیَّ شی‌ء ساوَیَا، و إِنما لو قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولی. و قال الزمخشری: لا فَرْق بین المكافِئَتیْنِ و المُكافَأَتَیْنِ، لأَن كل واحدة إذا كافَأَتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ، فهی مُكافِئة و مُكافَأَة، أَو یكون معناه: مُعَادَلَتانِ، لِما یجب فی الزكاة و الأُضْحِیَّة من الأَسنان. قال: و یحتمل مع الفتح أَن یراد مَذْبُوحَتان، من كافَأَ الرجلُ بین البعیرین إذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غیر تَفْریق؛ كأَنه یرید شاتین یَذْبحهما فی وقت واحد. و قیل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخری، و كلُّ شی‌ءٍ ساوَی شیئاً، حتی یكون مثله، فهو مُكافِئٌ له. و المكافَأَةُ بین الناس من هذا. یقال: كافَأْتُ الرجلَ أَی فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بی. و منه الكُفْ‌ءُ من الرِّجال للمرأَة، تقول: إِنه مثلها فی حَسَبها. و أَما‌قوله، صلی اللّه علیه و سلم: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها لتَكْتَفِئَ ما فی صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها.فإن معنی قوله لِتَكْتَفِئَ: تَفتَعِلُ، من كَفَأْتُ القِدْرَ و غیرها إذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فیها؛ و الصَّحْفةُ: القَصْعةُ. و هذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إلی نَفْسِها إذا سأَلت طلاقَها لیَصِیر حَقُّ الأُخری كلُّه من زوجِها لها. و یقال: كافَأَ الرجلُ بین فارسین برُمْحِه إذا والَی بینهما فَطَعَنَ هذا ثم هذا. قال الكمیت: نَحْر المُكافِئِ، و المَكْثُورُ یَهْتَبِلُ و المَكْثُورُ: الذی غَلَبه الأَقْرانُ بكثرتهم. یهْتَبلُ: یَحْتالُ للخلاص. و یقال: بَنَی فلان ظُلَّةً یُكافِئُ بها عینَ الشمسِ لیَتَّقیَ حَرَّها.قال أَبو ذرّ، رضی اللّه عنه، فی حدیثه: و لنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَیْنَ الشمسِ‌أَی نُقابِلُ بهما الشمسَ و نُدافِعُ، من المُكافَأَة: المُقاوَمة،و إنِّی لأَخشَی فَضْلَ الحِساب.و كَفَأَ الشی‌ءَ و الإِنَاءَ یَكْفَؤُه كَفْأً و كَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ، و هو مَكْفُوءٌ، و اكْتَفَأَه مثل كَفَأَه: قَلَبَه. قال بشر بن أَبی خازم: و كأَنَّ ظُعْنَهُم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، سُفُنٌ تَكَفَّأُ فی خَلِیجٍ مُغْرَبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 141
و هذا البیت بعینه استشهد به الجوهری علی تَكَفَّأَتِ المرأَةُ فی مِشْیَتِها: تَرَهْیَأَتْ و مادَتْ، كما تَتَكَفَّأُ النخلة العَیْدانَةُ. الكسائی: كَفَأْتُ الإِناءَ إذا كَبَبْتَه، و أَكْفَأَ الشی‌ءَ: أَمَاله، لُغَیّة، و أَباها الأَصمعی. و مُكْفِئُ الظُعْنِ: آخِرُ أَیام العَجُوزِ. و الكَفَأُ: أَیْسَرُ المَیَلِ فی السَّنام و نحوه؛ جملٌ أَكْفَأُ و ناقة كَفْآءُ. ابن شمیل: سَنامٌ أَكْفَأُ و هو الذی مالَ علی أَحَدِ جَنْبَی البَعِیر، و ناقة كَفْآءُ و جَمَل أَكْفَأُ، و هو من أَهْوَنِ عِیوب البعیر لأَنه إذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه. و كَفَأْتُ الإِناءَ: كَبَبْته. و أَكْفَأَ الشی‌ءَ: أَمالَه، و لهذا قیل: أَكْفَأْتُ القَوْسَ إذا أَملْتَ رأَسَها و لم تَنْصِبْها نَصْباً حتی تَرْمِیَ عنها. غیره: و أَكْفَأَ القَوْسَ: أَمَالَ رأَسَها و لم یَنْصِبْها نَصْباً حین یَرْمِی علیها «1». قال ذو الرمة: قَطَعْتُ بها أَرْضاً، تَرَی وَجْهَ رَكْبِها، إذا ما عَلَوْها، مُكْفَأً، غیرَ ساجِعِ أَی مُمالًا غیرَ مُستَقِیمٍ. و الساجِعُ: القاصِدُ المُسْتَوِی المُسْتَقِیمُ. و المُكْفَأُ: الجائر، یعنی جائراً غیر قاصِدٍ؛ و منه السَّجْعُ فی القول. و‌فی حدیث الهِرّة: أَنه كان یُكْفِئُ لها الإِناءَ‌أَی یُمِیلُه لتَشْرَب منه بسُهولة. و‌فی حدیث الفَرَعَة: خیرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه یَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه، و تُكْفِئُ إِناءَك، و تُولِهُ ناقَتَكَ‌أَی تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا یَبْقَی لك لَبن تحْلُبه فیه. و تُولِهُ ناقَتَكَ أَی تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها. و‌فی حدیث الصراط: آخِرُ مَن یَمرُّ رجلٌ یَتَكَفَّأُ به الصراطُ، أَی یَتَمیَّل و یَتَقَلَّبُ. و‌فی حدیث دُعاء الطّعام: غیرَ مُكْفَإٍ و لا مُوَدَّعٍ و لا مُسْتَغْنیً عنه رَبَّنا، أَی غیر مردود و لا مقلوب، و الضمیر راجع إلی الطعام. و فی روایة غیرَ مَكْفِیٍّ، من الكفایة، فیكون من المعتلِّ. یعنی: أنَّ اللّه تعالی هو المُطْعِم و الكافی، و هو غیر مُطْعَم و لا مَكْفِیٍّ، فیكون الضمیر راجعاً إلی اللّه عز و جل. و قوله: و لا مُوَدَّعٍ أَی غیرَ متروك الطلب إلیه و الرَّغْبةِ فیما عنده. و أَما قوله: رَبَّنا، فیكون علی الأَول منصوباً علی النداء المضاف بحذف حرف النداء، و علی الثانی مرفوعاً علی الابتداء المؤَخَّر أَی ربُّنا غیرُ مَكْفِیٍّ و لا مُوَدَّعٍ، و یجوز أَن یكون الكلام راجعاً إلی الحمد كأَنه قال: حمداً كثیراً مباركاً فیه غیر مكفیٍّ و لا مُودَّعٍ و لا مُسْتَغْنیً عنه أَی عن الحمد. و‌فی حدیث الضحیة: ثم انْكَفَأَ إلی كَبْشَیْنِ أَمْلَحَیْنِ فذبحهما، أَی مالَ و رجع. و‌فی الحدیث: فأَضَعُ السیفَ فی بطنِه ثم أَنْكَفِئُ علیه.و‌فی حدیث القیامة: و تكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة یَكْفَؤُها الجَبَّار بیده كما یَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته فی السَّفَر. و فی روایة: یَتَكَفَّؤُها، یرید الخُبْزة التی یَصْنَعُها المُسافِر و یَضَعُها فی المَلَّة، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة، و إِنما تُقَلَّب علی الأَیدی حتی تَسْتَوِیَ. و‌فی حدیث صفة النبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه كان إذا مشَی تَكَفَّی تَكَفِّیاً.التَّكَفِّی: التَّمایُلُ إلی قُدَّام
(1). قوله [حین یرمی علیها] هذه عبارة المحكم و عبارة الصحاح حین یرمی عنها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 142
كما تَتَكَفَّأُ السَّفِینةُ فی جَرْیها. قال ابن الأَثیر: روی مهموزاً و غیر مهموز. قال: و الأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحیح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً، و تَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً، و الهمزة حرف صحیح، فأَما إذا اعتل انكسرت عین المستقبل منه نحو تَحَفَّی تَحَفِّیاً، و تَسَمَّی تَسَمِّیاً، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل و صار تَكَفِّیاً بالكسر. و كلُّ شی‌ءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَه، و هذا كما جاءَ أَیضاً‌أَنه كان إذا مَشَی كأَنَّه یَنْحَطُّ فی صَبَبٍ.و كذلك قوله: إذا مَشَی تَقَلَّع، و بعضُه مُوافِقٌ بعضاً و مفسره. و قال ثعلب فی تفسیر قوله: كأَنما یَنْحَطُّ فی صَبَبٍ: أَراد أَنه قَوِیُّ البَدَن، فإذا مَشَی فكأَنما یَمْشِی علی صُدُور قَدَمَیْه من القوَّة، و أَنشد: الواطِئِینَ علی صُدُورِ نِعالِهِمْ، یَمْشُونَ فی الدَّفَئِیِّ و الأَبْرادِ و التَّكَفِّی فی الأَصل مهموز فتُرِك همزه، و لذلك جُعِل المصدر تَكَفِّیاً. و أَكْفَأَ فی سَیره: جارَ عن القَصْدِ. و أَكْفَأَ فی الشعر: خالَف بین ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِیه، و قیل: هی المُخالَفةُ بین هِجاءِ قَوافِیهِ، إذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ. و قال بعضهم: الإِكْفَاءُ فی الشعر هو المُعاقَبَةُ بین الراء و اللام، و النون و المیم. قال الأَخفش: زعم الخلیل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ، و سمعته من غیره من أَهل العلم. قال: و سَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِكْفَاءِ، فإذا هم یجعلونه الفَسادَ فی آخِر البیت و الاخْتِلافَ من غیر أَن یَحُدُّوا فی ذلك شیئاً، إلَّا أَنی رأَیت بعضهم یجعله اختلاف الحُروف، فأَنشدته: كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ، منها، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ، كأَنَّ صِیرانَ المَها المُنَقِّزِ فقال: هذا هو الإِكْفَاءُ. قال: و أَنشد آخَرُ قوافِیَ علی حروف مختلفة، فعابَه، و لا أَعلمه إلَّا قال له: قد أَكْفَأْتَ. و حكی الجوهریّ عن الفرَّاءِ: أَكْفَأَ الشاعر إذا خالَف بین حَركات الرَّوِیّ، و هو مثل الإِقْواءِ. قال ابن جنی: إذا كان الإِكْفَاءُ فی الشِّعْر مَحْمُولًا علی الإِكْفاءِ فی غیره، و كان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ و وقُوعِ الشی‌ءِ علی غیر وجهه، لم یُنْكَر أَن یسموا به الإِقْواءَ فی اخْتلاف حُروف الرَّوِیِّ جمیعاً، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ علی غیر اسْتِواءٍ. قال الأَخفش: إلا أَنِّی رأَیتهم، إذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف، أَو كانت من مَخْرَج واحد، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم، یعنی عامَّةَ العرب. و قد عاب الشیخ أَبو محمد بن بری علی الجوهریّ قوله: الإِكْفاءُ فی الشعر أَن یُخالَف بین قَوافِیه، فیُجْعَلَ بعضُها میماً و بعضها طاءً، فقال: صواب هذا أَن یقول و بعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما یكون فی الحروف المُتقارِبة فی المخرج، و أَما الطاء فلیست من مخرج المیم. و المُكْفَأُ فی كلام العرب هو المَقْلُوب، و إلی هذا یذهبون. قال الشاعر: و لَمَّا أَصابَتْنِی، مِنَ الدَّهْرِ، نَزْلةٌ، شُغِلْتُ، و أَلْهَی الناسَ عَنِّی شُؤُونُها إذا الفارِغَ المَكْفِیَّ مِنهم دَعَوْتُه، أَبَرَّ، و كانَتْ دَعْوةً یَسْتَدِیمُها فَجَمَعَ المیم مع النون لشبهها بها لأَنهما یخرجان من الخَیاشِیم. قال و أَخبرنی من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِی مُسافِعٍ قالت تَرْثِی أَباها، و قُتِلَ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 143
و هو یَحْمِی جِیفةَ أَبی جَهْل بن هِشام: و ما لَیْثُ غَرِیفٍ، ذُو أَظافِیرَ، و إقْدامْ كَحِبِّی، إذْ تَلَاقَوْا، و وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ و أَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلاءَ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ و بالكَفِّ حُسامٌ صارِمٌ، أَبْیَضُ، خَدّامْ و قَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، فما تُخْنِی بِصُحْبانْ قال: جمعوا بین المیم و النون لقُرْبهما، و هو كثیر. قال: و قد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِی. قال الأَخفش: و بالجملة فإِنَّ الإِكْفاءَ المُخالَفةُ. و قال فی قوله: مُكْفَأً غیر ساجِعِ: المُكْفَأُ ههنا: الذی لیس بِمُوافِقٍ. و فی حدیث النابغة أَنه كان یُكْفِئُ فی شِعْرِه: هو أَن یُخالَفَ بین حركات الرَّویّ رَفْعاً و نَصباً و جرّاً. قال: و هو كالإِقْواء، و قیل: هو أَن یُخالَف بین قَوافِیه، فلا یلزم حرفاً واحداً. و كَفَأَ القومُ: انْصَرَفُوا عن الشی‌ءِ. و كَفَأَهُم عنه كَفْأً: صَرَفَهم. و قیل: كَفَأْتُهُم كَفْأً إذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إلی غیره، فانْكَفَؤُوا أَی رَجَعُوا. و یقال: كان الناسُ مُجْتَمِعِینَ فانْكَفَؤُوا و انْكَفَتُوا، إذا انهزموا. و انْكَفَأَ القومُ: انْهَزَمُوا. و كَفَأَ الإِبلَ: طَرَدَها. و اكْتَفَأَها: أَغارَ علیها، فذهب بها. و فی حدیث‌السُّلَیْكِ بن السُّلَكةِ: أَصابَ أَهْلِیهم و أَموالَهم، فاكْتَفَأَها.و الكَفْأَةُ و الكُفْأَةُ فی النَّخل: حَمْل سَنَتِها، و هو فی الأَرض زِراعةُ سنةٍ. قال: غُلْبٌ، مَجالِیحُ، عنْدَ المَحْلِ كُفْأَتُها، أَشْطانُها، فی عِذابِ البَحْرِ، تَسْتَبِقُ «2» أَراد به النخیلَ، و أَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها؛ و البحرُ ههنا: الماءُ الكَثِیر، لأَن النخیل لا تشرب فی البحر. أَبو زید یقال: اسْتَكْفَأْتُ فلاناً نخلةً إذا سأَلته ثمرها سنةً، فجعل للنخل كَفْأَةً، و هو ثَمَرُ سَنَتِها، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل. و اسْتَكْفَأْتُ فلاناً إِبِلَه أَی سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً، فَأَكْفَأَنِیها أَی أَعْطانی لَبَنها و وبرَها و أَولادَها منه. و الاسم: الكَفْأَة و الكُفْأَة، تضم و تفتح. تقول: أَعْطِنی كَفْأَةَ ناقَتِك و كُفْأَةَ ناقَتِك. غیره: كَفْأَةُ الإِبل و كُفْأَتُها: نِتاجُ عامٍ. و نَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَیْنِ. و أَكْفأَها إذا جَعَلَها كَفْأَتین، و هو أَن یَجْعَلَها نصفین یَنْتِجُ كل عام نصفاً، و یَدَعُ نصفاً، كما یَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة، فإذا كان العام المُقْبِل أَرْسَلَ الفحْل فی النصف الذی لم یُرْسِله فیه من العامِ الفارِطِ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ، عند العرب فی نِتاجِ الإِبل، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا یُحْمَل علیها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إذا أَرادت الفحل. و فی الصحاح: لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ علی الإِبل الفُحولةُ عاماً،
(2). قوله [عذاب] هو فی غیر نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما تری و هو فی التهذیب بالدال المهملة مع فتح العین.
لسان العرب، ج‌1، ص: 144
و تُتْرَكَ عاماً، كما یُصْنَع بالأَرض فی الزّراعة، و أَنشد قول ذی الرمة: تَرَی كُفْأَتَیْها تُنْفِضَانِ، و لَم یَجِدْ لَها ثِیلَ سَقْبٍ، فی النِّتاجَیْنِ، لامِسُ و فی الصحاح: كِلا كَفْأَتَیْها، یعنی: أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً، و هو محمود عندهم. و قال كعب بن زهیر: إذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً، عامَ كُفْأَةٍ، بَغاها خَناسِیراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا الخَناسِیرُ: الهَلاكُ. و قیل: الكَفْأَةُ و الكُفْأَةُ: نِتاجُ الإِبل بعد حِیالِ سَنةٍ. و قیل: بعدَ حِیالِ سنةٍ و أَكثرَ. یقال من ذلك: نَتَجَ فلان إبله كَفْأَةً و كُفْأَةً، و أَكْفَأْتُ فی الشاءِ: مِثلُه فی الإِبل. و أَكْفَأَتِ الإِبل: كَثُر نِتاجُها. و أَكْفَأَ إبلَه و غَنَمَهُ فلاناً: جَعل له أَوبارَها و أصْوافَها و أَشْعارَها و أَلْبانَها و أَوْلادَها. و قال بعضهم: مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه و كُفْأَتَها: وَهَب له أَلبانَها و أَولادها و أصوافَها سنةً و رَدَّ علیه الأُمَّهاتِ. و وَهَبْتُ له كَفْأَةَ ناقتِی و كُفْأَتها، تضم و تفتح، إذا وهبت له ولدَهَا و لبنَها و وبرها سنة. و اسْتَكْفَأَه، فأَكْفَأَه: سَأَلَه أَن یجعل له ذلك. أَبو زید: اسْتَكْفَأَ زیدٌ عَمراً ناقَتَه إذا سأَله أَن یَهَبَها له و ولدها و وبرها سنةً. و‌روی عن الحرث بن أَبی الحَرِث الأَزْدِیِّ من أَهل نَصِیبِینَ: أَن أَباه اشْتَرَی مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع، فأَتَی أُمَّه، فاسْتَأْمَرَها، فقالت: إنك اشتریته بثلثمائة شاة: أُمُّها مائةٌ، و أَولادُها مائة شاة، و كُفْأَتُها مائة شاة، فَنَدِمَ، فاسْتَقالَ صاحِبَه، فأَبَی أنْ یُقِیلَه، فَقَبَضَ المَعْدِنَ، فأَذابَه و أَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ، فأَثَی به صاحِبُه إلی علیّ، كَرُّم اللّه وجهه، فقال: إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً؛ فسأَله علیّ، كرّم اللّه وجهه، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع. فقال علیّ: ما أَرَی الخُمُسَ إلّا علی البائِعِ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم؛ أَراد بالمُتْبِع: التی یَتْبَعُها أَولادُها. و قوله أَثَی به أَی وَشَی به و سَعَی به، یَأْثُوا أَثْواً. و الكُفْأَةُ أَصلها فی الإِبل: و هو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَیْن یُراوَحُ بینهما فی النِّتاجِ، و أَنشد شمر: قَطَعْتُ إبْلی كُفْأَتَیْنِ ثِنْتَیْن، قَسَمْتُها بقِطْعَتَیْنِ نِصْفَیْن أَنْتِجُ كُفْأَتَیْهِما فی عامَیْن، أَنْتِجُ عاماً ذِی، و هذِی یُعْفَیْن و أَنْتِجُ المُعْفَی مِنَ القَطِیعَیْن، مِنْ عامِنا الجَائی، و تِیكَ یَبْقَیْن قال أَبو منصور: لمْ یزد شمر علی هذا التفسیر. و المعنی: أَنَّ أُمَّ الرجل جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ فی كل نِتاجٍ مائةً. و لو كانت إبلًا كان كُفْأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسین، لأَن الغنمَ یُرْسَلُ الفَحْلُ فیها وقت ضِرابِها أَجْمَعَ، و تَحْمِلُ أَجْمَع، و لیستْ مِثلَ الإِبلِ یُحْمَلُ علیها سَنةً، و سنةً لا یُحْمَلُ علیها. و أَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِیرَ ما اشْتَری به ابنُها، و إعلامَه أَنه غُبِنَ فیما ابْتاعَ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَی المَعْدِنَ بثلثمائة شاةٍ، فَنَدِمَ الابنُ و اسْتَقالَ بائعَه، فأَبَی، و بارَكَ اللّهُ له فی المَعْدِن، فَحَسَده البائع علی كثرة الرِّبح، و سَعَی به إلی عَلیٍّ، رضی اللّه عنه، لیأخذ منه الخمس، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ، و أَضرَّ السَّاعِی بِنَفْسِه فی
لسان العرب، ج‌1، ص: 145
سِعایَته بصاحِبِه إلیه. و الكِفاءُ، بالكسر و المَدّ: سُتْرةٌ فی البیت مِنْ أَعْلاه إلی أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه. و قیل: الكِفاءُ الشُّقَّة التی تكون فی مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ. و قیل: هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان یُنْصَحُ إحداهما بالأُخری ثم یُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخِبَاء. و قیل: هو كِساءٌ یُلْقَی علی الخِبَاءِ كالإِزارِ حتی یَبْلُغَ الأَرضَ. و قد أَكْفَأَ البیتَ إكْفاءً، و هو مُكْفَأٌ، إذا عَمِلْتَ له كِفَاءً. و كِفَاءُ البیتِ: مؤَخَّرُه. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَی شاةً فی كِفَاءِ البیت، هو من ذلك، و الجمعُ أَكْفِئةٌ، كَحِمارٍ و أَحْمِرَةٍ. و رجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ: مُتَغَیِّرُه ساهِمُه. و رأَیت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ إذا رأَیتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. و یقال: رأَیته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ و مُنْكَفِتَ اللّوْنِ «1» أَی مُتَغَیِّرَ اللّوْنِ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة‌أَی تَغَیّر لونُه عن حاله. و یقال: أَصْبَحَ فلان كَفِی‌ءَ اللّونِ مُتَغَیِّرَه، كأَنه كُفِئَ، فهو مَكْفُوءٌ و كَفِی‌ءٌ. قال دُرَیْدُ بن الصِّمَّة: و أَسْمَرَ، من قِداحِ النَّبْعِ، فَرْعٍ، كَفِی‌ءِ اللّوْنِ من مَسٍّ و ضَرْسِ أَی مُتَغَیِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ و عُضَّ. و‌فی حدیث الأَنصاریِّ: ما لی أَری لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قال: من الجُوعِ.و‌قوله فی الحدیث: كان لا یَقْبَلُ الثَّنَاءَ إلا من مُكافِئٍ.قال القتیبی: معناه إذا أَنْعَمَ علی رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ علیه قَبِلَ ثَنَاءَه، و إذا أَثْنَی قَبْلَ أَن یُنْعِمَ علیه لم یَقْبَلْها. قال ابن الأَثیر، و قال ابن الأَنباری: هذا غلط، إذ كان أَحد لا یَنْفَكُّ من إِنْعام النبیِّ، صلی اللّه علیه و سلم، لأَنَّ اللّه، عز و جل، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً، فلا یَخرج منها مُكافِئٌ و لا غیر مُكافِئٍ، و الثَّنَاءُ علیه فَرْضٌ لا یَتِمُّ الإِسلام إلا به. و إنما المعنی: أَنه لا

كلأ؛ ج1، ص: 145

: قال اللّه، عز و جل: قُلْ مَنْ یَكْلَؤُكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ مِنَ الرَّحْمٰنِ. قال الفرَّاءُ: هی مهموزة، و لو تَرَكْتَ هَمْزَ مثلِه فی غیر القرآن قُلْتَ: یَكْلُوكم، بواو ساكنة، و یَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل یَخْشاكم؛ و مَن جعلها واواً ساكنة قال: كَلات، بأَلف یترك النَّبْرةَ منها؛ و من قال یَكْلاكُم قال: كَلَیْتُ مثل قَضَیْتُ، و هی من لغة قریش، و كلٌّ حَسَنٌ، إلا أَنهم یقولون فی الوجهین: مَكْلُوَّةٌ و مَكْلُوٌّ، أَكثرَ مما یقولون مَكْلِیٌّ، و لو قیل مَكْلِیٌّ فی الذین یقولون: كَلَیْت، كان صواباً. قال: و سمعتُ بعض الأَعراب ینشد: ما خاصَمَ الأَقْوامَ مِن ذِی خُصُومةٍ، كَوَرْهاءَ مَشْنِیٍّ إلیها حَلِیلُها فبَنَی علی شَنَیْت بتَرْك النَّبْرةِ. اللیث: یقال: كلأَكَ اللّه كِلاءَةً أَی حَفِظَك
(1). قوله [متكفّئ اللون و منكفت اللون] الأَول من التفعل و الثانی من الانفعال كما یفیده ضبط غیر نسخة من التهذیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 146
و حرسك، و المفعول منه مَكْلُوءٌ، و أَنشد: إنَّ سُلَیْمَی، و اللّه یَكْلَؤُها، ضَنَّتْ بِزادٍ ما كانَ یَرْزَؤُها و‌فی الحدیث أَنه قال لِبِلالٍ، و هم مُسافِرُون: اكْلأْ لَنا وقْتَنا.هو من الحِفْظ و الحِراسة. و قد تخفف همزة الكِلاءَة و تُقْلَبُ یاءً. و قد كَلَأَه یَكْلَؤُه كَلأً و كِلاءً و كِلاءَةً، بالكسر: حَرَسَه و حَفِظَه. قال جَمیل: فَكُونِی بخَیْرٍ فی كِلاءٍ و غِبْطةٍ، و إنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ هَجْری و بِغْضَتی قال أَبو الحسن: كِلاءٌ یجوز أَن یكون مصدراً كَكِلاءَةٍ، و یجوز أَن یكون جَمْعَ كِلاءَةٍ، و یَجُوزُ أَن یكون أَراد فی كِلاءَةٍ، فَحَذَفَ الهاء للضَّرُورة. و یقال: اذْهَبُوا فی كِلاءَةِ اللّه. و اكْتَلأَ منه اكْتِلاءً: احْتَرَسَ منه. قال كعب ابن زهیر: أَنَخْتُ بَعِیری و اكْتَلأَتُ بعَیْنِه، و آمَرْتُ نَفْسِی أَیَّ أَمْرَیَّ أَفْعَلُ و یروی أَیُّ أَمْرَیَّ أَوْفقُ. و كَلأَ القومَ: كان لهم رَبِیئةً. و اكْتَلأَتْ عَیْنِی اكْتِلاءً إذا لم تَنَمْ و حَذِرَتْ أَمْراً، فَسَهِرَتْ له. و یقال: عَیْنٌ كَلُوءٌ إذا كانت ساهِرَةً، و رجلٌ كَلُوءُ العینِ أَی شَدِیدُها لا یَغْلِبُه النَّوْمُ، و كذلك الأُنثی. قال الأَخطل: و مَهْمَهٍ مُقْفِرٍ، تُخْشَی غَوائِلُه، قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَیْنِ، مِسْفارِ و منه قول الأَعرابیّ لامْرَأَتِه: فواللّه إنِّی لأُبْغِضُ المرأَةَ كَلُوءَ اللیلِ. و كَالَأَهُ مُكَالأَةً و كِلاءً: راقَبَه. و أَكلأْتُ بَصَرِی فی الشی‌ء إذا ردَّدْتَه فیه. و الكَلّاءُ: مَرْفَأُ السُّفُن، و هو عند سیبویه فَعَّالٌ، مثل جَبَّارٍ، لأَنه یَكْلأُ السفُنَ مِن الرِّیحِ؛ و عند أَحمد بن یحیی: فَعْلاء، لأَنَّ الرِّیح تَكِلُّ فیه، فلا یَنْخَرِقُ، و قول سیبویه مُرَجَّحٌ، و مما یُرَجِّحُه أَن أَبا حاتم ذكر أَنَّ الكَلَّاءَ مذكَّر لا یؤَنِّثه أَحد من العرب. و كَلَّأَ القومُ سَفیِنَتهم تَكْلِیئاً و تَكْلِئةً، علی مثال تكْلِیم و تكْلِمةٍ: أَدْنَوْها من الشَطِّ و حَبَسُوها. قال: و هذا أَیضاً مما یُقَوِّی أَنَّ كَلَّاءً فَعَّالٌ، كما ذهب إلیه سیبویه. و المُكَلَّأُ، بالتشدید: شاطِئُ النهر وَ مَرْفَأُ السفُن، و هو ساحِلُ كلِّ نَهر. و منه سُوقُ الكَلَّاءِ، مشدود ممدود، و هو موضع بالبصرة، لأَنهم یُكَلِّئُون سُفُنَهم هناك أَی یَحْبِسُونها، یذكر و یؤَنث. و المعنی: أَنَّ المَوضع یَدْفَعُ الرِّیحَ عن السُّفُن و یحفَظها، فهو علی هذا مذكر مصروف. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللّه عنه، و ذكر البصرة: إیَّاكَ و سِباخَها و كَلَّاءَها.التهذیب: الكَلَّاءُ و المُكَلَّأُ، الأَوَّل ممدود و الثانی مقصور مهموز: مكان تُرْفَأُ فیه السُّفُنُ، و هو ساحِلُ كلِّ نَهر. و كَلَّأْتُ تَكْلِئةً إذا أَتَیْت مَكاناً فیه مُسْتَتَرٌ من الرِّیح، و الموضع مُكَلَّأٌ و كَلَّاءٌ. و‌فی الحدیث: من عَرَّضَ عَرَّضْنا لَه، و من مَشَی علی الكَلَّاءِ أَلقَیْناه فی النَّهَر.معناه: أَن مَن عَرَّضَ بالقَذْفِ و لم یُصَرِّحْ عَرَّضْنا له
لسان العرب، ج‌1، ص: 147
بتَأْدِیبٍ لا یَبْلُغ الحَدّ، و من صَرَّحَ بالقذْفِ، فَرَكِب نَهَر الحُدُودِ و وَسَطَه، أَلْقَیْناه فی نَهَرِ الحَدِّ فَحَدَدْناه. و ذلك أَن الكَلَّاءَ مَرْفَأُ السُّفُن عند الساحِل. و هذا مَثَل ضَرَبه لمن عَرَّضَ بالقَذْف، شَبَّهه فی مُقارَبَتِه للتَّصریح بالماشی علی شاطِی‌ءِ النَّهَر، و إلقاؤُه فی الماءِ إیجابُ القذف علیه، و إلزامُه الحَدَّ. و یُثنَّی الكَلَّاءُ فیقال: كَلَّاآن، و یجمع فیقال: كَلَّاؤُون. قال أَبو النجم: تَرَی بِكَلَّاوَیْهِ مِنهُ عَسْكَرا، قَوْماً یَدُقُّونَ الصَّفَا المُكَسَّرا وَصَف الهَنِی‌ءَ و المرِی‌ءَ، و هما نَهَرانِ حَفَرهما هِشامُ بن عبد الملك. یقول: تَرَی بِكَلَّاوَی هذا النهر من الحَفَرَةِ قوْماً یَحْفِرُون و یَدُقُّونَ حجارةً مَوْضِعَ الحَفْرِ منه، و یُكَسِّرُونها. ابن السكیت: الكَلَّاءُ: مُجْتَمَعُ السُّفُن، و من هذا سمی كَلَّاءُ البَّصْرَة كَلّاءً لاجتماع سُفُنِه. و كَلأَ الدَّیْنُ، أَی تَأَخَّر، كَلأً. و الكالِئُ و الكُلأَة: النَّسیِئة و السُّلْفةُ. قال الشاعر: و عَیْنُه كالكالِئِ الضِّمَارِ أَی نَقْدُه كالنَّسِیئةِ التی لا تُرْجَی. و ما أَعْطَیْتَ فی الطَّعامِ مِن الدَّراهم نَسِیئةً، فهو الكُلأَة، بالضم. و أَكلأَ فی الطعام و غیره إكْلاءً، و كَلَّأَ تَكْلِیْئاً: أَسْلَفَ و سَلَّمَ. أَنشد ابن الأَعرابی: فَمَنْ یُحْسِنْ إلیهم لا یُكَلِّئْ، إلی جارٍ، بذاكَ، و لا كَرِیمِ و فی التهذیب: إلی جارٍ، بذاك، و لا شَكُورِ و أَكْلأَ إكْلاءً، كذلك. و اكْتَلأَ كُلأَةً و تَكَلَّأَها: تَسَلَّمَها. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، نَهَی عن الكالِئِ بالكالِئِ.قال أَبو عبیدة: یعنی النَّسِیئةَ بالنَّسِیئةِ. و كان الأَصمعی لا یَهْمِزه، و یُنْشِد لعَبِید بن الأَبْرَصِ: و إذا تُباشِرُكَ الهُمُومُ، فإِنَّها كالٍ و ناجِزْ أَی منها نَسیئةٌ و منها نَقْدٌ. أَبو عبیدة: تَكَلَّأْتُ كُلأَةً أَی اسْتَنْسَأْتُ نَسِیئةً، و النَّسِیئةُ: التَّأخِیرُ، و كذلك اسْتَكلأْتُ كُلأَةً، بالضم، و هو من التَّأخِیر. قال أَبو عبید: و تفسیره أَن یُسْلِمَ الرَّجُلُ إلی الرجل مائةَ دِرهمٍ إلی سنة فی كُرِّ طَعام، فإذا انقَضَت السنةُ و حَلَّ الطَّعامُ علیه، قال الذی علیه الطَّعامُ للدّافع: لیس عندی طَعامٌ، و لكن بِعْنِی هذا الكُرَّ بمائتی درهم إلی شهر، فَیبیعُه منه، و لا یَجرِی بینهما تَقابُضٌ، فهذه نَسِیئةٌ انتقلت إلی نَسِیئةٍ، و كلُّ ما أَشبهَ هذا هكذا. و لو قَبَضَ الطعامَ منه ثم باعَه منه أَو مِن غیره بِنَسیئةٍ لم یكن كالئاً بكالِئٍ. و قول أُمیة الهذَلی: أُسَلِّی الهُمومَ بأَمْثالِها، و أَطْوِی البلادَ و أَقْضِی الكَوالی أَراد الكوالِئَ، فإِمَّا أَن یكون أَبْدَلَ، و إما أَن یكون سَكَّن، ثم خَفَّفَ تخفیفاً قِیاسِیّاً. و بَلَّغَ اللّه بك أَكْلأَ العُمُرِ أَی أَقْصَاهُ و آخِرَه و أَبْعَدَه. و كَلأَ عُمُرُه: انْتَهَی. قال: تَعَفَّفْتُ عنها فی العُصُورِ التی خَلَتْ، فَكَیْفَ التَّصابی بَعْدَ ما كَلأَ العُمْرُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 148
الأَزهری: التَّكْلِئةُ: التَّقَدُّمُ إلی المكان و الوُقُوفُ به. و من هذا یقال: كَلَّأْتُ إلی فلان فی الأَمر تَكْلِیئاً أَی تَقَدَّمْتُ إلیه. و أَنشد الفرّاءُ فِیمَن لم یَهْمِز: فَمَنْ یُحْسِنْ إلیهم لا یُكَلِّی البیت. و قال أَبو وَجْزَةَ: فإِن تَبَدَّلْتَ، أَو كَلَّأْتَ فی رَجُلٍ فلا یَغُرَّنْكَ ذُو أَلْفَینِ، مَغْمُورُ قالوا: أراد بذی أَلْفَیْنِ مَن له أَلفان من المال. و یقال: كَلَّأْتُ فی أَمْرِك تكْلِیئاً أَی تأَمَّلْتُ و نَظَرتُ فیه، و كَلَّأْتُ فی فلان: نَظَرْت إلیه مُتَأَمِّلًا، فأَعْجَبَنِی. و یقال: كَلَأْته مائةَ سَوْطٍ كَلأً إذا ضَرَبْتَه. الأَصمعی: كَلَأْتُ الرَّجُلَ كَلأً و سَلأَته سَلأً بالسَّوط، و قاله النضر. الأَزهری فی ترجمة عشب: الكَلأُ عند العرب: یقع علی العشْب و هو الرُّطْبُ، و علی العُرْوةِ و الشَّجَر و النَّصِیِّ و الصِّلِّیانِ الطَّیِّب، كلُّ ذلك من الكلإِ. غیره: و الكَلَأُ، مهموز مقصور: ما یُرْعَی. و قیل: الكَلأُ العُشْبُ رَطْبُه و یابِسُه، و هو اسم للنوع، و لا واحِدَ له. و أَكْلَأَتِ الأَرضُ إكْلاءً و كَلِئَتْ و كَلأَتْ: كثر كَلَؤُها. و أَرضٌ كَلِئَةٌ، علی النَّسَب، و مَكْلأَةٌ: كِلْتاهما كَثِیرةُ الكَلإِ و مُكْلِئةٌ، و سَواء یابِسُه و رَطْبُه. و الكَلأُ: اسم لجَماعة لا یُفْرَدُ. قال أَبو منصور: الكَلأُ یجمع النَّصِیَّ و الصِّلِّیانَ و الحَلمَةَ و الشِّیحَ و العَرْفَجَ و ضُروبَ العُرَا، كلُّها داخلة فی الكَلإِ، و كذلك العُشْب و البَقْل و ما أَشبهها. و كَلأَتِ الناقةُ و أَكْلأَتْ: أَكَلَت الكَلأَ. و الكَلالِئُ: أَعْضادُ الدَّبَرَة، الواحدة: كَلَّاءٌ، ممدود. و قال النضر: أَرْضٌ مُكْلِئةٌ، و هی التی قد شَبِعَ إبِلُها، و ما لم یُشْبعِ الإِبلَ لم یَعُدُّوه إعْشاباً و لا إكْلاءً، و إن شَبِعَت الغَنمُ. قال: و الكَلأُ: البقْلُ و الشَّجر. و‌فی الحدیث: لا یُمْنَعُ فَضْلُ الماء لِیُمنَعَ به الكَلأُ؛ و فی روایة: فَضْلُ الكَلإِ، معناه: أَن البِئْر تكونُ فی البادیةِ و یكون قریباً منها كَلأٌ، فإذا ورَدَ علیها واردٌ، فَغَلَب علی مائها و مَنَعَ مَنْ یَأْتِی بعده من الاسْتِقاءِ منها، فهو بِمَنْعِهِ الماءَ مانِعٌ من الكَلإِ، لأَنه متی ورَدَ رَجلٌ بإِبِلِه فأَرْعاها ذلك الكَلأَ ثم لم یَسْقِها قَتلها العَطَشُ، فالذی یَمنع ماءَ البئْرِ یمنع النبات القَرِیب منه.

كمأ؛ ج1، ص: 148

: الكَمْأَةُ واحدها كَم‌ءٌ علی غیرِ قیاس، و هو من النوادِرِ. فإنَّ القِیاسَ العَكْسُ. الكَمْ‌ءُ: نَبات یُنَقِّضُ الأَرضَ فیخرج كما یَخرج الفُطْرُ، و الجمع أَكْمُؤٌ و كَمْأَةٌ. قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة. قال سیبویه: لیست الكَمْأَةُ بجمعِ كَمْ‌ءٍ لأَن فَعْلَةً لیس مما یُكَسَّر علیه فَعْلٌ، إِنما هو اسم للجمع. و قال أَبو خَیْرة وَحْدَه: كَمْأَةٌ للواحد و كَمْ‌ءٌ للجمیع. و قال مُنْتَجِع: كَمْ‌ءٌ للواحد و كَمْأَةٌ للجمیع. فَمَرَّ رُؤْبةُ فسَأَلاه فقال: كَمْ‌ءٌ للواحد و كَمْأَةٌ للجمیع، كما قال مُنْتَجِع. و قال أَبو حنیفة: كَمْأَةٌ واحدة و كَمْأَتانِ و كَمْآتٌ. و حَكَی عن أَبی زید أَن الكَمْأَة تكون واحدةً و جَمْعاً، و الصحیح من ذلك كله ما ذكره سیبویه. أَبو الهیثم: یقال كَمْ‌ءٌ للواحد و جمعه كَمْأَةٌ، و لا یُجمع شی‌ءٌ علی فَعْلة إلَّا كَمْ‌ءٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 149
و كَمْأَةٌ، و رَجْلٌ و رَجْلةٌ. شمر عن ابن الأَعرابی: یُجمع كَمْ‌ءٌ أَكْمُؤاً، و جمع الجمع كَمْأَةٌ. و فی الصحاح: تقول هذا كَمْ‌ءٌ و هذان كَمْآنِ و هؤُلاءِ أَكْمُؤٌ ثلاثة، فإذا كثرت، فهی الكَمْأَةُ. و قیل: الكَمْأَةُ هی التی إلی الغُبرة و السَّواد، و الجِبَأَةُ إلی الحُمْرةِ، و الفِقَعةُ البِیضُ. و‌فی الحدیث: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ و ماؤُها شِفاءٌ للعین.و أَكْمَأَتِ الأَرضُ فهی مُكْمِئةٌ، كَثُرت كَمْأَتُها. و أَرضٌ مَكْمُؤَةٌ: كثیرة الكَمْأَة. و كَمَأَ القومَ و أَكْمَأَهم، الأَخیرةُ عن أَبی حنیفة: أَطْعَمَهُم الكَمْأَةَ. و خَرجَ الناسُ یَتَكَمَّؤُون أَی یَجْتَنُون الكَمْأَةَ. و یقال: خرج المُتَكَمِّئُون، و هم الذین یَطْلُبون الكَمْأَةَ. و الكَمَّاءُ: بَیَّاعُ الكَمْأَة و جانیها للبیع. أَنشد أَبو حنیفة: لقد ساءَنی، و الناسُ لا یَعْلَمُونَه، عَرازِیلُ كَمَّاءٍ، بِهِنَّ مُقِیمُ شمر: سمعت أَعرابیاً یقول: بنو فلان یَقْتُلُون الكَمَّاءَ و الضَّعِیفَ. و كَمِئَ الرَّجلُ یَكْمَأُ كَمَأً، مهموز: حَفِیَ و لم یَكُنْ له نعل «2». و قیل: الكَمَأُ فی الرِّجْل كالقَسَط، و رَجُل كَمِئٌ. قال: أَنْشُدُ باللّه، مِنَ النَّعْلَیْنِهْ «3»، نِشْدةَ شیخٍ كَمِئِ الرِّجْلَیْنِهْ و قیل: كَمِئَتْ رِجْلُه، بالكسر: تَشَقَّقَتْ، عن ثعلب. و قَدْ أَكْمَأَتْهُ السِّنُّ أَی شَیَّخَتْه، عن ابن الأَعرابی. و عنه أَیضاً: تَلَمَّعَتْ علیه الأَرضُ وَ تَودَّأَت علیه الأَرض و تَكَمَّأَت علیه إذا غَیَّبَتْه و ذَهَبَتْ به. و كَمِئَ عن الأَخبار كَمَأً: جَهِلَها و غَبِیَ عنها. و قال الكسائی: إنْ جَهِلَ الرجلُ الخَبَر قال: كَمِئْتُ عن الأَخْبار أَكْمَأُ عنها.

كوأ؛ ج1، ص: 149

: كُؤْتُ عن الأَمر كَأْواً: نَكَلْتُ، المصدر مقلوب مُغَیَّر.

كیأ؛ ج1، ص: 149

: كاءَ عن الأَمر یَكِی‌ءُ كَیْئاً و كَیْأَة: نَكَل عنه، أَو نَبَتْ عنه عینُه فلم یُرِدْهُ. و أَكاءَ إِكاءَةً و إِكاءً إذا أَراد أَمْراً ففاجَأَه، علی تَئِفَّة ذلك، فَرَدَّه عنه و هابَهُ و جَبُنَ عنه «4». و أَكَأْتُ الرجُلَ و كِئْتُ عنه: مثل كِعْتُ أَكِیعُ. و الكَیْ‌ءُ و الكِی‌ءُ و الكاءُ: الضَّعِیفُ الفُؤادِ الجَبانُ. قال الشاعر: و إِنِّی لَكَیْ‌ءٌ عن المُوئِباتْ «5»، إذا ما الرَّطِی‌ءُ انْمَأَی مَرْتَؤُهْ و رجل كَیْأَةٌ و هو الجَبانُ. وَ دَعِ الأَمْرَ كَیْأَتَه، و قال بعضهم هیأَتَه، أَی علی ما هو به، و سیُذكر فی موضعه.
(2). قوله [و لم یكن له نعل] كذا فی النسخ و عبارة الصحاح و لم یكن علیه نعل و لكن الذی فی القاموس و المحكم و تهذیب الأزهری حفی و علیه نعل و بما فی المحكم و التهذیب تعلم مأخذ القاموس. (3). قوله [النعلینه إلخ] هو كذلك فی المحكم و التهذیب بدون یاء بعد النون فلا یغتر بسواه. (4). عبارة القاموس: أكاءه إكاءةً و إكاءً: فاجأه علی تَئِفة أمرٍ أراده فهابه و رجع عنه. (5). قوله [و إنی لكَیْ‌ءٌ إلخ] هو كما تری فی غیر نسخة من التهذیب و ذكره المؤلف فی و أ ب و فسره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 150

فصل اللام؛ ج1، ص: 150

لأَلأَ؛ ج1، ص: 150

: اللُّؤْلُؤَةُ: الدُّرَّةُ، و الجمع اللُّؤْلُؤُ و الَّلآلِئُ، و بائعُه لأْآءٌ، و لأْآلٌ، و لأْلاءٌ. قال أَبو عبید: قال الفرّاءُ سمعت العرب تقول لصاحب اللؤْلؤ لأْآءٌ علی مثال لَعَّاعٍ، وَ كرِهَ قول الناس لأْآلٌ علی مثال لَعَّالٍ. قال الفارسی: هو من باب سبطر. و قال علیّ ابنُ حمزة: خالف الفرّاءُ فی هذا الكلام العربَ و القیاس، لأَن المسموع لأْآلٌ و القیاس لُؤْلُؤِیٌّ، لأَنه لا یبنی من الرباعی فَعَّالٌ، و لأْآل شاذّ. اللیث: اللُّؤْلُؤُ معروف و صاحبه لأْآل. قال: و حذفوا الهمزة الأَخیرة حتی استقام لهم فَعَّالٌ، و أَنشد: دُرَّةٌ منْ عَقائِل البَحْرِ بِكْرٌ، لم تَخُنْها مَثاقِبُ الَّلأْآلِ و لو لا اعتلال الهمزة ما حسن حَذفها. أَ لا تری أَنهم لا یقولون لبیاع السمسم سَمّاسٌ و حَذْوُهُما فی القیاس واحد. قال: و منهم من یری هذا خطأ. و اللِّئالةُ، بوزن اللِّعالةِ: حرفة الَّلأْآلِ. و تَلأْلأَ النجمُ و القَمرُ و النارُ و البَرقُ، و لأْلأَ: أَضاءَ و لَمع. و قیل هو: اضْطَرَب بَرِیقُه. و فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: یَتَلأْلأُ وجهُه تَلأْلُؤَ القمر أَی یَسْتَنِیر و یُشْرِقُ، مأْخوذ من اللُّؤْلُؤِ. و تَلأْلأَتِ النارُ: اضْطَرَبَتْ. وَ لأْلأَتِ النارُ لأْلأَةً إذا تَوَقَّدت. و لأْلأَتِ المرأَةُ بعَیْنَیْها: برَّقَتْهُما. و قول ابن الأَحمر: مارِیّةٌ، لُؤْلُؤَانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها طَلٌّ، و بَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ فإنه أَراد لُؤْلُؤِیَّتَهُ، برَّاقَتَه. وَ لأْلأَ الثَورُ بذَنبِه: حَرَّكه، و كذلك الظَّبْیُ، و یقال للثور الوحشی: لَأْلَأَ بذنبه. و فی المثل: لا آتِیكَ ما لَأْلَأَتِ الفُورُ أَی بَصْبَصَتْ بأَذنابِها، و رواه اللحیانی: ما لأْلأَتِ الفُورُ بأَذنابها، و الفُور: الظِّباءُ، لا واحد لها من لفظها.

لبأ؛ ج1، ص: 150

: اللِّبَأُ، علی فِعَلٍ، بكسر الفاء و فتح العین: أَوّلُ اللبن فی النِّتاجِ. أَبو زید: أَوّلُ الأَلْبانِ اللِّبَأُ عند الوِلادةِ، و أَكثرُ ما یكون ثلاثَ حَلْباتٍ و أَقله حَلْبةٌ. و قال اللیث: اللِّبَأُ، مهموز مقصور: أَوَّلُ حَلَبٍ عند وضع المُلْبِئِ. و لَبأَتِ الشاةُ ولَدَها أَی أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ، و هی تَلْبَؤُه، و التَبَأْتُ أَنا: شَرِبتُ اللِّبَأَ. و لَبَأْتُ الجَدْیَ: أَطْعَمْتُه اللِّبَأَ. و یقال: لَبَأْتُ اللِّبَأَ أَلْبَؤُه لَبْأً إذا حلبت الشاة لِبَأً. و لَبَأَ الشاةَ یَلْبَؤُها لَبْأً، بالتسكین، و التَبَأَها: احْتَلَبَ لِبَأَها. و التَبَأَها ولَدُها و اسْتَلْبَأَها: رَضِعَها. و یقال: اسْتَلْبَأَ الجَدْیُ اسْتِلْباءً إذا ما رَضِعَ من تِلْقاءِ نَفْسِه، و أَلْبَأَ الجَدْیُ إِلباءً إذا رضع من تلقاء نفسه، و أَلْبَأَ الجَدْیَ إلْبَاءً إذا شَدَّه إلی رأْس الخِلْفِ لیَرْضَعَ اللّبأَ، و أَلْبَأَتْه أُمُّه و لَبأَتْه: أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ، و أَلْبَأْتُه: سَقَیْتُه اللِّبَأَ. أَبو حاتم: أَلْبَأَتِ الشاةُ وَلَدها أَی قامت حتی تُرْضِعَ لِبَأَها، و قد التَبَأْناها أَی احْتَلَبنا لِبَأَها، و اسْتَلْبأَها ولدُها أَی شرب لِبأَها. و‌فی حدیث ولادة الحسن بن علی، رضی اللّه عنهما: و أَلبَأَه برِیقِه‌أَی صَبَّ رِیقَه فی فِیهِ كما یُصَبُّ اللِّبَأُ فی فم الصبیّ، و هو أَوَّلُ ما یُحْلَبُ عند الولادة. و لَبَأَ القومَ یَلْبَؤُهم لَبْأً إذا صَنَع لهم اللِّبَأَ. و لبَأَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 151
القومَ یَلْبَؤُهم لَبْأً، و أَلْبَأَهم: أَطْعمهم اللِّبَأَ. و قیل: لَبَأَهم: أَطْعَمهم اللِّبَأَ، و أَلبأَهمَ: زوَّدهُم إِیاه. و قال اللحیانی: لَبَأْتُهم لَبْأً و لِبَأً، و هو الاسم. قال ابن سیدة: و لا أَدری ما حاصل كلام اللحیانی هذا اللهم إلا أَن یرید أَن اللِّبَأَ یكون مصدراً و اسماً، و هذا لا یعرف. و أَلْبَؤُوا: كَثُر لِبَؤُهم. و أَلْبَأَتِ الشاةُ: أَنزلت اللِّبَأَ، و قول ذی الرمة: و مَرْبُوعةٍ رِبْعِیَّةٍ قد لَبَأْتُها، بِكَفَّیَّ، من دَوِّیَّةٍ، سَفَراً، سَفْرا فسره الفارسی وحده، فقال: یعنی الكَمْأَةَ. مَرْبوعةٍ: أَصابها الرَّبیعُ. و رِبْعیَّةٍ: مُتَرَوّیة بمطَر الربیع؛ و لَبَأْتُها: أَطْعَمتها أَوّل ما بَدَتْ، و هی استعارةٌ، كما یُطعَمُ اللِّبَأُ. یعنی: أَن الكمَّاءَ جنَاها فبَاكَرَهم بها طَرِیّةً؛ و سَفَراً منصوب علی الظرف أَی غُدْوةً؛ و سَفْراً مفعول ثانٍ للَبَأْتُها، و عَدَّاه إلی مفعولین لأَنه فی معنی أَطْعَمْت. و أَلبَأَ اللِّبَأَ: أَصْلَحَه و طَبَخَه. و لَبأَ اللِّبأَ یَلْبَؤُهُ لَبْأً، و أَلْبَأَه: طَبخَه، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. و لَبَّأَتِ الناقةُ تَلْبِیئاً، و هی مُلَبِّئٌ، بوزن مُلَبِّعٍ: وقع اللِّبَأُ فی ضَرْعها، ثم الفِصْحُ بعد اللِّبَإِ إذا جاء اللبنُ بعد انقطاع اللِّبَإِ، یقال قد أَفْصَحتِ الناقةُ و أَفْصحَ لَبَنُها. و عِشارٌ مَلابِئُ إذا دنا نِتاجُها. و یقال: لَبَأْتُ الفَسِیلَ أَلْبَؤُه لَبْأً إذا سَقَیْتَه حین تَغْرِسُه. و‌فی الحدیث: إذا غرسْتَ فَسیلةً، و قیل الساعةُ تقومُ، فلا یَمْنَعك أَن تَلْبَأَها، أَی تَسْقِیَها، و ذلك أَوَّل سَقْیِك إیاها. و‌فی حدیث بعض الصحابة: أَنه مَرَّ بأَنْصاریٍّ یَغْرِسُ نَخلًا فقال: یا ابن أَخی إن بلَغَك أَنَّ الدجالَ قد خَرج، فلا یَمنعنَّك من أَن تَلْبَأَها، أَی لا یَمنعنَّكَ خُروجُه عن غَرْسِها و سَقْیِها أَولَ سَقْیةٍ؛ مأْخوذ من اللِّبإ. و لَبَّأْت بالحجِّ تَلْبِئةً، و أَصله لَبَّیْت، غیر مهموز. قال الفرّاءُ: ربما خرجت بهم فصاحتهم إلی أَن یهمزوا ما لیس بمهموز، فقالوا لَبَّأْتُ بالحَج، و حَلَّأْتُ السَّوِیقَ، و رثَأْتُ المیت. ابن شمیل فی تفسیر لَبَّیْكَ، یقال: لَبَأَ فلان من هذا الطعام یَلْبَأُ لَبْأً إذا أَكثر منه. قال: و لَبَّیْكَ كأَنه اسْتِرْزاقٌ الأَحمر: بَیْنَهم المُلْتَبِئةُ أَی هم مُتفاوِضُون لا یكتم بعضهم بعضاً. و فی النوادر یقال: بنو فلان لا یَلْتَبِئُون فَتاهُم، و لا یَتَعَیَّرونَ شَیْخَهم. المعنی: لا یُزَوّجُون الغلام صغیراً و لا الشیخ كبیراً طَلَباً للنَّسْل. و اللَّبُؤَةُ: الأُنثی من الأُسُود، و الجمع لَبُؤٌ، و اللَّبْأَةُ و اللَّبَاة كاللَّبُؤَةِ، فإن كان مخففاً منه، فجمعه كجمعه، و إن كان لغة، فجمعه لَبَآتٌ. و اللَّبْوةُ، ساكنة الباء غیر مهموزة لغة فیها، و اللَّبُؤُ الأَسد، قال: و قد أُمیت، أَعنی أنهم قلّ استعمالهم إیاه البتة. و اللَّبُوءُ: رجل معروف، و هو اللَّبُوءُ بن عبد القیس. و اللَّبْ‌ءُ: حیٌّ.

لتأ؛ ج1، ص: 151

: لَتَأَ فی صَدْره یَلْتَأُ لَتْأً: دفع. و لَتَأَ المرأَة یَلْتَؤُها لَتْأً: نكحها. و لَتَأَه بسهَم لَتْأً: رمَاه به. و لَتَأْتُ الرجل بالحجر إذا رَمَیْتَه به. و لَتَأْتُه
لسان العرب، ج‌1، ص: 152
بعَیْنِی لَتْأً إذا أَحْدَدْتَ إلیه النظَرَ، و أَنشد ابن السكیت: تَراه، إذا أَمَّه الصِّنْو لا «6» یَنُوءُ اللَّتِی‌ءُ الذی یَلْتَؤُهْ قال: اللَّتِی‌ءُ، فَعِیلٌ مِن لَتَأْتُه إذا أَصَبْتَه. و اللَّتِی‌ءُ المَلْتِیُّ: المَرْمِیُّ. و لَتَأَتْ به أُمُّه: ولَدَته. یقال: لَعَنَ اللّه أُمّاً لَتَأَتْ به، و لَكَأَت به، أَی رَمَتْه.

لثأ؛ ج1، ص: 152

: الأَزهری: روی سلمة عن الفرّاءِ أَنه قال: اللَّثَأُ، بالهمز، لِما یسیل من الشجر. و قال أَیضاً فی ترجمة لثی: اللَّثَی ما سَال من ماء الشجر من ساقها خاثِراً، و سیأْتی ذكره.

لجأ؛ ج1، ص: 152

: لَجَأَ إلی الشی‌ء و المَكان یَلْجَأُ لَجْأً و لُجُوءاً و مَلْجَأً، و لَجِئَ لَجَأً، و الْتَجَأَ، و أَلْجأْتُ أَمْری إلی اللّه أَسْنَدتُ. و‌فی حدیث كَعْب، رضی اللّه عنه: مَن دَخَل فی دیوان المُسلِمِین ثمَ تَلجَّأَ منهم، فقد خَرج من قُبَّة الإِسْلامِ.یقال: لَجَأْتُ إلی فلان و عنه، و التَجَأْتُ، و تَلجَّأْتُ إذا اسْتَنَدْتَ إِلیه و اعْتَضَدْتَ به، أَو عَدَلْتَ عنه إلی غیره، كأَنه إِشارةٌ إلی الخُروج و الانْفراد عن المسلمِین. و أَلْجَأَه إلی الشی‌ءِ: اضْطَرَّه إِلیه. و أَلْجَأَه: عَصَمه. و التَّلْجِئَةُ: الإِكْراهُ. أَبو الهیثم: التَّلْجِئَةُ أَنْ یُلْجئَكَ أَن تَأْتِیَ أَمْراً باطِنُه خِلافُ ظاهره، و ذلِكَ مِثْلُ إِشْهادٍ علی أَمْرٍ ظاهِرُه خِلافُ باطِنِه. و‌فی حدیث النُّعْمانِ بن بَشِیر: هذا تَلْجِئَةٌ، فأَشْهِدْ علیه غَیْرِی.التَّلْجِئة: تَفْعِلة من الإِلْجَاءِ، كأَنه قد أَلْجَأَكَ إلی أَنْ تَأْتِیَ أَمراً باطنُه خلافُ ظاهره، و أَحْوَجَك إلی أَن تَفْعَل فِعلًا تَكْرَهُه. و كان بشیر قد أَفْرَدَ ابنَه النُّعمانَ بشی‌ءٍ دون إخوته حَمَلتْه علیه أُمُّه. و المَلْجَأُ و اللَّجَأُ: المَعْقِلُ، و الجمع أَلْجاءٌ. و یقالُ: أَلْجَأْتُ فلاناً إلی الشی‌ءِ إذا حَصَّنْته فی مَلْجإٍ، و لَجَإٍ، و الْتَجَأْتُ إلیه الْتِجاءً. ابن شمیل: التَّلْجِئةُ أَن یجعل مالَه لبَعض ورَثته دون بعض، كأَنه یتصدَّق به علیه، و هو وارثه. قال: و لا تَلْجِئةَ إلّا إلی وارِثٍ. و یقال: أَ لكَ لَجَأٌ یا فلان؟ و اللَّجأُ: الزوجةُ. و عُمَر بن لَجَإٍ التَّمیمی الشاعر.

لزأ؛ ج1، ص: 152

: لَزَأَ الرجلَ و لَزَّأَه كلاهما: أَعطاهُ. و لَزَأَ إِبِلی و لَزَّأَها كلاهما: أَحسنَ رِعْیَتَها. و أَلْزَأَ غَنَمِی: أَشْبَعَها. غیره: و لَزَّأْتُ الإِبلَ تَلْزِئةً إذا أَحْسَنْتَ رِعْیَتَها. و تَلَزَّأَتْ رِیّاً إذا امْتَلأَتْ رِیّاً، و كذلك تَوَزَّأَتْ رِیّاً. و لَزَأْتُ القِرْبةَ إذا مَلأْتَها. و قَبَحَ اللّه أُمّاً لَزَأَتْ به.

لطأ؛ ج1، ص: 152

: اللَّطْءُ: لزوقُ الشی‌ء بالشی‌ء. لَطِئَ، بالكسر، یَلْطَأُ بالأَرض لُطُوءاً، و لَطَأَ یَلْطَأُ لَطْأً: لَزِقَ بها. یقال: رأَیت فلاناً لاطِئاً بالأَرض، و رأَیت الذئب لاطِئاً للسَّرِقَةِ. و لَطَأْتُ بالأَرض و لَطِئْتُ أَی لَزِقْتُ. و قال الشماخ، فترك الهمز:
(6). قوله [أمه كذا] هو فی شرح القاموس و الذی فی نسخ من اللسان لا یوثق بها بدل المیم حاء مهملة، و فی نسخة سقیمة من التهذیب بدل الحاء جیم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 153
فَوافَقَهُنَّ أَطْلَسُ عامِرِیٌّ، لَطا بصفائِحٍ مُتَسانِداتِ أَراد لَطَأَ، یعنی الصَّیَّادَ أَی لَزِقَ بالأَرض، فترك الهمزة. و‌فی حدیث ابن إِدریسَ: لَطِئَ لسانی، فَقَلَّ عن ذكْرِ اللّهِ، أَی یَبِسَ، فكَبُرَ علیه، فلم یَسْتَطِعْ تَحْرِیكَه. و‌فی حدیث نافع بن جبیر: إذا ذُكر عبدُ مناف الْطَهْ؛ هو من لَطِئَ بالأَرض، فَحَذف الهمزة ثم أَتْبَعَها هاءَ السكت. یرید: إِذا ذُكر، فالتَصِقُوا فی الأَرض و لا تَعُدُّوا أَنفسكم، و كُونوا كالتُّراب. و یروی: فالْطَؤُوا. و أَكَمةٌ لاطِئةٌ: لازِقةٌ. و اللَّاطِئةُ مِن الشِّجاج: السِّمْحاقُ. قال ابن الأَثیر: من أَسماءِ الشِّجاج اللَّاطِئَةُ. قیل: هی السِّمْحاقُ، و السِّمْحاقُ عندهم المِلْطَی، بالقصر، و المِلْطاةُ. و المِلْطَی: قشرة رقِیقة بین عَظْمِ الرأسِ و لَحْمِه. و اللَّاطئةُ: خُراجٌ یَخْرُج بالإنسان لا یكادُ یَبْرأُ منه، و یزعمون أَنه مِن لَسْعِ الثُّطْأَة. و لَطَأَه بالعَصا لَطْأً: ضرَبه، و خص بعضهم به ضربَ الظهر.

لفأ؛ ج1، ص: 153

: لَفَأَت الریحُ السَّحابَ عن الماءِ، و الترابَ عن وجه الأَرض، تَلْفَؤُه لَفْأً: فَرَّقَتْه و سَفَرَتْه. و لَفَأَ اللحمَ عن العظم یَلْفَؤُه لَفْأً و لَفاً، و الْتَفَأَه كلاهما: قَشَرَه و جَلَفَه عنه، و القِطْعةُ منه لَفیِئَةٌ «1» نحو النَّحْضة و الهَبْرةِ و الوذْرةِ، و كلُّ بَضْعةٍ لا عظم فیها لَفِیئةٌ، و الجمع لَفِی‌ءٌ، و جمع اللَّفِیئَةِ من اللحم لَفایا مثل خَطِیئةٍ و خَطایا. و‌فی الحدیث: رَضِیتُ مِن الوَفاءِ باللَّفاء.قال ابن الأَثیر: الوفاء التمام، و اللَّفاء النُّقصان، و اشتقاقه من لَفَأْتُ العظم إذا أَخذْتَ بعض لحمه عنه، و اسم تلك اللَّحْمة لَفِیئة. و لَفَأَ العُودَ یَلْفَؤُه لَفْأً: قَشَرَه. و لَفَأَه بالعَصا لَفْأً: ضرَبَه بها. و لَفَأَه: رَدَّه. و اللَّفَاءُ: التُّراب و القُماش علی وجه الأَرض. و اللَّفَاءُ: الشی‌ءُ القَلِیلُ. و اللَّفَاءُ: دون الحَقِّ. و یقال: ارْضَ مِن الوَفاءِ باللَّفَاءِ أَی بدون الحَقّ. قال أَبو زبید: فما أَنا بالضَّعِیف، فَتَزْدَرِینی، و لا حَظِّی اللَّفَاءُ، و لا الخَسِیسُ و یقال: فلان لا یَرْضَی باللَّفاءِ من الوَفاءِ أَی لا یَرْضی بدون وَفاء حَقِّه. و أَنشد الفرّاءُ: أَ ظَنَّتْ بَنُو جَحْوانَ أَنَّك آكِلٌ كِباشی، و قاضِیَّ اللَّفاءَ فَقابِلُهْ؟ قال أَبو الهیثم یقال: لَفَأْتُ الرجلَ إذا نَقَصْتَه حَقَّه و أَعطَیْتَه دون الوَفاء. یقال: رَضِیَ من الوَفاءِ باللَّفاءِ. التهذیب: و لَفَأَه حَقَّه إذا أَعْطاه أَقَلَّ مِن حقِّه. قال أَبو سعید: قال أَبو تراب: أَحْسَبُ هذا الحرف من الأَضداد.

لكأ؛ ج1، ص: 153

: لَكِئَ بالمَكان: أَقَامَ به كَلَكِیَ. و لَكَأَه بالسَّوْط لَكْأً: ضَرَبه. و لَكَأْتُ به الأَرضَ: ضَرَبْتُ به الأَرض. و لَعَن اللّهُ أُمًّا لَكَأَتْ به و لَتَأَتْ به أَی رَمَتْه. و تَلَكَّأَ علیه: اعْتَلَّ و أَبْطَأَ. و تَلَكَّأْتُ عن الأَمر
(1). قوله [لفیئة] كذا فی المحكم و فی الصحاح لفئة بدون یاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 154
تَلَكُّؤاً: تباطَأْت عنه و تَوَقَّفْتُ و اعْتَلَلْتُ علیه و امْتَنَعْتُ. و‌فی حدیث المُلاعَنةِ: فَتَلَكَّأَتْ عند الخامسة أَی توقَّفَت و تباطَأَتْ أَن تَقُولَها.و‌فی حدیث زِیادٍ: أُتِیَ برَجُل فَتَلَكَّأَ فی الشّهادةِ.

لمأ؛ ج1، ص: 154

: تَلَمَّأَتْ به الأَرضُ و علیه تَلَمُّؤاً: اشْتَمَلت و اسْتَوَت و وارَتْه. و أَنشد: و لِلأَرْضِ كَمْ مِنْ صالِحٍ قد تَلَمَّأَتْ عَلَیْهِ، فَوارَتْه بلَمَّاعةٍ قَفْرِ و یقال: قد أَلْمأْتُ علی الشی‌ءِ إلماءً إذا احْتَوَیْتَ علیه. و لَمَأَ به: اشتمل علیه. و أَلْمَأَ اللِّصُّ علی الشی‌ءِ: ذَهَب به خُفْیةً. و أَلْمَأَ علی حَقِّی: جَحَده. و ذهَب ثوبی فما أَدْری من أَلمَأَ علیه. و فی الصحاح: مَن أَلمَأَ به، حكاه یعقوب فی الجَحْد، قال: و یتكلم بهذا بغیر جَحد. و حكاه یعقوب أَیضاً: و كان بالأَرض مَرْعًی أَو زرع، فهاجت به دَوابُّ، فأَلْمَأَتْه أَی تَرَكَتْه صعِیداً لیس به شی‌ء. و فی التهذیب: فهاجَتْ به الرّیاحُ، فأَلمأَتْه أَی تَرَكَتْه صَعِیداً. و ما أَدْرِی أَین أَلْمَأَ مِن بِلاد اللّه أَی ذَهَب. و قال ابن كَثْوةَ: ما یَلْمَأُ فَمُه بكلمة و ما یَجْأَی فَمُه بكلمة، بمعناه. و ما یَلْمَأُ فم فلان بكلمة، معناه: أَنه لا یَسْتَعْظِمُ شیئاً تَكَلَّمَ به من قَبِیح. و لَمَأَ الشی‌ءَ یَلْمَؤُه: أَخذَه بأَجْمَعِه. و أَلْمأَ بما فی الجَفْنة، و تَلَمَّأَ به، و التَمَأَه: اسْتَأْثَرَ به و غَلَب علیه. و التُمِئَ لونُه: تَغیَّر كالتُمِعَ. و حكی بعضهم: الْتَمَأَ كالتَمَع. و لَمَأَ الشی‌ءَ: أَبْصَرَه كَلَمَحَه. و‌فی حدیث المولد: فَلَمَأْتُها نُوراً یُضِی‌ءُ له ما حَوْلَه كَإضاءَةِ البَدْرِ.لَمَأْتُها أَی أَبْصَرْتُها و لَمَحْتُها. و اللَّم‌ءُ و اللَّمحُ: سُرْعة إبصار الشی‌ء.

لهلأ؛ ج1، ص: 154

: التهذیب فی الخماسی: تَلَهْلَأْتُ أَی نَكَصْتُ.

لوأ؛ ج1، ص: 154

: التهذیب فی ترجمة لوی: و یقال لَوَّأَ اللّه بك، بالهمز، أَی شَوَّهَ بك. قال الشاعر: و كنتُ أُرَجِّی، بَعْدَ نَعْمانَ، جابِراً، فَلَوَّأَ، بالعَیْنَیْنِ و الوجهِ، جابِرُ أَی شَوَّه. و یقال: هذه و اللّه الشَّوْهةُ و اللَّوْأَة. و یقال: اللَّوَّة، بغیر همز.

لیأ؛ ج1، ص: 154

: اللِّیَاءُ: حَبٌّ أَبیضُ مِثْلُ الحِمَّصِ، شدیدُ البَیاض یُؤْكل. قال أَبو حنیفة: لا أَدری أَ لَهُ قُطْنِیَّةٌ أَم لا؟

فصل المیم؛ ج1، ص: 154

مأمأ؛ ج1، ص: 154

: المَأْمَأَةُ: حِكایةُ صَوْتِ الشاةِ أَو الظَّبْی إذا وصَلَتْ صَوْتَها.

متأ؛ ج1، ص: 154

: مَتَأَه بالعَصا: ضَرَبه بها. و مَتَأَ الحَبْلَ یَمْتَؤُه مَتْأً: مدَّه، لغة فی مَتَوْتُه.

مرأ؛ ج1، ص: 154

: المُرُوءَة: كَمالُ الرُّجُولِیَّة. مَرُؤَ الرجلُ یَمْرُؤُ مُرُوءَةً، فهو مَرِی‌ءٌ، علی فعیلٍ، وَ تمَرَّأَ، علی تَفَعَّلَ: صار ذا مُروءَةٍ. و تَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ المُروءَة. و تَمَرَّأَ بنا أَی طَلَب بإِكْرامِنا اسم المُروءَةِ. و فلان یَتَمَرَّأُ بنا أَی یَطْلُبُ المُروءَةَ بنَقْصِنا أَو عیبنا. و المُرُوءَة: الإِنسانیة، و لك أَن تُشَدّد. الفرَّاءُ: یقال من المُرُوءَةِ مَرُؤَ الرجلُ یَمْرُؤُ مُرُوءَةً،
لسان العرب، ج‌1، ص: 155
و مَرُؤَ الطعامُ یَمْرُؤُ مَراءَةً، و لیس بینهما فرق إلا اختلاف المصدرین.و كَتَب عمرُ بنُ الخطاب إلی أَبی موسی: خُذِ الناسَ بالعَرَبیَّةِ، فإِنه یَزیدُ فی العَقْل و یُثْبِتُ المروءَةَ.و‌قیل للأَحْنَفِ: ما المُرُوءَةُ؟ فقال: العِفَّةُ و الحِرْفةُ.و سئل آخَرُ عن المُروءَة، فقال: المُرُوءَة أَن لا تفعل فی السِّرِّ أَمراً و أَنت تَسْتَحْیِی أَن تَفْعَلَه جَهْراً.و طعامٌ مَری‌ءٌ هَنِی‌ءٌ: حَمِیدُ المَغَبَّةِ بَیِّنُ المَرْأَةِ، علی مثال تَمْرةٍ. و قد مَرُؤَ الطعامُ، و مَرَأَ: صار مَرِیئاً، و كذلك مَرِئَ الطعامُ كما تقول فَقُهَ و فَقِهَ، بضم القاف و كسرها؛ و اسْتَمْرَأَه. و‌فی حدیث الاستسقاء: اسقِنا غَیْثاً مَرِیئاً مَرِیعاً.یقال: مَرَأَنی الطعامُ و أَمْرَأَنی إذا لم یَثْقُل علی المَعِدة و انْحَدَر عنها طَیِّباً. و‌فی حدیث الشُّرْب: فإِنه أَهْنَأُ و أَمْرَأُ.و قالوا: هَنِئَنِی الطَّعامُ «1» و مَرِئَنی و هَنَأَنِی و مَرَأَنِی، علی الإِتْباعِ، إذا أَتْبَعُوها هَنَأَنِی قالوا مَرَأَنِی، فإذا أَفردوه عن هَنَأَنِی قالوا أَمْرَأَنِی، و لا یقال أَهْنَأَنِی. قال أَبو زید: یقال أَمْرَأَنِی الطعامُ إِمْراءً، و هو طعامٌ مُمْرِئٌ، و مَرِئْتُ الطعامَ، بالكسر: اسْتَمْرأْتُه. و ما كان مَرِیئاً و لقد مَرُؤَ. و هذا یُمْرِئُ الطعامَ. و قال ابن الأَعرابی: ما كان الطعامُ مَرِیئاً و لقد مَرَأَ، و ما كان الرجلُ مَرِیئاً و لقد مَرُؤَ. و قال شمر عن أَصحابه: یقال مَرِئَ لی هذا الطعامُ مَراءَةً أَی اسْتَمْرَأْتُه، و هَنِئَ هذا الطعامُ، و أَكَلْنا من هذا الطعام حتی هَنِئْنا منه أَی شَبِعْنا، و مَرِئْتُ الطعامَ و اسْتَمْرَأْته، و قَلَّما یَمْرَأُ لك الطعامُ. و یقال: ما لَكَ لا تَمْرَأُ أَی ما لَك لا تَطْعَمُ، و قد مَرَأْتُ أَی طَعِمْتُ. و المَرءُ: الإِطعامُ علی بناء دار أَو تزویج. و كَلأٌ مَرِی‌ءٌ: غیر وَخِیمٍ. و مَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءَةً، فهی مَرِیئةٌ: حَسُنَ هواءُها. و المَرِی‌ءُ: مَجْری الطعام و الشَّراب، و هو رأْس المَعدة و الكَرِش اللاصقُ بالحُلْقُوم الذی یجری فیه الطعام و الشراب و یدخل فیه، و الجمع: أَمْرِئةٌ و مُرُؤٌ، مَهموزة بوزن مُرُعٍ، مثل سَرِیر و سُرُرٍ. أَبو عبید: الشَّجْرُ ما لَصِقَ بالحُلْقُوم، و المَرِی‌ءُ، بالهمز غیر مُشدد. و‌فی حدیث الأَحنَف: یأتینا فی مثل مَرِی‌ءِ نَعامٍ «2». المَرِی‌ءُ: مَجْری الطَّعام و الشَّراب من الحَلْق، ضَرَبه مثلًا لِضیق العَیْشِ و قلة الطَّعَام، و إنما خص النَّعام لدقةِ عُنُقِه، و یُستدلُّ به علی ضِیق مَریئه. و أَصلُ المَری‌ءِ: رأْسُ المَعِدة المُتَّصِلُ بالحُلْقُوم و به یكون اسْتِمْراءُ الطعام. و تقول: هو مَرِی‌ءُ الجَزُور و الشاة للمتصل بالحُلْقوم الذی یجری فیه الطعامُ و الشرابُ. قال أَبو منصور: أَقرأَنی أَبو بكر الإِیادیّ: المری‌ءُ لأَبی عبید، فهمزه بلا تشدید. قال: و أَقرأَنی المنذری: المَریُّ لأَبی الهیثم، فلم یهمزه و شدَّد الیاءَ. و المَرْءُ: الإِنسان. تقول: هذا مَرْءٌ، و كذلك فی النصب و الخفض تفتح المیم، هذا هو القیاس. و منهم من یضم المیم فی الرفع و یفتحها فی النصب و یكسرها
(1). قوله [هنئنی الطعام إلخ] كذا رسم فی النسخ و شرح القاموس أیضاً. (2). قوله [یأتینا فی مثل مری‌ء إلخ] كذا بالنسخ و هو لفظ النهایة و الذی فی الأساس یأتینا ما یأتینا فی مثل مری‌ء النعامة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 156
فی الخفض، یتبعها الهمز علی حَدِّ ما یُتْبِعُون الرَّاء إیاها إذا أَدخلوا أَلف الوصل فقالوا امْرُؤٌ. و قول أَبی خِراش: جَمَعْتَ أُمُوراً، یُنْفِذُ المِرْءَ بَعْضُها، مِنَ الحِلْمِ و المَعْرُوفِ و الحَسَبِ الضَّخْمِ هكذا رواه السكری بكسر المیم، و زعم أَن ذلك لغة هذیل. و هما مِرْآنِ صالِحان، و لا یكسر هذا الاسم و لا یجمع علی لفظه، و لا یُجْمَع جَمْع السَّلامة، لا یقال أَمْراءٌ و لا أَمْرُؤٌ و لا مَرْؤُونَ و لا أَمارِئُ. و قد ورد‌فی حدیث الحسن: أَحْسِنُوا ملأَكُمْ أَیها المَرْؤُونَ.قال ابن الأَثیر: هو جَمْعُ المَرْءِ، و هو الرَّجل. و منه قول رُؤْبةَ لِطائفةٍ رَآهم: أَیْنَ یُرِید المَرْؤُونَ؟ و قد أَنَّثوا فقالوا: مَرْأَةٌ، و خَفَّفوا التخفیف القیاسی فقالوا: مَرَةٌ، بترك الهمز و فتح الراءِ، و هذا مطَّرد. و قال سیبویه: و قد قالوا: مَراةٌ، و ذلك قلیل، و نظیره كَمَاةٌ. قال الفارسی: و لیس بمُطَّرِد كأَنهم توهموا حركة الهمزة علی الراء، فبقی مَرَأْةً، ثم خُفِّف علی هذا اللفظ. و أَلحقوا أَلف الوصل فی المؤَنث أَیضاً، فقالوا: امْرأَةٌ، فإذا عرَّفوها قالوا: المَرأة. و قد حكی أَبو علی: الامْرَأَة. اللیث: امْرَأَةٌ تأْنیث امْرِئٍ. و قال ابن الأَنباری: الأَلف فی امْرأةٍ و امْرِئٍ أَلف وصل. قال: و للعرب فی المَرأَةِ ثلاث لغات، یقال: هی امْرَأَتُه و هی مَرْأَتُه و هی مَرَتُه. و حكی ابن الأَعرابی: أَنه یقال للمرأَة إنها لَامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل، قال: و هذا نادر. و‌فی حدیث علیٍّ، كَرَّمَ اللّهُ وجهه، لما تَزَوَّج فاطِمَة، رِضْوانُ اللّه علیهما: قال له یهودی، أَراد أَن یبتاع منه ثِیاباً، لقد تَزَوَّجْتَ امْرأَةً، یُرِید امْرَأَةً كامِلةً، كما یقال فلان رَجُلٌ، أَی كامِلٌ فی الرِّجال. و‌فی الحدیث: یَقْتُلُون كَلْبَ المُرَیْئةِ؛ هی تصغیر المرأَة. و فی الصحاح: إن جئت بأَلف الوصل كان فیه ثلاث لغات: فتح الراءِ علی كل حال، حكاها الفرَّاءُ، و ضمها علی كل حال، و إعرابها علی كل حال. تقول: هذا امْرُؤٌ و رأَیت امْرَأً و مررت بامْرِئٍ، معرَباً من مكانین، و لا جمع له من لفظه. و فی التهذیب: فی النصب تقول: هذا امْرَؤٌ و رأَیت امْرَأً و مررت بامْرَئٍ، و فی الرفع تقول: هذا امْرُؤٌ و رأَیت امْرُأً و مررت بامْرُئٍ، و تقول: هذه امْرَأَةٌ، مفتوحة الراءِ علی كل حال. قال الكسائی و الفرَّاءُ: امْرُؤٌ معرب من الراءِ و الهمزة، و إنما أُعرب من مكانین، و الإِعراب الواحد یَكْفِی من الإِعرابین، أَن آخره همزة، و الهمزة قد تترك فی كثیر من الكلام، فكرهوا أَن یفتحوا الراءَ و یتركوا الهمزة، فیقولون: امْرَوْ، فتكون الراء مفتوحة و الواو ساكنة، فلا یكون، فی الكلمة، علامةٌ للرفع، فَعَرَّبوه من الراءِ لیكونوا، إذا تركوا الهمزة، آمِنین من سُقوط الإِعْراب. قال الفرَّاءُ: و من العرب من یعربه من الهمز وَحْدَه و یَدَعُ الراءَ مفتوحة، فیقول: قام امرَؤٌ و ضربت امْرَأً و مررت بامْرَئٍ، و أَنشد: بِأَبْیَ امْرَؤٌ، و الشامُ بَیْنِی و بَینَه، أَتَتْنِی، بِبُشْرَی، بُرْدُه و رَسائِلُهْ و قال آخر: أَنتَ امْرَؤٌ مِن خِیار الناسِ، قد عَلِمُوا، یُعْطِی الجَزیلَ، و یُعْطَی الحَمْدَ بالثَّمنِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 157
هكذا أَنشده بِأَبْیَ، بإسكان الباء الثانیة و فتح الیاء. و البصریون ینشدونه بِبَنْیَ امْرَؤٌ. قال أَبو بكر: فإِذا أَسقطت العرب من امرئٍ الأَلف فلها فی تعریبه مذهبان: أَحدهما التعریب من مكانین، و الآخر التعریب من مكان واحد، فإذا عَرَّبُوه من مكانین قالوا: قام مُرْءٌ و ضربت مَرْءًا و مررت بمِرْءٍ؛ و منهم من یقول: قام مَرءٌ و ضربت مَرْءًا و مررت بمَرْءٍ. قال: و نَزَلَ القرآنُ بتعْریبِه من مكان واحد. قال اللّه تعالی: یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ، علی فتح المیم. الجوهری المرءُ: الرجل، تقول: هذا مَرْءٌ صالحٌ، و مررت بِمَرْءٍ صالحٍ و رأَیت مَرْءًا صالحاً. قال: و ضم المیم لغة، تقول: هذا مُرْؤٌ و رأَیت مُرْءًا و مررت بمُرْءٍ، و تقول: هذا مُرْءٌ و رأَیت مَرْءًا و مررت بِمِرْءٍ، مُعْرَباً من مكانین. قال: و إن صغرت أَسقطت أَلِف الوصل فقلت: مُرَیْ‌ءٌ و مُرَیْئةٌ، و ربما سموا الذئب امْرَأً، و ذكر یونس أَن قول الشاعر: و أَنتَ امْرُؤٌ تَعْدُو علی كلِّ غِرَّةٍ، فتُخْطِئُ فیها، مرَّةً، و تُصِیبُ یعنی به الذئب. و قالت امرأَة من العرب: أَنا امْرُؤٌ لا أُخْبِرُ السِّرَّ. و النسبة إلی امْرِئٍ مَرَئِیٌّ، بفتح الراء، و منه المَرَئِیُّ الشاعر. و كذلك النسبة إلی امْرِئِ القَیْس، و إِن شئت امْرِئِیٌّ. و امْرؤُ القیس من أَسمائهم، و قد غلب علی القبیلة، و الإِضافةُ إلیه امْرِئیّ، و هو من القسم الذی وقعت فیه الإِضافة إلی الأَول دون الثانی، لأَن امْرَأً لم یضف إلی اسم علم فی كلامهم إلّا فی قولهم امرؤُ القیس. و أَما الذین قالوا: مَرَئِیٌّ، فكأَنهم أَضافوا إلی مَرْءٍ، فكان قیاسه علی ذلك مَرْئِیٌّ، و لكنه نادرٌ مَعْدُولُ النسب. قال ذو الرمة: إذا المَرَئِیُّ شَبَّ له بناتٌ، عَقَدْنَ برأْسِه إبَةً و عارَا و المَرْآةُ: مصدر الشی‌ء المَرْئِیِّ. التهذیب: و جمع المَرْآةِ مَراءٍ، بوزن مَراعٍ. قال: و العوامُّ یقولون فی جمع المَرْآةِ مَرایا. قال: و هو خطأٌ. و مَرْأَةُ: قریة. قال ذو الرمة: فلما دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ دساكِرُ، لم تُرْفَعْ، لخَیْرٍ، ظلالُها و قد قیل: هی قریة هشام المَرئِیِّ. و أَما‌قوله فی الحدیث: لا یَتَمَرْأَی أَحدُكم فی الدنیا، أَی لا یَنْظُرُ فیها، و هو یَتَمَفْعَلُ من الرُّؤْیة، و المیم زائدة. و فی روایة: لا یَتَمَرَّأُ أَحدُكم بالدنیا، مِن الشی‌ء المَرِی‌ءِ.

مسأ؛ ج1، ص: 157

: مَسَأَ یَمْسَأُ مَسْأً و مُسُوءًا: مَجَنَ، و الماسِئُ: الماجِنُ. و مَسْ‌ءُ الطریقِ: وَسَطُه. و مَسَأَ مَسْأً: مَرَنَ علی الشی‌ءِ. و مَسَأَ: أَبْطَأَ. و مَسَأَ بینهم مَسْأً و مُسُوءًا: حَرَّش. أَبو عبید عن الأَصمعی: الماسُ، خفیف غیر مهموز، و هو الذی لا یلتفِتُ إلی مَوْعِظةِ أَحد، و لا یَقبل قَوْلَه. یقال: رجل ماسٌ، و ما أَمْساهُ. قال أَبو منصور: كأَنه مقلوب، كما قالوا هارٌ و هارٍ و هائرٌ. قال أَبو منصور: و یحتمل أَن یكون الماسُ فی الأَصل ماسِئاً، و هو مهموز فی الأَصل.

مطأ؛ ج1، ص: 157

: ابن الفرج: سمعت الباهِلِیِّین تقول: مَطا الرجُلُ المرأَةَ و مَطَأَها، بالهمز، أَی وَطِئَها. قال أَبو منصور: و شَطَأَها، بالشین، بهذا المعنی لغة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 158‌

مكأ؛ ج1، ص: 158

: المَكْ‌ءُ: جُحْر الثَّعْلَب و الأَرْنَب. و قال ثعلب: هو جُحْر الضب. قال الطِّرِمَّاح: كَمْ به مِنْ مَكْ‌ءِ وحْشِیَّةٍ، قِیضَ فی مُنْتَثَلٍ أَو هَیامِ عنی بالوَحْشِیَّةِ هنا الضَّبَّةَ، لأَنه لا یَبِیضُ الثَّعلب و لا الأَرنب. إِنما تَبِیض الضَّبَّة. و قِیضَ: حُفِرَ و شُقَّ، و مَن رواه من مَكْن وحشیة، و هو البَیْضُ، فقِیضَ عنده كُسِرَ قَیْضُه، فأُخْرِجَ ما فیه. و المُنْتَثَلُ: ما یُخْرَج منه من التُّراب. و الهَیامُ: التُّراب الذی لا یَتَماسَكُ أَن یَسِیلَ من الید.

ملأَ؛ ج1، ص: 158

: مَلأَ الشی‌ءَ یَمْلَؤُه مَلأً، فهو مَمْلُوءٌ، و مَلَّأَه فامْتَلأَ، و تَمَلَّأَ، و إنه لَحَسَنُ المِلأَةِ أَی المَلْ‌ءِ، لا التَّمَلُّؤِ. و إِناءٌ مَلآنُ، و الأُنثی مَلأَی و مَلآنةٌ، و الجمع مِلاءٌ؛ و العامة تقول: إِناءٌ مَلًا. أَبو حاتم یقال: حُبٌّ مَلآنُ، و قِرْبةٌ مَلأَی، و حِبابٌ مِلاءٌ. قال: و إن شئت خففت الهمزة، فقلت فی المذكر مَلانُ، و فی المؤَنث مَلًا. و دَلْوٌ مَلًا، و منه قوله: حَبَّذا دَلْوُك إذْ جاءَت مَلا أَراد مَلأَی. و یقال: مَلأْتُه مَلْأً، بوزن مَلْعاً، فإِن خففت قلت: مَلًا؛ و أَنشد شمر فی مَلًا، غیر مهموز، بمعنی مَلْ‌ءٍ: و كائِنْ ما تَرَی مِنْ مُهْوَئِنٍّ، مَلا عَیْنٍ و أَكْثِبةٍ وَقُورِ أَراد مَلْ‌ء عَیْنٍ، فخفف الهمزة. و قد امْتَلأَ الإِناءُ امْتِلاءً، و امْتَلأَ و تَمَلَّأَ، بمعنی. و المِلْ‌ءُ، بالكسر: اسم ما یأخذه الإِناءُ إذا امْتَلأَ. یقال: أَعْطَی مِلأَه و مِلأَیْهِ و ثلاثةَ أَمْلائه. و كوزٌ مَلآنُ؛ و العامَّةُ تقول: مَلًا ماءً. و‌فی دعاء الصلاة: لكَ الحمدُ مِلْ‌ءَ السمواتِ و الأَرضِ.هذا تمثیل لأَنّ الكلامَ لا یَسَعُ الأَماكِنَ، و المراد به كثرة العدد. یقول: لو قُدِّر أَن تكون كلماتُ الحَمد أَجْساماً لبلَغت من كثرتها أَن تَمْلأَ السمواتِ و الأَرضَ؛ و یجوز أَن یكون المرادُ به تَفْخِیمَ شأْنِ كلمة الحَمد، و یجوز أَن یرادَ به أَجْرُها و ثَوابُها. و منه‌حدیث إِسلام أَبی ذر، رضی اللّه عنه: قال لنا كلِمَةً تَمْلأُ الفمَ‌أَی إِنها عظیمة شَنِیعةٌ، لا یجوز أَن تُحْكَی و تُقالَ، فكأَنَّ الفَمَ مَلآنُ بها لا یَقْدِرُ علی النُّطق. و منه‌الحدیث: امْلَؤُوا أَفْواهَكم من القُرْآنِ.و‌فی حدیث أُمّ زرع: مِلْ‌ءُ كِسائها و غَیْظُ جارَتِها؛ أَرادت أَنها سَمِینة، فإذا تغطَّت بِكسائها مَلأَتْه. و‌فی حدیث عِمْرانَ و مَزادةِ الماء: إنه لَیُخَیَّلُ إِلینا أَنها أَشدُّ مِلأَةً منها حین ابْتُدِئَ فیها، أَی أَشدُّ امْتلاءً. یقال مَلأْتُ الإِناءَ أَمْلَؤُه مَلأً، و المِلْ‌ءُ الاسم، و المِلأَةُ أَخصُّ منه. و المُلأَة، بالضم مثال المُتْعةِ، و المُلاءَةُ و المُلاءُ: الزُّكام یُصیب مِن امْتِلاءِ المَعِدة. و قد مَلُؤَ، فهو مَلِی‌ءٌ، و مُلِئَ فلان، و أَمْلأَه اللّهُ إملاءً أَی أَزْكَمه، فهو مَمْلُوءٌ، علی غیر قیاس، یُحمل علی مُلِئَ. و المِلْ‌ءُ: الكِظَّة من كثرة الأَكل. اللیث: المُلأَةُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 159
ثِقَلٌ یأخذ فی الرأس كالزُّكام من امْتِلاءِ المَعِدة. و قد تَمَّلأَ من الطعام و الشراب تَمَلُّؤاً، و تَمَلَّأَ غَیْظاً. ابن السكیت: تَمَلَّأْتُ من الطعام تَملُّؤاً، و قد تَملَّیْتُ العَیْشَ تَملِّیاً إذا عِشْتَ مَلِیّاً أَی طَویلًا. و المُلْأَةُ: رَهَلٌ یُصِیبُ البعیرَ من طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّیْرِ. و مَلَّأَ فی قَوْسِه: غَرَّقَ النُّشَّابَةَ و السَّهْمَ. و أَمْلَأْتُ النَّزْعَ فی القَوْسِ إذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فیها. التهذیب، یقال: أَمْلَأَ فلان فی قَوْسِه إذا أَغْرَقَ فی النَّزْعِ، و مَلَأَ فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إذا حَمَله علی أَشَدِّ الحُضْرِ. و رَجل مَلِی‌ءٌ، مهموز: كثیر المالِ، بَیِّن المَلاء، یا هذا، و الجمع مِلاءٌ، و أَمْلِئاءُ، بهمزتین، و مُلَآءُ، كلاهما عن اللحیانی وحده، و لذلك أُتِیَ بهما آخراً. و قد مَلُؤَ الرجل یَمْلُؤُ مَلاءَةً، فهو مَلِی‌ءٌ: صار مَلِیئاً أَی ثِقةً، فهو غَنِیٌّ مَلِی‌ءٌ بَیِّن المَلاءِ و المَلاءَةِ، ممدودان. و‌فی حدیث الدَّیْنِ: إذا أُتْبِعَ أَحدُكم علی مَلِی‌ءٍ فلْیَتَّبِعْ.المَلِی‌ءٌ، بالهمز: الثِّقةُ الغَنِیُّ، و قد أُولِعَ فیه الناس بترك الهمز و تشدید الیاء. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: لا مَلِی‌ءٌ و اللّه بإصْدارِ ما ورَدَ علیه.و اسْتَمْلَأَ فی الدَّیْنِ: جَعل دَیْنَه فی مُلَآءَ. و هذا الأَمر أَمْلَأُ بكَ أَی أَمْلَكُ. و المَلَأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنهم مِلاءٌ بما یُحتاج إلیه. و المَلَأُ، مهموز مقصور: الجماعة، و قیل أَشْرافُ القوم و وجُوهُهم و رؤَساؤهم و مُقَدَّمُوهم، الذین یُرْجَع إلی قولهم. و‌فی الحدیث: هَلْ تَدْرِی فِیمَ یَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلی؟یرید الملائكةَ المُقَرَّبین. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الْمَلَإِ. و فیه أَیضاً: وَ قٰالَ الْمَلَأُ*. و‌یروی أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سَمِعَ رَجُلًا من الأَنصار و قد رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر یقول: ما قَتَلْنا إلا عجائزَ صُلْعاً، فقال علیه السلام: أُولئِكَ المَلَأُ مِنْ قُرَیْشٍ، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ؛ أَی أَشْرافُ قریش، و الجمع أَمْلاء. أَبو الحسن: لیس المَلَأُ مِن باب رَهْطٍ، و إن كانا اسمین للجمع، لأَن رَهْطاً لا واحد له من لفظه، و المَلَأُ و إِن كان لم یُكسر مالِئٌ علیه، فإنَّ مالِئاً من لفظه. حكی أَحمد بن یحیی: رجل مالِئٌ جلیل یَمْلَأُ العین بِجُهْرَتِه، فهو كعَرَبٍ و رَوَحٍ. و شابٌّ مالِئُ العین إذا كان فَخْماً حَسَناً. قال الراجز: بِهَجْمةٍ تَمْلَأُ عَیْنَ الحاسِدِ و یقال: فلان أَمْلَأُ لعینی مِن فلان، أَی أَتَمُّ فی كل شی‌ء مَنْظَراً و حُسْناً. و هو رجل مالِئُ العین إذا أَعْجَبَك حُسْنُه و بَهْجَتُه. و حَكَی: مَلَأَهُ علی الأَمْر یَمْلَؤُه و مالأَهُ «3»، و كذلك المَلَأُ إنما هم القَوْم ذَوُو الشارة و التَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لذلك، و المَلَأُ علی هذا صفة غالبة. و قد مَالَأْتُه علی الأَمر مُمَالَأَةً: ساعَدْتُه علیه و شایَعْتُه. و تَمَالَأْنا علیه: اجْتَمَعْنا، و تَمالَؤُوا علیه: اجْتَمعوا علیه؛ و قول الشاعر: و تَحَدَّثُوا مَلَأً، لِتُصْبِحَ أُمّنا عَذْراءَ، لا كَهْلٌ و لا مَوْلُودُ
(3). قوله [و حكی ملأَه علی الأَمر إلخ] كذا فی النسخ و المحكم بدون تعرض لمعنی ذلك و فی القاموس و ملَأَه علی الأَمر ساعده كمالأَه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 160
أَی تَشَاوَرُوا و تَحَدَّثُوا مُتَمالِئینَ علی ذلك لیَقْتُلونا أَجمعین، فتصبح أُمنا كالعَذْراء التی لا وَلَد لها. قال أَبو عبید: یقال للقوم إذا تَتابَعُوا برَأْیِهم علی أَمر قد تَمالَؤُوا علیه. ابن الأَعرابی: مَالَأَه إذا عاوَنَه، و مَالَأَه إذا صَحِبَه أَشْباهُه. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: و اللّه ما قَتَلْتُ عُثمانَ، و لا مَالَأْتُ علی قتله؛ أَی ما ساعَدْتُ و لا عاوَنْتُ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ برجل قَتَلُوه غِیلةً، و قال: لَو تَمالأَ علیه أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به. و فی روایة: لَقَتَلْتُهم.یقول: لو تضافَرُوا علیه و تَعاوَنُوا و تَساعَدُوا. المَلَأُ، مهموز مقصور: الخُلُقُ. و فی التهذیب: الخُلُقُ المَلِی‌ءُ بما یُحْتاجُ إلیه. و ما أَحسن مَلَأَ بنی فلان أَی أَخْلاقَهم و عِشْرَتَهم. قال الجُهَنِیُّ: تَنادَوْا یا لَبُهْثَةَ، إذْ رَأَوْنا، فَقُلْنا: أَحْسِنی مَلَأً جُهَیْنا أَی أَحْسِنِی أَخْلاقاً یا جُهَیْنةُ؛ و الجمع أَملاء. و یقال: أَراد أَحْسِنِی ممالأَةً أَی مُعاوَنةً، من قولك مَالَأْتُ فُلاناً أَی عاوَنْتهُ و ظاهَرْته. و المَلَأُ فی كلام العرب: الخُلُقُ، یقال: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَی أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم. و‌فی حدیث أَبی قَتادَة، رضی اللّه عنه: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لما تَكابُّوا علی الماء فی تلك الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم؛ و فی طریق: لَمَّا ازدَحَمَ الناسُ علی المِیضأَةِ، قال لهم رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: أَحْسِنُوا المَلَأَ، فكلكم سَیَرْوَی.قال ابن الأَثیر: و أَكثر قُرّاء الحدیث یَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْ‌ءَ، بكسر المیم و سكون اللام من مَلْ‌ءِ الإَناء، قال: و لیس بشی‌ء. و‌فی الحدیث أَنه قال لأَصحابه حین ضَرَبُوا الأَعرابیَّ الذی بال فی المَسجد: أَحسنوا أَمْلاءَكم، أَی أَخْلاقَكم. و فی غریب أَبی عُبیدة: مَلَأً أَی غَلَبَةً «1». و‌فی حدیث الحسن أَنهم ازْدَحَمُوا علیه فقال: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَیها المَرْؤُون.و المَلَأُ: العِلْیةُ، و الجمع أَمْلاءٌ أَیضاً. و ما كان هذا الأَمرُ عن مَلإٍ منَّا أَی تشاوُرٍ و اجتماع. و‌فی حدیث عمر، رَضی اللّه عنه، حِین طُعِنَ: أَ كان هذا عن مَلإِ منكم، أَی مُشاوَرةٍ من أَشرافِكم و جَماعَتِكم. و المَلَأُ: الطَّمَعُ و الظَّنُّ، عن ابن الأَعْرابی، و به فسر قوله و تحَدَّثُوا مَلَأً، البیت الذی تَقَدَّم، و به فسر أَیضاً قوله: فَقُلْنا أَحْسِنِی مَلَأً جُهَیْنا أَی أَحْسِنِی ظَنّاً. و المُلاءَة، بالضم و المدّ، الرَّیْطة، و هی المِلْحفةُ، و الجمع مُلاءٌ. و‌فی حدیث الاستسقاءِ: فرأَیت السَّحابَ یَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حین تُطْوَی.المُلاءُ، بالضم و المدّ: جمع مُلاءةٍ، و هی الإِزارُ و الرَّیْطة. و قال بعضهم: إِن الجمع مُلَأٌ، بغیر مد، و الواحد ممدود، و الأَول أَثبت. شبَّه تَفَرُّقَ الغیم و اجتماع بعضه إلی بعض فی أَطراف السماء بالإِزار إذا جُمِعَتْ أَطرافُه و طُوِیَ. و منه‌حدیث قَیْلةَ: و علیه أَسمالُ مُلَیَّتَیْنِ، هو تصغیر مُلاءَة مثناة المخففة الهمز، و قول أَبی خِراش: كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ، خَلْفَ ذَراعِه، صُراحِیّةٌ و الآخِنِیُّ المُتَحَّمُ عنی بالمَحْضِ هنا الغُبارَ الخالِصَ، شبَّهه بالمُلاءِ من الثیاب.
(1). قوله [ملأً أی غلبة] كذا هو فی غیر نسخة من النهایة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 161‌

منأ؛ ج1، ص: 161

: المَنِیئَةُ، علی فَعِیلةٍ: الجِلْدُ أَوَّلَ ما یُدْبَغُ ثم هو أَفِیقٌ ثم أَدِیمٌ. مَنَأَه یَمْنَؤُه مَنْأً إذا أَنْقَعه فی الدِّباغِ. قال حمید بن ثور: إذا أَنتَ باكَرْتَ المَنِیئةَ باكَرَتْ مَداكاً لَها، من زَعْفَرانٍ و إثْمِدا و مَنأْتُه: وافَقْتُه، علی مثل فَعَلْتُه. و المَنِیئةُ، عند الفارِسیِّ، مَفْعِلةٌ من اللَّحم النِّی‌ءِ، أَنْبأَ بذلك عنه أَبُو العَلاء، و مَنَأَ تَأْبَی ذلك. و المَنِیئةُ: المَدْبَغةُ. و المَنِیئةُ: الجِلد ما كان فی الدِّباغ. و بَعَثَتِ امرأَةٌ من العرب بنتاً لها إلی جارتها فقالت: تقول لَكِ أُمّی أَعْطِینی نَفْساً أَو نَفْسَیْن أَمْعَسُ به مَنِیئَتِی، فإنِّی أَفِدةٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: و آدِمةٌ فی المَنِیئةِ‌أَی فی الدِّباغ. و یقال للجلد ما دام فی الدِّباغ: مَنِیئةٌ. و‌فی حدیث أَسْماءَ بنت عُمَیْسٍ: و هی تَمْعَسُ مَنِیئةً لها.و المَمْنَأَةُ: الأَرض السَّوْداءُ، تهمز و لا تهمز. و المَنِیَّةُ، من المَوْت، معتل.

موأ؛ ج1، ص: 161

: ماءَ السِّنَّوْرُ یَمُوءُ مَوْءاً «2» كَمَأَی. قال اللحیانی: ماءَتِ الهرَّةُ تَمُوءُ مثل ماعَتْ تَمُوعُ، و هو الضُّغاء، إذا صاحت. و قال: هِرَّةٌ مَؤُوءٌ، علی مَعُوعٍ، و صَوتُها المُواءُ، علی فُعَال. أَبو عمرو: أَمْوَأَ السِّنَّوْرُ إذا صاحَ. و قال ابن الأَعرابی: هی المائِیَةُ، بوزن الماعیَة، و المائِیّةُ، بوزن الماعِیّةِ، یقال ذلك للسِّنَّوْر، و اللّه أَعلم.

فصل النون؛ ج1، ص: 161

نأنأ؛ ج1، ص: 161

: النَّأْنَأَةُ: العَجْزُ و الضَّعْفُ. و‌روی عِكْرِمةُ عن أَبی بكر الصدیق، رضی اللّه عنه، أَنه قال: طُوبَی لِمَنْ ماتَ فی النَّأْنَأَةِ، مهموزة، یعنی أَوّل الإِسلام قَبْلَ أَن یَقْوَی و یكثُرَ أَهلُه و ناصِرُه و الدّاخِلُون فیه، فهو عند الناس ضعیف. و نَأْنَأْتُ فی الرأْی إذا خَلَّطْت فیه تَخْلِیطاً و لم تُبْرِمْه. و قد تَنَأْنَأَ و نَأْنَأَ فی رأْیه نَأْنَأَةً و مُنَأْنَأَةً: ضَعُفَ فیه و لم یُبْرِمْه. قال عَبد هِنْد ابن زید التَّغْلبِیّ، جاهلی: فلا أَسْمَعَنْ منكم بأَمرٍ مُنَأْنَإٍ، ضَعِیفٍ، و لا تَسْمَعْ به هامَتی بَعْدِی فإِنَّ السِّنانَ یَرْكَبُ المَرْءُ حَدَّه، مِن الخِزْی، أَو یَعْدُو علی الأَسَدِ الوَرْدِ و تَنَأْنَأَ: ضَعُفَ و اسْتَرْخَی. و رجل نَأْنَأٌ و نَأْنَاءٌ، بالمدّ و القصر: عاجز جَبانٌ ضعیف. قال امرؤُ القیس یمدح سعد بن الضَّبابِ الإِیادِیَّ: لعَمْرُكَ ما سعْدٌ بِخُلّةِ آثِمٍ، و لا نَأْنَإٍ، عندَ الحِفاظِ، و لا حَصِرْ قال أَبو عبید: و من ذلك‌قول علی، رضی اللّه عنه، لسلیمانَ بن صُرَدٍ، و كان قد تخلف عنه یوم الجَمَلِ ثم أَتاه، فقال له علیّ، رضی اللّه عنه: تَنَأْنَأْتَ و تَراخَیْتَ، فكیف رأَیتَ صُنْعَ اللّه؟قوله: تَنَأْنَأْتَ یرید ضَعُفْتَ و اسْتَرْخَیْتَ. الأُموی: نَأْنَأْتُ الرجل نَأْنَأَةً إذا نَهْنَهْتَه عما یرید و كَفَفْتَه، كأَنه یرید إنی حَمَلْتُه علی أَن ضَعُفَ
(2). قوله [یموء موءاً] الذی فی المحكم و التكملة مواء أی بزنة غراب و هو القیاس فی الأَصوات.
لسان العرب، ج‌1، ص: 162
عما أَراد و تراخی. و رجل نَأْناءٌ: یُكثر تقلیب حَدَقَتیه، و المعروف رَأْراءٌ.

نبأ؛ ج1، ص: 162

: النَّبَأُ: الخبر، و الجمع أَنْبَاءٌ، و إنَّ لفلان نَبَأً أَی خبراً. و قوله عز و جل: عَمَّ یَتَسٰاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ. قیل عن القرآن، و قیل عن البَعْث، و قیل عن أَمْرِ النبی، صلی اللّه علیه و سلم. و قد أَنْبَأَه إِیّاه و به، و كذلك نَبَّأَه، متعدیة بحرف و غیر حرف، أَی أَخبر. و حكی سیبویه: أَنا أَنْبُؤُك، علی الإِتباع. و قوله: إلی هِنْدٍ مَتَی تَسَلِی تُنْبَیْ أَبدل همزة تُنْبَئِی إِبدالًا صحیحاً حتی صارت الهمزة حرف علة، فقوله تُنْبَیْ كقوله تُقْضَیْ. قال ابن سیدة: و البیت هكذا وجد، و هو لا محالة ناقص. و اسْتَنْبأَ النَّبَأَ: بحَث عنه. و نَابَأْتُ الرجلَ و نابَأَنِی: أَنْبَأْته و أَنْبأَنِی. قال ذو الرمة یهجو قوماً: زُرْقُ العُیُونِ، إذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا ما یَسْرِقُ العَبْدُ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا و قیل: نَابَأْتَهم: تركْتَ جِوارَهم و تَباعَدْت عنهم. و قوله عز و جل: فَعَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْبٰاءُ یَوْمَئِذٍ فَهُمْ لٰا یَتَسٰاءَلُونَ. قال الفرَّاءُ: یقول القائل قال اللّه تعالی: وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلیٰ بَعْضٍ یَتَسٰاءَلُونَ*؛ كیف قال ههنا: فهم لا یتساءَلُون؟ قال أَهل التفسیر: إنه یقول عَمِیتْ علیهم الحُجَجُ یومئذٍ، فسكتوا، فذلك قوله تعالی فَهُمْ لٰا یَتَسٰاءَلُونَ. قال أَبو منصور: سمَّی الحُجَج أَنْبَاءً، و هی جمع النَّبَإِ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عن اللّه، عز و جل. الجوهری: و النَبِی‌ءُ: المُخْبِر عن اللّه، عز و جل، مَكِّیَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، و هو فَعِیلٌ بمعنی فاعِلٍ. قال ابن بری: صوابه أَن یقول فَعِیل بمعنی مُفْعِل مثل نَذِیر بمعنی مُنْذِر و أَلِیمٍ بمعنی مُؤْلِمٍ. و فی النهایة: فَعِیل بمعنی فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَی أَخْبَرَ. قال: و یجوز فیه تحقیق الهمز و تخفیفه. یقال نَبَأَ و نَبَّأَ و أَنْبَأَ. قال سیبویه: لیس أَحد من العرب إلّا و یقول تَنَبَّأَ مُسَیْلِمة، بالهمز، غیر أَنهم تركوا الهمز فی النبیِّ كما تركوه فی الذُرِّیَّةِ و البَرِیَّةِ و الخابِیةِ، إلّا أَهلَ مكة، فإنهم یهمزون هذه الأَحرف و لا یهمزون غیرها، و یُخالِفون العرب فی ذلك. قال: و الهمز فی النَّبِی‌ءِ لغة ردیئة، یعنی لقلة استعمالها، لا لأَنَّ القیاس یمنع من ذلك. أَ لا تری إلی‌قول سیِّدِنا رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: و قد قیل یا نَبِی‌ءَ اللّه، فقال له: لا تَنْبِر باسْمی، فإنما أَنا نَبِیُّ اللّه. و فی روایة: فقال لستُ بِنَبِی‌ءِ اللّه و لكنِّی نبیُّ اللّه.و ذلك أَنه، علیه السلام، أَنكر الهمز فی اسمه فرَدَّه علی قائله لأَنه لم یدر بما سماه، فأَشْفَقَ أَن یُمْسِكَ علی ذلك، و فیه شی‌ءٌ یتعلق بالشَّرْع، فیكون بالإِمْساك عنه مُبِیحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. و الجمع: أَنْبِئَاءُ و نُبَآءُ. قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ: یا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّكَ مُرْسَلٌ بالخَیْرِ، كلُّ هُدَی السَّبِیلِ هُداكا إنَّ الإِلهَ ثَنَی علیك مَحَبَّةً فی خَلْقِه، و مُحَمَّداً سَمَّاكا قال الجوهری: یُجْمع أَنْبِیَاء، لأَن الهمز لما أُبْدِل و أُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف
لسان العرب، ج‌1، ص: 163
العلة كَعِید و أَعْیاد، علی ما نذكره فی المعتل. قال الفرَّاءُ: النبیُّ: هو من أَنْبَأَ عن اللّه، فَتُرِك هَمزه. قال: و إن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، و هی الارتفاع عن الأَرض، أَی إِنه أَشْرَف علی سائر الخَلْق، فأَصله غیر الهمز. و قال الزجاج: القِرَاءَة المجمع علیها، فی النَّبِیِّین و الأَنْبِیاء، طرح الهمز، و قد همز جماعة من أَهل المدینة جمیع ما فی القرآن من هذا. و اشتقاقه من نَبَأَ و أَنْبَأَ أَی أَخبر. قال: و الأَجود ترك الهمز؛ و سیأْتی فی المعتل. و من غیر المهموز: حدیث البَراءِ. قلت: و رَسُولِكَ الذی أَرْسَلْتَ، فردَّ عَلیَّ و قال: و نَبِیِّكَ الذی أَرْسَلْتَ.قال ابن الأَثیر: إنما ردَّ علیه لیَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، و یجمع له الثناءَ بین معنی النُّبُوَّة و الرِّسالة، و یكون تعدیداً للنعمة فی الحالَیْن، و تعظیماً لِلمِنَّةِ علی الوجهین. و الرَّسولُ أَخصُّ من النبی، لأَنَّ كل رسول نَبِیٌّ و لیس كلّ نبیّ رسولًا. و یقال: تَنَبَّی الكَذَّابُ إذا ادَّعَی النُّبُوّةَ. و تَنَبَّی كما تَنَبَّی مُسَیْلِمةُ الكَذّابُ و غیرُه من الدجّالین المُتَنَبِّینَ. و تصغیر النَّبِی‌ءِ: نُبَیِّئٌ، مثالُ نُبَیِّعٍ. و تصغیر النُّبُوءَة: نُبَیِّئَةٌ، مثال نُبَیِّعةٍ. قال ابن بری: ذكر الجوهری فی تصغیر النَّبِی‌ءِ نُبَیِّئٌ، بالهمز علی القطع بذلك. قال: و لیس الأَمر كما ذَكر، لأَن سیبویه قال: من جمع نَبِیئاً علی نُبَآء قال فی تصغیره نُبَیِّئ، بالهمز، و من جمع نَبیئاً علی أَنْبِیاء قال فی تصغیره نُبَیٌّ، بغیر همز. یرید: من لزم الهمز فی الجمع لزمه فی التصغیر، و من ترك الهمز فی الجمع تركه فی التصغیر. و قیل: النَّبیُّ مشتق من النَّبَاوةِ، و هی الشی‌ءُ المُرْتَفِعُ. و تقول العرب فی التصغیر: كانت نُبَیِّئةُ مُّسَیْلِمَة نُبَیِّئةَ سَوْءٍ. قال ابن بری الذی ذكره سیبوبه: كانت نُبُوّةُ مسیلمة نُبَیِّئةَ سَوْءٍ، فذكر الأَول غیر مصغر و لا مهموز لیبین أَنهم قد همزوه فی التصغیر، و إِن لم یكن مهموزاً فی التكبیر. و قوله عز و جل: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثٰاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ. فقدّمه، علیه الصلاة و السلام، علی نوح، علیه الصلاة و السلام، فی أَخذ المِیثاق، فإنما ذلك لأَنّ الواو معناها الاجْتِماعُ، و لیس فیها دلیلٌ أَن المذكور أَوّلًا لا یستقیم أَن یكون معناه التأْخیر، فالمعنی علی مذهب أَهل اللغة: و من نُوح و إِبراهیم و مُوسَی و عیسی بنِ مریمَ و مِنْكَ. و جاء فی التفسیر: إِنّی خُلِقْتُ قبل الأَنبیاء و بُعِثْتُ بعدَهم. فعلی هذا لا تقدیم و لا تأْخیر فی الكلام، و هو علی نَسَقِه. و أَخْذُ المِیثاقِ حین أُخْرِجوا من صُلْب آدمَ كالذَّرّ، و هی النُّبُوءَةُ. و تَنَبَّأَ الرَّجل: ادّعَی النُّبُوءَةَ. و رَمَی فأَنْبَأَ أَی لم یَشْرِمْ و لم یَخْدِشْ. و نَبَأْتُ علی القوم أَنْبَأُ نَبْأً إذا طلعت علیهم. و یقال نَبَأْتُ من الأَرض إلی أَرض أُخری إذا خرجتَ منها إلیها. و نَبَأَ من بلد كذا یَنْبَأُ نَبْأً و نُبُوءاً: طَرأَ. و النابِئُ: الثور الذی یَنْبَأُ من أَرض إلی أَرض أَی یَخْرُج. قال عدیّ بن زید یصف فرساً: و لَهُ النَّعْجةُ المَرِیُّ تُجاهَ الرَّكْبِ، عِدْلًا بالنَّابِئِ المِخْراقِ أَرادَ بالنَّابِئِ: الثَّوْرَ خَرَج من بلد إلی بلد، یقال: نَبَأَ و طَرَأَ و نَشِطَ إذا خرج من بلد إلی بلد. و نَبَأْتُ من أَرض إلی أَرض إذا خَرَجْتَ منها إلی أُخری. و سَیْلٌ نابِئٌ: جاء من بلد آخَر. و رجل
لسان العرب، ج‌1، ص: 164
نابِئٌ. كذلك قال الأَخطل: أَلا فاسْقِیانی و انْفِیا عَنِّیَ القَذَی، فلیسَ القَذَی بالعُودِ یَسْقُطُ فی الخَمْرِ و لیسَ قَذاها بالَّذِی قَدْ یَریبُها، و لا بِذُبابٍ، نَزْعُه أَیْسَرُ الأَمْرِ «1» و لكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ، أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَیْثُ لا نَدْری و یروی: قداها، بالدال المهملة. قال: و صوابه بالذال المعجمة. و من هنا قال الأَعرابی له، صلی اللّه علیه و سلم، یا نَبِی‌ءَ اللّه، فهَمز، أَی یا مَن خَرَج من مكةَ إلی المدینة، فأَنكر علیه الهمز، لأَنه لیس من لغة قریش. و نَبَأَ علیهم یَنْبَأُ نَبْأً و نُبُوءاً: هَجَم و طَلَع، و كذلك نَبَهَ و نَبَع، كلاهما علی البدل. و نَبَأَتْ به الأَرضُ: جاءَت به قال حنش بن مالك: فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ، فإِنَّ الحُتُوفَ یَنْبَأْنَ بالمَرْءِ فی كلَّ واد و نَبَأَ نَبْأً و نُبُوءاً: ارْتَفَعَ. و النَّبْأَةُ: النَّشْزُ، و النَبِی‌ءُ: الطَّریقُ الواضِحُ. و النَّبْأَةُ: صوتُ الكِلاب، و قیل هی الجَرْسُ أَیّاً كان. و قد نَبَأَ نَبْأً. و النَّبْأَةُ: الصوتُ الخَفِیُّ. قال ذو الرمة: و قد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ، نَدُسٌ، بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ، ما فی سَمْعِه كَذِبُ الرِّكْزُ: الصوتُ. و المُقْفِرُ: أَخُو القَفْرةِ، یرید الصائد. و النَّدُسُ: الفَطِنُ. التهذیب: النَّبْأَةُ: الصوتُ لیس بالشدید. قال الشاعر: آنَسَتْ نَبْأَةً، و أَفْزَعَها القَنَّاصُ قَصْراً، و قَدْ دَنا الإِمْساءُ أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ.

نتأ؛ ج1، ص: 164

: نَتَأَ الشی‌ءُ یَنْتَأُ نَتْأً و نُتُوءاً: انْتَبَر و انْتَفَخَ. و كلُّ ما ارْتَفَعَ من نَبْتٍ و غیره، فقد نَتَأَ، و هو ناتِئٌ، و أَما قول الشاعر: قَدْ وَعَدَتْنِی أُمُّ عَمْرو أَنْ تا تَمْسَحَ رَأْسِی، و تُفَلِّینی وا و تَمْسَحَ القَنْفَاءَ، حتی تَنْتا فإنه أرَاد حتی تَنْتَأَ. فإِمَّا أَن یكون خَفَّفَ تخفیفاً قِیاسِیًّا، علی ما ذَهب إلیه أَبو عثمان فی هذا النحو، و إِما أَن یكون أَبدلَ إبدالًا صحیحاً، علی ما ذهب إلیه الأَخفش. و كل ذلك لیوافق قوله تا من قوله: وعدتنی أُمُّ عمرو أَن تا و وَا من قوله: تمسح رأْسی و تفلِّینی وا و لو جعلها بین بین لكانت الهمزة الخفیفة فی نیة المحققة، حتی كأَنه قال: تَنْتَأُ، فكان یكون تا تَنْتَأُ مستفعلن. و قوله: رن أَن تا: مفعولن. و لینی وا: مفعولن، و مفعولن لا یجی‌ءُ مع مستفعلن، و قد أَكْفَأَ هذا الشاعر بین التاءِ و الواو، و أَراد أَن تَمْسَح و تُفَلِّیَنِی و تَمْسَحَ، و هذا مِن أَقْبَحِ ما جاءَ فی الإِكْفَاءِ. و إِنما ذهب الأَخفش: أَن الرویَّ من تا و وا التاءُ و الواو من قِبَل أَنَّ الأَلف فیهما إِنما هی لإِشباع فتحة
(1). [و لیس قذاها إلخ] سیأتی هذا الشعر فی ق ذ ی علی غیر هذا الوجه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 165
التاءِ و الواو، فهی مدّ زائد لإِشباع الحركة التی قبلها، فهی إذاً كالأَلف و الیاء و الواو فی الجَرعا و الأَیَّامِی و الخِیامُو. و نَتَأَ مِنْ بَلَدٍ إلی بَلَدٍ: ارتفع. و نَتَأَ الشی‌ءُ: خَرَج من مَوْضِعه من غیر أَن یَبِینَ، و هو النُّتُوءُ. و نَتَأَتِ القُرْحةُ: وَرِمَتْ. و نَتَأْتُ علی القوم: اطَّلَعْتُ علیهم، مثل نَبَأْت. و نَتَأَتِ الجارِیةُ: بَلَغَتْ و ارْتَفَعَتْ. و نَتَأَ علی القوم نَتْأً: ارْتَفَعَ. و كلُّ ما ارْتَفَع فهو ناتِئٌ. و انْتَتَأَ إذا ارْتَفَعَ «1». و أَنشد أَبو حازم: فَلَمَّا انْتَتَأْتُ لِدِرِّیئِهِمْ، نَزَأْتُ علیه الْوَأَی أَهْذَؤُهْ لِدِرِّیئِهمْ أَی لعَرِیفِهم. نَزَأْتُ علیه أَی هَیَّجْتُ علیه و نَزَعْتُ، الْوَأَی و هو السَّیْف. أَهْذَؤُه: أَقْطَعُه. و فی المثل: تَحْقِرُه و یَنْتَأُ أَی یَرْتَفِعُ. یقال هذا للذی لیس له شاهِدُ مَنْظَر و له باطِنُ مَخْبَر، أَی تَزْدَرِیهِ لسُكُونه، و هو یُجاذِبُكَ. و قیل: معناه تَسْتَصْغِرُه و یَعْظُمُ. و قیل: تَحْقِرُه و یَنْتُو، بغیر همز، و سنذكره فی موضعه.

نجأ؛ ج1، ص: 165

: نَجَأَ الشی‌ءَ نَجْأَةً و انْتَجَأَه: أَصابَه بالعین، الأَخیرة عن اللحیانی. و تَنَجَّأَه أَی تَعَیَّنَه. و رجل نَجِئُ العَیْنِ، علی فَعِلٍ، و نَجِی‌ءُ العین، علی فَعِیلٍ، و نَجُؤُ العینِ، علی فَعُلٍ، و نَجُوءُ العینِ، علی فَعُولٍ: شدید الإِصابة بها خَبِیثُ العین. و رُدَّ عنك نَجْأَةَ هذا الشی‌ء أَی شَهْوتَك إِیّاه، و ذلك إذا رأَیت شیئاً، فاشْتَهَیْتَه. التهذیب: یقال ادْفَعْ عنك نَجْأَةَ السَّائلِ أَی أَعْطِه شیئاً مما تأْكل لِتَدْفَعَ به عنك شدَّةَ نَظَرِه، و أَنشد: أَلا بِكَ النَّجْأَةُ یا ردَّادُ الكسائی: نَجَأْتُ الدابةَ و غیرَها: أَصَبْتُها بعینی، و الاسم النَّجْأَةُ. قال: و أَما قوله‌فی الحدیث: رُدُّوا نَجْأَةَ السَّائل باللُّقْمة، فقد تكون الشَّهوةَ، و قد تكون الإِصابةَ بالعین.و النَّجْأَةُ: شِدَّةُ النظرِ؛ أَی إذا سَأَلَكُم عن طَعام بین أَیْدِیكم، ف أَعْطُوه لئلا یُصِیبكم بالعین، و رُدُّوا شِدَّة نَظَرِه إلی طعامكم بلُقْمةٍ تَدْفَعُونها إلیه. قال ابن الأَثیر: المعنی: أَعْطِه اللُّقمة لتدفع بها شدة النظر إلیك. قال: و له معنیان أَحدهما أَن تَقْضِیَ شَهْوَتَه و تَرُدَّ عَیْنَه من نَظَره إلی طَعامِك رِفْقاً به و رَحْمةً، و الثانی أَن تَحْذَرَ إِصابَتَه نِعْمَتَك بعینه لِفَرْطِ تَحْدِیقهِ و حِرْصِه.

ندأ؛ ج1، ص: 165

: نَدَأَ اللحمَ یَنْدَؤُه نَدْءاً: أَلقاهُ فی النار، أَو دَفَنَه فیها. و فی التهذیب: نَدَأْتُه إذا مَلَلْتَه فی المَلَّةِ و الجَمْر. قال: و النَّدی‌ءُ الاسم، و هو مثل الطَّبِیخِ، و لَحْمٌ نَدِی‌ءٌ. و نَدَأَ المَلَّة یَنْدَؤُها: عَمِلَها. و نَدَأَ القُرْصَ فی النار نَدْءاً: دَفَنَه فی المَلَّة لیَنْضَجَ. و كذلك نَدَأَ اللحمَ فی المَلَّة: دَفَنه حتی یَنْضَج. و نَدَأَ الشی‌ءَ: كَرِهَه. و النَّدْأَةُ و النُّدْأَةُ: الكَثْرةُ من المال، مثل النَّدْهةِ و النُّدْهةِ. و النُّدْأَةُ و النَّدْأَةُ: دارةُ القمر و الشمس،
(1). قوله [و انتتأ إذا ارتفع إلخ] كذا فی النسخ و التهذیب. و عبارة التكملة انتتأ أی ارتفع، و انتتأ أیضاً انبری و بكلیهما فسر قول أبی حازم العكلی: فلما إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 166
و قیل: هما قَوْسُ قُزَحَ. و النَّدْأَةُ و النُّدْأَةُ و النَّدِی‌ءُ، الأَخیرة عن كُراع: الحُمْرة تكون فی الغَیْم إلی غُروب الشمسِ أو طُلُوعها. و قال مرة: النَّدْأَةُ و النُّدْأَةُ و النَّدِی‌ءُ: الحمرة التی تكون إلی جَنْبِ الشمس عند طُلوعها و غُروبها. و فی التهذیب: إلی جانِب مَغْرِب الشمسِ، أَو مَطْلَعِها. و النُّدْأَةُ: طَریقةٌ فی اللَّحم مُخالِفَةٌ لِلَوْنِه. و فی التهذیب: النُّدْأَةُ، فی لحم الجَزُور، طَرِیقةٌ مُخالِفةٌ للون اللحم. و النُّدْأَتان: طَرِیقَتا لحم فی بواطن الفخذین، علیهما بیاض رقیق من عَقَبٍ، كأَنه نَسْجُ العنْكبوت، تَفْصِل بینهما مَضِیغة واحدة، فتصیر كأَنها مَضِیغتان. و النُّدَأُ: القِطَعُ المُتَفَرِّقة من النبت، كالنُّفَإِ، واحدتها نُدْأَةٌ و نُدَأَةٌ. ابن الأَعرابی: النُّدْأَةُ: الدُّرْجَة التی یُحْشَی بها خَوْرانُ الناقةِ ثم تُخَلَّلُ، إذا عُطِفَتْ علی وَ لَدِ غَیرها، أَو علی بَوٍّ أُعِدَّ لها. و كذلك قال أَبو عبیدة، و یقال ندَأْتُه أَنْدَؤُهُ نَدْءاً، إذا ذَعَرْتَه.

نزأ؛ ج1، ص: 166

: نَزَأَ بینهم یَنْزَأُ نَزْءاً و نُزُوءاً: حَرَّش و أَفْسَد بینهم. و كذلك نَزَغَ بینهم. و نزأَ الشیطانُ بینهم: أَلْقَی الشَّرَّ و الإِغْراءَ. و النَّزِی‌ءُ، مثال فَعِیل، فاعِلُ ذلك. و نَزَأَه علی صاحبه: حَمَلَه علیه. و نَزَأَ علیه نَزْءاً: حَمَل. یقال: ما نَزَأَك علی هذا؟ أَی ما حَمَلَك علیه. و نَزَأْتُ علیه: حَمَلْتُ علیه. و رَجُلٌ مَنْزُوءٌ بكذا أَی مُولَعٌ به. و نَزَأَه عن قوله نَزْءاً: ردَّه. و إذا كان الرجلُ عل طَرِیقةٍ حَسَنةٍ أَو سَیِّئةٍ، فَتَحَوَّلَ عنها إلی غیرها، قلت مُخاطِباً لنفسِك: إنك لا تَدْری عَلامَ یَنْزَأُ هَرَمُك، و لا تدری بِمَ یُولَعُ هرمك أَی نَفْسُك و عَقْلُك. معناه: أَنك لا تدری إلامَ یَؤُولُ حالُكَ.

نسأ؛ ج1، ص: 166

: نُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً: تأَخَّر حَیْضُها عن وقتِه، و بَدَأَ حَمْلُها، فهی نَسْ‌ءٌ و نَسِی‌ءٌ، و الجمع أَنْسَاءٌ و نُسُوءٌ، و قد یقال: نِساءٌ نَسْ‌ءٌ، علی الصفة بالمصدر. یقال للمرأَة أَوَّلَ ما تَحْمِل: قد نُسِئَتْ. و نَسَأَ الشی‌ءَ یَنْسَؤُه نَسْأً و أَنْسَأَه: أَخَّره؛ فَعَلَ و أَفْعَلَ بمعنیً، و الاسم النَّسِیئةُ و النَّسِی‌ءُ. و نَسَأَ اللّهُ فی أَجَلِه، و أَنْسَأَ أَجَلَه: أَخَّره. و حكی ابن درید: مَدَّ له فی الأَجَلِ أَنْسَأَه فیه. قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا، و الاسم النَّسَاءُ. و أَنسَأَه اللّهُ أَجَلَه و نَسَأَه فی أَجَلِه، بمعنی. و فی الصحاح: و نَسَأَ فی أَجَلِه، بمعنی. و‌فی الحدیث عن أَنس بن مالك: مَن أَحَبَّ أَن یُبْسَطَ له فی رِزْقِه و یُنْسَأَ فی أَجَلِه فَلْیَصِلْ رَحِمَه.النَّسْ‌ءُ: التأخیرُ یكون فی العُمُرِ و الدَّیْنِ. و قوله یُنْسَأُ أَی یُؤَخَّر. و منه‌الحدیث: صِلةُ الرَّحِم مَثْراةٌ فی المالِ مَنْسَأَةٌ فی الأَثَر؛ هی مَفْعَلَةٌ منه أَی مَظِنَّةٌ له و موضع. و‌فی حدیث ابن عوف: و كان قد أُنْسِئَ له فی العُمُرِ.و‌فی الحدیث: لا تَسْتَنْسِئُوا الشیطانَ، أَی إذا أَردتُمْ عَمَلًا صالحاً، فلا تُؤَخِّرُوه إلی غَدٍ، و لا تَسْتَمْهِلُوا الشیطانَ. یرید: أَن ذلك مُهْلةٌ مُسَوَّلةٌ من الشیطان. و النُّسْأَة، بالضم مثل الكُلْأَةِ: التأْخیرُ. و‌قال فَقِیهُ العرب: مَنْ سَرَّه النَّساءُ و لا نَساء، فلیُخَفِّفِ الرِّداءَ، و لْیُباكِر الغَداءَ، و لیُقِلَّ غِشْیانَ النِّساءِ، و فی نسخة: و لیُؤَخِّرْ غشیان النساءِ؛ أَی
لسان العرب، ج‌1، ص: 167
تَأَخُّرُ العُمُرِ و البَقَاء. و قرأَ أَبو عمرو: ما نَنْسَخْ مِن آیةٍ أَو نَنْسَأْها، المعنی: ما نَنْسَخْ لك من اللَّوْحِ المَحْفُوظ، أَو نَنْسَأْها: نُؤَخِّرْها و لا نُنْزِلْها. و قال أَبو العباس: التأْویل أَنه نَسخَها بغیرها و أَقَرَّ خَطَّها، و هذا عندهم الأَكثر و الأَجودُ. و نَسَأَ الشی‌ءَ نَسْأً: باعه بتأْخیرٍ، و الاسم النَّسِیئةُ. تقول: نَسَأْتُه البیعَ و أَنْسَأْتُه و بِعْتُه بِنُسْأَةٍ و بعته بِكُلْأَةٍ و بعته بِنَسِیئةٍ أَی بأَخَرةٍ و النَّسِی‌ءُ: شهر كانت العرب تُؤَخِّره فی الجاهلیة، فنَهی اللّه عز و جل، عنه. و قوله، عز و جل: إِنَّمَا النَّسِی‌ءُ زِیٰادَةٌ فِی الْكُفْرِ. قال الفرّاءُ: النَّسِی‌ءُ المصدر، و یكون المَنْسُوءَ، مثل قَتِیلٍ و مَقْتولٍ، و النَّسِی‌ءُ، فَعِیلٌ بمعنی مفعول من قولك نَسَأتُ الشی‌ءَ، فهو مَنْسُوءٌ إذا أَخَّرْته، ثم یُحَوَّل مَنْسُوءٌ إلی نَسی‌ءٍ، كما یُحَوَّل مَقْتول إلی قَتیل. و رجل ناسِئٌ و قوم نَسَأَةٌ، مثل فاسِقٍ و فَسَقةٍ، و ذلك أَن العرب كانوا إذا صدروا عن مِنی یقوم رجل منهم من كنانة فیقول: أَنا الذی لا أُعابُ و لا أُجابُ و لا یُرَدُّ لی قضاءٌ، فیقولون: صَدَقْتَ أَنْسِئْنا شهراً أَی أَخِّرْ عنَّا حُرْمة المُحرَّم و اجعلها فی صَفَر و أَحِلَّ المُحرَّمَ، لأَنهم كانوا یَكرهون أَن یَتوالی علیهم ثلاثة أَشهر حُرُمٍ، لا یُغِیرُون فیها لأَنَّ مَعاشَهم كان من الغارة، فیُحِلُّ لهم المحرَّم، فذلك الإِنساءُ. قال أَبو منصور: النَّسِی‌ءُ فی قوله، عز و جل: إِنَّمَا النَّسِی‌ءُ زِیٰادَةٌ فِی الْكُفْرِ؛ بمعنی الإِنْسَاءِ، اسم وضع موضع المصدر الحقیقی من أَنْسَأْتُ. و قد قال بعضهم: نَسَأْتُ فی هذا الموضع بمعنی أَنْسَأْتُ. و قال عُمیر بن قَیْسِ بنِ جِذْلِ الطِّعان: أَ لَسْنا النَّاسِئِینَ، علی مَعَدٍّ، شُهُورَ الحِلِّ، نَجْعَلُها حَراما و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: كانت النُّسْأَةُ فی كِنْدَةَ.النُسْأَةُ، بالضم و سكون السین: النَّسِی‌ءُ الذی ذكره اللّه فی كتابه من تأخیر الشهور بعضها إلی بعض. و انْتَسَأْتُ عنه: تأَخَّرْتُ و تباعَدْتُ. و كذلك الإِبل إذا تَباعَدَتْ فی المرعی. و یقال: إنّ لی عنك لمُنْتَسَأً أَی مُنْتَأًی و سَعَةً. و أَنْسَأَه الدَّینَ و البَیْع: أَخَّرَه به أَی جعله مُؤَخراً، كأَنه جعله له بأَخَرةٍ. و اسم ذلك الدَّیْن: النَّسیئةُ. و‌فی الحدیث: إنما الرِّبا فی النَّسِیئةِ هی البَیْعُ إلی أَجل معلوم، یرید: أَنَّ بیع الرِّبَوِیّات بالتأْخِیر من غیر تَقابُض هو الرِّبا، و إن كان بغیر زیادة. قال ابن الأَثیر: و هذا مذهب ابن عباس، كان یری بَیْعَ الرِّبَوِیَّاتِ مُتفاضِلة مع التَّقابُض جائزاً، و أَن الرِّبا مخصوص بالنَّسِیئة. و اسْتَنْسأَه: سأَله أَن یُنْسِئَه دَیْنَه. و أَنشد ثعلب: قد اسْتَنْسَأَتْ حَقِّی رَبیعةُ لِلْحَیا، و عندَ الحَیا عارٌ عَلَیْكَ عَظیمُ و إنَّ قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَیْعةً، من المُخِّ، فی أَنْقاءِ كلِّ حَلِیم قال: هذا رجل كان له علی رجل بعیر طَلَب منه حَقَّه. قال: فأَنظِرنی حتی أُخْصِبَ. فقال: إِن أَعطیتنی الیوم جملًا مهزولًا كان خیراً لك من أَن تُعْطِیَه إذا أَخْصَبَتْ إِبلُكَ. و تقول: اسْتَنْسَأْتُه
لسان العرب، ج‌1، ص: 168
الدَّینَ، فأَنْسَأَنی، و نَسَأْت عنه دَیْنَه: أَخَّرْته نَساءً، بالمد. قال: و كذلك النَّسَاءُ فی العُمُر، ممدود. و إذا أَخَّرْت الرجل بدَیْنه قلت: أَنْسَأْتُه، فإذا زِدتَ فی الأَجل زِیادةً یَقَعُ علیها تأْخیرٌ قلت: قد نَسَأْت فی أَیامك، و نَسَأْت فی أَجَلك. و كذلك تقول للرجل: نَسَأَ اللّه فی أَجَلك، لأَنّ الأَجَلَ مَزِیدٌ فیه، و لذلك قیل للَّبنِ: النَّسی‌ءُ لزیادة الماء فیه. و كذلك قیل: نُسِئَتِ المرأَةُ إذا حَبِلَتْ، جُعلت زِیادةُ الولد فیها كزیادة الماء فی اللبن. و یقال للناقة: نَسَأْتُها أَی زَجَرْتها لیزداد سَیْرُها. و ما لَه نَسَأَه اللّه أَی أَخْزاه. و یقال: أَخَّره اللّه، و إذا أَخَّره فقد أَخْزاه. و نُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً، علی ما لم یُسمَّ فاعِلُه، إذا كانت عند أَوَّل حَبَلِها، و ذلك حین یتأَخَّرُ حَیْضُها عن وقته، فیُرْجَی أَنها حُبْلَی. و هی امرأَة نَسِی‌ءٌ. و قال الأَصمعی: یقال للمرأَة أَوَّلَ ما تحمل قد نُسِئَتْ. و‌فی الحدیث: كانت زینبُ بنتُ رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، تحتَ أَبی العاصِ بن الرَّبِیع، فلما خرج رسولُ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، إلی المدینة أَرسَلَها إلی أَبیها، و هی نَسُوءٌ‌أَی مَظْنونٌ بها الحَمْل. یقال: امرأَةٌ نَسْ‌ءٌ و نَسُوءٌ، و نِسْوةٌ نِساءٌ إذا تأَخَّر حَیْضُها، و رُجِی حَبَلُها، فهو من التأْخیر، و قیل بمعنی الزیادة من نَسَأْتُ اللَّبنَ إذا جَعَلْت فیه الماء تُكَّثِّره به، و الحَمْلُ زیادةٌ. قال الزمخشری: النَّسُوءُ، علی فَعُول، و النَّسْ‌ءُ، علی فَعْلٍ، و روی نُسُوءٌ، بضم النون. فالنَّسُوءُ كالحَلُوبِ، و النُّسوءُ تَسْمیةٌ بالمصدر. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی أُمِّ عامر بن رَبِیعةَ، و هی نَسُوءٌ، و فی روایة نَسْ‌ءٌ، فقال لها ابْشِری بعبدِ اللّه خَلَفاً مِن عبدِ اللّه، فولَدت غلاماً، فسمَّتْه عبد اللّه.و أَنْسَأَ عنه: تأَخَّر و تباعَدَ، قال مالك بن زُغْبةَ الباهِلیّ: إذا أَنْسَؤُوا فَوْتَ الرِّماحِ أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ تُطِیرُها و فی روایة: إذا انْتَسَؤُوا فَوْت الرِّماح. و ناساهُ إذا أَبعده، جاؤُوا به غیر مهموز، و أَصله الهمز. و عَوائرُ نَبْلٍ أَی جماعةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقة لا یُدْرَی من أَین أَتَتْ. و انْتَسَأَ القومُ إذا تباعَدُوا. و‌فی حدیث عُمَر، رضی اللّه عنه: ارْمُوا فإِنَّ الرَّمْی جَلادةٌ، و إذا رَمَیْتُم فانْتَسُوا عن البُیُوت، أَی تأَخَّرُوا. قال ابن الأَثیر: هكذا یروی بلا همز، و الصواب: فانْتَسِئُوا، بالهمز؛ و یروی: فَبَنِّسُوا أَی تأَخَّروا. و یقال: بَنَّسْتُ إذا تأَخَّرْت. و قولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِی أَی أَبْعَدْتُ مَذْهَبی. قال الشَّنْفَری یصف خُرُوجَه و أَصحابه إلی الغَزْو، و أَنهم أبْعَدُوا المَذْهَب: غَدوْنَ مِن الوادی الذی بیْنَ مِشْعَلٍ، و بَیْنَ الحَشا، هیْهاتَ أَنْسَأْتُ سُربَتِی و یروی: أَنْشَأَتُ، بالشین المعجمة. فالسُّرْبةُ فی روایته بالسین المهملة: المذهب، و فی روایته بالشین المعجمة: الجماعة، و هی روایة الأَصمعی و المفضل. و المعنی عندهما: أَظْهَرْتُ جَماعَتِی من مكان بعیدٍ لِمَغْزًی بَعیِد. قال ابن بری: أَورده الجوهری: غَدَوْنَ من الوادی، و الصواب غَدَوْنا. لأَنه یصف
لسان العرب، ج‌1، ص: 169
أَنه خرج هو و أَصحابه إلی الغزو، و أَنهم أَبعدوا المذهب. قال: و كذلك أَنشده الجوهری أَیضاً: غدونا، فی فصل سرب. و السُّرْبة: المذهب، فی هذا البیت. و نَسَأَ الإِبلَ نَسْأً: زاد فی وِرْدِها و أَخَّرها عن وقته. و نَسَأَها: دَفَعها فی السَّیْر و ساقَها. و نَسَأْتُ فی ظِمْ‌ءِ الإِبل أَنْسَؤُها نَسْأً إذا زِدْتَ فی ظِمْئِها یوماً أَو یومین أَو أَكثر من ذلك. و نَسَأْتها أَیضاً عن الحوض إذا أَخَّرْتها عنه. و المِنْسَأَةُ: العَصا، یهمز و لا یهمز، یُنْسَأُ بها. و أَبدلوا إبدالًا كلیاً فقالوا: مِنْساة، و أَصلها الهمز، و لكنها بدل لازم، حكاه سیبویه. و قد قُرئَ بهما جمیعاً. قال الفرَّاءُ فی قوله، عز و جل: تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ، هی العصا العظیمة التی تكون مع الراعی، یقال لها المُنْسأَة، أُخذت من نَسَأْتُ البعیر أَی زَجَرْتُه لِیَزْداد سَیْرُه. قال أَبو طالب عمُّ سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فی الهمز: أَ مِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه بِمِنْسَأَةٍ، قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا هكذا أَنشده الجوهری منصوباً. قال: و الصواب قد جاءَ حَبْلٌ بأَحْبُل، و یروی و أَحبلُ، بالرفع، و یروی قد جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُلُ، بتقدیم المفعول. و بعده بأَبیات: هَلُمَّ إلی حُكْمِ ابن صَخْرةَ إِنَّه سَیَحْكُم فیما بَیْنَنا، ثمَّ یَعْدِلُ كما كان یَقْضی فی أَمُورٍ تَنُوبُنا، فیَعْمِدُ للأَمْرِ الجَمِیل، و یَفْصِلُ و قال الشاعر فی ترك الهمز: إذا دَبَبْتَ علی المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ، فَقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ و الغَزَلُ و نَسَأَ الدابةَ و النّاقَةَ و الإِبلَ یَنْسَؤُها نَسْأً: زَجَرَها و ساقَها. قال: و عَنْسٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَسَأْتُها، إذا قِیلَ للمَشْبُوبَتَیْنِ: هُما هُما المَشْبُوبتان: الشِّعْرَیانِ. و كذلك نَسَّأَها تَنْسِئةً: زجَرها و ساقَها. و أَنشد الأَعشی: و ما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلایَةِ، شادِنٍ، تُنَسِّئُ، فی بَرْدِ الظِّلالِ، غَزالَها و خبر ما فی البیت الذی بعده: بِأَحْسَنَ منها، یَوْمَ قامَ نَواعِمٌ، فَأَنْكَرْنَ، لَمَّا واجَهَتْهُنَّ، حالَها و نَسَأَتِ الدَّابَّةُ و الماشِیةُ تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، و قیل هو بَدْءُ سِمَنِها حین یَنْبُتُ وَبَرُها بعد تَساقُطِه. یقال: جَرَی النَّسْ‌ءُ فی الدَّوابِّ یعنی السِّمَنَ. قال أَبو ذُؤَیْب یصف ظَبْیةً: به أَبَلَتْ شَهْرَیْ رَبِیعٍ كِلَیْهِما، فقد مارَ فیها نَسْؤُها و اقْتِرارُها أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماء. و مارَ: جَرَی. و النَّسْ‌ءُ: بَدْءُ السِّمَنِ. و الاقْتِرَارُ: نِهایةُ سِمَنها عن أَكل الیَبِیسِ. و كلُّ سَمِینٍ ناسِئٌ. و النَّسْ‌ءُ، بالهمز، و النَّسِی‌ءُ: اللبن الرقیق الكثیر الماء. و فی التهذیب: المَمْذُوق بالماء. و نَسَأْتُه نَسْأً و نَسَأْتُه له و نَسَأْتُه إیاه: خَلَطْته
لسان العرب، ج‌1، ص: 170
له بماء، و اسمه النَّسْ‌ءُ. قال عُروةُ بن الوَرْدِ العَبْسِیّ: سَقَوْنِی النَّسْ‌ءَ، ثم تَكَنَّفُونی، عُداةَ اللّهِ، مِنْ كَذِبٍ و زُورِ و قیل: النَّسْ‌ءُ الشَّرابُ الذی یُزیلُ العقل، و به فسر ابن الأَعرابی النَّسْ‌ءَ ههنا. قال: إنما سَقَوْه الخَمْر، و یقوّی ذلك روایة سیبویه: سَقَوْنی الخمر. و قال ابن الأَعرابی مرة: هو النِّسِی‌ءُ، بالكسر، و أَنشد: یَقُولُون لا تَشْرَبْ نِسِیئاً، فإنَّه عَلَیْكَ، إذا ما ذُقْتَه، لَوخِیمُ و قال غیره: النَّسِی‌ءُ، بالفتح، و هو الصواب. قال: و الذی قاله ابن الأَعرابی خطأٌ، لأَن فِعِیلًا لیس فی الكلام إلا أَن یكون ثانی الكلمة أَحدَ حُروف الحَلْق، و ما أَطْرفَ قَوْلَه. و لا یقال نَسِی‌ءٌ، بالفتح، مع علمنا أَنّ كلَّ فِعِیل بالكسر فَفَعِیلٌ بالفتح هی اللغة الفصیحة فیه، فهذا خَطأٌ من وجهین، فصحَّ أن النَّسِی‌ءَ، بالفتح، هو الصحیح. و كذلك روایة البیت: لا تشرب نَسِیئاً، بالفتح، و اللّه أعلم.

نشأ؛ ج1، ص: 170

: أَنْشَأَه اللّه: خَلَقَه. و نَشَأَ یَنْشَأُ نَشْأً و نُشُوءاً و نَشَاءً و نَشْأَةً و نَشَاءَةً: حَیِیَ، و أَنْشَأَ اللّهُ الخَلْقَ أَی ابْتَدَأَ خَلْقَهم. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنَّ عَلَیْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْریٰ؛ أَی البَعْثةَ. و قرأَ أَبو عمرو: النَّشاءةَ، بالمدّ. الفرّاءُ فی قوله تعالی: ثُمَّ اللّٰهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ؛ القُرَّاءُ مجتمعون علی جزم الشین و قَصْرِها إلا الحسنَ البَصْرِیَّ، فإنه مدَّها فی كلِّ القرآن، فقال: النَّشاءَةَ مثل الرّأفةِ و الرّآفةِ، و الكَأْبةِ و الكَآبة. و قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو: النَّشاءَةَ، ممدود، حیث وقعت. و قرأَ عاصم و نافع و ابن عامر و حمزة و الكسائی النَّشْأَةَ، بوزن النَّشْعةِ حیث وقعت. و نَشَأَ یَنْشَأُ نَشْأً و نُشُوءاً و نَشاءً: رَبا و شَبَّ. و نَشَأْتُ فی بنی فلان نَشْأً و نُشُوءاً: شَبَبْتُ فیهم. و نُشِّئَ و أُنْشِئَ، بمعنی. و قُرئَ: أَ وَ منْ یُنَشَّأُ فی الحِلْیَةِ. و قیل الناشِئُ فوَیْقَ المُحْتَلِمِ، و قیل: هو الحَدَثُ الذی جاوَزَ حَدَّ الصِّغَر، و كذلك الأُنثی ناشِئٌ، بغیر هاءٍ أَیضاً، و الجمع منهما نَشَأٌ مثل طالِبٍ و طَلَبٍ، و كذلك النَشْ‌ءُ مثل صاحِبٍ و صَحْبٍ. قال نُصَیْب فی المؤَنث: و لَوْ لا أَنْ یُقَالَ صَبا نُصَیْبٌ، لَقُلْتُ: بنَفْسِیَ النَّشَأُ الصِّغارُ و‌فی الحدیث: نَشَأٌ یَتَّخِذُونَ القرآنَ مَزامِیرَ.یروی بفتح الشین جمع ناشِئٍ كخادِمٍ و خَدَمٍ؛ یرید: جماعةً أَحداثاً. و قال أَبو موسی: المحفوظُ بسكون الشین كأَنه تسمیة بالمصدر. و‌فی الحدیث: ضُمُّوا نَواشِئَكم فی ثَوْرةِ العِشَاءِ؛ أَی صِبْیانَكم و أَحْداثَكُم. قال ابن الأَثیر: كذا رواه بعضهم، و المحفوظ فَواشیَكُم، بالفاء، و سیأْتی ذكره فی المعتل. اللیث: النَّشْ‌ءُ أَحْداثُ الناس، یقال للواحد أَیضاً هو نَشْ‌ءُ سَوْءٍ، و هؤلاء نَشْ‌ءُ سَوْءٍ؛ و الناشِئُ الشابُّ. یقال: فَتیً ناشِئٌ. قال اللیث: و لم أَسمع هذا النعت فی الجاریة. الفرّاءُ: العرب تقول هؤلاء نَشْ‌ءُ صِدْقٍ، و رأَیت نَشْ‌ءَ صِدقٍ، و مررت بِنَشْ‌ءِ صدق، فإِذا طَرَحُوا الهمز قالوا: هؤلاء
لسان العرب، ج‌1، ص: 171
نَشُو صِدْقٍ، و رأیت نَشا صِدقٍ، و مررت بِنَشِی صِدقٍ. و أَجْود من ذلك حذف الواو و الأَلف و الیاء، لأَن قولهم یَسَلُ أَكثر من یَسأَلُ و مَسَلةٌ أَكثر من مَسْأَلة. أَبو عمرو: النَّشَأُ: أَحْداثُ الناس؛ غلامٌ ناشِئٌ و جاریة ناشِئةٌ، و الجمع نَشَأٌ. و قال شمر: نَشَأَ: ارْتَفَعَ. ابن الأَعرابی: الناشِئُ: الغلام الحَسَنُ الشابُّ. أَبو الهیثم: الناشئُ: الشابُّ حین نَشَأَ أَی بَلَغَ قامةَ الرجل. و یقال للشابِّ و الشابَّة إذا كانوا كذلك: هم النَّشَأُ، یا هذا، و الناشِئُونَ. و أَنشد بیت نصیب: لَقُلْتُ بنَفْسِیَ النَّشَأُ الصِّغارُ و قال بعده: فالنَّشَأُ قد ارْتَفَعْنَ عن حَدِّ الصِّبا إلی الإِدْراك أَو قَرُبْنَ منه. نَشَأَتْ تَنْشَأُ نَشْأً، و أَنْشأَها اللّهُ إنْشاءً. قال: و ناشِئٌ و نَشَأٌ: جماعة مثل خادِم و خَدَمٍ. و قال ابن السكیت: النَّشَأُ الجوارِی الصِّغارُ فی بیت نُصَیْب. و قوله تعالی: أَ وَ مَنْ یُنَشَّؤُا فِی الْحِلْیَةِ. قال الفرّاءُ: قرأَ أَصحاب عبد اللّه یُنَشَّأُ، و قرأَ عاصم و أَهل الحجاز یُنَشَّؤُا. قال: و معناه أَنّ المشركین قالوا إنَّ الملائكةَ بناتُ اللّه، تعالی اللّهُ عَمّا افْتَرَوْا، فقال اللّه، عز و جل: أَ خَصَصْتُم الرحمنَ بالبَناتِ و أَحَدُكم إذا وُلِدَ له بنتٌ یَسْوَدُّ وجهُه. قال: و كأَنه قال: أَ وَ مَن لا یُنَشَّأُ إلا فی الحِلْیةِ، و لا بَیان له عند الخِصام، یعنی البنات تجعلونَهنَّ للّه و تَسْتَأْثِرُون بالبنین. و النَّشْئُ، بسكون الشین: صِغار الإِبل، عن كراع. و أَنْشَأَت الناقةُ، و هی مُنْشِ‌ءٌ: لَقِحَت، هذلیة. و نَشَأَ السحابُ نَشْأً و نُشُوءاً: ارتفع و بَدَا، و ذلك فی أَوّل ما یَبْدأُ. و لهذا السحاب نَشْ‌ءٌ حَسَنٌ، یعنی أَوَّل ظهوره. الأَصمعی: خرج السحابُ له نَشْ‌ءٌ حَسَنٌ و خَرج له خُروجٌ حسن، و ذلك أَوَّلَ ما یَنْشَأُ، و أَنشد: إذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَمَّتْ به الصَّبا، فَعاقَبَ نَشْ‌ءٌ بَعْدَها و خُروجُ و قیل: النَّشْ‌ءُ أَن تَری السَّحابَ كالمُلاء المَنْشُور. و النَّشْ‌ءُ و النَّشِی‌ءُ: أَوَّلُ ما یَنْشَأُ من السحاب و یَرْتَفِعُ، و قد أَنْشَأَه اللّهُ. و فی التنزیل العزیز: وَ یُنْشِئُ السَّحٰابَ الثِّقٰالَ. و‌فی الحدیث: إذا نَشَأَتْ بَحْرِیَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَیْنٌ غُدَیْقةٌ.و‌فی الحدیث: كان إذا رَأَی ناشِئاً فی أَفُقِ السماءِ؛ أَی سَحاباً لم یَتكامَلِ اجتماعُه و اصطحابُه. و منه نَشَأَ الصبیُّ یَنْشَأُ، فهو ناشِئُ، إذا كَبِرَ و شَبَّ، و لم یَتكامَلْ. و أَنْشَا السَّحابُ یَمطُرُ: بَدَأَ. و أَنْشَأَ داراً: بَدَأَ بِناءَها. و قال ابن جنی فی تأْدِیةِ الأَمْثالِ علی ما وُضِعَت علیه: یُؤَدَّی ذلك فی كلِّ موضع علی صورته التی أُنْشِئَ فی مَبْدَئِه علیها، فاسْتَعْمَلَ الإِنْشَاءَ فی العَرَضِ الذی هو الكلام. و أَنْشَأَ یَحْكِی حدیثاً: جَعَل. و أَنْشَأَ یَفْعَلُ كذا و یقول كذا: ابتَدَأَ و أَقْبَلَ. و فلان یُنْشِئُ الأَحادیث أَی یضعُها. قال اللیث: أَنْشَأَ فلان حدیثاً أَی ابْتَدأَ حدیثاً و رَفَعَه. و منْ أَیْنَ أَنْشَأْتَ أَی خَرَجْتَ، عن ابن الأَعرابی. و أَنْشَأَ فلانٌ: أَقْبلَ. و أَنشد قول الراجز: مَكانَ مَنْ أَنْشَا علی الرَّكائبِ أَراد أَنْشَأَ، فلم یَسْتَقِمْ له الشِّعرُ، فأَبدَل. ابن
لسان العرب، ج‌1، ص: 172
الأَعرابی: أَنْشَأَ إذا أَنشد شِعْراً أَو خَطَبَ خُطْبةً، فأَحْسَنَ فیهما. ابن السكیت عن أَبی عمرو: تَنَشَّأْتُ إلی حاجتی: نَهَضْتُ إلیها و مَشَیْتُ. و أَنشد: فلَمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قامَ خِرْقٌ، مِنَ الفِتْیانِ، مُخْتَلَقٌ، هضُومُ «2» قال: و سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول: تَنَشَّأَ فلان غادیاً إذا ذهَب لحاجته. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی أَنْشَأَ جَنّٰاتٍ مَعْرُوشٰاتٍ وَ غَیْرَ مَعْرُوشٰاتٍ؛ أَی ابْتَدَعَها و ابْتَدَأَ خَلْقَها. و كلُّ مَنِ ابْتَدأَ شیئاً فهو أَنْشَأَه. و الجَنَّاتُ: البَساتینُ. مَعْرُوشٰاتٍ: الكُروم. وَ غَیْرَ مَعْرُوشٰاتٍ: النَّخْلُ و الزَّرْعُ. و نَشَأَ اللیلُ: ارتَفَع. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ نٰاشِئَةَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِیلًا. قیل: هی أَوَّل ساعةٍ، و قیل: الناشِئةُ و النَّشِیئةُ إذا نِمْتَ من أوَّلِ اللیلِ نَوْمةً ثمَّ قمتَ، و منه ناشِئةُ اللیل. و قیل: ما یَنْشَأُ فی اللیل من الطاعات. و الناشِئةُ: أَوَّلُ النهارِ و اللیلِ. أَبو عبیدة: ناشِئةُ اللیلِ ساعاتُه، و هی آناءُ اللیلِ ناشِئةٌ بعد ناشِئةٍ. و قال الزجاج: ناشِئةٌ اللیلِ ساعاتُ اللیلِ كلُّها، ما نَشَأَ منه أَی ما حَدَثَ، فهو ناشِئَةٌ. قال أَبو منصور: ناشِئةُ اللیلِ قِیامُ اللیلِ، مصدر جاءَ علی فاعِلةٍ، و هو بمعنی النَّشْ‌ء، مثلُ العافیة بمعنی العَفْوِ. و العاقِبةِ بمعنی العَقْبِ، و الخاتِمةِ بمعنی الخَتْمِ. و قیل: ناشِئةُ اللیل أَوَّلُه، و قیل: كلُّه ناشئةٌ متی قمتَ، فقد نَشَأْتَ. و النَّشِیئةُ: الرَّطْبُ من الطَّرِیفةِ، فإِذا یَبِسَ، فهو طَرِیفةٌ. و النَشِیئةُ أَیضاً: نَبْتُ النَّصِیِّ و الصِّلِّیانِ. قال: و القَوْلانِ مُقْتَرِبانِ. و النَّشِیئةُ أَیضاً: التَّفِرةُ إذا غَلُظَتْ قَلِیلًا و ارْتَفَعَتْ و هی رَطْبةٌ، عن أَبی حنیفة. و قال مرة: النَّشِیئةُ و النَّشْأَةُ من كلِّ النباتِ: ناهِضُه الذی لم یَغْلُظْ بعد. و أَنشد لابن مَناذرَ فی وصف حمیر وحش: أَرناتٍ، صُفْرِ المَناخِرِ و الأَشْداقِ، یَخْضِدْنَ نَشْأَةَ الیَعْضِیدِ و نَشِیئَةُ البِئْر: تُرابُها المُخْرَجُ منها، و نَشِیئةُ الحَوْضِ: ما وراءَ النَّصائِب من التراب. و قیل: هو الحَجَر الذی یُجْعَلُ فی أَسفل الحَوْضِ. و قیل: هی أَعْضادُ الحَوض؛ و النَّصائبُ: ما نُصِبَ حَوْلَه. و قیل: هو أَوَّل ما یُعْمَلُ من الحَوْضِ، یقال: هو بادِی النَّشِیئةِ إذا جَفَّ عنه الماءُ و ظَهَرت أَرْضُه. قال ذو الرمة: هَرَقْناهُ فی بادِی النَّشِیئةِ، دائِرٍ، قَدیمٍ بِعَهْدِ الماءِ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ یقول: هَرَقْنا الماءَ فی حوضٍ بادِی النَّشِیئةِ. و النَّصائبُ: حِجارة الحَوْضِ، واحدتها نَصِیبةٌ. و قوله: بُقْعٍ نَصائبُه: جَمْع بَقْعاء، و جَمَعَها بذلك لِوُقُوع النَّظَرِ علیها. و‌فی الحدیث: أَنه دَخَل علی خَدیجةَ خَطَبَها، و دَخَل علیها مُسْتَنْشِئةٌ مِنْ مُوَلَّداتِ قُرَیْشٍ.قال الأَزهری: هی اسم تِلْكَ الكاهِنةِ. و قال غیره: المُسْتَنْشِئةُ: الكاهِنةُ سُمّیت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِئُ الأَخْبَارَ أَی تَبْحَثُ عنها و تَطْلُبها، من قولك رجل نَشْیانُ للخَبَرِ. و مُسْتَنْشِئةٌ یهمز و لا یهمز. و الذِّئب
(2). قوله [تنشأ] سیأتی فی مادة خ ل ق عن ابن بری تنشی و هضیم بدل ما تری و ضبط مختلق فی التكملة بفتح اللام و كسرها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 173
یَسْتَنْشِئُ الرِّیحَ، بالهمز. قال: و إِنما هو من نَشِیتُ الرِّیح، غیر مهموز، أَی شَمِمْتُها. و الاسْتِنْشاءُ، یهمز و لا یهمز، و قیل هو من الإِنْشَاءِ: الابْتِداءِ. و فی خطبة المحكم: و مما یهمز مما لیس أَصله الهمز من جهة الاشتقاق قولهم: الذئب یَسْتَنْشِئُ الرِّیحَ، و إنما هو من النَّشْوةِ؛ و الكاهِنةُ تَسْتَحْدِثُ الأُمورَ و تُجَدِّدُ الأَخْبارَ. و یقال: من أَیْنَ نَشِیتَ هذا الخَبَرَ، بالكسر من غیر همز، أَی من أَیْنَ عَلِمْتَه. قال ابن الأَثیر و قال الأَزهریّ: مُسْتَنْشِئةُ اسم عَلَم لتِلك الكاهِنةِ التی دَخَلت علیها، و لا یُنَوَّن للتعریف و التأْنیث. و أَما قول صخر الغی: تَدَلَّی علیه، مِنْ بَشامٍ و أَیْكةٍ نَشاةِ فُرُوعٍ، مُرْثَعِنّ الذَّوائِبِ یجوز أَن یكون نَشْأَةٌ فَعْلَةً مِنْ نَشَأَ ثم یُخفَّفُ علی حدِّ ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم الكماةُ و المَراةُ، و یجوز أَن یكون نَشاة فَعْلة فَتَكون نَشاة مِنْ أَنْشَأْتُ كطاعةٍ من أَطَعْتُ، إِلا أَنّ الهمزة علی هذا أُبدِلت و لم تخفف. و یجوز أَن یكون من نَشا یَنْشُو بمعنی نَشَأَ یَنْشَأُ، و قد حكاه قطرب، فتكون فَعَلةً من هذا اللفظ، و مِنْ زائدةٌ، علی مذهب الأَخفش، أَی تَدَلَّی علیه بَشامٌ و أَیْكةٌ. قال: و قیاس قول سیبویه أن یكون الفاعل مضمراً یدل علیه شاهد فی اللفظ؛ التعلیل لابن جنی. ابن الأَعرابی: النَّشِی‌ءُ رِیح الخَمْر. قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ، و قُرئَ المُنْشِئاتُ، قال: و معنی الْمُنْشَآتُ: السُّفُنُ المَرْفُوعةُ الشُّرُعِ. قال: و المُنْشِئاتُ: الرَّافِعاتُ الشُرُعِ. و قال الفرّاءُ: من قرأَ المُنْشِئاتُ فَهُنَّ اللَّاتِی یُقْبِلْنَ و یُدْبِرْنَ، و یقال المُنْشِئاتُ: المُبْتَدِئاتُ فی الجَرْی. قال: و الْمُنْشَآتُ أُقْبِلَ بِهنَّ و أُدْبِرَ. قال الشماخ: عَلَیْها الدُّجَی مُسْتَنْشَآتٍ، كَأَنَّها هَوادِجُ، مَشْدُودٌ عَلَیْها الجَزاجِزُ یعنی الزُّبَی المَرْفُوعات. و الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ كَالْأَعْلٰامِ. قال: هی السُّفُنُ التی رُفِعَ قَلْعُها، و إذا لم یُرفع قَلْعُها، فلیست بِمُنْشآتٍ، و اللّه أَعلم.

نصأ؛ ج1، ص: 173

: نَصَأَ الدابةَ و البَعِیرَ یَنْصَؤُها نَصْأً إذا زَجَرَها. و نَصَأَ الشی‌ءَ نَصْأً، بالهمز رَفَعَه، لغة فی نَصَیْتُ. قال طرفة: أَمُونٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَصَأتُها علی لاحِبٍ، كأَنَّه ظَهْرُ بُرْجُدِ

نفأ؛ ج1، ص: 173

: النُّفَأُ: القِطَعُ من النّباتِ المُتَفَرِّقةُ هُنا و هنا. و قیل: هی رِیاضٌ مُجْتَمِعةٌ تَنْقَطِع من مُعْظَم الكَلإِ و تُرْبِی علیه. قال الأَسود بن یَعْفُرَ: جادَتْ سَواریه، و آزَرَ نَبْتَه نُفَأٌ من الصَّفْراءِ و الزُّبَّاد فهما نَبْتانِ من العُشْب، واحدته نُفْأَةٌ مثل صُبْرةٍ و صُبَرٍ، و نُفَأَةٌ، بالتحریك، علی فُعَلٍ. و قوله: و آزَرَ نَبْتَه یُقَوِّی أَنَّ نُفَأَةً و نُفَأً من باب عُشَرَةٍ و عُشَرٍ، إذ لو كان مكسراً لاحْتالَ حتی یُقولَ آزَرَتْ.

نكأ؛ ج1، ص: 173

: نَكَأَ القَرْحةَ یَنْكَؤُها نَكْأً: قشرها قبل أَن تَبْرَأَ فَنَدِیَتْ. قال مُتَمِّم بن نُوَیْرَةَ: قَعِیدَكِ أَن لا تُسْمِعِینِی مَلامةً، و لا تَنْكَئِی قَرْحَ الفُؤَادِ، فَیِیجَعا
لسان العرب، ج‌1، ص: 174
و معنی قَعِیدَكِ من قولهم: قِعْدَكَ اللّهَ إلَّا فَعَلْتَ، یُریدُون: نَشَدْتُك اللّه إلا فَعَلْتَ. و نَكَأْتُ العَدُوَّ أَنْكَؤُهم: لغة فی نَكَیْتُهم. التهذیب: نَكَأْتُ فی العَدُوِّ نِكایةً. ابن السكیت فی باب الحروف التی تهمز، فیكون لها معنی، و لا تهمز، فیكون لها معنی آخر: نَكَأْتُ القُرْحةَ أَنْكَؤُها إذا قَرَفْتَها، و قد نَكَیْتُ فی العَدُوِّ أَنْكِی نِكایةً أَی هَزَمْتُه و غَلَبْتُه، فنَكِیَ یَنْكَی نَكًی. ابن شمیل: نَكَأْتُه حَقّه نَكْأً و زَكَأْتُه زَكْأً أَی قَضَیْتُه. و ازْدَكَأْتُ منه حَقِّی و انْتَكَأْتُه أَی أَخَذْتُه. و لَتَجِدَنَّه زُكَأَةً نُكَأَةً: یَقْضِی ما علیه. و قولهم: هُنِّئْتَ و لا تُنْكَأْ أَی هَنَّأَكَ اللّه بما نِلْتَ و لا أَصابَكَ بوَجَعٍ. و یقال: و لا تُنْكَهْ مثل أَراقَ و هَراقَ. و فی التهذیب: أَی أَصَبْتَ خَیْراً و لا أَصَابكَ الضُّرُّ، یدعو له. و قال أَبو الهیثم: یقال فی هذا المثل لا تَنْكَهْ و لا تُنْكَهْ جمیعاً، مَنْ قال لا تَنْكَهْ، فالأَصل لا تَنْكَ بغیر هاء، فإذا وقفت علی الكاف اجتمع ساكنان فحرّك الكاف و زیدت الهاءُ یسكتون علیها. قال: و قولهم هُنِّئْتَ أَی ظَفِرت بمعنی الدعاءِ له، و قولهم لا تُنْكَ أَی لا نُكِیتَ أَی لا جَعَلَك اللّهُ مَنْكِیّاً مُنْهَزِماً مَغْلوباً. و النَّكَأَةُ: لغة فی النَّكَعَةِ، و هو نبت شبه الطُّرْثُوثِ. و اللّه أَعلم.

نمأ؛ ج1، ص: 174

: النَّمْ‌ءُ و النَّمْوُ «1»: القَمْلُ الصِّغارُ، عن كراع.

نهأ؛ ج1، ص: 174

: النَّهِی‌ءُ علی مثال فَعیلٍ: اللَحْمُ الذی لم یَنْضَجْ. نَهِئَ اللحم و نَهُؤَ نَهَأً، مقصور، یَنْهَأُ نَهْأً و نَهَأً و نَهَاءَةً، ممدود، عل فَعَالةٍ، و نُهُوءَةً «2» علی فُعُولةٍ، و نُهُوءًا و نَهاوةً، الأَخیرة شاذة، فهو نَهِی‌ءٌ، علی فَعِیل: لم یَنْضَجْ. و هو بَیِّنُ النُّهُوءِ، ممدود مهموز، و بَیِّن النُّیُوءِ: مثل النُّیُوع. و أَنْهَأَه هو إنْهاءً، فهو مُنْهَأٌ إذا لم یُنْضِجْه. و أَنْهَأَ الأَمرَ: لم یُبْرِمْه. و شَرِبَ فلان حتی نَهَأَ أَی امتلأَ. و فی المثل: ما أُبالی ما نَهِئَ مِنْ ضَبِّكَ. ابن لأَعرابی: الناهِئُ: الشَّبْعانُ و الرَّیّانُ، و اللّه أَعلم.

نوأ؛ ج1، ص: 174

: ناءَ بِجِمْلِه یَنُوءُ نَوْءًا و تَنْوَاءً: نَهَضَ بجَهْد و مَشَقَّةٍ. و قیل: أُثْقِلَ فسقَطَ، فهو من الأَضداد. و كذلك نُؤْتُ به. و یقال: ناءَ بالحِمْل إذا نَهَضَ به مُثْقَلًا. و ناءَ به الحِملُ إذا أَثْقَلَه. و المرأَة تنُوءُ بها عَجِیزَتُها أَی تُثْقِلُها، و هی تَنُوءُ بِعَجِیزَتِها أَی تَنْهَضُ بها مُثْقلةً. و ناءَ به الحِمْلُ و أَناءَه مثل أَناعَه: أَثْقَلَه و أَمالَه، كما یقال ذهَبَ به و أَذْهَبَه، بمعنی. و قوله تعالی: مٰا إِنَّ مَفٰاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِی الْقُوَّةِ. قال: نُوْءُها بالعُصْبةِ أَنْ تُثْقِلَهم. و المعنی إِنَّ مَفٰاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أَی تُمِیلُهم مِن ثِقَلِها، فإذا أَدخلت الباءَ قلت تَنُوءُ بهم، كما قال اللّه تعالی: آتُونِی أُفْرِغْ عَلَیْهِ قِطْراً. و المعنی ائْتُونی بقِطْرٍ أُفْرِغْ علیه، فإذا حذفت الباءَ زدْتَ علی الفعل فی أَوله. قال الفرّاءُ: و قد قال رجل من أَهل العربیة:
(1). قوله [النم‌ء و النموُ إلخ] كذا فی النسخ و المحكم و قال فی القاموس النَّمَأُ و النَّمْ‌ءُ كجَبَلٍ و حَبْلٍ و أورده المؤلف فی المعتل كما هنا فلم یذكروا النَّمَأَ كجَبَلٍ، نعم هو فی التكملة عن ابن الأَعرابی. (2). قوله [و نُهُوءَةً إلخ] كذا ضبط فی نسخة من التهذیب بالضم و كذا به أیضاً فی قوله بین النُّهُوء و فی شرح القاموس كقبول.
لسان العرب، ج‌1، ص: 175
ما إنَّ العُصْبةَ لَتَنُوءُ بِمفاتِحِه، فَحُوِّلَ الفِعْلُ إلی المَفاتِحِ، كما قال الراجز: إِنَّ سِراجاً لَكَرِیمٌ مَفْخَرُهْ، تَحْلی بهِ العَیْنُ، إذا ما تَجْهَرُهْ و هو الذی یَحْلی بالعین، فإذا كان سُمِعَ آتوا بهذا، فهو وَجْه، و إلَّا فإن الرجُلَ جَهِلَ المعنی. قال الأَزهری: و أَنشدنی بعض العرب: حَتَّی إذا ما التَأَمَتْ مَواصِلُهْ، و ناءَ، فی شِقِّ الشِّمالِ، كاهِلُهْ یعنی الرَّامی لما أَخَذَ القَوْسَ و نَزَعَ مالَ عَلَیْها. قال: و نری أَنَّ قول العرب ما ساءَكَ و ناءَكَ: من ذلك، إلّا أَنه أَلقَی الأَلفَ لأَنه مُتْبَعٌ لِساءَكَ، كما قالت العرب: أَكَلْتُ طَعاماً فهَنَأَنی و مَرَأَنی، معناه إذا أُفْرِدَ أَمْرَأَنی فحذف منه الأَلِف لما أُتْبِعَ ما لیس فیه الأَلِف، و معناه: ما ساءَكَ و أَناءَكَ. و كذلك: إنِّی لآتِیهِ بالغَدایا و العَشایا، و الغَداةُ لا تُجمع علی غَدایا. و قال الفرَّاءُ: لَتُنِی‌ءُ بالعُصْبةِ: تُثْقِلُها، و قال: إنِّی، وَ جَدِّك، لا أَقْضِی الغَرِیمَ، و إِنْ حانَ القَضاءُ، و ما رَقَّتْ له كَبِدِی إلَّا عَصا أَرْزَنٍ، طارَتْ بُرایَتُها، تَنُوءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ و العَضُدِ أَی تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ و العَضُدَ. و قالوا: له عندی ما سَاءَه وَ ناءَه أَی أَثْقَلَه و ما یَسُوءُه و یَنُوءُه. قال بعضهم: أَراد ساءَه و ناءَه و إِنما قال ناءَه، و هو لا یَتَعدَّی، لأَجل ساءَه، فهم إذا أَفردوا قالوا أَناءَه، لأَنهم إنما قالوا ناءَه، و هو لا یتعدَّی لمكان سَاءَه لیَزْدَوِجَ الكلام. و النَّوْءُ: النجم إذا مال للمَغِیب، و الجمع أَنْواءٌ و نُوآنٌ، حكاه ابن جنی، مثل عَبْد و عُبْدانٍ و بَطْنٍ و بُطْنانٍ. قال حسان بن ثابت، رضی اللّه عنه: و یَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنَّا بِها. إذا قَحَطَ الغَیْثُ، نُوآنُها و قد ناءَ نَوْءاً و اسْتَناءَ و اسْتَنْأَی، الأَخیرة علی القَلْب. قال: یَجُرُّ و یَسْتَنْئِی نَشاصاً، كأَنَّه بِغَیْقةَ، لَمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ، جالِبُ قال أَبو حنیفة: اسْتَنْأَوُا الوَسْمِیَّ: نَظَرُوا إلیه، و أَصله من النَّوْءِ، فقدَّم الهمزةَ. و قول ابن أَحمر: الفاضِلُ، العادِلُ، الهادِی نَقِیبَتُه، و المُسْتَناءُ، إذا ما یَقْحَطُ المَطَرُ المُسْتَنَاءُ: الذی یُطْلَبُ نَوْءُه. قال أَبو منصور: معناه الذی یُطْلَبُ رِفْدُه. و قیل: معنی النَّوْءِ سُقوطُ نجم من المَنازِل فی المغرب مع الفجر و طُلوعُ رَقِیبه، و هو نجم آخر یُقابِلُه، من ساعته فی المشرق، فی كل لیلة إلی ثلاثة عشر یوماً. و هكذا كلُّ نجم منها إلی انقضاء السنة، ما خلا الجَبْهةَ، فإن لها أَربعة عشر یوماً، فتنقضِی جمیعُها مع انقضاءِ السنة. قال: و إنما سُمِّیَ نَوْءاً لأَنَّه إذا سقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، و ذلك الطُّلوع هو النَّوْءُ. و بعضُهم یجعل النَّوْءَ السقوط، كأَنه من الأَضداد. قال أَبو عبید: و لم یُسْمع فی النَّوْءِ أَنه السُّقوط إلا فی هذا الموضع، و كانت العرب تُضِیفُ الأَمْطار و الرِّیاح و الحرَّ و البرد إلی الساقط منها. و قال
لسان العرب، ج‌1، ص: 176
الأَصمعی: إلی الطالع منها فی سلطانه، فتقول مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، و قال أَبو حنیفة: نَوْءُ النجم: هو أَوَّل سقوط یُدْرِكُه بالغَداة، إذا هَمَّت الكواكِبُ بالمُصُوحِ، و ذلك فی بیاض الفجر المُسْتَطِیر. التهذیب: ناءَ النجمُ یَنْوءُ نَوْءاً إذا سقَطَ. و‌فی الحدیث: ثلاثٌ من أَمْرِ الجاهِلیَّةِ: الطَّعْنُ فی الأَنْسَابِ و النِّیاحةُ و الأَنْواءُ.قال أَبو عبید: الأَنواءُ ثمانیة و عشرون نجماً معروفة المَطالِع فی أزْمِنةِ السنة كلها من الصیف و الشتاء و الربیع و الخریف، یسقط منها فی كل ثلاثَ عَشْرة لیلة نجمٌ فی المغرب مع طلوع الفجر، و یَطْلُع آخَرُ یقابله فی المشرق من ساعته، و كلاهما معلوم مسمی، و انقضاءُ هذه الثمانیة و عشرین كلها مع انقضاءِ السنة، ثم یرجع الأَمر إلی النجم الأَوّل مع استئناف السنة المقبلة. و كانت العرب فی الجاهلیة إذا سقط منها نجم و طلع آخر قالوا: لا بد من أَن یكون عند ذلك مطر أَو ریاح، فیَنْسِبُون كلَّ غیث یكون عند ذلك إلی ذلك النجم، فیقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ الثُرَیَّا و الدَّبَرانِ و السِّماكِ. و الأَنْوَاءُ واحدها نَوْءٌ. قال: و إِنما سُمِّیَ نَوْءاً لأَنه إذا سَقَط الساقِط منها بالمغرب ناءَ الطالع بالمشرق یَنُوءُ نَوْءاً أَی نَهَضَ و طَلَعَ، و ذلك النُّهُوض هو النَّوْءُ، فسمی النجم به، و ذلك كل ناهض بِثِقَلٍ و إبْطَاءٍ، فإنه یَنُوءُ عند نُهوضِه، و قد یكون النَّوْءُ السقوط. قال: و لم أسمع أَنَّ النَّوْءَ السقوط إلا فی هذا الموضع. قال ذو الرمة: تَنُوءُ بِأُخْراها، فَلأْیاً قِیامُها؛ و تَمْشِی الهُوَیْنَی عن قَرِیبٍ فَتَبْهَرُ معناه: أَنَّ أُخْراها، و هی عَجِیزَتُها، تُنِیئُها إلی الأَرضِ لِضخَمِها و كَثْرة لحمها فی أَرْدافِها. قال: و هذا تحویل للفعل أَیضاً. و قیل: أَراد بالنَّوْءِ الغروبَ، و هو من الأَضْداد. قال شمر: هذه الثمانیة و عشرون، التی أَراد أَبو عبید، هی منازل القمر، و هی معروفة عند العرب و غیرهم من الفُرْس و الروم و الهند لم یختلفوا فی أَنها ثمانیة و عشرون، ینزل القمر كل لیلة فی منزلة منها. و منه قوله تعالی: وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ. قال شمر: و قد رأَیتها بالهندیة و الرومیة و الفارسیة مترجمة. قال: و هی بالعربیة فیما أَخبرنی به ابن الأَعرابی: الشَّرَطانِ، و البَطِینُ، و النَّجْمُ، و الدَّبَرانُ، و الهَقْعَةُ، و الهَنْعَةُ، و الذِّراع، و النَّثْرَةُ، و الطَّرْفُ، و الجَبْهةُ، و الخَراتانِ، و الصَّرْفَةُ، و العَوَّاءُ، و السِّماكُ، و الغَفْرُ، و الزُّبانَی، و الإِكْلیلُ، و القَلْبُ، و الشَّوْلةُ، و النَّعائمُ، و البَلْدَةُ، و سَعْدُ الذَّابِحِ، و سَعْدُ بُلَعَ، و سَعْدُ السُّعُود، و سَعْدُ الأَخْبِیَةِ، و فَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ، و فَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ، و الحُوتُ. قال: و لا تَسْتَنِی‌ءُ العَرَبُ بها كُلِّها إنما تذكر بالأَنْواءِ بَعْضَها، و هی معروفة فی أَشعارهم و كلامهم. و كان ابن الأَعرابی یقول: لا یكون نَوْءٌ حتی یكون معه مَطَر، و إلا فلا نَوْءَ. قال أَبو منصور: أَول المطر: الوَسْمِیُّ، و أَنْواؤُه العَرْقُوتانِ المُؤَخَّرتانِ. قال أَبو منصور: هما الفَرْغُ المُؤَخَّر ثم الشَّرَطُ ثم الثُّرَیَّا ثم الشَّتَوِیُّ، و أَنْواؤُه الجَوْزاءُ، ثمَّ الذِّراعانِ، و نَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهةُ، و هی آخِر الشَّتَوِیِّ، و أَوَّلُ الدَّفَئِیّ و الصَّیْفِی، ثم الصَّیْفِیُّ، و أَنْواؤُه السِّماكانِ الأَوَّل الأَعْزَلُ، و الآخرُ الرَّقیبُ، و ما بین السِّماكَیْنِ صَیف، و هو نحو من أَربعین یوماً، ثمَّ الحَمِیمُ، و هو نحو من عشرین لیلة عند طُلُوعِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 177
الدَّبَرانِ، و هو بین الصیفِ و الخَرِیفِ، و لیس له نَوْءٌ، ثمَّ الخَرِیفِیُّ و أَنْواؤُه النَّسْرانِ، ثمَّ الأَخْضَرُ، ثم عَرْقُوتا الدَّلْوِ الأُولَیانِ. قال أَبو منصور: و هما الفَرْغُ المُقَدَّمُ. قال: و كلُّ مطَر من الوَسْمِیِّ إلی الدَّفَئِیِّ ربیعٌ. و قال الزجاج فی بعض أَمالِیهِ و ذَكر‌قَوْلَ النبی، صلی اللّه علیه و سلم: مَنْ قال سُقِینا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم و كَفَر باللّهِ، و من قال سَقانا اللّهُ فقد آمَنَ باللهِ و كَفَر بالنَّجْمِ.قال: و معنی مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، أَی مُطِرْنا بطُلوع نجم و سُقُوط آخَر. قال: و النَّوْءُ علی الحقیقة سُقُوط نجم فی المَغْرِب و طُلوعُ آخَرَ فی المشرق، فالساقِطةُ فی المغرب هی الأَنْواءُ، و الطالِعةُ فی المشرق هی البَوارِحُ. قال، و قال بعضهم: النَّوْءُ ارْتِفاعُ نَجْمٍ من المشرق و سقوط نظیره فی المغرب، و هو نظیر القول الأَوَّل، فإذا قال القائل مُطِرْنا بِنَوْءِ الثرَیَّا، فإِنما تأْویله أَنَّه ارتفع النجم من المشرق، و سقط نظیره فی المغرب، أَی مُطِرْنا بما ناءَ به هذا النَّجمُ. قال: و إِنما غَلَّظَ النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، فیها لأَنَّ العرب كانت تزعم أَن ذلك المطر الذی جاءَ بسقوطِ نَجْمٍ هو فعل النجم، و كانت تَنْسُبُ المطر إلیه، و لا یجعلونه سُقْیا من اللّه، و إن وافَقَ سقُوطَ ذلك النجم المطرُ یجعلون النجمَ هو الفاعل، لأَن فی الحدیث دَلِیلَ هذا، و هو‌قوله: مَن قال سُقِینا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم و كَفَرَ باللّهِ.قال أَبو إِسحاق: و أَما من قال مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا و كذا و لم یُرِدْ ذلك المعنی و مرادُه أَنَّا مُطِرْنا فی هذا الوقت، و لم یَقْصِدْ إلی فِعْل النجم، فذلك، و اللّه أَعلم، جائز، كما‌جاءَ عن عُمَر، رضی اللّه عنه، أَنَّه اسْتَسْقَی بالمُصَلَّی ثم نادَی العباسَ: كم بَقِیَ مِن نَوْءِ الثُرَیَّا؟ فقال: إنَّ العُلماءَ بها یزعمون أَنها تَعْتَرِضُ فی الأُفُقِ سَبْعاً بعد وقُوعِها، فواللّهِ ما مَضَتْ تلك السَّبْعُ حتی غِیثَ الناسُ، فإنما أَراد عمر، رضی اللّه تعالی عنه، كم بَقِیَ من الوقت الذی جرت به العادة أنَّه إذا تَمَّ أَتَی اللّهُ بالمطر. قال ابن الأَثیر: أَمَّا مَنْ جَعلَ المَطَر مِنْ فِعْلِ اللّهِ تعالی، و أَراد بقوله مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا أَی فی وَقْت كذا و هو هذا النَّوْءُ الفلانی، فإِن ذلك جائز أَی إِن اللّهَ تعالی قد أَجْرَی العادة أَن یأْتِیَ المَطَرُ فی هذه الأَوقات. قال: و‌رَوی عَلیٌّ، رضی اللّه عنه، عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنَّه قال فی قوله تعالی: وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ؛ قال: یقولون مُطِرْنا بنوءِ كذا و كذا.قال أَبو منصور: معناه: و تَجْعَلُون شُكْرَ رِزْقِكم، الذی رَزَقَكُمُوه اللّه، التَّكْذِیبَ أَنَّه من عندَ الرَّزَّاقِ، و تجعلون الرِّزْقَ من عندِ غیرِ اللّهِ، و ذلك كفر؛ فأَمَّا مَنْ جَعَلَ الرِّزْقَ مِن عندِ اللّهِ، عز و جل، و جَعَل النجمَ وقْتاً وقَّتَه للغَیْثِ، و لم یَجعلْه المُغِیثَ الرَّزَّاقَ، رَجَوْتُ أَن لا یكون مُكَذِّباً، و اللّه أَعلم. قال: و هو معنی ما قاله أَبو إِسحاق و غیره من ذوی التمییز. قال أَبو زید: هذه الأَنْواءُ فی غَیْبوبة هذه النجوم. قال أَبو منصور: و أَصل النَّوْءِ: المَیْلُ فی شِقٍّ. و قیل لِمَنْ نَهَضَ بِحِمْلِهِ: ناءَ به، لأَنَّه إذا نَهَضَ به، و هو ثَقِیلٌ، أَناءَ الناهِضَ أَی أَماله. و كذلك النَّجْمُ، إذا سَقَطَ، مائلٌ نحوَ مَغِیبه الذی یَغِیبُ فیه، و فی بعض نسخ الإِصلاح: ما بِالبادِیَةِ أَنْوَأُ من فلان، أَی أَعْلَمُ بأَنْواءِ النُّجوم منه، و لا فعل له. و هذا أَحد ما جاءَ من هذا الضرب من غیر أَن یكون له فِعْلٌ، و إنما هو من باب أَحْنَكِ الشَّاتَیْنِ و أَحْنَكِ البَعِیرَیْنِ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 178
قال أَبو عبید: سئل ابن عبَّاس، رضی اللّه عنهما، عن رجل جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِه بِیَدِها، فقالت له: أَنت طالق ثلاثاً، فقال ابن عَبَّاس: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها أَلّا طَلَّقَتْ نَفْسها ثلاثاً.قال أَبو عبید: النَّوْءُ هو النَّجْم الذی یكون به المطر، فَمن هَمَز الحرف أَرادَ الدُّعاءَ علیها أَی أَخْطَأَها المَطَرُ، و من قال خطَّ اللّهُ نَوْءَها جَعَلَه من الخَطِیطَةِ. قال أَبو سعید: معنی النَّوْءِ النُّهوضُ لا نَوْءُ المطر، و النَّوْءُ نُهُوضُ الرَّجل إلی كلِّ شی‌ءٍ یَطْلُبه، أراد: خَطَّأَ اللّهُ مَنْهَضَها و نَوْءَها إلی كلِّ ما تَنْوِیه، كما تقول: لا سَدّدَ اللّهُ فلاناً لما یَطْلُب، و هی امرأَة قال لها زَوْجُها: طَلِّقی نَفْسَكِ، فقالت له: طَلَّقْتُكَ، فلم یَرَ ذلك شیئاً، و لو عَقَلَتْ لَقالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِی. و‌روی ابن الأَثیر هذا الحدیثَ عن عُثمانَ، و قال فیه: إنَّ اللّهَ خَطَّأَ نَوْءَها أَلَّا طَلَّقَتْ نَفْسَها.و قال فی شرحه: قیل هو دُعاءٌ علیها، كما یقال: لا سَقاه اللّه الغَیْثَ، و أَراد بالنَوْءِ الذی یَجِی‌ءُ فیه المَطَر. و قال الحربی: هذا لا یُشْبِهُ الدُّعاءَ إنما هو خبر، و الذی یُشْبِهُ أَن یكون دُعاءً‌حَدِیثُ ابن عَبَّاسٍ، رضی اللّه عنهما: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها، و المعنی فیهما لو طَلَّقَتْ نَفْسَها لوقع الطَّلاق، فحیث طَلَّقَتْ زوجَها لم یَقَعِ الطَّلاقُ، و كانت كمن یُخْطِئُه النَّوْءُ، فلا یُمْطَر. و ناوَأْتُ الرَّجُلَ مُناوَأَةً و نِوَاءً: فاخَرْتُه و عادَیْتُه. یقال: إذا ناوَأْتَ الرجلَ فاصْبِرْ، و ربما لم یُهمز و أَصله الهمز، لأَنَّه من ناءَ إلَیْكَ و نُؤْتَ إلیه أَی نَهَضَ إلیكَ وَ نهَضْتَ إلیه. قال الشاعر: إذا أَنْتَ ناوَأْتَ الرِّجالَ، فَلَمْ تَنُؤْ بِقَرْنَیْنِ، غَرَّتْكَ القُرونُ الكَوامِلُ و لا یَسْتَوِی قَرْنُ النِّطاحِ، الذی به تَنُوءُ، و قَرْنٌ كُلَّما نُؤتَ مائلُ و النَّوْءُ و المُناوَأَةُ: المُعاداةُ. و‌فی الحدیث فی الخیل: و رجُلٌ رَبَطَها فَخْراً و رِیاءً و نِوَاءً لأَهل الإِسلام، أَی مُعاداةً لهم. و‌فی الحدیث: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمّتی ظاهرینَ علی مَن ناوَأَهم؛ أَی ناهَضَهم و عاداهم.

نیأ؛ ج1، ص: 178

: ناءَ الرجلُ، مثل ناعَ، كَنَأَی، مقلوب منه: إذا بعد، أَو لغة فیه. أَنشد یعقوب: أَقولُ، و قد ناءَتْ بِهِمْ غُرْبةُ النَّوَی، نَوًی خَیْتَعُورٌ، لا تَشِطُّ دِیارُكِ و استشهد الجوهری فی هذا الموضع بقول سهم بن حنظلة: مَنْ إنْ رآكَ غَنِیّاً لانَ جانِبُه؛ و إنْ رَآكَ فَقِیراً ناءَ، فاغْتَربا و رأَیت بخط الشیخ الصلاح المحدّث، رحمه اللّه، أَنَّ الذی أَنشده الأَصمعی لیس علی هذه الصورة، و إنما هو: إذا افْتَقَرْتَ نَأَی، و اشْتَدَّ جانِبُه؛ و إنْ رَآَكَ غَنِیّاً لانَ، و اقْتَرَبا و ناءَ الشی‌ءُ و اللَّحْمُ یَنِی‌ءُ نَیْئاً، بوزن ناعَ یَنِیعُ نَیْعاً، و أَنَأْتُه أَنا إِناءَةً إذا لم تُنْضِجْه. و كذلك نَهِئَ اللحمُ، و هو لَحْمٌ بَیِّنُ النُّهُوءِ و النُّیُوءِ، بوزن النُّیُوعِ، و هو بَیِّنُ النُّیُوءِ و النُّیُوءَةِ: لم یَنْضَجْ. و لحم نِی‌ءٌ، بالكسر، مثل نِیعٍ: لم تَمْسَسْه نار؛ هذا هو الأَصل. و قد یُترك الهمز و یُقلب یاءً فیقال: نِیٌّ، مشدَّداً. قال أَبو
لسان العرب، ج‌1، ص: 179
ذؤیب: عُقارٌ كَماءِ النِّیِّ لَیْسَتْ بخَمْطةٍ؛ و لا خَلَّةٍ، یَكْوِی الشَّرُوبَ شِهابُها شِهابُها: نارُها و حِدَّتُها. و أَناءَ اللحمَ یُنیئُه إِناءَةً إذا لم یُنْضِجْه. و‌فی الحدیث: نَهَی عن أَكل اللَّحْم النِّی‌ءِ: هو الذی لم یُطْبَخْ، أَو طُبِخَ أَدْنَی طَبْخ و لم یُنْضَجْ. و العرب تقول: لحمٌ نِیٌّ، فیحذفون الهمز و أَصله الهمز. و العرب تقول للبَن المَحْضِ: نِی‌ءٌ، فإذا حَمُضَ، فهو نَضِیج. و أَنشد الأَصمعی: إذا ما شِئْتُ باكَرَنی غُلامٌ بِزِقٍّ، فیه نِی‌ءٌ، أَو نَضِیجُ و قال: أَراد بالنِّی‌ءِ خَمْراً لم تَمَسَّها النارُ، و بالنَّضِیجِ المَطْبُوخَ. و قال شمر: النِّی‌ءُ من اللبن ساعةَ یُحْلَبُ قبل أَن یُجْعَلَ فی السِّقاءِ. قال شمر: و ناءَ اللحمُ یَنُوءُ نَوْءاً و نِیّاً، لم یهمز نِیّاً، فإذا قالوا النَّیُّ. بفتح النون، فهو الشحم دون اللحم. قال الهذلی: فظَلْتُ، و ظَلَّ أَصْحابی، لَدَیْهِمْ غَریضُ اللَّحْم: نِیٌّ أو نَضِیجُ

فصل الهاء؛ ج1، ص: 179

هأهأ؛ ج1، ص: 179

: الهأْهاءُ: دُعاءُ الإِبل إلی العَلَفِ؛ و هو زجْر الكلب و إشْلاؤُه؛ و هو الضَّحِكُ العالِی. و هَأْهَأَ إذا قَهْقَهَ و أَكثر المَدَّ. و أَنشد: أَهَأْ أَهَأْ، عِند زادِ القَوْمِ، ضِحْكُهُمُ، و أَنْتُمُ كُشُفٌ، عندَ اللِّقا، خُورُ؟ «3» الأَلف قبل الهاء، للاستفهام، مُسْتَنْكر. و هَأْهَأَ بالإِبِلِ هِئْهاءً و هَأْهاءً، الأَخیرة نادرةٌ: دعاها إلی العَلَفِ، فقال هِئْ‌هِئْ. و جاریة هَأْهأَةٌ، مقصور: ضَحَّاكةٌ. و جَأْجَأْتُ بالإِبل: دَعَوْتُها للشُّرْب. و الاسم الهِی‌ءُ و الجِی‌ءُ، و قد تقدّم ذلك. الأَزهری: هاهَیْتُ بالإِبل: دَعَوْتُها. و هَأْهَأْتُ للْعَلَف، و جَأْجَأْتُ بالإِبل لتشرب. و الاسم منه: الهِی‌ءُ و الجِی‌ءُ. و أَنشد لمعاذ بن هَرَّاءٍ: و ما كانَ، علی الهِی‌ءِ، و لا الجِی‌ءِ، امْتِداحِیكا رأَیت بخط الشیخ شرف الدین المُرْسِی بن أَبی الفَضْل: أَنَّ بخط الأَزهری الهِی‌ءِ و الجِی‌ءِ، بالكسر. قال: و كذلك قیَّدهما فی الموضعین من كتابه. قال: و كذلك فی جامع اللحیانی: رجلٌ هَأْهَأٌ و هَأْهَاءٌ من الضَّحِكِ. و أَنشد: یا رُبَّ بَیْضاءَ مِنَ العَواسِجِ، هَأْهَأَةٍ، ذاتِ جَبِینٍ سارج «4»

هبأ؛ ج1، ص: 179

: الهَبْ‌ءُ: حَیٌّ.

هتأ؛ ج1، ص: 179

: هَتَأَه بالعَصا هَتْأً: ضرَبَه. و تَهَتَّأَ الثوبُ: تَقَطَّعَ و بَلِیَ، بالتاء باثنتین. و كذلك تَهَمَّأَ، بالمیم، و تَفَسَّأَ. و كلٌّ مذكور فی موضعه. و مَضَی من اللیل هَتْ‌ءٌ و هِتْ‌ءٌ و هِیتَأٌ و هِیتَاءٌ و هَزیعٌ أَی وقت. أَبو الهیثم: جاء بعد هَدْأَةٍ من اللیل و هَتْأَةٍ. اللحیانی: جاء بعد هَتِی‌ءٍ، علی فَعِیلٍ،
(3). قوله [أهأ أهأ إلخ] هذا البیت أورده ابن سیدة فی المعتل فقال: أهأ أهأ، عند زاد القوم، ضحكتهم. و الوغی بدل اللقا. (4). قوله [سارج] فی التهذیب أی حسن، اشتقاقه من السراج، و فی التكملة السارج الواضح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 180
و هَتْ‌ءٍ، علی فَعْلٍ، و هَتْیٍ، بلا همز، و هِتاءٍ و هِیتاءٍ، ممدودان. ابن السكیت: ذهَب هِتْ‌ءٌ من اللیل، و ما بقیَ إلا هِتْ‌ءٌ، و ما بَقیَ من غنمهم إلا هِتْ‌ءٌ، و هو أَقلُّ من الذَّاهبة. و فیها هَتَأٌ شدید، غیر ممدود، و هُتُوءٌ، یریدُ شَقٌّ و خَرْقٌ.

هجأ؛ ج1، ص: 180

: هَجِئَ الرَّجُل هَجَأً: التَهبَ جُوعُه، و هَجَأَ جُوعُه هَجْأً و هُجُوءاً: سكن و ذهَب. و هَجَأَ غَرَثِی یَهْجَأُ هَجْأً: سَكَنَ و ذهَب و انْقَطَع. و هَجَأَه الطعامُ یَهْجَؤُهُ هَجْأً: مَلَأَه، و هَجَأَ الطعامَ: أَكله. و أَهْجَأَ الطعامُ غَرَثِی: سكَّنه و قَطَعَه، إهْجاءً. قال: فأَخْزاهُمُ رَبِّی، و دَلَّ عَلیْهِمُ، و أَطْعَمَهُم من مَطْعَمٍ غَیْرِ مُهْجِئِ و هَجَأَ الإِبلَ و الغنمَ و أَهْجَأَها: كَفَّها لِتَرْعی. و الهِجاءُ، ممدود: تَهْجِئَةُ الحرف. و تَهَجَّأْت الحرف و تهجیته، بهمز و تبدیل. أَبو العباس: الهَجَأُ یُقصر و یهمز، و هو كلُّ ما كنت فیه، فانْقَطَع عنك. و منه قول بشار، و قَصَره و لم یهمز، و الأَصل الهمز: و قَضَیْتُ مِنْ وَرَقِ الشَّبابِ هَجاً، مِنْ كُلِّ أَحْوَزَ راجِحٍ قَصَبُهْ و أَهْجَأْتُه حَقَّه و أَهْجَیْتُه حَقَّه إذا أَدّیته إلیه.

هدأ؛ ج1، ص: 180

: هَدَأَ یَهْدَأُ هَدْءاً و هُدُوءاً: سَكَن، یكون فی سكون الحركة و الصّوْت و غیرهما. قال ابن هَرْمةَ: لَیْتَ السِّباعَ لَنا كانت مُجاوِرةً، و أَنَّنا لا نَرَی، مِمَّنْ نَرَی، أَحَدا إنَّ السِّباعَ لَتَهْدا عن فَرائِسها، و الناسُ لیس بهادٍ شَرُّهم أَبَدا أَراد لَتَهْدَأُ و بهادِئٍ، فأَبدل الهمزة إِبدالًا صحیحاً، و ذلك أَنَّه جعلها یاءً، فأَلحق هادِیاً برامٍ و سامٍ، و هذا عند سیبوبه إِنما یؤخذ سماعاً لا قیاساً. و لو خففها تخفیفاً قیاسیاً لجعلها بین بین، فكان ذلك یكسر البیت و الكسر لا یجوز، و إِنما یجوز الزِّحافُ. و الاسم: الهَدْأَةُ، عن اللحیانی. و أَهْدَأَه: سَكَّنه. و هَدَأَ عنه: سَكَنَ. أَبو الهیثم یقال: نَظَرْتُ إلی هَدْئِه، بالهمز، و هَدْیِه. قال: إِنما أَسقطوا الهمزة فجعلوا مكانها الیاء، و أَصلها الهمز، من هَدَأَ یَهْدَأُ إِذا سكن. و أَتانا و قد هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَی بعدَ ما سكَنَ الناسُ باللیل. و أَتانا بعدَ ما هَدَأَتِ الرِّجْلُ و العَیْنُ أَی سَكَنَتْ و سَكَنَ الناسُ باللیل. و هَدَأَ بالمكان: أَقام فسَكَن. و لا أَهْدَأَه اللّه: لا أَسْكَنَ عَناءَهُ و نَصَبَه. و أَتانا و قد هَدَأَتِ العیونُ، و أَتانا هُدُوءاً إذا جاءَ بعد نَوْمةٍ. و أَتانا بعدَ هُدْءٍ من اللیل و هَدْءٍ و هَدْأَةٍ و هَدِی‌ءٍ، فَعِیلٍ، و هُدُوءٍ، فُعولٍ، أَی بعد هَزِیعٍ من اللیل، و یكون هذا الأَخیر مصدراً و جمعاً، أَی حین سكَن الناسُ. و قد هَدَأَ اللیلُ، عن سیبویه، و بعد ما هَدَأَ الناسُ أَی ناموا. و قیل: الهَدْءُ من أَوَّله إلی ثلثه، و ذلك ابْتِداءُ سكُونه. و‌فی الحدیث: إیَّاكُم و السَّمَرَ بعد هَدْأَةِ الرِّجْل.الهَدْأَةُ و الهُدُوءُ: السكون عن الحركات، أَی بعد ما یَسْكُنُ الناسُ عن المَشْی و الاختِلافِ فی الطُّرُقِ. و‌فی حدیث سَوادِ بن قارِبٍ: جاءَنی بعد هَدْءٍ من اللیل‌أَی بعد طائفةٍ ذهَبَتْ منه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 181
و الهَدْأَةُ: موضع بین مكة و الطائِف، سُئل أَهلها لِمَ سُمِّیَتْ هَدْأَةً، فقالوا: لأَن المطر یُصِیبها بعد هَدْأَةٍ من اللیل. و النَّسَبُ إلیه هَدَوِیٌّ، شاذٌّ من وجهین: أَحدهما تحریك الدال، و الآخَر قلب الهمزة واواً. و ما له هِدْأَةُ لیلةٍ، عن اللحیانی، و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَن معناه ما یقُوتُه، فَیُسَكِّنُ جُوعَه أو سَهَرَه أَو هَمَّه. و هَدَأَ الرَّجُلُ یَهْدَأُ هُدُوءاً: مات. و‌فی حدیث أُم سلیم قالت لأَبی طلحة عن ابنها: هو أَهْدَأُ مما كان‌أَی أَسْكَنُ؛ كَنَتْ بذلك عن الموت تَطْیِیباً لِقَلْبِ أَبیِه. و هَدِئَ هَدَأً، فهو أَهْدَأُ: جَنِئَ. و أَهْدَأَه الضَرْبُ أَو الكِبَرُ. و الهَدَأُ: صِغَرُ السَّنامِ یعتری الإِبل من الحَمْلِ و هو دون الجَبَبِ. و الهَدْآءُ من الإِبل: التی هَدِئَ سَنامُها من الحَمْل و لَطَأَ علیه وبَرُه و لم یُجْرَحْ. و الأَهْدَأُ من المَناكِب: الذی دَرِمَ أَعْلاه و اسْتَرْخَی حَبْلُه. و قد أَهْدَأَه اللّه. و مَرَرْتُ برجل هَدْئِك من رجل، عن الزجاجی، و المعروف هَدِّكَ من رجل. و أَهْدَأْتُ الصبیَّ إِذا جعلت تَضْرِبُ علیه بكَفِّك و تُسَكِّنُه لِیَنامَ. قال عدیّ بن زید: شَئِزٌ جَنْبِی كأَنِّی مُهْدَأ، جَعَلَ القَیْنُ علی الدَّفِّ الإِبَرْ و أَهْدَأْتُه إِهْدَاءً. الأَزهری: أَهْدَأَتِ المرأَةُ صَبیَّها إذا قارَبَتْه و سَكَّنَتْه لِیَنام، فهو مُهْدَأ. و ابن الأَعرابی یروی هذا البیت مُهْدَأ، و هو الصبی المُعَلَّلُ لِیَنامَ. و رواه غیره مَهْدَأً أَی بعد هَدْءٍ من اللیل. و یقال: تركت فلاناً علی مُهَیْدِئَتِه أَی علی حالَتِه التی كان علیها، تصغیر المَهْدَأَةِ. و رجل أَهْدَأُ أَی أَحْدَبُ بَیِّنُ الهَدَإِ. قال الراجز فی صفة الرَّاعی: أَهْدَأُ، یَمْشِی مِشْیةَ الظَّلِیمِ الأَزهری عن اللیث و غیره: الهَدَأُ مصدر الأَهْدَإِ. رجل أَهْدَأُ و امرأَة هَدْآءُ، و ذلك أَن یكون مَنْكِبه منخفضاً مستویاً، أَو یكون مائلًا نحو الصدر غیر مُنْتَصِبٍ. یقال مَنْكِبٌ أَهْدَأُ. و قال الأَصمعی: رجل أَهْدَأُ إذا كان فیه انْحِناءٌ، و هَدِئَ و جَنِئَ إذا انحنی.

هذأ؛ ج1، ص: 181

: هَذَأَه بالسیف و غیره یَهْذَؤُه هَذْءاً: قَطَعَه قَطْعاً أَوْحَی من الهَذِّ. و سَیْفٌ هَذَّاءٌ: قاطِعٌ. و هَذَأَ العَدُوَّ هَذْءاً: أَبارَهم و أَفناهم. و هَذَأَ الكلامَ إذا أَكثر منه فی خَطَإٍ. و هَذَأَه بلسانه هَذْءاً: آذاه و أَسْمَعَه ما یَكْرَه. و تَهَذَّأَتِ القَرْحةُ تَهَذُّؤاً و تَذَیَّأَتْ تَذَیُّؤاً: فَسَدَتْ و تَقَطَّعَت. و هَذَأْتُ اللحم بالسِّكِّین هَذْءاً إِذا قَطَعْتَه به.

هرأ؛ ج1، ص: 181

: هَرَأَ فی مَنْطِقِه یَهْرَأُ هَرْءاً: أَكثر، و قیل: أَكثر فی خَطَإٍ أَو قال الخَنا و القَبِیحَ. و الهُراءُ، ممدود مهموز: المَنْطِقُ الكَثِیرُ، و قیل: المَنْطِقُ الفاسِدُ الذی لا نِظامَ له. و قَوْلُ ذی الرُّمَّة: لَها بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِیرِ، و مَنْطِقٌ رَخِیمُ الحَواشِی، لا هُراءٌ و لا نَزْرُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 182
یحتملهما جمیعاً. و أَهْرَأَ الكلامَ إِذا أَكثره و لم یُصِب المَعْنَی. و إِنَّ مَنْطِقَه لغیرُ هُراءٍ. و رَجُلٌ هُراءٌ: كثیر الكلام. و أَنشد ابن الأَعرابی: شَمَرْدَلٍ، غَیْرِ هُراءٍ مَیْلَقِ و امْرأَةٌ هُراءَةٌ و قوم هُراؤُون. و هَرَأَه البَرْدُ یَهْرَؤُه هَرْءاً و هَراءَةً و أَهْرَأَه: اشْتَدَّ علیه حتی كاد یَقْتُلُه، أَو قَتَلَه. و أَهْرَأَنا القُرُّ أَی قَتَلَنا. و أَهْرَأَ فلان فلاناً إذا قَتَلَه. و هَرِئَ المالُ و هَرِئَ القومُ، بالفتح، فَهُم مَهْرُوءُونَ. قال ابن بری: الذی حكاه أَبو عبید عن الكسائی: هُرِئَ القوم، بضم الهاءِ، فَهم مَهْرُوءُونَ، إذا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرُّ. قال: و هذا هو الصحیح، لأَن قوله مَهْرُوءُونَ إِنما یكون جاریاً علی هُرِئَ. قال ابن مقبل فی المَهْرُوءِ، من هَرَأَه البَرْدُ، یَرْثِی عُثمانَ بن عَفَّانَ، رضی اللّه تعالی عنه: نَعاءٌ لِفَضْلِ العِلْمِ و الحِلْمِ و التُّقَی، و مَأْوَی الیَتامَی الغُبْرِ، أَسْنَوْا، فأَجدَبُوا و مَلْجَإِ مَهْرُوئِینَ، یُلْفَی به الحَیا، إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأُمُّ و الأَبُ قال ابن بری: ذكره الجوهری و مَلْجَأُ مَهْرُوئین، و صوابه و مَلْجَإِ، بالكسر، معطوف علی ما قبله. و كَحْلُ: اسمٌ عَلَمٌ للسَّنةِ المُجْدِبة. و عَنَی بالحَیا الغَیْثَ و الخِصْبَ. قال أَبو حنیفة: المَهْرُوءُ الذی قد أَنْضَجَه البَرْدُ. و هَرَأَ البَرْدُ الماشِیَةَ فَتَهرَّأَتْ: كسَرَها فتَكَسَّرَت. و قِرَّةٌ لها هَرِیئةٌ، علی فَعِیلة: یُصِیبُ الناسَ و المالَ منها ضُرٌّ و سَقَطٌ أَی مَوْتٌ. و قد هُرِئَ القومُ و المالُ. و الهریئة أَیضاً: الوقت الذی یُصِیبهم فیه البَرْدُ. و الهَرِیئةُ: الوقت الذی یَشْتَدُّ فیه البَرْدُ. و أَهْرَأْنا فی الرَّواحِ أَی أَبْرَدْنا، و ذلك بالعشیِّ، و خصَّ بعضُهم به رَواحَ القَیْظ، و أَنشد لإِهابِ بن عُمَیْرٍ یَصِفُ حُمُراً: حتَّی إذا أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ «5»، و فَارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ قال: أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ: دَخَلْنَ فی الأَصائِلِ، یقول: سِرْنَ فی بَرْدِ الرَّواحِ إلی الماءِ. و بُلَّةُ الأَوابِلِ: بُلَّةُ الرُّطْبِ، و الأَوابِلُ: التی أَبَلَتْ بالمكانِ أَی لَزِمَتْه، و قیل: هی التی جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماءِ. و أَهْرِئْ عنك من الظَّهِیرَةِ أَی أَقِمْ حتی یسكن حَرُّ النهار و یَبْرُدَ. و أَهْرَأَ الرَّجُلَ: قَتَله. و هَرَأَ اللحمَ هَرْءاً و هَرَّأَه و أَهْرَأَه: أَنْضَجَه، فَتَهَرَّأَ حتی سَقَطَ من العظم. و هو لَحْمٌ هَرِی‌ءٌ. و أَهْرَأَ لَحْمَه إهْرَاءً إذا طَبَخَه حتی یَتَفَسَّخَ. و المُهَرَّأُ و المُهَرَّدُ: المُنْضَجُ من اللحم. و هَرَأَتِ الرِّیحُ: اشْتَدَّ بَرْدُها. الأَصمعی: یقال فی صغار النخل أَوَّلَ ما یُقْلَعُ شی‌ءٌ منها من أُمِّه: فهو الجَثِیثُ و الوَدِیُّ و الهِرَاءُ و الفَسِیل. و الهِراءُ:
(5). قوله [للأَصائل] بلام الجر، روایة ابن سیدة و روایة الجوهری بالأَصائل بالباء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 183
فَسِیلُ النخل. قال: أَ بَعْدَ عَطِیَّتِی أَلْفاً جَمِیعاً، مِنَ المَرْجُوِّ، ثاقِبةَ الهِراءِ أَنشده أَبو حنیفة قال: و معنی قوله ثاقِبةَ الهِراءِ: أَنّ النخل إذا اسْتَفْحَل ثُقِبَ فی أُصُوله. و الهُرَاءُ «1»: اسم شَیْطانٍ مُوَكَّل بِقَبِیح الأَحْلام.

هزأ؛ ج1، ص: 183

: الهُزْءُ و الهُزُؤُ: السُّخْرِیةُ. هُزِئَ به و منه. و هَزَأَ یَهْزَأُ فیهما هُزْءاً و هُزُؤاً و مَهْزَأَةً، و تَهَزَّأَ و اسْتَهْزَأَ به: سَخِرَ. و قوله تعالی: إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ، اللّٰهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. قال الزجاج: القِراءَةُ الجَیِّدة علی التحقیق، فإذا خَفَّفْتَ الهمزة جَعَلْتَ الهمزةَ بین الواو و الهمزة، فقلت مُسْتَهْزِؤون، فهذا الاختیار بعد التحقیق، و یجوز أَن یُبدل منها یاءٌ فَتُقْرَأَ مُسْتَهْزِیُون؛ فأَما مُسْتَهْزُونَ، فضعیف لا وَجْهَ له إلا شاذاً، علی قول من أَبدل الهمزة یاءً، فقال فی اسْتَهْزَأْتُ اسْتَهْزَیْتُ، فیجب علی اسْتَهْزَیْتُ مُسْتَهْزُونَ. و قال: فیه أَوجه من الجَواب؛ قیل: معنی اسْتِهْزَاءِ اللّه بهم أَن أَظهر لهم من أَحْكامه فی الدنیا خَلافَ ما لهم فی الآخرةِ، كما أَظْهَرُوا للمسلمین فی الدنیا خِلافَ ما أَسَرُّوا. و یجوز أَن یكون اسْتِهْزَاؤُه بهم أَخْذَه إیَّاهم من حَیْثُ لا یَعْلَمُون، كما قال، عزّ من قائل: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لٰا یَعْلَمُونَ*؛ و یجوز، و هو الوجه المختار عند أَهل اللغة، أَن یكون معنی یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ یُجازِیهم علی هُزُئِهم بالعَذاب، فسمی جَزاءُ الذَّنْب باسمه، كما قال تعالی: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا؛ فالثانیة لیست بِسَیِّئة فی الحقیقة إِنما سمیت سیئة لازْدِواجِ الكلام، فهذه ثلاثة أَوجه. و رجلٌ هُزَأَةٌ، بالتحریك، یَهْزَأُ بالناس. و هُزْأَةٌ، بالتسكین: یُهْزَأُ به، و قیل یُهْزَأُ منه. قال یونس: إذا قال الرجلُ هَزِئتُ منك، فقد أَخْطأَ، إنما هو هَزِئتُ بك. و قال أَبو عمرو: یقال سَخِرْتُ منك، و لا یقال: سَخِرْتُ بك. و هَزَأَ الشی‌ءَ یَهْزَؤُه هَزْءاً: كَسَره. قال یَصِفُ دِرْعاً: لهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، و تَهْزَأُ بالمَعابِلِ و القِطاعِ عُكَنُ الدِّرْعِ: ما تَثَنَّی منها. و الباءُ فی قوله بالمَعابِل زائدة، هذا قول أَهل اللغة. قال ابن سیدة: و هو عندی خطأٌ، إنما تَهْزَأُ ههنا من الهُزْءِ الذی هو السُّخْرِیُّ، كأَنَّ هذه الدّرْعَ لمَّا رَدَّتِ النَّبْلَ خُنْساً جُعِلَتْ هازِئةً بها. و هَزَأَ الرجلُ: ماتَ، عن ابن الأَعرابی. و هَزَأَ الرجلُ إِبِلَه هَزْءاً، قَتَلَها بالبَرْدِ، و المعروف هَرَأَها، و الظاهر أَن الزای تصحیف. ابن الأَعرابی: أَهْزَأَه البَرْدُ و أَهْرَأَه إذا قَتَلَه. و مثله: أَزْغَلَتْ و أَرْغَلَتْ فیما یتعاقب فیه الراءُ و الزای. الأَصمعی و غیره: نَزَأْتُ الرّاحِلةَ و هَزَأْتها إذا حَرَّكْتَها.

همأ؛ ج1، ص: 183

: هَمَأَ الثَّوْبَ یَهْمَؤُه هَمْأً: جَذَبَه فَانْخَرَقَ. و انْهَمَأَ ثَوْبُهُ و تَهَمَّأَ: انْقَطَعَ من البِلَی، و ربما قالوا تَهتَّأَ، بالتاء، و قد تقدم. و الهِمْ‌ءُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، و جمع الهِمْ‌ءِ أَهْمَاءٌ.
(1). قوله [و الهُرَاءُ اسم إلخ] ضبط الهراء فی المحكم بالضم و به فی النهایة أیضاً فی ه ر ی من المعتل و لذلك ضبط الحدیث فی تلك المادة بالضم فانظره مع عطف القاموس له هنا علی المكسور.
لسان العرب، ج‌1، ص: 184‌

هنأ؛ ج1، ص: 184

: الهَنِی‌ءُ و المَهْنَأُ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالمَشْتَی. و قد هَنِئَ الطَّعامُ و هَنُؤَ یَهْنَأُ هَنَاءَةً: صار هَنِیئاً، مثل فَقِهَ و فَقُهَ. و هَنِئْتُ الطَّعامَ أَی تَهَنَّأْتُ به. و هَنَأَنِی الطَّعامُ و هَنَأَ لی یَهْنِئُنِی و یَهْنَؤُنِی هَنْأً و هِنْأً، و لا نظیر له فی المهموز. و یقال: هَنَأَنِی خُبْزُ فُلان أَی كان هَنِیئاً بغیر تَعَبٍ و لا مَشَقَّةٍ. و قد هَنَأَنا اللّهُ الطَّعامَ، و كان طَعاماً اسْتَهْنَأْناه أَی اسْتَمْرَأْناهُ. و‌فی حدیث سُجُود السهو: فَهَنَّأَه و مَنَّاه، أَی ذَكَّره المَهانِئَ و الأَمانِی، و المراد به ما یَعْرِضُ للإِنسان فی صَلاتِه من أَحادیثِ النَّفْس و تَسْوِیل الشیطان. و لك المَهْنَأُ و المَهْنا، و الجمع المَهانِئُ، هذا هو الأَصل بالهمز، و قد یخفف، و هو فی الحدیث أَشْبه لأَجل مَنَّاه. و‌فی حدیث ابن مسعود فی إِجابةِ صاحب الرِّبا إذا دَعا إنساناً و أَكَل طَعامه، قال: لك المَهْنَأُ و علیه الوِزْرُ‌أَی یكون أَكْلُكَ له هَنِیئاً لا تُؤَاخَذُ به و وِزْرُه علی من كَسَبَه. و‌فی حدیث النخعی فی طعام العُمَّالِ الظَّلَمةِ: لهم المَهْنَأُ و علیهم الوِزر.و هَنَأَتْنِیهِ العافِیةُ و قد تَهَنَّأْتُه و هَنِئْتُ الطعامَ، بالكسر، أَی تَهَنَّأْتُ به. فأَما ما أَنشده سیبویه من قوله: فَارْعَیْ فَزارةُ، لا هَناكِ المَرْتَعُ فعلی البدل للضرورة، و لیس علی التخفیف؛ و أَمّا ما حكاه أَبو عبید من قول المتمثل من العرب: حَنَّتْ و لاتَ هَنَّتْ و أَنَّی لكِ مَقْرُوع، فأَصله الهمز، و لكنّ المثل یجری مَجْری الشِّعر، فلما احتاج إلی المُتابَعةِ أَزْوَجَها حَنَّتْ. یُضْرَبُ هذا المثل لمن یُتَّهَم فی حَدیثه و لا یُصَدَّقُ. قاله مازِنُ بن مالك بن عَمرو بن تَمِیم لابنةِ أَخیه الهَیْجُمانة بنتِ العَنْبَرِ بن عَمْرو بن تَمِیم حین قالت لأَبیها: إِنّ عبدَ شمس ابنَ سعدِ بن زیْدِ مَناةَ یرید أَن یُغِیرَ عَلیهم، فاتَّهمها مازِنٌ لأَنَّ عبدَ شمس كان یَهْواها و هی تَهْواه، فقال هذه المقالة. و قوله: حَنَّتْ أَی حنَّت إلی عبد شمس و نَزَعَتْ إلیه. و قوله: و لات هَنَّتْ أَی لیس الأَمْر حیث ذَهَبَتْ. و أَنشد الأَصمعی: لاتَ هَنَّا ذِكْرَی جُبَیْرةَ، أَمْ مَنْ جاءَ مِنها بطائِفِ الأَهْوالِ یقول لیس جُبَیْرةُ حَیْثُ ذَهَبْتَ، ایأَسْ منها لیس هذا موضِعَ ذِكْرِها. و قوله: أَمْ مَنْ جاءَ منها: یستفهم، یقول مَنْ ذا الذی دَلَّ علینا خَیالَها. قال الرَّاعی: نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قَلْبَكَ مِتْیَحُ یقول: لیس الأَمْرُ حیث ذَهَبْتَ إِنما قلبك مِتْیَحٌ فی غیر ضَیْعةٍ. و كان ابن الأَعرابی یقول: حَنَّتْ إلی عاشِقِها، و لیس أَوانَ حَنِینٍ، و إِنما هو و لا، و الهاءُ: صِلةٌ جُعِلَتْ تاءً، و لو وَقَفْتَ علیها لقلت لاه، فی القیاس، و لكن یقفون علیها بالتاء. قال ابن الأَعرابی: سأَلت الكِسائی، فقلتُ: كیف تَقِف علی بنت؟ فقال: بالتاءِ اتباعاً للكتاب، و هی فی الأَصل هاءٌ. الأَزهریّ فی قوله و لاتَ هَنَّتْ: كانت هاءَ الوقفة ثم صُیِّرت تاءً لیُزاوِجُوا به حَنَّتْ، و الأَصل فیه هَنَّا، ثمَّ قیل هَنَّهْ للوقف. ثمَّ صیرت تاءً كما قالوا ذَیْتَ و ذَیْتَ و كَیْتَ و كَیْتَ. و منه قول العجاج: و كانَتِ الحَیاةُ حیِنَ حُبَّتِ، و ذِكْرُها هَنَّتْ، و لاتَ هَنَّتِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 185
أَی لیس ذا موضعَ ذلك و لا حِینَه، و القصیدة مجرورة لَمَّا أَجْراها جَعَل هاءَ الوقفة تاءً، و كانت فی الأَصل هَنَّهْ بالهاء، كما یقال أَنا و أَنَّهْ، و الهاءُ تصیر تاءً فی الوصْل. و من العرب من یَقْلِب هاءَ التأْنیث تاءً إذا وقف علیها كقولهم: و لاتَ حِینَ مَناصٍ. و هی فی الأَصل و لاةَ. ابن شمیل عن الخلیل فی قوله: لاتَ هَنَّا ذِكْرَی جُبَیْرَة أَمْ مَنْ یقول: لا تُحْجِمُ عن ذكْرها، لأَنه یقول قد فعلت و هُنِّیتُ، فیُحْجِمُ عن شی‌ءٍ، فهو من هُنِّیتُ و لیس بأَمر، و لو كان أَمْراً لكان جزماً، و لكنه خبر یقول: أَنتَ لا تَهْنَأُ ذِكْرَها. و طَعامٌ هَنِی‌ءٌ: سائغ، و ما كان هَنِیئاً، و لقد هَنُؤَ هَناءَةً و هَنَأَةً و هِنْأً، علی مثال فَعالةٍ و فَعَلة و فِعْلٍ. اللیث: هَنُؤَ الطَّعامُ یَهْنُؤُ هَنَاءَةً، و لغة أَخری هَنِیَ یَهْنَی، بلا همز. و التَّهْنِئةُ: خلاف التَّعْزِیة. یقال: هَنَأَهُ بالأَمْرِ و الولایة هَنْأً و هَنَّأَه تَهْنِئةً و تَهْنِیئاً إذا قلت له لیَهْنِئْكَ. و العرب تقول: لیَهْنِئْكَ الفارِسُ، بجزم الهمزة، و لیَهْنِیكَ الفارِسُ، بیاءٍ ساكنة، و لا یجوز لیَهْنِكَ كما تقول العامة. و قوله، عز و جل: فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً. قال الزجاج تقول: هَنَأَنِی الطَّعامُ و مَرَأَنی. فإذا لم یُذكَر هَنَأَنِی قلت أَمْرَأَنی. و فی المثل: تَهَنَّأَ فلان بكذا و تَمَرَّأَ و تَغَبَّطَ و تَسَمَّنَ و تَخَیَّلَ و تَزَیَّنَ، بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الناسِ قَرْنی ثمَّ الَّذِین یَلُونَهُمْ ثمَّ یَجِی‌ءُ قوم یَتَسَمَّنُونَ.معناه: یَتَعَظَّمُونَ و یَتَشَرَّفُونَ و یَتَجَمَّلُون بكثرة المال، فیجمعونه و لا یُنْفِقُونه. و كلوه هَنِیئاً مَریئاً. و كلُّ أمْرٍ یأْتیكَ مِنْ غَیْر تَعَبٍ، فهو هَنِی‌ءٌ. الأَصمعی: یقال فی الدُّعاءِ للرَّجل هُنِّئْتَ و لا تُنْكَهْ أَی أَصَبْتَ خَیْراً و لا أَصابك الضُّرُّ، تدعُو له. أَبو الهیثم: فی قوله هُنِّئْتَ، یرید ظَفِرْتَ، علی الدُّعاءِ له. قال سیبویه: قالوا هَنِیئاً مَرِیئاً، و هی من الصفات التی أُجْرِیَتْ مُجْری المَصادِر المَدْعُوِّ بها فی نَصْبها علی الفِعْل غَیر المُسْتَعْمَلِ إظْهارُه، و اختزاله لدلالته علیه، و انْتِصابه علی فعل من غیر لفظه، كأَنَّه ثَبَتَ له ما ذُكِرَ له هَنِیئاً. و أَنشد الأَخطل: إلی إِمامٍ، تُغادِینا فَواضِلُه، أَظْفَرَه اللّه فَلْیَهْنِئْ لهُ الظَّفَرُ قال الأَزهریُّ: و قال المبرد فی قول أَعْشَی باهِلةَ: أَصَبْتَ فی حَرَمٍ مِنَّا أَخاً ثِقةً، هِنْدَ بْنَ أَسْماءَ لا یَهْنِئْ لَكَ الظَّفَرُ قال: یقال هَنَأَه ذلك و هَنَأَ له ذلك، كما یقال هَنِیئاً له، و أَنشد بیت الأَخطَل. و هَنَأَ الرجلَ هَنْأً: أَطعَمَه. و هَنَأَه یَهْنَؤُه و یَهْنِئُه هَنْأً، و أَهْنَأَه: أَعْطاه، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. و مُهَنَّأٌ: اسم رجل. ابن السكیت یقال: هذا مُهَنَّأٌ قد جاءَ، بالهمز، و هو اسم رجل. و هُنَاءَةُ: اسم، و هو أَخو مُعاویة بن عَمرو بن مالك أَخی هُناءَةَ و نِواءٍ و فَراهِیدَ و جَذِیمةَ الأَبْرَشِ. و هانِئٌ: اسم رجل، و فی المثل: إِنما سُمِّیتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ و لِتَهْنَأَ أَی لِتُعْطِی. و الهِنْ‌ءُ: العَطِیَّةُ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 186
الاسم: الهِنْ‌ءُ، بالكسر، و هو العَطاء. ابن الأَعرابی: تَهَنَّأَ فلان إذا كَثُرَ عَطاؤُه، مأْخوذ من الهِنْ‌ءِ، و هو العَطاء الكثیر. و‌فی الحدیث أَنه قال لأَبی الهَیثمِ بن التَّیِّهانِ: لا أَرَی لك هانِئاً.قال الخطابی: المشهور فی الروایة ماهِناً، و هو الخادِمُ، فإن صح، فیكون اسمَ فاعِلٍ من هَنَأْتُ الرجلَ أَهْنَؤُه هَنْأً إذا أَعطَیْتَه. الفرَّاءُ یقال: إنما سُمِّیتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ و لِتَهْنَأَ أَی لِتُعطِیَ لغتان. و هَنَأْتُ القَوْمَ إذا عُلْتَهم و كَفَیْتَهم و أَعْطَیْتَهم. یقال: هَنَأَهُم شَهْرَینِ یَهْنَؤُهم إذا عالَهم. و منه المثل: إنما سُمِّیتَ هانِئاً لِتَهْنَأَ أَی لِتَعُولَ و تَكْفِیَ، یُضْرَبُ لمن عُرِفَ بالإحسانِ، فیقال له: أَجْر علی عادَتِكَ و لا تَقْطَعْها. الكسائی: لِتَهْنِئَ. و قال الأُمَوِیُّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أَی لِتُمْرِئَ. ابن السكیت: هَنَأَكَ اللّه و مَرَأَكَ و قد هَنَأَنِی و مَرَأَنِی، بغیر أَلف، إذا أَتبعوها هَنَأَنِی، فإِذا أَفْرَدُوها قالوا أَمْرَأَنِی. و الهَنِی‌ءُ و المَرِی‌ءُ: نَهرانِ أَجراهما بعضُ الملوك. قال جَریرٌ یمدح بعضَ المَرْوانِیَّةِ: أُوتِیتَ مِنْ حَدَبِ الفُراتِ جَوارِیاً، مِنْها الهَنِی‌ءُ، و سائحٌ فی قَرْقَرَی و قَرْقَرَی قَرْیةٌ بالیَمامةِ فیها سَیْحٌ لبعض الملوك. و اسْتَهْنَأَ الرجلَ: اسْتَعْطاه. و أَنشد ثعلب: نُحْسِنُ الهِنْ‌ءَ، إذا اسْتَهْنَأْتَنا، و دِفاعاً عَنْكَ بالأَیْدِی الكِبارِ یعنی بالأَیْدِی الكِبارِ المِنَنَ. و قوله أَنشده الطُّوسِی عن ابن الأَعرابی: و أَشْجَیْتُ عَنْكَ الخَصْمَ، حتی تَفُوتَهُمْ مِنَ الحَقِّ، إلّا ما اسْتَهانُوك نائلا قال: أراد اسْتَهْنَؤُوك، فقَلَب، و أری ذلك بعد أَن خفَّف الهمزة تخفیفاً بدلیاً. و معنی البیت أَنه أَراد: مَنَعْتُ خَصْمَكَ عنك حتی فُتَّهم بحَقِّهم، فهَضَمْتَهُم إِیَّاه، إلَّا ما سَمَحُوا لَك به من بعضِ حُقُوقِهم، فتركوه علیك، فسُمِّیَ تَرْكُهم ذلك علیه اسْتِهْناءً؛ كلُّ ذلك من تذكرة أَبی علی. و یقال: اسْتَهْنَأَ فلان بنی فلان فلم یُهنِؤُوه أَی سأَلَهم، فلم یُعْطُوه. و قال عروة بن الوَرْد: و مُسْتَهْنِئٍ، زَیْدٌ أَبُوه، فَلَمْ أَجِدْ لَه مَدْفَعاً، فاقْنَیْ حَیَاءَكِ و اصْبِری و یقال: ما هَنِئَ لی هذا الطَّعامُ أَی ما اسْتَمْرَأْتُه. الأَزهری و تقول: هَنأَنِی الطَّعام، و هو یَهْنَؤُنی هَنْأً و هِنْاً، و یَهْنِئُنی. و هَنَأَ الطَّعامَ هَنْأً و هِنْأً و هَناءَةً: أَصْلَحَه. و الهِنَاءُ: ضَرْبٌ من القَطِران. و قد هَنَأَ الإِبِلَ یَهْنَؤُها و یَهْنِئُها و یَهْنُؤُها هَنْأً و هِنَاءً: طَلاها «2» بالهِناءِ. و كذلك: هَنَأَ البعیرَ. تقول: هَنَأْتُ البعیرَ، بالفتح، أَهْنَؤُه إذا طَلَیْتَه بالهِناءِ، و هو القَطِرانُ. و قال الزجاج: و لَم نَجِد فیما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعُلُ إلَّا هَنَأْتُ أَهْنُؤُ و قَرَأْتُ أَقْرُؤُ. و الاسم: الهِنْ‌ءُ، و إبل مَهْنُوءةٌ.
(2). قوله [هنأ و هناء طلاها] قال فی التكملة و المصدر الهن‌ء و الهناء بالكسر و المد و لینظر من أین لشارح القاموس ضبط الثانی كجبل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 187
و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: لأَنْ أُزاحِمَ جَملًا قد هُنِئَ بِقَطِران أَحَبُّ إلیَّ مِن أَنْ أُزاحِمَ امْرأَةً عَطِرةً.الكسائی: هُنِئَ: طُلِیَ، و الهِنَاءُ الاسم، و الهَنْ‌ءُ المصدر. و من أَمثالهم: لیس الهِنَاءُ بالدَّسِّ؛ الدَّسُّ أَن یَطْلِیَ الطّالی مَساعِرَ البعیر، و هی المَواضِعُ التی یُسْرِعُ إلیها الجَرَبُ من الآباطِ و الأَرْفاغِ و نحوها، فیقال: دُسَّ البَعِیرُ، فهو مَدْسُوسٌ. و منه قول ذی الرمَّة: قَرِیعُ هِجانٍ دُسَّ منها المَساعِرُ فإِذا عُمَّ جَسَدُ البعیرِ كلُّه بالهِناءِ، فذلك التَّدْجِیلُ. یُضرب مثلًا للذی لا یُبالِغ فی إِحكامِ الأَمْرِ، و لا یَسْتَوثِقُ منه، و یَرْضَی بالیَسِیر منه. و‌فی حدیث ابن عبَّاس، رضی اللّه عنهما، فی مال الیَتِیم: إن كنتَ تَهْنَأُ جَرْباها‌أَی تُعالِجُ جَرَبَ إِبِلِه بالقَطِران. و هَنِئَتِ الماشیةُ هَنَأً و هَنْأً: أَصابَتْ حَظًّا من البَقْل من غیر أَن تَشْبَعَ منه. و الهِناءُ: عِذْقُ النَّخلة عن أَبی حنیفة، لغة فی الإِهانِ. و هَنِئْتُ الطَّعامَ أَی تَهَنَّأْتُ به و هَنَأْتُه شهراً أَهْنَؤُه أَی عُلْتُه. و هَنِئَتِ الإِبلُ من نبت أَی شَبِعَتْ. و أَكلْنا من هذا الطَّعامِ حتی هَنِئْنا منه أَی شَبِعْنا.

هوأ؛ ج1، ص: 187

: هاءَ بِنَفْسِه إلی المَعالِی یَهُوءُ هَوْءاً: رَفَعَها و سَما بها إلی المَعالِی. و الهَوْءُ، الهِمَّةُ، و إِنَّه لبَعِیدُ الهَوْءِ، بالفتح، و بَعِیدُ الشَّأْوِ أَی بَعِیدُ الهمَّة. قال الراجز: لا عاجِزُ الهَوْءِ، و لا جَعْدُ القَدَمْ و إنه لذو هَوْءٍ إذا كان صائبَ الرَّأْی ماضِیاً. و العامة تقول: یَهْوِی بِنَفْسِه. و‌فی الحدیث: إذا قامَ الرجلُ إلی الصلاةِ، فكان قَلْبُه و هَوْءُه إلی اللّهِ انْصَرفَ كما ولَدَتْه أُمُّه.الهَوْءُ، بوزن الضَوْءِ: الهِمَّةُ. و فلان یَهُوءُ بنَفْسِه إلی المَعالِی أَی یرْفَعُها و یَهُمُّ بها. و ما هُؤْتُ هَوْءَه أَی ما شَعَرْتُ به و لا أَرَدْتُه. و هُؤْتُ به خَیْراً فأَنا أَهُوءُ به هَوْءاً: أَزْنَنْته به، و الصحیح هُوتُ، كذلك حكاه یعقوب، و هو مذكور فی موضعه. و قال اللحیانی: هُؤْته بخیر، و هُؤْتُه بِشَرٍّ، و هُؤْتُه بمال كثیر هَوْءاً أَی أَزْنَنْتُه به. و وَقَع ذلك فی هَوْئی و هوئِی أَی ظَنِّی. قال اللحیانی و قال بعضهم: إنی لأَهُوءُ بك عن هذا الأَمْر أَی أَرْفَعُكَ عنه. أَبو عمرو: هُؤْتُ به و شُؤْتُ به أَی فَرِحْتُ به. ابن الأَعرابی: هَأَی أَی ضَعُفَ، و أَهَی إذا قَهْقَهَ فی ضَحِكه. و هَاوَأْتُ الرجلَ: فاخَرْتُه كَهاوَیْتُه. و المُهْوَأَنُّ، بضم المیم: الصَّحراءُ الواسعة. قال رؤبة: جاؤُوا بِأُخْراهُمْ علی خُنْشُوشِ، فی مُهْوَأَنٍّ، بالدَّبَی مَدْبُوشِ قال ابن بری: جَعْلُ الجَوْهَریِّ مُهْوَأَنًّا، فی فصل هَوَأَ، وَهَمٌ منه، لأَنَّ مُهْوَأَنًّا وزنه مُفْوَعَلٌّ. و كذلك ذكره ابن جنی، قال: و الواو فیه زائدة لأَن الواو لا تكون أَصلًا فی بناتِ الأَربعة. و المَدْبُوشُ: الذی أَكَل الجَرادُ نَبْتَه. و خُنْشُوشٌ: اسم موضع. و قد ذكر ابن سیدة
لسان العرب، ج‌1، ص: 188
المُهْوَأَنَّ فی مقلوب هَنَأَ قال: المُهْوَأَنُّ: المكان البَعِیدُ. قال: و هو مثال لم یذكره سیبویه. و هاءَ كلمة تُسْتَعَمَلُ عند المُناولةِ تقول: هاءَ یا رجلُ، و فیه لغات، تقول للمذكر و المؤنث هاءَ علی لفظ واحد، و للمذكَّرَین هاءَا، و للمؤَنثتین هائِیا، و للمذكَّرِین هاؤُوا، و لجماعة المؤَنث هاؤُنَّ، و منهم من یقول: هاءِ للمذكر، بالكسر مثل هاتِ، و للمؤَنث هائِی، بإِثبات الیاءِ مثل هاتی، و للمذكَّرَیْنِ و المُؤَنَّثَیْنِ هائِیا مثل هاتِیا، و لجماعة المذكر هاؤُوا، و لجماعة المؤَنث هائِینَ مثل هاتِینَ، تُقِیمُ الهمزة، فی جمیع هذا، مُقامَ التاءِ، و منهم من یقول: هاءَ بالفتح، كأَنَّ معناه هاكَ، و هاؤُما یا رجلان، و هاؤُمُوا یا رِجال، و هاءِ یا امْرَأَةُ، بالكسر بلا یاءٍ، مثل هاعِ. و هاؤُما و هاؤُمْنَ. و فی الصحاح: و هاؤُنَّ، تُقِیمُ الهمز، فی ذلك كُلِّه، مُقام الكاف. و منهم من یقول: هَأْ یا رَجُل، بهمزة ساكنة، مثل هَعْ، و أَصله هاءْ، أُسقطت الأَلف لاجتماع الساكنین. و للاثنین هاءَا، و للجمیع هاؤُوا، و للمرأَة هائِی، مثل هاعِی، و للاثنین هاءَا للرجلین و للمرأَتین،. مثل هاعا، و للنسوة هَأْنَ، مثل هَعْنَ، بالتسكین. و‌حدیث الرِّبا: لا تَبیعُوا الذهب بالذهب إلا هاء؛ و هاء نذكره فی آخره الكتاب فی باب الألف اللینة، إن شاءَ اللّه تعالی. و إذا قیل لك: هاءَ بالفتح، قلت: ما أهاءُ أَی ما آخُذُ، و ما أَدری ما أَهاءُ أَی ما اعْطِی، و ما أُهاءُ علی ما لم یُسمَّ فاعله، أَی ما أُعْطَی. و فی التنزیل العزیز: هٰاؤُمُ اقْرَؤُا كِتٰابِیَهْ. و سیأتی ذكره فی ترجمة ها. و هاءَ، مفتوح الهمزة ممدود: كلمة بمعنی التَّلْبِیةِ.

هیأ؛ ج1، ص: 188

: الهَیْئَةُ و الهِیئةُ: حالُ الشی‌ءِ و كَیْفِیَّتُه. و رجل هَیِّئٌ: حَسَنُ الهَیْئةِ. اللیث: الهَیْئةُ للمُتَهَیِّئِ فی مَلْبَسِه و نحوه. و قد هاءَ یَهاءُ هَیْئةً، و یَهِی‌ءُ. قال اللحیانی: و لیست الأَخیرة بالوجه. و الهَیِّئُ، علی مثال هَیِّعٍ: الحَسَن الهَیْئَةِ من كلِّ شی‌ءٍ، و رجلٌ هَیِی‌ءٌ، علی مثال هَیِیعٍ، كهَیِّئٍ، عنه أَیضاً. و قد هَیُؤَ، بضم الیاء، حكی ذلك ابن جنی عن بعض الكوفیین، قال: و وجهه أَنه خرَج مَخْرَجَ المبالغة، فلحق بباب قولهم قَضُوَ الرَّجلُ إذا جادَ قَضاؤُه، و رَمُوَ إذا جاد رَمْیُه، فكما یُبْنَی فَعُلَ مما لامه یاءٌ كذلك خرج هذا علی أَصله فی فَعُلَ مما عینه یاءٌ. و علَّتُهما جمیعاً، یعنی هَیُؤَ و قَضُوَ: أنَّ هذا بناءٌ لا یتصرَّف لِمُضارَعَتِه مما فیه من المُبالَغةِ لباب التَّعَجُّب و نِعْمَ و بِئْسَ. فلما لم یَتَصَرَّفْ احتملوا فیه خُروجَه فی هذا الموضع مخالفاً للباب، أَ لا تراهم إِنما تَحامَوْا أَن یَبْنُوا فَعُلَ مما عینه یاءٌ مخافة انْتِقالهم من الأَثقل إلی ما هو أَثقلُ منه، لأَنه كان یلزم أَن یقولوا: بُعْت أَبُوعُ، و هو یَبوعُ، و أَنت أَو هی تَبُوعُ، و بُوعا، و بُوعُوا، و بُوعِی. و كذلك جاءَ فَعُلَ مما لامه یاءٌ ممَّا هو مُتَصَرِّفٌ أَثقلَ من الیاءِ، و هذا كما صح: ما أَطْوَلَه و أَبْیَعَه. و حكی اللحیانی عن العامِرِیَّةِ: كان لِی أَخٌ هَیِیٌّ عَلیٌّ أَی یتأَنث للنساء، هكذا حكاه هَیِیٌّ عَلیٌّ، بغیر همز، قال: و أُرَی ذلك، إِنما هو لمكان عَلیٍّ. و هاءَ للأَمر یَهَاءُ و یَهِی‌ءُ، و تَهَیَّأَ: أَخَذَ له هَیْأَتَه. و هَیَّأَ الأَمرَ تَهْیِئةً و تَهْییئاً: أَصْلحه فهو مُهَیَّأٌ. و فی الحدیث: أَقِیلُوا ذَوِی الهَیْئَاتِ عَثَراتِهم.قال: هم الذین لا یُعْرَفُون بالشرِّ فَیَزِلُّ أَحدُهم
لسان العرب، ج‌1، ص: 189
الزلَّةَ. الهَیْئَةُ: صورةُ الشی‌ءِ و شَكْلُه و حالَتُه، یرید به ذَوِی الهَیْئَاتِ الحَسَنةِ، الذین یَلْزَمون هَیْئةً واحدة و سَمْتاً واحداً، و لا تَخْتَلِفُ حالاتُهم بالتنقل من هَیْئةٍ إلی هَیْئةٍ. و تقول: هِئْتُ للأَمر أَهِی‌ءُ هَیْئةً، و تَهَیَّأْتُ تَهَیُّؤاً، بمعنی. و قُرئَ: و قالت هِئْتُ لك، بالكسر و الهمز مثل هِعْتُ، بمعنی تَهَیَّأْتُ لكَ. و الهَیْئَةُ: الشارةُ. فلان حَسَنُ الهَیْئةِ و الهِیئةِ. و تَهایَؤُوا علی كذا: تَمالَؤُوا. و المُهایَأَةُ: الأَمْرُ المُتَهایَأُ علیه. و المُهایَأَةُ: أَمرٌ یَتَهایَأُ القوم فیَتَراضَوْنَ به. و هاءَ إلی الأَمْر یَهَاءُ هِیئةً: اشتاقَ. و الهَیْ‌ءُ و الهِی‌ءُ: الدُعاءُ إلی الطَّعامِ و الشراب، و هو أَیضاً دُعاءُ الإِبِل إلی الشُّرب، قال الهَرَّاءُ: و ما كانَ علی الجِیئِی، و لا الهِی‌ءِ امْتِداحِیكا و هَیْ‌ءَ: كلمة معناها الأَسَفُ علی الشی‌ءِ یَفُوتُ، و قیل هی كلمة التعجب. و قولهم: لو كان ذلك فی الهِی‌ءِ و الجِی‌ءِ ما نَفَعَه. الهِی‌ءُ: الطَّعام، و الجِی‌ءُ: الشَّرابُ، و هما اسمان من قولك جَاْجَأْتُ بالإِبل دَعَوْتُها للشُّرْب، و هَأْهَأْتُ بها دَعَوْتُها للعَلف. و قولهم: یا هَیْ‌ءَ ما لی: كلمة أَسَفٍ و تَلَهُّفٍ. قال الجُمَیْح بن الطَّمَّاح الأَسدی، و یروی لنافع ابن لَقِیط الأَسَدی: یا هَیْ‌ءَ، ما لی؟ مَنْ یُعَمَّرْ یُفْنِهِ مَرُّ الزَّمانِ علیه، و التَّقْلِیبُ و یروی: یا شَیْ‌ءَ ما لی، و یا فَیْ‌ءَ ما لی، و كلُّه واحد. و یروی: و كذاك حَقّاً مَنْ یُعَمَّرْ یُبْلِه كَرُّ الزَّمانِ عَلَیْهِ و التَّقْلِیبُ قال ابن بری: و ذكر بعض أَهل اللغة أَنَّ هَیْ‌ءَ اسم لفعل أَمر، و هو تَنَبَّهْ و اسْتَیْقِظْ، بمعنی صَهْ و مَهْ فی كونهما اسمین لاسْكُتْ و اكْفُفْ، و دخل حرف النداءِ علیها كما دخل علی فعل الأَمر فی قول الشماخ: أَلا یا اسْقِیانی قَبْلَ غارةِ سِنْجارِ و إِنما بُنِیت علی حركة بخلاف صَهْ و مَهْ لئلا یلتقی ساكنان، و خُصت بالفتحة طلباً للخفة بمنزلة أَیْنَ و كَیْفَ. و قوله ما لی: بمعنی أَیُّ شی‌ءٍ لی، و هذا یقوله من تَغَیَّر عما كان یعهد، ثم اسْتَأْنَفَ، فأَخبر عن تغیر حاله، فقال: مَنْ یُعَمَّرْ یُبْلِه مَرُّ الزَّمانِ علیه، و التَّغَیُّرُ من حالٍ إلی حال، و اللّه أَعلم.

فصل الواو؛ ج1، ص: 189

وبأ؛ ج1، ص: 189

: الوَبَأُ: الطاعون بالقصر و المد و الهمز. و قیل هو كلُّ مَرَضٍ عامٍّ، و‌فی الحدیث: إِن هذا الوَبَاءَ رِجْزٌ.و جمعُ الممدود أَوْبِیةٌ و جمع المقصور أَوْباءٌ، و قد وَبِئَتِ الأَرضُ تَوْبَأُ وَبَأً. و وَبُؤَتْ وِبَاءً وَ وِباءَةً «3» و إِباءَةً علی البدل، و أَوْبَأَتْ إِیبَاءً و وُبِئَتْ تِیبَأُ وَبَاءً، و أَرضٌ وَبِیئةٌ علی فَعیلةٍ و وَبِئةٌ علی فَعِلةٍ و مَوْبُوءَةٌ و مُوبِئةٌ: كثیرة الوَباء. و الاسم البِئةُ إذا كَثُر مرَضُها. و اسْتَوْبَأْتُ البلدَ و الماءَ.
(3). قوله [وِبَاءً و وِبَاءَةً إلخ] كذا ضبط فی نسخة عتیقة من المحكم یوثق بضبطها و ضبط فی القاموس بفتح ذلك.لسان العرب، ج‌1، ص: 190
وَ تَوَبَّأْتُه: اسْتَوخَمْتُه، و هو ماءٌ وَبِی‌ءٌ علی فَعِیلٍ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: و إِنَّ جُرْعَةَ شَرُوبٍ أَنْفَعُ مِن عَذْبٍ مُوبٍ‌أَی مُورِثٍ للوَباءِ. قال ابن الأَثیر: هكذا روی بغیر همز، و إِنما تُرِكَ الهمزُ لیوازَنَ به الحَرفُ الذی قبله، و هو الشَّرُوبُ، و هذا مَثَل ضربه لرجلین: أَحدُهما أَرْفَعُ و أَضَرُّ، و الآخر أَدْوَنُ و أَنْفَعُ. و‌فی حدیث علیّ، كرَّم اللّه وجهه: أَمَرَّ منها جانِبٌ فأَوْبَأَ‌أَی صار وَبِیئاً. و اسْتَوْبَأَ الأَرضَ: اسْتَوْخَمَها و وجَدها وَبِئةً. و الباطِل وَبی‌ءٌ لا تُحْمَدُ عاقِبَتُه. ابن الأَعرابی: الوَبی‌ءُ العَلِیلُ. و وَبَّأَ إلیه و أَوْبَأَ، لغة فی وَمَأْتُ و أَوْمَأْتُ إذا أَشرتَ إلیه. و قیل: الإِیماءُ أَن یكونَ أَمامَك فتُشِیرَ إلیه بیدكَ، و تُقْبِلَ بأَصابِعك نحو راحَتِكَ تَأْمُرُه بالإِقْبالِ إلَیْكَ، و هو أَوْمَأْتُ إلیه. و الإِیبَاءُ: أَن یكون خَلْفَك فَتَفْتَح أَصابِعَك إلی ظهر یدك تأْمره بالتأَخُّر عنك، و هو أَوْبَأْتُ. قال الفرزدق، رحمه اللّه تعالی: تَرَی الناسَ إنْ سِرْنا یَسِیرُونَ خَلْفَنا، و إنْ نَحْنُ وَبَّأْنا إلی النَّاسِ وقَّفُوا و یروی: أَوْبَأَنا. قال: و أَری ثعلباً حكی وبَأْتُ بالتخفیف. قال: و لست منه علی ثقة. ابن بُزُرْجَ: أَوْمَأْتُ بالحاجبین و العینین و وَبَأْتُ بالیَدَیْنِ و الثَوْبِ و الرأْس. قال: و وَبَأْتُ المَتاعَ و عَبَأْتُه بمعنی واحد. و قال الكسائی: وَبَأْتُ إلیه مِثل أَوْمَأْتُ. و ماءٌ لا یُوبِئُ مثل لا یُؤْبی «1». و كذلك المَرْعَی. و رَكِیَّةٌ لا تُوبِئُ أَی لا تَنْقَطِعُ؛ و اللّه أَعلم.

وثأ؛ ج1، ص: 190

: الوَثْ‌ءُ و الوَثاءَةُ: وَصْمٌ یُصِیبُ اللَّحْمَ، و لا یَبْلُغ العَظْمَ، فَیَرِمُ. و قیل: هو تَوَجُّعٌ فی العَظْمِ من غیرِ كَسْرٍ. و قیل: هو الفَكُّ. قال أَبو منصور: الوَثْ‌ءُ شِبْهُ الفَسْخِ فی المَفْصِلِ، و یكون فی اللحم كالكسر فی العظم. ابن الأَعرابی: من دُعائهم: اللهمَّ ثَأْ یَدَه. و الوَثْ‌ءُ: كسر اللحم لا كسر العظم. قال اللیث: إِذا أَصابَ العظمَ وَصْمٌ لا یَبْلُغ الكسر قیل أَصابَه وَثْ‌ءٌ و وَثْأَة، مقصور. و الوَثْ‌ءُ: الضَّربُ حتی یَرْهَصَ الجِلْدُ و اللَّحْمُ و یَصِلَ الضَرْبُ إلی العَظْمِ من غیر أَن ینكسر. أَبو زید: وَثَأَتْ یَدُ الرَّجل وَثْأً و قد وَثِئَتْ یَدُه تَثَأُ وَثْأً و وَثَأً، فهی وَثِئَةٌ، علی فَعِلةٍ، و وُثِئَتْ، علی صِیغة ما لم یُسمَّ فاعله، فهی مَوْثُوءَةٌ و وَثِیئةٌ مثل فَعِیلةٍ، و وَثَأَها هو و أَوْثَأَها اللّهُ. و الوَثی‌ءُ: المكسورِ الیَدِ. قال اللحیانی: قیل لأَبی الجَرَّاحِ: كیف أَصْبَحْتَ؟ قال: أَصْبَحْتُ مَوْثُوءاً مَرْثُوءاً، و فسره فقال: كأَنما أَصابه وَثْ‌ءٌ، من قولهم وُثِئَتْ یَدُه، و قد تقدم ذكرُ مَرْثُوءٍ. الجوهری: أَصابَه وَثْ‌ءٌ. و العامة تقول وَثْیٌ، و هو أَن یصیب العظمَ وَصْمٌ لا یَبْلُغُ الكسر.

وجأ؛ ج1، ص: 190

: الوَجْ‌ءُ: اللَّكْزُ. و وَجَأَه بالید و السِّكِّینِ وَجْأً، مقصور: ضَربَه. وَ وَجَأَ فی عُنُقِه كذلك. و قد تَوَجَّأْتُه بیَدی، و وُجِئَ، فهو مَوْجُوءٌ، و وَجَأْتُ عُنُقَه وَجْأً: ضَرَبْتُهُ. و‌فی حدیث أَبی راشد، رضی اللّه عنه: كنتُ فی
(1). قوله [مثل لا یؤبی] كذا ضبط فی نسحة عتیقة من المحكم بالبناء للفاعل و قال فی المحكم فی مادة أبی و لا تقل لا یؤبی أی مهموز الفاء و البناء للمفعول فما وقع فی مادة أبی تحریف.
لسان العرب، ج‌1، ص: 191
مَنائِحِ أَهْلی فَنَزَا منها بَعِیرٌ فَوَجَأْتُه بحدیدةٍ.یقال: وجَأْتُه بالسكین و غیرها وَجْأً إذا ضربته بها. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: مَن قَتَلَ نفسَه بحدیدةٍ فحدیدتُه فی یَدِه یَتَوَجَّأُ بها فی بطنِه فی نار جَهَنَّمَ.و الوَجْ‌ءُ: أَن تُرَضَّ أُنْثَیا الفَحْلِ رَضّاً شدیداً یُذْهِبُ شَهْوَة الجماع و یتَنَزَّلُ فی قَطْعِه مَنْزِلةَ الخَصْی. و قیل: أَن تُوجَأَ العُروقُ و الخُصْیَتان بحالهما. و وَجَأَ التَّیْسَ وَجْأً و وِجَاءً، فهو مَوْجُوءٌ و وَجِی‌ءٌ، إذا دَقَّ عُروقَ خُصْیَتَیْه بین حجرین من غیر أَن یُخْرِجَهما. و قیل: هو أَن تَرُضَّهما حتی تَنْفَضِخَا، فیكون شَبِیهاً بالخِصاءِ. و قیل: الوَجْ‌ءُ المصدر، و الوِجَاءُ الاسم. و‌فی الحدیث: عَلَیْكُمْ بالبَاءَةِ فَمَنْ لم یَسْتَطِعْ فعلیه بالصَّوْمِ فإِنه له وِجَاءٌ، ممدود. فإن أَخْرَجَهما من غیر أَن یَرُضَّهما، فهو الخِصاءُ. تقول منه: وَجَأْتُ الكَبْشَ. و‌فی الحدیث: أَنه ضَحَّی بكَبْشَیْن مَوْجُوءَیْن، أَی خَصِیَّیْنِ. و منهم من یرویه مُوْجَأَیْن بوزن مُكْرَمَیْن، و هو خَطَأٌ. و منهم من یرویه مَوْجِیَّیْنِ، بغیر همز علی التخفیف، فیكون من وَجَیْتُه وَجْیاً، فهو مَوْجِیٌّ. أَبو زید: یقال للفحل إذا رُضَّتْ أُنْثَیاه قد وُجِئَ وِجَاءً، فأَراد أَنه یَقْطَعُ النِّكاحَ لأَن المَوْجُوءَ لا یَضْرِبُ. أَراد أَن الصومَ یَقْطَعُ النِّكاحَ كما یَقْطَعُه الوِجَاءُ، و روی وَجًی بوزن عَصاً، یرید التَّعَب و الحَفَی، و ذلك بعید، إلا أَن یُراد فیه معنی الفُتُور لأَن من وَجِیَ فَتَرَ عن المَشْی، فَشَبَّه الصوم فی باب النِّكاحِ بالتَّعَبِ فی باب المَشْی. و‌فی الحدیث: فلْیَأْخُذْ سَبْعَ تَمَراتٍ مِنْ عَجْوةِ المدینة فَلْیَجَأْهُنَّ‌أَی فلْیَدُقَّهُنَّ، و به سُمِّیت الوَجِیئةُ، و هی تَمْر یُبَلُّ بلَبن أَو سَمْن ثم یُدَقُّ حتی یَلْتَئِمَ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، عادَ سَعْداً، فوَصَفَ له الوَجِیئةَ.فأَمَّا قول عبد الرحمن بن حَسَّانَ: فكنتَ أَذَلَّ من وَتِدٍ بِقاعٍ، یُشَجِّجُ رأْسَه، بالفِهْرِ، واجِی فإنما أَرادَ واجِئٌ، بالهمز، فَحَوَّلَ الهمزةَ یاء للوصل و لم یحملها علی التخفیف القیاسی، لأَن الهمز نفسه لا یكونُ وَصْلًا، و تَخْفِیفُه جارٍ مَجْرَی تَحْقِیقه، فكما لا یَصِلُ بالهمزة المحققة كذلك لم یَسْتَجِز الوَصْلَ بالهمزة المُخفَّفة إذ كانت المخففةُ كأَنها المُحقَّقةُ. ابن الأَعرابی: الوَجِیئَةُ: البقَرةُ، و الوَجِیئَة، فَعِیلةٌ: جَرادٌ یُدَقُّ ثم یُلَتُّ بسمن أَو زیت ثم یُؤْكل. و قیل: الوَجِیئَةُ: التمر یُدَقُّ حتی یَخْرُجَ نَواه ثم یُبَلُّ بلبن أَو سَمْن حتی یَتَّدِنَ و یلزَم بعضُه بعضاً ثم یؤْكل. قال كراع: یقال الوَجِیَّةُ، بغیر همز، فإن كان هذا علی تخفیف الهمز فلا فائدة فیه لأَن هذا مطَّرد فی كل فَعیِلة كانت لامه همزةً، و إِن كان وصفاً أَو بدلًا فلیس هذا بابه. و أَوجَأَ: جاءَ فی طلب حاجة أَو صید فلم یُصِبْه. و أَوْجَأَتِ الرَّكِیَّةُ و أَوْجَت: انْقَطَع ماؤُها أَو لم یكن فیها ماءٌ. و أَوْجَأَ عنه: دَفَعَه و نَحَّاه.

ودأ؛ ج1، ص: 191

: وَدَّأَ الشی‌ءَ: سَوّاه. و تَوَدَّأَتْ علیه الأَرضُ: اشتملت، و قیل تَهَدَّمت و تَكَسَّرت. و قال ابن شمیل: یقال تَوَدَّأَتْ علی فلان الأَرضُ و هو ذهابُ الرَّجلِ فی أَباعد الأَرضِ حتی
لسان العرب، ج‌1، ص: 192
لا تَدْرِی ما صنَعَ. و قد تَوَدَّأَتْ علیه إذا ماتَ أَیضاً، و إن ماتَ فی أَهْلِه. و أَنشد: فَما أَنا إِلا مِثْلُ مَنْ قَدْ تَوَدَّأَتْ علیهِ البِلادُ، غَیْرَ أَنْ لم أَمُتْ بَعْدُ و تَوَدَّأَتْ علیه الأَرض: غَیَّبَتْه و ذهَبَتْ به. و تَوَدَّأَتْ علیه الأَرضُ أَی اسْتَوَتْ علیه مثل ما تَسْتَوِی علی المَیِّت. قال الشاعر: و لِلأَرْضِ كَمْ مِن صالِحٍ قد تَوَدَّأَتْ علیه، فَوارَتْه بِلَمَّاعة قَفْرِ و قال الكمیت: إذا وَدَّأَتْنَا الأَرضُ، إذ هِیَ وَدَّأَتْ، و أَفْرَخَ مِنْ بَیْضِ الأُمورِ مَقُوبُها ودَّأَتْنَا الأَرضُ: غَیَّبَتْنا. یقال: تَوَدَّأَتْ علیه الأَرضُ، فهی مُوَدَّأَةٌ. قال: و هذا كما قیل أَحْصَنَ، فهو مُحْصَنٌ، و أَسْهَبَ، فهو مُسْهَبٌ، و أَلْفَجَ، فهو مُلْفَجٌ. قال: و لیس فی الكلام مثلُها. و ودَّأْتُ علیه الأَرضَ تَوْدِیئاً: سَوَّیْتُها علیه. قال زُهیر بن مسعود الضَّبِّی یَرْثی أَخاه أُبَیّاً: أَ أُبَیُّ إِن تُصْبِحْ رَهِینَ مُوَدَّإِ، زَلْخِ الجَوانِبِ، قَعْرُه مَلْحُودُ و جواب الشرط فی البیت الذی بعده، و هو: فَلَرُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتَ ورَاءَه، فَطَعَنْتَه، و بَنُو أَبیه شُهُودُ أَبو عمرو: المُوَدَّأَةُ: المَهْلَكَةُ و المَفازَةُ، و هی فی لفظ المَفْعُول به. و أَنشد شمر للرّاعی: كائِنْ قَطَعْنا إلیكم مِنْ مُوَدَّأَةٍ، كأَنَّ أَعْلامَها، فی آلها، القَزَعُ و قال ابن الأَعرابی: المُوَدَّأَةُ، حُفْرَةُ المیِّتِ، و التَّوْدِئَةُ: الدَّفْنُ. و أَنشد: لَوْ قَدْ ثَوَیْتَ مُوَدَّأً لرَهِینةٍ، زَلْجِ الجَوانِب، راكِدِ الأَحْجارِ و الوَدَأُ: الهلاكُ، مقصور مهموز. و تَوَدَّأَ علیه: أَهلكه. و وَدَّأَ فلان بالقومِ تَوْدِئةً. و تَوَدَّأَتْ علیَّ و عنِّی الأَخبارُ: انْقَطَعَتْ و تَوارَتْ. التهذیب فی ترجمة و د ی: ودَأَ الفرسُ یَدَأُ، بوزن وَدَعَ یَدَعُ، إذا أَدْلی. قال أَبو الهیثم: و هذا وهم لیس فی وَدَی الفرسُ، إذا أَدْلَی، همز. و قال أَبو مالك: تَوَدَّأْتُ علی مالی أَی أَخذْتُه و أَحْرَزْتُه.

وذأ؛ ج1، ص: 192

: الوَذْءُ: المكروه من الكلام شَتْماً كان أَو غیره. و وذَأَه یَذَؤُه وَذْءاً: عابَه و زَجَرَه و حَقَرَه. و قد اتَّذَأَ. و أَنشد أَبو زید لأَبی سلمة المُحارِبیِّ: ثَمَمْتُ حوائِجی، و وَذَأْتُ بِشْراً، فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغابِ ثَمَمْتُ: أَصْلَحْتُ. قال ابن بَرِّی: و فی هذا البیت شاهد علی أَنَّ حَوائجَ جمع حاجةٍ، و منهم من یقول جمع حائجةٍ لغة فی الحاجةِ. و‌فی حدیث عثمان: أَنه بینما هو یَخْطُبُ ذاتَ یوم، فقام رجل و نال منه، و وَذَأَه ابن سَلامٍ، فاتَّذَأَ، فقال له رجل: لا یَمنَعَنَّكَ مَكانُ ابن سَلامٍ أَن تَسُبَّه، فإنه من شَیعتِه.قال الأُموی: یقال وذَأْتُ الرجُلَ إذا زَجَرْتَه، فاتَّذَأَ أَی انْزَجَر. قال أَبو عبید: وذَأَه أَی زَجَرَه و ذَمَّه. قال: و هو فی
لسان العرب، ج‌1، ص: 193
الأَصل العَیْبُ و الحَقارة. و قال ساعدةُ بن جُؤَیَّة: أَنِدُّ منَ القِلَی، و أَصُونُ عِرْضِی، و لا أَذَأُ الصَّدِیقَ بما أَقولُ و قال أَبو مالك: ما به وَذْأَةٌ و لا ظَبْظَابٌ أَی لا عِلَّةَ به، بالهمز. و قال الأَصمعی: ما به وَذْیةٌ، و سنذكره فی المعتل.

ورأ؛ ج1، ص: 193

: ورَاءُ و الوَرَاءُ، جمیعاً، یكون خَلْفَ و قُدَّامَ، و تصغیرها، عند سیبویه، وُرَیِّئةٌ، و الهمزة عنده أَصلیة غیر منقلبة عن یاء. قال ابن بَرِّی: و قد ذكرها الجوهری فی المعتل و جعل همزتها منقلبة عن یاء. قال: و هذا مذهب الكوفیین، و تصغیرها عندهم وُرَیَّةٌ، بغیر همز، و قال ثعلب: الوَراءُ: الخَلْفُ، و لكن إذا كان مما تَمُرُّ علیه فهو قُدَّام. هكذا حكاه الوَرَاءُ بالأَلِف و اللام، من كلامه أُخذ. و فی التنزیل: مِنْ وَرٰائِهِ جَهَنَّمُ؛ أَی بین یدیه. و قال الزجاج: ورَاءُ یكونُ لخَلْفٍ و لقُدّامٍ و معناها ما تَوارَی عنك أَی ما اسْتَتَر عَنْكَ. قال: و لیس من الأضداد كما زَعَم بعضُ أَهل اللغة، و أَما أَمام، فلا یكون إلَّا قُدَّام أَبداً. و قوله تعالی: وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ یَأْخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصْباً.قال ابن عبَّاس، رضی اللّه عنهما كان أَمامهم.قال لبید: أَ لَیْسَ وَرائی، إنْ تَراخَتْ مَنِیَّتی، لُزُومُ العصَا تُحْنَی علیها الأَصابِعُ ابن السكِّیت: الوَراءُ: الخَلْفُ. قال: و وَراءُ و أَمامٌ و قُدامٌ یُؤَنَّثْنَ و یُذَكَّرْن، و یُصَغَّر أَمام فیقال أُمَیِّمُ ذلك و أُمَیِّمةُ ذلك، و قُدَیْدِمُ ذلك و قُدَیْدِمةُ ذلك، و هو وُرَیِّئَ الحائطِ و وُرَیِّئَةَ الحائطِ. قال أَبو الهیثم: الوَرَاءُ، ممدود: الخَلْفُ، و یكون الأَمامَ. و قال الفرَّاءُ: لا یجوزُ أَن یقال لرجل ورَاءَكَ: هو بین یَدَیْكَ، و لا لرجل بینَ یدَیْكَ: هو وَراءَكَ، إنما یجوز ذلك فی المَواقِیتِ من اللیَّالی و الأَیَّام و الدَّهْرِ. تقول: وَراءَكَ بَرْدٌ شَدِیدٌ، و بین یدیك بَرْد شدید، لأَنك أَنْتَ وَرَاءَه، فجاز لأَنه شی‌ءٌ یأْتی، فكأَنه إذا لَحِقَك صار مِن وَرائِكَ، و كأَنه إذا بَلَغْتَه كان بین یدیك، فلذلك جاز الوَجْهانِ. من ذلك قوله، عز و جل: وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ، أَی أَمامَهمْ. و كان كقوله: مِنْ وَرٰائِهِ جَهَنَّمُ؛ أَی إنها بین یدیه. ابن الأَعرابی فی قوله، عز و جل: بِمٰا وَرٰاءَهُ وَ هُوَ الْحَقُّ. أَی بما سِواه. و الوَرَاءُ: الخَلْفُ، و الوَراءُ: القُدّامُ، و الوَراءُ: ابنُ الابْنِ. و قوله، عز و جل: فَمَنِ ابْتَغیٰ وَرٰاءَ ذٰلِكَ*. أَی سِوَی ذلك. و قول ساعِدةَ بن جُؤَیَّةَ: حَتَّی یُقالَ وَراءَ الدَارِ مُنْتَبِذاً، قُمْ، لا أَبا لَكَ، سارَ النَّاسُ، فاحْتَزِمِ قال الأَصمعی: قال ورَاءَ الدَارِ لأَنه مُلْقیً، لا یُحْتاجُ إلیه، مُتَنَحٍّ مع النساءِ من الكِبَرِ و الهَرَمِ، قال اللحیانی: وراءُ مُؤَنَّثة، و إن ذُكِّرت جاز، قال سیبویه: و قالوا وَراءَكَ إذا قلت انْظُرْ لِما خَلْفَكَ. و الوراءُ: ولَدُ الوَلَدِ. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنْ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ یَعْقُوبَ. قال الشعبی: الوَراءُ: ولَدُ الوَلَدِ. و وَرَأْتُ الرَّجلَ: دَفَعْتُه. و وَرَأَ من الطَّعام: امْتَلأَ. و الوَراءُ: الضَّخْمُ الغَلِیظُ الأَلواحِ، عن الفارسی. و ما أُورِئْتُ بالشی‌ءِ أَی لم أَشْعُرْ به. قال:
لسان العرب، ج‌1، ص: 194
مِنْ حَیْثُ زارَتْنی و لَمْ أُورَ بها اضْطُرَّ فأَبْدَلَ؛ و أَما قول لبید: تَسْلُبُ الكانِسَ، لم یُوأَرْ بها، شُعْبةَ الساقِ، إذا الظِّلُّ عَقَلْ «1» قال، و قد روی: … لم یُورَأْ بها. قال: ورَیْتُه و أَوْرَأْتُه إذا أَعْلَمْتَه، و أَصله من وَرَی الزَّنْدُ إذا ظَهَرَتْ ناره، كأَنَّ ناقَته لم تُضِئْ للظَّبْیِ الكانِس، و لم تَبِنْ له، فیشعر بها لِسُرْعَتها، حتی انْتَهَتْ إلی كِناسِه فنَدَّ منها جافِلًا. قال و قول الشاعر: دَعانی، فلم أَورَأْ به، فأَجَبْتُه، فمَدَّ بِثَدْیٍ بَیْنَنا، غَیْرِ أَقْطَعا أَی دَعانی و لم أَشْعُرْ به. الأَصمعی: اسْتَوْرَأَتِ الإِبلُ إذا تَرابَعتْ علی نِفارٍ واحد. و قال أَبو زید: ذلك إذا نَفَرَت فصَعِدَتِ الجبلَ، فإذا كان نِفارُها فی السَّهْل قیل: استأْوَرَتْ. قال: و هذا كلام بنی عُقَیْلٍ.

وزأ؛ ج1، ص: 194

: وَزَأْتُ اللحمَ وَزْءاً: أَیْبَسْتُه، و قیل: شَوَیْتُه فأَیْبَسْتُه. و الوَزَأُ، علی فَعَل بالتحریك: الشدیدُ الخَلْقِ. أَبو العباس: الوَزَأُ من الرجالِ، مهموز، و أَنشد لبعض بنی أَسد: یَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإٍ وَزْوازِ قال: و الوَزَأُ: القصیر السمین الشدیدُ الخَلْقِ. وَ وَزَّأَتِ الفَرَسُ و الناقةُ براكبها تَوْزِئةً: صَرَعَتْه. وَ وَزَّأْتُ الوِعاءَ تَوْزِئةَ و تَوْزِیئاً إذا شَدَدْتَ كَنْزَه. و وَزَّأْتُ الإِناءَ: مَلأْتُه. وَ وَزَأَ من الطَّعامِ: امْتَلأَ. وَ تَوَزَّأْتُ: امْتَلأْتُ رِیًّا. وَ وَزَّأْتُ القربةَ تَوْزِیئاً: مَلأْتُها. و قد وَزَّأْتُه: حَلَّفْتُه بیَمینٍ غَلیظةٍ.

وصأ؛ ج1، ص: 194

: وَصِئَ الثَّوْبُ: اتَّسَخَ.

وضأ؛ ج1، ص: 194

: الوَضُوءُ، بالفتح: الماء الذی یُتَوَضَّأُ به، كالفَطُور و السَّحُور لما یُفْطَرُ علیه و یُتَسَحَّرُ به. و الوَضُوءُ أَیضاً: المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاةِ، مثل الوَلُوعِ و القَبُولِ. و قیل: الوُضُوءُ، بالضم، المصدر. و حُكیَ عن أَبی عمرو بن العَلاء: القَبُولُ، بالفتح، مصدر لم أَسْمَعْ غیره. و ذكر الأَخفش فی قوله تعالی: وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ*، فقال: الوَقُودُ، بالفتح: الحَطَبُ، و الوُقُود، بالضم: الاتّقادُ، و هو الفعلُ. قال: و مثل ذلك الوَضُوءُ، و هو الماء، و الوُضُوءُ، و هو الفعلُ. ثم قال: و زعموا أَنهما لغتان بمعنی واحد، یقال: الوَقُودُ و الوُقُودُ، یجوز أَن یُعْنَی بهما الحَطَبُ، و یجوز أَن یُعنی بهما الفعلُ. و قال غیره: القَبُولُ و الوَلُوع، مفتوحانِ، و هما مصدران شاذَّانِ، و ما سواهما من المصادر فمبنی علی الضم. التهذیب: الوَضُوءُ: الماء، و الطَّهُور مثله. قال: و لا یقال فیهما بضم الواو و الطاء، لا یقال الوُضُوءُ و لا الطُّهُور. قال الأَصمعی، قلت لأَبی عمرو: ما الوَضُوءُ؟ فقال: الماءُ الذی یُتَوَضَّأُ به. قلت: فما الوُضُوءُ، بالضم؟ قال: لا أَعرفه. و قال ابن جبلة: سمعت أَبا عبید یقول: لا یجوز الوُضُوءُ إنما هو الوَضُوءُ.
(1). قوله [شعبة] ضبط بالنصب فی مادة و أ ر من الصحاح و وقع ضبطه بالرفع فی مادة و ر ی من اللسان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 195
و قال ثعلب: الوُضُوءُ: مصدر، و الوَضُوءُ: ما یُتَوَضَّأُ به، و السُّحُورُ: مصدر، و السَّحُورُ: ما یُتَسَحَّر به. و تَوَضَّأْتُ وُضُوءاً حَسَناً. و قد تَوَضَّأَ بالماءِ، وَ وَضَّأَ غَیْره. تقول: تَوَضَّأْتُ للصلاة، و لا تقل تَوَضَّیْتُ، و بعضهم یقوله. قال أَبو حاتم: تَوَضَّأْتُ وُضُوءاً و تَطَهَّرْت طُهوراً. اللیث: المِیضأَةُ مِطْهَرةٌ، و هی التی یُتَوَضَّأُ منها أَو فیها. و یقال: تَوَضَّأْتُ أَتَوَضَّأُ تَوَضُّؤاً و وُضُوءاً، و أَصل الكلمة من الوضاءَة، و هی الحُسْنُ. قال ابن الأَثیر: وُضُوءُ الصلاةِ معروف، قال: و قد یراد به غَسْلُ بَعْضِ الأَعْضاء. و المِیضَأَةُ: الموضع الذی یُتَوَضَّأُ فیه، عن اللحیانی. و‌فی الحدیث: تَوَضَّؤُوا مِمَّا غَیَّرَتِ النارُ.أَراد به غَسْلَ الأَیدِی و الأَفْواهِ من الزُّهُومة، و قیل: أَراد به وُضُوءَ الصلاةِ، و ذهبَ إلیه قوم من الفقهاءِ. و قیل: معناه نَظِّفُوا أَبْدانَكم من الزُّهومة، و كان جماعة من الأَعراب لا یَغْسِلُونها، و یقولون فَقْدُها أَشدُّ مِنْ رِیحها. و‌عن قتادة: مَنْ غَسَلَ یدَه فقد تَوَضَّأَ. و‌عن الحسن: الوُضُوءُ قبل الطعام یَنْفِی الفَقْرَ، و الوُضُوءُ بعدَ الطعامِ یَنْفِی اللَّمَمَ.یعنی بالوُضُوءِ التَّوَضُّؤَ. و الوَضَاءَةُ: مصدرُ الوَضِی‌ءِ، و هو الحَسَنُ النَّظِیفُ. و الوَضاءَةُ: الحُسْنُ و النَّظافةُ. و قد وَضُؤَ یَوْضُؤُ وَضَاءَةً، بالفتح و المدّ: صار وَضِیئاً، فهو وَضِی‌ءٌ من قَوْم أَوْضِیاءَ، وَ وِضَاءٍ و وُضَّاءٍ. قال أَبو صَدَقة الدُّبَیْرِیُّ: و المرْءُ یُلْحِقُه، بِفِتْیانِ النَّدَی، خُلُقُ الكَریم، و لَیْسَ بالوُضَّاءِ «2» و الجمع: وُضَّاؤُون. و حكی ابن جنی: وَضاضِئ، جاؤوا بالهمزة فی الجمع لما كانت غیر منقلبة بل موجودةً فی وَضُؤْتُ. و‌فی حدیث عائشة: لَقَلَّما كانتِ امرأَةٌ وَضِیئةٌ عند رجل یُحِبُّها.الوَضَاءَة: الحُسْنُ و البَهْجةُ. یقال وَضُؤَتْ، فهی وَضِیئةٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، لِحَفْصةَ: لا یَغُرّكِ أَن كانَتْ جارَتُكِ هی أَوْضَأَ مِنْكِ‌أَی أَحْسَنَ. و حكی اللحیانی: إنه لوَضِی‌ءٌ، فی فِعْلِ الحالِ، و ما هو بواضِئٍ، فی المُسْتَقْبَلِ. و قول النابغة: فَهُنَّ إضاءٌ صافِیاتُ الغَلائِلِ یجوز أَن یكون أَراد وِضَاءٌ أَی حِسانٌ نِقَاءٌ، فأَبدل الهمزة من الواو المكسورة، و هو مذكور فی موضعه. و وَاضَأْتُه فَوَضَأْتُه أَضَؤُه إذا فاخَرْتَه بالوَضاءَةِ فَغَلَبْتَه.

وطأ؛ ج1، ص: 195

: وَطِئَ الشی‌ءَ یَطَؤُهُ وَطْأً: داسَه. قال سیبویه: أَمّا وَطِئَ یَطَأُ فمثل وَرِمَ یَرِمُ و لكنهم فتحوا یَفْعَلُ، و أَصله الكسر، كما قالوا قرَأَ یَقْرَأُ. و قرأَ بعضُهم: طَهْ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقیٰ، بتسكین الهاء. و قالوا أَراد: طَإِ الأَرضَ بِقَدَمَیْكَ
(2). قوله [و لیس بالوُضَّاءِ] ظاهره أنه جمع و استشهد به فی الصحاح علی قوله و رجل وُضاء بالضم أَی وضی‌ء فمفاده أنه مفرد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 196
جمیعاً لأَنَّ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، كان یَرْفَعُ إحدی رِجْلَیْه فی صَلاتِه. قال ابن جنی: فالهاء علی هذا بدل من همزة طَأْ. و تَوَطَّأَهُ و وَطَّأَهُ كَوَطِئَه. قال: و لا تقل تَوَطَّیْتُه. أَنشد أَبو حنیفة: یَأْكُلُ مِنْ خَضْبٍ سَیالٍ و سَلَمْ، و جِلَّةٍ لَمَّا تُوَطِّئْها قَدَمْ أَی تَطَأْها. و أَوْطَأَه غیرَه، و أَوْطَأَه فَرَسَه: حَمَلَه علیه حتی وَطِئَه. و أَوْطَأْتُ فلاناً دابَّتی حتی وَطِئَتْه. و‌فی الحدیث: أَنّ رِعاءَ الإِبل و رِعاءَ الغنم تَفاخَرُوا عنده فأَوْطَأَهم رِعاءَ الإِبل غَلَبَةً‌أَی غَلَبُوهُم و قَهَرُوهم بالحُجّة. و أَصله: أَنَّ مَنْ صارَعْتَه، أَو قاتَلْتَه، فَصَرَعْتَه، أَو أَثْبَتَّه، فقد وَطِئْتَه، و أَوْطَأْتَه غَیْرَك. و المعنی أَنه جعلهم یُوطَؤُونَ قَهْراً و غَلَبَةً. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه، لَمَّا خرج مُهاجِراً بعد النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم: فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُ مآخِذَ رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فأَطَأُ ذِكْرَه حتی انتَهْیتُ إلی العَرْجِ.أَراد: أنی كنتُ أُغَطِّی خَبَره من أَوَّل خُروجِی إلی أَن بَلَغْتُ العَرْجَ، و هو موضع بین مكة و المدینة، فَكَنَی عن التَّغْطِیةِ و الإیهام بالوَطْءِ، الذی هو أَبلغ فی الإِخْفاءِ و السَّتْر. و قد اسْتَوْطَأَ المَرْكَبَ أَی وجَده وَطِیئاً. و الوَطْءُ بالقَدَمِ و القَوائمِ. یقال: وَطَّأْتُه بقَدَمِی إذا أَرَدْتَ به الكَثْرَة. و بَنُو فلان یَطَؤُهم الطریقُ أَی أَهلُ الطَریقِ، حكاه سیبویه. قال ابن جنی: فیه مِن السَّعةِ إخْبارُكَ عمّا لا یَصِحُّ وطْؤُه بما یَصِحُّ وَطْؤُه، فنقول قِیاساً علی هذا: أَخَذْنا علی الطریقِ الواطِئِ لبنی فلان، و مَررْنا بقوم مَوْطُوئِین بالطَّریقِ، و یا طَریقُ طَأْ بنا بنی فلان أَی أَدِّنا إلیهم. قال: و وجه التشبیه إخْبارُكَ عن الطَّریق بما تُخْبِرُ بِهِ عن سالكیه، فَشَبَّهْتَه بهم إذْ كان المُؤَدِّیَ له، فَكأَنَّه هُمْ، و أَمَّا التوكیدُ فِلأَنَّك إذا أَخْبَرْتَ عنه بوَطْئِه إِیَّاهم كان أَبلَغَ مِن وَطْءِ سالِكِیه لهم. و ذلك أَنّ الطَّریقَ مُقِیمٌ مُلازِمٌ، و أَفعالُه مُقِیمةٌ معه و ثابِتةٌ بِثَباتِه، و لیس كذلك أَهلُ الطریق لأَنهم قد یَحْضُرُون فیه و قد یَغِیبُون عنه، فأَفعالُهم أَیضاً حاضِرةٌ وقْتاً و غائبةٌ آخَرَ، فأَیْنَ هذا مما أَفْعالُه ثابِتةٌ مستمرة. و لمَّا كان هذا كلاماً الغرضُ فیه المدحُ و الثَّنَاءُ اخْتارُوا له أَقْوی اللَّفْظَیْنِ لأَنه یُفِید أَقْوَی المَعْنَیَیْن. اللیث: المَوْطِئُ: الموضع، و كلُّ شی‌ءٍ یكون الفِعْلُ منه علی فَعِلَ یَفْعَلُ فالمَفْعَلُ منه مفتوح العین، إلا ما كان من بنات الواو علی بناءِ وَطِئَ یَطَأُ وَطْأً؛ و إنما ذَهَبَتِ الواو مِن یَطَأُ، فلم تَثْبُتْ، كما تَثْبُتُ فی وَجِل یَوْجَلُ، لأَن وَطِئَ یَطَأُ بُنی علی تَوَهُّم فَعِلَ یَفْعِلُ مثل وَرِمَ یَرِمُ؛ غیر أَنَّ الحرفَ الذی یكون فی موضع اللام من یَفْعَلُ فی هذا الحدِّ، إذا كان من حروف الحَلْقِ الستة، فإن أَكثر ذلك عند العرب مفتوح، و منه ما یُقَرُّ علی أَصل تأْسیسه مثل وَرِمَ یَرِمُ. و أَمَّا وَسِعَ یَسَعُ ففُتحت لتلك العلة. و الواطِئةُ الذین فی الحدیث هم السابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لوَطْئِهم الطریقَ. التهذیب: و الوَطَأَةُ: هم أَبْنَاءُ السَّبِیلِ مِنَ الناس، سُمُّوا وطَأَةً لأَنهم یَطَؤُون الأَرض. و‌فی الحدیث: أَنه قال للخُرَّاصِ احْتَاطوا لأَهْل الأَمْوالِ فی النائِبة و الواطِئةِ.الواطِئةُ: المارَّةُ و السَّابِلةُ. یقول: اسْتَظْهِرُوا لهم فی الخَرْصِ لِما یَنُوبُهمْ و یَنْزِلُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 197
بهم من الضِّیفان. و قیل: الواطِئَةُ سُقاطةُ التمر تقع فتُوطَأُ بالأَقْدام، فهی فاعِلةٌ بمعنی مَفْعُولةٍ. و قیل: هی من الوَطایا جمع وَطِیئةٍ؛ و هی تَجْری مَجْرَی العَرِیَّة؛ سُمِّیت بذلك لأَنَّ صاحِبَها وطَّأَها لأَهله أَی ذَلَّلَها و مَهَّدها، فهی لا تدخل فی الخَرْص. و منه‌حدیث القَدَرِ: و آثارٍ مَوْطُوءَةٍ‌أَی مَسْلُوكٍ عَلَیْها بما سَبَقَ به القَدَرُ من خَیْر أَو شرٍّ. و أَوطَأَه العَشْوةَ و عَشْوةً: أَرْكَبَه علی غیر هُدًی. یقال: مَنْ أَوطأَكَ عَشْوةً. و أَوطَأْتُه الشی‌ءَ فَوَطِئَه. و وَطِئْنا العَدُوَّ بالخَیل: دُسْناهم. وَ وَطِئْنا العَدُوَّ وطْأَةً شَدیدةً. و الوَطْأَةُ: موضع القَدَم، و هی أَیضاً كالضَّغْطةِ. و الوَطْأَةُ: الأَخْذَة الشَّدیدةُ. و‌فی الحدیث: اللهم اشْدُدْ وطْأَتَكَ علی مُضَرَ‌أَی خُذْهم أَخْذاً شَدیداً، و ذلك حین كَذَّبوا النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فَدَعا علَیهم، فأَخَذَهم اللّهُ بالسِّنِین. و منه قول الشاعر: و وَطِئْتَنا وَطْأً، علی حَنَقٍ، وَطْءَ المُقَیَّدِ نابِتَ الهَرْمِ و‌كان حمّادُ بنُ سَلَمة یروی هذا الحدیث: اللهم اشْدُدْ وَطْدَتَكَ علی مُضَر.و الوَطْدُ: الإِثْباتُ و الغَمْزُ فی الأَرض. و وَطِئْتُهم وَطْأً ثَقِیلًا. و یقال: ثَبَّتَ اللّهُ وَطْأَتَه. و‌فی الحدیث: زَعَمَتِ المرأَةُ الصالِحةُ، خَوْلةُ بنْتُ حَكِیمٍ، أَنَّ رسول اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، خَرَجَ، و هو مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَی ابْنَتِه، و هو یقول: إِنَّكُمْ لتُبَخِّلُون و تُجَبِّنُونَ، و إِنكم لَمِنْ رَیْحانِ اللّه، و إنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللّهُ بِوَجٍّ، أَی تَحْمِلُون علی البُخْلِ و الجُبْنِ و الجَهْلِ، یعنی الأَوْلاد، فإِنَّ الأَب یَبْخَل بإنْفاق ماله لیُخَلِّفَه لهم، و یَجْبُنُ عن القِتال لیَعِیشَ لهم فیُرَبِّیَهُمْ، و یَجْهَلُ لأَجْلِهم فیُلاعِبُهمْ. و رَیْحانُ اللّهِ: رِزْقُه و عَطاؤُه. و وَجٌّ: من الطائِف. و الوَطْءُ، فی الأَصْلِ: الدَّوْسُ بالقَدَمِ، فسَمَّی به الغَزْوَ و القَتْلَ، لأَن مَن یَطَأُ علی الشی‌ءِ بِرجله، فقَدِ اسْتَقْصی فی هَلاكه و إِهانَتِه. و المعنی أَنَّ آخِرَ أَخْذةٍ و وقْعة أَوْقَعَها اللّهُ بالكُفَّار كانت بِوَجٍّ، و كانت غَزْوةُ الطائِف آخِرَ غَزَواتِ سیدنا رَسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فإنه لم یَغْزُ بعدَها إلا غَزْوةَ تَبُوكَ، و لم یَكن فیها قِتالٌ. قال ابن الأَثیر: و وجهُ تَعَلُّقِ هذا القول بما قَبْلَه مِن ذِكر الأَولاد أَنه إِشارةٌ إلی تَقْلِیل ما بقی من عُمُره، صلی اللّه علیه و سلم، فكنی عنه بذلك. و وَطِئَ المرأَةَ یَطَؤُها: نَكَحَها. و وَطَّأَ الشی‌ءَ: هَیَّأَه. الجوهریُّ: وطِئْتُ الشی‌ءَ بِرجْلی وَطْأً، و وَطِئَ الرجُلُ امْرَأَتَه یَطَأُ: فیهما سقَطَتِ الواوُ من یَطَأُ كما سَقَطَتْ من یَسَعُ لتَعَدِّیهما، لأَن فَعِلَ یَفْعَلُ، مما اعتلَّ فاؤُه، لا یكون إلا لازماً، فلما جاءا من بین أَخَواتِهما مُتَعَدِّیَیْنِ خُولِفَ بهما نَظائرُهما. و قد تَوَطَّأْتُه بِرجلی، و لا تقل تَوَطَّیْتُه. و‌فی الحدیث: إنّ جِبْرِیلَ صلَّی بِیَ العِشاءَ حینَ غَابَ الشَّفَقُ و اتَّطَأَ العِشاءُ، و هو افْتَعَلَ من وَطَّأْتُه. یقال: وطَّأْتُ الشی‌ءَ فاتَّطَأَ أَی هَیَّأْتُه فَتَهَیَّأَ. أَراد أَن الظَّلام كَمَلَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 198
و واطَأَ بعضُه بَعْضاً أَی وافَقَ. قال و فی الفائق: حین غابَ الشَّفَقُ و أْتَطَی العِشاءُ. قال: و هو من قَوْلِ بَنی قَیْسٍ لم یَأْتَطِ الجِدَادُ، و معناه لم یأْتِ حِینُه. و قد ائْتَطَی یأْتَطی كَأْتَلی یَأْتَلی، بمعنی المُوافَقةِ و المُساعَفةِ. قال: و فیه وَجْهٌ آخَر أَنه افْتَعَلَ مِنَ الأَطِیطِ، لأَنّ العَتَمَةَ وقْتُ حَلْبِ الإِبل، و هی حینئذ تَئِطُّ أی تَحِنُّ إلی أَوْلادِها، فجعَل الفِعْلَ للعِشاءِ، و هو لها اتِّساعاً. و وَطَأَ الفَرَسَ وَطْأً و وَطَّأَهُ: دَمَّثه. و وَطَّأَ الشی‌ءَ: سَهَّلَه. و لا تقل وَطَّیْتُ. و تقول: وطَّأْتُ لك الأَمْرَ إذا هَیَّأْتَه. و وَطَّأْتُ لك الفِراشَ و وَطَّأْتُ لك المَجْلِس تَوْطِئةً. و الوطی‌ءُ من كلِّ شی‌ءٍ: ما سَهُلَ و لان، حتی إنهم یَقولون رَجُلٌ وَطِی‌ءٌ و دابَّةٌ وَطِیئةٌ بَیِّنة الوَطاءَة. و‌فی الحدیث: أَ لا أُخْبِرُكم بأَحَبِّكم إلَیَّ و أَقْرَبِكُمْ مِنِّی مَجالِسَ یومَ القیامةِ أُحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُونَ أَكْنافاً الذینَ یَأْلَفُون و یُؤْلَفون.قال ابن الأَثیر: هذا مَثَلٌ و حَقیقَتُه من التَّوْطِئةِ، و هی التَّمهیِدُ و التَّذلیلُ. و فِراشٌ وطِی‌ءٌ: لا یُؤْذی جَنْبَ النائِم. و الأَكْنافُ: الجَوانِبُ. أَراد الذین جوانِبُهم وَطِیئةٌ یَتَمَكَّن فیها مَن یُصاحِبُهم و لا یَتَأَذَّی. و‌فی حدیث النِّساءِ: و لَكُم عَلَیهِنَّ أن لا یُوطِئْنَ فُرُشَكم أَحَداً تَكْرَهونه؛ أَی لا یَأْذَنَّ لأَحِدٍ من الرِّجال الأَجانِب أَن یَدْخُلَ علیهنَّ، فَیَتَحَدَّث إلیهنَّ. و كان ذلك من عادةِ العرب لا یَعُدُّونه رِیبَةً، و لا یَرَوْن به بأْساً، فلمَّا نزلت آیةُ الحِجاب نُهُوا عن ذلك. و شی‌ءٌ وَطِی‌ءٌ بَیِّنُ الوَطاءَةِ و الطِّئَةِ و الطَّأَةِ مثل الطِّعَةِ و الطَّعَةِ، فالهاءُ عوض من الواو فیهما. و كذلك دابَّةٌ وَطِیئةٌ بَیِّنةُ الوَطاءَةِ و الطَّأَةِ، بوزن الطَّعَةِ أَیضاً. قال الكمیت: أَغْشَی المَكارِهَ، أَحْیاناً، و یَحْمِلُنِی منه علی طَأَةٍ، و الدَّهْرُ ذُو نُوَبِ أَی علی حالٍ لَیِّنةٍ. و یروی علی طِئَةٍ، و هما بمعنیً. و الوَطِی‌ءُ: السَّهْلُ من الناسِ و الدَّوابِّ و الأَماكِنِ. و قد وَطُؤَ الموضعُ، بالضم، یَوْطُؤُ وطَاءَةً وَ وُطُوءَةً و طِئةً: صار وَطِیئاً. و وَطَّأْتُه أَنا تَوطِئةً، و لا تقل وَطَّیْته، و الاسم الطَّأَة، مهموز مقصور. قال: و أَمَّا أَهل اللغة، فقالوا وَطِی‌ءٌ بَیِّنُ الطَأَة و الطِّئَةِ. و قال ابن الأَعرابی: دابَّةٌ وَطِی‌ءٌ بَیِّنُ الطَّأَةِ، بالفتح، و نَعُوذُ باللّه من طِئةِ الذلیل، و لم یفسره. و قال اللحیانی: معناه مِنْ أَن یَطَأَنی و یَحْقِرَنی، و قال اللحیانی: وَطُؤَتِ الدابَّةُ وَطْأً، علی مثال فَعْلٍ، و وَطَاءَةً و طِئةً حسَنةً. و رجل وَطِی‌ءُ الخُلُقِ، علی المثل، و رجل مُوَطَّأُ الأَكْنافِ إذا كان سَهْلًا دَمِثاً كَریماً یَنْزِلُ به الأَضیافُ فیَقْرِیهم. ابن الأَعرابی: الوَطِیئةُ: الحَیْسةُ، و الوَطَاءُ و الوِطَاءُ: ما انْخَفَضَ من الأَرض بین النّشازِ و الإِشْرافِ، و المِیطَاءُ كذلك. قال غَیْلانُ الرَّبَعی یصف حَلْبَةً: أَمْسَوْا، فَقادُوهُنَّ نحوَ المِیطَاءْ، بِمائَتَیْنِ بِغلاءِ الغَلَّاءْ و قد وَطَّأَها اللّهُ. و یقال: هذه أَرضٌ مُسْتَوِیةٌ لا رِباءَ فیها و لا وِطَاءَ أَی لا صُعُودَ فیها و لا انْخفاضَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 199
و واطَأَه علی الأَمر مُواطأَةً: وافَقَه. و تَواطَأْنا علیه و تَوطَّأْنا: تَوافَقْنا. و فلان یُواطِئُ اسمُه اسْمِی. و تَواطَؤُوا علیه: تَوافَقُوا. و قوله تعالی: لِیُوٰاطِؤُا عِدَّةَ مٰا حَرَّمَ اللّٰهُ؛ هو من وَاطَأْتُ. و مثلها قوله تعالی: إنّ ناشِئةَ اللیلِ هِیَ أَشَدُّ وطَاءً، بالمدّ: مُواطأَةً. قال: و هی المُواتاةُ أَی مُواتاةُ السمعِ و البصرِ إیَّاه. و قُرئَ أَشَدُّ وَطْئاً أَی قِیاماً. التهذیب: قرأَ أبو عمرو و ابن عامرٍ وِطَاءً، بكسر الواو و فتح الطاء و المدّ و الهمز، من المُواطأَةِ و المُوافقةِ. و قرأَ ابن كثیر و نافع و عاصم و حمزة و الكسائی: وَطْئاً، بفتح الواو ساكنة الطاء مقصورة مهموزة، و قال الفرَّاءُ: معنی هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً، یقول: هی أَثْبَتُ قِیاماً. قال و قال بعضهم: أَشَدُّ وَطْئاً أَی أَشَدُّ علی المُصَلِّی من صلاةِ النهار، لأَنَّ اللیلَ للنوم، فقال هی، و إِن كانت أَشَدَّ وَطْأً، فهی أَقْوَمُ قِیلًا. و قرأَ بعضُهم: هی أَشَدُّ وِطَاءً، علی فِعالٍ، یرید أَشَدُّ عِلاجاً و مُواطَأَةً. و اختار أَبو حاتم: أَشَدُّ وِطاءً، بكسر الواو و المدّ. و حكی المنذری: أَنَّ أَبا الهیثم اختار هذه القراءَة و قال: معناه أَنَّ سَمْعَه یُواطِئُ قَلْبَه و بَصَرَه، و لِسانُه یُواطِئُ قَلْبَه وِطاءً. یقال واطَأَنی فلان علی الأَمرِ إذا وافَقَكَ علیه لا یشتغل القلبُ بغیر ما اشْتَغَلَ به السمع، هذا واطأَ ذاكَ و ذاكَ واطَأَ هذا؛ یرید: قِیامَ اللیلِ و القراءةَ فیه. و قال الزجاج: هی أَشدُّ وطاءً لقلة السمع. و منْ قَرأَ وَطْئاً فمعناه هی أَبْلغُ فی القِیام و أَبْیَنُ فی القول. و‌فی حدیثِ لیلةِ القَدْرِ: أَرَی رُؤْیاكم قد تَواطَتْ فی العَشْرِ الأَواخِر.قال ابن الأَثیر: هكذا روی بترك الهمز، و هو من المُواطأَةِ، و حقیقتُه كأَنّ كُلًا منهما وَطئَ ما وَطِئَه الآخَرُ. و تَوَطَّأْتُهُ بقَدَمِی مثل وَطِئْتُه. و هذا مَوْطِئُ قَدَمِك. و‌فی حدیث عبد اللّه، رضی اللّه عنه: لا نَتَوَضَّأُ من مَوْطَإٍ‌أَی ما یُوطَأُ من الأَذَی فی الطریق، أَراد لا نُعِیدُ الوُضوءَ منه، لا أَنهم كانوا لا یَغْسِلُونه. و الوِطاءُ: خلافُ الغِطاء. و الوَطِیئَةُ: تَمْرٌ یُخْرَجُ نَواه و یُعْجَنُ بلَبَنٍ. و الوَطِیئَةُ: الأَقِطُ بالسُّكَّرِ. و فی الصحاح: الوَطِیئَةُ: ضَرْب من الطَّعام. التهذیب: و الوَطِیئةُ: طعام للعرب یُتَّخَذُ من التمر. و قال شمر قال أَبو أَسْلَمَ: الوَطِیئةُ: التمر، و هو أَن یُجْعَلَ فی بُرْمةٍ و یُصَبَّ علیه الماءُ و السَّمْنُ، إن كان، و لا یُخْلَطُ به أَقِطٌ، ثم یُشْرَبُ كما تُشْرَبُ الحَسَیَّةُ. و قال ابن شمیل: الوَطِیئةُ مثل الحَیْسِ: تَمرٌ و أَقِطٌ یُعْجنانِ بالسمن. المفضل: الوَطِی‌ءُ و الوَطیئةُ: العَصِیدةُ الناعِمةُ، فإذا ثَخُنَتْ، فهی النَّفِیتةُ، فإذا زادت قلیلًا، فهی النَّفِیثةُ بالثاءِ «3»، فإذا زادت، فهی اللَّفِیتةُ، فإذا تَعَلَّكَتْ، فهی العَصِیدةُ. و‌فی حدیث عبد اللّه بن بُسْرٍ، رضی اللّه عنه: أَتَیْناهُ بوَطِیئةٍ، هی طَعامٌ یُتَّخَذُ مِن التَّمْرِ كالحَیْسِ. یروی بالباء الموحدة، و قیل هو تصحیف. و الوَطِیئة، علی فَعِیلةٍ: شی‌ءٌ كالغِرارة. غیره: الوَطِیئةُ: الغِرارةُ یكون فیها القَدِیدُ و الكَعْكُ و غیرُه. و‌فی الحدیث: فأَخْرَجَ إلینا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطِیئةٍ؛ أَی ثلاثَ قُرَصٍ من غِرارةٍ. و‌فی حدیث عَمَّار أَنّ رجلًا وَشَی به إلی عُمَرَ، فقال: اللهم إِن كان كَذَبَ، فاجعلْهُ مُوَطَّأَ العَقِب
(3). قوله [النفیثة بالثاء] كذا فی النسخ و شرح القاموس بلا ضبط.
لسان العرب، ج‌1، ص: 200
أَی كثیر الأَتْباعِ، دَعا علیه بأَن یكون سُلطاناً، و مُقَدَّماً، أَو ذَا مالٍ، فیَتْبَعُه الناسُ و یمشون وَراءَه. و وَاطأَ الشاعرُ فی الشِّعر و أَوْطَأَ فیه و أَوطَأَه إذا اتَّفقت له قافِیتانِ علی كلمة واحدة معناهما واحد، فإن اتَّفَق اللفظُ و اخْتَلف المَعنی، فلیس بإیطاءٍ. و قیل: واطَأَ فی الشِّعْر و أَوْطَأَ فیه و أَوْطَأَه إذا لم یُخالِفْ بین القافِیتین لفظاً و لا معنی، فإن كان الاتفاقُ باللفظ و الاختلافُ بالمعنی، فلیس بِإیطاءٍ. و قال الأَخفش: الإِیطَاءُ رَدُّ كلمة قد قَفَّیْتَ بها مرة نحو قافیةٍ علی رجُل و أُخری علی رجُل فی قصیدة، فهذا عَیْبٌ عند العرب لا یختلفون فیه، و قد یقولونه مع ذلك. قال النابغة: أوْ أَضَعَ البیتَ فی سَوْداءَ مُظْلِمةٍ، تُقَیِّدُ العَیْرَ، لا یَسْری بها السَّارِی ثم قال: لا یَخْفِضُ الرِّزَّ عن أَرْضٍ أَلمَّ بها، و لا یَضِلُّ علی مِصْباحِه السَّارِی قال ابن جنی: و وجْهُ اسْتِقْباحِ العرب الإِیطَاءَ أَنه دالٌّ عندهم علی قِلّة مادّة الشاعر و نزَارة ما عنده، حتی یُضْطَرّ إلی إِعادةِ القافیةِ الواحدة فی القصیدة بلفظها و معناها، فیَجْری هذا عندهم، لِما ذكرناه، مَجْرَی العِیِّ و الحَصَرِ. و أَصله: أَن یَطَأَ الإِنسانُ فی طریقه علی أَثَرِ وَطْءٍ قبله، فیُعِید الوَطْءَ علی ذلِك الموضع، و كذلك إعادةُ القافیةِ هِیَ مِن هذا. و قد أَوطَأَ و وَطَّأَ و أَطَّأَ فأَطَّأَ، علی بدل الهمزة من الواو كَوناةٍ و أَناةٍ و آطَأَ، علی إبدال الأَلف من الواو كَیاجَلُ فی یَوْجَلُ، و غیرُ ذلك لا نظر فیه. قال أَبو عمرو بن العلاء: الإِیطاءُ لیس بعَیْبٍ فی الشِّعر عند العرب، و هو إِعادة القافیةِ مَرَّتین. قال اللیث: أُخِذ من المُواطَأَةِ و هی المُوافَقةُ علی شی‌ءٍ واحد. و روی عن ابن سَلام الجُمَحِیِّ أَنه قال: إذا كثُر الإِیطاءُ فی قصیدة مَرَّاتِ، فهو عَیْبٌ عندهم. أَبو زید: ایتَطَأَ الشَّهْرُ، و ذلك قبل النِّصف بیوم و بعده بیوم، بوزن ایتَطَعَ.

وكأ؛ ج1، ص: 200

: تَوَكَّأَ علی الشی‌ء و اتَّكَأَ: تَحَمَّلَ و اعتمَدَ، فهو مُتَّكِئٌ. و التُكأَةُ: العَصا یُتَّكَأُ علیها فی المشی. و فی الصحاح: ما یُتَّكَأُ علیه. یقال: هو یَتَوَكَّأُ علی عصاه، و یَتَّكِئُ. أَبو زید: أَتْكَأْتُ الرجُلَ إِتْكاءً إذا وَسَّدْتَه حتی یَتَّكِئَ. و‌فی الحدیث: هذا الأَبیضُ المُتَّكِئُ المُرْتَفِقُ؛ یرید الجالِسَ المُتَمَكِّنَ فی جلوسه. و‌فی الحدیث: التُّكَأَةُ مِن النَّعْمةِ.التُكَأَةُ، بوزن الهُمَزة: ما یُتَّكَأُ علیه. و رجل تُكَأَةٌ: كثیر الاتِّكاءِ، و التاءُ بدل من الواو و بابها هذا الباب، و الموضعُ مُتَّكَأٌ. و أَتْكَأَ الرَّجُلَ: جَعل له مُتَّكَأً، و قُرئَ: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً. و قال الزجاج: هو ما یُتَّكَأُ علیه لطَعام أَو شراب أَو حدیث. و قال المفسرون فی قوله تعالی: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً، أَی طعاماً، و قیل للطَّعامِ مُتَّكَأٌ لأَنَّ القومَ إذا قَعَدوا علی الطعام اتَّكَؤُوا، و قد نُهِیَتْ هذه الأُمَّةُ عن ذلك.قال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: آكُلُ كما یأَكُلُ العَبْدُ.و‌فی الحدیث: لا آكُلُ مُتَّكِئاً.المُتَّكِئُ فی العَرَبِیَّةِ كُلُّ مَن اسْتَوَی قاعِداً علی وِطاءٍ مُتَمَكِّناً، و العامّةُ لا تعرف المُتَّكِئَ إلّا مَنْ مالَ فی قُعُودِه مُعْتَمِداً علی أَحَدِ شِقَّیْه؛ و التاءُ فیه بدل من الواو، و أَصله من الوِكاءِ، و هو
لسان العرب، ج‌1، ص: 201
ما یُشَدُّ به الكِیسُ و غیره، كأَنه أَوْكَأَ مَقْعَدَتَه و شَدَّها بالقُعود عَلی الوِطاءِ الذی تحْتَه. قال ابن الأَثیر: و معنی الحدیث: أَنِّی إذا أَكَلْتُ لم أَقْعُدْ مُتَمَكِّناً فِعْلَ مَن یُریدُ الْاستِكْثارَ منه، و لكِنْ آكُلُ بُلْغةً، فیكون قُعُودی له مُسْتَوْفِزاً. قال: و مَن حَمَل الاتِّكاءَ علی المَیْلِ إلی أَحَد الشّقَیْنِ تأَوَّلَه علی مَذْهَب الطِّبِّ، فإِنه لا یَنْحَدِرُ فی مَجاری الطعامِ سَهْلًا، و لا یُسِیغُه هَنِیئاً، و رُبَّما تأَذَّی به. و قال الأَخفش: مُتَّكَأً هو فی معنی مَجْلِسٍ. و یقال: تَكِئَ الرجلُ یَتْكَأُ تَكَأً؛ و التُّكَأَةُ، بوزن فُعَلةٍ، أَصله وُكَأَةٌ، و إنما مُتَّكَأٌ، أَصله مُوتَكَأٌ، مثل مُتَّفَقٍ، أَصله مُوتَفَقٌ. و قال أَبو عبید: تُكَأَةٌ، بوزن فُعَلةٍ، و أَصلُهُ وُكَأَة، فَقُلِبت الواو تاءً فی تُكَأَةٍ، كما قالوا تُراثٌ، و أَصله وُراثٌ. و اتَّكَأْتُ اتِّكَاءً، أَصله اوتَكَیْتُ، فأُدغمت الواو فی التاءِ و شُدّدت، و أَصل الحرف وكَّأَ یُوَكِّئُ تَوْكِئةً. و ضربه فأَتْكَأَه، علی أَفْعَله، أَی أَلقاه علی هیئة المُتَّكِئِ. و قیل: أَتْكَأَه ألقاه علی جانبه الأَیسر. و التاءُ فی جمیع ذلك مبدلة من واو. أَوْكَأَتُ فلاناً إیكاءً إذا نصبت له مُتَّكَأً، و أَتْكَأْته إذا حَمَلْتَه علی الاتِّكاءِ. و رجل تُكَأَةٌ، مثل هُمَزة: كثیر الاتِّكاءِ. اللیث: تَوَكَّأَتِ الناقةُ، و هو تَصَلُّقُها عند مَخاضِها. و التَّوَكُّؤُ: التَّحامُل علی العَصا فی المَشْی. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاءِ قال جابِرٌ، رضی اللّه عنه: رأُیتُ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، یُواكِئُ‌أَی یَتَحامَلُ علی یَدَیْه إِذا رَفَعَهما و مدّهما فی الدُّعاءِ. و منه التَوَكُّؤُ علی العَصا، و هو التَّحامُلُ علیها. قال ابن الأَثیر: هكذا قال الخطابی فی مَعالِم السُّنَن، و الذی جاءَ فی السُّنَن، علی اختِلاف روایاتِها و نسخها، بالباء الموحدة. قال: و الصحیح ما ذكره الخطابی.

ومأ؛ ج1، ص: 201

: ومَأَ إلیه یَمَأُ وَمْأً: أَشارَ مِثل أَوْمَأَ. أَنشد القَنانیُّ: فقُلْت السَّلامُ، فاتَّقَتْ مِنْ أَمِیرها، فَما كان إلّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ وَ أَوْمَأَ كَوَمَأَ، و لا تقل أَوْمَیْتُ. اللیث: الإِیماءُ أَن تُومِئَ برَأْسِكَ أَوْ بیَدِك كما یُومِئُ المَرِیضُ برأْسه للرُّكُوعِ و السُّجُودِ، و قد تَقُولُ العرب: أَوْمَأَ برأْسِه أَی قال لا. قال ذو الرمة: قِیاماً تَذُبُّ البَقَّ، عن نُخَراتِها، بِنَهْزٍ، كإِیماءِ الرُّؤُوسِ المَوانِع و قوله، أَنشده الأَخفش فی كِتابه المَوْسُوم بالقوافی: إذا قَلَّ مالُ المَرْءِ قَلَّ صَدیقُه، و أَوْمَتْ إلیه بالعُیُوبِ الأَصابِعُ إنما أَراد أَوْمَأَتْ، فاحْتاجَ، فخَفَّف تَخْفِیف إِبْدالٍ، و لم یَجْعَلْها بَیْنَ بَیْنَ، إذْ لَوْ فَعَل ذلك لانكسر البیتُ، لأَنَّ المُخفَّفةَ تَخْفیفاً بَیْنَ بَیْنَ فی حكم المُحقَّقةِ. و وقع فی وامِئةٍ أی داهیة و أُغْوِیَّة، قال ابن سیدة: أُراه اسماً لأَنی لم أَسْمَعْ له فِعْلًا. و ذهَبَ ثَوْبی فما أَدْری ما كانَتْ وامِئَتُه أَی لا أَدْری مَنْ أَخَذَه، كذا حكاه یعقوب فی الجَحْدِ و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عِنْدِی أَنَّ معناه ما كانت داهِیَتُه التی ذَهَبَتْ به.
لسان العرب، ج‌1، ص: 202
و قال أَیضاً: ما أَدْرِی مَنْ أَلْمَأَ علیه. قال: و هذا قد یُتَكَلَّمُ به بغیر حَرْف جَحْدٍ. و فلانٌ یُوامِئُ فلاناً كیُوائِمُه، إِما لغة فیه، أَو مقلوب عنه، من تذكرة أَبی علی. و أَنشد ابن شمیل: قد أَحْذَرُ ما أَرَی، فأَنَا، الغَداةَ، مُوامِئُهْ «1» قال النَّضْرُ: زَعم أَبو الخَطَّابِ مُوامِئُه مُعایِنُه. و قال الفرَّاءُ «2»: اسْتَولَی علی الأَمْرِ و اسْتَوْمَی إذا غَلَب علیه. و یقال: وَمَی بالشی‌ء إذا ذَهَب به. و یقال: ذَهَب الشی‌ءُ فلا أَدْرِی ما كانَتْ وامِئَتُه، و ما أَلْمَأَ علیه. و اللّه تعالی أَعلم.

فصل الیاء؛ ج1، ص: 202

یأیأ؛ ج1، ص: 202

: یَأْیَأْتُ الرِّجلَ یَأْیَأَةً و یَأْیاءً: أَظْهَرْتُ إلطافَه. و قیل: إنما هو بَأْبَأَ؛ قال: و هو الصحیح، و قد تقدَّم. و یَأْیَأَ بالإِبلِ إذا قال لها أَیْ لیُسَكِّنَها، مقلوب منه. و یَأْیَأَ بالقَوْمِ دعَاهُم. و الیُؤْیُؤُ طائرٌ یُشبِهُ الباشَقَ مِن الجَوارِحِ و الجمع الیَآیِئُ، و جاءَ فی الشعر الیَآئِی. قال الحسن ابن هانئ فی طَرْدِیَّاتِه: قَدْ أَغْتَدِی، و اللیلُ فی دُجاهُ، كَطُرَّة البُرْدِ عَلی مَثْناهُ بِیُؤْیُؤٍ، یُعجِبُ مَنْ رَآهُ، ما فی الیَآئِی یُؤْیُؤٌ شَرْواهُ قال ابن بری: كأَنَّ قیاسَهُ عنده الیَآیِئُ، إلا أَنَّ الشاعرَ قَدَّمَ الهمزة علی الیاءِ. قال: و یمكن أَن یكون هذا البیتُ لبعضِ العَرَب، فادَّعاه أَبو نُواسٍ. قال عبد اللّه محمد بن مكرم: ما أَعْلَمُ مُسْتَنَدَ الشیخِ أَبی محمد بن بری فی قوله عن الحسن بن هانئ، فی هذا البیت. و یمكن أَن یكون هذا البیت لبعض العرب، فادَّعاه أَبو نواس. و هو و إن لم یكن اسْتُشْهِدَ بشِعره، لا یخفی عن الشیخ أَبی محمد، و لا غیره، مكانَتُه مِن العِلم و النَّظْمِ، و لو لم یكن له من البَدِیع الغَریبِ الحَسَنِ العَجِیبِ إلا أَرْجُوزَتُه التی هی: و بَلْدةٍ فیها زَوَرْ لكانَ فی ذلك أَدَلُّ دَلِیلٍ علی نُبْلِه و فَضْلِه. و قد شَرَحَها ابن جنی رحمه اللّه. و قال، فی شرحها، من تقریظ أَبی نُواس و تَفْضِیله و وَصْفِه بمَعْرِفةِ لُغات العرب و أَیَّامِها و مآثِرِها و مَثالِبِها و وقائعِها، و تفرده بفنون الشعر العشرة المحتویة علی فنونه، ما لم یَقُلْه فی غیرِه. و قال فی هذا الشرح أَیضاً: لو لا ما غلب علیه من الهَزْل لاسْتُشْهِدَ بكلامه فی التفسیر، اللهم إلا إن كان الشیخ أَبو محمد قال ذلك لیبعث علی زِیادةِ الأُنس بالاسْتِشْهاد به، إذا وَقع الشكُّ فیه أَنه لبعض العرب، و أَبو نُواسٍ كان فی نفسه و أَنْفُسِ الناسِ أَرْفَعَ من ذلك و أَصْلَفَ. أَبو عمرو: الیُؤْیُؤُ: رأْسُ المُكْحُلةِ.

یرنأ؛ ج1، ص: 202

: الیَرَنَّأُ «3» و الیُرَنَّاءُ: مثل الحِنَّاء، قال دُكَیْنُ
(1). قوله [قد أحذر إلخ] كذا بالنسخ و لا ریب أنه مكسور و لعله: قد كنت أحذر ما أری. (2). قوله [و قال الفراء إلخ] لیس هو من هذا الباب و قد أعاد المؤلف ذكره فی المعتل. (3). قوله [الیَرَنَّأُ إلخ] عبارة القاموس الیرنأ بضم الیاء و فتحها مقصورة مشدّدة النون و الیرناء بالضم و المد فیستفاد منه لغة ثالثة و یستفاد من آخر المادة هنا رابعة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 203
بن رَجاء: كَأَنَّ، بالیَرَنَّإِ المَعْلُولِ، حَبَّ الجَنَی من شُرَّعٍ نُزُولِ جادَ بِه، مِن قُلُتِ الثَّمِیلِ، ماءُ دَوالِی زَرَجُونٍ، مِیلِ الجَنَی: العِنَبُ و شُرَّعٍ نُزولِ: یرید به ما شَرَعَ من الكَرْم فی الماء. و القُلُتُ جمع قِلاتٍ، و قِلاتٌ جمع قَلْتٍ هی الصخرةُ التی یكون فیها الماء. و الثَمِیلُ جمع ثَمِیلةٍ: هی بَقِیَّةُ الماء قی القَلْتِ أَعنی النُّقْرةَ التی تُمْسَكُ الماء فی الجَبل. و‌فی حدیث فاطِمَةَ، رِضْوانُ اللّهِ علیها: أَنها سأَلَتْ رسولَ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، عن الیُرَنَّاء، فقال: ممن سَمِعْتِ هذه الكلمةَ؟ فقالت مِن خَنْساءَ‌قال القتیبی: الیُرَنَّاء: الحِنَّاء؛ قال و لا أَعرف لهذه الكلمة فی الأَبْنِیة مَثلًا. قال ابن بری: إذا قلت الیَرَنَّأُ، بالفتح، همزت لا غیر، و إذا ضممت الیاء جاز الهمز و تركه. و اللّه سبحانه و تعالی أَعلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 204

ب؛ ج1، ص: 204

حرف الباء؛ ج1، ص: 204

ب؛ ج1، ص: 204

: الباءُ: من الحُروف المَجْهُورة و من الحروف الشَّفَوِیَّةِ، و سُمِّیت شَفَوِیَّةً لأَن مَخْرَجَها من بینِ الشَّفَتَیْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ فی شی‌ءٍ من الحروف إلّا فیها و فی الفاء و المیم. قال الخلیل بن أَحمد: الحروف الذُّلْقُ و الشَّفَوِیَّةُ ستة: الراءُ و اللام و النون و الفاءُ و الباءُ و المیم، یجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، و سُمِّیت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة فی المَنْطِق إنما هی بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، و ذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. و لمَّا ذَلِقَتِ الحُروف الستةُ و بُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ و سَهُلت فی المَنْطِقِ كَثُرَت فی أَبْنِیة الكلام، فلیس شی‌ءٌ من بناءِ الخُماسیّ التامِّ یَعْرَی منها أَو مِن بَعْضِها، فإذا ورد علیك خُماسیٌّ مُعْرًی من الحُروف الذُّلْقِ و الشَّفَوِیَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، و لیس من صحیح كلام العرب. و أَما بناءُ الرُّباعی المنْبَسِط فإن الجُمهور الأَكثرَ منه لا یَعْری من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إلا كَلِماتٌ قلیلةٌ نَحوٌ من عَشْر، و مَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعیّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًی من الحروف الذلق و الشفویة، فإنه لا یُعْرَی من أَحَد طَرَفی الطَّلاقةِ، أَو كلیهما، و من السین و الدال أَو إحداهما، و لا یضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

فصل الهمزة؛ ج1، ص: 204

أبب؛ ج1، ص: 204

: الأَبُّ: الكَلأُ، و عَبَّر بعضُهم «1» عنه بأَنه المَرْعَی. و قال الزجاج: الأَبُّ جَمِیعُ الكَلإِ الذی تَعْتَلِفُه الماشِیة. و فی التنزیل العزیز: وَ فٰاكِهَةً وَ أَبًّا. قال أَبو حنیفة: سَمَّی اللّهُ تعالی المرعَی كُلَّه أَبّاً. قال الفرَّاءُ: الأَبُّ ما یأْكُلُه الأَنعامُ. و‌قال مجاهد: الفاكهةُ ما أَكَله الناس، و الأَبُّ ما أَكَلَتِ الأَنْعامُ، فالأَبُّ من المَرْعی للدَّوابِّ كالفاكِهةِ للإنسان. و قال الشاعر: جِذْمُنا قَیْسٌ، و نَجْدٌ دارُنا، و لَنا الأَبُّ بهِ و المَكْرَعُ
(1). قوله بعضهم: هو ابن درید كما فی المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 205
قال ثعلب: الأَبُّ كُلُّ ما أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النَّباتِ. و‌قال عطاء: كُلُّ شی‌ءٍ یَنْبُتُ علی وَجْهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ.و‌فی حدیث أنس: أَنَّ عُمر بن الخَطاب، رضی اللّه عنهما، قرأَ قوله، عز و جل، وَ فٰاكِهَةً وَ أَبًّا، و قال: فما الأَبُّ، ثم قال: ما كُلِّفْنا و ما أُمِرْنا بهذا.و الأَبُّ: المَرْعَی المُتَهَیِّئُ للرَّعْیِ و القَطْع. و منه‌حدیث قُسّ بن ساعِدةَ: فَجعلَ یَرْتَعُ أَبّاً و أَصِیدُ ضَبّاً.و أَبَّ للسیر یَئِبُّ و یَؤُبُّ أَبّاً و أَبِیباً و أَبابةً: تَهَیَّأَ للذَّهابِ و تَجَهَّز. قال الأَعشی: صَرَمْتُ، و لم أَصْرِمْكُمُ، و كصارِمٍ؛ أَخٌ قد طَوی كَشْحاً، و أَبَّ لِیَذْهَبا أَی صَرَمْتُكُم فی تَهَیُّئی لمُفارَقَتِكم، و من تَهَیَّأَ للمُفارقةِ، فهو كمن صَرَمَ. و كذلك ائْتَبَّ. قال أَبو عبید: أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاً إذا عَزَمْتَ علی المَسِیر و تَهَیَّأْتَ. و هو فی أَبَابه و إبابَتِه و أَبابَتِه أَی فی جَهازِه. التهذیب: و الوَبُّ: التَّهَیُّؤ للحَمْلةِ فی الحَرْبِ، یقال: هَبَّ و وَبَّ إِذا تَهَیَّأَ للحَمْلةِ. قال أَبو منصور: و الأَصل فیه أَبَّ فقُلبت الهمزة واواً. ابن الأَعرابی: أَبَّ إذا حَرَّك، و أَبَّ إذا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فیها. و الأَبُّ: النِّزاعُ إلی الوَطَنِ. و أَبَّ إلی وطَنِه یَؤُبُّ أَبَّاً و أَبابةً و إبابةً: نَزَعَ، و المَعْرُوفُ عند ابن درید الكَسْرُ، و أَنشد لهِشامٍ أَخی ذی الرُّمة: و أَبَّ ذو المَحْضَرِ البادِی إبَابَتَه، و قَوَّضَتْ نِیَّةٌ أَطْنابَ تَخْیِیمِ و أَبَّ یدَه إلی سَیْفهِ: رَدَّها إلیْه لیَسْتَلَّه. و أَبَّتْ أَبابةُ الشی‌ءِ و إِبابَتُه: اسْتَقامَت طَریقَتُه. و قالوا للظِّباءِ: إِن أَصابَتِ الماءَ، فلا عَباب، و إِنْ لم تُصِب الماءَ، فلا أَبابَ. أَی لم تَأْتَبَّ له و لا تَتَهیَّأ لطلَبه، و هو مذكور فی موضعه. و الأُبابُ: الماءُ و السَّرابُ، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: قَوَّمْنَ ساجاً مُسْتَخَفَّ الحِمْلِ، تَشُقُّ أَعْرافَ الأُبابِ الحَفْلِ أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ. و أُبابُ الماءِ: عُبابُه. قال: أُبابُ بَحْرٍ ضاحكٍ هَزُوقِ قال ابن جنی: لیست الهمزة فیه بدلًا من عین عُباب، و إن كنا قد سمعنا، و إِنما هو فُعالٌ من أَبَّ إذا تَهَیَّأَ. و اسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْه، نادر، عن ابن الأَعرابی، و إنما قیاسه اسْتَأْبِ.

أتب؛ ج1، ص: 205

: الإِتْبُ: البَقِیرة، و هو بُرْدٌ أَو ثوب یُؤْخَذُ فَیُشَقُّ فی وسَطِه، ثم تُلْقِیه المرأَةُ فی عُنُقِها من غیر جَیْب و لا كُمَّیْنِ. قال أَحمد بن یحیی: هو الإِتْبُ و العَلَقةُ و الصِّدارُ و الشَّوْذَرُ، و الجمع الأُتُوبُ. و‌فی حدیث النخعی: أَنّ جارِیةً زَنَتْ، فَجَلَدَها خَمسین و علیها إتْبٌ لها و إزارٌ.الإِتْبُ، بالكسر: بُرْدةٌ تُشَقُّ، فتُلبس من غیر كُمَّیْنِ و لا جَیْب. و الإِتْبُ: دِرْعُ المرأَة. و یقال أَتَّبْتُها تَأْتِیباً، فَأْتَتَبَتْ هی، أَی أَلبَسْتُها الإِتْبَ، فَلَبِسَتْه. و قیل: الإِتْبُ من الثیاب: ما قَصُر فَنَصَفَ الساقَ. و قیل: الإِتْبُ غیر الإِزار لا رِباطَ له، كالتِّكَّةِ، و لیس علی خِیاطةِ السَّراوِیلِ، و لكنه قَمِیصٌ غیر مَخِیطِ الجانبین. و قیل: هو
لسان العرب، ج‌1، ص: 206
النُّقْبةُ، و هو السَّراوِیلُ بلا رجلین. و قال بعضهم: هو قمیص بغیر كُمَّیْنِ، و الجمع آتابٌ و إِتابٌ. و المِئْتَبةُ كالإِتْبِ. و قیل فیه كلُّ ما قیل فی الإِتْبِ. و أُتِّبَ الثوبُ: صُیِّرَ إِتْباً. قال كثیر عزة: هَضِیم الحَشَی، رُؤْد المَطا، بَخْتَرِیَّة، جَمِیلٌ علیَها الأَتْحمِیُّ المُؤَتَّبُ و قد تَأَتَّبَ به و أْتَتَبَ. و أَتَّبَها به و إیَّاه تأْتِیباً، كلاهما: أَلْبَسها الإِتْبَ، فلَبِسَتْه. أَبو زید: أَتَّبْتُ الجارِیةَ تَأْتِیباً إذا دَرَّعْتَها دِرْعاً، و أْتَتَبَتِ الجارِیةُ، فهی مُؤْتَتِبةٌ، إذا لبست الإِتْبَ. و قال أَبو حنیفة: التَّأَتُّبُ أَن یَجْعَلَ الرَّجلُ حِمالَ القَوْسِ فی صَدره و یُخْرِجَ مَنْكِبَیْه منها، فیَصِیرَ القَوْس علی مَنْكِبَیْه. و یقال: تَأَتَّبَ قَوْسَه علی ظَهرِه. و إتْبُ الشعِیرةِ: قِشْرُها. و المِئْتَبُ: المِشْمَلُ.

أثب؛ ج1، ص: 206

: المَآثِبُ: موضع. قال كثیر عزة: و هَبَّتْ رِیاحُ الصَّیْفِ یَرْمِینَ بالسَّفا، تَلِیَّةَ باقِی قَرْمَلٍ بالمَآثِبِ

أدب؛ ج1، ص: 206

: الأَدَبُ: الذی یَتَأَدَّبُ به الأَدیبُ من الناس؛ سُمِّیَ أَدَباً لأَنه یَأْدِبُ الناسَ إلی المَحامِد، و یَنْهاهم عن المقَابِح. و أَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ، و منه قیل للصَّنِیع یُدْعَی إلیه الناسُ: مَدْعاةٌ و مَأْدُبَةٌ. ابن بُزُرْج: لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً، و أَنت أَدِیبٌ. و قال أَبو زید: أَدُبَ الرَّجلُ یَأْدُبُ أَدَباً، فهو أَدِیبٌ، و أَرُبَ یَأْرُبُ أَرَابةً و أَرَباً، فی العَقْلِ، فهو أَرِیبٌ. غیره: الأَدَبُ: أَدَبُ النَّفْسِ و الدَّرْسِ. و الأَدَبُ: الظَّرْفُ و حُسْنُ التَّناوُلِ. و أَدُبَ، بالضم، فهو أَدِیبٌ، من قوم أُدَباءَ. و أَدَّبه فَتَأَدَّب: عَلَّمه، و استعمله الزجاج فی اللّه، عز و جل، فقال: و هذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالی به نَبِیَّه، صلی اللّه علیه و سلم. و فلان قد اسْتَأْدَبَ: بمعنی تَأَدَّبَ. و یقال للبعیرِ إذا رِیضَ و ذُلِّلَ: أَدِیبٌ مُؤَدَّبٌ. و قال مُزاحِمٌ العُقَیْلی: و هُنَّ یُصَرِّفْنَ النَّوی بَین عالِجٍ و نَجْرانَ، تَصْرِیفَ الأَدِیبِ المُذَلَّلِ و الأُدْبَةُ و المَأْدَبةُ و المَأْدُبةُ: كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ. قال صَخْر الغَیّ یصف عُقاباً: كأَنّ قُلُوبَ الطَّیْر، فی قَعْرِ عُشِّها، نَوَی القَسْبِ، مُلْقًی عند بعض المَآدِبِ القَسْبُ: تَمْر یابسٌ صُلْبُ النَّوَی. شَبَّه قلوبَ الطیر فی وَكْر العُقابِ بِنَوی القَسْبِ، كما شبهه امْرُؤُ القیس بالعُنَّاب فی قوله: كأَنَّ قُلُوبَ الطَیْرِ، رَطْباً و یابِساً، لَدَی وَكْرِها، العُنَّابُ و الحَشَفُ البالی و المشهور فی المَأْدُبة ضم الدال، و أَجاز بعضهم الفتح، و قال: هی بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ. قال سیبویه: قالوا المَأْدَبةُ كما قالوا المَدْعاةُ. و قیل: المَأْدَبةُ من الأَدَبِ. و‌فی الحدیث عن ابن مسعود: إنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه فی الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه، یعنی مَدْعاتَه. قال أَبو عبید: یقال مَأْدُبةٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 207
و مَأْدَبةٌ، فمن قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِیع یَصْنَعه الرجل، فیَدْعُو إلیه الناسَ؛ یقال منه: أَدَبْتُ علی القوم آدِبُ أَدْباً، و رجل آدِبٌ. قال أَبو عبید: و تأْویل الحدیث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِیعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فیه خیرٌ و منافِعُ ثم دعاهم إلیه؛ و من قال مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ. و كان الأَحمر یجعلهما لغتین مَأْدُبةً و مَأْدَبةً بمعنی واحد. قال أَبو عبید: و لم أَسمع أحداً یقول هذا غیره؛ قال: و التفسیر الأَول أَعجبُ إِلیّ. و قال أَبو زید: آدَبْتُ أُودِبُ إِیداباً، و أَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً، و المَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بینها و بین المَأْدَبةِ الأَدَبِ. و الأَدْبُ: مصدر قولك أَدَبَ القومَ یَأْدِبُهُم، بالكسر، أَدْباً، إذا دعاهم إلی طعامِه. و الآدِبُ: الداعِی إلی الطعامِ. قال طَرَفَةُ: نَحْنُ فی المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلی، لا تَرَی الآدِبَ فینا یَنْتَقِرْ و قال عدی: زَجِلٌ وَبْلُهُ، یجاوبُه دُفٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، و زَمِیرُ و المَأْدُوبَةُ: التی قد صُنِعَ لها الصَّنِیعُ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: أَما إخْوانُنا بنو أُمَیَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ.الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ، مثل كَتَبةٍ و كاتِبٍ، و هو الذی یَدْعُو الناسَ إلی المَأْدُبة، و هی الطعامُ الذی یَصْنَعُه الرجل و یَدْعُو إلیه الناس. و‌فی حدیث كعب، رضی اللّه عنه: إنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ.أَراد: أَنهم یُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ و الطیر تأْكلُ من لحُومِهم. و آدَبَ القومَ إلی طَعامه یُؤْدِبُهم إِیداباً، و أَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً. أَبو عمرو یقال: جاشَ أَدَبُ البحر، و هو كثْرَةُ مائِه. و أَنشد: عن ثَبَجِ البحرِ یَجِیشُ أَدَبُه و الأَدْبُ: العَجَبُ. قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِیّ، و حَبَّةُ أُمُّه: بِشَمَجَی المَشْی، عَجُولِ الوَثْبِ، غَلَّابةٍ للنَّاجِیاتِ الغُلْبِ، حتی أَتَی أُزْبِیُّها بالأَدْبِ الأُزْبِیُّ: السُّرْعةُ و النَّشاطُ، و الشَّمَجَی: الناقةُ السرِیعَةُ. و رأَیت فی حاشیة فی بعض نسخ الصحاح المعروف: الإِدْبُ، بكسر الهمزة؛ و وجد كذلك بخط أَبی زكریا فی نسخته قال: و كذلك أَورده ابن فارس فی المجمل. الأَصمعی: جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ، مجزوم الدال، أَی بأَمْرٍ عَجِیبٍ، و أَنشد: سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ، أَدْباً علی لَبَّاتِها الحَوالی

أذرب؛ ج1، ص: 207

: ابن الأَثیر‌فی حدیث أَبی بكر، رضی عنه: لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ علی الصُّوفِ الأَذْرَبِیِّ، كما یَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ علی حَسَكِ السَّعْدانِ.الأَذْرَبِیّ: منسوب إلی أَذْرَبِیجانَ، علی غیر قیاس، هكذا تقول العرب، و القیاس أَن یقال: أَذَرِیٌّ بغیر باء، كما یقال فی النَّسَب إلی رامَهُرْمُزَ رامیٌّ؛ قال: و هو مُطَّرِد فی النسب إلی الأسماءِ المركبة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 208‌

أرب؛ ج1، ص: 208

: الإِرْبَةُ و الإِرْبُ: الحاجةُ. و فیه لغات: إِرْبٌ و إرْبَةٌ و أَرَبٌ و مَأْرُبةٌ و مَأْرَبَة. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه تعالی عنها: كان رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه‌أَی لحاجَتِه، تعنی أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، كان أَغْلَبَكم لِهَواهُ و حاجتِه أَی كان یَمْلِكُ نَفْسَه و هَواهُ. و قال السلمی: الإِرْبُ الفَرْجُ ههنا. قال: و هو غیر معروف. قال ابن الأَثیر: أَكثر المحدِّثین یَرْوُونه بفتح الهمزة و الراءِ یعنون الحاجة، و بعضهم یرویه بكسر الهمزة و سكون الراءِ، و له تأْویلان: أَحدهما أَنه الحاجةُ، و الثانی أَرادت به العُضْوَ، و عَنَتْ به من الأَعْضاء الذكَر خاصة. و قوله‌فی حدیث المُخَنَّثِ: كانوا یَعُدُّونَه من غَیْرِ أُولی الإِرْبةِ‌أَی النِّكاحِ. و الإِرْبَةُ و الأَرَبُ و المَأْرَب كله كالإِرْبِ. و تقول العرب فی المثل: مَأْرُبَةٌ لا حفاوةٌ، أَی إنما بِكَ حاجةٌ لا تَحَفِّیاً بی. و هی الآرابُ و الإِرَبُ. و المَأْرُبة و المَأْرَبةُ مثله، و جمعهما مآرِبُ. قال اللّه تعالی: وَ لِیَ فِیهٰا مَآرِبُ أُخْریٰ. و قال تعالی: غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجٰالِ. و أَرِبَ إلیه یَأْرَبُ أَرَباً: احْتاجَ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه تعالی عنه، أَنه نَقِمَ علی رجل قَوْلًا قاله، فقال له: أَرِبْتَ عن ذی یَدَیْكَ، معناه ذهب ما فی یدیك حتی تَحْتاجَ. و قال فی التهذیب: أَرِبْتَ من ذِی یَدَیْكَ، و عن ذی یَدَیْكَ. و قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول: أَرِبْتَ فی ذی یَدَیْكَ، معناه ذهب ما فی یدیك حتی تحتاج. و قال أَبو عبید فی قوله أَرِبْتَ عن ذِی یَدَیْك: أَی سَقَطَتْ آرابُكَ من الیَدَیْنِ خاصة. و قیل: سَقَطَت مِن یدَیْكَ. قال ابن الأَثیر: و قد جاءَ‌فی روایة أُخری لهذا الحدیث: خَرَرْتَ عن یَدَیْكَ، و هی عبارة عن الخَجَل مَشْهورةٌ، كأَنه أَراد أَصابَكَ خَجَلٌ أَو ذَمٌّ. و معنی خَرَرْتَ سَقَطْتَ. و قد أَرِبَ الرجلُ، إذا احتاج إلی الشی‌ءِ و طَلَبَه، یَأْرَبُ أَرَباً. قال ابن مقبل: و إنَّ فِینا صَبُوحاً، إنْ أَرِبْتَ بِه، جَمْعاً بَهِیّاً، و آلافاً ثمَانِینا جمع أَلف أَی ثمَانِین أَلفاً. أَرِبْتَ به أَی احتَجْتَ إلیه و أَرَدْتَه. و أَرِبَ الدَّهْرُ: اشْتَدَّ. قال أَبو دُواد الإِیادِیُّ یَصِف فرساً.أَرِبَ الدَّهْرُ، فَأَعْدَدْتُ لَه مُشْرِفَ الحاركِ، مَحْبُوكَ الكَتَدْ قال ابن بری: و الحارِكُ فَرعُ الكاهِلِ، و الكاهِلُ ما بَیْنَ الكَتِفَیْنِ، و الكَتَدُ ما بین الكاهِلِ و الظَّهْرِ، و المَحْبُوكُ المُحْكَمُ الخَلْقِ من حَبَكْتُ الثوبَ إذا أَحْكَمْتَ نَسْجَه. و فی التهذیب فی تفسیر هذا البیت: أَی أَراد ذلك منا و طَلَبَه؛ و قولهم أَرِبَ الدَّهْرُ: كأَنَّ له أَرَباً یَطْلُبُه عندنا فَیُّلِحُّ لذلك، عن ابن الأعرابی، و قوله أَنشده ثعلب: أَ لَم تَرَ عُصْمَ رُؤُوسِ الشَّظَّی، إذا جاءَ قانِصُها تُجْلَبُ إلَیْهِ، و ما ذاكَ عَنْ إرْبةٍ یكونُ بِها قانِصٌ یأْرَبُ وَضَع الباءَ فی موضع إلی و قوله تعالی. غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجٰالِ؛قال سَعِید بن جُبَیْر: هو المَعْتُوهُ.لسان العرب، ج‌1، ص: 209
و الإِرْبُ و الإِرْبةُ و الأُرْبةُ و الأَرْبُ: الدَّهاء «2» و البَصَرُ بالأُمُورِ، و هو من العَقْل. أَرُبَ أَرابةً، فهو أَرَیبٌ مَن قَوْم أُرَباء. یقال: هو ذُو إِرْبٍ. و ما كانَ الرَّجل أَرِیباً، و لقد أَرُبَ أَرابةً. و أرِبَ بالشی‌ءٍ: دَرِبَ به و صارَ فیه ماهِراً بَصِیراً، فهو أَرِبٌ. قال أَبو عبید: و منه الأَرِیبُ أَی ذُو دَهْیٍ و بَصَرٍ. قال قَیْسُ بن الخَطِیم: أَرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ لَمَّا رأَیْتُها، علی الدَّفْعِ، لا تزْدَادُ غَیْرَ تَقارُبِ أَی كانت له إِرْبَةٌ أَی حاجةٌ فی دفع الحَربِ. و أَرُبَ الرَّجلُ یَأْرُبُ إِرَباً، مِثال صَغُرَ یَصْغُرُ صِغَراً، و أَرابةً أَیضاً، بالفتح، إذا صار ذا دَهْیٍ. و قال أَبو العِیالِ الهُذَلِیّ یَرْثی عُبَیْدَ بن زُهْرةَ، و فی التهذیب: یمدح رجلًا: یَلُفُّ طَوائفَ الأَعْداءِ، وَ هْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ ابن شُمَیْل: أَرِبَ فی ذلك الأَمرِ أَی بَلَغَ فیه جُهْدَه و طاقَتَه و فَطِنَ له. و قد تأَرَّبَ فی أَمرِه. و الأُرَبَی، بضم الهمزة: الدَّاهِیةُ. قال ابن أَحمر: فلَمَّا غَسَی لَیْلی، و أَیْقَنْتُ أَنَّها هی الأُرَبَی، جاءَتْ بأُمّ حَبَوْكَرا و المُؤَارَبَةُ: المُداهاةُ. و فلان یُؤَارِبُ صاحِبَه إِذا داهاه. و‌فی الحدیث: أَنّ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، ذَكَر الحَیَّاتِ فقال: مَنْ خَشِیَ خُبْثَهُنَّ و شَرَّهُنّ و إِرْبَهُنّ، فلیس منَّا.أَصْلُ الإِرْب، بكسر الهمزة و سكون الراء: الدَّهاء و المَكْر؛ و المعنی مَنْ تَوَقَّی قَتْلَهُنَّ خَشْیةَ شَرِّهنَّ، فلیس منَّا أَی من سنتنا. قال ابن الأَثیر: أَی مَنْ خَشِیَ غائلَتها و جَبُنَ عن قتْلِها، لِلذی قیل فی الجاهلیة إِنها تُؤْذِی قاتِلَها، أَو تُصِیبُه بخَبَلٍ، فقد فارَقَ سُنَّتَنا و خالَفَ ما نحنُ علیه. و‌فی حدیث عَمْرو بن العاص، رضی اللّه عنه، قال: فَأَرِبْتُ بأبی هریرة فلم تَضْرُرْنِی إرْبَةٌ أَرِبْتُها قَطُّ، قَبْلَ یَوْمَئِذٍ.قال: أَرِبْتُ به أَی احْتَلْتُ علیه، و هو من الإِرْبِ الدَّهاءِ و النُّكْرِ. و الإِرْبُ: العَقْلُ و الدِّینُ، عن ثعلب. و الأَرِیبُ: العاقلُ. و رَجُلٌ أَرِیبٌ من قوم أُرَباء. و قد أَرُبَ یَأْرُبُ أحْسَنَ الإِرْب فی العقل. و‌فی الحدیث: مُؤَاربَةُ الأَرِیبِ جَهْلٌ و عَناء، أَی إنَّ الأَرِیبَ، و هو العاقِلُ، لا یُخْتَلُ عن عَقْلِه. و أَرِبَ أَرَباً فی الحاجة، و أَرِبَ الرَّجلُ أَرَباً: أَیِسَ. و أَرِبَ بالشی‌ءِ: ضَنَّ بِهِ و شَحَّ. و التَأْرِیبُ: الشُّحُّ و الحِرْصُ. و أَرِبْتُ بالشی‌ءِ أَی كَلِفْتُ به، و أَنشد لابن الرِّقاعِ: و ما لامْرِئٍ أَرِبٍ بالحَیاةِ، عَنْها مَحِیصٌ و لا مَصْرِفُ أَی كَلِفٍ. و قال فی قول الشاعر: و لَقَدْ أَرِبْتُ، علی الهمُومِ، بِجَسْرةٍ، عَیْرانةٍ بالرِّدْفِ، غَیْرِ لَجُونِ أَی عَلِقْتُها و لَزِمْتُها و اسْتَعَنْتُ بها علی الهُمومِ. و الإِرْبُ: العُضْوُ المُوَفَّر الكامِل الذی لم یَنقُص منه شی‌ءٌ، و یقال لكلّ عُضْوٍ إِرْبٌ. یقال: قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً أَی عُضْواً عُضْواً. و عُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَی مُوَفَّرٌ. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبة
(2). قوله [و الْأَرْبُ الدهاء] هو فی المحكم بالتحریك و قال فی شرح القاموس عازیاً للسان هو كالضرب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 210
، فأَكَلَها، و صلّی، و لم یَتَوَضَّأْ.المُؤَرَّبَةُ: هی المُوَفَّرة التی لم ینقص منها شی‌ءٌ. و قد أرَّبْتُه تَأْرِیباً إذا وفَّرْته، مأْخوذ من الإِرْب، و هو العُضْو، و الجمع آرابٌ، یقال: السُّجُود علی سَبْعة آرابٍ؛ و أَرْآبٌ أَیضاً. و أَرِبَ الرَّجُل إذا سَجَدَ «1» علی آرابِه مُتَمَكِّناً. و‌فی حدیث الصلاة: كان یَسْجُدُ علی سَبْعةِ آرابٍ‌أَی أَعْضاء، واحدها إرْب، بالكسر و السكون. قال: و المراد بالسبعة الجَبْهةُ و الیَدانِ و الرُّكْبتانِ و القَدَمانِ. و الآرابُ: قِطَعُ اللحمِ. و أَرِبَ الرَّجُلُ: قُطِعَ إرْبُه. و أَرِبَ عُضْوُه أَی سَقَطَ. و أَرِبَ الرَّجُل: تَساقَطَتْ أَعْضاؤُه. و‌فی حدیث جُنْدَبٍ: خَرَج برَجُل أُرابٌ، قیل هی القَرْحَةُ، و كأَنَّها مِن آفاتِ الآرابِ أَی الأَعْضاءِ، و قد غَلَبَ فی الیَد. فأَمَّا قولُهم فی الدُّعاءِ: ما لَه أَرِبَتْ یَدُه، فقیل قُطِعَتْ یَدُه، و قیل افْتَقَر فاحْتاجَ إلی ما فی أَیدی الناس. و یقال: أَرِبْتَ مِنْ یَدَیْكَ أَی سَقَطتْ آرَابُكَ من الیَدَیْنِ خاصَّةً. و‌جاء رجل إلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: دُلَّنی علی عَمَل یُدْخِلُنی الجَنَّةَ. فقال: أَرِبٌ ما لَهُ؟معناه: أَنه ذو أَرَبٍ و خُبْرةٍ و عِلمٍ. أَرُبَ الرجل، بالضم، فهو أَرِیبٌ، أَی صار ذا فِطْنةٍ. و‌فی خبر ابن مسعود، رضی اللّه عنه: أَنَّ رجلًا اعترض النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لِیَسْأَلَه، فصاح به الناسُ، فقال علیه السلام: دَعُوا الرَّجلَ أَرِبَ ما لَه؟قال ابن الأَعرابی: احْتاجَ فسَأَلَ ما لَه. و قال القتیبی فی قوله أَرِبَ ما لَه: أَی سَقَطَتْ أَعْضاؤُه و أُصِیبت، قال: و هی كلمة تقولها العرب لا یُرادُ بها إذا قِیلت وقُوعُ الأَمْرِ كما یقال عَقْرَی حَلْقَی؛ و قوْلِهم تَرِبَتْ یدَاه. قال ابن الأَثیر: فی هذه اللفظة ثلاث رِوایات: إحداها أَرِبَ بوزن عَلِمَ، و معناه الدُّعاء علیه أَی أُصِیبَتْ آرابُه و سقَطَتْ، و هی كلمة لا یُرادُ بها وقُوعُ الأَمر كما یقال تَرِبَتْ یدَاك و قاتَلكَ اللّهُ، و إنما تُذكَر فی معنی التعجب. قال: و فی هذا الدعاء من النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قولان: أَحدهما تَعَجُّبُه من حِرْصِ السائل و مُزاحَمَتِه، و الثانی أَنه لَمَّا رآه بهذه الحال مِن الحِرص غَلَبه طَبْعُ البَشَرِیَّةِ، فدعا علیه. و‌قد قال فی غیر هذا الحدیث: اللهم إنما أَنا بَشَرٌ فَمَن دَعَوْتُ علیه، فاجْعَلْ دُعائی له رَحْمةً.و قیل: معناه احْتاجَ فسأَلَ، مِن أَرِبَ الرَّجلُ یَأْرَبُ إذا احتاجَ، ثم قال ما لَه أَی أَیُّ شی‌ءٍ به، و ما یُرِیدُ. قال: و الروایة الثانیة أَرَبٌ مَا لَه، بوزن جمل، أَی حاجةٌ له و ما زائدة للتقلیل، أَی له حاجة یسیرة. و قیل معناه حاجة جاءَت به فحذَفَ، ثم سأَل فقال ما لَه. قال: و الروایة الثالثة أَرِبٌ، بوزن كَتِفٍ، و الأَرِبُ: الحاذِقُ الكامِلُ أَی هو أَرِبٌ، فحذَف المبتدأَ، ثم سأَل فقال ما لَه أَی ما شأْنُه. و‌روی المغیرة بن عبد اللّه عن أَبیه: أَنه أَتَی النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، بِمِنیً، فَدنا منه فَنُحِّیَ، فقال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: دَعُوه فأَرَبٌ مَا لَهُ. قال: فَدَنَوْتُ.و معناه: فحاجَةٌ ما لَه، فدَعُوه یَسْأَلُ. قال أَبو منصور: و ما صلة. قال: و یجوز أَن یكون أَراد فَأَرَبٌ من الآرابِ جاءَ به، فدَعُوه. و أَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعه مُوَفَّراً. یقال: أَعْطاه
(1). قوله [و أرب الرجل إذا سجد] لم نقف له علی ضبط و لعله و أرب بالفتح مع التضعیف.
لسان العرب، ج‌1، ص: 211
عُضْواً مُؤَرَّباً أَی تامّاً لم یُكَسَّر. و تَأْرِیبُ الشی‌ءِ: تَوْفِیرُه، و قیل: كلُّ ما وُفِّرَ فقد أُرِّبَ، و كلُّ مُوَفَّر مُؤَرَّبٌ. و الأُرْبِیَّةُ: أَصل الفخذ، تكون فُعْلِیَّةً و تكون أُفْعولةً، و هی مذكورة فی بابها. و الأُرْبةُ، بالضم: العُقْدةُ التی لا تَنْحَلُّ حتی تُحَلَّ حَلًّا. و قال ثعلب: الأُرْبَةُ: العُقْدةُ، و لم یَخُصَّ بها التی لا تَنْحَلُّ. قال الشاعر: هَلْ لَكِ، یا خَدْلةُ، فی صَعْبِ الرُّبَهْ، مُعْتَرِمٍ، هامَتُه كالحَبْحَبه قال أَبو منصور: قولهم الرُّبَة العقدة، و أَظنُّ الأَصل كان الأُرْبَة، فحُذفت الهمزة، و قیل رُبةٌ. و أَرَبَها: عَقَدها و شَدَّها. و تَأْرِیبها: إحْكامُها، یقال: أَرِّبْ عُقْدتَك. أَنشد ثعلب لكِناز بن نُفَیْع یقوله لجَرِیر: غَضِبْتَ علینا أَنْ عَلاكَ ابنُ غالِبٍ، فَهَلَّا، علی جَدَّیْكَ، فی ذاك، تَغْضَبْ هما، حینَ یَسْعَی المَرْءُ مَسْعاةَ جَدِّه، أَناخَا، فَشَدّاك العِقال المُؤَرَّبْ و اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ: اشْتَدَّ. و قول أَبی زُبَیْد: علی قَتِیل مِنَ الأَعْداءِ قد أَرُبُوا، أَنِّی لهم واحِدٌ نائی الأَناصِیرِ قال: أَرُبُوا: وَثِقُوا أَنی لهم واحد. و أَناصِیری ناؤُونَ عنی، جمعُ الأَنْصارِ. و یروی: و قد عَلموا. و كأَنّ أَرُبُوا من الأَرِیب، أَی من تَأْرِیب العُقْدة، أَی من الأَرْب. و قال أَبو الهیثم: أَی أَعجبهم ذاك، فصار كأَنه حاجة لهم فی أَن أَبْقَی مُغْتَرِباً نائِیاً عن أَنْصاری. و المُسْتَأْرَبُ: الذی قد أَحاطَ الدَّیْنُ أَو غیره من النَّوائِب بآرابِه من كل ناحیة. و رجل مُسْتَأْرَبٌ، بفتح الراءِ، أَی مدیون، كأَن الدَّین أَخذ بآرابه. قال: و ناهَزُوا البَیْعَ مِنْ تِرْعِیَّةٍ رَهِقٍ، مُسْتَأْرَبٍ، عَضَّه السُّلْطانُ، مَدْیُونُ و فی نسخة: مُسْتَأْرِب، بكسر الراءِ. قال: هكذا أَنشده محمد بن أَحمد المفجع: أَی أَخذه الدَّین من كل ناحیة. و المُناهَزةُ فی البیع: انْتِهازُ الفُرْصة. و ناهَزُوا البیعَ أَی بادَرُوه. و الرَّهِقُ: الذی به خِفَّةٌ و حِدّةٌ. و قیل: الرَّهِقُ: السَّفِه، و هو بمعنی السَّفِیه. و عَضَّهُ السُّلْطانُ أَی أَرْهَقَه و أَعْجَلَه و ضَیَّق علیه الأَمْرَ. و التِّرْعِیةُ: الذی یُجِیدُ رِعْیةَ الإِبلِ. و فلان تِرْعِیةُ مالٍ أَی إزاءُ مالٍ حَسَنُ القِیام به. و أَورد الجوهری عَجُزَ هذا البیت مرفوعاً. قال ابن بری: هو مخفوض، و ذكر البیت بكماله. و قولُ ابن مقبل فی الأُرْبةِ: لا یَفْرَحُون، إذا ما فازَ فائزُهم، و لا یُرَدُّ علیهم أُرْبَةُ الیَسَرِ قال أَبو عمرو: أَراد إِحْكامَ الخَطَرِ من تأْرِیبِ العُقْدة. و التَّأْرِیبُ: تَمَامُ النَّصیبِ. قال أَبو عمرو: الیَسر ههنا المُخاطَرةُ. و أَنشد لابن مُقبل: بِیض مَهاضِیم، یُنْسِیهم مَعاطِفَهم ضَرْبُ القِداحِ، و تأْرِیبٌ علی الخَطَرِ و هذا البیت أَورد الجوهری عجزه و أَورد ابن بری صدره: شُمّ مَخامِیص یُنْسِیهم مَرادِیَهُمْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 212
و قال: قوله شُمّ، یرید شُمَّ الأُنُوفِ، و ذلك مما یُمدَحُ به. و المَخامِیصُ: یرید به خُمْصَ البُطونِ لأَن كثرة الأَكل و عِظَمَ البطنِ مَعِیبٌ. و المَرادِی: الأَرْدِیةُ، واحدتها مِرْداةٌ. و قال أَبو عبید: التَّأْرِیبُ: الشُّحُّ و الحِرْصُ. قال: و المشهور فی الروایة: و تأْرِیبٌ علی الیَسَرِ، عِوضاً من الخَطَرِ، و هو أَحد أَیْسارِ الجَزُور، و هی الأَنْصِباءُ. و التَّأَرُّبُ: التَّشَدُّد فی الشی‌ءِ، و تَأَرَّب فی حاجَتِه: تَشَدَّد. و تَأَرَّبْتُ فی حاجتی: تَشَدَّدْت. و تَأَرَّبَ علینا: تَأَبَّی و تَعَسَّرَ و تَشَدَّد. و التَّأْرِیبُ: التَّحْرِیشُ و التَّفْطِینُ. قال أَبو منصور: هذا تصحیف و الصواب التَّأْرِیثُ بالثاءِ. و‌فی الحدیث: قالت قُرَیْشٌ لا تَعْجَلُوا فی الفِداءِ، لا یَأْرَبُ علیكم مُحَمَّدٌ و أَصحابُه، أَی یتَشَدَّدون علیكم فیه. یقال: أَرِبَ الدَّهْرُ یَأْرَبُ إذا اشْتَدَّ. و تَأَرَّبَ علَیَّ إذا تَعَدَّی. و كأَنه من الأُرْبَةِ العُقْدةِ. و‌فی حدیث سعید بنِ العاص، رضی اللّه عنه، قال لابْنِه عَمْرو: لا تَتَأَرَّبْ علی بناتی‌أَی لا تَتَشَدَّدْ و لا تَتَعَدَّ. و الأُرْبةُ: أَخِیَّةُ الدابَّةِ. و الأُرْبَةُ: حَلْقَةُ الأَخِیَّةِ تُوارَی فی الأَرض، و جمعها أُرَبٌ. قال الطرماح: و لا أَثَرُ الدُّوارِ، و لا المَآلِی، و لكِنْ قد تُری أُرَبُ الحُصُونِ «2» و الأُرْبَةُ: قِلادةُ الكَلْبِ التی یُقاد بها، و كذلك الدابَّة فی لغة طیئ. أَبو عبید: آرَبْتُ علی القومِ، مثال أَفْعَلْتُ، إذا فُزْتَ علیهم و فَلَجْتَ. و آرَبَ علی القوم: فَازَ عَلَیهم و فَلَجَ. قال لبید: قَضَیْتُ لُباناتٍ، و سَلَّیْتُ حاجةً، و نَفْسُ الفَتَی رَهْنٌ بِقَمْرةِ مُؤْرِبِ أَی نَفْسُ الفَتَی رَهْنٌ بِقَمْرةِ غالب یَسْلُبُها. و أَرِبَ علیه: قَوِیَ. قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: و لَقَدْ أَرِبْتُ، علی الهُمُومِ، بجَسْرةٍ عَیْرانةٍ، بالرِّدْفِ غَیْرِ لَجُونِ اللَّجُونُ: مثل الحَرُونِ. و الأُرْبانُ: لغة فی العُرْبانِ. قال أَبو علیّ: هو فُعْلانٌ من الإِرْبِ. و الأُرْبُونُ: لغة فی العُرْبُونِ. و إرابٌ: مَوْضِع «3» أَو جبل معروف. و قیل: هو ماءٌ لبنی رِیاحِ بن یَرْبُوعٍ. و مَأْرِبٌ: موضع، و منه مِلْحُ مَأْرِبٍ.

أزب؛ ج1، ص: 212

: أَزِبَت الإِبلُ تَأْزَبُ أَزَباً: لم تَجْتَرَّ. و الإِزْبُ: اللَّئِیمُ. و الإِزْبُ: الدَّقیقُ المَفاصِل، الضاوِیُّ یكون ضئِیلًا، فلا تكون زیادتُه فی الوجهِ و عِظامِه، و لكن تكون زیادته فی بَطنِه و سَفِلَتِه، كأَنه ضاوِیٌّ مُحْثَلٌ. و الإِزْبُ من الرِّجالِ: القصِیرُ الغَلِیظُ. قال: و أُبْغِضُ، مِن قُرَیْشٍ كُلَّ إزْبٍ، قَصیرِ الشَّخْصِ، تَحْسَبُه وَلِیدا كأَنهمُ كُلَی بَقَرِ الأَضاحِی، إذا قاموا حَسِبْتَهُمُ قُعُودا
(2). قوله [و لا أثر الدوار إلخ] هذا البیت أورده الصاغانی فی التكملة و ضبطت الدال من الدوار بالفتح و الضم و رمز لهما بلفظ معاً إشارة إلی أنه روی بالوجهین و ضبطت المآلی بفتح المیم. (3). قوله [و إراب موضع] عبارة القاموس و أراب مثلثة موضع.
لسان العرب، ج‌1، ص: 213
الإِزْبُ: القَصِیرُ الدَّمِیمُ. و رجل أَزِبٌ و آزِبُ: طویلٌ، التهذیب. و قول الأَعشی: و لَبُونِ مِعْزابٍ أَصَبْتَ، فأَصْبَحَتْ غَرْثَی، و آزبةٍ قَضَبْتَ عِقالَها قال: هكذا رواه الإِیادیُّ بالباءِ. قال: و هی التی تَعافُ الماءَ و تَرْفَع رأْسَها. و قال المفضل: إبلٌ آزِبةٌ أَی ضامِزة «1» بِجِرَّتِها لا تَجْتَرُّ. و رواه ابن الأَعرابی: و آزیة بالیاء. قال: و هی العَیُوفُ القَذُور، كأَنها تَشْرَبُ من الإِزاءِ، و هو مَصَبُّ الدَّلْو. و الأَزْبَةُ: لغة فی الأَزْمةِ، و هی الشّدَّةُ، و أَصابتنا أَزْبَةٌ و آزِبةٌ أَی شدَّة. و إزابٌ: ماءٌ لبَنی العَنبر. قال مُساوِر بن هِنْد: و جَلَبْتُه من أَهلِ أُبْضةَ، طائعاً، حتی تَحَكَّم فیه أَهلُ إزابِ و یقال للسنة الشدیدة: أَزْبَةٌ و أَزْمَةٌ و لَزْبَةٌ، بمعنی واحد. و یروی إراب. و أَزَبَ الماءُ: جَرَی. و المِئْزاب: المِرزابُ، و هو المَثْعَبُ الذی یَبُولُ الماءَ، و هو من ذلك، و قیل: بل هو فارسی معرّب معناه بالفارسیة بُلِ الماءَ، و ربما لم یهمز، و الجمع المَآزیبُ، و منه مِئْزابُ الكَعْبةِ، و هو مَصَبُّ ماءِ المطرِ. و رجل إزْبٌ حِزْبٌ أَی داهِیةٌ. و‌فی حدیث ابن الزبیر، رضی اللّه عنهما: أَنه خَرج فباتَ فی القَفْرِ، فلمَّا قامَ لِیَرْحَلَ وجد رَجلًا طولُه شِبْرانِ عَظِیمَ اللِّحْیةِ علی الوَلیّةِ، یعنی البَرْذَعَةَ، فَنَفَضَها فَوَقَعَ ثم وضَعَها علی الراحلةِ و جاءَ، و هو علی القِطْعِ، یعنی الطِّنْفِسةَ، فنَفَضَه فَوَقَع، فوضَعَه علی الراحِلة، فجاءَ و هو بین الشَّرْخَیْنِ أَی جانِبَیِ الرَّحْلِ، فنَفضَه ثم شَدَّه و أَخذ السوطَ ثم أَتاه فقال: مَن أَنتَ؟ فقال: أَنا أَزَبُّ. قال: و ما أَزَبُّ؟ قال: رجل من الجِنِّ. قال: افْتَحْ فاك أَنْظُر ففَتَح فاه، فقال: أَ هكذا حُلُوقُكم؟ ثم قَلَب السوط فوضَعَه فی رأْسِ أَزَبَّ، حتی باصَ، أَی فاتَه و اسْتَتَر. الأَزَبُّ فی اللغة: الكثیرُ الشَّعَرِ. و‌فی حدیث بَیْعةِ العَقَبة: هو شیطان اسمه أَزَبُّ العَقَبةِ، و هو الحَیّةُ. و‌فی حدیث أَبی الأَحْوصِ: لَتَسْبیحةٌ فی طَلَبِ حاجَةٍ خَیْرٌ من لَقُوحِ صفِیٍّ فی عام أَزْبةٍ أَو لَزْبَةٍ.یقال: أَصابَتْهم أَزْبَةٌ و لَزْبَةٌ أَی جَدْبٌ و مَحْلٌ.

أسب؛ ج1، ص: 213

: الإِسْبُ، بالكسر: شَعَرُ الرَّكَب. و قال ثعلب: هو شَعَرُ الفَرْجِ، و جمعه أُسُوبٌ. و قیل: هو شعَرُ الاسْتِ، و حكی ابن جنی آسابٌ فی جمعه. و قیل: أَصله من الوَسْبِ لأَن الوَسْبَ كثرة العُشْبِ و النبات، فقلبت واو الوِسْبِ، و هو النَّباتُ، همزة، كما قالوا إرْثٌ و وِرْثٌ. و قد أَوْسَبَتِ الأَرض إذا أَعْشَبَتْ، فهی مُوسِبةٌ. و قال أَبو الهیثم: العانةُ مَنْبِتُ الشَّعَر من قُبُل المَرأَةِ و الرَّجُل، و الشَّعَر النابِت علیها یقال له الشِّعْرةُ و الإِسْبُ. و أَنشد: لَعَمْرُ الَّذی جاءَتْ بِكُمْ مِن شَفَلَّحٍ، لَدَی نَسَیَیْها، ساقِطِ الإِسْبِ، أَهْلَبا و كبش مُؤَسَّبٌ: كثِیرُ الصُّوف.
(1). قوله [ضامزة] بالزای لا بالراء المهملة كما فی التكملة و غیرها راجع مادة ضمز.
لسان العرب، ج‌1، ص: 214‌

أشب؛ ج1، ص: 214

: أَشَبَ الشی‌ءَ یَأْشِبُه أَشْباً: خَلَطَه. و الأُشابةُ من الناس: الأَخْلاطُ، و الجمع الأَشائِبُ. قال النابغة الذُّبْیانی: وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ، إذْ قِیلَ قد غَزَتْ قَبائِلُ مِن غَسَّانَ، غَیْرُ أَشائِبِ یقول: وَثِقْتُ للممدوحِ بالنصرِ، لأَن كَتائِبَه و جُنُودَه مِن غَسَّانَ، و هم قَوْمُه و بنو عمه. و قد فَسَّر القَبائلَ فی بیت بعده، و هو: بَنُو عَمِّهِ دُنْیا، و عَمْرُو بن عامِرٍ، أُولئِكَ قَوْمٌ، بَأْسُهُمْ غَیْرُ كاذِبِ و یقال: بها أَوْباشٌ مِن الناسِ و أَوْشابٌ من الناس، و هُمُ الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقون. و تَأَشَّبَ القومُ: اخْتَلَطُوا، و أْتَشَبُوا أَیضاً. یقال: جاءَ فلان فیمن تَأَشَّبَ إلیه أَی انْضَمَّ إلیه و التَفَّ علیه. و الأُشابَةُ فی الكَسْبِ: ما خالَطَه الحَرامُ الذی لا خَیْرَ فیه، و السُّحْتُ. و رَجلٌ مَأْشُوبُ الحَسَبِ: غَیْرُ مَحْضٍ، و هو مُؤْتَشِبٌ أَی مَخْلُوطٌ غَیْرُ صَرِیحٍ فی نَسَبِه. و التَأَشُّبُ: التَّجَمُّع مِن هُنا و هُنا. یقال: هؤُلاءِ أُشابَة لیسوا مِن مَكانٍ واحِد، و الجمع الأَشائِبُ. و أَشِبَ الشَّجَرُ أَشَباً، فهو أَشِبٌ، و تَأَشَّبَ: التَفَّ. و قال أَبو حنیفة: الأَشَبُ شِدَّةُ التِفافِ الشجَرِ و كَثْرَتُه حتی لا مَجازَ فیه. یُقال: فیه موضع أَشِبٌ أَی كثیر الشجَر، و غَیْضةٌ أَشِبةٌ، و غَیْضٌ أَشِبٌ أَی مُلْتَفٌّ. و أَشِبَتِ الغَیْضةُ، بالكسر، أَی التَفَّتْ. و عَدَدٌ أَشِبٌ. و قولهم: عیصُكَ مِنْكَ، و إِنْ كانَ أَشِباً أَی و إِن كان ذا شَوْكٍ مُشْتَبِكٍ غَیْرِ سَهْلٍ. و قولهم: ضَرَبَتْ فیهِ فُلانةُ بِعِرْقٍ ذِی أَشَبٍ أَی ذی الْتِباسٍ. و‌فی الحدیث: إِنّی رَجُلٌ ضَرِیرٌ بَیْنِی و بَیْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لی فی كذا.الأَشَبُ: كثرة الشجَر، یقال بَلْدةٌ أَشِبةٌ إذا كانت ذاتَ شجر، و أَراد ههنا النَّخِیل. و فی حدیث الأَعْشَی الحِرْمازِیِّ یُخاطِبُ سیدنا رَسولَ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فی شَأْنِ امْرَأَتِه: و قَذَفَتْنی بَیْنَ عِیصٍ مُؤْتَشِبْ، و هُنَّ شَرٌّ غالِبٌ لِمَنْ غَلَبْ المُؤْتَشِبُ: المُلتَفُّ. و العِیصُ: أَصل الشجر. اللیث: أَشَّبْتُ الشرَّ بینهم تَأْشِیباً، و أَشِبَ الكلامُ بینهم أَشَباً: التَفَّ، كما تقدَّم فی الشجر، و أَشَبَه هو؛ و التَأْشِیبُ: التَّحْرِیشُ بین القوم. و أَشَبَه یَأْشِبُه و یَأْشُبُه أَشْباً: لامَه و عابَه. و قیل: قَذَفَه و خَلَط علیه الكَذِبَ. و أَشَبْتُه آشِبُه: لُمْتُه. قال أَبو ذؤَیب: و یَأْشِبُنی فیها الّذِینَ یَلُونها، و لَوْ عَلِمُوا لَمْ یَأْشِبُونی بطائِلِ و هذا البیت فی الصحاح: لم یَأْشِبونی بِباطِلِ، و الصحیح لم یَأْشِبُونی بِطائِلِ. یقول: لو عَلِمَ هؤُلاء الذین یَلُونَ أَمْرَ هذه المرأَة أَنها لا تُولِینی إلا شیئاً یسیراً، و هو النَّظْرة و الكَلِمة، لم یَأْشِبُونی بطائِل: أَی لم یَلُومُونی؛ و الطَّائلُ: الفَضْلُ. و قیل: أَشَبْتُه: عِبْتُه و وَقَعْتُ فیه. و أَشَبْتُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 215
القوم إذا خَلَطْت بعضَهم بِبَعْض. و‌فی الحدیث أَنه قرأ: یٰا أَیُّهَا النّٰاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّٰاعَةِ شَیْ‌ءٌ عَظِیمٌ. فَتَأَشَّبَ أَصحابُه إلیه‌أَی اجتمعوا إلیه و أَطافُوا به. و الأُشابةُ: أَخْلاطُ الناسِ تَجْتَمِعُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ. و منه‌حدیث العباس، رضی اللّه عنه، یومَ حُنَیْنٍ: حتَّی تَأَشَّبُوا حَوْلَ رَسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و یروی تنَاشَبُوا‌أَی تَدانَوْا و تَضامُّوا. و أَشَّبَه بشَرٍّ إذا رمَاه بعَلامةٍ مِنَ الشَّرِّ یُعْرَفُ بها، هذه عن اللحیانی. و قیل: رَماه به و خَلَطَه. و قولهم بالفارسیة: رُورُ و أُشُوبْ، ترجمه سیبویه فقال: زُورٌ و أُشُوبٌ. و أُشْبَةُ: من أَسماءِ الذِّئاب.

أصطب؛ ج1، ص: 215

: النهایة لابن الأَثیر‌فی الحدیث: رأَیت أَبا هریرة، رضی اللّه عنه، و علیه إزارٌ فیه عَلْقٌ، و قد خَیَّطَه بالأُصْطُبَّة: هی مُشاقةُ الكَتَّانِ. و العَلْقُ: الخَرْقُ.

ألب؛ ج1، ص: 215

: أَلَبَ إلیك القَوْمُ: أَتَوْكَ من كل جانب. و أَلَبْتُ الجیشَ إذا جَمَعْتَه. و تَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. و الأَلْبُ: الجمع الكثیر من الناس. و أَلَبَ الإِبِلَ یَأْلِبُها و یَأْلُبها أَلْباً: جَمَعَها و ساقَها سَوْقاً شَدیداً. و أَلَبَتْ هی انْساقَتْ و انْضَمَّ بعضُها إلی بعض. أَنشد ابن الأَعرابی «2»: أَ لَمْ تَعْلَمی أَنّ الأَحادِیثَ فی غَدٍ، و بعدَ غَدٍ، یَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ أَی یَنْضَمُّ بعضُها إلی بعض. التهذیب: الأَلُوبُ: الذی یُسْرِعُ، یقال أَلَبَ یَأْلِبُ و یَأْلُبُ. و أَنشد أَیضاً: یَأْلُبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ، و فسره فقال: أَی یُسْرِعْن. ابن بُزُرْجَ. المِئْلَبُ: السَّرِیعُ، قال العجاج: و إنْ تُناهِبْه تَجِدْه مِنْهَبا فی وَعْكةِ الجِدِّ، و حِیناً مِئْلَبَا و الأَلْبُ: الطَرْدُ. و قد أَلَبْتُها أَلْباً، تقدیر عَلَبْتُها عَلْباً. و أَلَبَ الحِمارُ طَرِیدَتَه یَأْلِبُها و أَلَّبَها كلاهما: طَرَدَها طَرْداً شَدِیداً. و التَّأْلَبُ: الشدِیدُ الغَلِیظُ المُجْتَمِعُ من حُمُرِ الوَحْشِ. و التَأْلَبُ: الوَعِلُ، و الأُنثی تَأْلَبةٌ، تاؤه زائدة لقولهم أَلَبَ الحِمارُ أُتُنَه. و التَّأْلَب، مثال الثَّعْلبِ: شجَر. و أَلَبَ الشی‌ءُ یأْلِبُ و یَأْلُبُ أَلْباً: تَجَمَّعَ. و قوله: و حَلَّ بِقَلْبی، مِنْ جَوَی الحُبِّ، مِیتةٌ، كما ماتَ مَسْقِیُّ الضَّیاحِ علی أَلْبِ لم یفسره ثعلب إلا بقوله: أَلَبَ یَأْلِبُ إذا اجتمع. و تَأَلَّبَ القومُ: تَجَمَّعُوا. و أَلَّبَهُمْ: جَمَّعَهم. و هم علیه أَلْبٌ واحد، و إلْبٌ، و الأُولی أَعرف، و وَعْلٌ واحِدٌ و صَدْعٌ واحد و ضِلَعٌ واحدةٌ أَی مجتمعون علیه بالظلم و العَداوةِ. و‌فی الحدیث: إنّ الناسَ كانوا علینا إلْباً واحِداً.الالب، بالفتح و الكسر: القوم یَجْتَمِعُون علی عَداوةِ إِنْسانٍ. و تَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. قال رؤبة: قد أَصْبَحَ الناسُ عَلَیْنا أَلْبَا، فالنَّاسُ فی جَنْبٍ، و كُنَّا جَنْبا
(2). قوله [أنشد ابن الأَعرابی] أی لمدرك بن حصن كما فی التكملة و فیها أَیضاً أ لم تریا بدل أ لم تعلمی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 216
و قد تَأَلَّبُوا علیه تَأَلُّباً إذا تَضافَروا «1» علیه. و أَلْبٌ أَلُوبٌ: مُجْتَمِعٌ كثیر. قال البُرَیْقُ الهُذَلِیُّ: بِأَلْبٍ أَلُوبٍ و حَرَّابةٍ، لَدَی مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ و‌فی حدیث عَبْدِ اللّه بن عَمْرو، رضی اللّه عنهما، حین ذَكَر البَصْرةَ فقال: أَمَا إِنه لا یُخْرِجُ مِنْها أَهْلَها إلّا الأُلْبَةُ: هی المَجاعةُ. مأْخوذ من التَّأَلُّبِ التَّجَمُّعِ، كأَنهم یَجْتَمِعُون فی المَجاعةِ، و یَخْرُجُون أَرْسالًا. و أَلَّبَ بینهم: أَفْسَدَ. و التَّأْلِیبُ: التَّحْرِیضُ. یقال حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ. قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ الهُذَلِیُّ: بَیْنا هُمُ یَوْماً، هُنالِكَ، راعَهُمْ ضَبْرٌ، لِباسُهُم القَتِیرُ، مُؤَلَّبُ و الضَّبْرُ: الجَماعةُ یَغْزُونَ. و القَتِیرُ: مَسامِیرُ الدِّرْعِ، و أَرادَ بها ههنا الدُّرُوعَ نَفْسَها. و راعَهُم: أَفْزَعَهُم. و الأَلْبُ: التَّدْبِیرُ علی العَدُوِّ مِن حیث لا یَعْلَمُ. و رِیحٌ أَلُوبٌ: بارِدةٌ تَسْفی التُّراب. و أَلَبَتِ السَّماءُ تَأْلِبُ، و هی أَلُوبٌ: دامَ مَطَرُها. و الأَلْبُ: نَشاطُ السَّاقی. و رجل أَلُوبٌ: سَرِیعُ إخْراج الدَّلو، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: تَبَشَّرِی بِماتِحٍ أَلُوبِ، مُطَرِّحٍ لِدَلْوِه، غَضُوبِ و فی روایة: مُطَرِّحٍ شَنَّتَه غَضُوبِ و الأَلْبُ: العَطَشُ. و أَلَبَ الرَّجلُ: حامَ حولَ الماء، و لم یَقْدِرْ أَن یَصِل إلیه، عن الفارسی. أَبو زید: أَصابَتِ القومَ أُلْبَةٌ و جُلْبةٌ أَی مَجاعةٌ شَدیدةٌ. و الأَلْبُ: مَیْلُ النَّفْسِ إلی الهَوی. و یقال: أَلْبُ فُلانٍ معَ فُلانٍ أَی صَفْوُه مَعَه. و الأَلْبُ: ابْتِداءُ بُّرْءِ الدُّمَّل، و أَلِبَ الجُرْحُ أَلَباً و أَلَبَ یَأْلِبُ أَلْباً كلاهما: بَرئَ أَعْلاه و أَسْفَلُه نَغِلٌ، فانْتَقَضَ. و أَوالِبُ الزَّرْعِ و النَّخْلِ: فِراخُه، و قد أَلَبَتْ تَأْلِبُ. و الأَلَبُ: لغة فی الیَلَبِ. ابن المظفر: الیَلَبُ و الأَلَبُ: البَیْضُ من جُلُود الإِبل. و قال بعضهم: هو الفُولاذُ من الحَدیدِ. و الإِلْبُ: الفِتْرُ، عن ابن جنی؛ ما بینَ الإِبْهامِ و السَّبَّابةِ. و الإِلْبُ: شجرة شاكةٌ كأَنها شجرةُ الأُتْرُجِّ، و مَنابِتها ذُرَی الجِبال، و هی خَبِیثةٌ یؤخَذ خَضْبُها و أَطْرافُ أَفْنانِها، فیُدَقُّ رَطْباً و یُقْشَبُ به اللَّحمُ و یُطْرَح للسباع كُلِّها، فلا یُلْبِثُها إذا أَكَلَتْه، فإن هی شَمَّتْه و لم تأْكُلْه عَمِیَتْ عنه و صَمَّتْ منه.

أنب؛ ج1، ص: 216

: أَنَّبَ الرَّجُلَ تأْنِیباً: عَنَّفَه و لامَه و وَبَّخَه، و قیل: بَكَّتَه. و التَأْنِیبُ: أَشَدُّ العَذْلِ، و هو التَّوْبِیخُ و التَّثْریبُ. و‌فی حدیث طَلْحةَ أَنه قال: لَمَّا مات
(1). قوله [تضافروا] هو بالضاد الساقطة من ضفر الشعر إذا ضم بعضه إلی بعض لا بالظاء المشالة و ان اشتهر.لسان العرب، ج‌1، ص: 217
خالِدُ بن الوَلِید استَرْجَعَ عُمَرُ، رضی اللّه عنهم، فقلت یا أَمیرَ المُؤْمِنینَ: أَ لا أَراك، بُعَیْدَ المَوْتِ، تَنْدُبُنِی، و فی حَیاتیَ ما زَوَّدْتَنِی زادی فقال عمر: لا تُؤَنِّبْنِی.التَّأْنِیبُ: المُبالغة فی التَّوْبِیخ و التَّعْنیف. و منه‌حدیث الحَسَن بن عَلیّ لمَّا صَالحَ مُعاوِیةَ، رضی اللّه عنهم، قیل له: سَوَّدْتَ وُجُوهَ المُؤُمِنینَ. فقال: لا تُؤَنِّبْنی.و منه‌حدیث تَوْبةِ كَعْبِ ابن مالك، رضی اللّه عنه: ما زالُوا یُؤَنِّبُونی.و أَنَّبَه أَیضاً: سأَله فَجَبَهَه. و الأَنابُ: ضَربٌ مِن العِطْرِ یُضاهی المِسْكَ. و أَنشد: تَعُلُّ، بالعَنْبَرِ و الأَنابِ، كَرْماً، تَدَلَّی مِنْ ذُرَی الأَعْنابِ یَعنی جارِیةً تَعُلُّ شَعَرها بالأَنابِ. و الأَنَبُ: الباذِنْجانُ، واحدته أَنَبَةٌ، عن أَبی حنیفة. و أَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً إذا لم تَشْتَهِ الطَّعامَ. و‌فی حدیث خَیْفانَ: أَهْلُ الأَنابِیبِ: هی الرِّماحُ، واحدها أُنْبُوبٌ، یعنی المَطاعِینَ بالرِّماحِ.

أهب؛ ج1، ص: 217

: الأُهْبَةُ: العُدَّةُ. تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. و أَخَذ لذلك الأَمْرِ أُهْبَتَه أَی هُبَتَه و عُدَّتَه، و قد أَهَّبَ له و تَأَهَّبَ. و أُهْبَةُ الحَرْبِ: عُدَّتُها، و الجمع أُهَبٌ. و الإِهابُ: الجِلْد من البَقَر و الغنم و الوحش ما لم یُدْبَغْ، و الجمع القلیل آهِبةٌ. أَنشد ابن الأَعرابی: سُودَ الوُجُوهِ یأْكُلونَ الآهِبَه و الكثیر أُهُبٌ و أَهَبٌ، علی غیر قیاس، مثل أَدَمٍ و أَفَقٍ و عَمَدٍ، جمع أَدِیمٍ و أَفِیقٍ و عَمُودٍ، و قد قیل أُهُبٌ، و هو قِیاس. قال سیبویه: أَهَبٌ اسم للجمع، و لیس بجمع إهابٍ لأَن فَعَلًا لیس مما یكسر علیه فِعالٌ. و‌فی الحدیث: و فی بَیْتِ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أُهُبٌ عَطِنةٌ‌أَی جُلُودٌ فی دِباغِها، و العَطِنَةُ: المُنْتِنةُ التی هی فی دِباغِها. و‌فی الحدیث: لو جُعِلَ القُرآنُ فی إهابٍ ثم أُلْقِیَ فی النار ما احْتَرَقَ.قال ابن الأَثیر: قیل هذا كان مُعْجِزةً للقُرآن فی زمن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كما تكونُ الآیاتُ فی عُصُور الأَنْبِیاء. و قیل: المعنی: من عَلَّمه اللّه القُرآن لَم تُحْرِقْه نارُ الآخِرة، فجُعِلَ جِسْمُ حافِظِ القرآن كالإِهابِ له. و‌فی الحدیث: أَیُّما إهابٍ دُبِغَ فقد طَهُرَ.و منه‌قول عائشة فی صفة أَبیها، رضی اللّه عنهما: و حَقَنَ الدِّماء فی أُهُبها‌أَی فی أَجْسادِها. و أُهْبانُ: اسم فیمن أَخَذَه من الإِهاب، فإن كان من الهبة، فالهمزة بدل من الواو، و هو مذكور فی موضعه. و فی الحدیث ذِكْرُ أَهابَ «1»، و هو اسم موضع بنواحِی المَدینةِ بقُرْبها. قال ابن الأَثیر: و یقال فیه یَهابُ بالیاءِ.

أوب؛ ج1، ص: 217

: الأَوْبُ: الرُّجُوعُ. آبَ إلی الشی‌ءِ: رَجَعَ، یَؤُو بُ أَوْباً و إیاباً و أوْبَةً
(1). قوله [ذكر أهاب] فی القاموس و شرحه: و فی الحدیث ذكر أهاب كسحاب و هو موضع قرب المدینة هكذا ضبطه الصاغانی و قلده المجد و ضبطه ابن الأَثیر و عیاض و صاحب المراصد بالكسر انتهی ملخصاً. و كذا یاقوت.لسان العرب، ج‌1، ص: 218
و أَیْبَةً، علی المُعاقبة، و إیبَةً، بالكسر، عن اللحیانی: رجع. و أوَّبَ و تَأَوَّبَ و أَیَّبَ كُلُّه: رَجَعَ و آبَ الغائبُ یَؤُوبُ مآباً إذا رَجَع، و یقال: لِیَهْنِئْكَ أَوْبةُ الغائِبِ أَی إِیابُه. و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه كان إذا أَقْبَلَ من سَفَر قال: آیِبُونَ تائِبُون، لربنا حامِدُونَ، و هو جمع سلامة لآیب. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفیٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ* أَی حُسْنَ المَرجِعِ الذی یَصِیرُ إلیه فی الآخرة. قال شمر: كُلُّ شی‌ء رجَعَ إلی مَكانِه فقد آبَ یَؤُوبُ إِیاباً إذا رَجَع. أَبو عُبَیْدةَ: هو سریع الأَوْبَةِ أی الرُّجُوعِ. و قوم یحوّلون الواو یاء فیقولون: سَریعُ الأَیْبةِ. و‌فی دُعاءِ السَّفَرِ: تَوْباً لِربِّنا أَوْباً‌أَی تَوْباً راجعاً مُكَرَّراً، یُقال منه: آبَ یَؤُوبُ أَوباً، فهو آیِبٌ «1». و فی التنزیل العزیز: إِنَّ إِلَیْنٰا إِیٰابَهُمْ و إیَّابَهُمْ أَی رُجُوعَهم، و هو فِیعالٌ من أَیَّبَ فَیْعَلَ. و قال الفرَّاءُ: هو بتخفیف الیاء، و التشدیدُ فیه خَطَأٌ. و قال الزجاج: قُرِئَ إیَّابهم، بالتشدید، و هو مصدر أَیَّبَ إیَّاباً، علی معنی فَیْعَلَ فِیعالًا، من آبَ یَؤُوبُ، و الأَصل إیواباً، فأُدغمت الیاء فی الواو، و انقلبت الواو إلی الیاء، لأَنها سُبِقت بسكون. قال الأَزهریّ: لا أَدری من قرأَ إیَّابهم، بالتشدید، و القُرّاءُ علی إِیٰابَهُمْ مخففاً. و قوله عز و جل: یٰا جِبٰالُ أَوِّبِی مَعَهُ، و یُقْرَأُ أُوبِی معه، فمن قرأَ أَوِّبِی مَعَهُ، فمعناه یا جِبالُ سَبِّحی معه وَ رَجِّعی التَّسْبیحَ، لأَنه قال سَخَّرْنَا الْجِبٰالَ مَعَهُ یُسَبِّحْنَ؛ و من قرأَ أُوبِی معه، فمعناه عُودی معه فی التَسْبیح كلما عادَ فیه. و المَآبُ: المَرْجِعُ. وَ أْتابَ: مثل آبَ، فَعَلَ و افْتَعَل بمعنی. قال الشاعر: و مَن یَتَّقْ، فإِنّ اللّه مَعْهُ، و رِزْقُ اللّهِ مُؤْتابٌ و غادی و قولُ ساعِدةَ بن عَجْلانَ: أَلا یا لَهْفَ أَفْلَتَنِی حُصَیبٌ، فَقَلْبِی، مِنْ تَذَكُّرِهِ، بَلیدُ فَلَوْ أَنِّی عَرَفْتُكَ حینَ أَرْمِی، لآبَكَ مُرْهَفٌ منها حدیدُ یجوز أَن یكون آبَكَ مُتَعَدِّیاً بنَفْسه أَی جاءَك مُرْهَفٌ، نَصْلٌ مُحَدَّد، و یجوز أَن یكون أَراد آبَ إلیكَ، فحذف و أَوْصَلَ. و رجل آیِبٌ من قَوْم أُوَّابٍ و أُیَّابٍ و أَوْبٍ، الأَخیرة اسم للجمع، و قیل: جمع آیِبٍ. و أَوَّبَه إلیه، و آبَ به، و قیل لا یكون الإِیابُ إلّا الرُّجُوع إلی أَهله لیْلًا. التهذیب: یقال للرجل یَرْجِعُ باللیلِ إلی أَهلهِ: قد تَأَوَّبَهم و أْتابَهُم، فهو مُؤْتابٌ و مُتَأَوِّبٌ، مثل ائْتَمَره. و رجل آیِبٌ من قوم أَوْبٍ، و أَوَّابٌ: كثیر الرُّجوع إلی اللّه، عز و جل، من ذنبه.
(1). قوله [فهو آیب] كل اسم فاعل من آب وقع فی المحكم منقوطاً باثنتین من تحت و وقع فی بعض نسخ النهایة آئبون لربنا بالهمز و هو القیاس و كذا فی خط الصاغانی نفسه فی قولهم و الآئبة شربة القائلة بالهمز أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 219
و الأَوْبَةُ: الرُّجوع، كالتَّوْبةِ. و الأَوَّابُ: التائِبُ. قال أَبو بكر: فی قولهم رجلٌ أَوَّابٌ سبعةُ أَقوال: قال قوم: الأَوّابُ الراحِمُ؛ و قال قوم: الأَوّابُ التائِبُ؛ و قال سعید بن جُبَیْر: الأَوّابُ المُسَّبِّحُ؛ و قال ابن المسیب: الأَوّابُ الذی یُذنِبُ ثم یَتُوب ثم یُذنِبُ ثم یتوبُ، و قال قَتادةُ: الأَوّابُ المُطیعُ؛ و قال عُبَید بن عُمَیْر: الأَوّاب الذی یَذْكر ذَنْبَه فی الخَلاءِ، فیَسْتَغْفِرُ اللّهَ منه، و قال أَهل اللغة: الأَوّابُ الرَّجَّاعُ الذی یَرْجِعُ إلی التَّوْبةِ و الطاعةِ، مِن آبَ یَؤُوبُ إذا رَجَعَ. قال اللّهُ تعالی: لِكُلِّ أَوّٰابٍ حَفِیظٍ. قال عبید: و كلُّ ذی غَیْبةٍ یَؤُوبُ، و غائِبُ المَوتِ لا یَؤُوبُ و قال: تَأَوَّبَهُ منها عَقابِیلُ أَی راجَعَه. و فی التنزیل العزیز: دٰاوُدَ ذَا الْأَیْدِ إِنَّهُ أَوّٰابٌ. قال عُبَیْد بن عُمَیْر: الأَوّابُ الحَفِیظُ «1» الذی لا یَقوم من مجلسه. و‌فی الحدیث: صلاةُ الأَوّابِینَ حِین ترْمَضُ الفِصالُ؛ هو جَمْعُ أَوّابٍ، و هو الكثیرُ الرُجوع إلی اللّه، عز و جل، بالتَوْبَة؛ و قیل هو المُطِیعُ؛ و قیل هو المُسَبِّحُ یُرید صلاة الضُّحی عند ارتِفاعِ النهار و شِدَّة الحَرِّ. و آبَتِ الشمسُ تَؤُوبُ إیاباً و أُیوباً، الأَخیرة عن سیبویه: غابَتْ فی مَآبِها أَی فی مَغِیبها، كأَنها رَجَعت إلی مَبْدَئِها. قال تُبَّعٌ: فَرَأَی مَغِیبَ الشمسِ، عندَ مَآبِها، فی عَیْنِ ذِی خُلُبٍ و ثَأْطٍ حَرْمَدِ «2» و قال عتیبة «3» بن الحرِث الیربوعی: تَرَوَّحْنا، مِنَ اللَّعْباءِ، عَصْراً، و أَعْجَلْنا الأَلاهة أَنْ تَؤُوبا أَراد: قبل أَن تَغِیبَ. و قال: یُبادِرُ الجَوْنَةَ أَن تَؤُوبا و‌فی الحدیث: شَغَلُونا عن صَلَاةِ الوُسْطی حتی آبَتِ الشمسُ مَلأَ اللّهُ قُلوبهم ناراً، أَی غَرَبَتْ، من الأَوْبِ الرُّجوعِ، لأَنها تَرجِعُ بالغروب إلی الموضع الذی طَلَعَتْ منه، و لو اسْتُعْمِلَ ذلك فی طُلوعِها لكان وجهاً لكنه لم یُسْتَعْمَلْ. و تَأَوَّبَه و تَأَیَّبَه علی المُعاقَبةِ: أَتاه لیلًا، و هو المُتَأَوَّبُ و المُتَأَیَّبُ. و فلان سَرِیع الأَوْبة. و قوم یُحوِّلون الواو یاء، فیقولون: سریع الأَیْبةِ. و أُبْتُ إلی بنی فلان، و تَأَوَّبْتُهم إذا أَتیتَهم لیلًا. و تَأَوَّبْتُ إذا جِئْتُ أَوّل اللیل، فأَنا مُتَأَوِّبٌ و مُتَأَیِّبٌ. و أُبْتُ الماءَ و تَأَوَّبْتُه و أْتَبْتُه: وردته لیلًا. قال الهذلیُّ: أَقَبَّ رَباعٍ، بنُزْهِ الفَلاةِ، لا یَرِدُ الماءَ إلّا ائْتِیابَا و من رواه انْتِیابا، فقد صَحَّفَه. و الآیِبَةُ: أَنَ ترِد الإِبلُ الماءَ كلَّ لیلة. أَنشد ابن
(1). قوله [الأَوّاب الحفیظ إلخ] كذا فی النسخ و یظهر أن هنا نقصاً و لعل الأَصل: الذی لا یقوم من مجلسه حتی یكثر الرجوع إلی اللّه بالتوبة و الاستغفار. (2). قوله [حرمد] هو كجعفر و زبرج. (3). قوله [و قال عتیبة] الذی فی معجم یاقوت و قالت أمیة بنت عتیبة ترثی أباها و ذكرت البیت مع أبیات.
لسان العرب، ج‌1، ص: 220
الأَعرابی، رحمه اللّه تعالی: لا تَرِدَنَّ الماءَ، إلّا آیِبَهْ، أَخشَی علیكَ مَعْشَراً قَراضِبَهْ، سودَ الوجُوهِ، یأْكُلونَ الآهِبَهْ و الآهِبةُ: جمع إهابٍ. و قد تقدَّم. و التَّأْوِیبُ فی السَّیْرِ نَهاراً نظیر الإِسْآدِ فی السیر لیلًا. و التَّأْوِیبُ: أَن یَسِیرَ النهارَ أَجمع و یَنْزِلَ اللیل. و قیل: هو تَباری الرِّكابِ فی السَّیر. و قال سلامةُ بن جَنْدَلٍ: یَوْمانِ: یومُ مُقاماتٍ و أَنْدِیَةٍ، و یومُ سَیْرٍ إلی الأَعْداءِ، تَأْوِیب التَأْوِیبُ فی كلام العرب: سَیرُ النهارِ كلِّه إلی اللیل. یقال: أَوَّبَ القومُ تَأْوِیباً أَی سارُوا بالنهار، و أَسْأَدُوا إذا سارُوا باللیل. و الأَوْبُ: السُّرْعةُ. و الأَوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِیبِ الیَدَیْن و الرجلین فی السَّیْر. قال: كأَنَّ أَوْبَ مائحٍ ذِی أَوْبِ، أَوْبُ یَدَیْها بِرَقاقٍ سَهْبِ و هذا الرجز أَورد الجوهریُّ البیتَ الثانی منه. قال ابن بری: صوابه أَوْبُ، بضم الباء، لأَنه خبر كأن. و الرَّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِیةٌ لیِّنةُ التُّراب صُلْبةُ ما تحتَ التُّراب. و السَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بما هو اسم الفلاةِ، و هو السَّهْبُ. و تقول: ناقةٌ أَؤُوبٌ، علی فَعُولٍ. و تقول: ما أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِی هذه الناقةِ، و هو رَجْعُها قوائمَها فی السیر، و الأَوْبُ: تَرْجِیعُ الأَیْدِی و القَوائِم. قال كعبُ بن زهیر: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَیْها، و قد عَرِقَتْ، و قد تَلَفَّعَ، بالقُورِ، العَساقِیلُ أَوْبُ یَدَیْ ناقةٍ شَمْطاءَ، مُعْوِلةٍ، ناحَتْ، و جاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِیلُ قال: و المُآوَبةُ: تَباری الرِّكابِ فی السیر. و أَنشد: و إنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا و جاؤُوا من كلّ أَوْبٍ أَی مِن كُلِّ مآبٍ و مُسْتَقَرٍّ. و‌فی حدیث أنس، رضی اللّه عنه: فَآبَ إلَیهِ ناسٌ‌أَی جاؤُوا إلیه من كل ناحیَةٍ. و جاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَی من كل طَریقٍ و وجْهٍ و ناحیةٍ. و قال ذو الرمة یصف صائداً رمَی الوَحْشَ: طَوَی شَخْصَه، حتی إذا ما تَوَدَّفَتْ، علی هِیلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالها علی هِیلةٍ أَی علی فَزَعٍ و هَوْلٍ لما مَرَّ بها من الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخری. مِنْ كلِّ أَوْبٍ أَی من كل وَجْهٍ، لأَنه لا مكمن لها من كل وَجْهٍ عن یَمینها و عن شِمالها و من خَلْفِها. و رَمَی أَوْباً أَو أَوْبَیْنِ أَی وَجْهاً أَو وَجْهَیْنِ. و رَمَیْنا أَوْباً أَو أَوْبَیْنِ أَی رِشْقاً أَو رِشْقَیْن. و الأَوْبُ: القَصْدُ و الاسْتِقامةُ. و ما زالَ ذلك أَوْبَه أَی عادَتَه و هِجِّیراهُ، عن اللحیانی. و الأَوْبُ: النَّحْلُ، و هو اسم جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آیِبٌ. قال الهذلیُّ: رَبَّاءُ شَمَّاء، لا یَأْوِی لِقُلَّتها إلّا السَّحابُ، و إلّا الأَوْبُ و السَّبَلُ و قال أَبو حنیفة: سُمِّیت أَوْباً لإِیابِها إلی المَباءَة. قال: و هی لا تزال فی مَسارِحِها ذاهِبةً و راجِعةً،
لسان العرب، ج‌1، ص: 221
حتی إذا جَنَحَ اللیلُ آبَتْ كُلُّها، حتی لا یَتَخَلَّف منها شی‌ء. و مَآبةُ البِئْر: مثل مَباءَتِها، حیث یَجْتَمِع إلیه الماءُ فیها. و آبَه اللّه: أَبْعَدَه، دُعاءٌ علیه، و ذلك إذا أَمَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثم وقَع فیما تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بذلك، فعند ذلك تقول له: آبَكَ اللّهُ، و أَنشد «4»: فآبَكَ، هَلَّا، و اللَّیالِی بِغِرَّةٍ، تُلِمُّ، و فی الأَیَّامِ عَنْكَ غُفُولُ و قال الآخر: فآبَكِ، ألَّا كُنْتِ آلَیْتِ حَلْفةً، عَلَیْهِ، و أَغْلَقْتِ الرِّتاجَ المُضَبَّبا و یقال لمن تَنْصَحُه و لا یَقْبَلُ، ثم یَقَعُ فیما حَذَّرْتَه منه: آبَكَ، مثل وَیْلَكَ. و أَنشد سیبویه: آبَكَ، أیّهْ بِیَ، أَو مُصَدِّرِ مِنْ حُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ و كذلك آبَ لَك. و أَوَّبَ الأَدِیمَ: قَوَّرَه، عن ثعلب. ابن الأَعرابی: یقال أَنا عُذَیْقُها المُرَجَّبُ و حُجَیْرُها المُأَوَّبُ. قال: المُأَوَّبُ: المُدَوَّرُ المُقَوَّرُ المُلَمْلَمُ، و كلها أَمثال. و فی ترجمة جلب بیت للمتنخل: قَدْ حالَ، بَیْنَ دَرِیسَیْهِ، مُؤَوِّبةٌ، مِسْعٌ، لها، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِیزُ قال ابن بری: مُؤَوِّبةُ: رِیحٌ تأْتی عند اللیل. و آبُ: مِن أَسماءِ الشهور عجمی مُعَرَّبٌ، عن ابن الأَعرابی. و مَآبُ: اسم موضِعٍ «5» من أرض البَلْقاء. قال عبدُ اللّه بن رَواحةَ: فلا، و أَبی مَآبُ لَنَأْتِیَنْها، و إنْ كانَتْ بها عَرَبٌ و رُومُ

أیب؛ ج1، ص: 221

: ابن الأَثیر فی حدیث‌عكرمة، رضی اللّه عنه، قال: كان طالوتُ أَیَّاباً.قال الخطابی: جاءَ تفسیره فی الحدیث أَنه السَّقاءُ‌

فصل الباء الموحدة؛ ج1، ص: 221

بأب؛ ج1، ص: 221

: فَرَسٌ بُؤَبٌ: قَصیر غلیظُ اللّحم فسیحُ الخَطْوِ بَعیدُ القَدْرِ.

ببب؛ ج1، ص: 221

: بَبَّةُ حكایة صوت صبی. قالت هِنْدُ بنتُ أَبی سُفْیانَ تُرَقِّصُ ابْنها عبدَ اللّهِ بنَ الحَرِث: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جارِیةً خِدَبَّهْ، مُكْرَمةً مُحَبَّه، تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبه أَی تَغْلِبُ نساءَ قُرَیْشٍ فی حُسْنِها. و منه قول الراجِز: جَبَّتْ نِساءَ العالَمینَ بالسَّبَبْ
(4). قوله [و أنشد] أی لرجل من بنی عقیل یخاطب قلبه: فآبك هلّا إلخ. و أنشد فی الأَساس بیتا قبل هذا: أخبرتنی یا قلب أنك ذو عرا بلیلی فذق ما كنت قبل تقول (5). قوله [اسم موضع] فی التكملة مآب مدینة من نواحی البلقاء و فی القاموس بلد بالبلقاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 222
و سنذكره إِن شاءَ اللّه تعالی. و فی الصحاح: بَبَّةُ: اسم جاریة، و استشهد بهذا الرجز. قال الشیخ ابن بری: هذا سَهْوٌ لأَن بَبَّةَ هذا هو لقب عبدِ اللّه بن الحرث بن نَوْفل بن عبد المطلب والی البصرة، كانت أُمه لقَّبَتْه به فی صِغَره لكثرة لَحْمِه، و الرجز لأُمه هِنْدَ، كانت تُرَقِّصُه به ترید: لأُنْكِحَنَّه، إِذا بلَغَ، جارِیةً هذه صفتها، و قد خَطَّأَ أَبو زكریا أَیضاً الجَوْهَریَّ فی هذا المكان. غیره: بَبَّةُ لقَب رجل من قریش، و یوصف به الأَحْمَقُ الثَّقِیلُ. و البَبَّةُ: السَّمِینُ، و قیل: الشابُّ المُمْتَلئُ البَدنِ نَعْمةً، حكاه الهروِیُّ فی الغریبین. قال: و به لُقِّب عبدُ اللّه بن الحرث لكثرة لحمه فی صِغَره، و فیه یقول الفرزدق: و بایَعْتُ أَقْواماً وفَیْتُ بعَهْدِهِمْ، و بَبَّةُ قد بایَعْتُه غیرَ نادِمِ و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: سَلَّم علیه فَتیً من قُرَیْشٍ، فَردَّ علیه مثْلَ سَلامِه، فقال له: ما أَحْسِبُكَ أَثْبَتَّنِی. قال: أَ لسْتَ بَبَّةً؟قال ابن الأَثیر: یقال للشابِّ المُمْتَلِئِ البَدنِ نَعْمَةً و شَباباً بَبَّةٌ. و البَبُّ: الغلامُ السائلُ، و هو السَّمِینُ، و یقال: تَبَبَّبَ إذا سَمِنَ. و بَبَّةُ: صَوتٌ من الأَصْوات، و به سُمِّیَ الرجل، و كانت أُمه تُرَقِّصه به. و هم علی بَبَّانٍ واحد و بَبانٍ «1» أَی علی طَریقةٍ. قال: و أُرَی بَباناً محذوفاً من بَبَّانٍ، لأَنَّ فَعْلانَ أَكثر من فَعالٍ، و هم بَبَّانٌ واحِدٌ أَی سَواءٌ، كما یقال بَأْجٌ واحِدٌ.قال عمر، رضی اللّه عنه: لَئن عِشْتُ إلی قابل لأُلْحِقَنَّ آخِرَ الناسِ بأَوَّلِهم حتی یكونوا بَبَّاناً واحِداً. و فی طریق آخر: إنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحِداً، یرید التَّسویةَ فی القَسْمِ، و كان یُفَضِّل المُجاهِدِینَ و أَهل بَدْر فی العَطاءِ. قال أَبو عبد الرحمن بن مهدی: یعنی شیئاً واحداً. قال أَبو عُبَیْدٍ: و ذاك الذی أراد. قال: و لا أحْسِبُ الكلمةَ عَربیةً. قال: و لم أَسمعها فی غیر هذا الحدیث. و قال أَبو سَعید الضَّریرُ: لا نَعْرفُ بَبَّاناً فی كلام العرب. قال: و الصحیح عندنا بَیَّاناً واحداً. قال: و أَصلُ هذه الكلمة أَنَّ العرب تقول إذا ذَكَرت من لا یُعْرَفُ هذا هَیَّانُ بنُ بَیَّانَ، كما یقال طامرُ بنَ طامِرٍ. قال: فالمعنی لأُسَوِّیَنَّ بینهم فی العَطاءِ حتی یكونوا شیئاً واحداً، و لا أُفَضِّلُ أَحداً علی أَحد. قال الأَزهریُّ: لیس كما ظَنَّ، و هذا حدیث مشهور رواه أَهلُ الإِتْقانِ، و كأَنها لغة یمَانِیَةٌ، و لم تَفْشُ فی كلام مَعَدٍّ. و قال الجوهری: هذا الحرف هكذا سُمِعَ و ناسٌ یَجْعلونه هیَّانَ بنَ بَیَّانَ. قال: و ما أُراه محفوظاً عن العرب. قال أَبو منصور: بَبَّانُ حَرْف رواه هشام بن سعد و أَبو معشر عن زید بن أَسْلَم عن أَبیه سمعت عُمَر، و مِثْلُ هؤُلاءِ الرُّواة لا یُخْطِئُونَ فیُغَیِّرُوا، و بَبَّانُ، و إن لم یكن عربیاً مَحْضاً، فهو صحیح بهذا المعنی. و قال اللیث: بَبَّانُ علی تقدیر فَعْلانَ، و یقال علی تقدیر فَعَّالٍ. قال: و النون أَصلیة، و لا یُصَرَّفُ منه فِعْلٌ. قال: و هو و البَأْجُ بمعنی واحد. قال أَبو منصور: و كان رَأْیُ عمرَ، رضی اللّه عنه، فی أَعْطِیةِ الناس التَّفْضِیلَ علی السَّوابِقِ؛ و كان رأْیُ أَبی بكرٍ، رضی اللّه عنه، التَّسْوِیةَ، ثم رجَع عمرُ إلی رأْی أَبی بكر،
(1). قوله [و هم علی ببان إلخ] عبارة القاموس و هم ببان واحد و علی ببان واحد و یخفف انتهی فیستفاد منه استعمالات أربعة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 223
و الأَصل فی رجوعه هذا الحدیث. قال الأَزهری: و بَبَّانُ كأَنها لغة یمَانِیةٌ. و‌فی روایة عن عمر، رضی اللّه عنه: لو لا أَن أَتْرُكَ آخِرَ الناسِ بَبَّاناً واحداً ما فُتِحَتْ علیَّ قَریةٌ إلا قَسَمْتُها‌أَی أَتركهم شیئاً واحداً، لأنه إذا قَسَمَ البِلادَ المفتوحة علی الغانِمین بقی من لم یَحْضُرِ الغَنِیمةَ و مَن یَجِی‌ءُ بَعْدُ من المسلمین بغیر شی‌ءٍ منها، فلذلك ترَكَها لتكون بینهم جَمِیعهم. و حكی ثعلب: الناسُ بَبَّانٌ واحِد لا رأْسَ لهم. قال أَبو علی: هذا فَعَّالٌ من باب كَوْكَبٍ، و لا یكون فَعْلانَ، لأَن الثلاثة لا تكون من موضع واحد. قال: و بَبَّةُ یَرُدُّ قول أَبی علی.

بوب؛ ج1، ص: 223

: البَوْباةُ: الفَلاةُ، عن ابن جنی، و هی المَوْماةُ. و قال أَبو حنیفة: البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ علی طریقِ مَنْ أَنْجَدَ من حاجِّ الیَمَن، و البابُ معروف، و الفِعْلُ منه التَّبْوِیبُ، و الجمعُ أَبْوابٌ و بِیبانٌ. فأَما قولُ القُلاخِ بن حُبابةَ، و قیل لابن مُقْبِل: هَتَّاكِ أَخْبِیةٍ، وَلَّاجِ أَبْوِبةٍ، یَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ و اللِّینا «1» فإنما قال أَبْوِبةٍ للازدواج لمكان أَخْبِیةٍ. قال: و لو أَفرده لم یجز. و زعم ابن الأَعرابی و اللحیانی أَنَّ أَبْوِبةً جمع باب من غیر أَن یكون إِتباعاً، و هذا نادر، لأَن باباً فَعَلٌ، و فَعَلٌ لا یكسّر علی أَفْعِلةٍ. و قد كان الوزیرُ ابن المَغْربِی یَسْأَلُ عن هذه اللفظة علی سبیلِ الامْتِحان، فیقول: هل تعرف لَفظَةً تُجْمع علی أَفْعِلةٍ علی غیر قیاس جَمْعِها المشهور طَلَباً للازدواج. یعنی هذه اللفظةَ، و هی أَبْوِبةٌ. قال: و هذا فی صناعةِ الشعر ضَرْبٌ من البَدِیع یسمی التَّرْصِیعَ. قال: و مما یُسْتَحْسَنُ منه قولُ أَبی صَخْرٍ الهُذلِی فی صِفَة مَحْبُوبَتِه: عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها، كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ سُودٌ ذَوائبُها، بِیض تَرائبُها، مَحْض ضَرائبُها، صِیغَتْ علی الكَرَمِ عَبْلٌ مُقَیَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها، بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ فی عَمَمِ سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها، یَرْوَی مُعانِقُها من بارِدٍ شَبِمِ و اسْتَعار سُوَیْد بن كراع الأَبْوابَ للقوافِی فقال: أَبِیتُ بأَبْوابِ القَوافِی، كأَنَّما أَذُودُ بها سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا و البَوَّابُ: الحاجِبُ، و لو اشْتُقَّ منه فِعْلٌ علی فِعالةٍ لقیل بِوابةٌ بإظهار الواو، و لا تُقْلَبُ یاءً، لأَنه لیس بمصدر مَحْضٍ، إنما هو اسم. قال: و أَهلُ البصرة فی أَسْواقِهم یُسَمُّون السَّاقِی الذی یَطُوف علیهم بالماءِ بَیَّاباً. و رجلٌ بَوّابٌ: لازم للْباب، و حِرْفَتُه البِوابةُ. و بابَ للسلطان یَبُوبُ: صار له بَوَّاباً. و تَبَوَّبَ بَوَّاباً: اتخذه. و قال بِشْرُ بن أبی خازم: فَمَنْ یَكُ سائلًا عن بَیْتِ بِشْرٍ، فإنَّ له، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا
(1). قوله [هتاك إلخ] ضبط بالجر فی نسخة من المحكم و بالرفع فی التكملة و قال فیها و القافیة مضمومة و الروایة: مل‌ء الثوابة فیه الجدّ و اللین
لسان العرب، ج‌1، ص: 224
إنما عنی بالبَیْتِ القَبْرَ، و لما جَعَله بیتاً، و كانت البُیوتُ ذواتِ أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن یَجْعل له باباً. و بَوَّبَ الرَّجلُ إذا حَمَلَ علی العدُوّ. و البابُ و البابةُ، فی الحُدودِ و الحِساب و نحوه: الغایةُ، و حكی سیبویه: بیَّنْتُ له حِسابَه باباً باباً. و باباتُ الكِتابِ: سطورهُ، و لم یُسمع لها بواحدٍ، و قیل: هی وجوهُه و طُرُقُه. قال تَمِیم بن مُقْبِلٍ: بَنِی عامرٍ ما تأْمُرون بشاعِرٍ، تَخَیَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائیا و أَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كما یقال أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ. و یقال هذا شی‌ءٌ منْ بابَتِك أَی یَصْلُحُ لك. ابن الأَنباری فی قولهم هذا مِن بابَتی. قال ابن السكیت و غیره: البابةُ عند العَرَب الوجْهُ، و الباباتُ الوُجوه. و أَنشد بیت تمیم بن مقبل: تَخَیَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِیا قال معناه: تَخَیَّرَ هِجائی مِن وُجوه الكتاب؛ فإذا قال: الناسُ مِن بابَتِی، فمعناه من الوجْهِ الذی أُریدُه و یَصْلُحُ لی. أَبو العمیثل: البابةُ: الخَصْلةُ. و البابِیَّةُ: الأُعْجوبةُ. قال النابغة الجعدی: فَذَرْ ذَا، و لكِنَّ بابِیَّةً وَعِیدُ قُشَیْرٍ، و أَقْوالُها و هذا البیت فی التهذیب: و لكِنَّ بابِیَّةً، فاعْجَبوا، وَعِیدُ قُشَیْرٍ، و أَقْوالُها بابِیَّةٌ: عَجِیبةٌ. و أَتانا فلان بِبابیَّةٍ أَی بأُعْجوبةٍ. و قال اللیث: البابِیَّةُ هَدِیرُ الفَحْل فی تَرْجِیعه «1»، تكْرار له. و قال رؤْبة: بَغْبَغَةَ مَرّاً و مرّاً بابِیا و قال أیضاً: یَسُوقُها أَعْیَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ، إذا دَعاها أَقْبَلَتْ، لا تَتَّئِبْ «2» و هذا بابةُ هذا أَی شَرْطُه. و بابٌ: موضع، عن ابن الأَعرابی. و أَنشد: و إنَّ ابنَ مُوسی بائعُ البَقْلِ بالنَّوَی، له، بَیْن بابٍ و الجَرِیبِ، حَظِیرُ و البُوَیْبُ: موضع تِلْقاء مِصْرَ إذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَله لم یَكَدْ یُخْلِفُ. أَنشد أَبو العَلاءِ: أَلا إنّما كان البُوَیْبُ و أَهلُه ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّی، و هذا عِقابُها و البابةُ: ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ. و الأَبوابُ: ثَغْرٌ من ثُغُور الخَزَرِ. و بالبحرین موضع یُعرف ببابَیْنِ، و فیه یقول قائلهم: إنّ ابنَ بُورٍ بَیْنَ بابَیْنِ وجَمْ، و الخَیْلُ تَنْحاهُ إلی قُطْرِ الأَجَمْ
(1). قوله [اللیث: البابیة هدیر الفحل إلخ] الذی فی التكملة و تبعه المجد البأببة أی بثلاث باءات كما تری هدیر الفحل. قال رؤبة: إذا المصاعیب ارتجسن قبقبا بخبخة مراً و مراً بأببا انتهی فقد أورده كل منهما فی مادة ب ب ب لا ب و ب و سلم المجد من التصحیف. و الرجز الذی أورده الصاغانی یقضی بأن المصحف غیر المجد فلا تغتر بمن سوّد الصحائف. (2). قوله [یسوقها أعیس إلخ] أورده الصاغانی أیضاً فی ب ب ب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 225
و ضَبَّةُ الدُّغْمانُ فی رُوسِ الأَكَمْ، مُخْضَرَّةً أَعیُنُها مِثْلُ الرَّخَمْ

بیب؛ ج1، ص: 225

: البِیبُ: مَجْری الماء إلی الحَوْضِ. و حكی ابن جنی فیه البِیبةَ. ابن الأَعرابی: بابَ فلانٌ إذا حَفَر كُوَّةً، و هو البِیبُ. و قال فی موضع آخر: البِیبُ كُوَّةُ الحوض، و هو مَسِیلُ الماءِ، و هی الصُّنْبورُ و الثَّعْلَبُ و الأُسْلُوبُ. و البِیبةُ: المَثْعَبُ الذی یَنْصَبُّ منه الماءُ إذا فُرِّغَ من الدَّلْو فی الحَوْض، و هو البِیبُ و البِیبةُ. و بَیْبةُ: اسم رجل، و هو بَیْبَةُ بنُ سفیانَ بن مُجاشِع. قال جریر: نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ القَیْنَ بالقَنا، و مَارَ دَمٌ، مِن جارِ بَیْبةَ، ناقِعُ قوله مار أَی تحرَّكَ. و البابةُ أَیضاً: ثَغْرٌ من ثُغُور المسلمین.

فصل التاء المثناة؛ ج1، ص: 225

تأب؛ ج1، ص: 225

: تَیْأَب: اسم موضِعٍ. قال عباس بن مِرْداسٍ السُّلَمِی: فإنَّكَ عَمْری، هل أُرِیكَ ظَعائِناً، سَلَكْنَ علی ركْنِ الشَطاةِ، فَتَیْأَبَا و التَوْأبانِیَّان: رَأْسا الضَّرْعِ من الناقة. و قیل: التَّوْأبانِیَّان قادِمَتا الضَّرْعِ. قال ابن مُقْبِل: فَمَرَّتْ علی أَظْرابِ هِرٍّ، عَشِیَّةً، لها تَوْأَبانِیَّانِ لم یَتَفَلْفَلا لم یَتَفَلْفَلا أَی لم یَظْهَرا ظُهوراً بَیِّناً؛ و قیل: لم تَسْوَدَّ حَلَمتاهُما. و منه قول الآخر: طَوَی أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حتی كأَنها «1» فَلافِلُ … أَی لَصِقَت الأَخْلافُ بالضَّرَّةِ كأَنها فَلافِلُ. قال أَبو عُبَیدةَ: سَمَّی ابنُ مُقْبِل خِلْفَی الناقةِ توأَبانِیَّیْنِ، و لم یَأْت به عربی، كأَنَّ الباءَ مُبْدَلةٌ من المیم. قال أَبو منصور: و التاءُ فی التوأَبانِیَّیْنِ لیست بأَصلیة. قال ابن بری، قال الأَصمعی: التَّوْأبانِیَّان الخِلْفانِ؛ قال: و لا أَدری ما أَصل ذلك. یرید لا أَعرف اشْتِقاقَه، و من أَین أُخِذَ. قال: و ذكر أَبو علی الفارسی أَن أَبا بكر بن السَّرَّاجِ عَرَفَ اشتِقاقَه، فقال: تَوْأَبانِ فَوْعَلانِ من الوَأْبِ، و هو الصُّلْبُ الشدیدُ، لأَن خِلْفَ الصغیرةِ فیه صَلابةٌ، و التاء فیه بدل من الواو، و أَصله وَوْأَبانِ، فلما قُلبت الواو تاءً صار تَوْأَبانِ، و أُلحِق یاءً مشدَّدة زائدةً، كما زادوها فی أَحْمَرِیٍّ، و هم یُریدون أَحَمَرَ، و فی عارِیَّةٍ و هم یُرِیدون عارةً، ثم ثَنَّوْه فقالوا: تَوْأَبانِیَّانِ. و الأَظْرابُ: جمع ظَرِبٍ، و هو الجُبَیْلُ الصغیر. و لم یَتَفَلْفَلا أَی لم یَسْوَدّا. قال: و هذا یدل علی أَنه أَراد القادِمَتَیْنِ من الخِلْفِ.

تألب؛ ج1، ص: 225

: التَّأْلَبُ: شجرٌ تُتَّخَذُ منه القِسِیُّ. ذكر الأَزهریُّ فی الثلاثی الصحیح عن أبی عبید عن الأَصمعی قال: مِن أَشجارِ الجِبالِ الشَّوْحَطُ و التَأْلَبُ، بالتاءِ و الهمزة. قال: و أَنشد شمر لامْرِئِ القَیْس:
(1). قوله [طوی أمهات إلخ] هو فی التهذیب كما تری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 226
و نَحَتْ لَه عَنْ أَرْزِ تَأْلَبَةٍ، فِلْقٍ، فِراغِ مَعابِلٍ، طُحْلِ «2» قال شمر، قال بعضهم: الأَرْزُ ههنا القَوْسُ بعَیْنِها. قال: و التَّأْلَبَةُ: شجرة تُتَّخذ منها القِسِیُّ. و الفِراغُ: النِّصالُ العِراضُ، الواحدُ فَرْغٌ. و قوله: نَحَتْ له یعنی امْرأَةً تَحَرَّفَتْ له بِعَیْنِها فأَصابتْ فُؤَادَه. قال العجاج یَصِفُ عَیْراً و أُتُنَه: بِأَدَماتٍ قَطَواناً تَأْلَبا، إذا عَلا رَأْسَ یَفاعٍ قَرَّبَا «3» أدَماتٌ: أَرض بِعَیْنِها. و القَطَوانُ: الذی یُقارِب خُطاه. و التَّأْلَبُ: الغَلِیظُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ، شُبِّهَ بالتَّأْلَب، و هو شَجَرٌ تُسَوَّی مِنه القِسِیُّ العَرَبِیَّةُ.

تبب؛ ج1، ص: 226

: التَّبُّ: الخَسارُ. و التَّبابُ: الخُسْرانُ و الهَلاكُ. و تَبّاً له، علی الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول علی فِعْلِه، كما تقول سَقْیاً لفلان، معناه سُقِیَ فلان سَقْیاً، و لم یجعل اسماً مُسْنَداً إلی ما قبله. و تَبّاً تَبیباً، علی المُبالَغَةِ. و تَبَّ تَباباً و تَبَّبَه: قال له تَبّاً، كما یقال جَدَّعَه و عَقَّره. تقول تَبّاً لفلان، و نصبه علی المصدر بإضمار فعل، أَی أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً و هَلاكاً. و تَبَّتْ یَداه تَبّاً و تَباباً: خَسِرتَا. قال ابن درید: و كأَنَّ التَّبَّ المَصْدرُ، و التَّباب الاسْمُ. و تَبَّتْ یَداهُ: خَسِرتا. و فی التنزیل العزیز: تَبَّتْ یَدٰا أَبِی لَهَبٍ أی ضَلَّتا و خَسِرَتا. و قال الراجز: أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لم تُسْتَقَلْ، تَبَّتْ یدا صافِقِها، ما ذا فَعَلْ و هذا مَثَلٌ قِیل فی مُشْتَری الفَسْوِ. و التَّبَبُ و التَّبابُ و التَّتْبِیبُ: الهَلاكُ. و‌فی حدیث أَبی لَهَبٍ: تَبّاً لكَ سائرَ الیَوْمِ، أَ لِهذا جَمَعْتَنا.التَّبُّ: الهَلاكُ. و تَبَّبُوهم تَتْبِیباً أَی أَهْلَكُوهم. و التَتْبِیبُ: النَّقْصُ و الخَسارُ. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا زٰادُوهُمْ غَیْرَ تَتْبِیبٍ؛ قال أَهل التفسیر: ما زادُوهم غیر تَخْسِیر. و منه قوله تعالی: وَ مٰا كَیْدُ فِرْعَوْنَ إِلّٰا فِی تَبٰابٍ؛ أَی ما كَیْدُه إلا فی خُسْرانٍ. و تَبَّ إذا قَطَعَ. و التابُّ: الكبیر من الرجال، و الأُنثی تابَّةٌ. و التَّابُّ: الضعِیفُ، و الجمْع أَتْبابٌ، هذلیة نادرة. و اسْتَتَبَّ الأَمرُ: تَهَیَّأَ و اسْتَوَی. و اسْتَتَبَّ أَمْرُ فلان إذا اطَّرَد و اسْتَقامَ و تَبَیَّنَ، و أَصل هذا من الطَّرِیق المُسْتَتِبِّ، و هو الذی خَدَّ فیه السَّیَّارةُ خُدُوداً و شَرَكاً، فوَضَح و اسْتَبانَ لمن یَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ من كثرة الوطءِ، و قُشِرَ وَجْهُه، فصار مَلْحُوباً بَیِّناً من جَماعةِ ما حَوالَیْهِ من الأَرض، فَشُبِّهَ الأَمرُ الواضِحُ البَیِّنُ المُسْتَقِیمُ به. و أَنشد المازِنیُّ فی المَعَانی: و مَطِیَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه یَشْكُو الكَلالَ إلیَّ، دامی الأَظْلَلِ
(2). قوله [و نحت إلخ] أورده الصاغانی فی مادة فرغ بهذا الضبط و قال فی شرحه الفراغ القوس الواسعة جرح النصل. نحت تحرّفت أی رمته عن قوس. وله لامرئ القیس. و أرز قوة و زیادة. و قیل الفراغ النصال العریضة و قیل الفراغ القوس البعیدة السهم و یروی فراغ بالنصب أی نحت فراغ و المعنی كأن هذه المرأة رمته بسهم فی قلبه. (3). قوله [بأدمات إلخ] كذا فی غیر نسخة و شرح القاموس أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 227
أَوْدَی السُّرَی بِقِتالِه و مِراحِه، شَهْراً، نَواحِیَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِیطِ عَلَوْنَه، ضاحِی المَوارِدِ، كالحَصِیرِ المُرْمَلِ نَصَبَ نَواحِیَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً. أَراد: فی نواحی طَرِیقٍ مُسْتَتِبٍّ. شَبَّه ما فی هذا الطَرِیقِ المُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ و الطُرُقاتِ بآثار السِّنِّ، و هو الحَدیدُ الذی یُحْرَثُ به الأَرضُ. و قال آخر فی مثله: أَنْضَیْتُها من ضُحاها، أَو عَشِیَّتِها، فی مُسْتَتِبٍّ، یَشُقُّ البِیدَ و الأُكُما أَی فی طَرِیقٍ ذی خُدُودٍ، أَی شُقُوق مَوْطُوءٍ بَیِّنٍ. و‌فی حدیث الدعاءِ: حتی اسْتَتَبَّ له ما حاوَلَ فی أَعْدائِكَ‌أَی اسْتقامَ و اسْتَمَرَّ. و التَّبِّیُّ و التِّبِّیُّ: ضَرْبٌ من التمر، و هو بالبحرین كالشّهْرِیزِ بالبَصْرة. قال أَبو حنیفة: و هو الغالبُ علی تمرهم، یعنی أَهلَ البَحْرَیْنِ. و فی التهذیب: رَدِی‌ءٌ یَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ. قال الشاعر: و أَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه، إذا حُشِیَ التَّبِّیَّ، زِقّاً مُقَیَّرا و حِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إذا دَبِرَ. و جَمَلٌ تابُّ: كذلك. و من أَمثالهم: مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاهُ تَبّاً. یقول: لم یَكُنْ له مِلْكٌ فلما مَلَكَ هانَ علیه ما مَلَكَ. و تَبْتَبَ إذا شاخَ.

تجب؛ ج1، ص: 227

: التِّجابُ من حجارة الفِضَّة: ما أُذیب مَرَّةً، و قد بَقِیتْ فیه فِضَّةٌ، القِطْعَةُ منه تِجابةٌ. ابن الأَعرابی: التِّجْبابُ: الخَطُّ مِن الفِضَّةِ یكون فی حَجَر المَعْدِن. و تَجُوبُ: قبِیلةٌ مِن قَبائِل الیَمَنِ.

تخرب؛ ج1، ص: 227

: ناقةٌ تَخْرَبُوتٌ: خِیارٌ فارِهةٌ. قال ابن سیدة: و إنما قضی علی التاء الأُولی أَنها أَصل لأَنها لا تُزادُ أَوّلًا إلا بِثَبْتٍ.

تذرب؛ ج1، ص: 227

: تَذْرب: موضع. قال ابن سیدة: و العِلَّةُ فی أَن تاءه أَصلیة ما تقَدَّمَ فی تخرب.

ترب؛ ج1، ص: 227

: التُّرْبُ و التُّرابُ و التَّرْباءُ و التُّرَباءُ و التَّوْرَبُ و التَّیْرَبُ و التَّوْرابُ و التَّیْرابُ و التِّرْیَبُ و التَّرِیبُ، الأَخیرة عن كراع، كله واحد، و جَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ و تِرْبانٌ، عن اللحیانی. و لم یُسمع لسائر هذه اللغات بجمع، و الطائفة من كل ذلك تُرْبةٌ و تُرابةٌ. و بفیهِ التَّیْرَبُ و التِّرْیَبُ. اللیث: التُّرْبُ و التُّرابُ واحد، إلا أَنهم إذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة. یقال: أَرضٌ طَیِّبةُ التُّرْبةِ أَی خِلْقةُ تُرابها، فإذا عَنَیْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب قلت: تُرابة، و تلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إلا بالتَّوَهُّم. و‌فی الحدیث: خَلَقَ اللّهُ التُّرْبةَ یوم السبت.یعنی الأَرضَ. و خَلَق فیها الجِبالَ یوم الأَحَد و خلق الشجَر یوم الاثْنَیْنِ. اللیث: التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب. یقال: لأَضْرِبَنَّه حتی یَعَضَّ بالتَّرْباءِ. و التَّرْباءُ: الأَرضُ نَفْسُها. و‌فی الحدیث: احْثُوا فی وُجُوهِ المَدَّاحِینَ التُّرابَ.قیل أَراد به الرَّدَّ و الخَیْبةَ، كما یقال للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ: لم یَحْصُل فی كَفّه غیرُ التُّراب. و قَریبٌ منه‌قولُه، صلی اللّه علیه و سلم: و للعاهر الحَجَرُ.و قیل أَراد به التُّرابَ خاصّةً، و استعمله المِقدادُ علی ظاهره،
لسان العرب، ج‌1، ص: 228
و ذلك‌أَنه كان عندَ عثمانَ، رضی اللّه عنهما، فجعل رجل یُثْنی علیه، و جعل المِقْدادُ یَحْثُو فی وجْهِه التُّرابَ، فقال له عثمانُ: ما تَفْعَلُ؟ فقال: سمعت رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلّم یقول: احْثُوا فی وجُوه المدّاحِینَ التُّرابَ، و أَراد بالمدّاحین الذین اتّخَذُوا مَدْحَ الناسِ عادةً و جعلوه بِضاعةً یَسْتَأْكِلُون به المَمْدُوحَ، فأَمّا مَن مَدَح علی الفِعل الحَسَنِ و الأَمْرِ المحمود تَرغِیباً فی أَمثالهِ و تَحْریضاً للناس علی الاقْتداءِ به فی أَشْباهِه، فلیس بمَدّاح، و إِن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جَمِیلِ القَوْلِ. و‌قولُه فی الحدیث الآخر: إذا جاءَ مَن یَطْلُبُ ثَمَنَ الكلب فامْلأْ كَفَّه تُراباً.قال ابن الأَثیر: یجوز حَمْلُه علی الوجهینِ. و تُرْبةُ الإِنسان: رَمْسُه. و تُربةُ الأَرض: ظاهِرُها. و أَتْرَبَ الشی‌ءَ: وَضَعَ علیه الترابَ، فَتَتَرَّبَ أَی تَلَطَّخَ بالتراب. و تَرَّبْتُه تَتْریباً، و تَرَّبْتُ الكتابَ تَتْریباً، و تَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُتَرِّبهُ. و‌فی الحدیث: أَتْرِبوا الكتابَ فإنه أَنْجَحُ للحاجةِ.و تَتَرَّبَ: لَزِقَ به التراب. قال أَبو ذُؤَیْبٍ: فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ، فَجَنْبُه مُتَتَرِّبٌ، و لكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ و تَتَرَّبَ فلان تَتْریباً إذا تَلَوَّثَ بالتراب. و تَرَبَتْ فلانةُ الإِهابَ لِتُصْلِحَه، و كذلك تَرَبْت السِّقاءَ. و قال ابن بُزُرْجَ: كلُّ ما یُصْلَحُ، فهو مَتْرُوبٌ، و كلُّ ما یُفْسَدُ، فهو مُتَرَّبٌ، مُشَدَّد. و أَرضٌ تَرْباءُ: ذاتُ تُرابٍ، و تَرْبَی. و مكانٌ تَرِبٌ: كثیر التُّراب، و قد تَرِبَ تَرَباً. و رِیحٌ تَرِبٌ و تَرِبةٌ، علی النَّسَب: تَسُوقُ التُّرابَ. و رِیحٌ تَرِبٌ و تَرِبةٌ: حَمَلت تُراباً. قال ذو الرمة: مَرًّا سَحابٌ و مَرًّا بارِحٌ تَرِبُ «1» و قیل: تَرِبٌ: كثیر التُّراب. و تَرِبَ الشی‌ءُ. و ریحٌ تَرِبةٌ: جاءَت بالتُّراب. و تَرِبَ الشی‌ءُ، بالكسر: أَصابه التُّراب. و تَرِبَ الرَّجل: صارَ فی یده التُّراب. و تَرِبَ تَرَباً: لَزِقَ بالتُّراب، و قیل: لَصِقَ بالتُّراب من الفقْر. و‌فی حدیث فاطمة بنتِ قَیْس، رضی اللّه عنها: و أَمّا معاوِیةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لا مالَ له، أَی فقیرٌ. و تَرِبَ تَرَباً و مَتْرَبةً: خَسِرَ و افْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب. و أَتْرَبَ: استَغْنَی و كَثُر مالُه، فصار كالتُّراب، هذا الأَعْرَفُ. و قیل: أَتْرَبَ قَلَّ مالُه. قال اللحیانی قال بعضهم: التَّرِبُ المُحتاجُ، و كلُّه من التُّراب. و المُتْرِبُ: الغَنِیُّ إما علی السَّلْبِ، و إما علی أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ. و التَّتْرِیبُ: كَثْرةُ المالِ. و التَّتْرِیبُ: قِلةُ المالِ أَیضاً. و یقال: تَرِبَتْ یَداهُ، و هو علی الدُعاءِ، أَی لا أَصابَ خیراً. و فی الدعاءِ: تُرْباً له و جَنْدَلًا، و هو من الجواهِر التی أُجْرِیَتْ مُجْرَی المَصادِرِ المنصوبة علی إضمار الفِعْل غیر المسْتَعْمَلِ إظهارُه فی الدُعاءِ، كأَنه بدل من قولهم تَرِبَتْ یَداه و جَنْدَلَتْ. و مِن العرب
(1). قوله [مراً سحاب إلخ] صدره: لا بل هو الشوق من دار تخوّنها
لسان العرب، ج‌1، ص: 229
مَن یرفعه، و فیه مع ذلك معنی النصب، كما أَنَّ فی قولهم: رَحْمَةُ اللّهِ علیه، معنی رَحِمه اللّهُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: تُنْكَحُ المرأَةُ لمِیسَمِها و لمالِها و لِحَسَبِها فعلیكَ بِذاتِ الدِّین تَرِبَتْ یَداكَ.قال أَبو عبید: قوله تَرِبَتْ یداكَ، یقال للرجل، إذا قلَّ مالُه: قد تَرِبَ أَی افْتَقَرَ، حتی لَصِقَ بالتُّرابِ. و فی التنزیل العزیز: أَوْ مِسْكِیناً ذٰا مَتْرَبَةٍ. قال: و یرَوْنَ، و اللّه أَعلم أَنّ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، لم یَتَعَمَّدِ الدُّعاءَ علیه بالفقرِ، و لكنها كلمة جارِیةٌ علی أَلسُنِ العرب یقولونها، و هم لا یُریدون بها الدعاءَ علی المُخاطَب و لا وُقوعَ الأَمر بها. و قیل: معناها للّه دَرُّكَ؛ و قیل: أَراد به المَثَلَ لِیَری المَأْمورُ بذلك الجِدَّ، و أَنه إن خالَفه فقد أَساءَ؛ و قیل: هو دُعاءٌ علی الحقیقة،فإنه قد قال لعائشة، رضی اللّه عنها: تَربَتْ یَمینُكِ، لأَنه رأَی الحاجة خیراً لها. قال: و الأَوّل الوجه. و یعضده قوله‌فی حدیث خُزَیْمَة، رضی اللّه عنه: أَنْعِم صباحاً تَرِبَتْ یداكَ، فإنَّ هذا دُعاءٌ له و تَرْغیبٌ فی اسْتِعْماله ما تَقَدَّمَتِ الوَصِیَّةُ به. أَ لا تراه قال: أَنْعِم صِباحاً، ثم عَقَّبه بتَرِبَتْ یَداكَ. و كثیراً تَرِدُ للعرب أَلفاظ ظاهرها الذَّمُّ و إنما یُریدون بها المَدْحَ كقولهم: لا أَبَ لَكَ، و لا أُمَّ لَكَ، و هَوَتْ أُّمُّه، و لا أَرضَ لك، و نحوِ ذلك. و قال بعضُ الناس: إنَّ قولهم تَرِبَتْ یداكَ یرید به اسْتَغْنَتْ یداكَ. قال: و هذا خطأٌ لا یجوز فی الكلام، و لو كان كما قال لقال: أَتْرَبَتْ یداكَ. یقال أَتْرَبَ الرجلُ، فهو مُتْرِبٌ، إذا كثر مالُه، فإذا أَرادوا الفَقْرَ قالوا: تَرِبَ یَتْرَبُ. و رجل تَرِبٌ: فقیرٌ. و رجل تَرِبٌ: لازِقٌ بالتُّراب من الحاجة لیس بینه و بین الأَرض شی‌ءٌ. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللّه عنه: لم یكن رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، سَبَّاباً و لا فَحَّاشاً. كان یقولُ لأَحَدنا عند المُعاتَبةِ: تَرِبَ جَبِینُه.قیل: أَراد به دعاءً له بكثرة السجود. و أَما‌قوله لبعض أَصْحابه: تَرِبَ نَحْرُكَ، فقُتِل الرجُل شهیداً، فإنه محمول علی ظاهره. و قالوا: الترابُ لكَ، فرَفَعُوه، و إن كان فیه معنی الدعاء، لأَنه اسم و لیس بمصدر، و لیس فی كلِّ شی‌ءٍ من الجَواهِر قیل هذا. و إذ امتنع هذا فی بعض المصادر. فلم یقولوا: السَّقْیُ لكَ، و لا الرَّعْیُ لك، كانت الأَسماء أَوْلی بذلك. و هذا النوعُ من الأَسماء، و إن ارْتَفَعَ، فإنَّ فیه معنی المنصوب. و حكی اللحیانی: التُّرابَ للأَبْعَدِ. قال: فنصب كأَنه دعاء. و المَتْرَبةُ: المَسْكَنةُ و الفاقةُ. و مِسْكِینٌ ذُو مَتْرَبةٍ أَی لاصِقٌ بالتراب. و جمل تَرَبُوتٌ: ذَلُولٌ، فإمَّا أَن یكون من التُّراب لذلَّتِه، و إما أَن تكون التاء بدلًا من الدال فی دَرَبُوت من الدُّرْبةِ، و هو مذهب سیبویه، و هو مذكور فی موضعه. قال ابن بری: الصواب ما قاله أَبو علی فی تَرَبُوتٍ أَنّ أَصله دَرَبُوتٌ من الدربة، فأَبدل من الدال تاء، كما أَبدلوا من التاء دالًا فی قولهم دَوْلَجٌ و أَصله تَوْلَجٌ، و وزنه تَفْعَلٌ من وَلَجَ، و التَّوْلَجُ: الكِناسُ الذی یَلِجُ فیه الظبی و غیره من الوَحْش. و قال اللحیانی: بَكْرٌ تَرَبُوتٌ: مُذَلَّلٌ، فَخصَّ به البَكْر، و كذلك ناقة تَرَبُوت، قال: و هی التی إذا أُخِذَتْ بِمِشْفَرِها أَو بُهدْب عینها تَبِعَتْكَ. قال و قال الأَصمعی: كلُّ ذَلُولٍ من الأَرض و غیرها تَرَبُوتٌ، و كلُّ هذا من التُّراب، الذكَرُ و الأُنثی فیه سواءٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 230
[و التُّرْتُبُ: الأَمْرُ الثابتُ، بضم التاءین. و التُّرْتُبُ: العبدُ السُّوء] «1». و أَتْرَبَ الرجلُ إذا مَلَك عبداً مُلِكَ ثلاث مَرَّات. و التَّرِباتُ: الأَنامِلُ، الواحدة تَرِبةٌ. و التَرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر، و قیل هو ما بین التَّرْقُوة إلی الثَّنْدُوةِ؛ و قیل: التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛ و قیل: ما وَلِیَ الّتَرْقُوَتَیْن منه؛ و قیل: ما بین الثدیین و الترقوتین. قال الأَغلب العِجْلیّ: أَشْرَفَ ثَدْیاها علی التَّرِیبِ، لَمْ یَعْدُوَا التَّفْلِیكَ فی النُّتُوبِ و التِّفْلِیكُ: مِن فَلَّك الثَّدْیُ. و النُّتُوبُ: النُّهُودُ، و هو ارْتِفاعُه. و قیل: التَّرائبُ أَربعُ أَضلاعٍ من یَمْنةِ الصدر و أَربعٌ من یَسْرَتِه. و قوله عز و جل: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرٰائِبِ. قیل: التَّرائبُ: ما تقدَّم. و قال الفرَّاء: یعنی صُلْبَ الرجلِ و تَرائبَ المرأَةِ. و قیل: التَّرائبُ الیَدانِ و الرِّجْلانِ و العَیْنانِ، و قال: واحدتها تَرِیبةٌ. و قال أَهل اللغة أَجمعون: التَّرائبُ موضع القِلادةِ من الصَّدْرِ، و أَنشدوا: مُهَفْهَفةٌ بَیْضاءُ، غَیْرُ مُفاضةٍ، تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ و قیل: التَّرِیبَتانِ الضِّلَعانِ اللَّتانِ تَلِیانِ التَّرْقُوَتَیْنِ، و أَنشد: و مِنْ ذَهَبٍ یَلُوحُ علی تَرِیبٍ، كَلَوْنِ العاجِ، لیس له غُضُونُ أَبو عبید: الصَّدْرُ فیه النَّحْرُ، و هو موضِعُ القِلادةِ، و اللَّبَّةُ: موضع النَّحْرِ، و الثُّغْرةُ: ثُغْرَةُ النَّحْرِ، و هی الهَزْمةُ بین التَّرْقُوَتَیْنِ. و قال: و الزَّعْفَرانُ، علَی تَرائِبِها، شَرِقٌ به اللَّبَّاتُ و النَّحْرُ قال: و التَّرْقُوَتانِ: العَظْمانِ المُشْرِفانِ فی أَعْلَی الصَّدْرِ مِن صَدْرِ رَأْسَیِ المَنْكِبَیْنِ إلی طَرَفِ ثُغْرة النَّحْر، و باطِنُ التَّرْقُوَتَیْنِ الهَواء الذی فی الجَوْفِ لو خُرِقَ، یقال لهما القَلْتانِ، و هما الحاقِنَتانِ أَیضاً، و الذَّاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقُوم. قال ابن الأَثیر: و فی الحدیث ذكر التَّرِیبةِ، و هی أَعْلَی صَدْرِ الإِنْسانِ تَحْتَ الذَّقَنِ، و جمعُها التَّرائبُ. و تَرِیبةُ البَعِیر: مَنْخِرُه «2». و التِّرابُ: أَصْلُ ذِراعِ الشاة، أُنثی، و به فسر شمر‌قولَ علیّ، كرّم اللّه وجهه: لَئِنَ وَلِیتُ بنی أُمَیَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ.قال: و عنی بالقَصّابِ هنا السَّبُعَ، و التِّرابُ: أَصْلُ ذِراعِ الشاةِ، و السَّبُعُ إذا أَخَذَ شاةً قَبَضَ علی ذلك المَكانِ فَنَفَضَ الشَّاةَ. الأَزهریُّ: طَعامٌ تَرِبٌ إذا تَلَوَّثَ بالتُّراب. قال: و منه‌حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: نَفْضَ القَصَّاب الوِذامَ التَّرِبةَ.الأَزهری: التِّرابُ: التی سَقَطَتْ فی التُّرابِ فَتَتَرَّبَتْ، فالقَصَّابُ یَنْفُضُها. ابن الأَثیر: التِّرابُ جمع تَرْبٍ. تخفیفُ تَرِبٍ، یرید اللُّحُومَ التی تَعَفَّرَتْ بسُقُوطِها فی التُّراب، و الوَذِمةُ: المُنْقَطِعةُ الأَوْذامِ، و هی السُّیُورُ التی یُشَدُّ بها عُری الدَّلْوِ. قال الأَصمعی: سأَلْتُ
(1). هذه العبارة من مادة [ترتب] ذكرت هنا خطأ فی الطبعة الأولی. (2). قوله [و تربیة البعیر منخره] كذا فی المحكم مضبوطاً و فی شرح القاموس الطبع بالحاء المهملة بدل الخاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 231
شُعبةَ «1» عن هذا الحَرْفِ، فقال: لیس هو هكذا إنما هو نَفْضُ القَصَّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ، و هی التی قد سَقَطَتْ فی التُّرابِ، و قیل الكُرُوشُ كُلُّها تُسَمَّی تَرِبةً لأَنها یَحْصُلُ فیها الترابُ مِنَ المَرْتَعِ؛ و الوَذِمةُ: التی أُخْمِلَ باطِنُها، و الكُرُوش وَذِمةٌ لأَنها مُخْمَلَةٌ، و یقال لِخَمْلِها الوَذَمُ. و معنی الحدیث: لئن وَلِیتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ و لأُطَیِّبَنَّهُم بعد الخُبْثِ. و التِّرْبُ: اللِّدةُ و السِّنُّ. یقال: هذه تِرْبُ هذه أَی لِدَتُها. و قیل: تِرْبُ الرَّجُل الذی وُلِدَ معَه، و أَكثر ما یكون ذلك فی المُؤَنَّثِ، یقال: هی تِرْبُها و هُما تِرْبان و الجمع أَتْرابٌ. و تارَبَتْها: صارت تِرْبَها. قال كثیر عزة: تُتارِبُ بِیضاً، إذا اسْتَلْعَبَتْ، كأُدْم الظّباءِ تَرِفُّ الكَباثا و قوله تعالی: عُرُباً أَتْرٰاباً. فسَّره ثعلب، فقال: الأَتْرابُ هُنا الأَمْثالُ، و هو حَسَنٌ إذْ لیست هُناك وِلادةٌ. و التَّرَبَةُ و التَّرِبةُ و التَّرْباء: نَبْتٌ سُهْلِیٌّ مُفَرَّضُ الوَرَقِ، و قیل: هی شَجرة شاكةٌ، و ثمرتها كأَنها بُسْرَة مُعَلَّقةٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ و الحَزْنُ و تِهامةُ. و قال أَبو حنیفة: التَّرِبةُ خَضْراءُ تَسْلَحُ عنها الإِبلُ. التهذیب فی ترجمة رتب: الرَّتْباءُ الناقةُ المُنْتَصِبةُ فی سَیْرِها، و التَّرْباء الناقةُ المُنْدَفِنةُ. قال ابن الأَثیر فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، ذِكر تُرَبَة، مثال هُمَزَة، و هو بضم التاء و فتح الراء، وادٍ قُرْبَ مكة علی یَوْمین منها. و تُرَبةُ: وادٍ من أَوْدیة الیمن. و تُربَةُ و التُّرَبَة و التُّرْباء و تُرْبانُ و أَتارِبُ: مواضع. و یَتْرَبُ، بفتح الراء: مَوْضعٌ قَریبٌ من الیمامة. قال الأَشجعی: وعَدْتَ، و كان الخُلْفُ منكَ سَجِیَّةً مواعِیدَ عُرقُوبٍ أخاهُ بِیَتْرَبِ قال هكذا رواه أَبو عبیدة بِیَتْرَبِ و أَنكر بیَثْرِبِ، و قال: عُرقُوبٌ من العَمالِیقِ، و یَتْرَبُ من بِلادِهم و لم تَسْكُن العمالِیقُ یَثْرِبَ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: كُنَّا بِتُرْبانَ.قال ابن الأَثیر: هو موضع كثیر المیاه بینه و بین المدینة نحو خمسة فَراسِخَ. و تُرْبةُ: موضع «2» من بِلادِ بنی عامرِ بن مالك، و من أَمثالهم: عَرَفَ بَطْنِی بَطْنَ تُرْبةَ، یُضْرَب للرجل یصیر إلی الأمرِ الجَلیِّ بعد الأَمرِ المُلْتَبِس؛ و المَثَلُ لعامر بن مالك أَبی البراء. و التُّرْبِیَّة: حِنْطة حَمْراء، و سُنْبلها أَیضاً أَحمرُ ناصِعُ الحُمرة، و هی رَقِیقة تَنْتَشِر مع أَدْنَی بَرْد أَو ریح، حكاه أَبو حنیفة.

ترتب؛ ج1، ص: 231

: أَبو عبید: التُّرْتُب: الأَمر الثابت. ابن الأَعرابی: التُّرْتُب: التُّراب، و التُّرْتُب: العَبْدُ السُّوءُ.

ترعب؛ ج1، ص: 231

: تَرْعَبٌ و تَبْرَعٌ: موضعان بَیَّنَ صَرْفُهم إیاهُما أَن التاءَ أَصلٌ.

تعب؛ ج1، ص: 231

: التَّعَبُ: شدَّةُ العَناءِ ضِدُّ الراحةِ. تَعِبَ یَتْعَبُ تَعَباً، فهو تَعِبٌ: أَعْیا.
(1). قوله [قال الأصمعی سألت شعبة إلخ] ما هنا هو الذی فی النهایة هنا و الصحاح و المختار فی مادة وذم و الذی فیها من اللسان قلبها فالسائل فیها مسؤول. (2). قوله [و تربة موضع إلخ] هو فیما رأیناه من المحكم مضبوط بضم فسكون كما تری و الذی فی معجم یاقوت بضم ففتح ثم أورد المثل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 232
و أَتْعَبه غیرُه، فهو تَعِبٌ و مُتْعَبٌ، و لا تقل مَتْعُوبٌ. و أَتْعَبَ فلان فی عَمَلٍ یُمارِسُه إذا أَنْصَبَها فیما حَمَّلَها و أَعْمَلَها فیه. و أَتْعَبَ الرجُلُ رِكابَه إذا أَعْجَلَها فی السَّوْقِ أَو السَّیْرِ الحَثیثِ. و أَتْعَبَ العَظْمَ: أَعْنَتَه بعدَ الجَبْرِ. و بعیرٌ مُتْعَبٌ انْكَسَرَ عَظْمٌ من عِظامِ یَدَیْهِ أَو رِجْلَیْهِ ثم جَبَرَ، فلم یَلْتَئِم جَبْرُه، حتی حُمِلَ علیه فی التَّعَبِ فوقَ طاقتِه، فتَتَمَّم كَسْرُه. قال ذو الرمَّة: إذا نالَ منها نَظْرةً هِیضَ قَلْبُه بها، كانْهِیاضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ و أَتْعَبَ إناءَه و قَدَحَه: ملأَه، فهو مُتْعَبٌ.

تغب؛ ج1، ص: 232

: التَّغَبُ: الوَسَخُ و الدَّرَنُ. و تَغِبَ الرجلُ یَتْغَبُ تَغَباً، فهو تَغِبٌ: هَلَكَ فی دِینٍ أَو دُنْیا، و كذلك الوَتَغُ. و تَغِبَ تَغَباً: صار فیه عَیْبٌ. و ما فیه تَغْبةٌ أَی عَیْبٌ تُرَدُّ به شَهادتُه. و‌فی بعض الأَخبار: لا تُقْبَلُ شَهادةُ ذی تَغْبَةٍ.قال: هو الفاسدُ فی دِینهِ وَ عَمَلِه و سُوءِ أَفعالِه. قال الزمخشری: و یروی تَغِبَّةٍ مُشَدَّداً. قال: و لا یخلو أَن یكون تَغِبَّةً تَفْعِلةً من غَبَّبَ مبالغة فی غَبَّ الشی‌ءُ إذا فَسَد، أَو من غَبَّبَ الذِّئبُ الغَنَم إذا عاثَ فیها. و یقال لِلقَحْطِ: تَغَبةٌ، و للجُوع البُرْقُوعِ: تَغَبةٌ. و قول المُعَطَّلِ الهُذَلِیّ: لَعَمْری، لقد أَعْلَنْتَ خِرْقاً مُبَرَّأً منَ التَّغْبِ، جَوّابَ المَهالِكِ، أرْوَعا قال: أَعْلَنْتَ: أَظْهَرْتَ مَوْتَه. و التَغْبُ: القَبیحُ و الرِّیبَةُ، الواحدة تَغْبةٌ، و قد تَغِبَ یَتْغَبُ.

تلب؛ ج1، ص: 232

: التَوْلَبُ: ولَدُ الأَتانِ من الوَحْشِ إذا اسْتَكْمَل الحَوْلَ. و فی الصحاح: التَّوْلَبُ الجَحْشُ. و حُكی عن سیبویه أَنه مصروف لأَنه فَوْعَلٌ. و یقال للأَتانِ: أُمُّ تَوْلَبٍ، و قد یُسْتَعارُ للإِنسانِ. قال أَوْسُ بن حَجَر یصف صبیّاً: و ذاتُ هِدْمٍ، عارٍ نَواشِرُها، تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعَا و إنما قُضِیَ علی تائه أَنها أَصْلٌ و واوِه بالزیادة، لأَن فَوْعَلًا فی الكلام أَكثر من تَفْعَلُ. اللیث یقال: تَبّاً لفلان و تَلْباً یُتْبِعونه التَّبَّ. و المَتالِبُ: المَقاتِلُ. و التِّلِبُّ: رَجل من بنی العَنْبرِ، عن ابن الأَعرابی. و أَنشد: لا هُمَّ إن كان بَنُو عَمیرَهْ، رَهْطُ التِّلِبِّ، هَؤُلا مَقْصُورَهْ، قد أَجْمَعُوا لِغَدْرةٍ مَشْهُورَهْ، فابْعَثْ علیهم سَنةً قاشُورَهْ، تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَهْ أَی أُخْلِصُوا فلم یُخالِطْهم غیرُهم من قومهم. هَجا رَهْطَ التَّلِبِّ بسَبَبِه. التهذیب: التِّلِبُّ اسم رجلٍ من بنی تمیم، و قد رَوی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، شیئاً.

تلأب؛ ج1، ص: 232

: هذه ترجمة ذكرها الجوهری فی أَثناء ترجمة تلب، و غَلَّطه الشیخ أَبو محمد بن بری فی ذلك، و قال: حق اتْلأَبَّ أَن یذكر فی فصل تلأَب، لأَنه رباعی، و الهمزة الأُولی وصل، و الثانیة أَصل، و وزنه افْعَلَلَّ مثلُ اطْمَأَنّ. اتْلأَبَّ الشی‌ءُ اتْلِئْباباً: اسْتَقامَ، و قیل انْتَصَبَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 233
و اتْلأَبَّ الشی‌ءُ و الطریقُ: امْتَدّ و اسْتَوی، و منه قول الأَعرابی یصف فرساً: إذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. و الاسم: التُّلأْبیبةُ مثل الطُّمَأْنِینةِ. و اتْلأَبَّ الحِمارُ: أَقام صَدْرَه و رأْسَه. قال لبید: فأَوْرَدَها مَسْجُورةً، تحتَ غابةٍ من القُرْنَتَیْنِ، و اتْلأَبَّ یَحُومُ و ذكر الأَزهری فی الثلاثی الصحیح عن الأَصمعی: المُتْلَئِبُّ المُسْتَقِیمُ؛ قال: و المُسْلَحِبُّ مثلُه. و قال الفرَّاء: التُّلأْبِیبةُ من اتْلأَبَّ إذا امتدَّ، و المُتْلَئِبُّ: الطریقُ المُمْتَدّ.

تنب؛ ج1، ص: 233

: التَّنُّوبُ: شجر، عن أَبی حنیفة.

توب؛ ج1، ص: 233

: التَّوْبةُ: الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ. و فی الحدیث: النَّدَمُ تَوْبةٌ.و التَّوْبُ مثلُه. و قال الأَخفش: التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ و عَزْمٍ. و تابَ إلی اللّهِ یَتُوبُ تَوْباً و تَوْبةً و مَتاباً: أَنابَ و رَجَعَ عن المَعْصیةِ إلی الطاعةِ، فأَما قوله: تُبْتُ إلَیْكَ، فَتَقَبَّلْ تابَتی، و صُمْتُ، رَبِّی، فَتَقَبَّلْ صامَتی إنما أَراد تَوْبَتی و صَوْمَتی فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة، لأَنّ هذا الشعر لیس بمؤَسَّس كله. أَ لا تری أَن فیها: أَدْعُوكَ یا رَبِّ مِن النارِ، الَّتی أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ فی القِیامة فجاء بالتی، و لیس فیها أَلف تأْسیس، و تابَ اللّهُ علیه: وفَّقَه لَها «1». و رَجل تَوَّابٌ: تائِبٌ إلی اللّهِ. و اللّهُ تَوّابٌ: یَتُوبُ علَی عَبْدِه. و قوله تعالی: غٰافِرِ الذَّنْبِ وَ قٰابِلِ التَّوْبِ، یجوز أَن یكون عَنَی به المَصْدَرَ كالقَول، و أَن یكون جمع تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ و لَوْزٍ، و هو مذهب المبرد. و قال أَبو منصور: أَصلُ تابَ عادَ إلی اللّهِ و رَجَعَ و أَنابَ. و تابَ اللّهُ علیه أَی عادَ علیه بالمَغْفِرة. و قوله تعالی: وَ تُوبُوا إِلَی اللّٰهِ جَمِیعاً؛ أَی عُودُوا إلی طَاعتِه و أَنیبُوا إلیه. و اللّهُ التوَّابُ: یَتُوبُ علی عَبْدِه بفَضْله إذا تابَ إلیهِ من ذَنْبه. و اسْتَتَبْتُ فُلاناً: عَرَضْتُ علیهِ التَّوْبَةَ مما اقْتَرَف أَی الرُّجُوعَ و النَّدَمَ علی ما فَرَطَ منه. و اسْتَتابه: سأَلَه أَن یَتُوبَ. و فی كتاب سیبویه: و التَّتْوِبةُ علی تَفْعِلةٍ: من ذلك. و ذكر الجوهریّ فی هذه الترجمة التابوت: أَصله تابُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، و هو فَعْلُوَةٌ، فلما سكنت الواو انْقلبت هاءُ التأْنیث تاءً. و قال القاسم بن معن: لم تَختلف لغةُ قُریشٍ و الأَنصارِ فی شی‌ءٍ من القرآن إلَّا فی التَّابُوتِ، فلغةُ قریش بالتاءِ، و لغةُ الأَنصار بالهاءِ. قال ابن بری: التصریفُ الذی ذكره الجوهری فی هذه اللفظة حتی ردّها إلی تابوت تَصْرِیفٌ فاسِدٌ؛ قال: و الصواب أَن یُذكر فی فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصلیة، و وزنه فاعُولٌ مثل عاقُولٍ و حاطُومٍ، و الوقْفُ علیها بالتاءِ فی أَكثر اللغات، و من وقف علیها بالهاءِ فإنه أَبدلها من التاءِ، كما أَبدلها فی الفُرات حین وقف علیها بالهاء، و لیست تاءُ الفرات بتاءِ تأْنیث، و إنما هی أَصلیة من نفس الكلمة. قال أَبو بكر بن مجاهد: التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءَة الناس جمیعاً، و لغة الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ.
(1). أی للتوبة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 234

فصل الثاء المثلثة؛ ج1، ص: 234

ثأب؛ ج1، ص: 234

: ثَئِبَ الرَّجُل «1» ثَأَباً و تَثاءَبَ و تَثَأَّبَ: أَصابَه كَسَلٌ و تَوصِیمٌ، و هی الثُّؤَباءُ، ممْدود. و الثُّؤَباءُ من التَّثاؤُب مثل المُطَواءِ من التَّمَطِّی. قال الشاعِر فی صفة مُهْر: فافْتَرَّ عن قارِحِه تَثاؤُبُهْ و فی المثل: أَعْدَی مِن الثُّؤَباءِ. ابن السكیت: تَثاءَبْتُ علی تَفاعَلْتُ و لا تقل تَثاوَبْتُ. و التَّثاؤُبُ: أَن یأْكُلَ الإِنْسان شیئاً أَو یَشْربَ شیئاً تَغْشاهُ له فَتْرة كَثَقْلةِ النُّعاس من غَیر غَشْیٍ علیه. یقال: ثُئِبَ فلان. قال أَبو زید: تَثَأَّبَ یَتَثَأَّبُ تثَؤُّباً من الثُّؤَباءِ، فی كتاب الهمز، و‌فی الحدیث: التَّثاؤُبُ من الشَّیْطان؛ و إِنما جعله من الشَّیْطانِ كَراهِیةً له لأَنه إنما یكون مِن ثِقَلِ البَدَنِ و امْتِلائه و استِرخائِه و مَیْلِه إلی الكَسَل و النوم، فأَضافه إلی الشیطان، لأَنه الذی یَدْعُو إلی إعطاء النَّفْس شَهْوَتَها؛ و أَرادَ به التَحْذِیرَ من السبَب الذی یَتَولَّدُ منه، و هو التَّوَسُّع فی المَطْعَمِ و الشِّبَعِ، فیَثْقُل عن الطَّاعاتِ و یَكْسَلُ عن الخَیْرات. و الأَثْأَبُ: شجر یَنْبُتُ فی بُطُون الأَوْدیة بالبادیة، و هو علی ضَرْب التِّین یَنْبُت ناعِماً كأَنه علی شاطئِ نَهر، و هو بَعِیدٌ من الماء، یَزْعُم النَّاسُ أَنها شجرة سَقِیَّةٌ؛ واحدتُه أَثْأَبةٌ. قال الكُمَیْتُ: و غادَرْنا المَقاوِلَ فی مَكَرٍّ، كَخُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرسِینا قال اللیث: هی شَبِیهةٌ بشَجَرة تسمیها العجم النَّشْك، و أَنشد: فی سَلَمٍ أَو أَثْأَبٍ و غَرْقَدِ قال أَبو حنیفة: الأَثْأَبةُ: دَوْحةٌ مِحْلالٌ واسِعةٌ، یَسْتَظِلُّ تَحتَها الأُلُوفُ من الناسِ تَنْبُتُ نباتَ شجرَ الجَوْز، و وَرَقُها أَیضاً كنحو وَرقِه، و لها ثمَر مثلُ التین الأَبْیَضِ یُؤْكل، و فیه كَراهةٌ، و له حَبٌّ مثل حَبِّ التِّین، و زِنادُه جیدة. و قیل: الأَثْأَبُ شِبْه القَصَبِ له رؤوسٌ كَرؤُوس القَصَب و شَكِیر كشَكِیرِه، فأَمّا قوله: قُلْ لأَبی قَیْسٍ خَفِیفِ الأَثَبَهْ فعلی تخفیف الهمزة، إنما أَراد خَفِیفَ الأَثْأَبة. و هذا الشاعر كأَنه لیس من لغته الهمز، لأَنه لو همز لم ینكسر البیت، و ظنَّه قوم لغة، و هو خَطَأٌ. و قال أَبو حنیفة: قال بعضهم الأَثْب، فاطَّرَح الهمزة، و أَبْقی الثاءَ علی سُكونها، و أَنشد: و نَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلی شِعْبِ، مُضْطَرِب الْبانِ، أَثِیثِ الأَثْبِ

ثبب؛ ج1، ص: 234

: ابن الأَعرابی: الثَّبابُ: الجُلُوس، و ثَبَّ إذا جَلَس جُلُوساً مُتَمَكِّناً. و قال أَبو عمرو. ثَبْثَبَ إذا جلَس مُتمكِّناً.

ثرب؛ ج1، ص: 234

: الثَّرْبُ: شَحْم رَقِیقٌ یَغْشَی الكَرِشَ و الأَمْعاءَ، و جمعُه ثُرُوبٌ. و الثَّرْبُ: الشَّحْمُ المَبسُوط علی الأَمْعاءِ و المَصارِینِ. و شاة ثَرْباءُ: عَظیمة الثَّرْبِ؛ و أَنشد شمر: و أَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْیَتَیْن معَ الثَّرْبِ و فی الحدیث: نَهی عن الصَّلاةِ إذا صارَتِ الشمسُ
(1). قوله [ثئب الرجل] قال شارح القاموس هو كفرح عازیاً ذلك للسان، و لكن الذی فی المحكم و التكملة و تبعهما المجد ثأب كعنی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 235
كالأَثارِبِ‌أَی إذا تَفَرَّقَت و خَصَّت مَوْضِعاً دون موضع عند المَغِیب. شَبَّهها بالثُّرُوبِ، و هی الشحْمُ الرَّقیق الذی یُغَشِّی الكَرِشَ و الأَمْعاءَ الواحد ثَرْبٌ و جمعها فی القلة: أَثْرُبٌ؛ و الأَثارِبُ: جمع الجمع. و‌فی الحدیث: إنَّ المُنافِقَ یؤَخِّر العَصْرَ حتی إذا صارَتِ الشمسُ كَثَرْبِ البَقَرة صلَّاها.و الثَّرَباتُ: الأَصابعُ. و التَّثْریبُ كالتَّأْنیب و التَّعْیِیرِ و الاسْتِقْصاءِ فی اللَّوْمِ. و الثَّارِبُ: المُوَبِّخُ. یقال ثَرَبَ و ثَرَّب و أَثْرَبَ إذا وَبَّخَ. قال نُصَیْبٌ: إنی لأَكْرَهُ ما كَرِهْتَ مِنَ الَّذی یُؤْذِیكَ سُوء ثَنائِه لم یَثْرِبِ و قال فی أَثْرَبَ: أَلا لا یَغُرَّنَّ امْرَأً، مِنْ تِلادِه، سَوامُ أَخٍ، دانی الوسِیطةِ، مُثْرِبِ قال: مُثْرِبٌ قَلِیلُ العَطاءِ، و هو الذی یَمُنُّ بما أَعْطَی. و ثَرَّبَ علیه: لامَه و عَیَّره بذَنْبه، و ذكَّرَه به. و فی التنزیل العزیز قال: لٰا تَثْرِیبَ عَلَیْكُمُ الْیَوْمَ. قال الزجاج: معناه لا إفسادَ علیكم. و قال ثعلب: معناه لا تُذْكَرُ ذنُوبُكم. قال الجوهریّ: و هو من الثَّرْبِ كالشَّغْفِ من الشِّغاف. قال بِشْر، و قیل هو لتُبَّعٍ: فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَیْرِ مُثَرِّبٍ، و تَرَكْتُهُم لعِقابِ یَوْمٍ سَرْمَدِ و ثَرَّبْتُ علیهم و عَرَّبْتُ علیهم، بمعنی، إذا قَبَّحْتَ علیهم فعْلَهم. وَ المُثَرِّبُ: المُعَیِّرُ، و قیل: المُخَلِّطُ المُفْسِدُ. و التَّثْرِیبُ: الإِفْسادُ و التَخْلِیطُ. و‌فی الحدیث: إذا زَنَتْ أَمَةُ أَحدِكم فَلْیَضْرِبْها الحَدَّ و لا یُثَرِّبْ؛ قال الأَزهری: معناه و لا یُبَكِّتْها و لا یُقَرِّعْها بعد الضَّرْبِ. و التقْریعُ: أَن یقول الرجل فی وَجه الرجْل عَیْبَه، فیقول: فَعَلْتَ كذا و كذا. و التَّبْكِیتُ قَرِیبٌ منه. و قال ابن الأَثیر: أَی لا یُوَبِّخْها و لا یُقَرِّعْها بالزّنا بعد الضرب. و قیل: أَراد لا یَقْنَعْ فی عُقُوبتها بالتثرِیبِ بل یضرِبُها الحدّ، فإنّ زنا الإِماء لم یكن عند العرب مَكْروهاً و لا مُنْكَراً، فأَمَرَهم بحَدّ الإماء كما أَمَرَهم بحدّ الحَرائر. و یَثْرِبُ: مدینة سیدنا رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و النَّسَبُ إلیها یَثْرَبِیٌّ و یَثْرِبِیٌّ و أَثْرَبِیٌّ و أَثرِبِیٌّ، فتحوا الراء استثقالًا لتوالی الكسرات. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه نَهی أَن یقالَ للمدینة یَثْرِبُ، و سماها طَیْبةَ، كَأنه كَرِه الثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ فی كلام العرب. قال ابن الأَثیر: یَثْرِبُ اسم مدینة النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قدیمة، فغَیَّرها و سماها طَیْبةَ و طابةَ كَراهِیةَ التَّثْرِیبِ، و هو اللَّوْمُ و التَعْییر. و قیل: هو اسم أَرضِها؛ و قیل: سمیت باسم رجل من العَمالِقة. و نَصْلٌ یَثْرِبِیٌّ و أَثْرِبِیٌّ، مَنْسوب إلی یَثْربَ. و قوله: و ما هو إلَّا الیَثْرِبِیُّ المُقَطَّعُ زعَم بعضُ الرُّواة أَن المراد بالیثربی السَّهْمُ لا النَّصْلُ، و أَن یَثْرِبَ لا یُعْمَلُ فیها النِّصالُ. قال أَبو حنیفة: و لیس كذلك لأَنّ النِّصالَ تُعملُ بِیَثْرِبَ و بوادی القُری و بالرَّقَمِ و بغَیْرِهِنَّ من
لسان العرب، ج‌1، ص: 236
أَرض الحجاز، و قد ذكر الشعراء ذلك كثیراً. قال الشاعر: و أَثْرَبِیٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ أَی مشدودٌ بالرِّصافِ. و الثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إلا أَنها بِیضٌ. و أَثارِبُ: موضع.

ثرقب؛ ج1، ص: 236

: الثُّرْقُبِیَّةُ و الفُرْقُبِیَّةُ: ثِیابُ كَتَّانٍ بیضٌ، حكاها یعقوب فی البدل، و قیل: من ثیاب مصر. یقال: ثوب ثُرْقُبیٌّ و فُرْقُبِیٌّ.

ثعب؛ ج1، ص: 236

: ثَعَبَ الماءَ و الدَّمَ و نحوَهما یَثْعَبهُ ثَعْباً: فَجَّره، فانْثَعَبَ كما یَنْثَعِبُ الدَّمُ من الأَنْف. قال اللیث: و منه اشْتُقَّ مَثْعَبُ المطَر. و‌فی الحدیث: یجی‌ءُ الشَّهیدُ یومَ القیامةِ، و جُرْحُه یَثْعَبُ دَماً؛ أَی یَجْری. و منه‌حدیث عمر، رضی اللّه عنه: صَلَّی و جُرْحُه یَثْعَب دَماً.و‌حدیث سعدٍ، رضی اللّه عنه: فقَطَعْتُ نَساهُ فانْثَعَبَتْ جَدِّیةُ الدَّمِ، أَی سالَتْ، و یروی فانْبَعَثَتْ. و انْثَعَبَ المطَرُ: كذلك. و ماءٌ ثَعْبٌ و ثَعَبٌ و أُثْعُوبٌ و أُثْعُبانٌ: سائل، و كذلك الدّمُ؛ الأَخیرة مَثَّلَ بها سیبویه و فسرها السیرافی. و قال اللحیانی: الأُثْعُوبُ: ما انْثَعَبَ. و الثَّعْبُ مَسِیلُ الوادی «2»، و الجمع ثُعْبانٌ. و جَری فَمُه ثَعابِیبَ كسَعابِیبَ، و قیل: هو بَدَلٌ، و هو أَن یَجْری منه ماءٌ صافٍ فیه تمَدُّدٌ. و المَثْعَبُ، بالفتح، واحد مَثاعِبِ الحِیاضِ. و انْثَعَبَ الماءُ: جَری فی المَثْعَبِ. و الثَّعْبُ و الوَقیعةُ و الغَدیر كُلُّه من مَجامع الماء. و قال اللیث: و الثَّعْبُ الذی یَجْتَمعُ فی مَسیلِ المطر من الغُثاء. قال الأَزهری: لم یُجَوِّد اللیث فی تفسیر الثَّعْبِ، و هو عندی المَسِیلُ نفسُه، لا ما یجتمع فی المَسِیل من الغُثاء. و الثُّعْبانُ: الحَیَّةُ الضَّخْمُ الطویلُ، الذكرُ خاصّةً. و قیل: كلُّ حَیَّةٍ ثُعْبانٌ. و الجمع ثَعابینُ. و قوله تعالی: فَأَلْقیٰ عَصٰاهُ فَإِذٰا هِیَ ثُعْبٰانٌ مُبِینٌ*؛ قال الزجاج: أَراد الكبیرَ من الحَیَّاتِ، فإن قال قائل: كیف جاء فَإِذٰا هِیَ ثُعْبٰانٌ مُبِینٌ. و فی موضع أخر: تَهْتَزُّ كَأَنَّهٰا جَانٌّ*؛ و الجانُّ: الصغیرُ من الحیّات. فالجواب فی ذلك: أَنّ خَلْقَها خَلْقُ الثُّعبانِ العظیمِ، و اهْتِزازُها و حَرَكَتُها و خِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ و خِفَّتِه. قال ابن شمیل: الحَیَّاتُ كلها ثُعْبانٌ، الصغیر و الكبیر و الإِناث و الذُّكْرانُ و قال أَبو خَیْرة: الثعبانُ الحَیَّةُ الذكَر. و نحو ذلك قال الضحاك فی تفسیر قوله تعالی: فَإِذٰا هِیَ ثُعْبٰانٌ مُبِینٌ*. و قال قطرب: الثُّعبانُ الحَیّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ، و هو من أَعظمِ الحَیّات. و قال شمر: الثُّعبانُ من الحَیّاتِ ضَخْمٌ عظیم أَحمر یَصِیدُ الفأْر. قال: و هی ببعض المواضع تُسْتَعار للفَأْر، و هو أَنفَعُ فی البَیْتِ من السَّنانِیر. قال حمید بن ثور: شَدِیدٌ تَوَقِّیهِ الزِّمامَ، كَأَنما نَری، بتَوَقِّیهِ الخِشاشةَ، أَرْقَمَا فلمّا أَتَتْه أَنْشَبَتْ فی خشاشِه زِماماً، كَثُعْبانِ الحَماطةِ، مُحْكَمَا و الأُثْعبانُ: الوَجْهُ الفَخْم فی حُسْن بیَاضٍ. و قیل:
(2). قوله [و الثعب مسیل إلخ] كذا ضبط فی المحكم و القاموس و قال فی غیر نسخة من الصحاح و الثعب بالتحریك مسیل الماء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 237
هو الوَجْهُ الضَّخْم. قال: إنِّی رَأَیتُ أُثْعباناً جَعْدَا، قد خَرَجَتْ بَعْدی، و قَالَتْ نَكْدَا قال الأَزهری: و الأَثْعَبِیُّ الوَجْه الضَخْمُ فی حُسْن و بَیاضٍ. قال: و منهم مَن یقول: وجهٌ أُثْعُبانِیٌّ. ابن الأَعرابی: من أَسماءِ الفأْر البِرُّ و الثُّعْبةُ و العَرِمُ. و الثُّعْبةُ ضَرْبٌ من الوَزَغ تُسمی سامَّ أَبْرَصَ، غیر أَنها خَضْراءُ الرأْس و الحَلْقِ جاحظةُ العینین، لا تَلْقاها أَبداً إلّا فاتِحةً فاها، و هی مِن شَرِّ الدَّوابِّ تَلْدَغُ فلا یَكادُ یَبْرَأُ سَلِیمُها، و جمعها ثُعَبٌ. و قال ابن درید: الثُّعْبةُ دابّةٌ أَغْلَظُ من الوَزَغةِ تَلْسَعُ، و رُبما قَتَلَتْ، و فی المثل: ما الخَوافی كالقِلَبةِ، و لا الخُنَّازُ كالثُّعَبةِ. فالخَوافی: السَّعَفاتُ اللّواتی یَلِینَ القِلَبةَ. و الخُنَّازُ: الوَزَغةُ. و رأَیت فی حاشیة نسخة من الصحاح موثوق بها ما صورته: قال أَبو سهل: هكذا وجدته بخط الجوهریّ الثُّعْبة، بتسكین العین. قال: و الذی قرأْته علی شیخی، فی الجمهرة، بفتح العین. و الثُّعْبةُ نبتةٌ «1» شَبِیهة بالثُّعْلةِ إلا أَنها أَخْشَن ورقاً و ساقُها أَغْبَرُ، و لیس لها حَمْل، و لا مَنْفعةَ فیها، و هی من شجر الجبل تَنْبُت فی مَنابِت الثُّوَعِ، و لها ظِلٌّ كَثِیفٌ، كلُّ هذا عن أَبی حنیفة. و الثَّعْبُ: شجر، قال الخلیل: الثُّعْبانُ ماء، الواحد ثَعْبٌ. و قال غیره: هو الثَّغْبُ، بالغین المعجمة.

ثعلب؛ ج1، ص: 237

: الثَّعْلَبُ من السبِّاع مَعروفة، و هی الأُنثی، و قیل الأُنثی ثَعْلبةٌ و الذكر ثَعْلَبٌ و ثُعْلُبانٌ. قال غاوِی بن ظالِم السُّلَمِیّ، و قیل هو لأَبی ذر الغفاری، و قیل هو لعَبَّاس بن مِرْداس السُلَمی، رضی اللَّه عنهم: أَ رَبٌّ یَبُولُ الثُّعْلبانُ برَأْسِه، لَقَدْ ذَلَّ مَن بالَتْ علیهِ الثَّعالِبُ «2» الأَزهری: الثَّعْلَبُ الذكرُ، و الأُنثی ثُعالةٌ، و الجمع ثَعَالِبُ و ثَعالٍ. عن اللحیانی: قال ابن سیدة و لا یُعْجِبُنی قوله، و أَما سیبویه فإِنه لم یجز ثَعالٍ إِلّا فی الشعر كقول رجل من یَشْكُرَ: لهَا أَشارِیرُ مِنْ لَحْمٍ، تُتَمِّرهُ، مِنَ الثَّعالی، و وَخْزٌ مِن أَرانِیها و وجَّهَ ذلك فقال: إِن الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ إِلی الیاء أَبْدلَها مَكانَ الباءِ كما یُبْدِلُها مكانَ الهمزة. و أَرضٌ مُثَعْلِبةٌ، بكسر اللام: ذاتُ ثَعالِبَ. و أَما قَولُهم: أَرضٌ مَثْعَلةٌ، فهو من ثُعالةَ، و یجوز أَیضاً أَن یكون من ثَعْلَبَ، كما قالوا مَعْقَرةٌ لأَرض كثیرة العَقاربِ. و ثَعْلَبَ الرَّجلُ و تَثَعْلَبَ: جَبُنَ و راغَ، علی التَّشْبِیه بعَدْوِ الثَّعْلَب. قال: فَإِنْ رَآنی شاعِرٌ تَثَعْلبَا «3» و ثَعْلَبَ الرَّجلُ من آخَر فَرَقاً. و الثَّعْلَبُ: طَرَفُ الرُّمْح الداخِلُ فی جُبَّةِ
(1). قوله [و الثعبة نبتة إلخ] هی عبارة المحكم و التكملة لم یختلفا فی شی‌ء إلا فی المشبه به فقال فی المحكم شبیهة بالثعلة و فی التكملة بالثوعة. (2). 1 قوله" أرب إلخ" كذا استشهد الجوهری به علی قوله و الذكر ثعلبان، و قال الصاغانی و الصواب فی البیت الثعلبان تثنیة ثعلب. (3). قوله" فإن رآنی" فی التكملة بعده: و إن حداه الحین أو تذایله
لسان العرب، ج‌1، ص: 238
السِّنانِ. و ثَعْلَبُ الرُّمْحِ: ما دَخَلَ فی جُبَّةِ السِّنان منه. و الثَّعْلَبُ: الجُحْرُ الذی یَسِیلُ منه ماءُ المطر. و الثَّعْلَبُ: مَخْرَجُ الماءِ من جَرِینِ التمر. و قیل: إِنه إِذا نُشِرَ التَّمْر فی الجَرِینِ، فَخشُوا علیه المطَر، عَمِلُوا له جُحْراً یَسِیلُ منه ماءُ المطر، فاسم ذلك الجُحْر الثَّعْلَبُ، و الثَّعْلَبُ: مَخْرَج الماءِ من الدِّبارِ أَو الحَوْضِ. و‌فی الحدیث: أَن النبیَّ، صلی اللَّه علیه و سلم، اسْتَسْقَی یَوْماً و دَعا فقامَ أَبو لُبَابَة فقال: یا رسولَ اللَّهِ إِنَّ التمرَ فی المَرابِدِ، فقال رسولُ اللَّهِ، صلی اللَّهُ علیه و سلم: اللهم اسْقِنا حتی یَقُومَ أَبُو لُبابةَ عُریاناً یَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإِزارِه أَو رِدائِه. فَمُطِرْنا حتی قامَ أَبو لُبابةَ عُرْیاناً یَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبدِه بإِزارِه.و المِربَدُ: موضع یُجَفَّفُ فیه التمرُ. و ثَعْلبُه: ثَقْبُه الذی یَسِیلُ منه ماءُ المطَر. أَبو عمرو: الثَّعلَب أَصْلُ الراكُوب فی الجِذْع من النَّخْل. و قال فی موضع آخر: هو أَصْلُ الفَسِیلِ إِذا قُطِع من أُمِّه. و الثَّعْلَبةُ: العُصْعُصُ. و الثَّعْلَبةُ: الاسْتُ. و داءُ الثَّعْلَبِ: عِلَّةٌ مَعْرُوفةٌ یَتناثَرُ منها الشعَرُ. و ثَعْلَبة: اسم غلب علی القَبیلة. و الثَّعْلَبتان: ثَعْلبةُ بن جَدْعاءَ بن ذُهْلِ بن رُومانَ ابن جُنْدَبِ بن خارِجةَ بن سَعْدِ بن فُطْرةَ بن طَیِّی‌ءٍ، و ثَعْلبةُ بن رُومانَ بن جُنْدَبٍ. قال عَمرو بن مِلْقَط الطائی من قصیدة أَوَّلها: یا أَوسُ، لَوْ نالَتْكَ أَرْماحُنا، كُنْتَ كَمَنْ تَهْوی به الهاوِیَهْ یَأْبی لِیَ الثَّعْلَبَتانِ الَّذی قال خُباجُ الأَمَةِ الرَّاعِیَهْ الخُباجُ: الضُّراط، و أَضافَه إِلی الأَمَةِ لیكون أَخَسَّ لها، و جَعَلها راعِیةً لكونها أَهْوَنَ من التی لا تَرْعَی. و أُمُّ جُنْدَب: جَدِیلةُ بنتُ سُبَیْعِ بن عَمرو من حِمْیَر، و إِلیها یُنْسَبون. و الثَّعالِبُ قَبائِلُ من العَرَبِ شَتَّی: ثَعْلَبةُ فی بنی أَسَدٍ، و ثَعْلَبةُ فی بنی تَمِیمٍ، و ثَعْلَبةُ فی طیی‌ءٍ، و ثَعْلَبةُ فی بنی رَبِیعةَ. و قول الأَغلب: جاریةٌ من قَیْسٍ ابنِ ثعْلَبَهْ، كَرِیمةٌ أَنْسابُها و العَصَبَهْ «1» إِنما أَرادَ من قَیْسِ بن ثَعْلبةَ، فاضْطُرَّ فأَثبت النون. قال ابن جنی: الذی أُری أَنه لم یُرد فی هذا البیت و ما جَری مَجْراه أَن یُجْرِیَ ابناً وَصْفاً علی ما قبله، و لو أَراد ذلك لَحَذف التنوین، و لكنَّ الشاعر أَراد أَن یُجْرِیَ ابناً علی ما قَبْلَه بدلًا منه، و إِذا كان بدلًا منه لم یُجعل معه كالشی‌ء الواحد، فوجَب لذلك أَن یُنْوی انْفِصالُ ابن مما قبله، و إِذا قُدِّر بذلك، فقد قام بنفسه و وجَبَ أَن یُبْتَدأَ، فاحتاج إِذاً إِلی الأَلِفِ لئلا یلزم الابتداءُ بالساكن، و علی ذلك تقول: كَلَّمت زیداً ابن بكر، كأَنك تقول كلَّمت زیداً كلَّمت ابن بكر، لأَن ذلك حكم البَدَل، إِذ البَدَلُ فی التقدیر من جملة ثانیة غیر الجملة التی. المُبْدَلُ منه منها، و القول الأَوّل مذهب سیبویه. و ثُعیلِبات: موضع. و الثَّعْلَبِیَّةُ: أَن یَعْدُوَ الفرسُ عَدْوَ الكلب. و الثَّعْلَبِیَّةُ: موضع بطریق مكة.
(1). قوله" أنسابها" فی المحكم أخوالها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 239

ثغب؛ ج1، ص: 239

: الثَّغْبُ و الثَّغَبُ، و الفتح أَكثر: ما بَقِیَ من الماء فی بطنِ الوادی، و قیل: هو بَقِیَّةُ الماءِ العَذْبِ فی الأَرض، و قیل: هو أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ المَسایِلُ من عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ القُبورِ و الدِّبار، فیَمْضی السَّیْلُ عنها، و یُغَادِرُ الماءَ فیها، فتُصَفِّقُه الرِّیحُ و یَصْفُو و یَبْرُد، فلیس شی‌ءٌ أَصْفَی منه و لا أَبْرَدَ، فسُمِّیَ الماءُ بذلك المكانِ. و قیل: الثَّغَبُ الغَدِیرُ یكون فی ظلِّ جَبَل لا تُصِیبُه الشمس، فیَبْرُد ماؤُه، و الجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ و شِبْثانٍ، و ثُغْبانٌ مثل حَمَل و حُمْلان. قال الأَخطل: و ثالثةٍ من العَسَل المُصَفَّی، مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح و منهم من یرویه «1» بثُغْبانٍ، بضم الثاء، و هو علی لغة ثَغْبٍ، بالإِسكان، كعَبْدٍ و عُبْدانٍ. و قیل: كلُّ غَدِیرٍ ثَغْبٌ، و الجمع أَثْغابٌ و ثِغابٌ. اللیث: الثَّغَبُ ماءٌ، صار فی مُسْتَنْقَعٍ، فی صَخْرَةٍ أَو جَهْلةٍ، قلیلٌ. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللَّه عنه: ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنیا إِلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه و بَقِیَ كَدَرُه.أَبو عبید: الثَّغْبُ، بالفتح و السكون: المُطْمَئِنُّ من المواضع فی أَعلی الجبل، یَسْتَنْقِعُ فیه ماءُ المطر. قال عَبیدٌ: و لقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها ثَغْبٌ، یُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ و قیل: هو غَدیرٌ فی غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو علی صَخْرة، و یكون قلیلًا. و‌فی حدیث زیاد: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ.و قال ابن الأَعرابی: الثَّغَبُ ما استَطال فی الأَرض مما یَبْقَی من السَّیْل، إِذا انْحَسَر یَبْقَی منه فی حَیْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ. قال: و اضْطُرَّ شاعر إِلی إِسكان ثانِیه، فقال: و فی یَدی، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ، أَنِّی بِحَیْثُ یَهُوسُ اللَّیْثُ و النَّمِرُ شَبَّه السیفَ بذلك الماءِ فی رِقَّتِه و صفَائه، و أَراد لأَنی. ابن السكیت: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه المَسایِلُ من عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، و المكانُ ثَغْبٌ، و هما جمیعاً ثَغْبٌ و ثَغَبٌ. قال الشاعر: و ما ثَغَبٌ، باتَت تُصَفِّقُه الصَّبا، قَرارةَ نِهْیٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ و الثَّغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، و الجمعُ ثُغْبَانٌ. و أَنشد ابن سیدة بیت الأَخطل: بثُغْبان البطاح. ابن الأَعرابی، الثُغْبان: مَجاری الماءِ، و بین كلِّ ثَغْبَیْنِ طَریقٌ، فإذا زادتِ المِیاهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ، و أَنشد: مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ

ثغرب؛ ج1، ص: 239

: الثِّغْرِبُ: الأَسنان الصُّفْر. قال: و لا عَیْضَموزٌ تُنْزِرُ الضَّحْكَ، بَعْدَ ما جَلَتْ بُرْقُعاً عن ثِغْرِبٍ مُتناصِلِ

ثقب؛ ج1، ص: 239

: اللیث الثَّقْبُ مصدر ثَقَبْتُ الشی‌ءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً. و الثَّقْبُ: اسم لما نفَذ. الجوهری: الثَّقْبُ، بالفتح، واحد الثُّقُوبِ. غیره: الثَّقْبُ: الخَرْقُ النافِذُ، بالفتح، و الجمع أَثْقُبٌ و ثُقُوبٌ. و الثُّقْبُ، بالضم: جمع ثُقْبةٍ. و یُجمع أَیضاً
(1) قوله" و منهم من یرویه إلخ" هو ابن سیدة فی محكمه كما یأتی التصریح به بعد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 240
عَلی ثُقَبٍ. و قد ثَقَبَه یَثْقُبه ثَقْباً و ثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد للكثرة، و تَثَقَّب و تَثَقَّبَه كثَقَبَه. قال العجاج: بِحَجِناتٍ یَتَثَقَّبْن البُهَرْ و دُرٌّ مُثَقَّبٌ أَی مَثْقوبٌ. و المِثْقَبُ: الآلةُ التی یُثْقَبُ بها. و لُؤْلُؤاتٌ مثَاقِیبُ، واحدها مَثْقُوبٌ و المُثَقِّبُ، بكسر القاف: لقب شاعر من عبد القَیْسِ معروف، سُمی به لقوله: ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ، و سَدَلْنَ رَقْماً، و ثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُیُونِ و اسمه عائذ بن مِحْصَنٍ العَبْدی. و الوصاوِصُ جمع وَصْوَصٍ، و هو ثَقْبٌ فی السِّتْر و غیره علی مِقْدار العَیْن، یُنْظَر منه. و ثَقَّبَ عُودَ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فإذا اسْوَدَّ شیئاً قیل: قد قَمِلَ؛ فإذا زاد قلیلًا قیل: قد أَدْبی، و هو حینئذ یَصْلُح أَن یُؤكل؛ فإذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قیل: قد أَخْوَصَ. و تَثَقَّبَ الجِلْدُ إذا ثَقَّبَه الحَلَمُ. و الثُّقُوب: مصدر النارِ الثاقبةِ. و الكَوْكَبُ الثاقِبُ: المُضِی‌ءُ. و تَثْقِیبُ النار: تَذْكِیَتُها. و ثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً و ثَقابةً: اتَّقَدَتْ. و ثَقَّبَها هو و أَثْقَبها و تَثَقَّبها. أَبو زید: تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، و أُثْقِبُها إثْقاباً، و ثَقَّبْتُ بها تَثْقِیباً، و مَسَّكْتُ بها تَمْسِیكاً، و ذلك إذا فَحَصْت لها فی الأَرض ثم جَعَلْت علیها بَعَراً و ضِراماً، ثم دَفَنْتَها فی التراب. و یقال: تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حین تَقْدَحُها. و الثِّقابُ و الثَّقُوب: ما أَثْقَبَها به و أَشْعَلَها به من دِقاقِ العِیدان. و یقال: هَبْ لی ثَقُوباً أَی حُرَاقاً، و هو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَی أَوقَدْتَها به. و یقال: ثَقَبَ الزَّنْدُ یَثْقُب ثُقُوباً إذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ. و أَثْقَبْتُها أَنا إثقاباً. و زَنْدٌ ثاقِبٌ: و هو الذی إذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه. و شِهابٌ ثاقِبٌ أَی مُضِی‌ءٌ. و ثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضاء. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الطّٰارِقُ النَّجْمُ الثّٰاقِبُ. قال الفرَّاء: الثّٰاقِبُ المُضِی‌ءُ؛ و قیل: النَّجْمُ الثّٰاقِبُ زُحَلُ. و الثاقِبُ أَیضاً: الذی ارتفع علی النجوم، و العرب تقول للطائر إذا لَحِقَ بِبَطْن السماء: فقد ثَقَبَ، و كلُّ ذلك قد جاءَ فی التفسیر. و العرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَی أَضِئْها للمُوقِد. و‌فی حدیث الصّدّیق، رضی اللّه عنه: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَی أَوضَحُهم و أَنوَرُهم. و الثَّاقِبُ: المُضِی‌ءُ، و منه‌قَولُ الحجاج لابن عباس، رضی اللّه عنهما: إنْ كان لَمِثْقَباً‌أَی ثاقِبَ العِلْم مُضِیئَه. و المِثْقَبُ. بكسر المیم: العالِمُ الفَطِنُ. و ثَقَبتِ الرائحةُ: سَطَعَتْ و هاجَتْ. و أَنشد أَبو حنیفة: بِریحِ خُزامَی طَلَّةٍ مِن ثِیابِها، و مِنْ أَرَجٍ من جَیِّد المِسْكِ، ثاقِبْ اللیث: حَسَبٌ ثاقِبٌ إذا وُصِفَ بشُهْرَتِه و ارْتِفاعِه. الأَصمعی: حَسَبٌ ثاقِبٌ: نَیِّر
لسان العرب، ج‌1، ص: 241
مُتَوَقِّدٌ، و عِلمٌ ثاقبٌ، منه. أَبو زید: الثَّقِیبُ من الإِبل الغَزِیرةُ اللبنِ. و ثَقبتِ الناقةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً، و هی ثاقِبٌ: غَزُرَ لَبنُها، علی فاعل. و یقال: إِنها لثَقِیبٌ مِن الإِبل، و هی التی تُحالِبُ غِزارَ الإِبل، فَتَغْزُرُهنَّ. و ثَقَبَ رأْیُه ثُقُوباً: نَفَذَ. و قولُ أَبی حَیّةَ النُّمَیْری: و نَشَّرْتُ آیاتٍ عَلَیْهِ، و لَمْ أَقُلْ مِنَ العِلْمِ، إلّا بالّذِی أَنا ثاقِبُهْ أراد ثاقِبٌ فیه فحَذَف، أَو جاءَ به علی: یا سارِقَ اللیلةِ. و رجل مِثْقَبٌ: نافِذُ الرَّأْی، و أُثْقُوبٌ: دَخَّالٌ فی الأَمُور. و ثَقَّبَه الشَّیْبُ و ثَقَّبَ فیه، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: ظَهَرَ علیه، و قیل: هو أَوَّلُ ما یَظْهَرُ. و الثَّقِیبُ و الثَّقِیبةُ: الشَّدِیدُ الحُمْرة من الرِّجال و النساء، و المصدر الثَّقابةُ. و قد ثَقَبَ یَثْقُبُ. و المِثْقَبُ: طریق فی حَرّةٍ و غَلْظٍ، و كان فیما مَضی طَریقٌ بین الیَمامةِ و الكُوفة یُسمَّی مِثْقَباً: و ثُقَیْبٌ: طَرِیقٌ بِعَیْنِه، و قیل هو ماء، قال الراعی: أَجَدَّتْ مَراغاً كالمُلاءِ و أَرْزَمَتْ بِنَجْدَیْ ثُقَیْبٍ، حَیْثُ لاحَتْ طَرائِقُهْ التهذیب: و طَریقُ العراق من الكوفة إلی مكة یقال له مِثْقَبٌ. و یَثْقُبُ: موضع بالبادِیة.

ثلب؛ ج1، ص: 241

: ثَلَبَه یَثْلِبُه ثَلْباً: لامَه و عابَه و صَرَّحَ بالعیب و قالَ فیه و تَنَقَّصَه. قال الراجز: لا یُحْسِنُ التَّعْرِیضَ إلّا ثَلْبا غیره: الثَّلْبُ: شِدّةُ اللَّوْمِ و الأَخْذُ باللِّسان، و هو المِثْلَبُ یَجْری فی العُقُوباتِ، و الثَّلْب. و مَثَل: لا یُحْسِنُ التَّعْرِیضَ إلَّا ثلابا «2». و المَثالِبُ منه. و المَثالِبُ: العُیُوبُ، و هی المَثْلَبةُ و المَثْلُبةُ. و مثالِبُ الأَمِیرِ و القاضی: مَعایِبُه و رَجلٌ ثِلْبٌ و ثَلِبٌ: مَعِیبٌ. و ثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْباً: طرَدَهُ. و ثَلَبَ الشی‌ءَ: قَلَبَه. و ثَلَبَه كَثَلَمَه علی البدل. و رمْحٌ ثَلِبٌ: مَتَثَلِّمٌ. قال أَبو العِیال الهُذَلِی: و قد ظَهَرَ السَّوابِغُ فِیهِمُ و البَیْضُ و الیَلَبُ و مُطَّرِدٌ. مِنَ الخَطِّیِّ، لا عارٍ، و لا ثَلِبُ الیَلَبُ: الدُّرُوعُ المَعْمُولةُ مِنْ جلود الإِبل، و كذلك البَیْضُ تُعْمَلُ أَیضاً من الجُلود. و قوله: لا عارٍ أَی لا عارٍ مِنَ القِشْر و منه امْرأَةٌ ثالبَةُ الشَّوَی أَی مُتَشَقِّقةُ القَدَمَیْنِ، قال جریر: لَقَدْ ولَدَتْ غَسَّانَ ثالِبةُ الشَّوَی، عَدُوسُ السُّرَی، لا یَعْرِفُ الكَرْمَ جِیدُها و رجل ثِلْبٌ: مُنْتَهی الهَرَمِ مُتَكَسِّرُ الأَسْنانِ،
(2). قوله [إلا ثلابا] كذا فی النسخ فإن یكن ورد ثالب فهو مصدره و إلا فهو تحریف و یكون الصواب ما تقدم أعلاه كما فی المیدانی و الصحاح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 242
و الجمع أَثْلابٌ، و الأُنثی ثِلْبةٌ، و أَنكرها بعضُهم، و قال: إنما هی ثِلْبٌ. و قد ثَلَّبَ تَثْلِیباً. و الثِّلْبُ: الشَّیخ، هُذَلِیَّةٌ. قال ابن الأَعرابی: هو المُسِنُّ، و لم یَخُصَّ بهذه اللغة قَبِیلةً من العرب دون أُخری. و أَنشد: إمَّا تَرَیْنِی الیَوْمَ ثِلْباً شاخِصاً الشاخِصُ الذی لا یُغِبُّ الغَزْوَ. و بعیر ثِلْبٌ إذا لم یُلْقِحْ. و الثِّلْبُ، بالكسر: الجمل الذی انْكَسَرَتْ أنیابُه مِن الهَرَمِ، و تَناثَر هُلْبُ ذَنَبِه، و الأُنثی ثِلْبةٌ، و الجمع ثِلَبةٌ، مثلُ قِرْدٍ و قِرَدةٍ. تقول منه: ثَلَّبَ البعیرُ تَثْلِیباً، عن الأَصمعی قاله فی كتاب الفَرْق؛ و‌فی الحدیث: لهم من الصَّدَقةِ الثِّلْبُ و النَّابُ.الثِّلْبُ من ذُكور الإِبل: الذی هَرِمَ و تكسَّرَتْ أَسنانُه. و النابُ: المُسِنَّةُ من إناثِها، و منه‌حدیث ابن العاص كتب إلی معاویةَ رضی اللّه عنهما: إنك جَرَّبْتَنی فوجَدْتَنی لستُ بالغُمْرِ الضَّرَعِ و لا بالثِّلْبِ الفانی.الغُمْرُ: الجاهلُ. و الضَّرَعُ: الضعیف. وَ ثَلِبَ جِلْدُه ثَلَباً، فهو ثَلِبٌ، إذا تَقَبَّض. و الثَّلِیبُ: كَلأُ عامَیْنِ أَسْوَدُ، حكاه أَبو حنیفة عن أَبی عمرو، و أَنشد: رَعَیْنَ ثَلِیباً ساعةً، ثم إنَّنا قَطَعْنا علَیْهِنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسا و الإِثْلِبُ و الأَثْلَبُ: التُّرابُ و الحجارة. و فی لغةٍ: فَتاتُ الحِجارةِ و الترابُ. قال شمر: الأَثْلَبُ، بلغة أَهل الحجاز: الحَجَر، و بلغة بنی تمیم: التراب. و بفیه الإِثْلِبُ، و الكلامُ الكثیر الأَثْلَبُ، أَی الترابُ و الحجارة. قال: و لكِنَّما أُهْدی لقَیْسٍ هَدِیَّةً، بِفِیَّ، مِن إهْداها لَه، الدَّهْرَ، إثْلِبُ بِفِیَّ متصل بقوله أُهْدی ثم استأْنف، فقال له: الدهرَ، إثْلِبُ، من إهدائی إیاها. و قال رؤبة: و إنْ تُناهِبْهُ تَجِدْه مِنْهَبا، تَكْسُو حُروفَ حاجِبَیْه الأَثْلَبا أَراد تُناهِبْه العَدْوَ، و الهاء للعَیر، تَكْسُو حُروفَ حاجِبَیْه الأَثْلَبَ، و هو التراب تَرمی به قوائمُها علی حاجبَیْه. و حكی اللحیانی: الإِثْلِبَ لكَ و الترابَ. قال: نصبوه كأَنَّه دعاء، یرید: كأَنه مصْدَرٌ مَدْعُوٌّ به، و إن كان اسماً كما سنذكره لك فی الحِصْحِصِ و التُّراب، حین قالوا: الحِصْحِصَ لك و الترابَ لك. و‌فی الحدیث: الوَلَدُ للفِراش و للعاهِر الإِثْلِبُ.الإِثْلِبُ بكسر الهمزة و اللام و فتحهما و الفتح أَكثر: الحجر. و العاهرُ: الزانی. كما‌فی الحدیث الآخر: و للعاهِرِ الحجَرُ، قیل: معناه الرَّجْمُ، و قیل: هو كنایةٌ عن الخَیْبةِ، و قیل: الأَثْلَبُ: الترابُ، و قیل: دُقاقُ الحِجارة، و هذا یُوَضِّحُ أَن معناه الخَیْبةُ إذ لیس كل زانٍ یُرْجَمُ، و همزته زائدة. و الأَثْلَمُ، كالأَثْلَبِ، عن الهجَریّ. قال: لا أَدْری أَ بَدَلٌ أَم لغة. و أَنشد: أَحْلِفُ لا أُعْطِی الخَبیثَ دِرْهَما، ظُلْماً، و لا أُعْطِیهِ إلّا الأَثْلَما و الثَّلِیبُ: القَدِیمُ من النَّبْتِ. و الثَّلِیبُ: نَبْتٌ و هو مِن نَجِیلِ السِّباخِ، كلاهما عن كراع. و الثِّلْبُ: لَقَبُ رَجل.لسان العرب، ج‌1، ص: 243
و الثَّلَبُوتُ: أَرضٌ. قال لبید: بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ، یَرْبَأُ، فَوْقَها، قَفْرَ المَراقِبِ، خَوْفُها آرامُها و قال أَبو عبید: ثَلَبُوتٌ: أَرض، فأسقط منه الأَلف و اللام و نوّن، ثم قال: أرضٌ و لا أَدری كیف هذا. و الثَّلَبُوتُ: اسم وادٍ بین طَیِّئٍ و ذُبْیانَ.

ثوب؛ ج1، ص: 243

: ثابَ الرَّجُلُ یَثُوبُ ثَوْباً و ثَوَباناً: رجَع بعد ذهابه. و یقال: ثابَ فلان إلی اللّه، و تابَ، بالثاء و التاء، أَی عادَ و رجعَ إلی طاعته، و كذلك أَثابَ بمعناه. و رجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنیبٌ، بمعنی واحد. و رجل ثَوّابٌ: للذی یَبِیعُ الثِّیابَ. و ثابَ الناسُ: اجْتَمَعُوا و جاؤوا. و كذلك الماءُ إذا اجْتَمَعَ فی الحَوْضِ. و ثابَ الشی‌ءُ ثَوْباً و ثُؤُوباً أَی رَجَعَ. قال: وزَعْتُ بِكالهِراوةِ أعْوَجِیٍّ، إذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَی وَثابا و یروی وِثابا، و هو مذكور فی موضعه. و ثَوَّبَ كثابَ. أَنشد ثعلب لرجل یصف ساقِیَیْنِ: إذا اسْتَراحا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبا و الثَّوابُ: النَّحْلُ لأَنها تَثُوبُ. قالَ ساعِدةُ بن جُؤَیَّةَ: من كل مُعْنِقَةٍ و كُلِّ عِطافةٍ منها، یُصَدِّقُها ثَوابٌ یَرْعَبُ و ثابَ جِسْمُه ثَوَباناً، و أَثابَ: أَقْبَلَ، الأَخیرة عن ابن قتیبة. و أَثابَ الرَّجلُ: ثابَ إلیه جِسْمُه و صَلَح بَدَنُهُ. التهذیب: ثابَ إلی العَلِیلِ جِسْمُه إذا حسُنَتْ حالُه بعْدَ تَحوُّلِه و رجَعَتْ إلیه صِحَّتُه. و ثابَ الحَوْضُ یَثُوبُ ثَوْباً و ثُؤُوباً: امْتَلأَ أَو قارَبَ، و ثُبةُ الحَوْض و مَثابُه: وَسَطُه الذی یَثُوبُ إلیه الماءُ إذا اسْتُفرِغَ حُذِفَتْ عَینُه. و الثُّبةُ: ما اجْتَمع إلیه الماءُ فی الوادی أَو فی الغائِط. قال: و إنما سمیت ثُبةً لأَن الماءَ یَثُوبُ إلیها، و الهاء عوض من الواو الذاهبة من عین الفعل كما عوّضوا من قولهم أَقام إقامةً، و أَصله إقْواماً. و مَثابُ البئر: وَسَطها. و مَثابُها: مقامُ السَّاقی من عُرُوشها علی فَم البئر. قال القطامی یصف البِئر و تَهَوُّرَها: و ما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِیَّةٌ، إذا اسْتُلَّ، مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ، الدَّعائمُ و مَثابَتُها: مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها. و مَثابَتُها: ما أَشْرَفَ من الحجارة حَوْلَها یَقُوم علیها الرَّجل أَحیاناً كی لا تُجاحِفَ الدَّلْوَ الغَرْبَ، و مَثابةُ البِئْرِ أَیضاً: طَیُّها، عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: لا أَدری أَ عَنَی بطَیّها موضِعَ طَیِّها أَم عَنی الطَّیَّ الذی هو بِناؤُها بالحجارة. قال: و قَلَّما تكون المَفْعَلةُ مصدراً. و ثابَ الماءُ: بَلَغ إلی حاله الأَوّل بعد ما یُسْتَقَی. التهذیب: و بِئْرٌ ذاتُ ثَیِّبٍ و غَیِّثٍ إذا اسْتُقِیَ منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَر. و ثَیّبٌ كان فی الأَصل ثَیْوِبٌ. قال: و لا یكون الثُّؤُوبُ أَوَّلَ الشی‌ءِ حتی یَعُودَ مَرَّةً بعد أُخری. و یقال: بِئْر لها ثَیْبٌ أَی یَثُوبُ الماءُ فیها. و المَثابُ: صَخْرة یَقُوم السَّاقی علیها یثوب إلیها الماء،
لسان العرب، ج‌1، ص: 244
قال الراعی: مُشْرفة المَثاب دَحُولا. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول: الكَلأُ بمَواضِعِ كذا و كذا مثل ثائِبِ البحر: یَعْنُون أَنه غَضٌّ رَطْبٌ كأَنه ماءُ البحر إذا فاضَ بعد جزْرٍ. و ثابَ أَی عادَ و رَجَع إلی مَوْضِعِه الذی كان أَفْضَی إلیه. و یقال: ثابَ ماءُ البِئر إذا عادَتْ جُمَّتُها. و ما أَسْرَعَ ثابَتَها. و المَثابةُ: الموضع الذی یُثابُ إلیه أَی یُرْجَعُ إلیه مرَّة بعد أُخری. و منه قوله تعالی: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً. و إنما قیل للمنزل مَثابةٌ لأَنَّ أَهلَه یَتَصَرَّفُون فی أُمُورهم ثم یَثُوبون إلیه، و الجمع المَثابُ. قال أَبو إسحاق: الأَصل فی مَثابةٍ مَثْوَبةٌ و لكن حركةَ الواو نُقِلَت إلی الثاء و تَبِعَت الواوُ الحركةَ، فانقَلَبَتْ ألفاً. قال: و هذا إعلال باتباع باب ثابَ، و أَصل ثابَ ثَوَبَ، و لكن الواو قُلبت أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها. قال: لا اختلاف بین النحویین فی ذلك. و المَثابةُ و المَثابُ: واحد، و كذلك قال الفرَّاءُ، و أَنشد الشافعی بیت أَبی طالب: مَثاباً لأَفْناءِ القَبائِلِ كلِّها، تَخُبُّ إلیه الیَعْمَلَاتُ الذَّوامِلُ و قال ثعلب: البیتُ مَثابةٌ. و قال بعضهم: مَثُوبةٌ و لم یُقرأ بها. و مَثابةُ الناسِ و مثابُهم: مُجتَمَعُهم بعد التَّفَرُّق. و ربما قالوا لموضع حِبالة الصائد مَثابة. قال الراجز: مَتَی مَتَی تُطَّلَعُ المَثابا، لَعَلَّ شَیْخاً مُهْتَراً مُصابَا یعنی بالشَّیْخِ الوَعِلَ. و الثُّبةُ: الجماعةُ من الناس، من هذا. و تُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبًی، و قد اختلف أَهل اللغة فی أَصلها، فقال بعضهم: هی من ثابَ أَی عادَ و رَجَعَ، و كان أَصلها ثَوُبَةً، فلما ضُمت الثاءُ حُذفت الواو، و تصغیرها ثُوَیْبةٌ. و من هذا أُخذ ثُبةُ الحَوْض. و هو وسَطُه الذی یَثُوب إلیه بَقِیَّةُ الماء. و قوله عز و جل: فَانْفِرُوا ثُبٰاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً. قال الفرّاءُ: معناه فانْفِرُوا عُصَباً، إذا دُعِیتم إلی السَّرایا، أَو دُعِیتم لتَنْفِروا جمیعاً. و روی أَنَّ محمد بن سلام سأَل یونس عن قوله عز و جل: فَانْفِرُوا ثُبٰاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً. قال: ثُبَةٌ و ثُباتٌ أَی فِرْقةٌ و فِرَقٌ. و قال زهیر: و قد أَغْدُو علی ثُبَةٍ كِرامٍ، نَشاوَی، واجِدِینَ لِما نَشاءُ قال أَبو منصور: الثُّباتُ جَماعاتٌ فی تَفْرِقةٍ، و كلُّ فِرْقةٍ ثُبةٌ، و هذا من ثابَ. و قال آخرون: الثُّبةُ من الأَسْماء الناقصة، و هو فی الأَصل ثُبَیةٌ، فالساقط لام الفعل فی هذا القول، و أَما فی القول الأَوّل، فالساقِطُ عین الفعل. و مَن جعل الأَصل ثُبَیةً، فهو من ثَبَّیْتُ علی الرجل إذا أَثْنَیْتَ علیه فی حیاتِه، و تأَوِیلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ، و إنما الثُّبةُ الجماعةُ. و ثاب القومُ: أَتَوْا مُتواتِرِین، و لا یقالُ للواحد. و الثَّوابُ: جَزاءُ الطاعةِ، و كذلك المَثُوبةُ. قال اللّه تعالی: لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ خَیْرٌ. و أَعْطاه ثَوابَه و مَثُوبَتَهُ و مَثْوَبَتَه أَی جَزاءَ ما عَمِلَه. و أَثابَه اللّه ثَوابَه و أَثْوَبَه و ثوَّبَه مَثُوبَتَه: أَعْطاه إیّاها. و فی التنزیل العزیز: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّٰارُ مٰا
لسان العرب، ج‌1، ص: 245
كٰانُوا یَفْعَلُونَ. أَی جُوزُوا. و قال اللحیانی: أَثابَهُ اللّهُ مَثُوبةً حَسَنَةً. و مَثْوَبةٌ، بفتح الواو، شاذ، منه. و منه قراءَةُ مَن قرأَ: لمَثْوَبةٌ من عند اللّه خَیْرٌ. و قد أَثْوَبه اللّهُ مَثْوَبةً حسَنةً، فأَظْهر الواو علی الأَصل. و قال الكلابیون: لا نَعرِف المَثْوَبةَ، و لكن المَثابة. و ثَوَّبه اللّهُ مِن كذا: عَوَّضه، و هو من ذلك. و اسْتَثابَه: سأَله أَن یُثِیبَه. و‌فی حدیث ابن التَّیِّهانِ، رضی اللّه عنه: أَثِیبُوا أَخاكم‌أَی جازُوه علی صَنِیعِهِ. یقال: أَثابَه یُثِیبه إِثابةً، و الاسم الثَّوابُ، و یكون فی الخیر و الشرِّ، إلا أَنه بالخیر أَخَصُّ و أَكثر استِعمالًا. و أَما قوله‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لا أَعرِفَنَّ أَحداً انْتَقَص مِن سُبُلِ الناسِ إلی مَثاباتِهم شیئاً.قال ابن شمیل: إلی مَثاباتِهم إلی مَنازِلهم، الواحد مَثابةٌ، قال: و المَثابةُ المَرْجِعُ. و المَثابةُ: المُجْتمَعُ و المَنْزِلُ، لأَنَّ أَهلَه یَثُوبُون إلیه أَی یرجِعُون. و أَراد عُمر، رضی اللّه عنه، لا أَعْرِفَنَّ أَحداً اقْتَطع شیئاً من طُرُق المسلمین و أَدخله دارَه. و منه‌حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، و قولُها فی الأَحْنَف: أَبی كانَ یَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهِه.و‌فی حدیث عَمْرو بن العاص، رضی اللّه عنه، قِیلَ له فی مَرَضِه الذی مات فیه: كَیْفَ تَجِدُكَ؟ قال: أَجِدُنی أَذُوبُ و لا أَثُوبُ‌أَی أَضْعُفُ و لا أَرجِعُ إلی الصِّحة. ابن الأَعرابی: یقال لأَساس البَیْتِ مَثاباتٌ. قال: و یقال لتُراب الأَساس النَّثِیل. قال: و ثابَ إذا انْتَبَه، و آبَ إذا رَجَعَ، و تابَ إذا أَقْلَعَ. و المَثابُ: طَیُّ الحجارة یَثُوبُ بَعْضُها علی بعض من أَعْلاه إلی أَسْفَله. و المَثابُ: الموضع الذی یَثُوبُ منه الماءُ، و منه بِئْر ما لها ثائِبٌ. و الثَّوْبُ: اللِّباسُ، واحد الأَثْوابِ، و الثِّیابِ، و الجمع أَثْوُبٌ، و بعض العرب یهمزه فیقول أَثْؤُبٌ، لاستثقال الضمة علی الواو، و الهمزةُ أَقوی علی احتمالها منها، و كذلك دارٌ و أَدْؤُرٌ و ساقٌ و أَسْؤُقٌ، و جمیع ما جاءَ علی هذا المثال. قال معروف بن عبد الرحمن: لكُلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْؤُبا، حتی اكْتَسَی الرأْسُ قِناعاً أَشْیَبا، أَمْلَحَ لا لَذًّا، و لا مُحَبَّبا و أَثْوابٌ و ثِیابٌ. التهذیب: و ثلاثةُ أَثْوُبٍ، بغیر همز، و أَما الأَسْؤُقُ و الأَدْؤُرُ فمهموزان، لأَنَّ صرف أَدْؤُرٍ علی دار، و كذلك أَسْؤُق علی ساقٍ، و الأَثْوبُ حُمِل الصَّرْفُ فیها علی الواو التی فی الثَوْب نَفْسِها، و الواو تحتمل الصرف من غیر انهماز. قال: و لو طرح الهمز من أَدْؤُر و أَسْؤُق لجاز علی أَن تردّ تلك الأَلف إلی أَصلها، و كان أَصلها الواو، كما قالوا فی جماعة النابِ من الإِنسان أَنْیُبٌ، همزوا لأَنَّ أَصل الأَلف فی الناب یاء «3»، و تصغیر نابٍ نُیَیْبٌ، و یجمع أَنْیاباً. و یقال لصاحب الثِّیاب: ثَوَّابٌ. و قوله عز و جل: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ.قال ابن عباس، رضی اللّه عنهما، یقول: لا تَلْبَسْ ثِیابَك علی مَعْصِیةٍ، و لا علی فُجُورِ كُفْرٍ، و احتجَّ بقول الشاعر: إنی بِحَمْدِ اللّهِ، لا ثَوْبَ غادِرٍ لَبِسْتُ، وَ لا مِنْ خَزْیةٍ أَتَقَنَّعُ
(3). قوله [همزوا لأَن أصل الأَلف إلخ] كذا فی النسخ و لعله لم یهمزوا كما یفیده التعلیل بعده.
لسان العرب، ج‌1، ص: 246
و قال أَبو العباس: الثِّیابُ اللِّباسُ، و یقال للقَلْبِ. و قال الفرَّاءُ: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ: أَی لا تكن غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِیابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّیابِ، و یقال: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ. یقول: عَمَلَكَ فأَصْلِحْ. و یقال: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ أَی قَصِّرْ، فإن تَقْصِیرها طُهْرٌ. و قیل: نَفْسَكَ فطَهِّر، و العرب تَكْنی بالثِّیابِ عن النَفْسِ، و قال: فَسُلِّی ثیابی عن ثِیابِكِ تَنْسَلِی و فلان دَنِسُ الثِّیابِ إذا كان خَبیثَ الفِعْل و المَذْهَبِ خَبِیثَ العِرْض. قال إمْرُؤُ القَیْس: ثِیابُ بَنی عَوْفٍ طَهارَی، نَقِیّةٌ، و أَوْجُهُهُمْ بِیضُ المَسافِرِ، غُرّانُ و قال: رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، و لا تَرَی لها شَبَهاً، إلا النَّعامَ المُنَفَّرا. رَمَوْها یعنی الرّكابَ بِأَبْدانِهِم. و مثله قول الراعی: فقامَ إلیها حَبْتَرٌ بِسلاحِه، و للّه ثَوْبا حَبْتَرٍ أَیّما فَتَی یرید ما اشْتَمَل علیه ثَوْبا حَبْتَرٍ من بَدَنِه. و‌فی حدیث الخُدْرِیِّ لَمَّا حَضَره المَوتُ دَعا بِثیابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثم ذكر عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: إن المَیّتَ یُبْعَثُ فی ثِیابِه التی یَموتُ فیها.قال الخطابی: أَما أَبو سعید فقد استعمل الحدیث علی ظاهرهِ، و قد رُوی فی تحسین الكَفَنِ أَحادیثُ. قال: و قد تأَوّله بعضُ العلماء علی المعنی و أَراد به الحالةَ التی یَمُوت علیها من الخَیر و الشرّ و عَمَلَه الذی یُخْتَم له به. یقال فلان طاهِرُ الثیابِ إذا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ و البَراءةِ من العَیْبِ. و منه قوله تعالی: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ. و فلان دَنِسُ الثّیاب إذا كان خَبِیثَ الفعل و المَذْهبِ. قال: و هذا‌كالحدیث الآَخَر: یُبْعَثُ العَبْدُ علی ما مات علیه.قال الهَروِیُّ: و لیس قَولُ من ذَهَبَ به إلی الأَكْفانِ بشی‌ءٍ لأَنَّ الإِنسان إنما یُكَفَّنُ بعد الموت. و‌فی الحدیث: مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللّهُ تعالی ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؛ أَی یَشْمَلُه بالذلِّ كما یشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ یُصَغِّرَه فی العُیون و یُحَقِّرَه فی القُلوب. و الشهرة: ظُهور الشی‌ء فی شُنْعة حتی یُشْهِره الناسُ. و‌فی الحدیث: المُتَشَبِّعُ بما لم یُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَیْ زُورٍ.قال ابن الأَثیر: المُشْكِلُ من هذا الحدیث تثنیة الثوب. قال الأَزهریّ: معناه أَن الرجل یَجعَلُ لقَمیصِه كُمَّیْنِ أَحدُهما فوق الآخر لِیُرَی أَن علیه قَمیصَین و هما واحد، و هذا إنما یكونُ فیه أَحدُ الثَوْبَیْن زُوراً لا الثَوْبانِ. و قیل معناه أَن العرب أَكثر ما كانت تَلْبَسُ عند الجِدَّةِ و المَقْدُرةِ إزاراً و رداءً، و لهذا حین‌سُئل النبی، صلی اللّه علیه و سلم، عن الصلاة فی الثوب الواحد قال: أَ و كُلُّكُم یَجِدُ ثَوْبَیْنِ؟ و فسره عمر، رضی اللّه عنه، بإزارٍ و رِداء، و إزار و قمیص، و غیر ذلك.و روی عن إسحاق بن راهُویه قال: سأَلتُ أَبا الغَمْرِ الأَعرابیَّ، و هو ابنُ ابنةِ ذی الرُّمة، عن تفسیر ذلك، فقال: كانت العربُ إذا اجتَمَعوا فی المحافِلِ كانت لهم جماعةٌ یَلْبَسُ أَحدُهم ثوبین حَسَنَیْن. فإن احتاجوا إلی شَهادةٍ شَهِدَ لهم بِزُور، فیُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَیْهِ، فیقولون: ما أَحْسَنَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 247
ثِیابَه، و ما أَحسنَ هَیْئَتَه، فَیُجیزون شهادته لذلك. قال: و الأَحسن أَن یقال فیه إنَّ المتشبّعَ بما لم یُعْطَ هو الذی یقول أُعْطِیتُ كذا لشی‌ءٍ لم یُعْطَه، فأَمّا أَنه یَتَّصِفُ بصِفاتٍ لیست فیه، یریدُ أَنَّ اللّه تعالی منَحَه إیّاها، أَو یُرید أَنّ بعضَ الناسِ وصَلَهُ بشی‌ءٍ خَصَّه به، فیكون بهذا القول قد جمع بین كذبین أَحدهما اتّصافُه بما لیس فیه، أَو أَخْذُه ما لم یأْخُذْه، و الآخَر الكَذِبُ علی المُعْطِی، و هو اللّهُ، أَو الناسُ. و أَراد بثوبی زُورٍ هذین الحالَیْن اللَّذَیْنِ ارْتَكَبَهما، و اتَّصفَ بهما، و قد سبق أَن الثوبَ یُطلق علی الصفة المحمودة و المذمومة، و حینئذ یصح التشبیه فی التثنیة لأَنه شَبَّه اثنین باثنین، و اللّه أَعلم. و یقال: ثَوَّبَ الدَّاعِی تَثْوِیباً إذا عاد مرَّة بعد أُخری. و منه تَثْوِیبُ المؤذّن إذا نادَی بالأَذانِ للناس إلی الصلاة ثم نادَی بعد التأْذین، فقال: الصلاةَ، رَحمكم اللّه، الصلاةَ، یَدْعُو إلیها عَوْداً بعد بَدْء. و التَّثْوِیبُ: هو الدُّعاء للصلاة و غیرها، و أَصله أَنَّ الرجلَ إذا جاءَ مُسْتَصْرِخاً لوَّحَ بثوبه لِیُرَی و یَشْتَهِر، فكان ذلك كالدُّعاء، فسُمی الدعاء تثویباً لذلك، و كلُّ داعٍ مُثَوِّبٌ. و قیل: إنما سُمِّی الدُّعاء تَثْوِیباً من ثاب یَثُوبُ إذا رجَع، فهو رُجُوعٌ إلی الأَمر بالمُبادرة إلی الصلاة، فإنّ المؤَذِّن إذا قال: حَیَّ علی الصلاة، فقد دَعاهم إلیها، فإذا قال بعد ذلك: الصلاةُ خیرٌ من النَّوْم، فقد رجَع إلی كلام معناه المبادرةُ إلیها. و‌فی حدیث بِلال: أَمرَنی رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَنْ لا أُثَوِّبَ فی شی‌ءٍ من الصلاةِ، إلَّا فی صلاةِ الفجر، و هو قوله: الصلاةُ خیرٌ من النَّوْم، مرتین. و قیل: التَّثْویبُ تثنیة الدعاء. و قیل: التثویب فی أَذان الفجر أَن یقول المؤَذِّن بعد قوله حیّ علی الفلاح: الصلاةُ خیر من النَّوْم، یقولها مرتین، كما یُثوِّب بین الأَذانین: الصلاةَ، رحمكم اللّه، الصلاةَ. و أَصلُ هذا كلِّه من تَثْوِیب الدعاء مرة بعدَ أخری. و قیل: التَّثوِیبُ الصلاةُ بعدَ الفَریضة. یقال: تَثَوَّبت أَی تَطَوَّعْت بعد المكتُوبة، و لا یكون التَّثْوِیبُ إلا بعد المكتوبة، و هو العود للصلاة بعد الصلاة. و‌فی الحدیث: إذا ثُوِّبَ بالصلاة فأْتُوها و علیكم السَّكِینةُ و الوَقارُ.قال ابن الأَثیر: التَّثْویبُ هاهنا إقامةُ الصلاة. و‌فی حدیث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضی اللّه عنها، حین أَرادت الخُروجَ إلی البصرة: إنَّ عَمُودَ الدِّین لا یُثابُ بالنساءِ إنْ مالَ.ترید: لا یُعادُ إلی اسْتِوائه، من ثابَ یَثُوبُ إذا رجَع. و یقال: ذَهَبَ مالُ فلانٍ فاسْتَثابَ مالًا أَی اسْتَرْجَع مالًا. و قال الكمیت: إنّ العَشِیرةَ تَسْتَثِیبُ بمالِه، فتُغِیرُ، و هْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوالَها و قولهم فی المثلِ هو أَطْوَعُ من ثَوابٍ: هو اسم رجل كان یُوصَفُ بالطَّواعِیةِ. قال الأَخفش بن شهاب: و كنتُ، الدَّهْرَ، لَسْتُ أُطِیع أُنْثَی، فَصِرْتُ الیومَ أَطْوَعَ مِن ثَوابِ التهذیب: فی النوادر أَثَبْتُ الثَّوْبَ إثابةً إذا كَفَفْتَ مَخایِطَه، و مَلَلْتُه: خِطْتُه الخِیاطَة الأُولی بغیر كَفٍّ. و الثائبُ: الرّیحُ الشدیدةُ تكونُ فی أَوّلِ المَطَر. و ثَوْبانُ: اسم رجل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 248‌

ثیب؛ ج1، ص: 248

: الثَّیِّبُ من النساءِ: التی تَزَوّجَتْ و فارَقَتْ زَوْجَها بأَیِّ وجْهٍ كان بَعْدَ أَنْ مَسَّها. قال أَبو الهیثم: امرأَةٌ ثَیِّبٌ كانت ذاتَ زَوْج ثم ماتَ عنها زوجُها، أَو طُلِّقت ثم رجَعَتْ إلی النكاح. قال صاحب العین: و لا یقال ذلك للرجل، إلا أَن یقال ولَدُ الثَّیِّبَیْنِ و ولد البِكْرَیْنِ. و جاء‌فی الخبر: الثَّیِّبانِ یُرْجَمانِ، و البِكْرانِ یُجْلَدانِ و یُغَرَّبانِ.و قال الأَصمعی: امرأَة ثَیِّبٌ و رجل ثیّب إذا كان قد دُخِلَ به أَو دُخِلَ بها، الذَّكَرُ و الأُنثی، فی ذلك، سواء. و قد ثُیِّبَتِ المرأَةُ، و هی مُثَیَّبٌ. التهذیب یقال: ثُیِّبَتِ المرأَةُ تَثْیِیباً إذا صارت ثَیِّباً، و جمع الثَّیِّبِ، من النساء، ثَیّباتٌ. قال اللّه تعالی: ثَیِّبٰاتٍ وَ أَبْكٰاراً. و‌فی الحدیث: الثَّیِّبُ بالثیبِ جَلْدُ مائةٍ و رَجْمٌ بالحجارة.ابن الأَثیر: الثَّیِّبُ مَن لیس بِبِكْر. قال: و قد یُطْلَقُ الثَّیِّبُ علی المرأَةِ البالِغةِ، و إن كانت بِكْراً، مَجازاً و اتِّساعاً. قال: و الجمع بین الجَلد و الرَّجْم منسوخ. قال: و أَصل الكلمة الواو، لأَنه من ثابَ یَثُوبُ إذا رَجع كأَنَّ الثَّیِّب بِصَدَد العَوْدِ و الرُّجوع. و ثِیبانُ: اسم كُورة.

فصل الجیم؛ ج1، ص: 248

جأب؛ ج1، ص: 248

: الجَأْبُ: الحِمار الغَلِیظُ من حُمُر الوَحْشِ، یهمز و لا یهمز، و الجمع جُؤُوبٌ. و كاهِلٌ جَأْبٌ: غَلِیظٌ. و خَلْقٌ جَأْبٌ: جافٍ غلیظٌ. قال الراعی: فلم یَبْقَ إلا آلُ كلِّ نَجیبةٍ، لها كاهِلٌ جَأْبٌ، و صُلْبٌ مُكَدَّحُ و الجَأْبُ: المَغَرةُ. ابن الأَعرابی: جَبَأَ و جَأَبَ إذا باعَ الجَأْبَ، و هو المَغَرةُ. و یقال للظَّبْیةِ حین یَطْلُعُ قَرْنُها: جَأَبةُ المِدْرَی، و أَبو عبیدة لا یهمزه. قال بِشْر: تَعَرُّضَ جَأْبةِ المِدْرَی، خَذُولٍ، بِصاحةَ، فی أَسِرَّتِها السَّلامُ و صاحةُ جبلٌ. و السَّلامُ شَجر. و إنما قیل جَأْبةُ المِدْرَی لأَنَّ القَرْنَ أَوَّلَ ما یَطْلُعُ یكونُ غَلِیظاً ثم یَدِقُّ، فنَبَّه بذلك علی صِغَرِ سِنها. و یقال: فلان شَخْتُ الآلِ، جَأْبُ الصَّبْرِ، أَی دقیقُ الشخْصِ غلیظ الصَبْر فی الأُمور. و الجَأْبُ: الكَسْبُ. و جَأَبَ یَجْأَبُ جَأْباً: كسَبَ. قال رؤْبة بن العجاج: حتی خَشِیتُ أَن یكونَ رَبِّی یَطْلُبُنِی، مِنْ عَمَلٍ، بذَنْبِ، و اللّه راعٍ عَمَلِی و جَأْبی و یروی وَاعٍ. و الجَأْبُ: السُّرَّةُ. ابن بُزُرْجَ: جَأْبةُ البَطْنِ و جَبْأَتُه: مَأْنَتُه. و الجُؤْبُ: دِرْعٌ تَلْبَسُه المرأَةُ. و دارةُ الجَأْبِ: موضعٌ، عن كراع. و قول الشاعر: و كأَنّ مُهْری كانَ مُحْتَفِراً، بقَفا الأَسِنَّةِ، مَغْرةَ الجَأْبِ «1» قال: الجَأْبُ ماء لبنی هُجَیم عند مَغْرةَ عندهم.

جأنب؛ ج1، ص: 248

: التهذیب فی الرباعی عن اللیث: رجل جَأْنَبٌ: قصِیرٌ.
(1). قوله [و كأن مهری إلخ] لم نظفر بهذا البیت فانظر قوله بقفا الأسنة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 249

جبب؛ ج1، ص: 249

: الجَبُّ: القَطْعُ. جَبَّه یَجُبُّه جَبّاً و جِباباً و اجْتَبَّه و جَبَّ خُصاه جَبّاً: اسْتَأْصَلَه. و خَصِیٌّ مَجْبُوبٌ بَیِّنُ الجِبابِ. و المَجْبُوبُ: الخَصِیُّ الذی قد اسْتُؤْصِلَ ذكَره و خُصْیاه. و قد جُبَّ جَبّاً. و‌فی حدیث مَأْبُورٍ الخَصِیِّ الذی أَمَر النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، بقَتْلِه لَمَّا اتُهمَ بالزنا: فإذا هو مَجْبُوبٌ.أَی مقطوع الذكر. و‌فی حدیث زِنْباعٍ: أَنه جَبَّ غُلاماً له.و بَعِیرٌ أَجَبُّ بَیِّنُ الجَبَبِ أَی مقطوعُ السَّنامِ. و جَبَّ السَّنامَ یَجُبُّه جَبّاً: قطَعَه. و الجَبَبُ: قَطْعٌ فی السَّنامِ. و قیل: هو أَن یأْكُلَه الرَّحْلُ أَو القَتَبُ، فلا یَكْبُر. بَعِیر أَجَبُّ و ناقةٌ جَبَّاء. اللیث: الجَبُّ: استِئْصالُ السَّنامِ من أَصلِه. و أَنشد: و نَأْخُذُ، بَعْدَهُ، بِذنابِ عَیْشٍ أَجَبِّ الظَّهْرِ، لیسَ لَه سَنامُ و‌فی الحدیث: أَنهم كانوا یَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ و هی حَیّةٌ.و‌فی حدیث حَمْزةَ، رضی اللّه عنه: أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَیْ علیٍّ، رضی اللّه عنه، لَمَّا شَرِبَ الخَمْرَ، و هو افْتَعَلَ مِن الجَبِّ أَی القَطْعِ. و منه‌حدیثُ الانْتِباذِ فی المَزادةِ المَجْبُوبةِ التی قُطِعَ رأَسُها، و لیس لها عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها یَتَنَفَّسُ منها الشَّرابُ.و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: نَهَی النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، عن الجُبِّ. قیل: و ما الجُبُّ؟ فقالت امرأَةٌ عنده: هو المَزادةُ یُخَیَّطُ بعضُها إلی بعض، كانوا یَنْتَبِذُون فیها حتی ضَرِیَتْ‌أَی تَعَوَّدَتِ الانْتباذ فیها، و اشْتَدَّتْ علیه، و یقال لها المَجْبُوبَةُ أَیضاً. و منه‌الحدیث: إنَّ الإِسْلامَ یَجُبُّ ما قَبْلَه و التَّوبةُ تَجُبُّ ما قَبْلَها.أَی یَقْطَعانِ و یَمْحُوَانِ ما كانَ قَبْلَهما من الكُفْر و المَعاصِی و الذُّنُوبِ. و امْرأَةٌ جَبّاءُ: لا أَلْیَتَیْنِ لها. ابن شمیل: امْرأَة جَبَّاءُ أَی رَسْحاءُ. و الأَجَبُّ مِنَ الأَرْكَابِ: القَلِیلُ اللحم. و قال شمر: امرأَةٌ جَبَّاءُ إذا لم یَعظُمْ ثَدْیُها. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث بعض الصحابة، رضی اللّه عنهم، و سُئل عن امرأَة تَزَوَّجَ بها: كیف وجَدْتَها؟ فقال: كالخَیْرِ من امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ. قالوا: أَ وَ لیس ذلكَ خَیْراً؟ قال: ما ذاك بِأَدْفَأَ للضَّجِیعِ، و لا أَرْوَی للرَّضِیعِ.قال: یرید بالجَبَّاءِ أَنها صَغِیرة الثَّدْیَین، و هی فی اللغة أَشْبَهُ بالتی لا عجز لها، كالبعیر الأَجَبّ الذی لا سَنام له. و قیل: الجَبّاء القَلِیلةُ لحم الفخذین. و الجِبابُ: تلقیح النخل. و جَبَّ النَّخْلَ: لَقَّحَه. و زَمَنُ الجِباب: زَمَنُ التَّلْقِیح للنخل. الأَصمعی: إذا لَقَّحَ الناسُ النَّخِیلَ قیل قد جَبُّوا، و قد أَتانا زَمَنُ الجِبابِ. و الجُبَّةُ: ضَرْبٌ من مُقَطَّعاتِ الثِّیابِ تُلْبَس، و جمعها جُبَبٌ و جِبابٌ. و الجُبَّةُ: من أَسْماء الدِّرْع، و جمعها جُبَبٌ. و قال الراعی: لنَا جُبَبٌ، و أَرْماحٌ طِوالٌ، بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا «2» و الجُبّةُ مِن السِّنانِ: الذی دَخَل فیه الرُّمْحُ.
(2). قوله [الشطونا] فی التكملة الزبونا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 250
و الثَّعْلَبُ: ما دخَل مِن الرُّمْحِ فی السِّنانِ. و جُبَّةُ الرُّمح: ما دخل من السنان فیه. و الجُبّةُ: حَشْوُ الحافِر، و قیل: قَرْنُه، و قیل: هی من الفَرَس مُلْتَقَی الوَظِیف علی الحَوْشَب من الرُّسْغ. و قیل: هی مَوْصِلُ ما بین الساقِ و الفَخِذ. و قیل: موصل الوَظیف فی الذراع. و قیل: مَغْرِزُ الوَظِیفِ فی الحافر. اللیث: الجُبّةُ: بیاضٌ یَطأُ فیه الدابّةُ بحافِره حتی یَبْلُغَ الأَشاعِرَ. و المُجَبَّبُ: الفرَسُ الذی یَبْلُغ تَحْجِیلُه إلی رُكْبَتَیْه. أَبو عبیدة: جُبّةُ الفَرس: مُلْتَقَی الوَظِیفِ فی أَعْلی الحَوْشَبِ. و قال مرة: هو مُلْتَقَی ساقَیْه و وَظِیفَی رِجْلَیْه، و مُلْتَقَی كل عَظْمَیْنِ، إلّا عظمَ الظَّهْر. و فرسٌ مُجَبَّبٌ: ارْتَفَع البَیاضُ منه إلی الجُبَبِ، فما فوقَ ذلك، ما لم یَبْلُغِ الرُّكبتین. و قیل: هو الذی بلغ البیاضُ أَشاعِرَه. و قیل: هو الذی بلَغ البیاضُ منه رُكبةَ الید و عُرْقُوبَ الرِّجْلِ، أَو رُكْبَتَی الیَدَیْن و عُرْقُوَبی الرِّجْلَیْنِ. و الاسم الجَبَبُ، و فیه تَجْبِیبٌ. قال الكمیت: أُعْطِیتَ، مِن غُرَرِ الأَحْسابِ، شادِخةً، زَیْناً، و فُزْتَ، مِنَ التَّحْجِیل، بالجَبَبِ و الجُبُّ: البِئرُ، مذكر. و قیل: هی البِئْر لم تُطْوَ. و قیل: هی الجَیِّدةُ الموضع من الكَلإِ. و قیل: هی البِئر الكثیرة الماء البَعیدةُ القَعْرِ. قال: فَصَبَّحَتْ، بَیْنَ الملا و ثَبْرَهْ، جُبّاً، تَرَی جِمامَه مُخْضَرَّهْ، فبَرَدَتْ منه لُهابُ الحَرَّهْ و قیل: لا تكون جُبّاً حتی تكون ممّا وُجِدَ لا مِمَّا حفَرَه الناسُ. و الجمع: أَجْبابٌ و جِبابٌ و جِبَبةٌ، و فی بعض الحدیث: جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ، و هو‌أَنّ دَفِینَ سِحْرِ النبیِّ، صلی اللّه علیه و سلم، جُعِلَ فی جُبِّ طَلْعةٍ، أَی فی داخِلها، و هما معاً وِعاءُ طَلْعِ النخل. قال أَبو عبید: جُبِّ طَلْعةٍ لیس بمَعْرُوفٍ إنما المَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ، قال شمر: أَراد داخِلَها إذا أُخْرِجَ منها الكُفُرَّی، كما یقال لداخل الرَّكِیَّة من أَسْفَلِها إلی أَعْلاها جُبٌّ. یقال إنها لوَاسِعةُ الجُبِّ، مَطْوِیَّةً كانت أَو غیر مَطْوِیّةٍ. و سُمِّیَت البِئْر جُبّاً لأَنها قُطِعَتْ قَطْعاً، و لم یُحْدَثُ فیها غَیْر القَطْعِ من طَیٍّ و ما أَشْبَهه. و قال اللیث: الجُبّ البئر غیرُ البَعیدةِ. الفرَّاءُ: بِئْرٌ مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شی‌ء منها مُقَبَّبةً. و قالت الكلابیة: الجُبُّ القَلِیب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ. و قال ابن حبیب: الجُبُّ رَكِیَّةٌ تُجابُ فی الصَّفا، و قال مُشَیِّعٌ: الجُبُّ جُبُّ الرَّكِیَّةِ قبل أَن تُطْوَی. و قال زید بن كَثْوةَ: جُبُّ الرَّكِیَّة جِرابُها، و جُبَّة القَرْنِ التی فیها المُشاشةُ. ابن شمیل: الجِبابُ الركایا تُحْفَر یُنْصَب فیها العنب أَی یُغْرس فیها، كما یُحْفر للفَسِیلة من النخل، و الجُبُّ الواحد. و الشَّرَبَّةُ الطَّرِیقةُ من شجر العنب علی طَرِیقةِ شربه. و الغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم. و الجَبُوبُ: وَجْهُ الأَرضِ. و قیل: هی الأَرضُ الغَلِیظةُ. و قیل: هی الأَرضُ الغَلیظةُ من الصَّخْر لا من الطَّینِ. و قیل: هی الأَرض عامة، لا تجمع. و قال اللحیانی: الجَبُوبُ الأَرضُ، و الجَبُوب التُّرابُ. و قول إمرئِ القیس: فَیَبِتْنَ یَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها، و أَبِیتُ مُرْتَفِقاً علی رَحْلِی یحتمل هذا كله.
لسان العرب، ج‌1، ص: 251
و الجَبُوبةُ: المَدَرةُ. و یقال للمَدَرَةِ الغَلِیظةِ تُقْلَعُ من وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فإذا رجلٌ أَبیضُ رَضْراضٌ.قال القتیبی، قال الأَصمعی: الجَبُوب، بالفتح: الأَرضُ الغَلِیظةُ. و‌فی حدیث علیّ، كرَّم اللّه وجهه: رأَیتُ المصطفی، صلی اللّه علیه و سلم، یصلی أَو یسجد علی الجَبُوبِ.ابن الأَعرابی: الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، و الجَبُوبُ المَدَرُ المُفَتَّتُ. و‌فی الحدیث: أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فتفل فیها.هو من الأَوّل «1». و‌فی حدیث عمر: سأَله رجل، فقال: عَنَّتْ لی عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ‌أَی رَمَیْتُها، حتی كَفَّتْ عن العَدْوِ. و‌فی حدیث أَبی أُمامةَ قال: لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فی القَبْر طَفِقَ یَطْرَحُ إلیهم الجَبُوبَ، و یقول: سُدُّوا الفُرَجَ، ثم قال: إنه لیس بشی‌ءٍ و لكنه یُطَیِّبُ بنَفْسِ الحیّ.و قال أَبو خراش یصف عُقاباً أَصابَ صَیْداً: رأَتْ قَنَصاً علی فَوْتٍ، فَضَمَّتْ، إلی حَیْزُومِها، رِیشاً رَطِیبا فلاقَتْه بِبَلْقَعةٍ بَراحٍ، تُصادِمُ، بین عَیْنیه، الجَبُوبا قال ابن شمیل: الجَبُوبُ وجه الأَرضِ و مَتْنها من سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل. أَبو عمرو: الجَبُوبُ الأَرض، و أَنشد: لا تَسْقِه حَمْضاً، و لا حَلِیبا، إنْ ما تَجِدْه سابِحاً، یَعْبُوبا، ذا مَنْعةٍ، یَلْتَهِبُ الجَبُوبا و قال غیره: الجَبُوب الحجارة و الأَرضُ الصُّلْبةُ. و قال غیره: تَدَعُ الجَبُوبَ، إذا انْتَحَتْ فیه، طَرِیقاً لاحِبا و الجُبابُ، بالضم: شی‌ء یَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فیصیر كأَنه زُبْد، و لا زُبْدَ لأَلبانها. قال الراجز: یَعْصِبُ فاهُ الرِّیقُ أَیَّ عَصْبِ، عَصْبَ الجُبابِ بِشفاهِ الوَطْبِ و قیل: الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم و البقَر، و قد أَجَبَّ اللَّبَنُ. التهذیب: الجُبابُ شِبه الزبد یَعْلُو الأَلبانَ، یعنی أَلبان الإِبل، إذا مَخَضَ البعیرُ السِّقاءَ، و هو مُعَلَّقٌ علیه، فیَجْتمِعُ عند فَمِ السِّقاء، و لیس لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إنما هو شی‌ء یُشْبِه الزُّبْدَ. و الجُبابُ: الهَدَرُ الساقِطُ الذی لا یُطْلَبُ. و جَبَّ القومَ: غَلَبَهم. قال الراجز: مَنْ رَوّلَ الیومَ لَنا، فقد غَلَبْ، خُبْزاً بِسَمْنٍ، و هْو عند الناس جَبّ و جَبَّتْ فلانة النساء تَجُبُّهنّ جَبّاً: غَلَبَتْهنّ من حُسْنِها. قالَ الشاعر: جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ و عَبْس و جابَّنِی فجَبَبْتُه، و الاسم الجِبابُ: غالَبَنی فَغَلَبْتُه. و قیل: هو غَلَبَتُك إیاه فی كل وجْهٍ من حَسَبٍ أَو جَمال أَو غیر ذلك. و قوله: جَبَّتْ نساءَ العالَمین بالسَّبَبْ قال: هذه امرأَة قدَّرَتْ عَجِیزَتها بخَیْط، و هو السَّبَبُ، ثم أَلقَتْه إلی نساء الحَیِّ لِیَفْعَلْن كما
(1). قوله [هو من الأَول] لعل المراد به المدرة الغلیظة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 252
فَعَلت، فأَدَرْنَه علی أَعْجازِهنَّ، فَوَجَدْنَه فائضاً كثیراً، فغَلَبَتْهُنَّ. و جابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها فَجَبَّتْها حُسْناً أَی فاقَتْها بِحُسْنها. و التَّجْبِیبُ: النِّفارُ. و جَبَّبَ الرجلُ تَجْبیباً إذا فَرَّ و عَرَّدَ. قال الحُطَیْئةُ: و نحنُ، إذ جَبَّبْتُمُ عن نسائِكم، كما جَبَّبَتْ، من عندِ أَولادِها، الحُمُرْ و‌فی حدیث مُوَرِّقٍ: المُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللّهِ، إذا جَبَّبَ الناسُ عنها، كالكارِّ بعد الفارِّ، أَی إذا تركَ الناسُ الطاعاتِ و رَغِبُوا عنها. یقال: جَبَّبَ الرجلُ إذا مَضَی مُسْرِعاً فارًّا من الشی‌ءِ. الباهلی: فَرَشَ له فی جُبَّةِ الدارِ أَی فی وسَطِها. و جُبَّةُ العینِ: حجاجُها. ابن الأَعرابی: الجَبابُ: القَحْطُ الشدیدُ، و المَجَبَّةُ: المَحَجَّةُ و جادَّتُ الطرِیق. أَبو زید: رَكِبَ فلان المَجَبَّةَ، و هی الجادّةُ. و جُبَّةُ و الجُبَّةُ: موضع. قال النمر بن تَوْلَب: زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ، فأَصْبَحَتْ أَجَأٌ و جُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِیارِها و أَنشد ابن الأَعرابی: لا مالَ إلَّا إبِلٌ جُمَّاعَهْ، مَشْرَبُها الجُبَّةُ، أَو نُعاعَهْ و الجُبْجُبةُ: وِعاءٌ یُتَّخذُ مِن أَدمٍ یُسْقَی فیه الإِبلُ و یُنْقَعُ فیه الهَبِیدُ. و الجُبْجُبة: الزَّبیلُ من جُلودٍ، یُنْقَلُ فیه الترابُ، و الجمع الجَباجِبُ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف، رضی اللّه عنه: أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ عَدیّ، لما أَراد أَن یُهاجِر، جُبْجُبةً فیها نَوًی مِن ذَهَبٍ، هی زَبِیلٌ لطِیفٌ من جُلود. و رواه القتیبی بالفتح. و النوی: قِطَعٌ من ذهب، وَزْنُ القِطعة خمسة دراهمَ. و‌فی حدیث عُروة، رضی اللّه عنه: إنْ ماتَ شی‌ءٌ من الإِبل، فخذ جِلْدَه، فاجْعَلْه جَباجِبَ یُنْقَلُ فیها‌أَی زُبُلًا. و الجُبْجُبةُ و الجَبْجَبةُ و الجُباجِبُ: الكَرِشُ، یُجْعَلُ فیه اللحم یُتَزَوَّدُ به فی الأَسفار، و یجعل فیه اللحم المُقَطَّعُ و یُسَمَّی الخَلْعَ. و أَنشد: أَ فی أَنْ سَرَی كَلْبٌ، فَبَیَّتَ جُلَّةً و جُبْجُبةً للوَطْبِ، سَلْمی تُطَلَّقُ و قیل: هی إهالةٌ تُذابُ و تُحْقَنُ فی كَرشٍ. و قال ابن الأَعرابی: هو جِلد جَنْبِ البعیر یُقَوَّرُ و یُتَّخذ فیه اللحمُ الذی یُدعَی الوَشِیقةُ، و تَجَبْجَبَ و اتخذَ جُبْجُبَةً إذا اتَّشَق، و الوَشِیقَةُ لَحْمٌ یُغْلی إغْلاءَةً، ثم یُقَدَّدُ، فهو أَبْقی ما یكون. قال خُمام بن زَیْدِ مَناةَ الیَرْبُوعِی: إذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِینة، فلا تُهْدِ مِنْها، و اتَّشِقْ، و تَجَبْجَب و قال أَبو زید: التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعاً فی الجُبْجُبةِ، فأَما ما حكاه ابن الأَعرابی من قَولهم: إنّك ما عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ، فإنما شبهه بالجُبْجُبة التی یوضعُ فیها هذا الخَلْعُ. شَبَّهه بها فی انْتِفاخه و قِلة غَنائه، كقول الآخر: كأَنه حَقِیبةٌ مَلأَی حَثا و رَجلٌ جُباجِبٌ و مُجَبْجَبٌ إذا كان ضَخْمَ الجَنْبَیْنِ. و نُوقٌ جَباجِبُ. قال الراجز:
لسان العرب، ج‌1، ص: 253
جَراشِعٌ، جَباجِبُ الأَجْوافِ، حُمُّ الذُّرا، مُشْرِفةُ الأَنْواف و إبل مُجَبْجَبةٌ: ضَخْمةُ الجُنُوبِ. قالت: حَسَّنْتَ إلّا الرَّقَبَهْ، فَحَسِّنَنْها یا أَبَهْ، كی ما تَجِی‌ءَ الخَطَبَهْ، بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ و یروی … مُخَبْخبه. أَرادت مُبَخْبَخَةً أَی یقال لها بَخٍ بَخٍ إعْجاباً بها، فَقَلَبت. أَبو عمرو: جمل جُباجِبٌ و بُجابِجٌ: ضَخْمٌ، و قد جَبْجَبَ إذا سَمِنَ. و جَبْجَبَ إذا ساحَ فی الأَرض عبادةً. و جَبْجَبَ إذا تَجَرَ فی الجَباجِبِ. أَبو عبیدة: الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل، و هی صَخْرةُ الماءِ، و ماءٌ جَبْجابٌ و جُباجِبٌ: كثیر. قال: و لیس جُباجِبٌ بِثَبْتٍ. و جُبْجُبٌ: ماءٌ معروف. و‌فی حدیث بَیْعَةِ الأَنصارِ: نادَی الشیطانُ یا أَصحابَ الجَباجِب.قال: هی جمع جُبْجُبٍ، بالضم، و هو المُسْتَوی من الأَرض لیس بحَزْنٍ، و هی هاهنا أَسماءُ مَنازِلَ بمنی سمیت به لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِی تُلْقَی فیها أَیامَ الحَجّ. الأَزهری فی أَثناء كلامه علی حیَّهلَ. و أَنشد لعبد اللّه بن الحجاج التَّغْلَبی من أَبیات: إِیَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلی قَرِدَ القَفا، حَزابِیةً، و هَیَّباناً، جُباجِبا أَلفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه، من الصُّوفِ، نِكْثاً، أَو لَئِیماً دُبادِبا و قال: الجُباجِبُ و الدُّبادِبُ الكثیرُ الشَّرِّ و الجَلَبةِ.

جحجب؛ ج1، ص: 253

: جَحْجَبَ العَدُوَّ: أَهْلَكَه. قال رؤْبة: كمْ مِن عِدًی جَمْجَمَهُم و جَحْجَبا و جَحْجَبَی: حیٌّ من الأَنصار.

جحدب؛ ج1، ص: 253

: رجُل جَحْدَبٌ: قصیرٌ، عن كراع. قال: و لا أَحُقُّها، إنما المعروف جَحْدَرٌ، بالراء، و سیأْتی ذكرها فی موضعها.

جحرب؛ ج1، ص: 253

: فَرَسٌ جَحْرَبٌ و جُحارِبٌ: عظیمُ الخَلْقِ. و الجَحْرَبُ من الرّجال: القصیرُ الضَّخْمُ، و قیل: الواسع الجَوْفِ، عن كراع. و رأَیت فی بعض نسخ الصحاح حاشیة: رجُل جَحْرَبةٌ عظیم البَطْن.

جحنب؛ ج1، ص: 253

: الجَحْنَبُ و الجَحَنَّبُ كلاهما: القصیرُ القلیل، و قیل: هو القصِیرُ فقط من غیر أَن یُقَیَّدَ بالقِلَّةِ. و قیل: هو القصیر المُلَزَّزُ و أَنشد: و صاحِبٍ لی صَمْعَرِیٍّ، جَحْنَبِ، كاللَّیْثِ خِنَّابٍ، أَشمَّ، صَقْعَبِ النضر: الجَحْنَبُ القِدْرُ العظیمةُ. و أَنشد: ما زالَ بالهِیاطِ و المِیاطِ، حتی أَتَوْا بِجَحْنَبٍ قُساطِ «1» و ذكر الأَصمعی فی الخماسی: الجَحنْبرةَ من النساء القصیرةَ، و هو ثلاثی الأَصل «2» أُلحق بالخماسی لتكرار بعض حروفه.
(1). قوله [قساط] كذا فی النسخ و فی التكملة أیضاً مضبوطاً و لكن الذی فی التهذیب تساط بتاءالمضارعة و القافیة مقیدة و لعله المناسب. (2). قوله [و هو ثلاثی إلخ] عبارة أبی منصور الأَزهری بعد أن ذكر الحبربرة و الحورورة و الحولولة، قلت و هذه الأحرف الثلاثة ثلاثیة الأَصل إلی آخر ما هنا و هی لا غبار علیها و قد ذكر قبلها الجحنبرة فی الخماسی و لم یدخلها فی هذا القیل فطغا قلم المؤلف، جل من لا یسهو.
لسان العرب، ج‌1، ص: 254‌

جخب؛ ج1، ص: 254

: الجَخابةُ مثل السَّحابة: الأَحْمَقُ الذی لا خیْرَ فیه، و هو أَیضاً الثقیلُ الكثیر اللحم. یقال: إنه لجَخَابةٌ هِلْباجةٌ.

جخدب؛ ج1، ص: 254

: الجُخْدُبُ و الجُخْدَبُ و الجُخادِبُ و الجُخادِیُّ كله: الضَّخْم الغلیظُ من الرِّجال و الجِمال، و الجمع جَخادِبُ، بالفتح. قال رؤْبة: شَدَّاخةً، ضَخْمَ الضُّلُوعِ، جُخْدَبا قال ابن بری: هذا الرجز أَورده الجوهری علی أَن الجَخْدَبَ الجمل الضخم، و إنما هو فی صفة فرس، و قبله: ترَی له مَناكِباً و لَبَبا، و كاهِلًا ذا صَهَواتٍ، شَرْجَبا الشَّدّاخةُ: الذی یَشْدَخُ الأَرضَ. و الصَّهْوةُ: موضع اللِّبد من ظهر الفرس. اللیث: جمل جَخْدَبٌ عظیمُ الجِسْم عَرِیضُ الصَّدْر، و هو الجُخادِب و الجُخْدُبُ و الجُخْدَبُ و الجُخادِبُ و أَبو جُخادِبٍ و أَبو جُخادِباءَ و أَبو جُخادِبی، مقصور الأَخیرة، عن ثعلب، كلُّه ضَرْبٌ من الجَنادِبِ و الجَرادِ أَخْضَرُ طویلُ الرجلین، و هو اسم له معرفة، كما یقال للأَسد أَبو الحرِثِ. یقال: هذا أَبو جُخادِب قد جاءَ. و قیل: هو ضَخْم أَغْبَرُ أَحْرَشُ. قال: إذا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَیْلِ طَعامَها، إذا خُنْفُساءُ ضَخْمةٌ و جُخادِبُ كذا أَنشده أَبو حنیفة علی أَن یكون قوله فُساءُ ضَخْ مَفاعلن. و تكلَّف بعضُ مَن جَهِل العَرُوض صَرْفَ خُنْفُساءَ هاهنا لیتم به الجُزءُ فقال: خُنْفُساءٌ ضَخْمةٌ. و أَبو جُخادِبٍ: اسم له، معرفة، كما یقال للأَسد أَبو الحرث، تقول: هذا أَبو جُخادِبٍ. و قال اللیث: جُخادَی و أَبو جُخادَی «3» من الجَنادِب، الیاءُ مُمالةٌ، و الاثنان أَبو جُخادَیَیْنِ، لم یَصْرِفوه، و هو الجَرادُ الأَخْضَرُ الذی یكسِر الكران «4»، و هو الطویل الرجلین، و یقال له: أَبو جُخادب بالباء. و قال شمر: الجُخْدُبُ و الجُخادِبُ: الجُنْدَبُ الضَّخْمُ، و أَنشد: لَهَبانٌ، وَقَدَتْ حِزَّانُه، یَرْمَضُ الجُخْدُبُ فیه، فَیَصِرْ قال كذا قیده شمر. الجُخْدُب، هاهنا. و قال آخر: و عانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخادِبِ ابن الأَعرابی: أَبو جُخادِبٍ: دابّةٌ، و اسمه الحُمْطُوط. و الجُخادِباءُ أَیضاً: الجُخادِبُ، عن السیرافی. و أَبو جُخادِباءَ: دابة نحو الحِرْباءِ، و هو الجُخْدُبُ أَیضاً، و جمعه جَخادِبُ، و یقال للواحد جُخادِبٌ. و الجَخْدبةُ: السُّرعة، و اللّه أَعلم.

جدب؛ ج1، ص: 254

: الجَدْبُ: المَحْل نَقِیضُ الخِصْبِ. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاءِ: هَلَكَتِ المَواشِی و أَجْدَبَتِ البِلادُ، أَی قَحِطَتْ و غَلَتِ الأَسْعارُ. فأَما قول الراجز، أَنشده سیبویه:
(3). قوله [و قال اللیث جخادی إلخ] كذا فی النسخ تبعاً للتهذیب و لكن الذی فی التكملة عن اللیث نفسه جخادبی و أبو جخادبی من الجنادب، الباء ممالة و الاثنان جخادبیان. (4). قوله [یكسر الكران] كذا فی بعض نسخ اللسان و الذی فی بعض نسخ التهذیب یكسر الكیزان و فی نسخة من اللسان یسكن الكران.
لسان العرب، ج‌1، ص: 255
لَقَدْ خَشِیتُ أَنْ أَرَی جَدَبَّا، فی عامِنا ذا، بَعدَ ما أَخْصَبَّا فإنه أَراد جَدْباً، فحرَّكَ الدالَ بحركة الباء، و حذَف الأَلف علی حدِّ قولك: رأَیت زَیْدْ، فی الوقف. قال ابن جنی: القول فیه أَنه ثَقَّلَ الباءَ، كما ثَقَّل اللام فی عَیْهَلِّ فی قوله: بِبازِلٍ وَجْناءَ أَوْ عَیْهَلِّ فلم یمكنه ذلك حتی حَرَّك الدال لَمّا كانت ساكنة لا یَقعُ بعدها المُشدَّد ثم أَطْلَقَ كإِطْلاقه عَیْهَلِّ و نحوها. و یروی أَیضاً جَدْبَبَّا، و ذلك أَنه أَراد تثقیل الباء، و الدالُ قبلها ساكنة، فلم یمكنه ذلك، و كره أَیضاً تحریك الدال لأَنّ فی ذلك انْتِقاضَ الصِّیغة، فأَقَرَّها علی سكونها، و زاد بعد الباءِ باءً أُخری مُضَعَّفَةً لإِقامة الوزن. فإن قلت: فهل تجد فی قوله جَدْبَبَّا حُجَّةً للنحویین علی أَبی عثمان فی امْتناعه مما أَجازوه بینهم من بنائهم مثل فَرَزْدَق من ضَرَبَ، و نحوه ضَرَبَّبٌ، و احْتِجاجِه فی ذلك لأَنه لم یَجِدْ فی الكلام ثلاث لامات مُترادفةٍ علی الاتِّفاق، و قد قالوا جَدْبَبَّا كما تری، فجمع الراجز بین ثلاث لامات متفقة؛ فالجواب أَنه لا حجة علی أَبی عثمان للنحویین فی هذا مِن قِبَل أَن هذا شی‌ءٌ عرَضَ فی الوَقْف، و الوَصْلُ مُزِیلهُ. و ما كانت هذه حالَه لم یُحْفَلْ به، و لم یُتَّخذْ أَصلًا یُقاسُ علیه غیره. أَ لا تری إلی إجماعهم علی أَنه لیس فی الكلام اسم آخره واو قبلها حركة ثم لا یَفْسُد ذلك بقول بعضهم فی الوقف: هذه أَفْعَوْ، و هو الكَلَوْ، من حیث كان هذا بدلًا جاءَ به الوَقْفُ، و لیس ثابتاً فی الوصل الذی علیه المُعْتَمَد و العَملُ، و إنما هذه الباءُ المشدّدة فی جَدْبَبَّا زائدة للوقف، و غیرِ ضَرورة الشعر، و مثلها قول جندل: جارِیةٌ لیست من الوَخْشَنِّ، لا تَلبَس المِنْطَقَ بالمَتْنَنِّ، إلا ببَتٍّ واحدٍ بَتَّنِّ، كَأَنَّ مَجْرَی دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطْنُنَّةٌ من أَجْودِ القُطْنُنِّ فكما زاد هذه النوناتِ ضرورة كذلك زاد الباءَ فی جَدبَبَّا ضرورة، و لا اعتِداد فی الموضعین جمیعاً بهذا الحَرْف المُضاعَف. قال: و علی هذا أَیضاً عندی ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الراجز: لكِنْ رَعَیْنَ القِنْعَ حیث ادْهَمَّما أَراد: ادْهَمَّ، فزاد میماً أُخری. قال و قال لی أَبو علی فی جَدْبَبَّا: إنه بنی منه فَعْلَلَ مثل قَرْدَدَ، ثم زاد الباءَ الأَخیرة كزیادة المیم فی الأَضْخَمّا. قال: و كما لا حجة علی أَبی عثمان فی قول الراجز جَدْبَبَّا كذلك لا حجة للنحویین علی الأَخفش فی قوله: إنه یُبْنَی من ضرب مثل اطْمأَنَّ، فتقول: اضْرَبَبَّ. و قولهم هم اضْرَبَّبَ، بسكون اللام الأُولی بقول الراجز، حیث ادْهَمَّما، بسكون المیم الأُولی، لأَنّ له أَن یقول إن هذا إنما جاءَ لضرورة القافیة، فزاد علی ادْهَمَّ، و قد تراه ساكن المیم الأُولی، میماً ثالثة لإِقامة الوزن، و كما لا حجة لهم علیه فی هذا كذلك لا حجة له علیهم أَیضاً فی قول الآخر: إنَّ شَكْلی، و إنّ شَكْلَكِ شَتَّی، فالْزمی الخُصَّ، و اخْفِضی تَبْیَضِضِّی بتسكین اللام الوسطی، لأَن هذا أَیضاً إنما زاد
لسان العرب، ج‌1، ص: 256
ضاداً، و بنی الفِعل بَنْیةً اقْتضاها الوَزْنُ. علی أَن قوله تَبْیَضِضِّی أَشْبهُ من قوله ادْهَمَّمَا. لأَن مع الفعل فی تَبْیَضِضِّی الیاء التی هی ضمیر الفاعل، و الضمیر الموجود فی اللفظ، لا یُبنی مع الفعل إلا و الفعل علی أَصل بِنائه الذی أُرید به، و الزیادةُ لا تكاد تَعْتَرِضُ بینهما نحو ضرَبْتُ و قتلْتُ، إلا أَن تكون الزیادة مَصُوغة فی نفس المثال غیر مُنْفَكَّةٍ فی التقدیر منه، نحو سَلْقَیْتُ و جَعْبَیْتُ و احْرَنْبَیْتُ و ادْلَنْظَیْتُ. و من الزیادة للضرورة قول الآخر: باتَ یُقاسِی لَیْلَهُنَّ زَمَّام، و الفَقْعَسِیُّ حاتِمُ بنُ تَمَّامْ، مُسْتَرْعَفاتٍ لِصِلِلَّخْمٍ سامْ یرید لِصِلَّخْمٍ كَعِلَّكْدٍ و هِلَّقْسٍ و شِنَّخْفٍ. قال: و أَمّا من رواه جِدَبَّا، فلا نظر فی روایته لأَنه الآن فِعَلٌّ كخِدَبٍّ و هِجَفٍّ. قال: و جَدُبَ المكان جُدُوبةً، و جَدَبَ، و أَجْدَبَ، و مكانٌ جَدْبٌ و جَدِیبٌ: بَیِّن الجُدوبةِ و مَجْدوبٌ، كَأَنه علی جُدِبَ و إن لم یُستعمل. قال سَلامةُ بن جَنْدل: كُنَّا نَحُلُّ، إذا هَبَّتْ شآمِیةً، بكلِّ وادٍ حَطیبِ البَطْنِ، مَجْدُوبِ و الأَجْدَبُ: اسم للمُجْدِب. و‌فی الحدیث: كانت فیها أَجادِبُ أَمْسَكَتِ الماءَ؛ علی أَن أَجادِبَ قد یكون جمعَ أَجْدُب الذی هو جمع جَدْبٍ. قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الأَجادِبُ صِلابُ الأَرضِ التی تُمْسِك الماءَ، فلا تَشْرَبه سریعاً. و قیل: هی الأَراضی التی لا نَباتَ بها مأْخُوذ من الجَدْبِ، و هو القَحْطُ، كأَنه جمعُ أَجْدُبٍ، و أَجْدُبٌ جمع جَدْبٍ، مثل كَلْبٍ و أَكْلُبٍ و أَكالِبَ. قال الخطابی: أَما أَجادِبُ فهو غلط و تصحیف، و كأَنه یرید أَنّ اللفظة أَجارِدُ، بالراءِ و الدال. قال: و كذلك ذكره أَهل اللغة و الغریب. قال: و قد روی أَحادِبُ، بالحاء المهملة. قال ابن الأَثیر: و الذی جاءَ فی الروایة أَجادِبُ، بالجیم. قال: و كذلك جاءَ فی صحیحَی البخاری و مسلم. و أَرض جَدْبٌ و جَدْبةٌ: مُجْدِبةٌ، و الجمع جُدُوبٌ، و قد قالوا: أَرَضُونَ جَدْبٌ، كالواحد، فهو علی هذا وَصْفٌ بالمصدر. و حكی اللحیانی: أَرضٌ جُدُوب، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منها جَدْباً ثم جمعوه علی هذا. و فَلاةٌ جَدْباءُ: مُجْدِبةٌ. قال: أَوْ فی فَلَا قَفْرٍ مِنَ الأَنِیسِ، مُجْدِبةٍ، جَدْباءَ، عَرْبَسِیسِ و الجَدْبةُ: الأَرض التی لیس بها قَلِیلٌ و لا كثیر و لا مَرْتَعٌ و لا كَلأٌ. و عامٌ جُدُوبٌ، و أَرضٌ جُدُوبٌ، و فلانٌ جَدیبُ الجَنَاب، و هو ما حَوْلَه. و أَجْدَبَ القَوْمُ: أَصابَهُمُ الجَدْبُ. و أَجْدَبَتِ السَّنةُ: صار فیها جَدْبٌ. و أَجْدَبَ أَرْضَ كَذا: وجَدَها جَدْبةً، و كذلك الرَّجُلُ. و أَجْدَبَتِ الأَرضُ، فهی مُجْدِبةٌ، و جَدُبَتْ. و جادَبَتِ الإِبلُ العامَ مُجادَبةً إذا كان العامُ مَحْلًا، فصارَتْ لا تأْكُل إلا الدَّرینَ الأَسْوَدَ، دَرِینَ الثُّمامِ، فیقال لها حینئذ: جادَبَتْ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 257
و نزلنا بفلان فأَجْدَبْناه إذا لم یَقْرِهمْ. و المِجْدابُ: الأَرضُ التی لا تَكادُ تُخْصِب، كالمِخْصاب، و هی التی لا تكاد تُجْدِبُ. و الجَدْبُ: العَیْبُ. و جَدَبَ الشَّی‌ءَ یَجْدِبهُ جَدْباً: عابَه و ذَمَّه. و‌فی الحدیث: جَدَب لنا عُمَرُ السَّمَر بعد عَتَمةٍ، أَی عابَه و ذَمَّه. و كلُّ عائِبٍ، فهو جادِبٌ. قال ذو الرمة: فَیا لَكَ مِنْ خَدٍّ أَسِیلٍ، و مَنْطِقٍ رَخِیمٍ، و مِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادِبُه یقول: لا یَجِدُ فیه مَقالًا، و لا یَجِدُ فیه عَیْباً یَعِیبه به، فیَتَعَلَّلُ بالباطلِ و بالشی‌ءِ یقولُه، و لیس بِعَیْبٍ. و الجادِبُ: الكاذِبُ. قال صاحب العین: و لیس له فِعْلٌ، و هو تصحیف. و الكاذبُ یقال له الخادب، بالخاءِ. أَبو زید: شَرَجَ و بَشَكَ و خَدَبَ إذا كَذَبَ. و أَما الجادب، بالجیم، فالعائب. و الجُنْدَبُ: الذَّكر من الجَراد. قال: و الجُنْدُبُ و الجُنْدَبُ أَصْغَرُ من الصَّدی، یكون فی البَرارِی. و إیَّاه عَنی ذو الرمة بقوله: كأَنَّ رِجْلَیْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، إذا تَجَاوبَ، من بُرْدَیْهِ، تَرْنِیمُ و حكی سیبویه فی الثلاثی: جِنْدَب «1»، و فسره السیرافی بأَنه الجُنْدب. و قال العَدَبَّسُ: الصَدَی هو الطائرُ الذی یَصِرُّ باللیل و یَقْفِزُ و یَطِیرُ، و الناس یرونه الجُنْدَبَ و إنما هو الصَّدی، فأَمَّا الجُنْدب فهو أَصغر من الصدی. قال الأَزهری: و العرب تقول صَرَّ الجُنْدَبُ، یُضرب مثلًا للأَمر یشتدّ حتی یُقْلِقَ صاحِبَه. و الأَصل فیه: أَن الجُنْدبَ إذا رَمِضَ فی شدّة الحر لم یَقِرَّ علی الأَرض و طار، فَتَسْمَع لرجلیه صَرِیراً، و منه قول الشاعر: قَطَعْتُ، إذا سَمِعَ السَّامِعُون، مِن الجُنْدبِ الجَوْنِ فیها، صَریرا و قیل الجُندب: الصغیر من الجَراد. قال الشاعر: یُغالِینَ فیه الجَزْءَ لَو لا هَواجِرٌ، جَنادِبُها صَرْعَی، لَهُنّ فَصِیصُ «2» أَی صَوتٌ. اللحیانی: الجُنْدَبُ دابَّة، و لم یُحَلِّها «3». و الجُنْدَبُ و الجُنْدُبُ، بفتح الدال و ضمها: ضَرْبٌ من الجَراد و اسم رجل. قال سیبویه: نونها زائدة. و قال عكرمة فی قوله تعالی: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمُ الطُّوفٰانَ وَ الْجَرٰادَ وَ الْقُمَّلَ. القُمَّلُ: الجَنادِبُ، و هی الصِّغار من الجَراد، واحِدتُها قُمَّلةٌ. و قال: یجوز أَن یكون واحد القُمَّلِ قامِلًا مثل راجِعٍ و رُجَّعٍ. و‌فی الحدیث: فَجَعَلَ الجَنادِبُ یَقَعْنَ فیه؛ هو جَمعُ جُنْدَب، و هو ضَرْبٌ مِن الجَراد. و قیل: هو الذی یَصِرُّ فی الحَرِّ. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: كان یُصَلی الظُّهرَ، و الجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرِّمْضاءِ‌أَی تَثِبُ. و أُمُّ جُنْدَبٍ: الداهِیةُ، و قیل الغَدْرُ، و قیل
(1). قوله [فی الثلاثی جندب] هو بهذا الضبط فی نسخة عتیقة من المحكم. (2). قوله [یغالین] فی التكملة یعنی الحمیر. یقول إن هذه الحمیر تبلغ الغایة فی هذا الرطب أی بالضم و السكون فتستقصیه كما یبلغ الرامی غایته. و الجزء الرطب. و یروی كصیص. (3). أراد أنه لم یُعطها حلیةً تمیّزها، و الحلیة هی ما یری من لون الشخص و ظاهرهِ و هیئتهِ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 258
الظُّلم. و ركِبَ فُلان أُّمَّ جُنْدَبٍ إذا رَكِبَ الظُّلْمَ. یقال: وقع القوم فی أُمِّ جُنْدَبٍ إذا ظُلِموا كأَنها اسمٌ من أَسماءِ الإِساءَة و الظُّلْمِ و الداهِیةِ. غیره: یقال وقع فلان فی أُمِّ جُنْدَبٍ إذا وقَع فی داهیةٍ؛ و یقال: وَقَع القوم بأُم جندب إذا ظَلَموا و قَتَلُوا غیرَ قاتِلٍ. و قال الشاعر: قَتَلْنا به القَوْمَ، الذین اصْطَلَوْا به جِهاراً، و لم نَظْلِمْ به أُمَّ جُنْدَبِ أَی لم نَقْتُلْ غیر القاتِلِ.

جذب؛ ج1، ص: 258

: الجَذْبُ: مَدُّكَ الشی‌ءَ، و الجَبْذُ لغة تمیم. المحكم: الجَذْبُ: المَدُّ. جَذَبَ الشی‌ءَ یَجْذِبُه جَذْباً و جَبَذَه، علی القلب، و اجْتَذَبَه: مَدَّه. و قد یكون ذلك فی العَرْضِ. سیبویه: جَذَبَه: حَوَّلَه عن موضِعه، و اجْتَذَبَه: اسْتَلَبَه. و قال ثعلب قال مُطَرِّفٌ، قال ابن سیدة، و أُراه یعنی مُطَرِّفَ بن الشِّخِّیرِ: وجدتُ الإِنسان مُلْقیً بین اللّهِ و بین الشیطانِ، فإن لم یَجْتَذِبْهُ إلَیْه جَذَبَه الشیطانُ. و جاذَبَه كَجَذبه. و قوله: ذَكَرْتُ، و الأَهْواءُ تَدْعُو للْهَوَی، و العِیسُ، بالرَّكْب، یُجاذِبْنَ البُرَی قال: یكون یُجاذِبْن هاهنا فی معنی یَجْذِبْنَ، و قد یكون للمُباراة و المُنازعة، فكأَنه یُجاذِبْنَهُنَّ البُری. و جاذَبْتُه الشی‌ءَ: نازَعْتُه إیاه. و التَجاذُبُ: التَّنازُعُ؛ و قد انْجَذَبَ و تَجاذَبَ. و جَذَبَ فلان حَبْلَ وِصالِه، و جَذَمَه إذا قَطَعَه. و یقال للرجل إذا كَرَعَ فی الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَیْن: جَذَب منه نَفَساً أَو نَفَسَیْن. ابن شمیل: بَیْنَنا و بین بنی فلان نَبْذةٌ و جَذْبةٌ أَی هُمْ منَّا قَرِیبٌ. و یقال: بَیْنی و بین المَنْزِلِ جَذْبةٌ أَی قِطْعةٌ، یعنی: بُعْدٌ. و یقال: جَذْبةٌ من غَزْل، للمَجْذوب منه مرَّةً، و جَذَب الشهرُ یَجْذِبُ جَذباً إذا مَضَی عامَّتُه. و جَذابِ: المَنِیَّةُ، مَبْنِیَّةٌ لأَنها تَجْذِبُ النُّفُوسَ. و جاذَبَتِ المرأَةُ الرجلَ: خَطَبَها فرَدَّتْه، كأَنه بانَ منها مَغْلُوباً. التهذیب: و إذا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فرَدَّتْه قیل: جَذَبَتْه و جَبَذَتْه. قال: و كأَنه من قولك جاذَبْتُه فَجَذبْتُه أَی غَلَبْتُه فبان منها مَغْلُوباً. و الانْجِذابُ: سُرْعةُ السَّیْرِ. و قد انْجَذَبُوا فی السَّیْر، و انْجَذَب بهم السَّیْر، و سَیْرٌ جَذْبٌ: سَرِیعٌ. قال: قَطَعْتُ، أَخْشاهُ، بِسَیْرٍ جَذْب أَخْشاهُ: فی موضع الحال أَی خاشِیاً له، و قد یجوز أَن یرید بأَخْشاه: أَخْوَفَه، یعنی أَشدَّه إخافةً، فعلی هذا لیس له فِعْلٌ. و الجَذْبُ: انْقِطاعُ الرِّیقِ. و ناقةٌ جاذِبةٌ و جاذِبٌ و جَذُوبٌ: جَذَبَتْ لبَنَها من ضَرْعِها، فذهَب صاعِداً، و كذلك الأَتانُ، و الجمع جَواذِبُ و جِذابٌ، مثل نائم و نِیام
لسان العرب، ج‌1، ص: 259
قال الهذلی: بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمْسَتْ غَوارِزاً جَواذِبُها، تَأْبی علی المُتَغَبِّرِ و یقال للناقة إذا غرزت و ذهب لبنُها: قد جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً «1»، فهی جاذِبٌ. اللحیانی: ناقة جاذِبٌ إذا جَرَّتْ فزادتْ علی وقت مَضْرِبها. النضر: تَجذَّبَ اللبنَ إذا شَرِبَه. قال العُدَیْل: دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَ ما تَجَذَّبَ راعی الإِبْلِ ما قد تَحَلَّبا و جَذَبَ الشاةَ و الفَصِیلَ عن أُمهما یَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عن الرَّضاعِ، و كذلك المُهْرَ: فَطَمَه. قال أَبو النجم یصِف فَرساً: ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُهْ، نَفْرَعُه فَرْعاً، و لَسْنا نَعْتِلُهْ أَی نَفْرَعُه باللجام و نَقْدَعُه. و نَعْتِلُه أَی نَجْذِبهُ جَذْباً عَنِیفاً. و قال اللحیانی: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، و لم یَخُصَّ من أَی نوعٍ هو. التهذیب: یقال للصبیّ أَو السَّخْلةِ إذا فُصِلَ: قد جُذِبَ. و الجَذَبُ: الشَّحْمةُ التی تكون فی رأْس النَّخْلة یُكْشَطُ عنها اللِّیفُ، فتؤكل، كأَنها جُذِبَتْ عن النخلة. و جَذَبَ النخلةَ یَجْذِبُها جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها لیأْكله، هذه عن أَبی حنیفة. و الجَذَبُ و الجِذابُ جمیعاً: جُمَّارُ النخلةِ الذی فیه خُشونةٌ، واحدتها جَذَبةٌ. و عمّ به أَبو حنیفة فقال: الجَذَبُ الجُمَّارُ، و لم یزد شیئاً. و‌فی الحدیث: كان رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یُحِبُّ الجَذَبَ، و هو بالتحریك: الجُمَّارُ. و الجُوذابُ: طَعامٌ یُصْنَعُ بسُكَّرٍ و أَرُزٍّ و لَحْمٍ. أَبو عمرو یقال: ما أَغْنی عَنِّی جِذِبَّاناً، و هو زِمامُ النَّعْلِ، و لا ضِمْناً، و هو الشِّسْعُ.

جرب؛ ج1، ص: 259

: الجَرَبُ: معروف، بَثَرٌ یَعْلُو أَبْدانَ الناسِ و الإِبِلِ. جَرِبَ یَجْرَبُ جَرَباً، فهو جَرِبٌ و جَرْبان و أَجْرَبُ، و الأُنثی جَرْباءُ، و الجمع جُرْبٌ و جَرْبی و جِرابٌ، و قیل الجِرابُ جمع الجُرْبِ، قاله الجوهری. و قال ابن بری: لیس بصحیح، إنما جِرابٌ و جُرْبٌ جمع أَجْرَبَ. قال سُوَید بن الصَّلْت، و قیل لعُمیِّر بن خَبَّاب، قال ابن بری: و هو الأَصح: و فِینا، و إنْ قِیلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ، كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ علی النَّشْرِ یقول: ظاهرُنا عند الصُّلْح حَسَنٌ، و قلوبنا مُتضاغِنةٌ، كما تنبُتُ أَوْبارُ الجَرْبی علی النَّشْر، و تحته داء فی أَجْوافِها. و النَّشْرُ: نبت یَخْضَرُّ بعد یُبْسه فی دُبُر الصیف، و ذلك لمطر یُصیِبه، و هو مُؤْذٍ للماشیة إذا رَعَتْه. و قالوا فی جمعه أَجارِب أَیضاً، ضارَعُوا به الأَسْماءَ كأَجادِلَ و أَنامِلَ. و أَجْرَبَ القومُ: جَرِبَتْ إبلُهم. و قولهم فی الدعاءِ علی الإِنسان: ما لَه جَرِبَ و حَرِبَ، یجوز أَن یكونوا دَعَوْا علیه بالجَرَب، و أَن یكونوا أَرادوا أَجْرَبَ أَی جَرِبَتْ إبلُه، فقالوا حَرِبَ إتْباعاً
(1). قوله [جذاباً] هو فی غیر نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما تری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 260
لجَرِبَ، و هم قد یوجبون للإِتباع حُكْماً لا یكون قبله. و یجوز أَن یكونوا أَرادوا جَرِبَتْ إبلُه، فحذَفوا الإِبل و أَقامُوه مُقامَها. و الجَرَبُ كالصَّدإِ، مقصور، یَعْلُو باطن الجَفْن، و رُبَّما أَلبَسَه كلَّه، و ربما رَكِبَ بعضَه. و الجَرْباءُ: السماءُ، سُمِّیت بذلك لما فیها من الكَواكِب، و قیل سمیت بذلك لموضع المَجَرَّةِ كأَنها جَرِبَتْ بالنُّجوم. قال الفارسی: كما قیل للبَحْر أَجْرَدُ، و كما سموا السماءَ أَیضاً رَقِیعاً لأَنها مَرقوعةٌ بالنجوم. قال أَسامة بن حبیب الهذلی: أَرَتْه مِنَ الجَرْباءِ، فی كلِّ مَوْقِفٍ، طِباباً، فَمَثْواهُ، النَّهارَ، المَراكِدُ و قیل: الجَرْباءُ من السماء الناحیةُ التی لا یَدُور فیها فلَكُ «2» الشَّمْسِ و القمر. أَبو الهیثم: الجَرْباءُ و المَلْساءُ: السماءُ الدُّنیا. و جِرْبةُ، مَعْرِفةً: اسمٌ للسماءِ، أَراه من ذلك. و أَرضٌ جَرْباءُ: ممْحِلةٌ مَقْحُوطةً لا شی‌ءَ فیها. ابن الأَعرابی: الجَرْباءُ: الجاریةُ الملِیحة، سُمیت جَرْباءَ لأَن النساءَ یَنْفِرْنَ عنها لتَقْبِیحها بَمحاسنِها مَحاسِنَهُنَّ. و كان لعَقیلِ بن عُلَّفَةَ المُرّی بنت یقال لها الجَرْباءُ، و كانت من أَحسن النساءِ. و الجَرِیبُ من الطعام و الأَرضِ: مِقْدار معلوم. الأَزهری: الجَریبُ من الأَرضِ مقدار معلومُ الذِّراع و المِساحةِ، و هو عَشَرةُ أَقْفِزةٍ، كل قَفِیز منها عَشَرةٌ أَعْشِراء، فالعَشِیرُ جُزءٌ من مائة جُزْءٍ من الجَرِیبِ. و قیل: الجَریبُ من الأَرض نصف الفِنْجانِ «3». و یقال: أَقْطَعَ الوالی فلاناً جَرِیباً من الأَرض أَی مَبْزَرَ جَریب، و هو مكیلة معروفة، و كذلك أَعطاه صاعاً من حَرَّة الوادِی أَی مَبْزَرَ صاعٍ، و أَعطاه قَفِیزاً أَی مَبْزَرَ قَفِیزٍ. قال: و الجَرِیبُ مِكْیالٌ قَدْرُ أَربعةِ أَقْفِزةٍ. و الجَرِیبُ: قَدْرُ ما یُزْرَعُ فیه من الأَرض. قال ابن درید: لا أَحْسَبُه عَرَبِیّاً؛ و الجمعُ: أَجْرِبةٌ و جُرْبانٌ. و قیل: الجَرِیبُ المَزْرَعَةُ، عن كُراعٍ. و الجِرْبةُ، بالكسر: المَزْرَعَةُ. قال بشر بن أَبی خازم: تَحَدُّرَ ماءِ البِئْرِ عن جُرَشِیَّةٍ، علی جِرْبةٍ، تَعْلُو الدِّبارَ غُروبُها الدَّبْرةُ: الكَردةُ من المَزْرعةِ، و الجمع الدِّبارُ. و الجِرْبةُ: القَراحُ من الأَرض. قال أَبو حنیفة: و اسْتَعارها إمرؤُ القیس للنَّخْل فقال: كَجِرْبةِ نَخْلٍ، أَو كَجنَّةِ یَثْرِبِ و قال مرة: الجِرْبةُ كلُّ أَرضٍ أُصْلِحَتْ لزرع أَو غَرْسٍ، و لم یذكر الاستعارةَ. قال: و الجمع جِرْبٌ كسِدْرةٍ و سِدْرٍ و تِبْنةٍ و تِبْنٍ. ابن الأَعرابی: الجِرْبُ: القَراحُ، و جمعه جِرَبةٌ. اللیث: الجَرِیبُ: الوادی، و جمعه أَجْرِبةٌ، و الجِرْبةُ: البُقْعَةُ الحَسَنةُ النباتِ، و جمعها جِرَبٌ. و قول الشاعر: و ما شاكِرٌ إلا عصافِیرُ جِرْبةٍ، یَقُومُ إلیها شارِجٌ، فیُطِیرُها یجوز أَن تكون الجِرْبةُ هاهنا أَحد هذه الأشیاءِ
(2). قوله [لا یدور فیها فلك] كذا فی النسخ تبعاً للتهذیب و الذی فی المحكم و تبعه المجد یدور بدون لا. (3). قوله [نصف الفنجان] كذا فی التهذیب مضبوطاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 261
المذكورة. و الجِرْبةُ: جِلْدةٌ أَوبارِیةٌ تُوضَعُ علی شَفِیر البِئْر لئلا یَنْتَثِر الماءُ فی البئر. و قیل: الجِرْبةُ جِلدةٌ توضع فی الجَدْوَلِ یَتَحَدَّرُ علیها الماءُ. و الجِرابُ: الوِعاءُ، مَعْرُوف، و قیل هو المِزْوَدُ، و العامة تفتحه، فتقول الجَرابُ، و الجمع أَجْرِبةٌ و جُرُبٌ و جُرْبٌ. غیره: و الجِرابُ: وِعاءٌ من إهاب الشَّاء لا یُوعَی فیه إلا یابسٌ. و جِرابُ البئر: اتِّساعُها، و قیل جِرابُها ما بین جالَیْها و حَوالَیْها، و فی الصحاح: جَوْفُها من أَعْلاها إلی أَسْفَلِها. و یقال: اطْوِ جِرابَها بالحجارة. اللیث: جِرابُ البئر: جَوْفُها من أَوَّلها إلی آخرها. و الجِرابُ: وِعاءُ الخُصْیَتَیْنِ. و جِرِبَّانُ الدِّرْعِ و القمیصِ: جَیْبُه؛ و قد یقال بالضم، و هو بالفارسیة كَرِیبان. و جِرِبَّانُ القَمِیص: لَبِنَتُهُ، فارسی معرب. و‌فی حدیث قُرَّةً المزنی: أَتَیْتُ النَّبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فَأَدخلت یدی فی جُرُبَّانه.الجُرُبَّانُ، بالضم، هو جَیْبُ القمیص، و الأَلف و النون زائدتان. الفرَّاءُ: جُرُبَّانُ السَّیْفِ حَدُّه أَو غِمْدُه؛ و علی لفظه جُرُبَّانُ القمِیص. شمر عن ابن الأَعرابی: الجُرُبَّانُ قِرابُ السیفِ الضَّخمُ یكون فیه أَداةُ الرَّجل و سَوْطُه و ما یَحْتاجُ إلیه. و‌فی الحدیث: و السَّیْفُ فی جُرُبَّانه، أَی فی غِمْده. غیره: جُرُبَّانُ السَّیْفِ، بالضم و التشدید، قِرابُه، و قیل حَدُّه، و قیل: جُرْبانُه و جُرُبَّانُه شی‌ءٌ مَخْرُوزٌ یُجعَلُ فیه السَّیْفُ و غِمْدُه و حَمائلُه. قال الرَّاعی: و علی الشَّمائلِ، أَنْ یُهاجَ بِنا، جُرْبانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ، عَضْبِ عنَی إرادة أَن یُهاجَ بِنا. و مَرْأَة جِرِبَّانةٌ: صَخَّابةٌ سَیِّئةُ الخُلُقِ كجِلِبّانةٍ، عن ثعلب. قال حُمَیْدُ بن ثَوْرٍ الهِلالی: جِرِبَّانةٌ، وَرْهاءُ، تَخْصِی حِمارَها، بِفی مَنْ بَغَی خَیْراً إلَیْها الجَلامِدُ قال الفارسی: هذا البیت یقع فیه تصحیف من الناس، یقول قَوْم مكان تَخْصی حِمارَها تُخْطِی خِمارَها، یظنونه من قولهم العَوانُ لا تُعَلَّمُ الخِمْرةَ، و إنما یَصِفُها بقلَّة الحَیاء. قال ابن الأَعرابی: یقال جاءَ كَخاصی العَیْرِ، إذا وُصِفَ بقلة الحیاء، فعلی هذا لا یجوز فی البیت غیْرُ تَخْصِی حِمارَها، و یروی جِلِبَّانةٌ، و لیست راء جِرِبَّانةٍ بدلًا من لام جِلِبَّانةٍ، إنما هی لغة، و هی مذكورة فی موضعها. ابن الأَعرابی: الجَرَبُ: العَیْبُ. غیره: الجَرَبُ: الصَّدَأُ یركب السیف. و جَرَّبَ الرَّجلَ تَجْرِبةً: اخْتَبَرَه، و التَّجْرِبةُ مِن المَصادِرِ المَجْمُوعةِ. قال النابغة: إلی الیَوْمِ قد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ و قال الأَعشی: كَمْ جَرَّبُوه، فَما زادَتْ تَجارِبُهُمْ أَبا قُدامَةَ، إلَّا المَجْدَ و الفَنَعا فإنه مَصْدر مَجْمُوع مُعْمَل فی المَفْعول به، و هو غریب. قال ابن جنی: و قد یجوز أَن یكون أَبا قُدامةَ منصوباً بزادَتْ، أَی فما زادت أَبا قُدامةَ تَجارِبُهم إیاه إلا المَجْدَ. قال: و الوجه أَنْ یَنْصِبه بِتَجارِبُهم لأَنها العامل الأَقرب، و لأَنه لو أَراد
لسان العرب، ج‌1، ص: 262
إعمال الأَول لكان حَرًی أَن یُعْمِلَ الثانی أَیضاً، فیقول: فما زادت تَجارِبُهم إیاه، أَبا قُدامةَ، إلا كذا. كما تقول ضَرَبْتُ، فأَوْجَعْته زیداً، و یَضْعُفُ ضَرَبْتُ فأَوجَعْتُ زیداً علی إعمال الأَول، و ذلك أَنك إذا كنت تُعْمِلُ الأَوَّل، علی بُعْدِه، وَجَبَ إعمال الثانی أَیضاً لقُرْبه، لأَنه لا یكون الأَبعدُ أَقوی حالًا من الأَقرب؛ فإن قلت: أَكْتَفِی بمفعول العامل الأَول من مفعول العامل الثانی، قیل لك: فإذا كنت مُكْتَفِیاً مُخْتَصِراً فاكتِفاؤُك بإِعمال الثانی الأَقرب أَولی من اكتِفائك بإعمال الأَوّل الأَبعد، و لیس لك فی هذا ما لَكَ فی الفاعل، لأَنك تقول لا أُضْمِر علی غَیر تقدّمِ ذكرٍ إلا مُسْتَكْرَهاً، فتُعْمِل الأَوّل، فتقول: قامَ و قَعدا أَخواكَ. فأما المفعول فمنه بُدٌّ، فلا ینبغی أَن یُتباعَد بالعمل إلیه، و یُترك ما هو أَقربُ إلی المعمول فیه منه. و رجل مُجَرَّب: قد بُلیَ ما عنده. و مُجَرِّبٌ: قد عَرفَ الأُمورَ و جَرَّبها؛ فهو بالفتح، مُضَرَّس قد جَرَّبتْه الأُمورُ و أَحْكَمَتْه، و المُجَرَّبُ، مثل المُجَرَّس و المُضَرَّسُ، الذی قد جَرَّسَتْه الأُمور و أَحكمته، فإن كسرت الراءَ جعلته فاعلًا، إلا أَن العرب تكلمت به بالفتح. التهذیب: المُجَرَّب: الذی قد جُرِّبَ فی الأُمور و عُرِفَ ما عنده. أَبو زید: من أَمثالهم: أَنت علی المُجَرَّب؛ قالته امرأَة لرجُل سأَلَها بعد ما قَعَدَ بین رِجْلَیْها: أَ عذْراءٍ أَنتِ أَم ثَیِّبٌ؟ قالت له: أَنت علی المُجَرَّبِ؛ یقال عند جَوابِ السائل عما أَشْفَی علی عِلْمِه. و دَراهِمُ مُجَرَّبةٌ: مَوْزُونةٌ، عن كراع. و قالت عَجُوز فی رجل كان بینَها و بینه خُصومةٌ، فبلَغها مَوْتُه: سَأَجْعَلُ للموتِ، الذی التَفَّ رُوحَه، و أَصْبَحَ فی لَحْدٍ، بجُدَّة، ثَاوِیا: ثَلاثِینَ دِیناراً و سِتِّینَ دِرْهَماً مُجَرَّبةً، نَقْداً، ثِقالًا، صَوافِیا و الجَرَبَّةُ، بالفتح و تشدید الباء: جَماعة الحُمُر، و قیل: هی الغِلاظُ الشِّداد منها. و قد یقال للأَقْوِیاء من الناس إذا كانوا جَماعةً مُتساوِینَ: جَرَبَّةٌ، قال: جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبَكِّ، لا ضَرَعٌ فینا، و لا مُذَكِّی یقول نحن جماعة مُتساوُون و لیس فینا صغیر و لا مُسِنٌّ. و الأَبَكُّ: موضع. و الجَرَبَّةُ، من أَهْلِ الحاجةِ، یكونون مُسْتَوِینَ. ابن بُزُرْج: الجَرَبَّةُ: الصَّلامةُ من الرجال، الذین لا سَعْیَ لهم «1»، و هم مع أُمهم؛ قال الطرماح: و حَیٍّ كِرامٍ، قد هَنأْنا، جَرَبَّةٍ، و مَرَّتْ بهم نَعْماؤُنا بالأَیامِنِ قال: جَرَبَّةٌ صِغارهُم و كِبارُهم. یقول عَمَّمْناهم، و لم نَخُصَّ كِبارَهم دون صِغارِهم. أَبو عمرو: الجَرَبُّ من الرِّجال القَصِیرُ الخَبُّ، و أَنشد: إنَّكَ قد زَوَّجْتَها جَرَبَّا، تَحْسِبُه، و هو مُخَنْذٍ، ضَبَّا و عیالٌ جَرَبَّةٌ: یأَكُلُون أَكلًا شدیداً و لا یَنْفَعُون. و الجَرَبَّةُ و الجَرَنْبة: الكَثیرُ. یقال: علیه عِیالٌ جَرَبَّةٌ، مثَّل به سیبویه و فسره السِّیرافی، و إنما قالوا جَرَنْبة كَراهِیة التَّضعِیف. و الجِرْبِیاءُ،
(1). قوله [لا سعی لهم] فی نسخة التهذیب لا نساء لهم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 263
علی فِعْلِیاء بالكسر و المَدّ: الرِّیحُ التی تَهُبُّ بین الجَنُوبِ و الصَّبا. و قیل: هی الشَّمالُ، و إنما جِرْبیاؤُها بَرْدُها. و الجِرْبِیاءُ: شَمالٌ بارِدةٌ. و قیل: هی النَّكْباءُ، التی تجری بین الشَّمال و الدَّبُور، و هی ریح تَقْشَعُ السحاب. قال ابن أَحمر: بِهَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامی، تَهادَی الجِرْبِیاءُ به الحَنِینا و رماه بالجَرِیب أَی الحَصَی الذی فیه التراب. قال: و أُراه مشتقاً من الجِرْبِیاءِ. و قیل لابنة الخُسِّ: ما أَشدُّ البَرْدِ؟ فقالت شَمالٌ جِرْبیاءُ تحتَ غِبِّ سَماءٍ. و الأَجْرَبانِ: بَطْنانِ من العرب. و الأَجْربانِ: بَنُو عَبْسٍ و ذُبْیانَ. قال العباسُ بن مِرْداسٍ: و فی عِضادَتِه الیُمْنَی بَنُو أسَدٍ، و الأَجْرَبانِ: بَنُو عَبْسٍ و ذُبْیانِ قال ابن بری: صوابه و ذُبیانُ، بالرفع، معطوف علی قوله بنو عبس. و القصیدة كلها مرفوعة و منها: إنّی إِخالُ رَسُولَ اللّهِ صَبَّحَكُم جَیْشاً، له فی فَضاءِ الأَرضِ أَرْكانُ فیهم أَخُوكُمْ سُلَیمٌ، لیس تارِكَكُم، و المُسْلِمُون، عِبادُ اللّهِ غسَّانُ و الأَجارِبُ: حَیٌّ من بنی سَعْدٍ. و الجَریبُ: موضع بنَجْدٍ. و جُرَیْبةُ بن الأَشْیَمِ من شُعرائهم. و جُرابٌ، بضم الجیم و تخفیف الراءِ: اسم ماء معروف بمكة. و قیل: بئر قدیمة كانت بمكة شرَّفها اللّه تعالی. و أَجْرَبُ: موضع. و الجَوْرَبُ: لِفافةُ الرِّجْل، مُعَرَّب، و هو بالفارسیة كَوْرَبٌ؛ و الجمع جَواربةٌ؛ زادوا الهاءَ لمكان العجمة، و نظیره من العربیة القَشاعِمة. و قد قالوا الجَوارِب كما قالوا فی جمع الكَیْلَجِ الكَیالِج، و نظیره من العربیة الكَواكب. و استعمل ابن السكیت منه فعْلًا، فقال یصف مقتنص الظباء: و قد تَجَوْرَبَ جَوْرَبَیْنِ یعنی لبسهما. و جَوْرَبْته فتَجَوْرَبَ أَی أَلْبَسْتُه الجَوْرَبَ فَلَبِسَه. و الجَریبُ: وادٍ معروفٌ فی بلاد قَیْسٍ وَ حَرَّةُ النارِ بحِذائه. و‌فی حدیث الحوض: عَرْضُ ما بینَ جَنْبَیْه كما بینَ جَرْبی «1» و أَذْرُح: هما قریتان بالشام بینهما مسیرة ثلاث لیال، و كتَب لهما النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، أَماناً. فأَما جَرْبةُ، بالهاءِ، فقریة بالمَغْرب لها ذكر فی حدیث رُوَیْفِع ابن ثابت، رضی اللّه عنه. قال عبد اللّه بن مكرم: رُوَیْفِعُ بن ثابت هذا هو جَدُّنا الأَعلی من الأَنصار، كما رأَیته بخط جدّی نَجِیبِ الدِّین «2»، والدِ المُكَرَّم أَبی الحسن علی بن أَحمد بن أَبی القاسم بن حَبْقةَ بن محمد بن منظور بن مُعافی بن خِمِّیر بن ریام بن سلطان بن كامل بن قُرة بن كامل بن سِرْحان بن جابر بن رِفاعة بن جابر بن رویفع بن ثابت، هذا الذی نُسِب هذا الحدیثُ إلیه. و قد ذكره أَبو عُمَر بن عبد البر، رحمه اللّه، فی كتاب الإسْتیعاب فی معرفة الصحابة، رضی اللّه
(1). قوله [جربی] بالقصر، قال یاقوت فی معجمه و قد یمد. (2). قوله [بخط جدی إلخ] لم نقف علی خط المؤلف و لا علی خط جدّه و الذی وقفنا علیه من النسخ هو ما تری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 264
عنهم، فقال: رویفع بن ثابت بن سَكَن بن عدیّ بن حارثة الأَنصاری من بنی مالك بن النجار، سكن مصر و اخْتَطَّ بها داراً. و كان معاویة، رضی اللّه عنه، قد أَمَّره علی طرابُلُس سنة ست و أَربعین، فغزا من طرابلس إفریقیة سنة سبع و أَربعین، و دخلها و انصرف من عامه، فیقال: مات بالشام، و یقال مات ببَرْقةَ و قبره بها. و روی عنه حَنَش بن عبد اللّه الصَنْعانی و شَیْبانُ بن أُمَیَّة القِتْبانی، رضی اللّه عنهم أَجمعین. قال: و نعود إلی تتِمَّةِ نَسَبِنا من عدیّ بن حارثةَ فنقول: هو عدیُّ بن حارثةَ بن عَمْرو بن زید مناة بن عدیّ بن عمرو بن مالك بن النجار، و اسم النجار تَیْمُ اللّه،قال الزبیر: كانوا تَیْمَ اللاتِ، فسماهم النبی، صلی اللّه علیه و سلم، تَیْمَ اللّهِ؛ ابن ثَعْلَبَةَ بن عمرو بن الخَزْرج، و هو أَخو الأَوْس، و إلیهما نسب الأَنصار، و أُمهما قَیْلةُ بنت كاهِل بن عُذْرةَ بن سعید بن زیدِ بن لَیْث بن سُود بن أَسْلَمِ بنِ الحافِ بن قُضاعةَ؛ و نعود إلی بقیة النسب المبارك: الخَزْرَجُ بن حارثةَ بن ثَعْلَبَة البُهْلُول بن عَمرو مُزَیْقِیاء بن عامرٍ ماءِ السماءِ بن حارثةَ الغِطْریف بن إمرئِ القَیْسِ البِطْریق بن ثَعْلبة العَنقاءِ بن مازِنٍ زادِ الرَّكْب، و هو جِماعُ غَسَّانَ بن الأَزْدِ. و هو دُرُّ بن الغَوْث بن نَبْتِ بن مالك بن زَیْدِ بن كَهْلانَ بن سَبأ، و اسمه عامرُ بن یَشْجُبَ بن یَعْرُبَ بن قَحْطانَ، و اسمه یَقْطُن، و إلیه تُنسب الیمن. و من هاهنا اختلف النسابون، فالذی ذكره ابن الكلبی أَنه قحطان بن الهمیسع بن تیمن بن نَبْت بن إسماعیل بن إبراهیم الخلیل «3»، علیه الصلاة و السلام. قال ابن حزم: و هذه النسبة الحقیقیة‌لأَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال لقوم من خُزاعةَ، و قیل من الأَنصار، و رآهم یَنْتَضِلُون: ارْمُوا بَنِی إسماعیل فإن أَباكم كان رامیاً.و إبراهیمُ، صلوات اللّه علیه، هو إبراهیمُ بن آزَرَ بن ناحور بن سارُوغ بن القاسم، الذی قسم الأَرض بین أَهلها، ابن عابَرَ بن شالحَ بن أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح، علیه الصلاة و السلام، ابن ملكان بن مثوب بن إدریس، علیه السلام، ابن الرائد بن مهلاییل بن قینان بن الطاهر بن هبة اللّه، و هو شیث بن آدم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام.

جرجب؛ ج1، ص: 264

: الجُرْجُبُّ و الجُرْجُبانُ: الجَوْفُ. یقال ملأَ جَرَاجِبَه. و جَرْجَبَ الطعامَ و جَرْجَمه: أَكله، الأَخیرة علی البدل. و الجَراجِبُ: العِظامُ من الإِبل. قال الشاعر: یَدْعُو جَراجِیبَ مُصَوَّیاتِ، و بَكَراتٍ كالمُعَنَّساتِ، لَقِحْنَ، للقِنْیةِ، شاتِیاتِ

جردب؛ ج1، ص: 264

: جَرْدَب علی الطعام: وضع یده علیه، یكون بینَ یَدَیْه علی الخِوانِ، لئلا یَتَناوَلَه غیره. و قال یعقوب: جَرْدَبَ فی الطعام و جَرْدَمَ، و هو أَن یَسْتُر ما بین یدَیْه من الطعام بَشماله، لئلا یَتناولَه غیرُه. و رجل جَرْدَبانُ و جُرْدُبانُ: مُجَرْدِبٌ، و كذلك. الیَدُ. قال: إذا ما كنتَ فی قوم شَهاوَی، فلا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَرْدَبانا
(3). قوله [فالذی ذكره إلخ] كذا فی النسخ و بمراجعة بدایة القدماء و كامل ابن الأَثیر و غیرهما من كتب التاریخ تعلم الصواب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 265
و قال بعضهم جُرْدُبانا. و قیل: جَرْدَبانُ، بالدال المهملة، أَصله كَرْدَهْ بانَ أَی حافِظُ الرَّغِیفِ، و هو الذی یَضَعُ شِمالَه علی شی‌ءٍ یكون علی الخِوان كی لا یَتناولَه غیرُه. و قال ابن الأَعرابی: الجَرْدَبانُ: الذی یأْكل بیمینه و یمنع بشماله. قال: و هو معنی قول الشاعر: و كنتَ، إذا أَنْعَمْتَ فی الناسِ نِعْمةً، سَطَوْتَ علیها، قابضاً بشِمالِكا و جَرْدَبَ علی الطعام: أَكلَه. شمر: هو یُجَرْدِبُ و یُجَرْدِمُ ما فی الإِناءِ أَی یأْكله و یُفْنِیه. و قال الغَنَوِیُّ: فلا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَرْدَبِیلا قال: معناه أَن یأْخذ الكِسرة بیده الیُسری، و یأْكل بیده الیمنی، فإذا فَنِیَ ما بین أَیدی القوم أَكَلَ ما فی یده الیسری. و یقال: رجُل جَرْدَبِیلٌ إذا فعَل ذلك. ابن الأَعرابی: الجِرْدابُ: وسَطُ البحر.

جرسب؛ ج1، ص: 265

: الأَصمعی: الجَرْسَبُ: الطویل.

جرشب؛ ج1، ص: 265

: جَرْشَبَتِ المرأَةُ: بلغت أَربعین أَو خمسین إلی أَن تموت. و امرأَة جَرْشَبِیَّةٌ. قال: إنَّ غُلاماً، غَرَّه جَرْشَبِیَّةٌ، علی بُضْعِها، مِنْ نَفْسِه، لَضَعِیفُ مُطَلَّقةً، أَو ماتَ عنها حَلِیلُها، یَظَلُّ، لِنابَیْها، علیه صَریفُ ابن شمیل: جَرْشَبَتِ المرأَةُ إذا ولَّتْ و هَرِمَتْ، و امرأَةٌ جَرْشَبِیَّةٌ. و جَرْشَبَ الرجل: هُزِلَ، أَو مَرِضَ، ثم انْدَمَلَ، و كذلك جَرْشَمَ. ابن الأَعرابی: الجُرْشُبُ: القصیرُ السمینُ.

جرعب؛ ج1، ص: 265

: الجَرْعَبُ: الجافی. و الجَرْعَبِیبُ «1»: الغَلِیظُ. و داهیةٌ جَرْعَبِیبٌ: شَدِیدةٌ. الأَزهری: اجْرَعَنَّ و ارْجَعَنَّ و اجْرَعَبَّ و اجْلَعَبَّ إذا صُرِعَ و امْتَدَّ علی وجه الأَرض.

جزب؛ ج1، ص: 265

: الجِزْبُ: النَّصیبُ من المال، و الجمع أَجْزابٌ. ابن المستنیر: الجِزْبُ و الجِزْمُ: النَّصِیبُ. قال: و الجُزْبُ العَبِیدُ، و بنو جُزَیْبةَ مأْخوذ من الجُزْبِ، و أَنشد: و دُودانُ أَجْلَتْ عن أَبانَیْنِ و الحِمَی، فِراراً. و قد كُنَّا اتَّخَذْناهُمُ جُزْبا ابن الأَعرابی: المِجْزَب: الحَسَنُ السَّبْر «2» الطَّاهِرُه.

جسرب؛ ج1، ص: 265

: الجَسْرَبُ: الطویلُ.

جشب؛ ج1، ص: 265

: جَشَبَ الطعامَ: طَحَنه جَریشاً. و طَعامٌ جَشِبٌ و مَجْشُوبٌ أَی غلیظ خَشِنٌ، بَیِّنُ الجُشُوبةِ إذا أُسِی‌ءَ طَحْنُه، حتی یَصیر مُفَلَّقاً. و قیل: هو الذی لا أُدْمَ له. و قد جَشُبَ جَشابةً. و یقال للطعام: جَشْبٌ و جَشِبٌ و جَشِیبٌ، و طَعامٌ مَجْشُوبٌ، و قد جَشَبْتُه. و أَنشد ابن الأَعرابی: لا یَأْكُلُونَ زادَهُمْ مَجْشُوبا الجوهری: و لو قیل اجْشَوْشِبُوا كما قیل اخْشَوْشِبُوا، بالخاء، لم یبعد، إلا أَنی لم أَسمعه بالجیم. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، كان یأْكل الجَشِبَ، هو
(1). قوله [و الجرعبیب] كذا ضبط فی المحكم. (2). قوله [السبر] ضبط فی التكملة بفتح السین و كسرها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 266
الغَلِیظُ الخَشِنُ من الطَّعامِ، و قیل غیرُ المأْدوم. و كلُّ بَشِعِ الطَّعْم فهو جَشِبٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كان یأْتینا بطعام جَشبٍ.و‌فی حدیث صلاة الجماعة: لو وَجَد عَرْقاً سَمِیناً أَو مِرْماتَیْنِ جَشِبَتَیْنِ أَو خَشِبَتَیْنِ لأَجاب. قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره بعض المتأَخرین فی حرف الجیم: لو دُعِیَ إلی مِرْماتَیْنِ جَشِبَتَیْنِ أَو خَشِبَتَیْنِ لأَجاب.و قال: الجَشِبُ الغلیظ. و الخَشِبُ الیابس من الخَشَبِ. و المِرْماةُ ظِلْفُ الشاةِ، لأَنه یُرْمی به، انتهی كلامه. قال ابن الأَثیر: و الذی قرأناه و سمعناه، و هو المُتداوَل بین أَهل الحدیث: مِرْماتَین حَسَنَتَیْن، من الحُسْنِ و الجَوْدة، لأَنه عطفهما علی العَرْقِ السَّمِین. قال: و قد فسره أَبو عبیدة و مَنْ بعده من العلماء، و لم یتعرّضوا إلی تفسیر الجَشِب أَو الخَشِب فی هذا الحدیث. قال: و قد حكیت ما رأَیت، و العُهدة علیه. و الجَشِیبُ: البَشِعُ من كلِّ شی‌ءٍ. و الجَشِیبُ من الثیاب: الغلیظ. و رجلٌ جَشِیبٌ: سَیِّئُ المَأْكلِ. و قد جَشُبَ جُشُوبةً. شمر: رَجُلٌ مُجَشَّبٌ: خَشِنُ المَعیشةِ. قال رؤبة: و من صُباحٍ رامِیاً مُجَشَّبا و جَشِبُ المَرْعی: یابِسُه. و جَشَبَ الشی‌ءُ یَجْشُبُ: غَلُظَ. و الجَشْبُ و المِجْشابُ: الغلیظُ، الأُولی عن كراع، و سیأْتی ذكر الجَشَنِ فی النون. التهذیب: المِجْشابُ: البَدَنُ الغَلِیظُ. قال أَبو زُبَیْد الطائی: قِرابَ حِضْنِك لا بِكْرٌ و لا نَصَفٌ، تُولِیكَ كَشْحاً لَطیفاً، لیس مِجْشابا قال ابن بری: و قِرابَ منصوب بفعل فی بیت قبله: نِعْمَتْ بِطانةُ، یَوْمِ الدَّجْنِ، تَجْعَلُها دُونَ الثِّیابِ، و قد سَرَّیْتَ أَثْوابا أَی تَجْعَلُها كبِطانةِ الثوب فی یوم بارِدٍ ذی دَجْنٍ؛ و الدَّجْنُ إلباسُ الغَیْمِ السَّماء عند المَطر، و ربُما لم یكن معه مطر. و سَرَّیْتُ الثوب عنی نَزَعْتُه. و الحِضْنُ شِقُّ البَطْنِ. و الكَشْحانِ الخاصِرتانِ، و هما ناحِیتا البطن. و قِرابَ حِضْنِكَ مفعول ثان بتَجْعَلُها. ابن السكیت: جَمَلٌ جَشِبٌ: ضَخْمٌ شَدِیدٌ. و أَنشد: بَجَشِبٍ أَتْلَعَ فی إصْغائِه ابن الأَعرابی: المِجْشَبُ: الضَّخْمُ الشجاع. و قول رؤبة: و مَنْهَلٍ، أَقْفَرَ مِنْ أَلْقائه، ورَدْتُه، و اللَّیْلُ فی أَغْشائِه، بجشب أَتلع فی إصغائه، جاءَ، و قد زادَ علی أَظْمائِه، یُجاوِرُ الحَوْضَ إلی إزائِه، رَشْفاً بِمَخْضُوبَینِ مِنْ صَفْرائِه، و قَدْ شَفَتْه وَحْدَها مِنْ دائِه، منْ طائِف الجَهْلِ، و مِنْ نُزائِه الأَلْقاء: الأَنِیسُ. یُجاوِرُ الحوضَ إلی إزائه أَی یستقبل الدلو حین یُصَبُّ فی الحَوْضِ من عَطشه. و مَخْضُوباه: مِشْفراه، و قد اخْتَضَبا بالدم من بُرَته. و قد شَفَتْه یعنی البُرة أَی ذَلَّلَتْه و سَكَّنَتْه. و نَدًی
لسان العرب، ج‌1، ص: 267
جَشَّابٌ: لا یَزالُ یَقَعُ علی البَقْل. قال رؤبة: رَوْضاً بِجَشّابِ النَّدی مَأْدُوما و كلامٌ جَشِیبٌ: جافٍ خَشِنٌ. قال: لها مَنْطِقٌ، لا هِذْرِیانٌ طَما به سَفاهٌ، و لا بادِی الجَفاءِ، جَشِیبُ و سِقاءٌ جَشِیبٌ: غَلِیظٌ خَلَقٌ. و مَرةٌ جَشُوبٌ: خَشِنَةٌ، و قیل قَصیرةٌ. أَنشد ثعلب: كواحِدةِ الأُدْحیِّ لا مُشْمَعِلَّةٌ، و لا جَحْنةٌ، تحت الثِّیابِ، جَشُوبُ و الجُشْبُ: قُشورُ الرّمان، یمانیة. و بَنُو جَشِیبٍ: بَطْنٌ.

جعب؛ ج1، ص: 267

: الجَعْبةُ: كِنانةُ النُّشَّابِ، و الجمع جِعابٌ. و‌فی الحدیث: فانْتَزَعَ طَلَقاً من جَعْبَتِه.و هو متكرر فی الحدیث. و قال ابن شمَیل: الجَعْبَةُ: المُسْتَدِیرةُ الواسِعةُ التی علی فمها طَبَقٌ من فَوْقِها. قال: و الوَفْضَةُ أَصغر منها، و أَعلاها و أَسْفَلُها مُسْتَوٍ، و أَما الجَعْبةُ ففی أَعلاها اتِّساعٌ و فی أَسفلها تَبْنِیقٌ، و یُفَرَّجُ أَعْلاها لئلا یَنْتَكِثَ رِیشُ السِّهام، لأَنها تُكَبُّ فی الجَعْبةِ كَبّاً، فظُباتُها فی أَسْفَلِها، و یُفَلْطَح أَعْلاها مِن قِبَل الریش، و كلاهما من شَقِیقَتَیْن من خَشَبٍ. و الجَعَّابُ: صانِعُ الجِعابِ، و جَعَّبَها: صَنَعَها، و الجِعابةُ: صِناعَتُه. و الجَعابِیبُ: القِصارُ من الرجال. و الجُعْبُوب: القَصِیرُ الدمِیمُ، و قیل هو النَّذْلُ، و قیل هو الدَّنِی‌ءُ من الرجال، و قیل هو الضَّعِیفُ الذی لا خَیْر فیه. و یقال للرجل، إذا كان قَصیراً دَمِیماً: جُعْبُوبٌ و دُعْبُوبٌ و جُعْسوسٌ. و الجَعْبةُ: الكَثِیبةُ من البَعَر. و الجُعَبَی: ضَرْبٌ من النمل «1». قال اللیث: هو نمل أَحمر، و الجمع جُعَبَیاتٌ. و الجِعِبَّاءُ و الجِعِبَّی و الجِعْباءة و الجَعْواءُ و الناطِقةُ الخَرْساء: الدُّبر و نحو ذلك. و ضربه فجَعَبَهُ جَعْباً و جَعَفَه إذا ضَرَبَ به الأَرضَ، و یُثَقَّلُ فیقال: جَعبَّه تَجْعیباً و جَعْبأَه إذا صَرَعَه. و تَجَعَّبَ و تَجَعْبَی و انْجَعَب و جَعَبْتُه أَی صَرَعْتُه، مثل جَعَفْتُه. و رُبما قالوا: جَعْبَیْتُه جِعْباءً فتَجَعْبَی، یزیدون فیه الیاء، كما قالوا سَلْقَیْتُه مِن سَلَقَه. و جَعَبَ الشی‌ءَ جَعْباً: قَلَبه. و جَعَبَه جَعْباً: جَمعه، و أَكثره فی الشی‌ءِ الیسیر. و المِجْعَبُ: الصِّرِّیعُ من الرجال یَصْرَعُ و لا یُصْرَعُ. و فی النوادر: جَیْشٌ یَتَجَعْبَی و یَتَجَرْبی و یَتَقَبْقَبُ و یَتَهَبْهَبُ و یَتَدرْبَی: یركب بعضُه بعضاً. و المُتَجَعِّبُ: المیِّتُ.

جعدب؛ ج1، ص: 267

: الجُعْدُبةُ: الحَجاةُ و الحَبابةُ، و‌فی حدیث عَمْرو أَنه قال لمعاویة، رضی اللّه عنهما: لقد رأَیتُكَ بالعراقِ، و إنّ أَمْرَكَ كحُقِّ الكَهُولِ، أَو كالجُعْدُبةِ، أَو كالكُعْدُبةِ.الجُعْدُبةُ و الكُعْدُبةُ: النُّفّاخاتُ
(1). قوله [و الجعبی ضرب إلخ] هذا ضبط المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 268
التی تكون من ماء المطر. و الكَهُولُ: العَنْكَبوتُ. و حُقُّها: بَیْتُها. و قیل: الكُعْدُبةُ و الجُعْدُبةُ: بیتُ العنكبوت. و أَثبت الأَزهری القولین معاً. و الجُعْدُبَةُ من الشی‌ءِ: المُجْتَمِعُ منه، عن ثعلب. و جُعْدُبٌ و جُعْدُبةُ: اسمان. الأَزهری: و جُعْدبةُ: اسمُ رجل من أَهل المدینة.

جعنب؛ ج1، ص: 268

: الجَعْنبةُ «1»: الحِرْصُ علی الشی‌ءِ. و جُعْنُبٌ: اسم.

جغب؛ ج1، ص: 268

: رجل شَغِبٌ جَغِبٌ: إتباع لا یُتكلم به مفرداً. و فی التهذیب: رجل جَغِبٌ شَغِبٌ.

جلب؛ ج1، ص: 268

: الجَلْبُ: سَوْقُ الشی‌ء من موضع إلی آخَر. جَلَبَه یَجْلِبُه و یَجْلُبه جَلْباً و جَلَباً و اجْتَلَبَه و جَلَبْتُ الشی‌ءَ إلی نفْسِی و اجْتَلَبْتُه، بمعنی. و قولُه، أَنشده ابن الأَعرابی: یا أَیها الزاعِمُ أَنِّی أَجْتَلِبْ فسره فقال: معناه أَجْتَلِبُ شِعْری من غیری أَی أَسُوقه و أَسْتَمِدُّه. و یُقَوِّی ذلك قول جریر: أَ لَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِیَ القَوافِی، فَلا عِیّاً بِهِنَّ، و لا اجْتِلابا أَی لا أَعْیا بالقَوافی و لا اجْتَلِبُهنَّ مِمَّن سوای، بل أَنا غَنِیٌّ بما لدیَّ منها. و قد انْجَلَب الشی‌ءُ و اسْتَجْلَب الشی‌ءَ: طلَب أَن یُجْلَبَ إلیه. و الجَلَبُ و الأَجْلابُ: الذین یَجْلُبُون الإِبلَ و الغَنم للبیع. و الجَلَبُ: ما جُلِبَ مِن خَیْل و إبل و مَتاعٍ. و فی المثل: النُّفاضُ یُقَطِّرُ الجَلَبَ أَی إنه إذا أَنْفَضَ القومُ، أَی نَفِدَتْ أَزْوادُهم، قَطَّرُوا إبلَهم للبیع. و الجمع: أَجْلابٌ. اللیث: الجَلَبُ: ما جَلَبَ القومُ من غَنَم أَو سَبْی، و الفعل یَجْلُبون، و یقال جَلَبْتُ الشی‌ءَ جَلَباً، و المَجْلوبُ أَیضاً: جَلَبٌ. و الجَلِیبُ: الذی یُجْلَبُ من بَلد إلی غیره. و عَبْدٌ جَلِیبٌ. و الجمع جَلْبَی و جُلَباء، كما قالوا قَتْلَی و قُتَلاء. و قال اللحیانی: امرأَةٌ جَلِیبٌ فی نسوة جَلْبَی و جَلائِبَ. و الجَلِیبةُ و الجَلُوبة ما جُلِبَ. قال قیْس بن الخَطِیم: فَلَیْتَ سُوَیْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ، و مَنْ خَرَّ، إذْ یَحْدُونَهم كالجَلائِبِ و یروی: إذ نَحْدُو بهم. و الجَلُوبةُ: ما یُجْلَب للبیع نحو الناب و الفَحْل و القَلُوص، فأَما كِرامُ الإِبل الفُحولةُ التی تُنْتَسَل، فلیست من الجلُوبة. و یقال لصاحِب الإِبل: هَلْ لك فی إبلِكَ جَلُوبةٌ؟ یعنی شیئاً جَلَبْتَه للبیع. و‌فی حدیث سالم: قَدِمَ أَعرابیٌّ بجَلُوبةٍ، فَنَزلَ علی طلحةَ، فقال طلحةُ: نَهی رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَن یَبِیعَ حاضِرٌ لِبادٍ.قال: الجَلُوبة، بالفتح، ما یُجْلَبُ للبَیْع من كل شی‌ءٍ، و الجمعُ الجَلائِبُ؛ و قیل: الجَلائبُ الإِبل التی تُجْلَبُ إلی الرَّجل النازِل علی الماءِ لیس له ما یَحْتَمِلُ علیه، فیَحْمِلُونه علیها. قال: و المراد فی الحدیث الأَوّلُ كأَنه أَراد أَن یَبیعها له طلحةُ. قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی كتاب أَبی
(1). قوله [الجعنبة إلخ] لم نظفر به فی المحكم و لا التهذیب، و قال فی شرح القاموس هو تصحیف الجعثبة بالمثلثة، قال و جعنب تصحیف جعثب بها أَیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 269
موسی فی حرف الجیم. قال: و الذی قرأْناه فی سنن أَبی داود: بحَلُوبةٍ، و هی الناقةُ التی تُحْلَبُ. و الجَلُوبةُ: الإِبل یُحْمَلُ علیها مَتاعُ القوم، الواحد و الجَمْع فیه سَواءٌ؛ و جَلُوبة الإِبل: ذُكُورها. و أَجْلَبَ الرجلُ إذا نُتِجَتْ ناقتُه سَقْباً. و أَجْلَبَ الرجلُ: نُتِجَت إبلُه ذُكُوراً، لأَنه تُجْلَبُ أَولادُها، فَتُباعُ، و أَحْلَبَ، بالحاء، إذا نُتِجت إبلُه إناثاً. یقال للمُنْتِجِ: أَ أَجْلَبْتَ أَم أَحْلَبْتَ؟ أَی أَ وَلَدَتْ إبلُكَ جَلُوبةً أَم وَلَدَتْ حَلُوبةً، و هی الإِناثُ. و یَدْعُو الرجلُ علی صاحبه فیقول: أَجْلَبْتَ و لا أَحْلَبْتَ أَی كان نِتاجُ إبلك ذُكوراً لا إناثاً لیَذْهَبَ لبنُه. و جَلَبَ لأَهلِه یَجْلُبُ و أَجْلَبَ: كَسَبَ و طَلَبَ و احْتالَ، عن اللحیانی. و الجَلَبُ و الجَلَبةُ: الأَصوات. و قیل: هو اختِلاطُ الصَّوْتِ. و قد جَلَبَ القومُ یَجْلِبُون و یَجْلُبُون و أَجْلَبُوا و جَلَّبُوا. و الجَلَبُ: الجَلَبةُ فی جَماعة الناس، و الفعْلُ أَجْلَبُوا و جَلَّبُوا، من الصِّیَاحِ. و‌فی حدیث الزُّبیر: أَنَّ أُمَّه صَفِیَّة قالت أَضْرِبُه كی یَلَبَّ و یَقُودَ الجَیشَ ذا الجَلَبِ؛ هو جمع جَلَبة، و هی الأَصوات. ابن السكیت یقال: هم یُجْلِبُون علیه و یُحْلِبُون علیه بمعنیً واحد أَی یُعِینُون علیه. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه تعالی عنه: أَراد أَن یُغالِط بما أَجْلَبَ فیه.یقال أَجْلَبُوا علیه إذا تَجَمَّعُوا و تأَلَّبوا. و أَجْلَبَه: أَعانَه. و أَجْلَبَ علیه إذا صاحَ به و اسْتَحَثَّه. و جَلَّبَ علی الفَرَس و أَجْلَبَ و جَلَبَ یَجْلُب جَلْباً، قلیلة: زَجَرَه. و قیل: هو إذا رَكِب فَرساً و قادَ خَلْفَه آخَر یَسْتَحِثُّه، و ذلك فی الرِّهان. و قیل: هو إذا صاحَ به مِنْ خَلْفِه و اسْتَحَثَّه للسَّبْق. و قیل: هو أَن یُرْكِبَ فَرسَه رجلًا، فإذا قَرُبَ من الغایةِ تَبِعَ فَرَسَه، فَجَلَّبَ علیه و صاحَ به لیكون هو السابِقَ، و هو ضَرْبٌ من الخَدِیعةِ. و‌فی الحدیث: لا جَلَبَ و لا جَنَبَ.فالجَلَبُ: أَن یَتَخَلَّفُ الفَرَسُ فی السِّباق فیُحَرَّكَ وراءَه الشی‌ءُ یُسْتَحَثُّ فَیسبِقُ. و الجَنَبُ: أَن یُجْنَبَ مع الفَرَس الذی یُسابَقُ به فَرَسٌ آخَرُ، فیُرْسَلَ، حتی إذا دَنا تَحوّلَ راكِبُه علی الفرَس المَجْنُوب، فأَخَذَ السَّبْقَ. و قیل، الجَلَبُ: أَن یُرْسَلَ فی الحَلْبةِ، فتَجْتَمِعَ له جماعَةٌ تصِیحُ به لِیُرَدَّ عن وَجْهِه. و الجَنَبُ: أَن یُجْنَبَ فرَسٌ جامٌّ، فیُرْسَلَ من دونِ المِیطانِ، و هو الموضع الذی تُرْسَلُ فیه الخیل، و هو مَرِحٌ، و الأُخَرُ مَعایا. و زعم قوم أَنها فی الصَّدقة، فالجَنَبُ: أَن تأْخُذَ شاءَ هذا، و لم تَحِلَّ فیها الصدقةُ، فتُجْنِبَها إلی شاءِ هذا حتی تأْخُذَ منها الصدقةَ. و قال أَبو عبید: الجَلَبُ فی شیئین، یكون فی سِباقِ الخَیْلِ و هو أَن یَتْبَعَ الرجلُ فرَسَه فیَزْجُرَه و یُجْلِبَ علیه أَو یَصِیحَ حَثّاً له، ففی ذلك مَعونةٌ للفرَس علی الجَرْیِ. فنُهِیَ عن ذلك. و الوَجْهُ الآخر فی الصَّدَقةِ أَن یَقْدَمَ المُصَدِّقُ علی أَهْلِ الزَّكاةِ فَیَنْزِلَ موضعاً ثم یُرْسِلَ إلیهم من یَجْلُب إلیه الأَموال من أَماكِنها لِیأخُذ صَدَقاتِها، فنُهِیَ عن ذلك و أُمِرَ أَن یأْخُذَ صَدَقاتِهم مِن أَماكِنِهم، و علی مِیاهِهِم و بِأَفْنِیَتِهِمْ. و قیل: قوله و لا جَلَبَ أَی لا تُجْلَبُ إلی المِیاه و لا إلی الأَمْصار، و لكن یُتَصَدَّقُ بها فی مَراعِیها. و فی الصحاح: و الجلَبُ الذی جاءَ النهیُ عنه هو أَن لا یأتی المُصدِّقُ القومَ فی مِیاهِهم لأَخْذِ الصَّدقاتِ، و لكن یَأْمُرُهم بِجَلْب نَعَمِهم إلیه. و قوله‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌1، ص: 270
العَقَبةِ: إنَّكم تُبایِعون محمداً علی أَن تُحارِبُوا العَربَ و العَجَم مُجْلِبةً‌أَی مجتمعین علی الحَرْب. قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی بعض الطرق بالباءِ. قال: و الروایة بالیاء، تحتها نقطتان، و هو مذكور فی موضعه. و رَعْدٌ مُجَلِّبٌ: مُصَوِّتٌ. و غَیْثٌ مُجَلِّبُ: كذلك. قال: خَفاهُنَّ مِنْ أَنْفاقهِنَّ كأَنَّما خَفاهُنَّ وَدْقٌ، مِنْ عَشِیٍّ، مُجَلِّبُ و قول صخر الغی: بِحَیَّةِ قَفْرٍ، فی وِجارٍ، مُقِیمة تَنَمَّی بِها سَوْقُ المَنی و الجَوالِبِ أَراد ساقَتْها جَوالبُ القَدَرِ، واحدتها جالبةٌ. و امرأَةٌ جَلَّابةٌ و مُجَلِّبةٌ و جلِّبانةٌ و جُلُبَّانةٌ و جِلِبْنانةٌ و جُلُبْنانةٌ و تِكِلَّابةٌ: مُصَوِّتةٌ صَخّابةٌ، كثیرة الكلام، سیئة الخُلُق، صاحِبةُ جَلَبةٍ و مُكالَبةٍ. و قیل: الجُلُبّانَة من النساء: الجافِیةُ، الغَلِیظةُ، كأَنَّ علیها جُلْبةً أَی قِشْرة غَلِیظة، و عامّةُ هذه اللغات عن الفارسی. و أَنشد لحُمید بن ثور.جِلِبْنانةٌ، وَرْهاءُ، تَخْصِی حِمارَها، بِفی، مَنْ بَغَی خَیْراً إلَیْها، الجَلامِدُ قال: و أَما یعقوب فإنه روی جِلِبَّانةٌ، قال ابن جنی: لیست لام جِلِبَّانةٍ بدلًا من راءِ جِرِبَّانةٍ، یدلك علی ذلك وجودك لكل واحد منهما أَصْلًا و مُتَصَرَّفاً و اشْتِقاقاً صحیحاً؛ فأَمّا جِلِبَّانة فمن الجَلَبةِ و الصِّیاحِ لأَنها الصَّخَّابة. و أَما جِرِبَّانةٌ فمِن جَرَّبَ الأُمورَ و تصَرَّفَ فیها، أَ لا تراهم قالوا: تَخْصِی حِمارَها، فإذا بلغت المرأَة من البِذْلةِ و الحُنْكةِ إلی خِصاءِ عَیْرها، فَناهِیكَ بها فی التَّجْرِبةِ و الدُّرْبةِ، و هذا وَفْقُ الصَّخَب و الضَّجَر لأَنه ضِدُّ الحیَاء و الخَفَر. و رَجلٌ جُلُبَّانٌ و جَلَبَّانٌ: ذُو جَلَبةٍ. و‌فی الحدیث: لا تُدْخَلُ مَكّةُ إلَّا بجُلْبان السِّلاح.جُلْبانُ السِّلاح: القِرابُ بما فیه. قال شمر: كأَنَّ اشتقاق الجُلْبانِ من الجُلْبةِ و هی الجِلْدَة التی تُوضع علی القَتَبِ و الجِلْدةُ التی تُغَشِّی التَّمِیمةَ لأَنها كالغِشاءِ للقِراب؛ و قال جِرانُ العَوْد: نَظَرتُ و صُحْبَتی بِخُنَیْصِراتٍ، و جُلْبُ اللیلِ یَطْرُدُه النَّهارُ أراد بجُلْبِ اللیل: سَوادَه. و‌روی عن البَراء بن عازب، رضی اللّه عنه، أَنه قال لَمَّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، المُشْرِكِین بالحُدَیْبِیةِ: صالحَهم علی أَن یَدْخُلَ هو و أَصحابُه من قابل ثلاثةَ أَیام و لا یَدْخُلُونها إلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ؛ قال فسأَلته: ما جُلُبَّانُ السّلاحِ؟ قال: القِرابُ بما فِیه.قال أَبو منصور: القِرابُ: الغِمْدُ الذی یُغْمَدُ فیه السَّیْفُ، و الجُلُبَّانُ: شِبْه الجِرابِ من الأَدَمِ یُوضَعُ فیه السَّیْفُ مَغْمُوداً، و یَطْرَحُ فیه الرَّاكِبُ سَوْطَه و أَداتَه، و یُعَلِّقُه مِنْ آخِرةِ الكَوْرِ، أَو فی واسِطَتِه. و اشْتِقاقُه من الجُلْبة، و هی الجِلْدةُ التی تُجْعَلُ علی القَتَبِ. و رواه القتیبی بضم الجیم و اللام و تشدید الباء، قال: و هو أَوْعِیةُ السلاح بما فیها. قال: و لا أُراه سُمی به إلا لجَفائِه، و لذلك قیل للمرأَة الغَلِیظة الجافِیةِ: جُلُبّانةٌ. و‌فی بعض الروایات: و لا یدخلها إلا بجُلْبانِ السِّلاح السیفِ و القَوْس و نحوهما؛ یرید ما یُحتاجُ إلیه فی إظهاره و القِتال به إلی
لسان العرب، ج‌1، ص: 271
مُعاناة لا كالرِّماح لأَنها مُظْهَرة یمكن تعجیل الأَذی بها، و إنما اشترطوا ذلك لیكون عَلَماً و أَمارةً للسِّلْم إذ كان دُخولُهم صُلْحاً. و جَلَبَ الدَّمُ، و أَجْلَبَ: یَبِسَ، عن ابن الأَعرابی. و الجُلْبةُ: القِشْرةُ التی تَعْلُو الجُرْحَ عند البُرْءِ. و قد جَلَبَ یَجْلِبُ و یَجْلُبُ، و أَجْلَبَ الجُرْحُ مثله. الأَصمعی: إذا عَلَتِ القَرْحةَ جِلْدةُ البُرْءِ قیل جَلَبَ. و قال اللیث: قَرْحةٌ مُجْلِبةٌ و جالِبةٌ و قُروحٌ جَوالِبُ و جُلَّبٌ، و أَنشد: عافاكَ رَبِّی مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ، بَعْدَ نُتُوضِ الجِلْدِ و التَّقَوُّبِ و ما فی السَّماءِ جُلْبةٌ أَی غَیْمٌ یُطَبِّقُها، عن ابن الأَعرابی. و أَنشد: إذا ما السَّماءُ لَمْ تَكُنْ غَیْرَ جُلْبةٍ، كجِلْدةِ بَیْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِیرُها تُنِیرُها أَی كأَنَّها تَنْسِجُها بِنِیرٍ. و الجُلْبةُ فی الجَبَل: حِجارة تَراكَمَ بَعْضُها علی بَعْض فلم یكن فِیه طَرِیقٌ تأْخذ فیه الدَّوابُّ. و الجُلْبةُ من الكَلإِ: قطْعةٌ متَفَرِّقةٌ لیست بِمُتَّصِلةٍ. و الجُلْبةُ: العِضاهُ إذا اخْضَرَّتْ و غَلُظَ عُودُها و صَلُبَ شَوْكُها. و الجُلْبةُ: السَّنةُ الشَّدیدةُ، و قیل: الجُلْبة مثل الكُلْبةِ، شِدَّةُ الزَّمان؛ یقال: أَصابَتْنا جُلْبةُ الزَّمانِ و كُلْبةُ الزمان. قال أَوْسُ بن مَغْراء التَّمِیمی: لا یَسْمَحُون، إذا ما جُلْبةٌ أَزَمَتْ، و لَیْسَ جارُهُم، فِیها، بِمُخْتارِ و الجُلْبةُ: شِدّة الجُوع؛ و قیل: الجُلْبةُ الشِّدّةُ و الجَهْدُ و الجُوعُ. قال مالك بن عویمر بن عثمان بن حُنَیْش الهذلی و هو المتنخل، و یروی لأَبی ذؤیب، و الصحیح الأَوّل: كأَنَّما، بَیْنَ لَحْیَیْهِ و لَبَّتهِ، مِنْ جُلْبةِ الجُوعِ، جَیَّارٌ و إرْزِیزُ و الإِرْزِیزُ: الطَّعْنة. و الجَیَّارُ: حُرْقةٌ فی الجَوْفِ؛ و قال ابن بری: الجَیَّارُ حَرارةٌ مِن غَیْظٍ تكون فی الصَّدْرِ. و الإِرْزِیزُ الرِّعْدةُ. و الجوالِبُ الآفاتُ و الشّدائدُ. و الجُلْبة: حَدِیدة تكون فی الرَّحْل؛ و قیل هو ما یُؤْسر به سِوی صُفَّتِه و أَنْساعِه. و الجُلْبةُ: جِلْدةٌ تُجْعَلُ علی القَتَبِ، و قد أَجْلَبَ قَتَبَه: غَشَّاه بالجُلْبةِ. و قیل: هو أَن یَجْعَل علیه جِلْدةً رَطْبةً فَطِیراً ثم یَتْرُكها علیه حتی تَیْبَسَ. التهذیب: الإِجْلابُ أَن تأْخذ قِطْعةَ قِدٍّ، فتُلْبِسَها رأْسَ القَتَب، فَتَیْبَس علیه، و هی الجُلْبةُ. قال النابغة الجَعْدِی: أُمِرَّ، و نُحِّیَ مِنْ صُلْبِه، كتَنْحِیةِ القَتَبِ المُجْلَبِ و الجُلْبةُ: حدیدةٌ صغیرة یُرْقَعُ بها القَدَحُ. و الجُلْبةُ: العُوذة تُخْرَز علیها جِلْدةٌ، و جمعها الجُلَبُ. و قال علقمة یصف فرساً: بغَوْجٍ لَبانُه یُتَمُّ بَرِیمُه، علی نَفْثِ راقٍ، خَشْیةَ العَیْنِ، مُجْلَبِ «2» یُتَمُّ بَرِیمُه: أَی یُطالُ إطالةً لسَعةِ صدرِه. و المُجْلِبُ: الذی یَجْعَل العُوذةَ فی جِلْدٍ ثم تُخاطُ
(2). قوله [مُجْلَب] قال فی التكملة و من فتح اللام أراد أن علی العوذة جلدة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 272
علی الفَرَس. و الغَوْجُ: الواسِعُ جِلْد الصَّدرِ. و البَرِیمُ: خَیْطٌ یُعْقَدُ علیه عُوذةٌ. و جُلْبةُ السِّكِّینِ: التی تَضُمُّ النِّصابَ علی الحدیدة. و الجِلْبُ و الجُلْبُ: الرَّحْلُ بما فیه. و قیل: خَشَبُه بلا أَنْساعٍ و لا أَداةٍ. و قال ثعلب: جِلْبُ الرَّحْلِ: غِطاؤُه. و جِلْبُ الرَّحْلِ و جُلْبُه: عِیدانُه. قال العجاج، و شَبَّه بَعِیره بثَوْر وحْشِیٍّ رائحٍ، و قد أَصابَه المَطَرُ: عالَیْتُ أَنْساعِی و جِلْبَ الكُورِ، علی سَراةِ رائحٍ، مَمْطُورِ قال ابن بری: و المشهور فی رجزه: بَلْ خِلْتُ أعْلاقِی و جِلْبَ كُورِی و أَعْلاقِی جمع عِلْقٍ، و العِلْقُ: النَّفِیسُ من كل شی‌ءٍ. و الأَنْساعُ: الحِبال، واحدها نِسْعٌ. و السَّراةُ: الظّهر و أَراد بالرائح الممطور الثور الوَحْشِیّ. و جِلْبُ الرَّحْلِ و جُلْبُه: أَحْناؤُه. و التَّجْلِیبُ: أَن تُؤْخَذ صُوفة، فتُلْقَی علی خِلْفِ الناقة ثم تُطْلَی بطِین، أَو عجین، لئلا یَنْهَزَها الفَصِیلُ. یقال: جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتك. و یقال: جَلَّبْته عن كذا و كذا تَجْلِیباً أَی مَنَعْتُه. و یقال: إنه لفی جُلْبةِ صِدْق أَی فی بُقْعة صدْق، و هی الجُلَبُ. و الجَلْبُ: الجنایةُ علی الإِنسان. و كذلك الأَجْلُ. و قد جَلَبَ علیه و جَنَی علیه و أَجَلَ. و التَّجَلُّب: التِماسُ المَرْعَی ما كان رَطْباً من الكَلإِ، رواه بالجیم كأَنه معنی إحنائه «1». و الجِلْبُ و الجُلْبُ: السَّحابُ الذی لا ماء فیه؛ و قیل: سَحابٌ رَقِیقٌ لا ماءَ فیه؛ و قیل: هو السَّحابُ المُعْتَرِضُ تَراه كأَنه جَبَلٌ. قال تَأَبَّطَ شَرًّا: و لَسْتُ بِجِلْبٍ، جِلْبِ لَیْلٍ و قِرَّةٍ و لا بِصَفاً صَلْدٍ، عن الخَیْرِ، مَعْزِلِ یقول: لست برجل لا نَفْعَ فیه، و مع ذلك فیه أَذًی كالسَّحاب الذی فیه رِیحٌ و قِرٌّ و لا مطر فیه، و الجمع: أَجْلابٌ. و أَجْلَبَه أَی أَعانَه. و أَجْلَبُوا علیه إذا تَجَمَّعُوا و تَأَلَّبُوا مثل أَحْلَبُوا. قال الكمیت: علی تِلْكَ إجْرِیَّایَ، و هی ضَرِیبَتِی، و لو أَجْلَبُوا طُرًّا علیَّ، و أَحْلَبُوا و أَجْلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إذا تَوَعَّدَه بِشَرٍّ و جَمَعَ الجَمْعَ علیه. و كذلك جَلَبَ یَجْلُبُ جَلْباً. و فی التنزیل العزیز: وَ أَجْلِبْ عَلَیْهِمْ بِخَیْلِكَ وَ رَجِلِكَ؛ أَی اجْمَعْ علیهم و تَوَعَّدْهم بالشر. و قد قُرئَ و اجْلُبْ. و الجِلْبابُ: القَمِیصُ. و الجِلْبابُ: ثوب أَوسَعُ من الخِمار، دون الرِّداءِ، تُغَطِّی به المرأَةُ رأْسَها و صَدْرَها؛ و قیل: هو ثوب واسِع، دون المِلْحَفةِ، تَلْبَسه المرأَةُ؛ و قیل: هو المِلْحفةُ. قالت جَنُوبُ أُختُ عَمْرٍو ذی الكَلْب تَرْثِیه: تَمْشِی النُّسورُ إلیه، و هی لاهِیةٌ، مَشْیَ العَذارَی، علیهنَّ الجَلابِیبُ
(1). قوله [كأنه معنی إحنائه] كذا فی النسخ و لم نعثر علیه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 273
معنی قوله و هی لاهیةٌ: أَن النُّسور آمِنةٌ منه لا تَفْرَقُه لكونه مَیِّتاً، فهی تَمْشِی إلیه مَشْیَ العذارَی. و أوّل المرثیة: كلُّ امرئٍ، بطُوالِ العَیْش، مَكْذُوبُ، و كُلُّ من غالَبَ الأَیَّامَ مَغْلُوبُ و قیل: هو ما تُغَطِّی به المرأَةُ الثیابَ من فَوقُ كالمِلْحَفةِ؛ و قیل: هو الخِمارُ. و‌فی حدیث أُم عطیةَ: لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها من جِلْبابِها‌أَی إزارها. و قد تجَلْبَب. قال یصِفُ الشَّیْب: حتی اكْتَسَی الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا، أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تجَلْبَبا «1» و فی التنزیل العزیز: یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِنْ جَلَابِیبِهِنَّ. قال ابن السكیت، قالت العامریة: الجِلْبابُ الخِمارُ؛ و قیل: جِلْبابُ المرأَةِ مُلاءَتُها التی تَشْتَمِلُ بها، واحدها جِلْبابٌ، و الجماعة جَلابِیبُ، و قد تَجَلْبَبَتْ؛ و أَنشد: و العَیْشُ داجٍ كَنَفا جِلْبابه و قال آخر: مُجَلْبَبٌ من سَوادِ اللیلِ جِلْبابا و المصدر: الجَلْبَبَةُ، و لم تُدغم لأَنها مُلْحقةٌ بدَحْرَجةٍ. و جَلْبَبَه إیَّاه. قال ابن جنی: جعل الخلیل باءَ جَلْبَب الأُولی كواو جَهْوَر و دَهْوَرَ، و جعل یونس الثانیة كیاءِ سَلْقَیْتُ و جَعْبَیْتُ. قال: و هذا قَدْرٌ مِن الحجاجِ مُخْتَصَرٌ لیس بِقاطِعٍ، و إنما فیه الأُنْسُ بالنَّظِیر لا القَطْعُ بالیَقین؛ و لكن مِن أَحسن ما یقال فی ذلك ما كان أَبو علیّ، رحمه اللّه، یَحْتَجُّ به لكون الثانی هو الزائدَ قولهم: اقْعَنْسَسَ و اسْحَنْكَكَ؛ قال أَبو علی: و وجهُ الدلالة من ذلك أَنّ نون افْعَنْلَلَ، بابها، إذا وقعت فی ذوات الأَربعة، أَن تكون بیپن أَصْلَینِ نحو احْرَنْجَمَ و اخْرَنْطَمَ، فاقْعَنْسَسَ ملحق بذلك، فیجب أَن یُحْتَذَی به طَریق ما أُلحِقَ بمثاله، فلتكن السین الأُولی أَصلًا كما أَنَّ الطاءَ المقابلة لها من اخْرَنْطَمَ أَصْلٌ؛ و إذا كانت السین الأُولی من اقعنسسَ أَصلًا كانت الثانیة الزائدةَ من غیر ارْتیاب و لا شُبهة. و‌فی حدیث علیّ: مَن أَحَبَّنا، أَهلَ البیتِ، فَلْیُعِدَّ للفَقْرِ جِلْباباً، و تِجْفافاً.ابن الأَعرابی: الجِلْبابُ: الإِزارُ؛ قال: و معنی‌قوله فلیُعِدَّ للفَقْر‌یرید لفَقْرِ الآخِرة، و نحوَ ذلك. قال أَبو عبید قال الأَزهریّ: معنی قول ابن الأَعرابی الجِلْبابُ الإِزار لم یُرِدْ به إزارَ الحَقْوِ، و لكنه أَراد إزاراً یُشْتَمَلُ به، فیُجَلِّلُ جمیعَ الجَسَدِ؛ و كذلك إزارُ اللیلِ، و هو الثَّوْبُ السابِغُ الذی یَشْتَمِلُ به النائم، فیُغَطِّی جَسَدَه كلَّه. و قال ابن الأَثیر: أَی لیَزْهَدْ فی الدنیا و لیَصْبِرْ علی الفَقْر و القِلَّة. و الجِلْبابُ أَیضاً: الرِّداءُ؛ و قیل: هو كالمِقْنَعةِ تُغَطِّی به المرأَةُ رأْسَها و ظهرها و صَدْرَها، و الجمع جَلابِیبُ؛ كنی به عن الصبر لأَنه یَستر الفقر كما یَستر الجِلْبابُ البَدنَ؛ و قیل: إنما كَنی بالجلباب عن اشتماله بالفَقْر أَی فلْیَلْبس إزارَ الفقرِ و یكون منه علی حالة تَعُمُّه و تَشْمَلُه، لأَنَّ الغِنی من أَحوال أَهل الدنیا، و لا یتهیأُ الجمع بین حُب أَهل الدنیا و حب أَهل البیت. و الجِلْبابُ: المُلْكُ. و الجِلِبَّابُ: مَثَّل به سیبویه و لم یفسره أَحد. قال السیرافی: و أَظُنه یَعْنی الجِلْبابَ.
(1). قوله [أشهبا] كذا فی غیر نسخة من المحكم. و الذی تقدّم فی ثوب أشیبا. و كذلك هو فی التكملة هناك.لسان العرب، ج‌1، ص: 274
و الجُلَّابُ: ماءُ الورد، فارسی معرَّب. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: كان النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، إذا اغْتَسَلَ مِن الجنابة دَعا بشی‌ءٍ مِثْلِ الجُلَّابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فبدأَ بشِقِّ رأْسه الأَیمن ثم الأَیسر، فقال بهما علی وسَط رأْسه.قال أَبو منصور: أَراد بالجُلَّابِ ماءَ الوردِ، و هو فارسیٌّ معرّب، یقال له جلْ و آب. و قال بعض أَصحاب المعانی و الحدیث: إنما هو الحِلابُ لا الجُلَّاب، و هو ما یُحْلَب فیه الغنم كالمِحْلَب سواء، فصحَّف، فقال جُلَّاب، یعنی أَنه كان یغتسل من الجنابة فی ذلك الحِلاب. و الجُلْبانُ: الخُلَّرُ، و هو شی‌ءٌ یُشْبِه الماشَ. التهذیب: و الجُلْبانُ المُلْكُ، الواحدة جُلْبانةٌ، و هو حَبٌّ أَغْبرُ أَكْدَرُ علی لَوْنِ الماشِ، إلا أَنه أَشدُّ كُدْرَةً منه و أَعظَمُ جِرْماً، یُطْبَخُ. و‌

جلحب؛ ج1، ص: 274

: رجل جلْحابٌ و جِلْحابةٌ، و هو الضَّخْم الأَجْلَحُ. و شیخ جِلْحابٌ و جِلْحابةٌ: كَبیرٌ مُوَلٍّ هِمٌّ. و قیل: قدِیمٌ. و إبلٌ مُجْلَحِبَّةٌ: طویلة مُجْتَمِعةٌ. و الجِلْحَبُّ: القَوِیُّ الشدید؛ قال: و هْیَ تُریدُ العَزَبَ الجِلْحَبَّا، یَسْكُبُ ماءَ الظَّهْرِ فیها سَكْبا و المُجْلَحِبُّ: المُمْتَدُّ؛ قال ابن سیدة: و لا أَحُقُّه. و قال أَبو عَمْرو: الجِلْحَبُّ الرجل الطوِیلُ القامةِ. غیره: و الجِلْحَبُّ الطویل. التهذیب: و الجِلْحابُ فُحَّالُ النَخْلِ.

جلخب؛ ج1، ص: 274

: ضرَبَه فاجْلَخَبَّ أَی سَقَطَ.

جلدب؛ ج1، ص: 274

: الجَلْدَبُ: الصُّلْب الشدیدُ.

جلعب؛ ج1، ص: 274

: الجَلْعَبُ و الجَلَعْباءُ و الجَلَعْبَی و الجَلْعابةُ كلُّه: الرَّجُل الجافی الكثِیرُ الشرِّ. و أَنشد الأَزهریُّ: جِلْفاً جَلَعْبَی ذا جَلَبْ و الأُنثی جَلَعْباةٌ، بالهاءِ. قال ابن سیدة: و هی من الإِبل ما طالَ فی هَوَجٍ و عَجْرَفِیَّةٍ. ابن الأَعرابی: اجْرَعَنَّ و ارْجَعَنَّ و اجْرَعَبَّ و اجْلَعَبَّ الرَّجُلُ اجْلِعْباباً إذا صُرِعَ و امْتَدَّ علی وجهِ الأَرض. و قیل: إذا اضْطَجَعَ و امْتَدَّ و انْبَسَطَ. الأَزهری: المُجْلَعِبُّ: المَصْرُوع إما مَیِّتاً و إما صَرَعاً شدیداً. و المُجْلَعِبُّ: المُسْتَعْجِلُ الماضی. قال: و المُجْلَعِبُّ أَیضاً من نَعْتِ الرجل الشِّرِّیرِ. و أَنشد: مُجْلَعِبّاً بین راووقٍ و دَنّ
لسان العرب، ج‌1، ص: 275
قال ابن سیدة: المُجْلَعِبُّ: الماضی الشِّرِّیرُ، و المُجْلَعِبُّ: المُضْطَجِعُ، فهو ضِدٌّ. الأَزهری: المُجْلَعِبُّ: الماضی فی السَّیر، و المُجْلَعِبُّ: المُمْتَدُّ، و المُجلَعِبُّ: الذاهِبُ. و اجْلَعَبَّ فی السیر: مَضَی و جَدَّ. و اجْلَعَبَّ الفَرَسُ: امْتَدَّ مع الأَرض. و منه قول الأَعرابی یصف فرساً: و إذا قِیدَ اجْلَعَبَّ. الفرَّاءُ: رجل جَلَعْبَی العَینِ، علی وزن القَرَنْبَی، و الأُنثی جَلَعْباةٌ، بالهاءِ، و هی الشَّدیدةُ البَصَر. قال الأَزهری و قال شمر: لا أَعرف الجَلَعْبَی بما فَسَّرها الفرَّاءُ. و الجَلَعْباةُ من الإِبل: التی قد قَوَّسَتْ و دَنَتْ من الكِبَر. ابن سیدة: الجَلَعْباةُ: الناقةُ الشدیدةُ فی كل شی‌ء. و اجْلَعَبَّت الإِبلُ: جَدَّتْ فی السَّیر. و‌فی الحدیث: كان سَعْدُ بن معاذ رجلًا جِلْعاباً، أَی طویلًا. و الجَلْعَبَة من النُّوقِ: الطویلةُ، و قیل هو الضَّخْم الجسیم، و یروی جِلْحاباً، و هو بمعناه. و سَیلٌ مُجْلَعِبٌّ: كبیرٌ، و قیل كَثِیر قَمْشُه، و هو سَیْلٌ مُزْلَعِبٌّ أَیضاً. و جَلْعَبٌ: اسم موضع.

جلنب؛ ج1، ص: 275

: التهذیب فی الرباعی: ناقة جَلَنْباةٌ: سَمِینةٌ صُلْبةٌ؛ و أَنشد شمر للطِّرِمَّاحِ: كأَنْ لم تَجُدْ بالوَصْل، یا هِنْدُ، بَیْنَنا جَلَنْباةُ أَسْفارٍ، كجَنْدَلةِ الصَّمْدِ

جنب؛ ج1، ص: 275

: الجَنْبُ و الجَنَبةُ و الجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ و غیره. تقول: قعَدْتُ إلی جَنْب فلان و إلی جانِبه، بمعنی، و الجمع جُنُوبٌ و جَوانِبُ و جَنائبُ، الأَخیرة نادرة. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه، فی الرجل الذی أَصابَتْه الفاقةُ: فخرج إلی البَرِّیة، فدَعا، فإذا الرَّحی تَطْحَنُ، و التَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ؛ هی جمع جَنْبٍ، یرید جَنْبَ الشاةِ أَی إنه كان فی التَّنُّور جُنوبٌ كثیرة لا جَنْبٌ واحد. و حكی اللحیانی: إنه لمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ. قال: و هو من الواحد الذی فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً. و جُنِب الرَّجُلُ: شَكا جانِبَه. و ضَرَبَه فجنَبَه أَی كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه. و رجل جَنِیبٌ كأَنه یَمْشِی فی جانِبٍ مُتَعَقِّفاً، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: رَبا الجُوعُ فی أَوْنَیْهِ، حتَّی كأَنَّه جَنِیبٌ به، إنَّ الجَنِیبَ جَنِیبُ أَی جاعَ حتی كأَنَّه یَمْشِی فی جانِبٍ مُتَعَقِّفاً. و قالوا: الحَرُّ جانِبَیْ سُهَیْلٍ أَی فی ناحِیَتَیْه، و هو أَشَدُّ الحَرِّ. و جانَبَه مُجانَبةً و جِناباً: صار إلی جَنْبِه. و فی التنزیل العزیز: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یٰا حَسْرَتیٰ عَلیٰ مٰا فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّٰهِ. قال الفرَّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ. و قوله: عَلیٰ مٰا فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّٰهِ أَی فی قُرْبِ اللّهِ و جِوارِه. و الجَنْبُ: مُعْظَمُ الشی‌ءِ و أَكثرهُ، و منه قولهم: هذا قَلیل فی جَنْبِ مَوَدّتِكَ. و قال ابن الأَعرابی فی قوله فِی جَنْبِ اللّٰهِ: فی قُرْبِ اللّهِ منَ الجَنةِ. و قال الزجاج: معناه علی ما فَرَّطْتُ فی الطَّریقِ الذی هو طَریقُ اللّهِ الذی دعانی إلیه، و هو توحیدُ اللّهِ و الإِقْرارُ بنُبوَّةِ رسوله و هو محمدٌ، صلی اللّه علیه و سلم. و قولهم: اتَّقِ اللّهَ فی جَنْبِ أَخِیك،
لسان العرب، ج‌1، ص: 276
و لا تَقْدَحْ فی ساقِه، معناه: لا تَقْتُلْه «2» و لا تَفْتِنْه، و هو علی المَثَل. قال: و قد فُسِّر الجَنْبُ هاهنا بالوَقِیعةِ و الشَّتمِ. و أَنشد ابن الأَعرابی: خَلِیلیَّ كُفَّا، و اذكُرا اللّه فی جَنْبی أَی فی الوَقِیعة فیَّ. و قوله تعالی: وَ الصّٰاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ، یعنی الذی یَقْرُبُ منك و یكونُ إلی جَنْبِك. و كذلك جارُ الجُنُبِ أَی اللَّازِقُ بك إلی جَنْبِك. و قیل: الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك فی السَّفَر، و ابنُ السَّبِیل الضَّیفُ. قال سیبویه و قالوا: هُما خَطَّانِ جَنابَتَیْ أَنْفِها، یعنی الخَطَّینِ اللذَین اكْتَنَفا جنْبَیْ أَنْفِ الظَّبْیةِ. قال: كذا وقع فی كتاب سیبویه. و وقع فی الفرخ: جَنْبَیْ أَنْفِها. و المُجَنِّبتانِ من الجَیش: المَیْمَنةُ و المَیْسَرَةُ. و المُجَنَّبةُ، بالفتح: المُقَدَّمةُ. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضِی اللّه عنه: أَنَّ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِیدِ یومَ الفَتْح علی المُجَنِّبةِ الیُمْنی، و الزُّبَیرَ علی المُجَنِّبةِ الیُسْرَی، و استعمل أَبا عُبَیْدةَ علی البَیاذِقةِ، و هُمُ الحُسَّرُ.و جَنَبَتا الوادی: ناحِیَتاهُ، و كذلك جانِباهُ. ابن الأَعرابی یقال: أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَینِ أَی كَتیبَتَین أَخَذَتا ناحِیَتَی الطَّریقِ. و المُجَنِّبةُ الیُمْنی: هی مَیْمَنةُ العسكر، و المُجَنِّبةُ الیُسْری: هی المَیْسَرةُ، و هما مُجَنِّبَتانِ، و النون مكسورة. و قیل: هی الكَتِیبةُ التی تأْخذ إحْدَی ناحِیَتی الطَّریق. قال: و الأَوَّل أَصح. و الحُسَّرُ: الرَّجَّالةُ. و منه‌الحَدیث فی الباقِیاتِ الصَّالحاتِ: هُنَّ مُقَدِّماتٌ و هُنَّ مُجَنِّباتٌ و هُنَّ مُعَقِّباتٌ.و جَنَبَ الفَرَسَ و الأَسیرَ یَجْنُبُه جَنَباً. بالتحریك، فهو مَجْنُوبٌ و جَنِیبٌ: قادَه إلی جَنْبِه و خَیْلٌ جَنائبُ و جَنَبٌ، عن الفارسی. و قیل: مُجَنَّبةٌ. شُدِّدَ للكثرة. و فَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ، بكسر الجیم، و طَوْعُ الجَنَبِ، إذا كان سَلِس القِیادِ أَی إذا جُنِبَ كان سَهْلًا مُنْقاداً. و‌قولُ مَرْوانَ «3» بن الحَكَم: و لا نَكُونُ فی هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم یفسره ثعلب. قال: و أُراه من هذا، و هو اسم للجمع. و قوله: جُنُوح، تُباریها ظِلالٌ، كأَنَّها، مَعَ الرَّكْبِ، حَفَّانُ النَّعامِ المُجَنَّب «4» المُجَنَّبُ: المَجْنُوبُ أَی المَقُودُ. و یقال جُنِبَ فلان و ذلك إذا ما جُنِبَ إلی دَابَّةٍ. و الجَنِیبَة: الدَّابَّةُ تُقادُ، واحدة الجَنائِبِ، و كلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِیبٌ. و الأَجْنَبُ: الذی لا یَنْقادُ. و جُنَّابُ الرَّجلِ: الذی یَسِیر معه إلی جَنْبِه. و جَنِیبَتا البَعِیر: ما حُمِلَ علی جَنْبَیهِ. و جَنْبَتُه: طائِفةٌ من جَنْبِه. و الجَنْبةُ: جِلْدة من جَنْبِ البَعیر یُعْمل منها عُلْبةٌ، و هی فوق المِعْلَقِ من العِلابِ و دُونَ الحَوْأَبةِ. یقال: أَعْطِنی جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً. و فی التهذیب: أَعْطِنی جَنْبةً، فیُعْطِیه جِلْداً فیَتَّخِذُه عُلْبة.
(2). قوله [لا تقتله] كذا فی بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل، و فی بعض آخر منه لا تغتله بالغین من الاغتیال. (3). قوله [و قول مروان إلخ] أورده فی المحكم بلصق قوله و خیل جنائب و جنب. (4). قوله [جنوح] كذا فی بعض نسخ المحكم، و الذی فی البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 277
و الجَنَبُ، بالتحریك: الذی نُهِیَ عنه أَن یُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ فَرَسٌ، فإذا بَلَغَ قُرْبَ الغایةِ رُكِبَ. و‌فی حدیث الزَّكاةِ و السِّباقِ: لا جَلَبَ و لا جَنَبَ، و هذا فی سِباقِ الخَیْل. و الجَنَبُ فی السباق، بالتحریك: أَن یَجْنُبَ فَرَساً عُرْیاً عند الرِّهانِ إلی فَرَسِه الذی یُسابِقُ عَلَیْهِ، فإذا فَتَر المَرْكُوبُ تحَوَّلَ إلی المَجْنُوبِ، و ذلك إذا خاف أَن یُسْبَقَ علی الأَوَّلِ؛ و هو فی الزكاة: أَن یَنزِل العامِلُ بأَقْصَی مواضع أَصحاب الصدقة ثم یأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ إلیه أَی تُحْضَرَ فَنُهُوا عن ذلك. و قیل: هو أَن یُجْنِبَ رَبُّ المالِ بمالِه أَی یُبْعِدَه عن موضِعه، حتی یَحْتاجَ العامِلُ إلی الإِبْعاد فی اتِّباعِه و طَلَبِه. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیَةِ: كانَ اللّهُ قد قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركین.أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشی‌ءِ. یقال: ما فَعَلْتَ فی جَنْبِ حاجَتی أَی فی أَمْرِها. و الجَنْبُ: القِطْعة من الشی‌ءِ تكون مُعْظَمَه أَو شیئاً كَثِیراً منه. و جَنَبَ الرَّجلَ: دَفَعَه. و رَجل جانِبٌ و جُنُبٌ: غَرِیبٌ، و الجمع أَجْنابٌ. و‌فی حدیث مُجاهد فی تفسیر السیارة قال: هم أَجْنابُ الناس، یعنی الغُرَباءَ، جمع جُنُبٍ، و هو الغَرِیبُ، و قد یفرد فی الجمیع و لا یؤَنث. و كذلك الجانِبُ و الأَجْنَبیُّ و الأَجْنَبُ. أَنشد ابن الأَعرابی: هل فی القَضِیَّةِ أَنْ إذا اسْتَغْنَیْتُمُ و أَمِنْتُمُ، فأَنا البعِیدُ الأَجْنَبُ و‌فی الحدیث: الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ یُثابُ من هِبَتِه الجانبُ الغَرِیبُ‌أَی إنَّ الغَرِیبَ الطالِبَ، إذا أَهْدَی لك هَدِیَّةً لیَطْلُبَ أَكثرَ منها، فأَعْطِه فی مُقابَلة هدِیَّتِه. و معنی المُسْتَغْزِر: الذی یَطْلُب أَكثر مما أَعْطَی. و رجل أَجْنَبُ و أَجْنَبیٌّ و هو البعید منك فی القَرابةِ، و الاسم الجَنْبةُ و الجَنابةُ. قال: إذا ما رَأَوْنی مُقْبِلًا، عن جَنابةٍ، یَقُولُونَ: مَن هذا، و قد عَرَفُونی و قوله أَنشده ثعلب: جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ فسره، فقال: یعنی الأَجْنَبیَّ. و الجَنِیبُ: الغَرِیبُ. و جَنَبَ فلان فی بنی فلان یَجْنُبُ جَنابةً و یَجْنِبُ إذا نَزَلَ فیهم غَرِیباً، فهو جانِبٌ، و الجمع جُنَّابٌ، و من ثَمَّ قیل: رجلٌ جانِبٌ أَی غرِیبٌ، و رجل جُنُبٌ بمعنی غریب، و الجمع أَجْنابٌ. و‌فی حدیث الضَّحَّاك أَنه قال لجارِیة: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ قال: علی جانِبٍ الخَبَرُ‌أَی علی الغَرِیبِ القادِمِ. و یقال: نِعْم القَوْمُ هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَی لِجارِ الغُرْبةِ. و الجَنابةُ: ضِدّ القَرابةِ، و قول عَلْقَمَة بن عَبَدةَ: و فی كلِّ حیٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، فَحُقَّ لشأْسٍ، مِن نَداكَ، ذَنُوبُ فلا تَحْرِمَنِّی نائِلًا عن جَنابةٍ، فإنی امْرُؤٌ، وَسْطَ القِبابِ، غَرِیبُ عن جَنابةٍ أَی بُعْدٍ و غُربة. قاله یُخاطِبُ به الحَرِثَ بنَ جَبَلةَ یمدحه، و كان قد أَسَرَ أَخاه شَأْساً. معناه: لا تَحْرِمَنِّی بعدَ غُرْبَةٍ و بُعْدٍ عن دِیاری. و عن، فی قوله عن جنابةٍ، بمعنی بَعْدَ، و أَراد بالنائلِ إطْلاقَ أَخِیهِ شَأْسٍ من سِجْنِه، فأَطْلَقَ له أَخاه
لسان العرب، ج‌1، ص: 278
شأْساً و مَن أُسِرَ معه من بنی تمیم. و جَنَّبَ الشی‌ءَ و تجَنَّبَه و جانَبَه و تجَانَبَه و اجْتَنَبَهُ: بَعُدَ عنه. و جَنَبَه الشی‌ءَ و جَنَّبَه إیَّاه و جَنَبَه یَجْنُبُه و أَجْنَبَه: نَحَّاهُ عنه. و فی التنزیل العزیز إخباراً عن إبراهیم، علی نبیَّنا و علیه الصلاة و السلام: وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنٰامَ؛ أَی نَجِّنی. و قد قُرئَ: و أَجْنِبْنی و بَنیَّ، بالقَطْع. و یقال: جَنَبْتُه الشَّرَّ و أَجْنَبْتُه و جَنَّبْتُه، بمعنی واحد، قاله الفرّاءُ و الزجاج. و یقال: لَجَّ فلان فی جِنابٍ قَبیحٍ إذا لَجَّ فی مُجانَبَةِ أَهلِه. و رجل جَنِبٌ: یَتَجنَّبُ قارِعةَ الطریق مَخافةَ الأَضْیاف. و الجَنْبة، بسكون النون: الناحیة. و رَجُل ذو جَنْبة أَی اعْتزالٍ عن الناس مُتَجَنِّبٌ لهم. و قَعَدَ جَنْبَةً أَی ناحِیةً و اعْتَزَل الناسَ. و نزل فلان جنْبةً أَی ناحِیةً. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: علیكم بالجَنْبةِ فإنها عَفافٌ.قال الهروی: یقول اجْتَنِبُوا النساءَ و الجُلُوسَ إلَیْهنَّ، و لا تَقْرَبُوا ناحِیَتَهنَّ. و‌فی حدیث رقیقة: اسْتَكَفُّوا جَنابَیْه‌أَی حَوالَیْه، تثنیة جَناب، و هی الناحِیةُ. و‌حدیث الشعبی: أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ.و الجَنْبُ: الناحِیةُ. و أَنشد الأَخفش: الناسُ جَنْبٌ و الأَمِیرُ جَنْبُ كأَنه عَدَلَه بجمیع الناس. و رجل لَیِّنُ الجانِبِ و الجَنْبِ أَی سَهْلُ القُرْب. و الجانِبُ: الناحِیةُ، و كذلك الجَنَبةُ. تقول: فلان لا یَطُورُ بِجَنَبَتِنا. قال ابن بری: هكذا قال أَبو عبیدة و غیره بتحریك النون. قال، و كذا رَوَوْه‌فی الحدیث: و علی جَنَبَتَیِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحةٌ.و قال عثمان بن جنی: قد غَرِیَ الناسُ بقولهم أَنا فی ذَراكَ و جَنَبَتِك بفتح النون. قال: و الصواب إسكانُ النون، و استشهد علی ذلك بقول أَبی صَعْتَرةَ البُولانیِّ: فما نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ به جَنْبَتا الجُودیِّ، و اللیلُ دامِسُ و خبر ما فی البیت الذی بعده، و هو: بأَطْیَبَ مِنْ فِیها، و ما ذُقْتُ طَعْمَها، و لكِنَّنی، فیما تَرَی العینُ، فارِسُ أَی مُتَفَرِّسٌ. و معناه: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته و صفَائِه علی عُذوبَتِه و بَرْدِه. و تقول: مَرُّوا یَسِیرُونَ جَنابَیْه و جَنابَتَیْه و جَنْبَتَیْه أَی ناحِیَتَیْهِ. و الجانِبُ المُجْتَنَبُ: المَحْقُورُ. و جارٌ جُنُبٌ: ذو جَنابةٍ مِن قوم آخَرِینَ لا قَرابةَ لهم، و یُضافُ فیقال: جارُ الجُنُبِ. التهذیب: الْجٰارِ الْجُنُبِ هو الذی جاوَرَك، و نسبُه فی قوم آخَرِینَ. و المُجانِبُ: المُباعِدُ. قال: و إنی، لِما قد كان بَیْنی و بیْنَها، لمُوفٍ، و إنْ شَطَّ المَزارُ المُجانِبُ و فَرسٌ مُجَنَّبٌ: بَعِیدُ ما بین الرِّجْلَین من غیر فَحَجٍ، و هو مدح. و التَجْنِیبُ: انحِناءٌ و تَوْتِیرٌ فی رِجْلِ الفَرَس، و هو مُسْتَحَبٌّ. قال أَبو دُواد:
لسان العرب، ج‌1، ص: 279
و فی الیَدَیْنِ، إذا ما الماءُ أَسْهَلَها، ثَنْیٌ قَلِیلٌ، و فی الرِّجْلَینِ تَجْنِیبُ «1» قال أَبو عبیدة: التَّجْنِیبُ: أَن یُنَحِّیَ یدیه فی الرَّفْعِ و الوَضْعِ. و قال الأَصمعی: التَّجْنِیبُ، بالجیم، فی الرجلین، و التحنیب، بالحاء فی الصلب و الیدین. و أَجْنَبَ الرجلُ: تَباعَدَ. و الجَنابةُ: المَنِیُّ. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا. و قد أَجْنَبَ الرجلُ و جَنُبَ أَیضاً، بالضم، و جَنِبَ و تَجَنَّبَ. قال ابن بری فی أَمالیه علی قوله جَنُبَ، بالضم، قال: المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ و جَنِبَ بكسر النون، و أَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ. و منه قول ابن عباس، رضی اللّه عنهما: الإِنسان لا یُجْنِبُ، و الثوبُ لا یُجْنِبُ، و الماءُ لا یُجْنِبُ، و الأَرضُ لا تُجْنِبُ. و قد فسر ذلك الفقهاءُ و قالوا أَی لا یُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إیَّاه، و كذلك الثوبُ إذا لَبِسَه الجُنُب لم یَنْجُسْ، و كذلك الأَرضُ إذا أَفْضَی إلیها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ، و كذلك الماءُ إذا غَمَس الجُنُبُ فیه یدَه لم یَنْجُسْ. یقول: إنَّ هذه الأَشیاءَ لا یصیر شی‌ءٌ منها جُنُباً یحتاج إلی الغَسْلِ لمُلامَسةِ الجُنُبِ إیَّاها. قال الأَزهری: إنما قیل له جُنُبٌ لأَنه نُهِیَ أَن یَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم یَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها و أَجْنَبَ عنها أَی تَنَحَّی عنها؛ و قیل: لمُجانَبَتِه الناسَ ما لم یَغْتَسِلْ. و الرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ، و كذلك الاثْنانِ و الجمیع و المؤَنَّث، كما یقال رجُلٌ رِضاً و قومٌ رِضاً، و إنما هو علی تأْویل ذَوِی جُنُبٍ، فالمصدر یَقُومُ مَقامَ ما أُضِیفَ إلیه. و من العرب من یُثَنِّی و یجْمَعُ و یجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل. و حكی الجوهری: أَجْنَبَ و جَنُبَ، بالضم. و قالوا: جُنُبانِ و أَجْنابٌ و جُنُبُونَ و جُنُبَاتٌ. قال سیبویه: كُسِّرَ علی أَفْعالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ علیه، حِینَ قالوا أَبْطالٌ، كما اتَّفَقا فی الاسم علیه، یعنی نحو جَبَلٍ و أَجْبالٍ و طُنُبٍ و أَطْنابٍ. و لم یقولوا جُنُبةً. و‌فی الحدیث: لا تَدْخُلُ الملائكةُ بَیْتاً فیه جُنُبٌ.قال ابن الأَثیر: الجُنُب الذی یَجِبُ علیه الغُسْل بالجِماع و خُروجِ المَنیّ، و أَجْنَبَ یُجْنِبُ إجْناباً، و الاسم الجَنابةُ، و هی فی الأَصْل البُعْدُ. و أَراد بالجُنُبِ فی هذا الحدیث: الذی یَترُك الاغْتِسالَ مِن الجَنابةِ عادةً، فیكونُ أَكثرَ أَوقاتِه جُنُباً، و هذا یدل علی قِلّة دِینِه و خُبْثِ باطِنِه. و قیل: أَراد بالملائكة هاهُنا غیرَ الحَفَظةِ. و قیل: أَراد لا تحْضُره الملائكةُ بخیر. قال: و قد جاءَ فی بعض الرِّوایات كذلك. و الجَنابُ، بالفتح، و الجانِبُ: النّاحِیةُ و الفِناءُ و ما قَرُبَ مِن مَحِلَّةِ القوْمِ، و الجمع أَجْنِبةٌ. و‌فی الحدیث: و علی جَنَبَتی الصِّراطِ داعٍ‌أَی جانِباهُ. و جَنَبَةُ الوادی: جانِبُه و ناحِیتُه، و هی بفتح النون. و الجَنْبةُ، بسكون النون: النَّاحِیةُ، و یقال أَخْصَبَ جَنابُ القوم، بفتح الجیم، و هو ما حَوْلَهم، و فلان خَصِیبُ الجَنابِ و جَدِیبُ الجَنابِ، و فُلانٌ رَحْبُ الجَنابِ أَی الرَّحْل، و كُنا عنهم جَنابِینَ و جَناباً أَی مُتَنَحِّینَ. و الجَنِیبةُ: العَلِیقةُ، و هی الناقةُ یُعْطِیها الرّجُلُ القومَ یَمتارُونَ علیها له. زاد المحكم: و یُعْطِیهم دَراهِمَ لیَمِیرُوه علیها. قال الحسن بن مُزَرِّدٍ: قالَتْ لَه مائِلَةُ الذَّوائِبِ:
(1). قوله [أسهلها] فی الصاغانی الروایة أسهله یصف فرساً. و الماء أراد به العرق. و أسهله أی أساله. و ثنی أی یثنی یدیه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 280
كَیْفَ أَخِی فی العُقَبِ النَّوائِبِ؟ أَخُوكَ ذُو شِقٍّ عَلی الرَّكائِبِ رِخْوُ الحِبالِ، مائلُ الحَقائِبِ، رِكابُه فی الحَیِّ كالجَنائِبِ یعنی أَنها ضائعةٌ كالجَنائِب التی لیس لها رَبٌّ یَفْتَقِدُها. تقول: إنَّ أَخاكَ لیس بِمُصْلِحٍ لمالِه، فمالُهُ كَمالٍ غابَ عنْه رَبُّه و سَلَّمه لِمَن یَعْبَثُ فِیهِ؛ و رِكابُه التی هو مَعَها كأَنها جَنائِبُ فی الضُّرِّ و سُوءِ الحالِ. و قوله رِخْوُ الحِبالِ أَی هو رِخْوُ الشَّدِّ لرَحْلِه فحقائبُه مائلةٌ لِرخاوةِ الشَّدِّ. و الجَنِیبةُ: صُوفُ الثَّنِیِّ عن كراع وحده. قال ابن سَیدة: و الذی حكاه یعقوب و غیره من أَهل اللغة: الخَبِیبةُ، ثم قال فی موضع آخر: الخَبِیبةُ صُوفُ الثَّنِیِّ مثل الجَنِیبةِ، فثبت بهذا أَنهما لُغَتانِ صَحیحتانِ. و العَقِیقةُ: صُوفُ الجَذَعِ، و الجَنِیبةُ من الصُّوفِ أَفْضلُ من العَقِیقة و أَبْقَی و أَكثر. و المَجْنَبُ، بالفتح: الكَثِیرُ من الخَیرِ و الشَّرِّ. و فی الصحاح: الشی‌ءُ الكثیر. یقال: إن عندنا لخیراً مَجْنَباً أَی كثیراً. و خَصَّ به أَبو عبیدة الكَثِیر من الخَیرِ. قال الفارسی: و هو مِمّا وَصفُوا به، فقالوا: خَیرٌ مَجْنَبٌ. قال الفارسی: و هذا یقال بكسر المیم و فتحها. و أَنشد شمر لكثیر: و إذْ لا ترَی فی الناسِ شَیْئاً یَفُوقُها، و فِیهنَّ حُسْنٌ، لو تَأَمَّلْتَ، مَجْنَبُ قال شمر: و یقال فی الشَّرِّ إذا كَثُر، و أَنشد: و كُفْراً ما یُعَوَّجُ مَجْنَبَا «2» و طَعامٌ مَجْنَبٌ: كثیر. و المِجْنَبُ: شَبَحَةٌ مِثْلُ المُشْطِ إلّا أَنها لیست لها أَسْنانٌ، و طَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ یُرْفَعُ بها التُّرابُ علی الأَعْضادِ و الفِلْجانِ. و قد جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ. و الجَنَبُ: مصدر قولك جَنِبَ البعیر، بالكسر، یَجْنَبُ جَنَباً إذا ظَلَعَ من جَنْبِه. و الجَنَبُ: أَن یَعطَشَ البعِیرُ عَطَشاً شدیداً حتی تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه من شدَّة العَطَشِ، و قد جَنِب جَنَباً. قال ابن السكیت قالت الأَعراب: هو أَن یَلْتَوِیَ من شِدّة العطش. قال ذو الرمة یصف حماراً: وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ، كأَنَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ، أَو جَنِبُ و المُسَحَّجُ: حِمارُ الوحْشِ، و الهاءُ فی كأَنه تَعُود علی حِمار وحْشٍ تقدم ذكره. یقول: كأَنه من نَشاطِه ظالِعٌ، أَو جَنِبٌ، فهو یَمشی فی شِقٍّ و ذلك من النَّشاطِ. یشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بهذا الحمار. و قال أَیضاً: هاجَتْ به جُوَّعٌ، غُضْفٌ، مُخَصَّرةٌ، شَوازِبٌ، لاحَها التَّغْرِیثُ و الجَنَبُ و قیل الجَنَبُ فی الدابة: شِبْهُ الظَّلَعِ، و لیس بِظَلَعٍ، یقال: حِمارٌ جَنِبٌ. و جَنِبَ البعیر: أَصابه وجعٌ فی جَنْبِه من شِدَّةِ العَطَش. و الجَنِبُ: الذئْبُ لتَظالُعِه كَیْداً و مَكْراً من ذلك. و الجُنابُ: ذاتُ الجَنْبِ فی أَیِّ الشِّقَّینِ كان، عن الهَجَرِیِّ. و زعَم أَنه إذا كان فی الشِّقِّ الأَیْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه. قال: مَریضٍ، لا یَصِحُّ، و لا أُبالی، كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ
(2). قوله [و كفراً إلخ] كذا هو فی التهذیب أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 281
و جُنِبَ، بالضم: أَصابه ذاتُ الجَنْبِ. و المَجْنُوبُ: الذی به ذاتُ الجَنْب، تقول منه: رَجُلٌ مَجْنُوب؛ و هی قَرْحَةٌ تُصِیبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه، و هی عُلَّة صَعْبة تأْخُذُ فی الجَنْب. و قال ابن شمیل: ذاتُ الجَنْب هی الدُّبَیْلةُ، و هی علی تَثْقُبُ البطن و رُبَّما كَنَوْا عنها فقالوا: ذاتُ الجَنْب. و‌فی الحدیث: المَجْنُوبُ فی سَبِیلِ اللّهِ شَهِیدٌ.قیل: المَجْنُوبُ الذی به ذاتُ الجَنْبِ. یقال: جُنِبَ فهو مَجْنُوب، و صُدِرَ فهو مَصْدُورٌ. و یقال: جَنِبَ جَنَباً إذا اشْتَكَی جَنْبَه، فهو جَنِبٌ، كما یقال رَجُلٌ فَقِرٌ و ظَهِرٌ إذا اشْتَكَی ظَهْرَه و فَقارَه. و قیل: أَراد بالمَجْنُوبِ الذی یَشْتَكِی جَنْبَه مُطْلَقاً. و‌فی حدیث الشُّهَداءِ: ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ.و‌فی حدیث آخر: ذُو الجَنْبِ شَهِیدٌ؛ هو الدُّبَیْلةُ و الدُّمَّل الكبیرة التی تَظْهَر فی باطن الجَنْب و تَنْفَجِر إلی داخل، و قَلَّما یَسْلَمُ صاحِبُها. و ذُو الجَنْبِ: الذی یَشْتَكی جَنْبَه بسبب الدُّبیلة، إلّا أَنَّ ذو للمذكر و ذات للمؤَنث، و صارت ذات الجنب علماً لها، و إن كانت فی الأَصل صفة مضافة. و المُجْنَب، بالضم، و المِجْنَبُ، بالكسر: التُّرْس، و لیست واحدة منهما علی الفعل. قال ساعدة بن جُؤَبَّةَ: صَبَّ اللَّهِیفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْیةٍ، تُنْبی العُقابَ، كما یُلَطُّ المِجْنَبُ عَنَی باللَّهِیفِ المُشْتارَ. و سُبُوبُه: حِبالُه التی یَتَدلَّی بها إلی العَسَلُ. و الطَّغْیةُ: الصَّفاةُ المَلْساءُ. و الجَنْبةُ: عامَّة الشَّجَر الذی یَتَرَبَّلُ فی الصَّیْفِ. و قال أَبو حنیفة: الجَنْبةُ ما كان فی نِبْتَتِه بین البَقْل و الشَّجر، و هما مما یبقی أَصله فی الشتاءِ و یَبِید فَرْعه. و یقال: مُطِرْنا مَطَراً كَثُرتْ منه الجَنْبةُ. و فی التهذیب: نَبَتَتْ عنه الجَنْبةُ، و الجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ یَتَرَبَّلُ فی الصَّیف. الأَزهری: الجَنْبةُ اسم واحد لنُبُوتٍ كثیرة، و هی كلها عُرْوةٌ، سُمیت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار و ارْتَفَعَتْ عن التی لا أَرُومَة لها فی الأَرض؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِیُّ و الصِّلِّیانُ و الحَماطُ و المَكْرُ و الجَدْرُ و الدَّهْماءُ صَغُرت عن الشجر و نَبُلَتْ عن البُقُول. قال: و هذا كله مسموع من العرب. و‌فی حدیث الحجاج: أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبَةِ؛ الجَنْبَةُ، بفتح الجیم و سكون النون: رَطْبُ الصِّلِّیانِ من النبات، و قیل: هو ما فَوْقَ البَقْلِ و دُون الشجر. و قیل: هو كلُّ نبْت یُورِقُ فی الصَّیف من غیر مطر. و الجَنُوبُ: ریح تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتی عن یمِین القِبْلة. و قال ثعلب: الجَنُوبُ مِن الرِّیاحِ: ما اسْتَقْبَلَكَ عن شِمالك إذا وقَفْت فی القِبْلةِ. و قال ابن الأَعرابی: مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَیلٍ إلی مَطْلَعِ الثُرَیَّا. الأَصمعی: مَجِی‌ءُ الجَنُوبِ ما بین مَطْلَعِ سُهَیْلٍ إلی مَطْلَعِ الشمس فی الشتاءِ. و قال عمارةُ: مَهَبُّ الجَنُوبِ ما بین مَطلع سُهَیْل إلی مَغْرِبه. و قال الأَصمعی: إذا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ معها خَیْرٌ و تَلْقِیح، و إذا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ. و تقول العرب للاثنین، إذا كانا مُتصافِیَیْنِ: رِیحُهما جَنُوبٌ، و إذا تفرَّقا قیل: شَمَلَتْ رِیحُهما، و لذلك قال الشاعر: لَعَمْری، لَئِنْ رِیحُ المَودَّةِ أَصبَحَتْ شَمالًا، لقد بُدِّلْتُ، و هی جَنُوبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 282
و قول أَبی وجزة: مَجْنُوبةُ الأُنْسِ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها، مِن الهِجانِ، ذواتِ الشَّطْبِ و القَصَبِ یعنی: أَن أُنسَها علی مَحَبَّتِه، فإن التَمَس منها إنْجازَ مَوْعِدٍ لم یَجِدْ شیئاً. و قال ابن الأَعرابی: یرید أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع الجَنُوبِ و یَذْهَبُ أُنْسُها مع الشَّمالِ. و تقول: جَنَبَتِ الرِّیحُ إذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً. و سَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إذا هَبَّتْ بها الجَنُوب. التهذیب: و الجَنُوبُ من الریاحِ حارَّةٌ، و هی تَهُبُّ فی كلِّ وقْتٍ، و مَهَبُّها ما بین مَهَبَّی الصَّبا و الدَّبُورِ مِمَّا یَلی مَطْلَعَ سُهَیْلٍ. و جَمْعُ الجَنُوبِ: أَجْنُبٌ. و فی الصحاح: الجَنُوبُ الریح التی تُقابِلُ الشَّمال. و حُكی عن ابن الأَعرابی أَیضاً أَنه قال: الجَنُوب فی كل موضع حارَّة إلا بنجْدٍ فإنها باردة، و بیتُ كثیر عَزَّةَ حُجَّة له: جَنُوبٌ، تُسامِی أَوْجُهَ القَوْمِ، مَسُّها لَذِیذٌ، و مَسْراها، من الأَرضِ، طَیِّبُ و هی تكون اسماً و صفة عند سیبویه، و أَنشد: رَیحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ، و تارةً رِهَمُ الرَّبِیعِ، و صائبُ التَّهْتانِ و هَبَّتْ جَنُوباً: دلیل علی الصفة عند أَبی عثمان. قال الفارسی: لیس بدلیل، أَ لا تری إلی قول سیبویه: إنه قد یكون حالًا ما لا یكون صفة كالقَفِیز و الدِّرهم. و الجمع: جَنائبُ. و قد جَنَبَتِ الرِّیحُ تَجْنُبُ جُنُوباً، و أَجْنَبَتْ أَیضاً، و جُنِبَ القومُ: أَصابَتْهم الجَنُوبُ أَی أَصابَتْهم فی أَمْوالِهِمْ. قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: سادٍ، تَجَرَّمَ فی البَضِیعِ ثَمانِیاً، یُلْوَی بِعَیْقاتِ البِحارِ، و یُجْنَبُ أَی أَصابَتْه الجَنُوبُ. و أَجْنَبُوا: دَخلوا فی الجَنُوبِ. و جُنِبُوا: أَصابَهُم الجَنُوبُ، فهم مَجْنُوبُونَ، و كذلك القول فی الصَّبا و الدَّبُورِ و الشَّمالِ. و جَنَبَ إلی لِقائِه و جَنِبَ: قَلِقَ، الكسر عن ثعلب، و الفتح عن ابن الأَعرابی. تقول: جَنِبْتُ إلی لِقائكَ، و غَرِضْتُ إلی لِقائكَ جَنَباً و غَرَضاً أَی قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إلیك. و قوله‌فی الحدیث: بِعِ الجَمْعَ بالدّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِیباً، هو نوع جَیِّد مَعْروف من أَنواع التمر، و قد تكرَّر فی الحدیث. و جَنَّبَ القومُ، فهم مُجَنِّبُونَ، إذا قلَّتْ أَلبانُ إبلهم؛ و قیل: إذا لم یكن فی إبلهم لَبَنٌ. و جَنَّبَ الرَّجلُ إذا لم یكن فی إبله و لا غنمه دَرٌّ: و جَنَّبَ الناسُ: انْقَطَعَتْ أَلبانُهم، و هو عام تَجْنِیب. قال الجُمَیْحُ بنُ مُنْقِذ یذكر امرأَته: لَمَّا رَأَتْ إبِلی قَلَّتْ حَلُوبَتُها، و كُلُّ عامٍ عَلَیها عامُ تَجْنِیبِ یقُول: كلُّ عامٍ یَمُرُّ بها، فهو عامُ تَجْنِیبٍ. قال أَبو زید: جَنَّبَتِ الإِبلُ إذا لم تُنْتَجْ منها إلا الناقةُ و الناقَتانِ. و جَنَّبها هو، بشدِّ النون أَیضاً. و‌فی حدیث الحَرِثِ بن عَوْف: إن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ‌أَی لم تَلْقَحْ، فیكون لها أَلبان. و جنَّب إبلَه و غَنَمه: لم یُرْسِلْ فیها فحلًا. و الجَأْنَبُ، بالهمز: الرجل القَصیرُ الجافی الخِلْقةِ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 283
و خَلْقٌ جَأْنَبٌ إذا كان قَبِیحاً كَزّاً. و قال إمرؤُ القیس: و لا ذاتُ خَلْقٍ، إنْ تَأَمَّلْتَ، جَأْنَبِ و الجَنَبُ: القَصِیرُ؛ و به فُسِّرَ بیت أَبی العیال: فَتًی، ما غادَرَ الأَقْوامُ، لا نِكْسٌ و لا جَنَبُ و جَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إذا انْقَطَعَتْ منها وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ. فمالَتْ. و الجَناباءُ و الجُنابی: لُعْبةٌ للصِّبْیانِ یَتَجانَبُ الغُلامانِ فَیَعْتَصِمُ كُلُّ واحدٍ من الآخر. و جَنُوبُ: اسم امرأَة. قال القَتَّالُ الكِلابِیُّ: أَ باكِیَةٌ، بَعْدی، جَنُوبُ، صَبابةً، عَلیَّ، و أُخْتاها، بماءِ عُیُونِ؟ و جَنْبٌ: بَطْن من العرب لیس بأَبٍ و لا حَیٍّ، و لكنه لَقَبٌ، أَو هو حَیٌّ من الیمن. قال مُهَلْهِلٌ: زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ فی جَنْبٍ، و كانَ الحِباءُ من أَدَمِ و قیل: هی قَبِیلةٌ من قَبائِل الیَمَن. و الجَنابُ: موضع. و المِجْنَبُ: أَقْصَی أَرضِ العَجَم إلی أَرض العَرَبِ، و أَدنی أَرضِ العَرَب إلی أرض العجم. قال الكمیت: و شَجْو لِنَفْسِیَ، لم أَنْسَه، بِمُعْتَرَك الطَّفِّ و المِجْنَبِ و مُعْتَرَكُ الطَّفِّ: هو الموضع الذی قُتِلَ فیه الحُسَین بن علیّ، رضی اللّه عنهما. التهذیب: و الجِنابُ، بكسر الجیم: أَرض معروفة بِنَجْد. و‌فی حدیث ذی المِعْشارِ: و أَهلِ جِنابِ الهَضْبِ‌هو، بالكسر، اسم موضع.

جهب؛ ج1، ص: 283

: روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی قال: المِجْهَبُ: القَلِیلُ الحَیاءِ. و قال النضر: أَتَیْتُه جاهِباً و جاهِیاً أَی علانِیةً. قال الأَزهری: و أَهمله اللیث.

جوب؛ ج1، ص: 283

: فی أَسماءِ اللّه المُجِیبُ، و هو الذی یُقابِلُ الدُّعاءَ و السُّؤَال بالعَطاءِ و القَبُول، سبحانه و تعالی، و هو اسم فاعل مِن أَجاب یُجِیبُ. و الجَوابُ، معروفٌ: رَدِیدُ الكلام، و الفِعْل: أَجابَ یُجِیبُ. قال اللّه تعالی: فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی؛ أَی فَلْیُجِیبونی. و قال الفرَّاءُ: یقال: إنها التَّلْبِیةُ، و المصدر الإِجابةُ، و الاسم الجَابةُ، بمنزلة الطاعةِ و الطاقة. و الإِجابةُ: رَجْعُ الكلام، تقول: أَجابَه عن سُؤَاله، و قد أَجابَه إجابةً و إجاباً و جَواباً و جابةً و اسْتَجْوَبَه و اسْتَجابَه و اسْتَجابَ له. قال كعبُ ابن سَعْد الغَنَویّ یرثی أَخاه أَبا المِغْوار: وَ داعٍ دَعا یا مَنْ یُجیبُ إلی النَّدَی، فلم یَسْتَجِبْه، عِنْدَ ذاكَ، مُجِیبُ «1» فقُلتُ: ادْعُ أُخری، و ارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً، لَعَلَّ أَبا المِغْوارِ مِنْكَ قَرِیبُ و الإِجابةُ و الاستِجابةُ، بمعنی، یقال: اسْتَجابَ اللّه دعاءَه، و الاسم الجَوابُ و الجابةُ و المَجُوبةُ،
(1). قوله [الندی] هو هكذا فی غیر نسخة من الصحاح و التهذیب و المحكم.لسان العرب، ج‌1، ص: 284‌الأَخیرةُ عن ابن جنی، و لا تكون مصدراً لأَنَّ المَفْعُلةَ، عند سیبویه، لیست من أَبنیة المصادر، و لا تكون من باب المَفْعُول لأَنَّ فِعْلها مزید. و فی أَمثالِ العَرب: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً. قال: هكذا یُتَكلَّم به لأَنَّ الأَمثال تُحْكَی علی موضوعاتها. و أَصل هذا المثل، علی ما ذكر الزُّبَیْر ابن بكار، أَنه كان لسَهلِ بن عَمْرٍو ابنٌ مَضْعُوفٌ، فقال له إنسان: أَین أَمُّكَ أَی أَین قَصْدُكَ؟ فظَنَّ أَنه یقول له: أَین أُمُّكَ، فقال: ذهَبَتْ تَشْتَری دَقِیقاً، فقال أَبُوه: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً. و قال كراع: الجابةُ مصدر كالإِجابةِ. قال أَبو الهیثم: جابةٌ اسم یُقُومُ مَقامَ المصدر، و إنه لَحَسَنُ الجیبةِ، بالكسر، أَی الجَوابِ. قال سیبویه: أَجاب مِنَ الأَفْعال التی اسْتُغْنی فیها بما أَفْعَلَ فِعْلَه، و هو أَفْعَلُ فِعْلًا، عَمَّا أَفْعَلَه، و عن هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ، فیقولون: ما أَجْوَدَ جَوابَه، و هو أَجْوَدُ جَواباً، و لا یقال: ما أَجْوَبَه، و لا هو أَجْوَبُ منك؛ و كذلك یقولون: أَجْوِدْ بِجَوابهِ، و لا یقال: أَجوِب به. و أَما ما جاءَ‌فی حدیث ابن عمر أَنَّ رجلًا قال: یا رسولَ اللّه أَیُّ اللیلِ أَجْوَبُ دَعْوةً؟ قال: جَوْفُ اللیلِ الغابِرِ، فسَّره شمر، فقال: أَجْوَبُ من الإِجابةِ أَی أَسْرَعُه إجابةً، كما یقال أَطْوَعُ من الطاعةِ. و قیاسُ هذا أَن یكون من جابَ لا مِن أَجابَ. و فی المحكم عن شمر، أَنه فسره، فقال: أَجْوَبُ أَسْرَعُ إجابةً. قال: و هو عندی من باب أَعْطَی لفارِهةٍ، وَ أَرْسَلْنَا الرِّیٰاحَ لَوٰاقِحَ. و ما جاءَ مِثلُه، و هذا علی المجاز، لأَنَّ الإِجابةَ لیست لِلَّیل إنما هی للّه تعالی فیه، فَمعناه: أَیُّ اللیلِ اللّهُ أَسرع إجابةً فِیه مِنه فی غَیْرِه، و ما زاد علی الفِعْل الثُّلاثی لا یُبْنَی مِنْه أَفْعَلُ مِنْ كذا، إلا فی أَحرف جاءَت شاذة. و حكی الزمخشریُّ قال: كأَنَّه فی التَّقْدیر مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بوزن فَعُلْتُ، بالضم، كطالَتْ، أَی صارَتْ مُسْتَجابةَ، كقولهم فی فَقِیرٍ و شَدیدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ و شَدُدَ، و لیس ذلك بمستعمل. و یجوز أَن یكون من جُبْتُ الأَرضَ إذ قَطَعْتَها بالسیر، علی معنی أَمْضَی دَعْوَةً و أَنْفَذُ إلی مَظانِّ الإِجابةِ و القَبُول. و قال غیره: الأَصل جاب یجوب مثل طاع یَطُوعُ. قال الفرَّاءُ قیل لأَعرابی: یا مُصابُ. فقال: أَنتَ أَصوَبُ منی. قال: و الأَصل الإِصابةُ مِن صابَ یَصُوبُ إذا قَصَدَ، و انجابَتِ الناقةُ: مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ، قال: و أُراه مِن هذا كَأَنَّها أَجابَتْ حالِبَها، علی أَنَّا لم نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ. قال أَبو سعید قال لی أَبو عَمْرو بن العلاءِ: اكْتُبْ لی الهمز، فكتبته له فقال لی: سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَ مَهْموز أَمْ لا؟ فسأَلت، فلم أَجده مهموزاً. و المُجاوَبةُ وْ التَّجاوُبُ: التَّحاوُرُ. و تجاوَبَ القومُ: جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً، و اسْتعمله بعضُ الشُعراءِ فی الطیر، فقال جَحْدَرٌ: و مِمَّا زادَنی، فاهْتَجْتُ شَوْقاً، غِنَاءُ حَمامَتَیْنِ تَجاوَبانِ «2» تَجاوَبَتا بِلَحْنٍ أَعْجَمِیٍّ، علی غُصْنَینِ مِن غَرَبٍ و بَانِ و اسْتَعمَلَه بعضُهم فی الإِبل و الخیل، فقال: تَنادَوْا بأَعْلی سُحْرةٍ، و تَجاوَبَتْ هَوادِرُ، فی حافاتِهِم، و صَهِیلُ
(2). قوله [غناء] فی بعض نسخ المحكم أیضاً بكاء.لسان العرب، ج‌1، ص: 285‌و‌فی حدیث بناءِ الكَعْبَةِ: فسَمِعنا جَواباً مِن السَّماءِ، فإذا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ؛ الجَوابُ: صَوْتُ الجَوْبِ، و هو انْقِضاضُ الطیر. و قول ذی الرمة: كأَنَّ رِجْلَیْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، إذا تَجاوَبَ، مِنْ بُرْدَیْهِ، تَرْنِیمُ أَراد تَرْنِیمانِ تَرْنِیمٌ من هذا الجَناح و تَرْنِیمٌ مِن هذا الآخر. و أَرضٌ مُجَوَّبةٌ: أَصابَ المطَرُ بعضَها و لم یُصِبْ بَعْضاً. و جابَ الشی‌ءَ جَوْباً و اجْتابَه: خَرَقَه. و كُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فقد جُبْتَه. و جابَ الصخرةَ جَوْباً: نَقَبها. و فی التنزیل العزیز: وَ ثَمُودَ الَّذِینَ جٰابُوا الصَّخْرَ بِالْوٰادِ. قال الفرَّاءُ: جٰابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُیُوتاً. و نحو ذلك قال الزجاجُ و اعتبره بقوله: وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبٰالِ بُیُوتاً فٰارِهِینَ. و جابَ یَجُوبُ جَوْباً: قَطَعَ و خَرَقَ. و رجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتادٌ لذلك، إذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَیَّاراً فیها. و منه‌قول لقمان بن عاد فی أَخیه: جَوَّابُ لَیْلٍ سَرْمد.أَراد: أَنه یَسْری لَیْلَه كُلَّه لا یَنامُ، یَصِفُه بالشَّجاعة. و فلان جوَّابٌ جَأَّابٌ أَی یَجُوبُ البِلاد و یَكسِبُ المالَ. و جَوَّابٌ: اسم رجل من بنی كلابٍ؛ قال ابن السكیت: سُمی جَوَّاباً لأَنه كان لا یَحْفِرُ بئْراً و لا صخْرةً إلا أَماهَها. و جابَ النعلَ جَوْباً: قَدَّها. و المِجْوَب: الذی یُجابُ به، و هی حَدیدةٌ یُجابُ بها أَی یُقْطَعُ. و جابَ المفَازةَ و الظُّلْمةَ جَوْباً و اجْتابَها: قَطَعَها. و جابَ البِلادَ یَجُوبُها جَوْباً: قَطَعَها سَیْراً. و جُبْتُ البَلدَ و اجْتَبْتُه: قَطَعْتُه. و جُبْتُ البِلاد أَجُوبُها و أَجِیبُها إذا قَطَعتها. و جَوَّابُ الفَلاةِ: دَلِیلُها لقَطْعِه إیَّاها. و الجَوْبُ: قطْعُك الشی‌ءَ كما یُجابُ الجَیْبُ، یقال: جَیْبٌ مَجُوبٌ و مُجَوَّبٌ، و كلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ. قال الراجز: و اجْتابَ قَیْظاً، یَلْتَظِی التِظاؤُهُ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه، قال للأَنْصارِ یَوْم السَّقِیفةِ: إنما جِیبَتِ العَرَبُ عنا كما جِیبَت الرَّحَی عن قُطْبها‌أَی خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا، فكُنَّا وسَطاً، و كانت العرَبُ حَوالَینا كالرَّحَی. و قُطْبِها الذی تَدُورُ علیه. و انْجابَ عنه الظلامُ: انْشَقَّ. و انْجابَتِ الأَرضُ: انْخَرَقَتْ. و الجَوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ. تقول: هل جاءَكم من جائِبَة خَبَرٍ أی مِن طَریقةٍ خارِقةٍ، أَو خَبَرٍ یَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلی بَلَدٍ، حكاه ثعلب بالإِضافة. و قال الشاعر: یَتَنازَعُون جَوائِبَ الأَمْثالِ یعنی سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد. و الجابةُ: المِدْری من الظِّباءِ، حین جابَ قَرْنُها أَی قَطَعَ اللحم و طَلَع. و قیل: هی المَلْساءُ اللَّیِّنةُ القَرْن؛ فإن كان علی ذلك، فلیس لها اشتقاق. التهذیب عن أَبی عبیدة: جابةُ المِدْرَی من الظِّباءِ، غیر مهموز، حین طَلَعَ قَرْنهُ.لسان العرب، ج‌1، ص: 286‌شمر: جابةُ المِدْرَی أَی جائِبَتُه حِینَ جابَ قَرْنُها الجِلدَ، فَطَلَعَ، و هو غیر مهموز. و جُبْتُ القَمِیصَ: قَوَّرْتُ جَیْبَه أَجُوبُه و أَجِیبُه. و قال شَمر: جُبْتُه، و جِبْتُه. قال الراجز: باتَتْ تَجِیبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ، جَیْبَ البِیَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قال: و لیس من لفظ الجَیْبِ لأَنه من الواو و الجَیْبُ من الیاء. قال: و لیس بفَیْعلٍ لأَنه لم یُلْفظ به علی فَیْعَلٍ. و فی بعض نسخ المُصَنَّف: جِبْتُ القَمِیصَ، بالكسر، أَی قَوَّرْتُ جَیْبَه. و جَیَّبْتُه: عَمِلت له جَیْباً، و اجْتَبْتُ القَمِیصَ إذا لَبِسْتَه. قال لبید: فَبِتِلْكَ، إذْ رَقَصَ اللَّوامِعُ بالضُّحَی، و اجْتابَ أَرْدِیةَ السَّرابِ إكامُها قوله: فَبِتِلْكَ، یعنی بناقَتِه التی وصَفَ سَیْرَها، و الباءُ فی بتلك متعلقة بقوله أَقْضی فی البیت الذی بعده، و هو: أَقْضِی اللُّبانةَ، لا أُفَرِّطُ رِیبةً، أَو أَنْ یَلُومَ، بِحاجةٍ، لُوَّامُها و اجْتابَ: احْتَفَر. قال لبید: تَجْتابُ أَصْلًا قائماً، مُتَنَبِّذاً، بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، یَمِیلُ هَیامُها «1» یَصِف بقرة احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فیه من المطر فی أَصْل أَرطاةٍ. ابن بزرج: جَیَّبْتُ القَمِیصَ و جَوَّبْتُه. التهذیب: و اجتابَ فلانٌ ثوباً إذا لَبِسَه. و أَنشد: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنها، فأَنْسَلَها، و اجْتاب أُخْرَی جَدیداً، بَعْدَ ما ابْتَقَلا و‌فی الحدیث: أَتاه قَومٌ مُجْتابی «2» النِّمارِ‌أَی لابِسِیها. یقال: اجْتَبْتُ القمِیصَ، و الظَّلامَ أَی دَخَلْتُ فیهما. قال: و كلُّ شی‌ءٍ قُطِع وَسَطُه، فهو مجْیُوبٌ و مَجُوبٌ و مُجَوَّبٌ، و منه سُمی جَیْبُ القَمِیصِ. و‌فی حدیث علیّ، كَرَّم اللّه وجهه: أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه، و أَدْخَلْتُه فی عُنُقی.و‌فی حدیث خَیْفانَ: و أَما هذا الحَیُّ مِن أَنْمارٍ فَجَوْبُ أَبٍ و أَوْلادُ عَلَّةٍ‌أَی إنهم جِیبُوا من أَبٍ، واحد و قُطِعُوا منه. و الجُوَبُ: الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلًا. و الجَوْبة: فَجْوةُ ما بین البُیُوتِ. و الجَوْبةُ: الحُفْرةُ. و الجَوْبةُ: فَضاءٌ أَمْلَسُ سَهْلٌ بَیْنَ أَرْضَیْنِ. و قال أَبو حنیفة: الجَوْبةُ من الأَرضِ: الدارةُ، و هی المكانُ المُنْجابُ الوطِی‌ءُ من الأَرض، القلیلُ الشجرِ مِثْلُ الغائط المُسْتَدیر، و لا یكون فی رَمْلٍ و لا جَبَلٍ، إنما یكون فی أَجلاد الأَرض و رِحابِها، سمی جَوْبةً لانْجِیابِ الشجر عنها، و الجمع جَوْباتٌ، و جُوَبٌ، نادر. و الجَوْبةُ: موضع یَنْجابُ فی الحَرَّة، و الجمع جُوَبٌ. التهذیب: الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تكون بین ظَهْرانَیْ دُورِ القَوْمِ یَسِیلُ منها ماءُ المطَر. و كل مُنْفَتِقٍ یَتَّسِعُ فهو جَوْبةٌ. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: حتی صارت المَدینةُ مِثلَ الجَوْبةِ؛ قال: هی الحُفْرةُ المُسْتَدیرةُ الواسِعةُ، و كلُّ مُنْفَتِقٍ بلا
(1). قوله [قائماً] كذا فی التهذیب و الذی فی التكملة و شرح الزوزنی قالصاً. (2). قوله [قوم مجتابی] كذا فی النهایة مضبوطاً هنا و فی مادة نمر.لسان العرب، ج‌1، ص: 287‌بِناءٍ جَوْبةٌ أَی حتی صار الغَیْمُ و السَّحابُ مُحِیطاً بآفاق المدینةِ. و الجَوْبةُ: الفُرْجةُ فی السَّحابِ و فی الجبال. و انْجابَتِ السَّحابةُ: انْكَشَفَتْ. و قول العَجَّاج: حتی إذا ضَوْءُ القُمَیْرِ جَوَّبا، لَیْلًا، كأَثْناءِ السُّدُوسِ، غَیْهَبا قال: جَوَّبَ أَی نَوَّرَ و كَشَفَ و جَلَّی. و‌فی الحدیث: فانْجابَ السَّحابُ عن المدینةِ حتی صار كالإِكْلِیل‌أَی انْجَمَعَ و تَقَبَّضَ بعضُه إلی بعض و انْكَشَفَ عنها. و الجَوْبُ: كالبَقِیرة. و قیل: الجَوْبُ: الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ. و الجَوْبُ: الدَّلْو الضَّخْمةُ، عن كراع. و الجَوْبُ: التُّرْسُ، و الجمع أَجْوابٌ، و هو المِجْوَبُ. قال لبید: فأَجازَنی منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ، و بكلِّ أَطْلَسَ، جَوْبُه فی المَنْكِبِ یعنی بكل حَبَشِیٍّ جَوْبهُ فی مَنْكِبَیْه. و‌فی حدیث غَزْوة أُحُدٍ: و أَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، بحَجَفَةٍ‌أَی مُتَرِّسٌ علیه یَقِیه بها. و یقال للتُّرْسِ أَیضاً: جَوبةٌ. و الجَوْبُ: الكانُونُ. قال أَبو نخلةَ: كالجَوْبِ أَذْكَی جَمرَه الصَّنَوْبَرُ و جابانُ: اسمُ رجل، أَلفُه منقلبة عن واو، كأَنه جَوَبانُ، فقلبت الواو قلباً لغیر علة، و إنما قیل فیه إنه فَعَلانُ و لم یقل إنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر: عَشَّیْتُ جابانَ، حتی اسْتَدَّ مَغْرِضُه، و كادَ یَهْلِكُ، لو لا أَنه اطَّافا قُولا لجَابانَ: فلْیَلْحَقْ بِطِیَّتِه، نَوْمُ الضُّحَی، بَعْدَ نَوْمِ اللیلِ، إِسْرافُ «1» فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك علی أَنه فَعَلانُ و یقال: فلان فیه جَوْبانِ من خُلُقٍ أَی ضَرْبان لا یَثْبُتُ علی خُلُقٍ واحدٍ. قال ذو الرمة: جَوْبَیْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ أَی تَسْمَعُ ضَرْبَیْنِ من أَصوات الغِیلانِ. و‌فی صفةِ نَهَرِ الجنة: حافَتاه الیاقوتُ المُجَیَّبُ.و جاءَ فی مَعالِم السُّنَن: المُجَیَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فیهما علی الشك، و أَصله: من جُبْتُ الشی‌ءَ إذا قَطَعْتَه، و سنذكره أَیضاً فی جیب. و الجابَتانِ: موضِعانِ. قال أَبو صَخْرٍ الهُذلی: لمَن الدِّیارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ، بالجَابَتَیْنِ، فَرَوْضةِ الحَزْمِ و تَجُوبُ: قَبیلةٌ من حِمْیَر حُلَفاءُ لمُرادٍ، منهم ابن مُلْجَمٍ، لَعَنَهُ اللّه. قال الكمیت: أَلا إنَّ خَیْرَ الناسِ، بَعْدَ ثلاثةٍ، قَتِیلُ التَّجُوبِیِّ، الذی جاءَ مِنْ مِصْرِ هذا قول الجوهری. قال ابن بری: البیت للوَلید بن عُقْبة، و لیس للكمیت كما ذكر، و صواب إنشاده: قَتِیلُ التُّجِیبِیِّ الذی جاءَ من مصرِ
(1). قوله [إسراف] هو بالرفع فی بعض نسخ المحكم و بالنصب كسابقه فی بعضه أیضاً و علیها فلا إقواء.لسان العرب، ج‌1، ص: 288‌و إنما غَلَّطه فی ذلك أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر و عمرُ و عثمانُ، رضوانُ اللّه علیهم، فظَنَّ أَنه فی علیّ، رضی اللّه عنه، فقال التَّجُوبِیّ، بالواو، و إنما الثلاثة سیِّدُنا رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و أَبو بكر و عمر رضی اللّه عنهما، لأَن الولید رَثَی بهذا الشِّعْر عثمانَ بن عفان، رضی اللّه عنه، و قاتِلُه كَنانةُ بن بِشر التُجِیبیّ، و أما قاتل علیّ، رضی اللّه عنه، فهو التَّجُوبِیُّ؛ و رأَیت فی حاشیةٍ ما مِثالُه: أَنشد أَبو عبید البَكْرِیّ، رحمه اللّه، فی كتابه فَصْلِ المقال فی شرح كتاب الأَمثال هذا البیت الذی هو: أَلا إنَّ خیر الناس بعد ثلاثة لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِیَّةِ زَوْجِ عثمان، رضی اللّه عنه، تَرثِیه، و بعده: و ما لِیَ لا أَبْكِی، و تَبْكِی قَرابَتی، و قد حُجِبَتْ عنا فُضُولُ أَبی عَمْرِو

جیب؛ ج1، ص: 288

: الجَیْبُ: جَیْبُ القَمِیصِ و الدِّرْعِ، و الجمع جُیُوبٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلیٰ جُیُوبِهِنَّ. و جِبْتُ القَمِیصَ: قَوَّرْتُ جَیْبَه. و جَیَّبْتُه: جَعَلْت له جَیْباً. و أَما قولهم: جُبْتُ جَیْبَ القمیص، فلیس جُبْتُ من هذا الباب، لأَنَّ عین جُبْتُ إنما هو من جابَ یَجُوبُ، و الجَیْبُ عینه یاءٌ، لقولهم جُیُوبٌ، فهو علی هذا من باب سَبِطٍ و سِبَطْرٍ، و دَمِثٍ و دِمَثْرٍ، و أَن هذه أَلفاظ اقْتَرَبَتْ أُصولُها، و اتَّفَقَتْ معانِیها، و كلُّ واحد منها لفظه غیر لفظ صاحبه. و جَیَّبْتُ القَمِیصَ تَجْییباً: عَمِلْتُ له جَیْباً. و فلانٌ ناصحُ الجَیْبِ: یُعْنَی بذلك قَلْبُه و صَدْرُه، أَی أَمِینٌ. قال: و خَشَّنْتِ صَدْراً جَیْبُه لكِ ناصحُ و جَیْبُ الأَرضِ: مَدْخَلُها. قال ذو الرمة: طَواها إلی حَیْزومِها، و انْطَوَتْ لها جُیُوبُ الفَیافی: حَزْنُها و رِمالُها و‌فی الحدیث فی صفة نهر الجنة: حافَتاه الیاقُوتُ المُجَیَّبُ.قال ابن الأَثیر: الذی‌جاءَ فی كتاب البخاری: اللُّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ، و هو معروف؛ و الذی جاءَ‌فی سنن أَبی داود: المُجَیَّبُ أَو المُجَوَّفُ‌بالشك؛ و الذی جاءَ‌فی معالم السنن: المُجَیَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فیهما علی الشك، و قال: معناه الأَجْوَفُ؛ و أَصله من جُبْتُ الشی‌ءَ إذا قَطَعْته. و الشی‌ء مَجُوبٌ أَو مَجِیبٌ، كما قالوا مَشِیبٌ و مَشُوبٌ، و انقلاب الواو إلی الیاء كثیر فی كلامهم؛ و أَما مُجَیَّبٌ مشدَّد، فهو من قولهم: جَیَّبَ یُجَیِّبُ فهو مُجَیَّبٌ أَی مُقَوَّرٌ و كذلك بالواو. و تُجِیبُ: بطن من كِنْدةَ، و هو تُجِیبُ بن كِنْدةَ بن ثَوْرٍ.

فصل الحاء المهملة؛ ج1، ص: 288

حأب؛ ج1، ص: 288

: حافِرٌ حَوْأَبٌ: وَأْبٌ مُقَعَّبٌ؛ و وادٍ حَوْأَبٌ: واسِعٌ. الأَزهری: الحَوْأَبُ: وادٍ فی وَهْدةٍ من الأَرضِ واسِعٌ. و دَلْوٌ حَوْأَبٌ و حَوْأَبَةٌ، كذلك، و قیل: ضَخْمةٌ. قال: حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُّوعِ أَی تسمع للضُّلُوعِ نَقِیضاً من ثِقَلِها، و قیل: هی
لسان العرب، ج‌1، ص: 289
الحَوْأَبُ، و إنما أَنَّث علی معنی الدَّلْو. و الحَوْأَبةُ: أَضْخَمُ ما یكونُ مِن العِلابِ. و حَوْأَبٌ: ماءٌ أَو موضع قریب من البَصرة، و یقال له أَیضاً الحَوْأَبُ. الجوهری: الحَوْأَبُ، مهموز، ماءٌ مِن مِیاهِ العرب علی طریق البصرة، و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، قال لنسائه: أَیَّتُكُنَّ تَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟قال: الحَوْأَبُ مَنْزِل بین البصرة و مكة، و هو الذی نزلته عائشةُ، رضی اللّه عنها، لمَّا جاءَت إلی البَصرة فی وَقْعة الجَمل. التهذیب: الحَوْأَبُ: موضع بئر نبحت كلابُه أُمَّ المؤْمنین، مَقْبَلَها مِن البَصرة. قال الشاعر: ما هِیَ إلَّا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ، فَصَعِّدِی مِنْ بَعْدِها، أَوْ صَوِّبی و قال كراع: الحَوْأَبُ: المَنْهَلُ، قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هُوَ جِنْس عنده، أَم مَنْهَل معروف. و الحَوْأَبُ: بنْتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ.

حبب؛ ج1، ص: 289

: الحُبُّ: نَقِیضُ البُغْضِ. و الحُبُّ: الودادُ و المَحَبَّةُ، و كذلك الحِبُّ بالكسر. و حُكِی عن خالد بن نَضْلَة: ما هذا الحِبُّ الطارِقُ؟ و أَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ، و هو مَحْبُوبٌ، علی غیر قیاس هذا الأَكثر، و قد قیل مُحَبٌّ، علی القِیاس. قال الأَزهری: و قد جاء المُحَبُّ شاذاً فی الشعر؛ قال عنترة: و لقد نَزَلْتِ، فلا تَظُنِّی غیرَه، مِنِّی بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ و حكی الأَزهری عن الفرَّاءِ قال: و حَبَبْتُه، لغة. قال غیره: و كَرِهَ بعضُهم حَبَبْتُه، و أَنكر أَن یكون هذا البیتُ لِفَصِیحٍ، و هو قول عَیْلانَ بن شُجاع النَّهْشَلِی: أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه، و أَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ فَأُقْسِمُ، لَوْ لا تَمْرُه ما حَبَبْتُه، و لا كانَ أَدْنَی مِنْ عُبَیْدٍ و مُشْرِقِ و كان أَبو العباس المبرد یروی هذا الشعر: و كان عِیاضٌ منه أَدْنَی و مُشْرِقُ و علی هذه الروایةِ لا یكون فیه إقواء. و حَبَّه یَحِبُّه، بالكسر، فهو مَحْبُوبٌ. قال الجوهری: و هذا شاذ لأَنه لا یأَتی فی المضاعف یَفْعِلُ بالكسر، إلّا و یَشرَكُه یَفْعُل بالضم، إذا كان مُتَعَدِّیاً، ما خَلا هذا الحرفَ. و حكی سیبویه: حَبَبْتُه و أَحْبَبْتُه بمعنی. أَبو زید: أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ. قال: و مثله مَحْزُونٌ، و مَجْنُونٌ، و مَزْكُومٌ، و مَكْزُوزٌ، و مَقْرُورٌ، و ذلك أَنهم یقولون: قد فُعِلَ بغیر أَلف فی هذا كله، ثم یُبْنَی مَفْعُول علی فُعِلَ، و إلّا فلا وَجْهَ له، فإذا قالوا: أَفْعَلَه اللّه، فهو كلُّه بالأَلف؛ و حكی اللحیانی عن بنی سُلَیْم: ما أَحَبْتُ ذلك، أَی ما أَحْبَبْتُ، كما قالوا: ظَنْتُ ذلك، أَی ظَنَنْتُ، و مثله ما حكاه سیبویه من قولهم ظَلْتُ. و قال: فی ساعةٍ یُحَبُّها الطَّعامُ أَی یُحَبُّ فیها. و اسْتَحَبَّه كأَحَبَّه. و الاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ. و إنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِی أَی مِمَّنْ أُحِبُّ. و حُبَّتُك: ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ، أَو یكون لك. و اخْتَرْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 290
حُبَّتَك و مَحَبَّتَك من الناس و غَیْرِهِم أَی الذی تُحِبُّه. و المَحَبَّةُ أَیضاً: اسم للحُبِّ. و الحِبابُ، بالكسر: المُحابَّةُ و المُوادَّةُ و الحُبُّ. قال أَبو ذؤیب: فَقُلْتُ لقَلْبی: یا لَكَ الخَیْرُ، إنَّما یُدَلِّیكَ، للخَیْرِ الجَدِیدِ، حِبابُها و قال صخر الغی: إنّی بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ عاوَدَنِی، مِنْ حِبابِها، الزُّؤُدُ و تَحَبَّبَ إلیه: تَودَّدَ. و امرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها و مُحِبٌّ أَیضاً، عن الفرَّاءِ. الأَزهری: یقال: حُبَّ الشی‌ءُ فهو مَحْبُوبٌ، ثم لا یقولون: حَبَبْتُه، كما قالوا: جُنَّ فهو مَجْنُون، ثم یقولون: أَجَنَّه اللّهُ. و الحِبُّ: الحَبِیبُ، مثل خِدْنٍ و خَدِینٍ، قال ابن بری، رحمه اللّه: الحَبِیبُ یجی‌ءُ تارة بمعنی المُحِبِّ، كقول المُخَبَّلِ: أَ تَهْجُرُ لَیْلَی، بالفِراقِ، حَبِیبَها، و ما كان نَفْساً، بالفِراقِ، تَطِیبُ أَی مُحِبَّها، و یجی‌ءُ تارة بمعنی المحْبُوب كقول ابن الدُّمَیْنةِ: و إنّ الكَثِیبَ الفَرْدَ، مِن جانِبِ الحِمَی، إلَیَّ، و إنْ لم آتهِ، لحَبِیبُ أَی لمَحْبُوبٌ. و الحِبُّ: المَحْبُوبُ،و كان زَیْدُ بن حارِثةَ، رضی اللّه عنه، یُدْعَی: حِبَّ رَسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم؛ و الأَنثی بالهاءِ. و‌فی الحدیث: و من یَجْتَرِئُ علی ذلك إلا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی مَحْبُوبُه، و كان رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یُحِبُّه كثیراً. و‌فی حدیث فاطِمَة، رضوان اللّه علیها، قال لها رسولُ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، عن عائشة: إِنَّها حِبَّةُ أَبِیكِ.الحِبُّ بالكسر: المَحْبُوبُ، و الأُنثی: حِبَّةٌ، و جَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، و حِبَّانٌ، و حُبُوبٌ، و حِبَبةٌ، و حُبٌّ؛ هذه الأَخیرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزیز، و إما أَن تكون اسماً للجَمْعِ. و الحَبِیبُ و الحُبابُ بالضم: الحِبُّ، و الأُنثی بالهاءِ. الأَزهری: یقال للحَبِیب: حُبابٌ، مُخَفَّفٌ. و قال اللیث: الحِبَّةُ و الحِبُّ بمنزلة الحَبِیبةِ و الحَبِیب. و حكی ابن الأَعرابی: أَنا حَبِیبُكم أَی مُحِبُّكم؛ و أَنشد: و رُبَّ حَبِیبٍ ناصِحٍ غَیْرِ مَحْبُوبِ و الحُبابُ، بالضم: الحُبُّ. قال أَبو عَطاء السَّنْدِی، مَوْلی بنی أَسَد: فوَاللّهِ ما أَدْرِی، و إنِّی لصَادِقٌ، أَ داءٌ عَرانی مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ قال ابن بری: المشهور عند الرُّواة: مِن حِبابِكِ، بكسر الحاءِ، و فیه وَجْهان: أَحدهما أَن یكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً و حِباباً، و الثانی أَن یكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ و عِشاشٍ، و رواه بعضهم: من جَنابِكِ، بالجیم و النون، أَی ناحِیَتكِ. و‌فی حدیث أُحُد: هو جَبَلٌ یُحِبُّنا و نُحِبُّه.قال ابن الأَثیر: هذا محمول علی المجاز، أَراد أَنه جبل یُحِبُّنا
لسان العرب، ج‌1، ص: 291
أَهْلُه، و نُحِبُّ أَهْلَه، و هم الأَنصار؛ و یجوز أَن یكون من باب المَجاز الصَّریح، أَی إنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَیْنِهِ لأَنه فی أَرْضِ مَن نُحِبُّ. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللّه عنه: انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ، یُروی بضم الحاءِ، و هو الاسم من المَحَبَّةِ، و قد جاءَ فی بعض الرِّوایات، بإسقاط انظُروا، و قال: حُبّ الأنصار التمرُ، فیجوز أَن یكون بالضم كالأَوّل، و حذف الفعل و هو مراد للعلم به، أَو علی جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة فی حُبِّهم إِیاه، و یجوز أَن تكون الحاءُ مكسورة، بمعنی المحبوب، أَی مَحْبُوبُهم التمرُ، و حینئذ یكون التمر علی الأَوّل، و هو المشهور فی الروایة منصوباً بالحُب، و علی الثانی و الثالث مَرْفُوعاً علی خبر المبتدإ. و قالوا: حَبَّ بِفُلان، أَی ما أَحَبَّه إِلَیَّ؛ قال أَبو عبید: معناه «2» حَبُبَ بِفُلان، بضم الباءِ، ثم سُكِّن و أُدغم فی الثانیة. و حَبُبْتُ إلیه: صِرْتُ حَبِیباً، و لا نَظِیر له إلا شَرُرْتُ، مِن الشَّرِّ، و ما حكاه سیبویه عن یونس قولهم: لَبُبْتُ من اللُّبِّ. و تقول: ما كنتَ حَبیباً، و لقد حَبِبْتَ، بالكسر، أَی صِرْتَ حَبِیباً. و حَبَّذَا الأَمْرُ أَی هو حَبِیبٌ. قال سیبویه: جعلوا حَبّ مع ذا، بمنزلة الشی‌ءِ الواحد، و هو عنده اسم، و ما بعده مرفوع به، و لَزِمَ ذا حَبَّ، و جَرَی كالمثل؛ و الدَّلِیلُ علی ذلك أَنهم یقولون فی المؤَنث: حَبَّذا، و لا یقولون: حَبَّذِه. و منهُ قولهم: حَبَّذا زَیْدٌ، فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لا یَتصرَّف، و أَصله حَبُبَ، علی ما قاله الفرّاءُ، و ذا فاعله، و هو اسم مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإِشارة، جُعِلا شیئاً واحداً، فصارا بمنزلة اسم یُرْفَع ما بعده، و موضعه رفع بالابْتداءِ، و زید خبره، و لا یجوز أَن یكون بدلًا مِن ذا، لأَنّك تقول حَبَّذا امرأَةٌ، و لو كان بدلًا لقلت: حَبَّذِهِ المرأَةُ. قال جریر: یا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّیَّانِ مِنْ جَبَلٍ، و حَبَّذا ساكِنُ الرَّیّانِ مَنْ كانا و حَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ یَمانِیةٍ، تَأْتِیكَ، مِنْ قِبَلِ الرَّیَّانِ، أَحیانا الأَزهری: و أَما قولهم: حبّذا كذا و كذا، بتشدید الباء، فهو حَرْفُ مَعْنیً، أُلِّفَ من حَبَّ و ذا. یقال: حَبَّذا الإِمارةُ، و الأَصل حَبُبَ ذا، فأُدْغِمَتْ إحْدَی الباءَین فی الأُخْری و شُدّدتْ، و ذا إشارةٌ إلی ما یَقْرُب منك. و أَنشد بعضهم: حَبَّذا رَجْعُها إلَیها یَدَیْها، فی یَدَیْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا «3» كأَنه قال: حَبُبَ ذا، ثم ترجم عن ذا، فقالَ هو رَجْعُها یدیها إلی حَلِّ تِكَّتِها أَی ما أَحَبَّه، و یَدَا دِرْعِها كُمَّاها. و قال أَبو الحسن بن كیسان: حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شیئاً واحداً، و لم تُغَیَّرا فی تثنیة، و لا جمع، و لا تَأْنِیث، و رُفِع بها الاسم، تقول: حَبَّذا زَیْدٌ، و حَبَّذا الزَّیْدانِ، و حَبَّذا الزَّیْدُونَ، و حَبَّذا هِنْد، و حَبَّذا أَنْتَ. و أَنْتُما، و أَنتُم. و حَبَّذا یُبتدأُ بها، و إن قلت: زَیْد حَبَّذا، فهی جائزة، و هی قَبِیحة، لأَن حَبَّذا كلمة مَدْح یُبْتَدأُ بها لأَنها جَوابٌ، و إنما لم تُثَنَّ، و لم تُجمع، و لم
(2). قوله [قال أبو عبید معناه إلخ] الذی فی الصحاح قال الفراء معناه إلخ. (3). قوله [إلیها یدیها] هذا ما وقع فی التهذیب أیضاً و وقع فی الجزء العشرین إلیك.
لسان العرب، ج‌1، ص: 292
تُؤَنَّثْ، لأَنك إنما أَجْرَیْتَها علی ذِكر شی‌ءٍ سَمِعْته، فكأَنك قلت: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَیْدٍ، فصار زیدٌ موضعَ ذكره، و صارَ ذا مشاراً إلی الذِّكْرِیّةِ، و الذِّكرُ مُذَكَّرُ. و حَبَّذا فی الحَقِیقةِ: فِعْلٌ و اسْم، حَبَّ بمنزلة نِعْم، و ذا فاعل، بمنزلة الرَّجل. الأَزهری قال: و أَمَّا حَبَّذا، فإنه حَبَّ ذا، فإذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ به فقلت: حَبَّذا زَیْدٌ. و حَبَّبَ إلیه الأَمْرَ: جعله یُحِبُّه. و هم یَتَحابُّون: أَی یُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. و حَبَّ إلَیَّ هذا الشی‌ءُ یَحَبُّ حُبّاً. قال ساعدة: هَجَرَتْ غَضُوبُ، و حَبَّ مَنْ یَتَجَنَّبُ، وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْیِكَ، تَشْعَبُ و أَنشد الأَزهری: دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّماً و حَبَّ إلَیْنا أَن نَكُونَ المُقدَّما و قولُ ساعدة: و حَبَّ مَنْ یَتَجَنَّب أَی حَبَّ بها إلیّ مُتَجَنِّبةً. و فی الصحاح فی هذا البیت: و حُبَّ مَنْ یَتَجَنَّبُ، و قال: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، و نَقَل الضَّمَّةَ إلی الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، و نَسَبَ هذا القَوْلَ إلی ابن السكیت. و حَبابُكَ أَن یكون ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَی غایةُ مَحَبَّتِك؛ و قال اللحیانی: معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ، و لم یذكر الحُبَّ؛ و مثله: حماداكَ. أَی جُهْدُك و غایَتُكَ. الأَصمعی: حَبَّ بِفُلانٍ، أَی ما أَحَبَّه إلیّ و قال الفرَّاءُ: معناه حَبُبَ بفلان، بضم الباء، ثم أُسْكِنَتْ و أُدْغِمَتْ فی الثانیة. و أَنشد الفرَّاءُ: و زَادَه كَلَفاً فی الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ، و حَبَّ شیْئاً إلی الإِنْسانِ ما مُنِعَا قال: و موضِعُ ما، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ. و أَنشد شمر: و لَحَبَّ بالطَّیْفِ المُلِمِّ خَیالا أَی ما أَحَبَّه إلیَّ، أَی أَحْبِبْ بِه و التَّحَبُّبُ: إظْهارُ الحُبِّ. و حِبَّانُ و حَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ. و المُحَبَّةُ و المَحْبُوبةُ جمیعاً: من أَسْماءِ مَدِینةِ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، حكاهما كُراع، لِحُبّ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، و أَصحابِه إیَّاها. و مَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ علی الأَصل، لمكان العلمیة، كما جاءَ مَكْوَزةٌ و مَزْیَدٌ؛ و إنما حملهم علی أَن یَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ، دون فَعْلَلٍ، لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب، و لم یجدوا م ح ب، و لو لا هذا، لكان حَمْلُهم مَحْبَباً علی فَعْلَلٍ أَولی، لأَنّ ظهور التضعیف فی فَعْلَل، هو القِیاسُ و العُرْفُ، كقَرْدَدٍ و مَهْدَدٍ. و قوله أَنشده ثعلب: یَشُجُّ به المَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَی، لَهُ، مِنْ أَخِلَّاءِ الصَّفاءِ، حَبِیبُ فسره فقال: حَبِیبٌ أَی رَفِیقٌ. و الإِحْبابُ: البُروكُ. و أَحَبَّ البَعِیرُ: بَرَكَ. و قیل: الإِحْبابُ فی الإِبلِ، كالحِرانِ فی الخیل، و هو أَن یَبْرُك فلا یَثُور. قال أَبو محمد الفقعسی: حُلْتُ عَلَیْهِ بالقَفِیلِ ضَرْبا، ضَرْبَ بَعِیرِ السَّوْءِ إذْ أَحَبَّا القَفِیلُ: السَّوْطُ. و بعیر مُحِبٌّ. و قال أَبو عبیدة فی
لسان العرب، ج‌1، ص: 293
قوله تعالی: إِنِّی أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَیْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّی؛ أَی لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَیْلِ، حتی فاتَتنی الصلاةُ. و هذا غیر معروف فی الإِنسان، و إنما هو معروف فی الإِبل. و أَحَبَّ البعِیرُ أَیضاً إحْباباً: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فلم یَبْرَحْ مكانَه حتی یَبْرأَ أَو یموتَ. قال ثعلب: و یقال للبَعِیرِ الحَسِیرِ: مُحِبٌّ. و أَنشد یصف امرأَةً، قاسَتْ عَجِیزتها بحَبْلٍ، و أَرْسَلَتْ به إلی أَقْرانِها: جَبَّتْ نِساءَ العالَمِینَ بالسَّبَبْ، فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ أَبو الهیثم: الإِحْبابُ أَن یُشْرِفَ البعیرُ علی الموت مِن شدّة المَرض فَیَبْرُكَ، و لا یَقدِرَ أَن یَنْبَعِثَ. قال الراجز: ما كان ذَنْبِی فی مُحِبٍّ بارِك، أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ، و هو هالِك و الإِحْبابُ: البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابی: حُبَّ: إذا أُتْعِبَ، و حَبَّ: إذا وقَفَ، و حَبَّ: إذا تَوَدَّدَ، و اسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إذا أَمْسَكَتِ الماء و طال ظِمْؤُها؛ و إنما یكون ذلك، إذا التقت الطَّرْفُ و الجَبْهةُ، و طَلَعَ معهما سُهَیْلٌ. و الحَبُّ: الزرعُ، صغیراً كان أَو كبیراً، واحدته حَبَّةٌ؛ و الحَبُّ معروف مُستعمَل فی أَشیاءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُرّ، و حَبَّة مِن شَعیر، حتی یقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ؛ و الحَبَّةُ، من الشَّعِیر و البُرِّ و نحوهما، و الجمع حَبَّاتٌ و حَبٌّ و حُبُوبٌ و حُبَّانٌ، الأَخیرة نادرة، لأَنَّ فَعلة لا تجمع علی فُعْلانٍ، إلّا بعد طَرْحِ الزائد. و أَحَبَّ الزَّرْعُ و أَلَبَّ: إذا دخَل فیه الأُكْلُ، و تَنَشَّأَ فیه الحَبُّ و اللُّبُّ. و الحَبَّةُ السَّوْداءُ، و الحَبَّة الخَضْراء، و الحَبَّةُ من الشی‌ء: القِطْعةُ منه. و یقال للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، و حَبُّ المُزْنِ، و حَبُّ قُرٍّ. و‌فی صفتِه، صلی اللّه علیه و سلم: و یَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ، یعنی البَرَدَ، شَبَّه به ثَغْرَه فی بَیاضِه و صَفائه و بَرْدِه. قال ابن السكیت: و هذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ، و هو معرفة. و حَبَّةُ: اسم امرأَةٍ؛ قال: أَ عَیْنَیَّ ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ یُحِبُّ أَذاكُما و لوْ أَنَّ مَنْظُوراً و حَبَّةَ أُسْلِما لِنَزْعِ القَذَی، لَمْ یُبْرِئَا لی قَذاكُما قال ابن جنی: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ، یقال له مَنْظُور، فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما یُعَلِّمها مَنْظُور. و الحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ و الرَّیاحِینِ، واحدها حَبٌّ «1». الأَزهری عن الكسائی: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّیاحِینِ، و واحده حَبَّةٌ؛ و قیل: إذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شی‌ءٍ شی‌ءٌ، فهی حِبَّةٌ؛ و قیل: الحِبَّةُ، بالكسر: بُزورُ الصَحْراءِ، مما لیس بقوت؛ و قیل: الحِبَّةُ: نبت یَنْبُتُ فی الحَشِیشِ صِغارٌ. و‌فی حدیث أَهلِ النارِ: فَیَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ فی حَمِیل السَّیْلِ؛ قالوا: الحِبَّةُ إذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شی‌ءٍ، و الحَمِیلُ: مَوْضِعٌ یَحْمِلُ فیه السَّیْلُ، و الجمع حِبَبٌ؛ و قیل: ما كان له
(1). قوله [واحدها حب] كذا فی المحكم أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 294
حَبٌّ من النَّباتِ، فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة. و قال أَبو حنیفة: الحِبَّة، بالكسر: جمیعُ بُزورِ النَّباتِ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، عن الكسائی. قال: فأَما الحَبُّ فلیس إلا الحِنْطةَ و الشَّعِیرَ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، و إنما افْتَرَقا فی الجَمْع. الجوهری: الحَبَّةُ: واحدة حَبِّ الحِنْطةِ، و نحوها من الحُبُوبِ؛ و الحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ یَنْبُتُ وحْدَه من غیر أَن یُبْذَرَ، و كلُّ ما بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة، بالفتح. و قال ابن درید: الحِبَّةُ، بالكسر، ما كان مِن بَزْرِ العُشْبِ. قال أَبو زیاد: إذا تَكَسَّرَ الیَبِیسُ و تَراكَمَ، فذلك الحِبَّة، رواه عنه أَبو حنیفة. قال: و أَنشد قَوْلَ أَبی النَّجْمِ، وَ وَصَفَ إِبِلَه: تَبَقَّلَتْ، مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ، فی حِبَّةٍ جَرْفٍ و حَمْضٍ هَیْكَلِ قال الأَزهری: و یقال لِحَبّ الرَّیاحِین: حِبَّةٌ، و للواحدة منها حَبّةٌ؛ و الحِبَّةُ: حَبُّ البَقْل الذی ینْتَثِر، و الحَبَّة: حَبّةُ الطَّعام، حَبَّةٌ من بُرٍّ و شَعِیرٍ و عَدَسٍ و أَرُزٍّ، و كل ما یأْكُله الناسُ. قال الأَزهری: و سمعت العربَ تقول: رَعَیْنا الحِبَّةَ، و ذلك فی آخر الصَّیْف، إذا هاجتِ الأَرضُ، و یَبِسَ البَقْلُ و العُشْبُ، و تَناثَرتْ بُزُورُها وَ وَرَقُها، فإذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ علیها. قال: و رأَیتهم یسمون الحِبَّةَ، بعد الانْتثارِ، القَمِیمَ و القَفَّ؛ و تَمامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ، و رَعْیِ العُشْبِ، یكون بِسَفِّ الحِبَّةِ و القَمِیم. قال: و لا یقع اسم الحِبَّةِ، إلّا علی بُزُورِ العُشْبِ و البُقُولِ البَرِّیَّةِ، و ما تَناثر من ورَقِها، فاخْتَلَطَ بها، مثل القُلْقُلانِ، و البَسْباسِ، و الذُّرَق، و النَّفَل، و المُلَّاحِ، و أَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها و ذُكُورها. و حَبَّةُ القَلْبِ: ثَمَرتُه و سُوَیْداؤُه، و هی هَنةٌ سَوْداءُ فیه؛ و قیل: هی زَنَمةٌ فی جَوْفِه. قال الأَعشی: فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها و طِحالَها الأَزهری: حَبَّةُ القَلْب: هی العَلَقةُ السَّوْداء، التی تكون داخِلَ القَلْبِ، و هی حَماطةُ القلب أَیضاً. یقال: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان إذا شَعَفَ قَلْبَه حُبُّها. و قال أَبو عمرو: الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ. و حَبَبُ الأَسْنانِ: تَنَضُّدُها. قال طرفة: و إذا تَضْحَكُ تُبْدِی حَبَباً كَرُضابِ المِسْكُ بالماءِ الخَصِرْ قال ابن بری، و قال غیر الجوهری: الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِیقِها، لأَنّ قِلَّةَ الرِّیقِ تكون عند تغیر الفم. و رُضابُ المِسْكِ: قِطَعُه. و الحِبَبُ: ما جَرَی علی الأَسْنانِ من الماءِ، كقِطَعِ القَوارِیر، و كذلك هو من الخَمْرِ، حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد قول ابن أَحمر: لَها حِبَبٌ یَرَی الرَّاؤُون منها، كما أَدْمَیْتَ، فی القَرْوِ، الغَزالا أَراد: یَری الرَّاؤُون منها فی القَرْوِ كما أَدْمَیْتَ الغَزالا. الأَزهری: حَبَبُ الفَمِ: ما یَتَحَبَّبُ من بَیاضِ الرِّیقِ علی الأَسْنانِ. و حِبَبُ الماء و حَبَبُه، و حَبابه، بالفتح: طَرائقُه؛ و قیل: حَبابُه نُفّاخاته و فَقاقِیعُه، التی تَطْفُو، كأَنَّها القَوارِیرُ، و هی الیَعالِیلُ؛ و قیل: حَبابُ الماء مُعْظَمُه. قال
لسان العرب، ج‌1، ص: 295
طَرفةُ: یَشُقُّ حَبابَ الماء حَیْزُومُها بِها، كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفایِلُ بالیَدِ فَدَلَّ علی أنه المُعْظَمُ. و قال ابن درید: الحَبَبُ: حَبَبُ الماء، و هو تَكَسُّره، و هو الحَبابُ. و أَنشد اللیث: كأَنَّ صلَا جهِیزةَ، حِینَ قامتْ، حَبابُ الماء یَتَّبِعُ الحَبابا و یُروی: حین تَمْشِی. لم یُشَبِّهْ صَلاها و مَآكِمَها بالفَقاقِیع، و إنما شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ، الذی علیه «2»، كأَنَّه دَرَجٌ فی حَدَبةٍ؛ و الصَّلا: العَجِیزةُ، و قیل: حَبابُ الماء مَوْجُه، الذی یَتْبَعُ بعضُه بعضاً. قال ابن الأَعرابی، و أَنشد شمر: سُمُوّ حَبابِ الماء حالًا علی حالِ قال، و قال الأَصمعی: حَبابُ الماء الطَّرائقُ التی فی الماء، كأَنَّها الوَشْیُ؛ و قال جریر: كنَسْجِ الرِّیح تَطَّرِدُ الحَبابا و حَبَبُ الأَسْنان: تَنَضُّدها. و أَنشد: و إذا تَضْحَكُ تُبْدِی حَبَباً، كأَقاحی الرَّمْلِ عَذْباً، ذا أُشُرْ أَبو عمرو: الحَبابُ: الطَّلُّ علی الشجَر یُصْبِحُ علیه. و‌فی حدیث صِفةِ أَهل الجَنّةِ: یَصِیرُ طَعامُهم إلی رَشْحٍ، مثْلِ حَباب المِسْكِ.قال ابن الأَثیر: الحَبابُ، بالفتح: الطَّلُّ الذی یُصْبِحُ علی النَّباتِ، شَبّه به رَشْحَهم مَجازاً، و أَضافَه إلی المِسْكِ لیُثْبِتَ له طِیبَ الرَّائحةِ. قال: و یجوز أَن یكون شبَّهه بحَباب الماء، و هی نُفَّاخاتهُ التی تَطْفُو علیه؛ و یقال لِمُعْظَم الماء حَبابٌ أَیضاً، و منه‌حدیث علیّ، رضی اللّه عنه، قال لأَبی بكر، رضی اللّه عنه: طِرْتَ بعُبابِها، و فُزْتَ بحَبابِها، أَی مُعْظَمِها. و حَبابُ الرَّمْلِ و حِبَبهُ: طَرائقُه، و كذلك هما فی النَّبِیذ. و الحُبُّ: الجَرَّةُ الضَخْمةُ. و الحُبُّ: الخابِیةُ؛ و قال ابن درید: هو الذی یُجْعَلُ فیه الماءُ، فلم یُنَوِّعْه؛ قال: و هو فارِسیّ مُعَرّب. قال، و قال أَبو حاتم: أَصلُه حُنْبٌ، فَعُرِّبَ، و الجَمْعُ أَحْبابٌ و حِبَبةٌ «3» و حِبابٌ. و الحُبَّةُ، بالضم: الحُبُّ؛ یقال: نَعَمْ و حُبَّةً و كَرامةً؛ و قیل فی تفسیر الحُبِّ و الكَرامةِ: إنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ التی تُوضَعُ علیها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَیْنِ، و إنّ الكَرامةَ الغِطاءُ الذی یُوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة، مِن خَشَبٍ كان أَو من خَزَفٍ. و الحُبابُ: الحَیَّةُ؛ و قیل: هی حَیَّةٌ لیست من العَوارِمِ. قال أَبو عبید: و إنما قیل الحُبابُ اسم شَیْطانٍ، لأَنَّ الحَیَّةَ یُقال لها شَیْطانٌ. قال: تُلاعِبُ مَثْنَی حَضْرَمِیٍّ، كأَنَّه تَعَمُّجُ شَیْطانٍ بذِیِ خِرْوَعٍ، قَفْرِ و به سُمِّی الرَّجل. و‌فی حدیث: الحُبابُ شیطانٌ؛ قال ابن الأَثیر: هو بالضم اسم له، و یَقَع علی الحَیَّة أَیضاً، كما یقال لها شَیْطان، فهما مشتركان فیهما. و قیل: الحُبابُ حیَّة بعینها، و لذلك غُیِّرَ اسم
(2). علیه أی علی الماء. (3). قوله [و حببة] ضبط فی المحكم بالكسر و قال فی المصباح وزان عنبة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 296
حُبابٍ، كراهیة للشیطان. و الحِبُّ: القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ واحدة؛ قال ابن دُرَیْد: أَخبرنا أَبو حاتم عن الأَصمعی أَنه سأَل جَنْدَلَ بن عُبَیْدٍ الرَّاعِی عن معنی قول أَبیه الرَّاعِی «1»: تَبِیتُ الحَیّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ مَكانَ الحِبِّ، یَسْتَمِعُ السِّرارا ما الحِبُّ؟ فقال: القُرْطُ؛ فقال: خُذُوا عن الشیخ، فإنه عالِمٌ. قال الأَزهریّ: و فسر غیره الحِبَّ فی هذا البیت، الحَبِیبَ؛ قال: و أُراه قَوْلَ ابن الأَعرابی. و الحُبابُ، كالحِبِّ. و التَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّیِّ. و تَحَبَّبَ الحِمارُ و غَیْرُه: امْتَلأَ من الماءِ. قال ابن سیدة: و أُرَی حَبَّبَ مَقُولةً فی هذا المَعنی، و لا أَحُقُّها. و شَرِبَتِ الإِبلُ حتی حَبَّبَتْ: أَی تَمَلأَتْ رِیّاً. أَبو عمرو: حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ، إذا مَلأْتَه للسِّقاءِ و غَیْرِه. و حَبِیبٌ: قبیلةٌ. قال أَبو خِراش: عَدَوْنا عَدْوةً لا شَكَّ فِیها، و خِلْناهُمْ ذُؤَیْبةَ، أَو حَبِیبا و ذُؤَیْبة أَیضاً: قَبِیلة. و حُبَیْبٌ القُشَیْرِیُّ من شُعَرائهم. و ذَرَّی حَبّاً: اسم رجل. قال: إنَّ لها مُرَكَّناً إرْزَبَّا، كأَنه جَبْهةُ ذَرَّی حَبَّا و حَبَّانُ، بالفتح: اسم رَجل، مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ. و حُبَّی، علی وزن فُعْلی: اسم امرأَة. قال هُدْبةُ بن خَشْرمٍ: فَما وَجَدَتْ وَجْدِی بها أُمُّ واحِدٍ، و لا وَجْدَ حُبَّی بِابْنِ أُمّ كِلابِ

حبحب؛ ج1، ص: 296

: الحَبْحَبةُ و الحَبْحَبُ: جَرْیُ الماءِ قَلِیلًا قَلِیلًا. و الحَبْحَبةُ: الضَّعْفُ. و الحَبْحَابُ: الصَّغیر فی قَدْرٍ. و الحَبْحابُ: الصغیر الجسم، المُتداخِلُ العِظام، و بِهما سُمِّی الرَّجل حَبْحاباً. و الحَبْحَبیُّ: الصغیر الجِسْمِ. و الحَبحابُ و الحَبْحَبُ و الحَبْحَبِیُّ مِن الغِلْمانِ و الإِبلِ: الضَّئِیلُ الجِسمِ؛ و قیل: الصغِیرُ. و المُحَبْحِبُ: السَّیِّئُ الغِذاءِ. و فی المثل «2»: قال بعضُ العَرَب لآخر: أَهْلَكْتَ من عَشْرٍ ثَمانیاً، و جِئْتَ بِسائِرها حَبْحَبةً، أَی مَهازِیلَ. الأَزهری: یقال ذلك عند المَزْرِیةِ علی المِتْلافِ لِمالِه. قال: و الحَبْحَبةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَماعةِ. ابن الأَعرابی: إبل حَبْحَبةٌ: مَهازِیلُ. و الحَبْحَبةُ: سَوْقُ الإِبلِ. و حَبْحَبَةُ النارِ: اتِّقادُها.
(1). قوله [الراعی] أی یصف صائداً فی بیت من حجارة منضودة تبیت الحیات قریبة منه قرب قرطه لو كان له قرط تبیت الحیة إلخ و قبله: و فی بیت الصفیح أبو عیال قلیل الوفر یغتبق السمارا یقلب بالأنامل مرهفات كساهنّ المناكب و الظهارا أفاده فی التكملة. (2). قوله [و فی المثل إلخ] عبارة التهذیب و فی المثل أهلكت إلخ و عبارة المحكم و قال بعض العرب لآخر أهلكت إلخ جمع المؤلف بینهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 297
و الحَباحِبُ، بالفتح الصِّغار، الواحد حَبْحابٌ. قال حبیب بن عبد اللّه الهُذَلی، و هو الأَعلم: دَلَجِی، إذا ما اللَّیْلُ جَنَّ، عَلی المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ الجوهری: یعنی بالمُقَرَّنةِ الجِبالَ التی یَدْنُو بَعضُها من بَعْضٍ. قال ابن بری: المُقَرّنةُ: إكامٌ صِغارٌ مُقْتَرنةٌ، و دَلَجِی فاعِل بِفِعْل ذَكَره قبل البیت: و بِجانِبیْ نَعْمانَ قُلْتُ: أَ لَنْ یُبَلِّغَنِی مآرِبْ و دَلَجِی: فاعلُ یُبَلِّغَنی. قال السكری: الحبَاحِبُ: السَّریعةُ الخَفِیفةُ، قال یصف جبالًا، كأَنها قُرِنَت لِتقارُبِها. و نارُ الحُباحِب: ما اقْتَدَحَ من شَرَرِ النارِ، فی الهَواءِ، مِن تَصادُمِ الحجارة؛ و حَبْحَبَتُها: اتّقادُها. و قیل: الحُباحِبُ: ذُباب یَطِیرُ باللیل، كأَنه نارٌ، له شُعاع كالسِّراجِ. قال النابغة یصف السُّیُوفَ: تَقُدُّ السَّلُوقِیَّ المُضاعَفَ نَسْجُه، و تُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ و فی الصحاح: و یُوقِدْنَ بالصُّفَّاح. و السَّلُوقِیُّ: الدِّرْعُ المَنْسوبةُ إلی سَلُوقَ، قریة بالیمن. و الصُّفَّاح: الحَجَر العَریضُ. و قال أَبو حنیفة: نارُ حُباحِبٍ، و نار أَبی حُباحِبٍ: الشَّررُ الذی یَسْقُط، مِن الزِّناد. قال النابغة: أَلا إنَّما نِیرانُ قَیْسٍ، إذا شَتَوْا، لِطارِقِ لَیْلٍ، مِثْلُ نارِ الحُباحِبِ قال الجوهری: و ربما قالوا: نارُ أَبی حُباحِبٍ، و هو ذُبابٌ یَطِیرُ باللیل، كأَنه نارٌ. قال الكُمَیْتُ، و وصف السیوف: یَرَی الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها، كنارِ أَبی حُباحِبَ و الظُّبِینا و إنما تَرَكَ الكُمَیْتُ صَرْفَه، لأَنه جَعَلَ حُباحِبَ اسماً لمؤَنث. قال أَبو حنیفة: لا یُعْرَفُ حُباحِبٌ و لا أَبو حُباحِبٍ، و لم نَسْمَع فیه عن العَرب شیئاً؛ قال: و یَزْعُمُ قَوم أَنه الیَراعُ، و الیراعُ فَراشةٌ إذا طارَتْ فی اللیل، لم یَشُكَّ مَن لم یَعْرِفْها أَنَّها شَرَرةٌ طارتْ عن نارٍ. أَبو طالب: یحكی عن الأَعراب أَنَّ الحُباحِبَ طائر أَطوَلُ مِن الذُّباب، فی دِقَّةٍ، یطیر فیما بین المغرب و العشاء، كأَنه شَرارةٌ. قال الأَزهری: و هذا معروف. و قوله: یُذْرِینَ جَنْدل حائرٍ لِجُنُوبِها، فكَأَنَّها تُذْكِی سَنابِكُها الحُبَا إنما أَراد الحُباحب، أَی نارَ الحُباحِبِ؛ یقول تُصِیبُ بالحَصی فی جَرْیِها جُنُوبَها. الفرَّاءُ: یقال للخیل إذا أَوْرَتِ النارَ بِحَوافِرها: هی نارُ الحُباحِبِ؛ و قیل: كان أَبُو حُباحِبٍ مِن مُحارِبِ خَصَفَةَ، و كان بَخِیلًا، فكان لا یُوقِدُ نارَه إلَّا بالحَطَب الشَّخْتِ لئلا تُرَی؛ و قیل اسمه حُباحِبٌ، فضُرِبَ بِنارِه المَثَلُ، لأَنه كان لا یُوقِدُ إلا ناراً ضَعِیفةً، مَخَافةَ الضیِّفانِ، فقالوا: نارُ الحُباحِبِ، لِما تَقْدَحُه الخَیْلُ بحَوافِرها. و اشْتَقَّ ابن الأَعرابی نارَ الحُباحِبِ مِن الحَبْحَبة، التی هی الضَّعْفُ. و رُبَّما جَعَلُوا الحُباحِبَ اسماً لتلك النَّارِ. قال الكُسَعِی: ما بالُ سَهْمی یُوقِدُ الحُباحِبا؟ قدْ كُنْتُ أَرْجُو أَن یكونَ صائبا
لسان العرب، ج‌1، ص: 298
و قال الكلبی: كان الحُباحِبُ رَجُلًا من أَحْیاءِ العرب، و كان مِن أَبْخَلِ الناس، فبَخِلَ حتی بلَغَ به البُخْلُ أَنه كان لا یُوقِدُ ناراً بِلَیْلٍ، إلَّا ضَعِیفةً، فإذا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ لیَقْتَبِسَ منها أَطْفأَها، فكذلك ما أَوْرَتِ الخیل لا یُنْتَفَعُ به، كما لا یُنتَفَعُ بنار الحُباحِبِ. و أُمُّ حُباحِبٍ: دُوَیْبَّةٌ، مثل الجُنْدَب، تَطِیر، صَفْراءُ خَضْراءُ، رَقْطاءُ بِرَقَطِ صُفْرة و خُضْرة، و یقولون إذا رأَوْها: أَخْرِجِی بُرْدَیْ أَبی حُباحِبٍ، فتَنْشُر جَناحَیْها و هما مُزَیَّنانِ بأَحمر و أَصفر. و حَبْحَبٌ: اسم موضع. قال النابغة: فَسافانِ، فالحُرَّانِ، فالصِّنْعُ، فالرَّجا، فجَنْبا حِمًی، فالخانِقانِ، فَحَبْحَبُ و حُباحِبٌ: اسم رجل. قال: لَقَدْ أَهْدَتْ حُبابةُ بِنْتُ جَلٍّ، لأَهْلِ حُباحِبٍ، حَبْلًا طَوِیلا اللحیانی: حَبْحَبْتُ بالجمَلِ حِبْحاباً، و حَوَّبْتُ بِهِ تحْوِیباً إذا قلت له حَوْبِ حَوْبِ و هو زَجْرٌ.

حترب؛ ج1، ص: 298

: الحَترَبُ: القَصِیرُ.

حثرب؛ ج1، ص: 298

: حَثرَبَتِ القَلِیبُ: كَدُرَ ماؤُها، و اخْتَلَطَتْ به الحَمْأَةُ. و أَنشد: لم تَرْوَ، حَتَّی حَثرَبَتْ قَلِیبُها نَزْحاً، و خافَ ظَمَأً شَرِیبُها و الحُثْرُبُ: الوَضَرُ یَبْقَی فی أَسْفَلِ القِدْرِ. و الحُثْرُبُ و الحُرْبُثُ: نَباتٌ سُهْلیٌّ.

حثلب؛ ج1، ص: 298

: الحِثْلِبُ و الحِثْلِمُ: عَكَرُ الدُّهنِ أَو السَّمْنِ، فی بعض اللُّغات.

حجب؛ ج1، ص: 298

: الحِجابُ: السِّتْرُ. حَجَبَ الشی‌ءَ یَحْجُبُه حَجْباً و حِجاباً و حَجَّبَه: سَترَه. و قد احْتَجَبَ و تحَجَّبَ إذا اكْتنَّ من وراءِ حِجابٍ. و امرأَة مَحْجُوبةٌ: قد سُتِرَتْ بِسِترٍ. و حِجابُ الجَوْفِ: ما یَحْجُبُ بین الفؤَادِ و سائره؛ قال الأَزهریّ: هی جِلْدة بَین الفؤَادِ و سائر البَطْن. و الحاجِبُ: البَوَّابُ، صِفةٌ غالِبةٌ، و جمعه حَجَبةٌ و حُجَّابٌ، و خُطَّتُه الحِجابةُ. و حَجَبَه: أَی مَنَعَه عن الدخول. و‌فی الحدیث: قالت بنُو قُصَیٍّ: فینا الحِجابةُ، یعنون حِجابةَ الكَعْبةِ، و هی سِدانَتُها، و تَولِّی حِفْظِها، و هم الذین بأَیدیهم مَفاتِیحُها. و الحَجابُ: اسمُ ما احْتُجِبَ به، و كلُّ ما حالَ بین شیئین: حِجابٌ، و الجمع حُجُبٌ لا غیر. و قوله تعالی: وَ مِنْ بَیْنِنٰا وَ بَیْنِكَ حِجٰابٌ، معناه: و من بینِنا و بینِك حاجِزٌ فی النِّحْلَةِ و الدِّین؛ و هو مثل قوله تعالی: قُلُوبُنٰا فِی أَكِنَّةٍ، إلّا أَنَّ معنی هذا: أَنَّا لا نُوافِقُك فی مذهب. و احْتَجَبَ المَلِكُ عن الناس، و مَلِكٌ مُحَجَّبٌ. و الحِجابُ: لحْمةٌ رَقِیقةٌ كأَنها جِلْدةٌ قد اعْترَضَتْ مُسْتَبْطِنةٌ بین الجَنْبَینِ، تحُولُ بین السَّحْرِ و القَصَبِ. و كُلُّ شی‌ءٍ مَنَع شیئاً، فقد حَجَبَه كما تحْجُبُ الإِخْوةُ الأُمَّ عن فَریضَتِها، فإن الإِخْوة یحْجُبونَ الأُمَّ عن الثُّلُثِ إلی السُّدُسِ. و الحاجِبانِ: العَظْمانِ اللَّذانِ فوقَ العَیْنَینِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 299
بِلَحْمِهما و شَعَرهِما، صِفةٌ غالِبةٌ، و الجمع حَواجِبُ؛ و قیل: الحاجِبُ الشعَرُ النابِتُ علی العَظْم، سُمِّی بذلك لأَنه یَحْجُب عن العین شُعاع الشمس. قال اللحیانی: هو مُذكَّر لا غیرُ، و حكی: إنه لَمُزَجَّجُ الحَواجِبِ، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه حاجِباً. قال: و كذلك یقال فی كل ذِی حاجِب. قال أَبو زید: فی الجَبِینِ الحاجِبانِ، و هما مَنْبِتُ شعَر الحاجِبَین من العَظْم. و حاجِبُ الأَمِیر: معروف، و جمعه حُجَّابٌ. و حَجَبَ الحاجِبُ یَحْجُبُ حَجْباً. و الحِجابةُ: وِلایةُ الحاجِبِ. و اسْتَحجَبَه: ولَّاه الحِجْبَة «1». و المَحْجُوبُ: الضَّرِیرُ. و حاجِبُ الشمس: ناحیةٌ منها. قال: ترَاءَتْ لنا كالشَّمْسِ، تحْتَ غَمامةٍ، بدَا حاجِبٌ منها و ضَنَّتْ بِحاجِبِ و حَواجِبُ الشمس: نَواحِیها. الأَزهری: حاجِبُ الشمس: قَرْنُها، و هو ناحِیةٌ من قُرْصِها حِینَ تَبْدَأُ فی الطُّلُوع، یقال: بَدا حاجِبُ الشمسِ و القمرِ. و أَنشد الأَزهری للغنوی «2»: إذا ما غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِیَّةً هَتَكْنا حِجابَ الشمسِ أَو مَطَرَتْ دَما قال: حِجابُها ضَوؤُها هاهنا. و قولُه‌فی حدیثِ الصلاةِ: حِین توارَتْ بالحِجابِ. الحِجابُ هاهنا: الأُفُقُ؛ یرید: حین غابتِ الشمسُ فی الأُفُق و اسْتَتَرَتْ به؛ و منه قوله تعالی: حَتّٰی تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ. و حاجِبُ كل شی‌ءٍ: حَرْفُه. و ذكر الأَصْمعِی أَنَّ امْرأَةً قَدَّمَتْ إلی رجل خُبزَةً أَو قُرْصَةً فجَعلَ یأكُلُ من وَسَطِها، فقالت له: كُلْ من حَواجِبِها أَی مِن حُرُوفِها. و الحِجابُ: ما أَشْرَفَ مِن الجبل. و قال غیرُه: الحِجابُ: مُنْقَطَعُ الحَرَّةِ. قال أَبو ذُؤَیْب: فَشَرِبْنَ ثم سَمِعْنَ حِسّاً، دونَه شَرَفُ الحِجابِ و رَیْبُ قَرْعٍ یُقْرَعُ و قِیل: إنما یُرید حِجابَ الصائِدِ، لأَنه لا بُدَّ له أَن یَسْتَتر بشی‌ءٍ. و یقال: احْتَجَبَتِ الحامِلُ من یومِ تاسِعها، و بیَومٍ من تاسعها، یقال ذلك للمرأَةِ الحامِلِ، إذا مَضَی یومٌ من تاسِعها، یقولون: أَصْبَحَتْ مُحْتَجِبةً بیومٍ من تاسعها، هذا كلام العرب. و‌فی حدیث أَبی ذر: أَنَّ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: إن اللّه یَغْفِرُ للعبد ما لم یَقَع الحِجابُ. قیل: یا رسولَ اللّه، و ما الحِجابُ؟ قال: أَن تَمُوتَ النفْسُ، و هی مُشْرِكةٌ، كأَنها حُجِبَتْ بالمَوْت عن الإِیمان. قال أَبو عَمرو و شمر: حدیثُ أَبی ذرّ یَدُل علی أَنه لا ذَنْبَ یَحْجُبُ عن العَبْدِ الرحمةَ، فیما دون الشِّرْكِ. و قال ابن شمیل،فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ ما وراءَهُ، أَی إذا مات الإِنسانُ واقَعَ ما وراءَ الحجابَینِ حِجابِ الجَنَّةِ و حجابِ النَّارِ، لأَنهما قد خَفِیَا. و قیل: اطِّلاعُ الحِجاب: مَدُّ الرأْس، لأَن المُطالِعَ یمُدُّ رأْسَه یَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ، و هو السِّتْرُ. و الحَجَبةُ، بالتحریك: رأْسُ الوَرِكِ. و الحَجَبَتانِ:
(1). قوله [ولاه الحجبة] كذا ضبط فی بعض نسخ الصحاح. (2). هذا البیت لبشار بن برد لا للغنوی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 300
حَرْفا الوَرِكِ اللّذانِ یُشْرِفانِ علی الخاصِرَتَینِ. قال طُفَیْلٌ: وِراداً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها، بَناتُ حِصانٍ، قد تُعُولِمَ، مُنْجِبِ و قیل: الحَجَبَتانِ: العَظْمانِ فَوقَ العانةِ، المُشْرِفانِ علی مَراقِّ البَطْن، مِن یمین و شِمال؛ و قیل: الحَجَبَتان: رُؤُوسُ عَظْمَی الوَرِكَیْنِ مما یلی الحَرْقَفَتَین، و الجمیعُ الحَجَبُ، و ثلاثُ حَجَباتٍ. قال إمرؤُ القیس: له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ علی الفالِ و قال آخر: و لم تُوَقَّعْ، بِرُكُوبٍ، حَجَبُهْ و الحَجَبَتانِ من الفرَس: ما أَشْرَفَ علی صِفاقِ البَطْنِ من وَرِكَیْهِ. و حاجِبٌ: اسم. و قَوْسُ حاجِبٍ: هو حاجِبُ بنُ زُرارةَ التَّمِیمِیّ. و حاجِبُ الفِیلِ: اسم شاعر من الشُّعراءِ. و قال الأَزهریّ فی ترجمة عتب: العَتَبَةُ فی الباب هی الأَعْلی، و الخَشَبةُ التی فَوْقَ الأَعلی: الحاجِبُ. و الحَجِیبُ: موضع. قال الأَفْوَهُ: فَلَمَّا أَنْ رأَوْنا، فی وَغاها، كآسادِ الغَرِیفةِ و الحَجِیبِ «3» و یروی: و اللَّهِیبِ.

حدب؛ ج1، ص: 300

: الحَدَبةُ التی فی الظَّهْرِ. و الحَدَبُ: خُروجُ الظَّهْرِ، و دخولُ البَطْنِ و الصَدْرِ. رجُل أَحْدَبُ و حَدِبٌ، الأَخیرة عن سیبویه. و احْدَوْدَبَ ظَهْرُه و قد حَدِبَ ظهرُه حَدَباً و احْدَوْدَبَ و تحادَب. قال العُجَیرُ السَّلولی: رَأَتْنی تحادَبْتُ الغَداةَ، و مَنْ یَكُنْ فَتًی عامَ عامَ الماءِ فهو كَبِیرُ و أَحْدَبه اللّه فهو أَحْدَبُ، بیّن الحَدَبِ. و اسم العُجْزة: الحَدَبةُ «4»؛ و اسم الموضع الحَدَبةُ أَیضاً. الأَزهری: الحَدَبةُ، مُحَرَّك الحُروف، مَوْضِع الحَدَبِ فی الظَّهْر النَّاتِئِ؛ فالحَدَبُ: دُخُول الصّدْر و خُروج الظهر، و القَعَسُ: دخُول الظهرِ و خُروجُ الصدْرِ. و‌فی حدیث قَیْلةَ: كانت لها ابنةٌ حُدَیْباءٌ، هو تصغیر حَدْباءَ. قال: و الحَدَبُ، بالتحریك: ما ارْتَفَع و غَلُظَ من الظَّهر؛ قال: و قد یكون فی الصَّدْر. و قوله أَنشده ثعلب: أَ لم تَسْأَلِ الرَّبْعَ القَواءَ فَیَنْطِقُ؛ و هَلْ تُخْبِرَنْكَ، الیَوْمَ، بَیْداءُ سَمْلَقُ؟ فَمُختَلَفُ الأَرْواحِ، بَینَ سُوَیْقةٍ و أَحْدَبَ، كادَتْ، بَعْدَ عَهْدِكَ، تُخْلِقُ فسره فقال: یعنی بالأَحْدَبِ: النُّؤْیَ لاحْدِیدابِه و اعْوِجاجِه؛ و كادَتْ: رَجَعَ إلی ذِكْرِ الدَّار. و حالةٌ حَدْباءُ: لا یَطْمَئنُّ لها صاحِبُها، كأَنَّ لها حَدَبةً. قال: و إنی لَشَرُّ الناسِ، إنْ لم أُبِتْهُمُ عَلی آلةٍ حَدْباءَ نابِیةِ الظَّهْرِ
(3). قوله [الغریفة] كذا ضبط فی نسخة من المحكم و ضبط فی معجم یاقوت بالتصغیر. (4). قوله [العجزة الحدبة] كذا فی نسخة المحكم العجزة بالزای.
لسان العرب، ج‌1، ص: 301
و الحَدَبُ: حدُورٌ فی صَبَبٍ، كَحَدَبِ الرِّیحِ و الرَّملِ. و فی التنزیل العزیز: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ. و فی حدیث یأْجُوجَ و مأْجوجَ: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ؛ یرید: یَظْهَرُون من غَلِیظِ الأَرض و مُرْتَفِعها. و قال الفرَّاءُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ، مِنْ كُلِّ أَكَمَةٍ، و من كل مَوْضِع مُرْتَفِعٍ، و الجَمْعُ أَحْدابٌ و حِدابٌ. و الحَدَبُ: الغِلَظُ من الأَرض فی ارْتِفاع، و الجمع الحِدابُ. و الحَدَبةُ: ما أَشْرَفَ مِن الأَرض، و غَلُظَ و ارْتَفَعَ، و لا تكون الحَدَبةُ إلَّا فی قُفٍّ أَو غِلَظِ أَرضٍ، و فی قصید كعب بن زهیر: كُلُّ ابنِ أُنْثَی، و إنْ طالَتْ سَلامَتُه، یَوْماً عَلی آلةٍ حَدْباءَ مَحْمُولُ یرید: علی النَّعْشِ؛ و قیل: أَراد بالآلة الحالةَ، و بالحَدْباءِ الصَعْبةَ الشدیدة. و فیها أَیضاً: یَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ یَرْفَعُها، من اللَّوامِعِ، تَخْلِیطٌ و تَزیِیلُ و حَدَبُ الماءِ: مَوْجُه؛ و قیل: هو تراكُبُه فی جَرْیهِ. الأَزهری: حَدَبُ الماءِ: ما ارْتَفَع مِن أَمْواجِه. قال العجاج: نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدِیرِ و قال ابن الأَعرابی: حَدَبُه: كَثرتُه و ارْتفاعُه؛ و یقال: حَدَبُ الغَدِیر: تحَرُّكُ الماءِ و أَمْواجُه، و حَدَبُ السَّیْلِ: ارْتفاعُه. و قال الفرزدق: غَدا الحَیُّ مِنْ بَینِ الأُعَیْلِمِ، بَعْدَ ما جَرَی حَدَبُ البُهْمی و هاجَتْ أَعاصِرُه «1» قال: حَدَبُ البُهْمَی: ما تَناثَر منه، فَرَكِبَ بعضُه بَعْضاً، كَحَدَب الرَّمْلِ. و احْدَوْدَبَ الرَّمْلُ: احْقَوْقَفَ. و حُدْبُ الأُمُور: شَواقُّها، واحِدتها حَدْباءُ. قال الرّاعی: مَرْوانُ أَحْزَمُها، إذا نَزَلَتْ به حُدْبُ الأُمُورِ، و خَیْرُها مَأْمُولا و حَدِبَ فلان علی فلان، یَحْدَبُ حَدَباً فهو حَدِبٌ، و تحَدَّبَ: تَعَطَّفَ، و حَنا علیه. یقال: هو له كالوالِد الحَدِبِ. و حَدِبَتِ المرأَة علی ولَدها، و تحَدَّبَتْ: لم تَزَوَّجْ و أَشْبَلَتْ علیهم. و قال الأَزهری: قال أَبو عمرو: الحَدَأُ مثل الحَدَبِ؛ حَدِئْتُ علیه حَدَأً، و حَدِبْتُ علیه حَدَباً أَی أَشْفَقْت علیه؛ و نحو ذلك قال أَبو زید فی الحَدَإِ و الحَدَب. و‌فی حدیث علی یصف أَبا بكر، رضی اللّه عنهما: و أَحْدَبُهم علی المسلمین‌أَی أَعْطَفُهم و أَشْفَقُهم، مِن حَدِبَ علیه یَحْدَبُ، إذا عَطَفَ. و المُتَحَدِّبُ: المُتَعَلِّقُ بالشی‌ءِ المُلازِمُ له. و الحَدْباءُ: الدّابَّةُ التی بَدَتْ حَراقِفُها و عَظْمُ ظَهْرِها؛ و ناقة حَدْباءُ: كذلك، و یقال لها: حَدْباءُ حِدْبِیرٌ و حِدبارٌ، و یقال: هُنَّ حُدْبٌ حَدابِیرُ. الأَزهری: و سَنةٌ حَدْباءُ: شَدیدة، شُبِّهت بالدابة الحَدْباءِ.
(1). قوله [الأَعیلم] كذا فی النسخ و التهذیب، و الذی فی التكملة و الدیوان الأعیلام.
لسان العرب، ج‌1، ص: 302
و قال الأَصمعی: الحَدَبُ و الحَدَرُ: الأَثر فی الجِلْد؛ و قال غیره: الحَدَرُ: السِّلَع. قال الأَزهری: و صوابه الجَدَرُ، بالجیم، الواحدة جَدَرةٌ، و هی السِّلْعةُ و الضَّواةُ. و وَسِیقٌ أَحْدَبُ: سَرِیعٌ. قال: قَرَّبَها، و لم تَكَدْ تَقَرَّبُ، مِنْ أَهْلِ نَیَّانَ، وسِیقٌ أَحْدَبُ و قال النضر: و فی وَظِیفَی الفرس عُجایَتاهما، و هما عَصَبَتان تَحْمِلان الرِّجل كلها؛ قال: و أَما أَحْدَباهما، فهما عِرْقانِ. قال و قال بعضهم: الأَحْدَبُ، فی الذِّراع، عِرْق مُسْتَبْطِنٌ عظمَ الذراع. و الأَحْدبُ: الشِّدَّة. و حَدَبُ الشِّتاءِ: شدّة بَرْده؛ قال مُزاحِمٌ العُقَیْلی: لم یَدْرِ ما حَدَبُ الشِّتاءِ و نَقْصُه، و مَضَتْ صَنابِرُه، وَ لمْ یَتَخَدَّدِ أراد: أَنه كان یَتَعَهَّدُه فی الشتاءِ، و یَقومُ علیه. و الحِدابُ: مَوضِع. قال جریر: لَقَدْ جُرِّدَتْ، یَوْمَ الحِدابِ، نِساؤُكم، فَساءَتْ مجالِیها، و قَلَّتْ مُهُورُها قال أَبو حنیفة: و الحِدابُ: جِبالٌ بالسَّراةِ ینزلها بنو شَبابة، قَوم من فَهْمِ بن مالك. و الحُدَیْبِیةُ: موضع، و ورد ذكرها فی الحدیث كثیراً، و هی قَریة قَریبةٌ من مكة، سُمِّیت ببئر فیها، و هی مخففة، و كثیر من المحدثین یشدِّدونها. و الحَدَبْدَبی: لُعْبةٌ للنَّبِیط. قال الشیخ ابن بری: وجدت حاشیة مكتوبة لیست من أَصل الكتاب، و هی حَدَبْدَبی اسم لعبة، و أَنشد لسالم بن دارةَ، یَهْجُو مُرّ بن رافِع الفَزارِی: حَدَبْدَبی حَدَبْدَبی یا صِبْیانْ إنَّ بَنی فَزارةَ بنِ ذُبْیانْ، قَد طَرّقَتْ ناقَتُهم بإِنْسانْ، مُشَیَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْق الرَّحْمنْ، غَلَبْتُم الناسَ بأَكْل الجُرْدانْ، و سَرَقِ الجارِ و نَیْكِ البُعْرانْ التَّطْرِیقُ: أَن یَخرج بعضُ الولد، و یَعْسُر انْفِصاله، مِن قولهم قَطاة مُطَرِّق إذا یَبِسَت البَیضةُ فی أَسْفَلِها. قال المثَقِّب «1» العَبْدِیّ، یذكر راحِلة رَكِبَها، حتی أَخَذ عَقِباه فی موضعِ ركابها مَغْرَزاً: و قد تَخِذَتْ رِجْلی، إلی جَنْبِ غَرْزِها، نَسِیفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ و الجُرْدانُ: ذكَر الفَرَسِ. و المُشَیَّأُ: القَبِیحُ المَنْظَرِ.

حرب؛ ج1، ص: 302

: الحَرْبُ: نَقِیضُ السِّلم، أُنثی، و أَصلُها الصِّفةُ كأَنها مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ، هذا قول السیرافی، و تصغیرها حُرَیْبٌ بغیر هاءٍ، روایةً عن العَرَب، لأَنها فی الأَصل مصدر؛ و مثلها ذُرَیْعٌ و قُوَیْسٌ و فُرَیْسٌ، أُنثی، و نُیَیْبٌ و ذُوَیْد، تصغیر ذَوْدٍ، و قُدَیْرٌ، تصغیر قِدْرٍ، و خُلَیْقٌ. یقال: مِلْحَفةٌ خُلَیْقٌ؛ كل ذلك تأْنیث یُصغَّر بغیر هاءٍ. قال: و حُرَیْبٌ أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَرْب. و حكی
(1). قوله [المثقب] فی مادتی نسف و طرق نسبة البیت إلی الممزق.
لسان العرب، ج‌1، ص: 303
ابن الأَعرابی فیها التذكیر؛ و أَنشد: و هْوَ، إذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِی حِرابُه قال: و الأَعرَفُ تأْنیثُها؛ و إنما حكایة ابن الأَعرابی نادرة. قال: و عندی أَنه إنما حَمَله علی معنی القَتْل، أَو الهَرْج، و جمعها حُرُوبٌ. و یقال: وقَعَتْ بینهم حَرْبٌ. الأَزهری: أَنَّثُوا الحَرْبَ، لأَنهم ذهَبُوا بها إلی المُحارَبةِ، و كذلك السِّلْمُ و السَّلْمُ، یُذْهَبُ بهما إلی المُسالمةِ فتؤَنث. و دار الحَرْب: بلادُ المشركین الذین لا صُلْح بینهم و بین المسلمِین. و قد حاربَه مُحارَبةً و حِراباً، و تَحارَبُوا و احْترَبُوا و حارَبُوا بمعنی. و رجُلٌ حَرْبٌ و مِحْرَبٌ، بكسر المیم، و مِحْرابٌ: شَدیدُ الحَرْبِ، شُجاعٌ؛ و قیل: مِحْرَبٌ و مِحْرابٌ: صاحب حَرْبٍ. و قوم مِحْرَبةٌ و رجُل مِحْرَبٌ أَیُ محارِبٌ لعَدُوِّه. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: فابعثْ علیهم رجُلًا مِحْرَباً، أَی مَعْرُوفاً بالحَرْب، عارِفاً بها، و المیم مكسورة، و هو من أَبْنیة المُبالغة، كالمِعْطاءِ، من العَطاءِ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما، قال فی علیّ، كرم اللّه وجهه: ما رأَیتُ مِحْرَباً مِثلَه.و أَنا حَرْبٌ لمن حارَبَنی أَی عَدوّ. و فلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَی مُحارِبُه. و فلانٌ حَرْبٌ لی أَی عَدُوٌّ مُحارِبٌ، و إن لم یكن مُحارِباً، مذكَّر، و كذلك الأَنثی. قال نُصَیْبٌ: و قُولا لها: یا أُمَّ عُثمانَ خُلَّتی أَ سِلْمٌ لَنا فی حُبِّنا أَنْتِ أَم حَرْبُ؟ و قوم حَرْبٌ: كذلك. و ذهب بعضهم إلی أَنه جَمع حارِبٍ، أَو مُحارِبٍ، علی حذف الزائد. و قوله تعالی: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ، أَی بِقَتْلٍ. و قوله تعالی: الَّذِینَ یُحٰارِبُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ، یعنی المَعْصِیةَ، أَی یَعْصُونَه. قال الأَزهریّ: أَما قولُ اللّه تعالی: إِنَّمٰا جَزٰاءُ الَّذِینَ یُحٰارِبُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ، الآیة، فإنَّ أَبا إسحاق النَّحْوِیَّ زعَم أَنّ قولَ العلماءِ: إنَّ هذه الآیةَ نزلت فی الكُفَّارِ خاصَّةً. و‌روی فی التفسیر: أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِیَّ كان عاهَدَ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، أَنْ لا یَعْرِضَ لمن یریدُ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، بسُوءٍ، و أن لا یَمنَعَ من ذلك، و أَن النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، لا یمنعُ مَن یرید أَبا بُرْدةَ، فمرّ قومٌ بأَبی بُرْدةَ یریدون النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فَعَرَضَ أَصحابهُ لهم، فقَتَلوا و أَخَذوا المالَ، فأَنزل اللّه علی نبِیَّه، و أَتاه جبریلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللّهَ یأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه منهم قد قَتَلَ و أَخَذ المالَ قَتَله و صَلَبه، و مَن قَتَل و لم یأْخذِ المالَ قَتَلَه، و مَن أَخَذ المالَ و لم یَقْتُل قَطَعَ یَدَه لأَخْذه المال، و رِجْلَه لإِخافةِ السَّبِیلِ.و الحَرْبةُ: الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ، و جمعها حِرابٌ. قال ابن الأَعرابی: و لا تُعَدُّ الحَرْبةُ فی الرِّماح. و الحاربُ: المُشَلِّحُ. و الحَرَب بالتحریك: أَن یُسْلَبَ الرجل ماله. حَرَبَه یَحْرُبه إذا أَخذ ماله، فهو مَحْرُوبٌ و حَرِیبٌ، مِن قوم حَرْبی و حُرَباءَ، الأَخیرة علی التشبیه بالفاعل، كما حكاه سیبویه، مِن قولهم قَتِیلٌ و قُتَلاءُ. و حَرِیبتُه: مالهُ الذی سُلِبَه، لا یُسَمَّی بذلك إلّا بعد ما یُسْلَبُه. و قیل: حَرِیبةُ الرجل: مالهُ الذی
لسان العرب، ج‌1، ص: 304
یَعِیشُ به. تقول: حَرَبَه یَحْرُبُه حَرَباً، مثل طَلَبَه یَطْلُبه طَلَباً، إذا أَخذَ مالَه و تركه بلا شی‌ءٍ. و‌فی حدیث بَدْرٍ، قال المُشْرِكُونَ: اخْرُجوا إلی حَرائِبكُم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی الروایات، بالباءِ الموحدة، جمع حَربیة، و هو مالُ الرَّجل الذی یَقُوم به أَمْرُه، و المعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم، و سیأْتی ذكره. و قد حُرِبَ مالَه أَی سُلِبَه، فهو مَحْروبٌ و حَرِیبٌ. و أَحْرَبَه: دلَّه علی ما یَحْرُبُه. و أَحْرَبْتُه أَی دَلَلْتُه علی ما یَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ یُغِیرُ علیه؛ و قولُهم: وا حَرَبا إنما هو من هذا. و قال ثعلب: لمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَیَّة بالمدینة، قالوا: وا حَرْبا، ثم ثقلوها فقالوا: وا حَرَبا. قال ابن سیدة: و لا یُعْجِبُنی. الأَزهری: یقال حَرِبَ فُلانَ حَرَباً، فالحَرَبُ: أَن یُؤْخَذَ مالُه كلُّه، فهو رَجُل حَرِبٌ أَی نزَلَ به الحَرَبُ، و هو مَحْروبٌ حَرِیبٌ. و الحَرِیبُ: الذی سُلِبَ حَریبَته. ابن شمیل فی‌قوله: اتَّقُوا الدَّینَ، فإنَّ أَوَّله هَمٌّ و آخِرَه حَرَبٌ، قال: تُباعُ دارهُ و عَقارُه، و هو من الحَریبةِ. مَحْرُوبٌ: حُرِبَ دِینَه أَی سُلِبَ دِینَه، یعنی قوله: فإنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِینَه، و قد روی بالتسكین، أَی النزاع. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیةِ: و إلَّا تَرَكْناهم مَحْرُوبِینَ‌أَی مَسْلُوبِین مَنْهُوبِینَ. و الحَرَبُ، بالتحریك: نَهْبُ مالِ الإِنسانِ، و ترْكُه لا شی‌ءَ له. و‌فی حدیث المُغِیرة، رضی اللّه عنه: طَلاقُها حَرِیبةٌ‌أَی له منها أَولادٌ، إذا طَلَّقَها حُرِبُوا و فُجِعُوا بها، فكأَنهم قد سُلِبُوا و نُهِبُوا. و‌فی الحدیث: الحارِبُ المُشَلِّح‌أَی الغاصِبُ الناهِبُ، الذی یُعَرِّی الناسَ ثِیابَهم. و حَرِبَ الرَّجلُ، بالكسر، یَحْرَبُ حَرَباً: اشْتَدَّ غَضَبُه، فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبی، مثل كَلْبی. الأَزهری: شُیُوخٌ حَرْبی، و الواحد حَرِبٌ شَبِیهٌ بالكَلْبی و الكَلِبِ. و أَنشد قول الأَعشی: و شُیوخٍ حَرْبی بَشَطَّیْ أَرِیكٍ؛ و نِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعالی قال الأَزهری: و لم أَسمع الحَرْبی بمعنی الكَلْبَی إلَّا هاهنا؛ قال: و لعله شَبَّهه بالكَلْبَی، أَنه علی مِثاله و بنائِه. و حَرَّبْتُ علیه غیرِی أَی أَغْضَبْتُه. و حَرَّبَه أَغْضَبَه. قال أَبو ذؤَیب: كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ یُنازِلُهُم، لِنابَیْهِ قَبِیبُ و أَسَدٌ حَرِبٌ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، أَنه كتَب إلی ابن عباس، رضی اللّه عنهما: لما رأَیتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ‌أَی غَضِبَ؛ و منه‌حدیث عُیَیْنَةَ ابن حِصْنٍ: حتی أُدْخِلَ علی نِسائه، من الحَرَبِ و الحُزْن، ما أُدْخِلَ علی نِسائی.و‌فی حدیث الأَعشی الحِرمازِیَّ: فخَلَفْتنی بِنزاعٍ وَ حَرَبٍ‌أَی بخُصومة و غَضَبٍ. و‌فی حدیث ابن الزُّبیر، رضی اللّه عنهما، عند إحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ: یرید أَن یُحَرِّبَهم‌أَی یَزِیدَ فی غَضَبِهم علی ما كان من إحراقها. و التَّحْرِیبُ: التَّحْرِیشُ؛ یقال: حَرَّبْتُ فلاناً
لسان العرب، ج‌1، ص: 305
تَحْرِیباً إذا حَرَّشْته تَحْرِیشاً بإنْسان، فأُولِعَ بِه و بعَداوَته. و حَرَّبْتُه أَی أَغْضَبْتُه. و حَمَلْتُه علی الغَضَب، و عَرَّفْتُه بما یَغْضَب منه؛ و یروی بالجیم و الهمزة، و هو مذكور فی موضعه. و الحَرَبُ كالكَلَبِ. و قَوْمٌ حَرْبی كَلْبی، و الفِعْلُ كالفِعْلِ. و العَرَبُ تقول فی دُعائها علی الإِنسانِ: ما لَه حَرِبُ وَ جَرِبَ. و سِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلًا. و حَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه، مثل ذَرَّبَه؛ قال الشاعر: سَیُصْبحُ فی سَرْحِ الرِّبابِ، وَراءَها، إذا فَزِعَتْ، أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ و الحَرَبُ: الطَّلْعُ، یَمانِیةٌ؛ واحدته حَرَبَةٌ، و قد أَحْرَبَ النخلُ. و حَرَّبَهُ إذا أَطْعَمَه الحَرَبَ، و هو الطَّلْع. و أَحْرَبَه: وجده مَحْروباً. الأَزهریّ: الحَرَبةُ: الطَّلْعَةُ إذا كانت بِقِشْرِها؛ و یقال لِقِشْرِها إذا نُزع: القَیْقاءَةُ. و الحُرْبةُ: الجُوالِقُ؛ و قیل: هی الوِعاءُ؛ و قیل: هِی الغِرارةُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و صاحِبٍ صاحَبْتُ غَیرِ أَبْعَدا، تَراهُ، بَینَ الحُرْبَتَینِ، مُسْنَدا و المِحْرابُ: صَدْرُ البَیْتِ، و أَكْرَمُ مَوْضِعٍ فیه، و الجمع المَحارِیبُ، و هو أَیضاً الغُرْفةُ. قال وضَّاحُ الیَمَنِ: رَبَّةُ مِحْرابٍ، إذا جِئْتُها، لم أَلْقَها، أَو أَرْتَقی سُلَّما و أَنشد الأَزهری قول إمرئ القیس: كَغِزلانِ رَمْلٍ فی مَحارِیبِ أَقْوال قال: و المِحْرابُ عند العامة: الذی یُقِیمُه النّاس الیَوْمَ مَقام الإِمامِ فی المَسْجد، و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ هَلْ أَتٰاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرٰابَ؛ قال: المِحْرابُ أَرْفَعُ بَیْتٍ فی الدَّارِ، و أَرْفَعُ مَكانٍ فی المَسْجِد. قال: و المِحْرابُ هاهنا كالغُرْفةِ، و أَنشد بیت وضَّاحِ الیَمَنِ. و‌فی الحدیث: أَنّ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ، رضی اللّه عنه، إلی قومِه بالطَّائِف، فأَتاهم و دَخَل مِحْراباً له، فأَشْرَفَ علیهم عندَ الفَجْر، ثم أَذَّن للصَّلاةِ.قال: و هذا یدل علی أَنه غُرْفةٌ یُرْتَقَی إلیها. و المَحارِیب: صُدُور المَجالِس، و منه سُمّی مِحْرابُ المَسْجِد، و منه مَحارِیبُ غُمْدانَ بالیَمَنِ. و المِحْرابُ: القِبْلةُ. و مِحْرابُ المَسْجِد أَیضاً: صَدْرُه و أَشْرَفُ موضع فیه. و مَحارِیبُ بنی إسرائیلَ: مَسَاجِدُهم التی كانوا یَجلسون فیها؛ و فی التهذیب: التی یَجْتَمِعُون فیها للصلاة. و قولُ الأَعشی: وَ تَرَی مَجْلِساً، یَغَصُّ به المِحْرابُ، مِلْقَوْمِ، و الثِّیابُ رِقاقُ قال: أُراهُ یعنی المَجْلِسَ. و قال الأَزهری: أَراد مِنَ القوم. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللّه عنه، أَنه كان یَكْرَه المَحارِیبَ‌أَی لم یكن یُحِبُّ أَن یَجْلِسَ فی صَدْرِ المَجْلِس، و یَترَفَّعَ علی الناسِ. و المَحارِیبُ: جمع مِحْرابٍ. و قول الشاعر فی
لسان العرب، ج‌1، ص: 306
صفة أَسد: وَ ما مُغِبٌّ، بِثِنْیِ الحِنْوِ، مُجْتَعِلٌ فی الغِیلِ، فی جانِبِ العِرِّیسِ، محْرابا جعَلَه له كالمجلِسِ. و قوله تعالی: فَخَرَجَ عَلیٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرٰابِ، قالوا: من المسجِدِ. و المِحْرابُ: أَكْرَمُ مَجالِس المُلوكِ، عن أَبی حنیفة. و قال أَبو عبیدة: المِحْرابُ سَیِّدُ المَجالِس، و مُقَدَّمُها و أَشْرَفُها. قال: و كذلك هو من المساجد. الأَصمعی: العَرَبُ تُسَمِّی القَصْرَ مِحْراباً، لشَرَفِه، و أَنشد: أَو دُمْیة صُوِّرَ مِحْرابُها، أَو دُرَّة شِیفَت إلی تاجِر أَراد بالمِحْرابِ القَصْر، و بالدُّمْیةِ الصورةَ. و روی الأَصمعی عن أَبی عَمْرو بن العَلاءِ: دخلتُ مِحْراباً من مَحارِیب حِمْیرَ، فَنَفَحَ فی وجْهِی رِیحُ المِسْكِ. أَراد قَصْراً أَو ما یُشْبِههُ. و قیل: المِحْرابُ الموضع الذی یَنْفَرِدُ فیه المَلِكُ، فیَتَباعَدُ من الناسِ؛ قال الأَزهری: و سُمِّی المِحْرابُ مِحْراباً، لانْفِراد الإِمام فیه، و بُعْدِه من الناس؛ قال: و منه یقال فلان حَرْبٌ لفلان إذا كان بینهما تَباعُدٌ؛ و احتج بقوله: و حارَبَ مِرْفَقُها دَفَّها، و سامَی به عُنُقٌ مِسْعَرُ أَراد: بَعُدَ مِرْفَقُها من دَفِّها. و قال الفرَّاءُ فی قوله عز و جل: مِنْ مَحٰارِیبَ وَ تَمٰاثِیلَ؛ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبیاء و الملائكة، كانت تُصَوَّرُ فی المساجد، لیراها الناسُ فیَزْدادُوا عِبادةً. و قال الزجاج: هی واحدةُ المِحْراب الذی یُصَلَّی فیه. اللیث: المِحْرابُ عُنُقُ الدَّابة؛ قال الراجز: كأَنها لَمَّا سما مِحْرابُها و قیل: سُمِّیَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إذا قام فیه، لم یأْمَنْ أَن یَلْحَنَ أَو یُخْطِئَ، فهو خائفٌ مكاناً، كأَنه مَأْوی الأَسَدِ، و المِحْرابُ: مَأْوَی الأَسَدِ. یقال: دخَل فلان علی الأَسَدِ فی مِحْرابِه، و غِیلِه و عَرینِه. ابن الأَعرابی: المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ و مُجْتَمَعُهم. و الحِرْباءُ: مِسْمارُ الدِّرْع، و قیل: هو رأْسُ المِسْمارِ فی حَلْقةِ الدِّرْع، و فی الصحاح و التهذیب: الحِرْباءُ مَسامِیرُ الدُّروعِ؛ قال لبید: أَحْكَمَ الجِنْثیُّ، من عَوْراتِها، كلَّ حِرباءٍ، إذا أُكْرِهَ صَلّ قال ابن بری: كان الصواب أَن یقول: الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع، و الحَرابِیُّ مَسامِیرُ الدُّروعِ، و إنما تَوْجِیهُ قول الجوهری: أَن تُحْمَل الحِرْباءُ علی الجنس، و هو جمع، و كذلك قوله تعالی: وَ الَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطّٰاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوهٰا؛ و أَراد بالطاغوت جَمْعَ الطَّواغِیت؛ و الطاغُوت: اسم مفرد بدلیل قوله تعالی: وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ یَكْفُرُوا بِهِ. و حمل الحِرْباء علی الجنس و هو جمع فی المعنی، كقوله سبحانه: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ فَسَوّٰاهُنَّ، فجَعل السماء جِنساً یدخُل تحته جمیعُ السماوات. و كما قال سبحانه: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلیٰ عَوْرٰاتِ النِّسٰاءِ؛ فإنه أَراد بالطفل الجنس الذی یدخل تحته جمیع الأَطفال. و الحِرْباءُ: الظَّهْرُ، و قیل: حَرابیُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه؛ و قیل: الحَرابیُّ: لَحْمُ المَتْنِ، و حَرابِیُّ المَتْنِ: لَحْماتُه، و حَرابِیُّ
لسان العرب، ج‌1، ص: 307
المَتْنِ: لحْمِ المَتْنِ، واحدها حِرْباء، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة؛ قال اوْسُ بن حَجَر: فَفارَتْ لَهُمْ یَوْماً، إلی اللَّیلِ، قِدْرُنا، تَصُكُّ حَرابِیَّ الظُّهُورِ و تَدْسَعُ قال كُراع: واحد حَرابِیِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ، علی القِیاس، فدَلَّنا ذلك علی أَنه لا یَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ. و الحِرْباء: ذَكَرُ أُمِّ حُبَینٍ؛ و قیل: هو دُوَیْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، یَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه و یكون معها كیف دارت، یقال: إنه إنما یفعل ذلك لیَقِیَ جَسَدَه برَأْسِه؛ و یَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، و الجمع الحَرابِیُّ، و الأُنثی الحِرباءةُ. یقال: حِرْباء تَنْضُب، كما یقال: ذِئْبُ غَضًی؛ قال أَبو دُوادٍ الإِیادیُّ: أَنَّی أُتِیحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبةٍ، لا یُرْسِلُ الساقَ إلَّا مُمْسكاً ساقا قال ابن بری: هكذا أَنشده الجوهری، و صواب إنشاده: أَنَّی أُتِیحَ لها …، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، و أَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كیف أُتِیحَ لَها هذا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ، و هذا مَثَل یُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتی تَثْبُت علی الغُصْن الآخر؛ و العَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ فی الحِرباءِ، علی القَلْبِ، و إنما هو انْتَصَب الحِرْباء فی العُود؛ و ذلك أَنّ الحِرباء یَنْتَصِبُ علی الحجارةِ، و علی أَجْذالِ الشجَر، یَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلًا لَها. الأَزهری: الحِرْباء دویبَّةٌ علی شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقیقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها. قال: و إِناثُ الحَرابیِّ یقال لها: أُمَّهاتُ حُبَیْنٍ، الواحدة ام حُبَیْنٍ، و هی قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً. و أَرضٍ مُحَرْبِئَةٌ: كثیرة الحرباء. قال: و أُرَی ثَعْلَباً قال: الحِرْباء الأَرضُ الغَلِیظة، و إنما المعروف الحِزباء، بالزای. و الحرِثُ الحرّابُ: ملِكٌ من كِنْدةَ؛ قال: و الحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ جَدَثاً، أَقامَ به، و لمْ یَتَحَوَّلِ و قَوْلُ البُرَیْقِ: بأَلْبٍ أَلُوبٍ و حرَّابةٍ، لَدَی مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ یجوز أَن یكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ، و أَن یَعْنیَ كَتیبةً ذاتَ انْتِهاب و اسْتِلابٍ. و حَرْبٌ و مُحارِبٌ: اسْمان. و حارِبٌ: موضع بالشام. و حَرْبةُ: موضع، غیر مصروف؛ قال أبو ذؤَیب: فی رَبْرَبٍ، یَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها، كَأَنَّهُنَّ، بجَنْبَیْ حَرْبةَ، البَرَدُ و مُحاربٌ: قبیلة من فِهْر. الأَزهری: فی الرباعی احْرَنْبَی الرَّجلُ: تَهیَّأَ للغَضَبِ و الشَّرِّ. و فی الصحاح: و احْرَنْبَی ازْبَأَرَّ، و الیاء للإلحاق بافْعَنْلَلَ، و كذلك الدِّیكُ و الكَلْبُ و الهِرُّ، و قد یُهْمز؛ و قیل: احْرَنْبَی اسْتَلْقَی علی ظَهْرِه، و رَفَعَ رجْلَیْهِ نحوَ السَّماء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 308
و المُحْرَنْبی: الذی یَنامُ علی ظَهرهِ و یرفَعُ رجْلَیه إلی السَّماءِ. الأَزهری: المُحْرَنْبِی مثل المُزْبَئِرّ، فی المعنی. و احْرَنْبَی المَكانُ إذا اتَّسَعَ. و شیخ مُحْرَنْبٍ. قد اتَّسَع جلْدُه. و رُوِیَ عن الكسائی، أَنه قال: مَرَّ أَعرابی بآخَر، و قد خالَط كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت علی ذكَره، وَ تَعَذَّر علیه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها، فقال له المارُّ: جأْ جَنْبَیْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَی تَتَجافَ عن ذَكَرك، فَفَعَلَ و خَلَّتْ عنه. و المُحْرَنْبِی: الذی إذا صُرِعَ، وَقعَ علی أَحد شِقَّیْه؛ أَنَشد جابر الأَسدی: إنِّی، إذا صُرِعْتُ، لا أَحْرَنْبی، و لا تَمَسُّ رِئَتایَ جَنْبی وَصفَ نفْسَه بأَنَّه قَوِیّ، لأَنَّ الضَّعِیفَ هو الذی یَحْرَنْبِی. و قال أَبو الهیثم فی قول الجعدی: إذا أَتَی مَعْرَكاً منها تعرّفُه، مُحْرَنْبِیاً، عَلَّمَتْه المَوْتَ، فانْقَفَلا قال: المُحْرَنْبِی المُضْمِر علی داهیةٍ فی ذاتِ نَفْسِه. و مثل للعرب: ترَكْته مُحْرَنْبِیاً لِیَنْباق. و قوله: عَلَّمَتْه، یعنی الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كیف یَقْتُلُ، و معنی عَلَّمَتْه: جَرَّأَتْه علی المَثَلِ، لَمَّا قَتَلَ واحداً بعد واحد، اجْتَرَأَ علی قَتْلِها. انْقَفَلَ أَی مَضَی لَما هُوَ فیه. و انْقَفَل الغُزاةُ إذا رَجَعُوا.

حردب؛ ج1، ص: 308

: الحَرْدَبُ: حَبُّ العِشْرِقِ، و هو مثل حَبِّ العَدَسِ. و حَرْدَبةُ: اسم؛ أَنشد سیبویه: عَلَیَّ دِماءُ البُدْنِ، إنْ لم تُفارِقی أَبا حَرْدَبٍ، لَیْلًا، و أَصحابَ حرْدَبِ قال: زَعَمت الرُّواةُ أَن اسمه كان حَرْدبةَ، فرَخَّمه اضْطَراراً فی غیر النِّداء، علی قول من قال یا حارُ، و زعم ثعلب أَنه من لُصُوصِهم.

حزب؛ ج1، ص: 308

: الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ، و الجمع أَحْزابٌ؛ و الأَحْزابُ: جُنودُ الكُفَّار، تأَلَّبوا و تظاهروا علی حِزبْ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، و هم: قریش و غطفان و بنو قریظة. و قوله تعالی: یٰا قَوْمِ إِنِّی أَخٰافُ عَلَیْكُمْ مِثْلَ یَوْمِ الْأَحْزٰابِ؛ الأَحزابُ هاهنا: قوم نوح و عاد و ثمود، و من أُهلك بعدهم. و حِزْبُ الرجل: أَصْحابُه و جُنْدُه الذین علی رأْیِه، و الجَمْعُ كالجمع. و المُنافِقُونَ و الكافِرُونَ حِزْبُ الشّیطانِ، و كل قوم تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم و أَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ، و إن لم یَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وَ ثُمودَ و فِرعَوْنَ أُولٰئِكَ الْأَحْزٰابُ. و كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ*: كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ. و الحِزْبُ: الوِرْدُ. و وِرْدُ الرَّجلِ من القرآن و الصلاة: حِزبُه. و الحِزْبُ: ما یَجْعَلُه الرَّجل علی نَفْسِهِ من قِراءةٍ و صَلاةٍ كالوِرْد. و‌فی الحدیث: طَرَأَ عَلَیَّ حِزْبی مَن القُرْآنِ، فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتی أَقْضِیَه.طرأَ علیَّ: یرید أَنه بَدأَ فی حِزْبه، كأَنَّه طَلَعَ علیهِ، من قولك: طَرَأَ فلان إلی بلَد كذا و كذا، فهو طارئٌ إلیه، أَی إِنه طَلَعَ إلیه حدیثاً، و هو غیر تانِئٍ به؛ و قد حَزَّبْتُ القُرْآنَ. و‌فی حدیث أَوس بن حذیفة: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، كیف تُحزِّبونَ القُرآن؟و الحِزْبُ: النَّصیبُ. یقال: أَعْطِنی حِزْبِی مِن المال أَی حَظِّی و نَصیبی. و الحِزْبُ: النَّوْبةُ فی وُرُودِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 309
الماء. و الحِزْبُ: الصِّنْفُ من الناس. قال ابن الأَعرابی: الحِزْب: الجَماعةُ. و الجِزْبُ، بالجیم: النَّصیبُ. و الحازِبُ مِن الشُّغُلِ: ما نابَكَ. و الحِزْبُ: الطَّائفةُ. و الأَحْزابُ: الطَّوائفُ التی تَجتمع علی مُحارَبة الأَنبِیاء، علیهم السلام، و فی الحدیث ذِكْرُ یوم الأَحزاب، و هو غَزْوةُ الخَنْدَقِ. و حازَبَ القومُ و تَحَزَّبُوا: تَجَمَّعوا، و صاروا أَحْزاباً. و حَزَّبَهم: جعلَهم كذلك. و حَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَی جَمَعَهُم و قال رُؤْبة: لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا، حِینَ رَمَی الأَحْزابَ و المُحَزِّبا و‌فی حدیث الإِفْكِ: و طَفِقَتْ حَمْنةُ تَحازَبُ لها‌أَی تَتَعَصَّبُ و تَسْعَی سَعْیَ جَماعَتِها الذین یَتَحَزَّبُونَ لها، و المشهور بالراءِ من الحَرْب. و‌فی الحدیث: اللّهم اهْزِمِ الأَحْزابَ و زَلزِلْهم؛ الأَحْزابُ: الطَّوائفُ من الناسِ، جمع حِزْب، بالكسر. و‌فی حدیث ابن الزبیر، رضی اللّه عنهما: یرید أَن یُحَزِّبَهم‌أَی یُقَوِّیَهُم و یَشُدَّ منهم، و یَجْعَلَهم من حِزْبه، أَو یَجْعَلَهم أَحْزاباً؛ قال ابن الأَثیر: و الروایة بالجیم و الراء. و تَحازَبُوا: مالأَ بعضُهم بعضاً فصاروا أَحزاباً. و مَسْجِدُ الأَحْزاب: معروف، من ذلك؛ أَنشد ثعلب لعبداللّه بن مسلم الهذلی: إذ لا یَزالُ غَزالٌ فیه یَفْتِنُنی، یأْوِی إلی مَسْجِدِ الأَحْزابِ، مُنْتَقِبا و حَزَبه أَمرٌ أَی أَصابَه. و‌فی الحدیث: كان إذا حَزَبه أَمرٌ صَلَّی، أَی إذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ. و‌فی حدیث الدُّعاء: اللهم أَنْتَ عُدَّتِی، إن حُزِبْتُ، و یروی بالراءِ، بمعنی سُلِبْتُ مِن الحَرَبِ. و حَزَبَه الأَمرُ یَحْزُبه حَزْباً: نابَه، و اشتد علیه، و قیل ضَغَطَه، و الاسم: الحُزابةُ. و أَمرٌ حازِبٌ و حَزیبٌ: شدیدٌ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: نَزَلَتْ كرائهُ الأُمُورِ، و حَوازِبُ الخُطُوبِ؛ و هو جمع حازِبٍ، و هو الأَمر الشدیدُ. و الحَزابِی و الحَزابِیَةُ، من الرجال و الحَمیر: الغَلِیظُ إلی القِصَرِ ما هو. رجل حَزابٍ و حَزابِیةٌ و زَوازٍ و زَوازِیةٌ «2» إذا كان غلیظاً إلی القِصَر ما هو. و رجل هَواهِیةٌ إذا كان مَنْخُوبَ الفُؤَادِ. و بعیر حَزابِیةٌ إذا كان غلیظاً. و حِمارٌ حَزابیةٌ: جَلْدٌ. و رَكَبٌ حَزابِیةٌ: غَلیظٌ؛ قالت امرأَة تصف رَكَبَها: إنَّ هَنِی حَزَنْبَلٌ حَزَابِیَهْ، إذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبابِیَهْ و یقال: رجل حَزابٍ و حَزابِیَةٌ أَیضاً إذا كان غَلیظاً إلی القِصَر، و الیاء للإلحاق، كالفَهامِیةِ و العَلانیةِ، من الفَهْمِ و العَلَنِ. قال أُمیَّةُ بن أَبی عائذ الهذلی: أَوِ اصْحَمَ حامٍ جَرامِیزَه، حَزابِیةٍ، حَیَدَی بالدِّحال أَی حامٍ نَفْسه من الرُّماة. و جَرامِیزُه: نفسهُ
(2). فی المحیط: زُوازیة، بضم الزای.
لسان العرب، ج‌1، ص: 310
و جسدُه. حَیَدَی أَی ذُو حَیَدَی، و أَنَّث حَیَدَی، لأَنه أَراد الفَعْلة. و قوله بالدِّحال أَی و هو یكون بالدِّحال، جمع دَحْلٍ، و هو هُوَّةٌ ضَیِّقةُ الأَعلی، واسِعةُ الأَسْفل؛ و هذا البیت أَورده الجوهری: و أَصْحَمَ حامٍ جَرامِیزَه قال ابن بری: و الصواب أَو اصحم، كما أَوردناه. قال: لأَنه معطوف علی جَمَزَی فی بیت قبله، و هو: كأَنِّی و رحْلی، إذا زُعْتُها، علی جَمَزَی جازِئٍ بالرِّمال قاله یشبه ناقته بحمار وحشٍ، و وَصَفَه بجَمَزی، و هو السَّریع، و تقدیره علی حمارٍ جَمَزَی؛ و قال الأَصمعی: لم أَسمع بفَعَلَی فی صفة المذكرِ إلّا فی هذا البیت. یعنی أَن جَمَزَی، و زَلجَی، و مَرَطَی، و بَشَكَی، و ما جاءَ علی هذا الباب، لا یكون إلا من صفة الناقة دون الجمل. و الجازئ: الذی یَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماء. و الأَصْحَمُ: حمارٌ یَضْرب إلی السَّواد و الصُّفرة. و حَیَدَی: یَحِیدُ عن ظلِّه لنشاطه. و الحِزْباءَةُ: مكان غَلیظٌ مرتفعٌ. و الحَزابِیُّ: أَماكنُ مُنْقادةٌ غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ. ابن شمیل: الحِزْباءَةُ مِن أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَیِّناً فی قُفٍّ أَیَرَّ «1» شَدِیدٍ؛ و أَنشد: إذا الشَّرَكُ العادِیُّ صَدَّ، رأَیْتَها، لرُوسِ الحَزابِیِّ الغِلاظِ، تَسُومُ و الحِزْبُ و الحِزْباءةُ: الأَرضُ الغَلِیظةُ الشَّدِیدةُ الحَزْنةُ، و الجمع حِزْباءٌ و حَزابی، و أَصله مُشَدّد، كما قیل فی الصَّحارِی. و أَبو حُزابةَ، فیما ذكر ابن الأَعرابی: الوَلِیدُ بن نَهِیكٍ، أَحدُ بَنی رَبِیعَة بن حَنْظَلةَ. و حَزُّوبٌ: اسم. و الحَیْزَبونُ: العَجُوز، و النون زائدة، كما زیدت فی الزَّیتون.

حسب؛ ج1، ص: 310

: فی أَسماءِ اللّه تعالی الحَسِیبُ: هو الكافی، فَعِیلٌ بمعنی مُفْعِل، مِن أَحْسَبَنِی الشی‌ءُ إذا كَفانی. و الحَسَبُ: الكَرَمُ. و الحَسَبُ: الشَّرَفُ الثابِتُ فی الآباءِ، و قیل: هو الشَّرَفُ فی الفِعْل، عن ابن الأَعرابی. و الحَسَبُ: ما یَعُدُّه الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائهِ. و الحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، حكاه ثعلب. و ما لَه حَسَبٌ و لا نَسَبٌ، الحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، و النَّسَبُ: الأَصْلُ؛ و الفِعْلُ من كلِّ ذلك: حَسُبَ، بالضم، حَسَباً و حَسابةً، مثل خَطُبَ خَطابةً، فهو حَسِیبٌ؛ أَنشد ثعلب: و رُبَّ حَسِیبِ الأَصلِ غیرُ حَسِیبِ أَی لَه آباءٌ یَفْعَلُونَ الخَیْرَ و لا یَفْعَلُه هو؛ و الجمع حُسَباءُ. و رجل كَرِیم الحَسَبِ، و قوم حُسَباءُ. و‌فی الحدیث: الحَسَبُ: المالُ، و الكَرَمُ: التَّقْوَی.یقول: الذی یَقُوم مَقام الشَّرَفِ و السَّراوةِ، إنما هو المالُ. و الحَسَبُ: الدِّینُ. و الحَسَبُ: البالُ، عن كراع، و لا فِعْلَ لهما. قال ابن السكیت: و الحَسَبُ و الكَرمُ یكونان فی الرجلِ، و إن لم یكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ. قال: و الشَّرَفُ و المَجْدُ لا یكونان إلا
(1). الأَیَرّ من الیرر أَی الشدة؛ یقال صخر أَیرّ و صخرةٌ یرّاء، و الفعل منه: یَرَّ یَیَرُّ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 311
بالآباءِ فَجَعَل المالَ بمنزلة شَرَفِ النَّفْسِ أَو الآباءِ، و المعنی أَنَّ الفَقِیر ذا الحَسَبِ لا یُوَقَّر، و لا یُحْتَفَلُ به، و الغنِیُّ الذی لا حَسَبَ له، یُوقَّر و یُجَلُّ فی العُیون. و‌فی الحدیث: حَسَبُ الرَّجل خُلُقُه، و كَرَمُهُ دِینُه.و‌الحدیث الآخر: حَسَبُ الرَّجل نَقاءُ ثَوْبَیْهِ‌أَی إنه یُوَقَّرُ لذلك، حیثُ هو دَلیل الثَّرْوة و الجِدةِ. و‌فی الحدیث: تُنْكَحُ المَرأَة لمالِها و حَسَبِها و مِیسَمِها و دِینِها، فعَلیكَ بذاتِ الدِّین، تَرِبَتْ یَداكَ؛ قال ابن الأَثیر: قیل الحَسَبُ هاهنا: الفَعَالُ الحَسَنُ. قال الأَزهری: و الفُقَهاءِ یَحْتاجُون إلی مَعْرِفة الحَسَبِ، لأَنه مما یُعْتَبر به مَهْرُ مِثْلِ المرأَة، إذا عُقِدَ النِّكاحُ علی مَهْرٍ فاسِدٍ، قال: و قال شمر فی كتابه المُؤَلَّف فی غَریب الحدیث: الحَسَبُ الفَعالُ الحَسنُ له و لآبائه، مأخوذ من الحِسابِ إذا حَسَبُوا مَناقِبَهم؛ و قال المتلمس: و مَن كان ذا نَسْبٍ كَرِیمٍ، و لم یَكُنْ لَه حَسَبٌ، كان اللَّئِیمَ المُذمَّما ففَرقَ بَین الحَسَبِ و النَّسَبِ، فجعل النَّسَبَ عدَد الآباءِ و الأُمهاتِ، إلی حیث انْتَهی. و الحَسَبُ: الفَعالُ، مثل الشَّجاعةِ و الجُود، و حُسْنِ الخُلُقِ و الوَفاءِ قال الأَزهری: و هذا الذی قاله شمر صحیح، و إنما سُمیت مَساعِی الرجُل و مآثِرُ آبائه حَسَباً، لأَنهم كانوا إذا تَفاخَرُوا عَدَّ المُفاخِرُ منهم مَناقِبَه و مَآثِرَ آبائه و حَسَبها؛ فالحَسْبُ: العَدُّ و الإِحْصاءُ؛ و الحَسَبُ ما عُدَّ؛ و كذلك العَدُّ، مصدر عَدَّ یَعُدُّ، و المَعْدُودُ عَدَدٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال: حَسَبُ المَرْءِ دِینُه، و مُرُوءَتُه خُلُقه، و أَصلُه عَقْلُه.و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: كَرَمُ المَرْءِ دِینُه، و مُرُوءَتُه عَقْلُه، و حَسَبُه خُلُقُه؛ و رَجُل شَریفٌ و رجُلٌ ماجِدٌ: له آباءٌ مُتَقَدِّمون فی الشَّرَفِ؛ و رَجُلٌ حَسِیبٌ، و رَجُلٌ كرِیمٌ بنفْسِه. قال الأَزهری: أَراد أَن الحَسَبَ یحصل للرَّجل بكَرم أَخْلاقِه، و إن لم یكن له نَسَبٌ، و إذا كان حَسِیبَ الآباءِ، فهو أَكرَمُ له. و‌فی حدیث وَفْدِ هَوازِنَ: قال لهم: اخْتاروا إحْدَی الطائِفَتَیْنِ: إِما المالَ، و إِما السَّبْیَ. فقالوا: أَمَّا إذْ خَیَّرْتَنا بَیْنَ المالِ و الحَسَبِ، فإِنَّا نَخْتارُ الحَسَبَ، فاخْتاروا أَبْناءَهم و نِساءَهم؛ أَرادوا أَنَّ فِكاكَ الأَسْرَی و إیثارَه علی اسْتِرْجاعِ المالِ حَسَبٌ و فَعالٌ حَسَنٌ، فهو بالاختِیار أَجْدَرُ؛ و قیل: المراد بالحَسَب هاهنا عَدَد ذَوی القَراباتِ، مأْخوذ من الحِساب، و ذلك أَنهم إذا تَفاخَرُوا عَدُّوا مَناقِبَهم و مآثِرَهم، فالحَسَب العَدُّ و المَعْدُود، و الحَسَبُ و الحَسْبُ قَدْرُ الشی‌ءِ، كقولك: الأَجْرُ بحَسَبِ ما عَمِلْتَ و حَسْبِه أَی قَدْره؛ و كقولك: علی حَسَبِ ما أَسْدَیْتَ إلیّ شُكْری لك، تقول أَشْكُرُكَ علی حَسَبِ بلائك عِنْدی أَی علی قَدْر ذلك. و حَسْبُ، مجزوم: بمعنی كَفَی؛ قال سیبویه: و أَمَّا حَسْبُ، فمعناها الاكْتِفاءُ. و حَسْبُكَ دِرْهم أَی كَفاكَ، و هو اسم، و تقول: حَسْبُكَ ذلك أَی كفاكَ ذلك؛ و أَنشد ابن السكیت: و لمْ یَكُنْ مَلَكٌ للقَوم یُنْزِلُهم، إلَّا صَلاصِلُ لا تُلْوَی علی حَسَبِ و قوله: لا تُلْوَی علی حَسَبٍ، أَی یُقْسَمُ بینهم بالسَّوِیَّة، لا یُؤْثَر به أَحد؛ و قیل: لا تُلْوَی
لسان العرب، ج‌1، ص: 312
علی حَسَب أَی لا تُلْوَی علی الكِفایةِ، لعَوَزِ الماءِ و قِلَّتِه. و یقال: أَحْسَبَنی ما أَعْطانی أَی كفانی. و مررت برجلٍ حَسْبِكَ من رَجلٍ أَی كافِیكَ، لا یُثَنَّی و لا یُجْمع لأَنه موضوع موضع المصدر؛ و قالوا: هذا عربی حِسْبةً، انتصب لأَنه حال وقع فیه الأَمر، كما انتصب دِنْیاً، فی قولك: هو ابن عَمِّی دِنْیاً، كأَنك قلت: هذا عرَبی اكْتِفاءً، و إن لم یُتكلم بذلك؛ و تقول: هذا رَجُل حَسْبُكَ من رَجُل، و هو مَدْحٌ للنكرة، لأَن فیه تأْویل فِعْل، كأَنه قال: مُحْسِبٌ لك أَی كافٍ لك من غیره، یستوی فیه الواحد و الجمع و التثنیة، لأَنه مصدر؛ و تقول فی المعرفة: هذا عبدُ اللّه حَسْبَك من رجل، فتنصب حَسْبَك علی الحال، و إن أَردت الفعل فی حَسْبك، قلت: مررت برجل أَحْسَبَكَ من رجل، و برجلین أَحْسَباك، و برِجال أَحْسَبُوكَ، و لك أَن تتكلم بحَسْبُ مُفردةً، تقول: رأَیت زیداً حَسْبُ یا فتَی، كأَنك قلت: حَسْبِی أَو حَسْبُكَ، فأَضمرت هذا فلذلك لم تنوِّن، لأَنك أَردت الإِضافة، كما تقول: جاءَنی زید لیس غیر، ترید لیس غیره عندی. و أَحْسَبَنی الشی‌ءُ: كفانی؛ قالت امرأَة من بنی قشیر: و نُقْفِی وَلیدَ الحَیِّ، إن كان جائعاً، و نُحْسِبُه، إنْ كانَ لَیْسَ بِجائعِ أَی نُعْطِیه حتی یقول حَسْبی. و قولها: نُقْفِیه أَی نُؤْثِرُه بالقَفِیَّة، و یقال لها القَفاوةُ أَیضاً، و هی ما یُؤْثَر به الضَّیفُ و الصَّبِیُّ. و تقول: أَعْطَی فأَحْسَبَ أَی أَكثَر حتی قال حَسْبِی. أَبو زید: أَحْسَبْتُ الرَّجلَ: أَعْطَیْتُه ما یَرْضَی؛ و قال غیره: حتی قال حَسْبی؛ و قال ثعلب: أَحْسَبَه من كلِّ شی‌ءٍ: أَعْطاه حَسْبَه، و ما كفاه. و قال الفرَّاءُ فی قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَسْبُكَ اللّٰهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ؛ جاءَ التفسیر یَكْفِیكَ اللّهُ، و یَكْفِی مَن اتَّبَعَكَ؛ قال: و موضِعُ الكاف فی حَسْبُكَ و موضع من نَصْب علی التفسیر كما قال الشاعر: إذا كانَتِ الهَیْجاءُ، و انْشَقَّتِ العَصا، فَحَسْبُكَ و الضَّحَّاكَ سَیْفٌ مُهَنَّد قال أَبو العباس: معنی الآیة یَكْفیكَ اللّهُ و یَكْفِی مَنِ اتَّبَعَكَ؛ و قیل فی قوله: وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ، قولان: أَحدهما حَسْبُكَ اللّهُ و مَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنین كفایةٌ إذا نَصَرَهم اللّه، و الثانی حَسبُكَ اللّهُ و حَسْبُ من اتَّبَعَكَ من المؤْمنین، أَی یَكفِیكُم اللّهُ جَمیعاً. و قال أَبو إِسحاق فی قوله، عز و جل: وَ كَفیٰ بِاللّٰهِ حَسِیباً*: یكون بمعنی مُحاسِباً، و یكون بمعنی كافِیاً؛ و قال فی قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ حَسِیباً؛ أَی یُعْطِی كلَّ شی‌ءٍ من العِلم و الحِفْظ و الجَزاءِ مِقْدارَ ما یُحْسِبُه أَی یَكْفِیهِ. تقول: حَسْبُكَ هذا أَی اكْتَفِ بهذا. و‌فی حدیث عبد اللّه بن عَمْرو، رضی اللّه عنهما، قال له النبی، صلی اللّه علیه و سلم: یُحْسِبُك أَن تَصُومَ من كل شهر ثلاثة أَیام‌أَی یَكْفِیكَ؛ قال ابن الأَثیر: و لو روی بحَسْبِكَ أَن تَصُومَ أَی كِفایَتُك أَو كافِیكَ، كقولهم بِحَسْبِكَ قولُ السُّوءِ، و الباءُ زائدة، لكانَ وَجْهاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 313
و الإِحْسابُ: الإِكْفاءُ. قال الرَّاعی: خَراخِرُ، تُحْسِبُ الصَّقَعِیَّ، حتی یَظَلُّ یَقُرُّه الرَّاعِی سِجالا و إبل مُحْسبةٌ: لهَا لَحْم و شَحْم كثیر؛ و أَنشد: و مُحْسِبةٍ قد أَخْطَأَ الحَقُّ غیرَها، تَنَفَّسَ عنها حَیْنُها، فهی كالشَّوِی یقول: حَسْبُها من هذا. و قوله: قد أَخطأَ الحَقُّ غَیْرَها، یقول: قد أَخْطَأَ الحَقُّ غیرها من نُظَرائها، و معناه أَنه لا یُوجِبُ للضُّیُوفِ، و لا یَقُوم بحُقُوقِهم إلا نحن. و قوله: تَنَفَّسَ عنها حَیْنُها فهی كالشَّوِی، كأَنه نَقْضٌ للأَوَّلِ، و لیس بِنَقْضٍ، إنما یرید: تَنَفَّس عنها حَیْنُها قبلَ الضَّیْفِ، ثم نَحَرْناها بعدُ للضَّیْفِ، و الشَّوِیُّ هُنا: المَشْوِیُّ. قال: و عندی أَن الكاف زائدة، و إنما أَراد فهی شَوِیٌّ، أَی فَریقٌ مَشْویٌّ أَو مُنْشَوٍ، و أَراد: و طَبیخٌ، فاجْتَزَأَ بالشَّوِیّ من الطَّبِیخِ. قال أَحمد بن یحیی: سأَلت ابن الأَعرابی عن قول عُروةَ بن الوَرْد: و محسبةٍ ما أَخطأَ الحقُّ غیرَها البیت، فقال: المُحْسِبةُ بمعنیین: من الحَسَب و هو الشرف، و من الإِحْسابِ و هو الكِفایةُ، أَی إنها تُحْسِبُ بلَبَنِها أَهْلَها و الضیفَ، و ما صلة، المعنی: أَنها نُحِرتْ هی و سَلِمَ غَیْرُها. و قال بعضهم: لأُحْسِبَنَّكُم مِن الأَسْوَدَیْن: یعنی التَّمْر و الماءَ أَی لأُوسِعَنَّ علیكم. و أَحْسَب الرجلَ و حَسَّبَه: أَطْعَمَه و سقاه حتی یَشْبَعَ و یَرْوَی مِنْ هذا، و قیل: أَعطاه ما یُرْضِیه. و الحِسابُ: الكثیر. و فی التنزیل: عَطٰاءً حِسٰاباً؛ أَی كَثِیراً كافِیاً؛ و كلُّ مَنْ أُرْضِیَ فقد أُحْسِبَ. و شی‌ءٌ حِسابٌ أَی كافٍ. و یقال: أَتانی حِسابٌ من الناس أَی جَماعةٌ كثیرة، و هی لغة هذیل. و قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ الهُذلی: فَلمْ یَنْتَبِهْ، حتی أَحاطَ بِظَهْرِه حِسابٌ و سِرْبٌ، كالجَرادِ، یَسُومُ و الحِسابُ و الحِسابةُ: عَدُّك الشی‌ءَ. و حَسَبَ الشی‌ءَ یَحْسُبُه، بالضم، حَسْباً و حِساباً و حِسابةً: عَدَّه. أَنشد ابن الأَعرابی لمَنْظور بن مَرْثَدٍ الأَسدی: یا جُمْلُ أُسْقِیتِ بِلا حِسابَهْ، سُقْیَا مَلِیكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ، قَتَلْتنی بالدَّلِّ و الخِلابَهْ أَی أُسْقِیتِ بلا حِسابٍ و لا هِنْدازٍ، و یجوز فی حسن الرفع و النصب و الجر، و أَورد الجوهری هذا الرجز: یا جُمل أَسقاكِ، و صواب إنشادِه: یا جُمْلُ أُسْقِیتِ، و كذلك هو فی رجزه. و الرِّبابةُ، بالكسر: القِیامُ علی الشی‌ءِ بإِصْلاحِه و تَربِیَتِه؛ و منه ما یقال: رَبَّ فلان النِّعْمةَ یَرُبُّها رَبّاً و رِبابةً. و حَسَبَه أَیضاً حِسْبةً: مثل القِعْدةِ و الرِّكْبةِ. قال النابغة: فَكَمَّلَتْ مِائةً فِیها حَمامَتُها، و أَسْرَعَتْ حِسْبَةً فی ذلك العَدَدِ و حُسْباناً: عَدَّه. و حُسْبانُكَ علی اللّه أَی حِسابُكَ. قال: علی اللّه حُسْبانی، إذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ علی طَمَعٍ، أَو خافَ شیئاً ضَمِیرُها
لسان العرب، ج‌1، ص: 314
و فی التهذیب: حَسِبْتُ الشی‌ءَ أَحْسَبُه حِساباً، و حَسَبْتُ الشی‌ءَ أَحْسُبُه حِسْباناً و حُسْباناً. و قوله تعالی: وَ اللّٰهُ سَرِیعُ الْحِسٰابِ*؛ أَی حِسابُه واقِعٌ لا مَحالَة، و كلُّ واقِعٍ فهو سَرِیعٌ، و سُرْعةُ حِسابِ اللّه، أَنه لا یَشْغَلُه حِسابُ واحد عَن مُحاسَبةٍ الآخَر، لأَنه سبحانه لا یَشْغَلُه سَمْع عن سمع، و لا شَأْنٌ عن شأْنٍ. و قوله، جل و عز: كَفیٰ بِنَفْسِكَ الْیَوْمَ عَلَیْكَ حَسِیباً؛ أَی كفَی بِك لنَفْسِكَ مُحاسباً. و الحُسْبانُ: الحِسابُ. و‌فی الحدیث: أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغابِ، لا یَعْلَمُ حُسْبانَ أَجْرِهِ إلا اللّهُ.الحُسْبانُ، بالضم: الحِسابُ. و فی التنزیل: الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبٰانٍ، معناه بِحِسابٍ و مَنازِلَ لا یَعْدُوانِها. و قال الزَجاج: بحُسْبانٍ یدل علی عَدَد الشهور و السنین و جمیع الأَوقات. و قال الأَخفش فی قوله تعالی: وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْبٰاناً: معناه بِحِسابٍ، فحذَف الباءَ. و قال أَبو العباس: حُسْبٰاناً مصدر، كما تقول: حَسَبْتُه أَحْسُبُه حُسْباناً و حِسْباناً؛ و جعله الأَحفش جمع حِسابٍ؛ و قال أَبو الهیثم: الحُسْبانُ جمع حِسابٍ و كذلك أَحْسِبةٌ، مِثل شِهابٍ و أَشْهِبةٍ و شُهْبانٍ. و قوله تعالی: یَرْزُقُ مَنْ یَشٰاءُ بِغَیْرِ حِسٰابٍ*؛ أَی بغیر تَقْتِیر و تَضْیِیقٍ، كقولك: فلان یُنْفِقُ بغیر حِساب أَی یُوَسِّعُ النَّفَقة، و لا یَحْسُبُها؛ و قد اختُلف فی تفسیره، فقال بعضهم: بغیر تقدیر علی أَحد بالنُّقصان؛ و قال بعضهم: بغیر مُحاسَبةٍ أَی لا یخافُ أَن یُحاسِبه أَحد علیه؛ و قیل: بغیر أَنْ حَسِبَ المُعْطَی أَنه یُعْطِیه، أَعطاهُ من حَیْثُ لم یَحْتَسِبْ. قال الأَزهری: و أَما قوله، عز و جل: وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لٰا یَحْتَسِبُ؛ فجائز أَن یكون معناه من حَیْثُ لا یُقَدِّره و لا یَظُنُّه كائناً، مِن حَسِبْتُ أَحْسِبُ، أَی ظَنَنْتُ، و جائز أَن یكون مأْخوذاً مِن حَسَبْتُ أَحْسُبُ، أَراد مِن حیث لم یَحْسُبْه لنفْسِه رِزقاً، و لا عَدَّه فی حِسابه. قال الأَزهری: و إنما سُمِّی الحِسابُ فی المُعامَلاتِ حِساباً، لأَنهُ یُعلم به ما فیه كِفایةٌ لیس فیه زیادةٌ علی المِقْدار و لا نُقْصان. و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إذا نَدِیَتْ أَقْرابُهُ لا یُحاسِبُ یَقول: لا یُقَتِّر علیك الجَرْیَ، و لكنه یأْتی بِجَرْیٍ كثیر. و المَعْدُود مَحْسُوبٌ و حَسَبٌ أَیضاً، و هو فَعَلٌ بمعنی مَفْعولٍ، مثل نَفَضٍ بمعنی مَنْفُوضٍ؛ و منه قولهم لِیَكُنْ عَمَلُكَ بحَسَبِ ذلك، أَی علی قَدْرِه و عَدَدِه. و قال الكسائی: ما أَدری ما حَسَبُ حَدِیثك أَی ما قَدْرُه و ربما سكن فی ضرورة الشعر. و حاسَبَه: من المُحاسَبةِ. و رجل حاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ و حُسَّابٍ. و الحِسْبةُ: مصدر احْتِسابِكَ الأَجر علی اللّه، تقول: فَعَلْته حِسْبةً، و احْتَسَبَ فیه احْتِساباً؛ و الاحْتِسابُ: طَلَبُ الأَجْر، و الاسم: الحِسْبةُ بالكسر، و هو الأَجْرُ. و احْتَسَبَ فلان ابناً له أَو ابْنةً له إذا ماتَ و هو كبیر، و افْتَرَطَ فَرَطاً إذا مات له ولد صغیر، لم یَبْلُغِ الحُلُمَ؛ و‌فی الحدیث: مَنْ ماتَ له ولد فاحْتَسَبَه، أَی احْتسب الأَجرَ بصبره علی مُصیبتِه به، معناه: اعْتَدَّ مُصِیبَتَه به فی جُملةِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 315
بَلایا اللّه، التی یُثابُ علی الصَّبْر علیها، و احْتَسَبَ بكذا أَجْراً عند اللّه، و الجمع الحِسَبُ. و‌فی الحدیث: مَن صامَ رمضانَ إیماناً و احْتِساباً، أَی طلَباً لوجهِ اللّهِ تعالی و ثَوابِه. و الاحتِسابُ من الحَسْبِ: كالاعْتدادِ من العَدِّ؛ و إنما قیل لمن یَنْوِی بعَمَلِه وجْهَ اللّهِ: احْتَسَبَه، لأَن له حینئذ أَن یَعْتدَّ عَمَله، فجُعِل فی حال مُباشرة الفعل، كأَنه مُعْتَدٌّ به. و الحِسْبةُ: اسم من الاحْتِسابِ كالعِدّةِ من الاعْتِداد. و الاحتِسابُ فی الأَعمال الصالحاتِ و عند المكْرُوهاتِ: هو البِدارُ إلی طَلَبِ الأَجْرِ و تَحْصِیله بالتسلیم و الصبر، أَو باستعمال أَنواعِ البِرِّ و القِیامِ بها علی الوَجْهِ المَرْسُوم فیها، طلَباً للثواب المَرْجُوِّ منها. و‌فی حدیث عُمَر: أَیُّها الناسُ، احْتَسِبُوا أَعْمالَكم، فإنَّ مَن احْتَسَبَ عَمَلَه، كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِه و أَجْرُ حِسْبَتِه.و حَسِبَ الشی‌ءَ كائِناً یَحْسِبُه و یَحْسَبُه، و الكَسر أَجْودُ اللغتَین «2»، حِسْباناً و مَحْسَبَةً و مَحْسِبةً: ظَنَّه؛ و مَحْسِبة: مصدر نادر، و إنما هو نادر عندی علی من قال یَحْسَبُ ففتح، و أَما علی من قال یَحْسِبُ فكَسَر فلیس بنادر. و فی الصحاح: و یقال: أَحْسِبه بالكسر، و هو شاذّ لأَنّ كل فِعْلٍ كان ماضِیه مكسوراً، فإن مستقبله یأْتی مفتوح العین، نحو عَلِمَ یْعلَم، إلا أَربعةَ أَحرف جاءَت نوادر: حَسِبَ یَحْسِبُ، و یَبِسَ یَیْبِسُ، و یَئِسَ یَیْئِسُ، و نَعِمَ یَنْعِم، فإنها جاءَت من السالم، بالكسر و الفتح. و من المعتل ما جاءَ ماضیه و مُسْتَقْبَلُه جمیعاً بالكسر: وَمِقَ یَمِقُ، و وَفِقَ یَفِقُ، و وَثِقَ یَثِقُ، و وَرِعَ یَرِعُ، و وَرِمَ یَرِمُ، و وَرِثَ یَرِثُ، و وَرِیَ الزَّنْدُ یَرِی، وَ وِلیَ یَلی. و قُرِئَ قوله تعالی: لٰا تَحْسَبَنَّ* و لا تحْسِبَنَّ؛ و قوله: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ الْكَهْفِ؛ الخطابُ للنبی، صلی اللّه علیه و سلم، و المراد الأُمة. و‌روی الأَزهریُّ عن جابر بن عبد اللّه: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قرأَ: یَحْسِبُ أَنَّ مالَه أَخْلَدَه.معنی أَخْلَدَه أَی یُخْلِدُه، و مثله: وَ نٰادیٰ أَصْحٰابُ النّٰارِ؛ أَی یُنادِی؛ و قال الحُطَیْئَةُ: شَهِدَ الحُطَیْئةُ، حِینَ یَلْقَی، رَبَّه أَنَّ الوَلِیدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ یرید: یَشْهَدُ حین یَلْقَی رَبَّه. و قولهم: حَسِیبُكَ اللّه أَی انْتَقَمَ اللّهُ منك. و الحُسْبانُ، بالضم: العَذاب و البَلاءُ. و‌فی حدیث یحیی بن یَعْمَرَ: كان، إذا هَبَّتِ الرِّیحُ، یقول: لا تَجْعَلْها حُسْباناً‌أَی عَذاباً. و قوله تعالی: وَ یُرْسِلَ عَلَیْهٰا حُسْبٰاناً مِنَ السَّمٰاءِ؛ یعنی ناراً. و الحُسْبانُ أَیضاً: الجرادُ و العَجاجُ. قال أَبو زیاد: الحُسْبانُ شَرٌّ و بَلاءٌ، و الحُسبانُ: سِهامٌ صِغارٌ یُرْمَی بها عن القِسِیِّ الفارِسِیَّةِ، واحدتها حُسْبانةٌ. قال ابن درید: هو مولَّد. و قال ابن شمیل: الحُسْبانُ سِهامٌ یَرْمِی بها الرجل فی جوفِ قَصَبةٍ، یَنْزِعُ فی القَوْسِ ثم یَرْمِی بعشرین منها فلا تَمُرُّ بشی‌ءٍ إلا عَقَرَتْه، من صاحِب سِلاحٍ و غیره، فإذا نَزع فی القَصَبةِ خرجت الحُسْبانُ، كأَنها غَبْیةُ مطر، فَتَفَرَّقَتْ فی الناس؛ واحدتها حُسْبانةٌ. و قال ثعلب: الحُسْبانُ: المَرامی، واحدتها حُسْبانةٌ، و المرامِی: مثل المَسالِّ دَقیقةٌ، فیها شی‌ءٌ من طُول لا حُروف لها. قال: و القِدْحُ بالحَدِیدة
(2). قوله [و الكسر أجود اللغتین] هی عبارة التهذیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 316
مِرْماةٌ، و بالمَرامِی فسر قوله تعالی: وَ یُرْسِلَ عَلَیْهٰا حُسْبٰاناً مِنَ السَّمٰاءِ. و الحُسْبانةُ: الصّاعِقةُ. و الحُسْبانةُ: السَّحابةُ. و قال الزجاج: یُرْسِلَ عَلَیْهٰا حُسْبٰاناً، قال: الحُسْبانُ فی اللغة الحِسابُ. قال تعالی: الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبٰانٍ؛ أَی بِحِسابٍ. قال: فالمعنی فی هذه الآیة أَن یُرْسِلَ علیها عَذابَ حُسْبانٍ، و ذلك الحُسْبانُ حِسابُ ما كَسَبَتْ یَداك. قال الأَزهری: و الذی قاله الزجاجُ فی تفسیر هذه الآیة بَعِیدٌ، و القولُ ما تقدّم؛ و المعنی، و اللّه أَعلم: أَنَّ اللّهَ یُرْسِلُ، علی جَنَّةِ الكافر، مَرامِیَ من عَذابِ النارِ، إِما بَرَداً و إما حِجارةً، أَو غیرهما مما شاءَ، فیُهْلِكُها و یُبْطِلُ غَلَّتها و أَصْلَها. و الحُسْبانة: الوِسادةُ الصَّغیرة، تقول منه: حَسَّبْتُه إذا وَسَّدْتَه. قال نَهِیك الفَزارِیُّ، یخاطب عامر بن الطفیل: لتَقَیتَ، بالوَجْعاءِ، طَعْنةَ مُرْهَفٍ مُرَّانَ، أَو لَثَویْتَ غَیْرَ مُحَسَّبِ الوَجْعاءُ: الاسْتُ. یقول: لو طَعَنْتُكَ لوَلَّیْتنی دُبُرَكَ، و اتَّقَیْتَ طَعْنَتِی بوَجعائِكَ، و لثَوَیْتَ هالِكاً، غیر مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ و لا مُكَفَّنٍ؛ أَو معناه: أَنه لم یَرْفَعْكَ حَسَبُكَ فیُنْجِیَكَ من الموت، و لم یُعَظَّم حَسَبُكَ. و المِحْسَبة: الوِسادةُ من الأَدَمِ. و حَسَّبَه: أَجْلسه علی الحُسْبانةِ أَو المِحْسَبة. ابن الأَعرابی: یقال لبِساطِ البَیْتِ: الحِلْسُ، و لِمَخادِّه: المَنابِذُ، و لمَساوِرِه: الحُسْباناتُ، و لحُصْرِه: الفُحولُ. و‌فی حدیث طَلْحةَ: هذا ما اشْتَرَی طلحةُ مِن فُلانٍ فَتاه بخَمْسِمائةِ دِرْهم بالحسَبِ و الطِّیبِ‌أَی بالكَرامةِ من المُشْتَرِی و البائع، و الرَّغْبةِ و طِیبِ النفْسِ منهما، و هو من حَسَّبْتُه إذا أَكْرَمْتَه؛ و قیل: من الحُسبانةِ، و هی الوِسادة الصغیرةُ، و‌فی حدیث سِماكٍ، قال شُعْبةُ: سمعته یقول: ما حَسَّبُوا ضَیْفَهم شیئاً‌أَی ما أَكْرَمُوه. و الأَحْسَبُ: الذی ابْیَضَّتْ جِلْدَته مِن داءٍ، فَفَسَدَتْ شَعَرَته، فصار أَحمرَ و أَبیضَ؛ یكون ذلك فی الناس و الإِبل. قال الأَزهری عن اللیث: و هو الأَبْرَصُ. و فی الصحاح: الأَحْسَبُ من الناس: الذی فی شعر رأْسه شُقْرةٌ. قال إمرؤُ القیس: أَیا هِندُ لا تنْكِحی بُوهةً، عَلَیْه عَقِیقَتُه، أَحْسَبا یَصِفُه باللُّؤْم و الشُّحِّ. یقول: كأَنه لم تُحْلَقْ عَقِیقَتُه فی صِغَره حتی شاخَ. و البُوهةُ: البُومة العَظِیمة، تُضْرب مثلًا للرجل الذی لا خیرَ فیه. و عَقِیقَتُه: شعره الذی یُولد به. یقول: لا تَتَزَوَّجی مَن هذه صِفَتُه؛ و قیل هو من الإِبل الذی فیه سَوادٌ و حُمْرة أَو بَیاض، و الاسم الحُسْبةُ، تقول منه: أَحْسَبَ البَعِیرُ إحْساباً. و الأَحْسَبُ: الأَبرص. ابن الأَعرابی: الحُسْبَةُ سَوادٌ یَضْرِبُ إلی الحُمْرةِ؛ و الكُهْبةُ: صُفرة تَضرِبُ إلی حمرة؛ و القُهْبةُ: سَواد یضرب إلی الخُضْرة؛ و الشهْبةُ: سواد و بیاض؛ و الحُلْبةُ: سواد صِرْف؛ و الشُّرْبةُ: بَیاضٌ مُشْرَبٌ بحُمْرةٍ؛ و اللُّهْبة: بیاض ناصعٌ نَقِیٌّ؛ و النُّوبة: لَونُ الخِلاسِیِّ، و هو الذی أَخَذ من سَواد شیئاً، و من بیاض شیئاً كأَنه وُلِدَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 317
من عَرَبیّ و حَبَشِیَّة. و قال أَبو زیاد الكلابیُّ: الأَحْسَبُ من الإِبل: الذی فیه سَواد و حُمرة و بَیاضٌ، و الأَكْلَفُ نحوه. و قال شمر: هو الذی لا لَونَ له الذی یقال فیه أَحْسَبُ كذا، و أَحْسَبُ كذا. و الحَسْبُ و التَّحْسِیبُ: دَفْنُ المَیِّتِ؛ و قیل: تَكْفِینُه؛ و قیل: هو دَفْنُ المیِّتِ فی الحجارة؛ و أَنشد: غَداةَ ثَوَی فی الرَّمْلِ، غیرَ مُحَسَّبِ «3» أَی غیر مَدْفُون، و قیل: غیر مُكَفَّن، و لا مُكَرَّم، و قیل: غیر مُوَسَّدٍ، و الأَول أَحسن. قال الأَزهری: لا أَعرف التَّحْسِیبَ بمعنی الدَّفْن فی الحجارة، و لا بمعنی التَّكْفِین، و المعنی فی قوله غیرَ مُحَسَّب أَی غیر مُوَسَّد. و إنه لَحَسنُ الحِسْبةِ فی الأَمْر أَی حَسَنُ التدبیر النَّظَرِ فیه، و لیس هو من احْتِسابِ الأَجْر. و فلان مُحْتَسِبُ البَلَدِ، و لا تقل مُحْسِبُه. و تَحَسَّب الخبَرَ: اسْتَخْبَر عنه، حجازِیَّةٌ. قال أَبو سدرة الأَسدی، و یقال: إنه هُجَیمِیٌّ، و یقال: إنه لرجل من بنی الهُجَیْمِ: تَحَسَّب هَوَّاسٌ، و أَیْقَنَ أَنَّنی بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُهْ فقلتُ له: فاها لِفِیكَ، فإنَّها قَلُوصُ امْرِئٍ، قاریكَ ما أَنتَ حاذِرُه یقول: تَشَمَّمَ هَوّاسٌ، و هو الأَسَدُ، ناقتی، و ظَنَّ أَنی أَتركُها له، و لا أُقاتِله. و معنی لا أُغامِرُه أَی لا أُخالِطُه بالسیف، و معنی من واحد أَی من حَذَر واحدٍ، و الهاءُ فی فاها تعود علی الداهِیة أَی أَلزَم اللّهُ فاها لِفیكَ، و قوله: قاریكَ ما أَنتَ حاذِرُه، أَی لا قِری لك عندی إلا السَّیفُ. و احْتَسَبْتُ فلاناً: اختبرْتُ ما عنده، و النِّساءُ یَحْتَسِبْنَ ما عِندَ الرِّجال لهن أَی یَخْتَبِرْنَ. أَبو عبید: ذهب فلان یَتَحَسَّبُ الأَخْبارَ أَی یَتَجَسَّسُها، بالجیم، و یَتَحَسَّسُها، و یَطْلُبها تَحَسُّباً. و‌فی حدیث الأَذان: أَنهم كانوا یجتمعون فیَتَحَسَّبُون الصَلاةَ فَیَجِیئُون بلا داعٍ‌أَی یَتَعَرَّفُون و یَتَطَلَّبُون وَقْتَها و یَتَوَقَّعُونه فیَأْتُون المَسْجد قبل أَن یَسْمَعُوا الأَذان؛ و المشهور فی الروایة: یَتَحَیَّنُون من الحِینِ الوَقْتِ أَی یَطْلُبون حِینَها. و‌فی حدیث بعْضِ الغَزَواتِ: أَنهم كانوا یَتَحَسَّبُونَ الأَخْبار‌أَی یَتَطلَّبُونها. و احْتَسَبَ فلان علی فلان: أَنكر علیه قَبِیحَ عمله؛ و قد سَمَّتْ (أَی العربُ) حَسِیباً و حُسَیْباً.

حشب؛ ج1، ص: 317

: الحَشِیبُ و الحَشِیبیُّ و الحَوْشَبُ: عَظْمٌ فی باطن الحافر، بین العَصَبِ و الوَظِیف؛ و قیل: هو حَشْوُ الحافِر؛ و قیل: هو عُظَیْم صغیر، كالسُّلامَی فی طَرَف الوَظِیف، بینَ رَأْسِ الوَظِیف و مُسْتَقَرِّ الحافر، مما یَدخل فی الجُبَّةِ. قال أَبو عمرو: الحَوْشَبُ حَشْوُ الحافِر، و الجُبَّةُ الذی فیه الحَوْشَبُ، و الدَّخِیسُ بینَ اللَّحْم و العَصَبِ. قال العجاج: فی رُسُغٍ لا یَتَشَكَّی الحَوْشَبا، مُسْتَبطِناً، معَ الصَّمِیمِ، عَصَبا و قیل: الحَوْشَبُ: مَوْصِلُ الوَظِیفِ فی رُسْغِ
(3). قوله [فی الرمل] هی روایة الأَزهری و روایة ابن سیدة فی الترب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 318
الدَّابةِ. و قیل: الحَوْشَبانِ من الفرس: عَظْما الرُّسْغ؛ و فی التهذیب: عَظْما الرُّسْغَیْنِ. و الحَوْشَبُ: العَظِیمُ البَطْنِ. قال الأَعلم الهذلی: و تَجُرُّ مُجْریةٌ، لها لَحْمِی، إلی أَجْرٍ حَواشِبْ أَجْرٍ: جمع جِرْوٍ، علی أَفْعُلٍ. و أَراد بالمُجْرِیةِ: ضَبُعاً ذات جِراءٍ، و قیل: هو العَظِیمُ الجَنْبَینِ، و الأُنثی بالهاءِ. قال أَبو النجم: لَیْسَتْ بَحَوْشَبةٍ یَبِیتُ خِمارُها، حتی الصَّباحِ، مُثَبَّتاً بِغِراءِ یقول: لا شعر علی رأْسِها فهی لا تَضَع خِمارَها. و الحَوْشَبُ: المُنْتَفِخُ الجَنْبَیْنِ. و قول ساعدة ابن جؤیة: فالدَّهْرُ، لا یَبْقَی علی حَدَثانِه أَنَسٌ لَفِیفٌ، ذو طَرائفَ، حَوْشَبُ قال السكری: حَوْشَبٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَیْنِ، فاستعار ذلك للجمع الكثیر، و مما یُذكر من شعر أَسد بن ناعِصةَ: و خَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه، یُجاوِبُ حَوْشَبَه القَعْنَبُ قیل: القَعْنَبُ: الثَّعْلَب الذَّكر. و الحَوْشَبُ: الأَرْنَب الذكر؛ و قیل: الحَوْشَبُ: العِجْل، و هو وَلد البَقرة. و قال الآخر: كأَنَّها، لمَّا ازْلأَمَّ الضُّحَی، أُدْمانةٌ یَتْبَعُها حَوْشَبُ و قال بعضهم: الحَوْشَبُ: الضَّامِرُ، و الحَوْشَبُ: العَظِیمُ البَطْنِ، فجعله من الأَضداد. و قال: فی البُدْنِ عِفْضاجٌ، إذا بَدَّنْتَه، و إذا تُضَمِّرهُ، فحَشْرٌ حَوْشَبُ فالحَشْرُ: الدَّقِیقُ، و الحَوْشَب: الضامِرُ. و قال المؤَرج: احْتَشَب القومُ احْتِشاباً إذا اجتمعوا. و قال أَبو السمیدع الأَعرابی: الحَشِیبُ من الثِّیاب. و الخَشِیبُ و الجَشِیبُ: الغَلِیظُ. و قال المؤَرج: الحَوْشَبُ و الحَوْشَبةُ: الجماعةُ من الناس، و حَوْشَبٌ: اسم.

حصب؛ ج1، ص: 318

: الحَصْبةُ و الحَصَبةُ و الحَصِبةُ، بسكون الصاد و فتحها و كسرها: البَثْر الذی یَخْرُج بالبَدَن و یظهر فی الجِلْد، تقول منه: حَصِبَ جِلدُه، بالكسر، یَحْصَبُ، و حُصِبَ فهو مَحْصُوبٌ. و‌فی حدیث مَسْرُوقٍ: أَتَیْنا عبدَ اللّهِ فی مُجَدَّرِینَ و مُحَصَّبِینَ، هم الذین أَصابَهم الجُدَرِیُّ و الحَصْبةُ. و الحَصَبُ و الحَصْبةُ: الحجارةُ و الحصی، واحدته حَصَبةٌ، و هو نادر. و الحَصْباء: الحَصی، واحدته حَصَبة، كقَصَبةٍ و قَصْباءَ؛ و هو عند سیبویه اسم للجمع. و‌فی حدیث الكَوْثَرِ: فأَخرج من حَصْبائه، فإذا یاقُوتٌ أَحمرُ، أَی حَصاه الذی فی قَعْره. و أَرضٌ حَصِبةٌ و مَحْصَبةٌ، بالفتح: كثیرة الحَصباءِ. قال الأَزهری: أَرض مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْباء، و مَحْصاةٌ: ذاتُ حَصی. قال أَبو عبید: و أَرضٌ مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْبةٍ، و مَجْدَرةٌ: ذاتُ جُدَرِیٍّ، و مكانٌ حاصِبٌ: ذُو حَصْباء. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن مَسِّ الحَصْباءِ فی الصلاةِ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 319
كانوا یُصَلُّون علی حَصْباءِ المسجد، و لا حائلَ بین وجوههم و بَیْنَها، فكانوا إذا سجدوا، سَوَّوْها بأَیدیهم، فنُهُوا عن ذلك، لأَنه فِعْلٌ من غیر أَفعالِ الصلاة، و العَبَثُ فیها لا یجوز، و تَبْطُلُ به إذا تكرَّر؛ و منه‌الحدیث: إن كان لا بدّ من مَسِّ الحَصْباءِ فواحدةً، أَی مَرَّةً واحدة، رُخِّصَ له فیها، لأَنها غیر مكرّرة. و مكانٌ حَصِبٌ: ذُو حَصباء علی النَّسَب، لأَنا لم نَسْمع له فِعْلًا؛ قال أَبو ذُؤَیْب.فكَرَعْنَ فی حَجَراتِ عَذْبٍ بارِدٍ، حَصِبِ البِطاحِ، تَغِیبُ فیه الأَكْرُعُ و الحَصْبُ: رَمْیُكَ بالحَصْباءِ. حَصَبَهُ یَحْصِبُه حَصْباً «1»: رماه بالحَصْباءِ و تحاصَبُوا: تَرامَوْا بالحَصْباءِ، و الحَصْباءُ: صِغارُها و كِبارُها. و‌فی الحدیث الذی جاءَ فی مَقْتَل عثمان، رضی اللّه عنه، قال: إنهم تَحاصَبُوا فی المسجد، حتی ما أُبْصِرَ أَدِیمُ السماءِ، أَی تَرامَوْا بالحَصْباءِ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه رأَی رَجلین یَتَحدّثان، و الإِمامُ یَخْطُب، فَحَصَبَهما‌أَی رَجَمَهُما بالحَصْباءِ لیُسَكّتَهُما. و الإِحْصابُ: أَن یُثِیرَ الحَصی فی عَدْوِه. و قال اللحیانی: یكون ذلك فی الفَرَس و غیره مما یَعْدُو؛ تقول منه: أَحْصَبَ الفرسُ و غیره. و حَصَّبَ الموضعَ: أَلقَی فیه الحَصی الصِّغار، و فَرَشَه بالحَصْباءِ. و‌فی الحدیث: أَن عُمر، رضی اللّه عنه، أَمَرَ بتَحْصِیبِ المسجد، و ذلك أَن یُلقَی فیه الحَصی الصغارُ، لیكون أَوْثرَ للمُصَلِّی، و أَغْفَرَ لِما یُلْقی فیه من الأَقْشابِ و الخَراشِیِّ و الأَقْذارِ. و الحَصْباءُ: هو الحَصی الصغار؛ و منه‌الحدیث الآخَرُ: أَنه حَصَّبَ المسجدَ و قال هو أَغْفَرُ للنُّخَامةِ، أَی أَسْتَرُ للبُزاقة، إذا سقَطَت فیه؛ و الأَقْشابُ: ما یَسْقُط من خُیوطِ خِرَقٍ، و أَشیاء تُسْتَقْذَر. و المُحصَّب: موضع رَمْیِ الجِمار بِمِنیً، و قیل: هو الشِّعْبُ الذی مَخْرَجُه إلی الأَبْطَحِ، بین مكة و مِنی، یُنامُ فیه ساعةً من اللیل، ثم یُخرج إلی مكة، سُمّیا بذلك للحَصی الذی فیهما. و یقال لموضع الجمار أَیضاً: حِصاب، بكسر الحاءِ. قال الأَزهری: التَّحْصِیبُ النَّوْمُ بالشِّعْبِ، الذی مَخْرَجُه إلی الأَبْطَحِ ساعةً مِن اللیلِ، ثم یُخْرَجُ إلی مكةَ، و كان موضعاً نَزَلَ به رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، مِن غیر أَن سَنَّه للناسِ، فَمَن شاءَ حَصَّبَ، و من شاءَ لم یُحَصِّبْ؛ و منه‌حدیث عائشةَ، رضی اللّه عنها: لیس التَّحْصِیبُ بشی‌ءٍ، أَرادت به النومَ بالمُحَصَّبِ، عند الخُروجِ من مَكةَ، ساعةً و النُّزُولَ به. و‌رُوِی عن عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال: یَنْفِرُ الناسُ كُلُّهم إلَّا بَنِی خُزَیْمَةَ، یعنی قریشاً لا یَنْفِرُون فی النَّفْرِ الأَوّل.قال و قال: یا آلَ خُزَیْمَةَ حَصِّبُوا‌أَی أَقِیموُا بالمُحَصَّبِ. قال أَبو عبید: التَّحْصِیبُ إذا نَفَر الرَّجلُ مِن مِنی إلی مكة، للتّوْدِیعِ، أَقامَ بالأَبْطَحِ حتی یَهْجَعَ بها ساعةً مِنَ اللیل، ثم یَدْخُل مكة. قال: و هذا شی‌ءٌ كان یُفْعَل، ثم تُرِكَ؛ و خُزَیْمَةُ هم قُرَیْش و كِنانةُ، و لیس فیهم أَسَدٌ. و قال القعنبی: التَّحْصِیبُ: نُزولُ المُحَصَّب بمكة. و أَنشد: فَلِلّهَ عَیْنا مَن رَأَی مِنْ تَفَرُّقٍ أَشَتَّ، و أَنْأَی مِنْ فِراقِ المُحَصَّبِ
(1). قوله [حصبه یحصبه] هو من باب ضرب و فی لغة من باب قتل انتهی مصباح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 320
و قال الأَصمعی: المُحَصَّبُ: حیث یُرْمَی الجمارُ؛ و أَنشد: أَقامَ ثلاثاً بالمُحَصَّبِ مِن مِنًی، و لَمَّا یَبِنْ، للنَّاعِجاتِ، طَرِیقُ و قال الراعی: أَ لم تَعْلَمی، یا أَلأَمَ النَّاسِ، أَنَّنی بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ، و عِندَ المُحَصَّبِ یرید موضع الجِمار. و الحاصِبُ: رِیحٌ شَدِیدة تَحْمِل التُّرابَ و الحَصْباءَ؛ و قیل: هو ما تَناثَر من دُقاقِ البَرَد و الثَّلْجِ. و فی التنزیل: إِنّٰا أَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ حٰاصِباً؛ و كذلك الحَصِبةُ؛ قال لبید: جَرَّتْ عَلَیها، أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها، أَذْیالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ «1» و قوله تعالی: إِنّٰا أَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ حٰاصِباً؛ أَی عَذاباً یَحْصِبُهم أَی یَرْمِیهم بِحِجٰارَةٍ مِنْ سِجِّیلٍ؛ و قیل: حٰاصِباً أَی ریحاً تَقْلَعُ الحَصْباء لقوّتها، و هی صغارها و كبارها. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه، قال للخَوارج: أَصابَكم حاصِبٌ‌أَی عَذابٌ من اللّه، و أَصله رُمیتم بالحَصْباءِ من السماءِ. و یقال للرِّیحِ التی تَحْمِل الترابَ و الحَصی: حاصِبٌ، و للسَّحابِ یَرْمِی بالبَرَد و الثَّلْج: حاصِبٌ، لأَنه یَرْمِی بهما رَمْیاً؛ قال الأَعشی: لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَی، و جَأْواءُ تُبْرقُ عنها الهَیُوبا أَراد بالحاصِب: الرُّماةَ. و قال الأَزهری: الحاصِبُ: العَدَدُ الكَثِیرُ من الرَّجَّالةِ، و هو معنی قوله: لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَی ابن الأَعرابی: الحاصِبُ مِن التّراب ما كان فیه الحَصْباء. و قال ابن شمیل: الحاصِبُ: الحَصْباء فی الرِّیح، كان یَوْمُنا ذا حاصِبٍ. و رِیحٌ حاصِبٌ، و قد حصَبَتْنا تَحْصِبُنا. و ریحٌ حَصِبةٌ: فیها حَصباء. قال ذو الرمة: حَفِیفُ نافِجةٍ، عُثْنُونُها حَصِب و الحَصَبُ: كُلُّ ما أَلقَیْتَه فی النَّار من حَطَب و غیره. و فی التنزیل: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ. قال الفرَّاءُ: ذكر أَن الحَصَبَ فی لغة أَهل الیمن الحَطَبُ. و‌رُوِی عن علی، كرّم اللّه وجهه: أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ.و كلُّ ما أَلْقَیْتَه فی النار، فقد حَصَبْتَها به، و لا یكون الحَصَبُ حَصَباً، حتی یُسْجَر به. و قیل: الحَصَبُ: الحَطَبُ عامّةً. و حَصَبَ النارَ بالحَصَبِ یَحْصُبها حَصْباً: أَضْرَمَها. الأَزهری: الحَصَبُ: الحَطَبُ الذی یُلْقَی فی تَنُّور، أَو فی وَقُودٍ، فأَمّا ما دام غیر مستعمل للسُّجُورِ، فلا یسمی حَصَباً. و حَصَبْتُه أَحْصِبُه: رمَیْته بالحَصْباءِ. و الحَجرُ المَرْمِیُّ به: حَصَبٌ، كما یقال: نَفَضْتُ الشی‌ءَ نَفْضاً، و المنفوضُ نَفَضٌ، فمعنی قوله حَصَبُ جَهَنَّمَ أَی یُلْقَوْن فیها، كما یُلْقَی الحَطَبُ فی النارِ. و قال الفرّاءُ: الحَصَبُ فی لغة أَهل نجد: ما رَمَیْتَ به فی النار. و قال عكرمة: حَصَبُ جَهَنَّمَ: هو
(1). قوله [جرت علیها] كذا هو فی بعض نسخ الصحاح أیضاً و الذی فی التكملة جرت علیه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 321
حَطَبُ جهنم بالحَبَشیة. و قال ابن عرفة: إن كان أَراد أَن العرب تكلمت به فصار عَرَبیةً، و إلا فلیس فی القرآن غیرُ العربیةِ. و حَصَبَ فی الأَرض: ذَهَبَ فیها. و حَصَبةُ: اسم رجل، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ لَسْتَ عَبْدَ عامِرِ بنِ حَصَبَهْ و یَحْصَبُ: قبیلةٌ، و قیل: هی یَحْصُبُ، نقلت من قولك حَصَبَه بالحصی، یَحْصُبُه، و لیس بقویّ. و فی الصحاح: و یَحْصِبُ، بالكسر: حَیٌّ من الیمن، و إذا نسبت إلیه قلت: یَحْصَبِیٌّ، بالفتح، مثل تَغْلِبَ و تَغْلَبِیٍّ.

حصلب؛ ج1، ص: 321

: الحِصْلِبُ و الحِصْلِمُ: التراب.

حضب؛ ج1، ص: 321

: الحِضْبُ و الحُضْبُ جمیعاً: صَوْتُ القَوْس، و الجمع أَحْضابٌ. قال شمر: یقال حِضْبٌ و حَبْضٌ، و هو صَوْتُ القَوْسِ. و الحَضْبُ و الحِضْبُ: ضَرْبٌ من الحَیّاتِ؛ و قیل: هو الذكر الضَّخْمُ منها. قال: و كلُّ ذكر من الحَیَّاتِ حِضْبٌ. قال أَبو سعید: هو بالضاد المعجمة، و هو كالأَسْوَدِ و الحُفَّاثِ و نحوهما؛ و قیل: هو حَیَّة دقیقة؛ و قیل: هو الأَبْیضُ منها؛ قال رؤبة: جاءَتْ تَصَدَّی خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضابْ و قول رؤبة: و قد تَطَوَّیْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ، بَیْنَ قَتادِ رَدْهةٍ و شِقْبِ یجوز أَن یكون أراد الوَتَرَ، و أَن یكون أَراد الحَیَّةَ. و الحَضَبُ: الحَطَبُ فی لغة الیمن؛ و قیل: هو كلُّ ما أَلْقَی فی النار مِن حَطَبٍ و غیره، یُهَیِّجُها به. و الحَضَبُ: لغة فی الحَصَب، و منه قرأَ ابن عباس: حَضَبُ جَهنمَ، منقوطة. قال الفرَّاءُ: یرید الحَصَبَ. و حَضَبَ النارَ یَحْضِبُها: رَفَعَها. و قال الكسائی: حَضَبْتُ النارَ إذا خَبَتْ فأَلْقَیْتَ علیها الحَطَبَ، لتَقِدَ. و المِحْضَبُ: المِسعَرُ، و هو عُود تُحَرَّكُ به النارُ عند الإِیقاد؛ قال الأَعشی: فلا تَكُ، فِی حَرْبِنا، مِحْضَباً لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّی شُعُوبَا و قال الفرّاءُ: هو المِحْضَبُ، و المِحْضَأُ، و المِحْضَجُ، و المِسْعَرُ، بمعنی واحد. و حكی ابن درید عن أَبی حاتم أَنه قال: یُسمی المِقْلَی المِحْضَب. و أَحْضابُ الجبَلِ: جَوانِبُه و سَفْحُه، واحدها حِضْبٌ، و النون أَعلی. و روی الأَزهری عن الفرَّاءِ: الحَضْبُ، بالفتح: سُرْعةُ أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ، إذا نَقَر الحَبَّة؛ و الطَّرْقُ: الفَخُّ، و الرَّهْدَنُ: العُصْفُور. قال: و الحَضْبُ أَیضاً: انْقِلابُ الحَبْلِ حتی یَسْقُط. و الحَضْبُ أَیضاً: دُخول الحَبْلِ بین القَعْو و البَكْرة، و هو مثل المَرَسِ، تقول: حَضِبَتِ البَكْرةُ و مَرِسَتْ، و تأْمر فتقول: أَحْضِبْ، بمعنی أَمْرِسْ، أَی رُدَّ الحَبْل إلی مَجْراهُ.

حضرب؛ ج1، ص: 321

: حَضْربَ حَبْلَه و وَتَرَه: شدَّه. و كلُّ مَمْلُوءٍ مُحَضْرَبٌ، و الظاء أَعلی.

حطب؛ ج1، ص: 321

: اللیث: الحَطَبُ مَعْرُوفٌ. و الحَطَبُ: ما أُعِدَّ مِن الشجَرِ شَبُوباً للنَّارِ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 322
حَطَبَ یَحْطِبُ حَطْباً و حَطَباً: المخفف مصدر، و إذا ثُقِّلَ، فهو اسم. و احْتَطَبَ احْتِطاباً: جَمَع الحَطَبَ. و حَطَبَ فلاناً حَطَباً یَحْطِبُه و احْتَطَبَ له: جَمَعَه له و أَتاهُ به؛ قال ذو الرُّمة: و هَلْ أَحْطِبَنَّ القَوْمَ، و هی عَرِیَّةٌ، أُصُولَ أَلاءٍ فی ثَرًی عَمِدٍ جَعْدِ و حَطَبَنِی فلان إذا أَتانی بالحَطَبِ؛ و قال الشماخ: خَبٌّ جَرُوزٌ، و إذا جاعَ بَكَی، لا حَطَبَ القَوْمَ، و لا القومَ سَقَی ابن بری: الخَبُّ: اللَّئِیمُ. و الجَرُوزُ: الأَكُولُ. و یقال للذی یَحْتَطِبُ الحَطَبَ فیَبِیعُه: حَطَّابٌ. یقال: جاءَت الحَطَّابةُ. و الحَطّابةُ: الذین یَحْتَطِبُون. الأَزهری: قال أَبو تراب: سمعت بعضهم یقول: احْتَطَبَ علیه فی الأَمر، و احتَقَبَ بمعنی واحد. و رَجُل حاطِبُ لَیْلٍ: یتَكلّم بالغَثِّ و السمین، مُخَلِّطٌ فی كلامِه و أَمْرِه، لا یَتَفَقَّدُ كَلامَه، كالحاطِبِ باللیل الذی یَحْطِبُ كُلَّ رَدِی‌ءٍ و جَیَّدٍ، لأَنه لا یُبْصِرُ ما یَجْمعُ فی حَبْلِه. الأَزهری: شُبِّه الجانِی علی نَفْسه بِلِسانِه، بحاطِبِ اللَّیلِ، لأَنه إذا حَطَبَ لیلًا، رُبما وقَعَتْ یَدُه علی أَفْعَی فنَهَسَتْه، و كذلك الذی لا یَزُمُّ لِسانَه و یَهْجُو الناسَ و یَذُمُّهمْ، رُبما كان ذلك سَبَباً لِحَتْفِه. و أَرضٌ حَطِیبةٌ: كثیرة الحَطَبِ، و كذلك وادٍ حَطِیبٌ؛ قال: وادٍ حَطِیبٌ عَشِیبٌ لیسَ یَمْنَعُه مِنَ الأَنِیسِ حِذارُ الیَوْمِ ذِی الرَّهَجِ و قد حَطِبَ و أَحْطَبَ. و احْتَطَبتِ الإِبلُ: رَعَتْ دِقَّ الحَطَبِ؛ قال الشاعر و ذكر إبلًا: إنْ أَخْصَبَتْ تَرَكَتْ ما حَوْلَ مَبْرَكِها زَیْناً، و تُجْدِبُ، أَحْیاناً، فَتَحْتَطِبُ و قال القطامی: إذا احْتَطَبَتْه نِیبُها، قَذَفَتْ به بَلاعِیمُ أَكْراشٍ، كأَوْعِیةِ الغَفْرِ و بعیر حَطَّابٌ: یَرْعَی الحَطَبَ، و لا یكون ذلك إلّا مِن صِحَّةٍ، و فَضْلِ قُوَّةٍ. و الأُنثی حَطَّابةٌ. و ناقة مُحاطِبةٌ: تأْكل الشَّوْكَ الیابِسَ. و الحِطابُ فی الكَرْمِ: أَن یُقْطَعَ حتی یُنْتَهی إلی ما جَرَی فیه الماءُ. و اسْتَحْطَبَ العِنَبُ: احْتاجَ أَن یُقْطَع شی‌ءٌ من أَعالِیهِ. و حَطَبُوه: قَطَعُوه. و أَحْطَبَ الكَرْمُ: حانَ أَن یُقْطَعَ منه الحَطَبُ. ابن شمیل: العِنَبُ كُلَّ عامٍ یُقْطَعُ من أَعالِیهِ شی‌ءٌ، و یُسمَّی ما یُقْطَعُ منه: الحِطابُ. یقال: قد اسْتَحْطَبَ عِنَبُكم، فاحْطِبُوه حَطْباً أَی اقْطَعُوا حَطَبَه. و المِحْطَبُ: المِنْجَلُ الذی یُقْطَعُ به. و حَطَبَ فلان بفلان: سَعَی به. و قوله تعالی فی سُورة تَبَّتْ: وَ امْرَأَتُهُ حَمّٰالَةَ الْحَطَبِ؛ قیل: هو النَّمِیمةُ؛ و قیل: إنها كانت تَحْمِل الشَّوْك، شَوْكَ العِضاهِ، فتُلْقِیهِ علی طَرِیقِ سَیِّدِنا رَسُول اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، و طَریقِ أَصحابه، رضی اللّه عنهم. قال الأَزهری: جاءَ فی التفسیر أَنَّها أُمُّ جَمیلٍ امرأَةُ أَبی لَهَبٍ، و كانتْ تَمْشِی بالنَّمِیمة؛ و من ذلك قولُ الشاعر: مِن البِیضِ لم تُصْطَدْ علی ظَهْرِ لأْمَةٍ، و لم تَمْشِ، بینَ الحَیِّ، بالحَطَبِ الرَّطْبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 323
یعنی بالحَطَبِ الرَّطْبِ النَّمِیمةَ. و الأَحْطَبُ: الشَّدِیدُ الهُزال. و الحَطِبُ مِثْلُه. و خصَّصه الجوهری فقال: الرَّجل الشَّدیدُ الهُزالِ و قد سمت حاطِباً و حُوَیْطِباً. و قولُهم: صَفْقةٌ لم یَشْهَدْها حاطِبٌ، هو حاطِبُ بن أَبی بَلْتَعةَ، و كان حازِماً. و بنو حاطِبةَ: بطن. و حَیْطُوبٌ: موضع.

حظب؛ ج1، ص: 323

: الحاظِبُ و المُحْظَئِبُّ: السَّمِینُ ذُو البِطْنةِ، و قیل: هو الذی امْتَلأَ بَطْنُه. و قد حَظَبَ یَحْظُبُ حَظْباً و حُظُوباً و حَظِبَ حَظَباً: سَمِنَ. الأُمَویُّ: من أَمْثالِهم فی باب الطَّعامِ: اعْلُلْ تَحْظُبْ [تَحْظِبْ «2». أَی كُلْ مرّة بعد أَخری تَسْمَنْ، و قیل أَی اشْرَبْ مَرَّةً بعد مَرَّةٍ تَسْمَنْ. و حَظَبَ مِن الماءِ: تَمَلَّأَ. یقال منه: حَظَبَ یَحْظِبُ حُظُوباً: إذا امْتلأَ، و مثله كَظَبَ یَكْظِبُ كُظُوباً. و قال الفرَّاءُ: حَظَبَ بَطْنُه حُظُوباً و كَظَب إذا انْتَفَخَ. ابن السكیت: رأَیت فلاناً حاظباً و مُحْظَئِبّاً أَی مُمتَلِئاً بَطِیناً. و رَجُل حَظِبٌ و حُظُبٌّ: قَصِیر، عَظِیم البَطنِ. و امرأَة حَظِبةٌ و حِظَبّةٌ و حُظُبَّةٌ: كذلك. الأَزهری: رَجُلٌ حُظُبَّةٌ حُزُقَّةٌ إذا كان ضَیِّقَ الخُلُقِ، و رَجلُ حُظُبٌّ أَیضاً؛ و أَنشد: حُظُبٌّ، إذا ساءلْتِهِ أَو تَرَكْتِه، قَلاكِ، و إنْ أَعْرَضْتِ راءَی و سَمَّعَا و وَتَرٌ حُظُبٌّ: جافٍ غَلِیظٌ شدید. و الحُظُبُّ: البَخِیل. و الحُظُبَّی: الظَّهْرُ، و قیل: عِرْقٌ فی الظهر، و قیل: صُلْبُ الرجل. قال الفِنْدُ الزِّمانیُّ، و اسمه شَهْلُ بن شَیْبانَ: و لَوْ لا نَبْلُ عَوْضٍ فی حُظَبَّایَ و أَوْصالِی أَراد بالعَوْضِ الدَّهْر؛ قال كراع: لا نَظِیرَ لها. قال ابن سیدة: و عندی أَنّ لها نَظائِرَ: بُذُرَّی من البَذْر، و حُذُرَّی من الحَذَر، و غُلُبَّی مِن الغَلَبةِ، و حُظُبَّاهُ: صُلْبُه. و روی ابن هانئ عن أَبی زید: الحُظُنْبَی، بالنون: الظَّهْرُ، و یَرْوِی بَیْتَ الفِنْدِ الزِّمانی: فی حُظُنْبایَ و أَوْصالی. الأَزهری، عن الفرَّاءِ: من أَمثال بَنی أَسَدٍ: اشْدُدْ حُظُبَّی قَوْسَكَ؛ یرید اشْدُدْ یا حُظُبَّی قَوْسَكَ، و هو اسم رجل، أَی هَیِّئْ أَمْرَكَ.

حظرب؛ ج1، ص: 323

: المُحَظْرَبُ: الشَّدیدُ الفَتْلِ. حَظْرَبَ الوَتَرَ و الحَبْلَ: أَجادَ فَتْلَه، و شَدَّ تَوْتِیرَه. و حَظْرَبَ قَوْسَه: إذا شدَّ تَوْتِیرَها. و رَجلٌ مُحَظْرَبٌ: شَدیدُ الشَّكِیمةِ، و قیل: شَدیدُ الخَلْقِ و العَصَبِ مَفْتُولُهما. الأَزهری عن ابن السكیت: و المُحَظْرَبُ: الضّیِّقُ الخُلُق؛ قال طَرَفةُ بن العبد: و أَعْلَمُ عِلْماً، لیسَ بالظَّنِّ، أَنه إذا ذَلَّ مَوْلی المَرْءِ، فهو ذَلِیلُ و أَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم یَكُنْ لَه حَصاةُ، عَلی عَوْراتِه، لَدَلِیلُ
(2). قوله [تحظب] ضبطت الظاء بالضم فی الصحاح و بالكسر فی التهذیب
لسان العرب، ج‌1، ص: 324
و كائنْ تَرَی مِنْ لَوْذَعِیٍّ مُحَظْرَبٍ، و لیسَ له، عِندَ العَزِیمةِ، جُولُ «1» یقول: هو مُسَدَّدٌ، حَدیدُ اللسان، حَدیدُ النظَر، فإذا نزلت به الأُمور، وجَدْتَ غیره ممن لیس له نَظَرُه و حِدَّتُه، أَقْوَمَ بها منه. و كائن بمعنی كم، و یروی یَلْمَعیٍّ و أَلْمَعِیٍّ، و هو الرجل المُتَوَقِّدُ ذَكاءً، و قد فسره أَوس بن حجر فی قوله: الأَلْمَعِیُّ، الذی یظن بك الظنّ، كأَنْ قد رَأَی و قد سَمِعا و الجُولُ: العَزیمةُ. و یقال: العَقْلُ. و الحَصاةُ أَیضاً: العَقْلُ، یقال: هو ثابتُ الحَصاة، إذا كان عاقلًا. و ضَرْعٌ مُحَظْرَبٌ: ضَیِّقُ الأَخلاف. و كُلّ مَمْلوءٍ مُحَظْرَبٌ، و قد تقدم فی الضاد. و التَّحَظْرُبُ: امْتِلاءُ البَطْنِ، هذه عن اللحیانی.

حظلب؛ ج1، ص: 324

: الأَزهری، ابن درید: الحَظْلَبةُ «2»: العَدْوُ.

حقب؛ ج1، ص: 324

: الحَقَبُ، بالتحریك: الحِزامُ الذی یَلِی حَقْوَ البَعِیر. و قیل: هو حَبْلٌ یُشَدُّ به الرَّحْلُ فی بَطْنِ البَعِیر مما یلی ثِیلَه، لِئَلَّا یُؤْذِیَه التَّصْدیرُ، أَو یَجْتَذِبَه التَّصْدیرُ، فَیُقَدِّمَه؛ تقول منه: أَحْقَبْتُ البَعِیرَ. و حَقِبَ، بالكسر، حَقَباً فهو حَقِبٌ: تَعَسَّرَ علیه البَوْلُ مِن وُقُوعِ الحَقَبِ علی ثِیلِه؛ و لا یقال: ناقةٌ حَقِبةٌ لأَنَّ الناقة لَیس لها ثِیلٌ. الأَزهری: من أَدَواتِ الرَّحْلِ الغَرْضُ و الحَقَبُ، فأَما الغَرْضُ فهو حِزامُ الرَّحْلِ، و أَما الحَقَبُ فهو حَبْلٌ یَلِی الثِّیلَ. و یقال: أَخْلَفْتُ عن البَعِیر، و ذلك إذا أَصابَ حَقَبُه ثِیلَه، فیَحْقَبُ هو حَقَباً، و هو احْتِباسُ بَوْلِه؛ و لا یقال ذلك فی الناقةِ لأَنَّ بَوْلَ الناقةِ من حَیائها، و لا یَبْلُغُ الحَقَبُ الحَیاءَ؛ و الإِخْلافُ عنه: أَن یُحَوَّلَ الحَقَبُ فیُجْعَلَ مما یَلِی خُصْیَتَی البَعِیر. و یقال: شَكَلْت عن البَعیر، و هو أَن تجعل بین الحَقَب و التَّصْدیر خَیْطاً، ثم تَشُدَّه لئلا یَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّیلِ. و اسم ذلك الخَیْطِ: الشِّكالُ. و جاءَ‌فی الحدیث: لا رَأْی لِحازِقٍ، و لا حاقِبٍ، و لا حاقِنٍ؛ الحازِقُ: الذی ضاقَ علیه خُفُّه، فَحَزَقَ قَدَمَه حَزْقاً، و كأَنه بمعنی لا رأْی لذی حَزْقٍ؛ و الحاقِبُ: هو الذی احْتاجَ إلی الخَلاءِ، فلم یَتَبَرَّزْ، و حَصَرَ غائطَه، شُبِّه بالبَعِیر الحَقِبِ الذی قد دَنا الحَقَبُ مِن ثِیلِه، فمنَعَه من أَن یَبُولَ. و‌فی الحدیث: نُهِیَ عن صلاة الحاقِبِ و الحَاقِن.و‌فی حدیث عُبادةَ بن أَحْمَر: فجمَعْتُ إبِلی، و رَكِبْتُ الفَحْلَ، فحَقِبَ فَتَفاجَّ یَبُولُ، فَنَزَلْتُ عنه.حَقِبَ البعیرُ إذا احْتَبَسَ بَوْلُه. و یقال: حَقِبَ العامُ إذا احْتَبَس مَطَرُه. و الحَقَبُ و الحِقابُ: شی‌ء تُعَلِّقُ به المرأَةُ الحَلْیَ، و تَشُدُّه فی وسَطِها، و الجمع حُقُبٌ. و الحِقابُ: شی‌ءٌ مُحَلّیً تَشُدُّه المرأَةُ علی وَسَطِها. قال اللیث: الحِقابُ شی‌ء تتخذه المرأَة، تُعَلِّق به مَعالِیقَ الحُلیِّ، تَشُدُّه علی وسَطها، و الجمع الحُقُبُ. قال الأَزهری:
(1). قوله [عند العزیمة] كذا فی نسخة المحكم أیضاً و الذی فی الصحاح العزائم بالجمع و التفسیر للجوهری. (2). قوله [ابن درید الحظلبة إلخ] كذا هو فی التهذیب، و الذی فی التكملة عن ابن درید سرعة العدو و تبعها المجد.لسان العرب، ج‌1، ص: 325
الحِقابُ هو البَرِیمُ، إلَّا أَنَّ البَریمَ یكون فیه أَلوانٌ من الخُیُوطِ تَشُدُّه المرأَة علی حَقْوَیْها. و الحِقابُ: خَیْط یُشَدُّ فی حَقْوِ الصبیِّ، تُدْفَعُ به العینُ. و الحَقَبُ فی النَّجائبِ: لَطافةُ الحَقْوَیْنِ، و شِدَّةُ صِفاقِهما، و هی مِدْحةٌ. و الحِقابُ: البیاض الظاهر فی أَصل الظُّفُر. و الأَحْقَبُ: الحِمار الوَحْشِیُّ الذی فی بَطْنِه بیاض، و قیل: هو الأَبیضُ موضعِ الحَقَبِ؛ و الأَوّل أَقْوَی؛ و قیل: إنما سُمی بذلك لبیاضٍ فی حَقْوَیْهِ، و الأَنثی حَقْباءُ؛ قال رؤبة بن العجاج یُشَبِّه ناقَتَه بأَتانٍ حَقْباءَ: كَأَنَّهَا حَقْباء بَلْقاءُ الزَّلَقْ، أَو جادِرُ اللِّیتَیْنِ، مَطْوِیُّ الحَنقْ و الزَّلَقُ: عَجِیزَتُها حیث تَزْلَقُ منه. و الجادِرُ: حِمارُ الوَحْشِ الذی عَضَّضَتْه الفُحُول فی صَفْحَتَیْ عُنُقِه، فصار فیه جَدَراتٌ. و الجَدَرةُ: كالسِّلْعة تكون فی عُنُقِ البعیر، و أَراد باللِّیتَیْن صَفْحَتَی العُنقِ أَی هو مَطْوِیٌّ عند الحنَقِ، كما تقول: هو جَرِی‌ءُ المَقْدَمِ أَی جَرِی‌ءٌ عند الإِقْدامِ و العَرب تُسَمِّی الثَّعْلَبَ مُحْقَباً، لبیَاضِ بَطْنِه. و أَنشد بعضُهم لأُم الصَّریح الكِنْدِیّةِ، و كانت تحتَ جَریر، فوَقَع بینها و بین أُخت جریر لِحَاءٌ و فِخارٌ، فقالت: أَ تَعْدِلِینَ مُحْقَباً بأَوْسِ، و الخَطَفَی بأَشْعَثَ بنِ قَیْسِ، ما ذاكِ بالحَزْمِ و لا بالكَیْسِ عَنَتْ بذلكَ: أَنَّ رِجالَ قَوْمِها عند رِجالِها، كالثَّعْلَب عند الذِّئب. و أَوْسٌ هو الذئب، و یقال له أُوَیْسٌ. و الحَقِیبةُ كَالبَرْذَعةِ، تُتَّخَذ لِلحِلْسِ و القَتَبِ، فأَمّا حَقِیبةُ القَتَبِ فَمِنْ خَلْفُ، و أَمّا حَقِیبةُ الحِلْسِ فَمُجَوَّبةٌ عن ذِرْوةِ السَّنامِ. و قال ابن شمیل: الحَقِیبةُ تكون علی عَجُزِ البَعِیر، تحت حِنْوَیِ القَتَبِ الآخَرَیْن. و الحَقَبُ: حَبْلُ تُشَدُّ به الحَقِیبةُ. و الحَقِیبةُ: الرِّفادةُ فی مُؤَخَّر القَتَبِ، و الجمع الحَقائبُ. و كلُّ شی‌ءٍ شُدّ فی مؤَخَّر رَحْل أَو قَتَب، فقد احْتُقِبَ. و‌فی حدیث حنین: ثم انْتَزَع طَلَقاً مِنْ حَقِبه‌أَی من الحَبْلِ المَشْدُود علی حَقْوِ البعیر، أَو من حَقِیبتِه، و هی الزِّیادةُ التی تُجْعَل فی مُؤَخَّر القَتَب، و الوعاءُ الذی یَجْعَل الرجل فیه زادَه. و المُحْقِبُ: المُرْدِفُ؛ و منه‌حدیث زید بن أَرْقَمَ: كنتُ یَتِیماً لابنِ رَواحةَ فَخرجَ بی إلی غَزْوةِ مُؤْتةَ، مُرْدِفی علی حَقِیبةِ رَحْلِه؛ و منه‌حدیث عائشة: فَأَحْقَبَها عبدُ الرحمن علی ناقةٍ، أَی أَرْدَفَها خَلْفَه علی حَقِیبةِ الرَّحْل. و‌فی حدیث أَبی أُمامة: أَنه أَحْقَبَ زادَه خَلْفَه علی راحِلَتِه‌أَی جعلَه وراءه حَقِیبةً. و احتَقَبَ حَیْراً أَو شَرًّا، و اسْتَحْقَبه: ادَّخَره، علی المثَل، لأَنّ الإِنسان حامِلٌ لعَمَلِه و مُدَّخِرٌ له. و احْتَقَبَ فلان الإِثْم: كأَنَّه جَمَعَه و احْتَقَبَه مِنْ خَلْفهِ؛ قال إمْرُؤُ القیس: فالیَوْمَ أُسْقَی، غَیْرَ مُسْتَحْقِبٍ، إثْماً، مِنَ اللّهِ، و لا واغِلِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 326
و احْتَقَبَه و اسْتَحْقَبَه، بمعنی أَی احْتَمَلَه. الأَزهری: الاحْتِقابُ شَدُّ الحَقِیبةِ من خَلْفٍ، و كذلك ما حُمِلَ مِن شی‌ء من خَلْفٍ، یقال: احْتَقَبَ و اسْتَحْقَبَ؛ قال النابغة: مُسْتَحْقِبِی حَلَقِ الماذِیِّ، یَقْدُمُهم شُمُّ العَرانِینِ، ضَرَّابُون لِلهامِ «3» الأَزهری: و من أَمثالهم: اسْتَحْقَبَ الغَزْوُ أَصْحابَ البَراذِینِ؛ یقال ذلك عند ضِیق المخَارِج؛ و یقال فی مثله: نَشِبَ الحَدیدةُ و التَوَی المِسمارُ؛ یقال ذلك عند تأْكید كل أَمر لیس منه مَخْرَجٌ. و الحِقْبةُ من الدَّهر: مدّة لا وَقْتَ لها. و الحِقْبةُ، بالكسر: السَّنةُ؛ و الجمع حِقَبٌ و حُقُوبٌ كحِلْیةٍ و حُلِیٍّ. و الحُقْبُ و الحُقُبُ: ثمانون سَنةً، و قیل أَكثرُ من ذلك؛ و جمع الحُقْبِ حِقابٌ، مثل قُفٍّ و قِفافٍ، و حكی الأَزهری فی الجمع أَحْقَاباً. و الحُقُبُ: الدَّهرُ، و الأَحْقابُ: الدُهُور؛ و قیل: الحُقُبُ السَّنةُ، عن ثعلب. و منهم من خَصَّصَ به لغة قیس خاصَّة. و قوله تعالی: أَوْ أَمْضِیَ حُقُباً؛ قیل: معناه سنةً؛ و قیل: معناه سنین، و بسِنینَ فسره ثعلب. قال الأَزهری: و جاء فی التفسیر: أَنه ثمانون سنة، فالحُقُب علی تفسیر ثعلب، یكون أَقَلَّ من ثمانین سنة، لأَنّ موسی، علیه السلام، لم یَنْوِ أَن یَسِیرَ ثَمانین سَنةً، و لا أَكثر، و ذلك أَنّ بَقِیَّةَ عُمُرِه فی ذلك الوَقْت لا تَحْتَمِلُ ذلك؛ و الجمع من كل ذلك أَحْقابٌ و أَحْقُبٌ؛ قال ابن هَرْمةَ: و قد وَرِثَ العَبّاسُ، قَبْلَ مُحمدٍ، نَبِیَّیْنِ حَلَّا بَطْنَ مَكَّةَ أَحْقُبا و قال الفرَّاءُ فی قوله تعالی: لٰابِثِینَ فِیهٰا أَحْقٰاباً؛ قال: الحُقْبُ ثمانُون سنةً، و السَّنةُ ثَلاثُمائة و ستون یوماً، الیومُ منها أَلفُ سنة من عَدد الدنیا، قال: و لیس هذا مما یدل علی غایة، كما یَظُنّ بعضُ الناس، و إنما یدُل علی الغایةِ التوْقِیتُ، خمسةُ أَحْقاب أَو عشرة، و المعنی أَنهم یَلْبَثُون فیها أَحْقاباً، كُلَّما مضَی حُقْب تَبِعه حُقْب آخَر؛ و قال الزجاج: المعنی أَنهم یَلْبَثُون فیها أَحْقاباً، لا یذُوقُون فی الأَحْقابِ بَرْداً وَ لٰا شَرٰاباً، و هم خالدون فی النار أَبداً، كما قال اللّه، عز و جل؛ و فی حدیث قُسّ: و أَعْبَدُ مَن تَعَبَّدَ فی الحِقَبْ هو جمع حِقْبةٍ، بالكسر، و هی السنةُ، و الحُقْبُ، بالضم؛ ثَمانُون سَنةً، و قیل أَكثر، و جمعه حِقابٌ. و قارةٌ حَقْباء: مُسْتَدِقّةٌ طَویلةٌ فی السماء؛ قال إمرؤُ القیس: تَرَی القُنَّةَ الحَقْباء، مِنْها، كَأَنَّها كُمَیْتٌ، یُبارِی رَعْلةَ الخَیْلِ، فارِدُ و هذا البیت مَنْحُول. قال الأَزهری، و قال بعضهم: لا یقال لها حَقْباء، حتی یَلْتَوِیَ السَّرابُ بِحَقْوَیْها؛ قال الأَزهری: و القارةُ الحَقْباء التی فی وسَطها تُرابٌ أَعْفَرُ، و هو یَبْرُقُ ببیاضِه مع بُرْقةِ سائِرِه. و حَقِبَت السماءُ حَقَباً إذا لم تُمْطِرْ. و حَقِبَ المطَرُ حَقَباً: احْتَبَسَ. و كُلّ ما احْتَبَس فقد حَقِبَ، عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: حَقِبَ أَمْرُ النَّاسِ‌أَی فَسَدَ و احْتَبَس، مِن قولهم حَقِبَ المَطَرُ أَی تأَخَّر و احْتَبَسَ.
(3). قوله [مستحقی حلق إلخ] كذا فی النسخ تبعاً للتهذیب و الذی فی التكملة: مستحقبو حلق الماذی خلفهمو.
لسان العرب، ج‌1، ص: 327
و الحُقْبَةُ: سكون الرِّیحِ، یمانیةٌ. و حَقِبَ المَعْدِنُ، و أَحْقَبَ: لم یوجد فیه شی‌ء، و فی الأَزهری: إذا لم یُرْكِزْ. و حَقِبَ نائِلُ فلان إذا قلَّ و انْقَطَعَ. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: الإِمَّعةُ فیكم الیَوْمَ المُحْقِبُ الناسَ دِینَه؛ و فی روایة: الذی یُحْقِبُ دِینَه الرِّجالَ؛ أَراد: الذی یُقَلِّد دینَه لكل أَحد أَی یَجْعَلُ دِینَه تابعاً لدینِ غیره، بلا حُجّة و لا بُرْهانٍ و لا رَوِیَّةٍ، و هو من الإِرْدافِ علی الحقیبة. و‌فی صفة الزبیر، رضی اللّه عنه: كانَ نُفُجَ الحَقِیبةِ‌أَی رابِیَ العَجُز، ناتئه، و هو بضم النون و الفاء؛ و منه انْتَفَجَ جَنْبا البعیر أَی ارتفعا. و الأَحْقَبُ: زعموا اسم بعض الجنْ الذین جاؤُوا یستمعون القرآن من النبی، صلی اللّه علیه و سلم. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث ذكر الأَحقب، و هو أَحَدُ النفَر الذین جاؤُوا إلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، من جنّ نَصِیبِینَ، قیل: كانوا خمسةً: خَسا، و مَسا، و شاصهْ، و باصهْ، و الأَحقَب.و الحِقابُ: جبل بعَیْنه، مَعْروف؛ قال الراجز، یَصِفُ كَلْبةً طَلَبَتْ وَعِلًا مُسِنّاً فی هذا الجَبَل: قد قُلْتُ، لمَّا جَدَّتِ العُقابُ، و ضَمَّها، و البَدنَ، الحِقابُ: جِدِّی، لكلِّ عامِلٍ ثَوابُ، الرَّأْسُ و الأَكْرُعُ و الإِهابُ البَدنُ: الوَعِلُ المُسِنُّ؛ قال ابن بری: هذا الرجز ذكره الجوهری: قد ضَمَّها، و البَدنَ، الحِقابُ قال: و الصواب: و ضَمَّها، بالواو، كما أَوردناه. و العُقابُ: اسم كَلْبَتِه؛ قال لها لمَّا ضَمَّها و الوَعِل الجَبَلُ: جِدِّی فی لَحاق هذا الوَعِلِ لتأْكُلِی الرَّأْسَ و الأَكْرُعَ و الإِهابَ.

حقطب؛ ج1، ص: 327

: الأَزهری، أَبو عمرو: الحَقْطَبَةُ صِیاحُ الحَیْقُطان، و هو ذَكَر الدُرَّاج؛ و الله أَعلم.

حلب؛ ج1، ص: 327

: الحَلَبُ: استِخراجُ ما فی الضَرْعِ من اللبَنِ، یكونُ فی الشاءِ و الإِبِل و البَقَر. و الحَلَبُ: مَصْدَرُ حَلَبها یَحْلُبُها و یَحْلِبُها حَلْباً و حَلَباً و حِلاباً، الأَخیرة عن الزجاجی، و كذلك احْتَلَبها، فهو حالِبٌ. و‌فی حدیث الزكاة: و مِن حَقِّها حَلَبُها علی الماءِ، و فی روایة: حَلَبُها یومَ وِرْدِها.یقال: حَلَبْتُ النَّاقَةَ و الشَّاةَ حَلَباً، بفتح اللام؛ و المراد بحَلْبِها علی الماء لیُصِیبَ الناسُ من لَبَنِها. و فی الحدیث‌أَنه قال لقَوْمٍ: لا تسْقُونِی حَلَبَ امرأَةٍ؛ و ذلك أَن حَلَب النساءِ عَیْبٌ عند العَرَب یُعَیَّرون به، فلذلك تَنَزَّه عنه؛ و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: هل یُوافِقُكم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ؟أَی وَقْتَ حَلَب شاةٍ، فحذف المضاف. و قومٌ حَلَبةٌ؛ و فی المثل: شَتَّی حتی تؤُوب «1» الحَلَبةُ، و لا تَقُل الحَلَمة، لأَنهم إذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النُّوقِ، اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه، ثم یؤُوبُ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ منهم؛
(1). قوله [شتی حتی تؤوب إلخ] هكذا فی أُصول اللسان التی بأیدینا، و الذی فی أمثال المیدانی شتی تؤوب إلخ، و لیس فی الأَمثال الجمع بین شتی و حتی فلعل ذكر حتی سبق قلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 328
قال الشیخ أَبو محمد بن بری: هذا المثل ذكره الجوهری: شتی تؤُوبُ الحَلَبةُ، و غَیَّره ابنُ القَطَّاع، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّی حَتَّی، و نَصَبَ بها تَؤُوب؛ قال: و المعروف هو الذی ذَكَرَه الجَوْهریّ، و كذلك ذكره أَبو عبید و الأَصْمعی، و قال: أَصْلُه أَنهم كانوا یُورِدُونَ إبلَهُم الشریعة و الحَوْضَ جمیعاً، فإذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إلی مَنازِلِهم، فحَلَب كلُّ واحد منهم فی أَهلِه علی حِیالِه؛ و هذا المثل ذكره أَبو عبید فی باب أَخلاقِ الناسِ فی اجتِماعِهِم و افْتِراقِهم؛ و مثله: الناسُ إخوانٌ، وَ شتَّی فی الشِّیَمْ، و كلُّهُم یَجمَعُهم بَیْتُ الأَدَمْ الأَزهری أَبو عبید: حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً و هَرَبْتُ هَرَباً. و الحَلُوبُ: ما یُحْلَب؛ قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِیُّ یَرْثِی أَخاه: یَبِیتُ النَّدَی، یا أُمَّ عَمْروٍ، ضَجِیعَهُ، إذا لم یكن، فی المُنْقِیاتِ، حَلُوبُ حَلِیمٌ، إذا ما الحِلْمُ زَیَّنَ أَهلَه، مع الحِلْمِ، فی عَیْنِ العَدُوِّ مَهیبُ إذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا، فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ، و هْوَ قَریب المُنْقِیاتُ: ذَواتُ النِقْیِ، و هُو الشَّحْمُ؛ یُقال: ناقةٌ مُنْقِیَةٌ، إذا كانت سَمینَةً، و كذلك الحَلُوبةُ و إنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تریدُ الشی‌ءَ الذی یُحْلَبُ أَی الشی‌ءَ الذی اتخذوه لیَحْلُبوه، و لیس لتكثیرِ الفعْلِ؛ و كذلك القولُ فی الرَّكُوبةِ و غیرها. و ناقةٌ حلوبة و حلوبٌ: للتی تُحْلَبُ، و الهاءُ أَكثر، لأَنها بمعنی مفعولةٍ. قال ثعلب: ناقة حَلوبة: مَحْلوبة؛ و قول صخر الغیّ: أَ لا قُولَا لعَبْدِ الجَهْلِ: إنَّ الصَحیحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ أَراد: لا تُصابِرُها علی الحَلْبِ، و هذا نادرٌ. و‌فی الحدیث: إیاكَ و الحلوبَ‌أَی ذاتَ اللَّبَنِ. یقالُ: ناقةٌ حلوبٌ أَی هی مما یُحلَب؛ و الحَلوبُ و الحَلوبةُ سواءٌ؛ و قیل: الحلوبُ الاسمُ، و الحَلُوبةُ الصفة؛ و قیل: الواحدة و الجماعة؛ و منه‌حدیث أُمِّ مَعْبَدٍ: و لا حَلوبَةَ فی البیت‌أَی شاة تُحْلَبُ، و رجلٌ حلوبٌ حالِبٌ؛ و كذلك كلُّ فَعُول إذا كان فی معنی مفعولٍ، تثبُتُ فیه الهاءُ، و إذا كان فی معنی فاعِلٍ، لم تَثْبُتْ فیه الهاءُ. و جمعُ الحلوبة حَلائِبُ و حُلُبٌ؛ قال اللحیانی: كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَرْبِ من الأَسماء إن شئت أَثْبَتَّ فیه الهاءَ، و إن شئتَ حذَفْتَه. و حَلوبةُ الإِبلِ و الغنم: الواحدةُ فَما زادتْ؛ و قال ابن بری: و من العرب مَن یجعل الحلوبَ واحدةً، و شاهدهُ بیتُ كعبِ بنِ سعدٍ الغَنَوی یَرثِی أَخاه: إذا لم یكن، فی المُنْقِیاتِ. حَلُوبُ و منهم من یجعله جمعاً، و شاهده قول نهیك بنِ إسافٍ الأَنصاری: تَقَسَّم جیرانی حَلُوبی كأَنما، تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ و مَنْوَرِ أَی تَقَسَّم جِیرانی حَلائِبی؛ و زَوْرٌ و مَنْوَر: حیّان مِن أَعدائه؛ و كذلك الحَلُوبة تكونُ واحدةً و جمعاً، فالحَلُوبة الواحدة؛ شاهِدُه قول الشاعر:
لسان العرب، ج‌1، ص: 329
ما إنْ رَأَیْنَا، فی الزَّمانِ، ذی الكلَبْ، حَلُوبةً واحدةً، فتُحْتَلَبْ و الحَلُوبة للجمیع؛ شاهدهُ قول الجُمَیح بن مُنْقِذ: لمَّا رأَت إبلی، قَلَّتْ حَلُوبَتُها، و كلُّ عامٍ علیها عامُ تَجْنیبِ و التَّجْنیب: قلةُ اللَّبَنِ یقال: أَجْنَبَت الإِبلُ إذا قلَّ لَبَنُها. التهذیبُ: أَنشد الباهلی للجَعْدی: و بنُو فَزَارة إنَّها لا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِبْ قال: حُكی عن الأَصمعی أَنه قال: لا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ، حتی تَهْزِمَهُم. قال و قال بعضهم: لا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن یُحْلَب علیها، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتیها الأَمْداد. قال: و هذا زَعمٌ أَثْبَتُ. اللحیانی: هذه غَنَم حُلْبٌ، بسكون اللام، للضأْنِ و المَعَز. قال: و أُراه مُخَفَّفاً عن حُلُب. و ناقةٌ حلوبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فإذا صَیَّرْتَها اسْماً، قلتَ: هذه الحَلُوبة لفلان؛ و قد یُخرجون الهاءَ من الحَلُوبة، و هم یَعْنُونها، و مثله الرَّكوبة و الرَّكُوبُ لِما یَرْكَبون، و كذلك الحَلوبُ و الحلوبةُ لما یَحْلُبُون. و المِحْلَب، بالكسر و الحلابُ: الإِناءُ الذی یُحْلَبُ فیه اللبَنُ؛ قال: صَاحِ هَلْ رَیْتَ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ رَدَّ فی الضَّرْعِ ما قَرَا فی الحِلابِ؟ و یُروی: … فی العِلابِ؛ و جمعه المَحَالِبُ. و‌فی الحدیث: فَإن رَضِیَ حِلابَها أَمْسَكَها.الحِلابُ: اللَّبَنُ الذی تحْلُبُه. و‌فی الحدیث: كان إذا اغْتَسَل دَعَا بِشْی‌ءٍ مثلِ الحِلابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَیمَنِ، ثم الأَیْسَرِ؛ قال ابن الأَثیر: و قد رُوِیَتْ بالجیم. و حُكی عن الأَزهری أَنه قال: قال أَصحاب المعانی إنَّه الحِلابُ، و هو ما یُحْلَب فیهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً، فصُحِّفَ؛ یَعْنُون أَنه كانَ یَغْتَسِلُ من ذلك الحِلابِ أَی یضَعُ فیه الماءَ الذی یَغْتَسِل منه. قال: و اخْتارَ الجُلّاب، بالجیم، و فسَّره بماءِ الوَرْد. قال: و فی هذا الحدیث فی كتاب البُخارِیِّ إشكالٌ، و ربَّما ظُنَّ أنه تأَوَّله علی الطیب، فقال: بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ و الطِّیبِ عندَ الغُسْلِ. قال: و فی بعض النسخ: أَو الطیب، و لم یذكر فی هذا الباب غیر هذا الحدیث، أَنَّه كان إذا اغْتَسَلَ دَعَا بشی‌ءٍ مثلِ الحِلابِ. قال: و أَما مسلم فجمعَ الأَحادِیثَ الوارِدَة فی هذا المَعْنی، فی موضِعٍ واحدٍ، و هذا الحدیث منها. قال: و ذلك من فِعْلِهِ، یدُلُّك علی أَنَّه أَراد الآنِیَة و المقادِیرَ. قال: و یحتمل أَن یكون البُخَاری ما أَراد إلّا الجُلَّاب، بالجیم، و لهذا تَرْجَم البابَ بِه، و بالطِّیب، و لكن الذی یُرْوَی فی كتابِه إنما هو بالحاء، و هو بها أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّیبَ، لمَنْ یَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل، أَلْیَقُ مِنْه قَبلَهُ و أَوْلی، لأَنَّه إذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل، أَذْهَبَه الماءُ. و الحَلَبُ، بالتحریك: اللَّبَنُ المَحْلُوبُ، سُمِّیَ بالمَصْدَرِ، و نحوُه كثیر. و الحلِیب: كالحَلَب، و قیل: الحَلَبُ: المحلوب من اللَّبن، و الحَلِیبُ مَا لم یَتَغَیَّر طعْمه؛ و قوله أَنشده ثعلب: كانَ رَبیب حَلَبٍ و قارِصِ قال ابن سیدة: عندی أَنَّ الحَلَب هاهنا، هو الحَلِیبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 330
لمُعادلَته إیاه بالقارِصِ، حتی كأَنَّه قال: كان ربیب لَبَنٍ حلِیبٍ، و لبنٍ قارِصٍ، و لیس هو الحَلَب الذی هو اللَّبن المَحْلُوبُ. الأَزهری: الحَلَب: اللَّبَنُ الحَلِیبُ؛ تَقولُ: شَرِبْتُ لَبَناً حَلِیباً و حَلَباً؛ و استعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِیبَ لشَراب التَّمْرِ فقال یصف النَّخْل: لهَا حَلِیبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه، یَغْشَی النَّدامَی عَلَیه الجُودُ و الرَّهَق و الإِحْلابَة: أَن تَحلُب لأَهْلِكَ و أَنتَ فی المَرْعی لَبَناً، ثم تَبْعَثَ به إلَیْهم، و قد أَحْلَبَهُم. و اسمُ اللَّبَنِ: الإِحْلابَة أَیضاً. قال أَبو منصور: و هذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب، صَحِیحٌ؛ و منه الإِعْجالَةُ و الإِعْجالاتُ. و قیل: الإِحْلابَةُ ما زادَ علی السِّقَاءِ من اللَّبَنِ، إذا جاءَ به الراعِی حین یورِدُ إبلَه و فیه اللَّبَن، فما زادَ علی السِّقَاءِ فهو إحْلابَةُ الحَیِّ. و قیل: الإِحْلابُ و الإِحلابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إبِلُهم فی المَرْعَی، فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا، فَبَلَغَ وَسْقَ بَعیرٍ حَمَلوه إلی الحَیِّ. تقولُ مِنْهُ: أَحْلَبْتُ أَهلی. یقال: قد جاءَ بإحْلابَینِ و ثَلاثَة أَحالیبَ، و إذا كانوا فی الشاءِ و البَقَر، ففَعلوا ما وَصَفْت، قالوا جاؤُوا بإمْخَاضَیْنِ و ثَلاثةِ أَماخِیضَ. ابن الأَعرابی: ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَی ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ و تُرْكَبُ، و هی أَیضاً الحَلْبانَةُ و الرَّكْبانَة. ابن سیدة: و قالوا: ناقةٌ حَلْبانَةٌ و حَلْباةٌ و حَلَبُوت: ذاتُ لَبَنٍ؛ كما قالوا رَكْبانَةٌ و رَكْباةٌ و رَكَبُوتٌ؛ قال الشاعر یصف ناقة: أَكْرِمْ لنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ حَلْبانَةٍ، رَكْبانَةٍ، صَفُوفِ، تَخْلِطُ بینَ وَبَرٍ و صُوفِ قوله رَكْبانَةٍ: تَصْلُح للرُّكُوب؛ و قوله صَفُوفٍ: أَی تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها، إذا جُلِبَت، لكَثْرة ذلك اللَّبن. و‌فی حدیث نُقادَةَ الأَسَدِیِّ: أَبْغِنِی ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً‌أَی غزیرةً تُحْلَبُ، و ذَلُولًا تُرْكَبُ، فهی صالِحَة للأَمْرَین؛ و زیدَت الأَلِفُ و النونُ فی بِنائهِما، للمبالغة. و حكی أَبو زید: ناقَةٌ حَلَبَاتٌ، بلَفْظِ الجمع، و كذلك حكی: ناقَةٌ رَكَباتٌ و شاةٌ تُحْلُبَةٌ «1» و تِحْلِبة و تُحْلَبة إذا خَرَج من ضَرْعِها شی‌ءٌ قبلَ أَن یُنْزَی علیها، و كذلك الناقَة التی تُحْلَب قبلَ أَن تَحمِلَ، عن السیرافی. و حَلَبَه الشاةَ و الناقَةَ: جَعَلَهُما لَه یَحْلُبُهُما، و أَحْلَبَه إیَّاهما كذلك؛ و قوله: مَوَالِیَ حِلْفٍ، لا مَوالی قَرابَةٍ، و لكِنْ قَطِیناً یُحْلَبُونَ الأَتَاوِیا فإْنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ، و عدَّی یُحْلَبونَ إلی مفعولین فی معنی یُعْطَوْنَ. و‌فی الحدیث: الرَّهْن مَحْلُوبٌ‌أَی لِمُرْتَهنِه أَن یَأْكُلَ لَبَنَهُ، بقدر نَظَرهِ علیه، و قِیامِه بأَمْره و عَلفِه. و أَحْلَبَ الرَّجُلُ: ولدَتْ إبِلُه إناثاً؛ و أَجْلَبَ: وَلدَتْ لهُ ذُكوراً. و مِن كلامهم: أَ أَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ؟ فمعنی أَ أَحْلَبْتَ: أَ نُتِجَت نُوقُك إناثاً؟ و معنی أَمْ أَجْلَبْت: أَم نُتِجَت ذكوراً؟
(1). قوله [و شاة تحلبة إلخ] فی القاموس و شاة تحلابة بالكسر و تحلبة بضم التاء و اللام و بفتحهما و كسرهما و ضم التاء و كسرها مع فتح اللام.
لسان العرب، ج‌1، ص: 331
و قد ذكر ذلك فی ترجمة جَلَب. قال، و یقال: ما لَه أَجْلَبَ و لا أَحْلَبَ؟ أَی نُتِجَتْ إبلُهُ كلُّها ذكوراً، و لا نُتِجَتْ إناثاً فتُحْلَب. و فی الدعاءِ علی الإِنْسانِ: ما لَه حَلَبَ و لا جَلَبَ، عن ابن الأَعرابی، و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و لا أَعْرِفُ وَجْهَه. و یدعُو الرَّجُلُ علی الرَّجُلِ فیقول: ما لَه أَحلب و لا أَجْلَبَ، و معنی أَحْلَبَ أَی وَلدَت إبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور، و لا أَجْلَب: إذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ، لأَنه المَحْقُ الخَفِیُّ لذَهابِ اللَّبنِ و انْقِطاعِ النَّسْلِ. و استَحْلَبَ اللبنَ: اسْتَدَرَّه. و حَلَبْتُ الرجُلَ أَی حَلَبْتُ له، تقول منه: احلُبْنی أَی اكْفِنی الحَلْبَ، و أَحْلِبْنی، بقَطْعِ الأَلِفِ، أَی أَعِنِّی علی الحَلبِ. و الحَلْبَتانِ: الغَداةُ و العَشِیُّ، عن ابن الأَعرابی؛ و إنما سُمِّیَتا بذلك للحَلَبِ الذی یكونُ فیهما. و هاجِرةٌ حَلُوبٌ: تَحلُبُ العَرَقَ. و تَحَلَّبَ العَرَقُ و انْحَلَبَ: سال. و تَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً: سالَ عَرَقُه؛ أَنشد ثعلب: و حَبَشِیَّیْنِ، إذا تَحَلَّبا، قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، و صَوَّبَا تَحَلَّبا: عَرِقا. و تَحَلَّبَ فُوه: سالَ، و كذلك تَحَلَّب النَّدَی إذا سالَ؛ و أَنشد: و ظلَّ كتَیْسِ الرَّمْلِ، یَنْفُضُ مَتْنَه، أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ شبّه الفَرَسَ بالتَّیْس الذی تَحَلَّبَ علیه صائِكُ المَطَرِ مِن الشَّجَر؛ و الصائِك: الذی تَغَیَّرَ لَوْنُه و رِیحُه. و‌فی حدیث ابن عُمَر، رضی اللّه عنهما، قال: رأَیت عمر یَتَحَلَّبُ فُوه، فقال: أَشْتَهی جراداً مَقْلُوّاً‌أَی یَتَهَیَّأُ رُضابُه للسَّیَلانِ؛ و‌فی حدیث طَهْفَة: و نَسْتَحْلِبُ الصَّبِیرَ‌أَی نَسْتَدِرُّ السَّحابَ. و تَحَلَّبَتْ عَیْناهُ و انْحَلَبَتا؛ قال: و انْحَلَبَتْ عَیْناهُ من طُولِ الأَسی و حَوالِبُ البِئْرِ: منابع مائِها، و كذلك حَوالِبُ العُیونِ الفَوَّارَةِ، و حَوالِبُ العُیونِ الدَّامِعَةِ؛ قال الكمیت: تَدَفَّق جُوداً، إذا ما الْبِحارُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ أَی غارَتْ مَوادُّها. و دَمٌ حَلِیبٌ: طرِیٌّ، عن السُكَّری؛ قال عَبْدُ ابْنُ حَبِیبٍ الهُذَلِیُّ: هُدُوءًا، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ، یُضِی‌ءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِیبِ و الحَلَبُ من الجِبایَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ و نحوِها مما لا یكونُ وظِیفَةً مَعْلومَةً: و هی الإِحْلابُ فی دِیوانِ الصَّدَقَاتِ، و قد تَحَلَّبَ الفَیْ‌ءُ. الأَزهری أَبو زید: بَقَرةٌ مُحِلٌّ، و شاة مُحِلٌّ، و قد أَحَلَّتْ إحْلالا إذا حَلَبَتْ، بفتح الحاء، قبلَ وِلادها؛ قال: و حَلَبَتْ أَی أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها. و الحَلْبَة: الدَّفْعَة من الخَیْلِ فی الرِّهانِ خاصَّة، و الجمعُ حَلائِبُ علی غیر قیاسٍ؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌1، ص: 332
و لا یقال للواحدِ منها حَلِیبَة و لا حِلابَة؛ و قال العجاج: و سابِقُ الحَلائِبِ اللِّهَمُّ یرید جَماعَة الحَلْبة. و الحَلْبَة، بالتَّسْكِین: خَیْلٌ تُجْمع للسِّباقِ من كلِّ أَوْبٍ، لا تَخْرُجُ من مَوْضِعٍ واحِدٍ، و لكن من كلِّ حَیٍّ؛ و أَنشد أَبو عبیدة: نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا، الفَحْلَ و القُرَّحَ فی شَوْطٍ مَعَا و هو كما یقالُ للقومِ إذا جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قد أَحْلَبُوا. الأَزهری: إذا جاءَ القومُ من كلِّ وَجْهٍ، فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ أَو غیر ذلك، قیل: قد أَحْلَبُوا؛ و أَنشد: إذا نَفَرٌ، منهم، رَؤبة أَحْلَبُوا عَلی عامِلٍ، جاءَتْ مَنِیَّتُهُ تَعْدُو «2» ابن شمیل: أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَنی فلانٍ إذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم. و المُحْلِبُ: الناصِرُ؛ قال بشرُ بنُ أَبی خازِمٍ: و یَنَصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَیْكُمُ، مَتی تَدْعُهُمْ، یوماً، إلی الرَّوْعِ، یَرْكَبوا أَشارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَمِّ، فأَقْبَلُوا عَرانِینَ لا یَأْتِیه، للنَّصْرِ، مُحْلِبُ قوله: لَمْعَ الأَصَمِّ أَی كما یُشِیرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ، و الضمیر فی أَشار یعود علی مُقَدَّمِ الجَیْش؛ و قوله مُحْلِبُ، یقول: لا یَأْتِیهِ أَحدٌ ینصره من غیر قَوْمِه و بَنِی عَمِّه. و عَرانِینَ: رُؤَساءَ. و قال فی التهذیب: كأَنَّه قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ، لأَن الأَصَمَّ لا یسمعُ الجوابَ، فهو یُدِیمُ اللَّمْعَ، و قوله: لا یَأْتِیهِ مُحْلِبُ أَی لا یأْتِیهِ مُعِینٌ من غیرِ قَوْمِهِ، و إذا كان المُعِین مِن قَوْمِه، لم یَكُنْ مُحْلِباً؛ و قال: صَریحٌ مُحْلِبٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، لِحَیٍّ بینَ أَثْلَةَ و النِّجَامِ «3» و حالَبْت الرجُلَ إذا نَصَرْتَه و عاوَنْتَه. و حَلائِبُ الرجُلِ: أَنْصارُه من بَنی عَمِّه خاصَّةً؛ قال الحرِثُ بن حلزة: و نَحْنُ، غَداةَ العَیْن، لَمَّا دَعَوْتَنَا، مَنَعْناكَ، إذْ ثابَتْ عَلَیْكَ الحَلائِبُ و حَلَبَ القَوْمُ یَحْلُبونَ حَلْباً و حُلُوباً: اجْتَمَعوا و تأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه. و أَحْلَبُوا عَلَیك: اجْتَمَعُوا و جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ. و أَحْلَبَ القَوْمُ أَصحابَهُم: أَعانُوهُم. و أَحْلَبَ الرجُلُ غیرَ قَوْمِهِ: دَخَل بَیْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم علی بَعْضٍ، و هو رَجُلٌ مُحْلِبٌ. و أَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إذا أَعانَه علی الحَلْبِ. و فی المثل: لَیْسَ لهَا رَاعٍ، و لكِنْ حَلَبَة؛ یُضْرَب للرجُل، یَسْتَعِینُك فتُعِینُه، و لا مَعُونَةَ عِنْدَه. و‌فی حدیث سَعْدِ بن مُعاذٍ: ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا
(2). قوله [رؤبة] هكذا فی الأصول. (3). قوله [صریح] البیت هكذا فی أصل اللسان هنا و أورده فی مادة نجم: نزیعاً محلباً من أَهل لفت إلخ. و كذلك أَورده یاقوت فی نجم و لفت، و ضبط لفت بفتح اللام و كسرها مع إسكان الفاء.لسان العرب، ج‌1، ص: 333
یَسْتَحْلِبُونَ لَه علی ما یُریدُ‌أَی لا یَجْتَمِعُون؛ یقال: أَحْلَبَ القَومُ و اسْتَحْلَبُوا أَی اجْتَمَعُوا للنُّصْرة و الإِعانَةِ، و أَصلُ الإِحْلابِ الإِعانَةُ علی الحَلْبِ؛ و من أَمثالهم: لَبِّثْ قَلِیلًا یَلْحَقِ الحَلائِب یعنی الجَماعَاتِ. و من أَمْثالِهِم: حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَی اسْتَعَنْتَ بمَنْ یَقُوم بأَمْرِكَ و یُعْنی بحاجَتِكَ. و من أَمْثالِهِم فی المَنْع: لَیْسَ فی كلِّ حین أُحْلَبُ فأُشْرَبُ؛ قال الأَزهری: هكذا رواه المُنْذِریُّ عن أَبی الهَیْثم؛ قال أَبو عبید: و هذا المَثَلُ یُرْوی عن سَعیدِ بنِ جُبَیْرٍ، قاله فی حدیث سُئِلَ عنه، و هو یُضْرَبُ فی كلِّ شی‌ءٍ یُمْنَع. قال، و قد یقال: لیس كلّ حِینٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب. و من أَمثالهم: حَلَبَتْ حَلْبَتَها، ثم أَقْلَعَتْ؛ یُضْرَبُ مثلًا للرجُل یَصْخَبُ و یَجْلُبُ، ثم یَسْكُتُ من غیر أَن یَكونَ منه شَی‌ءٌ غیر جَلَبَتِه و صِیاحِه. و الحالِبانِ: عِرْقان یَبْتَدَّانِ الكُلْیَتَیْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ، و هُما أَیضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ یَكتنِفان السُّرَّة إلی البَطْن؛ و قیل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَیْن. الأَزهری: و أَما قولُ الشمَّاخ: تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ، أَنْصَبَتْه، حَوالِبُ أَسْهَرَیْهِ بالذَّنِینِ فإن أَبا عمرو قال: أَسْهَراهُ: ذكَرُه و أَنْفُه؛ و حَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِین من الأَنْفِ، و المَذْیَ مِن قَضِیبِه. و یُروَی حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ، یعنی عُرُوقاً یَذِنُّ منْها أَنْفُه. و الحَلْبُ: الجُلُوسُ علی رُكْبَةٍ و أَنْتَ تَأْكُلُ؛ یقال: احْلُبْ فكُلْ. و‌فی الحدیث: كان إذا دُعِیَ إلی طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ؛ هو الجلوسُ علی الرُّكْبة لیَحْلُبَ الشاةَ. یقال: احْلُبْ فكُلْ أَی اجْلِسْ، و أَراد به جُلوسَ المُتَواضِعِین. ابن الأَعرابی: حَلَبَ یَحْلُبُ: إذا جَلَسَ علی رُكْبَتَیْهِ. أَبو عمرو: الحَلْبُ: البُروكُ، و الشَّرْبُ: الفَهْم. یقال: حَلَبَ یَحْلُبُ حَلْباً إذا بَرَكَ؛ و شَرَب یَشْرُبُ شَرْباً إذا فَهِمَ. و یقال للبَلِیدِ: احْلُبْ ثم اشْرُبْ. و الحلباءُ: الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها؛ و قد حَلَبَتْ تَحْلُب إذا بَرَكَت علی رُكْبَتَیْها. و حَلَبُ كلِّ شی‌ءٍ: قشره، عن كُراع. و الحُلْبة و الحُلُبة: الفَریقةُ. و قال أَبو حنیفة: الحُلْبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر، یُتَعالَجُ به، و یُبَیَّتُ فیُؤْكَلُ. و الحُلْبة: العَرْفَجُ و القَتَادُ. و صَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إذا خرج ورقُه و عَسا و اغْبَرَّ، و غَلُظَ عُودُه و شَوْكُه. و الحُلْبة: نَبْتٌ معروفٌ، و الجمع حُلَب. و‌فی حدیث خالدِ بن مَعْدانَ: لَوْ یَعْلَمُ الناسُ ما فی الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها، و لو بوزنِها ذَهَباً.قال ابن الأَثیر: الحُلْبةُ: حَبٌّ معروف؛ و قیل: هو من ثَمَرِ العِضاه؛ قال: و قد تُضَمُّ اللامُ. و الحُلَّبُ: نباتٌ یَنْبُت فی القَیْظِ بالقِیعانِ، و شُطْآنِ الأَوْدیة، و یَلْزَقُ بالأَرضِ، حتی یَكادَ یَسوخُ، و لا تأْكلُه الإِبل، إنما تأْكلُه الشاءُ و الظِّباءُ، و هی مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ، و تُحْتَبلُ علیها الظِّباءُ. یقال: تَیْسُ حُلَّبٍ، و تَیْسٌ ذُو
لسان العرب، ج‌1، ص: 334
حُلَّبٍ، و هی بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ فی خُضْرةٍ، تَنْبسِطُ علی الأَرضِ، یَسِیلُ منها اللَّبَنُ، إذا قُطِعَ منها شی‌ءٌ؛ قال النابغة یصف فرساً: بعارِی النَّواهِقِ، صَلْتِ الجَبِینِ، یَسْتَنُّ، كالتَیْسِ ذی الحُلَّبِ و منه قوله: أَقَبَّ كَتَیْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ و قال أَبو حنیفة: الحُلَّبُ نبتٌ یَنْبَسِطُ علی الأَرض، و تَدُومُ خُضْرتُه، له ورقٌ صِغارٌ، یُدبَغُ به. و قال أَبو زیادٍ: من الخِلْفةِ الحُلَّبُ، و هی شجرة تَسَطَّحُ علی الأَرض، لازِقةٌ بها، شدیدةُ الخُضْرةِ، و أَكثرُ نباتِها حین یَشْتَدُّ الحرُّ. قال، و عن الأَعراب القُدُم: الحُلَّبُ یَسْلَنْطِحُ علی الأَرض، له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ، و أَصلٌ یُبْعِدُ فی الأَرض، و له قُضْبانٌ صِغارٌ، و سِقاءٌ حُلَّبیٌّ و مَحْلُوبٌ، الأَخیرة عن أَبی حنیفة، دُبِغَ بالحُلَّبِ؛ قال الراجز: دَلْوٌ تَمَأّی، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ تَمَأّی أَی اتَّسَعَ. الأَصمعی: أَسْرَعُ الظِّباءِ تَیْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَی الرَّبیعَ و الرَّبْلَ؛ و الرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّیِّحة فی أَیامِ الصَّفَرِیَّة، و هی عشرون یوماً من آخر القَیْظِ، و الرَّیِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ، و النَّصِیِّ و الرُّخامی و المَكْرِ، و هو أَن یظهَر النَّبْتُ فی أُصوله، فالتی بَقِیَتْ من العام الأَوَّل فی الأَرضِ، تَرُبُّ الثَّرَی أَی تَلْزَمُه. و المَحْلَبُ: شَجَرٌ له حَبٌّ یُجْعَلُ فی الطِّیبِ، و اسمُ ذلك الطِّیبِ المَحْلَبِیَّةُ، علی النَّسَبِ إلیه؛ قال أَبو حنیفة: لم یَبْلُغْنی أَنه یَنْبُتُ بشی‌ءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ. و حَبُّ المَحْلَبِ: دواءٌ من الأَفاویهِ، و موضِعُه المَحْلَبِیَّة. و الحِلِبْلابُ: نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه فی القَیْظِ، و له ورقٌ أَعْرَضُ من الكَفِّ، تَسْمَنُ علیه الظِّباءُ و الغنمُ؛ و قیل: هو نَباتٌ سُهْلیٌّ ثُلاثیٌّ كسِرِطْرَاطٍ، و لیس برُباعِیٍّ، لأَنه لیس فی الكَلامِ كَسِفِرْجالٍ. و حَلَّابٌ، بالتشدید: اسمُ فَرَسٍ لبَنی تَغْلبَ. التهذیبُ: حَلَّابٌ من أَسماءِ خیلِ العرب السابقة. أَبو عبیدة: حَلَّابٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ. الأَزهری، عن شمر: یومٌ حَلَّابٌ، و یومٌ هَلَّابٌ، و یومٌ همَّامٌ، و یومٌ صَفْوانُ و مِلْحانُ و شِیبانُ؛ فأَما الهَلَّابُ فالیابسُ بَرْداً، و أَما الحَلَّاب ففیه نَدیً، و أَما الهَمَّامُ فالذی قد هَمَّ بالبَرْد. و حَلَبُ: مدینةٌ بالشامِ؛ و فی التهذیب: حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِیَّة. و حَلَبانُ: اسمُ مَوْضعٍ؛ قال المُخَبَّل السعدی: صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ، مَحَلُّها حَلَبانُ، فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ و مَحْلَبةُ و مُحْلِب: مَوْضِعانِ، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یا جارَ حَمْراءَ، بأَعْلی مُحْلِبِ، مُذْنِبَةٌ، فالقاعُ غَیْرُ مُذْنِبِ، لا شی‌ءَ أَخْزَی مِن زِناءِ الأَشْیَب قوله: مُذنِبَة، فالْقاعُ غیرُ مُذْنِبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 335
یقول: هی المذنبة لا القاعُ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ. ابن الأَعرابی: الحُلُبُ السُّودُ من كلِّ الحَیوانِ. قال: و الحُلُبُ الفُهَماءُ من الرِّجالِ. الأَزهری: الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ؛ قال رؤْبة: و اللَّوْنُ، فی حُوَّتِه، حُلْبُوبُ و الحُلْبُوبُ: الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ و غیره. یقال: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَی حالِكٌ. ابن الأَعرابی: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ و سُحْكُوكٌ و غِرْبیبٌ؛ و أَنشد: أَ مَا تَرانِی، الیَوْمَ، عَشّاً ناخِصَا، أَسْوَدَ حُلْبوباً، و كنتُ وابِصَا عَشّا ناخِصاً: قلیلَ اللحم مَهْزُولًا. و وابِصاً: بَرَّاقاً.

حلتب؛ ج1، ص: 335

: حَلْتَبٌ: اسم یوصَفُ به البَخیلُ.

حنب؛ ج1، ص: 335

: الحَنَبُ و التَّحْنِیبُ: احْدیدابٌ فی وَظِیفَیْ یَدَیِ الفَرَسِ، و لیس ذلك بالاعْوجاجِ الشدید، و هو ممَّا یوصَفُ صاحِبُه بالشِّدَّةِ؛ و قیل: التَّحْنِیبُ فی الخَیْل: بُعْدُ ما بین الرِّجْلَیْنِ من غیر فَحَجٍ، و هو مَدْحٌ، و هو المُحَنَّبُ و قیل: الحَنَبُ و التَّحْنِیبُ اعْوِجاجٌ فی الساقَیْنِ، یقال من ذلك كلِّه: فرَسٌ مُحَنَّبٌ؛ قال إمرؤُ القیس: فَلأْیاً بِلأْیٍ ما حَمَلْنا وَلِیدَنا، علی ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّراةِ، مُحَنَّبِ و قیل: التَّحْنِیبُ اعْوِجاجٌ فی الضُّلُوعِ؛ و قیل: التَّحْنِیبُ فی الفَرَسِ انْحِناءٌ و تَوْتِیرٌ فی الصُّلْبِ و الیَدَیْنِ، فإذا كان ذلك فی الرِّجْل، فهو التَّجْنِیبُ، بالجیم؛ قال طَرفة: و كَرِّی، إذا نادَی المُضافُ، مُحَنَّباً، كسِیدِ الغَضَی، نَبَّهْتَه، المُتَوَرِّدِ الأَزهری: و التَّحْنِیبُ فی الخَیْلِ مما یوصَفُ صاحبُه بالشِّدَّة، و لیس ذلك باعْوِجاجٍ شدِیدٍ. و قیل: التَّحنِیبُ تَوتِیرٌ فی الرِّجْلَینِ. ابن شمیل: المُحَنَّبُ من الخَیلِ المُعَطَّفُ العِظامِ. قال أَبو العباس: الحَنْباءُ، عند الأَصْمعی: المُعْوَجَّة الساقَیْن فی الیدین؛ قال، و هی عند ابن الأَعرابی: فی الرِّجْلین؛ و قال فی موضع آخر: الحَنْباءُ مُعْوَجَّة الساقِ، و هو مَدْحٌ فی الخَیْلِ. و تَحَنَّب فلان أَی تَقَوَّس و انْحَنی. و شَیْخٌ مُحَنَّبٌ: مُنْحَنٍ؛ قال: یَظَلُّ نَصْباً، لرَیْبِ الدَّهْرِ، یَقْذِفُه قَذْفَ المُحَنَّبِ، بالآفاتِ و السَّقَمِ و حَنَّبَهُ الكِبَرُ و حنَاه إذا نَكَّسه؛ و یقال: حَنَّبَ فُلانٌ أَزَجاً مُحْكَماً أَی بَناهُ مُحْكَماً فحَناهُ.

حنزب؛ ج1، ص: 335

: الحِنْزابُ: الحِمارُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ. و الحِنْزابُ: القَصِیرُ القَویُّ. و قیل: الغَلِیظُ. و قال ثعلب: هو الرَّجُلُ القصیرُ العَریضُ. و الحُنْزُوبُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ. و الحِنْزابُ و الحُنْزُوبُ: جَزَرُ البَرِّ، واحدته حِنْزابةٌ، و لم یُسْمَع حُنْزوبة، و القُسْطُ: جَزَرُ البحر. و الحُنْزُوبُ و الحِنْزابُ: جماعة القَطَا؛ و قیل: ذَكَرُ القَطَا. و الحِنْزابُ: الدیكُ. و قال
لسان العرب، ج‌1، ص: 336
الأَغْلَب العِجْلی فی الحْنزابِ الذی هو الغَلیظُ القَصیرُ، یَهْجُو سَجاحِ التی تَنَبَّأَتْ فی عهد مسیلمة الكذاب: قَدْ أَبْصَرَتْ سَجَاحِ، مِن بعْد العَمَی، تَاحَ لهَا، بَعْدَك، حِنْزابٌ وَزَا، مُلَوَّحٌ فی العَیْنِ مَجْلُوزُ القَرَی، دَامَ لَه خُبْزٌ و لَحْمٌ ما اشْتَهَی، خَاظِی البَضِیعِ، لَحْمُه خَظَابَظَا و یُروَی: حِنْزابٌ وَأَی، قال إلی القِصَرِ مَا هُو. الوَزَأُ: الشَّدِیدُ القَصِیر. و البَضِیعُ: اللَّحْمُ. و الخَاظِی: المُكْتَنِزُ؛ و منه قولهم: لَحْمُه خَظَابَظَا أَی مُكْتَنِزٌ. قال الأَصمعی: هذه الأُرْجُوزَة كانَ یُقال فی الجاهِلِیَّة إنها لجُشَمَ بن الخَزْرَجِ.

حنطب؛ ج1، ص: 336

: أَبو عمرو: الحَنْطبة: الشَّجاعَة. و قال ابن بری: أَهْمَلَ الجوهری أَن یذكر حَنْطَب. قال: و هی لَفْظَة قد یُصَحِّفُها بعضُ المُحَدِّثینَ، فیقول: حَنْظَبَ، و هو غَلَط. قال، و قال أَبو علی بن رشیق: حَنْطَبٌ هذا، بحاءٍ مهملة و طاءٍ غیر معجمة، من مَخْزُومٍ، و لیس فی العرب حَنْطَبٌ غیرُه. قال: حكی ذلك عنه الفقیه السَّرَقُوسِی، و زعم أَنه سَمِعَه مِن فیه. قال و فی كِتاب البغویِّ: عبدُ اللّه بنُ حَنْطَبِ بنِ عُبید بن عُمَرَ بن مَخْزوم ابن زنقطة بن مرَّة «1»، و هو أَبو المطَّلِبِ بن عبدِ اللّه بن حَنْطَبِ؛ و فسر بیت الفرزدق: و ما زُرْت سَلْمَی، أَن تَكونَ حبیبةً إلیَّ، و لا دَیْنٍ لَها أَنا طالِبُهْ فقال إن الفرزدق نزل بامرأَة من العرب، من الغَوْث، من طَیِّئٍ، فقالت: أَ لا أدُلُّكَ علی رَجُلٍ یُعْطِی و لا یَلیقُ شیئاً؟ فقال. بلی. فَدَلَّته علی المُطَّلِبِ ابن عبد اللّه بن حَنْطَبٍ المَخْزُومی، و كانت أُمُّه بنت الحكَمِ بن أَبی العاص، و كان مروانُ بنُ الحَكَمِ خاله، فبَعثَ به مَرْوانُ علی صَدَقات طَیِّئٍ، و مروانُ عاملُ معاویة یومئذ علی المَدینة، فلما أَتی الفرزدق المُطَّلِبَ و انْتَسَب له، رَحَّبَ به و أَكرمَه و أَعطاه عشرین أو ثلاثِین بَكْر.و‌ذكر العُتْبِیُّ أَن رجُلًا من أَهل المدینة ادَّعَی حَقّاً علی رجلٍ، فدعاه إلی ابن حَنْطَبٍ، قاضی المَدینة، فقال: من یَشْهَد بما تَقولُ؟ فقال: نقطة. فلما وَلَّی قال القاضی: ما شَهادَتُه له إلا كشَهادته علیه. فلما جاءَ نقطة، أَقبل علی القاضی، و قال: فداؤكَ أَبی و أُمِّی؛ و اللّه لقد أَحسن الشاعر حیث یقول: منَ الحَنْطَبِیِّینَ، الَّذینَ وجُوهُهُم دَنانِیرُ، مما شِیفَ فی أَرْضِ قَیْصَرا فأَقْبَلَ القاضی علی الكاتِب و قال: كَیِّسٌ و ربِّ السماءِ، و ما أَحسبه شهِدَ إلا بالحق، فأَجِزْ شَهادَتَه.قال ابن الأَثیر فی الحَنْظَب الذی هو ذَكَر الخَنافِس، و الجَرادِ: و قد یقال بالطاء المهملة، و سنذكره.

حنظب؛ ج1، ص: 336

: الحُنظُباءُ: ذكَر الخَنافِس، قال الأَزهری فی ترجمة عنظب، الأَصمعی: الذَّكَر من الجَرادِ هو الحُنْظُب و العُنْظُب. و قال أَبو عمرو: هو العُنْظُبُ، فأَما الحُنْظُب فالذَّكَرُ من الخَنافِسِ،
(1). قوله [زنقطة بن مرة] و قوله بعد فی الموضِعین نقطة هكذا فی الأصل الذی بیدنا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 337
و الجمع الحَناظِبُ؛ قال زیاد الطماحی یصف كلباً أَسود: أَعْدَدْتُ، للذِّئْبِ و لَیلِ الحارِسِ، مُصَدَّراً أَتْلَعَ، مثلَ الفارِسِ یَسْتَقْبِلُ الرِّیحَ بأَنفٍ خانِسٍ، فی مِثلِ جِلْدِ الحُنْظُباءِ الیابسِ و قال اللحیانی: الحُنْظُبُ، و الحُنْظَبُ، و الحُنْظُباءُ، و الحُنْظَباءُ: دابةٌ مثلُ الخُنْفُساءِ. و المُحْبَنْظِئُ: الممتلئُ غَضَباً. و‌فی حدیث ابن المسَیَّب: سأَلهُ رجلٌ فقال: قَتَلْتُ قُراداً أَو حُنْظُباً؛ فقال: تَصَدَّقْ بتَمْرةٍ.الحُنْظُب، بضم الظاءِ و فتحها: ذكر الخَنافِس و الجَراد. و قال ابن الأَثیر: و قد یقال بالطاء المهملة، و نونه زائدةٌ عند سیبویه، لأَنه لم یثبت فُعْلَلًا، بالفتح، و أَصلیة عند الأَخفش، لأَنه أَثبته. و‌فی روایة: من قَتَلَ قُراداً أَو حُنْظُباناً، و هو مُحْرِم، تَصَدَّق بتَمْرةٍ أَو تَمْرَتَیْنِ.الحُنْظُبانُ: هو الحُنْظُبُ. و الحُنْظُوبُ من النساء: الضَّخْمَة الرَّدیئة الخَبَرِ. و قیل: الحُنْظُبُ: ضرب من الخَنافِسِ، فیه طُولٌ؛ قال حسان بن ثابت: و أُمُّكَ سَوْداءُ نُوبِیةٌ، كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ

حوب؛ ج1، ص: 337

: الحَوْبُ و الحَوْبَةُ: الأَبَوانِ و الأُخْتُ و البِنْتُ. و قیل: لِی فیهم حَوْبَةٌ و حُوبَةٌ و حِیبَةٌ أَی قرابة من قِبَلِ الأُمِّ، و كذلك كلُّ ذِی رَحِمٍ مَحْرَمٍ. و إن لِی حَوْبَةً أَعُولُها أَی ضَعَفَة و عِیالًا. ابن السكیت: لی فی بَنی فُلان حَوْبَةٌ، و بعضُهم یقول حِیبَةٌ، فتذهب الواوُ إذا انْكَسَر ما قَبْلَها، و هی كلُّ حُرْمةٍ تَضِیع من أُمٍّ أَو أُخْت أَو بِنتٍ، أَو غیر ذلك من كل ذاتِ رَحِمٍ. و قال أَبو زید: لی فیهم حَوْبَة إذا كانت قرابةً من قِبَلِ الأُمّ، و كذلك كلُّ ذِی رَحِمٍ مَحْرَمٍ. و‌فی الحدیث: اتَّقُوا اللّهَ فی الحَوْبَاتِ؛ یریدُ النِّساءَ المُحْتاجات، اللَّاتی لا یَسْتَغْنِینَ عَمَّنْ یقومُ علیهِنَّ، و یَتَعَهَّدُهُنَّ؛ و لا بُدَّ فی الكلامِ من حذفِ مُضافٍ تَقْدِیرُه ذات حَوْبَةٍ، و ذات حَوْباتٍ. و الحَوْبَةُ: الحاجَة. و‌فی حدیث الدعاءِ: إلیك أَرْفَعُ حَوْبَتی‌أَی حاجَتی. و‌فی روایة: نَرْفَعُ حَوْبَتَنا إلیك‌أَی حاجَتَنا. و الحَوْبَة رقة فُؤَادِ الأُمِّ؛ قال الفرزدق: فهَبْ لِی خُنَیْساً، و احْتَسِبْ فیه مِنَّةً لحَوْبَةِ أُمٍّ، ما یَسُوغُ شَرَابُها قال الشیخ ابن بری: و السبب فی قول الفرزدق هذا البیت، أَن امرأَةً عاذتْ بقبر أَبیه غالبٍ، فقال لها: ما الذی دَعاكِ إلی هذا؟ فقالت: إن لِی ابْناً بالسِّنْدِ، فی اعْتِقالِ تمیم بن زید القَیْنیِّ «2»، و كان عامِلَ خالدٍ القَسْرِیِّ علی السِّنْدِ؛ فكتَبَ من ساعتِه إلیه: كَتَبْتُ و عَجَّلْتُ البِرَادَةَ إنَّنِی، إذا حاجَة حاوَلْتُ، عَجَّتْ رِكابُها و لِی، بِبِلادِ السِّنْدِ، عند أَمیرِها، حَوائِجُ جَمَّاتٌ، و عندِی ثوابُها
(2). قوله [تمیم بن زید إلخ] هكذا فی الأصل و فی تفسیر روح المعانی للعلامة الآلوسی عند قوله تعالی نَبَذَ فَرِیقٌ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتٰابَ، الآیة روایته بلفظ تمیم بن مرّ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 338
أَتتْنِی، فعاذَتْ ذاتُ شَكْوَی بغالِبٍ، و بالحرَّةِ، السَّافِی علیه تُرابُها فقُلْتُ لَها: إیهِ؛ اطْلُبِی كُلَّ حاجةٍ لَدَیَّ، فخَفَّتْ حاجةٌ و طِلَابُها فقالَتْ بِحُزْنٍ: حاجَتِی أَنَّ واحِدِی خُنَیْساً، بأَرْضِ السِّنْدِ، خَوَّی سَحابُها فَهَبْ لِی خُنَیْساً، و احْتَسِبْ فِیهِ مِنَّةً لِحَوْبَةِ أُمٍّ، ما یَسُوغُ شَرابُهَا تَمِیمَ بنَ زَیْدٍ، لا تَكُونَنَّ حاجَتِی، بِظَهْرٍ، و لا یَعیا، عَلَیْكَ، جَوابُها و لا تَقْلِبَنْ، ظَهْراً لِبَطْنٍ، صَحِیفَتِی، فَشَاهِدُهَا، فِیها، عَلَیْكَ كِتابُها فلما ورد الكِتابُ علی تَمیمٍ، قال لكاتبه: أَ تَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ فقال: كَیفَ أَعْرِفُ مَنْ لَمْ یُنْسَبْ إلی أبٍ و لا قَبِیلَةٍ، و لا تحَقَّقْت اسْمَه أَ هُو خُنَیْسٌ أَو حُبَیْشٌ؟ فقال: أَحْضِرْ كلّ مَن اسْمُه خُنَیْسٌ أَو حُبَیْشٌ؛ فأَحْضَرَهم، فوجَدَ عِدَّتَهُم أَرْبَعِین رجُلًا، فأَعْطَی كلَّ واحِدٍ منهُم ما یَتَسَفَّرُ بهِ، و قال: اقْفُلُوا إلی حَضْرة أَبی فِراسٍ. و الحَوْبَة و الحِیبَة: الهَمُّ و الحاجَة؛ قال أَبو كَبِیر الهُذلی: ثُمَّ انْصَرَفْتُ، و لا أَبُثُّكَ حِیبَتِی، رَعِشَ البَنانِ، أَطِیشُ، مَشْیَ الأَصْورِ و فی الدعاءِ علی الإِنْسانِ: أَلْحَقَ اللّهُ به الحَوْبَة أَی الحاجَةَ و المَسْكَنَة و الفَقْرَ. و الحَوْبُ: الجَهْدُ و الحاجَة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و صُفَّاحَة مِثْل الفَنِیقِ، مَنَحْتها عِیالَ ابنِ حَوْبٍ، جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ و قال مرَّة: ابنُ حَوْبٍ رجلٌ مَجْهودٌ مُحْتاجٌ، لا یَعْنِی فی كلِّ ذلك رجُلًا بعَیْنِه، إنما یریدُ هذا النوعَ. ابن الأَعرابی: الحُوبُ: الغَمُّ و الهَمُّ و البَلاءُ. و یقال: هَؤُلاءِ عیالُ ابنِ حَوْبٍ. قال: و الحَوْبُ: الجَهْدُ و الشِّدَّة. الأَزهری: و الحُوبُ: الهَلاكُ؛ و قال الهذلی «1»: و كُلُّ حِصْنٍ، و إنْ طَالَتْ سَلامَتُه، یَوماً، ستُدْرِكُه النَّكْراءُ و الحُوبُ أَی یَهْلِكُ. و الحَوْبُ و الحُوبُ: الحُزنُ؛ و قیل: الوَحْشة؛ قال الشاعر: إنَّ طَریقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ أَی وَعْثٌ صَعْبٌ. و قیل فی قول أَبی دُوَاد الإِیادی: یوماً سَتُدْرِكه النَّكْراءُ و الحُوبُ أَی الوَحْشَة؛ و به فسر الهَرَوِیُّ‌قوله، صلی اللّه علیه و سلم، لأَبی أَیُّوب الأَنصاری، و قد ذهب إلی طَلاق أُمِّ أَیُّوبَ: إنَّ طَلاقَ أُمِّ أَیُّوبَ لَحُوبٌ.التفسیر عن شمر، قال ابن الأَثیر: أَی لَوَحْشَة أَو إثْمٌ. و إنما أَثَّمَه بطلاقِها لأَنَّها كانت مُصْلِحةً له فی دِینِهِ. و الحَوْبُ: الوجع. و التَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، و الشَّكْوَی، و التَّحَزُّنُ. و یقال: فلان یَتَحَوَّب من كذا أَی یَتَغَیَّظُ منه، و یَتَوَجَّعُ. و حَوْبَةُ الأُمِّ عَلی وَلَدِها و تَحَوُّبُها: رِقَّتُها و تَوَجُّعُها. و فیه: ما زَالَ صَفْوانُ یَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذ
(1). قوله [و قال الهذلی إلخ] سیأتی أنه لأبی دواد الإیادی و فی شرح القاموس أن فیه خلافاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 339
اللَیْلَة؛ التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مع تَوَجعٍ، أَراد به شدَّةَ صِیاحِهِ بالدُّعاءِ؛ و رِحَالَنَا منصوبٌ علی الظَّرْفِ. و الحَوْبَةُ و الحِیبَة: الهَمُّ و الحُزْنُ. و‌فی حدیث عُرْوَة لمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ: أُرِیَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِیبَةٍ‌أَی بشَرِّ حالٍ. و الحِیبَةُ و الحَوْبَة: الهَمُّ و الحُزْنُ. و الحِیبَة أَیضاً: الحاجَةُ و المَسْكَنة؛ قال طُّفَیْل الغَنَوی: فَذُوقُوا كما ذُقْنا، غَداةَ مُحَجَّرٍ، مِنَ الغَیْظِ، فی أَكْبادِنا، و التَّحَوُّبِ و قال أَبو عبید: التَّحَوُّبُ فی غیر هذا التَّأَثُّم من الشی‌ءِ، و هو من الأَوَّلِ، و بعضُه قریبٌ من بعض. و یقال لابنِ آوَی: هو یَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك، كأَنه یَتَضَوَّرُ. و تحَوَّبَ فی دعائه: تَضَرَّعَ. و التَّحَوُّب أَیضاً: البكاءُ فی جَزَعٍ و صِیاحٍ، و رُبَّما عَمَّ به الصِّیاحَ؛ قال العجاج: و صَرَّحَتْ عنه، إذا تحوَّبا، رواجبُ الجوفِ السحیلَ الصُّلَّبا «1» و یقال: تحَوَّبَ إذا تَعَبَّد، كأَنه یُلْقِی الحُوبَ عن نَفسِه، كما یقال: تَأَثَّمَ و تحَنَّثَ إذا أَلْقَی الحِنْثَ عن نَفْسِه بالعِبادةِ؛ و قال الكُمَیْت یذكر ذِئْباً سَقاهُ و أَطْعَمَه: و صُبَّ له شَوْلٌ، مِن الماءِ، غائرٌ به كَفَّ عنه، الحِیبةَ، المُتَحَوِّبُ و الحِیبة: ما یُتَأَثَّم منه. و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم: اللهم اقْبَلْ تَوْبَتِی، و ارْحَمْ حَوْبَتِی؛ فحَوْبَتِی، یجوز أَن تكون هنا توَجُّعِی، و أَن تكونَ تَخَشُّعِی و تَمَسْكُنِی لَكَ. و‌فی التهذیب: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِی و اغْسِلْ حَوْبَتِی.قال أَبو عبید: حَوْبَتِی یَعْنِی المَأْثمَ، و تُفْتَح الحاء و تُضَم، و هو من قوله عز و جل: إِنَّهُ كٰانَ حُوباً كَبِیراً. قال: و كل مَأْثَمٍ حُوبٌ و حَوْبٌ، و الواحدة حَوْبةٌ؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَن رجُلًا أَتَی النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: إنی أَتیتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ؛ فقال: أَ لَكَ حَوْبةٌ؟ قال: نعم. قال: فَفِیها فجاهِدْ.قال أَبو عبید: یعنی ما یَأْثَمُ به إنْ ضَیَّعه من حُرْمةٍ. قال: و بعضُ أَهلِ العِلْمِ یَتَأَوّلُه علی الأُمِّ خاصَّةً. قال: و هی عندی كلُّ حُرْمةٍ تَضِیعُ إن تَركَها، مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غیرها. و قولهم: إنما فلانٌ حَوْبةٌ أَی لیس عنده خیرٌ و لا شرٌّ. و یقال: سمعتُ من هذا حَوْبَیْنِ، و رأَیتُ منه حَوْبَیْن أَی فَنَّیْن و ضَرْبَیْن؛ و قال ذو الرمة: تَسْمَعُ، من تَیْهائهِ الأَفْلالِ، حَوْبَینِ من هَماهِمِ الأَغْوالِ أَی فنَّیْن و ضَرْبَین، و قد رُوِیَ بیتُ ذی الرُّمَّة بفتح الحاء. و الحَوْبَة و الحُوبة: الرجُلُ الضَّعیفُ، و الجمع حُوَب، و كذلك المرأَة إذا كانت ضعِیفة زَمِنة. و بات فلانٌ بِحیبةِ سُوءٍ و حَوبةِ سوءٍ أَی بحالِ سُوءٍ؛ و قیل: إذا باتَ بِشِدَّةٍ و حالٍ سَیِّئةٍ لا یقال إلا فی الشَّر؛ و قد استُعمل منه فعْلٌ قال: و إن قَلُّوا و حابُوا
(1). قوله [و صرحت عنه إلخ] هو هكذا فی الأَصل و انظر دیوان العجاج.
لسان العرب، ج‌1، ص: 340
و نزَلنا بِحیبةٍ من الأَرض و حُوبةٍ أَی بأَرض سوءٍ. أَبو زید: الحُوبُ: النَّفْسُ، و الحَوْباءُ: النفس، ممدودةٌ ساكنةُ الواو، و الجمع حَوْباواتٌ؛ قال رؤْبة: و قاتِلٍ حَوْباءَهُ من أَجْلی، لیس له مِثْلی، و أَینَ مِثْلی؟ و قیل: الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ؛ قال: و نَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها و‌فی حدیث ابنِ العاص: فَعَرَفَ أَنه یریدُ حَوْباءَ نَفْسه.و الحَوْبُ و الحُوبُ و الحابُ: الإِثْمُ، فالحَوْبُ، بالفتح، لأَهْلِ الحجاز، و الحُوبُ، بالضم، لتَمیمٍ، و الحَوْبةُ: المَرَّة الواحدة منه؛ قال المخبل: فَلا یَدْخُلَنَّ، الدَّهْرَ، قَبرَكَ، حَوْبَةٌ یَقُومُ، بها، یَوماً، عَلیْكَ حَسیبُ و قد حَابَ حَوباً و حِیبَةً. قال الزجاج: الحُوبُ الإِثْمُ، و الحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ؛ تقولُ: حابَ حَوْباً، كقولك: قد خانَ خَوناً. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه، أَنّ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً، أَیْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ علی أُمِّهِ، و أَرْبَی الرِّبا عِرْض المُسْلِمِ.قال شمر: قوله سَبْعون حَوْباً، كأَنَّه سبعون ضرباً من الإِثْمِ. الفرَّاءُ فی قوله تعالی إِنَّهُ كٰانَ حُوباً: الحُوبُ الإِثم العظیم. و قرأَ الحسن: إنَّه كان حَوْباً؛ و‌روی سعد عن قَتادة أَنه قال: إِنَّهُ كٰانَ حُوباً أَی ظُلْماً.و فلان یَتَحوَّب من كذَا أَی یتَأَثَّم. و تَحَوَّب الرجُل: تَأَثَّمَ. قال ابن جنی: تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ، من باب السَّلْبِ، و نَظِیرُه تأَثَّمَ أَی تَرَكَ الإِثْمَ، و إن كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ منه، للسلب، و كذلك نحو تَقَدَّم و تأَخَّر، و تعَجَّل و تأَجَّل. و‌فی الحدیث: كان إذا دَخَلَ إلی أَهْلِه قال: تَوْباً تَوْباً، لا یُغادِرُ عَلَیْنا حَوْباً.و منه‌الحدیث: إنَّ الجَفاءَ و الحَوْبَ فی أَهْلِ الوبرِ و الصُّوفِ.و تَحَوَّب من الإِثمِ إذا تَوَقَّاه، و أَلقی الحَوْبَ عن نفسِه. و یقال: حُبْتَ بكذا أَی أَثِمْتَ، تَحوبُ حَوْباً و حَوْبَة و حِیابَةً؛ قال النابغة «1»: صَبْراً، بَغِیض بنَ رَیْثٍ؛ إنَّها رَحِمٌ حُبْتُمْ بها، فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ و فلانٌ أَعَقُّ و أَحْوَبُ. قال الأَزهری: و بنو أَسد یقولون: الحائِبُ للقاتِل، و قد حَاب یحُوبُ. و المُحَوِّب و المُتَحَوِّبُ الذی یَذْهَب مالُه ثم یَعودُ. اللیث: الحَوْبُ الضَّخمُ من الجِمالِ؛ و أَنشد: و لا شَرِبَتْ فی جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ قال: و سُمِّیَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره، كما سُمِّیَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِه، و سُمِّیَ الغُراب غاقاً بصَوْتِهِ. غیره: الحَوْبُ الجَمَلُ، ثم كَثُر حتی صارَ زجْراً له. قال اللیث: الحَوْبُ زَجْرُ البَعیر لیَمْضِیَ، و للنَّاقةِ: حَلْ، جَزْمٌ، و حَلٍ و حَلی. یقال للبَعیر إذا زُجِرَ: حَوْبَ، و حوبِ، و حَوْبُ، و حابِ.
(1). قوله [قال النابغة إلخ] سیأتی فی مادة جعع عزو هذا البیت لنهیكة الفزاری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 341
و حَوَّبَ بالإِبِلِ: قال لها حَوْب، و العَرَبُ تَجُرُّ ذلك، و لو رُفِعَ أَو نُصِبَ، لكان جائِزاً، لأَنَّ الزَّجْرَ و الحِكایاتِ تُحَرَّك أَواخِرُها، علی غیرِ إعرابٍ لازمٍ، و كذلك الأَدواتُ التی لا تَتَمَكَّن فی التَّصْریفِ، فإذا حُوِّلَ من ذلك شی‌ءٌ إلی الأَسماءِ، حُمِلَ علیه الأَلف و اللام، فأُجْریَ مُجْرَی الأَسْماءِ، كقوله: و الحَوْبُ لمَّا یُقَلْ و الحَلُ و حَوَّبْت بالإِبل: من الحوب. و حَكَی بعضهم: حَبْ لا مَشَیْتَ، و حَبٍ لا مَشَیْتَ، و حَابِ لا مَشَیْت، و حَابٍ لا مَشَیْتَ. و‌فی الحدیث: أَنه كان إذا قَدِمَ من سَفَرٍ قال: آیِبُون تائِبُون، لرَبِّنا حامدُون، حَوْباً حَوْباً.قال: كأَنه لما فَرَغَ من كلامه، زَجَر بَعِیرَه. و الحَوْبُ: زَجْرٌ لذكُور الإِبِلِ. ابن الأَثیر: حَوْبُ زَجْرٌ لِذُكُورة الإِبل، مثلُ حَلْ لإِناثِها، و تضمّ الباء و تفتح و تكسر، و إذا نُكِّر دَخَلَهُ التنوین، فقوله: حَوْباً حَوْباً، بمنزلةِ قولك: سیراً سیراً؛ فأَما قوله: هِیَ ابْنَةُ حَوْبٍ، أُمُّ تِسْعینَ، آزَرَتْ أَخا ثِقَةٍ، تَمْری، جَباها، ذَوائِبُهْ فإنه عَنی كِنانَةً عُمِلَت من جِلْدِ بعیرٍ، و فیها تِسْعونَ سَهْماً، فجعلها أُمّاً للسهام، لأَنها قد جمعتها، و قوله: أَخَا ثِقَةٍ، یعنی سَیْفاً، و جَباها: حَرْفُها، وَ ذَوائِبُه: حمائله أَی إنه تَقَلَّد السَّیْفَ، ثم تَقَلَّدَ بعده الكِنانةَ تمری حَرْفَها، یرید حرفَ الكِنانَة. و قال بعضهم فی كلام له: حَوْبُ حَوْبُ، [حَوْبِ حَوْبِ إنه یومُ دَعْقٍ و شَوْب، لا لعاً لبَنی الصَّوبِ. الدَّعْق: الوَطْءُ الشدِیدُ، و ذكر الجوهری الحوأَب هنا. قال ابن بری: و حقه أَن یُذْكر فی حأَب، و قد ذكرناه هناك.

فصل الخاء المعجمة؛ ج1، ص: 341

خبب؛ ج1، ص: 341

: الخَبَبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ؛ و قیل: هو مِثْلُ الرَّمَلِ؛ و قیل: هو أَن یَنْقُل الفَرَسُ أَیامِنَه جمیعاً، و أَیاسِرَه جمیعاً؛ و قیل: هو أَن یُراوِحَ بین یدیهِ و رجلیهِ، و كذلك البعیرُ؛ و قیل: الخَبَب السُّرْعَة؛ و قد خَبَّت الدَّابَّة تَخُبُّ، بالضَّمِّ، خَبّاً و خَبَباً و خَبِیباً، و اخْتَبَّتْ، حكاه ثعلب؛ و أَنشد: مُذَكَّرَة الثُّنْیَا، مُسانَدَة القَرَی، جُمَالِیَّة تَخْتَبُّ ثم تُنِیبُ و قد أَخَبَّها صاحِبُها، و یقال: جاؤُوا مُخِبِّینَ تَخُبُّ بهم دَوَابُّهم. و‌فی الحدیث: أَنه كان إذا طافَ، خَبَّ ثلاثاً، و هو ضرب من العَدْوِ. و‌فی الحدیث: و سُئِلَ عن السَّیرِ بالجَنَازَة، فقال: ما دونَ الخَبَبِ.و‌فی حدیث مُفاخَرَةِ رعاءِ الإِبلِ و الغَنَمِ: هل تَخُبُّون أَو تَصِیدون؟أَراد أَنَّ رعاءَ الغَنَم لا یَحْتاجونَ أَن یَخُبُّوا فی آثارِها، و رِعاء الإِبلِ یَحْتاجُون إلیه إذا ساقُوها إلی الماء «2». و الخِبُّ: الخِدَاعُ و الخُبْثُ و الغِشُّ، و رجلٌ مُخابٌّ مُدْغِلٌ، كأَنه علی خابَّ. و رجلٌ خَبٌّ و خِبٌّ: خَدَّاع جُرْبُزٌ، خَبیثٌ مُنْكَرٌ، و هو الخِبُّ و الخَبُّ؛ قال الشاعر: و ما أَنتَ بالخَبِّ الخَتُورِ و لا الذی إذا اسْتُودِعَ الأَسْرارَ یوماً أَذاعَها
(2). قوله [و رعاء الإبل یحتاجون إلیه إذا ساقوها إلی الماء] أی و یعزبون بها فی المرعی فیصیدون الظباء و الرئال و أولئك لا یبعدون عن المیاه و الناس فلا یصیدون انتهی. من هامش النهایة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 342
و الأُنثی: خَبَّة. و قد خَبَّ یَخَبُّ خِبّاً، و هو بَیِّنُ الخِبِّ، و قد خَبِبْتَ یارجُلُ تَخَبُّ خِبّاً، مثلُ عَلِمْتَ تَعْلم عِلْماً؛ ابن الأَعرابی فی قوله: لا أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ و الخَبَبا «1» قال: الخَبَبُ الخُبْثُ، و قال غیره: أَراد بالخَبَبِ مصدَر خَبَّ یَخُبُّ إذا عَدَا. و‌فی الحدیث: لا یدخُلُ الجنَّةَ خَبٌّ و لا خائنٌ.الخَبُّ، بالفتْح: الخَدَّاعُ و هو الجُرْبُزُ الذی یَسْعَی بینَ الناسِ بالفَساد؛ و رجلٌ خَبٌّ و امرأَةٌ خَبَّةٌ، و قد تُكْسَرُ خاؤُه، فأَمَّا المصدر فبالكسر لا غیر. و التَّخبِیبُ: إفْسادُ الرجُل عَبْداً أَو أَمَةً لغیرهِ؛ یقال: خَبَّبَها فأَفسَدَها. و خَبَّبَ فلانٌ غُلامی أَی خَدَعَه. و قال أَبو بكر فی قولهم، خَبَّبَ فلانٌ علی فلانٍ صَدیقَه: معناه أَفسده علیه؛ و أَنشد: أُمَیْمة أَمْ صارتْ لقَوْلِ المُخَبِّبِ و الخِبُّ: الفسادُ. و‌فی الحدیث: من خَبَّبَ امرَأَةً و مَمْلوكاً علی مُسْلِمٍ فلَیس منَّا، أَی خدَعَه و أَفسده؛ و رجل خَبٌّ ضَبٌّ، و‌فی الحدیث: المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِیمٌ، و الكافِرُ خَبٌّ [خِبٌّ لَئیمٌ؛ فالغِرُّ الذی لا یَفْطُن للشَّرّ، و الخَبُّ: [الخِبُّ ضِدُّ الغِرِّ، و هو الخَدَّاعُ المُفْسِدُ. یقال: ما كنْت خَبّاً، و لقد خَبِبْتَ تَخَبُّ خِبًّا. و قال ابنُ سیرین: إنی لَسْت بِخَبٍّ، [بِخِبٍّ و لكِنِ الخَبُّ [الخِبُّ لا یَخْدَعُنی. و الخِبُّ: هَیَجانُ البَحْرِ و اضْطِرابُه؛ یقال أَصَابَهُم خِبٌّ إذا هَاجَ بِهِمُ البَحْر؛ خَبَّ یَخِبُّ. التهذیب: یقال أَصابهم الخِبُّ إذا اضطربت أَمواج البحر، و الْتَوَتِ الریاحُ فی وَقْتٍ مَعلُومٍ، تُلْجَأُ السُّفُنُ فیه إلی الشَّط، أَو یُلْقَی الأَنجَر. ابن الأَعرابی: الخِبابُ ثَوَرانُ البَحْر. و‌فی الحدیث: أَنَّ یونس، علی نَبِیِّنا و عَلَیه الصلاة و السلامُ، لمَّا رَكِبَ البَحْر أَخَذَهم خِبٌّ شدِیدٌ.یقال: خَبَّ البَحرُ إذا اضطرب. و الخَبُّ: حَبْلٌ من الرَّمْلِ، لاطِئٌ بالأَرض. و الخُبَّةُ: مُسْتَنْقَعُ الماء. قال أَبو حنیفة: الخُبَّة من الرمْلِ، كَهَیْئَةِ الفَالِقِ، غیر أَنَّها أَوْسع و أَشَدُّ انتِشاراً، و لَیْسَتْ لها جِرَفَة، و هی الخِبَّة و الخَبِیبة؛ و قیل الخِبَّة و الخَبَّة و الخُبَّة: طَریقٌ من رَمْلٍ، أَو سَحابٍ، أَو خِرْقَةٌ كالعِصابة، و الخَبِیبَة مثْلُه. قال أَبو عبیدة: الخَبِیبَة كلُّ ما اجْتَمَع فطَالَ من اللَّحْمِ؛ قال: و كلُّ خَبِیبَةٍ من لَحْمٍ، فهو خَصیلَةٌ، فی ذِراعٍ كانَتْ أَو غَیرِها. و یقال: أَخَذَ خَبِیبَةَ الفَخِذ. و لَحْمُ المَتْنِ یقال لهُ الخَبِیبَةُ، و هنَّ الخَبائِبُ. و الخُبُّ: الغامِضُ من الأَرض، و الجمع أَخْباب و خُبُوب. و المَخَبَّة: بَطْنُ الوادی «2»، و هی الخَبِیبَةُ و الخُبَّةُ و الخَبِیبُ.
(1). قوله [لا أحسن إلخ] هو عجز بیت، و صدره: إنی امرؤ من بنی فزارة (2). قوله [و المخبة بطن الوادی] هكذا فی الأصل و المحكم و فی القاموس و الخبة بالضم مستنقع الماء و موضع و بطن الوادی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 343
و الخُبَّةُ و الخَبِیبُ: الخَدُّ فی الأَرض. و الخَبِیبةُ و الخَبَّة و الخِبَّةُ: الطریقَة من الرَّمْلِ و السَّحابِ، و هی من الثوب شِبْه الطُّرّة؛ أَنشد ثعلب: یَطِرْنَ عن ظَهْری و مَتنی خِبَبا الأَصمعی: الخِبَّةُ و الطِّبَّة و الخَبِیبَةُ و الطِّبَابَة: كل هذا طَرائِقُ من رَمْلٍ و سَحاب؛ و أَنشد قول ذی الرمة: من عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاء لهَا خِبَبُ قال و رواه غیره: [لها حِبَبُ] و هی الطَّرائِقُ أَیضاً. أَبو عمرو: الخَبُّ سَهْلٌ بینَ حَزْنَینِ یكونُ فَیه الكَمْأَةُ؛ و أَنشد قول عَدِیِّ بنِ زید: تُجْنی لَكَ الكَمْأَةُ، رِبْعِیَّةً، بالخَبِّ، تَنْدی فی أُصُول القَصِیصْ و قال شمر: خَبَّة الثَّوْبِ طُرَّته. و ثَوْبٌ خِبَب و أَخبابٌ: خَلَقٌ مُتَقَطِّع، عن اللحیانی، و خَبائِبُ أَیضاً، مثلُ هَبائبَ إذا تَمَزَّقَ. و الخَبِیبَة: الشَّرِیحَة من اللَّحْمِ؛ و قیل: الخُصْلة من اللَّحمِ یَخْلِطها عَقَبٌ؛ و قیل: كلُّ خَصِیلة خَبِیبة. و خَبائِب المَتْنَین: لحم طَوَارِهما؛ قال النابغة: فأَرْسَلَ غُضْفاً، قد طَوَاهُنَّ لیلةً، تَقَیَّظْنَ، حَتی لَحْمُهُنّ خَبائِبُ و الخَبَائِبُ: خَبائِبُ اللَّحْمِ، طَرَائِقُ تُرَی فی الجِلْدِ مِن ذَهابِ اللَّحْمِ؛ یقال للَّحْمِ: خَبائِبُ أَی كُتَلٌ و زِیَمٌ و قِطَعٌ و نَحْوُه. و قال أَوس ابنُ حَجَر: صَدیً غائر العَیْنَینِ، خَبَّبَ لَحْمَه سَمَائِمُ قَیْظٍ، فَهْو أَسْوَدُ شاسِفُ قال: خَبَّبَ لحمُه، و خدَّدَ لَحْمُه أَی ذَهَبَ لحمُه، فَرِیئَتْ له طَرَائِقُ فی جِلْدِه. و الخبیبة: صُوفُ الثَّنِیِّ، و هو أَفضل من العقیقة، و هی صُوفُ الجَذَع، و أَبْقَی و أَكثر. و الخبِیبة و الخُبُّ: الخِرْقة تُخْرِجُها من الثَّوْب، فَتَعْصِبُ بها یدك. و اخْتبَّ من ثَوْبه خُبَّةً أَی أَخْرَج. و قال اللحیانی: الخُبُّ الخِرْقة الطویلة مثل العِصابة؛ و أَنشد: لها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بخُبٍّ، و أُخْرَی ما یُسَتِّرها أُجَاحُ الأَزهری فی ترجمة حنن، قال اللیث: الحَنَّةُ خِرْقة تَلْبَسُها المرأَة فتُغَطِّی رأْسَها؛ قال الأَزهری: هذا حاقُّ التصحیف، و الذی أُراه الخَبَّة بالخاءِ و الباءِ. الفرَّاءُ: الخَبیبة القِطْعة من الثَّوْب، و الخُبَّةُ الخِرْقة تُخْرِجُها من الثوب، فتَعْصِبُ بها یدَكَ؛ قال الأَزهری: و أَما الحَنَّة، بالحاء و النون، فلا أَصلَ له فی باب الثِّیاب. أَبو حنیفة: الخُبَّة أَرض بین أَرْضَین، لا مُخصِبَة و لا مُجْدِبة؛ قال الراعی: حتی تَنالَ خُبَّةً من الخُبَبْ ابن شمیل: الخُبَّة من الأَرض طریقة لَیِّنة مَیْثاءُ، لیست بحَزْنةٍ و لا سَهْلةٍ، و هی إلی السُّهولة أَدنی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 344
قال: و أَنكره أَبو الدُّقَیْش. قال: و زعموا أَن ذا الرُّمَّة لَقِیَ رؤْبة فقال له ما معنی قول الراعی: أَناخُوا بأَشوالٍ إلی أَهلِ خُبَّةٍ، طُروقاً، و قد أَمْعَی سُهَیْلٌ، فعَرَّدا؟ قال: فجعل رؤْبةُ یذهَب مرَّة هاهنا، و مرَّةً هاهنا إلی أَن قال: هی أَرض بین المُكْلِئَة و المُجْدِبة. قال: و كذلك هی. و قیل: أَهل خُبَّة، فی بیت الراعی: أَبیاتٌ قلیلة، و الخُبَّة من المَرَاعی و لم یفسر لنا. و قال ابن نُجَیمٍ: الخَبیبة و الخُبَّة كلُّه واحدٌ، و هی الشَّقِیقة بین حَبْلَین من الرَّمْل، و أَنشد بیت الراعی. قال و قال أَبو عمرو: خُبَّة كَلَأ، و الخُبَّة: مكان یَسْتَنْقع فیه الماء، فَتَنْبُت حوالیه البُقُول. و خُبَّة: اسم أَرض؛ قال الأَخطل: فَتنَهْنَهَتْ عنه، وَ وَلَّی یَقْتَرِی رَمْلًا بِخُبَّةَ، تارةً، و یَصُومُ و خَبَّ النباتُ و السَّفَی: ارتَفع و طال. و خَبَّ السَّفَی: جَرَی. و خَبَّ الرجلُ خَبّاً: مَنَع ما عنده. و خَبَّ: نزل المُنْهَبِطَ من الأَرض لئلا یُشْعَرَ بموضعه بُخلًا و لُؤْماً. و الخَوابُّ: القَراباتُ، واحدها خابٌّ؛ یقال: لی من فلان خَوابُّ؛ و یقال: لی فیهم خَوابُّ، واحِدُها خابٌّ، و هی القَراباتُ و الصِّهْر. و الخَبْخابُ و الخَبْخَبَة: رَخاوةُ الشی‌ءِ المُضْطَرِب و اضْطِرابُه. و قد تَخَبْخَبَ بَدنُ الرجل إذا سَمِنَ ثم هُزِلَ، حتی یَسْتَرْخِیَ جلدُه، فتسمع له صوتاً من الهُزال. أَبو عمرو: خَبْخَبَ و وَخْوَخَ إذا اسْتَرْخَی بطنُه، و خَبْخَب إذا غَدَرَ، و تَخَبْخَب الحَرُّ: سكَن بعضُ فَوْرته. و خَبْخِبُوا عنكم من الظَّهِیرة: أَبْرِدُوا، و أَصله خَبِّبُوا بثلاث باءات، أَبدلوا من الباءِ الوُسْطَی خاءً للفرق بین فَعْلَل و فَعَّلَ، و إنما زادوا الخاءَ من سائر الحروف، لأَن فی الكلمة خاءً، و هذه عِلَّة جمیع ما یُشْبهُه من الكلمات. و إبل مُخَبْخَبة: عظیمة الأَجواف، و هی المُبَخْبَخَة، مقلوبٌ، مأْخوذٌ من بَخْ بَخْ؛ فأَما قوله: حتی تَجِی‌ءَ الخَطَبهْ بِإبِلٍ مُخَبْخَبَهْ فلیس علی وجْهِه، إنما هو مُبَخْبَخَة أَی یقال لها بَخْ بَخْ إعْجاباً بها، فَقَلَب؛ و أَحسنُ من ذلك مُجَبْجَبَة، بالجیم أَی عظیمة الجُنُوب، و قد مضی ذكره. و خَبَّابٌ: اسم. و خُبَیْبٌ: ابنُ عبد اللّه بن الزبیر، و كان عبد اللّه یكنی بأَبی خُبَیْب؛ قال الراعی: ما إن أَتَیْتُ، أَبا خُبَیْبٍ، وافِداً، یَوْماً، أُریدُ، لبَیْعَتی، تَبْدیلا و قیل: الخُبَیْبَانِ عبد اللّه بن الزبیر و ابنه؛ و قیل: هما عبد اللّه و أَخوه مُصْعَب؛ قال حُمَیدٌ الأَرقط: قَدْنیَ من نَصْرِ الخُبَیْبَینِ قَدِی فمن روی الخُبَیْبِینَ علی الجمع، یرید ثلاثتهم. و قال ابن السكیت: یرید أَبا خُبَیْبٍ و مَن كان علی رأْیه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 345‌

ختب؛ ج1، ص: 345

: الخُنْتَبُ: القَصِیرُ؛ قال الشاعر: فَأَدْرَكَ الأَعْثَی الدَّثُورَ الخُنْتَبا، یَشُدُّ شَدّاً، ذا نَجاءٍ، مِلْهَبا قال ابن سیدة: و إنما أَثْبَتُّ الخُنْتُب هاهنا، و إن كانت النون لا تُزاد ثانیة إلا بثَبَت لأَن سیبویه رَفَعَ أَن یكون فی الكلام فُعْلَل، و هو علی مذهب أَبی الحسن رباعیّ، لأَن النون لا تزاد عنده إلا بثبَت، و فُعْلَلٌ عنده موجود كَجُخْدَبٍ و نحوه. و ذكره الأَزهری فی الرباعی. قال ابن الأَعرابی: الخُنْتُبُ و الخُنْتَبُ: نَوْفُ الجارِیةِ قبل أَن تُخْفَضَ. قال: و الخُنْتُبُ المُخَنَّثُ أَیضاً.

خترب؛ ج1، ص: 345

: خَتْرَبَ الشی‌ءَ: قَطَعَه. و خَتْرَبَه بالسَّیف: عَضَّاهُ أَعْضاءً. و خُتْرُبٌ: مَوْضِعٌ.

خثعب؛ ج1، ص: 345

: الخِنْثَعْبَةُ و الخُنْثَعْبةُ و الخَنْثَعْبة: الناقة الغَزیرةُ اللَّبَن. سیبویه: النون فی خنثعبة زائدة، و إن كانت ثانیة، لأَنها لو كانت كَجِرْدَحْلٍ، كانت خُنْثعبةٌ كجُرْدَحْلٍ. و جُرْدَحْلٌ: بناءٌ مَعْدُومٌ. و الخِنْثَعْبة: اسم للِاسْتِ، عن كراع.

خدب؛ ج1، ص: 345

: خَدَبَه بالسَّیفِ یَخْدِبُه خَدْباً: ضَرَبه، و قیل: قَطَعَ اللحمَ دون العَظْم. التهذیب: الخَدْبُ الضَّرْبُ بالسیفِ، یَقْطَعُ اللَّحْمَ دُونَ العَظم؛ قال العجاج: نَضْرِبُ جَمْعَیْهمْ، إذا اجْلَحَمُّوا، خَوادِباً، أَهْوَنُهُنَّ الأَمُّ «1» أَبو زید: خَدَبْتُه أَی قَطَعْتُه؛ و أَنشد: بِیضٌ، بأَیْدِیهمُ بِیضٌ مُؤَلَّلةٌ، لِلْهامِ خَدْبٌ، و للأَعْناقِ تَطْبِیقُ و قیل: الخَدْبُ هو ضَرْبُ الرأْسِ و نحوِه. و الخَدْبُ بالنَّاب: شَقُّ الجِلْدِ مع اللَّحْم، و لم یقیده فی الصحاح بالناب. و شَجَّةٌ خادِبَةٌ: شَدِیدةٌ. یقال: أَصابَتْه خادِبةٌ أَی شَجَّةٌ شَدیدة. و ضَرْبةٌ خَدْباءُ: هَجَمَتْ علی الجَوْف، و طَعْنةٌ خَدْباءُ: كذلك، و قیل: واسِعَةٌ. و حَرْبةٌ خَدْباءُ و خَدِبةٌ: واسِعةُ الجُرْحِ. و الخَدْباءُ: الدِّرْعُ اللَّیِّنة. و دِرْعٌ خَدْباءُ: واسعةٌ، و قیل لَیِّنةٌ؛ قال كَعْب بن مالك الأَنصاری: خَدْباءُ، یَحْفِزُها نِجادُ مُهَنَّدٍ، صافی الحَدیدةِ، صارِمٍ، ذِی رَوْنَقِ قال ابن بری: صواب إنشاده خَدْباءَ بالنصب، لأَن قَبْلَه: فی كُلِّ سابِغةٍ، یَخُطُّ فُضُولُها، كالنِّهْیِ، هَبَّتْ رِیحُه، المُتَرَقْرِق فخدْباءُ، علی هذا، صفة لسابغة، و علامة الخفض فیها الفتحة. و معنی یَحْفِزُها: یَدْفَعُها. و نِجادُ السَّیْفِ: حَمِیلَتُه. ابن الأَعرابی: نابٌ خَدِبٌ و سَیْفٌ خَدِبٌ و ضَرْبةٌ خَدْباءُ: مُتَّسِعة طویلةٌ. و سِنانٌ خَدِبٌ: واسِعُ الجِراحة. قال بشر: علی خَدِبِ الأَنْیابِ لم یَتَثَلَّمِ «2»
(1). قوله [اجلحموا] یروی بالحاء المهملة و الخاء المعجمة أیضاً. (2). قوله [علی خدب إلخ] صدره كما فی التكملة: إذا أرقلت كأن أخطب ضالة
لسان العرب، ج‌1، ص: 346
ابن الأَعرابی: الخَدْباءُ العَقُورُ من كلِّ الحَیوانِ. و خَدَبَتْه الحَیَّةُ تَخْدِبه خَدباً: عَضَّتْه. و خَدَبَتِ الحَیَّةُ: عَضَّتْ و فی لسانه خَدَبٌ أَی طُولٌ. و خَدَبَ الرَّجلُ: كَذَبَ. و الخَدَبُ: الهَوَجُ. رَجُلٌ خَدِبٌ و أَخْدَبُ و مُتَخَدِّبٌ: أَهْوَجُ، و المرأَة خَدْباءُ. یقال: كان بنَعامةَ خَدَبٌ، و هو المُدْرِكُ الثَّأْر، أَی كان أَهْوَجَ، و نَعامةُ لَقَبُ بَیْهَس. و الأَخْدَبُ: الذی لا یتَمالَكُ مِنَ الحُمقِ؛ قال إمرؤُ القیس: و لَسْتُ بِطَیَّاخةٍ فی الرِّجال، و لَسْتُ بخِزْرافَةٍ أَخْدَبا و الخِزْرافةُ: الكَثِیرُ الكلام الخَفِیفُ، و قیل: هو الرِّخْوُ. و الأَخْدبُ: الذی یَرْكَبُ رَأْسَه جُرْأَةً. الأَصمعی، من أَمثالِهم فی الهَلاكِ قَوْلُهم: وَقَعَ القَوْمُ فی وادِی خَدَباتٍ؛ قال: و قد یقال ذلك فیهم إذا جاروا عن القَصْدِ. و الخِدَبُّ: الشَّیْخُ. و الخِدبُّ: العَظِیمُ؛ قال: خِدَبٌّ، یَضِیقُ السَّرْجُ عنه، كأَنَّما یَمُدُّ ذِراعَیْه، منَ الطُّولِ، ماتِحُ و رَجُلٌ خِدَبٌّ، مثال هِجَفٍّ أَی ضَخْمٌ، و جارِیةٌ خِدَبَّةٌ. و فی صفة عمر، رضی اللّه عنه: خِدَبٌّ مِنَ الرِّجال، كأَنه راعِی غَنَمٍ. الخِدَبُّ، بكسر الخاء و فتح الدال و تشدید الباء: العَظِیمُ الجافی؛ و فی شعر حمید بن ثور: وَ بَیْنَ نِسْعَیْه خِدَبّاً مُلْبِدا یرید سَنامَ بعیره أَو جَنْبَه أَی إنه ضَخْمٌ غَلِیظٌ. و‌فی حدیث أُم عبد اللّه بن الحرث بن نوفل: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جارِیةً خِدَبَّهْ و الخِدَبُّ: الضَّخْم من النَّعام، و قیل من كل شی‌ءٍ. و بعیر خِدَبٌّ: شَدِیدٌ صُلْب، ضَخْمٌ قَوِیٌّ. و الأَخْدَبُ: الطَّویلُ. و الخُدْبةُ و الخَدَبُ: الطُّولُ. و أَقْبَلَ علی خَیْدَبَتِه أَی علی أَمْرِه الأَوَّل. و خُذْ فی هِدْیَتِكَ و قِدْیَتِكَ أَی فیما كنتَ فیه، و رواه أَبو تراب فی هِدْیَتِكَ و فِدْیَتِكَ بالفاء. أَبو زید: أَقْبِلْ علی خَیْدَبَتِكَ أَی علی أَمْرِك الأَوّل، و تَرَكْتُه و خَیْدَبَتَه أَی و رَأْیَه. الفرَّاءُ: یقال فلان علی طَریقةٍ صالحةٍ و خَیْدَبةٍ و سُرْجُوجةٍ، و هی الطَّرِیقةُ. و خَیْدَبٌ: موضع بِرمالِ بنی سَعْدٍ؛ قال: بِحَیْثُ ناصَی الخَبِراتُ خَیْدَبا و الخَیْدَبُ: الطَّریقُ الواضِحُ، حكاه الشیبانی؛ قال الشاعر: یَعْدُو الجَوادُ بها، فی خَلِّ خَیْدَبةٍ، كما یُشَقُّ، إلی هُدَّابِه، السَّرَقُ

خدلب؛ ج1، ص: 346

: الخَدْلَبَةُ: مِشْیةٌ «1» فیها ضَعْفٌ. و ناقة خِدْلِبٌ: مُسِنَّةٌ مُسْتَرخِیةٌ، فیها ضَعْفٌ.

خذعب؛ ج1، ص: 346

: خَذْعَبَه بالسَّیفِ، و بَخْذَعَه: ضَرَبَه.
(1). قوله [الخدلبة مشیة إلخ] هذه المادة بالدال المهملة فی هذا الكتاب و المحكم و التكملة و لعل إعجامها فی القاموس تصحیف.
لسان العرب، ج‌1، ص: 347

خرب؛ ج1، ص: 347

: الخَرابُ: ضِدُّ العُمْرانِ، و الجمع أَخْرِبةٌ. خَرِبَ، بالكسر، خَرَباً، فهو خَرِبٌ و أَخْرَبه و خَرَّبَه. و الخَرِبةُ: موضع الخَرابِ، و الجمع خَرِباتٌ. و خَرِبٌ: كَكَلِم، جمع كَلِمة. قال سیبویه: و لا تُكَسَّرُ فَعِلةٌ، لقِلَّتها فی كلامهم. و دارٌ خَرِبةٌ، و أَخْرَبَها صاحبُها، و قد خَرَّبَه المُخَرِّبُ تَخْرِیباً؛ و‌فی الدعاءِ: اللهم مُخَرِّبَ الدنیا و مُعَمِّر الآخرةِ‌أَی خَلَقْتَها للخَرابِ. و‌فی الحدیث: مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إخْرابُ العامِرِ و عِمارةُ الخَراب؛ الإِخْرابُ: أَن یُتْرَكَ المَوْضِعُ خَرِباً. و التَّخْرِیبُ: الهَدْمُ، و المرادُ به ما یُخَرِّبُه المُلُوكُ مِن العُمْرانِ، و تَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لا إصلاحاً، و یَدْخُل فیه ما یَعْمَلُه المُتْرَفُون مِن تَخْریبِ المَساكِنِ العامِرةِ لغیر ضرورةٍ و إنْشاءِ عِمارَتِها. و‌فی حدیث بناء مسجِدِ المدینةِ: كان فیه نَخْلٌ و قُبُورُ المشركین و خِرَبٌ، فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّیَتْ.قال ابن الأَثیر: الخِرَبُ یجوز أَن یكون، بكسر الخاءِ و فتح الراءِ، جمع خَرِبةٍ، كَنَقِمةٍ و نِقَمٍ؛ و یجوز أَن یكون جمع خِرْبةٍ، بكسر الخاءِ و سكون الراءِ، علی التخفیف، كنِعْمةٍ و نِعَمٍ؛ و یجوز أَن یكون الخَرِبَ، بفتح الخاءِ و كسر الراءِ، كنَبِقةٍ و نَبِقٍ و كَلِمةٍ و كَلِمٍ. قال: و قد روی بالحاء المهملة، و الثاء المثلثة، یرید به الموضع المَحْرُوثَ للزِّراعةِ. و خَرَّبُوا بیوتَهم: شُدِّدَ للمبالغة أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، و فی التنزیل: یُخرِّبُونَ بیوتَهم؛ مَن قرأَها بالتشدید فمعناه یُهَدِّمُونَها، و من قرأَ یُخْرِبُونَ، فمعناه یَخْرُجُونَ منها و یَتْرُكُونها. و القراءَة بالتخفیف أَكثر، و قرأَ أَبو عمرو وحده یُخَرِّبون، بتشدید الراءِ، و قرأَ سائرُ القُرَّاءِ یُخْرِبُونَ، مخففاً؛ و أَخْرَبَ یُخْرِبُ، مثله. و كلُّ ثَقْبٍ مُستدِیر: خُرْبةٌ مثل ثَقْبِ الأُذن، و جمعها خُرَبٌ؛ و قیل: هو الثَّقْبُ مُسْتدیراً كان أَو غیر ذلك. و‌فی الحدیث: أَنه سأَله رجل عن إتْیان النِّساءِ فی أَدْبارِهِنَّ، فقال: فی أَیِّ الخُرْبَتَیْنِ، أَو فی أَیِّ الخُرْزَتَیْنِ، أَو فی أَیِّ الخُصْفَتَیْنِ، یعنی فی أَیِّ الثُّقْبَتَیْنِ؛ و الثلاثةُ بمعنیً واحد، و كلها قد رویت. و المَخْرُوبُ: المَشْقوقُ، و منه قیل: رَجُل أَخْرَبُ، للمشْقُوقِ الأُذُنِ، و كذلك إذا كان مَثْقُوبَها، فإذا انْخَرَم بعد الثَّقْبِ، فهو أَخْرَمُ. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: كأَنی بحَبَشِیٍّ مُخَرَّبٍ علی هذه الكعبة، یعنی مَثْقُوبَ الأُذُنِ. یقال: مُخَرَّبٌ و مُخَرَّمٌ. و‌فی حدیث المغیرة، رضی اللّه عنه: كأَنه أَمةٌ مُخَرَّبةٌ‌أَی مَثْقوبةُ الأُذُنِ؛ و تلك الثُّقْبَةُ هی الخُرْبةُ. و خُرْبَةُ السِّنْدِیِّ: ثَقْبُ شَحْمةِ أُذنِه إذا كان ثَقباً غیر مَخْرُوم، فإن كان مَخْروماً، قیل: خَربَةُ السِّنْدِیِّ؛ أَنشد ثعلب قول ذی الرمة: كأَنه حَبَشِیٌّ یَبْتَغِی أَثَراً، أَوْ مِنْ مَعاشِرَ، فی آذانِها، الخُرَبُ ثم فسَّره فقال: یَصِف نَعاماً شَبَّهَه برجل حَبَشیٍّ لسَوادِه؛ و قوله یَبْتَغِی أَثَراً لأَنه مُدَلَّی الرأْسِ، و فی آذانِها الخُرَبُ یعنی السِّنْدَ. و قیل: الخُرْبةُ سَعةُ خَرْقِ الأُذن.
لسان العرب، ج‌1، ص: 348
و أَخْرَبُ الأُذُنِ: كخُرْبَتِها، اسم كأَفْكَل، و أَمةٌ خَرْباءُ و عَبْدٌ أَخْرَبُ. و خُرْبَةُ الإِبْرةِ و خُرَّابَتُها: خُرْتُها. و الخَرَبُ: مصدر الأَخْرَبِ، و هو الذی فیه شَقٌّ أَو ثَقْبٌ مُسْتَدیرٌ. و خَرَبَ الشی‌ءَ یَخْرُبُه خَرْباً: ثَقَبَه أَو شَقَّه. و الخُرْبةُ: عُرْوةُ المَزادةِ، و قیل: أُذُنها، و الجمع خُرَبٌ و خُرُوبٌ، هذه عن أبی زید، نادرة، و هی الأَخْرابُ و الخُرَّابةُ كالخُرْبةِ. و‌فی حدیث ابن عمر فی الذی یُقَلِّدُ بَدَنَتَه فیَضِنُّ بالنَّعْلِ قال: یُقلِّدها خُرابةً.قال أَبو عبید: و الذی نَعْرِفُ فی الكلام أَنها الخُرْبةُ، و هی عُرْوةُ المَزادةِ، سُمیت خُرْبةً لاسْتِدارتها. قال أَبو عبیدة: لِكلِّ مَزادةٍ خُرْبَتانِ و كُلْیَتان، و یقال خُرْبانِ، و یُخْرَزُ الخُرْبانِ إلی الكُلْیَتَیْنِ؛ و یروی‌قوله فی الحدیث: یُقَّلِّدُها خُرابةً، بتخفیف الراءِ و تشدیدها. قال أَبو عبید: المعروف فی كلام العرب. أَن عُرْوَة المَزادةِ خُرْبةٌ، سُمیت بذلك لاسْتِدارتِها، و كلُ ثَقْبٍ مُسْتَدیرٍ خُرْبةٌ. و‌فی حدیث عبد اللّه: و لا سَتَرْتَ الخَرَبةَ‌یعنی العَوْرةَ. و الخَرْباءُ من المَعَزِ: التی خُرِبَتْ أُذُنها، و لیس لخُرْبَتِها طُولٌ و لا عَرْضٌ. و أذن خَرْباءُ: مَشْقُوقةُ الشَّحْمةِ. و عَبْدٌ أَخْرَبُ: مَشْقُوقُ الأُذنِ. و الخَرْبُ فی الهَزَجِ: أَن یدخل الجُزءَ الخَرْمُ و الكَفُّ مَعاً فیصیر مَفاعِیلُنْ إلی فاعِیلُ، فیُنْقَل فی التقطیع إلی مَفعولُ، و بیتُه: لو كانَ أَبُو بِشْرٍ أَمِیراً، ما رَضِیناهُ فقوله: لو كان، مفعولُ. قال أَبو إسحاق: سُمی أَخْرَبَ، لذهاب أَوَّله و آخِره، فكأَنَّ الخَرابَ لَحِقَه لذلك. و الخُرْبَتانِ: مَغْرِزُ رأْسِ الفَخِذِ. الجوهری: الخُرْبُ ثَقْبُ رأْسِ الوَرِكِ، و الخُرْبةُ مثله. و كذلك الخُرابةُ، و قد یشدَّد. و خُرْبُ الوَرِكِ و خَرَبُه: ثَقْبُه، و الجمع أَخْرابٌ؛ و كذلك خُرْبَتُه و خُرابَتُه، و خُرَّابَتُه و خَرَّابَتُه. و الأَخْرابُ: أَطْرافُ أَعْیار الكَتِفَیْنِ السُّفَلُ. و الخُرْبةُ: وِعاءٌ یَجْعَلُ فیه الراعی زاده، و الحاء فیه لغة. و الخُرْبةُ و الخَرْبةُ و الخُرْبُ و الخَرَبُ: الفسادُ فی الدِّین، و هو من ذلك. و‌فی الحدیث: الحَرَمُ لا یُعِیذُ عاصِیاً، و لا فارّاً بِخَرَبةٍ.قال ابن الأَثیر: الخَرَبةُ أَصلُها العیبُ، و المراد بها هاهنا الذی یَفِرُّ بشی‌ءٍ یرید أَن یَنْفَرِدَ به و یَغْلِبَ علیه مما لا تُجِیزُه الشَریعةُ. و الخارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثم نُقِل إلی غیرها اتِّساعاً. قال: و قد جاءَ فی سِیاقِ الحدیثِ فی كتاب البخاری: أَنَّ الخَرَبةَ الجِنایةُ و البَلِیَّةُ. قال و قال الترمذی: و قد روی بِخِزْیةٍ. قال: فیجوز أَن یكون بكسر الخاء، و هو الشی‌ء الذی یُسْتَحْیا منه. أَو من الهَوانِ و الفضیحةِ؛ قال: و یجوز أَن یكون بالفتح، و هو الفَعْلةُ الواحدة منهما؛ و یقال: ما فیه خَرَبةٌ أَی عَیْبٌ. و یقال: الخارِبُ من شدائدِ الدهر. و الخارِبُ: اللِّصُّ، و لم یُخَصَّصْ به سارِقُ الإِبِلِ و لا غیرِها؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 349
و قال الشاعر فیمن خَصَّصَ: إنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا، خُوَیْرِبَیْنِ یَنْقُفانِ الْهاما الأَكْتَلُ و الكَتالُ: هما شِدّةُ العیش. و الرِّزامُ: الهُزال. قال أَبو منصور: أَكْتَلُ و رِزامٌ، بكسر الراءِ: رجُلانِ خارِبانِ أَی لِصَّانِ. و قوله خُوَیْرِبانِ أَی هما خارِبانِ، و صغَّرهما و هما أَكْتَلُ و رِزامٌ، و نَصَب خُوَیْرِبَیْنِ علی الذَّمِّ، و الجمع خُرَّابٌ. و قد خَرَبَ یَخْرُبُ خِرابةً؛ الجوهری: خَرَبَ فلانٌ بإبل فلان، یَخْرُبُ خِرابةً: مثل كَتَبَ یَكْتُبُ كِتابةً؛ و قال اللحیانی: خَرَبَ فلان بإبل فلان یَخْرُب بها خَرْباً و خُرُوباً و خِرابةً و خَرابةً أَی سَرَقَها. قال: هكذا حكاه مُتَعدِّیاً بالباء. و قال مرة: خَرَبَ فلان أَی صارَ لِصّاً؛ و أَنشد: أَخْشَی عَلَیْها طَیِّئاً و أَسَدا، و خارِبَیْنِ خَرَبَا فمَعَدَا، لا یَحْسِبانِ اللّهَ إلَّا رَقَدا و الخَرَّابُ: كالخارِب. و الخُرابةُ: حَبْلٌ من لِیفٍ أَو نحوه. و خَلِیَّةٌ مُخْرِبةٌ: فارِغةٌ لم یُعَسَّلْ فیها. و النَّخاریبُ: خُرُوقٌ كبیُوتِ الزَّنابِیرِ، واحدتها نخرُوبٌ. و النَّخاریبُ: الثُّقَب المُهَیَّأَةُ من الشَّمَع، و هی التی تَمُجُّ النَّحْلُ العَسَلَ فیها. و نَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبَها؛ و قد قیل: إنّ هذا كُلّه رباعیّ، و سنذكره. و الخُرْبُ، بالضم: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ من الرَّمْل. و قیل: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ منَ الرَّمل، یُنْبِتُ الغَضی. و الخَرِبُ: حدّ من الجبل خارجٌ. و الخَرِبُ: اللَّجَفُ من الأَرضِ؛ و بالوجهین فسر قول الراعی: فما نَهِلَتْ، حتی أَجاءَتْ جِمامَه إلی خَرِبٍ، لاقَی الخَسِیفةَ خارِقُهْ و ما خَرَّبَ علیه خَرْبةً أَی كلمة قَبِیحةً. یقال: ما رأَینا من فلان خَرْبةً و خَرْباءَ مُنْذُ جاوَرَنا أَی فساداً فی دِینه أَو شَیْناً. و الخَرَبُ من الفَرَس: الشعرُ المُخْتَلِفُ وسَطَ مِرْفَقِه. أَبو عبیدة: من دَوائِر الفرَسِ دائرةُ الخَرَبِ، و هی الدائرةُ التی تكون عند الصَّقْرَیْنِ، و دائرتَا الصَّقْرَیْنِ هما اللَّتانِ عند الحَجَبَتَیْنِ و القُصْرَیَیْنِ. الأَصمعی: الخَرَبُ الشَّعَرُ المُقْشَعِرُّ فی الخاصرةِ؛ و أَنشد: طویلُ الحِداءِ، سَلیمُ الشَّظَی، كَریمُ المِراحِ، صَلِیبُ الخَرَبْ و الحِدَأَةُ: سالِفةُ الفَرَسِ، و هو ما تقَدَّمَ من عُنْقِه. و الخَرَبُ: ذكَر الحُبارَی، و قیل هو الحُبارَی كُلُّها، و الجمع خِرابٌ و أَخْرابٌ و خِرْبانٌ، عن سیبویه. و مُخَرَّبةُ: حیٌّ «2» من بنی تمیم، أَو قبیلة. و مَخْرَبةُ: اسم. و الخُرَیْبَةُ: موضع، النَّسبُ إلیه خُرَیْبِیٌّ، علی غیر قیاس، و ذلك أَنّ ما كان علی فُعَیْلةَ، فالنَّسبُ إلیه بطَرْحِ الیاءِ، إلا ما شذَّ كهذا و نحوه. و قیل:
(2). قوله [و مخرّبة حیّ] كذا ضبط فی نسخة من المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 350
خُرَیْبَةُ موضع بالبصرة، یسمی بُصَیْرةَ الصُّغْری. و الخُرْنُوبُ و الخَرُّوب، بالتشدید: نبت معروف، واحدته خُرْنُوبةٌ و خَرْنُوبةٌ، و لا تقل: الخَرْنوب، بالفتح «1». قال: و أُراهُمْ أَبدَلوا النون من إحدی الراءَین كراهیة التضعیف، كقولهم إنْجانة فی إجانَّة؛ قال أَبو حنیفة: هما ضربان: أحدهما الیَنْبُوتةُ، و هی هذا الشَّوكُ الذی یُسْتَوْقَدُ به، یَرْتَفعُ الذِّراعُ ذُو أَفْنانٍ و حَمْلٍ أَحَمُّ خَفیفٌ، كأَنهُ نفّاخٌ، و هو بَشِعٌ لا یُؤْكل إلا فی الجَهْد، و فیه حَبٌّ صُلْبٌ زَلَّالٌ؛ و الآخر الذی یقال له الخَرُّوبُ الشامی، و هو حُلْوٌ یؤْكل، و له حَبٌّ كَحَبِّ الیَنْبُوتِ، إلّا أَنه أَكْبَرُ، و ثَمَرُه طِوالٌ كالقِثّاءِ الصِّغارِ، إلّا أَنه عَریضٌ، و یُتَّخَذُ منه سَویقٌ و رُبٌّ. التهذیب: و الخَرُّوبة شجرة الیَّنْبُوتِ، و قیل: الینبوتُ الخَشْخاشُ. قال: و بلغنا‌فی حدیث سُلَیْمان، علی نَبِیِّنا و علیه الصلاةُ و السلامُ، أَنه كانَ ینْبُتُ فی مُصَلّاه كل یَوْمٍ شَجَرةٌ، فیَسْأَلُها: ما أَنْتِ؟ فَتقُولُ: أَنا شَجرةُ كذا، أَنْبُتُ فی أَرضِ كذا، أَنا دَواءٌ مِنْ داءِ كَذا، فیَأْمُرُ بها فَتُقْطَعُ، ثم تُصَرُّ، و یُكْتَبُ علی الصُّرّةِ اسْمُها و دَواؤُها، حتی إذا كان فی آخِر ذلك نَبَتَتِ الیَنْبُوتةُ، فقال لها: ما أَنتِ؟ فقالت: أَنا الخَرُّوبةُ و سَكَتَتْ؛ فقال سُلَیْمانُ، علیه السلام: الآن أَعْلَمُ أَنَّ اللّه قد أَذِنَ فی خَرابِ هذا المَسْجدِ، و ذَهابِ هذا المُلْكِ، فلم یَلْبَثْ أَن ماتَ.و فی الحدیث ذكر الخُرَیْبة، هی بضم الخاءِ، مصغَّرة: مَحِلَّةٌ مِنْ مَحالِّ البَصْرة، یُنْسَبُ إلیها خَلْقٌ كثیر. و خَرُّوبٌ و أَخْرُبٌ: مَوْضِعان؛ قال الجُمَیْحُ: ما لأُمَیْمةَ أَمْسَتْ لا تُكَلِّمُنا، مَجْنُونةٌ، أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوبِ؟ «2» مَرَّتْ بِراكِبِ مَلْهُوزٍ، فقالَ لها: ضُرِّی الجُمَیْحَ، و مَسِّیهِ بتَعْذیبِ یقول: طَمَحَ بصَرُها عنی، فكأَنها تَنْظُر إلی راكِبٍ قد أَقبلَ من أَهْلِ خَرُّوبٍ.

خردب؛ ج1، ص: 350

: خَرْدبٌ: اسم.

خرشب؛ ج1، ص: 350

: الخُرْشُبُ: اسمٌ. ابن الأَعرابی: الخُرْشُبُ، بالخاء: الطویلُ السَّمِینُ.

خرعب؛ ج1، ص: 350

: الخُرْعُوبةُ: القِطْعةُ من القَرْعةِ، و القِثَّاءِ، و الشَّحْمِ. و الخَرْعَبُ و الخُرْعُوبُ و الخُرْعُوبةُ: الغُصْنُ لسَنَتِه، و قیل: هو القَضِیبُ السامِقُ الغَضُّ؛ و قیل: هو القَضِیبُ الناعِمُ، الحدیثُ النَّباتِ الذی لم یَشْتَدَّ. و الخَرْعَبةُ: الشابةُ الحَسَنةُ الجَسِیمةُ فی قَوامٍ كأَنَّها الخُرْعُوبةُ؛ و قیل: هی الجَسِیمةُ اللَّحِیمةُ؛ و قال اللحیانی: الخَرْعَبةُ: الرَّخْصةُ اللَّیِّنةُ، الحَسَنةُ الخَلْقِ؛ و قیل: هی البَیْضاء. و امرأَةٌ خَرْعَبةٌ و خُرْعُوبةٌ: رَقِیقةُ العَظْمِ، كثیرةُ اللحم، ناعمةٌ. و جسمٌ خَرْعَبٌ: كذلك؛ الأَصمعی: الخَرْعَبةُ الجارِیةُ اللَّیِّنةُ القَصَبِ، الطویلةُ؛ و قال اللیث: هی الشابَّةُ الحَسَنةُ القَوامِ، كأَنها خُرْعُوبةٌ من
(1). قوله [و لا تقل الخرنوب بالفتح] هذه عبارة الجوهری، و أمَّا قوله واحدته خرنوبة و خرنوبة فهی عبارة المحكم و تبعه مجد الدین. (2). قوله [قال الجمیح ما لأمیمة إلخ] هذا نص المحكم و الذی فی التكملة قال الجمیح الأَسدی و اسمه منقذ: [أمست أمامة صمتا ما تكلمنا] مجنونة و فیها ضبط مجنونة … بالرفع و النصب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 351
خَراعِیبِ الأَغْصانِ، من نَباتِ سَنَتِها. و الغُصْنُ الخُرْعُوبُ: المُنْثَنِی؛ قال إمرؤ القیس: بَرَهْرَهةٌ، رُؤْدةٌ، رَخْصةٌ، كخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِرْ و رجل خَرْعَبٌ: طویلٌ، فی كثرة من لَحْمِه. و جمل خُرْعُوبٌ: طویلٌ فی حُسْنِ خَلْقٍ. و قیل: الخُرْعُوبُ من الإِبِل العظِیمةُ الطویلةُ.

خرنب؛ ج1، ص: 351

: الأَزهری فی الرباعی: الخَرُّوبُ و الخَرْنُوب: شجر یَنْبُت فی جِبالِ الشامِ، له حَبٌّ كحَبِّ الیَنْبُوتِ، یُسمّیه صِبْیانُ أَهلِ العِراقِ القِثَّاءَ الشامیَّ، و هو یابسٌ أَسود. النهایة لابن الأَثیر، و فی قصة محمد بن أَبی بكر الصدّیق، رضی اللّه عنه، ذِكْرُ خَرْنَبَاءَ، و هی بفتح الخاء و سكون الراء و فتح النون و بالباء الموحدة و المدِّ: موضع من أَرض مصر، صانَها اللّه تعالی.

خزب؛ ج1، ص: 351

: الخَزَبُ: تَهَیُّجٌ فی الجلد، كهَیْئةِ ورَمٍ من غیرِ أَلَمٍ. خَزِبَ جِلْدُه: خَزَباً فهو خَزِبٌ و تَخَزَّبَ: وَرِمَ من غیرِ أَلَمٍ. و خَزِبَ ضَرْعُ الناقةِ و الشاةِ، بالكسر، خَزَباً و تَخَزَّبَ: وَرِمَ، و قیل: یَبِسَ و قَلَّ لَبَنُه؛ و قیل: تَخَزَّبَ ضَرْعُ الناقة عند النتاج إذا كان فیه شِبْه الرَّهَلِ. و فی الصحاح: خَزِبَتِ الناقةُ، بالكسر، تَخْزَبُ خَزَباً: وَرِمَ ضَرْعُها، و ضاقتْ أَحالِیلُها، و كذلك الشاةُ. و ناقة خَزِبةٌ و خَزْباءُ: وارِمةُ الضَّرْعِ. و قیل: الخَزَبُ ضِیقُ أَحالیلِ الناقةِ و الشاة، مِنْ وَرَمٍ أَو كَثْرةِ لَحْمٍ. و الخَزْباءُ: الناقةُ التی فی رَحِمها ثآلِیلُ، تَتَأَذَّی بها. و قال أَبو حنیفةَ: خَزِبَ البعیرُ خَزَباً: سَمِنَ، حتی كأَنَّ جِلْدَه وارِمٌ مِن السَّمنِ؛ و بَعیر مِخزابٌ إذا كان ذلك من عادتِه. أَبو عمرو: العَرَبُ تسمی مَعْدِنَ الذَّهَبِ خُزَیْبةَ؛ و أَنشد: فقد تَرَكَتْ خُزَیْبَةُ كلَّ وَغْدٍ، یُمَشِّی بَیْنَ خاتامٍ و طاقِ و الخَیْزَبُ و الخَیْزَبانُ: اللحم الرَّخْصُ اللَّیِّنُ. و الخَیْزَبةُ و الخَیْزُبةُ: اللَّحْمةُ الرَّخْصةُ اللَّیِّنةُ. و لَحْمٌ خَزِبٌ: رَخْصٌ، و كلُّ لَحْمةٍ رَخْصَةٍ خَزِبةٌ. و الخَزْباءُ: ذُبابٌ یكونُ فی الرَّوْضِ. و الخازِبازِ: ذباب أَیضاً. و الخَزَبُ: الخَزَفُ، فی بعض اللغات.

خزرب؛ ج1، ص: 351

: الخَزْرَبةُ: اخْتِلاطُ الكلام، و خَطَلُه.

خزلب؛ ج1، ص: 351

: خَزْلَب اللحمَ أَو الحَبْلَ: قَطَعَه قَطْعاً سریعاً.

خشب؛ ج1، ص: 351

: الخَشَبَةُ: ما غَلُظَ مِن العِیدانِ، و الجمع خَشَبٌ، مثل شجرةٍ و شَجَر، و خُشُبٌ و خُشْبٌ و خُشْبانٌ. و‌فی حدیث سَلْمانَ: كان لا یَكادُ یُفْقَهُ كلامُه مِن شِدَّةِ عُجْمَتِه، و كان یسمی الخَشَبَ الخُشْبانَ.قال ابن الأَثیر: و قد أُنْكِرَ هذا الحدیثُ، لأَنَّ سَلْمانَ كان یُضارِعُ كلامُه كلامَ الفُصَحاءِ، و إنما الخُشْبانُ جمع خَشَبٍ، كحَمَلٍ و حُمْلانٍ؛ قال: كأَنَّهم، بجَنُوبِ القاعِ، خُشْبانُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 352
قال: و لا مَزید علی ما تَتَساعدُ فی ثُبوتِه الرِّوایةُ و القیاسُ. و بَیْتٌ مُخَشَّبٌ: ذو خَشَب. و الخَشَّابةُ: باعَتُها. و قوله عز و جل، فی صفة المنافقین: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ؛ و قُرئَ خُشْبٌ، بإسكان الشین، مثل بَدَنةٍ و بُدْنٍ. و من قال خُشُبٌ، فهو بمنزلة ثَمَرَةٍ و ثُمُرٍ؛ أَراد، و اللّه أَعلم: أَنَّ المنافقین فی تَرْكِ التَّفَهُّمِ و الاسْتِبْصارِ، وَ وَعْی ما یَسْمَعُونَ من الوَحْیِ، بمنزلة الخُشُبِ. و‌فی الحدیث فی ذِكر المنافقین: خُشُبٌ باللیل، صُخُبٌ بالنهار؛ أَراد: أَنهم یَنامُونَ اللیلَ، كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ، لا یُصَلُّون فیه؛ و تُضم الشین و تسكن تخفیفاً. و العربُ تقول للقَتِیلِ: كأَنه خَشَبةٌ و كأَنه جِذْعٌ. و تخَشَّبَتِ الإِبلُ: أَكلت الخَشَبَ؛ قال الراجز و وصف إبلًا: حَرَّقَها، مِن النَّجِیلِ، أَشْهَبُهْ، أَفْنانُه، و جَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ و یقال: الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِیدانَ الشجرِ إذا تَناوَلَتْ أَغصانَه. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: كان یُصَلی خَلْفَ الخَشَبِیَّةِ؛ قال ابن الأَثیر: هم أَصْحابُ المُخْتارِ بن أَبی عُبَیدة؛ و یقال لضَرْبٍ من الشِّیعةِ: الخَشَبِیَّةُ؛ قیل: لأَنهم حَفِظُوا خَشَبَةَ زَیْدِ بن علیّ، رضی اللّه عنه، حینَ صُلِبَ، و الوجه الأَوّل، لأَنّ صَلْبَ زَیْدٍ كان بعد ابنِ عُمَر بكثیر. و الخَشِیبةُ: الطَّبِیعةُ. و خَشَبَ السیفَ یَخْشِبُه خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ و خَشِیبٌ: طَبَعَه، و قیل صَقَلَه. و الخَشِیبُ من السیوفِ: الصَّقِیلُ؛ و قیل: هو الخَشِنُ الذی قد بُرِدَ و لم یُصْقَلْ، و لا أُحْكِمَ عَمَلُه، ضدٌّ؛ و قیل: هو الحدیثُ الصَّنْعة؛ و قیل: هو الذی بُدِئَ طَبْعُه. قال الأَصمعی: سیف خَشِیبٌ، و هو عند الناس الصَّقِیلُ، و إنما أَصلُه بُرِدَ قبل أَن یُلَیَّنَ؛ و قول صخر الغی: و مُرْهَفٌ، أُخْلِصَتْ خَشِیبَتُه، أَبْیَضُ مَهْوٌ، فی مَتْنِهِ، رُبَدُ أَی طَبِیعَتُه. و المَهْوُ: الرّقِیقُ الشَّفْرَتَینِ. قال ابن جنی: فهو عندی مقلوب من مَوْهٍ، لأَنه من الماء الذی لامُهُ هاء، بدلیل قولهم فی جمعه: أَمْواهٌ. و المعنی فیه: أَنه أُرِقَّ، حتی صارَ كالماءِ فی رِقَّتهِ. قال: و كان أَبو علی الفارسی یری أَن أَمْهاه، من قول إمرئِ القَیس: راشَه مِنْ رِیشِ ناهِضةٍ، ثُمَّ أَمْهاهُ علی حَجَرِهْ قال: أَصله أَمْوَهَهُ، ثم قدَّم اللام و أَخَّر العین أَی أَرَقَّه كَرِقَّةِ الماء. قال، و منه: مَوَّهَ فلان عَلیَّ الحَدِیثَ أَی حَسَّنَه، حتی كأَنَّه جعل علیه طَلاوةً و ماءً. و الرُّبَدُ: شِبْهُ مَدَبِّ النمل، و الغُبارِ. و قیل: الخَشْبُ الذی فی السَّیف أَن یَضَعَ علیه سِناناً عَریضاً أَمْلَسَ، فیَدْلُكَه به، فإن كان فیه شُقُوقٌ، أَو شَعَثٌ، أَو حَدَبٌ ذَهَبَ به و امْلَسَّ. قال الأَحمر: قال لی أَعْرابی: قلت لصَیْقَلٍ: هل
لسان العرب، ج‌1، ص: 353
فَرَغْتَ مِنْ سَیْفِی؟ قال: نعم، إلّا أَنی لم أَخْشِبْه. و الخشابةُ: مِطْرَقٌ دَقِیقٌ إذا صَقَلَ الصَّیْقَلُ السَّیْفَ و فَرَغَ منه، أَجراها علیه، فلا یُغَبِّره الجَفْن؛ هذه عن الهجری. و الخَشْبُ: الشَّحْذُ. و سیفٌ خَشِیبٌ مَخْشُوبٌ أَی شَحِیذٌ. و اخْتَشَبَ السیفَ: اتَّخَذَه خَشْباً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لا فَتْكَ إلّا سَعْیُ عَمْرٍو و رَهْطِه، بما اخْتَشَبُوا، مِن مِعْضَدٍ و دَدانِ و یقال: سَیْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِیبةِ؛ یقول: عُرِّضَ حین طُبِعَ؛ قال ابن مِرْداسٍ: جَمَعْتُ إلَیْهِ نَثْرَتی، و نجِیبَتی، و رُمْحِی، و مَشْقُوقَ الخَشِیبةِ، صارِما و الخَشْبةُ: البَرْدةُ الأُولی، قَبْلَ الصِّقال؛ و أَنشد: و فُترةٍ مِنْ أَثْلِ ما تَخَشَّبا أَی مما أَخَذه خَشْباً لا یَتَنَوَّقُ فیه، یأْخُذُه مِن هاهُنا و هاهُنا. و قال أَبو حنیفة: خَشَبَ القَوْسَ یَخْشِبُها خَشْباً: عَمِلَها عَمَلَها الأَوّلَ، و هی خَشِیبٌ مِنْ قِسِیٍّ خُشُبٍ و خَشائِبَ. و قِدْحٌ مَخْشُوبٌ و خَشِیبٌ: مَنْحُوتٌ؛ قال أَوْسٌ فی صفة خیل: فَخَلْخَلَها طَوْرَین. ثم أَفاضَها كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُقَدَّمِ «3» و یُروی: … تُقَوَّمِ أَی تُعَلَّمِ. و الخَشِیبُ: السَّهْمُ حین یُبْرَی البَرْیَ الأَوَّل. و خَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً إذا بَرَیْتَها البَرْیَ الأَوّل و لم تَفْرُغْ منها. و یقول الرجل للنَّبَّالِ: أَ فَرَغْتَ مِن سَهْمِی؟ فیقول: قد خَشَبْتُه أَی قد بَرَیْتُه البَرْیَ الأَوَّل، و لم أُسَوِّه، فإذا فَرَغَ قال: قد خَلَقْتُه أَی لَیَّنْتُه من الصَّفاة الخَلْقاءِ، و هی المَلْساءُ. و خَشَبَ الشِّعْر یَخْشِبُه خَشْباً أَی یُمِرُّه كما یَجِیئُه، و لم یَتَأَنَّقْ فیه، و لا تَعَمَّلَ له؛ و هو یَخْشِبُ الكلام و العَمَلَ إذا لم یُحْكِمْه و لم یُجَوِّدْه. و الخَشِیبُ: الرَّدِی‌ءُ و المُنْتَقَی. و الخَشِیبُ: الیابِسُ، عن كراع. قال ابن سیدة: و أُراه قال الخشِیبَ و الخَشِیبیَّ. و جَبْهَةٌ خَشْباءُ: كَرِیهةٌ یابِسةٌ. و الجَبْهةُ الخَشْباءُ: الكَرِیهةُ، و هی الخَشِبةُ أَیضاً، و رجل أَخْشَبُ الجَبْهةِ؛ و أَنشد: إمَّا ترَیْنی كالوَبِیلِ الأَعْصَلِ، أَخْشَبَ مَهْزُولًا، و إنْ لم أُهْزَلِ و أَكمَةٌ خَشْباءُ و أَرْضٌ خَشْباءُ، و هی التی كأَنَّ حِجارتَها مَنْثُورةٌ مُتَدانِیةٌ؛ قال رؤْبة: بكُلِّ خَشْباءَ و كُلِّ سَفْحِ و قولُ أَبی النَّجْمِ: إذا عَلَوْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا یرید: كأَنه نُطِحَ. و الخَشِیبُ: الغَلِیظُ الخَشِنُ مِنْ كلّ شی‌ءٍ. و الخَشیبُ من الرِّجال: الطَّوِیلُ الجافی، العارِی العِظام، مع شِدّة و صَلابة و غِلَظٍ؛
(3). قوله [فخلخلها] كذا فی بعض النسخ بخاءین معجمتین و فی شرح القاموس بمهملتین و بمراجعة المحكم یظهر لك الصواب و النسخة التی عندنا منه مخرومة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 354
و كذلك هو من الجِمالِ. و قد اخْشَوْشَبَ أَی صارَ خَشِباً، و هو الخَشِنُ. و رَجل خَشِیبٌ: عارِی العَظْمِ، بادِی العَصَبِ. و الخَشِیبُ منَ الإِبل: الجافی، السَّمْجُ، المُتَجافی، الشاسِئُ الخَلْقِ؛ و جمَلٌ خَشِیبٌ أَی غَلِیظٌ. و‌فی حدیث وَفْدِ مَذْحِجَ علی حَراجِیجَ: كأَنها أَخاشِبُ، جمع الأَخْشَبِ؛ و الحَراجیجُ: جمع حُرْجُوجٍ، و هی الناقةُ الطویلةُ، و قیل: الضَّامِرةُ؛ و قیل: الحادَّةُ القَلْبِ. و ظَلِیمٌ خَشِیبٌ أَی خَشِنٌ. و كلُّ شی‌ءٍ غَلِیظٍ خَشِنٍ، فهو أَخْشَبُ و خَشِبٌ. و تخَشَّبَتِ الإِبلُ إذا أَكلت الیَبِیسَ من المَرْعَی. و عَیْشٌ خَشِبٌ: غیر مُتَأَنَّقٍ فیه، و هو من ذلك. و اخْشَوْشَبَ فی عَیْشِه: شَظِفَ. و قالوا: تمَعْدَدُوا، و اخْشَوْشِبُوا أَی اصْبِرُوا علی جَهْدِ العَیْشِ؛ و قیل تَكَلَّفُوا ذلك، لیكون أَجْلَدَ لكم. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: اخْشَوْشِبُوا، و تَمعْدَدُوا.قال: هو الغِلَظُ، و ابْتِذالُ النَّفْسِ فی العَمَل، و الاحْتِفاءُ فی المَشْیِ، لیَغْلُظ الجَسَدُ؛ و یُروی: و اخْشَوْشِنُوا، من العِیشةِ الخَشْناءِ. و یقال: اخْشَوْشَب الرَّجُل إذا صارَ صُلْباً، خَشِناً فی دِینهِ و مَلْبَسِه و مَطْعَمِه، و جَمِیعِ أَحْوالِه. و یُروی بالجیم و الخاءِ المعجمة، و النون؛ یقول: عِیشُوا عَیْشَ مَعَدٍّ، یعنی عَیْشَ العَرَبِ الأَوَّل، و لا تُعَوِّدُوا أَنْفُسَكم التَّرَفُّه، أَو عِیشةَ العَجَمِ، فإنَّ ذلك یَقْعُدُ بكم عن المغازی. و جَبَلٌ أَخْشَبُ: خَشِنٌ عظیم؛ قال الشاعر یصف البعیر، و یُشَبِّهه فوقَ النُّوق بالجَبَل: تَحْسَبُ فَوْقَ الشَّوْلِ، مِنه، أَخْشَبا و الأَخْشَبُ مِن الجِبال: الخَشِنُ الغَلِیظُ؛ و یقال: هو الذی لا یُرْتَقَی فیه. و الأَخْشَبُ من القُفِّ: ما غَلُظَ، و خَشُنَ، و تحَجَّر؛ و الجمع أَخاشِبُ لأَنه غَلَبَ علیه الأَسْماءُ؛ و قد قیل فی مؤَنَّثه: الخَشْباءُ؛ قال كثیر عزة: یَنُوءُ فَیَعْدُو، مِنْ قَریبٍ، إذا عَدا و یَكْمُنُ، فی خَشْباءَ، وعْثٍ مَقِیلُها فإما أَن یكون اسماً، كالصَّلْفاءِ، و إما أَن یكون صفة، علی ما یطرد فی باب أَفعل، و الأَوّل أَجود، لقولهم فی جمعه: الأَخاشِبُ. و قیل الخَشْباءُ، فی قول كثیر، الغَیْضةُ، و الأَوّلُ أَعْرَفُ. و الخُشْبانُ: الجِبالُ الخُشْنُ، التی لیست بِضِخامٍ، و لا صِغارٍ. ابن الأَنباری: وقَعْنا فی خَشْباءَ شَدِیدةٍ، و هی أَرضٌ فیها حِجارةٌ و حَصی و طین. و یقال: وقَعْنا فی غضْراءَ، و هی الطِّین الخالِصُ الذی یقال له الحُرُّ، لخُلُوصِه مِن الرَّمْلِ و غیره. و الحَصْباءُ: الحَصی الذی یُحْصَبُ به. و الأَخْشَبانِ: جَبَلا مَكَّةَ. و‌فی الحدیث فی ذِكْر مَكَّةَ: لا تَزُولُ مَكَّةُ، حتی یَزُولَ أخْشَباها.أَخْشَبا مَكَّةَ: جَبَلاها. و‌فی الحدیث: أَن جِبْرِیلَ، علیه السلام، قال: یا محمدُ إنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَلیهم الأَخْشَبَینِ، فقال: دَعْنی أُنْذِرْ قَوْمی؛ صلی اللّه علیه و سلم، و جَزاه خَیراً عن رِفْقِه بأُمَّتِه، و نُصْحِه لهم، و إشْفاقِه علیهم. غیره: الأَخْشَبانِ: الجَبَلانِ المُطِیفانِ بمكَّةَ، و هما: أَبو قُبَیْس و الأَحْمرُ، و هو جبَل مُشْرِفٌ وَجْهُه علی قُعَیْقِعانَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 355
و الأَخْشَبُ: كلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ غَلِیظٍ. و الأَخاشِبُ: جِبالُ الصَّمَّان. و أَخاشِبُ الصَّمَّانِ: جِبال اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ، فی مَحِلّة بنی تَمِیم، لیس قُرْبَها أَكَمةٌ، و لا جَبَلٌ؛ و صُلْبُ الصَّمَّانِ: مكانٌ خَشِبٌ أَخْشَبُ غَلِیظٌ؛ و كلُّ خَشِنٍ أَخْشَبُ و خَشِبٌ. و الخَشْبُ: الخَلْطُ و الانْتِقاءُ، و هو ضِدٌّ. خَشَبَه یَخْشِبُه خَشْباً، فهو خَشِیبٌ و مَخْشُوبٌ. أَبو عبید: المَخْشُوب: المَخْلوط فی نَسَبِه؛ قال الأَعشی یصف فرساً: قافِلٍ جُرْشُعٍ، تراه كَیَبْس الرَّبْل، لا مُقْرِفٍ، و لا مَخْشُوبِ قال ابن بری: أَورد الجوهری عجز هذا البیت، لا مقرفٌ و لا مَخْشُوبُ، قال: و صوابه لا مُقْرِفٍ و لا مَخْشُوبِ بالخفض، و بعده: تِلْكَ خَیْلی منه، و تِلكَ رِكابی، هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها، كالزَّبیبِ قال ابن خالویه: المَخْشُوب الذی لم یُرَضْ، و لم یُحَسَّنْ تَعْلِیمه، مُشَبَّهٌ بالجَفْنةِ المَخْشُوبة، و هی التی لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها. قال: و لم یَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالمَخْشُوبِ، إلَّا الأَعْشَی. و معنی قافِل: ضامِرٌ. و جُرْشُعٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَینِ. و الرَّبْلُ: ما تَرَبَّلَ من النَّباتِ فی القَیظ، و خرج من تحت الیَبیسِ مِنه نباتٌ أَخضَر. و المُقْرِفُ: الذی دانَی الهُجْنةَ مِنْ قِبَلِ أَبیهِ. و خَشَبْتُ الشی‌ءَ بالشی‌ءِ: خَلَطْتُه به. و طعامٌ مَخْشُوبٌ إذا كان حَبّاً، فهو مُفَلَّقٌ قَفارٌ، و إن كان لحماً فَنی‌ءٌ لم یَنْضَجْ. و رجل قَشِبٌ خَشِبٌ: لا خَیرَ عنده، و خَشِبٌ إتْباعٌ له. اللیث: الخَشَبِیَّةُ: قومٌ مِنَ الجَهْمِیَّةِ «1» یَقُولون: إنَّ اللّه لا یتَكَلَّم، و یقُولون: القرآنُ مَخْلُوقٌ. و الخِشابُ: بُطُونٌ مِن تَمِیمٍ؛ قال جریر: أَ ثَعْلَبَةَ الفوارِسِ أَم رِیاحاً، عَدَلْتَ بهم طُهَیَّةَ و الخِشابا؟ و یُروی: أَو رَباحاً. و بنو رِزامِ بن مالكِ بن حَنْظَلَة یقال لهم: الخِشابُ. و استشهد الجوهری ببیت جریر هذا علی بنی رِزامٍ. و خُشْبانُ. اسم. و خُشْبانُ: لَقَبٌ. و ذُو خَشَبٍ: موضِع؛ قال الطِّرِمَّاحُ: أَو كالفَتی حاتِمٍ، إذْ قالَ: ما ملَكَتْ كَفَّایَ للنَّاسِ نُهْبَی، یومَ ذی خَشَبِ و فی الحدیث ذكر خُشُبٍ، بضمتین، و هو وادٍ علی مَسِیرةِ لَیْلة من المَدینةِ، له ذِكرٌ كَثیرٌ فی الحدیث و المغازی، و یقال له: ذُو خُشُبٍ.

خصب؛ ج1، ص: 355

: الخِصْبُ: نَقِیضُ الجَدْبِ، و هو كَثرةُ العُشْبِ، و رفَاغةُ العَیْشِ؛ قال اللیث: و الإِخصابُ و الاختِصابُ من ذلك. قال أَبو حنیفة: و الكَمْأَةُ من الخِصْب، و الجَرادُ من الخِصْبِ، و إنما یُعَدُّ خِصْباً إذا وقع إلیهم، و قد جَفَّ العُشْبُ، و أَمِنُوا مَعَرَّتَه. و قد خَصَبَتِ الأَرضُ، و خَصِبَت خِصْباً، فهی خَصِبةٌ، و أَخْصَبَتْ
(1). قوله [الجهمیة] ضبط فی التكملة، بفتح فسكون، و هو قیاس النسب إلی جهم بفتح فسكون أیضاً، و معلوم أن ضبط التكملة لا یعدل به ضبط سواها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 356
إخصاباً؛ و قولُ الشاعر أَنشده سیبویه: لقد خَشِیتُ أَنْ أَرَی جَدَبَّا، فی عامِنا ذا، بَعْدَ ما أَخْصَبَّا فرواه هنا بفتح الهمزة؛ هو كأَكْرَمَ و أَحسَنَ إلَّا أَنه قد یُلْحَقُ فی الوَقْفِ الحَرْفُ حَرْفاً آخر مثلَه، فیشدَّد حِرْصاً علی البیانِ، لِیُعْلَم أَنه فی الوَصْل مُتَحَرِّك، من حیث كان الساكِنانِ لا یَلْتَقِیانِ فی الوَصْل، فكان سبیلُه إذا أَطْلَق الباء، أَن لا یُثَقِّلَها، و لكنه لما كان الوقفُ فی غالِب الأَمر إنما هو علی الباء، لم یَحْفِل بالأَلف، التی زِیدَتْ علیها، إذ كانت غیرَ لازمةٍ فثَقَّل الحَرْفَ، علی من قال: هذا خالدّ، و فَرَجّ، و یجْعَلّ، فلما لم یكن الضم لازماً، لأَن النصب و الجرّ یُزِیلانِه، لم یُبالوا به. قال ابن جنی: و حدثنا أَبو علی أَن أَبا الحسن رواه أَیضاً: بعد ما إخْصَبَّا، بكسر الهمزة، و قطَعها ضرورةً، و أَجراه مُجْرَی اخْضَرَّ، و ازْرَقَّ و غیرِه منَ افْعَلَّ، و هذا لا یُنْكَر، و إن كانت افْعَلَّ للأَلوانِ، أَ لا تراهم قد قالوا: اصْوابَّ، و امْلاسَّ، و ارْعَوَی، و اقْتَوَی؟ و أَنشدَنا لِیَزید بن الحَكَمِ: تَبَدَّلْ خَلِیلًا بی، كَشَكْلِكَ شَكْلُهُ، فَإنی، خَلِیلًا صالحاً، بكَ، مُقْتَوِی فمِثالُ مُقْتَوِی مُفْعَلٌّ، مِنَ القَتْوِ، و هو الخِدْمةُ، و لیس مُقْتَوٍ بمُفْتَعِلٍ، مِن القُوَّةِ، و لا مِن القَواءِ و القِیِّ؛ و منه قول عَمْرو بن كُلْثُوم: متی كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِینا؟ و رواه أَبو زید أَیضاً: مَقْتَوَیْنا، بفتح الواو. و مكانٌ مُخصِبٌ و خَصیبٌ، و أَرض خِصْبٌ، و أَرَضُون خِصْبٌ، و الجمعُ كالواحد، و قد قالوا أَرَضُون خِصْبةٌ، بالكسر، و خَصْبةٌ، بالفتح: فَإما أَن یكون خَصْبةٌ مصدراً وُصِفَ به، و إما أَن یكون مخففاً من خَصِبةٍ. و قد قالوا أَخصابٌ، عن ابن الأَعرابی، یقال: بَلَدٌ خِصْبٌ و بَلَدٌ أَخْصابٌ، كما قالوا: بَلدٌ سَبْسَبٌ، و بلدٌ سَباسِبٌ، و رُمْح أَقصادٌ، و ثوب أَسْمالٌ و أَخْلاقٌ، و بُرْمةٌ أَعشارٌ، فیكون الواحد یُراد به الجمعُ، كأَنَّهم جعلوه أَجْزاء. و قال أَبو حنیفة: أَخْصَبَتِ الأَرضُ خِصْباً و إخصاباً، قال: و هذا لیس بِشی‌ءٍ لأَنّ خِصْباً فعْلٌ، و أَخْصَبَتْ أَفْعَلَتْ؛ و فِعلٌ لا یكون مصدراً لأَفْعَلَتْ. و حكی أَبو حنیفة: أَرض خَصِیبةٌ و خَصِبٌ، و قد أَخْصَبَتْ و خَصِبَتْ، قال أَبو حنیفة: الأَخیرة عن أَبی عبیدة، و عیشٌ خَصِبٌ مُخصِبٌ، و أَخْصَبَ القومُ: نالوا الخِصْبَ، و صاروا إلیه، و أَخْصَب جَنابُ القوم، و هو ما حولهم. و فلان خَصِیبُ الجنابِ أَی خَصِیبُ الناحِیةِ. و الرجلُ إذا كان كَثِیرَ خَیرِ المنزِلِ یقال: إنه خَصِیبُ الرَّحْل. و أَرضٌ مِخْصابٌ: لا تكاد تُجْدِبُ، كما قالوا فی ضدّها: مِجْدابٌ. و رجل خَصِیبٌ: بَیِّنُ الخِصْبِ، رَحْبُ الجَنابِ، كَثیرُ الخَیر. و مَكانٌ خَصِیبٌ: مِثْلُه؛ و قال لبید: هَبَطَا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها و المُخْصِبةُ: الأَرضُ المُكْلِئَةُ، و القومُ أَیضاً مُخْصِبُون إذا كثر طَعامُهم و لَبَنُهُم، و أَمْرَعَتْ بِلادُهم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 357
و أَخْصَبتِ الشاءُ إذا أَصابَتْ خِصْباً. و أَخْصَبَتِ العِضاهُ إذا جَرَی الماءُ فی عِیدانِها حتی یَصِلَ بالعُرُوقِ. التهذیب، اللیث: إذا جَرَی الماءُ فی عُود العِضاهِ، حتی یَصِلَ بالعُروق، قیل: قد أَخْصَبَتْ، و هو الإِخْصابُ. قال الأَزهری: هذا تصحیف مُنكر، و صوابه الإِخْضابُ، بالضاد المعجمة، یقال: خَضَبَتِ العِضاهُ و أَخْضَبَتْ. اللیث: الخَصْبةُ، بالفتح، الطَّلْعة، فی لغة، و قیل: هی النَّخْلة الكثِیرة الحَمْلِ فی لغة، و قیل: هی نَخْلة الدَّقَلِ، نَجْدِیَّةٌ، و الجمع خَصْبٌ و خِصابٌ؛ قال الأَعشی: و كلِّ كُمَیْتٍ، كَجذْعِ الخِصاب، یُرْدی علی سَلِطاتٍ لُثُمْ و قال بشر بن أَبی خازم: كأَنَّ، عَلی أَنْسائِها، عِذْقَ خَصْبةٍ تَدَلَّی، من الكافُورِ، غیرَ مُكَمَّمِ أَی غیر مَسْتُور. قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث فی تفسیر الخَصْبةِ. و الخِصابُ، عند أَهْلِ البَحْرَینِ: الدَّقَلُ، الواحدةُ خَصْبةٌ. و العرب تَقُول: الغَداء لا یُنْفَجُ إلا بالخِصابِ، لكثرة حَمْلِها، إلا أَنَّ تَمْرها رَدی‌ءٌ، و ما قال أَحدٌ إنَّ الطَّلْعةَ یقال لها الخَصْبة، و من قاله فقد أَخْطأَ. و‌فی حدیث وَفْدِ عبدِ القَیسِ: فأَقْبَلْنا مِن وِفادَتِنا، و إنما كانت عندَنا خَصْبةٌ، نَعْلِفُها إبِلَنا و حمِیرَنا.الخَصْبةُ: الدَّقَلُ، و جمعها خِصابٌ، و قیل: هی النخلة الكثیرة الحَمْل. و الخُصْبُ: الجانِبُ، عن كراع، و الجمع أَخْصابُ. و الخِصْبُ: حَیَّةٌ بیضاء تكون فی الجَبَلِ. قال الأَزهری: و هذا تصحیف، و صوابه الحِضْبُ، بالحاءِ و الضاد، قال: و هذه الحروف و ما شاكلها، أُراها منقولة من صُحُفٍ سَقیمة إلی كتابِ اللیث، و زِیدَت فیه، و مَن نَقَلَها لم یَعْرف العربیة، فصَحَّفَ و غیَّر فأَكْثر. و الخَصِیبُ: لَقَبُ رَجُل من العرب.

خضب؛ ج1، ص: 357

: الخِضابُ: ما یُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، و كَتَمٍ و نحوه. و فی الصحاحِ: الخِضابُ ما یُخْتَضَبُ به. و اخْتَضَب بالحنَّاءِ و نحوه، و خَضَبَ الشی‌ءَ یَخْضِبُه خَضْباً، و خَضَّبَه: غیَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غیرِهما؛ قال الأَعشی: أَرَی رَجُلًا، منكم، أَسِیفاً، كأَنما یَضُمُّ، إلی كَشْحَیْهِ، كفّاً مُخَضَّبا ذَكَّر علی إرادة العُضْوِ، أَو علی قوله: فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، و لا أَرضَ أَبْقَلَ إبْقالَها و یجوز أن یكون صفةً لرجلٍ، أَو حالًا من المضْمَر فی یَضُمُّ، أَو المخفوضِ فی كَشْحَیْهِ. و خَضَبَ الرَّجلُ شَیْبَه بالحِنَّاءِ یَخْضِبُه؛ و الخِضابُ: الاسم. قال السهیلی: عبدُ المطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ من العرب. و یقال: اخْتَضَبَ الرَّجلُ و اخْتَضَبَتِ المرأَةُ، من غیر ذكر الشَّعَرِ. و كلُّ ما غُیِّرَ لَوْنهُ، فهو مَخْضُوبٌ، و خَضِیبٌ، و كذلك الأُنثی، یقال: كَفٌّ خَضِیبٌ، و امرأَةٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 358
خَضِیبٌ، الأَخیرة عن اللِّحْیانی، و الجمع خُضُبٌ. التهذیب: كلُّ لوْنٍ غَیَّر لوْنَه حُمْرةٌ، فهو مَخْضُوبٌ. و‌فی الحدیث: بَكَی حتی خضَبَ دَمْعُه الحَصی؛ قال ابن الأَثیر: أَی بَلَّها، من طَریقِ الاسْتِعارةِ؛ قال: و الأَشْبَهُ أَن یكون أَراد المُبالغةَ فی البُكاءِ، حتی احْمَرَّ دمعهُ، فَخَضَبَ الحَصی. و الكَفُّ الخَضِیبُ: نَجْمٌ علی التَّشْبِیه بذلك. و قد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ و نحوه و تَخَضَّبَ، و اسْمُ ما یُخْضَبُ به: الخِضابُ. و الخُضَبةُ، مثال الهُمَزةِ: المرأَةُ الكثیرةُ الاخْتِضابِ. و بنانٌ خَضیبٌ مُخَضَّبٌ، شُدِّد للمبالغةِ. اللیث: و الخاضِبُ مِنَ النَّعامِ؛ غیره: و الخاضِبُ الظَلِیمُ الذی اغْتَلَمَ، فاحْمَرَّتْ ساقاهُ؛ و قیل: هو الذی قد أَكلَ الرَّبِیعَ، فاحْمَرَّ ظُنْبُوباهُ، أَو اصْفَرَّا، أَو اخْضَرَّا؛ قال أَبو دُواد: له ساقا ظَلِیمٍ خاضِبٍ، فُوجئَ بالرُّعْبِ و جمعه خَواضِبُ؛ و قیل: الخاضِبُ مِن النَّعامِ الذی أَكلَ الخُضْرةَ. قال أَبو حنیفة: أَمّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ، فیكون مِن أَنّ الأَنوارَ تَصْبُغُ أَطْرافَ رِیشِه، و یكون مِنْ أَنّ وَظِیفَیْهِ یحْمَرَّانِ فی الرَّبیعِ، مِن غیر خَضْبِ شی‌ءٍ، و هو عارِضٌ یَعْرِضُ للنَّعامِ، فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها؛ و قد قیل فی ذلك أقوالٌ، فقال بعضُ الأَعراب، أَحْسِبُه أَبا خَیْرةَ: إذا كان الرَّبِیعُ، فأَكلَ الأَساریعَ، احْمَرَّت رِجلاه و مِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر. قال: فلو كان هذا هكذا، كان ما لم یأْكل منها الأَساریعَ لا یَعْرِضُ له ذلك؛ و قد زعم رِجالٌ مِن أَهْلِ العلم أَنّ البُسْرَ إذا بدَأَ یَحْمَرُّ، بَدأَ وَظِیفا الظَّلِیمِ یَحْمَرَّانِ، فإذا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ، انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِیفَیْه؛ فهذا علی هذا، غَریزةٌ فیه، و لیس من أَكل الأَسارِیعِ. قال: و لا أَعْرِف النَّعام یأْكل من الأَساریعِ. و قد حُكی عن أَبی الدُّقَیْشِ الأَعرابی أَنه قال: الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إذا اغْتَلَمَ فی الرَّبیع، اخضرَّتْ ساقاهُ، خاص بالذكر. و الظَّلِیمُ إذا اغْتَلمَ، احْمَرَّتْ عُنُقُه، و صَدْرُه، و فَخِذاه، الجِلْدُ لا الرِّیشُ، حُمرةً شدیدةً، و لا یَعْرِضُ ذلك للأُنثی؛ و لا یقال ذلك إلّا للظَّلِیمِ، دون النَّعامةِ. قال: و لیس ما قیل مِن أَكله الأَسارِیعَ بشی‌ءٍ، لأَنَّ ذلك یعرض للدَّاجِنةِ فی البُیوت، التی لا تَری الیَسْرُوعَ بَتَّةً، و لا یَعْرض ذلك لإِناثِها. قال: و لیس هو عند الأَصمعی، إلّا مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ، و لو كان كذلك، لكان أَیضاً یَصْفَرُّ، و یَخْضَرُّ، و یكون علی قدر أَلوان النَّوْر و البَقْل، و كانتِ الخُضْرةُ تكون أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ، أَ وَ لا تراهم حین وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ، وَصَفُوها بالخُضرة، أَكثر ما وَصَفُوا و مِن أَیِّ ما كان، فإنه یقال له: الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة التی تَعْترِی ساقَیْهِ، و الخاضِبُ وَصْفٌ له عَلَمٌ یُعرَفُ به، فإذا قالوا خاضِبٌ، عُلِمَ أنه إیّاه یریدُون؛ قال ذو الرمة: أَ ذاكَ أَم خاضِبٌ، بالسِّیِّ، مَرْتَعُه، أَبو ثَلاثین أَمْسَی، و هو مُنْقَلِبُ؟ فقال: أَم خاضِبٌ، كما أَنه لو قال: أَ ذاكَ أَمْ ظَلِیمٌ، كان سواءً؛ هذا كلُّه قول أَبی حنیفة. قال: و قد
لسان العرب، ج‌1، ص: 359
وَهِمَ فی قوله بَتَّةً، لأَنّ سیبویه إنما حكاه بالأَلف و اللام لا غیرُ، و لم یُجز سُقوط الأَلف و اللام منه، سَماعاً من العرب. و قوله: وَصْفٌ له عَلم، لا یكون الوَصْفُ عَلماً، إنما أراد أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ، حتی صار بمنزلة الاسْم العَلمِ، كما تقول الحرث و العباس. أَبو سعید: سُمِّیَ الظَّلِیمُ خاضِباً، لأَنه یَحْمَرُّ مِنقارُه و ساقاهُ إذا ترَبَّع، و هو فی الصَّیْفِ یَفْرَعُ «2» و یَبْیَضُّ ساقاهُ. و یقال للثور الوحشی: خاضِبٌ إذا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ «3»، و إذا كان بغیر الحِنَّاء قیل: صَبَغَ شَعَره، و لا یقال: خَضَبَه. و خَضَبَ الشجَرُ یَخْضِبُ خُضُوباً و خَضِبَ و خُضِبَ و اخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ. و خَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُه، و اسمُ تلك الخُضْرَة الخَضْبُ، و الجمع خُضُوبٌ؛ قال حمید بن ثور: فَلَمَّا غَدَتْ، قَدْ قَلَّصَتْ غَیرَ حِشْوةٍ، مِنَ الجَوْفِ، فیه عُلَّفٌ و خُضُوبُ و فی الصحاح: مع الجوف، فیها عُلَّف و خضوب و خَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً: طَلَعَ نَباتُها و اخْضَرَّ. و خَضَبَتِ الأَرضُ: اخْضَرَّتْ. و العرب تقول: أَخْضَبَتِ الأَرضُ إخْضاباً إذا ظَهَرَ نَبْتُها. و خَضَبَ العُرْفُطُ و السَّمُرُ: سَقَطَ ورَقُه، فاحْمَرَّ و اصْفَرَّ. ابن الأَعرابی، یقال: خَضَبَ العَرْفَجُ و أَدْبی إذا أَورَقَ، و خَلَعَ العِضَاه. قال: و أَوْرَسَ الرِّمْثُ، و أَحْنَطَ و أَرْشَمَ الشَّجَرُ، و أَرْمَشَ إذا أَوْرَقَ. و أَجْدَرَ الشَّجَرُ و جَدَّرَ إذا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ. و الخَضْبُ: الجَدیدُ من النَّباتِ، یُصیبه المَطَرُ فیَخْضَرُّ؛ و قیل: الخَضْبُ ما یَظْهر فی الشَّجَر من خُضْرة، عند ابتداءِ الإِیراقِ، و جمعه خُضُوبٌ؛ و قیل: كلُّ بَهِیمةٍ أَكَلَتْه، فهی خاضِبٌ، و خَضَبَتِ العِضاهُ و أَخضَبَتْ. و الخَضُوبُ: النَّبْتُ الذی یُصِیبُه المطر، فیَخْضِبُ ما یَخْرجُ مِنَ البَطْنِ. و خُضُوب القَتادِ: أَنْ تخْرُجَ فیه وُرَیْقةٌ عند الرَّبِیعِ، و تُمِدَّ عِیدانه، و ذلك فی أَوَّل نَبْتِه؛ و كذلك العُرْفُطُ و العَوْسَجُ، و لا یكون الخُضُوب فی شی‌ءٍ من أَنواع العِضاهِ غَیرِها. و المِخْضَبُ، بالكسر: شِبهُ الإِجَّانةِ، یُغْسَلُ فیها الثِّیابُ. و المِخْضَبُ: المِرْكَنُ، و منه‌الحدیث: أَنه قال فی مَرضه الذی ماتَ فیه: أَجْلِسُونی فی مِخضَبٍ، فاغْسِلُونی.

خضرب؛ ج1، ص: 359

: الخَضْرَبةُ: اضْطِرابُ الماء. و ماءٌ خُضارِبٌ: یَموجُ بعضُه فی بَعْض، و لا یكون ذلك إلّا فی غَدیرٍ أَو وادٍ. قال أَبو الهیثم: رَجُل مُخَضْرَبٌ إذا كان فَصِیحاً، بَلیغاً، مُتَفَنِّناً؛ و أَنشد لطرفة: و كائِنْ تَرَی مِنْ أَلْمَعِیٍّ مُخَضْرَبٍ، و لیسَ لَه، عِندَ العَزائمِ، جُولُ قال أَبو منصور: كذا أَنشده، بالخاءِ و الضاد، و رواه ابن السكیت: مِن یَلْمَعیٍّ مُحَظْرَبٍ، بالحاءِ و الظاءِ، و قد تقدم.
(2). قوله [یفرع إلخ] هكذا فی الأصل و التهذیب و لعله یقزع. (3). قوله [و یقال للثور الوحشی خاضب إذا اختضب بالحناء إلخ] هكذا فی أصل اللسان بیدنا و لعل فیه سقطاً و الأصل و یقال للرجل خاضب إذا اختضب بالحناء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 360‌

خضعب؛ ج1، ص: 360

: الخَضْعَبُ: الضَّخْمُ «1» الشدیدُ. و الخَضْعَبةُ: المرأَةُ السَّمِینةُ. و الخَضْعَبةُ: الضَّعِیفُ. و تخَضْعَبَ أَمرُهُم: اخْتَلَطَ و ضَعُفَ..

خضلب؛ ج1، ص: 360

: تَخَضْلَبَ أَمْرُهم: ضَعُفَ كتَخَضْعَبَ.

خطب؛ ج1، ص: 360

: الخَطْبُ: الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ، صَغُر أَو عَظُم؛ و قیل: هو سَبَبُ الأَمْر. یقال: ما خَطْبُك؟ أَی ما أَمرُكَ؟ و تقول: هذا خَطْبٌ جلیلٌ، و خَطْبٌ یَسیر. و الخَطْبُ: الأَمر الذی تَقَع فیه المخاطَبة، و الشأْنُ و الحالُ؛ و منه قولهم: جَلَّ الخَطْبُ أَی عَظُم الأَمرُ و الشأْن. و‌فی حدیث عمر، و قد أَفْطَروا فی یومِ غیمٍ من رمضان، فقال: الخَطْبُ یَسیرٌ.و فی التنزیل العزیز: قٰالَ فَمٰا خَطْبُكُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ*؟ و جمعه خُطُوبٌ؛ فأَما قول الأَخطل: كَلَمْعِ أَیْدی مَثاكِیلٍ مُسَلَّبةٍ، یَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدّهْرِ و الخُطُبِ إنما أَراد الخُطوبَ، فحذفَ تخفیفاً، و قد یكونُ من باب رَهْنٍ و رُهُنٍ. و خَطَب المرأَةَ یَخْطُبها خَطْباً و خِطْبة، بالكسر، الأَوَّل عن اللحیانی، و خِطِّیبَی؛ و قال اللیث: الخَطِّیبَی اسمٌ؛ قال عدیُّ بن زید، یذكر قَصْدَ جَذِیمة الأَبرَشِ لخِطْبةِ الزَّبَّاء: لخِطِّیبَی التی غَدَرَتْ و خانَتْ، و هنّ ذَواتُ غائلةٍ لُحِینا قال أَبو منصور: و هذا خطأٌ مَحْضٌ، و خِطِّیبَی، هاهنا، مصدرٌ كالخِطْبَةِ، هكذا قال أَبو عبید، و المعنی لخِطْبةِ زَبَّاءَ، و هی امرأَةٌ غَدَرَت بجَذِیمة الأَبْرَشِ حین خَطَبَها، فأَجابَتْه و خاستْ بالعهد فقَتَلَتْه. و جَمعُ الخاطب: خُطَّاب. الجوهری: و الخَطیبُ الخاطِب، و الخِطِّیبَی الخُطْبة. و أَنشد بیتَ عَدِیّ بن زید؛ و خَطَبَها و اخْتَطَبَها علیه. و الخِطْبُ: الذی یَخْطُب المرأَةَ. و هی خِطْبُه التی یَخْطُبُها، و الجمع أَخطابٌ؛ و كذلك خِطْبَتُه و خُطْبَتُه، الضمّ عن كُراع، و خِطِّیباهُ و خِطِّیبَتُه و هو خِطْبُها، و الجمعُ كالجمع؛ و كذلك هو خِطِّیبُها، و الجمع خِطِّیبون، و لا یُكَسَّر. و الخِطْبُ: المرأَةُ المَخطوبة، كما یقال ذِبْح للمذبوحِ. و قد خَطَبها خَطْباً، كما یقال: ذَبَحَ ذَبْحاً. الفرَّاءُ فی قوله تعالی: مِنْ خِطْبَةِ النِّسٰاءِ؛ الخِطْبة مصدر بمنزلة الخَطْبِ، و هو بمنزلة قولك: إنه لحَسَن القِعْدة و الجَلْسةِ. و العرب تقول: فلان خِطْبُ فُلانة إذا كان یَخْطُبها. و یقُول الخاطِبُ: خِطْبٌ فیقول المَخْطُوب إلیهم: نِكْحٌ و هی كلمة كانتِ العرب تَتزَوَّجُ بها. و كانت امرأَةٌ من العرب یقال لها: أُمُّ خارجِةَ، یُضْرَبُ بها المَثَل، فیقال: أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجة. و كان الخاطِب یقوم علی باب خِبائِها فیقول: خِطْبٌ فتقول: نِكْحٌ و خُطْبٌ فیقال: نُكْحٌ و رجلٌ خَطَّابٌ: كثیر التَّصَرُّفِ فی الخِطْبةِ؛ قال: بَرَّحَ، بالعَیْنَینِ، خَطَّابُ الكُثَبْ، یقولُ: إنی خاطِبٌ، و قد كذَبْ، و إنما یخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ
(1). قوله [الخضعب الضخم] كذا فی النسخ و شرح القاموس و الذی فی نسخة المحكم التی بأیدینا و الخضعب بتقدیم العین علی الضاد و لكن لم یفرد المجد لخعضب مادة فراجع نسخ المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 361
و اخْتَطَب القومُ فُلاناً إذا دَعَوْه إلی تَزْویجِ صاحبَتهِم. قال أَبو زید: إذا دَعا أَهلُ المرأَة الرجلَ إلیها لیَخْطُبَها، فقد اخْتَطَبوا اختطاباً؛ قال: و إذا أَرادوا تَنْفیق أَیِّمِهم كذَبوا علی رجلٍ، فقالوا: قد خَطَبه ا فرَدَدْناه، فإذا رَدَّ عنه قَوْمُه قالوا: كَذبْتُم لقد اخْتَطَبْتُموه، فما خَطَب إلیكم. و‌قوله فی الحدیث: نَهَی أَن یَخْطُبَ الرجلُ علی خَطْبةِ أَخیهِ.قال: هو أَن یخْطُب الرجلُ المرأَةَ فَترْكَنَ إلیه و یَتَّفِقا علی صَداقٍ معلومٍ، و یَترَاضَیا، و لم یَبْقَ إلّا العَقْد؛ فأَما إذا لم یتَّفِقَا و یَترَاضَیا، و لم یَرْكَنْ أَحَدُهما إلی الآخر، فلا یُمنَع من خِطْبَتِها؛ و هو خارج عن النَّهْی. و‌فی الحدیث: إنَّه لحَرِیٌّ إنْ خَطَبَ أَنْ یُخَطَّبَ‌أَی یجابَ إلی خِطْبَتِه. یقال: خَطَبَ فلانٌ إلی فلانٍ فَخَطَّبَه و أَخْطَبَه أَی أَجابَه. و الخِطابُ و المُخاطَبَة: مُراجَعَة الكَلامِ، و قد خاطَبَه بالكَلامِ مُخاطَبَةً و خِطاباً، و هُما یَتخاطَبانِ. اللیث: و الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِیبِ، و خَطَب الخاطِبُ علی المِنْبَر، و اخْتَطَب یَخْطُبُ خَطابَةً، و اسمُ الكلامِ: الخُطْبَة؛ قال أَبو منصور: و الذی قال اللیث، إنَّ الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِیبِ، لا یَجوزُ إلَّا عَلی وَجْهٍ واحدٍ، و هو أَنَّ الخُطْبَة اسمٌ للكلام، الذی یَتَكَلَّمُ به الخَطِیب، فیُوضَعُ موضِعَ المَصْدر. الجوهری: خَطَبْتُ علی المِنْبَرِ خُطْبةً، بالضم، و خَطَبْتُ المرأَةَ خِطْبةً، بالكَسْرِ، و اخْتَطَبَ فیهما. قال ثعْلب: خَطَب علی القوْم خُطْبةً، فَجَعَلَها مصدراً؛ قال ابن سیدة: و لا أَدْرِی كیف ذلك، إلَّا أَن یكونَ وَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ المَصْدر؛ و ذهب أَبو إسحاق إلی أَنَّ الخُطْبَة عندَ العَرَب: الكلامُ المَنْثُورُ المُسَجَّع، و نحوُه. التهذیب: و الخُطْبَة، مثلُ الرِّسَالَةِ، التی لَها أَوَّلٌ و آخِرٌ. قال: و سمعتُ بعضَ العَرَب یقولُ: اللهم ارْفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطة، كأَنه ذَهَب إلی أَنَّ لها مُدَّة و غایةً، أَوّلًا و آخراً؛ و لو أراد مَرَّة لَقال ضَغْطَة؛ و لو أَرادَ الفعلَ لَقالَ الضِّغْطَة، مثلَ المِشْیَةِ. قال و سمعتُ آخَرَ یقولُ: اللهم غَلَبَنی فُلانٌ علی قُطْعةٍ من الأَرض؛ یریدُ أَرضاً مَفْرُوزة. و رَجُلٌ خَطِیبٌ: حَسَن الخُطْبَة، و جَمْع الخَطِیب خُطَباءُ. و خَطُبَ، بالضم، خَطابَةً، بالفَتْح: صار خَطِیباً. و‌فی حدیث الحَجّاج: أ مِنْ أَهْلِ المَحاشِد و المَخاطِبِ؟أَراد بالمَخَاطب: الخُطَبَ، جمعٌ علی غیرِ قیاسٍ، كالمَشَابِهِ و المَلامِحِ؛ و قیل: هو جَمْع مَخْطَبة، و المَخْطَبة: الخُطْبَة؛ و المُخاطَبَة، مُفاعَلَة، من الخِطاب و المُشاوَرَة، أَراد: أَنْتَ من الذینَ یَخْطُبون الناسَ، و یَحُثُّونَهُم علی الخُروجِ، و الاجْتِمَاعِ لِلْفِتَنِ. التهذیب: قال بعض المفسرین فی قوله تعالی: وَ فَصْلَ الْخِطٰابِ؛ قال: هو أَن یَحْكُم بالبَیِّنة أَو الیَمِین؛ و قیل: معناه أَن یَفصِلَ بینَ الحَقِّ و الباطِل، و یُمَیِّزَ بیْن الحُكْمِ و ضِدِّهِ؛ و‌قیلَ فَصْلَ الْخِطٰابِ أَمّا بَعْدُ؛ و داودُ، علیه السلام، أَوَّلُ من قال: أَمَّا بَعْدُ؛ و قیل: فَصْلَ الْخِطٰابِ الفِقْهُ فی القَضَاءِ.و قال أَبو العباس: معنی أَمَّا بعدُ، أَمَّا بَعْدَ ما مَضَی من الكَلامِ، فهو كذا و كذا. و الخُطْبَةُ: لَوْنٌ یَضْرِب إلی الكُدْرَةِ، مُشْرَبٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 362
حُمْرةً فی صُفْرةٍ، كَلَوْنِ الحَنْظَلَة الخَطْبَاءِ، قبلَ أَن تَیْبَسَ، و كَلَوْنِ بَعضِ حُمُرِ الوَحْشِ. و الخُطْبَةُ: الخُضْرَةُ، و قیل: غُبْرَة تَرْهَقُها خُضْرَة، و الفعلُ من كلِّ ذلك: خَطِبَ خَطَباً، و هو أَخْطَب؛ و قیلَ: الأَخْطَبُ الأَخْضَرُ یُخالِطُه سَوَادٌ. و أَخْطَبَ الحَنْظَل: اصْفَرَّ أَی صَار خُطْبَاناً، و هو أَن یَصْفَرَّ، و تصیر فیه خُطوطٌ خُضْرٌ. و حَنْظَلةٌ خَطْباءُ: صفراءُ فیها خُطوطٌ خُضْرٌ، و هی الخُطْبانةُ، و جمعها خُطْبانٌ و خِطْبانٌ، الأَخیرة نادرة. و قد أَخْطَبَ الحَنْظَل و كذلك الحِنْطة إذا لَوَّنَتْ. و الخُطْبانُ: نِبْتةٌ فی آخرِ الحشِیشِ، كأَنها الهِلْیَوْنُ، أَو أَذْناب الحَیَّاتِ، أَطْرافُها رِقَاقٌ تُشْبه البَنَفْسَج، أَو هو أَشدُّ منه سَواداً، و ما دون ذلك أَخْضَرُ، و ما دون ذلك إلی أُصُولِها أَبیضُ، و هی شدیدةُ المَرارةِ. و أَوْرَقُ خُطْبانِیٌّ: بالَغُوا به، كما قالوا أَرْمَكُ رادِنِیٌّ. و الأَخْطَبُ: الشِّقِرَّاقُ، و قیل الصُّرَدُ، لأَنّ فیهما سَواداً و بَیاضاً؛ و ینشد: و لا أَنْثَنِی، مِن طِیرَةٍ، عن مَرِیرَةٍ، إذا الأَخْطَبُ الداعِی، علی الدَّوْحِ صَرْصَرَا و رأَیت فی نسخةٍ من الصحاح حاشیةً: الشِّقِرّاقُ بالفارسِیَّة، كأَسْكِینَهْ. و قد قالوا للصَّقْرِ: أَخْطَبُ؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَیَّة الهذلی: و مِنَّا حَبِیبُ العَقْرِ، حینَ یَلُفُّهم، كما لَفَّ، صِرْدانَ الصَّریمةِ، أَخْطَبُ و قیل للیَدِ عند نُضُوِّ سوادها من الحِنَّاءِ: خَطْباءُ، و یقال ذلك فی الشَّعَرِ أَیضاً. و الأَخْطَب: الحِمارُ تَعْلُوه خُضْرَة. أَبو عبید: من حُمُرِ الوَحْشِ الخَطْباءُ، و هی الأَتانُ التی لها خَطٌّ أَسودُ علی مَتْنِها، و الذكَر أَخْطَبُ؛ و ناقةٌ خَطْباءُ: بَیِّنة الخَطَبِ؛ قال الزَّفَیانُ: و صاحِبِی ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ، عَوْهَقُ و أَخْطَبانُ: اسم طائرٍ، سُمِّی بذلك لِخُطْبةٍ فی جَناحَیْه، و هی الخُضْرَة. و یدٌ خَطْباءُ: نَصَل سَوادُ خِضابِها من الحِنّاءِ؛ قال: أَ ذَكرْت مَیَّةَ، إذْ لَها إتْبُ، و جَدائِلٌ، و أَنامِلٌ خُطْبُ و قد یقال فی الشَّعَر و الشَّفَتَیْن. و أَخْطَبَكَ الصَّیْدُ: أَمْكَنَكَ و دَنا منكَ. و یقال: أَخْطَبَكَ الصَّیْدُ فارْمِه أَی أَمْكَنَكَ، فهو مُخْطِبٌ. و الخَطَّابِیَّة: من الرافِضةِ، یُنْسَبون إلی أَبی الخَطَّابِ، و كان یَأْمُر أَصحابَه أَن یَشهدوا، علی مَنْ خالَفَهم، بالزُّورِ.

خطرب؛ ج1، ص: 362

: الخَطْرَبةُ: الضِّیقُ فی المَعاشِ. و خُطْرُبٌ و خُطَارِبٌ: المُتَقَوِّلُ بما لم یكن جاءَ، و قد تَخَطْرَبَ.

خطلب؛ ج1، ص: 362

: تَرَكْتُ القوم فی خَطْلَبةٍ أَی اخْتِلاطٍ. و الخَطْلَبة: كثرةُ الكلامِ، و اختِلاطُه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 363‌

خعب؛ ج1، ص: 363

: الخَیْعابةُ «2»: الرَّدِی‌ءُ و لم یُسْمَع إلَّا فی قولِ تأَبَّط شرّاً: و لا خَرِعٍ خَیْعابةٍ، ذِی غَوائِلٍ، هَیام، كَجَفْرِ الأَبْطَحِ المُتَهیِّل التهذیب: الخَیْعابة و الخَیْعامة: المأْبون، و أَورد البیت، و قال: و یروی خَیْعامة. قال: و الخَرِعُ السریع التَّثَنِّی و الانْكِسارِ، و الخَیْعامة: القَصِفُ المُتَكَسِّر؛ و أَورد البیت الثانی: و لا هَلِع لاعٍ، إذا الشَّوْلُ حارَدَتْ، و ضَنَّتْ بباقِی دَرِّها المُتَنَزِّلِ هَلِع: ضَجِر. لاعٍ: جَبان.

خلب؛ ج1، ص: 363

: الخِلْبُ: الظُّفُر عامَّةً، و جَمْعُه أَخْلابٌ، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و خَلَبَه بظُفُرِه یَخْلِبُه خَلْباً: جَرَحَه، و قیل: خَدَشَه. و خَلَبه یَخْلِبُه، و یخْلُبه خَلْباً: قَطَعَه و شَقَّه. و المِخْلَب: ظُفُرُ السَّبُعِ من المَاشِی و الطَّائِرِ؛ و قیل: المِخْلَب لِمَا یَصِیدُ من الطَّیْرِ، و الظُّفُرُ لِمَا لا یَصِیدُ. التهذیب: و لِكلِّ طائر من الجَوارِحِ مِخْلَبٌ، و لكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ، و هو أَظافِیرهُ. الجوهری: و المِخْلَبُ للطَّائِرِ و السِّباعِ، بمنزلة الظُّفُرِ للإِنْسانِ. و خَلَب الفَریسَة، یَخْلِبُها و یَخْلُبها خَلْباً: أَخَذَها بِمِخْلَبهِ. اللیث: الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ؛ و السَّبُع یَخْلِبُ الفَریسةَ إذا شَقَّ جِلْدَها بنابِه، أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ. قال: و سَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَیْنِ یقولون للحدیدة المُعَقَّفَة، التی لا أُشَرَ لها، و لا أَسْنانَ: المِخْلَب؛ قال و أَنشدنی أَعرابی من بنی سعد: دَبَّ لها أسْودُ كالسِّرْحانْ، بِمِخْذَمٍ، یَخْتَذِمُ الإِهانْ و المِخْلَب: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذی لا أَسْنانَ له؛ و قیل: المِخْلَبُ المِنْجَلُ عامَّةً. و خَلَبَ به یَخْلُب: عَمِلَ و قَطَع. و خَلَبْتُ النَّباتَ، أَخْلُبُه خَلْباً، و اسْتَخْلَبْته إذا قَطَعْته. و‌فی الحدیث: نَسْتَخْلِبُ الخَبِیرَ‌أَی نَقْطَع النَّباتَ، و نَحْصُدُه و نَأْكُلُه. و خَلَبَتْه الحَیَّة تَخْلِبُه خَلْباً: عَضَّتْه. و الخِلابَةُ: المُخَادَعَة، و قیل: الخَدیعَة باللسانِ. و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال لرجل كان یُخْدَع فی بَیْعِه: إذا بایَعْتَ، فَقُلْ لا خِلابَة‌أَی لا خِداعَ؛ و فی روایة لا خیابَة. قال ابن الأَثیر: كأَنها لُثْغَة من الرَّاوِی، أَبدلَ اللامَ یاءً. و‌فی الحدیث: أَنّ بیعَ المُحَفَّلاتِ خِلابَةٌ، و لا تَحلّ خِلابَة مُسْلم.و المُحَفَّلات: التی جُمِعَ لَبَنُها فی ضَرْعِها. و خَلَبَه یَخْلُبُه خَلْباً و خِلابَةً: خَدَعَه. و خالَبَه و اخْتَلَبه: خادَعَه؛ قال أَبو صَخْر: فلا مَا مَضَی یُثْنَی، و لا الشَّیْبُ یُشْتَرَی، فأَصْفِقَ، عندَ السَّوْمِ، بَیْعَ المُخالِب و هی الخِلِّیبَی، و رجل خالبٌ و خَلَّاب، و خَلَبُوتٌ،
(2). قوله [الخیعابة] هو هكذا بفتح الخاء المعجمة و بالیاء المثناة التحتیة فی اللسان و المحكم و التهذیب و التكملة و شرح القاموس، و الذی فی متن القاموس المطبوع الخنعابة بالنون و ضبطها بكسر الخاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 364
و خَلَبُوبٌ، الأَخیرة عن كُراع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ؛ قال الشاعر: مَلَكْتُم، فلما أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ، و شَرُّ المُلوكِ الغادِرُ، الخَلَبُوتُ جاءَ علی فَعَلُوت، مثل رَهَبوتٍ؛ و امرأَة خَلَبُوتٌ، علی مثال جَبَرُوتٍ، هذه عن اللحیانی. و فی المثل: إذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِبْ، بالكسر. و حُكی عن الأَصمعی: فاخْلُب أَی اخْدَعْه حتی تذهَبَ بِقَلْبه؛ من قاله بالضَّمّ، فمعناه: فاخْدَعْ؛ و من قال: فاخلِبْ، فمعناه: فانْتِشْ قلیلًا شیئاً یسیراً بعْدَ شی‌ءٍ، كأَنه أُخِذ من مِخْلَب الجارِحةِ. قال ابن الأَثیرِ: معناهُ إذا أَعْیاكَ الأَمرُ مُغالَبةً، فاطْلُبْه مُخادعة. و خَلَب المرأَة عَقْلَها یَخْلِبُها خَلْباً: سَلَبَها إیاهُ، و خَلَبَتْ هی قَلْبَه تَخْلِبُه خَلْباً، و اخْتَلَبَتْه: أَخَذَتْه. و ذَهَبَت به. اللیث: الخِلابَة أَن تَخْلُب المرأَةُ قَلْبَ الرجل، بأَلطفِ القولِ و أَخْلَبِهِ، و امرأَةٌ خَلَّابة للفؤادِ، و خَلُوبٌ. و الخَلْباءُ من النساءِ: الخَدُوعُ. و امرأَةٌ خالِبةٌ و خَلُوبٌ و خَلَّابة: خَدَّاعة، و كذلك الخَلِبَة؛ قال النمر: أَوْدَی الشَّبابُ، و حُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ، و قد بَرِئْتُ، فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ و یروی الخَلَبَة، بفتح اللامِ، علی أَنه جَمْعٌ، و هم الذین یَخْدعُون النساءَ. و فلان خِلْبُ نِساءٍ إذا كان یُخالِبُهُنَّ أَی یُخادِعُهُنّ. و فلانٌ حِدْثُ نِساءٍ، وزیرُ نساءٍ إذا كان یُحادِثُهُنّ، و یُزاوِرُهُنَّ. و امرأَة خالةٌ أَی مُخْتالَةٌ. و قوم خالَةٌ: مُخْتالون، مثل باعَةٍ، من البَیْع. و البَرْقُ الخُلَّبُ: الذی لا غَیْثَ فیه، كأَنه خادِعٌ یُومِضُ، حتی تَطْمعَ بِمَطَرِه، ثم یُخْلِفُك. و یقال: بَرْقُ الخُلَّبِ، و بَرْقُ خُلَّبٍ، فَیُضافانِ؛ و منه قیل لِمَنْ یَعِدُ و لا یُنْجِزُ وعْدَه: إنما أَنْتَ كَبَرْق خُلَّب. و یقال: إنه كَبَرْقٍ خُلَّبٍ، و برقِ خُلَّبٍ، و هو السَّحابُ الذی یَبْرُق و یُرْعِدُ، و لا مَطَر مَعَه. و الخُلَّبُ أَیضاً: السَّحَابُ الذی لا مَطَر فیه. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهمَّ سُقْیَا غیرَ خُلَّبٍ بَرْقُها‌أَی خالٍ عن المَطَر. ابن الأَثیر: الخُلَّبُ: السحابُ یُومِضُ بَرْقُه، حتی یُرْجَی مَطَره، ثم یُخْلِفُ و یَتَقَشَّعُ، و كأَنه من الخِلابَةِ، و هی الخِداعُ بالقَولِ اللَّطِیفِ؛ و منه‌حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: كان أَسْرَعَ من بَرْقِ الخُلَّبِ‌و إنما خصه بالسُّرْعَة، لخِفَّتِه لخُلُوّه من المَطَر. وَ رَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ: یُحِبُّهُنّ للحدیث و الفُجُورِ، و یُحْبِبْنَه لذلك. و هم أَخْلابُ نِساءٍ، و خُلَباءُ نِساءٍ الأَخیرةُ نادِرَة. قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ خُلَباءَ جمعُ خالِبٍ. و الخِلْبُ، بالكسرِ: حِجابُ القَلْبِ، و قیل: هی لُحَیْمةٌ رَقِیقَةٌ، تَصِلُ بینَ الأَضْلاعِ؛ و قیل: هو حِجَاب ما بین القَلْبِ و الكَبِدِ، حكاهُ ابن الأَعرابی، و به فسَّر قَولَ الشاعر: یا هِنْدُ هِنْدٌ بینَ خِلْبٍ و كَبِدْ و منه قیل للرَّجُل الذی یُحِبُّه النساءُ: إنه لَخِلْبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 365
نِساءٍ أَی یُحِبُّه النساءُ؛ و قیل: الخِلْبُ حِجابٌ بینَ القَلْبِ و سَوادِ البَطْنِ؛ و قیل: هو شی‌ءٌ أَبْیَضُ، رقِیقٌ، لازِقٌ بالكَبِدِ؛ و قیل: الخِلْبُ زِیادَةُ الكَبِدِ، و الخِلْبُ الكَبِدُ، فی بعضِ اللُّغاتِ؛ و قیل: الخِلْبُ عُظَیْمٌ، مثلُ ظُفُر الإِنْسان، لاصِقٌ بناحِیَة الحِجابِ، مما یَلِی الكَبِدَ؛ و هی تَلِی الكبِدَ و الحِجابَ، و الكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجانِبِ الحِجابِ. و الخُلْبُ: لبُّ النَّخْلَةِ، و قیل: قَلْبُها. و الخُلُب، مُثَقَّلًا و مُخَفَّفاً: اللیفُ، واحدَتُه خُلْبَة. و الخُلْبُ: حَبْلُ اللیفِ و القُطْنِ إذا رَقَّ و صَلُبَ. اللیث: الخُلْبُ حَبْلٌ دَقیقٌ، صُلْبُ الفَتْلِ، من لِیفٍ أَو قِنَّبٍ، أَو شی‌ءٍ صُلْبٍ؛ قال الشاعر: كالمَسَدِ اللَّدْنِ، أُمِرَّ خُلبُه ابن الأَعرابی: الخُلْبة الحَلْقة من اللیفِ، و اللیفَة خُلْبَة و خُلُبَة؛ و قال: كأَنْ ورِیدَاهُ رِشَاءا خُلْبِ و یُروی وریدَیْه، علی إعمال كأَنْ، و تَرْكِ الإضْمار. و‌فی الحدیث: أَتاهُ رَجُلٌ و هو یَخْطُب، فنَزلَ إلیه و قَعَد علی كُرْسِیِّ خُلْبٍ، قَوائمهُ من حَدیدٍ؛ الخُلْب: اللّیفُ؛ و منه‌الحدیث: و أَما مُوسَی فَجَعْدٌ آدَمُ علی جَمَلٍ أَحْمَر، مخْطُوم بخُلْبة.و قد یُسَمَّی الحَبْل نفسُه: خُلْبة؛ و منه‌الحدیث: بِلیفٍ خُلبْةٍ، علی البَدَل؛ و‌فیه: أَنه كان له وِسادَةٌ حَشْوُها خُلْبٌ.و الخُلْبُ و الخُلُب: الطِّینُ الصُّلْبُ اللَّازِبُ؛ و قیل: الأَسْودُ؛ و قیل: طِینُ الحَمْأَة؛ و قیل: هو الطِّینُ عامَّة. ابن الأَعرابی: قال رَجلٌ من العرب لطَبَّاخِه: خَلِّبْ مِیفاكَ، حتی یَنْضَجَ الرَّوْدَقُ؛ قال: خلِّبْ أَی طَیِّنْ، و یقال للطینِ خُلْبٌ. قال و المیفَی: طَبَقُ التَّنُّور، و الرَّوْدَقُ: الشواءُ. و ماءٌ مُخْلِبٌ أَی ذُو خُلُبٍ، و قد أَخْلَب. قال تُبَّع، أَو غیره: فرَأَی مَغِیب الشمسِ، عندَ مآبِهَا، فی عَیْنِ ذِی خُلُبِ و ثأْطٍ حَرْمَدِ اللیث: الخُلْبُ وَرَق الكَرْمِ العریضُ و نحوهُ. و‌فی حدیث ابن عباس، و قد حاجَّه عمر فی قوله تعالی: تَغْرُبُ فِی عَیْنٍ حَمِئَةٍ، فقال عمر: حامِیة، فأَنشد ابن عباس بیتَ تُبَّع: فی عَیْنِ ذِی خُلُبٍ الخُلُب: الطینُ و الحَمْأَة. و امرأَةٌ خَلْباءُ و خَلْبَنٌ: خَرْقاءُ، و النون زائدة للإلحاق، و لیست بأَصلیة. و فی الصحاح: الخَلْبَنُ الحَمْقاءُ؛ قال ابن السكیت: و لیس من الخِلابة؛ قال رؤبة یصف النوق: و خَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، تَخْلیطَ خَرْقاءِ الیَدَیْنِ، خَلْبَنِ و رواه أَبو الهیثم: خَلْباءِ الیَدَیْن، و هی الخَرْقاء، و قد خَلِبَتْ خَلَباً، و الخَلْبَنُ المهزولةُ منه. و الخُلْبُ: الوَشْیُ. و المُخَلَّب: الكثیرُ الوشْیِ من الثِّیاب. و ثَوْبٌ مُخَلَّب: كثیر الوَشْی؛ قال لبید: و غَیْثٍ بِدَكْداكٍ، یَزِینُ وِهادَهُ نَباتٌ، كَوَشْیِ العَبْقَرِیِّ المُخَلَّبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 366
أَی الكثیرِ الأَلْوانِ. و أَوْرَدَ الجوهری هذا البَیْتَ: و غیثٌ، برفع الثاءِ؛ قال ابن بری: و الصواب خَفْضُها لأَن قبله: و كائِنْ رَأَیْنا من مُلُوكٍ و سُوقَةٍ، و صاحَبْتُ من وَفْدٍ كِرامٍ و مَوْكِبِ قال: الدَّكداك ما انْخَفَضَ من الأَرضِ، و كذلك الوِهادُ، جَمْعُ وَهْدةٍ؛ شَبَّه زَهر النباتِ بوَشْی العَبْقَرِیِّ.

خنب؛ ج1، ص: 366

: الخِنَّابُ: الضَّخْمُ الطویلُ من الرجالِ، و منهم مَن لم یُقَیِّدْ؛ و هو أَیضاً: الأَحْمَق المُخْتَلِجُ مرَّةً هُنا، و مَرَّةً هُنا. و الخِنَّابُ: الضَّخْمُ الأَنفِ، و هذا مما جاءَ علی أَصلِه شاذّاً، لأَن كلَّ ما كان علی فِعَّالٍ من الأَسْماءِ، أُبْدِلَ من أَحدِ حَرْفَیْ تَضْعِیفِه یاء، مثل دِینارٍ و قیراطٍ، كَراهِیَة أَنْ یَلْتَبِس بالمصادِرِ، إلَّا أَن یكونَ بالهاء، فیَخْرُجَ علی أَصلِه، مثلَ دِنَّابةٍ و صِنَّارَةٍ، و دِنَّامةٍ و خِنَّابةٍ، لأَنه الآن قد أُمِنَ التِباسُه بالمَصادِرِ. التهذیب: یقال رجل خِنَّأْبٌ، مكسورُ الخاءِ، مُشَدَّدُ النون، مهموز: و هو الضَّخْمُ فی عَبالةٍ، و الجمع خَنانِبُ. و یقال: الخِنَّأْبُ من الرجالِ: الأَحْمَقُ المُتَصَرِّفُ، یختلج هكذا مرَّة، و هكذا مرَّة أَی یذهب. الأَزهری، اللیث: الخُنَّأْبةُ، الخاءُ رفعٌ و النون شدیدةٌ، و بعد النون همزة، و هی طَرَفُ الأَنْفِ، و هما الخُنَّأْبَتانِ، قال: و الأَرْنَبة تحت الخُنَّأْبةِ. و قال ابن سیدة: الخِنَّابة الأَرْنَبَةُ العظیمة، و قیل: طَرَفُ الأَرْنَبةِ من أَعلاها، بینها و بین النُّخْرَة. و الخِنَّابَتانِ: طَرَفا الأَنْفِ من جانِبَیْه، و الأَرْنَبَة: ما تَحْتَ الخِنَّابة، و العَرْتَمَة: أَسْفَلُ من ذلك، و هی حَدُّ الأَنْفِ، و الرَّوْثَة تَجْمَعُ ذلك كلِّه، و هی المُجْتَمعة قُدَّامَ المارِنِ، و بعضهم یقول: العَرْتَمَة ما بین الوَتَرة و الشَّفَةِ، و الخِنَّابة حرفُ المُنْخُر، و هما الخنَّابتان. و قیل خِنَّابَتَا الأَنْفِ: خَرْقاهُ عن یَمینٍ و شِمال، بینهما الوَتَرةُ؛ قال الراجز: أَكْوی ذَوی الأَضْغان كَیّاً مُنْضِجا، منهم، و ذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا و یقال: الخِنَّأْبة، بالهمز. و‌فی حدیث زیدِ بنِ ثابت، فی الخِنَّابَتَیْنِ إذا خُرِمَتَا، قال: فی كلِّ واحدةٍ ثُلُثُ دِیةِ الأَنْفِ، هما بالكسر و التشدید، جانِبا المُنْخُرَیْنِ، عن یَمینِ الوَتَرةِ و شمالِها، و هَمَزَها اللیث، و أَنكرها الأَصمعی. قال أَبو منصور: الهمزةُ التی ذكرها اللیث فی الخِنَّابة و الخِنَّاب لا تَصحُّ عِندی إلَّا أَن تُجْتَلَب، كما أُدخِلَتْ فی الشَّمْأَلِ، و غِرقِئِ البَیْضِ، و لیستْ بأَصْلِیَّة. قال أَبو منصور: و أَما الخُنَّأْبةُ، بالهمز و ضم الخاءِ، فإن أَبا العباس روی عن ابن الأَعرابی، قال الخِنَّابَتانِ، بكسر الخاء و تشدید النون، غیر مهموز، هما سَمَّا المُنْخُرَیْن، و هما المُنْخُرانِ، و الخَوْرَمَتانِ، قال: هكذا ذكرهما أَبو عبید فی كتاب الخیل؛ و روی سَلَمة عن الفرَّاءِ أَنه قال: الخِنَّابُ، و الخِنَّبُ الطویلُ. قال: و لا أَعرف الهمز لأَحد فی هذه الحروف. و الخَنَبُ: كالخُنانِ فی الأَنْفِ، و قد خَنِبَ خَنَباً. و الخِنْبُ: مَوْصِلُ أَسافِلِ أَطْرافِ الفخِذَیْنِ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 367
و أَعالی الساقَیْنِ. و الخِنْبُ: باطِنُ الرُّكْبةِ؛ و قیل: هو فُروجُ ما بین الأَضْلاع، و جمعُ ذلك كلِّه أَخْنابٌ؛ قال رؤْبة: عُوجٌ دِقاقٌ، من تَحَنِّی الأَخْناب الفرَّاءُ: الخِنْبُ، بكسر الخاءِ: ثِنْیُ الرُّكْبَة، و هو المَأْبِضُ. و خَنِبَتْ رِجْلُه، بالكسر: وهَنَتْ. و أَخْنَبَها هو: أَوْهَنَها، و أَخْنَبْتُها أَنا؛ قال ابن أَحمر: أَبی الذی أَخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ، إذ كانتِ الخَیْلُ كعِلْباءِ العُنُقْ قال ابن بری: قال أَبو زكریا الخطیب التبریزی: هذا البیت لتمیم بن العَمَرَّدِ بنِ عامِرِ بن عبدِ شَمْسٍ، و كان العَمَرَّد طَعَن یَزیدَ بنَ الصَّعِقِ، فأَعْرَجَه. قال ابن بری: و قد وَجَدته أَیضاً فی شعر ابن أَحمر الباهلی. ابن الأَعرابی: أَخْنَبَ رجلَه قَطَعَها. و خَنِبَ الرَّجُلُ: عَرِجَ. و اخْتَنَبَ القومُ: هَلَكُوا «1» أَبو عمرو: المَخْنَبة القطیعة. و جاریةٌ خَنِبة: غَنِجة رَخیمة. و ظَبْیةٌ خَنِبة أَی عاقدة عُنُقَها، و هی رابضة لا تَبْرَحُ مَكانَها، كأَن الجاریة شُبِّهَتْ بها؛ و قال: كأَنها عَنْزُ ظِباءٍ خَنِبَهْ، و لا یَبِیتُ بَعْلُها علی إبَهْ الإِبةُ: الرِّیبةُ. و یقال: رأَیتُ فلاناً علی خَنْبةٍ و خَنْعةٍ، و مثله: عَقِرَ و بَقِرَ، و مثله: ما ذُقْتُ عَلُوساً و لا بَلُوساً، و جِئْ به من عَسِّكَ و بَسِّكَ، فعاقَب العَینُ الباءَ. شمر: الخَنَباتُ الغَدْرُ و الكَذِبُ. و یقال: لَنْ یَعْدَمَكَ من اللئیم خَنابةٌ أَی شَرٌّ. و الخَنَابةُ: الأَثَر القبیحُ. قال ابنُ مقبل: ما كنتُ مَولی خَناباتٍ، فَآتِیَها، و لا أَلِمْنا لقَتْلی ذَاكُمُ الكَلِمِ و یروی جَناباتٍ. یقول: لست أجنبیاً منكم؛ و یروی خَناناتٍ، بِنُونَیْن، و هی كالخَناباتِ. و رجل ذُو خَنَبَاتٍ و خَبَناتٍ: و هو الذی یصلح مَرَّةً، و یفسدُ أَخْری.

خنثب؛ ج1، ص: 367

: الفرَّاءُ: الخِنْثَبة و الخِنْثَعْبةُ الغَزیرَة اللَّبَنِ من النوق. قال شمر: لمْ أَسْمَعْها إلا للْفَرَّاءِ؛ قال أَبو منصور: و جَمْع الخِنْثَبةِ خَناثِب.

خندب؛ ج1، ص: 367

: رجلُ خُنْدُبٌ: سَیِّئُ الخُلُقِ. و خُنْدُبانٌ: كثِیرُ اللَّحْمِ:

خنزب؛ ج1، ص: 367

: ابن الأَثیر: فی حدیث الصلاة: ذاكَ شَیْطانٌ یقال له خَنْزَب؛ قال أَبو عمرو: و هو لَقَبٌ له. و الخَنْزَبُ: قِطْعَةُ لَحْمٍ مُنْتِنَة، و یُروی بالكسر و الضم.

خنضب؛ ج1، ص: 367

: امرأَة خُنْضُبَةٌ: سَمِینَة.

خنظب؛ ج1، ص: 367

: الخُنْظُبَة: دُوَیْبَّة، حكاها ابن دُرَیْد.

خنعب؛ ج1، ص: 367

: الخُنْعُبَةُ: الهَنَة المُتَدَلِّیة وَسَط الشَّفَة العُلْیا، فی بعضِ اللغاتِ، و هی مَشَقُّ ما بین الشَّاربَیْنِ بِحیال الوَتَرةِ. الأَزهری: هی الخُنْعُبَة،
(1). قوله [و اختنب القوم هلكوا] نقل الصاغانی عن الزجاج أخنب القوم هلكوا أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 368
و النُّونَةُ، و الثُّومَةُ، و الهَزْمَة، و الوَهْدَة، و القَلْدَة، و الهَرْتَمة، و العَرْتَمَةُ، و الحِثْرِمَة.

خوب؛ ج1، ص: 368

: الخَوْبَة: الأَرضُ التی لم تُمْطَرْ بَیْنَ أَرْضَیْنِ مَمْطورَتَیْن. و الخَوْبَةُ: الجُوعُ، عن كُراع. قال أَبو عمرو: إذا قُلْتَ أَصابَتْنا خَوْبَةٌ، بالخاءِ المعجمة، فمعناه المجاعةُ؛ و إذا قُلْتها بالحاء المهملة، فمعناهُ الحاجَة. أَبو عبید: أَصابَتْهُم خَوْبةٌ إذا ذَهَبَ ما عندَهم، فلم یبقَ عندهم شی‌ءٌ؛ قال شمر: لا أَدْرِی ما أَصابَتْهُم خوبة، و أَظُنُّ أَنه حَوْبَة؛ قال أَبو منصور: و الخَوْبَة بالخاءِ، صحیح، و لم یَحْفَظْه شمر. قال: و یقال للجُوع: الخَوْبَة؛ و قال الشاعر: طَرُود لِخَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ و‌فی حدیث التَّلِبِ بن ثَعْلبة: أَصابَ رسولَ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، خَوْبَةٌ فاسْتَقْرضَ مِنِّی طَعاماً.الخَوْبةُ: المَجاعَة. و خابَ یَخُوبُ خَوْباً: افْتَقَرَ، عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: نَعُوذُ باللّه من الخَوْبةِ.و یقال: نَزَلْنا بخَوْبةٍ من الأَرضِ أَی بمَوْضِعِ سُوءٍ، لا رِعْیَ به و لا ماءَ. أَبو عمرو: الخَوْبَة و القَوایَةُ و الخَطِیطَةُ: الأَرضُ التی لم تُمْطَرْ، و قَوِیَ المَطر یَقْوَی إذا احْتَبَسَ.

خیب؛ ج1، ص: 368

: خابَ یَخِیبُ خَیْبَةً: حُرِم، و لم یَنَلْ ما طَلَب. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: مَنْ فازَ بِكُمْ، فقد فازَ بالقِدْحِ الأَخْیَبِ‌أَی بالسَّهْمِ الخائِبِ، الذی لا نَصِیبَ له من قِداحِ المَیْسِر، و هی ثلاثة: المَنِیحُ، و السَّفیحُ، و الوَغْدُ. و الخَیْبَة: الحِرْمانُ و الخُسْران؛ و قد خابَ یَخِیبُ و یَخُوبُ. و‌فی الحدیث: خَیْبةً لَك و یا خَیْبَةَ الدَّهْرِ‌و خَیَّبَه اللّه: حَرَمَه. و خَیَّبْتُه أَنا تَخْیِیباً. و خابَ إذا خَسِرَ، و خابَ إذا كَفَر، و الخَیْبَة: حِرْمان الجَدِّ. و فی المثل: الهَیْبَةُ خَیْبَة؛ و سَعْیُه فی خَیَّابِ ابن هَیَّابٍ أَی فی خَسَارٍ، و بَیَّابِ بن بَیَّابٍ، فی مَثلٍ للعرب، و لا یقولون منه خابَ، و لا هابَ. و الخَیَّابُ: القِدْحُ الذی لا یُورِی؛ و قوله أَنشده ثعلب: اسْكُتْ، و لا تَنْطِقْ، فأَنْتَ خَیَّابْ، كُلُّكَ ذُو عَیْبٍ، و أَنْتَ عَیَّابْ یجوز أَن یكون فَعَّالًا مِن الخَیْبَةِ، و یجوز أَن یُعْنَی به، أَنه مثل هذا القِدْح الذی لا یُورِی. و وَقَع فی وَادِی تُخُیِّبَ علی تُفُعِّلَ، بضم التاءِ و الفاءِ و كسر العین، غیر مصروفٍ، و هو الباطِلُ. و تقول: خَیْبَةً لزَیْدٍ، و خَیْبَةٌ لِزَیْدٍ، فالنَّصْبُ علی إضْمارِ فِعْلٍ، و الرَّفْعُ علی الابتداءِ.

فصل الدال المهملة؛ ج1، ص: 368

دأب؛ ج1، ص: 368

: الدَّأبُ: العادَة و المُلازَمَة. یقال: ما زال ذلك دِینَكَ و دَأْبَكَ، و دَیْدَنَكَ و دَیْدَبُونَكَ، كلُّه من العادَة. دَأَبَ فلانٌ فی عَمَلِه أَی جَدَّ و تَعِبَ، یَدْأَبُ دَأْباً و دَأَباً و دُؤُوباً، فهو دَئِبٌ؛ قال الراجز: راحَتْ كما راحَ أَبو رِئَالِ، قَاهِی الفُؤَادِ، دَئِبُ الإِجْفالِ لسان العرب، ج‌1، ص: 369
و فی الصحاح: فهو دائب؛ و أَنشد هذا الرجَزَ: دائِبُ الإِجْفالِ. و أَدْأَبَ غیره، و كلُ ما أَدَمْتَه فقد أَدْأَبْتَه. و أَدْأَبَه: أَحْوَجَه إلی الدُّؤُوبِ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إذا تَوافَوْا أَدَبُوا أَخاهُم قال: أَراد أَدْأَبُوا أَخاهُم، فخفَّف لأَن هذا الراجز لم تكن لُغَتُه الهمز، و لیس ذلك لضَرورةِ شِعْرٍ، لأَنه لو همز لكان الجُزْءُ أَتمَّ. و الدُّؤُوبُ: المبالَغَة فی السَّیْر، و أَدْأَبَ الرجلُ الدَّابَّة إِدْآباً إذا أَتْعَبَها، و الفِعلُ اللازم دَأَبَتِ الناقَةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً، و رجلٌ دَؤُوبٌ علی الشی‌ء. و‌فی حدیث البعیرِ الذی سَجَدَ له، صلی اللّه علیه و سلم، فقال لصاحبه: إنه یَشْكو إلیَّ أَنَّكَ تُجِیعُه و تُدْئِبُه‌أَی تَكُدُّه و تُتْعِبُه؛ و قوله أَنشده ثعلب: یُلِحْنَ مِن ذی دَأَبٍ شِرْواطِ فسَّره فقال: الدَأَبُ: السَّوْق الشدیدُ و الطَّرْدُ، و هو من الأَوَّل. و روایة یعقوب: … من ذِی زَجَلٍ … و الدَّأْبُ و الدَّأَب، بالتَّحْرِیك: العادةُ و الشَّأْن. قال الفرّاءُ: أَصله من دَأَبْت إلّا أَن العرب حَوَّلْتْ معناه إلی الشَّأْنِ. و‌فی الحدیث: علیكم بقیامِ اللیلِ، فإنه دَأْبُ الصالحِینَ قَبْلَكم.الدَّأْبُ: العادةُ و الشَّأْنُ، هو مِنْ دَأَبَ فی العَمَل إذا جَدَّ و تَعِبَ. و‌فی الحدیث: فكان دَأَبی و دَأْبهم.و قوله، عز و جل: مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ؛ أَی مِثلَ عادةِ قوم نوحٍ، و جاءَ فی التفسیر: مثلَ حالِ قَومِ نوحٍ. الأَزهری: قال الزجاج فی قوله تعالی: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ*؛ أَی كشأْنِ آل فِرْعون، و كأَمْرِ آلِ فِرْعون؛ كذا قال أَهل اللغة. قال الأَزهری: و القولُ عندِی فیه، و اللّه أَعلم، أَن دَأْبَ هاهنا اجتِهادهم فی كُفْرِهِم، و تَظاهُرُهُم علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كتَظَاهُرِ آلِ فرعون علی موسی، علیه السلامُ. یقال دَأَبْتُ أَدْأَبُ دَأَباً و دَأَباً و دُؤُوباً إذا اجتهدت فی الشی‌ءِ. و الدائِبانِ: اللیلُ و النهارُ. و بَنُو دَوْأَبٍ: حَیٌّ من غَنِیٍّ. قال ذو الرُّمة: بَنی دَوْأَبٍ إنِّی وجَدْتُ فَوارسِی أَزِمَّةَ غارَاتِ الصَّباحِ الدَّوَالِقِ

دبب؛ ج1، ص: 369

: دَبَّ النَّمْلُ و غیره من الحَیَوانِ علی الأَرضِ، یَدِبُّ دَبّاً و دَبِیباً: مشی علی هِینَتِه. و قال ابن درید: دَبَّ یَدِبُّ دَبِیباً، و لم یفسره، و لا عَبَّر عنه. و دَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِیَّةً، و إنه لخَفِیُّ الدَبَّة أَی الضَرْبِ الذی هو علیه من الدَّبِیبِ. و دَبَّ الشیخُ أَی مَشَی مَشْیاً رُوَیْداً. و أَدْبَبْتُ الصَّبیَّ أَی حَمَلْتُه علی الدَّبیب. و دَبَّ الشَّرابُ فی الجِسْم و الإِناءِ و الإِنْسانِ، یَدِبُّ دَبیباً: سَری؛ و دَبَّ السُّقْمُ فی الجِسْمِ، و البِلی فی الثَّوْبِ، و الصُّبْحُ فی الغَبَشِ: كُلُّه من ذلك. و دَبَّتْ عَقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه و أَذاهُ. و دَبَّ القومُ إلی العَدُوِّ دَبیباً إذا مَشَوْا علی هیِنَتِهِم، لم یُسْرِعُوا. و‌فی الحدیث: عندَه غُلَیِّمٌ یُدَبِّبُ‌أَی یَدْرُجُ فی المَشْیِ رُوَیْداً، و كلُّ ماشٍ علی الأَرض: دابَّةٌ و دَبِیبٌ. و الدَّابَّة: اسمٌ لما دَبَّ من الحَیَوان، مُمَیِّزةً و غیرَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 370
مُمَیِّزة. و فی التنزیل العزیز: وَ اللّٰهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مٰاءٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ یَمْشِی عَلیٰ بَطْنِهِ؛ و لمَّا كان لِما یَعقِلُ، و لما لا یَعْقِلُ، قیل: فَمِنْهُمْ*؛ و لو كان لِما لا یَعْقِلُ، لَقِیل: فَمِنْها، أَو فَمِنْهُنَّ، ثم قال: مَنْ یَمْشِی عَلیٰ بَطْنِهِ؛ و إن كان أَصْلُها لِما لا یَعْقِلُ، لأَنَّه لمَّا خَلَط الجَماعَةَ، فقال منهم، جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ؛ و المعنی: كلَّ نفس دَابَّةٍ. و قوله، عز و جل: مٰا تَرَكَ عَلیٰ ظَهْرِهٰا مِنْ دَابَّةٍ؛ قیل مِنْ دَابَّةٍ من الإِنْسِ و الجنِّ، و كُلِّ ما یَعْقِلُ؛ و قیل: إنَّما أَرادَ العُمومَ؛ یَدُلُّ علی ذلِكَ‌قول ابن عباس، رضی اللّه عنهما: كادَ الجُعَلُ یَهْلِكُ، فی جُحْرِهِ، بذَنْبِ ابنِ آدمَ.و‌لما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِیٍّ: اخْرُجْ إلَیْنا یا دَابَّةُ، فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ، تَلَوا الآیة حُجَّة علیه.و الدابَّة: التی تُرْكَبُ؛ قال: و قَدْ غَلَب هذا الاسْم علی ما یُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ، و هو یَقَعُ عَلی المُذَكَّرِ و المُؤَنَّثِ، و حَقِیقَتُه الصفَةُ. و ذكر عن رُؤْبة أَنَّه كان یَقُول: قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ، لِبِرْذَوْنٍ لهُ. و نَظِیرُه، من المَحْمُولِ عَلی المَعْنی، قولهُم: هذا شاةٌ، قال الخلیل: و مثْلُه قوله تعالی: هٰذٰا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّی. و تَصْغِیر الدابَّة: دُوَیْبَّة، الیاءُ ساكِنَةٌ، و فیها إشْمامٌ مِن الكَسْرِ، و كذلك یاءُ التَّصْغِیرِ إذا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ فی كلِّ شی‌ءٍ. و‌فی الحدیث: و حَمَلَها علی حِمارٍ مِنْ هذه الدِّبابَةِ‌أَی الضِّعافِ التی تَدِبُّ فی المَشی و لا تُسْرع. و دابَّة الأَرْض: أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ. و قوله تعالی: وَ إِذٰا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ، أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ؛ قال: جاءَ فی التَّفْسِیر أَنَّها تَخرُج بِتِهامَةَ، بین الصَّفَا و المَرْوَةِ؛ و جاءَ أَیضاً: أَنها تخرج ثلاثَ مرَّات، من ثَلاثة أَمْكِنَةٍ، و أَنَّها تَنْكُت فی وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، و فی وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَیْضاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَة الكافر، حتّی یَسْوَدَّ منها وجهُه أَجمعُ، و تَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِن، حَتی یَبْیَضَّ منها وجْهُه أَجْمَع، فتَجْتَمِعُ الجماعة علی المائِدَة، فیُعْرفُ المؤْمن من الكافر‌وَ‌وَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض فی حدیث أَشْراطِ الساعَة؛ قیل: إنَّها دابَّة، طولُها ستُّون ذِراعاً، ذاتُ قوائِمَ وَ وَبرٍ؛ و قیل: هی مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً من الحیوانات، یَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا، فَتَخْرُج منهُ لیلَةَ جَمْعٍ، و الناسُ سائِرُون إلی مِنیً؛ و قیل: من أَرْضِ الطائِفِ، و مَعَها عَصَا مُوسی، و خاتمُ سُلیمانَ، علَیْهِما السلامُ، لا یُدْرِكُها طالِبٌ، و لا یُعْجزُها هارِبٌ، تَضْرِبُ المؤْمنَ بالعصا، و تكتب فی وجهه: مؤْمن؛ و الكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ، و تَكْتُبُ فیهِ: هذا كافِرٌ.و‌یُروی عن ابن عباس، رضی اللّه عنهما. قال: أَوَّل أَشْراطِ السَّاعَة خُروجُ الدَّابَّة، و طُلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْرِبها.و قالوا فی المَثَل: أَعْیَیْتَنی مِنْ شُبٍّ إلی دُبٍّ، بالتنوین، أَی مُذْ شَبَبْتُ إلی أَن دَبَبْت علی العصا. و یجوز: من شُبَّ إلی دُبَّ؛ علی الحكایة، و تقول: فعلت كذا من شُبَّ إلی دُبَّ، و قولهم: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ و دَرَجَ أَی أَكذب الأَحْیاءِ و الأَمْواتِ؛ فدَبَّ: مَشَی؛ و دَرَجَ: مَاتَ و انْقَرَضَ عَقِبُه. و رجل دَبُوبٌ و دَیْبُوبٌ: نَمَّامٌ، كأَنه یَدِبُّ بالنَّمائِم بینَ القَوْمِ؛ و قیل: دَیْبوبٌ، یَجْمَعُ بینَ الرِّجالِ و النَّساءِ، فَیْعُولٌ، من الدَّبِیبِ، لأَنَّه یَدِبُّ بَیْنَهُم و یَسْتَخْفِی؛ و بالمعنیین فُسِّر
لسان العرب، ج‌1، ص: 371
قوله، صلی اللّه علیه و سلم: لا یَدْخُلُ الجَنَّة دَیْبُوبٌ و لا قَلَّاعٌ؛ و هو‌كقوله، صلی اللّه علیه و سلم: لا یدخُل الجنَّة قَتَّات.و یقال: إنَّ عَقارِبَه تَدِبُّ إذا كان یَسْعی بالنَّمائِم. قال الأَزهری: أَنشدنی المنذریُّ، عن ثعلب، عن ابن الأَعرابی: لَنا عِزٌّ، و مَرْمانا قَریبٌ، و مَوْلیً لا یَدِبُّ مع القُرادِ قال: مَرْمانا قریبٌ، هؤُلاء عَنَزةُ؛ یقول: إنْ رأَیْنا منكم ما نكره، انْتَمَیْنا إلی بنی أَسَدٍ؛ و قوله یَدِبُّ مع القُرادِ: هو الرجُل یأْتی بشَنَّةٍ فیها قِرْدانٌ، فیَشُدُّها فی ذَنَبِ البَعیرِ، فإذا عضَّه منها قُرادٌ نَفَر، فَنَفَرَتِ الإِبِلُ، فإذا نَفَرَتْ، اسْتَلَّ منها بَعیراً. یقال لِلِّصِّ السَّلَّالِ: هو یَدِبُّ معَ القُرادِ. و ناقَةٌ دَبُوبٌ: لا تَكادُ تَمْشِی من كثرة لَحمِها، إنما تَدِبُّ، و جمعُها دُبُبٌ، و الدُّبابُ مَشْیُها. و المدبب «2» الجَمَل الذی یمشی دَبادِبَ. و دُبَّة الرَّجُل: طریقُه الذی یَدِبُّ علیه. و ما بالدَّارِ دُبِّیٌّ و دِبِّیٌّ أَی ما بها أَحدٌ یَدِبُّ. قال الكسائی: هو من دَبَبْت أَی لیس فیها مَن یَدِبُّ، و كذلك: ما بها دُعْوِیٌّ و دُورِیٌّ و طُورِیٌّ، لا یُتَكَلَّم بها إلا فی الجَحْد. و أَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلًا، فَدَبَّ أَهلُها، لِمَا لَبِسُوه من أَمْنِه، و اسْتَشْعَرُوه من بَرَكَتِه و یُمْنِه؛ قال كُثَیِّر عزة: بَلَوْهُ، فأَعْطَوْهُ المَقادةَ بَعْدَ ما أَدَبَّ البِلادَ، سَهْلَها و جِبالَها و مَدَبُّ السَّیْلِ و مَدِبُّه: موضع جَرْیهِ؛ و أَنشد الفارسی: و قَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِیِّ، یأْدُو مَدَبَّ السَّیْلِ، و اجْتَنَبَ الشَّعارا یقال: تَنَحَّ عن مَدَبِّ السَّیْلِ و مَدِبِّه، و مَدَبِّ النَّمْلِ و مَدِبِّه؛ فالاسم مكسورٌ، و المصدر مفتوحٌ، و كذلك المَفْعَل من كلِّ ما كان علی فَعَلَ یَفْعِل «3». التهذیب: و المَدِبُّ موضعُ دَبِیبِ النَّمْلِ و غیره. و الدَّبَّابة: التی تُتَّخَذ للحُروبِ، یَدْخُلُ فیها الرِّجالُ، ثم تُدفَع فی أَصلِ حِصْنٍ، فیَنْقُبونَ، و هم فی جَوْفِها، سِمِّیَت بذلك لأَنها تُدْفع فتَدِبُّ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، قال: كیفَ تَصْنَعون بالحُصونِ؟ قال: نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ یدخُل فیها الرجالُ.الدَّبابةُ: آلةٌ تُتَّخَذُ من جُلودٍ و خَشَبٍ، یدخلُ فیها الرجالُ، و یُقَرِّبُونها من الحِصْنِ المُحاصَر لیَنْقُبُوه، و تَقِیَهُم ما یُرْمَوْنَ به من فوقِهم. و الدَّبْدبُ: مَشْیُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ، لأَنَّه أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، و أَسْرَعُها نقْلًا. و فی التهذیب: الدَّبْدَبةُ العُجْرُوفُ من النَّمْلِ، و كلُّ سرعة فی تَقارُبِ خَطْوٍ: دَبْدَبَةٌ؛ و الدَّبْدَبَةُ: كلُّ صوتٍ أَشْبَهَ صوتَ وَقْعِ الحافِرِ
(2). قوله [و المدبب] ضبطه شارح القاموس كمنبر. (3). قوله [علی فعل یفعل] هذه عبارة الصحاح و مثله القاموس، و قال ابن الطیب ما نصه: الصواب أن كل فعل مضارعه یفعل بالكسر سواء كان ماضیه مفتوح العین أو مكسورها فإن المفعل منه فیه تفصیل یفتح للمصدر و یكسر للزمان و المكان إلا ما شذ و ظاهر المصنف و الجوهری أن التفصیل فیما یكون ماضیه علی فعل بالفتح و مضارعه علی یفعل بالكسر و الصواب ما أصلنا انتهی من شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 372
علی الأَرضِ الصُّلْبةِ؛ و قیل: الدَّبْدَبَةُ ضَربٌ من الصَّوْت؛ و أَنشد أَبو مَهْدِیٍّ: عاثُور شَرٍّ، أَیُّما عاثُورِ، دَبْدَبَة الخَیْلِ علی الجُسورِ أبو عَمْرو: دَبْدَبَ الرجلُ إذا جَلَبَ، و دَرْدَبَ إذا ضَرَبَ بالطَّبْلِ. و الدَّبْدابُ: الطَّبْلُ؛ و به فُسِّرَ قول رؤْبة: أَوْ ضَرْبِ ذی جَلاجِلٍ دَبْدابِ و قول رؤبة: إذا تَزابَی مِشْیَةً أَزائِبا، سَمِعْتَ، من أَصْواتِها، دَبادِبا قال: تَزَابَی مَشَی مِشْیَةً فیها بُطْءٌ. قال: و الدَّبادِبُ صَوْت كأَنه دَبْ دَبْ، و هی حكایة الصَّوْتِ. و قال ابن الأَعرابی: الدُّبادِبُ و الجُباجِبُ «1»: الكثیرُ الصِّیاح و الجَلَبَة؛ و أَنشد: إیَّاكِ أَنْ تَسْتَبدلی قَرِدَ القَفا حَزابِیَةً، و هَیَّباناً جُباجِبا أَلَفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه من الصُّوف نِكْثاً، أَو لَئیماً دُبادِبا و الدُّبَّة: الحالُ؛ و رَكِبْتُ دُبَّتَهُ و دُبَّه أَی لَزِمْت حالَه و طَریقَتَه، و عَمِلْتُ عَمَلَه؛ قال: إنّ یَحْیَی و هُذَیلْ رَكبَا دُبَّ طُفَیْلْ و كان طُفَیْلٌ تَبّاعاً للعُرُسات من غیرِ دَعْوة. یقال: دَعْنی و دُبَّتی أَی دَعنی و طَریقَتی و سَجِیَّتی. و دُبَّة الرجلِ: طَریقَتُه من خَیرٍ أَو شرٍّ، بالضم. و‌قال ابن عباس، رضی اللّه عنهما: اتَّبعوا دُبَّة قُرَیشٍ، و لا تُفارقُوا الجماعة.الدُّبّة، بالضم: الطَّریقة و المذْهَب. و الدَّبَّةُ: الموضعُ الكثیرُ الرَّمْل؛ یُضْرَبُ مَثَلًا للدَّهْر الشَّدیدِ، یقال: وَقَع فلانٌ فی دَبَّةٍ من الرَّمْلِ، لأَن الجَمَل، إذا وَقَع فیه، تَعِبَ. و الدُّبُّ الكبِیرُ: من بَناتِ نَعْشٍ؛ و قیل: إنَّ ذلك یَقَع علی الكُبرَی و الصُّغْرَی، فیُقالُ لكل واحد منهما دُبٌّ، فإذا أَرادوا فصْلَها، قالوا: الدُّبُّ الأَصغر، و الدُّبُّ الأَكبر. و الدُّبُّ: ضربٌ من السِّباع، عربیة صحیحة، و الجمع دِبابٌ و دِبَبَة، و الأُنْثی دُبَّة. و أَرض مَدَبَّة: كثیرة الدِّبَبَة. و الدَّبَّة: التی یُجْعَل فیها الزَّیْت و البِزْر و الدُّهن، و الجمع دِبابٌ، عن سیبویه. و الدَّبَّة: الكثِیبُ من الرَّمْل، بفتح الدال، و الجمع دِبابٌ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنْ سُلَیْمَی، إذا ما جِئتَ طارِقها، و أَخْمَدَ اللیلُ نارَ المُدْلِجِ السارِی تِرْعِیبَةٌ، فی دَمٍ، أَو بَیْضَةٌ جُعِلَت فی دَبَّةٍ، من دِبابِ اللیلِ، مِهْیارِ قال: و الدُّبَّة، بالضم: الطریق؛ قال الشاعر: طَهَا هِذْرِیانٌ، قَلَّ تَغْمیضُ عَیْنِه علی دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِیفِ المُرَعْبَلِ و الدَّبُوبُ: السَّمینُ من كلِّ شی‌ءٍ.
(1). قوله [و الجباجب] هكذا فی الأَصل و التهذیب بالجیمین.
لسان العرب، ج‌1، ص: 373
و الدَّبَبُ: الزَّغَب علی الوجه؛ و أَنشد: قشر النساء دَبَب العَرُوسِ و قیل: الدَّبَبُ الشَّعَر علی وجْه المرأة؛ و قال غیره: و دَبَبُ الوَجْه زَغَبُه. و الدَّبَبُ و الدَّبَبانُ: كثرةُ الشَّعَر و الوَبرِ. رَجُلٌ أَدَبُّ، و امرأَةٌ دبَّاءُ و دَبِبَةٌ: كثیرة الشَّعَرِ فی جَبِینِها؛ و بعیرٌ أَدَبُّ أَزَبُّ. فأَما‌قول النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فی الحدیث لنسائه: لَیْتَ شِعْرِی أَیَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، تَخْرُجُ فَتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟فإنما أَراد الأَدَبَّ، فأَظْهَر التَّضْعیفَ، و أَراد الأَدَبَّ، و هو الكثیر الوَبرِ؛ و قیل: الكثیرُ وَبَرِ الوجهِ، لِیُوازِن به الحَوْأَبِ. قال ابن الأَعرابی: جَمَلٌ أَدَبُّ كثیرُ الدَّبَبِ؛ و قد دَبَّ یَدَبُّ دَبَباً. و قیل: الدَّبَبُ الزَّغَبُ، و هو أَیضاً الدَّبَّةُ، علی مثال حَبَّةٍ، و الجمع دَبٌّ، مثل حَبٍّ، حكاه كراع، و لم یقل: الدَّبَّة الزَّغَبَةُ، بالهاءِ. و یقال للضَّبُعِ: دَبابِ، یُریدون دبِّی، كما یقال نَزَالِ و حَذارِ. و دُبٌّ: اسمٌ فی بَنی شَیْبان، و هو دُبُّ بنُ مُرَّةَ ابنُ ذُهْلِ بنِ شَیْبانَ، و هُمْ قوم دَرِمٍ الذی یُضْرَبُ به المثل، فیقال: أَوْدَی دَرِمٌ. و قد سُمِّیَ وَبْرةُ بنُ حَیْدانَ أَبو كلبِ بنِ وبرةَ دُبّاً. و دبوبٌ: موضعٌ. قال ساعدَة بنُ جُؤَیَّة الهذلی: و ما ضَرَبٌ بیضاءُ، یَسْقِی دَبُوبَها دُفاقٌ، فَعُرْوانُ الكَراثِ، فَضِیمُها و دَبَّابٌ: أَرض. قال الأَزهری: و بالخَلْصَاءِ رَمْلٌ یقال له الدَّبَّاب، و بِحذائِهِ دُحْلانٌ كثیرة؛ و منه قول الشاعر: كأَنّ هِنْداً ثَنایاها و بَهْجَتَها، لمَّا الْتَقَیْنَا، لَدَی أَدْحالِ دَبَّابِ مَوْلِیَّةٌ أُنُفٌ، جادَ الربیعُ بها علی أَبارِقَ، قد هَمَّتْ بإعْشابِ التهذیب، ابن الأَعرابی: الدَّیدَبون اللهو. و الدَّیْدَبانُ: الطَّلِیعَة و هو الشَّیِّفَةُ. قال أَبو منصور: أَصله دِیدَبان فغَیَّروا الحركة «2»، و قالوا: دَیْدَبان، لمَّا أُعْرِب و‌فی الحدیث: لا یدخلُ الجنَّة دَیْبُوبٌ، و لا قَلَّاعٌ؛ الدَّیْبُوبُ: هو الذی یَدِبُّ بین الرجالِ و النساءِ للجمع بینهم، و قیل: هو النَّمَّام، لقولهم فیه: إنه لَتَدِبُّ عَقَارِبُه؛ و الیاء فیه زائدة.

دجب؛ ج1، ص: 373

: الدَّجُوبُ: الوعاءُ أَو الغِرارَة، و قیل: هو جُوَیْلِقٌ خفیفٌ، یكون مع المرأَة فی السَّفَر؛ قال: هل، فی دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِیطِ، وذِیلَةٌ تَشْفِی منَ الأَطِیطِ، مِنْ بَكْرَةٍ، أَو بازِلٍ عَبِیطِ الوَذِیلَة: القِطْعَة من الشَّحْم، شبَّهها بسَبِیكةِ الفِضَّةِ، و عَنَی بالأَطِیطِ: تَصْوِیتَ أَمْعائِه من الجوع. و قیل: الوَذِیلَة قِطْعة من سَنامٍ، تُشَقُّ طَویلًا، و الأَطِیطُ عَصافیر الجوع.
(2). قوله [أصله دیدبان فغیروا الحركة إلخ] هكذا فی نسخة الأصل و التهذیب بأیدینا. و فی التكملة قال الأَزهری الدیدبان الطلیعة فارسی معرب و أصله دیذه‌بان فلما أعرب غیرت الحركة و جعلت الذال دالًا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 374‌

دحب؛ ج1، ص: 374

: الدَّحْبُ: الدَّفْعُ، و هو الدَحْمُ. دَحَبَ الرَّجلَ: دَفَعه. و باتَ یَدْحَب المرأةَ و یَدْحَمُها، فی الجِماعِ: كنایة عن النِّكاح؛ و الاسمُ الدُّحابُ. دَحَبَها یَدْحَبُها: نكَحَها. و دُحَیْبَة: اسم امرأَةٍ.

دحجب؛ ج1، ص: 374

: الدَّحْجابُ و الدُّحْجُبانُ: ما عَلا من الأَرضِ، كالحَرَّة و الحَزِیزِ، عن الهَجَری،

دخدب؛ ج1، ص: 374

: جارِیةٌ دِخْدِبَة و دَخْدَبَة، بكسر الدَّالین و فتحهما: مُكْتَنِزَة.

درب؛ ج1، ص: 374

: الدَّرْبُ: مَعروف. قالوا: الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ؛ و فی التهذیب: الواسِعة، و هو أَیضاً البابُ الأَكبَر، و المعنی واحدٌ، و الجمع دِرابٌ. أَنشد سیبویه: مِثْل الكِلابِ، تَهِرُّ عند دِرابِها، ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ و كلُّ مَدْخلٍ إلی الرُّومِ: دَرْبٌ من دُرُوبِها. و قیل: هو بفتح الراءِ، للنافِذِ منه، و بالسكون لغیرِ النَّافِذِ. و أَصل الدَّرْبِ: المضِیقُ فی الجِبالِ؛ و منه قَولُهُم: أَدْرَب القومُ إذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم. و‌فی حدیث جَعْفرِ بنِ عمرو: و أَدْرَبْنا‌أَی دَخَلْنا الدَّرْبَ. و الدَّرْبُ: المَوْضِعُ الذی یُجْعلُ فیه التَّمْرُ لِیَقِبَّ. و دَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً و دُرْبَةً، و تَدَرَّبَ: ضَرِیَ؛ و دَرَّبَه به و علیه و فیه: ضَرَّاهُ. و المُدَرَّبُ من الرِّجالِ: المُنَجَّذُ. و المُدَرَّبُ: المُجَرَّبُ. و كلُّ ما فی معناه مما جاءَ علی بِناءِ مُفَعَّلٍ، فالكسر و الفتح فیه جائزٌ فی عَیْنِه، كالمُجَرَّبِ و المُجَرَّسِ و نحوه، إلّا المُدَرَّبَ. و شیخٌ مُدَرَّبٌ أَی مُجَرَّبٌ. و المُدَرَّب أَیضاً: الذی قد أَصابَتْه البَلایا، و دَرَّبَتْه الشَّدائِد، حتی قَوِیَ و مَرِنَ علیها؛ عن اللحیانی، و هو من ذلك. و الدُّرَّابَة: الدُّرْبَة و العادة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و الحِلْمُ دُرَّابةٌ، أو قُلْتَ مَكْرُمةٌ، ما لم یُواجِهْكَ یوماً فیه تَشْمِیرُ و التَّدْریبُ: الصَّبْرُ فی الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ، و یقال: دَرِبَ. و‌فی الحدیث عن أَبی بكر، رضی اللّه عنه: لا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ، فإذا صاروا إلی التَّدْریبِ، وقَفَتِ الحَرْبُ؛ أَراد الصَّبْر فی الحربِ وقتَ الفِرارِ؛ قال: و أَصلُه من الدُّرْبة: التَّجْرِبةِ، و یجوز أَن یكون من الدُّروبِ، و هی الطُّرُقُ، كالتَّبْویبِ من الأَبْوابِ؛ یعنی أَن المسالِكَ تَضِیقُ، فَتَقِفُ الحَرْبُ. و‌فی حدیث عمران بن حصین: و كانتْ ناقة مُدَرَّبةً‌أَی مُخَرَّجةً مُؤَدَّبةً، قد أَلِفَتِ الرُّكُوبَ و السَّیرَ أَی عُوِّدَتِ المَشْیَ فی الدُّروبِ، فصارَتْ تأْلَفُها و تَعْرِفُها و لا تَنْفِرُ. و الدُّرْبةُ: الضَّراوة. و الدُّرْبةُ: عادةٌ و جُرْأَةٌ علی الحَرْبِ و كلِّ أَمرٍ. و قد دَرِبَ بالشی‌ءِ یَدْرَبُ، و دَرْدَبَ به إذا اعتادَه و ضَرِیَ به. تقول: ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ، حتی اتَّخذَها دُرْبةً؛ قال كعب بن زهیر: و فی الحِلْمِ إدْهانٌ، و فی العِفْوٍ دُرْبةٌ، و فی الصِّدقِ منْجاةٌ من الشَّرِّ، فاصْدُقِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 375
قال أَبو زید: دَرِبَ دَرَباً، و لَهِجَ لَهجاً، و ضَرِیَ ضَرًی إذا اعْتادَ الشی‌ءَ و أُولِعَ به. و الدَّارِبُ: الحاذِقُ بصناعتِه. و الدَّارِبةُ: العاقِلة. و الدَّارِبةُ أَیضاً: الطَّبَّالة. و أَدْرَب إذا صَوّت بالطَّبْل. و من أَجناسِ البَقَر: الدِّرابُ، مما رَقَّتْ أَظْلافُه، و كانت له أَسْنِمَةٌ، و رَقَّتْ جُلُودُه، واحدُها دَرْبانِیٌّ؛ و أَما العِرابُ: فما سَكَنَتْ سَرَواتُه، و غَلُظَت أَظلافُه و جُلُودُه، واحدُها عَرَبِیٌّ؛ و أَما الفِراشُ: فما جاءَ بین العِرابِ و الدِّرَابِ، و تكون لها أَسْنِمَةٌ صغارٌ، و تَسْتَرْخی أَعیابُها، الواحِدُ فَریشٌ. و دَرَّبْتُ البازِیَّ علی الصید أَی ضَرَّیْته. و دَرَّبَ الجارحة: ضَرَّاها علی الصید. و عُقابٌ دارِبٌ و دَرِبة: كذلك. و جَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ: و هو من الدُّرْبة. قال اللحیانی: بَكْرٌ دَرَبوتٌ و تَرَبُوت أَی مُذَلَّلٌ؛ و كذلك ناقةٌ دَرَبُوتٌ، و هی التی إذا أَخَذْتَ بمِشْفَرِها، و نَهَزْتَ عینها، تَبِعَتْكَ. و قال سیبویه: ناقةٌ تَرَبُوتٌ: خِیارٌ فارِهةٌ، تاؤُه بَدَلٌ من دال دَرَبُوتٍ. و قال الأَصمعیّ: كل ذَلُول تَرَبُوتٌ من الأَرض و غیرها، التاءُ فی كلّ ذلك بدلٌ من الدَّالِ، و من أَخَذَه من التُرْبِ أَی إنه فی الذِّلَّة كالتُرْب، فتاؤُه وضع غیر مُبدلة. و تَدَرَّبَ الرجلُ: تَهَدّأَ. و دَرَابْجِردَ: بَلَدٌ من بلادِ فارِسَ، النَّسَبُ إلیه دَرَاوَرْدِیٌّ، و هو من شاذّ النَّسَب. ابن الأَعرابی: دَرْبَی فلانٌ فلاناً یُدَرْبِیه إذا أَلقاه؛ و أَنشد: اعلَوَّطَا عَمْراً، لیُشْبِیاهُ فی كلِّ سوءٍ، و یُدَرْبِیاهُ یُشْبِیاهُ و یُدَرْبیاه أَی یُلْقِیانه. ذكرها الأَزهری فی الثلاثی هنا، و فی الرُّباعی فی دَرْبی. الأَزهری فی كتاب اللیث: الدَّرَبُ داءٌ فی المَعِدة. قال: و هذا عندی غلط، و صوابه الذَّرَبُ، داءٌ فی المَعِدة، و سیأْتی ذكره فی كتاب الذال المعجمة.

دردب؛ ج1، ص: 375

: الدَّرْدَبة: عَدْوٌ كعَدْوِ الخائفِ. و الدَّرْدابُ: صَوْتُ الطَّبْلِ. الفرَّاءُ: الدَّرْدَبِیُّ الضَّرَّابُ بالكُوبة. التهذیب: و فی نوادرهم: دَرْبَجَتِ الناقةُ إذا رَئِمَتْ ولدها و دَرْدَبَت. و الدَّرْدَبةُ: الخُضوعُ؛ و أَنشد: دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ و هو مَثَلٌ؛ أَی ذَلَّ و خَضَعَ؛ و الثِّقافُ: خشبةٌ یُسَوَّی بها الرِّماح، و هو فَعْلَلَ. أَبو عمرو: الدَّرْدَبةُ: تَحَرُّكُ الثَّدْیِ الطُّرْطُبِّ، و هو الطَّویلُ؛ و قول الراجز: قد دَرْدَبتْ، و الشَّیخُ دَرْدَبِیسُ دَرْدَبتْ: خَضَعتْ و ذَلَّت.

درعب؛ ج1، ص: 375

: ادْرَعَبَّت الإِبِل، كادْرَعَفَّتْ: مَضَتْ علی وجوهها.

دعب؛ ج1، ص: 375

: داعَبَه مُداعَبةً: مازَحَه؛ و الاسم الدُّعابةُ. و المُداعَبةُ: المُمازَحةُ. و‌فی الحدیث: أَنه علیه السلام، كان فیه دُعابةٌ؛ حكاه ابن الأَثیر فی النهایة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 376
و قال: الدُّعابةُ المِزاحُ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، قال لجابرٍ، رضی اللّه عنه، و قد تَزوّجَ: أَ بِكْراً تَزوّجْتَ أَمْ ثیِّباً؟ فقال: بل ثَیِّباً. قال: فَهَلّا بِكراً تُداعِبُها و تُداعِبُك؟و‌فی حدیث عمر، و ذُكِر له علیّ للخلافة، فقال: لو لا دُعابةٌ فیه.و الدُّعابةُ: اللَّعِبُ. و قد دَعَبَ، فهو دَعَّابٌ لَعّابٌ. و الدُّعْبُبُ: الدُّعابةُ، عن السیرافی. و الدُّعْبُبُ: المَزَّاحُ، و هو المُغَنِّی المُجِیدُ. و الدُّعْبُبُ: الغلامُ الشَّابُّ البَّضُّ. و رجلٌ دَعَّابةٌ و دَعِبٌ و داعِبٌ: لاعبٌ. و أَدْعَبَ الرجلُ: أَمْلَحَ أَی قال كلمة ملیحةً، و هو یَدْعَبُ دَعْباً أَی قال قولًا یُسْتَمْلَحُ، كما یقال مَزَحَ یَمْزَحُ؛ و قال الطِّرمَّاح: و اسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لمَّا احْزَأَلَّ بهم، مع الضُّحَی، ناشطٌ من داعِباتِ دَدِ یعنی اللَّواتِی یَمْزَحْنَ و یَلْعَبْن و یُدَأْددْن بأَصابعهنَّ. و رجل أَدْعَبُ: بیِّن الدُّعابةِ، أَحمقُ. ابن شمیل: یقال: تَدَعَّبْتُ علیه أَی تَدَلَّلْتُ؛ و إنه لَدَعِبٌ: و هو الذی یتمایل علی الناس، و یَرْكَبُهم بثَنِیَّتِه أَی بناحیتِه؛ و إنه لیَتَداعَبُ علی الناسِ أَی یَرْكَبُهم بِمزاحٍ و خُیَلاء، و یَغُمُّهم و لا یَسُبُّهم. و الدَّعِبُ: اللَّعَّابةُ. قال اللیث: فأَما المُداعَبةُ، فعلی الاشتراك، كالمُمازَحةِ، اشترك فیها اثنان أَو أَكثر. و الدَّعْبُ: الدّفْعُ. و دَعَبَها یَدْعَبُها دَعْباً: نَكَحها. و الدُّعابةُ: نَمْلة سَوْداء. و الدُّعْبُوبُ: ضربٌ من النَّمل، أَسود. و الدُّعابُ، و الطَّثْرَجُ، و الحَرامُ، و الحَذالُ: من أَسماءِ النَّمل. و الدُّعْبوبُ: حبَّةٌ سوداء تؤكل، الواحدةُ دُعبوبةٌ، و هی مثلُ الدُّعاعة؛ و قیل: هی أَصل بَقْلةٍ، تُقْشَر فیؤْكل. و لیلةٌ دُعْبوبٌ: لیلةُ سوءٍ شدیدةٌ؛ و قیل: مُظْلمةٌ، سُمیت بذلك لسَوادها؛ قال ابن هَرْمةَ: و یَعْلَمُ الضَّیْفُ، إمّا ساقه صَرَدٌ، أَو لیلةٌ، من مُحاق الشَّهْر، دُعْبوبُ أَراد ظلام لیلة، فحذف المضافَ، و أَقامَ المضافَ إلیه مقامه. و الدُّعْبوبُ: الطَّریقُ المُذَلَّلُ، الموطوءُ الواضحُ الذی یَسْلُكُه الناسُ؛ قالت جَنوبُ الهُذَلیَّةُ: و كلُّ قَوْم، و إنْ عَزُّوا و إنْ كَثُروا، یَوْماً طَریقُهُمُ فی الشَّرِّ دُعْبوبُ قال الفرَّاءُ: و كذلك الذی یَطَؤُه كلُّ أَحد. و الدُّعْبوبُ: الضَّعیفُ الذی یَهْزَأُ منه الناسُ؛ و قیل: هو القصیرُ الدَّمِیمُ؛ و قیل: الدُّعْبُوبُ و الدُّعْبُوثُ من الرجال: المأْبُونُ المُخَنَّثُ؛ و أَنشد: یا فَتیً ما قَتَلْتُمُ غیر دُعْبُوبٍ، و لا مِن قُوارةِ الهِنَّبْرِ و قیل: الدُّعْبُوب النَّشِیطُ؛ قال الراجز: یا رُبَّ مُهْرٍ، حَسَنٍ دُعْبُوبِ، رَحْبِ اللَّبانِ، حَسَنِ التَّقْریبِ و دُعْبُبٌ: ثَمَر نَبْتٍ. قال السِّیرافی: هو عِنَبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 377
الثَّعْلَبِ. قال الأَزهری و قول أَبی صخر: و لكن یُقِرُّ العَیْنَ و النفْسَ أَن تَری، بعُقْدَتِه، فَضْلاتِ زُرْقٍ دَواعِبِ قال: دَواعِب جَوارٍ. ماءٌ داعِبٌ یَسْتَنُّ فی سَبیله؛ و قال: لا أَدری دَواعِب أَم ذَواعِب، فلینظر فی شعر أَبی صخر.

دعتب؛ ج1، ص: 377

: دَعْتَبٌ: موضع.

دعرب؛ ج1، ص: 377

: الدَّعْرَبة: العَرامة.

دعسب؛ ج1، ص: 377

: الدَّعْسَبةُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ.

دعلب؛ ج1، ص: 377

: الأَزهری، ابن الأَعرابی: یقال للناقة إذا كانت فَتِیَّةً شابَّةً هی القِرْطاسُ، و الدِّیباجُ، و الدِّعْلِبةُ، و الدِّعْبِلُ، و العَیْطَمُوسُ.

دلب؛ ج1، ص: 377

: الدُّلْبُ: شجر العَیْثام، و قیل: شجر الصِّنار، و هو بالصِّنار أَشْبَهُ. قال أَبو حنیفة: الدُّلْبُ شجر یعظم و یَتَّسِع، و لا نَوْرَ له و لا ثمر، و هو مُفَرَّضُ الوَرَقِ واسِعُه، شبیه بورق الكَرْم، واحدتُه دُلْبة؛ و قیل: هو شجر، و لم یوصف. و أَرضٌ مَدْلَبةٌ: ذاتُ دُلْبٍ. و الدُّولابُ و الدَّوْلابُ، كلاهما: واحد الدَوالِیبِ. و فی المحكم: علی شكل النَّاعُورةِ، یُسْتقَی به الماءُ، فارسیّ معرّب. و قول مسْكِین الدارمی: بأَیدیهم مَغارِفُ من حدِیدٍ، أُشَبِّهُها مُقَیَّرةَ الدّوالی ذهب بعضهم إلی أَنه أَراد مُقَیَّرةَ الدَّوالِیبِ، فأَبدل من الباءِ یاءً، ثم أَدغم الیاء، فصار الدَّوالیّ، ثم خفف، فصار دَوالی، و یجوز أَن یكون أَراد الدَوالِیب، فحذف الباءَ لضرورة القافیة، من غیر أَن یقلب. و الدُّلْبة: السَّوادُ. و الدُّلْبُ: جنس من سُودانِ السِّند، و هو مقلوب عن الدَّیْبُل؛ قال الشاعر: كأَنَّ الدَّارِعَ المَشْكُوكَ، منها، سَلِیبٌ، مِن رِجالِ الدَّیْبُلانِ قال: شَبَّه سَوادَ الزِّقِّ بالأَسْوَدِ المُشَلَّحِ من رجال السِّنْد. و المُشَلَّحُ: العُرْیانُ الذی أُخِذَ ثیابه؛ قال: و هی كلمة نَبَطِیَّةٌ.

دنب؛ ج1، ص: 377

: الدِّنَّبُ و الدِّنَّبَةُ و الدِّنَّابَةُ، بتشدید النون: القصیر؛ قال الشاعر: و المَرْءُ دِنَّبَةٌ، فی أَنفِه، كَزَمُ

دهلب؛ ج1، ص: 377

: دَهْلَبٌ: اسم شاعر معروف، حكاه ابن جنی، و أَنشد رجزاً، و هو قوله: أَبی الذی أَعْمَلَ أَخْفافَ المَطِی، حتی أَناخ عند بابِ الحِمْیَری، فأُعْطِیَ الحِلْقَ، أُصَیلالَ العَشِی

دوب؛ ج1، ص: 377

: دَابَ دَوْباً كَدَأَبَ.

فصل الذال المعجمة؛ ج1، ص: 377

ذأب؛ ج1، ص: 377

: الذِّئْبُ: كَلْبُ البَرِّ، و الجمعُ أَذْؤُبٌ، فی القلیل، و ذِئابٌ و ذُؤْبانٌ؛ و الأُنْثَی ذِئْبَةٌ، یُهْمَزُ و لا یُهْمَزُ، و أَصْلُهُ الهَمْز. و‌فی حدیث الغار: فیُصْبِحُ فی ذُوبانِ الناسِ.یقال لصعالیك العرب و لُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئابِ. و ذكره ابن الأَثیر فی ذَوَبَ، قال:
لسان العرب، ج‌1، ص: 378
و الأَصل فی ذُوبان الهمزُ، و لكنه خُفِّفَ، فانْقَلَبَتْ واواً. و أَرْضٌ مَذْأَبَةٌ: كَثِیرة الذِّئاب، كقولك أَرْضٌ مَأْسَدَةٌ، من الأَسَد. قال أَبو علی فی التذكرة: و ناسٌ من قَیْس یقولون مذیَبة، فلا یَهْمِزون، و تعلیل ذلك أَنه خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفیفاً بَدَلِیّاً صحیحاً، فجاءَت الهمزة یاءً، فلَزِم ذلك عندَه، فی تَصْریفِ الكلمة. و ذُئِبَ الرَّجُلُ: إِذا أَصابَه الذِّئْبُ. و رجلٌ مَذْؤُوبٌ: وقَع الذِّئْبُ فی غَنَمِه، تقول منه: ذُئِبَ الرَّجُلُ، علی فُعِلَ؛ و قوله أَنشده ثعلب: هاعٍ یُمَظِّعُنی، و یُصْبِحُ سادِراً، سَدِكاً بلَحْمِی، ذِئْبُهُ لا یَشْبَعُ عَنَی بِذِئْبِه لسانَه أَی إنه یأْكلُ عِرْضَه، كما یأْكلُ الذِّئْبُ الغَنمَ. و ذُؤْبانُ العرب: لُصُوصُهم و صَعالِیكُهمُ الذین یَتَلَصَّصون و یَتَصَعْلَكُونَ. و ذِئابُ الغَضَی: بنو كعب بن مالك بن حنظلة، سُمُّوا بذلك لخُبْثِهم، لأَن ذِئْبَ الغَضَی أَخْبَثُ الذِّئابِ. و ذَؤُبَ الرَّجلُ یَذْؤُبُ ذَآبَةً، و ذَئِبَ و تَذَأَّبَ: خَبُثَ، و صار كالذِّئْبِ خُبْثاً و دَهاءً. و اسْتَذْأَبَ النَّقَدُ: صارَ كالذِّئْب؛ یُضْرَبُ مثلًا للذُّلّان إذا عَلَوا الأَعِزَّة. و تَذَأَّبَ الناقةَ و تَذَأَّبَ لَها: و هو أَن یَسْتَخْفِیَ لها إِذا عَطَفَها علی غیر ولَدِها، مُتَشَبِّهاً لها بالسَّبُعِ، لتكون أَرْأَمَ علیه؛ هذا تعبیر أَبی عبید. قال: و أَحسن منه أَن یقول: مُتَشَبِّهاً لها بالذِّئْبِ، لیَتَبَیَّن الاشتِقاقُ. و تَذَأَّبَتِ الرِّیحُ و تَذَاءَبَتْ: اخْتَلَفَتْ، و جاءَتْ من هُنا و هُنا. و تَذَأَّبْتُه و تَذاءَبْتُه: تَدَاوَلْتُه، و أَصْلُه من الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ من وجهٍ جاءَ من آخرَ. أَبو عبید: المُتَذَئِّبَة و المُتَذائِبَة، بوَزنِ مُتَفَعِّلَة و مُتَفاعِلَة: من الرِّیاح التی تَجِی‌ءُ من هَاهُنا مرَّةً و من هَاهُنا مرَّةً؛ أُخِذَ من فِعْل الذِّئْبِ، لأَنه یأْتی كذلك. قال ذو الرُّمة، یذكر ثوراً وَحْشِیّاً: فباتَ یُشْئِزُهُ ثَأْدٌ، و یُسْهِرُه تَذَؤُّبُ الرِّیحِ، و الوَسْواسُ و الهِضَبُ و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: خَرَجَ منكم جُنَیْدٌ مُتَذائِبٌ ضَعِیفٌ؛ المُتَذائِبُ: المُضْطَرِبُ، من قولهم: تَذاءَبَتِ الرِّیحُ، اضْطرب هبوبُها. و غَرْبٌ ذَأْبٌ: مُخْتَلَفٌ به؛ قال أَبو عبیدة، قال الأَصمعی: و لا أُراهُ أُخِذَ إلا من تَذَؤُّبِ الرِّیحِ، و هو اخْتِلافُها، فشُبِّهَ اخْتِلافُ البَعیرِ فی المَنْحاةِ بها؛ و قیل: غَرْبٌ ذَأْبٌ، علی مثالِ فَعْلٍ: كثیرةُ الحركةِ بالصُّعُودِ و النُّزولِ. و المَذْؤُوبُ: الفَزِعُ. و ذُئِبَ الرجُل: فَزِعَ من الذِّئْبِ. و ذَأَّبْتُه: فَزَّعْتُه. و ذَئِبَ و أَذْأَبَ: فَزِعَ من أَیِّ شی‌ءٍ كان. قال الدُّبَیْرِیُّ: إِنی، إِذا ما لَیْثُ قَوْمٍ هَرَبا، فسَقَطَتْ نَخْوَتُه و أَذْأَبا قال: و حقیقتُه من الذِّئْبِ. و یقال للذی أَفْزَعَتْهُ الجِنُّ: تَذَأَّبَتْه و تَذَعَّبَتْه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 379
و قالوا: رماه اللّهُ بداءِ الذِّئْبِ، یَعْنُونَ الجُوعَ، لأَنهم یَزْعُمونَ أَنه لا داءَ له غیرُ ذلك. و بنُو الذِّئبِ: بَطْنٌ من الأَزْدِ، منهم سَطِیحٌ الكاهنُ؛ قال الأَعشی: ما نَظَرَتْ ذاتُ أَشْفارٍ كنَظْرَتِها حَقّاً، كما صَدَقَ الذِّئْبِیُّ، إِذ سَجَعا و ابنُ الذِّئْبَةِ: الثَّقَفِیُّ، من شُعرائِهِم. و دارةُ الذِّئْبِ: موضعٌ. و یقال للمرأَةِ التی تُسَوِّی مَرْكَبَها: ما أَحْسَنَ ما ذَأَبَتْهُ قال الطِّرمَّاح: كلُّ مَشْكُوكٍ عَصافیرُه، ذَأَبَتْهُ نِسْوَةٌ من جُذامْ و ذَأَبْتُ الشی‌ءَ: جَمَعْتُه. و الذُّؤابَةُ: النّاصِیَةُ لنَوَسانِها؛ و قیل: الذُّؤابَةُ مَنْبِتُ الناصیةِ من الرأْس، و الجَمْعُ الذَّوائِبُ. و كان الأَصلُ ذآئِبَ، و هو القیاسُ، مثل دُعابةٍ و دَعائِبَ، لكنه لمَّا التَقَتْ همزتان بینهما أَلِفٌ لَیِّنَةٌ، لَیَّنُوا الهمزة الأَولی، فقَلَبُوها واواً، اسْتِثْقالًا لالتقاءِ همزتین فی كلمةٍ واحدةٍ؛ و قیل: كان الأَصلُ «3» ذَآئبَ، لأَن أَلِفَ ذُؤَابَةٍ كأَلِفِ رِسالَةٍ، فحقُّها أَنْ تُبْدَل منها همزةٌ فی الجمع، لكنهم اسْتَثْقَلُوا أَن تقَع أَلِف الجمع بین الهمزتین، فأَبدلوا من الأُولی واواً. أَبو زید: ذُؤَابَة الرأْسِ: هی التی أَحاطَتْ بالدَوَّارة من الشَّعْر. و‌فی حدیث دَغْفَلٍ و أَبی بكرٍ: إِنَّكَ لستَ من ذَوائِبِ قُرَیْشٍ؛ هی جمع ذُؤَابةٍ، و هی الشَّعَرُ المَضْفورُ من شَعَرِ الرأْسِ؛ و ذُؤَابَةُ الجَبَلِ: أَعْلاه، ثم اسْتُعیرَ للعِزِّ و الشَّرَف و المَرْتَبة أَی لستَ من أَشرافِهِم و ذَوِی أَقْدارِهم. و غُلامٌ مُذَأَّبٌ: له ذُؤَابة. و ذُؤَابةُ الفَرَسِ: شَعَرٌ فی الرأْسِ، فی أَعْلی النْاصِیَة. أَبو عمرو: الذِّئْبانُ الشَّعَر علی عُنُقِ البعیرِ و مِشْفَرِه. و قال الفَرَّاءُ: الذِّئْبانُ بَقِیَّةُ الوَبَر؛ قال: و هو واحدٌ. قال الشیخ أَبو محمد بن بری: لم یذكر الجوهریّ شاهداً علی هذا. قال: و رأَیتُ فی الحاشیة بیتاً شاهداً علیه لكُثیر، یصف ناقة: عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْیَرِیَّة، مَریش، بذئْبانِ السَّبِیبِ، تَلِیلُها و العَسُوفُ: التی تَمُرُّ علی غیرِ هدایةٍ، فتَرْكَبُ رأْسها فی السَّیْر، و لا یَثْنِیها شی‌ءٌ. و الأَجْوازُ: الأَوْساطُ. و حِمْیَرِیَّة: أَراد مهْرِیة، لأَن مَهْرة من حِمْیَر. و التَّلِیلُ: العُنق. و السَّبِیبُ: الشَّعَرُ الذی یكونُ مُتَدَلِّیاً علی وجه الفَرَسِ من ناصِیَتِه؛ جَعل الشَّعَر الذی علی عَیْنَی الناقة بمنزلة السَّبِیبِ. و ذُؤَابةُ النَّعْلِ: المُتَعَلِّقُ من القِبالِ؛ و ذُؤَابةُ النَّعْلِ: ما أَصابَ الأَرْضَ من المُرْسَلِ علی القَدَم لتَحَرُّكِه. و ذُؤَابةُ كلّ شی‌ءٍ أَعلاه، و جَمْعُها ذُؤَابٌ؛ قال أَبو ذؤیب: بأَرْیِ التی تَأْری الیَعاسیبُ، أَصْبَحَتْ إِلی شاهِقٍ، دُونَ السَّماءِ، ذُؤَابُها قال: و قد یكون ذُؤَابُها من بابِ سَلٍّ و سَلَّةٍ. و الذُّؤَابَةُ: الجِلْدَة المُعَلَّقَة علی آخِر الرَّحْلِ، و هی العَذبَة؛ و أَنشد الأَزهری، فی ترجمة عذب فی
(3). قوله [و قیل كان الأَصل إلخ] هذه عبارة الصحاح و التی قبلها عبارة المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 380
هذا المكان: قَالُوا: صَدَقْتَ و رَفَّعُوا، لمَطِیِّهِمْ، سَیْراً، یُطِیرُ ذَوائِبَ الأَكْوارِ و ذُؤَابَة السَّیْفِ: عِلاقَةُ قائِمِه. و الذُّؤَابَةُ: شَعَرٌ مَضْفُورٌ، و مَوْضِعُها من الرَّأْسِ ذُؤَابَةٌ، و كذلك ذُؤَابَةُ العِزِّ و الشَّرَف. و ذُؤَابَة العِزِّ و الشَّرَف: أَرْفَعُه علی المَثَلِ، و الجَمْع من ذلك كلِّه ذَوائِبُ. و یقال: هم ذُؤَابَة قَوْمِهِمْ أَی أَشْرافُهُم، و هو فی ذُؤَابَةِ قَوْمِه أَی أَعْلاهُم؛ أُخِذُوا من ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ. و اسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ الذَّوائِبَ للنَّخْل؛ فقال: جُمّ الذَّوائِب تَنْمِی، و هْیَ آوِیَةٌ، و لا یُخافُ، علی حافاتِها، السَّرَق و الذِّئْبَةُ من الرَّحْلِ، و القَتَبِ، و الإِكافِ و نحوِها، ما تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَی الحِنْوَیْن، و هو الذی یَعَضُّ علی مِنْسَجِ الدَّابَةِ؛ قال: و قَتَبٍ ذِئْبَتُه كالمِنْجَلِ و قیل: الذِّئْبَةُ: فُرْجَةُ ما بَیْنَ دَفَّتَی الرَّحْلِ و السَّرْجِ و الغَبِیطِ أَیّ ذلك كان. و قال ابن الأَعرابی: ذِئْبُ الرَّحْلِ أَحْناؤُه من مُقَدَّمِه. و ذَأَبَ الرَّحْلَ: عَمِلَ لَه ذِئْبةً. و قَتَبٌ مُذَأَّبٌ و غَبِیطٌ مُذَأَّبٌ: إِذا جُعِلَ له فُرْجَة؛ و فی الصحاح: إِذا جُعِلَ له ذُؤَابَةٌ؛ قال لبید: فكَلَّفْتُها هَمِّی، فآبَتْ رَذِیَّةً طَلِیحاً، كأَلْواحِ الغَبِیطِ المُذَأَّبِ و قال إمرؤُ القیس: له كَفَلٌ، كالدِّعْصِ، لَبَّدَه النَّدی إِلی حارِكٍ، مِثلِ الغَبِیطِ المُذأَّبِ و الذِّئْبَةُ: دَاءٌ یأْخُذُ الدَّوابَّ فی حُلُوقِها؛ یقال: بِرْذوْنٌ مَذْؤُوبٌ: أَخَذَتْهُ الذِّئْبَةُ. التهذیب: من أَدْواءِ الخَیْلِ الذِّئْبَةُ، و قد ذُئِبَ الفَرسُ، فهو مَذْؤُوبٌ إِذا أَصابَه هذا الدَّاءُ؛ و یُنْقَبُ عنه بحدیدةٍ فی أَصْلِ أُذُنِهِ، فیُسْتَخْرَجُ منه غُدَدٌ صِغارٌ بیضٌ، أَصْغَرُ من لُبِّ الجَاوَرْسِ. و ذَأَبَ الرَّجُلَ: طَرَدَه و ضَرَبَه كذَأَمَه، حكاه اللحیانی. و ذَأَبَ الإِبِلَ یَذْأَبُها ذَأْباً: ساقَها. و ذَأَبَه ذَأْباً: حَقَّرَه و طَرَدَه، و ذَأَمَه ذَأْماً؛ و منه قوله تعالی: مَذْؤُماً مَدْحُوراً. و الذَّأْبُ: الذَّمُّ، هذه عن كُراع. و الذَّأْبُ: صَوْتٌ شدیدٌ، عنه أَیضاً. و ذُؤَابٌ و ذُؤَیْبٌ: اسْمانِ. و ذُؤَیْبَة: قبیلَةٌ من هذیل؛ قال الشاعر: عَدَوْنا عَدْوَةً، لا شَكَّ فِیها، فَخِلْناهُم ذُؤَیْبَةَ، أَو حَبِیبَا و حَبِیبٌ: قبیلَةٌ أَیضاً.

ذبب؛ ج1، ص: 380

: الذَّبُّ: الدَّفْعُ و المَنْعُ. و الذَّبُّ: الطَّرْدُ. و ذَبَّ عنه یَذُبُّ ذَبّاً: دَفَعَ و منع، و ذَبَبْت عنه. و فُلانٌ یَذُبُّ عن حَریمِه ذَبّاً أَی یَدْفَعُ عنهم؛ و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إنما النِّساءُ لَحْمٌ علی وَضَمٍ، إِلا ما ذُبَّ عنه؛ قال: مَنْ ذَبَّ منكم، ذَبَّ عن حَمِیمِه، أَو فَرَّ منكم، فَرَّ عَنْ حَریمِهِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 381
و ذَبَّبَ: أَكْثَرَ الذَّبَّ. و یقال: طِعانٌ غیرُ تَذْبِیبٍ إِذا بُولِغَ فیه. و رجلٌ مِذَبٌّ و ذَبَّابٌ: دَفَّاعٌ عن الحریمِ. و ذَبْذَبَ الرَّجُلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ و الأَهْلَ أَی حَماهم. و الذَّبِّیُّ: الجِلْوازُ. و ذَبَّ یَذِبُّ ذَبّاً: اختَلَفَ و لم یَسْتَقِمْ فی مكانٍ واحدٍ. و بعیرٌ ذَبٌّ: لا یَتَقارُّ فی مَوْضِع؛ قال: فكأَننا فیهم جِمالٌ ذَبَّةٌ، أُدْمٌ، طَلاهُنَّ الكُحَیْلُ وَقار فقوله ذَبَّةٌ، بالهاءِ، یَدل علی أَنه لم یُسَمَّ بالمَصْدَر إِذ لو كان مَصْدَراً لقال جِمالٌ ذَبٌّ، كقولك رِجالٌ عَدْلٌ. و الذَّبُّ: الثَّوْرُ الوَحْشِیُّ، و یقال له أَیضاً: ذَبُّ الرِّیادِ، غیر مهموزٍ، و سُمِّیَ بذلك لأَنه یَخْتَلِفُ و لا یَسْتَقِرُّ فی مكانٍ واحدٍ؛ و قیل: لأَنه یَرُودُ فیذهَبُ و یَجِی‌ءُ؛ قال ابن مقبل: یُمَشّی بها ذَبُّ الرِّیادِ، كأَنه فَتیً فارِسِیٌّ، فی سَراویلَ، رامِحُ و قال النابغة: كأَنما الرَّحْلُ منها فَوْقَ ذِی جُدَدٍ، ذَبِّ الرِّیادِ، إِلی الأَشْباح نَظَّارِ و قال أَبو سعید: إنما قیل له ذَبُّ الرِّیادِ لأَن رِیَادَه أَتانُه التی تَرُودُ معه، و إِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّیادَ رَعْیه نَفْسَه للكَلإِ. و قال غیره: قیل له ذَبُّ الرِّیادِ لأَنه لا یَثْبُتُ فی رَعْیِه فی مكانٍ واحدٍ، و لا یُوطِن مَرْعًی واحداً. و سَمَّی مُزاحِمٌ العُقَیْلیّ الثَّوْرَ الوَحْشِیَّ الأَذَبَّ؛ قال: بِلاداً، بها تَلْقَی الأَذَبَّ، كأَنه، بِها، سابِریٌّ لاحَ، منه، البَنائِقُ أَراد: تَلْقَی الذَّبَّ، فقال الأَذَبَّ لحاجته. و فُلانٌ ذَبُّ الرِّیادِ: یذهَبُ و یَجی‌ءُ، هذه عن كُراع. أَبو عمرو: رَجُلٌ ذَبُّ الرِّیادِ إِذا كان زَوَّاراً للنساءِ؛ و أَنشد لبعض الشعراءِ فیه: ما للْكَواعِبِ، یا عَیْسَاءُ، قد جَعَلَتْ تَزْوَرُّ عنّی، و تُثْنَی، دُونیَ، الحُجَرُ؟ قد كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ، ذَبَّ الرِّیادِ، إِذا ما خُولِسَ النَّظَرُ و ذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً و ذَبَباً و ذُبوباً، و ذَبِبَتْ: یَبِسَتْ و جَفَّتْ و ذَبَلَتْ من شدَّةِ العطش، أَو لغیرِه. و شَفَةٌ ذَبَّانةٌ: ذابِلة، و ذَبَّ لسانُه كذلك؛ قال: هُمُ سَقَوْنی عَلَلًا بعدَ نَهَلْ، مِن بعدِ ما ذَبَّ اللِّسانُ و ذَبَلْ و قال أَبو خَیْرَة یصف عَیْراً: و شَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ، فَهْوَ به لوْحانُ، مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ، و مِن عَضَبِ أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ: الیابِسَ. و ذَبَّ جِسمُه: ذَبَلَ و هَزُلَ. و ذَبَّ النَّبْتُ: ذَوی. و ذَبَّ الغَدِیرُ، یَذِبُّ: جَفَّ، فی آخرِ الجَزْءِ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مَدارِینُ، إِن جاعُوا، و أَذْعَرُ مَن مَشَی، إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدیرُها
لسان العرب، ج‌1، ص: 382
یروی: و أَدْعَرُ مَنْ مَشی. و ذَبَّ الرجُلُ یَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ لَوْنُه. و ذَبَّ: جَفَّ. و صَدَرَت الإِبِلُ و بها ذُبابةٌ أَی بَقِیة عَطَشٍ. و ذُبابةُ الدَّیْنِ: بقِیتُه. و قیل: ذُبَابَةُ كل شی‌ءٍ بقِیتُه. و الذُّبابةُ: البقِیة من الدَّیْن و نحوِه؛ قال الراجز: أَو یَقْضِیَ اللّهُ ذُباباتِ الدَّیْنْ أَبو زید: الذُّبابة بقِیَّةُ الشی‌ء؛ و أَنشد الأَصمعی لذی الرُّمة: لَحِقْنا، فراجَعْنا الحُمولَ، و إنما یُتَلِّی، ذُباباتِ الوداعِ، المُراجِعُ یقول: إِنما یُدْرِكُ بقایا الحَوائج من راجَع فیها. و الذُّبابة أَیضاً: البقِیة من مِیاه الأَنهارِ. و ذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم یَبْقَ منه إِلا بقِیة، و قال: و انْجابَ النهارُ، فَذَبَّبا و الذُّبابُ: الطَّاعون. و الذُّبابُ: الجُنونُ. و قد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ؛ و أَنشد شمر: و فی النَّصْرِیِّ، أَحْیاناً، سَماحٌ، و فی النَّصْریِّ، أَحْیاناً، ذُبابُ أَی جُنونٌ. و الذُبابُ الأَسْوَدُ الذی یكون فی البُیوتِ، یَسْقُط فی الإِناءِ و الطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، و لا تَقُلْ ذِبَّانة. و الذُّبابُ أَیضاً: النَّحْل و لا یقال ذبابة فی شی‌ءٍ من ذلك، إِلا أَن أَبا عُبیدة رَوَی عن الأَحْمَرِ ذبابة؛ هكذا وقع فی كتاب المُصَنَّف، روایة أَبی علیّ؛ و أَما فی روایة علیِّ بنِ حمزة، فَحَكی عن الكسائی: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ و حُكِیَ عن الأَحمر أَیضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط علی الدَّوابِّ، و أَثْبت الهاءَ فیهما، و الصَّواب ذُبابٌ، هو واحدٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كَتَب إِلی عامِلِه بالطَّائف فی خَلایا العَسَل و حِمایتِها، إِنْ أَدَّی ما كان یُؤَدِّیه إِلی رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، من عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ له، فإِنما هو ذُبابُ غَیْثٍ، یأْكُلُه مَنْ شاءَ.قال ابن الأَثیر: یریدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ، و أَضافَه إلی الغَیْثِ علی معنی أَنه یكونُ مَعَ المَطَر حیثُ كان، و لأَنه یَعِیشُ بأَكْلِ ما یُنْبِتُه الغَیْثُ؛ و معنی حِمایة الوادی له: أَنَّ النَّحْلَ إِنما یَرْعَی أَنْوارَ النَّباتِ و ما رَخُصَ منها و نَعُمَ، فإِذا حُمِیَتْ مَراعِیها، أَقامت فیها و رَعَتْ و عَسَّلَتْ، فكَثُرَتْ منافعُ أَصحابِها؛ و إِذا لم تُحْمَ مَراعِیها، احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ فی طَلَبِ المَرْعَی، فیكونَ رَعْیُها أَقَلَّ؛ و قیل: معناه أَنْ یُحْمَی لهم الوادی الذی یُعَسِّلُ فیه، فلا یُتْرَكَ أَحدٌ یَعْرِضُ للعَسَل، لأَن سبیلَ العسَل المُباحِ سبیلُ المِیاهِ و المَعادِنِ و الصُّیودِ، و إِنما یَمْلِكُه مَنْ سَبَقَ إِلیه، فإِذا حَماه و مَنَع الناسَ منه، و انْفَرَدَ به وَجَبَ علیه إِخْراجُ العُشْرِ منه، عند مَن أَوجب فیه الزَّكاة. التهذیب: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بغیر هاءٍ. قال: و لا یُقال ذُبَابة. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ یَسْلُبْهُمُ الذُّبٰابُ شَیْئاً؛ فسَّروه للواحد، و الجمع أَذِبَّةٌ فی القِلَّة، مثلُ غُرابٍ و أَغْرِبَةٍ؛ قال النابغة: ضَرَّابة بالمِشْفَرِ الأَدِبَّهْ و ذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سیبویه، و لم یَقْتَصِرُوا به علی أَدْنی العدد، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعیف، یعنی أَنَّ فُعالًا لا یكَسَّرُ فی أَدنی العدد علی فِعْلانٍ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 383
و لو كان ممَّا یَدْفَعُ به البناءُ إِلی التَّضعیف، لم یُكسَّر علی ذلك البناءِ، كما أَنَّ فِعَالًا و نحوه، لمَّا كان تكسیره علی فُعُل یُفْضِی به إِلی التَّضْعِیف، كسروه علی أَفعلة؛ و قد حكی سیبویه، مع ذلك، عن العرب: ذُبٌّ، فی جمع ذُبابٍ، فهو مع هذا الإِدغامِ علی اللُّغَة التَّمِیمِیَّة، كما یَرْجِعون إِلیها، فیما كان ثانِیه واواً، نحو خُونٍ و نُورٍ. و‌فی الحدیث: عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون یَوْماً، و الذُّبابُ فی النار؛ قیل: كَوْنُه فی النار لیس لعذاب له، و إِنما لِیُعَذَّبَ به أَهل النار بوقوعه علیهم، و العرب تَكْنُو الأَبْخَر: أَبا ذُبابٍ، و بعضهم یَكْنیه: أَبا ذِبَّانٍ، و قد غَلَبَ ذلك علی عبد الملك بن مَرْوانَ لِفَسادٍ كان فی فَمِه؛ قال الشاعر: لَعَلِّیَ، إِنْ مالَتْ بِیَ الرِّیحُ میلةً علی ابنِ أَبی الذِّبَّانِ، أَنْ یَتَنَدَّما یعنی هشامَ بنَ عبد الملك. و ذَبَّ الذُّبابَ و ذَبَّبَه: نَحَّاه. و رجل مَخْشیُّ الذُّبابِ أَی الجَهْلِ. و أَصابَ فُلاناً من فلانٍ ذُبابٌ لادِغٌ أَی شَرٌّ. و أَرض مَذَبَّةٌ: كثیرةُ الذُّبابِ. و قال الفرَّاءُ: أَرضٌ مَذْبوبَة، كما یقال مَوْحُوشَةٌ من الوَحْشِ. و بَعیرٌ مَذْبوبٌ: أَصابَه الذُّبابُ، و أَذَبُّ كذلك، قاله أَبو عبید فی كتاب أَمراضِ الإِبل؛ و قیل: الأَذَبُّ و المَذْبوبُ جمیعاً: الذی إِذا وَقَع فی الرِّیفِ، و الریفُ لا یكونُ إِلَّا فی المصادرِ، اسْتَوْبَأَهُ، فمات مكانَه؛ قال زیاد الأَعْجمُ فی ابنِ حَبْنَاء: كأَنَّكَ، من جِمالِ بنی تَمِیمٍ، أَذَبُّ، أَصابَ مِن رِیفٍ ذُبابا یقول: كأَنَّك جَمَلٌ نزلَ ریفاً، فأَصابَهُ الذُّبابُ، فالْتَوَتْ عُنُقُه، فمات. و المِذَبَّةُ: هَنَةٌ تُسَوَّی من هُلْبِ الفَرَسِ، یُذَبُّ بها الذُّبابُ؛ و‌فی الحدیث: أَنَّ النبیّ، صلّی اللّه علیه و سلّم، رأَی رَجُلًا طویلَ الشَّعْرِ، فقال: ذُبابٌ؛ الذُّبابُ الشُّؤْم أَی هذا شُؤْمٌ. و رجل ذُبابیٌّ: مأْخوذٌ من الذُّبابِ، و هو الشُّؤْم. و قیل: الذُّبابُ الشَّرُّ الدَّائِم، یقال: أَصابكَ ذُبابٌ من هذا الأَمْرِ. و‌فی حدیث المغیرة: شَرُّها ذُبابٌ.و ذُبابُ العَیْنِ: إِنْسانُها، علی التَّشبِیهِ بالذُّباب. و الذُّبابُ: نُكْتَةٌ سوداءُ فی جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ، و الجمع كالجمع. و ذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ: حَدُّها؛ قال المثَقّب العبدی: و تَسْمَعُ، للذُّبابِ، إِذا تَغَنَّی، كَتَغْریدِ الحَمامِ علی الغُصُونِ و ذبابُ السَّیْفِ: حَدُّ طَرَفِه الذی بین شَفْرَتَیْهِ؛ و ما حَوْلَه من حَدَّیْهِ: ظُبَتَاهُ؛ و العَیْرُ: النَّاتئُ فی وَسَطِه، من باطنٍ و ظاهرٍ؛ و له غِرَارانِ، لكلِّ واحدٍ منهما، ما بینَ العَیْرِ و بین إِحدی الظُّبَتَیْن من ظاهِر السَّیفِ و ما قُبالَةَ ذلك من باطنٍ، و كلُّ واحدٍ من الغِرارَینِ من باطنِ السَّیف و ظاهره؛ و قیل: ذُبابُ السَّیفِ طَرَفُه المُتَطَرِّفُ الذی یُضْرَبُ به، و قیل حَدُّه. و‌فی الحدیث: رأَیتُ ذُبابَ سَیْفی كُسِرَ، فأَوَّلْتُه أَنه یصابُ رجلٌ من أَهل بیتی، فقُتِلَ حَمْزَةُ.و الذُّبابُ من أُذُنِ الإنسانِ و الفَرَس: ما حَدَّ من طَرَفِها. أَبو عبید:
لسان العرب، ج‌1، ص: 384
فی أُذُنَی الفرسِ ذُباباهُما، و هما ما حُدَّ من أَطرافِ الأُذُنَیْن. و ذُبابُ الحِنَّاءِ: بادِرَةُ نَوْرِه. و جاءَنا راكبٌ مُذَبِّبٌ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ؛ قال عنترة: یُذَبِّبُ وَرْدٌ علی إِثرِهِ، و أَدْرَكُه وَقْعُ مِرْدیً خَشِبْ إِمّا أَنْ یكونَ علی النَّسَب، و إِمّا أَنْ یكون أَراد خَشِیباً، فحذف للضرورة. و ذَبَّبْنا لَیْلَتَنا أَی أَتْعَبْنا فی السَّیر. و لا یَنالونَ الماءَ إِلَّا بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ أَی مُسْرِع؛ قال ذو الرُّمة: مُذَبِّبَة، أَضَرَّ بِهَا بُكُورِی و تَهْجِیری، إِذا الیَعْفُورُ قالا الیَعْفُورُ: الظَّبیُ. و قال: من القَیْلُولَة أَی سَكَنَ فی كِنَاسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ. و ظِمْ‌ءٌ مُذَبِّبٌ: طَویلٌ یُسارُ فیه إِلی الماءِ من بُعْدٍ، فیُعَجَّلُ بالسَّیْرِ. و خِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لا فُتُورَ فیه. و ذَبَّبَ: أَسْرَعَ فی السَّیرِ؛ و قوله: مَسِیرَة شَهْرٍ للبَعِیرِ المُذَبْذِبِ أَرادَ المُذَبِّبَ. و أَذَبُّ البَعیرِ: نابُهُ؛ قال الراجز: كأَنَّ صَوْتَ نابِهِ الأَذَبِّ صَرِیفُ خُطَّافٍ، بِقَعْوٍ قَبِّ و الذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشی‌ءِ المُعَلَّقِ فی الهواءِ. و الذَّبْذَبَةُ و الذَّباذِبُ: أَشیاءُ تُعَلَّقُ بالهودَجِ أَو رأْسِ البعیرِ للزینةِ، و الواحد ذُبْذُبٌ. و الذَّبْذَبُ: اللِّسانُ، و قیلَ الذَّكَر. و‌فی الحدیث: مَنْ وُقِیَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ و قَبْقَبِه، فقد وُقِیَ.فَذَبْذَبُه: فَرْجُه، و قَبْقَبُه: بَطْنُه. و‌فی روایة: مَنْ وُقِیَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجنَّةَ؛ یعنی الذَّكَر سُمِّیَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَی حَرَكَتِه. و الذَّباذِبُ: المذاكیرُ. و الذَّباذِبُ: ذكر الرجلِ، لأَنَّه یَتَذَبْذَبُ أَی یَترَدَّد؛ و قیل الذَّباذِب: الخُصَی، واحِدَتُها ذَبْذَبَةٌ. و رجلٌ مُذَبْذِبٌ و مُتَذَبْذِبٌ: مُتَرَدِّدٌ بین أَمْرَیْن أَو بین رجُلَین، و لا تَثْبُتُ صُحْبَتُه لواحِدٍ منهما. و فی التنزیل العزیز فی صفة المنافقین: مُذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذٰلِكَ لٰا إِلیٰ هٰؤُلٰاءِ وَ لٰا إِلیٰ هٰؤُلٰاءِ. المعنی: مُطَرَّدین مُدَفَّعین عن هؤُلاء و عن هؤُلاء. و‌فی الحدیث: تَزَوَّجْ، و إِلَّا فأَنتَ من المُذَبْذبِینَ‌أَی المَطْرودین عن المؤْمنین لأَنَّكَ لم تَقْتَدِ بِهِم، و عن الرُّهْبانِ لأَنَّك تَركْتَ طَرِیقَتَهُمْ؛ و أَصلُه من الذَّبِّ، و هو الطَّرْدُ. قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یكونَ من الحركة و الاضْطِرابِ. و التَّذَبْذُبُ: التَّحرُّكُ. و الذَّبْذَبَةُ: نَوْسُ الشی‌ءِ المُعَلَّقِ فی الهواءِ. و تَذَبْذَبَ الشی‌ءُ: ناسَ و اضْطَرَبَ، و ذَبْذَبَهُ هو: أَنشد ثعلب: و حَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِیفُ، ظَلَّ لأَعْلَی رَأْسِهِ، رَجِیفُ و‌فی الحدیث: فكأَنی أَنْظُرُ إِلی یَدَیْهِ تَذَبْذَبانِ‌أَی تَتَحَرَّكانِ و تَضْطَرِبان، یرید كُمَّیْهِ. و‌فی حدیث جابر: كان علیَّ بُرْدَة لها ذباذِبُ‌أَی أَهْدابٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 385
و أَطْرافٌ، واحدُها ذِبْذِبٌ، بالكسرِ، سُمِّیَتْ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّك علی لابسِها إِذا مَشی؛ و قول أَبی ذؤَیب: و مِثْل السَّدُوسِیَّیْن، سادَا و ذَبْذَبَا رِجال الحِجازِ، مِنْ مَسُودٍ وَ سائِدِ قیل: ذَبْذَبا عَلَّقا. یقول: تقطع دونهما رجالُ الحجازِ. و فی الطَّعام ذُبَیْباءُ، ممدودٌ، حكاه أَبو حنیفة فی باب الطَّعام الذی فیه ما لا خَیْرَ فیه، و لم یفسِّرْه؛ و قد قیل: إِنها الذُّنَیْنَاءُ، و ستُذْكَر فی موضِعِها. و‌فی الحدیث: أَنه صَلَبَ رَجُلًا علی ذُبابٍ، هو جبلٌ بالمدینة.

ذرب؛ ج1، ص: 385

: الذَّرِبُ: الحادُّ من كلِّ شی‌ءٍ. ذَرِبَ یَذْرَبُ ذَرَباً و ذَرابةً فهو ذَرِبٌ؛ قال شَبیب بن البَرْصاء: كأَنها من بُدُنٍ و إیقارْ، دَبَّتْ علیها ذَرِباتُ الأَنْبارْ قال ابن بری: أَی كأَنَّ هذه الإِبِلَ من بُدْنِها و سِمَنِها و إیقارِها باللحم، قد دَبَّتْ علیها ذَرِباتُ الأَنْبارِ؛ و الأَنْبارُ: جمعُ نَبْرٍ، و هو ذُبابٌ یَلْسَعُ فیَنْتَفِخُ مكانُ لَسْعِه، فقوله ذَرِبات الأَنْبار أَی حَدیداتُ اللَّسْع، و یُروی و إیفار، بالفاءِ أَیضاً. و قَوْمٌ ذُرُبٌ. ابن الأَعرابی: ذَرِبَ الرَّجلُ إِذا فَصُحَ لسانُه بعدَ حَصرِه. و لسانٌ ذَرِبٌ: حدیدُ الطَّرَف؛ و فیه ذرابةٌ أَی حِدَّةٌ. و ذَرَبُه: حِدَّتُه. و ذَرَبُ المَعِدَة: حِدَّتُها عن الجوعِ. ذَرِبَتْ مَعِدَتُه تَذْرَبُ ذرباً فهی ذَرِبة إِذا فسَدَتْ. و‌فی الحدیث: فی أَلبانِ الإِبِل و أَبْوالِها شِفاءُ الذَّرَبِ؛ هو بالتحریكِ، الدَّاءُ الذی یَعْرِضُ للمَعدة فلا تَهْضِمُ الطَّعامَ، و یَفْسُدُ فیها و لا تُمْسِكُه. قال أَبو زید: یقال للغُدَّةِ ذِرْبَةٌ، و جَمْعُها ذِرَبٌ. و التَّذْریبُ: التَّحْدیدُ. یقال لسانٌ ذَرِبٌ، و سِنانٌ ذَرِبٌ و مُذَرَّبٌ؛ قال كعب بنُ مالك: بمُذَرَّباتٍ، بالأَكُفِّ، نواهِلٍ، و بكلِّ أَبْیَضَ، كالغَدیرِ، مُهَنَّدِ و كذلك المَذْروبُ؛ قال الشاعر: لقد كان ابنُ جَعْدَةَ أَرْیَحِیّاً علی الأَعْداءِ، مَذْروبَ السِّنانِ و ذَرَبَ الحَدیدةَ یَذْرُبُها ذَرْباً و ذرَّبَها: أَحدَّها فهی مَذرُوبَة. و قَوم ذَرْبٌ: أَحِدَّاءُ. و امرأَةٌ ذِرْبَةٌ، مثلُ قِرْبَة، و ذَرِبَةٌ أَی صَخَّابَةٌ، حدیدةٌ، سَلِیطَةُ اللِّسانِ، فاحِشَة، طَویلَة اللِّسانِ. و ذَرَبُ اللِّسانِ: حِدَّتُه. و‌فی الحدیث عن حذیفة قال: كنتُ ذَرِبَ اللِّسانِ علی أَهلِی، فَقُلْت: یا رسول اللّه، إِنِّی لأَخْشَی أَنْ یُدْخِلَنِی النارَ؛ فقال رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: فأَیْنَ أَنتَ من الاسْتِغْفارِ؟ إِنِّی لأَستَغْفِرُ اللّهَ فی الیومِ مائَةً؛ فذكرْتُه لأَبی بُرْدَة فقال: و أَتُوبُ إِلیه.قال أَبو بكر فی قولِهم فلانٌ ذَرِبُ اللسانِ، قال: سمعتُ أَبا العباسِ یقول: معناهُ فاسِدُ اللِّسانِ، قال: و هو عَیْبٌ و ذَمٌّ. یقال: قد ذَرِبَ لسانُ الرَّجُلِ یَذْرَبُ إِذا فَسَد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 386
و مِنْ هذا ذَرِبَتْ مَعِدَتُه: فَسَدَتْ؛ و أَنْشد: أَ لم أَكُ باذِلًا وِدِّی و نَصْری، و أَصْرِفُ عنكم ذَرَبِی و لَغْبِی قال: و اللَّغْبُ الرَّدِی‌ءُ من الكلامِ. و قیل: الذَّرِبُ اللسانِ هو الحادُّ اللسان، و هو یَرْجِعُ إِلی الفَسادِ؛ و قیل: الذَّرِبُ اللِّسانِ الشَّتَّامُ الفاحِشُ. و قال ابن شمیل: الذَّرِبُ اللِّسان الفاحِشُ البَذِیُّ الذی لا یبالی ما قال. و‌فی الحدیث: ذَرِبَ النِّساءُ علی أَزْواجِهِنَّ‌أَی فَسَدَتْ أَلسِنَتُهُنَّ و انْبَسَطْنَ علیهم فی القول؛ و الروایة ذَئِرَ بالهمز، و سنذكره. و‌فی الحدیث: أَنّ أَعشی بنی مازن قدم علی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فأَنشد أَبیاتاً فیها: یا سَیِّدَ الناسِ، و دَیَّانَ العَرَبْ، إِلَیْكَ أَشْكُو ذِرْبةً، من الذِّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِیها الطَّعَامَ فی رَجَبْ، فخَلَفَتْنِی بنِزاعٍ و حَرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ، و لَطَّتْ بالذَّنَبْ، و تَرَكَتْنِی، وَسْطَ عِیصٍ، ذی أَشَبْ تَكُدُّ رِجْلَیَّ مَسامیرُ الخَشَبْ، و هُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ قال أَبو منصور: أَراد بالذِّرْبَةِ امرأَتَه، كَنَی بها عن فسادِها و خِیانَتِها إِیَّاه فی فَرْجِها، و جَمْعُها ذِرَبٌ، و أَصلُه من ذَرَبِ المَعِدة، و هو فسادُها؛ و ذِرْبَةٌ منقول من ذَرِبَةٍ، كمِعْدَةٍ من مَعِدَة؛ و قیل: أَراد سَلاطة لسانِها، و فسادَ مَنْطِقِها، من قولهم ذَرِبَ لسانُه إِذا كان حادَّ اللِّسانِ لا یُبالِی ما قال. و ذكر ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَن هذا الرَّجَزَ للأَعْوَرِ بنِ قراد بنِ سفیان، من بنی الحِرْمازِ، و هو أَبو شَیْبانَ الحِرْمازِیّ، أَعْشَی بنی حِرْمازٍ؛ و قوله: فخَلَفَتْنِی أَی خالَفَتْ ظَنِّی فیها؛ و قوله: لَطَّتْ بالذَّنَب، یقال: لَطَّت النَّاقَةُ بذَنَبِها أَی أَدْخَلَتْهُ بین فَخِذَیْها، لتَمْنَع الحالِبَ. و یقال: أَلْقَی بینَهم الذَّرَبَ أَی الاخْتِلافَ و الشَّرَّ. و سُمٌّ ذَرِبٌ: حدیدٌ. و الذُّرَابُ: السُّمُّ، عن كراع، اسمٌ لا صِفَةٌ. و سیف ذَرِبٌ و مُذَرَّبٌ: أُنْقِعَ فی السُّمِّ، ثم شُحِذَ. التهذیب: تَذْریبُ السَّیف أَن یُنْقَعَ فی السُّمِّ، فإِذا أُنْعِمَ سَقْیُهُ، أُخْرِجَ فشُحِذَ. قال: و یجوز ذَرَبْتُه، فهو مَذْرُوبٌ؛ قال عبید: و خِرْقٍ، من الفِتْیانِ، أَكرَمَ مَصْدَقاً من السَّیْفِ، قد آخَیْتُ، لیسَ بِمَذْرُوبِ قال شمر: لیسَ بفاحِشٍ. و الذَّرَبُ: فسادُ اللِّسانِ و بَذَاؤُه. و فی لسانِهِ ذَرَبٌ: و هو الفُحْشُ. قال: و لیسَ من ذَرَبِ اللِّسانِ و حِدَّتِه؛ و أَنشد: أَرِحْنی و اسْتَرِحْ منِّی، فإِنی ثَقِیلٌ مَحْمِلی، ذَرِبٌ لِسانی و جمعه أَذْرابٌ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لِحَضْرَمِیّ ابن عامرٍ الأَسَدی: و لَقَدْ طَوَیْتُكُمُ علی بَلُلاتِكُمْ، و عَرَفْتُ ما فِیكُمْ من الأَذْرابِ كَیْمَا أُعِدَّكُمُ لأَبْعَدَ مِنْكُمُ، و لقد یُجاءُ إِلی ذَوِی الأَلبابِ معنی ما فِیكُم مِن الأَذرابِ: مِن الفسادِ، و رواه ثعلب: الأَعیابِ، جَمعُ عَیْبٍ. قال ابن بری: و روی ابن الأَعرابی هذین البیتین، علی غیر هذا
لسان العرب، ج‌1، ص: 387
الحَوْكِ، و لم یُسَمِّ قائِلَهما؛ و هما: و لقد بَلَوْتُ الناسَ فی حالاتِهِم، و عَلِمْتُ ما فِیهم من الأَسبابِ فإِذا القَرابَةُ لا تُقَرِّبُ قاطِعاً، و إِذا المَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَنْسابِ و قوله: و لقد طَوَیْتُكُمُ علی بَلُلاتِكُم أَی طَوَیْتُكُم علی مَا فِیكُم مِن أَذًی و عَداوَةٍ؛ و بَلُلاتٌ، بضم اللام، جمعُ بَلُلَةٍ، بضم اللام أَیضاً، قال: و منهم مَنْ یَرْویه علی بَلَلاتِكُم، بفتح اللام، الواحِدَةُ بَلَلة، أَیضاً بفتح اللام؛ و قیل فی قوله علی بَلَلاتِكُم: إِنه یُضْرَبُ مثلًا لإِبْقاءِ المَوَدَّة، و إِخْفاءِ ما أَظْهَرُوه من جَفائِهِمْ، فیكون مثلَ قولهم: اطْوِ الثَّوْبَ علی غَرِّه، لینضَمَّ بعضُه إِلی بعضٍ و لا یَتبایَنَ؛ و منه قولهم أَیضاً: اطْوِ السِّقاءَ علی بَلَلِه، لأَنه إِذا طُوِیَ و هو جافٌّ تَكَسَّر، و إِذا طُوِیَ علی بَلَلِه، لم یَتَكَسَّر، و لم یَتَبایَنْ. و التَّذْریبُ: حَمْلُ المَرْأَةِ وَلَدَها الصَّغیرَ، حتی یَقْضِیَ حَاجَتَه. ابن الأَعرابی: أَذْرَبَ الرَّجُلُ إِذا فسد عَیْشُه. و ذَرِبَ الجُرْحُ ذَرَباً، فهو ذَرِبٌ: فَسَد و اتسع، و لم یَقْبَل البُرْءَ و الدَّواءَ؛ و قیل: سالَ صَدیداً، و المَعْنَیان مُتَقارِبانِ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: ما الطَّاعُون؟ قال: ذَرَبٌ كالدُّمَّل.یقال: ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم یَقْبَلِ الدَّواءَ؛ و منه الذَّرَبَیَّا، علی فَعَلَیَّا، و هی الدَّاهِیَةُ؛ قال: الكُمَیْتُ: رَمَانِیَ بالآفاتِ، مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، و بالذَّرَبَیَّا، مُرْدُ فِهْرٍ وَ شِیبُها و قیل: الذَّرَبَیَّا هو الشَّرُّ و الاخْتِلافُ؛ و رَمَاهُم بالذَّرَبِینَ مثلُه. و لَقِیتُ منه الذَّرَبَی و الذَّرَبَیَّا و الذَّرَبِینَ «4» أَی الداهِیَةَ. و ذَرِبَتْ مَعِدَتُه ذَرَباً و ذَرَابَةً و ذُرُوبَةً، فهی ذَرِبَة، فَسَدَتْ، فهو من الأَضْدادِ. و الذَّرَبُ: المَرَضُ الذی لا یَبْرَأُ. و ذَرَب أَنْفُه ذَرابةً: قَطَرَ. و الذِّرْیَبُ: الأَصْفَرُ من الزَّهْرِ و غیره. قال الأَسود ابن یَعْفُرَ، و وصَف نباتاً: قَفْرٌ حَمَتْهُ الخَیْلُ، حتَّی كأَنْ زاهِرَه أُغْشِیَ بالذِّرْیَبِ و أَما ما ورد‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: لَتَأْلَمُنَّ النَّومَ علی الصُّوفِ الأَذْرَبِیِّ، كما یَأْلَمُ أَحَدُكُمْ النَّومَ علی حَسَكِ السَّعْدانِ؛ فإِنه ورَد فی تفسیره: الأَذْرَبیّ مَنْسوبٌ إِلی أَذْرَبِیجانَ، علی غیرِ قیاس. قال ابن الأَثیر: هكذا تقول العرب، و القیاس أن تقول أَذَرِیٌّ، بغیر باءٍ، كما یقال فی النَّسَبِ إِلی رَامَ هُرْمُزَ، رَامِیٌّ و هو مطرد فی النَّسب إلی الأَسماءِ المركبة.

ذعب؛ ج1، ص: 387

: قال الأَصمعی: رأَیتُ القومَ مُذْعابِّینَ، كأَنهم عُرْفُ ضِبْعانٍ، و مُثْعابِّین، بمعناه، و هو أَن یَتْلُوَ بعضُهم بعضاً. قال الأَزهری: و هذا عِنْدی مأْخوذٌ من انْثَعَبَ الماءُ و انْذَعَب إِذا سال و اتَّصَلَ جَرَیانُه فی النَّهَر، قُلِبَتِ الثاءُ ذالًا.
(4). قوله [و الذربین] ضبط فی المحكم و التكملة و شرح القاموس بفتح الذال و الراء و كسر الباء الموحدة و فتح النون، و ضبط فی بعض نسخ القاموس المطبوعة و عاصم أَفندی بسكون الراء و فتح الباء و كسر النون.
لسان العرب، ج‌1، ص: 388

ذعلب؛ ج1، ص: 388

: الذِّعْلِبُ و الذِّعْلِبَة: النَّاقةُ السریعةُ، شُبِّهَتْ بالذِّعْلِبَة، و هی النَّعامةُ لسُرْعَتِها. و‌فی حدیث سَوَادِ بنِ مُطَرّفٍ: الذِّعْلِبُ الوَجْنَاءُ هی الناقةُ السریعةُ.و قال خالدُ بنُ جَنَبة: الذِّعْلِبَة النُّوَیْقَةُ التی هی صَدَعٌ فی جسمِها، و أَنت تَحْقِرُها، و هی نَجِیبَة؛ و قال غیره: هی البَكْرَة الحَدَثَة. و قال ابن شمیل: هی الخفیفةُ الجَوَادُ. قال: و لا یقال جَمَلٌ ذِعْلِبٌ، و جَمْعُ الذِّعْلِبَةِ الذَّعالِیبُ. و التَّذَعْلُب: الانْطِلاقُ فی اسْتِخْفاءٍ. و قد تَذَعْلَبَ تَذَعْلُباً. و جَمَلٌ ذِعْلِبٌ: سریعٌ، باقٍ علی السَّیْرِ، و الأُنْثَی بالهاءِ. و الذِّعْلِبَة: النَّعَامة لسُرعتِها. و الذِّعْلِبة و الذُّعْلوبُ: طَرَفُ الثَّوْبِ؛ و قیل: هُما ما تقطَّع من الثَّوْب فَتَعَلَّق. و الذِّعْلِبُ من الخِرَق: القِطَع المُشَقَّقَة. و الذُّعْلوبُ أَیضاً: القِطعة من الخِرْقَةِ، و الذَّعالِیب: قِطَع الخِرَق؛ قال رؤبة: كأَنه، إِذْ راحَ، مَسْلُوسُ الشَّمَقْ، مُنْسَرِحاً عنه ذَعالِیبُ الخِرَقْ «1» و المَسْلوسُ: المَجْنُونُ. و الشَّمَقُ: النَّشاطُ. و المُنْسَرِحُ: الذی انْسَرَحَ عنه وَبَرُه. و الذَّعالِیبُ: ما تَقَطَّعَ من الثِّیابِ. قال أَبو عَمْرو: و أَطْرافُ الثِّیابِ و أَطْرافُ القَمیصِ یقالُ لها: الذَّعالِیبُ، واحدُها ذُعْلُوبٌ، و أَكثرُ ما یُستَعْمَل ذلك جَمْعاً؛ أَنشد ابن الأَعرابی لجریر: لقد أَكونُ علی الحاجاتِ ذا لَبَثٍ، و أَحْوَذِیّاً، إِذا انْضَمَّ الذَّعالِیبُ و اسْتَعارَه ذو الرُّمَّة، لِما تَقَطَّع من مَنْسِج العنكبوتِ؛ قال: فجاءَت بنَسْجٍ، من صَناعٍ ضعیفةٍ، تَنُوسُ، كأَخْلاقِ الشُّفُوفِ، ذَعالِبُهْ و ثَوْبٌ ذَعالیبُ: خَلَقٌ، عن اللحیانی. و أَما قول أَعْرابیّ، من بنِی عَوْفِ بنِ سَعْدٍ: صَفْقَة ذِی ذَعالِتٍ سُمُولِ، بَیْع امْرِئٍ لیس بمُسْتَقیلِ قیل: هو یریدُ الذَّعالِبَ، فینبغی أَن تكونا لغتین، و غیرُ بعیدٍ أَنْ تُبْدَل التاءُ من الباء، إِذ قد أُبْدِلَتْ من الواو، و هی شریكة الباء فی الشَّفَة. قال ابن جنی: و الوجه أَن تَكونَ التاءُ بدلًا من الباءِ، لأَن الباءَ أَكثر استعمالًا، كما ذكرنا أَیضاً من إِبدالِهم الباءَ من الواوِ.

ذلعب؛ ج1، ص: 388

: اذْلَعَبَّ الرَّجُلُ: انْطَلَقَ فی جِدٍّ اذْلِعْباباً، و كذلك الجَمَل من النَّجاءِ و السُّرْعَةِ؛ قال الأَغْلَب العِجْلِیّ: ماضٍ، أَمامَ الرَّكْبِ، مُذْلَعِبّ «2» و المُذْلَعِبُّ: المُنْطَلِقُ، و المُصْمَعِدُّ مثلُه. قال: و اشتقاقُه من الذِّعْلِب. قال: و كلّ فعلٍ رُباعیّ ثُقِّلَ آخرُه، فإِنَّ تَثقیلَه معتمد علی حرف من حروف الحَلْق. و المُذْلَعِبُّ: المضطجِعُ. و هاتان التَّرْجَمَتان، أَعْنی ذَعْلَب و اذْلَعَبَّ، ورَدَتا فی أُصول الصِّحاحِ فی ترجمة واحدة ذعلب، و لم یترجم علی ذلعب، و اللّه تعالی أَعلم.
(1). قوله: [منسرحاً عنه ذعالیب الخرق] قال فی التكملة الروایة منسرحاً إلا ذعالیب بالنصب انتهی. و سیأتی فی مادة سرح كذلك. (2). قوله: [ماض أمام الركب مذلعب] هكذا أورده الجوهری، و قال الصاغانی فی التكملة الروایة: ناج أمام الركب مجلعب
لسان العرب، ج‌1، ص: 389‌

ذنب؛ ج1، ص: 389

: الذَّنْبُ: الإِثْمُ و الجُرْمُ و المعصیة، و الجمعُ ذُنوبٌ، و ذُنُوباتٌ جمعُ الجمع، و قد أَذْنَب الرَّجُل؛ و قوله، عزّ و جلّ، فی مناجاةِ موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ لَهُمْ عَلَیَّ ذَنْبٌ؛ عَنَی بالذَّنْبِ قَتْلَ الرَّجُلِ الذی وَكَزَه موسی، علیه السلام، فَقَضیٰ عَلَیْهِ، و كان ذلك الرجلُ من آلِ فرعونَ. و الذَّنَبُ: معروف، و الجمع أَذْنابٌ. و ذَنَبُ الفَرَسِ: نَجْمٌ علی شَكْلِ ذَنَبِ الفَرَسِ. و ذَنَبُ الثَّعْلَبِ: نِبْتَةٌ علی شكلِ ذَنَبِ الثَّعْلَبِ. و الذُّنابَی: الذَّنَبُ؛ قال الشاعر: جَمُوم الشَّدِّ، شائلة الذُّنابَی الصحاح: الذُّنابَی ذنبُ الطَّائر؛ و قیل: الذُّنابَی مَنْبِتُ الذَّنَبِ. و ذُنابَی الطَّائرِ: ذَنَبُه، و هی أَكثر من الذَّنَب، و الذُّنُبَّی و الذِّنِبَّی: الذَّنَب، عن الهَجَری؛ و أَنشد: یُبَشِّرُنی، بالبَیْنِ مِنْ أُمِّ سالِمٍ، أَحَمُّ الذُّنُبَّی، خُطَّ، بالنِّقْسِ، حاجِبُهْ و یُروی: الذِّنِبَّی. و ذَنَبُ الفَرَسِ و العَیْرِ، و ذُناباهما، و ذَنَبٌ فیهما، أَكثرُ من ذُنابَی؛ و فی جَناحِ الطَّائِرِ أَربعُ ذُنابَی بعدَ الخَوافِی. الفرَّاءُ: یقال ذَنَبُ الفَرَسِ، و ذُنابَی الطَّائِرِ، و ذُنابَة الوَادی، و مِذْنَبُ النهْرِ، و مِذْنَبُ القِدْرِ؛ و جمعُ ذُنابَة الوادی ذَنائِبُ، كأَنَّ الذُّنابَة جمع ذَنَبِ الوادی و ذِنابَهُ و ذِنابَتَه، مثلُ جملٍ و جمالٍ و جِمالَةٍ، ثم جِمالات جمعُ الجمع؛ و منه قوله تعالی: جِمالاتٌ صفر. أَبو عبیدة: فَرسٌ مُذانِبٌ؛ و قد ذَانَبَتْ إِذا وَقَعَ ولدُها فی القُحْقُح، و دَنَا خُرُوج السَّقْیِ، و ارتَفَع عَجْبُ الذَّنَبِ، و عَلِقَ به، فلم یحْدُروه. و العرب تقول: رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّیحِ إِذا سَبَق فلم یُدْرَكْ؛ و إِذا رَضِیَ بحَظٍّ ناقِصٍ قیل: رَكِبَ ذَنَب البَعیر، و اتَّبَعَ ذَنَب أَمْرٍ مُدْبِرٍ، یتحسَّرُ علی ما فاته. و ذَنَبُ الرجل: أَتْباعُه. و أَذنابُ الناسِ و ذَنَباتُهم: أَتباعُهُم و سِفْلَتُهُم دون الرُّؤَساءِ، علی المَثَلِ؛ قال: و تَساقَطَ التَّنْواط و الذَّنَبات، إِذ جُهِدَ الفِضاح و یقال: جاءَ فلانٌ بذَنَبِه أَی بأَتْباعِهِ؛ و قال الحطیئة یمدَحُ قوماً: قومٌ همُ الرَّأْسُ، و الأَذْنابُ غَیْرُهُمُ، و مَنْ یُسَوِّی، بأَنْفِ النَّاقَةِ، الذَّنَبا؟ و هؤُلاء قومٌ من بنی سعدِ بن زیدِ مَناةَ، یُعْرَفُون ببَنی أَنْفِ النَّاقَةِ، لقول الحطیئَةِ هذا، و همْ یَفْتَخِرُون به. و‌رُوِیَ عن علیٍّ، كرّم اللّه تعالی وجهه، أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً فی آخِرِ الزَّمان، قال: فإِذا كان ذلك، ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّینِ بِذَنَبِهِ، فتَجْتَمِعُ الناسُ؛ أَراد أَنه یَضْرِبُ أَی یسِیرُ فی الأَرض ذاهباً بأَتباعِهِ، الذین یَرَوْنَ رَأْیَه، و لم یُعَرِّجْ علی الفِتْنَةِ. و الأَذْنابُ: الأَتْباعُ، جمعُ ذَنَبٍ، كأَنهم فی مُقابِلِ الرُّؤُوسِ، و هم المقَدَّمون. و الذُّنابَی: الأَتْباعُ. و أَذْنابُ الأُمورِ: مآخیرُها، علی المَثَلِ أَیضاً. و الذَّانِبُ: التَّابِعُ للشی‌ءِ علی أَثَرِهِ؛ یقال: هو یَذْنِبُه أَی یَتْبَعُهُ؛ قال الكلابی: و جاءَتِ الخیلُ، جَمِیعاً، تَذْنِبُهْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 390
و أَذنابُ الخیلِ: عُشْبَةٌ تُحْمَدُ عُصارَتُها علی التَّشْبِیهِ. و ذَنَبَه یَذْنُبُه و یَذْنِبُه، و اسْتَذْنَبَه: تلا ذَنَبَه فلم یفارقْ أَثَرَه. و المُسْتَذْنِبُ: الذی یكون عند أَذنابِ الإِبِلِ، لا یفارق أَثَرَها؛ قال: مِثْلُ الأَجیرِ اسْتَذْنَبَ الرَّواحِلا «3» و الذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ، و الطَّویلُ الذَّنَبِ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: كان فرْعَونُ علی فرَسٍ ذنُوبٍ‌أَی وافِر شَعْرِ الذَّنَبِ. و یومٌ ذَنُوبٌ: طویلُ الذَّنَبِ لا یَنْقَضی، یعنی طول شَرِّه. و قال غیرُه: یومٌ ذَنُوبٌ: طویل الشَّر لا ینقضی، كأَنه طویل الذَّنَبِ. و رجل وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ علی الرُّكُوب. و قولهم: عُقَیْلٌ طَویلَةُ الذَّنَبِ، لم یفسره ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و عِنْدی أَنَّ معناه: أَنها كثیرة رُكُوبِ الخیل. و حدیثٌ طویلُ الذَّنَبِ: لا یكادُ یَنْقَضِی، علی المَثَلِ أَیضاً. ابن الأَعرابی: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّویلُ، و المُذَنِّبُ الضَّبُّ، و الذِّنابُ خَیْطٌ یُشَدُّ به ذَنَبُ البعیرِ إِلی حَقَبِه لئَلَّا یَخْطِرَ بِذَنَبِه، فَیَمْلأَ راكبَه. و ذَنَبُ كلِّ شی‌ءٍ: آخرُه، و جمعه ذِنابٌ. و الذِّنابُ، بكسر الذال: عَقِبُ كلِّ شی‌ءٍ. و ذِنابُ كلِّ شی‌ءٍ: عَقِبُه و مؤَخَّره، بكسر الذال؛ قال: و نأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَیْشٍ أَجَبِّ الظَّهْرِ، لیسَ له سَنامُ و قال الكلابی فی طَلَبِ جَمَلِهِ: اللهم لا یَهْدینِی لذنابتِه «4» غیرُك. قال، و قالوا: مَنْ لك بذِنابِ لَوْ؟ قال الشاعر: فمَنْ یَهْدِی أَخاً لذِنابِ لَوٍّ؟ فأَرْشُوَهُ، فإِنَّ اللّه جارُ و تَذَنَّبَ المُعْتَمُّ أَی ذَنَّبَ عِمامَتَه، و ذلك إِذا أَفْضَلَ منها شیئاً، فأَرْخاه كالذَّنَبِ. و التَّذْنُوبُ: البُسْرُ الذی قد بدا فیه الإِرطابُ من قِبَلِ ذَنَبِه. و ذَنَبُ البُسْرة و غیرِها من التَّمْرِ: مؤَخَّرُها. و ذَنَّبَتِ البُسْرَةُ، فهی مُذَنِّبة: وَكَّتَتْ من قِبَلِ ذَنَبِها؛ الأَصمعی: إِذا بَدَت نُكَتٌ من الإِرْطابِ فی البُسْرِ من قِبَلِ ذَنَبِها، قیل: قد ذَنَّبَتْ. و الرُّطَبُ: التَّذْنُوبُ، واحدتُه تَذْنُوبةٌ؛ قال: فعَلِّقِ النَّوْطَ، أَبا مَحْبُوبِ، إِنَّ الغَضا لیسَ بذِی تَذْنُوبِ الفرَّاءُ: جاءَنا بتُذْنُوبٍ، و هی لغة بنی أَسَدٍ. و التَّمیمی یقول: تَذْنُوب، و الواحدة تَذْنُوبةٌ. و‌فی الحدیث: كان یكرَه المُذَنِّبَ من البُسْرِ، مخافة أن یكونا شَیْئَیْنِ، فیكون خَلِیطاً.و‌فی حدیث أَنس: كان لا یَقْطَعُ التَّذْنُوبَ من البُسْرِ إِذا أَراد أَن یَفْتَضِخَه.و‌فی حدیث ابن المسَیَّب: كان لا یَرَی بالتَّذْنُوبِ أَن یُفْتَضَخَ بأْساً.و ذُنابةُ الوادی: الموضعُ الذی یَنتهی إِلیه سَیْلُهُ،
(3). قوله [مثل الأَجیر إلخ] قال الصاغانی فی التكملة هو تصحیف و الروایة [شل الأَجیر] و یروی شدّ بالدال و الشل الطرد، و الرجز لرؤبة انتهی. و كذلك أنشده صاحب المحكم. (4). قوله [لذنابته] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 391
و كذلك ذَنَبُه؛ و ذُنابَتُه أَكثر من ذَنَبِه. و ذَنَبَة الوادی و النَّهَر، و ذُنابَتُه و ذِنابَتُه: آخرُه، الكَسْرُ عن ثعلب. و قال أَبو عبید: الذُّنابةُ، بالضم: ذَنَبُ الوادی و غَیرِه. و أَذْنابُ التِّلاعِ: مآخیرُها. و مَذْنَبُ الوادی، و ذَنَبُه واحدٌ، و منه قوله المسایل «1». و الذِّنابُ: مَسِیلُ ما بین كلِّ تَلْعَتَیْن، علی التَّشبیه بذلك، و هی الذَّنائبُ. و المِذْنَبُ: مَسِیلُ ما بین تَلْعَتَیْن، و یقال لِمَسیل ما بین التَّلْعَتَیْن: ذَنَب التَّلْعة. و‌فی حدیث حذیفة، رضی اللّه عنه: حتی یَركَبَها اللّهُ بالملائِكةِ، فلا یَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة؛ وصفه بالذُّلِّ و الضَّعْف، و قِلَّةِ المَنَعة، و الخِسَّةِ؛ الجوهری: و المِذْنَبُ مَسِیلُ الماءِ فی الحَضیضِ، و التَّلْعة فی السَّنَدِ؛ و كذلك الذِّنابة و الذُّنابة أَیضاً، بالضم؛ و المِذْنَبُ: مَسِیلُ الماءِ إِلی الأَرضِ. و المِذْنَبُ: المَسِیلُ فی الحَضِیضِ، لیس بخَدٍّ واسِع. و أَذنابُ الأَوْدِیة: أَسافِلُها. و‌فی الحدیث: یَقْعُد أَعرابُها علی أَذنابِ أَوْدِیَتِها، فلا یصلُ إِلی الحَجِّ أَحَدٌ؛ و یقال لها أَیضاً المَذانِبُ. و قال أَبو حنیفة: المِذْنَبُ كهیئةِ الجَدْوَل، یَسِیلُ عن الرَّوْضَةِ ماؤُها إِلی غیرِها، فیُفَرَّقُ ماؤُها فیها، و التی یَسِیلُ علیها الماءُ مِذْنَب أَیضاً؛ قال إمرؤُ القیس: و قد أَغْتَدِی و الطَّیْرُ فی وُكُناتِها، و ماءُ النَّدَی یَجْری علی كلِّ مِذْنَبِ و كلُّه قریبٌ بعضُه من بعضٍ. و‌فی حدیث ظَبْیانَ: و ذَنَبُوا خِشانَه‌أَی جَعلوا له مَذانِبَ و مجَاریَ. و الخِشانُ: ما خَشُنَ من الأَرضِ؛ و المِذْنَبَة و المِذْنَبُ: المِغْرَفة لأَنَّ لها ذَنَباً أَو شِبْهَ الذَّنَبِ، و الجمع مَذانِبُ؛ قال أَبو ذُؤَیب الهذلی: و سُود من الصَّیْدانِ، فیها مَذانِبُ النُّضَارِ، إِذا لم نَسْتَفِدْها نُعارُها و یروی: … مَذانِبٌ نُضارٌ … و الصَّیْدانُ: القُدورُ التی تُعْمَلُ من الحجارة، واحِدَتُها صَیْدانة؛ و الحجارة التی یُعْمَل منها یقال لها: الصَّیْداءُ. و من روی الصِّیدان، بكسر الصاد، فهو جمع صادٍ، كتاجٍ و تِیجانٍ، و الصَّاد: النُّحاسُ و الصُّفْر. و التَّذْنِیبُ للضِّبابِ و الفَراشِ و نحو ذلك إِذا أَرادت التَّعاظُلَ و السِّفَادَ؛ قال الشاعر: مِثْل الضِّبابِ، إِذا هَمَّتْ بتَذْنِیبِ و ذَنَّبَ الجَرادُ و الفَراشُ و الضِّباب إِذا أَرادت التَّعاظُلَ و البَیْضَ، فغَرَّزَتْ أَذنابَها. و ذَنَّبَ الضَّبُّ: أَخرجَ ذَنَبَه من أَدْنَی الجُحْر، و رأْسُه فی داخِلِه، و ذلك فی الحَرِّ. قال أَبو منصور: إِنما یقال للضَّبِّ مُذَنِّبٌ إِذا ضرَبَ بذَنَبِه مَنْ یریدُه من مُحْتَرِشٍ أَو حَیَّةٍ. و قد ذَنَّبَ تَذْنِیباً إِذا فَعَل ذلك. و ضَبٌّ أَذْنَبُ: طویلُ الذَّنَبِ؛ و أَنشد أَبو الهیثم: لم یَبْقَ من سُنَّةِ الفاروقِ نَعْرِفُه إلَّا الذُّنَیْبی، و إلَّا الدِّرَّةُ الخَلَقُ قال: الذُّنَیْبیُّ ضرب من البُرُودِ؛ قال: ترَكَ یاءَ النِّسْبَةِ، كقوله: مَتی كُنَّا، لأُمِّكَ، مَقْتَوِینا
(1). قوله [و منه قوله المسایل] هكذا فی الأَصل و قوله بعده و الذناب مسیل إلخ هی أول عبارة المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 392
و كان ذلك علی ذَنَبِ الدَّهرِ أَی فی آخِره. و ذِنابة العین، و ذِنابها، و ذَنَبُها: مؤَخَّرُها. و ذُنابة النَّعْل: أَنْفُها. و وَلَّی الخَمْسِین ذَنَباً: جاوزَها؛ قال ابن الأَعرابی: قلتُ للكِلابِیِّ: كم أَتَی عَلیْك؟ فقال: قد وَلَّتْ لیَ الخَمْسون ذَنَبَها؛ هذه حكایة ابن الأَعرابی، و الأَوَّل حكایة یعقوب. و الذَّنُوبُ: لَحْمُ المَتْنِ، و قیل: هو منْقَطعُ المَتْنِ، و أَوَّلُه، و أَسفلُه؛ و قیل: الأَلْیَةُ و المآكمُ؛ قال الأَعشی: و ارْتَجَّ، منها، ذَنُوبُ المَتْنِ، و الكَفَلُ و الذَّنُوبانِ: المَتْنانِ من هاهنا و هاهنا. و الذَّنُوب: الحَظُّ و النَّصیبُ؛ قال أَبو ذؤیب: لَعَمْرُك، و المَنایا غالِباتٌ، لكلِّ بَنی أَبٍ منها ذَنُوبُ و الجمع أَذنِبَةٌ، و ذَنَائِبُ، و ذِنابٌ. و الذَّنُوبُ: الدَّلْو فیها ماءٌ؛ و قیل: الذَّنُوب: الدَّلْو التی یكون الماءُ دون مِلْئِها، أَو قریبٌ منه؛ و قیل: هی الدَّلْو الملأَی. قال: و لا یقال لها و هی فارغة، ذَنُوبٌ؛ و قیل: هی الدَّلْوُ ما كانت؛ كلُّ ذلك مذَكَّر عند اللحیانی. و فی‌حدیث بَوْل الأَعْرابیّ فی المسجد: فأَمَر بذَنوبٍ من ماءٍ، فأُهَرِیقَ علیه؛ قیل: هی الدَّلْو العظیمة؛ و قیل: لا تُسَمَّی ذَنُوباً حتی یكون فیها ماءٌ؛ و قیل: إِنَّ الذَّنُوبَ تُذكَّر و تؤَنَّث، و الجمع فی أَدْنی العَدد أَذْنِبة، و الكثیرُ ذَنائبُ كَقلوصٍ و قَلائصَ؛ و قول أَبی ذؤیب: فكُنْتُ ذَنُوبَ البئرِ، لمَّا تَبَسَّلَتْ، و سُرْبِلْتُ أَكْفانی، و وُسِّدْتُ ساعِدِی استعارَ الذَّنُوبَ للقَبْر حین جَعَله بئراً، و قد اسْتَعْمَلَها أُمَیَّة بنُ أَبی عائذٍ الهذلیُّ فی السَّیْر، فقال یصفُ حماراً: إِذا ما انْتَحَیْنَ ذَنُوبَ الحِضار، جاشَ خَسِیفٌ، فَریغُ السِّجال یقول: إِذا جاءَ هذا الحِمارُ بذَنُوبٍ من عَدْوٍ، جاءت الأُتُنُ بخَسِیفٍ. التهذیب: و الذَّنُوبُ فی كلامِ العرب علی وُجوهٍ، مِن ذلك قوله تعالی: فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحٰابِهِمْ. و قال الفَرَّاءُ: الذَّنُوبُ فی كلامِ العرب: الدَّلْوُ العظِیمَةُ، و لكِنَّ العربَ تَذْهَبُ به إِلی النَّصیب و الحَظِّ، و بذلك فسّر قوله تعالی: فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا، أَی أَشرَكُوا، ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحٰابِهِمْ أَی حَظّاً من العذابِ كما نزلَ بالذین من قبلِهِم؛ و أَنشد الفرَّاءُ: لَها ذَنُوبٌ، و لَكُم ذَنُوبُ، فإِنْ أَبَیْتُم، فَلَنا القَلِیبُ و ذِنابةُ الطَّریقِ: وجهُه، حكاه ابن الأَعرابی. قال و قال أَبو الجَرّاح لرَجُلٍ: إِنك لم تُرْشَدْ ذِنابةَ الطَّریق، یعنی وجهَه. و‌فی الحدیث: مَنْ ماتَ علی ذُنابَی طریقٍ، فهو من أَهلِهِ، یعنی علی قصْدِ طَریقٍ؛ و أَصلُ الذُّنابَی مَنْبِتُ الذَّنَبِ. و الذَّنَبانُ: نَبْتٌ معروفٌ، و بعضُ العرب یُسمِّیه ذَنَب الثَّعْلَب؛ و قیل: الذَّنَبانُ، بالتَّحریكِ، نِبْتَة ذاتُ أَفنانٍ طِوالٍ، غُبَیْراء الوَرَقِ، تنبت فی السَّهْل علی الأَرض، لا ترتَفِعُ، تُحْمَدُ فی المَرْعی، و لا تَنْبُت إِلا فی عامٍ خَصیبٍ؛ و قیل: هی عُشْبَةٌ لها سُنْبُلٌ فی أَطْرافِها، كأَنه سُنْبُل
لسان العرب، ج‌1، ص: 393
الذُّرَة، و لها قُضُبٌ و وَرَق، و مَنْبِتُها بكلِّ مكانٍ ما خَلا حُرَّ الرَّمْلِ، و هی تَنْبُت علی ساقٍ و ساقَین، واحِدتُها ذَنَبانةٌ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِیّ: فی ذَنَبانٍ یَسْتَظِلُّ راعِیهْ و قال أَبو حنیفة: الذَّنَبانُ عُشْبٌ له جِزَرَة لا تُؤكلُ، و قُضْبانٌ مُثْمِرَةٌ من أَسْفَلِها إِلی أَعلاها، و له ورقٌ مثلُ ورق الطَّرْخُون، و هو ناجِعٌ فی السَّائمة، و له نُوَیرة غَبْراءُ تَجْرُسُها النَّحْلُ، و تَسْمو نحو نِصْفِ القامةِ، تُشْبِعُ الثِّنْتانِ منه بعیراً، واحِدَتُه ذَنَبانةٌ؛ قال الراجز: حَوَّزَها من عَقِبٍ إِلی ضَبُعْ، فی ذَنَبانٍ و یبیسٍ مُنْقَفِعْ، و فی رُفوضِ كَلإٍ غیر قَشِع و الذُّنَیْباءُ، مضمومَة الذال مفتوحَة النون، ممدودةً: حَبَّةٌ تكون فی البُرّ، یُنَقَّی منها حتی تَسقُط. و الذَّنائِبُ: موضِعٌ بنَجْدٍ؛ قال ابن بری: هو علی یَسارِ طَرِیقِ مَكَّة. و المَذَانِبُ: موضع. قال مُهَلْهِل بن ربیعة، شاهد الذّنائب: فَلَوْ نُبِشَ المَقابِرُ عن كُلَیْبٍ، فتُخْبِرَ بالذَّنائِبِ أَیَّ زِیرِ و بیت فی الصحاح، لمُهَلْهِلٍ أَیضاً: فإِنْ یَكُ بالذَّنائِبِ طَالَ لَیْلی، فقد أَبْكِی علی اللّیلِ القَصیرِ یرید: فقد أَبْكِی علی لیالی السُّرورِ، لأَنها قَصِیرَةٌ؛ و قبله: أَ لَیْلَتنا بِذِی حُسَمٍ أَنیرِی إِذا أَنْتِ انْقَضَیْتِ، فلا تَحُورِی و قال لبید، شاهد المذانب: أَ لَمْ تُلْمِمْ علی الدِّمَنِ الخَوالی، لِسَلْمَی بالمَذانِبِ فالقُفالِ؟ و الذَّنوبُ: موضع بعَیْنِه؛ قال عبید بن الأَبرص: أَقْفَرَ مِن أَهْلِه مَلْحوبُ، فالقُطَبِیَّاتُ، فالذَّنُوبُ ابن الأَثیر: و فی الحدیث ذكْرُ سَیْلِ مَهْزُورٍ و مُذَیْنِب، هو بضم المیم و سكون الیاء و كسر النون، و بعدها باءٌ موحَّدةٌ: اسم موضع بالمدینة، و المیمُ زائدةٌ. الصحاح، الفرَّاءُ: الذُّنابَی شِبْهُ المُخاطِ، یَقَع من أُنوفِ الإِبل؛ و رأَیتُ، فی نُسَخ متَعدِّدة من الصحاح، حواشِیَ، منها ما هو بِخَطِّ الشیخ الصَّلاح المُحَدِّث، رحمه اللّه، ما صورته: حاشیة من خَطِّ الشیخ أَبی سَهْلٍ الهَرَوی، قال: هكذا فی الأَصل بخَطِّ الجوهری، قال: و هو تصحیف، و الصواب: الذُّنانَی شِبهُ المُخاطِ، یَقَع من أُنوفِ الإِبل، بنُونَیْنِ بینهما أَلف؛ قال: و هكذا قَرَأْناهُ علی شَیخِنا أَبی أُسامة، جُنادةَ بنِ محمد الأَزدی، و هو مأْخوذ من الذَّنین، و هو الذی یَسِیلُ من فَمِ الإِنسانِ و المِعْزَی؛ ثم قال صاحب الحاشیة: و هذا قد صَحَّفَه الفَرَّاءُ أَیضاً، و قد ذكر ذلك فیما ردَّ علیه من تصحیفه، و هذا مما فاتَ الشَّیخ ابن برّی، و لم یذكره فی أَمالِیه.

ذهب؛ ج1، ص: 393

: الذَّهابُ: السَّیرُ و المُرُورُ؛ ذَهَبَ یَذْهَبُ ذَهاباً و ذُهوباً فهو ذاهِبٌ و ذَهُوبٌ. و المَذْهَبُ: مصدر، كالذَّهابِ. و ذَهَبَ به و أَذهَبَه غیره: أَزالَه. و یقال: أَذْهَبَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 394
به، قال أَبو إِسحاق: و هو قلیل. فأَمَّا قراءَةُ بعضهم: یَكادُ سَنا بَرْقِهِ یُذْهِبُ بالأَبْصار، فنادِرٌ. و قالوا: ذَهَبْتُ الشَّامَ، فعَدَّوْهُ بغیرِ حرفٍ، و إِن كان الشامُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً شَبَّهوه بالمكان المُبْهَم، إِذ كان یَقَعُ علیه المكانُ و المَذْهَبُ. و حكی اللحیانی: إِنَّ اللیلَ طوِیلٌ، و لا یَذْهَبُ بنَفْسِ أَحدٍ منَّا، أَی لا ذَهَب. و المَذْهَب: المُتَوَضَّأُ، لأَنَّهُ یُذْهَبُ إِلیه. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلَّی اللّه علیه و سلّم، كان إِذا أَراد الغائطَ أَبْعَدَ فی المَذْهَبِ، و هو مَفْعَلٌ من الذَّهابِ. الكسائی: یقالُ لمَوضع الغائطِ: الخَلاءُ، و المَذْهَب، و المِرْفَقُ، و المِرْحاضُ. و المَذْهَبُ: المُعْتَقَد الذی یُذْهَبُ إِلیه؛ و ذَهَب فلانٌ لِذَهَبِه أَی لمَذْهَبِه الذی یَذْهَبُ فیه. و حَكی اللحیانی عن الكسائی: ما یُدْرَی له أَینَ مَذْهَبٌ، و لا یُدْرَی لَهُ ما مَذْهَبٌ أَی لا یُدْرَی أَین أَصلُه. و یقال: ذَهَبَ فُلانٌ مَذْهَباً حَسَناً. و قولهم به: مُذْهَب، یَعْنون الوَسْوَسَة فی الماءِ، و كثرة استعمالِه فی الوُضوءِ. قال الأَزْهَرِیُّ: و أَهلُ بَغدادَ یقولون للمُوَسْوِسِ من الناس: به المُذْهِبُ، و عَوَامُّهم یقولون: به المُذْهَب، بفَتح الهاء، و الصواب المُذْهِبُ. و الذَّهَبُ: معروفٌ، و ربما أُنِّثَ. غیره: الذَّهَبُ التِّبْرُ، القِطْعَةُ منه ذَهَبَة، و علی هذا یُذَكَّر و یُؤَنَّث، علی ما ذُكر فی الجمعِ الذی لا یُفارِقُه واحدُه إلَّا بالهاءِ. و‌فی حدیث علیٍّ، كرّم اللّه وجهه: فبَعَثَ من الیَمَنِ بذُهَیْبَة.قال ابن الأَثیر: و هی تصغیر ذَهَبٍ، و أَدْخَلَ الهاءَ فیها لأَنَّ الذَّهَب یُؤَنَّث، و المُؤَنَّث الثُّلاثیّ إِذا صُغِّرَ أُلْحِقَ فی تصغیرِه الهاءُ، نحو قُوَیْسَةٍ و شُمَیْسَةٍ؛ و قیل: هو تصغیرُ ذَهَبَةٍ، علی نِیَّةِ القِطْعَةِ منها، فصَغَّرَها علی لفظِها؛ و الجمع الأَذْهابُ و الذُّهُوبُ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه تعالی وجهه: لو أَرادَ اللّه أَن یَفْتَحَ لهم كنوزَ الذِّهْبانِ، لفَعَل؛ هو جمعُ ذَهَبٍ، كبَرَقٍ و بِرْقانٍ، و قد یجمع بالضمِّ، نحو حَمَلٍ و حُمْلانٍ. و أَذْهَبَ الشی‌ءَ: طلاه بالذَّهَبِ. و المُذْهَبُ: الشی‌ءُ المَطْلیُّ بالذَّهَب؛ قال لبید: أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ، علی أَلْواحِهِ أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ و المَخْتُومُ و یروی: … علی أَلواحِهِنَّ النَّاطِقُ …، و إِنما عَدَل عن ذلك بعض الرُّواةِ اسْتِیحاشاً من قَطْعِ أَلِفِ الوَصْل، و هذا جائِزٌ عند سیبویه فی الشِّعْرِ، و لا سِیَّما فی الأَنْصافِ، لأَنها مواضِعُ فُصُولٍ. و أَهلُ الحِجازِ یقولون: هی الذَّهَبُ، و یقال نَزَلَت بلُغَتِهِم: وَ الَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ، وَ لٰا یُنْفِقُونَهٰا فِی سَبِیلِ اللّٰهِ؛ و لو لا ذلك، لَغَلَبَ المُذَكَّرُ المُؤَنَّثَ. قال: و سائِرُ العَرب یقولون: هو الذَّهَب؛ قال الأَزهری: الذَّهب مُذَكَّر عندَ العَرَب، و لا یجوزُ تأْنِیثُه إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ جَمْعاً لذَهَبَةٍ؛ و أَما قوله عزَّ و جلَّ: وَ لٰا یُنْفِقُونَهٰا، و لم یَقُلْ و لا یُنْفِقُونَه، ففیه أَقاویل: أَحَدُها أَنَّ المعنی یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ، و لا یُنْفِقُونَ الكُنُوزَ فی سَبِیلِ اللّه؛ و قیل: جائِزٌ أَن یكونَ مَحْمولًا علی الأَمْوالِ فیكون: و لا یُنْفِقُونَ الأَموال؛ و یجوز أن یَكونَ: و لا یُنْفِقُونَ الفِضَّة، و حذف الذَّهب كأَنه قال: و الذین یَكْنِزُونَ الذَّهَب و لا یُنْفِقُونَه، و الفِضَّة و لا یُنْفِقُونَها، فاخْتُصِرَ الكَلام، كما قال:
لسان العرب، ج‌1، ص: 395
وَ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ یُرْضُوهُ، و لم یَقُلْ یُرْضُوهُما. و كُلُّ ما مُوِّهَ بالذَّهَبِ فقَدْ أُذْهِبَ، و هو مُذْهَبٌ، و الفاعل مُذْهِبٌ. و الإِذْهابُ و التَّذْهِیبُ واحدٌ، و هو التَّمویهُ بالذَّهَب. و یقال: ذَهَّبْتُ الشی‌ءَ فهو مُذَهَّب إِذا طَلَیْتَه بالذَّهَبِ. و‌فی حدیث جریر و ذِكْرِ الصَّدَقَةِ: حتی رَأَیْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، یَتَهَلَّل كأَنَّه مُذْهَبَةٌ؛ كذا جاءَ فی سنن النسائی و بعضِ طُرُقِ مُسْلم، قال: و الروایة بالدال المهملة و النون، و سیأتی ذكره؛ فَعَلی قوله مُذْهَبَةٌ، هو من الشی‌ءِ المُذْهَب، و هو المُمَوَّه بالذَّهَبِ، أَو هو من قولهم: فَرَس مُذْهَبٌ إِذا عَلَتْ حُمْرَتَه صُفْرَةٌ، و الأُنْثَی مُذْهَبَة، و إِنما خَصَّ الأُنْثَی بالذِّكْرِ لأَنَّها أَصْفَی لَوْناً و أَرَقُّ بَشَرَةً. و یقال: كُمَیْتٌ مُذْهَب للَّذی تَعْلُو حُمْرَتَه صُفْرَة، فإِذا اشتَدَّتْ حُمْرَتُه، و لم تَعْلُه صُفْرَةٌ، فهو المُدَمَّی، و الأُنْثی مُذْهَبَة. و شی‌ءٌ ذَهِیبٌ مُذْهَبٌ؛ قال: أُراه علی تَوَهُّم حَذْفِ الزِّیادَةِ؛ قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ: مُوَشَّحَة الأَقْرابِ، أَمَّا سَرَاتُها فَمُلْسٌ، و أَمَّا جِلْدُها فَذَهِیبُ و المَذاهِبُ: سُیُورٌ تُمَوَّهُ بالذَّهَبِ؛ قال ابن السّكیت، فی قول قیس بن الخَطِیم: أَ تَعْرفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذَاهِبِ المَذاهِبُ: جُلُودٌ كانت تُذْهَب، واحِدُها مُذْهَبٌ؛ تُجْعَلُ فیه خُطوطٌ مُذَهَّبة، فیری بَعْضُها فی أَثرِ بَعْضٍ، فكأَنها مُتَتابِعَةٌ؛ و منه قول الهذلی: یَنْزِعْنَ جِلْدَ المَرْءِ نَزْعَ القَینِ أَخْلاقَ المَذاهِبْ یقول: الضِّباع یَنزِعْنَ جِلْدَ القَتِیل، كما یَنزِعُ القَین خِلَل السُّیُوف. قال، و یقالُ: المَذاهِبُ البُرود المُوَشَّاةُ، یقال: بُرْدٌ مُذْهَبٌ، و هو أَرْفَعُ الأَتحَمِیِّ. و ذَهِبَ الرجلُ، بالكسر، یَذْهَبُ ذَهَباً فهو ذَهِبٌ: هَجَمَ فی المَعْدِن علی ذَهبٍ كثیر، فرآه فَزَالَ عقلُه، و بَرِقَ بَصَره من كثرة عِظَمِه فی عَیْنِه، فلم یَطْرِفْ؛ مُشْتَقٌّ من الذهب؛ قال الرَّاجز: ذَهِبَ لمَّا أَن رآها تَزْمُرَهْ و فی روایة «2»: ذَهِبَ لمَّا أَن رآها ثُرْمُلَهْ، و قال: یا قَوْمِ، رأَیتُ مُنْكرَهْ: شَذْرَةَ وادٍ، و رأَیتُ الزُّهَرَهْ و ثُرْمُلَة: اسمُ رجل. و حكی ابن الأَعرابی: ذِهِبَ، قال: و هذا عندنا مُطَّرِدٌ إِذا كان ثانیهِ حَرْفاً من حُروفِ الحَلْقِ، و كان الفعْل مكسور الثانی، و ذلك فی لغة بنی تمیمٍ؛ و سمعه ابن الأَعرابی فظَنَّه غیرَ مُطَّرِدٍ فی لغتِهِم، فلذلك حكاه. و الذِّهبةُ، بالكسر، المَطْرَة، و قیل: المَطْرةُ الضَّعیفة، و قیل: الجَوْدُ، و الجمع ذِهابٌ؛ قال
(2). قوله [و فی روایة إلخ] قال الصاغانی فی التكملة الروایة: [ذهب لما أن رآها تزمرة] و هذا صریح فی أنه لیس فیه روایة أخری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 396
ذو الرُّمة یصف روضة: حَوَّاءُ، قَرْحاءُ، أَشْراطِیَّة، و كَفَتْ فیها الذِّهابُ، و حفَّتْها البراعیمُ و أَنشد الجوهری للبعیث: و ذی أُشُرٍ، كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه ذِهابُ الصَّبَا، و المُعْصِراتُ الدَّوالِحُ و قیل: ذِهْبةٌ للمَطْرة، واحدَةُ الذِّهاب. أَبو عبید عن أَصحابه: الذِّهابُ الأَمْطارُ الضَّعیفة؛ و منه قول الشاعر: تَوَضَّحْنَ فی قَرْنِ الغَزَالَةِ، بَعْدَ مَا تَرَشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه، فی الاستسقاء: لا قَزَعٌ رَبابُها، و لا شِفّانٌ ذِهابُها؛ الذِّهابُ: الأَمْطارُ اللَّیِّنة؛ و فی الكلام مُضافٌ محذوف تقدیرُه: و لا ذَاتُ شِفّانٍ ذِهابُها. و الذَّهَب، بفتح الهاءِ: مِكیالٌ معروفٌ لأَهْلِ الیَمَن، و الجمع ذِهابٌ و أَذهابٌ و أَذاهِیبُ، و أَذاهِبُ جمع الجمع. و‌فی حدیث عِكرمة أَنه قال: فی أَذاهِبَ من بُرٍّ و أَذاهِبَ من شَعِیرٍ، قال: یُضَمُّ بعضُها إِلی بعضٍ فتُزَكَّی. الذَّهَبُ: مِكیالٌ معروفٌ لأَهلِ الیمنِ، و جمعُه أَذهابٌ، و أَذاهِبُ جمعُ الجمع. و الذِّهابُ و الذُّهابُ: موضعٌ، و قیل: هو جبلٌ بعَیْنه؛ قال أَبو دواد: لِمَنْ طَلَلٌ، كعُنْوانِ الكتابِ، ببَطْنِ لُواقَ، أَو بَطْنِ الذُّهابِ و یروی: الذِّهابِ. و ذَهْبانُ: أبو بَطْنٍ. و ذَهُوبُ: اسم امرأَةٍ. و المُذْهِبُ: اسمُ شیطانٍ؛ یقالُ هو من وَلد إبلیسَ، یَتَصَوَّر للقُرَّاءِ، فیَفْتِنهُم عند الوضوءِ و غیرِه؛ قال ابن دُرَیْد: لا أَحسبُه عَرَبِیّاً.

ذوب؛ ج1، ص: 396

: الذَّوْبُ: ضِدُّ الجُمُودِ. ذابَ یَذُوبُ ذَوْباً و ذَوَباناً: نَقیض جَمَدَ. و أَذابَه غیرُه، و أَذَبْته، و ذَوَّبْته، و اسْتَذَبْته: طَلَبْت منه ذاكَ، علی عامَّة ما یدُلُّ علیه هذا البِناءُ. و المِذْوَبُ: ما ذَوَّبْتُ فیه. و الذَّوْبُ: ما ذَوَّبْت منه. و ذاب إِذا سال. و ذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها؛ قال ذو الرُّمة: إِذا ذابتِ الشمسُ، اتَّقی صَقَراتِها بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَّریمةِ، مُعْبِلِ و قال الرَّاجز: و ذابَ للشمسِ لُعابٌ فنَزَلْ و یقال: هاجِرَةٌ ذَوّابة شدیدةُ الحَرِّ؛ قال الشاعر: و ظَلْماءَ، من جَرَّی نشوارٍ، سَرَیْتُها، و هَاجِرَةٍ ذَوّابةٍ، لا أَقِیلُها و الذَّوْبُ: العَسَل عامَّة؛ و قیل: هو ما فی أَبیاتِ النَّحْل من العَسَلِ خاصَّة؛ و قیل: هو العَسَل الذی خُلِّص من شَمْعِه و مُومِه؛ قال المُسَیَّبُ بنُ عَلَسٍ: شِرْكاً بماءِ الذَّوْب، تَجْمَعُه فی طَوْدِ أَیْمَنَ، من قُرَی قَسْرِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 397
أَیْمَن: موضع. أَبو زید قال: الزُّبْدُ: حین یَحْصُلُ فی البُرْمة فیُطْبَخُ، فهو الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ، قیل: ارْتَجَنَ. و الإِذْوابُ و الإِذْوابةُ: الزُّبْدُ یُذابُ فی البُرْمةِ لیُطْبَخ سَمْناً، فلا یزال ذلك اسمَه حتی یُحْقَن فی السِّقاءِ. و ذابَ إِذا قام علی أَكْلِ الذَّوْبِ، و هو العَسَل. و یقال فی المَثل: ما یَدْرِی أَ یُخْثِرُ أَم یُذِیب؟ و ذلك عند شدَّةِ الأَمر؛ قال بشر بن أَبی خازم: و كُنْتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ، أَ تُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِیبُها؟ أَی: لا تَدْرِی أَ تَترُكُها خاثِرَةً أَم تُذِیبُها؟ و ذلك إِذا خافت أَن یَفْسُدَ الإِذْوابُ. و قال أَبو الهیثم: قوله تُذِیبُها تُبْقیها، من قولك: ما ذَابَ فی یَدِی شی‌ءٌ أَی ما بَقِیَ. و قال غیره: تُذِیبُها تُنْهِبُها. و المِذْوَبةُ: المِغْرَفَةُ، عن اللحیانی. و ذَابَ علیه المالُ أَی حصَل، و ما ذابَ فی یَدِی منه خیرٌ أَی ما حصَل. و الإِذابةُ: الإِغارةُ. و أَذابَ علینا بنو فلانٍ أَی أَغارُوا؛ و فی حدیث قس: أَذُوبُ اللَّیالی أَو یُجِیبَ صَداكُما أَی: أَنْتَظِرُ فی مُرورِ اللَّیالی و ذَهابِها، من الإِذابة الإِغارة. و الإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ لا مصدَر، و استشهد الجوهری هنا ببیت بشر بن أبی خازم، و شرح قوله: أَ تُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِیبُها؟ فقال: أَی تُنْهِبُها؛ و قال غیره: تُثْبِتُها، مِن قولهم ذابَ لی علیه من الحَقِّ كذا أَی وَجَبَ و ثَبَتَ. و ذابَ علیه من الأَمْرِ كذا ذَوْباً: وَجَبَ، كما قالوا: جَمَدَ و بَرَدَ. و قال الأَصمعی: هو مِن ذابَ، نَقِیض جَمَدَ، و أَصلُ المَثَل فی الزُّبْدِ. و‌فی حدیث عبد اللّه: فیَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ یَذُوبَ له الحَقُ‌أَی یَجِبَ. و ذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، و ظَهَرَ فیه ذَوْبةٌ أَی حَمْقة. و یقال: ذابَتْ حَدَقَة فلان إِذا سالَتْ. و ناقةٌ ذَؤُوبٌ أَی سَمِینَةٌ، و لیست فی غایةِ السِّمَنِ. و الذُّوبانُ: بقیَّةُ الوَبَر؛ و قیل: هو الشَّعَر علی عُنُقِ البَعِیرِ و مِشْفَرِه، و سنذكر ذلك فی الذِّیبانِ، لأَنهما لغتان، و عسی أَن یكون مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كل واحدةٍ منهما علی صاحِبَتها. و‌فی الحدیث: مَنْ أَسْلَمَ عَلی ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فهی له.الذَّوْبة: بقیَّة المال یَسْتَذِیبُها الرجلُ أَی یَسْتَبْقِیها؛ و المَأْثَرة: المَكْرُمة. و الذَّابُ: العَیْبُ، مثلُ الذَّامِ، و الذَّیْمِ، و الذَّانِ. و‌فی حدیث ابن الحَنَفِیَّة: أَنه كان یُذَوِّبُ أُمَّه‌أَی یَضْفِرُ ذَوائِبَها؛ قال: و القیاس یُذَئِّبُ، بالهمز، لأَن عین الذُّؤَابةِ همزة، و لكنه جاءَ غیرَ مهموز كما جاءَ الذَّوائب، علی خلافِ القیاس. و‌فی حدیث الغار: فیُصْبِحُ فی ذُوبانِ الناس؛ یقال لصَعالِیك العرب و لُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، و أَصلُ الذُّوبانِ بالهمز، و لكنه خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 398‌

ذیب؛ ج1، ص: 398

: الأَذْیَبُ: الماءُ الكَثِیرُ. و الأَذْیَبُ: الفَزَعُ. و الأَذْیَبُ: النَّشاطُ. الأَصمعی: مَرَّ فلانٌ و له أَذْیَبُ، قال: و أَحْسِبُه یقال أَزْیَب، بالزای، و هو النَّشاطُ. و الذِّیبانُ: الشَّعَر الذی یكون علی عُنُقِ البعیر و مِشْفَرِه؛ و الذیبان أَیضاً: بَقِیَّة الوَبَرِ؛ قال شمر: لا أَعْرِفُ الذِّیبانَ إِلَّا فی بَیْتِ كثیر: عَسُوف لأَجْوافِ الفَلا، حِمْیَرِیَّة مَرِیش، بِذِیبانِ الشَّلِیلِ، تَلِیلُها و یُرْوَی السبیب؛ قال أَبو عبید: هو واحِدٌ؛ و قال أَبو وجزة: تَرَبَّعَ أَنْهِیَ الرَّنْقاءِ، حتی نَفَی، و نَفَیْنَ ذِیبانَ الشِّتاءِ

فصل الراء؛ ج1، ص: 398

رأب؛ ج1، ص: 398

: رَأَبَ إِذا أَصْلَحَ. و رَأَبَ الصَّدْعَ و الإِناءَ یَرْأَبُه رَأْباً و رَأْبةً: شَعَبَه، و أَصْلَحَه؛ قال الشاعر: یَرْأَبُ الصَّدْعَ و الثَّأَی برَصِینٍ، مِنْ سَجَایا آرائِه، و یَغِیرُ الثَّأَی: الفسادُ، أَی یُصْلِحُه. و یَغِیرُ: یَمیر؛ و قال الفرزدق: و إِنیَ مِنْ قَوْمٍ بِهِم یُتَّقَی العِدَا، و رَأْبُ الثَّأَی، و الجانِبُ المُتَخَوَّفُ أَرادَ: و بِهِم رَأْبُ الثَّأَی، فحذف الباءَ لتَقَدُّمها فی قوله … بِهِم تُتَّقَی العِدَا، و إِن كانت حالاهما مُخْتَلِفَتَیْن، أَ لا تری أَن الباءَ فی قوله بِهِم یُتَّقی العِدا منصوبةُ الموضِع، لتَعَلُّقِها بالفِعْلِ الظاهِرِ الذی هو یُتَّقَی، كقولك بالسَّیْفِ یَضْرِبُ زَیْدٌ، و الباءُ فی قوله و بِهِم رَأْبُ الثَّأَی، مرفوعةُ الموضِع عند قَوْمٍ، و علی كلِّ حال فهی متعَلِّقَة بمحذوف، و رافعة الرأْب. و المِرْأَبُ: المشْعَبُ. و رجلٌ مِرْأَبٌ و رَأّابٌ: إِذا كان یَشْعَب صُدوعَ الأَقْداحِ، و یُصْلِحُ بینَ القَوْم؛ و قَوْمٌ مَرائِیبُ؛ قال الطرماح یصف قوماً: نُصُرٌ للذَّلِیلِ فی نَدْوَةِ الحیِّ، مَرائِیبُ للثَّأَی المُنْهاضِ و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه، یَصِفُ أَبا بكر، رضی اللّه عنه: كُنْتَ لِلدِّین رَأّاباً!.الرَّأْبُ: الجمعُ و الشَّدُّ. و رَأَبَ الشی‌ءَ إِذا جَمَعه و شَدَّه برِفْقٍ. و‌فی حدیث عائشة تَصف أَباها، رضی اللّه عنهما: یَرْأَبُ شَعْبَها؛ و فی حدیثها الآخر: و رَأَبَ الثَّأَی‌أَی أَصْلَحَ الفاسِدَ، و جَبَر الوَهْیَ. و‌فی حدیث أُمِّ سلمة لعائشة، رضی اللّه عنهما: لا یُرْأَبُ بهنَّ إِن صَدَعَ.قال ابن الأَثیر، قال القُتَیْبی: الروایة صَدَعَ، فإِن كان محفوظاً، فإِنه یقال صَدَعْت الزُّجاجة فصَدَعَت، كما یقال جَبَرْت العَظْمَ فَجَبرَ، و إِلّا فإِنه صُدِعَ، أَو انْصَدَعَ. و رَأَبَ بین القَوْمِ یَرْأَبُ رَأْباً: أَصلحَ ما بَیْنَهم. و كُلُّ ما أَصْلَحْتَه، فقد رَأَبْتَه؛ و منه قولهم: اللهم ارْأَبْ بینَهم أَی أَصلِحْ؛ قال كعب بن زهیر «1».طَعَنَّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِیهِمْ، حَرامٌ رَأْبُها حتی المَمَاتِ
(1). قوله [كعب بن زهیر إلخ] قال الصاغانی فی التكملة لیس لكعب علی قافیة التاء شی‌ء و إنما هو لكعب بن حرث المرادی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 399
و كلُّ صَدعٍ لأَمْتَه، فقد رأَبْتَه. و الرُّؤْبةُ: القِطْعَةُ تُدْخَل فی الإِناءِ لِیُرْأَب. و الرُّؤْبةُ: الرُّقْعة التی یُرْقَعُ بها الرَّحْلُ إِذا كُسِرَ. و الرُّؤْبةُ، مهموزةٌ: ما تُسَدُّ به الثَّلْمة؛ قال طُفَیْل الغَنَوِی: لَعَمْرِی، لقد خَلَّی ابنُ جندع ثُلْمةً، و مِنْ أَینَ إِن لم یَرْأَب اللّهُ تُرأَبُ؟ «1» قال یعقوب: هو مثلُ لقد خَلَّی ابنُ خیدع ثُلْمةً. قال: و خَیْدَعُ هی امرأَة، و هی أُمُّ یَرْبُوعَ؛ یقول: من أَین تُسَدُّ تلك الثُّلْمةُ، إِن لم یَسُدَّها اللّهُ؟ و رُؤْبةُ: اسمُ رجل. و الرُّؤْبة: القِطْعة من الخَشَب یُشْعَب بها الإِناءُ، و یُسَدُّ بها ثُلْمة الجَفْنة، و الجمعُ رِئابٌ. و به سُمِّیَ رُؤْبة بن العَجَّاج بن رؤْبة؛ قال أُمیَّة یصف السماءَ: سَراةُ صَلابةٍ خَلْقاءَ، صِیغَتْ، تُزِلُّ الشمسَ، لیس لها رِئابُ «2» أَی صُدُوعٌ. و هذا رِئابٌ قد جاءَ، و هو مهموزٌ: اسم رجُلٍ. التهذیب: الرُّؤْبةُ الخَشَبة التی یُرْأَبُ بها المشَقَّر، و هو القَدَحُ الكبیرُ من الخَشَب. و الرُّؤْبةُ: القِطْعة من الحَجَر تُرْأَب بها البُرْمة، و تُصْلَحُ بها.

ربب؛ ج1، ص: 399

: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ و جلّ، هو رَبُّ كلِّ شی‌ءٍ أَی مالكُه، و له الرُّبوبیَّة علی جمیع الخَلْق، لا شریك له، و هو رَبُّ الأَرْبابِ، و مالِكُ المُلوكِ و الأَمْلاكِ. و لا یقال الربُّ فی غَیرِ اللّهِ، إِلّا بالإِضافةِ، قال: و یقال الرَّبُّ، بالأَلِف و اللام، لغیرِ اللّهِ؛ و قد قالوه فی الجاهلیة للمَلِكِ؛ قال الحرث بن حِلِّزة: و هو الرَّبُّ، و الشَّهِیدُ عَلی یَوْمِ الحِیارَیْنِ، و البَلاءُ بَلاءُ و الاسْم: الرِّبابةُ؛ قال: یا هِنْدُ أَسْقاكِ، بلا حِسابَهْ، سُقْیَا مَلِیكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ و الرُّبوبِیَّة: كالرِّبابة. و عِلْمٌ رَبُوبیٌّ: منسوبٌ إِلی الرَّبِّ، علی غیر قیاس. و حكی أَحمد بن یحیی: لا وَ رَبْیِكَ لا أَفْعَل. قال: یریدُ لا وَ رَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ یاءً، لأَجْلِ التضعیف. و ربُّ كلِّ شی‌ءٍ: مالِكُه و مُسْتَحِقُّه؛ و قیل: صاحبُه. و یقال: فلانٌ رَبُّ هذا الشی‌ءِ أَی مِلْكُه له. و كُلُّ مَنْ مَلَك شیئاً، فهو رَبُّه. یقال: هو رَبُّ الدابةِ، و ربُّ الدارِ، و فلانٌ رَبُّ البیتِ، و هُنَّ رَبَّاتُ الحِجالِ؛ و یقال: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ و رَبٌ، مخفَّف؛ و أَنشد المفضل: و قد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ لیسَ فوقَه رَبٌ، غیرُ مَنْ یُعْطِی الحُظوظَ، و یَرْزُقُ و‌فی حدیث أَشراط الساعة: و أَن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّها، أَو رَبَّتَها.قال: الرَّبُّ یُطْلَق فی اللغة علی المالكِ، و السَّیِّدِ، و المُدَبِّر، و المُرَبِّی، و القَیِّمِ، و المُنْعِمِ؛ قال: و لا یُطلَق غیرَ مُضافٍ إِلّا علی اللّه، عزّ و جلّ، و إِذا أُطْلِق علی غیرِه أُضِیفَ، فقیلَ: ربُّ كذا. قال: و قد جاءَ فی الشِّعْر مُطْلَقاً علی غیرِ اللّه تعالی،
(1). قوله [لعمری البیت] هكذا فی الأَصل و قوله بعده قال یعقوب هو مثل لقد خلی ابن خیدع إلخ فی الأَصل أیضاً. (2). قوله [لیس لها رئاب] قال الصاغانی فی التكملة الروایة لیس لها إیاب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 400
و لیس بالكثیرِ، و لم یُذْكَر فی غیر الشِّعْر. قال: و أَراد به فی هذا الحدیثِ المَوْلَی أَو السیِّد، یعنی أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسیِّدها ولَداً، فیكون كالمَوْلی لها، لأَنَّه فی الحَسَب كأَبیه. أَراد: أَنَّ السَّبْی یَكْثُر، و النِّعْمة تظْهَر فی الناس، فتكثُر السَّراری. و‌فی حدیث إِجابةِ المُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ‌أَی صاحِبَها؛ و قیل: المتَمِّمَ لَها، و الزائدَ فی أَهلها و العملِ بها، و الإِجابة لها. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: لا یَقُل المَمْلوكُ لسَیِّده: ربِّی؛ كَرِهَ أَن یجعل مالكه رَبّاً له، لمُشاركَةِ اللّه فی الرُّبُوبیةِ؛ فأَما قوله تعالی: اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ؛ فإِنه خاطَبَهم علی المُتَعارَفِ عندهم، و علی ما كانوا یُسَمُّونَهم به؛ و منه قولُ السامِرِیّ: وَ انْظُرْ إِلیٰ إِلٰهِكَ أَی الذی اتَّخَذْتَه إِلهاً. فأَما‌الحدیث فی ضالَّةِ الإِبل: حتی یَلْقاها رَبُّها؛ فإِنَّ البَهائم غیر مُتَعَبَّدةٍ و لا مُخاطَبةٍ، فهی بمنزلة الأَمْوالِ التی تَجوز إِضافةُ مالِكِیها إِلیها، و جَعْلُهم أَرْباباً لها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: رَبُّ الصُّرَیْمة و رَبُّ الغُنَیْمةِ.و‌فی حدیث عروةَ بن مسعود، رضی اللّه عنه: لمَّا أَسْلَم و عادَ إِلی قومه، دَخل منزله، فأَنكر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن یأْتِیَ الربَّةَ، یعنی اللَّاتَ، و هی الصخرةُ التی كانت تَعْبُدها ثَقِیفٌ بالطائفِ. و‌فی حدیث وَفْدِ ثَقِیفٍ: كان لهم بَیْتٌ یُسَمُّونه الرَّبَّةَ، یُضاهِئُونَ به بَیْتَ اللّه تعالی، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه المُغِیرةُ.و قوله عزّ و جلّ: ارْجِعِی إِلیٰ رَبِّكِ رٰاضِیَةً مَرْضِیَّةً، فادْخُلی فی عَبْدی؛ فیمن قرأَ به، فمعناه، و اللّه أَعلم: ارْجِعِی إِلی صاحِبِك الذی خَرَجْتِ منه، فادخُلی فیه؛ و الجمعُ أَربابٌ و رُبُوبٌ. و قوله عزّ و جلّ: إِنَّهُ رَبِّی أَحْسَنَ مَثْوٰایَ؛ قال الزجاج: إِن العزیز صاحِبِی أَحْسَنَ مَثْوایَ؛ قال: و یجوز أَنْ یكونَ: اللّهُ رَبِّی أَحْسَنَ مَثْوایَ. و الرَّبِیبُ: المَلِكُ؛ قال إمرؤُ القیس: فما قاتلُوا عن رَبِّهم و رَبِیبِهم، و لا آذَنُوا جاراً، فَیَظْعَنَ سالمَا أَی مَلِكَهُمْ. و رَبَّهُ یَرُبُّهُ رَبّاً: مَلَكَه. و طالَتْ مَرَبَّتُهم الناسَ و رِبابَتُهم أَی مَمْلَكَتُهم؛ قال علقمةُ بن عَبَدةَ: و كنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلیكَ رِبابَتِی، و قَبْلَكَ رَبَّتْنِی، فَضِعتُ، رُبوبُ «3» و یُروی رَبُوب؛ و عندی أَنه اسم للجمع. و إِنه لَمَرْبُوبٌ بَیِّنُ الرُّبوبةِ أَی لَمَمْلُوكٌ؛ و العِبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ، عزّ و جلّ، أَی مَمْلُوكونَ. و رَبَبْتُ القومَ: سُسْتُهم أَی كنتُ فَوْقَهم. و قال أَبو نصر: هو من الرُّبُوبِیَّةِ، و العرب تقول: لأَنْ یَرُبَّنِی فلان أَحَبُّ إِلیَّ من أَنْ یَرُبَّنِی فلان؛ یعنی أَن یكونَ رَبّاً فَوْقِی، و سَیِّداً یَمْلِكُنِی؛ و‌روی هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَیَّةَ، أَنه قال یومَ حُنَیْنٍ، عند الجَوْلةِ التی كانت من المسلمین، فقال أَبو سفیانَ: غَلَبَتْ و اللّهِ هَوازِنُ؛ فأَجابه صفوانُ و قال: بِفِیكَ الكِثْكِثُ، لأَنْ یَرُبَّنِی رجلٌ من قریش أَحَبُّ إِلیَّ من أَن یَرُبَّنی رجلٌ من هَوازِنَ.ابن الأَنباری: الرَّبُّ یَنْقَسِم علی ثلاثة أَقسام: یكون الرَّبُّ المالِكَ، و یكون الرَّبُّ السّیدَ المطاع؛
(3). قوله [و كنت امرأ إلخ] كذا أنشده الجوهری و تبعه المؤلف. و قال الصاغانی و الروایة و أنت امرؤ. یخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال و الروایة المشهورة أمانتی بدل ربابتی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 401
قال اللّه تعالی: فَیَسْقِی رَبَّهُ خَمْراً، أَی سَیِّدَه؛ و یكون الرَّبُّ المُصْلِحَ. رَبَّ الشی‌ءَ إِذا أَصْلَحَه؛ و أَنشد: یَرُبُّ الذی یأْتِی منَ العُرْفِ أَنه، إِذا سُئِلَ المَعْرُوفَ، زادَ و تَمَّما و‌فی حدیث ابن عباس مع ابن الزبیر، رضی اللّه عنهم: لأَن یَرُبَّنِی بَنُو عَمِّی، أَحَبُّ إِلیَّ مِنْ أَن یَرُبَّنِی غیرُهم، أَی یكونون علیَّ أُمَراءَ و سادةً مُتَقَدِّمین، یعنی بنی أُمَیَّةَ، فإِنهم إِلی ابنِ عباسٍ فی النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبیر. یقال: رَبَّهُ یَرُبُّه أَی كان له رَبّاً. و تَرَبَّبَ الرَّجُلَ و الأَرضَ: ادَّعَی أَنه رَبُّهما. و الرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِمَذْحِج و بنی الحَرث بن كَعْب، یُعَظِّمها الناسُ. و دارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمةٌ؛ قال حسان بن ثابت: و فی كلِّ دارٍ رَبَّةٍ، خَزْرَجِیَّةٍ، و أَوْسِیَّةٍ، لی فی ذراهُنَّ والِدُ و رَبَّ ولَدَه و الصَّبِیَّ یَرُبُّهُ رَبّاً، و رَبَّبَه تَرْبِیباً و تَرِبَّةً، عن اللحیانی: بمعنی رَبَّاه. و‌فی الحدیث: لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها، أَی تَحْفَظُها و تُراعِیها و تُرَبِّیها، كما یُرَبِّی الرَّجُلُ ولدَه؛ و فی حدیث ابن ذی یزن: أُسْدٌ تُرَبِّبُ، فی الغَیْضاتِ، أَشْبالا أَی تُرَبِّی، و هو أَبْلَغ منه و من تَرُبُّ، بالتكریر الذی فیه. و تَرَبَّبَه، و ارْتَبَّه، و رَبَّاه تَرْبِیَةً، علی تَحْویلِ التَّضْعیفِ، و تَرَبَّاه، علی تحویل التضعیف أَیضاً: أَحسَنَ القِیامَ علیه، وَ وَلِیَه حتی یُفارِقَ الطُّفُولِیَّةَ، كان ابْنَه أَو لم یكن؛ و أَنشد اللحیانی: تُرَبِّبُهُ، من آلِ دُودانَ، شَلّةٌ تَرِبَّةَ أُمٍّ، لا تُضیعُ سِخَالَها و زعم ابن درید: أَنَّ رَبِبْتُه لغةٌ؛ قال: و كذلك كل طِفْل من الحیوان، غیر الإِنسان؛ و كان ینشد هذا البیت: كان لنا، و هْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كسر حرف المُضارعةِ لیُعْلَم أَنّ ثانی الفعل الماضی مكسور، كما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا النحو؛ قال: و هی لغة هذیل فی هذا الضرب من الفعل. و الصَّبِیُّ مَرْبُوبٌ و رَبِیبٌ، و كذلك الفرس؛ و المَرْبُوب: المُرَبَّی؛ و قول سَلامَة بن جندل: لیس بأَسْفَی، و لا أَقْنَی، و لا سَغِلٍ، یُسْقَی دَواءَ قَفِیِّ السَّكْنِ، مَرْبُوبِ یجوز أَن یكون أَراد بمربوب: الصبیّ، و أَن یكون أَراد به الفَرَس؛ و یروی: مربوبُ أَی هو مَرْبُوبٌ. و الأَسْفَی: الخفیفُ الناصِیَةِ؛ و الأَقْنَی: الذی فی أَنفِه احْدیدابٌ؛ و السَّغِلُ: المُضْطَرِبُ الخَلْقِ؛ و السَّكْنُ: أَهلُ الدار؛ و القَفِیُّ و القَفِیَّةُ: ما یُؤْثَرُ به الضَّیْفُ و الصَّبِیُّ؛ و مربوب من صفة حَتٍّ فی بیت قبله، و هو: مِنْ كلِّ حَتٍّ، إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ، صافِی الأَدیمِ، أَسِیلِ الخَدِّ، یَعْبُوب الحَتُّ: السَّریعُ. و الیَعْبُوب: الفرسُ الكریمُ، و هو الواسعُ الجَرْی. و قال أَحمد بن یَحیی للقَوْمِ الذین اسْتُرْضِعَ فیهم النبیُّ، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَرِبَّاءُ النبیِّ، صلّی اللّه علیه و سلّم، كأَنه جمعُ رَبِیبٍ، فَعِیلٍ بمعنی
لسان العرب، ج‌1، ص: 402
فاعل؛ و قولُ حَسَّانَ بن ثابت: و لأَنْتِ أَحسنُ، إِذْ بَرَزْتِ لنا یَوْمَ الخُروجِ، بِساحَةِ القَصْرِ، مِن دُرَّةٍ بَیْضاءَ، صافیةٍ، مِمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ یعنی الدُّرَّةَ التی یُرَبِّیها الصَّدَفُ فی قَعْرِ الماءِ. و الحائرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، و رُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ، و الهاءُ العائدةُ علی مِمَّا محذوفةٌ، تقدیره مِمَّا تَرَبَّبه حائرُ البحرِ. یقال: رَبَّبَه و تَرَبَّبَه بمعنی: و الرَّبَبُ: ما رَبَّبَه الطّینُ، عن ثعلب؛ و أَنشد: فی رَبَبِ الطِّینِ و ماء حائِر و الرَّبِیبةُ: واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التی یُرَبّیها الناسُ فی البُیوتِ لأَلبانها. و غَنمٌ ربائِبُ: تُرْبَطُ قَریباً مِن البُیُوتِ، و تُعْلَفُ لا تُسامُ، و هی التی ذَكَر إبراهیمُ النَّخْعِی أَنه لا صَدَقةَ فیها؛ قال ابن الأَثیر‌فی حدیث النخعی: لیس فی الرَّبائبِ صَدَقةٌ.الرَّبائبُ: الغَنَمُ التی تكونُ فی البَیْتِ، و لیست بِسائمةٍ، واحدتها رَبِیبَةٌ، بمعنی مَرْبُوبَةٍ، لأَن صاحِبَها یَرُبُّها. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: كان لنا جِیرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ، و كانوا یَبْعَثُونَ إِلینا مِن أَلبانِها.و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لا تَأْخُذِ الأَكُولَة، و لا الرُّبَّی، و لا الماخضَ؛ قال ابن الأَثیر: هی التی تُرَبَّی فی البیت من الغنم لأَجْل اللَّبن؛ و قیل هی الشاةُ القَریبةُ العَهْدِ بالوِلادة، و جمعها رُبابٌ، بالضم. و‌فی الحدیث أَیضاً: ما بَقِیَ فی غَنَمِی إِلّا فَحْلٌ، أَو شاةٌ رُبَّی.و السَّحَابُ یَرُبُّ المَطَر أَی یَجْمَعُه و یُنَمِّیهِ. و الرَّبابُ، بالفتح: سَحابٌ أَبیضُ؛ و قیل: هو السَّحابُ، واحِدَتُه رَبابةٌ؛ و قیل: هو السَّحابُ المُتَعَلِّقُ الذی تراه كأَنه دُونَ السَّحاب. قال ابن بری: و هذا القول هو المَعْرُوفُ، و قد یكون أَبیضَ، و قد یكون أَسْودَ. و‌فی حدیث النبیّ، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه نَظَرَ فی اللیلةِ التی أُسْرِیَ به إِلی قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَیْضاء.قال أَبو عبید: الرَّبابةُ، بالفتح: السَّحابةُ التی قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً، و جمعها رَبابٌ، و بها سمّیت المَرْأَةُ الرَّبابَ؛ قال الشاعر: سَقَی دارَ هِنْدٍ، حَیْثُ حَلَّ بِها النَّوَی، مُسِفُّ الذُّرَی، دَانِی الرَّبابِ، ثَخِینُ و‌فی حدیث ابن الزبیر، رضی اللّه عنهما: أَحْدَقَ بِكُم رَبابه.قال الأَصمعی: أَحسنُ بیت، قالته العرب فی وَصْفِ الرَّبابِ، قولُ عبدِ الرحمن بن حَسَّان، علی ما ذكره الأَصمعی فی نِسْبَةِ البیت إِلیه؛ قال ابن بری: و رأَیت من یَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمَةَ المازِنیّ: إِذا اللّهُ لم یُسْقِ إِلّا الكِرام، فَأَسْقَی وُجُوهَ بَنِی حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثّاً، غَزیرَ السَّحاب، هَزیزَ الصَلاصِلِ و الأَزْمَلِ تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب، و تُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ كأَنَّ الرَّبابَ، دُوَیْنَ السَّحاب، نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ و المطر یَرُبُّ النباتَ و الثَّری و یُنَمِّیهِ. و المَرَبُّ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 403
الأَرضُ التی لا یَزالُ بها ثَرًی؛ قال ذو الرمة: خَناطِیلُ یَسْتَقْرِینَ كلَّ قرارَةٍ، مَرَبٍّ، نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرّوائسُ و هی المَرَبَّة و المِرْبابُ. و قیل: المِرْبابُ من الأَرضِین التی كَثُرَ نَبْتُها و نَأْمَتُها، و كلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ. و المَرَبُّ: المَحَلُّ، و مكانُ الإِقامةِ و الاجتماعِ. و التَّرَبُّبُ: الاجْتِماعُ. و مَكانٌ مَرَبٌّ، بالفتح: مَجْمَعٌ یَجْمَعُ الناسَ؛ قال ذو الرمة: بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ، بِأَجرَعَ مِحْلالٍ، مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ قال: و من ثَمَّ قیل للرّبابِ: رِبابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا. و قال أَبو عبید: سُمُّوا رباباً، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ، فأَكلوا منه، و غَمَسُوا فیه أَیدِیَهُم، و تَحالفُوا علیه، و هم: تَیْمٌ، و عَدِیٌّ، و عُكْلٌ. و الرِّبابُ: أَحْیاء ضَبّةَ، سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ، و لذلك إِذا نَسَبْتَ إِلی الرِّباب قلت: رُبِّیٌّ، بالضم، فَرُدَّ إِلی واحده و هو رُبَّةٌ، لأَنك إِذا نسبت الشی‌ءَ إِلی الجمع رَدَدْتَه إِلی الواحد، كما تقول فی المساجِد: مَسْجِدِیٌّ، إِلا أَن تكون سمیت به رجلًا، فلا تَرُدَّه إِلی الواحد، كما تقول فی أَنْمارٍ: أَنْمارِیٌّ، و فی كِلابٍ: كِلابِیٌّ. قال: هذا قول سیبویه، و أَما أَبو عبیدة فإِنه قال: سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَی تَعاهُدِهِم؛ قال الأَصمعی: سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَیدیهم فی رُبٍّ، و تَعاقَدُوا، و تَحالَفُوا علیه. و قال ثعلب: سُموا «1» رِباباً، بكسر الراءِ، لأَنهم تَرَبَّبُوا أَی تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً، و هم خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعوا فصاروا یداً واحدةً؛ ضَبَّةُ، و ثَوْرٌ، و عُكْل، و تَیْمٌ، و عَدِیٌّ. و فلان مَرَبٌّ أَی مَجْمعٌ یَرُبُّ الناسَ و یَجْمَعُهم. و مَرَبّ الإِبل: حیث لَزِمَتْه. و أَرَبَّت الإِبلُ بمكان كذا: لَزِمَتْه و أَقامَتْ به، فهی إِبِلٌ مَرابُّ، لَوازِمُ. و رَبَّ بالمكان، و أَرَبَّ: لَزِمَه؛ قال: رَبَّ بأَرضٍ لا تَخَطَّاها الحُمُرْ و أَرَبَّ فلان بالمكان، و أَلَبَّ، إِرْباباً، و إِلباباً إِذا أقامَ به، فلم یَبْرَحْه. و‌فی الحدیث: اللهمّ إِنی أَعُوذُ بك من غِنًی مُبْطِرٍ، و فَقْرٍ مُرِبٍّ.و قال ابن الأَثیر: أَو قال: مُلِبٍّ، أَی لازِمٍ غیر مُفارِقٍ، مِن أَرَبَّ بالمكانِ و أَلَبَّ إِذا أَقامَ به و لَزِمَه؛ و كلّ لازِمِ شی‌ءٍ مُرِبٌّ. و أَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دامَت. و أَرَبَّتِ السَّحابةُ: دامَ مَطَرُها. و أَرَبَّتِ الناقةُ أَی لَزِمَت الفحلَ و أَحَبَّتْه. و أَرَبَّتِ الناقةُ بولدها: لَزِمَتْه و أَحَبَّتْه؛ و هی مُرِبٌّ كذلك، هذه روایة أَبی عبید عن أَبی زید. و رَوْضاتُ بنی عُقَیْلٍ یُسَمَّیْن: الرِّبابَ. و الرِّبِّیُّ و الرَّبَّانِیُّ: الحَبْرُ، و رَبُّ العِلْم، و قیل: الرَّبَّانِیُّ الذی یَعْبُد الرَّبَّ، زِیدت الأَلف و النون للمبالغة فی النسب. و قال سیبویه: زادوا أَلفاً و نوناً فی الرَّبَّانی إِذا أَرادوا تخصیصاً بعِلْم الرَّبِّ دون غیره، كأَن معناه: صاحِبُ علم بالرَّبِّ دون غیره من العُلوم؛ و هو كما یقال: رجل شَعْرانِیٌّ، و لِحْیانِیٌّ، و رَقَبانِیٌّ إِذا خُصَّ بكثرة الشعر، و طول اللِّحْیَة، و غِلَظِ الرَّقبةِ؛ فإِذا
(1). قوله [و قال ثعلب سموا إلخ] عبارة المحكم و قال ثعلب سموا رباباً لأَنهم اجتمعوا رِبَّة رِبَّة بالكسر أی جماعة جماعة و وهم ثعلب فی جمعه فعلة (أی بالكسر) علی فعال و إنما حكمه أن یقول رُبَّة رُبَّة انتهی أی بالضم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 404
نسبوا إِلی الشَّعر، قالوا: شَعْرِیٌّ، و إِلی الرَّقبةِ قالوا: رَقَبِیٌّ، و إِلی اللِّحْیةِ: لِحْیِیٌّ. و الرَّبِّیُّ: منسوب إِلی الرَّبِّ. و الرَّبَّانِیُّ: الموصوف بعلم الرَّبِّ. ابن الأَعرابی: الرَّبَّانِیُّ العالم المُعَلِّم، الذی یَغْذُو الناسَ بِصغارِ العلم قبلَ كِبارها. و‌قال محمد بن علیّ بن الحنفیة لَمّا ماتَ عبدُ اللّه بن عباس، رضی اللّه عنهما: الیومَ ماتَ رَبّانِیُّ هذه الأُمَّة.و‌رُوی عن علی، رضی اللّه عنه، أَنه قال: الناسُ ثلاثةٌ: عالِمٌ ربَّانیٌّ، و مُتَعَلِّمٌ علی سَبیلِ نَجاةٍ، و هَمَجٌ رَعاعٌ أَتباعُ كلِّ ناعق.قال ابن الأَثیر: هو منسوب إِلی الرَّبِّ، بزیادة الأَلف و النون للمبالغة؛ قال و قیل: هو من الرَّبِّ، بمعنی التربیةِ، كانوا یُرَبُّونَ المُتَعَلِّمینَ بِصغار العُلوم، قبلَ كبارِها. و الرَّبَّانِیُّ: العالم الرَّاسِخُ فی العِلم و الدین، أَو الذی یَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ، و قیل: العالِم، العامِلُ، المُعَلِّمُ؛ و قیل: الرَّبَّانِیُّ: العالی الدَّرجةِ فی العِلمِ. قال أَبو عبید: سمعت رجلًا عالماً بالكُتب یقول: الرَّبَّانِیُّون العُلَماءُ بالحَلال و الحَرام، و الأَمْرِ و النَّهْی. قال: و الأَحبارُ أَهلُ المعرفة بأَنْباءِ الأُمَم، و بما كان و یكون؛ قال أَبو عبید: و أَحْسَب الكلمَة لیست بعربیة، إِنما هی عِبْرانیة أَو سُرْیانیة؛ و ذلك أَن أَبا عبیدة زعم أَن العرب لا تعرف الرَّبَّانِیّین؛ قال أَبو عبید: و إِنما عَرَفَها الفقهاء و أَهل العلم؛ و كذلك قال شمر: یقال لرئیس المَلَّاحِینَ رُبَّانِیٌّ «2»؛ و أَنشد: صَعْلٌ مِنَ السَّامِ و رُبَّانیُّ و‌رُوی عن زِرِّ بن عبدِ اللّه، فی قوله تعالی: كُونُوا رَبّٰانِیِّینَ، قال: حُكَماءَ عُلَماءَ.غیره: الرَّبَّانیُّ المُتَأَلِّه، العارِفُ باللّه تعالی؛ و فی التنزیل: كُونُوا رَبّٰانِیِّینَ. و الرُّبَّی، علی فُعْلی، بالضم: الشاة التی وضعَت حدیثاً، و قیل: هی الشاة إِذا ولدت، و إِن ماتَ ولدُها فهی أَیضاً رُبَّی، بَیِّنةُ الرِّبابِ؛ و قیل: رِبابُها ما بَیْنها و بین عشرین یوماً من وِلادتِها، و قیل: شهرین؛ و قال اللحیانی: هی الحدیثة النِّتاج، مِن غیر أَنْ یَحُدَّ وَقْتاً؛ و قیل: هی التی یَتْبَعُها ولدُها؛ و قیل: الرُبَّی من المَعز، و الرَّغُوثُ من الضأْن، و الجمع رُبابٌ، بالضم، نادر. تقول: أَعْنُزٌ رُبابٌ، و المصدر رِبابٌ، بالكسر، و هو قُرْبُ العَهْد بالولادة. قال أَبو زید: الرُّبَّی من المعز، و قال غیره: من المعز و الضأْن جمیعاً، و ربما جاءَ فی الإِبل أَیضاً. قال الأَصمعی: أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ: حَنِینَ أُمِّ البَوِّ فی رِبابِها قال سیبویه: قالوا رُبَّی و رُبابٌ، حذفوا أَلِف التأْنیث و بَنَوْه علی هذا البناءِ، كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة، فقالوا جِفارٌ، إِلَّا أَنهم ضموا أَوَّل هذا، كما قالوا ظِئْرٌ و ظُؤَارٌ، و رِخْلٌ و رُخالٌ. و‌فی حدیث شریح: إنّ الشاةَ تُحْلَبُ فی رِبابِها.و حكی اللحیانی: غَنَمٌ رِبابٌ، قال: و هی قلیلة. و قال: رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا وَضَعَتْ، و قیل: إِذا عَلِقَتْ، و قیل: لا فعل للرُّبَّی. و المرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن؛ قال الأَعشی: حُرَّةٌ، طَفْلَةُ الأَنامِل، تَرْتَبُّ سُخاماً، تَكُفُّه بخِلالِ و كلُّ هذا من الإِصْلاحِ و الجَمْع.
(2). قوله [و كذلك قال شمر یقال إلخ] كذا بالنسخ و عبارة التكملة و یقال لرئیس الملاحین الربان بالضم و قال شمر الربانی بالضم منسوباً و أنشد للعجاج صعل و بالجملة فتوسط هذه العبارة بین الكلام علی الربانی بالفتح لیس علی ما ینبغی إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 405
و الرَّبِیبةُ: الحاضِنةُ؛ قال ثعلب: لأَنها تُصْلِحُ الشی‌ءَ، و تَقُوم به، و تَجْمَعُه. و‌فی حدیث المُغِیرة: حَمْلُها رِبابٌ.رِبابُ المرأَةِ: حِدْثانُ وِلادَتِها، و قیل: هو ما بین أَن تَضَعَ إِلی أَن یأْتی علیها شهران، و قیل: عشرون یوماً یرید أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بیسیر، و ذلك مَذْمُوم فی النساءِ، و إِنما یُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع، حتی یَتِمَّ رَضاعُ ولدها. و الرَّبُوبُ و الرَّبِیبُ: ابن امرأَةِ الرجل مِن غیره، و هو بمعنی مَرْبُوب. و یقال للرَّجل نَفْسِه: رابٌّ. قال مَعْنُ بن أَوْس، یذكر امرأَته، و ذكَرَ أَرْضاً لها: فإِنَّ بها جارَیْنِ لَنْ یَغْدِرا بها: رَبِیبَ النَّبیِّ، و ابنَ خَیْرِ الخَلائفِ یعنی عُمَرَ بن أَبی سَلَمة، و هو ابنُ أُمِّ سَلَمةَ زَوْجِ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و عاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب، و أَبوه أَبو سَلَمَة، و هو رَبِیبُ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم؛ و الأُنثی رَبِیبةٌ. الأَزهری: رَبِیبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من غیره. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: إِنما الشَّرْطُ فی الرَّبائبِ؛ یرید بَناتِ الزَّوْجاتِ من غیر أَزواجِهن الذین معهن. قال: و الرَّبِیبُ أَیضاً، یقال لزوج الأُم لها ولد من غیره. و یقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غیرها: رَبیبةٌ، و ذلك معنی رابَّةٍ و رابٍّ. و‌فی الحدیث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ و هو زَوْجُ أُمِّ الیَتیم، و هو اسم فاعل، مِن رَبَّه یَرُبُّه أَی إِنه یَكْفُل بأَمْرِه. و‌فی حدیث مجاهد: كان یكره أَن یتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه، یعنی امرأَة زَوْج أُمِّه، لأَنه كان یُرَبِّیه. غیره: و الرَّبیبُ و الرَّابُّ زوجُ الأُم. قال أَبو الحسن الرمانی: هو كالشَّهِیدِ، و الشاهِد، و الخَبِیر، و الخابِرِ. و الرَّابَّةُ: امرأَةُ الأَبِ. وَ رَبَّ المعروفَ و الصَّنِیعةَ و النِّعْمةَ یَرُبُّها رَبّاً و رِباباً و رِبابةً، حكاهما اللحیانی، و رَبَّبها: نَمَّاها، و زادَها، و أَتَمَّها، و أَصْلَحَها. و رَبَبْتُ قَرابَتَهُ: كذلك. أَبو عمرو: رَبْرَبَ الرجلُ، إِذا رَبَّی یَتیماً. وَ رَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً و رِبابةً: أَصْلَحْتُه و مَتَّنْتُه. و رَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَیَّبْتُه و أَجدتُه؛ و قال اللحیانی: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُه بالیاسَمینِ أَو بعض الرَّیاحِینِ؛ قال: و یجوز فیه رَبَّبْتُه. و دُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الحَبَّ الذی اتُّخِذَ منه بالطِّیبِ. و الرُّبُّ: الطِّلاءُ الخاثِر؛ و قیل: هو دبْسُ كل ثَمَرَة، و هو سُلافةُ خُثارَتِها بعد الاعتصار و الطَّبْخِ؛ و الجمع الرُّبُوبُ و الرِّبابُ؛ و منه: سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَی جعلت فیه الرُّبَّ، و أَصْلَحتَه به؛ و قال ابن درید: رُبُّ السَّمْنِ و الزَّیْتِ: ثُفْلُه الأَسود؛ و أَنشد: كَشائطِ الرُّبِّ علیهِ الأَشْكَلِ و ارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حتی یكون رُبّاً یُؤْتَدَمُ به، عن أَبی حنیفة: وَ رَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ، و الحُبَّ بالقِیر و القارِ، أَرُبُّه رَبّاً و رُبّاً، و رَبَّبْتُه: متَّنْتُه؛ و قیل: رَبَبْتُه دَهَنْتُه و أَصْلَحْتُه. قال عمرو بن شأْس یُخاطِبُ امرأَته، و كانت تُؤْذِی ابنه عِراراً: فَإِنَّ عِراراً، إِن یَكُنْ غیرَ واضِحٍ، فإِنی أُحِبُّ الجَوْنَ، ذا المَنْكِبِ العَمَمْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 406
فإِن كنتِ مِنِّی، أَو تُریدینَ صُحْبَتی، فَكُونی له كالسَّمْنِ، رُبَّ له الأَدَمْ أَرادَ بالأَدَم: النِّحْی. یقول لزوجته: كُونی لوَلدی عِراراً كَسَمْنٍ رُبَّ أَدیمُه أَی طُلِیَ برُبِّ التمر، لأَنَّ النِّحْی، إِذا أُصْلِحَ بالرُّبِّ، طابَتْ رائحتُه، و مَنَعَ السمنَ مِن غیر أَن یفْسُد طَعْمُه أَو رِیحُه. یقال: رَبَّ فلان نِحْیه یَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فیه الرُّبَّ و مَتَّنه به، و هو نِحْیٌ مَرْبُوب؛ و قوله: سِلاءَها فی أَدیمٍ، غیرِ مَرْبُوبِ أَی غیر مُصْلَحٍ. و‌فی صفة ابن عباس، رضی اللّه عنهما: كأَنَّ علی صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ.الرُّبُّ: ما یُطْبَخُ من التمر، و هو الدِّبْسُ أَیضاً. و إِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق، قیل: هو السَّمْنُ لا یَخُمُّ. و المُربَّبَاتُ: الأَنْبِجاتُ، و هی المَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، كالمُعَسَّلِ، و هو المعمول بالعسل؛ و كذلك المُرَبَّیاتُ، إِلا أَنها من التَّرْبیةِ، یقال: زنجبیل مُرَبًّی و مُرَبَّبٌ. و الإِربابُ: الدُّنوُّ مِن كل شی‌ءٍ. و الرِّبابةُ، بالكسر، جماعةُ السهام؛ و قیل: خَیْطٌ تُشَدُّ به السهامُ؛ و قیل: خِرْقةٌ تُشَدُّ فیها؛ و قال اللحیانی: هی السُّلْفةُ التی تُجْعَلُ فیها القِداحُ، شبیهة بالكِنانة، یكون فیها السهام؛ و قیل هی شبیهة بالكنانةِ، یجمع فیها سهامُ المَیْسرِ؛ قال أَبو ذؤَیب یصف الحمار و أُتُنَه: و كأَنهنَّ رِبابةٌ، و كأَنه یَسَرٌ، یُفِیضُ علی القِداح، و یَصْدَعُ و الرِّبابةُ: الجِلدةُ التی تُجْمع فیها السِّهامُ؛ و قیل: الرِّبابةُ: سُلْفَةٌ یُعْصَبُ بها علی یَدِ الرَّجُل الحُرْضَةِ، و هو الذی تُدْفَعُ إِلیه الأَیسارُ للقِداح؛ و إِنما یفعلون ذلك لِكَی لا یَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ یكون له فی صاحِبِه هَوًی. و الرِّبابةُ و الرِّبابُ: العَهْدُ و المِیثاقُ؛ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ: و كنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلیكَ رِبابَتِی، و قَبْلَكَ رَبَّتْنی، فَضِعْتُ، رُبُوبُ و منه قیل للعُشُور: رِبابٌ. و الرَّبِیبُ: المُعاهَدُ؛ و به فسر قَوْلُ إمرِئِ القیس: فما قاتَلوا عن رَبِّهِم و رَبِیبِهِمْ و قال ابن بری: قال أَبو علی الفارسی: أَرِبَّةٌ جمع رِبابٍ، و هو العَهْدُ. قال أَبو ذؤَیب یذكر خَمْراً: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ، حِیناً، و تُؤْلِفُ الجِوارَ، و یُعْطِیها الأَمانَ رِبابُها قوله: تُؤْلِفُ الجِوار أَی تُجاوِرُ فی مَكانَیْنِ. و الرِّبابُ: العَهْدُ الذی یأْخُذه صاحِبُها من الناس لإِجارتِها. و جَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ. و قال شمر: الرِّبابُ فی بیت أَبی ذؤَیب جمع رَبٍّ، و قال غیره: یقول: إِذا أَجار المُجِیرُ هذه الخَمْر أَعْطَی صاحِبَها قِدْحاً لیَعْلَموا أَنه قد أُجِیرَ، فلا یُتَعَرَّض لها؛ كأَنه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلی رِبابةِ سِهامِ المَیْسِر. و الأَرِبَّةُ: أَهلُ المِیثاق. قال أَبو ذُؤَیب: كانت أَرِبَّتَهم بَهْزٌ، و غَرَّهُمُ عَقْدُ الجِوار، و كانوا مَعْشَراً غُدُرا
لسان العرب، ج‌1، ص: 407
قال ابن بری: یكون التقدیر ذَوِی أَرِبَّتِهِم «1»؛ و بَهْزٌ: حَیٌّ من سُلَیْم؛ و الرِّباب: العُشُورُ؛ و أَنشد بیت أَبی ذؤَیب: و یعطیها الأَمان ربابها و قیل: رِبابُها أَصحابُها. و الرُّبَّةُ: الفِرْقةُ من الناس، قیل: هی عشرة آلافٍ أَو نحوها، و الجمع رِبابٌ. و قال یونس: رَبَّةٌ و رِبابٌ، كَجَفْرَةٍ و جِفار، و الرَّبَّةُ كالرُّبَّةِ؛ و الرِّبِّیُّ واحد الرِّبِّیِّین: و هم الأُلُوف من الناس، و الأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ: واحدتها رَبَّةٌ. و فی التنزیلِ العزیز: وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قٰاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ كَثِیرٌ؛ قال الفراءُ: الرِّبِّیُّونَ الأُلوف. و قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: قال الأَخفش: الرِّبیون منسوبون إِلی الرَّبِّ. قال أَبو العباس: ینبغی أَن تفتح الراءُ، علی قوله، قال: و هو علی قول الفرّاء من الرَّبَّةِ، و هی الجماعة. و قال الزجاج: رِبِّیُّون، بكسر الراء و ضمّها، و هم الجماعة الكثیرة. و قیل: الربیون العلماء الأَتقیاءُ الصُّبُر؛ و كلا القولین حَسَنٌ جمیلٌ. و قال أَبو طالب: الربیون الجماعات الكثیرة، الواحدة رِبِّیٌّ. و الرَّبَّانیُّ: العالم، و الجماعة الرَّبَّانِیُّون. و قال أَبو العباس: الرَّبَّانِیُّون الأُلوفُ، و الرَّبَّانِیُّون: العلماءُ. قرأَ الحسن: رُبِّیُّون، بضم الراء. و قرأَ ابن عباس: رَبِّیُّون، بفتح الراءِ. و الرَّبَبُ: الماءُ الكثیر المجتمع، بفتح الراءِ و الباءِ، و قیل: العَذْب؛ قال الراجز: و البُرَّةَ السَمْراء و الماءَ الرَّبَبْ و أَخَذَ الشی‌ءَ بِرُبَّانه و رَبَّانِه أَی بأَوَّله؛ و قیل: برُبَّانِه: بجَمِیعِه و لم یترك منه شیئاً. و یقال: افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه أَی بِحِدْثانِه و طَراءَتِه و جِدَّتِه؛ و منه قیل: شاةٌ رُبَّی. و رُبَّانُ الشَّبابِ: أَوَّله؛ قال ابن أَحمر: و إِنَّما العَیْشُ بِرُبَّانِه، و أَنْتَ، من أَفنانِه، مُفْتَقِر و یُروی: مُعْتَصِر؛ و قول الشاعر: خَلِیلُ خَوْدٍ، غَرَّها شَبابُه، أَعْجَبَها، إِذْ كَبِرَتْ، رِبابُه أَبو عمرو: الرُّبَّی أَوَّلُ الشَّبابِ؛ یقال: أَتیته فی رُبَّی شَبابِه، و رُبابِ شَبابِه، و رِبابِ شَبابِه، و رِبَّان شَبابه. أَبو عبید: الرُّبَّانُ من كل شی‌ءٍ حِدْثانُه؛ و رُبّانُ الكَوْكَب: مُعْظَمُه. و قال أَبو عبیدة: الرَّبَّانُ، بفتح الراءِ: الجماعةُ؛ و قال الأَصمعی: بضم الراءِ. و قال خالد بن جَنْبة: الرُّبَّةُ الخَیر اللَّازِمُ، بمنزلة الرُّبِّ الذی یَلِیقُ فلا یكاد یذهب، و قال: اللهم إِنی أَسأَلُك رُبَّةَ عَیْشٍ مُبارَكٍ، فقیل له: و ما رُبَّةُ عَیْشٍ؟ قال: طَثْرَتَهُ و كَثْرَتُه. و قالوا: ذَرْهُ بِرُبَّان؛ أَنشد ثعلب: فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ، و إِلّا تَذَرْهُمُ یُذیقُوكَ ما فیهم، و إِن كان أَكثرا قال و قالوا فی مَثَلٍ: إِن كنتَ بی تَشُدُّ ظَهْرَك، فأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ. و فی التهذیب: إِن كنتَ بی تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ، مِن رُبَّی، أَزْرَكَ. یقول: إِن عَوّلْتَ عَلیَّ فَدَعْنی أَتْعَبْ، و اسْتَرْخِ أَنتَ و اسْتَرِحْ. و رُبَّانُ، غیر مصروف: اسم رجل.
(1). قوله [التقدیر ذوی إلخ] أی داع لهذا التقدیر مع صحة الحمل بدونه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 408
قال ابن سیدة: أُراه سُمی بذلك. و الرُّبَّی: الحاجةُ، یقال: لی عند فلان رُبَّی. و الرُّبَّی: الرَّابَّةُ. و الرُّبَّی: العُقْدةُ المُحْكَمةُ. و الرُّبَّی: النِّعْمةُ و الإِحسانُ. و الرِّبَّةُ، بالكسرِ: نِبْتةٌ صَیْفِیَّةٌ؛ و قیل: هو كل ما اخْضَرَّ، فی القَیْظِ، مِن جمیع ضُروب النبات؛ و قیل: هو ضُروب من الشجر أَو النبت فلم یُحَدَّ، و الجمع الرِّبَبُ؛ قال ذو الرمة، یصف الثور الوحشی: أَمْسَی، بِوَهْبِینَ، مُجْتازاً لِمَرْتَعِه، مِن ذِی الفَوارِسِ، یَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ و الرِّبَّةُ: شجرة؛ و قیل: إِنها شجرة الخَرْنُوب. التهذیب: الرِّبَّةُ بقلة ناعمةٌ، و جمعها رِبَبٌ. و قال: الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات، لا تَهِیج فی الصیف، تَبْقَی خُضْرَتُها شتاءً و صَیْفاً؛ و منها: الحُلَّبُ، و الرُّخَامَی، و المَكْرُ، و العَلْقی، یقال لها كلها: رِبَّةٌ. التهذیب: قال النحویون: رُبَّ مِن حروف المَعانی، و الفَرْقُ بینها و بین كَمْ، أَنَّ رُبَّ للتقلیل، و كَمْ وُضِعت للتكثیر، إِذا لم یُرَدْ بها الاسْتِفهام؛ و كلاهما یقع علی النَّكِرات، فیَخْفِضُها. قال أَبو حاتم: من الخطإِ قول العامة: رُبَّما رأَیتُه كثیراً، و رُبَّما إِنما وُضِعَت للتقلیل. غیره: و رُبَّ و رَبَّ: كلمة تقلیل یُجَرُّ بها، فیقال: رُبَّ رجلٍ قائم، و رَبَّ رجُلٍ؛ و تدخل علیه التاء، فیقال: رُبَّتَ رجل، و رَبَّتَ رجل. الجوهری: و رُبَّ حرفٌ خافض، لا یقع إِلَّا علی النكرة، یشدَّد و یخفف، و قد یدخل علیه التاء، فیقال: رُبَّ رجل، و رُبَّتَ رجل، و یدخل علیه ما، لیُمْكِن أَن یُتَكَلَّم بالفعل بعده، فیقال: رُبما. و فی التنزیل العزیز: رُبَمٰا یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا؛ و بعضهم یقول رَبَّما، بالفتح، و كذلك رُبَّتَما و رَبَّتَما، و رُبَتَما وَ رَبَتَما، و التثقیل فی كل ذلك أَكثر فی كلامهم، و لذلك إِذا صَغَّر سیبویه رُبَّ، من قوله تعالی رُبَّما یودّ، ردَّه إِلی الأَصل، فقال: رُبَیْبٌ. قال اللحیانی: قرأَ الكسائی و أَصحاب عبد اللّه و الحسن: رُبَّما یودُّ، بالتثقیل، و قرأَ عاصِمٌ و أَهلُ المدینة و زِرُّ بن حُبَیْش: رُبَمٰا یَوَدُّ، بالتخفیف. قال الزجاج: من قال إِنَّ رُبَّ یُعنی بها التكثیر، فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب؛ فإِن قال قائل: فلمَ جازت رُبَّ فی قوله: رُبَمٰا یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا؛ و رب للتقلیل؟ فالجواب فی هذا: أَن العرب خوطبت بما تعلمه فی التهدید. و الرجل یَتَهَدَّدُ الرجل، فیقول له: لَعَلَّكَ سَتَنْدَم علی فِعْلِكَ، و هو لا یشك فی أَنه یَنْدَمُ، و یقول: رُبَّما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ ما صَنَعْتَ، و هو یَعلم أَنَّ الإِنسان یَنْدَمُ كثیراً، و لكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو كان مِمَّا یُوَدُّ فی حال واحدة من أَحوال العذاب، أَو كان الإِنسان یخاف أَن یَنْدَمَ علی الشی‌ءِ، لوجَبَ علیه اجْتِنابُه؛ و الدلیل علی أَنه علی معنی التهدید قوله: ذَرْهُمْ یَأْكُلُوا وَ یَتَمَتَّعُوا؛ و الفرق بین رُبَّما و رُبَّ: أَن رُبَّ لا یلیه غیر الاسم، و أَما رُبَّما فإِنه زیدت ما، مع رب، لیَلِیَها الفِعْلُ؛ تقول: رُبَّ رَجُلٍ جاءَنی، و ربما جاءَنی زید، و رُبَّ یوم بَكَّرْتُ فیه، و رُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها؛ و یقال: ربما جاءَنی فلان، و ربما حَضَرنی زید، و أَكثرُ ما یلیه الماضی، و لا یَلِیه مِن الغابرِ إِلَّا ما كان مُسْتَیْقَناً، كقوله تعالی: رُبَمٰا یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا، و وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ*، كأَنه قد كان فهو بمعنی ما مَضَی، و إِن كان لفظه مُسْتَقْبَلًا. و قد تَلی ربما الأَسماءَ و كذلك ربتما؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 409
و أَنشد ابن الأَعرابی: ماوِیّ یا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِیسَمِ قال الكسائی: یلزم مَن خَفَّف، فأَلقی إِحدی الباءَین، أَن یقول رُبْ رجل، فیُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات، كما تقول: لِمَ صَنَعْتَ؟ و لِمْ صَنَعْتَ؟ و بِأَیِّمَ جِئْتَ؟ و بِأَیِّمْ جئت؟ و ما أَشبه ذلك؛ و قال: أَظنهم إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة دخول التاءِ فیها فی قولهم: رُبَّتَ رجل، و رُبَتَ رجل. یرید الكسائی: أَن تاءَ التأْنیث لا یكون ما قبلها إِلَّا مفتوحاً، أَو فی نیة الفتح، فلما كانت تاءُ التأْنیث تدخلها كثیراً، امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنیث، و آثروا النصب، یعنی بالنصب: الفتح. قال اللحیانی: و قال لی الكسائی: إِنْ سَمِعتَ بالجزم یوماً، فقد أَخبرتك. یرید: إِن سمعت أَحداً یقول: رُبْ رَجُلٍ، فلا تُنْكِرْه، فإِنه وجه القیاس. قال اللحیانی: و لم یقرأْ أَحد رَبَّما، بالفتح، و لا رَبَما. و قال أَبو الهیثم: العرب تزید فی رُبَّ هاءً، و تجعل الهاءَ اسماً مجهولًا لا یُعرف، و یَبْطُل معَها عملُ رُبَّ، فلا یخفض بها ما بعد الهاءِ، و إِذا فَرَقْتَ بین كَمِ التی تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشی‌ءٍ، بطل عَمَلُها؛ و أَنشد: كائِنْ رَأَبْتُ وَهایا صَدْعِ أَعْظُمِه، و رُبَّه عَطِباً، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ نصب عَطِباً مِن أَجل الهاءِ المجهولة. و قولهم: رُبَّه رَجُلًا، و رُبَّها امرأَةً، أَضْمَرت فیها العرب علی غیر تقدّمِ ذِكْر، ثم أَلزَمَتْه التفسیر، و لم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ، ففَسَّروه بذكر النوع الذی هو قولهم رجلًا و امرأَة. و قال ابن جنی مرة: أَدخلوا رُبَّ علی المضمر، و هو علی نهایة الاختصاص؛ و جاز دخولها علی المعرفة فی هذا الموضع، لمُضارَعَتِها النَّكِرَة، بأَنها أُضْمِرَت علی غیر تقدّم ذكر، و من أَجل ذلك احتاجت إِلی التفسیر بالنكرة المنصوبة، نحو رجلًا و امرأَةً؛ و لو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَمَا احتاجت إِلی تفسیره. و حكی الكوفیون: رُبَّه رجلًا قد رأَیت، و رُبَّهُما رجلین، و رُبَّهم رجالًا، و رُبَّهنَّ نساءً، فَمَن وَحَّد قال: إِنه كنایة عن مجهول، و مَن لم یُوَحِّد قال: إِنه ردّ كلام، كأَنه قیل له: ما لكَ جَوَارٍ؟ قال: رُبَّهُنّ جَوارِیَ قد مَلَكْتُ. و قال ابن السراج: النحویون كالمُجْمعِینَ علی أَن رُبَّ جواب. و العرب تسمی جمادی الأُولی رُبّاً و رُبَّی، و ذا القَعْدةِ رُبَّة؛ و قال كراع: رُبَّةُ و رُبَّی جَمیعاً: جُمادَی الآخِرة، و إِنما كانوا یسمونها بذلك فی الجاهلیة. و الرَّبْرَبُ: القَطِیعُ من بقر الوحش، و قیل من الظِّباءِ، و لا واحد له؛ قال: بأَحْسَنَ مِنْ لَیْلی، و لا أُمَّ شادِنٍ، غَضِیضَةَ طَرْفٍ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ و قال كراع: الرَّبْرَبُ جماعة البقر، ما كان دون العشرة.

رتب؛ ج1، ص: 409

: رَتَبَ الشی‌ءُ یَرْتُبُ رتُوباً، و تَرَتَّبَ: ثبت فلم یتحرّك. یقال: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَی انْتَصَبَ انْتِصابَه؛ و رَتَّبَه تَرتِیباً: أَثْبَتَه. و‌فی حدیث لقمان بن عاد: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ‌أَیْ انْتَصَب كما یَنْتَصِبُ الكَعْبُ إِذا رَمَیْتَه، وصفه بالشَّهامةِ و حِدَّةِ النَّفْس؛ و منه‌حدیث ابن الزبیر، رضی اللّه عنهما: كان یُصَلّی فی المسجدِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 410
الحرام، و أَحجارُ المَنْجَنِیقِ تَمُرُّ علی أُذُنِه، و ما یَلْتَفِتُ، كأَنه كَعْبٌ راتِبٌ.و عَیْشٌ راتِبٌ: ثابِتٌ دائمٌ. و أَمْرٌ راتِبٌ أَی دارٌّ ثابِت. قال ابن جنی: یقال ما زِلْتُ علی هذا راتِباً و راتِماً أَی مُقیماً؛ قال: فالظاهر من أَمر هذه المیم، أَن تكون بدلًا من الباءِ، لأَنه لم یُسمع فی هذا الموضع رَتَمَ، مثل رَتَب؛ قال: و تحتمل المیم عندی فی هذا أَن تكون أَصلًا، غیر بدل من الرَّتِیمَة، و سیأْتی ذكرها. و التُّرْتُبُ و التُّرْتَبُ كلُّه: الشی‌ءُ المُقِیم الثابِتُ. و التُّرْتُبُ: الأَمْرُ الثابِتُ. و أَمْرٌ تُرْتَبٌ، علی تُفْعَلٍ، بضم التاءِ و فتح العین، أَی ثابت. قال زیادة ابن زید العُذْرِیّ، و هو ابن أُخْت هُدْبةَ: مَلَكْنا و لَمْ نُمْلَكْ، و قُدْنا و لَمْ نُقَدْ، و كان لَنا حَقّاً، علی الناسِ، تُرْتَبا و فی كان ضمیر، أَی و كان ذلك فینا حَقّاً راتِباً؛ و هذا البیت مذكور فی أَكثر الكتب: و كان لنا فَضْلٌ علی الناسِ تُرْتَبا «2» أَی جمیعاً، و تاءُ تُرْتَبٍ الأُولی زائدة، لأَنه لیس فی الأُصول مثل جُعْفَرٍ، و الاشتقاق یَشهد به لأَنه من الشی‌ءِ الرَّاتِب. و التُّرْتَبُ: العَبْدُ یَتوارَثُه ثلاثةٌ، لثَباتِه فی الرِّقِّ، و إِقامَتِه فیه. و التُّرْتَبُ: التُّرابُ «3» لثَباتِه، و طُولِ بَقائه؛ هاتانِ الأَخیرتان عن ثعلب. و التُّرْتُبُ، بضم التاءَین: العبد السوء. و رَتَبَ الرجلُ یَرْتُبُ رَتْباً: انْتَصَبَ. و رَتَبَ الكَعْبُ رُتُوباً: انْتَصَبَ و ثَبَتَ. و أَرْتَبَ الغُلامُ الكَعْبَ إِرتاباً: أَثْبَتَه. التهذیب، عن ابن الأَعرابی: أَرْتَبَ الرجلُ إِذا سأَل بعدَ غِنًی، و أَرْتَبَ الرجلُ إِذا انْتَصَبَ قائماً، فهو راتِبٌ؛ و أَنشد: و إِذا یَهُبُّ من المَنامِ، رأَیتَه كرُتُوبِ كَعْبِ الساقِ، لیسَ بزُمَّلِ وصَفَه بالشَّهامةِ و حِدَّةِ النفسِ؛ یقول: هو أَبداً مُسْتَیْقِظٌ مُنْتَصِبٌ. و الرَّتَبَةُ: الواحدة من رَتَباتِ الدَّرَجِ. و الرُّتْبةُ و المَرْتَبةُ: المَنْزِلةُ عند المُلوكِ و نحوها. و‌فی الحدیث: مَن ماتَ علی مَرْتَبةٍ من هذه المَراتِبِ، بُعِثَ علیها؛ المَرْتَبةُ: المَنْزِلةُ الرَّفِیعةُ؛ أَراد بها الغَزْوَ و الحجَّ، و نحوهما من العبادات الشاقة، و هی مَفْعلة مِن رَتَبَ إِذا انْتَصَبَ قائماً، و المَراتِبُ جَمْعُها. قال الأَصمعی: و المَرْتبةُ المَرْقَبةُ و هی أَعْلَی الجَبَل. و قال الخلیل: المَراتِبُ فی الجَبل و الصَّحارِی: هی الأَعْلامُ التی تُرَتَّبُ فیها العُیُونُ و الرُّقَباءُ. و الرَّتَبُ: الصُّخُورُ المُتقارِبةُ، و بعضُها أَرفعُ من بعض، واحدتها رَتَبةٌ، و حكیت عن یعقوب، بضم الراءِ و فتح التاءِ. و‌فی حدیث حذیفة، قال یومَ الدَّارِ: أَما إنه سیكُونُ لها وقَفَاتٌ و مَراتِبُ، فمن ماتَ فی وقَفاتِها خیرٌ ممَّن ماتَ فی مَراتِبها؛ المَراتِبُ: مَضایِقُ الأَوْدیة فی حُزُونةٍ. و الرَّتَبُ: ما أَشرفَ من الأَرضِ، كالبَرْزَخِ؛
(2). قوله [و كان لنا فضل] هو هكذا فی الصحاح و قال الصاغانی و الصواب فی الإعراب فضلًا. (3). قوله [و الترتب التراب] فی التكملة هو بضم التاءَین كالعبد السوء ثم قال فیها و الترتب الأَبد و الترتب بمعنی الجمیع بفتح التاء الثانیة فیهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 411
یقال: رَتَبةٌ و رَتَبٌ، كقولك دَرَجةٌ و دَرَجٌ. و الرَّتَبُ: عَتَبُ الدَّرَجِ. و الرَّتَب: الشدّةُ. قال ذو الرمة، یصف الثور الوحشی: تَقَیَّظَ الرَّمْلَ، حتی هَزَّ خِلْفَتَه ترَوُّحُ البَرْدِ، ما فی عَیْشِه رَتَبُ أَی تَقَیَّظ هذا الثورُ الرَّمْل، حتی هَزَّ خِلْفَتَه، و هو النباتُ الذی یكون فی أَدبارِ القَیْظِ؛ و قوله ما فی عَیْشِه رَتَب أَی هو فی لِینٍ من العیشِ. و الرَّتْباءُ: الناقةُ المُنْتَصِبةُ فی سَیْرِها. و الرَّتَبُ: غِلَظُ العَیْشِ و شِدَّتُه؛ و ما فی عَیْشِه رَتَبٌ و لا عَتَبٌ أَی لیس فیه غِلَظٌ و لا شِدّةٌ أَی هو أَمْلَسُ. و ما فی هذا الأَمر رَتَبٌ و لا عَتَبٌ أَی عَناءٌ و شِدّةٌ، و فی التهذیب: أَی هو سَهْلٌ مُستقِیمٌ. قال أَبو منصور: هو بمعنی النَّصَب و التَّعَب؛ و كذلك المَرْتبةُ، و كلُّ مَقامٍ شدیدٍ مَرْتَبةٌ؛ قال الشماخ: و مَرْتبة لا یُسْتَقالُ بها الرَّدَی، تلاقی بها حِلْمِی، عن الجَهْلِ، حاجز و الرَّتَبُ: الفَوْتُ بین الخِنْصِرِ و البِنْصِر، و كذلك بین البِنْصِر و الوُسْطَی؛ و قیل: ما بین السَّبَّابة و الوُسْطَی، و قد تسكن.

رجب؛ ج1، ص: 411

: رَجِبَ الرجلُ رَجَباً: فَزِعَ. و رَجِبَ رَجَباً، و رَجَبَ یَرْجُبُ: اسْتَحْیا؛ قال: فَغَیْرُكَ یَسْتَحیِی، و غیرُكَ یَرْجُبُ و رَجِبَ الرجلَ رَجَباً، و رَجَبَه یرجُبُه رَجْباً و رُجُوباً، و رَجَّبه، و تَرَجَّبَه، و أَرْجَبَه، كلُّه: هابَه و عَظَّمه، فهو مَرْجُوبٌ؛ و أَنشد شمر: أَحْمَدُ رَبّی فَرَقاً و أَرْجَبُهْ أَی أُعَظِّمُه، و منه سمی رَجَبٌ؛ و رَجِبَ، بالكسر، أَكثر؛ قال: إِذا العَجوزُ اسْتَنْخَبَتْ، فانْخَبْها، و لا تَهَیَّبْها، و لا تَرْجَبْها و هكذا أَنشده ثعلب؛ و روایة یعقوب فی الأَلفاظ: و لا تَرَجَّبْها و لا تَهَبْها شمر: رَجِبْتُ الشی‌ءَ: هِبْتُه، و رَجَّبْتُه: عَظَّمْتُه. و رَجَبٌ: شهر سموه بذلك لتعظیمهم إِیَّاه فی الجاهلیة عن القتالِ فیه، و لا یَسْتَحِلُّون القتالَ فیه؛ و‌فی الحدیث: رَجَبُ مُضَرَ الذی بین جُمادَی و شعبانَ؛ قوله: بین جُمادَی و شعبانَ، تأْكید للبَیانِ و إِیضاحٌ له، لأَنهم كانوا یؤَخرونه من شهر إِلی شهر، فیَتَحَوَّل عن موضعه الذی یَخْتَصُّ به، فبین لهم أَنه الشهر الذی بین جُمادَی و شعبانَ، لا ما كانوا یسمونه علی حِساب النَّسِی‌ءِ، و إِنما قیل: رَجَبُ مُضَرَ، إِضافة إِلیهم، لأَنهم كانوا أَشدّ تعظیماً له من غیرهم، فكأَنهم اخْتَصُّوا به، و الجمع: أَرْجابٌ. تقول: هذا رجب، فإِذا ضَمُّوا له شَعْبانَ، قالوا: رَجَبانِ. و التَّرْجِیبُ: التعظیمُ، و إِن فلاناً لَمُرَجَّبٌ، و منه تَرْجِیبُ العَتِیرةِ، و هو ذَبحُها فی رَجَبٍ. و‌فی الحدیث: هل تَدْرُون ما العَتِیرةُ؟ هی التی یسمونها الرَّجَبِیَّةَ، كانوا یَذْبحون فی شهر رَجَبٍ ذَبیحَةً، و یَنْسبُونَها إِلیه.و التَّرْجِیبُ: ذَبْحُ النَّسائكِ فی رَجَبٍ؛ یقال: هذه أَیَّامُ تَرْجِیبٍ و تَعْتارٍ. و كانت العربُ تُرَجِّبُ، و كان ذلك لهم
لسان العرب، ج‌1، ص: 412
نُسُكاً، أَو ذَبائحَ فی رَجَبٍ. أَبو عمرو: الرَّاجِبُ المُعَظِّم لسیده؛ و منه رَجِبَهُ یَرْجَبُه رَجَباً، و رَجَبَهُ یَرْجُبُه رَجْباً و رُجُوباً، و رَجَّبَه تَرْجیباً، و أَرْجَبَه؛ و منه قول الحُباب: عُذَیْقُها المُرَجَّبُ. قال الأَزهری: أَما أَبو عبیدة و الأَصمعی، فإِنهما جَعلاه من الرُّجْبةِ، لا مِن التَّرْجِیبِ الذی هو بمعنی التعظیم؛ و قول أَبی ذُؤَیب: فَشَرَّجَها مِنْ نُطْفةٍ رَجَبِیَّةٍ، سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ یقول: مَزَجَ العَسَلَ بماءِ قَلْتٍ، قد أَبْقاها مَطَرُ رَجَبٍ هُنالك؛ و الجمع: أَرْجابٌ و رُجُوبٌ، و رِجابٌ و رَجَباتٌ. و التَّرْجِیبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشجرةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تَتَكسَّرَ أَغْصانُها. و رجَّبَ النخلةَ: كانت كریمةً علیه فمالَتْ، فبَنَی تحتَها دُكَّاناً تَعْتَمِد علیه لضَعْفِها؛ و الرُّجْبةُ: اسم ذلك الدُّكَّان، و الجمع رُجَبٌ، مثل رُكْبةٍ و رُكَبٍ. و الرُّجَبِیَّةُ من النخل منسوبة إِلیه. و نَخْلَةٌ رُجَبِیَّةٌ و رُجَّبِیَّةٌ: بُنِیَ تحتها رُجْبةٌ، كِلاهُما نَسَبٌ نادِرٌ، و التثقیل أَذهَبُ فی الشُّذُوذ. التهذیب: و الرُّجْبَةُ و الرُّجْمةُ أَن تُعْمَدَ النخلةُ الكریمةُ إِذا خِیفَ علیها أَن تَقَعَ لطُولها و كثرة حَمْلِها، بِبِناءٍ من حِجارة تُرَجَّبُ بها أَی تُعْمَدُ به، و یكون تَرْجِیبُها أَن یُجْعَلَ حَوْلَ النخلة شَوْكٌ، لئلا یَرْقَی فیها راقٍ، فیَجْنِی ثمرها. الأَصمعی: الرُّجْمةُ، بالمیم، البناء من الصخر تُعْمَدُ به النخلةُ؛ و الرُّجْبةُ أَن تُعمد النخلة بخَشبةٍ ذاتِ شُعْبَتَیْنِ؛ و قد روی بیت سُوَیْدِ بن صامِتٍ بالوجهین جمیعاً: لیست بِسَنْهاءٍ، و لا رُجَّبِیَّةٍ، و لكِنْ عَرایا فی السِّنینَ الجَوائِح یَصِفُ نَخْلة بالجَوْدةِ، و أَنها لیس فیها سَنْهاءُ؛ و السنهاءُ: التی أَصابتها السَّنةُ، یعنی أَضَرَّ بها الجَدْبُ؛ و قیل: هی التی تحمل سنة و تَترك أُخری؛ و العَرایا: جمع عَرِیَّةٍ، و هی التی یُوهَبُ ثَمرُها. و الجَوائحُ: السِّنونُ الشِّدادُ التی تُجِیحُ المالَ؛ و قبل هذا البیت: أَدِینُ، و ما دَیْنِی عَلَیْكُم بِمَغْرَمٍ، و لكِنْ عَلی الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ أَی إِنما آخُذُ بدَیْنٍ، علی أَن أُؤَدِّیَه من مالی و ما یَرْزُقُ اللّه من ثَمَرة نَخْلی، و لا أُكلِّفُكم قَضاءَ دَیْنی عنی. و الشُّمُّ: الطِّوالُ. و الجِلادُ: الصَّابِراتُ علی العَطَشِ و الحَرِّ و البَرْدِ. و القَراوِحُ: التی انْجَرَدَ كَرَبُها، واحِدها قِرْواحٌ، و كان الأَصل قَراویحَ، فحَذَفَ الیاءَ للضرورة. و قیل: تَرْجِیبُها أَن تُضَمَّ أَعْذاقُها إِلی سَعَفاتِها، ثم تُشَدُّ بالخُوصِ لئلا یَنْفُضَها الرِّیحُ، و قیل: هو أَن یُوضَعَ الشَّوْكُ حَوالی الأَعْذاقِ لئلا یَصِلَ إِلیها آكلٌ فلا تُسْرَق، و ذلك إِذا كانت غَریبةً طَریفةً، تقول: رَجَّبْتُها تَرْجِیباً. و‌قال الحُبابُ ابن المُنْذِر: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّكُ، و عُذَیْقُها المُرَجَّبُ؛ قال یعقوب: التَّرْجِیبُ هنا إِرفادُ النَّخلةِ من جانب، لِیَمْنَعَها من السُّقوط، أَی إِن لی عَشِیرةً تُعَضِّدُنی، و تَمْنَعُنی، و تُرْفِدُنی. و العُذَیْقُ: تصغیر عَذْقٍ، بالفتح، و هی النخلة؛ و قد وَرَدَ‌فی حَدیث السَّقِیفَةِ: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّكُ، و عُذَیْقُها المُرَجَّبُ؛ و هو تصغیر تعظیم، و قیل: أَراد بالتَّرْجِیبِ التَّعْظِیمَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 413
و رَجِبَ فلانٌ مولاه أَی عَظَّمَه، و منه سمی رَجَبٌ لأَنه كان یُعَظَّم؛ فأَما قول سَلامةَ بن جَنْدَلٍ: و العادِیاتُ أَسابِیُّ الدِّماءِ بِها، كأَنَّ أَعْناقَها أَنْصابُ تَرْجِیبِ فإِنه شَبَّهَ أَعْناقَ الخیل بالنخل المُرَجَّبِ؛ و قیل: شبَّه أَعْناقَها بالحجارة التی تُذْبَح علیها النَّسائِكُ. قال: و هذا یدل علی صِحَّةِ قولِ مَن جَعل التَّرجِیبَ دَعْماً للنخلة؛ و قال أَبو عبید: یُفَسِّر هذا البیتَ تَفْسیرانِ: أَحدهما أَنت یكون شبَّه انْتِصابَ أَعْناقِها بِجِدارِ تَرْجِیبِ النخل، و الآخَرُ أَن یكون أَراد الدِّماءَ التی تُراقُ فی رجب. و قال أَبو حنیفة: رُجِّبَ الكَرْمُ: سُوِّیت سُرُوغُه، و وُضِعَ مَواضِعَه مِنَ الدَّعَمِ و القِلالِ. و رَجَبَ العُودُ: خَرج مُنْفَرداً. و الرُّجْبُ: ما بین الضِّلَعِ و القَصِّ. و الأَرْجابُ: الأَمْعاءُ، و لیس لها واحد عند أَبی عبید، و قال كراع: واحدها رَجَبٌ، بفتح الراءِ و الجیم. و قال ابن حمدویه: واحدها رِجْبٌ، بكسر الراءِ و سكون الجیم. و الرَّواجِبُ: مَفاصِلُ أُصولِ الأَصابع التی تلی الأَنامل؛ و قیل: هی بَواطِنُ مَفاصِلِ أُصولِ الأَصابِع؛ و قیل: هی قَصَبُ الأَصابع؛ و قیل: هی ظُهُورُ السُّلامیَّات؛ و قیل: هی ما بین البَراجِم من السُّلامیَّات؛ و قیل: هی مَفاصِلُ الأَصابع، واحدتها راجِبةٌ، ثم البَراجِمُ، ثم الأَشاجِعُ اللاتی تلی الكَفَّ. ابن الأَعرابی: الرَّاجِبةُ البُقْعَةُ المَلْساء بینَ البراجِمِ؛ قال: و البراجِمُ المُشَنَّجاتُ فی مَفاصِل الأَصابع، فی كل إِصْبَعٍ ثَلاثُ بُرْجُماتٍ، إِلَّا الإِبهامَ. و فی الحدیث: أَ لا تُنَقُّونَ رواجِبَكم؟هی ما بین عُقد الأَصابع من داخل، واحدها راجِبةٌ. و البراجِمُ: العُقَد المُتَشَنِّجَةُ فی ظاهِر الأَصابعِ. اللیث: راجِبةُ الطائِر الإِصْبَعُ التی تلی الدَّائِرةَ مِن الجانبین الوَحْشِیَّیْن مِن الرِّجْلَیْن؛ و قول صخر الغی: تَمَلَّی بها طُولَ الحیاةِ، فَقَرْنُه له حَیَدٌ، أَشْرافُها كالرَّواجِبِ شَبَّه ما نتأَ مِنْ قَرْنِه، بما نَتَأَ من أُصُولِ الأَصابع إِذا ضُمَّت الكَفُّ؛ و قال كراع: واحدتها رُجْبةٌ؛ قال: و لا أَدری كیف ذلك، لأَنَّ فُعْلة لا تكسر علی فَواعِلَ. أَبو العمیثل: رَجَبْتُ فلاناً بقَوْلِ سَیِّئٍ و رَجَمْتُه بمعنی صكَكْتُه. و الرَّواجِبُ من الحِمار: عُروقُ مَخارج صَوْتِه، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: طَوَی بَطنَه طُولُ الطِّراد، فأَصْبَحَتْ تَقَلْقَلُ، مِنْ طُولِ الطِّرادِ، رَواجِبُهْ و الرُّجْبةُ: بناءٌ یُبْنی، یُصَادُ به الذئب و غیره، یوضع فیه لحم، و یُشَدُّ بخَیْط، فإِذا جَذَبه سَقَط علیه الرُّجْبةُ.

رحب؛ ج1، ص: 413

: الرُّحْبُ، بالضم: السَّعةُ. رَحُبَ الشی‌ءُ رُحْباً و رَحابةً، فهو رَحْبٌ و رَحِیبٌ و رُحابٌ، و أَرْحَبَ: اتَّسَعَ. و أَرْحَبْتُ الشی‌ءَ: وسَّعْتُه. قال الحَجّاجُ، حِینَ قَتَلَ ابن القِرِّیَّة: أَرْحِبْ یا غُلامُ جُرْحَه و قیل للخیل: أَرْحِبْ، و أَرْحِبی أَی تَوَسَّعِی و تَباعَدی
لسان العرب، ج‌1، ص: 414
و تَنَحِّی؛ زجر لها؛ قال الكمیت بن معروف: نُعَلِّمُها: هَبی، و هَلًا، و أَرْحِبْ، و فی أَبْیاتِنا و لَنا افْتُلِینا و قالوا: رَحُبَتْ علیكَ و طُلَّتْ أَی رَحُبَتِ البِلادُ علیك و طُلَّتْ. و قال أَبو إِسحاق: رَحُبَتْ بِلادُكَ و طُلَّت أَی اتَّسَعَتْ و أَصابَها الطَّلُّ. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: علی طریقٍ رَحْبٍ‌أَی واسِعٍ. و رجُل رَحْبُ الصَّدْرِ، و رُحْبُ الصدر، و رحِیبُ الجَوْفِ: واسِعُهما. و فلان رحِیبُ الصَّدْر أَی واسع الصدر؛ و‌فی حدیث ابن عوف، رضی اللّه عنه: قَلِّدوا أَمْرَكُم رَحْب الذِّراع‌أَی واسِعَ القُوَّةِ عند الشَّدائد. و رَحُبَت الدَّارُ و أَرْحَبَتْ بمعنی أَی اتَّسَعَتْ. و امرأَةٌ رُحابٌ أَی واسِعةٌ. و الرَّحْبُ، بالفتح، و الرَّحِیبُ: الشی‌ء الواسِعُ، تقول منه: بلد رَحْبٌ، و أَرضٌ رَحْبةٌ؛ الأَزهری: ذهب الفراء إِلی أَنه یقال بَلَدٌ رَحْبٌ، و بِلادٌ رَحْبةٌ، كما یقال بَلَدٌ سَهْلٌ، و بِلادٌ سَهْلة، و قد رَحُبَت تَرْحُبُ، و رَحُبَ یَرْحُبُ رُحْباً و رَحابةً، و رَحِبَتْ رَحَباً؛ قال الأَزهری: و أَرْحَبَتْ، لغة بذلك المعنی. و قِدْرٌ رُحابٌ أَی واسِعةٌ. و قول اللّه، عز و جل: ضٰاقَتْ عَلَیْهِمُ الْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ؛ أَی علی رُحْبِها و سَعَتها. و‌فی حدیث كَعْب بن مالك: فنحنُ، كما قال اللّه تعالی: ضٰاقَتْ عَلَیْهِمُ الْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ.و أَرضٌ رَحِیبةٌ: واسِعةٌ. ابن الأَعرابی: و الرَّحْبةُ ما اتَّسع من الأَرض، و جمعُها رُحَبٌ، مثل قَرْیةٍ و قُرًی؛ قال الأَزهری: و هذا یجی‌ء شاذاً فی باب الناقص، فأَما السالم فما سمعت فَعْلةً جُمعت علی فُعَلٍ؛ قال: و ابن الأَعرابی ثقة، لا یقول إِلا ما قد سَمِعَه. و قولهم فی تحیة الوارد: أَهْلًا و مَرْحَباً أَیْ صادَفْتَ أَهْلًا و مَرْحباً. و قالوا: مَرْحَبَك اللّهُ و مَسْهَلَكَ. و قولهم: مَرْحَباً و أَهْلًا أَی أَتَیْتَ سعةً، و أَتَیْتَ أَهْلًا، فاسْتَأْنِس و لا تَسْتَوْحِشْ. و قال اللیث: معنی قول العرب مَرْحَباً: انزل فی الرَّحْب و السَّعةِ، و أَقِمْ، فلَكَ عِندنا ذلك. و سئل الخلیل عن نصب مَرْحَباً، فقال: فیه كَمِینُ الفِعْل؛ أَراد: به انْزِلْ أَو أَقِمْ، فنُصِب بفعل مضمر، فلما عُرِف معناه المراد به، أُمِیتَ الفِعلُ. قال الأَزهری، و قال غیره، فی قولهم مَرْحَباً: أَتَیْتَ أَو لَقِیتَ رُحْباً و سَعةً، لا ضِیقاً؛ و كذلك إِذا قال: سَهْلًا، أَراد: نَزَلْت بلَداً سَهْلًا، لا حَزْناً غَلِیظاً. شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول: مَرْحَبَكَ اللّهُ و مَسْهَلَكَ و مَرْحَباً بك اللّهُ؛ و مَسْهَلًا بك اللّهُ و تقول العرب: لا مَرْحَباً بك أَی لا رَحُبَتْ علیك بلادُك قال: و هی من المصادر التی تقع فی الدُّعاءِ للرجل و علیه، نحو سَقْیاً و رَعْیاً، و جَدْعاً و عَقْراً؛ یریدون سَقاكَ اللّهُ و رَعاكَ اللّهُ؛ و قال الفراءُ: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَباً؛ كأَنه وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِیبِ. و رَحَّبَ بالرجل تَرْحِیباً: قال له مَرْحَباً؛ و رَحَّبَ به دعاه إِلی الرَّحْبِ و السَّعَةِ. و‌فی الحدیث: قال لِخُزَیمةَ بن حُكَیْمٍ: مَرْحَباً، أَی لَقِیتَ رَحْباً و سَعةً؛ و قیل: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَباً؛ فجعلَ المَرْحَبَ موضع التَّرْحِیب. و رَحَبَةُ المسجِد و الدارِ، بالتحریك: ساحَتُهما و مُتَسَعُهما. قال سیبویه: رَحَبَةٌ و رِحابٌ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 415
كرَقَبةٍ و رِقابٍ، و رَحَبٌ و رَحَباتٌ. الأَزهری، قال الفراءُ: یقال للصَّحْراءِ بین أَفْنِیَةِ القوم و المَسْجِد: رَحْبَةٌ و رَحَبَةٌ؛ و سمیت الرَّحَبَةُ رَحَبَةً، لسَعَتِها بما رَحُبَتْ أَی بما اتَّسَعَتْ. یقال: منزل رَحِیبٌ و رَحْبٌ. و رِحابُ الوادِی: مَسایِلُ الماءِ من جانِبَیْه فیه، واحدتها رَحَبةٌ. و رَحَبَةُ الثُّمام: مُجْتَمَعُه و مَنْبِتُه. و رَحائبُ التُّخوم: سَعةُ أَقْطارِ الأَرض. و الرَّحَبةُ: مَوضِعُ العِنَبِ، بمنزلة الجَرینِ للتَّمر، و كلُّه من الاتساع. و قال أَبو حنیفة: الرَّحْبَةُ و الرَّحَبةُ، و التثقیل أَكثر: أَرض واسِعةٌ، مِنْباتٌ، مِحْلالٌ. و كلمة شاذة تحكی عن نصر بن سَیَّارٍ: أَ رَحُبَكُم الدُّخولُ فی طاعةِ ابن الكِرْمانِی أَی أَ وَسِعَكم، فعَدَّی فَعُلَ، و لیست مُتَعدِّیةً عند النحویین، إِلا أَن أَبا علی الفارسی حكی أَن هذیلًا تعدیها إِذا كانت قابلة للتعدّی بمعناها؛ كقوله: و لم تَبْصُرِ العَیْنُ فیها كِلابا قال فی الصحاح: لم یجئْ فی الصحیح فَعُلَ، بضم العین، متعدیاً غیر هذا. و أَمَّا المعتل فقد اختلفوا فیه، قال الكسائی: أَصل قُلْتُه قَوُلْتُه، و قال سیبویه: لا یجوز ذلك، لأَنه لا یتعدّی، و لیس كذلك طُلْته، أَ لا تری أَنك تقول طویل؟ الأَزهری، قال اللیث: هذه كلمة شاذة علی فَعُلَ مُجاوِزٌ، و فَعُلَ لا یكون مُجاوِزاً أَبداً. قال الأَزهری: لا یجوز رَحُبَكُم عند النحویین، و نصر لیس بحجة. و الرُّحْبَی، علی بناءِ فُعْلَی: أَعْرَضُ ضِلَعٍ فی الصدرِ، و إِنما یكون الناحِزُ فی الرُّحْبَیَیْنِ، و هما مَرْجِعا المِرْفقین. و الرُّحْبَیانِ: الضِّلَعانِ اللتان تَلِیانِ الإِبْطَیْنِ فی أَعْلَی الأَضْلاع؛ و قیل: هما مَرْجِعا المِرْفقین، واحدهما رُحْبَی. و قیل: الرُّحْبی ما بین مَغْرِز العُنق إِلی مُنْقَطَعِ الشَّراسِیف؛ و قیل: هی ما بین ضِلَعَی أَصل العُنق إِلی مَرْجع الكَتِف. و الرُّحْبی: سِمةٌ تَسِمُ بها العرَبُ علی جَنْبِ البَعِیر. و الرُّحَیْباءُ من الفرس: أَعْلَی الكَشْحَیْنِ، و هما رُحَیْباوانِ. الأَزهری: الرُحْبَی مَنْبِضُ القَلْبِ من الدَّوابِّ و الإنسانِ أَی مكانُ نَبْض قلبه و خَفَقانِه. و رَحْبةُ مالك بن طَوْقٍ: مَدینةٌ أَحْدَثَها مالكٌ علی شاطِئِ الفُراتِ. و رُحابةُ: موضعٌ معروفٌ. ابن شمیل: الرِّحابُ فی الأَودیة، الواحدة رحْبةٌ، و هی مواضع مُتَواطِئةٌ یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ، و هی أَسْرَعُ الأَرض نباتاً، تكون عند مُنْتَهَی الوادِی، و فی وَسَطِه، و قد تكون فی المكانِ المُشْرِف، یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ، و ما حَوْلَها مُشْرِفٌ علیها، و إِذا كانت فی الأَرضِ المُسْتَوِیَةِ نزلَها الناسُ، و إِذا كانت فی بطن المَسایِل لم یَنْزلْها الناسُ؛ فإِذا كانت فی بطن الوادی، فهی أُقْنَةٌ أَی حُفْرةٌ تُمْسِكُ الماءَ، لیست بالقَعِیرة جِدّاً، و سَعَتُها قَدْرُ غلْوةٍ، و الناسُ یَنْزِلُون ناحیةً منها، و لا تكون الرِّحابُ فی الرَّمل، و تكون فی بطون الأَرضِ، و فی ظَواهِرِها. و بنُو رَحْبةَ: بَطْنٌ مِن حِمْیَر. و بنُو رَحَبٍ: بَطْن من هَمْدانَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 416
و أَرْحَبُ: قَبِیلَةٌ من هَمْدانَ. و بنُو أَرْحَبَ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، إِلیهم تُنْسَبُ النَّجائبُ الأَرْحَبِیَّةُ. قال الكمیت، شاهداً علی القبیلة بنی أَرْحَبَ.یَقُولونَ: لَمْ یُورَثْ، و لَوْ لا تُراثُه، لقد شَرِكَتْ فیه بَكِیلٌ و أَرْحَبُ اللیث: أَرْحَبُ حَیٌّ، أَو موضع یُنْسَبُ إِلیه النَّجائبُ الأَرْحَبِیَّةُ؛ قال الأَزهری: و یحتمل أَن یكون أَرْحَبُ فَحْلًا تُنْسَبُ إِلیه النجائب، لأَنها من نَسْلِه. و الرَّحِیبُ: الأَكُولُ. و مَرْحَبٌ: اسم. و مَرْحَبٌ: فَرَسُ عبدِ اللّه بن عَبْدٍ. و الرُّحابةُ: أُطُمٌ بالمدینة؛ و قول النابغة الجعدی: و بعضُ الأَخِلَّاءِ، عِنْدَ البَلاءِ و الرُّزْءِ، أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ و كیفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خَلالَتُه كأَبِی مَرْحَبِ؟ أَراد كخَلالَةِ أَبی مَرْحَبٍ، یَعْنِی به الظِّلَّ.

ردب؛ ج1، ص: 416

: الإِرْدَبُّ: مِكْیالٌ ضَخْمٌ لأَهلِ مِصْر؛ قیل: یَضُمُّ أَربعةً و عشرین صاعاً؛ قال الأَخطل: قَوْمٌ، إِذا اسْتَنْبَحَ الأَضْیافُ كَلْبَهُمُ، قالوا لأُمِّهِم: بُولی علی النَّارِ و الخُبزُ كالعَنْبرِ الهِنْدِیِّ عِنْدَهُمُ، و القَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِینارِ قال الأَصمعی و غیره: البَیْتُ الأَوَّل من هذین البَیْتَیْنِ أَهْجَی بیت قالته العَرَبُ، لأَنه جَمَع ضُرُوباً من الهِجاءِ، لأَنه نَسَبَهم إِلی البُخْل، لكونهم یُطْفِئُون نارَهم مَخافةَ الضِّیفان، و كونِهم یَبْخَلُون بالماءِ فیُعَوِّضُونَ عنه البولَ، و كونِهم یَبْخَلُون بالحَطَبِ فنارُهُمْ ضَعِیفَةٌ یُطْفِئُها بَوْلَة، و كونِ تلكَ البَوْلَة بَوْلَة عَجُوزٍ، و هی أَقلُّ مِن بَوْلَةِ الشابة؛ و وصَفَهم بامْتِهانِ أُمِّهم، و ذلك لِلُؤْمِهِم، و أَنهم لا خَدَم لَهم. قال الشیخ أَبو محمد بن بری: قوله الإِرْدَبُّ مِكْیالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْر، لیس بصحیح، لأَنَّ الإِرْدَبَّ لا یُكال به، و إِنما یُكالُ بالوَیْبَةِ، و الإِرْدَبُّ بها سِتُّ وَیْباتٍ. و‌فی الحدیث: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمَها و قَفِیزَها، و مَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها، و عُدْتُم من حَیْثُ بَدَأْتُمْ.الأَزهری: الإِرْدَبُّ مِكْیالٌ معروف لأَهْلِ مِصْرَ، یقال إِنه یَأْخُذُ أَرْبَعَةً و عِشرینَ صاعاً مِن الطَّعامِ بصاعِ النبیِّ، صلی اللّه علیه و سلم؛ و القَنْقَل: نِصفُ الإِرْدَبّ. قال: و الإِرْدَبُّ أَربعةٌ و ستُّون مَنّاً بمَنِّ بَلَدِنا. و یقال للبالُوعةِ من الخَزَف الواسِعَةِ: إِرْدَبَّة؛ شُبِّهَتْ بالإِرْدَبِّ المكیالِ، و جمع الإِرْدَبِّ: أَرادِبُّ. و الإِرْدَبُّ: القَناةُ التی یَجْری فیها الماءُ علی وجهِ الأَرضِ. و الإِرْدَبَّةُ: القِرْمِیدَةُ. و فی الصحاح: الإِرْدَبَّة القِرْمِیدُ، و هو الآجُرُّ الكبیرُ.

رزب؛ ج1، ص: 416

: المِرْزَبَة و الإِرْزَبَّة: عُصَیَّة من حدیدٍ. و الإِرْزَبَّة: التی یُكْسر بها المَدَرُ، فإِن قُلْتَها بالمیم، خَفَّفْتَ الباءَ، و قُلْتَ المِرْزَبَة؛ و أَنشد الفراءُ: ضَرْبك بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 417
و‌فی حدیث أَبی جهل: فإِذا رجلٌ أَسودُ یَضْرِبُه بمِرْزَبةٍ.المِرْزَبة، بالتخفیفِ: المِطْرَقةُ الكبیرةُ التی تكون للحدَّادِ. و‌فی حدیث المَلك: و بیدِه مِرْزَبَة.و یقال لها: الإِرْزَبَّة أَیضاً، بالهمز و التشدیدِ. و رجلٌ إِرْزَبٌّ، ملحق بِجِرْدَحْلٍ: قصیرٌ غلیظٌ شدیدٌ. و فَرْجٌ إِرْزَبٌّ: ضَخْمٌ؛ و كذلك الرَّكَب؛ قال: إِنَّ لها لرَكَباً إِرْزَبَّا، كأَنه جَبْهَةُ ذَرَّی حبَّا و الإِرْزَبُّ: فَرْجُ المرأَةِ، عن كراع، جَعَلَه اسماً له. الجوهری: رَكَبٌ إِرْزَبٌّ أَی ضَخْمٌ؛ قال رؤبة: كَزّ المُحَیَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ و رجل إِرْزَبٌّ: كبیرٌ. قال أَبو العباس: الإِرْزَبُّ العظیم الجسیمُ الأَحْمَق؛ و أَنشد الأَصمعی: كَزّ المُحَیَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ و المِرْزابُ: لغة فی المیزابِ، و لیست بالفصیحة، و أَنْكَرَه أَبو عبید. و المِرزابُ: السفینة العظیمة، و الجمعُ المرازیبُ؛ قال جریر: یَنْهَسْنَ من كلِّ مَخْشِیِّ الرَّدَی قُذُفٍ، كما تَقاذَف، فی الیَمِّ، المَرازیبُ الجوهری: المرازِیبُ السُّفُنُ الطِّوالُ. و أَما المَرازِبةُ من الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ، الواحِدُ مَرْزُبانٌ، بضم الزای. و‌فی الحدیث: أَتیتُ الحِیرَة فرأَیْتُهم یسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم: هو، بضم الزای، أَحَدُ مَرَازِبة الفُرْسِ، و هو الفارِسُ الشُّجاعُ، المقدّمُ علی القَوْمِ دون المَلِك، و هو مُعَرَّب؛ و منه قولهم للأَسَدِ: مَرْزُبان الزَّأْرَةِ، و الأَصل فیه أَحَدُ مَرازِبة الفُرْسِ؛ قال أَوسُ بن حَجَر، فی صفَةِ أَسَد: لَیْثٌ، علیه، من البَرْدِیِّ، هِبْرِیةٌ، كالمَرْزُبانیِّ، عَیَّالٌ بأَوْصالِ قال ابن بری: و الهِبْرِیةُ ما سَقَط علیه من أَطْرافِ البَرْدِیِّ؛ و یقال للحَزازِ فی الرأْس: هِبْرِیة و إِبْرِیة. و العَیَّالُ: المُتَبَخْتِرُ فی مَشْیِه، و من رواه: عَیَّارٌ، بالراءِ، فمعناه: أَنه یَذْهَب بأَوْصالِ الرِّجالِ إِلی أَجَمَتِه؛ و منه قولهم: ما أَدْرِی أَیُّ الرِّجالِ عارَه أَی ذَهَبَ به؛ و المَشهورُ فیمن رواه: عَیَّالٌ، أَن یكون بعدَه بآصالِ، لأَن العَیَّال المُتَبَختر أَی یخرُج العَشِیَّاتِ، و هی الأَصائلُ، متَبَخْتِراً؛ و من رواه: عَیَّار، بالراءِ، قال الذی بعدَه بأَوْصالِ. و الذی ذكره الجوهری عَیَّالٌ بأَوْصالِ، و لیس كذلك فی شعره، إِنما هو علی ما قَدَّمنا ذِكره. قال الجوهری: و رواه المفَضَّل كالمَزبرانی، بتقدیم الزای، عَیّارٌ بأَوْصال، بالراءِ، ذهب إِلی زُبْرَةِ الأَسَد، فقال له الأَصْمَعی: یا عَجَباهْ الشی‌ءُ یُشَبَّه بنفسِه، و إِنما هو المَرْزُبانیُّ؛ و تقول: فلانٌ علی مَرْزَبة كذا، و له مَرْزَبة كذا، كما تقول: له دَهْقَنة كذا. ابن بری: حكی عن الأَصمعی أَنه یقال للرئیس من العجم مَرْزُبان و مَزْبُران، بالراءِ و الزای، قال: فعلی هذا یصحّ ما رواه المُفَضَّل.

رسب؛ ج1، ص: 417

: الرُّسُوبُ: الذَّهابُ فی الماءِ سُفْلًا. رَسَبَ «4» الشی‌ءُ فی الماءِ یَرْسُب رُسُوباً، و رَسُبَ: ذهَبَ سُفلًا. و رَسَبَتْ عَیْناه: غارَتَا. و‌فی حدیث
(4). قوله [رسب] فی القاموس أنه علی وزن صرد و سبب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 418
الحسن یَصِفُ أَهلَ النار: إِذا طَفَتْ بهم النارُ، أَرْسَبَتْهُم الأَغْلالُ، أَی إِذا رَفَعَتْهم و أَظْهَرَتْهُم، حَطَّتْهم الأَغْلالُ بثِقَلِها إِلی أَسْفَلِها. و سَیْفٌ رَسَبٌ و رَسُوبٌ: ماضٍ، یَغِیبُ فی الضَّریبةِ؛ قال الهذلی: أَبیض كالرَّجْعِ، رَسُوب، إِذا ما ثاخَ فی مُحْتَفَلٍ، یَخْتَلِی و كان لرسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، سَیْفٌ یقال له رَسُوبٌ أَی یَمْضِی فی الضَّریبةِ و یَغِیبُ فیها. و كان لخالد بن الولید سَیْفٌ سَمَّاه مِرْسَباً، و فیه یقول: ضَرَبْتُ بالمِرْسَبِ رأْسَ البِطْریقِ، بصارِمٍ ذِی هَبَّةٍ فَتِیقِ «1» كأَنه آلةٌ للرُّسوبِ. و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: قُبِّحْت من سالِفةٍ، و مِن قَفا عَبْدٍ، إِذا ما رَسَبَ القَوْمُ، طَفَا قال أَبو العباس: معناه أَن الحُلَماءَ إِذا ما تَرَزَّنوا فی مَحافِلِهم، طَفا هو بجَهْلِه، أَی نَزَا بجَهْلِه. و المَراسِبُ: الأَواسِی. و الرَّسوبُ: الحلیم. و فی النوادر: الرَّوْسَبُ و الرَّوْسَمُ: الداهِیةُ. و الرَّسُوب: الكَمَرة، كأَنها لِمَغیبِها عند الجماعِ. و جَبَل راسِبٌ: ثابتٌ. و بَنُو راسبٍ: حیٌّ من العرب. قال: و فی العربِ حَیَّانِ یُنْسبان إِلی راسبٍ: حیّ فی قُضاعة، و حیٌّ فی الأَسْد الذین منهم عبد اللّه بن وهب الراسبِی.

رشب؛ ج1، ص: 418

: التهذیبُ، أَبو عمرو: المَراشِبُ: جَعْوُ رُؤُوسِ الخُروسِ؛ و الجَعْوُ: الطینُ، و الخُرُوسُ: الدِّنانُ.

رضب؛ ج1، ص: 418

: الرُّضابُ: ما یَرْضُبُه الإِنسانُ من رِیقِه كأَنه یَمْتَصُّه، و إِذا قَبَّل جاریَتَه رَضَبَ رِیقَها. و‌فی الحدیث: كأَنِّی أَنْظُر إِلی رُضابِ بُزاقِ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم.البُزاقُ: ما سالَ؛ و الرُّضابُ منه: ما تَحَبَّبَ و انْتَشر؛ یرید: كأَنی أَنْظُر إِلی ما تحَبَّبَ و انْتَشَر من بُزَاقِه، حین تَفَلَ فیه. قال الهرویّ: و إِنما أَضاف فی الحدیث الرُّضابَ إِلی البُزاقِ، لأَن البُزاقَ من الریقِ ما سالَ. و قد رَضَبَ ریقَها یَرْضُبُه رَضْباً، و تَرَضَّبَه: رَشَفَه. و الرُّضابُ: الریقُ؛ و قیل: الریقُ المَرْشُوف؛ و قیل: هو تَقَطُّع الریقِ فی الفَمِ، و كثْرةُ ماءِ الأَسنانِ، فعُبِّر عنه بالمَصْدرِ، قال: و لا أَدری كیف هذا؛ و قیل: هو قِطَعُ الریق، قال: و لا أَدری كیف هذا أَیضاً. و المَراضِب: الأَرْیاق العذبة. و الرُّضَاب: قطَع الثلج و السُّكَّر و البَرَد، قاله عُمارة بن عَقِیل. و الرُّضَابُ: لُعَابُ العَسَل، و هو رَغْوته. و رُضَاب المِسْك: قِطَعه. و الرُّضابُ: فُتاتُ المِسْكِ؛ قال: و إِذَا تَبْسِمُ، تُبْدِی حَبَباً، كرُضابِ المِسْكِ بِالمَاءِ الخَصِرْ و رُضابُ الفَمِ: ما تَقَطَّع من رِیقِه. و رُضابُ
(1). قوله: [ضربت بالمرسب رأس البطریق بصارم إلخ] أورد الصاغانی فی التكملة بین هذین المشطورین ثالثاً و هو [علوت منه مجمع الفروق] ثم قال: و بین أضرب هذه المشاطیر تعاد لأَن الضرب الأَول مقطوع مذال و الثانی و الثالث مخنونان مقطوعان انتهی و فیه مع ذلك أن القافیة فی الأَول مقیدة و فی الأَخیرین مطلقة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 419
النَّدَی: ما تَقَطَّع منه علی الشَّجَرِ. و الرَّضْب: الفِعْل. و ماءٌ رُضابٌ: عَذْبٌ؛ قال رُؤْبة: كالنَّحْلِ فی المَاءِ الرُّضَابِ، العَذْبِ و قیل: الرُّضابُ هَاهنا: البَرْدُ؛ و قوله: كالنَّحْلِ أَی كَعَسَلِ النَّحْل؛ و مثله قول كثیر عزة: كالیَهُودِیِّ مِنْ نَطَاةَ الرِّقالِ أَراد: كنَخْلِ الیَهُودیّ؛ أَ لا تَری أَنه قد وَصَفَها بالرِّقَالِ، و هی الطِّوالُ من النَّخْلِ؟ و نَطَاةُ: خَیْبَر بعَیْنِها. و یقال لحَبّ الثَّلْجِ: رُضَاب الثَّلْج و هو البَرَدُ. و الرَّاضِبُ من المَطَرِ: السَّحُّ. قال حذیفة بن أَنس یصف ضبعاً فی مغارة: خُنَاعَةُ ضَبْعٌ، دَمَّجَتْ فی مَغارَةٍ، و أَدْرَكَها، فِیها، قِطارٌ و رَاضِبُ أَراد: ضَبُعاً، فأَسْكَن الباء؛ و معنی دَمَّجَتْ، بالجیم: دَخَلَت، و رواه أَبو عمرو دَمَّحَتْ، بالحاءِ، أَی أَكَبَّتْ؛ و خُناعَة: أَبو قَبِیلَة، و هو خُناعَةُ بنُ سَعْدِ بنِ هُذَیل بن مُدْرِكَة. و قد رَضَبَ المَطَر و أَرْضَب؛ قال رؤبة: كأَنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الإِرْضابْ، رَوَّی قِلاتاً، فی ظِلالِ الأَلْصَابْ أَبو عمرو: رَضَبَتِ السَّماءُ و هَضَبَتْ. و مَطَرٌ راضِبٌ أَی هَاطِلٌ. و الرَّاضِبُ: ضَرْبٌ من السِّدْرِ، واحدته رَاضِبة و رَضَبة، فإِنْ صَحَّت رَضَبَة، فَراضِبٌ فی جَمِیعِها اسمٌ للجمع. و رَضَبَتِ الشَّاةُ كرَبَضَت، قَلِیلَةٌ.

رطب؛ ج1، ص: 419

: الرَّطْبُ، بالفَتْحِ: ضدُّ الیابسِ. و الرَّطْبُ: النَّاعِمُ. رَطُبَ، بالضَّمِّ، یَرْطُب رُطوبَةً و رَطابَةً، و رَطِبَ فهو رَطْبٌ و رَطِیبٌ، و رَطَّبْتُه أَنا تَرْطِیباً. و جارِیَةٌ رَطْبَة: رَخْصَة. و غلام رَطْبٌ: فیه لِینُ النساءِ. و یقال للمرْأَةِ: یا رَطَابِ تُسَبُّ به. و الرُّطُبُ: كلُّ عُودٍ رَطْبٍ، و هو جَمْعُ رَطْبٍ. و غُصنٌ رَطِیبٌ، و رِیشٌ رَطِیبٌ أَی ناعِمٌ. و المَرْطُوبُ: صاحِبُ الرُّطُوبَةِ. و‌فی الحدیث: مَن أَرَادَ أَنْ یَقْرَأَ القُرْآن رَطْباً‌أَی لَیِّناً لا شِدَّةَ فی صَوْتِ قَارِئِه. و الرُّطْبُ و الرُّطُبُ: الرِّعْیُ الأَخْضَرُ من بُقُولِ الرَّبِیعِ؛ و فی التهذیب: من البَقْلِ و الشجر، و هو اسْمٌ للجِنْسِ. و الرُّطْبُ، بالضمِّ، ساكِنَةَ الطاءِ: الكَلأُ؛ و منه قول ذی الرمة: حَتی إِذا مَعْمَعَانُ الصَّیْفِ هَبَّ لَهُ، بأَجَّةٍ، نَشَّ عَنْها المَاءُ و الرُّطْبُ و هو مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ، أَراد: هَیْجَ كُلِّ عُودٍ رَطْبٍ، و الرُّطْبُ: جَمعُ رَطْبٍ؛ أَراد: ذَوَی كُلُّ عُودٍ رَطْبٍ فَهاجَ. و قال أَبو حنیفة: الرُّطْب جماعة العُشْبِ الرَّطْبِ. و أَرْضٌ مُرْطِبةٌ أَی مُعْشِبَةٌ، كَثِیرةُ الرُّطْبِ و العُشْبِ و الكَلإِ. و الرَّطْبة: رَوْضَة الفِصْفِصَة ما دامَتْ خَضْراءَ؛ و قیل: هی الفِصْفِصَةُ نَفْسُها، و جمعُها رِطابٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 420
و رَطَبَ الدَّابَّة: عَلَفها رَطْبَةً. و فی الصحاح: الرَّطبة، بالفَتْح: القَضْبُ خَاصَّة، ما دامَ طَرِیّاً رَطْباً؛ تقول منه: رَطَبْتُ الفَرَس رَطْباً و رُطوباً، عن أَبی عبید. و‌فی الحدیث: أَنَّ امرَأَةً قالت: یا رسولَ اللّه، إِنَّا كَلٌّ علی آبائِنَا و أَبْنائِنَا، فما یَحِلُّ لَنا منْ أَمْوالِهِمْ؟ فقال: الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه و تُهْدِینَه؛ أَراد: مَا لا یُدَّخَر، و لا یَبْقَی كالفواكهِ و البُقول؛ و إِنما خَصَّ الرَّطْبَ لأَنَّ خَطْبَه أَیْسَر، و الفسادَ إِلیه أَسرَعُ، فإِذا تُرِكَ و لم یُؤْكَلْ، هَلَك و رُمِیَ، بخلافِ الیابس إِذا رُفِعَ و ادُّخِرَ، فوَقَعَتِ المُسامَحة فی ذلك بتركِ الاسْتِئْذانِ، و أَن یجری علی العادةِ المُسْتحسَنةِ فیه؛ قال: و هذا فیما بین الآباءِ و الأُمَّهاتِ و الأَبناءِ، دون الأَزواجِ و الزَّوجاتِ، فلیس لأَحدِهما أَن یَفعل شیئاً إِلَّا بإِذنِ صاحبِه. و الرُّطَبُ: نَضِیجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ یُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قال سیبویه: لیس رُطَبٌ بتكسیرِ رُطَبةٍ، و إِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، واحد اللفظ مُذَكَّر؛ یقولون: هذا الرُّطَب، و لو كان تَكْسیراً لأَنَّثوا. و قال أَبو حنیفة: الرُّطَب البُسْرُ إِذا انهَضَم فَلانَ و حَلا؛ و فی الصحاح: الرُّطَبُ من التمر معروفٌ، الواحدة رُطَبة، و جمع الرُّطَبِ أَرْطابٌ و رِطابٌ أَیضاً، مثلُ رُبَعٍ و رِباعٍ، و جمعُ الرُّطَبةِ رُطَباتٌ و رُطَبٌ. و رَطَبَ الرُّطَبُ و رَطُبَ و رَطَّبَ و أَرْطَبَ: حانَ أَوانُ رُطَبِه. و تَمرٌ رَطِیبٌ: مُرْطِبٌ. و أَرْطَبَ البُسْر: صار رُطَباً. و أَرْطَبَتِ النخلة، و أَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم و صار ما علیه رُطَباً. و رَطَبَهم: أَطْعَمَهم الرُّطَب. أَبو عمرو: إِذا بلَغ الرُّطَب الیَبِیس، فوُضِعَ فی الجِرارِ، و صُبَّ علیه الماءُ، فذلك الرَّبیطُ؛ فإِنْ صُبَّ علیه الدِّبْسُ، فهو المُصَقَّر. ابن الأَعرابی: یقال للرَّطْبِ: رَطِبَ یَرْطَبُ، و رَطُبَ یَرْطُبُ رُطُوبة؛ و رَطَّبَتِ البُسرة و أَرْطَبَت، فهی مُرَطِّبةٌ و مُرْطِبة. و الرَّطْبُ: المُبْتَلُّ بالماءِ. و رَطَّبَ الثوْبَ وَ غیرَه و أَرْطَبَه كِلاهما: بَلَّه؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: بشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِیب، بدُوره أَرْطَی، یَعُوذُ به، إِذا مَا یُرطَبُ

رعب؛ ج1، ص: 420

: الرُّعْبُ و الرُّعُبُ: الفَزَع و الخَوْفُ. رَعَبَه یَرْعَبُه رُعْباً و رُعُباً؛ فهو مَرْعُوبٌ و رَعِیبٌ: أَفْزَعَه؛ و لا تَقُل: أَرْعَبَه و رَعَّبَه تَرْعِیباً و تَرْعاباً، فَرَعَب رُعْباً، و ارْتَعَبَ فهو مُرَعَّبٌ و مُرْتَعِبٌ أَی فَزِعٌ. و‌فی الحدیث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسیرةَ شَهرٍ؛ كان أَعداءُ النبیِّ، صلی اللّه علیه و سلم، قد أَوْقَعَ اللّهُ فی قلوبِهمُ الخَوْفَ منه، فإِذا كان بینَه و بینَهم مَسِیرَةُ شَهْرٍ، هابُوه و فَزِعُوا منه؛ و فی حدیث الخَنْدَق: إِنَّ الأُولی رَعَّبُوا عَلَیْنا قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی روایة، بالعین المهملة، و یروی بالغین المعجمة، و المشهورُ بَغَوْا من البَغْیِ، قال: و قد تكرر الرُّعْب فی الحدیث. و التِّرْعابةُ: الفَروقة من كلِّ شی‌ءٍ. و المَرْعَبة: القَفْرة المُخِیفة، و أَن یَثِب الرجُلُ فیَقْعُدَ بجَنْبِكَ، و أَنتَ عنه غافِلٌ، فتَفْزَعَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 421
و رَعَبَ الحَوْضَ یَرْعَبُه رَعْباً: مَلأَه. و رَعَبَ السَّیْلُ الوادِیَ یَرْعَبُه: مَلأَه، و هُو منه. و سَیْلٌ راعِبٌ: یَمْلأُ الوادِیَ؛ قال مُلَیْحُ بنُ الحَكَم الهُذَلی: بِذِی هَیْدَبٍ، أَیْمَا الرُّبی تحتَ وَدْقِه، فتَرْوی، و أَیْمَا كلُّ وادٍ فیَرْعَبُ و رَعَبَ: فِعْلٌ مُتَعَدٍّ، و غیرُ متعدٍّ؛ تقول: رَعَبَ الوادی، فهو راعِبٌ إِذا امْتَلأَ بالماءِ؛ و رَعَبَ السَّیْلُ الوادِیَ: إِذا مَلأَهُ، مِثْلُ قَوْلِهم: نَقَصَ الشی‌ءُ و نَقَصْتُه، فمن رواه: فیَرْعَبُ، بضم لام كلّ، و فتح یاء یَرْعَب، فمعناه فیَمْتَلِئُ؛ و من رَوَی: فیُرْعَب، بضم الیاء، فمعناه فیُمْلأُ؛ و قد رُوِیَ بنصب كلٍّ، علی أَن یكونَ مفعولًا مقدَّماً لِیَرْعَبُ، كقولك أَمَّا زیداً فضَرَبْت، و كذلك أَمَّا كلّ وادٍ فیَرْعَب؛ و فی یَرْعَبُ ضمیرُ السَّیْلِ و المطَرِ، و روی فیُرْوِی، بضم الیاءِ و كسر الواو، بدل قوله فتَرْوَی، فالرُّبی علی هذه الروایة فی موضع نصب بیُرْوِی، و فی یُرْوی ضمیرُ السَّیْل أَو المطَر، و مَن رواه فتَرْوَی رَفَع الرُّبی بالابتداءِ و تَرْوَی خَبره. و الرَّعِیبُ: الذی یَقْطُر دَسَماً. و رَعَّبَتِ الحمامةُ: رَفَعَت هَدیلَها و شَدَّتْه. و الرَّاعِبیُّ: جِنْسٌ من الحَمَامِ. و حَمامةٌ راعِبِیَّة: تُرَعِّبُ فی صَوْتِها تَرْعِیباً، و هو شِدّة الصوت، جاءَ علی لفظِ النَّسَب، و لیس به؛ و قیلَ: هو نَسَبٌ إِلی موضِعٍ، لا أَعرِفُ صِیغة اسمِه. و تقول: إِنه لشَدِیدُ الرَّعْبِ؛ قال رؤبة: و لا أُجِیبُ الرَّعْبَ إِن دُعِیتُ و یُرْوی إِنْ رُقِیتُ. أَراد بالرَّعْب: الوعید؛ إِن رُقِیتُ، أَی خُدِعْتُ بالوعیدِ، لم أَنْقَدْ و لم أَخَفْ. و السِّنامُ المُرَعَّبُ: المُقَطَّع. و رَعَب السَّنامَ و غیرَهُ، یَرْعَبُه، و رَعَّبَه: قَطَعَه. و التِّرعِیبةُ، بالكسر: القِطْعَةُ منه، و الجمعُ تِرْعِیبٌ؛ و قیل: التِّرْعِیبُ السنامُ المُقَطَّع شَطَائِبَ مُسْتَطِیلَةً، و هو اسمٌ لا مَصدر. و حكی سیبویه: التِّرْعِیبَ فی التَّرعِیبِ، علی الإِتباعِ، و لم یَحْفِلْ بالساكِنِ لأَنه حاجِزٌ غیرُ حَصِینٍ. و سَنامٌ رَعِیبٌ أَی مُمْتَلِئٌ سَمِینٌ. و قال شمر: تَرْعِیبُه ارتِجاجُه و سِمَنُه و غِلَظُه، كأَنه یَرْتَجُّ من سِمَنِه. و الرُّعْبُوبَة: كالتِّرْعِیبةِ، و یقال: أَطْعَمَنا رُعْبُوبةً من سنامٍ عندَه، و هو الرُّعْبَبُ. و جاریةٌ رُعْبوبةٌ و رُعْبوبٌ و رِعْبیبٌ: شَطْبة تارَّةٌ، الأَخیرة عن السیرافی من هذا، و الجمع الرَّعابِیبُ؛ قال حُمَیْد: رَعابِیبُ بِیضٌ، لا قِصارٌ زَعانِفٌ، و لا قَمِعات، حُسْنُهُنَّ قَرِیبُ أَی لا تَسْتَحْسِنُها إِذا بَعُدَتْ عَنْك، و إِنما تَسْتَحْسِنُها عند التأَمُّلِ لدَمامَة قامتِها؛ و قیل: هی البیضاءُ الحَسَنةُ، الرَّطْبة الحُلْوة؛ و قیل: هی البیضاءُ فقط؛ و أَنشد اللیث: ثُمَّ ظَلِلْنا فی شِواءٍ، رُعْبَبُه مُلَهْوَجٌ، مِثل الكُشَی نُكَشِّبُهْ و قال اللحیانی: هی البیضاءُ الناعمة. و یقال لأَصلِ الطلعة: رُعْبوبة أَیضاً. و الرُّعْبُوبة: الطویلة، عن ابن الأَعرابی. و ناقة رُعْبوبة و رُعْبوبٌ: خفیفة
لسان العرب، ج‌1، ص: 422
طَیَّاشة؛ قال عبید بن الأَبرص: إِذا حَرَّكَتْها الساقُ قلت: نَعامَةٌ، و إِن زُجِرَتْ، یوماً، فلَیْسَتْ برُعْبُوبِ و الرُّعْبوبُ: الضعِیفُ الجبان. و الرَّعْب: رُقْیةٌ من السِّحْر، رَعَبَ الرَّاقی یَرْعَب رَعْباً. و رجلٌ رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ من ذلك. و الأَرْعَبُ: القَصِیرُ، و هو الرَّعیبُ أَیضاً، و جَمْعُه رُعُبٌ و رُعْبٌ؛ قالت امرأَة: إِنی لأَهْوَی الأَطْوَلِین الغُلْبا، و أُبْغِضُ المُشَیَّبِینَ الرُّعْبا و الرَّعْباءُ: موضِعٌ، و لیس بثَبَتٍ.

رغب؛ ج1، ص: 422

: الرَّغْبُ و الرُّغْبُ و الرَّغَبُ، و الرَّغْبَة و الرَّغَبُوتُ، و الرُّغْبَی و الرَّغْبَی، و الرَّغْبَاءُ: الضَّراعة و المسأَلة. و‌فی حدیث الدعاءِ: رَغْبَةً و رَهْبَةً إِلَیْكَ.قال ابن الأَثیر: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، و لو أَعْمَلَهُما مَعاً، لقال: رَغْبة إِلیكَ و رَهْبة منكَ، و لكن لمَّا جمَعَهُما فی النظم، حَمَل أَحدَهما علی الآخَرِ؛ كقول الراجز: و زَجَّجْنَ الحَواجِبَ و العُیونا و قول الآخر: مُتَقَلِّداً سَیْفاً و رُمْحاً و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، قالوا له عند موتِه: جزاكَ اللّهُ خیراً، فعَلْتَ و فَعَلْتَ؛ فقال: راغِبٌ و راهِبٌ؛ یعنی: إنَّ قولَكم لِی هذا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فیما عندی، أَو راهِبٍ منِّی؛ و قیل: أَراد إِنَّنِی راغِبٌ فیما عندَ اللّه، و راهِبٌ من عذابِه، فلا تَعْویلَ عندی علی ما قُلتم من الوصف و الإِطْراءِ. و رجل رَغَبُوت: من الرَّغْبَةِ. و قد رَغِبَ إِلیه و رَغَّبَه هو، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِذا مالَتِ الدُّنْیا علی المَرْءِ رَغَّبَتْ إِلیه، و مالَ الناسُ حیثُ یَمِیلُ و‌فی الحدیث أَن أَسماءَ بنتَ أَبی بكر، رضی اللّه عنهما، قالت: أَتَتْنِی أُمِّی راغِبةً فی العَهْدِ الذی كان بین رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و بینَ قریشٍ، و هی كافِرة، فسأَلَتْنِی، فسأَلت النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم: أَصِلُها؟ فقال: نعم.قال الأَزهری: قولُها أَتَتْنِی أُمِّی راغِبةً، أَی طائعة، تَسْأَلُ شیئاً. یقال: رَغِبْتُ إِلی فلانٍ فی كذا و كذا أَی سأَلتُه إِیَّاه. و‌رُوِی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: كیفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ الدِّینُ، و ظَهَرَتِ الرَّغْبة؟و قوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَی كثُر السُّؤال و قَلَّتِ العِفَّة، و مَعْنَی ظُهورِ الرَّغْبة: الحِرْصُ علی الجَمْع، مع مَنْعِ الحَقِّ. رَغِبَ یَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ علی الشی‌ءِ، و طَمِعَ فیه. و الرَّغْبة: السُّؤالُ و الطَّمَع. و أَرْغَبَنِی فی الشَّی‌ءِ و رغَّبَنِی، بمعنًی. و رَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: لَقُلْتُ لدَهْری: إِنَّه هو غَزْوَتی، و إِنِّی، و إِنْ رَغَّبْتَنی، غیرُ فاعِلِ و الرَّغِیبةُ من العَطاءِ: الكثیرُ، و الجمعُ الرَّغائبُ؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: لا تَغْضَبَنَّ علی امْرِئٍ فی ماله، و علی كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 423
و مَتی تُصِبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنی، و إِلی الَّذی یُعْطِی الرَّغائبَ، فارْغَبِ و یقال: إِنه لَوَهُوبٌ لكلِّ رَغِیبةٍ أَی لكلِّ مَرْغُوبٍ فیه. و المَراغِبُ: الأَطْماعُ. و المَراغِبُ: المُضْطَرَباتُ للمَعاشِ. و دَعا اللّهَ رَغْبةً و رُغْبةً، عن ابن الأَعرابی. و فی التنزیل العزیز: یَدْعُونَنٰا رَغَباً وَ رَهَباً؛ قال: و یجوز رُغْباً و رُهْباً؛ قال: و لا نعلم أَحَداً قَرَأَ بها، و نُصِبَا علی أَنهما مفعولٌ لهما؛ و یجوز فیهما المصدر. و رَغِبَ فی الشی‌ءِ رَغْباً و رَغْبةً و رَغْبَی، علی قیاس سَكْرَی، و رَغَباً بالتحریك: أَراده، فهو راغِبٌ؛ و ارْتَغَبَ فیه مثلُه. و تقول: إِلیك الرَّغْبَاءُ و منكَ النَّعْماءُ. و قال یعقوب: الرُغْبَی و الرَّغْبَاءُ مثل النُّعْمَی و النَّعْمَاءِ. و‌فی الحدیث أَنَّ ابنَ عُمرَ كان یَزِیدُ فی تَلْبِیتِه: و الرُّغْبَی إِلیكَ و العَمَل. و فی روایة: و الرَّغْباءُ‌بالمدّ، و هما من الرَّغْبة، كالنُّعْمی و النَّعْماءِ من النِّعْمةِ. أَبو زید: یقال للبَخِیل یُعْطِی من غیرِ طَبْعِ جُودٍ، و لا سَجِیَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خیر من رُغْباكَ؛ یقول: فَرَقُه منكَ خیرٌ لك، و أَحْری أَنْ یُعْطِیَكَ علیه من حُبّه لك. قال و مثَلُ العامَّة فی هذا: فَرَقٌ خیرٌ من حُبٍّ. قال أَبو الهیثم: یقول لأَنْ تُرْهَبَ، خیرٌ من أَن یُرْغَبَ فیكَ. قال: و فعلتُ ذلك رُهْباكَ أَی من رَهْبَتِك. قال و یقال: الرُّغْبَی إِلی اللّه تعالی و العملُ أَی الرَّغْبة؛ و أَصَبْتُ منك الرُّغْبَی أَی الرَّغْبة الكَثیرة. و‌فی حدیث ابن عمر: لا تَدَعْ رَكْعَتَیِ الفجر، فإِنَّ فیهما الرَّغائِبَ؛ قال الكلابی: الرَّغائِبُ ما یُرْغَبُ فیه من الثوابِ العظیمِ، یقال: رَغیبة و رَغائِب؛ و قال غیره: هی ما یَرْغَبُ فیه ذو رَغَبِ النفسِ، و رَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ و طَلَبُ الكثیر؛ و من ذلك صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغیبةٌ؛ و الرَّغیبةُ: الأَمرُ المَرْغوبُ فیه. و رَغِبَ عن الشی‌ءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، و زَهِدَ فیه و لم یُرِدْهُ. و رَغِبَ بنفسه عنه: رأَی لنفسِه علیه فضلًا. و‌فی الحدیث: إِنی لأَرْغَبُ بك عن الأَذانِ.یقال: رَغِبْتُ بفلانٍ عن هذا الأَمرِ إِذا كَرِهْتَه له، و زَهِدتَ له فیه. و الرُّغْبُ، بالضم: كثرة الأَكلِ، و شدة النَّهْمة و الشَّرَهِ. و‌فی الحدیث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ؛ و معناه الشَّرَه و النَّهْمة، و الحِرْصُ علی الدنیا، و التَّبَقُّرُ فیها؛ و قیل: سَعَة الأَمَل و طَلَبُ الكثیر. و قد رَغُبَ، بالضم، رُغْباً و رُغُباً، فهو رغیب. التهذیب: و رُغْبُ البطنِ كثرةُ الأَكلِ؛ و فی حدیث مازنٍ: و كنت امْرَأً بالرُّغْبِ و الخَمْرِ مُولَعاً أَی بسَعَةِ البطنِ، و كثرةِ الأَكلِ؛ و رُوِی بالزای، یعنی الجماع؛ قال ابن الأَثیر: و فیه نظر. و الرَّغابُ، بالفتح: الأَرضُ اللَّیِّنة. و أَرضٌ رَغابٌ و رُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثیرَ، و لا تَسیلُ إِلّا من مَطَرٍ كثیر؛ و قیل: هی اللینة الواسعة، الدَّمِثةُ. و قد رَغُبَتْ رُغْباً. و الرَّغیب: الواسع الجوفِ. و رجلٌ رَغیبُ الجَوْفِ إِذا كان أَكُولًا. و قد رَغُبَ یَرْغُب رَغابةً: یقال: حَوْضٌ رَغیبٌ و سِقاءٌ رَغیبٌ. و قال أَبو حنیفة: وادٍ رَغیبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كثیر الأَخذِ للماءِ، و وادٍ زَهیدٌ: قلیلُ الأَخْذِ. و قد
لسان العرب، ج‌1، ص: 424
رَغُبَ رُغْباً و رُغُباً: و كلُّ ما اتَّسَع فقد رَغُبَ رُغْباً. و وادٍ رُغُبٌ: واسعٌ. و طریق رَغِبٌ: كذلك، و الجمع رُغُبٌ؛ قال الحطیئة: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتیِّ، قد جَعَلَتْ أَیْدی المَطِیِّ به عادیَّةً رُغُبا و یُروی رُكُبا، جمع رَكُوبٍ، و هی الطریقُ التی بها آثارٌ. و تراغَبَ المكانُ إِذا اتَّسَع، فهو مُتَراغِبٌ. و حِمْلٌ رَغِیبٌ و مُرْتَغِبٌ: ثقِیلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جؤَیَّة: تَحَوَّبُ قَدْ تَرَی إِنِّی لِحَمْل، علی ما كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِیلُ و فَرَسٌ رَغِیبُ الشَّحْوة: كَثیرُ الأَخذِ من الأَرضِ بِقَوائِمِه، و الجمعُ رِغَابٌ. و إِبِلٌ رِغابٌ: كَثِیرَةٌ؛ قال لبید: و یَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنَّها أشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَجادِلُ و‌فی الحدیث: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ؛ قال ابن الأَثیر: هی الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثیرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِیبِ، و هو الواسِعُ. جَوْفٌ رَغیبٌ: و واد رَغیبٌ. و‌فی حدیث حُذَیْفة: ظَعَنَ بهم أَبو بكر ظَعْنَةً رَغیبةً، ثم ظَعَنَ بهم عمر كذلك‌أَی ظَعْنَةً واسعةً كثیرةً؛ قال الحربی: هو إِن شاء اللّه تَسْیِیر أَبی بكر الناسَ إِلی الشام، و فتحه إِیَّاها بهم، و تَسْیِیرُ عمر إِیَّاهم إِلی العراق، و فتْحُها بهم. و‌فی حدیث أَبی الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلی الدِّینِ: قَلْبٌ نَخِیبٌ، و بَطْنٌ رَغِیبٌ.و‌فی حدیث الحجاج لمَّا أَراد قَتْلَ سعیدِ بن جبیر: ائتُونی بسیفٍ رَغِیبٍ‌أَی واسِعِ الحدَّینِ، یأْخُذُ فی ضَرْبَتِه كثیراً من المَضْرِب. و رجلٌ مُرْغِبٌ: مَیِّلٌ غَنیٌّ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَلا لا یَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَوامِهِ سَوامُ أَخٍ، دانی القَرابةِ، مُرْغِبِ شمر: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَی مُوسِرٌ، له مالٌ كثیرٌ رَغِیبٌ. و الرُّغْبانةُ من النَّعْل: العُقْدَة التی تحتَ الشِّسْع. و راغِبٌ و رُغَیْبٌ و رَغْبانُ: أَسْماء. و رَغباء: بِئرٌ معروفة؛ قال كثَیّر عزة: إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، فی یومِ وِرْدِها، قَلُوصِی، دَعَا إِعْطاشَه و تَبَلَّدَا و المِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة. و مَرْغابِینُ: موضعٌ، و فی التهذیب: اسم لنَهْرٍ بالبَصْرة.

رقب؛ ج1، ص: 424

: فی أَسماءِ اللّه تعالی: الرَّقِیبُ: و هو الحافظُ الذی لا یَغیبُ عنه شی‌ءٌ؛ فَعِیلٌ بمعنی فاعل. و‌فی الحدیث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً فی أَهل بیته‌أَی احفَظُوه فیهم. و‌فی الحدیث: ما مِن نَبیٍّ إِلّا أُعْطِیَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ‌أَی حَفَظَة یكونون معه. و الرَّقیبُ: الحَفِیظُ. و رَقَبَه یَرْقُبُه رِقْبةً و رِقْباناً، بالكسر فیهما، و رُقُوباً، و ترَقَّبَه، و ارْتَقَبَه: انْتَظَرَه و رَصَدَه. و التَّرَقُّبُ: الانتظار، و كذلك الارْتِقابُ. و قوله تعالی: وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِی؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولی. و التَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ و تَوَقُّعُ شی‌ءٍ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 425
و رَقِیبُ الجَیْشِ: طَلِیعَتُهم. و رَقِیبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه أَو عشِیرتِه. و الرَّقِیبُ: المُنْتَظِرُ. و ارْتَقَبَ: أَشْرَفَ و عَلا. و المَرْقَبُ و المَرْقَبةُ: الموضعُ المُشْرِفُ، یَرْتَفِعُ علیه الرَّقِیبُ، و ما أَوْفَیْتَ علیه من عَلَمٍ أَو رابِیةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ. و ارْتَقَبَ المكانُ: عَلا و أَشْرَف؛ قال: بالجِدِّ حیثُ ارْتَقَبَتْ مَعْزاؤُه أَی أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض. شمر: المَرْقَبة هی المَنْظَرةُ فی رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، و جَمْعه مَراقِبُ. و قال أَبو عمرو: المَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ و أَنشد: و مَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، أُقَلِّبُ طَرْفی فی فَضاءٍ عَریضِ و رَقَبَ الشی‌ءَ یَرْقُبُه، و راقَبَه مُراقَبةً و رِقاباً: حَرَسَه، حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد: یُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الحُوتِ یَصِفُ رَفِیقاً له، یقول: یَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً علی الرَّحِیلِ كحِرْصِ الحُوتِ علی الماءِ؛ ینظر النَّجْمَ حِرْصاً علی طُلوعِه، حتی یَطْلُع فیَرْتَحِلَ. و الرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ و الفَرَقُ. و رَقِیبُ القومِ: حارِسُهم، و هو الذی یُشْرِفُ علی مَرْقَبةٍ لیَحْرُسَهم. و الرَّقِیبُ: الحارِسُ الحافِظُ. و الرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الذی یَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إِذا غابُوا. و الرَّقِیبُ: المُوَكَّل بالضَّریبِ. و رَقِیبُ القِداحِ: الأَمِینُ علی الضَّریبِ؛ و قیل: هو أَمِینُ أَصحابِ المَیْسِرِ؛ قال كعب بن زهیر: لها خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، مكانَ الرَّقِیبِ من الیاسِرِینا و قیل: هو الرجُلُ الذی یَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَة فی المَیْسِرِ، و معناه كلِّه سواءٌ، و الجمعُ رُقَباءُ. التهذیب، و یقال: الرَّقِیبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ المَیْسِرِ؛ و أَنشد: كَمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ للضُّرَباءِ، أَیْدیهِمْ نَواهِدْ قال اللحیانی: و فیه ثلاثةُ فُروضٍ، و له غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن فَازَ، و علیه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباءَ إِن لم یَفُزْ. و‌فی حدیث حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهُمُ اللّهِ ذی الرَّقِیبِ؛ الرَّقِیبُ: الثالِثُ من سِهام المیسر. و الرَّقِیبُ: النَّجْمُ الذی فی المَشْرِق، یُراقِبُ الغارِبَ. و منازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِیبٌ لِصاحِبِه، كُلَّما طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَیَّا، رَقِیبُها الإِكلِیلُ إِذا طَلَعَتِ الثُّرَیَّا عِشاءً غابَ الإِكلیلُ و إِذا طَلَع الإِكلیلُ عِشاءً غابَت الثُّرَیَّا. و رَقِیبُ النَّجْمِ: الذی یَغِیبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَیَّا رَقِیبُها الإِكلیلُ؛ و أَنشد الفراء: أَ حَقّاً، عبادَ اللّه، أَنْ لَسْتُ لاقِیاً بُثَیْنَةَ، أَو یَلْقَی الثُّرَیَّا رَقِیبُها؟ و قال المنذری: سمعت أَبا الهیثم یقول: الإِكلیلُ رَأْسُ العَقْرَبِ. و یقال: إِنَّ رَقِیبَ الثُرَیَّا من الأَنْواءِ الإِكلیلُ، لأَنه لا یَطْلُع أَبداً حتی تَغِیبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِیبُ الشَّرَطَیْنِ، لا یَطْلُع الغَفْرُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 426
حتی یَغِیبَ الشَّرَطانِ؛ و كما أَن الزُّبانیَیْن رَقِیبُ البُطَیْنِ، لا یَطْلُع أَ حدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِبِه و غَیْبُوبَتِه، فلا یَلْقَی أَحدُهما صاحبَه؛ و كذلك الشَّوْلَةُ رَقِیبُ الهَقْعَةِ، و النَّعائِمُ رَقِیبُ الهَنْعَةِ، و البَلْدَة رَقِیبُ الذِّرَاعِ. و إِنما قیلَ للعَیُّوق: رَقِیبُ الثُّرَیَّا، تَشْبِیهاً برَقِیبِ المَیْسِرِ؛ و لذلك قال أَبو ذؤیب: فوَرَدْنَ، و العَیُّوقُ مَقْعَد رابئِ الضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا یَتَتَلَّع النَّجْمُ هاهنا: الثُّرَیَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ. و الرَّقِیب: نَجْمٌ من نُجومِ المَطَرِ، یُراقبُ نجْماً آخَر. و راقبَ اللّهَ تعالی فی أَمرِهِ أَی خافَه. و ابنُ الرَّقِیبِ: فَرَسُ الزِّبْرقان بن بَدْرٍ، كأَنه كان یُراقِبُ الخَیْلَ أَن تَسْبِقَه. و الرُّقْبی: أَن یُعْطِیَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَیُّهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلی وَرَثَتِهِ؛ و هی من المُراقَبَة، سُمِّیَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما یُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه. و قیل: الرُّقْبَی: أَن تَجْعَلَ المَنْزِلَ لفُلانٍ یَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما یَرْقُب مَوْتَ صاحبِه. و قد أَرْقَبه الرُّقْبَی، و قال اللحیانی: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَی، و لِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ. و فی الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إِذا أَعطیتَه إِیاها فكانت للباقی مِنْكُما؛ و قُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهی لك، و إِن مُتَّ قَبْلِی، فهی لِی؛ و الاسمُ الرُّقْبی: و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فی العُمْرَی و الرُّقْبَی: أنها لمن أُعْمِرَها، و لمن أُرْقِبَها، و لوَرَثَتِهِما من بعدِهِما.قال أَبو عبید: حدثنی ابنُ عُلَیَّة، عن حجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَیْرِ عن الرُّقْبَی، فقال: هو أَن یقول الرجل للرجل، و قد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِی رَجَعَتْ إِلیَّ، و إِن مُتُّ قَبْلَك فهی لك.قال أَبو عبید: و أَصلُ الرُّقْبَی من المُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما یَرْقُبُ موت صاحِبِه؛ أَ لا تری أَنه یقول: إِنْ مُتَّ قَبْلی رَجَعَتْ إِلیَّ، و إِنْ مُتُّ قَبْلَك فهی لك؟ فهذا یُنْبِئك عن المُراقَبة. قال: و الذی كانوا یُریدون من هذا أَن یكون الرَّجُلُ یُریدُ أَنْ یَتَفَضَّل علی صاحِبِه بالشی‌ءِ، فَیَسْتَمْتِعَ به ما دامَ حَیّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم یَصِلْ إِلی وَرَثَتِهِ منه شی‌ءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِیِّ، صلی اللّه علیه و سلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شیئاً حَیَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من بَعْدِه. قال ابن الأَثیر: و هی فُعْلی من المُراقَبَةِ. و الفُقهاءُ فیها مُختَلِفون: منهم مَنْ یَجْعَلُها تَمْلِیكاً، و منهم مَنْ یَجْعَلُها كالعارِیَّة؛ قال: و جاء فی هذا الباب آثارٌ كثیرةٌ، و هی أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِبَةً، و اشترط فیها شرطاً أَنَّ الهِبَة جائزةٌ، و أَنَّ الشرط باطِلٌ. و یقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، و أَعْمَرْتُه داراً إِذا أَعْطَیْته إِیَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، و أَنا مُرْقِبٌ. و یقال: وَرِثَ فلانٌ مالًا عن رِقْبَةٍ أَی عن كلالةٍ، لم یَرِثْهُ عن آبائِه؛ وَ وَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إِذا لم یكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال الكمیت: كان السَّدَی و النَّدی مَجْداً و مَكْرُمَةً، تلك المَكارِمُ لم یُورَثْنَ عن رِقَبِ أَی وَرِثَها عن دُنًی فدُنًی من آبائِهِ، و لم یَرِثْهَا من وراءُ وراءُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 427
و المُراقَبَة، فی عَرُوضِ المُضارِعِ و المُقْتَضَبِ، أَن یكون الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِیلُ و مرَّة مفاعِلُنْ؛ سمی بذلك لأَن آخرَ السَّببِ الذی فی آخِرِ الجزءِ، و هو النُّونُ من مَفاعِیلُن، لا یثبت مع آخِر السَّببِ الذی قَبْلَه، و هو الیاءُ فی مَفاعِیلُن، و لیست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ المُراقَبَة لا یَثْبُت فیها الجزآن المُتراقِبانِ، و إِنما هو من المُراقَبَة المُتَقَدّمة الذِّكْر، و المُعاقَبة یَجْتمعُ فیها المُتعاقِبانِ. التهذیب، اللیث: المُراقَبَة فی آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بین حَرْفَیْنِ، و هو أَن یَسْقُط أَحدهما، و یَثْبُتَ الآخَرُ، و لا یَسْقُطانِ مَعاً، و لا یَثْبُتان جَمِیعاً، و هو فی مَفاعِیلُن التی للمُضارع لا یجوز أَن یتمَّ، إِنما هو مَفاعِیلُ أَو مَفاعِلُنْ. و الرَّقِیبُ: ضَرْبٌ من الحَیَّاتِ، كأَنه یَرْقُب مَن یَعَضُّ؛ و فی التهذیب: ضَرْبٌ من الحَیَّاتِ خَبیث، و الجمعُ رُقُبٌ و رقِیباتٌ. و الرَّقِیب و الرَّقُوبُ مِن النِّساءِ: التی تُراقِبُ بَعْلَها لِیَمُوت، فَتَرِثَه. و الرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التی لا تَدْنُو إِلی الحوضِ من الزِّحامِ، و ذلك لكَرَمِها، سُمیت بذلك، لأَنها تَرقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هی. و الرَّقُوبُ من الإِبل و النِّساءِ: التی لا یَبْقَی لها وَلَدٌ؛ قال عبید: لأَنها شَیْخَةٌ رَقُوبُ و قیل: هی التی ماتَ وَلَدُها، و كذلك الرجُل؛ قال الشاعر: فلم یَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمِّنا، و لا كأَبِینا عاشَ، و هو رَقُوبُ و‌فی الحدیث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فیكم؟ قالوا: الذی لا یَبْقی لَه ولَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذی لم یُقَدِّم من وَلَدِهِ شیئاً.قال أَبو عبید: و كذلك معناه فی كلامِهِم، إِنما هو عَلی فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قال صخر الغیّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ بوَاحِدِها، إِذا یَغْزُو، تُضِیفُ قال أَبو عبید: فكان مَذْهَبُه عندهم علی مَصائِب الدنیا، فجَعَلَها رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، علی فَقْدِهِم فی الآخرة؛ و لیس هذا بخلافِ ذلك فی المعنی، و لكنه تحویلُ الموضع إِلی غیرِه، نحو‌حدیثه الآخر: إِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دینَه؛ و لیس هذا أَن یكونَ من سُلِبَ مالَه، لیس بمحْروبٍ.قال ابن الأَثیر: الرَّقُوبُ فی اللغة: الرجل و المرأَة إِذا لم یَعِشْ لهما ولد، لأَنه یَرْقُب مَوْتَه و یَرْصُدُه خَوفاً علیه، فنَقَلَه النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، إِلی الذی لم یُقَدِّم من الولد شیئاً أَی یموتُ قبله تعریفاً، لأَن الأَجرَ و الثوابَ لمن قَدَّم شیئاً من الولد، و أَن الاعتِدادَ به أَعظم، و النَّفْعَ به أَكثر، و أَنَّ فقدَهم، و إِن كان فی الدنیا عظیماً، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ و الثوابِ علی الصبرِ، و التسلیم للقضاءِ فی الآخرة، أَعظم، و أَنَّ المسلم وَلَدُه فی الحقیقة من قَدَّمه و احْتَسَبَه، و من لم یُرزَق ذلك، فهو كالذی لا وَلدَ له؛ و لم یقله، صلی اللّه علیه و سلم، إِبطالًا لتفسیره اللغوی، إِنما هو‌كقولِه: إِنما المَحْروبُ مَن حُرِبَ دینَه، لیس علی أَن من أُخِذَ مالُه غیرُ مَحْروبٍ. و الرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ و قیل: أَعلاها؛ و قیل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، و الجمعُ رَقَبٌ و رَقَباتٌ، و رِقابٌ و أَرْقُبٌ، الأَخیرة علی طَرْح الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌1، ص: 428
تَرِدْ بنا، فی سَمَلٍ لم یَنْضُبِ منها، عِرَضناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ و جعلَه أَبو ذُؤَیْب للنحلِ، فقال: تَظَلُّ، علی الثَّمْراءِ، منها جَوارِسٌ، مَراضیعُ، صُهْبُ الریشِ، زُغْبٌ رِقابُها و الرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً. و هو أَرْقَب: بَیِّن الرَّقَب أَی غلیظُ الرَّقَبة، و رَقَبانیٌّ أَیضاً علی غیر قیاسٍ. و الأَرْقَبُ و الرَّقَبانیُّ: الغلیظُ الرَّقَبَة؛ قال سیبویه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، و العَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ المَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ. و یقال للأَمَةِ الرَّقَبانِیَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الحُرَّة. و قال ابن درید: یقال رجلٌ رَقَبانٌ و رَقَبانیٌّ أَیضاً، و لا یقال للمرأَة رَقَبانِیَّة. و المُرَقَّبُ: الجلدُ الذی سُلِخَ من قِبَلِ رَأْسِه و رَقَبتِه؛ قال سیبویه: و إِنْ سَمَّیْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِلیه إِلّا علی القیاسِ. و رَقَبَه: طَرَحَ الحَبْلَ فی رَقَبَتِه. و الرَّقَبةُ: المملوك. و أَعْتَقَ رَقَبةً أَی نَسَمَةً. و فَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسیراً، سُمِّیت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذیب: و قوله تعالی فی آیة الصدقات: وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی الرِّقٰابِ؛ قال أَهل التفسیر فی الرقابِ إِنهم المُكاتَبون، و لا یُبْتَدَأُ منه مملوك فیُعْتَقَ. و‌فی حدیث قَسْم الصَّدَقاتِ: و فی الرِّقابِ، یریدُ المُكاتَبین من العبید، یُعْطَوْنَ نَصِیباً من الزكاةِ، یَفُكون بهِ رِقابَهم، و یَدفعونه إِلی مَوالِیهم. اللیث یقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، و لا یقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه. و‌فی الحدیث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً.قال ابن الأَثیر: و قد تكَرَّرَتِ الأَحادیث فی ذكر الرَّقَبة، و عِتْقِها و تحریرِها و فَكِّها، و هی فی الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنایةً عن جمیع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمیة للشی‌ءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ و منه قولُهم: دَیْنُه فی رَقَبَتِه. و‌فی حدیث ابنِ سِیرین: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَی نَفْس الأَرضِ، یعنی ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمین، لیس لأَصحابهِ الذین كانوا فیه قَبْلَ الإِسلامِ شی‌ءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً. و‌فی حدیث بِلالٍ: و الرَّكائِب المُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ و ما علیهِنَّ‌أَی ذَواتُهنَّ و أَحمالُهنّ. و‌فی حدیث الخَیْلِ: ثم لمْ یَنْسَ حَقَّ اللّه فی رِقابِها و ظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِلیها، و بحَقِّ ظُهورِها الحَمْلَ علیها. و ذُو الرُّقَیْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، و هو لَقَب مالِكٍ القُشَیْرِیِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، و هو الذی أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة یَوْمَ جَبَلَة. و الأَشْعَرُ الرَّقَبانیُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب. و فی حدیث عُیَینة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذی الرَّقِیبة و هو، بفتح الراءِ و كسرِ القافِ، جَبَل بخَیْبَر.

ركب؛ ج1، ص: 428

: رَكِبَ الدابَّة یَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا علیها، و الاسم الرِّكْبة، بالكسر، و الرَّكْبة مرَّةٌ واحدةٌ. و كلُّ ما عُلِیَ فقد رُكِبَ و ارْتُكِبَ. و الرِّكْبَةُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الرُّكوبِ، یقال: هو حَسَنُ الرِّكْبَةِ. و رَكِبَ فلانٌ فُلاناً بأَمْرٍ، و ارْتَكَبَه، و كلُّ شی‌ءٍ عَلا شیئاً: فقد رَكِبَه؛ و رَكِبَه الدَّیْنُ، و رَكِبَ الهَوْلَ و اللَّیْلَ و نحوَهما مثلًا بذلك. و رَكِب منه أَمْراً قبیحاً، و ارْتَكَبَه، و كذلك رَكِب الذَّنْبَ، و ارْتَكَبَه، كلُّه علی المَثَل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 429
و ارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْیانُها. و قال بعضُهم: الراكِبُ للبَعِیر خاصة، و الجمع رُكَّابٌ، و رُكْبانٌ، و رُكُوبٌ. و رجلٌ رَكُوبٌ و رَكَّابٌ، الأُولی عن ثَعْلَب: كثیرُ الرُّكوبِ، و الأُنْثَی رَكَّابة. قال ابن السكیت و غیره: تقول: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان علی بعیرٍ خاصَّة، فإِذا كان الراكبُ علی حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قلت: مَرَّ بنا فارِسٌ علی حِمارٍ، و مَرَّ بنا فارسٌ علی بغلٍ؛ و قال عُمارة: لا أَقولُ لصاحِبِ الحِمارِ فارسٌ، و لكن أَقولُ حَمَّارٌ. قال ابن بری: قولُ ابنِ السّكیت: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان علی بَعیرٍ خاصَّة، إِنما یُریدُ إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جاز أَن یكونَ للبعیرِ و الحِمارِ و الفرسِ و البغلِ، و نحو ذلك؛ فتقول: هذا راكِبُ جَمَلٍ، و راكبُ فَرَسٍ، و راكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَیْتَ بجَمْعٍ یَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لم تُضِفْه، كقولك رَكْبٌ و رُكْبان، لا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، و لا رُكْبان إِبل، لأَن الرَّكْبَ و الرُّكْبانَ لا یكون إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ. غیره: و أَما الرُّكَّاب فیجوز إِضافتُه إِلی الخَیْلِ و الإِبِلِ و غیرِهما، كقولك: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَیْلٍ، و رُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ و الرُّكْبانِ. قال: و أَما قولُ عُمارَة: إِنی لا أَقول لراكبِ الحِمارِ فارِسٌ؛ فهو الظاهر، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ من الفَرَس، و معناه صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْلِهِم: لابِنٌ، و تامِرٌ، و دارِعٌ، و سائِفٌ، و رامِحٌ إِذا كان صاحبَ هذه الأَشْیاءِ؛ و علی هذا قال العنبری: فَلَیْتَ لِی بهم قَوْماً، إِذا رَكِبُوا، شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً و رُكْبانا فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَیْلِ، و الرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ، و الرُّكْبانُ الجَماعة منهم. قال: و الرَّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسم للجمع؛ قال: و لیس بتكسیرِ راكِبٍ. و الرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ فی السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ و قال الأَخفش: هو جَمْعٌ و هُم العَشَرة فما فوقَهُم، و أُری أَن الرَّكْبَ قد یكونُ للخَیْل و الإِبِلِ. قال السُّلَیْكُ بنُ السُّلَكَة، و كان فرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ: و ما یُدْرِیكَ ما فَقْرِی إِلَیْه، إِذا ما الرَّكْبُ، فی نَهْبٍ، أَغاروا و فی التنزیل العزیز: وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ؛ فقد یجوز أَن یكونوا رَكْبَ خَیْلٍ، و أَن یكونوا رَكْبَ إِبِلٍ، و قد یجوزُ أَن یكونَ الجیشُ منهما جمیعاً. و‌فی الحدیث: بَشِّرْ رَكِیبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ من جهنم مِثْلِ قُورِ حِسْمَی.الرَّكِیبُ، بوزن القَتِیلِ: الراكِبُ، كالضَّریبِ و الصریم للضارِبِ و الصارِم. و فلانٌ رَكِیبُ فلانٍ: للذی یَرْكَبُ معه، و أَراد برَكِیبِ السُّعاةِ مَنْ یَرْكَبُ عُمَّال الزكاة بالرَّفْعِ علیهم، و یَسْتَخِینُهم، و یَكْتُبُ علیهم أَكثَر مما قبَضُوا، و یَنْسُب إِلیهم الظُّلْمَ فی الأَخْذِ. قال: و یجوزُ أَن یُرادَ مَنْ یَركَبُ منهم الناسَ بالظُّلْم و الغَشْم، أَو مَنْ یَصْحَبُ عُمَّال الجَور، یعنی أَن هذا الوَعِیدَ لمن صَحِبَهم، فما الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم. و‌فی الحدیث: سَیَأْتِیكُمْ رُكَیْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بهم؛ یریدُ عُمَّال الزكاة، و جَعَلَهم مُبْغِضِینَ، لِما فی نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ من حُبِّها و كَراهَةِ فِراقِها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 430
و الرُّكَیْبُ: تصغیرُ رَكْبٍ؛ و الرَّكْبُ: اسمٌ من أَسماءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ و رَهْطٍ؛ قال: و لهذا صَغَّرَه علی لفظِه؛ و قیل: هو جمعُ راكِبٍ، كصاحِبٍ، و صَحْبٍ؛ قال: و لو كان كذلك لقال فی تصغیره: رُوَیْكِبُونَ، كما یقال: صُوَیْحِبُونَ. قال: و الرَّكْبُ فی الأَصْلِ، هو راكبُ الإِبِل خاصَّة، ثم اتُّسِعَ، فأُطْلِقَ علی كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. و‌قولُ علیٍّ، رضی اللّه عنه: ما كان مَعَنا یومئذٍ فَرَسٌ إِلا فَرَسٌ علیه المِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ، یُصَحِّحُ أَن الرَّكْبَ هاهنا رُكّابُ الإِبِلِ، و الجمعُ أَرْكُبٌ و رُكوبٌ. و الرَّكَبةُ، بالتحریك: أَقَلُّ من الرَّكْبِ. و الأُرْكُوبُ: أَكثرُ من الرَّكْبِ. قال أَنشده ابن جنی: أَعْلَقْت بالذِّئب حَبْلًا، ثم قلت له: الْحَقْ بأَهْلِكَ، و اسْلَمْ أَیُّها الذِّیبُ أَ ما تقولُ به شاةٌ فیأْكُلُها، أَو أَن تَبِیعَهَ فی بعضِ الأَراكِیب أَرادَ تَبِیعَها، فحَذف الأَلف تَشْبِیهاً لها بالیاءِ و الواو، لِما بینَهما و بینها من النِّسْبة، و هذا شاذٌّ. و الرِّكابُ: الإِبلُ التی یُسار علیها، واحِدَتُها راحِلَةٌ، و لا واحِدَ لها من لَفْظِها، و جمعها رُكُبٌ، بضم الكاف، مثل كُتُبٍ؛ و‌فی حدیث النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم: إِذا سافرْتُم فی الخِصْب فأَعْطُوا الرِّكابَ أَسِنَّتَها‌أَی أَمْكِنُوها من المَرْعَی؛ و‌أَورد الأَزهری هذا الحدیث: فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها.قال أَبو عبید: الرُّكُبُ جمعُ الرِّكابِ «2»، ثم یُجمَع الرِّكابُ رُكُباً؛ و قال ابن الأَعرابی: الرُّكُبُ لا یكونُ جمعَ رِكابٍ. و قال غیره: بعیرٌ رَكُوبٌ و جمعه رُكُب، و یُجْمع الرِّكابُ رَكائبَ. ابن الأَعرابی: راكِبٌ و رِكابٌ، و هو نادر «3». ابن الأَثیر: الرُّكُبُ جمعُ رِكابٍ، و هی الرَّواحِلُ من الإِبِلِ؛ و قیل: جمعُ رَكُوبٍ، و هو ما یُركَبُ من كلِّ دابَّةٍ، فَعُولٌ بمعنی مَفْعولٍ. قال: و الرَّكُوبة أَخَصُّ منه. و زَیْتٌ رِكابیٌّ أَی یُحمل علی ظُهورِ الإِبِل من الشَّامِ. و الرِّكابُ للسَّرْجِ: كالغَرْزِ للرَّحْلِ، و الجمع رُكُبٌ. و المُرَكَّبُ: الذی یَسْتَعیرُ فَرَساً یَغْزُو علیه، فیكون نِصْفُ الغَنِیمَةِ له، و نِصْفُها للمُعِیرِ؛ و قال ابن الأَعرابی: هو الذی یُدْفَعُ إِلیه فَرَسٌ لبعضِ ما یُصِیبُ من الغُنْمِ؛ و رَكَّبَهُ الفَرَسَ: دفعه إِلیه علی ذلك؛ و أَنشد: لا یَرْكَبُ الخَیْلَ، إِلا أَن یُرَكَّبَها، و لو تَناتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ، و مِنْ سُودِ و أَرْكَبْتُ الرَّجُلَ: جَعَلْتُ له ما یَرْكَبُه. و أَرْكَبَ المُهْرُ: حان أَن یُرْكَبَ، فهو مُرْكِبٌ. و دابَّةٌ مُرْكِبةٌ: بَلَغَتْ أَنْ یُغْزی علیها.
(2). قوله [قال أبو عبید الركب جمع إلخ] هی بعض عبارة التهذیب و أصلها الركب جمع الركاب و الركاب الإِبل التی یسار علیها ثم تجمع إلخ. (3). و قول اللسان بعد ابن الأَعرابی راكب و ركاب و هو نادر هذه أیضاً عبارة التهذیب أوردها عند الكلام علی الراكب للإِبل و أن الركب جمع له أو اسم جمع.
لسان العرب، ج‌1، ص: 431
ابن شمیل، فی كتابِ الإِبِل: الإِبِل التی تُخْرَجُ لِیُجاءَ علیها بالطَّعامِ تسمی رِكاباً، حِین تَخْرُج و بعدَ ما تَجِی‌ءُ، و تُسَمَّی عِیراً علی هاتینِ المَنزِلَتَیْن؛ و التی یُسافَرُ علیها إِلی مَكَّةَ أَیضاً رِكابٌ تُحْمَل علیها المَحامِلُ، و التی یُكْرُون و یَحْمِلُونَ علیها مَتاعَ التُّجَّارِ و طَعَامَهُم، كُلُّها رِكابٌ و لا تُسمّی عِیراً، و إِن كان علیها طعامٌ، إِذا كانت مؤاجَرَةً بِكِراءٍ، و لیس العِیرُ التی تَأْتی أَهلَها بالطَّعامِ، و لكنها رِكابٌ، و الجماعةُ الرَّكائِبُ و الرِّكاباتُ إِذا كانت رِكابٌ لی، و رِكابٌ لك، و رِكابٌ لهذا، جِئنا فی رِكاباتِنا، و هی رِكابٌ، و إِن كانت مَرْعِیَّة؛ تقول: تَرِدُ علینا اللَّیلَةَ رِكابُنا، و إِنما تسمی ركاباً إِذا كان یُحَدِّثُ نَفْسَه بأَنْ یَبْعَثَ بها أَو یَنْحَدِرَ علیها، و إِن كانت لم تُرْكَبْ قَطُّ، هذه رِكابُ بَنی فلانٍ. و‌فی حدیث حُذَیْفة: إِنما تَهْلِكُون إِذا صِرْتُمْ تَمْشُون الرَّكَباتِ كأَنكم یَعاقِیبُ الحَجَلِ، لا تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، و لا تُنْكِرُونَ مُنْكَراً؛ معناه: أَنكم تَرْكَبُون رُؤُوسَكُمْ فی الباطِلِ و الفتن، یَتْبَعُ بَعْضُكم بعضاً بِلا رَوِیَّةٍ. و الرِّكابُ: الإِبِلُ التی تَحْمِلُ القومَ، و هی رِكابُ القوم إِذا حَمَلَتْ أَوْ أُرِیدَ الحَمْلُ علیها، سُمِّیت رِكاباً، و هو اسمُ جَماعَةٍ. قال ابنُ الأَثیر: الرَّكْبَة المَرَّة من الرُّكُوبِ، و جَمْعُها رَكَباتٌ، بالتَّحْریك، و هی مَنْصوبة بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هو حالٌ من فاعِلِ تَمْشُون؛ و الرَّكَباتِ واقعٌ مَوقِعَ ذلك الفعلِ، مُسْتَغْنًی به عنه، و التقدیرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكَباتِ، مثلُ قولِهم أَرْسَلَها العِرَاكَ أَی أَرسَلَها تَعْتَرِكُ العِراكَ، و المعنی تَمْشُونَ رَاكِبِینَ رُؤُوسَكُمْ، هائمِینَ مُسْتَرْسِلینَ فیما لا یَنْبَغِی لَكُم، كأَنَّكم فی تَسَرُّعِكُمْ إِلیهِ ذُكُورُ الحَجَلِ فی سُرْعَتِها و تَهافُتِها، حتی إِنها إِذا رَأَت الأُنْثَی مَعَ الصائِد أَلْقَتْ أَنْفُسَها عَلَیْها، حتی تَسْقُط فی یَدِه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا شَرَحَه الزمخشری. قال و قال القُتَیْبی: أَرادَ تَمْضُونَ علی وُجُوهِكُمْ من غَیْر تَثَبُّتٍ. و المَرْكَبُ: الدَّابة. تقول: هذا مَرْكَبی، و الجَمْع المراكِبُ. و المَرْكَبُ: المَصْدَرُ، تَقُول: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَی رُكُوباً. و المَرْكَبُ: الموْضِعُ. و‌فی حدیث السَّاعَة: لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً، لم یُرْكِبْ حتی تَقُومَ السّاعة.یقال: أَرْكَبَ المُهْرَ یُرْكِبُ، فهو مُرْكِبٌ، بكَسْرِ الكاف، إِذا حانَ له أَنْ یُرْكَبَ. و المَرْكَبُ: واحِدُ مَراكِبِ البرِّ و البَحْرِ. و رُكَّابُ السّفینةِ: الذین یَرْكَبُونَها، و كذلك رُكَّابُ الماءِ. اللیث: العرب تسمی مَن یَرْكَبُ السَّفینة، رُكَّابَ السَّفینةِ. و أَما الرُّكْبانُ، و الأُرْكُوبُ، و الرَّكْبُ: فراكِبُو الدوابِّ. یقال: مَرُّوا بنَا رُكُوباً؛ قال أَبو منصور: و قد جعل ابن أَحمر رُكَّابَ السفینة رُكْباناً؛ فقال: یُهِلُّ، بالفَرْقَدِ، رُكْبانُها، كما یُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ یعنی قوماً رَكِبُوا سفینةً، فغُمَّتِ السماءُ و لم یَهْتَدُوا، فلما طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّروا، لأَنهم اهْتَدَوْا للسَّمْتِ الذی یَؤُمُّونَه. و الرَّكُوبُ و الرَّكوبة من الإِبِلِ: التی تُرْكَبُ؛ و قیل: الرَّكُوبُ كلُّ دابَّة تُركب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 432
و الرَّكُوبة: اسم لجمیع ما یُرْكَب، اسم للواحد و الجمیع؛ و قیل: الرَّكوبُ المَركوبُ؛ و الرَّكوبة: المُعَیَّنة للرُّكوبِ؛ و قیل: هی التی تُلْزَمُ العَمَل من جمیعِ الدوابِّ؛ یقال: ما لَه رَكُوبةٌ و لا حمولةٌ و لا حلوبةٌ أَی ما یَرْكَبُه و یَحْلُبُه و یَحْمِلُ علیه. و فی التنزیل العزیز: وَ ذَلَّلْنٰاهٰا لَهُمْ فَمِنْهٰا رَكُوبُهُمْ وَ مِنْهٰا یَأْكُلُونَ؛ قال الفراء: اجتمع القُرَّاءُ علی فتح الراءِ، لأَن المعنی فمنها یَرْكَبُون، و یُقَوِّی ذلك قولُ عائشة فی قراءتها: فمنها رَكُوبَتُهم. قال الأَصمعی: الرَّكُوبةُ ما یَرْكَبون. و ناقةٌ رَكُوبةٌ و رَكْبانةٌ و رَكْباةٌ أَی تُرْكَبُ. و‌فی الحدیث: أَبْغِنی ناقةً حَلْبانة رَكْبانةً‌أَی تَصْلُح للحَلْب و الرُّكُوبِ، الأَلف و النون زائدتان للمُبالغة، و لتُعْطِیا معنی النَّسَب إِلی الحَلْب و الرُّكُوبِ. و حكی أَبو زیدٍ: ناقةٌ رَكَبُوتٌ، و طریقٌ رَكوبٌ: مَرْكُوبٌ مُذَلَّل، و الجمع رُكُبٌ، و عَوْدٌ رَكُوبٌ كذلك. و بعیر رَكُوبٌ: به آثار الدَّبَر و القَتَب. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: فإِذا عُمَرُ قد رَكِبنی‌أَی تَبعَنی و جاءَ علی أَثَری، لأَنَّ الراكبَ یَسیر بسیر المَرْكُوبِ؛ یقال: ركِبتُ أَثَره و طریقَه إِذا تَبِعْتَه مُلْتَحِقاً به. و الرَّاكِبُ و الراكِبةُ: فَسیلةٌ تكونُ فی أَعلی النخلة متَدَلِّیةً لا تَبْلُغُ الأَرض. و فی الصحاح: الرَّاكِبُ ما یَنْبُتُ من الفَسِیلِ فی جُذوعِ النخلِ، و لیس له فی الأَرضِ عِرْقٌ، و هی الراكوبةُ و الراكوبُ، و لا یقال لها الركَّابةُ، إِنما الركَّابة المرأَة الكثیرةُ الركوب، علی ما تقدّم، هذا قول بعض اللُّغَویِّین. و قال أَبو حنیفة: الرَّكَّابة الفَسِیلةُ، و قیل: شبْهُ فَسِیلةٍ تَخْرُجُ فی أَعْلَی النَّخْلَةِ عند قِمَّتِها، و رُبَّما حَمَلَتْ مع أُمِّها، و إِذا قُلِعَت كان أَفضل للأُمِّ، فأَثْبَتَ ما نَفی غیرُه من الرَّكَّابة، و قال أَبو عبید: سمعت الأَصمعی یقول: إِذا كانتِ الفَسِیلة فی الجِذْعِ و لم تكن مُسْتَأْرِضةً، فهی من خَسِیسِ النَّخْلِ، و العرب تُسَمِّیها الرَّاكِبَ؛ و قیل فیها الراكوبُ، و جَمْعُها الرَّواكِیبُ. و الرِّیاحُ رِكابُ السَّحابِ فی قولِ أُمَیَّة: تَرَدَّدُ، و الرِّیاحُ لها رِكابُ وَ تَراكَبَ السَّحابُ و تَراكَم: صار بعضُه فَوْقَ بعض. و فی النوادِرِ: یقال رَكِیبٌ من نَخْلٍ، و هو ما غُرِسَ سَطْراً علی جَدْوَلٍ، أَو غیرِ جَدْوَلٍ. و رَكَّبَ الشی‌ءَ: وَضَعَ بَعضَه علی بعضٍ، و قد تَرَكَّبَ و تَراكَبَ. و المُتراكِبُ من القافِیَةِ: كلُّ قافِیةٍ توالت فیها ثلاثة أَحْرُفٍ متحركةٍ بین ساكنَین، و هی مُفاعَلَتُن و مُفْتَعِلُن و فَعِلُنْ لأَنَّ فی فَعِلُنْ نوناً ساكنةً، و آخر الحرف الذی قبل فَعِلُنْ نون ساكنة، و فَعِلْ إِذا كان یَعْتَمِدُ علی حَرْفٍ مُتَحَرِّك نحو فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ الأَخیرة ساكنة، و الواوُ فی فَعُولُ ساكنة. و الرَّكِیبُ: یكون اسماً للمُرَكَّبِ فی الشی‌ءِ، كالفَصِّ یُرَكَّب فی كِفَّةِ الخاتَمِ، لأَن المُفَعَّل و المُفْعَل كلٌّ یُرَدُّ إِلی فَعِیلٍ. و ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ جَدیدٌ، و رجل مُطْلَق طَلِیقٌ، و شی‌ءٌ حَسَنُ التَّرْكِیبِ. و تقولُ فی تَركِیبِ الفَصِّ فی الخاتَمِ، و النَّصْلِ فی السَّهْم: رَكَّبْتُه فَترَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ و رَكِیبٌ. و المُرَكَّبُ أَیضاً: الأَصلُ و المَنْبِتُ؛ تقول
لسان العرب، ج‌1، ص: 433
فلانٌ كرِیمُ المُرَكَّبِ أَی كرِیمُ أَصلِ مَنْصِبِه فی قَوْمِهِ. و رُكْبانُ السُّنْبُل: سوابِقُه التی تَخْرُجُ من القُنْبُعِ فی أَوَّلِه. یقال: قد خرجت فی الحَبّ رُكْبانُ السُّنْبُل. و روَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرائِقُ بعضُها فوقَ بعضٍ، فی مُقدّمِ السَّنامِ؛ فأَمَّا التی فی المُؤَخَّرِ فهی الرَّوادِفُ، واحِدَتُها رَاكِبةٌ و رادِفةٌ. و الرُّكْبَتانِ: مَوْصِلُ ما بینَ أَسافِلِ أَطْرافِ الفَخِذَیْنِ و أَعالی الساقَیْنِ؛ و قیل: الرُّكْبةُ موصِلُ الوظِیفِ و الذِّراعِ، و رُكبةُ البعیرِ فی یدِهِ. و قد یقال لذواتِ الأَربعِ كُلها من الدَّوابِّ: رُكَبٌ. و رُكْبَتا یَدَیِ البعیر: المَفْصِلانِ اللَّذانِ یَلیانِ البَطْنَ إِذا بَرَكَ، و أَما المَفْصِلانِ الناتِئَانِ من خَلْفُ فهما العُرْقُوبانِ. و كُلُّ ذی أَربعٍ، رُكْبَتاه فی یَدَیْهِ، و عُرْقُوباهُ فی رِجْلَیه، و العُرْقُوبُ: مَوْصِلُ الوظِیفِ. و قیل: الرُّكْبةُ مَرْفِقُ الذِّراعِ من كلِّ شی‌ءٍ. و حكی اللحیانی: بعیرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ؛ كأَنه جعلَ كُلَّ جُزْءٍ منها رُكْبةً ثم جَمَع علی هذا، و الجمعُ فی القِلَّة: رُكْباتٌ، و رُكَبات، و رُكُباتٌ، و الكثیر رُكَبٌ، و كذلك جَمْعُ كلِّ ما كان علی فُعْلَةٍ، إِلا فی بناتِ الیاءِ فإِنهم لا یُحَرِّكونَ مَوْضِعَ العینِ منه بالضم، و كذلك فی المُضاعَفة. و الأَرْكَبُ: العظِیمُ الرُّكْبة، و قد رَكِبَ رَكَباً. و بعیرٌ أَرْكَبُ إِذا كانت إِحدی رُكْبَتَیْهِ أَعظمَ من الأُخری. و الرَّكَب: بیاضٌ فی الرُّكْبةِ. و رُكِبَ الرجلُ: شَكَا رُكْبته. و رَكَبَ الرجلُ یَرْكُبُه رَكْباً، مثالُ كَتَب یَكْتُبُ كَتْباً: ضَرَبَ رُكْبَته؛ و قیل: هو إِذا ضَرَبَه برُكْبتِه؛ و قیل: هو إِذا أَخذ بفَوْدَیْ شَعَرِه أَو بشعرِه، ثم ضَرَبَ جَبْهَتَه برُكْبتِه؛ و‌فی حدیث المُغیرة مع الصدیق، رضی اللّه عنهما، ثم رَكَبْتُ أَنفه برُكْبَتِی، هو من ذلك. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَ ما تَعْرِفُ الأَزدَ و رُكَبَها؟ اتَّقِ الأَزدَ، لا یأْخُذوكَ فیركُبُوكَ‌أَی یَضربُوك برُكَبِهِم، و كان هذا معروفاً فی الأَزد. و‌فی الحدیث: أَن المُهَلَّب بن أَبی صُفْرَةَ دَعا بمُعاویةَ بن أَبی عَمْرو، فجَعَلَ یَرْكُبُه بِرِجْلِه، فقال: أَصلحَ اللّهُ الأَمِیر، أَعْفِنی من أُمّ كَیْسانَ، و هی كُنْیةُ الرُّكْبة، بلغة الأَزد. و یقال للمصلِّی الذی أَثَّر السُّجودُ فی جَبْهَتِه بین عَیْنَیْه: مثلُ رُكْبةِ العَنزِ؛ و یقال لكلِّ شَیْئَیْنِ یَسْتَوِیانِ و یَتكافآنِ: هُما كَرُكْبَتَی العنزِ، و ذلك أَنهما یَقَعانِ معاً إِلی الأَرض منها إِذا رَبَضَتْ. و الرَّكِیبُ: المَشارةُ؛ و قیل: الجَدولُ بین الدَّبْرَتَیْنِ؛ و قیل: هی ما بین الحائطینِ من الكَرْمِ و النَّخْل؛ و قیل: هی ما بین النَّهْرَین من الكرمِ، و هو الظَّهْرُ الذی بین النَّهْرَیْنِ؛ و قیل: هی المَزرعة. التهذیب: و قد یقال للقَراحِ الذی یُزْرَعُ فیه: رَكِیبٌ؛ و منه قول تأَبَّطَ شَرّاً: فیَوْماً علی أَهْلِ المَواشِی، و تارةً لأَهْلِ رَكِیبٍ ذی ثَمِیلٍ، و سُنْبُلِ الثَّمِیلُ: بَقِیَّةُ ماءٍ تَبْقَی بعد نُضُوبِ المیاهِ؛ قال: و أَهل الرَّكِیبِ هُم الحُضَّار، و الجمعُ رُكُبٌ. و الرَّكَبُ، بالتحریك: العانة؛ و قیل: مَنْبِتُها؛ و قیل: هو ما انحدرَ عن البطنِ، فكان تحتَ الثُّنَّةِ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 434
و فوقَ الفَرْجِ، كلُّ ذلك مذكَّرٌ صرَّح به اللحیانی؛ و قیل الرَّكَبانِ: أَصْلا الفَخِذَیْنِ، اللذانِ علیهما لحم الفرج من الرجُل و المرأَة؛ و قیل: الرَّكَبُ ظاهرُ الفَرْج؛ و قیل: هو الفَرْج نَفْسُه؛ قال: غَمْزَكَ بالكَبْساءِ، ذاتِ الحُوقِ، بینَ سِماطَیْ رَكَبٍ مَحْلوقِ و الجمع أَرْكابٌ و أَراكِیبُ؛ أَنشد اللحیانی: یا لَیْتَ شِعری عَنْكِ، یا غَلابِ، تَحمِلُ مَعْها أَحْسَنَ الأَركابِ أَصْفَرَ قد خُلِّقَ بالمَلابِ، كجَبْهةِ التُّركیِّ فی الجِلْبابِ قال الخلیل: هو للمرأَةِ خاصَّةً. و قال الفراءُ: هو للرجُلِ و المرأَة؛ و أَنشد الفراءُ: لا یُقْنِعُ الجاریةَ الخِضابُ، و لا الوِشَاحانِ، و لا الجِلْبابُ من دُونِ أَنْ تَلْتَقِیَ الأَرْكابُ، و یَقْعُدَ الأَیْرُ له لُعابُ التهذیب: و لا یقال رَكَبٌ للرجُلِ؛ و قیل: یجوز أَن یقال رَكَبٌ للرجُلِ. و الرَّاكِبُ: رأْسُ الجَبلِ. و الراكبُ: النخلُ الصِّغارُ تخرُج فی أُصُولِ النخلِ الكِبارِ. و الرُّكْبةُ: أَصلُ الصِّلِّیانةِ إِذا قُطِعَتْ و رَكُوبةٌ و رَكُوبٌ جَمیعاً: ثَنِیَّةٌ معروفة صَعْبة سَلَكَها النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم؛ قال: و لكنَّ كَرّاً، فی رَكُوبةَ، أَعْسَرُ و قال علقمة: فإِنَّ المُنَدَّی رِحْلةٌ فرَكُوبُ رِحْلةُ: هَضْبةٌ أَیضاً؛ و روایة سیبویه: رِحْلةٌ فرُكوبُ أَی أَن تُرْحَلَ ثم تُرْكَبَ.و رَكُوبة: ثَنِیَّةٌ بین مكة و المدینة، عند العَرْجِ، سَلَكَها النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، فی مُهاجَرَتِه إِلی المدینة.و‌فی حدیث عمر: لَبَیْتٌ برُكْبَةَ أَحبُّ إِلیَّ من عَشرةِ أَبیاتٍ بالشامِ؛ رُكْبة: موضعٌ بالحِجازِ بینَ غَمْرَةَ و ذاتِ عِرْقٍ. قال مالك بن أَنس: یریدُ لطُولِ الأَعْمارِ و البَقاءِ، و لشِدَّةِ الوَباءِ بالشام. و مَرْكُوبٌ: موضعٌ؛ قالت جَنُوبُ، أُختُ عَمْروٍ ذی الكَلْبِ:

رنب؛ ج1، ص: 434

: الأَرْنَبُ: معروفٌ، یكونُ للذكَرِ و الأُنثی. و قیل: الأَرْنَبُ الأُنْثی، و الخُزَزُ الذَّكر، و الجمعُ أَرانِبُ و أَرانٍ عن اللحیانی. فأَما سیبویه فلم یُجِزْ أَرانٍ إِلَّا فی الشِّعْر؛ و أَنشد لأَبی كاهل الیَشْكُریّ، یشَبِّه ناقَتَه بعُقابٍ: كأَنَّ رَحْلی، علی شَغْواءَ حادِرَةٍ، ظَمْیاءَ، قد بُلَّ مِن طَلّ خَوافِیها لها أَشارِیرُ من لَحْمٍ، تُتَمِّرُهُ منَ الثَّعالی، وَ وَخْزٌ مِنْ أَرَانِیها یرید الثَّعالِبَ و الأَرانِبَ، و وَجَّهه فقال: إِن الشاعر لما احتاجَ إِلی الوَزْنِ، و اضْطُرَّ إِلی الیاءِ، أَبْدَلَها من الباءِ؛ و فی الصحاح: أَبدلَ من الباءِ حرفَ اللِّینِ. و الشَّغْواءُ: العُقابُ، سمیت بذلك من الشَّغَی،
لسان العرب، ج‌1، ص: 435
و هو انْعِطافُ مِنْقارِها الأَعْلی. و الحادِرة: الغلیظة. و الظَّمْیاءُ: المائلة إِلی السَّوادِ. و خَوافِیها: یریدُ خَوَافیَ رِیشِ جَنَاحَیْها. و الأَشاریرُ: جمعُ إِشْرارَةٍ، و هی اللحمُ المُجَفَّف. و تُتَمِّرُه: تُقَطِّعُه. و اللحمُ المُتَمَّر: المُقَطَّع؛ و الوَخْزُ: شی‌ءٌ منه، لیس بالكثیرِ. و كِساءٌ مَرْنَبانیٌّ: لوْنُه لونُ الأَرْنَبِ. و مُؤَرْنَبٌ و مُرْنَبٌ: خُلِطَ فی غَزْلِه وَبَرُ الأَرْنَبِ؛ و قیل: المؤَرْنَبُ كالمَرْنَبانیّ؛ قالت لَیْلَی الأَخْیَلِیَّة تَصِفُ قَطَاةً تَدَلَّت علی فِراخِها، و هی حُصُّ الرُّؤوسِ، لا رِیشَ علیها: تَدَلَّتْ، علی حُصِّ الرُّؤُوسِ، كأَنها كُراتُ غُلامٍ، مِنْ كِساءٍ مُؤَرْنَبِ و هو أَحَدُ ما جاءَ علی أَصْلِهِ، مثلُ قولِ خِطام المجاشعی: لم یَبْقَ مِنْ آیٍ، بها یُحَلَّیْنْ، غیرُ خِطامٍ، و رَمادٍ كِنفَیْنْ و غیرُ وَدٍّ جاذِلٍ، أَو وَدَّیْنْ، و صالِیاتٍ كَكَما یُؤَثْفَیْنْ أَی لم یَبْقَ من هذه الدارِ التی خَلَت من أَهلها، مما تُحَلَّی به و تُعْرَفُ، غیرُ رَمادِ القِدْرِ و الأَثافی؛ و هی حِجارةُ القِدْرِ و الوَتِدِ الذی تُشَدُّ إِلیه حِبالُ البُیوت؛ و الوَدُّ: الوَتِدُ إِلّا أَنه أَدْغَم التاءَ فی الدالِ، فقال وَدٍّ. و الجاذِلُ: المنتصِبُ؛ قال ابن بری و مثلُه قولُ الآخر: فإِنه أَهْلٌ لأَنْ یُؤَكْرَمَا و المعروفُ فی كلامِ العَرَب: لأَنْ یُكْرَمَ؛ و كذلك هو مع حروفِ المُضارَعَة نحو أُكْرِمُ، و نُكْرِمُ، و تُكْرِمُ، و یُكْرِمُ؛ قال: و كان قیاس یُؤَثْفَیْن عنده یُثْفَیْن، من قولك أَثْفَیْتُ القِدْر إِذا جَعَلْتَها علی الأَثافیِّ، و هی الحِجارةُ. و أَرضٌ مُرْنِبَة و مُؤَرْنِبَة، بكسر النونِ، الأَخیرة عن كُراع: كثیرةُ الأَرانِبِ؛ قال أَبو منصور، و منه قول الشاعر: كُراتُ غُلامٍ مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ قال: كان فی العَرَبِیَّة مُرْنَبِ، فرُدَّ إِلی الأَصْل. قال اللیث: أَلِفُ أَرْنَبٍ زائدة. قال أَبو منصور: و هی عندَ أَكثرِ النَّحوِیِّین قَطْعِیَّة. و قال اللیث: لا تجی‌ءُ كَلِمةٌ فی أَوَّلِها أَلِفٌ، فتكون أَصْلِیَّة، إِلّا أَن تكون الكَلِمَةُ ثَلاثَة أَحْرُفٍ مثل الأَرض و الأَرْش و الأَمْر. أَبو عمرو: المَرْنَبَةُ القَطِیفَةُ ذاتُ الخَمْلِ. و الأَرْنَبَةُ: طَرَفُ الأَنْفِ، و جَمْعُها الأَرانبُ. یقال: هم شُمُّ الأُنُوفِ، وارِدَةٌ أَرانِبُهمْ. و‌فی حدیث الخُدْریّ: فلقد رأَیتُ علی أَنْفِ رسولِ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، و أَرْنَبَتِهِ أَثَرَ الطِّینِ.الأَرْنَبَةُ: طَرَفُ الأَنْف؛ و‌فی حدیث وائل: كان یسجدُ علی جَبْهَتِهِ و أَرْنَبَتِه.و الیَرْنَبُ و المَرْنَبُ: جُرَذٌ، كالیَرْبُوعِ، قَصِیرُ الذَّنَبِ. و الأَرْنَبُ: موضِعٌ؛ قال عَمْرُو بنُ مَعْدی كَرِب: عَجَّتْ نِساءُ بَنی زُبَیْدٍ عَجَّةً، كَعَجِیجِ نِسْوَتِنا، غداةَ الأَرْنَبِ و الأَرْنَبُ: ضَرْبٌ مِنَ الحُلِیِّ؛ قال رؤبة: وعَلَّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ و نَخْلِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 436
و الأُرَیْنِبَةُ: عُشْبةٌ شَبِیهةٌ بالنَّصِیِّ، إِلّا أَنها أَرَقُّ و أَضْعَفُ و أَلیَنُ، و هی ناجِعةٌ فی المالِ جِدّاً، و لها، إِذا جَفَّتْ، سَفًی، كُلَّما حُرِّكَ تَطایَرَ فارْتَزَّ فی العُیونِ و المَناخِر؛ عن أَبی حنیفة. و‌فی حدیث اسْتِسْقاءِ عمر، رضی اللّه عنه: حتی رأَیت الأَرْنَبَةَ تأْكلها صغار الإِبل.قال ابن الأَثیر: هكذا یرویه أَكثر المحدِّثین، و فی معناها قولان، ذكرهما القتیبی فی غریبه: أَحدهما أَنها واحدة الأَرانِب، حَملَها السَّیْلُ، حتی تَعَلقت فی الشجر، فأُكِلَتْ؛ قال: و هو بعید لأَن الإِبل لا تأْكل اللحم. و الثانی: أَن معناه أَنها نبت لا یكاد یطول، فأَطاله هذا المطر حتی صار للإِبل مرعی. و الذی علیه أَهل اللغة: أَن اللفظة إِنما هی الأَرِینةُ، بیاءٍ تحتها نُقْطتانِ، و بعدها نون، و هو نَبْتٌ معروف، یُشْبِه الخِطْمِیَّ، عَرِیضُ الوَرقِ، و سنذكره فی أَرن. الأَزهری: قال شمر قال بعضهم: سأَلت الأَصمعی عن الأَرْنَبةِ، فقال: نَبْت؛ قال شمر: و هو عندی الأَرِینةُ، سَمِعْتُ فی الفصیح من أَعْرابِ سَعْدِ بن بكر، بِبَطْنِ مَرٍّ، قال: و رأَیته نَباتاً یُشْبِه الخِطْمِیَّ، عَرِیضَ الوَرَقِ. قال شمر: و سمعت غیرَه من أَعْرابِ كِنانةَ یقول: هو الأَرِینُ. و قالت أَعْرابِیَّةٌ، مِنْ بَطْنِ مَرٍّ: هی الأَرِینةُ، و هی خِطْمِیُّنا، و غسُولُ الرأْسِ؛ قال أَبو منصور: و هذا الذی حكاه شمر صحیح، و الذی رُوی عن الأَصمعی أَنه الأَرنبة من الأَرانِبِ غیر صحیح؛ و شمر مُتْقِنٌ، و قد عُنِیَ بهذا الحَرْفِ، فسأَل عنه غیر واحدٍ من الأَعْراب حتی أَحْكَمَه، و الرُّواةُ رُبَّما صَحّفُوا و غَیَّرُوا؛ قال: و لم أَسمع الأَرْنبة، فی باب النَّباتِ، من واحِد، و لا رأَیتُه فی نُبُوتِ البادِیة. قال: و هو خَطَأٌ عندی. قال: و أَحْسَبُ القُتَیْبیَّ ذكر عن الأَصمعی أَیضاً الأَرْنَبةَ، و هو غیر صحیح. و أَرْنَبُ: اسم امرأَةٍ؛ قال مَعْنُ بن أَوْس: مَتی تَأْتِهِمْ، تَرْفَعْ بَناتی بِرَنَّةٍ، و تَصْدَحْ بِنَوْحٍ، یُفْزِعُ النَّوحَ، أَرْنَبُ

رهب؛ ج1، ص: 436

: رَهِبَ، بالكسر، یَرْهَبُ رَهْبةً و رُهْباً، بالضم، و رَهَباً، بالتحریك، أَی خافَ. و رَهِبَ الشی‌ءَ رَهْباً و رَهَباً و رَهْبةً: خافَه. و الاسم: الرُّهْبُ، و الرُّهْبی، و الرَّهَبوتُ، و الرَّهَبُوتی؛ و رَجلٌ رَهَبُوتٌ. یقال: رَهَبُوتٌ خَیرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، أَی لأَن تُرْهَبَ خَیرٌ من أَنْ تُرْحَمَ. و تَرَهَّبَ غیرَه إِذا تَوَعَّدَه؛ و أَنشد الأَزهری للعجاج یَصِفُ عَیراً و أُتُنَه: تُعْطِیهِ رَهْباها، إِذا تَرَهَّبَا، علی اضْطِمَارِ الكَشْحِ بَوْلًا زَغْرَبا «4»، عُصارةَ الجَزْءِ الذی تَحَلَّبا رَهْباها: الذی تَرْهَبُه، كما یقال هالكٌ و هَلْكَی. إِذا تَرَهَّبا إِذا تَوعَّدا. و قال اللیث: الرَّهْبُ، جزم، لغة فی الرَّهَب، قال: و الرَّهْباءُ اسم من الرَّهَبِ، تقول: الرَّهْباءُ من اللّهِ، و الرَّغْباءُ إِلیه. و‌فی حدیث الدُّعاءِ: رَغْبةً و رَهْبةً إِلیك.الرَّهْبةُ: الخَوْفُ و الفَزَعُ، جمع بین الرَّغْبةِ و الرَّهْبةِ، ثم أَعمل الرَّغْبةَ وحدها، كما تَقدَّم فی الرَّغْبةِ. و‌فی حدیث رَضاعِ الكبیر: فبَقِیتُ سنَةً لا أُحَدِّثُ بها رَهْبَتَه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی روایةٍ، أَی من أَجل رَهبَتِه، و هو منصوب علی المفعول له. و أَرْهَبَه و رَهَّبَه و استَرْهَبَه: أَخافَه و فَزَّعه.
(4). قوله [الكشح] هو روایة الأَزهری و فی التكملة اللوح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 437
و اسْتَرْهَبَه: اسْتَدْعَی رَهْبَتَه حتی رَهِبَه الناسُ؛ و بذلك فسر قوله عز و جل: وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جٰاؤُ بِسِحْرٍ عَظِیمٍ؛ أَی أَرْهَبُوهم. و‌فی حدیث بَهْز بن حَكِیم: إِنی لأَسمع الرَّاهِبةَ.قال ابن الأَثیر: هی الحالة التی تُرْهِبُ أَی تُفْزِعُ و تُخَوِّفُ؛ و‌فی روایة: أَسْمَعُك راهِباً‌أَی خائفاً. و تَرَهَّب الرجل إِذا صار راهِباً یَخْشَی اللّه. و الرَّاهِبُ: المُتَعَبِّدُ فی الصَّوْمعةِ، و أَحدُ رُهْبانِ النصاری، و مصدره الرَّهْبةُ و الرَّهْبانِیّةُ، و الجمع الرُّهْبانُ، و الرَّهابِنَةُ خطأٌ، و قد یكون الرُّهْبانُ واحداً و جمعاً، فمن جعله واحداً جعله علی بِناءِ فُعْلانٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لو كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَیْرٍ فی القُلَلْ، لانْحَدَرَ الرُّهْبانُ یَسْعَی، فنَزَلْ قال: و وجهُ الكلام أَن یكون جمعاً بالنون؛ قال: و إِن جمعت الرُّهبانَ الواحد رَهابِینَ و رَهابِنةً، جاز؛ و إِن قلت: رَهْبانِیُّون كان صواباً. و قال جریر فیمن جعل رهبان جمعاً: رُهْبانُ مَدْیَنَ، لو رَأَوْكَ، تَنَزَّلُوا، و العُصْمُ، من شَعَفِ العقُولِ، الفادِرُ وَعِلٌ عاقِلٌ صَعِدَ الجبل؛ و الفادِرُ: المُسِنُّ من الوُعُول. و الرَّهْبانیةُ: مصدر الراهب، و الاسم الرَّهْبانِیَّةُ. و فی التنزیل العزیز: وَ جَعَلْنٰا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً وَ رَهْبٰانِیَّةً ابْتَدَعُوهٰا، مٰا كَتَبْنٰاهٰا عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغٰاءَ رِضْوٰانِ اللّٰهِ. قال الفارسی: رَهْبٰانِیَّةً، منصوب بفعل مضمر، كأَنه قال: و ابْتَدَعُوا رَهْبانیَّةً ابْتَدَعوها، و لا یكون عطفاً علی ما قبله من المنصوب فی الآیة، لأَن ما وُضِعَ فی القلب لا یُبْتَدَعُ. و قد تَرَهَّبَ. و التَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ، و قیل: التَّعَبُّدُ فی صَوْمَعَتِه. قال: و أَصلُ الرَّهْبانِیَّة من الرَّهْبةِ، ثم صارت اسماً لِما فَضَل عن المقدارِ و أَفْرَطَ فیه؛ و معنی قوله تعالی: وَ رَهْبٰانِیَّةً ابْتَدَعُوهٰا، قال أَبو إِسحاق: یَحتمل ضَرْبَیْن: أَحدهما أَن یكون المعنی فی قوله [وَ رَهْبٰانِیَّةً ابْتَدَعُوهٰا] و ابتدعوا رهبانیة ابتدعوها، كما تقول رأَیتُ زیداً و عمراً أَكرمته؛ قال: و یكون [مٰا كَتَبْنٰاهٰا عَلَیْهِمْ] معناه لم تُكتب علیهم البَتَّةَ. و یكون [إِلَّا ابْتِغٰاءَ رِضْوٰانِ اللّٰهِ] بدلَا من الهاءِ و الأَلف، فیكون المعنی: ما كَتَبْنا علیهم إِلا ابتغاءَ رِضوانِ اللّه. و ابتغاءُ رِضوانِ اللّه، اتِّباعُ ما أَمَرَ به، فهذا، و اللّه أَعلم، وجه؛ و فیه وجه آخر: ابتدعوها، جاءَ فی التفسیر أَنهم كانوا یَرَوْن من ملوكهم ما لا یَصْبِرُون علیه، فاتخذوا أَسراباً و صَوامِعَ و ابتدعوا ذلك، فلما أَلزموا أَنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ، و دَخَلُوا فیه، لَزِمَهم تمامُه، كما أَن الإِنسانَ إِذا جعل علی نفسِه صَوْماً، لم یُفْتَرَضْ علیه، لزمه أَن یُتِمه. و الرَّهْبَنَةُ: فَعْلَنَةٌ منه، أَو فَعْلَلَةٌ، علی تقدیر أَصْلِیَّةِ النون و زیادتها؛ قال ابن الأَثیر: و الرَّهْبانِیَّةُ مَنْسوبة إِلی الرَّهْبَنةِ، بزیادة الأَلف. و‌فی الحدیث: لا رَهْبانِیَّةَ فی الإِسلام، هی كالاخْتِصاءِ و اعْتِناقِ السَّلاسِلِ و ما أَشبه ذلك، مما كانت الرَّهابِنَةُ تَتَكَلَّفُه، و قد وضعها اللّه، عز و جل، عن أُمة محمد، صلی اللّه علیه و سلم. قال ابن الأَثیر: هی من رَهْبَنةِ النصاری. قال: و أَصلها من الرَّهْبةِ: الخَوْفِ؛ كانوا یَتَرَهَّبُون بالتَّخَلی
لسان العرب، ج‌1، ص: 438
من أَشْغالِ الدنیا، و تَرْكِ مَلاذِّها، و الزُّهْدِ فیها، و العُزلةِ عن أَهلِها، و تَعَهُّدِ مَشاقِّها، حتی إِنَّ منهم مَن كان یَخْصِی نَفْسَه و یَضَعُ السِّلسلةَ فی عُنقه و غیر ذلك من أَنواع التعذیب، فنفاها النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، عن الإِسلام، و نهی المسلمین عنها. و‌فی الحدیث: علیكم بالجهاد فإِنه رَهْبانِیَّة أُمتی؛ یُرید أَنَّ الرُّهْبانَ، و إِن تركوا الدنیا و زَهِدُوا فیها، و تَخَلَّوْا عنها، فلا تَرْكَ و لا زُهْدَ و لا تَخَلِّیَ أَكثرُ من بذل النفس فی سبیل اللّه؛ و كما أَنه لیس عند النصاری عَمَلٌ أَفضلُ من التَّرَهُّب، ففی الإِسلام لا عَمَلَ أَفضلُ من الجهاد؛ و لهذا‌قال ذِرْوة: سَنامُ الإِسلام الجِهادُ فی سبیل اللّه.و رَهَّبَ الجَمَلُ: ذَهَبَ یَنْهَضُ ثم برَكَ مِن ضَعْفٍ بصُلْبِه. و الرَّهْبَی: الناقةُ المَهْزُولةُ جِدّاً؛ قال: و مِثْلِكِ رَهْبَی، قَدْ تَرَكْتُ رَذِیَّةً، تُقَلِّبُ عَیْنَیْها، إِذا مَرَّ طائِرُ و قیل: رَهْبَی هاهنا اسم ناقة، و إِنما سماها بذلك. و الرَّهْبُ: كالرَّهْبَی. قال الشاعر: و أَلْواحُ رَهْبٍ، كأَنَّ النُّسوعَ أَثْبَتْنَ، فی الدَّفِّ منها، سِطارا و قیل: الرَّهْبُ الجمل الذی استُعْمِلَ فی السَّفر و كَلَّ، و الأُنثی رَهْبةٌ. و أَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْباً، و هو الجَمَلُ العالی؛ و أَما قول الشاعر: و لا بُدَّ مِن غَزْوَةٍ، بالمَصِیفِ، رَهْبٍ، تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا فإِنَّ الرَّهْبَ مِن نَعْت الغَزْوَةِ، و هی التی كَلَّ ظَهْرُها و هُزِلَ. و حكی عن أَعرابی أَنه قال: رَهَّبَتْ ناقةُ فلان فقَعَد علیها یُحایِیها، أَی جَهَدَها السَّیرُ، فعَلَفَها و أَحْسَنَ إِلیها حتی ثابَتْ إِلیها نفْسُها. و ناقةٌ رَهْبٌ: ضامِرٌ؛ و قیل: الرَّهْبُ الجَمَلُ العَریضُ العِظامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ؛ قال: رَهْبٌ، كبُنْیانِ الشَّآمی، أَخْلَقُ و الرَّهْبُ: السَّهمُ الرَّقیقُ؛ و قیل: العظیمُ. و الرَّهْبُ: النَّصْلُ الرقیقُ مِن نِصالِ السِّهام، و الجمعُ رِهابٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: فَدَنا له رَبُّ الكِلابِ، بكَفِّه بِیضٌ رِهابٌ، رِیشُهُنّ مُقَزَّعُ و قال صَخْر الغَیّ الهُذَلیّ: إِنی سیَنْهَی عَنّی وَعِیدَهُمُ بِیضٌ رِهابٌ، و مُجْنَأٌ أُجُدُ و صارِمٌ أُخْلِصَت خَشِیبتُه، أَبیضُ مَهْوٌ، فی مَتْنِه رُبَدُ المُجْنَأُ: التُّرْسُ. و الأُجْدُ: المُحْكَمُ الصَّنعةِ، و قد فسَّرْناه فی ترجمة جنأَ. و قوله تعالی: وَ اضْمُمْ إِلَیْكَ جَنٰاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ؛ قال أَبو إِسحق: من الرُّهْبِ. و الرَّهَبِ إِذا جزم الهاءَ ضمّ الراءَ، و إِذا حرك الهاءَ فتح الراءَ، و معناهما واحد مثل الرُّشْدِ و الرَّشَدِ. قال: و معنی جَنٰاحَكَ هاهنا یقال: العَضُدُ، و یقال: الیدُ كلُّها جَناحٌ. قال الأَزهری و قال مقاتل فی قوله: مِنَ الرَّهْبِ؛ الرَّهَبُ كُمُّ مَدْرَعَتِه. قال
لسان العرب، ج‌1، ص: 439
الأَزهری: و أَكثرُ الناس ذهبوا فی تفسیر قوله: مِنَ الرَّهْبِ، أَنه بمعنی الرَّهْبةِ؛ و لو وَجَدْتُ إِماماً من السلف یجعل الرَّهَبَ كُمّاً لذهبت إِلیه، لأَنه صحیح فی العَربیة، و هو أَشبه بسیاق الكلام و التفسیرِ، و اللّه أَعلم بما أَراد. و الرُّهْبُ: الكُمُّ «5». یقال وضعت الشی‌ءَ فی رُهْبِی أَی فی كُمِّی. أَبو عمرو: یقال لِكُمِّ القَمِیصِ: القُنُّ و الرُّدْنُ و الرَّهَبُ و الخِلافُ. ابن الأَعرابی: أَرْهَبَ الرجلُ إِذا أَطالَ رَهَبَه أَی كُمَّه. و الرُّهابةُ، و الرَّهابة علی وَزْنِ السَّحابةِ: عُظَیْمٌ فی الصَّدْرِ مُشْرِفٌ علی البطن، قال الجوهری: مِثلُ اللِّسان؛ و قال غیره: كأَنه طرَف لسان الكَلْبِ، و الجمع رَهابٌ. و‌فی حدیث عَوْف ابن مالك: لأَنْ یَمْتَلِئَ ما بین عانَتی إِلی رَهابَتی قَیْحاً أَحَبُّ إِلیَّ من أَن یَمْتَلئَ شِعْراً.الرَّهابةُ، بالفتح: غُضْرُوفٌ، كاللِّسان، مُعَلَّق فی أَسْفَلِ الصَّدْرِ، مُشْرِفٌ علی البطن. قال الخطابی: و یروی بالنون، و هو غَلَط. و‌فی الحدیث: فَرَأَیْتُ السَّكاكِینَ تَدُورُ بین رَهابَتِه و مَعِدَتِه.ابن الأَعرابی: الرَّهابةُ طَرَفُ المَعِدة، و العُلْعُلُ: طَرَفُ الضِّلَع الذی یُشْرِفُ علی الرَّهابةِ. و قال ابن شمیل: فی قَصِّ الصدْرِ رَهابَتُه؛ قال: و هو لِسانُ القَصِّ من أَسْفَل؛ قال: و القَصُّ مُشاشٌ. و قال أَبو عبید فی باب البَخِیل: یُعْطِی من غیر طَبْعِ جُودٍ؛ قال أَبو زید: یقال فی مثل هذا: رَهْباك خَیرٌ من رَغْباكَ؛ یقول: فَرَقُه منكَ خیرٌ من حبّه، و أَحْرَی أَن یُعْطِیَكَ علیه. قال: و مثله الطَّعْنُ یَظْأَرُ غیره. و یقال: فَعَلْتُ ذلك من رُهْباكَ أَی من رَهْبَتِك، و الرُّغْبَی الرَّغْبةُ. قال و یقال: رُهْباكَ خیرٌ من رُغْباكَ، بالضم فیهما. و رَهْبی: موضعٌ. و دارةُ رَهْبَی: موضع هناك. و مُرْهِبٌ: اسم.

روب؛ ج1، ص: 439

: الرَّوْبُ: اللَّبنُ الرائبُ، و الفعل: رابَ اللَّبن یَرُوبُ رَوْباً و رُؤُوباً: خَثُرَ و أَدْرَكَ، فهو رائبٌ؛ و قیل: الرائبُ الذی یُمْخَضُ فیُخْرَجُ زُبْدُه. و لبَنٌ رَوْبٌ و رائبٌ، و ذلك إِذا كَثُفَتْ دُوایَتُه، و تكَبَّدَ لبَنُه، و أَتی مَخْضُه؛ و منه قیل: اللبن المَمْخُوض رائبٌ، لأَنه یُخْلَط بالماءِ عند المَخْضِ لیُخْرَجَ زُبْدُه. تقول العرب: ما عندی شَوْبٌ و لا رَوْبٌ؛ فالرَّوْبُ: اللَّبنُ الرائبُ، و الشَّوْبُ: العَسَلُ المَشُوبُ؛ و قیل: الرَّوْبُ اللَّبن، و الشَّوْبُ العَسَلُ، من غیر أَن یُحَدَّا. و‌فی الحدیث: لا شَوْبَ و لا رَوْبَ فی البیعِ و الشِّراءِ.تقول ذلك فی السِّلْعةِ تَبِیعُها أَی إِنی بَری‌ءٌ من عَیْبِها، و هو مَثَلٌ بذلك. و قال ابن الأَثیر فی تفسیر هذا الحدیث: أَی لا غِشَّ و لا تَخْلِیطَ؛ و منه قیل للبن المَمْخُوضِ: رائبٌ، كما تقدَّم. الأَصمعی: من أَمثالهم فی الذی یُخْطِئُ و یُصِیب: هو یَشُوبُ و یَروب؛ قال أَبو سعید: معنی یَشُوبُ یَنْضَحُ و یَذُبُّ، یقال للرجل إِذا نَضَح عن صاحبه: قد شَوَّب عنه، قال: و یَرُوبُ أَی یَكْسَل. و التَّشْویبُ: أَنْ یَنْضَحَ نَضْحاً غیر مُبالَغٍ فیه،
(5). قوله [و الرهب الكم] هو فی غیر نسخة من المحكم كما تری بضم فسكون و أَما ضبطه بالتحریك فهو الذی فی التهذیب و التكملة و تبعهما المجد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 440
فهو بمعنی قوله یَشُوبُ أَی یُدافِعُ مُدافعةً لا یُبالِغُ فیها، و مرة یَكْسَلُ فلا یُدافِعُ بَتَّةً. قال أَبو منصور: و قیل فی قولهم: هو یَشُوبُ أَی یَخْلِطُ الماءَ باللبن فیُفْسِدُه؛ و یَرُوبُ: یُصْلِحُ، من قول الأَعرابی: رابَ إِذا أَصْلَح؛ قال: و الرَّوْبةُ إِصْلاحُ الشأْن و الأَمر، ذكرهما غیر مهموزین، علی قول من یُحَوِّل الهمزةَ واواً. ابن الأَعرابی: رابَ إِذا سكن؛ و رابَ: اتَّهَمَ. قال أَبو منصور: إِذا كان رابَ بمعنی أَصْلَحَ، فأَصْله مهموز، من رَأَبَ الصَّدْعَ، و قد مضی ذكرها. و رَوَّبَ اللبنَ و أَرابه: جَعله رائِباً. و قیل: المُرَوَّبُ قبل أَن یُمْخَضَ، و الرَّائِبُ بعد المَخْضِ و إِخْراجِ الزبد. و قیل: الرَّائبُ یكون ما مُخِضَ، و ما لم یُمْخَضْ. قال الأَصمعی: الرائبُ الذی قد مُخِضَ و أُخْرِجَتْ زُبْدَتُه. و المُروَّبُ الذی لم یُمْخَضْ بعد، و هو فی السقاءِ، لم تُؤْخَذْ زُبْدَتُه. قال أَبو عبید: إِذا خَثُرَ اللبن، فهو الرَّائبُ، فلا یزال ذلك اسمَه حتی یُنْزَعَ زُبده، و اسمه علی حاله، بمنزلة العُشَراءِ من الإِبل، و هی الحامل، ثم تَضَعُ، و هو اسمها؛ و أَنشد الأَصمعی: سَقاك أَبو ماعزٍ رَائباً، و مَنْ لك بالرائِبِ الخاثِرِ؟ یقول: إِنما سَقاكَ المَمْخُوضَ، و مَن لك بالذی لمْ یُمْخَضْ و لم یُنْزَعْ زُبْدُه؟ و إِذا أَدْرَكَ اللَّبَنُ لیُمْخَضَ، قیل: قد رابَ. أَبو زید: التَّرْویبُ أَن تَعْمِدَ إِلی اللبن إِذا جَعَلْته فی السِّقاءِ، فَتُقَلِّبَه لیُدْرِكَه المَخْضُ، ثم تَمْخَضُه و لم یَرُبْ حَسَناً، هذا نص قوله؛ و أَراد بقوله حَسَناً نِعِمّا. و المِرْوَبُ: الإِناءُ و السِّقاءُ الذی یُرَوَّبُ فیه اللبنُ. و فی التهذیب: إِناءٌ یُرَوَّبُ فیه اللبن. قال: عُجَیِّزٌ منْ عامر بن جَنْدَبِ، تُبْغِضُ أَن تَظْلِمَ ما فی المِرْوَبِ و سِقاءٌ مُرَوَّبٌ: رُوِّبَ فیه اللبَنُ. و فی المثل: للعرب أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ. و أَصله: السِّقاءُ یُلَفُّ حتی یَبْلُغ أَوانَ المَخْضِ، و المَظْلُومُ: الذی یُظْلَم فیُسْقَی أَو یُشْرَب قبل أَن تَخْرُجَ زُبْدَتُه. أَبو زید فی باب الرجل الذلیل المُسْتَضْعَفِ: أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ. و ظَلَمْتُ السِّقاءَ إِذا سَقَیْتُه قبل إِدْراكِه. و الرَّوْبَةُ: بَقِیةُ اللبن المُرَوَّب، تُتْرَكُ فی المِرْوَبِ حتی إِذا صُبَّ علیه الحَلیبُ كان أَسْرَعَ لرَوْبِه. و الرُّوبةُ و الرَّوْبةُ: خَمیرةُ اللبن، الفتح عن كراع. و رَوْبةُ اللبن: خَمِیرة تُلْقَی فیه من الحامِض لیَرُوبَ. و فی المثل: شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُه، كما یقال: احْلُبْ حَلَباً لك شَطْرُه. غیره: الرَّوْبَةُ خَمِیرُ اللبن الذی فیه زُبْدُه، و إِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو رَوْبٌ، و یسمی أَیضاً رائباً، بالمعنیین. و‌فی حدیث الباقر: أَ تَجْعَلُونَ فی النَّبِیذِ الدُّرْدِیَّ؟ قیل: و ما الدُّرْدِیُّ؟ قال الرُّوبةُ.الرُّوبةُ، فی الأَصل: خَمِیرةُ اللَّبَنِ، ثم یُسْتَعمَلُ فی كل ما أَصْلَحَ شیئاً، و قد تهمز. قال ابن الأَعرابی: روی عن أَبی بكر فی وَصِیَّتِه لعُمَرَ، رضی اللّه عنهما: عَلَیْكَ بالرَّائِبِ مِن الأُمورِ، و إِیَّاكَ و الرَّائِبَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 441
منها؛ قال ثعلب: هذا مَثَل؛ أَراد؛ عَلَیْكَ بالأَمْرِ الصافی الذی لیس فیه شُبْهَةٌ، و لا كَدَرٌ، و إِیَّاكَ و الرَّائبَ أَی الأَمْرَ الذی فیه شُبْهَةٌ و كَدَرٌ. ابن الأَعرابی: شابَ إِذا كَذَبَ؛ و شابَ إِذا خَدَع فی بَیْعٍ أَو شِراءٍ. و الرُّوبةُ و الرَّوْبةُ، الأَخیرة عن اللحیانی: جِمامُ ماءِ الفَحْلِ، و قیل: هو اجْتِماعُه، و قیل: هو ماؤُه فی رَحِمِ الناقةِ، و هو أَغْلَظُ من المَهاةِ، و أَبْعَدُ مَطْرَحاً. و ما یَقُومُ بِرُوبةِ أَمْرِه أی بِجِماعِ أَمْرِه أَی كأَنه من رُوبةِ الفحل. الجوهری: و رُوبةُ الفرس: ماءُ جِمامِه؛ یقال: أَعِرْنی رُوبةَ فَرَسِك، و رُوبةَ فَحْلِك، إِذا اسْتَطْرَقْته إِیاه. و رُوبةُ الرجل: عَقْلُه؛ تقول: و هو یُحدِّثُنی، و أَنا إِذ ذاك غلام لیست لی رُوبةٌ. و الرُّوبةُ: الحاجةُ؛ و ما یقوم فلان برُوبةِ أَهله أَی بشأْنِهم و صَلاحِهم؛ و قیل: أَی بما أَسْنَدوا إِلیه من حَوائِجهم؛ و قیل: لا یَقومُ بقُوتهم و مَؤُونَتهم. و الرُّوبةُ: إِصْلاحُ الشأْنِ و الأَمرِ. و الرُّوبةُ: قِوامُ العَیْشِ. و الرُّوبةُ: الطائفةُ مِن اللیلِ. و رُوبةُ بن العجاج: مُشْتَقٌّ منه، فیمن لم یهمز، لأَنه وُلِدَ بعد طائفةٍ من اللیل. و فی التهذیب: رُؤْبةُ بن العجاج، مهموز. و قیل: الرُّوبةُ الساعةُ من اللیل؛ و قیل مَضت رُوبةٌ من اللیل أَی ساعةٌ؛ و بَقِیَتْ رُوبةٌ من اللیل كذلك. و یقال: هَرِّق عَنَّا من رُوبةِ اللیل، و قَطِّعِ اللحمَ رُوبةً رُوبةً أَی قِطْعةً قِطْعةً. و رابَ الرَّجلُ رَوْباً و رُؤُوباً: تَحَیَّر و فَتَرَتْ نَفْسُه من شِبَعٍ أَو نُعاسٍ؛ و قیل: سَكِرَ من النَّوم؛ و قیل: إِذا قام من النوم خاثِرَ البدَنِ و النَّفْسِ؛ و قیل: اخْتَلَطَ عَقْلُه، و رَأْیُه و أَمْرُه. و رَأَیت فلاناً رائباً أَی مُخْتَلِطاً خائِراً. و قوم رُوَباءُ أَی خُثَراء الأَنْفُسِ مُخْتَلِطُون. و رَجلٌ رائبٌ، و أَرْوَبُ، و رَوْبانُ، و الأُنثی رائِبةٌ، عن اللحیانی، لم یزد علی ذلك، من قوم رَوبی: إِذا كانوا كذلك؛ و قال سیبویه: هم الذین أَثْخَنَهُم السفَرُ و الوَجَعُ، فاسْتَثْقَلُوا نوماً. و یقال: شَرِبُوا من الرَّائبِ فسَكِرُوا؛ قال بشر: فأَمَّا تَمِیمٌ، تَمِیمُ بنُ مُرٍّ، فأَلْفاهُمُ القومُ رَوْبی نِیاما و هو، فی الجمع، شبیه بِهَلْكَی و سَكْرَی، واحدهم رَوْبانُ؛ و قال الأَصمعی: واحدهم رائبٌ مثل مائقٍ و مَوْقَی، و هالِكٍ و هَلْكَی. و رابَ الرجل و رَوَّبَ: أَعیا، عن ثعلب. و الرُّوبةُ: التَّحَیُّر و الكَسَلُ من كثرةِ شُرْبِ اللبن. و رابَ دَمُه رَوْباً إِذا حانَ هَلاكُه. أَبو زید: یقال: دَعِ الرَّجلَ فقد رابَ دَمُه یَرُوبُ رَوْباً أَی قد حان هلاكُه؛ و قال فی موضع آخر: إِذا تَعَرَّضَ لما یَسْفِكُ دَمَه. قال و هذا كقولهم: فلان یَحْبِسُ نَجِیعَه و یَفُورُ دَمُه. و رَوَّبَت مَطِیَّةُ فلان تَرْویباً إِذا أَعْیَتْ. و الرُّوبةُ: مَكرمَةٌ من الأَرض، كثیرة النبات و الشجر، هی أَبْقَی الأَرضِ كَلأً، و به سمی رُوبةُ بن العَجّاج. قال: و كذلك رُوبةُ القَدَحِ ما یُوصَلُ به، و الجمع رُوَبٌ. و الرُّوبةُ: شجر النِّلْك. و الرُّوبةُ: كَلُّوبٌ یُخْرَجُ به الصَّیْدُ من الجُحْر، و هو المِحْرَشُ. عن أَبی العمیثل الأَعرابی. و رُوَیْبةُ: أَبو بطن من العرب، و اللّه أَعلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 442‌

ریب؛ ج1، ص: 442

: الرَّیْبُ: صَرْفُ الدَّهْرِ. و الرَّیْبُ و الرِّیبةُ: الشَّكُّ، و الظِّنَّةُ، و التُّهمَةُ. و الرِّیبةُ، بالكسر، و الجمع رِیَبٌ. و الرَّیْبُ: ما رابَك مِنْ أَمْرٍ. و قد رابَنِی الأَمْر، و أَرابَنِی. و أَرَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ فیه رِیبةً. و رِبْتُه: أَوصَلْتُ إِلیه الرِّیبةَ. و قیل: رابَنی: عَلِمْتُ منه الرِّیبة، و أَرابَنِی؛ أَوهَمَنی الرِّیبةَ، و ظننتُ ذلك به. و رابَنِی فلان یَریبُنی إِذا رَأَیتَ منه ما یَریبُك، و تَكْرَهُه. و هذیل تقول: أَرابَنِی فلان، و ارْتابَ فیه أَی شَكَّ. و اسْتَرَبْتُ به إِذا رأَیتَ منه ما یَریبُك. و أَرابَ الرجلُ: صار ذا رِیبةٍ، فهو مُریبٌ. و‌فی حدیث فاطمةَ: یُریبُنی ما یُریبُها‌أَی یَسُوءُنی ما یَسُوءُها، و یُزْعِجُنی ما یُزْعِجُها؛ هو من رابَنی هذا الأَمرُ و أَرابنی إِذا رأَیتَ منه ما تَكْرَهُ. و‌فی حدیث الظَّبْی الحاقِفِ: لا یَریبُه أَحدٌ بشی‌ء‌أَی لا یَتَعَرَّضُ له و یُزْعِجُه. و‌رُوی عن عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال: مَكْسَبَةٌ فیها بعضُ الرِّیبةِ خیرٌ من مسأَلةِ الناسِ؛ قال القتیبی: الرِّیبةُ و الرَّیبُ الشَّكُّ؛ یقول: كَسْبٌ یُشَكُّ فیه، أَ حَلالٌ هو أَم حرامٌ، خیرٌ من سُؤَالِ الناسِ، لمن یَقْدِرُ علی الكَسْبِ؛ قال: و نحو ذلك المُشْتَبهاتُ. و قوله تعالی: لٰا رَیْبَ فِیهِ*. معناه: لا شَكَّ فیه. و رَیْبُ الدهرِ: صُرُوفُه و حَوادِثُه. و رَیْبُ المَنُونِ: حَوادِثُ الدَّهْر. و أَرابَ الرجلُ: صار ذا رِیبةٍ، فهو مُریبٌ. و أَرابَنِی: جعلَ فیَّ رِیبةً، حكاهما سیبویه. التهذیب: أَرابَ الرجلُ یُریبُ إِذا جاءَ بِتُهمَةٍ. و ارْتَبْتُ فلاناً أَی اتَّهَمْتُه. و رابنی الأَمرُ رَیْباً أَی نابَنِی و أَصابنی. و رابنی أَمرُه یَریبُنی أَی أَدخل علیَّ شَرّاً و خَوْفاً. قال: و لغة ردیئة أَرابنی هذا الأَمرُ. قال ابن الأَثیر: و قد تكرّر ذكر الرَّیْب، و هو بمعنی الشَّكِّ مع التُّهمَةِ؛ تقول: رابنی الشی‌ءُ و أَرابنی، بمعنی شَكَّكَنِی؛ و قیل: أَرابنی فی كذا أَی شككنی و أَوهَمَنی الرِّیبةَ فیه، فإِذا اسْتَیْقَنْتَه، قلت: رابنِی، بغیر أَلف. و‌فی الحدیث: دَعْ ما یُریبُك إِلی ما لا یُرِیبُكَ؛ یروی بفتح الیاءِ و ضمّها، أَی دَعْ ما تَشُكُّ فیه إِلی ما لا تَشُكُّ فیه. و‌فی حدیث أَبی بكر، فی وَصِیَّتِه لعمر، رضی اللّه عنهما، قال لعمر: علیك بالرّائبِ من الأُمور، و إِیَّاك و الرائبَ منها.قال ابن الأَثیر: الرائبُ من اللبَنِ ما مُخِضَ فأُخِذَ زُبْدُه؛ المعنی: علیك بالذی لا شُبْهةَ فیه كالرّائبِ من الأَلْبانِ، و هو الصَّافی؛ و إِیاك و الرائبَ منها أَی الأَمر الذی فیه شُبْهَةٌ و كَدَرٌ؛ و قیل المعنی: إِن الأَوَّلَ من رابَ اللبنُ یَرُوبُ، فهو رائِبٌ، و الثانی من رَابَ یَریبُ إِذا وقع فی الشكّ؛ أَی علیك بالصّافی من الأُمورِ، وَ دَعِ المُشْتَبِهَ منها. و‌فی الحدیث: إِذا ابْتَغَی الأَمیرُ الرّیبةَ فی الناسِ أَفْسَدَهم؛ أَی اتَّهَمَهم و جاهَرهم بسُوءِ الظنِّ فیهم، أَدّاهم ذلك إِلی ارتكابِ ما ظَنَّ بهم، ففَسَدُوا. و قال اللحیانی: یقال قد رابَنِی أَمرُه یَریبُنی رَیْباً و رِیبَةً؛ هذا كلام العرب، إِذا كَنَوْا أَلْحَقُوا الأَلف، و إِذا لم یَكْنُوا أَلْقَوا الأَلفَ. قال: و قد یجوز فیما یُوقَع أَن تدخل الأَلف، فتقول: أَرابنی الأَمرُ؛ قال خالد بن زُهَیْر الهُذَلی: یا قَوْمِ ما لی و أَبا ذُؤَیبِ، كنتُ، إِذا أَتَیْتُه من غَیْبِ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 443
یَشَمُّ عِطْفِی، و یَبُزُّ ثَوْبی، كأَنَّنی أَرَبْتُه بِرَیْبِ قال ابن بری: و الصحیح فی هذا أَنَّ رابنی بمعنی شَكَّكَنی و أَوْجَبَ عندی رِیبةً؛ كما قال الآخر: قد رابَنی مِنْ دَلْوِیَ اضْطرابُها و أَمّا أَراب، فإِنه قد یأْتی مُتَعَدِّیاً و غیر مُتَعَدٍّ، فمن عَدَّاه جعله بمعنی رابَ؛ و علیه قول خالد: كأَنَّنی أَرَبْتُه بِرَیْبِ و علیه قول أَبی الطیب: أَ تَدرِی ما أَرابَكَ مَنْ یُرِیبُ و یروی: كأَننی قد رِبْتُه بریب فیكون علی هذا رابَنی و أَرابَنی بمعنی واحد. و أَما أَرابَ الذی لا یَتَعَدَّی، فمعناه: أَتی برِیبةٍ، كما تقول: أَلامَ، إِذا أَتی بما یُلامُ علیه، و علی هذا یتوَجَّهُ البیت المنسوب إِلی المُتَلمِّس، أَو إِلی بَشَّار بن بُرْدٍ، و هو: أَخُوكَ الذی إِنْ رِبْتَه، قال: إِنَّما أَرَبْتَ، و إِنْ لایَنْتَه، لانَ جانِبُهْ و الروایة الصحیحةُ فی هذا البیت: أَرَبْتُ، بضم التاءِ؛ أَی أَخُوكَ الذی إِنْ رِبْتَه برِیبةٍ، قال: أَنا الذی أَرَبْتُ أَی أَنا صاحِبُ الرِّیبَةِ، حتی تُتَوَهَّمَ فیه الرِّیبةُ، و من رواه أَرَبْتَ، بفتح التاءِ، فإِنه زعم أَن رِبْتَه بمعنی أَوْجَبْتَ له الرِّیبةَ؛ فأَما أَرَبْتُ، بالضم، فمعناه أَوْهَمْتُه الرِّیبةَ، و لم تكن واجِبةً مَقْطُوعاً بها. قال الأَصمعی: أَخبرنی عیسی بن عُمَرَ أَنه سَمِع هُذَیْلًا تقول: أَرابَنی أَمْرُه؛ و أَرابَ الأَمْرُ: صار ذا رَیْبٍ؛ و فی التنزیل العزیز: إِنَّهُمْ كٰانُوا فِی شَكٍّ مُرِیبٍ؛ أَی ذی رَیْبٍ. و أَمْرٌ رَیَّابٌ: مُفْزِعٌ. و ارْتابَ به: اتَّهَمَ. و الرَّیْبُ: الحاجةُ؛ قال كَعْبُ بن مالِكٍ الأَنصاریّ: قَضَیْنا مِنْ تِهامةَ كُلَّ رَیْبٍ، و خَیْبَرَ، ثم أَجْمَمْنا السُّیُوفا و‌فی الحدیث: أَنَّ الیَهُودَ مَرُّوا بِرَسُولِ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، فقال بعضُهم: سَلُوه، و قال بعضهم: ما رَابُكُمْ إِلیه؟أَی ما إِرْبُكُم و حاجَتُكم إِلی سُؤَالِه؟ و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: ما رابُكَ إِلی قَطْعِها؟قال ابن الأَثیر: قال الخطابی: هكذا یَرْوُونه، یعنی بضم الباءِ، و إِنما وَجْهُه: ما إِرْبُكَ؟ أَی ما حاجَتُكَ؟ قال أَبو موسی: یحتمل أَن یكون الصوابُ ما رابَكَ؟ بفتح الباءِ، أَی ما أَقْلَقَكَ و أَلجأَكَ إِلیه؟ قال: و هكذا یرویه بعضهم. و الرَّیْبُ: اسم رَجُل. و الرَّیبُ: اسم موضع؛ قال ابن أَحمر: فَسارَ بِه، حتی أَتی بَیْتَ أُمِّه، مُقِیماً بأَعْلی الرَّیْبِ، عِنْدَ الأَفاكِلِ

فصل الزای المعجمة؛ ج1، ص: 443

زأب؛ ج1، ص: 443

: زأَبَ القِرْبةَ، یَزْأَبُها زَأْباً، و ازْدَأَبها: حَمَلَها، ثم أَقْبَلَ بها سَرِیعاً. و الازْدِئابُ: الاحْتِمالُ. و كلُّ ما حَمَلْتَه بِمَرَّةٍ، شِبْهَ الاحْتِضانِ، فقد زَأَبْتَه. و زَأَبَ الرَّجُلُ و ازْدَأَبَ إِذا حَمَل ما
لسان العرب، ج‌1، ص: 444
یُطِیقُ و أَسْرَعَ فی المشی، قال: و ازْدَأَبَ القِرْبَةَ، ثم شَمَّرا و زَأَبْتُ القِرْبةَ و زَعَبْتُها، و هو حَمْلُكها مُحْتَضِناً. و الزَّأْبُ: أَن تَزْأَبَ شیئاً فتَحْمِلَه بمرّةٍ واحدة. و زَأَبَ الرَّجلُ إِذا شَرِبَ شُرْباً شَدیداً. الأَصمعی: زَأَبْتُ و قَأَبْتُ أَی شَرِبْتُ، و زَأَبْتُ به زَأْباً و ازْدأَبْتُه. و زَأَبَ بِحِمْلِه: جَرَّه.

زأنب؛ ج1، ص: 444

: الزَّآنِبُ: القَوارِیرُ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و نحْنُ بَنُو عَمٍّ علی ذَاكَ، بَیْنَنا زآنِبُ، فیها بِغْضةٌ و تَنافُسُ و لا واحد لها.

زبب؛ ج1، ص: 444

: الزَّبَبُ: مصدر الأَزَبِّ، و هو كَثرة شَعَر الذّراعَیْنِ و الحاجبین و العینین، و الجمعُ الزُّبُّ. و الزَّبَبُ: طولُ الشعَرِ و كَثرتُه؛ قال ابن سیدة: الزَّبَبُ الزَّغَب، و الزَّبَبُ فی الرجل: كثرةُ الشعر و طُولُه، و فی الإِبل: كثرة شَعَرِ الوجه و العُثْنُونِ؛ و قیل: الزَّبَبُ فی الناس كَثرَةُ الشَّعَرِ فی الأُذنین و الحاجبین، و فی الإِبل: كَثرةُ شَعَرِ الأُذنین و العینین؛ زَبَّ یَزُبُّ زَبِیباً، و هو أَزَبُّ. و فی المثل: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ و قال الأَخطل: أَزَبُّ الحاجِبین بِعَوْفِ سَوءٍ، من النَّفَرِ الذین بأَزْقُبانِ و قال الآخر: أَزَبُّ القَفا و المَنْكِبَیْنِ، كأَنه، من الصَّرْصَرانِیَّاتِ، عَوْدٌ مُوَقَّعُ و لا یكادُ یكون الأَزَبُّ إِلَّا نَفُوراً، لأَنه یَنْبُتُ علی حاجِبَیْهِ شُعَیْراتٌ، فإِذا ضَرَبَتْه الرِّیحُ نَفَرَ؛ قال الكمیت: أَو یَتَناسَی الأَزَبُّ النُّفورا قال ابن بری: هذا العجز مُغَیَّرٌ «6»، و البیتُ بكمالِه: بَلَوْناكَ من هَبَواتِ العَجَاج، فلم تَكُ فیها الأَزَبَّ النَّفُورا و رأَیت، فی نسخة الشیخ ابن الصلاح المُحَدِّث، حاشِیةً بخط أَبیه، أَنَّ هذا الشعر: رَجائیَ، بالعَطْفِ، عَطْفَ الحُلُوم، و رَجْعةَ حَیرانَ، إِن كان حارا و خَوْفیَ بالظَّنِّ، أَنْ لا ائْتِلافَ، أَو یَتناسَی الأَزَبُّ النُّفُورا و بین قول ابن بری و هذه الحاشیة فرق ظاهر. و الزَّبَّاءُ: الاست لشعرها. و أُذُنٌ زَبَّاءُ: كثیرةُ الشَّعَر. و‌فی حدیث الشعبی: كان إِذا سُئِلَ عن مسأَلةٍ مُعْضِلَةٍ، قال: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، لو سُئِل عنها أَصحابُ رسولِ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، لأَعْضَلَتْ بهم.یقال للدَّاهیةِ الصَّعْبةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، یعنی أَنها جَمَعَتْ بین الشَّعَر و الوَبَرِ، أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ، شبَّهها بالناقة النَّفُور، لصُعُوبَتِها. و داهیةٌ زبَّاءُ: شدیدة، كما قالوا شَعْراءُ. و یقال للدَّاهیة المُنْكَرةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر. و یقال للناقة الكثیرة الوبَر: زَبَّاءُ، و الجملُ أَزبُّ. و عامٌ أَزَبُّ: مُخْصِبٌ، كثیر النباتِ.
(6). قوله [مغیر] لم یخطئ الصاغانی فیه إلا النفورا، فقال الصواب النفارا، و أورد صدره و سابقه ما أورده ابن الصلاح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 445
و زَبَّتِ الشمسُ زَبّاً، و أَزَبَّتْ، و زَبَّبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ، و هو من ذلك، لأَنها تَتَوارَی كما یَتَوارَی لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعر. و‌فی حدیث عُروةَ: یَبْعَثُ أَهلُ النار وَفْدَهُم فَیَرْجِعُون إِلیهم زُبّاً حُبْناً؛ الزُّبُّ: جمع الأَزَبِّ، و هو الذی تَدِقُّ أَعالیه و مَفاصِلُه، و تَعْظُم سُفْلَتُه؛ و الحُبْنُ: جَمع الأَحْبَنِ، و هو الذی اجتمعَ فی بطنِه الماءُ الأَصفر. و الزُّبُّ: الذَّكَرُ، بلغة أَهل الیَمَنِ، و خصَّ ابن درید به ذَكَرَ الإِنسان، و قال: هو عربی صحیح؛ و أَنشد: قد حَلَفَتْ باللّهِ: لا أُحِبُّهْ، أَن طالَ خُصْیاهُ، و قَصرَ زُبُّهْ و الجمع: أَزُبٌّ و أَزْبابٌ و زَبَبَةٌ. و الزُّبُّ: اللِّحْیَةُ، یَمانِیَّةٌ؛ و قیل: هو مُقَدَّم اللِّحْیة، عند بعض أَهل الیمن؛ قال الشاعر: ففاضَتْ دُمُوع الجَحْمَتَیْنِ بِعَبْرةٍ علی الزُّبِّ، حتی الزُّبُّ، فی الماءِ، غامِسُ قال شمر: و قیل الزُّبُّ الأَنْف، بلغة أَهل الیمن. و الزَّبُّ مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إِلی رَأْسِها؛ یقال: زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ. و الزَّبِیبُ: السَّمُّ فی فَمِ الحیَّةِ. و الزَّبِیبُ: زَبَدُ الماء؛ و منه قوله: حتی إِذا تَكَشَّفَ الزَّبِیبُ و الزَّبِیبُ: ذاوِی العِنَب، معروف، واحدته زَبِیبَةٌ؛ و قد أَزَبَّ العِنَبُ؛ و زَبَّبَ فلان عنبه تَزْبِیباً. قال أَبو حنیفة: و استعمل أَعرابی، من أَعرابِ السَّراة، الزَّبِیبَ فی التین، فقال: الفَیْلَحانِیُّ تِینٌ شَدیدُ السَّوادِ، جَیِّدُ الزَّبِیبِ، یعنی یابِسَه، و قد زَبَّبَ التِّینُ، عن أَبی حنیفة أَیضاً. و الزَّبِیبةُ: قُرْحَةٌ تَخرُج فی الیَد، كالعَرْفَةِ؛ و قیل: تسمی العَرْفةَ. و الزَّبِیبُ: اجتماعُ الرِّیقِ فی الصِّماغَیْنِ. و الزَّبِیبَتانِ: زَبَدَتانِ فی شِدْقَی الإِنسان، إِذا أَكثرَ الكلام. و قد زَبَّبَ شِدْقاه: اجْتَمَعَ الرِّیقُ فی صامِغَیْهِما؛ و اسمُ ذلك الرِّیقِ: الزَّبِیبَتانِ. و زَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَیْظِ إِذا رأَیتَ له زَبِیبَتَیْنِ فی جَنْبَیْ فیهِ، عند مُلْتَقَی شَفَتَیْه مما یلی اللسان، یعنی ریقاً یابساً. و‌فی حدیث بعض القُرَشِیِّینَ: حتی عَرِقْتَ و زَبَّبَ صِماغاكَ‌أَی خرَج زَبَدُ فِیكَ فی جانِبَیْ شَفَتَیْكَ. و تقول: تكَلَّمَ فلان حتی زَبَّبَ شِدْقاه أَی خَرج الزَّبَدُ علیهما. و تزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْتَلأَ غَیْظاً؛ و منه: الحیَّةُ ذو الزَّبِیبَتَیْنِ؛ و قیل: الحیَّةُ ذاتُ الزَّبِیبَتَیْنِ التی لها نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَیْنَیْها. و‌فی الحدیث: یَجی‌ءُ كَنْزُ أَحَدِهم یومَ القیامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِیبَتانِ.الشُّجاعُ: الحیَّةُ؛ و الأَقْرَعُ: الذی تمَرَّطَ جِلْدُ رأْسِه. و قوله زَبِیبَتانِ، قال أَبو عبید: النُّكْتَتانِ السَّوْداوانِ فوق عَیْنَیْهِ، و هو أَوْحَشُ ما یكون من الحیَّاتِ و أَخْبَثُه. قال: و یقال إِنَّ الزَّبِیبَتَیْنِ هما الزَّبَدَتانِ تكونان فی شِدْقَی الإِنسان، إِذا غَضِبَ و أَكثرَ الكلامَ حتی یُزْبِدَ. قال ابن الأَثیر: الزَّبِیبَةُ نُكْتَةٌ سَوْداءُ فوق عَیْنِ الحیَّةِ، و هما نُقْطَتانِ تَكْتَنِفانِ فاها، و قیل: هما زَبَدَتانِ فی شِدْقَیْها. و روی عن أُمِّ غَیْلان بنتِ جَریرٍ، أَنها قالت: رُبَّما أَنشَدْتُ أَبی حتی یَتَزَبَّبَ شِدقای؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌1، ص: 446
إِنِّی، إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ، وكَثُرَ الضِّجاجُ و اللَّقْلاقُ، ثَبْتُ الجَنانِ، مِرْجَمٌ وَدَّاقُ أَی دانٍ من العَدُوِّ. ودَقَ أَی دَنا. و التَّزَبُّبُ: التَّزَیُّدُ فی الكلام. و زَبْزَبَ إِذا غَضِبَ. و زَبْزَبَ إِذا انْهَزَمَ فی الحَرْب. و الزَّبْزَبُ: ضَرْبٌ من السُّفُن. و الزَّبابُ: جِنْس من الفَأْر، لا شعرَ علیه؛ و قیل: هو فأْر عظیم أَحمر، حَسَن الشعرِ؛ و قیل: هو فأْرٌ أَصَمُّ؛ قال الحرِث بنِ حِلِّزَةَ: و هُمُ زَبابٌ حائرٌ، لا تَسْمَع الآذانُ رَعْدا أَی لا تسمعُ آذانُهم صوتَ الرعْد، لأَنهم صُمٌّ طُرْشٌ، و العرب تضْرِب بها المَثَل فتقول: أَسْرَقُ من زَبابة؛ و یُشَبَّه بها الجاهلُ، واحدته زَبابة، و فیها طَرَش، و یجمع زَباباً و زَباباتٍ؛ و قیل: الزَّبابُ ضَرْب من الجِرْذانِ عظام؛ و أَنشد: وثْبةَ سُرْعُوبٍ رَأَی زَبابا السُّرْعُوب: ابنُ عُرْس، أَی رأَی جُرَذاً ضَخْماً. و‌فی حدیث علی، كرّم اللّه وجهه، أَنا إِذاً، و اللّهِ، مثلُ الذی أُحیطَ بها، فقیلَ زَبابِ زَبابِ، حتی دَخَلَت جُحْرها، ثم احْتُفِرَ عنها فاجْتُرَّ برِجلِها، فذُبِحَت، أَرادَ الضَّبُعَ، إِذا أَرادوا صَیْدَها، أَحاطُوا بها فی جُحْرِها، ثم قالوا لها: زَبابِ زَبابِ، كأَنهم یُؤْنِسُونَها بذلك. قال: و الزَّبابُ جِنسٌ من الفَأْرِ لا یَسْمَعُ، لَعَلَّها تأْكُله كما تأْكُلُ الجرادَ؛ المعنی: لا أَكون مِثْلَ الضَّبُعِ تُخادَعُ عن حَتْفِها. و الزَّبَّاءُ: اسم المَلِكَةِ الرُّومِیَّةِ، یُمَدُّ و یُقْصَر، و هی مَلكة الجزیرةِ، تُعَدُّ مِن مُلوكِ الطَّوائف. و الزَّبَّاء: شُعْبَةُ ماء لِبَنی كُلَیْبٍ؛ قال غَسّانُ السَّلِیطِیُّ یَهجُو جریراً: أَمَّا كُلَیْبٌ، فإِنَّ اللُّؤْمَ حالَفها، ما سال فی حَقْلةِ الزَّبَّاءِ وادِیها واحدته زبابة «1». و بنو زَبِیبةَ: بَطْنٌ. و زبَّانُ: اسم، فَمَن جعل ذلك فَعَّالًا من زَبَنَ، صرَفَه، و من جعله فَعْلانَ من زَبَّ، لم یَصْرِفْه. و یقال: زَبَّ الحِملَ وَ زأَبه و ازْدَبَّه إِذا حَمَلَه.

زجب؛ ج1، ص: 446

: ما سَمِعْت له زُجْبةً أَی كلمةً.

زحب؛ ج1، ص: 446

: زَحَب إِلیه زَحْباً: دَنا. ابن درید: الزَّحْبُ الدُّنُوُّ من الأَرض؛ زَحَبْتُ إِلی فلان و زَحَبَ إِلیَّ إِذا تَدانَیْنا. قال الأَزهری: جعل زَحَبَ بمعنی زَحَفَ؛ قال: و لَعَلَّها لغة، و لا أَحفظها لغیره.

زحزب؛ ج1، ص: 446

: الزُّحْزُبُّ: الذی قد غَلُظَ و قَوِیَ و اشْتَدَّ. الأَزهری: روی أَبو عبید هذا الحرف، فی كتابه، بالخاءِ، زُخْزُبٌّ، و جاءَ به فی حدیث مرفوع، و هو الزُّخْزُب للحُوار الذی قد عَبُلَ، و اشْتَدَّ لَحْمه. قال: و هذا هو الصحیح، و الحاء عندنا تصحیف.

زخب؛ ج1، ص: 446

: روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: الزَّخْباءُ الناقةُ الصُّلْبةُ علی السَّیْر.
(1). قوله [واحدته زبابة] كذا فی النسخ و لا محل له هنا فإِن كان المؤلف عنی أَنه واحد الزباب كسحاب الذی هو الفأر فقد تقدم و سابق الكلام فی الزباء و هی كما تری لفظ مفرد علم علی شی‌ء بعینه اللهم إلا أن یكون فی الكلام سقط.
لسان العرب، ج‌1، ص: 447‌

زخزب؛ ج1، ص: 447

: الزُّخْزُبُّ، بالضم و تشدید الباء: القَویُّ الشدیدُ؛ و قیل: الغلیظُ؛ و قیل: هو من أَولاد الإِبل، الذی قد غَلُظَ جِسْمُه و اشتدَّ لحمه. یقال: صار ولد الناقة زُخْزُبّاً إِذا غَلُظَ جسمُه و اشتدَّ لحمه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، سئل عن الفَرَعِ و ذَبْحِه، فقال: هو حقٌّ، و لأَن تَتْرُكَه حتی یكون ابنَ مَخاضٍ، أَو ابنَ لَبونٍ زُخْزُبّاً، خیرٌ من أَن تَكْفَأَ إِناءَكَ، و تُوَلِّهَ ناقَتَكَ؛ الفَرَعُ: أَوَّلُ ما تَلِده الناقةُ، كانوا یذبحونه لآلهتهم فكَرِهَ ذلك، و قال: لأَنْ تَتْرُكَه حتی یَكْبَر، و یُنْتَفَعَ بلحمه خیرٌ من أَن تَذْبحَه فیَنْقَطِعَ لبنُ أُمِّه، فتَكُبَّ إِناءَكَ الذی كنت تَحْلُبُ فیه، و تَجْعَلَ ناقَتَكَ والِهَةً بِفَقْدِ ولدها.

زخلب؛ ج1، ص: 447

: فُلانٌ مُزَخْلِبٌ: یَهْزَأُ بالناس.

زرب؛ ج1، ص: 447

: الزَّرْبُ: المَدْخَلُ. و الزَّرْبُ و الزِّرْبُ: موضعُ الغنم، و الجمع فیهما زُرُوبٌ؛ و هو الزَّرِیبَةُ أَیضاً. و الزَّرْبُ و الزَّرِیبةُ: حَظیرةُ الغنم من خشب. تقول: زَرَبْتُ الغنمَ، أَزْرُبُها زَرْباً، و هو من الزَّرْبِ الذی هو المَدْخَلُ. و انْزَرَب فی الزَّرْبِ انْزِراباً إِذا دخل فیه. و الزَّرْبُ و الزَّرِیبةُ: بئر یَحْتَفِرُها الصائدُ، یَكْمُن فیها للصَّیْد؛ و فی الصحاح: قُترةُ الصائِدِ. و انْزَرَبَ الصائدُ فی قُتْرَتِه: دخل؛ قال ذو الرمة: و بالشَّمائِلِ، من جَلَّانَ، مُقْتَنِصٌ، رَذْلُ الثِّیابِ، خَفیُّ الشخصِ، مُنْزَرِبُ و جَلَّانُ: قَبیلةٌ. و الزَّرْبُ: قُتْرةُ الرامی؛ قال رؤبة: فی الزَّرْبِ لو یَمْضَغُ شَرْباً ما بَصَقْ و الزَّریبةُ: مَكْتَنُّ السَّبُع؛ و فی الصحاح: زَریبةُ السَّبُعِ، بالإِضافة إِلی السبع: موضعه الذی یَكْتَنُّ فیه. و الزَّرابیُّ: البُسُطُ؛ و قیل: كلُّ ما بُسِطَ و اتُّكِئَ علیه؛ و قیل: هی الطَّنافِسُ؛ و فی الصحاح: النَّمارِقُ، و الواحد من كل ذلك زَرْبِیَّةٌ، بفتح الزای و سكون الراء، عن ابن الأَعرابی. الزجاج فی قوله تعالی: وَ زَرٰابِیُّ مَبْثُوثَةٌ؛ الزَّرابیُّ البُسُطُ؛ و قال الفراء: هی الطَّنافِسُ، لها خَمْلٌ رقیقٌ. و روی عن المؤرج أَنه قال فی قوله تعالی وَ زَرٰابِیُّ مَبْثُوثَةٌ؛ قال: زَرابیُّ النَّبْت إِذا اصْفَرَّ و احْمَرَّ و فیه خُضْرةٌ، و قد ازْرَبَّ، فلما رأَوا الأَلوانَ فی البُسُطِ و الفُرُش شبَّهُوها بزَرابیِّ النَّبْتِ؛ و كذلك العَبْقَرِیُّ من الثِّیاب و الفُرُشِ؛ و‌فی حدیث بنی العنبر: فأَخَذوا زِرْبِیَّةَ أُمِّی، فأَمرَ بها فرُدَّتْ.الزِّرْبیَّةُ: الطِّنْفِسةُ، و قیل: البِساطُ ذو الخَمْلِ، و تُكْسَرُ زایُها و تفتح و تضم، و جمعها زَرابیُّ. و الزِّرْبِیَّةُ: القِطْعُ الحِیریُّ، و ما كان علی صَنْعَتِه. و أَزْرَبَ البَقْلُ إِذا بدا فیه الیُبْسُ بخُضرة و صُفْرة. و ذاتُ الزَّرابِ: مِن مَساجِد سیِّدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، بین مَكةَ و المدینة. و الزِّرْبُ: مَسِیلُ الماء. و زَرِبَ الماءُ و سَرِبَ إِذا سالَ. ابن الأَعرابی: الزِّرْیابُ الذَّهَبُ، و الزِّرْیابُ: الأَصْفَر من كل شی‌ء. و یقال للمِیزاب: المِزْرابُ و المِرْزابُ؛ قال: و المِزرابُ لغة فی المِیزابِ؛ قال ابن السكیت: المِئْزابُ، و جمعه مآزِیبُ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 448
و لا یقال المِزْرابُ، و كذلك الفراء و أَبو حاتم. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: وَیْلٌ للعَرب مِنْ شَرٍّ قد اقْتَرَبَ، وَیْلٌ للزِّرْبِیَّةِ قیل: و ما الزِّرْبِیَّةُ؟ قال: الذین یَدخُلون علی الأُمراءِ، فإِذا قالوا شرّاً، أَو قالوا شیئاً، قالوا: صَدقَ‌شبَّهَهُم فی تلَوُّنهم بواحِدة الزَّرابیِّ، و ما كان علی صَنْعَتِها و أَلوانِها، أَو شبَّههم بالغَنَمِ المَنْسُوبةِ إِلی الزَّرب و الزِّرْبِ، و هو الحظِیرةُ التی تأْوی إِلیها، فی أَنهم یَنْقادون للأُمراءِ، و یَمْضُون علی مِشْیَتِهم انْقِیَادَ الغَنمِ لراعِیها؛ و فی رجز كعب: تَبِیتُ بینَ الزِّرْبِ و الكَنِیفِ و تكسر زاؤه و تُفتح. و الكَنِیفُ: المَوْضِعُ السَّاتِرُ، یرید أَنها تُعْلَفُ فی الحَظائر و البُیوتِ، لا بالكَلإِ و لا بالمَرعَی.

زردب؛ ج1، ص: 448

: زَرْدَبَه: خَنَقَه، و زَرْدَمَه كذلك.

زرغب؛ ج1، ص: 448

: الزَّرْغَبُ: الكَیْمَخْتُ.

زرنب؛ ج1، ص: 448

: الزَّرْنَبُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ طَیِّبُ الرَّائحة، و هو فَعْلَلٌ؛ و قیل: الزَّرْنَبُ ضَرْبٌ من الطِّیبِ؛ و قیل: هو شجر طَیِّبُ الرِّیح. و‌فی حدیث أُمّ زَرْعٍ: المَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ و الرِّیحُ ریحُ زَرْنَبٍ.و قال ابن الأَثیر فی تفسیره: هو الزَّعْفرانُ، و یجوز أَن یُعْنی طِیبُ رائحتِه، و یجوز أَن یُعْنی طِیبُ ثنائه فی الناس؛ قال الراجز: وا بِأَبی ثَغْرُكِ ذاك الأَشْنَبُ، كأَنما ذُرَّ علَیه الزَّرْنَبُ و الزَّرْنَبُ: فَرْجُ المرأَةِ، و قیل: هو فَرْجُها إِذا عَظُمَ، و هو أَیضاً ظاهِرُه. ابن الأَعرابی: الكَیْنَةُ لَحْمَةٌ داخلَ الزَّرَدان، و الزَّرْنبةُ، خَلْفَها، لَحْمةٌ أُخری.

زعب؛ ج1، ص: 448

: زَعَبَ الإِناءَ، یَزْعَبُهُ زَعْباً: ملأَه. و مَطَرٌ زاعِبٌ: یَزْعَبُ كلَّ شی‌ء أَی یَمْلؤُه؛ و أَنشد یصف سَیْلًا: ما جازَتِ العُفْرُ من ثُعالةَ، فالرَّوْحاء منه مَزْعُوبةُ المُسُلِ أَی مَملوءَةٌ. و زَعَبَ السَّیْلُ الوادیَ یَزعَبُه زَعْباً: ملأَه. و زَعَبَ الوادی نفسُه یَزْعَبُ: تَمَّلأَ و دَفَعَ بعضُه بعضاً. و سَیْلٌ زَعُوبٌ: زاعِبٌ. و جاءَنا سَیْلٌ یَزْعَبُ زَعْباً أَی یَتدافَعُ فی الوادی و یجْری؛ و إِذا قلت یَرْعَبُ، بالراءِ، تعنی یَملأُ الوادِیَ. و زَعَبَ المرأَةَ یَزْعَبُها «1» زَعْباً: جامَعها فملأَ فَرْجها بِفَرْجِه. و قیل: مَلأَ فَرْجَها ماء؛ و قیل: لا یكون الزَّعْبُ إِلَّا منْ ضِخَمٍ. و ازْدَعَبْتُ الشی‌ء إِذا حَمَلْتَه؛ یقال: مَرَّ به فازْدَعَبَه. و قِرْبةٌ مَزْعُوبةٌ و ممْزُورَةٌ: مملوءَةٌ. و زَعَبَ القِربةَ: مَلأَها؛ و أَنشد: مِنَ الفُرْنیِّ یَزْعَبُها الجَمیلُ أَی یَمْلَؤُها. و زَعَبَ القِرْبَةَ: احْتَمَلَها و هی مُمتلِئةٌ. یقال: جاءَ فلان یَزْعَبُها و یَزْأَبُها أَی یَحْمِلُها مملوءَةً. و زَعَبَتِ القِرْبةُ: دَفَعَتْ ماءها. و‌فی حدیث أَبی الهیثم، رضی اللّه عنه: فلم یَلْبَثْ أَنْ جاءَ
(1). قوله [یزعبها] وقع فی مادتی فرن و جمل یرعبها بالراء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 449
بقِرْبَةٍ یَزْعَبُها‌أَی یَتَدافَعُ بها، و یَحْمِلُها لثِقَلها؛ و قیل: زَعَبَ بحِمْلِه إِذا استقام. و زَعَبَ بحملِه یَزْعَبُ، و ازْدَعَبَ: تَدافَعَ. و مَرَّ یَزْعبُ به: مَرَّ سریعاً. و زَعَبَ البعیرُ بحملِه یَزْعَبُ به: مَرَّ به مُثْقَلًا. و زعَبْتُه عنی زَعْباً: دفَعْتُه. و الزَّاعِبیُّ من الرِّماح: الذی إِذا هُزَّ تَدافَعَ كلُّه كأَنَّ آخِرَه یَجْری فی مُقَدَّمِه. و الزاعِبِیَّةُ: رِماحٌ منسوبة إِلی زاعِبٍ، رجلٍ أَو بلَدٍ؛ قال الطرماح «2»: و أَجْوِبةٌ، كالزَّاعِبِیَّة وخْزُها، یُبادهُها شَیْخُ العِراقَینِ، أَمْرَدا و قال المبردُ: تُنْسَبُ إِلی رجل من الخزْرَج، یقال له: زاعِبٌ، كان یَعْمَلُ الأَسِنَّةَ؛ و یقال: سِنانٌ زاعِبیٌّ. و قال الأَصمعی: الزاعِبیُّ: الذی إِذا هُزَّ كأَنَّ كُعُوبَه یَجرِی بعضُها فی بعض، للِینِه، و هو من قولك: مَرَّ یَزْعَبُ بحِمْلِه إِذا مَرَّ مَرّاً سَهْلًا؛ و أَنشد: و نَصْل، كنَصْلِ الزَّاعِبیِّ، فَتِیق أَراد كنَصْلِ الرُّمْحِ الزاعِبیِّ. و یقال: الزَّاعِبِیَّةُ الرِّماحُ كلُّها. و الزَّاعِبُ: الهادی، السَّیَّاحُ فی الأَرض؛ قال ابن هَرْمة: یَكادُ یَهْلِكُ فیها الزَّاعِبُ الهادی و زَعَبَ الرَّجلُ فی قَیْئه إِذا أَكثر حتی یَدْفَعَ بعضُه بعضاً. و زَعَبَ له من المالِ قلیلًا: قَطَع. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، قال لعَمْرو بن العاص، رضی اللّه عنه: إِنی أَرْسَلْتُ إِلیْكَ لِأَبْعَثَكَ فی وَجْهٍ، یُسَلِّمُكَ اللّهُ و یُغَنِّمُكَ، و أَزْعَبُ لك زَعْبةً مِنَ المالِ؛ أَی أُعْطِیكَ دُفْعةً من المالِ؛ و الزَّعْبةُ: الدُّفْعةُ من المال. قال: و أَصل الزَّعْبِ الدَّفْعُ و القَسْمُ؛ یقال: زَعَبْتُ له زَعْبةً من المال و زُعْبةً، و زَهبْتُ زُهْبَةً: دَفَعْتُ له قِطْعةً وافِرةً مِن المالِ. و أَصلُ الزَّعْبِ: الدَّفْعُ و القَسْمُ. یقال: أَعْطاه زِعْباً مِن مالِه، فازْدَعَبَه و زِهْباً من مالِه فازْدَهَبَه أَی قِطْعةً. و‌فی حدیث علی، كرّم اللّه وجهه، و عَطِیَّتِه: أَنه كان یَزْعَبُ لِقَوْمٍ، و یُخَوِّصُ لآخَرینَ.الزَّعْبُ: الكَثْرَةُ. و زَعَبَ النَّحْلُ یَزْعَبُ زَعْباً: صَوَّتَ. و الزَّعِیبُ و النَّعِیبُ: صوت الغُرابِ؛ و قد زَعَبَ و نَعَبَ بمعنی واحد؛ و قال شمر فی قوله: زَعَبَ الغُرابُ، و لَیْتَه لم یَزْعَبِ یكون زَعَبَ بمعنی زعَم، أَبدل المیم باءً مثل عَجْبِ الذَّنَبِ و عَجْمِه. و زَعَبَ الشَّرابَ یَزْعَبُه زَعْباً. شَرِبَه كلَّه. و وَتَرٌ أَزْعَبُ: غَلِیظٌ. و ذَكَرٌ أَزْعَبُ: كذلك. و الأَزْعَبُ و الزُّعْبُوبُ: القَصِیرُ من الرجال. و قال ابن السكیت: الزُّعْبُ اللِّئامُ القِصارُ، واحدهم زُعْبُوبٌ؛ علی غیر قیاس؛ و أَنشد الفراءُ فی الزُّعْبِ: من الزُّعْبِ لم یَضْرِبْ عَدُوّاً بسَیْفِه، و بالفَأْسِ ضَرَّابٌ رُؤُوسَ الكَرانِفِ
(2). قوله [قال الطرماح] تبع المؤلف الجوهری و فی التكملة ردّاً علی الجوهری و لیس البیت للطرماح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 450
و روی أَبو تراب عن أَعرابی أَنه قال: هذا البیت مجتزئ بزَعْبِه و زَهْبِه أَی بنَفْسِه. و التَّزَعُّب: النَّشاطُ و السُّرْعةُ. و التَّزَعُّبُ: التَّغَیُّظُ. و زُعَیْبٌ: اسم. و زُعْبةُ: اسم حِمار معروف؛ قال جریر: زُعْبةَ و الشَّحاجَ و القُنابِلا و‌فی حدیث سِحْرِ النبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه كان تحتَ زَعُوبةٍ أَو زَعُوفةٍ.قال ابن الأَثیر: هی بمعنی راعُوفة، و هی صَخْرة تكون فی أَسفل البئر، إِذا حفرت، و هو مذكور فی موضعه و فی حواشی بعض نسخ الصحاح الموثوق بها. و زَعْبان: اسم رجل.

زغب؛ ج1، ص: 450

: الزَّغَبُ: الشُّعَیْرات الصفر علی ریش الفرخ؛ و قیل: هو صِغارُ الشَّعَر و الرِّیشِ و لَیِّنه؛ و قیل: هو دُقاق الریش الذی لا یطول و لا یجود. و الزَّغَبُ: ما یعلو ریش الفرخ؛ و قیل: الزَّغَبُ أَوَّل ما یَبْدُو من شَعَر الصبیّ، و المُهْرِ، و ریشِ الفَرْخِ، واحدته زَغَبةٌ: و أَنشد: كان لنا، و هْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُه، مُجَعْثَنُ الخَلْقِ، یَطِیرُ زَغَبُه «1» و قال أَبو ذؤَیب: نَظَلُّ، علی الثَّمْراءِ منها، جَوارِسٌ مَراضِیعُ، صُهْبُ الرِّیش، زُغُبٌ رِقابُها و الفِراخُ زُغْبٌ، و قد زَغَّبَ الفَرْخُ تَزْغِیباً، و رَجُل زَغِبُ الشَّعَر، و رَقَبةٌ زَغْباءُ. و الزَّغَبُ: ما یَبْقَی فی رأْس الشیخ عند رِقّةِ شَعَرِه، و الفِعْلُ من ذلك كلِّه: زَغِبَ زَغَباً، فهو زَغِبٌ، و زَغَّبَ و ازْغابَّ. و أَزْغَبَ الكَرْمُ و ازْغابَّ: صارَ فی أُبَنِ الأَغْصانِ التی تَخرُج منها العَناقِیدُ مثل الزَّغَبِ. قال: و ذلك بعد جَرْیِ الماءِ فیه. و قال أَبو عبید فی المُصَنَّفِ، فی باب الكَمْأَةِ: بناتُ أَوْبَرَ، و هی المُزَغِّبَة؛ فجعل الزَّغَب لهذا النوع من الكَمْأَة، و استَعمل منها فِعْلًا. و الزُّغابةُ: أَقَلُّ من الزَّغَبِ، و قیل: أَصغَر من الزَّغَبِ. و ما أَصَبْتُ منه زُغابةً أَی قَدْرَ ذلك. و قال أَبو حنیفة: من التِّینِ الأَزْغَبُ، و هو أَكبر من الوَحْشِیِّ، علیه زَغَبٌ، فإِذا جُرِّدَ من زَغَبِه، خرج أَسْوَدَ، و هو تِین غَلِیظ حُلوٌ، و هو دَنِیُّ التین. و‌فی الحدیث: أُهْدِیَ إِلی النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، قِناعٌ من رُطَبٍ و أَجْرٍ زُغْب.فالقِناعُ: الطَّبَقُ؛ و الأَجْری هاهنا: صِغارُ القِثَّاءِ، شُبِّهت بِصغارِ أَولاد الكِلاب لنَعْمَتِها، واحدها جروٌ، كذلك جِراءُ الحَنْظَل: صِغارُها؛ و الزُّغْبُ من القِثَّاءِ: التی یعلوها مثل زَغَب الوبر، فإِذا كَبِرت القِثَّاءُ، تَساقَط زَغَبُها و امْلاسَّتْ، و واحد الزُّغْبِ: أَزْغَبُ و زَغْباء؛ شبَّه ما علی القِثاءِ من الزَّغَبِ، بِصِغارِ الرِّیشِ أَوَّلَ ما تَطْلُع. و ازْدَغَبَ ما علی الخِوانِ: اجْتَرَفَه، كازْدَغَفَه. و الزُّغْبةُ: دُویْبَّةٌ تُشْبِه الفأْرة. و زُغْبةُ: موضع، عن ثعلب؛ و أَنشد: عَلَیْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْم، لم یكن طَعامُهمُ حَبّاً، بِزُغْبَة، أَسْمرا
(1). قوله [نرببه] كسر حرف المضارعة و فتح الباء الأَولی لغة هذیل فیه بل فی كل فعل مضارع ثانی ماضیه مكسور كعلم كما تقدم فی ربب عن ابن درید معبراً بزعم و ضبط فی التكملة بفتحه و ضم الباء الأولی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 451
و زُغْبةُ: من حُمُرِ جَریر بن الخَطَفَی؛ قال: زُغْبةُ لا یُسْأَلُ إِلَّا عاجِلا، یَحْسَبُ شَكْوی الموجَعاتِ باطِلا، قد قَطَعَ الأَمْراسَ و السَّلاسِلا و زُغْبةُ و زُغَیْبٌ: اسمان. و زُغابةُ: موضع بقُرْب المدینة.

زغدب؛ ج1، ص: 451

: الزَّغْدَبُ و الزُّغادِبُ: الهَدیرُ الشدید؛ قال العجاج: یَرُجُّ زَأْراً و هَدیراً زَغْدَبا و قال رؤبة یصف فحلًا: و زَبَداً، من هَدْرِه، زُغادِبا و الزَّغْدَبُ: من أَسماءِ الزَّبَد. و الزَّغْدَبُ: الإِهالةُ؛ أَنشد ثعلب: و أَتَتْه بزَغْدَبٍ و حَتِیٍّ، بعدَ طِرْمٍ، و تامِكٍ، و ثُمالِ أَراد: و سَنامٍ تامِكٍ. و ذهب ثعلب إِلی أَن الباءَ، من زَغْدَب، زائدة، و أَخَذَه من زَغْدِ البعیر فی هَدیره. قال ابن سیدة: و هذا كلامٌ تَضِیقُ عن احتمالِه المَعاذیرُ، و أَقْوَی ما یُذْهَبُ إِلیه فیه أَن یكون أَرادَ أَنهما أَصلانِ مُتَقارِبانِ كسَبِطٍ و سِبَطْرٍ؛ قال ابن جنی: و إِن أَراد ذلك أَیضاً فإِنه قد تَعَجْرَفَ. و الزُّغادِبُ: الضَّخْمُ الوجهِ، السَّمِجُه، العظیمُ الشَّفَتَیْنِ؛ و قیل: هو العظیمُ الجسْمِ. و زَغْدَبَ علی الناس: أَلحفَ فی المَسأَلةِ.

زغرب؛ ج1، ص: 451

: البُحُور الزَّغارِبُ: الكَثِیرةُ المِیاهِ. وَ بَحْرٌ زَغْرَبٌ: كَثِیرُ الماءِ؛ قال الكمیت: و فی الحَكَمِ بْنِ الصَّلْتِ مِنْكَ مخِیلةٌ نَراها، و بَحْرٌ، مِنْ فَعالِكَ، زَغْرَبُ الفَعالُ للواحد، و الفَعالُ للاثنین. و یقال: بَحْرٌ زَغْرَبٌ و زَغْرَفٌ، بالباءِ و الفاءِ، و سنذكره فی الفاءِ. و الزَّغْرَبُ: الماءُ الكثیر. و عَیْنٌ زَغْرَبةٌ: كثیرة الماءِ، و كذلك البئر. و ماءٌ زَغْرَبٌ: كَثِیر؛ قال الشاعر: بَشِّرْ بَنِی كَعْبٍ بِنَوْءِ العَقْرَبِ، مِنْ ذِی الأَهاضِیبِ بِماءِ زَغْرَبِ و بَوْلٌ زَغْرَبٌ: كَثیرٌ؛ قال الشاعر: علی اضْطِمارِ اللَّوحِ بَوْلًا زَغْرَبا و رَجُل زَغْرَبٌ بالمَعْرُوفِ، علی المثل؛ و فی التهذیب: رَجُل زَغْرَبُ المَعْروفِ: كَثیرُه.

زغلب؛ ج1، ص: 451

: «1»: الأَزهری: لا یَدْخُلَنَّك من ذلك زُغْلُبةٌ أَی لا یَحِیكَنَّ فی صدرك منه شَكٌّ و لا وَهْم.

زقب؛ ج1، ص: 451

: زَقَبْتُه فی جُحْرِهِ، و زَقَبْتُ الجُرَذَ فی الكُوَّةِ فانْزَقَبَ أَی أَدْخَلْتُه فدَخَل. و انْزَقَب فی جُحْره: دَخَل، و زَقَبَه هو. التهذیب: و یقال انْزَبَق و انْزَقَب إِذا دخل فی الشی‌ءِ. و الزَّقَبُ: الطَّریقُ. و الزَّقَبُ: الطُّرُقُ الضَّیِّقةُ، واحدتها زَقَبةٌ؛ و قیل: الواحد و الجمع
(1). قوله [زغلب] هذه المادة أوردها المؤلف فی باب الباء و لم یوافقه علی ذلك أحد و قد أوردها فی باب المیم علی الصواب كما فی تهذیب الأَزهری و غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 452
سواءٌ. و طریقٌ زَقَبٌ أَی ضیِّقٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: و مَتْلَفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، تَخْلُجُه مَطارِبٌ زَقَبٌ، أَمْیالُها فِیحُ «1» أَبدل زَقَباً مِن مَطارِبَ. قال أَبو عبید: المَطارِبُ طُرُقٌ ضَیِّقةٌ، واحدتها مَطْرَبةٌ. و الزَّقَبُ: الضَّیِّقةُ، و یروی: زُقُبٌ، بالضم. و قال اللحیانی: طَریقٌ زَقَبٌ ضَیِّقٌ، فجعله صفةً؛ فزَقَبٌ علی هذا من قول أَبی ذُؤَیْبٍ: مَطارِبٌ زَقَبٌ: نَعْت لِمَطارِبَ، و إِن كان لفظه لفظَ الواحد، و یروی: زُقُبٌ بالضم. و أَزْقُبانُ: موضع؛ قال الأَخطل: أَزَبُّ الحاجِبَیْنِ بِعَوْفِ سَوْءٍ، مِنَ النَّفَرِ الذین بأَزْقُبانِ أَبو زید: زَقَّبَ المُكَّاءُ تَزْقِیباً إِذا صاح؛ و أَنشد: و ما زَقَّبَ المُكَّاءُ فی سَوْرَةِ الضُّحَی بنَوْرٍ، مِنَ الوَسْمِیِّ یَهتَزُّ، مائدِ

زكب؛ ج1، ص: 452

: ابن الأَعرابی: الزَّكْبُ إِلقاءُ المرأَةِ وَلدَها بِزَحْرةٍ واحدة. یقال: زَكَبَتْ به و أَزْلَخَتْ و أَمْصَعَتْ به و حَطَأَتْ به؛ الجوهری: زَكَبَتِ المرأَةُ ولدها: رَمَتْ به عند الوِلادةِ، و الإِناءَ: مَلأَتْه، و زكب المرأَةَ: نَكَحَها. و زَكَبَتْ به أُمُّه زَكْباً: رَمَتْه. و زَكَبَ بنُطْفَتِه زَكْباً، و زَكَمَ بها: رَمَی بها و أَنْفَصَ بها. و الزُّكْبةُ: النُّطْفةُ. و الزُّكْبةُ: الوَلد، لأَنه عن النُّطْفةِ یكون، و هو أَلأَمُ زُكْبةٍ فی الأَرض و زُكْمَةٍ أَی أَلأَمُ شی‌ءٍ لَفَظَه شی‌ءٌ؛ و زعم یعقوب أَن الباءَ هنا بدل من میم زُكْمةٍ. و الزَّكْبُ: النِّكاحُ. و انْزَكَب البحرُ: اقْتَحَم فی وَهْدةٍ أَو سَرَب. و الزَّكْبُ: المَلْ‌ءُ. و زَكَبَ إِناءَه یَزْكُبُهُ زَكْباً و زُكُوباً: مَلأَه. و المَزْكُوبةُ: المَلْقُوطةُ من النساءِ. و المَزْكُوبة من الجَواری «2»: الخِلاسِیَّةُ فی لونِها.

زلب؛ ج1، ص: 452

: رأَیت فی أَصل من أُصول الصحاح، مقروءٍ علی الشیخ أَبی محمد بن بری، رحمه اللّه: زَلِبَ الصَّبیُّ بأُمه، یَزْلَبُ زلَباً: لَزِمَها و لم یُفارِقْها، عن الجرشی: اللیث: ازْدَلَبَ فی معنی اسْتَلَبَ، قال: و هی لغة رَدِیَّةٌ.

زلدب؛ ج1، ص: 452

: زَلْدَبَ اللّقْمة: ابْتَلَعَها، حكاه ابن درید؛ قال: و لیس بثَبت.

زلعب؛ ج1، ص: 452

: ازْلِعْبابُ السَّیْلِ: كثرتُه و تدافُعُه. سَیْلٌ مُزْلَعِبٌّ: كثیرٌ قَمْشُه. و المُزْلَعِبُّ أَیضاً: الفَرْخ إِذا طَلَع رِیشُه، و الغین أَعلی. و ازْلَعَبَّ السَّحابُ: كَثُفَ؛ و أَنشد: تَبْدُو، إِذا رَفَعَ الضَّبابُ كُسُورَه، و إِذا ازْلَعَبَّ سَحابُه، لم تَبْدُ لی
(1). قوله [تخلجه] ضبط فی بعض نسخ الصحاح بضم اللام و قال فی المصباح: خلجت الشی‌ء خلجاً، من باب قتل: انتزعته و قال المجد خلج یخلج: جذب و غمز و انتزع، و قاعدته إِذا ذكر المضارع فالفعل من باب ضرب. (2). قوله [و المزكوبة من الجواری] هذه العبارة أوردها فی التهذیب فی مقلوب المزكوبة بلفظ المكزوبة بتقدیم الكاف علی الزای فلیست من هذا الفصل فزل القلم فأوردها هنا كما تری. نعم فی نسخة من التهذیب كما ذكر المؤلف لكن لم یوردها أحد إلا فی فصل الكاف.
لسان العرب، ج‌1، ص: 453‌

زلغب؛ ج1، ص: 453

: ازْلَغَبَّ الطائرُ: شَوَّكَ رِیشُه قبل أَن یَسْوَدَّ. و المُزْلَغِبُّ: الفَرْخ إِذا طلع رِیشُه. و ازْلَغَبَّ الفَرْخُ: طَلَعَ رِیشُه، بزیادة اللام. و قال اللیث: ازْلَغَبَّ الطیرُ و الرِّیشُ، فی كلٍّ یقال، إِذا شَوَّكَ؛ و قال: تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِبّاً، تَرَی له أَنابِیبَ، مِن مُسْتَعْجِلِ الرِّیش، جَمَّما «1» و ازْلَغَبَّ الشعَرُ: و ذلك فی أَوَّل ما یَنْبُتُ لَیِّناً. و ازْلَغَبَّ شعَرُ الشَّیخ: كازْغابَّ. و ازْلَغَبَّ الشعَرُ إِذا نَبَتَ بعد الحَلْقِ.

زنب؛ ج1، ص: 453

: زُنابةُ العَقْرب و زُناباها: كلتاهما إِبْرتُها التی تَلْدَغُ بها. و الزُّنابی: شِبْهُ المُخاطِ یقع من أُنوف الإِبل، فُعالی، هكذا رواه بعضهم، و الصواب الذُّنابی، و قد تقدّم. و زَنْبةُ و زَیْنَبُ: كلتاهما امرأَة. و أَبو زُنَیبةَ: كُنیةٌ من كُناهم؛ قال: نَكِدْتَ أَبا زُنَیْبةَ، أَن سَأَلْنا بحاجَتنا، و لم یَنْكَدْ ضَبابُ و هو تصغیر زَیْنَبَ، بعد الترخیم. فأَما قوله بعد هذا: فَجُنِّبْتَ الجُیُوشَ، أَبا زُنَیْبٍ، و جادَ علی مَنازِلِكَ السَّحابُ فإِنما أَراد أَبا زُنَیْبةَ، فرَخَّمه فی غیر النداءِ اضطراراً، علی لغة من قال یا حارُ. أَبو عمرو: الأَزْنَبُ القصیر السمین، و به سمیت المرأَة زَیْنَبَ. و قد زَنِبَ یَزْنَبُ زَنَباً إِذا سَمِنَ. و الزَّنَبُ: السِّمَنُ. ابن الأَعرابی: الزَّیْنَبُ شجر حَسَنُ المَنْظَر، طَیِّبُ الرائحة، و به سمیت المرأَة، و واحد الزَّیْنَبِ للشجر زَیْنَبة.

زنجب؛ ج1، ص: 453

: أَبو عمرو: الزُّنْجُبُ و الزَّنْجُبانُ المِنْطَقة. و الزُّنْجُبُ ثَوْبٌ تَلْبَسُه المرأَة تحت ثیابها إِذا حاضت.

زنقب؛ ج1، ص: 453

: زُنْقُبٌ: ماءٌ بعینه؛ قال: شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما، و زُنْقُبُ، و النَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ النَّبَوانُ: ماءٌ أَیضاً. و القَصَب هنا: مَخارجُ ماءِ العُیونِ. و مُثَقَّبٌ: مفتوحٌ، یَخْرُجُ منه الماءُ؛ و قیل یَتَثَقَّبُ بالماءِ، و هو تعبیر ضعیف، لأَن الراجز إِنما قال مُثَقَّب لا مُتَثَقِّبٌ، فالحُكْمُ أَن یُعَبَّر عن اسم المفعول بالفعل المصوغ للمفعُول.

زهب؛ ج1، ص: 453

: الأَزهری عن الجعفری: أَعطاه زِهْباً من ماله فازْدَهَبَه إِذا احتمله؛ و ازْدَعَبَه مثله.

زهدب؛ ج1، ص: 453

: زَهْدَبٌ: اسم.

زهلب؛ ج1، ص: 453

: رجلٌ زَهْلَبٌ: خفیفُ اللِّحیة، زعموا.

زوب؛ ج1، ص: 453

: التهذیب، الفراءُ: زابَ یَزُوبُ إِذا انْسَلَّ هَرَباً. قال: و قال ابن الأَعرابی: زابَ إِذا جَرَی؛ و سابَ إِذا انْسَلَّ فی خَفاءٍ.

زیب؛ ج1، ص: 453

: الأَزْیَبُ: الجَنُوبُ، هُذَلِیّة، أَو هی النَّكْباءُ التی تَجْری بین الصَّبا و الجَنُوب. و‌فی الحدیث: إِن للّه تعالی ریحاً، یقال لها الأَزْیَبُ،
(1). قوله [جمما] هو هكذا فی التهذیب بالجیم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 454
دونها بابٌ مُغْلَقٌ، ما بین مِصْراعَیْه مسیرةُ خمسمائة عام، فریاحُكم هذه ما یَتَفَصَّی من ذلك الباب، فإِذا كان یوم القیامة فُتِح ذلك البابُ، فصارت الأَرضُ و ما علیها ذَرْواً.قال ابن الأَثیر: و أَهلُ مكة یَستعملون هذا الاسم كثیراً. و‌فی روایة: اسمُها عند اللّه الأَزْیَب، و هی فیكم الجَنُوبُ.قال شمر: أَهلُ الیمن و من یَرْكَبُ البَحر، فیما بین جُدَّة و عَدَن، یُسَمُّون الجَنُوبَ الأَزْیَبَ، لا یعرفون لها اسماً غیره، و ذلك أَنها تَعْصِفُ الرِّیاحَ، و تُثیرُ البحر حتی تُسَوِّده، و تَقْلب أَسفلَه، فتجعله أَعلاه؛ و قال ابن شمیل: كلُّ ریحٍ شدیدة ذاتُ أَزْیَب، فإِنما زَیَبُها شدَّتُها. و الأَزْیَبُ: الماءُ الكثیر، حكاه أَبو علی عن أَبی عمرو الشیبانی؛ و أَنشد: أَسْقانیَ اللّهُ رَواءً مَشْرَبُهْ، ببطْنِ كَرٍّ، حین فاضت حِبَبُهْ، عن ثَبَج البحرِ یَجِیشُ أَزْیَبُه الكَرُّ: الحِسْیُ. و الحِبَبَةُ: جمع حُبٍّ، لخابیةِ الماء. و الأَزْیَبُ، علی أَفْعَل: السُّرعة و النشاط، مؤَنث. یقال: مَرَّ فلانٌ و له أَزْیَبٌ مُنْكَرةٌ إِذا مَرَّ مَرّاً سریعاً من النَّشاط. و الأَزْیَبُ: النَّشیطُ. و أَخذَه الأَزْیَبُ أَی الفَزَعُ. و الأَزْیَبُ: الرجلُ المُتقارِبُ المَشْیِ. و یقال للرجل القصیر، المُتقارِبِ الخَطْوِ: أَزْیَب. و الأَزْیَبُ: العَداوة. و الأَزْیَبُ: الدَّعِیُّ. قال الأَعشی یَذْكُر رجلًا من قَیْس عَیْلانَ كان جاراً لعمرو بن المنذر، و كان اتَّهمَ هَدَّاجاً، قائد الأَعشی، بأَنه سَرَقَ راحلةً له، لأَنه وَجَد بعض لحمها فی بَیْتِه، فأُخِذَ هَدَّاجٌ و ضُرِبَ، و الأَعْشی جالسٌ، فقام ناسٌ منهم، فأَخَذوا من الأَعْشی قیمةَ الراحلة؛ فقال الأَعشی: دَعا رَهْطَه حَوْلی، فجاؤُوا لنَصْرِه، و نادَیْتُ حَیّاً، بالمُسَنَّاةِ، غُیَّبا فأَعْطَوْهُ مِنی النِّصْفَ، أَو أَضْعَفُوا له، و ما كنتُ قُلًّا، قبلَ ذلك، أَزْیَبا أَی كنتُ غَریباً فی ذلك الموضع، لا ناصر لی؛ و قال قبل ذلك: و من یَغْتَرِبْ عن قَوْمِه، لا یَزَلْ یَرَی مَصارِعَ مَظْلومٍ، مَجَرّاً و مَسْحَبا و تُدْفَنُ منه الصالحاتُ، و إِن یُسئْ یَكُنْ ما أَساءَ النارَ فی رأْسِ كَبْكَبا و النِّصْفُ: النَّصَفة؛ یقول: أَرْضَوْه و أَعْطَوه النِّصْفَ، أَو فَوْقَه. و امرأَةٌ إِزْیَبَّة: بخیلة. ابن الأَعرابی: الأَزْیَبُ: القُنْفُذ. و الأَزْیَبُ: من أَسماءِ الشیطان. و الأَزْیَبُ: الداهیة؛ و قال أَبو المكارم: الأَزْیَبُ البُهْثةُ، و هو وَلَدُ المُساعاة؛ و أَنشد غیره: و ما كنتُ قُلًّا، قبل ذلك، أَزْیَبا و فی نوادر الأَعراب: رجل أَزْبة، و قوم أَزْبٌ إِذا كان جَلْداً، و رجل زَیْبٌ أَیضاً. و یقال: تَزَیَّبَ لحمُه و تَزَیَّم إِذا تَكَتَّلَ و اجْتَمع، و اللّه أَعلم.

فصل السین المهملة؛ ج1، ص: 454

سأب؛ ج1، ص: 454

: سَأَبه یَسْأَبُه سَأْباً: خَنَقَه؛ و قیل: سَأبه خَنَقَه حتی قَتَلَه. و‌فی حدیث المَبْعَثِ: فأَخذ جبریلُ بحَلْقِی، فسأَبَنی حتی أَجْهَشْتُ بالبكاءِ؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 455
أَراد خَنَقَنی؛ یقال سأَبْتُه و سَأَتُّه إِذا خَنَقْتَهُ. قال ابن الأَثیر: السَّأْبُ: العَصْر فی الحَلْق، كالخَنْق؛ و سَئِبْتُ من الشراب. و سَأَبَ من الشراب یَسْأَبُ سَأْباً، و سَئِبَ سَأَباً: كلاهما رُویَ. و السَّأْبُ: زِقُّ الخَمْر، و قیل: هو العظیم منها؛ و قیل: هو الزِّقُّ أَیّاً كان؛ و قیل: هو وعاءٌ من أَدمٍ، یُوضع فیه الزِّقُّ، و الجمع سُؤُوبٌ؛ و قوله: إِذا ذُقْتَ فاها، قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ، أُریدَ به قَیْلٌ، فغُودِرَ فی ساب إِنما هو فی سَأْبٍ، فأَبدل الهمزة إِبدالًا صحیحاً، لإِقامة الرِّدْف. و المِسْأَبُ: الزِّقُّ، كالسَّأْب؛ قال ساعدة بن جؤیة الهذلی: معه سِقاءٌ، لا یُفَرِّطُ حَمْلَه، صُفْنٌ، و أَخراصٌ یَلُحْنَ، و مِسْأَبُ صُفْنٌ بدلٌ، و أَخراصٌ معطوف علی سِقاء؛ و قیل: هو سِقاءُ العسل. قال شمر: المِسْأَب أَیضاً وِعاءٌ یُجْعَل فیه العسلُ. و فی الصحاح: المِسْأَبُ سِقاءُ العسل؛ و قول أَبی ذؤیب، یصف مُشْتار العَسَل: تأَبَّطَ خافةً، فیها مِسابٌ، فأَصْبَحَ یَقْتَری مَسَداً بشِیقِ أَراد مِسْأَباً، بالهمز، فخفف الهمزة علی قولهم فیما حكاه صاحب الكتاب: المراةُ و الكَماة؛ و أَراد شِیقاً بمَسَدٍ، فقَلب. و الشِّیقُ: الجَبَل. و سأَبْتُ السِّقاءَ: وسَّعْتُه. و إِنه لَسُؤْبانُ مالٍ أَی حَسَنُ الرِّعْیة و الحِفْظ له و القیام علیه؛ هكذا حكاه ابن جنی، قال: و هو فُعْلانٌ، من السَّأْبِ الذی هو الزِّقُّ، لأَن الزِّقَّ إِنما وضع لحِفْظِ ما فیه.

سبب؛ ج1، ص: 455

: السَّبُّ: القَطْعُ. سَبَّه سَبّاً: قَطَعه؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِیُّ: فما كان ذَنْبُ بَنی مالِكٍ، بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ، فَسَبْ «2» عَراقِیبَ كُومٍ، طِوالِ الذُّرَی، تَخِرُّ بَوائِكُها للرُّكَبْ بأَبْیضَ ذِی شُطَبٍ باتِرٍ، یَقُطُّ العِظَامَ، و یَبْری العَصَبْ البَوائِكُ: جمع بائكة، و هی السَّمِینةُ. یریدُ مُعاقَرةَ أَبی الفَرَزْدق غالِب بن صَعْصعة لسُحَیْم بن وَثِیلٍ الرِّیاحِیّ، لما تَعاقَرا بصَوْأَر، فعَقَرَ سُحَیْم خمساً، ثم بدا له و عَقرَ غالبٌ مائة. التهذیب: أَراد بقوله سُبَّ أَی عُیِّر بالبُخْلِ، فسَبَّ عَراقیبَ إِبله أَنَفةً مما عُیِّر به، كالسیف یسمی سَبَّابَ العَراقیب لأَنه یَقْطَعُها. التهذیب: و سَبْسَبَ إِذا قَطَع رَحِمه. و التَّسابُّ: التَّقاطُعُ. و السَّبُّ: الشَّتْم، و هو مصدر سَبَّه یَسُبُّه سَبّاً: شَتَمَه؛ و أَصله من ذلك. و سَبَّبه: أَكثر سَبَّه؛ قال: إِلّا كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ، عَمْداً، یُسَبِّبُنی علی الظُّلْمِ أَراد إِلا مُعْرِضاً، فزاد الكاف، و هذا من الاستثناءِ
(2). قوله [بأن سب] كذا فی الصحاح، قال الصاغانی و لیس من الشتم فی شی‌ء. و الروایة بأن شب بفتح الشین المعجمة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 456
المنقطع عن الأَوَّل؛ و معناه: لكن مُعْرِضاً. و‌فی الحدیث: سِبابُ المُسْلِم فُسوقٌ، و قِتاله كُفرٌ.السَّبُّ: الشَّتْم، قیل: هذا محمول علی من سَبَّ أَو قاتَلَ مسلماً، من غیر تأْویل؛ و قیل: إِنما قال ذلك علی جهة التغلیظ، لا أَنه یُخْرِجُه إِلی الفِسْقِ و الكفر. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لا تَمْشِیَنَّ أَمام أَبیك، و لا تجْلِسْ قَبْله، و لا تَدْعُه باسمه، و لا تَسْتَسِبَّ له، أَی لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ، و تَجُرَّه إِلیه، بأَن تَسُبَّ أَبا غَیْرك، فیَسُبَّ أَباك مُجازاةً لك. قال ابن الأَثیر: و قد جاءَ مفسراً‌فی الحدیث الآخر: إنَّ من أَكبر الكبائر أَن یَسُبَّ الرجلُ والدیه؛ قیل: و كیف یَسُبُّ والدیه؟ قال: یَسُبُّ أَبا الرجلِ، فیسُبُّ أَباه، و یَسُبُّ أُمَّه، فیَسُبُّ أُمَّه.و‌فی الحدیث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فیها رُقُوءَ الدَّم.و السَّبَّابةُ: الإِصْبَعُ التی بین الإِبهام و الوُسْطی، صفةٌ غالبة، و هی المُسَبِّحَةُ عند المُصَلِّین. و السُّبَّة: العارُ؛ و یقال: صار هذا الأَمر سُبَّةً علیهم، بالضم، أَی عاراً یُسبُّ به. و یقال: بینهم أُسْبوبة یَتَسابُّونَ بها أَی شی‌ء یَتشاتَمُونَ به. و التَّسابُّ: التَّشاتُم. و تَسابُّوا: تَشاتَمُوا. و سابَّه مُسابَّةً و سِباباً: شاتَمه. و السَّبِیبُ و السَّبُّ: الذی یُسابُّكَ. و فی الصحاح: و سِبُّكَ الذی یُسابُّكَ؛ قال عبد الرحمن بن حسان، یهجو مِسْكِیناً الدَّارِمیَّ: لا تَسُبَّنَّنِی، فَلسْتَ بِسِبِّی، إِنَّ سِبِّی، من الرِّجالِ، الكَرِیمُ و رجل سِبٌّ: كثیرُ السِّبابِ. و رجلٌ مِسَبٌّ، بكسر المیم: كثیرُ السِّبابِ. و رجل سُبَّة أَی یَسُبُّه الناسُ؛ و سُبَبَة أَی یَسُبُّ الناسَ. و إِبِلٌ مُسَبَّبَة أَی خِیارٌ؛ لأَنَّه یقال لها عندَ الإِعْجابِ بها: قاتلَها اللّه و قول الشَّمَّاخ، یَصِفُ حُمُر الوَحْشِ و سِمَنَها و جَوْدَتَها: مُسَبَّبَة، قُبّ البُطُونِ، كأَنها رِماحٌ، نَحاها وجْهَة الریحِ راكزُ یقولُ: من نَظَر إِلیها سَبَّها، و قال لها: قاتَلها اللّهُ ما أَجودَها و السِّبُّ: السِّتْرُ. و السِّبُّ: الخمارُ. و السِّبُّ: العِمامة. و السِّبُّ: شُقَّة كَتَّانٍ رقِیقة. و السَّبِیبَةُ مِثلُه، و الجمع السُّبُوبُ، و السَّبائِبُ. قال الزَّفَیانُ السَّعْدِی، یَصِفُ قَفْراً قَطَعَه فی الهاجرة، و قد نَسَجَ السَّرابُ به سَبائِبَ یُنیرُها، و یُسَدِّیها، و یُجیدُ صَفْقَها: یُنیرُ، أَو یُسْدی به الخَدَرْنَقُ سَبائِباً، یُجِیدُها، و یصْفِقُ و السِّبُّ: الثَّوْبُ الرَّقِیقُ، و جَمْعُه أَیضاً سُبُوبٌ. قال أَبو عمرو: السُّبُوبُ الثِّیابُ الرِّقاقُ، واحدُها سِبٌّ، و هی السَّبائِبُ، واحدُها سَبیبَة؛ و أَنشد: و نَسَجَتْ لوامِعُ الحَرُورِ سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَریرِ و قال شمر: السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ، یُجاءُ بها من ناحیة النیلِ، و هی مشهورة بالكَرْخِ عند التُّجّار، و منها ما یُعْملُ بِمصْر، و طولها ثمانٌ فی سِتٍّ. و السَّبِیبَة: الثوبُ الرقِیقُ. و‌فی الحدیث: لیس فی السُّبوبِ زَكاةٌ، و هی الثِّیابُ الرِّقاقُ، الواحِدُ سِبٌّ، بالكسرِ، یعنی إِذا
لسان العرب، ج‌1، ص: 457
كانت لغیر التجارةِ؛ و قیل: إِنما هی السُّیُوبُ، بالیاءِ، و هی الرِّكازُ لأَن الركاز یَجِبُ فیه الخُمس، لا الزكاةُ. و‌فی حدیث صِلَة بن أَشْیَمَ: فإِذا سِبٌّ فیه دَوْخَلَّةُ رُطَبٍ‌أَی ثوبٌ رَقِیقٌ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: أَنه سُئِلَ عن سَبائِبَ یُسْلَفُ فیها.السَّبائِبُ: جمع سَبِیبَةٍ و هی شُقَّة من الثِّیابِ أَیَّ نوعٍ كان؛ و قیل: هی منَ الكتَّانِ؛ و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: فعَمَدَتْ إِلی سَبِیبةٍ من هذه السَّبائبِ، فَحَشَتْها صوفاً، ثم أَتتنی بها.و‌فی الحدیث: دَخَلْتُ علی خالد، و علیه سَبِیبة؛ و قول المخبل السعدی: أَ لم تَعْلَمِی، یا أُمَّ عَمْرَةَ، أَننی تخَاطأَنی رَیْبُ الزَّمانِ لأَكْبَرا و أَشْهَدُ من عَوْفٍ حُلُولًا كثیرةً، یحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا قال ابن بری: صواب إِنشاده: و أَشْهَدَ بنَصْبِ الدالِ. و الحُلولُ: الأَحْیاءُ المجتمعةُ، و هو جمع حالٍّ، مثلُ شاهِدٍ و شُهودٍ. و معنی یَحُجُّون: یَطْلُبونَ الاختلافَ إِلیه، لیَنْظُروه؛ و قیل: یعنی عمامَتَه؛ و قیل: یعنی اسْتَه، و كان مَقروفاً فیما زَعَم قُطْرُبٌ. و المُزَعْفَر: المُلَوَّن بالزَّعْفَران؛ و كانت سادةُ العرب تَصْبُغُ عَمائمَها بالزَّعْفَرانِ. و السَّبَّةُ: الاسْتُ. و سَأَلَ النُّعمانُ بنُ المُنْذِرِ رجُلًا طَعَنَ رجُلًا، فقال: كیف صَنَعْتَ؟ فقال طَعَنْتُه فی الكَبَّةِ طَعْنةً فی السَّبَّة، فأَنْفَذْتُها من اللَّبَّة. فقلت لأَبی حاتمٍ: كیف طَعَنَه فی السَّبَّة و هو فارس؟ فَضَحِكَ و قال: انْهَزَم فاتَّبَعه، فلما رَهِقَه أَكبَّ لیَأْخُذَ بمَعْرَفَةِ فَرَسِه، فَطَعَنَه فی سَبَّتِه. و سَبَّه یَسُبُّه سَبّاً: طَعَنَه فی سَبَّتِه. و أَورد الجوهری هنا بَیْتَ ذِی الخِرَقِ الطُّهَوِیّ: بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلامٌ فَسَبْ ثم قال ما هذا نصه: یعنی مُعاقَرَة غالِبٍ و سُحَیْمٍ، فقوله سُبّ: شُتِمَ، و سَبَّ: عَقَرَ. قال ابن بری: هذا البیت فسره الجوهری علی غیر ما قَدَّم فیه من المعنی، فیكون شاهداً علی سَبَّ بمعنی عَقَر، لا بمعنی طَعَنه فی السَّبَّة و هو الصحیح، لأَنه یُفَسَّر بقوله فی البَیْتِ الثانی: عَراقِیبَ كُومٍ طوالِ الذُّرَی و مما یدل علی أَنه عَقْرٌ، نَصْبُه لِعَراقیبَ، و قد تقدَّمَ ذلك مُستَوْفًی فی صدْر هذه الترجمة. و قالت بعض نساءِ العرَب لأَبِیها، و كان مَجْرُوحاً: أَبَتَ، أَ قَتَلُوكَ؟ قال: نعم، إِی بُنَیَّة و سبُّونی، أَی طَعَنُوه فی سَبَّتِه. الأَزهری: السَّبُّ الطِّبِّیجاتُ، عن ابن الأَعرابی. قال الأَزهری: جعل السَّبَّ جمعَ السَّبَّة، و هی الدُّبرُ. و مَضَتْ سَبَّة و سَنْبَة من الدَّهْر أَی مُلاوَةٌ؛ نونُ سَنْبةٍ بَدَلٌ مِنْ باءِ سَبَّة، كإِجّاصٍ و إِنجاصٍ، لأَنه لیس فی الكلام [س ن ب]. الكسائی: عِشْنا بها سَبَّة و سَنْبَة، كقولك: بُرهةً و حِقْبَةً. و قال ابن شمیل: الدهرُ سَبّاتٌ أَی أَحوالٌ، حالٌ كذا، و حالٌ كذا. یقال: أَصابَتْنَا سَبَّة من بَرْدٍ فی الشِّتاءِ، و سَبَّةٌ مِنْ صَحْوٍ، و سَبَّةٌ من حَرٍّ، و سَبَّةٌ من رَوْحٍ إِذا دامَ ذلك أَیَّاماً. و السِّبُّ و السَّبِیبةُ: الشُّقَّةُ، و خَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَیْضاء؛ و قولُ عَلْقَمَة بنِ عَبَدة: كأَنَّ إِبریقَهُم ظَبیٌ علی شَرَفٍ، مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتَّانِ، مَلْثُومُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 458
إِنما أَراد بِسَبائِب فحَذف، و لیس مُفَدَّمٌ من نَعْت الظَّبْی، لأَنَّ الظَّبیَ لا یُفَدَّم؛ إِنما هو فی موضع خَبرِ المُبتَدَإِ، كأَنه قال: هو مُفَدَّمٌ بسَبا الكَتّانِ. و السَّبَبُ: كلُّ شی‌ءٍ یُتَوَصَّلُ به إِلی غیره؛ و فی نُسخةٍ: كلُّ شی‌ءٍ یُتَوَسَّل به إِلی شی‌ءٍ غیرِه، و قد تَسَبَّبَ إِلیه، و الجمعُ أَسْبابٌ؛ و كلُّ شی‌ءٍ یُتَوصّلُ به إِلی الشی‌ءِ، فهو سَبَبٌ. و جَعَلْتُ فُلاناً لی سَبَباً إِلی فُلانٍ فی حاجَتی وَ وَدَجاً أَی وُصْلة و ذَریعَة. قال الأَزهری: و تَسَبُّبُ مالِ الفَی‌ءِ أُخِذَ من هذا، لأَنَّ المُسَبَّبَ علیه المالُ، جُعِلَ سَبَباً لوُصول المال إِلی مَن وَجَبَ له من أَهل الفَی‌ءِ.و قوله تعالی: وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبٰابُ، قال ابن عباس: المودّةُ. و قال مجاهدٌ: تواصُلُهم فی الدنیا. و قال أَبو زید: الْأَسْبٰابُ المنازلُ، و قیل المودّةُ؛ قال الشاعر: و تقَطَّعَتْ أَسبابُها و رِمامُها فیه الوجهان مَعاً. المودة، و المنازِلُ. و اللّه، عز و جل، مُسَبِّبُ الأَسْبابِ، و منه التَّسْبِیبُ. و السَّبَبُ: اعْتِلاقُ قَرابة. و أَسبابُ السماء: مَراقِیها؛ قال زهیر: و مَن هابَ أَسبابَ المَنِیَّةِ یَلْقَها، و لو رَامَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّم و الواحدُ سَبَبٌ؛ و قیل: أَسبابُ السماءِ نواحیها؛ قال الأَعشی: لئن كنتَ فی جُبٍّ ثمانینَ قامةً، و رُقِّیتَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّمِ لَیَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حتی تَهُرَّه، و تَعْلَمَ أَنی لستُ عنكَ بمُحْرِمِ و المُحْرِمُ: الذی لا یَسْتَبیح الدِّماءَ. و تَهُرّه: تَكْرَهه. و قوله عز و جل: لَعَلِّی أَبْلُغُ الْأَسْبٰابَ أَسْبٰابَ السَّمٰاوٰاتِ؛ قال: هی أَبوابُها. و ارْتَقَی فی الأَسبابِ إِذا كان فاضِل الدین. و السِّبُّ: الحَبْلُ، فی لغة هُذَیْلٍ؛ و قیل: السِّبُّ الوَتِد؛ و قول أَبی ذُؤَیْب یصف مُشْتارَ العَسَل: تَدَلَّی علیها، بین سِبٍّ و خَیْطةٍ، بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ، یَكْبُو غُرابُها قیل: السِّبُّ الحَبْل، و قیل الوَتِدُ، و سیأتی فی الخَیْطة مثلُ هذا الاختلاف، و إِنما یصف مُشْتارَ العَسَل؛ أَراد: أَنه تَدَلَّی من رأْسِ جبلٍ علی خلِیَّةِ عَسَلٍ لیَشْتارَها بحَبْلٍ شدَّه فی وَتِدٍ أَثْبَته فی رأْس الجبَل، و هو الخَیْطة، و جَمْع السِّبِّ أَسبابٌ. و السَّبَبُ: الحَبْلُ كالسِّبِّ، و الجمع كالجمع، و السُّبوبُ: الحِبال؛ قال ساعدة: صَبَّ اللهیف لها السُّبوبَ بطَغْیةٍ، تُنْبی العُقابَ، كما یُلَطُّ المِجْنَبُ و قوله عز و جل: مَنْ كٰانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللّٰهُ فِی الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَةِ فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّمٰاءِ. معناه: من كان یَظُنّ أَن لن یَنْصُرَ اللّهُ، سبحانه، محمداً، صلی اللّه علیه و سلم، حتی یُظْهِرَه علی الدین كلِّه، فلْیَمُتْ غَیظاً، و هو معنی قوله تعالی: فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّمٰاءِ؛ و السَّبَبُ: الحَبْل. و السماءُ: السَّقْف؛ أَی فلْیَمْدُدْ حَبْلًا فی سَقفِهِ، ثم
لسان العرب، ج‌1، ص: 459
لیَقْطَعْ، أَی لیَمُدَّ الحَبْل حتی ینْقَطِع، فیَموتَ مختَنِقاً. و قال أَبو عبیدة: السَّببُ كلُّ حَبْل حَدَرْتَه من فوق. و قال خالدُ بنُ جَنَبَة: السَّبَب من الحِبال القویُّ الطویلُ. قال: و لا یُدعی الحبلُ سَبباً حتی یُصْعَد به، و یُنْحَدَرَ به. و‌فی الحدیث: كلُّ سببٍ و نَسَبٍ یَنْقَطِعُ إِلّا سَبَبی و نَسَبی؛ النَّسَبُ بالولادةِ، و السَّبَبُ بالزواج، و هو من السَّبَبِ، و هو الحَبْل الذی یُتَوَصَّل به إِلی الماءِ، ثم اسْتُعِیر لكلّ ما یُتوصَّل به إِلی شی‌ءٍ؛ كقوله تعالی: وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبٰابُ، أَی الوُصَل و المَوَدَّاتُ. و‌فی حدیث عُقْبَة، رضی اللّه عنه: و إِن كان رزْقُه فی الأَسباب، أَی فی طُرُقِ السماءِ و أَبوابها. و‌فی حدیث عَوْفِ بن مالك، رضی اللّه عنه: أَنه رأَی فی المنامِ كأَنَّ سَبباً دُلِّیَ من السماءِ، أَی حَبْلًا. و قیل: لا یُسَمَّی الحبلُ سبباً حتی یكونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بالسَّقْفِ أَو نحوِه. و السببُ، من مُقَطَّعات الشِّعْرِ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ و حرفٌ ساكنٌ، و هو علی ضَرْبَیْن: سَبَبانِ مَقرونانِ، و سَببانِ مَفْروقان؛ فالمقْرونانِ ما توالَتْ فیه ثلاثُ حَرَكاتٍ بعدَها ساكِنٌ، نحو مُتَفَا من مُتَفاعِلُنْ، و عَلَتُنْ من مُفاعَلَتُن، فحركة التَّاءِ من مُتَفا، قد قَرَنَت السَّبَبَین، و كذلك حركةُ اللامِ من عَلَتُنْ، قد قَرَنَتِ السَّبَبَیْنِ أَیضاً؛ و المَفْرُوقان هما اللذانِ یقومُ كلُّ واحدٍ منهما بنفسِه أَی یكونُ حرفٌ متحركٌ و حرفٌ ساكنٌ، و یَتْلُوه حرفٌ متحرك، نحو مُسْتَفْ، من مُسْتَفْعِلُنْ؛ و نحو عِیلُنْ، مِن مَفاعِیلُنْ، و هذه الأَسبابُ هی التی یَقَع فیها الزِّحافُ علی ما قد أَحْكَمَته صِناعةُ العَروض، و ذلك لأَن الجُزْءَ غیرُ مُعْتَمِدٍ علیها؛ و قوله: جَبَّتْ نِساءَ العالَمِینَ بِالسَّبَبْ یجوز أَن یكونَ الحَبْلَ، و أَن یكونَ الخَیْطَ؛ قال ابنُ دُرَیْدٍ: هذه امرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِیزَتَها بخَیْطٍ، و هو السبب، ثم أَلْقَتْه إِلی النساءِ لِیَفْعَلْنَ كما فَعَلَتْ، فَغَلَبَتْهُنّ. و قَطَعَ اللّه به السببَ أَی الحَیاة. و السَّبِیبُ من الفَرَس: شَعَر الذَّنَبِ، و العُرْفِ، و النَّاصِیَةِ؛ و فی الصحاح: السبِیبُ شَعَر الناصِیةِ، و العُرْفِ، و الذَّنَبِ؛ و لم یَذْكُر الفَرَس. و قال الریاشِیُّ: هو شَعْرُ الذَّنَب، و قال أَبو عبیدة: هو شَعَر الناصِیة؛ و أَنشد: بِوافی السَّبِیبِ، طَوِیلِ الذَّنَبْ و السَّبِیبُ و السَّبِیبَةُ: الخُصْلة من الشَّعَر. و‌فی حدیثِ استسْقاءِ عُمَرَ، رضی اللّه عنه: رأَیتُ العباسَ، رضی اللّه عنه، و قد طالَ عُمَرَ، و عَیْناه تَنْضَمَّان، و سَبائِبُهُ تَجُولُ علی صَدْرِه؛ یعنی ذَوائِبَهُ، واحدُها سَبِیبٌ. قال ابن الأَثیر: و فی كتاب الهَرَوِیّ، علی اختلافِ نسخه: و قد طالَ عُمْرُه، و إِنما هو طال عُمَرَ، أَی كان أَطْوَلَ منه لأَنَّ عُمَرَ لمَّا استَسْقَی أَخَذَ العباس إِلیه، و‌قال: اللهم إِنَّا نَتَوسَّل إِلیك بعَمِّ نَبِیِّكَ، و كان إِلی جانِبِه، فرآهُ الراوی و قد طالَه أَی كان أَطولَ منه. و السَّبِیبة: العِضاهُ، تَكْثُرُ فی المكانِ.

سبسب؛ ج1، ص: 459

: السَّباسِبُ و السَّبْسَبُ: شجرٌ یُتَّخَذُ منه السهامُ؛ قالَ یَصِفُ قانِصاً: ظَلّ یُصادِیها، دُوَیْنَ المَشْرَبِ، لاطٍ بصَفْراءَ، كَتُومِ المَذْهَبِ، و كلِّ جَشْ‌ءٍ من فُروعِ السَّبْسَبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 460
أَرادَ لاطِئاً، فأَبدَل من الهمزِ یاءً، و جَعَلَها من بابِ قاضٍ، للضَّرورة. و قول رؤبة: راحتْ، و راحَ كعصَا السَّبْسابِ یحتمل أَن یكون السَّبْسابُ فیه لغةً فی السَّبْسَبِ، و یحتمل أَن یكون أَراد السَّبْسَب، فزاد الأَلف للقافیة، كما قال الآخر: أَعوذ باللّهِ من العَقْرابِ، الشائِلاتِ عُقَدَ الأَذْنابِ قال: الشائِلاتِ، فوصَفَ به العَقْرَبَ، و هو واحدٌ لأَنه علی الجنْسِ. و سَبْسَبَ بَوْلَه: أَرْسَلَه. و السَّبْسَبُ: المَفازَة. و‌فی حدیث قُسٍّ: فبَیْنا أَنا أَجُولُ سَبْسَبَها؛ السَّبْسَبُ: القَفْرُ و المَفازة. قال ابنُ الأَثیر: و یُرْوَی بَسْبَسَها، قال: و هُما بمعنًی. و السَّبْسَبُ: الأَرضُ المُسْتَوِیة البعیدة. ابن شمیل: السَّبْسَب الأَرض القَفْرُ البعیدة، مُسْتَوِیَةً و غیرَ مستویةٍ، و غَلیظة و غیرَ غلیظةٍ، لا ماءَ بها و لا أَنِیسَ. أَبو عبید: السَّباسِبُ و البَسابِسُ القِفارُ، واحِدُها سَبْسَبٌ و بَسْبَسٌ، و منه قیل للأَباطیل: التُّرَّهات البَسابِسُ. و حكی اللحیانی: بلدٌ سَبْسَبٌ و بَلَد سَباسِبُ، كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منهُ سَبْسَباً، ثم جَمَعُوه علی هذا. و قال أَبو خَیْرة: السَّبْسَبُ الأَرْضُ الجَدْبة. أَبو عمرو: سَبْسَبَ إِذا سار سَیْراً لیِّناً. و سَبْسَبَ إِذا قَطَعَ رَحِمَه، و سَبْسَبَ إِذا شَتَم شَتْماً قبیحاً. و السَّباسِبُ: أَیامُ السَّعانینِ، أَنْبأَ بذلك أَبو العَلاءِ. و‌فی الحدیث: إِن اللّه تعالی أَبْدَلَكُمْ بیومِ السَّباسِب، یومَ العیدِ.یومُ السَّباسِبِ: عیدٌ للنصارَی، و یسمُّونَه یومَ السَّعانِینِ؛ و أَما قول النابغة: رِقاقُ النِّعالِ، طَیِّبٌ حُجُزاتُهُمْ، یُحَیّونَ بالرَّیْحان، یومَ السَّباسِبِ فإِنما یَعْنی عِیداً لَهم. و السَّیْسَبانُ و السَّیْسَبَی، الأَخیرة عن ثعلب: شجرٌ. و قال أَبو حنیفة: السَّیْسَبانُ شجرٌ یَنْبُتُ من حَبَّة و یَطولُ و لا یَبْقَی علی الشتاءِ، له ورقٌ نحو ورق الدِّفْلَی، حَسَنٌ، و الناسُ یَزْرَعُونَه فی البَساتِینِ، یریدون حُسْنَه، و له ثمرٌ نحو خَرائط السِّمْسِم إِلَّا أَنها أَدَقّ. و ذكره سیبویه فی الأَبْنِیَة، و أَنشد أَبو حنیفة یصفُ أَنه إِذا جَفَّتْ خَرائِطُ ثَمَرِه خَشْخَشَ كالعِشْرِق؛ قال: كأَنَّ صَوْتَ رَأْلِها، إِذا جَفَلْ، ضَرْبُ الرِّیاحِ سَیْسباناً قد ذَبَلْ قال: و حكی الفراء فیه سَیْسَبَی، یذكَّر و یؤَنث، و یؤتی به من بلاد الهند، و ربما قالوا: السَّیْسَبُ؛ و قال: طَلْق و عِتْق مثلُ عُودِ السَّیْسَبِ و أَما أَحمد بن یحیی فقال فی قول الراجز: و قد أُناغی الرَّشَأَ المُرَبَّبا، خَوْداً ضِنَاكاً، لا تَمُدُّ العُقَبا یَهْتَزُّ مَتْناها، إِذا ما اضْطَرَبَا، كهَزِّ نَشْوانٍ قَضِیبَ السَّیْسَبَی إِنما أَراد السَّیْسَبانَ، فحَذف للضرورة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 461

سحب؛ ج1، ص: 461

: السَّحْبُ: جَرُّكَ الشی‌ءَ علی وجه الأَرض، كالثوب و غیره. سَحَبَه یَسْحَبُه سَحْباً، فانْسَحَبَ: جَرَّه فانْجَرَّ. و المرأَةُ تَسْحَبُ ذَیْلَها. و الریحُ تَسْحَبُ التُّراب. و السَّحابةُ: الغَیْمُ. و السحابةُ: التی یكون عنها المطر، سُمِّیَتْ بذلك لانْسِحابِها فی الهواءِ، و الجمع سَحائبُ و سَحابٌ و سُحُبٌ؛ و خَلِیقٌ أَن یكونَ سُحُبٌ جمعَ سَحابٍ الذی هو جمعُ سَحابةٍ، فیكونَ جمعَ جمعٍ. و‌فی الحدیث: كانَ اسمُ عِمامَتِه السَّحابَ، سُمِّیَتْ به تشبیهاً بسَحابِ المطر، لانْسِحابِه فی الهواءِ. و ما زِلْتُ أَفْعَلُ ذلك سَحابةَ یَومِی أَی طُولَه؛ قال: عَشِیَّةَ سَالَ المِرْبَدانِ كِلاهُما، سَحابةَ یَومٍ، بالسُّیوفِ الصَّوارِمِ و تسَحَّب علیه أَی أَدَلَّ. الأَزهری: فلانٌ یَتَسَحَّبُ علینا أَی یَتَدَلَّلُ؛ و كذلك یَتَدَكَّلُ و یَتَدَعَّبُ. و‌فی حدیث سعیدٍ و أَرْوَی: فقامت فتسَحَّبَتْ فی حَقِّه، أَی اغْتَصَبَتْه و أَضافَتْه إِلی حَقِّها و أَرْضِها. و السَّحْبةُ: فَضْلَةُ ماءٍ تَبْقَی فی الغَدِیر؛ یقال: ما بَقِیَ فی الغَدیرِ إِلّا سُحَیْبةٌ من ماءٍ أَی مُوَیْهَةٌ قلیلةٌ. و السَّحْبُ: شدَّة الأَكْلِ و الشُّرْبِ. و رجلٌ أُسْحُوبٌ أَی أَكُولٌ شَرُوبٌ؛ قال الأَزهری: الذی عَرَفْناه و حَصَّلْناه: رَجُلٌ أُسْحُوتٌ، بالتَّاء، إِذا كان أَكُولًا شَرُوباً، و لَعَلَّ الأُسْحُوبَ، بالبَاءِ، بهذا المعنی، جائزٌ. و رجلٌ سَحْبانُ أَی جُرَافٌ، یَجْرُف كُلَّ ما مَرَّ به؛ و به سُمِّیَ سَحْبانُ. و سَحْبانُ: اسْمُ رَجُلٍ من وائِلٍ، كان لَسِناً بَلِیغاً، یُضْرَبُ به المَثَلُ فی البَیانِ و الفَصَاحةِ، فیقال: أَفْصَحُ من سَحْبانِ وائِلٍ. قال ابن بری، و من شِعْرِ سَحْبانَ قوله: لَقَدْ عَلِمَ الحَیُّ الیَمَانونَ أَنَّنِی إِذا قُلْتُ: أَمَّا بعدُ، أَنِّی خَطِیبُها و سَحابَةُ: اسمُ امْرَأَةٍ؛ قال: أَیا سَحابُ بَشِّری بِخَیْرِ

سحتب؛ ج1، ص: 461

: السَّحْتَبُ: الجَری‌ءُ الماضی.

سخب؛ ج1، ص: 461

: السِّخابُ: قِلادَةٌ تُتَّخَذُ من قَرَنْفُلٍ، و سُكٍّ، و مَحْلَبٍ، لیس فیها من اللُّؤْلُؤِ و الجوهر شی‌ءٌ، و الجمعُ سُخُبٌ. الأَزهری: السِّخابُ: عند العرب: كُلُّ قِلادَةٍ كانت ذاتَ جَوْهَرٍ، أَو لَمْ تَكُنْ؛ قال الشاعر: و یومُ السِّخَابِ، مِنْ تَعاجِیبِ رَبِّنا، عَلی أَنَّه، مِنْ بَلْدَة السُّوءِ، نَجَّانِی و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، حَضَّ النساءَ علی الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَت المَرْأَةُ تُلْقِی الخُرْصَ و السِّخَابَ، یعنی القِلادَةَ؛ قال ابن الأَثیر: هو خَیْطٌ یُنْظَمُ فیه خَرَزٌ، و تُلْبَسُه الصِّبْیانُ و الجَواری؛ و قیل: هو ما بُدِئَ بتفسیره. و‌فی حدیث فاطمَة: فَأَلْبَسَتْهُ سِخَاباً، یعنی ابْنَها الحُسَیْنَ. و‌فی الحدیث الآخر: أَنَّ قَوْماً فَقَدوا سِخَابَ فَتَاتهِمْ، فاتَّهَمُوا به امْرَأَةً.و‌فی الحدیث فی ذكر المنافقین: خُشُبٌ باللیلِ سُخُبٌ بالنهار؛ یقول: إِذا جنَّ علیهمُ اللیلُ سَقَطُوا
لسان العرب، ج‌1، ص: 462
نِیاماً كأَنهم خُشُبٌ، فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا علی الدُّنیا شُحّاً و حِرْصاً. و السَّخَب و الصَّخَب بمعنی الصیاح، و الصادُ و السینُ یجوزُ فی كُلِّ كَلِمَة فیها خاءٌ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: فكأَنهم صِبْیانٌ یَمْرُثونَ سُخُبَهُم؛ هو جمعُ سِخَاب: الخَیْطُ الذی نُظِمَ فیه الخَرَزُ. و السَّخَبُ لُغَةٌ فی الصَّخَبِ، مضارعة.

سرب؛ ج1، ص: 462

: السَّرْبُ: المالُ الرَّاعی؛ أَعْنی بالمال الإِبِلَ. و قال ابن الأَعرابی: السَّرْبُ الماشیَةُ كُلُّها، و جمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ. تقول: سَرِّبْ علیَّ الإِبِلَ أَی أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة. و سَرَب یَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ. و سَرَبَ فی الأَرضِ یَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ. و فی التنزیل العزیز: وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سٰارِبٌ بِالنَّهٰارِ؛ أَی ظاهرٌ بالنهارِ فی سِرْبِه. و یقال: خَلِّ سِرْبَه أَی طَرِیقَه، فالمعنی: الظاهرُ فی الطُّرُقاتِ، و المُسْتَخْفِی فی الظُّلُماتِ، و الجاهرُ بنُطْقِه، و المُضْمِرُ فی نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فیهم سواءٌ. و رُوی عن الأَخفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ أَی ظاهرٌ، و الساربُ المُتواری. و قال أَبو العباس: المستخفی المُسْتَتِر؛ قال: و الساربُ الظاهرُ و الخَفیُّ، عنده واحدٌ. و قال قُطْرب: سٰارِبٌ بِالنَّهٰارِ مُسْتَتِرٌ. یقال انْسَرَبَ الوحشیُّ إِذا دخل فی كِناسِه. قال الأَزهری: تقول العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، و سَرَبَ الفحل سُروباً أَی مَضَتْ فی الأَرضِ ظاهرة حیثُ شاءَتْ. و السارِبُ: الذاهبُ علی وجهِه فی الأَرض؛ قال قَیْس بن الخَطیم: أَنَّی سرَبْتِ، و كنتِ غیرَ سَرُوبِ، و تَقَرُّبُ الأَحلامِ غیرُ قَرِیبِ قال ابن بری، رواه ابن درید: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: و كنتِ غیرَ سَروب. و من رواه: سَرَیْت، بالیاء باثنتین، فمعناه كیف سَرَیْت لیلًا، و أَنتِ لا تَسرُبِینَ نَهاراً. و سَرَبَ الفحْلُ یَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إِذا توجَّه للمَرْعَی؛ قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبی: و كلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَیْدَ فَحْلِهِمْ، و نحنُ خَلَعْنا قَیْدَه، فهو سارِبُ قال ابن بری: قال الأَصْمعی: هذا مَثَلٌ یریدُ أَن الناسَ أَقاموا فی موضِعٍ واحدٍ، لا یَجْتَرِئون علی النُّقْلة إِلی غیره، و قارَبُوا قَیْدَ فَحْلِهم أَی حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن یتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن یُغَارَ علیها؛ و نحن أَعِزَّاءُ نَقْتَری الأَرضَ، نَذْهَبُ فیها حیث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قیدَ فَحْلِنا لیَذْهَب حیث شاء، فحیثُما نَزَع إِلی غَیْثٍ تَبِعْناه. و ظَبْیة سارِبٌ: ذاهبة فی مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة عُقابٍ: فخاتَتْ غَزالًا جاثِماً، بَصُرَتْ به، لَدَی سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ و رواه بعضهم: سالِبِ. و قال بعضهم: سَرَبَ فی حاجته: مضَی فیها نهاراً، و عَمَّ به أَبو عبید: و إِنه لقَرِیبُ السُّرْبةِ أَی قریبُ المذهب یُسرِعُ فی حاجته، حكاه ثعلب. و یقال أَیضاً: بعیدُ السُّرْبة أَی بعیدُ المَذْهَبِ فی الأَرض؛ قال الشَّنْفَری، و هو ابن أُخْت تأَبَّط شَرّاً:
لسان العرب، ج‌1، ص: 463
خرَجْنا من الوادی الذی بینَ مِشْعَلٍ، و بینَ الجَبَا، هَیْهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتی «3» أَی ما أَبْعَدَ الموضعَ الذی منه ابتَدَأْت مَسِیری ابن الأَعرابی: السَّرْبة السَّفَرُ القریبُ، و السُّبْأَةُ: السَّفَرُ البَعید. و السَّرِبُ: الذاهِبُ الماضی، عن ابن الأَعرابی. و الانْسِرابُ: الدخول فی السَّرَب. و‌فی الحدیث مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فی سَرْبِه، بالفتح، أَی مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابی: السِّرْب النَّفْسُ، بكسر السین. و كان الأَخفش یقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً فی سَرْبِه، بالفتح، أَی مَذْهَبِه و وجهِه. و الثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح آمِناً فی سِرْبِه أَی فی نَفْسِه؛ و فلان آمِن السَّرْبِ: لا یُغْزَی مالُه و نَعَمُه، لعِزِّه؛ و فلان آمن فی سِرْبِه، بالكسر، أَی فی نَفْسِه. قال ابن بری: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، و أَنكر ابنُ دَرَسْتَوَیْه قولَ من قال: فی نَفْسِه؛ قال: و إِنما المعنی آمِنٌ فی أَهلِه و مالِه و ولدِه؛ و لو أَمِنَ علی نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله و مالِه و ولدِه، لم یُقَلْ: هو آمِنٌ فی سِرْبِه؛ و إِنما السِّرْبُ هاهنا ما للرجُل من أَهلٍ و مالٍ، و لذلك سُمِّیَ قَطِیعُ البَقَرِ، و الظِّباءِ، و القَطَا، و النساءِ سِرْباً. و كان الأَصلُ فی ذلك أَن یكون الراعِی آمِناً فی سِرْبِه، و الفحلُ آمناً فی سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ فی غیر الرُّعاةِ، استعارةً فیما شُبِّهَ به، و لذلك كُسرت السین، و قیل: هو آمِنٌ فی سِرْبِه أَی فی قومِه. و السِّرْبُ هنا: القَلْبُ. یقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَی آمِنُ القَلْبِ، و الجمع سِرابٌ، عن الهَجَری؛ و أَنشد: إِذا أَصْبَحْتُ بینَ بَنی سُلَیمٍ، و بینَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابی و السِّرْب، بالكسر: القَطِیعُ من النساءِ، و الطَّیرِ، و الظِّباءِ، و البَقَرِ، و الحُمُرِ، و الشاءِ، و استعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالی: رَكِبْتُ المَطایا كُلَّهُنَّ، فلم أَجِدْ أَلَذَّ و أَشْهَی مِن جِناد الثَّعالِبِ و من عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بی فَزَجَرْتُه، یُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارِبِ الأَصمعی، السِّرْبُ و السُّرْبةُ من القَطَا، و الظِّباءِ و الشاءِ: القَطیعُ. یقال: مَرَّ بی سِرْبٌ من قَطاً و ظِباءٍ و وَحْشٍ و نِساءٍ، أَی قَطِیعٌ. و قال أَبو حنیفة: و یقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فیما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الحَسَنِ: و أَنا أَظُنُّه علی التَّشبِیه، و الجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ و السُّرْبةُ مِثلُه. ابن الأَعرابی: السُّرْبةُ جماعة یَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فیُغیرون و یَرْجعُون. و السُّرْبة: الجماعة من الخیلِ، ما بین العشرین إِلی الثلاثینَ؛ و قیل: ما بین العشرةِ إِلی العشرینَ؛ تقول: مَرَّ بی سُرْبة، بالضم، أَی قِطْعة من قَطاً، و خَیْلٍ، و حُمُرٍ، و ظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة یصف ماءً: سِوَی ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، و سُرْبةٍ أَطافَتْ به من أُمَّهاتِ الجَوازِلِ و‌فی الحدیث: كأَنهم سِرْبٌ ظِباءٍ؛ السِّرْبُ،
(3). قوله [و بین الجبا] أورده الجوهری و بین الحشا بالحاء المهملة و الشین المعجمة و قال الصاغانی الروایة و بین الجبا بالجیم و الباء و هو موضع.
لسان العرب، ج‌1، ص: 464
بالكسرِ، و السُّرْبة: القَطِیعُ من الظِّباءِ و من النِّساءِ علی التَّشْبیه بالظِّباء. و قیل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یُسَرِّبُهُنَّ إِلیَّ، فیَلْعَبْنَ مَعِی‌أَی یُرْسلُهُنَّ إِلیَّ. و منه‌حدیث علیٍّ: إِنی لأُسَرِّبُه علیه‌أَی أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً. و‌فی حدیث جابر: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قال: سَرِّبْ شیئاً‌أَی أَرْسِلْه؛ یقال: سَرَّبْتُ إِلیه الشی‌ءَ إِذا أَرْسَلْتَه واحداً واحداً؛ و قیل: سِرْباً سِرباً، و هو الأَشْبَه. و یقال: سَرَّبَ علیه الخیلَ، و هو أَن یَبْعَثَها علیه سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعی: سَرِّبْ علیَّ الإِبلَ أَی أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً. و السَّرْبُ: الطریقُ. و خَلِّ سَرْبَه، بالفتح، أَی طریقَه و وجهَه؛ و قال أَبو عمرو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قال ذو الرمة: خَلَّی لَها سِرْبَ أُولاها، و هَیَّجَها، من خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَینِ، هِمْهِیمُ قال شمر: أَكثر الروایة: خَلَّی لَها سَرْبَ أُولاها، بالفتح؛ قال الأَزهری: و هكذا سَمِعْتُ العربَ تقول: خلِّ سَرْبَه أَی طَریقَه. و‌فی حدیث ابن عمر: إِذا ماتَ المؤمنُ یُخَلَّی له سَرْبُه، یَسْرَحُ حیثُ شاءَ‌أَی طریقُه و مذهبُه الذی یَمُرُّ به. و إِنه لواسعُ السِّرْبِ أَی الصَّدْرِ، و الرأْی، و الهَوَی، و قیل: هو الرَّخِیُّ البال، و قیل: هو الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِی‌ءُ الغَضَب؛ و یُروی بالفتح، واسعُ السَّرْبِ، و هو المَسْلَك و الطریقُ. و السَّرْبُ، بالفتح: المالُ الراعی؛ و قیل: الإِبل و ما رَعَی من المالِ. یقال: أُغِیرَ علی سَرْبِ القومِ؛ و منه قولُهم: اذْهَب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَی لا أَرُدُّ إِبلكَ حتی تَذْهَب حیثُ شاءَت، أَی لا حاجة لی فیك. و یقولون للمرأَة عند الطلاقِ: اذْهَبی فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة. و فی الصحاح: و كانوا فی الجاهلیةِ یقولون فی الطَّلاقِ، فَقَیَّده بالجاهلیةِ. و أَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ. الفراءُ فی قوله تعالی: فَاتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ سَرَباً؛ قال: كان الحُوت مالحاً، فلما حَیِیَ بالماءِ الذی أَصابَه من العَینِ فوقَع فی البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه فی البحرِ، فكان كالسَّرَبِ، و قال أَبو إِسحاق: كانت سمكةً مملوحةً، و كانت آیةً لموسی فی الموضعِ الذی یَلْقَی الخَضِرَ، فَاتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ سَرَباً؛ أَحْیا اللّه السمكة حتی سَرَبَتْ فی البحر. قال: و سَرَباً منصوبٌ علی جهتَین: علی المفعولِ، كقولك اتخذْتُ طریقِی فی السَّرَب، و اتخذتُ طریقی مكان كذا و كذا، فیكون مفعولًا ثانیاً، كقولك اتخذت زیداً وكیلًا؛ قال و یجوز أَن یكونَ سَرَباً مصدراً یَدُلُّ علیه اتخذ سبیلَه فی البحر، فیكون المعنی: نَسِیَا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طریقَه فی البحر؛ ثم بَیَّن كیف ذلك، فكأَنه قال: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ و قال المُعْتَرِض الظَّفَرِی فی السَّرَب، و جعله طریقاً: تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِلیهم، تَنُوبُ اللحمَ فی سَرَبِ المَخِیمِ قیل: تَنُوبُه تأْتیه. و السَّرَب: الطریقُ. و المخیم: اسم وادٍ؛ و علی هذا معنی الآیة: فَاتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ سَرَباً، أَی سبیل الحوت طریقاً لنفسِه، لا یَحِیدُ عنه. المعنی: اتخذ الحوتُ سبیلَه الذی سَلَكَه طریقاً طَرَقَه. قال أَبو حاتم: اتخذ طریقَه فی البحر
لسان العرب، ج‌1، ص: 465
سَرباً، قال: أَظُنُّه یرید ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك یَذهَب ذَهاباً. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث الخضر و موسی، علیهما السلام: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحریك: المَسْلَك فی خُفْیةٍ. و السُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ. و كلُّ طریقةٍ سُرْبةٌ. و السُّرْبة، و المَسْرَبةُ، و المَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر المُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلی البطنِ؛ و فی الصحاح: الشَّعَر المُسْتَدِقُّ، الذی یأْخذ من الصدرِ إِلی السُّرَّة. قال سیبویه: لیست المَسْرُبة علی المكان و لا المصدرِ، و إِنما هی اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلی: أَلآنَ لمَّا ابْیَضَّ مَسْرُبَتی، و عَضَضْتُ، من نابی، علی جِذْمِ و حَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، و أَتَیْتُ ما آتی علی عِلْمِ تَرْجُو الأَعادی أَن أَلینَ لها، هذا تَخَیُّلُ صاحبِ الحُلْمِ قوله: و عَضَضْتُ، من نابی، عَلی جِذْمِ أَی كَبِرْتُ حتی أَكَلْت علی جِذْم نابی. قال ابن بری: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمی، و هو غلط، و إِنما هو للذُّهلی، كما ذكرنا. و المَسْرَبة، بالفتح: واحدة المَسارِبِ، و هی المَراعِی. و مَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عبید: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِیهِ من لَدُن عُنُقِه إِلی عَجْبِه، و مَراقُّها فی بُطونِها و أَرْفاغِها؛ و أَنشد: جَلال، أَبوهُ عَمُّه، و هو خالُه، مَسارِبُهُ حُوٌّ، و أَقرابُه زُهْرُ قال: أَقْرابُه مَراقُّ بُطُونه. و‌فی حدیث صفةِ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم: كان دَقِیقَ المَسْرُبَة؛ و فی روایة: كانَ ذا مَسْرُبَة.و فلانٌ مُنْساحُ السرب: یُریدون شَعر صَدْرِه. و‌فی حدیث الاسْتِنْجاءِ بالحِجارة: یَمْسَحُ صَفْحَتَیْهِ بحَجَرَیْن، و یَمْسَحُ بالثَّالِثِ المَسْرُبة؛ یریدُ أَعْلی الحَلْقَة، هو بفتح الراءِ و ضمِّها، مَجْرَی الحَدَث من الدُّبُر، و كأَنها من السِّرْب المَسْلَك. و‌فی بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هی مثلُ الصُّفَّة بین یَدَی الغُرْفَةِ، و لَیْسَتْ التی بالشین المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ. و السَّرابُ: الآلُ؛ و قیل: السَّرابُ الذی یكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ. و الآلُ: الذی یكونُ بالضُّحَی، یَرفَعُ الشُّخُوصَ و یَزْهَاهَا، كالمَلا، بینَ السماءِ و الأَرض. و قال ابن السكیت: السَّرابُ الذی یَجْرِی علی وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، و هو یكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعی: الآلُ و السَّرابُ واحِدٌ، و خالَفه غیرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَی إِلی زوالِ الشمسِ؛ و السَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلی صلاة العصر؛ و احْتَجُّوا بإِنَّ الآل یرفعُ كلَّ شی‌ءٍ حتی یصِیر آلًا أَی شَخْصاً، و أَنَّ السَّرابَ یَخْفِضُ كلَّ شی‌ءٍ حتی یَصِیرَ لازِقاً بالأَرض،، لا شَخْصَ له. و قال یونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلی ارْتفاع الضُّحَی الأَعْلی، ثم هو سرابٌ سائرَ الیومِ. ابن السكیت: الآلُ الذی یَرْفَع الشُّخوصَ، و هو یكون بالضُّحَی؛ و السرابُ الذی یَجْری علی وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، و هو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهری: و هو الذی رأَیتُ العرب بالبادیة یقولونه. و قال أَبو الهیثم: سُمِّیَ السَّرابُ سَراباً، لأَنَّه یَسْرُبُ سُروباً أَی یَجْری جَرْیاً؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 466
یقال: سَرَب الماءُ یَسْرُب سُروباً. و السَّریبة: الشاة التی تصدرها، إِذا رَوِیَت الغَنَم، فتَتْبَعُها. و السَّرَبُ: حَفِیر تحتَ الأَرض؛ و قیل: بَیْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ و قد سَرَّبْتُه. و تَسْریبُ الحَافِرِ: أَخْذُه فی الحَفْرِ یَمْنَة و یَسْرَة. الأَصمعی: یقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَب أَی أَخذ یمیناً و شمالًا. و السَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، و الأَسَد، و الضَّبُعِ، و الذِّئْبِ. و السَّرَب: الموضعُ الذی قَدْ حَلَّ فیه الوحشِی، و الجمع أَسْرابٌ. و انْسَرَب الوَحْشِی فی سَرَبه، و الثعلب فی جُحْرِه، و تَسَرَّبَ: دخل. و مَسارِب الحَیَّاتِ: مَواضِعُ آثارها إِذا انْسابَتْ فی الأَرض علی بُطُونِها. و السَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التی یدخل منها الماءُ الحائِطَ. و السَّرَب، بالتحریك: الماءُ السائِلُ. و مِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من المَزادَة و نحوها. سَرِبَ سَرَباً إِذا سالَ، فهو سَرِبٌ، و انْسَرَب، و أَسْرَبَه هو، و سَرَّبَه؛ قال ذو الرمة: ما بالُ عَیْنِكَ، منها الماءُ، یَنْسَكِبُ؟ كأَنَّه، منْ كُلی مَفْرِیَّةٍ، سَرَبُ قال أَبو عبیدة: و یروی بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت المَزادة، بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهی سَرِبَةٌ إِذا سَالَت. و تَسْریبُ القِرْبة: أَن یَنْصَبَّ فیها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها. و یقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، و ذلك إِذا خرج من عُیونِ الخُرَزِ. و قال اللحیانی: سَرِبَتِ العَیْنُ سَرَباً، و سَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، و تَسَرَّبَت: سالَتْ. و السَّرَبُ: الماءُ یُصَبُّ فی القِرْبة الجدیدة، أو المَزادةِ، لیَبْتَلَّ السَّیْرُ حتی یَنْتَفِخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ و قد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً. و یقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَی اجعلْ فیها ماءً حتی تَنْتَفِخَ عیونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جریر: نَعَمْ، و انْهَلَّ دَمْعُكَ غیرَ نَزْرٍ، كما عَیَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ و من الشَّرابِ أَی تَمَّلأْتُ. و طَریقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فیه؛ قال أَبو خِراشٍ: فی ذَاتِ رَیْدٍ، كزلق الرخ مُشْرِفَةٍ، طَریقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ «4» و تَسَرَّبُوا فیه: تَتابَعُوا. و السَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ. و السَّرْبةُ: الخَرْزة. و إِنَّكَ لتُریدُ سَرْبةً أَی سَفَراً قریباً، عن ابن الأَعرابی. شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِیعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: و لم أَسْمَعْ سِرْباً فی الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال: و رُبَّ أَسْرابِ حَجِیجٍ نظمِ و الأُسْرُبُ و الأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِیٌّ، و هو فی الأَصْل سُرْبْ. و الأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، یَدخُلُ فی الفَمِ و الخَیْشُومِ و الدُّبُرِ فیُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ،
(4). قوله [كزلق الرخ إلخ] هكذا فی الأَصل و لعله كرأس الزج.
لسان العرب، ج‌1، ص: 467
و رُبَّما ماتَ. و قد سُرِبَ الرجل، فهو مَسْروبٌ سَرْباً. و قال شمر: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، و هو بالفارسیة سُرْبْ، و اللّه أَعلم.

سرحب؛ ج1، ص: 467

: السُّرْحُوبُ: الطویلُ، الحَسَنُ الجسْمِ، و الأُنثی سُرْحُوبةٌ، و لم یَعْرِفْه الكِلابِیُّون فی الإِنْسِ. و السُّرْحُوبةُ من الإِبل: السَّریعةُ الطویلة، و من الخیلِ: العَتِیقُ الخفیفُ؛ قال الأَزهری: و أَكثرُ ما یُنْعَتُ به الخیلُ، و خَصَّ بعضُهم به الأُنثی من الخیل، و قیل: فَرَسٌ سُرْحوبٌ: سُرُحُ الیَدَیْن بالعَدْوِ؛ و فَرَسٌ سُرْحُوبٌ: طویلة علی وجه الأَرض؛ و فی الصحاح: تُوصَفُ به الإِناثُ دون الذُّكور.

سردب؛ ج1، ص: 467

: قال ابن أَحمر: هی السِّرْدابُ «1».

سرعب؛ ج1، ص: 467

: السُّرعُوبُ: ابنُ عِرْسٍ؛ أَنشد الأَزهری: وَثْبة سُرْعُوبٍ رأَی زَبَابَا أَی رأَی جُرَذاً ضَخْماً، و یُجْمَع سَراعِیبَ.

سرندب؛ ج1، ص: 467

: التهذیب فی الخماسی: سَرَنْدیبُ بَلَدٌ معروف بناحیةِ الهِنْدِ.

سرهب؛ ج1، ص: 467

: أَبو زید قال: سمعت أَبا الدُّقَیْش یقول: امرأَةٌ سَرْهَبةٌ، كالسَّلْهَبَةِ من الخیلِ، فی الجِسمِ و الطُّول.

سطب؛ ج1، ص: 467

: ابن الأَعرابی: المَساطِبُ سَنادینُ الحَدّادینَ. أَبو زید: هی المَسْطَبةُ و المِسطَبة، و هی المَجَرَّة. و یقال للدُّكَّانِ یَقْعُدُ الناسُ علیه مَسْطَبة، قال: سمعت ذلك من العرب.

سعب؛ ج1، ص: 467

: السَّعابِیبُ التی تَمْتَدُّ شِبْهَ الخُیُوطِ من العَسَل و الخِطْمِیّ و نَحْوِه؛ قال ابن مقبل: یَعْلُون، بالمَرْدَقُوشِ، الوَرْدَ ضاحیةً، علی سَعابِیبِ ماءِ الضالةِ اللَّجِنِ یقول: یَجْعَلْنَه ظاهراً فوقَ كلِّ شی‌ءٍ، یَعْلُون به المُشْطَ. و قوله: ماءِ الضالةِ، یُریدُ ماءَ الآسِ، شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ ماءِ السِّدْرِ؛ و هذا البیت وقَعَ فی الصِّحاحِ، و أَظُنُّه فی المُحْكَم أَیضاً ماء الضالَة اللَّجِزِ، بالزای؛ و فَسَّره فقال: اللجِزُ المُتَلَزِّجُ؛ و قال الجوهری: أَراد اللَّزِجَ، فَقَلَبه، و لم یَكْفِه أَنْ صَحَّف، إِلی أَنْ أَكَّد التَّصْحیف بهذا القَوْل؛ قال ابن بری: هذا تصحیف تَبع فیه الجوهری ابن السكیت، و إِنما هو اللَّجِن بالنونِ، من قصیدة نُونِیَّةٍ؛ و قَبْلَه: مِن نِسْوةٍ شُمُسٍ، لا مَكْرَهٍ عُنُفٍ، و لا فَواحِشَ فی سِرٍّ، و لا عَلَنِ قوله: ضاحِیةً، أَراد أَنها بارِزة للشمسِ. و الضَّالَة: السِّدْرة، أَراد ماءَ السِّدْرِ، یُخْلَطُ به المَرْدَقوشُ لیُسَرِّحْن به رؤُوسَهنّ. و الشُّمُس: جمع شَمُوسٍ، و هی النافِرة من الرِّیبةِ و الخَنَا. و المَكْرَه: الكَریهاتُ المَنْظَرِ، و هو مما یوصَف به الواحدُ و الجمعُ. و سال فَمُه سَعابِیبَ و ثَعابِیبَ: امْتَدَّ لُعابُه كالخُیوطِ؛ و قیل: جَری منه ماءٌ صافٍ فیه تَمدُّدٌ، واحدها سُعْبُوبٌ. و انْسَعَبَ الماءُ و انْثَعَبَ إِذا سالَ. و قال ابن شمیل: السَّعابِیبُ ما أَتْبَعَ یَدَكَ من اللَّبنِ عند الحَلْبِ، مثلَ النُّخاعة یَتَمَطَّطُ، و الواحدةُ سُعْبُوبةٌ.
(1). قوله [هی السرداب] هكذا فی الأَصل و لیس بعده شی‌ء و عبارة القاموس و شرحه (السرداب بالكسر خباء تحت الأَرض للصیف) كالزرداب و الأَول عن الأَحمر و الثانی تقدم بیانه و هو معرب إلی آخر عبارته انتهی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 468
و تَسَعَّبَ الشی‌ءُ: تَمَطَّطَ. و السَّعْبُ: كلُّ ما تَسَعَّبَ من شرابٍ أَو غیرِه. و فی نوادر الأَعراب: فلانٌ مُسَعَّبٌ له كذا و كذا. و مُسَغَّبٌ و مُسَوَّعٌ له كذا و كذا، و مُسَوَّغٌ و مُرَغَّب، كلُّ ذلك بمعنًی واحدٍ «1».

سغب؛ ج1، ص: 468

: سَغِبَ الرجلُ یَسْغَب، و سَغَبَ یَسْغُبُ سَغْباً و سَغَباً و سَغابةً و سُغُوباً و مَسْغَبةً: جاعَ. و السَّغْبة: الجُوعُ، و قیل: هو الجوعُ مع التَّعَب؛ و ربما سُمِّیَ العَطَش سَغَباً، و لیس بمُسْتعمَلٍ. و رجلٌ ساغِبٌ لاغِبٌ: ذو مَسْغَبة؛ و سَغِبٌ و سَغْبانُ لَغْبانُ: جَوْعانُ أَو عَطْشانُ. و قال الفراءُ فی قوله تعالی: فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ، أَی مَجاعةٍ. و أَسْغَبَ الرجلُ، فهو مُسْغِبٌ إِذا دخَل فی المَجاعةِ، كما تقولُ أَقْحطَ الرجلُ إِذا دخَل فی القَحْط. و‌فی الحدیث: ما أَطعمته إِذ كان ساغِباً، أَی جائعاً. و قیل: لا یكونُ السَّغَبُ إِلَّا مع التَّعَب. و‌فی الحدیث: أَنه قَدِم خَیْبَر بأَصحابِه و هم مُسْغِبُون، أَی جِیاعٌ. و امرأَةٌ سَغْبَی، و جَمْعُها سِغابٌ. و یَتِیمٌ ذو مَسْغَبةٍ أَی ذو مَجاعةٍ.

سقب؛ ج1، ص: 468

: السَّقْبُ: ولدُ الناقةِ، و قیل: الذكَرُ من ولدِ الناقةِ، بالسین لا غَیْرُ؛ و قیل: هو سَقْبٌ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه. قال الأَصمعی: إِذا وَضَعَتِ الناقةُ ولدَها، فولدها ساعةَ تَضَعُه سَلیلٌ قَبْلَ أَن یُعْلَم أَ ذَكَرٌ هو أَم أُنثی، فإِذا عُلم فإِن كانَ ذَكَراً، فهو سَقْبٌ، و أُمُّه مِسْقَبٌ. الجوهری: و لا یقال للأُنثی سَقْبةٌ، و لكن حائلٌ؛ فأَما قوله، أَنشده سیبویه: و ساقِیَیْنِ، مثلِ زَیْدٍ و جُعَلْ، سَقْبانِ، مَمْشُوقانِ مَكْنوزا العضَلْ فإِنَّ زیداً و جُعَلًا، هاهنا، رجُلان. و قوله سَقْبانِ، إِنما أَراد هنا مثلُ سَقْبَیْن فی قوَّة الغَناءِ، و ذلك لأَنَّ الرجُلَین لا یكونان سَقْبَیْنِ، لأَنَّ نوعاً لا یَسْتَحِیلُ إِلی نوعٍ، و إِنما هو كقولك مررْت برجلٍ أَسَدٍ شِدَّةً أَی هو كأَسَدٍ فی الشِّدَّة، و لا یكون ذلك حقیقة، لأَن الأَنْواع لا تستحیل إِلی الأَنواع، فی اعتقادِ أَهلِ الإِجماع. قال سیبویه: و تقولُ مررتُ برجلٍ الأَسَدُ [الأَسَدِ شِدَّة، كما تقولُ مررتُ برجُلٍ كامِلٍ، لأَنك أَردتَ أَن تَرْفَعَ شأْنَه؛ و إِن شئت اسْتَأْنَفْتَ، كأَنه قیل له ما هو؛ و لا یكونُ صفة، كقولك مررت برجُلٍ أَسَدٍ شِدَّةً، لأَن المعرفة لا توصف بها النَّكِرةُ، و لا یجوز نَكِرةً أَیضاً لما ذكَرْتُ لك. و قد جاءَ فی صفة النكرة، فهو فی هذا أَقوی، ثم أَنشد ما أَنْشَدتُكَ من قولِه. و جَمْعُ السَّقْبِ أَسْقُبٌ، و سُقُوبٌ، و سِقابٌ و سُقْبَانٌ؛ و الأُنثی سَقْبَةٌ، و أُمُّها مِسْقَبٌ و مِسْقَابٌ. و السَّقْبَةُ عندهم: هی الجَحشَة. قال الأَعشی، یَصِفُ حِماراً وَحْشِیّاً: تَلا سَقْبَةً قَوْداءَ، مَهْضُومَةَ الحَشَا، مَتی ما تُخَالِفْهُ عن القصد یَعْذِمِ و ناقةٌ مِسْقابٌ إِذا كانت عادتُها أَن تَلِدَ الذُّكورَ. و قد أَسْقَبَتِ الناقةُ إِذا وَضَعَتْ أَكثَرَ ما تَضَعُ الذُّكورَ؛ قال رؤبة بن العجاج یصف أَبَوَیْ رجل مَمدُوحٍ: و كانتِ العِرْسُ التی تَنَخَّبا، غَرَّاءَ مِسْقاباً، لفَحْلٍ أَسْقَبا
(1). أی مُعطی له عطاءً خالصاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 469
قوله أَسقَبا: فِعْلٌ ماض، لا نَعْتٌ لفَحْلٍ، علی أَنه اسمٌ مثلُ أَحْمَر، و إِنما هو فِعْلٌ و فاعِلٌ فی مَوْضِعِ النَّعْتِ له. و اسْتَعْمَل الأَعشی السَّقْبَةَ للأَتانِ، فقال: لاحَه الصَّیْفُ و الغِیارُ، و إِشْفاقٌ علی سَقْبَةٍ، كَقَوْسِ الضَّالِ الأَزهری: كانتِ المرأَة فی الجاهلیة، إِذا ماتَ زَوْجُها، حَلَقَتْ رَأْسَها، و خَمَشَتْ وجْهَها، و حَمَّرَتْ قُطْنةً من دمِ نفسِها، و وضَعَتها علی رأْسِها، و أَخرجت طَرف قُطْنتِها مِن خَرْقِ قِناعِها، لیَعْلم الناسُ أَنها مُصابة؛ و یُسَمی ذلك السِّقابَ، و منه قول خَنْساءَ: لمَّا اسْتَبانَتْ أَن صاحِبَها ثَوَی، حَلَقَتْ، و عَلَّتْ رَأْسَها بِسِقابِ و السَّقَبُ: القُرْبُ. و قد سَقِبَتِ الدَّارُ، بالكسر، سُقُوباً أَی قَرُبَتْ، و أَسْقَبَتْ؛ و أَسْقَبْتُها أَنا: قرَّبتها. و أَبْیاتُهم مُتساقِبة أَی مُتدانِیة. و منه‌الحدیث: الجارُ أَحقُّ بِسَقَبِه.السَّقَبُ، بالسین و الصاد، فی الأَصل: القُرْب. یقال: سَقِبَتِ الدارُ و أَسْقَبَتْ إِذا قَرُبَتْ. ابن الأَثیر: و یَحْتَجُّ بهذا الحدیثِ من أَوجبَ الشُّفْعَة للجارِ، و إِن لم یَكُنْ مقاسِماً، أَی إِن الجارَ أَحقُّ بالشُّفْعَةِ من الذی لیس بجارٍ، و مَنْ لم یُثْبِتْها للجارِ تأَوَّلَ الجارَ علی الشَّرِیكِ، فإِنَّ الشَّریكَ یُسَمَّی جاراً؛ قال: و یحتمل أَن یكونَ أَرادَ: أَنه أَحقّ بالبِرِّ و المعونةِ بسبب قُرْبه من جارِه، كما جاءَ‌فی الحدیث الآخر: أَن رجلًا قال للنبی، صلی اللّه علیه و سلم: إِن لی جارَیْنِ، فإِلی أَیهما أُهدی؟ قال: إِلی أَقْرَبِهِما منك باباً.و السَّقْبُ و الصَّقْبُ و السَّقِیبَة: عَمُودُ الخِباءِ. و سُقُوبُ الإِبِل: أَرْجُلُها، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لها عَجُزٌ رَیَّا، و سَاقٌ مُشِیحَةٌ علی البِیدِ، تَنْبُو بالمَرادِی سُقُوبُها و الصادُ، فی كلِّ ذلك، لغة. و السَّقْبُ: الطَّویلُ من كلِّ شی‌ءٍ، مع تَرَارَةٍ. الأَزهری فی ترجمة صَقَب: یقال للْغُصْنِ الرَّیَّانِ الغَلِیظِ الطَّویلِ سَقْبٌ؛ و قال ذو الرمة: سَقْبانِ لم یَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ قال: و سئل أَبو الدُّقَیْشِ عنه، فقال: هو الذی قد امتلأَ، و تم عامٌّ فی كلِّ شی‌ءٍ من نحوِه «2»؛ شمر: فی قوله سَقْبانِ أَی طَویلانِ، و یقال صَقْبَانِ.

سقعب؛ ج1، ص: 469

: السَّقْعَبُ: الطَّویلُ من الرجال، بالسینِ و الصاد.

سقلب؛ ج1، ص: 469

: السَّقْلَبُ: جِیلٌ من الناسِ. و سَقْلَبَه: صَرَعَهُ.

سكب؛ ج1، ص: 469

: السَّكْبُ: صَبُّ الماءِ. سَكَبَ الماءَ و الدَّمْعَ و نحوَهما یَسْكُبُه سَكْباً و تَسْكاباً، فسَكَبَ و انْسَكَبَ: صَبَّه فانْصَبَّ. و سَكَبَ الماءُ بنفسِه سُكوباً، و تَسْكاباً، و انْسَكَبَ بمعنًی. و أَهلُ المدینة یقولون: اسْكُبْ علی یَدِی. و ماءٌ سَكْبٌ، و ساكِبٌ، و سَكُوبٌ، و سَیْكَبٌ، و أُسْكُوبٌ: مُنْسَكِبٌ، أَو مَسكُوبٌ یجری علی وجهِ الأَرضِ من غَیرِ حَفر.
(2). قوله [من نحوه] الضمیر یعود إلی الغصن فی عبارة الأَزهری التی قبل هذه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 470
و دمْعٌ ساكِبٌ، و ماءٌ سَكْبٌ: وُصِفَ بالمصدرِ، كقولِهم ماءٌ صَبٌّ، و ماءٌ غَوْرٌ؛ أَنشد سیبویه: بَرْقٌ، یُضِی‌ءُ أَمامَ البَیْتِ، أُسْكوبُ كأَنَّ هذا البَرْقَ یَسْكُب المطَر؛ و طَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كذلك؛ و سَحابٌ أُسْكُوبٌ. و قال اللحیانی: السَّكْبُ و الأُسْكوبُ الهَطَلانُ الدَّائمُ. و ماءٌ أُسْكُوبٌ أَی جارٍ؛ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عمرٍو ذی الكلب، تَرثِیه: و الطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ، یَتْبَعها مُثْعَنْجِرٌ، من دَمِ الأَجْوافِ، أُسْكوبُ و یروی: من نَجِیعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ و النَّجْلاءُ: الواسعة. و المُثْعَنْجِرُ: الدَّمُ الذی یَسِیلُ، یَتْبَعُ بعضُه بَعْضاً. و النَّجِیعُ: الدَّمُ الخالِصُ. و الأُثْعْوبُ، من الإِثْعابِ: و هو جَرْی الماءِ فی المَثْعَبِ. و‌فی الحدیث عن عروة، عن عائشة، رضی اللّه عنها: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان یُصَلِّی، فیما بین العشاءِ إِلی انْصِداعِ الفَجر، إِحدی عَشْرَةَ رَكْعَةً، فإِذا سَكَبَ المُؤَذِّنُ بالأُولی من صلاةِ الفجْرِ، قامَ فرَكَعَ رَكْعَتَیْن خَفِیفَتَیْنِ؛ قال سُوَیْدٌ: سَكَبَ، یریدُ أَذَّنَ، و أَصْلُه من سَكْبِ الماءِ، و هذا كما یقال أَخَذَ فی خُطْبَة فسَحَلَها. قال ابن الأَثیر: أَرادت إِذا أَذَّن، فاسْتُعِیرَ السَّكْبُ للإِفاضَةِ فی الكلامِ، كما یقال أَفْرَغَ فی أُذُنی حدیثاً أَیْ أَلْقَی و صَبَّ. و‌فی بعض الحدیث: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شَیئاً یكون علی أَهل بَیْتِكَ سُنَّةً سَكْباً.یقال: هذا أَمرٌ سَكْبٌ أَی لازِمٌ؛ و‌فی روایة: إِنَّا نُمِیطُ عنكَ شیئاً.و فَرَسٌ سَكْبٌ: جوادٌ كثیر العَدْوِ ذَرِیعٌ، مثلُ حَتٍّ. و السَّكْبُ: فَرَسُ سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و كان كُمَیْتاً، أَغَرَّ، مُحَجَّلًا، مُطْلَقَ الیُمْنَی، سمی بالسَّكْبِ من الخیْلِ؛ و كذلك فَرَسٌ فَیْضٌ و بَحْرٌ و غَمْرٌ. و غُلامٌ سَكْبٌ إِذا كان خفیف الرُّوحِ نَشِیطاً فی عَمَلِه. و یقال: هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَی لازمٌ. و یقالُ: سُنَّةٌ سَكْبٌ. و قال لَقِیطُ بنُ زُرارَة لأَخیه مَعْبَدٍ، لما طَلَبَ إِلیه أَن یَفْدِیَه بمائتین من الإِبل، و كان أَسیراً: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شیئاً یكون علی أَهل بیتِك سُنَّةً سَكْباً، و یَدْرَبُ الناسُ له بِنا دَرْباً. و السَّكْبَةُ: الكُرْدَة العُلْیا التی تُسقی بها الكُرودُ من الأَرض؛ و فی التهذیب: التی یُسْقَی منها كُرْدُ الطِّبابَةِ من الأَرض. و السَّكْبُ: النُّحاسُ، عن ابن الأَعرابی. و السَّكْبُ: ضَرْبٌ من الثیابِ رَقِیقٌ. و السَّكْبَةُ: الخِرْقَةُ التی تُقَوَّر للرأْس، كالشَّبَكَة، من ذلك. التهذیب: السَّكْبُ ضربٌ من الثیابِ رَقِیقٌ، كأَنه غُبارٌ من رِقَّتِه، و كأَنه سَكْبُ ماءٍ مِنَ الرِّقَّة، و السَّكْبَة من ذلك اشْتُقَّتْ: و هی الخِرْقَةُ التی تُقَوَّر للرأْسِ، تُسَمِّیها الفُرْسُ الشُّسْتَقَةَ. ابن الأَعرابی: السَّكَبُ ضَرْبٌ من الثِّیاب، محرّك الكاف. و السَّكَبُ: الرَّصاصُ. وْ السَّكْبة: الغِرْسُ الذی یَخْرُجُ علی الوَلَد، أُری من ذلك. و السَّكبَة: الهِبْرِیة التی فی الرأْس. و الأُسْكُوب و الإِسْكاب: لغة فی الإِسكاف. و أُسكُبَّة الباب: أُسْكُفَّته.
لسان العرب، ج‌1، ص: 471
و الإِسْكابة: الفَلْكَةُ التی تُوضَعُ فی قِمَع الدُّهْنِ و نحوه؛ و قیل: هی الفَلْكةُ التی یُشْعَبُ بها خَرْقُ القِرْبةِ. و الإِسْكابةُ: خَشَبة علی قدرِ الفَلْس، إِذا انْشَقَّ السِّقاءُ جعلوها علیه، ثم صَرُّوا علیها بسَیْرٍ حتی یَخْرُزوه معه، فهی الإِسكابةُ. یقال: اجعلْ لی إِسكابةً، فیُتَّخَذُ ذلك؛ و قیل: الإِسكابة و الإِسكابُ قِطْعَةٌ من خَشَبٍ تُدْخَلُ فی خَرْقِ الزِّقِّ؛ أَنشد ثعلب: قُمَّرِزٌ آذانُهُم كالإِسْكاب و قیل: الإِسْكابُ هنا جمعُ إِسكابةٍ، و لیس بلُغةٍ فیه؛ أَ لا تراه قال آذانُهُم؟ فتَشْبِیهُ الجمع بالجمع، أَسْوَغُ من تَشْبِیهِه بالواحد. و السَّكَبُ، بالتحریك: شَجَرٌ طَیِّبُ الریح، كأَنَّ ریحَه رِیحُ الخَلُوقِ، یَنْبُتُ مُسْتَقِلًّا علی عِرْقٍ واحدٍ، له زَغَبٌ و وَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الصَّعْتَر، إِلا أَنه أَشدُّ خُضْرةً، یَنْبُتُ فی القِیعانِ و الأَودِیَة، و یَبیسُه لا یَنْفَعُ أَحداً، و له جَنًی یُؤْكَلُ، و یَصْنَعُه أَهل الحِجازِ نَبیذاً، و لا یَنْبُتُ جَنَاهُ فی عام حَیاً، إِنما یَنْبُتُ فی أَعوامِ السنینَ؛ و قال أَبو حنیفة: السَّكَبُ عُشْبٌ یرتفِعُ قَدْرَ الذراع، و له ورقٌ أَغْبَر شبیهٌ بورق الهِنْدباءِ، و له نَوْرٌ أَبیضُ شدیدُ البیاضِ، فی خِلْقة نَوْرِ الفِرْسِكِ؛ قال الكمیت یصف ثوراً وَحْشیّاً: كأَنه منْ نَدَی العَرارِ معَ القُرَّاصِ، أَو ما یُنَفِّضُ السَّكَبُ الواحدة سَكَبة. الأَصمعی: من نباتِ السهلِ السَّكَبُ؛ و قال غیرُه: السَّكَبُ بَقْلَةٌ طَیِّبة الریحِ، لها زَهْرةٌ صَفراءُ، و هی من شجر القَیْظِ. ابن الأَعرابی: یقال للسِّكَّةِ من النخلِ أُسْلُوبٌ و أُسْكُوبٌ، فإِذا كان ذلك من غیر النخل، قیل له أُنْبوبٌ و مِدادٌ؛ و قیل: السَّكْبُ ضربٌ من النباتِ. و سَكاب: اسم فرسِ عُبیدةَ بن ربیعة و غیره. قال: و سَكابِ اسمُ فرسٍ؛ مثلُ قَطامِ و حَذامِ؛ قال الشاعر: أَبَیْتَ اللَّعْنَ، إِنَّ سَكابِ عِلْقٌ نفیسٌ لا تُعارُ و لا تُباعُ

سلب؛ ج1، ص: 471

: سَلَبَه الشی‌ءَ یَسْلُبُه سَلْباً و سَلَباً، و اسْتَلَبَه إِیاه. و سَلَبُوتٌ، فَعَلوتٌ: مِنه. و قال اللحیانی: رجل سَلَبوتٌ، و امرأَةٌ سَلَبوتٌ كالرجل. و كذلك رجلٌ سَلَّابةٌ، بالهاءِ، و الأُنثی سَلَّابة أَیضاً. و الاسْتِلابُ: الاختِلاس. و السَّلَب: ما یُسْلَبُ؛ و فی التهذیب: ما یُسْلَبُ به، و الجمع أَسلابٌ. و كل شی‌ءٍ علی الإِنسانِ من اللباسِ فهو سَلَبٌ، و الفعل سَلَبْتُه أَسْلُبُه سَلْباً إِذا أَخَذْتَ سَلَبَه، و سُلِبَ الرجلُ ثیابه؛ قال رؤبة: یراع سیر كالیراع للأَسلاب «1» الیَراعُ: القَصَب. و الأَسْلابُ: التی قد قُشِرَتْ، و واحدُ الأَسْلابِ سَلَبٌ. و‌فی الحدیث: مَن قَتَل قَتیلًا، فله سَلَبُه.و قد تكرر ذكر السَّلَب، و هو ما یأْخُذُه أَحدُ القِرْنَیْن فی الحربِ من قِرْنِه، مما یكونُ علیه و معه من ثِیابٍ و سلاحٍ و دابَّةٍ، و هو فَعَلٌ بمعنی مفعولٍ أَی مَسْلُوب. و السَّلَبُ، بالتحریك: المَسْلُوب، و كذلك السَّلِیبُ. و رجلٌ سَلِیبٌ مُسْتَلَب العقل، و الجمع سَلْبی.
(1). قوله [یراع سیر إلخ] هو هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 472
و ناقة سالِبٌ و سَلُوبٌ: ماتَ وَلَدُها، أَو أَلْقَتْهُ لغیر تَمامٍ؛ و كذلك المرأَة، و الجمع سُلُبٌ و سَلائبُ، و ربما قالوا امرأَة سُلُب؛ قال الراجز: ما بالُ أَصْحابِكَ یُنْذِرُونَكا؟ أَ أَنْ رَأَوْكَ سُلُباً، یَرْمُونَكا؟ و هذا كقولهم: ناقةٌ عُلُطٌ بلا خِطامٍ، و فَرس فُرُطٌ متَقَدِّمة. و قد عَمِلَ أَبو عبید فی هذا باباً، فأَكْثَرَ فیه من فُعُلٍ، بغیر هاءٍ للمُؤَنَّث. و السَّلُوب، من النُّوق: التی أَلْقَتْ ولدها لغیر تَمامٍ. و السَّلُوب، من النُّوق: التی تَرْمی وَلَدها. و أَسْلَبت النَّاقَةُ فهی مُسْلِبٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها من غیرِ أَن یَتِمَّ، و الجمع السَّلائِبُ؛ و قیل أَسْلَبَت: سُلِبَتْ وَلَدَها بِمَوتٍ أَو غیر ذلك. و ظَبیةٌ سَلُوبٌ و سالِبٌ: سُلِبَتْ وَلَدَها؛ قال صخر الغیِّ: فَصادَتْ غَزالًا جاثماً، بَصُرَتْ بِهِ لدی سَلَماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ، سالِبِ و شَجَرةٌ سَلِیبٌ: سُلِبَتْ وَرَقَها و أَغصانَها. و‌فی حدیث صِلَةَ: خَرَجْتُ إِلی جَشَرٍ لَنا، و النخلُ سُلُبٌ‌أَی لا حَمْلَ علیها، و هو جمعُ سَلِیبٍ. الأَزهری: شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها؛ و قال ذو الرمة: أَو هَیْشَرٌ سُلُبُ قال شمر: هَیْشَرٌ سُلُبٌ، لا قِشْرَ علیه. و یقال: اسْلُبْ هذه القصبة أَی قَشِّرْها. و سَلَبَ القَصَبَةَ و الشَجَرَة: قشرها. و‌فی حدیث صفة مكة، شرَّفها اللّه تعالی: و أَسْلَب ثُمامُها‌أَی أَخْرَجَ خُوصَه. و سَلَبُ الذَّبیحَةِ: إِهابُها، و أَكراعُها، و بطْنُهَا. و فَرَسٌ سَلْبُ القَوائم «1»: خَفیفُها فی النَّقل، و قیل: فَرَسٌ سَلِب القَوائم أَی طَویلُها؛ قال الأَزهری: و هذا صحیحٌ. و السَّلْبُ: السیرُ الخفیفُ السریعُ؛ قال رؤْبة: قَدْ قَدَحَتْ، مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا، قارُورَةُ العینِ، فصارت وَقْبَا و انْسَلَبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت فی سیرها حتی كأَنها تَخْرُج من جِلْدِها. و ثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بِالقَرْنِ، و رجُلٌ سَلِبُ الیَدَیْنِ بالضَّرْبِ و الطَّعْنِ: خَفیفُهما. و رُمْحٌ سَلِبٌ: طَویلٌ؛ و كذلك الرجلُ، و الجمعُ سُلُب؛ قال: و مَنْ رَبَطَ الجِحاشَ، فإِنَّ فِینا قَناً سُلُباً، و أَفْراساً حِسانا و قال ابن الأَعرابی: السُّلْبَةُ الجُرْدَةُ، یقال: ما أَحْسَنَ سُلْبَتَها و جُرْدَتَها. و السَّلِبُ، بكسر اللام: الطویل؛ قال ذو الرمة یصف فراخ النعامة: كأَنَّ أَعناقَها كُرّاثُ سائِفَةٍ، طارَتْ لفائِفُه، أَو هَیْشَرٌ سَلِبُ و یروی سُلُب، بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُب: لا حَمْلَ علیه. و شَجَرٌ سُلُبٌ: لا وَرَق علیه، و هو جمع سَلِیبٍ، فعیلٌ بمعنی مفعول. و السِّلابُ و السُّلُب: ثِیابٌ سودٌ تَلْبَسُها النساءُ فی
(1). قوله [سلب القوائم] هو بسكون اللام فی القاموس، و فی المحكم بفتحها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 473
المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَبة. و سَلَّبَتِ المرأَةُ، و هی مُسَلِّبٌ إِذا كانت مُحِدًّا، تَلْبَس الثًّیابَ السُّودَ للحِدادِ. و تَسَلَّبت: لَبِسَتِ السِّلابَ، و هی ثِیابُ المأْتَمِ السُّودُ؛ قال لبید: یَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ، فی السُّلُبِ السودِ، و فی الأَمساحِ و‌فی الحدیث عن أَسْماءَ بِنْتِ عُمَیْس: أَنها قالت لمَّا أُصیبَ جعفرٌ: أَمَرَنی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: تَسَلَّبی ثلاثاً، ثم اصْنَعِی بعدُ ما شِئْتِ؛ تَسَلَّبی أَی الْبَسِی ثِیابَ الحِدادِ السُّودَ، و هی السِّلاب. و تَسَلَّبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْهُ، و هو ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّی به المُحِدُّ رَأْسَها. و‌فی حدیث أُمِّ سلمة: أَنها بَكَتْ علی حَمْزَةَ ثلاثة أَیامٍ، و تَسَلَّبَتْ.و قال اللحیانی: المُسَلِّب، و السَّلِیبُ، و السَّلُوبُ: التی یموتُ زَوجُها أَو حَمِیمُها، فتَسَلَّبُ علیه. و تَسَلَّبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ. و قیل: الإِحدادُ علی الزَّوْجِ، و التَّسَلُّبُ قد یكون علی غیرِ زَوجٍ. أَبو زیدٍ: یقال للرجل ما لی أَراكَ مُسْلَباً؟ و ذلك إِذا لم یَأْلَفْ أَحداً، و لا یَسْكُن إِلیه أَحد، و إِنما شبِّه بالوَحْش؛ و یقال: إِنه لوَحْشِیٌّ مُسْلَبٌ أَی لا یأْلفُ، و لا تَسْكُنُ نفسُه. و السلبة: خَیْطٌ یُشَدُّ علی خَطْمِ البعیرِ دونَ الخِطامِ. و السلبة: عَقَبَةٌ تُشَدُّ علی السهم. و السِّلْبُ: خَشَبَةٌ تُجمَع إِلی أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها فی ثَقْبِ اللُّؤَمةِ. قال أَبو حنیفة: السِّلْبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفَدَّانِ؛ و أَنشد: یا لَیْتَ شعْری، هلْ أَتی الحسانا، أَنَّی اتَّخَذْتُ الیَفَنَیْنِ شانا؟ السِّلْبَ، و اللُّؤْمةَ، و العیانا و یقال للسَّطْر من النخیل: أُسْلوبٌ. و كلُّ طریقٍ ممتدٍّ، فهو أُسلوبٌ. قال: و الأُسْلوبُ الطریق، و الوجهُ، و المَذْهَبُ؛ یقال: أَنتم فی أُسْلُوبِ سُوءٍ، و یُجمَعُ أَسالِیبَ. و الأُسْلُوبُ: الطریقُ تأْخذ فیه. و الأُسْلوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ یقال: أَخَذ فلانٌ فی أَسالِیبَ من القول أَی أَفانِینَ منه؛ و إِنَّ أَنْفَه لفی أُسْلُوبٍ إِذا كان مُتكبِّراً؛ قال: أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، فی أُسْلُوبِ، و شَعَرُ الأَسْتاهِ بالجَبوبِ یقول: یتكبَّرون و هم أَخِسَّاء، كما یقال: أَنْفٌ فی السماءِ و اسْتٌ فی الماءِ. و الجَبوبُ: وجهُ الأَرضِ، و یروی: أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، فی أُسْلُوبِ أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ. و السَّلَبُ: ضَرْبٌ من الشجر ینبُتُ مُتَناسقاً، و یَطولُ فیُؤخَذُ و یُمَلُّ، ثم یُشَقَّقُ، فتخرجُ منه مُشاقةٌ بیضاءُ كاللیفِ، واحدتُه سَلَبةٌ، و هو منْ أَجودِ ما یُتخذ منه الحبال. و قیل: السَّلَبُ لِیفُ المُقْلِ، و هو یُؤْتی به من مكة. اللیث: السَّلَبُ لیفُ المُقْل، و هو أَبیض؛ قال الأَزهری: غَلِطَ اللیث فیه؛ و قال أَبو حنیفة: السَّلَبُ نباتٌ ینبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذی یُسْتَصْبَحُ به فی خِلْقَتِه، إِلَّا أَنه أَعظمُ و أَطولُ، یُتَّخَذ منه الحبالُ علی كلّ ضَرب. و السَّلَبُ: لِحاءُ شجرٍ معروف بالیمن،
لسان العرب، ج‌1، ص: 474
تعمل منه الحبالُ، و هو أَجفَی من لیفِ المُقْلِ و أَصْلَبُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أن سعید بن جبیر دخل علیه، و هو مُتوسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَم، حَشْوُها لِیفٌ أَو سَلَبٌ، بالتحریك. قال أَبو عبید: سأَلتُ عن السَّلَبِ، فقیل: لیس بلِیفِ المُقْلِ، و لكنه شجر معروفٌ بالیمن، تُعْمَلُ منه الحبالُ، و هو أَجفی من لِیفِ المُقْلِ و أَصْلَبُ؛ و قیل هو لیفُ المُقْل؛ و قیل: هو خُوصُ الثُّمام. و بالمَدینة سُوقٌ یقال له: سوقُ السَّلَّابِین؛ قال مُرَّة بن مَحْكان التَّمیمی: فنَشْنَشَ الجِلدَ عَنْها، و هْیَ بارِكةٌ، كما تُنَشْنِشُ كفَّا فاتِلٍ سَلَبا تُنَشْنِشُ: تحرِّكُ. قال شمر: و السَّلَب قِشْرٌ من قُشورِ الشَّجَر، تُعْمَلُ منهُ السِّلالُ، یقال لسُوقِهِ سُوقُ السَّلَّابِینَ، و هی بمكَّة معروفَةٌ. و رواه الأَصْمعی: فَاتِل، بالفاءِ؛ و ابن الأَعرابی: قَاتِل، بالقافِ. قال ثعلب: و الصحیح ما رواه الأَصمعی، و منه قَولُهم أَسْلَبَ الثُّمامُ. قال: و من رواه بالفاءِ، فإِنه یریدُ السَّلَب الذی تُعْمَلُ منه الحِبال لا غیر؛ و من رواه بالقاف، فإِنه یرید سَلَبَ القَتِیل؛ شَبَّه نَزْع الجازِرِ جِلْدَها عنها بأَخْذِ القاتِل سَلَبَ المَقْتُول، و إِنما قال: بارِكَة، و لم یَقُلْ: مُضْطَجِعَة، كما یُسْلَخُ الحَیوانُ مُضْطَجِعاً، لأَن العرب إِذا نَحَرَتْ جَزُوراً، تركُوها باركة علی حالها، و یُرْدِفُها الرجالُ من جانِبَیْها، خوفاً أَن تَضْطَجِعَ حین تموت؛ كلُّ ذلك حرصاً علی أَن یَسْلُخوا سَنامَها و هی باركة، فیأْتی رجلٌ من جانِبٍ، و آخَرُ من الجانب الآخر؛ و كذلك یفعلون فی الكَتِفَین و الفَخِذَین، و لهذا كان سَلْخُها باركةً خیراً عندهم من سَلْخِها مضطجعةً. و الأُسْلُوبةُ: لُعْبَةٌ للأَعراب، أَو فَعْلَةٌ یفعلونها بینهم، حكاها اللحیانی، و قال: بینهم أُسْلُوبة.

سلحب؛ ج1، ص: 474

: المُسْلَحِبُّ: المُنْبَطِحُ. و المُسْلَحِبُّ: الطَّریقُ البَیِّنُ المُمتَدُّ. و طریقٌ مُسْلَحِبٌّ أَی مُمْتَدٌّ. و المُسْلَحِبُّ: المُسْتَقِیمُ، مثلُ المُتْلَئِبِّ. و قد اسْلَحَبَّ اسْلِحْباباً؛ قال جِرانُ العَوْد: فَخَرَّ جِرانٌ مُسْلَحِبّاً، كأَنه علی الدَّفِّ ضِبْعانٌ تَقَطَّرَ أَمْلَحُ و السُّلْحُوبُ من النساءِ: الماجِنة، قال ذلك أَبو عمرو. و قال خلیفة الحُصَیْنِیُّ: المُسْلَحِبُّ: المُطْلَحِبُّ المُمْتَدُّ. و سمعتُ غیر واحدٍ من العرب یقول: سِرْنا من موضع كذا غُدْوَةً، فظَلَّ یَوْمُنا مُسْلَحِبّاً أَی مُمْتدّاً سَیْرُه، و اللّه أَعلم.

سلقب؛ ج1، ص: 474

: سَلْقَبٌ: اسمٌ.

سلهب؛ ج1، ص: 474

: السَّلْهَبُ: الطویلُ، عامَّةً؛ و قیل: هو الطویلُ من الرجال؛ و قیل: هو الطویلُ من الخیلِ و الناس. الجوهری: السَّلْهَبُ من الخیلِ: الطویلُ علی وجهِ الأَرض، و ربما جاءَ بالصادِ، و الجمع السَّلاهِبَةُ. و السَّلْهَبةُ من النساءِ: الجَسیمةُ، و لیست بِمدْحَةٍ. و یقال: فَرَسٌ سَلْهَبٌ و سَلْهَبةٌ للذَّكَر إِذا عَظُم و طالَ، و طالَتْ عِظَامُه. و فَرَسٌ مُسْلَهِبٌّ: ماضٍ؛ و منه قولُ الأَعرابیِّ فی صِفَةِ الفَرَس: و إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، و إِذا قُیِّدَ اجْلَعَبَّ، و إِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ، و اللّه أَعلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 475

سنب؛ ج1، ص: 475

: السَّنْبةُ: الدَّهْرُ. و عِشْنا بذلك سَنْبةً و سَنْبَتةً أَی حِقْبةً؛ التاءُ فی سَنْبَتةٍ مُلْحَقةٌ علی قول سیبویه، قال: یدُلُّ علی زِیادةِ التاءِ، أَنك تقول سَنْبةٌ، و هذه التاءُ تَثبُتُ فی التصغیر، تقول سُنَیْبِتَةٌ، لقولهم فی الجمع سَنابِتُ. و یقال: مَضَی سَنْبٌ مِنَ الدَّهْر، أَو سَنْبةٌ أَی بُرْهةٌ؛ و أَنشد شمر: ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوانَ سَنْبَتِه و السَّنْباتُ و السَّنْبةُ: سُوءُ الخُلُقِ، و سُرْعةُ الغَضَبِ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قد شِبْتُ قَبْلَ الشَّیْبِ مِنْ لِداتی، و ذاكَ ما أَلْقَی من الأَذاةِ، من زَوْجةٍ كثیرةِ السَّنْباتِ أَراد السَّنَباتِ، فخفَّف للضرورة؛ كما قال ذو الرمة: أَبَتْ ذِكْرَ مَنْ عوَّدْنَ أَحْشاءَ قلْبِه خُفوقاً، و رَقْصاتِ الهَوی فی المَفاصِل و رجُل سَنُوبٌ أَی مُتَغَضِّبٌ. و السِّنْبابُ: الرَّجل الكثیر الشرّ. قال: و السَّنُوبُ: الرَّجل الكَذَّابُ المُغْتابُ. و المَسْنَبةُ: الشِّرَّةُ. ابن الأَعرابی: السَّنْباءُ الاسْتُ. و فرسٌ سَنِبٌ، بكسر النون، أَی كثیر الجَرْی، و الجمع سُنُوبٌ. الأَصمعی: فرس سَنِبٌ إِذا كان كثیرَ العَدْوِ، جواداً.

سنتب؛ ج1، ص: 475

: أَبو عمرو: السَّنْتَبةُ الغِیبةُ المُحْكَمةُ.

سندب؛ ج1، ص: 475

: جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ: شدیدٌ صُلْب، و شكَّ فیه ابن درید.

سنطب؛ ج1، ص: 475

: السَّنْطَبةُ: طُولٌ مُضْطَرِبٌ. التهذیب: و السِّنْطابُ مِطْرَقةُ الحَدَّادِ، و اللّه تعالی أَعلم.

سهب؛ ج1، ص: 475

: السَّهْبُ، و المُسْهَبُ، و المُسْهِبُ: الشدیدُ الجَرْیِ، البَطِی‌ءُ العَرَقِ من الخَیْل؛ قال أَبو دواد: و قد أَغْدُو بِطِرْفٍ هَیْكَلٍ، ذِی مَیْعَةٍ، سَهْبِ و السَّهْبُ: الفرسُ الواسعُ الجَرْیِ. و أَسْهَبَ الفرسُ: اتَّسَعَ فی الجَرْیِ و سَبَقَ. و المُسْهِبُ و المُسْهَبُ: الكثیرُ الكلامِ؛ قال الجعْدِیُّ: غَیْرُ عَیِیٍّ، و لا مُسْهِب و یروی مُسْهَب. قال: و قد اختُلف فی هذه الكلمة، فقال أَبو زید: المُسْهِبُ الكثیر الكلام؛ و قال ابن الأَعرابی: أَسْهَب الرجلُ أَكثرَ الكلام، فهو مُسْهَب، بفتح الهاءِ، و لا یقال بكسرها، و هو نادر. قال ابن بری: قال أَبو علی البغدادی: رجل مُسْهَبٌ، بالفتح، إِذا أَكثر الكلام فی الخطإِ، فإِن كان ذلك فی صواب، فهو مُسْهِبٌ، بالكسر لا غیر؛ و مما جاءَ فیه أَفْعَلَ فهو مُفْعَلٌ: أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، و أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ إِذا أَفْلَس، و أَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ؛ و‌فی حدیث الرُّؤْیا: أَكَلُوا و شَرِبُوا و أَسْهَبُوا‌أَی أَكثَروا و أَمْعَنُوا. أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، بفتح الهاءِ، إِذا أَمْعَنَ فی الشی‌ءِ و أَطال، و هو من ذلك. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: قیل له: ادْعُ اللّهَ لنا، فقال: أَكْرَه أَن أَكونَ من المُسْهَبِین، بفتح الهاءِ، أَی الكَثِیری الكلام؛ و أَصله من السَّهْب،
لسان العرب، ج‌1، ص: 476
و هو الأَرضُ الواسِعةُ، و یُجمع علی سُهُبٍ. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه: و فرَّقَها بسُهُبِ بِیدِها.و‌فی الحدیث: أَنه بعث خیلًا، فأَسْهَبَتْ شَهْراً؛ أَی أَمْعَنَتْ فی سَیْرِها. و المُسْهِبُ و المُسْهَبُ: الذی لا تَنْتَهِی نَفْسُه عن شی‌ءٍ، طَمَعاً و شَرَهاً. و رَجل مُسْهَبٌ: ذاهِبُ العَقْلِ من لَدْغِ حَیَّةٍ أَو عَقْرَبٍ؛ تقول منه أُسْهِبَ، علی ما لم یُسمَّ فاعله؛ و قیل هو الذی یَهْذی من خَرَفٍ. و التَّسْهِیبُ: ذَهابُ العقل، و الفعلُ منه مُماتٌ؛ قال ابن هَرْمةَ: أَمْ لا تُذَكَّرُ سَلْمَی، و هْیَ نازِحةٌ، إِلَّا اعْتَراكَ جَوَی سُقْمٍ و تَسْهِیبِ و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه: و ضُرِبَ علی قَلْبِه بالإِسْهابِ؛ قیل: هو ذَهابُ العقل. و رجُل مُسْهَبُ الجسْمِ إِذا ذَهَبَ جِسمُهُ مِن حُبٍّ، عن یعقوب. و حكی اللحیانی: رجل مُسْهَبُ العقل، بالفتح، و مُسْهَمٌ علی البدل؛ قال: و كذلك الجسْم إِذا ذَهَبَ مِن شِدّةِ الحُبِّ. و قال أَبو حاتم: أُسْهِبَ السَّلِیمُ إِسْهاباً، فهو مُسْهَبٌ إِذا ذهب عَقْلُه و عاشَ؛ و أَنشد: فباتَ شَبْعانَ، و بات مُسْهَبَا و أَسْهَبْتُ الدَّابَّةَ إِسْهاباً إِذا أَهْمَلْتَها تَرْعَی، فهی مُسْهَبةٌ؛ قال طفیل الغنوی: نَزائِعَ مَقْذُوفاً علی سَرَواتِها، بِما لَمْ تُخالِسْها الغُزاةُ، و تُسْهَبُ أَی قد أُعْفِیَتْ، حتی حَمَلَتِ الشَّحْمَ علی سَرَواتِها. قال بعضهم: و من هذا قیل للمِكْثارِ: مُسْهَبٌ، كأَنه تُرِكَ و الكلام، یتكلم بما شاءَ كأَنه وُسِّعَ علیه أَن یقول ما شاءَ. و قال اللیث: إِذا أَعْطَی الرجلُ فأَكثرَ، قیل: قد أَسْهَبَ. و مَكانٌ مُسْهِبٌ: لا یَمْنَع الماءَ و لا یُمْسِكُه. و المُسْهَبُ: المُتَغَیِّرُ اللَّوْنِ مِن حُبٍّ، أَو فَزَعٍ، أَو مَرَضٍ. و السُّهْبُ مِن الأَرضِ: المُسْتَوی فی سُهُولَةٍ، و الجمع سُهُوبٌ. و السَّهْبُ: الفَلاةُ؛ و قیل: سُهُوبُ الفَلاةِ نَواحِیها التی لا مَسْلَكَ فیها. و السَّهْبُ: ما بَعُدَ من الأَرضِ، و اسْتَوَی فی طُمَأْنِینَةٍ، و هی أَجْوافُ الأَرضِ، و طُمَأْنِینَتُها الشی‌ءَ القَلِیلَ تَقُودُ اللیلةَ و الیومَ، و نحو ذلك، و هو بُطُونُ الأَرضِ، تكون فی الصَّحارِی و المُتُونِ، و ربما تَسِیلُ، و ربما لا تَسِیلُ، لأَنَّ فیها غِلَظاً و سُهُولًا، تُنْبِتُ نَباتاً كثیراً، و فیها خَطَراتٌ مِنْ شَجَرٍ أَی أَماكِنُ فیها شَجَرٌ، و أَماكِنُ لا شجر فیها. و قیل: السُّهُوبُ المُسْتَوِیَةُ البَعِیدَةُ. و قال أَبو عمرو: السُّهُوبُ الواسِعةُ من الأَرضِ؛ قال الكمیت: أَبارِقُ، إِن یَضْغَمْكُمُ اللَّیْثُ ضَغْمةً، یَدَعْ بارِقاً، مِثْلَ الیَبابِ مِنَ السَّهْبِ و بِئْرٌ سَهْبةٌ: بَعِیدَةُ القَعْر، یخرج منها الریحُ، و مُسْهَبةٌ أَیضاً، بفتح الهاءِ. و المُسْهَبةُ من الآبارِ: التی یَغْلِبُكَ سِهْبَتُها، حتی لا تَقْدِرَ علی الماءِ و تُسْهِلَ. و قال شمر: المُسْهَبةُ من الرَّكایا: التی یَحْفِرُونَها، حتی یَبْلُغوا تُراباً مائقاً، فیَغْلِبُهم
لسان العرب، ج‌1، ص: 477
تَهَیُّلًا، فیَدَعُونَها. الكسائی: بئر مُسْهَبةٌ التی لا یُدْرَكُ قَعْرُها و ماؤُها. و أَسْهَبَ القومُ: حَفَروا فهَجَمُوا علی الرَّمْلِ أَو الرِّیحِ؛ قال الأَزهری: و إِذا حَفَر القومُ، فهَجَمُوا علی الرِّیحِ، و أَخْلَفَهُم الماءُ، قیل: أَسْهَبُوا؛ و أَنشد فی وصْفِ بِئر كثیرة الماءِ: حَوْضٌ طَوِیٌّ، نِیلَ من إِسْهابِها، یَعْتَلِجُ الآذِیُّ مِنْ حَبابِها قال: و هی المُسْهَبةُ، حُفِرت حتی بَلَغَتْ عَیْلَم الماءِ. أَ لا تری أَنه قال: نِیلَ مِن أَعْمَقِ قَعْرِها. و إِذا بلغَ حافِرُ البئرِ إِلی الرَّمْل، قیل: أَسْهَبَ. و حَفَر القومُ حتی أَسْهَبُوا أَی بَلَغُوا الرَّمْل و لم یَخْرُجِ الماءُ، و لم یُصِیبوا خیراً، هذه عن اللحیانی. و المُسْهِبُ: الغالب المُكْثِرُ فی عَطائِه. و مَضی سَهْبٌ من اللیل أَی وَقْتٌ. و السَّهْباءُ: بِئر لبنی سعد، و هی أَیضاً رَوْضةٌ مَعْروفة مَخْصوصة بهذا الاسم. قال الأَزهری: و رَوْضةٌ بالصَّمَّان تسمی السَّهْباءَ. و السَّهْبی: مفازةٌ؛ قال جریر: سارُوا إِلیكَ مِنَ السَّهْبی، و دُونَهُمُ فَیْجانُ، فالحَزْنُ، فالصَّمَّانُ، فالوَكَفُ و الوَكَفُ: لبنی یَرْبُوعٍ.

سوب؛ ج1، ص: 477

: النهایة لابن الأَثیر: فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما، ذكْرُ السُّوبِیةِ، و هی بضم السین، و كسر الباءِ الموحدة، و بعدها یاءٌ تحتها نقطتان: نَبِیذٌ معروف یُتَّخذ من الحِنْطة، و كثیراً ما یَشْرَبُه أَهلُ مِصر.

سیب؛ ج1، ص: 477

: السَّیْبُ: العَطاءُ، و العُرْفُ، و النافِلةُ. و‌فی حدیث الاستسقاءِ: و اجْعَلْه سَیْباً نافِعاً‌أَی عَطاءً، و یجوز أَن یرید مَطَراً سائباً أَی جاریاً. و السُّیُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَیْبِ اللّهِ و عطائه؛ و قال ثعلب: هی المَعادِنُ. و فی كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: و فی السُّیُوبِ الخُمُسُ؛ قال أَبو عبید: السُّیُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: و لا أُراه أُخِذَ إِلا من السَّیبِ، و هو العطاءُ؛ و أَنشد: فما أَنا، منْ رَیْبِ المَنُونِ، بجُبَّإٍ، و ما أَنا، مِنْ سَیْبِ الإِلهِ، بآیِسِ و قال أَبو سعید: السُّیُوبُ عُروق من الذهب و الفضة، تَسِیبُ فی المَعْدِن أَی تَتكون فیه «2» و تَظْهَر، سمیت سُیوباً لانْسِیابِها فی الأَرض. قال الزمخشری: السُّیُوبُ جمع سَیْبٍ، یرید به المالَ المدفون فی الجاهلیة، أَو المَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه و عَطائه، لمن أَصابَه. و سَیْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. و السَّیْبُ: مُردیُّ السَّفینة. و السَّیْبُ مصدر ساب الماءُ یَسِیبُ سَیْباً: جَری. و السِّیبُ: مَجْرَی الماءِ، و جَمْعُه سُیُوبٌ. و سابَ یَسِیبُ: مشی مُسرِعاً. و سابَتِ الحَیَّةُ تَسِیبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب: أَ تَذْهَبُ سَلْمَی فی اللِّمامِ، فلا تُرَی، و باللَّیْلِ أَیْمٌ حَیْثُ شاءَ یَسِیبُ؟ و كذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. و سابَ الأَفْعَی و انْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه. و‌فی الحدیث:
(2). قوله [أی تتكون إلخ] عبارة التهذیب أی تجری فیه إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 478
أَن رَجلًا شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ فی بَطنِه حَیَّةٌ، فَنُهِیَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَی دخَلَتْ و جَرَتْ مع جَرَیانِ الماءِ. یقال: سابَ الماءُ و انْسابَ إِذا جرَی. و انْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ. و سَیَّبَ الشی‌ءَ: تركَه. و سَیَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشی‌ءَ: تركَه یَسِیبُ حیث شاءَ. و كلُّ دابَّةٍ تركْتَها و سَوْمَها، فهی سائبةٌ. و السائبةُ: العَبْدُ یُعْتَقُ علی أَن لا وَلاءَ له. و السائبةُ: البعیرُ یُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فیُسَیَّبُ، و لا یُرْكَب، و لا یُحْمَلُ علیه. و السائِبَةُ التی فی القرآن العزیز، فی قوله تعالی: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لٰا سٰائِبَةٍ؛ كان الرجلُ فی الجاهلیة إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعیدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتی سائبةٌ أَی تُسَیَّبُ فلا یُنْتَفَعُ بظهرها، و لا تُحَلَّأُ عن ماءٍ، و لا تُمْنَعُ من كَلإٍ، و لا تُركَب؛ و قیل: بل كان یَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِیرَ علی رَجل من العرب، فلم یَجِدْ دابَّةً یركبُها، فرَكِب سائبةً، فقیل: أَ تَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: یَركَبُ الحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلًا. و فی الصحاح: السائبةُ الناقةُ التی كانت تُسَیَّبُ، فی الجاهِلِیَّةِ، لِنَذْرٍ و نحوه؛ و قد قیل: هی أُمُّ البَحِیرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُیِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، و لم یَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّیْفُ حتی تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَها الرجالُ و النساءُ جَمیعاً، و بُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخیرةِ، فتسمی البَحِیرةَ، و هی بمَنْزلةِ أُمِّها فی أَنها سائبةٌ، و الجمع سُیَّبٌ، مثلُ نائمٍ و نُوَّمٍ، و نائحةٍ و نُوَّحٍ. و كان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً و قال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، و لا یكون وَلاؤُه لِمُعتِقِه، و یَضَعُ مالَه حیث شاءَ، و هو الذی وردَ النَّهْیُ عنه. قال ابن الأَثیر: قد تكرر فی الحدیث ذكر السَّائبةِ و السَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غیر ذلك قال: ناقَتی سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ، و لا مَرْعًی، و لا تُحْلَبُ، و لا تُرْكَب؛ و كان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال: هو سائِبةٌ، فلا عَقْل بینهما، و لا مِیراثَ؛ و أَصلُه من تَسْیِیبِ الدَّوابِّ، و هو إِرسالُها تَذْهَبُ و تجی‌ءُ، حیث شاءَتْ. و‌فی الحدیث: رأَیتُ عَمْرو بن لُحَیٍّ یَجُرُّ قُصْبَه فی النَّارِ؛ و كان أَوَّلَ من سَیَّبَ السَّوائِب، و هی التی نَهی اللّهُ عنها بقوله: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لٰا سٰائِبَةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِیرَةِ، و هو مَذْكور فی موضعه. و قیل: كان أَبو العالِیةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِیَ مَولاه بمیراثِه، فقال: هو سائبةٌ، و أَبی أَنْ یأْخُذَه. و قال الشافعیّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ و خَلَّفَ مالًا، و لم یَدَعْ وارثاً غیر مولاه الذی أَعْتَقَه، فمیراثُه لمُعْتِقِه، لأَنَّ النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُحْمةً كَلُحْمةِ النَّسَب، فكما أَنَّ لُحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِعُ، كذلك الوَلاءُ؛ و قد‌قال، صلی اللّه علیه و سلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ.و‌روی عن عُمَرَ، رضی اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِبةُ و الصَّدقةُ لیومِهِما.قال أَبو عبیدة، فی قوله لیَوْمهما، أَی یَوْمِ القیامةِ، و الیَوْمِ الذی كان أَعْتَقَ سائِبتَه، و تصدّق بصدقتِه فیه. یقول: فلا یَرجِعُ إِلی الانتِفاع بشی‌ءٍ منها بَعْدَ ذلك فی الدنیا، و ذلك كالرَّجل
لسان العرب، ج‌1، ص: 479
یُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فیَمُوتُ العَبْدُ و یَتْرُك مالًا، و لا وارثَ له، فلا ینبغی لِمُعتقه أَن یَرْزَأَ من مِیراثِه شیئاً، إِلا أَن یَجْعَلَهُ فی مِثْله. و قال ابن الأَثیر: قوله الصَّدَقةُ و السَّائبةُ لیومِهما، أَی یُرادُ بهما ثوابُ یومِ القیامةِ؛ أَی مَن أَعْتَقَ سائِبَتَه، و تَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا یَرْجِعُ إِلی الانْتِفاعِ بشی‌ءٍ منها بعدَ ذلك فی الدنیا، و إِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْیَصْرِفْهُما فی مِثْلِهما، قال: و هذا علی وَجْهِ الفَضْلِ، و طَلَبِ الأَجْرِ، لا علی أَنه حرامٌ، و إِنما كانوا یَكْرَهُونَ أَن یَرْجِعُوا فی شی‌ءٍ، جَعَلُوه للّه و طَلَبُوا به الأَجر. و‌فی حدیث عبدِ اللّه: السَّائبةُ یَضعُ مالَه حیثُ شاءَ؛ أَی العَبْدُ الذی یُعْتَقُ سائِبةً، و لا یكون ولاؤُه لِمُعْتِقِه، و لا وارِثَ له، فیَضَعُ مالَه حیثُ شاءَ، و هو الذی ورَدَ النَّهْیُ عنه. و‌فی الحدیث: عُرِضَتْ عَلیَّ النارُ فرأَیتُ صاحِبَ السَّائِبَتَیْنِ یُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِبتانِ: بَدَنَتان أَهْداهما النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، إِلی البَیْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركین فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِبَتَیْنِ لأَنه سَیَّبَهُما للّه تعالی.و‌فی حدیثِ عبد الرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحیلةَ بالمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّیُوبِ فی الكَلِمِ؛ السُّیُوبُ: ما سُیِّبَ و خُلِّی فسابَ، أَی ذَهَبَ. و سابَ فی الكلام: خاضَ فیه بهَذْرٍ؛ أَی التَّلَطُّفُ و التَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. و یقال سابَ الرَّجُل فی مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فیه كلَّ مذهبٍ. و السَّیَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنیفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَیابةٌ؛ و بها سمی الرَّجل؛ قال أُحَیْحةُ: أَقْسَمْتُ لا أُعْطِیكَ، فی كَعْب و مَقْتَلِه، سَیابَهْ فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُیَّابٌ و سُیّابةٌ؛ قال أَبو زبید: أَیَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّیْلِ، سُیَّابَا أَراد نَكْهةَ سُیَّابٍ و سُیَّابةٍ أَیضاً. الأَصمعی: إِذا تعقد الطلع حتی یصیر بلحاً، فهو السَّیابُ، مُخَفَّف، واحدته سَیابةٌ؛ و قال شمر: هو السَّدَی و السَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدینة؛ و هی السَّیابةُ، بلغةِ وادی القُرَی؛ و أَنشد للَبیدٍ: سَیابةٌ ما بها عَیْبٌ، و لا أَثَرُ قال: و سمعت البحرانیین تقول: سُیَّابٌ و سُیَّابةٌ. و‌فی حدیث أُسَیْد بن حُضَیْرٍ: لو سَأَلْتَنا سَیابةً ما أَعْطَیْناكَها، هی بفتح السین و التخفیف: البَلحَةُ، و جمعها سَیابٌ. و السِّیبُ: التُّفَّاحُ، فارِسیّ؛ قال أَبو العلاءِ: و به سُمِّیَ سیبویه: سِیب تُفَّاحٌ، وَ وَیْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ. و سائبٌ: اسمٌ من سابَ یَسِیبُ إِذا مَشی مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَری. و المُسَیَّبُ: من شُعَرائِهم. و السُّوبانُ: اسم وادٍ، و اللّه تعالی أَعلم.

فصل الشین المعجمة؛ ج1، ص: 479

شأب؛ ج1، ص: 479

: الشَّآبِیبُ مِن المَطر: الدُّفعاتُ. و شُؤْبُوبُ العَدْوِ مثله. ابن سیدة: الشُّؤْبُوبُ: الدُّفْعةُ من المطر و غیره. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: تَمْریهِ الجَنُوبُ دِرَر
لسان العرب، ج‌1، ص: 480
أَهاضیبِه و دُفَعَ شآبیبِه؛ الشَّآبیبُ: جمع شُؤْبُوبٍ، و هو الدُّفْعةُ من المَطر و غیره. أَبو زید: الشُّؤْبُوبُ: المطر یُصیبُ المكان و یُخْطئُ الآخر، و مثله النَّجوُ و النَّجاءُ. و شُؤْبُوبُ كُلِّ شی‌ءٍ: حَدُّه، و الجمع الشَّآبِیب؛ قال كعب بن زُهیر، یذكر الحِمار و الأُتُن: إِذا ما انتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه، رأَیْتَ، لجاعِرَتَیْه، غُضونا شُؤْبُوبه: دُفْعَتُه. یقول: إِذا عَدا و اشتَدَّ عَدوُه، رأَیتَ لجاعِرَتَیْهِ تَكَسُّراً. و لا یقال للمَطر شُؤْبُوبٌ إِلا و فیه بَرَدٌ. و یقال للجاریة: إِنها لَحَسنة شآبیب الوجه، و هو أَول ما یَظْهَر من حُسْنِها، فی عین النّاظر إِلیها. التهذیب فی ترجمة غفر: قالت الغَنویَّةُ ما سالَ من المُغْفُر، فبَقِیَ شبه الخُیُوطِ، بین الشَّجَرِ و الأَرض، یقال له شآبِیب الصَّمْغِ؛ و أَنشدت: كأَنَّ سَبْلَ مَرْغِه المُلعْلعِ، شُؤْبُوبُ صَمْغٍ، طَلْحُه لم یُقْطعِ

شبب؛ ج1، ص: 480

: الشَّباب: الفَتاء و الحداثةُ. شبَّ یشِبُّ شباباً و شبیبةً. و‌فی حدیث شریح: تجوزُ شهادةُ الصِّبیان علی الكبار یُسْتشَبُّون‌أَی یُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم و كَبر إِذا بَلَغ، كأَنه یقول: إِذا تحمَّلوها فی الصِّبا، و أَدَّوْها فی الكِبر، جاز. و الاسم الشَّبیبةُ، و هو خِلافُ الشَّیبِ. و الشباب: جمع شابٍّ، و كذلك الشُّبان. الأَصمعی: شَبَّ الغلامُ یَشِبُّ شَباباً و شُبوباً و شَبِیباً، و أَشَبَّه اللّهُ و أَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه، بمعنی؛ و القَرْنُ زیادة فی الكلام؛ و رجل شابٌّ، و الجمع شُبَّانٌ؛ سیبویه: أُجری مجری الاسم، نحو حاجِرٍ و حُجْرانٍ؛ و الشَّبابُ اسم للجمع؛ قال: و لقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ، و مَعِی شَبابٌ، كُلُّهُمْ أَخْیَل و امرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ. زعم الخلیل أَنه سمع أَعرابیّاً فَصیحاً یقول: إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّینَ، فإِیَّاه و إِیَّا الشَّوابِّ. و حكی ابن الأَعرابی: رَجُل شَبٌّ، و امرأَةٌ شَبَّةٌ، یعنی من الشَّبابِ. و قال أَبو زید: یجوز نِسوةٌ شَبائِبُ، فی معنی شَوابَّ؛ و أَنشد: عَجائِزاً یَطْلُبْنَ شیئاً ذاهبا، یَخْضِبْنَ، بالحنَّاءِ، شَیْباً شائِبا، یَقُلْنَ كُنَّا، مَرَّةً، شَبائِبا قال الأَزهری: شَبائِبُ جمع شبَّةٍ، لا جمع شابَّةٍ، مثل ضَرَّةٍ و ضَرائِرَ. و أَشَبَّ الرَّجُل بَنِینَ إِذا شَبَّ ولَده. و یقال: أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لها أَولادٌ. و مرَرْت برجال شَبَبةٍ أَی شُبَّانٍ. و‌فی حدیث بَدْرٍ: لما بَرَز عُتْبةُ و شَیْبةُ و الولِیدُ بَرَزَ إِلیهم شَبَبةٌ من الأَنصار؛ أَی شُبَّانٌ، واحدهم شابٌّ، و قد صَحَّفه بعضهم سِتّة، و لیس بشی‌ءٍ. و منه‌حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: كنتُ أَنا و ابنُ الزُّبَیْر فی شَبَبةٍ معَنا.و قِدْحٌ شابٌّ: شدیدٌ، كما قالوا فی ضدّه: قِدْحٌ هَرِمٌ. و فی المثل: أَعْیَیْتَنِی مِن شُبَّ إِلی دُبَّ، و من شُبٍّ إِلی دُبٍّ؛ أَی من لَدُنْ شَبَبْتُ إِلی أَن دَبَبْتُ علی العَصا؛ یُجعَل ذلك بمنزلة الاسم، بإِدخال مِن علیه، و إِن كان فی الأَصل فِعْلًا. یقال ذلك للرجل و المرأَة، كما قیل: نَهَی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، عن قِیلَ و قالَ، و ما زالَ علی خُلُقٍ واحدٍ
لسان العرب، ج‌1، ص: 481
من شُبٍّ إِلی دُبٍّ؛ قال: قالت لَها أُخْتٌ لَها نَصَحَتْ: رُدِّی فُؤَادَ الهائمِ الصَّبِّ قالت: و لِمْ؟ قالت: أَذَاكَ و قَدْ عُلِّقْتُكُمْ شُبّاً إِلی دُبِّ و یقال: فَعَلَ ذلك فی شَبِیبَتِه، و لَقِیتُ فلاناً فی شَبابِ النهار أَی فی أَوَّله؛ و جِئتُك فی شَبابِ النهارِ، و بِشَبابِ نَهارٍ، عن اللحیانی، أَی أَوَّله. و الشَّبَبُ و الشَّبُوبُ و المِشَبُّ: كُلُّهُ الشَّابُّ من الثِّیرانِ و الغَنَمِ؛ قال الشاعر: بِمَورِكَتَیْن من صَلَوَیْ مِشَبٍّ، مِنَ الثِّیران، عَقْدُهما جَمِیلُ الجوهری: الشَّبَبُ المُسِنُّ من ثِیرانِ الوحشِ، الذی انتهی أَسنانه؛ و قال أَبو عبیدة: الشَّبَبُ الثَّوْرُ الذی انتهی شَباباً؛ و قیل: هو الذی انتهی تمامُه و ذَكاؤُه، منها؛ و كذلك الشَّبُوبُ، و الأُنثی شَبُوبٌ، بغیر هاءٍ؛ تقول منه: أَشَبَّ الثَّوْرُ، فهو مُشِبٌّ، و ربما قالوا: إِنه لَمِشَبٌّ، بكسر المیم. التهذیب: و یقال للثَّوْرِ إِذا كان مُسِنّاً: شَبَبٌ، و شَبُوبٌ، و مُشِبٌّ؛ و ناقة مُشِبَّةٌ، و قد أَشَبَّت؛ و قال أُسامة الهذلی: أَقامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها بَواذِخَ، یَقْتَسِرُونَ الصِّعابا أَی أَقاموا هذه الإِبل علی القَصْدِ. أَبو عمرو: القَرْهَبُ المُسِنُّ من الثیرانِ، و الشَّبوبُ: الشابُّ. قال أَبو حاتم و ابن شمیل: إِذا أَحالَ و فُصِلَ، فهو دَبَبٌ، و الأُنثَی دَبَبَةٌ، و الجمع دِبابٌ؛ ثم شَبَبٌ، و الأُنثی شَبَبةٌ. و تَشْبِیبُ الشِّعْر: تَرْقِیقُ أَوَّله بذكر النساءِ، و هو من تَشْبِیبِ النار، و تأْرِیثِها. و شَبَّبَ بالمرأَة: قال فیها الغَزَل و النَّسِیبَ؛ و هو یُشَبِّبُ بها أَی یَنْسُبُ بها. و التَّشْبِیبُ: النَّسِیبُ بالنساءِ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن أَبی بكر، رضی اللّه عنهما: أَنه كان یُشَبِّبُ بلَیْلَی بنتِ الجُودِیّ فی شِعْرِه.تَشْبِیبُ الشِّعْر: تَرْقِیقُه بذكر النساءِ. و شَبَّ النارَ و الحَرْبَ: أَوقَدَها، یَشُبُّها شَبّاً، و شُبُوباً، و أَشَبَّهَا، و شَبَّتْ هی تَشِبُّ شَبّاً و شُبُوباً. و شَبَّةُ النارِ: اشْتِعالُها. و الشِّبابُ و الشَّبُوبُ: ما شُبَّ به. الجوهری: الشَّبوبُ، بالفتح: ما یُوقَدُ به النارُ. قال أَبو حنیفة: حكی عن أَبی عمرو بن العلاءِ، أَنه قال: شُبَّتِ النارُ و شَبَّتْ هی نفسُها؛ قال و لا یقال: شابَّةٌ، و لكن مَشْبُوبةٌ. و تقول: هذا شَبُوبٌ لكذا أَی یَزیدُ فیه و یُقَوّیهِ. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَدٍ: فلما سمع حَسَّانُ شِعْر الهاتِفِ، شَبَّبَ یُجاوِبُه‌أَی ابتدأَ فی جَوابِه، من تَشْبِیبِ الكُتُبِ، و هو الابتداءُ بها، و الأَخْذُ فیها، و لیس من تَشْبِیبٍ بالنساءِ فی الشعر، و یروی نَشِبَ بالنون أَی أَخذ فی الشِّعْر، و عَلِقَ فیه. و رجل مَشْبوبٌ: جمیلٌ، حسنُ الوَجْهِ، كأَنه أُوقِد؛ قال ذو الرمة: إِذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضحَی كأَنه، علی الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السیرُ، أَحْمَقُ و قال العجاج: من قرَیْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ. و رجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كان ذَكِیَّ الفؤَادِ، شَهْماً؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 482
و أَورد بیت ذی الرمة. تقول: شَعَرُها یَشُبّ لوْنَها أَی یُظْهِرُه و یُحَسِّنُه، و یُظْهِرُ حُسْنَه و بَصِیصَه. و المَشْبوبَتانِ: الشِّعْرَیانِ، لاتِّقادِهِما؛ أَنشد ثعلب: و عَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها، إِذا قیلَ للمَشْبُوبَتَیْنِ، هُما هُما و شَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْهُ أَی زاد فی بیاضِها و لونها، فحَسَّنَها، لأَنَّ الضدّ یزید فی ضدّه، و یُبْدی ما خَفِیَ منه، و لذلك قالوا: و بِضِدِّها تَتَبَیَّنُ الأَشْیاءُ قال رجل جاهلی من طیئٍ: مُعْلَنْكِسٌ، شَبَّ لَها لَوْنَها، كما یَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلامِ یقول: كما یَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ فی اللیلةِ المظلمةِ. و هذا شَبُوبٌ لهذا أَی یزید فیه، و یُحَسِّنُه. و‌فی الحدیث عن مُطَرِّف: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، ائْتَزَرَ ببُرْدَةٍ سَوْداءَ، فجعلَ سَوادُها یَشُبُّ بیاضَه، و جعل بیاضُه یَشُبُّ سَوادَها؛ قال شمر: یَشُبُّ أَی یَزْهاه و یُحَسِّنُه و یوقده. و‌فی روایة: أَنه لبس مِدْرَعةً سوداءَ، فقالت عائشة: ما أَحْسَنَها علیك یَشُبُّ سوادُها بیاضَك، و بیاضُك سوادَها‌أَی تُحَسِّنُه و یُحَسِّنُها. و رجل مَشْبُوبٌ إِذا كان أَبْیضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ الشَّعَرِ، و أَصْلُه من شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها، فتَلأْلأَتْ ضِیاءً و نُوراً. و‌فی حدیث أُمِّ سلمة، رضی اللّه عنها، حین تُوفِّیَ أَبو سلمة، قالت: جعَلْتُ علی وجهی صَبِراً، فقال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: إِنه یَشُبُّ الوجهَ، فلا تَفْعَلِیه؛ أَی یُلَوِّنُه و یُحَسِّنُه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، فی الجواهر التی جاءته من فَتْحِ نَهاوَنْدَ: یَشُبُّ بعضُها بعضاً.و‌فی كتابِه لوائِل بن حُجْرٍ: إِلی الأَقیالِ العَباهِلةِ، و الأَرْواعِ المَشابِیبِ‌أَی السادةِ الرُّؤُوسِ، الزُّهْرِ الأَلْوانِ، الحِسانِ المَناظِرِ، واحدُهم مشبوبٌ، كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بالنار؛ و یروی: الأَشِبَّاءُ، جمع شَبِیبٍ، فَعِیل بمعنی مفعول. و الشِّبابُ، بالكسر: نَشاطُ الفرَس، و رَفْعُ یَدَیْه جمیعاً. و شَبَّ الفرسُ، یَشِبُّ و یَشُبُّ شِباباً، و شَبِیباً و شُبوباً: رَفَعَ یَدیه جمیعاً، كأَنه یَنْزُو نَزَواناً، و لَعِبَ و قَمَّصَ. و أَشْبَیْتُه إِذا هَیَّجْتَه؛ و كذلك إِذا حَرَنَ تقول: بَرِئْتُ إِلیك من شِبابِه و شَبِیبه، و عِضاضِه و عَضِیضِه و قال ثعلب: الشَّبِیبُ الذی تجوزُ رِجْلاه یَدَیْهِ، و هو عَیْبٌ، و الصحیحُ الشَّئیتُ، و هو مذكور فی مَوْضِعِه. و‌فی حدیث سُراقةَ: اسْتَشِبُّوا علی أَسْوُقِكُم فی البَوْلِ، یقول: اسْتَوفِزُوا علیها، و لا تَسْتَقِرُّوا علی الأَرضِ بجَمیعِ أَقْدامِكُم، و تَدْنُو منها، هو من شَبَّ الفَرسُ إِذا رَفَع یدیه جَمِیعاً من الأَرض. و أُشِبَّ لی الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا رَفَعْتَ طَرْفَكَ، فرأَیتَه من غیر أَن تَرْجُوَه، أَو تَحْتَسِبَه؛ قال الهذلی: حتَّی أُشِبَّ لَها رامٍ بِمُحْدَلةٍ، نَبْعٍ و بِیضٍ، نَواحیهنَّ كالسَّجَمِ السَّجَمُ: ضَرْبٌ من الورق شَبَّه النِّعالَ بها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 483
و السَّجَمُ: الماءُ أَیضاً. و أُشِبَّ لی كذا أَی أُتِیحَ لی، و شُبَّ أَیضاً علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه فیهما. و الشَّبُّ: ارْتِفاعُ كلِّ شی‌ءٍ. أَبو عمرو: شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ، و شُبَّ إِذا رُفِعَ، و شَبَّ إِذا أَلْهَبَ. ابن الأَعرابی: من أَسْماءِ العَقْرب الشَّوْشَبُ. و یقال للقملة: الشَّوشَبةُ. و شَبَّذَا زَیْدٌ أَی حَبَّذا، حكاه ثعلب. و الشَّبُّ: حِجارةٌ یُتَّخذ منها الزَّاجُ و ما أَشْبَهَه، و أَجْوَدُه ما جُلِبَ من الیَمَن، و هو شَبٌّ أَبیضُ، له بَصِیصٌ شَدیدٌ؛ قال: أَلا لَیْتَ عَمِّی، یَوْمَ فَرَّقَ بَیْنَنا، سَقَی السُّمَّ مَمْزوجاً بِشَبٍّ یَمَانِی «3» و یروی: … بِشَبٍّ یَمانِی؛ و قیل: الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ؛ و قیل: الشَّبُّ شی‌ءٌ یُشْبِهُ الزَّاجَ. و‌فی حدیث أَسماء، رضی اللّه عنها: أَنها دَعَتْ بِمِرْكَنٍ، و شَبٍّ یَمانٍ؛ الشَّبُّ: حَجَر مَعْرُوفٌ یُشْبِهُ الزَّاجَ، یُدْبَغُ به الجُلُود. و عَسَلٌ شَبابِیٌّ: یُنْسَبُ إِلی بنی شَبابةَ، قوم بالطَّائفِ من بَنی مالك بن كِنانةَ، ینزلون الیمن. و شَبَّةُ و شَبِیبٌ: اسما رجلین. و بنُو شَبابةَ: قَوْم مِن فَهْم بن مالك، سَمَّاهم أَبو حنیفة فی كتاب النبات؛ و فی الصحاح: بَنُو شَبابةَ قَوْمٌ بالطَّائفِ، و اللّه أَعلم.

شجب؛ ج1، ص: 483

: شَجَبَ، بالفتح، یَشْجُبُ، بالضم، شُجُوباً، و شَجِبَ، بالكسر، یَشْجَبُ شَجَباً، فهو شاجِبٌ و شَجِبٌ: حَزِنَ أَو هَلَكَ. و شَجَبَه اللّهُ، یَشْجُبُه شَجْباً أَی أَهْلَكَه؛ یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی؛ یقال: ما له شَجَبَه اللّهُ أَی أَهْلَكَه؛ و شَجَبَه أَیضاً یَشْجُبُه شَجْباً: حَزَنَه. و شَجَبَه: شَغَله. و‌فی الحدیث: الناسُ ثلاثةٌ: شاجِبٌ، و غانِمٌ، و سالِمٌ؛ فالشاجِبُ: الذی یَتَكَلَّم بالرَّدِی‌ءِ، و قیل: الناطِقُ بالخَنا، المُعِینُ علی الظُّلْمِ؛ و الغانِمُ: الذی یَتَكَلَّم بالخَیْرِ، و یَنْهَی عن المنكر فیَغْنَمُ؛ و السالِمُ: الساكتُ. و فی التهذیب: قال أَبو عبید الشاجِبُ الهالِكُ الآثِمُ. قال: و شَجَبَ الرجلُ، یَشْجُبُ شُجُوباً إِذا عَطِبَ و هَلَكَ فی دِینٍ أَو دُنْیا. و فی لغة: شَجِبَ یَشْجَبُ شَجَباً، و هو أَجْوَدُ اللُّغَتین، قاله الكسائی؛ و أَنشد للكُمَیْت: لَیْلَك ذا لَیْلَكَ الطویلَ، كما عالَجَ تَبْریحَ غُلِّه الشَّجِبُ و امرأَةٌ شَجُوبٌ: ذاتُ هَمٍّ، قَلْبُها مُتَعَلِّقٌ به. و الشَّجَبُ: العَنَتُ یُصِیبُ الإِنسانَ من مَرَضٍ، أَو قِتال. و شَجَبُ الإِنسانِ: حاجتُه و هَمُّه، و جمعه شُجُوبٌ، و الأَعرف شَجَنٌ، بالنون، و سیأْتی ذكره فی موضعه. الأَصمعی: یقال إِنك لتَشْجُبُنی عن حاجتی أَی تَجْذِبُنی عنها؛ و منه یقال: هو یَشْجُبُ اللِّجامَ أَی یَجْذِبُه. و الشَّجَبُ: الهَمُّ و الحَزَنُ. و أَشْجَبه الأَمْرُ، فشَجِبَ له شَجَباً: حَزِنَ. و قد أَشْجَبَك الأَمْرُ، فشَجِبْتَ شَجَباً. و شَجَبَ الشی‌ءُ، یَشْجُبُ شَجْباً و شُجُوباً: ذَهَبَ. و شَجَبَ الغُرابُ، یَشْجُبُ شَجِیباً: نَعَقَ بالبَیْنِ. و غرابٌ شاجِبٌ: یَشْجُبُ شَجِیباً، و هو الشدیدُ
(3). قوله [سقی السم] ضبط فی نسخة عتیقة من المحكم بصیغة المبنی للفاعل كما تری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 484
النَّعِیقِ الذی یَتَفَجَّعُ من غِرْبانِ البَیْنِ؛ و أَنشد: ذَكَّرْن أَشْجاناً لِمَنْ تَشَجَّبا، و هِجْنَ أَعْجاباً لِمَنْ تَعَجَّبا و الشِّجابُ: خَشَباتٌ مُوَثَّقةٌ منصوبةٌ، تُوضَعُ علیها الثِّیابُ و تُنْشَر، و الجمع شُجُبٌ؛ و المِشْجَبُ كالشِّجابِ. و‌فی حدیث جابِرٍ: و ثَوْبهُ علی المِشْجَبِ‌و هو، بكسر المیم، عِیدانٌ یُضَمُّ رُؤُوسها، و یُفَرَّجُ بین قَوائمِها، و تُوضَعُ علیها الثِّیابُ. و قد تُعَلَّقُ علیها الأَسْقِیةُ لتَبْریدِ الماءِ؛ و هو من تَشاجَبَ الأَمْرُ إِذا اخْتَلَطَ. و الشُّجُبُ: الخَشَباتُ الثلاثُ التی یُعَلِّق علیها الراعِی دَلْوَه و سِقاءَه. و الشُّجْبُ: عَمُود من عُمُدِ البیت، و الجمع شُجُوب؛ قال أَبو وِعاسٍ الهُذَلی یَصِفُ الرِّماح: كأَنَّ رِماحَهم قَصْباءُ غِیلٍ، تَهَزْهَزُ مِن شَمالٍ، أَو جَنُوبِ فَسامُونا الهِدانةَ مِن قَریبٍ، و هُنَّ مَعاً قِیامٌ كالشُّجُوبِ قال ابن بری: الشعر لأُسامةَ بن الحَرثِ الهذلی. و هُنَّ: ضمیرُ الرِّماح التی تقدّمَت فی البیت الأَوَّل. و سامُونا: عَرضُوا علینا. و الهِدانةُ: المُهادَنةُ و المُوادَعةُ. و الشَّجْبُ: سِقاءٌ یابسٌ یُجعلُ فیه حَصی ثم یُحَرَّكُ، تُذْعَرُ به الإِبل. و سِقاءٌ شاجِبٌ أَی یابسٌ؛ قال الراجز: لَوْ أَنّ سَلْمَی ساوَقَتْ رَكائِبی، و شَرِبَتْ مِن ماءِ شَنٍّ شاجِبِ و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما، أَنه باتَ عند خالتِه مَیْمونةَ، قال: فقام النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، إِلی شَجْبٍ، فاصْطَبَّ منه الماءَ، و تَوَضَّأَ؛ الشَّجْبُ: بالسكون، السِّقاءُ الذی أَخْلَقَ و بَلِیَ، و صارَ شَنّاً، و هو من الشَّجْبِ، الهلاكِ، و یجمع علی شُجُبٍ و أَشْجابٍ. قال الأَزهری: و سمعتُ أَعرابیاً من بنی سُلَیْمٍ یقول: الشَّجْب من الأَساقِی ما تَشَنَّنَ و أَخْلَقَ؛ قال: و ربما قُطِعَ فَمُ الشَّجْبِ، و جُعِلَ فیه الرُّطَبُ. ابن درید: الشَّجْبُ تَداخُلُ الشی‌ءِ بعضه فی بعضٍ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: فاسْتَقَوْا من كلّ بِئرٍ ثلاثَ شُجُبٍ.و‌فی حدیث جابر، رضی اللّه عنه: كان رجل من الأَنصارِ یُبَرّدُ، لرسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، الماء فی أَشْجابِه.و شَجَبَه بِشِجابٍ أَی سَدَّه بِسِدادٍ. و بَنُو الشَّجْبِ: قبیلةٌ من كَلْبٍ؛ قال الأَخطل: و یامَنَّ عن نَجدِ العُقابِ، و یاسَرَتْ بِنا العِیسُ، عن عَذْراءَ دارِ بَنی الشَّجْبِ و یَشْجُبُ: حَیٌّ، و هو یَشْجُبُ بن یَعْرُبَ بن قَحْطانَ، و اللّه أَعلم.

شحب؛ ج1، ص: 484

: شَحَبَ لَوْنُه و جِسْمُه، یَشْحَبُ و یَشْحُبُ، بالضم، شُحُوباً، و شَحُبَ شُحُوبةً: تَغَیَّرَ من هُزالٍ، أَو عَمَلٍ، أَو جُوعٍ، أَو سَفَرٍ، و لم یُقَیِّد فی الصحاح التغیر بسَبَب، بل قال: شَحُبَ جِسْمُه إِذا تغَیَّرَ؛ و أَنشد للنمر بن تولب: و فی جِسْمِ راعِیها شُحُوبٌ، كأَنه هُزالٌ، و ما مِنْ قِلَّةِ الطُّعمِ یُهْزَلُ و قال لبید فی الأَوَّل:
لسان العرب، ج‌1، ص: 485
رَأَتْنی قد شَحَبْتُ، و سَلَّ جِسْمی طِلابُ النّازِحاتِ من الهُمومِ و قول تَأَبَّطَ شَرّاً: و لكِنَّنی أُرْوِی مِنَ الخَمْرِ هامَتی، و أَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ و المُتَشَلْشِلُ، علی هذا: الذی تَخَدَّدَ لَحْمُه و قلَّ؛ و قیل: الشاحِبُ هنا السَّیْفُ، یَتَغَیَّرُ لوْنُه بما یَبِسَ علیه من الدَّم، فالمُتَشَلْشِلُ، علی هذا، هو الذی یَتَشَلْشَلُ بالدم. و أَنْضُو: أَنزِعُ و أَكشِفُ. و الشّاحِبُ: المَهْزولُ؛ قال: و قَد یَجْمَعُ المالَ الفَتی، و هو شاحِبٌ، و قد یُدْرِكُ المَوْتُ السَّمِینَ البَلَنْدَحا و‌فی الحدیث: مَنْ سَرَّه أَن یَنظُرَ إِلیَّ فلْیَنْظُر إِلی أَشْعَثَ شاحِبٍ؛ و الشّاحِبُ: المُتَغَیِّر اللَّونِ، لعارضٍ من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ، أَو نحوهما؛ و منه‌حدیث ابن الأَكْوَعِ: رآنی رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، شاحِباً شاكیاً.و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: یَلْقَی شَیْطانُ الكافرِ شَیطانَ المؤْمِن شاحِباً.و‌فی حدیث الحسن: لا تَلْقَی المُؤْمِنَ إِلّا شاحِباً؛ لأَنَّ الشُّحوبَ من آثار الخَوفِ و قِلَّةِ المأْكل و التَّنَعُّم. و شَحَبَ وَجْهَ الأَرضِ، یَشْحَبُه شَحْباً: قَشَرَه، یمانِیةٌ.

شخب؛ ج1، ص: 485

: الشَّخْبُ و الشُّخْبُ: ما خَرَجَ مِن الضَّرْعِ مِن اللَّبن إِذا احْتُلِبَ؛ و الشَّخْبُ، بالفتح، المصدر. و فی المثل: شُخْبٌ فی الإِناءِ و شُخْبٌ فی الأَرض؛ أَی یُصِیبُ مَرَّة و یُخْطِئُ أُخری. و الشُّخْبةُ: الدُّفْعة، منه، و الجمع شِخابٌ؛ و قیل الشُّخْبُ، بالضم، من اللبن: ما امْتَدَّ منه حین یُحْلَبُ متصلًا بین الإِناءِ و الطُّبْیِ. شَخَبَه شَخْباً، فانْشَخَبَ. و قیل: الشَّخْبُ صوتُ اللَّبنِ عند الحَلبِ. شَخَبَ اللبنُ، یَشْخُبُ و یَشْخَبُ؛ و منه قول الكمیت: وَ وَحْوَحَ فی حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِیعُها، و لمْ یَكُ، فی النُّكْدِ المَفالِیتِ، مَشْخَبُ و الأُشْخُوبُ: صوتُ الدِّرَّة. یقال: إِنها لأُشْخُوب الأَحالِیلِ. و‌فی حدیث الحَوض: یَشْخُبُ فیه مِیزابانِ من الجنة؛ و الشَّخْبُ: الدَّمُ؛ و كل ما سالَ، فقد شَخَبَ. و شَخَبَ أَوداجَه دَماً، فانشَخَبَت: قطَعَها فسالتْ؛ و وَدَجٌ شَخِیبٌ: قُطِعَ، فانْشَخَبَ دَمُه؛ قال الأَخطل: جادَ القِلالُ له بذاتِ صُبابةٍ حَمْراء، مِثْلِ شَخِیبةِ الأَوْداجِ قال: و قد یكون شَخِیبة، هنا، فی معنی مَشْخوبةٍ، و ثبتت الهاء فیهما، كما تثبُت فی الذَّبیحةِ، و فی قولهم: بئسَ الرَّمِیَّةُ الأَرْنَبُ. و انْشَخَبَ عِرْقُه دَماً إِذا سال؛ و قولهم عُروقُه تَنْشخِبُ دماً أَی تتفَجَّر. و‌فی الحدیث: یُبْعَثُ الشَّهِیدُ یوم القیامة و جُرْحُه یَشْخُب دَماً.الشَّخْبُ: السَّیَلانُ، و أَصلُ الشَّخْبِ، ما یخرج من تحت یدِ الحالِبِ، عند كل غَمْزَةٍ و عَصْرَة لضَرعِ الشاةِ. و‌فی الحدیث: أنَّ المَقْتولَ یجی‌ءُ یوم القیامة، تَشْخُب أَوداجُه دَماً.و‌الحدیث الآخر: فأَخَذَ مشاقِصَ، فقَطَع بَراجِمَه، فشَخَبَت یداهُ حتی ماتَ.و الشِّخابُ: اللبَنُ، یمانِیةٌ، و اللّه أَعلم.

شخدب؛ ج1، ص: 485

: شُخْدُبٌ: دُوَیْبَّةٌ من أَحْناشِ الأَرض.
لسان العرب، ج‌1، ص: 486‌

شخرب؛ ج1، ص: 486

: شَخْرَبٌ و شُخارِبٌ. غلیظٌ شدید.

شخلب؛ ج1، ص: 486

: قال اللیث: مَشْخَلَبةٌ كلمة عِراقِیةٌ، لیس علی بنائها شی‌ء من العَرَبِیَّة، و هی تُتَّخَذ من اللِّیفِ و الخَرَزِ، أَمثالَ الحُلِیِّ. قال: و هذا حدیثٌ فاشٍ فی الناس: یا مَشْخَلَبهْ، ما ذا الجَلَبهْ؟ تَزَوَّجَ حَرْمله، بعَجُوزٍ أَرْمَلَه؛ قال: و قد تسمی الجاریةُ مَشْخَلَبةً، بما یُری علیها من الخَرَزِ، كالحُلِیِّ.

شذب؛ ج1، ص: 486

: الشَّذَبُ: قِطَعُ الشَّجَرِ، الواحدة شَذَبةٌ؛ و هو أَیضاً قِشْرُ الشجر؛ و الشَّذْبُ المصدر، و الفعل یَشْذُبُ، و هو القَطْعُ عن الشجر. و قد شَذَب اللِّحاءَ یَشْذُبُه و یَشْذِبُه، و شَذَّبَه: قَشَره. و شَذَبَ العُودَ، یَشْذُبُه شَذْباً. أَلقَی ما علیه من الأَغْصانِ حتی یَبْدُوَ؛ و كذلك كلُّ شی‌ءٍ نُحِّی عن شی‌ءٍ، فقد شُذِبَ عنه؛ كقوله: نَشْذِبُ عن خِنْدِفَ، حتی تَرْضَی أَی ندفع عنها العِدا؛ و قال رؤبة: یَشْذِبُ أُولاهُنَّ عن ذاتِ النَّهَقْ «4» أَی یَطْرد. و الشَّذَبةُ، بالتحریك: ما یُقْطَعُ مما تفرَّق من أَغصان الشجر و لم یكن فی لُبّه، و الجمع الشَّذَبُ؛ قال الكمیت: بَلْ أَنتَ فی ضِئْضِئِ النُّضارِ مِنَ النَّبْعَةِ، إِذ حَظُّ غیرِك الشَّذَبُ الشَّذَبُ: القُشورُ، و العِیدانُ المتفرّقةُ. و شَذَّبَ الشجرةَ تشذیباً. و جِذْعٌ مُشَذَّبٌ أَی مُقَشَّر، إِذا قَشَرْتَ ما علیه من الشَّوْكِ؛ و منه قولهم: رجلٌ شاذِبٌ إِذا كان مُطَّرَحاً، مَأْیوساً من فَلاحِه، كأَنه عَرِیَ من الخَیر، شُبِّهَ بالشَّذَبِ، و هو ما یُلْقَی من النخلةِ من الكرانِیفِ و غیر ذلك. و قال شمر: شَذَبْتُه أَشْذِبُه شَذْباً، و شلَلْتُه شَلًّا، و شَذَّبْتُه تَشْذِیباً، بمعنی واحد؛ و قال بُرَیقٌ الهُذلیُّ: یُشَذِّبُ بالسَّیْفِ أَقرانَه، إِذْ فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الفَیْلَمُ و أَنشد شمر قول ابن مقبل: تَذُبُّ عنه بلِیفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ، یَحْمِی أَسِرَّةَ، بَین الزَّوْرِ و الثَّفَنِ بِلِیفٍ أَی بذَنَبٍ. و الشَّمِلُ: الرَّقِیقُ. و الأَسِرَّةُ: الخُطوطُ، واحدها سِرَرٌ. و شَذَّبَ الجِذْعَ: أَلقَی ما علیه من الكَرَبِ. و المِشْذَبُ: المِنْجَلُ الذی یُشَذَّبُ به. و قال أَبو حنیفة: التَّشْذیبُ فی القِدْحِ العَملُ الأَوَّلُ، و التهذیبُ العملُ الثانی؛ و هو مذكور فی موضعه. و شَذَّبَه عن الشی‌ء: طَرَده؛ قال: أَنا أَبو لیْلی و سَیْفِی المَعْلُوبْ، هل یُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشذیبْ، و نَسَبٌ، فی الحَیِّ، غَیرُ مَأْشُوبْ أَراد: ضَرْبٌ ذو تَشْذیبٍ؛ و التَّشْذِیبُ: التَّفریقُ و التَّمزیقُ فی المال و نحوه. القتیبی: شذَّبْتُ المالَ إِذا فرَّقْته، و كأَنَّ المُفْرِطَ فی الطُّول، فُرِّقَ خَلْقُه و لم یُجْمَع، و لذلك قیل
(4). قوله [أُولاهن] كذا فی النسخ تبعاً للتهذیب و الذی فی التكملة أُخراهن.
لسان العرب، ج‌1، ص: 487
له: مُشَذَّبٌ؛ و كلُّ شی‌ء تَفَرَّقَ شُذِّبَ، قال ابن الأَنباری: غلط القتیبی فی المُشَذّب، أَنه الطویلُ البائنُ الطُّول، و أَن أَصله من النخلة التی شُذِّبَ عنها جَریدها أَی قُطِّعَ و فُرِّقَ؛ قال: و لا یقال للبائنِ الطُّول إِذا كان كثیر اللحم مُشذَّبٌ حتی یكون فی لحمه بعضُ النُّقْصان؛ یقال: فرسٌ مُشَذَّبٌ إِذا كان طویلًا، لیس بكثیر اللحم. و‌فی حدیث علی، كرّم اللّه وجهه، شَذَّبهم عَنا تَخَرُّم الآجال.و شَذَبَ عنه شَذْباً أَی ذَبَّ. و الشَّاذِبُ: المُتَنَحِّی عن وطنه. و یقال: الشَّذَبُ المُسَنَّاة. و رجل شَذْبُ العُروقِ أَی ظاهِرُ العُرُوقِ. و أَشْذابُ الكلإِ و غیرِه، بَقایاه، الواحد شَذَبٌ، و هو المأْكول؛ قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه، یَرْتادُ أَحْلِیَةً، أَعْجازُها شَذَبُ و الشَّذَبُ: مَتاعُ البیتِ، من القُماشِ و غیره. و رجل مُشَذَّبٌ: طَویلٌ، و كذلك الفَرس؛ أَنشد ثعلب: دَلوٌ تَمَأّی، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، بَلَّتْ بِكَفَّیْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ و الشَّوْذَبُ من الرجال: الطویلُ الحَسَنُ الخَلْقِ. و‌فی صفة النبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه كان أَطْولَ من المَرْبوعِ و أَقصَرَ من المُشَذَّبِ؛ قال أَبو عبید: المُشَذَّبُ المُفْرِطُ فی الطُّول؛ و كذلك هو من كل شی‌ء، قال جریر: أَلوی بها شَذْبُ العُروقِ مُشَذَّبٌ، فكأَنها وكَنَتْ علی طِرْبالِ رواه شمر: أَلوَی بها شَنِقُ العُروقِ مُشَذَّبٌ. و الشَّوْذَبُ: الطویلُ النَّجِیبُ من كل شی‌ء. و شَوْذبٌ: اسم.

شرب؛ ج1، ص: 487

: الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً و شُرْباً. ابن سیدة: شَرِبَ الماءَ و غیره شَرْباً و شُرْباً و شِرْباً؛ و منه قوله تعالی: فَشٰارِبُونَ عَلَیْهِ مِنَ الْحَمِیمِ فَشٰارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ؛ بالوجوه الثلاثة.قال سعید بن یحیی الأُموی: سمعت ابن جریج یقرأُ: فشارِبون شَرْبَ الهِیمِ؛ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد، فقال: و لیست كذلك، إِنما هی: شُرْبَ الْهِیمِ؛ قال الفراء: و سائر القراء یرفعون الشین. و‌فی حدیث أَیّامِ التَّشْریق: إِنها أَیامُ أَكل و شُربٍ؛ یُروی بالضم و الفتح، و هما بمعنی؛ و الفتح أَقل اللغتین، و بها قرأَ أَبو عمرو: شَرْب الهِیمِ؛ یرید أَنها أَیام لا یجوز صَومُها، و قال أَبو عبیدة: الشَّرْبُ، بالفتح، مصدر، و بالخفض و الرفع، اسمان من شَرِبْت و التَّشْرابُ: الشُّرْبُ؛ فأَما قول أَبی ذؤیب: شَرِبنَ بماءِ البحرِ، ثم تَرَفَّعَتْ، مَتی حَبَشِیَّاتٍ، لَهُنَّ نئِیجُ «1» فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر، ثم تَصَعَّدْنَ، فأَمْطَرْن و رَوَّیْنَ؛ و الباء فی قوله بماء البحر زائدة، إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر؛ قال ابن جنی: هذا هو الظاهر من الحالِ، و العُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ؛ قال: و قال بعضهم شَرِبنَ مِن ماء البحر، فأَوْقَع الباء مَوْقِعَ من؛ قال: و عندی أَنه لما كان شَرِبنَ فی معنی رَوِینَ، و كان رَوِینَ مما یتعدَّی بالباءِ، عَدَّی شَرِبنَ بالباءِ، و مثله كثیر؛ منه ما مَضَی، و منه ما
(1). قوله [متی حبشیات] هو كذلك فی غیر نسخة من المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 488
سیأْتی، فلا تَسْتَوْحِش منه. و الاسم: الشِّرْبةُ، عن اللحیانی؛ و قیل: الشَّرْبُ المصدر، و الشِّرْبُ الاسم. و الشِّرْبُ: الماء، و الجمع أَشرابٌ. و الشَّرْبةُ من الماءِ: ما یُشْرَبُ مَرَّةً. و الشَّرْبةُ أَیضاً: المرةُ الواحدة من الشُّرْبِ. و الشِّرْبُ: الحَظُّ من الماءِ، بالكسر. و فی المثل: آخِرُها أَقَلُّها شِرْباً؛ و أَصلُهُ فی سَقْیِ الإِبل، لأَنَّ آخِرَها یرد، و قد نُزِفَ الحوْضُ؛ و قیل: الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ. قال أَبو زید: الشِّرْبُ المَوْرِد، و جمعه أَشْرابٌ. قال: و المَشْرَبُ الماء نَفسُه. و الشَّرابُ: ما شُرِب من أَیِّ نوْعٍ كان، و علی أَیّ حال كان. و قال أَبو حنیفة: الشَّرابُ، و الشَّرُوبُ، و الشَّرِیبُ واحد، یَرْفَع ذلك إِلی أَبی زید. و رَجلٌ شارِبٌ، و شَرُوبٌ و شَرّابٌ و شِرِّیبٌ: مُولَع بالشَّرابِ، كخِمِّیرٍ. التهذیب: الشَّرِیبُ المُولَع بالشَّراب؛ و الشَّرَّابُ: الكثیرُ الشُّرْبِ؛ و رجل شَروبٌ: شدیدُ الشُّرْب. و‌فی الحدیث: مَن شَرِبَ الخَمْرَ فی الدنیا، لم یَشْرَبها فی الآخرة؛ قال ابن الأَثیر: هذا من باب التَّعْلِیقِ فی البیان؛ أَراد: أَنه لم یَدْخُلِ الجنَّةَ، لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ، فإِذا لم یَشْرَبْها فی الآخرة، لم یَكن قد دَخَلَ الجنةَ. و الشَّرْبُ و الشُّرُوبُ: القَوم یَشْرَبُون، و یجْتَمعون علی الشَّراب؛ قال ابن سیدة: فأَما الشَّرْبُ، فاسم لجمع شارِب، كرَكْبٍ و رَجْلٍ؛ و قیل: هو جمع. و أَما الشُّروب، عندی، فجمع شاربٍ، كشاهدٍ و شُهودٍ، و جعله ابن الأَعرابی جمع شَرْبٍ؛ قال: و هو خطأٌ؛ قال: و هذا ممَّا یَضِیقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو؛ قال الأَعشی: هو الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُوبَ بَین الحَریرِ و بَینَ الكَتَنْ و قوله أَنشده ثعلب: یَحْسَبُ أَطْمَاری عَلیَّ جُلُبا، مِثلَ المَنادیلِ، تُعاطَی الأَشرُبا «1» یكون جمع شَرْبٍ، كقول الأَعشی: لها أَرَجٌ، فی البَیْتِ، عالٍ، كأَنما أَلمَّ بهِ، مِن تَجْرِ دارِینَ، أَرْكُبُ فأَرْكُبٌ: جمع رَكْبٍ، و یكون جمع شَارِبٍ و راكِبٍ، و كلاهما نادر، لأَنَّ سیبویه لم یذكر أَن فاعلًا قد یُكَسَّر علی أَفْعُلٍ. و‌فی حدیث علی و حمزة، رضی اللّه عنهما: و هو فی هذا البیت فی شَرْبٍ من الأَنصار؛ الشَّرْبُ، بفتح الشین و سكون الراء: الجماعة یَشْرَبُونَ الخمْر. التهذیب، ابن السكیت: الشِّرْبُ: الماءُ بعَینهِ یُشْرَبُ. و الشِّرْبُ: النَّصِیبُ من الماء. و الشَّریبةُ من الغنم: التی تُصْدِرُها إِذا رَوِیَتْ، فتَتْبَعُها الغَنمُ، هذه فی الصحاح؛ و فی بعض النسخ حاشیةٌ: الصواب السَّریبةُ، بالسین المهملة. و شارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً و شِراباً. شَرِبَ معه، و هو شَرِیبی؛ قال: رُبَّ شَرِیبٍ لكَ ذِی حُساسِ، شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسی و الشَّرِیبُ: صاحِبُكَ الذی یُشارِبُكَ، و یُورِدُ إِبلَه معَكَ، و هو شَرِیبُك؛ قال الراجز:
(1). قوله [جلبا] كذا ضبط بضمتین فی نسخة من المحكم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 489
إِذا الشَّریبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، فخلِّه، حتی یَبُكَّ بَكَّهْ و به فسر ابن الأَعرابی قوله: رُبَّ شَرِیب لك ذی حُساس قال: الشَّرِیبُ هنا الذی یُسْقَی مَعَك. و الحُساسُ: الشُّؤْم و القَتْلُ؛ یقول: انتِظارُك إِیَّاه علی الحوضِ، قَتْلٌ لك و لإِبلِك. قال: و أَما نحن ففَسَّرْنا الحُساسَ هنا، بأَنه الأَذَی و السَّوْرَةُ فی الشَّراب، و هو شَرِیبٌ، فَعِیلٌ بمعنی مُفاعِل، مثل نَدیم و أَكِیل. و أَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ، و أَشْرَبَ الإِبل حتی شَرِبَتْ، و أَشْرَبْنَا نحن: رَوِیَتْ إِبلُنا، و أَشْرَبْنا: عَطِشْنا، أَو عَطِشَت إِبلُنا؛ و قوله: اسْقِنِی، فإِنَّنِی مُشْرِب رواه ابن الأَعرابی، و فسره بأَنَّ معناه عطشان، یعنی نفسه، أَو إِبله. قال و یروی: فإِنَّكَ مُشْرِب أَی قد وجَدْتَ مَن یَشْرَبُ. التهذیب: المُشْرِبُ العَطْشان. یقال: اسْقِنِی، فإِنِّی مُشْرِب. و المُشْرِبُ: الرجُل الذی قد عَطِشَت إِبلُه أَیضاً. قال: و هذا قول ابن الأَعرابی. قال و قال غیره: رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله. و رجل مُشرِبٌ: حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ. قال: و هذا عنده من الأَضداد. و المَشْرَبُ: الماء الذی یُشْرَبُ. و المَشْرَبةُ: كالمَشْرَعةِ؛ و‌فی الحدیث: مَلْعُونٌ ملعونٌ من أَحاطَ علی مَشْرَبةٍ؛ المَشْرَبة، بفتح الراءِ من غیر ضم: الموضع الذی یُشْرَبُ منه كالمَشْرَعةِ؛ و یرید بالإِحاطة تَملُّكَه، و منعَ غیره منه. و المَشْرَبُ: الوجهُ الذی یُشْرَبُ منه، و یكون موضعاً، و یكون مصدراً؛ و أَنشد: و یُدْعَی ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامی، كأَنه خَصِیٌّ، أَتَی للماءِ مِنْ غَیْرِ مَشْرَبِ أَی من غیر وجه الشُّرْب؛ و المَشْرَبُ: شَرِیعةُ النَّهر؛ و المَشْرَبُ: المَشْروبُ نفسُه. و الشَّرابُ: اسم لما یُشْرَبُ. و كلُّ شی‌ء لا یُمْضَغُ، فإِنه یقال فیه: یُشْرَبُ. و الشَّرُوبُ: ما شُرِبَ. و الماء الشَّرُوب و الشَّریبُ: الذی بَیْنَ العَذْبِ و المِلْح؛ و قیل: الشَّروب الذی فیه شی‌ء من عُذوبةٍ، و قد یَشْرَبُه الناس، علی ما فیه. و الشَّرِیبُ: دونه فی العُذوبةِ، و لیس یَشْرَبُه الناس إِلّا عند ضرورة، و قد تَشْرَبُه البهائم؛ و قیل: الشَّرِیبُ العَذْبُ؛ و قیل: الماء الشَّرُوب الذی یُشْرَبُ. و المأْجُ: المِلْحُ؛ قال ابن هرمة: فإِنَّكَ، بالقَریحةِ، عامَ تُمْهی، شَروبُ الماء، ثم تَعُودُ مَأْجا قال: هكذا أَنشده أَبو عبید بالقَریحة، و الصواب كالقَرِیحةِ. التهذیب أَبو زید: الماء الشَّریبُ الذی لیس فیه عُذوبةٌ، و قد یَشْرَبُه الناسُ علی ما فیه. و الشَّرُوبُ: دُونهُ فی العُذوبةِ، و لیس یَشْرَبُه الناس إِلّا عند الضَّرُورة. و قال اللیث: ماء شَرِیبٌ و شَرُوب فیه مَرارةٌ و مُلُوحة، و لم یمتنع من الشُّرْب؛ و ماء شَرُوبٌ و ماء طَعِیمٌ بمعنی واحد. و‌فی حدیث الشوری: جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ؛ الشَّرُوبُ من الماءِ: الذی لا یُشْرَب إِلّا عند الضرورة، یستوی فیه المذكر و المؤنث، و لهذا وصف به الجُرْعةَ؛ ضرب الحدیث
لسان العرب، ج‌1، ص: 490
مثلًا لرجلین: أَحدهما أَدْوَنُ و أَنفعُ، و الآخر أَرفعُ و أَضرُّ. و ماءٌ مُشْرِبٌ: كَشَروبٍ. و یقال فی صِفَةِ بَعیرٍ: نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا؛ یقول: یكتفی إِلی منزله الذی یریدُ بشَرْبةٍ واحدة، لا یَحْتاجُ إِلی أُخری. و تقول: شَرَّبَ مالی و أَكَّلَه أَی أَطْعَمه الناسَ و سَقاهُم به؛ و ظَلَّ مالی یُؤَكَّل و یُشَرَّب أَی یَرْعَی كیف شاءَ. و رجل أُكَلةٌ و شُرَبةٌ، مثال هُمَزةٍ: كثیر الأَكل و الشُّرب، عن ابن السكیت. و رجلٌ شَرُوبٌ: شدیدُ الشُّرْبِ، و قومٌ شُرُبٌ و شُرَّبٌ. و یومٌ ذو شَرَبةٍ: شدیدُ الحَرِّ، یُشْرَبُ فیه الماءُ أَكثر مما یُشْرَب علی هذا الآخر. و قال اللحیانی: لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ هذا الیومَ أَی عَطَشٌ. التهذیب: جاءَت الإِبل و بها شَرَبةٌ أَی عطَش، و قد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها؛ و قال أَبو حنیفة: قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إِذا كان كثیر الشُّرب. و طَعامٌ مَشْرَبةٌ: یُشْرَبُ علیه الماء كثیراً، كما قالوا: شَرابٌ مَسْفَهةٌ. و طَعامٌ ذو شَرَبة إِذا كان لا یُرْوَی فیه من الماءِ. و المِشْرَبةُ، بالكسر: إِناءٌ یُشْرَبُ فیه. و الشَّارِبةُ: القوم الذین مسكنهم علی ضَفَّة النهر، و هم الذین لهم ماء ذلك النهر. و الشَّرَبةُ: عَطَشُ المالِ بعدَ الجَزءِ، لأَنَّ ذلك یَدْعُوها إِلی الشُّرْب. و الشَّرَبةُ، بالتحریك: كالحُوَیْضِ یُحْفَرُ حولَ النخلةِ و الشجرة، و یُمْلأُ ماء، فیكون رَیَّها، فتَتَرَوَّی منه، و الجمع شَرَبٌ و شَرَباتٌ؛ قال زهیر: یَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ، ماؤها طَحِلٌ، علی الجُذوعِ، یَخَفْنَ الغَمَّ و الغَرَقا و أَنشد ابن الأَعرابی: مِثْلُ النَّخِیلِ یُرَوِّی، فَرْعَها، الشَّرَبُ و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: اذْهَبْ إِلی شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ، فادْلُكْ رأْسَك حتی تُنَقِّیَه.الشَّرَبة، بفتح الراءِ: حَوْضٌ یكون فی أَصل النخلة و حَوْلَها، یُمْلأُ ماء لِتَشْرَبه؛ و منه‌حدیث جابر، رضی اللّه عنه: أَتانا رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فَعَدَلَ إِلی الرَّبِیع، فتَطَهَّرَ و أَقْبَلَ إِلی الشَّرَبةِ؛ الرَّبِیعُ: النهرُ. و‌فی حدیث لَقِیطٍ: ثم أَشْرَفْتُ علیها، و هی شَرْبةٌ واحدة؛ قال القتیبی: إِن كان بالسكون، فإِنه أَراد أَن الماء قد كثر، فمن حیث أَردت أَن تشرب شربت، و یروی بالیاءِ تحتها نقطتان، و هو مذكور فی موضعه. و الشَّرَبةُ: كُرْدُ الدَّبْرَةِ، و هی المِسْقاةُ، و الجمع من كل ذلك شَرَباتٌ و شَرَبٌ. و شَرَّبَ الأَرضَ و النَّخلَ: جَعَلَ لها شَرَباتٍ؛ و أَنشد أَبو حنیفة فی صفة نخل: مِنَ الغُلْبِ، مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ لِسَقْیٍ، و جُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُها و كلُّ ذلك من الشُّرْب. و الشَّوارِبُ مَجاری الماءِ فی الحَلْقِ؛ و قیل: الشَّوارِبُ عُروقٌ فی الحَلْقِ تَشْرَبُ الماء؛ و قیل: هی عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالحُلْقوم، و أَسْفَلُها بالرِّئةِ؛ و یقال: بَل مُؤَخَّرُها إِلی الوَتِین، و لها قَصَبٌ منه یَخْرُجُ الصَّوْت؛ و قیل: الشَّوارِبُ مَجاری الماء فی العُنُقِ؛ و قیل: شَوارِبُ الفَرَسِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 491
ناحِیةُ أَوْداجِه، حیث یُوَدِّجُ البَیْطارُ، واحِدُها، فی التقدیر، شارِبٌ؛ و حِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ، مِن هذا، أَی شَدیدُ النَّهِیقِ. الأَصمعی، فی قول أَبی ذؤَیب: صَخِبُ الشَّوارِبِ، لا یَزالُ كأَنَّه عَبْدٌ، لآلِ أَبی رَبِیعةَ، مُسْبَعُ قال: الشَّوارِبُ مَجاری الماءِ فی الحَلْقِ، و إِنما یرید كَثرةَ نُهاقِه؛ و قال ابن درید: هی عُرُوقُ باطِن الحَلْقِ. و الشَّوارِبُ: عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُومِ؛ یقال: فیها یَقَعُ الشَّرَقُ؛ و یقال: بل هی عُرُوق تأْخذ الماء، و منها یَخْرُج الرِّیقُ. ابن الأَعرابی: الشَّوارِبُ مَجاری الماءِ فی العین؛ قال أَبو منصور: أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِیَ الماءِ فی العین التی تَفُور فی الأَرض، لا مَجارِیَ ماءِ عین الرأْس. و المَشْرَبةُ: أَرضٌ لَیِّنةٌ لا یَزالُ فیها نَبْتٌ أَخْضَرُ رَیّانُ. و المَشْرَبةُ و المَشْرُبَةُ، بالفتح و الضم: الغُرْفةُ؛ سیبویه: و هی المَشْرَبةُ، جعلوه اسماً كالغُرْفةِ؛ و قیل: هی كالصُّفَّةِ بین یَدَی الغُرْفةِ. و المَشارِبُ: العَلالیُّ، و هو فی شعر الأَعشی. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان فی مَشْرَبةٍ له‌أَی كان فی غُرْفةٍ؛ قال: و جمعها مَشْرَباتٌ و مَشارِبُ. و الشارِبانِ: ما سالَ علی الفَم من الشَّعر؛ و قیل: إِنما هو الشَّارِبُ، و التثنیة خطأٌ. و الشَّارِبان: ما طالَ مِن ناحِیةِ السَّبَلةِ، و بعضهم یُسمِّی السَّبَلةَ كلَّها شارِباً واحداً، و لیس بصواب، و الجمع شَوارِبُ. قال اللحیانی: و قالوا إِنه لَعَظِیمُ الشَّواربِ. قال: و هو من الواحد الذی فُرِّقَ، فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً، ثم جُمِع علی هذا. و قد طَرَّ شارِبُ الغُلامِ، و هما شارِبانِ. التهذیب: الشارِبانِ ما طالَ من ناحِیةِ السَّبَلةِ، و بذلك سُمِّی شارِبا السیفِ؛ و شارِبا السیفِ: ما اكْتَنَفَ الشَّفْرةَ، و هو من ذلك. ابن شمیل: الشارِبانِ فی السیفِ، أَسْفَلَ القائِم، أَنْفانِ طَویلانِ: أَحدُهما من هذا الجانب، و الآخَرُ من هذا الجانِب. و الغاشِیةُ: ما تحتَ الشَّارِبَین؛ و الشارِبُ و الغاشیةُ: یكونان من حدیدٍ و فِضَّةٍ و أَدَمٍ. و أَشْرَبَ اللَّونَ: أَشْبَعَه؛ و كلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر، فقد أُشْرِبَه. و قد اشْرابَّ: علی مِثالِ اشْهابَّ. و الصِّبْغُ یَتَشَرَّبُ فی الثوبِ، و الثوبُ یَتَشَرَّبُه أَی یَتَنَشَّفُه. و الإِشْرابُ: لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ؛ یقال: أُشْرِبَ الأَبیضُ حُمْرةً أَی عَلاه ذلك؛ و فیه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَی إِشْرابٌ. و رجُل مُشْرَبٌ حُمْرةً، و إِنه لَمَسْقِیُّ الدَّم مثله، و فیه شُرْبةٌ من الحُمْرةِ إِذا كان مُشْرَباً حُمْرَةً و‌فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: أَبیضُ مُشْرَبٌ حُمرةً.الإِشْرابُ: خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ. كأَنَّ أَحد اللَّوْنَینِ سُقِیَ اللونَ الآخَرَ؛ یقال: بیاضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً، و إِذا شُدّد كان للتكثیر و المبالغة. و یقال أَیضاً: عنده شُربةٌ من ماءٍ أَی مِقدارُ الرِّیِّ؛ و مثله الحُسْوةُ، و الغُرْفةُ، و اللُّقْمةُ. و أُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَی خالَطَ قَلْبَه. و أُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّةَ هذا أَی حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ. و فی التنزیل العزیز: وَ أُشْرِبُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ؛ أَی حُبَّ العِجْلِ، فحذَف المضافَ، و أَقامَ المضافَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 492
إِلیه مُقامَه؛ و لا یجوز أَن یكون العِجْلُ هو المُشْرَبَ، لأَنَّ العِجْلَ لا یَشْرَبُه القَلْبُ؛ و قد أُشْرِبَ فی قَلْبِه حُبّه أَی خالَطَه. و قال الزجاج: وَ أُشْرِبُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ؛ قال: معناه سُقُوا حُبَّ العِجْلِ، فحذف حُبَّ، و أُقِیمَ العِجْلُ مُقامَه؛ كما قال الشاعر: و كَیْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خَلالَتُه، كأَبی مَرْحَبِ؟ أَی كَخلالةِ أَبی مَرْحَبٍ. و الثَّوْبُ یَتَشرَّبُ الصِّبْغَ: یَتَنَشَّفُه. و تَشَرَّبَ الصِّبْغُ فیه: سَرَی. و اسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً: اشْتَدَّت حُمْرَتُها؛ و ذلك إِذا كانت من الشِّرْبانِ؛ حكاه أَبو حنیفة. قال بعض النحویین: من المُشْرَبةِ حُروف یخرج معها عند الوُقوفِ علیها نحو النفخ، إِلَّا أَنها لم تُضْغَطْ ضَغْطَ المَحْقُورَةِ، و هی الزای و الظاءُ و الذال و الضاد. قال سیبویه: و بعضُ العرب أَشَدُّ تصویباً من بعض. و أُشْرِبَ الزَّرْعُ: جَری فیه الدَّقیقُ؛ و كذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقیقَ، عَدَّاه أَبو حنیفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة. و یقال للزرع إِذا خرج قَصَبُه: قد شَرِبَ الزرعُ فی القَصَبِ، و شَرَّبَ قَصَبُ الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فیه. ابن الأَعرابی: الشُّرْبُبُ الغَمْلی من النبات. و‌فی حدیث أُحد: إنَّ المشركین نزلوا علی زَرْعِ أَهلِ المدینةِ، و خَلَّوا فیه ظَهْرهم، و قد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقیقَ؛ و فی روایة: شَرِبَ الزرعُ الدقیقَ، و هو كنایة عن اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع، و قُرْبِ إِدْراكِه. یقال: شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إِذا صارَ الماءُ فیه؛ و شُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقیقَ إِذا صارَ فیه طُعْمٌ؛ و الشُّرْبُ فیه مستعارٌ، كأَنَّ الدَّقِیقَ كان ماءً، فَشَرِبَه. و‌فی حدیث الإِفك: لقد سَمِعْتُموه و أُشْرِبَتْه قُلوبُكم، أَی سُقِیَتْهُ كما یُسْقَی العَطْشانُ الماء؛ یقال: شَرِبْتُ الماءَ و أُشْرِبْتُه إِذا سُقِیتَه. و أُشْرِبَ قَلْبُه كذا، أَی حَلَّ مَحَلَّ الشَّراب، أَو اخْتَلَطَ به، كَما یَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: و أُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ.أَبو عبید: و شَرَّبَ القِرْبةَ، بالشین المعجمة، إِذا كانت جدیدة، فجعل فیها طیباً و ماء، لِیَطِیبَ طَعْمُها؛ قال القطامی یصف الإِبل بكثرة أَلبانها: ذَوارِفُ عَیْنَیْها، منَ الحَفْلِ، بالضُّحَی، سُجُومٌ، كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّب هذا قول أَبی عبید و تفسیره، و قوله: كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّبِ؛ إِنما هو بالسین المهملة؛ قال: و روایة أَبی عبید خطأ. و تَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ: نَشِفَه. و ضَبَّةٌ شَرُوبٌ: تَشْتَهِی الفحل، قال: و أُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ. و شَرِبَ بالرجل، و أَشْرَبَ به: كَذَبَ علیه؛ و تقول: أَشْرَبْتَنی ما لم أَشْرَبْ أَی ادَّعَیْتَ علیَّ ما لم أَفْعَلْ. و الشَّرْبةُ: النَّخْلة التی تَنبُتُ من النَّوی، و الجمع الشَّرَبَّاتُ، و الشَّرائِبُ، و الشَّرابِیبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 493
«2». و أَشْرَبَ البعیرَ و الدَّابَّةَ الحَبْلَ: وَضَعَه فی عُنُقها؛ قال: یا آلَ وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ و أَشْرَبْتُ الخَیْلَ أَی جعلت الحِبالَ فی أَعْناقِها؛ و أَنشد ثعلب: و أَشْرَبْتُها الأَقْرانَ، حتی أَنَخْتُها بِقُرْح، و قد أَلقَیْنَ كُلَّ جَنِینِ و أَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَی جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَریناً؛ و یقول أَحدهم لناقته: لأُشْرِبَنَّكِ الحِبالَ و النُّسُوع أَی لأَقْرُنَنَّكِ بها. و الشَّارِبُ: الضَّعْفُ، فی جمیع الحیوان؛ یقال: فی بعیرِك شارِبُ خَوَرٍ أَی ضَعْفٌ؛ و نِعْم البعیرُ هذا لو لا أَن فیه شارِبَ خَوَرٍ أَی عِرقَ خَوَرٍ. قال: و شَرِبَ إِذا رَوِیَ، و شَرِبَ إِذا عَطِشَ، و شَرِبَ إِذا ضَعُفَ بَعیرُه. و یقال: ما زالَ فلان علی شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَی علی أَمرٍ واحد. أَبو عمرو: الشَّرْبُ الفهم. و قد شَرَبَ یَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ؛ و یقال للبلید: احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَی ابْرُك ثم افْهَمْ. و حَلَبَ إِذا بَرَكَ. و شَرِیبٌ، و شُرَیْبٌ، و الشُّرَّیْبُ، بالضم، و الشُّرْبُوبُ، و الشُّرْبُبُ: كلها مواضع. و الشُّرْبُبُ فی شعر لبید، بالهاءِ؛ قال:

شرجب؛ ج1، ص: 493

: الشَّرْجَبُ: الطویل؛ و فی التهذیب: من الرجال الطویل. و‌فی حدیث خالد، رضی اللّه عنه: فعارَضَنا رجُل شَرْجَبٌ؛ الشَّرْجَبُ: الطویل؛ و قیل: هو الطویلُ القوائمِ، العاری أَعالی العِظام.
(2). قوله [و الجمع الشربَّات و الشرائب و الشرابیب] هذه الجموع الثلاثة إِنما هی لشربة كجربة أَی بالفتح و شدّ الباء كما فی التهذیب و مع ذلك فالسابق و اللاحق لابن سیدة و هذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا یلتفت إلی من قلد اللسان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 494
و الشَّرْجَبُ: نَعت الفَرس الجَوادِ؛ و قیل: الشَّرْجَبُ الفَرسُ الكَریمُ. و الشَّرْجَبانُ: شجرة یُدْبَغ بها، و ربما خُلِطَت بالغَلْقةِ، فدُبِغَ بها. و قال أَبو حنیفة: الشَّرْجَبانُ شُجَیرةٌ كشجَرةِ الباذِنجانِ، غیر أَنه أَبیضُ، و لا یؤْكل. ابن الأَعرابی: الشُّرْجُبانُ شجرة مُشْعانَّةٌ طویلة «1»، یَتَحَلَّبُ منها كالسَّمِّ، و لها أَغصانٌ.

شرعب؛ ج1، ص: 494

: الشَّرْعَبُ: الطویل. رجُل شَرْعَبٌ: طویلٌ خفیفُ الجسمِ، و الأُنثی بالهاءِ. و الشَّرْعَبِیُّ: الطویلُ، الحَسَنُ الجسمِ. و شَرْعَبَ الشی‌ءَ: طَوَّلَه؛ قال طفیل: أَسِیلةُ مَجْرَی الدَّمْعِ، خُمْصانةُ الحَشَی، بَرُودُ الثَّنایا، ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ و الشَّرْعَبةُ: شَقُّ اللحمِ و الأَدیمِ طُولًا. و شَرْعَبَه: قطَعَه طُولًا. و الشَّرْعَبةُ: القِطْعةُ منه. و الشَّرْعَبِیُّ و الشَّرْعَبِیَّةُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ؛ أَنشد الأَزهری: كالبُستانِ و الشَّرْعَبَی، ذا الأَذْیال «2» و قال رؤْبة یصف ناب البعیر: قَدًّا بخَدّادٍ، و هَذًّا شَرْعَبَا و الشَّرْعَبِیَّةُ: موضع؛ قال الأَخطل: و لَقَدْ بَكَی الجَحَّافُ ممَّا أَوْقَعَتْ بالشَّرْعَبِیَّةِ، إِذْ رَأَی الأَطْفالا

شزب؛ ج1، ص: 494

: الشَّازِبُ: الضامِرُ الیابِسُ من الناس و غیرهم؛ و أَكثرُ ما یُستعمل فی الخیلِ و الناس. و قال الأَصمعی: الشازِبُ الذی فیه ضُمور، و إِن لم یكن مهزولًا؛ و الشَّاسِفُ و الشاسِبُ: الذی قد یَبِسَ. قال: و سمعت أَعرابیاً یقول ما قال الحطیئة: أَیْنُقاً شُزُباً، إِنما قال أَعْنُزاً شُسُباً، و لیست الزای و لا السین، بدلا إِحداهما من الأُخری، لتَصَرُّفِ الفعلین جمیعاً، و الجمع: شُزَّبٌ و شَوازِبٌ. و قد شَزَبَ الفرسُ یَشْزُبُ شَزَباً و شُزُوباً. و خَیْلٌ شُزَّبٌ أَی ضَوامِرُ. و فی حدیث عمر، یَرْثی عُرْوةَ بن مسعود الثقفی: بالخیلِ عابِسةً، زُوراً مَناكِبُها، تَعْدُو شَوازِبَ، بالشُّعْثِ الصَّنادیدِ و الشَّوازِبُ: المُضَمَّراتُ، جمع شازِبٍ، و یجمع علی شُزَّبٍ أَیضاً. و أَتانٌ شَزْبةٌ: ضامِرةٌ. التهذیب: الشَّوزَبُ و المَئِنَّةُ: العَلامةُ؛ و أَنشد: غُلامٌ بَینَ عَیْنَیْه شَوْزَبُ و الشَّزِیبُ: القَضِیبُ من الشجر، قبل أَن یُصْلح، و جمعه شُزُوبٌ، حكاه أَبو حنیفة. و قَوْسٌ شَزْبةٌ: لیست بجَدیدٍ، و لا خَلَقٍ. و‌فی بعض الحدیث: و قد تَوَشَّحَ بِشَزْبةٍ كانت معَه.الشَّزْبةُ: من أَسْماءِ القَوْسِ، و هی التی لیست بجَدید، و لا خَلَقٍ، كأَنها التی شَزَبَ قَضِیبُها، أَی ذَبَلَ، و هی الشَّزیبُ أَیضاً. و مكان شازِبٌ أَی خَشِنٌ.

شسب؛ ج1، ص: 494

: الشَّاسِبُ: لغة فی الشَّازِبِ، و هو النَّحِیف الیابِسُ من الضُّمْر، الذی قد یَبِسَ جلده علیه؛
(1). قوله [ابن الأَعرابی الشرجبان إلخ] عبارة التكملة، قال ابن الأَعرابی الشرجبانة، بالضم و قد تفتح: شجرة مشعانة إلی آخر ما هنا. (2). قوله [كالبستان إلخ] كذا هو فی التهذیب
لسان العرب، ج‌1، ص: 495
قال لبید: أَ تِیكَ أَمْ سَمْحَجٌ تَخَیَّرَهَا عِلْجٌ، تَسَرَّی نَحائِصاً شُسُبا؟ و قال أَیضاً: تَتَّقِی الأَرضَ بِدَفٍّ شاسِبٍ، و ضُلُوعٍ، تَحْتَ زَوْرٍ قد نَحَلْ و هو المَهْزُول، مثل الشَّاسِفِ، و لیس مثل الشَّازِبِ؛ قال الوَقَّافُ العُقَیْلِیُّ: فَقُلْتُ لَه: حانَ الرَّواحُ، و رُعْتُه بأَسْمَرَ مَلْوِیٍّ، من القِدِّ، شاسِبِ و الجمع شُسُبٌ. و شَسَبَ شُسُوباً و شَسُبَ. و الشَّسِیبُ: القَوْسُ.

شصب؛ ج1، ص: 495

: الشِّصْب، بالكسر: الشِّدَّةُ و الجَدْبُ، و الجمع أَشْصابٌ، و هی الشَّصِیبةُ؛ و كَسَّر كُراع الشَّصِیبةَ، الشِّدَّةَ، علی أَشصابٍ فی أَدنَی العدد، قال: و الكثیر شَصائِبُ؛ قال ابن سیدة: و هذا منه خطأٌ و اختلاط. و شَصِبَ الأَمْرُ، بالكسر: اشْتَدَّ. ابن هانئ: إِنه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إِذا أُكِّدَ النَّصِب. و شَصِبَ المَكانُ شَصَباً: أَجْدَبَ. و الشَّصِیبةُ: شِدَّةُ العیش. و عیْش شاصِبٌ و شِصْبٌ؛ و شَصِبَ عَیْشُه شَصَباً و شَصْباً، و شَصَبَ، بالفتح، یَشْصُبُ، بالضم، شُصُوباً، فهو شَصِبٌ و شاصِبٌ، و أَشْصَبَهُ اللّهُ، و أَشْصَبَ اللّهُ عَیْشَه؛ قال جریر: كِرامٌ یَأْمَنُ الجِیرانُ فِیهِمْ، إِذا شَصَبَتْ بِهِمْ إِحدی اللیالی و شَصَبَ الشَّاةَ: سَلَخَها. أَبو العباس: المَشْصُوبةُ الشاةُ المَسْمُوطَةُ. و یقال للقَصَّاب: شَصَّابٌ. و الشَّصْبُ: السَّمْطُ. و الشَّصائِبُ: عِیدانُ الرَّحْلِ، و لم یُسمع لها بواحد؛ قال أَبو زبید: و ذا شَصَائِبَ، فی أَحْنائِهِ شَمَمٌ، رِخْوَ المِلاطِ، رَبِیطاً فَوقَ صُرْصورِ و رجل شَصِیبٌ أَی غَریبٌ. اللیث: الشَّیْصَبانُ الذَّكَرُ مِن النَّمْلِ؛ و یقال: هو جُحْرُ النَّمل. الفراء عن الدُّبَیْرِیِّین: قالوا هو الشَّیْطانُ الرَّجِیمُ. و الشَّیْصَبانُ، و البَلْأَزُ، و الجَلْأَزُ، و الجَانُّ، و القازُّ، و الخَیْتَعُورُ: كلها من أَسماءِ الشیطان. و الشَّیْصَبان: أَبو حَیّ من الجِنِّ؛ قال حسان بن ثابت: و كانتِ السِّعْلاةُ لَقِیَتْه، فی بَعْضِ أَزِقَّةِ المَدینةِ، فَصَرَعَتْهُ و قَعَدَت علی صَدْرِه، و قالت له: أَنتَ الذی یأْمُل قَوْمُكَ أَن تكون شاعِرَهم؟ فقال: نَعَم؛ قالت: و اللّهِ لا یُنْجِیكَ منی إِلَّا أَن تقول ثلاثة أَبیات، علی رَوِیٍّ واحد؛ فقال حسان: إِذا ما تَرَعْرَعَ، فینا، الغُلامْ، فما إِنْ یقالُ له: مَنْ هُوَهْ؟ فقالت: ثَنِّه؛ فقال: إِذا لم یَسُدْ، قبلَ شَدِّ الإِزارْ، فذلك فِینا الذی لا هُوَهْ فقالت: ثلِّثْه؛ فقال: و لی صاحِبٌ، من بَنی الشَّیْصَبان، فَطَوْراً أَقُولُ، و طَوْراً هُوَهْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 496
هذا قول ابن الكلبی، و حكی الأَثرم فقال: أَخبرنی علماء الأَنصار، أَنَّ حَسَّانَ بن ثابت، بعد ما ضُرَّ بَصَرُه، مَرَّ بابنِ الزِّبَعْرَی، و عبدِ اللّه بن أَبی طلحة بن سهلِ بن الأَسود بن حَرام، و معه ولدُه یَقُوده، فَصاحَ به ابن الزِّبَعْرَی، بعد ما ولَّی: یا أَبا الولید، مَن هذا الغُلامُ؟ فقال حَسَّانُ بن ثابِتٍ الأَبیات.

شصلب؛ ج1، ص: 496

: شَصْلَبٌ: شَدیدٌ قوِیٌّ.

شطب؛ ج1، ص: 496

: الشَّطْبُ، من الرجال و الخَیْلِ: الطویلُ، الحَسَنُ الخَلْقِ. و جارِیةٌ شِطْبةٌ و شَطْبةٌ: طَویلةٌ، حَسَنَةٌ، تارَّةٌ، غَضَّةٌ، الكسر عن ابن جنی، قال: و الفتح أَعلی. و یقال: غُلامٌ شَطْبٌ: حَسَنُ الخَلْقِ، لیس بطویل، و لا قصیر. و رَجل مَشْطُوبٌ و مُشَطَّبٌ إِذا كان طویلًا. و فَرَسٌ شِطْبةٌ: سَبِطَةُ اللحم، و قیل: طویلة، و الكسر لغة، و لا یوصف به الذكر. و الشَّطْب، مجزوم: السَّعَف الأَخضر، الرَّطْبُ من جرید النخل، واحدته شَطْبةٌ. و‌فی حدیث أُم زرع: كَمَسَلِّ شَطْبةٍ؛ قال أَبو عبید: الشَّطْبةُ ما شُطِبَ من جَرید النخل، و هو سَعَفُه، شَبَّهته بتلك الشَّطْبة، لِنَعْمَتِه، و اعْتِدالِ شَبابِه؛ و قیل: أَرادت أَنه مَهْزول، كأَنه سَعَفَةٌ فی دِقَّتِها؛ أَرادت أَنه قلیل اللحم، دَقِیقُ الخَصْر، فشبَّهته بالشَّطْبةِ أَی موضِعُ نومِه دَقِیقٌ لنَحافَتِه؛ و قیل: أَرادت سَیْفاً سُلَّ من غِمْدِه؛ و المَسَلُّ: مصدر، بمعنی السَّلّ، أُقِیمَ مُقامَ المفعول، أَی كَمَسْلُول الشَّطْبة، یعنی ما سُلَّ من قِشره أَو غِمْده؛ و قال أَبو سعید: الشَّطْبةُ: السیفُ، أَرادت أَنه كالسَّیْفِ یُسَلُّ من غِمْده؛ كما قال العُجَیْرُ السَّلُولی یرثی أَبا الحَجناء: فتًی قُدَّ قَدَّ السَّیْفِ، لا مُتآزِفٌ، و لا رَهِلٌ لَبَّاتُه و أَباجلُه ابن الأَعرابی: الشَّطائِبُ دون الكَرانِیفِ، الواحدة شَطِیبةٌ؛ و الشَّطْبُ دون الشَّطائِب، الواحدة شَطْبةٌ. ابن السكیت: الشَّاطِبةُ التی تَعْمَلُ الحُصْر من الشَّطْب، الواحدة شَطْبة، و هی السَّعَفُ. و الشُّطُوبُ: أَن تأْخُذَ قِشْرَه الأَعلی. قال: و تَشْطُبُ و تَلْحَی واحد. و الشَّواطِبُ من النساءِ: اللواتی یَشْقُقْنَ الخُوصَ، و یَقْشُرْنَ العُسُبَ، لِیَتَّخِذْنَ منه الحُصْر، ثم یُلْقِینَها إِلی المُنَقِّیات؛ قال قیس بن الخطیم: تَری قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَی، كأَنها تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَیْدی الشَّواطِبِ تقول منه: شَطَبَتِ المَرأَةُ الجَریدَ شَطْباً شَقَّتْه، فهی شاطِبةٌ، لتعمل منه الحصر. الأَصمعی: الشَّاطِبةُ التی تَقْشُر العَسِیبَ، ثم تُلْقِیه إِلی المنَقِّیةِ، فتأْخُذ كل شی‌ء علیه بِسِكِّینها، حتی تتركه رقِیقاً، ثم تُلْقِیه المُنَقِّیةُ إِلی الشاطبة ثانیة، و هو قوله: تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَیْدی الشَّواطِبِ و شُطُوبُ السیف و شُطُبُه، بِضم الشین و الطاء، و شُطَبُه: طَرائقُه التی فی متنه، واحدته شُطْبةٌ، و شُطَبةٌ، و شِطْبةٌ. و سیف مُشَطَّبٌ و مَشْطُوبٌ: فیه شُطَبٌ. و ثوبٌ مُشَطَّبٌ: فیه طَرائقُ. و الشَّطائبُ من الناسِ و غیرهم: الفِرَقُ و الضُّرُوبُ المختلفةُ؛ قال الراعی: فهاجَ به، لمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَی، شَطائِبُ شَتَّی، من كِلابٍ و نابلِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 497
و سَیْفٌ مُشَطَّب: فیه طَرائِقُ، و ربما كانت مُرْتَفِعةً و مُنْحَدِرَةً. ابن شمیل: شُطْبةُ السیف: عَموده الناشِزُ فی متْنِه. الشَّطبةُ و الشِّطْبةُ: قِطْعةٌ من سَنام البعیر، تُقْطَع طُولًا. و كلُّ قِطْعة من ذلك أَیضاً تسمی: شَطِیبةً؛ و قیل: شَطِیبةُ اللحم الشَّرِیحةُ منه. و شَطَّبه: شَرَّحه. و یقال: شَطَبْتُ السنام و الأَدیمَ أَشْطُبه شَطْباً. أَبو زید: شُطَبُ السَّنامِ أَن تُقَطِّعَه قِدَداً، و لا تُفَصِّلَها، واحدتها شُطْبةٌ، و قالوا أَیضاً شَطِیبة، و جمعها شَطائِبُ. و كلُّ قِطْعَةِ أَدیمٍ تُقَدُّ طولًا شَطِیبةٌ. و شَطَبَ الأَدیمَ و السَّنام، یَشْطُبهما شَطْباً: قَطَعَهما. و شَطِیبةٌ مِن نَبْع یُتَّخَذُ منها القَوْسُ. و الشَّواطِبُ من النساءِ: اللواتی یَقْدُدْنَ الأَدِیمَ، بعد ما یَخْلُقْنَه. و ناقة شَطِیبةٌ: یابِسةٌ. و فَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْن و الكَفَل: انْتَبَر مَتْناه سِمَناً، و تَبایَنَتْ غُرورُه؛ و قال الجعدی: مِثلُ هِمْیانِ العَذارَی، بَطْنُه أَبْلَقُ الحقْوَینِ، مَشْطوبُ الكَفَلْ و رجل شاطِب المَحَلِّ: بعیدُه، مثل شاطِنٍ. و الانْشِطابُ: السَّیَلانُ. و المُنْشَطِبُ: السائِلُ «3» من الماءِ و غیره. و المُنْشَطِبُ السائل. و طریقٌ شاطِبٌ: مائِلٌ. و شَطَبَ عن الشی‌ءِ: عَدَلَ عنه. الأَصمعی: شَطَفَ و شَطَبَ إِذا ذَهَبَ و تباعَد. و فی النوادر: رَمْیةٌ شاطِفةٌ، و شاطِبةٌ، و صائِفةٌ إِذا زَلَّت عن المَقْتَلِ. و‌فی الحدیث: فَحَمَلَ عامِرُ بنُ رَبِیعةَ علی عامر بن الطُّفَیْلِ، فطَعَنَه، فشَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَله؛ هو من شَطَبَ، بمعنی بَعُدَ. قال إبراهیم الحَرْبیُّ: شَطَبَ الرُّمح عن مَقْتَله أَی لم یَبْلُغْه. الأَصمعی: شَطَفَ و شَطَبَ إِذا عَدَل و مالَ. أَبو الفرج: الشَّطائبُ و الشَّصائبُ الشَّدائدُ. و شَطِبٌ: جبلٌ معروف؛ قال: كأَنَّ أَقْرابَه، لمَّا عَلا شَطِباً، أَقْرابُ أَبْلَقَ، یَنْفِی الخیْلَ، رمّاحِ و فی الصحاح: شَطِیبٌ: اسم جَبَل. و رأَیت فی حواشی نسخة موثوق بها: هكذا وقع فی النسخ، و الذی أَورده الفارابی فی دیوان الأَدب، و الذی رواه ابن درید، و ابن فارس: شَطِبٌ، علی فَعِلٍ: اسم جَبل، و اللّه أَعلم.

شعب؛ ج1، ص: 497

: الشَّعْبُ: الجَمعُ، و التَّفْریقُ، و الإِصلاحُ، و الإِفْسادُ: ضدٌّ. و‌فی حدیث ابن عمر: و شَعْبٌ صَغِیرٌ من شَعْبٍ كبیرٍ‌أَی صَلاحٌ قلِیلٌ من فَسادٍ كَثِیرٍ. شَعَبَه یَشْعَبُه شَعْباً، فانْشَعَبَ، و شَعَّبَه فَتَشَعَّب؛ و أَنشد أَبو عبید لعلیّ بنِ غَدیرٍ الغَنَویِّ فی الشَّعْبِ بمعنی التَّفْریق: و إِذا رأَیتَ المرْءَ یَشْعَبُ أَمْرَهُ، شَعْبَ العَصا، و یَلِجُّ فی العِصْیانِ قال: معناه یُفَرِّقُ أَمْرَه. قال الأَصْمَعِیُّ: شَعَبَ الرَّجُلُ أَمْرَهُ إِذا شَتَّتَه
(3). قوله [و المنشطب السائل] هذه العبارة الثانیة للأَزهری و الأَولی لابن سیدة، جمع المؤلف بین عبارتیهما.لسان العرب، ج‌1، ص: 498
و فَرَّقَه. و قال ابن السِّكِّیت فی الشَّعْبِ: إِنه یكونُ بمَعْنَیَیْنِ، یكونُ إِصْلاحاً، و یكونُ تَفْریقاً. و شَعْبُ الصَّدْعِ فی الإِناءِ: إِنما هو إِصلاحُه و مُلاءَمَتُه، و نحوُ ذلك. و الشَّعْبُ: الصَّدْعُ الذی یَشْعَبُهُ الشَّعّابُ، و إِصْلاحُه أَیضاً الشَّعْبُ. و‌فی الحدیث: اتَّخَذَ مكانَ الشَّعْبِ سِلْسلةً؛ أَی مكانَ الصَّدْعِ و الشَّقِّ الذی فیه. و الشَّعَّابُ: المُلَئِّمُ، و حِرْفَتُه الشِّعابةُ. و المِشْعَبُ: المِثْقَبُ المَشْعُوبُ به. و الشَّعِیبُ: المَزادةُ المَشْعُوبةُ؛ و قیل: هی التی من أَدیمَین؛ و قیل: من أَدِمَینِ یُقابَلان، لیس فیهما فِئامٌ فی زَوایاهُما؛ و الفِئامُ فی المَزایدِ: أَن یُؤْخَذَ الأَدیمُ فیُثْنی، ثم یُزادُ فی جَوانِبِها ما یُوَسِّعُها؛ قال الراعی یَصِفُ إِبِلًا تَرعَی فی العَزیبِ: إِذا لمْ تَرُحْ، أَدَّی إِلیها مُعَجِّلٌ، شَعِیبَ أَدیمٍ، ذا فِراغَینِ مُتْرَعا یعنی ذا أَدِیمَین قُوبِلَ بینهما؛ و قیل: التی تُفْأَمُ بجِلْدٍ ثالِثٍ بین الجِلْدَین لتَتَّسِعَ؛ و قیل: هی التی من قِطْعَتَینِ، شُعِبَتْ إِحداهُما إِلی الأُخری أَی ضُمَّتْ، و قیل: هی المَخْرُوزَةُ من وَجْهینِ؛ و كلُّ ذلك من الجمعِ. و الشَّعِیبُ أَیضاً: السِّقاءُ البالی، لأَنه یُشْعَب، و جَمْعُ كلِّ ذلك شُعُبٌ. و الشَّعِیبُ، و المَزادةُ، و الراویَةُ، و السَّطیحةُ: شی‌ءٌ واحدٌ، سمی بذلك، لأَنه ضُمَّ بعضُه إِلی بعضٍ. و یقال: أَشْعَبُه فما یَنْشَعِبُ أَی فما یَلْتَئِمُ. و یُسَمَّی الرحلُ شَعِیباً؛ و منه قولُ المَرّار یَصِفُ ناقةً: إِذا هی خَرَّتْ، خَرَّ، مِن عن یمینِها، شَعِیبٌ، به إِجْمامُها و لُغُوبُها «1» یعنی الرحْل، لأَنه مَشْعوب بعضُه إِلی بعضٍ أَی مضمومٌ. و تقول: التَأَمَ شَعْبُهم إِذا اجتمعوا بعد التفَرُّقِ؛ و تَفَرَّقَ شَعْبُهم إِذا تَفَرَّقُوا بعد الاجتماعِ؛ قال الأَزهری: و هذا من عجائب كلامِهم؛ قال الطرماح: شَتَّ شَعْبُ الحیِّ بعد التِئامِ، و شَجاكَ، الیَوْمَ، رَبْعُ المُقامِ أَی شَتَّ الجمیعُ. و‌فی الحدیث: ما هذه الفُتْیا التی شَعَبْتَ بها الناسَ؟أَی فرَّقْتَهم. و المُخاطَبُ بهذا القول ابنُ عباسٍ، فی تحلیلِ المُتْعةِ، و المُخاطِبُ له بذلك رَجُلٌ من بَلْهُجَیْم. و الشَّعْبُ: الصدعُ و التَّفَرُّقُ فی الشی‌ءِ، و الجمْع شُعوبٌ. و الشُّعْبةُ: الرُّؤْبةُ، و هی قِطْعةٌ یُشْعَب بها الإِناءُ. یقال: قَصْعةٌ مُشَعَّبةٌ أَی شُعِبَتْ فی مواضِعَ منها، شُدِّدَ للكثرة. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، وَ وَصَفَتْ أَباها، رضی اللّه عنه: یَرْأَبُ شَعْبَها‌أَی یَجْمَعُ مُتَفَرِّقَ أَمْرِ الأُمّةِ و كلمَتَها؛ و قد یكونُ الشَّعْبُ بمعنی الإِصلاحِ، فی غیر هذا، و هو من الأَضْدادِ. و الشَّعْبُ: شَعْبُ الرَّأْسِ، و هو شأْنُه الذی یَضُمُّ قَبائِلَه،
(1). قوله [من عن یمینها] هكذا فی الأَصل و الجوهری و الذی فی التهذیب من عن شمالها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 499
و فی الرأْسِ أَربَعُ قَبائل؛ و أَنشد: فإِنْ أَوْدَی مُعَاوِیَةُ بنُ صَخْرٍ، فبَشِّرْ شَعْبَ رَأْسِكَ بانْصِداعِ و تقول: هما شَعْبانِ أَی مِثْلانِ. و تَشَعَّبَتْ أَغصانُ الشجرة، و انْشَعَبَتْ: انْتَشَرَت و تَفَرَّقَتْ. و الشُّعْبة من الشجر: ما تَفَرَّقَ من أَغصانها؛ قال لبید: تَسْلُبُ الكانِسَ، لم یُؤْرَ بها، شُعْبةَ الساقِ، إِذا الظّلُّ عَقَل شُعْبةُ الساقِ: غُصْنٌ من أَغصانها. و شُعَبُ الغُصْنِ: أَطرافُه المُتَفَرِّقَة، و كلُّه راجعٌ إِلی معنی الافتراقِ؛ و قیل: ما بین كلِّ غُصْنَیْن شُعْبةٌ؛ و الشُّعْبةُ، بالضم: واحدة الشُّعَبِ، و هی الأَغصانُ. و یقال: هذه عَصاً فی رأْسِها شُعْبَتانِ؛ قال الأَزهری: و سَماعی من العرب: عَصاً فی رَأْسِها شُعْبانِ، بغیر تاء. و الشُّعَبُ: الأَصابع، و الزرعُ یكونُ علی ورَقة، ثم یُشَعِّبُ. و شَعَّبَ الزرعُ، و تَشَعَّبَ: صار ذا شُعَبٍ أَی فِرَقٍ. و التَّشَعُّبُ: التفرُّق. و الانْشِعابُ مِثلُه. و انْشَعَبَ الطریقُ: تَفَرَّقَ؛ و كذلك أَغصانُ الشجرة. و انْشَعَبَ النَّهْرُ و تَشَعَّبَ: تفرَّقَتْ منه أَنهارٌ. و انْشَعَبَ به القولُ: أَخَذَ به من مَعْنًی إِلی مَعْنًی مُفارِقٍ للأَولِ؛ و قول ساعدة: هَجَرَتْ غَضُوبُ، و حُبَّ مَنْ یَتَجَنَّبُ، وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْیِكَ، تَشْعَبُ قیل: تَشْعَبُ تَصْرِفُ و تَمْنَع؛ و قیل: لا تجی‌ءُ علی القصدِ. و شُعَبُ الجبالِ: رؤُوسُها؛ و قیل: ما تفرَّقَ من رؤُوسِها. الشُّعْبةُ: دون الشِّعْبِ، و قیل: أُخَیَّة الشِّعْب، و كلتاهما یَصُبُّ من الجبل. و الشِّعْبُ: ما انْفَرَجَ بین جَبَلَینِ. و الشِّعْبُ: مَسِیلُ الماء فی بطنٍ من الأَرضِ، له حَرْفانِ مُشْرِفانِ، و عَرْضُه بَطْحةُ رجُلٍ، إِذا انْبَطَح، و قد یكون بین سَنَدَیْ جَبَلَین. و الشُّعْبةُ: صَدْعٌ فی الجبلِ، یأْوی إِلیه الطَّیرُ، و هو منه. و الشُّعْبةُ: المَسیلُ فی ارتفاعِ قَرارَةِ الرَّمْلِ. و الشُّعْبة: المَسِیلُ الصغیرُ؛ یقال: شُعْبةٌ حافِلٌ أَی مُمتلِئة سَیْلًا. و الشُعْبةُ: ما صَغُرَ عن التَّلْعة؛ و قیل: ما عَظُمَ من سَواقی الأَوْدِیةِ؛ و قیل: الشُّعْبة ما انْشَعَبَ من التَّلْعة و الوادی، أَی عَدَل عنه، و أَخَذ فی طریقٍ غیرِ طریقِه، فتِلك الشُّعْبة، و الجمع شُعَبٌ و شِعابٌ. و الشُّعْبةُ: الفِرْقة و الطائفة من الشی‌ءِ. و فی یده شُعْبةُ خیرٍ، مَثَلٌ بذلك. و یقال: اشْعَبْ لی شُعْبةً من المالِ أَی أَعْطِنی قِطعة من مالِكَ. و فی یدی شُعْبةٌ من مالٍ. و‌فی الحدیث: الحیاءُ شُعْبةٌ من الإِیمانِ‌أَی طائفةٌ منه و قِطعة؛ و إِنما جَعَلَه بعضَ الإِیمان، لأَنَّ المُسْتَحِی یَنْقَطِعُ لِحیائِه عن المعاصی، و إِن لم تكن له تَقِیَّةٌ، فصار كالإِیمانِ الذی یَقْطَعُ بینَها و بینَه. و‌فی حدیث ابن مسعود: الشَّبابُ شُعْبة من الجُنونِ، إِنما جَعَله شُعْبةً منه، لأَنَّ الجُنونَ یُزِیلُ العَقْلَ، و كذلك الشَّبابُ قد یُسْرِعُ إِلی قِلَّةِ العَقْلِ، لِما فیه من كثرةِ المَیْلِ إِلی الشَّهَوات، و الإِقْدامِ علی المَضارّ. و قوله تعالی: إِلیٰ ظِلٍّ ذِی ثَلٰاثِ شُعَبٍ؛قال ثعلب: یقال إِنَّ النارَ یومَ القیامة، تَتَفَرَّقُ إِلی ثلاثِ فِرَقٍ، فكُلَّما ذهبُوا
لسان العرب، ج‌1، ص: 500
أَن یخرُجوا إِلی موضعٍ، رَدَّتْهُم.و معنی الظِّلِّ هاهنا أَن النارَ أَظَلَّتْه، لأَنَّه لیس هناك ظِلٌّ. و شُعَبُ الفَرَسِ و أَقْطارُه: ما أَشرَفَ منه، كالعُنُقِ و المَنْسِج؛ و قیل: نواحِیه كلها؛ و قال دُكَینُ بنُ رجاء: أَشَمّ خِنْذِیذٌ، مُنِیفٌ شُعَبُهْ، یَقْتَحِمُ الفارِسَ، لو لا قَیْقَبُه الخِنْذِیذُ: الجَیِّدُ من الخَیْلِ، و قد یكون الخصِیَّ أَیضاً. و أَرادَ بقَیْقَبِه: سَرْجَه. و الشَّعْبُ: القَبیلةُ العظیمةُ؛ و قیل: الحَیُّ العظیمُ یتَشَعَّبُ من القبیلةِ؛ و قیل: هو القبیلةُ نفسُها، و الجمع شُعوبٌ. و الشَّعْبُ: أَبو القبائِلِ الذی یَنْتَسِبُون إِلیه أَی یَجْمَعُهُم و یَضُمُّهُم. و فی التنزیل: وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا.قال ابن عباس، رَضی اللّه عنه، فی ذلك: الشُّعُوبُ الجُمّاعُ، و القبائلُ البُطُونُ، بُطونُ العرب، و الشَّعْبُ ما تَشَعَّبَ من قَبائِل العرب و العجم. و كلُّ جِیلٍ شَعْبٌ؛ قال ذو الرمة: لا أَحْسِبُ الدَّهْرَ یُبْلی جِدَّةً، أَبداً، و لا تَقَسَّمُ شَعْباً واحداً، شُعَبُ و الجَمْعُ كالجَمْعِ. و نَسَب الأَزهری الاستشهادَ بهذا البیت إِلی اللیث، فقال: و شُعَبُ الدَّهْر حالاتُه، و أَنشد البیت، و فسّره فقال: أَی ظَنَنْت أَن لا یَنْقَسِمَ الأَمرُ الواحد إِلی أُمورٍ كثیرةٍ؛ ثم قال: لم یُجَوِّد اللیثُ فی تفسیر البیت، و معناه: أَنه وصفَ أَحیاءً كانوا مُجتَمِعینَ فی الربیعِ، فلما قَصَدُوا المَحاضِرَ، تَقَسَّمَتْهُم المیاه؛ و شُعَب القومِ نِیّاتُهم، فی هذا البیت، و كانت لكلِّ فِرْقَةٍ منهم نِیَّة غیرُ نِیّة الآخَرینَ، فقال: ما كنتُ أَظُنُّ أَنَّ نِیَّاتٍ مختَلِفةً تُفَرِّقُ نِیَّةً مُجْتمعةً. و ذلك أَنهم كانوا فی مُنْتَواهُمْ و مُنْتَجَعِهم مجتمعین علی نِیَّةٍ واحِدةٍ، فلما هاجَ العُشْبُ، و نَشَّتِ الغُدرانُ، توزَّعَتْهُم المَحاضِرُ، و أَعْدادُ المِیاهِ؛ فهذا معنی قوله: و لا تَقَسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَبُ و قد غَلَبَتِ الشُّعوبُ، بلفظِ الجَمْعِ، علی جِیلِ العَجَمِ، حتی قیل لمُحْتَقرِ أَمرِ العرب: شُعُوبیٌّ، أَضافوا إِلی الجمعِ لغَلَبَتِه علی الجِیلِ الواحِد، كقولِهم أَنْصاریٌّ. و الشُّعوبُ: فِرقَةٌ لا تُفَضِّلُ العَرَبَ علی العَجَم. و الشُّعوبیٌّ: الذی یُصَغِّرُ شأْنَ العَرَب، و لا یَرَی لهم فضلًا علی غیرِهم. و أَما الذی‌فی حدیث مَسْروق: أَنَّ رَجلًا من الشُّعوبِ أَسلم، فكانت تؤخذُ منه الجِزیة، فأَمرَ عُمَرُ أَن لا تؤخذَ منه، قال ابن الأَثیر: الشعوبُ هاهنا العجم، و وجهُه أَن الشَّعْبَ ما تَشَعَّبَ من قَبائِل العرب، أَو العجم، فخُصَّ بأَحَدِهِما، و یجوزُ أَن یكونَ جمعَ الشُّعوبیِّ، و هو الذی یصَغِّرُ شأْنَ العرب، كقولِهم الیهودُ و المجوسُ، فی جمع الیهودیِّ و المجوسیّ. و الشُّعَبُ: القبائِل. و حكی ابن الكلبی، عن أَبیه: الشَّعْبُ أَكبرُ من القبیلةِ، ثم الفَصیلةُ، ثم العِمارةُ، ثم البطنُ، ثم الفَخِذُ. قال الشیخ ابن بری: الصحیح فی هذا ما رَتَّبَه الزُّبَیرُ بنُ بكَّارٍ: و هو الشَّعْبُ، ثم القبیلةُ، ثم العِمارةُ، ثم البطنُ، ثم الفَخِذُ، ثم الفصیلة؛ قال أَبو أُسامة: هذه الطَّبَقات علی ترتِیب خَلْق الإِنسانِ، فالشَّعبُ أَعظمُها، مُشْتَقٌّ من شَعْبِ الرَّأْسِ، ثم القبیلةُ من قبیلةِ الرّأْسِ لاجْتماعِها، ثم العِمارةُ و هی الصَّدرُ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 501
ثم البَطنُ، ثم الفخِذُ، ثم الفصیلة، و هی الساقُ. و الشعْبُ، بالكسرِ: ما انْفَرَجَ بینَ جبلین؛ و قیل: هو الطَّریقُ فی الجَبَلِ، و الجمعُ الشِّعابُ. و فی المَثَل: شَغَلَتْ شِعابی جَدْوایَ أَی شَغَلَتْ كَثرةُ المؤُونة عَطائی عن الناسِ؛ و قیل: الشِّعْبُ مَسِیلُ الماءِ، فی بَطْنٍ منَ الأَرضِ، لهُ جُرْفانِ مُشْرِفانِ، و عَرْضُهُ بطْحَةُ رَجُلٍ. و الشُّعْبة: الفُرْقة؛ تقول: شَعَبَتْهم المنیة أَی فرَّقَتْهم، و منه سمیت المنیة شَعُوبَ، و هی معرفة لا تنصرف، و لا تدخلها الأَلف و اللام. و قیل: شَعُوبُ و الشَّعُوبُ، كِلْتاهُما المَنِیَّة، لأَنها تُفَرِّقُ؛ أَمّا قولهم فیها شَعُوبُ، بغیر لامٍ، و الشَّعوبُ باللام، فقد یمكن أَن یكونَ فی الأَصل صفةً، لأَنه، من أَمْثِلَةِ الصِّفاتِ، بمنزلة قَتُولٍ و ضَروبٍ، و إِذا كان كذلك، فاللامُ فیه بمنزلتِها فی العَبّاسِ و الحَسَنِ و الحَرِثِ؛ و یؤَكِّدُ هذا عندَكَ أَنهم قالوا فی اشْتِقاقِها، إِنها سُمِّیَتْ شَعُوبَ، لأَنها تَشْعَبُ أَی تُفَرِّقُ، و هذا المعنی یؤَكِّدُ الوَصْفِیَّةَ فیها، و هذا أَقْوی من أَن تُجْعَلَ اللام زائدةً. و مَن قال شَعُوبُ، بِلا لامٍ، خَلَصَتْ عندَه اسْماً صریحاً، و أَعْراها فی اللفظ مِن مَذْهَبِ الصفةِ، فلذلك لم یُلْزمْها اللام، كما فَعَلَ ذلك من قال عباسٌ و حَرِثٌ، إِلَّا أَنَّ روائِحَ الصفةِ فیه علی كلِّ حالٍ، و إِنْ لم تكن فیه لامٌ، أَ لا تری أَنَّ أَبا زیدٍ حَكَی أَنهم یُسَمُّونَ الخُبزَ جابِرَ بن حبَّة؟ و إِنما سَمَّوهُ بذلك، لأَنه یَجْبُر الجائِعَ؛ فقد تَرَی معنی الصِّفَةِ فیه، و إِن لم تَدْخُلْهُ اللامُ. و مِن ذلك قولهم: واسِطٌ؛ قال سیبویه: سَمَّوهُ واسِطاً، لأَنه وَسَطَ بینَ العِراقِ و البَصْرَة، فمعنی الصفة فیه، و إِن لم یكن فی لفظِه لامٌ. و شاعَبَ فلانٌ الحیاةَ، و شاعَبَتْ نَفْسُ فلانٍ أَی زَایَلَتِ الحَیاةَ و ذَهَبَت؛ قال النابغة الجعدی: و یَبْتَزُّ فیه المرءُ بَزَّ ابْنِ عَمِّهِ، رَهِیناً بِكَفَّیْ غَیْرِه، فَیُشاعِبُ یشَاعِبُ: یفَارِق أَی یُفارِقُه ابنُ عَمِّه؛ فَبزُّ ابنِ عَمِّه: سِلاحُه. یَبْتَزُّه: یأْخُذُه. و أَشْعَبَ الرجلُ إِذا ماتَ، أَو فارَقَ فِراقاً لا یَرْجِعُ. و قد شَعَبَتْه شَعُوبُ أَی المَنِیَّة، تَشْعَبُه، فَشَعَب، و انْشَعَب، و أَشْعَبَ أَی ماتَ؛ قال النابغة الجعدی: أَقَامَتْ بِهِ ما كانَ، فی الدَّارِ، أَهْلُها، و كانُوا أُناساً، مِنْ شَعُوبَ، فأَشْعَبُوا تَحَمَّلَ منْ أَمْسَی بِهَا، فَتَفَرَّقُوا فَریقَیْن، مِنْهُمْ مُصْعِدٌ و مُصَوِّبُ قال ابن بری: صَوابُ إِنْشادِه، علی ما رُوِیَ فی شعره: و كانوا شُعُوباً من أُناسٍ … أَی ممَّنْ تَلْحَقُه شَعُوبُ. و یروی: … من شُعُوب …، أَی كانوا من الناس الذین یَهْلِكُون فَهَلَكُوا. و یقال للمَیِّتِ: قد انْشَعَبَ؛ قال سَهْم الغنوی: حتی تُصادِفَ مالًا، أَو یقال فَتًی لاقَی التی تشْعَبُ الفِتْیانَ، فانْشَعَبَا و یقال: أَقَصَّتْه شَعُوب إِقْصاصاً إِذا أَشْرَفَ علی المَنِیَّة، ثم نَجَا. و‌فی حدیث طلحة: فما زِلْتُ واضِعاً رِجْلِی علی خَدِّه حتی أَزَرْتُه شَعُوبَ؛ شَعُوبُ: من أَسماءِ المَنِیَّةِ، غیرَ مَصْروفٍ، و سُمِّیَتْ شعُوبَ، لأَنَّها تُفَرِّقُ. و أَزَرْتُه: من الزیارةِ. و شَعَبَ إِلیهم فی عدد كذا: نَزَع، و فارَقَ صَحْبَهُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 502
و المَشْعَبُ: الطَّریقُ. و مَشْعَبُ الحَقِّ: طَریقُه المُفَرِّقُ بینَه و بین الباطلِ؛ قال الكمیت: و ما لِیَ، إِلَّا آلَ أَحْمَد، شِیعةٌ، و ما لِیَ، إِلَّا مَشْعَبَ الحقِّ، مَشْعَبُ و الشُّعْبةُ: ما بین القَرْنَیْنِ، لتَفْریقِها بینهما؛ و الشَّعَبُ: تَباعُدُ ما بینهما؛ و قد شَعِبَ شَعَباً، و هو أَشْعَبُ. و ظَبْیٌ أَشْعَبُ: بَیِّنُ الشَّعَب، إِذا تَفَرَّقَ قَرْناه، فتَبایَنَا بینُونةً شدیدةً، و كان ما بین قَرْنَیْه بعیداً جدّاً، و الجمع شُعْبٌ؛ قال أَبو دُوادٍ: و قُصْرَی شَنِجِ الأَنْساءِ، نَبَّاجٍ من الشُّعْبِ و تَیْسٌ أَشْعَبُ إِذا انْكَسَرَ قَرْنُه، و عَنْزٌ شَعْبَاءُ. و الشَّعَبُ أَیضاً: بُعْدُ ما بین المَنْكِبَیْنِ، و الفِعلُ كالفِعلِ. و الشاعِبانِ: المَنْكِبانِ، لتَباعُدِهِما، یَمانِیَةٌ. و‌فی الحدیث: إِذا قَعَدَ الرَّجُلُ من المرأَةِ ما بین شُعَبِها الأَرْبعِ، وَجَبَ علیه الغُسْلُ.شُعَبُها الأَرْبعُ: یَداها و رِجْلاها؛ و قیل: رِجْلاها و شُفْرا فَرْجِها؛ كَنی بذلك عن تَغْیِیبِه الحَشَفَة فی فَرْجِها. و ماءٌ شَعْبٌ: بعیدٌ، و الجمع شُعُوبٌ؛ قال: كما شَمَّرَتْ كَدْراءُ، تَسْقِی فِراخَها بعَرْدَةَ، رِفْهاً، و المیاهُ شُعُوبُ و انْشَعَبَ عنِّی فُلانٌ: تباعَدَ. و شاعَبَ صاحبَه: باعَدَه؛ قال: و سِرْتُ، و فی نَجْرانَ قلْبی مُخَلَّفٌ، و جِسْمی، ببَغْدادِ العِراقِ، مُشاعِبُ و شَعَبَه یَشْعَبُه شَعْباً إِذا صَرَفَه. و شَعَبَ اللجامُ الفَرَسَ إِذا كَفَّه؛ و أَنشد: شاحِیَ فیه و اللِّجامُ یَشْعَبُهْ و شَعْبُ الدار: بُعْدُها؛ قال قیسُ بنُ ذُرَیْحٍ: و أَعْجَلُ بالإِشْفاقِ، حتی یَشِفَّنِی، مَخافة شَعْبِ الدار، و الشَّمْلُ جامِعُ و شَعْبانُ: اسمٌ للشَّهْرِ، سُمِّیَ بذلك لتَشَعُّبِهم فیه أَی تَفَرُّقِهِم فی طَلَبِ المِیاهِ، و قیل فی الغاراتِ. و قال ثعلب: قال بعضهم إِنما سُمِّیَ شَعبانُ شَعبانَ لأَنه شَعَبَ، أَی ظَهَرَ بین شَهْرَیْ رمضانَ و رَجَبٍ، و الجمع شَعْباناتٌ، و شَعابِینُ، كرمضانَ و رَمَاضِینَ. و شَعبانُ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، تَشَعَّب منَ الیَمَنِ؛ إِلیهم یُنْسَبُ عامِرٌ الشَّعْبِیُّ، رحمه اللّه، علی طَرْحِ الزائدِ. و قیل: شَعْبٌ جبلٌ بالیَمَنِ، و هو ذُو شَعْبَیْنِ، نَزَلَه حَسَّانُ بنُ عَمْرو الحِمْیَرِیُّ وَ ولَدُه، فنُسِبوا إِلیه؛ فمن كان منهم بالكوفة، یقال لهم الشَّعْبِیُّونَ، منهم عامرُ بنُ شَراحِیلَ الشَّعْبِیُّ، و عِدادُه فی هَمْدانَ؛ و من كان منهم بالشامِ، یقالُ لهم الشَّعْبانِیُّون؛ و من كان منهم بالیَمَن، یقالُ لهم آلُ ذِی شَعْبَیْنِ، و مَن كان منهم بمصْرَ و المَغْرِبِ، یقال لهم الأُشْعُوبُ. و شَعَب البعیرُ یَشْعَبُ شَعْباً: اهْتَضَمَ الشجرَ من أَعْلاهُ. قال ثعلبٌ، قال النَّضْر: سمعتُ أَعرابیاً حِجازیّاً باعَ بعیراً له، یقولُ: أَبِیعُكَ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 503
هو یَشْبَعُ عَرْضاً و شَعْباً؛ العَرْضُ: أَن یَتَناوَلَ الشَّجَرَ من أَعْراضِه. و ما شَعَبَك عنی؟ أَی ما شَغَلَكَ؟ و الشِّعْبُ: سِمَةٌ لبَنِی مِنْقَرٍ، كهَیْئةِ المِحْجَنِ و صُورَتِه، بكسر الشین و فتحها. و قال ابن شمیل: الشِّعابُ سِمَةٌ فی الفَخِذ، فی طُولِها خَطَّانِ، یُلاقی بین طَرَفَیْهِما الأَعْلَیَیْنِ، و الأَسْفَلانِ مُتَفَرِّقانِ؛ و أَنشد: نار علَیْها سِمَةُ الغَواضِرْ: الحَلْقَتانِ و الشِّعابُ الفاجِرْ و قال أَبو علیّ فی التذكِرةِ: الشَّعْبُ وسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسفلُه، مُتَفَرِّقٌ أَعلاه. و جَمَلٌ مَشْعُوبٌ، و إِبلٌ مُشَعَّبةٌ: مَوْسُومٌ بها. و الشَّعْبُ: موضعٌ. و شُعَبَی، بضم الشین و فتح العین، مقصورٌ: اسمُ موضعٍ فی جبل طَیِّئٍ؛ قال جریر یهجو العباس بن یزید الكِنْدی: أَ عَبْداً حَلَّ، فی شُعَبَی، غَریباً؟ أَ لُؤْماً، لا أَبا لَكَ، و اغْتِرابا قال الكسائی: العرب تقولُ أَبی لكَ و شَعْبی لكَ، معناه فَدَیْتُك؛ و أَنشد: قالَتْ: رأَیتُ رَجُلًا شَعْبی لَكْ، مُرَجَّلًا، حَسِبْتُه تَرْجِیلَكْ قال: معناه رأَیتُ رجُلًا فدَیْتُك، شَبَّهتُهُ إِیَّاك. و شعبانُ: موضعٌ بالشامِ. و الأَشْعَب: قَرْیةٌ بالیَمامَةِ؛ قال النابغة الجَعْدی: فَلَیْتَ رسُولًا، له حاجةٌ إِلی الفَلَجِ العَوْدِ، فالأَشْعَبِ و شَعَبَ الأَمِیرُ رسولًا إِلی موضعِ كذا أَی أَرسَلَه. و شَعُوبُ: قَبِیلة؛ قال أَبو خِراشٍ: مَنَعْنا، مِنْ عَدِیِّ، بَنی حُنَیْفٍ، صِحابَ مُضَرِّسٍ، و ابْنَیْ شَعُوبَا فأَثْنُوا، یا بَنِی شِجْعٍ، عَلَیْنا، و حَقُّ ابْنَیْ شَعُوبٍ أَن یُثِیبا قال ابن سیدة: كذا وجدنا شَعُوبٍ مَصْروفاً فی البیت الأَخِیر، و لو لمْ یُصْرَفْ لاحْتَمل الزّحافَ. و أَشْعَبُ: اسمُ رجُلٍ كان طَمَّاعاً؛ و فی المَثَل: أَطْمَعُ من أَشْعَبَ. و شُعَیْبٌ: اسمٌ. و غَزالُ شعبانَ: ضَرْبٌ من الجَنادِب، أَو الجَخادِب. و شَعَبْعَبُ: موضع. قال الصِّمَّةُ بنُ عبدِ اللّهِ القُشَیْرِی، قال ابن بری: كثیرٌ ممن یَغْلَطُ فی الصِّمَّة فیقولُ القَسْری، و هو القُشَیْرِی لا غَیْرُ، لأَنه الصِّمَّةُ بنُ عبدِ اللّه بنِ طُفَیْلِ بن قُرَّةَ بنِ هُبَیْرةَ بن عامِر بن سَلَمةِ الخَیر بن قُشَیْرِ بن كَعبٍ:

شعصب؛ ج1، ص: 503

: الشَّعْصَبُ: العاسِی. و شَعْصَبَ: عَسَا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 504

شعنب؛ ج1، ص: 504

: الأَزهری: یقال للتَّیْسِ إِنه لمُعَنْكِبُ القَرْنِ، و هو المُلْتَوِی القَرْنِ حتی یصیرَ كأَنه حلْقةٌ. و المُشَعْنِبُ: المُسْتَقِیمُ. و قال النضر: الشَّعْنَبَةُ أَن یَسْتَقِیمَ قَرنُ الكبشِ ثم یَلْتَوِیَ علی رَأْسِهِ قبلَ أُذُنِه، قال: و یقال تَیْسٌ مُشَعْنِبُ القَرْنِ، بالعین و الغین، و الفتح و الكسر.

شغب؛ ج1، ص: 504

: الشَّغْبُ، و الشَّغَبُ، و التَّشْغِیبُ: تَهْیِیجُ الشَّرِّ، و أَنشد اللیث: و إِنی، علی ما نالَ مِنِّی بصَرْفِهِ، علی الشَّاغِبِینَ، التارِكِی الحَقِّ، مِشْغَبُ و قد شَغَبَهم و شَغَب علیهم، و الكسر فیه لُغَةٌ، و هو شَغْبُ الجُنْدِ، و لا یقال شَغَبٌ؛ و تقول منه: شَغَبْتُ علیهم، و شَغَبْت بِهِم، و شَغَبْتُهُم أَشْغَبُ شَغْباً: كُلُّه بمعنًی؛ قال لبید: و یُعابُ قائِلُهُم، و إِن لم یَشْغَبِ أَی و إِن لم یَجُرْ عن الطریقِ و القَصْدِ. شمر: شَغَبَ فلانٌ عن الطریقِ، یَشْغَبُ شَغْباً، و فلانٌ مِشْغَبٌ إِذا كان عانِداً عن الحَقِّ؛ قال الفرزدق: یَرُدُّونَ الحُلُومَ إِلی جِبالٍ، و إِن شاغَبْتَهم وجَدوا شِغابَا أَی و إِن خالَفْتَهم عن الحكم إِلی الجور، و تركِ القصد إِلی العُنودِ؛ و قال الهذلی: وعَدَتْ عَوادٍ، دون وَلْیِكَ، تَشْغَبُ أَی تَجُورُ بِكَ عن طریقك. و‌فی حدیث ابن عباس: قیل له ما هذه الفُتْیا التی شَغَبَتْ فی الناسِ؟الشَّغْبُ، بسكون الغین: تَهْیِیجُ الشَّرِّ و الفِتْنَةِ و الخِصام، و العامَّة تَفْتَحُها؛ تقولُ: شَغَبْتُهم، و بهم، و فیهم، و علیهم. و‌فی الحدیث: نهی عن المُشاغَبَةِ، أَی المُخاصَمَة و المُفاتَنَة. و یقال للأَتانِ إِذا وحِمَتْ، فاسْتَصْعَبت علی الفَحلِ: إِنها ذات شَغْبٍ و ضِغْنٍ؛ قال أَبو زید «2»، یَرْثی ابن أَخیه: كان عَنِّی یَرُدُّ دَرْؤُكَ، بعدَ اللّه، شَغْبَ المُسْتَصْعِبِ، المِرِّیدِ و أَنشد الباهلی قول العجاج: كأَنَّ، تَحْتی، ذاتَ شَغْبٍ سَمْحَجا، قَوْداءَ، لا تَحْمِلُ إِلّا مُخْدَجا قال: الشَّغْبُ الخِلافُ، أَی لا تُواتِیهِ و تَشْغَبُ علیه؛ یعنی أَتاناً سَمْحَجاً طویلةً علی وجهِ الأَرض، قَوْداءَ طویلةَ العُنُقِ؛ و قال عمرو بن قمیئة: فإِن تَشْغَبی، فالشَّغْبُ، مِنِّی، سَجِیَّةٌ، إِذا شیمنی ما یؤْت منها سجیحها «3» تَشْغَبی: أَی تُخالِفِینی و تَفْعَلی ما لا یُقامِینی أَی ما لا یُوافِقُنی؛ و أَنشد لهِمْیانَ: إِنَّ جِرانَ الجَمَلِ المُسِنِّ، یَكْسِرُ شَغْبَ النَّافِرِ، المُصِنِّ یعنی بجِران الجَمَلِ: سَوْطاً سُوِّیَ من جِرانِهِ. و الشَّغْبُ: الخِلافُ، قاله الباهلی: و شَغِبْتُ علیهم، بالكسر، أَشْغَبُ شَغَباً، لغةٌ
(2). قوله [أبو زید] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس و بعض نسخ الصحاح و فی بعضها أبو زبید. (3). قوله [إذا شیمنی إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 505
فیه ضعیفة، و شاغَبَه، فهو شَغَّابٌ، و مُشَغِّبٌ، و رجل شَغِبٌ، و مِشْغَبٌ، و مُشاغِبٌ، و ذو مَشاغِبَ، و رجل شِغَبٌّ؛ قال هِمْیانٌ: نَدْفَعُ عَنها المُترَفَ، الغُضُبَّا، ذا الخُنْزُوانِ، العَرِكَ، الشِّغَبَّا و أَبو الشَّغْبِ: كُنْیَة بعضِ الشُّعَراء. و شَغْبٌ: موضِعٌ بینَ المدینة و الشامِ. و‌فی حدیث الزهری: أَنه كان له مالٌ بِشَغْبٍ و بَدا؛ هما مَوْضِعانِ بالشام، و به «1» كان مُقام علیِّ بن عبدِ اللّهِ بنِ عباسٍ و أَولادِهِ، إِلی أَن وَصَلَت إِلیهم الخِلافة، و هو بسكونِ الغین. و شَغَبُ، بالتحریك: اسمُ امْرَأَةٍ، لا ینصَرفُ فی المعرفة.

شغزب؛ ج1، ص: 505

: الشَّغْزَبَة: الأَخْذُ بالعُنْفِ. و كلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ: شَغْزَبیٌّ. و مَنْهَلٌ شَغْزَبیٌّ: مُلْتَوٍ عَن الطَّریق؛ و قالَ العجاجُ یَصِفُ مَنْهَلًا: مُنْجَرِدٌ، أَزْوَرُ، شَغْزَبیُّ و تَشَغْزَبَتِ الرِّیحُ: التَوَتْ فی هبوبها. و الشَّغْزَبِیَّةُ: ضَرْبٌ من الحِیلَةِ فی الصِّراعِ، و هی أَن تَلْوِیَ رِجلَهُ بِرجْلِكَ؛ تقول: شَغْزَبْتُه شَغْزَبَةً، و أَخَذْتُه بالشَّغْزَبِیَّةِ؛ قال ذو الرمة: و لَبَّسَ بَین أَقْوامی، فكُلٌّ أَعَدَّ له الشَّغازِبَ، و المِحالا و قیل: الشَّغْزَبِیَّةُ و الشَغْزَبیُّ اعتِقالُ المُصارِعِ رِجْلَه بِرِجْل آخَرَ، و إِلْقاؤُه إِیَّاهُ شَزْراً، و صَرعُه إِیَّاهُ صَرعاً؛ قال: عَلَّمَنا أَخْوالُنَا، بنُو عِجِلْ، الشَّغْزَبیَّ، و اعْتِقالًا بالرِّجِلْ تقولُ: صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِیَّةً. أَبو زید: شَغْزَبَ الرَّجلُ الرَّجلَ، و شَغْرَبَهُ، بمعنی واحدٍ، و هو إِذا أَخَذَه العُقَیلَی؛ و أَنشد: بَیْنَا الفَتی یَسْعَی إِلی أُمْنِیَّهْ، یَحْسِبُ أَنَّ الدَّهْرَ سُرْجُوجِیَّهْ، عَنَّتْ لَهُ داهِیَةٌ دُهْوِیَّهْ، فاعْتَقَلَتْه عُقْلَة شَزْرِیَّهْ، لَفْتَاءَ عَنْ هَواه شَغْزَبِیَّهْ و‌فی الحدیث: حتی یكونَ شُغْزُبّاً؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه أَبو داود فی السننِ. قال الحَرْبیُّ: و الذی عِنْدی أَنه زُخْزُبّاً، و هو الذی اشْتَدَّ لحمُه و غَلُظَ، و قد تقدم فی الزای. قال الخطابی: و یحتمل أَن تكونَ الزایُ أُبْدِلَت شِیناً، و الخاءُ غَیْناً، تصحیفاً، و هذا من غریب الإِبدال. و‌فی حدیث ابن مَعْمرٍ: أَنه أَخَذَ رَجُلًا بِیَدِهِ الشَّغْزَبِیَّةَ؛ قیل: هی ضَرْبٌ من الصُّراعِ، و هو اعْتِقالُ المُصارع رِجْلَه برِجْلِ صاحِبِه، و رَمْیُه إِلی الأَرض. قال: و أَصلُ الشَّغْزَبِیَّةِ الالْتِواءُ و المَكْرُ، و كلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبیٌّ. و الشَّغْبَزُ «2»: ابن آوی.

شغنب؛ ج1، ص: 505

: الشُّغْنُوبُ: أَعالی الأَغْصانِ؛ تقول للغُصْنِ النَّاعِم: شُغْنُوبٌ و شُنْغُوبٌ، و كذلك الشُّنْغُبُ و الشُّنْغُوب. الأَزهری فی شنعبَ، بالعین المهملة: هی أَن یَسْتَقیمَ قَرْنُ الكَبْشِ، ثم یَلْتَوِیَ علی رَأْسِهِ قِبَلَ أُذُنِهِ؛ قال: و یقال تَیْسٌ مُشَعْنِب، بالعینِ و الغینِ، و الفتحِ و الكسرِ.
(1). أراد: و بالشَّغْب. (2). قوله [و الشغبز إلخ] هكذا فی الأَصل و أورده فی التهذیب فی مقلوب شغزب بالزای و قال الصواب أنه شغبر بالراء المهملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 506

شقب؛ ج1، ص: 506

: الشَّقْبُ و الشِّقْبُ: مَهْواةُ ما بینَ كلِّ جَبَلَینِ؛ و قیل: هو صَدْعٌ یكونُ فی لُهُوبِ الجبَالِ، و لُصُوبِ الأَوْدِیَةِ، دونَ الكَهْفِ، یُوكِرُ فیه الطَّیر؛ و قیل: هو كالفأْرِ أَو كالشَّقِّ فی الجبل؛ و قیل: هو مكانٌ مُطْمَئِنٌّ، إِذا أَشْرَفْتَ علیه، ذَهَب فی الأَرض، و الجمعُ: شِقابٌ، و شُقُوبٌ، و شِقَبَةٌ. التهذیب، اللیث: الشِّقْبُ مَواضِعُ، دُونَ الغِیرانِ، تكون فی لُهُوبِ الجِبالِ، و لُصُوبِ الأَوْدِیة، یُوكِرُ فیها الطَّیرُ؛ و أَنشد: فصَبَّحَتْ، و الطَّیرُ، فی شِقَابها، جُمَّة تَیَّارٍ، إِذا ظَمَا بِها الأَصمعی: الشِّقْبُ كالشَّقِّ یكونُ فی الجِبالِ، و جَمْعُه شِقَبَةٌ. و اللِّهْبُ: مَهْواةُ ما بین كلِّ جَبَلَین. و اللِّصْبُ: الشِّعْبُ الصَّغیرُ فی الجبلِ. و الشَّقَبُ و الشِّقْبُ: شَجَرٌ لَه غِصنةٌ وَ ورَقٌ، یَنْبُتُ كَنِبْتَةِ الرُّمَّانِ، وَ وَرَقُه كَوَرَقِ السِّدرِ، و جَنَاتُه كالنَّبِقِ، و فیه نَوًی، واحدَتُه شَقَبة؛ و قال أَبو حنیفة: هو شجرٌ من شجرِ الجبالِ، یَنبُتُ، فیما زَعَموا، فی شِقَبَتِها؛ و قال مرَّة: هو من عُتْقِ العِیدانِ. و الشَّوْقَبُ: الطَّویلُ من الرجالِ، و النَّعامِ، و الإِبِل. و حافِر شَوقَبٌ: واسعٌ، عن كُراعٍ. و الشَّوْقَبَانِ: خَشَبَتَا القَتَبِ، اللَّتانِ تُعَلَّقُ بهما الحِبالُ. و الشَّقَبَانُ: طائِرٌ نَبَطِیٌّ.

شقحطب؛ ج1، ص: 506

: كَبْشٌ شَقَحْطَبٌ: ذو قَرْنَینِ مُنْكَرَینِ، كأَنه شِقُّ حَطَبٍ. أَبو عمرو: الشَّقَحْطَبُ الكَبْشُ الذی له أَربعةُ قُرون. قال الأَزهری: و هذا حَرْفٌ صحیحٌ.

شكب؛ ج1، ص: 506

: التهذیب: روی بعضهم قول وِعاس «1»: و هُنَّ، معاً، قِیامٌ كالشُّكُوبِ و قال: هی الكَراكیُّ؛ و رواه بعضهم: كالشُّجُوبِ، و هی عَمَد من أَعمِدَةِ البیت. الأَزهری فی الثلاثی: و الشُّكْبانُ شِباكٌ یُسَوِّیها الحَشَّاشونَ فی البادِیة من اللِّیفِ و الخُوصِ، تُجْعَلُ لها عُرًی واسعةٌ، یَتَقَلَّدُها الحَشَّاشُ، فیَضَعُ فیها الحَشیشَ؛ و النُّونُ فی شُكْبان نونُ جَمْعٍ، و كأَنها فی الأَصل شُبْكَانٌ، فقُلِبَت إِلی الشُّكْبان؛ و فی نوادر الأَعراب: الشُّكْبانُ ثوبٌ یُعْقَدُ طَرَفاهُ من وراءِ الحِقْوَینِ، و الطَّرفانِ فی الرأْسِ، یَحُشُّ فیه الحَشَّاشُ علی الظَّهْر، و یُسَمَّی الحالَ؛ قال أَبو سلیمان الفَقْعَسِی: لمَّا رأَیتُ جَفْوَةَ الأَقارِبِ، تُقَلِّبُ الشُّقْبانَ، و هْوَ رَاكِبی، أَنتَ خَلیلٌ، فالْزَمَنَّ جانِبی و إِنما قال: و هو راكِبی، لأَنه علی ظَهرِه؛ و یقالُ له: الرِّفَلُّ، و قاله بالقاف، و هُما لُغتان: شُكْبان و شُقْبان؛ قال: و سماعی من الأَعراب شُكْبان. و الشُّكْبُ: لغة فی الشُّكْمِ، و هو الجَزاءُ؛ و قیل: العَطاءُ.

شلخب؛ ج1، ص: 506

: رجل شَلْخَبٌ: فَدْمٌ.

شنب؛ ج1، ص: 506

: الشَّنَبُ: ماءٌ و رِقَّةٌ یَجْرِی علی الثَّغْرِ؛ و قیل: رِقَّةٌ و بَرْدٌ و عُذوبةٌ فی الأَسنان؛ و قیل:
(1). قوله [قول وعاس] هكذا فی الأَصل و الذی فی التكملة و شرح القاموس أبی سهم الهذلی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 507
الشَّنَبُ نُقَطٌ بیضٌ فی الأَسنانِ؛ و قیل: هو حِدَّةُ الأَنیاب كالغَرْبِ، تَراها كالمِئْشار. شَنِبَ شَنَباً، فهو شانِبٌ و شَنیبٌ و أَشْنَبُ؛ و الأُنْثَی شَنْباءُ، بَیِّنَةُ الشَّنَبِ. و حكی سیبویه: شَمْباءُ و شُمْبٌ، علی بدلِ النون میماً، لِما یُتَوَقَّعُ من مَجی‌ءِ الباءِ من بعدِها. قال الجرمی: سمعت الأَصمعی یقولُ الشَّنَبُ بَرْدُ الفَمِ و الأَسنانِ، فقلتُ: إِنَّ أَصحابَنا یقولون هو حِدَّتُها حین تَطْلُع؛ فیُرادُ بذلك حَداثَتُها و طَراءَتُها، لأَنَّها إِذا أَتَتْ علیها السِّنون، احْتَكَّتْ، فقال: ما هو إِلّا بَرْدُها؛ و قول ذی الرمة: لَمْیاءُ، فی شَفَتَیْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، و فی اللِّثاتِ، و فی أَنْیابِها، شَنَبُ یُؤَیِّدُ قولَ الأَصمَعی، لأَنَّ اللِّثَة لا تكونُ فیها حِدَّةٌ. قال أَبو العباس: اخْتَلَفوا فی الشَّنَب، فقالت طائفةٌ: هو تَحزیزُ أَطرافِ الأَسنانِ؛ و قیل: هو صفاؤُها و نَقاؤُها؛ و قیل: هو تَفْلِیجُها؛ و قیل: هو طِیبُ نَكْهَتِها. و قال الأَصمعی: الشَّنَبُ البَرْدُ و العُذوبةُ فی الفَمِ. و قال ابن شمیل: الشَّنَبُ فی الأَسنانِ أَن تَراها مُسْتَشْرِبة شیئاً من سَوادٍ، كما تَری الشَّی‌ءَ من السَّوادِ فی البَرَدِ؛ و قال بعضهم یصف الأَسنانَ: مُنَصَّبُها حَمْشٌ، أَحَمُّ، یَزینُه عَوارِضُ، فیها شُنْبةٌ و غُروبُ و الغَرْبُ: ماءُ الأَسْنانِ. و الظَّلْم: بیاضها، كأَنه یعلوه سواد. و المَشانِبُ: الأَفْواهُ الطیِّبةُ. ابن الأَعرابی: المِشْنَبُ الغلامُ الحَدَث، المُحَدَّدُ الأَسْنانِ، المُؤَشَّرُها فَتاءً و حداثَةً. و‌فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: ضَلِیع الفَمِ أَشْنَب.الشَّنَبُ: البَیاضُ و البَریقُ، و التَّحْدیدُ فی الأَسْنانِ. و رُمَّانةٌ شَنْباءُ: إِمْلِیسِیَّةٌ و لیس فیها حَبٌّ، إِنما هی ماءٌ فی قِشْرٍ، علی خِلْقةِ الحَبِّ من غَیْرِ عَجم. قال الأَصمعی: سَأَلت رؤْبَة عن الشَّنَب، فأَخَذ حَبَّةَ رُمَّانٍ، و أَوْمَأَ إِلی بَصِیصِها. و شَنِبَ یومُنا، فهو شَنِبٌ و شانِبٌ: بَرَدَ.

شنخب؛ ج1، ص: 507

: الشُّنْخُوب: فَرْعُ الكاهِل. و الشُّنْخُوبةُ و الشُّنْخُوبُ و الشِّنْخابُ: أَعْلی الجَبَلِ. و شَناخِیبُ الجبالِ: رُؤُوسُها، واحِدتُها شُنْخُوبةٌ. الجوهری: الشُّنْخوبة و الشُّنْخوبُ و الشِّنْخابُ: واحِدُ شَناخِیبِ الجَبلِ، و هی رُؤُوسُه. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: ذَوات الشَّناخِیبِ الصُّمِّ؛ هی رؤُوسُ الجبالِ العالیة. و الشُّنْخوب: فِقْرَةُ ظَهْر البَعیر. رجلٌ شَنْخَبٌ: طویلٌ.

شنزب؛ ج1، ص: 507

: الشَّنْزَبُ: الصُّلْبُ الشدیدُ، عربیٌّ.

شنظب؛ ج1، ص: 507

: الشُّنْظُب: جُرُفٌ فیه ماءٌ؛ و فی التهذیب: كلُّ جُرُفٍ فیه ماءٌ. و الشُّنْظُبُ: الطَّویلُ الحَسَنُ الخَلْقِ. و الشُّنْظُبُ: موضعٌ بالبادیةِ.

شنعب؛ ج1، ص: 507

: الشِّنْعابُ من الرجال، كالشِّنْعافِ: و هو الطویلُ العاجزُ. و الشِّنْعابُ: رأْسُ الجَبَل، بالباءِ.

شنغب؛ ج1، ص: 507

: الشُّنْغُبُ و الشُّنْغُوب: أَعالی الأَغْصانِ؛ و أَنشد فی ترجمة شرع: تری الشَّرائع تَطْفُو فَوْقَ ظاهِرِه، مُسْتَحْضراً، ناظِراً نحْو الشَّناغِیبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 508
تقول للغُصْن الناعِمِ: شُنْغُوبٌ و شُغْنُوبٌ؛ قال الأَزهری: و رأَیتُ فی البادیة رجُلًا یُسَمَّی شُنْغُوباً، فسأَلتُ غُلاماً من بَنی كُلَیْبٍ عن مَعْنی اسْمِه، فقال: الشُّنْغُوبُ الغُصْنُ الناعِمُ الرَّطْبُ؛ و نحو ذلك قال ابن الأَعرابی. و الشُّنْغُب: الطویلُ من جمیعِ الحَیَوانِ. و الشِّنْغابُ: الطویلُ الدَّقیقُ من الأَرْشِیةِ و الأَغْصانِ و نحوها. و الشِّنْغابُ: الرِّخْوُ العاجِزُ. و الشُّنْغُوبُ: عِرْقٌ طویلٌ من الأَرض، دَقیقٌ.

شهب؛ ج1، ص: 508

: الشَّهَبُ و الشُّهْبةُ: لَونُ بَیاضٍ، یَصْدَعُه سَوادٌ فی خِلالِه؛ و أَنشد: و عَلا المَفارِقَ رَبْعُ شَیْبٍ أَشْهَبِ و العَنْبَرُ الجَیِّدُ لَوْنُه أَشْهَبُ؛ و قیل: الشُّهْبة البَیاضُ الذی غَلَبَ علی السَّوادِ. و قد شَهُبَ و شَهِبَ شُهْبةً، و اشْهَبَّ، و جاءَ فی شِعْرِ هُذیلٍ شاهِبٌ؛ قال: فَعُجِّلْتُ رَیْحانَ الجِنانِ، و عُجِّلُوا رَمَاریمَ فَوَّارٍ، من النَّارِ، شاهِبِ و فَرَسٌ أَشْهَبُ، و قدِ اشْهَبَّ اشْهِباباً، و اشْهابَّ اشْهیباباً، مثله. و أَشْهَبَ الرجلُ إِذا كان نَسْلُ خَیْلِه شُهْباً؛ هذا قولُ أَهلِ اللغة، إِلَّا أَنَّ ابن الأَعرابی قال: لیس فی الخَیْلِ شُهْبٌ. و قال أَبو عبیدة: الشُّهْبَة فی أَلوانِ الخَیْلِ، أَن تَشُقَّ مُعْظَمَ لَوْنِه شَعْرَةٌ، أَو شَعَراتٌ بِیضٌ، كُمَیْتاً كان، أَو أَشْقَرَ، أَو أَدْهَمَ. و اشْهابَّ رأْسُه و اشْتَهَب: غَلَبَ بیاضُه سوادَه؛ قال إمرؤ القیس: قالتِ الخَنْساءُ، لمَّا جِئْتُها: شابَ، بَعْدی، رَأْسُ هذا، و اشْتَهَبْ و كَتِیبةٌ شَهْباءُ: لِمَا فیها من بَیاضِ السِّلاحِ و الحدیدِ، فی حال السَّواد؛ و قیل: هی البَیْضاءُ الصافیةُ الحدیدِ. و فی التهذیب: و كتیبة شهابة «1»؛ و قیل: كَتِیبةٌ شَهْباءُ إِذا كانت عِلْیَتُها بیاضَ الحدید. و سنَةٌ شَهْباءُ إِذا كانت مُجْدِبَةً، بیضاءَ من الجَدْبِ، لا یُرَی فیها خُضْرَة؛ و قیل: الشَّهْباءُ التی لیس فیها مطرٌ، ثم البَیْضاءُ، ثم الحَمْراءُ؛ و أَنشد الجوهریُّ و غیرُه، فی فصل جحر، لزهیر بن أَبی سلمی: إِذا السَّنَة الشَّهْباءُ، بالناسِ، أَجْحَفَتْ، و نالَ كرامَ المالِ، فی الجَحْرَةِ، الأَكلُ قال ابن بری: الشَّهْباءُ البَیْضاءُ، أَی هی بَیْضاءُ لكَثْرَة الثَّلْج، و عَدَمِ النَّبات. و أَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بِهم، و أَهْلَكَتْ أَموالَهم. و قوله: و نالَ كِرامَ المالِ، یریدُ كَرائمَ الإِبِل، یعنی أَنها تُنْحَر و تُؤْكَل، لأَنهم لا یَجدُونَ لَبناً یُغْنِیهِم عن أَكْلِها. و الجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشدیدة التی تَجْحَر الناسَ فی البُیوت. و‌فی حدیث العباس، قالَ یومَ الفتحِ: یا أَهلَ مكة أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فقَدِ اسْتَبْطَنْتُمْ بأَشْهَبَ بازِلٍ؛ أَی رُمِیتُمْ بأَمْرٍ صَعْبٍ، لا طَاقةَ لَكُم به. و یومٌ أَشْهَبُ، و سَنَةٌ شَهْباءُ، و جَیْشٌ أَشْهَبُ أَی قَوِیٌّ شدیدٌ. و أَكثرُ ما یُسْتَعْمل فی الشِّدَّة و الكَراهَة؛ جعلَه بازِلًا لأَن بُزُولَ البعیر نِهایَتُه فی القُوَّة.
(1). قوله [و كتیبة شهابة] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 509
و‌فی حدیث حَلِیمَة: خَرَجْتُ فی سَنَةٍ شَهْباءَ‌أَی ذاتِ قَحْطٍ و جَدْبٍ. و الشَّهْباءُ: الأَرضُ البیضاءُ التی لا خُضْرة فیها لقِلَّة المَطَر، من الشُّهْبَة، و هی البیاضُ، فسُمِّیَت سَنَةُ الجَدْب بها؛ و قوله أَنشده ثعلبٌ: أَتانا، و قد لَفَّتْه شَهْباءُ قَرَّة، علی الرَّحْلِ، حتی المَرْءُ، فی الرَّحْلِ، جانِحُ فسَّره فقال: شَهْباءُ ریحٌ شدیدةُ البَرْدِ؛ فمن شِدّتِها هو مائِلٌ فی الرَّحْلِ. قال: و عندی أَنها رِیحُ سَنَةٍ شَهْباءَ، أَو رِیحٌ فیها بَرْدٌ و ثَلْج؛ فكأَن الریحَ بَیْضاءُ لذلك. أَبو سعید: شَهَّبَ البَرْدُ الشَّجَرَ إِذا غَیَّرَ أَلْوانَها، و شَهَّبَ الناسَ البَرْدُ. و نَصْلٌ أَشْهَبُ: بُرِدَ بَرْداً خَفِیفاً، فلم یَذْهَبْ سوادُه كله؛ حكاه أَبو حنیفة، و أَنشد: و فی الیَدِ الیُمْنَی، لمُسْتَعیرِها، شَهْباءُ، تُرْوی الرِّیشَ من بَصِیرِها یعنی أَنها تَغِلُّ فی الرَّمِیَّةِ حتی یَشْرَبَ ریشُ السَّهْمِ الدَّمَ. و فی الصحاح: النَّصْلُ الأَشْهَبُ الذی بُرِدَ فَذَهَبَ سَوادُه. و غُرَّةٌ شَهْباءُ: و هو أَن یكونَ فی غُرَّةِ الفرس شَعَر یُخالِفُ البیاضَ. و الشَّهْباءُ من المَعَزِ: نحوُ المَلْحاءِ مِن الضأْنِ. و اشْهَابَّ الزَّرْعُ: قَارَبَ الهَیْجَ فابْیَضَّ، و فی خِلالِه خُضْرةٌ قلیلةٌ. و یقال: اشْهابَّت مَشافِرُه. و الشَّهابُ: اللبنُ الضَّیَاحُ؛ و قیل اللبنُ الذی ثُلْثاهُ ماءٌ، و ثُلثُه لبنٌ، و ذلك لتَغَیُّرِ لونِه؛ و قیل الشَّهاب و الشُّهابَة، بالضَّمِّ، عن كراع: اللبنُ الرَّقِیقُ الكَثِیرُ الماءِ، و ذلك لتَغَیُّرِ لَوْنِه أَیضاً، كما قیل له الخَضارُ؛ قال الأَزهری: و سَمِعْتُ غیرَ واحِدٍ من العَرَبِ یقولُ للَّبنِ المَمْزوجِ بالماءِ: شَهابٌ، كما تَرَی، بفَتْحِ الشِّینِ. قال أَبو حاتم: هو الشُّهابَةُ، بضَمِّ الشِّین، و هو الفَضِیخُ، و الخَضارُ، و الشَّهابُ، و السَّجاجُ، و السَّجارُ «1»، و الضَّیاحُ، و السَّمارُ، كلُّه واحد. و یومٌ أَشْهَبُ: ذو رِیحٍ بارِدَةٍ؛ قال: أُراهُ لما فِیه منَ الثَّلْجِ و الصَّقیعِ و البَرْدِ. و لیلَةٌ شَهْباءُ كذلك. الأَزهری: و یوم أَشْهَبُ: ذو حَلِیتٍ و أَزیزٍ؛ و قوله أَنشده سیبویه: فِدًی، لِبَنی ذُهْلِ بنِ شَیْبانَ، ناقَتی، إِذا كانَ یومٌ ذُو كَواكِبَ، أَشْهَبُ یجوز أَن یكونَ أَشْهَبَ لبیاضِ السِّلاحِ، و أَن یكونَ أَشْهَبَ لمَكانِ الغُبارِ. و الشِّهابُ: شُعْلَةُ نارٍ ساطِعَةٌ، و الجمع شُهُبٌ و شُهْبانٌ و أَشْهَبُ «2»؛ و أَظُنُّه اسماً للجَمْعِ؛ قال: تُرِكْنا، و خَلَّی ذُو الهَوادَةِ بَیْنَنا، بأَشْهَبِ نارَیْنَا، لدَی القَوْمِ نَرْتَمِی و فی التنزیل العزیز: أَوْ آتِیكُمْ بِشِهٰابٍ قَبَسٍ؛ قال الفراء: نَوَّن عاصِمٌ و الأَعْمَشُ فِیهِما؛ قال و أَضَافه أَهلُ المَدینَةِ [بِشِهابِ قبسٍ]؛ قال: و هذا من إِضافة الشَّی‌ءِ إِلی نفسِه، كما قالوا: حَبَّةُ الخَضْراءِ، و مَسْجِدُ الجامِع، یضاف الشَّی‌ءُ إِلی نَفْسِهِ، و یُضافُ أَوائِلُها إِلی ثوانِیهَا، و هِیَ هِیَ فی المعنی. و منه قوله: إِنَّ هٰذٰا لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ.
(1). قوله [و السجار] هو هكذا فی الأَصل و شرح القاموس. (2). قوله [و أشهب] هو هكذا بفتح الهاء فی الأَصل و المحكم. و قال شارح القاموس: و أشهب، بضم الهاء، قال ابن منظور و أظنه اسماً للجمع.
لسان العرب، ج‌1، ص: 510
و روی الأَزهری عن ابن السكیت، قال: الشِّهابُ العُودُ الذی فیه نارٌ؛ قال و قال أَبو الهَیْثم: الشِّهابُ أَصْلُ خَشَبَةٍ أَو عودٍ فیها نارٌ ساطِعَة؛ و یقال لِلْكَوْكَبِ الذی یَنْقَضُّ علی أَثر الشَّیْطان باللیْلِ: شِهابٌ. قال اللّه تعالی: فَأَتْبَعَهُ شِهٰابٌ ثٰاقِبٌ. و الشُّهُبُ: النُّجومُ السَّبْعَة، المعْروفَة بالدَّراری. و‌فی حدیث اسْتِراقِ السَّمْعِ: فَرُبَّما أَدْرَكَه الشِّهابُ، قبل أَن یُلْقِیَها؛ یعنی الكَلِمَة المُسْتَرَقَة؛ و أَراد بالشِّهابِ: الذی یَنْقَضُّ باللَّیْلِ شِبْهَ الكَوكَبِ، و هو، فی الأَصل، الشُّعْلَة من النَّارِ؛ و یقال للرجُلِ الماضی فی الحرب: شِهابُ حَرْبٍ أَی ماضٍ فیها، علی التَّشْبیهِ بِالكَوْكَبِ فی مُضِیِّه، و الجمعُ شُهُبٌ و شُهْبانٌ؛ قال ذو الرمة: إِذا عَمَّ داعِیها، أَتَتْهُ بمالِكٍ، و شُهْبانِ عَمْرٍو، كلُّ شَوْهاءَ صِلْدِمِ عَمَّ داعِیها: أَی دَعا الأَبَ الأَكْبَر. و أَرادَ بشُهْبانِ عَمْرٍو: بَنی عَمْرو بنِ تَمیمٍ. و أَما بَنُو المُنْذِرِ، فإِنَّهُم یُسَمَّوْنَ الأَشاهِبَ، لجمالِهِمْ؛ قال الأَعشی: و بَنی المُنْذِرِ الأَشاهِب، بالحیرَةِ، یَمْشُونَ، غُدْوَةً، كالسُّیوفِ و الشَّوْهَبُ: القُنْفُذُ. و الشَّبَهانُ و الشَّهَبانُ: شجرٌ معروفٌ، یُشبِه الثُّمامَ؛ أَنشد المازنی: و ما أَخَذَ الدِّیوانَ، حتی تَصَعْلَكَا، زَماناً، و حَثَّ الأَشْهَبانِ غِناهُما الأَشْهَبانِ: عامانِ أَبیضانِ، لیس فیهما خُضْرَةٌ من النَّباتِ. و سَنَةٌ شَهْباءُ: كثیرة الثَّلْجِ، جَدْبةٌ؛ و الشَّهْباءُ أَمْثَلُ من البَیْضاءِ، و الحَمْراءُ أَشدُّ من البَیْضاءِ؛ و سنة غَبراءُ: لا مَطَرَ فیها؛ و قال: إِذا السَّنَةُ الشَّهْباءُ حَلَّ حَرامُها أَی حَلَّت المَیْتَةُ فیها.

شهرب؛ ج1، ص: 510

: الشَّهْرَبةُ و الشَّهْبَرةُ: العَجوزُ الكبیرة؛ قال: أُمُّ الحُلَیْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ، تَرْضی، من الشاةِ، بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ اللامُ مُقْحَمَة فی لَعَجوز، و أَدْخَلَ اللامَ فی غیرِ خَبَر إِنَّ ضرورةً، و لا یُقاسُ علیه؛ و الوجه أَن یقال: لأُمُّ الحُلَیْس عجوزٌ شَهْرَبَهْ، كما یقال: لَزَیدٌ قائِمٌ، و مثله قول الراجز: خالی لأَنتَ و مَن جَریرٌ خالُه، یَنَلِ العَلاءَ، و یُكْرِمِ الأَخْوالا قال: و هذا یحتمل أَمرین: أَحدهما أَن یكونَ أَراد لَخالی أَنْتَ، فأَخَّر اللامَ إِلی الخَبَر ضرورةً، و الآخَرُ أَن یكونَ أَرادَ لأَنْتَ خالی، فقَدَّمَ الخبر علی المبتدإِ، و إِن كانت فیه اللامُ ضرورة، و من رَوی فی البیتِ المتقدِّم شَهْبَرَه، فإِنه خطأٌ، لأَنَّ هاءَ التأْنیثِ لا تكونُ رَوِیّاً، إِلَّا إِذا كُسِرَ ما قَبْلَها. و شَیْخٌ شَهْرَبٌ، و شَیْخٌ شَهْبَرٌ، عن یعقوب. التهذیب فی الرباعی: الشَّهْرَبة الحُوَیْضُ الذی یكون أَسفلَ النخلة، و هی الشَّرَبة، فزِیدَتِ الهاءُ.

شوب؛ ج1، ص: 510

: الشَّوْبُ: الخَلْطُ. شابَ الشی‌ءَ شَوْباً: خَلَطَه. و شُبْتُه أَشُوبُه: خَلَطْتُه، فهو مَشُوبٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 511
و اشْتابَ، هو، و انْشابَ: اخْتَلَط؛ قال أَبو زبید الطائی: جادَتْ، مَنَاصِبَه، شَفَّانُ غادِیةٍ، بسُكَّرٍ، و رَحِیقٍ شیبَ، فاشْتابا و یروی: … فانْشابا، و هو أَذْهَبُ فی بابِ المُطاوَعَة. و الشَّوْبُ و الشِّیابُ: الخَلْطُ؛ قال أَبو ذُؤَیْب: و أَطْیِبْ براحِ الشامِ، جاءَتْ سَبیئَةً، مُعَتَّقَةً، صِرْفاً، و تِلكَ شِیابُها و الروایة المعروفة: فأَطْیِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً، و هذه مُعَتَّقَةٌ، صَهْباءُ، و هْیَ شِیابُها «3» قال: هكذا أَنشده أَبو حنیفة، و قد خلَّط فی الروایة. و قوله تعالی: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَیْهٰا لَشَوْباً مِنْ حَمِیمٍ؛ أَی لَخَلْطاً و مِزاجاً؛ یقال للمُخَلِّطِ فی القولِ أَو العَمَلِ: هو یَشُوبُ و یَرُوبُ. أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعی عن المَشاوِبِ، و هی الغُلُفُ، فقال: یقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ، علی مُفاعَل، لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ، و صُفْرةٍ، و خُضْرَةٍ؛ قال أَبو حاتم: یجوزُ أَنْ یُجْمَع المُشاوَبُ علی مَشاوِبَ. و المُشاوَبُ، بضم المیم و فتحِ الواوِ: غِلافُ القارورة لأَنَّ فیه أَلواناً مختلفةً. و الشِّیابُ: اسمُ ما یُمْزَجُ. و سَقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ؛ الذَّوْبُ: العَسَلُ؛ و الشَّوْبُ: ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ. و حكی ابنُ الأَعرابی: ما عندی شَوْبٌ و لا رَوْبٌ؛ فالشَّوْبُ العَسَل، و الرَّوْبُ اللَّبنُ الرَّائبُ؛ و قیل: الشَّوْبُ العَسَلُ، و الرَّوْبُ اللَّبَنُ، من غیرِ أَن یُحَدَّا؛ و قیل: لا مَرَقٌ و لا لَبَنٌ. و یقال: سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب، فالشَّوْبُ اللبنُ، و الذَّوْبُ العَسَل، قاله ابن درید. الفراء: شابَ إِذا خانَ، و باشَ إِذا خَلَطَ. الأَصمعی، فی باب إِصابةِ الرجلِ فی مَنْطِقِه مَرَّة، و إِخطائِه أُخْری: هو یَشُوبُ و یَرُوبُ. أَبو سعید: یقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل: قد شابَ عنه و رابَ، إِذا كَسِلَ. قال: و التَّشْوِیبُ أَن یَنْضَحَ نَضْحاً غیرَ مُبالَغٍ فیه، فمعنی قولهم: هو یشُوبُ و یَرُوبُ أَی یُدَافِعُ مُدَافَعَة غیرَ مُبالَغٍ فیها، و مَرَّة یَكْسَلُ فلا یُدافِعُ البَتَّة. قال غیرُه: یَشُوبُ من شَوْبِ اللَّبنِ، و هو خَلْطُه بالماءِ و مَذْقُه؛ و یَرُوبُ أَرادَ أَن یقول یُرَوِّب أَی یَجْعلُه رائِباً خاثِراً، لا شَوْبَ فیه، فأَتْبَع یَرُوبُ یَشُوبُ لازْدواجِ الكلام، كما قالوا: هو یَأْتیه الغَدایا و العَشایا، و الغَدایا لیس بِجمْعٍ للغَداة، فجاءَ بها علی وَزْنِ العَشایا. أَبو سعید: العرب تقول: رأَیْتُ فُلاناً الیومَ یَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم شیئاً من دِفاعٍ. قال: و لیس قولُهم هو یَشُوبُ و یَرُوبُ من اللَّبنِ، و لكن معناه رجلٌ یَرُوبُ أَحیاناً، فلا یتَحَرَّك و لا یَنْبَعِث، و أَحیاناً یَنْبَعِثُ فیَشُوبُ عن نفسِه، غیرَ مُبالغٍ فیه. ابن الأَعرابی: شابَ إِذا كَذَب، و شابَ: خَدَع فی بَیْعٍ أَو شِراءٍ. ابن الأَعرابی: شابَ یَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ؛ و منه الخَبرُ: لا شَوْبَ و لا رَوْبَ أَی لا غِشَّ و لا تَخْلِیطَ فی بَیعٍ أَو شِراءٍ. و أَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ، و الرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ، لخَلْطِه بالماءِ. و یقال للمُخَلِّط فی كلامه: هو یَشُوبُ و یرُوبُ. و قیل: معنی لا شَوْبَ و لا رَوْبَ أَنَّكَ
(3). قوله [و هذه معتقة إلخ] هكذا فی الأَصل و فی بعض نسخ المحكم: و هاده معتقة إلخ بالنصب مفعولًا لهاده.
لسان العرب، ج‌1، ص: 512
بری‌ءٌ من هذه السِّلْعَة. و رُوِی عنه «1» أَنه قال: معنی قولهم: لا شَوْبَ و لا رَوْبَ فی البَیْعِ و الشِّراءِ فی السِّلْعَةِ تَبِیعُها أَی إَنَّكَ بَری‌ءٌ من عَیْبِها. و‌فی الحدیث: یَشْهَدُ بَیْعَكُم الحَلْفُ و اللَّغْوُ، فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ؛ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لمَا یَجْرِی بَینهُم من الكَذِب و الرِّبا، و الزِّیادَةِ و النُّقْصانِ فی القولِ، لتكُونَ كَفَّارةً لذلك؛ و قولُ سُلَیْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِی: سَیَكْفِیكَ، صَرْبَ القَوْمِ، لَحْمٌ مُعَرَّصٌ، و ماءُ قُدُورٍ، فی القِصاعِ، مَشِیبُ إِنما بناهُ علی شِیب الذی لم یُسَمَّ فاعِلُه أَی مَخْلُوط بالتَّوابِلِ و الصِّباغِ. و الصَّرْبُ: اللبنُ الحامِضُ. و مُعَرَّصٌ: مُلْقًی فی العَرْصَةِ لیَجِفَّ، و یروی مُغَرَّضٌ أَی طَرِیٌّ؛ و یروی مُعَرَّضٌ أَی لم یَنْضَجْ بعدُ، و هو المُلَهْوَجُ. و فی المثل: هو یَشُوبُ و یَرُوبُ، یُضرب مَثَلًا لمَنْ یَخْلِطُ فی القولِ و العَمَلِ. و فی فلان شَوْبَة أَی خَدِیعةٌ، و فی فلان ذَوْبَة أَی حَمْقَةٌ ظاهِرةٌ. و اسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِیِّینَ الشَّوْبَ فی الحركاتِ، فقال: أَمَّا الفَتْحَة المَشُوبَة بالكسرةِ، فالفَتْحة التی قبل الإِمالةِ، نحو فَتْحة عَین عَابِدٍ و عَارِفٍ؛ قال: و ذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هی أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة، فتُمِیلَ الأَلِفَ نحوَ الیاء، لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ، فكما أَنَّ الحركَةَ لیست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ، كذلك الأَلِفُ التی بعدَها لیست أَلِفاً مَحْضَةً، و هذا هو القیاسُ، لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة، فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة، فكذلك الأَلِفُ اللَّاحقة لَها. و الشَّوْبُ: القِطْعَة من العَجِینِ. و باتَتِ المَرْأَةُ بلَیْلَةِ شَیْباءَ؛ قیل: إِنَّ الیاءَ فیها مُعاقِبَة، و إِنما هو من الواوِ، لأَنَّ ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ. و الشَّائِبَة: واحِدة الشَّوائِبِ، و هیَ الأَقْذَارُ و الأَدْناسُ. و شَیْبانُ: قَبیلَة؛ قیل یاؤُه بدَلٌ من الوَاوِ، لقَولِهِم الشَّوابِنَة. و شَابَةُ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ، و سنذكره فی الیاءِ، لأَنَّ هذه الأَلف تكون منقَلِبة عن یاءٍ و عن واوٍ، لأَنّ فی الكلامِ ش و ب، و فیه ش ی ب، و لو جُهِل انْقِلابُ هذه الأَلِف لَحُمِلَتْ علی الواوِ، لأَنَّ الأَلِف هاهنا عَین، و انْقلابُ الأَلِفِ إِذا كانت عَیْناً عن الواوِ أَكثر من انقلابِها عن الیاءِ؛ قال: و ضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ، حَنْظَل شَابَةَ، یَجْنی هَبِیدا

شوشب؛ ج1، ص: 512

: قال فی ترجمة فَوْلَفٍ: و مما جاءَ علی بِناءِ فَوْلَفٍ شَوْشَبٌ: اسمٌ للعَقْرَبِ.

شیب؛ ج1، ص: 512

: الشَّیْبُ: مَعْرُوفٌ، قَلِیلُه و كَثِیرُه بَیاضُ الشَّعَر، و المَشِیبُ مِثْلُه، و رُبَّما سُمِّیَ الشَّعَرُ نَفْسُه شیْباً. شَابَ یَشِیبُ شَیْباً، و مَشِیباً و شَیبةً، و هو أَشْیَبُ، علی غیرِ قیاسٍ، لأَنَّ هذا النعت إِنما یكونُ من باب فَعِلَ یَفعَلُ، و لا فَعْلاءَ له. قیلَ: الشَّیْبُ بیاضُ الشَّعَر. و یقال: عَلاهُ الشَّیْبُ. و یقال: رَجلٌ أَشْیَبُ، و لا یقال: امْرَأَةٌ شَیْباءُ، لا تُنْعَتُ به المَرْأَةُ، اكْتَفوا بالشَّمْطاءِ عَن الشَّیْباءِ، و قد یقال: شَابَ رَأْسُها. و المَشِیبُ: دُخُولُ الرَّجُلِ فی حَدِّ الشَّیْبِ من
(1). قوله [و روی عنه] أی عن ابن الأَعرابی فی عبارة التهذیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 513
الرِّجالِ؛ قال ابن السكیت فی قول عَدِیّ: تَصْبُو، و أَنَّی لَكَ التَّصابی؟ و الرأْسُ قَدْ شابَهُ المَشِیبُ یعنی بَیَّضَه المَشِیبُ، و لیس معناه خَالَطَه؛ قال ابن برّی: هذا البیتُ زَعَم الجوهری أَنه لعَدِیٍّ، و هو لعَبِیدِ بنِ الأَبرَصِ؛ و قول الشاعر: قَدْ رابَه، و لِمِثْلِ ذلِكَ رَابَهُ، وَقَعَ المَشِیبُ عَلی السَّوادِ، فشَابَهُ أَی بَیَّضَ مُسْوَدَّه. و الأَشْیَبُ: المُبْیَضُّ الرأْس. شَیَّبَه الحُزْنُ، و شَیَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه، و برأْسِهِ، و أشابَ رَأْسَه و بِرَأْسِه، و قَوْمٌ شِیبٌ، و یجوز فی الشِّعر شُیُبٌ، علی التَّمامِ؛ هذا قولُ أَهلِ اللغة. قال ابن سیدة: و عِندِی أَنَّ شُیُباً إِنما هو جمعُ شَائِبٍ، كما قالوا بازِلٌ و بُزُلٌ، أَو جمع شَیُوبٍ، علی لُغةِ الحجازیِّین، كما قالوا دُجاجَةٌ بَیُوضٌ، و دُجاجٌ بُیُضٌ؛ و قول الرائد: وجَدْتُ عُشْباً و تَعَاشِیب، و كَمْأَةً شِیب، إِنما یعنی به البِیضَ الكِبارَ. و الشِّیبُ: جمعُ أَشْیَبَ. و الشِّیبُ: الجِبالُ یَسْقُطُ علیها الثَّلْجُ، فتَشِیبُ به؛ و قول عَدِیِّ بنِ زید: أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ، بَاتَ فیهِ بَوارِقُ، یَرْتَقِینَ رُؤُوسَ شِیبِ و قال بعضهم: الشِّیبُ هاهنا سَحائِبُ بیضٌ، واحِدُها أَشْیَبُ؛ و قیل: هِیَ جِبالٌ مُبْیَضَّةٌ منَ الثَّلْجِ، أَو مِنَ الغُبارِ؛ و قیل: شِیبٌ اسمُ جَبَلٍ، ذكره الكُمَیْت، فقال: و ما فُدُرٌ عَواقِلُ أَحْرَزَتْها عَمَایة، أَوْ تَضَمَّنَهُنَّ شِیبُ و شَیْبٌ شائِبٌ: أَرادُوا به المبالغةَ علی حَدِّ قَوْلِهِم: شِعْرٌ شاعِرٌ، و لا فِعْلَ له. وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً، نَصْبٌ علی التَّمْییز؛ و قیل علی المصدر، لأَنه حین قال: اشْتَعَلَ كأَنه قال شابَ فقال شَیْباً. و أَشابَ الرَّجُلُ: شابَ وَلَدُه، و كانت العرب تقولُ للبِكْرِ إِذا زُفَّتْ إِلی زَوْجِها، فدَخَلَ بها و لم یَفْتَرِعْها لیلةَ زِفافِها: باتت بلَیلةِ حُرَّةٍ؛ و إِن افْتَرَعَها تلك اللیلة، قالوا: باتَتْ بلَیلَةِ شَیْباءَ؛ و قال عُرْوةُ بنُ الوَرْد: كلَیْلَةِ شَیْباءَ، التی لَسْتُ ناسِیاً، و لَیْلَتِنا، إِذْ مَنَّ، ما مَنَّ، قَرْمَلُ فكنت كلیلةِ الشَّیْباءِ، هَمَّتْ بِمَنْعِ الشَّكْرِ، أَتْأَمَها القَبِیلُ و قیل: یاءُ شَیْباءَ بَدلٌ من واوٍ، لأَنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأَةِ، غیرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهم قالوا بلیلةِ شَوْباءَ؛ جَعَلوا هذا بَدلًا لازِماً كعِیدٍ و أَعیادٍ. و لیلةُ شَیْباءَ: آخِرُ لیلةٍ من الشهرِ، و یومٌ أَشْیَبُ شَیْبان: فیه غَیْمٌ و صُرَّادٌ و بَرْدٌ. و شِیبانُ و مِلْحانُ: شَهْرا قِماحٍ، و هما أَشدُّ شهورِ الشِّتاءِ بَرْداً، و هما اللَّذان یقولُ مَن لا یَعْرِفُهما: كانونٌ و كانُونُ؛ قال الكمیت: إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ غُبْراً جُنُوبُها بشِیبانَ، أَو مِلْحانَ، و الیَوْمُ أَشْهَبُ أَی من الثَّلْج؛ هكذا رواه ابن سَلَمة، بكسر الشینِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 514
و المیم، و إِنما سُمِّیا بذلك لابْیضاضِ الأَرض بما علیها من الثَّلْج و الصَّقیعِ، و هما عند طلوعِ العَقْرَبِ و النَّسْرِ؛ و قول ساعدة: شابَ الغُرابُ، و لا فُؤَادُكَ تارِكٌ ذِكْرَ الغَضُوبِ، و لا عِتابُك یُعْتَبُ أَراد: طالَ علیك الأَمرُ حتی كان ما لا یكون أَبداً، و هو شَیْبُ الغُرابِ. و شَیبانُ: قَبِیلةٌ، و هم الشَّیَابِنة. و شَیْبانُ: حیٌّ من بَكْرٍ، و هما شَیْبانانِ: أَحدهما شَیْبانُ بنُ ثَعْلَبة بنِ عُكابةَ بنِ صَعْبِ بنِ علی بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ، و الآخَر شیبانُ بنُ ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبة بنِ عُكابة. و شَیْبةُ: اسمُ رَجُلٍ، مِفْتاحُ الكَعْبةِ فی وَلَده، و هو شیبةُ بنُ عثمانَ بنِ طلحة بن عبدِ الدار بن قُصَیٍّ. و الشِّیبُ، بالكسر، حكایة صَوْتِ مَشافِرِ الإِبِل عند الشُّرْبِ. قال ذو الرمة وَ وَصَفَ إِبِلًا تَشْرَبُ فی حَوْضٍ متثَلِّمٍ، و أَصواتُ مَشافِرِها شِیبْ شِیبْ: تَدَاعَیْنَ، باسمِ الشِّیبِ، فی مُتَثَلِّمٍ، جَوانِبُه من بَصْرةٍ و سِلامِ و شِیبا السَّوْط: سَیْرانِ فی رأْسِه، و شِیبُ السَّوْطِ: معروف؛ عربی صحیح. و شِیبٌ و الشِّیبُ، و شابةُ: جَبَلان معروفان؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ، بَینَ تُضارعٍ و شابةَ، بَرْكٌ، مِن جُذَامَ، لَبِیجُ و فی الصحاح: شابةُ، فی شِعْرِ أَبی ذُؤَیْبٍ: اسمُ جَبَلٍ بِنَجْدٍ، و قد یجوز أَن تكونَ أَلِفُ شابةَ مُنْقَلبةً عن واوٍ لأَنَّ فی الكلام ش و ب كما أَن فیه ش ی ب. التهذیب: شابةُ اسمُ جبلٍ بناحیةِ الحِجاز، و اللّه، سبحانه، أَعلم.

فصل الصاد المهملة؛ ج1، ص: 514

صأب؛ ج1، ص: 514

: صَئِبَ من الشَّراب صأَباً: رَوِیَ و امتَلأَ، و أَكثر من شرب الماء. و صَئِبَ من الماءِ إِذا أَكثر شربه، فهو رجل مِصْأَبٌ، علی مِفْعَل. و الصُّؤَابُ و الصُّؤَابة، بالهمز: بیض البرغوث و القمل، و جمع الصؤَاب صِئبان؛ قال جریر: كثیرة صِئْبانِ النِّطاقِ كأَنها، إِذا رَشَحَتْ منها المعابِنُ، كِیرُ و فی الصحاح: الصُّؤَابة، بالهمز، بیضَةُ القملة، و الجمع الصُّؤَاب و الصِّئبان؛ و قد غَلِطَ یعقوب فی قوله: و لا تقل صئبان. و قد صَئِبَ رأْسُه، و أَصْأَبَ أَیضاً، إِذا كثر صِئْبانُه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یا ربِّ أَوجِدْنی صُؤَاباً حَیَّا، فما أَرَی الطَّیَّارَ یُغْنی شَیَّا أَی أَوجدنی كالصؤَاب من الذهب، و عنی بالحی الصحیح الذی لیس بِمُرْفَتٍّ و لا مُنْفَتٍّ، و الطَّیَّارُ: ما طارت به الریح من دقیق الذهب. أَبو عبید: الصِّئْبانُ ما یتحبب من الجلید كاللؤلؤ الصِّغار؛ و أَنشد: فأَضحَی، و صِئْبانُ الصَّقیع كأَنه جُمانٌ، بضاحی متْنِه، یَتَحدَّرُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 515‌

صبب؛ ج1، ص: 515

: صبَّ الماءَ و نحوه یَصُبُّه صبّاً فَصُبَّ و انْصَبَّ و تَصَبَّبَ: أَراقه، و صَبَبْتُ الماءَ: سَكَبْتُه. و یقال: صَبَبْتُ لفلان ماءً فی القَدَح لیشربه، و اصْطَبَبْتُ لنفسی ماءً من القِربة لأَشْرَبه، و اصْطَبَبْتُ لنفسی قدحاً. و‌فی الحدیث: فقام إِلی شَجْبٍ فاصطَبَّ منه الماءَ؛ هو افتعل من الصَّبِّ أَی أَخذه لنفسه. و تاءُ الافتعال مع الصاد تقلب طاء لیَسْهُل النطق بها، و هما من حروف الإِطباق. و قال أَعرابی: اصطَبَبْتُ من المَزادة ماءً أَی أَخذته لنفسی، و قد صَبَبْتُ الماء فاصطَبَّ بمعنی انصَبَّ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لَیتَ بُنیِّی قد سعی و شبَّا، و مَنَعَ القِرْبَةَ أَن تَصْطَبَّا و قال أَبو عبیدة نحوه. و قال هی جمع صَبوبٍ أَو صابٍّ «1». قال الأَزهری و قال غیره: لا یكون صَبٌّ جمعاً لصابّ أَو صَبوب، إِنما جمع صَبوب أَو صابٍّ: صُبُبٌ، كما یقال: شاة عَزُوز و عُزُز و جَدُودٌ و جُدُد. و‌فی حدیث بَرِیرَةَ: إِن أَحَبَّ أَهْلُكِ أَن أَصُبَّ لهم ثَمَنَكِ صَبَّةً واحدة‌أَی دَفعَة واحدة، مِن صَبَّ الماء یَصُبُّه صبّاً إِذا أَفرغه. و منه‌صفة علیّ لأَبی بكر، علیهما السلام، حین مات: كنتَ علی الكافرین عذاباً صَبّاً؛ هو مصدر بمعنی الفاعل أَو المفعول. و من كلامهم: تَصَبَّبْتُ عَرَقاً أَی تَصَبَّبَ عَرَقی، فنقل الفعل فصار فی اللفظ لَیٌّ، فخرج الفاعل فی الأَصل ممیزاً. و لا یجوز: عَرَقاً تصبب، لأَنَّ هذا الممیِّز هو الفاعل فی المعنی، فكما لا یجوز تقدیم الفاعل علی الفعل، كذلك لا یجوز تقدیم الممیز إِذا كان هو الفاعل فی المعنی علی الفعل؛ هذا قول ابن جنی. و ماءٌ صَبٌّ، كقولك: ماءٌ سَكْبٌ و ماءٌ غَوْر؛ قال دكین بن رجاء: تَنْضَحُ ذِفْراهُ بماءٍ صَبِّ، مِثْلِ الكُحَیْلِ، أَو عَقِیدِ الرُّبِّ و الكُحَیْلُ: هو النِّفْط الذی یطلی به الإِبلُ الجَربی. و اصطَبَّ الماءَ: اتَّخذه لنفسه، علی ما یجی‌ء علیه عامة هذا النحو، حكاه سیبویه. و الماءُ یَنْصَبُّ من الجبل، و یَتَصَبَّبُ من الجبل أَی یَتَحَدَّر. و الصُبَّة: ما صُبَّ من طعام و غیره مجتمعاً، و ربما سُمِّیَ الصُّبَّ، بغیر هاء. و الصُّبَّة: السُّفرة لأَن الطعام یُصَبُّ فیها؛ و قیل: هی شبه السُّفْرة. و‌فی حدیث واثلَةَ بن الأَسْقَع فی غزوة تَبُوك: فخرجت مع خیر صاحب زادی فی صُبَّتی‌و رویت صِنَّتی، بالنون، و هما سواء. قال ابن الأَثیر: الصُّبَّة الجماعة من الناس؛ و قیل: هی شی‌ء یشبه السُّفْرة. قال یزید: كنت آكل مع الرفقة الذین صحبتهم، و فی السُّفْرة التی كانوا یأْكلون منها. قال: و قیل إِنما هی الصِّنَّة، بالنون، و هی، بالكسر و الفتح، شبه السَّلَّة، یوضع فیها الطعام. و‌فی الحدیث: لَتَسْمَعُ آیةً خیرٌ من صَبیبٍ ذَهباً؛ قیل: هو ذهب كثیر مصْبُوب غیر معدود؛ و قیل: هو فعیل بمعنی مفعول؛ و قیل: یُحتمل أَن یكون اسم جبل، كما‌قال فی حدیث آخر: خَیر من صَبیرٍ ذهباً.و الصُّبَّة: القِطْعة من الإِبل و الشاء، و هی القطعة من الخیل، و الصِّرمة من الإِبل، و الصُّبَّة، بالضم، من الخیل كالسُّرْبَة؛ قال:
(1). قوله [و قال هی جمع صبوب أو صاب] كذا بالنسخ و فیه سقط ظاهر، ففی شرح القاموس ما نصه و فی لسان العرب عن أَبی عبیدة و قد یكون الصب جمع صبوب أو صاب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 516
صُبَّةٌ، كالیمام، تَهْوِی سِراعاً، و عَدِیٌّ كمِثْلِ شِبْهِ المَضِیق و الأَسْیَق صُبَبٌ كالیمام، إِلّا أَنه آثر إتمام الجزء علی الخبن، لأَن الشعراء یختارون مثل هذا؛ و إِلّا فمقابلة الجمع بالجمع أَشكل. و الیمام: طائر. و الصُّبَّة من الإِبل و الغنم: ما بین العشرین إِلی الثلاثین و الأَربعین؛ و قیل: ما بین العشرة إِلی الأَربعین. و فی الصحاح عن أَبی زید: الصُّبَّة من المعز ما بین العشرة إِلی الأَربعین؛ و قیل: هی من الإِبل ما دون المائة، كالفِرْق من الغنم، فی قول من جعل الفِرْقَ ما دون المائة. و الفِزْرُ من الضأْنِ: مِثلُ الصُّبَّة من المِعْزَی؛ و الصِّدْعَةُ نحوها، و قد یقال فی الإِبل. و الصُّبَّة: الجماعة من الناس. و‌فی حدیث شقیق، قال لإبراهیم التیمیّ: أَ لم أُنَبَّأْ أَنكم صُبَّتان؟صُبَّتان أَی جماعتان جماعتان. و‌فی الحدیث: أَلا هلْ عسی أَحد منكم أَن یَتَّخِذ الصُّبَّة من الغنم؟أَی جماعة منها، تشبیهاً بجماعة الناس. قال ابن الأَثیر: و قد اختُلِف فی عدّها فقیل: ما بین العشرین إِلی الأَربعین من الضأْن و المعز، و قیل: من المعز خاصة، و قیل: نحو الخمسین، و قیل: ما بین الستین إِلی السبعین. قال: و الصُّبَّة من الإِبل نحو خمس أَو ست. و‌فی حدیث ابن عمر: اشتریت صُبَّة من غنم.و علیه صُبَّة من مال أَی قلیل. و الصُّبَّة و الصُّبَابة، بالضم: بقیة الماء و اللبن و غیرهما تبقی فی الإِناء و السقاء؛ قال الأَخطل فی الصبابة: جاد القِلالُ له بذاتِ صُبابةٍ، حمراءَ، مِثلِ شَخِیبَةِ الأَوداجِ الفراء: الصُّبَّة و الشَّول و الغرض «2»: الماء القلیل. و تصابَبْت الماء إِذا شربت صُبابته. و قد اصطَبَّها و تَصَبَّبَها و تَصابَّها. قال الأَخطلُ، و نسبه الأَزهریّ للشماخ: لَقَوْمٌ، تَصابَبْتُ المعِیشَةَ بعدَهم، أَعزُّ علینا من عِفاءٍ تَغَیَّرا جعله للمعیشة «3» صُباباً، و هو علی المثل؛ أَی فَقْدُ من كنت معه أَشدُّ علیَّ من ابیضاض شعری. قال الأَزهری: شبه ما بقی من العیش ببقیة الشراب یَتَمَزَّزُه و یَتَصابُّه. و‌فی حدیث عتبة بن غَزوان أَنه خطب الناس، فقال: أَلا إِنَّ الدنیا قد آذَنَتْ بِصَرْم و ولَّتْ حَذَّاء، فلم یَبْقَ منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابَة الإِناءِ؛ حَذَّاء أَی مُسرِعة. و قال أَبو عبید: الصبابة البَقِیَّة الیسیرة تبقی فی الإِناءِ من الشراب، فإِذا شربها الرجل قال تَصابَبْتُها؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: و لَیْلٍ، هَدَیْتُ به فِتْیَةً، سُقُوا بِصُبابِ الكَرَی الأَغْید قال: قد یجوز أَنه أَراد بصُبابة الكَرَی فحذف الهاء؛ كما قال الهذلی: أَلا لیتَ شِعْری هل تَنَظَّرَ خالدٌ عِیادی علی الهِجْرانِ، أَم هو بائسُ؟ و قد یجوز أَن یجعله جمع صُبابة، فیكون من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاءِ كشعیرة و شعیر. و لما استعار السقی للكری، استعار الصُّبابة له أَیضاً، و كل ذلك علی المثل. و یقال: قد تَصابَّ فلان
(2). قوله [و الغرض] كذا بالنسخ التی بأیدینا و شرح القاموس و لعل الصواب البرض بموحدة مفتوحة فراء ساكنة. (3). و قوله [جعله للمعیشة إلخ] كذا بالنسخ و شرح القاموس و لعل الأَحسن جعل للمعیشة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 517
المعِیشَةَ بعد فلان أَی عاش. و قد تَصابَبْتهم أَجمعین إِلا واحداً. و مضت صُبَّة من اللیل أَی طائفة. و‌فی الحدیث أَنه ذكر فتناً فقال: لَتَعُودُنَّ فیها أَسَاوِدَ صُبّاً، یضْرِبُ بعضُكم رِقابَ بعض.و الأَساود: الحیَّات. و قوله صُبّاً، قال الزهری، و هو راوی الحدیث: هو من الصَّبِّ. قال: و الحیة إِذا أَراد النَّهْش ارتفع ثم صَبَّ علی الملدوغ؛ و یروی صُبَّی بوزن حُبْلی. قال الأَزهری: قوله أَساوِدَ صُبّاً جمع صَبُوب و صَبِب، فحذفوا حركة الباء الأُولی و أَدغموها فی الباءِ الثانیة فقیل صَبٌّ، كما قالوا: رجل صَبٌّ، و الأَصل صَبِبٌ، فأَسقطوا حركة الباء و أَدغموها، فقیل صَبٌّ كما قال؛ قاله ابن الأَنباری، قال: و هذا القول فی تفسیر الحدیث. و قد قاله الزهری، و صح عن أَبی عبید و ابن الأَعرابی و علیه العمل. و روی عن ثعلب فی كتاب الفاخر فقال: سئل أَبو العباس عن قوله أَساوِدَ صُبّاً، فحدث عن ابن الأَعرابی أَنه كان یقول: أَساوِدَ یرید به جماعاتٍ سَواد و أَسْوِدَة و أَساوِد، و صُبّاً: یَنْصَبُّ بعضكم علی بعض بالقتل. و قیل: قوله أَساود صُبّاً علی فُعْل، من صَبا یَصْبو إِذا مال إِلی الدنیا، كما یقال: غازَی و غَزا؛ أَراد لَتَعُودُنَّ فیها أَساود أَی جماعات مختلفین و طوائفَ متنابذین، صابئین إِلی الفِتْنة، مائلین إِلی الدنیا و زُخْرُفها. قال: و لا أَدری من روی عنه، و كان ابن الأَعرابی یقول: أَصله صَبَأَ علی فَعَل، بالهمز، مثل صَابئٍ من صبا علیه إِذا زَرَی علیه من حیث لا یحتسبه، ثم خفف همزه و نوَّن، فقیل: صُبّاً بوزن غُزًّا. یقال: صُبَّ رِجْلا فلان فی القید إِذا قُیِّد؛ قال الفرزدق: و ما صَبَّ رِجْلی فی حَدِیدِ مُجاشِع، مَعَ القَدْرِ، إِلّا حاجَة لی أُرِیدُها و الصَّبَبُ: تَصَوُّبُ نَهر أَو طریق یكون فی حَدورٍ. و‌فی صفة النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه كان إِذا مشی كأَنه یَنْحَطُّ فی صَبَب‌أَی فی موضع مُنْحدر؛ و‌قال ابن عباس: أَراد به أَنه قویّ البدن، فإِذا مشی فكأَنه یمشی علی صَدْر قدمیه من القوة؛ و أَنشد: الواطِئِینَ علی صُدُورِ نِعالِهم، یَمْشونَ فی الدّفْئِیِّ و الإِبْرادِ و فی روایة: كأَنما یَهْوِی من صبَب «1»؛ و یُروی بالفتح و الضم، و الفتح اسم لِما یُصَبُّ علی الإِنسان من ماءٍ و غیره كالطَّهُور و الغَسُول، و الضم جمع صَبَبٍ. و قیل: الصَّبَبُ و الصَّبُوبُ تَصوُّبُ نَهر أَو طریق. و‌فی حدیث الطواف: حتی إِذا انْصَبَّتْ قدماه فی بطن الوادی‌أَی انحدرتا فی السعی. و‌حدیث الصلاة: لم یُصْبِ رأْسَه‌أَی یُمَیِّلْه إِلی أَسفل. و منه‌حدیث أُسامة: فجعل یَرْفَعُ یده إِلی السماءِ ثم یَصُبُّها علیّ، أَعرِف أَنه یدعو لی.و‌فی حدیث مسیره إِلی بدر: أَنه صَبَّ فی ذَفِرانَ، أَی مضی فیه منحدراً و دافعاً، و هو موضع عند بدر. و‌فی حدیث ابن عباس: و سُئِلَ أَیُّ الطُّهُور أَفضل؟ قال: أَن تَقُوم و أَنت صَبٌّ، أَی تنصب مثل الماء؛ یعنی ینحدر من الأَرض، و الجمع أَصباب؛ قال رؤْبة: بَلْ بَلَدٍ ذی صُعُدٍ و أَصْبابْ و یقال: صَبَّ ذُؤَالةُ علی غنم فلان إِذا عاث فیها؛ و صبَّ اللّه علیهم سوط عذابه إِذا عذبهم؛ و صَبَّت الحیَّةُ علیه إِذا ارتفعت فانصبت علیه من فوق. و الصَّبُوب ما انْصَبَبْتَ فیه و الجمع صُبُبٌ.
(1). قوله [یهوی من صبب] و یروی بالفتح كذا بالنسخ التی بأَیدینا و فیها سقط ظاهر و عبارة شارح القاموس بعد أن قال یهوی من صبب كالصبوب و یروی إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 518
و صَبَبٌ و هی كالهَبَط و الجمع أَصْباب. و أَصَبُّوا: أَخذوا فی الصَّبِّ. و صَبَّ فی الوادی: انْحَدر. أَبو زید: سمعت العرب تقول للحَدُور: الصَّبوب، و جمعها صُبُب، و هی الصَّبِیبُ و جمعه أَصباب؛ و قول علقمة بن عبدة: فأَوْرَدْتُها ماءً، كأَنَّ جِمامَه، من الأَجْن، حِنَّاءٌ مَعاً و صَبیبُ قیل: هو الماء المَصْبوب، و قیل: الصَّبِیبُ هو الدم، و قیل: عُصارة العَنْدم، و قیل: صِبْغ أَحمر. و الصَّبیبُ: شجر یشبه السَّذاب یُخْتضب به. و الصبیب السَّناءُ الذی یختضب به اللِّحاء كالحِنَّاء. و الصبیب أَیضاً: ماء شجرة السمسم. و قیل: ماء ورق السمسم. و‌فی حدیث عقبة بن عامر: أَنه كان یختضب بالصَّبِیب؛ قال أَبو عبیدة: یقال إِنه ماء ورق السمسم أَو غیره من نبات الأَرض؛ قال: و قد وُصِف لی بمصر و لون مائه أَحمر یعلوه سواد؛ و منه قول علقمة بن عبدة البیت المتقدم، و قیل: هو عُصارة ورق الحنَّاء و العصفر. و الصَّبِیبُ: العصفر المخلص؛ و أَنشد: یَبْكُونَ، مِن بعْدِ الدُّموعِ الغُزَّر، دَماً سِجالًا، كَصَبِیبِ العُصْفُر و الصبیب: شی‌ء یشبه الوَسْمَة. و قال غیره: و یقال للعَرَق صَبیب؛ و أَنشد: هَواجِرٌ تَجْتلِبُ الصَّبِیبَا ابن الأَعرابی: ضربه ضرباً صَبّاً و حَدْراً إِذا ضربه بحدّ السیف. و قال مبتكر: ضربه مائة فصبّاً منوَّنٌ؛ أَی فدون ذلك، و مائة فصاعداً أَی ما فوق ذلك. و فی قتل أَبی رافع الیهودی: فوضعت صَبیبَ السیف فی بَطنِه أَی طَرَفه، و آخِرَ ما یبلغ سِیلانه حین ضرب، و قیل: سِیلانه مطلقاً. و الصَّبابة: الشَّوْقُ؛ و قیل: رقته و حرارته. و قیل: رقة الهوی. صَبِبْتُ إِلیه صَبَابة، فأَنا صَبٌّ أَی عاشق مشتاق، و الأُنثی صَبَّة. سیبویه: وزن صَبَّ فَعِل، لأَنَّك تقول: صَبِبْتَ، بالكسر، یا رجل صَبابة، كما تقول: قَنِعْتَ قناعة. و حكی اللحیانی فیما یقوله نساءُ الأَعراب عند التأْخِیذِ بالأُخَذِ: صَبٌّ فاصْبَبْ إِلیه، أَرِقٌ فارْقَ إِلیه؛ قال الكمیت: و لَسْتَ تَصَبُّ إِلی الظَّاعِنِینْ، إِذا ما صَدِیقُك لَمْ یَصْبَبِ ابن الأَعرابی: صَبَّ الرجل إِذا عَشِقَ یَصَبُّ صَبابة، و رجل صَبٌّ، و رجلان صَبَّان، و رجال صَبُّون، و امرأَتان صَبَّتان، و نساء صَبَّات، علی مذهب من قال: رجل صَبٌّ، بمنزلة قولك رجل فَهِمٌ و حَذِرٌ. و أَصله صَبِبٌ فاستثقلوا الجمع بین باءَین متحركتین، فأَسقطوا حركة الباء الأُولی و أَدغموها فی الباءِ الثانیة، قال: و من قال رجل صَبٌّ، و هو یجعل الصب مصدر صَبِبْتَ صَبّاً، علی أَن یكون الأَصل فیه صَبَباً ثم لحقه الإِدغام، قال فی التثنیة: رجلان صَبٌّ و رجال صَبٌّ و امرأَة صب. أَبو عمرو: الصَّبِیبُ الجَلیدُ؛ و أَنشد فی صفة الشتاء: و لا كَلْبَ، إِلّا والِجٌ أَنْفَه اسْتَه، و لیس بها، إِلا صَباً و صَبِیبُها و الصَّبِیبُ: فَرس من خیل العرب معروف، عن أَبی زید. و صَبْصَبَ الشی‌ءَ: مَحَقه و أَذْهبه. و بصْبَصَ الشی‌ءُ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 519
امَّحَق و ذَهَب. و صُبَّ الرجلُ و الشی‌ءُ إِذا مُحِقَ. أَبو عمرو: و المُتَصَبْصِبُ الذاهب المُمَّحِقُ. و تَصَبْصَبَ اللیل تَصَبْصُباً: ذهب إِلا قلیلًا؛ قال الراجز: إِذا الأَداوی، ماؤُها تَصَبْصَبا الفراء: تَصَبْصَبَ ما فی سقائك أَی قلّ؛ و قال المرار: تَظَلُّ نِساءُ بنی عامِرٍ، تَتَبَّعُ صَبْصابَه كل عام صَبْصابهُ: ما بقی منه، أَو ما صُبَّ منه. و التَّصَبْصُبُ: شدّة الخِلاف و الجُرْأَة. یقال: تَصَبْصَبَ علینا فلان، و تَصَبْصَبَ النهارُ: ذهب إِلا قلیلًا؛ و أَنشد: حتی إِذا ما یَومُها تَصَبْصَبا قال أَبو زید: أَی ذهب إِلا قلیلًا. و تصَبْصب: الحرُّ: اشتدّ؛ قال العجاج: حتی إِذا ما یومها تصبصبا أَی اشتد علیها الحرّ ذلك الیوم. قال الأَزهری: و قول أَبی زید أَحب إِلیَّ. و تصبصب أَی مضی و ذهب؛ و یروی: … تصبّبا؛ و بعده قوله: من صادِرٍ أَو وارِدٍ أَیدی سبا و تصَبْصَب القوم: تفرقوا. أَبو عمرو: صبصب إِذا فرَّق جَیشاً أَو مالًا. و قَرَبٌ صَبْصاب: شدید. صَبصابٌ مثل بَصْباص. الأَصمعی: خِمْسٌ صبْصاب و بَصْباص و حَصْحاص: كل هذا السیر الذی لیست فیه وَثِیرة و لا فُتور. و بعیر صَبْصَب و صُباصِبٌ: غلیظ شدید.

صحب؛ ج1، ص: 519

: صَحِبَه یَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، و صَحابة، بالفتح، و صاحبه: عاشره. و الصَّحْب: جمع الصاحب مثل راكب و ركب. و الأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ و أَفْراخ. و الصاحب: المُعاشر؛ لا یتعدَّی تَعَدِّیَ الفعل، أَعنی أَنك لا تقول: زید صاحِبٌ عَمْراً، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء، نحو غلام زید؛ و لو استعملوه استعمال الصفة لقالوا: زید صاحِبٌ عمراً، أَو زید صاحبُ عَمْرو، علی إِرادة التنوین، كما تقول: زید ضاربٌ عمراً، و زید ضاربُ عمْرٍو؛ ترید بغیر التنوین ما ترید بالتنوین؛ و الجمع أَصحاب، و أَصاحیبُ، و صُحْبان، مثل شابّ و شُبّان، و صِحاب مثل جائع و جِیاع، و صَحْب و صَحابة و صِحابة، حكاها جمیعاً الأَخفش، و أَكثر الناس علی الكسر دون الهاءِ، و علی الفتح معها، و الكسر معها عن الفراء خاصة. و لا یمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القیاس، علی أَن تزاد الهاء لتأْنیث الجمع. و‌فی حدیث قیلة: خرجت أَبتغی الصَّحابة إِلی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم؛ هو بالفتح جمع صاحب، و لم یجمع فاعِل علی فَعالة إِلا هذا؛ قال إمرؤُ القیس: فكانَ تَدانِینا و عَقْدُ عِذارهِ، و قال صِحابی: قَدْ شَأَونَك، فاطْلُب قال ابن بری: أَغنی عن خبر كان الواو التی فی معنی مع، كأَنه قال: فكان تدانینا مع عقد عذاره، كما قالوا: كل رجل و ضَیْعَتُه؛ فكل مبتدأ، و ضیعته معطوف علی كل، و لم یأت له بخبر، و إِنما أَغنی عن الخبر كون الواو فی معنی مع، و الضیعة هنا: الحرفة، كأَنه قال: كل رجل مع حرفته. و كذلك قولهم: كل رجل و شأْنه. و قال الجوهری: الصَّحابة، بالفتح:
لسان العرب، ج‌1، ص: 520
الأَصْحاب، و هو فی الأَصل مصدر، و جمع الأَصْحاب أَصاحِیب. و أَما الصُّحْبة و الصَّحْب فاسمان للجمع. و قال الأَخفش: الصَّحْبُ جمع، خلافاً لمذهب سیبویه، و یقال: صاحب و أَصْحاب، كما یقال: شاهِد و أَشهاد، و ناصِر و أَنْصار. و من قال: صاحب و صُحْبة، فهو كقولك فارِه و فُرْهَة، و غلامٌ رائِق، و الجمع رُوقَة؛ و الصُّحْبَةُ مصدر قولك: صَحِبَ یَصْحَبُ صُحْبَةً. و قالوا فی النساءِ: هنَّ صواحِبُ یوسف. و حكی الفارسی عن أَبی الحسن: هنّ صواحبات یوسف، جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة، كقوله: فَهُنَّ یَعْلُكْنَ حَدائِداتِها و قوله: جَذْب الصَّرارِیِّین بالكُرور و الصِّحابَة: مصدر قولك صاحبَك اللّهُ و أَحْسَن صحابَتَك. و تقول للرجل عند التودیع: مُعاناً مُصاحَباً. و من قال: مُعانٌ مَصاحَبٌ، فمعناه: أَنت معان مُصاحَب. و یقال: إِنه لَمِصْحاب لنا بما یُحَبّ؛ و قال الأَعشی: فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا و فُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ. و اصْطَحَب الرجلان، و تصاحبا، و اصْطَحَبَ القوم: صَحِبَ بعضهم بعضاً؛ و أَصله اصْتَحَب، لأَن تاء الافتعال تتغیر عند الصاد مثل اصطحب، و عند الضاد مثل اضْطَربَ، و عند الطاء مثل اطَّلَب، و عند الظاء مثل اظَّلَم، و عند الدال مثل ادَّعی، و عند الذال مثل اذّخَر، و عند الزای مثل ازْدَجَر، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها، فأُبْدِلَ منها ما یوافقها، لتخفّ علی اللسان، و یَعْذُبَ اللفظ به. و حمارٌ أَصْحَبُ أَی أَصْحَر یضرب لونه إِلی الحمرة. و أَصْحَبَ: صار ذا صاحب و كان ذا أَصحاب. و أَصْحَبَ: بلغ ابنه مبلغ الرجال، فصار مثله، فكأَنه صاحبه. و اسْتَصْحَبَ الرجُلَ: دَعاه إِلی الصُّحْبة؛ و كل ما لازم شیئاً فقد استصحبه؛ قال: إِنّ لك الفَضْلَ علی صُحْبَتی، و المِسْكُ قدْ یَسْتَصْحِبُ الرّامِكا الرامِك: نوع من الطیب ردی‌ء خسیس. و أَصْحَبْتُه الشی‌ء: جعلته له صاحباً، و استصحبته الكتاب و غیره. و أَصْحَبَ الرجلَ و اصْطَحَبه: حفظه. و‌فی الحدیث: اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ و اقلِبْنا بذمة؛ أَی احفظنا بحفظك فی سَفَرنا، و أَرجِعنا بأَمانتك و عَهْدِك إِلی بلدنا. و فی التنزیل: وَ لٰا هُمْ مِنّٰا یُصْحَبُونَ؛ قال: یعنی الآلهة لا تمنع أَنفسنا، وَ لٰا هُمْ مِنّٰا یُصْحَبُونَ: یجارون أَی الكفار؛ أَ لا تری أَن العرب تقول: أَنا جارٌ لك؛ و معناه: أُجِیرُك و أَمْنَعُك. فقال: یُصْحَبون بالإِجارة. و‌قال قتادة: لا یُصْحَبُون من اللّهِ بخیر؛ و قال أَبو عثمان المازنیّ: أَصْحَبْتُ الرجلَ أَی مَنَعْتُه؛ و أَنشد قَوْلَ الهُذَلیّ: یَرْعَی بِرَوْضِ الحَزْنِ، من أَبِّه، قُرْبانَه، فی عابِه، یُصْحِبُ یُصْحِبُ: یَمْنَعُ و یَحْفَظُ و هو من قوله تعالی: وَ لٰا هُمْ مِنّٰا یُصْحَبُونَ أَی یُمْنعون. و قال غیره: هو من قوله صَحِبَك اللّه أَی حَفِظَكَ و كان لك جاراً؛ و قال: جارِی وَ مَوْلایَ لا یَزْنی حَریمُهُما، و صاحِبی منْ دَواعی السُّوءِ مُصْطَحَبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 521
و أَصْحبَ البعیرُ و الدابةُ: انقادا. و منهم مَن عَمَّ فقال: و أَصْحَبَ ذلَّ و انقاد من بعد صُعوبة؛ قال إمرؤ القیس: و لَسْتُ بِذِی رَثْیَةٍ إِمَّرٍ، إِذا قِیدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا الإِمَّرُ: الذی یأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه، و الرَّثْیَةُ: وجَع المفاصل. و‌فی الحدیث: فأَصْحَبَت الناقةُ‌أَی انقادت، و استرسلت، و تبعت صاحبها. قال أَبو عبید: صحِبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة، و أَصْحَبْتُ أَی انقدت له؛ و أَنشد: تَوالی بِرِبْعِیِّ السّقابُ، فأَصْحَبا و المُصْحِبُ المُستَقِیمُ الذَّاهِبُ لا یَتَلَبَّث؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یا ابن شهابٍ، لَسْتَ لی بِصاحِب، مع المُماری و مَعَ المُصاحِب فسره فقال: المُماری المُخالِفُ، و المُصاحِبُ المُنْقاد، من الإِصْحابِ. و أَصْحَبَ الماءُ: علاه الطُّحْلُب و العَرْمَضُ، فهو ماءٌ مُصْحِبٌ. و أَدِیمٌ مُصْحِبٌ علیه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه، و قد أَصْحَبْته: تركت ذلك علیه. و قِربَةٌ مُصْحِبَة: بقی فیها من صوفها شی‌ء و لم تُعْطَنْهُ. و الحَمِیتُ: ما لیس علیه شعر. و رجل مُصْحِب: مجنون. و صَحَبَ المَذْبوحَ: سلَخه فی بعض اللغات. و تَصَحَّب من مُجالَسَتِنا: استَحْیا. و قال ابن برزح «2» إِنه یَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَی یستَحْیِی منها. و إِذا قیل: فلان یتسَحَّب علینا، بالسین، فمعناه: أَنه یَتمادَحُ و یَتَدَلَّل. و قولهم فی النداءِ: یا صاحِ، معناه یا صاحبی؛ و لا یجوز ترخیم المضاف إِلّا فی هذا وحده، سُمِعَ من العرب مُرخَّماً. و بنو صُحْب: بَطْنان، واحدٌ فی باهِلَة، و آخر فی كلْب. و صَحْبانُ: اسم رجلٍ.

صخب؛ ج1، ص: 521

: الصَّخَبُ: الصِّیاحُ و الجلَبة، و شدة الصوت و اختلاطُهُ. و‌فی حدیث كعب فی التوراة: محمدٌ عبدی لیس بفَظٍّ و لا غَلِیظ، و لا صَخُوبٍ فی الأَسواق؛ و فی روایة: و لا صَخَّاب.الصَّخَب و السَّخَب: الضجَّة و اختلاط الأَصوات للخِصام؛ و فَعُول و فَعّال: للمبالغة. و‌فی حدیث خدیجة: لا صَخَبَ فیه، و لا نَصَب.و‌فی حدیث أُمِّ أَیمن: و هی تَصْخَب و تَذْمُر علیه.و قد صَخِب، بالكسر، یَصْخَب صخَباً. و السَّخَب: لغة فیه رَبَعِیَّة قبیحة. و رجل صَخَّاب و صَخِبٌ و صَخُوبٌ و صَخْبانُ: شدید الصخَب كثیره، و جمع الصَّخْبان: صُخْبان عن كراع، و الأُنثی صَخِبَة و صَخّابة و صُخُبَّة و صَخُوب؛ قال: فَعَلَّكَ لوْ تُبَدِّلُنا صَخُوباً، تَرُدُّ الأَمْرَدَ المخْتارَ كَهْلا و قول أُسامة الهذلی: إِذا اضْطَرَبَ المُمَرُّ بجانِبَیْها، تَرَنَّمُ قَیْلَةٌ صَخِبٌ طَروب «3» حمله علی الشخص فذكَّر، إِذ لا یُعْرَف فی الكلام: امرأَة فَعِلٌ، بلا هاء. و اصْطَخَب: افتَعل، منه؛ قال الشاعر: إِنَّ الضّفادِعَ، فی الغُدْرانِ، تَصْطَخِب
(2). قوله [برزح] هكذا فی النسخ المعتمدة بیدنا. (3). قوله [قیلة] كذا بالنسخ التی بأیدینا باللام و فی شرح القاموس قینة بالنون و هو أَلیق بقوله ترنم و بقول المصنف لا یعرف إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 522
و‌فی حدیث المنافقین: صخبٌ بالنهار‌أَی صیّاحون فیه و متجادلون. و عین صَخْبَةٌ: مُصْطَفِقَة عند الجَیَشانِ. و اصْطَخَب القوم و تَصاخَبُوا إِذا تصایحوا و تضاربوا. و ماء صَخِبُ الآذِیِّ و مُصْطَخِبُه إِذا تلاطمت أَمواجُه أَی له صوت؛ قال الشاعر: مُفْعَوْعِمٌ، صَخِبُ الآذِیِّ، مُنْبَعِق و اصْطِخابُ الطیر: اختلاط أَصواتها. و حمار صَخِبُ الشوارِبِ: یُرَدِّدُ نُهاقَه فی شواربه. و الشوارِبُ: مجاری الماء فی الحَلْق؛ قال: صَخِبُ الشوارِبِ لا یَزال، كأَنه عبْدٌ، لآلِ أَبی رَبیعةَ، مُسْبَعُ و الصَّخْبَة: العَطْفة.

صرب؛ ج1، ص: 522

: الصَّرْبُ و الصَّرَبُ: اللبن الحَقینُ الحامِض. و قیل: هو الذی قد حُقِنَ أَیاماً فی السقاءِ حتی اشتدَّ حَمَضُه، واحدته: صَرْبَةٌ و صَرَبَةٌ. یقال: جاءنا بِصَربة تَزْوی الوجه. و‌فی حدیث ابن الزبیر: فیأْتی بالصَّربة من اللبن؛ هو اللبن الحامض. و صَربه یَصْرُبُه صَرْباً، فهو مَصْروب و صَریب. و صَرَبه: حلب بعضَه علی بعض و تركه یَحْمَضُ. و قیل: صَرَب اللبنَ و السمنَ فی النِّحْی. الأَصمعی: إِذا حُقِن اللبن أَیاماً فی السقاءِ حتی اشتَدَّ حَمَضُه، فهو الصرْب و الصرَب؛ و أَنشد: فالأَطْیَبانِ بها الطُّرْثوثُ و الصّرَب قال أَبو حاتم: غلط الأَصمعی فی الصّرب أَنه اللبن الحامض؛ قال و قلت له: الصَّرب الصمْغ و الصَّرب اللبن، فعرفه، و قال: كذلك. و یقال: صَرَب اللبنَ فی السقاءِ. ابن الأَعرابی: الصِّرْبُ البیوت القلیلة من ضَعْفَی الأَعراب. قال الأَزهری: و الصِّرْم مثل الصِّرْب، قال: و هو بالمیم أَعرب «1». و یقال: كَرَصَ فلان فی مِكْرَصه، و صَرَبَ فی مِصْرَبه، و قَرَعَ فی مِقْرَعه: كُلُّه السقاء یُحْقن فیه اللبن. و قدم أَعرابی علی أَعرابیة، و قد شَبِقَ لطول الغیبة، فراودها فأَقبلت تُطَیِّبُ و تُمتعه، فقال: فَقَدْتُ طَیِّباً فی غیر كُنْهه أَی فی غیر وجهه و موضعه، فقالت المرأَة: فقدْتَ صرْبة مستعجلًا بها؛ عنت بالصربة: الماء المجتمع فی الظهر. و إِنما هو علی المثل باللبن المجتمع فی السقاءِ. و المِصْرَب: الإِناءُ الذی یُصرَب فیه اللبن أَی یُحْقَن، و جمعه المصارب. تقول: صَرَبْتُ اللبن فی الوَطْب و اصْطَرَبْتُه إِذا جمعته فیه شیئاً بعد شی‌ءٍ و تركْتَه لیَحْمَض. و الصَّرْب: ما یُزَوَّدُ من اللبن فی السقاءِ، حلیباً كان أَو حازِراً. و قد اصْطَرَبَ صَرْبة، و صرَبَ بولَه یَصْرُبه و یَصْرِبه صرباً: حقنَه إِذا طال حبسه؛ و خص بعضهم به الفحل من الإِبل، و منه قیل للبَحِیرة: صَرْبی علی فَعْلی، لأَنهم كانوا لا یَحْلُبونها إِلا للضیف، فیجتمع اللبن فی ضرعها. و‌قال سعید بن المسیب: البَحِیرة التی یُمْنع دَرُّها للطواغیت، فلا یحلُبها أَحد من الناس.و‌فی حدیث أَبی الأَحوص الجُشَمِیِّ عن أَبیه قال: هل تُنْتَج إِبلُك وافِیةً أَعینها و آذانُها فتَجْدَعُها و تقول صربی؟قال القتیبی: قوله صَرْبی مثل سكری، من صَرَبْت اللبن فی الضرع إِذا جمعته و لم تحلبه، و كانوا إِذا جدعوها أَعْفَوْها من الحلْب. و قال بعضهم:
(1). قوله [أعرب] كذا فی نسخة و فی أخری و شرح القاموس أعرف بالفاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 523
تجعلُ الصرّبی من الصَّرْم، و هو القطع، بجعل الباءِ مُبدلَة من المیم، كما یقال ضرْبَةُ لازِم و لازب؛ قال: و كأَنه أَصح التفسیرین لقوله فتجْدع هذه فتقول صَرْبی. ابن الأَعرابی الصرب: جمع صَرْبَی، و هی المشقوقة الأُذن من الإِبل، مثل البحیرة أَو المقطوعة. و‌فی روایة أُخری عن أَبی الأَحوص أَیضاً عن أَبیه قال: أَتیت رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و أَنا قَشِف الهیئة، فقال: هل تُنْتَج إِبلك صِحاحاً آذانُها، فتَعْمِدَ إِلی المُوسَی فتقطَعَ آذانَها، فتقول: هذه بَحِیرة، و تشقها فتقول: هذه صَرْم فتحرمها علیك و علی أَهلك؟ قال: نعم. قال: فما آتاك اللّه لك حِلٌّ، و ساعِدُ اللّه أَشدّ، و مُوساه أَحدّ.قال: فقد بین بقوله صرم ما قال ابن الأَعرابی فی الصَّرْب: إن الباء مبدلة من المیم. و صَرَبَ الصبیُّ: مكث أَیاماً لا یُحْدِث، و صَرَبَ بَطْنُ الصبیّ صَرْباً إِذا عَقَد لیسمن، و هو إِذا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِه فیمكث یوماً لا یحدث، و ذلك إِذا أَراد أَن یَسْمَن. و الصَّرْب و الصَّرَب: الصمغ الأَحمر؛ قال الشاعر یذكر البادیة: أَرْضٌ، عن الخیْرِ و السُّلْطانِ، نائِیَةٌ، فالأَطْیَبانِ بها الطُّرثُوثُ و الصَّرَبُ واحدته صَرْبَةٌ، و قد یجمع علی صِراب؛ و قیل: هو صَمْغُ الطَّلْح و العُرْفُط، و هی حمر كأَنها سبائك تكسر بالحجارة. و ربما كانت الصربة مثل رأْس السِّنَّوْر، و فی جوفها شی‌ء كالغِراءِ و الدِّبْس یُمَصُّ و یؤْكَل؛ قال الشاعر: سَیَكْفِیكَ صَرْبُ القَوْمِ، لحْمٌ مُغَرّضٌ، و ماءُ قُدورٍ، فی الجِفانِ، مَشُوب قال: و الصَّرْب الصمغ الأَحمر، صمغ الطلْح. و الصَّرَبَةُ: ما یُتَخیر من العشب و الشجر بعد الیابس، و الجمع صَرَبٌ و قد صَرِبت الأَرضُ، و اصْرَأَبَّ الشی‌ءُ: امْلاسَّ و صفا؛ و من روی بیت إمرئِ القَیس: … صَرَابَةَ حَنْظَل …، أَراد الصفاء و الملوسة؛ و من روی: صَرایةَ، أَراد نقیع ماء الحنظل، و هو أَحمر صاف.

صطب؛ ج1، ص: 523

: «1»: التهذیب ابن الأَعرابی: المِصْطَب سَنْدان الحَدَّاد. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیاً من بنی فَزارَةَ یقول لخادم له: أَلا و ارفع لی عن صَعِید الأَرض مِصْطَبة أَبِیتُ علیها باللیل، فرفع له من السَّهْلةِ شِبْهَ دكان مربع، قدر ذراع من الأَرض، یتقی بها من الهوامّ باللیل. قال: و سمعت آخر من بنی حَنْظلة سماها المصْطَفَّة، بالفاءِ. و‌روی عن ابن سیرین أَنه قال: إِنی كنت لا أُجالسكم مخافة الشهرة، حتی لم یزل بی البلاء حتی أَخذ بلحیتی و أَقمت علی مَصْطَبة بالبصرة.و قال أَبو الهیثمِ: المَصْطَبَّة و المِصْطَبَّة بالتشدید مجتمع الناس، و هی شبه الدكان یُجْلس علیها. و الأُصْطُبَّة: مُشاقة الكَتَّان. و‌فی الحدیث: رأَیت أَبا هریرة، رضی اللّه عنه، علیه إِزار فیه عَلَقٌ، قد خیَّطه بالأُصْطُبَّة، حكاه الهروی فی الغَریبین.

صعب؛ ج1، ص: 523

: الصَّعْبُ: خلاف السَّهْل، نقیض الذَّلُول؛ و الأُنثی صَعْبَة، بالهاءِ، و جمعهما صِعاب؛ و نساءٌ صَعْبات، بالتسكین لأَنه صفة. و صَعُب الأَمر و أَصْعَبَ، عن اللحیانی، یَصْعُب صُعوبة: صار صَعْباً. و اسْتَصْعَب و تَصَعَّب و صعَّبه و أَصْعَبَ الأَمرَ:
(1). قوله [صطب] أهمل الجوهری و المؤلف قبله مادة ص ر خ ب و الصرخبة فسرها ابن درید بالخفة و النزق كالصربخة، أفاده شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 524
وافقه صَعْباً؛ قال أَعْشی باهلة: لا یُصْعِبُ الأَمرَ، إِلّا رَیْثَ یَرْكَبُه، و كلّ أَمرٍ، سِوی الفَحْشاء، یأْتَمِرُ و اسْتَصْعَبَ علیه الأَمرُ أَی صَعُب. و استصْعَبه: رآه صَعْباً؛ و یقال: أَخذ فلان بكْراً من الإِبل لیقتَضِیَه، فاستَصعَب علیه استِصعاباً. و‌فی حدیث ابن عباس: فلما رَكِبَ الناسُ الصَّعْبَة و الذلُولَ، لم نأْخذْ من الناس إِلَّا ما نعرِفُ‌أَی شدائدَ الأُمور و سُهُولَها. و المراد: تَرَكَ المُبالاةَ بالأَشیاءِ و الاحتراز فی القول و العمل. و الصَّعْبُ من الدوابّ: نقیض الذَّلُول؛ و الأُنثی: صَعْبة، و الجمع صِعاب. و أُصْعِبَ الجمَلُ: لم یُرْكب قط؛ و أَصْعَبه صاحبُه: تركه و أَعفاه من الركوب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: سَنامُه فی صُورةٍ من ضُمْرِهِ، أَصعَبَه ذُو جِدَةٍ فی دَثْره قال ثعلب: معناه فی صورة حَسَنَة من ضُمْره أَی لم یضعه أَن كان ضامراً؛ و فی الصحاح: تركه فلم یركبه، و لم یَمْسَسْه حَبْل حتی صار صَعْباً. و‌فی حدیث جبیر: من كان مُصْعِباً فلیرجع‌أَی من كان بعیره صعباً غیر منقاد و لا ذلول. یُقال: أَصْعَب الرجل فهو مُصْعِب. و جمل مُصْعَب إِذا لم یكن مُنَوَّقاً، و كان مُحَرَّم الظهر. و قال ابن السكیت: المُصْعَبُ الفحل الذی یُودَعُ من الركوب و العمل للفِحْلة. و المُصْعَب: الذی لم یمسسه حبل، و لم یُركب. و القَرْم: الفحل الذی یُقْرَم أَی یودع و یُعْفَی من الركوب، و هو المُقْرَمُ و القَریعُ و الفَنِیقُ؛ و قول أَبی ذؤَیب: كَأَنَّ مَصاعِیبَ، زُبِّ الرُّؤوسِ، فی دارِ صَرْمٍ تَلاقَی، مُریحا أَراد: مَصاعِب جمع مُصْعَب، فزاد الیاءَ لیكون الجزءُ فعولن، و لو لم یأْتِ بالیاءِ لكان حسناً. و یقال: جمال مَصاعِبُ و مَصاعِیبُ. و قوله: تَلاقی مُریحا، إِنما ذكَّرَ علی إِرادة القطیع. و فی حدیث حنفان: صَعابِیبُ، و هم أَهل الأَنابیب. الصعابیب: جمع صُعْبوب، و هم الصِّعاب أَی الشدائد. و الصَّاعِبُ: من الأَرضین ذاتُ النَّقَل و الحجارة تُحْرَثُ. و المُصْعَبُ: الفحل، و به سمی الرجل مُصْعَباً. و رجل مُصْعَب: مسوَّد، من ذلك. و مصعب: اسم رجل، منه أَیضاً. و صَعْب: اسم رجل غلب علی الحیّ. و صَعْبَة و صُعَیْبَة: اسما امرأَتین. و بنو صَعْب: بَطْن. و المُصْعَبان: مُصْعَب بنُ الزبیر، و ابنه عیسی بنُ مُصْعَب. و قیل: مُصْعَبُ بن الزبیر، و أَخوه عبد اللّه. و كان ذو القرنین المُنْذِرُ بن ماءِ السماءِ یُلَقَّبُ بالصَّعْب؛ قال لبید: و الصَّعْبُ، ذو القَرْنَینِ، أَصْبَح ثاوِیاً بالحِنو، فی جَدَثٍ، أُمَیْمَ، مُقِیم و عَقَبَة صَعْبَة إِذا كانت شاقة.

صعرب؛ ج1، ص: 524

: الصُّعْرُوبُ: الصغیرُ الرأسِ من الناس و غیرهم.

صعنب؛ ج1، ص: 524

: الصَّعْنَبُ: الصغیر الرأْس؛ قال الأَزهری أَنشد أَبو عمرو: یَتْبَعْنَ عَوْداً، كاللِّواءِ، مِسْأَبا، ناجٍ، عَفَرْنَی، سَرَحاناً أَغْلَبا رَحْبَ الفُروجِ، ذا نَصِیعٍ مِنْهَبا، یُحْسَبُ، باللیل، صُوًی مُصَعْنَبا
لسان العرب، ج‌1، ص: 525
أَی یأْتی منزلهُ. الصُّوَی: الحجارة المجموعةُ، الواحدة صُوَّة. و المُصَعْنَب: الذی حُدِّدَ رأْسُه. یقال: إِنه لَمُصَعْنَبُ الرَّأْسِ إِذا كان مُحَدَّدَ الرأْس. و قوله: ناجٍ، أَراد ناجیاً. و المِنْهَب: السریعُ.و قد أَجُوبُ ذا السِّماطَ السَّبْسَبَا، فما تَرَی إِلَّا السِّراجَ اللَّغبا، فإِنْ تَرَی الثَّعْلَبَ یَعْفُو محربا و صَعنَبَی: قریة بالیمامة؛ قال ابن سیدة: و صَعْنَبی أَرض؛ قال الأَعشی: و ما فَلَجٌ، یَسْقِی جَداوِلَ صَعْنَبی، له شَرَعٌ سَهْلٌ علی كلِّ مَوْرِدِ و الصَّعْنَبَةُ: أَن تُصَعْنَبَ الثَّریدَةُ، تُضَمَّ جَوانِبُها، و تُكَوَّمَ صَوْمَعَتُها، و یُرْفَعَ رَأْسُها؛ و قیل: رَفْعُ وسَطِها، و قَوْرُ رَأْسِها؛ یقال: صَعْنَبَ الثَّریدة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سَوّی ثَریدَة فلَبَّقَها بِسَمْن ثم صَعْنَبَها.قال أَبو عبیدة: یعنی رَفَعَ رَأْسَها؛ و قال ابن المبارك: یعنی جعل لها ذُرْوَة؛ و قال شمر: هو أَن یَضُمَّ جَوانِبَها، و یُكَوِّمَ صَوْمَعَتَها. و الصَّعْنَبَةُ: انْقِباضُ البَخیلِ عِندَ المَسْأَلَةِ. و عمَّ ابن سیدة فقال: الصَّعْنَبَةُ الانْقِباض.

صغب؛ ج1، ص: 525

: قال أَبو تراب: سمعت الباهلیَّ یقول: یُقالُ لِبَیْضَةِ القَمْلَةِ: صُغاب و صُؤَابٌ.

صقب؛ ج1، ص: 525

: الصَّقْب و الصَّقَب، لغتان، الطَّویلُ التارُّ من كل شی‌ءٍ، و یقال لِلْغُصْنِ الرَّیَّانِ الغَلِیظِ الطَّویلِ. و صَقْبُ النَّاقَةِ وَلَدُها و جَمْعُه صِقابٌ و صِقْبانٌ. و الصَّقْبُ عَمُودٌ یُعْمَدُ به البَیْتُ؛ و قیل: هُو العَمُودُ الأَطوَلُ فی وَسَطِ البَیْتِ و الجمع صُقُوبٌ. و صَقَبَ البِناءَ و غَیْرَه رَفَعَه. و صُقُوبُ الإِبِلِ: أَرْجُلُها، لغة فی سُقُوبِها؛ حكاها ابن الأَعرابی. قال: وَ أَرَی ذلك لمكان القاف، وضَعُوا مَكانَ السِّینِ صاداً، لأَنَّها أَفْشَی من السین، و هی موافِقَةٌ للقافِ فی الإِطْباقِ لیَكون العَمَلُ مِن وَجْهٍ واحد. قال: و هذا تعلیلُ سِیبویْه فی هذا الضَّرْبِ من المُضارَعَةِ. و الصَّقَبُ: القُرْب. و حكی سیبویه فی الظُّروفِ التی عَزَلَها مما قَبْلَها لِیُفَسِّرَ معانِیها لأَنَّها غَرائِبُ: هو صَقَبُك، و معناه القُرْب؛ و مكانٌ صَقَبٌ و صَقِبٌ: قریب. و هذا أَصْقَبُ من هذا أَی أَقْرَبُ. و أَصْقَبَتْ دارُهم و صَقِبَت، بالكسر، و أَسْقَبَتْ: دَنتْ و قَرُبَتْ. و‌فی الحدیث: الجارُ أَحقُّ بِصَقَبه؛ قال ابن الأَنباری: أَراد بالصَّقَب المُلاصَقَة و القُرْب و المراد به الشُّفْعَةُ كأَنه أَرادَ بما یَلِیه؛ و قال بَعْضُهُمْ: أَرادَ الشَّریكَ؛ و قال بَعْضُهُمْ: أَرادَ المُلاصِقَ؛ أَبو عبید: یَعْنی القُرْبَ. و منه‌حدیث علی، علیه السلام: أَنَّه كان إِذا أُتِیَ بالقَتِیلِ قَدْ وُجِدَ بَیْنَ القَرْیَتَیْنِ، حُمِلَ علی أَصْقَبِ القَریَتَیْنِ إِلیه‌أَی أَقْربِهِما، و یروی بالسین؛ و أَنشد لابن الرُّقَیَّاتِ: كُوفِیَّةٌ، نازِحٌ مَحِلَّتُها، لا أَمَمٌ دارُها و لا صَقَبُ قال: مَعْنَی الحَدیثِ أَنَّ الجارَ أَحَقُّ بالشُّفْعَة من الذی لَیْسَ بجار. و داری مِن دارِه بسَقَبٍ و صَقَبٍ و زَمَمٍ و أَمَمٍ و صَدَدٍ أَی قَریبٌ. و یقال: هو جاری مُصاقِبی، و مُطانبی، و مُؤَاصِری
لسان العرب، ج‌1، ص: 526
أَی صَقْبُ دارِه «2» و إِصارهُ و طُنُبُه بحذاء صَقْب بیتی و إِصاری. و قیل: أَصْقَبَك الصَّیْدُ فارْمِه أَی دَنا مِنْكَ و أَمْكَنَكَ رَمْیُه. و تقول: أَصْقَبَه فَصَقِب أَی قَرَّبهُ فَقَرُب. و صاقَبْناهُم مُصاقَبَةً و صِقاباً: قارَبْناهُمْ. و لَقِیتُه مُصاقَبَةً، و صِقاباً و صِفاحاً مِثلَ الصِّراح أَی مُواجَهَة. و الصَّقْب: الجَمْعُ. و صقَبَ قفَاهُ: ضَربَه بِصَقْبِه. و الصَّقْب: الضَّرْبُ علی كل شی‌ء مُصْمَتٍ یابِس. و صَقَبَ الطائرُ: صَوَّتَ؛ عن كُراع. و الصَّاقِبُ: جَبَل معروف، زاد ابن بَری فی بلاد بنی عامر، قال: رُمِیَتْ بأَثْقَلَ مِن جِبالِ الصَّاقِبِ و السین «3» فی كل ذلك لغة.

صقعب؛ ج1، ص: 526

: الصَّقْعَب: الطَّویلُ مِن الرّجالِ، بالصادِ و السینِ؛ و هو فی الصحاح: الطَّویلُ مُطْلَقاً، مِن غیر تَقْییدٍ.

صقلب؛ ج1، ص: 526

: بعیر صِقْلابٌ: شَدیدُ الأَكْل. ابن الأَعرابی: الصِّقْلابُ الرجلُ الأَبْیَضُ. و قال أَبو عمرو: هو الأَحْمَرُ؛ و أَنشد لجندل: بَیْنَ مَقَذَّی رأْسِه الصِّقْلاب قال أَبو منصور: الصقالِبَةُ جِیلٌ حُمْرُ الأَلوان، صُهْبُ الشُّعُور، یُتاخِمُون الخَزَر و بَعْضَ جِبالِ الرُّوم. و قیل للرَّجُلِ الأَحمرِ: صِقْلابٌ تَشْبِیهاً بهم.

صلب؛ ج1، ص: 526

: الصُّلْبُ و الصُّلَّبُ: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إِلی العَجْب، و الجمع: أَصْلُب و أَصْلاب و صِلَبَةٌ؛ أَنشد ثعلب: أَ ما تَرَیْنی، الیَوْمَ، شَیْخاً أَشْیَبَا، إِذا نَهَضْتُ أَتَشَكَّی الأَصْلُبا جَمَعَ لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِن صُلْبه صُلْباً؛ كقول جریر: قال العَواذِلُ: ما لِجَهْلِكَ بَعْدَ ما شابَ المَفارِقُ، و اكْتَسَیْنَ قَتِیرا و قال حُمَیْدٌ: و انْتَسَفَ، الحالِبَ من أَنْدابِه، أَغْباطُنا المَیْسُ عَلی أَصْلابِه كأَنه جعل كلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً. و حكی اللحیانی عنِ العرب: هؤلاء أَبناء صِلَبَتِهِمْ. و الصُّلْب من الظَّهْر، و كُلُّ شی‌ء من الظَّهْر فیه فَقَارٌ فذلك الصُّلْب؛ و الصَّلَبُ، بالتحریك، لغة فیه؛ قال العَجاج یصف امرأَة: رَیَّا العظامِ، فَخْمَة المُخَدَّمِ، فی صَلَبٍ مثْلِ العِنانِ المُؤدَم، إِلی سَواءٍ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ و‌فی حدیث سعید بن جبیر: فی الصُّلْب الدیةُ.قال القُتَیْبِیُّ: فیه قولان أَحدُهما أَنَّه إِنْ كُسِرَ الصُّلْبُ فحَدِبَ الرَّجُلُ ففیه الدیةُ، و الآخَرُ إِنْ أُصِیبَ صُلْبه بشی‌ءٍ ذَهَبَ به
(2). قوله [صقب داره] أی عمود بیته بحذاء عمود بیتی. و إصاره: أی الحبل القصیر یشد به أسفل الخباء إلی الوتد بحذاء حبل بیتی القصیر أو الوتد بحذاء وتد بیتی و طنبه: أی حبل بیته الطویل بحذاء حبل بیتی الطویل. هذا هو المناسب و لا یغتر بما للشارح. (3). قوله [و السین إلخ]: سقط قبله من النسخ التی بأیدینا بعد قوله من جبال الصاقب ما صرح به شارح القاموس نقلًا عن اللسان ما نصه، و قال غیره: علی السید الصعب لو أَنه یقوم علی ذروة الصاقب
لسان العرب، ج‌1، ص: 527
الجِماعُ فلم یَقْدِرْ عَلَیهِ، فَسُمِّیَ الجِماعُ صُلْباً، لأَنَّ المَنِیَّ یَخْرُجُ منهُ. و‌قولُ العَباسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ یَمدَحُ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم: تُنْقَلُ مِنْ صَالَبٍ إِلی رَحِم، إِذا مَضَی عالَمٌ بَدا طَبَق قیل: أَراد بالصَّالَب الصُّلْب، و هو قلیل الاستعمال. و یقال للظَّهْر: صُلْب و صَلَب و صالَبٌ؛ و أَنشد: كأَنَّ حُمَّی بكَ مَغْرِیَّةٌ، بَیْنَ الحَیازیم إِلی الصَّالَبِ و‌فی الحدیث: إِنَّ اللّه خَلَقَ للجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَها لَهُم، و هُمْ فی أَصلاب آبائِهِم.الأَصْلابُ: جَمْعُ صُلْب و هو الظهر. و الصَّلابَةُ: ضدُّ اللِّین. صَلُبَ الشی‌ءُ صَلابَةً فهو صَلِیبٌ و صُلْب و صُلَّب و صلب «1» أَی شدید. و رجل صُلَّبٌ: مثل القُلَّبِ و الحُوَّل، و رجل صُلْبٌ و صَلِیبٌ: ذو صلابة؛ و قد صَلُب، و أَرض صُلْبَة، و الجمع صِلَبَة. و یقال: تَصَلَّبَ فلان أَی تَشَدَّدَ. و قولهم فی الراعی: صُلْبُ العَصا و صَلِیبُ العَصا، إِنما یَرَوْنَ أَنه یَعْنُفُ بالإِبل؛ قال الراعی: صَلِیبُ العَصا، بادِی العُروقِ، تَرَی له، عَلَیْها، إِذا ما أَجْدَبَ النَّاسُ، إِصْبَعا و أَنشد: رَأَیْتُكِ لا تُغْنِینَ عنِّی بِقُرَّةٍ، إِذا اخْتَلَفَتْ فیَّ الهَراوَی الدَّمامِكُ فأَشْهَدُ لا آتِیكِ، ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا من رجالِكِ أَصْلُ هذا أَن رَجُلًا واعَدَتْه امْرَأَةٌ، فعثَرَ عَلیها أَهْلُها، فضربوه بعِصِیِّ التَّنْضُب. و كان شَجَرُ أَرضها إِنما كان التنضبَ فضربوه بِعِصِیِّها. و صَلَّبَه: جعله صُلْباً و شدَّه و قوَّاه؛ قال الأَعشی: مِن سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ، وَ رَعْیُ الحِمی، و طُولُ الحِیالِ أَی شدّها. و سَراةُ المال: خِیاره، الواحد سَرِیّ؛ یقال: بعیرٌ سَرِیّ، و ناقة سَرِیَّة. و الهِجانُ: الخِیارُ من كل شی‌ءٍ؛ یُقال: ناقة هِجانٌ، و جَمَل هِجانٌ، و نوقٌ هِجان. قال أَبو زید: الناقَةُ الهِجانُ هی الأَدْماءُ، و هی البَیْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ. و العُضُّ: عَلَفُ الأَمْصار مثل القَتِّ و النَّوَی. و قوله: رَعْی الحِمی یُریدُ حِمی ضَرِیَّة، و هو مرعی إِبل الملوك، و حِمَی الرَّبَذَةِ دُونَه. و الحِیال: مَصْدَرُ حالت الناقة إِذا لم تَحْمِلْ. و‌فی حدیث العباس: إِنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوب‌أَی قُوَّةَ اللّهِ. و مكان صُلْب و صَلَبٌ: غَلیظٌ حَجِرٌ، و الجمع: صِلَبَةٌ. و الصُّلْبُ من الأَرض: المَكانُ الغَلِیظُ المُنْقاد، و الجمع صِلَبَةٌ، مثل قُلْب و قِلَبَة. و الصَّلَب أَیضاً: ما صَلُبَ من الأَرض. شمر: الصَّلَب نَحْوٌ من الحَزیزِ الغَلِیظِ المُنْقادِ. و قال
(1). قوله [و صلب] هو كسكر و لینظر ضبط ما بعده هل هو بفتحتین لكن الجوهری خصه بما صلب من الأَرض أو بضمتین الثانیة للإتباع إلا أن المصباح خصه بكل ظهر له فقار أو بفتح فكسر و یمكن أن یرشحه ما حكاه ابن القطاع و الصاغانی عن ابن الأَعرابی من كسر عین فعله.
لسان العرب، ج‌1، ص: 528
غیره: الصَّلَب من الأَرض أَسْناد الآكام و الرَّوابی، و جمعه أَصْلاب؛ قال رؤبة: نغشی قَرًی، عاریةً أَقْراؤُه، تَحْبُو، إِلی أَصْلابِه، أَمْعاؤه الأَصمعی: الأَصْلابُ هی من الأَرض الصَّلَب الشدیدُ المُنْقادُ، و الأَمْعاءُ مَسایِلُ صِغار. و قوله: تَحْبُو أَی تَدْنو. و قال ابن الأَعرابی: الأَصلاب: ما صَلُب من الأَرض و ارْتَفَعَ، و أَمْعاؤُه: ما لانَ منه و انْخَفَضَ. و الصُّلْب: موضع بالصَّمَّان، أَرْضُهُ حجارةٌ، من ذلك غَلَبَتْ علیه الصِّفَةُ، و بین ظَهرانی الصُّلْب و قِفافِه، ریاضٌ و قِیعانٌ عَذْبَةُ المَنابِتِ «1» كَثِیرةُ العُشْبِ، و ربما قالوا: الصُّلْبانِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: سُقْنا به الصُّلْبَیْنِ، فالصَّمَّانا فإِما أَن یَكُونَ أَراد الصُّلْب، فَثَنَّی للضرورة، كما قالوا: رامَتانِ، و إِنما هی رامة واحدة. و إِما أَن یكون أَراد مَوْضِعَیْن یَغْلِبُ علیهما هذه الصِّفَةُ، فَیُسَمَّیانِ بها. و صَوْتٌ صَلِیبٌ و جَرْیٌ صَلِیب، علی المثل. و صَلُبَ علی المالِ صَلابة: شَحَّ به؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فَإِن كُنْتَ ذا لُبٍّ یَزِدْكَ صَلابَةً، علی المالِ، مَنْزورُ العَطاءِ، مُثَرِّبُ اللیث: الصُّلْبُ من الجَرْی و من الصَّهِیلِ الشَّدیدُ؛ و أَنشد: ذو مَیْعَة، إِذا ترامی صُلْبُه و الصُّلَّبُ و الصُّلَّبِیُّ و الصُّلَّبَة و الصُّلَّبِیَّة: حجارة المِسَنِّ؛ قال امْرُؤُ القَیْس: كحَدِّ السِّنان الصُّلَّبِیِّ النَّحِیض أَراد بالسنان المِسَنَّ. و یقال: الصُّلَّبِیُّ الذی جُلیَ، و شُحِذ بحجارة الصُّلَّبِ، و هی حجارة تتخذ منها المِسانُّ؛ قال الشماخ: و كأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِه و جَنِینِه، لمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوق و الصُّلُّبُ: الشدید من الحجارة، أَشَدُّها صَلابَةً. و رُمْحٌ مُصَلَّبٌ: مَشْحوذ بالصَّلَّبیّ. و تقول: سِنانٌ صُلُّبِیٌّ و صُلَّبٌ أَیضاً أَی مَسْنُون. و الصَّلِیب: الودك، و فی الصحاح: ودكُ العِظامِ. قال أَبو خراش الهذلی یذكر عُقاباً شَبَّه فَرسَهُ بها: كأَنی، إِذْ غَدَوْا، ضَمَّنْتُ بَزِّی، من العِقْبانِ، خائِتَةً طَلُوبا جَرِیمَةَ ناهِضٍ، فی رأْسِ نِیقٍ، تَری، لِعِظامِ ما جَمَعَتْ، صَلِیبا أَی ودَكاً، أَی كأَنی إِذْ غَدَوْا للحرب ضَمَّنْتُ بَزِّی أَی سلاحی عُقاباً خائِتَةً أَی مُنْقَضَّةً. یقال خاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ. و جَرِیمَة: بمعنی كاسِبَة، یقال: هو جَرِیمَةُ أَهْلِه أَی كاسِبُهُم. و الناهِضُ: فَرْخُها. و انتصاب قوله طَلُوبا: علی النَّعْتِ لخائتَة. و النِّیقُ: أَرْفَعُ مَوْضِعٍ فی الجَبَل. و صَلَبَ العِظامَ یَصْلُبُها صَلْباً و اصْطَلَبَها: جَمَعَها و طَبَخَها و اسْتَخْرَجَ وَدَكَها لِیُؤْتَدَم
(1). قوله [عذبة المنابت] كذا بالنسخ أیضاً و الذی فی المعجم لیاقوت عذبة المناقب أی الطرق فمیاه الطرق عذبة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 529
به، و هو الاصْطِلابُ، و كذلك إِذا شَوَی اللَّحْمَ فأَسالَه، قال الكُمَیْتُ الأَسَدِیّ: و احْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَه، و بات شَیْخُ العِیالِ یَصْطَلِبُ احْتَلَّ: بمعنی حَلَّ. و البَرْكُ: الصَّدْرُ، و اسْتَعارَهُ للشِّتاءِ أَی حَلَّ صَدْرُ الشِّتاء و مُعْظَمُه فی منزله: یصف شِدَّةَ الزمان و جَدْبَه، لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنما یكون فی زَمَن الشِّتاءِ. و‌فی الحدیث: أَنه لمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتاه أَصحابُ الصُّلُب؛ قیل: هم الذین یَجْمَعُون العِظام إِذا أُخِذَت عنها لُحومُها فیَطْبُخونها بالماءِ، فإِذا خرج الدَّسَمُ منها جمعوه و ائْتَدَمُوا به. یقال: اصْطَلَبَ فلانٌ العِظام إِذا فَعَل بها ذلك. و الصُّلُبُ جمع صَلیب، و الصَّلِیبُ: الوَدَكُ. و الصَّلِیبُ و الصَّلَبُ: الصدید الذی یَسیلُ من المیت. و الصَّلْبُ: مصدر صَلَبَه یَصْلُبه، صَلْباً و أَصله من الصَّلِیب و هو الوَدَكُ. و‌فی حدیث علیّ: أَنه اسْتُفْتِیَ فی استعمال صَلِیبِ المَوْتَی فی الدِّلاءِ و السُّفُن، فَأَبی علیهم، و به سُمِّی المَصْلُوب لما یَسِیلُ من وَدَكه. و الصَّلْبُ، هذه القِتْلة المعروفة، مشتق من ذلك، لأَن وَدَكه و صدیده یَسِیل. و قد صَلَبه یَصْلِبُه صَلْباً، و صَلَّبه، شُدِّدَ للتكثیر. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا قَتَلُوهُ وَ مٰا صَلَبُوهُ. و فیه: وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ؛ أَی علی جُذُوعِ النخل. و الصَّلِیبُ: المَصْلُوبُ. و الصَّلیب الذی یتخذه النصاری علی ذلك الشَّكْل. و قال اللیث: الصَّلِیبُ ما یتخذه النصاری قِبْلَةً، و الجَمْعُ صُلْبان و صُلُبٌ؛ قال جَریرٌ: لقد وَلَدَ الأُخَیْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، علی بابِ اسْتِها صُلُبٌ وشامُ و صَلَّب الراهبُ: اتَّخَذ فی بِیعَته صَلیباً؛ قال الأَعشی: و ما أَیْبُلِیٌّ علی هَیْكَلٍ، بَناهُ و صَلَّبَ فیه و صارا صارَ: صَوَّرَ. عن أَبی علیّ الفارسی: و ثوب مُصَلَّبٌ فیه نَقْشٌ كالصَّلِیبِ. و‌فی حدیث عائشة: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان إِذا رَأَی التَّصْلِیبَ فی ثَوْب قَضَبه؛ أَی قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِیبِ منه. و‌فی الحدیث: نَهَی عن الصلاة فی الثوب المُصَلَّبِ؛ هو الذی فیه نَقشٌ أَمْثال الصُّلْبان. و‌فی حدیث عائشة أَیضاً: فَناوَلْتُها عِطافاً فرَأَتْ فیه تَصْلِیباً، فقالت: نَحِّیه عَنی.و‌فی حدیث أُم سلمة: أَنها كانت تَكرَه الثیابَ المُصَلَّبةَ.و‌فی حدیث جریر: رأَیتُ علی الحسنِ ثوباً مُصَلَّباً.و الصَّلِیبانِ: الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ علی الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَیْنِ؛ و قد صَلَبَ الدلْو و صَلَّبَها. و‌فی مَقْتَلِ عمر: خَرَج ابنُه عُبیدُ اللّه فَضَرَب جُفَیْنَةَ الأَعْجَمِیَّ، فَصَلَّب بین عَیْنَیْه، أَی ضربه علی عُرْضِهِ، حتی صارت الضَّرْبة كالصَّلِیب. و‌فی بعض الحدیث: صَلَّیْتُ إِلی جَنْبِ عمر، رضی اللّه عنه، فَوضَعْتُ یَدِی علی خاصِرتی، فلما صَلَّی، قال: هذا الصَّلْبُ فی الصلاة. كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، یَنْهَی عنه‌أَی إِنه یُشْبِه الصَّلْبَ لأَنَّ الرجل إِذا صُلِبَ مُدَّ یَدُه، و باعُهُ علی الجِذْعِ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 530
و هیئةُ الصَّلْب فی الصلاة: أَن یَضَعَ یدیه علی خاصِرتیه، و یُجافیَ بین عَضُدَیْه فی القیام. و الصَّلِیبُ: ضَرْبٌ من سِماتِ الإِبل. قال أَبو علی فی التَّذْكِرَةِ: الصَّلیبُ قد یكون كبیراً و صغیراً و یكون فی الخَدَّین و العُنُق و الفخذین. و قیل: الصَّلِیبُ مِیسَمٌ فی الصُّدْغِ، و قیل فی العُنقِ خَطَّانِ أَحدهما علی الآخر. و بعیر مُصَلَّبٌ و مَصْلُوب: سِمَتُه الصَّلیب. و ناقة مَصْلُوبة كذلك؛ أَنشد ثعلب: سَیَكْفِی عَقِیلًا رِجْلُ ظَبْیٍ و عُلْبةٌ، تَمَطَّت به مَصْلُوبةٌ لم تُحارِدِ و إِبلٌ مُصَلَّبة. أَبو عمرو: أَصْلَبَتِ الناقةُ إِصْلاباً إِذا قامت و مَدَّتْ عنقها نحوَ السماءِ، لتَدِرَّ لولدها جَهْدَها إِذا رَضَعَها، و ربما صَرَمَها ذلك أَی قَطَع لبَنَها. و التَّصْلِیبُ: ضَربٌ من الخِمْرةِ للمرأَة. و یكره للرجل أَن یُصَلِّی فی تَصْلِیبِ العِمامة، حتی یَجْعَله كَوْراً بعضَه فوق بعض. یقال: خِمار مُصَلَّبٌ، و قد صَلَّبَتِ المرأَة خمارَها، و هی لِبْسةٌ معروفة عند النساءِ. و صَلَّبَتِ التَّمْرَةُ: بَلَغَت الیُبْسَ. و قال أَبو حنیفة: قال شیخ من العرب أَطْیَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَیْحانِیَّةٌ مُصَلِّبةٌ، هكذا حكاه مُصَلِّبةٌ، بالهاءِ. و یقال: صَلَّبَ الرُّطَبُ إِذا بَلَغَ الیَبِیسَ، فهو مُصَلِّب، بكسر اللام، فإِذا صُبَّ علیه الدِّبْسُ لِیَلِینَ، فهو مُصَقِّر. أَبو عمرو: إِذا بَلَغ الرُّطَبُ الیُبْسَ فذلك التَّصْلِیب، و قد صَلَّبَ؛ و أَنشد المازنی فی صفة التمر: مُصَلِّبة من أَوْتَكی القاعِ كلما زَهَتْها النُّعامی خِلْتَ، من لَبَنٍ، صَخْرا أَوْتَكَی: تَمر الشِّهْریزِ. و لَبَنٌ: اسم جبل بعَیْنِه. شمر: یقال صَلَبَتْه الشَّمسُ تَصْلِبُه و تَصلُبُه صَلْباً إِذا أَحْرَقته، فهو مَصْلُوب: مُحْرَق؛ و قال أَبو ذؤَیب: مُسْتَوْقِدٌ فی حَصاهُ الشمسُ تَصْلِبُه، كأَنه عَجَمٌ بالبِیدِ مَرْضُوخُ و‌فی حدیث أَبی عبیدة: تَمْرُ ذَخِیرةَ مُصَلِّبةٌ‌أَی صُلْبة. و تمر المدینة صُلْبٌ. و یقال: تَمْرٌ مُصَلِّب، بكسر اللام، أَی یابس شدید. و الصالِبُ من الحُمَّی الحارَّةُ غیر النافض، تذكَّر و تؤَنث. و یقال: أَخَذَتْه الحُمَّی بصالِبٍ، و أَخذته حُمَّی صالِبٌ، و الأَول أَفصح، و لا یكادون یُضِیفون؛ و قد صَلَبَتْ علیه، بالفتح، تَصْلِبُ، بالكسر، أَی دامت و اشتدت، فهو مَصْلوب علیه. و إِذا كانت الحُمَّی صالِباً قیل: صَلَبَتْ علیه. قال ابن بُزُرْجَ: العرب تجعل الصالِبَ من الصُّداعِ؛ و أَنشد: یَرُوعُكَ حُمَّی من مُلالٍ و صالِبِ و قال غیره: الصالِبُ التی معها حرٌّ شدید، و لیس معها برد. و أَخذه صالِبٌ أَی رِعْدة؛ أَنشد ثعلب: عُقاراً غَذاها البحرُ من خَمْرِ عانةٍ، لها سَوْرَةٌ، فی رأْسِه، ذاتُ صالِبِ و الصُّلْبُ: القُوَّة. و الصُّلْبُ: الحَسَبُ. قال
لسان العرب، ج‌1، ص: 531
عَدِیّ بن زید: اجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُمْ، فَوقَ ما أَحْكَی بصُلْبٍ و إِزارْ فُسِّر بهما جمیعاً. و الإِزار: العَفاف. و یروی: فوقَ من أَحْكأَ صُلْباً بإِزارْ أَی شَدَّ صُلْباً: یعنی الظَّهْرَ. بإِزار: یعنی الذی یُؤْتَزَر به. و العرب تُسَمِّی الأَنْجُمَ الأَربعة التی خَلْفَ النَّسرِ الواقِعِ: صَلِیباً. و رأَیت حاشیة فی بعض النسخ، بخط الشیخ ابن الصلاح المحدِّث، ما صورته: الصواب فی هذه الأَنجمِ الأَربعة أَن یُقال خَلْف النَّسرِ الطائِرِ لأَنها خَلْفَه لا خَلْفَ الواقع، قال: و هذا مما وَهِمَ فیه الجوهریُّ. اللیثُ: و الصَّوْلَبُ و الصَّوْلیبُ هو البَذْرُ الذی یُنْثَر علی الأَرض ثم یُكْرَبُ علیه؛ قال الأَزهری: و ما أُراه عربیّاً: و الصُّلْبُ: اسمُ أَرض؛ قال ذو الرمة: كأَنه، كلَّما ارْفَضَّتْ حَزیقَتُها، بالصُّلْبِ، مِن نَهْسِه أَكْفالَها، كَلِبُ و الصُّلَیبُ: اسمُ موضع؛ قال سَلامة بن جَنْدَلٍ: لِمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكتابِ المُنَمَّقِ، عَفا عَهْدُه بین الصُّلَیْبِ و مُطْرِقِ

صلهب؛ ج1، ص: 531

: الصَّلْهَبُ من الرجال: الطویلُ، و كذلك السَّلْهَبُ. و هو أَیضاً البیتُ الكبیرُ؛ قال الشاعر: و شادَ عَمْرٌو لكَ بَیْتاً صَلْهَبا، واسِعةً أَظْلالُه مُقَبَّبا و الصَّلْهَبُ و الصَّلَهْبَی من الإِبل: الشدید، و الیاءُ للإِلحاق، و كذلك الصَّلَخْدَی، و الأُنثی: صَلْهَبَةٌ و صَلَهْباة. أَبو عمرو: الصَّلاهِبُ من الإِبل: الشدادُ. و حَجَر صَلْهَبٌ و صُلاهِبٌ: شَدید صُلْبٌ. و المُصْلَهِبُّ: الطویلُ.

صنب؛ ج1، ص: 531

: الصِّنابُ: صِباغٌ یُتَّخذُ من الخَرْدَلِ و الزبیب. و منه قیل للبِرذَوْنِ: صِنابیٌّ، شُبِّهَ لَونُه بذلك؛ قال جریر: تُكَلِّفُنی مَعِیشةَ آلِ زیدٍ، و من لی بالصَّلائقِ و الصِّنابِ و المِصْنَبُ: المُولَعُ بأَكلِ الصِّناب، و هو الخَرْدَلُ بالزبیب. و‌فی الحدیث: أَتاه أَعرابی بأَرْنَب قد شَواها، و جاءَ معها بصِنابها‌أَی بصِباغها، و هو الخَرْدَل المعمول بالزبیب، و هو صِباغٌ یُؤْتَدَمُ به. و‌فی حدیث عمر: لو شئتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ و صِنابٍ.و الصِّنابیُّ من الإِبل و الدواب: الذی لونه من الحُمْرة و الصُّفْرة، مع كثرة الشَّعَر و الوبر. و قیل: الصِّنابیّ هو الكُمَیْتُ أَو الأَشْقَرُ إِذا خالط شُقْرَتَه شَعْرةٌ بیضاء؛ یُنسب إِلی الصِّنابِ. و اللّه أَعلم.

صنخب؛ ج1، ص: 531

: ابن الأَعرابی: الصِّنْخابُ الجمل الضَّخْمُ.

صهب؛ ج1، ص: 531

: الصُّهْبةُ: الشُّقْرة فی شعر الرأْس، و هی الصُّهُوبةُ. الأَزهری: الصَّهَبُ و الصُّهْبة: لونُ حمْرةٍ فی شعر الرأْس و اللحیة، إِذا كان فی الظاهر حُمْرةٌ، و فی الباطن اسودادٌ، و كذلك فی لون الإِبل؛ بعیرٌ أَصْهَبُ و صُهابیٌّ و ناقة صَهْباء و صُهابِیَّةٌ؛ قال طَرَفة: صُهابِیَّةُ العُثْنُونِ، مُؤْجَدَةُ القَرَا، بَعیدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ، مَوَّارَةُ الیَدِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 532
الأَصمعی: الأَصْهَبُ: قریبٌ من الأَصْبَح. و الصَّهَبُ و الصُّهْبَة: أَن یَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ، و أُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُیِّل إِلیك أَنه أَسود. و قیل: هو أَن یَحْمَرَّ الشعر كُلُّهُ. صَهِبَ صَهَباً و اصْهَبَّ و اصْهابَّ و هو أَصْهَبُ. و قیل: الأَصْهَبُ من الشَّعر الذی یُخالط بیاضَه حمرةٌ. و‌فی حدیث اللِّعانِ: إِن جاءَت به أَصْهَبَ فهو لفلان؛ هو الذی یَعْلُو لونَه صُهْبَةٌ، و هی كالشُّقْرة، قاله الخطابی. و المعروف أَن الصُّهْبة مختصة بالشعر، و هی حُمْرَة یعلوها سواد. و الأَصْهَبُ من الإِبل: الذی لیس بشدید البیاض. و قال ابن الأَعرابی: العرب تقول: قُریشُ «2». الإِبل صُهْبُها و أُدْمُها؛ یذهبون فی ذلك إِلی تشریفها علی سائر الإِبل. و قد أَوضحوا ذلك بقولهم: خیرُ الإِبل صُهْبُها و حُمْرُها، فجعلوها خیر الإِبل، كما أَن قریشاً خیرُ الناس عندهم. و قیل: الأَصْهَبُ من الإِبل الذی یخالط بیاضَه حُمرةٌ، و هو أَن یَحْمَرَّ أَعلی الوَبَر و تَبْیَضَّ أَجْوافُه. و فی التهذیب: و لیستْ أَجوافُه بالشدیدةِ البیاضِ، و أَقْرابُه و دُفُوفه فیها تَوضِیحٌ أَی بَیاض. قال: و الأَصْهَبُ أَقلُّ بیاضاً من الآدَم، فی أَعالیه كُدْرة، و فی أَسافله بیاضٌ. ابن الأَعرابی: الأَصْهَبُ من الإِبل الأَبیضُ. الأَصمعی: الآدَمُ من الإِبل: الأَبیضُ، فإِن خالطته حُمْرة، فهو أَصْهَبُ. قال ابن الأَعرابی: قال حُنَیْفُ الحَناتِم، و كان آبَلَ الناس: الرَّمْكَاءُ بُهْیَا، و الحَمْراءُ صُبْرَی، و الخَوَّارَةُ غُزْرَی، و الصَّهْبَاءُ سُرْعَی. قال: و الصُّهْبَةُ أَشْهَرُ الأَلوان و أَحسنُها، حین تَنْظُر إِلیها؛ و رأَیتُ فی حاشیةٍ: البُهْیا تأْنیث البَهِیَّةِ، و هی الرائعة. و جَمَلٌ صُهابیٌّ أَی أَصْهَبُ اللون، و یقال: هو منسوب إِلی صُهابٍ: اسم فَحل أَو موضع. التهذیب: و إِبل صُهابِیَّةٌ: منسوبة إِلی فحل اسمه صُهابٌ. قال: و إِذا لم یُضِیفُوا الصُّهابِیَّة، فهی من أَولاد صُهابٍ؛ قال ذو الرمة: صُهابِیَّةٌ غُلْبُ الرِّقابِ، كأَنَّما یُناطُ بأَلْحِیها فَراعِلَةٌ غُثْرُ قیل: نُسبت إِلی فَحْل فی شِقِّ الیمن. و‌فی الحدیث: كان یَرْمی الجِمارَ علی ناقةٍ له صَهْباء.و یقال للأَعداء: صُهْبُ السِّبالِ، و سُود الأَكباد، و إِن لم یكونوا صُهْبَ السِّبال، فكذلك یقال لهم؛ قال: جاؤوا یَجُرُّونَ الحَدیدَ جَرَّا، صُهْبَ السِّبالِ یَبْتَغُونَ الشَّرَّا و إِنما یرید أَنَّ عداوتهم لنا كعداوة الروم. و الرومُ صُهْبُ السِّبال و الشعور، و إِلّا فهم عَرَبٌ، و أَلوانهم: الأُدْمَةُ و السُّمْرةُ و السَّوادُ؛ و قال ابنُ قَیْسِ الرُّقَیَّاتِ: فَظِلالُ السُّیوفِ شَیَّبْنَ رأْسِی، و اعْتِناقی فی القَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ و یقال: أَصله للروم، لأَن الصُّهُوبةَ فیهم، و هم أَعداءُ العرب. الأَزهری: و یقال للجَراد صُهابِیَّةٌ؛ و أَنشد: صُهابِیَّةٌ زُرْقٌ بعیدٌ مَسیرُها و الصَّهْباءُ: الخَمْر؛ سمیت بذلك للونها. قیل: هی التی عُصِرَت من عنب أَبیضَ؛ و قیل: هی التی
(2). قوله [قریش الإِبل إلخ] بإضافة قریش للإِبل كما ضبطه فی المحكم و لا یخفی وجهه
لسان العرب، ج‌1، ص: 533
تكون منه و من غیره، و ذلك إِذا ضَرَبَتْ إِلی البَیاض؛ قال أَبو حنیفة: الصَّهْباءُ اسم لها كالعَلَم، و قد جاءَ بغیر أَلف و لام لأَنها فی الأَصل صفة؛ قال الأَعشی: و صَهْباءَ طافَ یَهودِیها، و أَبْرَزَها، و علیها خَتَمْ و یقال للظَّلِیم: أَصْهَبُ البَلَدِ أَی جِلْدُه. و الموتُ الصُّهابیُّ: الشدید كالموت الأَحمر؛ قال الجَعْدِیُّ: فَجِئْنا إِلی المَوتِ الصُّهابیِّ بعد ما تَجَرَّدَ عُرْیانٌ، من الشَّرِّ، أَحدَبُ و أَصْهَبَ الرجلُ: وُلِدَ له أَولادٌ صُهْبٌ. و الصُّهابیُّ: كالأَصْهَب؛ و قولُ هِمْیانَ: یُطیرُ عنها الوَبَرَ الصُّهَابِجَا أَراد الصُّهَابیَّ، فخفَّف و أَبدل؛ و قول العجاج: بِشَعْشَعانیٍّ صُهابیٍّ هَدِلْ إِنما عنی به المِشْفَرَ وحدَه، وصفه بما توصف به الجملة. و صُهْبی: اسم فرسِ النَّمِر بن تَوْلَب، و إِیاها عَنَی بقوله: لقد غَدَوْتُ بصُهْبَی و هی مُلْهِبَةٌ، إِلْهابُها كضِرامِ النارِ فی الشِّیحِ قال: و لا أَدری أَشْتَقَّه من الصَّهَبِ، الذی هو اللون، أَم ارْتَجَلَه عَلَماً. و الصُّهَابیُّ: الوافر الذی لم یَنْقُصْ. و نَعَمٌ صُهَابیٌّ: لم تُؤْخَذْ صَدَقتُه بل هو بِوَفْرِه. و الصُّهَابیُّ من الرجال: الذی لا دیوان له. و رَجُلٌ صَیْهَبٌ: طَویلٌ. التهذیب: جَمَلٌ صَیْهَبٌ، و ناقة صَیْهَبَة إِذا كانا شدیدین، شُبِّها بالصَّیْهَبِ، الحِجارةِ؛ قال هِمْیَانُ: حَتَّی إِذا ظَلْماؤُها تَكَشَّفَتْ عَنِّی، و عَنْ صَیْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ أَی عن ناقةٍ صُلْبَةٍ قد تَحَنَّتْ. و صَخرةٌ صَیْهَبٌ: صُلْبَة. و الصَّیْهَبُ الحجارة؛ قال شمر: و قال بعضهم هی الأَرض المستویة؛ قال القُطامیّ: حَدا، فی صَحَارَی ذی حماسٍ و عَرْعَرٍ، لِقاحاً یُغَشِّیها رُؤُوسَ الصَّیاهِب «1» قال شمر: و یقال الصَّیْهَبُ الموضع الشدید؛ قال كثیر: علی لاحِبٍ، یَعْلُو الصَّیَاهِبَ، مَهْیَعِ و یومٌ صَیْهَبٌ و صَیْهَدٌ: شَدید الحَرِّ. و الصَّیْهَبُ شِدَّةُ الحَرِّ؛ عن ابن الأَعرابی وحده و لم یَحْكِهِ غیرهُ إِلا وَصْفاً. و صُهابُ: موضع جعلوه اسماً للبُقْعة؛ أَنشد الأَصمعی: و أَبی الذی تَرَكَ المُلُوكَ و جَمْعَهم، بصُهابِ هامِدةٍ، كأَمْسِ الدَّابِر و بین البَصْرة و البحرین عینٌ تُعرف بعین الأَصْهَبِ. قال ذو الرمة، فجمعه علی الأَصْهَبِیَّات: دَعاهُنَّ من ثَأْجٍ، فأَزْمَعْنَ وِرْدَه، أَو الأَصْهَبِیَّات، العُیُونُ السَّوائحُ و فی الحدیث ذِكْرُ الصَّهْباءِ، و هو موضع علی رَوْحةٍ من خَیْبَر.
(1). [ذی حماس و عرعر] موضعان كما فی یاقوت و البیت فی التكملة أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 534
و صُهَیْبُ بن سِنانٍ: رجل، و هو الذی أَراده المشركون مع نَفَرٍ معه علی ترك الإِسلام، و قتلوا بعض النَّفَرِ الذین كانوا معه، فقال لهم صُهَیْبٌ: أَنا شیخ كبیر، إِنْ كنتُ علیكم لم أَضُرَّكُم، و إِن كنتُ معكم لم أَنفعكم، فخَلُّونی و ما أَنا علیه، و خُذُوا مالی. فقَبلوا منه، و أَتی المدینةَ فلقیه أَبو بكر الصدیقُ، رضی اللّه عنه، فقال له: رَبِحَ البیع یا صُهَیْبُ. فقال له: و أَنتَ رَبِحَ بیعُك یا أَبا بكر. و تلا قوله تعالی: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ.و فی حاشیةٍ: و المُصَهَّبُ: صَفِیفُ الشِّواءِ و الوَحْشِ المُخْتَلِطُ.

صوب؛ ج1، ص: 534

: الصَّوْبُ: نُزولُ المَطَر. صَابَ المَطَرُ صَوْباً، و انْصابَ: كلاهما انْصَبَّ. و مَطَرٌ صَوْبٌ و صَیِّبٌ و صَیُّوبٌ، و قوله تعالی: أَوْ كَصَیِّبٍ مِنَ السَّمٰاءِ؛ قال أَبو إِسحاق: الصَّیِّبُ هنا المطر، و هذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالی للمنافقین، كأَنّ المعنی: أَو كأَصْحابِ صَیِّبٍ؛ فَجَعَلَ دینَ الإِسلام لهم مثلًا فیما ینالُهم فیه من الخَوْفِ و الشدائد، و جَعَلَ ما یَسْتَضِیئُون به من البرق مثلًا لما یستضیئُون به من الإِسلام، و ما ینالهم من الخوف فی البرق بمنزلة ما یخافونه من القتل. قال: و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: یَحْسَبُونَ كُلَّ صَیْحَةٍ عَلَیْهِمْ. و كُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ، فقد صابَ یَصُوبُ؛ و أَنشد: كأَنَّهمُ صابتْ علیهم سَحابَةٌ، صَواعِقُها لطَیرهنَّ دَبیبُ «1» و قال اللیث: الصَّوْبُ المطر. و صابَ الغیثُ بمكان كذا و كذا، و صابَتِ السَّماءُ الأَرضَ: جادَتْها. و صابَ الماءَ و صوَّبه: صبَّه و أَراقَه؛ أَنشد ثعلب فی صفة ساقیتین: و حَبَشِیَّینِ، إِذا تَحَلَّبا، قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، و صَوَّبا و التَّصَوُّبُ: حَدَبٌ فی حُدُورٍ، و التَّصَوُّبُ: الانحدار. و التَّصْویبُ: خلاف التَّصْعِیدِ. و صَوَّبَ رأْسَه: خَفَضَه. التهذیب: صَوَّبتُ الإِناءَ و رأْسَ الخشبة تَصْویباً إِذا خَفَضْته؛ و كُرِه تَصْویبُ الرأْسِ فی الصلاة. و‌فی الحدیث: من قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه فی النار؛ سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانیّ عن هذا الحدیث، فقال: هو مُخْتَصَر، و معناه: مَنْ قَطَعَ سِدْرةً فی فلاة، یَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبیل، بغیر حق یكون له فیها، صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَی نكَّسَه؛ و منه‌الحدیث: و صَوَّبَ یَده‌أَی خَفَضَها. و الإِصابةُ: خلافُ الإِصْعادِ، و قد أَصابَ الرجلُ؛ قال كُثَیِّر عَزَّةَ: و یَصْدُرُ شتَّی من مُصِیبٍ و مُصْعِدٍ، إِذا ما خَلَتْ، مِمَّنْ یَحِلُّ، المنازِلُ و الصَّیِّبُ: السحابُ ذو الصَّوْبِ. و صابَ أَی نَزَلَ؛ قال الشاعر: فَلَسْتَ لإِنْسِیٍّ و لكن لمْلأَكٍ، تَنَزَّلَ، من جَوِّ السماءِ، یَصوبُ قال ابن بری: البیتُ لرجلٍ من عبدِ القیس یمدَحُ النُّعْمانَ؛ و قیل: هو لأَبی وجزَة یمدح عبدَ اللّه بن الزُّبیر؛ و قیل: هو لعَلْقَمَة بن عَبْدَة. قال ابن بری: و فی هذا البیتِ شاهدٌ علی أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه همزته و خُفِّفَت بنقل حركتِها علی ما
(1). عجز هذا البیت غامض.
لسان العرب، ج‌1، ص: 535
قبلَها، بدلیل قولهم مَلائكة، فأُعیدت الهمزة فی الجمع، و بقول الشاعر: … و لكن لمْلأَك، فأَعاد الهمزة، و الأَصل فی الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة، و هی الرسالة، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن یكون مأْلَكاً، و إِنما أَخروها بعد اللام لیكون طریقاً إِلی حذفها، لأَن الهمزة متی ما سكن ما قبلها، جاز حذفها و إِلقاء حركتها علی ما قبلها. و الصَّوْبُ مثل الصَّیِّبِ، و تقول: صابَهُ المَطَرُ أَی مُطِرَ. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم اسقِنا غیثاً صَیِّباً؛ أَی مُنْهَمِراً متدفقاً. و صَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته فی الجَرْیِ؛ قال إمرؤُ القیس: فَصَوَّبْتُه، كأَنه صَوْبُ غَبْیَةٍ، علی الأَمْعَزِ الضاحی، إِذا سِیطَ أَحْضَرا و الصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ. و صَوَّبه: قال له أَصَبْتَ. و أَصابَ: جاءَ بالصواب. و أَصابَ: أَراد الصوابَ؛ و أَصابَ فی قوله، و أَصابَ القِرْطاسَ، و أَصابَ فی القِرْطاس. و‌فی حدیث أَبی وائل: كان یُسْأَلُ عن التفسیر، فیقول: أَصابَ اللّهُ الذی أَرادَ، یعنی أَرادَ اللّهُ الذی أَرادَ؛ و أَصله من الصواب، و هو ضدُّ الخطإِ. یقال أَصاب فلانٌ فی قوله و فِعْلِه؛ و أَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم یُخْطِئْ؛ و قولٌ صَوْبٌ و صَوابٌ. قال الأَصمعی: یقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب؛ معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ و أَراده، فأَخْطَأَ مُرادَه، و لم یَعْمِدِ الخطأَ و لم یُصِبْ. و قولهم: دَعْنی و علیَّ خطَئی و صَوْبی أَی صَوابی؛ قال أَوسُ بن غَلْفاء: أَلا قالَتْ أُمامةُ یَوْمَ غُولٍ، تَقَطَّع، بابنِ غَلْفاءَ، الحِبالُ: دَعِینی إِنما خَطَئی و صَوْبی علیَّ، و إِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ و إِنَّ ما: كذا منفصلة. قوله: مالُ، بالرفع، أَی و إِنَّ الذی أَهلكتُ إِنما هو مالٌ. و اسْتَصْوَبَه و اسْتَصابَه و أَصابَه: رآه صَواباً. و قال ثعلب: اسْتَصَبْتُه قیاسٌ. و العرب تقول: اسْتَصْوَبْتُ رأْیَك. و أَصابه بكذا: فَجَعَه به. و أَصابهم الدهرُ بنفوسهم و أَموالهم. جاحَهُم فیها فَفَجَعَهم. ابن الأَعرابی: ما كنتُ مُصاباً و لقد أُصِبْتُ. و إِذا قال الرجلُ لآخر: أَنتَ مُصابٌ، قال: أَنتَ أَصْوَبُ مِنی؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَصابَتْهُ مُصِیبةٌ فهو مُصابٌ. و الصَّابةُ و المُصِیبةُ: ما أَصابَك من الدهر، و كذلك المُصابةُ و المَصُوبة، بضم الصاد، و التاء للداهیة أَو للمبالغة، و الجمع مَصاوِبُ و مَصائِبُ، الأَخیرة علی غیر قیاس، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِیلة التی لیس لها فی الیاءِ و لا الواو أَصل. التهذیب: قال الزجَّاج أَجمع النحویون علی أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ فی جمع مُصِیبة، بالهمز، و أَجمعوا أَنَّ الاختیارَ مَصاوِبُ، و إِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ. قال: و هذا عندی إِنما هو بدل من الواو المكسورة، كما قالوا وسادة و إِسادة؛ قال: و زعم الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فیها بدلًا من الواو، لأَنها أُعِلَّتْ فی مُصِیبة. قال الزجّاج: و هذا ردی‌ء لأَنه یلزم أَن یقال فی مَقَام مَقَائِم، و فی مَعُونة مَعائِن. و قال أَحمدُ بن یحیی: مُصِیبَة كانت فی الأَصل مُصْوِبة. و مثله: أَقِیمُوا الصَّلٰاةَ*، أَصله أَقْوِمُوا، فأَلْقَوْا حركةَ الواو علی القاف فانكسرت، و قلبوا الواو یاء لكسرة القاف. و قال الفراء: یُجْمَعُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 536
الفُواق أَفْیِقَةً، و الأَصل أَفْوِقةٌ. و قال ابن بُزُرْجَ: تركتُ الناسَ علی مَصاباتِهم أَی علی طَبقاتِهم و مَنازِلهم. و‌فی الحدیث: من یُرِدِ اللّهُ به خیراً یُصِبْ منه، أَی ابتلاه بالمصائب لیثیبه علیها، و هو الأَمر المكروه ینزل بالإِنسان. یقال أَصابَ الإِنسانُ من المال و غیره أَی أَخَذَ و تَنَاول؛ و‌فی الحدیث: یُصِیبونَ ما أَصابَ الناسُ‌أَی یَنالون ما نالوا. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُصِیبُ من رأْس بعض نسائه و هو صائم؛ أَراد التقبیلَ. و المُصابُ: الإِصابةُ؛ قال الحرثُ بن خالد المخزومی: أَ سُلَیْمَ إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلًا أَهْدَی السَّلامَ، تحیَّةً، ظُلْمُ أَقْصَدْتِه و أَرادَ سِلْمَكُمُ، إِذْ جاءَكُمْ، فَلْیَنْفَعِ السِّلْمُ قال ابن بری: هذا البیت لیس للعَرْجِیِّ، كما ظنه الحریری، فقال فی دُرَّة الغواص: هو للعَرْجِیِّ. و صوابه: أَ ظُلَیْم؛ و ظُلَیم: ترخیم ظُلَیْمة، و ظُلَیْمة: تصغیر ظَلُوم تصغیر الترخیم. و یروی: أَ ظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم … و ظُلَیْمُ: هی أُمُّ عمْران، زوجةُ عبدِ اللّه بنُ مُطِیعٍ، و كان الحرثُ یَنْسِبُ بها، و لما مات زوجها تزوجها. و رجلًا: منصوبٌ بمُصابٍ، یعنی: إِنَّ إِصابَتَكم رجلًا؛ و ظُلْم: خبر إِنَّ. و أَجمعت العرب علی همز المَصائِب، و أَصله الواو، كأَنهم شبهوا الأَصلیّ بالزائد. و قولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ: صَابَتْ بقُرٍّ أَی صارت الشِّدَّة فی قَرارِها. و أَصابَ الشی‌ءَ: وَجَدَه. و أَصابه أَیضاً: أَراده. و به فُسِّر قولُه تعالی: تَجْرِی بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَیْثُ أَصٰابَ؛ قال: أَراد حیث أَراد؛ قال الشاعر: و غَیَّرها ما غَیَّر الناسَ قَبْلَها، فناءَتْ، و حاجاتُ النُّفوسِ تُصِیبُها أَراد: تُریدها؛ و لا یجوز أَن یكون أَصَابَ، من الصَّواب الذی هو ضدّ الخطإِ، لأَنه لا یكونُ مُصیباً و مُخْطِئاً فی حال واحد. و صابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِیَّةِ یَصُوبُ صَوْباً و صَیْبُوبةً و أَصابَ إِذا قَصَد و لم یَجُزْ؛ و قیل: صَابَ جاءَ من عَلُ، و أَصابَ: من الإِصابةِ، و صَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَیْباً، لغة فی أَصابه. و إِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَی قاصِدٌ. و العرب تقول للسائر فی فَلاة یَقْطَعُ بالحَدْسِ، إِذا زاغَ عن القَصْدِ: أَقِمْ صَوْبَك أَی قَصْدَك. و فلان مُستقیم الصَّوْبِ إِذا لم یَزِغْ عن قَصْدِه یمیناً و شمالًا فی مَسِیره. و فی المثل: مع الخَوَاطِئِ سهمٌ صائبٌ؛ و قول أَبی ذؤَیب: إِذا نَهَضَتْ فیه تَصَعَّدَ نَفْرُها، كعَنْزِ الفَلاةِ، مُسْتَدِرٌّ صِیابُها أَرادَ جمعَ صَائِبٍ، كصاحِب و صِحابٍ، و أَعَلَّ العینَ فی الجمع كما أَعَلَّها فی الواحد، كصائم و صِیامٍ و قائم و قِیامٍ، هذا إِن كان صِیابٌ من الواو و من الصَّوابِ فی الرمی، و إِن كان من صَابَ السَّهمُ الهَدَفَ یَصِیبُه، فالیاء فیه أَصل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فكیفَ تُرَجِّی العَاذِلاتُ تَجَلُّدی، و صَبْرِی إِذا ما النَّفْسُ صِیبَ حَمِیمُها فسره فقال: صِیبَ كقولكَ قُصِدَ؛ قال: و یكون
لسان العرب، ج‌1، ص: 537
علی لغة من قال: صَاب السَّهْمُ. قال: و لا أَدْری كیف هذا، لأَن صاب السهمُ غیر متعدٍّ. قال: و عندی أَن صِیبَ هاهنا من قولهم: صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ، فكأَنَّ المنیةَ كانت صابَتِ الحَمیمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها. و سهمٌ صَیُوبٌ و صَوِیبٌ: صائبٌ؛ قال ابن جنی: لم نعلم فی اللغة صفة علی فعیل مما صحت فاؤُه و لامه، و عینه واو، إِلَّا قولهم طَوِیلٌ و قَوِیم و صَوِیب؛ قال: فأَما العَوِیصُ فصفة غالبة تَجْرِی مَجْری الاسم. و هو فی صُوَّابةِ قومه أَی فی لُبابهم. و صُوَّابةُ القوم: جَماعتُهم، و هو مذكور فی الیاءِ لأَنها یائیة و واویة. و رجلٌ مُصابٌ، و فی عَقْل فلان صابةٌ أَی فَتْرة و ضَعْفٌ و طَرَفٌ من الجُنون؛ و فی التهذیب: كأَنه مجنون. و یقال للمجنون: مُصابٌ. و المُصابُ: قَصَب السُّكَّر. التهذیب، الأَصمعی: الصَّابُ و السُّلَعُ ضربان، من الشجر، مُرَّان. و الصَّابُ عُصارة شجر مُرٍّ؛ و قیل: هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهیئة اللَّبَن، و ربما نَزَت منه نَزِیَّةٌ أَی قَطْرَةٌ فتقع فی العین كأَنها شِهابُ نارٍ، و ربما أَضْعَفَ البصر؛ قال أَبو ذُؤَیب الهُذَلی: إِنی أَرِقْتُ فبِتُّ اللیلَ مُشْتَجِراً، كأَنَّ عَیْنِیَ فیها الصّابُ مَذْبُوحُ «2» و یروی: نام الخَلِیُّ و بتُّ اللیلَ مُشْتَجراً و المُشْتَجِرُ: الذی یضع یده تحت حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه. و قیل: الصَّابُ شجر مُرٌّ، واحدته صابَةٌ. و قیل: هو عُصارة الصَّبِرِ. قال ابن جنی: عَیْنُ الصَّابِ واوٌ، قیاساً و اشتقاقاً، أَما القیاس فلأَنها عین و الأَكثر أَن تكون واواً، و أَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب العین حَلَبها، و هو أَیضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ. و كلاهما فی معنی صابَ یَصُوبُ إِذا انْحَدر. ابن الأَعرابی: المِصْوَبُ المِغْرَفَةُ؛ و قول الهذلی: صابُوا بستَّةِ أَبیاتٍ و أَربعةٍ، حتَّی كأَن علیهم جابِیاً لُبَدَا صابُوا بهم: وَقَعوا بهم. و الجابی: الجَراد. و اللُّبَدُ: الكثیر. و الصُّوبةُ: الجماعة من الطعام. و الصُّوبةُ: الكُدْسةُ من الحِنْطة و التمر و غیرهما. و كُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ، عن كراع. قال ابن السكیت: أَهلُ الفَلْجِ یُسَمُّونَ الجَرِینَ الصُّوبةَ، و هو موضع التمر. و الصُّوبةُ: الكُثْبة من تُراب أَو غیره. و حكی اللحیانی عن أَبی الدینار الأَعرابی: دخلت علی فلان فإِذا الدنانیرُ صُوبةٌ بین یدیه أَی كُدْسٌ مجتمع مَهِیلةٌ؛ و مَن رواه: فإِذا الدینار، ذهب بالدینار إِلی معنی الجنس، لأَن الدینار الواحد لا یكون صُوبةً. و الصَّوْبُ: لَقَبُ رجل من العرب، و هو أَبو قبیلة منهم. و بَنُو الصَّوْبِ: قوم من بَكْر بن وائل. و صَوْبةُ: فرس العباسِ بن مِرْداس. و صَوْبة أَیضاً: فرس لبنی سَدُوسٍ.

صیب؛ ج1، ص: 537

: الصُّیَّابُ و الصُّیَّابة «3»: أَصلُ القوم. و الصُّیَابةُ و الصُّیَابُ: الخالِصُ من كلِّ شی‌ء؛ أَنشد ثعلب:
(2). قوله [مشتجراً] مثله فی التكملة و الذی فی المحكم مرتفقاً و لعلهما روایتان. (3). قوله الصیاب و الصیابة [إلخ] بشد التحتیة و تخفیفها علی المعنیین المذكورین كما فی القاموس و غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 538
إِنی وَسَطْتُ مالِكاً و حَنْظَلا، صُیَّابَها، و العَدَدَ المُحَجَّلا و قال الفرَّاء: هو فی صُیَّابة قومه و صُوَّابة قومه أَی فی صَمِیمِ قومه. و الصُّیَّابة: الخِیارُ من كل شی‌ءٍ؛ قال ذو الرمة: و مُسْتَشْحِجاتٍ للفِراقِ، كأَنها مَثاكِیلُ، من صُیَّابة النُّوبِ، نُوَّح المُسْتَشْحِجات: الغِرْبانُ؛ شَبَّهَها بالنُّوبة فی سَوادها. و فلان من صُیَّابةِ قومه و صُوَّابةِ قومه أَی من مُصاصِهم و أَخْلَصِهم نَسَباً. و‌فی الحدیث: یُولَدُ فی صُیَّابة قومه؛ یُرید النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَی صَمِیمِهم و خالِصِهم و خِیارِهم. یقال: صُوَّابةُ القوم و صُیَّابتهم، بالضم و التشدید «1» فیهما. و صُیَّابةُ القوم: جماعتهم؛ عن كراع. و قوم صُیَّابٌ أَی خیار؛ قال جندل بن عُبَیْدِ بن حُصَیْنٍ، و یقال هو لأَبیه عُبَیْدٍ الراعی یَهْجُو ابنَ الرِّقاعِ: جُنادِفٌ، لاحِقٌ بالرأْسِ مَنْكِبُه، كأَنه كَوْدَنٌ یُوشَی بكُلَّابِ من مَعْشَرٍ، كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعینُهم، قُفْدِ الأَكُفِّ، لِئامٍ، غیرِ صُیَّابِ جُنَادِفٌ أَی قصیر؛ أَراد أَنه أَوْقَصُ. و الكَوْدَنُ: البِرْذَون. و یُوشَی: یُسْتَحَثُّ و یُسْتَخْرَجُ ما عنده من الجَرْی. و الأَقْفَدُ الكفّ: المائِلُها. و الصُّیَّابةُ: السَّیِّدُ. و صَاب السهمُ یَصِیبُ كیَصُوب: أَصابَ. و سهم صَیُوبٌ، و الجمع صُیُبٌ؛ قال الكمیت: أَسْهُمُها الصَّائِداتُ و الصُّیُبْ و اللّه تعالی أَعلم.

فصل الضاد؛ ج1، ص: 538

ضأب؛ ج1، ص: 538

: «2»: الضَّیْأَبُ: الذی یَقْتَحِمُ فی الأُمور؛ عن كُراع؛ و هو الضَّیْأَزُ. و فی بعض نسخ الصحاح: الضَّیْأَنُ. و جَمَلٌ ضُؤْبان: سمین شدید؛ قال زِیادٌ المِلْقَطِیُّ: علی كلِّ ضُؤْبانٍ، كأَنَّ صَرِیفَه بِنابَیْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَغَرِّدِ «3» و قول الشاعر: لما رأَیتُ الهَمَّ قد أَجْفانی، قَرَّبْتُ للرَّحْلِ و للظِّعانِ، كُلَّ نِیافِیِّ القَرَی ضُؤْبانِ أَنشده أَبو زید. ضُؤْبان: بالهمز و الضاد.

ضبب؛ ج1، ص: 538

: الضَّبُّ: دُوَیْبَّة من الحشرات معروف، و هو یشبه الوَرَلَ؛ و الجمع أَضُبٌّ مثل كَفٍّ و أَكُفٍّ، و ضِبابٌ و ضُبَّانٌ، الأَخیرة عن اللحیانی. قال: و ذلك إِذا كَثُرَتْ جِدّاً؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هذا الفرق، لأَنَّ فِعَالًا و فُعْلاناً سواء فی أَنهما بناءَان من أَبنیة الكثرة، و الأُنثی: ضَبَّة. و أَرض مَضَبَّةٌ و ضَبِبَةٌ: كثیرةُ الضِّباب. التهذیب: أَرضٌ ضَبِبَةٌ؛ أَحدُ ما جاءَ علی أَصله. قال أَبو منصور: الوَرَلُ سَبْطُ الخَلْق، طویلُ
(1). قوله [بالضم و التشدید] ثبت التخفیف أیضاً فی القاموس و غیره. (2). ضأب استخفی و ضأب قتل عدواً. اه. التهذیب. (3). قوله [المتغرد] الذی فی التهذیب المترنم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 539
الذَّنَب، كأَنَّ ذَنبه ذنبُ حَیَّة؛ و رُبَّ وَرَلٍ یُرْبی طُولُه علی ذراعین. و ذَنَبُ الضَّبِّ ذو عُقَد، و أَطولُه یكون قَدْرَ شِبْر. و العرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ و تستقذره و لا تأْكله، و أَما الضَّبُّ فإِنهم یَحْرِصُون علی صَیْده و أَكله؛ و الضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب، خَشِنُه، مُفَقَّرُه، و لونُه إِلی الصُّحْمَةِ، و هی غُبْرَة مُشْرَبةٌ سواداً؛ و إِذا سَمِنَ اصفَرَّ صَدْرُه، و لا یأْكل إِلَّا الجَنادِبَ و الدَّبی و العُشْبَ، و لا یأكل الهَوامَّ؛ و أَما الوَرَلُ فإِنه یأْكل العقارب، و الحیات، و الحَرابِیَّ، و الخنافس، و لحمه دُرْیاق، و النساء یَتَسَمَّنَّ بلحمه. و ضَبِبَ البلدُ «1»، و أَضَبَّ: كثُرَت ضِبابُه؛ و هو أَحدُ ما جاءَ علی الأَصْل من هذا الضرب. و یقال: أَضَبَّتْ أَرضُ بنی فلانٍ إِذا كثر ضِبابُها. و أَرضٌ مُضِبَّةٌ و مُرْبِعةٌ: ذات ضِبابٍ و یَرابِیعَ. ابن السكیت: ضَبِبَ البلدُ كثُرَتْ ضِبابُه؛ ذكره فی حروف أَظهر فیها التضعیف، و هی متحركة، مثل قَطِطَ شعرُه و مَشِشَتِ الدابةُ و أَلِلَ السِّقاءُ. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً أَتی النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: إِنی فی غَائطٍ مُضِبَّةٍ.قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی الروایة، بضم المیم و كسر الضاد، و المعروف بفتحهما، و هی أَرْضٌ مَضَبَّة مثل مَأْسَدَة و مَذْأَبة و مَرْبَعَة أَی ذات أُسود و ذِئاب و یَرابِیعَ؛ و جمع المَضَبَّة مَضَابُّ. فأَما مُضِبَّة: فهو اسم فاعل من أَضَبَّ، كأَغَدَّتْ، فهی مُغِدَّة. فإِن صحت الروایة فهی بمعناها. قال: و نحوُ هذا البناء‌الحدیثُ الآخر: لم أَزَلْ مُضِبّاً بَعْدُ؛ هو من الضَّبِّ: الغَضَب و الحِقْد أَی لم أَزل ذا ضَبٍّ. و وقعنا فی مَضابَّ مُنْكَرةٍ: و هی قِطَع من الأَرض كثیرةُ الضَّباب، الواحدة مَضَبَّة. قال الأَصمعی: سمعت غیرَ واحدٍ من العربِ یقول: خرجنا نصطاد المَضَبَّة أَی نَصیدُ الضِّبابَ، جمعوها علی مَفْعَلة، كما یقال للشُّیوخ مَشْیَخة، و للسُّیوف مَسْیَفَةٌ. و المُضَبِّبُ: الحارِشُ الذی یَصُبُّ الماء فی جُحْرِه حتی یَخرُجَ لیأْخذَه. و المُضَبِّبُ: الذی یُؤَتِّی الماءَ إِلی جِحَرة الضِّبَاب حتی یُذْلِقَها فَتَبرُزَ فیَصِیدَها؛ قال الكمیت: بغَبْیَةِ صَیْفٍ لا یُؤَتِّی نِطافَها لِیَبْلُغَها، ما أَخْطَأْتْهُ، المُضَبِّبُ یقول: لا یحتاج المُضَبِّبُ أَن یُؤَتِّی الماءَ إِلی جِحَرتها حتی یستخرج الضِّبابَ و یَصِیدَها، لأَن الماءَ قد كثر، و السیلُ قد عَلَا الزُّبی، فكفاه ذلك. و ضَبَّبْتُ علی الضَّبِّ إِذا حَرَشْتَه، فخرَجَ إِلیك مُذَنِّباً، فأَخَذْتَ بذَنَبه. و الضَّبَّةُ: مَسْكُ الضَّبِّ یُدْبَغُ فیُجْعَلُ فیه السَّمْن. و فی المثل: أَعَقُّ من ضَبٍّ، لأَنه ربما أَكل حُسُولَه. و قولهم: لا أَفْعَلُه حتی یَحنَّ الضَّبُّ فی أَثَر الإِبل الصَّادِرَة، و لا أَفْعَلُه حتی یَرِدَ الضَّبُّ الماءَ؛ لأَن الضبَّ لا یَشْرَبُ الماءَ. و من كلامهم الذی یَضَعُونه علی أَلسنة البهائم، قالت السمكةُ: وِرْداً یا ضَبُّ؛ فقال: أَصْبَحَ قلبی صَرِدا، لا یَشْتَهِی أَن یَرِدَا، إِلَّا عَراداً عَرِدا، و صِلِّیاناً بَرِدَا «2»، و عَنْكَثاً مُلْتَبِدَا و الضَّبُّ یكنی أَبا حِسْلٍ؛ و العرب تُشَبِّه كَفَّ
(1). قوله [و ضبب البلد] كفرح و كرم اه القاموس. (2). قوله [و صلیاناً بردا] قال فی التكملة تصحیف من القدماء فتبعهم الخلف. و الروایة زرداً أی بوزن كتف و هو السریع الازدراد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 540
البخیل إِذا قَصَّرَ عن العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ؛ و منه قول الشاعر: مَناتِینُ، أَبْرامٌ، كأَنَّ أَكُفَّهُم أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ فی الحَبائِلِ و‌فی حدیث أَنس: أَن الضَّبَّ لَیَموتُ هُزالًا فی جُحْرِه بذَنْبِ ابن آدم‌أَی یُحْبَسُ المطر عنه بشُؤْم ذنوبهم. و إِنما خص الضَّبَّ، لأَنَّه أَطْوَلُ الحیوان نَفَساً و أَصْبَرُها علی الجُوع. و یروی: أَن الحُبارَی بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطیر نَجْعَةً. و رجل خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ. و الضَّبُّ و الضِّبُّ: الغَیْظُ و الحِقْدُ؛ و قیل: هو الضِّغْن و العَداوة، و جَمْعه ضِباب؛ قال الشاعر: فما زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْنی، و تُخْرِجُ، من مَكامِنها، ضِبابی و تقول: أَضَبَّ فلانٌ علی غِلٍّ فی قلبه أَی أَضْمره. و أَضَبَّ الرجلُ علی حِقْدٍ فی القلب، و هو یُضِبُّ إِضْباباً. و یقال للرجل إِذا كان خَبّاً مَنُوعاً: إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ. قال: و الضَّبُّ الحِقْد فی الصَّدْر. أَبو عمرو: ضَبَّ إِذا حَقَد. و‌فی حدیث علی، كرّم اللّه وجهه: كلٌّ منهما حاملُ ضَبٍّ لصاحبه.و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: فغَضِبَ القاسمُ و أَضَبَّ علیها.و ضَبَّ ضَبّاً، و أَضَبَّ به: سَكَتَ مثلُ أَضْبَأَ، و أَضَبَّ علی الشی‌ءِ، و ضَبَّ: سكت علیه. و قال أَبو زید: أَضَبَّ إِذا تكلم، و ضَبَّ علی الشی‌ءِ و أَضَبَّ و ضَبَّبَ: احْتواه. و أَضَبَّ الشی‌ءَ: أَخفاه. و أَضَبَّ علی ما فی یدیه: أَمسكه. و أَضَبَّ القومُ: صاحوا و جَلَّبُوا؛ و قیل: تكلموا أَو كَلَّم بعضُهم بعضاً. و أَضَبُّوا فی الغارة: نَهَدوا و اسْتَغارُوا. و أَضَبُّوا علیه إِذا أَكثروا علیه؛ و‌فی الحدیث: فلما أَضَبُّوا علیه‌أَی أَكثروا. و یقال: أَضَبُّوا إِذا تكلموا متتابعاً، و إِذا نَهَضُوا فی الأَمر جمیعاً. و أَضَبَّ فُلانٌ علی ما فی نفسه أَی سكت. الأَصمعی: أَضَبَّ فلانٌ علی ما فی نفسه أَی أَخرجه. قال أَبو حاتم: أَضَبَّ القومُ إِذا سكتوا و أَمسكوا عن الحدیث، و أَضَبُّوا إِذا تَكَلَّموا و أَفاضُوا فی الحدیث؛ و زعموا أَنه من الأَضداد. و قال أَبو زید: أَضَبَّ الرَّجلُ إِذا تكلم، و منه یقال: ضَبَّتْ لِثَتُه دماً إِذا سالتْ، و أَضْبَبْتُها أَنا إِذا أَسَلْتُ منها الدم، فكأَنه أَضَبَّ الكلام أَی أَخرجه كما یُخْرجُ الدَّمَ. و أَضَبَّ النَّعَمُ: أَقبلَ و فیه تَفَرُّقٌ. و الضَّبُّ و التَّضْبیبُ: تغطیة الشی‌ء و دخول بعضه فی بعض. و الضَّبابُ: نَدًی كالغیم. و قیل: الضَّبابةُ سحابة تُغَشِّی الأَرضَ كالدخان، و الجمع: الضَّبابُ. و قیل: الضَّبابُ و الضَّبابةُ نَدًی كالغُبار یُغشِّی الأَرضَ بالغَدَواتِ. و یقال: أَضَبَّ یَومُنا، و سماءٌ مُضِبَّةٌ. و‌فی الحدیث: كنتُ مع النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فی طریق مكة، فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بین الناس؛ هی البُخار المُتَصاعِدُ من الأَرض فی یوم الدَّجْنِ، یصیر كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لظلمتها. و قیل: الضَّبابُ هو السحاب الرقیق؛ سمی بذلك لِتَغطیته الأُفُق، واحدتُه ضَبابة. و قد أَضَبَّتِ السَّماءُ إِذا كان لها ضَبَابٌ. و أَضَبَّ الغیمُ: أَطْبَقَ. و أَضَبَّ یومُنا: صار ذا ضَبابٍ. و أَضَبَّتِ الأَرضُ: كثر نباتُها. ابن بُزُرْج:
لسان العرب، ج‌1، ص: 541
أَضَبَّتِ الأَرضُ بالنبات: طَلَعَ نباتُها جمیعاً. و أَضَبَّ القومُ: نَهَضوا فی الأَمر جمیعاً. و أَضَبَّ الشَّعَرُ: كَثُرَ. و أَضَبَّ السِّقاءُ: هُریقَ ماؤُه من خَرْزَةٍ فیه، أَو وَهْیَةٍ. و أَضْبَبْتُ علی الشی‌ءِ: أَشْرَفْتُ علیه أَن أَظْفَرَ به. قال أَبو منصور: و هذا من ضَبَأَ یَضْبَأُ، و لیس من باب المضاعف. و قد جاءَ به اللیث فی باب المضاعف. قال: و الصواب الأَول، و هو مرویّ عن الكسائی. و أَضَبَّ علی الشَّی‌ءِ: لَزِمَه فلم یُفارقْه، و أَصلُ الضَّبِّ اللُّصُوق بالأَرض. و ضَبَّ النَّاقَةَ یَضُبُّها: جَمَعَ خِلْفَیْها فی كَفِّه للحَلْب؛ قال الشاعر: جَمَعْتُ له كَفَّیَّ بالرُّمْحِ طاعِناً، كما جَمَعَ الخِلْفَینِ، فی الضَّبِّ، حالِبُ و یقال: فلان یَضُبُّ ناقَتَه، بالضم، إِذا حَلبَها بِخَمْسِ أَصابعَ. و الضَّبُّ أَیضاً: الحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ و قیل: هذا هو الضَّفُّ، فأَما الضَّبُّ فأَن تَجْعَل إِبْهامَكَ علی الخِلْفِ، ثم تَرُدَّ أَصابعك علی الإِبهام و الخِلْفِ جمیعاً؛ هذا إِذا طالَ الخِلْفُ، فإِن كان وَسَطاً، فالبَزْمُ بمَفْصِل السبَّابة و طَرَفِ الإِبهام، فإِن كان قَصیراً، فالفَطْرُ بطَرفِ السبَّابة و الإِبهام. و قیل: الضَّبُّ أَنْ تَضُمَّ یَدَكَ علی الضَّرْع و تُصَیِّر إِبهامَك فی وَسَطِ راحتك. و‌فی حدیث موسی و شُعَیب، علیهما السلام: لیس فیها ضَبُوبٌ و لا ثَعُولٌ.الضَّبُوب: الضَّیِّقَة ثَقْبِ الإِحْلیل. و الضَّبَّةُ: الحَلْبُ بِشِدَّةِ العصر. و‌قوله فی الحدیث: إِنما بَقِیَتْ من الدُّنْیا مِثْلُ ضَبَابةٍ؛ یعنی فی القِلَّةِ و سُرعَةِ الذهاب. قال أَبو منصور: الذی جاء‌فی الحدیث: إِنما بَقِیَتْ من الدنیا صُبَابةٌ كصُبابة الإِناء، بالصاد غیر معجمة، هكذا رواه أَبو عبید و غیره. و الضَّبُّ: القَبْضُ علی الشی‌ء بالكَف. ابن شمیل: التَّضْبیب شِدَّةُ القبض علی الشی‌ء كیلا یَنْفَلِتَ من یده؛ یقال: ضَبَّبْتُ علیه تَضبیباً. و الضَّبُّ: داء یأْخذ فی الشفة، فترمُ، أَو تَجْسَأُ، أَو تَسیلُ دماً؛ و یقال تَجْسَأُ بمعنی تَیْبَسُ و تَصْلُب. و الضَّبِیبَةُ: سَمْنٌ و رُبٌّ یُجْعَل للصبی فی العُكَّةِ یُطْعَمُه. و ضَبَّبْتُه و ضَبَّبْتُ له: أَطْعَمْتُه الضَّبیبةَ؛ یقال: ضَبِّبُوا لصَبیِّكم. و ضَبَّبْتُ الخَشَبَ و نحوه: أَلْبَسْته الحَدیدَ. و الضَّبَّةُ: حدیدةٌ عَریضةٌ یُضَبَّبُ بها البابُ و الخَشَبُ، و الجمع ضِبابٌ؛ قال أَبو منصور: یقال لها الضَّبَّةُ و الكتیفةُ، لأَنها عَریضَة كهیئة خَلْقِ الضَّبِّ؛ و سمیت كَتیفة لأَنها عُرِّضَتْ علی هیئة الكَتِفِ. و ضَبَّ الشی‌ءُ ضَبّاً: سالَ كَبَضَّ. و ضَبَّتْ شفَتُه تَضِبُّ ضَبّاً و ضُبوباً: سالَ منها الدمُ، و انحلبَ رِیقُها. و قیل: الضَّبُّ دون السَّیلانِ الشدید. و ضَبَّتْ لثته تَضِبُّ ضَبّاً: انْحَلَبَ رِیقُها؛ قال: أَبَیْنا، أَبَیْنا أَنْ تَضِبَّ لِثاتُكُمْ، علی خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّباءِ، و جامِلِ و جاء: تَضِبُّ لِثَتُه، بالكسر، یُضْرَبُ ذلك مثلًا للحریص علی الأَمر؛ و قال بِشْرُ بن أَبی خازِم: و بَنی تمیمٍ، قد لَقِینا منْهُمُ خَیْلًا، تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 542
و قال أَبو عبیدة: هو قَلْبُ تَبِضُّ أَی تَسِیلُ و تَقْطُر. و تَرَكْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِیباً من الدَّمِ إِذا سالتْ. و‌فی الحدیث: ما زال مُضِبّاً مُذِ الیومِ‌أَی إِذا تكلم ضَبَّتْ لِثاتُه دماً. و ضَبَّ فَمُه یَضِبُّ ضَبّاً: سال ریقه. و ضَبَّ الماءُ و الدَّمُ یَضِبُّ، بالكسر، ضَبِیباً: سالَ. و أَضْبَبْتُه أَنا، و جاءَنا فلانٌ تَضِبُّ لِثَتُه إِذا وُصِفَ بشِدَّةِ النَّهَمِ للأَكل و الشَّبَقِ للغُلْمة، أَو الحِرْصِ علی حاجته و قضائها؛ قال الشاعر: أَبینا، أَبینا أَن تَضِبَّ لِثاتُكم، علی مُرْشِقات، كالظِّباءِ، عَواطِیا یُضْرَبُ هذا مثلًا للحریص النَّهِم. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یُفْضِی بیدیه إِلی الأَرض إِذا سجد، و هما تَضِبَّانِ دَماً‌أَی تَسِیلان؛ قال: و الضَّبُّ دون السَّیَلانِ، یعنی أَنه لم یَرَ الدَّمَ القاطرَ ناقِضاً للوضوء. یقال: ضَبَّتْ لِثاتُه دماً أَی قَطَرَتْ. و الضَّبُوبُ من الدَّوابِّ: التی تَبُول و هی تَعْدو؛ قال الأَعشی: متی تَأْتِنا، تَعْدُو بِسَرجِكَ لَقْوةٌ ضَبُوبٌ، تُحَیِّینا، و رأْسُك مائل و قد ضَبَّتْ تَضِبُّ ضُبوباً. و الضَّبُّ: وَرَمٌ فی صَدْرِ البعیر؛ قال: و أَبِیتُ كالسَّرَّاءِ یَرْبُو ضَبُّها، فإِذا تَحَزْحَزُ عن عِدَاءٍ، ضَجَّتِ و قیل: هو أَن یحزَّ مِرْفَقُ البعیر فی جِلْدِه؛ و قیل: هو أَن یَنْحَرِفَ المِرفَقُ حتی یَقع فی الجنب فیَخْرِقَه؛ قال: لیس بِذی عَرْكٍ، و لا ذِی ضَبِّ و الضَّبُّ أَیضاً: وَرَمٌ یكون فی خُفِّ البعیر، و قیل: فی فِرْسِنه؛ تقول منه: ضَبَّ یَضَبُّ؛ بالفتح، فهو بعیر أَضَبُّ، و ناقة ضَبَّاءُ بَیِّنةُ الضَّبَبِ. و التَّضَبُّب: انْفِتاقٌ من الإِبطِ و كثرةٌ من اللحم؛ تقول: تَضَبَّبَ الصبیُّ أَی سَمِنَ، و انْفَتَقَتْ آباطُه و قَصُرَ عُنُقه. الأُمَوِیُّ: بعیر أَضَبُّ و ناقة ضَبَّاءُ بَیِّنةُ الضَّبَبِ، و هو وجَع یأْخذ فی الفِرْسِنِ. و قال العَدَبَّسُ الكِنانِیُّ: الضاغِطُ و الضَّبُّ شی‌ءٌ واحد، و هما انْفِتاقٌ من الإِبط و كثرةٌ من اللحم. و التَّضَبُّبُ: السِّمَنُ حین یُقْبِلُ؛ قال أَبو حنیفة یكون فی البعیر و الإِنسان. و ضَبَّبَ الغلامُ: شَبَّ. و الضَّبُّ و الضَّبَّةُ: الطَّلْعةُ قبلَ أَن تَنْفَلِقَ عن الغَریضِ، و الجمعُ ضِبابٌ؛ قال البَطِینُ التَّیْمِیُّ، و كان وصَّافاً للنَّحل: یُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ بُطُونُ المَوالی، یومَ عِیدٍ، تَغَدَّتِ یقول: طَلْعُها ضَخْمٌ كأَنه بُطونُ موالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا. و ضَبَّةُ: حَیٌّ من العرب. و ضَبَّةُ بنُ أُدٍّ: عَمُّ تَمیم بن مُرٍّ. الأَزهری، فی آخر العین مع الجیم: قال مُدرِكٌ الجَعْفَریّ: یقال فَرِّقُوا لِضَوالِّكُم بُغْیاناً یُضِبُّونَ لها أَی یَشْمَعِطُّونَ؛ فسُئِل عن ذلك، فقال: أَضَبُّوا لفُلانٍ أَی تَفَرَّقُوا فی طَلَبه؛ و قد أَضَبَّ القومُ فی بُغْیَتِهم أَی فی ضالَّتِهم أَی تفَرَّقوا فی طلبها. و ضَبٌّ: اسم رجل. و أَبو ضَبٍّ: شاعر من هُذَیْل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 543
و الضِّبابُ: اسم رجل، و هو أَبو بطن، سمی بجمع الضَّبِّ؛ قال: لَعَمْری لقَد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوهُ، و بعضُ البَنِینَ غُصَّةٌ و سُعالُ و النَّسَبُ إلیه ضِبابیٌّ، و لا یُرَدُّ فی النَّسَب إِلی واحده لأَنه جُعِل اسماً للواحد كما تقول فی النسب إِلی كِلابٍ: كِلابیّ. و ضَبابٌ و الضَّبابُ: اسم رجل أَیضاً، الأَول عن الأَعرابی؛ و أَنشد: نَكِدْتَ أَبَا زَبِینةَ، إِذ سأَلْنا بحاجَتِنا، و لم یَنْكَدْ ضَبابُ و روی بیت إمرئِ القیس: و عَلَیْكِ، سَعْدَ بنَ الضَّبابِ، فسَمِّحِی سَیْراً إِلی سَعْدٍ، عَلَیْكِ بسَعْدِ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده ابن جنی، بفتح الضاد. و أَبو ضَبٍّ من كُناهم. و الضُّبَیْبُ: فرسٌ معروف من خیل العرب، و له حدیث. و ضُبَیْبٌ: اسم وادٍ. و امرأةٌ ضِبْضِبٌ: سمینة. و رجلٌ ضُباضِبٌ، بالضم: غلیظ سمین قصیرٌ فَحَّاش جَرِی‌ءٌ. و الضُّباضِبُ: الرجلُ الجَلْد الشدید؛ و ربما استعمل فی البعیر. أَبو زید: رجل ضِبْضِبٌ، و امرأَةٌ ضِبْضِبةٌ، و هو الجری‌ءُ علی ما أَتی؛ و هو الأَبلَخُ أَیضاً، و امرأَة بَلْخاءُ: و هی الجَرِیئَة التی تَفْخَرُ علی جیرانها. و ضَبٌّ: اسم الجَبَل الذی مسجدُ الخَیْفِ فی أَصْلِه، و اللّه أَعلم.

ضرب؛ ج1، ص: 543

: الضرب معروف، و الضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه؛ و ضَرَبَه یَضْرِبُه ضَرْباً و ضَرَّبَه. و رجل ضارِبٌ و ضَرُوبٌ و ضَریبٌ و ضَرِبٌ و مِضْرَبٌ، بكسر المیم: شدیدُ الضَّرْب، أَو كثیر الضَّرْب. و الضَّریبُ: المَضْروبُ. و المِضْرَبُ و المِضْرابُ جمیعاً: ما ضُرِبَ به. و ضَارَبَهُ أَی جالَدَه. و تَضاربا و اضْطَرَبا بمَعنًی. و ضَرَبَ الوَتِدَ یَضْرِبُه ضَرْباً: دَقَّه حتی رَسَب فی الأَرض. و وَتِدٌ ضَرِیبٌ: مَضْرُوبٌ؛ هذه عن اللحیانی. و ضَرُبَتْ یَدُه: جاد ضَرْبُها. و ضَرَبَ الدِّرْهمَ یَضْرِبُه ضَرْباً: طَبَعَه. و هذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمیر، و دِرْهَمٌ ضَرْبٌ؛ وَصَفُوه بالمَصْدَر، و وَضَعُوه موضعَ الصفة، كقولهم ماءٌ سَكْبٌ و غَوْرٌ. و إِن شئت نَصَبْتَ علی نیَّة المصدر، و هو الأَكثر، لأَنه لیس من اسم ما قَبْلَه و لا هو هو. و اضْطَرَبَ خاتَماً: سأَل أَن یُضْرَبَ له. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، اضْطَرَبَ خاتماً من ذَهَب‌أَی أَمَرَ أَن یُضْرَبَ له و یُصاغَ؛ و هو افْتَعَل من الضَّرْبِ: الصِّیاغةِ، و الطاءُ بدل من التاءِ. و‌فی الحدیث: یَضْطَرِبُ بناءً فی المسجد‌أَی یَنْصِبه و یُقِیمه علی أَوتادٍ مَضْروبة فی الأَرض. و رجلٌ ضَرِبٌ: جَیِّدُ الضَّرْب. و ضَرَبَتْ العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً: لَدَغَتْ. و ضَرَبَ العِرْقُ و القَلْبُ یَضْرِبُ ضَرْباً و ضَرَباناً: نَبَضَ و خَفَقَ. و ضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً و ضَرَبه العِرْق ضَرَباناً إِذا آلَمَهُ. و الضَّارِبُ: المُتَحَرِّك. و المَوْجُ یَضْطَرِبُ أَی یَضْرِبُ بعضُه بعضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 544
و تَضَرَّبَ الشی‌ءُ و اضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ و ماجَ. و الاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الولد فی البَطْنِ. و یقال: اضْطَرَبَ الحَبْل بین القوم إِذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم. و اضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، و حدیثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، و أَمْرٌ مُضْطَرِبٌ. و الاضْطِرابُ: الحركةُ. و الاضطِرابُ: طُولٌ مع رَخاوة. و رجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَویلٌ غیر شدید الأَسْرِ. و اضْطَرَبَ البرقُ فی السحاب: تَحَرَّكَ. و الضَّریبُ: الرأْسُ؛ سمی بذلك لكثرة اضْطِرابه. و ضَریبةُ السَّیْفِ و مَضْرَبُه و مَضْرِبُه و مَضْرَبَتُه و مَضْرِبَتُه: حَدُّه؛ حكی الأَخیرتین سیبویه، و قال: جعلوه اسماً كالحَدیدةِ، یعنی أَنهما لیستا علی الفعل. و قیل: هو دُون الظُّبَّةِ، و قیل: هو نحوٌ من شِبْرٍ فی طَرَفِه. و الضَّریبةُ: ما ضَرَبْتَه بالسیفِ. و الضَّریبة: المَضْروبُ بالسیف، و إِنما دخلته الهاءُ، و إِن كان بمعنی مفعول، لأَنه صار فی عِدادِ الأَسماءِ، كالنَّطِیحةِ و الأَكِیلَة. التهذیب: و الضَّریبَة كلُّ شی‌ءٍ ضربْتَه بسَیفِك من حیٍّ أَو مَیْتٍ. و أَنشد لجریر: و إِذا هَزَزْتَ ضَریبةً قَطَّعْتَها، فمَضَیْتَ لا كَزِماً، و لا مَبْهُورا «3» ابن سیدة: و ربما سُمِّی السیفُ نفسُه ضَریبةً. و ضُرِبَ بِبَلِیَّةٍ: رُمِیَ بها، لأَن ذلك ضَرْبٌ. و ضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كذا أَی خولِطَتْ. و لذلك قال اللغَویون: الجَوْزاءُ من الغنم التی ضُرِبَ وَسَطُها ببَیاضٍ، من أَعلاها إِلی أَسفلها. و ضَرَبَ فی الأَرضِ یَضرِبُ ضَرْباً و ضَرَباناً و مَضْرَباً، بالفتح، خَرَجَ فیها تاجِراً أَو غازِیاً، و قیل: أَسْرَعَ، و قیل: ذَهَب فیها، و قیل: سارَ فی ابْتِغاءِ الرزق. یقال: إِن لی فی أَلف درهم لمَضْرَباً أَی ضَرْباً. و الطیرُ الضَّوارِبُ: التی تَطْلُبُ الرِّزْقَ. و ضَرَبْتُ فی الأَرض أَبْتَغِی الخَیْرَ من الرزق؛ قال اللّه، عز و جل: وَ إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ؛ أَی سافرتم، و قوله تعالی: لٰا یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ. یقال: ضَرَبَ فی الأَرض إِذا سار فیها مسافراً فهو ضارِبٌ. و الضَّرْبُ یقع علی جمیع الأَعمال، إِلا قلیلًا. ضَرَبَ فی التجارة و فی الأَرض و فی سبیل اللّه و ضارَبه فی المال، من المُضارَبة: و هی القِراضُ. و المُضارَبةُ: أَن تعطی إِنساناً من مالك ما یَتَّجِرُ فیه علی أَن یكون الربحُ بینكما، أَو یكونَ له سهمٌ معلومٌ من الرّبْح. و كأَنه مأْخوذ من الضَّرْب فی الأَرض لطلب الرزق. قال اللّه تعالی: وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللّٰهِ؛ قال: و علی قیاس هذا المعنی، یقال للعامل: ضارِبٌ، لأَنه هو الذی یَضْرِبُ فی الأَرضِ. قال: و جائز أَن یكون كل واحد من رب المال و من العامل یسمی مُضارباً، لأَنَّ كل واحد منهما یُضارِبُ صاحِبَه، و كذلك المُقارِضُ. و قال النَّضْرُ: المُضارِبُ صاحبُ المال و الذی یأْخذ المالَ؛ كلاهما مُضارِبٌ: هذا یُضارِبُه و ذاك یُضارِبُه. و یقال: فلان یَضْرِبُ المَجْدَ أَی یَكْسِبُه و یَطْلُبُه؛ و قال الكمیت: رَحْبُ الفِناءِ، اضْطِرابُ المَجْدِ رَغْبَتُه، و المَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لمُضْطَرِبِ
(3). قوله لا كزماً بالزای المنقوطة أی خائفاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 545
و‌فی حدیث الزهری: لا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حرام.قال: المُضارَبة أَن تُعْطِیَ مالًا لغیرك یَتَّجِرُ فیه فیكون له سهم معلومٌ من الربح؛ و هی مُفاعَلة من الضَّرْب فی الأَرض و السَّیرِ فیها للتجارة. و ضَرَبَت الطیرُ: ذَهَبَتْ. و الضَّرْب: الإِسراع فی السَّیر. و‌فی الحدیث: لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلَّا إِلی ثلاثة مساجدَ‌أَی لا تُرْكَبُ و لا یُسارُ علیها. یقال: ضَرَبْتُ فی الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِی الرزقَ. و الطَّیْرُ الضَّوارِبُ: المُخْتَرِقاتُ فی الأَرضِ، الطالِباتُ أَرزاقَها. و ضَرَبَ فی سبیل اللّه یَضْرِبُ ضَرْباً: نَهَضَ. و ضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً: أَقام، فهو ضِدٌّ. و ضَرَبَ البعیرُ فی جَهازِه أَی نَفَرَ، فلم یَزَلْ یَلْتَبِطُ و یَنْزُو حتی طَوَّحَ عنه كلَّ ما علیه من أَداتِه و حِمْلِه. و ضَرَبَتْ فیهم فلانةُ بعِرْقٍ ذی أَشَبٍ أَی التِباسٍ أَی أَفْسَدَتْ نَسَبَهُم بولادَتِها فیهم، و قیل: عَرَّقتْ فیهم عِرقَ سَوْءٍ. و‌فی حدیث علیّ قال: إِذا كان كذا، و ذكَرَ فِتْنةً، ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّین بذَنَبه؛ قال أَبو منصور: أَی أَسْرَع الذهابَ فی الأَرض فرارا من الفتن؛ و قیل: أَسرع الذهابَ فی الأَرض بأَتْباعه، و یُقالُ للأَتْباع: أَذْنابٌ. قال أَبو زید: جاءَ فلانٌ یَضْرِبُ و یُذَبِّبُ أَی یُسْرِع؛ و قال المُسَیَّب: فإِنَّ الذی كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ، أَتَتْنا عُیونٌ به تَضْرِبُ قال و أَنشدنی بعضهم: و لكنْ یُجابُ المُسْتَغیثُ و خَیْلُهم، علیها كُماةٌ، بالمَنِیَّة، تَضْرِبُ أَی تُسْرِعُ. و ضَرَبَ بیدِه إِلی كذا: أَهْوَی. و ضَرَبَ علی یَدِه: أَمْسَكَ. و ضَرَبَ علی یَدِه: كَفَّهُ عن الشی‌ءِ. و ضَرَبَ علی یَدِ فُلانٍ إِذا حَجر علیه. اللیث: ضَرَبَ یَدَه إِلی عَمَلِ كذا، و ضَرَبَ علی یَدِ فُلانٍ إِذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فیه، كقولك حَجَرَ علیه. و‌فی حدیث ابن عمر: فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ علی یَدِه‌أَی أَعْقِدَ معه البیع، لأَن من عادة المتبایعین أَن یَضَعَ أَحدُهما یَدَه فی ید الآخر، عند عَقْدِ التَّبایُع. و‌فی الحدیث: حتی ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ‌أَی رَوِیَتْ إِبلُهم حتی بَرَكَتْ، و أَقامت مكانَها. و ضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً و ضِراباً و تضارَبَ القومُ و اضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بعضُهم بعضاً. و ضارَبَنی فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه: كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً منه. و ضَرَبَتِ المَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها، ثم ضَرَبَتْ بها فُروجَها و مَشَت، فهی ضَوارِبُ. و ناقة ضاربٌ و ضاربة: فضارِبٌ، علی النَّسَب؛ و ضاربةٌ، علی الفِعْل. و قیل: الضَّوارِبُ من الإِبل التی تمتنع بعد اللِّقاح، فتُعِزُّ أَنْفُسَها، فلا یُقْدَرُ علی حَلْبها. أَبو زید: ناقة ضاربٌ، و هی التی تكون ذَلُولًا، فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها من قُدَّامها؛ و أَنشد: بأَبوال المَخاضِ الضَّوارِبِ و قال أَبو عبیدة: أَراد جمع ناقةٍ ضارِب، رواه ابنُ هانئ. و ضَرَبَ الفحلُ الناقةَ یضْرِبُها ضِراباً: نكحها؛ قال سیبویه: ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كالنكاح، قال:
لسان العرب، ج‌1، ص: 546
و القیاس ضَرْباً، و لا یقولونه كما لا یقولون: نَكْحاً، و هو القیاس. و ناقةٌ ضارِبٌ: ضَرَبها الفحلُ، علی النَّسب. و ناقةٌ تَضْرابٌ: كضارِبٍ؛ و قال اللحیانی: هی التی ضُرِبَتْ، فلم یُدْرَ أَ لاقِحٌ هی أَم غیر لاقح. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن ضِرابِ الجَمَل، هو نَزْوُه علی الأُنثی، و المراد بالنهی: ما یؤْخذ علیه من الأُجرة، لا عن نفس الضِّرابِ، و تقدیرُه: نَهی عن ثمن ضِرابِ الجمَل، كنهیه عن عَسِیبِ الفَحْل أَی عن ثمنه. یقال: ضَرَبَ الجَملُ الناقةَ یَضْرِبُها إِذا نَزا علیها؛ و أَضْرَبَ فلانٌ ناقتَه أَی أَنْزَی الفَحْلَ علیها. و منه‌الحدیثُ الآخَر: ضِرابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ‌أَی إِنه حرام، و هذا عامٌّ فی كل فحل. و الضَّارِبُ: الناقة التی تَضْرِبُ حالبَها. و أَتَتِ الناقةُ علی مَضْرِبها، بالكسر، أَی علی زَمَنِ ضِرابها، و الوقت الذی ضَرَبَها الفحلُ فیه. جعلوا الزمان كالمكان. و قد أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ فضَرَبها، و أَضْرَبْتُها إِیاه؛ الأَخیرةُ علی السَّعة. و قد أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ الناقةَ، فضَرَبها ضِراباً. و ضَریبُ الحَمْضِ: رَدِیئُه و ما أُكِلَ خَیْرُه و بَقِیَ شَرُّه و أُصولُه، و یقال: هو ما تَكَسَّر منه. و الضَّریبُ: الصَّقِیعُ و الجَلیدُ. و ضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْباً و جُلِدَتْ و صُقِعَتْ: أَصابها الضَّریبُ، كما تقول طُلَّتْ من الطَّلِّ. قال أَبو حنیفة: ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ: ضَرَبَه البَرْدُ، فأَضَرَّ به. و أَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إِذا أَنْشَفَتْه حتی تُسْقِیَهُ الأَرضَ. و أَضْرَبَ البَرْدُ و الریحُ النَّباتَ، حتی ضَرِبَ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إِذا اشتَدَّ علیه القُرُّ، و ضَرَبَهُ البَرْدُ حتی یَبِسَ. و ضُرِبَتِ الأَرضُ، و أَضْرَبَها الضَّریبُ، و ضُرِبَ البقلُ و جُلِدَ و صُقِعَ، و أَصْبَحَتِ الأَرضُ جَلِدَة و صَقِعَةً و ضَرِبَةً. و یقال للنبات: ضَرِبٌ و مَضْرب؛ و ضَرِبَ البقلُ و جَلِدَ و صَقِعَ، و أَضْرَبَ الناسُ و أَجْلَدُوا و أَصْقَعُوا: كل هذا من الضَّریبِ و الجَلِیدِ و الصَّقِیعِ الذی یَقَعُ بالأَرض. و‌فی الحدیث: ذاكرُ اللّه فی الغافلین مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ، وَسَطَ الشَّجَر الذی تَحاتَّ من الضَّریبِ، و هو الأَزیزُ أَی البَرْدُ و الجَلِیدُ. أَبو زید: الأَرضُ ضَرِبةٌ إِذا أَصابها الجَلِیدُ فأَحْرَقَ نَباتَها، و قد ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَباً، و أَضْرَبَها الضَّریب إِضْراباً. و الضَّرَبُ، بالتحریك: العَسل الأَبیض الغلیظ، یذكر و یؤَنث؛ قال أَبو ذُؤَیْب الهُذَلی فی تأْنیثه: و ما ضَرَبٌ بَیْضاءُ یَأْوِی مَلِیكُها إِلی طُنُفٍ؛ أَعْیا، بِراقٍ و نازِلِ و خَبَرُ ما فی قوله: بأَطْیَبَ مِن فیها، إِذا جِئْتَ طارِقاً، و أَشْهَی، إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل یَأْوی مَلِیكُها أَی یَعْسُوبُها؛ و یَعْسوب النحل: أَمیره؛ و الطُّنُفُ: حَیَدٌ یَنْدُر من الجَبَل، قد أَعْیا بمن یَرْقَی و من یَنْزِلُ. و قوله: كلابُ الأَسافل: یرید أَسافلَ الحَیِّ، لأَن مَواشیَهم لا تَبِیتُ معهم فرُعاتُها، و أَصحابُها لا ینامون إِلا آخِرَ من یَنامُ، لاشتغالهم بحَلْبها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 547
و قیل: الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ؛ قال الشَّمَّاخُ: كأَنَّ عُیونَ النَّاظِرینَ یَشُوقُها، بها ضَرَبٌ طابَتْ یَدا مَنْ یَشُورُها و الضَّرْبُ، بتسكین الراء: لغة فیه؛ حكاه أَبو حنیفة قال: و ذاك قلیل. و الضَّرَبَةُ: الضَّرَبُ؛ و قیل: هی الطائفة منه. و اسْتَضْرَبَ العسلُ: غَلُظَ و ابْیَضَّ و صار ضَرَباً، كقولهم: اسْتَنْوَقَ الجملُ، و اسْتَتْیَسَ العَنْزُ، بمعنی التَّحَوُّلِ من حالٍ إِلی حالٍ؛ و أَنشد: … كأَنَّما رِیقَتُه مِسْكٌ، علیه ضَرَب و الضَّریبُ: الشَّهْدُ؛ و أَنشد بعضهم قولَ الجُمَیْح: یَدِبُّ حُمَیَّا الكَأْسِ فیهم، إِذا انْتَشَوا، دَبِیبَ الدُّجَی، وَسْطَ الضَّریبِ المُعَسَّلِ و عسلٌ ضَریبٌ: مُسْتَضْرِبٌ. و‌فی حدیث الحجاج: لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ؛ هو بفتح الراءِ: العسل الأَبیض الغلیظ، و یروی بالصاد: و هو العسل الأَحمر. و الضَّرْبُ: المَطَر الخفیف. الأَصمعی: الدِّیمَةُ مَطَر یَدُوم مع سُكُونٍ، و الضَّرْبُ فوق ذلك قلیلًا. و الضَّرْبةُ: الدَّفْعَةُ من المطر و قد ضَرَبَتْهم السماءُ. و أَضْرَبْتُ عن الشی‌ءِ: كَفَفْتُ و أَعْرَضْتُ. و ضَرَبَ عنه الذِّكْرَ و أَضْرَبَ عنه: صَرَفَه. و أَضْرَبَ عنه أَی أَعْرَض. و قولُه عز و جل: أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟ أَی نُهْمِلكم، فلا نُعَرِّفُكم ما یَجب علیكم، ل أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِینَ أَی لأَنْ أَسْرَفْتُمْ. و الأَصل فی قوله: ضَرَبْتُ عنه الذِّكْرَ، أَن الراكب إِذا رَكِبَ دابة فأَراد أَن یَصْرِفَه عن جِهَتِه، ضَرَبه بعَصاه، لیَعْدِلَه عن الجهة التی یُریدها، فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ و العَدْلِ. یقال: ضَرَبْتُ عنه و أَضْرَبْتُ. و قیل فی قَولِهِ: أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً: إِن معناه أَ فَنَضْرِبُ القرآنَ عنكم، و لا نَدْعُوكم إِلی الإِیمان به صَفْحاً أَی مُعْرِضین عنكم. أَقامَ صَفْحاً و هو مصدر مقامَ صافِحین. و هذا تَقْریع لهم، و إِیجابٌ للحجة علیهم، و إِن كان لفظه لفظ استفهام. و یقال: ضَرَبْتُ فلاناً عن فلان أَی كففته عنه، فأَضْرَبَ عنه إِضْراباً إِذا كَفَّ. و أَضْرَبَ فلانٌ عن الأَمر فهو مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ؛ و أَنشد: أَصْبَحْتُ عن طَلَبِ المَعِیشةِ مُضْرِباً، لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ مالِی و مثله: أَ یَحْسَبُ الْإِنْسٰانُ أَنْ یُتْرَكَ سُدیً؟ و أَضْرَبَ أَی أَطْرَقَ. تقول رأَیتُ حَیَّةً مُضْرِباً إِذا كانت ساكنة لا تتحرّك. و المُضْرِبُ: المُقِیمُ فی البیت؛ و أَضْرَبَ الرجلُ فی البیت: أَقام؛ قال ابن السكیت: سمعتها من جماعة من الأَعراب. و یقال: أَضْرَبَ خُبْزُ المَلَّةِ، فهو مُضْرِبٌ إِذا نَضِجَ، و آنَ له أَنْ یُضْرَبَ بالعَصا، و یُنْفَضَ عنه رَمادُه و تُرابُه، و خُبْزٌ مُضْرِبٌ و مَضْرُوبٌ؛ قال ذو الرمة یصف خُبْزَةً: و مَضْرُوبةٍ، فی غیرِ ذَنْبٍ، بَریئةٍ، كَسَرْتُ لأَصْحابی، علی عَجَلٍ، كَسْرَا و قد ضَرَبَ بالقِداحِ، و الضَّریبُ و الضَّارِبُ: المُوَكَّلُ بالقِداحِ، و قیل: الذی یَضْرِبُ بها؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 548
قال سیبویه: هو فعیل بمعنی فاعل، یقال: هو ضَریبُ قداحٍ؛ قال: و مثله قول طَریفِ بن مالك العَنْبَریّ: أَ وَ كُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبیلةٌ، بَعَثُوا إِلیَّ عَریفَهم یَتَوَسَّمُ إِنما یرید عارِفَهم. و جمع الضَّریب: ضُرَبَاءُ؛ قال أَبو ذُؤَیب: فَوَرَدْنَ، و العَیُّوقُ مَقْعَدُ رابئِ الضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ لا یَتَتَلَّعُ و الضَّریب: القِدْحُ الثالث من قِداحِ المَیْسر. و ذكر اللحیانی أَسماءَ قِداحِ المَیْسر الأَول و الثانی، ثم قال: و الثالث الرقیب، و بعضُهم یُسمیه الضَّریبَ، و فیه ثلاثة فروض و له غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فاز، و علیه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن لم یَفُزْ. و قال غیره: ضَریبُ القِداحِ: هو المُوَكَّل بها؛ و أَنشد للكمیت: و عَدَّ الرقیبُ خِصالَ الضَّریب، لا عَنْ أَفانِینَ وَكْساً قِمارَا و ضَرَبْتُ الشی‌ءَ بالشی‌ءِ و ضَرَّبته: خَلَطْتُه. و ضَرَبْتُ بینهم فی الشَّرِّ: خَلَطْتُ. و التَّضریبُ بین القوم: الإِغْراء. و الضَّریبة: الصوفُ أَو الشَّعَر یُنْفَش ثم یُدْرَجُ و یُشَدُّ بخیط لیُغْزَل، فهی ضَرائب. و الضریبة: الصوفُ یُضْرَبُ بالمِطْرَقِ. غیره: الضَّریبةُ القِطْعة من القُطْنِ، و قیل من القطن و الصوف. و ضَریبُ الشَّوْلِ: لَبَنٌ یُحْلَبُ بعضُه علی بعض فهو الضریبُ. ابن سیدة: الضَّریبُ من اللبن: الذی یُحْلَب من عِدَّةِ لِقاح فی إِناء واحد، فیُضْرَبُ بعضُه ببعض، و لا یقال ضَریبٌ لأَقَلَّ من لبنِ ثلاثِ أَنْیُقٍ. قال بعض أَهل البادیة: لا یكون ضَریباً إِلا من عِدَّة من الإِبل، فمنه ما یكون رَقیقاً و منه ما یكون خاثِراً؛ قال ابن أَحمر: و ما كنتُ أَخْشَی أَن تكونَ مَنِیَّتِی ضَریبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً و صافِیا أَی سَبَبُ منیتی فَحَذَف. و قیل: هو ضَریبٌ إِذا حُلِبَ علیه من اللیل، ثم حُلِبَ علیه من الغَدِ، فضُرِبَ به. ابن الأَعرابی: الضَّریبُ: الشَّكْلُ فی القَدِّ و الخَلْقِ. و یقال: فلانٌ ضَریبُ فلانٍ أَی نظیره، و ضَریبُ الشی‌ءِ مثلُه و شكله. ابن سیدة: الضَّرْبُ المِثْل و الشَّبیهُ، و جمعه ضُرُوبٌ. و هو الضَّریبُ، و جمعه ضُرَباء. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: إِذا ذَهَبَ هذا و ضُرَباؤُه: هم الأَمْثالُ و النُّظَراء، واحدهم ضَریبٌ. و الضَّرائبُ: الأَشْكالُ. و قوله عز و جل: كَذٰلِكَ یَضْرِبُ اللّٰهُ الْحَقَّ وَ الْبٰاطِلَ؛ أَی یُمَثِّلُ اللّهُ الحقَّ و الباطلَ، حیث ضَرَبَ مثلًا للحق و الباطل و الكافر و المؤمن فی هذه الآیة. و معنی قوله عز و جل: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا؛ أَی اذْكُرْ لهم و مَثِّلْ لهم. یقال: عندی من هذا الضَّرْبِ شی‌ءٌ كثیر أَی من هذا المِثالِ. و هذه الأَشیاءُ علی ضَرْبٍ واحدٍ أَی علی مِثالٍ. قال ابن عرفة: ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشی‌ء بغیرِه. و قوله تعالی: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحٰابَ الْقَرْیَةِ؛ قال أَبو إِسحاق: معناه اذْكُرْ لهم مَثَلًا. و یقال: هذه الأَشیاء علی هذا الضَّرْب أَی علی هذا المِثالِ، فمعنی اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا: مَثِّلْ لهم مَثَلًا؛ قال: و مَثَلًا منصوب لأَنه مفعول به، و نَصَبَ قوله أَصْحٰابَ الْقَرْیَةِ، لأَنه بدل من قوله مَثَلًا، كأَنه قال: اذْكُرْ لهم أَصحابَ القریة أَی خَبَر أَصحاب القریة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 549
و الضَّرْبُ من بیت الشِّعْر: آخرُه، كقوله: [فَحَوْمَلِ] من قوله: بسقْطِ اللِّوَی بین الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ و الجمع: أَضْرُبٌ و ضُرُوبٌ. و الضَّوارِبُ: كالرِّحابِ فی الأَوْدیة، واحدها ضارِب. و قیل: الضارِبُ المكان المُطمئِنّ من الأَرضِ به شَجَرٌ، و الجمعُ كالجَمع، قال ذو الرمة: قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ، و اعْوَجَّ دُونَها ضَواربُ، من غَسَّانَ، مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا «4» و قیل: الضارِبُ قِطْعة من الأَرض غلیظة، تَسْتَطِیلُ فی السَّهْل. و الضارِبُ: المكانُ ذو الشجر. و الضَّارِبُ: الوادی الذی یكون فیه الشجر. یقال: علیك بذلك الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ و أَنشد: لَعمرُكَ إِنَّ البیتَ بالضارِبِ الذی رَأَیتَ، و إِنْ لم آتِه، لِیَ شَائِقُ و الضاربُ: السابحُ فی الماءِ؛ قال ذو الرمة: لیالیَ اللَّهْوِ تُطْبِینِی فأَتْبَعُه، كأَنَّنِی ضارِبٌ فی غَمْرةٍ لَعِبُ و الضَّرْبُ: الرَّجل الخفیفُ اللحم؛ و قیل: النَّدْبُ الماضی الذی لیس برَهْل؛ قال طرفة: أَنا الرجلُ الضَّرْبُ، الذی تَعْرِفُونَه، خَشاشٌ كرأْسِ الحَیَّةِ المُتَوَقِّدِ و‌فی صفة موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: أَنه ضَرْبٌ من الرجال؛ هو الخفیف اللحم، المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ. و‌فی روایة: فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ، و هو مُفتَعلٌ من الضَّرْبِ، و الطاء بدل من تاء الافتعال. و‌فی صفة الدجال: طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرجال؛ و قول أَبی العِیالِ: صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْهُمُ، و مَصَالِتٌ ضُرُبُ قال ابن جنی: ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ، و قد یجوز أَن یكون جمع ضَرُوب. و ضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها. و الضَّریبة: الطبیعة و السَّجِیَّة، و هذه ضَریبَتُه التی ضُرِبَ علیها و ضُرِبَها. و ضُرِبَ، عن اللحیانی، لم یزد علی ذلك شیئاً أَی طُبِعَ. و‌فی الحدیث: أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَیُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِیبَتِه‌أَی سَجِیَّته و طبیعته. تقول: فلانٌ كَریمُ الضَّرِیبة، و لَئیم الضَّرِیبةِ، و كذلك تقول فی النَّحِیتَةِ و السَّلِیقةِ و النَّحِیزَة و التُّوس؟ و السُّوسِ و الغَرِیزةِ و النِّحَاسِ و الخِیمِ. و الضَّریبةُ: الخلِیقةُ. یقال: خُلِقَ الناسُ علی ضَرَائبَ شَتَّی. و یقال: إِنه لكریمُ الضَّرائبِ. و الضَّرْبُ: الصِّفَة. و الضَّرْبُ: الصِّنْفُ من الأَشیاءِ. و یقال: هذا من ضَرْبِ ذلك أَی من نحوه و صِنْفِه، و الجمع ضُروبٌ؛ أَنشد ثعلب: أَراكَ من الضَّرْبِ الذی یَجْمَعُ الهَوَی، و حَوْلَكَ نِسْوانٌ، لَهُنَّ ضُرُوبُ و كذلك الضَّرِیبُ. و ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلًا* أَی وَصَفَ و بَیَّن، و قولهم: ضَرَبَ له المثلَ بكذا، إِنما معناه بَیَّن له ضَرْباً من الأَمثال أَی صِنْفاً منها. و قد تَكَرَّر فی الحدیث
(4). قوله [من غسان] الذی فی المحكم من خفان بفتح فشدّ أیضاً و لعله روی بهما إذ هما موضعان كما فی یاقوت و أنشده فی ك ف ل تجتابه سدرا و أنشده فی الأَساس مجتابة سدراً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 550
ضَرْبُ الأَمْثالِ، و هو اعْتبارُ الشی‌ء بغیره و تمثیلُه به. و الضَّرْبُ: المِثالُ. و الضَّریبُ: النَّصِیبُ. و الضَّرِیبُ: البَطْنُ من الناس و غیرهم. و الضَّرِیبةُ: واحدةُ الضَّرائِبِ التی تُؤْخَذ فی الأَرْصاد و الجِزْیة و نحوها؛ و منه ضَریبة العَبْدِ: و هی غَلَّتُه. و‌فی حدیث الحَجَّامِ: كم ضَرِیبَتُكَ؟الضَّریبة: ما یؤَدِّی العبدُ إِلی سیده من الخَراجِ المُقَرَّرِ علیه؛ و هی فَعِیلة بمعنی مَفْعولة، و تُجْمَعُ علی ضرائبَ. و منه حدیث الإِماءِ اللّاتی كان علیهنَّ لمَوالیهنَّ ضَرائبُ. یقال: كم ضَرِیبةُ عبدك فی كل شهر؟ و الضَّرَائبُ: ضَرائِبُ الأَرَضِینَ، و هی وظائِفُ الخَراجِ علیها. و ضَرَبَ علی العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْباً: أَوْجَبَها علیه بالتأْجیل. و الاسم: الضَّرِیبةُ. و ضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ فی ماله إِذا اتجر فیه، و قارَضَه. و ما یُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ و مَضرِبُ عَسَلَةٍ، و لا یُعْرَفُ فیه مَضْرَبُ و مَضرِبُ عَسَلةٍ أَی من النَّسبِ و المال. یقال ذلك إِذا لم یكن له نَسَبٌ مَعْروفٌ، و لا یُعْرَفُ إِعْراقُه فی نَسَبه. ابن سیدة: ما یُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلة أَی أَصْلٌ و لا قَوْمٌ و لا أَبٌ و لا شَرَفٌ. و الضارِبُ: اللیلُ الذی ذَهَبَتْ ظُلْمته یمیناً و شمالًا و مَلأَتِ الدنیا. و ضَرَبَ اللیلُ بأَرْواقِه: أَقْبَلَ؛ قال حُمَید: سَرَی مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ، و اللیلُ ضارِبٌ بأَرْواقِه، و الصُّبْحُ قد كادَ یَسْطَعُ و قال: یا لیتَ أُمَّ الغَمْرِ كانَتْ صاحِبی، و رَابَعَتْنی تَحْتَ لیلٍ ضارِبِ، بسَاعِدٍ فَعْمٍ، و كَفٍّ خاضِبِ و الضَّارِبُ: الطَّویلُ من كُلِّ شی‌ءٍ. و منه قوله: و رابعتنی تحت لیل ضارب و ضَرَبَ اللیلُ علیهم طال؛ قال: ضَرَبَ اللیلُ علیهمْ فَرَكَدْ و قوله تعالی: فَضَرَبْنٰا عَلَی آذٰانِهِمْ فِی الْكَهْفِ سِنِینَ عَدَداً؛ قال الزجّاج: مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن یَسْمَعُوا، و المعنی: أَنَمْناهم و مَنَعْناهم أَن یَسْمَعُوا، لأَن النائم إِذا سمع انْتَبه. و الأَصل فی ذلك: أَنَّ النائم لا یسمع إِذا نام. و‌فی الحدیث: فَضَرَبَ اللّه علی أَصْمِخَتهم‌أَی نامُوا فلم یَنْتَبِهُوا، و الصِّمَاخُ: ثَقْبُ الأُذُن. و‌فی الحدیث: فَضُرِبَ علی آذانهم؛ هو كنایة عن النوم؛ و معناه: حُجِبَ الصَّوتُ و الحِسُّ أَنْ یَلِجا آذانَهم فیَنْتَبهوا، فكأَنها قد ضُرِبَ علیها حِجابٌ. و منه‌حدیث أَبی ذر: ضُرِبَ علی أَصْمِخَتهم، فما یَطُوفُ بالبیت أَحدٌ.و قولهم: فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه، كقولهم: فَقَضَی من القَضَاءِ، و ضَرَبَ الدهْرُ من ضَرَبانِه أَنْ كان كذا و كذا. و قال أَبو عبیدة: ضَرَبَ الدهْرُ بَیْنَنا أَی بَعَّدَ ما بَیْنَنا؛ قال ذو الرمة: فإِنْ تَضْرِبِ الأَیامُ، یا مَیّ، بینَنا، فلا ناشِرٌ سِرّاً، و لا مُتَغَیِّرُ و‌فی الحدیث: فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه، و یروی: من ضَرْبِه‌أَی مَرَّ من مُروره و ذَهَبَ بعضُه. و جاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَی مُنْفَرِداً مُنْهَزِماً. و ضَرَّبَتْ عینُه: غارَتْ كَحجَّلَتْ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 551
و الضَّرِیبةُ: اسمُ رجلٍ من العرب. و المَضْرَبُ: العَظْمُ الذی فیه مُخٌّ؛ تقول للشاة إِذا كانت مَهْزُولةً: ما یُرِمُّ منها مَضْرَبٌ أَی إِذا كُسِرَ عظم من عظامها أَو قَصَبِها، لم یُصَبْ فیه مُخٌّ. و المِضْرابُ: الذی یُضْرَبُ به العُود. و‌فی الحدیث: الصُّداعُ ضَرَبانٌ فی الصُّدْغَیْنِ.ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً و ضَرَباناً إِذا تحرَّك بقوَّةٍ. و‌فی حدیث عائشة: عَتَبُوا علی عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ و العصا‌أَی كان مَنْ قَبْلَه یَضْرِبُ فی العقوبات بالدِّرَّة و النَّعْل، فخالفهم. و‌فی الحدیث: النهی عن ضَرْبةِ الغائِص‌هو أَن یقول الغائِصُ فی البحر للتاجر: أَغُوصُ غَوْصَةً، فما أَخرجته فهو لك بكذا، فیتفقان علی ذلك، و نَهَی عنه لأَنه غَرَر. ابن الأَعرابی: المَضارِبُ الحِیَلُ فی الحُروب. و التَّضْریبُ: تَحْریضٌ للشُّجاعِ فی الحرب. یقال: ضَرَّبه و حَرَّضَه. و المِضْرَبُ: فُسْطاط المَلِك. و البِساطُ مُضَرَّبٌ إِذا كان مَخِیطاً. و یقال للرجل إِذا خافَ شیئاً، فَخَرِق فی الأَرض جُبْناً: قد ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ؛ قال الراعی یصِفُ غِرباناً خافَتْ صَقْراً: ضَوارِبُ بالأَذْقانِ من ذِی شَكِیمةٍ، إِذا ما هَوَی، كالنَّیْزَكِ المُتَوَقِّدِ أَی من صَقْر ذی شكیمة، و هی شدّة نفسه. و یقال: رأَیت ضَرْبَ نساءٍ أَی رأَیت نساءً؛ و قال الراعی: و ضَرْبَ نِساءٍ لو رآهنَّ ضارِبٌ، له ظُلَّةٌ فی قُلَّةٍ، ظَلَّ رانِیا «5» قال أَبو زید: یقال ضَرَبْتُ له الأَرضَ كلَّها أَی طَلَبْتُه فی كل الأَرض. و یقال: ضَرَبَ فلانٌ الغائط إِذا مَضَی إِلی موضع یَقْضِی فیه حاجتَه. و یقال: فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلًا من ضارِبٍ، یریدون هذا المعنی. ابن الأَعرابی: ضَرْبُ الأَرضِ البولُ «6» و الغائطُ فی حُفَرها. و‌فی حدیث المُغِیرة: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، انْطَلَقَ حتی تَوارَی عنی، فضَرَبَ الخَلَاءَ ثم جاء‌یقال: ذَهَبَ یَضْرِبُ الغائطَ و الخلاءَ و الأَرْضَ إِذا ذهب لقضاء الحاجة. و منه‌الحدیث: لا یَذْهَب الرَّجُلانِ یَضرِبانِ الغائطَ یَتَحَدَّثان.

ضغب؛ ج1، ص: 551

: الضَّاغِبُ: الرَّجُل. و فی المحكم: الضَّاغِبُ الذی یَخْتَبِئُ فی الخَمَرِ، فیُفْزِعُ الإِنسانَ بمِثلِ صَوْتِ السَّبُع أَو الأَسد أَو الوحش، حكاه أَبو حنیفة، و أَنشد: یا أَیُّها الضاغِبُ بالغُمْلُولْ، إِنَّكَ غُولٌ، وَلَدَتْكَ غُولْ هكذا أَنشده بالإِسكان، و الصحیح بالإِطلاق، و إِن كان فیه حینئذ إِقْواء. و قد ضَغَبَ فهو ضاغِبٌ. و الضَّغِیبُ و الضُّغابُ: صَوْتُ الأَرنب و الذئب؛ ضَغَبَ یَضْغَبُ ضَغِیباً؛
(5). قوله [و قال الراعی: و ضرب نساء] كذا أنشده فی التكملة بنصب ضرب و روی راهب بدل ضارب. (6). قوله [ضرب الأَرض البول إلخ] كذا بهذا الضبط فی التهذیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 552
و قیل: هو تَضَوُّر الأَرْنب عند أَخذها، و استعاره بعضُ الشعراء للَّبَن، فقال أَنشده ثعلب: كأَنَّ ضَغِیبَ المَحْضِ فی حَاویائِه، مَعَ التَّمْرِ أَحْیاناً، ضَغِیبُ الأَرانِبِ و الضَّغِیبُ: صوتُ تَقَلْقُل الجُرْدانِ فی قُنْبِ الفَرَسِ، و لیس له فِعْلٌ. قال أَبو حنیفة: و أَرضٌ مُضْغَبَةٌ كثیرةُ الضَّغابِیس، و هی صِغار القِثَّاء. و رجل ضَغْبٌ «1»، و امرأَة ضَغْبةٌ إِذا اشْتهیا الضَّغابِیسَ، أُسْقِطَتِ السینُ منه لأَنها آخر حروف الاسم، كما قیل فی تصغیر فرَزْدَقٍ: فُرَیْزِدٌ. و من كلام امرأَة من العرب: و إِنْ ذَكَرْتِ الضَّغابِیسَ فإِنّی ضَغِبةٌ. و لَیْسَتِ الضَّغِبة من لفظ الضُّغْبُوسِ، لأَن الضَّغِبَةَ ثُلاثِیٌّ، و الضُّغْبوسُ رُباعیّ، فهو إِذَنْ من بابِ لأْآلٍ.

ضنب؛ ج1، ص: 552

: ضَنَبَ به الأَرضَ ضَنْباً: ضَرَبها بِهِ، و ضَبَنَ به ضَبْناً: قبَضَ علیه؛ كلاهما عن كراع.

ضهب؛ ج1، ص: 552

: تَضْهِیبُ القَوْسِ و الرُّمْح: عَرْضُهما علی النار عند التَّثْقیف. و ضَهَّبه بالنار: لَوَّحَه و غَیَّره. و ضَهَّبَ اللحم: شَوَاه علی حِجارةٍ مُحْماة، فهو مُضَهَّبٌ. و قیل: ضَهَّبَه شَواه و لم یُبالغ فی نُضْجِه. أَبو عمرو: لحم مُضَهَّبٌ مَشْوِیٌّ علی النار و لم یَنْضَجْ؛ قال إمرؤ القیس: نَمُشُّ بِأَعْرافِ الجِیادِ أَكُفَّنا، إِذا نَحْنُ قُمْنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ أَبو عمرو: إِذا أَدْخَلْتَ اللحمَ النارَ، و لم تُبالغ فی نُضْجِه، قلتَ: ضَهَّبْتُه فهو مُضَهَّبٌ. و قال اللیث: اللحم المُضَهَّبُ الذی قد شُوِیَ علی جَمْرٍ مُحْمًی. ابن الأَعرابی: الضَّهْباء القَوْسُ التی عَمِلَتْ فیها النارُ، و الضَّبْحاءُ مِثْلُها. الأَزهری فی ترجمة هضب و فی النوادر: هَضَبَ القومُ، و ضَهَّبُوا، و هَلَبُوا، و أَلَبُوا، و حَطَبُوا: كلُّه الإِكثارُ و الإِسْراعُ. و الضَّیْهَبُ: كُلّ قُفٍّ أَو حَزْنٍ أَو موضع من الجَبَل، تَحْمَی علیه الشَّمسُ حتی یَنْشَوِیَ علیه اللحمُ؛ و أَنشد: وَغْر تَجیشُ قُدورُه بضَیاهِبِ قال أَبو منصور: الذی أَراد اللیثُ إِنما هو الصَّیْهَبُ، بالصاد، و كذلك هو فی البیت: [… تجیش قُدورُه بصَیاهِب] جمعُ الصَّیْهب، و هو الیوم الشدید الحرّ؛ قاله أَبو عمرو.

ضوب؛ ج1، ص: 552

: الضَّوْبانُ و الضُّوبان: الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِیّ الضَّخْمُ، واحدُه و جمعُه سواء؛ قال: فقَرّبْتُ ضُوباناً قد اخْضَرَّ نابُه، فَلا ناضِحِی وانٍ، و لا الغَرْبُ واشِلُ و فی روایة: … و لا الغَرْبُ شَوَّلا؛ و قال الشاعر: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ، أَوَّمَه رَوْضُ القِذافِ، رَبِیعاً، أَیَّ تَأْوِیمِ و ذكره الأَزهری فی ترجمة [ضبن] قال: من قال ضَوْبان، احتمل أَن تكون اللام لام الفعل، و یكون علی مثال فَوْعال، و من قال ضُوبانٌ، جعله من ضابَ یَضُوب؛ و قال أَبو عمرو: الضُّوبانُ
(1). قوله [و رجل ضغب إلخ] ضبط فی المحكم بكسر الغین المعجمة و فی القاموس بسكونها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 553
من الجمال السمینُ الشدیدُ؛ و أَنشد: علی كلِّ ضُوبانٍ، كأَنَّ صَریفَهُ، بنابَیْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَرَنِّمِ و قال: لمّا رأَیْتُ الهَمَّ قد أَجْفانی، قَرَّبْتُ للرَّحْلِ و للظِّعانِ، كلَّ نِیافِیِّ القَری ضُوبانِ و أَنشده أَبو زید: ضُؤْبان، بالهمز. الفراء: ضابَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَی. ابن الأَعرابی: ضابَ إِذا خَتَلَ عَدُوًّا.

ضیب؛ ج1، ص: 553

: الضَّیْبُ: شی‌ء من دوابِّ البَرِّ علی خِلْقةِ الكلبِ. و قال اللیث: بلغنی أَن الضَّیْبَ شی‌ء من دوابِّ البحر، قال: و لسْتُ علی یَقینٍ منه. و قال أَبو الفرج: سمعت أَبا الهَمَیْسَع ینشد: إِنْ تَمْنَعی صَوبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ، یَجْری علی الخَدِّ كضَیْبِ الثَّعْثَعِ قال أَبو منصور: الثَّعثَعُ الصَّدَفة. و ضَیْبُه: ما فی جوفِه من حَبِّ اللُّؤْلُؤ، شَبَّه قَطَرات الدَّمْعِ به.

فصل الطاء المهملة؛ ج1، ص: 553

طبب؛ ج1، ص: 553

: الطِّبُّ: علاجُ الجسم و النَّفسِ. رجل طَبٌّ و طَبِیبٌ: عالم بالطِّبِّ؛ تقول: ما كنتَ طَبیباً، و لقد طَبِبْتَ، بالكَسر «1» و المُتَطَبِّبُ: الذی یَتعاطی عِلم الطِّبِّ. و الطَّبُّ، و الطُّبُّ، لغتان فی الطِّبِّ. و قد طَبَّ یَطُبُّ و یَطِبُّ، و تَطَبَّبَ. و قالوا تَطَبَّبَ له: سأَل له الأَطِبَّاءَ. و جمعُ القلیل: أَطِبَّةٌ، و الكثیر: أَطِبَّاء. و قالوا: إِن كنتَ ذا طِبٍّ و طُبٍّ و طَبٍّ فطُبَّ فطِبَّ لعَیْنِك. ابن السكیت: إِن كنتَ ذا طِبٍّ، فَطِبَّ لنَفسِكَ أَی ابْدأْ أَوَّلًا بإِصلاح نفسكَ. و سمعتُ الكِلابیّ یقول: اعْمَلْ فی هذا عَمَلَ مَن طَبَّ، لمن حَبَّ. الأَحمر: من أَمثالهم فی التَّنَوُّق فی الحاجة و تحْسینها: اصْنَعْه صَنْعَة من طَبَّ لمن حَبَّ أَی صَنْعَة حاذِقٍ لمن یُحِبُّه.و جاء رجل إِلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فرأَی بین كتِفَیْه خاتم النُّبُوَّة، فقال: إِنْ أَذِنْتَ لی عالجتُها فإِنی طبیبٌ. فقال له النبی، صلی اللّه علیه و سلم: طَبیبُها الذی خَلَقَها، معناه: العالمُ بها خالقُها الذی خَلَقها لا أَنت. و جاءَ یَسْتَطِبُّ لوجَعه أَی یَسْتَوصِفُ الدواءَ أَیُّها یَصْلُح لدائه. و الطِّبُّ: الرِّفْقُ. و الطَّبِیبُ: الرفیق؛ قال المرّار بن سعید الفَقْعَسِیُّ، یصف جملًا، و لیس للمَرّار الحَنظلی: یَدِینُ لِمَزْرورٍ إِلی جَنْبِ حَلْقةٍ، من الشِّبْهِ، سَوّاها برفْقٍ طَبیبُها و معنی یَدِینُ: یُطیع. و المَزرورُ: الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة، و هو معنی قوله: حَلْقة من الشِّبه، و هو الصُّفْر، أَی یُطیع هذه الناقةَ زِمامُها المربوطُ إِلی بُرَةِ أَنفِها. و الطَّبُّ و الطَّبیبُ: الحاذق من الرجال، الماهرُ بعلمه؛ أَنشد ثعلب فی صفة غِراسةِ نَخْلٍ: جاءتْ علی غَرْسِ طَبیبٍ ماهِرِ
(1). قوله بالكسر زاد فی القاموس الفتح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 554
و قد قیل: إِن اشتقاقَ الطبیب منه، و لیس بقویٍّ. و كلُّ حاذقٍ بعمَله: طبیبٌ عند العرب. و رجل طَبٌّ، بالفتح، أَی عالم؛ یقال: فلان طَبٌّ بكذا أَی عالم به. و‌فی حدیث سَلْمان و أَبی الدرداء: بلغنی أَنك جُعِلْتَ طَبیباً.الطَّبیبُ فی الأَصل: الحاذقُ بالأُمور، العارف بها، و به سمی الطبیب الذی یُعالج المَرْضی، و كُنِیَ به هاهنا عن القضاء و الحُكْمِ بین الخصوم، لأَن منزلة القاضی من الخصوم، بمنزلة الطبیب من إِصلاح البَدَن. و المُتَطَبِّبُ: الذی یُعانی الطِّبَّ، و لا یعرفه معرفة جیدة. و فَحْلٌ طَبٌّ: ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب، یعرفُ اللاقِح من الحائل، و الضَّبْعَة من المَبْسورةِ، و یَعرفُ نَقْصَ الولد فی الرحم، و یَكْرُفُ ثم یعودُ و یَضْرِبُ. و‌فی حدیث الشَّعْبی: وَ وصَفَ معاویة فقال: كان كالجَمَلِ الطَّبِّ، یعنی الحاذقَ بالضِّرابِ. و قیل: الطَّبُّ من الإِبل الذی لا یَضَعُ خُفَّه إِلا حیثُ یُبْصِرُ، فاستعار أَحدَ هذین المعنیین لأَفْعاله و خِلاله. و فی المثل: أَرْسِلْه طَبّاً، و لا تُرْسِلْهُ طاطاً. و بعضهم یَرْویه: أَرْسِلْه طاباً. و بعیر طَبٌّ: یتعاهدُ موضع خُفِّه أَینَ یَطَأُ به. و الطِّبُّ و الطُّبُّ: السِّحْر؛ قال ابن الأَسْلَت: أَ لا مَن مُبْلِغٌ حسّانَ عَنِّی، أَ طُبٌّ [طِبٌّ، كانَ دَاؤُكَ، أَم جُنونُ؟ و رواه سیبویه: أَ سِحْرٌ كان طِبُّكَ [طُبُّكَ؟ و قد طُبَّ الرجلُ. و المَطْبوبُ: المَسْحورُ. قال أَبو عبیدة: إِنما سمی السِّحْرُ طُبّاً علی التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ. قال ابن سیدة: و الذی عندی أَنه الحِذْقُ. و‌فی حدیث لنبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه احْتَجَمَ بقَرْنٍ حین طُبَّ؛ قال أَبو عبید: طُبَّ أَی سُحِرَ. یقال منه: رجُل مَطْبوبٌ أَی مَسْحور، كَنَوْا بالطِّبِّ عن السِّحْر، تَفاؤُلًا بالبُرءِ، كما كَنَوْا عن اللَّدیغ، فقالوا سلیمٌ، و عن المَفازة، و هی مَهْلكة، فقالوا مَفازة، تَفاؤُلًا بالفَوز و السَّلامة. قال: و أَصلُ الطَّبِّ: الحِذْق بالأَشیاءِ و المهارةُ بها؛ یقال: رجل طَبٌّ و طَبِیبٌ إِذا كان كذلك، و إِن كان فی غیر علاج المرض؛ قال عنترة: إِن تُغْدِفی دونی القِناعَ، فإِنَّنی، طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم و قال علقمة: فإِن تَسْأَلونی بالنساءِ، فإِنَّنی بَصیرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبیبُ و‌فی الحدیث: فلعل طَبّاً أَصابَه‌أَی سِحراً. و‌فی حدیث آخر: إِنه مَطْبوبٌ.و ما ذاكَ بِطِبِّی أَی بدهْری و عادتی و شأْنی. و الطِّبُّ: الطَّویَّة و الشهوة و الإِرادة؛ قال: إِنْ یَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ، فإِن البَینَ أَنْ تَعْطِفی صُدورَ الجِمالِ و قول فَرْوةَ بنَ مُسَیْكٍ المُرادِی: فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلّابونَ، قِدْماً، و إِنْ نُغْلَبْ فغَیرُ مُغَلَّبِینا فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ، و لكن مَنایانا و دَوْلةُ آخَرینا كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ، تَكُرُّ صُروفُه حِیناً فحینا
لسان العرب، ج‌1، ص: 555
یجوز أَن یكون معناه: ما دَهْرُنا و شأْنُنا و عادَتُنا، و أَن یكون معناه: شهوتُنا. و معنی هذا الشعر: إِن كانت هَمْدانُ ظَهرت علینا فی یوم الرَّدْم فغلبتنا، فغیر مُغَلَّبین. و المُغَلَّبُ: الذی یُغْلَبُ مِراراً أَی لم نُغْلَب إِلا مرة واحدة. و الطِّبَّةُ و الطِّبابة و الطَّبیبة: الطریقةُ المستطیلة من الثوب، و الرمل، و السحاب، و شُعاعِ الشمسِ، و الجمع: طِبابٌ و طِبَبٌ؛ قال ذو الرمة یصف الثور: حتی إِذا مالَها فی الجُدْرِ و انحَدَرَتْ شمسُ النهارِ شُعاعاً، بَیْنَها طِبَبُ الأَصمعی الخِبَّة و الطِّبَّة و الخَبیبة و الطِّبابَةُ: كل هذا طرائق فی رَمْل و سحابٍ. و الطِّبَّةُ: الشُّقَّةُ المستطیلة من الثوب، و الجمع: الطِّبَبُ؛ و كذلك طِبَبُ شُعاع الشمس، و هی الطرائق التی تُرَی فیها إِذا طَلَعَت، و هی الطِّباب أَیضاً. و الطُّبَّة: الجِلْدةُ المستطیلة، أَو المربعة، أَو المستدیرة فی المَزادة، و السُّفْرَة، و الدَّلْو و نحوها. و الطِّبابةُ: الجِلْدة التی تُجْعَل علی طَرَفَی الجِلْدِ فی القِرْبة، و السِّقاءِ، و الإِداوة إِذا سُوِّیَ، ثم خُرِزَ غیرَ مَثْنِیٍّ. و فی الصحاح: الجِلدةُ التی تُغَطَّی بها الخُرَزُ، و هی معترضة مَثْنِیَّةٌ، كالإِصْبَع علی موضِع الخَرْزِ. الأَصمعی: الطِّبابةُ التی تُجْعَل علی مُلْتَقَی طَرَفی الجِلدِ إِذا خُرِزَ فی أَسفلِ القِربة و السِّقاءِ و الإِداوة. أَبو زید: فإِذا كان الجِلدُ فی أَسافل هذه الأَشیاء مَثْنِیّاً، ثم خُرِزَ علیه، فهو عِراقٌ، و إِذا سُوِّیَ ثم خُرِزَ غیرَ مَثْنِیٍّ، فهو طِبابٌ. و طَبیبُ السِّقاءِ: رُقْعَتُه. و قال اللیث: الطِّبابة من الخُرَزِ: السَّیرُ بین الخُرْزَتَین. و الطُّبَّةُ: السَّیرُ الذی یكون أَسفلَ القرْبة، و هی تَقارُبُ الخُرَز. ابن سیدة: و الطِّبابة سَیر عریض تَقَعُ الكُتَب و الخُرَزُ فیه، و الجمع: طِبابٌ؛ قال جریر: بَلی، فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَیر نَزْرٍ، كما عَیَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبابا و قد طَبَّ الخَرْزَ یَطُبُّه طَبّاً، و كذلك طَبَّ السِّقاءَ و طَبَّبَهُ، شُدِّد للكثرة؛ قال الكُمَیتُ یصف قَطاً: أَو الناطِقات الصادقات، إِذا غَدَتْ بأَسْقِیَةٍ، لم یَفْرِهِنَّ المُطَبِّبُ ابن سیدة: و ربما سمیت القِطْعةُ التی تُخْرَزُ علی حرف الدلو أَو حاشیة السُّفْرة طُبَّة؛ و الجمع طُبَبٌ و طِبابٌ. و التطبیب: أَن یُعَلَّقَ السِّقاءُ فی عَمود البیت، ثم یُمْخَضَ؛ قال الأَزهری: لم أَسمع التَّطبیبَ بهذا المعنی لغیر اللیث، و أَحْسِبُه التَّطْنِیبَ كما یُطَنَّبُ البیتُ. و یقال: طَبَّبْتُ الدیباجَ تَطْبیباً إِذا أَدْخَلْتَ بَنِیقةً تُوسِعُهُ بها. و طِبابةُ السماء و طِبابُها: طُرَّتُها المستطیلة؛ قال مالك بن خالد الهذلی: أَرَتْهُ من الجَرْباءِ، فی كلِّ مَوطِنٍ، طِباباً، فَمَثْواه، النَّهارَ، المَراكِدُ «2» یصف حمار وحش خافَ الطِّرادَ فَلَجأَ إِلی جَبل،
(2). قوله [أرته من الجرباء إلخ] أنشده فی جرب و ركد غیر أنه قال هناك یصف حماراً طردته الخیل، تبعاً للصحاح، و هو مخالف لما نقله هنا عن الأَزهری.
لسان العرب، ج‌1، ص: 556
فصار فی بعضِ شِعابه، فهو یَرَی أُفُقَ السماءِ مُسْتَطِیلًا؛ قال الأَزهری: و ذلك أَن الأُتُنَ أَلجأَت المِسْحَلَ إِلی مَضِیقٍ فی الجبل، لا یَرَی فیه إِلا طُرَّةً من السماء. و الطِّبابَةُ، من السماء: طَریقُه و طُرَّتهُ؛ و قال الآخر: و سَدَّ السماءَ السِّجْنُ إِلا طِبابَةً، كَتُرْسِ المُرامی، مُسْتَكِنّاً جُنوبُها فالحِمارُ رأَی السماء مُستطیلة لأَنه فی شِعْب، و الرجل رآها مستدیرة لأَنه فی السجن. و قال أَبو حنیفة: الطِّبَّة و الطَّبیبةُ و الطِّبابةُ: المستطیلُ الضَّیِّقُ من الأَرض، الكثیرُ النبات. و الطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ تَلاطُمِ السیل، و قیل: هو صوت الماء إِذا اضْطَرَب و اصْطَكَّ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّ صَوْتَ الماءِ، فی أَمْعائها، طَبْطَبَةُ المِیثِ إِلی جِوائها عدّاه بإِلی لأَنَّ فیه معنی تَشَكَّی المِیث. و طَبْطَبَ الماءَ إِذا حركه. اللیث: طَبْطَبَ الوادی طَبْطَبَةً إِذا سالَ بالماءِ، و سمعت لصوته طَباطِبَ. و الطَّبْطَبَةُ: شی‌ءٌ عَریض یُضْرَبُ بعضُه ببعض. الصحاح: الطَّبْطَبَة صوتُ الماءِ و نحوه، و قد تَطَبْطَبَ؛ قال: إِذا طَحَنَتْ دُرْنِیَّةٌ لِعیالِها، تَطَبْطَبَ ثَدْیاها، فَطار طَحِینُها و الطَّبْطابَةُ: خَشَبَةٌ عَریضَةٌ یُلْعَبُ بها بالكُرَة. و فی التهذیب: یَلْعَبُ الفارسُ بها بالكُرَة. ابن هانئ، یقال: قَرُبَ طِبٌّ، و یقال: قَرُبَ طِبّاً، كقولك: نِعْمَ رَجلًا، و هذا مَثَلٌ یقال للرجل یَسْأَلُ عن الأَمر الذی قد قَرُبَ منه، و ذلك أَن رجلًا قَعَدَ بین رِجْلی امرأَةٍ، فقال لها: أَ بِكر أَم ثَیِّب؟ فقالت له: قَرُبَ طِبٌّ.

طبطب؛ ج1، ص: 556

: الطَّباطِبُ: العَجَم.

طحرب؛ ج1، ص: 556

: ما علی فلان طُحْرُبة، بضم الطاءِ و الراءِ: یعنی من اللباس، و قال أَبو الجَرّاح: طَحْرِبةٌ، بفتح الطاءِ و كسر الراءِ، و طَحْرَبةٌ و طِحْرِبةٌ أَی قطعة من خِرقة. قال شمر: و سمعت طَحْرَبةً و طَحْمَرةً، و كلها لغات. و‌فی حدیث سَلْمانَ، و ذكَر یوم القیامة، فقال: تَدْنُو الشمسُ من رؤُوس الناس، و لیس علی أَحد منهم طُحْرُبة، بضم الطاءِ و الراءِ، و كسرهما، و بالحاءِ و الخاءِ: اللباس، و قیل: الخرقة، و أَكثر ما یُستعمل فی النفی. و ما فی السماءِ طِحْرِبةٌ أَی قِطْعة من السحاب. و قیل: لَطْخةُ غَیمٍ. و أَما أَبو عبید و ابن السكیت فخَصّاها بالجَحْدِ. و استعملها بعضهم فی النفی و الإِیجاب. و الطِّحْرِبَة الطَّحْرَبَة الفَسْوَةُ؛ قال: و حاصَ مِنّا فَرِقاً و طَحْرَبا و ما علیه طِحْرِمة، كطِحْرِبة أَی لَطْخٌ من غیم. و طِحْرمةٌ: أَصلها طِحْرِبة؛ و قال نُصَیْبٌ: سَرَی فی سَوادِ اللیلِ، یَنْزِلُ خَلْفَه مَواكِفُ لم یَعْكُفْ عَلَیْهِنَّ طِحْربُ قال: و الطِّحْرِبُ هاهُنا: الغُثاء من الجَفیف، و والِه الأَرض. و المَواكِفُ: مَواكِفُ المطر. و طَحْرَبَ القِربةَ: ملأَها. و طَحْرَبَ إِذا عدا فارّاً.

طحلب؛ ج1، ص: 556

: الطُّحْلُبُ و الطِّحْلِبُ و الطِّحْلَبُ: خُضْرَة تَعْلو الماء المُزمِنَ. و قیل: هو الذی
لسان العرب، ج‌1، ص: 557
یكون علی الماءِ، كأَنه نسج العنكبوت. و القِطعة منه: طُحْلُبة و طِحْلِبَة. و طَحْلَبَ الماءُ: علاه الطُّحْلُبُ. و عینٌ مُطَحْلَبَة، و ماءٌ مُطَحْلَب: كثیر الطُّحْلُب، عن ابن الأَعرابی. و حكی غیره: مُطَحْلَبٌ؛ و قول ذی الرمة: عَیْناً مُطَلْحَبَةَ الأَرجاءِ طامیةً، فیها الضَّفادِعُ و الحِیتانُ تَصْطَخِبُ یُرْوی بالوجْهین جمیعاً. قال ابن سیدة: و أَری اللحیانی قد حَكی الطُّلْحُب فی الطُّحْلُب. و طَحْلَبت الأَرض: أَوَّلُ ما تَخْضَرُّ بالنَّبات؛ و طَحْلَبَ الغَدیرُ، و عینٌ مُطَحْلَبَةُ الأَرجاءِ. و الطَّحْلَبة: القَتْلُ.

طخرب؛ ج1، ص: 557

: جاءَ و ما علیه طَخْرَبة أَی لیس علیه شی‌ء. و یُروی بالحاء المهملة أَیضاً، و قد تقدم. و‌فی حدیث سلمان: و لیس علی أَحد منهم طَخْرَبة، و طِخْرِبَة، و قد شرحناه فی [طحرب] لأَنه یقال بالحاءِ و الخاءِ.

طرب؛ ج1، ص: 557

: الطَّرَبُ: الفَرَح و الحُزْنُ؛ عن ثعلب. و قیل: الطَّرَبُ خفة تَعْتَری عند شدَّة الفَرَح أَو الحُزن و الهمّ. و قیل: حلول الفَرَح و ذهابُ الحُزن؛ قال النابغة الجعدیّ فی الهمّ: سَأَلَتْنی أَمتی عن جارَتی، و إِذا ما عَیَّ ذو اللُّبِّ سَأَلْ سَأَلَتْنی عن أُناسٍ هَلَكوا، شَرِبَ الدَّهْرُ علیهم و أَكلْ و أَرانی طَرِباً، فی إِثْرِهِمْ، طَرَبَ الوالِهِ أَو كالمُخْتَبَلْ و الوالِهُ: الثاكِلُ. و المُخْتَبَلُ: الذی اخْتُبِلَ عَقْله أَی جُنَّ. و أَطْرَبَهُ هو، و تَطَرَّبه؛ قال الكمیت: و لم تُلْهِنی دارٌ و لا رَسْمُ مَنزِلٍ، و لم یَتَطَرَّبنی بَنانٌ مُخَضَّبُ و قال ثعلب: الطَّرَبُ عندی هو الحركة؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف ذلك. و الطَّرَبُ: الشَّوقُ، و الجمع، من ذلك، أَطْرابٌ؛ قال ذو الرمة: اسْتَحْدَثَ الرَّكْب، عن أَشیاعِهِم، خَبَراً، أَم راجَعَ القلبَ، من أَطرابه، طَرَبُ و قد طَرِبَ طَرَباً، فهو طَرِبٌ، من قوم طِرابٍ. و قولُ الهُذَلیّ: حتی شَآها كَلیلٌ؛ مَوْهِناً، عَمِلٌ، بانَتْ طِراباً، و باتَ اللیلَ لم یَنَمِ یقول: باتت هذه البَقَر العِطاشُ طِراباً لِمَا رَأَته من البَرْقِ، فَرَجَتْه من الماء. و رجل طَروبٌ و مِطْرابٌ و مِطرابةٌ، الأَخیرة عن اللحیانی: كثیرُ الطَّرَبِ؛ قال: و هو نادرٌ. و اسْتَطْرَب: طلب الطَّرب و اللَّهْوَ. و طَرَّبه هو، و طَرَّب: تَغَنَّی؛ قال إمرؤ القیس: یُغَرِّدُ بالأَسْحارِ، فی كلِّ سُدْفَةٍ، تَغَرُّدَ مَیَّاحِ النَّدامی المُطَرِّبِ و یقال: طَرَّب فلانٌ فی غِنائِه تَطْریباً إِذا رَجَّع صوتَه و زیَّنَه؛ قال إمرؤ القیس: كما طَرَّبَ الطَّائرُ المُسْتَحِرْ أَی رجَّع. و التَّطْریب فی الصوت: مَدُّه و تَحْسینُه. و طَرَّبَ فی قراءته: مَدَّ و رجَّع. و طَرَّبَ الطائِرُ فی صوته،
لسان العرب، ج‌1، ص: 558
كذلك، و خَصَّ بعضُهم به المُكَّاء. و قول سَلْمی «1» ابنِ المُقْعَدِ: لما رأَی أَن طَرَّبوا من ساعَةٍ، أَلْوی بِرَیْعانِ العِدی و أَجْذَما قال السُّكَّریُّ: طَرَّبوا صاحُوا ساعةً بعد ساعةٍ. و الأَطْرابُ: نُقاوَةُ الرَّیاحینِ؛ و قیل: الأَطْرابُ الرَّیاحینُ و أَذْكاؤُها. و إِبلٌ طرابٌ تَنزِعُ إِلی أَوْطانِها، و قیل: إِذا طَرِبَتْ لِحُداتها. و استَطْرَبَ الحُداةُ الإِبلَ إِذا خَفَّتْ فی سیرها، من أَجلِ حُداتِها؛ و قال الطِّرمَّاحُ: و اسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لما احْزَأَلَّ بهمْ آلُ الضُّحی ناشِطاً من داعِباتِ دَدِ «2» یقول: حَملَهم علی الطرب شوقٌ نازعٌ؛ و قولُ الكُمَیْت: یُرید أَهْزَعَ حَنَّاناً یُعَلِّله عندَ الإِدامَة، حتی یَرْنَأَ الطَّرِبُ «3» فإِنما عَنی بالطَّرِبِ السَّهْم؛ سماه طَرِباً لِتَصْویته إِذا دُوِّم أَی فُتِلَ بالأَصابع. و المَطْرَبُ و المَطْربةُ: الطریق الضیق، و لا فعل له، و الجمعُ المَطارِبُ؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: و مَتْلَفٍ مثلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، تَخْلِجُه مَطارِبٌ، زَقَبٌ أَمیالُها فیحُ ابن الأَعرابی: المَطْرَبُ و المَقْرَبُ الطریق الواضح، و المَتْلَفُ: القَفْر؛ سمی بذلك لأَنه یُتْلِفُ سالِكَه فی الأَكثر كما سموا الصَّحراءَ بَیْداء لأَنها تُبیدُ سالِكَها. و الزَّقَبُ: الضیقة. و قوله: مثل فَرْقِ الرأْس أَی مثل فرق الرأْس فی ضیقه. و تَخْلِجُهُ أَی تَجْذِبهُ هذه الطرقُ إِلی هذه، و هذه إِلی هذه. و أَمیالُها فیح أَی واسعة، و المیلُ: المسافة من العَلَم إِلی العَلَم. و‌فی الحدیث: لَعَنَ اللّهُ من غیَّر المَطْرَبَةَ و المَقْرَبَة.المَطْرَبَة: واحدة المطارب، و هی طُرُقٌ صِغار تَنْفُذُ إِلی الطرقِ الكبارِ، و قیل: المطارِبُ طُرُقٌ متَفرقة، واحدتُها مَطْربة و مَطْرَبٌ؛ و قیل: هی الطرق الضیقة المنفردة. یقال: طَرَّبْتُ عن الطریق: عدَلْتُ عنه. و الطَّرَبُ: اسم فرس سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم. و طَیْروب: اسم.

طرطب؛ ج1، ص: 558

: طَرْطَبَ بالغَنم: أَشْلاها؛ و قیل: الطَّرْطَبةُ بالشَّفَتَین؛ قال ابن حَبْناءَ: فإِنَّ اسْتَكَ الكَوماءَ عَیْبٌ و عَورَةٌ، یُطَرْطِبُ فیها ضاغِطانِ و ناكِثُ و‌فی حدیث الحسن، و قد خرج من عند الحجاج، فقال: دخلتُ علی أُحَیْوِلٍ یُطَرْطِبُ شُعَیْراتٍ له.یرید: یَنْفُخُ بشفتیه فی شاربه غیظاً و كِبراً. و الطَّرْطَبَةُ: الصَّفیر بالشَّفَتَین للضأْن. أَبو زید: طَرْطَبَ بالنعجة طَرْطَبَةً إِذا دعاها. و طَرْطَبَ الحالِبُ بالمِعْزی إِذا دعاها. ابن سیدة: الطَّرْطَبةُ صوتُ الحالب للمعز یُسَكِّنها بشفتیه. و قد طَرْطَبَ بها طَرْطَبَةً إِذا دعاها. و الطَّرْطَبَةُ: اضطِرابُ الماءِ فی الجوف
(1). قوله [و قول سلمی إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [من داعبات] كذا بالأَصل كالتهذیب بالموحدة بعد العین و الذی فی الأَساس بالمثناة التحتیة ثم قال أی سألته أن یطرب و یغنی و هو من داعیات دد أی من دواعیه و أسبابه یعنی الناشط و هو الحادی لأَنه ینشط من مكان إلی مكان. (3). قوله [یرید أهزع إلخ] أنشده فی دوم یستل أهزع إلخ و الأَهزع بالزای السریع.
لسان العرب، ج‌1، ص: 559
أَو القربة. و الطُرْطُبُّ؛ بالضم و تشدید الباءِ «1»: الثَّدْیُ الضَّخْمُ المُسْترخی الطویل؛ یقال: أَخْزَی اللّه طُرْطُبَّیْها. و منهم من یقول: طُرْطُبَّة، للواحدة، فیمن یؤنث الثَّدی. و‌فی حدیث الأَشْتَر فی صفة امرأَة: أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُباً.الطُّرْطُبُ: العظیمة الثدیین. و البعض یقول للواحدة: طُرْطُبَی، فیمن یؤنث الثدی. و الطُّرْطُبَّةُ: الطویلة الثَّدْیَین؛ قال الشاعر: لَیْسَتْ بقَتَّاتةٍ سَبَهْلَلَةٍ، و لا بطُرطُبَّةٍ لها هُلْبُ و امرأَة طُرطُبَّةٌ: مسترخیة الثدیین؛ و أَنشد: أُفٍّ لتلك الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّه، العَنْقَفیرِ الجَلْبَحِ الطُّرطُبَّه و الطُّرطُبَةُ: الضرْعُ الطویل، یمانیة عن كراع. و الطُّرطُبانیَّة من المَعَز: الطویلةُ شطرَیِ الضَّرع. الأَزهری فی ترجمة [قرطب] قال الشاعر: إِذا رآنی قد أَتَیْتُ قَرطَبَا، و جالَ فی جحاشه و طَرطَبا قال: الطَّرطَبةُ دُعاءُ الحُمُر. أَبو زید فی نوادره: یقال للرجل یُهْزأُ منه: دُهْدُرَّین و طُرطُبَّین. رأَیت فی حاشیةِ نسخة من الصحاح یُوثَقُ بها: قال عثمان بن عبد الرحمن: طرطب، غیر ذی ترجمة فی الأُصول، و الذی ینبغی إفرادها فی ترجمة، إِذ هی لیست من فصل [طرب] و هو من كتب اللغة فی الرباعی.

طسب؛ ج1، ص: 559

: المَطاسِبُ: المیاهُ السُّدْمُ، الواحد سَدومٌ.

طعب؛ ج1، ص: 559

: ابن الأَعرابی: یقال ما به من الطَّعْبِ شی‌ءٌ أَی ما به شی‌ء من اللَّذة و الطِّیبِ.

طعزب؛ ج1، ص: 559

: الطَّعْزبة: الهُزْءُ و السُّخْریة، حكاه ابن درید؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما حقیقته.

طعسب؛ ج1، ص: 559

: طَعْسَبَ: عَدا مُتَعَسِّفاً.

طعشب؛ ج1، ص: 559

: طَعْشَبٌ: اسم، حكاه ابن درید، قال: و لیس بثَبَتٍ.

طلب؛ ج1، ص: 559

: الطَّلَبُ: مُحاوَلَةُ وِجْدانِ الشَّی‌ءِ و أَخْذِه. و الطِّلْبَةُ: ما كان لكَ عند آخرَ من حَقٍّ تُطالِبه به. و المُطالَبة: أَن تُطالِبَ إِنساناً بحق لك عنده، و لا تزال تَتَقاضاه و تُطالبه بذلك. و الغالب فی باب الهَوی الطِّلابُ. و طَلَبَ الشَّی‌ءَ یَطْلُبه طَلَباً، و اطَّلَبه، علی افتعله، و منه عبدُ المُطَّلِب بن هاشم؛ و المُطَّلِبُ أَصلهُ: مُتْطَلِبٌ فأُدْغِمَتِ التاء فی الطاء، و شُدِّدَت، فقیل: مُطَّلِب، و اسمه عامر. و تَطلَّبه: حاول وُجُودَه و أَخْذَهُ. و التَّطَلُّبُ: الطَّلَبُ مَرَّةً بعد أُخری. و التَّطَلُّبُ: طَلَبٌ فی مُهْلة من مواضع. و رجل طالبٌ من قوم طُلَّب و طُلَّاب و طَلَبَةٍ، الأَخیرة اسم للجمع. و طَلوبٌ من قومٍ طُلُبٍ. و طَلَّابٌ من قوم طَلَّابین. و طَلیبٌ من قوم طُلَباءَ؛ قال مُلَیح الهُذلیّ: فلم تَنْظُری دَیْناً وَلِیتِ اقتِضاءَه، و لم یَنْقَلِبْ منكم طَلِیبٌ بطائِل و طَلَّبَ الشی‌ءَ: طَلَبَهُ فی مُهْلة، علی ما یجی‌ء علیه هذا النحوُ بالأَغلب.
(1). قوله [بالضم و تشدید الباء] زاد فی القاموس تخفیفها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 560
و طالبه بكذا مُطالَبة و طِلاباً: طَلَبَه بحق؛ و الاسم منه: الطَّلَبُ و الطِّلْبةُ: و الطَّلَبُ جمع طالب؛ قال ذو الرمة: فانْصاعَ جانِبُه الوَحْشیُّ، و انكَدَرَتْ یَلْحَبنَ، لا یأْتَلی المَطلوبُ و الطَّلَبُ و طَلَبَ إِلیَّ طَلَباً: رَغِبَ. و أَطْلَبَه: أَعطاه ما طَلَب؛ و أَطْلَبَه: أَلجأَه إِلی أَن یَطْلُب، و هو من الأَضداد. و الطَّلِبة، بكسر اللام: ما طَلَبْته من شی‌ء. و‌فی حدیث نُقادَةَ الأَسَدیّ: قلت: یا رسول اللّه اطْلُبْ إِلیَّ طَلِبةً، فإِنی أُحب أَن أُطْلِبَكَها.الطَّلِبَةُ: الحاجةُ، و إِطْلابُها: إِنجازُها و قضاؤُها. یقال طَلَبَ إِلیَّ فأَطْلَبْته أَی أَسْعَفْتُه بما طَلب. و‌فی حدیث الدُّعاء: لیس لی مُطْلِبٌ سواك و كَلَّأ مُطْلِبٌ: بَعید المَطْلَبِ یُكَلِّفُ أَن یُطْلَب. و ماء مُطْلِبٌ: كذلك؛ و كذلك غیر الماء و الكَلإِ أَیضاً؛ قال الشاعر: أَ هاجَكَ بَرْقٌ، آخِرَ اللَّیْلِ، مُطْلِبٌ و قیل: ماء مُطْلِبٌ: بعیدٌ من الكَلإِ؛ قال ذو الرمة: أَضَلَّه، راعیاً، كَلْبِیةٌ صَدراً عن مُطْلِبٍ قارِبٍ؛ وُرَّادُهُ عُصُبُ و یُرْوی: عن مُطْلِبٍ و طُلی الأَعناقِ تَضْطَرِبُ یقول: بَعُدَ الماءُ عنهم حتی أَلجَأَهم إِلی طَلَبه. و قوله: راعیاً كَلْبیةٌ یعنی إِبلًا سوداً من إِبل كَلْب. و قد أَطْلَبَ الكَلأُ: تباعَدَ، و طَلَبه القوم. و قال ابن الأَعرابی: ماءٌ قاصدٌ كَلَؤُهُ قریب؛ و ماء مُطلِبٌ: كَلَؤُه بعیدٌ. و قال أَبو حنیفة: ماء مُطلِبٌ إِذا بَعُدَ كَلَؤُهُ بقَدْر مِیلَین أَو ثلاثة، فإِذا كان مسیرةَ یوم أَو یومین، فهو مُطْلِبُ إِبلٍ. غیره: أَطْلَبَ الماءُ إِذا بَعُد فلم یُنَلْ إِلّا بطَلَبٍ، و بئر طَلوبٌ: بعیدةُ الماء، و آبارٌ طُلُبٌ؛ قال أَبو وَجْزَة: و إِذا تَكَلَّفْتُ المَدیحَ لغَیره، عالَجْتُها طُلُباً هُناك نِزاحا و أَطْلَبه الشی‌ءَ: أَعانه علی طَلَبه. و قال اللحیانی: اطْلُبْ لی شیئاً: ابْغِه لی. و أَطْلِبنی: أَعِنِّی علی الطَّلَب. و قوله‌فی حدیث الهجرة: قال سُراقَةُ: فاللّه لَكُما أَن أَرُدَّ عنكما الطَّلَب.قال ابن الأَثیر: هو جمع طالب، أَو مصدرٌ أُقیم مُقامه، أَو علی حذف المضاف، أَی أَهلَ الطَّلَب. و‌فی حدیث أَبی بكر فی الهجرة، قال له: أَمْشی خَلْفَكَ أَخْشی الطَّلَب.ابن الأَعرابی: الطَّلَبةُ الجماعةُ من الناس، و الطُّلْبة: السَّفْرة البعیدة. و طَلِبَ إِذا اتَّبَعَ، و طَلِبَ إِذا تَباعَدَ، و إِنه لَطِلْبُ نساءٍ: أَی یَطْلُبهن، و الجمع أَطْلاب و طِلبَة، و هی طِلْبُه و طِلْبَتُه، الأَخیرة عن اللحیانی: إِذا كان یَطْلُبها و یَهْواها. و مَطْلُوب اسم موضع. قال الأَعشی: یا رَخَماً قاظَ علی مَطْلُوب و یقال: طالبٌ و طَلَبٌ، مثل خادم و خَدَم، و طالِبٌ و مُطَّلِبٌ و طُلَیْبٌ و طَلَبةُ و طَلَّابٌ: أَسماء.

طنب؛ ج1، ص: 560

: الطُّنْبُ و الطُّنُبُ معاً: حَبْل الخِباءِ و السُّرادقِ و نحوهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 561
و أَطنابُ الشجر: عروقٌ تَتَشَعَّبُ من أَرُومَتِها. و الأَواخِیُّ: الأَطْنابُ، واحدتُها أَخِیَّةٌ. و الأَطْنابُ: الطوالُ من حِبالِ الأَخْبیةِ؛ و الأُصُرُ: القِصارُ، واحدها: إِصار. و الأَطْنابُ: ما یُشَدُّ به البیتُ من الحبال بین الأَرض و الطرائق. ابن سیدة: الطُّنْبُ حبل طویل یُشَدُّ به البیتُ و السُّرادقُ، بین الأَرض و الطرائق. و قیل: هو الوَتِدُ، و الجمع: أَطنابٌ و طِنَبَةٌ. و طَنَّبَه: مَده بأَطنابه و شَدَّه. و خِباءٌ مُطَنَّبٌ: و رِواقٌ مُطَنَّب أَی مشدود بالأَطْناب. و‌فی الحدیث: ما بین طُنْبَی المدینة أَحْوجُ منی إِلیها‌أَی ما بین طَرَفیها. و الطُّنُب: واحدُ أَطناب الخَیْمَة، فاستعاره للطَّرَف و الناحیة. و الطُنْبُ: عِرْق الشجر و عَصَبُ الجَسَد. ابن سیدة: أَطْنابُ الجسد عَصَبُه التی تتصل بها المفاصِلُ و العظام و تَشُدُّها. و الطُّنْبانِ: عَصَبتانِ مُكْتَنِفتان ثَغْرة النَّحْر، تمتدّان إِذا تَلَفَّتَ الإِنسانُ. و المِطْنَبُ و المَطْنَبُ أَیضاً: المَنْكِبُ و العاتِقُ؛ قال إمرؤُ القیس: و إِذْ هِیَ سَوْداءُ مِثلُ الفَحِیمِ، تُغَشِّی المَطانِبَ و المَنْكِبا و المَطْنَبُ: حَبْلُ العاتِق، و جمعه مَطانِبُ. و یقال للشمس إِذا تَقَضَّبَتْ عند طُلوعها: لها أَطْنابٌ، و هی أَشِعَّة تمتدُّ كأَنَّها القُضُبُ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَن الأَشْعَثَ بن قَیْس تَزَوَّجَ امرأَةً علی حُكْمِها، فَردَّها عمر إِلی أَطنابِ بیتِها؛ یعنی: رَدَّها إِلی مَهْرِ مِثلها من نسائها؛ یرید إِلی ما بُنِیَ علیه أَمْرُ أَهْلِها، و امتدَّت علیه أَطنابُ بیوتِهم. و یقال: هو جاری مُطانِبِی أَی طُنُبُ بیته إِلی طُنُبِ بیتی. و‌فی الحدیث: ما أُحِبُّ أَنَّ بیتی مُطَنَّبٌ ببیتِ محمدٍ، صلی اللّه علیه و سلم، انی أَحْتَسِبُ خُطایَ.مُطَنَّبٌ: مشدود بالأَطناب؛ یعنی: ما أُحِبُّ أَن یكون بیتی إِلی جانب بیته، لأَنی أَحْتَسِبُ عند اللّه كثرةَ خُطایَ من بیتی إِلی المسجد. و المِطْنَبُ: المِصْفاةُ. و الطَّنَبُ: طُول فی الرجلین فی اسْتِرْخاء. و الطُّنُب و الإِطْنابةُ جمیعاً: سَیْرٌ یُوصَلُ بوَتَرِ القَوْسِ العربیة، ثم یُدارُ علی كُظْرِها. و قیل: إِطْنابةُ القَوْسِ: سَیْرُها الذی فی رِجْلِها یُشَدُّ من الوَتَر علی فُرضَتِها، و قد طَنَّبْتُها. الأَصمعی: الإِطْنابةُ السَّیْرُ الذی علی رأْس الوَتَر من القوس؛ و قوسٌ مُطَنَّبة؛ و الإِطْنابةُ سیر یُشَدُّ فی طَرَفِ الحِزام لیكون عَوْناً لسَیْرِه إِذا قَلِقَ؛ قال النابغة یصف خیلًا: فهُنَّ مُسْتَبْطِناتٌ بَطْنَ ذِی أُرُلٍ، یَرْكُضْن، قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطانیبِ و الإِطْنابَةُ: سَیر الحِزام المعقود إِلی الإِبزِیمِ، و جمعُه الأَطانیبُ. و قال سلامة «2»: حتی اسْتَغَثْنَ بأَهْلِ المِلْحِ، ضاحِیةً، یَرْكُضْن، قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطانِیبِ و قیل: عَقْدُ الأَطانِیبِ الأَلْبابُ و الحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَتْ. و الإِطْنابَةُ: المِظَلَّة. و ابنُ الإِطْنابة: رجل شاعر، سمی بواحدة من هذه؛ و الإِطْنابةُ أُمُّه، و هی امرأَة من بنی كنانة بن القیس بن جَسْرِ بن
(2). قوله [و قال سلامة] كذا بالأَصل و الذی فی الأَساس قال النابغة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 562
قُضاعة، و اسم أَبیه زَیْدُ مَناةَ. و الطَّنَبُ، بالفتح: اعْوجاج فی الرُّمْح. و طَنَّبَ بالمكان: أَقام به. و عَسْكرٌ مُطَنِّبٌ: لا یُرَی أَقصاه من كثرته. و جَیْشٌ مِطْنابٌ: بعیدُ ما بین الطَّرَفین لا یَكاد ینقطعُ؛ قال الطِّرِمّاحُ: عَمِّی الذی صَبَح الحَلائبَ، غُدْوَةً، من نَهْروانَ، بجَحْفَلٍ مِطنابِ أَبو عمرو: التَّطْنِیبُ أَنْ تعلِّقَ السِّقاءَ فی عَمُود البیت، ثم تَمْخَضَهُ. و الإِطْنابُ: البلاغة فی المَنْطِق و الوَصْفِ، مدحاً كان أَو ذمّاً. و أَطْنَبَ فی الكلام: بالَغَ فیه. و الإِطْنابُ: المبالغة فی مدح أَو ذم و الإِكثارُ فیه. و المُطْنِبُ: المَدَّاحُ لكل أَحد. ابن الأَنباری: أَطْنَبَ فی الوصف إِذا بالغ و اجْتَهد؛ و أَطْنَبَ فی عَدْوه إِذا مَضی فیه باجتهاد و مبالغة. و فرس فی ظَهْرِه طَنَبٌ أَی طولٌ؛ و فرس أَطْنَبُ إِذا كان طویلَ القَرَی، و هو عیب، و منه قول النابغة: لَقَدْ لَحِقْتُ بأُولی الخَیْلِ تَحْمِلُنِی كَبْداءُ، لا شَنَجٌ فیها و لا طَنَبُ و طَنِبَ الفرسُ طَنَباً، و هو أَطْنَبُ، و الأُنثی طَنْباءُ: طال ظهرُه. و أَطْنَبَتِ الإِبلُ إِذا تَبِعَ بعْضُها بعضاً فی السیر. و أَطْنَبَتِ الریحُ إِذا اشتَدَّتْ فی غُبارٍ. و خَیْلٌ أَطانیبُ: یَتْبَعُ بعضُها بعضاً؛ و منه قول الفرزدق: و قد رَأَی مُصْعَبٌ، فی ساطِعٍ سَبِطٍ، منها سَوابقَ غاراتٍ أَطَانِیبِ یقال: رَأَیت إِطْنابةً من خَیْلٍ و طَیْرٍ؛ و قال النمرُ بن تَوْلَبٍ: كأَنَّ امْرَأً فی الناسِ، كنتَ ابْنَ أُمّه، علی فَلَجٍ، مِنْ بَطْنِ دِجْلَةَ، مُطْنِبِ و فَلَجٌ: نهر. و مُطْنِبٌ: بعیدُ الذهاب، یعنی هذا النهر؛ و منه أَطْنَبَ فی الكلام إِذا أَبْعَدَ؛ یقول: مَنْ كنتَ أَخاه، فإِنما هو علی بَحْر من البُحور، من الخِصْبِ و السَّعَةِ. و الطُّنُبُ: خَبْراءُ من وادی ماوِیَّةَ؛ و ماوِیَّةُ: ماءٌ لبنی العَنْبر ببطن فَلْج؛ عن ابن الأَعرابی و أَنشد: لَیْسَتْ من اللَّائِی تَلَهَّی بالطُّنُبْ، و لا الخَبِیراتِ مع الشَّاءِ المُغِبّ الخَبیراتُ: خَبْراواتٌ بالصَّلْعاءِ، صَلْعاء ماوِیَّة؛ سُمِّینَ بذلك لأَنهنَّ انْخَبَرْنَ فی الأَرض أَی انْخَفَضْنَ فاطْمَأَنَنَّ فیها. و طَنَّبَ الذِّئبُ: عَوَی، عن الهَجَریّ، قال و اسْتَعاره الشاعر للسَّقْب فقال: و طَنَّبَ السَّقْبُ كما یَعْوی الذیب

طهلب؛ ج1، ص: 562

: الطَّهْلَبَةُ: الذهاب فی الأَرض، عن كراع.

طوب؛ ج1، ص: 562

: یقال للداخل: طَوْبَةً و أَوْبَةً، یُریدونَ الطَّیِّبَ فی المعنی دون اللَّفظ، لأَن تلك یاءٌ و هذه واو. و الطُّوبَةُ: الآجُرَّة، شامیة أَو رومیة. قال ثعلب، قال أَبو عمرو: لو أَمْكَنْتُ من نَفْسی ما تَركُوا لی طُوبَةً، یعنی آجرة. الجوهری: و الطُّوبُ الآجر. بلغة أَهل مصر، و الطُّوبَةُ الآجُرَّة، ذكرها الشافعی. قال ابن شمیل: فلان لا آجُرَّة له و لا طُوبَة؛ قال: الآجر الطین.لسان العرب، ج‌1، ص: 563‌

طیب؛ ج1، ص: 563

: الطِّیبُ، علی بناء فِعْل، و الطَّیِّب، نعت. و فی الصحاح: الطَّیِّبُ خلاف الخَبیث؛ قال ابن بری: الأَمر كما ذكر، إِلا أَنه قد تتسع معانیه، فیقال: أَرضٌ طَیِّبة للتی تَصْلُح للنبات؛ و رِیحٌ طَیِّبَةٌ إِذا كانت لَیِّنةً لیست بشدیدة؛ و طُعْمة طَیِّبة إِذا كانت حلالًا؛ و امرأَةٌ طَیِّبة إِذا كانت حَصاناً عفیفةً، و منه قوله تعالی: الطَّیِّبٰاتُ لِلطَّیِّبِینَ؛ و كلمةٌ طَیِّبة إِذا لم یكن فیها مكروه؛ و بَلْدَة طَیِّبة أَی آمنةٌ كثیرةُ الخیر، و منه قوله تعالی: بَلْدَةٌ طَیِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ؛ و نَكْهة طَیِّبة إِذا لم یكن فیها نَتْنٌ، و إِن لم یكن فیها ریح طَیِّبة كرائحةِ العُود و النَّدِّ و غیرهما؛ و نَفْسٌ طَیِّبة بما قُدِّرَ لها أَی راضیة؛ و حِنْطة طَیِّبة أَی مُتَوَسِّطَة فی الجَوْدَةِ؛ و تُرْبة طَیِّبة أَی طاهرة، و منه قوله تعالی: فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً*؛ و زَبُونٌ طَیِّبٌ أَی سَهْل فی مُبایعَته؛ و سَبْیٌ طَیِّبٌ إِذا لم یكن عن غَدْر و لا نَقْض عَهْدٍ؛ و طعامٌ طَیِّب للذی یَسْتَلِذُّ الآكلُ طَعْمه. ابن سیدة: طَابَ الشی‌ءُ طِیباً و طَاباً: لذَّ و زكَا. و طابَ الشی‌ءُ أَیضاً یَطِیبُ طِیباً و طِیَبَةً و تَطْیاباً؛ قال عَلْقَمة: یَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً، نَضْخُ العَبیرِ بها، كَأَنَّ تَطْیابَها، فی الأَنْفِ، مَشْمومُ و قوله عز و جل: طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِینَ؛ معناه كنتم طَیِّبین فی الدنیا فادخُلوها. و الطَّابُ: الطَّیِّبُ و الطِّیبُ أَیضاً، یُقالان جمیعاً. و شی‌ءٌ طابٌ أَی طَیِّبٌ، إِما أَن یكون فاعلًا ذهبت عینه، و إِما أَن یكون فِعْلًا؛ و قوله: یا عُمَرَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابْ، مُقابِلَ الأَعْراقِ فی الطَّابِ الطَّابْ بَینَ أَبی العاصِ و آلِ الخَطَّابْ، إِنَّ وقُوفاً بفِناءِ الأَبْوابْ، یَدْفَعُنی الحاجِبُ بعْدَ البَوَّابْ، یَعْدِلُ عندَ الحُرِّ قَلْعَ الأَنْیابْ قال ابن سیدة: إِنما ذهب به إِلی التأْكید و المبالغة. و یروی: فی الطیِّب الطَّاب. و هو طَیِّبٌ و طابٌ و الأُنثی طَیِّبَةٌ و طابَةٌ. و هذا الشعر یقوله كُثَیِّر ابنُ كُثَیِّر النَّوفَلیُّ یمدحُ به عمر بن عبد العزیز. و معنی قوله مُقابِلَ الأَعْراقِ أَی هو شریفٌ من قِبَل أَبیه و أُمه، فقد تَقابلا فی الشَّرَفِ و الجلالة، لأَنَّ عمر هو ابن عبد العزیز بن مروان بن الحكم بن أَبی العاص، و أُمه أُم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، فَجَدُّه من قِبل أَبیه أَبو العاص جَدُّ جَدِّه، وجَدُّه من قِبل أُمه عُمَرُ بن الخطاب؛ و قولُ جَنْدَلِ بن المثنی: هَزَّتْ بَراعیمَ طِیابِ البُسْرِ إِنما جمع طِیباً أَو طَیِّباً. و الكلمةُ الطَّیِّبةُ: شهادةُ أَنْ لا إِله إِلّا اللّهُ، و أَنَّ محمداً رسول اللّه. قال ابن الأَثیر: و قد تكرر فی الحدیث ذكر الطَّیِّبِ و الطَّیِّبات، و أَكثر ما یرد بمعنی الحلال، كما أَن الخبیث كنایة عن الحرام. و قد یَرِدُ الطَّیِّبُ بمعنی الطاهر، و منه‌الحدیث: أنه قال لِعَمَّار مَرحباً بالطَّیِّبِ المُطَیَّبِ‌أَی الطاهر المُطَهَّرِ؛ و منه‌حدیث علیّ «1»، كرم اللّه وجهه، لما مات رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، قال: بأَبی أَنتَ و أُمی، طِبْتَ حَیّاً، و طِبْتَ مَیِّتاً‌أَی طَهُرتَ. و الطَّیِّباتُ فی التحیات أَی الطَّیِّباتُ من الصلاة
(1). قوله [و منه حدیث علی إلخ] المشهور حدیث أبی بكر كذا هو فی الصحیح انتهی. من هامش النهایة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 564
و الدعاءِ و الكلام مصروفاتٌ إِلی اللّه تعالی. و فلانٌ طَیِّبُ الإِزار إِذا كان عفیفاً؛ قال النابغة: رِقاقُ النِّعالِ، طَیِّبٌ حُجُزاتُهم أَراد أَنهم أَعِفَّاءُ عن المحارم. و قوله تعالی: وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ؛ قال ثعلب: هو الحسن. و كذلك قولُه تعالی: إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ، وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ یَرْفَعُهُ؛ إِنما هو الكَلِم الحَسَنُ أَیضاً كالدعاء و نحوه، و لم یفسر ثعلب هذه الأَخیرة. و قال الزجاج: الْكَلِمُ الطَّیِّبُ توحیدُ اللّه، و قول لا إِله إِلَّا اللّه، و الْعَمَلُ الصّٰالِحُ یَرْفَعُهُ أَی یرفع الكَلِمَ الطَّیِّبَ الذی هو التوحیدُ، حتی یكون مُثبِتاً للموحد حقیقةَ التوحید. و الضمیر فی یَرْفَعُهُ علی هذا راجع إِلی التوحید. و یجوز أَن یكون ضمیر العملِ الصالح أَی العملُ الصالحُ یرفعه الكَلِمُ الطَّیِّبُ أَی لا یُقْبَلُ عملٌ صالحٌ إِلَّا من موحد. و یجوز أَن یكون اللّهُ تعالی یرفعه. و قوله تعالی: الطَّیِّبٰاتُ لِلطَّیِّبِینَ، وَ الطَّیِّبُونَ لِلطَّیِّبٰاتِ؛ قال الفراء: الطَّیِّبٰاتُ من الكلام، لِلطَّیِّبِینَ من الرجال؛ و قال غیره: الطَّیِّبٰاتُ من النساءِ، لِلطَّیِّبِینَ من الرجال. و أَما قوله تعالی: یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا أُحِلَّ لَهُمْ؟ قُلْ: أُحِلَّ لَكُمُ الطَّیِّبٰاتُ؛ الخطاب للنبی، صلی اللّه علیه و سلم، و المراد به العرب. و كانت العرب تستقذر أَشیاء كثیرة فلا تأْكلها، و تستطیب أَشیاءَ فتأْكلها، فأَحلَّ اللّه لهم ما استطابوه، مما لم ینزل بتحریمه تِلاوةٌ مِثْل لحوم الأَنعام كلها و أَلبانها، و مثل الدواب التی كانوا یأْكلونها، من الضِّباب و الأَرانب و الیرابیع و غیرها. و فلانٌ فی بیتٍ طَیِّبٍ: یكنی به عن شرفه و صلاحه و طِیبِ أَعْراقِه. و‌فی حدیث طاووس: أَنه أَشْرَفَ علی علیِّ بن الحُسَین ساجداً فی الحِجْر، فقلتُ: رجلٌ صالح من بَیْتٍ طَیِّبٍ.و الطُّوبی: جماعة الطَّیِّبة، عن كراع؛ قال: و لا نظیر له إِلَّا الكُوسی فی جمع كَیِّسَة، و الضُّوقی فی جمع ضَیِّقة. قال ابن سیدة: و عندی فی كل ذلك أَنه تأْنیثُ الأَطْیَبِ و الأَضْیَقِ و الأَكْیَسِ، لأَنَّ فُعْلی لیسَت من أَبنیة الجموع. و قال كراع: و لم یقولوا الطِّیبی، كما قالوا الكِیسَی فی الكوسی، و الضِّیقَی فی الضُّوقی. و الطُّوبی: الطیِّبُ، عن السیرافی. و طُوبی: فُعْلی من الطِّیبِ؛ كأَن أَصله طُیْبَی، فقلبوا الیاء واواً للضمة قبلها؛ و یقال: طُوبی لَك و طُوبَاك، بالإِضافة. قال یعقوب: و لا تَقُل طُوبِیكَ، بالیاء. التهذیب: و العرب تقول طُوبی لك، و لا تقل طُوبَاك. و هذا قول أَكثر النحویین إِلا الأَخفش فإِنه قال: من العرب من یُضیفها فیقول: طُوباك. و قال أَبو بكر: طُوباكَ إِن فعلت كذا، قال: هذا مما یلحن فیه العوام، و الصواب طُوبی لك إِن فعلت كذا و كذا. و طُوبی: شجرة فی الجنة، و فی التنزیل العزیز: طُوبیٰ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ. و ذهب سیبویه بالآیة مَذْهبَ الدُّعاء، قال: هو فی موضع رفع یدلّك علی رفعه رفعُ: وَ حُسْنُ مَآبٍ. قال ثعلب: و قُرِئَ طُوبی لهم و حُسْنَ مآبٍ، فجعل طُوبی مصدراً كقولك: سَقْیاً له. و نظیره من المصادر الرُّجْعَی، و استدل علی أَن موضعه نصب بقوله و حُسْنَ مآبٍ. قال ابن جنی: و حكی أَبو حاتم سهلُ بن محمد السِّجِسْتانی، فی كتابه الكبیر فی القراءَات، قال: قرأَ علیَّ أَعرابی بالحرم: طِیبَی لهم، فأَعَدْتُ فقلتُ: طُوبی، فقال: طِیبی، فأَعَدْتُ فقلت: طُوبی، فقال: طِیبَی. فلما طال علیَّ قلت: طُوطُو، فقال: طِی طِی. قال الزجاج:
لسان العرب، ج‌1، ص: 565
جاءَ فی التفسیر عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَن طُوبی شجرة فی الجنة.و قیل: طُوبیٰ لَهُمْ حُسْنَی لهم، و قیل: خَیْر لهم، و قیل: خِیرَةٌ لهم. و قیل: طُوبی اسم الجنة بالهِنْدیة «1». و فی الصحاح: طُوبی اسم شجرة فی الجنة. قال أَبو إِسحاق: طُوبی فُعْلی من الطِّیبِ، و المعنی أَن العیشَ الطَّیِّبَ لهم، و كلُّ ما قیل من التفسیر یُسَدِّد قولَ النحویین إِنها فُعْلی من الطِّیبِ. و‌روی عن سعید بن جبیر أَنه قال: طُوبی اسم الجنة بالحبشیة.و‌قال عكرمة: طُوبیٰ لَهُمْ معناه الحُسْنَی لهم.و‌قال قتادة: طُوبی كلمة عربیة، تقول العرب: طُوبی لك إِن فعلت كذا و كذا؛ و أَنشد: طُوبی لمن یَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَی، و رِسْلًا بیَقْطِینِ العِراقِ و فُومها الرِّسْلُ: اللبن. و الطَّوْدُ الجَبلُ. و الیَقْطِینُ: القَرْعُ؛ أَبو عبیدة: كل ورقة اتَّسَعَتْ و سَتَرَتْ فهی یَقطِینٌ. و الفُوم: الخُبْزُ و الحِنْطَةُ؛ و یقال: هو الثُّومُ. و‌فی الحدیث: إِن الإِسلام بَدأَ غریباً، و سَیَعُود غریباً كما بدأَ، فطُوبی للغُرباءِ؛ طُوبی: اسم الجنة، و قیل: شجرة فیها، و أَصلها فُعْلی من الطیب، فلما ضمت الطاء، انقلبت الیاء واواً. و‌فی الحدیث: طُوبی للشَّأْمِ لأَن الملائكة باسطةٌ أَجنحتَها علیها؛ المراد بها هاهنا: فُعْلی من الطیب، لا الجنة و لا الشجرة. و اسْتَطَابَ الشی‌ءَ: وجَدَه طَیِّباً. و قولهم: ما أَطْیَبَه، و ما أَیْطَبه، مقلوبٌ منه. و أَطْیِبْ به و أَیْطِبْ به، كله جائز. و حكی سیبویه: اسْتَطْیَبَه، قال: جاءَ علی الأَصل، كما جاءَ اسْتَحْوَذَ؛ و كان فعلهما قبل الزیادة صحیحاً، و إِن لم یُلفظ به قبلها إِلا معتلًا. و أَطابَ الشی‌ءَ و طَیَّبَه و اسْتَطَابه: وجَدَه طَیِّباً. و الطِّیبُ: ما یُتَطَیَّبُ به، و قد تَطَیَّبَ بالشی‌ءِ، و طَیَّبَ الثوبَ و طابَهُ، عن ابن الأَعرابی؛ قال: فكأَنَّها تُفَّاحةٌ مَطْیُوبة جاءَت علی الأَصل كمَخْیُوطٍ، و هذا مُطَّرِدٌ. و‌فی الحدیث: شَهِدْتُ، غلاماً، مع عُمومتی، حِلْفَ المُطَیَّبِین. اجتمَع بنو هاشم، و بنو زُهْرَة، و تَیْمٌ فی دارِ ابن جُدْعانَ فی الجاهلیة، و جعلوا طِیباً فی جَفْنةٍ، و غَمَسُوا أَیدیَهم فیه، و تَحالفُوا علی التناصر و الأَخذ للمظلوم من الظالم، فسُمُّوا المُطَیَّبین؛ و سنذكره مُسْتَوْفیً فی حلف. و یقال: طَیَّبَ فلانٌ فلاناً بالطِّیب، و طَیَّبَ صَبِیَّه إِذا قارَبه و ناغاه بكلام یوافقه. و الطِّیبُ و الطِّیبَةُ: الحِلُّ. و‌قول أَبی هریرة، رضی اللّه عنه، حین دخل علی عثمان، و هو محصور: الآن طَابَ القِتالُ أَی حَلَّ؛ و فی روایة أُخری، فقال: الآن طابَ امْضَرْبُ؛ یرید طابَ الضَّربُ و القتلُ أَی حَلَّ القتالُ، فأَبدل لام التعریف میماً، و هی لغة معروفة. و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّبٰاتِ أَی كلوا من الحلال، و كلُّ مأْكولٍ حلالٍ مُسْتَطابٌ؛ فهو داخل فی هذا. و إِنما خُوطب بهذا سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و قال: یٰا أَیُّهَا الرُّسُلُ؛ فتَضَمَّنَ الخطابُ أَن الرسل جمیعاً كذا أُمِرُوا.قال الزجاج: و رُوی أَن عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، كان یأْكل من غَزْلِ أُمِّه.و أَطْیَبُ الطَّیِّبات: الغَنائمُ. و‌فی حدیث هَوازِنَ: من أَحَبَّ أَن یُطَیِّبَ ذلك منكم‌أَی یُحَلِّله و یُبِیحَه.
(1). قوله [بالهندیة] قال الصاغانی فعلی هذا یكون أصلها توبی بالتاء فعربت فإنه لیس فی كلام أهل الهند طاء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 566
و سَبْیٌ طِیبةٌ، بكسر الطاءِ و فتح الیاءِ: طَیِّبٌ حِلٌّ صحیحُ السِّبَاءِ، و هو سَبْیُ مَنْ یجوز حَرْبُه من الكفّار، لم یكن عن غَدْرٍ و لا نَقْضِ عَهْدٍ. الأَصمعی: سَبْیٌ طِیَبة أَی سَبْیٌ طَیِّبٌ، یَحِلُّ سَبْیُه، لم یُسْبَوْا و لهم عَهْدٌ أَو ذمة؛ و هو فِعَلَة من الطِّیبِ، بوزن خِیَرةٍ و تِوَلةٍ؛ و قد ورد فی الحدیث كذلك. و الطِّیبُ من كل شی‌ءٍ: أَفضَلُه. و الطَّیِّباتُ من الكلام: أَفضَلُه و أَحسنُه. و طیبة الكَلإِ: أَخْصَبُه. و طِیَبَةُ الشَّرابِ: أَجمُّه و أَصْفاه. و طابَت الأَرضُ طِیباً: أَخْصَبَتْ و أَكْلأَتْ. و الأَطْیَبانِ: الطعامُ و النكاحُ، و قیل: الفَمُ و الفَرْجُ؛ و قیل: هما الشَّحْمُ و الشَّبابُ، عن ابن الأَعرابی. و ذهَبَ أَطْیَباه: أَكْلُه و نِكاحُه؛ و قیل: هما النَّوم و النكاحُ. و طایَبه: مازَحَه. و شَرابٌ مَطْیَبةٌ للنَّفْسِ أَی تَطِیبُ النفسُ إِذا شربته. و طعام مَطْیَبةٌ للنفس أَی تَطِیبُ علیه و به. و قولهم: طِبْتُ به نفساً أَی طابَتْ نفسی به. و طابت نَفْسُه بالشی‌ءِ إِذا سَمَحَت به من غیر كراهة و لا غَضَب. و قد طابَتْ نفسی عن ذلك تَرْكاً، و طابَتْ علیه إِذا وافقَها؛ و طِبْتُ نَفْساً عنه و علیه و به. و فی التنزیل العزیز: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ‌ءٍ مِنْهُ نَفْساً. و فَعَلْتُ ذلك بِطِیبةِ نفسی إِذا لم یُكْرِهْك أَحدٌ علیه. و تقول: ما به من الطِّیبِ، و لا تقل: من الطِّیبَةِ. و ماءٌ طُیَّابٌ أَی طَیِّبٌ، و شی‌ءٌ طُیَّابٌ، بالضم، أَی طَیِّبٌ جِدًّا؛ قال الشاعر: نحنُ أَجَدْنا دُونَها الضِّرَابا، إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُیَّابا و اسْتَطَبْناهم: سأَلْناهُم ماءً عذباً؛ و قوله: فلما اسْتَطابُوا، صَبَّ فی الصَّحْنِ نِصْفَهُ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون معناه ذاقُوا الخمر فاسْتَطابوها، و یجوز أَن یكون من قولهم: اسْتَطَبْناهم أَی سأَلْناهم ماء عذباً؛ قال: و بذلك فسره ابن الأَعرابی. و ماءٌ طَیِّبٌ إِذا كان عذباً، و طَعامٌ طَیِّبٌ إِذا كان سائغاً فی الحَلْق، و فلانٌ طَیِّبُ الأَخلاق إِذا كان سَهْلَ المُعاشرة، و بلدٌ طَیِّبٌ لا سِباخَ فیه، و ماءٌ طَیِّبٌ أَی طاهر. و مَطایِبُ اللحْم و غیره: خِیارُه و أَطْیَبُه؛ لا یفرد، و لا واحد له من لفظه، و هو من باب مَحاسِنَ و مَلامِحَ؛ و قیل: واحدها مَطابٌ و مَطابةٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: هی من مَطایِبِ الرُّطَبِ، و أَطَایِبِ الجَزُور. و قال یعقوب: أَطْعِمنا من مَطایِبِ الجَزُور، و لا یقال من أَطایِبِ. و حكی السیرافی: أَنه سأَل بعض العرب عن مَطَایِبِ الجَزُور، ما واحدها؟ فقال: مَطْیَبٌ، و ضَحِكَ الأَعرابی من نفسه كیف تكلف لهم ذلك من كلامه. و فی الصحاح: أَطْعَمَنا فلانٌ من أَطایِبِ الجَزُور، جمع أَطْیَبَ، و لا تَقُلْ: من مَطایِبِ الجَزُور؛ و هذا عكس ما فی المحكم. قال الشیخ ابن بری: قد ذكر الجَرْمِیُّ فی كتابه المعروف بالفَرْق، فی بابِ ما جاءَ جَمْعُه علی غیر واحده المستعمل، أَنه یقال: مَطایِبُ و أَطایِبُ، فمن قال: مَطایِبُ فهو علی غیر واحده المستعمل، و من قال: أَطایب، أَجراه علی واحده المستعمل. الأَصمعی: یُقال أَطْعِمْنا من مطایبها و أَطَایِبها، و اذكُرْ مَنانَتها و أَنانَتَها، و امرأَة حَسَنَة المَعاری، و الخیلُ تجْری علی مَساویها؛ الواحدةُ مَسْواة، أَی علی ما فیها من السُّوءِ، كیفما
لسان العرب، ج‌1، ص: 567
تكون علیه من هُزالٍ أَو سُقوطٍ منه. و المحاسِنُ و المَقالِیدُ: لا یُعرف لهذه واحدة. و قال الكسائی: واحد المَطایِب مَطْیَبٌ، و واحد المَعاری مَعْرًی، و واحد المَسَاوی مَسْوًی. و استعار أَبو حنیفة الأَطایِبَ للكَلإِ فقال: و إِذا رَعَتِ السائمةُ أَطایبَ الكَلإِ رَعْیاً خفیفاً. و الطَّابة: الخَمْر؛ قال أَبو منصور: كأَنها بمعنی طَیِّبة، و الأَصل طَیِّبةٌ. و‌فی حدیث طاووس: سُئِلَ عن الطابة تُطْبَخُ علی النِّصْفِ؛ الطَّابةُ: العَصِیرُ؛ سمی به لطِیبِه؛ و إِصلاحه علی النصف: هو أَن یُغْلی حتی یَذْهَب نِصْفه. و المُطِیبُ، و المُسْتَطِیبُ: المستنجی، مُشتق من الطِّیبِ؛ سمی اسْتِطَابة، لأَنه یَطِیبُ جَسَدُه بذلك مما علیه من الخبث. و الاسْتِطابة: الاسْتِنْجاء. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه نَهَی أَن یَسْتَطِیبَ الرجل بیمینه؛ الاستطابةُ و الإِطَابةُ: كنایة عن الاستنجاء؛ و سمی بهما من الطِّیبِ، لأَنه یُطِیبُ جَسَدَه بإِزالة ما علیه من الخَبَث بالاستنجاءِ أَی یُطَهِّره. و یقال منه: استطابَ الرجل فهو مُسْتَطِیب، و أَطابَ نَفْسَه فهو مُطِیب؛ قال الأَعشی: یا رَخَماً قاظَ عَلی مَطْلُوبِ، یُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِیبِ «2» و‌فی الحدیث: ابْغِنی حَدیدَةً أَسْتَطِیبُ بها؛ یرید حَلْقَ العانة، لأَنه تنظیف و إِزالة أَذیً. ابن الأَعرابی: أَطابَ الرجلُ و اسْتَطابَ إِذا استنجی، و أَزالَ الأَذی. و أَطابَ إِذا تكلم بكلام طَیِّب. و أَطابَ: قَدَّمَ طعاماً طَیِّباً. و أَطابَ: ولَدَ بنین طَیِّبِین. و أَطابَ: تزَوَّجَ حَلالًا؛ و أَنشدت امرأَة: لَما ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً، و لا زُرْتَنا، إِلا و أَنتَ مُطِیبُ أَی متزوّج؛ هذا قالته امرأَة لخِدْنِها. قال: و الحرام عند العُشَّاق أَطْیَب؛ و لذلك قالت: و لا زرتنا، إِلا و أَنت مُطِیب و طِیبٌ و طَیْبةٌ: موضعان. و قیل: طَیْبةُ و طَابةُ المدینة، سماها به النبی، صلی اللّه علیه و سلم.قال ابن بری: قال ابن خالویه: سماها النبی، صلی اللّه علیه و سلم، بعدّةِ أَسماء و هی: طَیْبة، و طَیِّبةُ، و طابَةُ، و المُطَیَّبة، و الجابِرةُ، و المَجْبورة، و الحَبِیبة، و المُحَبَّبة؛ قال الشاعر: فأَصْبحَ مَیْموناً بطَیْبةَ راضِیا و لم یذكر الجوهری من أَسمائها سوی طَیْبة، بوزن شَیْبة.قال ابن الأَثیر فی الحدیث: أَنه أَمر أن تُسَمّی المدینة طَیْبةَ و طابَة، هما من الطِّیبِ لأَن المدینة كان اسمها یَثْرِبَ، و الثَّرْبُ الفساد، فنَهی أَن تسمی به، و سماها طابةَ و طَیْبةَ، و هما تأْنیثُ طَیْبٍ و طاب، بمعنی الطِّیبِ؛ قال: و قیل هو من الطَّیِّبِ الطاهر، لخلوصها من الشرك، و تطهیرها منه. و منه: جُعِلَتْ لی الأَرضُ طَیِّبةً طَهُوراً‌أَی نظیفة غیر خبیثة. و عِذْقُ ابن طابٍ: نخلةٌ بالمدینة؛ و قیل: ابنُ طابٍ: ضَرْبٌ من الرُّطَبِ هنالك. و فی الصحاح: و تمر بالمدینة یقال له عِذْقُ ابن طابٍ، و رُطَبُ ابن طابٍ. قال: و عِذْقُ ابن طابٍ، و عِذْقُ ابن زَیْدٍ ضَرْبانِ من التمر. و‌فی حدیث الرُّؤْیا: رأَیتُ كأَننا فی دارِ ابنِ زَیْدٍ، و أُتِینَا بِرُطَبِ ابنِ طاب؛ قال ابن
(2). قوله [علی مطلوب] كذا بالتهذیب أیضاً و رواه فی التكملة علی ینخوب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 568
الأَثیر: هو نوعٌ من تمر المدینة، منسوبٌ إِلی ابن طابٍ، رجلٍ من أَهلها. و‌فی حدیث جابر: و فی یده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ.

فصل الظاء المعجمة؛ ج1، ص: 568

ظأب؛ ج1، ص: 568

: الظَّأْبُ: الزَّجَلُ. و الظَّأْبُ و الظَّأْمُ، مهموزان: السِّلْفُ. تقول: هو ظَأْبُه و ظَأْمُه؛ و قد ظاءَبه و ظَاءَمَه، و تَظاءَبا، و تَظاءَما إِذا تزوّجت أَنت امرأَة، و تزوّج هو أُختها. اللحیانی: ظاءَبنی فُلانٌ مُظاءَبةً، و ظاءَمَنی إِذا تزوّجت أَنت امرأَة و تزوّج هو أُختها. و فلانٌ ظَأْبُ فلانٍ أَی سلْفُه، و جمعه أَظْؤُبٌ. و حُكی عن أَبی الدُّقَیْشِ فی جمعه ظُؤُوبٌ. و الظَّأْبُ: الكلامُ و الجَلَبةُ و الصَّوْتُ. ابن الأَعرابی: ظَأَب إِذا جَلَّبَ، و ظَأَب إِذا تزوّج، و ظَأَب إِذا ظَلَم. و الأَعْرَفُ أَن الظَّأْب السِّلْفُ، مهموز، و أَن الصوتَ و الجَلَبة و صِیاحَ التَّیْسِ، كل ذلك مهموز. الأَصمعی قال: سمعت ظَأْبَ تَیْسِ فلانٍ و ظَأْمَ تیسِه، و هو صیاحُه فی هِیاجِه؛ و أَنشد لأَوْس بن حَجَرٍ: یَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوی زَنِیمُ، له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِیمُ قال: و لیس أَوْسُ بنُ حَجَر هذا هو التیمیّ، لأَن هذا لم یجئ فی شعره. قال ابن بری: هذا البیت للمُعَلَّی بن جَمالٍ العَبْدی. یَصُوعُ أَی یَسُوقُ و یَجْمَعُ. و عُنُوق: جمع عَناقٍ، للأُنثی من وَلد المَعزِ. و الأَحْوی: أَراد به تَیْساً أَسْوَدَ. و الحُوَّةُ: سوادٌ یَضْرِبُ إِلی حُمْرةٍ. و الزَّنیم: الذی له زَنَمتانِ فی حَلْقه.

ظبب؛ ج1، ص: 568

: ابن الأَثیر فی حدیث البراء: فَوَضَعْتُ ظَبِیبَ السَّیْفِ فی بَطْنِه؛ قال: قال الحَرْبِیُّ هكذا رُوِی و إِنما هو ظُبَةُ السیف، و هو طَرَفُه، و یُجْمع علی الظُّباةِ و الظُّبِینَ. و أَما الضَّبِیبُ، بالضاد: فسیلانُ الدم من الفم و غیره. و قال أَبو موسی إِنما هو بالصاد المهملة، و قد تقدم فی موضعه.

ظبظب؛ ج1، ص: 568

: التهذیب: أَما ظَبَّ فإِنه لم یُستعمل إِلَّا مكرَّراً. و الظَّبْظَابُ: كلامُ المُوعِدِ بِشَرٍّ؛ قال الشاعر: مُواغِدٌ جاءَ له ظَبْظابُ قال: و المُواغِدُ، بالغین: المُبادِرُ المُتَهَدِّدُ. أَبو عمرو: ظَبْظَبَ إِذا صاح. و له ظَبْظابٌ أَی جَلَبةٌ؛ و أَنشد: جاءَتْ، معَ الصُّبْحِ، لها ظَبَاظِبُ، فغَشِیَ الذَّارَةَ مِنها عَاكِبُ ابن سیدة: یقال ما به ظَبْظابٌ أَی ما به قَلَبَةٌ. و قیل: ما به شی‌ءٌ من الوَجَع؛ قال رؤبة: كأَنَّ بی سُلًّا، و ما بی ظَبْظابْ قال ابن بری: صواب إِنشاده [و ما مِنْ ظَبْظَابْ] و بعده: بی، و البِلی أَنْكَرُ تِیكَ الأَوْصابْ قال ابن بَری: و فی هذا البیت شاهد علی صحة السِّلِّ، لأَنَّ الحریری ذكر فی كتابه دُرَّة الغَوَّاص، أَنه من غلط العامة، و صوابُه عنده السُّلال. و لم یُصِبْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 569
فی إِنكاره السِّلَّ، لكثرة ما جاءَ فی أَشْعار الفُصحاءِ؛ و قد ذكره سیبویه فی كتابه أَیضاً. و الأَوْصابُ: الأَسقام، الواحد وَصَبٌ. و الأَصل فی الظَّبْظاب بَثْرٌ یخرج بین أَشفار العین، و هو القَمَعُ، یُدَاوی بالزعفران. و قیل ما به ظَبْظابٌ أَی ما به عَیْب؛ قال: بُنَیَّتِی لیس بها ظَبْظابُ و الظَّبْظابُ: البَثْرة فی جَفْن العین، تُدْعَی الجُدْجُدَ؛ و قیل: هو بَثْرٌ یخرج بالعین. ابن الأَعرابی: الظَّبْظابُ البثرة التی تخرج فی وجوه المِلاحِ. و الظَّبْظابُ: داء یُصِیبُ الإِبلَ. ابن سیدة: الظَّبْظابُ أَصواتُ أَجْواف الإِبل من شدَّة العطش، حكاها ابن الأَعرابی. و الظَّبْظابُ: الصیاحُ و الجَلَبة. و ظَباظِبُ الغَنم: لَبالِبُها، و هی أَصواتُها و جَلَبَتُها؛ و قوله: [جاءَتْ معَ الشَّرْبِ لها ظباظِبُ] یجوز أَن یعنی به أَصواتَ أَجواف الإِبل من العطش، و یجوز أَن یعنی بها أَصوات مشیها؛ و قوله أَیضاً: [مُواغِدٌ جاءَ له ظَباظِبُ] فسره ثعلب بالجَلَبة، و بأَنَّ ظَباظِبَ جمعُ ظَبْظَبَةٍ؛ قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن یكون جمع ظَبْظابٍ، علی حذف الیاءِ للضرورة؛ كقوله: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

ظرب؛ ج1، ص: 569

: الظَّرِبُ، بكسر الراءِ: كلُّ ما نَتأَ من الحجارة، و حُدَّ طَرَفُه؛ و قیل: هو الجَبَل المُنْبَسِط؛ و قیل: هو الجَبَلُ الصغیر؛ و قیل: الرَّوابی الصغار، و الجمعُ: ظِرابٌ؛ و كذلك فسر‌فی الحدیث: الشَّمْسُ علی الظِّرَابِ.و‌فی حدیث الاستسقاءِ: اللهم علی الآكام، و الظِّرابِ، و بُطونِ الأَوْدیة، و التِّلالِ.و الظِّرابُ: الرَّوابی الصِّغارُ، واحدها ظَرِبٌ، بوزن كَتِفٍ، و قد یجمع، فی القلة، علی أَظْرُبٍ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَیْنَ أَهْلُكَ یا مَسْعُودُ؟ فقال: بهذه الأَظْرُبِ السَّوَاقِطِ؛ السَّواقِطُ: الخاشعةُ المنخفضةُ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: رأَیتُ كأَنی علی ظَرِبٍ.و یُصَغَّر علی ظُرَیْبٍ. و‌فی حدیث أَبی أُمامة فی ذكر الدجال: حتی ینزلَ علی الظُّرَیْبِ الأَحمر.و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إِذا غَسَقَ اللیلُ علی الظِّرابِ؛ إِنما خَصَّ الظِّراب لِقَصرها؛ أَراد أَنّ ظُلْمة اللیل تَقْرُبُ من الأَرض. اللیث: الظَّرِبُ من الحجارة ما كان ناتِئاً فی جَبَلٍ، أَو أَرضٍ خَرِبةٍ، و كان طَرَفُه الثانی مُحَدَّداً، و إِذا كان خِلْقَةُ الجَبَلِ كذلك، سُمِّیَ ظَرِباً. و قیل: الظَّرِبُ أَصْغَرُ الإِكامِ و أَحَدُّه حَجراً، لا یكون حَجَرُه إِلَّا طُرَراً، أَبیضُه و أَسْودُه و كلُّ لونٍ، و جمعه: أَظْرابٌ. و الظَّرِبُ: اسم رجل، منه. و منه سُمِّی عامِرُ بن الظَّرِبِ العَدْوانیّ، أَحدُ فُرسانِ بنی حِمَّانَ بنِ عبدِ العُزَّی؛ و فی الصحاح: أَحَدُ حُكَّامِ العَرَب. قال مَعْدِیكرب، المعروفُ بغَلْفاءَ، یرثی أَخاه شُرَحْبیلَ، و كان قُتِلَ یومَ الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبِی عن الفِراشِ لَنابِ، كَتَجافی الأَسَرّ فَوْقَ الظِّرابِ من حدیثٍ نَمَی إِلیَّ، فما تَرْقأُ عَیْنی، و لا أُسِیغُ شَرابِی من شُرَحْبیلَ، إِذ تَعاوَرَهُ الأَرْماحُ فی حالِ صَبْوةٍ و شَبَاب و الكُلابُ: اسمُ ماءٍ. و كان ذلك الیومَ رئیس بَكْرٍ. و الأَسَرُّ: البعیر الذی فی كِرْكِرَتِه
لسان العرب، ج‌1، ص: 570
دَبْرَةٌ؛ و قال المُفَضَّلُ: المُظَرَّبُ الذی لَوَّحَتْهُ الظِّرابُ؛ قال رؤُبة: شَدَّ الشَّظِیُّ الجَنْدَلَ المُظَرَّبا و قال غیره: ظُرِّبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَظْریباً، فهی مُظَرَّبة، إِذا صَلُبَتْ و اشْتَدَّتْ. و‌فی الحدیث: كان له فرسٌ یقال له الظَّرِبُ، تشبیهاً بالجُبَیْل، لقُوَّته. و أَظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ التی فی أَطْرافِ الحَدیدِ؛ قال: بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ و هذا البیتُ ذكره الجوهریّ شاهداً علی قوله: و الأَظْرابُ أَسْناخُ الأَسْنانِ؛ قال عامر بن الطُّفَیْلِ: و مُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِحٍ، بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ و قال ابن بری: البیت للَبید یصف فرساً، و لیس لعامر بن الطفیل، و كذلك أَورده الأَزهری للبید أَیضاً، و قال: یقول یُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، و تَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِئَ علی الظِّرابِ أَی كَلَح. یقول: هو هكذا، و هذه قُوَّتُه، قال: و صوابه و مُقَطِّعٌ، بالرفع، لأَن قبله: تَهْدی أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ، جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ و النَّواجذُ، هاهنا: الضَّواحِكُ؛ و هو الذی اختاره الهروی. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، ضَحِكَ حتی بَدَتْ نواجذُه؛ قال: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كان التَّبَسُّمَ. و النواجذُ: هنا: آخر الأَضراس، و ذلك لا یَبینُ عند الضَّحِك. و یقوّی أَن الناجذَ الضاحكُ قول الفرزدق: و لو سأَلَتْ عنِّی النَّوارُ و قَوْمُها، إِذَنْ لم تُوارِ الناجِذَ الشَّفَتانِ و قال أَبو زُبَیْدٍ الطائی: بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ المَوْتُ، علی مُصْطَلاهُ، أَیَّ بُرودِ و الظُّرُبُّ، علی مثال عُتُلٍّ: القصیر الغلیظُ اللَّحِیمُ، عن اللحیانی؛ و أَنشد: یا أُمَّ عبدِ اللّهِ أُمَّ العبدِ، یا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ، لا تَعْدِلینی بظُرُبٍّ جَعْدِ أَبو زید: الظَّرِباءُ، ممدود علی فَعِلاءَ «3»: دابة شبه القرد. قال أَبو عمرو: هو الظَّرِبانُ، بالنون، و هو علی قدر الهِرِّ و نحوه. و قال أَبو الهیثم: هو الظَّرِبَی، مقصور، و الظَّرِباءُ، ممدود، لحن؛ و أَنشد قول الفرزدق: فكیف تُكَلِّمُ الظَّرِبَی، علیها فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا قال: و الظَّرِبَی جمع، علی غیر معنی التوحید. قال أَبو منصور و قال اللیث: هو الظَّرِبَی، مقصور، كما قال أَبو الهیثم، و هو الصواب. و روی شمر عن أَبی زید: هی الظَّرِبانُ، و هی الظَّرابِیُّ، بغیر نون، و هی الظِّرْبَی، الظاء مكسورة، و الراء جزم، و الباء مفتوحة، و كلاهما جِماعٌ: و هی دابة تشبه القرد؛ و أَنشد: لو كنتُ فی نارٍ جحیمٍ، لأَصْبَحَت ظَرابِیُّ، من حِمّانَ، عنِّی تُثیرُها
(3). قوله [الظرباء ممدود إلخ] أی بفتح الظاء و كسر الراء مخفف الباء و یقصر كما فی التكملة، و بكسر الظاء و سكون الراء ممدوداً و مقصوراً كما فی الصحاح و القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 571
قال أَبو زید: و الأُنثی ظَرِبانةٌ؛ و قال البَعِیثُ: سَواسِیَةٌ سُودُ الوجوهِ، كأَنهم ظَرابِیُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ و الظَّرِبانُ: دُوَیْبَّة شِبْهُ الكلب، أَصَمُّ الأُذنین، صِماخاه یَهْوِیانِ، طویلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبیضُ البطن، كثیر الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرائحة، یَفْسُو فی جُحْرِ الضَّبِّ، فیَسْدَرُ من خُبْث رائحته، فیأْكله. و تزعم الأَعراب: أَنها تفسو فی ثوب أَحدهم، إِذا صادها، فلا تذهب رائحته حتی یَبْلی الثوبُ. أَبو الهیثم: یقال هو أَفْسی من الظَّرِبانِ؛ و ذلك أَنها تَفْسُو علی باب جُحْرِ الضَّبِّ حتی یَخْرُجَ، فیُصادَ. الجوهری فی المثل: فَسا بَیْنَنا الظَّرِبانُ؛ و ذلك إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابن سیدة: قیل هی دابة شِبْهُ القِرْد، و قیل: هی علی قَدْرِ الهِرِّ و نحوه؛ قال عبد اللّه بن حَجَّاج الزُّبَیْدِیّ التَّغْلَبیّ: أَلا أَبْلِغا قَیْساً و خِنْدِفَ أَننی ضَرَبْتُ كَثِیراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ یعنی كثیر بن شهاب المَذْحِجیّ، و كان معاویةُ ولّاه خُراسان، فاحْتازَ مالًا، و استتر عند هانئ بن عُروة المُرادیّ، فأَخذه من عنده و قتله. و قوله مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أَی ضَرَبْتُه فی وجهه، و ذلك أَن للظَّرِبان خَطّاً فی وجهه، فشَبَّه ضربته فی وجهه بالخَطِّ الذی فی وَجْهِ الظَّرِبانِ؛ و بعده: فیا لَیْتَ لا یَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه، یُسَبُّ و یُخْزَی، الدَّهْرَ، كُلُّ یَمانِ قال: و من رواه ضَرَبْتُ عُبَیْداً، فلیس هو لعبد اللّه ابن حَجَّاج، و إِنما هو لأَسَدِ بن ناغِصةَ، و هو الذی قَتَلَ عُبیداً بأَمر النُّعْمان یوم بُوسَةَ؛ و البیت: أَلا أَبلغا فِتْیانَ دُودانَ أَنَّنی ضَرَبْتُ عُبیداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ غَداةَ تَوَخَّی المُلْكَ، یَلتَمِسُ الحِبا، فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ الأَزهری: قال قرأْت بخط أَبی الهیثم، قال: الظِّربانُ دابة صغیر القوائم، یكون طُولُ قوائمه قدر نصف إِصبع، و هو عریضٌ، یكون عُرْضُه شبراً أَو فتراً، و طُولُه مقدار ذراع، و هو مُكَربَسُ الرأْس أَی مجتمعه؛ قال: و أُذناه كأُذُنَی السِّنَّوْر، و جمعه الظِّرْبَی. و قیل: الظِّرْبَی الواحدُ، و جمعه ظِرْبانٌ. ابن سیدة: و الجمعُ ظَرابینُ و ظَرابِیُّ؛ الیاء الأُولی بدل من الأَلف، و الثانیة بدل من النون، و القول فیه كالقول فی إِنسانٍ، و سیأْتی ذكره. الجوهری: الظِّرْبَی علی فِعْلَی، جمع مثل حِجْلَی جمع حَجَلٍ؛ قال الفرزدق: و ما جعل الظِّرْبَی، القِصارُ أُنوفُها، إِلی الطِّمِّ من مَوْجِ البحارِ الخَضارمِ و ربما مُدَّ و جُمع علی ظَرابِیّ، مثل حِرْباءٍ و حَرابیّ، كأَنه جمع ظِرْباء؛ و قال: و هل أَنتُم إِلّا ظَرابِیُّ مَذْحِجٍ، تَفَاسَی و تَسْتَنْشِی بآنُفِها الطُّخْمِ و ظِرْبَی و ظِرْباء: اسمان للجمع، و یُشْتَمُ به الرجلُ، فیقال: یا ظَرِبانُ. و یقال: تَشاتَما فكأَنما جَزَرا بینهما ظَرِباناً؛ شَبَّهوا فُحْشَ تشاتمهما بنَتْنِ الظَّربان. و قالوا: هما یَتنازعان جِلْدَ الظَّرِبانِ أَی یَتَسابَّانِ، فكَأَنَّ بینهما جِلْدَ ظَرِبانٍ، یَتَناولانِه و یَتَجاذَبانِه. ابن الأَعرابی: من أَمثالهم: هما یَتَماشَنانِ جِلْدَ الظَّرِبانِ أَی
لسان العرب، ج‌1، ص: 572
یَتَشاتمان. و المَشْنُ: مَسْحُ الیدین بالشی‌ءِ الخَشِنِ.

ظنب؛ ج1، ص: 572

: الظُّنْبة: عَقَبةٌ تُلَفُّ علی أَطرافِ الرِّیش مما یَلی الفُوقَ، عن أَبی حنیفة. و الظُّنْبوبُ: حَرْفُ الساقِ الیابِسُ من قُدُمٍ، و قیل: هو ظاهرُ الساق، و قیل: هو عَظْمه؛ قال یصف ظلیماً: عارِی الظَّنَابیبِ، مُنْحَصٌّ قَوادِمُه، یَرْمَدُّ حتی تَرَی، فی رَأْسِه، صَتَعا أَی التِواءً. و‌فی حدیث المُغِیرة: عاریة الظُّنْبوبِ هو حَرْفُ العظم الیابِسُ من السَّاقِ‌أَی عَرِیَ عَظْمُ ساقِها من اللَّحْم لهُزالها. و قَرَع لذلك الأَمْر ظُنْبُوبَه: تَهَیَّأَ له؛ قالَ سلامة بن جَنْدل: كُنَّا، إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ، كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظَّنابِیبِ و یقال: عنی بذلك سُرْعةَ الإِجابة، و جَعَل قَرْعَ السَّوْطِ علی ساقِ الخُفِّ، فی زجْر الفرس، قَرْعاً للظُّنْبوبِ. و قَرَعَ ظَنابِیبَ الأَمْر: ذلَّلَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قَرَعْتُ ظَنابِیبَ الهَوَی، یومَ عالِجٍ، و یومَ اللِّوَی، حتی قَسَرْتُ الهَوَی قَسْرا فإِنْ خِفْتَ یَوْماً أَن یَلِجَّ بكَ الهَوَی، فإِنَّ الهوَی یَكْفِیكَهُ مِثلُه صَبرَا یقول: ذَلَّلْتُ الهوَی بقَرْعی ظُنْبوبَه كما تَقْرَعُ ظُنْبوبَ البعیر، لیَتَنَوَّخَ لك فتَرْكَبَه، و كل ذلك علی المَثَل؛ فإِن الهوَی و غیرَه من الأَعْراض لا ظُنْبوبَ له. و الظُّنْبوب: مِسْمارٌ یكون فی جُبَّةِ السِّنانِ، حیثُ یُرَكَّبُ فی عالیةِ الرُّمح، و قد فُسِّرَ به بیتُ سَلامةَ. و قیل: قَرْعُ الظُّنْبوبِ أَن یَقْرَعَ الرَّجلُ ظُنْبوبَ راحلته بعَصاه إِذا أَناخَها لیركبها رُكوبَ المُسْرِعِ إِلی الشی‌ءِ. و قیل: أَن یَضْرِبَ ظُنْبوبَ دابته بسَوْطِه لِیُنزِقَه، إِذا أَراد رُكوبَه. و من أَمثالهم: قَرَعَ فُلانٌ لأَمْرِه ظُنْبوبَه إِذا جَدَّ فیه. قال أَبو زید: لا یقال لذواتِ الأَوْظِفَة ظُنْبوبٌ. ابن الأَعرابی: الظِّنْبُ أَصلُ الشجرة؛ قال: فلَوْ أَنها طافَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفَی الرِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ لَجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بجَّها عَسالِیجَه، و الثَّامِرُ المُتَناوِحُ یصف مِعْزَی بحُسْنِ القَبول و قلة الأَكل. و المُعَجَّم: الذی قد أُكِلَ حتی لم یَبْقَ منه إِلَّا قلیل. و الرِّقُّ: ورق الشجر. و الكالِحُ: المُقَشَّرُ من الجَدْبِ. و القَسْوَرُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.

ظوب؛ ج1، ص: 572

: ظابُ التَّیْسِ: صِیاحُه عند الهیاج، و یُستعمل فی الإِنسان؛ قال أَوْسُ بن حجرٍ: یَصُوعُ عُنوقَها أَحْوی زَنِیمُ، له ظَابٌ، كما صَخِبَ الغَریمُ و الظَّابُ: الكلامُ و الجَلَبَة؛ قال ابن سیدة: و إِنما حملناه علی الواو، لأَنا لا نعرف له مادَّةً، فإِذا لم توجد له مادَّة، و كان انقِلابُ الأَلف عن الواو عیناً أَكثر، كان حَمْلُه علی الواو أَولی.

فصل العین المهملة؛ ج1، ص: 572

عبب؛ ج1، ص: 572

: العَبُّ: شُرْبُ الماء من غیر مَصٍّ؛ و قیل: أَن یَشْرَبَ الماءَ و لا یَتَنَفَّس، و هو یُورِثُ الكُبادَ. و قیل: العَبُّ أَن یَشْرَبَ الماءَ دَغْرَقَةً بلا غَنَثٍ. الدَّغْرَقَةُ: أَن یَصُبَّ الماءَ مرة واحدة. و الغَنَثُ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 573
أَن یَقْطَعَ الجَرْعَ. و قیل: العَبُّ الجَرعُ، و قیل: تَتابُعُ الجَرْعِ. عَبَّه یَعُبُّه عَبّاً، و عَبَّ فی الماءِ أَو الإِناءِ عَبّاً: كرَع؛ قال: یَكْرَعُ فیها فَیَعُبُّ عَبّا، مُحَبَّباً، فی مائها، مُنْكَبَّا «1» و یقال فی الطائر: عَبَّ، و لا یقال شرِبَ. و‌فی الحدیث: مُصُّوا الماءَ مَصّاً، و لا تَعُبُّوه عَبّاً؛ العَبُّ: الشُّرْبُ بلا تَنَفُّس، و منه‌الحدیث: الكُبادُ من العبِّ.الكُبادُ: داءٌ یعرض للكَبِدِ. و‌فی حدیث الحوض: یَعُبُّ فیه مِیزابانِ‌أَی یَصُبّانِ فلا یَنْقَطِعُ انْصِبابُهما؛ هكذا جاء فی روایة؛ و المعروف بالغین المعجمة و التاء المثناة فوقها. و الحمامُ یَشْرَبُ الماء عبّاً، كما تَعُبُّ الدَّوابُّ. قال الشافعی: الحمامُ من الطیر ما عَبَّ و هَدَر؛ و ذلك أن الحمام یَعُبُّ الماء عَبّاً و لا یَشرب كما یشرب الطَّیر شیئاً فشیئاً. و عَبَّتِ الدَّلْوُ: صَوَّتَتْ عند غَرْفِ الماء. و تَعَبَّبَ النبیذَ: أَلَحَّ فی شُرْبه، عن اللحیانی. و یقال: هو یَتَعَبَّبُ النبیذ أَی یَتَجَرَّعُه. و حكی ابن الأَعرابی: أَن العرب تقول: إِذا أَصابت الظِّباءُ الماءَ، فلا عَبابَ، و إِن لم تُصِبْهُ فلا أَباب أَی إِن وَجَدَتْه لم تَعُبَّ، و إِن لم تجده لم تَأْتَبَّ له، یعنی لم تَتَهَیَّأْ لطلبه و لا تشربه؛ من قولك: أَبَّ للأَمر و ائْتَبَّ له: تَهَیَّأَ. و قولهم: لا عَبابَ أَی لا تَعُبّ فی الماء، و عُبَابُ كلّ شی‌ء: أَوَّلُه. و‌فی الحدیث: إِنَّا حَیٌّ من مَذحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها و لُبابُ شرَفِها.عُبابُ الماءِ: أَوَّلهُ و مُعْظَمُه. و یقال: جاؤوا بعُبابهِم أَی جاؤوا بأَجمعهم. و أَراد بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ من آبائهم، أَو ما سَلَفَ من عِزِّهم و مَجْدِهم. و‌فی حدیث علی یصف أَبا بكر، رضی اللّه تعالی عنهما: طِرْتَ بعُبابها و فُزْتَ بحبابها‌أَی سبَقْتَ إِلی جُمَّة الإِسلام، و أَدْرَكْتَ أَوائلَه، و شَرِبتَ صَفْوَه، و حَوَیْتَ فَضائِلَه. قال ابن الأَثیر: هكذا أَخرج الحدیث الهَرَوی و الخَطَّابیُّ و غیرُهما من أَصحاب الغریب. و قال بعضُ فُضلاء المتأَخرین: هذا تفسیر الكلمة علی الصواب، لو ساعدَ النقلُ. و هذا هو‌حدیث أُسَیْدِ بنِ صَفْوانَ، قال: لما مات أَبو بكر، جاءَ علیٌّ فمدحه، فقال فی كلامه: طِرْتَ بِغَنائها، بالغین المعجمة و النون، و فُزْتَ بحِیائها، بالحاءِ المكسورة و الیاء المثناة من تحتها؛ هكذا ذكره الدارقطنی من طُرُق فی كتاب: ما قالت القرابة فی الصحابة، و فی كتابه المؤتلف و المختلف، و كذلك ذكره ابنُ بَطَّة فی الإِبانةِ. و العُبابُ: الخُوصَةُ؛ قال المَرّارُ: رَوافِعَ للحِمَی مُتَصَفِّفاتٍ، إِذا أَمْسی، لصَیِّفه، عُبابُ و العُبابُ: كثرة الماءِ. و العُبابُ: المَطَرُ الكثیر. و عَبَّ النَّبْتُ أَی طال. و عُبابُ السَّیْل: مُعْظمُه و ارتفاعُه و كثرته؛ و قیل: عُبابُه مَوجُه. و فی التهذیب: العُبابُ معظم السیل. ابن الأَعرابی: العُبُبُ المیاهُ المتدفقة. و العُنْبَبُ «2»: كثرة الماء، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَصَبَّحَتْ، و الشمسُ لم تُقَضِّبِ، عَیْناً، بغَضْیانَ، ثَجُوجَ العُنْبَبِ
(1). قوله [محبباً فی مائها إلخ] كذا فی التهذیب محبباً، بالحاء المهملة بعدها موحدتان. و وقع فی نسخ شارح القاموس مجبأ، بالجیم و همز آخره و لا معنی له هنا و هو تحریف فاحش و كان یجب مراجعة الأصول. (2). قوله [و العَنْبَب] و عُنْبَب كذا بضبط المحكم بشكل القلم بفتح العین فی الأَول محلی بأل و بضمها فی الثانی بدون أل و الموحدة مفتوحة فیهما انتهی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 574
و یُرْوی: نجوج. قال أَبو منصور: جعل العُنْبَبَ، الفُنْعَلَ، من العَبِّ، و النون لیست أَصلیة، و هی كنون العُنْصَل. و العَنْبَبُ و عُنْبَبٌ: كلاهما وادٍ، سمی بذلك لأَنه یَعُبُّ الماءَ، و هو ثلاثی عند سیبویه، و سیأْتی ذكره. ابن الأَعرابی: العُبَبُ عِنَبُ الثَّعلب، قال: و شجَرَةٌ یقال لها الرَّاءُ، ممدود؛ قال ابن حبیب: هو العُبَبُ؛ و من قال عِنَبُ الثعلبِ، فقد أَخطأَ. قال أَبو منصور: عِنَبُ الثعلب صحیح لیس بخطإٍ. و الفُرْسُ تسمیه: رُوسْ أَنْكَرْدَهْ. و رُوسْ: اسم الثعلب؛ و أَنْكَرْدَهْ: حَبُّ العِنَب. و رُوِیَ عن الأَصمعی أَنه قال: الفَنا، مقصور، عِنَبُ الثعلب، فقال عِنَبُ و لم یَقُلْ عُبَبُ؛ قال الأَزهری: وجَدْتُ بیتاً لأَبی وَجْزَة یَدُلُّ علی ما قاله ابن الأَعرابی و هو: إِذا تَرَبَّعْتَ، ما بَینَ الشُّرَیْقِ إِلی أَرْضِ الفِلاجِ، أُولاتِ السَّرْحِ و العُبَبِ «1» و العُبَبُ: ضَرْبٌ من النبات؛ زعم أَبو حنیفة أَنه من الأَغلاثِ. و بَنُو العَبّابِ: قوم من العرب، سُمُّوا بذلك لأَنهم خالَطوا فارِسَ، حتی عَبَّتْ خیلُهم فی الفُرات. و الیَعْبوبُ: الفَرَسُ الطویلُ السریع؛ و قیل: الكَثیر الجَرْیِ؛ و قیل: الجوادُ السَّهْل فی عَدْوه؛ و هو أَیضاً: الجَوادُ البعیدُ القَدْرِ فی الجَرْی. و الیَعْبُوبُ: فرسُ الربیع بن زیاد، صفةٌ غالبة. و الیَعْبُوبُ: الجَدْوَلُ الكثیر الماء، الشدیدُ الجِریةِ، و به شُبِّه الفَرَسُ الطویلُ الیَعْبُوبُ؛ و قال قُسٌّ: عِذْقٌ بساحَةِ حائِرٍ یَعْبُوبِ الحائر: المكان المطمئن الوَسَطِ، المرتفعُ الحُروف، یكون فیه الماءُ، و جمعه حُورانٌ. و الیَعْبوبُ: الطویلُ؛ جَعَلَ یَعْبوباً من نَعْتِ حائر. و الیَعبوبُ: السَّحابُ. و العَبِیبةُ: ضَرْبٌ من الطَّعام. و العَبیبةُ أَیضاً: شرابٌ یُتَّخَذُ من العُرْفُطِ، حُلْوٌ. و قیل: العَبیبةُ التی تَقْطُرُ من مَغافِیرِ العُرْفُطِ. و عَبیبةُ اللَّثَی: غُسالَتُه؛ و اللَّثَی: شی‌ءٌ یَنْضَحُه الثُّمامُ، حُلْوٌ كالناطِفِ، فإِذا سال منه شی‌ءٌ فی الأَرض، أُخِذَ ثم جُعِلَ فی إِناءٍ، و ربما صُبَّ علیه ماءٌ، فشُرِب حُلْواً، و ربما أُعْقِدَ. أَبو عبید: العَبِیبةُ الرائب من الأَلبان؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف مُنْكَر. و الذی أَقرأَنی الإِیادیُّ عن شَمِرٍ لأَبی عبید فی كتاب المؤتلف: الغَبیبةُ، بالغین معجمة: الرائب من اللبن. قال: و سمعت العرب تقول للَّبنِ البَیُّوتِ فی السِّقاءِ إِذا رابَ من الغَدِ: غَبِیبةٌ؛ و العَبیبةُ، بالعین، بهذا المعنی، تصحیف فاضح. قال أَبو منصور: رأَیتُ بالبادیة جنساً من الثُّمام، یَلْثَی صَمْغاً حُلْواً، یُجْنی من أَغصانِه و یؤكل، یقال له: لَثَی الثُّمام، فإِن أَتَی علیه الزمانُ، تَناثر فی أَصل الثُّمام، فیؤخَذُ بتُرابه، و یُجْعَلُ فی ثوب، و یُصَبُّ علیه الماءُ و یُشْخَلُ به أَی یُصَفَّی، ثم یُغْلی بالنارِ حتی یَخْثرَ، ثم یُؤكل؛ و ما سال منه فهو العَبِیبَة؛ و قد تَعَبَّبْتُها أَی شَرِبْتُها. و قیل: هو عِرْقُ الصَّمْغِ، و هو حُلْو یُضْرَبُ بمِجْدَحٍ، حتی یَنْضَجَ ثم یُشْرَبَ. و العَبِیبةُ: الرِّمْثُ إِذا كان فی وَطاءٍ من الأَرض. و العُبَّی، علی مثال فُعْلی، عن كراع: المرأَةُ التی لا تَكادُ یموتُ لها ولدٌ. و العُبِّیَّة و العِبِّیَّةُ: الكِبْرُ و الفَخْرُ. حكی اللحیانی: هذه عُبِّیَّةُ قُریشٍ و عِبِّیَّةُ. و رجل فیه
(1). قوله [ما بین الشریق] بالقاف مصغراً، و الفلاج بكسر الفاء و بالجیم: وادیان ذكرهما یاقوت بهذا الضبط، و أنشد البیت فیهما فلا تغتر بما وقع من التحریف فی شرح القاموس انتهی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 575
عُبِّیَّة و عِبِّیَّة أَی كِبر و فخر. و عُبِّیَّةُ الجاهلیة: نَخْوَتُها. و‌فی الحدیث: إِن اللّه وضَعَ عَنْكم عُبِّیَّةَ الجاهلیة، و تَعَظُّمَها بآبائها، یعنی الكِبْرَ، بضم العین، و تُكْسَر. و هی فُعُّولة أَو فُعِّیلة، فإِن كان فُعُّولة، فهی من التَّعْبِیةِ، لأَن المتكبر ذو تكلف و تَعْبِیَةٍ، خلافُ المُسترسِل علی سَجِیَّتِه؛ و إِن كانت فُعِّیلَة، فهی من عُباب الماءِ، و هو أَوَّلُه و ارتفاعُه؛ و قیل: إِن الباءَ قُلِبَتْ یاء، كما فَعَلوا فی تَقَضَّی البازی. و العَبْعَبُ: الشَّبابُ التامُّ. و العَبْعَبُ: نَعْمَةُ الشَّبابِ؛ قال العجاج: بعد الجَمالِ و الشَّبابِ العَبْعَبِ و شبابٌ عَبْعَبٌ: تامٌّ. و شابٌّ عَبْعَبٌ: مُمْتَلِئُ الشَّباب. و العَبْعَبُ: ثَوْبٌ واسِعٌ. و العَبْعَبُ: كِساءٌ غلیظ، كثیر الغَزْلِ، ناعمٌ یُعْمَلُ من وَبَرِ الإِبِلِ. و قال اللیث: العَبْعَبُ من الأَكْسِیة، الناعمُ الرقیق؛ قال الشاعر: بُدِّلْتِ، بعدَ العُرْی و التَّذَعْلُبِ، و لُبْسِكِ العَبْعَبَ بعدَ العَبْعَبِ، نَمارِقَ الخَزِّ، فَجُرِّی و اسْحَبی و قیل: كِساءٌ مُخَطَّطٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَخَلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبْعَبا و قیل: هو كساء من صوف. و العَبْعَبَةُ: الصوفةُ الحمراء. و العَبْعَبُ: صَنَمٌ، و قد یقال بالغین المعجمة؛ و ربما سمی موضعُ الصنم عَبْعَباً. و العَبْعَبُ و العَبْعابُ: الطویلُ من الناس.، و العَبْعَبُ: التَّیسُ من الظِّباءِ. و فی النوادر: تَعَبْعَبْتُ الشی‌ءَ، و تَوَعَّبْتُه، و استوعبْتُه، و تَقَمْقَمْتُه، و تَضَمَّمْتُه إِذا أَتیتَ علیه كله. و رجلٌ عَبْعابٌ قَبْقابٌ إِذا كان واسِعَ الحَلْقِ و الجَوْفِ، جلیلَ الكلام؛ و أَنشد شمر: بعد شَبابٍ عَبْعَبِ التصویر یعنی ضَخمَ الصُّورة، جلیلَ الكلام. و عَبْعَبَ إِذا انهزم، و عَبَّ إِذا شرب، و عَبَّ إِذا حَسُنَ وجهُه بعد تَغیُّر، و عَبُ الشمسِ: ضُوءُها، بالتخفیف؛ قال: و رَأْسُ عَبِ الشَّمْسِ المَخُوفُ ذِماؤُها «2» و منهم من یقول: عَبُّ الشمسِ، فیشدِّد الباء. الأَزهری: عَبُّ الشمسِ ضَوءُ الصُّبْح. الأَزهری، فی ترجمة عبقر، عند إِنشاده: كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍّ بارِدِ قال: و به سمی عَبْشَمْسٌ؛ و قولهم: عَبُّ شمسٍ؛ أَرادوا عبد شَمْسٍ. قال ابن شمیل فی سَعْدٍ: بنو عَبِّ الشَّمْسِ، و فی قریشٍ: بنو عبدِ الشمسِ. ابن الأَعرابی: عُبْ‌عُبْ إِذا أَمرته أَن یَسْتَتِر. و عُباعِبُ: موضع؛ قال الأَعشی: صَدَدْتَ، عن الأَعْداءِ یومَ عُباعِبٍ، صُدودَ المَذاكی أَفْرَعَتْها المَساحِلُ و عَبْعَبٌ: اسم رجل.

عبرب؛ ج1، ص: 575

: العَبْرَبُ: السُّمّاقُ، و هو العَبْرَبُ و العَرَبرَبُ. و طَبَخ قِدْراً عَرَبْرَبِیَّةً أَی سُمّاقیَّة. و‌فی حدیث الحجاج، قال لطَبّاخِه: اتَّخِذْ لنا عَبرَبیَّةً و أَكْثِرْ فَیْجَنَها؛ و الفَیْجَن: السَّذابُ.
(2). قوله [المخوف ذماؤها] الذی فی التكملة المخوف و نابها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 576‌

عتب؛ ج1، ص: 576

: العَتَبَةُ: أُسْكُفَّةُ البابِ التی تُوطأُ؛ و قیل: العَتَبَةُ العُلْیا. و الخَشَبَةُ التی فوق الأَعلی: الحاجِبُ؛ و الأُسْكُفَّةُ: السُّفْلی؛ و العارِضَتانِ: العُضادَتانِ، و الجمع: عَتَبٌ و عَتَباتٌ. و العَتَبُ: الدَّرَج. و عَتَّبَ عَتَبةً: اتخذها. و عَتَبُ الدَّرَجِ: مَراقِیها إِذا كانت من خَشَب؛ و كلُّ مِرْقاةٍ منها عَتَبةٌ. و‌فی حدیث ابن النَّحّام، قال لكعب بن مُرَّة، و هو یُحدِّثُ بدَرَجاتِ المُجاهد. ما الدَّرَجةُ؟ فقال: أَما إِنَّها لیستْ كعَتَبةِ أُمِّك‌أَی إِنها لیست بالدَّرَجة التی تَعْرِفُها فی بیتِ أُمِّكَ؛ فقد رُوِیَ أَنَّ ما بین الدرجتین، كما بین السماء و الأَرض. و عَتَبُ الجبالِ و الحُزون: مَراقِیها. و تقول: عَتِّبْ لی عَتَبةً فی هذا الموضع إِذا أَردت أَنْ تَرْقی به إلی موضع تَصعَدُ فیه. و العَتَبانُ: عَرَجُ الرِّجْل. و عَتَبَ الفحلُ یَعْتِبُ و یَعْتُبُ عَتْباً و عَتَباناً و تَعْتاباً: ظَلَع أَو عُقِلَ أَو عُقِرَ، فمشی علی ثلاثِ قوائمَ، كأَنه یَقْفِزُ قَفْزاً؛ و كذلك الإِنسانُ إِذا وثَبَ برجل واحدة، و رفع الأُخری؛ و كذلك الأَقْطَع إِذا مشی علی خشبة، و هذا كله تشبیه، كأَنه یمشی علی عَتَب دَرَج أَو جَبَل أَو حَزْنٍ، فیَنْزُو من عَتَبةٍ إِلی أُخری. و‌فی حدیث الزهری فی رجل أَنْعَلَ «1» دابةَ رجل فعَتِبَتْ‌أَی غَمَزَتْ؛ و یروی عَنِتَتْ، بالنون، و سیذكر فی موضعه. و عَتَبُ العُودِ: ما علیه أَطراف الأَوْتار من مُقَدَّمِه، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد قول الأَعشی: و ثَنَی الكَفَّ علی ذِی عَتَبٍ، صَحِلِ الصَّوْتِ بذی زِیرٍ أَبَحّ «2» العَتَبُ: الدَّسْتاناتُ: و قیل: العَتَبُ: العِیدانُ المعروضة علی وجْه العُودِ، منها تمدُّ الأَوتار إِلی طرف العُودِ. و عَتَبَ البرقُ عَتَباناً: بَرَق بَرْقاً وِلاءً. و أُعْتِبَ العظمُ: أُعْنِتَ بعدَ الجَبْرِ، و هو التَّعْتابُ. و‌فی حدیث ابن المسیب: كلُّ عظمٍ كُسِر ثم جُبِرَ غیر منقوصٍ و لا مُعْتَبٍ، فلیس فیه إِلا إِعْطاءُ المُداوِی، فإِن جُبِرَ و به عَتَبٌ، فإِنه یُقَدَّر عَتَبُهُ بقیمة أَهل البَصر.العَتَب، بالتحریك: النقصُ، و هو إِذا لم یُحْسِنْ جَبْره، و بقی فیه ورَم لازم أَو عَرَجٌ. یقال فی العظم المجبور: أُعْتِبَ، فهو مُعْتَبٌ. و أَصلُ العَتَبِ: الشدَّة؛ و حُمِلَ علی عَتَبٍ من الشَّرِّ و عَتَبةٍ أَی شدَّة؛ یقال: حُمِلَ فلانٌ علی عَتَبةٍ كریهةٍ، و علی عَتَبٍ كریهٍ من البلاءِ و الشرِّ؛ قال الشاعر: یُعْلی علی العَتَبِ الكَریهِ و یُوبَسُ و یقال: ما فی هذا الأَمر رَتَبٌ، و لا عَتَبٌ أَی شِدَّة. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه تعالی عنها: إِنَّ عَتَبات الموتِ تأْخُذُها، أَی شدائدَه. و العَتَبُ: ما دَخَلَ فی الأَمر من الفَساد؛ قال: فما فی حُسْنِ طاعَتِنا، و لا فی سَمْعِنا عَتَبُ و قال: أَعْدَدْتُ، للحَرْبِ، صارِماً ذكَراً، مُجَرَّبَ الوَقْعِ، غیر ذِی عَتَبِ
(1). قوله [فی رجل أنعل إلخ] تمامه كما بهامش النهایة إن كان ینعل فلا شی‌ء علیه و إن كان ذلك الإِنعال تكلفاً و لیس من عمله ضمن. (2). قوله [صحل الصوت] كذا فی المحكم و الذی فی التهذیب و التكملة یصل الصوت.
لسان العرب، ج‌1، ص: 577
أَی غیرَ ذِی التواءٍ عند الضَّریبة، و لا نَبْوة. و یقال: ما فی طاعةِ فلان عَتَبٌ أَی التِواءٌ و لا نَبْوةٌ؛ و ما فی مَوَدَّته عَتَبٌ إِذا كانت خالصة، لا یَشُوبها فسادٌ؛ و قال ابن السكیت فی قول علقمة: لا فی شَظاها و لا أَرْساغِها عَتَبُ «1» أَی عَیْبٌ، و هو من قولك: لا یُتَعَتَّبُ علیه فی شی‌ءٍ. و التَّعَتُّبُ: التَّجَنِّی؛ تَعَتَّبَ علیه، و تَجَنَّی علیه، بمعنی واحدٍ؛ و تَعَتَّبَ علیه أَی وَجَدَ علیه. و العَتْبُ: المَوْجِدَةُ. عَتَبَ علیه یَعْتِبُ و یَعْتُبُ عَتْباً و عِتاباً و مَعْتِبة و مَعْتَبَةً و مَعْتَباً أَی وجد علیه. قال الغَطَمَّشُ الضَّبِّیُّ، و هو من بنی شُقْرة بنِ كعب بن ثَعْلبة بن ضَبَّة، و الغَطَمَّشُ الظالِمُ الجائر: أَقُولُ، و قد فَاضَتْ بعَیْنِیَ عَبْرةٌ: أَرَی الدَّهْرَ یَبْقَی، و الأَخِلَّاءُ تَذْهَبُ أَخِلَّایَ لو غَیْرُ الحِمام أَصابَكُمْ، عَتَبْتُ، و لكنْ لیسَ للدَّهْرِ مَعْتَبُ و قَصَرَ أَخِلَّایَ ضرورةً، لیُثْبِتَ باءَ الإِضافة، و الروایة الصحیحة: أَخِلَّاءَ، بالمد، و حذف یاء الإِضافة، و موضع أَخِلَّاءَ نصبٌ بالقول، لأَن قوله أَری الدهر یبقی، متصلٌ بقوله أَقول و قد فاضت؛ تقدیره أقول و قد بَكَیْتُ، و أَری الدهرَ باقیاً، و الأَخِلَّاءَ ذاهبین، و قوله عَتَبْتُ أَی سَخِطْتُ، أَی لو أُصِبْتُمْ فی حَرْب لأَدْركنا بثأْركم و انتصرنا، و لكن الدهرَ لا یُنْتَصَرُ منه. و عاتَبهُ مُعاتَبَةً و عِتاباً: كلُّ ذلك لامه؛ قال الشاعر: أُعاتِبُ ذا المَودَّةِ من صَدیقٍ، إِذا ما رَابَنی منه اجْتِنابُ إِذا ذَهَبَ العِتابُ، فلیس وُدٌّ، و یَبْقَی الوُدُّ ما بَقِیَ العِتابُ و یقال: ما وَجَدْتُ فی قوله عِتْباناً [عُتْباناً؛ و ذلك إِذا ذكر أَنه أَعْتَبَكَ، و لم تَرَ لذلك بَیاناً. و قال بعضهم: ما وَجَدْتُ عنده عَتْباً و لا عِتاباً؛ بهذا المعنی. قال الأَزهری: لم أَسمع العَتْبَ و العُتْبانَ و العِتاب بمعنی الإِعْتابِ، إِنما العَتْبُ و العُتْبانُ لومُك الرجلَ علی إِساءَة كانت له إِلیك، فاسْتَعْتَبْتَه منها. و كلُّ واحد من اللفظین یَخْلُصُ للعاتِب، فإِذا اشتركا فی ذلك، و ذَكَّرَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه ما فَرَط منه إِلیه من الإِساءَة، فهو العِتابُ و المُعاتَبة. فأَمَّا الإِعْتابُ و العُتْبَی: فهو رُجوعُ المَعْتُوب علیه إِلی ما یُرْضِی العاتِبَ. و الاسْتِعْتابُ: طَلَبُك إِلی المُسِی‌ءِ الرُّجُوعَ عن إِساءَته. و التَّعَتُّبُ و التَّعاتُبُ و المُعاتَبَةُ: تواصف الموجِدَة. قال الأَزهری: التَّعَتُّبُ و المُعاتَبَةُ و العِتابُ: كل ذلك مُخاطَبَةُ الإِدْلالِ و كلامُ المُدِلِّینَ أَخِلَّاءَهم، طالبین حُسْنَ مُراجعتهم، و مذاكرة بعضِهم بعضاً ما كَرِهُوه مما كسبَهم المَوْجِدَةَ. و‌فی الحدیث: كان یقول لأَحَدِنا عند المَعْتِبَة: ما لَهُ تَرِبَتْ یمینُه؟رویت المعْتَبَة، بالفتح و الكسر، من المَوْجِدَة. و العِتْبُ: الرجلُ الذی یُعاتِبُ صاحِبَه أَو صدیقَه فی كل شی‌ءٍ، إِشفاقاً علیه و نصیحة له.
(1). قوله [لا فی شظاها إلخ] عجزه كما فی التكملة: و لا السنابك أفناهن تقلیم و یروی عنت، بالنون و المثناة الفوقیة
لسان العرب، ج‌1، ص: 578
و العَتُوبُ: الذی لا یَعْمَلُ فیه العِتابُ. و یقال: فلانٌ یَسْتَعْتِبُ من نَفْسه، و یَسْتَقِیلُ من نفسه، و یَسْتَدْرِك من نفسه إِذا أَدْرَكَ بنفسه تَغْییراً علیها بحُسْن تقدیر و تدبیر. و الأُعْتُوبةُ: ما تُعُوتِبَ به، و بینهم أُعْتُوبة یَتَعاتَبُون بها. و یقال إِذا تَعاتَبُوا أَصْلَحَ ما بینهم العتابُ. و العُتْبَی: الرِّضا. و أَعْتَبَه: أَعْطاه العُتْبَی و رَجَع إِلی مَسَرَّته؛ قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ: شابَ الغُرابُ، و لا فُؤادُك تارِكٌ ذِكْرَ الغَضُوبِ، و لا عِتابُك یُعْتَبُ أَی لا یُسْتَقْبَلُ بعُتْبَی. و تقول: قد أَعْتَبنی فلانٌ أَی تَرَكَ ما كنتُ أَجد علیه من أَجلِه، و رَجَع إِلی ما أَرْضانی عنه، بعد إِسْخاطِه إِیَّایَ علیه. و‌روی عن أَبی الدرداءِ أَنه قال: مُعاتَبة الأَخِ خیرٌ من فَقْدِه. قال: فإِن اسْتُعْتِبَ الأَخُ، فلم یُعْتِبْ، فإِنَّ مَثَلَهم فیه، كقولهم: لك العُتْبَی بأَنْ لا رَضِیتَ؛ قال الجوهری: هذا إِذا لم تُرِدِ الإِعْتابَ؛ قال: و هذا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن موضعه، لأَن أَصْلَ العُتْبَی رجوعُ المُسْتَعتِبِ إِلی مَحبَّةِ صاحبه، و هذا علی ضدِّه. تقول: أُعْتِبُكَ بخلاف رِضاكَ؛ و منه قول بِشْر بن أَبی خازمٍ.غَضِبَتْ تَمیمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ، یومَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّیْلَمِ أَی أَعْتَبْناهم بالسَّیْف، یعنی أَرْضَیْناهم بالقَتْل؛ و قال شاعر: فَدَعِ العِتابَ، فَرُبَّ شَرٍّ هاجَ، أَوَّلهُ، العِتاب و العُتْبَی: اسم علی فُعْلی، یوضع موضع الإِعْتاب، و هو الرجوعُ عن الإِساءَة إِلی ما یُرْضِی العاتِبَ. و‌فی الحدیث: لا یُعاتَبُونَ فی أَنفسهم، یعنی لعِظَمِ ذُنُوبهم و إِصْرارِهم علیها، و إِنما یُعاتَبُ من تُرْجَی عنده العُتْبَی أَی الرُّجوعُ عن الذنب و الإِساءَة. و فی المثل: ما مُسِی‌ءٌ من أَعْتَبَ. و‌فی الحدیث: عاتِبُوا الخَیْلَ فإِنها تُعْتِبُ؛أَی أَدِّبُوها و رَوِّضُوها للحَرْبِ و الرُّكُوبِ، فإِنها تَتَأَدَّبُ و تَقْبَلُ العِتابَ. و اسْتَعْتَبَه: كأَعْتَبه. و اسْتَعْتَبه: طَلب إِلیه العُتْبَی؛ تقول: اسْتَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِی أَی اسْتَرْضَیْته فأَرْضانی. و اسْتَعْتَبْتُه فما أَعْتَبَنی، كقولك: اسْتَقَلْته فما أَقالَنی. و الاستِعتابُ: الاستِقالة. و اسْتَعْتَب فلانٌ إِذا طَلب أَن یُعْتَبَ أَی یُرْضَی و المُعْتَبُ: المُرْضَی. و‌فی الحدیث: لا یَتَمَنَّیَن أَحدُكم الموتَ، إِما مُحْسِناً فلَعَلَّه یَزْداد، و إِمّا مُسِیئاً فلعله یَسْتَعْتِبُ؛ أَی یرْجِعُ عن الإِساءَة و یَطْلُبُ الرضا. و منه‌الحدیث: و لا بَعْدَ الموْتِ من مُسْتَعْتَبٍ؛ أَی لیس بعد الموت من اسْتِرْضاءٍ، لأَن الأَعمال بَطَلَتْ، و انْقَضَی زَمانُها، و ما بعد الموْت دارُ جزاءٍ لا دارُ عَمَلٍ؛ و قول أَبی الأَسْود: فأَلْفَیْتُه غیرَ مُسْتَعْتِبٍ، و لا ذَاكِرَ اللّهِ إِلا قلیلا یكون من الوجهین جمیعاً. و قال الزجاج قال الحسن فی قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهٰارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرٰادَ أَنْ یَذَّكَّرَ أَوْ أَرٰادَ شُكُوراً؛ قال: من فاتَهُ عَمَلُه من الذِّكْر و الشُّكْر بالنهار كان له
لسان العرب، ج‌1، ص: 579
فی اللیل مُسْتَعْتَبٌ، و من فاته باللیل كان له فی النهار مُسْتَعْتَبٌ. قال: أُراه یَعْنِی وقتَ اسْتِعْتابٍ أَی وقتَ طَلَبِ عُتْبی، كأَنه أَراد وقت اسْتِغفار. و فی التنزیل العزیز: و إِن یُسْتَعْتبُوا فما هم من المُعْتِبین؛ معناه: إِن أَقالَهُم اللّهُ تعالی، و ردَّهم إِلی الدنیا لم یُعْتِبُوا؛ یقول: لم یَعْمَلُوا بطاعةِ اللّهِ لِما سَبَقَ لهم فی عِلْمِ اللّهِ من الشَّقاءِ. و هو قوله تعالی: وَ لَوْ رُدُّوا لَعٰادُوا لِمٰا نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ؛ و من قرأَ: وَ إِنْ یَسْتَعْتِبُوا فَمٰا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِینَ؛ فمعناه: إِن یَسْتَقِیلُوا ربهم لم یُقِلْهم. قال الفراءُ: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذا رَجعَ عن أَمر كان فیه إِلی غیره؛ من قولهم: لك العُتْبَی أَی الرجوعُ مما تَكْرَهُ إِلی ما تُحِبُّ. و الاعْتِتابُ: الانْصِرافُ عن الشی‌ءِ. و اعْتَتَبَ عن الشی‌ءِ: انْصَرَف؛ قال الكمیت: فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ عن فُؤَادِیَ، و الشِّعْرُ إِلی مَنْ إِلیه مُعْتَتَبُ و اعْتَتَبْتُ الطریقَ إِذا تركتَ سَهْلَهُ و أَخَذْتَ فی وَعْرِه. و اعْتَتَبَ أَی قَصَدَ؛ قال الحُطَیْئةُ: إِذا مَخارِمُ أَحْناءٍ عَرَضْنَ له، لم یَنْبُ عنها و خافَ الجَوْرَ فاعتَتَبا معناه: اعْتَتَبَ من الجبل أَی رَكِبَهُ و لم یَنْبُ عنه؛ یقول: لم یَنْبُ عنها و لم یَخَفِ الجَوْرَ. و یقال للرجل إِذا مَضَی ساعةً ثم رَجَع: قد اعْتَتَبَ فی طریقه اعْتِتاباً، كأَنه عَرَضَ عَتَبٌ فتَراجَعَ. و عَتیبٌ: قبیلة. و فی أَمثال العرب: أَوْدَی كما أَوْدَی عَتِیبٌ؛ عَتِیبٌ: أَبو حیٍّ من الیمن، و هو عَتِیبُ بنُ أَسْلَمَ بن مالك بن شَنُوءَةَ بن تَدیلَ، و هم حَیٌّ كانوا فی دِینِ مالكٍ، أَغارَ علیهم بعضُ الملوكِ فَسَبَی الرجالَ و أَسَرَهم و اسْتَعْبَدَهُم، فكانوا یقولون: إِذا كَبِرَ صِبیانُنا لم یتركونا حتی یَفْتَكُّونا، فما زالوا كذلك حتی هلكوا، فضَرَبَتْ بهم العربُ مثلًا لمن ماتَ و هو مغلوب، و قالت: أَوْدَی عَتیبٌ؛ و منه قول عَدِیّ بن زید: تُرَجِّیها، و قد وقَعَت بقُرٍّ، كما تَرْجو أَصاغِرَها عَتِیبُ ابن الأَعرابی: الثُّبْنة ما عَتَّبْتَه من قُدَّام السراویل. و‌فی حدیث سَلْمان: أَنه عَتَّبَ سراویلَه فتَشَمَّرَ.قال ابن الأَثیر: التَّعْتِیبُ أَن تُجْمَعَ الحُجْزَةُ و تُطْوی من قُدَّام. و عَتَّبَ الرجلُ: أَبْطَأَ؛ قال ابن سیدة: وَ أُری الباءَ بدلًا من میم عَتَّمَ. و العَتَبُ: ما بین السَّبَّابة و الوُسْطَی؛ و قیل: ما بین الوسطی و البِنْصِر. و العِتْبانُ: الذكر من الضِّباع، عن كراع. و أُمُّ عِتْبانٍ و أُمُّ عَتَّابٍ: كلتاهما الضَّبُعُ، و قیل: إِنما سمیت بذلك لعَرَجها؛ قال ابن سیدة: و لا أَحُقُّه. و عَتَبَ من مكانٍ إِلی مكانٍ، و من قولٍ إِلی قولٍ إِذا اجتاز من موضع إِلی موضع، و الفعل عَتَبَ یَعْتِبُ. و عَتَبَةُ الوادی: جانبه الأَقصی الذی یَلی الجَبَلَ. و العَتَبُ: ما بین الجبلین. و العربُ تَكْنِی عن المرأَة «2» بالعَتَبةِ، و النَّعْلِ، و القارورة، و البیت، و الدُّمْیةِ، و الغُلِّ، و القَیْدِ. و عَتِیبٌ: قبیلة. و عَتَّابٌ و عِتْبانٌ و مُعَتِّبٌ و عُتْبة و عُتَیْبةُ: كلُّها أَسماءٌ.
(2). قوله [و العرب تكنی عن المرأة إلخ] نقل هذه العبارة الصاغانی و زاد علیها الریحانة و القوصرة و الشاة و النعجة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 580
و عُتَیْبَةُ و عَتَّابةُ: من أَسماءِ النساءِ. و العِتابُ: ماءٌ لبنی أَسدٍ فی طریق المدینة؛ قال الأَفوه: فأَبْلِغْ، بالجنابةِ، جَمْعَ قَوْمِی، و مَنْ حَلَّ الهِضابَ علی العِتابِ

عتلب؛ ج1، ص: 580

: بالتاءِ المثناة. جبل مُعَتْلَبٌ: رِخْوٌ؛ قال الراجز: مُلاحِمُ القارةِ لم یُعَتْلَبِ

عثب؛ ج1، ص: 580

: عَوْثَبانُ: اسم رجل.

عثرب؛ ج1، ص: 580

: العُثْرُبُ: شجر نحوُ شجر الرُّمَّان فی القدرِ، و ورقُه أَحمر مثلُ ورق الحُمّاضِ، تَرِقُّ علیه بطونُ الماشیة أَوَّل شی‌ءٍ، ثم تَعْقِدُ علیه الشَّحْمَ بعد ذلك، و له عسالِیجُ حُمْرٌ، و له حَبٌّ كحَبِّ الحُمَّاضِ، واحدته عُثْرُبة؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة.

عثلب؛ ج1، ص: 580

: عَثْلَب زَنْدَهُ: أَخَذَه من شجرة لا یَدرِی أَ یُصْلِدُ أَم یُوری. و عَثْلَبَ الحَوْضَ و جِدارَ الحَوْضِ و نحوَه: كسَرَه و هَدَمَه؛ قال النابغة: و سُفْعٌ علی آسٍ و نُؤْیٌ مُعَثْلَبُ «1» أَی مَهْدومٌ. و أَمْرٌ مُعَثْلِبٌ إِذا لم یُحْكَم. و رُمْح مُعَثْلِبٌ: مكسور. و قیل: المُعَثْلِبُ المكسور من كل شی‌ءٍ. و عَثْلَبَ عَمَلَه: أَفْسَدَه. و عَثْلَبَ طَعامَه: رَمَّدَه أَو طَحَنَه، فَجَشَّشَ طَحْنَه. و عَثْلَبٌ: اسم ماء؛ قال الشَّمَّاخ: و صَدَّتْ صُدوداً عن شریعةِ عَثْلَبٍ، و لابْنَیْ عِیاذٍ، فی الصُّدُورِ، حَوامِزُ «2» و شَیْخ مُعَثْلِبٌ إِذا أَدْبَرَ كِبَراً.

عجب؛ ج1، ص: 580

: العُجْبُ و العَجَبُ: إِنكارُ ما یَرِدُ علیك لقِلَّةِ اعْتِیادِه؛ و جمعُ العَجَبِ: أَعْجابٌ؛ قال: یا عَجَباً للدَّهْرِ ذِی الأَعْجابِ، الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِی الأَنْیابِ و قد عَجِبَ منه یَعْجَبُ عَجَباً، و تَعَجَّبَ، و اسْتَعْجَبَ؛ قال: و مُسْتَعْجِبٍ مما یَرَی من أَناتِنا، و لو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم یَتَرَمْرَمِ و الاسْتِعْجابُ: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ. و فی النوادر: تَعَجَّبنِی فلانٌ و تَفَتَّنَنی أَی تَصَبَّانی؛ و الاسم: العَجِیبةُ، و الأُعْجُوبة. و التَّعاجِیبُ: العَجائبُ، لا واحدَ لها من لفظها؛ قال الشاعر: و منْ تَعاجِیبِ خَلْقِ اللّهِ غَاطِیةٌ، یُعْصَرُ مِنْها مُلاحِیٌّ و غِرْبِیبُ الغَاطِیَةُ: الكَرْمُ. و قوله تعالی: بَلْ عَجِبْتُ وَ یَسْخَرُونَ؛ قرأَها حمزة و الكسائی بضم التاءِ، و كذا قراءة علی بن أَبی طالب و ابن عباس؛ و قرأَ ابن كثیر و نافع و ابن عامر و عاصم و أَبو عمرو: بَلْ عَجِبْتَ، بنصب التاءِ. الفراءُ: العَجَبُ، و إِن أُسْنِدَ إِلی اللّه، فلیس معناه من اللّه، كمعناه من العباد. قال الزجاج: أَصلُ العَجَبِ فی اللغة، أَن الإِنسان إِذا رأَی ما ینكره و یَقِلُّ مِثْلُه، قال: قد عَجِبْتُ من كذا. و علی هذا معنی قراءة من قرأَ بضم التاءِ، لأَن الآدمی إِذا فعل ما یُنْكِرُه اللّهُ، جاز أَن یقول فیه عَجِبْتُ، و اللّه، عز و جل، قد علم ما أَنْكَره قبل كونه، و لكن الإِنكارُ و العَجَبُ الذی تَلْزَمُ به
(1). قوله [و نؤی معثلب] ضبطه المجد كالذی بعده بكسر اللام و ضبط فی بعض نسخ الصحاح الخط كالتهذیب بفتحها و لا مانع منه حیث یقال عثلبت جدار الحوض إذا كسرته، و عثلبت زنداً أخذته لا أدری أ یوری أم لا بل هو الوجیه. (2). قوله [فی الصدور حوامز] كذا بالأَصل كالتهذیب و الذی فی التكملة: فی الصدور حزائز.
لسان العرب، ج‌1، ص: 581
الحُجَّة عند وقوع الشی‌ءِ. و قال ابن الأَنباری فی قوله: بل عَجِبْتُ؛ أَخْبَر عن نفسه بالعَجَب. و هو یرید: بل جازَیْتُهم علی عَجَبِهم من الحَقِّ، فَسَمّی فِعْلَه باسمِ فِعْلهم. و قیل: بَلْ عَجِبْتَ، معناه بل عَظُمَ فِعْلُهم عندك. و قد أَخبر اللّه عنهم فی غیر موضع بالعَجَب من الحَقِّ؛ قال: أَ كٰانَ لِلنّٰاسِ عَجَباً؛ و قال: بَلْ عَجِبُوا أَنْ جٰاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ؛ و قال الكافرون: إِنَّ هٰذٰا لَشَیْ‌ءٌ عُجٰابٌ. ابن الأَعرابی: العَجَبُ النَّظَرُ إِلی شی‌ءٍ غیر مأْلوف و لا مُعتادٍ. و قوله عز و جل: وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ؛ الخطابُ للنبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَی هذا موضعُ عَجَبٍ حیث أَنكروا البعْثَ، و قد تبین لهم مِنْ خَلْقِ السمواتِ و الأَرض ما دَلَّهم علی البَعْث، و البعثُ أَسهلُ فی القُدْرة مما قد تَبَیَّنُوا. و قوله عز و جل: وَ اتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ عَجَباً؛قال ابن عباس: أَمْسَكَ اللّه تعالی جرْیَةَ البَحْرِ حتی كان مثلَ الطاقِ فكان سَرَباً، و كان لموسی و صاحبه عَجَباً.و‌فی الحدیث: عَجِبَ رَبُّكَ من قوم یُقادُونَ إِلی الجنةِ فی السلاسِل؛ أَی عَظُمَ ذلك عنده و كَبُرَ لدیه. أَعلم الله أَنه إِنما یَتَعَجَّبُ الآدمیُّ من الشی‌ءِ إِذا عَظُمَ مَوْقِعُه عنده، و خَفِیَ علیه سببُه، فأَخبرهم بما یَعْرِفون، لیعلموا مَوْقعَ هذه الأَشیاء عنده. و قیل: معنی عَجِبَ رَبُّكَ أَی رَضِیَ و أَثابَ؛ فسماه عَجَباً مجازاً، و لیس بعَجَبٍ فی الحقیقة. و الأَولُ الوجه كما قال: وَ یَمْكُرُونَ وَ یَمْكُرُ اللّٰهُ؛ معناه و یُجازیهم اللّه علی مكرهم. و‌فی الحدیث: عَجِبَ رَبُّكَ من شَابٍّ لیستْ له صَبْوَةٌ؛ هو من ذلك. و‌فی الحدیث: عَجِبَ رَبُّكُمْ من إِلِّكم و قُنُوطِكم.قال ابن الأَثیر: إِطْلاقُ العَجَب علی اللّه تعالی مَجَازٌ، لأَنه لا یخفی علیه أَسبابُ الأَشیاء؛ و التَّعَجُّبُ مما خَفِیَ سببه و لم یُعْلَم. و أَعْجَبَه الأَمْرُ: حَمَلَهُ علی العَجَبِ منه؛ و أَنشد ثعلب: یا رُبَّ بَیْضَاءَ علی مُهَشَّمَهْ، أَعْجَبَها أَكْلُ البَعیرِ الیَنَمَهْ هذه امرأَةٌ رأَتِ الإِبلَ تأْكل، فأَعْجَبها ذلك أَی كَسَبها عَجَباً؛ و كذلك قولُ ابنِ قَیسِ الرُّقَیَّاتِ: رَأَتْ فی الرأْسِ منِّی شَیْبَةً، لَسْتُ أُغَیِّبُها فقالتْ لی: ابنُ قَیْسٍ ذا و بَعْضُ الشَّیْ‌ءِ یُعْجِبُها أَی یَكْسِبُها التَّعَجُّبَ. و أُعْجِبَ به: عَجِبَ. و عَجَّبَه بالشی‌ءِ تَعْجِیباً: نَبَّهَهُ علی التَّعَجُبِ منه. و قِصَّةٌ عَجَبٌ، و شی‌ء مُعْجِبٌ إِذا كان حَسَناً جدًّا. و التَّعَجُّبُ: أَن تَرَی الشی‌ءَ یُعْجِبُكَ، تَظُنُّ أَنك لم تَرَ مِثلَه. و قولهم: للّه زیدٌ كأَنه جاءَ به اللّه من أَمْرٍ عَجِیبٍ، و كذلك قولهم: للّه دَرّهُ أَی جاءَ اللّهُ بدَرِّه من أَمْرٍ عَجِیبٍ لكثرته. و أَمر عُجَابٌ و عُجَّابٌ و عَجَبٌ و عَجِیبٌ و عَجَبٌ عاجِبٌ و عُجَّابٌ، علی المبالغة، یؤكد به. و فی التنزیل: إِنَّ هٰذٰا لَشَیْ‌ءٌ عُجٰابٌ؛ قرأَ أَبو عبد الرحمن السُّلَمِیُّ: إِن هذا لشی‌ء عُجَّابٌ، بالتشدید؛ و قال الفراء: هو مِثْلُ قولهم رجل كریم، و كُرامٌ و كُرَّامٌ، و كَبیرٌ و كُبَارٌ و كُبَّارٌ، و عُجَّاب، بالتشدید، أَكثر من عُجَابٍ. و قال صاحب العین: بین العَجِیب و العُجَاب فَرْقٌ؛ أَمَّا العَجِیبُ، فالعَجَبُ یكون مثلَه، و أَمَّا العُجَاب فالذی تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ. و أَعْجَبَهُ الأَمْرُ: سَرَّه. و أُعْجِبَ به كذلك، علی
لسان العرب، ج‌1، ص: 582
لفظ ما تَقَدَّم فی العَجَبِ. و العَجِیبُ: الأَمْرُ یُتَعَجَّبُ منه. و أَمْرٌ عَجِیبٌ: مُعْجِبٌ. و قولهم: عَجَبٌ عاجِبٌ، كقولهم: لَیْلٌ لائِلٌ، یؤكد به؛ و قوله أَنشده ثعلب: و ما البُخْلُ یَنْهانی و لا الجُودُ قادَنی، و لكنَّها ضَرْبٌ إِلیَّ عَجیبُ أَرادَ یَنْهانی و یَقُودُنی، أَو نَهانی و قَادَنی؛ و إِنما عَلَّقَ عَجِیبٌ بإِلیَّ، لأَنه فی معنی حَبِیب، فكأَنه قال: حَبِیبٌ إِلیَّ. قال الجوهری: و لا یجمع عَجَبٌ و لا عَجِیبٌ. و یقال: جمعُ عَجِیب عَجائبُ، مثل أَفِیل و أَفائِل، و تَبیع و تَبائعَ. و قولهم: أَعاجِیبُ كأَنه جمع أُعْجُوبةٍ، مثل أُحْدُوثةٍ و أَحادیثَ. و العُجْبُ: الزُّهُوُّ. و رجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما یكون منه حَسَناً أَو قَبِیحاً. و قیل: المُعْجَبُ الإِنسانُ المُعْجَبُ بنفسه أَو بالشی‌ءِ، و قد أُعْجِبَ فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأْیه و بنفسه؛ و الاسم العُجْبُ، بالضم. و قیل: العُجْب فَضْلَةٌ من الحُمْق صَرَفْتَها إِلی العُجْبِ. و قولُهم ما أَعجَبَه برأْیه، شاذّ لا یُقاس علیه. و العُجْب: الذی یُحِبُّ محادثةَ النساء و لا یأْتی الریبة. و العُجْبُ و العَجْبُ و العِجْبُ: الذی یُعْجِبُه القُعُود مع النساءِ. و العَجْبُ و العُجْبُ من كل دابة «1»: ما انْضَمَّ علیه الوَرِكان من أَصل الذَّنَبِ المَغْروز فی مؤخر العَجُز؛ و قیل: هو أَصلُ الذَّنَبِ كُلُّه. و قال اللحیانی: هو أَصْلُ الذَّنَبِ و عَظْمُه، و هو العُصْعُصُ؛ و الجمعُ أَعْجابٌ و عُجُوبٌ. و‌فی الحدیث: كُلُّ ابنِ آدمَ یَبْلَی إِلا العَجْبَ؛ و فی روایة: إِلَّا عَجْبَ الذَّنَب.العَجْبُ، بالسكون: العظم الذی فی أَسفل الصُّلْب عند العَجُز، و هو العَسِیبُ من الدَّوابِّ. و ناقة عَجْباءُ: بَیِّنَةُ العَجَبِ، غلِیظةُ عَجْبِ الذَّنَب، و قد عَجِبَتْ عَجَباً. و یقال: أَشَدُّ ما عَجُبَتِ الناقةُ إِذا دَقَّ أَعْلی مُؤَخَّرِها، و أَشْرَفَتْ جاعِرَتاها. و العَجْباءُ أَیضاً: التی دَق أَعلی مُؤَخَّرها، و أَشرَفَتْ جاعِرَتاها، و هی خلْقَةٌ قبیحة فیمن كانت. و عَجْبُ الكَثِیبِ: آخِرُه المُسْتَدِقُّ منه، و الجمعُ عُجُوب؛ قال لبید: یَجْتابُ أَصْلًا قالِصاً مُتَنَبِّذاً بعُجُوبِ أَنْقاءٍ، یَمیلُ هَیامُها و معنی یَجتابُ: یَقْطَع؛ و من روی یَجْتافُ، بالفاءِ، فمعناه یَدْخُلُ؛ یصف مطراً. و القالِصُ: المرتفعُ. و المُتَنَبِّذُ: المُتَنَحِّی ناحیةً. و الهَیَامُ: الرَّمْل الذی یَنْهار. و قیل: عَجْبُ كلّ شی‌ءٍ مُؤَخَّرُه. و بَنُو عَجْبٍ: قبیلة؛ و قیل: بَنُو عَجْبٍ بطن. و ذكر أَبو زید خارجةُ بنُ زیدٍ أَن حَسَّان بنَ ثابتٍ أَنشد قوله: انْظُرْ خَلیلِی ببَطْنِ جِلَّقَ هلْ تُونِسُ، دونَ البَلْقاءِ، مِن أَحَدِ فبكی حَسَّان بذِكْرِ ما كان فیه من صِحَّة البصر و الشَّبابِ، بعد ما كُفَّ بَصَرُه، و كان ابنه عبدُ الرحمن حاضِراً فسُرَّ ببكاءِ أَبیه. قال خارجةُ: یقول عَجِبْتُ من سُروره ببكاءِ أَبیه؛ قال و مثله قوله: فقالتْ لی: ابنُ قَیْسٍ ذا و بعضُ الشَّی‌ءِ یُعْجِبُها
(1). قوله [و العجب و العجب من كل دابة إلخ] كذا بالأَصل و هذه عبارة التهذیب بالحرف و لیس فیها ذكر العجب مرتین بل قال و العجب من كل دابة إلخ. و ضبطه بشكل القلم بفتح فسكون كالصحاح و المحكم و صرح به المجد و الفیومی و صاحب المختار لا سیما و أُصول هذه المادة متوفرة عندنا فتكرار العجب فی نسخة اللسان لیس إلا من الناسخ اغتر به شارح القاموس فقال عند قول المجد: العجب، بالفتح و بالضم، من كل دابة ما انضم إلی آخر ما هنا و لم یساعده علی ذلك أصل صحیح، إِنَّ هٰذٰا لَشَیْ‌ءٌ عُجٰابٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 583
أَی تَتَعَجَّبُ منه. أَرادَ أَ ابنُ قَیْسٍ، فتَرك الأَلفَ الأُولی.

عدب؛ ج1، ص: 583

: العَدَابُ من الرَّمْل كالأَوْعَسِ، و قیل: هو المُسْتَدِقُّ منه، حیث یَذْهبُ مُعظَمُه، و یَبْقَی شی‌ء من لَیْنِه قبل أَن یَنْقَطِعَ؛ و قیل: هو جانِبُ الرَّمْلِ الذی یَرِقُّ من أَسْفَل الرملة، و یَلی الجَدَدَ من الأَرض؛ قال ابن أَحمر: كثَوْرِ العَدَاب الفَرْدِ یَضْربُه النَّدَی، تَعَلَّی النَّدَی، فی مَتْنِه، و تَحَدَّرا الواحدُ و الجمعُ سواءٌ؛ و أَنشد الأَزهری: و أَقْفَرَ المُودِسُ من عَدَابِها یعنی الأَرضَ التی قد أَنبتت أَوّلَ نَبْتٍ ثم أَیْسَرَتْ. و العَدُوبُ: الرمل الكثیر. قال الأَزهری: و العُدَبیُّ من الرجال الكریمُ الأَخْلاق؛ قال كَثِیر بنُ جابر المُحاربیُّ، لیس كُثَیِّرَ عَزَّةَ: سَرَتْ ما سَرَتْ من لیلِها، ثم عَرَّسَتْ إِلی عُدَبیٍّ ذِی غَناءٍ و ذی فَضْلِ و هذا الحرف ذكره الأَزهری فی تهذیبه هنا فی هذه الترجمة، و ذكره الجوهری فی صحاحه فی ترجمة عذب بالذال المعجمة. و العَدَابةُ: الرَّحِمُ؛ قال الفرزدق: فكُنْتُ كذاتِ العَرْك لم تُبْقِ ماءَها، و لا هِیَ، مِنْ ماءِ العَدَابةِ، طاهِرُ و قد رویت العَذَابَة، بالذال المعجمة؛ و هذا البیت أَورده الجوهری: و لا هی مما بالعَدَابةِ طاهر و كذلك وجدته فی عِدَّةِ نُسَخ.

عذب؛ ج1، ص: 583

: العَذْبُ من الشَّرابِ و الطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. و العَذْبُ: الماءُ الطَّیِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ و رَكِیَّة عَذْبَةٌ. و فی القرآن: هٰذٰا عَذْبٌ فُرٰاتٌ*. و الجمع: عِذَابٌ و عُذُوبٌ؛ قال أَبو حَیَّةَ النُّمیری: فَبَیَّتْنَ ماءً صافِیاً ذا شَریعةٍ، له غَلَلٌ، بَیْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، و لذلك جَمَع الصِّفَةَ. و العَذْبُ: الماء الطَّیِّبُ. و عَذُبَ الماءُ یَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ طَیِّبٌ. و أَعْذَبَه اللّه: جَعَلَه عَذْباً؛ عن كُراع. و أَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم. و استَعْذَبُوا: استَقَوا و شَرِبوا ماءً عَذْباً. و استعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له ماءً عَذْباً. و استَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً. و استَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً. و یُستَعْذَبُ لفلان من بئر كذا أَی یُسْتَقی له. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُسْتَعْذَبُ له الماءُ من بیوتِ السُّقْیا‌أَی یُحْضَرُ له منها الماءُ العَذْبُ، و هو الطَّیِّبُ الذی لا مُلوحة فیه. و‌فی حدیث أَبی التَّیّهان: أَنه خرج یَسْتَعذبُ الماءَ‌أَی یَطْلُبُ الماءَ العَذْبَ. و‌فی كلام علیّ یَذُمُّ الدنیا: اعْذَوْذَبَ جانبٌ منها و احْلَوْلَی؛ هما افْعَوعَلَ من العُذُوبة و الحَلاوة، هو من أَبنیة المبالغة. و‌فی حدیث الحجاج: ماءٌ عِذَابٌ.یقال: ماءَةٌ عَذْبَةٌ، و ماء عِذَابٌ، علی الجمع، لأَن الماء جنس للماءة. و امرأَةٌ مِعْذابُ الرِّیقِ: سائغَتُه، حُلْوَتُه؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: إِذا تَطَنَّیْتَ، بَعْدَ النَّوْمِ، عَلَّتَها، نَبَّهْتَ طَیِّبةَ العَلَّاتِ مِعْذابا و الأَعْذَبان: الطعامُ و النكاح، و قیل: الخمر و الریقُ؛ و ذلك لعُذوبَتهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 584
و إِنه لَعَذْبُ اللسان؛ عن اللحیانی، قال: شُبِّهَ بالعَذْبِ من الماءِ. و العَذِبَةُ، بالكسر «1»، عن اللحیانی: أَرْدَأُ ما یَخْرُجُ من الطعام، فیُرْمَی به. و العَذِبَة و العَذْبَةُ: القَذاةُ، و قیل: هی القَذاةُ تَعْلُو الماءَ. و قال ابن الأَعرابی: العَذَبَةُ، بالفتح: الكُدْرةُ من الطُّحْلُب و العَرْمَضِ و نحوهما؛ و قیل: العَذَبة، و العَذِبة، و العَذْبةُ: الطُّحْلُب نفسُه، و الدِّمْنُ یَعْلُو الماءَ. و ماءٌ عَذِبٌ و ذو عَذَبٍ: كثیر القَذی و الطُّحْلُب؛ قال ابن سیدة: أَراه علی النسب، لأَنی لم أَجد له فعلًا. و أَعْذَبَ الحَوْضَ: نَزَع ما فیه من القَذَی و الطُّحْلُبِ، و كَشَفَه عنه؛ و الأَمرُ منه: أَعْذِبْ حوضَك. و یقال: اضْرِبْ عَذَبَة الحَوْضِ حتی یَظْهَر الماء أَی اضْرِبْ عَرْمَضَه. و ماء لا عَذِبَةَ فیه أَی لا رِعْیَ فیه و لا كَلأَ. و كل غُصْنٍ عَذَبةٌ و عَذِبَةٌ. و العَذِبُ: ما أَحاطَ بالدَّبْرةِ. و العاذِبُ و العَذُوبُ: الذی لیس بینه و بین السماءِ سِتْر؛ قال الجَعْدِیُّ یصف ثوراً وَحْشِیّاً بات فَرْداً لا یذُوقُ شیئاً: فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ، كأَنَّه سُهَیْلٌ، إِذا ما أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ و عَذَبَ الرجلُ و الحِمارُ و الفرسُ یَعْذِبُ عَذْباً و عُذُوباً، فهو عاذِبٌ و الجمع عُذُوبٌ، و عَذُوبٌ و الجمعُ عُذُبٌ: لم یأْكل من شِدَّةِ العطَشِ. و یَعْذِبُ الرجلُ عن الأَكل، فهو عاذِب: لا صائم و لا مُفْطِرٌ. و یقال للفرس و غیره: باتَ عَذُوباً إِذا لم یأْكل شیئاً و لم یشرب. قال الأَزهری: القول فی العَذُوب و العاذِب إنه الذی لا یأْكل و لا یشرب، أَصْوَبُ من القول فی العَذُوب إنه الذی یمتنع عن الأَكل لعَطَشِه. و أَعْذَبَ عن الشی‌ء: امتنع. و أَعْذَبَ غیرَه: منعه؛ فیكون لازماً و واقعاً، مثل أَمْلَقَ إِذا افتقر، و أَمْلَقَ غیرَه. و أَما قول أَبی عبید: و جمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ، فخطأٌ، لأَنَّ فَعولًا لا یُكَسَّر علی فُعولٍ. و العاذِبُ من جمیع الحیوان: الذی لا یَطْعَمُ شیئاً، و قد غَلَبَ علی الخیل و الإِبل، و الجمع عُذُوبٌ، كساجدٍ و سُجُود. و قال ثعلب: العَذُوب من الدوابِّ و غیرها: القائم الذی یرفع رأْسه، فلا یأْكل و لا یشرب، و كذلك العاذِبُ، و الجمع عُذُب. و العاذِبُ: الذی یبیت لیله لا یَطْعَم شیئاً. و ما ذاقَ عَذُوباً: كَعَذُوفٍ. و عَذَبَه عنه عَذْباً، و أَعْذَبَه إِعْذاباً، و عَذَّبَه تَعْذیباً: مَنَعه و فَطَمه عن الأَمر. و كل من منعته شیئاً، فقد أَعْذَبْتَه و عَذَّبْته. و أَعْذَبه عن الطعام: منعه و كَفَّه. و اسْتَعْذَبَ عن الشی‌ء: انتهی. و عَذَب عن الشی‌ء و أَعْذَب و اسْتَعْذَبَ: كُلُّه كَفَّ و أَضْرَب. و أَعْذَبَه عنه: منعه. و یقال: أَعْذِبْ نَفْسَك عن كذا أَی اظْلِفْها عنه. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه، أَنه شَیَّعَ سَرِیَّةً فقال: أَعْذِبُوا، عن ذِكْرِ النساء، أَنْفُسَكم، فإِن ذلك یَكْسِرُكم عن الغَزْو؛ أَی امْنَعوها عن ذكر النساءِ و شَغْل القُلوب بهنَّ. و كلُّ من مَنَعْتَه شیئاً فقد أَعْذَبْتَه. و أَعْذَبَ: لازم و مُتَعَدٍّ. و العَذَبُ: ماءٌ یَخْرُجُ علی أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحِم. و روی عن أَبی الهیثم أَنه قال: العَذَابَةُ الرَّحِمُ؛ و أَنشد: و كُنْتُ كذاتِ الحَیْضِ لم تُبْقِ ماءَها، و لا هِیَ، من ماءِ العَذَابةِ، طاهِرُ
(1). قوله [بالكسر] أی بكسر الذال كما صرح به المجد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 585
قال: و العَذَابةُ رَحِمُ المرأَة. و عَذَبُ النَّوائح: هی المَآلی، و هی المَعاذِبُ أَیضاً، واحدتها: مَعْذَبةٌ. و یقال لخرقة النائحة: عَذَبَةٌ و مِعْوَزٌ، و جمعُ العَذَبةِ مَعاذِبُ، علی غیر قیاس. و العَذَابُ: النَّكَالُ و العُقُوبة. یقال: عَذَّبْتُه تَعْذِیباً و عَذَاباً، و كَسَّرَه الزَّجَّاجُ علی أَعْذِبَةٍ، فقال فی قوله تعالی: یُضٰاعَفْ لَهَا الْعَذٰابُ ضِعْفَیْنِ؛ قال أَبو عبیدة: تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری، أَ هذا نَصُّ قولِ أَبی عبیدة، أَم الزجاجُ استعمله. و قد عَذَّبَه تَعْذِیباً، و لم یُسْتَعمل غیرَ مزید. و قوله تعالی وَ لَقَدْ أَخَذْنٰاهُمْ بِالْعَذٰابِ؛ قال الزجاج: الذی أُخذُوا به الجُوعُ. و اسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِیبَ فیما لا حِسَّ له؛ فقال: لَیْسَتْ بِسَوْداءَ من مَیْثاءَ مُظْلِمَةٍ، و لم تُعَذَّبْ بإِدْناءٍ من النارِ ابن بُزُرْجَ: عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِینَ، و أَصابه منی عَذَابُ عِذَبِینَ، و أَصابه منی العِذَبونَ أَی لا یُرْفَعُ عنه العَذابُ. و‌فی الحدیث: أَنَّ المیت یُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله علیه؛ قال ابن الأَثیر: یُشْبِهُ أَن یكون هذا من حیث إن العرب كانوا یُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ و النَّوح علیهم، و إِشاعةِ النَّعْیِ فی الأَحیاءِ، و كان ذلك مشهوراً من مذاهبهم، فالمیت تلزمه العقوبةُ فی ذلك بما تَقَدَّم من أَمره به. و عَذَبةُ اللسان: طَرَفُه الدقیق. و عَذَبَةُ السَّوْطِ: طَرَفُه، و الجمع عَذَبٌ. و العَذَبةُ: أَحَدُ عَذَبَتَی السَّوْط. و أَطْرافُ السُّیوفِ: عَذَبُها و عَذَباتُها. و عَذَّبْتُ السَّوْطَ، فهو مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ له عِلاقَةً؛ قال: و عَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه؛ و قول ذی الرمة: غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِیَةٌ، مِثْلُ السَّراحِینِ، فی أَعْنَاقِها العَذَبُ یعنی أَطرافَ السُّیُور. و عَذَبةُ الشَّجَرِ: غُصْنُه. و عَذَبةُ قَضِیبِ الجَمَل: أَسَلَتُه، المُسْتَدِقُّ فی مُقَدَّمِه، و الجمع العَذَبُ. و قال ابن سیدة: عَذَبةُ البعیر طَرَفُ قَضِیبِه. و قیل: عَذَبةُ كل شی‌ء طرفُه. و عَذَبَةُ شِرَاكِ النعل: المُرْسَلةُ من الشِّرَاك. و العَذَبَةُ: الجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاه. و عَذَبَةُ الرُّمْح: خِرقة تُشَدُّ علی رأْسه. و العَذَبة: الغُصْنُ، و جمعه عَذَبٌ. و العَذَبة: الخَیْطُ الذی یُرْفَعُ به المِیزانُ، و الجمعُ من كل ذلك عَذَبٌ. و عَذَباتُ الناقة: قوائمها. و عاذِبٌ: اسم مَوْضِع؛ قال النابغة الجَعْدِی: تَأَبَّدَ، من لَیْلی، رُماحٌ فعاذِبُ، فأَقْفَر مِمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ و العُذَیْبُ: ماء لبَنِی تمیم؛ قال كثیر: لَعَمْرِی لئِنْ أُمُّ الحَكِیمِ تَرَحَّلَتْ، و أَخْلَتْ لِخَیْماتِ العُذَیْبِ ظِلالَها قال ابن جنی: أَراد العُذَیْبةَ، فحذف الهاء كما قال: أَبْلِغ النُّعْمانَ عَنّی مَأْلُكاً قال الأَزهری: العُذَیْبُ ماء معروف بین القادِسیَّةِ و مُغِیثَةَ. و فی الحدیث: ذِكْرُ العُذَیْبِ، و هو ماء لبنی تمیم علی مَرْحلة من الكوفة، مُسَمّی بتصغیر العَذْبِ؛ و قیل: سمی به لأَنه طَرَفُ أَرض العرب من العَذَبة، و هی طَرَفُ الشی‌ء. و عاذِبٌ: مكانٌ. و فی الصحاح: العُذَبِیُّ الكَرِیمُ الأَخْلاق، بالذال معجمة؛ و أَنشد لكثیرٍ: سَرَتْ ما سَرَتْ من لَیْلِها، ثم أَعْرَضَتْ إِلی عُذَبِیٍّ، ذِی غَناءٍ و ذی فَضْلِ لسان العرب، ج‌1، ص: 586
قال ابن بری: لیس هذا كُثَیِّر عَزَّة، إِنما هو كُثَیِّرُ بن جابر المُحارِبیُّ، و هذا الحرف فی التهذیب فی ترجمة عدب، بالدال المهملة، و قال: هو العُدَبِیُّ، و ضبطه كذلك.

عرب؛ ج1، ص: 586

: العُرْبُ و العَرَبُ: جِیلٌ من الناس معروف، خِلافُ العَجَم، و هما واحدٌ، مثل العُجُم و العَجَم، مؤَنث، و تصغیره بغیر هاء نادر. الجوهری: العُرَیْبُ تصغیر العَرَبِ، قال أَبو الهِنْدِیّ، و اسمه عَبْدُ المؤْمن ابن عبد القُدُّوس: فأَمَّا البَهَطُّ و حِیتَانُكُمْ، فما زِلْتُ فیها كثیرَ السَّقَمْ و قد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ، فلَمْ أَرَ فیها كَضَبِّ هَرِمْ و ما فی البُیُوضِ كبَیْضِ الدَّجاج، و بَیْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ و مَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَیْبِ، لا تَشْتَهیهِ نفوسُ العَجَمْ صَغَّرهم تعظیماً، كما‌قال: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّكُ، و عُذَیْقُها المُرَجَّبُ.و العَرَبُ العارِبة: هم الخُلَّصُ منهم، و أُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به، كقولك لَیْلٌ لائِلٌ، تقول: عَرَبٌ عارِبةٌ و عَرْباءُ: صُرَحاءُ. و مُتَعَرِّبةٌ و مُسْتَعْرِبةٌ: دُخَلاءُ، لیسوا بخُلَّصٍ. و العَرَبیُّ منسوب إِلی العَرَب، و إِن لم یكن بَدَوِیّاً. و الأَعْرابیُّ: البَدَوِیُّ، و هم الأَعْرابُ، و الأَعارِیبُ: جمع الأَعْرابِ. و جاءَ فی الشعر الفصیح الأَعارِیبُ، و قیل: لیس الأَعْرابُ جمعاً لِعَربٍ، كما كان الأَنْبَاطُ جمعاً لنَبَطٍ، و إِنما العَرَبُ اسم جنس. و النَّسَبُ إِلی الأَعْرابِ: أَعْرابِیٌّ، قال سیبویه: إِنما قیل فی النسب إِلی الأَعْراب أَعْرابیّ، لأَنه لا واحد له علی هذا المعنی. أَ لا تَری أَنك تقول العَرَبُ، فلا یكون علی هذا المعنی؟ فهذا یقوّیه. و عَرَبِیٌّ: بَیِّنُ العُروبةِ و العُرُوبِیَّة، و هما من المصادر التی لا أَفعال لها. و حكی الأَزهری: رجل عَرَبیٌّ إِذا كان نسبه فی العَرَب ثابتاً، و إِن لم یكن فصیحاً، و جمعه العَرَبُ، كما یقال: رجل مجوسیّ و یهودیّ، و الجمع، بحذف یاء النسبة، الیَهُودُ و المجوسُ. و رجل مُعْرِبٌ إِذا كان فصیحاً، و إِن كان عَجَمِیَّ النَّسب. و رجل أَعْرَابیٌّ، بالأَلف، إِذا كان بَدَوِیاً، صاحبَ نَجْعَةٍ و انْتواءٍ و ارْتیادٍ للكلإِ، و تَتَبُّعٍ لمَساقِطِ الغَیْث، و سواء كان من العَرَب أَو من مَوالیهم. و یُجْمَعُ الأَعرابیُّ علی الأَعْراب و الأَعارِیب. و الأَعْرابیُّ إِذا قیل له: یا عَرَبیُّ! فَرِحَ بذلك و هَشَّ له. و العَرَبیُّ إِذا قیل له: یا أَعْرابیُّ! غَضِبَ له. فَمَن نَزَل البادیة، أَو جاوَرَ البَادِینَ و ظعَنَ بظَعْنِهم، و انْتَوَی بانْتِوائهِم: فهم أَعْرابٌ، و مَن نَزَلَ بلادَ الرِّیفِ و اسْتَوْطَنَ المُدُنَ و القُری العَربیةَ و غیرها ممن یَنْتمِی إِلی العَرَب: فهم عَرَب، و إِن لم یكونوا فُصَحاءَ. و قول اللَّه، عز و جل: قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا، وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا. فَهؤُلاء قوم من بَوادی العَرَب قَدِمُوا علی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، المدینةَ، طَمَعاً فی الصَّدَقات، لا رَغْبَةً فی الإسلام، فسماهم اللَّه تعالی الأَعْرابَ، و مثلهم الذین ذكرهم اللَّه فی سورة التوبة، فقال: الْأَعْرٰابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفٰاقاً، الآیة. قال الأَزهری: و الذی لا یَفْرِقُ بین العَرَبِ و الأَعْراب و العَرَبیِّ و الأَعْرابیِّ، ربما تَحامَلَ علی العَرَب بما یتأَوّله فی هذه الآیة، و هو لا یمیز بین العَرَبِ و الأَعْراب، و لا یجوز أَن یقال للمهاجرین و
لسان العرب، ج‌1، ص: 587
الأَنصار أَعرابٌ، إِنما هم عَرَبٌ لأَنهم اسْتَوطَنُوا القُرَی العَرَبیة، و سَكَنُوا المُدُنَ، و سواء منهم الناشئ بالبَدْوِ ثم اسْتَوْطَنَ القُرَی، و النَّاشِئُ بمكة ثم هاجر إِلی المدینة، فإِن لَحِقَتْ طائفةٌ منهم بأَهل البَدْوِ بعد هجرتهم، و اقْتَنَوْا نَعَماً، و رَعَوْا مَسَاقِطَ الغَیْث بعد ما كانوا حاضِرَةً أَو مُهاجِرَةً، قیل: قد تَعَرَّبوا أَی صاروا أَعْراباً، بعد ما كانوا عَرَباً. و‌فی الحدیث: تَمَثَّل فی خُطْبتِه مُهاجِرٌ لیس بِأَعْرابیّ، جعل المُهاجِرَ ضِدَّ الأَعْرابیِّ. قال: و الأَعْراب ساكنو البادیة من العَرَب الذین لا یقیمون فی الأَمصارِ، و لا یدخلونها إِلّا لحاجة. و العَرَب: هذا الجیل، لا واحد له من لفظه، و سواء أَقام بالبادیة و المُدُن، و النسبةُ إِلیهما أَعْرابیٌّ و عَرَبیٌّ. و‌فی الحدیث: ثَلاثٌ «2» من الكبائر، منها التَّعَرُّبُ بعد الهِجْرة: هو أَن یَعُودَ إلی البادیة و یُقِیمَ مع الأَعْراب، بعد أَن كان مُهاجراً. و كان مَنْ رَجَع بعد الهِجْرة إِلی موضعه مِن غیر عُذْر، یَعُدُّونه كالمُرْتد. و منه‌حدیث ابن الأَكْوَعِ: لما قُتِلَ عثمانُ خَرَج إِلی الرَّبَذة و أَقام بها، ثم إِنه دَخَلَ علی الحَجَّاج یوماً، فقال له: یا ابْنَ الأَكْوَع ارتددتَ علی عَقِبك و تَعَرَّبْتَ، قال: و یروی بالزای، و سنذكره فی موضعه. قال: و العَرَبُ أَهلُ الأَمصار، و الأَعْرابُ منهم سكان البادیة خاصة. و تَعَرَّبَ أَی تَشَبَّه بالعَرب، و تَعَرَّبَ بعد هجرته أَی صار أَعرابیاً. و العَرَبِیَّةُ: هی هذه اللغة. و اخْتَلَفَ الناسُ فی العَرَبِ لمَ سُمُّوا عَرَباً فقال بعضُهم: أَوَّلُ من أَنطق اللَّهُ لسانَه بلغة العرب یَعْرُبُ بنْ قَحْطانَ، و هو أَبو الیَمن كلهم، و همْ العَرَبُ العاربة، و نَشأَ إسماعیل بنُ إبراهیم، علیهما السلام، معهم فتَكلَّم بلسانهم، فهو و أَولاده: العَرَبُ المُستَعربة، و قیل: إِن أَولاد إسماعیل نَشَؤُوا بعَرَبَة، و هی من تِهامة، فنُسِبُوا إِلی بَلَدِهم. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: خمسةُ أَنبیاءَ من العَرب، و هم: محمد، و إسماعیل، و شعیب، و صالح، و هود، صلوات اللَّه علیهم.و هذا یدل علی أَنَّ لسانَ العرب قدیم. و هؤلاء الأَنبیاء كلهم كانوا یسكنون بلادَ العَرَب، فكان شُعَیْبٌ و قومُه بأَرْضِ مَدْیَنَ، و كان صالح و قومُه بأَرْضِ ثَمُودَ ینزلون بناحیة الحِجْر، و كان هُودٌ و قومُه عادٌ ینزلون الأَحْقافَ من رِمالِ الیَمن، و كانوا أَهل عَمَدٍ، و كان إسماعیل بن إبراهیم و النبی المصطفَی محمد، صلی اللَّه علیهم و سلم، من سُكَّانِ الحَرم. و كلُّ مَن سَكَنَ بلادَ العرب و جَزیرَتَها، و نَطَقَ بلسانِ أَهلها، فهم عَرَبٌ یَمَنُهم و مَعَدُّهم. قال الأَزهری: و الأَقرب عندی أَنهم سُمُّوا عَرَباً باسم بلدهم العربات. و قال إسحاقُ بن الفَرَج: عَرَبةُ باحَةُ العَرب، و باحةُ دارِ أَبی الفَصاحة، إسماعیل بن إبراهیم، علیهما السلام، و فیها یقول قائلهم: و عَرْبةُ أَرضٌ ما یُحِلُّ حَرامَها، من الناس، إِلَّا اللَّوْذَعِیُّ الحُلاحِل یعنی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أُحِلَّتْ له مَكةُ ساعةً من نَهار، ثم هی حرام إِلی یوم القیامة. قال: و اضطرَّ الشاعر إِلی تسكین الراء من عَرَبة، فسكنها، و أَنشد قول الآخر: و رُجَّتْ باحةُ العَرَباتِ رجّاً، تَرَقْرَقُ، فی مَناكِبها، الدماءُ
(2). قوله [و فی الحدیث ثلاث إلخ] كذا بالأصل و الذی فی النهایة و قیل ثلاث إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 588
قال: و أَقامتْ قریش بعَرَبَةَ فَتَنَخَّتْ بها، و انتَشَرَ سائر العرب فی جزیرتها، فنُسِبوا كلُّهم إِلی عَرَبةَ، لأَنَّ أَباهم إسماعیلَ، صلی اللَّه علیه و سلم، بها نَشأَ، و رَبَلَ أَولادُه فیها، فَكَثُروا، فلما لم تَحْتَملهم البلادُ، انتشروا و أَقامت قریش بها. و‌روی عن أَبی بكر الصدیق، رضی اللَّه عنه، أَنه قال: قریشٌ هم أَوْسَطُ العَرَبِ فی العَرب داراً، و أَحْسَنُه جِواراً، و أَعْرَبه أَلسِنةً.و‌قال قتادةُ: كانت قریش تَجْتَبی، أَی تَختار، أَفضل لغاتِ العَرب، حتی صار أَفضلَ لغاتِها لغَتُها، فنزل القرآن بها.قال الأَزهری: و جعلَ اللَّه، عز و جل، القرآنَ المُنزَلَ علی النبی المرسل محمد، صلی اللَّه علیه و سلم، عَرَبیّاً، لأِنه نسَبه إلی العَرب الذین أَنزله بلسانهم، و هم النبی و المهاجرون و الأَنصار الذین صیغَة لسانهم لغةُ العرب، فی بادیتها و قراها، العربیة، و جعَل النبیَّ، صلی اللَّه علیه و سلم، عَربیّاً لأَنه من صریح العرب، و لو أَنَّ قَوْماً من الأَعراب الذین یَسْكُنون البادیةَ حضَروا القری العربیة و غیرها، و تَناءَوا معهم فیها، سُمُّوا عَرَباً و لم یُسَمُّوا أَعْراباً. و تقول: رجلٌ عَرَبیُّ اللسانِ إِذا كان فصیحا، و قال اللیث: یجوز أَن یقال رجلٌ عَرَبانیُّ اللسان. قال: و العَرَبُ المُسْتَعْربةُ هم الذین دخلوا فیهم بعدُ، فاستَعْربوا. قال الأَزهری: المُسْتَعْربةُ عندی قومٌ من الَعَجم دخلوا فی العَرب، فتَكَلَّموا بلِسانهم، و حَكَوا هَیئاتِهم، و لیسوا بصُرَحاء فیهم. و قال اللیث: تَعَرَّبوا مثل اسْتَعْرَبوا. قال الأَزهری: و یكون التَّعَرُّبُ أَنْ یَرجِعَ إِلی البادیة، بعد ما كان مُقیماً بالحَضَر، فیُلْحَقَ بالأَعْراب. و یكون التَّعَرُّبُ المُقامَ بالبادیة، و منه قول الشاعر: تَعَرَّب آبائی! فهلَّا وقاهُمُ، من المَوتِ، رَمْلا عالِجٍ و زَرودِ یقول: أَقام آبائی بالبادیة، و لم یَحْضُروا القُری. و‌رُوی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: الثَّیِّبُ تُعْربُ عن نَفسها‌أَی تُفْصِحُ. و‌فی حَدیث آخر: الثَّیِّبُ یُعْربُ عنها لسانها، و البِكرُ تُسْتَأْمَرُ فی نَفْسِها.و قال أَبو عبید: هذا الحَرفُ جاءَ فی الحدیث یُعربُ، بالتخفیف. و قال الفراء: إِنما هو یُعَرِّب، بالتشدید. یُقال: عَرَّبْتُ عن القوم إِذا تكلمتَ عنهم، و احْتَجَجْتَ لهم، و قیل: إن أَعربَ بمعنی عَرَّبَ. و قال الأَزهری: الإِعْرابُ و التَّعْریبُ معناهما واحد، و هو الإِبانةُ، یقال: أَعْرَبَ عنه لِسانهُ و عَرَّبَ أَی أَبانَ و أَفصَحَ. و أَعْرَبَ عن الرَّجل: بَیَّنَ عنه. و عَرَّبَ عنه: تَكَلَّمَ بِحُجَّتِه. و حكی ابن الأَثیر عن ابن قتیبة: الصوابُ یُعْرِبُ عنها، بالتخفیف. و إِنما سُمِّیَ الإِعراب إِعراباً، لتبیینه و إِیضاحه، قال: و كلا القولین لغتان متساویتان، بمعنی الإِبانة و الإِیضاح. و منه‌الحدیث الآخر: فإِنما كان یُعْربُ عما فی قلبه لسانه.و منه‌حدیث التَّیْمی: كانوا یَسْتَحِبُّون أَن یُلَقِّنوا الصَّبیَّ، حین یُعَرِّبُ، أَن یقول: لا إِله إِلّا اللَّه، سبع مرات‌أَی حین یَنْطِقُ و یتكلم. و‌فی حدیث السَّقیفةِ: أَعْربُهم أَحساباً‌أَی أَبْیَنُهم و أَوضَحُهم. و یقال: أَعْربْ عما فی ضمیرك أَی أَبِنْ. و من هذا یقال للرجل الذی أَفْصَحَ بالكلام: أَعْرَبَ. و قال أَبو زید الأَنصاری: یقال أَعْربَ الأَعجَمِیُّ إِعْراباً، و تَعَرَّبَ تَعَرُّباً، و استَعْرَبَ استِعْراباً: كلُّ ذلك للأَغْتَمِ دون
لسان العرب، ج‌1، ص: 589
الصبیّ. قال: و أفصَحَ الصَّبیُّ فی منطِقه إِذا فهِمْتَ ما یقول أَوَّلَ ما یَتَكَلَّم. و أَفصَحَ الأَغْتَمُ إفصاحاً مثله. و یقال للعَربی: أَفصِحْ لی أَی أَبِنْ لی كلامك. و أَعْرَبَ الكلامَ، و أَعْرَبَ به: بیَّنه، أَنشد أَبو زیاد: و إِنی لأَكنی عن قَذورَ بغیرها، و أُعْربُ أَحیاناً، بها، فأُصارِحُ و عَرَّبَه: كأَعْرَبَه. و أَعْرَبَ بِحُجَّتِه أَی أَفصَحَ بها و لم یَتَّقِ أَحداً، قال الكمیت: وجَدْنا لكُمْ، فی آلِ حَم، آیةً، تَأَوَّلَها مِنَّا تَقیٌّ مُعَرِّبُ هكذا أَنشَدَه سیبویه كَمُكَلِّم. و أَورد الأَزهری هذا البیت" … تَقِیٌّ و مُعْرِبُ" و قال: تَقِیٌّ یَتَوقَّی إِظهاره، حَذَرَ أَن یَنالَهُ مكروهٌ من أَعدائكم و مُعْربٌ أَی مُفْصِحٌ بالحق لا یَتَوقَّاهم. و قال الجوهری: مُعْرِبٌ مُفْصِحٌ بالتفصیل، و تَقیٌّ ساكتٌ عنه للتَّقیَّة. قال الأَزهری: و الخطابُ فی هذا لبنی هاشم، حین ظَهَروا علی بنی أُمَیَّة، و الآیةُ قولُه عز و جل: قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبیٰ. عَرَّبَ مَنْطِقَه أَی هَذَّبه من اللَّحْن. و الإِعْراب الذی هو النحو، إِنما هو الإِبانَةُ عن المعانی بالأَلفاظ. و أَعْرَبَ كلامَه إِذا لم یَلْحَنْ فی الإِعراب. و یقال: عرَّبْتُ له الكلامَ تَعْریباً، و أَعْرَبْتُ له إِعراباً إِذا بیَّنته له حتی لا یكون فیه حَضْرَمة. و عَرُبَ الرجلُ «3» یَعْرُبُ عُرْباً و عُرُوباً، عن ثعلب، و عُروبةً و عَرابةً و عُرُوبِیَّة، كفَصُحَ. و عَرِبَ إِذا فَصُحَ بعد لُكْنَةٍ فی لِسانِه. و رجل عَریبٌ مُعْرِبٌ. و عَرَّبه: عَلَّمه العَرَبیَّةَ. و‌فی حدیث الحسنِ أَنه قال له البَتِّیُّ: ما تَقولُ فی رجل رُعِفَ فی الصلاةِ؟ فقال الحسنُ: إنَّ هذا یُعَرِّبُ الناسَ، و هو یقول رُعِفَ، أَی یُعلِّمهم العربیة و یَلْحَنُ، إِنما هو رَعُفَ. و تعریب الاسم الأَعجمی: أَن تَتَفَوَّه به العربُ علی مِنهاجها، تقول: عَرَّبَتْه العربُ، و أَعْرَبَ أَیضاً، و أَعْرَبَ الأَغْتَمُ، و عَرُبَ لسانه، بالضم، عُرُوبةً أَی صار عربیاً، و تَعَرَّبَ و اسْتَعْرَبَ أَفصَحَ، قال الشاعر: ما ذا لَقِینا من المُستَعرِبینَ، و من قِیاسِ نَحْوِهِمُ هذا الذی ابْتَدَعُوا و أَعْرَبَ الرجلُ أَی وُلِدَ له ولَدٌ عربیُّ اللَّوْنِ. و‌فی الحدیث: لا تَنْقُشوا فی خَواتمكم عَربیّاً‌أَی لا تنقشوا فیها محمدٌ رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، لأَنه كان نَقْشَ خاتَمِ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم. و منه‌حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: لا تَنْقُشوا فی خَواتمكم العَربیَّةَ. و كان ابن عمر یَكْرَهُ أن یَنْقُشَ فی الخاتمِ القرآنَ.و عَرَبِیَّةُ الفَرَسِ: عِتْقُه و سلامَتُه من الهُجْنَةِ. و أَعْرَبَ: صَهَلَ، فعُرفَ عِتْقُهُ بصَهیلِه. و الإِعْراب: مَعْرفَتُك بالفَرسِ العربیّ من الهَجین، إِذا صَهَلَ. و خَیْلٌ عِرابٌ مُعْرِبَةٌ، قال الكسائی: و المُعرِبُ من الخیل: الذی لیس فیه عِرْقُ هَجِینٍ، و الأُنثی مُعرِبةٌ، و إِبلٌ عِرابٌ كذلك، و قد قالوا: خیلٌ أَعرُبٌ، و إِبلٌ أَعْرُبٌ، قال: ما كان إِلَّا طَلَقُ الإِهْمادِ، و كَرُّنا بالأَعْرُبِ الجِیادِ
(3). قوله [و عرب الرجل إلخ] بضم الراء كفصح وزناً و معنی قوله و عرب إذا فصح بعد لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول و صرح به فی المصباح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 590
حتی تَحاجَزْنَ عن الرُّوَّادِ، تَحاجُزَ الرِّیِّ و لم تَكادِ حَوَّلَ الإِخْبارَ إِلی المُخاطَبة، و لو أَراد الإِخْبارَ فاتَّزَنَ له، لَقال: و لم تَكَدْ. و‌فی حدیث سَطِیح: تَقودُ خَیْلًا عِراباً‌أَی عَرَبِیَّةً مَنْسُوبةً إِلی العَرب. و فرقوا بین الخیل و الناس، فقالوا فی الناس: عَرَبٌ و أَعْرابٌ، و فی الخیلِ: عِرابٌ. و الإِبل العِراب، و الخیلُ العِرابُ، خلاف البَخاتیِّ و البراذِینِ. و أَعْرَبَ الرجلُ: مَلَكَ خَیْلًا عِراباً، أَو إِبِلًا عِرابا، أَو اكتَسبها، فهو مُعْرِبٌ، قال الجَعْدِیّ‌و یَصْهَلُ فی مِثْلِ جَوْفِ الطَّوِیّ، صَهِیلًا تَبَیَّنَ للمُعْرِبِ یقول: إِذا سمِعَ صَهیلَهُ مَنْ له خَیْلٌ عِرابٌ، عرَفَ أَنه عَرَبیّ. و التعریبُ: أَن یتخذ فرساً عَربِیّاً. و رجل مُعْرِب: معه فرس عَربیّ. و فرس مُعْرِبٌ: خَلَصَتْ عَرَبِیَّته. و عرَّبَ الفرسَ: بَزَّغَه، و ذلك أَن تَنْسِفَ أَسْفَلَ حافِره، و معناه أَنه قد بانَ بذلك ما كان خَفِیّاً من أَمره، لظهوره إِلی مَرْآة العَین، بعد ما كان مَسْتُورا، و بذلك تُعْرَفُ حالُه أَ صُلْبٌ هو أَم رِخْوٌ، و صحیح هو أم سَقِیم. قال الأَزهری: و التَّعْریبُ، تَعْریبُ الفَرس، و هو أَن یُكْوَی علی أَشاعِر حافِره، فی مواضعَ، ثم یُبزَغَ بمِبْزَغٍ بَزْغاً رفیقاً، لا یُؤَثِّر فی عَصَبِه، لیَشْتَدَّ أَشْعَرُه. و عَرَّبَ الدّابةَ: بَزغها علی أَشاعرها، ثم كواها. و الإِعْراب و التَّعْریبُ: الفُحْشُ. و التَّعْرِیبُ، و الإِعْرابُ، و الإِعْرابة، و العَرابة، بالفتح و الكسر: ما قَبُحَ من الكلام. و أَعْربَ الرجلُ: تكلم بالفُحْشِ. و قال ابن عباس فی قوله تعالی: فَلٰا رَفَثَ وَ لٰا فُسُوقَ، هو العِرابةُ فی كلام العَرَب. قال: و العِرابَةُ كأَنه اسم موضوع من التَّعْریب، و هو ما قَبُحَ من الكلام. یقال منه: عَرَّبْتُ و أَعْرَبْت. و منه‌حدیث عطاء: أَنه كرِهَ الإِعْرابَ للمُحْرِم، و هو الإِفْحاشُ فی القول، و الرَّفَثُ. و یقال أَراد به الإیضاحَ و التصریحَ بالهُجْر من الكلام. و‌فی حدیث ابن الزبیر: لا تَحِلُّ العِرَابَةُ للْمُحْرم.و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من المشركین كان یَسُبُّ النبیَّ، صلی اللَّه علیه و سلم، فقال له رجل من المسلمین: و اللَّه لَتَكُفَّنَّ عن شَتْمه، أو لأُرَحِّلَنَّكَ بسیفی هذا، فلم یَزْدَدْ إِلا اسْتِعْراباً، فحمَلَ علیه فَضَربه، و تَعاوی علیه المشركون فقتلوه.الاسْتِعْرابُ: الإِفْحاشُ فی القول. و قال رؤبة یصف نساء: جَمَعْنَ العَفافَ عند الغُرباء، و الإِعْرابَ عند الأَزْواج، و هو ما یُسْتَفْحَشُ من أَلفاظ النكاح و الجماع، فقال: و العُرْبُ فی عَفافة و إِعْراب و هذا كقولهم: خیرُ النساء المُتَبَذِّلةُ لزوجها، الخَفِرَةُ فی قَوْمها.و عَرَّبَ علیه: قَبَّحَ قولَه و فِعلَه، و غَیَّره علیه و رَدَّهُ علیه. و الإِعْرابُ كالتَّعْریبِ. و الإِعرابُ: رَدُّك الرجلَ عن القَبیح. و عَرَّبَ علیه: منَعَه. و أَما‌حدیثُ عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: ما لَكم إِذا رأَیتم الرجلَ یُخَرِّقُ أَعراضَ الناس، أَن لا تُعَرِّبوا علیه، فلیس من التَّعریب الذی جاءَ فی الخَبر، و إِنما هو من قولك: عَرَّبْتُ علی الرَّجُلِ قولَه إِذا قَبَّحته علیه. و قال الأَصمعی و أَبو زید فی قوله: أَن لا تُعَرِّبوا علیه، معناه أَن لا تُفْسدوا علیه كلامه
لسان العرب، ج‌1، ص: 591
و تُقَبِّحوه، و منه قولُ أَوس بنِ حَجَر: و مِثْلُ ابنِ عَثْمٍ إِنْ ذُحُولٌ تُذُكِّرَتْ، و قَتْلی تِیاسٍ، عن صِلاحٍ، تُعَرِّبُ و یروی: یُعَرِّبُ، یعنی أَن هؤلاء الذین قُتِلوا منا، و لم نَثَّئِرْ بهم، و لم نَقْتُل الثَّأْر، إِذا ذُكِرَ دِماؤُهم أَفْسَدَتِ المُصالحَةَ و مَنَعَتْنا عنها. و الصِّلاحُ: المُصالحَةُ. ابن الأَعرابی: التَّعْریبُ التَّبْیینُ و الإِیضاحُ، فی قوله: الثَّیِّبُ تُعَرِّبُ عن نفسها، أَی ما یمنعكم أَن تُصرِّحوا له بالإِنكار، و الرَّدِّ علیه، و لا تَستأْثروا. قال: و التَّعْریبُ المنع و الإنكار، فی‌قوله أَن لا تُعَرِّبوا‌أَی لا تَمْنَعوا. و كذلك قوله عن صِلاحٍ تُعَرِّبُ أَی تَمْنع. و قیل: الفُحْشُ و التَّقْبیحُ، من عَرِبَ الجُرْحُ إِذا فَسَدَ، و منه‌الحدیث: أَن رجلًا أَتاه فقال: إِنَّ ابن أَخی عَرِبَ بَطنُه‌أَی فَسَد، فقال: اسْقِهِ عَسَلًا. و قال شمر: التَّعْریبُ أَن یَتَكلم الرجُلُ بالكلمة، فیُفْحِشَ فیها، أَوْ یُخْطِئَ، فیقول له الآخرُ: لیس كذا، و لكنه كذا للذی هو أَصوبُ. أَراد معنی‌حدیث عمر أَن لا تُعَرِّبوا علیه.قال: و التَّعریب مثلُ الإِعْراب من الفُحْش فی الكلام. و‌فی حدیث بعضِهم: ما أُوتِیَ أَحدٌ من مُعَارَبةِ النساء ما أُوتِیتُه أَنا، كأَنه أَراد أَسباب الجماع و مُقَدَّماتِه. و عَرِبَ الرجلُ عَرَباً، فهو عَرِبٌ: اتَّخَمَ. و عَرِبَتْ مَعِدَتُه، بالكسر، عَرَباً: فسَدَتْ، و قیل: فَسَدَتْ مما یَحْمِلُ علیها، مثل ذَرِبَتْ ذرَباً، فهی عَرِبَةٌ و ذَرِبةٌ. و عَرِبَ الجُرْحُ عَرَباً، و حَبِطَ حَبطاً: بَقِیَ فیه أَثرٌ بعد البُرْءِ، و نُكْسٌ و غُفْرٌ. و عَرِبَ السَّنامُ عَرَباً إِذا وَرِمَ و تَقَیَّح. و التَّعْریبُ: تَمْریضُ العَرِبِ، و هو الذَّرِبُ المَعِدةِ، قال: الأَزهری: و یُحْتَمَلُ أَن یكون التَّعْرِیبُ علی مَن یقول بلسانه المُنْكَر من هذا، لأَنه یُفْسِدُ علیه كلامه، كما فَسَدَت مَعدَتُه. قال أَبو زید الأَنصاری: فعلتُ كذا و كذا، فما عَرَّبَ علیَّ أَحَدٌ أَی ما غَیَّرَ علیَّ أَحدٌ. و العِرابة و الإِعْرابُ: النكاح، و قیل: التَّعْریضُ به. و العَرِبةُ و العَرُوبُ: كلتاهما المرأَة الضَّحَّاكة، و قیل: هی المُتَحَبِّبةُ إِلی زَوجها، المُظهِرة له ذلك، و بذلك فُسِّر قولُه، عز و جل: عُرُباً أَتْرٰاباً، و قیل: هی العاشقة له. و‌فی حدیث عائشة: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجارِیةِ العَرِبةِ، قال ابن الأَثیر: هی الحَریصة علی اللَّهْو، فأَما العُرُب: فجمع عَروب، و هی المرأَة الحَسْناءُ المتحببة إِلی زوجها، و قیل: العُرُبُ الغَنِجاتُ، و قیل: المُغْتَلِمات، و قیل: العَواشِقُ، و قیل: هی الشَّكِلاتُ، بلُغةِ أَهلِ مَكة، و المَغْنُوجات، بلُغةِ أَهلِ المدینة. و العَرُوبةُ: مثل العَرُوب فی صفةِ النساءِ. و قال اللحیانی: هی العاشِقُ الغَلِمةُ، و هی العَرُوبُ أَیضا. ابن الأَعرابی قال: العَرُوبُ المُطِیعةُ لزوجها، المُتَحَبِّبَةُ إِلیه. قال: و العَرُوب أَیضاً العاصِیةُ لزوجها، الخائنةُ بفَرْجها، الفاسدةُ فی نَفْسها، و أَنشد: فما خَلَفٌ، من أُمِّ عِمْرانَ، سَلْفَعٌ، من السُّودِ، وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ «1» قال ابن سیدة: و أَنشد ثعلب هذا البیت، و لم یفسره، قال: و عندی أَن عَرُوب فی هذا البیت
(1). قوله" ورهاء العنان" هو من المعانة، و هی المعارضة من عنّ لی كذا أی عرض لی، قاله فی التكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 592
الضَّحَّاكة، و هم یَعِیبُون النساءَ بالضَّحِك الكثیر. و جمع العَرِبة: عَرِباتٌ، و جمعُ العَرُوب: عُرُبٌ، قال: أَعْدَی بها العَرِباتُ البُدَّنُ العُرُبُ و تَعَرَّبَتِ المرأَةُ للرجل: تَغَزَّلَتْ. و أَعْرَبَ الرجلُ: تَزَوَّجَ امرأَة عَرُوباً. و العَرَبُ: النَّشاطُ و الأَرَنُ. و عَرِبَ عَرابةً: نشِطَ، قال: كلُّ طِمِرٍّ غَذَوانٍ عَرَبُه و یُروی: عَدَوانٍ. و ماءٌ عَرِبٌ: كثیرٌ. و التَّعْریبُ: الإِكثارُ من شُرْب العَرِبِ، و هو الكثیر من الماءِ الصافی. و نَهْر عَرِبٌ: غَمْرٌ. و بئر عَرِبة: كثیرةُ الماءِ، و الفعلُ من كل ذلك عَرِبَ عَرَباً، فهو عارِبٌ و عارِبةٌ. و العَرَبةُ، بالتحریك: النهر الشدید الجَریِ. و الْعَرَبةُ أَیضاً: النَّفْسُ، قال ابن میادة: لمَّا أَتَیْتُكَ أَرْجُو فَضْلَ نائِلِكُمْ، نَفَحْتَنی نَفْحةً طابتْ لها العَرَبُ «1» و العَرَباتُ: سُفُن رواكدُ، كانت فی دِجْلَة، واحِدَتُها، علی لفظ ما تَقَدَّمَ، عَرَبَةٌ. و التَّعْریبُ: قَطْع سَعَفِ النخل، و هو التَّشْذیبُ. و العِرْبُ: یَبیسُ البُهْمَی خاصَّة، و قیل: یَبیسُ كلِّ بَقْلٍ، الواحدة عِرْبة، و قیل: عِرْبُ البُهْمی شَوْكُها. و العَرَبیّ: شعیر أَبیضُ، و سُنْبُله حَرْفان عَریض، و حَبُّه كِبارٌ، أَكبر من شعیر العِراق، و هو أَجودُ الشعیر. و ما بالدار عَریبٌ و مُعْرِبٌ أَی أَحَدٌ، الذكر و الأُنثی فیه سواءٌ، و لا یقال فی غیر النفی. و أَعْرَبَ سَقْیُ القوم إِذا كان مرة غِبّاً، و مرة خِمساً، ثم قام علی وجه واحد. ابن الأَعرابی: العَرَّاب الذی یعمل العَراباتِ، واحِدَتُها عَرابة، و هی شُمُلُ ضُروعِ الغَنَمِ. و عَرِبَ الرجلُ إِذا غَرِقَ فی الدُّنیا. و العُرْبانُ و العُرْبُونُ و العَرَبُونُ: كلُّه ما عُقِدَ به البَیْعَةُ من الثَّمَنِ، أَعْجَمِیٌّ أُعْرِب. قال الفراءُ: أَعْرَبْتُ إِعْراباً، و عَرَّبْت تَعْریبا إِذا أَعْطَیْتَ العُرْبانَ. وَ‌رُوی عن عطاء أَنه كان یَنْهی عن الإِعراب فی البیع.قال شمر: الإِعراب فی البیع أَن یقول الرجلُ للرجل: إِن لم آخُذْ هذا البیع بكذا، فلك كذا و كذا من مالی. و‌فی الحدیث أَنه نهی عن بیع العُرْبانِ، هو أَن یَشْتَری السِّلْعةَ، و یَدْفَعَ إلی صاحبها شیئاً علی أَنه إِن أَمضَی البیعَ حُسِبَ من الثمن، و إِن لم یُمْضِ البیعَ كان لصاحِبِ السِّلْعةِ، و لم یَرْتَجِعْه المشتری. یقال: أَعْرَبَ فی كذا، و عَرَّبَ، و عَرْبَنَ، و هو عُرْبانٌ، و عُرْبُون، و عَرَبُون، و قیل: سُمی بذلك، لأَن فیه إِعراباً لعَقْدِ البیع أَی إِصلاحا و إِزالةَ فسادٍ لئلا یملكُه غیرُه باشترائه، و هو بیع باطل عند الفقهاءِ، لِما فیه من الشرط و الغَرَر، و أَجازه أَحمد، و رُوی عن ابن عمر إِجازتُه. قال ابن الأَثیر: و حدیثُ النَّهْی منقطع. و‌فی حدیث عُمَر: أَنَّ عامله بمكة اشْتَری داراً للسِّجْنِ بأَربعة
(1). قوله [لما أتیتك إلخ] كذا أَنشده الجوهری. و قال الصاغانی: البیت مغیر و هو لابن میادة یمدح الولید بن یزید، و الروایة: لما أتیتك من نجد و ساكنه نفحت لی نفحة طارت بها العرب
لسان العرب، ج‌1، ص: 593
آلاف، و أَعْرَبوا فیها أَربعَمائة‌أَی أَسْلَفُوا، و هو من العُرْبانِ. و‌فی حدیث عطاءٍ: أَنه كان یَنْهَی عن الإِعرابِ فی البیع.و یقال: أَلْقَی فلان عَرَبُونه، إِذا أَحدَثَ. و عَروبَةُ و العَرُوبَةُ: كلتاهما الجُمعة. و فی الصحاح: یوم العَروبة، بالإِضافة، و هو من أَسمائهم القدیمة، قال: أُؤَمِّلُ أَن أَعِیشَ، و أَنَّ یَومِی بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التالی دُبارِ، فإِنْ أَفُتْهُ، فَمُؤْنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِیارِ أَراد: فبِمُؤْنِس، و ترَكَ صَرْفَه علی اللغة العادِیَّةِ القدیمة. و إِن شئْتَ جَعَلْتَه علی لُغَةِ مَن رَأَی تَرْكَ صَرْفِ مَا یَنْصَرف، أَ لا تری أَن بعضَهم قد وَجَّه قولَ الشاعر: … و ممن وَلَدُوا: عامِرُ ذُو الطُّولِ و ذو العَرْضِ علی ذلك. قال أَبو موسی الحامِضُ: قلت لأَبی العباس: هذا الشِّعْرُ مَوْضُوعٌ. قال: لمَ؟ قلت: لأَن مُؤْنِساً، و جُباراً، و دُباراً، و شِیاراً تَنْصَرفُ، و قد تَرَكَ صَرْفَها. فقال: هذا جائز فی الكلام، فكیف فی الشعر؟ و‌فی حدیث الجمعة: كانت تسمی عَرُوبةَ، هو اسم قدیم لها، و كأَنه لیس بعربیّ. یُقال: یومُ عَروبةٍ، و یوم العَرُوبةِ، و الأَفصحُ أَن لا یدخلها الأَلفُ و اللام. قال السُّهَیلی فی الرَّوْض الأُنُفِ: كَعْبُ بن لُؤَیٍّ جَدّ سیدنا رسولِ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، أَوَّلُ من جَمَّعَ یوم العَروبة، و لم تُسَمَّ العَروبة، إِلا مُذْ جاءَ الإِسلام، و هو أَوَّلُ من سماها الجمعة، فكانت قریش تجتمع إِلیه فی هذا الیوم، فیَخْطُبُهم و یُذكِّرُهم بمَبْعثِ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و یُعْلِمهم أَنه من ولده، و یَأْمُرهم باتِّباعه و الإِیمان به، و ینشد فی هذا أَبیاتاً، منها: یا لَیْتَنی شاهدٌ فَحْواءَ دَعْوَتهِ، إِذا قُرَیْشٌ تُبَغِّی الخَلْقَ خِذْلانا قال ابن الأَثیر: و عَرُوباً اسم السماء السابعة. و العَبْرَبُ: السُمَّاقُ. و قدر عَرَبْرَبِیَّة و عَبْرَبِیة أَی سُمَّاقِیَّةٌ، و‌فی حدیث الحجاج، قال لطبّاخِه: اتّخِذْ لَنا عَبْرَبیةً و أَكْثِر فَیْجَنَها.العَبْرَبُ: السُّمَّاقُ، و الفَیْجَنُ: السَّذَابُ. و العَرَابُ: حَمْل الخَزَمِ، و هو شَجَر یُفْتَلُ من لِحائِه الحِبالُ، الواحدةُ عَرابةٌ، تأْكله القُرود، و ربما أَكله الناسُ فی المَجاعة. و العَرَباتُ: طریقٌ فی جبل بطریق مصر. و عَرِیبٌ: حَیٌّ من الیَمَن. و ابن العَرُوبةِ: رجل معروف. و فی الصحاح: ابن أَبی العَرُوبةِ، بالأَلف و اللام. و یَعْرُبُ: اسم. و عَرَابَة، بالفتح: اسم رجل من الأَنصار من الأَوْس، قال الشماخ: «1» إِذا ما رایةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ. تَلَقَّاها عَرابةُ بالیَمینِ «2»

عرتب؛ ج1، ص: 593

: العَرْتَبةُ: الأَنْفُ، و قیل: ما لانَ منه، و قیل: هی الدائرةُ تحته فی وَسَطِ الشفةِ. الأَزهری:
(1). قوله [قال الشماخ] ذكر المبرد و غیره أَن الشماخ خرج یرید المدینة، فلقیه عرابة بن أوس، فسأَله عما أقدمه المدینة فقال: أردت أن أمتار لأَهلی، و كان معه بعیران فأوقرهما عرابة تمراً و براً، و كساه و أكرمه، فخرج من المدینة و امتدحه بالقصیدة التی یقول فیها: رأیت عرابة الأَوسیّ یسمو إلی الخیرات، منقطع القرین (2). [إذا ما رایة إلخ] فالبیت لیس للحطیئة كما زعم الجوهری، أفاده الصاغانی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 594
و یقال للدائرة التی عند الأَنف، وَسَطَ الشَّفَةِ العُلْیا: العَرْتَمَةُ، و العَرْتَبةُ، لغة فیها. الجوهری: سأَلتُ عنها أَعرابیاً من أَسَد، فوَضَع أُصْبُعَه علی وَتَرةِ أَنفه.

عرزب؛ ج1، ص: 594

: العَرْزَبُ: المُخْتَلِطُ الشَّدید. و العَرْزَبُ: الصُّلْبُ.

عرطب؛ ج1، ص: 594

: العَرْطَبةُ: طَبْلُ الحَبَشة. و العَرْطَبَة و العُرْطُبة، جمیعاً: اسم للعُود، عُودِ اللَّهْوِ. و‌فی الحدیث: إن اللّه یغفر لكل مُذْنِبٍ، إِلَّا لصاحب عَرْطَبةٍ أَو كُوبةٍ؛ العَرْطَبة، بالفتح و الضم: العُود، و قیل: الطُّنْبورُ.

عرقب؛ ج1، ص: 594

: العُرْقُوب: العَصَبُ الغلیظُ، المُوَتَّرُ، فوق عَقِبِ الإِنسان. و عُرْقُوبُ الدابة فی رجلها، بمنزلة الرُّكْبة فی یدها؛ قال أَبو دُواد: حَدیدُ الطَّرْفِ و المَنْكِبِ و العُرْقُوب و القَلْبِ قال الأَصمعی: و كل ذی أَربع، عُرْقُوباه فی رجلیه، و رُكبتاه فی یدیه. و العُرْقُوبانِ من الفرس: ما ضَمَّ مُلْتَقَی الوَظِیفَین و الساقَیْن من مآخِرِهما، من العَصَب؛ و هو من الإِنسان، ما ضَمَّ أَسفَل الساقِ و القَدَم. و عَرْقَبَ الدابة: قَطَعَ عُرْقُوبَها. و تَعَرْقَبَها: ركبها من خَلْفها. الأَزهری: العُرْقُوب عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الكعبین، و منه‌قول النبی، صلی اللّه علیه و سلم: ویْلٌ للعَراقِیبِ من النارِ، یعنی فی الوُضوءِ. و‌فی حدیث القاسم، كان یقول للجَزَّارِ: لا تُعَرْقِبْها‌أَی لا تَقْطَعْ عُرْقُوبَها، و هو الوَتَرُ الذی خَلْفَ الكعبین مِن مَفْصِل القدم و الساق، من ذوات الأَربع؛ و هو من الإِنسان فُوَیْقَ العَقِب. و عُرْقُوبُ القَطا: ساقُها، و هو مما یُبالَغُ به فی القِصَر، فیقال: یومٌ أَقْصَرُ من عُرقُوبِ القَطا؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانیُّ: و نَبْلِی و فُقَاها كعَراقِیبِ قَطاً طُحْلِ … قال ابن بری: ذكر أَبو سعید السیرافیّ، فی أَخبار النحویین، أَن هذا البیت لإمرئِ القیس بن عابس؛ و ذَكَر قبله أَبیاتاً و هی: أَیا تَمْلِكُ یا تَمْلِی ذَرینی و ذَری عَذْلی، ذَرینی و سِلاحی، ثُم شُدِّی الكَفَّ بالعُزلِ، و نَبْلِی و فُقاها كعَراقیبِ قَطاً طُحْلِ، و ثَوْبایَ جَدیدانِ، و أُرخی شَرَكَ النَّعْلِ، و منی نظْرَةٌ خَلْفی، و مِنِّی نَظْرةٌ قبْلی، فإِمَّا مِتُّ یا تَمْلِی، فَمُوتِی حُرَّةً مِثْلی و زاد فی هذه الأَبیات غیره: و قد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَةَ، لا یَدْمَی لها نَصْلی و قد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَةَ، تَنْفی سَنَنَ الرِّجْلِ كَجَیْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْهاءِ، رِیعَتْ و هی تَسْتَفْلِی قال: و الذی ذكره السیرافیّ فی تاریخ النحویین: سَنَنَ الرِّجْل، بالراءِ، قال: و معناه أَن الدم یسیل علی رِجْله، فیُخْفِی آثارَ وَطْئِها. و عُرْقُوبُ الوادِی: ما انْحَنَی منه و التَوَی، و العُرْقُوبُ مِن الوادی: موضع فیه انْحِناءٌ و التِواءٌ شدیدٌ. و العُرْقُوب: طَریقٌ فی الجَبل؛ قال الفراء: یُقال ما أَكْثَرَ عَراقیبَ هذا الجبل، و هی الطُّرُقُ الضَّیِّقةُ فی مَتْنِه، قال الشاعر: و مَخُوفٍ، من المناهِلِ، وَحْشٍ ذِی عَراقیبَ، آجِنٍ مِدْفانِ لسان العرب، ج‌1، ص: 595
و العُرْقُوبُ: طریقٌ ضَیّقٌ یكون فی الوَادی البعیدِ القَعْرِ، لا یَمْشِی فیه إِلا واحدٌ. أَبو خَیْرة: العُرْقُوبُ و العَراقِیبُ، خَیاشیم الجبالِ و أَطرافُها، و هی أَبْعدُ الطُّرق، لأَنك تَتَّبِع أَسْهَلَها أَیْنَ كان. و تَعَرقَبْتُ إِذا أَخَذْتَ فی تلك الطُّرُق. و تَعَرْقَبَ لخصْمِه إِذا أَخَذَ فی طَریق تَخْفی علیه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا حَبَا قُفٌّ له تَعَرْقَبا معناه: أَخَذَ فی آخَرَ، أَسْهَلَ منه؛ و أَنشد: إِذا مَنْطِقٌ زَلَّ عن صاحِبی، تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذا مُعْتَقَبْ أَی أَخَذْتُ فی مَنْطِقٍ آخَرَ أَسْهَلَ منه. و یُرْوَی تَعَقَّبْتُ. و عَراقیبُ الأُمور، و عَراقیلُها: عظامُها، و صعابُها، و عَصاویدُها، و ما دَخَلَ من اللَّبْس فیها، واحدُها عُرْقُوب. و فی المثل: الشَّرُّ أَلْجأَهُ إِلی مُخِّ العُرْقُوبِ. و قالوا: شَرٌّ ما أَجاءَك إِلی مُخَّة عُرْقُوبٍ؛ یُضْرَبُ هذا، عند طَلبِكَ إِلی اللَّئِیم، أَعْطاكَ أَو مَنَعك. و فی النوادر: عَرْقَبْتُ للبعیر، و عَلَّیْتُ له إِذا أَعَنْتَه بِرَفْعٍ. و یُقال: عَرْقِبْ لبعیرِك أَی ارْفَعْ بعُرْقُوبِه حتی یقُومَ. و العَرَبُ تسمی الشِّقِرَّاقَ: طَیْرَ العَراقیبِ، و هم یَتَشاءَمون به، و منه قول الشاعر: إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِیهِ، ابنَ مُدْرِكٍ، فلاقَیْتِ مِن طَیرِ العَراقیبِ أَخْیَلا و تقول العربُ إِذا وقَعَ الأَخْیَلُ علی البَعِیر: لَیُكْسَفَنَّ عُرْقوباه. أَبو عمرو: تقول إِذا أَعْیاكَ غَریمُكَ فَعَرْقِبْ أَی احْتَلْ؛ و منه قول الشاعر: و لا یُعْیِیكَ عُرْقُوبٌ لِوَأْیٍ، إِذا لم یُعْطِكَ، النَّصَفَ، الخَصِیمُ و من أَمثالهم فی خُلْفِ الوَعْدِ: مواعِیدُ عُرْقوب. و عُرْقُوبٌ: اسم رجل من العَمالِقة؛ قیل هو عُرْقُوبُ بن مَعْبَدٍ، كان أَكذبَ أَهل زمانه؛ ضَرَبَتْ به العَرَبُ المَثَلَ فی الخُلْف، فقالوا: مَواعِیدُ عُرْقوبٍ. و ذلك أَنه أَتاه أَخٌ له یسأَله شیئاً، فقال له عُرْقوبٌ: إِذا أَطْلَعَتْ هذه النخلةُ، فلكَ طَلْعُها؛ فلما أَطْلَعَتْ، أَتاه للعِدَةِ، فقال له: دَعْها حتی تصیرَ بَلَحاً، فلما أَبْلَحَتْ قال: دَعْها حتی تَصیرَ زَهْواً، فلما أَبْسَرَتْ قال: دَعْها حتی تَصیر رُطَباً، فلما أَرْطَبَتْ قال: دَعْها حتی تصیر تمراً، فلما أَتْمَرَتْ عَمدَ إِلیها عُرْقُوبٌ من اللیل، فَجَدَّها، و لم یُعْطِ أَخاه منه شیئاً، فصارت مَثَلًا فی إِخْلاف الوعد؛ و فیه یقول الأَشْجَعی: وعَدْتَ، و كان الخُلْفُ منكَ سَجِیَّةً، مَواعیدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بیَتْرَبِ بالتاءِ، و هی بالیمامة؛ و یروی … بیَثْرِبِ و هی المدینة نَفسُها؛ و الأَوَّلُ أَصَحّ، و به فُسِّر قول كعب بن زهیر: كانتْ مَواعِیدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلًا، و ما مَواعِیدُها إِلَّا الأَباطیلُ و عُرْقُوبٌ: فرس زیدِ الفَوارِسِ الضَّبِّیِّ:

عزب؛ ج1، ص: 595

: رجل عَزَبٌ و مِعْزابة: لا أَهل له؛ و نظیرهُ: مِطْرابة، و مِطْواعة، و مِجْذامة، و مِقْدامة. و امرأَة عَزبَةٌ و عَزَبٌ: لا زَوْجَ لها؛ قال الشاعر فی صفة امرأَة «3»:
(3). قوله [قال الشاعر فی صفة امرأة إلخ] هو العجیر السلولی، بالتصغیر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 596
إِذا العَزَبُ الهَوْجاءُ بالعِطْرِ نافَحَتْ، بَدَتْ شَمْسُ دَجْنٍ طَلَّةً ما تَعَطَّرُ و قال الراجز: یا مَنْ یَدُلُّ عَزَباً علی عَزَبْ، علی ابْنَةِ الحُمارِسِ الشَّیْخِ الأَزَبّ قوله: الشیخ الأَزَبّ أَی الكَریهُ الذی لا یُدْنی من حُرْمَتِه. و رجلان عَزَبانِ، و الجمع أَعْزابٌ. و العُزَّابُ: الذین لا أَزواجَ لهم، من الرجال و النساءِ. و قد عَزَبَ یَعْزُبُ عُزوبةً، فهو عازِبٌ، و جمعه عُزّابٌ، و الاسم العُزْبة و العُزُوبة، و لا یُقال: رجل أَعْزَبُ، و أَجازه بعضهم. و یُقال: إِنه لَعَزَبٌ لَزَبٌ، و إِنها لَعَزَبة لَزَبة. و العَزَبُ اسم للجمع، كخادمٍ و خَدَمٍ، و رائِحٍ و رَوَحٍ؛ و كذلك العَزیبُ اسم للجمع كالغَزِیِّ. و تَعَزَّبَ بعد التأَهُّلِ، و تَعَزَّبَ فلانٌ زماناً ثم تأَهل، و تَعَزَّبَ الرجل: تَرَك النكاحَ، و كذلك المرأَةُ. و المِعْزابةُ: الذی طالتْ عُزُوبَتُه، حتی ما لَه فی الأَهلِ من حاجة؛ قال: و لیس فی الصفاتِ مِفْعالة غیر هذه الكلمة. قال الفراء: ما كان من مِفْعالٍ، كان مؤَنثه بغیر هاء، لأَنه انْعَدَلَ عن النُّعوت انْعِدالًا أَشدَّ من صبور و شكور، و ما أَشبههما، مما لا یؤنث، و لأَنه شُبِّهَ بالمصادر لدخولِ الهاءِ فیه؛ یقال: امرأَة مِحْماقٌ و مِذْكار و مِعطارٌ. قال و قد قیل: رجل مِجْذامةٌ إِذا كان قاطعاً للأُمور، جاءَ علی غیر قیاس، و إِنما زادوا فیه الهاء، لأَن العَرَبَ تُدْخِل الهاء فی المذكر، علی جهتین: إِحداهما المدح، و الأُخری الذم، إِذا بولغ فی الوصف. قال الأَزهری: و المِعْزابة دخلتها الهاء للمبالغة أَیضاً، و هو عندی الرجل الذی یُكثر النُّهوضَ فی مالِه العَزیبِ، یَتَتَبَّعُ مَساقطَ الغَیْثِ، و أُنُفَ الكَلإِ؛ و هو مدْحٌ بالِغٌ علی هذا المعنی. و المِعْزابَةُ: الرجلُ یَعْزُبُ بماشیته عن الناس فی المَرْعَی. و‌فی الحدیث: أَنه بَعَثَ بَعْثاً فَأَصْبَحوا بأَرْضٍ عَزُوبة بَجْراءَ‌أَی بأَرضٍ بعیدةِ المَرْعَی، قلیلَتِه؛ و الهاء فیها للمبالغة، مثلُها فی فَرُوقَةٍ و مَلُولة. و عازِبةُ الرَّجُل «1»، و مِعْزَبَتُه، و رُبْضُه، و مُحَصِّنَتُه، و حاصِنَته، و حاضِنَتُه، و قابِلَتُه، و لِحافُه: امرأَتُه. و عَزَبَتْه تَعزُبه، و عَزَّبَتْه: قامت بأُموره. قال ثعلب: و لا تكون المُعَزِّبةُ إِلّا غریبةً؛ قال الأَزهری: و مُعَزِّبةُ الرجل: امرأَتُه یَأْوی إِلیها، فتقوم بإِصلاح طعامه، و حِفظِ أَداته. و یقال: ما لفلان مُعَزِّبة تُقَعِّدُه. و یقال: لیس لفلان امرأَة تُعَزِّبه أَی تُذْهِبُ عُزُوبتَه بالنكاح؛ مثل قولك: هی تُمَرِّضُه أَی تَقُوم علیه فی مرضه. و فی نوادر الأَعراب: فلانٌ یُعَزِّبُ فلاناً، و یُرْبِضُه، و یُرَبِّصُه: یكون له مثلَ الخازن. و أَعْزَبَ عنه حِلْمُه، و عَزَبَ عنه یَعْزُبُ عُزوباً: ذهَب. و أَعْزَبَه اللّهُ: أَذْهَبَه. و قوله تعالی: عٰالِمِ الْغَیْبِ لٰا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقٰالُ ذَرَّةٍ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ لٰا فِی الْأَرْضِ؛ معناه لا یَغِیبُ عن عِلْمِه شی‌ءٌ. و فیه لغتان: عَزَبَ یَعْزُب، و یَعْزِبُ إِذا غابَ؛ و أَنشد: و أَعْزَبْتَ حِلْمِی بعد ما كان أَعْزَبا
(1). قوله [و عازبة الرجل] امرأته أو أمته، و ضُبطت المعزبة بكسر فسكون كمِغرفة، و بضم ففتح فكسر مثقلًا كما فی التهذیب و التكملة، و اقتصر المجد علی الضبط الأَول و الجمع المعازب، و أشبع أبو خراش الكسرة فولد یاء حیث یقول: بصاحب لا تنال الدهر غرّته إذا افتلی الهدف القنَّ المعازیب افتلی: اقتطع. و الهدف: الثقیل أی إذا شغل الإِماء الهدف القنّ انتهی. التكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 597
جَعل أَعْزَبَ لازماً و واقعاً، و مثله أَمْلَقَ الرجلُ إِذا أَعْدَم، و أَمْلَقَ مالَه الحوادثُ. و العازِبُ من الكَلإِ: البعیدُ المَطْلَب؛ و أَنشد: و عازِبٍ نَوَّرَ فی خَلائِه و المُعْزِبُ: طالِبُ الكَلإِ. و كَلأٌ عازِبٌ: لم یُرْعَ قَطُّ، و لا وُطِئَ. و أَعْزَبَ القومُ إِذا أَصابوا كَلأً عازِباً. و عَزَبَ عنی فلانٌ، یَعْزُبُ و یَعْزِبُ عُزوباً: غابَ و بَعُدَ. و قالوا: رجلٌ عَزَبٌ للَّذی یَعْزُبُ فی الأَرضِ. و‌فی حدیث أَبی ذَرّ: كُنتُ أَعْزُبُ عن الماءِ‌أَی أُبْعِدُ؛ و فی حدیث عاتكة: فهُنَّ هَواءٌ، و الحُلُومُ عَوازِبُ جمع عازب أَی إِنها خالیة، بعیدةُ العُقُول. و‌فی حدیث ابن الأَكْوَع، لما أَقامَ بالرَّبَذَةِ، قال له الحجاجُ: ارْتَدَدْتَ علی عَقِبَیْكَ تَعَزَّبْتَ. قال: لا، و لكن رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَذِنَ لی فی البَدْوِ.و أَراد: بَعُدْتَ عن الجماعات و الجُمُعاتِ بسُكْنی البادیة؛ و یُروی بالراءِ. و‌فی الحدیث: كما تَتراءَوْنَ الكَوْكَبَ العازِبَ فی الأُفُق؛ هكذا جاءَ فی روایة أَی البعیدَ، و المعروف الغارِب، بالغین المعجمة و الراء، و الغابر، بالباء الموحدة. و عَزَبَتِ الإِبلُ: أَبْعَدَتْ فی المَرعَی لا تروح. و أَعْزَبَها صاحِبُها، و عَزَّبَ إِبلَه، و أَعْزَبَها: بَیَّتها فی المَرْعَی، و لم یُرِحْها. و‌فی حدیث أَبی بكر: كان له غَنَمٌ، فأَمَرَ عامرَ بن فُهَیْرة أَن یَعْزُبَ بها‌أَی یُبْعدَ بها فی المَرْعی. و یروی یُعَزّبَ، بالتشدید، أَی یَذْهَبَ بها إِلی عازبٍ من الكَلإِ. و تَعَزَّب هو: باتَ معها. و أَعْزَبَ القومُ، فهم مُعْزِبون أَی عَزَبَتْ إِبلُهم. و عَزَبَ الرجلُ بإِبله إِذا رعاها بعیداً من الدار التی حَلَّ بها الحَیُّ، لا یأْوی إِلیهم؛ و هو مِعْزابٌ و مِعْزابة، و كلُّ مُنْفرد عَزَبٌ. و‌فی الحدیث: أَنهم كانوا فی سفر مع النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فسَمِعَ منادیاً، فقال: انْظُروه تَجِدوه مُعْزِباً، أَو مُكْلِئاً؛ قال: هو الذی عَزَبَ عن أَهله فی إِبله‌أَی غاب. و العَزِیبُ: المالُ العازبُ عن الحَیّ؛ قال الأَزهری: سمعته من العرب. و من أَمثالِهِم: إِنما اشْتَرَیْتُ الغَنَمَ حِذارَ العازِبةِ؛ و العازبةُ الإِبلُ. قاله رجل كانت له إِبل فباعها، و اشتری غنماً لئلا تَعْزِبَ عنه، فعَزَبَتْ غنمه، فعاتَبَ علی عُزُوبها؛ یقال ذلك لمن تَرَفَّقَ أَهْوَنَ الأُمورِ مَؤونةً، فلَزِمَه فیه مشقةٌ لم یَحْتَسِبْها. و العَزیبُ، من الإِبل و الشاءِ: التی تَعْزُبُ عن أَهلها فی المَرْعَی؛ قال: و ما أَهْلُ العَمُودِ لنَا بأَهْلٍ، و لا النَّعَمُ العَزِیبُ لنا بمالِ و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبدٍ: و الشاءُ عازِبٌ حِیَالٌ‌أَی بَعِیدَةُ المَرْعَی، لا تأْوی إِلی المنزل إِلَّا فی اللیل. و الحِیالُ: جمع حائل، و هی التی لم تَحْمِلْ. و إِبل عَزِیبٌ: لا تَرُوحُ علی الحَیِّ، و هو جمع عازب، مثل غازٍ و غَزِیٍّ. و سَوَامٌ مُعَزَّبٌ، بالتشدید، إِذا عُزِّبَ به عن الدار، و المِعْزابُ من الرجال: الذی تَعَزَّبَ عن أَهلِه فی ماله؛ قال أَبو ذؤَیب: إِذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رأْسَه، و أَعْجَبه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ و هِراوةُ الأَعْزاب: هِرَاوة الذین یُبْعِدُون بإِبلهم
لسان العرب، ج‌1، ص: 598
فی المَرْعَی، و یُشَبَّهُ بها الفَرَسُ. قال الأَزهری: و هِرَاوةُ الأَعْزَابِ فَرسٌ كانت مشهورةً فی الجاهلیة، ذكرها لبیدٌ «1» و غیره من قُدَماءِ الشعراء. و‌فی الحدیث: من قَرَأَ القرآن فی أَربعین لیلة، فقد عَزَّبَ‌أَی بَعُدَ عَهْدُه بما ابْتَدَأَ منه، و أَبْطَأَ فی تِلاوَتهِ. و عَزَبَ یَعْزُبُ، فهو عازِبٌ: أَبْعَدَ. و عَزَبَ طُهْرُ المرأَةِ إِذا غابَ عنها زوجها؛ قال النابغة الذُّبیانیّ: شُعَبُ العِلافِیَّاتِ بین فُروجِهِمْ، و المُحْصَنَاتُ عَوَازِبُ الأَطْهارِ العِلافِیَّاتُ: رِحال منسوبة إِلی عِلافٍ، رجل من قُضاعةَ كان یَصْنَعُها. و الفُروج: جمع فَرْج، و هو ما بین الرجلین. یرید أَنهم آثروا الغَزْوَ علی أَطْهارِ نسائهم. و عَزَبَتِ الأَرضُ إِذا لم یكن بها أَحدٌ، مُخْصِبةً كانت، أَو مُجْدِبةً.

عزلب؛ ج1، ص: 598

: العَزْلَبَةُ: النكاح؛ حكاه ابن درید، قال: و لا أَحُقُّه.

عسب؛ ج1، ص: 598

: العَسْبُ: طَرْقُ الفَحْلِ أَی ضِرابُه. یقال: عَسَبَ الفَحلُ الناقةَ یَعْسِبُها، و یقال: إِنه لشدید العَسْب، و قد یُسْتَعار للناس؛ قال زهیر فی عبدٍ له یُدْعَی یَساراً؛ أَسَرَه قومٌ، فهَجَاهم: و لو لا عَسْبُه لرَدَدْتُموه، و شَرُّ مَنِیحةٍ أَیْرٌ مُعارُ «2» و قیل: العَسْبُ ماء الفَحْلِ، فرساً كان، أَو بعیراً، و لا یَتَصَرَّفُ منه فِعْلٌ. و قَطَعَ اللّهُ عَسْبَه و عُسْبَه أَی ماءَه و نَسْلَه. و یقال للوَلد: عَسْبٌ؛ قال كُثَیِّرٌ یصف خَیْلًا، أَزْلَقَتْ ما فی بُطُونِها مِن أَولادها، من التَّعَب: یُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِیِّ و ناصِحٍ، تَخُصُّ به أُمُّ الطَّرِیقِ عِیالَها العَسْبُ: الوَلَدُ، أَو ماءُ الفَحْل. یعنی: أَن هذه الخیلَ تَرْمی بأَجِنَّتِها من هذین الفَحْلین، فتأْكلُها الطیر و السباعُ. و أُمُّ الطریق، هنا: الضَّبُعُ. و أُمُّ الطریق أَیضاً: مُعْظَمُه. و أَعْسَبَهُ جَمَلَه: أَعارَه إِیاه؛ عن اللحیانی. و اسْتَعْسَبه إِیاه: اسْتَعاره منه؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: أَقْبَلَ یَردی مُغارَ ذِی الحِصانِ إِلی مُسْتَعْسِبٍ، أَرِبٍ منه بتَمْهِینِ و العَسْبُ: الكِراء الذی یُؤْخَذ علی ضَرْبِ الفَحْل. و عَسَبَ الرجلَ یَعْسِبُه عَسْباً: أَعطاه الكِراءَ علی الضِّرابِ. و‌فی الحدیث: نَهَی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، عن عَسْبِ الفَحْل.تقول: عَسَبَ فَحْلَه یَعْسِبُه أَی أَكراه. عَسْبُ الفَحْل: ماؤُه، فرساً كان أَو بعیراً، أَو غیرهما. و عَسْبُه: ضِرابُه، و لم یَنْهَ عَن واحدٍ منهما، و إِنما أَراد النَّهْیَ عن الكراء الذی یُؤْخَذ علیه، فإِن إِعارة الفحل مندوب إِلیها. و‌قد جاءَ فی الحدیث: و مِن حَقِّها إِطْراقُ فَحْلِها.و وَجْهُ الحدیث: أَنه نهی عن كراء عَسْبِ الفَحْل، فحُذِفَ المضافُ، و هو كثیر فی الكلام. و قیل: یقال لكراء الفحل عَسْبٌ، و إِنما نَهَی عنه للجَهالة التی فیه، و لا بُدَّ فی الإِجارة من تَعْیینِ العمل، و مَعْرِفةِ مِقْدارِه. و‌فی حدیث أَبی معاذ: كنتُ تَیَّاساً، فقال لی البَراءُ بنُ عازب: لا یَحِلُّ لك عَسْبُ الفَحْل.و قال أَبو عبید: معنی العَسْبِ فی
(1). قوله [ذكرها لبید] أی فی قوله: تهدی أوائلهن كل طمرّة جرداء مثل هراوة الأَعزاب (2). قوله [لرددتموه] كذا فی المحكم و رواه فی التهذیب لتركتموه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 599
الحدیث الكِراءُ. و الأَصل فیه الضِّرابُ، و العَرَبُ تُسَمِّی الشی‌ءَ باسم غیره إِذا كان معه أَو من سَببه، كما قالوا للمَزادة راوِیة، و إِنما الرَّاویة البعیرُ الذی یُسْتَقَی علیه. و الكَلْبُ یَعْسِبُ أَی یَطْرُدُ الكلابَ للسِّفادِ. و اسْتَعْسَبَتِ الفرسُ إِذا اسْتَوْدَقَتْ. و العرب تقول: اسْتَعْسَبَ فلانٌ اسْتِعْسابَ الكَلْب، و ذلك إِذا ما هَاجَ و اغْتَلَم؛ و كلب مُسْتَعْسِبٌ. و العَسِیبُ و العَسِیبةُ: عَظْمُ الذَّنَب، و قیل: مُسْتَدَقُّهُ، و قیل: مَنْبِتُ الشَّعَرِ منه، و قیل: عَسِیبُ الذَّنَبِ مَنْبِتُه مِنَ الجِلْدِ و العظم. و عَسِیبُ القَدَم: ظاهرُها طُولًا، و عَسِیبُ الرِّیشةِ: ظاهرُها طُولًا أَیضاً، و العَسِیبُ: جَرِیدَةٌ من النخل مستقیمة، دقیقة یُكْشَطُ خُوصُها؛ أَنشد أَبو حنیفة: و قَلَّ لها مِنِّی، علی بُعْدِ دارِها، قَنا النَّخْلِ أَو یُهْدَی إِلیكِ عسِیبُ قال: إِنما اسْتَهْدَتْهُ عَسِیباً، و هو القَنا، لتَتَّخِذ منه نِیرةً و حَفَّة؛ و الجمع أَعْسِبَةٌ و عُسُبٌ و عُسُوبٌ، عن أَبی حنیفة، و عِسْبانٌ و عُسْبانٌ، و هی العَسِیبة أَیضاً. و فی التهذیب: العَسِیب جرید النخل، إِذا نُحِّیَ عنه خُوصه. و العَسِیبُ من السَّعَفِ: فُوَیْقَ الكَرَبِ، لم ینبت علیه الخوصُ؛ و ما نَبَت علیه الخُوصُ، فهو السَّعَفُ. و‌فی الحدیث: أَنه خرج و فی یده عَسِیبٌ؛ قال ابن الأَثیر: أَی جریدَةٌ من النخل، و هی السَّعَفَة، مما لا یَنْبُتُ علیه الخُوصُ. و منه‌حدیث قَیْلة: و بیده عُسَیِّبُ نخلةٍ، مَقْشُوٌّ؛ كذا یروی مصغراً، و جمعه: عُسُبٌ، بضمتین. و منه‌حدیث زید بن ثابت: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ القرآنَ من العُسُبِ و اللِّخَافِ.و منه‌حدیث الزهری: قُبِضَ رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و القرآنُ فی العُسُبِ و القُضُم؛ و قوله أَنشده ثعلب: علی مَثانی عُسُبٍ مُسَاطِ فسره، فقال: عَنَی قَوائمه. و العَسْبَةُ و العَسِبَةُ و العَسِیبُ: شَقٌّ یكون فی الجَبل. قال المُسَیَّب بن عَلَسٍ، و ذكر العاسِلَ، و أَنه صَبَّ العَسلَ فی طَرَفِ هذا العَسِیبِ، إِلی صاحب له دونه، فتَقَبَّله منه: فهَراقَ فی طَرَفِ العَسِیبِ إِلی مُتَقَبِّلٍ لنَواطِفٍ صُفْرِ و عَسِیبٌ: اسمُ جَبَل. و قال الأَزهری: هو جَبَل، بعالِیةِ نَجْدٍ، معروف. یقال: لا أَفْعَلُ كذا ما أَقَامَ عَسِیبٌ؛ قال إمرؤ القیس: أَ جارَتَنا إِنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ، و إِنِّی مُقیمٌ ما أَقامَ عَسِیبُ و الیَعْسُوب: أَمیر النَّحْلِ و ذكَرُها، ثم كَثُر ذلك حتی سَمَّوْا كل رَئیسٍ یَعْسُوباً. و منه‌حدیثُ الدَّجَّالِ: فتَتْبَعُه كُنُوزُها كیَعاسِیبِ النَّحْل، جمع یَعْسُوبٍ، أَی تَظْهَر له و تجتمع عنده، كما تجتمع النحلُ علی یَعاسِیبها. و‌فی حدیث علیّ یصف أَبا بكر، رضی اللّه عنهما: كنتَ للدِّینِ یَعْسُوباً أَوَّلًا حین نَفَر الناسُ عنه.الیَعْسُوب: السَّیِّدُ و الرئیسُ و المُقَدَّمُ، و أَصله فَحْلُ النَّحْلِ. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه، أَنه ذَكرَ فتنةً فقال: إِذا كان ذلك، ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّین بذَنَبِه، فیَجْتَمِعُونَ إِلیه كما یجتمع قَزَعُ الخَریفِ؛ قال الأَصمعی: أَراد بقوله یَعْسُوبُ الدین، أَنه سَیِّدُ الناسِ فی الدِّین یومئذٍ. و قیل: ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّین بذنبه أَی فارَقَ الفتنةَ و أَهلَها، و ضرَبَ فی
لسان العرب، ج‌1، ص: 600
الأَرض ذاهِباً فی أَهْلِ دِینِه؛ و ذَنَبُه: أَتْباعُه الذین یتبعونه علی رَأْیه، و یَجْتَنِبُونَ اجْتِنابَهُ من اعْتزالِ الفِتَنِ. و معنی قوله: ضَرَبَ أَی ذَهَبَ فی الأَرض؛ یقال: ضَرَب فی الأَرض مُسافِراً، أَو مُجاهِداً. و ضَرَبَ فلانٌ الغائطَ إِذا أَبْعَدَ فیها للتَّغَوُّطِ. و قوله: بذنبه أَی فی ذَنَبِه و أَتباعِه، أَقامَ الباءَ مقام فی، أَو مُقامَ مع، و كل ذلك من كلام العرب. و قال الزمخشری: الضَّرْبُ بالذَّنَب، هاهنا، مَثَلٌ للإِقامة و الثَّباتِ؛ یعنی أَنه یَثْبُتُ هو و من تَبِعَه علی الدِّینِ. و قال أَبو سعید: أَراد‌بقوله ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدین بذَنَبه: أَراد بیَعْسُوب الدین ضعیفَه، و مُحْتَقَره، و ذلیلَه، فیومئذ یَعْظُم شأْنُه، حتی یصیر عَیْنَ الیَعْسُوب. قال: و ضَرْبُه بذَنَبِه، أَن یَغْرِزَه فی الأَرضِ إِذا باضَ كما تَسْرَأُ الجراد؛ فمعناه: أَن القائم یومئذ یَثْبُتُ، حتی یَثُوبَ الناسُ إِلیه، و حتی یظهر الدینُ و یَفْشُوَ. و یقال للسَّیِّد: یَعْسُوبُ قومه. و‌فی حدیث علیٍّ: أَنا یَعْسُوبُ المؤمنین، و المالُ یَعْسُوبُ الكفار؛ و فی روایة المنافقین‌أَی یَلُوذُ بی المؤمِنونَ، و یَلُوذ بالمالِ الكفارُ أَو المنافقون، كما یَلُوذُ النَّحْلُ بیَعْسُوبِها، و هو مُقَدَّمُها و سیدُها، و الباء زائدة. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه، أَنه مَرَّ بعبد الرحمن ابن عَتَّابِ بنِ أُسَیْدٍ مَقْتُولًا، یوم الجَمل، فقال: لَهْفِی علیك، یَعْسُوبَ قُرَیْشٍ، جَدَعْتُ أَنْفی، و شَفَیْتُ نَفْسِی؛ یَعْسُوبُ قریش: سَیِّدُها. شَبَّهه فی قُرَیش بالفَحْلِ فی النَّحْلِ. قال أَبو سعید: و قوله فی عبد الرحمن بن أُسَیْدٍ علی التَّحْقِیر له، و الوَضْعِ من قَدْرِه، لا علی التفخیم لأَمره. قال الأَزهری: و لیس هذا القولُ بشی‌ء؛ و أَمَّا ما أَنشده المُفَضَّلُ: و ما خَیْرُ عَیْشٍ، لا یَزالُ كأَنه مَحِلَّةُ یَعْسُوبٍ برأْسِ سِنَانِ فإِن معناه: أَن الرئیس إِذا قُتِلَ، جُعِلَ رأسُه علی سِنانٍ؛ یعنی أَن العَیْشَ إِذا كان هكذا، فهو الموتُ. و سَمَّی، فی حدیث آخر، الذَّهَبَ یَعْسُوباً، علی المَثَل، لِقوامِ الأُمُورِ به. و الیَعْسُوبُ: طائر أَصْغَرُ من الجَرادة، عن أَبی عبید. و قیل: أَعظمُ من الجرادة، طویلُ الذَّنَب، لا یَضُمُّ جناحیه إِذا وَقَع، تُشَبَّه به الخَیْلُ فی الضُّمْرِ؛ قال بِشْر: أَبُو صِبْیةٍ شُعْثٍ، یُطِیفُ بشَخْصِه كَوالِحُ، أَمثالُ الیعاسِیبِ، ضُمَّرُ و الیاء فیه زائدة، لأَنه لیس فی الكلام فَعْلُول، غیر صَعْقُوقٍ. و‌فی حدیث مِعْضَدٍ: لو لا ظَمَأُ الهَواجر، ما بالیْتُ أَن أَكونَ یَعْسُوباً؛ قال ابن الأَثیر: هو، هاهنا، فَراشَةٌ مُخْضَرَّةٌ تطِیرُ فی الربیع؛ و قیل: إِنه طائر أَعظمُ من الجَرادِ. قال: و لو قیل إِنه النَّحْلةُ، لَجاز. و الیَعْسُوبُ: غُرَّةٌ، فی وجْهِ الفرس، مُسْتَطیلَةٌ، تنقطع قبل أَن تُساوِیَ أَعْلی المُنْخُرَیْنِ، و إِن ارتفع أَیضاً علی قَصَبة الأَنف، و عَرُضَ و اعْتَدلَ، حتی یبلغ أَسفلَ الخُلَیْقَاءِ، فهو یَعْسُوب أَیضاً، قلَّ أَو كَثُر، ما لم یَبْلُغِ العَیْنَیْنِ. و الیَعْسُوبُ: دائرةٌ فی مَرْكَضِ الفارِسِ، حیث یَرْكُضُ برجله من جَنْبِ الفرس؛ قال الأَزهری: هذا غلط. الیَعْسُوب، عند أَبی عبیدة و غیره: خَطٌّ من بَیاضِ الغُرَّةِ، یَنْحَدِرُ حتی یَمَسَّ خَطْمَ الدابة، ثم ینقطعُ. و الیَعْسُوب: اسم فرس سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 601
و الیَعْسُوبُ أَیضاً: اسم فرس الزُّبیر بن العوامّ، رضی اللّه تعالی عنه.

عسقب؛ ج1، ص: 601

: العِسْقِبُ و العِسْقِبةُ: كلاهما عُنَیْقِیدٌ صغیر یكون منفرداً، یَلْتَصِقُ بأَصْل العُنْقُود الضَّخْمِ، و الجمع: العَساقِبُ. و العَسْقَبَةُ: جُمُودُ العین فی وقت البُكاء. قال الأَزهری: جعله اللیث العَسْقَفةَ، بالفاءِ؛ و الباءُ، عندی، أَصوب.

عشب؛ ج1، ص: 601

: العُشْبُ: الكَلأُ الرَّطْبُ، واحدته عُشْبَةٌ، و هو سَرَعانُ الكَلإِ فی الربیع، یَهِیجُ و لا یَبْقَی. و جمعُ العُشْب: أَعْشابٌ. و الكَلأُ عند العرب، یقع علی العُشْبِ و غیره. و العُشْبُ: الرَّطْبُ من البُقول البَرِّیَّة، یَنْبُتُ فی الربیع. و یقال رَوض عاشِبٌ: ذو عُشْبٍ، و روضٌ معْشِبٌ. و یدخل فی العُشْب أَحرارُ البُقول و ذكورُها؛ فأَحرارُها ما رَقَّ منها، و كان ناعماً؛ و ذكورُها ما صَلُبَ و غَلُظَ منها. و قال أَبو حنیفة: العُشْبُ كُلُّ ما أَبادَهُ الشتاءُ، و كان نَباته ثانیةً من أَرُومةٍ أَو بَذْرٍ. و أَرضٌ عاشِبَةٌ، و عَشِبَةٌ، و عَشِیبةٌ، و مُعْشِبَةٌ: بَیِّنةُ العَشابةِ، كثیرة العُشْبِ. و مكانٌ عَشِیبٌ: بَیِّنُ العَشابة. و لا یقال: عَشَبَتِ الأَرضُ، و هو قیاسٌ إِن قیل؛ و أَنشد لأَبی النجم: یَقُلْنَ للرائدِ أَعْشَبْتَ انْزِلِ و أَرضٌ مِعْشابة، و أَرَضُونَ مَعاشِیبُ: كریمةٌ، مَنابیتُ؛ فإِما أَن یكون جمعَ مِعْشاب، و إِما أَن یكون من الجمع الذی لا واحد له. و قد عَشَّبَتْ و أَعْشَبَتْ و اعْشَوْشَبَتْ إِذا كَثُر عُشْبها. و‌فی حدیث خُزَیمة: و اعْشَوْشَبَ ما حَوْلَها‌أَی نَبَتَ فیه العُشْبُ الكثیر. و افْعَوْعَلَ من أَبنیة المُبالغة، كأَنه یُذْهَبُ بذلك إِلی الكثرة و المبالغة، و العُموم علی ما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا النحو، كقولك: خَشُنَ و اخْشَوْشَنَ. و لا یقال له: حَشیش حتی یَهِیجَ. تقول: بَلَدٌ عاشِبٌ، و قد أَعْشَبَ؛ و لا یقال فی ماضیه إِلا أَعْشَبَتِ الأَرضُ إِذا أَنبتت العُشْبَ. و یُقال: أَرض فیها تَعاشِیبُ إِذا كان فیها أَلوانُ العُشْبِ؛ عن اللحیانی. و التَّعاشِیبُ: العُشْبُ النَّبْذُ المُتَفَرِّقُ، لا واحدَ له. و قال ثعلب فی قول الرائِد: عُشْباً و تَعاشیبْ، و كَمْأَةً شِیبْ، تُثِیرُها بأَخْفافِها النِّیبْ؛ إِن العُشْبَ ما قد أَدْرَكَ، و التَّعاشِیبُ ما لم یُدْرك؛ و یعنی بالكَمْأَةِ الشِّیبِ البِیضَ، و قیل: البِیضُ الكِبارُ؛ و النِّیبُ: الإِبلُ المَسَانُّ الإِناثُ، واحدها نابٌ و نَیُوبٌ. و قال أَبو حنیفة: فی الأَرض تَعاشِیبُ؛ و هی القِطَعُ المُتَفَرِّقَة من النَّبْتِ؛ و قال أَیضاً: التَّعاشِیبُ الضروبُ من النَّبْت؛ و قال فی قولِ الرائدِ: عُشْباً و تَعاشِیبْ؛ العُشْبُ: المُتَّصِلُ، و التَّعاشِیبُ: المتفَرِّق. و أَعْشَبَ القومُ، و اعْشَوْشَبُوا: أَصابُوا عُشْباً. و بعیرٌ عاشِبٌ، و إِبِلٌ عاشِبَةٌ: تَرْعَی العُشْبَ. و تَعَشَّبَت الإِبل: رَعَتِ العُشْبَ؛ قال: تَعَشَّبَتْ من أَوَّلِ التَّعَشُّبِ، بینَ رِماحِ القَیْنِ و ابْنَیْ تَغْلِبِ و تَعَشَّبَتِ الإِبلُ، و اعْتَشَبَتْ: سَمِنَتْ عن العُشْب. و عُشْبَةُ الدار: التی تَنْبُتُ فی دِمْنَتها، و حَوْلَها عُشْبٌ فی بَیاضٍ من الأَرض و التُّراب الطَّیِّبِ. و عُشْبةُ الدارِ: الهَجینَةُ، مَثَلٌ بذلك، كقولهم: خَضْراءُ الدِّمَنِ. و‌فی بعض الوَصاةِ: یا بُنَیَّ، لا تَتَّخِذْها حَنَّانةً، و لا مَنَّانة، و لا عُشْبةَ الدار،
لسان العرب، ج‌1، ص: 602
و لا كَیَّةَ القَفَا.و عَشِبَ الخُبْزُ: یَبِسَ؛ عن یعقوب. و رجل عَشَبٌ: قصیر دَمِیمٌ، و الأُنثی، بالهاءِ؛ و قد عَشُبَ عَشابةً و عُشوبةً، و رجل عَشَبٌ، و امرأَة عَشَبةٌ: یابسٌ من الهُزال؛ أَنشد یعقوب: جَهِیزَ یا ابْنةَ الكِرامِ أَسْجِحِی، و أَعْتِقِی عَشَبةً ذا وَذَحِ و العَشَبة، بالتحریك: النابُ الكبیرة، و كذلك العَشَمة، بالمیم. یقال: شیخ عَشَبَة، و عَشَمة، بالمیم و الباءِ. یقال: سأَلتُه فأَعْشَبَنِی أَی أَعْطانِی ناقةً مُسِنَّة. و عِیالٌ عَشَبٌ: لیس فیهم صغیر؛ قال الشاعر: جَمَعْت منهم عَشَباً شَهابِرا و رجل عَشَبَةٌ: قد انْحَنی، و ضَمَر و كَبِرَ، و عجوز عَشَبة كذلك؛ عن اللحیانی. و العَشَبةُ أَیضاً: الكبیرة المُسِنَّة من النِّعاج.

عشرب؛ ج1، ص: 602

: العَشْرَبُ: الخَشِنُ. و أَسَدٌ عَشْرَبٌ: كعَشَرَّبٍ. و رجل عُشارِبٌ: جَری‌ءٌ ماضٍ. الأَزهری: و العَشْرَبُ و العَشْرَمُ السَّهْمُ الماضی.

عشزب؛ ج1، ص: 602

: أَسَدٌ عَشْزَبٌ: شدیدٌ.

عصب؛ ج1، ص: 602

: العَصَبُ: عَصَبُ الإِنسانِ و الدابةِ. و الأَعْصابُ: أَطنابُ المَفاصل التی تُلائمُ بینَها و تَشُدُّها، و لیس بالعَقَب. یكون ذلك للإِنسان، و غیره كالإِبل، و البقر، و الغنم، و النعَم، و الظِّباءِ، و الشاءِ؛ حكاه أَبو حنیفة، الواحدة عَصَبة. و سیأْتی ذكر الفرق بین العَصَب و العَقَب. و‌فی الحدیث أَنه قال لثَوْبانَ: اشْتَرِ لفاطمةَ قِلادةً من عَصْبٍ، و سِوارَیْنِ من عاج؛ قال الخَطَّابیُّ فی المَعالم: إِن لم تكن الثیابَ الیمانیة، فلا أَدری ما هو، و ما أَدری أَن القلادة تكون منها؛ و قال أَبو موسی: یُحتَمَل عندی أَن الروایة إِنما هی العَصَب، بفتح الصاد، و هی أَطنابُ مفاصل الحیوانات، و هو شی‌ء مُدَوَّر، فیُحتَمَلُ أَنهم كانوا یأْخذون عَصَبَ بعضِ الحیواناتِ الطاهرة، فیقطعونه، و یجعلونه شِبْه الخرز، فإِذا یَبِسَ یتخذون منه القلائدَ؛ فإِذا جاز، و أَمْكَنَ أَن یُتَّخَذَ من عِظام السُّلَحْفاة و غیرها الأَسْوِرةُ، جاز و أَمكن أَن یُتَّخَذ من عَصَبِ أَشْباهِها خَرَزٌ یُنْظَمُ منها القلائدُ. قال: ثم ذكر لی بعضُ أَهل الیمن أَن العَصْب سِنُّ دابةٍ بحریة تُسَمَّی فَرَسَ فِرْعَوْنَ، یُتَّخَذُ منها الخَرزُ و غیرُ الخَرز، مِن نِصابِ سكِّین و غیره، و یكون أَبیضَ. و لحم عَصِبٌ: صُلْبٌ شدید، كثیر العَصَبِ. و عَصِبَ اللحمُ، بالكسر، أَی كَثُرَ عَصَبُه. و انْعَصَبَ: اشْتَدَّ. و العَصْبُ: الطیُّ الشدیدُ. و عَصَبَ الشی‌ءَ یَعْصِبُه عَصْباً: طَواه و لَواه؛ و قیل: شَدَّه. و العِصابُ و العِصابةُ: ما عُصِبَ به. و عَصَبَ رأْسَه، و عَصَّبَه تَعْصیباً: شدَّه، و اسم ما شُدَّ به: العِصابةُ. و تَعَصَّبَ أَی شَدَّ العِصابةَ. و العِصابةُ: العِمامةُ، منه. و العَمائمُ یقال لها العَصائبُ، قال الفرزدق: وَ رَكْبٍ، كأَنَّ الرِّیحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ لها سَلَباً من جَذْبِها بالعَصائبِ أَی تَنْفُضُ لَیَّ عَمائمهم من شِدَّتِها، فكَأَنها تَسْلُبهم إِیاها، و قد اعْتَصَبَ بها. و العِصابة: العمامة، و كلُّ ما یُعَصَّبُ به الرأْسُ؛ و قد اعْتَصَبَ بالتاج و العمامة. و العِصْبةُ: هیئةُ الاعْتِصاب، و كلُّ ما عُصِبَ به كَسْرٌ أَو قَرْحٌ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 603
من خِرْقة أَو خَبیبَةٍ، فهو عِصابٌ له. و‌فی الحدیث: أَنه رَخَّصَ فی المَسْح علی العَصائِب، و التَّساخِینِ، و هی كلُّ ما عَصَبْتَ به رأْسَك من عِمامة أَو مِنْدیل أَو خِرقة. و الذی ورد‌فی حدیث بدر، قال عُتْبة بن ربیعة: ارْجِعوا و لا تُقاتِلوا، و اعْصِبوها برأْسی، قال ابن الأَثیر: یرید السُّبَّةَ التی تَلْحَقُهم بترك الحرب، و الجُنوح إِلی السِّلم، فأَضْمَرها اعتماداً علی معرفة المخاطبین، أَی اقْرُنوا هذه الحالَ بی و انْسبُوها إِلیَّ، و إِن كانتْ ذَمیمة. و عَصَبَ الشجرةَ یَعْصِبُها عَصْباً: ضَمَّ ما تَفَرَّق منها بحبل، ثم خَبَطَها لیسقط وَرقُها. و‌رُوی عن الحجاج، أَنه خَطَب الناسَ بالكوفة، فقال: لأَعْصِبَنَّكمْ عَصْبَ السَّلَمَةِ‌السَّلَمَةُ: شجرة من العِضاهِ، ذاتُ شَوْكٍ، وَ وَرَقُها القَرَظُ الذی یُدْبَغُ به الأَدَمُ، و یَعْسُر خَرْطُ ورَقها، لكثرة شوكها، فتُعْصَبُ أَغْصانُها، بأَن تُجْمَعَ، و یُشَدَّ بعضُها إِلی بعض بحَبْلٍ شَدًّا شدیداً، ثم یَهْصُرها الخابطُ إِلیه، و یَخْبِطُها بعَصاه، فیتناثر ورقُها للماشیة، و لمن أَراد جمعه، و قیل: إنما یُفْعَلُ بها ذلك إِذا أَرادوا قطعها، حتی یُمْكِنَهم الوصول إِلی أَصلها. و أَصْلُ العَصْب: اللَّیُّ، و منه عَصْبُ التَّیْسِ و الكبشِ، و غیرهما من البهائم، و هو أَن تُشَدَّ خُصْیاه شدًّا شدیداً، حتی تَنْدُرا مِنْ غیر أَن تُنزَعا نَزْعاً، أَو تُسَلَّا سَلًّا، یقال: عَصَبْتُ التَّیْسَ أَعْصِبُه، فهو مَعْصُوب. و من أَمثال العرب: فلانٌ لا تُعْصَبُ سَلَماتُه. یُضْرَبُ مثلًا للرجل الشدید العزیز الذی لا یُقْهَر و لا یُسْتَذَلّ، و منه قول الشاعر: و لا سَلَماتی فی بَجِیلَةَ تُعْصَبُ و عَصَبَ الناقة یَعْصِبُها عَصْباً و عِصاباً: شَدَّ فَخِذَیها، أَو أَدْنی مُنْخُرَیها بحَبْل لتَدِرَّ. و ناقة عَصُوبٌ: لا تَدِرُّ إِلا علی ذلك، قال الشاعر: فإِنْ صَعُبَتْ علیكم فاعْصِبُوها عِصاباً، تُسْتَدَرُّ به، شَدِیدا و قال أَبو زید: العَصوب الناقة التی لا تَدِرُّ حتی تُعْصَبَ أَدانی مُنْخُرَیها بخیطٍ، ثم تُثَوَّرُ، و لا تُحَلُّ حتی تُحْلَبَ. و‌فی حدیث عمرو و معاویة: أَنَّ العَصُوبَ یَرْفُقُ بها حالبُها، فتَحْلُب العُلْبةَ.قال: العَصُوبُ الناقةُ التی لا تَدِرُّ حتی یُعْصَبَ فَخِذاها أَی یُشَدَّا بالعِصابة. و العِصابُ: ما عَصَبَها به. و أَعْطَی علی العَصْبِ أَی علی القهر، مَثَلٌ بذلك، قال الحُطَیْئَةُ: تَدِرُّونَ إِنْ شُدَّ العِصابُ علیكُم، و نَأْبَی، إذا شُدَّ العِصابُ، فلا نَدِرّ و یقال للرجل إِذا كان شدیدَ أَسْرِ الخَلْقِ، غیرَ مُسْتَرْخی اللحمِ: إِنه لمَعْصُوبٌ ما حُفْضِجَ. و رجل مَعْصُوبُ الخَلْقِ: شدیدُ اكْتِنازٍ اللحمِ، عُصِبَ عَصْباً، قال حسان: دَعُوا التَّخاجُؤَ، و امْشُوا مِشْیَةً سُجُحاً، إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ و تَذْكِیرِ و جاریةٌ مَعْصوبة: حَسَنَةُ العَصْبِ أَی اللَّیِّ، مَجْدُولة الخَلْق. و رجل مَعْصُوب: شدید. و العَصُوبُ من النساءِ: الزَّلَّاء الرَّسْحاءُ، عن كُراع. قال أَبو عبیدة: و العَصُوبُ، و الرَّسْحاءُ، و المَسْحاءُ، و الرَّصْعاءُ، و المَصْواءُ، و المِزْلاق، و المِزْلاجُ، و المِنْداصُ. و تَعَصَّبَ بالشی‌ءِ، و اعْتَصَبَ: تَقَنَّع به وَ رَضِی. و المَعْصوبُ: الجائِعُ الذی كادَتْ أَمعاؤُهُ تَیْبَسُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 604
جُوعاً. و خَصَّ الجوهریُّ هُذَیلًا بهذه اللغة. و قد عَصَبَ یَعْصِبُ عُصُوباً. و قیل: سمی مَعْصُوباً، لأَنه عَصَبَ بَطْنَهُ بحَجَر من الجوع. و عَصَّبَ القومَ: جَوَّعَهم. و یقال للرجل الجائِع، یشتدُّ علیه سَخْفَةُ الجُوعِ فَیُعَصِّبُ بَطْنَهُ بحجر: مُعَصَّبٌ، و منه قوله: «3» ففی هذا فَنَحْنُ لُیوثُ حَرْبٍ، و فی هذا غُیوثُ مُعَصَّبینا و‌فی حدیث المُغِیرة: فإِذا هو مَعْصُوب الصَّدْرِ، قیل: كان من عادتهم إِذا جاع أَحدُهم، أَن یَشُدَّ جَوْفَه بعصابة، و ربما جعل تحتها حجراً. و المُعَصَّبُ: الذی عَصَبَتْه السِّنونَ أَی أَكلت مالَه. و عَصَبَتْهم السِّنُونَ: أَجاعتهم. و المُعَصَّبُ: الذی یَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ من الجُوعِ. و عَصَّبَ الدَّهْرُ مالَه: أَهلكه. و رجل مُعَصَّبٌ: فقیر. و عَصَبَهم الجَهْدُ، و هو من قوله: یومٌ عَصِیبٌ. و عَصَّبَ الرجلَ: دعاه مُعَصَّباً، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: یُدْعَی المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّتْ حَلُوبَتُه، و هَلْ یُعَصَّبُ ماضِی الهَمِّ مِقْدامُ؟ و یقال: عَصَبَ الرجلُ بَیْتَه أَی أَقام فی بیته لا یَبرَحُه، لازماً له. و یُقال: عَصَبَ القَینُ صَدْعَ الزُّجاجة بضَبَّةٍ من فِضَّةٍ إِذا لأَمها مُحِیطةً به. و الضَّبَّةُ: عِصابُ الصَّدْع. و یقال لأَمْعاءِ الشاة إِذا طُوِیَتْ و جُمِعَتْ، ثم جُعِلَتْ فی حَوِیَّةٍ من حَوایا بطنها: عُصُبٌ؛ واحدها عَصِیبٌ. و العَصِیبُ من أَمعاءِ الشاءِ: ما لُوِیَ منها، و الجمع أَعْصِبةٌ و عُصُبٌ. و العَصِیبُ: الرِّئَةُ تُعَصَّبُ بالأَمْعاءِ فتُشْوَی، قال حُمَیْدُ بن ثَوْرٍ، و قیل هو للصِّمَّةِ بن عبد اللَّه القُشَیْریّ: أُولئك لم یَدْرِینَ ما سَمَكُ القُرَی، و لا عُصُبٌ، فیها، رِئاتُ العَمارِسِ و العَصْبُ: ضَرْبٌ من بُرود الیمن، سُمِّی عَصْباً لأَن غزلهُ یُعْصَبُ، أَی یُدْرَجُ، ثم یُصْبَغُ، ثم یُحاكُ، و لیس من برود الرَّقْم، و لا یُجْمَعُ، إِنما یقال: بُرْدُ عَصْبٍ، و بُرودُ عَصْبٍ، لأَنه مضاف إِلی الفعل. و ربما اكْتَفَوْا بأَن یقولوا: علیه العَصْبُ، لأَن البُرْدَ عُرِفَ بذلك الاسم، قال: یَبْتَذِلْنَ العَصْبَ و الخَزْ زَمعاً و الحَبِراتِ و منه قیل للسَّحابِ كاللَّطْخ: عَصْبٌ. و‌فی الحدیث: المُعْتدَّة لا تَلْبَسُ المُصَبَّغَةَ، إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ.العَصْبُ: بُرُودٌ یمنِیَّة یُعْصَبُ غزلُها أَی یُجْمَعُ و یُشَدُّ، ثم یُصْبغُ و یُنْسَجُ، فیأْتی مَوشِیّاً لبقاء ما عُصِبَ منه أَبیضَ، لم یأْخذه صِبْغٌ، و قیل: هی بُرودٌ مُخَطَّطة. و العَصْبُ: الفَتْلُ. و العَصَّابُ: الغَزَّالُ. فیكون النهیُ للمعتدة عما صُبِغَ بعد النَّسْج. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّٰه عنه: أَنه أَراد أَن ینهی عن عَصْبِ الیَمَن، و قال: نُبِّئْتُ أَنه یُصْبَغُ بالبَوْل، ثم قال: نُهِینا عن التَّعَمُّق.و العَصْبُ: غَیْم أَحمر تراه فی الأُفُقِ الغَرْبِیِّ، یظهر فی سِنِیّ الجَدْبِ، قال الفرزدق: إِذا العَصْبُ أَمْسَی فی السماءِ، كأَنه سَدَی أُرجُوانٍ، و اسْتَقَلَّتْ عُبورُها و هو العِصَابةُ أَیضاً، قال أَبو ذؤیب:
(3). قوله [معصب و منه قوله إلخ] ضبط معصب فی التهذیب و المحكم و الصحاح بفتح الصاد مثقلا كمعظم، و ضبطه المجد بكسرها كمحدث و قال شارحه ضبطه غیره كمعظم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 605
أَ عَیْنَیَّ! لا یَبْقَی، علی الدَّهْرِ، فادِرٌ بِتَیْهُورةٍ تحتَ الطِّخَافِ العَصَائِب و قد عَصَبَ الأُفُقُ یَعْصِبُ أَی احْمَرَّ. و عَصَبَةُ الرَّجلِ: بَنوه و قَرابتُه لأَبیه. و العَصَبة: الذین یرثون الرجلَ عن كَلالة، من غیر والد و لا ولد. فأَما فی الفرائض، فكلُّ مَنْ لم تكن له فریضةٌ مسماةٌ، فهو عَصَبةٌ، إِن بَقِیَ شی‌ء بعد الفرائض أَخَذَ. قال الأَزهری: عَصَبةُ الرجلِ أَولیاؤُه الذكور من ورَثَته، سُمُّوا عَصَبةً لأَنهم عَصَبُوا بنَسبه أَی اسْتَكَفُّوا به، فالأَبُ طَرَفٌ، و الابن طَرَفٌ، و العَمُّ جانبٌ، و الأَخُ جانِبٌ، و الجمع العَصَباتُ. و العرب تسمی قَراباتِ الرجلِ: أَطْرافَه، و لما أَحاطتْ به هذه القراباتُ، و عَصَبَت بنَسبه، سُموا عَصَبةً. و كل شی‌ء اسْتَدارَ بشی‌ء، فقد عَصَبَ به. و العمائمُ یقال لها: العَصائب، واحدتُها عِصابة، من هذا قال: و لم أَسمع للعَصَبة بواحدٍ، و القیاس أَن یكون عاصِباً، مثل طالِبٍ و طَلَبةٍ، و ظالم و ظَلَمة. و یقال: عَصِبَ [عَصَبَ القومُ «1» بفلان أَی اسْتَكَفُّوا حَولَه. و عَصِبَتِ [عَصَبَتِ الإِبلُ بعَطَنِها إِذا اسْتَكَفَّتْ به، قال أَبو النجم: إِذ عَصَبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ یعنی المُدَقَّق ترابُه. و العُصْبةُ و العِصابةُ: جماعةُ ما بین العَشَرة إِلی الأَربعین. و فی التنزیل العزیز: وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ*. قال الأَخفش: و العُصْبة و العِصَابة جماعة لیس لها واحد. قال الأَزهری: و‌ذكر ابن المُظَفَّر فی كتابه حدیثاً: أَنه یكون فی آخر الزمان رَجُلٌ، یُقال له أَمیر العُصَب، قال ابن الأَثیر: هو جمع عُصْبةٍ.قال الأَزهری: وَجَدْتُ تَصْدیقَ هذا الحدیث، فی حدیث مَروِیٍ عن عُقْبة بن أَوْسٍ، عن عبد اللّٰه بن عمرو بن العاص، أَنه قال: وجدتُ فی بعض الكتب، یوم الیَرْمُوكِ: أَبو بكر الصدیقُ أَصَبْتُم اسْمَه، عُمَرُ الفاروقُ قَرْناً من حدیدٍ أَصَبْتُم اسْمَه، عثمانُ ذو النورین كِفْلَیْنِ من الرحمة، لأَنه یُقْتلُ مَظْلُوماً أَصَبْتُم اسْمَه. قال: ثم یكون مَلِكُ الأَرض المُقَدَّسةِ و ابنُه. قال عُقْبة: قلتُ لعبد اللّٰه: سَمِّهما. قال: معاویةُ و ابنُه، ثم یكون سَفَّاحٌ، ثم یكون مَنْصور، ثم یكون جابرٌ، ثم مَهْدیّ، ثم یكون الأَمینُ، ثم یكونُ سین و لام، یعنی صَلاحاً و عاقِبةً، ثم یكون أُمَراءُ العُصَب: ستة منهم من وَلَد كَعْبِ بن لُؤَیّ، و رجلٌ من قَحْطانَ، كلهم صالِحٌ لا یُرَی مِثْلُه. قال أَیوب: فكان ابنُ سیرین إِذا حَدَّثَ بهذا الحدیث قال: یكون علی الناس مُلُوكٌ بأَعمالهم. قال الأَزهری: هذا حدیث عجیبٌ، و إِسنادُه صحیح، و اللّٰه عَلَّامُ الغُیُوب.و‌فی حدیث الفتن، قال: فإِذا رَأَی الناسُ ذلك، أَتته أَبدالُ الشامِ، و عصَائبُ العِرَاق فیَتَّبِعُونه.العَصائبُ: جمع عِصَابة، و هی ما بین العشرة إِلی الأَربعین. و‌فی حدیث عَلِیٍّ: الأَبْدالُ بالشام، و النُّجَباءُ بمِصْرَ، و العَصائبُ بالعِراق.أَراد أَن التَّجَمُّعَ للحُروب، یكون بالعِراقِ. و قیل: أَراد جماعةً من الزُّهَّادِ، سَمَّاهم بالعَصائب، لأَنه قَرَنَهم بالأَبدال و النُّجَباءِ. و كلُّ جماعةِ رجالٍ و خیلٍ بفُرْسانِها، أَو جماعةِ طیر أَو غیرها: عُصْبة و عِصابَةٌ، و منه قول النابغة: عِصابةُ طَیْرٍ تَهْتَدی بعَصَائِبِ
(1). قوله [و یقال عصب القوم إلخ] بابه كالذی بعده سمع و ضرب و باب ما قبله ضرب كما فی القاموس و غیره.لسان العرب، ج‌1، ص: 606
و اعْتَصَبُوا: صاروا عُصْبَةً، قال أَبو ذؤیب: هَبَطْنَ بَطْنَ رهاطٍ و اعْتَصَبْنَ، كما یَسْقِی الجُذُوعَ، خِلالَ الدُّورِ، نَضَّاحُ و التَّعَصُّبُ: من العَصَبِیَّة. و العَصَبِیَّةُ: أَن یَدْعُوَ الرجلَ إِلی نُصْرةِ عَصَبَتِه، و التَّأَلُّبِ معهم، علی من یُناوِیهم، ظالمین كانوا أَو مظلومین. و قد تَعَصَّبُوا علیهم إِذا تَجَمَّعُوا، فإِذا تجمعوا علی فریق آخر، قیل: تَعَصَّبُوا. و‌فی الحدیث: العَصَبِیُّ مَنْ یُعِین قومَه علی الظُّلْم.العَصَبِیُّ هو الذی یَغْضَبُ لعَصَبتِه، و یُحامی عنهم. و العَصَبةُ: الأَقاربُ من جهة الأَب، لأَنهم یُعَصِّبونه، و یَعْتَصبُ بهم أَی یُحِیطُون به، و یَشْتَدُّ بهم. و‌فی الحدیث: لیس مِنَّا من دَعا إِلی عَصَبِیَّةٍ أَو قاتَلَ عَصَبِیَّةً.العَصَبِیَّةُ و التَّعَصُّبُ: المُحاماةُ و المُدافعةُ. و تَعَصَّبْنا له و معه: نَصَرناه. و عَصَبةُ الرَّجُل: قومُه الذین یَتَعَصَّبونَ له، كأَنه علی حَذْفِ الزائدِ. و عَصَبُ القوم: خِیارُهم. و عَصَبُوا به: اجْتَمَعُوا حَوْلَه، قال ساعدة: و لكنْ رأَیتُ القومَ قد عَصَبوا به، فلا شَكَّ أَنْ قد كان ثَمَّ لَحِیمُ و اعْصَوصَبُوا: اسْتَجمعوا، فإِذا تَجَمَّعُوا علی فریقٍ آخرَ، قیل: تَعَصَّبُوا. و اعْصَوصَبُوا: اسْتَجْمَعُوا و صاروا عِصابةً و عَصائِبَ. و كذلك إِذا جَدُّوا فی السَّیْر. و اعْصَوصَبَتِ الإِبلُ و أَعْصَبَتْ: جَدَّتْ فی السَّیْر. و اعْصَوْصَبَتْ و عَصَبَتْ و عَصِبَتْ: اجتمعتْ. و‌فی الحدیث: أَنه كان فی مَسِیرٍ، فَرَفَعَ صَوْتَه، فلما سمعوا صَوْتَه، اعْصَوْصَبُوا‌أَی اجْتَمَعُوا، و صاروا عِصابةً واحِدةً، و جَدُّوا فی السَّیْر. و اعْصَوْصَبَ السَّیْر: اشْتَدَّ كأَنه من الأَمْرِ العَصِیبِ، و هو الشدیدُ. و یقال للرجل الذی سَوَّدَه قَوْمُه: قد عَصَّبُوه، فهو مُعَصَّبٌ و قد تَعَصَّبَ، و منه قول المُخَبَّلِ فی الزِّبْرِقانِ: رَأَیْتُك هَرَّیْتَ العِمامةَ، بعدَ ما أَراكَ، زَماناً، حاسِراً لم تَعَصَّبِ و هو مأْخوذٌ من العِصابة، و هی العمامة. و كانت التِّیجانُ للملوك، و العمائمُ الحُمْرُ للسادة من العرب، قال الأَزهری: و كان یُحْمل إِلی البادیة من هَراةَ عمائم حُمْرٌ یَلْبَسُها أَشرافُهم. و رجل مُعَصَّبٌ و مُعَمَّم أَی مُسَوَّدٌ، قال عمرو ابن كلثوم: و سَیَّدِ مَعْشَرٍ قد عَصَّبُوه بتاجِ المُلْكِ، یَحْمی المُحْجَرینا فجعل المَلِكَ مُعَصَّباً أَیضاً، لأَنَّ التاج أَحاطَ برأْسه كالعِصابة التی عَصَبَتْ برأْسِ لابسها. و یقال: اعتَصَبَ التاجُ علی رأْسه إِذا اسْتَكَفَّ به، و مِنه قول قَیْس الرُّقَیَّاتِ: یَعْتَصِبُ التَّاجُ، فَوْقَ مَفْرِقه، علی جَبینٍ كأَنه الذَّهَبُ و‌فی الحدیث: أَنه شَكا إِلی سَعْدِ بنِ عُبادة، عَبْدَ اللّٰه بنَ أُبَیٍّ، فقال: اعْفُ عنه، یا رسول اللّٰه، فقد كان اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَیرة، علی أَن یُعَصِّبُوه بالعِصابة، فلما جاءَ اللَّهُ بالإِسلام شَرِقَ لذلك.یُعَصِّبُوه أَی یُسَوِّدُوه و یُمَلِّكوه، و كانوا یسمون السیدَ المُطاعَ: مُعَصَّباً، لأَنه یُعَصَّبُ بالتاج، أَو تُعَصَّبُ به أُمورُ الناس أَی تُرَدُّ إِلیه، و تُدارُ به. و العمائم تِیجانُ العرب، و تسمی العصائبَ، واحِدتها عِصابَةٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 607
و اعْصَوْصَبَ الیومُ و الشَّرُّ: اشْتَدَّ و تَجَمَّع. و فی التنزیل: هٰذٰا یَوْمٌ عَصِیبٌ. قال الفراءُ: یوم عَصِیبٌ، و عَصَبْصَبٌ: شدید، و قیل: هو الشدید الحرِّ، و لیلة عَصِیبٌ، كذلك. و لم یقولوا: عَصَبْصَبة. قال كراع: هو مشتق من قولك: عَصَبْتُ الشی‌ءَ إِذا شَدَدْته، و لیس ذلك بمعروف، أَنشد ثعلب فی صفة إِبل سُقِیَتْ: یا رُبَّ یومٍ، لك من أَیامِها، عَصَبْصَبِ الشَّمْسِ إِلی ظَلامِها و قال الأَزهری: هو مأْخوذ من قولك: عَصَبَ القومَ أَمْرٌ یَعْصِبُهم عَصْباً إِذا ضَمَّهم، و اشْتَدَّ علیهم، قال ابن أَحمر: یا قومِ! ما قَومی علی نَأْیِهم، إِذ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ و قُرُّ و قوله: ما قَومی علی نأْیِهِم، تَعَجُّبٌ مِنْ كَرَمهم. و قال: نِعْمَ القومُ هُمْ فی المَجاعة إِذ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ و قُرٌّ أَی أَطافَ بهم، و شَمِلَهم بَرْدُها. و قال أَبو العَلاءِ: یومٌ عَصَبْصَبٌ باردٌ ذو سَحابٍ كثیر، لا یَظْهَر فیه من السماءِ شی‌ءٌ. و عَصَبَ [عَصِبَ الفَمُ یَعْصِبُ یَعْصَبُ عَصْباً و عُصُوباً: اتَّسَخَت أَسنانُه من غُبار، أَو شِدَّةِ عَطَشٍ، أَو خَوْفٍ، و قیل: یَبِسَ ریقُه. و فُوه عاصبٌ، و عَصَبَ الریقُ بِفیه، بالفتح، یعْصِبُ عَصْباً، و عَصِبَ: جَفَّ و یَبِس علیه، قال ابن أَحمر: یُصَلِّی، علی مَنْ ماتَ مِنَّا، عَریفُنا، و یَقْرَأُ حتی یَعْصِبَ [یَعْصَبَ الرِّیقُ بالفَمِ و رجل عاصبٌ: عَصَبَ الریقُ بفیه، قال أَشْرَسُ ابن بَشَّامة الحَنْظَلیُّ: و إِنْ لَقِحَتْ أَیْدی الخُصُوم وجَدْتَنی نَصُوراً، إِذا ما اسْتَیْبَسَ الرِّیقَ عاصِبُه لَقِحَتْ: ارتفعت، شَبَّه الأَیْدیَ بأَذنابِ اللَّواقِحِ من الإِبل. و عَصَبَ الریقُ فاه یَعْصِبُه عَصْباً: أَیْبَسَه، قال أَبو محمد الفَقْعَسِیُّ: یَعْصِبُ، فاه، الریقُ أَیَّ عَصْبِ، عَصْبَ الجُبابِ بشِفاهِ الوَطْبِ الجُبابُ: شِبْه الزُّبْدِ فی أَلبانِ الإِبل. و‌فی حدیث بَدْرٍ: لما فَرَغَ منها، أَتاه جبریلُ، و قد عَصَبَ رأْسَه الغُبارُ‌أَی رَكِبه و عَلِقَ به، مِنْ عَصَبَ الریقُ فاه إِذا لَصِقَ به. و‌رَوی بعضُ المُحَدِّثِین: أَن جبریل جاءَ یوم بَدْرٍ علی فرس أُنْثَی، و قد عَصَم، بثَنیَّتیه، الغُبارُ.فإِن لم یكن غلطاً من المُحَدِّثِ، فهی لغة فی عَصَبَ، و الباءُ و المیم یتعاقبان فی حروف كثیرة، لقرْب مخرجیهما. یقال: ضَرْبةُ لازِبٍ و لازمٍ، و سَبَّدَ رأْسه و سَمَّدَه. و عَصَبَ الماءَ: لَزِمه، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: و عَصَبَ الماءَ، طِوالٌ كُبْدُ و عَصَبَتِ الإِبلُ بالماءِ إِذا دارَتْ به، قال الفراءُ: عَصَبَتِ الإِبل، و عَصِبَتْ، بالكسر، إِذا اجتمعت. و العَصْبة و العَصَبة و العُصْبةُ، الأَخیرة عن أَبی حنیفة: كل ذلك شجرة تلتوی علی الشَّجَرِ، و تكون بینها، و لها ورَقٌ ضَعِیف، و الجمع عَصْبٌ و عَصَبٌ، قال: إِنَّ سُلَیْمَی عَلِقَتْ فُؤَادی، تَنَشُّبَ العَصْبِ فُروعَ الوادی و قال مُرَّة: العَصْبةُ ما تَعَلَّقَ بالشجر، فَرَقِیَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 608
فیه، و عَصَبَ به. قال: و سمعتُ بعضَ العرب یقول: العَصْبةُ هی اللَّبْلابُ. و‌فی حدیث الزبیر بن العوَّام، لما أَقْبَلَ نحو البَصْرة و سُئِل عن وَجْهِه، فقال: عَلِقْتُهم، إِنی خُلِقْتُ عُصْبَهْ، قتادةً تَعَلَّقَتْ بنُشْبَه قال شمر: و بلغنی أَن بعضَ العربِ قال: غَلَبْتُهم، إِنی خُلِقْتُ عُصْبه، قتادةً مَلْوِیَّةً بنُشْبه قال: و العُصْبة نَبات یَلْتَوی علی الشجر، و هو اللَّبْلابُ. و النُّشْبةُ من الرجال: الذی إِذا عَلِقَ بشی‌ءٍ لم یَكَدْ یُفارِقه. و یقال للرجل الشدید المِراسِ: قَتادةٌ لُوِیَتْ بعُصْبةٍ. و المعنی: خُلِقْتُ عُلْقةً لخُصومی، فوضع العُصْبة موضع العُلْقة، ثم شَبَّه نَفْسَه فی فَرْطِ تَعَلُّقِه و تَشَبُّثِه بهم، بالقَتادةِ إِذا اسْتَظْهَرتْ فی تَعَلُّقها، و اسْتَمْسَكَتْ بنُشْبةٍ أَی شی‌ءٍ شدید النُّشُوبِ، و الباءُ التی فی قوله بنُشْبةٍ للاستعانة، كالتی فی كتبت بالقلم، و أَما قول كُثَیِّرٍ: بادِیَ الرَّبْعِ و المعارِفِ منها، غَیْرَ رَسْمٍ كعُصْبةِ الأَغْیالِ فقد رُوِیَ عن ابن الجَرَّاح أَنه قال: العُصْبةُ هَنَة تَلْتَفُّ علی القَتادَةِ، لا تُنزَع عنها إِلَّا بعد جَهْدٍ، و أَنشدَ: تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِی و لحمی، تَلَبُّسَ عُصْبةٍ بفُروعِ ضالِ و عَصَبَ الغبارُ بالجَبل و غیره: أَطافَ. و العَصَّابُ: الغَزَّالُ، قال رُؤْبة: طَیَّ القَسامِیِّ بُرودَ العَصَّابْ القَسامِیُّ: الذی یَطْوِی الثیابَ فی أَوَّلِ طَیِّها، حتی یَكْسِرها علی طَیِّها. و عَصَبَ الشی‌ءَ: قَبَضَ علیه. و العِصابُ: القَبْضُ، أَنشد ابن الأَعرابی: و كنَّا یا قُرَیشُ! إِذا عَصَبْنَا، تَجِی‌ءُ عِصابُنا بدَمٍ عَبیطِ عِصابُنا: قَبْضُنا علی من یُغادِی بالسُّیُوف. و العَصْبُ فی عَرُوض الوافر: إِسكانُ لامِ مُفاعَلتن، و رَدُّ الجُزْءِ بذلك إِلی مَفاعیلن. و إِنما سمی عَصْباً لأَنه عُصِبَ أَن یَتَحَرَّك أَی قُبِضَ. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللَّه وجهَه: فِرُّوا إِلی اللَّه، و قُوموا بما عَصَبَه بكم‌أَی بما افترَضَه علیكم، و قَرَنه بكم من أَوامره و نواهیه. و‌فی حدیث المهاجرین إِلی المدینة: فنزلوا العُصْبَة، موضع بالمدینة عند قُباء، و ضَبَطَهُ بعضُهم بفتح العین و الصاد.

عصلب؛ ج1، ص: 608

: العَصْلَبُ «2» و العَصْلَبیُّ و العُصْلُوبُ: كُلُّه الشدیدُ الخَلْق، العظیمُ؛ زاد الجوهری: مِنَ الرجال؛ و أَنشد: قد حَسَّها اللیلُ بعَصْلَبیِّ، أَرْوَعَ خَرَّاج من الدَّوِّیِّ، مُهاجِرٍ لیس بأَعْرابیِّ و الذی ورد فی خطبة الحجاج: قد لَفَّها اللیلُ بعَصْلَبیِّ و الضمیر فی لَفَّها للإِبل أَی جَمَعها اللیلُ بسائِقٍ شدیدٍ؛ فضربه مثلًا لنفسه و رعیته. اللیث: العَصْلَبیُّ الشدید الباقی علی المشی و العمل؛ قال: و عَصْلَبَتُهُ شِدَّةُ غَضَبه. و رجل عُصْلُبٌ: مُضْطرب.
(2). قوله [العصلب إلخ] ضبط بضم العین و اللام و بفتحهما بالأُصول كالتهذیب و المحكم و الصحاح و صرح به المجد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 609‌

عضب؛ ج1، ص: 609

: العَضْبُ: القطع. عَضَبَه یَعْضِبُه عَضْباً. قَطَعه. و تدعو العربُ علی الرجل فتقول: ما له عَضَبَه اللّهُ؟ یَدْعونَ علیه بقَطْعِ یده و رجله. و العَضْبُ: السیفُ القاطع. و سَیْفٌ عَضْبٌ: قاطع؛ وُصِف بالمصدر. و لسانٌ عَضْبٌ: ذَلِیقٌ، مَثَلٌ بذلك. و عَضَبَه بلسانه: تَناوَلَه و شَتمه. و رجل عَضَّابٌ: شَتَّام. و عَضُبَ لسانُه، بالضم، عُضُوبة: صار عَضْباً أَی حَدیداً فی الكلام. و یُقال: إِنه لَمَعْضُوب اللسانِ إِذا كان مَقْطُوعاً، عَیِیّاً، فَدْماً. و فی مَثَل: إِنَّ الحاجةَ لیَعْضِبُها طَلَبُها قَبْلَ وقْتِها؛ یقول: یَقْطَعُها و یُفْسدها. و یقال: إِنك لتَعْضِبُنی عن حاجتی أَی تَقْطَعُنی عنها. و العَضَبُ فی الرُّمْحِ: الكسرُ. و یُقال: عَضَبْتُه بالرُّمْحِ أَیضاً: و هو أَن تَشْغَلَه عنه. و قال غیره: عَضَبَ علیه أَی رجع علیه؛ و فلان یُعاضِبُ فلاناً أَی یُرادُّه؛ و ناقة عَضْباءُ: مَشْقُوقة الأُذُن، و كذلك الشاة؛ و جَملٌ أَعْضَبُ: كذلك. و العَضْباءُ من آذانِ الخَیْل: التی یُجاوز القَطْعُ رُبْعَها. و شاة عَضْباءُ: مكسورة القَرْن، و الذَّكر أَعْضَبُ. و فی الصحاح: العَضْباءُ الشاةُ المكسورةُ القَرْنِ الداخلِ، و هو المُشاشُ؛ و یقال: هی التی انكسر أَحدُ قَرْنیها، و قد عَضِبَتْ، بالكسر، عَضَباً و أَعْضَبَها هو. و عَضَبَ القَرْنَ فانْعَضَبَ: قَطَعه فانْقَطَعَ؛ و قیل: العَضَبُ یكون فی أَحد القَرْنَینِ. و كَبْشٌ أَعْضَبُ: بَیِّنُ العَضَبِ؛ قال الأَخطل: إِنَّ السُّیُوفَ، غُدُوَّها و رَوَاحَها، تَرَكَتْ هَوَازنَ مثلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ و یُقال: عَضِبَ قَرْنُه عَضَباً. و‌فی الحدیث عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلم: أَنه نَهی أَن یُضَحَّی بالأَعْضَبِ القَرْنِ و الأُذُنِ.قال أَبو عبید: الأَعْضَبُ المكسورُ القَرْنِ الداخلِ؛ قال: و قد یكون العَضَبُ فی الأُذن أَیضاً، فأَما المعروف، ففی القَرْن، و هو فیه أَكثر. و الأَعْضَبُ من الرجال: الذی لیس له أَخٌ، و لا أَحَدٌ؛ و قیل: الأَعْضَبُ الذی مات أَخوه؛ و قیل: الأَعْضَبُ من الرجال: الذی لا ناصِرَ له. و المَعضوبُ: الضعِیفُ؛ تقول منه: عَضَبَه؛ و قال الشافعی فی المناسك: و إِذا كان الرجل مَعْضُوباً، لا یَسْتَمْسِكُ علی الراحلة، فَحَجَّ عنه رجلٌ فی تلك الحالة، فإِنه یُجْزِئه. قال الأَزهری: و المَعْضُوب فی كلام العرب: المَخْبُولُ الزَّمِنُ الذی لا حَرَاكَ به؛ یقال: عَضَبَتْهُ الزَّمانةُ تَعْضِبُه عَضْباً إِذا أَقْعَدَتْه عن الحَرَكة و أَزمَنَتْه. و قال أَبو الهیثم: العَضَبُ الشَّللُ و العَرَجُ و الخَبَلُ. و یقال: لا یَعْضِبُكَ اللّهُ، و لا یَعْضِبُ اللّهُ فلاناً أَی لا یَخْبِلُه اللّه. و العَضْبُ: أَن یكون البیتُ، من الوافر، أَخْرَمَ. و الأَعْضَب: الجُزءُ الذی لَحِقَه العَضَبُ، فینقل مفاعلتن إِلی مفتعلن؛ و منه قولُ الحُطَیْئَة: إِن نَزَلَ الشتاءُ بدار قَومٍ، تَجَنَّبَ جارَ بَیْتِهِمُ الشتاءُ و العَضْباءُ: اسم ناقة النبی، صلی اللّه علیه و سلم، اسم، لها، عَلَمٌ، و لیس من العَضَب الذی هو الشَّقُّ فی الأُذُن. إِنما هو اسم لها سمیت به، و قال الجوهری: هو لقبها؛ قال ابن الأَثیر: لم تكن مَشْقُوقَة الأُذُن، قال: و قال بعضهم إِنها كانت مشقوقةَ الأُذُن، و الأَولُ أَكثر؛ و قال الزمخشری: هو منقول من قولهم: ناقة عَضْباءُ، و هی القصیرةُ الیَد. ابن الأَعرابی: یقال للغلام الحادِّ الرأْس الخَفیفِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 610
الجسم عَضْبٌ و نَدْبٌ و شَطْبٌ و شَهْبٌ و عَصْبٌ و عَكْبٌ و سَكْبٌ. الأَصمعی: یقال لولد البقرة إِذا طَلَعَ قَرنُه، و ذلك بعد ما یأْتی علیه حَولٌ: عَضْبٌ، و ذلك قَبْلَ إِجْذاعِه؛ و قال الطائفیُّ: إِذا قُبِضَ علی قَرنه، فهو عَضْبٌ، و الأُنثی عَضْبةٌ، ثم جَذَعٌ، ثم ثَنیٌّ، ثم رَباعٌ، ثم سَدَسٌ، ثم التَّمَمُ و التَّمَمَةُ، فإِذا اسْتَجْمَعَتْ أَسنانُه فهو عَمَمٌ.

عطب؛ ج1، ص: 610

: العَطَبُ: الهلاك، یكون فی الناس و غیرهم. عَطِبَ، بالكسر، عَطَباً، و أَعْطَبه: أَهْلَكه. و المَعاطِبُ: المَهالِكُ، واحدُها مَعْطَبٌ. و عَطِبَ الفَرَسُ و البعیرُ: انْكَسَرَ، أَو قامَ علی صاحِبه. و أَعْطَبْته أَنا إِذا أَهلكته. و فی الحدیث ذِكْرُ عَطَبِ الهَدْیِ، و هو هَلاكُه، و قد یُعَبَّر به عن آفةٍ تَعتَریه، تمنعه عن السیر، فیُنْحَرُ. و استعمل أَبو عبید العَطَبَ فی الزَّرْع فقال: فنَرَی أَنَّ نَهْیَ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، عن المُزارعة، إِنما كان لهذه الشروط، لأَنها مجهولة، لا یُدْرَی أَ تَسْلَم أَم تَعْطَبُ. و العَوْطَبُ: الداهیةُ، و العَوْطَبُ: لُجَّةُ البَحْرِ؛ قال الأَصمعی: هما من العَطَب. و قال ابن الأَعرابی: العَوْطَبُ أَعْمَقُ موضع فی البحر؛ و قال فی موضع آخر: العَوْطَبُ المُطْمَئِنُّ بین المَوجَتَیْن. و العُطُبُ و العُطْبُ: القُطْنُ مثل عُسُرٍ و عُسْر، واحِدتُهُ عُطْبة. و فی التهذیب: العَطْبُ لِینُ القُطْن «1» و الصُّوفِ. و‌فی حدیث طاووسٍ أَو عِكْرمة: لیس فی العُطْب زكاة، هو القطْن؛ قال الشاعر: كأَنه، فی ذُرَی عَمائِمهم، مُوَضَّعٌ من مَنادِفِ العُطُب و العُطْبة: قطعة منه. و یقال: عَطَبَ یَعْطُبُ عَطْباً و عُطُوباً: لان. و هذا الكَبْشُ أَعْطَبُ من هذا أَی أَلْیَنُ. و عَطَّبَ الكَرمُ: بَدَتْ زَمَعاتُه. و العُطْبة: خِرقة تؤْخَذُ بها النارُ؛ قال الكمیت: ناراً من الحَرب، لا بالمَرْخِ ثَقَّبَها، قَدْحُ الأَكُفِّ، و لم تُنْفَخْ بها العُطَبُ و یقال: أَجد ریح عُطْبةٍ أَی قُطْنةٍ أَو خِرقَةٍ مُحتَرِقةٍ. و التَّعْطِیبُ: علاجُ الشَّراب لتطِیبَ ریحُه؛ یقال: عَطَّبَ الشَّرَابَ تَعْطِیباً؛ و أَنشد بیت لبید: إِذا أَرْسَلَت كفُّ الولیدِ عِصامَهُ، یَمُجُّ سلافاً من رَحِیقٍ مُعَطَّبِ و رواه غیره: من رحِیق مُقَطَّبِ؛ قال الأَزهری: و هو المَمْزوجُ، و لا أَدری ما المُعَطَّب.

عظب؛ ج1، ص: 610

: عَظَبَ الطّائِرُ یَعْظِبُ عَظْباً: حَرَّكَ زِمِكَّاهُ بِسُرْعَة. و حَظَبَ علی العَمل، و عَظَبَ «2» یَعْظِبُ عَظْباً و عُظُوباً: لَزِمَهُ و صَبَر علیه. و عَظَّبَه علیه: مَرَّنَه و صَبَّره. و عَظَبَتْ یَدُه إِذا غَلُظَتْ علی العمل. و عَظَبَ جِلْدُه إِذا یَبِسَ. و إِنه لَحَسَنُ العُظُوبِ علی المُصِیبة إِذا نزلتْ به؛ یعنی أَنه حَسَنُ التَّصبُّر، جمیلُ العَزاء. و قال مُبْتكرٌ الأَعرابی: عَظَبَ
(1). قوله [العطب لین إلخ] أی بفتح فسكون بضبط المجد و الصاغانی و التهذیب و أما القطن نفسه فهو العطب بضم أوله و سكون ثانیه و فتحه كما ضبطوه. (2). قوله [و حظب علی العمل و عظب إلخ] العظب بمعنی الصبر علی الشی‌ء من بابی ضرب و نصر و ما قبله من باب ضرب فقط و بمعنی سمن من باب فرح كما ضبطوه كذلك و صرح به المجد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 611
فلانٌ علی ماله، و هو عاظِبٌ، إِذا كان قائماً علیه، و قد حَسُنَ عُظُوبُه علیه. و المُعَظِّبُ و المُعَظَّبُ: المُعَوَّدُ للرِّعْیَةِ و القیامِ علی الإِبل، الملازمُ لعمله، القَوِیُّ علیه، و قیل: اللازم لكل صَنْعة. ابن الأَعْرابی: و العَظُوبُ السَّمِینُ. یقال: عَظِبَ یَعْظَبُ عَظَباً إِذا سَمِن. و فی النوادر: كُنْتُ العام عَظِباً، و عاظِباً، و عَذِباً، و شَطِفاً، و صَامِلًا، و شَذِیاً، و شَذِباً: و هو كُلُّه نُزُولُهُ الفَلاةَ و مَواضِعَ الیَبِیس. و العُنْظَبُ، و العُنْظُبُ، و العُنْظابُ، و العِنْظابُ، الكسر عن اللحیانی، و العُنظُوبُ، و العُنْظُباء: كُلُّه الجَرادُ الضَّخْمُ؛ و قیل: هو ذَكَرُ الجراد الأَصْفَر، و فتح الظاء فی العُنْظَب لغة؛ و الأُنثی: عُنْظُوبة، و الجمع: عَناظِبُ؛ قال الشاعر: غَدا كالعَمَلَّسِ فی خافَةٍ، رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعُنْجُدِ العَمَلَّسُ: الذئبُ. و الخَافَةُ: خریطةٌ من أَدَمٍ. و العُنْجُدُ: الزَّبیبُ، و قال اللحیانی: هو ذكر الجَرادِ الأَصْفَرِ. قال أَبو حنیفة: العُنْظُبانُ ذَكَرُ الجَراد. و عُنْظُبة: موضع؛ قال لبید: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ، من قُلَلِ الشِّحْرِ، فَذاتِ العُنْظُبهْ جَرَّتْ عَلَیها، إِذ خَوَتْ من أَهْلِها، أَذْیالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ العَصُوفُ: الریح العاصفة، و الحَصِبَةُ: ذات الحَصْباءِ.

عقب؛ ج1، ص: 611

: عَقِبُ كُلِّ شی‌ءٍ، و عَقْبُه، و عاقِبتُه، و عاقِبُه، و عُقْبَتُه، و عُقْباه، و عُقْبانُه: آخِرُه؛ قال خالدُ ابن زُهَیْر الهُذلی: فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَلیلٍ مَخافةً، فتِلْكَ الجوازِی عُقْبُها و نُصُورُها یقول: جَزَیْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَیْمر. و الجمعُ: العَواقِبُ و العُقُبُ. و العُقْبانُ، و العُقْبَی: كالعاقبةِ، و العُقْبِ. و فی التنزیل: وَ لٰا یَخٰافُ عُقْبٰاهٰا؛ قال ثعلب: معناه لا یَخافُ اللّهُ، عز و جل، عاقِبةَ ما عَمِلَ أَن یَرجعَ علیه فی العاقبةِ، كما نَخافُ نحنُ. و العُقْبُ و العُقُبُ: العاقبةُ، مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ. و مِنْه قوله تعالی: هُوَ خَیْرٌ ثَوٰاباً، وَ خَیْرٌ عُقْباً أَی عاقِبةً. و أَعْقَبه بطاعته أَی جازاه. و العُقْبَی جَزاءُ الأَمْر. و قالوا: العُقبی لك فی الخَیْر أَی العاقبةُ. و جمع العَقِبِ و العَقْبِ: أَعقابٌ، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. الأَزهری: و عَقِبُ القَدَم و عَقْبُها: مؤَخَّرُها، مؤنثة، مِنْه؛ و ثلاثُ أَعْقُبٍ، و تجمع علی أَعْقاب. و‌فی الحدیث: أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَیْم لتَنْظُرَ له امرأَةً، فقال: انْظُری إِلی عَقِبَیْها، أَو عُرْقُوبَیها؛ قیل: لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِباها، اسودَّ سائرُ جَسَدها. و‌فی الحدیث: نَهَی عن عَقِبِ الشیطانِ، و فی روایة: عُقْبةِ الشیطانِ فی الصلاة؛ و هو أَن یَضَعَ أَلْیَتَیْه علی عَقِبَیْه، بین السجدتین، و هو الذی یجعله بعض الناس الإِقْعاءَ. و قیل: أَن یَترُكَ عَقِبَیْه غیرَ مَغْسُولَین فی الوُضوءِ، و جمعُها أَعْقابٌ، و أَعْقُبٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فُرْقَ المَقادیمِ قِصارَ الأَعْقُبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 612
و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: یا علیّ إِنی أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسی، و أَكْرَه لك ما أَكره لنفسی؛ لا تَقْرَأْ و أَنت راكعٌ، و لا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك، و لا تُقْعِ علی عَقِبَیْك فی الصلاة، فإِنها عَقِبُ الشیطان، و لا تَعْبَثْ بالحَصَی و أَنت فی الصلاة، و لا تَفْتَحْ علی الإِمام.و عَقَبَه یَعْقُبُه عَقْباً: ضَرَب عَقِبَه. و عُقِبَ عَقْباً: شَكا عَقِبَه. و‌فی الحدیث: وَیْلٌ للعَقِبِ من النار، و وَیْلٌ للأَعْقابِ من النار؛ و هذا یَدُلُّ علی أَن المَسْحَ علی القَدَمَیْن غیرُ جائز، و أَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَیْن إِلی الكَعْبین، لأَنه، صلی اللّه علیه و سلم، لا یُوعِدُ بالنار، إِلا فی تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ علیه، و هو قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم. قال ابن الأَثیر: و إِنما خَصَّ العَقِبَ بالعذاب، لأَنه العُضْوُ الذی لم یُغْسَلْ، و قیل: أَراد صاحبَ العَقِب، فحذف المضاف؛ و إِنما قال ذلك لأَنهم كانوا لا یَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم فی الوضوءِ. و عَقِبُ النَّعْلِ: مُؤَخَّرُها، أُنْثی. و وَطِئُوا عَقِبَ فلانٍ: مَشَوْا فی أَثَرِه. و‌فی الحدیث: أَن نَعْلَه كانتْ مُعَقَّبةً، مُخَصَّرةً، مُلَسَّنةً.المُعَقَّبةُ: التی لها عَقِبٌ. و وَلَّی علی عَقِبِه، و عَقِبَیْه إِذا أَخَذَ فی وجْهٍ ثم انثَنَی. و التَّعْقِیبُ: أَن یَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده. و‌فی الحدیث: لا تَرُدَّهم علی أَعْقابِهِم‌أَی إِلی حالتهم الأُولی من تَرْكِ الهِجْرَةِ. و‌فی الحدیث: ما زالُوا مُرْتَدِّین علی أَعقابهم‌أَی راجعین إِلی الكفر، كأَنهم رجعوا إِلی ورائهم. و جاءَ مُعَقِّباً أَی فی آخرِ النهارِ. و جِئْتُكَ فی عَقِبِ الشهر، و عَقْبِه، و علی عَقِبِه أَی لأَیامٍ بَقِیَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ. و جِئتُ فی عُقْبِ الشهرِ، و علی عُقْبِه، و عُقُبِه، و عُقْبانِه أَی بعد مُضِیِّه كلِّه. و حكی اللحیانی: جِئتُك عُقُبَ رمضانَ أَی آخِرَه. و جِئتُ فلاناً علی عَقْبِ مَمَرِّه، و عُقُبه، و عَقِبِه، و عَقْبِه، و عُقْبانِه أَی بعد مُرورِه. و‌فی حدیث عمر: أَنه سافر فی عَقِب رمضانَ‌أَی فی آخره، و قد بَقِیَتْ منه بقیة؛ و قال اللحیانی: أَتَیْتُك علی عُقُبِ ذاك، و عُقْبِ ذاك، و عَقِبِ ذاكَ، و عَقْبِ ذاكَ، و عُقْبانِ ذاك، و جِئتُكَ عُقْبَ قُدُومِه أَی بعده. و عَقَبَ فلانٌ علی فلانة إِذا تزوَجها بعد زوجها الأَوَّل، فهو عاقِبٌ لها أَی آخِرُ أَزواجها. و المُعَقِّبُ: الذی أُغِیرَ علیه فَحُرِب، فأَغارَ علی الذی كان أَغارَ علیه، فاسْتَرَدَّ مالَه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة فرس: یَمْلأُ عَیْنَیْكَ بالفِناءِ، و یُرْضِیكَ عِقاباً إِنْ شِیتَ أَو نَزَقا قال: عِقَاباً یُعَقِّبُ علیه صاحبُه أَی یَغْزُو مرةً بعد أُخری؛ قال: و قالوا عِقاباً أَی جَرْیاً بعد جَرْیٍ؛ و قال الأَزهری: هو جمع عَقِبٍ. و عَقَّبَ فلانٌ فی الصلاة تَعْقیباً إِذا صَلَّی، فأَقامَ فی موضعه ینتظر صلاةً أُخری. و‌فی الحدیث: من عَقَّبَ فی صلاةٍ، فهو فی الصلاة‌أَی أَقام فی مُصَلَّاه، بعد ما یَفرُغُ من الصلاة؛ و یقال: صلَّی القَوْمُ و عَقَّبَ فلان. و‌فی الحدیث: التَّعْقیبُ فی المساجد انتظارُ الصلواتِ بعد الصلوات.و حكی اللِّحیانیُّ: صلینا عُقُبَ الظُّهْر، و صلینا أَعقابَ الفریضةِ تَطَوُّعاً أَی بعدها. و عَقَبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده، و قد بَقِیَ من الأَوَّل شی‌ءٌ؛ و قیل: عَقَبَه إِذا جاءَ بعده. و عَقَبَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 613
هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه، و لم یَبْقَ منه شی‌ء. و كلُّ شی‌ءٍ جاءَ بعد شی‌ء، و خَلَفه، فهو عَقْبُه، كماءِ الرَّكِیَّةِ، و هُبوبِ الریح، و طَیرانِ القَطا، و عَدْوِ الفَرس. و العَقْبُ، بالتسكین: الجَرْیُ یجی‌ء بعدَ الجَری الأَوَّل؛ تقول: لهذا الفرس عَقْبٌ حَسَن؛ و فَرَسٌ ذُو عَقِب و عَقْبٍ أَی له جَرْیٌ بعد جَرْیٍ؛ قال إمْرُؤُ القَیْس: علی العَقْبِ جَیَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ، إِذا جاشَ فیه حَمْیُهُ، غَلْیُ مِرْجَل «1» و فرسٌ یَعْقوبٌ: ذو عَقْبٍ، و قد عَقَبَ یَعْقِبُ عَقْباً. و فرس مُعَقِّبٌ فی عَدْوِه: یَزْدادُ جَودةً. و عَقَبَ الشَّیْبُ یَعْقِبُ و یَعْقُبُ عُقُوباً، و عَقَّبَ: جاءَ بعد السَّوادِ؛ و یُقال: عَقَّبَ فی الشَّیْبِ بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ. و العَقِبُ، و العَقْبُ، و العاقِبةُ: ولَدُ الرجلِ، و وَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده. و ذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلی أَنها مؤنَّثة. و قولهم: لیستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَی لیس له ولَد؛ و قولُ العَرَبِ: لا عَقِبَ له أَی لم یَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر؛ و قوله تعالی: وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِیَةً فِی عَقِبِهِ، أَرادَ عَقِبَ إِبراهیم، علیه السلام، یعنی: لا یزال من ولده من یُوَحِّدُ اللّه. و الجمع: أَعقاب. و أَعْقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ و تَرك عَقِباً أَی ولداً؛ یقال: كان له ثلاثةُ أَولادٍ، فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ أَی تَرَكا عَقِباً، و دَرَجَ واحدٌ؛ و قول طُفَیْل الغَنَوِیِّ: كَریمةُ حُرِّ الوَجْهِ، لم تَدْعُ هالِكاً من القَومِ هُلْكاً، فی غَدٍ، غیرَ مُعْقِبِ یعنی: أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَیِّدٌ، جاءَ سَیِّدٌ، فهی لم تَنْدُبْ سَیِّداً واحداً لا نظیر له أَی إِنّ له نُظَراء من قومِه. و ذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه إِذا خَلَفه، و هو مثْلُ عَقَبه. و عَقَبَ مكانَ أَبیه یَعْقُب عَقْباً و عاقِبة، و عَقَّبَ إِذا خَلَف؛ و كذلك عَقَبَه یَعْقُبُه عَقْباً، الأَوّل لازم، و الثانی مُتَعَدّ، و كلُّ من خَلَف بعد شی‌ء فهو عاقبةٌ، و عاقِبٌ له؛ قال: و هو اسم جاءَ بمعنی المصدر، كقوله تعالی: لَیْسَ لِوَقْعَتِهٰا كٰاذِبَةٌ؛ و ذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه، و هو مثلُ عَقَبه؛ و یقال لولد الرجل: عَقِبُه و عَقْبُه، و كذلك آخرُ كلِّ شی‌ء عَقْبُه، و كل ما خَلَف شیئاً، فقد عَقَبَه، و عَقَّبه. و عَقَبُوا من خَلْفِنا، و عَقَّبُونا: أَتَوا. و عَقَبُونا من خَلْفِنا، و عَقَّبُونا أَی نَزَلُوا بعد ما ارتَحَلْنا. و أَعْقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَولُ، فلم یَبْقَ منه شی‌ءٌ، و صارَ الآخَرُ مكانَه. و المُعْقِبُ: نَجْمٌ یَعْقُب نَجْماً أَی یَطْلُع بعده. و أَعْقَبَه نَدَماً و غَمّاً: أَوْرَثَه إِیاه؛ قال أَبو ذُؤَیْب: أَودَی بَنِیَّ و أَعْقَبُونی حَسْرَةً، بعدَ الرُّقادِ، و عَبْرَةً ما تُقْلِعُ و یقال: فَعَلْتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه نَدامةً أَی وجَدْتُ فی عاقِبَتِه ندامةً. و یقال: أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْقَبَتْه سُقماً أَی أَورَثَتْه. و یقال: لَقِیتُ منه عُقْبةَ الضَّبُع، كما یقال: لَقیتُ منه اسْتَ الكَلْب أَی لقِیتُ منه الشِّدَّة. و عاقَبَ بین الشَّیْئَیْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً، و بالآخَر أُخْرَی. و یقال: فلان عُقْبَةُ بنی فلانٍ أَی آخِرُ من بَقیَ منهم. و یقال للرجل إِذا كان مُنْقَطِعَ الكلام: لو كان له
(1). قوله [علی العقب جیاش إلخ] كذا أنشده كالتهذیب و هو فی الدیوان كذلك و أنشده فی مادتی ذبل و هزم كالجوهری علی الذبل و المادة فی الموضعین محررة فلا مانع من روایته بهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 614
عَقْبٌ لَتَكلم أَی لو كان له جوابٌ. و العاقِبُ: الذی دُون السَّیِّدِ؛ و قیل: الذی یَخْلُفُه. و‌فی الحدیث: قَدِمَ علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، نَصاری نَجْرَانَ: السَّیِّدُ و العاقِبُ؛ فالعاقِبُ: مَن یَخْلُفُ السَّیِّدَ بعده. و العاقِبُ و العَقُوبُ: الذی یَخْلُف من كان قبله فی الخَیْرِ. و العاقِبُ: الآخر. و قیل: السَّیِّدُ و العاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم، و أَصحاب مراتبهم، و العاقبُ یتلو السید. و‌فی الحدیث: أَنا العاقِبُ‌أَی آخر الرسل؛ و‌قال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: لی خمسةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ، و أَنا أَحمدُ، و المَاحِی یَمْحُو اللّه بی الكُفْرَ، و الحاشِرُ أَحْشُر الناسَ علی قَدَمِی، و العاقِبُ؛ قال أَبو عبید: العاقِبُ آخِرُ الأَنبیاء؛ و‌فی المحكم: آخرُ الرُّسُل.و فلانٌ یَسْتَقی علی عَقِبِ آلِ فُلان أَی فی إِثْرهم؛ و قیل: علی عُقْبتهم أَی بَعْدَهم. و العَاقِبُ و العَقُوب: الذی یَخْلُف مَنْ كان قبله فی الخَیْر. و المُعَقِّبُ: المُتَّبِعُ حَقّاً له یَسْتَرِدُّه. و ذهب فلانٌ و عَقَّبَ فلانٌ بعْدُ، و أَعْقَب. و المُعَقِّبُ: الذی یَتْبَعُ عَقِبَ الإِنسانِ فی حَقٍّ؛ قال لبیدٌ یصفُ حماراً و أَتانَهُ: حتَّی تَهَجَّرَ فی الرَّواحِ، و هاجَهُ طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ و هذا البیتُ استشهد به الجوهری علی قوله: عَقَّبَ فی الأَمْر إِذا تَرَدَّد فی طلبه مُجِدّاً، و أَنشده؛ و قال: رفع المظلوم، و هو نعتٌ للمُعَقِّبِ، علی المعنی، و المُعَقِّبُ خَفْضٌ فی اللفظ و معناه أَنه فاعل. و یقال أَیضاً: المُعَقِّبُ الغَریمُ المُماطل. عَقَّبَنی حَقِّی أَی مَطَلَنی، فیكون المظلومُ فاعلًا، و المُعَقِّبُ مفعولًا. و عَقَّبَ علیه: كَرَّ و رَجَع. و فی التنزیل: وَلّٰی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ*. و أَعْقَبَ عن الشی‌ءِ: رَجَعَ. و أَعْقَبَ الرجلُ: رَجَعَ إِلی خَیْر. و‌قولُ الحرث بن بَدْر: كنتُ مَرَّةً نُشْبه و أَنا الیوم عُقْبه؛ فسره ابن الأَعرابی فقال: معناه كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان لَقِیَ منی شَرّاً، فقد أَعْقَبْتُ الیومَ و رَجَعْتُ أَی أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً. و قالوا: العُقْبَی إِلی اللّه أَی المَرْجِعُ. و العَقْبُ: الرُّجُوع؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ صِیاحَ الكُدْرِ، یَنْظُرْنَ عَقْبَنا، تَراطُنَ أَنْباطٍ علیه طَغَامُ معناه: یَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا لیَرِدْنَ بَعْدَنا. و المُعَقِّبُ: المُنْتَظِرُ. و المُعَقِّبُ: الذی یغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ، و یَسیر سَیْراً بعدَ سیرٍ، و لا یُقِیمُ فی أَهله بعد القُفُولِ. و عَقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ، و غَزاةٍ بعد غزاةٍ: وَالی. و‌فی الحدیث: و إِنَّ كلَّ غازیةٍ غَزَتْ یَعْقُبُ بعضُها بعضاً‌أَی یكونُ الغَزوُ بینهم نُوَباً، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت، لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثانیةً، حتی تَعْقُبَها أُخْری غیرُها. و منه‌حدیث عمر: أَنه كان یُعَقِّبُ الجیوشَ فی كل عام.و‌فی الحدیث: ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَیْن؛ إِلا أَنها كانت عُقَباً‌أَی تُصَلی طائفةٌ بعد طائفة، فهم یَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ. و یقال للذی یغْزو غَزْواً بعد غَزْوٍ، و للذی یتقاضَی الدَّیْنَ، فیعودُ إِلی غریمه فی تقاضیه. مُعَقِّبٌ؛ و أَنشد بیت لبید: طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ و المُعَقِّبُ: الذی یَكُرُّ علی الشی‌ءِ، و لا یَكُرُّ أَحدٌ علی ما أَحكمَه اللّه، و هو قول سلامة بن جَنْدل: لسان العرب، ج‌1، ص: 615
إِذا لم یُصِبْ فی أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا أَی غَزا غَزوةً أُخْری. و عَقَّبَ فی النافِلَةِ بعدَ الفَریضَةِ كذلك. و‌فی حدیث أَبی هریرة: كان هو و امرأَته و خادِمُه یَعْتَقِبونَ اللیل أَثلاثاً‌أَی یَتَناوَبُونه فی القیام إِلی الصلاة. و‌فی حدیث أَنس بن مالك: أَنه سُئِلَ عن التَّعْقِیبِ فی رَمَضانَ، فأَمَرَهم أَن یُصَلُّوا فی البُیوت.و فی التهذیب: فقال إِنهم لا یَرْجِعُون إِلا لخیر یَرْجُونَه، أَو شَرٍّ یَخافُونَه. قال ابن الأَثیر: التَّعْقِیبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلًا، ثم تَعُودَ فیه؛ و أَراد به هاهنا صلاةَ النافلة، بعد التراویح، فكَرِهَ أَن یُصَلُّوا فی المسجد، و أَحَبَّ أَن یكون ذلك فی البیوت. و حكی الأَزهری عن إِسحاق بن راهویه: إِذا صَلَّی الإِمامُ فی شهر رمضان بالناس تَرْویحةً، أَو تَرویحتین، ثم قام الإِمام من آخر اللیل، فأَرسل إِلی قوم فاجْتمعوا فصَلی بهم بعد ما ناموا، فإِن ذلك جائز إِذا أَراد به قیامَ ما أُمِرَ أَن یُصَلی من التَّرویح، و أَقلُّ ذلك خَمْسُ تَرویحات، و أَهلُ العراق علیه. قال: فأما أَن یكون إِمام صلی بهم أَوَّلَ اللیل الترویحات، ثمَّ رَجَعَ آخِرَ اللیل لیُصلیَ بهم جماعةً، فإِن ذلك مكروه، لما روی عن أَنس و سعید بن جبیر من كراهیتهما التَّعْقِیبَ؛ و كان أَنس یأْمُرُهم أَن یُصَلُّوا فی بُیوتهم. و قال شمر: التَّعْقِیبُ أَن یَعْمَلَ عَمَلًا من صلاة أَو غیرها، ثم یعود فیه من یومه؛ یقال: عَقَّبَ بصلاة بعد صلاة، و غزوة بعد غزوة؛ قال: و سمعت ابن الأَعرابی یقول: هو الذی یفعلُ الشی‌ءَ ثم یَعُود إِلیه ثانیةً. یقال: صَلی من اللیل ثم عَقَّبَ، أَی عاد فی تلك الصلاة. و‌فی حدیث عمر: أَنه كان یُعَقِّبُ الجُیوشَ فی كل عام؛ قال شمر: معناه أَنه یَرُدُّ قوماً و یَبْعَثُ آخرین یُعاقِبُونَهم. یقال: عُقِّبَ الغازیةُ بأَمثالهم، و أُعْقِبُوا إِذا وُجِّه مكانَهم غیرُهم. و التَّعْقِیبُ: أَن یَغْزُوَ الرجلُ، ثم یُثَنِّی من سَنَته؛ قال طفیل یصف الخیل: طِوالُ الهَوادی، و المُتُونُ صَلِیبةٌ، مَغاویرُ فیها للأَمیرِ مُعَقَّبُ و المُعَقَّبُ: الرجلُ یُخْرَجُ «2» من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه قدراً؛ و منه قوله: و إِنْ تَبْغِنی فی حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَنی، و إِنْ تَلْتَمِسْنی فی الحَوانیتِ تَصْطَدِ أَی لا أَكونُ مُعَقَّباً. و عَقَّبَ و أَعْقَبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً، و هذا مَرَّةً. و التَّعْقِیبُ فی الصَّلاةِ: الجلوسُ بعد أَن یَقْضِیَها لدُعاءٍ أَو مَسْأَلة. و‌فی الحدیث: من عَقَّبَ فی صلاة، فهو فی الصلاةِ.و تَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ لیس فیها تَعْقِیبٌ أَی استثناء. و أَعْقَبَه الطائفُ إِذا كان الجُنُون یُعاوِدُه فی أَوْقاتٍ؛ قال إمرؤُ القیس یصف فرساً: و یَخْضِدُ فی الآریّ، حَتی كأَنَّه به عُرَّةٌ، أَو طائفٌ غیرُ مُعْقِبِ و إِبلٌ مُعاقِبةٌ: تَرْعَی مرةً فی حَمْضٍ، و مرةً فی خُلَّةٍ. و أَما التی تَشْرَبُ الماءَ، ثم تَعُودُ إِلی المَعْطَنِ، ثم تَعُودُ إِلی الماءِ، فهی العواقِبُ؛ عن ابن الأَعرابی. و عَقَبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلی مكانٍ تَعْقُبُ عَقْباً، و أَعْقَبَتْ: كلاهما تحوّلَتْ
(2). قوله [و المعقب الرجل یخرج إلخ] ضبط المعقب فی التكملة كمعظم و ضبط یخرج بالبناء للمجهول و تبعه المجد و ضبط فی التهذیب المعقب كمحدّث و الرجل یخرج بالبناء للفاعل و كلا الضبطین وجیه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 616
منه إِلیه تَرْعَی. ابن الأَعرابی: إِبلٌ عاقِبةٌ تَعْقُب فی مَرْتَعٍ بعد الحَمْضِ، و لا تكون عاقبةً إِلا فی سنةٍ جَدْبة، تأْكل الشَّجَر ثم الحَمْضَ. قال: و لا تكون عاقِبةً فی العُشْبِ. و التَّعاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة. و المُعَقِّباتُ: اللَّواتی یَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل المُعْتَرِكاتِ علی الحَوْض، فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخری، و هی الناظراتُ العُقَبِ. و العُقَبُ: نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت، فذلك عُقْبَتُها. و عُقْبةُ الماشیة فی المَرْعَی: أَن تَرْعَی الخُلَّةَ عُقْبةً، ثم تُحَوَّل إِلی الحَمْضِ، فالحَمْضُ عُقْبَتُها؛ و كذلك إِذا حُوِّلَتْ من الحَمْض إِلی الخُلَّة، فالخُلَّة عُقْبَتُها؛ و هذا المعنی أَراد ذو الرمة بقوله یصف الظلیم: أَلْهاهُ آءٌ و تَنُّومٌ و عُقْبَتُه من لائحِ المَرْوِ، و المَرعی له عُقَبُ و قد تقدّم. و المِعْقَابُ: المرأَة التی من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَی. و نخلٌ مُعاقِبةٌ: تَحْمِلُ عاماً و تُخْلِفُ آخر. و عِقْبةُ القَمَرِ: عَوْدَتُه، بالكسر. و یقال: عَقْبةُ، بالفتح، و ذلك إِذا غاب ثم طَلَع. ابن الأَعرابی: عُقْبَةُ القمر، بالضم، نَجْمٌ یُقارِنُ القَمَرَ فی السَّنةِ مَرَّةً؛ قال: لا تَطْعَمُ المِسْكَ و الكافورَ، لِمَّتُه، و لا الذَّریرَةَ، إِلا عُقْبةَ القَمَرِ هو لبعض بنی عامر، یقول: یَفْعَلُ ذلك فی الحَوْلِ مَرَّةً؛ و روایة اللحیانی عِقْبَةَ، بالكسر، و هذا موضع نظر، لأَن القمر یَقْطَعُ الفَلَك فی كل شهر مرة. و ما أعلم ما معنی قوله: یُقارن القمر فی كل سنة مرة. و فی الصحاح یقال: ما یَفْعَلُ ذلك إِلا عُقْبةَ القَمر إِذا كان یفعله فی كل شهر مرةً. و التَّعاقُبُ و الاعْتِقابُ: التَّداوُل. و العَقِیبُ: كلُّ شی‌ءٍ أَعْقَبَ شیئاً. و هما یَتَعاقَبانِ و یَعْتَقِبانِ أَی إِذا جاءَ هذا، ذَهَب هذا، و هما یَتَعاقَبانِ كلَّ اللیل و النهار، و اللیلُ و النهارُ یَتَعاقَبانِ، و هما عَقیبان، كلُّ واحدٍ منهما عَقِیبُ صاحبه. و عَقِیبُك: الذی یُعاقِبُك فی العَمَل، یَعْمَلُ مرَّةً و تَعْمَلُ أَنت مَرَّةً. و‌فی حدیث شُرَیْح: أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ‌أَی أَبْطَلَ نَفْحَ الدابة برجلها، و هو رَفْسُها، كانَ لا یُلْزِمُ صاحِبَها شیئاً إِلا أَن تُتْبِعَ ذلك رَمْحاً. و عَقَبَ اللیلُ النهارَ: جاءَ بعدَه. و عاقَبه أَی جاءَ بعَقِبه، فهو مُعاقِبٌ و عَقِیبٌ أَیضاً؛ و التَّعْقِیبُ مثله. و ذَهَبَ فلانٌ و عَقَبَهُ فلانٌ بعدُ، و اعْتَقَبَه أَی خَلَفَه. و هما یُعَقِّبانِه و یَعْتَقِبانِ علیه و یَتَعاقَبانِ: یَتَعاونانِ علیه. و قال أَبو عمرو: النَّعامَةُ تَعْقُبُ فی مَرْعًی بعد مَرْعًی، فمرَّةً تأْكل الآءَ، و مَرة التَّنُّوم، و تَعْقُبُ بعد ذلك فی حجارة المَرْوِ، و هی عُقْبَته، و لا یَغِثُّ علیها شی‌ء من المَرْتَع، و هذا معنی قول ذی الرمة: … و عُقْبَتُه من لائِحِ المَرْوِ، و المَرْعَی له عُقَبُ و قد ذُكِرَ فی صدر هذه الترجمة. و اعْتَقَبَ بخیر، و تَعَقَّبَ: أَتی به مرَّةً بعد مرة. و أَعْقَبه اللّهُ بإِحسانه خَیْراً؛ و الاسم منه العُقْبَی،
لسان العرب، ج‌1، ص: 617
و هو شِبْهُ العِوَضِ، و اسْتَعْقَبَ منه خیراً أَو شَرّاً: اعْتاضَه، فأَعْقَبَه خَیْراً أَی عَوَّضَهُ و أَبدله. و هو بمعنی قوله: و مَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطاعَتِه، كما أَطاعَكَ، و ادْلُلْهُ علی الرَّشَدِ و أَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلی خیر. و اسْتَعْقَبْتُ الرجلَ، و تَعَقَّبْتُه إِذا طَلَبْتَ عورته و عَثْرَته. و تقول: أَخَذْتُ من أَسِیری عُقْبةً إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلًا. و‌فی الحدیث: سَأُعْطیكَ منها عُقْبَی‌أَی بَدَلًا عن الإِبقاءِ و الإِطلاق. و‌فی حدیث الضیافة: فإِن لم یَقْرُوه، فله أَن یُعْقِبَهُم بمثْل قِراهُ‌أَی یأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَی. و هذا فی المُضْطَرِّ الذی لا یَجِدُ طعاماً، و یخاف علی نفسه التَّلَفَ. یقال: عَقَبَهم و عَقَّبهم، مُشَدَّداً و مخففاً، و أَعْقَبَهم إِذا أَخذ منهم عُقْبَی و عُقْبةً، و هو أَن یأْخذ منهم بدلًا عما فاته. و تَعَقَّبَ من أَمره: نَدِمَ؛ و تقول: فعلتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه ندامة أَی وجدْتُ فی عاقبته ندامة. و أَعْقَبَ الرجلَ: كان عَقِیبَه؛ و أَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقاباً و عُقْباناً «1» و عُقْبَی حسَنةً أَو سیئة. و‌فی الحدیث: ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْبَی مِن جَرْعَةِ غَیْظٍ مَكْظُومَةٍ؛ و‌فی روایة: أَحمد عُقْباناً‌أَی عاقبة. و أُعْقِبَ عِزُّه ذلًّا: أُبْدِلَ؛ قال: كم من عزیزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه، فأَصْبَحَ مَرْحُوماً، و قد كان یُحْسَدُ و یقال: تَعَقَّبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غیرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة. و یقال: أَتَی فلانٌ إِلیَّ خیراً فعَقَبَ بخیر منه؛ و أَنشد: فَعَقَبْتُم بذُنُوبٍ غیرَ مَرّ و یقال: رأَیتُ عاقبةً من طَیْر إِذا رأَیتَ طَیْراً یَعْقُبُ بعضُها بعضاً، تَقَعُ هذه فتطیر، ثم تَقَعُ هذه مَوْقِعَ الأُولی. و أَعْقَبَ طَیَّ البئر بحجارة من ورائها: نَضَدَها. و كلُّ طریق بعضُه خلف بعضٍ: أَعْقابٌ، كأَنها مَنْضُودة عَقْباً علی عَقْبٍ؛ قال الشماخ فی وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ علی ظهر الناقة: إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ أَعقابُ نَیٍّ، علی الأَثْباجِ، مَنْضُودِ و الأَعْقابُ: الخَزَفُ الذی یُدْخَلُ بین الآجُرِّ فی طَیِّ البئر، لكی یَشْتَدَّ؛ قال كُراع: لا واحد له. و قال ابن الأَعرابی: العُقابُ الخَزَفُ بین السافات؛ و أَنشد فی وصف بئر: ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ و ذاتَ جَمّ و یُروی: و ذاتَ حَمّ، أَراد و ذاتَ حَمْ‌ءٍ، ثم اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة علی ما قبلها، فقال: و ذاتَ حَمّ. و أَعقابُ الطَّیِّ: دوائرُه إِلی مؤَخَّره. و قد عَقَّبْنا الرَّكِیَّةَ أَی طوَیْناها بحَجَر من وراءِ حجر. و العُقابُ: حجر یَسْتَنْثِلُ علی الطَّیِّ فی البئر أَی یَفْضُل. و عَقَبْتُ الرجلَ: أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ
(1). قوله [و عقباناً] ضبط فی التهذیب بضم العین و كذا فی نسختین صحیحتین من النهایة و یؤیده تصریح صاحب المختار بضم العین و سكون القاف و ضمها إتباعاً، فانظر من أین للشارح التصریح بالكسر و لم نجد له سلفاً. و كثیراً ما یصرح بضبط تبعاً لشكل القلم فی نسخ كثیرة التحریف كما اتضح لنا بالاستقراء، و بالجملة فشرحه غیر محرر.لسان العرب، ج‌1، ص: 618
منی، و أَنا أَعْقُب، بضم القاف، و یقال: أَعْقَبَ علیه یَضْرِبُه. و عَقَبَ الرَّجُلَ فی أَهله: بغاه بشَرٍّ و خَلَفَه. و عَقَبَ فی أَثر الرجل بما یكره یَعْقُبُ عَقْباً: تناوله بما یكره و وقع فیه. و العُقْبةُ: قدرُ فَرسخین؛ و العُقْبَة أَیضاً: قَدْرُ ما تَسِیرُه، و الجمعُ عُقَبٌ؛ قال: خَوْداً ضِناكاً لا تَسِیر العُقَبا أَی إِنها لا تَسیر مع الرجال، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها و تَرَفِها؛ كقول ذی الرمة: فلم تَسْتَطِعْ مَیٌّ مُهاواتَنا السُّرَی، و لا لَیْلَ عِیسٍ فی البُرِینَ خَواضِعُ و العُقْبةُ: الدُّولةُ؛ و العُقْبةُ: النَّوْبةُ؛ تقول: تَمَّتْ عُقْبَتُكَ؛ و العُقبة أَیضاً: الإِبل یَرْعاها الرجلُ، و یَسْقیها عُقْبَتَه أَی دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سمیت باسم الدُّولَة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنَّ علیَّ عُقْبَةً أَقْضِیها، لَسْتُ بناسِیها و لا مُنْسِیها أَی أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِی، و أُحْسِنُ رَعْیَها. و قوله: لستُ بناسِیها و لا مُنْسِیها. یقول: لستُ بتاركِها عَجْزاً و لا بِمُؤَخِّرِها؛ فعلی هذا إِنما أَراد: و لا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ یاء، لإِقامة الرِّدْفِ. و العُقْبةُ: الموضع الذی یُرْكَبُ فیه. و تَعاقَبَ المُسافرانِ علی الدابة: رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْبةً. و‌فی الحدیث: فكان الناضِحُ یَعْتَقِبُه مِنَّا الخَمْسةُ‌أَی یَتَعاقَبُونه فی الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ. یُقال: جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَی جاءَتْ نَوْبَتُه و وقتُ رُكوبه. و‌فی الحدیث: مَنْ مَشی عن دابته عُقْبةً، فله كذا، أَی شَوْطاً. و یُقال: عاقَبْتُ الرجلَ، مِن العُقْبة، إِذا راوَحْتَه فی عَمل، فكانت لك عُقْبةٌ و له عُقْبةٌ؛ و كذلك أَعْقَبْتُه. و یقول الرجل لزَمِیله: أَعْقِبْ و عاقِبْ أَی انْزِلْ حتی أَرْكَبَ عُقْبتِی؛ و كذلك كلُّ عَمل. و لما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلی الهاشمیین عن بنی أُمَیَّة، قال سُدَیْفٌ شاعرُ بنی العباسِ: أَعْقِبِی آلَ هاشِمٍ، یا مَیَّا یقول: انْزِلی عن الخِلافةِ حتی یَرْكَبَها بَنُو هاشم، فتكون لهم العُقْبةُ علیكم. و اعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَی نَزَلْتُ فرَكِبَ. و أَعْقَبْتُ الرجلَ و عاقَبْتُه فی الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْبةً، و رَكِبْتَ عُقْبةً، مثلُ المُعاقَبةِ. و المُعاقَبةُ فی الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الیاء من مفاعیلن و تُبْقی النونَ، أَو تَحْذِفَ النون و تُبْقی الیاء، و هو یقع فی جملة شُطُورٍ من شطور العَروض. و العرب تُعْقِبُ بین الفاء و الثاء، و تُعاقِبُ، مثل جَدَثٍ و جَدَفٍ. و عاقَبَ: رَاوَحَ بین رِجْلیْه. و عُقْبةُ الطائر: مسافة ما بین ارتفاعه و انْحطاطِه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و عَرُوبٍ غَیْر فاحشةٍ، قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا، كلُّ حَیٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا معنی قوله: مُعْقَبٌ أَی یصیر إِلی غیر حالته التی كانَ علیها. و قِدْحٌ مُعَقَّبٌ: و هو المُعادُ فی الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة، تَیمُّناً بفَوْزِه؛ و أَنشد: بمَثْنی الأَیادِی و المَنیحِ المُعَقَّبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 619
و جَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا كان سمیناً؛ و أَنشد: بجَلْمَة عَلْیانٍ سَحُوفِ المُعَقَّبِ و تَعَقَّبَ الخَبَر: تَتَبَّعَه. و یقال: تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذا تَدَبَّرْته. و التَّعَقُّبُ: التَّدَبُّرُ، و النظرُ ثانیةً؛ قال طُفَیْل الغَنَوِیّ: فلَنْ یَجدَ الأَقْوامُ فینا مَسَبَّةً، إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَیامُنا بالتَّعَقُّب یقول: إِذا تَعَقَّبوا أَیامَنا، لم یَجِدُوا فینا مَسَبَّة. و یقال: لم أَجد عن قولك مُتَعَقَّباً أَی رُجوعاً أَنظر فیه أَی لم أُرَخِّصْ لنفسی التَّعَقُّبَ فیه، لأَنْظُرَ آتِیه أَم أَدَعُه. و فی الأَمر مُعَقَّبٌ أَی تَعَقُّبٌ؛ قال طُفَیْل: مَغَاویرُ، من آلِ الوَجِیهِ و لاحقٍ، عَناجیجُ فیها للأَریبِ مُعَقَّبُ و قوله: لٰا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ أَی لا رادَّ لقضائِه. و قوله تعالی: وَلّٰی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ*؛ أَی لم یَعْطِفْ، و لم یَنْتَظِرْ. و قیل: لم یمكُثْ، و هو من كلام العرب؛ و‌قال قتادة: لم یَلْتَفِتْ؛ و قال مجاهد: لم یَرْجِعْ.قال شمر: و كُلُّ راجع مُعَقِّبٌ؛ و قال الطرماح: و إِنْ تَوَنَّی التَّالِیاتُ عَقَّبا أَی رَجَعَ. و اعْتَقَبَ الرجلَ خیراً أَو شرّاً بما صَنَع: كافأَه به. و العِقابُ و المُعاقَبة أَن تَجْزی الرجلَ بما فَعل سُوءًا؛ و الاسمُ العُقُوبة. و عاقَبه بذنبه معاقَبة و عِقاباً: أَخَذَه به. و تَعَقَّبْتُ الرجلَ إِذا أَخَذْتَه بذَنْبٍ كان منه. و تَعَقَّبْتُ عن الخبر إِذا شَكَكْتَ فیه، و عُدْتَ للسُّؤَال عنه؛ قال طُفَیل: تَأَوَّبَنِی، هَمٌّ مع اللیلِ مُنْصِبُ، و جاءَ من الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ تَتابَعْنَ حتی لم تَكُنْ لِیَ ریبةٌ، و لم یَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ و تَعَقَّبَ فلانٌ رَأْیَه إِذا وَجَد عَاقِبَتَه إِلی خَیْر. و قوله تعالی: وَ إِنْ فٰاتَكُمْ شَیْ‌ءٌ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ إِلَی الْكُفّٰارِ فَعٰاقَبْتُمْ؛ هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، و فَسَّرَها: فَغَنِمْتم. و قرأَها حُمَیْد: فعَقَّبْتُم، بالتشدید، قال الفراء: و هی بمعنی عَاقَبْتُم، قال: و هی كقولك: تَصَعَّرَ و تَصَاعَرَ، و تَضَعَّفَ و تَضَاعَفَ، فی ماضی فَعَلْتُ و فاعَلْتُ؛ و قُرِئَ فعَقَبْتُم، خفیفةً. و قال أَبو إِسحاق النحوی: من قرأَ فَعٰاقَبْتُمْ، فمعناه أَصَبْتُموهم فی القتال بالعُقُوبة حتی غَنِمْتم؛ و من قرأَ فَعَقَبْتم، فمعناه فَغَنمتم؛ و عَقَّبْتُم أَجودُها فی اللغة؛ و عَقَبْتُم جَیِّدٌ أَیضاً أَی صارَتْ لكم عُقْبَی، إِلا أَن التشدید أَبلغ؛ و قال طرفة: فَعَقَبْتُمْ بِذُنُوبٍ غَیْرَ مَرّ قال: و المعنی أَن من مَضَت امرأَتُه منكم إِلی مَنْ لا عَهْدَ بینكم و بینه، أَو إِلی مَنْ بینكم و بینه عهدٌ، فنَكَثَ فی إِعْطاءِ المَهْرِ، فغَلَبْتُمْ علیه، فالذی ذهبت امرأَتُه یُعْطَی من الغنیمة المَهْرَ مِن غیر أَن یُنْقَصَ من حَقِّه فی الغنائم شی‌ءٌ، یُعْطَی حَقَّه كَمَلًا، بعد إِخْراج مُهورِ النساء. و العَقْبُ و المُعاقِبُ: المُدْرِكُ بالثَّأْر. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ عٰاقَبْتُمْ فَعٰاقِبُوا بِمِثْلِ مٰا عُوقِبْتُمْ بِهِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و نَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً، جَزاءَ العُطاسِ، لا یَمُوتُ المُعاقِبُ أَی لا یَمُوتُ ذِكْرُ ذلك المُعاقِبِ بعد موته.
لسان العرب، ج‌1، ص: 620
و قوله: جَزَاءَ العُطاسِ أَی عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّأْرِ، قَدْرَ ما بین التشمیت و العُطاسِ. و عن الأَصمعی: العَقْبُ: العِقَابُ؛ و أَنشد: لَیْنٌ لأَهْلِ الحَقِّ ذُو عَقْبٍ ذَكَرْ و یُقال: إِنه لَعَالِم بعُقْمَی الكلام، و عُقْبَی الكلام، و هو غامضُ الكلام الذی لا یعرفه الناس، و هو مثل النوادر. و أَعْقَبه علی ما صَنَع: جازاه. و أَعْقَبه بطاعته أَی جازاه، و العُقْبَی جَزاءُ الأَمر. و عُقْبُ كُلِّ شی‌ء، و عُقْباه، و عُقْبانُه، و عاقِبَتُه: خاتِمتُه. و العُقْبی: المَرْجِعُ. و عَقَبَ الرجلُ یَعْقُبُ عَقْباً: طَلب مالًا أَو غیره. ابن الأَعرابی: المِعْقَبُ الخِمار؛ و أَنشد: كمِعْقَبِ الرَّیْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ قال: و سُمِّیَ الخِمار مِعْقَباً، لأَنه یَعْقُبُ المُلاءَة، یكون خَلَفاً مِنْها. و المِعْقَبُ: القُرْطُ. و المِعْقَبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق. و المِعْقَب: بعیر العُقَبِ. و المِعْقَبُ: الذی یُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام. و المُعْقِبُ: النَّجْمُ «2» الذی یَطْلعُ، فیَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّمیلُ المُعاقِبُ؛ و منه قول الراجز: كأَنها بَیْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ، أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ أَبو عبیدة: المِعْقَبُ نجْمٌ یَتَعاقَبُ به الزَّمیلانِ فی السفر، إِذا غابَ نجمٌ و طَلَعَ آخَر، رَكِبَ الذی كان یمشی. و عُقْبَةُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ و غیره. و العُقْبة: مَرقَة تُرَدُّ فی القِدْرِ المستعارة، بضم العین، و أَعْقَبَ الرجُلَ: رَدَّ إِلیه ذلك؛ قال الكُمَیْت: و حارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، و لم یكنْ، لعُقْبةِ قِدْرِ المُستَعِیرین، مُعْقِبُ و كان الفراء یُجیزها بالكسر، بمعنی البَقِیَّة. و من قال عُقْبة، بالضم، جعله من الاعْتِقاب. و قد جعلها الأَصمعی و البصریون، بضم العین. و قَرارَةُ القِدْرِ: عُقْبَتُها. و المُعَقِّباتُ: الحَفَظةُ، من قوله عز و جل: لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ «3» مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ. و المُعَقِّبات: ملائكةُ اللیل و النهار، لأَنهم یَتَعاقبون، و إِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها، نحو نَسّابة و عَلَّامةٍ و هو ذَكَرٌ. و قرأ بعض الأَعراب: له مَعاقِیبُ. قال الفراء: المُعَقِّباتُ الملائكةُ، ملائكةُ اللیلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النهار، و ملائكةُ النهار تُعَقِّبُ ملائكةَ اللیل. قال الأَزهری: جعل الفراءُ عَقَّبَ بمعنی عاقَبَ، كما یقال: عاقَدَ و عَقَّدَ، و ضاعَفَ و ضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد، فإِذا جاءَ اللیل جاءَ معه ملائكة اللیل، و صَعِدَ ملائكةُ النهار، فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ؛ و صَعِدَ ملائكةُ اللیل، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَی نُوَباً. و كلُّ من عَمِلَ عَمَلًا ثم عاد إِلیه فقد عَقَّبَ. و ملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ، و مُعَقِّباتٌ جمعُ الجمع؛ و‌قول النبی، صلی اللّه علیه و سلم: مُعَقِّباتٌ لا یَخِیبُ قائلُهُنَّ، و هو أَن یُسَبِّحَ فی دُبر صلاته ثلاثاً و ثلاثین تسبیحةً، و یَحْمَده ثلاثاً و ثلاثین تحمیدةً، و یكبره أَربعاً و ثلاثین تكبیرة؛ سُمِّیَتْ مُعَقِّباتٍ، لأَنها
(2). قوله [و المعقب النجم إلخ] ضبط فی المحكم كمنبر و ضبط فی القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل. (3). قوله [لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ إلخ] قال فی المحكم أی للإِنسان معقبات أی ملائكة یعتقبون یأتی بعضهم بعقب بعض یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ أی مما أمرهم اللّه به كما تقول یحفظونه عن أمر اللّه و بأمر اللّه لا أنهم یقدرون أن یدفعوا عنه أمر اللّه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 621
عادَتْ مرةً بعد مرة، أَو لأَنها تُقال عَقِیبَ الصلاة. و قال شمر: أَراد بقوله مُعَقِّباتٌ تَسْبِیحات تَخْلُفُ بأَعْقابِ الناسِ؛ قال: و المُعَقِّبُ من كل شی‌ءٍ: ما خَلَفَ بِعَقِبِ ما قبله؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للنمر بن تَوْلَبٍ: و لَسْتُ بشَیْخٍ، قد تَوَجَّهَ، دالفٍ، و لكنْ فَتًی من صالحِ القوم عَقَّبا یقول: عُمِّرَ بعدَهم و بَقی. و العَقَبة: واحدة عَقَباتِ الجبال. و العَقَبةُ: طریقٌ، فی الجَبَلِ، وَعْرٌ، و الجمع عَقَبٌ و عِقابٌ. و العَقَبَة: الجبَل الطویلُ، یَعْرِضُ للطریق فیأْخُذُ فیه، و هو طَویلٌ صَعْبٌ شدیدٌ، و إِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ و تَطُولَ فی السماءِ، فی صُعود و هُبوط، أَطْوَلُ من النَّقْبِ، و أَصْعَبُ مُرْتَقًی، و قد یكونُ طُولُهما واحداً. سَنَدُ النَّقْبِ فیه شی‌ءٌ من اسْلِنْقاء، و سَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهیئة الجِدار. قال الأَزهری: و جمع العَقَبةِ عِقابٌ و عَقَباتٌ. و یقال: من أَین كانتْ عَقِبُكَ أَی من أَین أَقْبَلْتَ؟ و العُقابُ: طائر من العِتاقِ مؤنثةٌ؛ و قیل: العُقابُ یَقَع علی الذكر و الأُنثی، إِلا أَن یقولوا هذا عُقابٌ ذكَر؛ و الجمع: أَعْقُبٌ و أَعْقِبةٌ؛ عن كُراع؛ و عِقْبانٌ و عَقابینُ: جمعُ الجمع؛ قال: عَقابینُ یومَ الدَّجْنِ تَعْلُو و تَسْفُلُ و قیل: جمع العُقاب أَعْقُبٌ؛ لأَنها مؤنثة. و أَفْعُلٌ بناء یختص به جمعُ الإِناث، مثل عَناقٍ و أَعْنُقٍ، و ذراع و أَذْرُعٍ. و عُقابٌ عَقَنْباةٌ؛ ذكره ابن سیدة فی الرباعی. و قال ابن الأَعرابی: عِتاقُ الطیر العِقْبانُ، و سِباعُ الطیر التی تصید، و الذی لم یَصِدْ الخَشاشُ. و قال أَبو حنیفة: من العِقبان عِقبانٌ تسمی عِقبانَ الجِرْذانِ، لیست بسُودٍ، و لكنها كُهْبٌ، و لا یُنْتَفَعُ بریشها، إِلَّا أَن یَرْتاشَ به الصبیانُ الجمامِیحَ. و العُقابُ: الرایة. و العُقابُ: الحَرْبُ؛ عن كراع. و العُقابُ: عَلَم ضَخْمٌ. و‌فی الحدیث: أَنه كان اسم رایته، علیه السلام، العُقابَ، و هی العَلَمُ الضَّخْمُ. و العرب تسمی الناقةَ السوداءَ عُقاباً، علی التشبیه. و العُقابُ الذی یُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطائر، و هی مؤنثة أَیضاً؛ قال أَبو ذؤیب: و لا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِیئَةً، لها غایةٌ تَهْدِی، الكرامَ، عُقابُها عُقابُها: غایَتُها، و حَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظین، و جَمْعُها عِقْبانٌ. و العُقابُ: فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ. و العُقابُ: صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ فی البئر، تَخْرِقُ الدِّلاءَ، و ربما كانت من قِبَلِ الطَّیِّ؛ و ذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها، و ربما قام علیها المُسْتَقی؛ أُنثی، و الجمع كالجَمْعِ. و قد عَقَّبها تَعْقِیباً: سَوّاها. و الرجُل الذی یَنْزِلُ فی البئر فیَرْفَعُها، یقال له: المُعَقِّبُ. ابن الأَعرابی: القَبِیلَة صَخْرَةٌ علی رأْس البئر، و العُقابانِ من جَنَبَتَیْها یَعْضُدانِها. و قیل: العُقابُ صخرة ناتئة فی عُرْضِ جَبل، شِبْهُ مِرْقاة. و قیل: العُقابُ مَرْقًی فی عُرْضِ الجَبَل. و العُقابانِ: خَشَبتان یَشْبَحُ الرجلُ بینهما الجِلْدَ. و العُقاب: خَیْطٌ صغیرٌ، یُدْخَلُ فی خُرْتَیْ حَلْقَةِ القُرْطِ، یُشَدُّ به. و عَقَبَ القُرْطَ: شَدَّه بعَقَبٍ خَشْیةَ أَن یَزِیغَ؛ قال سَیّارٌ الأَبانِیُّ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 622
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ علی دَباةٍ، أَو علی یَعْسُوبِ جَعلَ قُرْطَها كأَنه علی دَباة، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة، فوصَفَها بالوَقصِ. و الخَوْقُ: الحَلْقَةُ. و الیَعْسوبُ: ذكر النحل. و الدَّباةُ: واحدة الدَّبی، نَوْعٌ من الجَراد. قال الأَزهری: العُقابُ الخیطُ الذی یَشُدُّ طَرَفَیْ حَلْقَةِ القُرْط. و المِعْقَبُ: القُرْطُ؛ عن ثعلب. و الیَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل و القَطَا، و هو مصروف لأَنه عربیّ لم یُغَیَّرْ، و إِن كان مَزیداً فی أَوَّله، فلیس علی وزن الفعل؛ قال الشاعر: عالٍ یُقَصِّرُ دونه الیَعْقُوبُ و الجمع: الیعاقیبُ. قال ابن بری: هذا البیت ذكره الجوهری علی أَنه شاهد علی الیَعْقُوبِ، لذَكَر الحَجَل، و الظَّاهر فی الیَعْقُوبِ هذا أَنه ذَكَر العُقاب، مِثْل الیَرْخُوم، ذَكَرِ الرَّخَم، و الیَحْبُورِ، ذَكَرِ الحُباری، لأَن الحَجَلَ لا یُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ فی الطَّیران؛ و یشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق: یوماً تَرَكْنَ، لإِبْراهِیمَ، عافِیَةً من النُّسُورِ علیهِ و الیَعاقیب فذكر اجْتماعَ الطیر علی هذا القَتِیل من النُّسور و الیَعاقیب، و معلوم أَن الحَجَلَ لا یأْكل القَتْلی. و قال اللحیانی: الیَعْقُوبُ ذَكَرُ القَبْجِ. قال ابن سیدة: فلا أَدْرِی ما عَنی بالقَبْجِ: الحَجَلَ، أَم القَطا، أَم الكِرْوانَ؛ و الأَعْرَفُ أَن القَبْجَ الحَجَلُ. و قیل: الیَعاقِیبُ من الخَیل، سمیت بذلك تشبیهاً بیَعاقِیبِ الحَجَل لسُرْعتها؛ قال سلامة بن جَنْدَل: وَلَّی حَثِیثاً، و هذا الشَّیْبُ یَتْبَعُه، لو كان یُدْرِكُه رَكْضُ الیعاقِیبِ «1» قیل: یعنی الیَعاقِیبَ من الخَیْل؛ و قیل: ذكور الحجَل. و الاعْتِقابُ: الحَبْسُ و المَنْعُ و التَّناوُبُ. و اعتَقَبَ الشی‌ءَ: حَبَسه عنده. و اعْتَقَبَ البائِعُ السِّلْعَة أَی حَبَسها عن المُشتری حتی یقبضَ الثمن؛ و منه‌قول إِبراهیم النَّخَعِیّ: المُعْتَقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ؛ الاعْتِقابُ: الحْبس و المنعُ. یرید أَنَّ البائع إِذا باع شیئاً، ثم منعه المشتریَ حتی یَتْلَفَ عند البائع، فقد ضَمِنَ. و عبارة الأَزهری: حتی تَلِفَ عند البائع هَلكَ من ماله، و ضمانُه منه. و عن ابن شمیل: یقال باعنی فلانٌ سِلْعَةً، و علیه تَعْقِبةٌ إِن كانت فیها، و قد أَدْرَكَتْنی فی تلك السِّلْعة تَعْقِبَةٌ. و یقال: ما عَقَّبَ فیها، فعلیك فی مالك أَی ما أَدركنی فیها من دَرَكٍ فعلیك ضمانُه. و‌قوله علیه السلام: لَیُّ الواجِد یُحِلُّ عُقُوبَتَهُ و عِرْضَه؛ عُقُوبَتُه: حَبْسُه، و عِرْضُه: شِكایتُه؛ حكاه ابن الأَعرابی و فسره بما ذكرناه. و اعْتَقَبْتُ الرجُلَ: حَبَسْتُه. و عِقْبَةُ السَّرْو، و الجَمالِ، و الكَرَمِ، و عُقْبَتُه، و عُقْبُه: كلُّه أَثَرهُ و هیئتُه، و قال اللحیانی: أَی سِیماهُ و علامته؛ قال: و الكَسْرُ أَجْوَدُ. و یُقال: علی فلان عِقْبةُ السَّرْوِ و الجَمال، بالكسر، إِذا كان علیه أَثَرُ ذلك. و العِقْبَةُ: الوَشْیُ كالعِقْمةِ، و زعم یَعْقُوبُ أَن الباءَ بدل من المیم. و قال اللحیانی: العِقْبة ضَرْبٌ من ثِیاب الهَوْدَجِ مُوَشًّی.
(1). قوله [یتبعه] كذا فی المحكم و الذی فی التهذیب و التكملة یطلبه، و جوّز فی ركض الرفع و النصب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 623
و یُقال: عَقْبة و عَقْمَة، بالفتح. و العَقَبُ: العَصَبُ الذی تُعْمَلُ منه الأَوتار، الواحدة عَقَبَةٌ. و‌فی الحدیث: أَنه مضغ عَقَباً و هو صائم؛ قال ابن الأَثیر: هو، بفتح القاف، العَصَبُ و العَقَبُ من كل شی‌ءٍ: عَصَبُ المَتْنَیْنِ، و السّاقین، و الوَظِیفَین، یَخْتَلِطُ باللحم یُمْشَقُ منه مَشْقاً، و یُهَذَّبُ و یُنَقَّی من اللحم، و یُسَوَّی منه الوَتَر؛ واحدته عَقَبةٌ، و قد یكون فی جَنْبَیِ البعیر. و العَصَبُ: العِلْباءُ الغلیظ، و لا خیر فیه، و الفرق بین العَقَبِ و العَصَبِ: أَن العَصَبَ یَضْرِبُ إِلی الصُّفْرَة، و العَقَب یَضْرِبُ إِلی البیاض، و هو أَصْلَبُها و أَمْتَنُها. و أَما العَقَبُ، مُؤَخَّرُ القَدَم: فهو من العَصَب لا من العَقَب. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد: العَقَبُ عَقَبُ المَتْنَیْنِ من الشاةِ و البَعیرِ و الناقة و البقرة. و عَقَبَ الشی‌ءَ یَعْقِبه و یَعْقُبه عَقْباً، و عَقَّبَه: شَدَّه بعَقَبٍ. و عَقَبَ الخَوْقَ، و هو حَلْقَةُ القُرْطِ، یَعْقُبُه عَقْباً: خافَ أَن یَزیغَ فَشَدَّه بعَقَبٍ، و قد تقدَّم أَنه من العُقاب. و عَقَبَ السَّهْمَ و القِدْحَ و القَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَی شیئاً من العَقَبِ علیه؛ قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّةِ: و أَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، به عَلَمانِ من عَقَبٍ و ضَرْسِ قال ابن بری: صوابُ هذا البیت: و أَصْفَرَ من قِداحِ النَّبعِ؛ لأَنَّ سهام المَیْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة؛ كقول طرفة: و أَصفَرَ مَضبُوحٍ، نَظَرْتُ حُوارَه علی النار، و استَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ و عَقَبَ قِدْحَه یَعقُبه عَقْباً: انكَسرَ فشَدَّه بعَقَبٍ، و كذلك كلُّ ما انكَسَر فشُدَّ بعَقَبٍ. و عَقَبَ فلانٌ یَعقُبُ عَقْباً إِذا طَلَب مالًا أَو شیئاً غیره. و عَقِبَ النَّبْتُ یَعقَبُ عَقَباً: دَقَّ عُودُه و اصفَرَّ ورَقُه؛ عن ابن الأَعرابی. و عَقَّبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثمرته، و حان یُبسه. و كل شی‌ء كانَ بعد شی‌ء، فقد عَقَبه؛ و قال: عَقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم، فكأَنما بَسَطَ الشَّواطِبُ، بینهنَّ، حَصیرا و العُقَیب، مخفف الیاء: موضع. و عَقِبٌ: موضِعٌ أَیضاً؛ و أَنشد أَبو حنیفة: حَوَّزَها من عَقِبٍ إِلی ضَبُع، فی ذَنَبانٍ و یَبِیسٍ مُنْقَفِعْ و مُعَقِّبٌ: موضع؛ قال: رَعَتْ، بمُعَقِّب فالبُلْقِ، نَبْتاً، أَطارَ نَسِیلَها عنها فَطارا و العُقَّیْبُ: طائر، لا یُستعمل إِلّا مصغراً. و كَفْرُ تِعْقابٍ، و كفرُ عاقِبٍ: موضعان. و رجل عِقَّبانٌ: غلیظٌ؛ عن كراع؛ قال: و الجمع عِقْبانٌ؛ قال: و لست من هذا الحرف علی ثِقَة. و یَعْقُوب: اسم إِسرائیل أَبی یوسف، علیهما السلام، لا ینصرف فی المعرفة، للعجمة و التعریف، لأَنه غُیِّرَ عن جهته، فوقع فی كلام العرب غیر معروفِ المذهب. و سُمِّیَ یَعْقُوبُ بهذا الاسم، لأَنه وُلِدَ مع عِیصَوْ فی بطن واحد. وُلِدَ عِیصَوْ قبله، و یَعْقُوبُ متعلق بعَقِبه، خَرَجا معاً، فعِیصَوْ أَبو الرُّوم. قال اللّه تعالی فی قصة إِبراهیم و امرأَته، علیهما السلام: فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ، وَ مِنْ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ یَعْقُوبَ؛ قُرِئَ یعقوبُ، بالرفع، و قُرِئَ یَعْقُوبَ، بفتح الباءِ، فَمَنْ رَفَع، فالمعنی: و من وراءِ إِسحق یعقوبُ مُبَشَّر بِهِ؛ و مَن فتح یعقوب، فإِن أَبا زید و الأَخفش زعما أَنه منصوب، و هو فی موضعِ الخفضِ عطفاً علی
لسان العرب، ج‌1، ص: 624
قوله بِإِسْحٰاقَ، و المعنی: بشرناها بإِسحاق، و مِنْ وراءِ إِسحاق بیعقوب؛ قال الأَزهری: و هذا غیر جائز عند حُذَّاق النحویین من البصریین و الكوفیین. و أَما أَبو العباس أَحمد بن یحیی فإِنه قال: نُصِبَ یعقوبُ بإِضمار فِعْلٍ آخر، كأَنه قال: فبشرناها بإِسحاقَ و وهبنا لها من وراءِ إِسحاق یعقوبَ، و یعقوبُ عنده فی موضع النصب، لا فی موضع الخفض، بالفعل المضمر؛ و قال الزجاج: عطف یعقوب علی المعنی الذی فی قوله فَبَشَّرْنٰاهٰا، كأَنه قال: وهبنا لها إِسحاق، و مِن وراءِ إِسحاق یعقوبَ أَی وهبناه لها أَیضاً؛ قال الأَزهری: و هكذا قال ابن الأَنباری، و قول الفراء قریب منه؛ و قول الأَخفش و أَبی زید عندهم خطأ. و نِیقُ العُقابِ: موضع بین مكة و المدینة. و نَجْدُ العُقابِ: موضع بدِمَشْق؛ قال الأَخطل: و یامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، و یاسَرَتْ بنا العِیسُ عن عَذْراءِ دارِ بنی السَّحْبِ

عقرب؛ ج1، ص: 624

: العَقْرَبُ: واحدةُ العَقارِب من الهَوامِّ، یكونُ للذكر و الأُنثی بلفظ واحد، و الغالبُ علیه التأْنیث، و قد یقال للأُنثی عَقْرَبة و عَقْرَباءُ، ممدود غیر مصروف. و العُقْرُبانُ و العُقْرُبَّانُ: الذَّكَرُ منها؛ قال ابن جنی: لَكَ فیه أَمْران: إِن شئتَ قلتَ إِنه لا اعْتِدادَ بالأَلف و النون فیه، فیَبْقَی حینئذ كأَنه عُقْرُبٌّ، بمنزلة قُسْقُبٍّ، و قُسْحُبٍّ، و طُرْطُبٍّ، و إِن شئتَ ذهبتَ مَذْهَباً أَصْنَعَ من هذا، و ذلك أَنه قد جَرَتِ الأَلفُ و النونُ، من حیثُ ذكرنا فی كثیر من كلامهم، مُجْرَی ما لیس موجوداً علی ما بَیَّنا، و إِذا كان كذلك، كانت الباءُ لذلك كأَنها حرفُ إِعراب، و حرفُ الإِعراب قد یَلحقُه التثقیل فی الوقف، نحو: هذا خالدٌّ، و هو یَجْعَلُّ؛ ثم إِنه قد یُطْلَقُ و یُقَرُّ تثقیله علیه، نحو: الأَضْخَمّا و عَیْهَلّ. فَكأَنَّ عُقْرُباناً لذلك عُقْرُبٌ، ثم لحقها التثقیل لتصَوُّرِ معنی الوقف علیها، عند اعتقاد حذف الأَلف و النون من بعدها، فصارت كأَنها عُقْرُبٌّ، ثم لحقت الأَلف و النون، فبقی علی تثقیله، كما بقی الأَضْخَمّا عند انطلاقه علی تثقیله، إِذْ أُجْرِیَ الوصلُ مُجْرَی الوقفِ، فقیل عُقْرُبَّانٌ؛ قال الأَزهری: ذَكَرُ العَقارِبِ عُقْرُبانٌ، مُخَفَّف الباء. و أَرض مُعَقْرِبة، بكسر الراءِ: ذاتُ عَقارِبَ؛ و كذلك مُثَعْلِبَةٌ: ذاتُ ثَعالِبَ؛ و كذلك مُضَفْدِعة، و مُطَحْلِبة. و مكانٌ مُعَقْرِبٌ، بكسر الراء: ذو عَقارِبَ. و بعضهم یقول: أَرضٌ مَعْقَرة، كأَنه رَدَّ العَقْرَبَ إِلی ثلاثةِ أَحرف، ثم بَنی علیه. و عَیْشٌ ذو عَقارِبَ إِذا لم یكن سهلًا، و قیل: فیه شَرٌّ و خُشُونة؛ قال الأَعْلم: حتی إِذا فَقَدَ الصَّبُوحَ یقولُ: عیْشٌ ذو عَقارِبْ و العَقارِبُ: المِننُ. علی التشبیه؛ قال النابغة: علیَّ لِعَمْرٍو نِعْمةٌ، بعد نِعْمة لوالِدِه، لیست بذاتِ عَقارِبِ أَی هَنِیئة غیرُ ممْنُونةٍ. و العُقْرُبَّانُ: دُوَیبَّة تدخلُ الأُذُنَ، و هی هذه الطویلة الصَّفْراء، الكثیرة القوائم؛ قال الأَزهری: هو دَخَّالُ الأُذُنِ؛ و فی الصحاح: هو دابة له أَرْجُلٌ طِوالٌ، و لیس ذَنَبهُ كذَنَبِ العَقارِبِ؛ قال إِیاسُ بنُ الأَرَتِّ: كأَنَّ مَرْعَی أُمِّكُمْ، إِذ غَدَتْ، عَقْرَبةٌ یَكُومُها عُقْرُبان و مَرْعَی: اسم أمِّهم، و یُرْوی إِذ بَدَتْ. رَوَی
لسان العرب، ج‌1، ص: 625
ابن بری عن أَبی حاتم قال: لیس العُقْرُبانُ ذَكَرَ العَقاربِ، إِنما هو دابة له أَرْجُلٌ طِوالٌ، و لیس ذَنَبُه كذَنَبِ العَقارِبِ. و یَكُومُها: یَنكِحُها. و العَقارِبُ: النَّمائمُ، و دَبَّتْ عَقارِبُه، منه علی المَثَل؛ و یُقالُ للرجل الذی یَقترِضُ أَعراضَ الناسِ: إِنه لتَدِبُّ عَقارِبُه؛ قال ذو الإِصبَعِ العَدوانیُّ: تَسرِی عَقارِبه إِلَیَّ، و لا تَدِبُّ له عَقارِبْ أراد: و لا تَدِبُّ له مِنی عَقَاربی. و صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ، بفتح الراءِ، أَی معطوف. و شی‌ءٌ مُعَقْرَبٌ: مُعوَجٌّ. و عَقَارِبُ الشِّتاءِ: شدائدُه. و أَفرده ابن بری فی أَمالیه، فقال: عَقرَبُ الشِّتاءِ صَوْلَتُه، و شِدَّةُ بَرْدِهِ. و العَقْرَبُ: بُرْجٌ من بُرُوجِ السماءِ؛ قال الأَزهری: و له من المنازل الشَّوْلةُ، و القَلْب، و الزُّبانی. و فیه یقول ساجعُ العرب: إِذا طَلَعت العَقرَب، حَمِسَ المِذْنَب، و قُرَّ الأَشْیَب، و ماتَ الجُنْدَب؛ هكذا قاله الأَزهری فی ترتیب المنازل، و هذا عجیب. و العَقرَبُ: سَیرٌ مَضفُور فی طَرَفِه إِبزیمٌ، یُشَدُّ به ثَفَرُ الدابةِ فی السَّرْجِ. و العَقربة: حدیدة نحو الكُلَّابِ، تُعَلَّقُ بالسَّرْج و الرَّحل. و عَقرَبُ النَّعل: سَیرٌ من سُیُوره. و عَقرَبةُ النَّعلِ: عَقدُ الشِّراكِ. و المُعَقرَبُ: الشدیدُ الخَلْقِ المُجتَمِعُه. و حِمار مُعَقْرَبُ الخَلْقِ: مُلَزَّزٌ، مُجتَمِع، شدید؛ قال العجاج: عَرْدَ التراقی حَشْوَراً مُعَقرَبا و العَقرَبة: الأَمَة العاقِلةُ الخَدُومُ. و عَقرَباءُ: موضع. و عَقرَبُ بنُ أَبی عَقرَبٍ: اسم رجل من تُجَّار المدینة مشهورٌ بالمَطْلِ؛ یُقال فی المثل: هو أَمْطَلُ من عَقرَبٍ، و أَتجر من عَقربٍ؛ حكی ذلك الزبیرُ بن بَكَّار، و ذكر أَنه عامَلَ الفَضْلَ بن عباس بن عُتْبة بن أَبی لَهَب، و كان الفضلُ أَشَدَّ الناسِ اقتِضاءً، و ذَكَر أَنه لَزِمَ بَیتَ عَقرَبٍ زماناً، فلم یُعْطِهِ شیئاً؛ فقال فیه: قد تَجِرَتْ فی سُوقِنا عَقرَبٌ، لا مَرْحَباً بالعَقْرَبِ التاجِرَهْ كُلُّ عَدُوٍّ یُتَّقَی مُقْبِلا، و عَقْرَبٌ یُخْشَی من الدَّابِرَه إِنْ عادَتِ العَقْرَبُ عُدْنا لها، و كانَتِ النَّعْلُ لها حاضِرَه كُلُّ عَدُوٍّ كَیْدُه فی اسْتِه، فغَیْر مَخْشِیٍّ و لا ضائرَه

عقنب؛ ج1، ص: 625

: عُقابٌ عَقَنْباةٌ، و عَبَنْقاة، و قَعَنْباة، و بَعَنْقاة، علی القَلْبِ: حدیدةُ المَخالِبِ. و فی التهذیب: هی ذاتُ المَخالِبِ المُنْكَرةِ، الخَبیثة؛ قال الطِّرِمَّاحُ، و قیل هو لجِرانِ العَوْدِ: عُقابٌ عَقَنْباةٌ، كأَنَّ وَظِیفَها و خُرْطُومَها الأَعْلی، بِنارٍ، مُلَوَّحُ و قیل: هی السریعة الخَطْفِ، المُنْكَرةُ؛ و قال ابن الأَعرابی: كلُّ ذلك علی المبالغة، كما قالوا: أَسَدٌ أَسِدٌ، و كَلْبٌ كَلِبٌ. و قال اللیث: العَقَنْباةُ الداهِیةُ من العِقْبان، و جَمْعُه عَقَنْبَیات.

عكب؛ ج1، ص: 625

: العَكَبُ: تَدانی أَصابِعِ الرِّجْلِ بعضِها إِلی بَعْضٍ. و العَكَبُ: غِلَظٌ فی لَحْیِ الإِنسان و شَفته. و أَمةٌ عَكْباءُ: عِلْجةٌ جافِیةُ الخَلْقِ، من آمٍ عُكُبٍ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 626
و عَكَبَتِ الطیرُ تَعْكُبُ عُكُوباً: عَكَفَتْ. و عَكَبَتِ القِدْرُ تَعْكُبُ عُكُوباً إِذا ثارَ عُكَابُها، و هو بُخارُها و شِدَّةُ غَلَیانِها؛ و أَنشد: كأَنَّ مُغِیراتِ الجُیُوشِ التَقَتْ بها، إِذا اسْتَحْمَشَتْ غَلْیاً، و فاضَتْ عُكُوبُها و العُكَابُ: الدُّخَانُ. و العَكْبُ: الغُبارُ، و مِنْه قیل لِلأَمةِ عَكْباء. و العَكُوبُ و العَكُّوبُ، بالفتح: الغُبار؛ قال بِشْرُ بنُ أَبی خازِمٍ: نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها، علی كُلِّ مَعْلُوبٍ یَثُورُ عَكُوبُها و المَعْلُوبُ: الطریقُ الذی یُعْلَبُ بجَنْبَتَیْهِ؛ و العاكُوبُ: لغة فیه، عن الهَجَرِیِّ؛ و أَنشد: و إِنْ جاءَ، یوماً، هاتِفٌ مُتَنَجِّدُ، فَلِلْخَیْلِ عاكوبٌ، من الضَّحْلِ، سانِدُ و العاكِبُ: كالعَكُوب؛ قال: جاءَتْ، مَعَ الرَّكْبِ، لها ظَباظبُ، فَغَشِیَ الذَّادَة منها عاكِبُ و اعْتَكَبَ المكانُ: ثار فیه العَكُوبُ. و العاكِبُ من الإِبل: الكثیرةُ؛ و للإِبل عُكُوبٌ علی الحَوْضِ أَی ازدحام. و اعْتَكَبَتِ الإِبل: اجتمعت فی موضع، فأَثارَتْ الغُبار فیه؛ قال: إِنّی، إِذا بَلَّ النَّفِیُّ غارِبی، و اعْتَكَبَتْ، أَغْنَیْتُ عنكَ جانِبی و العاكِبُ: الجمعُ الكثیر. و العُكُوبُ، عُكُوفُ الطیر المجتمعة، و عُكُوبُ الوِرْدِ، و عُكُوبُ الجماعَةِ. و عَكَفَتِ الخیلُ عُكوفاً، و عكَبَتْ عُكُوباً: بمعنیً واحد. و طیر عُكُوبٌ و عُكُوفٌ؛ و أَنشد اللیث لمُزاحم العُقَیْلِیّ: تَظَلُّ نُسُورٌ من شَمَامٍ علیهمُ عُكُوباً مع العِقْبانِ، عِقْبانِ یَذْبُلِ قال: و الباء لغة بنی خَفَاجَة من بنی عُقَیْل، و البیتُ لمُزاحِم العُقَیْلی. ابن الأَعرابی: غلام عَصْبٌ و عَضْبٌ، بالصاد و الضاد، و عَكْبٌ إِذا كانَ خَفیفاً نَشیطاً فی عَمَله. و العِكَابُ و العُكْبُ و الأَعْكُبُ: كله اسم لجمع العَنْكَبُوتِ، و لیس بجَمْع، لأَن العَنْكَبُوتَ رباعِیٌّ. و العِكَبُّ: الذی لأُمِّه زَوْجٌ. و رجلٌ عِكَبٌّ، مثال هِجَفّ، أَی قَصیر ضَخْمٌ جافٍ؛ و كذلك الأَعْكَبُ. و العِكَبُّ العِجْلیُّ: شاعر. و عِكَبٌّ و عُكَابة: اسمانِ. و عُكَابة: أَبو حیّ من بَكْرٍ، و هو عُكَابة بن صَعْب بن عَلیِّ بن بَكْرِ بن وائل؛ و أَما قول المنخَّل الیَشْكُرِیّ: یُطَوِّفُ بی عِكَبٌّ فی مَعَدٍّ، و یَطْعُنُ بالصُّمُلَّةِ فی قَفَیَّا فهو عِكَبٌّ اللَّخْمِیُّ، صاحبُ سِجْنِ النُّعْمان بن المنذر. و العَكْبُ: الشِّدَّةُ فی الشَّرِّ، و الشَّیْطَنَةُ؛ و منه قیل للمارد من الجِنِّ و الإِنس: عِكَبٌّ. وَ وَجَدْتُ فی بعض نسخ الصحاح، المقروءَةِ علی عدَّة مشایخ، حاشیةً بخط بعض المشایخ: و عِكَبٌّ: اسم إِبلیس «2»
(2). قوله [و عكب اسم إبلیس] قال شارح القاموس و هو قول ابن الأَعرابی نقله القزاز فی جامعه، و أنشد: رأیتك أكذب الثقلین رأیاً أبا عمرو و أعصی من عكب فلیت اللّه أبدلنی بزید ثلاثة أعنز أو جرو كلب و مثله قال ابن القطاع فی كتاب الأَوزان. و فی بعض الأَمثال: من یطع عكباً یمس مكباً؛ قاله شیخنا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 627‌

عكدب؛ ج1، ص: 627

: قال الأَزهری «1»: یقال لبیْت العَنْكَبُوتِ العُكْدُبة.

عكشب؛ ج1، ص: 627

: الأَزهری: عَكْبَشَهُ و عَكْشَبه: شَدَّه وَثاقاً.

علب؛ ج1، ص: 627

: عَلِبَ النباتُ عَلَباً، فهو عَلِبٌ: جَسَأَ؛ و فی الصحاح: عَلِبَ، بالكسر. و اسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِباً. و اسْتَعْلَبَتِ الماشیةُ البَقْلَ إِذا ذَوَی، فأَجَمَتْه و اسْتَغْلَظَته. و عَلِبَ اللحمُ عَلَباً، و اسْتَعْلَب: اشتَدَّ و غَلُظَ. و عَلَبَ أَیضاً، بالفتح، یَعْلُبُ: غَلُظَ و صَلُبَ، و لم یكن رَخْصاً. و لحمٌ عَلِبٌ و عَلْبٌ: و هو الصُّلْبُ. و عَلِبَ عَلَباً تَغَیَّرَتْ رائحتُه، بعد اشتداده. و عَلِبَتْ یَدُه: غَلُظَتْ. و اسْتَعْلَبَ الجلدُ: غَلُظَ و اشْتدَّ. و العَلِبُ: المكانُ الغلیظُ الشَّدیدُ الذی لا یُنْبِتُ البَتَّةَ. و فی التهذیب: العِلْبُ من الأَرض المكانُ الغلیظُ الذی لو مُطِرَ دهراً، لم یُنْبِتْ خَضراء. و كلّ موضع صُلْبٍ خَشنٍ من الأَرض: فهو عِلْبٌ. و الاعْلِنْباءُ: أَن یُشرِفَ الرَّجُلُ، و یُشْخِصَ نفسَه، كما یفعلُ عند الخُصومة و الشَّتم. یقال: اعْلَنْبَی الدیكُ و الكلبُ و الهِرُّ و غیرُها إِذا انتَفَشَ شَعَرُه، و تَهَیَّأَ للشَّرِّ و القتال. و قد یُهْمزُ، و أَصله من عِلْباءِ العُنُق، و هو مُلحَقٌ بافْعَنْلَلَ، بیاء. و العُلْبُ و العَلِبُ: الضَّبُّ الضَّخْمُ المُسِنُّ لشدَّته. و تیْسٌ عَلِبٌ، و وَعْلٌ عَلِبٌ أَی مُسِنٌّ جاسِئٌ. و رجل عِلْبٌ: جافٍ غَلیظٌ. و رجل عِلْبٌ: لا یُطْمَع فیما عنده من كلمة أَو غیرها. و إِنه لَعِلْبُ شَرٍّ أَی قویّ علیه، كقولك: إِنه لَحِكُّ شَرٍّ. و یقال: تَشَنَّجَ عِلْباءُ الرجُل إِذا أَسنَّ؛ و العِلباءُ، ممدود: عَصَبُ العُنُق؛ قال الأَزهری: الغلیظُ، خاصة؛ قال ابن سیدة: و هو العَقَبُ. و قال اللحیانی: العِلباءُ مذكر لا غیر. و هما عِلْباوانِ، یمیناً و شمالًا، بینهما مَنْبِتُ العُنُق؛ و إِن شئت قلت: عِلْباءَان، لأَنها همزة مُلحقةٌ شُبهت بهمزة التأْنیث التی فی حمراء، أَو بالأَصلیة التی فی كساء، و الجمع: العَلابیُّ. و عَلَبَ السیفَ و السِّكِّینَ و الرُّمْحَ، یَعْلُبه و یَعْلِبُه عَلْباً، فهو مَعْلُوبٌ، و عَلَّبَه: حَزَمَ مَقْبِضَه بعِلْباءِ البعیر، فهو مُعَلَّبٌ. و منه‌الحدیث: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قومٌ، ما كانتْ حِلْیة سُیوفِهم الذَّهَبَ و الفضةَ، إِنما كانت حِلْیتُها العَلابیَّ و الآنكَ؛ هو جمعُ العِلْباء، و هو العَصَبُ؛ قال: و به سُمِّی الرجلُ عِلْباءً. ابن الأَثیر: هو عَصَبٌ فی العُنق، یأْخذ إِلی الكاهل، و كانت العربُ تَشُدُّ علی أَجْفانِ سُیوفها العَلابیَّ الرَّطْبةَ، فَتَجِفُّ علیها و تَشُدُّ بها الرِّماح إِذا تَصَدَّعَتْ فتَیْبَسُ، و تَقْوَی علیه؛ و منه قول الشاعر: فظَلَّ، لثِیرانِ الصَّریم، غَماغِمٌ یُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِیِّ المُعَلَّبِ و رمح مُعَلَّبٌ: إِذا جُلِزَ و لُوِیَ بعَصَبِ العِلْباء. قال القُتَیْبی: و بلغنی أَن العَلابیَّ الرَّصاصُ؛ قال: و لستُ منه علی یقین. قال الجوهری: العَلابیُّ الرَّصاصُ أَو جنس منه؛ قال الأَزهری: ما علمت أَحداً قاله، و لیس بصحیح. و‌فی حدیث عُتْبة:
(1). قوله [عكدب قال الأَزهری إلخ] إن كان مراده فی التهذیب كما هو المتبادر، فلیس فیه إلا كعدبة بتقدیم الكاف بهذا المعنی و لم یتعرض لها أحد بتقدیم العین أصلًا كالمجد تبعاً للمحكم و التكملة التابعة للأَزهری. و إن تعرّض لها شارح القاموس فهو مقلد لما وقع فی اللسان من غیر سلف.
لسان العرب، ج‌1، ص: 628
كنت أَعْمِدُ إِلی البَضْعَةِ أَحْسِبُها سَناماً، فإِذا هی عِلْباءُ عُنُقٍ.و عَلِبَ البعیرُ عَلَباً، و هو أَعْلَبُ و عَلِبٌ: و هو داءٌ یأْخذه فی عِلْباوَیِ العُنُقِ، فتَرِمُ منه الرَّقَبةُ، و تَنْحنِی. و العِلابُ: سمة فی طُول العُنق علی العِلْباءِ؛ و ناقة مُعَلَّبة. و عَلْبَی عَبْدَه إِذا ثَقَبَ عِلْباءَه، و جَعَل فیه خیطاً. و عَلْبَی الرجلُ: انْحَطَّ عِلْباواهُ كِبَراً؛ قال: إِذا المَرْءُ عَلْبَی ثم أَصبَح جِلْدُه كرَحْضِ غَسیلٍ، فالتَّیَمُّن أَرْوَحُ التَّیَمُّنُ: أَن یُوضَع علی یمینه فی القبر. و عِلْباء: اسم رجل، سُمِّیَ بِعِلْباءِ العُنُق؛ قال: إِنّی، لِمَنْ أَنْكرنِی، ابنُ الیَثْرِبِ، قَتَلْتُ عِلْباءً و هِنْدَ الجَملِ، و ابْناً لِصَوْحانَ علی دِینِ علِی أَراد: ابنَ الیَثْرِبِیِّ، و الجَمَلِیِّ، و علِیّ، فخفف بحذف الیاءِ الأَخیرة. و العُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل. و قیل: العُلْبة من خشب، كالقَدَحِ الضَّخْمِ یُحْلَبُ فیها. و قیل: إِنها كهیئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد، و لها طَوْق من خشب. و قیل: مِحْلَبٌ من جلد. و‌فی حدیث وفاة النبی، صلی اللّه علیه و سلم: و بین یدیه رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فیها ماءٌ؛ العُلْبة: قدحٌ من خشب؛ و قیل: من جلدٍ و خشبٍ یُحْلَبُ فیه. و منه‌حدیث خالد: أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ‌أَی القَدَحَ الذی یُحْلَبُ فیه؛ و الجمعُ: عُلَبٌ و عِلابٌ. و قیل: العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فیها الناقةُ؛ قال: صاحِ، یا صاحِ هل سمعْتَ بِراعٍ ردَّ فی الضَّرْعِ ما قَرَی فی العِلابِ؟ و یُرْوی: … فی الحِلاب. و المُعَلِّب: الذی یَتَّخِذُ العُلْبة؛ قال الكُمَیْتُ، یصف خیلًا: سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً، و تارةً صَبُوحاً، له أَقتارُ الجلُودِ المُعَلَّبِ «2» قال الأَزهری: العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ من جَنْبِ جِلْدِ البعیر إِذا سُلِخَ و هو فَطِیرٌ، فتُسَوَّی مستدیرةً، ثم تُمْلأُ رَمْلًا سهلًا، ثم تُضَمُّ أَطرافُها، و تُخَلّ بخلالٍ، و یُوكَی علیها مقبوضةً بحَبْل، و تُتْرَكُ حتی تَجِفَّ و تَیْبَسَ، ثم یُقْطَعُ رأْسُها، و قد قامت قائمةً لجَفافِها، تُشْبِه قصعةً مُدَوَّرَةً، كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً، أَو خُرِطَتْ خَرْطاً، و یُعَلِّقُها الراعی و الراكبُ فَیَحْلُب فیها، و یَشْرَبُ بها، و للبَدَوِیِّ فیها رِفْقُ خِفَّتِها، و أَنها لا تنكسر إِذا حَرَّكها البعیرُ أَو طاحت إِلی الأَرض. و عَلَبَ الشی‌ءَ یَعْلُبه، بالضم، عَلْباً و عُلُوباً: أَثَّرَ فیه و وسَمَه، أَو خَدَشَه. و العَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ و غیره، و الجمع عُلُوبٌ. یقال ذلك فی أَثر المِیسَمِ و غیره؛ قال ابن الرِّقاعِ یصف الرِّكاب: یَتْبَعْنَ ناجِیةً، كأَنَّ بدَفِّها من غَرْضِ نَسْعَتِها، عُلُوبَ مَواسِمِ و قال طَرَفة: كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فی دَأَیاتِها مَوارِدُ، من خَلْقاءَ، فی ظَهر قَرْدَدِ و كذلك التَّعْلِیبُ. قال الأَزهَری: العَلْبُ تأْثیر كأَثرِ العِلابِ. قال و قال شمر: أَقْرَأَنی ابن الأَعرابی لطُفَیْلٍ
(2). قوله [له أقتار الجلود المعلب] كذا أنشده فی المحكم و ضبط لام المعلب بالفتح و الكسر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 629
الغَنَویّ: نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّیاتِ و حَمْلِها، و ثِقْلُ الذی یَجْنِی بمَنْكِبِه لَعْبُ قال ابن الأَعرابی: لَعْبٌ أَراد به عَلْبٌ، و هو الأَثَرُ. و قال أَبو نصر: یقول الأَمْرُ الذی یَجنِی علیه، و هو بمنكبه، خَفیفٌ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه رأَی رجُلًا بأَنْفه أَثر السُّجود، فقال: لا تَعْلُبْ صورتَك؛ یقول: لا تُؤَثر فیها أَثراً، بشِدّةِ اتِّكائِك علی أَنفِك فی السُّجود. و طریقٌ مَعْلوبٌ: لاحِبٌ؛ و قیل: أَثَّرَ فیه السابلةُ؛ قال بشر: نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها علی كُلِّ مَعْلُوبٍ، یَثُورُ عَكُوبُها العَكوب، بالفتح: الغُبارُ. یقول: كنا مقتدرین علیهم، و هم لنا أَذِلَّاء، كاقتدار الكلاب علی جرائها. و المَعْلوبُ: الطریق الذی یُعْلَبُ بجَنْبَتَیْه، و مثله المَلْحُوبُ. و العِلْبةُ: غُصنٌ عظیم تُتَّخَذ منه مِقْطَرةٌ؛ قال: فی رِجْلِه عِلْبةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ، قد تَیَّمَتْه، فَبالُ المَرْءِ مَتْبُولُ ابن الأَعرابی: العُلَبُ جمع عُلْبة، و هی الجَنْبة و الدَسْماءُ و السَّمْراءُ. قال: و العِلْبة، و الجمع عِلَبٌ، أُبْنَةٌ غلیظة من الشجر، تُتَّخَذ منها المِقْطرة. و قال أَبو زید: العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ، و الواحِدُ عِلْبٌ. و قال شمر: یقال هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَی خِیارُهم. و عَلِبَ السیفُ عَلَباً: تَثَلَّمَ حَدُّه. و المَعْلُوب: اسمُ سَیْفِ الحَرِثِ بن ظالم المُرِّیِّ، صفةٌ لازمَة. فإِما أَن یكون من العَلْبِ الذی هو الشَّدُّ، و إِما أَن یكون من التَّثَلُّم، كأَنه عُلِبَ؛ قال الكمیت: و سَیْفُ الحَرِث المَعْلُوبُ أَرْدَی حُصَیْناً فی الجَبابِرة الرَّدِینا و یقال: إِنما سماه مَعْلُوباً لآثار كانت فی مَتْنِه؛ و قیل: لأَنه كان انْحَنَی من كثرة ما ضَرَبَ به، و فیه یقول: أَنا أَبو لَیْلی، و سَیْفِی المَعْلُوبْ و عِلْباءٌ: اسم رجل؛ قال إمرؤُ القیس: و أَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِیضاً، و لو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ و عُلَیْبٌ و عِلْیَبٌ: وادٍ معروفٌ، علی طریق الیمن؛ و قیل: موضع، و الضم أَعلی، و هو الذی حكاه سیبویه. و لیس فی الكلام فُعَیْلٌ، بضم الفاءِ و تسكین العین و فتح الیاء غیره؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَیَّةَ: و الأَثْل من سَعْیَا و حَلْیةَ مَنْزِلٍ و الدَّوْمَ جاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْیَبُ و اشْتَقَّه ابنُ جنی من العَلْبِ الذی هو الأَثَرُ و الحَزُّ، و قال: أَ لا تری أَن الوادِیَ له أَثَرٌ؟

علنب؛ ج1، ص: 629

: التهذیب فی الخماسی: اعْلَنْبأَ بالحِمْلِ أَی نَهَضَ به. ابن سیدة: و اعْلَنْبَی الدیك و الكلبُ و الهِرُّ: تَهَیَّأَ للشر، و قد یهمز.

علهب؛ ج1، ص: 629

: العَلْهَبُ: التَّیْسُ من الظباءِ، الطویلُ القَرْنَیْن من الوَحْشیَّة و الإِنْسِیَّة؛ قال: و عَلْهَباً من التُّیُوسِ عَلَّا
لسان العرب، ج‌1، ص: 630
عَلًّا أَی عَظِیماً. و قد وُصِفَ به الظَّبْیُ و الثورُ الوَحْشِی؛ و أَنشد الأَزهری: مُوَشَّی أَكارِعُه عَلْهَبا و الجمعُ عَلاهِبةٌ، زادوا الهاءَ علی حَدِّ القَشاعِمَةِ؛ قال: إِذا قَعِسَتْ ظُهورُ بَناتِ تَیْمٍ، تَكَشَّفُ عن عَلاهِبةِ الوُعُولِ یقولُ: بطونُهن مثل قُرونِ الوُعُول. ابن شمیل: یقال للذكر من الظِّباء: تَیْسٌ، و عَلْهَبٌ، و هَبْرَجٌ. و العَلْهَبُ: الرجلُ الطویلُ؛ و قیل: هو المُسِنُّ من الناس و الظِّباءِ، و الأُنثی بالهاءِ.

عنب؛ ج1، ص: 630

: العِنَبُ: معروف، واحدتُه عِنَبة؛ و یُجْمَعُ العِنبُ أَیضاً علی أَعناب. و هو العِنَباءُ، بالمدّ، أَیضاً؛ قال: تُطْعِمْنَ أَحیاناً، و حِیناً تَسْقِینْ العِنَباءَ المُتَنَقَّی و التِّینْ، كأَنها من ثَمَر البساتِینْ، لا عَیْبَ، إِلَّا أَنَّهنَّ یُلْهِینْ عن لَذَّةِ الدنیا و عن بعضِ الدِّینْ و لا نظیر له إِلَّا السِّیَراء، و هو ضَرْبٌ من البرود، هذا قول كراع. قال الجوهری: الحَبَّةُ من العِنَبِ عِنَبةٌ، و هو بناء نادر لأَن الأَغْلَبَ علی هذا البناء الجمعُ نحو قِرْد و قِرَدة، و فِیلٍ و فِیَلة، و ثَوْر و ثِوَرَة، إِلَّا أَنه قد جاءَ للواحد، و هو قلیل، نحو العِنَبة، و التِّوَلة، و الحِبَرة، و الطِّیَبة، و الخِیَرة، و الطِّیَرة؛ قال: و لا أَعرف غیره، فإِن أَردتَ جمعَه فی أَدنی العدد، جمعته بالتاءِ فقلت: عِنَبات؛ و فی الكثیر: عِنَبٌ و أَعنابٌ. و العِنَبُ: الخَمْر؛ حكاها أَبو حنیفة، و زعم أَنها لغة یمانیة؛ كما أَنّ الخمرَ العِنَبُ أَیضاً، فی بعض اللغات؛ قال الراعی فی العنب التی هی الخمر: و نازَعَنی بها إِخوانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّیْرِ، و العِنَبَ الحَقِینَا و رجل عَنَّابٌ: یبیع العِنَب. و عانِبٌ: ذو عِنَب؛ كما یقولون: تامِرٌ و لابِنٌ أَی ذو لَبَن و تَمْر. و رجل مُعَنَّبٌ، بفتح النون: طویل. و إِذا كان القَطِرانُ غلیظاً فهو: مُعَنَّبٌ؛ و أَنشد: لو أَنّ فیه الحَنْظَلَ المُقَشَّبا، و القَطِرانَ العاتِقَ المُعَنَّبا و العِنَبةُ: بَثْرة تَخْرُجُ بالإِنسان تُعْدِی «1». و قال الأَزهری: تَسْمَئِدُّ، فتَرِمُ، و تَمْتَلِئُ ماء، و تُوجِع؛ تأْخُذُ الإِنسانَ فی عَیْنه، و فی حَلْقه؛ یقال: فی عینه عِنَبة. و العُنَّابُ: من الثَّمَر، معروف، الواحدة عُنَّابةٌ. و یقال له: السَّنْجَلانُ، بلسان الفرس، و ربما سمی ثَمر الأَراك عُنَّاباً. و العُنَّابُ: العَبِیراءُ، و العُنَابُ: الجُبَیْلُ «2» الصغیر الدقیقُ، المنتصبُ الأَسْوَدُ. و العُنَابُ: النَّبكةُ الطویلةُ فی السماءِ الفاردة، المُحدَّدةُ الرأْس، یكون أَسودَ و أَحمر، و علی كل لون یكون؛ و الغالبُ علیه السُّمْرة، و هو جبلٌ طویل فی السماءِ، لا یُنْبت شیئاً، مُسْتدیر. قال: و العُنابُ واحدٌ. قال: و لا تَعُمّه أَی لا تَجْمعه، و لو جَمَعْتَ لقلتَ: العُنُب؛ قال الراجز: كَمَرَةٌ كأَنها العُنابُ
(1). قوله [تعدی] كذا بالمحكم بمهملتین من العدوی و فی شرح القاموس تغذی بمعجمتین من غذی الجرح إِذا سال. (2). قوله [و العناب الجبیل إلخ] هذا و ما بعده بوزن غراب و ما قبله بوزن رمان كما فی القاموس و غیره.لسان العرب، ج‌1، ص: 631
و العُنَاب: وادٍ. و العُنَابُ: جبل بطریق مكة؛ قال المَرَّار: جَعَلْنَ یَمینَهُنّ رِعانَ حَبْسٍ، و أَعْرَضَ، عن شَمائِلها، العُنَابُ «1» و العُنَابُ، بالتخفیف: الرجلُ العظیمُ الأَنْفِ؛ قال: و أَخْرَقَ مَبْهُوتِ التَّراقِی، مُصَعَّدِ البَلاعِیمِ، رِخْوِ المَنْكِبَیْنِ، عُنَاب و الأَعْنَبُ: الأَنفُ الضَّخْم السَّمِجُ. و العُنَابُ: العَفَلُ. و عُنابُ المرأَة: بَظْرُها؛ قال: إِذا دَفَعَتْ عنها الفَصیلَ برجْلِها، بَدَا، من فُروجِ البُرْدَتَیْنِ، عُنابُها و قیل: هو ما یُقْطَعُ من البَظْرِ. و ظَبْیٌ عَنَبانٌ: نشیطٌ؛ قال: كما رأَیتَ العَنَبانَ الأَشْعَبا، یوماً، إِذا رِیعَ یُعَنِّی الطَّلَبا الطَّلَب: اسمُ جمع طالبٍ. و قیل: العَنَبانُ الثَّقیلُ من الظِّباءِ، فهو ضِدّ؛ و قیل: هو المُسِنُّ من الظِّباءِ، و لا فعل لهما؛ و قیل: هو تَیْسُ الظِّباءِ، و جمعُه عِنْبانٌ. و العُنْبَبُ: كثرةُ الماءِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فَصَبَّحَتْ، و الشمسُ لم تَقَضَّبِ، عَیْناً بغَضْیانَ ثَجُوجَ العُنْبَبِ و یروی: … تُقَضِّبِ، و یُرْوَی: … نَجُوج … و عُنْبَبٌ: موضع؛ و قیل: وادٍ؛ ثلاثیٌّ عند سیبویه. و حمله ابن جنی علی أَنه فُنْعَل؛ قال: لأَنه یَعُبُّ الماءَ، و قد ذكر فی عبب. و عَنَّابٌ: اسم رجل. و عَنَّابُ بن أَبی حارثة «2»: رجلٌ من طَیٍّ. و العُنابةُ: اسم موضع؛ قال كثیر عزة: و قُلْتُ، و قد جَعَلْنَ بِراقَ بَدْرٍ یَمیناً و العُنابةَ عن شِمالِ و بئر أَبی عِنَبة، بكسر العین و فتح النون، وردت فی الحدیث: و هی بئر معروفة بالمدینة، عَرَضَ رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَصحابَه عندَها لمَّا سار إِلی بَدْرٍ.و‌فی الحدیث ذكر عُنابةَ بالتخفیف: قارةٌ سوداءُ بین مكة و المدینة، كان زینُ العابدین یسكنها.

عندب؛ ج1، ص: 631

: الأَزهری: المُعَنْدِبُ الغَضْبانُ؛ و أَنشد: لَعَمْرُكَ إِنِّی، یومَ واجَهْتُ عِیرَها مُعِیناً، لَرَجْلٌ ثابتُ الحِلْمِ كاملُه و أَعرَضْتُ إِعراضاً جمیلًا مُعَنْدِباً بعُنْقٍ، كَشُعْرورٍ، كثیرٍ مَواصِلُه قال: الشُّعْرورُ القِثَّاء. و قالتِ الكِلابیة: المُعَنْدِبُ الغَضْبانُ؛ قال: و هی أَنشدتنی هذا الشعر لعبد یُقال له وفِیقٌ.

عندلب؛ ج1، ص: 631

: العَنْدَلِیبُ: طائرٌ یُصَوِّتُ أَلواناً؛ و سنذكره فی ترجمة عندل، لأَنه رباعی عند الأَزهری.

عنظب؛ ج1، ص: 631

: اللیث: العُنْظُبُ الجَرادُ الذَّكَر. الأَصمعی: الذَّكَرُ من الجَراد هو الحُنْظُبُ و العُنْظُبُ.
(1). قوله [رعان حبس] بكسر الحاء و فتحها كما ضبط بالشكل فی المحكم و بالعبارة فی یاقوت و قال هو جبل لبنی أسد. ثم قال قال الأَصمعی فی بلاد بنی أسد الحبس و القنان و أبان أی كسحاب فیهما إلی الرمة و الحمیان حمی ضریة و حمی الربذة و الدو و الصمان و الدهناء فی شق بنی تمیم فارجع إلیه. (2). قوله [و عناب بن أبی حارثة] كذا فی الصحاح أیضاً و قال الصاغانی: هو تصحیف. و الصواب عتاب بمثناة فوقیة و تبعه المجد.
لسان العرب، ج‌1، ص: 632
و قال الكسائی: هو العُنْظُب، و العُنْظَابُ، و العُنْظُوبُ. و قال أَبو عمرو: هو العُنْظُبُ، فأَما الحُنْظَبُ فذَكَرُ الخَنافس. و قال اللحیانی: یقال عُنْظُبٌ و عُنْظَبٌ و عُنْظابٌ و عِنْظابٌ: و هو الجراد الذكر؛ و قد تقدّم فی عظب.

عنكب؛ ج1، ص: 632

: العَنْكَبُوتُ: دُوَیْبَّة تَنْسُجُ، فی الهواءِ و علی رأْس البئر، نَسْجاً رقیقاً مُهَلْهَلًا، مؤَنثة، و ربما ذُكِّرت فی الشعر؛ قال أَبو النجم: مما یُسَدِّی العَنْكَبُوتُ إِذ خَلا قال أَبو حاتم: أَظنه إِذ خَلا المَكانُ، و الموضعُ؛ و أَما قوله: كأَنَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ المُرْمِلِ فإِنما ذَكَّره لأَنه أَراد النَّسْجَ، و لكنه جَرَّه علی الجِوارِ. قال الفراء: العَنْكَبُوت أُنثی، و قد یُذَكِّرها بعض العرب؛ و أَنشد قوله: علی هَطَّالِهم منهم بُیوتٌ، كأَنَّ العَنْكَبُوتَ هو ابْتَناها «1» قال: و التأْنیث فی العنكبوت أَكثر؛ و الجمع: العَنْكبوتاتُ، و عَنَاكِبُ، و عَنَاكِیبُ؛ عن اللحیانی، و تصغیرها: عُنَیْكِبٌ و عُنَیْكِیبٌ، و هی بلغة الیمن: عَكَنْباةٌ؛ قال: كأَنما یَسْقُطُ، من لُغامِها، بَیْتُ عَكَنْباةٍ علی زِمامِها و یقال لها أَیضاً: عَنْكَباه و عَنْكَبُوه. و حكی سیبویه: عَنْكَباء، مستشهداً علی زیادة التاءِ فی عَنْكَبُوتٍ، فلا أَدری أَ هو اسمٌ للواحد، أَم للجمع. و قال ابن الأَعرابی: العَنْكَبُ الذَّكَرُ منها، و العَنْكَبةُ الأُنثی. و قیل: العَنْكَبُ جنس العَنْكَبُوت، و هو یذكر و یؤَنث، أَعنی العَنْكَبُوتَ. قال المُبَرِّدُ: العَنْكَبُوتُ أُنثی، و یذكَّر. و العَنْزَروت أُنثی و یذكر، و البُرْغُوثُ أُنثی و لا یذكر، و هو الجمل الذَّلول؛ و قول ساعدة بن جؤَیة: مَقَتَّ نِساءً، بالحجاز، صَوالِحاً، و إِنَّا مَقَتْنا كلَّ سَوْداءَ عَنْكَبِ قال السُّكَّرِیُّ: العَنْكَبُ، هنا، القصیرة. و قال ابن جنی: یجوز أَن یكون العَنْكَبُ، هاهنا، هو العَنْكَبُ الذی ذكر سیبویه أَنه لغة فی عَنْكَبُوت، و ذَكَر معه أَیضاً العَنْكَباء، إِلَّا أَنه وُصِفَ به، و إِن كان اسماً لما كان فیه معنی الصفة من السَّوادِ و القِصَر، و مثلُه من الأَسماءِ المُجْراة مُجْرَی الصفة، قوله: لَرُحْتَ، و أَنتَ غِربالُ الإِهابِ و العنكبوت: دودٌ یتولد فی الشُّهْد، و یَفْسُدُ عنه العَسل؛ عن أَبی حنیفة. الأَزهری: یقال للتَّیْس إِنه لمُعَنْكَبُ القَرْنِ، حتی صار كأَنه حَلْقةٌ. و المُشَعْنِبُ [المُشَعْنَبُ: المُسْتقیم. الفراء: فی قوله تعالی: مَثَلُ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَوْلِیٰاءَ، كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَیْتاً؛ قال: ضَرَبَ اللّهُ بیتَ العَنْكَبُوتِ مثلًا لِمَنِ اتَّخَذَ من دون اللّه وَلیّاً أَنه لا ینفعُه و لا یضرُّه، كما أَن بیت العنكبوت لا یَقیها حَرّاً و لا بَرْداً. و یقال لبیتِ العنكبوتِ: العُكْدُبةُ.

عهب؛ ج1، ص: 632

: عِهِبَّی: المُلْكِ و عِهِبَّاؤُه: زمانه. و عِهِبَّی الشَّبابِ و عِهِبَّاؤُه: شَرْخُه. یقال: أَتیته فی رُبَّی شَبابه، و حِدْثَی شَبابه، و عِهِبَّی شَبابه، و عِهِبَّاءِ
(1). قوله [علی هطالهم] قال فی التكملة هطال كشداد: جبل.
لسان العرب، ج‌1، ص: 633
شبابِه، بالمد و القصر، أَی أَوّله؛ و أَنشد: عَهْدی بسَلْمَی، و هی لم تَزَوَّجِ، علی عِهِبَّی عَیْشِها المُخَرْفَجِ أَبو عمرو: یقال عَوْهَبَه، و عَوْهَقَه إِذا ضَلَّله؛ و هو العِیهابُ و العِیهاقُ، بالكسر. أَبو زید: عَهِبَ الشی‌ءَ و غَهِبَه، بالغین المعجمة، إِذا جَهِلَه؛ و أَنشد: و كائنْ تَرَی من آمِلٍ جَمْعَ هِمَّةٍ، تَقَضَّتْ لَیالِیه، و لم تُقْضَ أَنْحُبُهْ لُمِ المَرْءَ إِنْ جاءَ الإِساءَةَ عامِداً، و لا تُحْفِ لَوْماً إِن أَتی الذَّنْبَ یَعْهَبُهْ أَی یَجْهَلُه. و كأَنَّ العَیْهَبَ مأْخوذٌ من هذا؛ و قال الأَزهری: المعروف فی هذا الغین المعجمة، و سیُذكر فی موضعه. و العَیْهَبُ: الضعیفُ عن طَلَبِ وِتْرِه، و قد حكی بالغین المعجمة أَیضاً، و قیل: هو الثقیل من الرجال، الوَخِمُ؛ قال الشُّوَیْعِرُ: حَلَلْتُ به وِتْرِی و أَدْرَكْتُ ثُؤْرَتی، إِذا ما تَناسَی، ذَحْلَهُ، كلُّ عَیْهَبِ قال ابن بری: الشُوَیْعِرُ هذا، محمد بن حُمْرانَ ابن أَبی حُمْران الجُعْفِیِّ، و هو أَحد من سُمِّی فی الجاهلیة بمحمد، و لیس هو الشویعر الحنفی؛ و الشویعر الحنفی اسمه: هانئ بن تَوبة الشَّیْبانی، و قد تكلمنا علی المُحَمَّدِین فی ترجمة حمد؛ و رأَیت فی بعض حواشی نسخ الصحاح الموثوق بها: و كساءٌ عَیْهَبٌ أَی كثیر الصُّوفِ.

عیب؛ ج1، ص: 633

: ابن سیدة: العَابُ و العَیْبُ و العَیْبَةُ: الوَصْمة. قال سیبویه: أَمالوا العابَ تشبیهاً له بأَلف رَمَی، لأَنها منقلبة عن یاء؛ و هو نادر؛ و الجمع: أَعْیابٌ و عُیُوبٌ؛ الأَول عن ثعلب؛ و أَنشد: كَیْما أَعُدَّكُمُ لأَبْعَدَ منكُمُ، و لقد یُجاءُ إِلی ذوی الأَعْیابِ و رواه ابن الأَعرابی: إِلی ذوی الأَلباب. و المَعابُ و المَعِیبُ: العَیْبُ؛ و قول أَبی زُبَیْدٍ الطَّائیّ: إِذا اللَّثی رَقَأَتْ بعدَ الكَری و ذَوَتْ، و أَحْدَثَ الرِّیقُ بالأَفْواه عَیَّابا یجوز فیه أَن یكون العَیَّابُ اسماً للعَیْبِ، كالقَذَّافِ و الجَبَّانِ؛ و یجوز أَن یُریدَ عَیْبَ عَیَّابٍ، فحَذَفَ المضاف، و أَقام المضاف إِلیه مُقامه. و عابَ الشی‌ءُ و الحائِطُ عَیْباً: صار ذا عَیْبٍ. و عِبْتُه أَنا، و عابه عَیْباً و عاباً، و عَیَّبه و تَعَیَّبه: نَسَبه إِلی العَیب، و جعله ذا عَیْبٍ؛ یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی؛ قال الأَعشی: و لیس مُجِیراً، إِنْ أَتی الحَیَّ خائفٌ؛ و لا قائِلًا، إِلَّا هُوَ المُتَعَیَّبا أَی و لا قائلًا القولَ المَعِیبَ إِلَّا هو؛ و قال أَبو الهیثم فی قوله تعالی: فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِیبَهٰا؛ أَی أَجْعَلَها ذاتَ عَیْب، یعنی السفینةَ؛ قال: و المُجاوِزُ و اللازم فیه واحد. و رجل عَیَّابٌ و عَیَّابة و عُیَبة: كثیر العَیْبِ للناس؛ قال: اسْكُتْ و لا تَنْطِقْ، فأَنْتَ خَیّابْ، كُلُّك ذو عَیْبٍ، و أَنتَ عَیَّابْ و أَنشد ثعلب: قال الجَواری: ما ذَهَبْتَ مَذْهَبا، و عِبْنَنی و لم أَكُنْ مُعَیَّبا
لسان العرب، ج‌1، ص: 634
و قال: و صاحِبٍ لی، حَسَنِ الدُّعابه، لیس بذی عَیْبٍ، و لا عَیَّابَه و المَعایبُ: العُیوبُ. و شی‌ءٌ مَعِیبٌ و مَعْیُوبٌ، علی الأَصل. و تقول: ما فیه مَعابة و مَعابٌ أَی عَیْبٌ. و یقال: موضعُ عَیْبٍ؛ قال الشاعر: أَنا الرَّجُلُ الذی قد عِبْتُموه، و ما فیهِ لعَیَّابٍ مَعابُ لأَن المَفْعَلَ، من ذواتِ الثلاثة نحو كالَ یَكِیلُ، إِن أُرید به الاسم، مكسور، و المصدرُ مفتوحٌ، و لو فتحتَهما أَو كسرتَهما فی الاسم و المصدر جمیعاً، لجازَ، لأَن العرب تقول: المَسارُ و المَسِیرُ، و المَعاشُ و المَعِیشُ، و المَعابُ و المَعِیبُ. و عابَ الماءُ: ثَقَبَ الشَّطَّ، فخرج مُجاوزَه. و العَیْبة: وِعاءٌ من أَدَم، یكون فیها المتاع، و الجمع عِیابٌ و عِیَبٌ، فأَما عِیابٌ فعلی القیاس، و أَما عِیَبٌ فكأَنه إِنما جاءَ علی جمع عِیبة، و ذلك لأَنه مما سبیله أَن یأْتی تابعاً للكسرة؛ و كذلك كلُّ ما جاءَ من فعله مما عینه یاء علی فِعَلٍ. و العَیْبَةُ أَیضاً: زَبِیل من أَدَم یُنْقَلُ فیه الزرعُ المحصودُ إِلی الجَرین، فی لغة هَمْدان. و العَیْبَةُ: ما یجعل فیه الثیاب. و‌فی الحدیث، أَنه أَمْلی فی كتابِ الصُّلْح بینه و بین كفار أَهل مكة بالحُدَیْبیة: لا إِغْلالَ و لا إِسلالَ، و بیننا و بینهم عَیْبةٌ مَكفوفةٌ.قال الأَزهری: فسر أَبو عبید الإِغْلالَ و الإِسلالَ، و أَعرضَ عن تفسیر العَیْبة المكفُوفةِ. و رُوِیَ عن ابن الأَعرابی أَنه قال: معناه أَن بیننا و بینهم فی هذا الصلح صَدْراً مَعْقُوداً علی الوفاءِ بما فی الكتاب، نَقِیّاً من الغِلِّ و الغَدْرِ و الخَداعِ. و المَكْفُوفةُ: المُشرَجَةُ المَعْقُودة. و العربُ تَكنی عن الصُّدُور و القُلُوب التی تَحْتوی علی الضمائر المُخْفاةِ: بالعِیابِ. و ذلك أَن الرجلَ إِنما یَضَعُ فی عَیْبَته حُرَّ مَتاعِه، و صَوْنَ ثیابه، و یَكتُم فی صَدْرِه أَخَصَّ أَسراره التی لا یُحِبُّ شیوعَها، فسُمِّیت الصدور و القلوبُ عِیاباً، تشبیهاً بعِیابِ الثیاب؛ و منه قول الشاعر: و كادَتْ عِیابُ الوُدِّ منَّا و مِنكُمُ، و إِن قیلَ أَبناءُ العُمومَة، تَصْفَرُ أَرادَ بعِیابِ الوُدِّ: صُدُورَهم. قال الأَزهری و قرأْتُ بخَطِّ شَمِر: و إِنَّ بیننا و بینهم عَیْبَةً مَكْفُوفةً.قال: و قال بعضهم أَراد به: الشَّرُّ بیننا مَكْفُوف، كما تُكَفُّ العَیْبةُ إِذا أُشرِجَتْ؛ و قیل: أَراد أَن بینهم مُوادَعَةً و مُكافَّة عن الحرب، تَجْریانِ مُجْری المَوَدَّة التی تكون بین المُتَصافِینَ الذین یَثِقُ بعضُهم ببعض. و عَیْبةُ الرجل: موضعُ سِرِّه، علی المَثل. و‌فی الحدیث: الأَنصارُ كَرِشی و عَیْبَتی‌أَی خاصَّتی و موضعُ سِرِّی؛ و الجمع عِیَبٌ مثل بَدْرَةٍ و بِدَرٍ، و عِیابٌ و عَیْباتٌ. و العِیابُ: المِنْدَفُ. قال الأَزهری: لم أَسمعه لغیر اللیث. و‌فی حدیث عائشة، فی إِیلاءِ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، علی نسائه، قالت لعمر، رضی اللّه عنهما، لمَّا لامَها: ما لی و لكَ، یا ابنَ الخَطَّاب، علیك بعَیْبَتِكَ‌أَی اشْتَغِلْ بأَهْلِكَ و دَعْنی. و العائبُ: الخاثر من اللبن؛ و قد عاب السِّقاءُ.

فصل الغین المعجمة؛ ج1، ص: 634

غبب؛ ج1، ص: 634

: غِبُّ الأَمْرِ و مَغَبَّتُه: عاقبتُه و آخِرُه. و غَبَّ الأَمرُ: صارَ إِلی آخره؛ و كذلك غَبَّتِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 635
الأُمورُ إِذا صارتْ إِلی أَواخرها؛ و أَنشد: غِبَّ الصَّباحِ یَحمَدُ القومُ السُّری و یقال: إِن لهذا العِطرِ مَغَبَّةً طَیِّبَةً أَی عاقبةً. و غَبَّ: بمعنی بَعُدَ. و غِبُّ كلِّ شی‌ءٍ: عاقبتُه. و جئتُه غِبَّ الأَمر أَی بَعْدَه. و الغِبُّ: وِرْدُ یوم، و ظِم‌ءُ آخرَ؛ و قیل: هو لیوم و لیلتین؛ و قیل: هو أَن تَرعی یوماً، و تَرِدَ من الغَدِ. و من كلامهم: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ و ظاهرةَ الفَرس؛ فغِبُّ الحمار: أَن یَرعی یوماً و یَشرَبَ یوماً، و ظاهرةُ الفرَس: أَن تَشرَبَ كلَّ یوم نصفَ النهار. و غَبَّتِ الماشیةُ تَغبُّ غَبّاً و غُبوباً: شَرِبَت غِبّاً؛ و أَغَبَّها صاحبُها؛ و إیلُ بنی فلان غابَّةٌ و غَوابُّ. الأَصمعی: الغِبُّ إِذا شَرِبَت الإِبلُ یوماً، و غَبَّتْ یوماً؛ یقال: شَرِبَتْ غِبّاً؛ و كذلك الغِبُّ من الحُمَّی. و یقال: بنو فلان مُغِبُّون إِذا كانت إِبلُهم تَرِدُ الغِبَّ؛ و بعیرٌ غابٌ، و إِبلٌ غَوابُّ إِذا كانت تَرِدُ الغِبَّ. و غَبَّتِ الإِبلُ، بغیر أَلف، تَغِبُّ غِبّاً إِذا شَرِبَتْ غِبّاً؛ و یقال للإِبل بعد العِشر: هی تَرْعی عِشْراً و غِبّاً و عِشْراً و رِبْعاً، ثم كذلك إِلی العِشرین. و الغِبُّ، من وِرْدِ الماءِ: فهو أَن تَشرَبَ یوماً، و یوماً لا. و غَبَّتِ الإِبلُ: مِنْ غِبِّ الوِرْدِ. و الغِبُّ من الحُمَّی: أَن تأْخذ یوماً و تَدَعَ آخرَ؛ و هو مشتق من غِبِّ الوِرْدِ، لأَنها تأْخذ یوماً، و تُرَفِّه یوماً؛ و هی حُمَّی غِبٌّ: علی الصفة للحُمَّی. و أَغَبَّته الحُمَّی، و أَغَبَّتْ علیه، و غَبَّتْ غِبّاً و غَبّاً. و رجل مُغِبٌّ: أَغَبَّتْهُ الحُمَّی؛ كذلك رُوی عن أَبی زید، علی لفظ الفاعل. و یقال: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً. و یقال: ما یُغِبُّهُم بِرِّی. و أَغبَّتِ الحُمَّی و غَبَّتْ: بمعنًی. و غَبَّ الطعامُ و التمرُ یَغِبُّ غَبّاً و غِبّاً و غُبُوباً و غُبُوبَةً، فهو غابٌّ: باتَ لیلةً فَسَدَ أَو لم یَفْسُدْ؛ و خَصَّ بعضُهم به اللحمَ. و قیل: غَبَّ الطعامُ تغیرتْ رائحته؛ و قال جریر یهجو الأَخطل: و التَّغْلَبِیَّةُ، حین غَبَّ غَبِیبُها، تَهْوی مَشافِرُها بشَرِّ مَشافِر أَراد بقوله: غَبَّ غَبِیبُها، ما أَنْتَنَ من لُحوم مَیْتتها و خَنازیرها. و یسمی اللحم البائتُ غابّاً و غَبِیباً. و غَبَّ فلانٌ عندنا غَبّاً و غِبّاً، و أَغَبَّ: باتَ، و منه سمی اللحمُ البائتُ: الغابَّ. و منه قولهم: رُوَیْدَ الشِّعرِ یُغِبَّ و لا یكونُ یُغِبُّ؛ معناه: دَعْه یمكثْ یوماً أَو یومین؛ و قال نَهْشَل بنُ جُرَیٍّ: فلما رَأَی أَنْ غَبَّ أَمْرِی و أَمْرُه، و وَلَّتْ، بأَعجازِ الأُمورِ، صُدُورُ التهذیب: أَغَبَّ اللحمُ، و غَبَّ إِذا أَنْتَن. و‌فی حدیثِ الغِیبةِ: فقاءَتْ لحماً غابّاً‌أَی مُنْتِناً. و غَبَّتِ الحُمَّی: من الغِبِّ، بغیر أَلف. و ما یُغِبُّهم لُطْفِی أَی ما یتأَخر عنهم یوماً بل یأْتیهم كلَّ یوم؛ قال: علی مُعْتَفِیه ما تُغِبُّ فَواضلُه و فلانٌ ما یُغِبُّنا عَطاؤُه أَی لا یأْتینا یوماً دون یوم، بل یأْتینا كلَّ یوم؛ و منه قول الراجز: و حُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ أَی كلَّ ساعةٍ. و الغِبُّ: الإِتیانُ فی الیومین، و یكون أَكثر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 636
و أَغَبَّ القومَ، و غَبَّ عنهم: جاءَ یوماً و ترك یوماً. و أَغَبَّ عَطاؤُه إِذا لم یأْتنا كلَّ یوم. و أَغَبَّتِ الإِبلُ إِذا لم تأْتِ كلَّ یوم بلَبن. و أَغَبَّنا فلانٌ: أَتانا غِبّاً. و‌فی الحدیث: أَغِبُّوا فی عِیادَة المریض و أَرْبِعُوا؛ یقول: عُدْ یوماً، و دَعْ یوماً، أَو دَعْ یومین، و عُدِ الیومَ الثالثَ أَی لا تَعُدْهُ فی كل یوم، لِما یجده من ثِقَل العُوَّاد. الكسائی: أَغْبَبْتُ القومَ و غَبَبْتُ عنهم، من الغِبِّ: جئْتُهم یوماً، و تركتهم یوماً، فإِذا أَردت الدَّفْعَ، قلت: غَبَّبْتُ عنهم، بالتشدید. أَبو عمرو: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً یوماً بعد أَیام؛ و منه‌قوله: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.و قال ثعلب: غَبَّ الشی‌ءُ فی نفسه یَغِبُّ غَبّاً، و أَغَبَّنی: وَقَعَ بی. و غَبَّبَ عن القوم: دَفَع عنهم. و الغِبُّ فی الزیارة،قال الحسن: فی كل أُسبوع. یقال: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً.قال ابن الأَثیر: نُقِل الغِبُّ من أَوراد الإِبل إِلی الزیارة. قال: و إِن جاءَ بعد أَیام یقال: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً بعد أَیام. و‌فی حدیث هشام: كَتَبَ إِلیه یُغَبِّب عن هَلاك المسلمین‌أَی لم یُخْبِرْه بكثرة من هَلَك منهم؛ مأْخوذ من الغِبِّ الوِرْدِ، فاستعاره لموضع التقصیر فی الإِعلام بكُنْه الأَمر. و قیل: هو من الغُبَّةِ، و هی البُلْغَةُ من العَیْش. قال: و سأَلتُ فلاناً حاجةً، فَغَبَّبَ فیها أَی لم یبالغ. و المُغَبَّبةُ: الشاةُ تُحْلَبُ یوماً، و تُتْرَك یوماً. و الغُبَبُ: أَطْعمة النُّفَساءِ؛ عن ابن الأَعرابی. و الغَبِیبَةُ، من أَلبان الغنم: مثلُ المُرَوَّبِ؛ و قیل: هو صَبُوحُ الغنم غُدْوةً، یُتْركُ حتی یَحْلُبوا علیه من اللیل، ثم یَمْخَضُوه من الغَدِ. و یقال للرائب من اللبن: الغَبِیبةُ. الجوهری: الغَبِیبةُ من أَلبان الإِبل، یُحْلَبُ غُدْوة، ثم یُحْلَبُ علیه من اللیل، ثم یُمْخَضُ من الغد. و یقال: میاهٌ أَغْبابٌ إِذا كانت بعیدة؛ قال: یقول: لا تُسْرِفُوا فی أَمْرِ رِیِّكُمُ إِنَّ المِیاهَ، بجَهْدِ الرَّكْبِ، أَغْبابُ هؤُلاءِ قومٌ سَفْر، و معهم من الماءِ ما یَعْجِزُ عن رِیِّهِم، فهم یَتَواصَوْن بترك السَّرَفِ فی الماءِ. و الغَبِیبُ: المسیلُ الصغیر الضَّیِّقُ من مَتْنِ الجبل، و مَتْنِ الأَرض؛ و قیل: فی مُسْتَواها. و الغُبُّ: الغامِضُ من الأَرض؛ قال: كأَنَّها، فی الغُبِّ ذِی الغِیطانِ، ذِئابُ دَجْنٍ دائم التَّهْتانِ و الجمع: أَغبابٌ و غُبوبٌ و غُبَّانٌ؛ و من كلامهم: أَصابنا مطرٌ سال منه الهُجَّانُ و الغُبَّانُ. و الهُجَّانُ مذكور فی موضعه. و الغُبُّ: الضاربُ من البحر «2» حتی یُمْعِنَ فی البَرِّ. و غَبَّبَ فلانٌ فی الحاجة: لمْ یبالغ فیها. و غَبَّبَ الذئبُ علی الغنم إِذا شَدَّ علیها ففَرَسَ. و غَبَّبَ الفَرَسُ: دَقَّ العُنُقَ؛ و التَّغْبِیبُ أَن یَدَعَها و بها شی‌ءٌ من الحیاة. و‌فی حدیث الزهری: لا تُقْبل شهادةُ ذی تَغِبَّة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی روایة، و هی تَفْعِلَة، مِن غَبَّب الذِّئبُ فی الغَنم إِذا عاثَ فیها، أَو مِن غَبَّبَ، مبالغة فی غَبَّ الشی‌ءُ إِذا فَسَد. و الغُبَّةُ: البُلْغة من العَیْش، كالغُفَّة. أَبو عمرو: غَبْغَبَ إِذا خان فی شِرائه و بَیعِه.
(2). قوله [و الغب الضارب من البحر] قال الصاغانی هو من الأَسماء التی لا تصریف لها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 637
الأَصمعی: الغَبَبُ و الغَبْغَبُ الجِلْدُ الذی تحت الحَنَك. و قال اللیث: الغَبَبُ للبقر و الشاءِ ما تَدَلَّی عند النَّصیل تحت حَنَكها، و الغَبْغَبُ للدِّیكِ و الثور. و الغَبَبُ و الغَبْغَبُ: ما تَغَضَّنَ من جلد مَنْبِتِ العُثْنُونِ الأَسْفَلِ؛ و خَصَّ بعضُهم به الدِّیَكة و الشاءَ و البقر؛ و استعاره العجاج فی الفَحل، فقال: بذاتِ أَثناءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبا یعنی شِقْشِقة البعیر. و استعاره آخر للحِرْباءِ؛ فقال: إِذا جَعلَ الحِرْباءُ یَبْیَضُّ رأْسُه، و تَخْضَرُّ من شمسِ النهار غَباغِبُهْ الفراءُ: یقال غَبَبٌ و غَبْغَبٌ. الكسائی: عجوز غَبْغَبُها شِبْر، و هو الغَبَبُ. و النَّصِیلُ: مَفْصِلُ ما بین العُنُقِ و الرأْس من تحت اللِّحْیَیْن. و الغَبْغَبُ: المَنْحَر بمنًی. و قیل: الغَبْغَبُ نُصُبٌ كانَ یُذْبَحُ علیه فی الجاهلیة. و قیل: كلُّ مَذْبَحٍ بمنًی غَبْغَبٌ. و قیل: الغَبغَبُ المَنْحَر بمنًی، و هو جَبَل فَخَصَّصَ؛ قال الشاعر: و الراقِصات إِلی مِنًی فالغَبْغَبِ و فی الحدیث ذكر غَبْغَبٍ، بفتح الغینین، و سكون الباءِ الأُولی: موضع المنحر بمنی؛ و قیل: الموضع الذی كان فیه اللاتُ بالطائف. التهذیب، أَبو طالب فی قولهم: رُبَّ رَمْیةٍ من غیر رامٍ؛ أَوَّلُ من قاله الحَكَمُ بنُ عَبْدِ یَغُوثَ، و كان أَرْمَی أَهلِ زمانه، فآلی لَیَذْبَحَنَّ علی الغَبْغَب مَهاةً، فَحَمَل قوسَه و كنانتَه، فلم یَصْنَعْ شیئاً، فقال: لأَذْبَحَنَّ نَفْسِی فقال له أَخوه: اذْبَحْ مكانها عَشْراً من الإِبل، و لا تَقْتُلْ نَفْسَك فقال: لا أَظلم عاترةً، و أَتْرُكُ النافرةَ. ثم خرجَ ابنُه معه، فرمَی بقرةً فأَصابها؛ فقال أَبوه: رُبَّ رَمْیةٍ من غَیر رامٍ. و غُبَّةُ، بالضم: فَرْخُ عُقابٍ كان لبنی یَشْكُر، و له حدیث، و اللّه تعالی أَعلم.

غثلب؛ ج1، ص: 637

: غَثْلَبَ الماءَ: جَرَعَه «3» جَرْعاً شدیداً.

غدب؛ ج1، ص: 637

: الغُدبة: لحمة غَلیظة شبیهة بالغُدَّةِ. و رجلٌ غُدُبٌّ: جافٍ غلیظٌ.

غرب؛ ج1، ص: 637

: الغَرْبُ و المَغْرِبُ: بمعنی واحد. ابن سیدة: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، و هو المَغْرِبُ. و قوله تعالی: رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ؛ أَحدُ المَغْرِبین: أَقْصَی ما تَنْتَهی إِلیه الشمسُ فی الصیف، و الآخَرُ: أَقْصَی ما تَنْتَهِی إِلیه فی الشتاءِ؛ و أَحدُ المَشْرقین: أَقْصی ما تُشرِقُ منه الشمسُ فی الصیف، و أَقْصَی ما تُشْرِقُ منه فی الشتاءِ؛ و بین المغرب الأَقْصَی و المَغْربِ الأَدْنی مائةٌ و ثمانون مَغْرباً، و كذلك بین المَشْرقین. التهذیب: للشمس مَشْرِقانِ و مَغْرِبانِ: فأَحدُ مشرقیها أَقْصَی المَطالع فی الشتاءِ، و الآخَرُ أَقصی مَطالعها فی القَیْظ، و كذلك أَحدُ مَغْرِبَیْها أَقصی المَغارب فی الشِّتاءِ، و كذلك فی الجانب الآخر. و قوله جَلَّ ثناؤُه: فَلٰا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشٰارِقِ وَ الْمَغٰارِبِ؛ جَمعَ، لأَنه أُرید أَنها تُشْرِقُ كلَّ یومٍ من موضع، و تَغْرُبُ فی موضع، إِلی انتهاءِ السنة. و فی التهذیب: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ یوم و مَغْرِبَه، فهی مائة و ثمانون مَشْرقاً، و مائة و ثمانون مغْرِباً.
(3). قوله [غثلب الماء جرعه إلخ] انفرد بهذه العبارة صاحب المحكم، فذكرها فی رباعی الغین المعجمة، و تبعه ابن منظور هنا و كذلك شارح القاموس، و ذكرها المجد فی العین المهملة تبعاً للصاغانی التابع للتهذیب فلعله سمع بهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 638
و الغُرُوبُ: غُیوبُ الشمس. غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً و مُغَیْرِباناً: غابَتْ فی المَغْرِبِ؛ و كذلك غَرَبَ النجمُ، و غَرَّبَ. و مَغْرِبانُ الشمسِ: حیث تَغرُبُ. و لقیته مَغرِبَ الشمسِ و مُغَیْرِبانَها و مُغَیرِباناتِها أَی عند غُروبها. و قولُهم: لقیته مُغَیْرِبانَ الشمسِ، صَغَّروه علی غیر مُكَبَّره، كأَنهم صغروا مَغرِباناً؛ و الجمع: مُغَیْرِباناتُ، كما قالوا: مَفارِقُ الرأْس، كأَنهم جعلوا ذلك الحَیِّز أَجزاءً، كُلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ منها جُزْءٌ، فَجَمَعُوه علی ذلك. و‌فی الحدیث: أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم فی آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم، كما بین صلاةِ العَصْر إِلی مُغَیْربانِ الشمس‌أَی إِلی وَقتِ مَغِیبها. و المَغرِبُ فی الأَصل: مَوْضِعُ الغُروبِ ثم استُعْمِل فی المصدر و الزمان، و قیاسُه الفتح، و لكن استُعْمِل بالكسر كالمَشْرِق و المسجِد. و‌فی حدیث أَبی سعیدٍ: خَطَبَنا رسولُ اللّهِ، صلی اللّه علیه و سلم، إِلی مُغَیربانِ الشمسِ.و المُغَرِّبُ: الذی یأْخُذُ فی ناحیة المَغْرِبِ؛ قال قَیْسُ بنُ المُلَوّح: و أَصْبَحْتُ من لَیلی، الغَداة، كناظِرٍ مع الصُّبْح فی أَعْقابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ و قد نَسَبَ المُبَرِّدُ هذا البیتَ إِلی أَبی حَیَّةَ النُّمَیْری. و غَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا فی المَغْرِبِ؛ و أَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ؛ و تَغَرَّبَ: أَتَی من قِبَلِ الغَرْب. و الغَرْبیُّ من الشجر: ما أَصابته الشمسُ بحَرِّها عند أُفُولها. و فی التنزیل العزیز: زَیْتُونَةٍ لٰا شَرْقِیَّةٍ وَ لٰا غَرْبِیَّةٍ. و الغَرْبُ: الذهابُ و التَّنَحِّی عن الناسِ. و قد غَرَبَ عنا یَغْرُبُ غَرْباً، و غَرَّبَ، و أَغْرَبَ، و غَرَّبه، و أَغْرَبه: نَحَّاه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَمَر بتَغْریبِ الزانی سنةً إِذا لم یُحْصَنْ؛ و هو نَفْیُه عن بَلَده. و الغَرْبة و الغَرْبُ: النَّوَی و البُعْد، و قد تَغَرَّب؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة یصف سحاباً: ثم انْتَهی بَصَری و أَصْبَحَ جالِساً، مِنْه لنَجْدٍ، طَائفٌ مُتَغَرِّبُ و قیل: مُتَغَرِّبٌ هنا أَی من قِبَل المَغْرب. و یقال: غَرَّبَ فی الأَرض و أَغْرَبَ إِذا أَمْعَنَ فیها؛ قال ذو الرمة: أَدْنَی تَقاذُفِه التَّغْریبُ و الخَبَبُ و یُروی التَّقْریبُ. و نَوًی غَرْبةٌ: بعیدة. و غَرْبةُ النَّوی: بُعْدُها؛ قال الشاعر: و شَطَّ ولیُ النَّوَی، إِنَّ النَّوَی قُذُفٌ، تَیَّاحةٌ غَرْبةٌ بالدَّارِ أَحْیانا النَّوَی: المكانُ الذی تَنْوی أَنْ تَأْتِیَه فی سَفَرك. و دارُهم غَرْبةٌ: نائِیَةٌ. و أَغْرَبَ القومُ: انْتَوَوْا. و شَأْوٌ مُغَرِّبٌ و مُغَرَّبٌ، بفتح الراءِ: بعید؛ قال الكمیت: عَهْدَك من أُولَی الشَّبِیبةِ تَطْلُبُ علی دُبُرٍ، هیهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ و قالوا: هل أَطْرَفْتَنا من مُغَرِّبةِ خَبَرِ؟ أَی هل من خَبَر جاءَ من بُعْدٍ؟ و قیل إِنما هو: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ و قال یعقوب إِنما هو: هل جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ؟ یعنی الخَبَر الذی یَطْرَأُ علیك من بلَدٍ سوَی بلدِك. و قال ثعلب: ما
لسان العرب، ج‌1، ص: 639
عِنْدَه من مُغَرِّبةِ خَبرٍ، تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِی ذلك عنه أَی طَریفةٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه قال لرجل قَدِمَ علیه من بعض الأَطْرافِ: هل من مُغَرِّبةِ خَبَر؟أَی هل من خبَرٍ جدیدٍ جاءَ من بلدٍ بعیدٍ؟ قال أَبو عبید: یقال بكسر الراءِ و فتحها، مع الإِضافة فیهما. و قالها الأُمَوِیُّ، بالفتح، و أَصله فیما نُرَی من الغَرْبِ، و هو البُعْد؛ و منه قیل: دارُ فلانٍ غَرْبةٌ. و الخبرُ المُغْرِبُ: الذی جاءَ غریباً حادثاً طریفاً. و التغریبُ: النفیُ عن البلد. و غَرَبَ أَی بَعُدَ؛ و یقال: اغْرُبْ عنی أَی تباعَدْ؛ و منه‌الحدیث: أَنه أَمَرَ بتَغْریبِ الزانی؛ التغریبُ: النفیُ عن البلد الذی وَقَعَتِ الجِنایةُ فیه. یقال: أَغرَبْتُه و غَرَّبْتُه إِذا نَحَّیْتَه و أَبْعَدْتَه. و التَّغَرُّبُ: البُعْدُ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال له: إِنَّ امرأَتی لا تَرُدُّ یدَ لامِس، فقال: غرِّبْها‌أَی أَبْعِدْها؛ یریدُ الطلاق. و غَرَّبَت الكلابُ: أَمْعَنَتْ فی طلب الصید. و غَرَّبه و غَرَّبَ علیه: تَرَكه بُعْداً. و الغُرْبةُ و الغُرْب: النُّزوحُ عن الوَطَن و الاغْتِرابُ؛ قال المُتَلَمِّسُ: أَلا أَبْلِغا أَفناءَ سَعدِ بن مالكٍ رِسالةَ مَن قد صار، فی الغُرْبِ، جانِبُهْ و الاغْتِرابُ و التغرُّب كذلك؛ تقول منه: تَغَرَّبَ، و اغْتَرَبَ، و قد غَرَّبه الدهرُ. و رجل غُرُب، بضم الغین و الراء، و غریبٌ: بعید عن وَطَنِه؛ الجمع غُرَباء، و الأُنثی غَریبة؛ قال: إِذا كَوْكَبُ الخَرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ سُهَیْلٌ، أَذاعَتْ غَزْلَها فی الغَرائبِ أَی فَرَّقَتْه بینهنّ؛ و ذلك أَن أَكثر من یَغْزِل بالأُجرة، إِنما هی غریبةٌ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سُئِلَ عن الغُرباء، فقال: الذین یُحْیُونَ ما أَماتَ الناسُ من سُنَّتِی.و‌فی حدیث آخر: إِنّ الإِسلامَ بَدأَ غریباً، و سیعود غریباً كما بَدأَ، فطوبَی للغُرباءِ؛ أَی إِنه كان فی أَوّلِ أَمْرِه كالغریبِ الوحیدِ الذی لا أَهل له عنده، لقلة المسلمین یومئذ؛ و سیعودُ غریباً كما كان أَی یَقِلُّ المسلمون فی آخر الزمان فیصیرون كالغُرباء، فطُوبی للغُرَباء؛ أَی الجنةُ لأُولئك المسلمین الذین كانوا فی أَوّل الإِسلام، و یكونون فی آخره؛ و إِنما خَصَّهم بها لصبْرهم علی أَذی الكفار أَوَّلًا و آخراً، و لُزومهم دینَ الإِسلام. و‌فی حدیث آخر: أُمَّتِی كالمطر، لا یُدْرَی أَوَّلُها خیر أَو آخِرُها.قال: و لیس شی‌ءٌ من هذه الأَحادیث مخالفاً للآخر، و إِنما أَراد أَن أَهلَ الإِسلام حین بَدأَ كانوا قلیلًا، و هم فی آخر الزمان یَقِلُّون إِلَّا أَنهم خیارٌ. و مما یَدُلُّ علی هذا المعنی‌الحدیثُ الآخر: خِیارُ أُمَّتِی أَوَّلُها و آخِرُها، و بین ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ لیس منكَ و لَسْتَ منه.و رَحَی الیدِ یُقال لها: غَریبة، لأَنّ الجیران یَتعاورُونها بینهم؛ و أَنشد بعضُهم: كأَنَّ نَفِیَّ ما تَنْفی یَداها، نَفِیُّ غریبةٍ بِیَدَیْ مُعِینِ و المُعینُ: أَن یَسْتعینَ المُدیر بید رجل أَو امرأَة، یَضَعُ یده علی یده إِذا أَدارها. و اغْتَرَبَ الرجلُ: نَكَح فی الغَرائبِ، و تَزَوَّجَ إِلی غیر أَقاربه. و‌فی الحدیث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا‌أَی لا یتزوّج الرجلُ القرابة القریبةَ، فیجی‌ءَ ولدُه ضاوِیّاً. و الاغْتِرابُ: افتِعال من الغُرْبة؛ أَراد: تَزَوَّجُوا إِلی الغرائب من النساءِ غیر الأَقارب، فإِنه
لسان العرب، ج‌1، ص: 640
أَنْجَبُ للأَولاد. و منه‌حدیث المُغِیرة: و لا غریبةٌ نَجِیبةٌ‌أَی إِنها مع كونها غریبةً، فإِنها غیرُ نَجیبةِ الأَولاد. و‌فی الحدیث: إِنّ فیكم مُغَرِّبین؛ قیل: و ما مُغَرِّبون؟ قال: الذین یَشترِكُ فیهم الجنُّ؛ سُمُّوا مُغَرِّبین لأَنه دخل فیهم عِرْقٌ غریبٌ، أَو جاؤُوا من نَسَبٍ بعید؛ و قیل: أَراد بمشاركة الجنّ فیهم أَمْرَهم إِیاهم بالزنا، و تحسینَه لهم، فجاء أَولادُهم عن غیر رِشْدة، و منه قولُه تعالی: وَ شٰارِكْهُمْ فِی الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلٰادِ. ابن الأَعرابی: التغریبُ أَن یأْتی ببنینَ بِیضٍ، و التغریبُ أَن یأْتِیَ ببَنینَ سُودٍ، و التغریبُ أَن یَجْمَعَ الغُرابَ، و هو الجَلِیدُ و الثَّلْج، فیأْكلَه. و أَغْرَبَ الرجلُ: صار غریباً؛ حكاه أَبو نصر. و قِدْحٌ غریبٌ: لیس من الشجر التی سائرُ القِداحِ منها. و رجل غریبٌ: لیس من القوم؛ و رجلٌ غریبٌ و غُرُبٌ أَیضاً، بضم الغین و الراءِ، و تثنیته غُرُبانِ؛ قال طَهْمانُ بن عَمْرو الكِلابیّ: و إِنیَ و العَبْسِیَّ، فی أَرضِ مَذْحِجٍ، غَریبانِ، شَتَّی الدارِ، مُخْتلِفانِ و ما كان غَضُّ الطَّرْفِ منا سَجِیَّةً، و لكننا فی مَذْحِجٍ غُرُبانِ و الغُرباءُ: الأَباعِدُ. أَبو عمرو: رجل غَریبٌ و غَربیٌّ و شَصِیبٌ و طارِیٌّ و إِتاویٌّ، بمعنی. و الغَریبُ: الغامِضُ من الكلام؛ و كَلمة غریبةٌ، و قد غَرُبَتْ، و هو من ذلك. و فرس غَرْبٌ: مُتَرامٍ بنفسه، مُتَتابعٌ فی حُضْره، لا یُنْزِعُ حتی یَبْعَدَ بفارسه. و غَرْبُ الفَرَسِ: حِدَّتُه، و أَوَّلُ جَرْیِه؛ تقول: كفَفْتُ من غَرْبه؛ قال النابغة الذبیانی: و الخَیْلُ تَمْزَعُ غرْباً فی أَعِنَّتِها، كالطَّیْرِ یَنْجُو من الشُّؤبُوبِ ذی البَرَدِ قال ابن بری: صوابُ إنشادِهِ: و الخیلَ …، بالنصب، لأَنه معطوف علی المائة من قوله: الواهِبِ المائةَ الأَبْكارَ زَیَّنَها، سَعْدانٌ تُوضِحَ، فی أَوبارِها اللِّبَدِ و الشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ من المَطر الذی یكون فیه البَرَدُ. و المَزْعُ: سُرْعةُ السَّیْر. و السَّعْدانُ: تَسْمَنُ عنه الإِبل، و تَغْزُر أَلبانُها، و یَطِیبُ لحمها. و تُوضِحُ: موضع. و اللِّبَدُ: ما تَلَبَّدَ من الوَبر، الواحدةُ لِبْدَة، التهذیب: یقال كُفَّ من غَرْبك أَی من حِدَّتك. و الغَرْبُ: حَدُّ كلِّ شی‌ء، و غَرْبُ كلِّ شی‌ءٍ حَدُّه؛ و كذلك غُرابه. و فرسٌ غَرْبٌ: كثیرُ العَدْوِ؛ قال لبِید: غَرْبُ المَصَبَّةِ، مَحْمودٌ مَصارِعُه، لاهی النَّهارِ لسَیْرِ اللیلِ مُحْتَقِرُ أَراد بقوله غرْبُ المَصَبَّة: أَنه جَوَادٌ، واسِعُ الخَیْر و العَطاء عند المَصَبَّة أَی عند إِعْطاءِ المال، یُكْثِرُه كما یُصَبُّ الماءُ. و عینٌ غَرْبةٌ: بعیدةُ المَطْرَح. و إِنه لغَرْبُ العَین أَی بعیدُ مَطْرَح العین؛ و الأُنثی غَربةُ العین؛ و إِیاها عَنَی الطِّرمَّاحُ بقوله: ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَیْدانَةٌ، غَرْبةُ العَیْنِ جَهادُ المَسَامْ و أَغْرَبَ الرجلُ: جاءَ بشی‌ءٍ غریب. و أَغْرَب علیه، و أَغْرَب به: صَنَع به صُنْعاً قبیحاً. الأَصمعی: أَغْرَب الرجلُ فی مَنْطِقِه إِذا لم یُبْقِ شَیْئاً إِلَّا تكلم
لسان العرب، ج‌1، ص: 641
به. و أَغْرَبَ الفرسُ فی جَرْیه: و هو غایة الإكثار. و أَغْرَبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وجَعُه من مرضٍ أَو غیره. قال الأَصمعی و غیره: و كُلُّ ما وَاراك و سَتَرك، فهو مُغْرِبٌ؛ و قال ساعدة الهُذَلیُّ: مُوَكَّلٌ بسُدُوف الصَّوْم، یُبْصِرُها من المَغارِبِ، مَخْطُوفُ الحَشَا، زَرِمُ و كُنُسُ الوَحْش: مَغارِبُها، لاستتارها بها. و عَنْقاءُ مُغْرِبٌ و مُغْرِبةٌ، و عَنْقاءُ مُغْرِبٍ، علی الإِضافة، عن أَبی علیّ: طائرٌ عظیم یَبْعُدُ فی طَیرانه؛ و قیل: هو من الأَلفاظِ الدالةِ علی غیر معنی. التهذیب: و العَنْقاءُ المُغْرِبُ؛ قال: هكذا جاءَ عن العَرَب بغیر هاء، و هی التی أَغْرَبَتْ فی البلادِ، فَنَأَتْ و لم تُحَسَّ و لم تُرَ. و قال أَبو مالك: العَنْقاءُ المُغْرِبُ رأْسُ الأَكمَة فی أَعْلی الجَبَل الطویل؛ و أَنْكر أَن یكون طائراً؛ و أَنشد: و قالوا: الفتی ابنُ الأَشْعَرِیَّةِ، حَلَّقَتْ، به، المُغْرِبُ العَنْقاءُ، إِنْ لم یُسَدَّدِ و منه قالوا: طارَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ؛ قال الأَزهری: حُذفت هاء التأْنیث منها، كما قالوا: لِحْیةٌ ناصِلٌ، و ناقة ضامر، و امرأَة عاشق. و قال الأَصمعی: أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إِذا جاءَ بأَمر غریب. و أَغْرَبَ الدابَّةُ إِذا اشْتَدَّ بیاضُه، حتی تَبْیَضَّ مَحاجِرُه و أَرْفاغُه، و هو مُغْرِبٌ. و‌فی الحدیث: طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٌ‌أَی ذَهَبَتْ به الداهیةُ. و المُغْرِبُ: المُبْعِدُ فی البلاد. و أَصابه سَهْمُ غَرْبٍ و غَرَبٍ إِذا كان لا یَدْری مَن رَماه. و قیل: إِذا أَتاه مِن حیثُ لا یَدْرِی؛ و قیل: إِذا تَعَمَّد به غیرَه فأَصابه؛ و قد یُوصَف به، و هو یسكَّن و یحرك، و یضاف و لا یضاف، و قال الكسائی و الأَصمعی: بفتح الراءِ؛ و كذلك سَهْمُ غَرَضٍ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان واقِفاً معه فی غَزاةٍ، فأَصابَه سَهْمُ غَرْبٍ‌أَی لا یُعْرَفُ رامیه؛ یقال: سَهْمُ غرب و سهمٌ غَربٌ، بفتح الراءِ و سكونها، بالإِضافة و غیر الإِضافة؛ و قیل: هو بالسكون إِذا أَتاه مِن حیثُ لا یَدْرِی، و بالفتح إِذا رماه فأَصاب غیره. قال ابن الأَثیر و الهروی: لم یثبت عن الأَزهری إِلا الفتح. و الغَرْبُ و الغَرْبة: الحِدَّةُ. و یقال لِحَدِّ السیف: غَرْبٌ. و یقال: فی لسانه غَرْبٌ أَی حِدَّة. و غَرْبُ اللسانِ: حِدَّتُه. و سیفٌ غَرْبٌ: قاطع حدید؛ قال الشاعر یصف سیفاً: غَرْباً سریعاً فی العِظامِ الخُرْسِ و لسان غَرْبٌ: حَدیدٌ. و غَرْبُ الفرس: حِدَّتُه. و‌فی حدیث ابن عباس ذَكَر الصِّدِّیقَ، فقال: كانَ و اللّهِ بَرّاً تَقِیّاً یُصَادَی غَرْبُه؛ و فی روایة: یُصَادَی منه غَرْبٌ؛ الغَرْبُ: الحِدَّةُ؛ و منه غَرْبُ السیف؛ أَی كانَتْ تُدَارَی حِدَّتُه و تُتَّقَی؛ و منه‌حدیث عمر: فَسَكَّنَ من غَرْبه؛ و‌فی حدیث عائشة، قالت عن زینب، رضی اللّه عنها: كُلُّ خِلالِها مَحْمودٌ، ما خَلا سَوْرَةً من غَرْبٍ، كانت فیها؛ و‌فی حدیث الحَسَن: سُئل عن القُبلة للصائم، فقال: إِنی أَخافُ علیك غَرْبَ الشَّباب‌أَی حِدَّته. و الغَرْبُ: النَّشاط و التَّمادِی. و اسْتَغْرَب فی الضَّحِك، و اسْتُغْرِبَ: أَكْثَرَ منه. و أَغْرَبَ: اشْتَدَّ ضَحِكُه و لَجَّ فیه. و اسْتَغْرَبَ علیه الضحكُ، كذلك. و‌فی الحدیث: أَنه ضَحِكَ حتی استَغْرَبَ‌أَی بالَغَ فیه. یُقال: أَغْرَبَ فی ضَحِكه، و اسْتَغْرَبَ، و كأَنه من الغَرْبِ البُعْدِ؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 642
و قیل: هو القَهْقهة. و‌فی حدیث الحسن: إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحِكاً فی الصلاة، أَعادَ الصلاةَ؛ قال: و هو مذهب أَبی حنیفة، و یزید علیه إِعادةَ الوضوء. و‌فی دُعاءِ ابنِ هُبَیْرَة: أَعُوذُ بك من كل شیطانٍ مُسْتَغْرِبٍ، و كُلِّ نَبَطِیٍّ مُسْتَعْرِبٍ؛ قال الحَرْبیُّ: أَظُنُّه الذی جاوَزَ القَدْرَ فی الخُبْثِ، كأَنه من الاسْتِغْراب فی الضَّحِك، و یجوز أَن یكون بمعنی المُتَناهِی فی الحِدَّةِ، من الغَرْبِ: و هی الحِدَّةُ؛ قال الشاعر: فما یُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلَّا تَبَسُّماً، و لا یَنْسُبُونَ القولَ إِلَّا تَخَافِیَا شمر: أَغْرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتی تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه. و الغَرْبُ: الرَّاوِیَةُ التی یُحْمَلُ علیها الماء. و الغَرْبُ: دَلْو عظیمة من مَسكِ ثَوْرٍ، مُذَكَّرٌ، و جمعهُ غُروبٌ. الأَزهری، اللیث: الغَرْبُ یومُ السَّقْیِ؛ و أَنشد: فی یوم غَرْبٍ، و ماءُ البئر مُشْتَرَكُ قال: أُراه أَراد بقوله فی یوم غَربٍ أَی فی یوم یُسْقَی فیه بالغَرْبِ، و هو الدلو الكبیر، الذی یُسْتَقَی به علی السانیة؛ و منه قول لبید: فصَرَفْتُ قَصْراً، و الشُّؤُونُ كأَنها غَرْبٌ، تَخُبُّ به القَلُوصُ، هَزِیمُ و قال اللیث: الغَرْبُ، فی بیت لبیدٍ: الرَّاویة، و إِنما هو الدَّلْو الكبیرةُ. و‌فی حدیث الرؤیا: فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ، فاسْتَحالَتْ فی یَدِه غَرْباً؛ الغَرْبُ، بسكون الراءِ: الدلو العظیمة التی تُتَّخَذُ من جلدِ ثَوْرٍ، فإِذا فتحت الراء، فهو الماء السائل بین البئر و الحوض، و هذا تمثیل؛ قال ابن الأَثیر: و معناه أَن عمر لما أَخذ الدلو لیستقی عَظُمَتْ فی یده، لأَن الفُتُوح كان فی زمنه أَكْثَرَ منه فی زمن أَبی بكر، رضی اللّه عنهما. و معنی اسْتَحالَتْ: انقلبتْ عن الصِّغَر إِلی الكِبَر. و‌فی حدیث الزكاة: و ما سُقِیَ بالغَرْبِ، ففیه نِصْفُ العُشْر.و‌فی الحدیث: لو أَنَّ غَرْباً من جهنم جُعِلَ فی الأَرض، لآذی نَتْنُ رِیحِه و شِدَّة حَرِّه ما بین المَشْرق و المغرب.و الغَرْبُ: عِرْقٌ فی مَجْرَی الدَّمْع یَسْقِی و لا یَنْقَطِع، و هو كالناسُور؛ و قیل: هو عرقٌ فی العین لا ینقطع سَقْیُه. قال الأَصمعی: یقال: بعینه غَرْبٌ إِذا كانت تسیل، و لا تَنْقَطع دُمُوعُها. و الغَرْبُ: مَسِیلُ الدَّمْع، و الغَرْبُ: انْهِمالُه من العین. و الغُرُوبُ: الدُّموع حین تخرج من العین؛ قال: ما لكَ لا تَذْكُر أُمَّ عَمْرو، إِلَّا لعَیْنَیْكَ غُروبٌ تَجْرِی واحِدُها غَرْبٌ. و الغُروبُ أَیضاً: مَجارِی الدَّمْعِ؛ و فی التهذیب: مَجارِی العَیْنِ. و‌فی حدیث الحسن: ذَكَر ابنَ عباس فقال: كان مِثَجّاً یَسِیلُ غَرْباً.الغَرْبُ: أَحدُ الغُرُوبِ، و هی الدُّمُوع حین تجری. یُقال: بعینِه غَرْبٌ إِذا سالَ دَمْعُها، و لم ینقطعْ، فشَبَّه به غَزَارَة علمه، و أَنه لا ینقطع مَدَدُه و جَرْیُه. و كلُّ فَیْضَة من الدَّمْع: غَرْبٌ؛ و كذلك هی من الخمر. و اسْتَغْرَبَ الدمعُ: سال. و غَرْبَا العین: مُقْدِمُها و مُؤْخِرُها. و للعین غَرْبانِ: مُقْدِمُها و مُؤْخِرُها. و الغَرْبُ: بَثْرة تكون فی العین، تُغِذُّ و لا تَرْقأُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 643
و غَرِبَت العینُ غَرَباً: وَرِمَ مَأْقُها. و بعینه غَرَبٌ إِذا كانت تسیل، فلا تنقطع دُموعُها. و الغَرَبُ، مُحَرَّك: الخَدَرُ فی العین، و هو السُّلاقُ. و غَرْبُ الفم: كثرةُ ریقِه و بَلَلِه؛ و جمعه: غُرُوبٌ. و غُروبُ الأَسنانِ: مَناقِعُ ریقِها؛ و قیل: أَطرافُها و حِدَّتُها و ماؤُها؛ قال عَنترة: إِذْ تَستَبِیكَ بِذی غُروبٍ واضِحٍ، عَذْبٍ مُقَبَّلُه، لَذِیذ المَطْعَمِ و غُروبُ الأَسنانِ: الماءُ الذی یَجرِی علیها؛ الواحد: غَرْبٌ. و غُروبُ الثَّنایا: حدُّها و أُشَرُها. و‌فی حدیث النابغة: تَرِفُّ غُروبُه؛ هی جمع غَرْب، و هو ماء الفم، و حِدَّةُ الأَسنان. و الغَرَبُ: الماءُ الذی یسیل من الدَّلْو؛ و قیل: هو كلُّ ما انصَبَّ من الدلو، من لَدُنْ رأْسِ البئر إِلی الحوضِ. و قیل: الغَرَبُ الماءُ الذی یَقْطُر من الدِّلاءِ بین البئر و الحوض، و تتغیر ریحُه سریعاً؛ و قیل: هو ما بین البئر و الحوض، أَو حَوْلَهُما من الماءِ و الطین؛ قال ذو الرمة: و أُدْرِكَ المُتَبَقَّی من ثَمیلَتِه، و من ثَمائِلها، و اسْتُنشِئَ الغَرَبُ و قیل: هو ریح الماء و الطین لأَنه یتغیر ریحُهُ سریعاً. و یقال للدَّالج بین البئر و الحوْض: لا تُغْرِبْ أَی لا تَدْفُقِ الماءَ بینهما فتَوْحَل. و أَغْرَبَ الحَوضَ و الإِناءَ: ملأَهما؛ و كذلك السِّقاءَ؛ قال بِشْر بن أَبی خازِم: و كأَنَّ ظُعْنَهُمُ، غَداةَ تَحَمَّلُوا، سُفُنٌ تَكَفَّأُ فی خَلیجٍ مُغْرَبِ و أَغربَ الساقی إِذا أَكثر الغَرْبَ. و الإِغرابُ: كثرةُ المال، و حُسْنُ الحال من ذلك، كأَنَّ المالَ یَمْلأُ یَدَیْ مالِكِه، و حُسنَ الحال یَمْلأُ نفسَ ذی الحال؛ قال عَدِیُّ بن زید العِبادِیّ: أَنتَ مما لَقِیتَ، یُبْطِرُكَ الإِغرابُ بالطَّیشِ، مُعْجَبٌ مَحبُورُ و الغَرَبُ: الخَمْرُ؛ قال: دَعِینی أَصْطَبِحْ غَرَباً فأُغْرِبْ مع الفِتیانِ، إِذ صَبَحوا، ثُمُودا و الغَرَبُ: الذَّهَبُ، و قیل: الفضَّة؛ قال الأَعشی: إِذا انْكَبَّ أَزْهَرُ بین السُّقاة، تَرامَوْا به غَرَباً أَو نُضارا نَصَبَ غَرَباً علی الحال، و إِن كان جَوْهراً، و قد یكون تمییزاً. و یقال الغَرَب: جامُ فِضَّةٍ؛ قال الأَعشی: فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كما دَعْدَعَ ساقی الأَعاجِمِ الغَرَبا قال ابن بری: هذا البیت للبید، و لیس للأَعشی، كما زعم الجوهری، و الرَّكاء، بفتح الراءِ: موضع؛ قال: و مِن الناسِ مَن یكسر الراء، و الفتح أَصح. و معنی دَعدَعَ: مَلأَ. وصَفَ ماءَینِ التَقَیا من السَّیل، فملآ سُرَّة الرَّكاء كما ملأَ ساقی الأِعاجمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً؛ قال: و أَما بیت الأَعشی الذی وقع فیه الغَرَبُ بمعنی الفضة فهو قوله: تَرامَوا به غَرَباً أَو نُضارا و الأَزهر: إِبریقٌ أَبیضُ یُعْمَلُ فیه الخمرُ، و انكبابُه إِذا صُبَّ منه فی القَدَح. و تَرامیهم بالشَّراب: هو مُناوَلةُ بعضهم بعضاً أَقداحَ الخَمْر. و الغَرَبُ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 644
الفضة. و النُّضارُ: الذَّهَبُ. و قیل: الغَرَبُ و النُّضار: ضربان من الشجر تُعمل منهما الأَقْداحُ. التهذیب: الغَرْبُ شَجَرٌ تُسَوَّی منه الأَقْداحُ البِیضُ؛ و النُّضار: شَجَرٌ تُسَوَّی منه أَقداح صُفْر، الواحدةُ: غَرْبَةٌ، و هی شَجَرة ضَخْمةٌ شاكة خَضراءُ، و هی التی یُتَّخَذُ منها الكُحَیلُ، و هو القَطِرانُ، حِجازیة. قال الأَزهری: و الأَبهَلُ هو الغَرْبُ لأَنَّ القَطِرانَ یُسْتَخْرَجُ منه. ابن سیدة: و الغَرْبُ، بسكون الراءِ: شجرة ضَخْمة شاكة خَضْراءُ حِجازِیَّة، و هی التی یُعْمَلُ منها الكُحیلُ الذی تُهْنأُ به الإِبلُ، واحِدَتُه غَرْبة. و الغَرْبُ: القَدَح، و الجمع أَغْراب؛ قال الأَعشی: باكَرَتْهُ الأَغْرابُ فی سِنَةِ النَّوْمِ، فتَجْری خِلالَ شَوْكِ السَّیالِ و یُروی‌باكَرَتْها … و الغَرَبُ: ضَرْبٌ من الشجر، واحدته غَرَبَةٌ؛ قاله الجوهری «4»؛ و أَنشد: عُودُكَ عُودُ النُّضارِ لا الغَرَبُ قال: و هو اسْبِیدْدارْ، بالفارسیة. و الغَرَبُ: داء یُصِیبُ الشاةَ، فیتَمَعَّط خُرْطُومُها، و یَسْقُطُ منه شَعَرُ العَین؛ و الغَرَبُ فی الشاة: كالسَّعَفِ فی الناقة؛ و قد غَرِبَت الشاةُ، بالكسر. و الغارِبُ: الكاهِلُ من الخُفِّ، و هو ما بین السَّنام و العُنُق، و منه قولهم: حَبْلُكِ علی غارِبكِ. و كانت العربُ إِذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته، فی الجاهلیة، قال لها: حَبْلُك علی غارِبك أَی خَلَّیتُ سبیلك، فاذْهَبی حیثُ شِئْتِ. قال الأَصمعی: و ذلك أَنَّ الناقة إِذا رَعَتْ و علیها خِطامُها، أُلْقِیَ علی غارِبها و تُرِكَتْ لیس علیها خِطام، لأَنها إِذا رأَت الخِطامَ لم یُهْنِها المَرْعی. قال: معناه أَمْرُكِ إِلَیكِ، اعمَلی ما شِئْتِ. و الغارِب: أَعْلی مُقَدَّم السَّنام، و إِذا أُهْمِلَ البعیرُ طُرِحَ حَبلُه علی سَنامه، و تُرِكَ یَذْهَبُ حیث شاءَ. و تقول: أَنتَ مُخَلًّی كهذا البعیر، لا یُمْنَعُ من شی‌ءٍ، فكان أَهل الجاهلیة یُطَلِّقونَ بهذا. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، قالت لیَزیدَ بن الأَصَمِّ: رُمِیَ بِرَسَنِك علی غارِبك‌أَی خُلِّیَ سَبِیلُك، فلیس لك أَحدٌ یمنعك عما ترید؛ تَشْبیهاً بالبعیر یُوضَعُ زِمامُه علی ظهرِه، و یُطْلَقُ یَسرَح أَین أَراد فی المرْعی. و ورد فی الحدیث فی كنایات الطلاق: حَبْلُكِ علی غارِبِك أَی أَنتِ مُرْسَلةٌ مُطْلَقة، غیر مشدودة و لا مُمْسَكة بعَقْدِ النكاح. و الغارِبانِ: مُقَدَّمُ الظهْر و مُؤَخَّرُه. و غَوارِبُ الماءِ: أَعالیه؛ و قیل: أَعالی مَوْجِه؛ شُبِّهَ بغَوارِبِ الإِبل. و قیل: غاربُ كلِّ شی‌ءٍ أَعْلاه. اللیث: الغارِبُ أَعْلی المَوْج، و أَعلی الظَّهر. و الغارِبُ: أَعلی مُقَدَّمِ السَّنام. و بعیرٌ ذُو غارِبَین إِذا كان ما بَینَ غارِبَیْ سَنامِه مُتَفَتِّقاً، و أَكثرُ ما یكون هذا فی البَخاتِیِّ التی أَبوها الفالِجُ و أُمها عربیة. و‌فی حدیث الزبیر: فما زال یَفْتِلُ فی الذِّرْوَةِ و الغارِب حتی أَجابَتْه عائشةُ إِلی الخُروج.الغاربُ: مُقَدَّمُ السَّنام؛ و الذِّرْوَةُ أَعلاه. أَراد: أَنه ما زال یُخادِعُها و یَتَلطَّفُها حتی أَجابَتهُ؛ و الأَصل فیه: أَن الرجل إِذا أَراد أَن یُؤَنِّسَ البعیرَ الصَّعْبَ، لِیَزُمَّه و یَنْقاد له، جَعَل یُمِرُّ یَدَه علیه، و یَمسَحُ غاربَه، و یَفتِلُ وبَرَه حتی یَسْتَأْنِسَ، و یَضَعَ فیه الزِّمام.
(4). قوله [قاله الجوهری] أی و ضبطه بالتحریك بشكل القلم و هو مقتضی سیاقه فلعله غیر الغرب الذی ضبطه ابن سیدة بسكون الراء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 645
و الغُرابانِ: طَرَفا الوَرِكَینِ الأَسْفَلانِ اللَّذان یَلِیانِ أَعالی الفَخِذَین؛ و قیل: هما رُؤُوس الوَرِكَین، و أَعالی فُرُوعهما؛ و قیل: بل هما عَظْمانِ رَقیقانِ أَسفل من الفَراشة. و قیل: هما عَظْمانِ شاخصانِ، یَبْتَدّانِ الصُّلْبَ. و الغُرابانِ، من الفَرس و البعیر: حَرفا الوَرِكینِ الأَیْسَرِ و الأَیمنِ، اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب، حیث التَقَی رأْسا الوَرِكِ الیُمْنی و الیُسْری، و الجمع غِربانٌ؛ قال الراجز: یا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ، خَمْسَةُ غِرْبانٍ علی غُرابِ و قال ذو الرمة: و قَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائلَ، بَعْد ما تَقَوَّبَ، عن غِرْبان أَوْراكها، الخَطْرُ أَراد: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عن الخَطْرِ، فقلبه لأَن المعنی معروف؛ كقولك: لا یَدْخُلُ الخاتَمُ فی إِصْبَعِی أَی لا یَدْخُلُ إِصْبَعی فی خاتَمی. و قیل: الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: سأَرْفَعُ قَوْلًا للحُصَینِ و مُنْذِرٍ، تَطِیرُ به الغِرْبانُ شَطْرَ المَواسم قال: الغِرْبانُ هنا أَوْراكُ الإِبِلِ أَی تَحْمِلُه الرواةُ إِلی المواسم. و الغِرْبانُ: غِرْبانُ الإِبِلِ، و الغُرابانِ: طَرَفا الوَرِك، اللَّذانِ یَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ؛ و المعنی: أَن هذا الشِّعْرَ یُذْهَبُ به علی الإِبِل إِلی المَواسم، و لیس یُرِیدُ الغِربانَ دونَ غیرِها؛ و هذا كما قال الآخر: و إِنَّ عِتاقَ العِیسِ، سَوْفَ یَزُورُكُمْ ثَنائی، علی أَعْجازِهِنَّ مُعَلَّقُ فلیس یرید الأَعجاز دون الصُّدور. و قیل: إِنما خصَّ الأَعْجازَ و الأَوْراكَ، لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها فی قَعْبَةٍ احْتَقَبها، و شدَّها علی عَجُز بعیره. و الغُرابُ: حَدُّ الوَرك الذی یلی الظهْرَ. و الغُرابُ: الطائرُ الأَسْوَدُ، و الجمع أَغْرِبة، و أَغْرُبٌ، و غِرْبانٌ، و غُرُبٌ؛ قال: و أَنْتُم خِفافٌ مِثْلُ أَجْنحةِ الغُرُبْ و غَرابِینُ: جمعُ الجمع. و العرب تقول: فلانٌ أَبْصَرُ من غُرابٍ، و أَحْذَرُ من غُرابٍ، و أَزْهَی من غُرابٍ، و أَصْفَی عَیْشاً من غُرابٍ، و أَشدُّ سواداً من غُرابٍ. و إِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ، قالوا: وَقَعَ فی أَرْضٍ لا یَطِیر غُرابُها. و یقولون: وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ؛ و ذلك أَنه یتَّبِعُ أَجودَ التَّمْر فیَنْتَقِیه. و یقولون: أَشْأَمُ من غُرابٍ، و أَفْسَقُ من غُراب. و یقولون: طارَ غُرابُ فلانٍ إِذا شاب رأْسُه؛ و منه قوله: و لمَّا رَأَیْتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَایةٍ أَراد بابْنِ دایةٍ الغُرابَ. و‌فی الحدیث: أَنه غیَّرَ اسمَ غُرابٍ، لمَا فیه من البُعْدِ، و لأَنه من أَخْبَث الطُّیور.و‌فی حدیث عائشة، لمّا نَزَلَ قولُه تعالی: وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلیٰ جُیُوبِهِنَّ: فأَصْبَحْنَ علی رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ.شَبَّهَتِ الخُمُرَ فی سوادها بالغِرْبان، جمع غُراب؛ كما قال الكمیت: كغِرْبانِ الكُروم الدوالِجِ و قوله: زَمانَ عَلیَّ غُرابٌ غُدافٌ، فطَیَّرَهُ الشَّیْبُ عنِّی فطارا إِنما عَنی به شِدَّةَ سوادِ شعره زمانَ شَبابِه. و قوله:
سان العرب، ج‌1، ص: 646
فَطَیَّرَه الشَّیْبُ، لم یُرِدْ أَن جَوْهَرَ الشَّعر زال، لكنه أَراد أَنّ السَّوادَ أَزالَه الدهرُ فبَقِی الشعرُ مُبْیَضّاً. و غُرابٌ غاربٌ، علی المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شاعِرٌ، و مَوتٌ مائِتٌ؛ قال رؤبة: فازْجُرْ من الطَّیرِ الغُرابَ الغارِبا و الغُرابُ: قَذالُ الرأْس؛ یقال: شابَ غُرابُه أَی شَعَرُ قَذالِه. و غُرابُ الفأْسِ: حَدُّها؛ و قال الشَّمّاخ یصف رجلًا قَطَعَ نَبْعةً: فأَنْحَی، علیها ذاتَ حَدٍّ، غُرابُها عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضاهِ، مُشارِزُ و فأْسٌ حدیدةُ الغُرابِ أَی حدیدةُ الطَّرَف. و الغرابُ: اسم فرسٍ لغَنِیٍّ، علی التشبیه بالغُرابِ من الطَّیرِ. و رِجْلُ الغُراب: ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبلِ شدیدٌ، لا یَقْدِرُ الفَصِیلُ علی أَن یَرْضَعَ معه، و لا یَنْحَلُّ. و أَصَرَّ علیه رِجْلَ الغرابِ: ضاقَ علیه الأَمْرُ؛ و كذلك صَرَّ علیه رِجلَ الغُرابِ؛ قال الكُمَیْتُ: صَرَّ، رِجْلَ الغُرابِ، مُلْكُكَ فی الناسِ علی من أَرادَ فیه الفُجُورا و یروی: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ. و رجلَ الغرابِ: مُنْتَصِبٌ علی المَصْدَر، تقدیره صَرّاً، مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الغراب. و إِذا ضاقَ علی الإِنسان معاشُه قیل: صُرَّ علیه رِجْلُ الغُرابِ؛ و منه قول الشاعر: إِذا رِجْلُ الغُرابِ علیَّ صُرَّتْ، ذَكَرْتُكَ، فاطْمأَنَّ بیَ الضَّمِیرُ و أَغرِبةُ العَرَبِ: سُودانُهم، شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ فی لَوْنِهِم. و الأَغْرِبَةُ فی الجاهلیة: عَنْترةُ، و خُفافُ بن نُدْبَةَ السُّلَمِیُّ، و أَبو عُمَیرِ بنُ الحُبابِ السُّلَمِیُّ أَیضاً، و سُلَیْكُ بنُ السُّلَكَةِ، و هشامُ بنُ عُقْبة بنِ أَبی مُعَیْطٍ، إِلا أَنَّ هشاماً هذا مُخَضْرَمٌ، قد وَلِیَ فی الإِسلام. قال ابن الأَعرابی: و أَظُنُّهُ قد وَلِیَ الصائفَةَ و بعضَ الكُوَر؛ و من الإِسلامیین: عبدُ اللّه بنُ خازم، و عُمَیْرُ بنُ أَبی عُمَیر بنِ الحُبابِ السُّلَمِیُّ، و همّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِیّ، و مُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِلیُّ، و مَطَرُ بن أَوْفی المازِنیّ، و تأَبَّطَ شَرّاً، و الشّنْفَرَی «1»، و حاجِزٌ؛ قال ابن سیدة: كل ذلك عن ابن الأَعرابی. قال: و لم یَنْسُبْ حاجزاً هذا إِلی أَب و لا أُم، و لا حیٍّ و لا مكانٍ، و لا عَرَّفَه بأَكثر من هذا. و طار غرابُها بجَرادتِكَ: و ذلك إِذا فات الأَمْرُ، و لم یُطْمَعْ فیه؛ حكاهُ ابنُ الأَعرابی. و أَسودُ غُرابیٌّ و غِرْبیبٌ: شدیدُ السوادِ؛ و قولُ بِشْر بن أَبی خازم: رأَی دُرَّة بَیْضاءَ، یَحْفِلُ لَوْنَها سُخامٌ، كغِرْبانِ البَریرِ، مُقَصَّبُ یعنی به النضیج من ثَمَر الأَراك. الأَزهری: و غُرابُ البَرِیرِ عُنْقُودُه الأَسْوَدُ، و جمعه غِرْبانٌ، و أَنشد بیت بشر بن أَبی خازم؛ و معنی یَحْفِلُ لَوْنَها: یَجْلُوه؛ و السُّخَامُ: كُلُّ شی‌ءٍ لَیِّن من صوف، أَو قطن، أَو غیرهما، و أَراد به شعرها؛ و المُقَصَّبُ: المُجَعَّدُ. و إِذا قلت: غَرٰابِیبُ سُودٌ، تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلًا من غَرابیب لِأَن توكید الأَلوان لا یتقدَّم. و‌فی الحدیث: إِن اللّه یُبْغِضُ الشیخَ الغِرْبِیبَ؛ هو
(1). لیس تأبّط شراً و الشنفری من الإِسلامیین و إنما هما جاهلیّان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 647
الشدیدُ السواد، و جمعُه غَرابیبُ؛ أَراد الذی لا یَشیبُ؛ و قیل: أَراد الذی یُسَوِّدُ شَیْبَه. و المَغارِبُ: السُّودانُ. و المَغارِبُ: الحُمْرانُ. و الغِرْبِیبُ: ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف، شدیدُ السَّوادِ، و هو أَرَقُّ العِنَب و أَجْوَدُه، و أَشَدُّه سَواداً. و الغَرَبُ: الزَّرَقُ فی عَیْنِ الفَرس مع ابْیضاضِها. و عینٌ مُغْرَبةٌ: زَرْقاءُ، بیضاءُ الأَشْفارِ و المَحاجِر، فإِذا ابْیَضَّتْ الحَدَقةُ، فهو أَشدُّ الإِغرابِ. و المُغْرَبُ: الأَبیضُ؛ قال مُعَاویة الضَّبِّیُّ: فهذا مَكانی، أَو أَرَی القارَ مُغْرَباً، و حتی أَرَی صُمَّ الجبالِ تَكَلَّمُ و معناه: أَنه وَقَعَ فی مكان لا یَرْضاه، و لیس له مَنْجًی إِلّا أَن یصیر القارُ أَبیضَ، و هو شِبه الزفت، أَو تُكَلِّمَه الجبالُ، و هذا ما لا یكون و لا یصح وجوده عادة. ابن الأَعرابی: الغُرْبةُ بیاض صِرْفٌ، و المُغْرَبُ من الإِبل: الذی تَبْیَضُّ أَشْفارُ عَیْنَیْه، و حَدَقَتاه، و هُلْبُه، و كلُّ شی‌ء منه. و فی الصحاح: المُغْرَبُ الأَبیضُ الأَشْفارِ من كل شی‌ءٍ؛ قال الشاعر: شَرِیجَانِ من لَوْنَیْنِ خِلْطانِ، منهما سَوادٌ، و منه واضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ و المُغْرَبُ من الخَیل: الذی تَتَّسِعُ غُرَّتُه فی وجهِه حتی تُجاوِزَ عَیْنَیْه. و قد أُغْرِبَ الفرسُ، علی ما لم یُسمَّ فاعله، إِذا أَخَذَتْ غُرَّتُه عینیه، و ابْیَضَّت الأَشفارُ؛ و كذلك إِذا ابیضتْ من الزَّرَق أَیضاً. و قیل: الإِغرابُ بیاضُ الأَرْفاغ، مما یَلی الخاصرةَ. و قیل: المُغْرَب الذی كلُّ شی‌ء منه أَبیضُ، و هو أَقْبَحُ البیاض. و المُغْرَبُ: الصُّبْح لبیاضه، و الغُرابُ: البَرَدُ، لذلك. و أُغْرِبَ الرجلُ: وُلِدَ له وَلدٌ أَبیضُ. و أُغْرِبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وَجَعُه؛ عن الأَصمعی: و الغَرْبِیُّ: صِبْغٌ أَحْمَرُ. و الغَرْبیُّ: فَضِیخُ النبیذِ. و قال أَبو حنیفة: الغَرْبِیُّ یُتَّخَذُ من الرُّطَب وَحْده، و لا یَزال شارِبُه مُتَماسِكاً، ما لم تُصِبْه الریحُ، فإِذا بَرَزَ إِلی الهواءِ، و أَصابتْه الریحُ، ذَهَبَ عقلُه؛ و لذلك قال بعضُ شُرَّابه: إِنْ لم یكنْ غَرْبِیُّكُم جَیِّداً، فنحنُ باللّهِ و بالرِّیحِ و‌فی حدیث ابن عباس: اخْتُصِمَ إِلیه فی مَسیلِ المَطَر، فقال: المَطَرُ غَرْبٌ، و السَّیْلُ شَرْقٌ؛ أَراد أَن أَكثر السَّحاب یَنْشَأُ من غَرْبِ القِبْلَة، و العَیْنُ هناك، تقول العربُ: مُطِرْنا بالعَیْن إِذا كان السحابُ ناشئاً من قِبْلة العِراق. و‌قوله: و السَّیْل شَرْقٌ، یرید أَنه یَنْحَطُّ من ناحیةِ المَشْرِقِ، لأَن ناحیةَ المشرق عالیةٌ، و ناحیة المغرب مُنْحَطَّة، قال ذلك القُتَیْبی؛ قال ابن الأَثیر: و لعله شی‌ء یختص بتلك الأَرض، التی كان الخِصام فیها. و‌فی الحدیث: لا یزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظاهرین علی الحق؛ قیل: أَراد بهم أَهلَ الشام، لأَنهم غَرْبُ الحجاز؛ و قیل: أَراد بالغرب الحِدَّةَ و الشَّوْكَةَ، یرید أَهلَ الجهاد؛ و قال ابن المدائنی: الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ، و أَراد بهم العَرَبَ لأَنهم أَصحابها، و هم یَسْتَقُون بها. و‌فی حدیث الحجاج: لأَضْرِبَنَّكم ضَرْبةَ غَرائبِ الإِبلِ؛ قال ابن الأَثیر: هذا مَثَلٌ ضَرَبه لنَفْسه مع رعیته یُهَدِّدُهم، و ذلك أَن الإِبل إِذا وردت الماء، فدَخَلَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 648
علیها غَریبةٌ من غیرها، ضُرِبَتْ و طُرِدَتْ حتی تَخْرُجَ عنها. و غُرَّبٌ: اسم موضع؛ و منه قوله: فی إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ ابن سیدة: و غُرَّبٌ: بالتشدید، جبل دون الشام، فی بلاد بنی كلب، و عنده عین ماء یقال لها: الغُرْبة، و الغُرُبَّةُ، و هو الصحیح. و الغُراب: جَبَلٌ؛ قال أَوْسٌ: فَمُنْدَفَعُ الغُلَّان غُلَّانِ مُنْشِدٍ، فنَعْفُ الغُرابِ، خُطْبُه فأَساوِدُهْ و الغُرابُ و الغَرابةُ: مَوْضعان «2»؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَیَّةَ: تذَكَّرْتُ مَیْتاً، بالغَرابةِ، ثاوِیاً، فما كانَ لَیْلِی بَعْدهُ كادَ یَنْفَدُ و فی ترجمة غرن فی النهایة ذِكْرُ غُران: هو بضم الغین، و تخفیف الراء: وادٍ قریبٌ من الحُدَیْبیة، نَزَلَ به سیدُنا رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فی مسیره، فأَما غُرابٌ بالباءِ، فجبل بالمدینة علی طریق الشام. و الغُرابُ: فرسُ البَراءِ بنِ قَیْسٍ. و الغُرابِیُّ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبی حنیفة.

غسلب؛ ج1، ص: 648

: الغَسْلَبة: انْتِزاعُكَ الشی‌ءَ من یَدِ الإِنسان، كالمُغْتَصِبِ له.

غشب؛ ج1، ص: 648

: الغَشْبُ: لغة فی الغَشْم؛ قال ابن درید: و أَحسب أَن الغَشَبَ موضع، لأَنهم قد سَمَّوْا غَشَبِیّاً، فیجوز أَن یكون منسوباً إِلیه.

غشرب؛ ج1، ص: 648

: الغَشَرَّبُ: الأَسد. و رجلٌ غُشارِبٌ: جَری‌ءٌ ماضٍ، و العین لغة فی ذلك و قد تقدّم.

غصب؛ ج1، ص: 648

: الغَصْبُ: أَخْذُ الشی‌ءِ ظُلْماً. غَصَبَ الشی‌ءَ یَغْصِبُه غَصْباً، و اغْتَصَبَه، فهو غاصِبٌ، و غَصَبه علی الشی‌ءِ: قَهَره، و غَصَبَه منه. و الاغْتِصابُ مِثْلُه، و الشَّیْ‌ءُ غَصْبٌ و مَغْصُوب. الأَزهری: سمعت العرب تقول: غَصَبْتُ الجِلْدَ غَصْباً إِذا كَدَدْتَ عنه شَعَرَه، أَو وَبَره قَسْراً، بِلا عَطْن فی الدِّباغِ، و لا إِعْمالٍ فی نَدًی أَو بَوْلٍ، و لا إِدراج. و تكرّر فی الحدیثِ ذِكْرُ الغَصْبِ، و هو أَخْذُ مالِ الغَیْرِ ظُلْماً و عُدْواناً. و‌فی الحدیث: أَنه غَصَبَها نَفْسَها: أَراد أَنه واقَعَها كُرْهاً، فاستعاره للجِماعِ.

غضب؛ ج1، ص: 648

: الغَضَبُ: نَقِیضُ الرِّضَا. و قد غَضِبَ علیه غَضَباً و مَغْضَبَةً، و أَغْضَبْتُه أَنا فَتَغَضَّبَ. و غَضِبَ له: غَضِبَ علی غیره من أَجله، و ذلك إِذا كان حَیّاً، فإِن كان میتاً قلت: غَضِبَ به؛ قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّة یَرْثِی أَخاه عَبْدَ اللّه: فإِن تُعْقِب الأَیامُ و الدَّهْرُ، فاعْلَمُوا، بنی قَارِبٍ، أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ «3» و إِنْ كانَ عبدُ اللّه خَلَّی مَكانَه، فما كانَ طَیَّاشاً و لا رَعِشَ الیَدِ قوله مَعْبد یعنی عبدَ اللّه، فاضْطُرَّ. و مَعْبَدٌ: مشتق من العَبْدِ، فقال: بمَعْبَدٍ، و إِنما هو عَبْدُ اللّه بن الصِّمَّة أَخوه. و قوله تعالی: غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ یعنی الیهود.
(2). قوله [و الغُراب و الغَرابة موضعان] كذا ضبط یاقوت الأَول بضمه و الثانی بفتحه و أنشد بیت ساعدة. (3). قوله [فاعلموا] كذا أنشده فی المحكم و أنشده فی الصحاح و التهذیب تعلموا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 649
قال ابن عرفة: الغَضَبُ، من المخلوقین، شی‌ءٌ یُداخِل قُلُوبَهم؛ و منه محمود و مذموم، فالمذموم ما كان فی غیر الحق، و المحمود ما كان فی جانب الدین و الحق؛ و أَما غَضَبُ اللّه فهو إِنكاره علی من عصاه، فیعاقبه. و قال غیره: المفاعیل، إِذا وَلِیَتْها الصفاتُ، فإِنك تُذَكِّر الصفات و تجمعها و تؤنثها، و تترك المفاعیل علی أَحوالها؛ یقال: هو مَغْضُوبٌ علیه، و هی مَغْضُوبٌ علیها. و قد تكرر الغضب فی الحدیث مِن اللّه و مِن الناس، و هو مِن اللّه سُخْطُه علی مَن عَصاه، و إِعْراضُه عنه، و معاقبته له. و رجلٌ غَضِبٌ، و غَضُوبٌ، و غُضُبٌّ، بغیر هاء، و غُضُبَّة و غَضُبَّة؛ بفتح الغین و ضمها و تشدید الباء، و غَضْبانُ: یَغْضَبُ سریعاً، و قیل: شدید الغَضَب. و الأُنثی غَضْبَی و غَضُوبٌ؛ قال الشاعر: هَجَرَتْ غَضُوبُ و حَبَّ مَنْ یَتَجَنَّبُ «1» و الجمع: غِضَابٌ و غَضَابَی، عن ثعلب؛ و غُضابَی مثل سَكْرَی و سُكاری؛ قال: فإِنْ كُنْتُ لم أَذكُرْكِ، و القومُ بَعْضُهُمْ غُضَابَی علی بَعْضٍ، فَما لی و ذَائِمُ و قال اللحیانی: فلانٌ غَضْبانُ إِذا أَردتَ الحالَ، و ما هو بغَاضِبٍ علیك أَن تَشْتِمَه. قال: و كذلك یقال فی هذه الحروف، و ما أَشبهها، إِذا أَردتَ أفْعَلُ ذاك، إِن كنتَ تُریدُ أَن تفعل. و لغة بنی أَسد: امرأَةٌ غَضْبَانةٌ و مَلآنة، و أَشباهُها. و قد أَغْضَبَه، و غاضَبْتُ الرجلَ أَغْضَبْتُه، و أَغْضَبَنِی، و غَاضَبه: راغَمه. و فی التنزیل العزیز: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً؛ قیل: مُغاضِباً لربه، و قیل: مُغاضِباً لقومه. قال ابن سیدة: و الأَوَّل أَصَحُّ لأَن العُقُوبة لم تَحِلَّ به إِلَّا لمُغاضَبَتِه رَبَّه؛ و قیل: ذَهَبَ مُراغِماً لقومه. و امرأَةٌ غَضُوبٌ أَی عَبُوس. و قولهم: غَضَبَ الخَیْلُ علی اللُّجُم؛ كَنَوْا بغَضَبِها، عن عَضِّها علی اللُّجُم، كأَنها إِنما تَعَضُّها لذلك؛ و قوله أَنشده ثعلب: تَغْضَبُ أَحْیاناً علی اللِّجامِ، كغَضَبِ النارِ علی الضِّرَامِ فسره فقال: تَعَضُّ علی اللِّجامِ من مَرَحِها، فكأَنها تَغْضَبُ، و جَعَلَ للنار غَضَباً، علی الاستعارة، أَیضاً، و إِنما عَنی شِدَّةَ التهابها، كقوله تعالی: سَمِعُوا لَهٰا تَغَیُّظاً وَ زَفِیراً؛ أَی صَوْتاً كصَوْتِ المُتَغَیِّظ، و استعاره الراعی للقِدْرِ، فقال: إِذا أَحْمَشُوها بالوَقودِ تَغَضَّبَتْ علی اللَّحْمِ، حتی تَتْرُكَ العَظْمَ بادِیا و إِنما یرید: أَنها یَشتَدُّ غَلَیانُها، و تُغَطْمِطُ فیَنضَجُ ما فیها حتی یَنْفَصِلَ اللحمُ من العظم. و ناقة غَضُوبٌ: عَبُوسٌ، و كذلك غَضْبی؛ قال عنترة: یَنْباعُ من ذِفْری غَضُوبٍ جَسْرَةٍ، زَیَّافةٍ مِثلِ الفَنِیقِ المُقْرَمِ و قال أَیضاً: هِرٌّ جَنِیبٌ، كلَّما عَطَفَتْ له غَضْبی، اتَّقاها بالیَدَیْنِ و بالفَمِ و الغَضُوبُ: الحَیَّة الخبیثة. و الغُضابُ: الجُدَرِیُّ، و قیل: هو داء آخر یَخرُجُ و لیس بالجُدَرِیِّ.
(1). قوله [و حب من إلخ] ضبط فی التكملة حب بفتح الحاء و وضع علیها صح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 650
و قد غَضِبَ جِلدُه غَضَباً، و غُضِبَ؛ كلاهما عن اللحیانی، قال: و غُضِبَ؛ بصیغة فعل المفعول، أَكثر. و إنه لَمَغْضُوبُ البَصَر أَی الجِلدِ، عنه. و أَصْبَح جِلدُه غَضَبةً واحدةً، و حكی اللحیانی: غَضَبةً واحدةً و غَضْبةً واحدةً أَی أَلبَسَه الجُدَرِیُّ. الكسائی: إِذا أَلبَسَ الجُدَرِیُّ جِلدَ المَجدُورِ، قیل: أَصبحَ جِلدُه غَضْبةً واحدةً؛ قال شمر: روی أَبو عبید هذا الحرف، غَضْنةً، بالنون، و الصحیح غَضْبةً بالباء، و جَزْم الضاد؛ و قال ابن الأَعرابی: المَغْضُوبُ الذی قَد رَكِبَه الجُدَرِیُّ. و غُضِبَ بَصَرُ فلان إِذا انْتَفَخَ من داءٍ یُصیبه، یقال له: الغُضابُ و الغِضابُ. و الغَضْبةُ بَخْصةٌ تكون فی الجَفْنِ الأَعْلی خِلْقةً. و غَضِبَتْ عینُه و غُضِبَتْ «1»: وَرِمَ ما حَوْلها. الفراء: الغُضابیُّ الكَدِرُ فی مُعاشَرته و مُخالَقته، مأْخوذ من الغُضاب، و هو القَذَی فی العینین. و الغَضْبةُ: الصَّخْرةُ الصُّلْبةُ المُرَكَّبةُ فی الجَبلِ، المُخالِفَةُ له؛ قال: أَو غَضْبة فی هَضْبةٍ ما أَرْفَعا و قیل: الغَضْبُ و الغَضْبةُ صَخْرة رقیقة؛ و الغَضْبةُ: الأَكَمة؛ و الغَضْبة: قِطْعةٌ من جِلْدِ البعیر، یُطْوَی بعضُها إِلی بعض، و تُجْعَلُ شبیهاً بالدَّرَقة. التهذیب: الغَضْبةُ جنَّة تُتَّخذ من جُلود الإِبل، تُلْبَسُ للقتال. و الغَضْبةُ: جِلْدُ المُسِنِّ من الوُعُول، حین یُسْلَخ؛ و قال البُرَیْقُ الهُذَلیُّ: فَلَعَمْرُ عَرْفِكَ ذِی الصُّماحِ، كما غَضِبَ الشِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ و رجل غُضَابٌ: غَلِیظُ الجِلْدِ. و الغَضْبُ: الثَّوْرُ. و الغَضْبُ: الأَحمر الشدید الحُمْرة. و أَحمرُ غَضْبٌ: شدیدُ الحُمْرة؛ و قیل هو الأَحْمر فی غِلَظٍ؛ و یُقَوِّیه ما أَنشده ثعلب: أَحْمَرُ غَضْبٌ لا یُبالی ما اسْتَقَی، لا یُسْمِعُ الدَّلْوَ، إِذا الوِرْدُ التَقَی قال: لا یُسْمِعُ الدَّلْوَ: لا یُضَیِّقُ فیها حتی تَخِفَّ، لأَنه قَوِیٌّ علی حَمْلها. و قیل: الغَضْبُ الأَحْمَرُ من كل شی‌ء. و غَضُوبُ و الغَضُوبُ: اسم امرأَة؛ و أَنشد بیت ساعدة بن جؤیة: هَجَرَتْ غَضُوبُ، و حَبَّ من یَتَجَنَّبُ، وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْیِكَ تَشْعَبُ و قال: شابَ الغُرابُ، و لا فُؤَادُكَ تارِكٌ ذِكْرَ الغَضُوبِ، و لا عِتابك یُعْتِبُ فمَن قال غَضُوب، فعلی قولِ مَنْ قال حارث و عَبَّاس، و مَن قال الغَضُوب، فعلی من قال الحارث و العباس. ابن سیدة: و غَضْبَی اسم للمائة من الإِبل، حكاه الزجاجی فی نوادره، و هی معرفة لا تُنوَّن، و لا یَدخلُها الأَلف و اللام؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و مُسْتَخْلِفٍ، من بَعْدِ غَضْبَی، صَریمةً، فأَحْرِ به لِطُولِ فَقْرٍ و أَحْرِیا و قال: أَراد النون الخفیفة فوقف. و وجدت فی بعض النسخ حاشیة: هذه الكلمة تصحیف من الجوهری و مِن جماعة، و أَنها غَضْیا، بالیاء المثناة من تحتها مقصورة، كأَنها شبهت فی كثرتها بمنبت، و نسب هذا التشبیه لیعقوب. و عن أَبی عمرو: الغَضْیا،
(1). قوله و [غَضِبَتْ عینه و غُضِبَتْ] أی كسَمِعَ و عُنِیَ كما فی القاموس و غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 651
و استشهد بالبیت أَیضاً. و الغِضابُ: مكان بمكة؛ قال ربیعة بنُ الحَجْدَر الهذلی: أَلا عادَ هذا القلبَ ما هو عائدُه، و راثَ، بأَطْرافِ الغِضابِ، عَوائدُه

غطرب؛ ج1، ص: 651

: الغطْرَبُ: الأَفْعی، عن كراع.

غلب؛ ج1، ص: 651

: غَلَبه یَغْلِبُه غَلْباً و غَلَباً، و هی أَفْصَحُ، و غَلَبةً و مَغْلَباً و مَغْلَبةً؛ قال أَبو المُثَلَّمِ: رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبةٍ، رَكَّابُ سَلْهبةٍ، قَطَّاعُ أَقْرانِ و غُلُبَّی و غِلِبَّی، عن كراع. و غُلُبَّةً و غَلُبَّةً، الأَخیرةُ عن اللحیانی: قَهَره. و الغُلُبَّة، بالضم و تشدید الباءِ: الغَلَبةُ؛ قال المَرَّار: أَخَذْتُ بنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّةً، و بالغَوْرِ لی عِزٌّ أَشَمُّ طَویلُ و رجل غُلُبَّة أَی یَغْلِبُ سَریعاً، عن الأَصمعی. و قالوا: أَ تَذْكر أَیامَ الغُلُبَّةِ، و الغُلُبَّی، و الغِلِبَّی، أَی أَیامَ الغَلَبة و أَیامَ من عَزَّ بَزَّ. و قالوا: لمنِ الغَلَبُ و الغَلَبةُ؟ و لم یقولوا: لِمَنِ الغَلْبُ؟ و فی التنزیل العزیز: وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ؛ و هو من مصادر المضموم العین، مثل الطَّلَب. قال الفراءُ: و هذا یُحْتَمَلُ أَن یكونَ غَلَبةً، فحذفت الهاءُ عند الإِضافة، كما قال الفَضْلُ بن العباس بن عُتْبة اللِّهْبیّ: إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانْجَرَدُوا، و أَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الذی وَعَدُوا أَراد عِدَةَ الأَمر، فحذف الهاءَ عند الإِضافة. و‌فی حدیث ابن مسعود: ما اجْتَمَعَ حلالٌ و حرامٌ إِلا غَلَبَ الحَرامُ الحَلالَ‌أَی إِذا امْتَزَجَ الحرامُ بالحَلال، و تَعَذَّرَ تَمْییزهما كالماءِ و الخمر و نحو ذلك، صار الجمیع حراماً. و‌فی الحدیث: إِنَّ رَحْمَتی تَغْلِبُ غَضَبی؛ هو إِشارة إِلی سعة الرحمة و شمولها الخَلْقَ، كما یُقال: غَلَبَ علی فلان الكَرَمُ أَی هو أَكثر خصاله. و إِلا فرحمةُ اللّه و غَضَبُه صفتانِ راجعتان إِلی إِرادته، للثواب و العِقاب، و صفاتُه لا تُوصَفُ بغَلَبَةِ إِحداهما الأُخری، و إِنما علی سبیل المجاز للمبالغة. و رجل غالِبٌ مِن قوم غَلَبةٍ، و غلَّاب من قوم غَلَّابینَ، و لا یُكَسَّر. و رجل غُلُبَّة و غَلُبَّة: غالِبٌ، كثیر الغَلَبة، و قال اللحیانی: شدید الغَلَبة. و قال: لَتَجِدَنَّه غُلُبَّة عن قلیل، و غَلُبَّة أَی غَلَّاباً. و المُغَلَّبُ: المَغْلُوبُ مِراراً. و المُغَلَّبُ من الشعراءِ: المحكوم له بالغلبة علی قِرْنه، كأَنه غَلَب علیه. و‌فی الحدیث: أَهلُ الجنةِ الضُّعَفاءُ المُغَلَّبُونَ.المُغَلَّبُ: الذی یُغْلَبُ كثیراً. و شاعر مُغَلَّبٌ أَی كثیراً ما یُغْلَبُ؛ و المُغَلَّبُ أَیضاً: الذی یُحْكَمُ له بالغَلَبة، و المراد الأَوَّل. و غُلِّبَ الرجلُ، فهو غالِبٌ: غَلَبَ، و هو من الأَضداد. و غُلِّبَ علی صاحبه: حُكِمَ له علیه بالغلَبة؛ قال إمرؤُ القیس: و إِنَّكَ لم یَفْخَرْ علیكَ كفاخِرٍ ضَعِیفٍ؛ و لم یَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ و قد غالبَه مُغالبة و غِلاباً؛ و الغِلابُ: المُغالَبة؛ و أَنشد بیت كعب بن مالك: هَمَّتْ سَخِینَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها، و لَیُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 652
و المَغْلبة: الغَلَبة؛ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبة تَرْثی أَباها: یَدْفَعُ یومَ المَغْلَبَتْ، یُطْعِمُ یومَ المَسْغَبَتْ و تَغَلَّبَ علی بلد كذا: استولی علیه قَهْراً، و غَلَّبْتُه أَنا علیه تَغْلیباً. محمدُ بنُ سَلَّامٍ: إِذا قالت العرب: شاعر مُغَلَّبٌ، فهو مغلوب؛ و إِذا قالوا: غُلِّبَ فلانٌ، فهو غالب. و یقال: غُلِّبَتْ لیْلی الأَخْیَلیَّة علی نابِغة بنی جَعْدَة، لأَنها غَلَبَتْه، و كان الجَعْدِیُّ مُغَلَّباً. و بعیر غُلالِبٌ: یَغْلِبُ الإِبل بسَیْرِه، عن اللحیانی. و اسْتَغْلَبَ علیه الضحكُ: اشتدَّ، كاسْتَغْرَبَ. و الغَلَبُ: غِلَظُ العُنق و عِظَمُها؛ و قیل غِلَظُها مع قِصَرٍ فیها؛ و قیل: مع مَیَلٍ یكون ذلك من داءٍ أَو غیره. غَلِبَ غَلَباً، و هو أَغْلَبُ: غلیظُ الرَّقَبة. و حكی اللحیانی: ما كان أَغْلَبَ، و لقد غَلِبَ غَلَباً، یَذْهَبُ إِلی الانتقال عما كان علیه. قال: و قد یُوصَفُ بذلك العُنُق نفسه، فیقال: عُنُق أَغْلَبُ، كما یقال: عُنقٌ أَجْیَدُ و أَوْقَصُ. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَنَ: بِیضٌ مَرازبةٌ غُلْبٌ جَحاجحة؛ هی جمع أَغْلَب، و هو الغلیظ الرَّقَبة، و هم یَصِفُون أَبداً السادةَ بغِلَظِ الرَّقبة و طُولِها؛ و الأُنثی: غَلْباءُ؛ و فی قصید كعب: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرَةٌ. و قد یُسْتَعْمَل ذلك فی غیر الحیوان، كقولهم: حَدیقةٌ غَلْباءُ أَی عظیمةٌ مُتكاثفة مُلْتفَّة. و فی التنزیل العزیز: وَ حَدٰائِقَ غُلْباً. و قال الراجز: أَعْطَیْت فیها طائِعاً، أَوكارِها، حَدیقةً غَلْباءَ فی جِدارِها الأَزهری: الأَغْلَبُ الغَلِیظُ القَصَرَةِ. و أَسَدٌ أَغْلَبُ و غُلُبٌّ: غَلِیظُ الرَّقَبة. و هَضْبةٌ غَلْباءُ: عَظِیمةٌ مُشْرِفة. و عِزَّةٌ غَلْباءُ كذلك، علی المثل؛ و قال الشاعر: و قَبْلَكَ ما اغْلَولَبَتْ تَغْلِبٌ، بغَلْباءَ تَغْلِبُ مُغْلَولِبینا یعنی بِعِزَّة غَلْباءَ. و قَبیلة غَلْباءُ، عن اللحیانی: عَزیزةٌ ممتنعةٌ؛ و قد غَلِبَتْ غَلَباً. و اغْلَولَبَ النَّبْتُ: بَلَغَ كلَّ مَبْلَغٍ و التَفَّ، و خَصَّ اللحیانیُّ به العُشْبَ. و اغْلَولَبَ العُشْبُ، و اغْلَولَبَتِ الأَرضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها. و اغْلَولَبَ القومُ إِذا كَثُرُوا، من اغْلِیلابِ العُشْبِ. و حَدیقَةٌ مُغْلَولِبَة: ملْتفّة. الأَخفش: فی قوله عز و جل: وَ حَدٰائِقَ غُلْباً؛ قال: شجرة غَلْباءُ إِذا كانت غلیظة؛ و قال إمرؤُ القیس: و شَبَّهْتُهُمْ فی الآلِ، لمَّا تَحَمَّلُوا، حَدائِقَ غُلْباً، أَو سَفِیناً مُقَیَّرا و الأَغْلَبُ العِجْلیُّ: أَحَدُ الرُّجَّاز. و تَغْلِبُ: أَبو قبیلة، و هو تَغْلِبُ بنُ وائل بن قاسط بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَی بن دُعْمِیِّ بن جَدیلَةَ بن أَسَدِ بن ربیعةَ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عَدْنانَ. و قولهم: تَغْلِبُ بنتُ وائِل، إِنما یَذْهَبُون بالتأْنیث إِلی القبیلة، كما قالوا تمیمُ بنتُ مُرٍّ. قال الولید بن عُقْبة، و كان وَلیَ صَدَقات بنی تَغْلِبَ: إِذا ما شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّی بِمِشْوَذٍ، فَغَیَّكِ عَنِّی، تَغْلِبَ ابنةَ وائِل و قال الفرزدق: لو لا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنةِ وائِلٍ، ورَدَ العَدُوُّ علیك كلَّ مَكانِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 653
و كانت تَغْلِبُ تُسَمَّی الغَلْباءَ؛ قال الشاعر: و أَوْرَثَنی بَنُو الغَلْباءِ مَجْداً حَدیثاً، بعدَ مَجْدِهِمُ القَدیمِ و النسبة إلیها: تَغْلَبیٌّ، بفتح اللام، اسْتِیحاشاً لتَوالی الكسرتین مع یاءِ النسب، و ربما قالوه بالكسر، لأَن فیه حرفین غیر مكسورین، و فارق النسبة إِلی نَمِر. و بنو الغَلْباءِ: حَیٌّ؛ و أَنشد البیت أَیضاً: و أَوْرَثَنی بنُو الغَلْباءِ مَجْداً و غالِبٌ و غَلَّابٌ و غُلَیْبٌ: أَسماءٌ. و غَلابِ، مثل قَطامِ: اسم امرأَة؛ مِن العرب مَنْ یَبْنِیه علی الكسرِ، و منهم من یُجْریه مُجْری زَیْنَبَ. و غالِبٌ: موضعُ نَخْلٍ دون مِصْرَ، حَماها اللّه، عز و جل، قال كثیر عزة: یَجُوزُ بِیَ الأَصْرامَ أَصْرامَ غالِبٍ، أَقُولُ إِذا ما قِیلَ أَیْنَ تُریدُ: أُریدُ أَبا بكرٍ، و لَوْ حالَ، دُونَه، أَماعِزُ تَغْتالُ المَطِیَّ، وَ بِیدُ و المُغْلَنْبی: الذی یَغْلِبُكَ و یَعْلُوكَ.

غنب؛ ج1، ص: 653

: ابن الأَعرابی: الغُنَبُ داراتُ أَوساطِ الأَشْداقِ؛ قال: و إِنما یكون فی أَوساط أَشداقِ الغِلْمانِ المِلاح. و یقال: بَخَصَ غُنْبَتَه، و هی التی تكون فی وَسَط خَدِّ الغُلام المَلِیح.

غندب؛ ج1، ص: 653

: الغُنْدُبة و الغُنْدُوبُ: لحمة صُلْبة حَوالی الحُلْقوم، و الجمع غَنادِبُ. قال رؤبة: إِذا اللَّهاةُ بَلَّتِ الغَباغِبا، حَسِبْتَ فی أَرْآدِه غَنادِبا و قیل: الغُنْدُبَتانِ: شِبْهُ غُدَّتَیْنِ فی النَّكَفَتَیْنِ، فی كل نَكَفَةٍ غُنْدُبةٌ، و المُسْتَرَطُ بین الغُنْدُبَتَیْنِ؛ و قیل: الغُنْدُبَتانِ لَحْمَتان قد اكتَنَفتا اللَّهاةَ، و بینهما فُرْجَةٌ؛ و قیل: هما اللَّوْزَتانِ؛ و قیل: غُنْدُبَتا العُرْشَیْنِ اللَّتانِ تَضُمَّانِ العُنُقَ یمیناً و شِمالًا؛ و قیل: الغُنْدُبَتانِ عُقْدَتانِ فی أَصْلِ اللسان. و اللَّغانِینُ: الغَنادِبُ بما علیها من اللحم حول اللَّهاةِ، واحدَتُها لُغْنُونَةٌ، و هی النَّغانِغُ، واحدَتُها نُغْنُغةٌ.

غهب؛ ج1، ص: 653

: اللیث: الغَیْهَبُ شِدَّةُ سَوادِ اللیل و الجَملِ و نحوه؛ یقال جَمَلٌ غَیْهَبٌ: مُظْلِم السَّواد، قال إمرؤُ القیس: تَلافَیْتُها، و البُومُ یَدْعُو بها الصَّدَی، و قد أُلْبِسَتْ أَقْراطُها ثِنْیَ غَیْهَبِ و قد اغْتَهَبَ الرجلُ: سار فی الظُّلمة؛ و قال الكمیت: فذَاكَ شَبَّهْته المُذَكَّرَةَ الْوَجْناءَ فی البِیدِ، و هی تَغْتَهِبُ أَی تُباعِدُ فی الظُّلَم، و تَذْهَبُ. اللحیانی: أَسْوَدُ غَیْهَبٌ و غَیْهَمٌ. شَمر: الغَیْهَبُ من الرجال الأَسْوَدُ، شُبِّه بغَیْهب اللیل. و أَسودُ غَیْهَبٌ: شدیدُ السواد. و لیلٌ غَیْهَبٌ: مُظْلِم. و‌فی حدیث قُسٍّ: أَرْقُبُ الكَوْكَب، و أَرْعَی الغَیْهَب.الغَیْهَبُ: الظُّلْمة، و الجمع الغَیاهِبُ، و هو الغَیْهَبانُ. و فرسٌ أَدْهَمُ غَیْهَبٌ إِذا اشْتَدَّ سواده. أَبو عبید: أَشَدُّ الخَیْلِ دُهْمةً، الأَدْهَمُ الغَیْهَبِیُّ، و هو أَشَدُّ الخیل سَواداً؛ و الأُنثی: غَیْهَبةٌ، و الجمع: غَیاهِبُ. قال: و الدَّجُوجِیُّ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 654
دون الغَیْهَبِ فی السَّوادِ، و هو صافی لَوْنِ السَّواد. و غَهِبَ عن الشی‌ءِ غَهَباً و أَغْهَبَ عنه: غَفَل عنه، و نَسِیَه. و الغَهَبُ، بالتحریك: الغَفْلة. و قد غَهِبَ، بالكسر. و أَصاب صَیْداً غَهَباً أَی غَفْلة من غیر تعمد. و‌فی الحدیث: سُئِلَ عَطاءٌ عن رجل أَصابَ صَیْداً غَهَباً، و هو محرم، فقال: علیه الجَزاءُ.الغَهَبُ، بالتحریك: أَن یُصِیبَ الشی‌ءَ غَفْلَةً من غیر تَعَمُّدٍ. و كساءٌ غَیْهَبٌ: كثیر الصُّوف. و الغَیْهَبُ: الثَّقِیلُ الوَخِمُ؛ و قیل: هو البلید؛ و قیل: الغَیْهَب الذی فیه غَفْلة، أَو هَبْتَةٌ؛ و أَنشد: حَلَلْتُ بهِ وِتْری و أَدْرَكْتُ ثُؤرَتی، إِذا ما تَناسَی ذَحْلَهُ كلُّ غَیْهَبِ و قال كَعْبُ بن جُعَیْلٍ یَصِفُ الظَّلیمَ: غَیْهَبٌ هَوْهاءَةٌ مُخْتَلِطٌ، مُسْتَعارٌ حِلْمُه غَیْرُ دَئِلْ و الغَیْهَبُ: الضعیفُ من الرجال. و الغَیْهَبانُ: البَطْنُ. و الغَیْهَبةُ: الجَلَبة فی القتال.

غیب؛ ج1، ص: 654

: الغَیْبُ: الشَّكُّ، و جمعه غِیابٌ و غُیُوبٌ؛ قال: أَنْتَ نَبیٌّ تَعْلَمُ الغِیابا، لا قائلًا إِفْكاً و لا مُرْتابا و الغَیْبُ: كلُّ ما غاب عنك. أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ؛ أَی یؤمنون بما غابَ عنهم، مما أَخبرهم به النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، من أَمرِ البَعْثِ و الجنةِ و النار. و كلُّ ما غابَ عنهم مما أَنبأَهم به، فهو غَیْبٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: یؤمنون باللّه. قال: و الغَیْبُ أَیضاً ما غابَ عن العُیونِ، و إِن كان مُحَصَّلًا فی القلوب. و یُقال: سمعت صوتاً من وراء الغَیْب أَی من موضع لا أَراه. و قد تكرر فی الحدیث ذكر الغیب، و هو كل ما غاب عن العیون، سواء كان مُحَصَّلًا فی القلوب، أَو غیر محصل. و غابَ عَنِّی الأَمْرُ غَیْباً، و غِیاباً، و غَیْبَةً، و غَیْبُوبةً، و غُیُوباً، و مَغاباً، و مَغِیباً، و تَغَیَّب: بَطَنَ. و غَیَّبه هو، و غَیَّبه عنه. و‌فی الحدیث: لما هَجا حَسَّانُ قریشاً، قالت: إِن هذا لَشَتْمٌ ما غابَ عنه ابنُ أَبی قُحافة؛ أَرادوا: أَن أَبا بكر كان عالماً بالأَنْساب و الأَخبار، فهو الذی عَلَّم حَسَّانَ؛ و یدل علیه‌قول النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لحسَّانَ: سَلْ أَبا بكر عن مَعایِب القوم؛ و كان نَسَّابةً عَلَّامة. و قولهم: غَیَّبه غَیَابُه أَی دُفِنَ فی قَبْرِه. قال شمر: كلُّ مكان لا یُدْرَی ما فیه، فهو غَیْبٌ؛ و كذلك الموضع الذی لا یُدْرَی ما وراءه، و جمعه: غُیُوبٌ؛ قال أَبو ذؤیب: یَرْمِی الغُیُوبَ بعَیْنَیْهِ، و مَطْرِفُه مُغْضٍ، كما كَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ و غابَ الرجلُ غَیْباً و مَغِیباً و تَغَیَّبَ: سافرَ، أَو بانَ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و لا أَجْعَلُ المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِیَّةٍ، و لا عِدَةً، فی الناظِرِ المُتَغَیَّبِ إِنما وَضعَ فیه الشاعرُ المُتَغَیَّبَ موضعَ المُتَغَیِّبِ؛ قال ابن سیدة: و هكذا وجدته بخط الحامض، و الصحیح المُتَغَیِّب، بالكسر. و المُغَایَبةُ: خلافُ المُخاطَبة. و تَغَیَّبَ عنی فلانٌ. و جاءَ فی ضرورة الشعر تَغَیَّبَنِی؛ قال إمرؤُ القیس: فظَلَّ لنا یومٌ لَذیذٌ بنَعْمةٍ، فَقِلْ فی مَقِیلٍ نَحْسُه مُتَغَیِّبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 655
و قال الفراءُ: المُتَغَیِّبُ مرفوع، و الشعر مُكْفَأٌ. و لا یجوز أَن یَرِدَ علی المَقیلِ، كما لا یجوز: مررت برجل أَبوه قائم. و‌فی حدیث عُهْدَةِ الرَّقیقِ: لا داءَ، و لا خُبْنَة، و لا تَغْییبَ.التَّغْیِیب: أَن لا یَبیعه ضالَّةً، و لا لُقَطَة. و قومٌ غُیَّبٌ، و غُیَّابٌ، و غَیَبٌ: غائِبُون؛ الأَخیرةُ اسم للجمع، و صحت الیاءُ فیها تنبیهاً علی أَصل غابَ. و إِنما ثبتت فیه الیاء مع التحریك لأَنه شُبِّهَ بصَیَدٍ، و إِن كان جمعاً، و صَیَدٌ: مصدرُ قولِك بعیرٌ أَصْیَدُ، لأَنه یجوز أَن تَنْوِیَ به المصدر. و‌فی حدیث أَبی سعید: إِن سَیِّدَ الحیِّ سَلِیمٌ، و إِن نَفَرنا غَیَبٌ‌أَی رجالُنا غائبون. و الغَیَبُ، بالتحریك: جمع غائبٍ كخادمٍ و خَدَمٍ. و امرأَةٌ مُغِیبٌ، و مُغْیِبٌ، و مُغِیبةٌ: غابَ بَعْلُها أَو أَحدٌ مِن أَهلها؛ و یقال: هی مُغِیبةٌ، بالهاء، و مُشْهِدٌ، بلا هاء. و أَغابَتِ المرأَةُ، فهی مُغِیبٌ: غابُوا عنها. و‌فی الحدیث: أَمْهِلُوا حتی تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ و تَسْتَحِدَّ المُغِیبةُ، هی التی غاب عنها زوجُها. و‌فی حدیثِ ابنِ عَبَّاس: أَنَّ امرأَةً مُغِیبةً أَتَتْ رَجُلًا تَشْتَری منه شیئاً، فَتَعَرَّضَ لها، فقالتْ له: وَیْحَكَ إِنی مُغِیبٌ فتَرَكها.و هم یَشْهَدُون أَحْیاناً، و یَتَغایَبُونَ أَحْیاناً أَی یَغِیبُون أَحْیاناً. و لا یقال: یَتَغَیَّبُونَ. و غابَتِ الشمسُ و غیرُها من النُّجوم، مَغِیباً، و غِیاباً، و غُیوباً، و غَیْبُوبة، و غُیُوبةً، عن الهَجَری: غَرَبَتْ. و أَغابَ القومُ: دخلوا فی المَغِیبِ. و بَدَا غَیَّبانُ العُود إِذا بَدَتْ عُروقُه التی تَغَیَّبَتْ منه؛ و ذلك إِذا أَصابه البُعَاقُ من المَطر، فاشْتَدَّ السیلُ فحَفَر أُصولَ الشَّجر حتی ظَهَرَتْ عُروقُه، و ما تَغَیَّبَ منه. و قال أَبو حنیفة: العرب تسمی ما لم تُصِبْه الشمسُ من النَّبات كُلِّه الغَیْبانَ، بتخفیف الیاء؛ و الغَیَابة: كالغَیْبانِ. أَبو زیاد الكِلابیُّ: الغَیَّبانُ، بالتشدید و التخفیف، من النبات ما غاب عن الشمس فلم تُصِبْه؛ و كذلك غَیَّبانُ العُروق. و قال بعضهم: بَدَا غَیْبانُ الشَّجرة، و هی عُرُوقها التی تَغَیَّبَتْ فی الأَرض، فحَفَرْتَ عنها حتی ظَهَرَتْ. و الغَیْبُ من الأَرض: ما غَیَّبك، و جمعه غُیُوب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذَا كَرِهُوا الجَمِیعَ، و حَلَّ منهم أَراهطُ بالغُیُوبِ و بالتِّلاعِ و الغَیْبُ: ما اطْمَأَنَّ من الأَرض، و جمعه غُیوب. قال لبید یصف بقرة، أَكل السبعُ ولدها فأَقبلت تَطُوف خلفه: و تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنیسِ، فَراعَها عن ظهرِ غَیْبٍ، و الأَنِیسُ سَقامُها تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنیسِ أَی صوتَ الصیادین، فراعها أَی أَفزعها. و قوله: و الأَنیسُ سَقامُها أَی إنّ الصیادین یَصِیدُونها، فهم سَقامُها. و وقَعْنا فی غَیْبة من الأَرض أَی فی هَبْطةٍ، عن اللحیانی. و وَقَعُوا فی غَیابةٍ من الأَرض أَی فی مُنْهَبِط منها. و غَیابةُ كلِّ شی‌ء: قَعْرُه، منه، كالجُبِّ و الوادی و غیرهما؛ تقول: وَقَعْنا فی غَیْبةٍ و غَیابةٍ أَی هَبْطة من الأَرض؛ و فی التنزیل العزیز: فی غَیاباتِ الجُبِّ. و غابَ الشی‌ءُ فی الشی‌ءِ غِیابةً، و غُیُوباً، و غَیاباً، و غِیاباً، و غَیْبةً، و فی حرفِ أُبَیٍّ، فی غَیْبةِ الجُبِّ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 656
و الغَیْبَةُ: من الغَیْبُوبةِ. و الغِیبةُ: من الاغْتِیابِ. و اغْتابَ الرجلُ صاحبَه اغْتِیاباً إِذا وَقَع فیه، و هو‌أَن یتكلم خَلْفَ إنسان مستور بسوء، أَو بما یَغُمُّه لو سمعه و إِن كان فیه، فإِن كان صدقاً، فهو غِیبةٌ؛ و إِن كان كذباً، فهو البَهْتُ و البُهْتانُ؛ كذلك جاء عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و لا یكون ذلك إِلا من ورائه، و الاسم: الغِیبةُ. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؛ أَی لا یَتَناوَلْ رَجُلًا بظَهْرِ الغَیْبِ بما یَسُوءُه مما هو فیه. و إِذا تناوله بما لیس فیه، فهو بَهْتٌ و بُهْتانٌ. و جاء المَغْیَبانُ، عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم. و رُوِیَ عن بعضهم أَنه سمع: غابه یَغِیبُهُ إِذا عابه، و ذكَر منه ما یَسُوءُه. ابن الأَعرابی: غابَ إِذا اغْتَابَ. و غابَ إِذا ذكر إِنساناً بخیرٍ أَو شَرٍّ؛ و الغِیبَةُ: فِعْلَةٌ منه، تكون حَسَنةً و قَبِیحةً. و غائِبُ الرجلِ: ما غابَ منه، اسْمٌ، كالكاهِل و الجامل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و یُخْبِرُنی، عن غَائبِ المَرْءِ، هَدْیُه، كفَی الهَدْیُ، عَمَّا غَیَّبَ المَرْءُ، مُخبرا و الغَیْبُ: شحمُ ثَرْبِ الشَّاةِ. و شاة ذاتُ غَیْبٍ أَی ذاتُ شَحْمٍ لتَغَیُّبه عن العین؛ و قول ابن الرِّقَاعِ یَصِفُ فرساً: و تَرَی لغَرِّ نَساهُ غَیْباً غامِضاً، قَلِقَ الخَصِیلَةِ، مِن فُوَیْقِ المفصل قوله: غَیْباً، یعنی انْفَلَقَتْ فَخِذَاه بلحمتین عند سِمَنِه، فجری النَّسا بینهما و اسْتَبان. و الخَصِیلَةُ: كُلُّ لَحْمة فیها عَصَبة. و الغَرُّ: تَكَسُّر الجِلْد و تَغَضُّنُه. و سئل رجل عن ضُمْرِ الفَرس، قال: إِذا بُلَّ فَریرهُ، و تَفَلَّقَتْ غُرورُه، و بدا حَصِیرُه، و اسْتَرْخَتْ شاكِلَتُه. و الشاكلة: الطِّفْطِفَةُ. و الفریر: موضعُ المَجَسَّة من مَعْرَفَتِه. و الحَصِیرُ: العَقَبة التی تَبْدُو فی الجَنْبِ، بین الصِّفاقِ و مَقَطِّ الأَضْلاع. الهَوَازنیُّ: الغابة الوَطَاءَةُ من الأَرض التی دونها شُرْفَةٌ، و هی الوَهْدَة. و قال أَبو جابر الأَسَدِیُّ: الغابَةُ الجمعُ من الناسِ؛ قال و أَنشدنی الهَوَازِنیُّ: إِذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغَابٍ، حَسِبْتَ رِماحَهُمْ سَبَلَ الغَوادی و الغابة: الأَجَمَةُ التی طالتْ، و لها أَطْراف مرتفعة باسِقَة؛ یقال: لیثُ غابةٍ. و الغابُ: الآجام، و هو من الیاء. و الغابةُ: الأَجَمة؛ و قال أَبو حنیفة: الغابةُ أَجَمة القَصَب، قال: و قد جُعِلَتْ جماعةَ الشجر، لأَنه مأْخوذ من الغَیابةِ. و‌فی الحدیث: إن مِنْبَر سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، كان من أَثْلِ الغابةِ؛ و فی روایة: من طَرْفاءِ الغابة.قال ابن الأَثیر: الأَثْلُ شجر شبیهٌ بالطَّرْفاءِ، إِلَّا أَنه أَعظم منه؛ و الغابةُ: غَیْضَةٌ ذات شجر كثیر، و هی علی تسعةِ أَمیال من المدینة؛ و قال فی موضع آخر: هی موضعٌ قریبٌ مِن المدینة، مِن عَوالیها، و بها أَموال لأَهلها. قال: و هو المذكور فی حدیث فی حدیث السِّباق، و فی حدیث تركة ابن الزبیر و غیر ذلك. و الغابة: الأَجمة ذاتُ الشجر المُتَكاثف، لأَنها تُغَیِّبُ ما فیها. و الغابةُ من الرِّماحِ: ما طال منها، و كان لها أَطراف تُری كأَطراف الأَجَمة؛ و قیل: هی المُضْطَرِبةُ من الرماحِ فی الریح؛ و قیل: هی الرماحُ إِذا اجْتَمَعَتْ؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی التشبیه بالغابة التی هی الأَجمة؛ و الجمعُ من كل ذلك: غاباتٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 657
و غابٌ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهَه: كلَیْثِ غاباتٍ شدیدِ القَسْوَرَهْ. أَضافه إِلی الغابات لشدّتِه و قوّته، و أَنه یَحْمِی غاباتٍ شَتَّی. و غابةُ: اسم موضع بالحجاز.

فصل الفاء؛ ج1، ص: 657

فرب؛ ج1، ص: 657

: التَّفْریبُ و التَّفْریمُ، بالباء و المیم: تَضْییقُ المرأَة فَلْهَمَها بعَجَم الزبیب. و فی الحدیث ذكر فِرْیاب، بكسر الفاء و سكون الراء: مدینة ببلاد التُّرْك؛ و قیل: أَصلها فِیرِیابٌ بزیادة یاء بعد الفاء، و یُنسَبُ إِلَیْها بالحذف و الإثبات.

فرقب؛ ج1، ص: 657

: الفُرْقُبِیَّةُ و الثُّرْقُبِیَّة: ثیابُ كَتَّانٍ بیضٌ؛ حكاها یعقوب فی البدل. ثوب فُرْقُبیٌّ و ثُرْقُبیٌّ: بمعنی واحد. و‌فی حدیث إِسلام عمر، رضی اللّه عنه: فأَقبل شیخٌ علیه حِبَرةٌ و ثوب فُرْقُبیٌّ، و هو ثوب أَبیض مِصْرِیٌّ من كَتَّانٍ. قال الزمخشری: الفُرْقُبِیَّةُ و الثُّرْقُبِیَّة: ثیاب مصریة من كَتَّان. و یُرْوَی بقافین، منسوب إِلی قُرْقُوبٍ، مع حذف الواو فی النسب، كسابُرِیٍّ فی سابُورٍ. الفراء: زهیر الفُرْقُبیُّ رجل من أَهل القرآن، منسوب إِلی موضع. و الفُرْقُبُ: الصِّغار من الطیر نحوٌ من الصَّعْوِ.

فرنب؛ ج1، ص: 657

: الفِرْنِبُ: الفأْرة، و الفِرْنِبُ: وَلَد الفَأْرة من الیَرْبُوع. و فی التهذیب: الفِرْنِبُ الفأْر؛ و أَنشد: یَدِبُّ باللیلِ إِلی جارِهِ، كَضَیْوَنٍ دَبَّ إِلی فِرْنِبِ

فصل القاف؛ ج1، ص: 657

قأب؛ ج1، ص: 657

: قَأَب الطعامَ: أَكَله. و قَأَبَ الماءَ: شَرِبه؛ و قیل: شَرِبَ كلَّ ما فی الإِناء؛ قال أَبو نُخَیْلَة: أَشْلَیْتُ عَنْزِی، وَ مَسَحْتُ قعْبی، ثم تَهَیَّأْتُ لِشُرْبِ قأْبِ و قَئِبْتُ من الشَّراب أَقْأَبُ قَأْباً إِذا شَرِبْتَ منه. اللیث: قَئِبْتُ من الشَّراب، و قَأَبْتُ، لغة، إِذا امْتَلأْتَ منه. الجوهری: قَئِبَ الرجلُ إِذا أَكثر من شرب الماء. و قَئِبَ من الشراب قَأْباً، مثل صَئِبَ: أَكثر و تَمَّلأَ. و رجل مِقْأَبٌ، علی مِفْعَل، و قَؤُوبٌ: كثیر الشُّرْب. و یقال: إِناء قَوْأَبٌ: و قَوْأَبیٌّ: كثیر الأَخْذ للماء؛ و أَنشد: مُدٌّ من المِدَادِ قَوْأَبیٌّ قال شمر: القَوْأَبیُّ الكثیر الأَخْذِ.

قبب؛ ج1، ص: 657

: قَبَّ القومُ یَقِبُّون قَبّاً: صَخِبُوا فی خُصومة أَو تَمَارٍ. و قَبَّ الأَسَدُ و الفَحْلُ یَقِبُّ قَبّاً و قَبِیباً إِذا سَمِعْتَ قَعْقَعةَ أَنْیابه. و قَبَّ نابُ الفحل و الأَسَد قَبّاً و قَبِیباً كذلك یُضیفُونه إِلی النَّابِ؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنَّ مُحَرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ یُنازِلُهُمْ، لنابَیْهِ قَبِیبُ و قال فی الفحل: أَرَی ذو كِدْنةٍ، لنابَیْه قَبِیبُ «2» و قال بعضهم: القَبِیبُ الصوتُ، فعَمَّ به. و ما سمعنا العام قابَّةً أَی صوتَ رَعْدٍ، یُذْهَبُ به إِلی القبیب؛ ذَكَرَه ابن سیدة، و لم یَعْزُه إِلی أَحد؛ و عزاه الجوهری إِلی الأَصمعی. و قال ابن السكیت: لم یَرْوِ أَحدٌ هذا الحرف، غیر الأَصمعی، قال: و الناسُ علی خلافه.
(2). قوله [أری ذو كدنة إلخ] كذا أنشده فی المحكم أیضاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 658
و ما أَصابتهم قابَّةٌ أَی قَطْرَة. قال ابن السكیت: ما أَصابَتْنا العامَ قَطْرَةٌ، و ما أَصابتنا العامَ قابَّةٌ: بمعنًی واحد. الأَصمعی: قَبَّ ظهرُه یَقِبُّ قُبوباً إِذا ضُرِبَ بالسَّوْطِ و غیره فجَفَّ، فذلك القُبوبُ.قال أَبو نصر: سمعت الأَصمعی یقول: ذُكِرَ عن عمَر أَنه ضَرَبَ رجلًا حدّاً، فقال: إِذا قَبَّ ظهرُه فرُدُّوه إِلیَّ‌أَی إِذا انْدَمَلَتْ آثارُ ضَرْبه و جفَّتْ؛ مِنْ قَبَّ اللحم و التَّمْرُ إِذا یَبِسَ و نَشِفَ. و قَبَّه یَقُبُّه قَبّاً، و اقْتَبَّه قَطَعَه؛ و هو افْتَعَل؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَقْتَبُّ رَأْسَ العَظْمِ دونَ المَفْصِلِ، و إِنْ یُرِدْ ذلك لا یُخَصِّلِ أَی لا یجعله قِطَعاً؛ و خَصَّ بعضُهم به قَطْعَ الید. یقال: اقْتَبَّ فلانٌ یَدَ فُلان اقْتِباباً إِذا قَطَعها، و هو افتعال، و قیل: الاقْتِبابُ كلُّ قَطْعٍ لا یَدَعُ شیئاً. قال ابن الأَعرابی: كان العُقَیْلِیُّ لا یَتَكَلَّمُ بشی‌ءٍ إِلَّا كَتَبْتُه عنه، فقال: ما تَرَكَ عندی قابَّةً إِلا اقْتَبَّها، و لا نُقارةً إِلا انْتَقَرَها؛ یعنی ما تَرَكَ عندی كلمةً مُسْتَحْسنةً مُصْطَفاةً إِلَّا اقْتَطَعَها، و لا لَفْظَةً مُنْتَخَبة مُنْتَقاةً إِلَّا أَخَذها لذاته. و القَبُّ: ما یُدْخَلُ فی جَیْبِ القَمیصِ من الرِّقاعِ. و القَبُّ: الثَّقْبُ الذی یجری فیه المِحْوَرُ من المَحالَةِ؛ و قیل: القَبُّ الخَرْقُ الذی فی وَسَط البَكَرة؛ و قیل: هو الخشبة التی فوق أَسنان المَحالة؛ و قیل: هو الخَشَبَةُ المَثْقُوبة التی تَدور فی المِحْوَر؛ و قیل: القَبُّ الخَشَبة التی فی وَسَط البَكَرة و فوقها أَسنان من خشب، و الجمعُ من كل ذلك أَقُبٌّ، لا یُجاوَزُ به ذلك. الأَصمعی: القَبُّ هو الخَرْقُ فی وَسَط البَكَرَة، و له أَسنان من خشب. قال: و تُسَمَّی الخَشَبَةُ التی فوقها أَسنانُ المَحالة القَبَّ، و هی البكَرة. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه: كانتْ دِرْعُه صَدْراً لا قَبَّ لها، أَی لا ظَهْر لها؛ سُمِّیَ قَبّاً لأَن قِوامها به، من قَبِّ البَكَرَة، و هی الخشبةُ التی فی وسطها، و علیها مَدارُها. و القَبُّ: رئیسُ القوم و سَیِّدُهم؛ و قیل: هو المَلِكُ؛ و قیل: الخَلیفة؛ و قیل: هو الرَّأْسُ الأَكْبر. و یُقال لشیخ القوم: هو قَبُّ القَوْمِ؛ و یقال: علیك بالقَبِّ الأَكْبر أَی بالرأْس الأكبر؛ قال شمر: الرأْسُ الأَكبر یُرادُ به الرئیسُ. یقال: فلانٌ قَبُّ بَنی فلانٍ أَی رئیسُهم. و القَبُّ: ما بَین الوَرِكَینِ. و قَبُّ الدُّبُر: مَفْرَجُ ما بین الأَلْیَتَیْنِ. و القِبُّ، بالكسر: العَظم الناتئ من الظهر بین الأَلْیَتَیْن؛ یقال: أَلزِقْ قِبَّكَ بالأَرض. و فی نسخة من التهذیب، بخط الأَزهری: قَبَّكَ، بفتح القاف. و القَبُّ: ضَرْبٌ من اللُّجُم، أَصْعَبُها و أَعظمها. و الأَقَبُّ: الضامر، و جمعه قُبٌّ؛ و‌فی الحدیثِ: خَیرُ الناسِ القُبِّیُّون.و سئل أَحمد بن یحیی عن القُبِّیِّین، فقال: إِنْ صَحَّ فهم الذین یَسْرُدُونَ الصَّوْمَ حتی تَضْمُرَ بُطُونُهُم. ابن الأَعرابی: قُبَّ إِذا ضُمِّر للسِّباق، و قَبَّ إِذا خَفَّ. و القَبُّ و القَبَبُ: دِقَّةُ الخَصْر و ضُمُورُ البَطْن و لُحوقه. قَبَّ یَقَبُّ قَبَباً، و هو أَقَبُّ، و الأُنثی قَبَّاءُ بیِّنة القَبَبِ؛ قال الشاعر یصف فرساً: الیَدُّ سابحَةٌ و الرِّجْلُ طامِحةٌ، و العَیْنُ قادِحةٌ و البطنُ مَقْبُوبُ «1»
(1). قوله [و العین قادحة] بالقاف و قد أنشده فی الأَساس فی مادة ق د ح بتغییر فی الشطر الأَول.
لسان العرب، ج‌1، ص: 659
أَی قُبَّ بَطْنُه، و الفعل: قَبَّه یقُبُّه قَبّاً، و هو شِدَّة الدَّمْجِ للاستدارة، و النعت: أَقَبُّ و قَبّاءُ. و‌فی حدیث علی: رضی اللّه عنه، فی صفة امرأَة: إِنها جَدّاءُ قَبّاءُ؛ القَبّاءُ: الخَمیصةُ البَطْنِ. و الأَقَبُّ: الضّامِرُ البَطْنِ. و‌فی الحدیث: خیرُ الناس القُبِّیُّون؛ سُئل عنه ثعلب، فقال: إِن صَحَّ فهم القوم الذین یسْردون الصومَ حتی تَضْمُر بُطُونُهُم. و حكی ابن الأَعرابی: قَبِبَتِ المرْأَةُ، بإِظهار التَّضْعیف، و لها أَخواتٌ، حكاها یعقوب عن الفراء، كَمَشِشَتِ الدابةُ، و لَحِحَتْ عینُه. و قال بعضهم: قَبَّ بَطْنُ الفَرس، فهو أَقَبُّ، إِذا لَحِقَت خاصرتاه بحالِبَیْه. و الخَیْلُ القُبُّ: الضَّوامِرُ. و القَبْقَبةُ: صوت جَوْف الفرس، و هو القَبِیبُ. و سُرَّةٌ مَقْبوبةٌ، و مُقَبَّبةٌ: ضامرة؛ قال: جاریةٌ من قَیْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ، بَیْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبه، كأَنها حِلْیةُ سَیْفٍ مُذْهَبَهْ و قَبَّ التَّمْرُ و اللحمُ و الجِلْدُ یَقِبُّ قُبوباً: ذَهَبَ طَراؤُه و نُدُوَّتُه و ذَوَی؛ و كذلك الجُرْحُ إِذا یَبِسَ، و ذهَبَ ماؤُه و جَفَّ. و قیل: قَبَّت الرُّطَبةُ إِذا جَفَّتْ بعضَ الجُفوف بعْدَ التَّرْطِیب. و قَبَّ النَّبْتُ یَقُبُّ و یَقِبُّ قَبّاً: یَبِسَ، و اسم ما یَبِسَ منه القَبِیبُ، كالقَفِیفِ سواءً. و القَبیبُ من الأَقِط: الذی خُلِطَ یابسُه برَطْبِه. و أَنْفٌ قُبابٌ: ضَخْم عظیم. و قَبَّ الشی‌ءَ و قَبَّبَهُ: جَمَعَ أَطرافَهُ. و القُبَّةُ من البناء: معروفة، و قیل هی البناء من الأَدَم خاصَّةً، مشتقٌّ من ذلك، و الجمع قُبَبٌ و قِبابٌ. و قَبَّبها: عَمِلَها. و تَقبَّبها: دَخَلَها. و بیتٌ مُقَبَّبٌ: جُعِلَ فوقه قُبَّةٌ؛ و الهوادجُ تُقَبَّبُ. و قَبَبْتُ قُبَّة، و قَبَّبْتها تَقبیباً إِذا بَنَیْتَها. و قُبَّةُ الإِسلام: البَصْرة، و هی خِزانة العرب؛ قال: بَنَتْ، قُبَّةَ الإِسلامِ، قَیْسٌ، لأَهلِها و لو لم یُقیموها لَطالَ الْتِواؤُها و‌فی حدیث الاعتكاف: رأَی قُبَّةً مضروبةً فی المسجد.القُبَّة من الخِیام: بیتٌ صغیر مستدیر، و هو من بیوت العرب. و القُبابُ: ضَرْبٌ من السَّمَك «2»، یُشْبِه الكَنْعَد؛ قال جریر: لا تَحْسَبَنَّ مِراسَ الحَرْبِ، إِذ خَطَرَتْ، أَكْلَ القُبابِ، و أَدْمَ الرُّغْفِ بالصَّیرِ و حِمارُ قَبَّانَ: هُنَیٌّ أُمَیْلِسُ أُسَیْدٌ، رأْسُه كرأْسِ الخُنْفُساءِ، طوالٌ قَوائمهُ نحوُ قوائم الخُنْفُساء، و هی أَصغر منها. و قیل: عَیْرُ قَبّانَ: أَبْلَقُ مُحَجَّلُ القَوائم، له أَنْفٌ كأَنف القُنْفُذ إِذا حُرِّكَ تماوَتَ حتی تَراه كأَنه بَعْرةٌ، فإِذا كُفَّ الصَّوْتُ انْطَلَق. و قیل: هو دویبة، و هو فَعْلانُ مِن قَبَّ، لأَنَّ العرب لا تصرفه؛ و هو معرفة عندهم، و لو كان فعّالًا لصرفته، تقول: رأَیت قَطِیعاً من حُمُرِ قَبّانَ؛ قال الشاعر: یا عَجبا لقد رأَیتُ عَجبا، حمارَ قَبّانَ یَسُوقُ أَرْنبا و قَبْقَبَ الرجلُ: حَمُقَ. و القَبْقَبةُ و القَبِیبُ: صوتُ جَوْف الفرس. و القَبْقَبةُ و القَبْقابُ: صوتُ أَنیاب الفحل، و هدیرُه؛ و قیل: هو ترجیع الهَدِیر. و قَبْقَبَ الأَسدُ و الفحل قَبْقَبةً إِذا هَدَر.
(2). قوله [و القباب ضرب] بضم القاف كما فی التهذیب بشكل القلم و صرح به فی التكملة و ضبطه المجد بوزن كتاب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 660
و القَبْقابُ: الجمل الهَدَّار. و رجلٌ قَبقابٌ و قُباقِبٌ: كثیر الكلام، أَخطأَ أَو أَصابَ؛ و قیل: كثیر الكلام مُخَلِّطُه؛ أَنشد ثعلب: أَو سَكَتَ القومُ فأَنتَ قَبقابْ و قَبْقَبَ الأَسد: صَرَفَ نابَیْه. و القَبْقَبُ: سیر یَدُور علی القَرَبُوسَین كلیهما، و عند المولدین: سیر یَعْتَرض وراء القَرَبُوس المؤخر. و القَبْقَبُ: خَشَبُ السَّرْج؛ قال: یُطیِّرُ الفارسَ لو لا قَبْقَبُه و القَبْقَبُ: البطْنُ. و‌فی الحدیث: من كُفِیَ شَرَّ لَقْلَقِه و قَبْقَبِه و ذَبْذَبِه، فقد وُقِیَ.و قیل: للبَطْنِ: قَبْقَبٌ، مِن القَبْقَبَةِ، و هی حكایة صوت البَطْنِ. و القَبْقابُ: الكذَّابُ. و القَبْقابُ: الخَرَزَة التی تُصْقَلُ بها الثِّیاب. و القَبْقابُ: النعل المتخذة من خَشَب، بلغة أَهل الیمن. و القَبْقابُ: الفرج. یُقال: بَلَّ البَوْلُ مَجامِع قَبْقابِه. و قالوا: ذَكَرٌ قَبْقابٌ، فوَصَفُوه به؛ و أَنشد أَعرابی فی جاریة اسمها لَعْساء: لَعْساءُ یا ذاتَ الحِرِ القَبْقابِ فسُئِلَ عن معنی القَبْقابِ، فقال: هو الواسع، الكثیر الماء إِذا أَوْلَج الرجلُ فیه ذَكَرَهُ. قَبْقَبَ أَی صَوَّتَ؛ و قال الفرزدق: لكَمْ طَلَّقَتْ، فی قَیْسِ عَیْلانَ، من حِرٍ، و قد كان قَبْقاباً، رِماحُ الأَراقِمِ و قُباقِبٌ، بضم القاف: العام الذی یلی قابِلَ عامِك، اسم عَلَم للعام؛ و أَنشد أَبو عبیدة: العامُ و المُقْبِلُ و القُباقِبُ و فی الصحاح: القُباقِبُ، بالأَلف و اللام. تقول: لا آتیكَ العامَ و لا قابِلَ و لا قُباقِبَ. قال ابن بری: الذی ذكره الجوهری هو المعروف؛ قال: أَعنی قوله إِنّ قُباقِباً هو العام الثالث. قال: و أَما العام الرابع، فیقال له المُقَبْقِبُ. قال: و مِنهم مَن یجعل القابَّ العامَ الثالث، و القُباقِبَ العامَ الرابع، و المُقَبْقِبَ العامَ الخامسَ. و حُكِیَ عن خالدِ بن صَفوان أَنه قال لابْنِهِ: إِنك لا تُفْلِحُ العامَ، و لا قابِلَ، و لا قابَّ، و لا قُباقِبَ، و لا مُقَبْقِبَ. زاد ابن بری عن ابن سیدة فی حكایة خالد: انظر قابَّ بهذا المعنی. و قال ابن سیدة، فیما حكاه، قال: كلُّ كلمة منها اسم السنة بعد السنة. و قال: حكاه الأَصمعی و قال: و لا یَعْرِفون ما وراء ذلك. و القَبَّابُ: و المُقَبْقِبُ: الأَسد. و قَبْ قَبْ: حكایة وَقْعِ السیف. و قِبَّةُ الشاة أَیضاً: ذاتُ الأَطْباقِ، و هی الحِفْثُ. و ربما خففت.

قتب؛ ج1، ص: 660

: القِتْبُ و القَتَبُ: إِكافُ البعیر، و قد یؤنث، و التذكیر أَعم، و لذلك أَنثوا التصغیر، فقالوا: قُتَیبة. قال الأَزهری: ذهب اللیث إِلی أَن قُتَیْبة مأْخوذ من القِتْب. قال: و قرأْتُ فی فُتوحِ خُراسانَ: أَن قُتَیبة بن مسلم، لما أَوقع بأَهل خُوارَزْمَ، و أَحاط بهم، أَتاه رسولهم، فسأَله عن اسمه، فقال: قُتَیبة، فقال له: لستَ تفتَحها، إِنما یفتحُها رجل اسمه إِكاف، فقال قُتَیبة: فلا یفتحها غیری، و اسمی إِكاف. قال: و هذا یوافق ما قال اللیث. و قال الأَصمعی: قَتَبُ البعیر مُذكَّر لا یؤنث، و یقال له: القِتْبُ، و إِنما یكون للسانیة؛ و منه قول لبید: و أُلْقِیَ قِتْبُها المَخْزومُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 661
ابن سیدة: القِتْبُ و القَتَبُ إِكاف البعیر؛ و قیل: هو الإِكاف الصغیر الذی علی قَدْرِ سَنام البعیر. و فی الصحاح: رَحْلٌ صغیرٌ علی قَدْر السَّنام. و أَقْتَبَ البعیرَ إِقْتاباً إِذا شَدَّ علیه القَتَبَ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: لا تمنع المرأَة نفسها من زوجها، و إِن كانت علی ظَهْرِ قَتَبٍ؛ القَتَبُ للجمَل كالإِكافِ لغیره؛ و معناه: الحَثُّ لهنَّ علی مطاوَعة أَزواجهن، و أَنه لا یَسَعُهُنَّ الامتناع فی هذه الحال، فكیف فی غیرها. و قیل: إِن نساء العرب كُنَّ إِذا أَرَدْنَ الوِلادَةَ، جَلَسْنَ علی قَتَبٍ، و یَقُلْنَ: إِنه أَسْلَسُ لخروج الولد، فأَرادت تلك الحالةَ. قال أَبو عبید: كنا نَری أَن المعنی و هی تسیر علی ظَهْرِ البعیر، فجاءَ التفسیر بعد ذلك. و القِتْبُ، بالكسر: جمیعُ أَداة السانیة من أَعلاقها و حبالها؛ و الجمعُ من كل ذلك: أَقتابٌ؛ قال سیبویه: لم یجاوِزوا به هذا البناء. و القَتُوبةُ من الإِبل: الذی یُقْتَبُ بالقَتَبِ إِقْتاباً؛ قال اللحیانی: هو ما أَمكنَ أَن یوضع علیه القَتَب، و إِنما جاءَ بالهاءِ، لأَنها للشی‌ءِ مما یُقْتَبُ. و‌فی الحدیث: لا صدقة فی الإِبل القَتوبة؛ القَتُوبة، بالفتح: الإِبل التی توضَعُ الأَقْتابُ علی ظهورها، فَعولة بمعنی مفعولة، كالرَّكُوبة و الحَلوبة. أَراد: لیس فی الإِبل العوامل صدقة. قال الجوهری: و إِن شئت حذفت الهاء، فقلت القَتُوبُ. ابن سیدة: و كذلك كل فعولة من هذا الضرب من الأَسماءِ. و القَتُوب: الرَّجل المُقْتِبُ. التهذیب: أَقْتَبْتُ زیداً یمیناً إِقتاباً إِذا غَلَّظْتَ علیه الیمینَ، فهو مُقْتَبٌ علیه. و یقال: ارْفُقْ به، و لا تُقْتِبْ علیه فی الیمین؛ قال الراجز: إِلیكَ أَشْكو ثِقْلَ دَینٍ أَقْتَبا ظَهْرِی بأَقْتابٍ تَرَكْنَ جُلَبا ابن سیدة: القِتْبُ و القَتَبُ: المِعَی، أُنثی، و الجمع أَقْتابٌ؛ و هی القِتْبَةُ، بالهاءِ، و تصغیرها قُتَیْبةٌ. و قُتَیْبةُ: اسم رجل، منها؛ و النسبة إِلیه قُتَبِیّ، كما تقول جُهَنِیّ. و قیل: القِتْبُ ما تحَوَّی من البطن، یعنی استدار، و هی الحَوایا. و أَما الأَمْعاء، فهی الأَقْصاب. و جمعُ القِتْب: أَقْتابٌ. و‌فی الحدیث: فتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطنِه؛ و قال الأَصمعی: واحدها قِتْبَة، قال: و به سُمِّیَ الرجل قُتَیْبةَ، و هو تصغیرها.

قحب؛ ج1، ص: 661

: قَحَبَ یَقْحُبُ قُحاباً و قَحْباً إِذا سَعَلَ؛ و یقال: أَخذه سُعالٌ قاحِبٌ. و القَحْبُ: سُعالُ الشَّیخ، و سُعال الكلب و من أَمراض الإِبل القُحابُ: و هو السُّعالُ؛ قال الجوهری: القُحابُ سُعال الخیل و الإِبل، و ربما جُعِل للناس. الأَزهری: القُحابُ السُّعال، فعَمَّ و لم یخصص. ابن سیدة: قَحَبَ البعیرُ یَقْحُبُ قَحْباً و قُحاباً: سَعَلَ؛ و لا یَقْحُبُ منها إِلَّا الناحِزُ أَو المُغِدُّ. و قَحَبَ الرجلُ و الكلبُ، و قَحَّبَ: سَعَل. و رجل قَحْبٌ، و امرأَة قَحْبة: كثیرة السُّعال مع الهَرَم؛ و قیل: هما الكثیرا السُّعال مع هَرَم أَو غیر هَرَم؛ و قیل: أَصل القُحاب فی الإِبل، و هو فیما سوی ذلك مستعار. و بالدابة قَحْبة أَی سُعال. و سُعال قاحبٌ: شدید. و القُحابُ: فساد الجَوْف. الأَزهری: أَهل الیمن یُسَمّون المرأَةَ المُسِنَّة قَحْبةً. و یُقال للعجوز: القَحْبةُ و القَحْمَةُ؛ قال: و كذلك یقال لكل كبیرة من الغنم مُسِنَّةٍ؛ قال ابن سیدة: القَحْبةُ المُسنة من الغنم و غیرها؛ و القحْبةُ كلمة مولدة. قال الأَزهری: قیل للبَغِیِّ قَحْبة، لأَنها كانت فی الجاهلیة تُؤْذِن
لسان العرب، ج‌1، ص: 662
طُلَّابَها بقُحابها، و هو سُعالها. ابن سیدة: القَحْبة الفاجرة، و أَصلُها من السُّعال، أَرادوا أَنها تَسْعُلُ، أَو تَتَنَحْنَحُ تَرمُزُ به؛ قال أَبو زید: عجوز قَحْبةٌ، و شیخ قَحْبٌ، و هو الذی یأْخذه السُّعال؛ و أَنشد غیره: شَیَّبنی قبلَ إِنَی وَقْتِ الهَرَمْ، كلُّ عجوز قَحْبةٍ فیها صَمَمْ و یقال: أَتَینَ نساءٌ یَقْحُبنَ أَی یَسْعُلن؛ و یقال للشابّ إِذا سَعَل: عُمْراً و شَباباً، و للشیخ: وَرْیاً و قُحاباً. و فی التهذیب: یقال للبغیضِ إِذا سَعَلَ وَرْیاً و قُحاباً؛ و للحَبِیبِ إِذا سَعَل: عُمْراً و شَباباً.

قحرب؛ ج1، ص: 662

: الأَزهری فی الرباعی، یقال للعصا: الغِرْزَحْلة، و القَحْرَبةُ «1»، و القِشْبارة، و القِسْبارةُ، و اللّه أَعلم.

قحطب؛ ج1، ص: 662

: قَحْطَبَه بالسیف عَلاه و ضربه و طَعَنه فقَرْطَبَه، و قَحْطَبَه إِذا صَرَعَه. و قَحْطَبَه: صَرَعَه. و قَحْطَبة: اسم رجل.

قدحب؛ ج1، ص: 662

: الأَزهری، حكی اللحیانی فی نوادره: ذهب القوم بقِنْدَحْبَةَ، و قِنْدَحْرَة، و قِدَّحْرَةَ: كل ذلك إِذا تَفَرَّقوا.

قرب؛ ج1، ص: 662

: القُرْبُ نقیضُ البُعْدِ. قَرُبَ الشی‌ءُ، بالضم، یَقْرُبُ قُرْباً و قُرْباناً و قِرْباناً أَی دَنا، فهو قریبٌ، الواحد و الاثنان و الجمیع فی ذلك سواء. و قوله تعالی: وَ لَوْ تَریٰ إِذْ فَزِعُوا فَلٰا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكٰانٍ قَرِیبٍ؛جاءَ فی التفسیر: أُخِذُوا من تحتِ أَقدامهم.و قوله تعالی: وَ مٰا یُدْرِیكَ لَعَلَّ السّٰاعَةَ قَرِیبٌ؛ ذَكَّر قریباً لأَن تأْنیثَ الساعةِ غیرُ حقیقیّ؛ و قد یجوز أَن یُذَكَّر لأَن الساعةَ فی معنی البعث. و قوله تعالی: وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنٰادِ الْمُنٰادِ مِنْ مَكٰانٍ قَرِیبٍ؛ أَی یُنادی بالحَشْرِ من مكانٍ قریب، و هی الصخرة التی فی بیت المَقْدِس؛ و یقال: إِنها فی وسط الأَرض؛ قال سیبویه: إِنَّ قُرْبَك زیداً، و لا تقول إِنَّ بُعْدَك زیداً، لأَن القُرب أَشدُّ تَمكُّناً فی الظرف من البُعْد؛ و كذلك: إِنَّ قریباً منك زیداً، و أَحسنُه أَن تقول: إِن زیداً قریب منك، لأَنه اجتمع معرفة و نكرة، و كذلك البُعْد فی الوجهین؛ و قالوا: هو قُرابتُك أَی قَریبٌ منك فی المكان؛ و كذلك: هو قُرابَتُك فی العلم؛ و قولهم: ما هو بشَبِیهِكَ و لا بِقُرَابة مِن ذلك، مضمومة القاف، أَی و لا بقَریبٍ من ذلك. أَبو سعید: یقول الرجلُ لصاحبه إِذا اسْتَحَثَّه: تَقَرَّبْ أَی اعْجَلْ؛ سمعتُه من أَفواههم؛ و أَنشد: یا صاحِبَیَّ تَرحَّلا و تَقَرَّبا، فلَقَد أَنی لمُسافرٍ أَن یَطْرَبا التهذیب: و ما قَرِبْتُ هذا الأَمْرَ، و لا قَرَبْتُه؛ قال اللّه تعالی: وَ لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ*؛ و قال: وَ لٰا تَقْرَبُوا الزِّنیٰ؛ كل ذلك مِنْ قَرِبتُ أَقْرَبُ. و یقال: فلان یَقْرُبُ أَمْراً أَی یَغْزُوه، و ذلك إِذا فعل شیئاً أَو قال قولًا یَقْرُبُ به أَمْراً یَغْزُوه؛ و یُقال: لقد قَرَبْتُ أَمْراً ما أَدْرِی ما هو. و قَرَّبَه منه، و تَقَرَّب إِلیه تَقَرُّباً و تِقِرَّاباً، و اقْتَرَب و قاربه. و‌فی حدیث أَبی عارِمٍ: فلم یَزَلِ الناسُ مُقارِبینَ له‌أَی یَقْرُبُونَ حتی جاوزَ بلادَ بنی عامر، ثم جَعل الناسُ یَبْعُدونَ منه. و افْعَلْ ذلك بقَرابٍ، مفتوحٌ، أَی بقُرْبٍ؛ عن
(1). قوله [یقال للعصا إلخ] ذكر لها أربعة أسماء كلها صحیحة و راجعنا علیها التهذیب و غیره إلا القحربة التی ترجم لأَجلها فخطأ و تبعه شارح القاموس. و صوابها القحزنة، بالزای و النون، كما فی التهذیب و غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 663
ابن الأَعرابی. و قوله تعالی: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ؛ و لم یَقُلْ قَریبةٌ، لأَنه أَراد بالرحمة الإِحسانَ و لأَن ما لا یكون تأْنیثه حقیقیّاً، جاز تذكیره؛ و قال الزجاج: إِنما قیل قَرِیبٌ، لأَن الرحمة، و الغُفْرانَ، و العَفْو فی معنًی واحد؛ و كذلك كل تأْنیثٍ لیس بحقیقیّ؛ قال: و قال الأَخفش جائز أَن تكون الرحمة هاهنا بمعنی المَطَر؛ قال: و قال بعضُهم هذا ذُكِّر لیَفْصِلَ بین القریب من القُرْب، و القَریبِ من القَرابة؛ قال: و هذا غلط، كلُّ ما قَرُبَ من مكانٍ أَو نَسَبٍ، فهو جارٍ علی ما یصیبه من التذكیر و التأْنیث؛ قال الفراءُ: إِذا كان القریبُ فی معنی المسافة، یذكَّر و یؤَنث، و إِذا كان فی معنی النَّسَب، یؤَنث بلا اختلاف بینهم. تقول: هذه المرأَة قَریبتی أَی ذاتُ قَرابتی؛ قال ابن بری: ذكر الفراءُ أَنَّ العربَ تَفْرُقُ بین القَریب من النسب، و القَریب من المكان، فیقولون: هذه قَریبتی من النسب، و هذه قَرِیبی من المكان؛ و یشهد بصحة قوله قولُ إمرئِ القیس: له الوَیْلُ إِنْ أَمْسَی، و لا أُمُّ هاشمٍ قَریبٌ، و لا البَسْباسةُ ابنةُ یَشْكُرا فذكَّر قَریباً، و هو خبر عن أُم هاشم، فعلی هذا یجوز: قریبٌ منی، یرید قُرْبَ المَكان، و قَریبة منی، یرید قُرْبَ النَّسب. و یقال: إِنَّ فَعِیلًا قد یُحْمل علی فَعُول، لأَنه بمعناه، مثل رَحیم و رَحُوم، و فَعُول لا تدخله الهاءُ نحو امرأَة صَبُور؛ فلذلك قالوا: ریح خَریقٌ، و كَنِیبة خَصِیفٌ، و فلانةُ منی قریبٌ. و قد قیل: إِن قریباً أَصلهُ فی هذا أَن یكونَ صِفةً لمكان؛ كقولك: هی منی قَریباً أَی مكاناً قریباً، ثم اتُّسِعَ فی الظرف فَرُفِع و جُعِلَ خبراً. التهذیب: و القَریبُ نقیضُ البَعِید یكون تَحْویلًا، فیَستوی فی الذكر و الأُنثی و الفرد و الجمیع، كقولك: هو قَریبٌ، و هی قریبٌ، و هم قریبٌ، و هنَّ قَریبٌ. ابن السكیت: تقول العرب هو قَریبٌ منی، و هما قَریبٌ منی، و هم قَرِیبٌ منی؛ و كذلك المؤَنث: هی قریب منی، و هی بعید منی، و هما بعید، و هنّ بعید منی، و قریب؛ فتُوَحِّدُ قریباً و تُذَكِّرُه لأَنه إِن كان مرفوعاً، فإِنه فی تأْویل هو فی مكان قریب منی. و قال اللّه تعالی: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ. و قد یجوز قریبةٌ و بَعیدة، بالهاءِ، تنبیهاً علی قَرُبَتْ، و بَعُدَتْ، فمن أَنثها فی المؤَنث، ثَنَّی و جَمَع؛ و أَنشد: لیالیَ لا عَفْراءُ، منكَ، بعیدةُ فتَسْلی، و لا عَفْراءُ منكَ قَریبُ و اقْتَرَبَ الوعدُ أَی تَقارَبَ. و قارَبْتُه فی البیع مُقاربة. و التَّقارُبُ: ضِدُّ التَّباعد. و‌فی الحدیث: إِذا تَقاربَ الزمانُ، و‌فی روایة: إِذا اقْترَبَ الزمان، لم تَكَدْ رُؤْیا المؤْمِن تَكْذِبُ؛ قال ابن الأَثیر: أَراد اقترابَ الساعة، و قیل اعتدالَ اللیل و النهار؛ و تكون الرؤْیا فیه صحیحةً لاعْتِدالِ الزمان. و اقْتَربَ: افْتَعَلَ، من القُرْب. و تَقارَب: تَفاعَلَ، منه، و یقال للشی‌ءِ إِذا وَلَّی و أَدْبَر: تَقارَبَ. و‌فی حدیث المَهْدِیِّ: یَتَقارَبُ الزمانُ حتی تكون السنةُ كالشهر؛ أَراد: یَطِیبُ الزمانُ حتی لا یُسْتَطالَ؛ و أَیام السُّرور و العافیة قَصیرة؛ و قیل: هو كنایة عن قِصَر الأَعْمار و قلة البركة. و یقال: قد حَیَّا و قَرَّب إِذا قال: حَیَّاكَ اللّه، و قَرَّبَ دارَك. و‌فی الحدیث: مَنْ تَقَرَّب إِلیَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلیه ذِراعاً؛ المرادُ بقُرْبِ العَبْدِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 664
منَ اللّه، عز و جل، القُرْبُ بالذِّكْر و العمل الصالح، لا قُرْبُ الذاتِ و المكان، لأَن ذلك من صفات الأَجسام، و اللّه یَتَعالی عن ذلك و یَتَقَدَّسُ. و المراد بقُرْبِ اللّه تعالی من العبد، قُرْبُ نعَمِه و أَلطافه منه، و بِرُّه و إِحسانُه إِلیه، و تَرادُف مِنَنِه عنده، و فَیْضُ مَواهبه علیه. و قِرابُ الشی‌ءِ و قُرابُه و قُرابَتُه: ما قاربَ قَدْرَه. و‌فی الحدیث: إِن لَقِیتَنی بقُراب الأَرضِ خطیئةً‌أَی بما یقارِبُ مِلأَها، و هو مصدرُ قارَبَ یُقارِبُ. و القِرابُ: مُقاربة الأَمر؛ قال عُوَیْفُ القَوافی یصف نُوقاً: هو ابن مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً یَزِدْنَ علی العَدید قِرابَ شَهْرِ و هذا البیت أَورده الجوهری: یَرِدْنَ علی الغَدیرِ قِرابَ شهر. قال ابن بری: صواب إِنشاده یَزِدْنَ علی العَدید، مِنْ معنی الزیادة علی العِدَّة، لا مِنْ معنی الوِرْدِ علی الغَدیر. و المُنَضِّجةُ: التی تأَخرت ولادتها عن حین الولادة شهراً، و هو أَقوی للولد. قال: و القِرابُ أَیضاً إِذا قاربَ أَن یمتلئَ الدلوُ؛ و قال العَنْبَرُ بن تمیم، و كان مجاوراً فی بَهْراءَ: قد رابنی منْ دَلْوِیَ اضْطِرابُها، و النَّأْیُ من بَهْراءَ و اغْتِرابُها، إِلَّا تَجِی مَلأَی یَجِی قِرابُها ذكر أَنه لما تزوَّجَ عمرو بن تمیم أُمَّ خارجةَ، نقَلَها إِلی بلده؛ و زعم الرواةُ أَنها جاءَت بالعَنْبَر معها صغیراً فأَولدها عَمرو بن تمیم أُسَیْداً، و الهُجَیْم، و القُلَیْبَ، فخرجوا ذاتَ یوم یَسْتَقُون، فَقَلَّ علیهم الماءُ، فأَنزلوا مائحاً من تمیم، فجعل المائح یملأُ دَلْوَ الهُجَیْم و أُسَیْد و القُلَیْبِ، فإِذا وردَتْ دلو العَنْبر تركها تَضْطَربُ، فقال العَنْبَر هذه الأَبیات: و قال اللیث: القُرابُ و القِرابُ مُقارَبة الشی‌ءِ. تقول: معه أَلفُ درهم أَو قُرابه؛ و معه مِلْ‌ءُ قَدَح ماءٍ أَو قُرابُه. و تقول: أَتیتُه قُرابَ العَشِیِّ، و قُرابَ اللیلِ. و إِناءٌ قَرْبانُ: قارَب الامْتِلاءَ، و جُمْجُمةٌ قَرْبَی: كذلك. و قد أَقْرَبَه؛ و فیه قَرَبُه و قِرابُه. قال سیبویه: الفعل من قَرْبانَ قارَبَ. قال: و لم یقولوا قَرُبَ استغناء بذلك. و أَقْرَبْتُ القَدَحَ، مِنْ قولهم: قَدَح قَرْبانُ إِذا قارَبَ أَن یمتلئَ؛ و قَدَحانِ قَرْبانانِ و الجمع قِرابٌ، مثل عَجْلانَ و عِجالٍ؛ تقول: هذا قَدَحٌ قَرْبانُ ماءً، و هو الذی قد قارَبَ الامتِلاءَ. و یقال: لو أَنَّ لی قُرابَ هذا ذَهَباً أَی ما یُقارِبُ مِلْأَه. و القُرْبانُ، بالضم: ما قُرِّبَ إِلی اللّه، عز و جل. و تَقَرَّبْتَ به، تقول منه: قَرَّبْتُ للّه قُرْباناً. و تَقَرَّبَ إِلی اللّه بشی‌ءٍ أَی طَلَبَ به القُرْبة عنده تعالی. و القُرْبانُ: جَلِیسُ الملك و خاصَّتُه، لقُرْبِه منه، و هو واحد القَرابِینِ؛ تقول: فلانٌ من قُرْبان الأَمیر، و من بُعْدانِه. و قَرابینُ المَلِكِ: وُزَراؤُه، و جُلساؤُه، و خاصَّتُه. و فی التنزیل العزیز: وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبٰا قُرْبٰاناً. و قال فی موضع آخر: إِنَّ اللّٰهَ عَهِدَ إِلَیْنٰا أَلّٰا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتّٰی یَأْتِیَنٰا بِقُرْبٰانٍ تَأْكُلُهُ النّٰارُ. و كان الرجلُ إِذا قَرَّبَ قُرْباناً، سَجَد للّه، فتنزل النارُ فتأْكل قُرْبانَه، فذلك علامةُ قبول القُرْبانِ، و هی
لسان العرب، ج‌1، ص: 665
ذبائح كانوا یذبحونها. اللیث: القُرْبانُ ما قَرَّبْتَ إِلی اللّه، تبتغی بذلك قُرْبةً و وسیلة. و‌فی الحدیث صفة هذه الأُمَّةِ فی التوراة: قُرْبانُهم دماؤُهم.القُرْبان مصدر قَرُبَ یَقْرُب أَی یَتَقَرَّبُون إِلی اللّه بإِراقة دمائهم فی الجهاد. و كان قُرْبان الأُمَم السالفةِ ذَبْحَ البقر، و الغنم، و الإِبل. و‌فی الحدیث: الصّلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِیٍّ‌أَی إِنَّ الأَتْقِیاءَ من الناس یَتَقَرَّبونَ بها إِلی اللّه تعالی أَی یَطْلُبون القُرْبَ منه بها. و‌فی حدیث الجمعة: مَن رَاحَ فی الساعةِ الأُولی، فكأَنما قَرَّبَ بدنةً‌أَی كأَنما أَهْدی ذلك إِلی اللّه تعالی كما یُهْدی القُرْبانُ إِلی بیت اللّه الحرام. الأَحمر: الخیلُ المُقْرَبة التی تكون قَریبةً مُعَدَّةً. و قال شمر: الإِبل المُقْرَبة التی حُزِمَتْ للرُّكوب، قالَها أَعرابیٌّ مِن غَنِیٍّ. و قال: المُقْرَباتُ من الخیل: التی ضُمِّرَت للرُّكوب. أَبو سعید: الإِبل المُقْرَبةُ التی علیها رِحالٌ مُقْرَبة بالأَدَم، و هی مَراكِبُ المُلوك؛ قال: و أَنكر الأَعرابیُّ هذا التفسیر. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: ما هذه الإِبلُ المُقْرِبةُ؟قال: هكذا رُوی، بكسر الراءِ، و قیل: هی بالفتح، و هی التی حُزِمَتْ للرُّكوب، و أَصلُه من القِرابِ. ابن سیدة: المُقْرَبةُ و المُقْرَب من الخیل: التی تُدْنَی، و تُقَرَّبُ، و تُكَرَّمُ، و لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ؛ قال ابن درید: إِنما یُفْعَلُ ذلك بالإِناث، لئلا یَقْرَعَها فَحْلٌ لئیم. و أَقْرَبَتِ الحاملُ، و هی مُقْرِبٌ: دنا وِلادُها، و جمعها مَقاریبُ، كأَنهم توهموا واحدَها علی هذا، مِقْراباً؛ و كذلك الفرس و الشاة، و لا یقال للناقةِ إِلّا أَدْنَتْ، فهی مُدْنٍ؛ قالت أُمُّ تأَبَّطَ شَرّاً، تُؤَبِّنُه بعد موته: و ابْناه و ابنَ اللَّیْل، لیس بزُمَّیْل شَروبٍ للقَیْل، یَضْرِبُ بالذَّیْل كمُقْرِبِ الخَیْل لأَنها تُضَرِّجُ من دَنا منها؛ و یُرْوی كمُقْرَب الخیل، بفتح الراءِ، و هو المُكْرَم. اللیث: أَقْرَبَتِ الشاةُ و الأَتانُ، فهی مُقْرِبٌ، و لا یقال للناقة إِلّا أَدْنَتْ، فهی مُدْنٍ. العَدَبَّسُ الكِنانیُّ: جمع المُقْرِبِ من الشاءِ: مَقاریبُ؛ و كذلك هی مُحْدِثٌ و جمعُه مَحادیثُ. التهذیب: و القَریبُ و القَریبة ذو القَرابة، و الجمع مِن النساءِ قَرائِبُ، و مِن الرجال أَقارِبُ، و لو قیل قُرْبَی، لجاز. و القَرابَة و القُرْبَی: الدُّنُوُّ فی النَّسب، و القُرْبَی فی الرَّحِم، و هی فی الأَصل مصدر. و فی التنزیل العزیز: وَ الْجٰارِ ذِی الْقُرْبیٰ. و ما بینهما مَقْرَبَةٌ و مَقْرِبَة و مَقْرُبة أَی قَرابةٌ. و أَقارِبُ الرجلِ، و أَقْرَبوه: عَشِیرَتُه الأَدْنَوْنَ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ. و‌جاءَ فی التفسیر أَنه لما نَزَلَتْ هذه الآیة، صَعِدَ الصَّفا، و نادی الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ، فَخِذاً فَخِذاً. یا بنی عبد المطلب، یا بنی هاشم، یا بنی عبد مناف، یا عباسُ، یا صفیةُ: إِنی لا أَملك لكم من اللّه شیئاً، سَلُونی من مالی ما شئتم؛ هذا عن الزجاج. و تقول: بینی و بینه قَرابة، و قُرْبٌ، و قُرْبَی، و مَقْرَبة، و مَقْرُبة، و قُرْبَة، و قُرُبَة، بضم الراءِ، و هو قَریبی، و ذو قَرابَتی، و هم أَقْرِبائی، و أَقارِبی. و العامة تقول: هو قَرابَتی، و هم قَراباتی. و قولُه تعالی: قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبیٰ؛ أَی إِلا أَن تَوَدُّونی فی قَرابتی أَی فی قَرابتی منكم. و یقال: فلانٌ ذو قَرابتی، و ذو
لسان العرب، ج‌1، ص: 666
قَرابةٍ مِنی، و ذو مَقْرَبة، و ذو قُرْبَی منی. قال اللّه تعالی: یَتِیماً ذٰا مَقْرَبَةٍ. قال: و مِنهم مَن یُجیز فلان قَرابتی؛ و الأَوَّلُ أَكثر. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إِلَّا حامَی علی قَرابته؛ أَی أَقارِبه، سُمُّوا بالمصدر كالصحابة. و التَّقَرُّبُ: التَّدَنِّی إلی شَی‌ءٍ، و التَّوَصُّلُ إِلی إِنسان بقُرْبةٍ، أَو بحقٍّ. و الإِقْرابُ: الدُّنُوُّ. و تَقارَبَ الزرعُ إِذا دَنا إِدراكُه. ابن سیدة: و قارَبَ الشی‌ءَ داناه. و تَقَارَبَ الشیئانِ: تَدانَیا. و أَقْرَبَ المُهْرُ و الفصیلُ و غیرُه إِذا دنا للإِثناءِ أَو غیر ذلك من الأَسْنانِ. و المُتَقارِبُ فی العَروض: فَعُولُن، ثمانی مرات، و فعولن فعولن فَعَلْ، مرتین، سُمِّی مُتَقارِباً لأَنه لیس فی أَبنیة الشعر شی‌ءٌ تَقْرُبُ أَوْتادُه من أَسبابه، كقُرْبِ المتقارِبِ؛ و ذلك لأَن كل أَجزائه مَبْنِیٌّ علی وَتِدٍ و سببٍ. و رجلٌ مُقارِبٌ، و متاعٌ مُقارِبٌ: لیس بنَفیسٍ. و قال بعضهم: دَیْنٌ مُقارِبٌ، بالكسر، و متاعٌ مُقارَبٌ، بالفتح. الجوهری: شی‌ءٌ مقارِبٌ، بكسر الراءِ، أَی وَسَطٌ بین الجَیِّدِ و الرَّدِی‌ءِ؛ قال: و لا تقل مُقارَبٌ، و كذلك إِذا كان رَخیصاً. و العرب تقول: تَقارَبَتْ إِبلُ فلانٍ أَی قَلَّتْ و أَدْبَرَتْ؛ قال جَنْدَلٌ: غَرَّكِ أَن تَقارَبَتْ أَباعِری، و أَنْ رَأَیتِ الدَّهْرَ ذا الدَّوائِر و یقال للشی‌ءِ إِذا وَلی و أَدبر: قد تَقارَبَ. و یقال للرجل القصیر: مُتقارِبٌ، و مُتَآزِفٌ. الأَصمعی: إِذا رفَعَ الفَرَسُ یَدَیْه معاً و وَضَعَهما معاً، فذلك التقریبُ؛ و قال أَبو زید: إِذا رَجَمَ الأَرضَ رَجْماً، فهو التقریبُ. یقال: جاءَنا یُقَرِّبُ به فرسُه. و قارَبَ الخَطْوَ: داناه. و التَّقریبُ فی عَدْوِ الفرس: أَن یَرْجُمَ الأَرض بیدیه، و هما ضَرْبانِ: التقریبُ الأَدْنَی، و هو الإِرْخاءُ، و التقریبُ الأَعْلی، و هو الثَّعْلَبِیَّة. الجوهری: التقریبُ ضَربٌ من العَدْوِ؛ یقال: قَرَّبَ الفرسُ إِذا رفع یدیه معاً و وضعهما معاً، فی العدو، و هو دون الحُضْر. و‌فی حدیث الهجرة: أَتَیْتُ فرسِی فركبتها، فرفَعْتُها تُقَرِّبُ بی.قَرَّبَ الفرسُ، یُقَرِّبُ تقریباً إِذا عَدا عَدْواً دون الإِسراع. و قَرِبَ الشی‌ءَ، بالكسر، یَقْرَبُه قُرْباً و قِرْباناً: أَتاه، فقَرُبَ و دنا منه. و قَرَّبْتُه تقریباً: أَدْنَیْتُه. و القَرَبُ: طلبُ الماءِ لیلًا؛ و قیل: هو أَن لا یكون بینك و بین الماءِ إِلا لیلة. و قال ثعلب: إِذا كان بین الإِبل و بین الماءِ یومان، فأَوَّلُ یوم تَطلبُ فیه الماءَ هو القَرَبُ، و الثانی الطَّلَقُ. قَرِبَتِ الإِبلُ تَقْرَبُ قُرْباً، و أَقْرَبَها؛ و تقول: قَرَبْتُ أَقْرُبُ قِرابةً، مثلُ كتبتُ أَكْتُبُ كتابةً، إِذا سِرْتَ إِلی الماءِ، و بینك و بینه لیلة. قال الأَصمعی: قلتُ لأَعْرابِیٍّ ما القَرَبُ؟ فقال: سیر اللیل لِورْدِ الغَدِ؛ قلتُ: ما الطَّلَق؟ فقال: سیر اللیل لِوِرْدِ الغِبِّ. یقال: قَرَبٌ بَصْباصٌ، و ذلك أَن القوم یُسِیمُونَ الإِبلَ، و هم فی ذلك یسیرون نحو الماءِ، فإِذا بقیَت بینهم و بین الماءِ عشیةٌ، عَجَّلوا نحوهُ، فتلك اللیلةُ لیلةُ القَرَب. قال الخلیل: و القارِبُ طالِبُ الماءِ لیلًا، و لا یقال ذلك لِطالِب الماءِ نهاراً. و فی التهذیب: القارِبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 667
الذی یَطلُبُ الماءَ، و لم یُعَیِّنْ وَقْتاً. اللیث: القَرَبُ أَن یَرْعَی القومُ بینهم و بین الموْرد؛ و فی ذلك یسیرون بعضَ السَّیْر، حتی إِذا كان بینهم و بین الماءِ لیلةٌ أَو عَشِیَّة، عَجَّلُوا فَقَرَبُوا، یَقْرُبونَ قُرْباً؛ و قد أَقْرَبُوا إِبلَهم، و قَرِبَتِ الإِبلُ. قال: و الحمار القارِب، و العانَةُ القَوارِبُ: و هی التی تَقْرَبُ القَرَبَ أَی تُعَجِّلُ لیلةَ الوِرْدِ. الأَصمعی: إِذا خَلَّی الراعی وُجُوهَ إِبله إِلی الماءِ، و تَرَكَها فی ذلك تَرعی لیلَتَئذٍ، فهی لیلةُ الطَّلَق؛ فإِن كان اللیلةَ الثانیة، فهی لیلةُ القَرَب، و هو السَّوْقُ الشدید. و قال الأَصمعی: إِذا كانتْ إِبلُهم طَوالقَ، قیل أَطْلَقَ القومُ، فهم مُطْلِقُون، و إِذا كانت إِبلُهم قَوارِبَ، قالوا: أَقْرَبَ القومُ، فهم قارِبون؛ و لا یقال مُقْرِبُون، قال: و هذا الحرف شاذ. أَبو زید: أَقْرَبْتُها حتی قَرِبَتْ تَقْرَبُ. و قال أَبو عمرو فی الإِقْرابِ و القَرَب مثله؛ قال لبید: إِحْدَی بَنی جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها، لم تُمْسِ مِنی نَوْباً و لا قَرَبا قال ابن الأَعْرابی: القَرَبُ و القُرُبُ واحد فی بیت لبید. قال أَبو عمرو: القَرَبُ فی ثلاثة أَیام أَو أَكثر؛ و أَقْرَب القوم، فهم قارِبون، علی غیر قیاس، إِذا كانت إِبلُهم مُتَقارِبةً، و قد یُستعمل القَرَبُ فی الطیر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لخَلیج الأَعْیَویّ: قد قلتُ یوماً، و الرِّكابُ كأَنَّها قَوارِبُ طَیْرٍ حانَ منها وُرُودُها و هو یَقْرُبُ حاجةً أَی یَطلُبها، و أَصلها من ذلك. و‌فی حدیث ابن عمر: إِنْ كنا لنَلتَقی فی الیوم مِراراً، یسأَل بعضُنا بعضاً، و إِن نَقْرُبُ بذلك إِلی أَن نحمد اللّه تعالی؛ قال الأَزهری: أَی ما نَطلُبُ بذلك إِلَّا حمدَ اللّه تعالی. قال الخَطَّابی: نَقرُبُ أَی نَطلُب، و الأَصلُ فیه طَلَبُ الماء، و منه لیلةُ القَرَبِ: و هی اللیلة التی یُصْبِحُونَ منها علی الماءِ، ثم اتُّسِعَ فیه فقیل: فُلانٌ یَقْرُبُ حاجتَه أَی یَطلُبها؛ فإن الأُولی هی المخففة من الثقیلة، و الثانیة نافیة. و‌فی الحدیث قال له رجل: ما لی هارِبٌ و لا قارِبٌ‌أَی ما له وارِدٌ یَرِدُ الماء، و لا صادِرٌ یَصدُرُ عنه. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: و ما كنتُ إِلَّا كقارِبٍ وَرَدَ، و طالبٍ وَجَد.و یقال: قَرَبَ فلانٌ أَهلَه قُرْباناً إِذا غَشِیَها. و المُقارَبة و القِرابُ: المُشاغَرة للنكاح، و هو رَفْعُ الرِّجْلِ. و القِرابُ: غِمْدُ السَّیف و السكین، و نحوهما؛ و جمعُه قُرُبٌ. و فی الصحاح: قِرابُ السیفِ غِمْدُه و حِمالَتُه. و فی المثل: الفِرارُ بقِرابٍ أَكْیَسُ؛ قال ابن بری: هذا المثل ذكره الجوهری بعد قِرابِ السیف علی ما تراه، و كان صواب الكلام أَن یقول قبل المثل: و القِرابُ القُرْبُ، و یستشهد بالمثل علیه. و المثلُ لجابر بن عمرو المُزَنِیّ؛ و ذلك أَنه كان یسیر فی طریق، فرأَی أَثرَ رَجُلَیْن، و كان قائفاً، فقال: أَثَرُ رجلین شدیدٍ كَلَبُهما، عَزیزٍ سَلَبُهما، و الفِرارُ بقِرابٍ أَكْیَسُ أَی بحیث یُطْمَعُ فی السلامة من قُرْبٍ. و منهم مَن یَرویه بقُراب، بضم القاف. و فی التهذیب الفِرارُ قبلَ أَن یُحاطَ بك أَكْیَسُ لك. و قَرَبَ قِراباً، و أَقرَبَهُ: عَمِلَهُ. و أَقْرَبَ السیفَ و السكین: عَمِل لها قِراباً. و قَرَبَهُ: أَدْخَلَه فی القِرابِ. و قیل: قَرَبَ السیفَ جعلَ له قِراباً؛ و أَقْرَبَه: أَدْخَله فی قِرابِه. الأَزهری: قِرابُ السیفِ شِبْه جِرابٍ من أَدَمٍ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 668
یَضَعُ الراكبُ فیه سیفَه بجَفْنِه، و سَوْطه، و عصاه، و أَداته. و فی كتابه لوائل بن حُجْرٍ: لكل عشر من السَّرایا ما یَحْمِلُ القِرابُ من التمر. قال ابن الأَثیر: هو شِبْه الجِراب، یَطْرَحُ فیه الراكبُ سیفه بغِمْدِه و سَوْطِه، و قد یَطْرَحُ فیه زادَه مِن تمر و غیره؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی الروایة بالباءِ؛ هكذا قال و لا موضع له هاهنا. قال: و أُراه القِرافَ جمع قَرْفٍ، و هی أَوْعِیَةٌ من جُلُود یُحْمَلُ فیها الزادُ للسفر، و یُجْمَع علی قُروف أَیضاً. و القِرْبةُ من الأَساقی. ابن سیدة: القِرْبةُ الوَطْبُ من اللَّبَن، و قد تكون للماءِ؛ و قیل: هی المَخْروزة من جانبٍ واحد؛ و الجمع فی أَدْنی العدد: قِرْباتٌ و قِرِباتٌ و قِرَباتٌ، و الكثیر قِرَبٌ؛ و كذلك جمعُ كلِّ ما كان علی فِعْلة، مثل سِدْرة و فِقْرَة، لك أَن تفتح العینَ و تكسر و تسكن. و أَبو قِرْبةَ: فَرَسُ عُبَیْدِ بن أَزْهَرَ. و القُرْبُ: الخاصِرة، و الجمع أَقرابٌ؛ و قال الشَّمَرْدَلُ: یصف فرساً: لاحِقُ القُرْبِ، و الأَیاطِلِ نَهْدٌ، مُشْرِفُ الخَلْقِ فی مَطَاه تَمامُ التهذیب: فرسٌ لاحِقُ الأَقْراب، یَجْمَعُونه؛ و إِنما له قُرُبانِ لسَعته، كما یقال شاة ضَخْمَةُ الخَواصِر، و إِنما لها خاصرتانِ؛ و استعاره بعضُهم للناقة فقال: حتی یَدُلَّ علیها خَلْقُ أَربعةٍ، فی لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ فانْشَمَلا أَراد: حتی دَلَّ، فوضعَ الآتی موضعَ الماضی؛ قال أَبو ذؤیب یصف الحمارَ و الأُتُنَ: فبَدا له أَقْرابُ هذا رائِغاً عنه، فعَیَّثَ فی الكِنَانةِ یُرْجِعُ و قیل: القُرْبُ و القُرُبُ، من لَدُنِ الشاكلةِ إِلی مَرَاقِّ البطن، مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ؛ و كذلك من لَدُنِ الرُّفْغ إِلی الإِبْطِ قُرُبٌ من كلِّ جانب. و‌فی حدیث المَوْلِدِ: فخرَجَ عبدُ اللّه بن عبد المطلب أَبو النبی، صلی اللّه علیه و سلم، ذاتَ یوم مُتَقَرِّباً، مُتَخَصِّراً بالبَطْحاءِ، فبَصُرَتْ به لیلی العَدَوِیَّة؛ قوله مُتَقَرِّباً أَی واضعاً یده علی قُرْبِه أَی خاصِرَته و هو یمشی؛ و قیل: هو الموضعُ الرقیقُ أَسفل من السُّرَّة؛ و قیل: مُتَقَرِّباً أَی مُسْرِعاً عَجِلًا، و یُجْمَع علی أَقراب؛ و منه قصیدُ كعب بن زهیر: یمشی القُرادُ علیها، ثم یُزْلِقُه عنها لَبانٌ و أَقرابٌ زَهالِیلُ التهذیب: فی الحدیث ثلاثٌ لَعیناتٌ: رجلٌ غَوَّرَ الماءَ المَعِینَ المُنْتابَ، و رجلٌ غَوَّرَ طریقَ المَقْرَبةِ، و رجل تَغَوَّطَ تحت شَجرةٍ؛ قال أَبو عمرو: المَقْرَبةُ المنزل، و أَصله من القَرَبِ و هو السَّیْر؛ قال الراعی: فی كلِّ مَقْرَبةٍ یَدَعْنَ رَعِیلا و جمعها مَقارِبُ. و المَقْرَبُ: سَیر اللیل؛ قال طُفَیْلٌ یصف الخیل: مُعَرَّقَة الأَلْحِی تَلُوحُ مُتُونُها، تُثِیر القَطا فی مَنْهلٍ بعدَ مَقْرَبِ و‌فی الحدیث: مَن غَیَّر المَقْرَبةَ و المَطْرَبة، فعلیه لعنةُ اللّه.المَقْرَبةُ: طریقٌ صغیر یَنْفُذُ إِلی طریق كبیر، و جمعُها المَقارِبُ؛ و قیل: هو من القَرَب، و هو السیر باللیل؛ و قیل: السیر إِلی الماءِ. التهذیب، الفراء جاءَ‌فی الخبر: اتَّقُوا قُرابَ المُؤْمن أَو قُرابَتَه، فإِنه یَنْظُر بنُور اللّه، یعنی فِراسَتَه
لسان العرب، ج‌1، ص: 669
و ظَنَّه الذی هو قَریبٌ من العِلم و التَّحَقُّقِ لصِدْقِ حَدْسِه و إِصابتِه. و القُراب و القُرابةُ: القریبُ؛ یقال: ما هو بعالم، و لا قُرابُ عالم، و لا قُرابةُ عالمٍ، و لا قَریبٌ من عالم. و القَرَبُ: البئر القریبة الماء، فإِذا كانت بعیدةَ الماء، فهی النَّجاءُ؛ و أَنشد: یَنْهَضْنَ بالقَوْمِ عَلَیْهِنَّ الصُّلُبْ، مُوَكَّلاتٌ بالنَّجاءِ و القَرَبْ یعنی: الدِّلاء. و قوله‌فی الحدیث: سَدِّدوا و قارِبُوا؛ أَی اقْتَصِدوا فی الأُمورِ كلِّها، و اتْرُكوا الغُلُوَّ فیها و التقصیر؛ یقال: قارَبَ فلانٌ فی أُموره إِذا اقتصد. و قوله‌فی حدیث ابن مسعود: إِنه سَلَّم علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و هو فی الصلاة، فلم یَرُدَّ علیه، قال: فأَخذنی ما قَرُبَ و ما بَعُدَ؛ یقال للرجُل إِذا أَقْلَقَه الشی‌ءُ و أَزْعَجَه: أَخذه ما قَرُبَ و ما بَعُدَ، و ما قَدُمَ و ما حَدُثَ؛ كأَنه یُفَكِّرُ و یَهْتَمُّ فی بَعیدِ أُمورِه و قَریبِها، یعنی أَیُّها كان سَبَباً فی الامتناع من ردِّ السلام علیه. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: لأُقَرِّبَنَّ بكم صلاةَ رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی لآتِیَنَّكم بما یُشْبِهُها، و یَقْرُبُ منها. و‌فی حدیثه الآخر: إِنی لأَقْرَبُكم شَبَهاً بصلاةِ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم.و القارِبُ: السَّفینةُ الصغیرة، مع أَصحاب السُّفُنِ الكبار البحریة، كالجَنائب لها، تُسْتَخَفُّ لحوائجهم، و الجمعُ القَوارِبُ. و‌فی حدیث الدجال: فجلسوا فی أَقْرُبِ السفینة، واحدُها قارِبٌ، و جمعه قَوارِب؛ قال: فأَما أَقْرُبٌ، فإِنه غیر معروف فی جمع قارِب، إِلَّا أَن یكون علی غیر قیاس؛ و قیل: أَقْرُبُ السفینةِ أَدانِیها أَی ما قارَبَ إِلی الأَرض منها. و القَریبُ: السَّمَك المُمَلَّحُ، ما دام فی طَراءَته. و قَرَبَتِ الشمسُ للمغیب: ككَرَبَتْ؛ و زعم یعقوب أَن القاف بدل مِن الكاف. و المَقارِبُ: الطُّرُقُ. و قُرَیْبٌ: اسم رجل. و قَرِیبةُ: اسم امرأَة. و أَبو قَرِیبةَ: رجل من رُجَّازِهم. و القَرَنْبَی: نذكره فی ترجمة قرنب.

قرشب؛ ج1، ص: 669

: القِرْشَبُّ، بكسر القاف: الضَّخْم الطویل من الرجال؛ و قیل: هو الأَكولُ؛ و قیل: هو الرَّغِیبُ البَطْنِ؛ و قیل: هو السَّیِّئُ الحال، عن كراع؛ و هو أَیضاً المُسِنُّ، عن السیرافی؛ قال الراجز: كیفَ قَرَیْتَ شَیْخَكَ الأَزَبَّا، لمَّا أَتاكَ یابِساً قِرْشَبَّا، قُمْتَ إِلیه بالقَفِیلِ ضَرْبَا

قرصب؛ ج1، ص: 669

: قَرْصَبَ الشی‌ءَ: قَطَعه، و الضاد أَعلی.

قرضب؛ ج1، ص: 669

: القَرْضبَة: شِدَّة القَطْعِ. قَرْضَبَ الشی‌ءَ، و لَهْذَمَه: قَطَعه، و به سمی اللصوص لَهاذِمةً و قَراضِبةً، مِن لَهْذَمْتُه و قَرْضَبْتُه إِذا قَطَعْتَه. و سیفٌ قُرْضُوبٌ، و قِرْضابٌ، و مُقَرْضِبٌ: قَطَّاع. و فی الصحاح: القُرْضُوب و القِرْضابُ: السیف القاطع یقطع العظام؛ قال لبید: و مُدَجَّجِینَ، تَرَی المَعاوِلَ وَسْطَهُم و ذُبابَ كُلّ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 670
و القُرْضُوبُ و القِرْضابُ: اللِّصُّ، و الجمع القَراضِبةُ. و القُرْضُوبُ و القِرْضابُ أَیضاً: الفقیر. و القِرْضابُ: الكثیر الأَكل. و القَراضِبةُ: الصَّعالیك، واحدُهم قُرْضُوبٌ. و القُرْضُوبُ، و القِرْضابُ، و القِرْضابة، و القُراضِبُ، و المُقَرْضِبُ: الذی لا یَدَعُ شیئاً إِلَّا أَكله. و قیل: القَرْضَبةُ أَن لا یُخَلِّصَ الرَّطْبَ من الیابس، لشدَّةِ نَهَمه. و قَرْضَبَ الرجلُ إِذا أَكل شیئاً یابساً، فهو قِرْضابٌ؛ حكاه ثعلب، و أَنشد: و عامُنا أَعْجَبنا مُقَدَّمُه، یُدْعی أَبا السَّمْحِ و قِرْضابٌ سُمُه، مُبْتَرِكاً لكُلِّ عَظْمٍ یَلْحَمُه و قَرْضَبَ اللحمَ: أَكل جمیعَهُ؛ و كذلك قَرْضَبَ الشاةَ الذِّئْبُ. و قَرْضَبَ اللحمَ فی البُرْمة: جَمَعه. و قَرْضَبَ الشی‌ءَ: فَرَّقه، فهو ضِدٌّ. و قُراضِبةُ، بضم القاف: موضع؛ قال بشر: و حَلَّ الحَیُّ حَیُّ بنی سُبَیْعٍ قُراضِبةً، و نحن لهم إِطارُ

قرطب؛ ج1، ص: 670

: القُرْطُبُ «2» و القُرْطُوبُ: الذكر من السَّعالی؛ و قیل: هم صِغارُ الجِنِّ؛ و قیل: القَراطِبُ صِغارُ الكِلابِ، واحدُهم قُرْطُبٌ. و قَرْطَبه: صَرَعَه علی قَفاه و طَعَنَه. و قَرْطَبه و قَحْطَبَه إِذا صَرعَه؛ و قول أَبی وَجْزَةَ السَّعْدِیِّ: و الضَّرْبُ قَرْطَبةٌ بكُلِّ مُهَنَّدٍ تَرَكَ المَداوِسُ مَتْنَه مَصْقُولا قال الفراءُ: قَرْطَبْتُه إِذا صَرَعْتَه. و القُرْطُبَی: السیفُ، قاله أَبو تراب؛ و سیف معروف؛ و أَنشد لابن الصامت الجُشَمِیِّ: رَفَوْنی و قالوا: لا تُرَعْ یا ابنَ صامِتٍ، فَظَلْتُ أُنادِیهمْ بثَدْیٍ مُجَدَّدِ و ما كنتُ مُغْتَرّاً بأَصْحابِ عامِرٍ مع القُرْطُبَی، بَلَّتْ بقَائمه یَدِی و قَرْطَبَه فتَقَرْطَبَ علی قفاه: انْصَرَع؛ و قال: فَرُحْتُ أَمْشِی مشیَةَ السَّكرانِ، و زَلَّ خُفَّایَ فَقَرْطَبَانی و قَرْطَبَ: غَضِبَ؛ قال: إِذا رآنی قد أَتَیْتُ قَرْطَبا و جالَ فی جِحَاشِه و طَرْطَبا و الطَّرْطَبَةُ: دُعاءُ الحُمُر. و المُقَرْطِبُ: الغَضْبانُ؛ و أَنشد: إِذا رآنی قد أَتَیْتُ قَرْطَبا و القَرْطَبَةُ: العَدْوُ، لیس بالشدید؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و قیل: قَرْطَبَ هَرَبَ. أَبو عمرو: و قَرْطَبَ الرجلُ إِذا عَدَا عَدْواً شدیداً. و القِرْطِبَّی، بتشدید الباءِ: ضَرْبٌ من اللَّعِب. التهذیب: و أَما القَرْطَبانُ الذی تقوله العامَّةُ لِلَّذی لا غَیْرَة له، فهو مُغَیَّر عن وجهه. قال الأَصمعی: الكَلْتَبانُ مأْخوذٌ من الكَلَب،
(2). قوله [القرطب إلی قوله واحدهم قرطب] هذا سهو من المؤلف و تبعه شارح القاموس و لم یراجع الأُصول بل تهافت بالاستدراك الموقع فی الدرك و صوابه القطرب إلخ بتقدیم الطاء و سیأتی ذكره، و سبب السهو أن صاحبی المحكم و التهذیب ذكرا فی رباعی القاف و الراء قطرب بهذا المعنی ثم قلباه إلی قرطب فقالا و قرطبه صرعه إلی آخر ما هنا فسبق قلم المؤلف و جل من لا یسهو.
لسان العرب، ج‌1، ص: 671
و هو القِیادَةُ، و التاء و النون زائدتان. قال: و هذه اللفظة هی القدیمة عن العرب، و غَیَّرَتْها العامَّةُ الأُولی فقالت: القَلْطَبانُ: قال: و جاءت عامَّةٌ سُفْلَی، فَغَیَّرَتْ علی الأُولی فقالت: القَرْطَبانُ. و قَرْطَبَ فلانٌ الجَزُور إِذا قَطع عِظامَها و لحمها. و القُراطِبُ: القَطَّاع.

قرطعب؛ ج1، ص: 671

: ما علیه قِرْطَعْبَةٌ أَی قِطْعةُ خِرْقَةٍ. و ما له قُرَطْعَبَةٌ أَی ما له شی‌ء؛ و أَنشد: فما علیه من لباسٍ طِحْرِبَهْ، و ما لهُ من نَشَبٍ قُرَطْعَبَهْ الجوهری: یقال ما عنده قِرْطَعْبَةٌ، و لا قُذَعْمِلَة، و لا سَعْنَة، و لا مَعْنَة أَی شی‌ء؛ قال أَبو عبید: ما وجَدْنا أَحداً یَدْرِی أُصولَها.

قرعب؛ ج1، ص: 671

: اقْرَعَبَّ یَقْرَعِبُّ اقْرِعْباباً: تَقَبَّضَ من البَرْد. و المُقْرَعِبُّ: المُتَقَبِّضُ من البَرْدِ. و یقال: ما لَكَ مُقْرَعِبّاً أَی مُلْقِیاً برأْسك إِلی الأَرض غَضَباً.

قرقب؛ ج1، ص: 671

: القُرْقُبُّ: البَطْن، یمانیة عن كراع، لیس فی الكلام علی مثاله، إِلَّا طُرْطُبٌّ، و هو الضَّرْعُ الطویل، و دُهْدُنٌّ، و هو الباطل. و القَرْقَبةُ: صوتُ البَطْن؛ و فی التهذیب: صَوْتُ البَطْنِ إِذا اشْتَكَی. یقال: أَلْقَی طَعامَه فی قُرْقُبِّه، و جَمْعُه القَراقِبُ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: فأَقْبل شیخٌ علیه قمیصٌ قُرْقُبیٌّ؛ قال ابن الأَثیر: هو منسوب إِلی قُرْقُوبٍ؛ و قیل: هی ثیاب كَتَّانٍ بیضٌ، و یروی بالفاءِ، و قد تقدم.

قرنب؛ ج1، ص: 671

: القَرْنَبُ: الیَرْبوع؛ و قیل: الفأْرة؛ و قیل: القَرْنَبُ وَلَدُ الفأْرة من الیَرْبُوع. التهذیب فی الرباعی: القَرَنْبَی، مقصور، فَعَنْلی معتلًّا. حكی الأَصمعی: أنه دُوَیْبَّة شِبْهُ الخُنْفُساءِ أَو أَعظم منها شیئاً، طویلة الرجل؛ و أَنشد لجریر: تَرَی التَّیْمِیَّ یَزْحَفُ كالقَرَنْبی إِلی تَیْمِیَّةٍ، كعَصا المَلِیلِ و فی المثل: القَرَنْبَی فی عین أُمها حَسَنَةٌ؛ و الأُنثی بالهاءِ؛ و قال یصف جاریةً و بعلَها: یَدِبُّ إِلی أَحْشائها، كُلَّ لیلةٍ، دَبِیبَ القَرَنْبَی باتَ یَعْلُو نَقاً سَهْلا ابن الأَعرابی: القُرْنُبُ الخَاصِرَةُ المُسْتَرْخِیَة.

قرهب؛ ج1، ص: 671

: القَرْهَب من الثیران: المُسِنُّ الضَّخْمُ؛ قال الكمیت: منَ الأَرْحَبِیَّاتِ العِتاقِ، كأَنها شَبُوبُ صِوَارٍ فَوْقَ عَلْیاءَ قَرْهَبُ و استعاره صَخْرُ الغَیِّ للوَعِل المُسِنِّ الضَّخْمِ؛ فقال یصف وعلًا: به كانَ طِفْلًا ثم أَسْدَسَ فاسْتَوَی، فأَصْبَح لِهْماً فی لُهُوم قَراهِبِ الأَزهری: القَرْهَبُ العَلْهَبُ، و هو التیس المُسِنُّ. قال: و أَحْسِبُ القَرْهَب المُسِنَّ، فعَمَّ به لَفْظاً. و قال یعقوب: القَرهَبُ مِن الثیران الكبیر الضَّخْم، و من المعز: ذواتُ الأَشْعار، هذا لفظه. و القَرْهَبُ: السید؛ عن اللحیانی.

قزب؛ ج1، ص: 671

: قَزِبَ الشی‌ءُ قَزَباً: صَلُبَ و اشْتَدَّ، یمانیةٌ. ابن الأَعرابی: القَازِبُ التاجر الحَریصُ مَرَّةً فی البَرِّ، و مرَّة فی البحرِ. و القِزْبُ: اللَّقَبُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 672

قسب؛ ج1، ص: 672

: القَسْب: التمر الیابسُ یَتَفَتَّتُ فی الفم، صُلْبُ النَّواة؛ قال الشاعر یصف رمحاً: و أَسْمَرَ خَطِّیّاً، كأَنَّ كُعُوبَه نَوی القَسْبِ قد أَرْمی ذراعاً علی العَشْرِ قال ابن بری: هذا البیت یُذكَر أَنه لحاتم الطائی، و لم أَجده فی شعره. و أَرْمَی و أَرْبی، لغتان. قال اللیث: و من قاله بالصاد، فقد أَخطأَ. و نَوَی القَسْبِ: أَصْلَبُ النَّوی. و القُسابة: رَدِی‌ءُ التمر. و القَسْبُ: الصُّلْب الشدید؛ یقال إِنه لقَسْبُ العِلْباء: صُلْبُ العَقَب و العَصَب؛ قال رؤبة: قَسْبُ العَلابی جِرَاءُ الأَلْغاد و قد قَسُبَ قُسُوبةً و قُسُوباً. و ذَكَرٌ قَیْسَبَانٌ إِذا اشْتَدَّ و غَلُظَ؛ قال: أَقْبَلْتُهُنَّ قَیْسَباناً قارِحَا و القَسْبُ و القِسْیَبُّ: الطویلُ الشدیدُ من كل شی‌ء؛ و أَنشد: أَ لا أَراك یا ابنَ بِشْرٍ خَبَّا، تَخْتِلُها خَتْلَ الوَلیدِ الضَّبَّا حتی سَلَكْتَ عَرْدَكَ القِسْیَبَّا فی فَرْجِها، ثم نَخَبْتَ نَخْبا و‌فی حدیث ابن عُكَیْمٍ: أَهْدَیْتُ إِلی عائشة، رضی اللّه عنها، جِراباً من قَسْبِ عَنْبر؛ القَسْبُ: الشدید الیابس مسن كل شی‌ءٍ؛ و منه قَسْبُ التمر، لیُبْسِه. و القَسْبُ: الطویلُ من الرجال. و القَسِیبُ: صَوْتُ الماء؛ قال عَبِید: أَو فَلَج ببَطْن وادٍ، للماءِ مِنْ تَحْتِه قَسِیبُ «1» قال ابن السكیت: مررت بالنهر و له قَسِیبٌ أَی جَرْیة. و قد قَسَبَ یَقْسِبُ. التهذیب: القَسِیبُ صوتُ الماء، تحتَ وَرَقٍ أَو قُماش؛ قال عبید: أَو جَدْوَلٍ فی ظِلالِ نَخْلٍ، للماء مِنْ تَحْتِه قَسیبُ و سمعت قَسِیبَ الماء و خَریرَه أَی صوته. و القَسُّوبُ: الخِفاف، هكذا وقع؛ قال ابن سیدة: و لم أَسمع بالواحد منه؛ قال حسان بن ثابت: تَرَی فَوْقَ أَذْنابِ الرَّوابی، سَواقِطاً، نِعالًا و قَسُّوباً و رَیْطاً مُعَضَّدَا ابن الأَعرابی: القَسُوبُ الخُفُّ، و هو القَفْشُ و النِّخَافُ. و القاسِبُ: الغُرْمُول المُتْمَهِلُّ. و القَیْسَبُ: ضَرْبٌ من الشجر؛ قال أَبو حنیفة: هو أَفضل الحَمْضِ. و قال مَرَّة: القَیْسَبةُ، بالهاءِ، شُجَیْرة تَنْبُتُ خُیوطاً مِن أَصل واحد، و تَرْتَفع قَدْرَ الذراع، و نَوْرَتُها كَنَوْرَةِ البَنَفْسَج، و یُسْتَوْقَدُ برُطُوبتها، كما یُسْتَوْقَدُ الیَبِیسُ. و قَیْسَبٌ: اسم. و قَسَبَتِ الشمسُ: أَخذتْ فی المَغِیب.

قسحب؛ ج1، ص: 672

: القُسْحُبُّ: الضخم؛ مَثَّل به سیبویه و فسره السیرافی.

قسقب؛ ج1، ص: 672

: القُسْقُبُّ: الضخم، و اللّه أَعلم.
(1). قوله [أو فلج ببطن واد إلخ] أنشده المؤلف كالجوهری فی ف ل ج و قال: و لو روی … فی بطون واد لاستقام الوزن.
لسان العرب، ج‌1، ص: 673‌

قشب؛ ج1، ص: 673

: القِشْبُ: الیابس الصُّلْب. و قِشْبُ الطعام: ما یُلْقَی منه مما لا خیر فیه. و القَشْبُ، بالفتح: خَلْطُ السُّمِّ بالطعام. ابن الأَعرابی: القَشْب خَلْطُ السُّمِّ و إِصلاحُه حتی یَنْجَعَ فی البَدن و یَعْمَلَ؛ و قال غیره: یُخْلَط للنَّسْر فی اللحم حتی یقتله. و قَشَبَ الطعامَ یَقْشِبُه قَشْباً، و هو قَشِیبٌ، و قَشَّبَه: خَلَطَه بالسمِّ. و القَشْبُ: الخَلْط، و كلُّ ما خُلِطَ، فقد قُشِبَ؛ و كذلك كل شی‌ء یُخْلَطُ به شی‌ء یُفْسِدُه؛ تقول: قَشَّبْتُه؛ و أَنشد: مُرٌّ إِذا قَشَّبَه مُقَشِّبُه و أَنشد الأَصمعی للنابغة الذبیانی: فَبِتُّ كأَنَّ العائداتِ فَرَشْنَنِی هَراساً، به یُعْلی فِراشِی و یُقْشَبُ و نَسْرٌ قَشِیبٌ: قُتِلَ بالغَلْثَی أَو خُلِطَ له، فی لحم یأْكُلُه، سُمٌّ، فإِذا أَكلهُ قتَله، فیُؤْخَذ ریشُه؛ قال أَبو خراش الهُذَلیّ: بِه نَدَعُ الكَمِیَّ، علی یَدَیْهِ، یَخرُّ، تَخالهُ نَسْراً قَشِیبا و قوله به: یعنی بالسیف، و هو مذكور فی بیت قبله؛ و هو: و لو لا نحنُ أَرْهَقَه صُهَیْبٌ، حُسامَ الحَدّ مُطَّرِداً خَشِیبا و القِشْبُ و القَشَبُ: السُّمُّ، و الجمع أَقْشابٌ. یقال: قَشَبْتُ للنَّسْر، و هو أَن تَجْعل السُّمَّ علی اللحم، فیأْكله فیموت، فیؤخذ ریشه. و قَشَّبَ له: سَقاه السُّمَّ. و قَشَبَه قَشْباً: سَقاه السُّمَّ. و قَشَّبنی ریحُه تَقْشِیباً أَی آذانی، كأَنه قال: سَمَّنی ریحُه. و جاء‌فی الحدیث: أَن رجلًا یَمُرُّ علی جِسْر جهنم فیقول: یا رب قَشَّبَنِی ریحُها؛ معناه: سَمَّنی ریحُها؛ و كلُّ مسموم قَشِیبٌ و مُقَشَّبٌ. وَ‌رُوِیَ عن عمر أَنه وَجَدَ من مُعاویة ریحَ طِیبٍ، و هو مُحْرِمٌ، فقال: مَنْ قَشَبَنا؟أَراد أَن ریحَ الطیب علی هذه الحال مع الإِحرام و مُخالَفةِ السنة قَشْبٌ، كما أَن ریح النَّتْن قَشْبٌ، و كلُّ قَذَرٍ قَشْبٌ و قَشَبٌ. و قَشِبَ الشی‌ءَ «2» و اسْتَقْشَبه: اسْتَقْذَره. و یقال: ما أَقْشَبَ بَیْتَهم أَی ما أَقْذَر ما حولَه من الغَائط و قَشُبَ الشی‌ءُ: دَنُسَ. و قَشَّبَ الشی‌ءَ: دَنَّسَه. و رجل قِشْبٌ خِشْبٌ، بالكسر: لا خیر فیه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: اغْفِرْ للأَقْشاب، جمع قِشْبٍ، و هو مَنْ لا خیر فیه. و قَشَبه بالقبیح، قَشْباً: لَطَّخَه به، و عَیَّرَه، و ذكره بسُوء. التهذیب: و القَشْبُ مِن الكلام الفِرَی؛ یقال: قَشَّبَنا فلانٌ أَی رَمانا بأَمر لم یكن فینا؛ و أَنشد: قَشَّبْتَنا بفَعالٍ لَسْتَ تارِكَه، كما یُقَشِّبُ ماءَ الجُمَّةِ الغَرَبُ و یروی ماء الحَمَّة، بالحاء المهملة، و هی الغدیر. ابن الأَعرابی: القاشِبُ الذی یَعِیبُ الناسَ بما فیه؛ یقال: قَشَبَه بعَیْبِ نَفْسه. و القاشِبُ: الذی قِشْبُه ضَاوِیٌّ أَی نَفْسُه. و القاشِبُ: الخَیَّاط الذی یَلْقُطُ أَقشابه، و هی عُقَدُ الخُیوط، ببُزاقه إِذا لَفظ بها. و رجل مُقَشَّبٌ: مَمْزُوجُ الحَسَبِ باللُّؤْم، مَخْلوط
(2). قوله [و قشب الشی‌ء] ضبط بالأَصل و المحكم قشب كسمع. و مقتضی القاموس أنه من باب ضرب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 674
الحَسَب. و فی الصحاح: رجل مُقَشَّبُ الحَسَب إِذا مُزِجَ حَسَبُه. و قَشَبَ الرجلُ یَقْشِبُ قَشْباً و أَقْشَبَ و اقْتَشَبَ: اكْتَسَبَ حَمْداً أَو ذَمّاً. و قَشَبه بشَرٍّ إِذا رماه بعلامة من الشَّرِّ، یُعْرَفُ بها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، قال لبعض بنیه: قَشَبَكَ المالُ أَی أَفْسَدَك و ذَهَبَ بعَقْلك.و القَشِبُ و القَشِیبُ: الجَدیدُ و الخَلَقُ. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ و علیه قُشْبَانِیَّتانِ؛ أَی بُرْدتانِ خَلَقانِ، و قیل: جدیدتان. و القَشِیبُ: من الأَضداد، و كأَنه منسوب إِلی قُشْبانٍ، جمع قَشِیبٍ، خارجاً عن القیاس، لأَنه نسب إِلی الجمع؛ قال الزمخشری: كونه منسوباً إِلی الجمع غیر مَرْضِیٍّ، و لكنه بناء مستطرف للنسب كالأَنْبَجانیّ. و یقال: ثوب قَشِیبٌ، و رَیْطَةٌ قَشِیبٌ أَیضاً، و الجمع قُشُبٌ؛ قال ذو الرمة: كأَنها حُلَلٌ مَوْشِیَّةٌ قُشُبُ و قد قَشُبَ قَشابةً. و قال ثعلب: قَشُبَ الثوبُ: جَدَّ و نَظُفَ. و سیف قَشِیبٌ: حدیث عَهْدٍ بالجِلاءِ. و كلُّ شی‌ءٍ جدیدٍ: قَشیبٌ؛ قال لبید: فالماءُ یَجْلُو مُتُونَهُنَّ، كما یَجْلُو التلامیذُ لُؤْلُؤاً قَشِبا و القِشْبُ: نبات یُشْبِهُ المَقِرَ «1»، یَسْمُو من وَسَطِه قَضیبٌ، فإِذا طال تَنَكَّسَ مِنْ رُطُوبته، و فی رأْسه ثَمرةٌ یُقْتَلُ بها سِباعُ الطَّیْرِ. و القِشْبة: الخَسیسُ من الناس، یَمانیة. و القِشْبةُ: ولد القِرْدِ؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صحّتُه، و الصحیح القِشَّةُ، و سیأْتی ذكره.

قشلب؛ ج1، ص: 674

: القُشْلُبُ و القِشْلِبُ: نَبْتٌ؛ قال ابن درید: لیس بثَبَتٍ.

قصب؛ ج1، ص: 674

: القَصَبُ: كلُّ نَباتٍ ذی أَنابیبَ، واحدتُها قَصَبةٌ؛ و كلُّ نباتٍ كان ساقُه أَنابیبَ و كُعوباً، فهو قَصَبٌ. و القَصَبُ: الأَباء. و القَصْباءُ: جماعةُ القَصَب، واحدتُها قَصَبة و قَصباءةٌ. قال سیبویه: الطَّرْفاءُ، و الحَلْفاءُ، و القَصْباءُ، و نحوها اسم واحدٌ یقع علی جمیع، و فیه علامةُ التأْنیث، و واحدُه علی بنائه و لفظه، و فیه علامة التأْنیث التی فیه، و ذلك قولك للجمیع حَلْفاء، و للواحدة حَلْفاء، لَمَّا كانت تقع للجمیع، و لم تكن اسماً مُكَسَّراً علیه الواحدُ؛ أَرادوا أَن یكون الواحدُ من بناءٍ فیه علامةُ التأْنیث، كما كان ذلك فی الأَكثر الذی لیس فیه علامة التأْنیث، و یقع مذكراً نحو التمر و البُسْر و البُرّ و الشَّعیرِ، و أَشباه ذلك؛ و لم یُجاوِزوا البناء الذی یقع للجمیع حیثُ أَرادوا واحداً، فیه علامة تأْنیث لأَنه فیه علامة التأْنیث، فاكتفوا بذلك، و بَیَّنُوا الواحدة بِأَن وصفوها بواحدة، و لم یَجِیئُوا بعَلامة سوی العلامة التی فی الجمع، لیُفْرَقَ بین هذا و بین الاسم، الذی یقع للجمیع، و لیس فیه علامة التأْنیث نحو التمر و البُسْر. و تقول: أَرْطی و أَرْطاةٌ، و عَلْقَی و عَلْقاة، لأَن الأَلِفات لم تُلْحَقْ للتأْنیث، فَمِن ثم دخلت الهاء؛ و سنذكر ذلك فی ترجمة حلف، إِن شاء اللّه تعالی. و القَصْباءُ: هو القَصَبُ النابت، الكثیر فی مَقْصَبته. ابن سیدة: القَصْباءُ مَنْبِتُ القَصَب. و قد أَقصَبَ المكانُ، و أَرض مُقْصِبة و قَصِبةٌ: ذاتُ قَصَبٍ.
(1). قوله [یشبه المقر] كذا بالأَصل و المحكم بالقاف و الراء و هو الصبر وزناً و معنی. و وقع فی القاموس المغد بالغین المعجمة و الدال و هو تحریف لم یتنبه له الشارح یظهر لك ذلك بمراجعة المادّتین.
لسان العرب، ج‌1، ص: 675
و قَصَّبَ الزرعُ تَقْصیباً، و أَقْصَبَ: صار له قَصَبٌ، و ذلك بعد التَّفْریخ. و القَصَبة: كلُّ عظمٍ ذی مُخٍّ، علی التشبیه بالقَصَبة، و الجمع قَصَبٌ. و القَصَبُ: كل عظمٍ مستدیر أَجْوَفَ، و كلُّ ما اتُّخِذَ من فضة أَو غیرها، الواحدة قَصَبةٌ. و القَصَبُ: عظام الأَصابع من الیدین و الرجلین؛ و قیل: هی ما بین كل مَفْصِلَیْن من الأَصابع، و‌فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: سَبْطُ القَصَب. القَصَبُ من العظام: كلُّ عظم أَجوفَ فیه مُخٌّ، واحدتُه قَصَبة، و كلُّ عظمٍ عَریضٍ لَوْحٌ. و القَصْبُ: القَطْع. و قَصَبَ الجزارُ الشاةَ یَقْصِبُها قَصْباً: فَصَل قَصَبَها، و قطعها عُضْواً عُضْواً. و دِرَّة قاصبة إِذا خرجت سَهْلة كأَنها قضِیبُ فِضَّةٍ. و قَصَبَ الشی‌ءَ یَقْصِبُه قَصْباً، و اقْتَصَبَه: قطَعه. و القاصِبُ و القَصَّابُ: الجَزَّارُ و حِرْفَته القِصَابةُ. فإِما أَن یكون من القَطْع، و إِما أَن یكون من أَنه یأْخذ الشاةَ بقَصَبَتِها أَی بساقِها؛ و سُمِّی القَصَّابُ قَصَّاباً لتَنْقیته أَقْصابَ البَطْن. و‌فی حدیث علی، كرّم اللّه وجهه: لئن وَلِیتُ بنی أُمَیَّةَ، لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ؛ یریدُ اللُّحومَ التی تَعَفَّرَتْ بسقوطها فی التُّراب؛ و قیل: أَراد بالقصَّاب السَّبُعَ. و التِّراب: أَصلُ ذراع الشاةِ، و قد تقدم ذلك فی فصل التاءِ مبسوطاً. ابن شمیل: أَخَذ الرجُل الرجلَ فقَصَّبه؛ و التَّقْصِیبُ أَن یَشُدَّ یدیه إِلی عُنُقه، و منه سُمی القَصَّابُ قَصَّاباً. و القاصِبُ: الزامِرُ. و القُصَّابة: المِزْمارُ «1» و الجمع قُصَّابٌ؛ قال الأَعشی: و شاهِدُنا الجُلُّ و الیاسَمِینُ و المُسْمِعاتُ بقُصَّابِها و قال الأَصمعی: أَراد الأَعشی بالقُصَّاب الأَوْتارَ التی سُوِّیَتْ مِنَ الأَمْعاءِ؛ و قال أَبو عمرو: هی المزامیر، و القاصِبُ و القَصَّاب النافخُ فی القَصَب؛ قال: و قاصِبُونَ لنا فیها و سُمَّارُ و القَصَّابُ، بالفتح: الزَّمَّارُ؛ و قال رؤبة یصف الحمار: فی جَوْفِه وَحْیٌ كوَحْیِ القَصَّاب یعنی عَیراً یَنْهَقُ. و الصنعة القِصابةُ و القُصَّابة و القَصْبة و القَصِیبة و التَّقْصِیبة و التَّقْصِبةُ: الخُصْلة المُلْتَوِیةُ من الشَّعَر؛ و قد قَصَّبه؛ قال بشر بن أَبی خازم: رَأَی دُرَّةً بَیْضاءَ یَحْفِلُ لَوْنَها سُخامٌ، كغِرْبانِ البریرِ، مُقَصَّبُ و القَصائبُ: الذَّوائبُ المُقَصَّبةُ، تُلْوی لَیّاً حتی تَتَرَجَّلَ، و لا تُضْفَرُ ضَفْراً؛ و هی الأُنْبوبة أَیضاً. و شَعْر مُقَصَّبٌ أَی مُجَعَّدٌ. و قَصَّبَ شَعره أَی جَعَّدَه. و لها قُصَّابَتانِ أَی غَدیرتانِ؛ و قال اللیث: القَصْبة خُصْلة من الشعر تَلْتَوی، فإِنْ أَنتَ قَصَّبْتَها كانت تَقْصِیبة، و الجمع التَّقاصِیبُ؛ و تَقْصِیبُك إِیّاها لَیُّك الخُصلة إِلی أَسْفلها، تَضُمُّها و تَشُدُّها، فتُصْبِحُ و قد صارت تَقاصِیبَ، كأَنها بلابِلُ جاریةٍ. أَبو زید: القَصائبُ الشَّعَر المُقَصَّبُ، واحدتُها قَصِیبة. و القَصَبُ: مَجاری الماءِ من العیون، واحدتُها قَصَبة؛ قال أَبو ذؤیب: أَقامتْ به، فابْتَنَتْ خَیْمةً علی قَصَبٍ و فُراتٍ نَهَرْ
(1). قوله [و القصابة المزمار إلخ] أی بضم القاف و تشدید الصاد كما صرح به الجوهری و إن وقع فی القاموس إطلاق الضبط المقتضی الفتح علی قاعدته و سكت علیه الشارح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 676
و قال الأَصمعی: قَصَبُ البَطْحاءِ مِیاهٌ تجری إِلی عُیونِ الرَّكایا؛ یقول: أَقامتْ بین قَصَبٍ أَی رَكایا و ماءٍ عَذْبٍ. و كل ماءٍ عذبٍ: فراتٌ؛ و كلُّ كثیرٍ جَری فقد نَهَرَ و اسْتَنْهَرَ. و القَصَبةُ: البئر الحدیثةُ الحَفْرِ. التهذیب، الأَصمعی: القَصَبُ مَجاری ماءِ البئر من العیون. و القَصَبُ: شُعَبُ الحَلْق. و القَصَبُ: عُروق الرِّئَة، و هی مَخارِجُ الأَنْفاس و مجاریها. و قَصَبةُ الأَنْفِ: عَظْمُه. و القُصْبُ: المِعَی، و الجمع أَقْصابٌ. الجوهری: القُصْبُ، بالضم: المِعَی. و‌فی الحدیث: أَنَّ عَمْرو ابنَ لُحَیٍّ أَوَّلُ من بَدَّل دینَ إِسماعیل، علیه السلام؛ قال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: فرأَیتُه یَجُرُّ قُصْبَه فی النار؛ قیل: القُصْبُ اسم للأَمْعاءِ كُلِّها؛ و قیل: هو ما كان أَسْفَلَ البَطْن من الأَمْعاءِ؛ و منه‌الحدیثُ: الذی یَتَخَطَّی رِقابَ الناسِ یومَ الجمعة، كالجارِّ قُصْبَهُ فی النار؛ و قال الراعی: تَكْسُو المَفارِقَ و اللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ، من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ قال: و أَما قول إمرئِ القیس: و القُصْبُ مُضْطَمِرٌ و المَتْنُ مَلْحوبُ فیرید به الخَصْرَ، و هو علی الاستعارة، و الجمع أَقْصابٌ؛ و أَنشد بیتَ الأَعشی: و المُسْمِعاتُ بأَقْصابِها و قال: أَی بأَوتارها، و هی تُتَّخَذُ من الأَمْعاءِ؛ قال ابن بری: زعم الجوهری أَنَّ قول الشاعر: و القُصْبُ مُضْطَمِرٌ و المتنُ مَلْحوبُ لإمرئِ القیس؛ قال: و البیت لإِبراهیم بن عمران الأَنصاری؛ و هو بكماله: و الماءُ مُنْهَمِرٌ، و الشَّدُّ مُنْحَدِرٌ، و القُصْبُ مُضْطَمِرٌ، و المَتْنُ مَلْحوبُ و قبله: قد أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعواءَ، تَحْمِلُنی جَرْداءُ مَعْروفَةُ اللَّحْیَیْن، سُرْحُوبُ إِذا تَبَصَّرَها الرَّاؤُونَ مُقْبِلةً، لاحَتْ لَهُمْ، غُرَّةٌ، منْها، و تَجْبِیبُ رَقاقُها ضَرِمٌ، و جَرْیُها خَذِمٌ، و لَحْمها زِیَمٌ، و البَطْنُ مَقْبُوبُ و العَینُ قادِحَةٌ، و الیَدُّ سابِحَةٌ، و الرِّجْلُ ضارِحةٌ، و اللَّوْنُ غِرْبیبُ و القَصَبُ من الجَوْهر: ما كان مُسْتَطِیلًا أَجْوَفَ؛ و قیل: القَصَبُ أَنابِیبُ من جَوْهَرٍ. و‌فی الحدیث: أَنَّ جبریلَ، علیه السلام، قال للنبی، صلی اللّه علیه و سلم: بَشِّرْ خدیجةَ ببیتٍ فی الجنة من قَصَبٍ، لا صَخَب فیه و لا نَصَب؛ ابن الأَثیر: القَصَبُ فی هذا الحدیث لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف واسعٌ، كالقَصْرِ المُنیف. و القَصَبُ من الجوهر: ما اسْتطالَ منه فی تَجْویف. و سأَل أَبو العباس ابنَ الأَعرابی عن تفسیره؛ فقال: القَصَبُ، هاهنا: الدُّرُّ الرَّطْبُ، و الزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بالیاقوت؛ قال: و البَیتُ هاهنا بمعنی القَصْر و الدار، كقولك بیت المَلِك أَی قَصْرُه. و القَصَبةُ: جَوْفُ القَصْرِ؛ و قیل: القَصْرُ. و قَصَبةُ البَلد: مَدینَتُه؛ و قیل: مُعْظَمُه. و قَصَبة السَّوادِ: مَدینتُها. و القَصَبَةُ: جَوْفُ الحِصْن، یُبْنی فیه بناءٌ، هو أَوسَطُه. و قَصَبةُ البلاد:
لسان العرب، ج‌1، ص: 677
مَدینَتُها. و القَصَبة: القَریة. و قَصَبةُ القَریة: وسَطُها. و القَصَبُ: ثیابٌ، تُتَّخَذ من كَتَّان، رِقاقٌ ناعمةٌ، واحدُها قَصَبیٌّ، مثل عَربیٍّ و عَرَبٍ. و قَصَبَ البعیرُ الماءَ یَقْصِبُه قَصْباً: مَصَّه. و بعیر قَصِیبٌ، یَقصِبُ الماءَ، و قاصِبٌ: ممتنع من شُرْب الماءِ، رافعٌ رأْسه عنه؛ و كذلك الأُنثی، بغیر هاء. و قد قَصَبَ یَقْصِبُ قَصْباً و قُصُوباً، و قَصَبَ شُرْبَه إِذا امتنع منه قبل أَن یَرْوَی. الأَصمعی: قَصَبَ البعیرُ، فهو قاصِبٌ إِذا أَبی أَن یَشْرَب. و القومُ مُقْصِبِونَ إِذا لم تَشْرَب إِبِلُهم. و أَقْصَبَ الراعی: عافَتْ إِبلُه الماءَ. و فی المثل: رَعَی فأَقْصَبَ، یُضْرَب للراعی، لأَنه إِذا أَساءَ رَعْیَها لم تَشْرَبِ الماءَ، لأَنها إِنما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ. و‌دَخَلَ رُؤْبة علی سلیمان بن علی، و هو والی البصرة؛ فقال: أَین أَنْتَ من النساءِ؟ فقال: أُطِیلُ الظِّمْ‌ءَ، ثم أَرِدُ فأُقْصِبُ.و قیل: القُصُوبُ الرِّیُّ من وُرود الماءِ و غیره. و قَصَبَ الإِنسانَ و الدَّابةَ و البعیرَ یَقْصِبُهُ قَصْباً: منعه شُرْبَه، و قَطَعه علیه، قبل أَن یَرْوَی. و بعیرٌ قاصِبٌ، و ناقة قاصِبٌ أَیضاً؛ عن ابن السكیت. و أَقْصَبَ الرجلُ إِذا فَعَلَت إِبلُه ذلك. و قَصَبَه یَقْصِبُه قَصْباً، و قَصَّبه: شَتَمَه و عابه، و وَقعَ فیه. و أَقْصَبَهُ عِرْضَه: أَلْحَمَه إِیاه؛ قال الكمیت: و كنتُ لهم، من هؤلاكَ و هؤُلا، مُحِبّاً، علی أَنِّی أُذَمُّ و أُقْصَبُ و رجلٌ قَصّابَةٌ للناس إِذا كان یَقَعُ فیهم. و‌فی حدیث عبد الملك، قال لعروة بن الزبیر: هل سمعتَ أَخاكَ یَقْصِبُ نساءَنا؟ قال: لا.و القِصابةُ: مُسَنَّاة تُبْنی فی اللَّهْج «1»، كراهیةَ أَن یَسْتَجْمِعَ السیلُ فیُوبَلَ الحائطُ أَی یَذْهَبَ به الوَبْلُ، و یَنْهَدِمَ عِراقُه. و القِصابُ: الدِّبارُ، واحِدَتُها قَصَبَة. و القاصِبُ: المُصَوِّتُ من الرعد. الأَصمعی فی باب السَّحاب الذی فیه رَعْدٌ و بَرْقٌ: منه المُجَلْجِلُ، و القاصِبُ، و المُدَوِّی، و المُرْتَجِسُ؛ الأَزهری: شَبَّه السَّحابَ ذا الرعد بالقاصبِ أَی الزامر. و یقال للمُراهِنِ إِذا سَبَقَ: أَحْرَزَ قَصَبَة السَّبْق. و فرس مُقَصِّبٌ: سابقٌ؛ و منه قوله: ذِمارَ العَتِیك بالجَوادِ المُقَصِّبِ و قیل للسابق: أَحْرَزَ القَصَبَ، لأَنَّ الغایة التی یسبق إِلیها، تُذْرَعُ بالقَصَبِ، و تُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عند مُنْتَهی الغایة، فَمَنْ سَبَقَ إِلیها حازها و اسْتَحَقَّ الخَطَر. و یقال: حازَ قَصَبَ السَّبْق أَی اسْتَولی علی الأَمَد. و‌فی حدیث سعید بن العاص: أَنه سَبَقَ بین الخَیْل فی الكوفة، فَجَعلها مائة قَصَبةٍ و جَعَل لأَخیرها قَصَبَةً أَلفَ درهم؛ أَراد: أَنه ذَرَع الغایة بالقَصَبِ، فجَعَلَها مائة قَصَبةٍ. و القُصَیْبَة: اسم موضع؛ قال الشاعر: و هَلْ لِیَ، إِنْ أَحْبَبْتُ أَرضَ عَشِیرتی و أَحْبَبْتُ طَرْفاءَ القُصَیْبة، من ذنْب؟
(1). قوله [تبنی فی اللهج] كذا فی المحكم أیضاً مضبوطاً و لم نجد له معنی یناسب هنا. و فی القاموس تبنی فی اللحف أی بالحاء المهملة. قال شارحه و فی بعض الأمهات فی اللهج انتهی. و لم نجد له معنی یناسب هنا أیضاً و الذی یزیل الوقفة إن شاء اللّه أن الصواب تبنی فی اللجف بالجیم محركاً و هو محبس الماء و حفر فی جانب البئر. و قوله و القصاب الدبار إلخ بالباء الموحدة كما فی المحكم جمع دبرة كتمرة. و وقع فی القاموس الدیار بالمثناة من تحت و لعله محرف عن الموحدة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 678‌

قصلب؛ ج1، ص: 678

: القُصْلُبُ: القَوِیُّ الشدیدُ كالعُصلُبِ.

قضب؛ ج1، ص: 678

: القَضْبُ: القَطْعُ. قَضَبَه یَقْضِبه قَضْباً، و اقْتَضَبَه، و قَضَّبه، فانْقَضَبَ و تَقَضَّب: انْقَطَعَ؛ قال الأَعشی: و لَبُونِ مِعْزابٍ حَوَیْتُ، فأَصْبَحَتْ نُهْبَی، و آزِلَةٍ قَضَبْتُ عِقالَها قال ابن بری: صواب إِنشاده: قَضَبْتَ عِقالَها، بفتح التاءِ، لأَنه یُخاطِبُ الممدوحَ؛ و الآزِلة: الناقَةُ الضامزَة التی لا تَجْتَرُّ؛ و كانوا یَحْبِسُون إِبلَهم مخافةَ الغارة، فلما صارت إِلیك أَیها الممْدوحُ، اتَّسَعَت فی المَرْعی، فكأَنها كانت مَعْقُولة، فقَضَبْتَ عِقالَها. قَضَبْت عقالَها، و اقْتَضَبْته: اقْتَطَعْته من الشی‌ءِ؛ و القَضْبُ: قَضْبُك القَضِیبَ و نحوه. و القَضْبُ: اسم یقع علی ما قَضَبْتَ من أَغصانٍ لتَتَّخِذَ منها سِهاماً أَو قِسِیّاً؛ قال رؤبة: و فارِجاً من قَضْبِ ما تَقَضَّبا «2» و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه كان إِذا رأَی التَّصْلِیبَ فی ثوبٍ، قَضَبَه؛ قال الأَصمعی: یعنی قَطَع موضعَ التَّصْلِیب منه. و منه قیل: اقْتَضَبْتُ الحدیثَ، إِنما هو انْتَزَعْتُه و اقْتَطَعْتُه، و إِیاه عنی ذو الرمة بقوله، یصف ثوراً وحشیاً: كأَنه كوكَبٌ فی إِثرِ عِفْرِیَةٍ، مُسَوَّمٌ، فی سواد اللیل، مُنْقَضِبُ أَی مُنْقَضٌّ من مكانه. و انْقَضَبَ الكَوكبُ من مكانه؛ و قال القُطامیُّ یصف الثَّور: فعَدا صَبیحةَ صَوْبها مُتَوَجِّساً، شَئِزَ القِیام، یُقَضِّبُ الأَغْصانا و یقال للمِنْجَلِ: مِقْضَبٌ و مِقْضابٌ. و قُضابةُ الشی‌ء: ما اقْتُضِبَ منه؛ و خَصَّ بعضُهم به ما سَقَط من أَعالی العِیدان المُقْتَضَبة. و قُضابةُ الشَّجر: ما یَتَساقَطُ من أَطراف عیدانها إِذا قُضِبَت. و القَضِیبُ: الغُصْنُ. و القَضِیبُ: كلُّ نَبْتٍ من الأَغصان یُقْضَبُ، و الجمع قُضُبٌ و قُضْبٌ، و قُضْبانٌ و قِضْبانٌ. الأَخیرة اسم للجمع. و قَضَبَه قَضْباً: ضَرَبه بالقضِیب. و المُقْتَضَبُ من الشِّعْر: فاعلاتُ مُفْتعلن مرتین؛ و بیته: أَقْبَلَتْ، فَلاحَ لها عارِضانِ كالْبرَدِ و إِنما سُمِّی مُقْتَضَباً، لأَنه اقْتُضِبَ مفعولات، و هو الجزء الثالث من البیت، أَی قُطِعَ. و قَضَّبَتِ الشمسُ و تَقَضَّبَتْ: امْتَدَّ شُعاعُها مثلَ القُضْبانِ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فصَبَّحَتْ، و الشمسُ لم تُقَضِّبِ، عیناً بغَضْیانَ ثَجُوجَ المَشْرَبِ و یُروی: … لم تَقَضَّبِ؛ و یروی: … ثَجُوجَ العُنْبَبِ. یقول: ورَدَتْ و الشمسُ لم یَبْدُ لها شُعاعٌ، إِنما طَلَعَت كأَنها تُرْسٌ، لا شُعاعَ لها. و العُنْبَبُ: كثرةُ الماء، قال: أَظنُّ ذلك. و غَضْیانُ: موضعٌ. و قَضَّبَ الكَرْمَ تَقْضِیباً: قَطَعَ أَغصانَه و قُضبانَه فی أَیام الربیع. و ما فی فمی قاضِبةٌ أَی سِنٌّ تَقْضِبُ شیئاً، فتُبِینُ أَحدَ نصفیه من الآخر.
(2). قوله [و فارجاً إلخ] أراد بالفارج القوس. و عجز البیت: ترنّ إرناناً إذا ما أنضبا
لسان العرب، ج‌1، ص: 679
و رجل قَضّابة: قَطَّاعٌ للأُمور، مُقْتَدِرٌ علیها. و سیفٌ قاضِبٌ، و قَضَّابٌ، و قَضَّابة، و مِقْضَبٌ، و قَضِیبٌ: قَطَّاع. و قیل: القضیبُ من السیوف اللطیفُ. و‌فی مقتل الحسین، علیه السلام: فَجَعَلَ ابنُ زیاد یَقْرَعُ فَمه بقَضیبٍ؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالقَضِیب السیفَ اللطیفَ الدقیقَ؛ و قیل: أَرادَ العود، و الجمع قواضِبُ و قُضُبٌ «1»، و هو ضِدُّ الصفیحةِ. و القَضیبُ من القِسِیِّ: التی عُمِلَتْ من غُصْنٍ غیر مشْقوق. و قال أَبو حنیفة: القَضیبُ القَوْسُ المصنوعة من القَضیب بتمامه؛ و أَنشد للأَعشی: سَلاجِمُ، كالنحلِ، أَنْحَی لها قضیبَ سَراءٍ قَلیلَ الأُبَنْ قال: و القَضْبةُ كالقَضِیبِ؛ و أَنشد للطِّرِمَّاح: یَلْحَسُ الرَّضْفَ، له قَضْبةٌ سَمحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطامْ و القَضْبةُ: قِدْحٌ من نَبْعَةٍ یُجْعَلُ منه سَهْمٌ، و الجمع قَضباتٌ. و القَضْبةُ و القَضْبُ: الرَّطْبةُ. الفراء فی قوله تعالی: فَأَنْبَتْنٰا فِیهٰا حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً؛ القَضْبُ: الرَّطْبةُ؛ قال لبید: إِذا أَرْوَوْا بها زَرْعاً و قَضْباً، أَمالوها علی خُورٍ طِوالِ قال: و أَهل مكة یُسَمون القَتَّ القَضْبةَ. و قال اللیث: القَضْبُ من الشجر كلُّ شجر سَبِطَتْ أَغصانُه، و طالت. و القَضْبُ: ما أُكِلَ من النبات المُقْتَضَبِ غَضّاً؛ و قیل هو الفُصافِصُ، واحدتُها قَضْبة، و هی الإِسْفِسْتُ، بالفارسیة؛ و المَقْضَبةُ: موضعه الذی یَنبُتُ فیه. التهذیب: المَقْضَبة مَنْبِتُ القَضْبِ، و یُجْمَعُ مَقاضِبَ و مَقاضِیبَ؛ قال عروة بن الوَرْد: لَسْتُ لِمُرَّةَ، إِنْ لم أُوفِ مَرْقَبةً، یَبْدو لِیَ الحَرْثُ منها، و المَقاضِیبُ و المِقْضابُ: أَرضٌ تُنْبِتُ القَضْبة؛ قالت أُخْتُ مُفَصَّصٍ الباهلیَّةُ: فأَفَأْتُ أُدْماً، كالهِضابِ، و جامِلًا قد عُدْنَ مِثلَ عَلائفِ المِقْضابِ و قد أَقْضَبَتِ الأَرضُ. و قال أَبو حنیفة: القَضْبُ شجر سُهْلِیٌّ ینبت فی مَجامِع الشجر، له ورق كورقِ الكُمَّثْرَی إِلَّا أَنه أَرَقُّ و أَنْعم، و شجرُه كشجره، و تَرْعی الإِبلُ ورقَه و أَطرافَه، فإِذا شَبِعَ منه البعیر، هجَره حیناً، و ذلك أَنه یُضَرِّسُه، و یُخَشِّنُ صَدرَهُ، و یورِثُه السُّعال. النضر: القَضْبُ شَجر تُتَّخذ منه القِسِیُّ؛ قال أَبو دُواد: رَذایا كالبَلایا، أَو كعیدانٍ من القَضْبِ و یقال: إِنه من جنس النَّبْع؛ قال ذو الرمة: مُعِدُّ زُرْقٍ هَدَتْ قَضْباً مُصَدَّرةً الأَصمعی: القَضَبُ السِّهامُ الدِّقاقُ «2»، واحدُها قَضِیبٌ، و أَراد قَضَباً فسكَّن الضاد، و جعل سبیله سبیل عَدیم و عَدَم، و أَدیم و أَدَم. و قال غیره: جمع
(1). قوله [و الجمع قواضب و قضب] الأَول جمع قاضب و الثانی جمع قضیب و هو راجع لقوله و سیف قاضب إلخ لا أنه من كلام النهایة حتی یتوهم أنهما قضیب فقط إذ لم یسمع. (2). قوله [الأَصمعی القضب السهام إلخ] هذه عبارة المحكم بهذا الضبط.
لسان العرب، ج‌1، ص: 680
قَضِیباً علی قَضْب، لمَّا وجَد فَعْلًا فی الجماعة مستمرّاً. ابن شمیل: القَضْبة شجرة یُسَوَّی منها السَّهمُ. یقال: سَهْمُ قَضْبٍ، و سهمُ نَبْع، و سهم شَوْحَطٍ. و القَضیبُ من الإِبل: التی رُكِبَتْ، و لم تُلَیَّنْ قَبْلَ ذلك. الجوهری: القَضِیبُ الناقةُ التی لم تُرَضْ؛ و قیل: هی التی لم تَمْهَرِ الریاضةَ، الذكرُ و الأُنثی فی ذلك سواء؛ و أَنشد ثعلب: مُخَیَّسةٌ ذُلًّا، و تَحْسِبُ أَنها، إِذا ما بَدَتْ للناظِرِینَ، قَضِیبُ یقول: هی رَیِّضةٌ ذَلیلةٌ، و لعِزَّةِ نفْسها یَحْسِبُها الناظرُ لم تُرَضْ؛ أَ لا تراه یقول بعد هذا: كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فؤادُها فصَعْبٌ، و أَما ظَهْرُها فرَكُوبُ و قَضَبْتُها و اقْتَضَبْتُها: أَخذتُها من الإِبل قَضِیباً، فَرُضْتُها. و اقْتَضَبَ فلانٌ بَكْراً إِذا ركبه لیُذِلَّه، قبل أَن یُراضَ. و ناقةٌ قَضیبٌ و بَكْرٌ قَضِیبٌ، بغیر هاء. و قَضَبْتُ الدابةَ و اقْتَضَبْتُها إِذا ركبتها قبل أَن تُراضَ، و كل من كلَّفته عَمَلًا قبل أَن یُحْسِنَه، فقد اقْتَضَبْتَه، و هو مُقْتَضَبٌ فیه. و اقْتِضابُ الكلام: ارْتجالُه؛ یقال: هذا شعرٌ مُقْتَضَبٌ، و كتاب مُقْتَضَبٌ. و اقْتَضَبْتُ الحدیثَ و الشِّعْرَ: تَكلمْتُ به من غیر تهیئةٍ أَو إِعْدادٍ له. و قَضِیبٌ: رجُلٌ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لأَنْتُم، یومَ جاءَ القومُ سَیْراً علی المَخْزاةِ، أَصْبَرُ من قَضِیبِ هذا رجل له حدیثٌ ضَرَبه مثلًا فی الإِقامة علی الذُّلِّ أَی لم تَطْلُبوا بقَتْلاكم، فأَنتم فی الذُّلِّ كهذا الرجل. و قَضِیبٌ: وادٍ معروفٌ بأَرض قَیْسٍ، فیه قَتَلَتْ مُرادُ عَمْرو بنَ أُمامة؛ و فی ذلك یقول طَرَفَةُ: أَلا إِنَّ خیر الناسِ، حَیّاً و هالِكاً، ببَطْنِ قَضِیبٍ عارِفاً و مُناكِرا و قَضِیبُ الحمارِ و غیره. أَبو حاتم: یقال لذَكَر الثَّوْر: قَضِیبٌ و قَیْصومٌ. التهذیب: و یكنی بالقَضیبِ عن ذَكَرِ الإِنسان و غیره من الحیوانات. و القُضَّابُ نبت، عن كراع.

قطب؛ ج1، ص: 680

: قَطَبَ الشی‌ءَ یَقْطِبُهُ قَطْباً: جَمَعه. و قَطَبَ یَقْطِبُ قَطْباً و قُطوباً، فهو قاطِبٌ و قَطُوبٌ. و القُطوبُ: تَزَوِّی ما بین العینین، عند العُبوس؛ یقال: رأَیتُه غَضْبانَ قاطِباً، و هو یَقْطِبُ ما بین عینیه قَطْباً و قُطوباً، و یُقَطِّبُ ما بین عینیه تقطیباً. و قَطَبَ یَقْطِبُ: زَوَی ما بین عینیه، و عَبَس، و كَلَح من شَرابٍ و غیره، و امرأَة قَطُوبٌ. و قَطَّبَ ما بین عینیه أَی جَمعَ كذلك. و المُقَطَّبُ و المُقَطِّبُ و المُقْطِبُ ما بین الحاجبین. و قَطَّبَ وجهَه تَقْطیباً أَی عَبَسَ و غَضِبَ. و قَطَّب بین عینیه أَی جَمعَ الغُضُونَ. أَبو زید فی الجَبِینِ: المُقَطِّبُ و هو ما بین الحاجبین. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بنَبیذٍ فشَمَّه فقَطَّبَ‌أَی قَبَضَ ما بین عینیه، كما یفعله العَبُوسُ، و یخفف و یثقل. و‌فی حدیث العباس: ما بالُ قریش یَلْقَوْننا بوُجُوهٍ قاطبةٍ؟أَی مُقَطَّبة. قال: و قد یجی‌ءُ فاعل بمعنی مفعول، كعیشة راضیة؛ قال: و الأَحسن أَن یكون فاعل، علی بابه، مِنْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 681
قَطَبَ، المخففة. و‌فی حدیث المغیرة: دائمةُ القُطوب‌أَی العُبُوس. یقال: قَطَبَ یَقْطِبُ قُطوباً، و قَطَبَ الشرابَ یَقْطِبُه قَطْباً و قَطَّبه و أَقْطَبه: كلُّه مَزَجه؛ قال ابن مُقْبِل: أَناةٌ، كأَنَّ المِسْكَ تحت ثیابِها، یُقَطِّبُه، بالعَنْبَرِ الوَرْدِ، مُقْطِبُ «1» و شَرابٌ قَطِیبٌ: مَقْطُوبٌ. و القِطابُ: المِزاجُ، و كل ذلك من الجمع. التهذیب: القَطْبُ المَزْجُ، و ذلك الخَلْطُ، و كذلك إِذا اجتمع القومُ و كانوا أَضیافاً، فاختلَطوا، قیل: قَطبوا، فهم قاطِبون؛ و من هذا یقال: جاءَ القومُ قاطِبَةً أَی جمیعاً، مُخْتَلِطٌ بعضُهم ببعض. اللیث: القِطابُ المِزاجُ فیما یُشْرَبُ و لا یُشْرَبُ، كقول الطائفیة فی صَنْعَةِ غِسْلَة؛ قال أَبو فَرْوة: قَدِمَ فَرِیغُونُ بجاریة، قد اشتراها من الطائف، فصیحةٍ، قال: فدخلتُ علیها و هی تُعالِجُ شیئاً، فقلتُ: ما هذا؟ فقالت: هذه غِسْلة. فقلتُ: و ما أَخلاطُها؟ فقالت: آخُذُ الزبیبَ الجَیِّدَ، فأُلْقِی لَزَجَه، و أُلَجِّنُه و أُعَبِّیه بالوَخِیف، و أَقْطِبه؛ و أَنشد غیره: یَشرَبُ الطِّرْمَ و الصَّریفَ قِطابا قال: الطِّرْم العَسل، و الصَّریفُ اللَّبن الحارُّ، قِطاباً: مِزاجاً. و القَطْبُ: القَطْع، و منه قِطابُ الجَیب؛ و قِطابُ الجَیْب: مَجمَعُه؛ قال طرفة: رَحِیبُ قِطابِ الجَیبِ منها، رَقیقَةٌ بجَسِّ النَّدامی، بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ یعنی ما یَتَضامُّ من جانبی الجَیب، و هی استعارة؛ و كلُّ ذلك من القَطْبِ الذی هو الجمع بین الشیئین؛ قال الفارسی: قِطابُ الجَیبِ أَسفلُه. و القَطِیبَةُ: لَبَنُ المِعْزی و الضأْن یُقْطَبانِ أَی یُخلَطانِ، و هی النَّخِیسَةُ؛ و قیل: لبنُ الناقة و الشاة یُخلَطان و یُجمَعان؛ و قیل اللبنُ الحلیب أَو الحَقِینُ، یُخلَطُ بالإِهالة. و قد قَطَبْتُ له قَطِیبةً فشَرِبَها؛ و كلُّ مَمْزوج قَطِیبَةٌ. و القَطِیبة: الرَّثِیئَةُ. و جاءَ القومُ بقَطِیبِهم أَی بجَماعَتهم. و جاؤُوا قاطِبةً أَی جمیعاً؛ قال سیبویه: لا یُستعمل إِلَّا حالًا، و هو اسم یَدُلُّ علی العموم. اللیث: قاطبة اسم یجمع كلَّ جِیل من الناس، كقولك: جاءَت العربُ قاطبةً. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: لما قُبِضَ سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطبةً‌أَی جمیعُهم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی الحدیث، نكرة منصوبة، غیر مضافة، و نصبها علی المصدر أَو الحال. و القَطْبُ أَن تُدْخَلَ إِحْدی عُرْوَتی الجُوالِقِ فی الأُخری عند العَكْم، ثم تُثْنی، ثم یُجمَع بینهما، فإِن لم تُثْنَ، فهو السَّلْقُ؛ قال جَنْدَلٌ الطُّهَویّ: و حَوْقَلٍ ساعِدُه قد انْمَلَقْ، یقول: قَطْباً و نِعِمّا، إِنْ سَلَقْ و منه یقال: قَطَبَ الرجلُ إِذا ثَنَی جِلْدةَ ما بین عینیه. و قَطَبَ الشی‌ءَ یَقْطِبُه قَطْباً: قَطَعه. و القُطَابة: القِطْعة من اللحم، عن كُراع. و قِرْبة مَقْطُوبة أَی مملوءَة، عن اللحیانی. و القُطْبُ و القَطْبُ و القِطْبُ و القُطُبُ: الحدیدة
(1). قوله [تحت ثیابها] رواه فی التكملة دون ثیابها. و قال: و یروی یبكله أی بدل یقطبه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 682
القائمة التی تدور علیها الرَّحَی. و فی التهذیب: القُطْبُ القائم الذی تَدُور علیه الرَّحَی، فلم یذكر الحدیدة. و فی الصحاح: قُطْبُ الرَّحی التی تَدُورُ حَوْلَها العُلْیا. و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: و فی یدها أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَی؛ قال ابن الأَثیر: هی الحدیدة المركبة فی وسط حجَر الرَّحَی السُّفْلی، و الجمع أَقْطابٌ و قُطُوبٌ. قال ابن سیدة: و أُرَی أَنَّ أَقْطاباً جمع قُطْبٍ و قُطُبٍ و قِطْبٍ، و أَنَّ قُطُوباً جمعُ قَطْبٍ. و القَطْبة: لُغة فی القُطْب، حكاها ثعلب. و قُطْبُ الفَلَك و قَطْبُه و قِطْبُه: مَدَاره؛ و قیل القُطْبُ: كوكبٌ بین الجَدْیِ و الفَرْقَدَیْن یَدُورُ علیه الفَلَكُ، صغیر أَبیضُ، لا یَبْرَحُ مكانه أَبداً، و إِنما شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَی، و هی الحدیدة التی فی الطَّبَقِ الأَسْفَل من الرَّحَیَیْنِ، یدور علیها الطَّبَقُ الأَعْلی، و تَدُور الكواكبُ علی هذا الكوكب الذی یقال له: القُطْبُ. أَبو عَدْنان: القُطْب أَبداً وَسَطُ الأَربع من بَنَات نَعْش، و هو كوكب صغیر لا یزول الدَّهْرَ، و الجَدْیُ و الفَرْقدانِ تَدُور علیه. و رأَیت حاشیة فی نسخة الشیخ ابن الصلاح المحدّث، رحمه اللّه، قال: القَطْبُ لیس كوكباً، و إِنما هو بقعة من السماءِ قریبة من الجَدْی. و الجَدْیُ: الكوكب الذی یُعْرَفُ به القِبلة فی البلاد الشَّمالیة. ابن سیدة: القُطْبُ الذی تُبْنَی علیه القِبْلَة. و قُطْبُ كل شی‌ء: مِلاكُه. و صاحبُ الجیش قُطْبُ رَحَی الحَرْب. و قُطْبُ القوم: سیدُهم. و فلان قُطْبُ بنی فلان أَی سیدُهم الذی یدور علیه أَمرهم. و القُطْبُ: من نِصالِ الأَهْداف. و القُطْبةُ: نَصْلُ الهَدَفِ. ابن سیدة: القُطْبةُ نَصْلٌ صغیر، قصیر، مُرَبَّع فی طَرَف سهم، یُغْلی به فی الأَهْداف؛ قال أَبو حنیفة: و هو من المَرامی. قال ثعلب: هو طَرَفُ السهم الذی یُرْمی به فی الغَرَض. النضر: القُطْبةُ لا تُعَدُّ سَهْماً. و‌فی الحدیث: أَنه قال لرافع بن خَدیج، و رُمِیَ بسهم فی ثَنْدُوَتِه: إِن شِئْتَ نَزَعْتُ السهم، و تركتُ القُطْبة، و شَهِدْتُ لك یوم القیامة أَنك شهیدُ القُطْبة.و القُطْبُ: نصلُ السهم؛ و منه‌الحدیث: فیأْخذ سهمَه، فینظر إِلی قُطْبه، فلا یَرَی علیه دَماً.و القُطْبة و القُطْبُ: ضربان من النبات؛ قیل: هی عُشْبة، لها ثمرة و حَبٌّ مثل حَبِّ الهَراسِ. و قال اللحیانی: هو ضربٌ من الشَّوْك یَتَشَعَّبُ منها ثلاثُ شَوْكات، كأَنها حَسَكٌ. و قال أَبو حنیفة: القُطْبُ یذهب حِبالًا علی الأَرض طولًا، و له زهرة صفراء و شَوْكةٌ إِذا أَحْصَدَ و یَبِسَ، یَشُقُّ علی الناس أَن یطؤُوها مُدَحْرَجة، كأَنها حَصاةٌ؛ و أَنشد: أَنْشَیْتُ بالدَّلْوِ أَمْشِی نحوَ آجنةٍ، من دونِ أَرْجائِها، العُلَّامُ و القُطَبُ واحدتُه قُطْبةٌ، و جمعها قُطَبٌ، و ورَقُ أَصلِها یشبه ورق النَّفَل و الذُّرَقِ؛ و القُطْبُ ثَمرُها. و أَرض قَطِبةٌ: یَنْبُتُ فیها ذلك النَّوْعُ من النبات. و القِطِبَّی: ضَرْبٌ من النبات یُصْنَعُ منه حَبْل كحبل النارَجیلِ، فَیَنْتَهی ثمنُه مائةَ دینار عَیْناً، و هو أَفضل من الكِنْبارِ. و القَطَبُ المنهیُّ عنه: هو أَن یأْخذَ الرجلُ الشی‌ء، ثم یأْخذ ما بقی من المتاع، علی حسب ذلك بغیر وزن، یُعْتَبر فیه بالأَول؛ عن كراع. و القَطِیبُ: فرس معروف لبعض العرب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 683
و القُطَیبُ: فرسُ سابقِ بن صُرَدَ. و قُطْبَة و قُطَیْبة: اسمان. و القُطَیْبِیَّةُ: ماءٌ بعینه؛ فأَما قول عَبیدٍ فی الشعر الذی كَسَّرَ بعضَه: أَقْفَرَ، من أَهْلِه، مَلْحُوبُ، فالقُطَبِیَّاتُ، فالذَّنُوبُ إِنما أَراد القُطَبِیَّة هذا الماءَ، فجمعه بما حَوْلَه. و هَرمُ بنُ قُطْبَةَ الفَزاریّ: الذی نافَرَ إِلیه عامِرُ بنُ الطُّفیل و عَلْقَمةُ بنُ عُلاثَةَ.

قطرب؛ ج1، ص: 683

: القُطْرُبُ: دویبة كانتْ فی الجاهلیة، یزعمون أَنها لیس لها قَرارٌ البتة؛ و قیل: لا تَسْتَریح نهارَها سَعْیاً؛ و‌فی حدیث ابن مسعود: لا أَعْرِفَنَّ أَحدكم جیفَةَ لَیْل، قُطْرُبَ نَهارٍ.قال أَبو عبید: یقال إِن القُطْرُبَ لا تستریح نهارها سَعْیاً؛ فشَبَّه عبدُ اللّه الرجلَ یَسْعی نَهارَه فی حوائج دُنْیاه، فإِذا أَمْسَی أَمْسَی كالًّا تَعِباً، فینامُ لیلَتَه حتی یُصْبِح كالجِیفة لا یَتحرك، فهذا جِیفةُ لیلٍ، قُطْرُبُ نَهار. و القُطْرُبُ: الجاهل الذی یَظْهَرُ بجَهْله. و القُطْرُب: السفیه. و القَطارِیبُ: السُّفَهاء، حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: عادٌ حُلُوماً، إِذا طاشَ القَطارِیبُ و لم یذكر له واحداً؛ قال ابن سیدة: و خَلِیقٌ أَن یكون واحدُه قُطْرُوباً، إِلَّا أَن یكون ابنُ الأَعرابی أَخَذ القَطارِیبَ مِن هذا البیت، فإِن كان ذلك، فقد یكون واحدُه قُطْرُوباً، و غیر ذلك مما تثبت الیاءُ فی جَمْعِه رابعة مِن هذا الضرب، و قد یكون جمعَ قُطْرُب، إِلَّا أَن الشاعر احتاج فأَثبت الیاء فی الجمع؛ كقوله: نَفْیَ الدَّراهِیمِ تَنْقادُ الصَّیاریفِ و حكی ثعلب أَن القُطْرُبَ: الخفیف، و قال علی إِثْر ذلك: إِنه لَقُطْرُبُ لَیْلٍ؛ فهذا یدل علی أَنها دویبة، و لیس بصفة كما زعم. و قُطْرُبٌ: لقبُ محمد بن المُسْتَنِیر النَّحْوِیّ، و كان یُبَكِّر إِلی سیبویه، فیَفْتَحُ سیبویه بابه فیَجِدُه هنالك، فیقول له: ما أَنتَ إِلَّا قُطْرُبُ لیل، فلُقِّبَ قُطْرُباً لذلك. و تَقَطْرَبَ الرجلُ: حَرَّك رأْسَه؛ حكاه ثعلب و أَنشد: إِذا ذَاقَها ذو الحِلْمِ منهمْ تَقَطْرَبا و قیل تَقَطْرَب، هاهنا: صار كالقُطْرُب الذی هو أَحدُ ما تقدم ذكره. و القُطْرُبُ: ذَكَرُ الغِیلانِ. اللیث: القُطْرُبُ و القُطْرُوبُ الذَّكَرُ من السَّعالی. و القُطْرُبُ: الصغیرُ من الكِلاب. و القُطْرُبُ: اللِّصُّ الفارِهُ فی اللُّصُوصِیَّة. و القُطْرُبُ: طائر. و القُطْرُبُ: الذئبُ الأَمْعَط. و القُطْرُبُ: الجَبانُ، و إِن كان عاقلًا. و القُطْرُبُ: المَصْرُوعُ من لَمَمٍ أَو مِرارٍ، و جمعُها كلها قَطارِیبُ، و اللّه أَعلم.

قعب؛ ج1، ص: 683

: القَعْبُ: القَدَح الضَّخْمُ، الغلِیظُ. الجافی؛ و قیل: قَدَح من خَشَب مُقَعَّر؛ و قیل: هو قدح إِلی الصِّغَر، یُشَبَّه به الحافرُ، و هو یُرْوِی الرجلَ. و الجمع القلیل: أَقْعُبٌ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِذا ما أَتَتْكَ العِیرُ فانْصَحْ فُتُوقَها، و لا تَسْقِیَنْ جارَیْكَ منها بأَقْعُبِ و الكثیر: قِعَابٌ و قِعَبةٌ، مثل جَبْ‌ءٍ و جِبَأَةٍ. ابن الأَعرابی: أَوَّلُ الأَقداح الغُمَرُ، و هو الذی
لسان العرب، ج‌1، ص: 684
لا یَبْلُغُ الرِّیَّ، ثم القَعْبُ، و هو قد یُرْوِی الرجلَ، و قد یُرْوِی الاثنین و الثلاثة، ثم العُسُّ. و حافر مُقَعِّبٌ: كأَنه قَعْبةٌ لاستدارته، مُشَبَّهٌ بالقَعْب. و التَّقْعِیبُ: أَن یكون الحافر مُقَبَّباً، كالقَعْبِ؛ قال العجاج: و رُسُغاً و حافِراً مُقَعَّبا و أَنشد ابن الأَعرابی: یَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبا، بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِیبَا و القَعْبةُ: حُقَّةٌ؛ و فی التهذیب: شِبْهُ حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ یكون فیها سَوِیقُ المرأَة؛ و لم یُخَصِّصْ فی المحكم بسویق المرأَة. و القاعِبُ: الذئبُ الصَّیَّاحُ. و التَّقْعِیبُ فی الكلام: كالتَّقْعِیر. قَعَّبَ فلانٌ فی كلامه و قَعَّر، بمعنی واحد. و هذا كلام له قَعْبٌ أَی غَوْرٌ؛ و فی ترجمة قنع: بمُقْنَعاتٍ كقِعابِ الأَوْراقْ قال قِعابُ الأَوْراق: یعنی أَنها أَفتاء، فأَسْنانُها بیضٌ. و القَعِیبُ: العدد؛ قال الأَفْوَه الأَوْدیّ: قَتَلْنا منهمُ أَسلافَ صِدْقٍ، و أُبْنَا بالأُسارَی و القَعِیبِ

قعثب؛ ج1، ص: 684

: القَعْثَبُ: و القَعْثَبان: الكثیرُ من كل شی‌ءٍ. و قیل: هی دُوَیْبَّة «2»، كالخُنْفُساءِ، تكون علی النَّبات.

قعسب؛ ج1، ص: 684

: القَعْسَبَة: عَدْوٌ شدیدٌ بفَزَعٍ.

قعضب؛ ج1، ص: 684

: القَعْضَبُ: الضَّخْمُ الشدیدُ الجَری‌ءُ. و خِمْسٌ قَعْضَبِیٌّ: شدید، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حَتَّی إِذا ما مَرَّ خِمْسٌ قَعْضَبِیّ و رواه یعقوب: قَعْطَبِیٌّ، بالطاءِ، و هو الصحیح. قال الأَزهری: و كذلك قَرَبٌ مُقَعِّطٌ. و القَعْضَبَة: اسْتِئْصالُ الشی‌ء؛ تقول: قَعْضَبَه أَی استأْصله. و القَعْضَبَةُ: الشِّدَّة. و قَرَبٌ قَعْضَبِیٌّ، و قَعْطَبِیٌّ، و مُقَعِّطٌ: شدید. و قَعْضَبٌ: اسم رجل كان یَعْمَلُ الأَسِنَّة فی الجاهلیة، إِلیه تُنْسَبُ أَسِنَّةُ قَعْضَبٍ.

قعطب؛ ج1، ص: 684

: قَرَبٌ قَعْطَبِیٌّ و قَعْضَبِیٌّ و مُقَعِّطٌ: شدید. و خِمْسٌ قَعْطَبِیٌّ: شَدیدٌ، كخِمْسٍ بَصْباصٍ، لا یُبْلَغُ إِلَّا بالسَّیْر الشَّدیدِ. و قَعْطَبَه قَعْطَبَةً: قَطَعَه و ضَرَبه فقَعْطَبَه أَی قَطَعَه.

قعنب؛ ج1، ص: 684

: الأَزهری: القُعْنُبُ الأَنْفُ المُعْوَجُّ. و القَعْنَبةُ: اعْوِجاجٌ فی الأَنف. و القَعْنَبة: المرأَةُ القَصِیرَةُ. و عُقَابٌ عَقَنْباة و عَبَنْقاةٌ و قَعَنْباةٌ و بَعَنْقاةٌ: حدیدةُ المَخالِبِ؛ و قیل: هی السریعة الخَطْفِ المُنْكَرةُ؛ و قال ابن الأَعرابی: كل ذلك علی المبالغة، كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ، و كلْبٌ كَلِبٌ. و القَعْنَبُ: الصُّلْبُ الشَّدیدُ مِن كل شی‌ءٍ. و قَعْنَبٌ: اسم رجل من بنی حَنْظلة، بزیادة النون. و‌فی حدیث عیسی بن عمر: أَقبلتُ مُجْرَمِّزاً حتی اقْعَنْبَیْتُ بین یَدَیِ الحَسَنِ.اقْعَنْبَی الرجلُ إِذا جَعَلَ یَدَیْه علی الأَرض، و قَعَدَ مُسْتَوْفِزاً.
(2). قوله [و قیل هی دویبة إلخ] فی القاموس إن هذه الدویبة قعثبان بضم أوله و ثالثه و مثله فی التكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 685‌

ققب؛ ج1، ص: 685

: القَیْقَبُ: سَیرٌ یَدُورُ علی القَرَبُوسَیْنِ كلَیْهما. و القَیْقَبُ و القَیْقَبانُ، عند العرب: خَشَبٌ تُعمل منه السُّرُوجُ؛ قال ابن درید: و هو بالفارسیة آزاذْدِرَخْت، و هو عند المُوَلَّدین سَیْرٌ یَعْتَرضُ وراءَ القَرَبُوسِ المُؤَخَّر؛ قال الشاعر: یَزِلُّ لِبْدُ القَیْقَبِ المِركاحِ، عن مَتْنِه، مِنْ زَلَقٍ رَشَّاحِ فجعل القَیْقَبَ السَّرْجَ نفسه، كما یسمون النَّبْل ضالًا، و القوسَ شَوْحَطاً. و قال أَبو الهیثم: القَیْقَبُ شجر تُتَّخَذُ منه السُّروجُ؛ و أَنشد: لَوْ لا حِزَاماهُ و لَوْ لا لَبَبُهْ، لقَحَّمَ الفارِسَ لو لا قَیْقَبُه، و السَّرْجُ حتی قَدْ وَهَی مُضَبِّبُه و هی الدُّكَیْنُ. قال: و اللِّجامُ حَدائِدُ قد یَشْتَبك بعضُها فی بعض، منها العِضَادَتانِ و المِسْحَلُ، و هو تحت الذی فیه سَیْر العِنانِ، و علیه یسیل زَبَدُ فَمِه و دَمُه، و فیه أَیضاً فأْسُه، و أَطرافُه الحدائدُ الناتئةُ عند الذَّقَن، و هما رأْسا العِضَادَتَیْنِ؛ و العِضَادَتانِ: ناحیتا اللجام. قال: و القَیْقَبُ الذی فی وسط الفأْس؛ و أَنشد: إِنیَ منْ قومِیَ فی مَنْصِبٍ، كمَوْضِعِ الفَأْس من القَیْقَبِ فجعل القَیْقَبَ حدیدةً فی فأْس اللِّجامِ. و القَیْقَبانُ: شجر معروف.

قلب؛ ج1، ص: 685

: القَلْبُ: تَحْویلُ الشی‌ءِ عن وجهه. قَلَبه یَقْلِبُه قَلْباً، و أَقْلَبه، الأَخیرةُ عن اللحیانی، و هی ضعیفة. و قد انْقَلَب، و قَلَبَ الشی‌ءَ، و قَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ. و تَقَلَّبَ الشی‌ءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالحَیَّةِ تَتَقَلَّبُ علی الرَّمْضاءِ. و قَلَبْتُ الشی‌ءَ فانْقَلَبَ أَی انْكَبَّ، و قَلَّبْتُه بیدی تَقْلِیباً، و كلام مَقْلوبٌ، و قد قَلَبْتُه فانْقَلَب، و قَلَّبْتُه فَتَقَلَّب. و القَلْبُ أَیضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِبُه عن وَجْهه الذی یُریده. و قَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، و نَظَر فی عَواقبها. و فی التنزیل العزیز: وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ؛ و كُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم. و تَقَلَّبَ فی الأُمور و فی البلاد: تَصَرَّف فیها كیف شاءَ. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا یَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِی الْبِلٰادِ. معناه: فلا یَغْرُرْكَ سَلامَتُهم فی تَصَرُّفِهم فیها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ. و رجل قُلَّبٌ: یَتَقَلَّبُ كیف شاءَ. و تَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ، و جَنْباً لجَنْبٍ: تَحوَّل. و قولُهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَی مُحتالٌ، بصیر بتَقْلیبِ الأُمور. و القُلَّبُ الحُوَّلُ: الذی یُقَلِّبُ الأُمورَ، و یحْتال لها. و‌روی عن مُعاویة، لما احْتُضِرَ: أَنه كان یُقَلَّبُ علی فراشه فی مَرَضه الذی مات فیه، فقال: إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلًا قُلَّباً، لو وُقیَ هَوْلَ المُطَّلَعِ؛ و فی النهایة: إِن وُقیَ كُبَّةَ النار، أَی رجلًا عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ و الذَّلُول، و قَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، و كان مُحْتالًا فی أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ. و قوله تعالی: تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ؛ قال الزجاج: معناه تَرْجُف و تَخِفُّ من الجَزَع و الخَوْفِ. قال: و معناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ و القیامة، ازدادَ بصیرة، و رأَی ما وُعِدَ به، و من كانَ قلبه علی غیر ذلك، رأَی ما یُوقِنُ معه أَمْرَ القیامة و البَعْث، فعَلِم ذلك بقلبه،
لسان العرب، ج‌1، ص: 686
و شاهَدَه ببصره؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب و الأَبصار. و یقال: قَلَبَ عَیْنَه و حِمْلاقَه، عند الوَعیدِ و الغَضَبِ؛ و أَنشد: قالبُ حِمْلاقَیْهِ قد كادَ یُجَنّ و قَلَب الخُبْزَ و نحوَه یَقْلِبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله لیَنْضَجَ باطنُه؛ و أَقْلَبها: لغة عن اللحیانی، و هی ضعیفة. و أَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حان لها أَن تُقْلَبَ. و أَقْلَبَ العِنَبُ: یَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ. و القَلَبُ، بالتحریك: انْقِلابٌ فی الشفة العُلْیا، و اسْتِرخاءٌ؛ و فی الصحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، و لم یُقَیِّدْ بالعُلْیا. و شَفَة قَلْباءُ: بَیِّنَةُ القَلَب، و رجل أَقْلَبُ. و فی المثل: اقْلِبی قَلابِ؛ یُضْرَب للرجل یَقْلِبُ لسانَه، فیَضَعُه حیث شاءَ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: بَیْنا یُكَلِّمُ إِنساناً إِذ اندفَعَ جریر یُطْرِیه و یُطْنِبُ، فأَقْبَلَ علیه، فقال: ما تقول یا جریر؟ و عَرَفَ الغَضَبَ فی وجهه، فقال: ذكرتُ أَبا بكر و فضله، فقال عمر: اقْلِبْ قَلَّابُ، و سكتَ؛ قال ابن الأَثیر: هذا مثل یُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فیتداركها بأَن یَقْلِبَها عن جِهتها، و یَصْرِفَها إِلی غیر معناها؛ یرید: اقْلِبْ یا قَلَّابُ فأَسْقَطَ حرفَ النداء، و هو غریب؛ لأَنه إِنما یحذف مع الأَعْلام. و قَلَبْتُ القومَ، كما تقولُ: صَرَفْتُ الصبیانَ، عن ثعلب. و قَلَبَ المُعَلِّم الصبیان یَقْلِبُهم: أَرسَلَهم، و رَجَعَهُم إِلی منازلهم؛ و أَقْلَبَهم: لغةٌ ضعیفةٌ، عن اللحیانی، علی أَنه قد قال: إِن كلام العرب فی كل ذلك إِنما هو: قَلَبْتُه، بغیر أَلف. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه كان یقالُ لمُعَلِّم الصبیان: اقْلِبْهم‌أَی اصْرفهُمْ إِلی منازلهم. و الانْقِلابُ إِلی اللّه، عز و جل، المصیرُ إِلیه، و التَّحَوُّلُ، و قد قَلَبه اللّهُ إِلیه؛ هذا كلامُ العرب. و حكی اللحیانی: أَقْلَبه؛ قال و قال أَبو ثَرْوانَ: أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَولیائه، و مُقْلَبَ أَولیائه، فقالها بالأَلف. و المُنْقَلَبُ یكون مكاناً، و یكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف. و المُنْقَلَبُ: مَصِیرُ العِبادِ إِلی الآخرة. و‌فی حدیث دعاءِ السفر: أَعوذُ بِكَ من كآبة المُنْقَلَب‌أَی الانْقِلابِ من السفر، و العَوْدِ إِلی الوَطَن؛ یعنی أَنه یعود إِلی بیته فَیری فیه ما یَحْزُنه. و الانْقِلابُ: الرجوعُ مطلقاً؛ و منه‌حدیث المنذر ابن أَبی أَسِیدٍ، حین وُلِدَ: فاقْلِبُوه، فقالوا: أَقْلَبْناه یا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی صحیح مسلم، و صوابه قَلَبْناه أَی رَدَدْناه. و قَلَبه عن وجهه: صَرَفَه؛ و حكی اللحیانیُّ: أَقْلَبه، قال: و هی مَرْغوبٌ عنها. و قَلَبَ الثوبَ، و الحدیثَ، و كلَّ شی‌ءٍ: حَوَّله؛ و حكی اللحیانی فیهما أَقْلَبه. و قد تقدم أَن المختار عنده فی جمیع ذلك قَلَبْتُ. و ما بالعلیل قَلَبةٌ أَی ما به شی‌ء، لا یُسْتَعْمَل إِلا فی النفی، قال الفراءُ: هو مأْخوذ من القُلابِ: داءٍ یأْخذ الإِبل فی رؤُوسها، فیَقْلِبُها إِلی فوق؛ قال النمر: أَوْدَی الشَّبابُ و حُبُّ الخالةِ الخَلِبه، و قد بَرِئْتُ، فما بالقلبِ من قَلَبَهْ أَی بَرِئْتُ من داءِ الحُبِّ؛ و قال ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌1، ص: 687
معناه لیست به علة، یُقَلَّبُ لها فیُنْظَرُ إِلیه. تقول: ما بالبعیر قَلَبة أَی لیس به داءٌ یُقْلَبُ له، فیُنْظَرُ إِلیه؛ و قال الطائی: معناه ما به شی‌ءٌ یُقْلِقُه، فَیَتَقَلَّبُ من أَجْلِه علی فراشه. اللیث: ما به قَلَبة أَی لا داءَ و لا غائلة. و‌فی الحدیث: فانْطَلَق یَمشی، ما به قَلَبة‌أَی أَلمٌ و علة؛ و قال الفراءُ: معناه ما بهِ علة یُخْشی علیه منها، و هو مأْخوذ مِن قولهم: قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه وَجَعٌ فی قلبه، و لیس یَكادُ یُفْلِتُ منه؛ و قال ابن الأَعرابی: أَصلُ ذلك فی الدَّوابِّ أَی ما به داءٌ یُقْلَبُ منه حافرُه؛ قال حمیدٌ الأَرْقَطُ یصف فرساً: و لم یُقَلِّبْ أَرْضَها البَیْطارُ، و لا لِحَبْلَیْه بها حَبارُ أَی لم یَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها. و ما بالمریضِ قَلَبَة أَی علة یُقَلَّبُ منها. و القَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّیاطِ. ابن سیدة: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحیانی، و الجمع: أَقْلُبٌ و قُلوبٌ، الأُولی عن اللحیانی. و قوله تعالی: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ عَلیٰ قَلْبِكَ؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبریلُ، علیه السلام، علیك، فَوَعاه قَلْبُك، و ثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. و قد یعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ فی قوله تعالی: إِنَّ فِی ذٰلِكَ لَذِكْریٰ لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ؛ أَی عَقْلٌ. قال الفراءُ: و جائزٌ فی العربیة أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، و ما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، و أَین ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَی أَین ذهب عَقْلُكَ؟ و قال غیره: لمن كان له قَلْبٌ أَی تَفَهُّمٌ و تَدَبُّرٌ. و‌رُوی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل الیَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، و أَلْیَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة، و الأَفْئِدَةَ باللِّین. و كأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد فی الاستعمال، و لذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، و سُوَیْداءَ قلبه؛ و أَنشد بعضهم: لَیْتَ الغُرابَ رَمی حَماطَةَ قَلْبهِ عَمْرٌو بأَسْهُمِه التی لم تُلْغَبِ و قیل: القُلُوبُ و الأَفْئِدَةُ قریبانِ من السواءِ، و كَرَّرَ ذِكْرَهما، لاختلاف اللفظین تأْكیداً. و قال بعضهم: سُمِّی القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ و أَنشد: ما سُمِّیَ القَلْبُ إِلَّا مِنْ تَقَلُّبه، و الرَّأْیُ یَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب‌و قال اللّه تعالی: وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصٰارَهُمْ. قال الأَزهری: و رأَیت بعضَ العرب یُسَمِّی لحمةَ القَلْبِ كُلها، شَحْمَها و حِجابَها: قَلْباً و فُؤَاداً، قال: و لم أَرهم یَفْرِقُونَ بینهما؛ قال: و لا أُنْكِر أَن یكون القَلْبُ هی العَلَقة السوداءُ فی جوفه. و قَلَبه یَقْلِبُه و یَقْلُبه قَلْباً، الضم عن اللحیانی وحدَه: أَصابَ قَلْبَه، فهو مَقْلُوب، و قُلِبَ قَلْباً: شَكا قَلْبه. و القُلابُ: داءٌ یأْخذ فی القَلْبِ، عن اللحیانی. و القُلابُ: داءٌ یأْخُذُ البعیر، فیشتكی منه قَلْبَه فیموتُ مِنْ یومه، یقال: بعیر مَقْلُوبٌ، و ناقة مَقْلوبة. قال كراع: و لیس فی الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب، و الكُباد من الكَبِدِ، و النُّكاف من النَّكَفَتَیْن، و هما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 688
و قد قُلِبَ قِلاباً؛ و قیل: قُلِبَ البعیر قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات. و أَقْلَبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم القُلابُ. الأَصمعی: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعیرَ، فهو مَقْلُوب، و قد قُلِبَ قِلاباً. و قَلْبُ النخلةِ و قُلْبُها و قِلْبُها: لُبُّها، و شَحْمَتُها، و هی هَنةٌ رَخْصةٌ بَیْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، و فیه ثلاث لغات: قَلْبٌ و قُلْبٌ و قِلْبٌ. و قال أَبو حنیفة مَرَّة: القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، و أَشدُّه بیاضاً، و هو الخُوص الذی یلی أَعلاها، واحدته قُلْبة، بضم القاف، و سكون اللام، و الجمع أَقْلابٌ و قُلُوبٌ و قِلَبةٌ. و قَلَبَ النخلة: نَزَع قُلْبَها. و قُلُوبُ الشجر: ما رَخُصَ من أَجوافِها و عُروقها التی تَقُودُها. و‌فی الحدیث: أَن یحیی بن زكریا، صلوات اللّه علی نبینا و علیه، كان یأْكل الجرادَ و قُلُوبَ الشجر؛ یعنی الذی یَنْبُتُ فی وَسَطها غَضّاً طَریّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن یَقْوَی و یَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضم، للفَرْق. و قَلْبُ النخلة: جُمَّارُها، و هی شَطْبة بیضاءُ، رَخْصَة فی وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَیِّبٌ، سُمِّیَ قَلْباً لبیاضه. شمر: یقال قَلْبٌ و قُلْبٌ لقَلْبِ النخلة، و یُجْمَع قِلَبةً. التهذیب: القُلْبُ، بالضم، السَّعَفُ الذی یَطْلُع مِنَ القَلْب. و القَلْبُ: هو الجُمَّارُ، و قَلْبُ كلّ شی‌ءٍ: لُبُّه، و خالِصُه، و مَحْضُه؛ تقول: جئْتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً أَی مَحْضاً لا یَشُوبُه شی‌ءٌ. و‌فی الحدیث: إِن لكلِّ شی‌ءٍ قَلْباً، و قلبُ القرآن یس.و قَلْبُ العقْرب: منزل من منازل القَمَر، و هو كوكب نَیِّرٌ، و بجانِبَیْه كوكبان. و قولهم: هو عربیّ قَلْبٌ، و عربیة قَلْبة و قَلْبٌ أَی خالص، تقول منه: رجل قَلْبٌ، و كذلك هو عربیٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة یصف امرأَة: قَلْبٌ عَقیلةُ أَقوامٍ ذَوی حَسَبٍ، یُرْمَی المَقانبُ عنها و الأَراجِیلُ و رجل قَلْبٌ و قُلْبٌ: مَحْضُ النَسبِ، یستوی فیه المؤَنث، و المذكر، و الجمع، و إِن شئت ثَنَّیْتَ، و جَمَعْتَ، و إِن شئت تركته فی حال التثنیة و الجمع بلفظ واحد، و الأُنثی قَلْبٌ و قَلْبةٌ؛ قال سیبویه: و قالوا هذا عَرَبیٌّ قَلْبٌ و قَلْباً، علی الصفة و المصدر، و الصفة أَكثرُ. و‌فی الحدیث: كان علیٌّ قُرَشیاً قَلْباً‌أَی خالصاً من صمیم قریش. و قیل: أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالی: لَذِكْریٰ لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ. و القُلْبُ من الأَسْوِرَة: ما كان قَلْداً واحداً، و یقولون: سِوارٌ قُلْبٌ؛ و قیل: سِوارُ المرأَة. و القُلْبُ: الحیةُ البیضاءُ، علی التشبیه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة. و‌فی حدیث ثَوْبانَ: أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ و الحسین، علیهم السلام، بقُلْبَیْن من فضة؛ القُلْبُ: السوار. و منه‌الحدیث: أَنه رأَی فی ید عائشة قُلْبَیْن.و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، فی قوله تعالی: وَ لٰا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلّٰا مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا؛ قالت: القُلْبُ، و الفَتَخَةُ.و المِقْلَبُ: الحدیدةُ التی تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة. و قَلَبْتُ المَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلی عُیوبه. و القُلَیْبُ، علی لفظ تصغیر فَعْلٍ: خَرَزة یُؤَخَّذُ بها، هذه عن اللحیانی. و القِلِّیبُ، و القَلُّوبُ، و القِلَّوْبُ، و القَلُوبُ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 689
و القِلابُ: الذئبُ، یَمانیة؛ قال شاعرهم: أَیا جَحْمَتا بَكّی علی أُم واهبٍ، أَكِیلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض المَذانبِ و القَلِیبُ: البئرُ ما كانت. و القلیبُ: البئر، قبل أَن تُطْوَی، فإِذا طُوِیَتْ، فهی الطَّوِیُّ، و الجمع القُلُبُ. و قیل: هی البئر العادیَّةُ القدیمةُ، التی لا یُعْلم لها رَبٌّ، و لا حافِرٌ، تكونُ بالبَراری، تُذكَّر و تؤَنث؛ و قیل: هی البئر القدیمة، مَطْویَّةً كانت أَو غیر مَطْویَّةٍ. ابن شمیل: القَلِیبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِیّ، مَطْویَّةٌ أَو غیر مَطْویة، ذاتُ ماءٍ أَو غیرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غیرُ جَفْرٍ. و قال شمر: القَلِیبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَدی‌ءِ و العادِیَّة، و لا یُخَصُّ بها العادیَّةُ. قال: و سمیت قَلیباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها. و قال ابن الأَعرابی: القَلِیبُ ما كان فیه عَیْنٌ و إِلا فلا، و الجمع أَقْلِبةٌ؛ قال عنترة یصف جُعَلًا: كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَیْنِ حَجْلًا، هَدُوجاً بینَ أَقْلِبةٍ مِلاحِ و‌فی الحدیث: أَنه وقَفَ علی قَلِیبِ بَدْرٍ.القَلِیبُ: البئر لم تُطْوَ، و جمع الكثیر: قُلُبٌ؛ قال كثیر: و ما دامَ غَیْثٌ، من تِهامةَ، طَیِّبٌ، بها قُلُبٌ عادِیَّةٌ و كِرارُ و الكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للحِسْیِ. و العادیَّة: القدیمةُ، و قد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال: عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّی مَنْ سَبَرْ و قیل: الجمع قُلُبٌ، فی لغة مَنْ أَنَّثَ، و أَقْلِبةٌ و قُلُبٌ جمیعاً، فی لغة مَن ذَكَّر؛ و قد قُلِبَتْ تُقْلَبُ. و قَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قال ابن الأَعرابی: القُلْبةُ الحُمْرَةُ. الأُمَوِیُّ فی لغة بَلْحرث بن كعب: القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ یقال منه: قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ. و قال أَبو حنیفة: إِذا تَغَیَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهی القالِبُ. و شاة قالِبُ لونٍ إِذا كانت علی غیر لونِ أُمِّها. و‌فی الحدیث: أَن موسی لما آجَرَ نَفْسَه من شعیب، قال لموسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: لَكَ من غَنَمِی ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غیرَ واحدةٍ أَو اثنتین.تفسیره‌فی الحدیث: أَنها جاءَت بها علی غیر أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب.و‌فی حدیث علیٍّ، كرّم اللّه وجهَه، فی صفة الطیور: فمنها مغموس فی قالَبِ [قالِبِ لونٍ، لا یَشُوبُه غیرُ لونِ ما غُمِسَ فیه.أَبو زید: یقال للبلیغ من الرجال: قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، و قد طَبَّقَ المَفْصِلَ، و وَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ. و‌فی الحدیث: كان نساءُ بنی إِسرائیل یَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، و هو نَعْل من خَشَب كالقَبْقابِ، و تُكسَر لامه و تفتح. و قیل: إنه مُعَرَّب. و‌فی حدیث ابن مسعود: كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَیْنِ، تطاولُ بهما.و القالِبُ و القالَبُ: الشی‌ءُ الذی تُفْرَغُ فیه الجواهِرُ، لیكون مِثالًا لما یُصاغُ منها، و كذلك قالِبُ الخُفِّ و نحوه، دَخِیل. و بنو القلَیْب: بطن من تمیم، و هو القُلَیْبُ بنُ عمرو بن تمیم. و أَبو قِلابةَ: رجلٌ من المحدّثین.

قلتب؛ ج1، ص: 689

: التهذیب: قال و أَما القَرْطَبانُ الذی تَقُوله العامة للذی لا غَیْرةَ له، فهو مُغَیَّر عن وجهه. الأَصمعی: القَلْتَبانُ مأْخوذ من الكَلَبِ، و هی
لسان العرب، ج‌1، ص: 690
القِیادَةُ، و التاء و النون زائدتان؛ قال: و هذه اللفظة هی القدیمة عن العرب. قال: و غَیَّرتها العامّةُ الأُولی، فقالت: القَلْطَبانُ؛ قال: و جاءَت عامّة سُفْلی، فغیرت علی الأُولی فقالت: القَرْطبانُ.

قلطب؛ ج1، ص: 690

: القَلْطَبانُ: أَصلها القَلْتبانُ، لفظة قدیمة عن العرب، غیرتها العامّة الأُولی فقالت: القَلْطَبان، و جاءَت عامة سفلی، فغیرت علی الأُولی، فقالت: القَرْطَبان.

قلهب؛ ج1، ص: 690

: اللیث: القَلْهَبُ القدیم الضَّخْمُ مِنَ الرجال.

قنب؛ ج1، ص: 690

: القُنْبُ: جِرَابُ قَضِیبِ الدابة. و قیل: هو وِعاء قَضِیبِ كُلِّ ذی حافر؛ هذا الأَصلُ، ثم استُعمِل فی غیر ذلك. و قُنْبُ الجَمل: وِعاءُ ثِیلِه. و قُنْبُ الحِمارِ: وِعاءُ جُرْدَانِه. و قُنْبُ المرأَة: بَظْرُها. و أَقْنَبَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَی من سُلْطان أَو غریم. و المِقْنَبُ: كَفُّ الأَسَد. و یقال: مِخْلَبُ الأَسَدِ فی مِقْنَبه، و هو الغِطاء الذی یَسْتُره فیه. و قد قَنَبَ الأَسدُ بمِخْلَبه إِذا أَدْخَلَه فی وِعائه، یَقْنِبُه قَنْباً. و قُنْبُ الأَسد: ما یُدْخِلُ فیه مَخالِبَه من یَدِه، و الجمع قُنُوبٌ، و هو المِقْنابُ، و كذلك هو من الصَّقْر و البازِی. و قَنَّبَ الزرعُ تَقْنِیباً إِذا أَعْصَفَ. و قِنَابَةُ الزَّرْعِ و قُنَّابُه: عَصِیفَتُه عند الإِثْمار؛ و العَصِیفة: الورقُ المجتمعٌ الذی یكون فیه السُّنْبل، و قد قَنَّبَ. و قَنَّبَ العنبَ: قَطَع عنه ما یُفْسِدُ حَمْلَه. و قَنَّبَ الكرمَ: قَطَعَ بعضَ قُضْبانه، للتخفیف عنه، و استیفاء بعض قوّته، عن أَبی حنیفة. و قال النَّضْر: قَنَّبُوا العنبَ إِذا ما قَطَعُوا عنه ما لیس یحْمِل، و ما قد أَدَّی حَمْلَهُ یُقْطَع من أَعلاه؛ قال أَبو منصور: و هذا حین یُقْضَبُ عنه شَكِیرُه رَطْباً. و القَانِبُ: الذِّئْبُ العَوَّاءُ. و القَانِبُ: الفَیْج المُنْكَمِشُ. و القَیْنابُ: الفَیْجُ النَّشیطُ، و هو السِّفْسِیرُ. و قَنَّبَ الزَّهْرُ: خَرَج عن أَكمامه. و قال أَبو حنیفة: القُنُوبُ بَراعِیمُ النبات، و هی أَكِمَّةُ زَهَرِه، فإِذا بَدَتْ، قیل: قد أَقْنَبَ. و قَنَبَتِ الشَّمسُ تَقْنِبُ قُنُوباً: غابت فلم یَبْقَ منها شی‌ء. و القُنْبُ: شِراعٌ ضَخْمٌ من أَعظم شُرُعِ السفینة. و المِقْنَبُ: شی‌ء یكون مع الصائد، یَجْعَلُ فیه ما یَصیده، و هو مشهور شِبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَریطة؛ و أَنشد: أَنْشَدْتُ لا أَصْطادُ منها عُنْظُبا، إِلَّا عَوَاساء تَفاسَی مُقْرِبا، ذاتَ أَوانَیْنِ تُوَقِّی المِقْنَبا و المِقْنَب من الخیل: ما بین الثلاثین إِلی الأَربعین، و قیل: زُهاءُ ثلاثمائة. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، و اهْتمامِه بالخلافة: فذُكِرَ له سَعْدٌ حین طُعِنَ، فقال: ذاك إِنما یكون فی مِقْنَبٍ من مَقانِبكم؛ المِقْنَبُ: بالكسر، جماعةُ الخیل و الفُرْسانِ، و قیل: هی دون المائة؛ یرید أَنه صاحبُ حرب و جُیوشٍ، و لیس بصاحب هذا الأَمر. و‌فی حدیث عَدِیٍّ: كیف بِطَیِّئٍ و مَقانِبها؟و قَنَّبَ القومُ و أَقْنَبُوا إِقْناباً و تَقْنِیباً إِذا صاروا مِقْنَباً؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَیة الهُذَلیّ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 691
عَجِبْتُ لقَیْسٍ، و الحوادثُ تُعْجِبُ، و أَصحابِ قَیْسٍ یومَ ساروا و قَنَّبُوا و فی التهذیب: و أَصحابِ قیسٍ یومَ ساروا و أَقنبوا أَی باعدوا فی السیر، و كذلك تَقَنَّبُوا. و القَنِیبُ: جماعةُ الناس؛ و أَنشد: و لعبدِ القَیسِ عِیصٌ أَشِبٌ، و قَنِیبٌ و هِجاناتٌ زُهُرْ و جمع المِقْنَب: مقَانِبُ؛ قال لبید: و إِذا تَواكَلَتِ المَقانِبُ لم یَزَلْ، بالثَّغْرِ مِنَّا، مِنْسَرٌ [مَنْسَرٌ مَعْلُومُ قال أَبو عمرو: المِنْسَرُ [المَنْسَرُ ما بین ثلاثین فارساً إِلی أَربعین. قال: و لم أَره وَقَّتَ فی المِقْنَبِ شیئاً. و القَنِیبُ: السحابُ. و القِنَّبُ: الأَبَق، عربیّ صحیح. و القِنَّبُ و القُنَّبُ: ضَرْبٌ من الكَتَّانِ؛ و قولُ أَبی حَیَّةَ النُّمَیْرِیِّ: فظَلَّ یَذُودُ، مثلَ الوَقْفِ، عِیطاً سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْراكِ القِنَابِ قیل فی تفسیره: یُریدُ القِنَّبَ، و لا أَدری أَ هی لغة فیه أَم بَنَی من القِنَّبِ فِعالًا؛ كما قال الآخر: من نَسْج داودَ أَبی سَلَّامْ و أَراد سُلَیْمانَ. و القُنَابة و القُنَّابة: أُطُمٌ من آطامِ المَدینة، و اللّه أَعلم.

قهب؛ ج1، ص: 691

: القَهْبُ: المُسِنُّ؛ قال رؤبة: إِنَّ تمیماً كان قَهْباً مِنْ عادْ و قال: إِنَّ تَمِیماً كان قَهْباً قَهْقَبَا أَی كان قَدیمَ الأَصل عادِیَّهُ. و یقال للشیخ إِذا أَسَنَّ: قَحْرٌ و قَحْبٌ و قَهْبٌ. و القَهْبُ من الإِبل: بعد البازل. و القَهْبُ: العظیم. و قیل: الطویلُ من الجبال، و جمعُه قِهابٌ. و قیل: القِهابُ جبال سُود تُخالِطُها حُمْرة. و الأَقْهَبُ: الذی یَخْلِطُ بیاضَه حُمْرة. و قیل: الأَقْهَبُ الذی فیه حُمْرَة إِلی غُبْرة؛ و یقال: هو الأَبیضُ الأَكْدَرُ؛ و أَنشد لإمرئ القیس: و أَدْرَكَهُنّ، ثانِیاً من عِنانِه، كغَیْثِ العَشِیِّ الأَقْهَبِ المُتَوَدِّقِ الضمیر الفاعل فی أَدْرَكَ یَعُودُ علی الغلام الراكبِ الفرس للصید، و الضمیر المؤَنث المنصوبُ عائد علی السِّرْبِ، و هو القَطِیعُ من البَقر و الظباءِ و غیرهما؛ و قوله: ثانیاً من عِنانِه أَی لم یُخْرِجْ ما عند الفرس من جَرْیٍ، و لكنه أَدْرَكَهُنَّ قبل أَن یَجْهَدَ؛ و الأَقْهَبُ: ما كان لَوْنُه إِلی الكُدْرة مع البیاض للسواد. و الأَقْهَبانِ: الفِیلُ و الجامُوسُ؛ كل واحد منهما أَقْهَبُ، لِلَونه؛ قال رؤْبة یَصِفُ نَفْسَه بالشدَّة: لَیْثٌ یَدُقُّ الأَسدَ الهَمُوسا، و الأَقْهَبَیْنِ: الفِیلَ و الجامُوسا و الاسم القُهْبة؛ و القُهْبة: لَوْنُ الأَقْهَبِ، و قیل: هو غُبْرة إِلی سَواد، و قیل: هو لونٌ إِلی الغُبْرة ما هو، و قد قَهِبَ قَهَباً. و القَهْبُ: الأَبیضُ تَعْلوه كُدْرة، و قیل: الأَبیضُ، و خَصَّ بعضُهم به الأَبیضَ من أَولاد المَعَز و البقر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 692
یقال: إِنه لقَهْبُ الإِهابِ، و قُهابُه، و قُهَابِیُّه، و الأُنثی قَهْبةٌ لا غیر؛ و فی الصحاح: و قَهْباء أَیضاً. الأَزهری: یقال إِنه لقَهْبُ الإِهابِ، و إِنه لقُهابٌ و قُهابیٌّ. و القَهْبِیُّ: الیَعْقُوب، و هو الذَّكَر من الحَجَل؛ قال: فأَضْحَتِ الدارُ قَفْراً، لا أَنِیسَ بها، إِلا القُهَابُ مع القَهْبیّ، و الحَذَفُ و القُهَیْبةُ: طائر یكون بتِهامةَ، فیه بیاضٌ و خُضْرة، و هو نوع من الحَجَل. و القَهَوْبَةُ و القَهَوْباةُ «3» من نِصَالِ السِّهامِ: ذاتُ شُعَبٍ ثلاثٍ، و ربما كانَتْ ذاتَ حَدیدَتَیْنِ، تَنْضَمَّانِ أَحْیاناً، و تَنْفَرِجانِ أُخْری. قال ابن جنی: حكی أَبو عبیدة القَهَوْباةُ، و قد قال سیبویه: لیس فی الكلام فَعَوْلی، و قد یمكن أَن یحتج له، فیقال: قد یمكن أَن یأْتی مع الهاء ما لو لا هی لما أَتی، نحو تَرْقُوَةٍ و حِذْرِیَةٍ، و الجمع القَهَوْبات. و القَهُوبات: السِّهامُ الصِّغارُ المُقَرْطِساتُ، واحدها قَهُوبَةٌ؛ قال الأَزهری: هذا هو الصحیح فی تفسیر القَهُوبَة؛ و قال رؤْبة: عن ذی خَناذیذَ قُهَابٍ أَدْلَمُه قال أَبو عمرو: القُهْبَةُ سَواد فی حُمْرة. أَقْهَبُ: بَیِّنُ القُهْبة. و الأَدْلَم: الأَسْوَدُ. فالقَهْبُ: الأَبیضُ، و الأَقْهَبُ: الأَدْلَم، كما تَری.

قهزب؛ ج1، ص: 692

: القَهْزَبُ: القصیر.

قهقب؛ ج1، ص: 692

: القَهْقَبُّ أَو القَهْقَمُّ: الجمل الضَّخْم. و قال اللیث: القَهْقَبُ، بالتخفیف: الطویل الرَّغِیبُ. و قیل: القَهْقَبُ، مثالُ قَرْهَبٍ، الضَّخْمُ المُسِنُّ. و القَهْقَبُّ: الضَّخْمُ؛ مَثَّل به سیبویه، و فَسَّره السیرافی. و قال ابن الأَعرابی: القَهْقَبُ البَاذِنْجَانُ. المحكم: القَهْقَبُ الصُّلْبُ الشدید. الأَزهری: القَهْقَابُ الارمی «4».

قوب؛ ج1، ص: 692

: القَوْبُ: أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِبْهَ التَّقْویر. قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فیها حُفْرة مُقَوَّرة، فانْقَابَتْ هی. ابن سیدة: قابَ الأَرضَ قَوْباً، و قَوَّبَها تَقْویباً: حَفَر فیها شِبْهَ التَّقْویرِ. و قد انْقَابَتْ، و تَقَوَّبَتْ، و تَقَوَّبَ من رأْسه مواضعُ أَی تَقَشَّرَ. و الأَسْوَدُ المُتَقَوِّبُ: هو الذی سَلخَ جِلْدَه من الحَیَّات. اللیث: الجَرَبُ یُقَوِّبُ جِلْدَ البعیر، فتَری فیه قُوباً قد انْجَرَدَتْ من الوَبَر، و لذلك سمیت القُوَباءُ التی تَخْرُجُ فی جلد الإِنسان، فتُداوَی بالرِّیق؛ قال: و هل تُدَاوَی القُوَبا بالرِّیقَهْ و قال الفراء: القُوباء تؤَنث، و تذكر، و تُحرَّك، و تسكَّن، فیقال: هذه قُوَباءُ، فلا تصرف فی معرفة و لا نكرة، و تلحق بباب فُقَهاءَ، و هو نادر. و تقول فی التخفیف: هذه قُوباءُ، فلا تصرف فی المعرفة، و تصرف فی النكرة. و تقول: هذه قُوباءٌ، تَنْصَرِفُ فی المعرفة و النكرة، و تُلْحقُ بباب طُومارٍ؛ و أَنشد: به عَرَصاتُ الحَیِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه، و جَرَّدَ، أَثْباجَ الجَراثِیم، حاطِبُه
(3). قوله [و القهوبة و القهوباة] ضبطا بالأَصل و التهذیب و القاموس بفتح أولهما و ثانیهما و سكون ثالثهما لكن خالف الصاغانی فی القهوبة فقال بوزن ركوبة أی بفتح فضم. (4). قوله [القهقاب الارمی] كذا بالأَصل و لم نجده فی التهذیب و لا فی غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 693
قَوَّبْنَ مَتْنَه أَی أَثَّرْنَ فیه بمَوْطئِهم و مَحَلِّهم؛ قال العجاج: من عَرَصاتِ الحَیِّ أَمْسَتْ قُوبا أَی أَمْسَتْ مُقَوَّبة. و تَقَوَّبَ جِلْدُه: تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ، و انْحَلَق عنه الشَّعَرُ، و هی القُوبةُ و القُوَبةُ و القُوباءُ و القُوَباءُ. و قال ابن الأَعرابی: القُوباء واحدةُ القُوبةِ و القُوَبةِ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدْری كیف هذا؟ لأَن فُعْلَة و فُعَلَةً لا یكونان جمعاً لفُعْلاء، و لا هما من أَبنیة الجمع، قال: و القُوَبُ جمع قُوبةٍ و قُوَبة؛ قال: و هذا بَیِّن، لأَن فُعَلًا جمع لفُعْلة و فُعَلَةٍ. و القُوباءُ و القُوَباءُ: الذی یَظْهَر فی الجسد و یخرُج علیه، و هو داءٌ معروف، یَتَقَشَّر و یتسعُ، یعالج و یُدَاوی بالریق؛ و هی مؤَنثة لا تنصرف، و جمعها قُوَبٌ؛ و قال ابن قَنَانٍ الراجز: یا عَجَبَا لهذه الفَلِیقَهْ هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءُ الریقَهْ؟ الفلیقةُ: الداهیة. و یروی: یا عَجَباً، بالتنوین، علی تأْویل یا قوم اعْجَبُوا عَجَباً؛ و إِن شئتَ جعلته مُنادی منكوراً، و یروی: یا عَجَبَا، بغیر تنوین، یرید یا عَجَبی، فأَبدَل من الیاءِ أَلِفاً؛ علی حدّ قول الآخر: یا ابْنَةَ عَمَّا لا تلُومی و اهْجَعِی و معنی رجز ابن قَنانٍ: أَنه تَعَجَّبَ من هذا الحُزاز الخَبیث، كیف یُزیلُه الریقُ، و یقال: إِنه مختص بریق الصائِم، أَو الجائِع؛ و قد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالًا للحركة علی الواو، فإِن سكنتها، ذَكَّرْتَ و صَرَفْتَ، و الیاء فیه للإِلحاق بقِرْطاس، و الهمزة مُنْقلبة منها. قال ابن السكیت: و لیس فی الكلام فُعْلاء، مضمومة الفاء ساكنة العین، ممدودة الآخر، إِلَّا الخُشَّاءَ و هو العظمُ الناتئ وراء الأُذن و قُوباءَ؛ قال: و الأَصل فیهما تحریك العین، خُشَشَاءُ و قَوَباءُ. قال الجوهری: و المُزَّاءُ عندی مثلُهما «5»؛ فمن قال: قُوَباء، بالتحریك، قال فی تصغیره: قُوَیْباء، و من سَكَّنَ، قال: قُوَیْبیٌّ؛ و أَما قول رؤبة: من ساحرٍ یُلْقی الحَصی فی الأَكْوابْ، بنُشْرَةٍ أَثَّارةٍ كالأَقْوابْ فإِنه جمع قُوباءَ، علی اعتِقادِ حذف الزیادة علی أَقوابٍ. الأَزهری: قابَ الرجلُ: تَقَوَّب جِلْدُه، و قابَ یَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ. و قابَ الرجل إِذا قَرُبَ. و تقول: بینهما قابُ قَوْسٍ، و قِیبُ قَوسٍ، و قادُ قَوْسٍ، و قِیدُ قَوس أَی قَدْرُ قَوْسٍ. و القابُ: ما بین المَقْبِضِ و السِّیَة. و لكل قَوْس قابانِ، و هما ما بین المَقْبِضِ و السِّیَةِ. و قال بعضهم فی قوله عز و جل: فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَیْنِ؛ أَراد قابَیْ قوْس، فَقَلَبَه. و قیل: قٰابَ قَوْسَیْنِ، طُولَ قَوْسَین. الفراء: قٰابَ قَوْسَیْنِ أَی قَدْرَ قَوْسین، عربیتین. و‌فی الحدیث: لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة، خیرٌ من الدنیا و ما فیها.قال ابن الأَثیر: القابُ و القِیبُ بمعنی القَدْرِ، و عینُها واو مِن قولهم: قَوَّبوا فی الأَرض أَی أَثَّروا فیها بوَطْئِهم، و جعَلوا فی مَساقیها علامات. و قَوَّبَ الشی‌ءَ: قَلَعَه من أَصله. و تَقَوَّبَ الشی‌ءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله. و قابَ الطائرُ بیضَتَه أَی فَلَقَها، فانْقابت البیضةُ؛ و تَقَوَّبَتْ بمعنًی.
(5). قوله [و المزاء عندی مثلهما إلخ] تصرف فی المزاء فی بابه تصرفاً آخر فارجع إلیه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 694
و القائبةُ و القابَةُ: البَیْضة. و القُوبُ، بالضم: الفَرْخُ. و القُوبِیُّ: المُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، و هی الفِراخُ؛ و أَنشد: لهُنَّ و للمَشِیبِ و مَنْ عَلاهُ، من الأَمْثالِ، قائِبَةٌ و قُوبُ مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشیوخ بهَرَبِ القُوبِ، و هو الفَرْخُ، من القائبةِ، و هی البَیْضة، فیقول: لا تَرْجِعُ الحَسْناءُ إِلی الشیخ، كما لا یَرْجِعُ الفرخُ إِلی البیضة. و فی المثل: تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من قُوبٍ، یُضْرَبُ مثلًا للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه. قال أَعرابی من بنی أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا، فَبَرِئَتْ قائِبةٌ من قُوبٍ أَی أَنا بری‌ءٌ من خُفارَتِكَ [خِفَارَتِكَ. و تَقَوَّبَتِ البیضةُ إِذا تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها. یقال: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها، و انْقَضَی قُوبِیٌّ من قاوِبَةٍ؛ معناه: أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بیضَتَه، لم یَعُدْ إِلیها؛ و قال: فقائِبةٌ ما نَحْنُ یوماً، و أَنْتُمُ، بَنی مالكٍ، إِن لم تَفیئوا و قُوبُها یُعاتِبُهم علی تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلی الیمن؛ یقول: إِن لم ترجعوا إِلی نسبكم، لم تعودوا إِلیه أَبداً. فكانت ثلْبةَ ما بیننا و بینكم. و سُمِّیَ الفَرْخُ قُوباً لانقِیابِ البیضةِ عنه. شمر: قِیبَتِ البیضةُ، فهی مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها. و یقال: قَابَةٌ و قُوبٌ، بمعنی قائبةٍ و قُوبٍ. و قال ابن هانئ: القُوَبُ قُشْوُرُ البیض؛ قال الكمیت یصِف بیضَ النَّعامِ.علی تَوائِم أَصْغَی من أَجِنَّتِها، إِلی وَساوِس، عنها قابتِ القُوَبُ قال: القُوَبُ: قشور البیض. أَصْغَی من أَجنتها، یقول: لما تحرَّك الولد فی البیض، تَسَمَّع إِلی وسْواس؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً. قال: و قابَتْ تَفَلَّقَت. و القُوبُ: البَیْضُ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، أَنه نهی عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلی الحج، و قال: إِنكم إِن اعتمرتم فی أَشهر الحج، رأَیتموها مُجْزئةً من حجكم، فَفَرَغَ حَجكم، و كانت قائِبةً من قُوبٍ؛ ضرب هذا مثلًا لخَلاء مكة من المعتمرین سائر السنة. و المعنی: أَن الفرخ إِذا فارق بیضته لم یعد إِلیها، و كذا إِذا اعْتَمروا فی أَشهر الحج، لم یعودوا إِلی مكة. و یقال: قُبْتُ البَیْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِیاباً. قال الأَزهری: و قیل للبیضة قائِبةٌ، و هی مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ و یقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ، و الفرخُ الخارج یقال له: قُوبٌ و قُوبیّ؛ قال الكمیت: و أَفْرَخَ منْ بیضِ الأَنوقِ مَقُوبُها و یقال: انْقابَ المكانُ، و تَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فیه مواضعُ من الشجر و الكلإِ. و رجل مَلی‌ءٌ قُوَبَةٌ، مثل هُمَزة: ثابتُ الدارِ مُقِیمٌ؛ یقال ذلك للذی لا یبرح من المنزل. و قَوِبَ من الغُبار أَی اغْبرَّ؛ عن ثعلب. و المُقَوَّبةُ من الأَرضین: التی یُصِیبُها المطرُ فیبقَی فی أَماكِنَ منها شجرٌ كان بها قدیماً؛ حكاه أَبو حنیفة.

فصل الكاف؛ ج1، ص: 694

كأب؛ ج1، ص: 694

: الكآبةُ: سُوءُ الحالِ، و الانكِسارُ من الحُزن. كَئِبَ یَكْأَبُ كَأْباً و كأْبةً و كآبة، كنَشْأَةٍ و نشاءَة، و رَأْفَةٍ و رَآفة، و اكْتَأَبَ اكتِئاباً: حَزِنَ و اغْتَمَّ و انكسر، فهو كَئِبٌ و كَئِیبٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 695
و‌فی الحدیث: أَعوذُ بك من كآبةِ المُنْقَلَبِ.الكآبةُ: تَغَیُّر النَّفْس بالانكسار، مِن شِدَّةِ الهمِّ و الحُزْن، و هو كَئِیبٌ و مُكْتَئِبٌ. المعنی: أَنه یرجع من سفره بأَمر یَحْزُنه، إِما أَصابه من سفره و إِما قَدِمَ علیه مثلُ أَن یعودَ غیر مَقضِیِّ الحاجة، أَو أَصابت مالَه آفةٌ، أَو یَقْدَمَ علی أَهله فیجدَهم مَرْضَی، أَو فُقِدَ بعضهم. و امرأَةٌ كَئِیبةٌ و كَأْباءُ أَیضاً؛ قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّی: عَزَّ علی عَمِّكِ أَنْ تَأَوَّقی، أَو أَن تَبِیتی لیلةً لم تُغْبَقی، أَو أَنْ تُرَیْ كَأْباء لم تَبْرَنشِقی الأَوْقُ: الثِّقَلُ؛ و الغَبُوقُ: شُرْبُ العَشِیِّ؛ و الإِبْرِنْشاقُ: الفَرَح و السُّرور. و یقال: ما أَكْأَبَكَ و الكَأْباءُ: الحُزْنُ الشدید، علی فَعْلاء. و أَكْأَبَ: دَخَل فی الكَآبة. و أَكْأَبَ: وَقَعَ فی هَلَكة؛ و قوله أَنشده ثعلب: یَسِیرُ الدَّلیلُ بها خِیفةً، و ما بِكآبَتِه مِنْ خَفاءْ فسره فقال: قد ضَلَّ الدلیلُ بها؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الكآبةَ، هاهنا، الحُزْنُ، لأَن الخائفَ محزون. و رَمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ: إِذا ضَرَبَ إِلی السَّواد، كما یكون وجه الكَئِیبِ.

كبب؛ ج1، ص: 695

: كَبَّ الشی‌ءَ یَكُبُّه، و كَبْكَبَه: قَلَبه. و كَبَّ الرجلُ إِناءَه یَكُبُّه كَبّاً، و حكی ابن الأَعرابی أَكَبَّهُ؛ و أَنشد: یا صاحبَ القَعْوِ المُكَبِّ المُدْبِرِ، إِنْ تَمْنَعی قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِی و كَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَی صَرَعَه. و أَكَبَّ هو علی وجْهه. و هذا من النوادر أَن یقال: أَفْعَلْتُ أَنا، و فَعَلْتُ غیری. یقال: كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمین، و لا یقال أَكَبَّ. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: فأَكَبُّوا رواحِلَهم علی الطریق، هكذا الروایةُ؛ قیل و الصوابُ: كَبُّوا أَی أَلْزَموها الطریقَ. یقال: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، و أَكَبَّ الرجلُ یُكِبُّ علی عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ و قیل: هو من باب حذف الجارِّ، و إِیصال الفعل، فالمعنی: جَعَلُوها مُكِبَّةً علی قَطْع الطریق أَی لازمةً له غیرَ عادلةٍ عنه. و كَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُها علی وجْهِها، و طَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك؛ قال أَبو النجم: فكَبَّه بالرُّمْح فی دِمائِه و‌فی حدیث معاویة: إِنكم لَتُقَلِّبونَ حُوَّلًا قُلَّباً إِنْ وُقِیَ كَبَّةَ النار؛ الكَبَّة، بالفتح: شِدَّة الشی‌ء و مُعْظَمُه. و كَبَّةُ النار: صَدْمَتُها. و أَكَبَّ علی الشی‌ءِ: أَقبلَ علیه یفعله؛ و لَزِمَه؛ و انْكَبَّ بمعنًی؛ قال لبید: جُنُوحَ الهالِكیِّ علی یَدَیهِ مُكِبّاً، یَجْتَلی نُقَبَ النِّصالِ و أَكَبَّ فلانٌ علی فلانٍ یُطالِبُه. و الفرسُ یَكُبُّ الحِمارَ إِذا أَلقاه علی وجهه؛ و أَنشد: فهو یَكُبُّ العِیطَ منها للذَّقَنْ و الفارسُ یَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها علی وجوهها. و كَبَّ فلانٌ البعیر إِذا عَقَرَه؛ قال: یَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم، إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَلیدا
لسان العرب، ج‌1، ص: 696
أَی یَعْقِرُونَها. و أَكَبَّ الرَّجلُ یُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ. و أَكَبَّ علی الشی‌ءِ: أَقبل علیه و لزمه. و أَكَبَّ للشَّی‌ء: تَجانَأَ. و رجل مُكِبٌّ و مِكْبابٌ: كثیر النَّظَر إِلی الأَرض. و فی التنزیل العزیز: أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا عَلیٰ وَجْهِهِ. و كَبْكَبه أَی كَبَّه، و فی التنزیل العزیز: فَكُبْكِبُوا فِیهٰا. و الكُبَّةُ، بالضم: جماعةُ الخیل، و كذلك الكَبْكَبةُ. و كُبَّةُ الخیلِ: مُعْظَمُها، عن ثعلب. و قال أَبو ریاشٍ: الكُبَّة إِفْلاتُ الخیل «1»، و هی علی المُقَوَّسِ للجَرْی، أَو للحملة. و الكَبَّةُ، بالفتح: الحَمْلةُ فی الحرب، و الدَّفْعة فی القتال و الجَرْی، و شدَّتُه؛ و أَنشد: ثارَ غبار الكَبَّة المائرُ و من كلام بعضهم لبعضِ الملوك: طَعَنْتُه فی الكَبَّة، طَعْنةً فی السَّبَّة، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة. و الكَبْكَبة: كالكَبَّةِ. و رماهم بكَبَّتِه أَی بجماعته و نَفْسِه و ثِقْلِه. و كَبَّةُ الشِّتاءِ: شدَّته و دَفْعَتُه. و الكَبَّةُ: الزِّحام. و‌فی حدیث أَبی قتادة: فلما رأَی الناسُ المِیضأَة تَكابُّوا علیها‌أَی ازْدَحَموا، و هی تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ، بالضم، و هی الجماعة من الناس و غیرهم. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه رأَی جماعة ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقال: إِیاكم و كُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشیطان‌أَی جماعةَ السُّوق. و الكُبُّ: الشی‌ءُ المُجْتَمِعُ من ترابٍ و غیره. و كُبَّةُ الغزل: ما جُمِعَ منه، مشتق من ذلك. الصِّحاح: الكُبَّةُ الجَرَوْهَقُ من الغزلِ، تقول منه: كَبَبْتُ الغَزل أَی جَعَلْته كُبَباً. ابن سیدة: كَبَّ الغَزْلَ: جَعَله كُبَّةً. و الكُبَّةُ: الإِبلُ العظیمة. و فی المثل: إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالهُبَّة؛ الهُبَّةُ: الریحُ. و منهم مَن رواه: لكالبائع الكُبَةَ بالهُبَة، بتخفیف الباءَین من الكلمتین؛ جعل الكُبَة من الكابی، و الهُبَة من الهابی. قال الأَزهری: و هكذا قال أَبو زید فی هذا المثل، شدّد الباءَین من الكُبَّة و الهُبَّةِ؛ قال: و یقال علیه كُبَّةٌ و بَقَرة أَی علیه عِیالٌ. و نَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته؛ قال الفرزدق: كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ علیها، فأَوْدَی الظِّلْفُ منه و جامِلُهْ و الكُبابُ: الكثیرُ من الإِبل، و الغنم و نحوهما؛ و قد یُوصَفُ به فیقال: نَعَمٌ كُبابٌ. و تَكَبَّبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال. و الكُبابُ: التُّراب؛ و الكُبابُ: الطین اللازِبُ؛ و الكُبابُ: الثَّرَی؛ و الكُبابُ، بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَی تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ لیَكْنِسَ فیه من الحَرِّ: تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حتی كأَنما یُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ هكذا أَورده الجوهری یُثِرْنَ؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاده: یُثِیرُ أَی توخَّی الكِناسَ یَحْفِرُه بأَظْلافِه. و المِحْمَل: محمل السیفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَی به. و یقال: تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِیَ فتَعَقَّد، و منه سُمِّیت كُبَّةُ الغَزْل.
(1). قوله [و الكبة إفلات إلخ] و قوله فیما بعد، و الكبكبة كالكبة: بضم الكاف و فتحها فیهما كما فی القاموس.لسان العرب، ج‌1، ص: 697
و الكُبابُ: الثَّری النَّدِیُّ، و الجَعْدُ الكثیر الذی قد لَزمَ بعضُه بعضاً؛ و قال أُمَیَّة یذكر حمامةَ نوحٍ: فجاءَت بعد ما ركَضَتْ بقطْفٍ، علیه الثَّأْطُ و الطینُ الكُبابُ و الكَبَابُ: الطَّباهِجَةُ، و الفعل التَّكْبِیبُ، و تَفْسیرُ الطَّباهجة مذكور فی موضعه. و كَبَّ الكَبَابَ: عَمِلَهُ. و الكُبُّ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ، یَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَیْلِ، یُحَسِّنُها و یُطَوِّلُها، و له كُعُوبٌ و شَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، یَنْبُتُ فیما رَقَّ من الأَرض و سَهُلَ، واحدَتُه: كُبَّة؛ و قیل: هو من نَجِیلِ العَلاةِ «1»؛ و قیل: هو شجر. ابن الأَعرابی: من الحَمْضِ النَّجیلُ و الكُبُّ؛ و أَنشد: یا إِبلَ السَّعْدِیِّ لا تَأْتَبِّی لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِّ أَبو عمرو: كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، و هو شجر جَیِّدُ الوَقُود، و الواحدة كُبَّة. و كُبَّ إِذا قُلِبَ. و كَبَّ إِذا ثَقُلَ. و أَلْقَی علیه كُبَّتَه أَی ثِقْلَه. قال: و المُكَبَّبة حِنْطة غَبْراء، و سُنْبُلُها غلیظٌ، أَمثالُ العصافیر، و تِبْنُها غَلیظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة. و الكُبَّة: الجماعةُ من الناس؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: و صَاحَ مَنْ صاحَ فی الإِحْلابِ و انْبَعَثَتْ، و عاثَ فی كُبَّةِ الوَعْواعِ و العِیرِ و قال آخر: تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقیلٌ، و أَنَّ ذِیادَ كُبَّتِنا شَدیدُ و الكَبْكَبُ و الكَبْكَبةُ: كالكُبَّةِ. و‌فی الحدیث: كَبْكَبَةٌ مِن بنی إِسرائیل‌أَی جماعةٌ. و الكَبابةُ: دواء. و الكَبْكَبَةُ: الرَّمْیُ فی الهُوَّةِ، و قد كَبْكَبَه. و فی التنزیل العزیز: فَكُبْكِبُوا فِیهٰا هُمْ وَ الْغٰاوُونَ؛ قال اللیثُ: أَی دُهْوِرُوا، و جُمِعُوا، ثم رُمِیَ بهم فی هُوَّةِ النار؛ و قال الزجاج: كُبْكِبُوا طُرحَ بعضُهم علی بعض؛ و قال أَهلُ اللغة: معناه دُهْوِرُوا، و حقیقةُ ذلك فی اللغة تكریر الانْكِبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِیَ یَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة، حتی یَسْتَقِرَّ فیها، نَسْتَجیرُ باللّه منها؛ و قیل قوله: فَكُبْكِبُوا فِیهٰا أَی جُمِعُوا، مأْخوذ من الكَبْكَبة. و كَبْكَبَ الشی‌ءَ: قَلَبَ بعضَه علی بعض. و رجل كُباكِبٌ: مجتمع الخَلْق. و رجل كُبَكِبٌ «2»: مجتمع الخَلْق شدید؛ و نَعَمٌ كُبَاكِبٌ: كثیر. و جاءَ مُتَكَبْكِباً فی ثیابه أَی مُتَزَمِّلًا. و كَبْكَبٌ: اسم جبل بمكة، و لم یُقَیِّده فی الصحاح بمكان؛ قال الشاعر: یَكُنْ ما أَساءَ النارَ فی رَأْسِ كَبْكَبَا و قیل: هو ثَنِیَّة؛ و قد صَرَفَه إمْرؤ القیس فی قوله: غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ، و آخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ و تَرَكَ الأَعْشَی صَرْفَه فی قوله: و مَنْ یَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ، لا یَزَلْ یَرَی مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً و مَسْحَبا
(1). قوله [من نجیل العلاة] كذا بالأَصل و الذی فی التهذیب من نجیل العداة أی بالدال المهملة. (2). قوله [و رجل كبكب] ضبط فی المحكم كعلبط و فی القاموس و التكملة و التهذیب كقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا المیزان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 698
و تُدْفَنُ منه الصالحاتُ، و إِن یُسِئْ یكنْ ما أَساءَ النارَ فی رأْسِ كَبْكَبا و یقال للجاریة السمینة «3»: كَبْكابة و بَكْباكَةٌ. و كَبابٌ و كُبابٌ و كِبابٌ: اسم ماء بعینه؛ قال الراعی: قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلی خَشَبٍ علی كُبابٍ، و حَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ و قیل: كُبابٌ اسم بئرٍ بعَیْنها. و قَیْسُ كُبَّةَ: قبیلةٌ من بنی بَجیلةَ؛ قال الراعی یَهْجُوهم: قُبَیِّلَةٌ من قَیْسِ كُبَّةَ ساقَها، إِلی أَهلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها و افْتِقارُها و فی النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، و حَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، و دَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، و حَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، و زَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، و صَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، و كَرْكَرْتُه إِذا جمعته، و رَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه؛ و كذلك كَبْكَبْتُه.

كتب؛ ج1، ص: 698

: الكِتابُ: معروف، و الجمع كُتُبٌ و كُتْبٌ. كَتَبَ الشی‌ءَ یَكْتُبه كَتْباً و كِتاباً و كِتابةً، و كَتَّبه: خَطَّه؛ قال أَبو النجم: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زیادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلایَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ فی الطَّریقِ لامَ الِفْ قال: و رأَیت فی بعض النسخِ تِكِتِّبانِ، بكسر التاء، و هی لغة بَهْرَاءَ، یَكْسِرون التاء، فیقولون: تِعْلَمُونَ، ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ التاء. و الكِتابُ أَیضاً: الاسمُ، عن اللحیانی. الأَزهری: الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً؛ و الكِتابُ مصدر؛ و الكِتابةُ لِمَنْ تكونُ له صِناعةً، مثل الصِّیاغةِ و الخِیاطةِ. و الكِتْبةُ: اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه. و یقال: اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَی سأَله أَن یَكْتُبَ له كِتاباً فی حاجة. و اسْتَكْتَبه الشی‌ءَ أَی سأَله أَن یَكْتُبَه له. ابن سیدة: اكْتَتَبَه ككَتَبَه. و قیل: كَتَبَه خَطَّه؛ و اكْتَتَبَه: اسْتَمْلاه، و كذلك اسْتَكْتَبَه. و اكْتَتَبه: كَتَبه، و اكْتَتَبْته: كَتَبْتُه. و فی التنزیل العزیز: اكْتَتَبَهٰا فَهِیَ تُمْلیٰ عَلَیْهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا؛ أَی اسْتَكْتَبَها. و یقال: اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه فی دِیوانِ السُّلْطان. و‌فی الحدیث: قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتی خَرَجَتْ حاجَّةً، و إِنی اكْتُتِبْت فی غزوة كذا و كذا؛ أَی كَتَبْتُ اسْمِی فی جملة الغُزاة. و تقول: أَكْتِبْنِی هذه القصیدةَ أَی أَمْلِها علیَّ. و الكِتابُ: ما كُتِبَ فیه. و‌فی الحدیث: مَن نَظَرَ فی كِتابِ أَخیه بغیر إِذنه، فكأَنما یَنْظُرُ فی النار؛ قال ابن الأَثیر: هذا تمثیل، أَی كما یَحْذر النارَ، فَلْیَحْذَرْ هذا الصنیعَ، قال: و قیل معناه كأَنما یَنْظُر إِلی ما یوجِبُ علیه النار؛ قال: و یحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الجنایة منه، كما یُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلی قوم، و هم له كارهُونَ؛ قال: و هذا الحدیث محمولٌ علی الكِتابِ الذی فیه سِرٌّ و أَمانة، یَكْرَه صاحبُه أَن یُطَّلَع علیه؛ و قیل: هو عامٌّ فی كل كتاب. و‌فی الحدیث: لا تَكْتُبوا عنی غیر القرآن.قال ابن الأَثیر: وَجْهُ الجَمْعِ بین هذا الحدیث، و بین إذنه فی كتابة الحدیث
(3). قوله [و یقال للجاریة السمینة إلخ] مثله فی التهذیب. زاد فی التكملة و كواكة و كوكاءة و مرمارة و رجراجة، و ضبطها كلها بفتح أولها و سكون ثانیها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 699
عنه، فإِنه قد ثبت إِذنه فیها، أَن الإِذْنَ، فی الكتابة، ناسخ للمنع منها بالحدیث الثابت، و بإِجماع الأُمة علی جوازها؛ و قیل: إِنما نَهی أَن یُكْتَبَ الحدیث مع القرآن فی صحیفة واحدة، و الأَوَّل الوجه. و حكی الأَصمعی عن أَبی عمرو بن العَلاء: أَنه سمع بعضَ العَرَب یقول، و ذَكَر إِنساناً فقال: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابی فاحْتَقَرَها، فقلتُ له: أَ تَقُولُ جاءَته كِتابی؟ فقال: نَعَمْ؛ أَ لیس بصحیفة فقلتُ له: ما اللَّغُوبُ؟ فقال: الأَحْمَقُ؛ و الجمع كُتُبٌ. قال سیبویه: هو مما اسْتَغْنَوْا فیه ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه، فقالوا: ثلاثةُ كُتُبٍ. و المُكاتَبَة و التَّكاتُبُ، بمعنی. و الكِتابُ، مُطْلَقٌ: التوراةُ؛ و به فسر الزجاج قولَه تعالی: نَبَذَ فَرِیقٌ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتٰابَ. و قوله: كِتٰابَ اللّٰهِ؛ جائز أَن یكون القرآنَ، و أَن یكون التوراةَ، لأَنَّ الذین كفروا بالنبی، صلی اللّه علیه و سلم، قد نَبَذُوا التوراةَ. و قولُه تعالی: وَ الطُّورِ وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ. قیل: الكِتابُ ما أُثْبِتَ علی بنی آدم من أَعْمالهم. و الكِتابُ: الصحیفة و الدَّواةُ، عن اللحیانی. قال: و قد قرئ وَ لَمْ تَجِدُوا كِتاباً و كُتَّاباً و كٰاتِباً؛ فالكِتابُ ما یُكْتَبُ فیه؛ و قیل الصّحیفة و الدَّواةُ، و أما الكاتِبُ و الكُتَّاب فمعروفانِ. و كَتَّبَ الرجلَ و أَكْتَبَه إِكْتاباً: عَلَّمَه الكِتابَ. و رجل مُكْتِبٌ: له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده. و المُكْتِبُ: المُعَلِّمُ؛ و قال اللحیانی: هو المُكَتِّبُ الذی یُعَلِّم الكتابَة.قال الحسن: كان الحجاج مُكْتِباً بالطائف، یعنی مُعَلِّماً؛ و منه قیل: عُبَیْدٌ المُكْتِبُ، لأَنه كان مُعَلِّماً. و المَكْتَبُ: موضع الكُتَّابِ. و المَكْتَبُ و الكُتَّابُ: موضع تَعْلِیم الكُتَّابِ، و الجمع الكَتَاتِیبُ و المَكاتِبُ. المُبَرِّدُ: المَكْتَبُ موضع التعلیم، و المُكْتِبُ المُعَلِّم، و الكُتَّابُ الصِّبیان؛ قال: و من جعل الموضعَ الكُتَّابَ، فقد أَخْطأَ. ابن الأَعرابی: یقال لصبیان المَكْتَبِ الفُرْقانُ أَیضاً. و رجلٌ كاتِبٌ، و الجمع كُتَّابٌ و كَتَبة، و حِرْفَتُه الكِتابَةُ. و الكُتَّابُ: الكَتَبة. ابن الأَعرابی: الكاتِبُ عِنْدَهم العالم. قال اللّه تعالی: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ فَهُمْ یَكْتُبُونَ؟* و‌فی كتابه إِلی أَهل الیمن: قد بَعَثْتُ إِلیكم كاتِباً من أَصحابی؛ أَراد عالماً، سُمِّی به لأَن الغالبَ علی من كان یَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عنده العلم و المعرفة، و كان الكاتِبُ عندهم عزیزاً، و فیهم قلیلًا. و الكِتابُ: الفَرْضُ و الحُكْمُ و القَدَرُ؛ قال الجعدی: یا ابْنَةَ عَمِّی كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَنی عَنْكُمْ، و هل أَمْنَعَنَّ اللّهَ ما فَعَلا؟ و الكِتْبة: الحالةُ. و الكِتْبةُ: الاكْتِتابُ فی الفَرْضِ و الرِّزْقِ. و یقال: اكْتَتَبَ فلانٌ أَی كَتَبَ اسمَه فی الفَرْض. و‌فی حدیث ابن عمر: من اكْتَتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللّه ضَمِناً یوم القیامة، أَی من كَتَبَ اسْمَه فی دِیوانِ الزَّمْنَی و لم یكن زَمِناً، یعنی الرجل من أَهلِ الفَیْ‌ءِ فُرِضَ له فی الدِّیوانِ فَرْضٌ، فلما نُدِبَ للخُروجِ مع المجاهدین، سأَل أَن یُكْتَبَ فی الضَّمْنَی، و هم الزَّمْنَی، و هو صحیح. و الكِتابُ یُوضَع موضع الفَرْض. قال اللّه تعالی: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِصٰاصُ فِی الْقَتْلیٰ. و قال عز و جل: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الصِّیٰامُ؛ معناه: فُرِضَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 700
و قال: وَ كَتَبْنٰا عَلَیْهِمْ فِیهٰا أَی فَرَضْنا. و من هذا‌قولُ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لرجلین احتَكما إِلیه: لأَقْضِیَنَّ بینكما بكتابِ اللّه‌أَی بحُكْم اللّهِ الذی أُنْزِلَ فی كِتابه، أَو كَتَبَه علی عِبادِه، و لم یُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْیَ و الرَّجْمَ لا ذِكْر لَهُما فیه؛ و قیل: معناه أَی بفَرْضِ اللّه تَنْزیلًا أَو أَمْراً، بَیَّنه علی لسانِ رسوله، صلی اللّه علیه و سلم. و قولُه تعالی: كِتٰابَ اللّٰهِ عَلَیْكُمْ؛ مصْدَرٌ أُریدَ به الفِعل أَی كَتَبَ اللّهُ علیكم؛ قال: و هو قَوْلُ حُذَّاقِ النحویین «1». و‌فی حدیث أَنَسِ بن النَّضْر، قال له: كِتابُ اللّه القصاصُ‌أَی فَرْضُ اللّه علی لسانِ نبیه، صلی اللّه علیه و سلم؛ و قیل: هو إِشارة إِلی قول اللّه، عز و جل: وَ السِّنَّ بِالسِّنِّ، و قوله تعالی: وَ إِنْ عٰاقَبْتُمْ فَعٰاقِبُوا بِمِثْلِ مٰا عُوقِبْتُمْ بِهِ. و‌فی حدیث بَریرَةَ: من اشْتَرَطَ شَرْطاً لیس فی كتاب اللّه‌أَی لیس فی حكمه، و لا علی مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول، و أَعْلَم أَنَّ سُنَّته بیانٌ له، و قد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ، لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور فی القرآن نصّاً. و الكِتْبَةُ: اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه. و اسْتَكْتَبه: أَمَرَه أَن یَكْتُبَ له، أَو اتَّخَذه كاتِباً. و المُكاتَبُ: العَبْدُ یُكاتَبُ علی نَفْسه بثمنه، فإِذا سَعَی و أَدَّاهُ عَتَقَ. و‌فی حدیث بَریرَة: أَنها جاءَتْ تَسْتَعِینُ بعائشة، رضی اللّه عنها، فی كتابتها.قال ابن الأَثیر: الكِتابةُ أَن یُكاتِبَ الرجلُ عبدَه علی مالٍ یُؤَدِّیه إِلیه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً. قال: و سمیت كتابةً، بمصدر كَتَبَ، لأَنه یَكْتُبُ علی نفسه لمولاه ثَمَنه، و یَكْتُبُ مولاه له علیه العِتْقَ. و قد كاتَبه مُكاتَبةً، و العبدُ مُكاتَبٌ. قال: و إِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول، لأَن أَصلَ المُكاتَبة من المَوْلی، و هو الذی یُكاتِبُ عبده. ابن سیدة: كاتَبْتُ العبدَ: أَعْطانی ثَمَنَه علی أَن أُعْتِقَه. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ یَبْتَغُونَ الْكِتٰابَ مِمّٰا مَلَكَتْ أَیْمٰانُكُمْ فَكٰاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِیهِمْ خَیْراً. معنی الكِتابِ و المُكاتَبةِ: أَن یُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه علی مالٍ یُنَجِّمُه علیه، و یَكْتُبَ علیه أَنه إِذا أَدَّی نُجُومَه، فی كلِّ نَجْمٍ كذا و كذا، فهو حُرٌّ، فإِذا أَدَّی جمیع ما كاتَبه علیه، فقد عَتَقَ، و ولاؤُه لمولاه الذی كاتَبهُ. و ذلك أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذی هو فی الأَصْل لمولاه، فالسید مُكاتِب، و العَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ علیه ما فارَقَه علیه من أَداءِ المال؛ سُمِّیت مُكاتَبة لِما یُكْتَبُ للعبد علی السید من العِتْق إِذا أَدَّی ما فُورِقَ علیه، و لِما یُكتَبُ للسید علی العبد من النُّجُوم التی یُؤَدِّیها فی مَحِلِّها، و أَنَّ له تَعْجِیزَه إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ یَحِلُّ علیه. اللیث: الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّیْرِ، و جمعها كُتَبٌ. ابن سیدة: الكُتْبَةُ، بالضم، الخُرْزَة التی ضَمَّ السیرُ كِلا وَجْهَیْها. و قال اللحیانی: الكُتْبة السَّیْر الذی تُخْرَزُ به المَزادة و القِرْبةُ، و الجمع كُتَبٌ، بفتح التاءِ؛ قال ذو الرمة: وَفْراءَ غَرْفِیَّةٍ أَثْأَی خَوارِزَها مُشَلْشَلٌ، ضَیَّعَتْه بینها الكُتَبُ
(1). قوله [و هو قول حذاق النحویین] هذه عبارة الأَزهری فی تهذیبه و نقلها الصاغانی فی تكملته، ثم قال: و قال الكوفیون هو منصوب علی الإغراء بعلیكم و هو بعید، لأَن ما انتصب بالإغراء لا یتقدم علی ما قام مقام الفعل و هو علیكم و قد تقدم فی هذا الموضع. و لو كان النص علیكم كتاب اللّه لكان نصبه علی الإغراء أحسن من المصدر.لسان العرب، ج‌1، ص: 701
الوَفْراءُ: الوافرةُ. و الغَرْفیةُ: المَدْبُوغة بالغَرْف، و هو شجرٌ یُدبغ به. و أَثْأَی: أَفْسَدَ. و الخَوارِزُ: جمع خارِزَة. و كَتَبَ السِّقاءَ و المَزادة و القِرْبة، یَكْتُبه كَتْباً: خَرَزَه بِسَیرین، فهی كَتِیبٌ. و قیل: هو أَن یَشُدَّ فمَه حتی لا یَقْطُرَ منه شی‌ء. و أَكْتَبْتُ القِرْبة: شَدَدْتُها بالوِكاءِ، و كذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهی مُكْتَبٌ و كَتِیبٌ. ابن الأَعرابی: سمعت أَعرابیاً یقول: أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم یَسْتَكْتِبْ أَی لم یَسْتَوْكِ لجَفائه و غِلَظِه. و‌فی حدیث المغیرة: و قد تَكَتَّبَ یُزَفُّ فی قومه‌أَی تَحَزَّمَ و جَمَعَ علیه ثیابَه، من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه. و قال اللحیانی: اكْتُبْ قِرْبَتَك اخْرُزْها، و أَكْتِبْها: أَوكِها؛ یعنی: شُدَّ رأْسَها. و الكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بین شُفْرَیْها بحَلْقَةٍ أَو سَیْرٍ. و الكُتْبَةُ: ما شُدَّ به حیاءُ البغلة، أَو الناقة، لئلا یُنْزَی علیها. و الجمع كالجمع. و كَتَبَ الدابةَ و البغلة و الناقةَ یَكْتُبها، و یَكْتِبُها كَتْباً، و كَتَبَ علیها: خَزَمَ حیاءَها بحَلْقةِ حدیدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَیْ حیائِها، لئلا یُنْزَی علیها؛ قال: لا تَأْمَنَنَّ فَزارِیّاً، خَلَوْتَ به، علی بَعِیرِك و اكْتُبْها بأَسْیارِ و ذلك لأَنَّ بنی فزارة كانوا یُرْمَوْنَ بغِشْیانِ الإِبل. و البعیرُ هنا: الناقةُ. و یُرْوَی: علی قَلُوصِك. و أَسْیار: جمع سَیْر، و هو الشَّرَكَةُ. أَبو زید: كَتَّبْتُ الناقةَ تَكْتیباً إِذا صَرَرْتَها. و الناقةُ إِذا ظَئِرَتْ علی غیر ولدها، كُتِبَ مَنْخُراها بخَیْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها، لیكونَ أَرْأَم لها. ابن سیدة: و كَتَبَ الناقة یَكْتُبُها كَتْباً: ظَأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَیْها بشی‌ءٍ، لئلا تَشُمَّ البَوَّ، فلا تَرْأَمَه. و كَتَّبَها تَكْتیباً، و كَتَّبَ علیها: صَرَّرها. و الكَتِیبةُ: ما جُمِعَ فلم یَنْتَشِرْ؛ و قیل: هی الجماعة المُسْتَحِیزَةُ من الخَیْل أَی فی حَیِّزٍ علی حِدَةٍ. و قیل: الكَتیبةُ جماعة الخَیْل إِذا أَغارت، من المائة إِلی الأَلف. و الكَتیبة: الجیش. و‌فی حدیث السَّقیفة: نحن أَنصارُ اللّه و كَتیبة الإِسلام.الكَتیبةُ: القِطْعة العظیمةُ من الجَیْش، و الجمع الكَتائِبُ. و كَتَّبَ الكَتائِبَ: هَیَّأَها كَتِیبةً كتیبةً؛ قال طُفَیْل: فأَلْوَتْ بغایاهم بنا، و تَباشَرَتْ إِلی عُرْضِ جَیْشٍ، غیرَ أَنْ لم یُكَتَّبِ و تَكَتَّبَتِ الخیلُ أَی تَجَمَّعَتْ. قال شَمِرٌ: كل ما ذُكِرَ فی الكَتْبِ قریبٌ بعضُه من بعضٍ، و إِنما هو جَمْعُكَ بین الشیئین. یقال: اكْتُبْ بَغْلَتَك، و هو أَنْ تَضُمَّ بین شُفْرَیْها بحَلْقةٍ، و من ذلك سمیت الكَتِیبةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ فاجْتَمَعَتْ؛ و منه قیل: كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه یَجْمَع حَرْفاً إِلی حرف؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: لا یُكْتَبُون و لا یُكَتُّ عَدِیدُهم، جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا قیل: معناه لا یَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم، و قد قیل: معناه لا یُهَیَّؤُونَ. و تَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا. و الكُتَّابُ: سَهْمٌ صغیر، مُدَوَّرُ الرأْس، یَتَعَلَّم به الصبیُّ الرَّمْیَ، و بالثاءِ أَیضاً؛ و التاء فی هذا الحرف أَعلی من الثاءِ. و‌فی حدیث الزهری: الكُتَیْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 702
و فیها صُلْحٌ.الكُتَیْبةُ، مُصَغَّرةً: اسم لبعض قُری خَیْبَر؛ یعنی أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح. و بَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ، و اللّه أَعلم.

كثب؛ ج1، ص: 702

: الكَثَبُ، بالتحریك: القُرْبُ. و هو كَثَبَك أَی قُرْبَكَ؛ قال سیبویه: لا یُستعمل إِلَّا ظرفاً. و یقال: هو یَرْمِی من كَثَبٍ، و مِنْ كَثَمٍ أَی من قُرْبٍ و تَمَكُّنٍ؛ أَنشد أَبو إِسحاق: فهذانِ یَذُودانِ، و ذا، مِنْ كَثَبٍ، یَرْمِی و أَكْثَبَك الصیدُ و الرَّمْیُ، و أَكْثَبَ لك: دنا منكَ و أَمْكَنَك، فارْمِه. و أَكْثَبُوا لكم: دَنَوْا منكم. النضر: أَكْثَبَ فلانٌ إِلی القوم أَی دنا منهم؛ و أَكْثَبَ إِلی الجَبل أَی دنا منه. و كاثَبْتُ القومَ أَی دَنَوْتُ منهم. و‌فی حدیث بَدْرٍ: إِنْ أَكْثَبَكُمُ القومُ فانْبِلوهم؛ و فی روایة: إِذا كَثَبُوكم فارْمُوهُمْ بالنَّبْل‌من كَثَب. و أَكْثَبَ إِذا قارَبَ، و الهمزة فی أَكْثَبكم لتعدیة كَثَبَ، فلذلك عَدّاها إِلی ضمیرهم. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی اللّه عنهما: و ظَنَّ رجالٌ أَنْ قد أَكْثَبَتْ أَطْماعُهم‌أَی قَرُبَتْ. و یقال: كَثَبَ القومُ إِذا اجتَمعوا، فهم كاثِبُون. و كَثَبُوا لكم: دخَلوا بینكم و فیكم، و هو من القُرْب. و كَثَبَ الشی‌ءَ یَكْثِبُه و یَكْثُبه كَثْباً: جَمَعَه من قُرْبٍ و صبَّه؛ قال الشاعر: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَی، مكانَ النبیِّ من الكائِبِ قال: یرید بالنبیِّ، ما نَبا من الحَصَی إِذا دُقَّ فَنَدَر. و الكاثِبُ: الجامِعُ لما ندَر منه؛ و یقال: هما موضعان، و سیأْتی فی أَثناء هذه الترجمة أَیضاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: كنتُ فی الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، بتَمْرِ عَجْوةٍ فكُثِبَ بیننا، و قیل: كُلُوه و لا تُوَزِّعُوه‌أَی تُرِكَ بین أَیدینا مَجْموعاً. و منه‌الحدیث: جئتُ علیّاً، علیه السلام، و بین یدیه قَرَنْفُلٌ مَكْثوبٌ‌أَی مجموع. و انْكَثَبَ الرمل: اجْتَمع. و الكَثِیبُ من الرمل: القِطْعةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبةً. و قیل: هو ما اجتَمع و احْدَوْدَبَ، و الجمع: أَكْثِبةٌ و كُثُبٌ و كُثْبانٌ، مُشْتَقٌّ من ذلك، و هی تلالُ الرمل. و فی التنزیل العزیز: وَ كٰانَتِ الْجِبٰالُ كَثِیباً مَهِیلًا. قال الفراء: الكَثیبُ الرَّمْل. و المَهِیلُ: الذی تُحَرِّكُ أَسْفَلَه، فیَنْهالُ علیك من أَعلاه. اللیث: كَثَبْتُ الترابَ فانْكَثَب إِذا نَثَرْتَ بعضَه فوقَ بعض. أَبو زید: كَثَبْتُ الطعامَ أَكْثُبه كَثْباً، و نَثَرْتُه نَثْراً، و هما واحدٌ. و كلُّ ما انْصَبَّ فی شی‌ءٍ و اجتمع، فقد انْكَثَب فیه. و الكُثْبة من الماء و اللَّبن. القَلِیلُ منه؛ و قیل: هی مثل الجَرْعَةِ تَبْقَی فی الإِناءِ؛ و قیل: قَدْرُ حَلْبة. و قال أَبو زید: ملْ‌ءُ القَدَح من اللَّبن؛ و منه قولُ العرب، فی بعض ما تَضَعُه علی أَلسنة البهائم، قالت الضَّائنةُ: أُوَلَّدُ رُخالًا، و أُجَزُّ جُفَالًا، و أُحْلَبُ كُثَباً ثِقالًا، و لم تَرَ مِثْلی مالًا. و الجمع الكُثَبُ؛ قال الراجز: بَرَّحَ بالعَیْنَیْنِ خطَّابُ الكُثَبْ، یقولُ: إِنی خاطِبٌ و قد كَذَبْ، و إِنما یَخْطُبُ عُسّاً منْ حَلَبْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 703
یعنی الرجلَ یَجی‌ءُ بعِلَّةِ الخِطْبةِ، و إِنما یُریدُ القِرَی. قال ابن الأَعرابی: یقال للرَّجُل إِذا جاءَ یَطْلُبُ القِرَی، بعِلَّةِ الخِطْبة: إِنه لیَخْطُبُ كُثْبةً؛ و أَنشد الأَزهری لذی الرمة: مَیْلاءَ، من مَعْدِنِ الصِّیرانِ، قاصِیَةً، أَبْعارُهُنَّ علی أَهْدافِها كُثَبُ و أَكْثَبَ الرجلَ: سقاه كُثْبةً من لَبَن. و كلُّ طائفةٍ من طعام أَو تمر أَو تراب أَو نحو ذلك، فهو كُثْبةٌ، بعد أَن یكون قلیلًا. و قیل: كلُّ مُجْتَمِعٍ من طعامٍ، أَو غیره، بعد أَن یكون قلیلًا، فهو كُثْبةٌ. و منه سُمِّیَ الكَثِیبُ من الرمل، لأَنه انْصَبَّ فی مكانٍ فاجتمع فیه. و‌فی الحدیث: ثلاثةٌ علی كُثُبِ المِسْكِ، و فی روایة علی كُثْبانِ المِسْك، هما جمع كَثِیبٍ. و الكَثِیبُ: المُسْتَطیلُ المُحْدَوْدِبُ. و یقال للتَّمْر، أَو للبُرِّ و نحوه إِذا كان مَصْبوباً فی مواضع، فكُلُّ صُوبةٍ منها: كُثْبة. و‌فی حدیث ماعزِ بن مالكٍ: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَمَر بِرَجْمِه حین اعْتَرَفَ بالزنی، ثم قال: یَعْمِدُ أَحَدُكم إِلی المرأَة المُغِیبَة، فیَخْدَعُها بالكُثْبَة، لا أُوتی بأَحدٍ منهم فَعَلَ ذلك، إِلَّا جعلْتُه نَكالًا.قال أَبو عبید قال شُعْبةُ: سأَلتُ سِماكاً عن الكُثْبة، فقال: القلیلُ من اللَّبن؛ قال أَبو عبید: و هو كذلك فی غیر اللبن. أَبو حاتم: احْتَلَبوا كُثَباً أَی من كلِّ شاةٍ شیئاً قلیلًا. و قد كَثَبَ لَبَنُها إِذا قَلَّ إِمَّا عند غزارةٍ، و إِما عند قِلَّةِ كَلإٍ. و الكُثْبة: كلُّ قلیل جَمَعْتَه من طعام، أَو لبن، أَو غیر ذلك. و الكَثْباءُ، ممدود: التُّرابُ. و نَعَمٌ كُثابٌ: كثیر. و الكُثَّابُ: السَّهْمُ «2» عامَّةً، و ما رماه بكُثَّابٍ أَی بسَهْمٍ؛ و قیل: هو الصغیر من السِّهام هاهنا. الأَصمعی: الكُثَّابُ سهم لا نَصْلَ له، و لا ریشَ، یَلْعَبُ به الصِّبیان؛ قال الراجز فی صفة الحیة.كأَنَّ قُرْصاً من طَحِینٍ مُعْتَلِثْ، هامَتُه فی مِثْلِ كُثَّابِ العَبِثْ و جاءَ یَكْثُبه أَی یَتْلُوه. و الكاثِبةُ من الفَرس: المَنْسِجُ؛ و قیل: هو ما ارْتَفَعَ من المَنْسِج؛ و قیل: هو مُقَدَّمُ المَنْسِج، حیث تَقَع علیه یَدُ الفارِس، و الجمعُ الكواثِبُ؛ و قیل: هی من أَصل العُنُق إِلی ما بین الكَتِفَیْن؛ قال النابغة: لَهُنَّ علیهم عادةٌ قد عَرَفْنَها، إِذا عُرِضَ الخَطِّیُّ فَوْقَ الكَواثِبِ و قد قیل فی جمعه: أَكْثابٌ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك. و‌فی الحدیث: یَضَعُونَ رِماحَهم علی كَواثِبِ خیلهم، و هی من الفَرس، مُجْتَمع كَتِفَیْه قُدَّامَ السَّرْج. و الكاثِبُ: موضعٌ، و قیل: جبل؛ قال أَوْسُ بنُ حَجَر یَرْثی فَضالةَ بنَ كِلْدَة الأَسَدِیَّ: علی السَّیِّدِ الصَّعْبِ، لو أَنه یَقُوم علی ذِرْوَةِ الصَّاقِبِ لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصی، مَكانَ النبیّ من الكاثِبِ النبیُّ: موضع، و قیل: هو ما نَبا و ارْتَفَع. قال ابن بری: النبیُّ رَمْل معروف؛ و یقال: هو جمع
(2). قوله [و الكثاب السهم إلخ] ضبطه المجد كشداد و رمان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 704
نابٍ، كغازٍ و غَزِیٍّ. و قوله: لأَصْبَحَ، هو جواب لو فی البیت الذی قبله؛ یقول: لو عَلا فَضالةُ هذا علی الصاقِبِ، و هو جبل معروف فی بلاد بنی عامر، لأَصْبَحَ مَدْقُوقاً مكسوراً، یُعَظِّم بذلك أَمْرَ فَضالةَ. و قیل: إِن قوله یقوم، بمعنی یُقاومُه.

كثعب؛ ج1، ص: 704

: الكَثْعَبُ و الكَعْثَبُ: الرَّكَبُ الضَّخْم المُمْتَلِئُ الناتِئُ. و امرأَة كَثْعَبٌ و كَعْثَبٌ: ضَخْمة الرَّكَب، یعنی الفَرْجَ.

كحب؛ ج1، ص: 704

: الكَحْبُ و الكَحْمُ: الحِصْرِمُ، واحدته كَحْبةٌ، یمانیة. و قد كَحَّبَ الكَرْمُ إِذا ظهر كَحْبُه، و هو البَرْوَقُ، و الواحد كالواحد. و‌فی حدیث الدجال: ثم یأْتی الخِصْبُ، فیُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم یُكَحِّبُ‌أَی تَخْرُجُ عَناقیدُ الحِصْرِم، ثم یَطیبُ طَعْمُه. قال اللیث: الكَحْبُ بلغة أَهل الیمن: العورة؛ و الحَبَّةُ منه: كَحْبَةٌ. قال الأَزهری: هذا حرف صحیح، و قد رواه أَحمد بن یحیی عن ابن الأَعرابی. قال: و یقال كَحَّبَ العِنَبُ تَكْحِیباً إِذا انْعَقَدَ بعد تَفْقیح نَوْره، و روی سَلَمة عن الفراء، یقال: الدَّراهمُ بین یدیه كاحِبةٌ إِذا واجَهَتْكَ كثیرةً. قال: و النار إِذا ارْتَفَعَ لَهَبُها، فهی كاحِبةٌ. و الكَحْبُ بلغتهم أَیضاً: الدُّبُر. و قد كَحَبَه: ضَرَبَ ذلك منه. و كَوْحَبٌ: موضع.

كحكب؛ ج1، ص: 704

: كَحْكَبٌ: موضع.

كحلب؛ ج1، ص: 704

: كَحْلَبٌ: اسم.

كدب؛ ج1، ص: 704

: الكَدْبُ و الكَدِبُ و الكَدَبُ: البیاضُ فی أَظفار الأَحداث، واحدته كَدْبَةٌ و كَدَبة و كَدِبة، فإِذا صحَّت كَدْبة، بسكون الدال، فَكَدْبٌ اسم للجمع. ابن الأَعرابی: المَكْدُوبة من النساءِ النَّقِیَّةُ البَیاضِ. و الكَدِبُ: الدَّمُ الطَّرِیُّ. و قرأَ بعضهم: و جاؤُ علی قمیصه بدَمٍ كَدِبٍ «1». و سئل أَبو العباس عن قراءة من قرأَ بدمٍ كَدِبٍ، بالدال الیابسة، فقال: إِن قرأَ به إِمامٌ فله مَخْرَج، قیل له: فما هو و له إِمام؟ فقال: الدَّمُ الكَدِبُ الذی یَضْرِبُ إِلی البَیاض، مأْخوذ من كَدَب الظُّفْر، و هو وَبَشُ بَیاضِه، و كذلك الكُدَیْباءُ، فكأَنه قد أَثَّرَ فی قمیصه، فلَحِقَتْه أَعراضُه كالنَّقْشِ علیه.

كذب؛ ج1، ص: 704

: الكَذِبُ: نقیضُ الصِّدْقِ؛ كَذَبَ یَكْذِبُ كَذِباً «2» و كِذْباً و كِذْبةً و كَذِبةً: هاتان عن اللحیانی، و كِذاباً و كِذَّاباً؛ و أَنشد اللحیانی: نادَتْ حَلیمةُ بالوَداع، و آذَنَتْ أَهْلَ الصَّفَاءِ، و وَدَّعَتْ بكِذَابِ و رجل كاذِبٌ، و كَذَّابٌ، و تِكْذابٌ، و كَذُوبٌ، و كَذُوبةٌ، و كُذَبَةٌ مثال هُمَزة، و كَذْبانٌ، و كَیْذَبانٌ، و كَیْذُبانٌ، و مَكْذَبانٌ، و مَكْذَبانة، و كُذُبْذُبانٌ «3»، و كُذُبْذُبٌ، و كُذُّبْذُبٌ؛ قال
(1). قوله [و قرأ بعضهم إلخ] عبارة التكملة و قرأ ابن عباس و أبو السمّال (أی كشداد) و الحسن و سئل إلخ. (2). قوله [كذباً] أی بفتح فكسر، و نظیره اللعب و الضحك و الحبق، و قوله و كذباً، بكسر فسكون، كما هو مضبوط فی المحكم و الصحاح، و ضبط فی القاموس بفتح فسكون، و لیس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العین إلی الفاء تخفیفاً، و قوله: و كذبة و كذبة كفریة و فرحة كما هو بضبط المحكم و نبه علیه الشارح و شیخه. (3). قوله [و كذبذبان] قال الصاغانی وزنه فعلعلان بالضمات الثلاث و لم یذكره سیبویه فی الأَمثلة التی ذكرها. و قوله: و إذا سمعت إلخ نسبه الجوهری لأَبی زید و هو لجریبة بن الأَشیم كما نقله الصاغانی عن الأَزهری، لكنه فی التهذیب قد بعتكم و فی الصحاح قد بعتها؛ قال الصاغانی و الروایة قد بعته یعنی جمله و قبله: قد طال إیضاعی المخدّم لا أری فی الناس مثلی فی معدّ یخطب حتی تأَوَّبت البیوت عشیة فحططت عنه كوره یتثأب
لسان العرب، ج‌1، ص: 705
جُرَیْبَةُ بنُ الأَشْیَمِ: فإِذا سَمِعْتَ بأَنَّنِی قد بِعْتُكم بوِصالِ غَانیةٍ، فقُلْ كُذُّبْذُبُ قال ابن جنی: أَما كُذُبْذُبٌ خفیف، و كُذُّبْذُبٌ ثَقِیل، فهاتانِ بناءَانِ لم یَحْكِهما سیبویه. قال: و نحوُه ما رَوَیْتُه عن بعض أَصحابنا، مِن قول بعضهم ذُرَحْرَحٌ، بفتح الراءَین. و الأُنثی: كاذِبةٌ و كَذَّابة و كَذُوبٌ. و الكُذَّب: جمع كاذبٍ، مثل راكِعٍ و رُكَّعٍ؛ قال أَبو دُواد الرُّؤَاسِی: مَتَی یَقُلْ تَنْفَعِ الأَقوامَ قَوْلَتُه، إِذا اضْمَحَلَّ حدیثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ أَ لَیْسَ أَقْرَبَهُم خَیْراً، و أَبعدَهُم شَرّاً، و أَسْمَحَهُم كَفّاً لمَنْ مُنِعَه لا یَحْسُدُ الناسَ فَضْلَ اللّه عندهُمُ، إِذا تَشُوهُ نُفُوسُ الحُسَّدِ الجَشِعَهْ الوَلَعَةُ: جمع والِعٍ، مثل كاتب و كَتَبة. و الوالع: الكاذب، و الكُذُبُ جمع كَذُوب، مثل صَبُور و صُبُر، و مِنه قَرَأَ بعضُهم: و لا تقولوا لما تَصِفُ أَلسِنتُكُم الكُذُبُ، فجعله نعتاً للأَلسنة. الفراء: یحكی عن العرب أَن بنی نُمیر لیس لهم مَكْذُوبةٌ. و كَذَبَ الرجلُ: أَخْبَر بالكَذِبِ. و فی المثل: لیس لمَكْذُوبٍ رَأْیٌ. و مِنْ أَمثالهم: المَعاذِرُ مَكاذِبُ. و من أَمثالهم: أَنَّ الكَذُوبَ قد یَصْدُقُ، و هو كقولهم: مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ. اللحیانی: رجل تِكِذَّابٌ و تِصِدَّاقٌ أَی یَكْذِبُ و یَصْدُق. النضر: یقال للناقة التی یَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ، ثم تَرْجِعُ حائلًا: مُكَذِّبٌ و كاذِبٌ، و قد كَذَّبَتْ و كَذَبَتْ. أَبو عمرو: یقال للرجل یُصاحُ به و هو ساكتٌ یُری أَنه نائم: قد أَكْذَب، و هو الإِكْذابُ. و قوله تعالی: حَتّٰی إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ و ظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا؛ قراءَةُ أَهلِ المدینةِ، و هی قِراءَةُ عائشة، رضی اللّه عنها، بالتشدید و ضم الكاف.روی عن عائشة، رضی اللّه عنها، أَنها قالت: اسْتَیْأَسَ الرسلُ ممن كَذَّبَهم من قومهم أَن یُصَدِّقُوهم، و ظَنَّتِ الرُّسُلُ أَن من قد آمَنَ من قومهم قد كَذَّبُوهم جاءهم نَصْرُ اللّهِ، و كانت تَقْرؤُه بالتشدید، و هی قراءَة نافع، و ابن كثیر، و أَبی عمرو، و ابن عامر؛ و قرأَ عاصم و حمزة و الكسائی: كُذِبُوا، بالتخفیف. و‌رُوی عن ابن عباس أَنه قال: كُذِبُوا، بالتخفیف، و ضم الكاف. و قال: كانوا بَشَراً، یعنی الرسل؛ یَذْهَبُ إِلی أَن الرسل ضَعُفُوا، فَظَنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا. قال أَبو منصور: إِن صح هذا عن ابن عباس، فوَجْهُه عندی، و اللّه أَعلم، أَن الرسل خَطَر فی أَوهامهم ما یَخْطُر فی أَوهامِ البشر، مِن غیر أَن حَقَّقُوا تلك الخَواطرَ و لا رَكَنُوا إِلیها، و لا كان ظَنُّهم ظَنّاً اطْمَأَنُّوا إِلیه، و لكنه كان خاطراً یَغْلِبُه الیقینُ. و قد روینا‌عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: تَجاوَزَ اللّه عن أُمتی ما حدَّثَتْ به أَنفُسَها. ما لم یَنْطِقْ به لسانٌ أَو تَعْمله یَدٌ، فهذا وجه ما رُوی عن ابن عباس. و‌قد رُوی عنه أَیضاً: أَنه قرأَ حَتّٰی إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ من قَوْمهم الإِجابةَ، و ظَنَّ قَوْمُهُم أَن الرُّسُل قد كذَبهم الوعیدُ.قال أَبو منصور: و هذه الروایة أَسلم، و بالظاهر أَشْبَهُ؛ و مما یُحَقّقها ما‌رُوی عن سعید بن جُبَیْر أَنه قال: اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ من قومهم، و ظنَّ قومُهم أَن الرسل
لسان العرب، ج‌1، ص: 706
قَدْ كُذِبُوا، جٰاءَهُمْ نَصْرُنٰا؛ و سعید أَخذ التفسیر عن ابن عباس. و قرأَ بعضهم: و ظَنُّوا أَنهم قد كَذَبوا أَی ظَنَّ قَوْمُهم أَن الرسلَ قد كَذَبُوهُمْ. قال أَبو منصور: و أَصَحُّ الأَقاویل ما روینا عن عائشة، رضی اللّه عنها، و بقراءَتها قرأَ أَهلُ الحرمین، و أَهلُ البصرة، و أَهلُ الشام. و قوله تعالی: لَیْسَ لِوَقْعَتِهٰا كٰاذِبَةٌ؛ قال الزجاج: أَی لیس یَرُدُّها شی‌ءٌ، كما تقول حَمْلَةُ فلان لا تَكْذِبُ أَی لا یَرُدُّ حَمْلَتُه شی‌ء. قال: و كٰاذِبَةٌ مصدر، كقولك: عافاه اللّهُ عافِیةً، و عاقَبَه عاقِبةً، و كذلك كَذَبَ كاذبةً؛ و هذه أَسماء وضعت مواضع المصادر، كالعاقبة و العافیة و الباقیة. و فی التنزیل العزیز: فَهَلْ تَریٰ لَهُمْ مِنْ بٰاقِیَةٍ؟ أَی بقاءٍ. و قال الفراءُ: لَیْسَ لِوَقْعَتِهٰا كٰاذِبَةٌ أَی لیس لها مَرْدُودٌ و لا رَدٌّ، فالكاذبة، هاهنا، مصدر. یقال: حَمَلَ فما كَذَبَ. و قوله تعالی: مٰا كَذَبَ الْفُؤٰادُ مٰا رَأیٰ؛ یقول: ما كَذَبَ فؤَادُ محمدٍ ما رَأَی؛ یقول: قد صَدَقَه فُؤَادُه الذی رأَی. و قرئَ: ما كَذَّبَ الفُؤَادُ ما رَأَی، و هذا كُلُّه قول الفراء. و عن أَبی الهیثم: أَی لم یَكْذِب الفُؤَادُ رُؤْیَتَه، و مٰا رَأیٰ بمعنی الرُّؤْیة، كقولك: ما أَنْكَرْتُ ما قال زیدٌ أَی قول زید. و یقال: كَذَبَنی فلانٌ أَی لم یَصْدُقْنی فقال لی الكَذِبَ؛ و أَنشد للأَخطل: كَذَبَتْكَ عَیْنُك، أَم رأَیتَ بواسطٍ غَلَسَ الظَّلامِ، مِن الرَّبابِ، خَیَالا؟ معناه: أَوْهَمَتْكَ عَیْنُكَ أَنها رَأَتْ، و لم تَرَ. یقول: ما أَوْهَمه الفؤَادُ أَنه رأَی، و لم یَرَ، بل صَدَقه الفُؤَادُ رُؤْیَتَه. و قوله: نٰاصِیَةٍ كٰاذِبَةٍ أَی صاحِبُها كاذِبٌ، فأَوْقَعَ الجُزْءَ موقع الجُملة. و رُؤْیَا كَذُوبٌ: كذلك؛ أَنشد ثعلب: فَحَیَّتْ فَحَیَّاها فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ، معَ النَّجْمِ رُؤْیا، فی المَنامِ، كَذُوبُ و الأُكْذُوبةُ: الكَذِبُ. و الكاذِبةُ: اسم للمصدر، كالعَافیة. و یقال: لا مَكْذَبة، و لا كُذْبی، و لا كُذْبانَ أَی لا أَكْذُبك. و كَذَّبَ الرجلَ تَكْذیباً و كِذَّاباً: جعله كاذِباً، و قال له: كَذَبْتَ؛ و كذلك كَذَّب بالأَمر تَكْذیباً و كِذَّاباً. و فی التنزیل العزیز: وَ كَذَّبُوا بِآیٰاتِنٰا كِذّٰاباً. و فیه: لٰا یَسْمَعُونَ فِیهٰا لَغْواً وَ لٰا كِذّٰاباً أَی كَذِباً. عن اللحیانی.قال الفراءُ: خَفَّفَهما علیُّ بن أَبی طالب، علیه السلام، جمیعاً، و ثَقَّلَهما عاصمٌ و أَهل المدینة، و هی لغة یمانیة فصیحة. یقولون: كَذَّبْتُ به كِذَّاباً، و خَرَّقْتُ القمیصَ خِرَّاقاً. و كلُّ فَعَّلْتُ فمصدرُه فِعَّالٌ، فی لغتهم، مُشدّدةً. قال: و قال لی أَعرابی مَرَّةً علی المَرْوَة یَسْتَفْتینی: أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِلیك أَم القِصَّار؟ و أَنشدنی بعضُ بنی كُلَیْب: لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنی عن صَحابتی، و عن حِوَجٍ، قِضَّاؤُها منْ شِفائیا و قال الفرَّاءُ: كان الكسائی یخفف لا یسمعون فیها لغواً و لا كِذاباً، لأَنها مُقَیَّدَة بفِعْلٍ یُصَیِّرُها مصدراً، و یُشَدِّدُ: وَ كَذَّبُوا بِآیٰاتِنٰا كِذّٰاباً؛ لأَن كَذَّبُوا یُقَیِّدُ الكِذَّابَ. قال: و الذی قال حَسَنٌ، و معناه: لٰا یَسْمَعُونَ فِیهٰا لَغْواً أَی باطلًا، وَ لٰا كِذّٰاباً أَی لا یُكَذِّبُ بَعْضُهم
لسان العرب، ج‌1، ص: 707
بَعْضاً «1»، غیره. و یقال للكَذِبِ: كِذابٌ؛ و مِنه قوله تعالی: لا یَسْمَعُونَ فیها لَغْواً و لا كِذاباً أَی كَذِباً؛ و أَنشد أَبو العباس قولَ أَبی دُوادٍ: قُلْتُ لمَّا نَصَلا منْ قُنَّةٍ: كَذَبَ العَیْرُ و إِنْ كانَ بَرَحْ قال معناه: كَذَبَ العَیْرُ أَنْ یَنْجُوَ منی أَیَّ طَریقٍ أَخَذَ، سانِحاً أَو بارِحاً؛ قال: و قال الفراءُ هذا إِغراءٌ أَیضاً. و قال اللحیانی، قال الكسائی: أَهلُ الیمن یجعلون مصدرَ فَعَّلْتُ فِعَّالًا، و غیرهم من العرب تفعیلًا. قال الجوهری: كِذّٰاباً أَحد مصادر المشدَّد، لأَن مصدره قد یجی‌ءُ علی التَّفْعِیلِ مثل التَّكْلِیم، و علی فِعَّالٍ مثل كِذَّابٍ، و علی تَفعِلَة مثل تَوْصِیَة، و علی مُفَعَّلٍ مثل: وَ مَزَّقْنٰاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ. و التَّكاذُبُ مثل التَّصادُق. و تكَذَّبُوا علیه: زَعَمُوا أَنه كاذِبٌ؛قال أَبو بكر الصدِّیق، رضی اللّه عنه: رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ، فَتَكَذَّبُوا علیه و قالُوا: لَسْتَ فینا بماكِثِ و تَكَذَّبَ فلانٌ إِذا تَكَلَّفَ الكَذِبَ. و أَكْذَبَه: أَلْفاه كاذِباً، أَو قال له: كَذَبْتَ. و فی التنزیل العزیز: فَإِنَّهُمْ لٰا یُكَذِّبُونَكَ؛ قُرِئَتْ بالتخفیف و التثقیل. و قال الفراءُ: و قُرِئَ لا یُكْذِبُونَكَ، قال: و معنی التخفیف، و اللّه أَعلم، لا یجعلونك كذَّاباً، و أَن ما جئتَ به باطلٌ، لأَنهم لم یُجَرِّبُوا علیه كَذِباً فَیُكَذِّبُوه، إِنما أَكْذَبُوه أَی قالوا: إِنَّ ما جئت به كَذِبٌ، لا یَعْرِفونه من النُّبُوَّة. قال: و التَّكْذیبُ أَن یقال: كَذَبْتَ. و قال الزجاج: معنی كَذَّبْتُه، قلتُ له: كَذَبْتَ؛ و معنی أَكْذَبْتُه، أَرَیْتُه أَن ما أَتی به كَذِبٌ. قال: و تفسیر قوله لٰا یُكَذِّبُونَكَ، لا یَقْدِرُونَ أَن یقولوا لك فیما أَنْبَأْتَ به مما فی كتبهم: كَذَبْتَ. قال: و وَجْهٌ آخر لٰا یُكَذِّبُونَكَ بقلوبهم، أَی یعلمون أَنك صادق؛ قال: و جائز أَن یكون فَإِنَّهُمْ لٰا یُكَذِّبُونَكَ أَی أَنت عندهم صَدُوق، و لكنهم جحدوا بأَلسنتهم، ما تشهد قُلُوبُهم بكذبهم فیه. و قال الفراءُ فی قوله تعالی: فَمٰا یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ؛ یقول فما الذی یُكَذِّبُكَ بأَن الناسَ یُدانونَ بأَعمالهم، كأَنه قال: فمن یقدر علی تكذیبنا بالثواب و العقاب، بعد ما تبین له خَلْقُنا للإِنسان، علی ما وصفنا لك؟ و قیل: قوله تعالی: فَمٰا یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ؛ أَی ما یَجْعَلُكَ مُكَذِّباً، و أَیُّ شی‌ءٍ یَجْعَلُك مُكَذِّباً بالدِّینِ أَی بالقیامة؟ و فی التنزیل العزیز: وَ جٰاؤُ عَلیٰ قَمِیصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ.رُوِی فی التفسیر أَن إِخوةَ یوسف لما طَرَحُوه فی الجُبِّ، أَخَذُوا قمیصَه، و ذَبَحُوا جَدْیاً، فلَطَخُوا القَمِیصَ بدَمِ الجَدْی، فلما رأَی یعقوبُ، علیه السلام، القَمیصَ، قال: كَذَبْتُمْ، لو أَكَلَه الذِّئبُ لمَزَّقَ قمیصه.و قال الفراءُ فی قوله تعالی: بِدَمٍ كَذِبٍ؛ معناه مَكْذُوبٍ. قال: و العرب تقول للكَذِبِ: مَكْذُوبٌ، و للضَّعْف مَضْعُوفٌ، و للْجَلَد: مَجْلُود، و لیس له مَعْقُودُ رَأْیٍ، یریدون عَقْدَ رَأْیٍ، فیجعلونَ المصادرَ فی كثیر من الكلام مفعولًا. و حُكی عن أَبی ثَرْوانَ أَنه قال: إِن بنی نُمَیْرٍ لیس لحَدِّهم مَكْذُوبةٌ
(1). زاد فی التكملة: و عن عمر بن عبد العزیز كذاباً، بضم الكاف و بالتشدید، و یكون صفة علی المبالغة كوضاء و حسان، یقال كذب، أی بالتخفیف، كذاباً بالضم مشدداً أی كذباً متناهیاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 708
أَی كَذِبٌ. و قال الأَخفش: بِدَمٍ كَذِبٍ، جَعَلَ الدمَ كَذِباً، لأَنه كُذِبَ فیه، كما قال سبحانه: فَمٰا رَبِحَتْ تِجٰارَتُهُمْ. و قال أَبو العباس: هذا مصدر فی معنی مفعول، أَراد بدَمٍ مَكْذُوب. و قال الزجاج: بِدَمٍ كَذِبٍ أَی ذی كَذِب؛ و المعنی: دَمٍ مَكْذُوبٍ فیه. و قُرِئَ بدَمٍ كَدِبٍ، بالدال المهملة، و قد تقدم فی ترجمة كدب. ابن الأَنباری فی قوله تعالی: فَإِنَّهُمْ لٰا یُكَذِّبُونَكَ، قال: سأَل سائل كیف خَبَّر عنهم أَنهم لا یُكَذِّبُونَ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و قد كانوا یُظْهِرون تَكْذیبه و یُخْفُونه؟ قال: فیه ثلاثة أَقوال: أَحدها فإِنهم لا یُكَذِّبُونَك بقلوبهم، بل یكذبونك بأَلسنتهم؛ و الثانی قراءَة نافع و الكسائی، و‌رُویَتْ عن علیّ، علیه السلام، فإِنهم لا یُكْذِبُونَك، بضم الیاءِ، و تسكین الكاف، علی معنی لا یُكَذِّبُونَ الذی جِئْتَ به، إِنما یَجْحدون بآیات اللّه و یَتَعَرَّضُون لعُقوبته. و كان الكسائی یحتج لهذه القراءَة، بأَن العرب تقول: كَذَّبْتُ الرجلَ إِذا نسبته إِلی الكَذِبِ؛ و أَكْذَبْتُه إِذا أَخبرت أَن الذی یُحَدِّثُ به كَذِبٌ؛ قال ابن الأَنباری: و یمكن أَن یكون: فَإِنَّهُمْ لٰا یُكَذِّبُونَكَ، بمعنی لا یَجدونَكَ كَذَّاباً، عند البَحْث و التَّدَبُّر و التَّفْتیش. و الثالث أَنهم لا یُكَذِّبُونَك فیما یَجِدونه موافقاً فی كتابهم، لأَن ذلك من أَعظم الحجج علیهم. الكسائی: أَكْذَبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه جاءَ بالكَذِبِ، و رواه: و كَذَّبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه كاذِبٌ؛ و قال ثعلب: أَكْذَبه و كَذَّبَه، بمعنًی؛ و قد یكون أَكْذَبَه بمعنی بَیَّن كَذِبَه، أَو حَمَلَه علی الكَذِب، و بمعنی وجَدَه كاذباً. و كاذَبْتُه مُكاذَبةً و كِذاباً: كَذَّبْتُه و كَذَّبنی؛ و قد یُستعمل الكَذِبُ فی غیر الإِنسان، قالوا: كَذَبَ البَرْقُ، و الحُلُمُ، و الظَّنُّ، و الرَّجاءُ، و الطَّمَعُ؛ و كَذَبَتِ العَیْنُ: خانها حِسُّها. و كذَبَ الرأْیُ: تَوهَّمَ الأَمرَ بخلافِ ما هو به. و كَذَبَتْهُ نَفْسُه: مَنَّتْهُ بغیر الحق. و الكَذوبُ: النَّفْسُ، لذلك قال: إِنی، و إِنْ مَنَّتْنیَ الكَذُوبُ، لَعالِمٌ أَنْ أَجَلی قَریبُ أَبو زید: الكَذُوبُ و الكَذُوبةُ: من أَسماءِ النَّفْس. ابن الأَعرابی: المَكْذُوبة من النساءِ الضَّعیفة. و المَذْكُوبة: المرأَة الصالحة. ابن الأَعرابی: تقول العرب للكَذَّابِ: فلانٌ لا یُؤَالَفُ خَیْلاه، و لا یُسایَرُ خَیْلاه كَذِباً؛ أَبو الهیثم، انه قال فی قول لبید: أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها یقول: مَنِّ نَفْسَكَ العَیْشَ الطویلَ، لتَأْمُلَ الآمالَ البعیدة، فتَجِدَّ فی الطَّلَب، لأَنَّك إِذا صَدَقْتَها، فقلتَ: لعلك تموتینَ الیومَ أَو غداً، قَصُرَ أَمَلُها، و ضَعُفَ طَلَبُها؛ ثم قال: غَیْرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها فی التُّقَی أَی لا تُسَوِّفْ بالتوبة، و تُصِرَّ علی المَعْصیة. و كَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُه، و هی اسْتُه و نحوه كثیر. و كَذَّبَ عنه: رَدَّ، و أَراد أَمْراً، ثم كَذَّبَ عنه أَی أَحْجَم. و كَذَبَ الوَحْشِیُّ و كَذَّبَ: جَری شَوْطاً، ثم وَقَفَ لینظر ما وراءه. و ما كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذلك تَكْذیباً أَی ما كَعَّ و لا لَبِثَ. و حَمَلَ علیه فما كَذَّبَ، بالتشدید، أَی
لسان العرب، ج‌1، ص: 709
ما انْثَنی، و ما جَبُنَ، و ما رَجَعَ؛ و كذلك حَمَلَ فما هَلَّلَ؛ و حَمَلَ ثم كَذَّبَ أَی لم یَصْدُقِ الحَمْلَة؛ قال زهیر: لَیْثٌ بِعَثَّرَ یَصْطَادُ الرجالَ، إِذا ما اللیثُ كَذَّبَ عن أَقْرانه صَدَقا و‌فی حدیث الزبیر: أَنه حمَلَ یومَ الیَرْمُوكِ علی الرُّوم، و قال للمسلمین: إِن شَدَدْتُ علیهم فلا تُكَذِّبُوا‌أَی لا تَجْبُنُوا و تُوَلُّوا. قال شمر: یقال للرجل إِذا حَملَ ثم وَلَّی و لم یَمْضِ: قد كَذَّبَ عن قِرْنه تَكْذیباً، و أَنشد بیت زهیر. و التَّكْذِیبُ فی القتال: ضِدُّ الصِّدْقِ فیه. یقال: صَدَقَ القِتالَ إِذا بَذَلَ فیه الجِدَّ. و كَذَّبَ إِذا جَبُن؛ و حَمْلةٌ كاذِبةٌ، كما قالوا فی ضِدِّها: صادقةٌ، و هی المَصْدوقةُ و المَكْذُوبةُ فی الحَمْلةِ. و‌فی الحدیث: صَدَقَ اللّهُ و كَذَبَ بَطْنُ أَخِیك؛ اسْتُعْمِلَ الكَذِبُ هاهنا مجازاً، حیث هو ضِدُّ الصِّدْقِ، و الكَذِبُ یَخْتَصُّ بالأَقوال، فجعَل بطنَ أَخیه حیث لم یَنْجَعْ فیه العَسَلُ كَذِباً، لأَنَّ اللّه قال: فِیهِ شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ. و‌فی حدیث صلاةِ الوِتْرِ: كَذَبَ أَبو محمد‌أَی أَخْطأَ؛ سماه كَذِباً، لأَنه یُشْبهه فی كونه ضِدَّ الصواب، كما أَن الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ، و إِنِ افْتَرَقا من حیث النیةُ و القصدُ، لأَن الكاذبَ یَعْلَمُ أَن ما یقوله كَذِبٌ، و المُخْطِئُ لا یعلم، و هذا الرجل لیس بمُخْبِرٍ، و إِنما قاله باجتهاد أَدَّاه إِلی أَن الوتر واجب، و الاجتهاد لا یدخله الكذبُ، و إِنما یدخله الخطَأُ؛ و أَبو محمد صحابی، و اسمه مسعود بن زید؛ و قد استعملت العربُ الكذِبَ فی موضع الخطإِ؛ و أَنشد بیت الأَخطل: كَذَبَتْكَ عینُكَ أَم رأَیتَ بواسِطٍ و قال ذو الرمة: و ما فی سَمْعِهِ كَذِبُ و‌فی حدیث عُرْوَةَ، قیل له: إِنَّ ابن عباس یقول إِن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لَبِثَ بمكة بِضْعَ عَشْرَةَ سنةً، فقال: كَذَبَ، أَی أَخْطَأَ. و منه‌قول عِمْرانَ لسَمُرَة حین قال: المُغْمَی علیه یُصَلِّی مع كل صلاةٍ صلاةً حتی یَقْضِیَها، فقال: كَذَبْتَ و لكنه یُصَلِّیهن معاً، أَی أَخْطَأْتَ. و‌فی الحدیث: لا یَصْلُحُ الكذِبُ إِلا فی ثلاث؛ قیل: أَرادَ به مَعارِیضَ الكلام الذی هو كَذِبٌ من حیث یَظُنُّه السامعُ، و صِدْقٌ من حیثُ یقوله القائلُ،كقوله: إِنَّ فی المَعاریض لَمَنْدوحةً عن الكَذِب، و‌كالحدیث الآخر: أَنه كان إِذا أَراد سفراً ورَّی بغیره.و كَذَبَ علیكم الحجُّ، و الحجَّ؛ مَنْ رَفَعَ، جَعَلَ كَذَبَ بمعنی وَجَبَ، و مَن نَصَبَ، فعَلی الإِغراءِ، و لا یُصَرَّفُ منه آتٍ، و لا مصدرٌ، و لا اسم فاعل، و لا مفعولٌ، و له تعلیلٌ دقیق، و معانٍ غامِضةٌ تجی‌ءُ فی الأَشعار. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كَذَبَ علیكم الحجُّ، كَذَبَ علیكم العُمْرةُ، كَذَبَ علیكم الجِهادُ، ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ علیكم؛ قال ابن السكیت: كأَن كَذَبْنَ، هاهنا، إِغْراءٌ أَی علیكم بهذه الأَشیاءِ الثلاثة. قال: و كان وجهُه النصبَ علی الإِغراءِ، و لكنه جاءَ شاذاً مرفوعاً؛ و قیل معناه: وَجَبَ علیكم الحجُّ؛ و قیل معناه: الحَثُّ و الحَضُّ. یقول: إِنَّ الحجَّ ظنَّ بكم حِرصاً علیه، و رَغبةً فیه، فكذَبَ ظَنُّه لقلة رغبتكم فیه. و قال الزمخشری: معنی كَذَبَ علیكم الحجُّ علی كلامَین: كأَنه قال كَذَب الحجُّ علیكَ الحجُّ أَی لیُرَغِّبْك الحجُّ؛ هو واجبٌ علیك؛ فأَضمَر الأَوَّل لدلالة الثانی علیه؛ و مَن نصب الحجَّ،
لسان العرب، ج‌1، ص: 710
فقد جَعَلَ علیك اسمَ فِعْلٍ، و فی كذَبَ ضمیر الحجِّ، و هی كلمةٌ نادرةٌ، جاءَت علی غیر القِیاس. و قیل: كَذَب علیكم الحَجُّ أَی وَجَبَ علیكم الحَجُّ. و هو فی الأَصل، إِنما هو: إِن قیل لا حَجَّ، فهو كَذِبٌ؛ ابن شمیل: كذبَك الحجُّ أَی أَمكَنَك فحُجَّ، و كذَبك الصَّیدُ أَی أَمكنَك فارْمِه؛ قال: و رفْعُ الحجّ بكَذَبَ معناه نَصْبٌ، لأَنه یرید أَن یَأْمُر بالحج، كما یقال أَمْكَنَك الصَّیدُ، یریدُ ارْمِه؛ قال عنترة یُخاطبُ زوجته: كَذَبَ العَتیقُ، و ماءُ شَنٍّ بارِدٌ، إِنْ كُنْتِ سائِلَتی غَبُوقاً، فاذهبی یقول لها: علیكِ بأَكل العَتیق، و هو التمر الیابس، و شُرْبِ الماءِ البارد، و لا تتعرَّضی لغَبُوقِ اللَّبن، و هو شُرْبه عَشِیّاً، لأَنَّ اللبن خَصَصْتُ به مُهری الذی أَنتفع به، و یُسَلِّمُنی و إِیاكِ من أَعدائی. و‌فی حدیث عُمَر: شكا إِلیه عمرو بن معدیكرب أَو غیره النِّقْرِسَ، فقال: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ‌أَی علیك بالمشی فیها؛ و الظهائر جمع ظهیرة، و هی شدة الحرّ. و‌فی روایة: كَذَبَ علیك الظواهرُ، جمع ظاهرة، و هی ما ظهر من الأَرض و ارْتَفَع. و‌فی حدیث له آخر: إِن عمرو بن معدیكرب شَكا إِلیه المَعَص، فقال: كَذَبَ علیك العَسَلُ، یرید العَسَلانَ، و هو مَشْیُ الذِّئب، أَی علیك بسُرعةِ المشی؛ و المَعَصُ، بالعین المهملة، التواءٌ فی عصَبِ الرِّجل؛ و منه‌حدیث علیٍّ، علیه السلام: كذَبَتْكَ الحارقَةُ‌أَی علیك بمثْلِها؛ و الحارِقةُ: المرأَة التی تَغْلِبُها شهوَتُها، و قیل: الضیقة الفَرْج. قال أَبو عبید: قال الأَصمعی معنی كذَبَ علیكم، مَعنی الإِغراء، أَی علیكم به؛ و كأَن الأَصلَ فی هذا أَن یكونَ نَصْباً، و لكنه جاءَ عنهم بالرفع شاذاً، علی غیر قیاس؛ قال: و مما یُحَقِّقُ ذلك أَنه مَرفوعٌ قول الشاعر: كَذَبْتُ عَلَیكَ لا تزالُ تَقوفُنی، كما قافَ، آثارَ الوَسیقةِ، قائفُ فقوله: كذَبْتُ علیك، إِنما أَغْراه بنفسه أَی عَلیكَ بی، فَجَعَلَ نَفْسَه فی موضع رفع، أَ لا تراه قد جاءَ بالتاءِ فَجَعَلها اسْمَه؟ قال مُعَقِّرُ بن حمار البارقیُّ: و ذُبْیانیَّة أَوصَتْ بَنِیها بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ و القُروفُ قال أَبو عبید: و لم أَسْمَعْ فی هذا حرفاً منصوباً إِلا فی شی‌ءٍ كان أَبو عبیدة یحكیه عن أَعرابیٍّ نَظر إِلی ناقة نِضْوٍ لرجل، فقال: كذَبَ علیكَ البَزْرُ و النَّوَی؛ و قال أَبو سعید الضَّرِیر فی قوله: كذَبْتُ علیك لا تزالُ تقُوفُنی أَی ظَنَنْتُ بك أَنك لا تَنامُ عن وِتْری، فَكَذَبْتُ علیكم؛ فأَذَلَّه بهذا الشعر، و أَخْمَلَ ذِكْرَه؛ و قال فی قوله: بأَن كَذَبَ القَراطِفُ و القُروفُ قال: القَراطِفُ أَكْسِیَةٌ حُمْر، و هذه امرأَة كان لها بَنُونَ یركَبُونَ فی شارة حَسَنةٍ، و هم فُقَراء لا یَمْلكُون وراءَ ذلك شیئاً، فساءَ ذلك أُمَّهُم لأَنْ رأَتْهم فُقراءَ، فقالت: كَذَبَ القَراطِفُ أَی إِنَّ زِینَتهم هذه كاذبةٌ، لیس وراءَها عندهم شی‌ءٌ. ابن السكیت: تقول للرجل إِذا أَمَرْتَه بشی‌ءٍ و أَغْرَیْته: كَذَب علَیك كذا و كذا أَی علیكَ به، و هی كلمة نادرةٌ؛ قال و أَنشدنی ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌1، ص: 711
لخِداشِ بن زُهَیر: كَذَبْتُ علیكم، أَوْعِدُونی و عَلِّلُوا بیَ الأَرضَ و الأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظِبِ أَی علیكم بی و بهجائی إِذا كنتم فی سفر، و اقْطَعُوا بِذِكْری الأَرضَ، و أَنْشِدوا القومَ هجائی یا قِرْدانَ مَوْظِبٍ. و كَذَبَ لَبنُ الناقة أَی ذهَبَ، هذه عن اللحیانی. و كَذَبَ البعیرُ فی سَیره إِذا ساءَ سیرُه؛ قال الأَعشی: جُمالِیَّةٌ تَغْتَلی بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجیرا ابن الأَثیر‌فی الحدیث: الحجامةُ علی الرِّیق فیها شِفاءٌ و بَرَكة، فمن احْتَجَمَ فیومُ الأَحدِ و الخمیسِ كَذَباك أَو یومُ الإثنین و الثلاثاء؛ معنی كَذَباك أَی علیك بهما، یعنی الیومین المذكورین. قال الزمخشری: هذه كلمةٌ جَرَتْ مُجْری المَثَل فی كلامهم، فلذلك لم تُصَرَّفْ، و لزِمَتْ طَریقةً واحدة، فی كونها فعلًا ماضیاً مُعَلَّقاً بالمُخاطَب وحْدَه، و هی فی معنی الأَمْرِ، كقولهم فی الدعاءِ: رَحِمَك اللّه أَی لِیَرْحَمْكَ اللّهُ. قال: و المراد بالكذب الترغیبُ و البعثُ؛ مِنْ قول العرب: كَذَبَتْه نَفْسُه إِذا مَنَّتْه الأَمانیَّ، و خَیَّلَت إِلیه مِنَ الآمال ما لا یكادُ یكون، و ذلك مما یُرَغِّبُ الرجلَ فی الأُمور، و یَبْعَثُه علی التَّعرُّض لها؛ و یقولون فی عكسه صَدَقَتْه نَفْسُه، و خَیَّلَتْ إِلیه العَجْزَ و النَّكَدَ فی الطَّلَب. و مِن ثَمَّ قالوا للنَّفْسِ: الكَذُوبُ. فمعنی قوله كذَباك أَی لیَكْذِباك و لْیُنَشِّطاكَ و یَبْعَثاك علی الفعل؛ قال ابن الأَثیر: و قد أَطْنَبَ فیه الزمخشری و أَطالَ، و كان هذا خلاصةَ قوله؛ و قال ابن السكیت: كأَنَّ كَذَبَ، هاهنا، إِغراءٌ أَی علیك بهذا الأَمر، و هی كلمة نادرة، جاءَت علی غیر القیاس. یقال: كَذَبَ علیك أَی وَجَبَ علیك. و الكَذَّابةُ: ثوبٌ یُصْبغ بأَلوانٍ یُنْقَشُ كأَنه مَوْشِیٌّ. و‌فی حدیث المَسْعُودِیِّ: رأَیتُ فی بیت القاسم كَذَّابَتَین فی السَّقْفِ؛ الكَذَّابةُ: ثوبٌ یُصَوَّرُ و یُلْزَقُ بسَقْفِ البیت؛ سُمیت به لأَنها تُوهم أَنها فی السَّقْف، و إِنما هی فیّ الثَّوْب دُونَه. و الكَذَّابُ: اسمٌ لبعض رُجَّازِ العَرب. و الكَذَّابانِ: مُسَیْلِمةُ الحَنَفِیُّ و الأَسوَدُ العَنْسِیُّ.

كرب؛ ج1، ص: 711

: الكَرْبُ: علی وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ: الحُزْنُ و الغَمُّ الذی یأْخذُ بالنَّفْس، و جمعه كُرُوبٌ. و كَرَبه الأَمْرُ و الغَمُّ یَكْرُبهُ كَرْباً: اشْتَدَّ علیه، فهو مَكْرُوبٌ و كَرِیبٌ، و الاسم الكُرْبة؛ و إِنه لمَكْرُوبُ النفس. و الكَرِیبُ: المَكْروبُ. و أَمْرٌ كارِبٌ. و اكْترَبَ لذلك: اغْتَمَّ. و الكَرائبُ: الشدائدُ، الواحدةُ كَرِیبةٌ؛ قال سَعْدُ بن ناشِبٍ المازِنیُّ: فیالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بی مُقَدَّماً إِلی المَوْتِ، خَوّاضاً إِلیه الكَرائِبا قال ابن بری: مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا، علی حذف موصوف، تقدیره: رَشِّحُوا بی رَجُلًا مُقَدَّماً؛ و أَصل التَّرْشیح: التَّرْبِیَةُ و التَّهْیِئَةُ؛ یقال: رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَی هُیِّئَ لها، و هو لها كُفؤٌ. و معنی رَشِّحُوا بی مُقَدَّماً أَی اجْعَلُونی كُفؤاً مُهَیَّأً لرجل شُجاع؛ و یروی: رَشِّحُوا بی مُقَدِّماً أَی رجلًا مُتَقَدِّماً، و هذا بمنزلة قولهم وَجَّهَ فی معنی توجَّه، و نَبَّه فی معنی تَنَبَّه، و نَكَّبَ فی معنی تَنكَّبَ. و‌فی الحدیث: كان إِذا أَتاه الوحیُ كُرِبَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 712
له «2» أَی أَصابَهُ الكَرْبُ، فهو مَكْروبٌ. و الذی كَرَبه كارِبٌ. و كَرَبَ الأَمْرُ یَكْرُبُ كُرُوباً: دَنا. یقال كَرَبَتْ حیاةُ النارِ أَی قَرُبَ انْطِفاؤُها؛ قال عبدُ القیسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِیُّ «3»: أَ بُنَیَّ إِنَّ أَباكَ كارِبُ یَومِهِ، فإِذا دُعِیتَ إِلی المَكارِمِ فاعْجَلِ أُوصِیكَ إِیْصاءَ امْرِئٍ، لك، ناصِحٍ، طَبِنٍ برَیْبِ الدَّهْرِ غَیرِ مُغَفَّلِ اللّهَ فاتَّقْهِ، و أَوْفِ بِنَذْرِهِ، و إِذا حَلَفْتَ مُبارِیاً فَتَحَلَّلِ و الضَّیْفَ أَكْرِمْهُ، فإِنَّ مَبِیتَه حَقٌّ، و لا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ و اعْلَمْ بأَنَّ الضَّیفَ مُخْبِرُ أَهْلِه بمَبِیتِ لَیْلَتِه، و إِنْ لم یُسْأَلِ وَ صِلِ المُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه، و اجْذُذْ حِبالَ الخَائِن المُتَبَذِّلِ و احْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لا تَحْلُلْ به، و إِذا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ و اسْتَأْنِ حِلْمَكَ فی أُمورِكَ كُلِّها، و إِذا عَزَمْتَ علی الهوی فَتَوَكَّلِ و اسْتَغْنِ، ما أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَی، و إِذا تُصِبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ و إِذا افْتَقَرْتَ، فلا تُرَی مُتَخَشِّعاً تَرْجُو الفَواضلَ عند غیرِ المِفْضَلِ و إِذا تَشاجَرَ فی فُؤَادِك، مَرَّةً، أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ و إِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ، و إِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَیْرٍ فاعْجَلِ و إِذا رَأَیْتَ الباهِشِینَ إِلی النَّدَی غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ فأَعِنْهُمُ و ایْسِرْ بما یَسَرُوا به، و إِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ و یروی: … فابْشَرْ بما بَشِرُوا به، و هو مذكور فی الترجمتین. و كُلُّ شی‌ءٍ دَنا: فقد كَرَبَ. و قد كَرَبَ أَن یكون، و كَرَبَ یكونُ، و هو، عند سیبویه، أَحدُ الأَفعال التی لا یُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذی هو خبرها؛ لا تقول كَرَب كائناً؛ و كَرَبَ أَن یَفْعَلَ كذا أَی كادَ یَفْعَلُ؛ و كَرَبَتِ الشمسُ للمَغِیب: دَنَتْ؛ و كَرَبَتِ الشمسُ: دَنَتْ للغُروب؛ و كَرَبَتِ الجاریةُ أَن تُدْرِكَ. و‌فی الحدیث: فإِذا اسْتَغْنَی أَو كَرَبَ اسْتَعَفَّ؛ قال أَبو عبید: كَرَبَ أَی دَنا من ذلك و قَرُبَ. و كلُّ دانٍ قریبٍ، فهو كارِبٌ. و‌فی حدیث رُقَیْقَةَ: أَیْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ‌أَی قارَبَ الإِیفاع. و كِرابُ المَكُّوكِ و غیره من الآنِیَةِ: دونَ الجِمام. و إِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ أَنْ یَمْتَلِئَ؛ و جُمْجُمَة كَرْبی، و الجمع كَرْبی و كِرابٌ؛ و زعم یعقوب أَن كافَ كَرْبانَ بدل من قاف قَرْبانَ؛ قال ابن سیدة: و لیس بشی‌ءٍ.
(2). قوله [إذا أتاه الوحی كرب له] كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهایة و یعینه ما بعده و لم یتنبه الشارح له فقال: و كرب كسمع أصابه الكرب و منه الحدیث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف فی بعض الأَصول فجعله أصلًا برأسه و لیس بالمنقول (3). قوله [قال عبد القیس إلخ] كذا فی التهذیب. و الذی فی المحكم قال خفاف بن عبد القیس البرجمی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 713
الأَصمعی: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إِذا مَلأْتَه؛ و أَنشد: بَجَّ المَزادِ مُكْرَباً تَوْكِیرَا و أَكْرَبَ الإِناءَ: قارَبَ مَلأَه. و هذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَی نحوُها و قُرابَتُها. و قَیْدٌ مَكْرُوبٌ إِذا ضُیِّقَ. و كَرَبْتُ القَیْدَ إِذا ضَیَّقْتَه علی المُقَیَّدِ؛ قال عبد اللّه بن عَنَمَة الضَّبِّیُّ: ازْجُرْ حِمارَك لا یَرْتَعْ برَوْضَتِنا، إِذاً یُرَدُّ، و قَیْدُ العَیْرِ مَكْرُوبُ ضَرَبَ الحمارَ و رَتْعَه فی رَوْضتِهم مثلًا أَی لا تَعَرَّضَنّ لشَتْمِنا، فإِنا قادرون علی تقیید هذا العَیْرِ و مَنْعه من التصرف؛ و هذا البیت فی شعره: أُرْدُدْ حِمارَك لا یَنْزِعْ سَوِیَّتَه، إِذاً یُرَدُّ، و قَیْدُ العَیْرِ مَكْرُوبُ و السَّویَّةُ: كِساءٌ یُحْشَی بثُمام و نحوه كالبَرْذَعَة، یُطْرَحُ علی ظهر الحمار و غیره، و جزم یَنْزِعْ علی جواب الأَمر، كأَنه قال: إِنْ تَرْدُدْهُ لا یَنْزِعْ سَوِیَّتَه التی علی ظهره. و قوله: إِذاً یُرَدُّ جوابٌ، علی تقدیر أَنه قال: لا أَرُدُّ حِمارِی، فقال مجیباً له: إِذاً یُرَدُّ. و كَرَبَ وظِیفَیِ الحمار أَو الجمل: دانی بینهما بحبل أَو قَیْدٍ. و كارَبَ الشی‌ءَ: قارَبه. و أَكْرَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ. و خُذْ رِجْلَیْكَ بأَكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة، أَی اعْجَلْ و أَسْرِعْ. قال اللیث: و من العرب من یقول: أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَیْه بأَكْرابٍ، و قَلَّما یقال: و أَكْرَبَ الفرسُ و غیرُه مما یَعْدُو: أَسْرَعَ؛ هذه عن اللحیانی. أَبو زید: أَكْرَبَ الرجلُ إِكْراباً إِذا أَحْضَرَ و عَدا. و كَرَبْتُ الناقةَ: أَوقَرْتُها. الأَصمعی: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هی الكَرانِیفُ، واحدتُها كِرْنافةٌ، و العَریضَة التی تَیْبَسُ فتصیرُ مِثلَ الكَتِفِ، هی الكَرَبة. ابن الأَعرابی: سُمِّیَ كَرَبُ النخل كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِیَ عنه، و كَرَبَ أَن یُقْطَعَ و دَنا من ذلك. و كَرَبُ النخلِ: أُصُولُ السَّعَفِ؛ و فی المحكم: الكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التی تَیْبَسُ فتصیرُ مثلَ الكَتِفِ، واحدتُها كَرَبةٌ. و فی صفة نَخْلِ الجنة: كَرَبُها ذَهَبٌ، هو بالتحریك، أَصلُ السَّعَفِ؛ و قیل: ما یَبْقَی من أُصوله فی النخلة بعد القطع كالمَراقی؛ قال الجوهری هنا و فی المثل: متی كان حُكمُ اللّه فی كَرَبِ النخلِ؟ قال ابن بری: لیس هذا الشاهد الذی ذكره الجوهری مثلًا، و إِنما هو عَجُزُ بَیْتٍ لجریر؛ و هو بكماله: أَقولُ و لم أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ: متی كان حُكْمُ اللّهِ فی كَرَبِ النخلِ؟ قال ذلك لَمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِیَّ فَضَّلَ الفرزدقَ علیه فی النَّسِیب، و فَضَّلَ جریراً علی الفرزدق فی جَوْدَةِ الشِّعْر فی قوله: أَیا شاعِراً لا شاعِرَ الیومَ مِثْلُه، جَریرٌ، و لكن فی كُلَیْبٍ تَواضُعُ فلم یَرْضَ جریرٌ قولَ الصَّلَتان، و نُصْرَتَه الفرزدقَ. قلت: هذه مشاحَّةٌ من ابن بری للجوهری فی قوله: لیس هذا الشاهدُ مثلًا، و إِنما هو عجز بیت لجریر. و الأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً، و غیرَ شِعْرٍ، و ما یكون شعراً لا یمتنع أَن یكون مَثَلًا. و الكَرَابة و الكُرابَة: التَّمْر الذی یُلْتَقَطُ من
لسان العرب، ج‌1، ص: 714
أُصول الكَرَب، بَعْدَ الجَدَادِ، و الضمُّ أَعْلی، و قد تَكَرَّبَها. الجوهری: و الكُرَابة، بالضم، ما یُلْتَقَطُ من التَّمْر فی أُصُول السَّعَفِ بعد ما تَصَرَّمَ. الأَزهری: یقال تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها، من الكَرَب. و الكَرَبُ: الحَبْلُ الذی یُشَدُّ علی الدَّلْو، بعد المَنِینِ، و هو الحَبْل الأَوّل، فإِذا انْقَطَع المنِینُ بقی الكَرَبُ. ابن سیدة: الكَرَبُ حَبْل یُشَدُّ علی عَرَاقی الدَّلْو، ثم یُثْنی، ثم یُثَلَّثُ، و الجمع أَكْرابٌ؛ و فی الصحاح: ثم یُثْنی، ثم یُثَلَّثُ لیكونَ هو الذی یلی الماءَ، فلا یَعْفَن الحَبْلُ الكبیر. رأَیت فی حاشیة نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهری: لیكون هو الذی یلی الماءَ، فلا یَعْفَن الحَبْلُ الكبیر، إِنما هو من صفة الدَّرَك، لا الكَرَبِ. قلت: الدلیل علی صحة هذه الحاشیة أَن الجوهری ذكر فی ترجمة درك هذه الصورة أَیضاً، فقال: و الدَّرَكُ قطعةُ حَبْل یُشَدُّ فی طرف الرِّشاءِ إِلی عَرْقُوَةِ الدلو، لیكون هو الذی یلی الماءَ، فلا یَعْفَنُ الرِّشاءُ. و سنذكره فی موضعه إِن شاءَ اللّه تعالی؛ و قال الحطیئة: قَوْمٌ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ، شَدُّوا العِناجَ، و شَدُّوا، فَوْقَه، الكَرَبَا و دَلْو مُكْرَبة: ذاتُ كَرَب؛ و قد كَرَبَها یَكْرُبُها كَرْباً، و أَكْرَبَهَا، فهی مُكْرَبةٌ، و كَرَّبَها؛ قال إمرؤُ القیس: كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها و هی مُثْقَلَةٌ، و خانها وَذَمٌ منها و تَكْریبُ علی أَنَّ التَّكْریبَ قد یجوز أَن یكون هنا اسماً، كالتَّنْبِیتِ و التَّمْتین، و ذلك لعَطْفِها علی الوَذَم الذی هو اسم، لكنَّ البابَ الأَوَّلَ أَشْیَعُ و أَوْسَعُ. قال ابن سیدة: أَعنی أَن یكون مصدراً، و إِن كان معطوفاً علی الاسم الذی هو الوَذَمُ. و كلُّ شدیدِ العَقْدِ، من حَبْل، أَو بناءٍ، أَو مَفْصِل: مُكْرَبٌ. اللیث: یقال لكل شی‌ءٍ من الحیوان إِذا كان وَثیقَ المَفاصِل: إِنه لمَكْروب المفاصِل. و‌روی أَبو الرَّبیع عن أَبی العالیة، أَنه قال: الكَروبیُّون سادَةُ الملائكةِ، منهم جبریلُ و مِیكائیلُ و إِسرافیل، هم المُقَرَّبُونَ؛ و أَنشد شَمِرٌ لأُمَیَّة: كَرُوبِیَّةٌ منهم رُكُوعٌ و سُجَّدُ و یقال لكل حیوانٍ وَثِیقِ المَفاصِلِ: إِنه لَمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كان شَدیدَ القُوی، و الأَول أَشبه؛ ابن الأَعرابی: الكَریبُ الشُّوبَقُ، و هو الفَیْلَكُونُ؛ و أَنشد: لا یَسْتَوی الصَّوْتانِ حینَ تَجاوَبا، صَوْتُ الكَریبِ و صَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر و الكَرْبُ: القُرْبُ. و الملائكة الكَرُوبِیُّونَ: أَقْرَبُ الملائكة إِلی حَمَلَةِ العَرْش. و وَظِیفٌ مُكْرَبٌ: امْتَلأَ عَصَباً، و حافرٌ مُكْرَبٌ: صُلْبٌ؛ قال: یَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا، بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِیبا و المُكْرَبُ: الشدیدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ، بضم المیم، و فتح الراءِ. و إِنه لمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كان شدیدَ الأَسْر. أَبو عمرو: المُكْرَبُ من الخیل الشدیدُ الخَلْق و الأَسْرِ. ابن سیدة: و فرسٌ مُكْرَبٌ شدیدٌ. و كَرَبَ الأَرضَ یَكْرُبُها كَرْباً و كِراباً:
لسان العرب، ج‌1، ص: 715
قَلَبها للحَرْثِ، و أَثارَها للزَّرْع. التهذیب: الكِرابُ: كَرْبُكَ الأَرضَ حتی تَقلِبَها، و هی مَكْرُوبة مُثَارَة. التَّكْریبُ: أَن یَزْرَع فی الكَریبِ الجادِسِ. و الكَریبُ: القَراحُ؛ و الجادِسُ: الذی لم یُزْرَعْ قَطُّ؛ قال ذو الرُّمَّة یصف جَرْوَ الوَحْشِ: تَكَرَّبنَ أُخری الجَزْءِ، حتی إِذا انْقَضَتْ بَقایاه و المُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ و فی المثل: الكِرابُ علی البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَی لا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر. قال: و منهم مَن یقول: الكِلابَ علی البقر، بالنصب، أَی أَوْسِدِ الكِلابَ علی بَقَرِ الوَحْشِ. و قال ابن السكیت: المثل هو الأَول. و المُكْرَباتُ: الإِبلُ التی یُؤْتی بها إِلی أَبواب البُیوت فی شِدَّة البرد، لیُصِیبها الدُّخانُ فتَدْفأَ. و الكِرابُ: مَجاری الماءِ فی الوادی. و قال أَبو عمرو: هی صُدُورُ الأَوْدیة؛ قال أَبو ذُؤَیْب یصف النَّحْلَ: جَوارِسُها تَأْری الشُّعُوفَ دَوائِباً، و تَنْصَبُّ أَلْهاباً، مَصِیفاً كِرابُها واحدتها كَرْبَة. المَصِیفُ: المُعْوَجُّ، مِن صافَ السَّهْمُ؛ و قوله: كأَنما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَكْربةٍ، علی سَیابةِ نَخْلٍ، دُونه مَلَقُ قال أَبو حنیفة: الأَكْرِبةُ هاهنا شِعافٌ یسیلُ منها ماءُ الجبالِ، واحدَتُها كَرْبةٌ؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بقویٍّ، لأَن فَعْلًا لا یجمع علی أَفْعِلَةٍ. و قال مرَّة: الأَكْرِبَةُ جمع كُرابةٍ، و هو ما یَقَعُ من ثمر النخل فی أُصول الكَرَبِ؛ قال: و هو غلط. قال ابن سیدة: و كذلك قوله عندی غَلَط أَیضاً، لأَن فُعالَةَ لا یُجْمَعُ علی أَفْعِلَة، اللهم إِلا أَن یكون علی طرح الزائد، فیكون كأَنه جَمَعَ فُعالًا. و ما بالدار كَرَّابٌ، بالتشدید، أَی أَحَدٌ. و الكَرْبُ: الفَتْلُ؛ یقال: كَرَبْتُه كَرْباً أَی فَتَلْتُه؛ قال: فی مَرْتَعِ اللَّهْو لم یُكْرَبْ إِلی الطِّوَلِ و الكَریبُ: الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا؛ و الكَریبُ أَیضاً: الشُّوبَقُ، عن كراع. و أَبو كَرِبٍ الیَمانیُّ، بكسر الراءِ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْیر، و اسمه أَسْعَدُ بن مالكٍ الحِمْیَریُّ، و هو أَحد التبابعة. و كُرَیْبٌ و مَعْدِیكرِبَ: اسمانِ، فیه ثلاث لغات: معدیكربُ برفع الباءِ، لا یُصرف، و منهم من یقول: معدیكربٍ یُضیف و یَصْرِفُ كَرِباً، و منهم من یقول: معدیكربَ، یُضیف و لا یَصرف كرباً، یجعله مؤَنثاً معرفة، و الیاءُ من معدیكرب ساكنة علی كل حال. و إِذا نسبت إِلیه قلت: مَعْدیّ، و كذلك النسب فی كل اسمین جُعلا واحداً، مثل بَعْلَبَكَّ و خَمْسَةَ عَشَر و تَأَبَّطَ شَرّاً، تنسب إِلی الاسم الأَول؛ تقول بَعْلیٌّ و خَمْسِیٌّ و تَأَبَّطیٌّ، و كذلك إِذا صَغَّرْتَ، تُصَغِّرُ الأَوَّل، و اللّه أَعلم.

كرتب؛ ج1، ص: 715

: یقال تَكَرْتَبَ فلانٌ علینا، بالتاءِ، أَی تَغَلَّبَ.

كرشب؛ ج1، ص: 715

: الكِرْشَبُّ: المُسِنُّ، كالقِرْشَبِّ. و فی التهذیب: الكِرْشَبُّ المُسِنُّ الجافی. و القِرْشَبُّ: الأَكُولُ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 716

كرنب؛ ج1، ص: 716

: الكُرُنْبُ: بَقْلَة؛ قال ابن سیدة: الكُرُنْبُ هذا الذی یقال له السِّلْق، عن أَبی حنیفة. التهذیب: الكِرْنِیبُ و الكِرْنابُ: التَّمْر باللَّبَن. ابن الأَعرابی: الكَرْنِیبُ المَجِیع، و هو الكُدَیْراءُ، یقال: كَرنِبُوا لضَیْفِكم، فإِنه لَتْحانُ.

كزب؛ ج1، ص: 716

: الكُزْبُ: لغة فی الكُسْبِ، كالكُسْبَرة و الكُزْبَرَة، و سیأْتی ذكره. ابن الأَعرابی: الكَزَبُ صِغَر مُشْطِ الرِّجْل و تَقَبُّضُه، و هو عَیْبٌ.

كسب؛ ج1، ص: 716

: الكَسْبُ: طَلَبُ الرِّزْقِ، و أَصلُه الجمع. كَسَبَ یَكْسِبُ كَسْباً، و تَكَسَّبَ و اكْتَسَب. قال سیبویه: كَسَبَ أَصابَ، و اكْتَسَب: تَصَرَّف و اجْتَهَد. قال ابن جنی: قولُه تعالی: لَهٰا مٰا كَسَبَتْ، وَ عَلَیْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ؛ عَبَّر عن الحسنة بِكَسَبَتْ، و عن السیئة باكْتَسَبَتْ، لأَن معنی كَسَبَ دون معنی اكْتَسَبَ، لِما فیه من الزیادة، و ذلك أَن كَسْبَ الحسنة، بالإِضافة إِلی اكْتِسابِ السیئة، أَمْرٌ یسیر و مُسْتَصْغَرٌ، و ذلك لقوله، عَزَّ اسْمُه: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا، وَ مَنْ جٰاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلٰا یُجْزیٰ إِلّٰا مِثْلَهٰا؛ أَ فلا تَری أَن الحسنةَ تَصْغُر بإِضافتها إِلی جَزائها، ضِعْف الواحدِ إِلی العشرة؟ و لما كان جَزاءُ السیئة إِنما هو بمثلها لم تُحْتَقَرْ إِلی الجَزاءِ عنها، فعُلم بذلك قُوَّةُ فِعْلِ السیئة علی فِعْلِ الحسنة، فإِذا كان فِعْل السیئة ذاهباً بصاحبه إِلی هذه الغایة البعیدة المُتَرامِیَة، عُظِّمَ قَدْرُها و فُخِّمَ لفظ العبارة عنها، فقیل: لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَیْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ، فزیدَ فی لفظ فِعْل السیئة، و انْتُقِصَ من لفظ فِعْل الحسنة، لما ذَكَرْنا. و قولهُ تعالی: مٰا أَغْنیٰ عَنْهُ مٰالُهُ وَ مٰا كَسَبَ؛ قیل: ما كَسَبَ، هنا، ولَدُه، إِنه لَطَیِّبُ الكَسْب، و الكِسْبة، و المَكْسِبَة، و المَكْسَبَةِ، و الكَسِیبةِ، و كَسَبْت الرجلَ خیراً فكَسَبَه و أَكْسَبَه إِیاه، و الأُولی أَعلی؛ قال: یُعاتِبُنی فی الدَّیْنِ قَوْمی، و إِنما دُیونیَ فی أَشیاءَ تَكْسِبُهم حَمْدا و یُروی: تُكْسِبُهم، و هذا مما جاءَ علی فَعَلْتُه ففَعَل، و تقول: فلانٌ یَكْسِبُ أَهلَه خَیْراً. قال أَحمد بن یحیی، كلُّ الناس یقول: كَسَبَكَ فلانٌ خَیْراً، إِلا ابنَ الأَعرابی، فإِنه قال: أَكْسَبَكَ فلانٌ خَیْراً. و‌فی الحدیث: أَطْیَبُ ما یأْكلُ الرجلُ من كسْبه، و وَلَدُه من كَسْبِه.قال ابن الأَثیر: إِنما جَعَلَ الوَلَد كَسْباً، لأَن الوالدَ طَلَبه، و سَعَی فی تحصیله؛ و الكَسْبُ: الطَّلَبُ و السَّعْیُ فی طَلَبِ الرزق و المَعیشةِ؛ و أَراد بالطَّیِّب هاهنا الحَلالَ؛ و نفقةُ الوالِدَیْن واجبة علی الولد إِذا كانا محتاجَیْنِ عاجِزَیْن عن السَّعْی، عند الشافعی؛ و غیرُه لا یشترط ذلك. و‌فی حدیث خدیجة: إِنك لتَصِلُ الرَّحِمَ، و تَحْمِلُ الكَلَّ، و تَكْسِبُ المَعْدُومَ.ابن الأَثیر: یقال: كَسَبْتُ زیداً مالًا، و أَكْسَبْتُ زیداً مالًا أَی أَعَنْتُه علی كَسْبه، أَو جَعَلْتُه یَكْسِبُه، فإِن كان من الأَوّل، فتُریدُ أَنك تَصِلُ إِلی كلِّ مَعْدوم و تَنالُه، فلا یَتَعَذَّرُ لبُعْدِه علیك، و إِن جعلته متعدِّیاً إِلی اثنین، فتُریدُ أَنك تُعْطِی الناس الشی‌ءَ المعدومَ عندهم، و تُوَصِّلُه إِلیهم. قال: و هذا أَوْلَی القَوْلَین، لأَنه أَشبه بما قبله، فی باب التَّفَضُّل و الإِنْعامِ، إِذ لا إِنْعام فی أَن یَكْسِبَ هو لنفسه مالًا كان معدوماً عنده، و إِنما الإِنعام أَن یُولِیَه غیرَه. و باب الحظِّ و السعادة فی الاكتساب، غیرُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 717
بابِ التفضل و الإِنعام. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن كَسْب الإِماءِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ مطلقاً فی روایة أَبی هریرة، و‌فی روایة رافع بن خَدیج مُقَیَّداً، حتی یُعْلَم من أَین هو، و‌فی روایة أُخری: إِلا ما عَمِلَتْ بیدها، و وجهُ الإِطلاق أَنه كان لأَهل مكة و المدینة إِماءٌ، علیهنَّ ضَرائِبُ، یَخْدُمْنَ الناسَ و یأْخُذْنَ أَجْرَهُنَّ، و یُؤَدِّینَ ضَرائبَهن، و من تكون مُتَبَذِّلة داخلةً خارجةً و علیها ضریبةٌ فلا یُؤْمَنُ أَن تَبْدُرَ منها زَلَّة، إِما للاستزادة فی المعاش، و إِما لشَهوة تَغلِبُ، أَو لغیر ذلك، و المعصومُ قلیل؛ فنَهَی عن كَسْبِهنَّ مطلقاً تَنَزُّهاً عنه، هذا إِذا كان للأَمة وجهٌ معلومٌ تَكْسِبُ منه، فكیف إِذا لم یكن لها وجه معلوم؟ و رجل كَسُوبٌ و كَسَّابٌ، و تَكَسَّبَ أَی تَكَلَّف الكَسْبَ. و الكَواسِبُ: الجوارحُ. و كَسابِ: اسم للذئب، و ربما جاءَ فی الشِّعر كُسَیباً. الأَزهری: و كَسابِ اسم كَلْبة. و فی الصحاح: كَسابِ مثل قَطامِ، اسم كلبة. ابن سیدة: و كَسابِ من أَسماءِ إِناث الكلاب، و كذلك كَسْبةُ؛ قال الأَعشی: و لَزَّ كَسْبةَ أُخْری، فَرْعُها فَهِقُ و كُسَیْبٌ: من أَسماءِ الكلاب أَیضاً، و كلُّ ذلك تَفَؤُّلٌ بالكَسْب و الاكتِسابِ. و كُسَیْبٌ: اسم رجل، و قیل: هو جَدُّ العَجَّاج لأُمِّه؛ قال له بعضُ مُهاجِیه، أُراه جریراً: یا ابْنَ كُسَیْبٍ ما علینا مَبْذَخُ، قد غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ یعنی بالكاعب لَیْلی الأَخْیَلِیَّة، لأَنها هاجتِ العَجَّاجَ فَغَلَبَتْه. و الكُسْبُ: الكُنْجارَقُ، فارسیةٌ؛ و بعضُ أَهل السَّواد یُسَمِّیه الكُسْبَجَ. و الكُسْبُ، بالضم: عُصارةُ الدُّهْن. قال أَبو منصور: الكُسْبُ مُعَرَّبٌ و أَصله بالفارسیة كُشْبٌ، فقُلِبَت الشین سیناً، كما قالوا سابُور، و أَصله شاه‌بُور أَی مَلِكُ بُور. و بُورُ: الابْنُ، بلسان الفُرْس؛ و الدَّشْت أُعْرِبَ، فقیل الدَّسْتُ الصَّحْراءُ. و كَیْسَبٌ: اسم. و ابنُ الأَكْسَبِ: رَجل من شعرائهم؛ و قیل: هو مَنِیعُ بن الأَكْسَب بن المُجَشَّر، من بنی قَطَن ابن نَهْشَل.

كشب؛ ج1، ص: 717

: الكَشْبُ: شِدَّةُ أَكْلِ اللحمِ و نحوه، و قد كَشَبه. الأَزهری: كَشَبَ اللحمَ كَشْباً: أَكله بشِدَّة. و التَّكْشِیبُ للمبالغة؛ قال: ثم ظَلِلْنا فی شِواءٍ، رُعْبَبُهْ مُلَهْوَجٍ مِثلِ الكُشَی نُكَشِّبُهْ الكُشَی: جمعُ كُشْیة، و هی شَحْمةُ كُلْیة الضَّبِّ. و كُشُبٌ: جبل معروف، و قیل اسم جبل فی البادیة.

كظب؛ ج1، ص: 717

: ابن الأَعرابی: حَظَبَ یَحْظُبُ حُظوباً، و كَظَبَ یَكْظُبُ كُظُوباً إِذا امْتَلأَ سِمَناً.

كعب؛ ج1، ص: 717

: قال اللّه تعالی: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ؛ قرأَ ابنُ كثیر، و أَبو عمرو: و أَبو بكر عن عاصم و حمزة: و أَرجلِكم، خفضاً؛ و الأَعشی عن أَبی بكر، بالنصب مثل حفص؛ و قرأَ یعقوبُ و الكسائی و نافع و ابن عامر: وَ أَرْجُلَكُمْ؛ نصباً؛ و هی قراءَة ابن عباس، رَدَّه إِلی قوله تعالی: فَاغْسِلُوا
لسان العرب، ج‌1، ص: 718
وُجُوهَكُمْ، و كان الشافعیُّ یقرأُ: وَ أَرْجُلَكُمْ. و اختلف الناسُ فی الْكَعْبَیْنِ بالنصب، و سأَل ابنُ جابر أَحمدَ بن یحیی عن الكَعْب، فأَوْمَأَ ثعلبٌ إِلی رِجْله، إِلی المَفْصِل منها بسَبَّابَتِه، فوضَعَ السَّبَّابةَ علیه، ثم قال: هذا قولُ المُفَضَّل، و ابن الأَعرابی؛ قال: ثم أَوْمَأَ إِلی الناتِئَین، و قال: هذا قول أَبی عمرو بن العَلاء، و الأَصمعی. قال و كلٌّ قد أَصابَ. و الكَعْبُ: العظمُ لكل ذی أَربع. و الكَعْبُ: كلُّ مَفْصِلٍ للعظام. و كَعْبُ الإِنسان: ما أَشْرَفَ فوق رُسْغِه عند قَدَمِه؛ و قیل: هو العظمُ الناشزُ فوق قدمِه؛ و قیل: هو العظم الناشز عند مُلْتَقَی الساقِ و القَدَمِ. و أَنكر الأَصمعی قولَ الناسِ إِنه فی ظَهْر القَدَم. و ذهب قومٌ إِلی أَنهما العظمانِ اللذانِ فی ظَهْرِ القَدم، و هو مَذْهَبُ الشِّیعة؛ و منه‌قولُ یحیی بن الحرث: رأَیت القَتْلی یومَ زیدِ بنِ علیٍّ، فرأَیتُ الكِعابَ فی وَسْطِ القَدَم.و قیل: الكَعْبانِ من الإِنسان العظمانِ الناشزان من جانبی القدم. و‌فی حدیث الإِزارِ: ما كان أَسْفَلَ من الكَعْبین، ففی النار.قال ابن الأَثیر: الكَعْبانِ العظمانِ الناتئانِ، عند مَفْصِلِ الساقِ و القَدم، عن الجنبین، و هو من الفَرس ما بین الوَظِیفین و الساقَیْنِ، و قیل: ما بین عظم الوَظِیف و عظمِ الساقِ، و هو الناتِئُ من خَلْفِه، و الجمع أَكْعُبٌ و كُعُوبٌ و كِعابٌ. و رجلٌ عالی الكَعْب: یُوصَفُ بالشَّرف و الظَّفَر؛ قال: لما عَلا كَعْبُك بِی عَلِیتُ أَرادَ: لما أَعْلانی كَعْبُك. و قال اللحیانی: الكَعْبُ و الكَعْبةُ الذی یُلْعَبُ به، و جمعُ الكَعْبِ كِعابٌ، و جمع الكَعبة كَعْبٌ و كَعَباتٌ، لم یَحْكِ ذلك غیرُه، كقولك جَمْرة و جَمَراتٌ. و كَعَّبْتُ الشی‌ءَ: رَبَّعْتُه. و الكعبةُ: البیتُ المُرَبَّعُ، و جمعُه كِعابٌ. و الكعبةُ: البیتُ الحرام، منه، لتَكْعِیبها أَی تربیعها. و قالوا: كَعْبةُ البیت فأُضِیفَ، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبتِه إِلی ترَبُّعِ أَعلاه، و سُمِّیَ كَعْبةً لارتفاعه و ترَبُّعه. و كل بیتٍ مُرَبَّعٍ، فهو عند العرب: كَعْبةٌ. و كان لربیعةَ بیتٌ یَطُوفون به، یُسَمُّونه الكَعَباتِ. و قیل: ذا الكَعَباتِ، و قد ذكره الأَسْوَدُ بن یَعْفُرَ فی شِعره، فقال: و البیتِ ذی الكَعَباتِ من سِنْدادِ و الكعبةُ: الغُرفة؛ قال ابن سیدة: أُراه لتَرَبُّعها أَیضاً. و ثوبٌ مُكَعَّبٌ: مَطْوِیٌّ شدیدُ الأَدْراجِ فی تَرْبیعٍ. و منهم مَن لم یُقَیِّدْه بالترْبیع. یقال: كَعَّبْتُ الثوبَ تَكْعیباً. و قال اللحیانی: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ، فیه وَشیٌ مُرَبَّع. و المُكَعَّبُ: المُوَشَّی، و منهم مَن خَصَّصَ فقال: من الثیاب. و الكَعْبُ: عُقْدَةُ ما بین الأُنْبُوبَیْنِ من القَصَبِ و القَنا؛ و قیل: هو أُنْبوبُ ما بین كلِّ عُقْدتین؛ و قیل: الكعبُ هو طَرَفُ الأُنْبوبِ الناشِزُ، و جمعه كُعُوب و كِعابٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أَلْقَی نفسَه و هَوَیْنَ رَهْواً، یُبارینَ الأَعِنَّةَ كالكِعابِ یعنی أَن بعضَها یَتْلو بعضاً، ككِعابِ الرُّمْح؛ و رُمْحٌ بكَعْبٍ واحدٍ: مُسْتَوِی الكُعُوب، لیس له كَعب أَغْلَظُ من آخر؛ قال أَوْسُ بن حَجَر یصف قَناةً مُسْتَویة الكُعُوبِ، لا تَعادِیَ فیها،
لسان العرب، ج‌1، ص: 719
حتی كأَنها كَعْبٌ واحد: تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ، و تَلَذُّه یَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ یَعْسِلُ و كَعَّبَ الإِناءَ و غیرَه: مَلأَه. و كَعَبَتِ الجاریةُ، تَكْعُبُ و تَكْعِبُ، الأَخیرةُ عن ثعلبٍ، كُعُوباً و كُعُوبةً و كِعابةً و كَعَّبَت: نَهَدَ ثَدْیُها. و جاریة كَعابٌ و مُكَعِّبٌ و كاعِبٌ، و جمعُ الكاعِبِ كَواعِبُ. قال اللّه تعالی: وَ كَوٰاعِبَ أَتْرٰاباً. و كِعابٌ عن ثعلب؛ و أَنشد: نَجِیبةُ بَطَّالٍ، لَدُنْ شَبَّ هَمُّه، لِعابُ الكِعابِ و المُدامُ المُشَعْشَعُ ذَكَّرَ المُدامَ، لأَنه عَنی به الشَّرابَ. و كَعَبَ الثَّدْیُ یَكْعُبُ، و كَعَّبَ، بالتخفیف و التشدید: نَهَدَ. و كَعَبَتْ تَكْعُبُ، بالضم، كُعُوباً، و كَعَّبَت، بالتشدید: مثله. و ثَدْیٌ كاعِبٌ و مُكَعِّبٌ و مُكَعَّبٌ، الأَخیرة نادرة، و مُتَكَعِّبٌ: بمعنی واحد؛ و قیل: التَّفْلِیكُ، ثم النُّهودُ، ثم التَّكْعِیبُ. و وجهٌ مُكَعِّبٌ إِذا كان جافِیاً ناتِئاً، و العرب تقول: جاریةٌ دَرْماءُ الكُعُوبِ إِذا لم یكن لرؤوسِ عِظامِها حَجْمٌ؛ و ذلك أَوْثَرُ لها؛ و أَنشد: ساقاً بَخَنْداةً و كَعْباً أَدْرَما و‌فی حدیث أَبی هریرة: فجثَتْ فَتاةٌ كَعابٌ علی إِحدی رُكْبَتیها، قال: الكَعابُ، بالفتح: المرأَةُ حین یَبْدو ثَدْیُها للنُّهود. و الكَعْبُ: الكُتْلةُ من السَّمْن. و الكَعْب من اللَّبن و السَّمْنِ: قَدْرُ صُبَّةٍ؛ و منه قول عمرو بن معدیكرب، قال: نَزَلْتُ بقوم، فأَتَوْنی بقوسٍ، و ثَوْرٍ، و كَعْبٍ، و تِبْنٍ فیه لبن. فالقَوْسُ: ما یَبْقَی فی أَصل الجُلَّة من التَّمْر؛ و الثَّوْر: الكُتْلة من الأَقِطِ؛ و الكَعْبُ: الصُّبَّةُ من السَّمْن؛ و التِّبْنُ: القَدَحُ الكبیر. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: إِن كان لَیُهْدَی لنا القِناعُ، فیه كَعْبٌ من إِهالة، فنَفْرَحُ به‌أَی قطعة من السَّمْن و الدُّهن. و كَعَبه كَعْباً: ضَرَبه علی یابسٍ، كالرأْس و نحوه. و كَعَّبْتُ الشی‌ءَ تَكْعیباً إِذا مَلأْته. أَبو عمرو، و ابنُ الأَعرابی: الكُعْبةُ عُذْرةُ الجاریة؛ و أَنشد: أَ رَكَبٌ تَمَّ، و تمَّتْ رَبَّتُهْ، قد كانَ مَخْتوماً، ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ و أَكْعَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ؛ و قیل: هو إِذا انْطَلَقَ و لم یَلْتَفِتْ إِلی شی‌ءٍ. و یقال: أَعْلی اللّه كَعْبَه أَی أَعْلی جَدَّه. و یقال: أَعْلی اللّه شَرَفَه. و‌فی حدیث قَیْلةَ: و اللّه لا یَزالُ كَعْبُك عالیاً، هو دُعاء لها بالشَّرَف و العُلُوِّ. قال ابن الأَثیر: و الأَصل فیه كَعْبُ القَناة، و هو أُنْبُوبُها، و ما بین كلِّ عُقْدَتَین منها كَعْبٌ، و كلُّ شی‌ءٍ علا و ارتفع، فهو كَعْبٌ. أَبو سعید: أَكْعَبَ الرجلُ إِكْعاباً، و هو الذی یَنْطَلِقُ مُضارّاً، لا یُبالی ما وَراءه، و مثله كَلَّل تَكْلیلًا. و الكِعابُ: فُصوصُ النَّرْدِ. و‌فی الحدیث: أَنه كان یكره الضَّرْب بالكِعابِ؛ واحدُها كَعْبٌ و كَعْبةٌ، و اللَّعِبُ بها حرام، و كَرِهَها عامةُ الصحابة. و قیل: كان ابنُ مُغَفَّلٍ یفعله مع امرأَته، علی غیر قِمارٍ. و قیل: رَخَّص فیه ابنُ المسیب، علی غیر قمار أَیضاً. و منه‌الحدیث: لا یُقَلِّبُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 720
كَعَباتِها أَحَدٌ، ینتظر ما تجی‌ءُ به، إِلا لم یَرَحْ رائحة الجنة، هی جمع سلامة للكَعْبة. و كَعْبٌ: اسم رجل. و الكَعْبانِ: كَعْبُ بن كِلابٍ، و كَعْبُ بن ربیعةَ بن عُقَیل بنِ كَعْبِ بن ربیعةَ بن عامِر بن صَعْصَعَة؛ و قوله: رأَیتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ، و كانوا من الشَّنَآنِ قَدْ صاروا كِعابا قال الفارسی: أَرادَ أَنَّ آراءَهم تَفَرَّقَت و تَضادَّتْ، فكان كلُّ ذِی رأْیٍ منهم قَبیلًا علی حِدَتِه، فلذلك قال: صاروا كِعاباً. و أَبو مُكَعِّبٍ الأَسَدِیُّ، مُشَدَّد العین: من شُعَرائهم؛ و قیل: إِنه أَبو مُكْعِتٍ، بتخفیف العین، و بالتاءِ ذات النقطتین، و سیأْتی ذكره. و یقال للدَّوْخَلَّة: المُكَعَّبةُ، و المُقْعَدَة، و الشَّوْغَرَةُ، و الوَشیجَةُ.

كعثب؛ ج1، ص: 720

: الكَعْثَبُ و الكَثْعَبُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ المُمْتَلِئُ الناتِئُ؛ قال: أَرَیْتَ إِن أُعْطِیتَ نَهْداً كَعْثَبا و امرأَة كَعْثَبٌ و كَثْعَبٌ: ضَخْمة الرَّكَب، یعنی الفرجَ. و تَكَعْثَبَت العَرارَةُ، و هی نبتٌ: تجمَّعتْ و استدارت. قال ابن السكیت: یقال لقُبلِ المرأَة: هو كَعْثَبُها و أَجَمُّها و شَكْرُها. قال الفراء، و أَنشدنی أَبو ثَرْوانَ: قال الجَوارِی: ما ذَهَبْتَ مَذْهَبا و عِبْنَنی، و لم أَكُنْ مُعَیَّبا أَرَیْتَ إِنْ أُعْطِیتَ نَهْداً كَعْثَبا، أَ ذاكَ، أَمْ نُعْطِیكَ هَیْداً هَیْدَبا؟ أَرادَ بالكَعْثَب: الرَّكَبَ الشاخِصَ المُكْتَنِزَ، و الهَیْدُ الهَیْدَبُ: الذی فیه رخَاوَة مثل رَكَبِ العَجائز المُسْتَرْخی، لكِبرِها. و رَكَبٌ كَعْثَبٌ: أَی ضَخْمٌ.

كعدب؛ ج1، ص: 720

: الكَعْدَبُ و الكَعْدَبة: كلاهما الفَسْل من الرجال. و الكُعْدُبة: الحَجَاة و الحَبَابة. و‌فی حدیث عمرو أَنه قال لمُعَاویة: لقَد رأَیتُك بالعِراق، و إِنَّ أَمْرَكَ كَحُقِّ الكُهول، أَو كالكُعْدُبة، و یُرْوی الجُعْدُبةِ.قال: و هی نُفَّاخةُ الماء التی تكون من ماء المطر، و قیل: بیتُ العنكبوت. أَبو عمرو: یقال لبیت العنكبوت الكُعْدُبةُ، و الجُعْدُبة.

كعسب؛ ج1، ص: 720

: كَعْسَبَ فلانٌ ذاهِباً إِذا مشی مِشْیةَ السَّكْران. و كَعْسَبٌ: اسم. و كَعْسَبَ و كَعْسَمَ إِذا هَرَبَ. و كَعْسَبَ یُكَعْسِبُ إِذا عَدا عَدْواً شدیداً، مثل كَعْظَل یُكَعْظِلُ.

كعنب؛ ج1، ص: 720

: كَعانِبُ الرأْس: عُجَرٌ تكون فیه. و رجل كَعْنَبٌ: ذو كَعانِبَ فی رأْسه. الأَزهری: رجل كَعْنَبٌ: قصیر.

كوكب؛ ج1، ص: 720

: التهذیب: ذكر اللیث الكَوْكَبَ فی باب الرباعی، ذَهَبَ أَن الواو أَصلیة؛ قال: و هو عند حُذَّاق النحویین من هذا الباب، صُدِّر بكافٍ زائدةٍ، و الأَصلُ وَكَبَ أَو كَوَبَ، و قال: الكَوْكَبُ، معروف، من كَواكِبِ السماءِ، و یُشَبَّه به النَّور، فیُسَمی كَوْكَباً؛ قال الأَعشی: یُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ، مُؤَزَّرٌ بعَمِیمِ النَّبْتِ، مُكْتَهِلُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 721
ابن سیدة و غیره: الكَوْكَبُ و الكَوْكَبةُ: النَّجْم، كما قالوا عَجوزٌ و عَجوزة، و بَیاضٌ و بَیاضةٌ. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد یقول للزُّهَرة، من بین النُّجوم: الكَوْكَبةُ، یُؤَنثونها، و سائرُ الكَواكبِ تُذَكَّر، فیقال: هذا كَوكَبُ كذا و كذا. و الكَوْكَبُ و الكَوْكَبةُ: بیاضٌ فی العین. أَبو زید: الكَوْكَبُ البیاضُ فی سَواد العین، ذَهَب البَصَرُ له، أَو لم یَذْهَب. و الكَوْكَبُ من النَّبْت: ما طال. و كَوْكَبُ الرَّوْضة: نَوْرُها. و كَوْكَبُ الحدید: بَریقُه و توَقُّدُه، و قد كَوْكَبَ؛ و یقال للأَمْعَزِ إِذا توَقَّدَ حَصاه ضَحاءً: مُكَوْكِبٌ؛ قال الأَعشی یَذْكر ناقته: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوكِبَ وَخْداً، بِنَواجٍ سَرِیعةِ الإِیغالِ و یومٌ ذو كَواكِبَ إِذا وُصِفَ بالشدَّة، كأَنه أَظْلَمَ بما فیه من الشدائد، حتی ریئَتْ كَواكِبُ السماءِ. و غلامٌ كَوْكَبٌ ممتلئٌ إِذا تَرَعْرَعَ و حَسُنَ وجهُه؛ و هذا كقولهم له: بَدْرٌ. و كَوْكَبُ كلِّ شی‌ءٍ: مُعْظَمُه، مثل كَوْكَبِ العُشْبِ، و كَوكَبِ الماءِ، و كَوكَبِ الجَیْش؛ قال الشاعر یصف كَتیبةً: و مَلْمُومةٍ لا یَخْرِقُ الطَّرْفُ عَرْضَها، لها كَوْكَبٌ فَخْمٌ، شَدیدٌ وُضُوحُها المُؤَرِّجُ: الكَوْكَبُ: الماءُ. و الكَوْكَبُ: السَّیْفُ. و الكَوْكَبُ: سَیِّدُ القوم. و الكَوْكَبُ: الفُطْرُ، عن أَبی حنیفة. قال: و لا أَذْكُرُه عن عالم، إِنما الكَوْكَبُ نبات معروف، لم یُحَلَّ، یقال له: كَوْكَبُ الأَرض. و الكَوْكَبُ: قَطَراتٌ تقع باللیل علی الحشیش. و الكَوْكَبةُ: الجماعةُ؛ قال ابن جنی: لم یُسْتعمل كلُّ ذلك إِلَّا مزیداً، لأَنا لا نعرف فی الكلام مثل كَبْكَبةٍ؛ و قول الشاعر: كَبْداءُ جاءَتْ من ذُرَی كُواكِبِ أَراد بالكَبْداءِ: رَحًی تُدار بالید، نُحِتَتْ من جبل كُواكِبَ، و هو جبل بعینه تُنْحَتُ منه الأَرْحِیَة. و كَوْكَبٌ: اسم موضع؛ قال الأَخطل: شَوْقاً إِلیهم و وَجْداً، یومَ أُتْبِعُهُم طَرْفی، و منهم، بجَنْبَیْ كَوكَبٍ، زُمَرُ التهذیب: و كَوْكَبَی، علی فَوْعَلی: موضعٌ. قال الأَخطل: بجَنْبَیْ كَوْكَبَی زُمَرُ. و‌فی الحدیث: دَعا دَعْوةً كَوكَبِیَّةً؛ قیل: كَوْكَبٌ قریة ظَلَم عاملُها أَهلَها، فدَعَوْا علیه دَعْوةً، فلم یَلْبَثْ أَن مات، فصارت مثلًا؛ و قال: فیا رَبَّ سَعْدٍ، دَعْوةً كَوْكَبِیَّةً، تُصادِفُ سَعْداً أَو یُصادِفُها سَعْدُ أَبو عبیدة: ذَهَبَ القومُ تحتَ كلِّ كَوْكَبٍ أَی تَفَرَّقُوا. و الكَوْكَبُ: شِدَّةُ الحَرِّ و مُعْظَمُه؛ قال ذو الرمة: و یَوْمٍ یَظَلُّ الفَرْخُ فی بَیْتِ غیره، له كَوْكَبٌ فوقَ الحِدابِ الظَّواهِرِ و‌كُوَیْكِبٌ: من مساجد سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، بین المدینة و تَبُوك.و‌فی الحدیث: أَنَّ عثمان دُفِنَ بحُشِّ كَوْكَبٍ؛ كَوْكَبُ: اسم رجل، أُضیف إِلیه الحُشُّ، و هو البُسْتانُ. و‌كَوْكَبٌ أَیضاً: اسم فرس لرجل جاءَ یطوف علیه بالبیت، فكُتِبَ فیه إِلی عمر، رضی اللّه عنه، فقال: امْنَعُوه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 722‌

كلب؛ ج1، ص: 722

: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. و‌فی الحدیث: أَ مَا تخافُ أَن یأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ؟ فجاءَ الأَسدُ لیلًا فاقْتَلَعَ هامَتَه من بین أَصحابه.و الكَلْب، معروفٌ، واحدُ الكِلابِ؛ قال ابن سیدة: و قد غَلَبَ الكلبُ علی هذا النوع النابح، و ربما وُصِفَ به، یقال: امرأَةٌ كَلْبة؛ و الجمع أَكْلُبٌ، و أَكالِبُ جمع الجمع، و الكثیر كِلابٌ؛ و فی الصحاح: الأَكالِبُ جمع أَكْلُبٍ. و كِلابٌ: اسمُ رجل، سمی بذلك، ثم غَلَبَ علی الحیّ و القبیلة؛ قال: و إِنّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبطُنٍ، و أَنتَ بَری‌ءٌ من قَبائِلها العَشْرِ قال ابن سیدة: أَی إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ. قال سیبویه: كِلابٌ اسم للواحد، و النسبُ إِلیه كِلابیٌّ، یعنی أَنه لو لم یكن كِلابٌ اسماً للواحد، و كان جمعاً، لَقِیلَ فی الإِضافة إِلیه كَلْبیٌّ، و قالوا فی جمع كِلابٍ: كِلاباتٌ؛ قال: أَحَبُّ كَلْبٍ فی كِلاباتِ الناسْ، إِلیَّ نَبْحاً، كَلْبُ أُمِّ العباسْ قال سیبویه: و قالوا ثلاثةُ كلابٍ، علی قولهم ثلاثةٌ من الكِلابِ؛ قال: و قد یجوز أَن یكونوا أَرادوا ثلاثة أَكْلُبٍ، فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عن أَقلّه. و الكَلِیبُ و الكالِبُ: جماعةُ الكِلابِ، فالكَلیبُ كالعبیدِ، و هو جمع عزیز؛ و قال یصف مَفازة: كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها مُكاءُ المُكَلِّبِ، یَدْعُو الكَلِیبَا و الكالِبُ: كالجامِلِ و الباقِر. و رجل كالِبٌ و كَلَّابٌ: صاحبُ كِلابٍ، مثل تامرٍ و لابِنٍ؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبَیْریُّ: سَدَا بیَدَیْهِ، ثم أَجَّ بسَیْرِه، كأَجِّ الظَّلیمِ من قَنیصٍ و كالِبِ و قیل: سائِسُ كِلابٍ. و مُكَلِّبٌ: مُضَرٍّ للكِلابِ علی الصَّیْدِ، مُعَلِّمٌ لها؛ و قد یكونُ التَّكْلیبُ واقعاً علی الفَهْدِ و سِباعِ الطَّیْر. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوٰارِحِ مُكَلِّبِینَ؛ فقد دخَل فی هذا: الفَهْدُ، و البازی، و الصَّقْرُ، و الشاهینُ، و جمیعُ أَنواعِ الجَوارح. و الكَلَّابُ: صاحبُ الكِلاب. و المُكَلِّبُ: الذی یُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصیدِ. و‌فی حدیث الصید: إِنَّ لی كِلاباً مُكَلَّبةً، فأَفْتِنی فی صَیدها.المُكَلَّبةُ: المُسَلَّطة علی الصید، المُعَوَّدة بالاصطیاد، التی قد ضَرِیَتْ به. و المُكَلِّبُ، بالكسر: صاحِبُها، و الذی یصطادُ بها. و ذو الكَلْبِ: رجلٌ؛ سُمی بذلك لأَنه كان له كلب لا یُفارقه. و الكَلْبةُ: أُنْثی الكِلابِ، و جمعها كَلْباتٌ، و لا تُكَسَّرُ. و فی المثل: الكِلابُ علی البقر، تَرْفَعُها و تَنْصِبُها أَی أَرسِلْها علی بَقَر الوَحْش؛ و معناه: خَلِّ امْرَأً و صِناعَتَه. و أُمُّ كَلْبةَ: الحُمَّی، أُضِیفَتْ إِلی أُنثی الكِلابِ. و أَرض مَكْلَبة: كثیرةُ الكِلابِ. و كَلِبَ الكَلْبُ، و اسْتَكْلَبَ: ضَرِیَ، و تَعَوَّدَ أَكْلَ الناس. و كَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً، فهو كَلِبٌ: أَكَلَ لَحْمَ الإِنسان، فأَخذه لذلك سُعارٌ و داءٌ شِبْهُ الجُنون. و قیل: الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ؛ و فی الصحاح: الكَلَبُ شبیهٌ بالجُنُونِ، و لم یَخُصَّ الكِلاب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 723
اللیث: الكَلْبُ الكَلِبُ: الذی یَكْلَبُ فی أَكْلِ لُحومِ الناس، فیَأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَر إِنساناً، كَلِبَ المَعْقُورُ، و أَصابه داءُ الكَلَبِ، یَعْوِی عُوَاءَ الكَلْبِ، و یُمَزِّقُ ثیابَه عن نفسه، و یَعْقِرُ من أَصاب، ثم یصیر أَمْرُه إِلی أَن یأْخذه العُطاشُ، فیموتَ من شِدَّةِ العَطَش، و لا یَشْرَبُ. و الكَلَبُ: صِیاحُ الذی قد عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ. قال: و قال المُفَضَّل أَصْلُ هذا أَنَّ داءً یقع علی الزرع، فلا یَنْحَلُّ حتی تَطْلُع علیه الشمسُ، فیَذُوبَ، فإِن أَكَلَ منه المالُ قبل ذلك مات. قال: و منه ما‌رُوی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه نَهَی عن سَوْم اللیل‌أَی عن رَعْیِه، و ربما نَدَّ بعیرٌ فأَكَلَ من ذلك الزرع، قبل طلوع الشمس، فإِذا أَكله مات، فیأْتی كَلْبٌ فیأْكلُ من لحمه، فیَكْلَبُ، فإِنْ عَضَّ إِنساناً، كَلِبَ المَعْضُوضُ، فإِذا سَمِعَ نُباحَ كَلْبٍ أَجابه. و‌فی الحدیث: سَیَخْرُجُ فی أُمَّتی أَقوامٌ تَتَجارَی بهم الأَهْواءُ، كما یَتَجارَی الكَلَبُ بصاحبه؛ الكَلَبُ، بالتحریك: داءٌ یَعْرِضُ للإِنسان، مِن عَضِّ الكَلْب الكَلِب، فیُصیبُه شِبْهُ الجُنُونِ، فلا یَعَضُّ أَحَداً إِلا كَلِبَ، و یَعْرِضُ له أَعْراضٌ رَدیئَة، و یَمْتَنِعُ من شُرْب الماءِ حتی یموت عَطَشاً؛ و أَجمعت العربُ علی أَن دَواءَه قَطْرَةٌ من دَمِ مَلِكٍ یُخْلَطُ بماءٍ فیُسْقاه؛ یقال منه: كَلِبَ الرجلُ كَلَباً: عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ، فأَصابه مثلُ ذلك. و رَجُلٌ كَلِبٌ مِن رجالٍ كَلِبِینَ، و كَلِیبٌ من قَوْم كَلْبَی؛ و قولُ الكُمَیْت: أَحْلامُكُمْ، لِسَقَامِ الجَهْلِ، شَافِیَةٌ، كما دِماؤُكُمُ یُشْفَی بها الكَلَبُ قال اللحیانی: إِن الرجلَ الكَلِبَ یَعضُّ إِنساناً، فیأْتون رجلٍا شریفاً، فیَقْطُرُ لهم من دَمِ أُصْبُعِه، فَیَسْقُونَ الكَلِبَ فیبرأُ. و الكَلابُ: ذَهابُ العَقْلِ «4» من الكَلَب، و قد كُلِبَ. و كَلِبَتِ الإِبلُ كَلَباً: أَصابَها مثلُ الجُنون الذی یَحْدُثُ عن الكَلَب. و أَكْلَبَ القومُ: كَلِبَتْ إِبلُهم؛ قال النابغة الجَعْدِیُّ: و قَوْمٍ یَهِینُونَ أَعْراضَهُمْ، كَوَیْتُهُمُ كَیَّةَ المُكْلِبِ و الكَلَبُ: العَطَشُ، و هو من ذلك، لأَن صاحب الكَلَبِ یَعْطَشُ، فإِذا رأَی الماءَ فَزِعَ منه. و كَلِبَ علیه كَلَباً: غَضِبَ فأَشْبَهَ الرجلَ الكَلِبَ. و كَلِبَ: سَفِهَ فأَشبه الكَلِبَ. و دَفَعْتُ عنك كَلَبَ فلان أَی شَرَّه و أَذاه. و كَلَبَ الرجل یَكْلِبُ، و اسْتَكْلَبَ إِذا كان فی قَفْرٍ «5»، فیَنْبَحُ لتسمعه الكِلابُ فتَنْبَحَ فیَسْتَدِلَّ بها؛ قال: و نَبْحُ الكِلابِ لمُسْتَكْلِبٍ و الكَلْبُ: ضَرْبٌ من السَّمَك، علی شَكْلِ الكَلْبِ. و الكَلْبُ من النجوم: بحِذاءِ الدَّلْو من أَسْفَلَ، و علی طریقته نجمٌ آخر یقال له الراعی. و الكَلْبانِ: نجمان صغیران كالمُلْتَزِقَیْن بین الثُّرَیَّا و الدَّبَرانِ. و كِلابُ الشتاءِ: نُجومٌ، أَوَّلَه، و هی: الذراعُ و النَّثْرَةُ و الطَّرْفُ و الجَبْهة؛ و كُلُّ هذه النجومِ، إِنما سمیت بذلك علی التشبیه بالكِلابِ. و كَلْبُ الفرس: الخَطُّ الذی فی وَسَطِ ظَهْرِه،
(4). قوله [و الكلاب ذهاب العقل] بوزن سحاب و قد كلب كعنی كما فی القاموس. (5). قوله [و كلب الرجل إذا كان فی قفر إلخ] من باب ضرب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 724
تقول: اسْتَوَی علی كَلْبِ فَرَسه. و دَهْرٌ كَلِبٌ: مُلِحٌّ علی أَهله بما یَسُوءُهم، مُشْتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قال الشاعر: ما لی أَری الناسَ، لا أَبا لَهُمُ قَدْ أَكَلُوا لَحْمَ نابِحٍ كَلِبِ و كُلْبَةُ الزَّمان: شِدَّةُ حاله و ضِیقُه، من ذلك. و الكُلْبةُ، مِثلُ الجُلْبةِ. و الكُلْبة: شِدَّةُ البرْد، و فی المحكم شِدَّةُ الشتاءِ، و جَهْدُه، منه أَیضاً؛ أَنشد یعقوب: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ، و كانَتْ قد أَقامَتْ بكُلْبةٍ و قِطارِ و كذلك الكَلَبُ، بالتحریك، و قد كَلِبَ الشتاءُ، بالكسر. و الكَلَبُ: أَنْفُ الشِّتاءِ و حِدَّتُه؛ و بَقِیَتْ علینا كُلْبةٌ من الشتاءِ؛ و كَلَبةٌ أَی بَقِیَّةُ شِدَّةٍ، و هو من ذلك. و قال أَبو حنیفة: الكُلْبةُ كُلُّ شِدَّةٍ من قِبَلِ القَحْط و السُّلْطان و غیره. و هو فی كُلْبة من العَیْش أَی ضِیقٍ. و قال النَّضْرُ: الناسُ فی كُلْبةٍ أَی فی قَحْطٍ و شِدَّة من الزمان. أَبو زید: كُلْبةُ الشِّتَاءِ و هُلْبَتُه: شِدَّتُه. و قال الكسائی: أَصابتهم كُلْبةٌ من الزمان، فی شِدَّةِ حالهم، و عَیْشِهم، و هُلْبةٌ من الزمان؛ قال: و یقال هُلْبة و جُلْبة من الحَرِّ و القُرِّ. و عامٌ كلِبٌ: جَدْبٌ، و كُلُّه من الكَلَب. و المُكالَبةُ: المُشارَّة و كذلك التَّكَالُبُ؛ یقال: هم یَتَكَالبُونَ علی كذا أَی یَتَواثَبُون علیه. و كالَبَ الرجلَ مُكالَبةً و كِلاباً: ضایَقَه كمُضایَقَة الكِلاب بَعْضِها بَعْضاً، عند المُهارشة؛ و قولُ تَأَبَّطَ شَرّاً: إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِیبَ، فَوَلِّها كَلِیبَكَ و اعْلَم أَنها سَوْفَ تَنْجَلِی قیل فی تفسیره قولان: أَحدهما أَنه أَراد بالكَلِیب المُكالِبَ الذی تَقَدَّم، و القولُ الآخرُ أَن الكَلِیبَ مصدر كَلِبَتِ الحَرْبُ، و الأَوَّل أَقْوَی. و كَلِبَ علی الشی‌ءِ كَلَباً: حَرَصَ علیه حِرْصَ الكَلْبِ، و اشْتَدَّ حِرْصُه. و قال الحَسَنُ: إِنَّ الدنیا لما فُتِحَتْ علی أَهلها، كَلِبُوا علیها أَشَدَّ الكَلَبِ، و عَدَا بعضُهم علی بعض بالسَّیْفِ؛ و فی النهایة: كَلِبُوا علیها أَسْوَأَ الكَلَبِ، و أَنْتَ تَجَشَّأُ من الشِّبَع بَشَماً، و جارُك قد دَمِیَ فُوه من الجوع كَلَباً أَی حِرصاً علی شی‌ءٍ یُصِیبه. و‌فی حدیث علیّ، كَتَبَ إِلی ابن عباس حین أَخَذَ من مال البَصْرَة: فلما رأَیتَ الزمانَ علی ابن عمك قد كَلِبَ، و العدوّ قد حَرِبَ؛ كَلِبَ أَی اشْتَدَّ. یقال: كَلِبَ الدَّهْرُ علی أَهله إِذا أَلَحَّ علیهم، و اشْتَدَّ. و تَكالَبَ الناسُ علی الأَمر: حَرَصُوا علیه حتی كأَنهم كِلابٌ. و المُكالِبُ: الجَرِی‌ءُ، یَمانیة؛ و ذلك لأَنه یُلازِمُ كمُلازمَة الكِلابِ لما تَطْمَعُ فیه. و كَلِبَ الشَّوْكُ إِذا شُقَّ ورَقُه، فَعَلِقَ كَعَلَقِ الكِلابِ. و الكَلْبَةُ و الكَلِبَةُ من الشِّرْسِ: و هو صغار شجر الشَّوْكِ، و هی تُشْبِه الشُّكَاعَی، و هی من الذكور، و قیل: هی شَجَرة شاكَةٌ من العِضاهِ، لها جِراءٌ، و كل ذلك تَشْبِیهٌ بالكَلْب. و قد كَلِبَتْ إِذا انْجَرَدَ ورَقُها، و اقْشَعَرَّتْ، فَعَلِقَت الثیابَ و آذَتْ مَن مَرَّ بها، كما یَفْعَلُ الكَلْبُ. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو الدُّقَیْش كَلِبَ الشجرُ، فهو كَلِبٌ إِذا لم یَجِدْ رِیَّهُ، فَخَشُنَ من غیر أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُه، فعَلِقَ ثَوْبَ مَن مَرَّ به كالكَلْب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 725
و أَرض كَلِبةٌ إِذا لم یَجِدْ نباتُها رِیّاً، فَیَبِسَ. و أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر إِذا لم یُصِبْها الربیعُ. أَبو خَیْرة: أَرضٌ كَلِبةٌ أَی غَلِیظةٌ قُفٌّ، لا یكون فیها شجر و لا كَلأٌ، و لا تكونُ جَبَلًا، و قال أَبو الدُّقَیْشِ. أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر أَی خَشِنَةٌ یابسةٌ، لم یُصِبْها الربیعُ بَعْدُ، و لم تَلِنْ. و الكَلِبةُ من الشجر أَیضاً: الشَّوْكةُ العارِیةُ من الأَغْصان، و ذلك لتعلقها بمن یَمُرُّ بها، كما تَفْعل الكِلابُ. و یقال للشجرة العارِدة الأَغْصانِ «1» و الشَّوْكِ الیابسِ المُقْشَعِرَّةِ: كَلِبةٌ. و كَفُّ الكَلْبِ: عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِیعانِ و بلاد نَجْدٍ، یقال لها ذلك إِذا یَبِسَتْ، تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الحَیوانیِّ، و ما دامتْ خَضْراء، فهی الكَفْنةُ. و أُمُّ كَلْبٍ: شُجَیْرَةٌ شاكةٌ؛ تَنْبُتُ فی غَلْظِ الأَرض و جبالها، صفراءُ الورقِ، خَشْناء، فإِذا حُرِّكَتْ، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ و أَخْبَثها؛ سُمیت بذلك لمكانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنها تُنْتِنُ كالكلب إِذا أَصابه المَطَرُ. و الكَلُّوبُ: المِنْشالُ، و كذلك الكُلَّابُ، و الجمع الكَلالِیبُ، و یسمی المِهْمازُ، و هو الحَدیدةُ التی علی خُفِّ الرَّائِضِ، كُلَّاباً؛ قال جَنْدَلُ بن الراعی یَهْجو ابنَ الرِّقاعِ؛ و قیل هو لأَبیه الراعی: خُنادِفٌ لاحِقٌ، بالرأْسِ، مَنْكِبُه، كأَنه كَوْدَنٌ یُوشَی بكُلَّابِ و كَلَبه: ضَرَبه بالكُلَّابِ؛ قال الكُمَیْتُ: و وَلَّی بأجْرِیّا و لافٍ، كأَنه علی الشَّرَفِ الأَقْصَی یُساطُ و یُكلَبُ و الكُلَّابُ و الكَلُّوبُ: السَّفُّودُ، لأَنه یَعْلَقُ الشِّواءَ و یَتَخَلَّله، هذه عن اللحیانی. و الكَلُّوبُ و الكُلَّابُ: حدیدةٌ معطوفة، كالخُطَّافِ. التهذیب: الكُلَّابُ و الكَلُّوبُ خَشَبةٌ فی رأْسها عُقَّافَةٌ منها، أَو من حدیدٍ. فأَمَّا الكَلْبَتانِ: فالآلةُ التی تكون مع الحَدَّادین. و‌فی حدیث الرؤیا: و إِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حدیدٍ؛ الكَلُّوبُ، بالتشدید: حدیدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس. و كَلالیب البازی: مَخالِبُه، كلُّ ذلك علی التَّشْبیه بمَخالِبِ الكِلابِ و السِّباعِ. و كلالیبُ الشجر: شَوْكُه كذلك. و كالَبَتِ الإِبلُ: رَعَتْ كلالِیبَ الشجر، و قد تكون المُكالَبةُ ارتِعاءَ الخَشِنِ الیابسِ، و هو منه؛ قال: إِذا لم یكن إِلا القَتادُ، تَنَزَّعَتْ مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَب و الكلْبُ: الشَّعِیرةُ. و الكلْبُ: المِسْمارُ الذی فی قائم السیف، و فیه الذُّؤابة لِتُعَلِّقَه بها؛ و قیل كَلْبُ السیف: ذُؤَابتُه. و‌فی حدیث أُحُدٍ: أَنَّ فَرَساً ذبَّ بذَنبه، فأَصابَ كُلَّابَ سَیْفٍ، فاسْتَلَّه. الكُلَّابُ‌و الكَلْبُ: الحَلْقَةُ أَو المِسمار الذی یكون فی قائم السیف، تكون فیه عِلاقَتُه. و الكَلْبُ: حدیدةٌ عَقْفاءُ تكونُ فی طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فیها المَزادُ و الأَدَاوی؛ قال یصف سِقاء: و أَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِیفٍ، رَمَتْ به، علی الماءِ، إِحْدَی الیَعْمَلاتِ العَرامِسُ فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَیَّانَ، بَعْدَ ما أَطالَ به الكَلْبُ السُّرَی، و هو ناعِسُ و الكُلَّابُ: كالكَلْبِ، و كلُّ ما أُوثِقَ به شی‌ءٌ،
(1). قوله [العاردة الأَغصان] كذا بالأَصل و التهذیب بدال مهملة بعد الراء، و الذی فی التكملة: العاریة بالمثناة التحتیة بعد الراء.
لسان العرب، ج‌1، ص: 726
فهو كَلْبٌ، لأَنه یَعْقِلُه كما یَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَه. و الكَلْبتانِ: التی تكونُ مع الحَدَّاد یأْخُذُ بها الحدید المُحْمَی، یقال: حدیدةٌ ذاتُ كَلْبَتَیْن، و حدیدتانِ ذواتا كلبتین، و حدائدُ ذواتُ كَلْبتین، فی الجمع، و كلُّ ما سُمِّی باثنین فكذلك. و الكَلْبُ: سَیر أَحمر یُجْعَلُ بین طَرَفَی الأَدیم. و الكَلْبَةُ: الخُصْلة من اللِّیفِ، أَو الطاقةُ منه، تُسْتَعْمَل كما یُسْتَعْمَلُ الإِشْفَی الذی فی رأْسه جُحْر، ثم یُجْعَلُ السیرُ فیه؛ كذلك الكُلْبةُ یُجْعَلُ الخَیْطُ أَو السَّیْرُ فیها، و هی مَثْنِیَّةٌ، فتُدخَلُ فی مَوْضع الخَرْزِ، و یُدْخِلُ الخارزُ یَدَه فی الإِداوةِ، ثم یَمُدُّه. و كَلَبَتِ الخارِزةُ السیر تَكْلُبُه كلْباً: قَصُرَ عنها السیرُ، فثَنَتْ سَیراً یَدْخُلُ فیه رأْسُ القصیر حتی یَخْرُج منه؛ قال دُكَینُ بنُ رجاءٍ الفُقَیْمیُّ یصف فرساً: كأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ، إِذْ نَجْنُبُهْ، سَیرُ صَناعٍ فی خَرِیزٍ تَكْلُبُهْ و استشهد الجوهری بهذا علی قوله: الكَلْبُ سَیر یُجْعَلُ بین طَرَفَی الأَدیمِ إِذا خُرِزا؛ تقول منه: كَلَبْتُ المَزادَةَ، و غَرُّ مَتْنِه ما تَثَنَّی من جِلده. ابن درید: الكَلْبُ أَنْ یَقْصُرَ السیرُ علی الخارزة، فتُدْخِلَ فی الثَّقْبِ سیراً مَثْنِیّاً، ثم تَرُدَّ رأْسَ السَّیر الناقص فیه، ثم تُخْرِجَهُ و أَنشد رَجَزَ دُكَینٍ أَیضاً. ابن الأَعرابی: الكَلْبُ خَرْزُ السَّیر بَینَ سَیرَینِ. كلَبْتُه أَكْلُبه كَلْباً، و اكْتَلَبَ الرجلُ: استَعمَلَ هذه الكُلْبَةَ، هذه وحدها عن اللحیانی؛ قال: و الكُلْبَةُ: السَّیر وراءَ الطاقةِ من اللِّیفِ، یُستَعمَل كما یُسْتَعْمَلُ الإِشْفَی الذی فی رأْسه جُحْرٌ، یُدْخَلُ السَّیرُ أَو الخَیْطُ فی الكُلْبة، و هی مَثْنِیَّة، فَیَدْخُلُ فی موضع الخَرْز، و یُدْخِلُ الخارِز یدَه فی الإِداوة، ثم یَمُدُّ السَّیرَ أَو الخیط. و الخارِزُ یقال له: مُكْتَلِبٌ. ابن الأَعرابی: و الكَلْبُ مِسمارٌ یكون فی روافِدِ السَّقْبِ، تُجْعَلُ علیه الصُّفْنةُ، و هی السُّفْرة التی تُجْمَعُ بالخَیْط. قال: و الكَلْبُ أَوَّلُ زیادةِ الماء فی الوادی. و الكَلْبُ: مِسْمارٌ علی رأْسِ الرَّحْل، یُعَلِّقُ علیه الراكبُ السَّطِیحةَ. و الكَلْبُ: مسْمارُ مَقْبضِ السیف، و معه آخرُ، یقال له: العجوزُ. و كَلَبَ البعیرَ یَكْلُبه كَلْباً: جمعَ بین جَریرِه و زِمامِه بخَیطٍ فی البُرَةِ. و الكَلَبُ: الأَكْلُ الكثیر بلا شِبَعٍ. و الكَلَبُ: وقُوعُ الحَبْلِ بین القَعْوِ و البَكَرة، و هو المرْسُ، و الحَضْبُ، و الكَلْب القِدُّ. و رَجلٌ مُكَلَّبٌ: مَشدودٌ بالقِدِّ، و أَسِیرٌ مُكَلَّبٌ؛ قال طُفَیْل الغَنَوِیُّ: فباءَ بِقَتْلانا من القوم مِثْلُهم، و ما لا یُعَدُّ من أَسِیرٍ مُكَلَّبِ «2» و قیل: هو مقلوب عن مُكَبَّلٍ. و یقال: كَلِبَ علیه القِدُّ إِذا أُسِرَ به، فَیَبِسَ و عَضَّه. و أَسیرٌ مُكَلَّبٌ و مُكَبَّلٌ أَی مُقَیَّدٌ. و أَسیرٌ مُكَلَّبٌ: مَأْسُورٌ بالقِدِّ. و‌فی حدیث ذی الثُّدَیَّةِ: یَبْدو فی رأْسِ یَدَیهِ شُعَیراتٌ، كأَنها كُلْبَةُ كَلْبٍ، یعنی مَخالِبَه. قال ابن الأَثیر: هكذا قال الهروی، و قال الزمخشری: كأَنها كُلْبةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبةُ سِنَّوْرٍ، و هی الشَّعَرُ النابتُ فی جانِبَیْ خَطْمِه.
(2). قوله [فباء بقتلانا إلخ] كذا أنشده فی التهذیب. و الذی فی الصحاح أباء بقتلانا من القوم ضعفهم، و كل صحیح المعنی، فلعلهما روایتان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 727
و یقال للشَّعَر الذی یَخْرُزُ به الإِسْكافُ: كُلْبةٌ. قال: و من فَسَّرها بالمَخالب، نظراً إِلی مَجی‌ءِ الكَلالِیبِ فی مَخالِبِ البازِی، فقد أَبْعَد. و لِسانُ الكَلْبِ: اسمُ سَیْفٍ كان لأَوْسِ بن حارثةَ ابنَ لأْمٍ الطائی؛ و فیه یقول: فإِنَّ لِسانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتی، إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ و أَفناء بُحْتُرِ و رأْسُ الكَلْبِ: اسمُ جبل معروف. و فی الصحاح: و رأْسُ كَلْبٍ: جَبَلٌ. و الكَلْبُ: طَرَفُ الأَكَمةِ. و الكُلْبةُ: حانوتُ الخَمَّارِ، عن أَبی حنیفة. و كَلْبٌ و بنُو كَلْبٍ و بنُو أَكْلُبٍ و بنو كَلْبةَ: كلُّها قبائلُ. و كَلْبٌ: حَیٌّ من قُضاعة. و كِلابٌ: فی قریش، و هو كِلابُ بنُ مُرَّةَ. و كِلابٌ: فی هَوازِنَ، و هو كِلابُ بن ربیعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. و قولُهم: أَعزُّ من كُلَیْبِ وائلٍ، هو كُلَیْبُ بن ربیعة من بنی تَغلِبَ بنِ وائل. و أَما كُلَیْبٌ، رَهْطُ جریرٍ الشاعر، فهو كُلَیْبُ بن یَرْبُوع بن حَنْظَلة. و الكَلْبُ: جَبَل بالیمامة؛ قال الأَعشی: إِذْ یَرْفَعُ الآل رأْس الكَلْبِ فارْتَفَعا هكذا ذكره ابن سیدة. و الكَلْبُ: جبل بالیمامة، و استشهد علیه بهذا البیت: رأْس الكَلْب. و الكَلْباتُ: هَضَباتٌ معروفة هنالك. و الكُلابُ، بضم الكاف و تخفیف اللام: اسم ماء، كانت عنده وقعة العَرَب؛ قال السَّفَّاح بن خالد التَّغْلَبیُّ: إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، و ساجِراً، و اللّه، لَنْ تَحُلُّوهْ و ساجرٌ: اسم ماء یجتمع من السیل. و قالوا: الكُلابُ الأَوَّلُ، و الكُلابُ الثانی، و هما یومان مشهوران للعرب؛ و منه‌حدیث عَرْفَجَة: أَنَّ أَنْفَه أُصیبَ یومَ الكُلابِ، فاتَّخَذ أَنْفاً من فِضَّةٍ؛ قال أَبو عبید: كُلابٌ الأَوَّلُ، و كُلابٌ الثانی یومان، كانا بین مُلوكِ كنْدة و بنی تَمِیم. قال: و الكُلابُ موضع، أَو ماء، معروف، و بین الدَّهْناء و الیمامة موضع یقال له الكُلابُ أَیضاً. و الكَلْبُ: فرسُ عامر بن الطُّفَیْل. و الكَلَبُ: القِیادةُ، و الكَلْتَبانُ: القَوَّادُ؛ منه، حكاهما ابن الأَعرابی، یرفعهما إِلی الأَصمعی، و لم یذكر سیبویه فی الأَمثلة فَعْتَلاناً. قال ابن سیدة: و أَمْثَلُ ما یُصَرَّفُ إِلیه ذلك، أَن یكون الكَلَبُ ثلاثیاً، و الكَلْتَبانُ رباعیّاً، كَزَرِمَ و ازْرَأَمَّ، و ضَفَدَ و اضْفَادَّ. و كلْبٌ و كُلَیْبٌ و كِلابٌ: قبائل معروفة.

كلتب؛ ج1، ص: 727

: الكَلْتَبانُ: مأْخوذ من الكَلَب؛ و هی القیادةُ. ابن الأَعرابی: الكَلْتَبةُ القِیادة، و اللّه أَعلم.

كلحب؛ ج1، ص: 727

: كَلْحَبه بالسیف: ضربه. و كَلْحَبةُ و الكَلْحَبةُ: من أَسماءِ الرجال. و الكَلْحَبةُ الیَرْبُوعیُّ: اسم هُبَیرة بن عبد مَنافٍ. قال الأَزهری: و لا یُدْرَی ما هو. و قد رُوِیَ عن ابن الأَعرابی: الكَلْحَبةُ صوتُ النار و لهِیبُها، یقال: سمعت حَدَمةَ النار و كَلْحَبَتَها.

كنب؛ ج1، ص: 727

: كَنَبَ یَكْنُبُ كُنُوباً: غَلُظَ؛ و أَنشد لدُرَیْدِ بن الصِّمَّة: و أَنتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ، من الأَقِطِ الحَوْلِیِّ شَبْعانُ كانِبُ أَی شَعَرُ لِحْیته مُتَقَبِّضٌ لم یُسَرَّحْ، و كُلُّ شی‌ءٍ مُتَقَبِّضٍ، فهو مُتَعَكِّسٌ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 728
و أَكْنَبَ: كَكَنَبَ. و قال أَبو زید: كانِب كانِزٌ، یقال: كَنَب فی جِرابه شیئاً إِذا كَنزَه فیه. و الكَنَبُ: غِلَظٌ یَعْلُو الرِّجْلَ و الخُفَّ و الحافِرَ و الیَدَ؛ و خَصَّ بعضُهم به الیَدَ إِذا غَلُظَتْ من العَمَل؛ كَنِبَتْ یَدُه و أَكْنَبَتْ، فهی مُكْنِبة. و فی الصحاح: أَكْنَبَتْ، و لا یقال: كَنِبَتْ؛ و أَنشد أَحمد بن یحیی: قد أَكْنَبَتْ یَداكَ بَعْدَ لِینِ، و بعْدَ دُهْنِ البانِ و المَضْنُونِ، و هَمَّتا بالصَّبرِ و المُرُونِ و المَضْنُونُ: جنسٌ من الطِّیبِ؛ قال العجاج: قد أَكْنَبَتْ نُسورُه و أَكْنَبا أَی غَلُظَتْ و عَسَتْ. و‌فی حدیث سَعدٍ: رآه رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و قد أَكْنَبَتْ یداه، فقال له: أَكنَبَتْ یَداك؛ فقال: أُعالِجُ بالمَرِّ و المِسْحاةِ؛ فأَخذ بیده و قال: هذه لا تَمَسُّها النارُ أَبداً.أَكْنَبتِ الیدُ إِذا ثَخُنَتْ و غَلُظَ جِلْدُها، و تَعَجَّرَ من مُعاناة الأَشیاءِ الشاقَّةِ. و الكَنَبُ فی الید: مثلُ المَجَلِ، إِذا صَلُبَت من العَمل. و المِكْنَبُ: الغلیظُ من الحوافر. و خُفٌّ مُكْنَبٌ، بفتح النون: كمُكْنِبٍ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بكُلِّ مَرثُومِ النَّواحِی مُكْنَبِ و أَكْنَبَ علیه بَطْنُه: اشْتدَّ. و أَكْنَبَ علیه لسانُه: احْتَبَس. و كَنَبَ الشی‌ءَ یَكْنِبه كَنْباً: كَنَزَه. و الكانِبُ: المُمْتَلِئُ شِبَعاً. و الكِنابُ، بالكسر، و العاسِی: الشِّمراخُ. و الكَنیبُ: الیبیسُ من الشجر. قال أَبو حنیفة: الكَنِبُ، بغیر یاء، شبیه بقَتادِنا هذا، الذی یَنْبُت عندنا، و قد یُحْصَف عندنا بلِحائِه، و یُفْتلُ منه شُرُطٌ باقیةٌ علی النَّدی. و قال مرَّة: سأَلتُ بعضَ الأَعراب عن الكَنِبِ، فأَرانی شِرْسَةً مُتَفرِّقَةً من نَبات الشَّوْك، بیضاءَ العیدانِ، كثیرةَ الشَّوْك، لها فی أَطرافها بَراعِیمُ، قد بَدَتْ من كل بُرْعُومة شَوْكاتٌ ثلاثٌ. و الكَنِبُ: نَبْتٌ؛ قال الطرماح: مُعالِیاتٌ، علی الأَریافِ، مَسْكَنُها أَطْرافُ نَجْدٍ، بأَرضِ الطَّلْحِ و الكَنِبِ اللیث: الكَنِبُ شجر؛ قال: فی خَضَدٍ من الكَراثِ و الكَنِبْ و كُنَیْبٌ، مصغراً: موضع؛ قال النابغة: زیدُ بنُ بَدْرٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ، و علی كُنَیْبٍ مالكُ بنُ حِمارِ

كنثب؛ ج1، ص: 728

: ابن الأَعرابی: الكِنْثابُ الرمل المُنْهال.

كنخب؛ ج1، ص:

: الكَنْخَبة: اختلاطُ الكلام من الخطإِ، حكاه یونس.

كهب؛ ج1، ص: 728

: الكُهْبَةُ: غُبرة مُشْرَبةٌ سواداً فی أَلوان الإِبل، زاد الأَزهری: خاصة. بعیر أَكْهَبُ: بَیِّن الكَهَب، و ناقة كَهْباء. الجوهری: الكُهْبة لونٌ مثل القُهبة. قال أَبو عمرو: الكُهبة لون لیس بخالصٍ فی الحُمرة، و هو فی الحُمْرة خاصَّةً. و قال یعقوب: الكُهْبة لونٌ إِلی الغُبرة ما هو، فلم یَخُصَّ شیئاً دون شی‌ء. قال الأَزهری: لم أَسمع الكُهْبة فی أَلوان الإِبل، لغیر اللیث؛ قال: و لعله یُسْتَعْمَلُ فی أَلوان الثیابِ. الأَزهری: قال ابن الأَعرابی: و قیل الكَهَبُ لونُ الجاموسِ، و الكُهْبةُ: الدُّهْمة؛ و الفعل من كل ذلك
لسان العرب، ج‌1، ص: 729
كَهِبَ و كَهُبَ كَهَباً و كُهْبةً، فهو أَكْهَبُ، و قد قیل: كاهِبٌ؛ و روی بیت ذی الرُّمَّة: جَنُوحٌ علی باقٍ سَحِیقٍ، كأَنَّهُ إِهابُ ابنِ آوی كاهِبُ اللَّوْنِ أَطْحَلُهْ و یروی: أَكْهَبُ.

كهدب؛ ج1، ص: 729

: كَهْدَبٌ: ثَقِیلٌ وَخْمٌ.

كهكب؛ ج1، ص: 729

: التهذیب فی ترجمة كَهْكَمَ: ابن الأَعرابی: الكَهْكَمُ و الكَهْكَبُ الباذِنجانُ.

كوب؛ ج1، ص: 729

: الكُوبُ: الكُوزُ الذی لا عُرْوَةَ له؛ قال عدیّ بن زید: مُتَّكِئاً تَصْفِقُ أَبوابُه، یَسْعَی علیه العَبْدُ بالكُوبِ و الجمع أَكْوابٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَكْوٰابٌ مَوْضُوعَةٌ. و فیه: یُطٰافُ عَلَیْهِمْ بِصِحٰافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوٰابٍ. قال الفراء: الكُوبُ الكوزُ المستدیرُ الرأْسِ الذی لا أُذُن له؛ و قال یصف مَنْجَنوناً: یَصُبُّ أَكْواباً علی أَكوابِ، تَدَفَّقَتْ من مائها الجَوابی ابن الأَعرابی: كابَ یَكُوب إِذا شَرِبَ بالكُوبِ «1». و الكَوَبُ: دِقَّة العُنق و عِظَمُ الرأْس. و الكُوبة: الشِّطْرَنْجَةُ. و الكُوبَةُ: الطَّبْل و النَّرْدُ، و فی الصحاح: الطَّبْلُ الصَّغیر المُخَصَّرُ. قال أَبو عبید: أَما الكُوبة، فإِن محمد بن كثیر أَخبرنی أَن الكُوبةَ النَّرْدُ فی كلام أَهل الیمن؛ و قال غیره، الكُوبَةُ: الطَّبْلُ. و‌فی الحدیث: إِنَّ اللّه حَرَّم الخَمْرَ و الكُوبةَ؛ قال ابن الأَثیر: هی النَّرْدُ؛ و قیل: الطَّبْل؛ و قیل: البَرْبَطُ، و منه‌حدیث علیّ: أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبةِ، و الكِنَّارَة، و الشِّیاع.

فصل اللام؛ ج1، ص: 729

لبب؛ ج1، ص: 729

: لُبُّ كلِّ شی‌ءٍ، و لُبابُه: خالِصُه و خِیارُه، و قد غَلَبَ اللُّبُّ علی ما یؤكل داخلُه، و یُرْمی خارجُه من الثَّمر. و لُبُّ الجَوْز و اللَّوز، و نحوهما: ما فی جَوْفه، و الجمعُ اللُّبُوبُ؛ تقول منه: أَلَبَّ الزَّرْعُ، مثل أَحَبَّ، إِذا دَخَلَ فیه الأُكلُ. و لَبَّبَ الحَبُّ تَلْبِیباً: صار له لُبٌّ. و لُبُّ النَّخلةِ: قَلْبُها. و خالِصُ كلِّ شی‌ءٍ: لُبُّه. اللیث: لُبُّ كلِّ شی‌ءٍ من الثمار داخلُه الذی یُطْرَحُ خارجُه، نحو لُبِّ الجَوْز و اللَّوز. قال: و لُبُّ الرَّجُل: ما جُعِل فی قَلْبه من العَقْل. و شی‌ءٌ لُبابٌ: خالِصٌ. ابن جنی: هو لُبابُ قَومِه، و هم لُبابُ قومهم، و هی لُبابُ قَوْمها؛ قال جریر: تُدَرِّی فوقَ مَتْنَیْها قُروناً علی بَشَرٍ، و آنِسَةٌ لُبابُ و الحَسَبُ: اللُّبابُ الخالصُ، و منه سمیت المرأَة لُبابَة. و‌فی الحدیث: إِنَّا حَیٌّ من مَذْحجٍ، عُبابُ سَلَفِها و لُبابُ شرَفِها.اللُّبابُ: الخالِصُ من كل شی‌ءٍ، كاللُّبِّ. و اللُّبابُ: طَحِینٌ مُرَقَّقٌ. و لَبَّبَ الحَبُّ: جَرَی فیه الدَّقیقُ. و لُبابُ القَمْح، و لُبابُ الفُسْتُقِ، و لُبابُ الإِبلِ: خِیارُها. و لُبابُ: الحَسَبِ: مَحْضُه. و اللُّبابُ: الخالِصُ من كلِّ شی‌ءٍ؛ قال ذو الرمة یصف فحلًا مِئناثاً: سِبَحْلًا أَبا شِرْخَینِ أَحْیا بَناتِه مَقالِیتُها، فهی اللُّبابُ الحَبائسُ
(1). قوله [كاب یكوب إذا إلخ] و كذلك اكتاب یكتاب كما یقال: كاز و اكتاز إذا شرب بالكوز انتهی. تكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 730
و قال أَبو الحسن فی الفالوذَج: لُبابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل. و لُبُّ كلِّ شی‌ءٍ: نفسُه و حَقِیقَتُه. و ربما سمی سمُّ الحیةِ: لُبّاً. و اللُّبُّ: العَقْلُ، و الجمع أَلبابٌ و أَلْبُبٌ؛ قال الكُمَیْتُ: إِلیكُمْ، بنی آلِ النبیِّ، تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ من قَلْبی، ظِماءٌ، و أَلْبُبُ و قد جُمعَ علی أَلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ علی أَبْؤُس، و نُعْم علی أَنْعُم؛ قال أَبو طالب: قلْبی إِلیه مُشْرِفُ الأَلُبِّ و اللَّبابةُ: مصدرُ اللَّبِیب. و قد لَبُبْتُ أَلَبُّ، و لَبِبْتَ تَلَبُّ، بالكسر، لُبّاً و لَبّاً و لَبابةً: صِرْتَ ذا لُبٍّ. و فی التهذیب: حكی لَبُبْتُ، بالضم، و هو نادر، لا نظیر له فی المضاعف. و قیل لِصَفِیَّة بنت عبد المطَّلب، و ضَرَبَت الزُّبَیر: لم تَضْرِبینَهُ؟ فقالتْ: لِیَلَبَّ، و یقودَ الجَیشَ ذا الجَلَب أَی یصیر ذا لُبٍّ. و رواه بعضهم: أَضْرِبُه لكیْ یَلَبَّ، و یَقودَ الجَیشَ ذا اللَّجَب. قال ابن الأَثیر: هذه لغةُ أَهلِ الحِجاز؛ و أَهْلُ نَجْدٍ یقولون: لَبَّ یَلِبُّ بوزن فَرَّ یَفِرُّ. و رجل ملبوبٌ: موصوف باللَّبابة. و لَبیبٌ: عاقِلٌ ذو لُبٍّ، مِن قوم أَلِبَّاء؛ قال سیبویه: لا یُكَسَّرُ علی غیر ذلك، و الأُنثی لبیبةٌ. الجوهری: رجلٌ لَبیبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قال المُضَرِّبُ بن كَعْب: فقلتُ لها: فِیئی إِلَیكِ، فإِنَّنی حَرامٌ، و إِنی بعد ذاكَ لَبِیبُ التهذیب: و قال حسان: و جارِیَةٍ مَلْبُوبةٍ و مُنَجَّسٍ و طارِقةٍ، فی طَرْقِها، لم تُشَدِّدِ و اسْتَلَبَّهُ: امْتَحَنَ لُبَّهُ. و یقال: بناتُ أَلْبُبٍ عُروق فی القَلْبِ، یكون منها الرِّقَّةُ. و قیل لأَعْرابیةٍ تُعاتِبُ ابْنَها: ما لَكِ لا تَدْعِینَ علیه؟ قالت: تَأْبی له ذلك بناتُ أَلْبُبی. الأَصمعی قال: كان أَعرابیٌّ عنده امرأَة فَبَرِمَ بها، فأَلقاها فی بِئرٍ غَرَضاً بها، فمَرَّ بها نَفَرٌ فسَمِعوا هَمْهَمَتَها من البئر، فاسْتَخْرجوها، و قالوا: من فَعَلَ هذا بك؟ فقالت: زوجی، فقالوا ادعِی اللّهَ علیه، فقالَتْ: لا تُطاوعُنی بناتُ أَلبُبی. قالوا: و بَناتُ أَلبُبٍ عُروقٌ متصلة بالقلب. ابن سیدة: قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَلبُبِه؛ یَعْنونَ لُبَّه، و هو أَحدُ ما شَذَّ من المُضاعَف، فجاءَ علی الأَصل؛ هذا مذهب سیبویه، قال یَعْنُونَ لُبَّه؛ و قال المبرد فی قول الشاعر: قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَلبَبِهْ یریدُ بَناتِ أَعْقَلِ هذا الحَیِّ، فإِن جمعت أَلبُباً، قلتَ: أَلابِبُ، و التصغیر أُلَیبِبٌ، و هو أَولی من قول من أَعَلَّها. و اللَّبُّ: اللَّطِیفُ القَریبُ من الناس، و الأُنْثی: لَبَّةٌ، و جمعها لِبابٌ. و اللَّبُّ: الحادِی اللَّازم لسَوقِ الإِبل، لا یَفْتُر عنها و لا یُفارِقُها. و رجلٌ لَبٌّ: لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لا یفارقها. و یقال: رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ أَی لازِمٌ للأَمرِ؛ و أَنشد أَبو عمرو: لَبّاً، بأَعْجازِ المَطِیِّ، لاحقا و لَبَّ بالمكان لَبّاً، و أَلَبَّ: أَقام به و لزمَه. و أَلَبَّ علی الأَمرِ: لَزِمَه فلم یفارقْه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 731
و قولُهم: لَبَّیكَ و لَبَّیهِ، مِنه، أَی لُزوماً لطاعَتِكَ؛ و فی الصحاح: أَی أَنا مُقیمٌ علی طاعَتك؛ قال: إِنَّكَ لو دَعَوتَنی، و دونی زَوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَیُونِ، لَقُلْتُ: لَبَّیْهِ، لمَنْ یَدعُونی أَصله لَبَّبْت فعَّلْت، من أَلَبَّ بالمكان، فأُبدلت الباء یاءً لأَجلِ التضعیف. قال الخلیل، هو من قولهم: دار فلان تُلِبُّ داری أَی تُحاذیها أَی أَنا مُواجِهُكَ بما تُحِبُّ إِجابةً لك، و الیاء للتثنیة، و فیها دلیل علی النصب للمَصدر. و قال سیبویه: انْتَصَب لَبَّیْكَ، علی الفِعْل، كما انْتَصَبَ سبحانَ اللّه. و فی الصحاح: نُصِبَ علی المصدر، كقولك: حَمْداً للّه و شكراً، و كان حقه أَن یقال: لَبّاً لكَ، و ثُنِّی علی معنی التوكید أَی إِلْباباً بك بعد إِلبابٍ، و إِقامةً بعد إِقامةٍ. قال الأَزهری: سمعت أَبا الفضل المُنْذِرِیَّ یقول: عُرضَ علی أَبی العباس ما سمعتُ من ابی طالب النحویّ فی قولهم لَبَّیْكَ و سَعْدَیْكَ، قال: قال الفراء: معنی لَبَّیْكَ، إِجابةً لك بعد إِجابة؛ قال: و نصبه علی المصدر. قال: و قال الأَحْمَرُ: هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان، و أَلَبَّ به إِذا أَقام؛ و أَنشد: لَبَّ بأَرضٍ ما تَخَطَّاها الغَنَمْ قال و منه قول طُفَیْل: رَدَدْنَ حُصَیْناً من عَدِیٍّ و رَهْطِهِ، و تَیْمٌ تُلَبِّی فی العُروجِ، و تَحْلُبُ أَی تُلازمُها و تُقیمُ فیها؛ و قال أَبو الهیثم قوله: و تیم تلبی فی العروج، و تحلب أَی تَحْلُبُ اللِّبَأَ و تَشْرَبهُ؛ جعله من اللِّبإِ، فترك همزه، و لم یجعله من لَبَّ بالمكان و أَلَبَّ. قال أَبو منصور: و الذی قاله أَبو الهیثم أَصوبُ. لقوله بعده و تَحْلُبُ. قال و قال الأَحمر: كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ بك، لَبَّبَ بك، فاستثقلوا ثلاث باءَات، فقلبوا إِحداهن یاءً، كما قالوا: تَظَنَّیْتُ، من الظَّنِّ. و حكی أَبو عبید عن الخلیل أَنه قال: أَصله من أَلبَبْتُ بالمكان، فإِذا دعا الرجلُ صاحبَه، أَجابه: لَبَّیْكَ أَی أَنا مقیم عندك، ثم وكد ذلك بلَبَّیكَ أَی إِقامةً بعد إِقامة. و حكی عن الخلیل أَنه قال: هو مأْخوذ من قولهم: أُمٌّ لَبَّةٌ أَی مُحِبَّة عاطفة؛ قال: فإِن كان كذلك، فمعناه إِقْبالًا إِلیك و مَحَبَّةً لك؛ و أَنشد: و كُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ، طَعَنَ ابْنُها إِلیها، فما دَرَّتْ علیه بساعِدِ قال، و یقال: هو مأْخوذ من قولهم: داری تَلُبُّ دارَك، و یكون معناه: اتِّجاهی إِلیك و إِقبالی علی أَمرك. و قال ابن الأَعرابی: اللَّبُّ الطاعةُ، و أَصله من الإِقامة. و قولهم: لَبَّیْكَ، اللَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثنیت، قلت فی الرفع: لَبَّانِ، و فی النصب و الخفض: لَبَّینِ؛ و كان فی الأَصل لَبَّیْنِكَ أَی أَطَعْتُكَ مرتین، ثم حُذِفَت النون للإِضافة أَی أَطَعْتُكَ طاعةً، مقیماً عندك إِقامةً بعد إِقامة. ابن سیدة: قال سیبویه: و زعم یونس أَن لَبَّیْكَ اسم مفرد، بمنزلة عَلَیكَ، و لكنه جاءَ علی هذا اللفظ فی حَدِّ الإِضافة، و زعم الخلیل أَنها تثنیة، كأَنه قال: كلما أَجَبْتُكَ فی شی‌ءٍ، فأَنا فی الآخر لك مُجِیبٌ. قال سیبویه: و یَدُلُّك علی صحة قول الخلیل قولُ بعض العرب: لَبِّ، یُجْریه مُجْرَی أَمْسِ و غاقِ؛ قال: و یَدُلُّك علی أَن لبَّیكَ لیست بمنزلة علیك، أَنك إِذا أَظهرت الاسم، قلت:
لسان العرب، ج‌1، ص: 732
لَبَّیْ زَیْدٍ؛ و أَنشد: دَعَوْتُ لِمَانا بَنی مِسْوَراً، فَلَبَّی، فَلَبَّیْ یَدَیْ مِسْوَرِ فلو كان بمنزلة علی لقلتَ: فَلَبَّی یَدَیْ، لأَنك لا تقول: عَلیْ زَیدٍ إِذا أَظهرتَ الاسم. قال ابن جنی: الأَلف فی لَبَّی عند بعضهم هی یاء التثنیة فی لَبَّیْكَ، لأَنهم اشتقوا من الاسم المبنی الذی هو الصوت مع حرف التثنیة فعلًا، فجمعوه من حروفه، كما قالوا مِن لا إِله إِلا اللّه: هَلَّلْتُ، و نحو ذلك، فاشتقوا لبَّیتُ من لفظ لبَّیكَ، فجاؤُوا فی لفظ لبَّیْت بالیاءِ التی للتثنیة فی لبَّیْكَ، و هذا قول سیبویه. قال: و أَما یونس فزعم أَن لبَّیْكَ اسم مفرد، و أَصله عنده لَبَّبٌ، وزنه فَعْلَل، قال: و لا یجوز أَن تَحْمِلَه علی فَعَّلَ، لقلة فَعَّلَ فی الكلام، و كثرة فَعْلَلَ، فقُلِبَت الباء، التی هی اللام الثانیة من لَبَّبٍ، یاءً، هَرباً من التضعیف، فصار لَبَّیٌ، ثم أَبدل الیاء أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها، فصار لَبَّی، ثم إِنه لما وُصِلَتْ بالكاف فی لبَّیْك، و بالهاءِ فی لَبَّیْه، قُلِبَت الأَلفُ یاء كما قُلِبَتْ فی إِلی و عَلی و لدَی إِذا وصلتها بالضمیر، فقلت إِلیك و علیك و لدیك؛ و احتج سیبویه علی یونس فقال: لو كانت یاءُ لَبَّیْكَ، بمنزلة یاء علیك و لدیك، لوجب، مَتی أَضَفْتَها إِلی المُظْهَر، أَن تُقِرَّها أَلِفاً، كما أَنك إِذا أَضَفْتَ علیك و أُختیها إِلی المُظْهَرِ، أَقْرَرْتَ أَلفَها بحالها، و لكُنْتَ تقول علی هذا: لَبَّی زیدٍ، و لَبَّی جَعْفَرٍ، كما تقول: إِلی زیدٍ، و علی عمرو، و لدَی خالدٍ؛ و أَنشد قوله: فلَبَّیْ یَدَیْ مِسْوَرِ؛ قال: فقوله لَبَّیْ، بالیاءِ مع إِضافته إِلی المُظْهَر، یدل علی أَنه اسم مثنی، بمنزلة غلامَیْ زیدٍ، و لَبَّاهُ قالَ: لَبَّیْكَ، و لَبَّی بالحَجِّ كذلك؛ و قولُ المُضَرِّبِ بن كعبٍ: و إِنی بعد ذاكَ لَبیبُ إِنما أَراد مُلَبٍّ بالحَج. و قوله بعد ذاك أَی مع ذاك. و حكی ثعلب: لَبَّأْتُ بالحج. قال: و كان ینبغی أَن یقول: لَبَّیْتُ بالحج. و لكن العرب قد قالته بالهمز، و هو علی غیر القیاس. و‌فی حدیث الإِهْلالِ بالحج: لَبَّیْكَ اللهمَّ لبَّیْكَ، هو من التَّلْبیة، و هی إِجابةُ المُنادِی أَی إِجابَتی لك یا ربِّ، و هو مأْخوذٌ مما تقدم. و قیل: معناه إِخلاصِی لك؛ مِن قولهم: حَسَبٌ لُبابٌ إِذا كان خالصاً مَحْضاً، و منه لُبُّ الطَّعام و لُبابُه. و‌فی حدیث عَلْقمة أَنه قال للأَسْوَدِ: یا أَبا عَمْرو. قال: لبَّیْكَ قال: لبَّی یَدَیكَ.قال الخَطّابی: معناه سَلِمَتْ یداك و صَحَّتا، و إِنما ترك الإِعراب فی قوله یدیك، و كان حقه أَن یقول: یداك، لِیَزْدَوِجَ یَدَیْكَ بلَبَّیْكَ. و قال الزمخشری: معنی لَبَّی یَدَیْك أَی أُطیعُكَ، و أَتَصَرَّفُ بإِرادتك، و أَكونُ كالشی‌ءِ الذی تُصَرِّفُه بیدیك كیف شئت. و لَبابِ لَبَابِ یُریدُ به: لا بأْس، بلغة حمیر. قال ابن سیدة: و هو عندی مما تقدم، كأَنه إِذا نَفَی البأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته. و اللَّبَبُ: معروف، و هو ما یُشدُّ علی صَدْر الدابة أَو الناقة؛ قال ابن سیدة و غیرُه: یكونُ للرَّحْل و السَّرْج یمنعهما من الاستئخار، و الجمعُ أَلبابٌ؛ قال سیبویه: لم یجاوزوا به هذا البناءَ. و أَلْبَبْتُ السَّرْجَ: عَمِلْتُ له لَبَباً. و أَلْبَبْتُ الفرسَ، فهو مُلْبَبٌ، جاءَ علی الأَصل، و هو نادر، جَعَلْتُ له لَبَباً. قال: و هذا الحرف هكذا رواه ابن السكیت، بإِظهار التضعیف. و قال ابن كَیْسان: هو غلط، و قیاسُه مُلَبٌّ، كما یقال مُحَبٌّ، مِن
لسان العرب، ج‌1، ص: 733
أَحْبَبْتُه، و منه قولهم: فلان فی لَبَبٍ رخِیٍّ إِذا كان فی حال واسعة؛ و لَبَبْتُهُ، مخفف، كذلك عن ابن الأَعرابی: و اللَّبَبُ: البالُ، یقال: إِنه لَرَخِیُّ اللَّبَبِ. التهذیب، یقال: فلانٌ فی بالٍ رَخِیٍّ و لَبَبٍ رَخِیٍّ أَی فی سَعَة و خِصْب و أَمْنٍ. و اللَّبَبُ من الرَّمْل: ما اسْتَرَقَّ و انحَدَرَ من مُعْظَمه، فصار بین الجَلَد و غَلْظِ الأَرضِ؛ و قیل: لَبَبُ الكَثِیبِ: مُقَدَّمُه؛ قال ذو الرمة: بَرَّاقةُ الجِیدِ و اللَّبَّاتِ واضحةٌ، كأَنها ظَبْیَةٌ أَفْضَی بها لَبَبُ قال الأَحمر: مُعْظَمُ الرمل العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ قیل: كَثِیبٌ؛ فإِذا نقَص قیل: عَوْكَلٌ؛ فإِذا نقص قیل: سِقْطٌ؛ فإِذا نقص قیل: عَدابٌ؛ فإِذا نقَص قیل: لَبَبٌ. التهذیب: و اللَّبَبُ من الرمل ما كان قریباً من حَبْل الرَّمْل. و اللَّبَّةُ: وَسَطُ الصَّدْر و المَنْحَر، و الجمع لَبَّاتٌ و لِبابٌ، عن ثعلب. و حكی اللحیانی: إِنها لَحَسنةُ اللَّبَّاتِ؛ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّةً، ثم جَمَعُوا علی هذا. و اللَّبَبُ كاللَّبَّةِ: و هو موضع القلادة من الصدر من كل شی‌ءٍ، و الجمع الأَلْبابُ؛ و أَما ما‌جاءَ فی الحدیث: إِن اللّه منع مِنِّی بَنی مُدْلِجٍ لصلَتِهِم الرَّحِم، و طَعْنِهم فی أَلْبابِ الإِبل، و رواه بعضهم: فی لَبَّاتِ الإِبل.قال أَبو عبید: من رواه فی أَلباب الإِبلِ، فله معنیان: أَحدهما أَن یكون أَراد جمعَ اللُّبِّ، و لُبُّ كلِّ شی‌ءٍ خالصُه، كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم و كرائمها، و المعنی الثانی أَنه أَراد جمعَ اللَّبَب، و هو موضع المَنْحَر من كل شی‌ءٍ. قال و نُرَی أَن لَبَبَ الفرس إِنما سمی به، و لهذا قیل: لَبَّبْتُ فلاناً إِذا جَمَعْتَ ثیابَه عند صَدْره و نحْره، ثم جَرَرْتَه؛ و إِن كان المحفوظُ اللَّبَّات، فهی جمعُ اللَّبَّةِ، و هی اللِّهْزِمةُ التی فوق الصدر، و فیها تُنْحَرُ الإِبل. قال ابن سیدة: و هو الصحیح عندی. و لَبَبْتُه لَبّاً: ضَرَبْتُ لَبَّتَه. و‌فی الحدیث: أَ ما تكونُ الذكاةُ إِلَّا فی الحَلْقِ و اللَّبَّة.و لَبَّه یَلُبُّه لَبّاً: ضَرَبَ لَبَّتَه. و لَبَّةُ القلادة: واسطتُها. و تَلَبَّبَ الرجلُ: تَحَزَّم و تَشَمَّر. و المُتَلَبِّبُ: المُتَحَزِّمُ بالسلاح و غیره. و كل مُجَمِّعٍ لثیابِه: مُتَلَبِّبٌ؛ قال عنترة: إِنی أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِیلَتی: هذا غُبارٌ ساطِعٌ، فَتَلَبَّبِ و اسم ما یُتَلَبَّبُ: اللَّبابَةُ؛ قال: و لَقَدْ شَهِدْتُ الخَیْلَ یَومَ طِرادِها، فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبابةِ المُتَمَطِّر و تَلَبُّب المرأَة بمِنْطَقَتِها: أَن تضع أَحد طرفیها علی مَنكِبها الأَیسر، و تُخْرِجَ وسطَها من تحت یدها الیمنی، فتُغَطِّیَ به صَدرَها، و تَرُدَّ الطَّرَفَ الآخر علی مَنكِبِها الأَیسر. و التَّلْبیبُ من الإِنسان: ما فی موضع اللَّبَبِ من ثیابه. و لَبَّبَ الرجلَ: جعل ثیابه فی عُنقِه و صدره فی الخصومة، ثم قَبَضَه و جَرَّه. و أَخَذَ بتَلْبیبِه كذلك، و هو اسم كالتَّمْتِینِ. التهذیب، یقال: أَخَذ فلانٌ بتَلْبِیبِ فلان إِذا جمَع علیه ثوبه الذی هو لابسه عند صدره، و قَبَض علیه یَجُرُّه. و‌فی الحدیث: فأَخَذْتُ بتَلْبیبِه و جَرَرْتُه؛
لسان العرب، ج‌1، ص: 734
یقال لَبَّبَه: أَخذَ بتَلْبیبِه و تَلابیبِه إِذا جمعتَ ثیابَه عند نَحْره و صَدْره، ثم جَرَرْته، و كذلك إِذا جعلتَ فی عُنقه حَبْلًا أَو ثوباً، و أَمْسَكْتَه به. و المُتَلَبَّبُ: موضعُ القِلادة. و اللَّبَّة: موضعُ الذَّبْح، و التاء زائدة. و تَلَبَّبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلٌّ منهما بلَبَّةِ صاحِبه. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، صَلَّی فی ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً به.المُتَلَبِّبُ: الذی تَحَزَّم بثوبه عند صدره. و كلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً، فقد تَلَبَّبَ به؛ قال أَبو ذؤیب: و تَمِیمَةٍ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، فی كَفِّه جَشْ‌ءٌ أَجَشُّ و أَقْطَعُ و من هذا قیل للذی لبس السلاحَ و تَشَمَّر للقتال: مُتَلَبِّبٌ؛ و منه قول المُتَنَخِّل: و اسْتَلأَموا و تَلَبَّبوا، إِنَّ التَّلَبُّبَ للمُغِیر و‌فی الحدیث: أَن رجلًا خاصم أَباه عنده، فأَمَرَ به فلُبَّ له.یقال: لَبَبْتُ الرجلَ و لَبَّبْتُه إِذا جعلتَ فی عُنقه ثوباً أَو غیره، و جَرَرْتَه به. و التَّلْبیبُ: مَجْمَعُ ما فی موضع اللَّبَب من ثیاب الرجل. و‌فی الحدیث: أَنه أَمر بإِخراج المنافقین من المسجد، فقام أَبو أَیُّوبَ إِلی رافع بن وَدِیعةَ، فلَبَّبَه بردائه، ثم نَتَره نَتْراً شدیداً.و اللَّبیبةُ: ثوبٌ كالبَقِیرة. و التَّلْبیبُ: التَّرَدُّد. قال ابن سیدة: هكذا حُكِیَ، و لا أَدرِی ما هو. اللیث: و الصَّریخ إِذا أَنذر القومَ و اسْتَصْرَخَ: لَبَّبَ، و ذلك أَن یَجْعل كِنانَته و قَوْسَه فی عُنقه، ثم یَقْبِضَ علی تَلْبیبِ نَفْسِه؛ و أَنشد: إِنا إِذا الدَّاعی اعْتَزَی و لَبَّبا و یقال: تَلْبیبُه تَرَدُّدُه. و دارُه تُلِبُّ داری أَی تَمتَدُّ معها. و أَلَبَّ لك الشی‌ءُ: عَرَضَ؛ قال رؤبة: و إِنْ قَراً أَو مَنْكِبٌ أَلَبَّا و اللَّبْلَبةُ: لَحْسُ الشاة ولدَها، و قیل: هو أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها، و یكون منها صوتٌ، كأَنها تَقول: لَبْ لَبْ. و اللَّبْلَبة: الرِّقَّة علی الولد، و منه: لَبْلَبَتِ الشاةُ علی ولدها إِذا لَحِسَتْه، و أَشْبَلَتْ علیه حین تضَعُه. و اللَّبْلَبة: فِعْلُ الشاةِ بولدها إِذا لَحِسَتْه بشفتها. التهذیب، أَبو عمرو: اللَّبْلَبَةُ التَّفَرُّق؛ و قال مُخَارِقُ بنُ شهاب فی صفة تَیْسِ غَنَمِه: و راحَتْ أُصَیْلاناً، كأَنَّ ضُروعَها دِلاءٌ، و فیها واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ أَراد باللَّبْلَب: شَفَقَتَه علی المِعْزی التی أُرْسِلَ فیها، فهو ذو لَبْلَبةٍ علیها أَی ذو شَفَقةٍ. و لَبالِبُ الغَنم: جَلَبَتُها و صَوتها. و اللَّبْلَبَة: عَطْفُك علی الإِنسان و مَعُونتُه. و اللَّبْلَبة: الشَّفَقة علی الإِنسان، و قد لَبْلَبْتُ علیه؛ قال الكمیت: و مِنَّا، إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ، علَیْكَ المُلَبْلِبُ و المُشْبِلُ و حُكیَ عن یونس أَنه قال: تقول العرب للرجل تَعْطِفُ علیه: لَبابِ، لَبابِ، بالكسر، مثل حَذامِ و قَطامِ. و اللَّبْلَبُ: النَّحْرُ. و لَبْلَبَ التَّیْسُ عند السِّفادِ: نَبَّ، و قد یقال ذلك للظبی. و‌فی حدیث ابن عمرو: أَنه أَتی الطائفَ، فإِذا هو یَری التُّیوسَ تَلِبُّ، أَو
لسان العرب، ج‌1، ص: 735
تَنِبُّ علی الغَنم؛ قال: هو حكایة صوتِ التُّیوس عند السِّفادِ؛ لَبَّ یَلِبُّ، كَفَرَّ یَفِرُّ. و اللَّبابُ من النَّبات: الشی‌ءُ القلیل غیر الواسع، حكاه أَبو حنیفة. و اللَّبْلابُ: حَشیشة. و اللَّبْلابُ: نَبْتٌ یَلْتَوی علی الشجر. و اللَّبْلابُ: بقلة معروفة یُتَداوَی بها. و لُبابةُ: اسم امرأَة. و لَبَّی و لُبَّی و لِبَّی: موضعٌ؛ قال: أَسیرُ و ما أَدْرِی، لَعَلَّ مَنِیَّتی بلَبَّی، إِلی أَعْراقِها، قد تَدَلَّتِ

لتب؛ ج1، ص: 735

: اللَّاتِبُ: الثابتُ، تقول منه: لَتَبَ یَلْتُبُ لَتْباً و لُتوباً، و أَنشد أَبو الجَرَّاح: فإِن یَكُ هذا من نَبیذٍ شَرِبْتُه، فإِنیَ، من شُرْبِ النَّبیذِ، لَتائِبُ صُداعٌ و تَوصِیمُ العِظامِ و فَتْرَةٌ و غَمٌّ مع الإِشْراقِ، فی الجوفِ، لاتِبُ الفراء فی قوله تعالی: مِنْ طِینٍ لٰازِبٍ، قال: اللَّازبُ و اللاتِبُ واحدٌ. قال: و قیس تقول طینٌ لاتِبٌ، و اللاتِبُ اللازِقُ مثلُ اللازبِ. و هذا الشی‌ءُ ضَرْبةُ لاتِبٍ، كضَرْبةِ لازِبِ. و یقال: لَتَبَ علیه ثِیابَه و رتَبَها إِذا شَدَّها علیه. و لَتَّبَ علی الفرس جُلَّه إِذا شَدَّه علیه، و قال مالك بن نُوَیْرة: «2» فله ضَریبُ الشَّوْلِ إِلا سُؤْرَهُ و الجُلُّ، فهو مُلَتَّبٌ لا یُخْلَعُ یعنی فرسه. و المِلْتَبُ: اللازِم لبیته فِراراً من الفِتَن. و أَلْتَبَ علیه الأَمرَ إِلْتباباً أَی أَوجَبه، فهو مُلْتَبٌ [مُلْتِبٌ. و لَتَبَ فی سَبَلة الناقةِ و مَنْحَرِها یَلْتُبُ لَتْباً: طَعَنَها و نَحَرها، مثل لَتَمْتُ. و لَتَبَ علیه ثوبه، و التَتَبَ: لَبِسه، كأَنه لا یُرید أَن یَخْلَعه. و قال اللیث: اللَّتْبُ اللُّبْسُ، و المَلاتِبُ: الجِبابُ الخُلْقانُ.

لجب؛ ج1، ص: 735

: اللَّجَبُ: الصَّوْتُ و الصِّیاحُ و الجَلَبة، تقول: لَجِبَ، بالكسر. و اللَّجَبُ: ارتفاعُ الأَصواتِ و اخْتِلاطُها؛ قال زهیر: عزیزٌ إِذا حَلَّ الحَلیفانِ حَولَهُ، بذِی لَجَبٍ لَجَّاتُه و صَواهِلُهْ و‌فی الحدیث: أَنه كَثُرَ عنده اللَّجَبُ، هو، بالتحریك، الصوتُ و الغَلَبة مع اخْتلاطٍ، و كأَنه مقلوب الجَلَبة. و اللَّجَبُ: صوتُ العَسْكر. و عَسْكَرٌ لَجِبٌ: عَرَمْرَمٌ و ذو لَجَبٍ و كثرةٍ. و رَعْدٌ لَجِبٌ، و سحابٌ لَجِبٌ، بالرَّعْد، و غَیْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْد، و كلُّه علی النَّسَب. و اللَّجَبُ: اضْطرابُ موج البحر. و بحر ذو لَجَبٍ إِذا سُمِع اضْطرابُ أَمواجه، و لَجَبُ الأَمْواج، كذلك. و شاةٌ لَجْبَة «3» و لُجْبة و لِجْبة و لَجَبَة و لَجِبةٌ و لِجَبَةٌ، الأَخیرتان عن ثعلب: مُوَلِّیَةُ اللَّبنِ، و خَصَّ بعضُهم به المِعْزَی. الأَصمعی: إِذا أَتی علی الشَّاءِ بعد نِتاجها أَربعةُ أَشهر فجَفَّ لبنُها و قَلَّ، فهی لِجابٌ؛ و یقال منه: لَجُبَت لُجُوبةً. و شِیاهٌ لَجَباتٌ، و یجوز لَجَّبَتْ. ابن السكیت: اللَّجَبةُ
(2). 1 قوله" و قال مالك إلخ" الذی فی التكملة و قال متمم بن نویرة فله إلخ. و قال شدد للمبالغة و یروی مربب. (3). قوله [و شاة لجبة] أی بتثلیث أوله، و كقصبة و فرحة و عنبة كما فی القاموس و غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 736
النعجة التی قَلَّ لبَنُها؛ قال: و لا یقال للعنز لَجْبَةٌ؛ و جمع لَجَبةٍ لَجَباتٌ، علی القیاس؛ و جمع لَجْبةٍ لَجَباتٌ، بالتحریك، و هو شاذّ، لأَن حقه التسكین، إِلَّا أَنه كان الأَصل عندهم أَنه اسم وصف به، كما قالوا: امرأَة كَلْبة، فجمع علی الأَصل، و قال بعضهم: لَجْبَة و لَجباتٌ نادر، لأَن القیاس المطرد فی جمع فَعْلة، إِذا كانت صفة، تسكین العین، و التكسیر لِجابٌ؛ قال مُهَلْهِلُ بن ربیعة: عَجِبَتْ أَبناؤُنا من فِعْلِنا، إِذْ نَبیعُ الخَیْلَ بالمِعْزی اللِّجابْ قال سیبویه: و قالوا شِیاهٌ لَجَباتٌ، فحرَّكوا الأَوسَطَ لأَنَّ من العرب من یقول: شاةٌ لَجَبة، فإِنما جاؤُوا بالجمع علی هذا؛ و قول عَمْرٍو ذی الكلب: فاجْتالَ منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ، حاشِكةَ الدِّرَّةِ، وَرْهاءَ الرَّخَمْ یجوز أَن تكون هذه الشاةُ لَجْبةً فی وقت، ثم تكون حاشِكةَ الدِّرَّة فی وقت آخر؛ و یجوز أَن تكون اللَّجْبةُ من الأَضْداد، فتكون هنا الغزیرةَ، و قد لَجُبَتْ لجوبةً، بالضم، و لَجَّبَتْ تَلْجِیباً. و‌فی حدیث الزكاة، فقلتُ: ففِیمَ حَقُّكَ؟ قال: فی الثَّنِیَّة و الجَذَعة.اللَّجْبة، بفتح اللام و سكون الجیم: التی أَتی علیها من الغنم بعد نِتاجِها أَربعةُ أَشهر فخَفَّ لبَنُها؛ و قیل: هی من العَنز خاصةً؛ و قیل: فی الضأْن خاصةً. و‌فی الحدیث: یَنْفَتِحُ للناس مَعدِنٌ، فیَبْدو لهم أَمثالُ اللَّجَبِ من الذهب.قال ابن الأَثیر: قال الحَربیُّ: أَظُنُّه وهَماً، إِنما أَراد اللَّجَنَ، لأَنَّ اللُّجَیْنَ الفِضة؛ قال: و هذا لیس بشی‌ءٍ، لأَنه لا یقال أَمثالُ الفضة من الذهب. قال و قال غیره: لعله أَمثالُ النُّجُب، جمع النَّجیب من الإِبل، فصحف الراوی. قال: و الأَولی أَن یكون غیرَ موهوم، و لا مُصَحَّفٍ، و یكون اللَّجَبُ جمع لَجَبةٍ، و هی الشاةُ الحامل التی قَلَّ لبنُها، أَو تكون، بكسر اللام و فتح الجیم، جمع لَجْبة كقَصْعةٍ و قِصَعٍ. و‌فی حدیث شُرَیْح: أَنَّ رجلًا قال له: ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أَجدْ لها لبناً؛ فقال له شُرَیْح: لعلها لَجَّبَتْ‌أَی صارت لَجْبة. و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: و الحَجَرِ فلَجَبه ثلاثَ لَجَباتٍ.قال ابن الأَثیر، قال أَبو موسی: كذا فی مُسْنَد أَحمد بن حنبل؛ قال: و لا أَعرف وجهه، إِلَّا أَن یكون بالحاءِ و التاءِ من اللَّحْتِ، و هو الضرب، و لَحَتَه بالعصا أَی ضَرَبه. و‌فی حدیث الدَّجَّال: فأَخذَ بلَجَبَتَیِ البابِ فقال: مَهْیَمْ؛ قال أَبو موسی: هكذا رُوِیَ، و الصواب بالفاءِ. و قال ابن الأَثیر فی ترجمة لجف: و یروی بالباءِ، و هو وَهَمٌ. و سَهْمٌ ملْجابٌ: رِیشَ و لم یُنْصَلْ بَعْدُ؛ قال: ماذا تقولُ لأَشیاخٍ أُولی جُرُمٍ سُودِ الوُجوهِ، كأَمثالِ المَلاجیبِ؟ قال ابن سیدة: و مِنْجابٌ أَكثر، قال: و أُری اللامَ بدلًا من النون.

لحب؛ ج1، ص: 736

: اللَّحْبُ: قَطْعُكَ اللَّحْمَ طُولًا. و المُلَحَّبُ: المُقَطَّعُ. و لَحَبَه و لَحَّبه: ضربه بالسیف، أَو جَرَحَه، عن ثعلب، قال أَبو خِراشٍ: تُطِیفُ علیه الطیْرُ، و هو مُلَحَّبٌ، خِلافَ البُیوتِ عند مُحْتَمِل الصِّرْمِ الأَصمعی: المُلَحَّبُ نحو من المُخَذَّمِ. و لَحَبَ مَتْنُ الفرس و عَجُزُه: امْلاسَّ فی حُدُورٍ، و مَتْنٌ
لسان العرب، ج‌1، ص: 737
مَلْحُوبٌ، قال الشاعر: فالعَیْنُ قادِحةٌ، و الرِّجْلُ ضارِحةٌ، و القُصْبُ مُضْطَمِرٌ، و المَتْنُ مَلْحوبُ و رَجُل مَلْحوبٌ: قلیل اللحم، كأَنه لُحِبَ، قال أَبو ذؤَیب: أَدْرَكَ أَرْبابَ النَّعَمْ، بكلِّ مَلْحوبٍ أَشَمْ و اللَّحِیبُ من الإِبل: القلیلة لَحْمِ الظَّهْرِ. و لَحَبَ الجَزَّارُ ما علی ظَهْر الجَزُور: أَخَذَه. و لَحَبَ اللَّحمَ عن العظم یَلْحَبُه لَحْباً: قَشَره، و قیل: كل شی‌ءٍ قُشِرَ فقد لُحِبَ. و اللَّحْبُ: الطریق الواضح، و اللاحِبُ مثله، و هو فاعل بمعنی مفعول أَی مَلْحوب، تقول منه: لَحَبَه یَلْحَبُه لَحْباً إِذا وَطِئَه و مَرَّ فیه، و یقال أَیضاً: لَحَبَ إِذا مَرَّ مَرّاً مُسْتقیماً. و لَحَبَ الطریقُ یَلْحُبُ لُحوباً: وَضَحَ كأَنه قَشَر الأَرضَ. و لَحَبَه یَلْحَبُه لَحْباً: بیَّنه، و منه‌قول أُم سَلَمة لعثمان، رضی اللَّه عنه: لا تُعَفِّ طَریقاً كان رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، لَحَبَها‌أَی أَوْضَحها و نَهَجَها. و طریق مُلَحَّبٌ: كلاحِب، أَنشد ثعلب: و قُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْیاطِ، باتَتْ علی مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ اللیث: طریقٌ لاحِبٌ، و لَحْبٌ، و مَلْحوب إِذا كان واضحاً، قال: و سمعت العرب تقول: التَحَبَ فلان مَحَجَّةَ الطریق، و لَحَبها و الْتَحَبَها إِذا رَكِبَها، و منه قول ذی الرمة: فانْصاعَ جانِبُه الوَحْشیُّ، و انْكَدَرَتْ یَلْحَبْنَ، لا یَأْتَلی المَطْلُوبُ و الطَّلَبُ أَی یَرْكَبْنَ اللاحِبَ، و به سمی الطریقُ المُوَطَّأُ لاحِباً، لأَنه كأَنه لُحِبَ أَی قُشِرَ عن وَجْههِ التُّراب، فهو ذو لَحْبٍ. و‌فی حدیث أَبی زِمْل الجُهَنیِّ: رأَیتُ الناسَ علی طَرِیق رَحْب لاحِبٍ.اللاحِبُ: الطریق الواسع المُنْقادُ الذی لا یَنْقَطِع. و لَحَّبَ الشی‌ءَ: أَثَّرَ فیه، قال مَعْقِلُ بن خُوَیْلِدٍ یصف سَیْلًا: لهم عِدْوَةٌ كالقِضافِ الأَتیِّ، مُدَّ به الكَدِرُ اللاحِبُ و لَحَّبَه: كَلَحَبَه. و لَحَبه بالسِّیاط: ضَرَبه، فأَثَّرَتْ فیه. و لَحَبَ به الأَرض أَی صَرَعه. و مَرَّ یَلْحَبُ لَحْباً أَی یُسْرِع. و لَحَبَ یَلْحَبُ لَحْباً: نَكَحَ. التهذیب: المِلْحَبُ اللِّسان الفَصِیح. و المِلْحَبُ: الحَدیدُ القاطع، و فی الصحاح: كل شی‌ءٍ یُقْشَرُ به و یُقْطَعُ، قال الأَعشی: و أَدْفَعُ عن أَعْراضِكُم، و أُعِیرُكُمْ لِساناً، كمِقْراضِ الخَفاجِیِّ، مِلْحَبا و قال أَبو دُواد: رَفَعْناها ذَمِیلًا فی مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ و رجل مِلْحَبٌ إِذا كان سَبَّاباً بَذی‌ءَ اللِّسان. و قد لَحِبَ الرجلُ، بالكسر، إِذا أَنْحَلَه الكِبَر، قال الشاعر: عَجُوزٌ تُرَجِّی أَن تكون فَتِیَّةً، و قد لَحِبَ الجَنْبانِ، و احْدَوْدَبَ الظهرُ و مَلْحُوبٌ: موضع، قال عَبیدٌ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 738
أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحوبُ، فالقُطَبِیَّاتُ فالذَّنُوبُ «4»

لخب؛ ج1، ص: 738

: لَخَبَ المرأَةَ یَلْخُبُها و یَلْخَبُها لَخْباً: نكحها؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و المعروف عن یعقوب و غیره: نَخَبها. و اللَّخَبُ: شجر المُقْلِ؛ قال: من أَفیح ثنة لخب عمیم «5» ابن الأَعرابی: المَلاخِبُ المَلاطِمُ. و المُلَخَّبُ: المُلَطَّم فی الخُصومات. و اللِّخابُ: اللِّطامُ.

لذب؛ ج1، ص: 738

: لَذَبَ بالمَكان لُذُوباً، و لاذَبَ: أَقامَ؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صِحَّتُه.

لزب؛ ج1، ص: 738

: اللَّزَبُ: الضِّیقُ. و عَیْشٌ لَزِبٌ: ضَیِّقٌ. و اللِّزْبُ: الطریقُ الضَّیِّقُ. و ماءٌ لَزِبٌ: قلیلٌ، و الجمع لِزابٌ. و اللُّزُوبُ: القحط. و اللَّزْبةُ: الشِّدَّةُ، و جمعها لِزَبٌ؛ حكاها ابن جنی. و سَنَةٌ لَزْبةٌ: شَدیدَةٌ، و یقال: أَصابَتْهم لَزْبةٌ، یعنی شِدَّةَ السنة، و هی القَحْط. و الأَزْمَةُ و الأَزْبَةُ و اللَّزْبَةُ: كلها بمعنی واحد، و الجمع اللَّزْباتُ، بالتسكین، لأَنه صفة. و‌فی حدیث أَبی الأَحْوَصِ: فی عامِ أَزْبةٍ أَو لَزْبة؛ اللَّزْبة: الشدَّةُ؛ و منه قولهم: هذا الأَمر ضربَةُ لازِبٍ أَی لازمٍ شدید. و لَزَب الشی‌ءُ یَلْزُب، بالضم، لَزْباً و لُزُوباً: دخَل بعضُه فی بعضٍ. و لَزَبَ الطینُ یَلْزُبُ لُزُوباً، و لَزُبَ: لَصِقَ و صَلُبَ، و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: و لاطَها بالبَلَّةِ حتی لَزَبَتْ‌أَی لَصِقَتْ و لَزِمَتْ. و طِینٌ لازِبٌ أَی لازِقٌ. قال اللّه تعالی: مِنْ طِینٍ لٰازِبٍ. قال الفراءُ: اللَّازِبُ و اللَّاتِبُ و اللَّاصِقُ واحدٌ. و العرب تقول: لیس هذا بضَرْبةِ لازِمٍ و لازِبٍ، یُبْدِلُونَ الباءَ میماً، لتَقارُبِ المَخارِج. قال أَبو بكر: معنی قولهم ما هذا بضَرْبَةِ لازِبٍ أَی ما هذا بلازِمٍ واجِبٍ أَی ما هذا بضرْبةِ سَیْفٍ لازِبٍ، و هو مَثَلٌ. و اللازِبُ: الثابتُ، و صار الشی‌ءُ ضَرْبةَ لازِبٍ أَی لازماً؛ هذه اللغة الجیِّدة، و قد قالوها بالمیم، و الأَوَّل أَفصح؛ قال النابغة: و لا تَحْسَبُونَ الخَیْرَ لا شَرَّ بَعْدَه، و لا تَحْسَبُونَ الشَّرَّ ضَرْبةَ لازِبِ و لازِمٌ، لُغَیَّةٌ؛ و قال كثیر فأَبدل: فما وَرَقُ الدُّنْیا بباقٍ لأَهْلِهِ، و لا شِدَّةُ البَلْوَی بضَرْبةِ لازِم و رجل عَزَبٌ لَزَبٌ، و قال ابن بُزُرْج مثلَه. و امرأَةٌ عَزَبةٌ لَزَبةٌ إِتْباعٌ. الجوهری: و المِلْزابُ البَخِیلُ الشدید؛ و أَنشد أَبو عمرو: لا یَفْرَحُون، إِذا ما نَضْخَةٌ وَقَعَتْ، و هُمْ كِرامٌ، إِذا اشْتَدَّ المَلازیبُ و لَزَبَتْه العَقْرَبُ لَزْباً: لَسَعَتْه كلَسَبَتْه؛ عن كراع.

لسب؛ ج1، ص: 738

: لَسَبَتْه الحَیَّة و العَقْربُ و الزُّنْبورُ، بالفتح، تَلْسِبُه و تَلْسَبُه لَسْباً: لَدَغَتْه، و أَكثر ما یُسْتَعْمَلُ فی العقرب.
(4). 1 قوله" أقفر من أهله إلخ" هكذا أنشده هنا و فی مادة قطب كالمحكم، و قال فیها: قال عبید فی الشعر الذی كسر بعضه. و كذا أنشده یاقوت فی موضعین من معجمه كذلك. (5). قوله [من أفیح ثنة إلخ] كذا بالأَصل و لم نجده فی الأَصول التی بأیدینا.
لسان العرب، ج‌1، ص: 739
و‌فی صفة حیات جهنم: أَنْشَأْنَ به لَسْباً.اللَّسْبُ و اللَّسْعُ و اللَّدْغُ: بمعنًی واحد؛ قال ابن سیدة: و قد یُستعمل فی غیر ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِتْنا عُذُوباً، و باتَ البَقُّ یَلْسِبُنا، نَشْوی القَراحَ كأَنْ لا حَیَّ بالوادی یعنی بالبَقِّ: البَعُوضَ، و قد ذكرنا تفسیر نَشْوی القَراحَ فی موضعه. و لَسِبَ بالشی‌ءِ: مثلُ لَصِبَ به أَی لَزِقَ. و لَسَبَه أَسواطاً أَی ضَرَبه؛ و لَسِبَ العسلَ و السمْنَ و نحوه، بالكسر، یَلْسَبُه لَسْباً: لَعِقَه. و اللُّسْبة، منه، كاللُّعْقة «1».

لصب؛ ج1، ص: 739

: لَصِبَ الجِلْدُ باللحم یَلْصَبُ لَصَباً، فهو لَصِبٌ: لَزِقَ به من الهُزال. و لَصِبَ جِلْدُ فُلانٍ: لَصِقَ باللحم من الهُزال. و لَصِبَ السیفُ فی الغِمْد لَصَباً: نَشِبَ فیه، فلم یَخْرُجْ. و هو سیف مِلْصابٌ إِذا كان كذلك. و لَصِبَ الخاتمُ فی الإِصْبع؛ و هو ضدُّ قَلِقَ. و رجل لَصِبٌ: عَسِرُ الأَخلاق، بَخِیل. و فلان لَحِزٌ لَصِبٌ: لا یكاد یُعْطی شیئاً. و اللِّصْبُ: مَضِیق الوادی، و جمعه لُصُوبٌ و لِصابٌ. و اللِّصْبُ: شَقٌّ فی الجبل، أَضْیَقُ من اللِّهْبِ، و أَوسَعُ من الشِّعْبِ، و الجمع كالجمع. و الْتَصَبَ الشی‌ءُ: ضاق؛ و هو من ذلك؛ قال أَبو دواد: عن أَبْهَرَیْنِ، و عن قَلْبٍ یُوَفِّرُه مَسْحُ الأَكُفِّ بفَجٍّ غیر مُلْتَصِبِ و طریق مُلْتَصِبٌ: ضَیِّقٌ. و اللَّواصِب، فی شِعْرِ كُثَیِّر «2»: الآبارُ الضَّیِّقةُ، البعیدةُ القَعْر. الأَصمعی: اللِّصْبُ، بالكسر، الشِّعْبُ الصغیر فی الجَبَل، و كلُّ مَضِیقٍ فی الجبل، فهو لِصْبٌ، و الجمع لِصابٌ و لُصوبٌ. و اللَّصِبُ: ضَرْبٌ من السُّلْت، عَسِر الاستِنْقاءِ، یَنْداسُ ما یَنْداسُ، و یَحْتاجُ الباقی إِلی المناحیز.

لعب؛ ج1، ص: 739

: اللَّعِبُ و اللَّعْبُ: ضدُّ الجِدِّ، لَعِبَ یَلْعَبُ لَعِباً و لَعْباً، و لَعَّبَ، و تَلاعَبَ، و تَلَعَّبَ مَرَّة بعد أُخری؛ قال إمرؤُ القیس: تَلَعَّبَ باعِثٌ بذِمَّةِ خالدٍ، و أَوْدی عِصامٌ فی الخُطوبِ الأَوائل و‌فی حدیث تَمیم و الجَسَّاسَة: صادَفْنا البحر حین اغْتَلَم، فلَعِبَ بنا المَوْجُ شهراً؛ سَمَّی اضطراب المَوْج لَعِباً، لما لم یَسِرْ بهم إِلی الوجْه الذی أَرادوه. و یقال لكل من عَمِلَ عملًا لا یُجْدی علیه نَفْعاً: إِنما أَنتَ لاعِبٌ. و‌فی حدیث الاستنجاءِ: إِن الشیطانَ یَلْعَبُ بمقاعِدِ بنی آدم‌أَی إنه یحضُر أَمكنة الاستنجاءِ و یَرْصُدُها بالأَذَی و الفساد، لأَنها مواضع یُهْجَرُ فیها ذكر اللّه، و تُكْشَف فیها العوراتُ، فأُمرَ بسَتْرها و الامتناع من التَعَرُّض لبَصَر الناظرین و مَهابِّ الریاح و رَشاش البول، و كلُّ ذلك من لَعِبِ الشیطان. و التَّلْعابُ: اللَّعِبُ، صیغةٌ تدلُّ علی تكثیر
(1). زاد فی التكملة: ما ترك فلان كسوباً و لا لسوباً أی شیئاً. و قد ذكره فی كسب بالكاف أیضاً و ضبطه فی الموضعین بوزن تنور. إذا علمت هذا فما وقع فی القاموس باللام فیهما تحریف و كذلك تحرف علی الشارح. (2). قوله [و اللواصب فی شعر إلخ] هو أحد قولین الثانی ما قاله أبو عمرو أنه أراد بها إبلًا قد لصبت جلودها أی لصقت من العطش، و البیت: لواصب قد أصبحت و انطوت و قد أطول الحیّ عنها لباثا انتهی تكملة و ضبط لباثا كسحاب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 740
المصدر، كفَعَّل فی الفِعْل علی غالب الأَمر. قال سیبویه: هذا باب ما تُكَثِّر فیه المصدرَ من فَعَلْتُ، فتُلْحِقُ الزوائد، و تَبْنیه بناءً آخَر، كما أَنك قلتَ فی فَعَلْتُ: فَعَّلْتُ، حین كَثَّرْتَ الفعلَ، ثم ذكر المصادر التی جاءَت علی التَّفْعال كالتَّلْعاب و غیره؛ قال: و لیس شی‌ءٌ من ذلك مصدر فَعَلْتُ، و لكن لما أَردت التكثیر، بنیت المصدر علی هذا، كما بنیت فَعَلْتُ علی فَعَّلْتُ. و رجل لاعِبٌ و لَعِبٌ و لِعِبٌ، علی ما یَطَّرِد فی هذا النحو، و تِلْعابٌ و تِلْعابة، و تِلِعَّابٌ و تِلِعَّابة، و هو من المُثُل التی لم یذكرها سیبویه. قال ابن جنی: أَما تِلِعَّابة، فإِن سیبویه، و إِن لم یذكره فی الصفاتِ، فقد ذكره فی المصادر، نحو تَحَمَّلَ تِحِمَّالًا، و لو أَرَدْتَ المرَّةَ الواحدةَ من هذا لوَجَبَ أَن تكون تِحِمَّالةً، فإِذا ذَكَر تِفِعَّالًا فكأَنه قد ذكره بالهاءِ، و ذلك لأَن الهاءَ فی تقدیر الانفصال علی غالب الأَمر، و كذلك القول فی تِلِقَّامةٍ، و سیأْتی ذكره. و لیس لقائل أَن یَدَّعیَ أَن تِلِعَّابة و تِلِقَّامةً فی الأَصل المرَّة الواحدة، ثم وُصِفَ به كما قد یقال ذلك فی المصدر، نحو قوله تعالی: إِنْ أَصْبَحَ مٰاؤُكُمْ غَوْراً؛ أَی غائِراً، و نحو قوله: فإِنما هی إِقْبالٌ و إِدْبارُ؛ من قِبَلِ أَنَّ مَنْ وَصَفَ بالمصدر، فقال: هذا رجل زَوْرٌ و صَوْمٌ، و نحو ذلك، فإِنما صار ذلك له، لأَنه أَراد المبالغة، و یجعله هو نفس الحدَث، لكثرة ذلك منه، و المرَّة الواحدة هی أَقل القلیل من ذلك الفعل، فلا یجوز أَن یرید معنی غایةِ الكَثْرة، فیأْتی لذلك بلفظِ غایةِ القِلَّةِ، و لذلك لم یُجِیزوا: زید إِقْبالةٌ و إِدبارة، علی زیدٌ إِقْبالٌ و إِدْبارٌ، فعلی هذا لا یجوز أَن یكون قولهم: رجل تِلِعَّابة و تِلِقَّامة، علی حَدِّ قولك: هذا رجلٌ صَومٌ، لكن الهاءَ فیه كالهاءِ فی عَلَّامة و نَسَّابة للمبالغة؛ و قولُ النابغة الجَعْدِیّ: تَجَنَّبْتُها، إِنی امْرُؤٌ فی شَبِیبَتی و تِلْعابَتی، عن رِیبةِ الجارِ، أَجْنَبُ فإِنه وَضَعَ الاسمَ الذی جَری صفة موضع المصدر، و كذلك أُلْعُبانٌ، مَثَّل به سیبویه، و فسره السیرافی. و قال الأَزهری: رجل تِلْعابة إِذا كان یَتَلَعَّبُ، و كان كثیرَ اللَّعِبِ. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: زعم ابنُ النابغة أَنی تِلْعابةٌ؛ و فی حدیث آخر: أَنَّ عَلیّاً كان تِلْعابةً‌أَی كثیرَ المَزْحِ و المُداعَبة، و التاءُ زائدة. و رجل لُعَبةٌ: كثیر اللَّعِب. و لاعَبه مُلاعبةً و لِعاباً: لَعِبَ معه؛ و منه‌حدیث جابر: ما لكَ و للعَذاری و لِعابَها؟اللِّعابُ، بالكسر: مثلُ اللَّعِبِ. و‌فی الحدیث: لا یَأْخُذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخیه لاعِباً جادّاً؛ أَی یأْخذه و لا یرید سرقته و لكن یرید إِدخال الهمّ و الغیظ علیه، فهو لاعبٌ فی السرقة، جادٌّ فی الأَذِیَّة. و أَلْعَبَ المرأَةَ: جَعَلَها تَلْعَبُ. و أَلْعَبها: جاءَها بما تَلْعَبُ به؛ و قولُ عَبِید بن الأَبْرَص: قد بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً و تُلْعِبُنی، ثم انْصَرَفْتُ و هی منِّی علی بالِ یحتمل أَن یكون علی الوجهین جمیعاً. و جاریةٌ لَعُوبٌ: حَسَنةُ الدَّلِّ، و الجمعُ لَعائبُ. قال الأَزهری: و لَعُوبُ اسمُ امرأَة، سمیت لَعُوبَ لكثرة لَعِبها، و یجوز أَن تُسَمَّی لَعُوبَ، لأَنه یُلْعَبُ بها. و المِلْعَبَة: ثوبٌ لا كُمَّ له «3»، یَلْعَبُ فیه الصبیُّ.
(3). قوله [و الملعبة ثوب إلخ] كذا ضبط بالأَصل و المحكم، بكسر المیم، و ضبطها المجد كمحسنة، و قال شارحه و فی نسخة بالكسر.
لسان العرب، ج‌1، ص: 741
و اللَّعَّابُ: الذی حِرْفَتُه اللَّعِبُ. و الأُلْعوبةُ: اللَّعِبُ. و بینهم أُلْعُوبة، مِن اللَّعِبِ. و اللُّعْبةُ: الأَحْمَق الذی یُسْخَرُ به، و یُلْعَبُ، و یَطَّرِدُ علیه بابٌ. و اللُّعْبةُ: نَوْبةُ اللَّعِبِ. و قال الفراء: لَعِبْتُ لَعْبةً واحدةً؛ و اللِّعْبةُ، بالكسر: نوع من اللَّعِبِ. تقول: رجل حَسَنُ اللِّعْبة، بالكسر، كما تقول: حسَنُ الجِلْسة. و اللُّعْبةُ: جِرْم ما یُلْعَبُ به كالشِّطْرَنْج و نحوه. و اللُّعْبةُ: التِّمْثالُ. و حكی اللحیانی: ما رأَیت لكَ لُعْبةً أَحْسَنَ من هذه، و لم یَزِدْ علی ذلك. ابن السكیت تقول: لِمن اللُّعْبةُ؟ فتضم أَوَّلَها، لأَنها اسمٌ. و الشِّطْرَنْجُ لُعْبةٌ، و النَّرْدُ لُعْبة، و كلُّ مَلْعوب به، فهو لُعْبة، لأَنه اسم. و تقول: اقْعُدْ حتی أَفْرُغَ من هذه اللُّعْبةِ. و قال ثعلب: من هذه اللَّعْبةِ، بالفتح، أَجودُ لأَنه أَراد المرّة الواحدةَ من اللَّعِب. و لَعِبَت الریحُ بالمنزل: دَرَسَتْه. و مَلاعِبُ الریح: مَدارِجُها. و تركتُه فی مَلاعِب الجنّ أَی حیث لا یُدْرَی أَیْنَ هو. و مُلاعِبُ ظِلِّه: طائرٌ بالبادیة، و ربما قیل خاطِفُ ظِلِّه؛ یُثَنَّی فیه المضافُ و المضافُ إِلیه، و یُجْمَعانِ؛ یقال للاثنین: ملاعِبا ظِلِّهِما، و للثلاثة: مُلاعِباتُ أَظْلالِهِنّ، و تقول: رأَیتُ مُلاعِباتِ أَظْلالٍ لهُنَّ، و لا تقل أَظْلالِهنّ، لأَنه یصیر معرفة. و أَبو بَرَاء: هو مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عامِرُ بن مالك بن جعفرِ بن كِلابٍ، سُمی بذلك یوم السُّوبان، و جعله لبیدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلی القافیة؛ فقال: لو أَنَّ حَیّاً مُدْرِكَ الفَلاحِ، أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ و اللَّعَّابُ: فرسٌ من خیل العرب، معروف؛ قال الهذلی: و طابَ عن اللَّعَّابِ نَفْساً و رَبَّةً، و غادَرَ قَیْساً فی المَكَرِّ و عَفْزَرا و مَلاعِبُ الصبیانِ و الجواری فی الدار من دِیاراتِ العرب: حیث یَلْعَبُونَ، الواحدُ مَلْعَبٌ. و اللُّعَابُ: ما سال من الفم. لَعَبَ یَلْعَبُ، و لَعِبَ، و أَلْعَبَ: سالَ لُعابُه، و الأُولی أَعلی. و خَصَّ الجوهریُّ به الصبیَّ، فقال: لَعَبَ الصبیُّ؛ قال لبید: لَعَبْتُ علی أَكْتافِهِمْ و حُجورِهِمْ وَلِیداً، و سَمَّوْنی لَبِیداً و عاصِمَا و رواه ثعلب: لَعِبْتُ علی أَكتافهم و صدورهم، و هو أَحسنُ. و ثَغْرٌ مَلْعُوبٌ أَی ذو لُعَاب. و قیل لَعَبَ الرجلُ: سالَ لُعابُه، و أَلْعَبَ: صارَ له لُعابٌ یَسِیلُ من فمه. و لُعَابُ الحیة و الجَرادِ: سَمُّهما. و لُعاب النَّحْلِ: ما یُعَسِّلُه، و هو العَسَلُ. و لُعَابُ الشَّمْس: شی‌ء تَراه كأَنه یَنْحَدِر من السماءِ إِذا حَمِیَتْ و قامَ قائمُ الظَّهِیرة؛ قال جریر: أُنِخْنَ لتَهْجِیرٍ، و قَدْ وَقَدَ الحَصَی، و ذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوْقَ الجماجم قال الأَزهری: لُعَابُ الشَّمْسِ هو الذی یقال له مُخَاطُ الشَّیْطانِ، و هو السَّهَام، بفتح السین، و یقال له: ریق الشمس، و هو شِبْهُ الخَیْطِ، تَراه فی الهَواءِ إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ و رَكَدَ الهَواءُ؛ و مَن قال: إِن لُعَابَ الشَّمْسِ السَّرَابُ، فقد أَبطلَ؛ إِنما السَّرَابُ الذی یُرَی كأَنه ماءٌ جارٍ نِصْفَ النهار، و إِنما یَعْرِفُ هذه الأَشْیاءَ مَن لَزِمَ الصَّحارِی
لسان العرب، ج‌1، ص: 742
و الفَلَوات، و سار فی الهَواجر فیها. و قِیل: لُعابُ الشمس ما تراه فی شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت؛ و یقال: هو السَّرابُ. و الاسْتِلْعابُ فی النخل: أَن یَنْبُتَ فیه شی‌ء من البُسْر، بعد الصِّرام. قال أَبو سعید: اسْتَلْعَبَتِ النخلةُ إِذا أَطْلَعَتْ طَلْعاً، و فیها بقیةٌ من حَمْلها الأَوَّل؛ قال الطرماح یصف نخلة: أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذی قد أَنی، إِذْ حانَ وقتُ الصِّرام و اللَّعْباءُ: سَبِخةٌ معروفة بناحیة البحرین، بحِذاءِ القَطِیفِ، وسِیفِ البحرِ. و قال ابن سیدة: اللَّعْباءُ موضع؛ و أَنشد الفارسی: تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً، و أَعْجَلْنا إِلاهةَ أَنْ تَؤُوبا و یروی: الإِلهةَ، و قال إِلاهةُ اسم للشمس.

لغب؛ ج1، ص: 742

: اللُّغُوبُ: التَّعَبُ و الإِعْیاءُ. لَغَبَ یَلْغُبُ، بالضم، لُغُوباً و لَغْباً و لَغِبَ، بالكسر، لغة ضعیفة: أَعْیا أَشدَّ الإِعْیاءِ. و أَلْغَبْتُه أَنا أَی أَنْصَبْتُه. و‌فی حدیث الأَرْنَب: فسَعَی القومُ فلَغِبُوا و أَدْركْتُها‌أَی تَعِبُوا و أَعْیَوْا. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا مَسَّنٰا مِنْ لُغُوبٍ. و منه قیل: فلانٌ ساغِبٌ لاغِبٌ أَی مُعْیٍ. و استعار بعضُ العربِ ذلك للریح، فقال، أَنشده ابن الأَعرابی: و بَلْدَةٍ مَجْهَلٍ تُمْسِی الرِّیاحُ بها لَواغِباً، و هی ناءٍ عَرْضُها، خاوِیَهْ و أَلْغَبَه السیرُ، و تَلَغَّبه: فَعَلَ به ذلك و أَتْعَبَه؛ قال كُثَیِّر عَزَّةَ: تَلَغَّبَها دونَ ابنِ لَیْلی، و شَفَّها سُهادُ السُّری، و السَّبْسَبُ المتماحِلُ و قال الفرزدق: بل سوف یَكْفِیكَها بازٍ تَلَغَّبها، إِذا الْتَقَتْ، بالسُّعُودِ، الشمسُ و القمرُ أَی یكفیك المُسْرفین بازٍ، و هو عُمَرُ بن هُبَیْرة. قال: و تَلَغَّبها، تَولَّاها فقام بها و لم یَعْجِزْ عنها. و تَلَغَّبَ سَیْرَ القومِ: سارَ بهم حتی لَغِبُوا؛ قال ابن مُقْبل: و حَیٍّ كِرامٍ، قد تَلَغَّبْتُ سَیْرَهم بمَرْبُوعةٍ شَهْلاءَ، قد جُدِلَتْ جَدْلا و التَّلَغُّبُ: طُولُ الطِّرادِ؛ و قال: تَلَغَّبَنی دَهْرِی، فلما غَلَبْتُه غَزانی بأَولادی، فأَدْرَكَنی الدَّهْرُ و المَلاغِبُ: جمع المَلْغَبة، مِن الإِعْیاءِ. و لَغَبَ علی القوم یَلْغَب، بالفتح فیهما، لَغْباً: أَفْسَدَ علیهم. و لَغَبَ القومَ یَلْغَبُهم لَغْباً: حَدَّثَهم حدیثاً خَلْفاً؛ و أَنشد: أَبْذُلُ نُصْحِی و أَكُفُّ لَغْبی و قال الزِّبْرِقانُ: أَ لَمْ أَكُ باذِلًا وُدِّی و نَصْرِی، و أَصْرِفُ عنكُمُ ذَرَبی و لَغْبی و كلامٌ لَغْبٌ: فاسِدٌ، لا صائِبٌ و لا قاصِدٌ. و یقال: كُفَّ عَنَّا لَغْبَك أَی سَیِّئَ كلامِك. و رجلٌ لَغْبٌ، بالتسكین، و لَغُوبٌ، و وَغْبٌ: ضعیفٌ أَحمَقُ، بیِّنُ اللَّغَابةِ. حكی أَبو عمرو بنُ العَلاءِ عن أَعرابی من أَهل الیمن: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَته كتابی فاحْتَقَرَها؛ قلتُ: أَ تقول جاءَته كتابی؟ فقال: أَ لیس هو الصحیفةَ؟ قلتُ: فما اللَّغُوبُ؟ قال: الأَحْمق. و الاسم اللَّغابة و اللُّغُوبةُ. و اللَّغْبُ: الرِّیش الفاسِدُ مثل البُطْنانِ، منه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 743
و سَهْمٌ لَغْبٌ و لُغابٌ: فاسِدٌ لم یُحْسَنْ عَمَلُه؛ و قیل: هو الذی ریشُه بُطْنانٌ؛ و قیل: إِذا الْتَقَی بُطْنانٌ أَو ظُهْرانٌ، فهو لُغابٌ و لَغْبٌ. و قیل: اللُّغابُ من الریش البَطْنُ، واحدتُه لُغابةٌ، و هو خلافُ اللُّؤَام. و قیل: هو ریشُ السَّهْم إِذا لم یَعْتَدِلْ، فإِذا اعْتَدَلَ فهو لُؤَامٌ؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: فإِنَّ الوائِلیَّ أَصابَ قَلْبی بسَهْمٍ ریشَ، لم یُكْسَ اللُّغابا و یروی: لم یكن نِكْساً لُغابَا. فإِما أَن یكون اللُّغابُ من صِفاتِ السَّهم أَی لم یكن فاسداً، و إِما أَن یكون أَراد لم یكن نِكساً ذا ریشٍ لُغابٍ؛ و قال تَأَبَّطَ شرّاً: و ما وَلَدَتْ أُمِّی من القومِ عاجزاً، و لا كان رِیشِی من ذُنابی و لا لَغْبِ و كان له أَخٌ یقال له: ریشُ لَغْبٍ، و قد حَرَّكه الكُمَیْتُ فی قوله: لا نَقَلٌ ریشُها و لا لَغَبْ مثل نَهْرٍ و نَهَرٍ، لأَجل حرف الحَلْق. و أَلْغَبَ السَّهْمَ: جَعَلَ ریشَه لُغاباً؛ أَنشد ثعلب: لَیْتَ الغُرابَ رَمَی حَمَاطَةَ قَلْبه عَمْرٌو بأَسْهُمِه، التی لم تُلْغَب و ریشٌ لَغِیبٌ؛ قال الراجز فی الذئب: أَشْعَرْتُه مُذَلَّقاً مَذْرُوبا، رِیشَ بِرِیشٍ لم یكن لَغِیبَا قال الأَصمعی: مِن الریش اللُّؤَامُ و اللُّغابُ؛ فاللُّؤَامُ ما كان بَطْنُ القُذَةِ یَلی ظَهْرَ الأُخْرَی، و هو أَجْوَدُ ما یكونُ، فإِذا الْتَقَی بُطْنانٌ أَو ظُهْرانٌ، فهو لُغابٌ و لَغْبٌ. و‌فی الحدیث: أَهْدَی مَكْسُومٌ أَخُو الأَشْرَم إِلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سلاحاً فیه سَهْمٌ لَغْبٌ؛ سَهْمٌ لَغْبٌ إِذا لم یَلْتَئِم ریشُه و یَصْطَحِبْ لرداءَته، فإِذا التأَم، فهو لُؤَام. و اللَّغْباءُ: موضع معروف؛ قال عمرو بن أَحمر: حتی إِذا كَرَبَتْ، و اللیلُ یَطْلُبها، أَیْدی الرِّكابِ مِن اللَّغْباءِ تَنْحَدِرُ و اللَّغْبُ: الرَّدِی‌ءُ من السِّهَام الذی لا یَذْهَبُ بَعیداً. و لَغَّبَ فلانٌ دابَّته إِذا تَحَامَلَ علیه حتی أَعْیَا. و تَلَغَّبَ الدابةَ: وَجَدَها لاغِباً. و أَلْغَبها إِذا أَتْعَبَها.

لقب؛ ج1، ص: 743

: اللَّقَبُ: النَّبْزُ، اسمٌ غیر مسمی به، و الجمع أَلْقَابٌ. و قد لَقَّبَه بكذا فَتَلَقَّبَ به. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ؛ یقول: لا تَدْعوا الرجلَ إِلا بأَحَبّ أَسمائِه إِلیه. و قال الزجاج یقول: لا یقول المسلمُ لمن كان یهودیّاً أَو نصرانیّاً فأَسلم: یا یهودیّ یا نصرانیّ، و قد آمن. یقال: لَقَّبْتُ فُلاناً تَلْقِیباً، و لَقَّبْتُ الاسْمَ بالفِعل تَلْقیباً إِذا جَعَلْتَ له مِثَالًا من الفعل، كقولك لجَوْرَبٍ فَوْعَل.

لكب؛ ج1، ص: 743

: التهذیب: أَبو عمرو أَنه قال: المَلْكَبَةُ الناقة الكثیرةُ الشَّحْمِ و اللحم. و المَلْكَبَةُ: القِیادة، و اللّه أَعلم.

لهب؛ ج1، ص: 743

: اللَّهَبُ و اللَّهیبُ و اللُّهابُ و اللَّهَبَانُ: اشتعال النار إِذا خَلَصَ من الدُّخَانِ. و قیل: لَهِیبُ النار حَرُّها. و قد أَلْهَبها فالْتَهَبَتْ، و لَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ: أَوْقَدَها؛ قال: تَسْمَعُ مِنْها، فی السَّلِیقِ الأَشْهَبِ، مَعْمعَةً مِثْلَ الضِّرَامِ المُلْهَبِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 744
و اللَّهَبانُ، بالتحریك: تَوَقُّدُ الجمْر بِغَیْرِ ضِرامٍ، و كذلك لَهَبَانُ الحَرِّ فی الرَّمْضاءِ؛ و أَنشد: لَهَبَانٌ وقَدَتْ حِزَّانُه، یَرْمَضُ الْجُنْدَبُ منه فَیَصِرّ «1» و اللَّهَبُ: لَهَبُ النار، و هو لِسانُها. و الْتَهَبَتِ النارُ و تَلَهَّبَتْ أَی اتَّقَدَتْ. ابن سیدة: اللَّهَبَانُ شِدَّةُ الحَرِّ فی الرَّمْضَاءِ و نحوها. و یومٌ لَهَبانٌ: شدید الحرّ؛ قال: ظَلَّتْ بیومٍ لَهَبَانٍ ضَبْحِ، یَلْفَحُها المِرْزَمُ أَیَّ لَفْحِ، تَعُوذُ مِنْه بِنَواحی الطَّلْحِ و اللُّهْبَةُ: إِشْراقُ اللَّوْنِ من الجسَد. و أَلْهَبَ البَرْقُ إِلْهاباً؛ و إِلهابُهُ: تَدَارُكه، حتی لا یكون بین البَرْقَتَیْنِ فُرْجَة. و اللُّهابُ و اللَّهَبانُ و اللُّهْبَةُ، بالتسكین: العَطَشُ؛ قال الراجز: فصَبَّحَتْ بَیْنَ المَلا و ثَبْرَهْ، جُبّاً تَرَی جِمامَهُ مُخْضَرَّهْ، و بَرَدَتْ منه لِهابُ الحَرَّهْ و قد لَهِبَ، بالكسر، یَلْهَبُ لَهَباً، فهو لَهْبانُ. و امرأَة لَهْبَی، و الجمع لِهابٌ. و الْتَهَب علیه: غَضِبَ و تَحَرَّقَ؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: و إِنَّ أَباكَ قد لاقاهُ خِرْقٌ مِنَ الفِتْیانِ، یَلْتَهِبُ الْتِهابا و هو یَتَلَهَّبُ جُوعاً و یَلْتَهِبُ، كقولك یَتَحَرَّقُ و یَتَضَرَّمُ. و اللَّهَبُ: الغُبار الساطعُ. الأَصمعی: إِذا اضْطَرَمَ جَرْیُ الفرس، قیل: أَهْذَبَ إِهْذاباً، و أَلْهَبَ إِلهاباً. و یقال للفرس الشدید الجرْی، المُثِیر للغُبار: مُلْهِبٌ، و له أُلْهوبٌ. و‌فی حدیث صَعْصَعة، قال لمعاویة: إِنی لأَتْرُكُ الكلامَ، فما أُرْهِفُ به و لا أُلْهِب فیه‌أَی لا أُمْضِیه بسُرْعة؛ قال: و الأَصلُ فیه الجَرْیُ الشَّدیدُ الذی یُثیر اللَّهَبَ، و هو الغُبار السَّاطع، كالدُّخان المرتفع من النار. و الأُلْهُوبُ: أَن یَجْتَهِدَ الفرسُ فی عَدْوه حتی یُثِیرَ الغُبارَ، و قیل: هو ابْتداءُ عَدْوِه، و یوصَفُ به فیقال: شَدٌّ أُلْهُوبٌ. و قد أَلْهَبَ الفرسُ: اضْطَرَمَ جَرْیهُ، و قال اللحیانی: یكون ذلك للفرس و غیره مما یَعْدُو؛ قال إمرؤُ القیس: فللسَّوْطِ أُلْهُوبٌ، و للسَّاقِ دِرَّةٌ، و للزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ و اللُّهَابَةُ: كِساءٌ «2» یوضَع فیه حَجَر فیُرَجَّحُ به أَحَدُ جَوانِبِ الهَوْدَج أَو الحِمْلِ، عن السیرافی، عن ثعلب. و اللِّهْبُ، بالكسر: الفُرْجَة و الهوَاء بین الجبَلین، و فی المحكم: مَهْواةُ ما بین كل جبلین، و قیل: هو الصَّدْعُ فی الجبل، عن اللحیانی؛ و قیل: هو الشِّعْبُ الصغیر فی الجبل؛ و قیل: هو وَجْهٌ من الجَبل كالحائط لا یُستطاعُ ارْتِقاؤُه، و كذلك لِهْبُ أُفُقِ السماءِ، و الجمع أَلْهابٌ و لُهُوبٌ و لِهَابٌ؛ قال أَوْسُ بن حَجَر: فأَبْصَر أَلْهاباً من الطَّوْدِ، دُونها یَرَی بَیْنَ رَأْسَیْ كُلِّ نِیقَیْنِ مَهْبِلا
(1). قوله [لهبان إلخ] كذا أنشده فی التهذیب و تحرف فی شرح القاموس. (2). قوله [و اللهابة كساء إلخ] كذا ضبط بالأَصل، و قال شارح القاموس: اللهابة، بالضم، كساء إلخ انتهی. و أصل النقل من المحكم لكن ضبطت اللهابة فی النسخة التی بأیدینا منه بشكل القلم، بكسر اللام، فحرره و لا تغتر بتصریح الشارح، بالضم، فكثیراً ما یصرح بضبط لم یسبق لغیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 745
و قال أَبو ذؤَیب: جَوارِسُها تَأْری الشُّعوفَ دَوائِباً، و تَنْصَبُّ، أَلْهَاباً مَصِیفاً، كِرابُها و الجَوارِسُ: الأَوَاكِلُ مِن النَّحْل، تقول: جَرَسَتِ النَّحْلُ الشَّجرَ إِذا أَكَلَتْهُ. و تَأْرِی: تُعَسِّل. و الشُّعوفُ: أَعالی الجِبال. و الكِرَابُ: مجاری الماءِ، واحدتُها كَرَبَةٌ. و اللِّهْبُ: السَّرَبُ فی الأَرض. ابن الأَعرابی: المِلْهَبُ: الرَّائعُ الجَمال. و المِلْهَبُ: الكثیر الشَّعَر من الرجال. و أَبو لَهَبٍ: كنیةُ بعضِ أَعمام النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و قیل: كُنِیَ أَبو لَهَبٍ لجماله. و فی التنزیل العزیز: تَبَّتْ یَدٰا أَبِی لَهَبٍ؛ فكناه، عز و جل، بهذا، و هو ذَمٌّ له، و ذلك أن اسمه كان عبد العُزَّی، فلم یُسَمِّه، عز و جل، باسْمِه لأَن اسْمه مُحالٌ. و بنو لِهْبٍ: قومٌ من الأَزْدِ. و لِهْبٌ: قبیلة من الیمن فیها عیافة و زَجرٌ. و فی المحكم: لِهْبٌ قبیلة، زَعَمُوا أَنها أَعْیَفُ العرب، و یقال لهم: اللِّهْبِیُّون. و اللَّهَبَة: قبیلة أَیضاً. و اللِّهابُ و اللَّهباءُ: موضعان. و اللَّهِیبُ: موضع؛ قال الأَفْوه: و جَرَّدَ جَمْعُها بِیضاً خِفافاً علی جَنْبَیْ تُضارِعَ، فاللَّهِیب و لَهْبانُ: اسم قبیلة من العرب. و اللِّهابةُ: وادٍ بناحیةِ الشَّواجِن، فیه رَكایا عَذْبةٌ، یَخْتَرِقُه طریقُ بَطْنِ فَلْجٍ، و كأَنَّه جمعُ لِهْبٍ «1»

لهذب؛ ج1، ص: 745

: أَلْزَمَه لَهْذَباً واحداً؛ عن كُراع أَی لِزَازاً و لِزاماً.

لوب؛ ج1، ص: 745

: اللَّوْبُ و اللُّوبُ و اللُّؤُوبُ و اللُّوَابُ: العَطَش، و قیل: هو استدارةُ الحَائِم حَوْلَ الماءِ، و هو عَطشان، لا یَصِل إِلیه. و قد لاب یَلُوبُ لَوْباً و لُوباً و لُوَاباً و لَوَباناً أَی عَطِشَ، فهو لائِبٌ؛ و الجمع، لُؤُوب، مثل: شاهدٍ و شُهُود؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِیّ: حتی إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ، و لاحَ للعَیْنِ سُهَیْل بسَحَرْ و النَّجَرُ: عَطَشٌ یُصیب الإِبلَ من أَكْلِ الحِبَّة، و هی بُزُور الصَّحْراء؛ قال الأَصمعی: إِذا طافت الإِبل علی الحوض، و لم تقدر علی الماءِ، لكثرة الزحام، فذلك اللَّوْبُ. یُقال: تَرَكْتُها لَوَائِبَ علی الحوض، و إِبِل لُوبٌ، و نخلٌ لَوَائِبُ، و لُوبٌ: عِطاشٌ، بعیدة من الماءِ. ابن السكیت: لابَ یَلُوبُ إِذا حامَ حول الماء من العطش؛ و أَنشد: بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلًا لِمُحَلَّإٍ عَطشَانَ، دَاغَشَ ثم عادَ یَلُوبُ و أَلابَ الرجلُ، فهو مُلِیبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ من العطش. ابن الأَعرابی: یُقال ما وَجَدَ لَیاباً أَی قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعام یَلُوكُها؛ قال: و اللَّیابُ أَقل من مِلْ‌ءِ الفم. و اللُّوبةُ: القومُ یكونون مع القوم، فلا یُسْتَشارون فی خیر و لا شر. و اللَّابةُ و اللُّوبةُ: الحَرَّة، و الجمع لابٌ و لُوبٌ و لاباتٌ، و هی الحِرَارُ. فأَما سیبویه فجعل اللُّوبَ جمع لابةٍ كقَارة و قُور. و قالوا: أَسْوَدُ لُوبیٌّ و نُوبیٌّ، منسوب إِلی اللُّوبة و النُّوبةِ،
(1). قوله [و كأنه جمع لهب] أی كأنَ لهابة، بالكسر، فی الأَصل جمع لهب بمعنی اللصب، بكسر فسكون فیهما مثل الألهاب و اللهوب فنقل للعلمیة. قلت و یجوز أن یكون منقولًا من المصدر. قال فی التكملة: و اللهابة أی بالكسر، فعالة من التلهب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 746
و هما الحَرَّةُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، حَرَّمَ ما بین لابَتَی المدینة؛ و هما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها؛ قال ابن الأَثیر: المدینة ما بین حَرَّتَیْن عظیمتین؛ قال الأَصمعی: هی الأَرضُ التی قد أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود، و جمعها لاباتٌ، ما بین الثلاثِ إِلی العَشْر، فإِذا كُثِّرَت، فهی اللَّابُ و اللُّوبُ؛ قال بشْر یذكر كتیبة «2»: مُعالِیةٌ لا هَمَّ إِلّا مُحَجِّرٌ، و حَرَّةُ لیلی السَّهْلُ منها فَلُوبُها یُریدُ جمع لُوبة؛ قال: و مثله قارةٌ و قُورٌ، و ساحةٌ و سُوحٌ. ابن شمیل: اللُّوبة تكون عَقَبَةً جَواداً أَطْوَلَ ما یكون، و ربما كانت دَعْوَةً. قال: و اللُّوبةُ ما اشْتَدَّ سوادُه و غَلُظَ و انْقادَ علی وجه الأَرض، و لیس بالطَّویل فی السماءِ، و هو ظاهر علی ما حَوْله؛ و الحَرَّةُ أَعظمُ من اللُّوبة، و لا تكون اللُّوبةُ إِلا حجارةً سُوداً، و لیس فی الصَّمَّانِ لُوبةٌ، لأَن حجارة الصَّمَّانِ حُمْرٌ، و لا تكون اللُّوبة إِلا فی أَنْفِ الجَبلِ، أَو سِقْطٍ أَو عُرْض جَبَل. و‌فی حدیث عائشة، و وصَفَتْ أَباها، رضی اللّه عنهما: بَعِیدُ ما بین اللَّابَتَیْنِ؛ أَرادَتْ أَنه واسعُ الصَّدْر، واسعُ العَطَنِ، فاسْتعارتْ له اللَّابةَ، كما یقال: رَحْبُ الفِناءِ واسعُ الجَنابِ. و اللَّابةُ: الإِبل المُجْتمعةُ السُّودُ. و اللُّوبُ: النَّحْلُ، كالنُّوبِ؛ عن كُراع. و‌فی الحدیث: لم تَتَقَیَّأْه لُوبٌ، و لا مَجَّتْه نُوبٌ.و اللُّوباءُ، ممدود، قیل: هو اللُّوبِیاءُ؛ یقال: هو اللُّوبِیاءُ، و اللُّوبِیا، و اللُّوبِیاجُ، و هو مُذَكَّرٌ، یُمَدُّ و یُقْصَر. و المَلابُ: ضَرْبٌ من الطِّیبِ، فارسی؛ زاد الجوهری: كالخَلُوقِ. غیره: المَلابُ نوعٌ من العِطْرِ. ابن الأَعرابی: یقال للزَّعْفَرانِ الشَّعَرُ، و الفَیْدُ، و المَلابُ، و العَبِیرُ، و المَرْدَقُوشُ، و الجِسادُ. قال: و المَلَبَةُ الطاقَةُ من شَعَرِ الزَّعْفرانِ؛ قال جریر یَهْجُو نساءَ بنی نُمَیر: و لو وَطِئَتْ نِساءُ بنی نُمَیْرٍ علی تِبْراك، أَخْبَثْنَ التُّرابا تَطلَّی، و هی سَیِّئَةُ المُعَرَّی، بصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابا و شی‌ءٌ مُلَوَّبٌ أَی مُلَطَّخٌ به. و لَوَّبَ الشَّی‌ءَ: خَلَطَه بالملابِ؛ قال المتنخل الهُذَلیُّ: أَبِیتُ علی مَعاریَ واضِحاتٍ، بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِباطِ و الحدید المُلَوَّبُ: المَلْویُّ، توصف به الدِّرْع. الجوهری فی هذه الترجمة: و أَما المِرْوَدُ و نحوُه، فهو المُلَوْلَبُ، علی مفوعل.

لولب؛ ج1، ص: 746

: التهذیب فی الثنائی فی آخر ترجمة لبب: و یقال للماءِ الكثیر یَحْمِلُ منه المِفْتَحُ ما یَسَعُه، فیَضِیقُ صُنْبُورُه عنه من كثرته، فیستدیر الماءُ عند فمه، و یصیر كأَنه بُلْبُلُ آنِیةٍ: لَولَبٌ؛ قال أَبو منصور: و لا أَدری أَ عربی، أَم مُعَرَّب، غیر أَن أَهل العراقِ وَلِعُوا باستعمال اللَّوْلَبِ. و قال الجوهری فی ترجمة لوب: و أَما المِروَدُ و نحوُه فهو المُلَولَبُ، علی مُفَوْعَل، و قال فی ترجمة فولف: و مما جاءَ علی بناءِ
(2). قوله [یذكر كتیبة] كذا قال الجوهری أیضاً قال: فی التكملة غلط و لكنه یذكر امرأة وصفها فی صدر هذه القصیدة أنها معالیة أی تقصد العالیة و ارتفع قوله معالیة علی أنه خبر مبتدإ محذوف و یجوز انتصابه علی الحال.
لسان العرب، ج‌1، ص: 747
فَوْلَفٍ: لَوْلَبُ الماءِ.

لیب؛ ج1، ص: 747

: اللَّیابُ: أَقَلُّ من مِلْ‌ءِ الفم من الطعام، یقال: ما وَجَدْنا لَیاباً أَی قَدْرَ لُعْقة من الطعام نَلُوكُها؛ عن ابن الأَعرابی، و اللّه أَعلم.

فصل المیم؛ ج1، ص: 747

مرب؛ ج1، ص: 747

: مَأْرِبُ: بلادُ الأَزْدِ التی أَخْرَجَهُم منها سَیْلُ العَرِم، و قد تكررت فی الحدیث؛ قال ابن الأَثیر: و هی مدینة بالیمن، كانت بها بَلْقِیسُ.

مرنب؛ ج1، ص: 747

: قال الأَزهری فی ترجمة مرن: قرأْت فی كتاب اللیث، فی هذا الباب: المِرْنِبُ جُرَذٌ فی عِظَم الیَرْبُوع، قصیر الذَّنَب؛ قال أَبو منصور: هذا خطأٌ، و الصواب الفِرْنِبُ، بالفاءِ مكسورة، و هو الفأْر، و مَن قال مِرْنِبٌ، فقد صَحَّفَ.

میب؛ ج1، ص: 747

: المَیْبَةُ: شی‌ءٌ من الأَدویة، فارسیٌّ.

فصل النون؛ ج1، ص: 747

نبب؛ ج1، ص: 747

: نَبَّ التَّیْسُ یَنِبُّ نَبّاً و نَبِیباً و نُباباً، و نَبْنَبَ صاحَ عند الهِیَاجِ. و‌قال عمر لوفْدِ أَهلِ الكوفة، حین شَكَوْا سَعْداً: لِیُكَلِّمْنی بعضُكم، و لا تَنِبُّوا عندی نَبِیبَ التُّیوسِ‌أَی تَصیحوا. و نَبْنَبَ الرجلُ إِذا هَذَی عند الجماع. و‌فی حدیث الحدود: یَعْمِدُ أَحدُهم، إِذا غَزَا الناسُ، فیَنِبُّ كَنَبِیبِ التَّیْسِ؛ النَّبِیبُ: صَوْتُ التیس عند السِّفادِ. و‌فی حدیث عبد اللّه بن عُمر: أَنه أَتی الطائفَ، فإِذا هو یَرَی التُّیُوسَ تَلِبُّ أَو تَنِبُّ علی الغَنم.و نَبْنَبَ إِذا طَوَّلَ عَمَلَه و حَسَّنَه. و نَبَّ عَتُود فُلان إِذا تَكَبَّر؛ قال الفرزدق: و كُنَّا إِذا الجَبَّارُ نَبَّ عَتُودُه، ضَرَبْناهُ تحت الأُنْثَیَین علی الكَرْدِ اللیث: الأُنْبُوبُ و الأُنْبُوبة: ما بین العُقْدتین فی القصب و القَناةِ، و هی أُفْعُولة، و الجمع أُنْبُوبٌ و أَنابیبُ. ابن سیدة: أُنْبُوبُ القَصَبة و الرُّمْح: كعبُهما. و نَبَّبَتِ العِجْلَةُ، و هی بَقلَة مستطیلة مع الأَرض: صارت لها أَنابیبُ أَی كُعُوبٌ؛ و أُنْبُوبُ النبات، كذلك. و أَنابیبُ الرِّئَةِ: مخارجُ النَّفَس منها، علی التشبیه بذلك؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَصْهَبُ هدَّارٌ لكُلِّ أَرْكُبِ، بِغِیلَةٍ تَنْسَلُّ بَیْنَ الأَنْبُبِ یجوز أَن یَعْنِیَ بِالأَنْبُبِ أَنابیبَ الرِّئةِ، كأَنه حذف زوائد أُنبوب، فقال نَبٌّ؛ ثم كَسَّره علی أَنُبٍّ، ثم أَظْهر التضعیف، و كل ذلك للضرورة. و لو قال: بین الأُنْبُبِ، فضم الهمزة، لكان جائزاً و لَوَجَّهْناه علی أَنه أَراد الأُنْبُوبَ، فحذف، و لَساغ له أَن یقول: بین الأُنْبُبِ، و إِن كان بیْن یقتضی أَكثر من واحد، لأَنه أَراد الجنس، فكأَنه قال: بین الأَنابیب. و أُنْبُوبُ القَرْن: ما فوق العُقَدِ إِلی الطَّرف؛ و أَنشد: بسَلِبٍ أُنْبُوبُه مِدْرَی و الأُنْبُوبُ: السَّطر من الشجر. و أُنْبُوبُ الجَبل: طریقة فیه، هُذَلِیَّةٌ؛ قال مالك بن خالد الخُناعیّ «1»: فی رأْسِ شاهِقةٍ، أُنْبُوبُها خَصِرٌ، دونَ السَّماءِ لها فی الجَوِّ قُرناسُ الأُنْبُوبُ: طریقةٌ نادرةٌ فی الجَبَل. و خَصِرٌ: باردٌ. و قُرْناسٌ: أَنْفٌ مُحَدَّدٌ من الجَبَل. و یقال لأَشْرافِ الأَرض إِذا كانتْ رَقاقاً مُرْتفعةً. أَنابیبُ؛
(1). قوله [الخناعی] بالنون كما فی التكملة، و وقع فی شرح القاموس الخزاعی بالزای تقلیداً لبعض نسخ محرفة. و نسخة التكملة التی بأیدینا بلغت من الصحة الغایة و علیها خط مؤلفها و المجد و الشارح نفسه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 748
و قال العجاج یصف ورُودَ العَیْر الماءَ: بكُلِّ أُنْبُوبٍ له امْتِثالُ و قال ذو الرمة: إِذا احْتَفَّتِ الأَعْلامُ بالآلِ، و الْتَقَتْ أَنابیبُ تَنْبُو بالعُیونِ العَوارِفِ «1» أَی تُنْكِرُها عَینٌ كانَتْ تَعْرِفُها. الأَصمعی: یقال الْزَم الأُنْبُوبَ، و هو الطریقُ، و الزَم المَنْحَر، و هو القَصْدُ.

نتب؛ ج1، ص: 748

: الجوهری: نَتَبَ الشی‌ءُ نُتُوباً، مثل نَهَدَ؛ و قال: أَشْرَفَ ثَدْیاها علی التَّریبِ؛ لم یَعْدُوَا التَّفْلِیكَ فی النُّتُوبِ

نجب؛ ج1، ص: 748

: فی الحدیث: إِنَّ كلَّ نَبِیٍّ أُعْطِیَ سبعة نُجَباءَ رُفَقاءَ.ابن الأَثیر: النَّجیبُ الفاضلُ من كلِّ حیوانٍ؛ و قد نَجُبَ یَنْجُبُ نجابةً إِذا كان فاضلًا نَفیساً فی نوعه؛ و منه‌الحدیث: إِن اللّه یُحِبُّ التاجِرَ النَّجِیبَ‌أَی الفاضل الكَریم السَّخِیَّ. و منه‌حدیث ابن مسعود: الأَنعامُ من نَجائبِ القُزَانِ، أَو نواجِبِ القرآن‌أَی من أَفاضل سُوَره. فالنَّجائِبُ جمع نَجیبةٍ، تأْنیثُ النَّجِیبِ. و أَما النَّواجِبُ، فقال شَمِر: هی عِتاقُه، من قولهم: نَجَبْتُهُ إِذا قَشَرْتَ نَجَبَه، و هو لِحاؤُه و قِشْرُه، و تَرَكْتَ لُبابَه و خالصَه. ابن سیدة: النَّجِیبُ من الرجال الكریمُ الحَسِیبُ، و كذلك البعیرُ و الفرسُ إِذا كانا كریمین عَتِیقین، و الجمع أَنجاب و نُجَباءُ و نُجُبٌ. و رجل نَجِیبٌ أَی كریم، بَیِّنُ النَّجابة. و النُّجَبةُ، مثالُ الهُمَزة: النَّجِیبُ. یقال: هو نُجَبَةُ القَوم إِذا كان النَّجِیبَ منهم. و أَنْجَبَ الرجلُ أَی ولَدَ نَجِیباً؛ قال الشاعر: أَنْجَبَ أَزْمانَ والداهُ به، إِذ نَجَلاهُ، فنِعْمَ ما نَجَلا و النَّجیبُ من الإِبل، و الجمع النُّجُبُ و النَّجائبُ. و قد تكرر فی الحدیث ذِكْرُ النَّجِیبِ من الإِبل، مفرداً و مجموعاً، و هو القویُّ منها، الخفیف السریع، و ناقَةٌ نَجِیبٌ و نجیبةٌ. و قد نَجُبَ یَنْجُبُ نَجابةً، و أَنجَبَ، و أَنجَبَتِ المرأَةُ، فهی مُنْجِبةٌ، و مِنْجابٌ. وَلَدَتِ النُّجَبَاءَ؛ و نسوةٌ مَناجِیبُ، و كذلك الرجلُ. یقال: أَنجَبَ الرجلُ و المرأَةُ إِذا ولدا ولداً نَجِیباً أَی كَرِیماً. و امرأَة مِنْجابٌ. ذات أَولادٍ نجَباء. ابن الأَعرابی: أَنجَبَ الرجلُ جاءَ بولد نَجِیبٍ. و أَنجَبَ: جاءَ بولد جَبانٍ، قال: فمن جعله ذَمّاً، أَخَذَه من النَّجَب، و هو قِشْرُ الشجر. و النَّجابةُ: مَصْدَرُ النَّجِیبِ من الرِّجال، و هو الكریم ذو الحَسَب إِذا خَرَج خُروجَ أَبیه فی الكَرَم؛ و الفِعْلُ نَجُبَ یَنْجُبُ نَجابةً، و كذلك النَّجابةُ فی نجائبِ الإِبل، و هی عِتاقُها التی یُسابَقُ علیها. و المُنْتَجَبُ: المُختارُ من كل شی‌ءٍ؛ و قد انْتَجَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اسْتَخْلَصَه، و اصْطَفاه اخْتیاراً علی غیره. و المِنْجابُ: الضعیف، و جمعه مَناجیبُ؛ قال عُرْوة بنُ مُرَّة الهُذَلیُّ: بَعَثْتُه فی سَوادِ اللَّیلِ یَرْقُبُنی، إِذ آثر النَّومَ و الدِّفْ‌ءَ المَناجیبُ و یروی المَناخِیبُ، و هی كالمَناجیب، و هو مذكور
(1). قوله [و قال ذو الرمة إذا احتفت إلخ] و بعده كما فی التكملة: عسفت اللواتی تهلك الریح بینها كلالا و جنّان الهبلّ المسالف أی البلاد اللواتی. و جنان، بكسر أوله و تشدید ثانیه. و الهبل كهجف أی الشیاطین الضخام، و المسالف اسم فاعل الذی قد تقدم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 749
فی موضعه. و المِنْجابُ من السهام: ما بُرِیَ و أُصْلِحَ و لم یُرَشْ و لم یُنْصَلْ، قاله الأَصمعی. الجوهری: المِنْجابُ السَّهْمُ الذی لیس علیه ریش و لا نَصلٌ. و إِناءٌ مَنْجُوبٌ: واسعُ الجوف، و قیل: واسع القَعْر، و هو مذكور بالفاءِ أَیضاً؛ قال ابن سیدة: و هو الصواب؛ و قال غیره: یجوز أَن تكون الباء و الفاء تعاقبتا، و سیأْتی ذكره فی الفاءِ أَیضاً. و النَّجَبُ، بالتحریك: لِحَاءُ الشَّجَرِ؛ و قیل: قِشْرُ عروقها؛ و قیل: قِشرُ ما صَلُبَ منها. و لا یقال لِمَا لانَ من قُشُور الأَغصانِ نَجَبٌ، و لا یقال: قِشْرُ العُروق، و لكن یقالُ: نَجَبُ العُروق، و الواحدة نَجَبةٌ. و النَّجْبُ، بالتسكین: مصدر نَجَبْتُ الشجرة أَنْجُبُها و أَنجِبُها إِذا أَخذت قِشرَة ساقِها. ابن سیدة: و نَجَبه یَنْجُبُه، و یَنْجِبُه نَجْباً، و نجَّبه تَنْجِیباً، و انْتَجَبَه: أَخذه. و ذَهَبَ فلانٌ یَنتَجِبُ أَی یجْمَعُ النَّجَبَ. و‌فی حدیث أُبَیّ: المُؤْمنُ لا تُصیبُه ذَعْرة، و لا عَثْرة، و لا نَجْبةُ نملةٍ إِلَّا بذَنْبٍ؛ أَی قَرْصَةُ نملةٍ، مِن نَجَبَ العُودَ إِذا قَشَرَه؛ و النَّجَبَةُ، بالتحریك: القِشرَةُ. قال ابن الأَثیر: ذكره أَبو موسی هاهنا، و یروی بالخاءِ المعجمة، و سیأْتی ذكره؛ و أَما قوله: یا أَیُّها الزاعِمُ أَنی أَجْتَلِبْ، و أَننی غَیرَ عِضاهی أَنْتَجِبْ فمعناه أَننی أَجْتَلِبُ الشِّعْرَ من غَیری، فكأَنی إِنما آخُذُ القِشْرَ لأَدْبُغَ به من عِضاهٍ غیر عِضاهی. الأَزهری: النَّجَبُ قُشُورُ السِّدْر، یُصْبَغُ به، و هو أَحمر. و سِقاءٌ مَنْجوبٌ و نَجَبیٌّ: مدبوغ بالنَّجَب، و هی قُشور سُوق الطَّلْح، و قیل: هی لِحَاءُ الشَّجَر، و سِقاءٌ نَجَبیٌّ. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو مِسْحَل: سِقاءٌ مِنْجَبٌ مدبوغ بالنَّجَب. قال ابن سیدة: و هذا لیس بشی‌ءٍ، لأَن مِنْجَباً مِفْعَلٌ، و مِفْعَلٌ لا یُعَبَّرُ عنه بمفعول. و المَنجوبُ: الجلْدُ المدبوغ بقُشور سُوق الطَّلْح. و المَنْجُوبُ: القَدَحُ الواسِع. و مِنْجابٌ و نَجَبةُ: اسمان. و النَّجَبَةُ: موضعٌ بعینه، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فنحنُ فُرْسانٌ غَداةَ النَّجَبَهْ، یومَ یَشُدُّ الغَنَوِیُّ أُرَبَهْ، عَقْداً بعَشْرِ مائةٍ لَنْ تُتْعِبَهْ قال: أَسَرُوهم، ففَدَوْهُم بأَلْفِ ناقةٍ. و النَّجْبُ: اسم موضع؛ قال القَتَّالُ الكِلابیُّ «1»: عَفا النَّجْبُ بَعْدی فالعُرَیْشانِ فالبُتْرُ، فبُرْقُ نِعاجٍ من أُمَیْمَة فالحِجْرُ و یومُ ذی نَجَبٍ: یومٌ من أَیام العرب مشهور.

نحب؛ ج1، ص: 749

: النَّحْبُ و النَّحِیبُ: رَفْعُ الصَّوتِ بالبكاءِ، و فی المحكم: أَشدُّ البكاءِ. نحَبَ یَنْحِبُ بالكسر «2»، نحِیباً، و الانْتِحابُ مثله، و انتَحَبَ انتِحاباً. و‌فی حدیث ابن عمر لما نُعِیَ إِلیه حُجْرٌ: غَلَب علیه النَّحِیبُ؛ النَّحِیبُ: البكاءُ بصَوْتٍ طَویلٍ و مَدٍّ. و‌فی حدیث الأَسْوَدِ بن المُطَّلِبِ: هل أُحِلَّ النَّحْبُ؟أَی أُحِلَّ البُكاءُ. و‌فی حدیث مجاهدٍ: فنَحَبَ نَحْبَةً هاجَ ما ثَمَّ من البَقْل.و‌فی حدیث علیٍّ:
(1). قوله [قال القتال الكلابی] و بعده كما فی یاقوت: إلی صفرات الملح لیس بجوّها أنیس و لا ممن یحل بها شفر شفر كقفل أی أحد. یقال ما بها شفر و لا كتیع كرغیف و لا دبیج كسكین. (2). قوله [نَحَبَ یَنْحِبُ، بالكسر] أی من باب ضرب كما فی المصباح و المختار و الصحاح، و كذا ضبط فی المحكم. و قال فی القاموس النحب أشد البكاء و قد نَحَبَ كمَنَعَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 750
فهل دَفَعَتِ الأَقاربُ، و نَفَعَتِ النَّواحِبُ؟أَی البواكی، جمع ناحِبةٍ؛ و قال ابن مَحْكان: زَیَّافَةٌ لا تُضِیعُ الحَیَّ مَبْرَكَها، إِذا نَعَوها لراعی أَهْلِها انْتَحَبا و یُرْوَی: لما نَعَوْها …؛ ذكَر أَنه نَحَر ناقةً كریمةً علیه، قد عُرِفَ مَبرَكُها، كانت تُؤتی مراراً فتُحْلَبُ للضَّیْف و الصَّبیِّ. و النَّحْبُ: النَّذْرُ، تقول منه: نَحَبْتُ أَنْحُبُ، بالضم؛ قال: فإِنی، و الهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ، كذاتِ النَّحْبِ تُوفی بالنُّذورِ و قد نَحَبَ یَنْحُبُ؛ قال: یا عَمْرُو یا ابنَ الأَكْرَمینَ نسْبا، قد نَحَبَ المَجْدُ علیك نَحْبا أَراد نَسَباً، فخَفَّفَ لمكان نَحْبٍ أَی لا یُزایِلُك، فهو لا یَقْضی ذلك النَّذْرَ أَبَداً. و النَّحْبُ: الخطَرُ العظیم. و ناحَبَهُ علی الأَمر: خاطَرَه؛ قال جریر: بِطَخْفَة جالَدْنا المُلوكَ، و خَیْلُنا، عَشِیَّةَ بَسْطامٍ، جَرَینَ علی نَحْبِ أَی علی خَطَر عظیم. و یقال: علی نَذْرٍ. و النَّحْبُ: المُراهَنة و الفعل كالفعل «3». و النَّحْبُ: الهِمَّة. و النَّحْبُ: البُرْهانُ. و النَّحْبُ: الحاجة. و النَّحْبُ: السعال. الأَزهری عن أَبی زید: من أَمراض الإِبل النُّحابُ، و القُحابُ، و النُّحازُ، و كل هذا من السُّعال. و قد نَحَبَ البعیرُ یَنحِبُ نُحاباً إِذا أَخَذه السُّعال. أَبو عمرو: النَّحْبُ النَّومُ؛ و النَّحْبُ: صَوْتُ البكاءِ؛ و النَّحْبُ: الطُّولُ؛ و النَّحْبُ: السِّمَنُ؛ و النَّحْبُ: الشِّدَّة؛ و النَّحْبُ: القِمارُ، كلها بتسكین الحاءِ. و روی عن الرِّیاشیِّ: یومٌ نَحْبٌ أَی طویلٌ. و النَّحْبُ: الموتُ. و فی التنزیل العزیز: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضیٰ نَحْبَهُ؛ و قیل معناه: قُتِلوا فی سبیل اللّه، فأَدْرَكوا ما تَمَنَّوْا، فذلك قَضاءُ النَّحْب. و قال الزجاج و الفراء: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضیٰ نَحْبَهُ أَی أَجَلَه. و النَّحْبُ: المدَّةُ و الوقت. یقال قَضی فلانٌ نَحْبَه إِذا مات. و‌روی الأَزهری عن محمد بن إِسحاق فی قوله: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضیٰ نَحْبَهُ، قال: فَرَغَ من عَمَلِه، و رجع إِلی ربه؛ هذا لِمَنْ اسْتُشْهِدَ یومَ أُحُدٍ، وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ ما وَعَدَه اللّه تعالی مِن نَصْرِه، أَو الشهادة، علی ما مَضَی علیه أَصْحابُه؛ و‌قیل: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضیٰ نَحْبَهُ أَی قَضی نَذْره، كأَنه أَلْزَم نَفْسَه أَن یموتَ، فوَفَّی به. و یقال: تَناحَبَ القومُ إِذا تواعدوا للقتال أَیَّ وقتٍ، و فی غیر القتال أَیضاً. و‌فی الحدیث: طَلْحةُ ممن قَضیٰ نَحْبَهُ؛ النَّحْبُ: النَّذْرُ، كأَنه أَلزم نفسه أَن یَصْدُقَ الأَعْداءَ فی الحرْب، فوفَّی به و لم یَفْسَخْ؛ و قیل: هو من النَّحْبِ الموت، كأَنه یُلْزِمُ نفسه أَن یُقاتِلَ حتی یموتَ. و قال الزجاج: النَّحْبُ النَّفْسُ، عن أَبی عبیدة. و النَّحْبُ: السَّیرُ السریع، مثل النَّعْبِ. و سَیرٌ مُنَحِّبٌ: سریع، و كذلك الرجل. و نَحَّبَ القومُ تَنْحِیباً: جَدُّوا فی عَمَلهم؛ قال طُفَیْلٌ: یَزُرْنَ أَلالًا، ما یُنَحِّبْنَ غَیرَه، بكُلِّ مُلَبٍّ أَشْعَثِ الرَّأْسِ مُحْرِمِ و سارَ فلانٌ علی نَحْبٍ إِذا سار فأَجْهَدَ السَّیرَ، كَأَنه خاطَرَ علی شی‌ء، فَجَدَّ؛ قال الشاعر:
(3). قوله [و الفعل كالفعل] أی فعل النحب بمعنی المراهنة كفعل النحب بمعنی الخطر و النذر و فعلهما كنصر و قوله و النحب الهمة إلخ. هذه الأَربعة من باب ضرب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌1، ص: 751
ورَدَ القَطا منها بخَمْسٍ نَحْبِ أَی دَأَبَتْ. و التَّنْحِیبُ: شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ؛ قال ذو الرمة: و رُبَّ مَفازةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ، تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِیالا و القَذَفُ: البرِّیَّةُ التی تَقاذَفُ بسالكها. و تَغول: تُهْلِكُ. و سِرْنا إِلیها ثلاثَ لیالٍ مُنَحِّباتٍ أَی دائباتٍ. و نحَّبْنا سَیْرَنا: دَأَبناهُ؛ و یقال: سارَ سیراً مُنَحِّباً أَی قاصداً لا یُرید غیرَه، كأَنه جَعَلَ ذلك نَذراً علی نفسه لا یرید غیره؛ قال الكُمَیْت: یَخِدْنَ بنا عَرْضَ الفَلاةِ و طولَها، كما صارَ عن یُمْنی یَدَیه المُنَحِّبُ المُنَحِّبُ: الرجلُ؛ قال الأَزهری: یقول إِن لم أَبْلُغْ مَكانَ كذا و كذا، فلك یَمِینی. قال ابن سیدة فی هذا البیت: أَنشده ثعلب و فسره، فقال: هذا رَجُلٌ حَلَف إِن لم أَغْلِبْ قَطَعْتُ یدی، كأَنه ذهَبَ به إِلی معنی النَّذْرِ؛ قال: و عندی أَنّ هذا الرَّجُلَ جَرَتْ له الطَّیرُ مَیامینَ، فأَخَذ ذات الیمینِ عِلْماً منه أَن الخَیرَ فی تلك الناحیة. قال: و یجوز أَن یریدَ كما صارَ بیُمْنی یَدَیه أَی یَضْرِبُ یُمْنی یَدَیْه بالسَّوْط للناقة؛ التهذیب، و قال لبید: أَ لا تَسْأَلانِ المَرْءَ ما ذا یحاوِلُ: أَ نَحْبٌ فیُقْضَی أَمْ ضلالٌ و باطِلُ یقول: علیه نَذْرٌ فی طُول سَعْیه. و نَحَبَه السَّیرُ: أَجْهَدَه. و ناحَبَ الرجلَ: حاكمَه و فاخَرَه. و ناحَبْتُ الرجلَ إِلی فلانٍ، مثلُ حاكمْتُه. و‌فی حدیث طلحة بن عُبَیْدِ اللّه أَنه قال لابن عباس: هل لكَ أَن أُناحِبَكَ و تَرْفَعَ النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم؟قال أَبو عبید، قال الأَصمعی: ناحَبْتُ الرَّجلَ إِذا حاكمْتَه أَو قاضیتَه إِلی رجل. قال، و قال غیره: ناحَبْتُه، و نافَرْتُه مثلُه. قال أَبو منصور: أَراد طلحةُ هذا المعنی، كأَنه قال لابن عباس: أُنافِرك أَی أُفاخِرك و أُحاكمُكَ، فَتَعُدُّ فَضائِلَكَ و حَسَبَكَ، و أَعُدُّ فَضائلی؛ و لا تَذْكُرْ فی فضائلك النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و قُرْبَ قرابتك منه، فإِن هذا الفضلَ مُسَلَّم لك، فارْفَعْه من الرأْس، و أُنافرُكَ بما سواه؛ یعنی أَنه لا یَقْصُرُ عنه، فیما عدا ذلك من المَفاخر. و النُّحْبةُ: القُرْعة، و هو مِن ذلك لأَنها كالحاكمة فی الاسْتِهامِ. و منه‌الحدیث: لو عَلِم الناس ما فی الصفِّ الأَوَّل، لاقْتَتَلوا علیه، و ما تَقَدَّموا إِلَّا بِنُحْبَةٍ‌أَی بقُرْعةٍ. و المُناحَبَةُ: المُخاطَرَة و المراهَنة. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه، فی مُناحَبَةِ: الم غُلِبَتِ الرُّومُ؛ أَی مُراهَنَتِه لقُرَیْشٍ، بین الروم و الفُرْس.و منه‌حدیث الأَذان «1»: اسْتَهَموا علیه.قال: و أَصله من المُناحبَة، و هی المُحاكمة. قال: و یقال للقِمار: النَّحْب، لأَنه كالمُساهَمَة. التهذیب، أَبو سعید: التَّنْحِیبُ الإِكْبابُ علی الشی‌ءِ لا یفارقه، و یقال: نَحَّبَ فُلان علی أَمْره. قال: و قال أَعرابی أَصابته شَوكةٌ، فَنَحَّبَ علیها یَسْتَخْرِجُها أَی أَكَبَّ علیها؛ و كذلك هو فی كل شی‌ءٍ، و هو مُنَحِّبٌ فی كذا، و اللّه أَعلم.

نخب؛ ج1، ص: 751

: انْتَخَبَ الشی‌ءَ: اختارَه. و النُّخْبَةُ: ما اختاره، منه. و نُخْبةُ القَوم و نُخَبَتُهم:
(1). قوله [و منه حدیث الأَذان استهموا علیه إلخ] كذا بالأَصل و لا شاهد فیه إلا أن یكون سقط منه محل الشاهد فحرره و لم یذكر فی النهایة، و لا فی التهذیب و لا فی المحكم و لا فی غیرها مما بأیدینا من كتب اللغة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 752
خِیارُهم. قال الأَصمعی: یقال هم نُخَبة القوم، بضم النون و فتح الخاءِ. قال أَبو منصور و غیره: یقال نُخْبة، بإِسكان الخاءِ، و اللغة الجیدة ما اختاره الأَصمعی. و یقال: جاءَ فی نُخَبِ أَصحابه أَی فی خیارهم. و نَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه. و النَّخْبُ: النَّزْعُ. و الانْتِخابُ: الانتِزاع. و الانتخابُ: الاختیارُ و الانتقاءُ؛ و منه النُّخَبةُ، و هم الجماعة تُخْتارُ من الرجال، فتُنْتَزَعُ منهم. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، و قیل عُمَر: و خَرَجْنا فی النُّخْبةِ؛ النُّخْبة، بالضم: المُنْتَخَبُون من الناس، المُنْتَقَوْن. و‌فی حدیث ابن الأَكْوَع: انْتَخَبَ من القوم مائةَ رجل.و نُخْبةُ المَتاع: المختارُ یُنْتَزَعُ منه. و أَنْخَبَ الرجلُ: جاءَ بولد جَبان؛ و أَنْخَبَ: جاءَ بولد شجاع، فالأَوَّلُ من المَنْخُوب، و الثانی من النُّخْبة. اللیث: یقال انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهم نُخْبَةً، و انْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُمْ. و النَّخْبُ: الجُبْنُ و ضَعْفُ القلب. رجل نَخْبٌ، و نَخْبةٌ، و نَخِبٌ، و مُنْتَخَبٌ، و مَنْخُوبٌ، و نِخَبٌّ، و یَنْخُوبٌ، و نَخِیبٌ، و الجمع نُخَبٌ: جَبَانٌ كأَنه مُنْتَزَعُ الفُؤَادِ أَی لا فُؤَادَ له؛ و منه نَخَبَ الصَّقْرُ الصیدَ إِذا انْتَزَعَ قَلْبَه. و‌فی حدیث أَبی الدَّرْداءِ: بِئْسَ العَوْنُ علی الدِّین قَلْبٌ نَخِیبٌ، و بَطْنٌ رَغِیبٌ؛ النَّخِیبُ: الجبانُ الذی لا فُؤَادَ له، و قیل: هو الفاسدُ الفِعْل؛ و المَنْخُوبُ: الذاهبُ اللَّحْم المَهْزولُ؛ و قول أَبی خِراشٍ: بَعَثْتُه فی سَوادِ اللَّیْل یَرْقُبُنی، إِذْ آثَرَ، الدِّفْ‌ءَ و النَّوْمَ، المناخیبُ قیل: أَراد الضِّعافَ من الرجال الذین لا خَیْرَ عندهم، واحدُهم مِنْخابٌ؛ و رُوی المَناجِیبُ، و هو مذكور فی موضعه. و یقال للمَنْخوب: النِّخَبُّ، النون مكسورة، و الخاء منصوبة، و الباء شدیدة، و الجمع المَنْخُوبُونَ. قال: و قد یقال فی الشعر علی مَفاعِلَ: مَناخبُ. قال أَبو بكر: یقال للجَبانِ نُخْبَةٌ، و للجُبَناءِ نُخَباتٌ؛ قال جریر یهجو الفرزدق: أَ لم أَخْصِ الفَرَزْدَقَ، قد عَلِمْتُمْ، فأَمْسَی لا یَكِشُّ مع القُرُوم؟ لَهُمْ مَرٌّ، و للنُّخَباتِ مَرٌّ، فقَدْ رَجَعُوا بغیر شَظًی سَلِیم و كَلَّمْتُه فَنَخَبَ علیّ إِذا كَلَّ عن جَوابك. الجوهری: و النَّخْبُ البِضاع؛ قال ابن سیدة: النَّخْبُ: ضَرْبٌ من المُباضَعةِ، قال: و عَمَّ به بعضُهم. نَخَبَها الناخِبُ یَنْخُبها و یَنْخَبُها نَخْباً، و اسْتَنْخَبَتْ هی: طَلَبَتْ أَن تُنْخَبَ؛ قال: إِذا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخُبْها، و لا تُرَجِّیها، و لا تَهَبْها و النَّخْبةُ: خَوْقُ الثَّفْر، و النَّخْبَةُ: الاسْتُ؛ قال: و اخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْح نَخْبةَ عامِرٍ، فَنَجا بها، و أَقَصَّها القَتْلُ و قال جریر: و هَلْ أَنْتَ إِلّا نَخْبةٌ من مُجاشِعٍ؟ تُری لِحْیَةً من غَیْرِ دِینٍ، و لا عَقْل و قال الراجز: إِنَّ أَباكِ كانَ عَبْداً جازِرا، و یَأْكُلُ النَّخْبَةَ و المَشافِرا «1»
(1). قوله [و قال الراجز إن أباك إلخ] عبارة التكملة و قالت امرأة لضرتها إن أباك إلخ و فیها أیضاً النخبة، بالضم، الشربة العظیمة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 753
و الیَنْخُوبةُ: أَیضاً الاسْتُ «1»؛ قال جریر: إِذا طَرَقَتْ یَنْخُوبةٌ من مُجاشعٍ و المَنْخَبةُ: اسم أُمّ سُوَیْدٍ «2». و النِّخابُ: جِلْدَةُ الفُؤَاد؛ قال: و أُمُّكُمْ سارِقَةُ الحِجابِ، آكِلَةُ الخُصْیَیْنِ و النِّخاب و‌فی الحدیث: ما أَصابَ المؤْمنَ من مكروه، فهو كَفَّارة لخطایاه، حتی نُخْبةِ النَّملةِ؛ النُّخْبةُ: العَضَّةُ و القَرْصة. یقال نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ. و النَّخْبُ: خَرْقُ الجِلْدِ؛ و منه‌حدیث أُبَیّ: لا تُصِیبُ المؤمنَ مُصیبةٌ ذَعْرَةٌ، و لا عَثْرَةُ قَدَمٍ، و لا اخْتِلاجُ عِرْقٍ، و لا نُخْبَةُ نملة، إِلا بذَنبٍ، و ما یَعْفُو اللّهُ أَكثرُ؛ قال ابن الأَثیر: ذكره الزمخشری مرفوعاً، و رواه بالخاءِ و الجیم؛ قال: و كذلك ذكره أَبو موسی بهما، و قد تقدم. و‌فی حدیث الزبیر: أَقْبَلْتُ مع رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، من لِیَّةَ، فاستقبلَ نَخِباً ببصره؛ هو اسم موضع هناك. و نَخِبٌ: وادٍ بأَرض هُذَیْل؛ قال أَبو ذؤَیب «3»: لَعَمْرُك، ما خَنْساءُ تَنْسَأُ شادِناً، یَعِنُّ لها بالجِزْع من نَخِبِ النَّجلِ أَراد: من نَجْلِ نَخِبٍ، فقَلَبَ؛ لأَنَّ النَّجْلَ الذی هو الماء فی بُطون الأَوْدیة جِنْسٌ، و من المُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلی الأَجْناس، و اللّه أَعلم.

نخرب؛ ج1، ص: 753

: النَّخارِبُ: خُرُوقٌ كبُیوتِ الزنابیر، واحدُها نُخْرُوبٌ. و النَّخاریبُ أَیضاً: الثُّقَبُ التی فیها الزنابیر؛ و قیل: هی الثُّقَبُ المُهَیَّأَةُ من الشَّمَعِ، و هی التی تَمُجُّ النَّحْلُ العسلَ فیها؛ تقول: إِنه لأَضْیَقُ من النُّخْرُوبِ؛ و كذلك الثَّقْبُ فی كل شی‌ءٍ نُخْروبٌ. و نَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبها؛ و جعله ابن جنی ثلاثیّاً مِنَ الخَرابِ. و النُّخْرُوبُ: واحد النَّخاریبِ، و هی شُقُوقُ الحجَرِ. و شَجَرَةٌ مُنَخْربَة إِذا بَلِیَتْ و صارت فیها نَخاریبُ.

ندب؛ ج1، ص: 753

: النَّدَبَةُ: أَثَرُ الجُرْح إِذا لم یَرْتَفِعْ عن الجلد، و الجمع نَدَبٌ، و أَنْدابٌ و نُدُوبٌ: كلاهما جمع الجمع؛ و قیل: النَّدَبُ واحد، و الجمع أَنْدابٌ و نُدُوبٌ، و منه‌قول عمر، رضی اللّه عنه: إِیاكم و رَضاعَ السَّوْءِ، فإِنه لا بُدَّ من أَن یَنْتَدِبَ‌أَی یَظْهَرَ یوماً ما؛ و قال الفرزدق: و مُكَبَّلٍ، تَرَك الحَدیدُ بساقِه نَدَباً من الرَّسَفانِ فی الأَحجالِ و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: و إِنَّ بالحَجَر نَدَباً سِتَّةً أَو سبعةً مِن ضربه إِیاه؛ فَشَبَّه أَثر الضرب فی الحَجر بأَثر الجَرْح. و‌فی حدیث مُجاهد: أَنه قرأَ سِیمٰاهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ؛ فقال: لیس بالنَّدَب، و لكنه صُفْرَةُ الوَجْهِ و الخُشُوعُ؛ و استعاره بعضُ الشعراء للعِرْضِ، فقال: نُبِّئْتُ قافیةً قِیلَتْ، تَناشَدَها قومٌ سأَتْرُكُ، فی أَعْراضِهِم، نَدَبا أَی أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ، فیُغادِرُ فیها ذلك الجَرْحُ نَدَباً.
(1). قوله [و الینخوبة أیضاً الاست] و بغیر هاء موضع؛ قال الأَعشی: یا رخماً قاظ علی ینخوب (2). قوله [و المنخبة اسم أم سوید] هی كنیة الاست. (3). قوله [قال أبو ذؤیب] أی یصف ظبیة و ولدها، كما فی یاقوت و رواه لعمرك ما عیساء بعین مهملة فمثناة تحتیة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 754
و نَدِبَ جُرْحُه نَدَباً، و أَنْدَبَ: صَلُبَتْ نَدَبَتُه. و جُرْحٌ نَدیبٌ: مَنْدُوبٌ. و جُرْحٌ نَدیبٌ أَی ذو ندَبٍ؛ و قال ابن أُم حَزْنَةَ یَصِفُ طَعْنة: فإِن قَتَلَتْه، فلَم آلهُ، و إِنْ یَنْجُ منها، فَجُرْحٌ نَدیبْ و نَدِبَ ظَهْرُه نَدَباً و نُدوبةً، فهو نَدِبٌ: صارت فیه نُدُوبٌ. و أَنْدَبَ بظَهْره و فی ظَهْره: غادرَ فیه نُدوباً. و نَدَبَ المیتَ أَی بكی علیه، و عَدَّدَ مَحاسِنَه، یَنْدُبه نَدْباً؛ و الاسم النُّدْبةُ، بالضم. ابن سیدة: و نَدَبَ المیت بعد موته من غیر أَن یُقَیِّد ببكاء، و هو من النَّدَب للجراح، لأَنه احْتِراقٌ و لَذْعٌ من الحُزْن. و النَّدْبُ: أَن تَدْعُوَ النادِبةُ المیتَ بحُسْنِ الثناءِ فی قولها: وا فُلاناهْ وا هَناه و اسم ذلك الفعل: النُّدْبةُ، و هو من أَبواب النحو؛ كلُّ شی‌ءٍ فی نِدائه وا فهو من باب النُّدْبة. و‌فی الحدیث: كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ، إِلَّا نادِبةَ سَعْدٍ؛ هو من ذلك، و أَن تَذْكُرَ النائحةُ المیتَ بأَحسن أَوصافه و أَفعاله. و رجل نَدْبٌ: خَفِیفٌ فی الحاجة، سریعٌ، ظَریف، نَجِیبٌ؛ و كذلك الفرس، و الجمع نُدوبٌ و نُدَباءُ، توهموا فیه فَعِیلًا، فكسَّروه علی فُعَلاء، و نظیره سَمْحٌ و سُمَحاء؛ و قد نَدُبَ نَدابةً، و فرس نَدْبٌ. اللیث: النَّدْبُ الفرسُ الماضی، نقیض البَلیدِ. و النَّدْبُ: أَن یَنْدُبَ إِنسانٌ قوماً إِلی أَمر، أَو حَرْبٍ، أَو مَعُونةٍ أَی یَدْعُوهم إِلیه، فیَنْتَدِبُون له أَی یُجِیبونَ و یُسارِعُون. و نَدَبَ القومَ إِلی الأَمْر یَنْدُبهم نَدْباً. دعاهم و حَثَّهم. و انْتَدَبُوا إِلیه: أَسْرَعُوا؛ و انْتَدَبَ القومُ من ذوات أَنفسهم أَیضاً، دون أَن یُنْدَبُوا له. الجوهری: ندَبَه للأَمْر فانْتَدَبَ له أَی دَعاه له فأَجاب. و‌فی الحدیث: انْتَدَبَ اللّهُ لمن یَخْرُجُ فی سبیله‌أَی أَجابه إِلی غُفْرانه. یقال: نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَی بَعَثْتُه و دَعَوْتُه فأَجاب. و تقول: رَمَیْنا نَدَباً أَی رَشْقاً؛ و ارْتَمَی نَدَباً أَو نَدَبَیْنِ أَی وَجْهاً أَو وَجْهَیْنِ. و نَدَبُنا یومُ كذا أَی یومُ انْتِدابِنا للرَّمْی. و تكلَّم فانْتَدَبَ له فلانٌ أَی عارَضَه. و النَّدَبُ: الخَطَرُ. و أَنْدَبَ نَفْسَه و بنفسه: خاطَر بهما؛ قال عُرْوة بنُ الوَرْد: أَ یَهْلِكُ مُعْتَمٌّ و زَیْدٌ، و لم أَقُمْ علی نَدَبٍ، یوماً، و لی نَفْسُ مُخْطِر مُعْتَمٌّ و زیدٌ: بَطْنانِ من بُطُونِ العرب، و هما جَدَّاه «1». و قال ابن الأَعرابی: السَّبَقُ، و الخَطَرُ، و النَّدَبُ، و القَرَعُ، و الوَجْبُ: كُلُّه الذی یُوضَعُ فی النِّضال و الرِّهانِ، فمن سَبَقَ أَخذه؛ یقال فیه كُلِّه: فَعَّلَ مُشَدَّداً إِذا أَخذه. أَبو عمرو: خُذْ ما اسْتَبَضَّ، و اسْتَضَبَّ، و انْتَدَمَ، و انْتَدَبَ، و دَمَع، و دَمَغ، و أَوْهَفَ، و أَزْهَفَ، و تَسَنَّی، و فَصَّ و إِن كان یسیراً. و النَّدَبُ: قبیلة. و نَدْبةُ، بالفتح: اسم أُم خُفافِ بن نَدْبةَ السُّلَمِیّ، و كانت سَوْداءَ حَبَشِیَّةً.و مَنْدُوبٌ: فرس أَبی طلحة زید بن سَهْل، رَكِبَه سیدُنا رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فقال فیه: إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً.و‌فی الحدیث: كان له فرس یقال له المَنْدُوبُ‌أَی المطلوب، و هو من النَّدَبِ،
(1). قوله [و هما جداه] مثله فی الصحاح و قال الصاغانی هو غلط و ذلك أن زیداً جدّه و معتم لیس من أجداده و ساق نسبهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 755
و هو الرَّهْنُ الذی یُجْعَل فی السِّباقِ؛ و قیل سمی به لِنَدَبٍ كان فی جِسْمه، و هی أَثَرُ الجُرْح.

نرب؛ ج1، ص: 755

: النَّیْرَبُ: الشَّرُّ و النمیمة؛ قال الشاعرُ عَدِیُّ بن خُزاعِیٍّ: و لَسْتُ بذی نَیْرَبٍ فی الصَّدیقِ، و مَنَّاعَ خَیْرٍ، و سَبَّابَها و الهاء للعشیرة؛ قال ابن بری و صواب إِنشاده: و لستُ بذی نَیْرَبٍ فی الكَلامِ، و مَنَّاعَ قَوْمِی، و سَبَّابَها و لا مَنْ إِذا كانَ فی مَعْشَرٍ، أَضاعَ العَشِیرةَ، و اغْتابَها و لكِنْ أُطاوِعُ ساداتِها، و لا أُعْلِمُ الناسَ أَلْقابَها و نَیْرَبَ الرجلُ: سَعَی و نَمَّ. و نَیْرَبَ الكلامَ: خَلَطه. و نَیْرَبَ، فهو یُنَیْرِبُ: و هو خَلْطُ القَوْل، كما تُنَیْربُ الریحُ الترابَ علی الأَرض فَتَنْسُجُه؛ و أَنشد: إِذا النَّیْرَبُ الثَّرثارُ قال فأَهْجَرا و لا تُطْرَح الیاء منه، لأَنها جُعِلَتْ فصلًا بین الراءِ و النون. و النَّیْرَبُ: الرجلُ الجَلِیدُ. و رجلٌ نَیْرَبٌ و ذو نَیْرَب أَی ذو شَرٍّ و نمیمة، و مَرَةٌ نَیرَبةٌ. أَبو عمرو: المَیربةُ النَّمیمة.

نزب؛ ج1، ص: 755

: النَّزیبُ: صوتُ تَیْسِ الظباءِ عند السِّفاد. و نَزَبَ الظَّبْیُ یَنْزِبُ، بالكسر، فی المستقبل، نَزْباً و نَزیباً و نُزاباً إِذا صَوَّت، و هو صوتُ الذكر منها خاصة. و النَّیْزَبُ: ذكر الظباءِ و البَقَر عن الهَجَرِیّ؛ و أَنشد: و ظَبْیةٍ للوَحْشِ كالمُغاضِبِ، فی دَوْلَجٍ ناءٍ عن النَّیازِبِ و النَّزَبُ: اللَّقَبُ، مثل النَّبَزِ.

نسب؛ ج1، ص: 755

: النَّسَبُ: نَسَبُ القَراباتِ، و هو واحدُ الأَنْسابِ. ابن سیدة: النِّسْبةُ و النُّسْبَةُ و النَّسَبُ: القَرابةُ؛ و قیل: هو فی الآباء خاصَّةً؛ و قیل: النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ؛ و النُّسْبَةُ: الاسمُ. التهذیب: النَّسَبُ یكون بالآباءِ، و یكونُ إِلی البلاد، و یكون فی الصِّناعة، و قد اضْطُرَّ الشاعر فأَسكن السین؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یا عَمْرُو، یا ابنَ الأَكْرَمِینَ نَسْبا، قَدْ نَحَبَ المَجْدُ علیك نَحْبا النَّحْبُ هنا: النَّذْرُ، و المُراهَنة، و المُخاطَرة أَی لا یُزایلُك، فهو لا یَقْضِی ذلك النَّذْرَ أَبداً؛ و جمع النَّسَب أَنْسابٌ. و انْتَسَبَ و اسْتَنْسَبَ: ذَكَرَ نَسَبه. أَبو زید: یقال للرجل إِذا سُئِلَ عن نَسَبه: اسْتَنْسِبْ لنا أَی انْتَسِبْ لنا حتی نَعْرفَك. و نَسَبَه یَنْسُبُه و یَنْسِبُهُ «2» نَسَباً: عَزاه. و نَسَبه: سَأَله أَن یَنْتَسِبَ. و نَسَبْتُ فُلاناً إِلی أَبیه أَنْسُبه و أَنْسِبُهُ نَسْباً إِذا رَفَعْتَ فی نَسَبه إِلی جَدِّه الأَكبر. الجوهری: نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه، بالضم، نِسْبةً و نَسْباً إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه، و انْتَسَبَ إِلی أَبیه أَی اعْتَزَی. و‌فی الخبر: أَنَّها نَسَبَتْنا، فانْتَسَبْنا لها،
(2). قوله [و نسبه ینسبه] بضم عین المضارع و كسرها و المصدر النسب و النسب كالضرب و الطلب كما یستفاد الأَوّل من الصحاح و المختار و الثانی من المصباح و اقتصر علیه المجد و لعله أهمل الأَول لشهرته و اتكالًا علی القیاس، هذا فی نسب القرابات و أما فی نسیب الشعر فسیأتی أن مصدره النسب محركة و النسیب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 756
رواه ابن الأَعرابی: و ناسَبَه: شَرِكَه فی نَسَبِه. و النَّسِیبُ: المُناسِبُ، و الجمع نُسَباءُ و أَنْسِباءُ؛ و فلانٌ یناسِبُ فلاناً، فهو نَسِیبه أَی قَریبه. و تَنَسَّبَ أَی ادَّعَی أَنه نَسِیبُكَ. و فی المثل: القَریبُ مَن تَقَرَّبَ، لا مَنْ تَنَسَّبَ. و رجل نَسِیبٌ مَنْسُوب: ذو حَسَبٍ و نَسَبٍ. و یقال: فلانٌ نَسِیبی، و هم أَنْسِبائی. و النَّسَّابُ: العالم بالنَّسَب، و جمعه نَسَّابونَ؛ و هو النَّسَّابةُ؛ أَدخَلوا الهاءَ للمبالغة و المدح، و لم تُلْحَقْ لتأْنیثِ الموصوف بما هی فیه، و إِنما لَحِقَتْ لإِعْلام السامع أَن هذا الموصوفَ بما هی فیه قد بَلَغَ الغایةَ و النهایة، فجَعَل تأْنیثَ الصفة أَمارة لِما أُرید من تأْنیث الغایةِ و المبالغةِ، و هذا القولُ مُسْتَقْصًی فی عَلَّامة؛ و تقول: عندی ثلاثةُ نَسَّاباتٍ و عَلَّاماتٍ، تُرید ثلاثةَ رجالٍ، ثم جئتَ بنَسَّاباتٍ نَعْتاً لهم. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: و كان رجلًا نَسَّابةً؛ النَّسَّابةُ: البلیغ العالم بالأَنسابِ. و تقول: لیس بینهما مُناسَبة أَی مُشاكَلةٌ. و نَسَبَ بالنساءِ، یَنْسُبُ، و یَنْسِبُ نَسَباً و نَسِیباً، و مَنْسِبة: شَبَّبَ «1» بهنّ فی الشعْر و تَغزَّل، و هذا الشِّعْر أَنْسَبُ من هذا أَی أَرَقُّ نَسِیباً، و كأَنهم قد قالوا: نَسیبٌ ناسِبٌ، علی المبالغة، فبُنی هذا منه. و قال شمر: النَّسِیبُ رَقیقُ الشِّعْر فی النساءِ؛ و أَنشد: هَلْ فی التَّعَلُّلِ من أَسْماءَ مَن حُوبِ، أَم فی القَریضِ و إِهْداءِ المَناسِیبِ؟ و أَنْسَبَتِ الریحُ: اشْتَدَّتْ، و اسْتافَتِ التُّرابَ و الحَصی. و النَّیْسَبُ و النَّیْسَبانُ: الطریقُ المستقیم الواضحُ؛ و قیل: هو الطریقُ المُسْتَدِقُّ، كطَریق النَّمْل و الحَیَّةِ، و طریقِ حُمُر الوَحْش إِلی مَواردها؛ و أَنشد الفرّاء لدُكَینٍ: عَیْناً، تَری الناسَ إِلیه نَیْسَبا، من صادرٍ أَو وارِدٍ، أَیْدی سَبَا قال، و بعضهم یقول: نَیْسَم، بالمیم، و هی لغة. الجوهری: النَّیْسَبُ الذی تراه كالطَّریق من النمل نفسها، و هو فَیْعَلٌ؛ و قال دُكَیْنُ بنُ رَجاء الفُقَیْمیُّ: عَیْناً تری الناسَ إِلیها نَیْسَبا قال ابن بری و الذی فی رَجزه: مُلْكاً، تَرَی الناسَ إِلیه نَیْسَبا، من داخِلٍ و خارجٍ، أَیْدی سَبَا «2» و یروی من صادر أَو وارد. و قیل: النَّیْسَبُ ما وُجِدَ من أَثر الطریق. ابن سیدة: و النَّیْسَبُ طریقُ النمل إِذا جاءَ منها واحدٌ فی إِثرِ آخر. و فی النوادر: نَیْسَبَ فلانٌ بین فلانٍ و فلانٍ نَیْسَبةً إِذا أَدْبَرَ و أَقْبَلَ بینهما بالنمیمة و غیرها. و نُسَیْبٌ: اسم رجل عن ابن الأَعرابی وحده.

نشب؛ ج1، ص: 756

: نَشِبَ الشی‌ءُ فی الشی‌ءِ، بالكسر، نَشَباً و نُشوباً و نُشْبةً: لم یَنْفُذْ؛ و أَنْشَبَه و نَشَبَه؛ قال: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا فی صُدُورِهِم، و بِیضاً تَقِیضُ البَیْضَ من حیثُ طائرُهْ
(1). قوله [و منسبة شبب إلخ] عبارة التكملة المنسب و المنسبة (بكسر السین فیهما بضبطه) النسیب فی الشعر. و شعر منسوب فیه نسیب و الجمع المناسیب. (2). قوله [و قال ابن بری إلخ] و عبارة التكملة و الروایة ملكاً إلخ أی أعطه ملكاً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 757
و أَنْشَبَ البازی مَخالِبَه فی الأَخیذَة. و نَشِبَ فلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ إِذا وَقَعَ فیما لا مَخْلَص منه؛ و أَنشد: و إِذا المَنِیَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، أَلْفَیْتَ كلَّ تَمیمةٍ لا تَنْفَعُ و نَشَّبَ فی الشی‌ءِ، كنَشَّمَ؛ حكاهما اللحیانی، بعد أَن ضَعَّفَهما. قال ابن الأَعرابی قال الحرث بن بَدْرٍ الغُدانیُّ: كنتُ مَرَّةً نُشْبَةً، و أَنا الیوم عُقْبَةٌ أَی كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَی عَلِقْتُ بإِنسان لَقِیَ منی شرّاً، فقد أَعْقَبْتُ الیومَ، و رَجَعْتُ. و المِنْشَبُ، و الجمعُ المَناشِبُ: بُسْرُ الخَشْوِ. قال ابن الأَعرابی: المِنْشَبُ الخَشْوُ؛ یقال: أَتَوْنا بخَشْوٍ مِنْشَبٍ یأْخُذُ بالحَلْق. اللیث: نَشِبَ الشی‌ءُ فی الشی‌ءِ نَشَباً، كما یَنْشَبُ الصَّیْدُ فی الحِبالة. الجوهری: نَشِبَ الشی‌ءُ فی الشی‌ءِ، بالكسر، نُشوباً أَی عَلِقَ فیه؛ و أَنْشَبْتُه أَنا فیه أَی أَعْلَقْتُه، فانْتَشَب؛ و أَنْشَبَ الصائدُ: أَعْلَقَ. و یقال: نَشِبَت الحربُ بینهم؛ و قد ناشَبه الحرْبَ أَی نابَذَه. و‌فی حدیث العباس، یوم حُنَیْنٍ: حتی تَناشَبُوا حَولَ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی تَضامُّوا، و نَشِبَ بعضُهم فی بعض أَی دَخَلَ و تَعَلَّقَ. یقال: نَشِبَ فی الشی‌ءِ إِذا وَقَعَ فیما لا مَخْلَص له منه. و لم یَنْشَبْ أَنْ فَعَل كذا أَی لم یَلْبَثْ؛ و حقیقتُه لم یَتَعَلَّقْ بشی‌ءٍ غیره، و لا اشتغل بسواه. و‌فی حدیث عائشةَ و زینبَ: لم أَنْشَبْ أَن أَثْخَنْتُ علیها.و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: أَنَّ الناسَ نَشِبُوا فی قتل عثمان‌أَی عَلِقُوا. یقال: نَشِبَتِ الحرْبُ بینهم نُشُوباً: اشْتَبَكَتْ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال لشُرَیح: اشتریتُ سِمْسِماً، فنَشِبَ فیه رجلٌ، یعنی اشتراه؛ فقال شُرَیْحٌ: هو للأَوَّل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و تِلْكَ بَنُو عَدِیٍّ قد تَأَلَّوْا، فیا عَجَبا لناشبةِ المَحالِ «1» فسره فقال: ناشِبةُ المَحالِ البَكْرَةُ التی لا تجْری «2» أَی امْتَنَعُوا منا، فلم یُعِینُونا؛ شَبَّهَهُم فی امتِناعِهِم علیه، بامتِناعِ البَكْرَة من الجَرْی. و النُّشَّابُ: النَّبْلُ، واحدتُه نُشَّابة. و الناشِبُ: ذو النُّشَّاب، و منه سمی الرجل ناشِباً. و الناشِبةُ: قومٌ یَرْمونَ بالنُّشَّابِ. و النُّشَّابُ: السِّهامُ. و قوم نَشَّابة: یَرْمُونَ بالنُّشَّابِ، كل ذلك علی النَّسَب لأَنه لا فعل له، و النَّشَّابُ مُتَّخِذُه. و النُّشَبةُ من الرجال: الذی إِذا نَشِبَ بشی‌ءٍ، لم یَكَدْ یُفارِقُه. و النَّشَبُ و المَنْشَبةُ: المالُ الأَصیلُ من الناطقِ و الصامت. أَبو عبید: و من أَسماءِ المال عندهم، النَّشَبُ و النَّشَبَةُ؛ یقال: فلانٌ ذو نَشَبٍ، و فلانٌ ما له نَشَبٌ. و النَّشَبُ: المالُ و العَقارُ. و أَنْشَبَتِ الریحُ: اشْتَدَّتْ و سافتِ الترابَ. و انْتَشَبَ فلانٌ طعاماً أَی جَمَعَه، و اتَّخذ منه نُشَباً. و انْتَشَبَ حَطَباً: جَمَعَه؛ قال الكمیت: و أَنْفَدَ النملُ بالصَّرائم ما جَمَّعَ، و الحاطِبون ما انتَشَبوا و نُشْبَةُ: من أَسماءِ الذِّئْب. و نُشْبة، بالضم: اسم رجل، و هو نُشْبة بنُ غَیْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوف بنِ سعدِ بنِ ذِبْیانَ، و اللّه أَعلم.
(1). قوله [قد تألوا إلخ] كذا بالأَصل و نقله عنه شارح القاموس و الذی فی التهذیب قد تولوا. (2). قوله [البكرة التی لا تجری] قال شارح القاموس و منه یعلم ما فی كلام المجد من الإطلاق فی محل التقیید.
لسان العرب، ج‌1، ص: 758‌

نصب؛ ج1، ص: 758

: النَّصَبُ: الإِعْیاءُ من العَناءِ. و الفعلُ نَصِبَ الرجلُ، بالكسر، نَصَباً: أَعْیا و تَعِبَ؛ و أَنْصَبه هو، و أَنْصَبَنی هذا الأَمْرُ. و هَمٌّ ناصِبٌ مُنْصِبٌ: ذو نَصَبٍ، مثل تامِرٍ و لابِنٍ، و هو فاعلٌ بمعنی مفعول، لأَنه یُنْصَبُ فیه و یُتْعَبُ. و‌فی الحدیث: فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّی، یُنْصِبُنی ما أَنْصَبَها‌أَی یُتْعِبُنی ما أَتْعَبَها. و النَّصَبُ: التَّعَبُ؛ قال النابغة: كِلینی لهَمٍّ، یا أُمَیْمَةَ، ناصِبِ قال: ناصِب، بمعنی مَنْصُوب؛ و قال الأَصمعی: ناصِب ذی نَصَبٍ، مثلُ لَیْلٌ نائمٌ ذو نومٍ یُنامُ فیه، و رجل دارِعٌ ذو دِرْعٍ؛ و یقال: نَصَبٌ ناصِبٌ، مثل مَوْتٌ مائِت، و شعرٌ شاعر؛ و قال سیبویه: هَمٌّ ناصبٌ، هو علی النَّسَب. و حكی أَبو علی فی التَّذْكرة: نَصَبه الهَمُّ؛ فناصِبٌ إِذاً علی الفِعْل. قال الجوهری: ناصِبٌ فاعل بمعنی مفعول فیه، لأَنه یُنْصَبُ فیه و یُتْعَبُ، كقولهم: لَیْلٌ نائمٌ أَی یُنامُ فیه، و یوم عاصِفٌ أَی تَعْصِفُ فیه الریح. قال ابن بری: و قد قیل غیر هذا القول، و هو الصحیح، و هو أَن یكون ناصِبٌ بمعنی مُنْصِبٍ، مثل مكان باقلٌ بمعنی مُبْقِل، و علیه قول النابغة؛ و قال أَبو طالب: أَلا مَنْ لِهَمٍّ، آخِرَ اللَّیْلِ، مُنْصِبِ قال: فناصِبٌ، علی هذا، و مُنْصِب بمعنًی. قال: و أَما قوله ناصِبٌ بمعنی مَنْصوب أَی مفعول فیه، فلیس بشی‌ءٍ. و فی التنزیل العزیز: فَإِذٰا فَرَغْتَ فَانْصَبْ؛قال قتادة: فَإِذٰا فَرَغْتَ من صَلاتِكَ، فَانْصَبْ فی الدُّعاءِ؛ قال الأَزهری: هو من نَصِبَ یَنْصَبُ نَصَباً إِذا تَعِبَ؛ و‌قیل: إِذا فرغت من الفریضة، فَانْصَبْ فی النافلة.و یقال: نَصِبَ الرجلُ، فهو ناصِبٌ و نَصِبٌ؛ و نَصَبَ لهُمُ الهَمُّ، و أَنْصَبَه الهَمُّ؛ و عَیْشٌ ناصِبٌ: فیه كَدٌّ و جَهْدٌ؛ و به فسر الأَصمعی قول أَبی ذؤیب: و غَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بعیشٍ ناصِبٍ، و إِخالُ أَنی لاحِقٌ مُسْتَتْبِعُ قال ابن سیدة: فأَما قول الأُمَوِیِّ إِن معنی ناصِبٍ تَرَكَنی مُتَنَصِّباً، فلیس بشی‌ءٍ؛ و عَیْشٌ ذو مَنْصَبةٍ كذلك. و نَصِبَ الرجلُ: جَدَّ؛ و روی بیتُ ذی الرمة: إِذا ما رَكْبُها نَصِبُوا و نَصَبُوا. و قال أَبو عمرو فی قوله ناصِب: نَصَب نَحْوی أَی جَدَّ. قال اللیث: النَّصْبُ نَصْبُ الدَّاءِ؛ یقال: أَصابه نَصْبٌ من الدَّاءِ. و النَّصْبُ و النُّصْبُ و النُّصُبُ: الداءُ و البَلاءُ و الشرُّ. و فی التنزیل العزیز: مَسَّنِیَ الشَّیْطٰانُ بِنُصْبٍ وَ عَذٰابٍ. و النَّصِبُ: المریضُ الوَجِعُ؛ و قد نَصَبه المرض و أَنْصَبه. و النَّصْبُ: وَضْعُ الشی‌ءِ و رَفْعُه، نَصَبه یَنْصِبُه نَصْباً، و نَصَّبَه فانْتَصَبَ؛ قال: فباتَ مُنْتَصْباً و ما تَكَرْدَسا أَراد: مُنْتَصِباً، فلما رأَی نَصِباً من مُنْتَصِبٍ، كفَخِذٍ، خففه تخفیف فَخِذٍ، فقال: مُنْتَصْباً. و تَنَصَّبَ كانْتَصَبَ. و النَّصِیبةُ و النُّصُبُ: كلُّ ما نُصِبَ، فجُعِلَ عَلَماً. و قیل: النُّصُب جمع نَصِیبةٍ، كسفینة و سُفُن، و صحیفة و صُحُفٍ. اللیث: النُّصُبُ جماعة النَّصِیبة، و هی علامة تُنْصَبُ للقوم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 759
و النَّصْبُ و النُّصُبُ: العَلَم المَنْصُوب. و فی التنزیل العزیز: كَأَنَّهُمْ إِلیٰ نُصُبٍ یُوفِضُونَ؛ قرئ بهما جمیعاً، و قیل: النَّصْبُ الغایة، و الأَول أَصحّ. قال أَبو إِسحاق: مَن قرأَ إِلی نَصْبٍ، فمعناه إِلی عَلَمٍ مَنْصُوبٍ یَسْتَبِقُون إِلیه؛ و من قرأَ إِلیٰ نُصُبٍ، فمعناه إِلی أَصنام كقوله: وَ مٰا ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ، و نحو ذلك قال الفراء؛ قال: و النَّصْبُ واحدٌ، و هو مصدر، و جمعه الأَنْصابُ. و الیَنْصُوبُ: عَلم یُنْصَبُ فی الفلاةِ. و النَّصْبُ و النُّصُبُ: كلُّ ما عُبِدَ من دون اللّه تعالی، و الجمع أَنْصابٌ. و قال الزجاج: النُّصُبُ جمع، واحدها نِصابٌ. قال: و جائز أَن یكون واحداً، و جمعه أَنْصاب. الجوهری: النَّصْبُ ما نُصِبَ فعُبِدَ من دون اللّه تعالی، و كذلك النُّصْب، بالضم، و قد یُحَرّكُ مثل عُسْر؛ قال الأَعشی یمدح سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: و ذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ لعافیةٍ، و اللّهَ رَبَّكَ فاعبُدا «3» أَراد: فاعبدنْ، فوقف بالأَلف، كما تقول: رأَیت زیداً؛ و قوله: و ذا النُّصُبَ، بمعنی إِیاك و ذا النُّصُبَ؛ و هو للتقریب، كما قال لبید: و لقد سَئِمْتُ من الحَیاةِ و طولِها، و سُؤَالِ هذا الناسِ كیف لَبیدُ و یروی عجز بیت الأَعشی: و لا تَعْبُدِ الشیطانَ، و اللّهَ فاعْبُدا التهذیب، قال الفراء: كأَنَّ النُّصُبَ الآلهةُ التی كانت تُعْبَدُ من أَحجار. قال الأَزهری: و قد جَعَلَ الأَعشی النُّصُبَ واحداً حیث یقول: و ذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه و النَّصْبُ واحد، و هو مصدر، و جمعه الأَنْصابُ؛ قال ذو الرمة: طَوَتْها بنا الصُّهْبُ المَهاری، فأَصْبَحَتْ تَناصِیبَ، أَمثالَ الرِّماحِ بها، غُبْرا و التَّناصِیبُ: الأَعْلام، و هی الأَناصِیبُ، حجارةٌ تُنْصَبُ علی رؤوس القُورِ، یُسْتَدَلُّ بها؛ و قول الشاعر: وَجَبَتْ له أُذُنٌ، یُراقِبُ سَمْعَها بَصَرٌ، كناصِبةِ الشُّجاعِ المُرْصَدِ یرید: كعینه التی یَنْصِبُها للنظر. ابن سیدة: و الأَنْصابُ حجارة كانت حول الكعبة، تُنْصَبُ فیُهَلُّ علیها، و یُذْبَحُ لغیر اللّه تعالی. و أَنْصابُ الحرم: حُدوده. و النُّصْبةُ: السَّارِیة. و النَّصائِبُ: حجارة تُنْصَبُ حَولَ الحَوض، و یُسَدُّ ما بینها من الخَصاص بالمَدَرة المعجونة، واحدتها نَصِیبةٌ؛ و كلُّه من ذلك. و قوله تعالی: وَ الْأَنْصٰابُ وَ الْأَزْلٰامُ، و قوله: وَ مٰا ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ؛ الأَنْصابُ: الأَوثان. و‌فی حدیث زید بن حارثة قال: خرج رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، مُرْدِفی إِلی نُصُبٍ من الأَنْصاب، فذَبحنا له شاةً، و جعلناها فی سُفْرتِنا، فلَقِیَنا زیدُ بن عَمْرو، فقَدَّمْنا له السُّفرةَ، فقال: لا آكل مما ذُبحَ لغیر اللّه.و‌فی روایة: أَن زید بن عمرو مَرَّ برسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فدعاه إِلی الطعام فقال زیدٌ: إِنَّا لا نأْكل مما ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ.قال ابن الأَثیر، قال الحربیُّ: قوله ذَبحنا له شاةً له وجهان:
(3). قوله [لعافیة] كذا بنسخة من الصحاح الخط و فی نسخ الطبع كنسخ شارح القاموس لعاقبة
لسان العرب، ج‌1، ص: 760
أَحدهما أَن یكون زید فعله من غیر أَمر النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و لا رِضاه، إِلَّا أَنه كان معه، فنُسِب إِلیه، و لأَنَّ زیداً لم یكن معه من العِصْمة، ما كان مع سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم. و الثانی أَن یكون ذبحها لزاده فی خروجه، فاتفق ذلك عند صنم كانوا یذبحون عنده، لا أَنه ذبحها للصنم، هذا إِذا جُعِلَ النُّصُب الصَّنم، فأَما إِذا جُعِلَ الحجر الذی یذبح عنده، فلا كلام فیه، فظن زید بن عمرو أَن ذلك اللحم مما كانت قریش تذبحه لأَنصابها، فامتنع لذلك، و كان زید یخالف قریشاً فی كثیر من أُمورها، و لم یكن الأَمْرُ كما ظَنَّ زید. القُتَیْبیُّ: النُّصُب صَنَم أَو حَجَرٌ، و كانت الجاهلیة تَنْصِبُه، تَذْبَحُ عنده فیَحْمَرُّ للدمِ؛ و منه‌حدیث أَبی ذرّ فی إِسلامه، قال: فخَررْتُ مَغْشِیّاً علیّ ثم ارْتَفَعْتُ كأَنی نُصُبٌ أَحمر؛ یرید أَنهم ضَرَبُوه حتی أَدْمَوْه، فصار كالنُّصُب المُحْمَرِّ بدم الذبائح. أَبو عبید: النَّصائِبُ ما نُصِب حَوْلَ الحَوْضِ من الأَحْجار؛ قال ذو الرمة: هَرَقْناهُ فی بادی النَّشِیئةِ داثرٍ، قَدیمٍ بعَهْدِ الماءِ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ و الهاءُ فی هَرَقْناه تَعُودُ علی سَجْلٍ تقدم ذكره. الجوهری: و النَّصِیبُ الحَوْضُ. و قال اللیث: النَّصْبُ رَفْعُك شیئاً تَنْصِبُه قائماً مُنْتَصِباً، و الكلمةُ المَنْصوبةُ یُرْفَعُ صَوْتُها إِلی الغار الأَعْلی، و كلُّ شی‌ءٍ انْتَصَبَ بشی‌ءٍ فقد نَصَبَهُ. الجوهری: النَّصْبُ مصدر نَصَبْتُ الشی‌ءَ إِذا أَقَمته. و صَفِیحٌ مُنَصَّبٌ أَی نُصِبَ بعضُه علی بعض. و نَصَّبَتِ الخیلُ آذانَها: شُدِّد للكثرة أَو للمبالغة. و المُنَصَّبُ من الخَیلِ: الذی یَغْلِبُ علی خَلْقه كُلِّه نَصْبُ عِظامه، حتی یَنْتَصِبَ منه ما یحتاج إِلی عَطْفه. و نَصَبَ السَّیْرَ یَنْصِبه نَصْباً: رَفَعه. و قیل: النَّصْبُ أَن یسیرَ القومُ یَوْمَهُم، و هو سَیْرٌ لَیِّنٌ؛ و قد نَصَبوا نَصْباً. الأَصمعی: النَّصْبُ أَن یسیر القومُ یومَهم؛ و منه قول الشاعر: كأَنَّ راكِبَها، یَهْوی بمُنْخَرَقٍ من الجَنُوبِ، إِذا ما رَكْبُها نَصَبوا قال بعضهم: معناه جَدُّوا السَّیْرَ. و قال النَّضْرُ: النَّصْبُ أَوَّلُ السَّیْر، ثم الدَّبیبُ، ثم العَنَقُ، ثم التَزَیُّدُ، ثم العَسْجُ، ثم الرَّتَكُ، ثم الوَخْدُ، ثم الهَمْلَجَة. ابن سیدة: و كلُّ شی‌ءٍ رُفِعَ و اسْتُقْبِلَ به شی‌ءٌ، فقد نُصِبَ. و نَصَبَ هو، و تَنَصَّبَ فلانٌ، و انْتَصَبَ إِذا قام رافعاً رأْسه. و‌فی حدیث الصلاة: لا یَنْصِبُ رأْسه و لا یُقْنِعُه‌أَی لا یرفعه؛ قال ابن الأَثیر: كذا فی سنن أَبی داود، و المشهور: لا یُصَبِّی و یُصَوِّبُ، و هما مذكوران فی مواضعهما. و‌فی حدیث ابن عمر: مِنْ أَقْذَرِ الذُّنوبِ رجلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَداقَها؛ قیل للَّیْثِ: أَ نَصَبَ ابنُ عمر الحدیثَ إِلی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم؟ قال: و ما عِلْمُه، لو لا أَنه سمعه منه أَی أَسنَدَه إِلیه و رَفَعَه. و النَّصْبُ: إِقامةُ الشی‌ءِ و رَفْعُه؛ و قوله: أَزَلُّ إِنْ قِیدَ، و إِنْ قامَ نَصَبْ هو من ذلك، أَی إِن قام رأَیتَه مُشْرِفَ الرأْس و العُنُق. قال ثعلب: لا یكون النَّصْبُ إِلا بالقیام. و قال مرة: هو نُصْبُ عَیْنی، هذا فی الشی‌ءِ القائم
لسان العرب، ج‌1، ص: 761
الذی لا یَخْفی علیَّ، و إِن كان مُلْقًی؛ یعنی بالقائم، فی هذه الأَخیرة: الشی‌ءَ الظاهرَ. القتیبی: جَعَلْتُه نُصْبَ عینی، بالضم، و لا تقل نَصْبَ عینی. و نَصَبَ له الحربَ نَصْباً: وَضَعَها. و ناصَبَه الشَّرَّ و الحربَ و العَداوةَ مُناصبةً: أَظهَرَهُ له و نَصَبه، و كلُّه من الانتصابِ. و النَّصِیبُ: الشَّرَكُ المَنْصوب. و نَصَبْتُ للقَطا شَرَكاً. و یقال: نَصَبَ فلانٌ لفلان نَصْباً إِذا قَصَدَ له، و عاداه، و تَجَرَّدَ له. و تَیْسٌ أَنْصَبُ: مُنْتَصِبُ القَرْنَیْنِ؛ و عَنْزٌ نَصْباءُ: بَیِّنةُ النَّصَب إِذا انْتَصَبَ قَرْناها؛ و تَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حَوْلَ الحِمار. و ناقة نَصْباءُ: مُرْتَفِعةُ الصَّدْر. و أُذُنٌ نَصْباءُ: و هی التی تَنْتَصِبُ، و تَدْنُو من الأُخری. و تَنَصَّبَ الغُبارُ: ارْتَفَعَ. و ثَرًی مُنَصَّبٌ: جَعْدٌ. و نَصَبْتُ القِدْرَ نَصْباً. و المِنْصَبُ: شی‌ءٌ من حدید، یُنْصَبُ علیه القِدْرُ؛ ابن الأَعرابی: المِنْصَبُ ما یُنْصَبُ علیه القِدْرُ إِذا كان من حدید. قال أَبو الحسن الأَخفش: النَّصْبُ، فی القَوافی، أَن تَسْلَمَ القافیةُ من الفَساد، و تكونَ تامَّةَ البناءِ، فإِذا جاءَ ذلك فی الشعر المجزوءِ، لم یُسَمَّ نَصْباً، و إِن كانت قافیته قد تَمَّتْ؛ قال: سمعنا ذلك من العربِ، قال: و لیس هذا مما سَمَّی الخلیلُ، إِنما تؤْخَذ الأَسماءُ عن العرب؛ انتهی كلام الأَخفش كما حكاه ابن سیدة. قال ابن سیدة، قال ابن جنی: لما كان معنی النَّصْبِ من الانْتِصابِ، و هو المُثُولُ و الإِشْرافُ و التَّطاوُل، لم یُوقَعْ علی ما كان من الشعر مجزوءاً، لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ و عَیْبٌ لَحِقَه، و ذلك ضِدُّ الفَخْرِ و التَّطاوُل. و النَّصِیبُ: الحَظُّ من كلِّ شی‌ءٍ. و قوله، عز و جل: أُولٰئِكَ یَنٰالُهُمْ نَصِیبُهُمْ مِنَ الْكِتٰابِ؛ النَّصِیب هنا: ما أَخْبَرَ اللّهُ من جَزائهم، نحو قوله تعالی: فَأَنْذَرْتُكُمْ نٰاراً تَلَظّٰی؛ و نحوُ قوله تعالی: یَسْلُكْهُ عَذٰاباً صَعَداً؛ و نحو قوله تعالی: إِنَّ الْمُنٰافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ؛ و نحو قوله تعالی: إِذِ الْأَغْلٰالُ فِی أَعْنٰاقِهِمْ وَ السَّلٰاسِلُ، فهذه أَنْصِبَتُهم من الكتاب، علی قَدْرِ ذُنُوبِهم فی كفرهم؛ و الجمع أَنْصِباءُ و أَنْصِبةٌ. و النِّصْبُ: لغة فی النَّصِیبِ. و أَنْصَبَه: جَعَلَ له نَصِیباً. و هم یَتَناصَبُونَه أَی یَقْتَسمونه. و المَنْصِبُ و النِّصابُ: الأَصل و المَرْجِع. و النِّصابُ: جُزْأَةُ السِّكِّین، و الجمع نُصُبٌ. و أَنْصَبَها: جَعَلَ لها نِصاباً، و هو عَجْزُ السكین. و نِصابُ السكین: مَقْبِضُه. و أَنْصَبْتُ السكین: جَعَلْتُ له مَقْبِضاً. و نِصابُ كلِّ شی‌ءٍ: أَصْلُه. و المَنْصِبُ: الأَصلُ، و كذلك النِّصابُ؛ یقال: فلانٌ یَرْجِعُ إِلی نِصاب صِدْقٍ، و مَنْصِبِ صِدْقٍ، و أَصْلُه مَنْبِتُه و مَحْتِدُه. و هَلَكَ نِصابُ مالِ فلانٍ أَی ما اسْتَطْرفه. و النِّصابُ من المال: القَدْرُ الذی تجب فیه الزكاة إِذا بَلَغَه، نحو مائَتَیْ درهم، و خَمْسٍ من الإِبل. و نِصابُ الشَّمْسِ: مَغِیبُها و مَرْجِعُها الذی تَرْجِعُ إِلیه. و ثَغْرٌ مُنَصَّبٌ: مُسْتَوی النِّبْتةِ كأَنه نُصبَ فسُوِّیَ. و النَّصْبُ: ضَرْبٌ من أَغانیّ الأَعراب. و قد نَصَبَ الراكبُ نَصْباً إِذا غَنَّی النَّصْبَ. ابن سیدة: و نَصْبُ العربِ ضَرْبٌ من أَغانِیّها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 762
و‌فی حدیث نائل «1»، مولی عثمان: فقلنا لرباحِ بن المُغْتَرِفِ: لو نَصَبْتَ لنا نَصْبَ العَرب‌أَی لو تَغَنَّیْتَ؛ و فی الصحاح: لو غَنَّیْتَ لنا غِناءَ العَرَب، و هو غِناءٌ لهم یُشْبِه الحُداءَ، إِلا أَنه أَرَقُّ منه. و قال أَبو عمرو: النَّصْبُ حُداءٌ یُشْبِهُ الغِناءَ. قال شمر: غِناءُ النَّصْبِ هو غِناءُ الرُّكْبانِ، و هو العَقِیرةُ؛ یقال: رَفَعَ عَقیرته إِذا غَنَّی النَّصْبَ؛ و فی الصحاح: غِناءُ النَّصْبِ ضَرْب من الأَلْحان؛ و‌فی حدیث السائبِ بن یزید: كان رَباحُ بنُ المُغْتَرِفِ یُحْسِنُ غِناءَ النَّصْبِ، و هو ضَرْبٌ من أَغانیّ العَرب، شَبیهُ الحُداءِ؛ و قیل: هو الذی أُحْكِمَ من النَّشِید، و أُقِیمَ لَحْنُه و وزنُه. و‌فی الحدیث: كُلُّهم كان یَنْصِبُ‌أَی یُغَنِّی النَّصْبَ. و نَصَبَ الحادی: حَدا ضَرْباً من الحُداءِ. و النَّواصِبُ: قومٌ یَتَدَیَّنُونَ ببِغْضَةِ علیّ، علیه السلام. و یَنْصُوبُ: موضع. و نُصَیْبٌ: الشاعر، مصغَّر. و نَصیبٌ و نُصَیْبٌ: اسمان. و نِصابٌ: اسم فرس. و النَّصْبُ، فی الإِعْراب: كالفتح، فی البناءِ، و هو من مُواضَعات النحویین؛ تقول منه: نَصَبْتُ الحرفَ، فانْتَصَبَ. و غُبار مُنْتَصِبٌ أَی مُرْتَفِع. و نَصِیبینَ: اسمُ بلد، و فیه للعرب مذهبان: منهم مَن یجعله اسماً واحداً، و یُلْزِمُه الإِعرابَ، كما یُلْزم الأَسماءَ المفردةَ التی لا تنصرف، فیقول: هذه نَصِیبینُ، و مررت بنَصِیبینَ، و رأَیتُ نَصِیبینَ، و النسبة نَصِیبیٌّ، و منهم مَن یُجْریه مُجْری الجمع، فیقول هذه نَصِیبُونَ، و مررت بنَصِیبینَ، و رأَیت نَصِیبینَ. قال: و كذلك القول فی یَبْرِینَ، و فِلَسْطِینَ، و سَیْلَحِینَ، و یاسمِینَ، و قِنَّسْرینَ، و النسبة إِلیه، علی هذا: نَصِیبینیٌّ، و یَبْرینیٌّ، و كذلك أَخواتها. قال ابن بری، رحمه اللّه: ذكر الجوهری أَنه یقال: هذه نَصِیبینُ و نَصِیبون، و النسبة إِلی قولك نَصِیبین، نصیبیٌّ، و إِلی قولك نصیبون، نصیبینیّ؛ قال: و الصواب عكس هذا، لأَن نَصِیبینَ اسم مفرد معرب بالحركات، فإِذا نسبتَ إِلیه أَبقیته علی حاله، فقلت: هذا رجلٌ نَصِیبینیٌّ؛ و من قال نصیبون، فهو معرب إِعراب جموع السلامة، فیكون فی الرفع بالواو، و فی النصب و الجر بالیاءِ، فإِذا نسبت إِلیه، قلت: هذا رجل نَصِیبیّ، فتحذف الواو و النون؛ قال: و كذلك كلُّ ما جمعته جمع السلامة، تَرُدُّه فی النسب إِلی الواحد، فتقول فی زیدون، اسم رجل أَو بلد: زیدیّ، و لا تقل زیدونیّ، فتجمع فی الاسم الإِعرابَین، و هما الواو و الضمة.

نضب؛ ج1، ص: 762

: نَضَبَ الشی‌ءُ: سالَ. و نَضَبَ الماءُ یَنْضُبُ، بالضم، نُضوباً، و نَضَّبَ إِذا ذَهَبَ فی الأَرض؛ و فی المحكم: غارَ و بَعُدَ؛ أَنشد ثعلب: أَعْدَدْتُ للحَوْض، إِذا ما نَضَبا، بَكْرَةَ شِیزی، و مُطاطاً سَلْهَبا و نُضُوبُ القوم أَیضاً: بُعْدُهم. و النَّاضِبُ: البعید. و‌فی الحدیث: ما نَضَبَ عنه البحرُ، و هو حُیٌّ، فمات، فكُلُوه؛ یعنی حیوانَ البحر أَی نَزَحَ ماؤُه و نَشِفَ. و‌فی حدیث الأَزْرَقِ بن قَیْس:
(1). قوله [و فی حدیث نائل] كذا بالأَصل كنسخة من النهایة بالهمز و فی أخری منها نابل بالموحدة بدل الهمز.لسان العرب، ج‌1، ص: 763
كنا علی شاطئِ النهر بالأَهواز، و قد نَضَبَ عنه الماءُ؛ قال ابن الأَثیر: و قد یستعار للمعانی. و منه‌حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: نَضَبَ عُمْرُه، و ضَحَی ظِلُّه‌أَی نَفِدَ عُمْرُه، و انْقَضَی. و نَضَبَتْ عَیْنُه تَنْضُبُ نُضوباً: غارَتْ؛ و خَصَّ بَعْضُهم به عَیْنَ الناقة؛ و أَنشد ثعلب: من المُنْطِیاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَ ما یُری، فی فُروع المُقْلَتَیْنِ، نُضُوبُ و نَضَبَتِ المَفازةُ نُضُوباً: بَعُدَتْ؛ قال: إِذا تَغالَین بسَهْمٍ ناضِبِ و یروی: … بسهمٍ ناصبِ، یعنی شَوْطاً و طَلَقاً بعیداً، و كلُّ بعیدٍ ناضِبٌ؛ و أَنشد ثعلب: جَری‌ءٌ علی قَرْعِ الأَساوِدِ وَطْؤُه، سمیعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ، و الكَلْبُ ناضِبُ و جَرْیٌ ناضِبٌ أَی بعیدٌ. الأَصمعی: الناضِبُ البعید، و منه قیل للماءِ إِذا ذَهَبَ: نَضَبَ أَی بَعُدَ. و قال أَبو زید: إِن فلاناً لَناضِبُ الخَیر أَی قلیل الخیر، و قد نَضَبَ خیرُه نُضوباً؛ و أَنشد: إِذا رَأَیْنَ غَفْلةً من راقِبِ، یُومِینَ بالأَعْینِ و الحَواجِبِ، إِیماءَ بَرْقٍ فی عَماءٍ ناضِبِ و نَضَبَ الخِصْبُ: قَلَّ أَو انْقَطَعَ. و نَضَبَتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً: اشْتَدَّت. و نَضَبَ الدَّبَرُ إِذا اشْتَدَّ أَثَرُهُ فی الظَّهْر. و أَنْضَبَ القَوْسَ، لغةٌ فی أَنْبَضَها: جَبَذَ وتَرها لتُصَوِّتَ؛ و قیل: أَنْضَبَ القوسَ إِذا جَبَذَ وتَرها، بغیر سهم، ثم أَرسله. و قال أَبو حنیفة: أَنْضَبَ فی قوسه إِنْضاباً، أَصاتَها؛ مَقْلُوبٌ. قال أَبو الحسن: إِن كانت أَنْضَبَ مقلوبةً، فلا مصدر لها، لأَن الأَفعال المقلوبة لیست لها مصادر لعلة قد ذكرها النحویون: سیبویه، و أَبو علی، و سائرُ الحُذَّاق؛ و إِن كان أَنْضَبْتُ، لغةً فی أَنْبَضْتُ، فالمصدر فیه سائغ حسن؛ فأَما أَن یكون مقلوباً ذا مصدر، كما زعم أَبو حنیفة، فمحال. الجوهری: أَنْضَبْتُ وتَرَ القَوْس، مثل أَنْبَضْتُه، مقلوب منه. أَبو عمرو: أَنْبَضْتُ القوسَ و انْتَضَبْتُها إِذا جَذَبْتَ وتَرَها لتُصَوِّتَ؛ قال العجاج: تُرِنُّ إِرناناً إِذا ما أَنْضَبا و هو إِذا مَدَّ الوتَرَ، ثم أَرسله. قال أَبو منصور: و هذا من المقلوب. و نَبَضَ العِرْقُ یَنْبِضُ نِباضاً، و هو تَحَرُّكُه. شمر: نَضَّبَتِ الناقة؛ و تَنْضِیبُها: قلةُ لبنها و طول فُواقِها، و إِبطاءُ دِرَّتِها. و التَّنْضُبُ: شجر ینبت بالحجاز، و لیس بنجد منه شی‌ءٌ إِلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ، عند التُّقَیِّدة، و هو یَنْبُتُ ضَخْماً علی هیئة السَّرْحِ، و عیدانُه بیضٌ ضَخمة، و هو مُحْتَظَر، و ورقُه مُتَقَبِّضٌ، و لا تراه إِلا كأَنه یابس مُغْبَرٌّ و إِن كان نابتاً، و له شوك مثل شوك العَوْسَج، و له جَنًی مثل العِنَبِ الصغار، یؤْكل و هو أُحَیْمِرٌ. قال أَبو حنیفة: دخانُ التَّنْضُب أَبیض فی مثل لون الغبار، و لذلك شَبَّهَتِ الشعراءُ الغُبارَ به؛ قال عُقَیْل بن عُلَّفة المُرِّی: و هل أَشْهَدَنْ خَیلًا، كأَنَّ غُبارَها، بأَسفلِ علْكَدٍّ، دَواخِنُ تَنْضُبِ؟ و قال مرَّة: التَّنْضُبُ شجر ضِخَامٌ، لیس له ورق، و هو یُسَوِّقُ و یَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخام و أَفنانٌ كثیرة، و إِنما ورقُه قُضْبان، تأْكله الإِبل و الغنم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 764
و قال أَبو نصر: التَّنْضُبُ شجر له شوك قِصارٌ، و لیس من شجر الشَّواهِق، تأْلفه الحَرابِیُّ؛ أَنشد سیبویه للنابغة الجَعْدِیّ: كأَنَّ الدُّخانَ، الذی غادَرَتْ ضُحَیّاً، دواخِنُ من تَنْضُبِ قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِنما سُمِّی بذلك لقلة مائه. و أَنشد أَبو علی الفارسی لرجل واعدتْه امرأَةٌ، فعَثَر علیه أَهلُها، فضربوه بالعِصِیِّ؛ فقال: رأَیْتُكِ لا تُغْنِینَ عنی نَقْرَةً، إِذا اخْتَلَفَتْ فِیَّ الهَراوَی الدَّمامِكُ فأَشْهَدُ لا آتیك، ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ، أَو ضَخْمُ العَصا من رِجالِكِ و كان التَّنْضُبُ قد اعْتِید أَن تُقْطَعَ منه العِصِیُّ الجِیادُ، واحدته تَنْضُبة؛ أَنشد أَبو حنیفة: أَنَّی أُتِیح له حِرْباء تَنْضُبةٍ، لا یُرْسِلُ الساقَ، إِلَّا مُمْسِكاً ساقا التهذیب، أَبو عبید: و من الأَشجار التَّنْضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَةٌ. قال أَبو منصور: هی شجرة ضَخْمة، تُقطع منها العُمُد للأَخْبِیَةِ، و التاء زائدة، لأَنه لیس فی الكلام فَعْلُل؛ و فی الكلام تَفعُل، مثل تَقْتُل و تَخْرُجُ؛ قال الكمیت: إِذا حَنَّ بین القَوْم نَبْعٌ و تَنْضُبُ قال ابن سلمة: النَّبعُ شجر القِسِیّ، و تَنْضُبُ شجر تُتَّخَذ منه السِّهامُ.

نطب؛ ج1، ص: 764

: النَّواطِبُ: خُروق تُجعل فی مِبْزَلِ الشَّراب، و فیما یُصَفَّی به الشی‌ءُ، فیُبْتَزَلُ منه و یَتَصَفَّی، واحدتُه ناطبةٌ؛ قال: تَحلَّبَ من نَواطِبَ ذی ابْتِزالِ و خُروقُ المِصْفاةِ تُدْعَی النَّواطِبَ؛ و أَنشد البیت أَیضاً: ذِی نَواطِبَ و ابْتِزال. و المَنْطَبَةُ و المِنْطَبَةُ و المَنْطَبُ و المِنطَبُ: المِصفاةُ. و نَطَبه یَنْطُبُه نَطْباً: ضَرَبَ أُذنه بأُصْبُعِه. و یقال للرجل الأَحْمق: مَنْطَبَةٌ؛ و قول الجُعَیْدِ المُرادی: نَحْنُ ضَرَبْناه علی نِطابهِ قال ابن السكیت: لم یفسره أَحد؛ و الأَعْرَفُ: علی تَطْیابه أَی علی ما كان فیه من الطِّیبِ، و ذلك أَنه كان مُعَرِّساً بامرأَة من مُرادٍ؛ و قیل: النِّطابُ هنا حَبْلُ العُنُق، حكاه أَبو عَدْنان، و لم یُسمع مِن غیره؛ و قال ثعلب: النِّطابُ الرأْس. ابن الأَعرابی: النِّطابُ حَبْلُ العاتِق؛ و أَنشد: نحنُ ضَرَبْناهُ علی نِطابِه، قُلْنا بهِ، قُلْنا به، قُلْنا بهِ قُلْنا به أَی قتَلْناه. أَبو عمرو: النَّطْبُ نَقْرُ الأُذُن؛ یقال: نَطَبَ أُذُنَه، و نَقَرَ، و بَلَّطَ، بمعنًی واحد. الأَزهری: النَّطْمة النَّقْرةُ من الدیك، و غیره، و هی النَّطْبة، بالباءِ أَیضاً.

نعب؛ ج1، ص: 764

: نَعَبَ الغرابُ و غیره، یَنْعَب و یَنْعِبُ نَعْباً، و نَعِیباً، و نُعاباً، و تَنْعاباً، و نَعَباناً: صاحَ و صَوَّتَ، و هو صَوْتُه؛ و قیل: مَدَّ عُنقَه، و حَرَّك رأْسَه فی صیاحه. و‌فی دُعاءِ داودَ، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: یا رازِقَ النَّعَّابِ فی عُشِّه؛ النَّعَّابُ: الغُراب. قیل: إِنَّ فَرْخَ الغُراب إِذا خَرَجَ من بَیْضِه، یكون أَبیضَ كالشَّحْمة، فإِذا رآهُ الغُراب أَنكره و تركه، و لم یَزُقَّه، فیسوقُ اللّه إِلیه البَقَّ، فیَقَعُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 765
علیه لزُهُومة ریحه، فیَلْقُطُها و یَعیشُ بها إِلی أَن یَطْلُع ریشُه و یَسْوَدَّ، فیُعاوِدَه أَبوه و أُمُّه. و ربما قالوا: نَعَبَ الدیك، علی الاستعارة؛ قال الشاعر: و قَهْوَةٍ صَهْباءَ، باكَرْتُها بجُهْمةٍ، و الدیكُ لم یَنْعَبِ و نَعَبَ المُؤَذِّنُ كذلك. و أَنْعَبَ الرجلُ إِذا نَعَرَ فی الفِتَنِ. و النَّعِیبُ أَیضاً: صَوْتُ الفرس. و النَّعْبُ: السیرُ السریع. و فرس مِنْعَبٌ: جَوادٌ، یَمُدُّ عُنُقَه، كما یَفعَل الغُرابُ؛ و قیل: المِنْعَبُ الذی یَسْطُو برأْسه، و لا یكون فی حُضْرِه مَزیدٌ. و المِنْعَبُ: الأَحْمَقُ المُصَوِّتُ؛ قال إمرؤُ القیس: فلِلسَّاقِ أُلْهُوبٌ، و للسَّوْطِ دِرَّةٌ، و للزَّجْرِ مِنه وَقْعُ أَهْوَجَ مِنْعَبِ و النَّعْبُ: من سیر الإِبل؛ و قیل: النَّعْبُ أَن یُحَرِّكَ البعیرُ رأْسَه إِذا أَسرعَ، و هو من سیر النَّجائبِ، یرفع رأْسه، فیَنْعَبُ نَعَباناً. و نَعَبَ البعیرُ یَنْعَبُ نَعْباً: و هو ضَرْبٌ مِن السیر، و قیل مِن السُّرْعة، كالنَّحْب. و ناقة ناعبةٌ، و نَعُوبٌ، و نَعَّابة، و مِنْعَبٌ: سریعة، و الجمع نُعُبٌ؛ یقال: إِنَّ النَّعْبَ تحَرُّكُ رأْسِها، فی المَشْیِ، إِلی قُدَّام. و ریحٌ نَعْبٌ: سریعةُ المَرِّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَحْدَرْنَ، و اسْتَوَی بهنَّ السَّهْبُ، و عارَضَتْهُنّ جَنُوبٌ نَعْبُ و لم یفسر هو النَّعْبَ، و إِنما فسره غیره: إِما ثعلبٌ، و إِما أَحدُ أَصحابه. و بنو ناعِبٍ: حَیٌّ. و بنو ناعِبةَ: بطنٌ منهم.

نغب؛ ج1، ص: 765

: نَغَبَ الإِنسانُ الرِّیقَ یَنْغَبُه و یَنْغُبه نَغْباً: ابْتلعه. و نَغَبَ الطائرُ یَنْغَبُ نَغْباً: حَسا من الماءِ؛ و لا یقال شَرِبَ. اللیث: نَغَبَ الإِنسانُ یَنْغَبُ و یَنْغُب نَغْباً: و هو الابْتِلاعُ للریق و الماءِ نَغْبةً بعد نَغْبةٍ. قال ابن السكیت: نَغِبْتُ من الإِناءِ، بالكسر، نَغْباً أَی جَرَعْتُ منه جَرْعاً. و نَغَبَ الإِنسانُ فی الشُّرْب، یَنْغُبُ نَغْباً: جَرَعَ؛ و كذلك الحمار. و النَّغْبة و النُّغْبة، بالضم: الجَرْعة، و جمعها نُغَبٌ؛ قال ذو الرمة: حتی إِذا زلَجَتْ عن كلِّ حَنجَرَةٍ إِلی الغَلیلِ، و لم یَقْصَعْنَه، نُغَبُ و قیل: النَّغْبة المَرَّة الواحدةُ. و النُّغْبة: الاسمُ، كما فُرِقَ بین الجَرْعةِ و الجُرْعة، و سائِر أَخواتها بمثل هذا؛ و قوله: فَبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلی مُثابِرةً، حتی اسْتَقَتْ، دُونَ مَحْنی جِیدِها، نُغَما إِنما أَراد نُغَباً، فأَبدل المیم من الباءِ لاقترابهما. و النَّغْبة: الجَوْعةُ، و إِقْفارُ الحَیِّ. و قولهم: ما جُرِّبَتْ علیه نُغْبةٌ قَطُّ أَی فَعْلة قبیحةٌ.

نقب؛ ج1، ص: 765

: النَّقْبُ: الثَّقْبُ فی أَیِّ شی‌ءٍ كان، نَقَبه یَنْقُبه نَقْباً. و شی‌ءٌ نَقِیبٌ: مَنْقُوب؛ قال أَبو ذؤَیب: أَرِقْتُ لذِكْرِه، مِنْ غیرِ نَوْبٍ، كَما یَهْتاجُ مَوْشِیٌّ نَقِیبُ یعنی بالمَوْشِیِّ یَراعةً. و نَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً؛ و اسم تلك النَّقْبة نَقْبٌ أَیضاً. و نَقِبَ البعیرُ، بالكسر، إِذا رَقَّتْ أَخْفافُه. و أَنْقَبَ الرجلُ إِذا نَقِبَ بعیرُه. و‌فی حدیث عمر،
لسان العرب، ج‌1، ص: 766
رضی اللّه عنه: أَتاه أَعرابیّ فقال: إِنی علی ناقة دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ، و اسْتَحْمَله فظنه كاذباً، فلم یَحْمِلْه، فانطَلَقَ و هو یقول: أَقْسَمَ باللّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: ما مَسَّها من نَقَبٍ و لا دَبَرْ أَراد بالنَّقَبِ هاهنا: رِقَّةَ الأَخْفافِ. نَقِبَ البعیرُ یَنْقَبُ، فهو نَقِبٌ. و‌فی حدیثه الآخر قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أَنْقَبْتِ و أَدْبَرْتِ‌أَی نَقِبَ بعیرُك و دَبِرَ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و لْیَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ و الظَّالِع‌أَی یَرْفُقْ بهما، و یجوز أَن یكون من الجَرَب. و‌فی حدیث أَبی موسی: فنَقبَتْ أَقْدامُنا‌أَی رَقَّتْ جُلودُها، و تَنَفَّطَتْ من المَشْیِ. و نَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً: تَخَرَّقَ، و قیل: حَفِیَ. و نَقِبَ خُفُّ البعیر نَقَباً إِذا حَفِیَ حتی یَتَخَرَّقَ فِرْسِنُه، فهو نَقِبٌ؛ و أَنْقَبَ كذلك؛ قال كثیر عزة: و قد أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبَ خُفُّها، مَناسِمُها لا یَسْتَبِلُّ رَثِیمُها أَراد: و مَناسِمُها، فحذف حرف العطف، كما قال: قَسَمَا الطَّارِفَ التَّلِیدَ؛ و یروی: … أَنْقَبُ خُفِّها مَناسِمُها … و المَنْقَبُ من السُّرَّة: قُدَّامُها، حیث یُنْقَبُ البَطْنُ، و كذلك هو من الفرس؛ و قیل: المَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها؛ قال النابغة الجعدی یصف الفرس: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِیفِه، إِلی طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بتُرْسٍ، شدید الصِّفَاقِ، من خَشَبِ الجَوْز، لم یُثْقَبِ و المِنْقَبةُ: التی یَنْقُب بها البَیْطارُ، نادرٌ. و البَیْطارُ یَنْقُبُ فی بَطْنِ الدابة بالمِنْقَبِ فی سُرَّته حتی یَسیل منه ماء أَصْفر؛ و منه قول الشاعر: كالسِّیدِ لم یَنْقُبِ البَیْطارُ سُرَّتَه، و لم یَسِمْه، و لم یَلْمِسْ له عَصَبا و نَقَبَ البَیْطارُ سُرَّة الدابة؛ و تلك الحدیدةُ مِنْقَبٌ، بالكسر؛ و المكان مَنْقَبٌ، بالفتح؛ و أَنشد الجوهری لمُرَّة بن مَحْكَانَ: أَقَبّ لم یَنْقُبِ البَیْطارُ سُرَّتَه، و لم یَدِجْهُ، و لم یَغْمِزْ له عَصَبا و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَنه اشْتَكَی عَیْنَه، فكَرِهَ أَنْ یَنْقُبَها؛ قال ابن الأَثیر: نَقْبُ العَیْنِ هو الذی تُسَمِّیه الأَطباءُ القَدْح، و هو مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الذی یَحْدُثُ فی العین؛ و أَصله أَن یَنْقُر البَیْطارُ حافر الدابة لیَخْرُجَ منه ما دَخل فیه. و الأَنْقابُ: الآذانُ، لا أَعْرِفُ لها واحداً؛ قال القَطامِیُّ: كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً أَنْقابُهُنَّ، إِلی حُداءِ السُّوَّقِ و یروی: أَنَقاً بِهنَّ … أَی إِعْجاباً بِهنَّ. التهذیب: إِن علیه نُقْبةً أَی أَثَراً. و نُقْبةُ كُلِّ شی‌ءٍ: أَثَرُه و هَیْأَتُهُ. و النُّقْبُ و النُّقَبُ: القِطَعُ المتفرّقَةُ من الجَرَب، الواحدة نُقْبة؛ و قیل: هی أَوَّلُ ما یَبْدُو من الجَرَب؛ قال دُرَیْدُ بن الصِّمَّةِ: مُتَبَذِّلًا، تَبدُو مَحاسِنُه، یَضَعُ الهِناءَ مواضِعَ النُّقْبِ و قیل: النُّقْبُ الجَربُ عامّةً؛ و به فسر ثعلب قولَ أَبی محمدٍ، الحَذْلَمِیِّ: و تَكْشِفُ النُّقْبةَ عن لِثامِها
لسان العرب، ج‌1، ص: 767
یقول: تُبْرِئُ من الجَرَب. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: لا یُعْدی شی‌ءٌ شیئاً؛ فقال أَعرابیٌّ: یا رسول اللّه، إِنَّ النُّقْبةَ تكون بِمِشْفَرِ البَعیرِ، أَو بذَنَبِه فی الإِبل العظیمة، فتَجْرَبُ كُلُّها؛ فقال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: فما أَعْدی الأَوّلَ؟قال الأَصمعی: النُّقْبةُ هی أَوَّل جَرَبٍ یَبْدُو؛ یقال للبعیر: به نُقْبة، و جمعها نُقْبٌ، بسكون القاف، لأَنها تَنْقُبُ الجِلْد أَی تَخْرِقُه. قال أَبو عبید: و النُّقْبةُ، فی غیر هذا، أَن تُؤْخذَ القِطْعةُ من الثوب، قَدْرَ السَّراویلِ، فتُجْعل لها حُجْزةٌ مَخِیطَةٌ، من غیر نَیْفَقٍ، و تُشَدّ كما تُشَدُّ حُجْزةُ السراویل، فإِذا كان لها نَیْفَقٌ و ساقانِ فهی سراویل، فإِذا لم یكن لها نَیْفَقٌ، و لا ساقانِ، و لا حُجْزة، فهو النِّطاقُ. ابن شمیل: النُّقْبَةُ أَوَّلُ بَدْءِ الجَرَب، تَرَی الرُّقْعَة مثل الكَفِّ بجَنْبِ البَعیر، أَو وَرِكِه، أَو بِمِشْفَره، ثم تَتَمَشَّی فیه، حتَّی تُشْرِیَه كله أَی تَمْلأَه؛ قال أَبو النجم یصف فحلًا: فاسْوَدَّ، من جُفْرتِه، إِبْطاها، كما طَلی، النُّقْبةَ، طالِیاها أَی اسْوَدَّ من العَرَق، حینَ سال، حتی كأَنه جَرِبَ ذلك الموضعُ، فطُلِیَ بالقَطِرانِ فاسْوَدَّ من العَرَق؛ و الجُفْرةُ: الوَسَطُ. و الناقِبةُ: قُرْحة تَخْرُجُ بالجَنْب. ابن سیدة: النُّقْب قرْحة تَخْرج فی الجَنْب، و تَهْجُمُ علی الجوف، و رأْسُها من داخل. و نَقَبَتْه النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً: أَصابته فبَلَغَتْ منه، كنَكَبَتْه. و الناقبةُ: داءٌ یأْخذ الإِنسانَ، من طُول الضَّجْعة. و النُّقْبة: الصَّدَأُ. و فی المحكم: و النُّقْبة صَدَأُ السیفِ و النَّصْلِ؛ قال لبید: جُنُوءَ الهالِكِیِّ علی یَدَیْهِ، مُكِبّاً، یَجْتَلی نُقَبَ النِّصالِ و یروی: جُنُوحَ الهالِكِیِّ … و النَّقْبُ و النُّقْبُ: الطریقُ، و قیل: الطریقُ الضَّیِّقُ فی الجَبل، و الجمع أَنْقابٌ، و نِقابٌ؛ أَنشد ثعلب لابن أَبی عاصیة: تَطَاوَلَ لَیْلی بالعراقِ، و لم یكن عَلیَّ، بأَنْقابِ الحجازِ، یَطُولُ و فی التهذیب، فی جمعه: نِقَبةٌ؛ قال: و مثله الجُرْفُ، و جَمْعُه جِرَفَةٌ. و المَنْقَبُ و المَنْقَبةُ، كالنَّقْبِ؛ و المَنْقَبُ، و النِّقابُ: الطریق فی الغَلْظِ؛ قال: و تَراهُنَّ شُزَّباً كالسَّعالی، یَتَطَلَّعْنَ من ثُغُورِ النِّقابِ یكون جمعاً، و یكون واحداً. و المَنْقَبة: الطریق الضیق بین دارَیْنِ، لا یُسْتطاع سُلوكُه. و‌فی الحدیث: لا شُفْعةَ فی فَحْل، و لا مَنْقَبةٍ؛ فسَّروا المَنْقبةَ بالحائط، و سیأْتی ذكر الفحل؛ و‌فی روایة: لا شُفْعةَ فی فِناءٍ، و لا طریقٍ، و لا مَنْقَبة؛ المَنْقَبةُ: هی الطریق بین الدارین، كأَنه نُقِبَ من هذه إِلی هذه؛ و قیل: هو الطریق التی تعلو أَنْشازَ الأَرض. و‌فی الحدیث: إِنهم فَزِعُوا من الطاعون، فقال: أَرْجُو أَن لا یَطْلُع إِلینا نِقابَها؛ قال ابن الأَثیر: هی جمع نَقْبٍ، و هو الطریق بین الجبلین؛ أَراد أَنه لا یَطْلُع إِلینا من طُرُق المدینة، فأَضْمَر عن غیر مذكور؛ و منه‌الحدیث: علی أَنْقابِ المدینةِ ملائكة، لا یَدْخُلُها الطاعُونُ، و لا الدجالُ؛ هو جمع قلة للنَّقْب.
لسان العرب، ج‌1، ص: 768
و النَّقْبُ: أَن یجمع الفرسُ قوائمه فی حُضْرِه و لا یَبْسُطَ یدیه، و یكون حُضْرُه وَثْباً. و النَّقِیبةُ النَّفْسُ؛ و قیل: الطَّبیعَة؛ و قیل: الخَلیقةُ. و النَّقِیبةُ: یُمْنُ الفِعْل. ابن بُزُرْجَ: ما لهم نَقِیبةٌ أَی نَفاذُ رَأْیٍ. و رجل مَیْمونُ النَّقِیبة: مباركُ النَّفْسِ، مُظَفَّرٌ بما یُحاوِلُ؛ قال ابن السكیت: إِذا كان مَیْمونَ الأَمْرِ، یَنْجَحُ فیما حاوَل و یَظْفَرُ؛ و قال ثعلب: إِذا كان مَیْمُون المَشُورة. و‌فی حدیث مَجْدِیِّ بن عمرو: أَنه مَیْمُونُ النَّقِیبة‌أَی مُنْجَحُ الفِعَال، مُظَفَّرُ المَطالب. التهذیب فی ترجمة عرك: یقال فلان مَیْمُونُ العَریكَة، و النَّقِیبة، و النَّقِیمة، و الطَّبِیعَةِ؛ بمعنًی واحد. و المَنْقَبة: كَرَمُ الفِعْل؛ یقال: إِنه لكریمُ المَناقِبِ من النَّجَدَاتِ و غیرها؛ و المَنْقَبةُ: ضِدُّ المَثْلَبَةِ. و قال اللیث: النَّقِیبةُ من النُّوقِ المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً و حُسْناً، بَیِّنةُ النِّقابةِ؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف، إِنما هی الثَّقِیبَةُ، و هی الغَزیرَةُ من النُّوق، بالثاءِ. و قال ابن سیدة: ناقة نَقِیبةٌ، عظیمةُ الضَّرْع. و النُّقْبةُ: ما أَحاطَ بالوجه من دَوائره. قال ثعلب: و قیل لامرأَة أَیُّ النساءِ أَبْغَضُ إِلیكِ؟ قالت: الحَدیدَةُ الرُّكْبةِ، القَبیحةُ النُّقْبةِ، الحاضِرَةُ الكِذْبةِ؛ و قیل: النُّقْبة اللَّوْنُ و الوَجْهُ؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً: و لاحَ أَزْهَرُ مَشْهُورٌ بنُقْبَتهِ، كأَنَّه، حِینَ یَعْلُو عاقِراً، لَهَبُ قال ابن الأَعرابی: فلانٌ مَیْمُونُ النَّقِیبة و النَّقِیمة أَی اللَّوْنِ؛ و منه سُمِّیَ نِقابُ المرأَةِ لأَنه یَسْتُر نِقابَها أَی لَوْنَها بلَوْنِ النِّقابِ. و النُّقْبةُ: خِرْقةٌ یجعل أَعلاها كالسراویل، و أَسْفَلُها كالإِزار؛ و قیل: النُّقْبةُ مثل النِّطَاقِ، إِلا أَنه مَخِیطُ الحُزَّة نَحْوُ السَّراویلِ؛ و قیل: هی سراویل بغیر ساقَیْنِ. الجوهری: النُّقْبة ثَوْبٌ كالإِزار، یجعل له حُجْزة مَخِیطةٌ من غیر نَیْفَقٍ، و یُشَدُّ كما یُشَدُّ السراویل. و نَقَبَ الثوبَ یَنْقُبه: جعله نُقْبة. و‌فی الحدیث: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها؛ هی السراویلُ التی تكون لها حُجْزةٌ، من غیر نَیْفَقٍ، فإِذا كان لها نَیْفَقٌ، فهی سَراویلُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنَّ مَوْلاةَ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَت من كل شی‌ءٍ لها، و كلِّ ثوب علیها، حتی نُقْبَتِها، فلم یُنْكِرْ ذلك.و النِّقابُ: القِناع علی مارِنِ الأَنْفِ، و الجمع نُقُبٌ. و قد تَنَقَّبَتِ المرأَةُ، و انْتَقَبَتْ، و إِنها لَحَسَنة النِّقْبة، بالكسر. و النِّقابُ: نِقابُ المرأَة. التهذیب: و النِّقابُ علی وُجُوهٍ؛ قال الفراء: إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ نِقابَها إِلی عَیْنها، فتلك الوَصْوَصَةُ، فإِن أَنْزَلَتْه دون ذلك إِلی المَحْجِرِ، فهو النِّقابُ، فإِن كان علی طَرَفِ الأَنْفِ، فهو اللِّفَامُ. و قال أَبو زید: النِّقابُ علی مارِنِ الأَنْفِ. و‌فی حدیث ابن سِیرِین: النِّقاب مُحْدَثٌ؛ أَراد أَنَّ النساءَ ما كُنَّ یَنْتَقِبْنَ أَی یَخْتَمِرْن؛ قال أَبو عبید: لیس هذا وجهَ الحدیث، و لكن النِّقابُ، عند العرب، هو الذی یبدو منه مَحْجِرُ العین، و معناه أَنَّ إِبداءَهُنَّ المَحَاجِرَ مُحْدَثٌ، إِنما كان النِّقابُ لاحِقاً بالعین، و كانت تَبْدُو إِحدی العینین، و الأُخْرَی مستورة، و النِّقابُ لا یبدو منه إِلا العینان، و كان اسمه عندهم الوَصْوَصَةَ، و البُرْقُعَ، و كان من لباسِ النساءِ، ثم أَحْدَثْنَ النِّقابَ بعدُ؛ و قوله أَنشده سیبویه: بأَعْیُنٍ منها مَلِیحاتِ النُّقَبْ [النِّقَبْ، شَكْلِ التِّجارِ، و حَلالِ المُكْتَسَبْ یروی: النُّقَبَ و النِّقَبَ؛ رَوَی الأُولی سیبویه، و روی الثانیةَ الرِّیاشِیُّ؛ فَمَن قال النُّقَب، عَنَی
لسان العرب، ج‌1، ص: 769
دوائرَ الوجه، و مَن قال النِّقَب، أَرادَ جمعَ نِقْبة، مِن الانتِقاب بالنِّقاب. و النِّقاب: العالم بالأُمور. و‌من كلام الحجاج فی مُناطَقَتِه للشَّعْبِیِّ: إِن كان ابنُ عباس لنِقاباً، فما قال فیها؟ و فی روایة: إِن كان ابن عباس لمِنْقَباً. النِّقابُ، و المِنْقَبُ، بالكسر و التخفیف: الرجل العالم بالأَشیاءِ، الكثیرُ البَحْثِ عنها، و التَّنْقِیبِ علیها أَی ما كان إِلا نِقاباً. قال أَبو عبید: النِّقابُ هو الرجل العَلَّامة؛ و قال غیره: هو الرَّجُل العالمُ بالأَشیاءِ، المُبَحِّث عنها، الفَطِنُ الشَّدیدُ الدُّخُولِ فیها؛ قال أَوْسُ بن حَجَر یَمْدَحُ رجلًا: نَجِیحٌ جَوادٌ، أَخُو مَأْقِطٍ، نِقابٌ، یُحَدِّثُ بالغائِبِ و هذا البیت ذكره الجوهری: كریم جواد؛ قال ابن بری: و الروایة: نَجِیحٌ مَلِیحٌ، أَخو مأْقِطٍ قال: و إِنما غیره من غیره، لأَنه زعم أَن الملاحة التی هی حُسْن الخَلْق، لیست بموضع للمدح فی الرجال، إِذ كانت المَلاحة لا تجری مجری الفضائل الحقیقیة، و إِنما المَلیحُ هنا هو المُسْتَشْفَی برأْیه، علی ما حكی عن أَبی عمرو، قال و منه قولهم: قریشٌ مِلْح الناسِ أَی یُسْتَشْفَی بهم. و قال غیره: المَلِیحُ فی بیت أَوْسٍ، یُرادُ به المُسْتَطابُ مُجالَسَتُه. و نَقَّبَ فی الأَرض: ذَهَبَ. و فی التنزیل العزیز: فَنَقَّبُوا فِی الْبِلٰادِ هَلْ مِنْ مَحِیصٍ؟ قال الفَرَّاء: قرأَه القُراء فَنَقَّبُوا «2»، مُشَدَّداً؛ یقول: خَرَقُوا البلادَ فساروا فیها طَلَباً للمَهْرَبِ، فهل كان لهم محیصٌ من الموت؟ قال: و من قرأَ فنَقِّبوا، بكسر القاف، فإِنه كالوعید أَی اذْهَبُوا فی البلاد و جِیئُوا؛ و قال الزجاج: فنَقِّبُوا، طَوِّفُوا و فَتِّشُوا؛ قال: و قرأَ الحسن فنَقَبُوا، بالتخفیف؛ قال إمرؤ القیس: و قد نَقَّبْتُ فی الآفاقِ، حتی رَضِیتُ من السَّلامةِ بالإِیابِ أَی ضَرَبْتُ فی البلادِ، أَقْبَلْتُ و أَدْبَرْتُ. ابن الأَعرابی: أَنْقَبَ الرجلُ إِذا سار فی البلاد؛ و أَنْقَبَ إِذا صار حاجِباً؛ و أَنْقَبَ إِذا صار نَقِیباً. و نَقَّبَ عن الأَخْبار و غیرها: بَحَثَ؛ و قیل: نَقَّبَ عن الأَخْبار: أَخْبر بها. و‌فی الحدیث: إِنی لم أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عن قلوب الناسِ‌أَی أُفَتِّشَ و أَكْشِفَ. و النَّقِیبُ: عَریفُ القوم، و الجمعُ نُقَباءُ. و النَّقیب: العَریفُ، و هو شاهدُ القوم و ضَمِینُهم؛ و نَقَبَ علیهم یَنْقُبُ نِقابةً: عَرَف. و فی التنزیل العزیز: وَ بَعَثْنٰا مِنْهُمُ اثْنَیْ عَشَرَ نَقِیباً. قال أَبو إِسحاق: النَّقِیبُ فی اللغةِ كالأَمِینِ و الكَفِیلِ. و یقال: نَقَبَ الرجلُ علی القَومِ یَنْقُبُ نِقابةً، مثل كَتَبَ یَكْتُبُ كِتابةً، فهو نَقِیبٌ؛ و ما كان الرجلُ نَقِیباً، و لقد نَقُبَ. قال الفراء: إِذا أَردتَ أَنه لم یكن نَقِیباً ففَعَل، قلت: نَقُبَ، بالضم، نَقابة، بالفتح. قال سیبویه: النقابة، بالكسر، الاسم، و بالفتح المصدر، مثل الوِلایة و الوَلایة. و‌فی حدیث عُبادة بن الصامت: و كان من النُّقباءِ؛ جمع نَقِیبٍ، و هو كالعَرِیف علی القوم، المُقَدَّم علیهم، الذی یَتَعَرَّف أَخْبَارَهم، و یُنَقِّبُ عن أَحوالهم أَی یُفَتِّشُ.و كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قد جَعلَ، لیلةَ العَقَبَةِ، كلَّ واحد من الجماعة الذین
(2). قوله [قرأه الفراء إلخ] ذكر ثلاث قراءات: نقبوا بفتح القاف مشددة و مخخفة و بكسرها مشددة، و فی التكملة رابعة و هی قراءة مقاتل بن سلیمان فنقبوا بكسر القاف مخففة أی ساروا فی الأنقاب حتی لزمهم الوصف به.لسان العرب، ج‌1، ص: 770
بایعوه بها نَقیباً علی قومه و جماعته، لیأْخُذوا علیهم الإِسلامَ و یُعَرِّفُوهم شَرائطَه، و كانوا اثنی عشر نَقیباً كلهم من الأَنصار، و كان عُبادة بن الصامت منهم.و قیل: النَّقِیبُ الرئیسُ الأَكْبَرُ. و قولهم: فی فلانٍ مَنَاقِب جمیلةٌ أَی أَخْلاقٌ. و هو حَسَنُ النَّقِیبةِ أَی جمیلُ الخلیقة. و إِنما قیل للنَّقِیب نَقیبٌ، لأَنه یعلم دخیلةَ أَمرِ القوم، و یعرف مَناقبهم، و هو الطریقُ إِلی معرفة أُمورهم. قال: و هذا الباب كلُّه أَصلُه التأْثِیرُ الذی له عُمْقٌ و دُخُولٌ؛ و من ذلك یقال: نَقَبْتُ الحائط أَی بَلغت فی النَّقْب آخرَه. و یقال: كَلْبٌ نَقِیبٌ، و هو أَن یَنْقُبَ حَنْجَرَةَ الكلبِ، أَو غَلْصَمَتَه، لیَضْعُفَ صوتُه، و لا یَرْتَفِع صوتُ نُباحِه، و إِنما یفعل ذلك البُخلاء من العرب، لئلا یَطْرُقَهم ضَیْفٌ، باستماع نُباح الكلاب. و النِّقَابُ: البطنُ. یقال فی المَثل، فی الاثنین یَتَشَابَهانِ: فَرْخَانِ فی نِقابٍ. و النَّقِیبُ: المِزْمارُ. و ناقَبْتُ فلاناً إِذا لَقِیتَه فَجْأَةً. و لَقِیتُه نِقاباً أَی مُواجَهة؛ و مررت علی طریق فَناقَبَنی فیه فلانٌ نِقاباً أَی لَقِیَنی علی غیر میعاد، و لا اعتماد. و ورَدَ الماءَ نِقاباً، مثل التِقاطاً إِذا ورَد علیه من غیر أَن یَشْعُرَ به قبل ذلك؛ و قیل: ورد علیه من غیر طلب. و نَقْبٌ: موضع؛ قال سُلَیْكُ بنُ السُّلَكَة: و هُنَّ عِجَالٌ من نُباكٍ، و من نَقْبِ

نكب؛ ج1، ص: 770

: نَكَبَ عن الشی‌ءِ و عن الطریق یَنْكُب نَكْباً و نُكُوباً، و نَكِبَ نَكَباً، و نَكَّبَ، و تَنَكَّبَ: عَدَلَ؛ قال: إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَیامَی، فَنَكِّبْ كلَّ مُحْتِرةٍ صَناعِ و قال رجل من الأَعراب، و قد كَبِرَ، و كان فی داخل بیته، و مَرَّتْ سَحابةٌ: كیفَ تَراها یا بُنَیَّ؟ قال: أَراها قد نَكَّبَتْ و تَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ؛ و أَنشد الفارسی: هما إِبلانِ، فیهما ما عَلِمْتُمُ، فَعَنْ أَیِّها، ما شِئْتُمُ، فتَنَكَّبُوا عدَّاه بعن، لأَن فیه معنی اعْدلوا و تباعَدُوا، و ما زائدة. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول نَكَبَ فلانٌ عن الصواب یَنْكُبُ نُكُوباً إِذا عَدَل عنه. و نَكَّبَ عن الصواب تنكیباً، و نَكَّبَ غیرَه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال لِهُنَیّ مولاه: نَكِّبْ عنا ابن أُمّ عَبدٍ‌أَی نَحِّه عنا. و تَنَكَّبَ فلانٌ عنا تَنَكُّباً أَی مال عنا. الجوهری: نَكَّبه تَنْكیباً أَی عَدَل عنه و اعتزله. و تَنَكَّبَه أَی تَجَنَّبَه. و نَكَّبَه الطریقَ، و نَكَّبَ به: عَدَلَ. و طریقٌ یَنْكُوبٌ: علی غیر قَصْدٍ. و النَّكَبُ، بالتحریك: المَیَلُ فی الشی‌ءِ. و فی التهذیب: شِبْهُ مَیَل فی المَشْی؛ و أَنشد: عن الحَقِّ أَنْكَبُ أَی مائلٌ عنه؛ و إِنه لَمِنْكابٌ عن الحَقِّ. و قامةٌ نَكْبَاءُ: مائلة، و قِیَمٌ نُكْبٌ. و القامةُ: البَكْرَةُ. و‌فی حدیث حَجَّة الوداع: فقال بأُصْبُعه السَّبَّابة یَرْفَعُها إِلی السماءِ، و یَنْكُبُها إِلی الناس‌أَی یُمیلُها إِلیهم؛ یرید بذلك أَن یُشْهِدَ اللّهَ علیهم. یقال: نَكَبْتُ الإِناءَ نَكْباً و نَكَّبْتُه تَنْكیباً إِذا أَماله و كَبَّه. و‌فی حدیث الزكاة: نَكِّبُوا عن الطَّعام؛ یُرید
لسان العرب، ج‌1، ص: 771
الأَكُولةَ و ذواتِ اللبن و نحوَهما أَی أَعْرِضُوا عنها، و لا تأْخذوها فی الزكاة، و دَعُوها لأَهلها، فیقال فیه: نَكَبَ و نَكَّبَ. و‌فی حدیث آخر: نَكِّبْ عن ذات الدَّرِّ.و‌فی الحدیث الآخر، قال لوَحْشِیٍّ: تَنَكَّبْ عن وَجْهی‌أَی تَنَحَّ، و أَعْرِضْ عنی. و النَّكْبَاءُ: كلُّ ریحٍ؛ و قیل كلُّ ریح من الریاح الأَربع انْحَرَفَتْ و وقَعَتْ بین ریحین، و هی تُهلِكُ المالَ، و تحْبِسُ القَطْرَ؛ و قد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً، و قال أَبو زید: النَّكْبَاءُ التی لا یُخْتَلَفُ فیها، هی التی تَهُبُّ بین الصَّبَا و الشَّمَال. و الجِرْبِیَاءُ: التی بینَ الجَنُوب و الصَّبَا؛ و حكی ثعلبٌ عن ابن الأَعرابی: أَنَّ النُّكْبَ من الریاح أَربعٌ: فنَكْبَاءُ الصَّبا و الجَنُوبِ مِهْیَافٌ مِلْوَاحٌ مِیباسٌ للبَقْلِ، و هی التی تجی‌ءُ بین الریحین، قال الجوهری: تسمی الأَزْیَبَ؛ و نَكْبَاءُ الصَّبا و الشَّمَال مِعْجَاجٌ مِصْرَاد، لا مَطَر فیها و لا خَیْرَ عندها، و تسمی الصَّابِیةَ، و تسمی أَیضاً النُّكَیْبَاءَ، و إِنما صَغَّروها، و هم یریدون تكبیرها، لأَنهم یَسْتَبْرِدُونها جِدّاً؛ و نَكْبَاءُ الشَّمَال و الدَّبُور قَرَّةٌ، و ربما كان فیها مطر قلیل، و تسمی الجِرْبِیاءَ، و هی نَیِّحَةُ الأَزْیَبِ؛ و نَكْبَاءُ الجَنُوبِ و الدَّبُور حارَّة مِهْیافٌ، و تسمی الهَیْفَ، و هی نَیِّحَةُ النُّكَیْبَاء، لأَن العرب تُناوِحُ بین هذه النُّكْبِ، كما ناوحُوا بین القُوم من الریاحِ؛ و قد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً. و دَبور نَكْبٌ: نَكْباءُ. الجوهری: و النَّكْباءُ الریح الناكبة، التی تَنْكُبُ عن مَهَابِّ الریاحِ القُومِ، و الدَّبُور ریح من ریاح القَیْظِ، لا تكون إِلا فیه، و هی مِهْیَافٌ؛ و الجَنوبُ تَهُبُّ كلَّ وقت. و قال ابنُ كِناسَةَ: تَخرج النَّكْباءُ ما بین مَطْلَعِ الذِّراع إِلی القُطْب، و هو مَطْلَع الكَواكب الشامیة، و جعَلَ ما بین القُطْبِ إِلی مَسْقَطِ الذراع، مَخْرَجَ الشَّمال، و هو مَسْقَطُ كل نجم طَلَعَ من مَخْرج النَّكْباءِ، من الیمانیة، و الیمانیة لا ینزل فیها شمس و لا قمر، إِنما یُهْتَدَی بها فی البر و البحر، فهی شامیة. قال شمر: لكل ریح من الریاح الأَربع نَكْباءُ تُنْسَبُ إِلیها، فالنَّكْباءُ التی تنسب إِلی الصَّبا هی التی بینها و بین الشمال، و هی تشبهها فی اللِّینِ، و لها أَحیاناً عُرامٌ، و هو قلیل، إِنما یكون فی الدهر مرة؛ و النَّكْباءُ التی تنسب إِلی الشَّمال، و هی التی بینها و بین الدَّبُور، و هی تُشْبِهها فی البَرْد، و یقال لهذه الشَّمال: الشامِیَّةُ، كلُّ واحدة منها عند العرب شامیة؛ و النَّكْباءُ التی تنسب إِلی الدَّبُور، هی التی بینها و بین الجَنُوب، تجی‌ءُ من مغیب سُهَیْل، و هی تُشْبِه الدَّبور فی شِدَّتها و عَجاجِها؛ و النَّكْباءُ التی تنسب إِلی الجَنوب، هی التی بینها و بین الصَّبا، و هی أَشْبَهُ الرِّیاح بها، فی رقتها و فی لینها فی الشتاءِ. و بعیر أَنْكَبُ: یَمْشی مُتَنَكِّباً. و الأَنْكَبُ من الإِبل: كأَنما یمشی فی شِقٍّ؛ و أَنشد: أَنْكَبُ زَیَّافٌ، و ما فیه نَكَبْ و مَنْكِبا كلِّ شی‌ءٍ: مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ و الكتِفِ، و حَبْلُ العاتِق من الإِنسانِ و الطائرِ و كلِّ شی‌ءٍ. ابن سیدة: المَنْكِبُ من الإِنسان و غیره: مُجْتَمَعُ رأْسِ الكَتِفِ و العَضُدِ، مذكر لا غیر، حكی ذلك اللحیانی. قال سیبویه: هو اسم للعُضْو، لیس علی المصدر و لا المكان، لأَن فِعْلَه نَكَبَ یَنكُبُ، یعنی أَنه لو كان علیه، لقال: مَنْكَبٌ؛ قال: و لا یُحْمَل علی باب مَطْلِع، لأَنه نادر، أَعنی بابَ مَطْلِع. و رجل شدیدُ المَناكِبِ، قال اللحیانی: هو من الواحد الذی یُفَرَّقُ فیجعل جمیعاً؛ قال: و العرب تفعل هذا كثیراً، و قیاسُ قول سیبویه، أَن
لسان العرب، ج‌1، ص: 772
یكونوا ذهبوا فی ذلك إِلی تعظیم العضو، كأَنهم جعلوا كل طائفة منه مَنْكِباً. و نَكِبَ فلانٌ یَنْكَبُ نَكَباً إِذا اشْتَكی مَنْكِبَهُ. و‌فی حدیث ابن عمر: خِیارُكم أَلْیَنُكُمْ مَناكِبَ فی الصلاة؛ أَراد لزُومَ السكینة فی الصلاة؛ و قیل أَراد أَن لا یَمْتَنِعَ علی من یجی‌ءُ لیدخل فی الصف، لضیق المكان، بل یُمَكِّنُه من ذلك. و انْتَكَبَ الرجلُ كِنانَتَهُ و قَوْسَه، و تَنَكَّبها: أَلْقاها علی مَنْكِبِه. و‌فی الحدیث: كان إِذا خَطَبَ بالمُصَلَّی، تَنَكَّبَ علی قَوْسٍ أَو عَصاً‌أَی اتَّكأَ علیها؛ و أَصله مِن تَنَكَّبَ القوسَ، و انْتَكَبها إِذا عَلَّقها فی مَنْكبه. و النَّكَبُ، بفتح النون و الكاف: داءٌ یأْخذ الإِبلَ فی مَناكبها، فَتَظْلَعُ منه، و تمشی مُنْحَرِفةً. ابن سیدة: و النَّكَبُ ظَلَعٌ یأْخذ البعیرَ من وَجَع فی مَنْكِبه؛ نَكِبَ البعیرُ، بالكسر، یَنْكَبُ نَكَباً، و هو أَنْكَبُ؛ قال: یَبْغِی فیُرْدِی و خَدانَ الأَنْكَبِ الجوهری: قال العَدَبَّسُ: لا یكون النَّكَبُ إِلا فی الكَتِفِ؛ و قال رجلٌ من فَقْعَسٍ: فهَلَّا أَعَدُّونی لمِثْلی تَفاقَدُوا، إِذا الخَصْمُ، أَبْزی، مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ قال: و هو من صِفَةِ المُتَطاوِل الجائرِ. و مَناكِب الأَرضِ: جبالُها؛ و قیل: طُرُقها؛ و قیل: جَوانِبُها؛ و فی التنزیل العزیز: فَامْشُوا فِی مَنٰاكِبِهٰا؛ قال الفراء: یرید فی جوانبها؛ و قال الزجاج: معناه فی جبالها؛ و قیل: فی طُرُقها. قال الأَزهری: و أَشبَهُ التفسیر، و اللّه أَعلم، تفسیر من قال: فی جبالها، لأَن قوله: هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا، معناه سَهَّلَ لَكم السُّلوكَ فیها، فأَمكنكم السلوك فی جبالها، فهو أَبلغ فی التذلیل. و المَنْكِبُ من الأَرض: الموضعُ المرتفع. و فی جَناح الطائرِ عِشْرُونَ ریشةً: أَوَّلُها القَوادِمُ، ثم المَناكِبُ، ثم الخَوافی، ثم الأَباهِرُ، ثم الكُلی؛ قال ابن سیدة: و لا أَعْرِفُ للمَناكب من الریش واحداً، غیر أَن قیاسه أَن یكون مَنْكِباً. غیره: و المَناكِبُ فی جَناحِ الطائر أَربعٌ، بعد القَوادِم؛ و نَكَبَ علی قومه یَنْكُبُ نِكابَةً و نُكوباً، الأَخیرة عن اللحیانی، إِذا كان مَنْكِباً لهم، یعتمدون علیه. و فی المحكم عَرَفَ علیهم؛ قال: و المَنْكِبُ العَرِیفُ، و قیل: عَوْنُ العَریفِ. و قال اللیث: مَنْكِبُ القوم رأْسُ العُرَفاءِ، علی كذا و كذا عریفاً مَنْكِبٌ، و یقال له: النِّكابةُ فی قومه. و‌فی حدیث النَّخَعِیِّ: كان یَتَوَسَّطُ العُرَفاءَ و المَناكِب؛ قال ابن الأَثیر: المَناكِبُ قومٌ دون العُرَفاءِ، واحدُهم مَنْكِبٌ؛ و قیل: المَنْكِبُ رأْسُ العُرفاءِ. و النِّكابةُ: كالعِرافَةِ و النِّقابة. و نَكَبَ الإِناءَ یَنْكُبُه نَكْباً: هَراقَ ما فیه، و لا یكون إِلَّا من شی‌ءٍ غیر سَیّالٍ، كالتراب و نحوه. و نَكَبَ كِنانَتَه یَنْكُبُها نَكْباً: نَثَرَ ما فیها، و قیل إِذا كَبَّها لیُخْرِجَ ما فیها من السِّهام. و‌فی حدیث سَعْدٍ، قال یوم الشُّورَی: إِنی نَكَبْتُ قرَنی «3»، فأَخَذْتُ سَهْمِی الفالِجَ‌أَی كَبَبْتُ كِنانَتی. و‌فی حدیث الحجاج: أَن أَمیر المؤْمنین نَكَبَ كنانَتَه، فَعَجَم عِیدانَها.و النَّكْبَةُ: المُصیبةُ من مَصائب الدهر، و إِحْدی
(3). قوله [إنی نكبت قرنی] القرن بالتحریك جعبة صغیرة تقرن إلی الكبیرة و الفالج السهم الفائز فی النضال. و المعنی إنی نظرت فی الآراء و قلبتها فاخترت الرأی الصائب منها و هو الرضی بحكم عبد الرحمن.
لسان العرب، ج‌1، ص: 773
نَكَباتِه، نعوذ باللّه منها. و النَّكْبُ: كالنَّكْبَة؛ قال قَیْسُ بن ذُرَیْح: تَشَمَّمْنَه، لو یَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَه، إِذا سُفْنَهُ، یَزْدَدْنَ نَكْباً علی نَكْبِ و جمعه: نُكُوبٌ. و نَكَبه الدهرُ یَنْكُبه نَكْباً و نَكَباً: بلغ منه و أَصابه بنَكْبةٍ؛ و یقال: نَكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْر، و أَصابَتْه نَكْبَةٌ، و نَكَباتٌ، و نُكُوبٌ كثیرة، و نُكِبَ فلانٌ، فهو مَنْكُوبٌ. و نَكَبَتْه الحجارةُ نَكْباً أَی لَثَمَتْه. و النَّكْبُ: أَن یَنْكُبَ الحجرُ ظُفْراً، أَو حافراً، أَو مَنْسِماً؛ یقال: مَنْسِمٌ مَنْكوبٌ، و نَكِیبٌ؛ قال لبید: و تَصُكُّ المَرْوَ، لمَّا هَجَّرَتْ، بِنَكِیبٍ مَعِرٍ، دامی الأَظَلّ الجوهری: النَّكِیبُ دائرةُ الحافِر، و الخُفِّ؛ و أَنشد بیت لبید: و نَكَبَ الحَجرُ رِجْلَهُ و ظُفْره، فهو مَنْكُوبٌ و نَكِیبٌ: أَصابه. و یقال: لیس دونَ هذا الأَمر نَكْبة، و لا ذُیاحٌ؛ قال ابن سیده: حكاه ابن الأَعرابی، ثم فسره فقال: النَّكْبةُ أَن یَنْكُبه الحَجَرُ؛ و الذُّیاحُ: شَقٌّ فی باطن القَدَم. و‌فی حدیث قُدوم المُسْتَضْعَفین بمكة: فجاؤُوا یَسُوقُ بهم الولیدُ بن الولید، و سار ثلاثاً علی قَدَمَیْه، و قد نَكَبَتْه الحَرَّةُ‌أَی نالته حجارتُها و أَصابته؛ و منه النَّكْبةُ، و هو ما یُصیبُ الإِنسان من الحَوادث. و‌فی الحدیث: أَنه نُكِبَتْ إِصبَعُه‌أَی نالتها الحجارة. و رجلٌ أَنْكَبُ: لا قَوْسَ معه. و یَنْكُوبٌ: ماءٌ معروفٌ؛ عن كراع.

نهب؛ ج1، ص: 773

: النَّهْبُ: الغَنیمة. و‌فی الحدیث: فأُتِیَ بنَهْبٍ‌أَی بغَنیمة، و الجمع نِهابٌ و نُهُوبٌ؛ و فی شعر العباس بنِ مرداس: كانتْ نِهاباً، تَلافَیْتُها بِكَرِّی علی المُهرِ، بالأَجرَعِ و الانْتِهابُ: أَن یأْخُذَه مَنْ شاءَ. و الإِنْهاب: إِباحَتُه لمن شاءَ. و نَهَبَ النَّهْبَ یَنْهَبُه نَهْباً و انْتَهَبَه: أَخذه. و أَنْهَبَه غَیرَه: عَرَّضَه له؛ یقالُ أَنْهَبَ الرجلُ مالَه، فانْتَهبوه و نَهَبُوه، و ناهَبُوه: كلُّه بمعنًی. و نَهَبَ الناسُ «1» فلاناً إِذا تَناولوه بكلامهم؛ و كذلك الكلبُ إِذا أَخَذَ بعُرْقُوبِ الإِنسان، یقال: لا تَدَعْ كلْبَك یَنْهَبِ الناسَ. و النُّهْبَة، و النُّهْبَی، و النُّهَیْبَی، و النُّهَّیْبَی: كلُّه اسمُ الانْتِهاب، و النَّهْبِ. و قال اللحیانی: النَّهْبُ ما انْتَهَبْتَ؛ و النُّهْبةُ و النُّهْبی: اسمُ الانْتِهابِ. و‌فی الحدیث: لا یَنتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ، یَرْفَعُ الناسُ إِلیها أَبصارَهم، و هو مؤْمِنٌ.النَّهْبُ: الغارةُ و السَّلْبُ؛ أَی لا یَخْتَلِسُ شیئاً له قیمةٌ عالیةٌ. و كان للفِزْرِ بَنُونَ یَرْعَوْنَ مِعْزاه، فتَواكلُوا یوماً أَی أَبَوْا أَنْ یَسْرَحُوها، قال: فساقَها، فأَخْرَجَها، ثم قال للناس: هی النُّهَّیْبَی، و روی بالتخفیف أَی لا یَحِلُّ لأَحدٍ أَن یأْخُذَ منها أَكثر من واحدٍ؛ و منه المَثَلُ: لا یَجْتَمِعُ ذلك حتی تجْتَمِعَ مِعْزَی الفِزْر. و‌فی الحدیث: أَنه نُثِرَ شی‌ءٌ فی إِمْلاكٍ، فلم یأْخُذُوه، فقال: ما لكم لا تَنْتَهِبُون؟ قالوا: أَ وَ لیس قد نَهَیْتَ عن النُّهْبی؟ قال: إِنما نَهَیْتُ عن نُهْبی العساكِر، فانْتَهِبُوا.قال ابن الأَثیر: النُّهْبَی بمعنی النَّهْبِ، كالنُّحْلی و النُّحْلِ، للعَطِیَّةِ. قال:
(1). قوله [و نهب الناس إلخ] مثله ناهب الناس فلاناً كما فی التكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 774
و قد یكون اسمَ ما یُنْهَبُ، كالعُمْرَی و الرُّقْبی. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَحْرَزْتُ نَهْبی و أَبْتَغِی النوافلَ‌أَی قَضَیْتُ ما عَلیَّ من الوِتْر، قبل أَنْ أَنامَ لئلا یَفُوتَنی، فإِن انْتَبَهْتُ، تَنَفَّلْتُ بالصلاة؛ قال: و النَّهْبُ هاهنا بمعنی المَنْهوبِ، تَسمیةً بالمصدر؛ و فی شعر العباس بن مِرْداسٍ: أَ تَجْعَلُ نَهْبی و نَهْبَ العُبَیْدِ، بینَ عُیَیْنَةَ و الأَقْرَعِ؟ عُبَیْدٌ، مصغَّر: اسم فرسه. و تَناهَبَتِ الإِبلُ الأَرضَ: أَخَذَتْ بقَوائمها منها أَخْذاً كثیراً. و المُناهَبَةُ: المُباراةُ فی الحُضْرِ و الجَرْیِ؛ فرسٌ یُناهِبُ فرساً. و تَناهَبَ الفَرسانِ: ناهَبَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَه؛ و قال الشاعر: ناهَبْتُهم بنَیْطَلٍ جَرُوفِ و فرسٌ مِنْهَبٌ «1»، علی طَرْحِ الزائد، أَو علی أَنه نُوهِبَ، فَنَهَبَ؛ قال العجاج یصف عَیراً و أُتُنَه: و إِن تُناهِبْه، تَجِدْهُ مِنْهَبا و مِنْهَبٌ: فرسُ عُوَیَّة بنِ سَلْمی. و انْتَهَبَ الفرسُ الشَّوْطَ: اسْتَوْلَی علیه. و یقال للفَرَسِ الجَوادِ: إِنه لَیَنْهَبُ الغایةَ و الشَّوطَ؛ قال ذو الرمة: و الخَرْقُ، دُونَ بَناتِ السَّهْبِ، مُنْتَهَبُ یعنی فی التَّباری بین الظَّلِیم و النَّعامة. و فی النوادر: النَّهْبُ ضَرْبٌ من الرَّكْضِ. و النَّهْبُ: الغارة «2». و مِنْهَبٌ: أَبو قبیلة.

نوب؛ ج1، ص: 774

: نابَ الأَمْرُ نَوْباً و نَوبةً: نزلَ. و نابَتْهم نَوائبُ الدَّهْر. و‌فی حدیث خَیْبَر: قسَمها نِصْفَینِ: نِصْفاً لنَوائِبِه و حاجاتِه، و نِصفاً بین المسلمین.النَّوائِبُ: جمع نائبةٍ، و هی ما یَنُوبُ الإِنسانَ أَی یَنْزِلُ به من المُهمَّات و الحَوادِثِ. و النَّائِبَةُ: المُصیبةُ، واحدةُ نوائبِ الدَّهْر. و النائبة: النازلةُ، و هی النَّوائِبُ و النُّوَبُ، الأَخیرةُ نادرة. قال ابن جنی: مَجِی‌ءُ فَعْلةٍ علی فُعَلٍ، یُرِیكَ كأَنها إِنما جاءَتْ عندهم من فُعْلَة، فكأَنَّ نَوْبَةً نُوبَةٌ، و إِنما ذلك لأَن الواو مما سبیله أَن یأْتی تابعاً للضمة؛ قال: و هذا یؤَكد عندك ضعف حروف اللین الثلاثة، و كذلك القولُ فی دَوْلَةٍ و جَوبةٍ، و كلٌّ منهما مذكور فی موضعه. و یقال: أَصبَحْتَ لا نَوْبةَ لك أَی لا قُوَّة لك؛ و كذلك: ترَكْتُه لا نَوْبَ له أَی لا قُوَّةَ له. النضر: یقال للمَطَرِ الجَوْد: مُنِیبٌ، و أَصابنا رَبیعٌ صِدْقٌ مُنِیبٌ، حَسَنٌ، و هو دون الجَوْدِ. و نِعْمَ المَطَرُ هذا إِن كان له تابعةٌ أَی مَطْرةٌ تَتْبَعه. و نابَ عنی فلانٌ یَنُوبُ نَوْباً و مَناباً أَی قام مقامی؛ و نابَ عَنی فی هذا الأَمْرِ نیابةً إِذا قام مقامَك. و النَّوْب: اسم لجمع نائبٍ، مثلُ زائرٍ و زَوْرٍ؛ و قیل هو جمع. و النَّوْبةُ: الجماعةُ من الناس؛ و قوله أَنشده ثعلب: انْقَطَع الرِّشاءُ، و انحَلَّ الثَّوْبْ، و جاءَ من بَناتِ وَطَّاءِ النَّوْبْ، قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون النَّوْبُ فیه من الجمع الذی لا یُفارق واحدَه إِلَّا بالهاءِ، و أَن یكون جمعَ نائبٍ، كزائرٍ و زَوْرٍ، علی ما تَقَدَّم. ابن شمیل: یقال للقوم فی السَّفَر: یَتَناوبونَ،
(1). قوله [و فرس منهب] أی كمنبر فائق فی العدو. (2). قوله [و النهب الغارة] و اسم موضع أیضاً. و النهبان، مثناه: جبلان بتهامة. و النهیب، كأمیر: موضع، كما فی التكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 775
و یَتَنازَلُونَ، و یَتَطاعَمُون أَی یأْكلون عند هذا نُزْلةً و عند هذا نُزْلةً؛ و النُّزْلةُ: الطعامُ یَصْنَعه لهم حتی یشبعوا؛ یقال: كان الیومَ علی فلان نُزْلَتُنا، و أَكلْنا عنده نُزْلَتَنا؛ و كذلك النَّوْبة؛ و التَّناوُبُ علی كل واحدٍ منهم نَوْبةٌ یَنُوبُها أَی طعامُ یومٍ، و جمعُ النَّوْبةِ نُوَبٌ. و النَّوْبُ: ما كان منك مَسیرةَ یومٍ و لیلةٍ، و أَصله فی الوِرْدِ؛ قال لبید: إِحْدَی بَنی جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها، لم تُمْسِ نَوْباً مِنی، و لا قَرَبا و قیل: ما كان علی ثلاثة أَیام؛ و قیل: ما كان علی فَرسخین، أَو ثلاثة؛ و قیل: النَّوْبُ، بالفتح، القُرْب، خِلافُ البُعْد؛ قال أَبو ذؤَیب: أَرِقْتُ لذكْرِهِ من غَیر نَوْبٍ، كما یَهْتاجُ مَوْشِیٌّ نَقِیبُ أَراد بالمَوْشِیِّ الزَّمَّارةَ مِن القَصَبِ المُثَقَّبِ. ابن الأَعرابی: النَّوْبُ القَرَبُ «1». یَنُوبُها: یعهَدُ إِلیها، ینالها؛ قال: و القَرَبُ و النَّوْبُ واحدٌ. و قال أَبو عمرو: القَرَبُ أَن یأْتیَها فی ثلاثة أَیام مرَّة. ابن الأَعرابی: و النَّوْبُ أَن یَطرُدَ الإِبلَ باكِراً إِلی الماءِ، فیُمْسی علی الماءِ یَنْتابُه. و الحُمَّی النائبةُ: التی تأْتی كلَّ یوم. و نُبْتُه نَوْباً و انْتَبْتُه: أَتیتُه علی نَوْب. و انْتابَ الرجلُ القومَ انْتیاباً إِذا قصَدَهم، و أَتاهم مَرَّةً بعد مَرَّة، و هو یَنتابُهم، و هو افْتِعال من النَّوبة. و‌فی حدیث الدعاءِ: یا أَرْحَمَ مَن انْتابه المُسْتَرحِمُون.و‌فی حدیث صلاة الجمعة: كان الناسُ یَنْتابونَ الجمعة من مَنازِلهم؛ و منه‌الحدیث: احْتاطُوا لأَهْلِ الأَمْوالِ فی النَّائبة و الواطِئَةِ‌أَی الأَضْیافِ الذین یَنُوبونهم، و یَنْزلون بهم؛ و منه قول أُسامةَ الهُذَلیّ: أَقَبُّ طَریدٌ، بِنُزْهِ الفَلاةِ، لا یَرِدُ الماءَ إِلَّا انْتِیابا و یروی: … ائتیابا؛ و هو افْتِعال من آبَ یَؤُوبُ إِذا أَتی لیلًا. قال ابن بری: هو یصف حمارَ وَحْشٍ. و الأَقَبُّ: الضَّامِرُ البَطْنِ. و نُزْهُ الفَلاةِ: ما تَباعَدَ منها عن الماءِ و الأَرْیاف. و النُّوبةُ، بالضم: الاسم من قولك نابه أَمْرٌ، و انْتابه أَی أَصابه. و یقال: المَنایا تَتَناوبُنا أَی تأْتی كُلًّا مِنَّا لنَوْبَتِه. و النَّوبة: الفُرْصة و الدَّوْلة، و الجمع نُوَبٌ، نادر. و تَناوَبَ القومُ الماءَ: تَقاسَمُوه علی المَقْلةِ، و هی حَصاة القَسْم. التهذیب: و تَناوَبْنا الخَطْبَ و الأَمرَ، نَتَناوَبه إِذا قُمنا به نَوبةً بعد نَوبة. الجوهری: النَّوبةُ واحدةُ النُّوَبِ، تقول: جاءتْ نَوْبَتُكَ و نِیابَتُك، و هم یَتَناوبون النَّوبة فیما بینهم فی الماءِ و غیره. و نابَ الشی‌ءُ عن الشی‌ءِ، یَنُوبُ: قام مَقامه؛ و أَنَبْتُه أَنا عنه. و ناوَبه: عاقَبه. و نابَ فلانٌ إِلی اللّه تعالی، و أَنابَ إِلیه إِنابةً، فهو مُنِیبٌ: أَقْبَلَ و تابَ، و رجَع إِلی الطاعة؛ و قیل: نابَ لَزِمَ الطاعة، و أَنابَ: تابَ و رجَعَ. و‌فی حدیث الدعاءِ: و إِلیك أَنَبْتُ.الإِنابةُ: الرجوعُ إِلی اللّه بالتَّوبة. و فی التنزیل العزیز: مُنِیبِینَ إِلَیْهِ*؛ أَی راجعین إِلی ما أَمَرَ به، غیر خارجین عن شی‌ءٍ من أَمرِه. و قوله عز و جل: وَ أَنِیبُوا إِلیٰ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ؛ أَی تُوبوا إِلیه و ارْجِعُوا، و قیل إِنها نزلتْ فی قوم فُتِنُوا فی دِینِهم، و عُذِّبُوا بمكة، فرجَعُوا عن الإِسلام، فقیل: إِنَّ هؤُلاء لا یُغْفَرُ لهم بعد رُجوعهم عن الإِسلام، فأَعْلم اللّهُ، عز و جل،
(1). قوله [ابن الأَعرابی النوب القرب إلخ] هكذا بالأَصل و هی عبارة التهذیب و لیس معنا من هذه المادة شی‌ء منه فانظره فإنه یظهر أن فیه سقطاً من شعر أو غیره.
لسان العرب، ج‌1، ص: 776
أَنهم إِن تابوا و أَسلموا، غَفَرَ لهم. و النُّوبُ و النُّوبةُ أَیضاً: جِیلٌ من السُّودانِ، الواحد نُوبیّ. و النُّوبُ: النَّحْلُ، و هو جمعُ نائبٍ، مثل عائطٍ و عُوطٍ، و فارهٍ و فُرْه، لأَنها تَرْعی و تَنُوبُ إِلی مكانها؛ قال الأَصمعی: هو من النُّوبةِ التی تَنُوبُ الناسَ لوقت معروفٍ، و قال أَبو ذؤیب: إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ، لم یَرْجُ لَسْعَها، و حالفَها فی بَیْت نُوبٍ عَواسِلِ قال أَبو عبیدة: سمیتْ نوباً، لأَنها تَضْرِبُ إِلی السَّواد؛ و قال أَبو عبید: سمیت به لأَنها تَرْعَی ثم تَنُوبُ إِلی موضِعها؛ فمَن جعلها مُشَبَّهةً بالنُّوبِ، لأَنها تَضْرِبُ إِلی السَّواد، فلا واحد لها؛ و مَن سماها بذلك لأَنها تَرْعی ثم تَنُوبُ، فواحدُها نائبٌ؛ شَبَّه ذلك بنَوبةِ الناسِ، و الرجوعِ لوَقتٍ، مَرَّةً بعد مرَّة. و النُّوبُ: جمع نائبٍ من النحل، لأَنها تعود إِلی خَلِیَّتها؛ و قیل: الدَّبْرُ تسمی نُوباً، لسوادِها، شُبِّهَتْ بالنُّوبةِ، و هم جِنْس من السُّودانِ. و المَنابُ: الطریقُ إِلی الماءِ. و نائِبٌ: اسمُ رجل.

نیب؛ ج1، ص: 776

: النَّابُ مذكر «1»: من الأَسنانِ. ابن سیدة: النَّابُ هی السِّنُّ التی خلف الرَّباعِیَةِ، و هی أُنثی. قال سیبویه: أَمالوا ناباً، فی حَدِّ الرفع، تشبیهاً له بأَلِف رَمَی، لأَنها منقلبة عن یاءٍ، و هو نادر؛ یعنی أَن الأَلِف المنقلبة عن الیاءِ و الواو، إِنما تمال إِذا كانت لاماً، و ذلك فی الأَفعال خاصة، و ما جاء من هذا فی الاسم، كالمَكا، نادر؛ و أَشذُّ منه ما كانت أَلفه منقلبة عن یاء عیناً، و الجمع أَنْیُبٌ، عن اللحیانی، و أَنْیابٌ و نُیُوبٌ و أَناییبُ، الأَخیرة عن سیبویه، جمعُ الجمع كأَبْیاتٍ و أَبایِیتَ. و رجل أَنْیَبُ: غَلیظُ النابِ، لا یَضْغَمُ شیئاً إِلَّا كَسَرَه، عن ثعلب؛ و أَنشد: فَقُلْتُ: تَعَلَّمْ أَنَّنی غیرُ نائمٍ إِلی مُسْتَقِلٍّ بالخِیانَةِ، أَنْیَبا و نُیُوبٌ نُیَّبٌ: علی المُبالغة؛ قال: مَجُوبةٌ جَوْبَ الرَّحَی، لم تُثْقَبِ، تَعَضُّ منها بالنُّیُوبِ النُّیَّبِ و نِبْتُه: أَصَبْتُ نابه، و استعار بعضُهم الأَنْیابَ للشَّرِّ؛ و أَنشد ثعلب: أَفِرُّ حِذارَ الشَّرِّ، و الشَّرُّ تارِكی، و أَطْعُنُ فی أَنْیابِه، و هو كالِحُ و النَّابُ و النَّیُوبُ: الناقةُ المُسِنَّة، سَمَّوْها بذلك حین طال نابُها و عَظُم، مؤَنثة أَیضاً، و هو مما سُمِّی فیه الكُلُّ باسم الجُزْءِ. و تصغیرُ النَّابِ من الإِبل: نُیَیْبٌ، بغیر هاء، و هذا علی نحو قولهم للمرأَة: ما أَنتِ إِلَّا بُطَیْنٌ، و للمهزولة: إِبْرةُ الكَعْبِ و إِشْفَی المِرْفَقِ. و النَّیُوبُ: كالنَّابِ، و جمعهما معاً أَنْیابٌ و نُیُوبٌ و نِیبٌ، فذهب سیبویه إِلی أَن نِیباً جمعُ نابٍ، و قال: بَنَوها علی فُعْل، كما بَنَوا الدارَ علی فُعْل، كراهیة نُیُوبٍ، لأَنها ضمة فی یاءٍ، و قبلها ضمة، و بعدها واو، فكرهوا ذلك، و قالوا فیها أَیضاً: أَنْیابٌ، كقَدَم و أَقْدامٍ؛ هذا قوله قال ابن سیدة، و الذی عندی أَنَّ أَنْیاباً جمع نابٍ، علی ما فعلت فی هذا النحو، كقَدَمٍ و أَقْدامٍ؛ و أَن نِیباً جمع نَیُوب، كما حكی هو عن یونس، أَن من العرب من یقول صِیدٌ و بِیضٌ، فی جمع صَیُود و بَیُوض، علی من قال رُسْل، و هی التمیمیَّة؛ و یقوّی مذهب سیبویه أَن نِیباً، لو كانت جمع نَیُوبٍ، لكانتْ خَلیقةً بِنُیُب، كما قالوا فی
(1). قوله [الناب مذكر] مثله فی التهذیب و المصباح.
لسان العرب، ج‌1، ص: 777
صَیُود صُیُد، و فی بَیُوض بُیُض، لأَنهم لا یكرهون فی الیاءِ، من هذا الضرب، كما یكرهون فی الواو، لخفَّتها و ثقل الواو، فإِن لم یقولوا نُیُب، دلیلٌ علی أَن نِیباً جمعُ نابٍ، كما ذهب إِلیه سیبویه، و كلا المذهبین قیاسٌ إِذا صحت نَیُوب، و إِلَّا فنِیبٌ جمع نابٍ، كما ذهب إِلیه سیبویه، قیاساً علی دُورٍ. و نابه یَنِیبُه أَی أَصابَ نابه. و نَیَّبَ سَهْمَه أَی عَجمَ عُودَه، و أَثَّرَ فیه بنابه. و النَّابُ: المُسِنَّة من النُّوق. و‌فی الحدیث: لهم من الصَّدَقةِ الثِّلْبُ و النَّابُ.و‌فی الحدیث، أَنه قال لقَیْسِ بن عاصمٍ: كیفَ أَنْتَ عِنْدَ القِرَی؟ قال: أُلْصِقُ بالنَّاب الفانیةِ، و الجمع النِّیبُ. و فی المثل: لا أَفْعَلُ ذلك ما حَنَّتِ النِّیبُ؛ قال مَنْظُورُ ابنُ مَرْثَدٍ الفَقْعَسِیُّ: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ، فما تَكادُ نِیبُها تُوَلِّی أَی تَرْجِعُ من الضَّعْفِ، و هو فُعْلٌ، مِثْلُ أَسَدٍ و أُسْدٍ، و إِنما كَسروا النون لتسلم الیاءُ؛ و منه‌حدیث عمر: أَعْطاهُ ثلاثةَ أَنیابٍ جَزائر؛ و التصغیر نُیَیْبٌ؛ یقال: سُمِّیَتْ لطول نابِها، فهو كالصفة، فلذلك لم تَلْحقه الهاء، لأَن الهاءَ لا تَلحقُ تصغیر الصفات. تقول منه: نَیَّبَتِ الناقةُ أَی صارت هَرِمَةً؛ و لا یقال للجمل نابٌ. قال سیبویه: و من العرب من یقول فی تصغیر نابٍ: نُوَیْبٌ، فیجی‌ءُ بالواو، لأَن هذه الأَلف یكثر انقلابُها من الواوات، و قال ابن السراج: هذا غلط منه. قال ابن بری: ظاهر هذا اللفظ أَن ابن السراج غلَّط سیبویه، فیما حكاه، قال: و لیس الأَمر كذلك، و إِنما قوله: و هو غَلَطٌ منه، من تتمة كلام سیبویه، إِلَّا أَنه قال: منهم؛ و غَیَّره ابن السراج، فقال: منه، فإِن سیبویه قال: و هذا غلط منهم أَی من العرب الذین یقولونه كذلك. و قول ابن السراج غَلَطٌ منه، هو بمعنی غلط من قائله، و هو من كلام سیبویه، لیس من كلام ابن السراج. و قال اللحیانی: النَّابُ من الإِبل مؤَنثة لا غیر، و قد نَیَّبَتْ و هی مُنَیِّبٌ. و‌فی حدیث زید بن ثابتٍ: أَن ذِئباً نَیَّبَ فی شاة، فذَبَحُوها بمَرْوَة‌أَی أَنْشَبَ أَنْیابَه فیها. و النَّابُ: السِّنُّ التی خلف الرَّباعِیة. و نابُ القوم: سیدُهم. و النَّابُ: سیدُ القوم، و كبیرهم؛ و أَنشد أَبو بكر قولَ جَمِیلٍ: رَمَی اللّهُ فی عَیْنَیْ بُثَیْنَةَ بالقَذَی، و فی الغُرِّ من أَنْیابِها، بالقَوادِحِ قال: أَنْیابُها ساداتُها أَی رَمَی اللّهُ بالهلاك و الفساد فی أَنیابِ قَومِها و ساداتِها إِذ حالوا بینها و بین زیارتی؛ و قوله: رَمَی اللّهُ فی عَیْنَیْ بُثَیْنةَ بالقَذَی كقولك: سُبحانَ اللّهِ ما أَحْسَنَ عَیْنَها. و نحوٌ منه: قاتَله اللّهُ ما أَشْجَعه، و هَوَتْ أُمُّه ما أَرْجَلَه. و قالت الكِنْدِیَّة تَرْثی إِخْوَتَها: هَوَتْ أُمُّهُمْ، ما ذامُهُمْ یَوْمَ صُرِّعُوا، بنَیْسانَ من أَنْیابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا و یقال: فلانٌ جَبَلٌ من الجِبالِ إِذا كان عزیزاً، و عِزُّ فلانٍ یُزاحِمُ الجِبالَ؛ و أَنشد: أَ لِلبأْسِ، أَمْ لِلْجُودِ، أَمْ لمُقاوِمٍ، من العِزِّ، یَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّواسِیا؟ و نَیَّبَ النَّبْتُ و تَنَیَّبَ: خرجتْ أَرومَتُه، و كذلك الشَّیْبُ؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی التَّشبیه بالنَّابِ؛ قال مُضَرِّسٌ:
لسان العرب، ج‌1، ص: 778
فقالت: أَ ما یَنْهاكَ عن تَبَع الصِّبا مَعالِیكَ، و الشَّیْبُ الذی قد تَنَیَّبا؟

فصل الهاء؛ ج1، ص: 778

هبب؛ ج1، ص: 778

: ابن سیدة: هَبَّتِ الریحُ تَهُبُّ هُبُوباً و هَبِیباً: ثارَتْ و هاجَتْ؛ و قال ابن درید: هَبَّتْ هَبّاً، و لیس بالعالی فی اللغة، یعنی أَن المعروف إِنما هو الهُبُوبُ و الهَبیبُ؛ و أَهَبَّها اللّهُ. الجوهری: الهَبُوبةُ الریح التی تُثِیر الغَبَرة، و كذلك الهَبُوبُ و الهَبیبُ. تقول: من أَین هَبَبْتَ یا فلان؟ كأَنك قلت: من أَین جِئْتَ؟ من أَینَ انْتَبَهْتَ لنا؟ و هَبَّ من نَومه یَهُبُّ هَبّاً و هُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب: فحَیَّتْ، فحَیَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، مَعَ النَّجْم، رُؤْیا فی المَنام كَذُوبُ و أَهَبَّه: نَبَّهَه، و أَهْبَبْتُه أَنا. و‌فی حدیث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ‌أَی قامَت الإِبلُ للسَّیر؛ هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَیْقَظَ. و هَبَّ فلانٌ یَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ یَفْعَلُ كذا. و هَبَّ السیفُ یَهُبُّ هَبَّةً و هَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخیرةُ عن أَبی زید. و أَهَبَّه: هَزَّه؛ عن اللحیانی. الأَزهری: السیفُ یَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الجوهری: هَزَزْتُ السیفَ و الرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، و هَبَّتُه هِزَّتُه و مَضاؤُه فی الضَّریبة. و هَبَّ السیفُ یَهُبُّ هَبّاً و هَبَّةً و هِبَّةً إِذا قطَعَ. و حكی اللحیانی: اتَّقِ هَبَّةَ السیفِ، و هِبَّتَه. و سَیْفٌ ذو هَبَّةٍ أَی مَضاءٍ فی الضریبة؛ قال: جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمی، كأَنما جَلا القَیْنُ عن ذِی هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ و إِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شدیدة. شمر: هَبَّ السیفُ، و أَهْبَبْتُ السیفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه و هَبَّه أَی قَطَعَه. و هَبَّتِ الناقةُ فی سَیرِها تَهِبُّ هِباباً: أَسْرَعَتْ. و الهِبابُ: النَّشاطُ، ما كان. و حكی اللحیانی: هَبَّ البعیرُ، مِثْلَه، أَی نَشِطَ؛ قال لبید: فلها هِبابٌ فی الزِّمامِ، كأَنها صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها و كلُّ سائرٍ یَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً و هُبُوباً و هِباباً: نَشِطَ. یونس: یقال هَبَّ فلانٌ حِیناً، ثم قَدِمَ أَی غابَ دَهْراً، ثم قَدِمَ. و أَینَ هَبِبْتَ عَنَّا «2»؟ أَی أَینَ غِبْتَ عَنَّا؟ أَبو زید: غَنِینا بذلك هِبَّةً من الدَّهْرِ أَی حِقْبةً. قال الأَزهری: و كأَن الذی رُوِیَ لیُونُسَ، أَصلُه من هِبَّة الدَّهْرِ. الجوهری: یقال عِشْنا بذلك هِبَّةً من الدَّهْرِ أَی حِقْبةً، كما یقال سَبَّةً. و الهِبَّةُ أَیضاً: الساعةُ تَبْقَی من السَّحَر. و‌روی النَّضْرُ بن شُمَیْل، بإِسناده فی حدیث رواه عن رَغْبانَ، قال: لقد رأَیتُ أَصحابَ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یَهُبُّونَ إِلیهما، كما یَهُبُّونَ إِلی المكتوبة؛ یعنی الركعتین قبل المغرب أَی یَنْهَضُونَ إِلیهما، و الهِبابُ: النَّشاطُ. قال النَّضْرُ: قوله یَهُبُّون أَی یَسْعَونَ. و قال ابن الأَعرابی: هُبَّ إِذا نُبِّه «3»، و هَبَّ إِذا انْهَزَمَ. و الهِبَّةُ، بالكسر: هِیاجُ الفَحْل. و هَبَّ التَّیْسُ یَهِبُّ [یَهُبُّ هَبّاً و هِباباً و هَبِیباً، و هَبْهَبَ: هاجَ، و نَبَّ للسِّفاد؛ و قیل: الهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ. ابن سیدة: و هَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ و غیرها یَهُبُّ هِباباً و هَبِیباً، و اهْتَبَّ:
(2). قوله [و أین هببت عنا] ضبطه فی التكملة، بكسر العین، و كذا المجد. (3). قوله [هب إذا نبه] أی، بالضم، و هب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط فی التهذیب و صرح به فی التكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 779
أَراد السِّفادَ. و‌فی الحدیث: أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ: لا، حتی تَذُوقی عُسَیْلَتَه، قالت: فإِنه یا رسول اللّه، قد جاءَنی هَبَّةً‌أَی مَرَّةً واحدةً؛ من هِبابِ الفَحْل، و هو سِفادُه؛ و قیل: أَرادتْ بالهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من قولهم: احْذَرْ هَبَّةَ السیف أَی وَقْعَتَه. و‌فی بعض الحدیث: هَبَّ التَّیْسُ‌أَی هاجَ للسِّفادِ، و هو مِهْبابٌ و مِهْبَبٌ. و هَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه «1» لیَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ. و إِنه لحَسَن الهِبَّةِ: یُرادُ به الحالُ. و الهِبَّةُ: القِطْعة من الثوب. و الهِبَّة: الخِرْقة؛ و یقال لِقِطَع الثَّوْبِ: هِبَبٌ، مثل عِنَب؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، فما یَزالُ لوَصْلَیْ راكِبٍ یَضَعُ علی جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِبَبٌ، و فیه، من صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ یَصِفُ أَسَداً أَتی لشِبْلَیْه بوَصْلَیْ راكبٍ؛ و الوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر؛ و الهاءُ فی جَناجِنِه تَعُودُ علی الأَسد؛ و الهاءُ فی قوله من ثوبه تعود علی الراكب الذی فَرَسَه، و أَخَذَ وَصْلَیْه؛ و یَضَعُ: یَعْدو؛ و الصائك: اللَّاصِقُ. و ثَوْبٌ هَبایِبُ و خَبایِبُ، بلا همز فیهما، إِذا كان مُتَقَطِّعاً. و تَهَبَّبَ الثوبُ: بَلی. و ثَوْبٌ هِبَبٌ و أَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ و قد تَهَبَّبَ؛ و هَببه: خَرَّقَه، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّ، فی قمِیصِه المُهَبَّبِ، أَشْهَبَ، من ماءِ الحدیدِ الأَشْهَبِ و هَبَّ النجمُ: طَلَع. و الهَبْهابُ: اسمٌ من أَسماءِ السَّراب. ابن سیدة: الهَبْهابُ السَّرابُ. و هَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ. و الهَبْهابُ: الصَّیَّاحُ. و الهَبْهَبُ و الهَبْهَبِیُّ: الجمل السریع؛ قال الراجز: قد وَصَلْنا هَوْجَلًا بهَوْجَلِ، بالهَبْهَبِیَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ و الاسْمُ: الهَبْهَبةُ. و ناقةٌ هَبْهَبیَّةٌ: سریعةٌ خَفیفةٌ؛ قال ابن أَحْمر: تَماثِیلَ قِرْطاسٍ علی هَبْهَبیَّةٍ، نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها، مُتَخَدِّدِ أَراد بالتماثیل: كُتُباً یَكْتُبُونَها. و‌فی الحدیث: إِن فی جهنم وادیاً یقال له: هَبْهَبٌ، یَسْكُنُه الجَبَّارُون.الهَبْهَبُ: السَّریعُ. و هَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ. و الهَبْهَبِیُّ: تَیْسُ الغَنَم؛ و قیل: راعیها؛ قال: كأَنه هَبْهَبیٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، مُسْتَأْوِرٌ فی سَوادِ اللیلِ، مَذْؤُوبُ و الهَبْهَبیُّ: الحَسَنُ الحُداءِ، و هو أَیضاً الحَسَنُ الخِدْمَةِ. و كلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبیٌّ؛ و خَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ و الشَّوَّاءَ. و الهَبْهابُ: لُعْبة لصِبیانِ العِراقِ؛ و فی التهذیب: و لُعْبةٌ لصِبْیانِ الأَعْرابِ یُسَمُّونَها: الهَبْهابَ؛ و قوله أَنشده ثعلب: یَقُودُ بها دلیلَ القَوْمِ نَجْمٌ، كعَیْنِ الكَلْبِ، فی هُبَّی قِباعِ قال: هُبَّی من هُبُوب الریح؛ و قال: كعَیْن الكلب، لأَنه لا یَقْدرُ أَن یَفْتَحَها. قال ابن سیدة: كذا وقع فی نوادر ثعلب؛ قال: و الصحیح
(1). قوله [و هبهبته دعوته] هذه عبارة الصحاح، و قال فی التكملة: صوابه و هبهبت به دعوته. ثم قال و الهباب الهباء أی كسحاب فیهما.
لسان العرب، ج‌1، ص: 780
هُبًّی قِباع، من الهَبْوةِ، و هو مذكور فی موضعه. و هَبْهَبَ إِذا زَجَرَ. و هَبْهَبَ إِذا ذَبَح. و هَبْهَبَ إِذا انْتَبَه. ابن الأَعرابی: الهَبْهَبیُّ القَصَّابُ، و كذلك الفَغْفَغِیُّ؛ قال الأَخطل: علی أَنَّها تَهْدی المَطِیَّ إِذا عَوَی، من اللیل، مَمْشُوقُ الذراعَیْنِ هَبْهَبُ أَراد به: الخَفیفَ من الذئاب.

هدب؛ ج1، ص: 780

: الهُدْبة و الهُدُبةُ: الشَّعَرةُ النَّابِتةُ علی شُفْر العَیْن، و الجمع هُدْبٌ و هُدُبٌ؛ قال سیبویه: و لا یُكسَّرُ لقلة فُعُلة فی كلامهم، و جمع الهُدْبِ و الهُدُبِ: أَهْدابٌ. و الهَدَبُ: كالهُدْب، واحدته هَدَبَةٌ. اللیث: و رجل أَهْدَبُ طویلُ أَشْفارِ العین، النابت كثیرُها. قال الأَزهری: كأَنه أَراد بأَشفار العین الشعرَ النابتَ علی حروف الأَجْفانِ، و هو غَلَط؛ إِنما شُفْرُ العین مَنْبِتُ الهُدْبِ من حَرْفَی الجَفْنِ، و جمعه أَشْفارٌ. الصحاح: الأَهْدَبُ الكثیر أَشْفار العین. و‌فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: كان أَهْدَبَ الأَشْفار؛ و فی روایة: هَدِبَ الأَشفار‌أَی طَویلَ شَعَر الأَجْفان. و‌فی حدیث زیاد: طَویلُ العُنُق أَهْدَبُ.و هَدِبَتِ العَیْنُ هَدَباً، و هی هَدْباءُ: طالَ هُدْبُها؛ و كذلك أُذُنٌ هَدْباءُ، و لِحْیةٌ هَدْباءُ. و نَسْرٌ أَهْدَبُ: سابِغُ الرِّیشِ. و‌فی الحدیث: ما من مُؤْمن یَمْرَضُ، إِلا حَطَّ اللّهُ هُدْبةً من خَطایاه‌أَی قِطْعةً و طائفةً؛ و منه هُدْبةُ الثوبِ. و هُدْبُ الثوب: خَمْلُه، و الواحدُ كالواحدِ فی اللغتین. و هَیْدَبُه كذلك، واحدتُه هَیْدَبةٌ. و‌فی الحدیث: كأَنی أَنْظُرُ إِلی هُدَّابِها؛ هُدْبُ الثوب، و هُدْبَتُه، و هُدَّابُه: طَرَفُ الثوبِ، مما یَلی طُرَّتَه. و‌فی حدیث امرأَةِ رِفاعةَ: أَنَّ ما معه مثلُ هُدْبةِ الثوب؛ أَرادت مَتاعَه، و أَنه رِخْوٌ مثل طَرَفِ الثَّوبِ، لا یُغْنی عنها شیئاً. الجوهری: و الهُدْبة الخَمْلَة، و ضم الدال لغة. و الهَیْدَبُ: السحاب الذی یَتَدَلَّی و یدنو مِثلَ هُدْب القَطِیفةِ. و قیل: هَیْدَبُ السحابِ ذَیْلُه؛ و قیل: هو أَن تَراه یَتَسَلْسَلُ فی وَجْهه للوَدْقِ، یَنْصَبُّ كأَنه خُیُوطٌ مُتَّصِلة؛ الجوهری: هَیْدَبُ السَّحابِ ما تَهَدَّبَ منه إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُیُوطٌ؛ و قال عَبیدُ بنُ الأَبْرَص: دَانٍ مُسِفٌّ، فُوَیْقَ الأَرْضِ هَیْدَبُه، یَكادُ یَدْفَعُه، مَن قام، بالرَّاحِ قال ابن بری: البیتُ یُروی لعَبید بن الأَبْرص، و یُروی لأَوْسِ بن حَجَر یَصِفُ سَحاباً كَثیرَ المَطَر. و المُسِفُّ: الذی قد أَسَفَّ علی الأَرْضِ أَی دَنا منها. و الهَیْدَبُ: سَحابٌ یَقْرُبُ من الأَرض، كأَنه مَتَدَلٍّ، یكادُ یُمْسِكُه، من قام، براحته. اللیث: و كذلك هَیْدَبُ الدَّمْعِ؛ و أَنشد: بِدَمْعٍ ذی حَزازاتٍ، علی الخَدَّیْنِ، ذی هَیْدَبْ و قوله: أَرَیْتَ إِنْ أُعْطِیتَ نَهْداً كَعْثَبا، أَ ذاكَ، أَمْ أُعْطِیتَ هَیْداً هَیدَبا؟ قال ابن سیدة: لم یُفَسِّرْ ثعلب هَیْدَباً، إِنما فَسَّرَ هَیداً، فقال: هو الكثِیرُ. و لِبْدٌ أَهْدَبُ: طالَ زِئْبِرُهُ؛ اللیث: یقال للِّبْد و نحوه إِذا طال زِئْبرُه: أَهْدَبُ؛ و أَنشد: عن ذِی دَرانِیكَ و لِبْدٍ أَهْدَبا
لسان العرب، ج‌1، ص: 781
الدُّرْنُوكُ: المِنْدیلُ. و فرس هَدِبٌ: طَویلُ شَعَر النَّاصِیَةِ. و هَدَبُ الشَّجَرةِ: طُولُ أَغْصانِها، و تَدَلِّیها، و قد هَدِبَتْ هَدَباً، فهی هَدْباءُ. و الهُدَّابُ و الهَدَبُ: أَغْصانُ الأَرْطَی و نحوه مما لا وَرَقَ له، واحدَتُه هَدَبةٌ، و الجمع أَهْدابٌ. و الهَدَبُ من وَرَقِ الشجَر: ما لم یكنْ له عَیْرٌ، نحوُ الأَثْلِ، و الطَّرْفاءِ، و السَّرْو، و السَّمُر. قال الأَزهری: یقال هُدْبٌ و هَدَبٌ لوَرَقِ السَّرْو و الأَرْطَی و ما لا عَیرَ له. الجوهری: الهَدَبُ، بالتحریك، كلُّ وَرَق لیس له عَرْضٌ، كَوَرَق الأَثْلِ، و السَّرْوِ، و الأَرْطَی، و الطَّرْفاءِ، و كذلك الهُدَّابُ؛ قال عُبَیْدُ بن زَیْدٍ العَبَّادی یصف ظَبْیاً فی كناسه: فی كِناسٍ ظاهِرٍ یَسْتُرُه من عَلُ، الشَّفَّانَ، هُدَّابُ الفَنَنْ الشَّفَّان: البَرَدُ، و هو منصوب بإِسقاط حرف الجرِّ أَی یَسْتُرُه هُدَّابُ الفَنَن من الشَّفَّان. و‌فی حدیث وَفْدِ مَذْحِج: إِن لنا هُدَّابَها.الهُدَّابُ: وَرَقُ الأَرْطَی، و كلُّ ما لم یَنْبَسِطْ وَرَقُه. و هُدَّابُ النَّخْل: سَعَفُه. ابن سیدة: الهُدَّابُ اسم یَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ. و هَدَبَ الأَرْطَی؛ قال العجاج یصف ثوراً وَحْشِیّاً: و شَجَرَ الهُدَّابَ عَنه، فَجَفا بسَلْهَبَیْنِ، فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا و الواحدةُ: هُدَّابةٌ و هُدْبةٌ؛ قال الشاعر: مَناكِبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ و یقال: هُدْبةُ الثوبِ و الأَرْطَی، و هُدْبُه؛ قال ذو الرمة: أَعْلی ثَوْبِه هُدَبُ و قال أَبو حنیفة: الهَدَبُ من النبات ما لیس بورق، إِلا أَنه یقوم مقام الوَرَق. و أَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة، و هَدِبَتْ، فهی هَدْباءُ: تَهَدَّلَتْ من نَعْمَتِها، و اسْتَرْسَلَتْ؛ قال أَبو حنیفة: و لیس هذا من هَدَبِ الأَرْطَی و نحوه؛ و الهَدَبُ: مصدر الأَهْدَب و الهَدْباءِ؛ و قد هَدِبَتْ هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها من حَوالَیْها. و‌فی حدیث المُغِیرة: له أُذُنٌ هَدْباءُ‌أَی مُتَدَلِّیة مُسْتَرْخِیَة. و هَدَبَ الشی‌ءَ إِذا قَطَعَه. و هَدَّبَ الثمرةَ تَهْدیباً، و اهْتَدَبَها: جَناها. و‌فی حدیث خَبَّابٍ: و منَّا مَن أَیْنَعَتْ له ثَمَرتُه، فهو یَهْدِبُها؛ معنی یَهْدِبُها أَی یَجْنِیها و یَقْطِفُها، كما یَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا و الأَرْطی. قال الأَزهری: و العَبَلُ مثلُ الهَدَب سواءً. و هَدَبَ الناقةَ یَهْدِبُها هَدْباً: احْتَلَبَها، و الهَدْبُ، جَزْمٌ: ضَرْبٌ من الحَلَبِ؛ یقال: هَدَبَ الحالبُ الناقةَ یَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها؛ روی الأَزهری ذلك عن ابن السكیت؛ و قول أَبی ذؤَیب: یَسْتَنُّ فی عُرُضِ الصَّحْراءِ فائِرُه، كأَنَّه سَبِطُ الأَهْدابِ، مَمْلُوحُ قال ابن سیدة، قیل فیه: الأَهْدابُ الأَكْتافُ، قال: و لا أَعْرِفُه. الأَزهری: أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ، و قد هَدَبَ الهَدَبَ یَهْدِبُه إِذا أَخَذَه من شَجره؛ قال ذو الرمة: علی جَوانِبه الأَسْباطُ و الهَدَبُ و الهَیْدَبُ: ثَدْیُ المرأَة و رَكَبُها إِذا كان مُسْتَرْخِیاً، لا انْتِصابَ له، شُبِّهَ بهَیْدَبِ السَّحابِ، و هو ما تَدَلی من أَسافله إِلی الأَرض. قال: و لم أَسمع الهَیْدَبَ فی صفة الودْق المُتَّصِل،
لسان العرب، ج‌1، ص: 782
و لا فی نَعْتِ الدَّمْعِ، و البیتُ، الذی احْتَجَّ به اللیث، مَصْنُوع لا حُجَّة به. و بیتُ عَبیدٍ یَدُلُّ علی أَنَّ الهَیْدَبَ من نَعْتِ السَّحابِ؛ و هو قوله: دانٍ مُسِفٌّ فُوَیْقَ الأَرضِ هَیْدَبُه و الهَیْدَبُ و الهُدُبُّ من الرجال: العَیِیُّ الثَّقیلُ، و قیل: الأَحْمَقُ؛ و قیل: الهَیْدَبُ الضعیف. الأَزهری: الهَیْدَبُ العَبامُ من الأَقْوام، الفَدْمُ الثَّقِیلُ؛ و أَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شاهداً علی العَبامِ العَیِیِّ الثَّقیل: و شُبِّهَ الهَیْدَبُ العَبامُ من الأَقْوامِ، سَقْباً مُجَلِّلًا فَرَعا قال: الهَیْدَبُ من الرجال الجافی الثقیلُ، الكثیر الشَّعَر؛ و قیل: الهَیْدَبُ الذی علیه أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غیره، كأَنها هَیْدَبٌ من سَحاب. و الهَیْدَبی: ضَرْبٌ من مَشْی الخَیْل. و الهُدْبةُ و الهُدَبةُ، الأَخیرَةُ عن كراع: طُوَیئِرٌ أَغْبَرٌ یُشْبِه الهامَة، إِلا أَنه أَصْغَرُ منها. و هُدْبَةُ: اسم رَجُل. و ابنُ الهَیْدَبی: من شُعَراء العرب. و هَیْدَبٌ: فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ. و هِنْدَبٌ، و هِنْدَبا، و هِنْدَباة: بَقْلَةٌ؛ و قال أَبو زید: الهِنْدِبا، بكسر الدال، یمدّ و یقصر.

هذب؛ ج1، ص: 782

: التَّهْذیبُ: كالتَّنْقِیةِ. هَذَبَ الشی‌ءَ یَهْذِبُه هَذْباً، و هَذَّبه: نَقَّاه و أَخْلصه، و قیل: أَصْلَحه. و قال أَبو حنیفة: التَّهْذیبُ فی القِدْحِ العَملُ الثانی، و التَّشْذیبُ الأَوَّل، و هو مذكور فی موضعه. و المُهَذَّبُ من الرجال: المُخَلَّصُ النَّقِیُّ من العُیوب؛ و رجل مُهَذَّبٌ أَی مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ. و أَصلُ التهذیبِ: تَنْقِیةُ الحَنْظَل من شَحْمِه، و مُعالجَةُ حَبِّه، حتی تَذْهَبَ مَرَارَتُه، و یَطیبَ لآكله؛ و منه قول أَوْسٍ: أَ لم تَرَیا، إِذ جئْتُما، أَنَّ لَحْمَها به طَعْمُ شَرْیٍ، لم یُهَذَّبْ، و حَنْظَلِ و یقال: ما فی مَوَدَّته هَذَبٌ أَی صَفاءٌ و خُلُوصٌ؛ قال الكمیت: مَعْدِنُك الجَوهَرُ المُهَذَّبُ، ذو الإِبْرِیزِ، بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ و هَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّی عنها اللِّیفَ. و هَذَبَ الشی‌ءُ یَهْذِبُ هَذْباً: سالَ؛ و قول ذی الرمة: دِیارٌ عَفَتْها، بَعْدَنا، كلُّ دیمةٍ دَرُورٍ، و أُخْری، تُهْذِبُ الماءَ، ساجِرُ قال الأَزهری: یقال أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة. و الإِهذابُ و التَّهذیبُ: الإِسراعُ فی الطَّیَران، و العَدْوِ، و الكلام؛ قال إمرؤُ القیس: و للزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ و أَهْذَبَ الإِنسانُ فی مَشْیِه، و الفَرسُ فی عَدْوِه، و الطائرُ فی طَیَرانِه: أَسْرَعَ؛ و قولُ أَبی العِیالِ: و یَحْمِلُه حَمِیمٌ أَرْیَحِیٌّ، صادِقٌ هَذِبُ هو علی النَّسَب أَی ذو هَذْبٍ؛ و قد قیل فیه: هَذَبَ و أَهْذَبَ و هَذَّبَ، كلُّ ذلك من الإِسراع. و‌فی حدیث سَرِیَّةِ عبد اللّه بن جَحْشٍ: إِنی أَخْشَی علیكم الطَّلَبَ، فَهَذِّبُوا‌أَی أَسْرِعوا السَّیْرَ؛ و الاسمُ: الهَیْذَبَی: و قال ابن الأَنباری: الهَیْذَبی أَن یَعْدُوَ فی شِقّ؛ و أَنشد: مَشَی الهَیْذَبی فی دَفِّه ثم فَرْفَرَا و رواه بعضهم: مَشَی الهِرْبِذا …، و هو بمنزلة الهَیْذَبی.لسان العرب، ج‌1، ص: 783
و‌فی حدیث أَبی ذر: فجَعَل یُهْذِبُ الرُّكوعَ‌أَی یُسْرِعُ فیه و یُتابعه. و الهَیْذَبی: ضَرْبٌ من مَشْیِ الخیل. الفراءُ: المُهْذِبُ السریعُ، و هو من أَسماءِ الشَّیْطانِ؛ و یقال له: المُذْهِبُ أَی المُحَسِّنُ للمَعاصی. و إِبل مَهاذیبُ: سِراعٌ؛ و قال رؤْبة: ضَرْحاً، و قد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ، صَوادِقَ العَقْبِ، مَهاذیبَ الوَلَقْ و الطائرُ یُهاذِبُ فی طَیَرانِه: یَمُرُّ مَرّاً سَریعاً؛ حكاه یعقوب، و أَنشد بیتَ أَبی خِراشٍ: یُبادِرُ جُنْحَ اللَّیلِ، فهو مُهاذِبٌ، یَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ و القَبْضِ و قال أَبو خراش أَیضاً: فهَذَّبَ عَنْها ما یَلی البَطْنَ، و انْتَحَی طَریدةَ مَتْنٍ بَیْنَ عَجْبٍ و كاهِلِ قال السُّكَّرِیُّ: هَذَّبَ عنها فَرَّقَ.

هذرب؛ ج1، ص: 783

: الهَذْرَبَةُ «2»: كثرةُ الكلام فی سُرْعة.

هرب؛ ج1، ص: 783

: الهَرَبُ: الفِرارُ. هَرَبَ یَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، یَكونُ ذلك للإِنسان، و غیره من أَنواع الحیوان. و أَهْرَبَ: جَدَّ فی الذَّهابِ مَذْعُوراً؛ و قیل: هو إِذا جَدَّ فی الذهاب مَذْعُوراً، أَو غیرَ مَذْعور؛ و قال اللحیانی: یكون ذلك للفَرَس و غیره مما یَعْدُو؛ و هَرَّبَ غیرَه تَهْریباً. و قال مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَی جادّاً فی الأَمْرِ؛ و قیل: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِبا فَزِعاً؛ و فلانٌ لنا مَهْرَبٌ. و أَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ فی الأَرض؛ و أَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَرَّه إِلی الهَربِ. و یقال: هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه فی الأَرض أَی غابَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ: و مُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْضِ مُنْثَلِماً، و رُمَّةً نَشِبَتْ فی هارِبِ الوَتِدِ «3» و ساحَ فلان فی الأَرضِ و هَرَبَ فیها. قال: و قال بعضهم: أَهْرَبَ فلانٌ أَی أَغْرَقَ فی الأَمْر. الأَصمعی، فی نفی المال: ما لَه هارِبٌ و لا قارِبٌ أَی صادرٌ عن الماءِ و لا وارِد؛ و قال اللحیانی: معناه ما له شی‌ءٌ، و ما له قَوْمٌ؛ قال: و مثله ما له سَعْنةٌ و لا مَعْنَةٌ. و قال ابن الأَعرابی: الهارِبُ الذی صَدَر عن الماءِ؛ قال: و القارِبُ الذی یَطْلُبُ الماءَ. و قال الأَصمعی فی قولهم ما لَه هارِبٌ و لا قارِبٌ: معناه لیس له أَحَدٌ یَهْرُبُ منه، و لا أَحدٌ یَقْرُبُ منه أَی فلیس هو بشی‌ءٍ؛ و قیل: معناه ما لَه بَعِیرٌ یَصْدُرُ عن الماءِ، و لا بَعِیرٌ یَقْرُبُ الماءَ. و‌فی الحدیث: قال له رجل: ما لی و لعیالی هارِبٌ و لا قارِبٌ غیرَها‌أَی ما لی بعیرٌ صادرٌ عن الماء، و لا واردٌ سواها، یعنی ناقتَه. ابن الأَعرابی: هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ؛ و أَهْرَبَتِ الریحُ ما علی وجهِ الأَرض من التُّراب و القَمِیم و غیره إِذا سَفَتْ به. و الهُرْبُ: الثَّرْبُ، یمانیة. و هَرَّابٌ و مُهْرِبٌ: اسمان. و هارِبةُ البَقْعاءِ: بَطْنٌ.

هرجب؛ ج1، ص: 783

: الهِرْجابُ من الإِبل: الطویلةُ الضَّخْمَةُ؛ قال رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج: تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ قال ابن بری: تَرْتِیبُ إِنْشادِه فی رَجَزِه: تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، مَضْبُورَةٍ، قَرْواءَ، هِرْجابٍ، فُنُقْ و المِغْلاةُ: الناقةُ التی تُبْعِدُ الخَطْوَ. و الوَهَقُ:
(2). قوله [الهذربة] قال فی التكملة: هی لغة فی الهذرمة. (3). قوله [و مجنأ] أی نؤیاً انتهی. تكملة.
لسان العرب، ج‌1، ص: 784
المُباراةُ و المُسایرة. و مَضْبُورَةٌ: مجتمعةُ الخَلْقِ. و القَرْواءُ: الطویلَةُ القَرَی، و هو الظَّهْر. و الفُنُقُ: الفَتِیَّةُ الضَّخْمة؛ و الهاء فی تَنَشَّطَتْه تعود علی الخَرْق الذی وُصِفَ قبل هذا فی قوله: و قاتِمِ الأَعْماقِ خاوِی المُخْتَرَقْ و معنی تَنَشَّطَتْهُ: قَطَعَتْهُ، و أَسْرَعَتْ قَطْعَه. و الهَراجیبُ و الهَراجیلُ من الإِبل: الضِّخام؛ قال رؤْبة: من كُلِّ قَرْواءَ و هِرْجابٍ فُنُقْ و هو الضَّخْمُ من كل شی‌ءٍ؛ و قیل: الهِرْجابُ التی امْتَدَّتْ مع الأَرْضِ طُولًا؛ و أَنشد: ذُو العَرْشِ و الشَّعْشَعاناتُ الهَراجِیبُ و نَخْلَةٌ هِرجابٌ، كذلك؛ قال الأَنْصاری: تَرَی كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ، كأَنَّها تَطَلَّی بقَارٍ، أَوْ بأَسْوَدَ ناتِحِ و هِرْجابٌ: اسم مَوضِع؛ أَنشد أَبو الحسن: بِهِرْجابَ، ما دامَ الأَراكُ به خُضْرا الأَزهری: هِرْجابٌ موضع؛ قال ابن مُقْبل: فطافَتْ بِنا مُرْشِقٌ جَأْبَةٌ، بِهِرجابَ تَنْتابُ سِدْراً، وَ ضالا

هردب؛ ج1، ص: 784

: الهِرْدَبُّ و الهِرْدَبَّةُ: الجَبانُ الضَّخْمُ، المُنْتَفِخُ الجوفِ الذی لا فُؤَاد له؛ و قیل: هو الجَبانُ الضَّخْمُ، القلیلُ العَقْلِ. و الهِرْدَبَّةُ: العجوزُ؛ قال: أُفٍّ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ، العَنْقَفِیرِ، الجِلْبِحِ، الطُّرْطُبَّهْ العَنْقَفیرُ و الجِلْبِح: المُسِنَّةُ. و الطُّرْطُبَّة: الكبیرةُ الثَّدْیَیْنِ. الأَزهری: یقال للرجل العَظیمِ الطویلِ الجسمِ هِرْطالٌ و هِرْدَبَّة و هَقَوَّر و قَنَوَّرٌ. و الهَرْدَبةُ: عَدْوٌ فیه ثِقَلٌ، و قد هَرْدَبَ.

هرشب؛ ج1، ص: 784

: التهذیب فی الرباعی: عَجُوزٌ هِرْشَفَّة، و هِرْشَبَّةٌ، بالفاءِ، و الباءِ: بالیةٌ، كبیرة.

هزب؛ ج1، ص: 784

: الهَوْزَبُ: المُسِنُّ، الجَرِی‌ءُ من الإِبِل؛ و قیل: الشَّدیدُ، القَوِیُّ الجَرْیِ؛ قال الأَعْشَی: أُزْجِی سَراعِیفَ كالقِسِیِّ من الشَوْحَطِ، صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا و الهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِیهِ بها، و العَنْتَریسَ الوَجْناءَ، و الجَمَلا و الهاء فی قوله بها، تعود علی سَراعیف. و أُزْجی: أَسُوقُ. و السَّراعِیفُ: الطِّوالُ من الإِبِل، الضَّوامِرُ، الخِفافُ، واحدُها سُرْعُوفٌ. و جَعَلها تَصُكُّ الأَرضَ بأَخْفافِها، كصَكِّ الصَّقْرِ المُسَفَّعِ الحَجَلَ. و الوَجْناءُ: الغَلیظةُ، مأْخوذةٌ من الوَجْن، و هو ما غَلُظَ من الأَرض. و المُسَفَّعُ: الذی فی لونه سُفْعة. و الهَوْزَبُ: النَّسْرُ، لِسِنِّهِ. و الهازِبی: جنسٌ من السَّمَك. و الهَیْزَبُ: الحدیدُ. و هَزَّابٌ: اسم رجل.

هضب؛ ج1، ص: 784

: الهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صخرةٍ واحدةٍ؛ و قیل: كلُّ صخرةٍ راسیةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ و قیل: الهَضْبةُ و الهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، یَنْبَسِطُ علی الأَرض؛ و فی التهذیب الهَضْبَةُ؛ و قیل: هو الجبلُ الطویلُ، المُمْتَنِع، المُنْفَرِدُ، و لا تكون إِلا فی حُمْرِ الجبال، و الجمع هِضابٌ، و الجمع هَضْبٌ، و هِضَبٌ، و هِضابٌ؛ و‌فی حدیث قُسٍّ: ما ذا لنا بهَضْبةٍ؟الهَضْبةُ: الرَّابِیَةُ. و‌فی حدیث ذِی المِشْعارِ: و أَهلُ جِنابِ الهَضْبِ؛ الجِنابُ، بالكسر: اسم موضع. و الأُهْضُوبةُ: كالهَضْبِ، و إِیَّاها كَسَّرَ عَبِیدٌ فی قوله: نَحْنُ قُدْنا من أَهاضِیبِ المَلا الْخَیْلَ فی الأَرْسانِ، أَمْثالَ السَّعالی
لسان العرب، ج‌1، ص: 785
و قول الهُذَلیِّ: لَعَمْرُ أَبی عَمْرو، لقد ساقَه المُنی إِلی جَدَثٍ، یُورَی له بالأَهاضِبِ أَراد: الأَهاضِیبَ، فحَذَفَ اضْطراراً. و الهَضْبة: المَطْرَةُ الدائمة، العظیمةُ القَطْرِ؛ و قیل: الدُّفْعةُ منه، و الجمع هِضَبٌ، مثل بَدْرَةٍ و بِدَرٍ، نادرٌ؛ قال ذو الرمة: فباتَ یُشْئِزهُ فَأْدٌ، و یُسْهِرُه تَذَؤُّبُ الرِّیحِ، و الوَسْواسُ، و الهِضَبُ و یروی: و الهَضَبُ، و هو جمع هاضِبٍ، مثل تابعٍ و تَبَعٍ، و باعدٍ و بَعَدٍ، و هی الأُهْضُوبةُ. الجوهری: و الأَهاضِیبُ واحدُها هِضابٌ، و واحدُ الهِضابِ هَضْبٌ، و هی جَلَباتُ القَطْرِ، بَعْدَ القَطْرِ؛ و تقول: أَصابتهم أُهْضوبةٌ من المطر، و الجمع الأَهاضِیبُ. و هَضَبَتْهم السماءُ أَی مَطَرَتْهم. و‌فی حدیث لَقِیطٍ: فأَرْسِل السماء بهَضْبٍ‌أَی مَطَرٍ، و یُجْمَع علی أَهْضابٍ ثم أَهاضِیبَ، كقَوْلٍ و أَقْوالٍ و أَقاویلَ؛ و منه‌حدیث علیّ، علیه السلام: تَمْریهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِیبِه؛ و فی وصف بنی تمیم: هَضْبةٌ حَمْراءُ؛ قال ابن الأَثیر: قیل أَراد بالهَضْبة المَطْرةَ الكثیرة القَطر؛ و قیل: أَراد به الرابیةَ. و هَضَبَتِ السماءُ: دامَ مَطَرُها أَیاماً لا یُقْلِعُ. و هَضَبَتْهُم: بلَّتْهم بَلَلًا شدیداً. و قال أَبو الهیثم: الهَضْبَةُ دَفْعةٌ واحدة من مطر، ثم تَسْكُن، و كذلك جَرْیة واحدةٌ؛ و أَنشد للكُمَیْت یصف فَرَساً: مُخَیَّفٌ، بعضُه وَرْدٌ، و سائِرُهُ جَوْنٌ، أَفانِینُ إِجْرِیَّاه، لا هَضَبُ و إِجْرِیَّاه: جَرْیُه، و عادَةُ جَرْیِهِ. أَفانینُ أَی فُنُونٌ و أَلْوانٌ. لا هَضَبُ: لا لَوْنٌ واحِدٌ. و هَضَبَ فلانٌ فی الحدیث إِذا انْدَفَعَ فیه، فأَكثر؛ قال الشاعر: لا أُكْثِرُ القَوْلَ فیما یَهْضِبُونَ به، من الكلامِ، قلیلٌ منه یَكْفینِی و هَضَبَ القومُ و اهْتَضَبوا فی الحدیث: خاضُوا فیه دُفْعةً بعد دُفْعةٍ، و ارْتَفَعَتْ أَصواتُهم؛ یقال: أَهْضِبُوا یا قَوْم أَی تَكَلَّموا. و‌فی الحدیث: أَنَّ أَصحابَ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، كانوا معه فی سَفَر، فعَرَّسوا و لم یَنْتبِهوا حتی طَلَعَتِ الشمسُ، و النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، نائم، فقالوا: أَهْضِبُوا؛ معنی أَهْضِبُوا: تَكَلَّمُوا، و أَفِیضُوا فی الحدیث لكی یَنْتَبِهَ رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، بكلامهم؛ یقال: هَضَبَ فی الحدیث و أَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فیه؛ كَرِهُوا أَن یُوقِظُوه، فأَرادوا أَن یَسْتَیْقِظَ بكلامهم. و یقال اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذلك؛ و قال الكُمَیْتُ یصف قَوْساً: فی كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ، یَهْزِجُ إِنباضُها، و یَهْتَضِبُ أَی یُرِنُّ فیُسْمَعُ لرَنِینِه صَوْتٌ. أَبو عمرو: هَضَبَ و أَهْضَبَ، و ضَبَّ و أَضَبَّ: كلُّه كلامٌ فیه جَهارةٌ. و فی النوادر: هَضَبَ القومُ، و ضَهَبُوا، و هَلَبُوا، و أَلَبُوا، و حَطَبوا: كلُّه الإِكْثارُ، و الإِسراعُ؛ و قولُ أَبی صخر الهذلی: تَصابَیْتُ حتی اللیلِ، منهنَّ رَغْبَتی، رَوانیَ فی یَوْمٍ، من اللَّهْوِ، هاضِبِ معناه: كانوا قد هَضَبُوا فی اللُّهْوِ؛ قال: و هذا لا یكون إِلا علی النَّسَب أَی ذی هَضْبٍ. و رجلٌ هَضْبةٌ أَی كثیر الكلام. و الهَضْبُ: الضَّخْمُ من الضِّبابِ و غیرها. و سُرِقَ لأَعْرابیةٍ ضَبٌّ، فحُكِمَ
لسان العرب، ج‌1، ص: 786
لها بضَبٍّ مثله، فقالت: لیس كَضَبِّی، ضَبِّی ضَبٌّ هِضَبٌّ؛ و الهِضَبُّ: الشدیدُ الصُّلْبُ مثلُ الهِجَفِّ. و الهِضَبُّ من الخَیْل: الكثیرُ العَرَق؛ قال طرفة: منْ عَناجِیجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ، و هِضَبَّاتٍ، إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ و الوُقُح: جمع وَقاحٍ، للحافر الصُّلْب. و العَناجِیجُ: الجِیادُ من الخیل، واحدُها عُنْجُوجٌ.

هقب؛ ج1، ص: 786

: الهَقْبُ: السَّعَة. و رجل هِقَبٌّ: واسعُ الحَلْقِ، یَلْتَقِمُ كُلَّ شی‌ءٍ. و الهِقَبُّ: الضَّخْمُ فی طُولٍ و جِسمٍ، و خصَّ بعضُهم به الفَحْلَ من النَّعام. قال الأَزهری، قال اللیث: الهِقَبُّ الضَّخْمُ الطویلُ من النَّعام؛ و أَنشد: من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ و هِقَبْ: من زَجْرِ الخیل.

هكب؛ ج1، ص: 786

: الأَزهری: روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: الهَكْبُ الاسْتِهْزاءُ، أَصلُه هَكْمٌ، بالمیم.

هلب؛ ج1، ص: 786

: الهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه؛ و قیل: هو فی الذَّنَبِ وحْدَه؛ و قیل: هو ما غَلُظَ من الشعَر؛ زاد الأَزهری: كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ. الجوهری: الهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزیرِ الذی یُخْرَزُ به، و الجمع الهُلْبُ. و الأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكثیرُ الهُلْبِ. و رجل أَهْلَبُ: غلیظُ الشَّعَر. و فی التهذیب: رجل أَهْلَبُ إِذا كان شَعَرُ أَخْدَعَیْهِ و جَسَدِه غِلاظاً. و الأَهْلَبُ: الكثیرُ شَعَر الرأْس و الجسدِ. و الهُلْبُ: أَیضاً: الشَّعَر النابتُ علی أَجْفانِ العَیْنَیْن. و الهُلْبُ: الشَّعَر تَنْتِفُه من الذَّنَب، واحدَتُه هُلْبة. و الهُلَبُ: الأَذْنابُ و الأَعْرافُ المَنْتُوفةُ. و هَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً، و هَلَّبَه: نَتَفَ هُلْبَه، فهو مَهْلُوبٌ و مُهَلَّبٌ. و المُهَلَّبُ: اسمٌ، و هو منه؛ و منه سُمِّی المُهَلَّبُ بنُ أَبی صُفْرَة أَبو المَهالِبة. فمُهَلَّبٌ علی حارثٍ و عباسٍ، و المُهَلَّبُ علی الحَارث و العَبَّاس. و انْهَلَبَ الشَّعرُ، و تَهَلَّبَ: تَنَتَّفَ. و فرسٌ مَهْلُوبٌ: مُسْتَأْصَلُ شعر الذَّنَبِ، قد هُلِبَ ذَنَبُه أَی اسْتُؤْصِلَ جَزّاً. و ذَنَبٌ أَهْلَبُ أَی مُنْقَطِعٌ؛ و أَنشد: و إِنَّهُمُ قدْ دَعَوْا دَعْوَةً، سَیَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهْلَبُ أَی مُنْقَطِعٌ عنكم،كقوله: الدُّنْیا وَلَّت حَذَّاءَ‌أَی مُنْقَطِعَةً. و الأَهْلَبُ: الذی لا شَعَر علیه. و‌فی الحدیث: إنَّ صاحبَ رایةِ الدَّجَّالِ، فی عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْیةِ البَرَقِ، و فیها هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس‌أَی شَعَراتٌ، أَو خُصَلاتٌ من الشَّعر. و‌فی حدیث مُعاویة: أَفْلَت و انْحَصَّ الذَّنَب، فقال: كَلَّا إِنه لَبِهُلْبه؛ و فرس أَهْلَبُ و دابة هَلْباءُ. و منه‌حدیث تَمیم الدَّاریِّ: فلَقِیَهم دابةٌ أَهْلَبُ؛ ذَكَّرَ الصفةَ، لأَنَّ الدابة تَقَعُ علی الذكر و الأُنثی. و‌فی حدیث ابن عمرو: الدابةُ الهَلْباءُ التی كَلَّمت تمِیماً هی دابةُ الأَرضِ التی تُكَلِّمُ الناسَ، یعنی بها الجَسَّاسةَ. و‌فی حدیث المُغِیرة: و رَقَبَةٌ هَلْباءُ‌أَی كثیرةُ الشَّعر. و‌فی حدیث أَنسٍ: لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَیل‌أَی لا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ و القَطْع. و الهَلَبُ: كثرةُ الشَّعَر؛ رجلٌ أَهْلَبُ و امرأَةٌ هَلْباءُ. و الهَلْباءُ: الاسْتُ، اسم غالبٌ، و أَصلُه الصفةُ. و رجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: فی اسْتِه شَعَرٌ، یُذْهَبُ بذلك إِلی اكتِهالِهِ و تَجْرِبَتِه؛ حكاه ابنُ الأَعرابی، و أَنشد: مَهْلًا، بَنی رُومانَ بعضَ وَعِیدِكُمْ و إِیَّاكُمُ و الهُلْبَ مِنَّا عَضارِطا
لسان العرب، ج‌1، ص: 787
و رجل هَلِبٌ: نابتُ الهُلْبِ. و‌فی الحدیث: لأَنْ یَمْتَلِئَ ما بَینَ عانَتی و هُلْبَتی؛ الهُلْبة: ما فوقَ العانةِ إِلی قریب من السُّرَّة.و الهَلِبُ: رجلٌ كان أَقْرَع، فمَسَح سیدُنا رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یدَه علی رأْسه فنَبَت شَعَرُه.و هُلْبَةُ الشِّتاءِ: شِدَّتُه. و أَصابَتْهم هُلْبةُ الزمان: مثلُ الكُلْبة، عن أَبی حنیفة. وَ وَقَعْنا فی هُلْبةٍ هَلباءَ أَی فی داهیةٍ دَهْیاءَ، مثل هُلْبة الشِّتاءِ. و عامٌ أَهْلَبُ أَی خَصِیبٌ، مثلُ أَزَبَّ، و هو علی التشبیه. و الهَلَّابةُ: الریح البارِدَةُ مع قَطْرٍ. ابن سیدة: و الهَلَّابُ رِیحٌ باردة مع مَطَرٍ، و هو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ علی فَعَّالٍ كالجَبَّانِ و القَذَّافِ؛ قال أَبو زُبَیْدٍ «4»: هَیْفاءُ مُقْبِلةً، عَجْزاءُ مُدْبرَةً، مَحْطُوطَةٌ، جُدِلَتْ، شَنْباءُ أَنْیابا تَرْنُو بعَیْنَیْ غَزالٍ، تَحْتَ سِدْرَتِه أَحَسَّ، یوماً، من المَشْتَاتِ، هَلَّابا هَلَّابا: هاهنا بدلٌ من یوم. قال ابن بری: أَتی سیبویه بهذا البیت شاهداً علی نصب قوله أَنیابا، علی التشبیه بالمفعول به، أَو علی التمییز. و مقبلة نصب علی الحال، و كذلك مدبرة، أَی هی هیفاء فی حال إِقبالها، عجزاء فی حال إِدبارها، و الهَیَفُ: ضُمْرُ البَطْن. و المَحْطوطة: المَصْقُولة؛ یرید أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ. و المِحَطُّ: خشبة یُصْقَلُ بها الجُلُود. و المَجْدُولةُ: التی لیست برَهْلة مُسْتَرْخیةِ اللحم. و الشَّنَبُ: بَرْدٌ فی الأَسْنان، و عُذُوبةٌ فی الریق. و الهَلَّابةُ: الریح الباردةُ. و هَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً: بَلَّتْهم. و‌فی حدیث خالد «5»: ما من عملی شی‌ءٌ أَرْجی عِنْدی بعد لا إِله إِلَّا اللّه، من لیلةٍ بِتُّها، و أَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِی، و السماءُ تَهْلُبنی أَی تَبُلُّنی و تُمْطِرُنی. و قد هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ.التهذیب: یقال هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشی‌ءٍ من نَدًی، أَو نحو ذلك. ابن الأَعرابی: الهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ من الیوم الهَلَّابِ إِذا كان مَطَرُه سَهْلًا لَیِّناً دائِماً غَیرَ مُؤْذٍ؛ و الصِّفةُ المَذْمُومة أُخِذَتْ من الیوم الهَلَّابِ إِذا كان مَطَرُه ذا رَعْدٍ، و بَرْقٍ، و أَهوالٍ، و هَدْم للمنازل. و یومٌ هَلَّابٌ، و عامٌ هَلَّابٌ: كثیر المَطَر و الریح. الأَزهری فی ترجمة حلب: یوم حَلَّابٌ، و یوم هَلَّابٌ، و یوم هَمَّامٌ، و صَفْوانُ، و مِلْحانُ، و شِیبانُ؛ فأَمَّا الهَلَّابُ: فالیابِسُ بَرْداً، و أَما الحَلَّابُ: ففیه نَدًی، و أَما الهَمَّام: فالذی قد هَمَّ بالبَرْد. قال: و الهَلْبُ تَتابُع القَطْر؛ قال رؤبة: و المُذْرِیاتُ بالدَّوَارِی حَصْبا بها جُلالا، و دُقاقاً هَلْبا و هو التَّتابُعُ و المَرُّ. الأُمَوِیُّ: أَتَیْتُه فی هُلْبة الشِّتاءِ أَی فی شِدَّة بَرْدِه. أَبو یَزیدَ الغَنَوِیُّ: فی الكانونِ الأَول الصِّنُّ و الصِّنَّبْرُ و المَرْقِیُّ فی القَبْر، و فی الكانون الثانی هَلَّابٌ و مُهَلَّبٌ و هَلِیبٌ یَكُنَّ فی هُلْبةِ الشَّهْر أَی فی آخره. و من أَیام الشتاءِ: هالِبُ الشَّعَر و مُدَحْرِجُ البَعَرِ. قال غیره: یقال هُلْبةُ الشتاءِ و هُلُبَّتُه، بمعنی واحد. ابن سیدة: له أُهْلُوبٌ أَی الْتِهابٌ فی
(4). قوله [قال أبو زبید] أی یصف امرأة اسمها خنساء كما فی التكملة (5). قوله [و فی حدیث خالد إلخ] عبارة التكملة و فی حدیث خالد بن الولید أنه قال لما حضرته الوفاة: لقد طلبت القتل مظانه فلم یقدر لی إلا أن أموت علی فراشی و ما من عملی إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 788
الشَّدِّ و غیره، مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فیه. و امرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ من زَوجِها و تُحِبُّه، و تُقْصِی غیرَه و تَتَباعَدُ عنه؛ و قیل: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها و تُحِبُّه، و تُقْصِی زَوجَها، ضِدُّ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه تعالی عنه: رَحِمَ اللّه الهَلوبَ؛ یَعنی الأُولی، و لَعَنَ اللّهُ الهَلُوبَ؛ یَعْنی الأُخری؛ و ذلك من هَلَبْتُه بلسانی إِذا نِلْتَ منه نَیْلًا شدیداً، لأَن المرأَة تَنالُ إِما من زوجها و إِما من خِدْنِها، فتَرَحَّمَ علی الأُولی و لَعَنَ الثانیةَ. ابن شمیل: یقال إِنه لیَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إِذا كان یَهْجُوهم و یَشْتُمهم. یقال: هو هَلَّابٌ أَی هَجَّاءٌ، و هو مُهَلَّبٌ أَی مَهْجُوٌّ. و قال خلیفة الحُصَیْنِیُّ: یقال رَكِبَ كلٌّ منهم أُهْلُوباً من الثَّناءِ أَی فَنّاً، و هی الأَهالِیبُ؛ و قال أَبو عبیدة: هی الأَسالِیبُ، واحدها أُسْلُوبٌ. أَبو عبید: الهُلابةُ غُسالة السَّلی، و هی فی الحُوَلاءِ، و الحُوَلاءُ رأْسُ السَّلی، و هی غِرْسٌ، كقَدْرِ القَارورةِ، تَراها خَضْراء بَعْدَ الوَلدِ، تُسَمَّی هُلابَةَ السِّقْیِ. و یقال: أَهْلَبَ فی عَدْوِه إِهْلاباً، و أَلْهَبَ إِلهاباً، و عَدْوُه ذو أَهالِیبَ. و فی نوادر الأَعراب: اهْتَلَبَ السیفَ من غِمْده و أَعْتَقَه و امْتَرقَه و اخْتَرَطَه إِذا اسْتَلَّه. و أُهْلُوبٌ: فرسُ ربیعة بن عمرو.

هلجب؛ ج1، ص: 788

: التهذیب: الهِلْجابُ الضَّخْمَةُ من القُدورِ، و كذلك العَیْلَمُ.

هلقب؛ ج1، ص: 788

: الأَزهری، أَبو عمرو: جوع هُنْبُغٌ و هِنْباغٌ و هِلَّقْسٌ، و هِلَّقْبٌ أَی شدیدٌ.

هنب؛ ج1، ص: 788

: امرأَة هَنْباءُ: وَرْهاءُ، یُمَدُّ و یُقْصَر؛ و روی الأَزهری عن أَبی خَلِیفة أَن محمد بن سَلَّام أَنشده للنابغة الجَعْدِیِّ: و شَرُّ حشْوِ خِباءٍ، أَنتَ مُولِجُه، مَجْنُونةٌ هُنَّباءٌ، بنتُ مَجْنُونِ قال: و هُنَّباءُ مثل فُعَّلاءُ، بتشدید العینِ و المَدِّ؛ قال: و لا أَعرف فی كلام العرب له نظیراً. قال: و الهُنَّباءُ الأَحمق؛ و قال ابن درید: امرأَة هُنَّبا و هُنَّباءُ، یُمَدُّ و یُقْصر. و هِنْبٌ، بكسر الهاءِ: اسم رجل، و هو هِنْبُ بنُ أَفْصَی بنِ دُعْمِیِّ بن جَدیلةَ بن أَسَد بن ربیعةَ بن نِزار بنِ مَعَدٍّ. و بنو هِنْبٍ: حیٌّ من رَبیعة. و الهَنَبُ، بالتحریك: مصدرُ قولك امرأَةٌ هَنْباءُ أَی بَلْهاءُ بَیِّنَةُ الهَنَب. الأَزهری، ابن الأَعرابی: المِهْنَبُ الفائق الحُمْقِ؛ قال: و به سمی الرجل هِنْباً. قال: و الذی جاءَ‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، نَفَی مُخَنَّثَیْن: أَحدهما هِیتٌ، و الآخر ماتِعٌ، إِنما هو هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحابُ الحدیث، قال الأَزهری: رواه الشافعی و غیره هِیتٌ، قال: و أَظنه صواباً.

هندب؛ ج1، ص: 788

: الهِنْدَبُ، و الهِنْدَبا، و الهِنْدِباءُ و الهِنْدَباءُ: كل ذلك بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُول، یُمَدُّ و یُقْصر. و قال كراع: هی الهِنْدَبا، مفتوح الدال مقصور. و الهِنْدَباءُ أَیضاً: مفتوح الدال ممدود؛ قال: و لا نظیر لواحد منهما. الأَزهری: أَكثر أَهل البادیة یقولون هِنْدَبٌ، و كل صحیح. ابن بُزُرْجَ: هذه هِنْدَباءُ و باقِلاءُ، فأَنَّثُوا و مَدُّوا، و هذه كَشُوثاءُ، مؤَنثة. و قال أَبو حنیفة: واحد الهِنْدِباءِ هِنْدِباءَة. و هِنْدابَةُ: اسم امرأَة.

هنقب؛ ج1، ص: 788

: الهَنْقَبُ: القَصیر، و لیس بثَبَتٍ.

هوب؛ ج1، ص: 788

: الهَوْبُ: الرجلُ الكثیرُ الكلام، و جمعه أَهْوابٌ. و الهَوْبُ: اسمُ النار. و الهَوْبُ: اشْتِعالُ النارِ
لسان العرب، ج‌1، ص: 789
و وَهَجُها؛ یمانیة. و هَوْبُ الشمسِ: وهَجُها، بلغتهم. و تركته بِهَوْبٍ دابِرٍ، و هُوبٍ دابِرٍ أَی بحیث لا یُدْرَی أَین هُوَ. و الهَوْبُ: البُعْدُ.

هیب؛ ج1، ص: 789

: الهَیْبةُ: المَهابةُ، و هی الإِجلالُ و المَخافة. ابن سیدة: الهَیْبةُ التَّقِیَّةُ من كل شی‌ءٍ. هابَهُ یَهابُه هَیْباً و مَهابةً، و الأَمْرُ منه هَبْ، بفتح الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، سقطت الأَلف لاجتماع الساكنین، و إِذا أَخبرت عن نفسِك قلتَ: هِبْتُ، و أَصله هَیِبْتُ، بكسر الیاءِ، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنین و نُقِلَت كسرتها إِلی ما قبلها، فَقِسْ علیه؛ و هذا الشی‌ء مَهْیَبةٌ لكَ. و هَیَّبْتُ إِلیه الشی‌ءَ إِذا جَعَلْته مَهیباً عنده. و رجل هائِبٌ، و هَیُوبٌ، و هَیَّابٌ، و هَیَّابة، و هَیُّوبة، و هَیِّبٌ، و هَیَّبانٌ، و هَیِّبانٌ؛ قال ثعلب: الهَیَّبانُ الذی یُهابُ، فإِذا كان ذلك كان الهَیَّبانُ فی معنی المفعول، و كذلك الهَیُوب قد یكون الهائِبَ، و قد یكون المَهِیبَ. الصحاح: رجل مَهِیبٌ أَی یهابُه الناسُ، و كذلك رجل مَهُوبٌ، و مكانٌ مَهُوب، بُنیَ علی قولهم: هُوبَ الرجلُ، لمَّا نُقِلَ من الیاءِ إِلی الواو، فیما لم یُسَمَّ فاعِلُه؛ أَنشد الكسائی لحُمَیْدِ بن ثَور: و یأْوی إِلی زُغْبٍ مَساكینَ، دونَهُم فَلًا، لا تَخَطَّاه الرِّفاقُ، مَهُوبُ قال ابن بری: صواب إِنشاده: و تأْوی بالتاءِ، لأَنه یصف قَطاةً؛ و قبله: فجاءَتْ، و مَسْقاها الذی وَرَدَتْ به، إِلی الزَّوْر، مَشْدودُ الوَثاقِ، كَتِیبُ و الكَتِیبُ: من الكَتْبِ، و هو الخَرْزُ؛ و المشهور فی شعره: تَعِیثُ به زُغْباً مساكینَ دونَهم و مكانٌ مَهابٌ أَی مَهُوبٌ؛ قال أُمَیَّة بن أَبی عائذ الهُذَلیُّ: أَلا یا لَقَومِ لِطَیْفِ الخَیالْ، أَرَّقَ من نازحٍ، ذی دَلالْ، أَجازَ إِلینا، علی بُعْدِهِ، مَهاوِیَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ قال ابن بری: و البیت الأَول من أَبیاتِ كتاب سیبویه، أَتی به شاهداً علی فتح اللام الأُولی، و كسر الثانیة، فرقاً بین المُسْتغاث به و المستغاث من أَجله. و الطَّیفُ: ما یُطِیفُ بالإِنسان فی المنام من خَیال محبوبته. و النازحُ: البعید. و أَرَّقَ: مَنَعَ النَّومَ. و أَجازَ: قَطَع، و الفاعل المضمر فیه یعود علی الخَیال. و مَهابٌ: موضعُ هَیْبة. و مَهالٌ: موضع هَوْلٍ. و المَهاوِی: جمعُ مَهْوًی و مَهْواةٍ، لما بین الجبلین و نحوهما. و الخَرْقُ: الفَلاةُ الواسعة. و الهَیَّبانُ: الجَبانُ. و الهَیُوبُ: الجَبانُ الذی یَهابُ الناسَ. و رجل هَیُوبٌ: جَبانٌ یَهابُ من كلِّ شی‌ءٍ. و‌فی حدیث عُبَیدِ بن عُمَیْرٍ: الإِیمانُ هَیُوبٌ‌أَی یُهابُ أَهْلُه، فَعُولٌ بمعنی مفعول، فالناس یَهابونَ أَهلَ الإِیمان لأَنهم یَهابونَ اللّهَ و یَخافونَه؛ و قیل: هو فَعُول بمعنی فاعل أَی إِن المؤمنَ یَهابُ الذُّنوبَ و المعاصِیَ فیَتَّقِیها؛ قال الأَزهری: فیه وجهان: أَحدهما أَن المؤمن یَهابُ الذَّنْبَ فیَتَّقِیه، و الآخر: المؤمنُ هَیُوبٌ أَی مَهْیُوبٌ، لأَنه یَهابُ اللّهَ تعالی، فیَهابُه الناسُ، حتی یُوَقِّرُوه؛ و منه قول الشاعر: لم یَهَبْ حُرْمةَ النَّدِیمِ أَی لم یُعَظِّمْها. یقال: هَبِ الناسَ یَهابوكَ أَی وَقِّرْهُمْ یُوَقِّرُوكَ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 790
یقال: هابَ الشی‌ءَ یَهابُه إِذا خافَه، و إِذا وَقَّرَه، و إِذا عظَّمَهُ. و اهْتابَ الشَّی‌ءَ كَهَابَهُ؛ قال: و مَرْقَبٍ، تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ، أَشْرَفْتُه مُسْفِراً، و الشَّمسُ مُهْتابَهْ و یقال: تَهَیَّبَنی الشی‌ءُ بمعنی تَهَیَّبْتُه أَنا. قال ابن سیدة: تَهَیَّبْتُ الشی‌ءَ و تَهَیَّبَنی: خِفْتُه و خَوَّفَنی؛ قال ابن مُقْبِل: و ما تَهَیَّبُنی المَوْماةُ، أَرْكَبُها، إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر قال ثعلب: أَی لا أَتَهَیَّبُها أَنا، فنَقَلَ الفِعلَ إِلیها. و قال الجَرْمِیُّ: لا تَهَیَّبُنی المَوْماةُ أَی لا تَمْلأُنی مَهابةً. و الهَیَّبانُ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ. و الهَیَّبانُ: الترابُ؛ و أَنشد: أَ كُلَّ یَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ؟ نحْنُ إِذاً، فی الهَیَّبانِ، نَبْحَثُ و الهَیَّبانُ: الرَّاعی؛ عن السیرافی. و الهَیَّبانُ: الكثیرُ مِن كل شی‌ءٍ. و الهَیَّبانُ: المُنْتَفِشُ الخَفیفُ؛ قال ذو الرمة: تَمُجُّ اللُّغامَ الهَیَّبانَ، كأَنهُ جَنَی عُشَرٍ، تَنْفیه أَشداقُها الهُدْلُ و قیل: الهَیَّبانُ، هنا، الخفیف النَّحِزُ. و أَورد الأَزهری هذا البیت مستشهداً به علی إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل، فقال: قال ذو الرمة یصف إِبلًا و إِزْبادها مشافِرَها. قال: و جَنی العُشَرِ یَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صغیرة، فتَنْشَقُّ عن مِثْلِ القَزّ، فَشَبَّه لُغامَها به، و البَوادی یَجْعَلُونه حُرَّاقاً یُوقِدُونَ به النارَ. و هابْ هابْ: مِن زَجْرِ الإِبل. و أَهابَ بالإِبل: دَعاها. و أَهابَ بصاحِبه: دَعاهُ، و أَصله فی الإِبل. و‌فی حدیث الدُّعاءِ: و قَوَّیْتَنی علی ما أَهَبْتَ بی إِلیه من طاعتِكَ.یقال: أَهَبْتُ بالرجل إِذا دَعَوْتَه إِلیك؛ و منه حدیث ابن الزبیر فی بناءِ الكعبة. و أَهابَ الناسَ إِلی بَطْحِه أَی دَعاهم إِلی تَسویَتِه. و أَهابَ الراعی بغَنَمِه أَی صاح بها لِتَقِفَ أَو لتَرْجِعَ. و أَهاب بالبعیر؛ و قال طَرَفةُ بن العبد: تَرِیعُ إِلی صَوْتِ المُهِیبِ، و تَتَّقی، بذِی خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ تَرِیعُ: تَرْجِعُ و تَعُودُ. و تتَّقِی بِذی خُصَل: أَراد بذَنَبٍ ذی خُصَل. و رَوْعات: فَزَعات. و الأَكلَفُ: الفَحْلُ الذی یَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ. و المُلْبِدُ: الذی یَخطِرُ بذَنَبِه، فیَتَلَبَّد البولُ علی وَرِكَیْه. و هابِ: زَجْرٌ للخَیْل. و هَبِی: مِثلُه أَی أَقْدِمی و أَقْبِلی، و هَلًا أَی قَرِّبی؛ قال الكمیت: نُعَلِّمها هَبِی و هَلًا و أَرْحِبْ و الهابُ: زَجْرُ الإِبل عند السَّوْق؛ یقال: هابِ هابِ، و قد أَهابَ بها الرجلُ؛ قال الأَعشی: و یَكْثُرُ فیها هَبِی، و اضْرَحِی، و مَرْسُونُ خَیْلٍ، و أَعطالُها و أَما الإِهابةُ فالصوت بالإِبل و دُعاؤها، قال ذلك الأَصمعی و غیره؛ و منه قول ابن أَحمر: إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً، فتَحْسَبُه إِهابةَ القَسْرِ، لَیْلًا، حین تَنْتَشِرُ و قَسْرٌ: اسمُ راعی إِبل ابن أَحمر قائلِ هذا الشعر. قال الأَزهری: و سمعتُ عُقَیْلِیّاً یقول لأَمَةٍ كانت تَرْعَی روائدَ خَیْلٍ، فَجَفَلَتْ فی یوم عاصفٍ، فقال لها: أَلا و أَهِیبی بها، تَرِعْ إِلیكِ؛ فجعَل دُعاءَ الخیل إِهابةً أَیضاً. قال: و أَما هابِ، فلم أَسْمَعْه إِلا فی الخیل دون الإِبل؛ و أَنشد بعضهم: و الزَّجْرُ هابِ وَ هَلًا تَرَهَّبُهْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 791‌

فصل الواو؛ ج1، ص: 791

وأب؛ ج1، ص: 791

: حافرٌ وأْبٌ: شدیدٌ، مُنْضَمُّ السَّنابِك، خفیفٌ؛ و قیل: هو الجَیِّدُ القَدْرِ؛ و قیل: هو المُقَعَّبُ، الكثیرُ الأَخْذِ من الأَرض؛ قال الشاعر: بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَی رَضّاحِ، لیسَ بمُصْطَرٍّ، و لا فِرْشاحِ و قد وَأَبَ وَأْباً: التهذیبُ: حافِرٌ وَأْبٌ إِذا كان قَدْراً، لا واسعاً عَریضاً، و لا مَصْرُوراً. الأَزهری: وأَبَ الحافِرُ یَأَبُ وَأْبَةً إِذا انضَمَّتْ سِنابِكُه. و إِنه لَوَأْبُ الحافر؛ و حافِرٌ وَأْبٌ: حَفیظٌ. و قَدَحٌ وَأْبٌ: ضَخْمٌ، مُقَعَّب، واسعٌ. و إِناءٌ وَأْبٌ: واسعٌ، و الجمعُ أَوْآبٌ؛ و قِدْرٌ وَأْبةٌ: كذلك. التهذیب: و قِدْرٌ وَئِیبةٌ، علی فَعیلة، مِن الحافر الوَأْبِ. و قِدْرٌ وَئیَّةٌ، بِیاءَین، مِن الفَرَس الوَآةِ، و سیذكر فی المعتل. و بئر وَأْبةٌ: واسعةٌ بعیدة؛ و قیل: بعیدةُ القَعْرِ فقط. و الوَأْبةُ: النقْرة فی الصَّخْرَة تُمْسِكُ الماء. الجوهری: الوَأْبُ البعیر العظیم. و ناقَة وَأْبةٌ: قصیرة عریضة، و كذلك المرأَة. و الوَئیبُ: الرَّغِیبُ. و الإِبةُ و التُؤَبةُ، علی البدل، و المَوْئِبةُ: كلها الخِزْیُ، و الحَیاءُ، و الانْقِباضُ. و المُوئباتُ، مثل المُوغِبات، المُخْزِیاتُ. و الوَأْبُ: الانْقِباضُ و الاسْتِحْیاءُ. أَبو عبید: الإِبةُ العَیْب؛ قال ذو الرُّمَّة یهجو إمرَأَ القَیْسِ، رجُلًا كان یُعادِیه: أَضَعْنَ مَواقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً، و حالَفْنَ المَشاعِلَ و الجِرَارا إِذا المَرَئیُّ شَبَّ له بناتٌ، عَصَبْنَ برَأْسِه إِبةً و عارا قال ابنُ بَرِّیّ: المَرَئیُّ مَنْسُوب إِلی إمرئِ القَیس، علی غیر قیاس، و كان قیاسه مَرْئیّ، بسكون الراءِ، علی وَزْنِ مَرْعِیّ. و المَشاعِلُ: جمع مِشْعَل، و هو إِناءٌ من جُلُود، تُنْتَبَذُ فیه الخمر. أَبو عمرو الشَّیبانیُّ: التُّؤَبَةُ الاستحیاءُ، و أَصلُها وُأَبة، مأْخوذٌ من الإِبَةِ، و هی العَیْبُ. قال أَبو عمرو: تَغَدَّی عندی أَعرابیّ فصیح، من بنی أَسَد، فلما رفع یده، قلت له: ازْدَدْ فقال: و اللّه ما طعامُك یا أَبا عمرو بذی تُؤَبةٍ أَی لا یُسْتَحْیا من أَكْله، و أَصْلُ التاءِ واو. و وَأَب منه و اتَّأَبَ: خَزِیَ و استَحْیا. و أَوْأَبه، و أَتْأَبَه: رَدَّه بخزی و عار، و التاء فی كل ذلك بدل من الواو. و نَكَحَ فلانٌ فی إِبةٍ: و هو العارُ و ما یُسْتَحْیا منه، و الهاءُ عوض من الواو. و أَوْأَبْتُه: رَدَدْتُه عن حاجته. التهذیب: و قد اتَّأَبَ الرجلُ من الشی‌ءِ یَتَّئِبُ، فهو مُتَّئِبٌ: اسْتحیا، افْتِعالٌ؛ قال الأَعشی یمدح هَوْذَةَ بنَ علیٍّ الحَنَفِیِّ: مَنْ یَلْقَ هَوْذَةَ یَسْجُدْ غَیرَ مُتَّئِبٍ، إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاج، أَو وَضَعا التهذیب: و هو افْتِعالٌ، مِن الإِبةِ و الوَأْبِ. و قد وَأَبَ یَئِبُ إِذا أَنِفَ، و أَوْأَبْتُ الرجلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلًا یُسْتَحْیا منه؛ و أَنشد شمر: و إِنی لَكَیْ‌ءٌ عن المُوئِبات، إِذا ما الرَّطِی‌ءُ انْمأَی مَرْتَؤُهْ الرَّطِی‌ءُ: الأَحْمَقُ. مَرْتَؤُه: حُمْقُه. و وَئِبَ: غَضِبَ، و أَوْأَبْتُه أَنا. و الوَأْبةُ، بالباءِ، المُقارِبة الخَلْقِ.

وبب؛ ج1، ص: 791

: التهذیب: الوَبُّ: التَّهَیُّؤُ للحَمْلة فی الحرب، یقال: هَبَّ و وَبَّ إِذا تَهَیَّأَ للحَمْلَة؛ قال الأَزهری: الأَصل فیه أَبَّ، فقُلِبَت الهمزة واواً، و قد مضی.
لسان العرب، ج‌1، ص: 792‌

وثب؛ ج1، ص: 792

: الوَثْبُ: الطَّفْرُ. وَثَبَ یَثِبُ وَثْباً، و وثَباناً، و وُثوباً، و وِثاباً، و وَثیباً: طَفَرَ؛ قال: وَزَعْتُ بكالهِراوة أَعْوَجِیّاً، إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَی وِثابا و یروی وَثابا، علی أَنه فَعَلَ، و قد تَقدَّم؛ و قال یصف كبره: و ما أُمِّی و أُمُّ الوحْش، لمَّا تَفَرَّعَ فی مَفارِقِیَ المَشِیبُ؟ فَما أَرْمِی، فأَقْتُلَها بسَهْمِی، و لا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِیب یقول: ما أَنا و الوحشُ؟ یعنی الجَواریَ، و نصب أَقْتُلَها و أَدْركَ، علی جواب الجَحْد بالفاءِ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، یومَ صِفِّینَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ یَداً، و أَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلًا، أَی إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِلیها، و إِلَّا رَجَعَ و تَرَك. و‌فی حدیث هُذَیْل: أَ یَتَوَثَّبُ أَبو بكر علی وَصِیِّ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم؟ وَدَّ أَبو بكر أَنه وَجَدَ عَهْداً من رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و أَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ‌أَی یَسْتَوْلی علیه و یظلِمه معناه: لو كان عَلیٌّ، علیه السلام، مَعْهوداً إِلیه بالخلافة، لكان فی أَبی بكر، رضی اللّه عنه، من الطاعة و الانْقیاد إِلیه، ما یكون فی الجَمَل الذلیل، المُنْقاد بخِزامَتهِ. و وَثَبَ وثْبةً واحدة، و أَوْثَبْتُه أَنا، و أَوْثَبَه الموضعَ: جَعله یَثِبُه. و واثبَه أَی ساوَرَه. و یقال: تَوَثَّبَ فلانٌ فی ضَیْعةٍ لی أَی اسْتَوْلی علیها ظلماً. و الوَثَبَی: من الوَثْب. و مَرَةٌ وثَبی: سریعةُ الوَثْبِ. و الوَثْبُ: القُعُود، بلغة حِمْیر. یقال: ثِبْ أَی اقْعُدْ. و دَخَلَ رَجُل من العَرب علی مَلِكٍ من ملوك حِمْیَر، فقال له الملكُ: ثِبْ أَی اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فقال الملك: لیس عندنا عَرَبِیَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَی تكلَّم بالحِمْیَریة؛ و قوله: عَرَبِیَّت، یُرید العربیةَ، فوقف علی الهاءِ بالتاءِ. و كذلك لغتهم، و رواه بعضُهم: لیس عندنا عَرَبیَّة كعَرَبِیَّتكُم. قال ابن سیدة: و هو الصواب عندی، لأَنَّ الملك لم یكن لِیُخْرِجَ نَفْسَه من العرب، و الفعل كالفعل. و الوِثابُ: الفِراشُ، بلغتهم. و یقال وثَّبْتُه وِثاباً أَی فرَشْت له فِراشاً. و تقول: وَثَّبَهُ تَوْثِیباً أَی أَقْعَدَه علی وِسادة، و ربما قالوا وثَّبَه وسادةً إِذا طَرَحها له، لیَقْعُدَ علیها. و‌فی حدیث فارعة، أُخت أُمَیَّة بن أَبی الصَّلْتِ، قالت: قَدِمَ أَخی من سَفَرٍ، فوَثَبَ علی سریری‌أَی قَعَدَ علیه و اسْتَقَرَّ. و الوُثوبُ، فی غیر لغةِ حِمْیَرَ: النُّهوضُ و القیامُ. و‌قَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَیْلِ علی سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فوَثَّبَ له وِسادةً‌أَی أَقعَدَه علیها؛ و‌فی روایة: فوَثَّبَه وِسادةً‌أَی أَلقاها له. و المِیثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ و منه قول الشاعر یصفُ نَعامة: قَرِیرَةُ عَینٍ، حینَ فَضَّتْ بخَطْمِها خَراشِیَّ قَیْضٍ، بین قَوْزٍ و مِیثَبِ ابن الأَعرابی: المِیثَبُ: الجالسُ، و المِیثَبُ: القافِزُ. أَبو عمرو: المِیثَبُ الجَدْوَلُ. و فی نوادر الأَعراب: المِیثَبُ ما ارتفع من الأَرض. و الوِثابُ: السَّریرُ؛ و قیل: السریر الذی لا یَبْرَحُ المَلِكُ علیه. و اسم الملِك: مُوثَبَان. و الوِثابُ، بكسر الواو: المَقاعِدُ؛ قال أُمیة: بإِذنِ اللّه، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ علی مَلْكین، و هْی لهُمْ وِثابُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 793
یعنی أَن السماءَ مقاعدُ للملائكة. و المُوثَبانُ بلغتهم: الملِكُ الذی یَقْعُد، و یَلْزَم السَّریرَ، و لا یَغْزو. و المِیثَبُ: اسم موضع؛ قال النابغة الجَعْدِیُّ: أَتاهُنَّ أَنَّ مِیاهَ الذُّهاب فالأَوْرَقِ، فالمِلْحِ، فالمِیثَبِ

وجب؛ ج1، ص: 793

: وَجَبَ الشی‌ءُ یَجِبُ وُجوباً أَی لزمَ. و أَوجَبهُ هو، و أَوجَبَه اللّه، و اسْتَوْجَبَه أَی اسْتَحَقَّه. و‌فی الحدیث: غُسْلُ الجُمُعةِ واجِبٌ علی كل مُحْتَلِم.قال ابن الأَثیر: قال الخَطَّابی: معناه وُجُوبُ الاخْتِیار و الاسْتِحْبابِ، دون وُجُوب الفَرْض و اللُّزوم؛ و إِنما شَبَّهَه بالواجب تأْكیداً، كما یقول الرجلُ لصاحبه: حَقُّكَ علیَّ واجبٌ، و كان الحَسنُ یراه لازماً، و حكی ذلك عن مالك. یقال: وَجَبَ الشی‌ءُ یَجِبُ وُجوباً إِذا ثَبَتَ، و لزِمَ. و الواجِبُ و الفَرْضُ، عند الشافعی، سواءٌ، و هو كل ما یُعاقَبُ علی تركه؛ و فرق بینهما أَبو حنیفة، فالفَرْض عنده آكَدُ من الواجب. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه أَوجَبَ نَجِیباً‌أَی أَهْداه فی حج أَو عمرة، كأَنه أَلزَمَ نفسه به. و النَّجِیبُ: من خیار الإِبل. و وجَبَ البیعُ یَجبُ جِبَةً، و أَوجَبْتُ البیعَ فوَجَبَ. و قال اللحیانی: وَجَبَ البیعُ جِبَةً و وُجوباً، و قد أَوْجَبَ لك البیعَ و أَوْجَبهُ هو إِیجاباً؛ كلُّ ذلك عن اللحیانی. و أَوْجَبَه البیعَ مواجبة، و وِجاباً، عنه أَیضاً. أَبو عمرو: الوَجِیبةُ أَن یُوجِبَ البَیْعَ، ثم یأْخذَه أَوَّلًا، فأَوَّلًا؛ و قیل: علی أَن یأْخذ منه بعضاً فی كل یوم، فإِذا فرغ قیل: اسْتَوْفی وَجِیبَتَه؛ و فی الصحاح: فإِذا فَرَغْتَ قیل: قد استَوفیْتَ وَجِیبَتَك. و‌فی الحدیث: إِذا كان البَیْعُ عن خِیار فقد وجَبَ‌أَی تَمَّ و نَفَذ. یقال: وجب البیعُ یَجِبُ وجوباً، و أَوْجَبَه إِیجاباً أَی لَزِمَ و أَلْزَمَه؛ یعنی إِذا قال بعد العَقْد: اخْتَرْ رَدَّ البیع أَو إِنْفاذَه، فاختارَ الإِنْفاذَ، لزِمَ و إِن لم یَفْتَرِقا. و اسْتَوْجَبَ الشی‌ءَ: اسْتَحَقَّه. و المُوجِبةُ: الكبیرةُ من الذنوب التی یُسْتَوْجَبُ بها العذابُ؛ و قیل: إِن المُوجِبَةَ تَكون من الحَسَناتِ و السیئات. و‌فی الحدیث: اللهم إِنی أَسأَلك مُوجِبات رَحْمَتِك.و أَوْجَبَ الرجلُ: أَتی بمُوجِبةٍ مِن الحَسناتِ أَو السیئات. و أَوْجَبَ الرجلُ إِذا عَمِلَ عَمَلًا یُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النارَ. و‌فی الحدیث: مَنْ فعل كذا و كذا، فقد أَوْجَبَ‌أَی وَجَبَتْ له الجنةُ أَو النارُ. و‌فی الحدیث: أَوْجَبَ طَلْحَةُ‌أَی عَمِل عَمَلًا أَوْجَبَ له الجنةَ. و‌فی حدیث مُعاذٍ: أَوْجَبَ ذو الثلاثة و الاثنین‌أَی من قَدَّم ثلاثةً من الولد، أَو اثنین، وَجَبَت له الجنةُ. و‌فی حدیث طَلحة: كلمة سَمِعتُها من رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، مُوجِبةٌ لم أَسأَله عنها، فقال عمر: أَنا أَعلم ما هی: لا إِله إِلا اللّه، أَی كلمة أَوْجَبَتْ لقائلها الجنة، و جمعُها مُوجِباتٌ. و‌فی حدیث النَّخَعِیِّ: كانوا یَرَوْنَ المشیَ إِلی المسجدِ فی اللیلة المظلمة، ذاتِ المَطَر و الریح، أَنها مُوجِبةٌ، و المُوجِباتُ الكبائِرُ من الذُّنُوب التی أَوْجَبَ اللّهُ بها النارَ. و‌فی الحدیث: أَن قوماً أَتَوا النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فقالوا: یا رسول اللّه، إِن صاحِباً لنا أَوْجَبَ أَی رَكِبَ خطیئةً اسْتَوْجَبَ بها النارَ، فقال: مُرُوه فلْیُعْتِقْ رَقَبَةً.و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ برجلین یَتَبایعانِ شاةً، فقال أَحدُهما: و اللّه لا أَزِیدُ علی كذا، و قال الآخر: و اللّه لا أَنقُصُ من كذا، فقال:
لسان العرب، ج‌1، ص: 794
قد أَوْجَبَ أَحدُهما‌أَی حَنِثَ، و أَوْجَبَ الإِثم و الكَفَّارةَ علی نفسه. و وَجَبَ الرجلُ وُجُوباً: ماتَ؛ قال قَیْسُ بن الخَطِیم یصف حَرْباً وَقَعَتْ بین الأَوْسِ و الخَزْرَج، فی یوم بُعاثَ، و أَن مُقَدَّم بنی عَوْفٍ و أَمیرَهم لَجَّ فی المُحاربة، و نَهَی بنی عَوْفٍ عن السِّلْمِ، حتی كانَ أَوَّلَ قَتِیلٍ: و یَوْمَ بُعاثٍ أَسْلَمَتْنا سیُوفُنا إِلی نَشَبٍ، فی حَزْمِ غَسَّانَ، ثاقِبِ أَطاعتْ بنو عَوْفٍ أَمِیراً نَهاهُمُ عن السِّلْمِ، حتی كان أَوَّلَ وَاجِبِ أَی أَوَّلَ مَیِّتٍ؛ و قال هُدْبة بن خَشْرَم: فقلتُ له: لا تُبْكِ عَیْنَكَ، إِنه بِكَفَّیَّ ما لاقَیْتُ، إِذ حانَ مَوْجِبی أَی موتی. أَراد بالمَوْجِبِ مَوْتَه. یقال: وَجَبَ إِذا ماتَ مَوْجِباً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، جاءَ یَعُودُ عبدَ اللّه بنَ ثابتٍ، فوَجَدَه قد غُلِبَ، فاسْتَرْجَعَ، و قال: غُلِبْنا علیك یا أَبا الرَّبِیعِ، فصاحَ النساءُ و بَكَیْنَ، فَجعلَ ابنُ عَتِیكٍ یُسَكِّتُهُنَّ؛ فقال رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَ فلا تَبْكِیَنَّ باكیةٌ، فقال: ما الوُجوبُ؟ قال: إِذا ماتَ.و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: فإِذا وَجَبَ و نَضَبَ عُمْرُه.و أَصلُ الوُجُوبِ: السُّقوطُ و الوقُوعُ. و وَجَبَ المیتُ إِذا سقَط و ماتَ. و یقال للقتیل: واجِبٌ. و أَنشد: حتی كانَ أَوَّلَ واجِبِ. و الوَجْبة: السَّقطة مع الهَدَّة. وَ وجَبَ وجْبة: سَقَط إِلی الأَرض؛ لیست الفَعْلة فیه للمرَّة الواحدة، إِنما هو مصدرُ كالوُجوب. و وَجَبَتِ الشمسُ وَجْباً، و وُجوباً: غابت، و الأَوَّلُ عن ثعلب. و‌فی حدیث سعیدٍ: لو لا أَصْواتُ السافِرَة لسَمِعْتم وَجْبةَ الشمس‌أَی سُقُوطَها مع المَغیب. و‌فی حدیث صِلَةَ: فإِذا بوَجْبةٍ‌و هی صَوت السُّقُوط. و وَجَبَتْ عَیْنُه: غارَتْ، علی المَثَل. و وَجَبَ الحائطُ یَجِبُ وَجْباً و وَجْبةً: سقط. و قال اللحیانی: وَجَبَ البیتُ و كلُّ شی‌ءٍ: سَقَطَ وَجْباً و وَجْبَة. و فی المثل: بِجَنْبِه فلْتَكُنْ الوَجْبَة، و قوله تعالی: فَإِذٰا وَجَبَتْ جُنُوبُهٰا؛ قیل معناه سَقَطَتْ جُنُوبها إِلی الأَرض؛ و قیل: خَرَجَت أَنْفُسُها، فسقطتْ هی، فَكُلُوا مِنْهٰا؛ و منه قولُهم: خَرَجَ القومُ إِلی مَواجِبِهِم أَی مَصارِعِهم. و‌فی حدیث الضحیة: فلما وَجَبَتْ جُنُوبُها‌أَی سَقَطَتْ إِلی الأَرض، لأَن المستحب أَن تُنْحَرَ الإِبل قیاماً مُعَقَّلةً. و وَجَّبْتُ به الأَرضَ تَوجیباً أَی ضَرَبْتُها به. و الوَجْبَةُ: صوتُ الشی‌ءِ یَسْقُطُ، فیُسْمَعُ له كالهَدَّة، و وَجَبَت الإِبلُ و وَجَّبَتْ إِذا لم تَكَدْ تَقُومُ عن مَبارِكها كأَنَّ ذلك من السُّقوط. و یقال للبعیر إِذا بَرَكَ وَ ضَرَبَ بنفسه الأَرضَ: قد وَجَّبَ تَوْجِیباً. و وَجَّبَتِ الإِبل إِذا أَعْیَتْ. و وَجَبَ القلبُ یَجِبُ وَجْباً و وَجِیباً و وُجُوباً و وَجَباناً: خَفَق و اضْطَرَبَ. و قال ثعلب: وَجَبَ القَلْبُ وَجِیباً فقط. و أَوْجَبَ اللّهُ قَلْبَه؛ عن اللحیانی وحده. و‌فی حدیث علی: سمعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبه‌أَی خَفَقانَه. و‌فی حدیث أَبی عبیدة و مُعاذٍ: إِنَّا نُحَذِّرُك یوماً تَجِبُ فیه القُلوبُ.و الوَجَبُ: الخَطَرُ، و هو السَّبقُ الذی یُناضَلُ علیه؛ عن اللحیانی. و قد وَجَبَ الوَجَبُ وَجْباً، و أَوْجَبَ علیه: غَلَبه علی الوَجَب. ابن الأَعرابی: الوَجَبُ و القَرَعُ الذی یُوضَع فی النِّضال و الرِّهان،
لسان العرب، ج‌1، ص: 795
فمن سَبقَ أَخذَه. و‌فی حدیث عبد اللّه بن غالبٍ: أَنه كان إِذا سَجَد، تَواجَبَ الفِتْیانُ، فَیَضَعُون علی ظَهْره شیئاً، و یَذْهَبُ أَحدُهم إِلی الكَلَّاءِ، و یجی‌ءُ و هو ساجدٌ.تَواجَبُوا أَی تَراهَنُوا، فكأَنَّ بعضَهم أَوْجَبَ علی بعض شیئاً، و الكَلَّاءُ، بالمد و التشدید: مَرْبَطُ السُّفُن بالبصرة، و هو بعید منها. و الوَجْبةُ: الأَكْلَة فی الیوم و اللیلة. قال ثعلب: الوَجْبة أَكْلَةٌ فی الیوم إِلی مثلها من الغَد؛ یقال: هو یأْكلُ الوَجْبَةَ. و قال اللحیانی: هو یأْكل وَجْبةً؛ كلُّ ذلك مصدر، لأَنه ضَرْبٌ من الأَكل. و قد وَجَّبَ لنفسه تَوْجیباً، و قد وَجَّبَ نَفْسَه تَوجیباً إِذا عَوَّدَها ذلك. و قال ثعلب: وَجَبَ الرجلُ، بالتخفیف: أَكلَ أَكْلةً فی الیوم؛ و وَجَّبَ أَهلَه: فَعَلَ بهم ذلك. و قال اللحیانی: وَجَّبَ فلانٌ نفسَه و عیالَه و فرَسَه أَی عَوَّدَهم أَكْلَةً واحدة فی النهار. و أَوْجَبَ هو إِذا كان یأْكل مرةً. التهذیب: فلانٌ یأكل كلَّ یوم وَجْبةً أَی أَكْلَةً واحدةً. أَبو زید: وَجَّبَ فلانٌ عیالَه تَوْجیباً إِذا جَعَل قُوتَهم كلَّ یوم وَجْبةً، أَی أَكلةً واحدةً. و المُوَجِّبُ: الذی یأْكل فی الیوم و اللیلة مرة. یقال: فلانٌ یأْكل وَجْبَةً. و‌فی الحدیث: كنت آكُلُ الوَجْبَة و أَنْجُو الوَقْعةَ؛ الوَجْبةُ: الأَكلةُ فی الیوم و اللیلة، مرة واحدة. و‌فی حدیث الحسن فی كفَّارة الیمین: یُطْعِمُ عَشَرَةَ مساكین وَجْبةً واحدةً.و‌فی حدیث خالد بن معَد: إِنَّ من أَجابَ وَجْبةَ خِتان غُفِرَ له.و وَجَّبَ الناقة، لم یَحْلُبْها فی الیوم و اللیلة إِلا مرة. و الوَجْبُ: الجَبانُ؛ قال الأَخْطَلُ: عَمُوسُ الدُّجَی، یَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ، طَلُوبُ الأَعادی، لا سَؤُومٌ و لا وَجْبُ قال ابن بری: صواب إِنشاده و لا وجبِ؛ بالخفض؛ و قبله: إِلیكَ، أَمیرَ المؤْمنین، رَحَلْتُها علی الطائرِ المَیْمُونِ، و المَنْزِلِ الرَّحْبِ إِلی مُؤْمِنٍ، تَجْلُو صَفائِحُ وَجْهِهِ بلابلَ، تَغْشَی من هُمُومٍ، و مِنْ كَرْبِ قوله: عَموسُ الدُّجی أَی لا یُعَرِّسُ أَبداً حتی یُصْبِحَ، و إِنما یُریدُ أَنه ماضٍ فی أُموره، غیرُ وانٍ. و فی یَنْشَقُّ: ضمیر الدُّجَی. و المُتَضَرِّمُ: المُتَلَهِّبُ غَیْظاً؛ و المُضْمَرُ فی مُتَضَرِّم یَعُودُ علی الممدوح؛ و السَّؤُوم: الكالُّ الذی أَصابَتْه السآمةُ؛ و قال الأَخطل أَیضاً: أَخُو الحَرْبِ ضَرَّاها، و لیس بناكِلٍ جَبان، و لا وَجْبِ الجَنانِ ثَقِیلِ و أَنشد یعقوب: قال لها الوَجْبُ اللئیمُ الخِبْرَهْ: أَ ما عَلِمْتِ أَنَّنی من أُسْرَهْ لا یَطْعَم الجادی لَدیْهم تَمْرَهْ؟ تقول منه: وَجُبَ الرجلُ، بالضم، وُجُوبةً. و الوَجَّابةُ: كالوَجْبِ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لستُ بدُمَّیْجَةٍ فی الفِراشِ، و وَجَّابةٍ یَحْتَمی أَن یُجِیبا و لا ذی قَلازِمَ، عند الحِیاضِ، إِذا ما الشَّریبُ أَرادَ الشَّریبا قال: وَجَّابةٌ فَرِقٌ. و دُمَّیْجة: یَنْدَمِج فی الفِراشِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لرؤْبة: فجاءَ عَوْدٌ، خِنْدِفِیٌّ قَشْعَمُهْ، مُوَجِّبٌ، عاری الضُّلُوعِ جَرْضَمُهْ و كذلك الوَجَّابُ؛ أَنشد ثعلب: أَو أَقْدَمُوا یوماً فأَنتَ وَجَّابْ
لسان العرب، ج‌1، ص: 796
و الوَجْبُ: الأَحْمَقُ، عن الزجاجی. و الوَجْبُ: سِقاءٌ عظیم من جلْد تَیْسٍ وافرٍ، و جمعه وِجابٌ، حكاه أَبو حنیفة. ابن سیدة: و المُوَجِّبُ من الدَّوابِّ الذی یفْزَعُ من كل شی‌ءٍ؛ قال أَبو منصور: و لا أَعرفه. و فی نوادر الأَعراب: وَجَبْتُه عن كذا و وكَبْتُه إِذا رَدَدْتُه عنه حتی طالَ وُجُوبُه و وكُوبُه عنه. و مُوجِبٌ: من أَسماءِ المُحَرَّم، عادِیَّةٌ.

ودب؛ ج1، ص: 796

: الوَدَبُ: سُوءُ الحال.

وذب؛ ج1، ص: 796

: الوِذابُ: خُرَبُ المَزادةِ، و قیل هی الأَكراشُ التی یُجْعَلُ فیها اللبن ثم تُقْطَعُ. قال ابن سیدة: و لم أَسمع لها بواحد. قال الأَفْوَهُ الأَوْدیّ: وَ وَلَّوْا هارِبینَ بكُلِّ فَجٍّ، كأَنَّ خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ

ورب؛ ج1، ص: 796

: الوَرْبُ: وِجارُ الوَحْشِیِّ. و الوَرْبُ: العِضْوُ؛ و قیل: هو ما بین الأَصابع «6». یقال: عِضْوٌ مُوَرَّبٌ أَی مُوَفَّر. قال أَبو منصور: المعروف فی كلامهم: الإِرْبُ العِضْوُ؛ قال: و لا أنكر أَن یكون الوِرْبُ لغةً، كما یقولون للمیراث: وِرْثٌ: و إِرثٌ. اللیث: المُواربةُ المُداهاةُ و المُخاتَلَةُ. و قال بعض الحكماءِ: مُوارَبةُ الأَریبِ جَهْلٌ و عَناءٌ، لأَن الأَریبَ لا یُخْدَعُ عن عَقْله. قال أَبو منصور: المُوارَبة مأْخوذة من الإِرْبِ، و هو الدَّهاءُ، فحُوِّلت الهمزة واواً. و الوَرْبُ: الفِتْرُ، و الجمع أَورابٌ. و الوَرْبةُ: الحُفْرة التی فی أَسفل الجَنْب، یعنی الخاصِرَةَ. و الوَرْبةُ: الاسْتُ. و الوَرْبُ: الفَساد. و وَرِبَ جَوْفُه ورَباً: فَسَدَ. و عِرْقٌ وَرِبٌ: فاسدٌ؛ قال أَبو ذَرَّةَ الهذلی: إِنْ یَنْتَسِبْ، یُنْسَبْ إِلی عِرْقٍ وَرِبْ، أَهلِ خَزُوماتٍ، و شَحَّاجٍ صَخِبْ و إِنه لذو عِرْقٍ وَرِبٍ أَی فاسدٍ. و یقال: وَرِبَ العِرْقُ یَوْرَبُ أَی فَسَد؛ و‌فی الحدیث: و إِن بایَعْتَهُم وَارَبُوكَ؛ ابن الأَثیر: أَی خادَعُوكَ، من الوِرْبِ و هو الفساد، قال: و یجوز أَن یكون من الإِرْبِ، و هو الدَّهاءُ، و قَلَبَ الهمزةَ واواً. و یقال: سَحابٌ وَرِبٌ واهٍ، مُسْتَرْخ؛ قال أَبو وَجْزَةَ: صابَتْ به دَفَعاتُ اللَّامِعِ الوَرِبِ صابَتْ تَصُوبُ: وقَعَتْ. التهذیب: التَّوْریبُ أَن تُورِّیَ عن الشی‌ءِ بالمُعارَضاتِ و المُباحاتِ.

وزب؛ ج1، ص: 796

: التهذیب: وَزَبَ الشی‌ءُ، یَزِبُ وزُوباً إِذا سالَ. الجوهری: المِیزابُ المِثْعَبُ، فارسیّ مُعَرَّب؛ قال: و قد عُرِّبَ بالهمز، و ربما لم یهمز، و الجمع مآزِیبُ إِذا هَمزت، و مَیازیبُ إِذا لم تَهْمِزْ.

وسب؛ ج1، ص: 796

: الوِسْبُ: العُشْبُ و الیَبیسُ. وسَبَتِ الأَرضُ و أَوْسَبَتْ: كَثُرَ عُشْبُها؛ و یقال لنَباتِها: الوِسْبُ، بالكسر. و الوَسْبُ: خَشَبٌ یُوضَع فی أَسفل البئر لئلا تَنهالَ، و جمعه وُسُوبٌ. ابن الأَعرابی: الوَسَبُ الوَسَخُ؛ و قد وَسِبَ وَسَباً، و وَكِبَ وَكَباً، و حَشِنَ حَشَناً، بمعنی واحد.

وشب؛ ج1، ص: 796

: الأَوْشابُ: الأَخْلاطُ من الناس و الأَوْباشُ، واحدُهم وِشْبٌ. یقال: بها أَوباشٌ من الناس، و أَوْشابٌ من الناس، و هم الضُّروبُ المُتَفَرِّقون.
(6). قوله [و قیل هو ما بین الأَصابع] الذی فی القاموس ما بین الضلعین. قال شارحه: و لعله ما بین إصبعین بدلیل ما فی اللسان فصحف الكاتب انتهی. لكن الذی فی القاموس هو بعینه فی التكملة بخط مؤلفها و كفی به حجة فإن لم یكن ما فی اللسان تحریفاً فهما فائدتان و لا تصحف باللسان.
لسان العرب، ج‌1، ص: 797
و‌فی حدیث الحُدیبیة: قال له عُرْوةُ بن مسعود الثَّقَفیُّ: و إِنی لأَری أَشْواباً من الناس لخَلِیقٌ أَن یَفِرُّوا و یَدَعُوك؛ الأَشْوابُ و الأَوْباشُ و الأَوْشابُ: الأَخْلاطُ من الناس، و الرَّعاعُ. و تَمْرَةٌ وَشْبةٌ: غلیظةُ اللِّحاءِ، یمانیة.

وصب؛ ج1، ص: 797

: الوَصَبُ: الوَجَعُ و المرضُ. و الجمع أَوْصابٌ. و وَصِبَ یَوْصَبُ وَصَباً، فهو وَصِبٌ. و تَوَصَّبَ، و وَصَّبَ، و أَوْصَبَ، و أَوْصَبَه اللّهُ، فهو مُوصَبٌ. و المُوَصَّبُ بالتشدید: الكثیر الأَوْجاعِ. و‌فی حدیث عائشة: أَنا وصَّبْتُ رسولَ اللّه، صلی اللّه و سلم، أَی مَرَّضْتُه فی وَصَبه؛ الوَصَب: دوامُ الوَجَع و لُزومه، كَمَرَّضْتُه من المرضِ أَی دَبَّرْته فی مَرَضِه، و قد یطلق الوَصَبُ علی التَّعب و الفُتُور فی البَدَن. و‌فی حدیث فارعَةَ، أُختِ أُمَیَّة، قالت له: هل تَجِدُ شیئاً؟ قال: لا، إِلا تَوْصِیباً‌أَی فُتوراً؛ و قال رؤْبة: بی و البِلی أَنْكَرُ تِیكَ الأَوْصابْ الأَوْصابُ: الأَسْقامُ، الواحدُ وَصَبٌ. و رجلٌ وَصِبٌ من قوم وَصَابَی و وِصابٍ. و أَوْصَبَه الداءُ و أَوْبَرَ علیه: ثَابَرَ. و الوُصُوبُ: دَیمومةُ الشی‌ءِ. و وَصَبَ یَصِبُ وُصُوباً، و أَوْصَبَ: دامَ. و فی التنزیل العزیز: وَ لَهُ الدِّینُ وٰاصِباً؛ قال أَبو إِسحاق قیل فی معناه: دائِباً أَی طاعتُه دائمةٌ واجبةٌ أَبداً؛ قال و یجوز، و اللّه أَعلم، أَن یكون: وَ لَهُ الدِّینُ وٰاصِباً أَی له الدینُ و الطاعة؛ رَضِیَ العبدُ بما یُؤْمر به أَو لم یَرْضَ به، سَهُلَ علیه أَو لم یَسْهُلْ، فله الدینُ و إِن كان فیه الوَصَبُ. و الوَصَبُ: شِدَّة التَّعَب. و فیه: عَذٰابٌ وٰاصِبٌ أَی دائم ثابت، و قیل: موجع؛ قال مُلَیْحٌ: تَنَبَّهْ لِبرْقٍ، آخِرَ اللَّیْلِ، مُوصِبٍ رَفیعِ السَّنا، یَبْدُو لَنا، ثم یَنْضُبُ أَی دائم. و قال أَبو حنیفة: وَصَبَ الشحمُ دام، و هو محمول علی ذلك. و أَوْصَبَتِ الناقةُ الشحم: ثَبَتَ شَحمُها، و كانت مع ذلك باقیةَ السِّمَن. و یقال: واظَبَ علی الشی‌ءِ، و واصَبَ علیه إِذا ثابَرَ علیه. یقال وَصَبَ الرجلُ علی الأَمْر إِذا واظب علیه؛ و أَوْصَبَ القومُ علی الشی‌ءِ إِذا ثابَروا علیه؛ و وَصَبَ الرجلُ فی مالِه و علی مالِه یَصِبُ، كوَعَدَ یَعِدُ، و هو القیاس؛ و وَصِبَ یَصِبُ، بكسر الصاد فیهما جمیعاً، نادرٌ إِذا لَزِمَه و أَحْسَنَ القیامَ علیه؛ كلاهما عن كُراع، و قدَّمَ النادِرَ علی القیاس، و لم یذكر اللغویون وَصِبَ یَصِبُ، مع ما حَكَوا من وَثِق یَثِقُ، و وَمِقَ یَمِقُ، و وَفِقَ یَفِقُ، و سائره. و فَلاةٌ واصِبةٌ: لا غایة لها مِن بُعْدها. و مَفازة واصِبَة: بعیدةٌ لا غایة لها.

وطب؛ ج1، ص: 797

: الوَطْبُ: سِقاءُ اللبنِ؛ و فی الصحاح: سِقَاءُ اللَّبنِ خاصَّة، و هو جِلْدُ الجَذَعِ فما فوقه، و الجمع أَوْطُبٌ، و أَوْطابٌ، و وِطابٌ؛ قال إمرؤ القیس: و أَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَریضاً، و لو أَدْرَكْتُه، صَفِرَ الوِطابُ و أَواطِبُ: جمع أَوْطُبٍ كأَكالِبٍ فی جمع أَكْلُبٍ؛ أَنشد سیبویه: تُحْلَبُ منها سِتَّةُ الأَواطِبِ و لأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أَی لأَذْهَبَنَّ بِتِیهِكَ و كِبْرِك، و هو علی المَثَل. و امرأَة وَطْباءُ: كبیرة الثَّدْیَیْنِ، یُشَبَّهانِ بالوَطْبِ كأَنها تَحمِلُ وَطْباً من اللبن؛ و یقال للرجل إِذا ماتَ أَو قُتِلَ: صَفِرَتْ وِطابُه أَی فَرَغَتْ و خَلَتْ؛ و قیل: إِنهم یَعْنُون بذلك
لسان العرب، ج‌1، ص: 798
خُروجَ دَمِه من جَسَدِه؛ و أَنشد بیت إمرئ القیس: و لو أَدركتُه صَفِرَ الوِطابُ و قیل: معنی صَفِرَ الوِطابُ: خَلا لساقیه من الأَلْبان التی یُحقَنُ فیها لأَنَّ نَعَمَه أُغِیرَ علیها، فلم یَبقَ له حَلُوبة. و عِلباءُ فی هذا البیت: اسم رجل. و الجَرِیضُ: غُصَصُ الموت؛ یقال: أَفْلَتَ جَرِیضاً و لم یمُتْ بَعْدُ. و معنی صَفِرَ وِطابُه أَی مات؛ جَعَلَ رُوحَه بمنزلة اللبن الذی فی الوِطَابِ، و جعل الوَطْب بمنزلة الجَسَد فصار خُلُوُّ الجَسَدِ من الرُّوح كخُلُوِّ الوَطْبِ من اللَّبَن؛ و منه قول تأَبط شرّاً: أَقُولُ لِجنَّانٍ، و قد صَفِرَتْ لهم وِطابی، و یَوْمِی ضَیِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ و‌فی حدیث أُم زرع: خَرَجَ أَبو زَرْعٍ، و الأَوْطابُ تُمْخَضُ، لِیَخْرُجَ زُبْدُها.الصحاح: یقال لجِلْدِ الرَّضِیعِ الذی یُجْعَلُ فیه اللَّبنُ شَكْوَةٌ، و لِجِلْدِ الفَطِیم بَدْرَةٌ، و یقال لمثل الشَّكْوَةِ مما یكون فیه السمنُ عُكَّةٌ، و لمِثل البَدْرَةِ المِسْأَد. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بوَطْبٍ فیه لَبَنٌ؛ الوَطْبُ: الزِّقُّ الذی یكون فیه السَّمْنُ و اللَّبَنُ. و الوَطْبُ: الرجلُ الجَافی. و الوَطْبَاءُ: المرأَةُ العظیمة الثَّدْیِ، كأَنها ذَاتُ وَطْبٍ. و الطِّبَةُ: القِطْعَةُ المرتفعة أَو المستدیرة من الأَدَم، لغة فی الطِّبَّة؛ قال ابن سیدة: لا أَدری أَ هو محذوف الفاء أَم محذوف اللام، فإِن كان محذوفَ الفاء، فهو من الوَطْبِ، و إِن كان محذوف اللام، فهو من طَبَیْتُ و طَبَوْتُ أَی دَعَوْتُ، و المعروف الطِّبَّةُ، بتشدید الباءِ، و هو مذكور فی موضعه. و‌فی حدیث عبد اللّه بن بُسْرٍ: نَزَلَ رسُول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، علی أَبی، فقرَّبْنا إِلیه طعاماً، و جاءه بوَطْبَةٍ، فأَكل منها؛ قال ابن الأَثیر: روی الحُمیدیُّ هذا الحدیثَ فی كتابه: فقَرَّبنا إِلیه طعاماً و رُطَبَةً، فأَكل منها؛ و قال: هكذا جاءَ فیما رأَینا من نسخ كتاب مسلم، رُطبَة، بالراءِ، فأَكل؛ قال: و هو تصحیف من الراوی، و إِنما هو بالواو، قال: و ذكره أَبو مسعود الدِّمَشْقِیُّ، و أَبو بكر البَرْقانیُّ فی كتابیهما بالواو، و فی آخره قال النَّضْرُ: الوَطْبة الحَیْسُ یجمَعُ بین التمر و الأَقِطِ و السمن؛ و نقله عن شعبة، علی الصحة، بالواو؛ قال ابن الأَثیر: و الذی قرأْته فی كتاب مسلم وَطْبة، بالواو، قال: و لعل نسخ الحمیدی قد كانت بالراءِ، كما ذكره؛ و‌فی روایة فی حدیث عبد اللّه بن بُسْرٍ: أَتَیْناه بوَطِیئة، فی باب الهمز، و قال: هی طعام یُتَّخَذُ من التمر، كالحَیْس، و یُروی بالباءِ الموحدة، و قیل: هو تصحیف.

وظب؛ ج1، ص: 798

: وَظبَ علی الشی‌ءِ، و وَظِبَه وُظُوباً، و واظَب: لَزِمَه، و داومه، و تَعَهَّدَه. اللیث: وَظَب فلانٌ یَظِبُ وُظُوباً: دام. و المُواظَبةُ: المُثابَرةُ علی الشی‌ءِ، و المُداومَة علیه. قال اللحیانی: یقال فلانٌ مُواكِظٌ علی كذا و كذا، و واكِظٌ و واظِبٌ و مُواظِبٌ، بمعنی واحد أَی مُثابرٌ؛ و قال سلامة بن جَنْدل یصف وادیاً: شِیبِ المَبارِكِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه، هابی المَراغ، قلیلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ أَراد: شِیب مَباركه، و لذلك جمع. و قال ابن السكیت فی قوله مَوظُوب: قد وُظِب علیه حتی أُكِلَ ما فیه. و قوله: هابی المَراغ أَی منتفخُ التُّراب، لا یَتَمَرَّغ به بعیر، قد تُرِكَ لخوفه. و قوله: مَدْرُوس مَدافِعُه أَی قد دُقَّ، و وُطِئَ، و أُكِلَ نَبْتُه.
لسان العرب، ج‌1، ص: 799
و مَدافِعُه: أَوْدِیَتُه شِیبُ المَبارك، قد ابْیَضَّتْ من الجُدوبة. و المُواظَبة: المُثابرَةُ علی الشی‌ءِ. و‌فی حدیث أَنس: كُنَّ أُمَّهاتی یُواظِبْنَنی علی خِدْمَتِه‌أَی یَحْمِلْنَنی و یَبْعَثْنَنی علی ملازمة خدمته، و المُداومة علیها، و رُوی بالطاء المهملة و الهمز، من المواطأَة علی الشی‌ءِ. و أَرض مَوْظُوبةٌ، و رَوْضَةٌ مَوْظُوبة: تُدُووِلَتْ بالرَّعْیِ، و تُعُهِّدَت حتی لم یَبْقَ فیها كَلأٌ، و لَشَدَّ ما وُطِئَتْ. و وادٍ مَوْظُوبٌ: مَعْرُوكٌ. و الوَظْبَةُ: الحَیاءُ من ذَواتِ الحافر. و مَوْظَبٌ، بفتح الظاءِ: أَرض معروفة؛ و قال أَبو العَلاء: هو مَوْضعُ مَبْرَكِ إِبل بنی سَعْد، مما یلی أَطرافَ مكة، و هو شاذ كمَوْرَقٍ، و كقولهم: ادْخُلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ؛ قال ابن سیدة: و إِنما حق هذا كله الكسر، لأَنَّ آتی الفعل منه، إِنما هو علی یَفْعِل، كیَعِد؛ قال خِدَاش بن زُهَیر: كذَبْتُ علیكم، أَوْعِدُونی و عَلِّلوا بِیَ الأَرضَ و الأَقْوامَ، قِرْدَانَ مَوْظَبا أَی علیكم بی و بهجائی یا قِرْدَانَ مَوْظَبَ إِذا كنتُ فی سَفَر، فاقْطَعُوا بذِكْری الأَرضَ؛ قال: و هذا نادر، و قیاسُه مَوْظِبٌ. و یقال للروضة إِذا أُلِحَّ علیها فی الرَّعْی: قد وُظِبَتْ، فهی مَوْظُوبة. و یقال: فلان یَظِبُ علی الشی‌ءِ، و یُواظِبُ علیه. و رجلٌ مَوْظُوبٌ إِذا تَدَاوَلَتْ مالَه النَّوائب؛ قال سلامةُ بنُ جَنْدَلٍ: كُنَّا نَحُلُّ، إِذا هَبَّتْ شآمِیَةٌ، بكلِّ وادٍ، حدیثِ البَطْنِ، مَوْظُوبِ قال ابن بری: صواب إِنشاده: حَطِیبِ الجَوْنِ مَجْدُوبِ قال: و أَما مَوْظُوبٌ، ففی البیت الذی بعده: شِیبِ المَباركِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه، هابی المَراغِ، قلیلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ و قد تقدم هذا البیت فی استشهاد غیر الجوهری علی هذه الصورة. و المَجْدُوبُ: المُجْدِبُ، و یقال: المَعِیبُ، من قولهم جَدَبْتُه أَی عِبْتُه. و شِیبُ المَبارك: بیضُ المبارك، لغلبة الجَدْب علی المكان. و المَدافع: مواضعُ السیل. و دُرِسَتْ أَی دُقَّتْ، یعنی مَدافعُ الماء إِلی الأَودیة، التی هی مَنابِتُ العُشب، قد جَفَّتْ و أُكِلَ نَبْتُها، و صار ترابها هابِیاً. و هابی المَراغِ: مثلُ قولك هابی التُّراب، و قد فسرناه أَیضاً فی صدر الترجمة، و اللّه أَعلم.

وعب؛ ج1، ص: 799

: الوَعْبُ: إِیعابُكَ الشی‌ءَ فی الشی‌ءِ، كأَنه یأْتی علیه كلِّه، و كذلك إِذا اسْتُؤْصِلَ الشی‌ءُ، فقد اسْتُوعِبَ. وعَبَ الشی‌ءَ وَعْباً، و أَوْعَبه، و اسْتَوْعَبه: أَخَذَه أَجْمَعَ، و اسْتَرَطَ مَوْزَةً فأَوْعَبَها، عن اللحیانی، أَی لم یَدَعْ منها شیئاً. و اسْتَوْعَبَ المكانُ و الوِعاءُ الشی‌ءَ: وَسِعَه، منه. و الإِیعابُ و الاسْتِیعابُ: الاسْتِئْصالُ، و الاستِقْصاءُ فی كل شی‌ءٍ. و‌فی الحدیث: إِنَّ النِّعْمَةَ الواحدةَ تَسْتَوعِب جمیعَ عَمَل العبد یوم القیامة، أَی تأْتی علیه؛ و هذا علی المَثَل. و اسْتَوْعَبَ الجِرابُ الدقیقَ. و‌قال حُذَیْفَة فی الجُنُب: یَنام قبل أَن یَغْتَسِل، فهو أَوْعَبُ للغُسل، یعنی أَنه أَحْرَی أَن یُخْرِجَ كلَّ بَقِیَّة فی ذَكرِهِ مِن الماء، و هو حدیث ذكره ابن الأَثیر؛ قال: و‌فی حدیث حُذَیْفَةَ: نَوْمَةٌ بعد الجماع أَوْعَبُ للماء‌أَی أَحْرَی أَن تُخْرِجَ كلَّ ما بَقی منه فی الذَّكَر و تَسْتَقْصِیَه. و بیتٌ وعِیبٌ و وِعاءٌ وعِیبٌ: واسعٌ یَسْتَوْعِب
لسان العرب، ج‌1، ص: 800
كلَّ ما جُعِلَ فیه. و طریقٌ وَعْبٌ: واسعٌ، و الجمع وِعابٌ؛ و یقال لِهَنِ المرأَة إِذا كان واسعاً وَعِیبٌ. و الوَعْبُ: ما اتَّسَع من الأَرض، و الجمعُ كالجمع. و أَوْعَبَ أَنْفَه: قَطَعه أَجْمَعَ؛ قال أَبو النجم یَمْدَحُ رجلًا: یَجْدَعُ، مَنْ عاداه جَدْعاً مُوْعِبا، بَكْرٌ، و بَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا و أَوْعَبه: قَطَعَ لسانه أَجْمَعَ. و فی الشَّتْم: جَدَعه اللّهُ جَدْعاً مُوعِباً. و جَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَی استأْصَلَهُ. و‌فی الحدیث: فی الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّیةُ‌أَی إِذا لم یُتْرَكْ منه شی‌ءٌ؛ و‌یروی إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه‌أَی قُطِعَ جَمِیعه، و معناهما اسْتُؤْصِلَ. و كلُّ شی‌ء اصْطُلِم فلم یبق منه شی‌ء فقد أُوعِبَ و اسْتُوعِبَ، فهو مُوعَبٌ. و أَوْعَبَ القومُ: حَشَدوا و جاؤُوا مُوعِبین أَی جَمَعوا ما اسْتَطاعوا من جَمْعٍ. و أَوْعَبَ بَنو فلان: جَلَوْا أَجمعون. قال الأَزهری: و قد أَوْعَبَ بنو فلان جَلاءً، فلم یَبْقَ منهم ببلدهم أَحَدٌ. ابن سیدة: و أَوْعَبَ بنو فلان لفلانٍ، لم یَبْقَ منهم أَحدٌ إِلا جاءَه. و أَوْعَبَ بنو فلانٍ لبنی فلانٍ: جَمَعُوا لهم جَمْعاً، هذه عن اللحیانی. و أَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلی الغزْو. و‌فی حدیث عائشة: كان المسلمون یُوعِبون فی النَّفیر مع رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی یَخرُجُون بأَجْمعهم فی الغَزْو. و‌فی الحدیث: أَوْعَبَ المهاجرون و الأَنصارُ مع النبی، صلی اللّه علیه و سلم، یومَ الفتح.و‌فی الحدیث الآخر: أَوْعَبَ الأَنصارُ مع علیٍّ إِلی صِفِّین‌أَی لم یَتَخَلَّفْ منهم أَحدٌ عنه؛ و قال عَبِیدُ بنُ الأَبرصِ فی إِیعاب القوم إِذا نَفَرُوا جمیعاً: أُنْبِئْتُ أَنَّ بنی جَدِیلَةَ أَوعَبُوا، نُفَراء من سَلْمَی لنا، و تَكَتَّبُوا و انْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَی لم یَدَعُوا منهم أَحداً. و أَوْعَبَ الشی‌ءَ فی الشی‌ءِ: أَدْخَلَه فیه. و أَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه فی ظَبْیةِ الحِجْر، منه. و أَوْعَبَ فی ماله: أَسْلَف؛ و قیل: ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب فی إِنفاقه. الجوهری: جاء الفرسُ برَكْضٍ وَعِیبٍ أَی بأَقْصَی ما عنده. و رَكْضٌ وَعِیبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه. و فی الشَّتْم: جَدَعَه اللّه جَدْعاً مُوعِباً أَی مُسْتَأْصِلًا، و اللّه أَعلم.

وغب؛ ج1، ص: 800

: الوَغْبُ و الوَغْدُ: الضعیف فی بَدَنه، و قیل: الأَحْمَقُ؛ قال رؤْبة: لا تَعْذِلِینی، و اسْتَحی بإِزْبِ، كَزِّ المُحَیَّا، أُنَّحٍ، إِرْزَبِّ، و لا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ قال ابن بری: الذی رواه الجوهری فی ترجمة برشع: و لا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب؛ قال: و البِرْشاعُ الأَهْوَجُ. و أَما البِرْشام، فهو حِدَّةُ النَّظر. و الوِخامُ، جَمْعُ وَخْم: و هو الثقیل. و الإِرْزَبُّ: اللَّئیم، و القَصیرُ الغَلیظُ. و الأُنَّحُ: البخیل الذی إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح. و جَمْعُ الوَغْب: أَوْغابٌ و وِغابٌ؛ و الأُنثی: وَغْبَةٌ. و‌فی حدیث الأَحْنَف: إِیاكم و حَمِیَّةَ الأَوْغابِ؛ هم اللِّئام و الأَوْغادُ. و قال ثعلب: الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ، فحرَّك؛ قال ابن سیدة: و أُراه إِنما حرك، لمكان حرف الحلق. و الوَغْبُ أَیضاً: سَقَطُ المتاع. و أَوْغابُ البیتِ: رَدِی‌ءُ مَتاعه، كالقَصْعة، و البُرْمة، و الرَّحیَینِ، و العُمدِ، و نحوها. و أَوغابُ البُیوتِ: أَسْقاطُها، الواحدُ وَغْبٌ. و الوَغْبُ أَیضاً: الجمل الضَّخْمُ؛ و أَنشد: أَجَزْتُ حِضْنَیْهِ هِبَلًّا وغْبا و قد وَغُبَ الجملُ، بالضم، وُغُوبةً و وَغابةً.
لسان العرب، ج‌1، ص: 801

وقب؛ ج1، ص: 801

: الأَوْقابُ: الكُوَی، واحدُها وَقْبٌ. و الوَقْبُ فی الجبَل: نُقْرة یجتمع فیها الماء. و الوَقْبةُ: كُوَّة عظیمة فیها ظِلٌّ. و الوَقْبُ و الوَقْبةُ: نَقْرٌ فی الصَّخْرة یجتمع فیه الماءُ؛ و قیل: هی نحوُ البئر فی الصَّفَا، تكون قامة أَو قامتین، یَسْتَنْقِع فیها ماءُ السماء. و كلُّ نَقْرٍ فی الجَسدِ: وَقْبٌ، كنَقْرِ العین و الكَتِفِ. و وَقْبُ العَیْن: نُقْرَتُها؛ تقول: وَقَبَتْ عَیْناه، غارَتَا. و‌فی حدیث جَیْشِ الخَبَطِ: فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَیْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ؛ الوَقْبُ: هو النُّقْرة التی تكون فیها العین. و الوَقْبانِ من الفَرس: هَزْمتانِ فوق عَیْنَیْه، و الجمع من كل ذلك وُقوبٌ و وِقابٌ. و وَقْبُ المحالةِ: الثَّقْبُ الذی یدخُل فیه المِحْوَرُ. و وَقْبةُ الثَّرید و المُدْهُنِ: أُنْقُوعَتُه. اللیث: الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة، كقَلْتٍ فی فِهْر، و كوَقْبِ المُدْهُنةِ؛ و أَنشد: فی وَقْبِ خَوْصاءَ، كوَقْبِ المُدْهُنِ الفراء: الإِیقابُ إِدْخالُ الشی‌ءِ فی الوَقْبةِ. و وَقَبَ الشی‌ءُ یَقِبُ وَقْباً: دَخَلَ، و قیل: دَخَل فی الوَقْبِ. و أَوْقَبَ الشی‌ءَ: أَدْخَلَه فی الوَقْبِ. و رَكِیَّةٌ وَقْباءُ: غائرةُ الماء. و امرأَة مِیقابٌ: واسعةُ الفَرْج. و بنُو المِیقابِ: نُسِبُوا إِلی أُمِّهم، یریدون سَبَّهم بذلك. و وَقَبَ القمرُ وُقُوباً: دخَل فی الظِّلِّ الصَّنَوبَریّ الذی یَكْسِفُه. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنْ شَرِّ غٰاسِقٍ إِذٰا وَقَبَ؛ الفراء: الغاسِقُ اللیل؛ إِذٰا وَقَبَ إِذا دخَل فی كل شی‌ء و أَظْلَمَ. و‌رُوی عن عائشة، رضی اللّه عنها، أَنها قالت: قال رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، لما طَلَع القمرُ: هذا الغاسِقُ إِذٰا وَقَبَ، فتَعَوَّذی باللّه من شَرِّه.و‌فی حدیثٍ آخر لعائشة: تَعَوَّذی باللّه من هذا الغاسقِ إِذٰا وَقَبَ‌أَی اللیل إِذا دخَلَ و أَقْبَلَ بظَلامِه. و وَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً و وُقُوباً: غابَتْ؛ و فی الصحاح: و دخَلَتْ مَوْضِعَها. قال محمد بن المكرم: فی قول الجوهری دخَلَتْ موضِعَها، تَجَوُّزٌ فی اللفظ، فإِنها لا موضعَ لها تَدْخُله. و‌فی الحدیث: لما رَأَی الشمسَ قد وَقَبَتْ قال: هذا حِینُ حِلِّها؛ وَقَبَتْ أَی غابَتْ؛ و حِینُ حِلِّها أَی الوَقْتُ الذی یَحِلُّ فیه أَداؤُها، یعنی صلاةَ المغرب. و الوُقُوبُ: الدُّخُولُ فی كل شی‌ء؛ و قیل: كلُّ ما غابَ فقد وَقَبَ وقْباً. و وَقَبَ الظلامُ: أَقْبَلَ، و دخَل علی الناس؛ قال الجوهری: و منه قوله تعالی: وَ مِنْ شَرِّ غٰاسِقٍ إِذٰا وَقَبَ؛قال الحسنُ: إِذا دخَل علی الناس.و الوَقْبُ: الرجلُ الأَحمقُ، مثلُ الوَغْبِ؛ قال الأَسْوَد بنُ یَعْفُرَ: أَ بَنِی نُجَیْحٍ، إِنَّ أُمَّكُمُ أَمَةٌ، و إِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ «7» أَكَلَتْ خَبیثَ الزادِ، فاتَّخَمَتْ عنه، و شَمَّ خِمارَها الكَلْبُ و رجلٌ وَقْبٌ: أَحمقُ، و الجمع أَوْقابٌ، و الأُنثی وَقْبة. و الوُقْبیُّ: المُولَعُ «8» بصُحْبةِ الأَوْقابِ، و هم الحَمْقَی. و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: إِیاكم و حَمِیَّةَ الأَوْقابِ؛ هم الحَمْقَی. و قال ثعلب: الوَقْبُ الدَّنِی‌ءُ النَّذْلُ، مِن قولك وَقَبَ فی الشی‌ء: دخَل فكأَنه یدخُل فی الدَّناءَة، و هذا من الاشتقاق البعید. و الوَقْبُ: صوتٌ یخرُج من قُنْبِ الفَرَس، و هو
(7). قوله [أ بنی نجیح] كذا بالأَصل كالصحاح و الذی فی التهذیب أ بنی لبینی. (8). قوله [و الوقبی المولع إلخ] ضبطه المجد، بضم الواو، ككردی و ضبطه فی التكملة كالتهذیب، بفتحها.
لسان العرب، ج‌1، ص: 802
وِعاءُ قَضِیبِه. و وَقَبَ الفرسُ یَقِبُ وقْباً و وَقیباً، و هو صَوْتُ قُنْبِه؛ و قیل: هو صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفرس فی قُنْبِه، و لا فِعْلَ لشی‌ء من أَصواتِ قُنْبِ الدابةِ، إِلَّا هذا. و الأَوْقابُ: قُماشُ البیت. و المِیقابُ: الرجلُ الكثیرُ الشُّرْبِ للنبیذ. و قال مُبْتَكِرٌ الأَعْرابی: إِنهم یسیرون سَیْرَ المِیقابِ؛ و هو أَن یُواصِلُوا بین یوم و لیلة. و المِیقَبُ: الوَدَعَةُ. و أَوْقَبَ القومُ: جاعُوا. و القِبَةُ: التی تكون فی البَطْن، شِبْهُ الفِحْثِ. و القِبَةُ: الإِنْفَحةُ إِذا عَظُمَتْ من الشاةِ؛ و قال ابن الأَعرابی: لا یكون ذلك فی غیر الشاءِ. و الوَقْباء: موضع، یمدّ و یُقْصَرُ، و المَدُّ أَعْرَفُ. الصحاح: و الوَقْبَی ماءٌ لبنی مازِنٍ؛ قال أَبو الغُول الطُّهَویُّ: هُمُ مَنَعُوا حِمَی الوَقْبَی بضَرْبٍ، یُؤَلِّفُ بین أَشْتاتِ المَنُون قال ابن بری: صوابُ إِنْشادِه: حِمَی الوَقَبَی؛ بفتح القاف. و الحِمَی: المكان الممنوع؛ یقال: أَحْمَیْتُ الموضعَ إِذا جعلته حِمًی. فأَما حَمَیْتُه، فهو بمعنی حَفِظْته. و الأَشْتاتُ: جمع شَتٍّ، و هو المتفرّق. و قوله: یؤلِّف بین أَشْتاتِ المَنُون، أَراد أَن هذا الضربَ جمع بینَ مَنایا قوم متفرّقی الأَمكنة، لو أَتَتْهُم مَنایاهم فی أَمكنتهم، فلما اجتمعوا فی موضع واحد، أَتَتْهُم المنایا مجتمعة.

وكب؛ ج1، ص: 802

: المَوْكِبُ: بابةٌ من السَّیْر. وَكَبَ وُكُوباً و وَكَباناً: مَشَی فی دَرَجانٍ، و هو الوَكَبانُ. تقول: ظَبْیةٌ وَكُوبٌ، و عَنْزٌ وَكُوبٌ، و قد وَكَبَت تَكِبُ وُكُوباً؛ و منه اشْتُقَّ اسمُ المَوكِبِ؛ قال الشاعر یصف ظبیة: لها أُمٌّ مُوَقَّفةٌ وَكُوبٌ، بحیثُ الرَّقْوُ، مَرْتَعُها البَریرُ و المَوْكِبُ: الجماعةُ من الناس رُكْباناً و مُشاةً، مشتق من ذلك؛ قال: أَ لا هَزِئَتْ بنا قُرْشِیَّةٌ، یَهْتَزُّ مَوْكِبُها و المَوْكِبُ: القوم الرُّكُوبُ علی الإِبل للزینة، و كذلك جماعة الفُرْسان. و‌فی الحدیث: أَنه كان یسیر فی الإِفاضةِ سَیْرَ المَوْكِب؛ المَوْكِبُ: جماعةٌ رُكْبانٌ یسیرون بِرِفْقٍ، و هم أَیضاً القومُ الرُّكُوبُ للزینة و التَّنَزُّهِ، أَراد أَنه لم یكن یُسْرعُ السَّیْرَ فیها. و أَوْكَبَ البعیرُ: لَزِمَ المَوْكِبَ. و ناقة مُواكِبةٌ: تُسایِرُ المَوْكِبَ. و فی الصحاح: ناقة مُواكِبَة، للتی تُعْنِقُ فی سیرها. و ظَبْیةٌ وَكُوبٌ: لازِمةٌ لِسِرْبها. الرِّیاشِیُّ: أَوْكَبَ الطائرُ إِذا نَهَضَ للطَّیران، و أَنشد: أَوْكَبَ ثم طارا. و قیل: أَوْكَبَ تَهَیَّأَ للطَّیران. و واكَبَ القومَ: بادَرَهُمْ. و تقول: واكَبْتُ القَوم إِذا رَكِبْتَ معهم، و كذلك إِذا سابَقْتَهم. و وكَبَ الرجلُ علی الأَمر، و واكَبَ إِذا واظَبَ علیه. و یقال: الوَكْبُ الانْتِصابُ، و الواكِبةُ القائمةُ، و فلانٌ مُواكِبٌ علی الأَمر، و واكِبٌ أَی مُثابر، مُواظِبٌ. و التَّوكِیبُ: المُقاربةُ فی الصِّرار. و الوَكَبُ: الوَسَخُ یَعْلُو الجِلْدَ و الثَّوبَ؛ و قد وَكِبَ یَوكَبُ وَكَباً، وَ وسِبَ وَسَباً، و حَشِنَ حَشَناً إِذا رَكبه الوَسَخُ و الدَّرَنُ. و الوَكَبُ: سَوادُ التمر إِذا نَضجَ، و أَكثر ما یُستعمل فی العِنَب. و فی التهذیب: الوَكَبُ سَوادُ
لسان العرب، ج‌1، ص: 803
اللَّون، من عِنَبٍ أَو غیر ذلك إِذا نَضِجَ. و وَكَّبَ العِنَبُ تَوكیباً إِذا أَخذَ فیه تَلوِینُ السَّوادِ، و اسمُه فی تلك الحال مُوَكِّبٌ؛ قال الأَزهری: و المعروف فی لون العِنَبِ و الرُّطَبِ إِذا ظهر فیه أَدْنی سَواد التَّوكِیتُ، یقال: بُسْرٌ مُوَكِّتٌ؛ قال: و هذا معروف عند أَصحاب النخیل فی القری العربیة. و المُوَكِّبُ: البُسْرُ یُطْعَنُ فیه بالشَّوكِ حتی یَنْضَجَ؛ عن أَبی حنیفة، و اللّه أَعلم.

ولب؛ ج1، ص: 803

: وَلَبَ فی البیتِ و الوجهِ: دخَل. و الوالِبةُ: فِراخُ الزَّرْعِ، لأَنها تَلِبُ فی أُصُول أُمَّهاتِه؛ و قیل: الوالِبةُ الزَّرْعةُ تَنْبُتُ من عُروق الزَّرعة الأُولی، تَخْرُجُ الوُسْطَی، فهی الأُمُّ، و تَخْرُجُ الأَوالِبُ بعد ذلك، فَتَلاحَقُ. و وَالبةُ القوم: أَولادُهم و نَسْلُهُم. أَبو العباس، سمعَ ابن الأَعرابی یقول: الوالبةُ نَسْلُ الإِبل و الغَنَم و القَومِ. و وَالبةُ الإِبلِ: نَسْلُها و أَوْلادُها. قال الشَّیْبانی: الوالِبُ الذاهِبُ فی الشی‌ءِ، الداخلُ فیه؛ و قال عُبَیْدٌ القُشَیْرِیّ: رأَیتُ عُمَیراً والِباً فی دِیارِهِمْ، و بئس الفَتی، إِن نابَ دَهْرٌ بِمُعْظَمِ و فی روایة أَبی عمرو: رأَیتُ جُرَیّاً. و وَلَبَ إِلیه الشی‌ءُ یَلِبُ وُلوباً: وَصَلَ إِلیه، كائناً ما كان. و والبةُ: اسْمُ مَوضِع؛ قالت خِرْنِقُ: مَنَتْ لَهُمُ بوالِبَةَ المَنایا و والبةُ: اسمُ رجلٍ.

ونب؛ ج1، ص: 803

: وَنَّبه: لغة فی أَنَّبَهُ.

وهب؛ ج1، ص: 803

: فی أَسماءِ اللّه تعالی: الْوَهّٰابُ*. الهِبةُ: العَطِیَّة الخالیةُ عن الأَعْواضِ و الأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّی صاحِبُها وَهَّاباً، و هو من أَبنیة المُبالغة. غیره: الْوَهّٰابُ*، من صفاتِ اللّه، المُنعِمُ علی العباد، و اللّهُ تعالی الوهَّابُ الواهِبُ. و كلُّ ما وُهِبَ لك، من ولَد و غیره: فهو مَوهُوبٌ. و الوَهُوبُ: الرجلُ الكثیرُ الهِباتِ. ابن سیدة: وَهَبَ لك الشی‌ءَ یَهَبُه وَهْباً، و وَهَباً، بالتحریك، و هِبَةً؛ و الاسم المَوهِبُ، و المَوهِبةُ، بكسر الهاءِ فیهما. و لا یقال: وَهَبَكَه، هذا قول سیبویه. و حكی السیرافی عن أَبی عمرو: أَنه سمع أَعرابیاً یقول لآخر: انْطَلِقْ معی، أَهَبْكَ نَبْلًا. و وَهَبْتُ له هِبةً، و مَوهِبَةً، و وَهْباً، و وَهَباً إِذا أَعْطَیْتَهُ. و وهَبَ اللّهُ له الشی‌ءَ، فهو یَهَبُ هِبةً؛ و تَواهَبَ الناسُ بینهم؛ و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: و لا التَّواهُبُ فیما بینَهم ضَعَةٌ؛ یعنی أَنهم لا یَهَبُونَ مُكْرَهِینَ. و رجلٌ واهِبٌ و وَهَّابٌ و وَهُوبٌ و وَهَّابةٌ أَی كثیرُ الهِبة لأَمْواله، و الهاء للمبالغة. و المَوهُوبُ: الولدُ، صفة غالبة. و تَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لبعض. و الاسْتِیهابُ: سُؤَالُ الهِبَةِ. و اتَّهَبَ: قَبِلَ الهِبَةَ. و اتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، من الهِبَةِ. و الاتِّهابُ: قَبُولُ الهِبة. و‌فی الحدیث: لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلَّا من قُرَشِیٍّ أَو أَنصارِیٍّ أَو ثَقَفِیٍّ‌أَی لا أَقبلُ هبةً إِلَّا من هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ و قُرًی، و هم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق. و قال أَبو عبید: رأَی النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، جَفاءً فی أَخلاقِ البادیة، و ذَهاباً عن المُروءَة، و طَلباً للزیادة علی ما وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُری العربیةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِیَّةِ منهم، دون أَهل البادیة، لغلبة الجَفاء علی أَخلاقهم، و بُعْدِهم من ذوی النُّهَی و العُقُولِ. و أَصلُه: اوْتَهَب، فقلبت الواو تاء، و أُدغمت فی تاء الافتعالِ، مثل
لسان العرب، ج‌1، ص: 804
اتَّزَن و اتَّعَدَ، من الوَزْنِ و الوَعْدِ. و المَوْهِبةُ: الهِبةُ، بكسر الهاءِ، و جمعُها مواهبُ. و واهَبَه، فَوَهَبَه یَهَبُهُ و یَهِبُهُ: كان أَكثر هِبةً منه. و المَوْهِبةُ: العطیَّةُ. و یقال للشی‌ء إِذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل، مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء. و أَصْبَحَ فلان مُوهِباً، بكسر الهاء، أَی مُعِدّاً قادراً. و أَوهَبَ لك الشی‌ءَ: أَعدَّه. و أَوْهَبَ لك الشی‌ءُ: دامَ. قال أَبو زید و غیره: أَوهَبَ الشی‌ءُ إِذا دام، و أَوهَبَ الشی‌ءُ إِذا كان مُعَدّاً عند الرجل، فهو مُوهِب؛ و أَنشد: عَظِیمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ له عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ، و خَمِیرُ «1» و أَوهَبَ لك الشی‌ءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه و تَنالهُ؛ عن ابن الأَعرابی وحده. قال و لم یقولوا أَوهَبْتُه لك. و المَوهَبة و المَوهِبَةُ: غدیرُ ماءٍ صغیرٌ؛ و قیل: نُقْرة فی الجبل یَسْتَنْقِع فیها الماءُ. و فی التهذیب: و أَما النُّقْرةُ فی الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بفتح الهاء، جاء نادراً؛ قال: و لَفُوكِ أَطْیَبُ، إِن بَذَلْتِ لنا، مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، علی خَمْر «2» أَی موضوع علی خَمْر، ممزوج بماء. و المَوهَبةُ: السَّحابةُ تَقَعُ حیث وَقَعَتْ، و الجمع مَواهِبُ. و یقال: هذا وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ أَی كثیر الحطب. و تقول: هَبْ زَیْداً مُنْطَلِقاً، بمعنی احْسُبْ، یَتَعَدَّی إِلی مفعولین، و لا یستعمل منه ماضٍ و لا مُسْتَقْبلٌ فی هذا المعنی. ابن سیدة: وهَبْنی فَعَلْتُ ذلك أَی احْسُبْنی و اعْدُدْنی، و لا یقال: هَبْ أَنی فَعَلْتُ. و لا یقال فی الواجب: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذلك، لأَنها كلمة وُضِعَتْ للأَمر؛ قال ابن هَمَّامٍ السَّلولیُّ: فقلتُ: أَجِرْنی أَبا خالِدٍ، و إِلَّا فهَبْنی امْرأً هالِكا قال أَبو عبید: و أَنشد المازنی: فكُنْتُ كذی داءٍ، و أَنْتَ شِفاؤُهُ، فهَبْنی لِدائی، إِذ مَنَعْتَ شِفائِیا أَی احْسُبْنی. قال الأَصمعی: تقول العرب: هَبْنی ذلك أَی احْسُبْنی ذلك، و اعْدُدْنی. قال: و لا یقال: هَبْ، و لا یقال فی الواجب: قد وَهَبْتُكَ، كما یقال: ذَرْنی و دَعْنی، و لا یقال: وَ ذَرْتُك. و حكی ابن الأَعرابی: وَهَبَنی اللّهُ فِداكَ أَی جَعَلَنی فِداك؛ و وُهِبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ. و قد سَمَّتْ وَهْباً، و وُهَیْباً، و وَهْبانَ، و واهِباً، و مَوْهَباً. قال سیبویه: جاؤوا به علی مَفْعَلٍ، لأَنه اسم لیس علی الفعل، إِذ لو كان علی الفعل، لكان مَفْعِلًا، و قد یكون ذلك لمكان العلمیة، لأَنَّ الأَعلام مما تُغَیَّر عن القیاس. و أُهْبانُ: اسمٌ، و قد ذكر تعلیله فی موضعه. و واهِبٌ: موضع؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: كأَنَّها، بَعْدَ عَهْدِ العاهِدینَ بها، بینَ الذَّنوبِ، و حَزْمَیْ واهِبٍ صُحُفُ و مَوْهَبٌ: اسم رجل؛ قال أَبَّاقٌ الدُّبَیْرِیّ: قد أَخَذَتْنی نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، و مَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ قال: و هو شاذٌّ، مثل مَوْحَدٍ. و قوله مُبْزٍ أَی قوِیٌّ علیها أَی هو صَبُور علی دَفْعِ النوم، و إِن
(1). قوله [… ضخم الخواصر …] كذا بالمحكم و التهذیب و الذی فی الصحاح رخو الخواصر. (2). قوله [و لفوك أطیب … إلخ] كذا أنشده فی المحكم و الذی فی التهذیب كالصحاح‌و لفوك أشهی لو یحل لنا من ماء إلخ.
لسان العرب، ج‌1، ص: 805
كان شدید النُّعاس. و وَهْبُ بن مُنَبِّه، تسكین الهاء فیه أَفصح. الأَزهری: و وَهْبِینُ جبلٌ من جِبال الدَّهْناء، قال: و قد رأَیته. ابن سیدة: وَهْبِینُ اسم موضع؛ قال الراعی: رَجاؤُك أَنسانی تَذَكُّرَ إِخْوَتی، و مالُكَ أَنسانی، بوَهْبِینَ، مالِیا

ویب؛ ج1، ص: 805

: وَیْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَیْلٍ. وَیْباً لهذا الأَمْر أَی عَجَباً له. و وَیْبةً: كوَیْلَةٍ. تقول: وَیْبَكَ، و وَیْبَ زیدٍ كما تقول: وَیْلَك معناه: أَلْزَمَكَ اللّه وَیلًا نُصِبَ نَصْبَ المصادر، فإِن جئت باللام رفعتَ، قلت: وَیْبٌ لزید، و نَصَبتَ منوَّناً، فقلت: وَیْلًا لزید، فالرفعُ مع اللام، علی الابتداء، أَجودُ من النصب؛ و النصبُ مع الإِضافة أَجودُ من الرفع. قال الكسائی: من العرب مَن یقول: وَیْبَكَ، و وَیْبَ غیرِك و منهم من یقول: وَیْباً لزید كقولك: ویلًا لزیدٍ و فی حدیث إِسلام كعب بن زهیر: أَلا أَبْلِغا عَنِّی بُجَیراً رِسالةً: علی أَیِّ شی‌ءٍ، وَیبَ غَیرِكَ، دَلَّكا؟ قال ابن بری: و فی حاشیة الكتاب بیت شاهد علی وَیْبٍ، بمعنی وَیْلٍ؛ و هو: حَسِبْتُ بُغامَ رَاحلَتی عَناقاً، و ما هِیَ، وَیْبَ غَیرِكَ، بالعَناقِ قال ابن بری: لم یذكر قائله، و هو لذی الخِرَق الطُّهَوِیِّ یُخاطِب ذِئباً تَبِعَه فی طریقه؛ و بعده: فلو أَنی رَمَیْتُكَ من قَریبٍ، لَعاقَكَ، عن دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ و قوله: حَسِبْتُ بُغام راحلتی عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فحذف المضاف، و أَقام المضاف إِلیه مقامه، و قوله عاقٍ: أَراد عائق. و حكی ابن الأَعرابی: وَیْبِ فلانٌ، بكسر الباء، و رفع فلان، إِلَّا بنی أَسَدٍ؛ لم یَزِدْ علی ذلك، و لا فسره. و حكی ثعلب: وَیْبِ فلانٍ، و لم یَزِدْ. قال ابن جنی: لم یستعملوا من الوَیْبِ فعلًا، لِمَا كان یَعْقُبُ من اجْتماع إِعلال فائه كوَعَد، و عَیْنِه كباعَ. و سنذكر ذلك فی الوَیْح، و الوَیْسِ، و الوَیْلِ. و الوَیْبةُ: مِكْیال معروف.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج1، ص: 805

یبب؛ ج1، ص: 805

: أَرْضٌ یَبابٌ أَی خرابٌ. قال الجوهری: یقال خَرابٌ یَباب، و لیس بإتباع. التهذیب: فی قولهم خَرابٌ یَبابٌ؛ الیَبابُ، عند العرب: الذی لیس فیه أَحد؛ و قال ابن أَبی ربیعة: ما علی الرَّسْمِ، بالبُلَیَّیْنِ، لو بَیْیَنَ رَجْعَ السَّلامِ، أَو لو أَجابا؟ فإِلی قَصْرِ ذی العَشیرةِ، فالصَّالِفِ، أَمْسَی من الأَنِیسِ یَبابا معناه: خالیاً لا أَحد به. و قال شمر: الیبابُ الخالی لا شی‌ء به. یقال: خَرابٌ یَبابٌ، إِتباعٌ لخَرابٍ؛ قال الكمیت: بیَبابٍ من التَّنائِفِ مَرْتٍ، لم تُمَخَّطْ به أُنوفُ السِّخالِ لم تُمَخَّطْ أَی لم تُمْسَحْ. و التَّمْخِیطُ: مَسْحُ ما علی الأَنف من السَّخْلة إِذا وُلِدَتْ.

یطب؛ ج1، ص: 805

: ما أَیْطَبه: لغة فی ما أَطْیَبه و أَقبلت الشاةُ فی أَیْطَبَتِها أَی فی شِدَّةِ اسْتِحْرامِها، و رواه أَبو علی عن أَبی زید: فی أَیْطِبَّتها، مشدّداً، قال: و إِنها أَفْعِلَّة، و إِن كان بناء لم یأْت، لزیادة الهمزة أَولًا، و لا یكون فَیْعِلَّة، لعدم البناء، و لا من باب الیَنْجَلِبِ، و انْقَحْلٍ، لعدم البناء، و تلافی الزیادتین، و اللّه أَعلم.
لسان العرب، ج‌1، ص: 806‌

یلب؛ ج1، ص: 806

: الیَلَبُ: الدُّرُوع، یمانیة. ابن سیدة: الیَلَبُ التَّرِسَة؛ و قیل: الدَّرَقُ؛ و قیل: هی البَیْضُ، تُصْنَع من جلود الإِبل، و هی نُسُوعٌ كانت تُتَّخَذ و تُنْسَجُ، و تُجْعَلُ علی الرؤوس مكانَ البَیْض؛ و قیل: جُلود یُخْرَزُ بعضُها إِلی بعض، تُلْبس علی الرؤوس خاصة، و لیست علی الأَجساد؛ و قیل: هی جُلودٌ تُلْبَس مثل الدُّروع؛ و قیل: جُلودٌ تُعْمل منها دُروع، و هو اسم جنس، الواحدُ من كل ذلك: یَلَبةٌ. و الیَلَبُ: الفُولاذُ من الحدید؛ قال: و مِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ الیَلَبْ و الواحد كالواحد. قال: و أَما ابن درید، فحمله علی الغَلطِ، لأَنَّ الیَلَبَ لیس عنده الحدیدَ. التهذیب، ابن شمیل: الیَلَبُ خالص الحدید؛ قال عمرو بن كلثوم: علینا البَیْضُ، و الیَلَبُ الیمانی، و أَسیافٌ یَقُمْنَ، و یَنْحَنِینا قال ابن السكیت: سمعه بعض الأَعراب، فظنّ أَنّ الیَلَبَ أَجْوَدُ الحدید؛ فقال: و مِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ الیَلَبْ قال: و هو خطأٌ، إِنما قاله علی التوهم. قال الجوهری: و یقال: الیَلَبُ كل ما كان من جُنَنِ الجُلودِ، و لم یكن من الحدید. قال: و منه قیل للدَّرَق: یَلَبٌ؛ و قال: علیهم كلُّ سابغةٍ دِلاصٍ، و فی أَیدیهمُ الیَلَبُ المُدارُ قال: و الیَلَبُ، فی الأَصل، اسم ذلك الجلد؛ قال أَبو دِهْبِلٍ الجُمَحِیُّ: دِرْعِی دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، و جَوْبُها القاتِرُ من سَیْرِ الیَلَبْ

یهب؛ ج1، ص: 806

: فی الحدیث ذكر یِهَابٍ، و یروی إِهابٍ «3»؛ قال ابن الأَثیر: هو موضع قرب المدینة، شرفها اللّه تعالی.
(3). قوله [یهاب و إهاب] قال یاقوت بالكسر، انتهی. و كذا ضبطه القاضی عیاض و صاحب المراصد كما فی شرح القاموس و ضبطه المجد تبعاً للصاغانی كسحاب.

الجزء الثانی‌

ت؛ ج2، ص: 3

اشارة

حرف التاء المثناة فوقها‌

ت؛ ج2، ص: 3

: التاء من الحروف المهموسة، و هی من الحروف النَّطْعِیَّة، و الطاء و الدال و الثاء، ثلاثة فی حیز واحد.

فصل الهمزة؛ ج2، ص: 3

أبت؛ ج2، ص: 3

: أَبَتَ الیومُ یَأْبِتُ و یَأْبُتُ أَبْتاً و أُبُوتاً، و أَبِتَ، بالكسر، فهو أَبِتٌ و آبِتٌ و أَبْتٌ: كله بمعنی اشتدَّ حَرُّه و غَمُّه، و سَكَنَتْ ریحه؛ قال رؤْبة: من سافعاتٍ و هَجِیرٍ أَبْتِ و هو یومٌ أَبْتٌ، و لیلةٌ أَبْتَةُ، و كذلك حَمْتٌ، و حَمْتَةٌ، و مَحْتٌ، و مَحْتَةٌ: كل هذا فی شدّة الحرّ؛ و أَنشد بیت رؤبة أَیضاً. و أَبْتَةُ الغَضَبِ: شدَّتُه و سَوْرَتُه. و تَأَبَّتَ الجَمْرُ: احْتَدَمَ.

أتت؛ ج2، ص: 3

: أَتَّهُ یَؤُتُّه أَتّاً: غَتَّه بالكلام، أَو كَبَتَهُ بالحُجَّةٍ و غَلَبَه. و مَئِتَّةً: مَفْعِلة.

أرت؛ ج2، ص: 3

: أَبو عمرو: الأُرْتَةُ الشَّعر الذی علی رأْس الحِرْباءِ.

أست؛ ج2، ص: 3

: ترجمها الجوهری: قال أَبو زید: ما زال علی اسْتِ الدَّهْر مَجْنُوناً أَی لم یَزَلْ یُعْرَفُ بالجُنون، و هو مثلُ أُسّ الدَّهْر، و هو القِدَمُ، فأَبدلوا من إِحدی السینین تاء، كما قالوا للطَّسِّ طَسْتٌ؛ و أَنشد لأَبی نُخَیْلة: ما زال مُذْ كانَ علی اسْتِ الدَّهْرِ، ذا حُمُقٍ یَنْمِی، و عَقْلٍ یَحْرِی قال ابن بری: معنی یَحْری یَنْقُصُ. و قوله: علی اسْتِ الدَّهْر، یرید ما قَدُمَ من الدهر؛ قال: و قد وَهِمَ الجوهری فی هذا الفصل، بأَن جعل اسْتاً فی فصل أَسَتَ، و إِنما حقه أَن یذكره فی فصل سَتَه، و قد ذكره أَیضاً هناك. قال: و هو الصحیحُ، لأَنَّ همزة اسْتٍ موصولة، بإجماع، و إِذا كانت موصولة فهی زائدة؛ قال: و قوله إِنهم أَبدلوا من السین فی أُسٍّ التاء، كما أَبدلوا من السین تاء فی قولهم طَسّ، فقالوا طَسْتٌ، غلط لأَنه كان یجب أَن یقال فیه
لسان العرب، ج‌2، ص: 4
إِسْت، بقطع الهمزة؛ قال: و نسب هذا القول إِلی أَبی زید و لم یقله، و إِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مع أُسِّ الدهر، لاتفاقهما فی المعنی لا غیر، و اللَّه أَعلم.

أفت؛ ج2، ص: 4

: أَفَتَه عن كذا كأَفَكَه أَی صَرَفَه. و الإِفْتُ: الكریم من الإِبل، و كذلك الأُنثی. و قال أَبو عمرو: الإِفْتُ الكریم. و قال ثعلب: الأَفْتُ، بالفتح، الناقةُ السریعة، و هی التی تَغْلِبُ الإِبلَ علی السیر؛ و أَنشد لابن أَحمر: كأَنِّی لم أَقُلْ: عاجِ لأَفْتٍ، تُراوِحُ بعد هِزَّتِها الرَّسِیما و فی نسخة: الإِفْتُ، بالكسر. التهذیب، و قول العجاج: إِذا بَناتُ الأَرْحَبِیِّ الأَفْتِ «4» قال ابن الأَعرابی: الأَفْتُ یعنی الناقةَ التی عندها من الصبر و البقاءِ ما لیس عند غیرها، كما قال ابن أَحمر. و قال أَبو عمرو: الإِفْتُ الكریم؛ قال: كذا فی نسخة قرئت علی شمر: إِذا بنات الأَرْحَبِیِّ الإِفْتِ قال ابن الأَعرابی: فلا أَدری، أَ هی لغة أَو خطأٌ.

ألت؛ ج2، ص: 4

: الأَلْتُ: الحَلِفُ. و أَلَتَه بیمینٍ أَلْتاً: شدَّد علیه. و أَلَتَ علیه: طلَب منه حَلِفاً أَو شهادةً، یقوم له بها. و‌رُوی عن عمر، رضی اللَّه عنه: أَن رجلًا قال له: اتَّق اللَّه یا أَمیر المؤمنین، فسَمِعَها رجلٌ، فقال: أَ تَأْلِتُ علی أَمیر المؤمنین؟ فقال عمر: دَعْهُ، فلن یَزالُوا بخیرٍ ما قالوها لنا؛ قال ابن الأَعرابی: معنی قوله أَ تَأْلِتُه أَ تَحُطُّه بذلك؟ أَ تَضَعُ منه؟ أَ تُنَقِّصُه؟ قال أَبو منصور: و فیه وجه آخر، و هو أَشْبَهُ بما أَراد الرجل؛ روی عن الأَصمعی أَنه قال: أَلَتَه یمیناً یَأْلِته أَلْتاً إِذا أَحْلَفه، كأَنه لما قال له: اتَّق اللَّهَ، فقد نَشَدَه باللَّه. تقول العرب: أَلَتُّكَ باللَّه لمَا فعلْتَ كذا، معناه: نَشَدْتُكَ باللَّه. و الأَلْتُ: القَسَم؛ یقال: إِذا لم یُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَیِّدْه بالأَلْت. و قال أَبو عمرو: الأُلْتَةُ الیمینُ الغَموسُ. و الأُلْتةُ: العَطِیَّةُ الشَّقْنَةُ. و أَلَته أَیضاً: حَبَسَهُ عن وَجْهِه و صَرَفه مثل لاتَه یَلِیتُه، و هما لغتان، حكاهما الیزیدی عن أَبی عمرو ابن العلاء. و أَلتَه مالَه و حَقَّه یَأْلِتُه أَلْتاً، و أَلاتَهُ، و آلَتَه إِیاه: نَقَصَه. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ‌ءٍ. قال الفراء: الأَلْتُ النَّقْص، و فیه لغة أُخری: و ما لِتْناهم، بكسر اللام؛ و أَنشد فی الأَلْتِ: أَبْلِغْ بَنی ثُعَلٍ، عَنِّی، مُغَلْغَلَةً جَهْدَ الرِّسالَةِ، لا أَلْتاً و لا كَذِبا أَلَتَه عن وَجْهِه أَی حَبَسه. یقول: لا نُقْصانَ و لا زیادة. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف یوم الشُّورَی: و لا تَغْمِدُوا سیوفَكم عن أَعدائِكم، فتُولِتُوا أَعمالكم؛ قال القُتَیبی: أَی تَنْقُصُوها؛ یرید أَنهم كانت لهم أَعمال فی الجهاد مع رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فإِذا هم تَرَكوها، و أَغْمَدُوا سُیُوفَهم، و اخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهم؛ یقال: لاتَ یَلِیتُ، و أَلَتَ یَأْلِتُ، و بها نزل القرآن، قال: و لم أَسمع أَوْلَتَ یُولِتُ، إِلَّا فی هذا الحدیث.
(4). قوله [إِذا بنات إلخ] عجزه كما فی التكملة [قاربن أَقصی غوله بالمت] و الغول البعد، بالضم فیهما، و المت المد فی السیر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 5
قال: وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ‌ءٍ؛ یجوز أَن یكون من أَلَتَ، و من أَلاتَ، قال: و یكون أَلاتَهُ یُلِیتُه إِذا صَرَفه عن الشی‌ءِ. و الأَلْتُ: البُهتان؛ عن كراع. و أَلِّیتُ: موضع؛ قال كثیر عزة: برَوْضَةِ أَلِّیتَ و قَصْرِ خَناثَی قال ابن سیدة: و هذا البناءُ عزیز، أَو معدوم، إِلَّا ما حكاه أَبو زید من قولهم: علیه سَكِّینَةٌ.

أمت؛ ج2، ص: 5

: أَمَتَ الشی‌ءَ یَأْمِتُه أَمْتاً، و أَمَّتَه: قَدَّرَهُ و حَزَرَه. و یُقال: كم أَمْتُ ما بَیْنَكَ و بین الكُوفة؟ أَی قَدْرُ. و أَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتاً إِذا حَزَرْتَهم. و أَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إِذا قَدَّرْتَ ما بینك و بینه؛ قال رؤبة: فی بَلْدةٍ یَعْیا بها الخِرِّیتُ، رَأْیُ الأَدِلَّاءِ بها شَتِیتُ، أَیْهاتَ منها ماؤُها المَأْمُوتُ المَأْمُوتُ: المَحْزُورُ. و الخِرِّیتُ: الدَّلیلُ الحاذِقُ. و الشَّتِیتُ: المُتَفَرِّق، و عَنَی به هاهنا المُخْتَلِفَ. الصحاح: و أَمَتُّ الشی‌ءَ أَمْتاً قَصَدْته و قَدَّرْته؛ یُقال: هو إِلی أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَی مَوْقوتٍ. و یقال: امْتِ یا فلان، هذا لی، كم هو؟ أَی احْزِرْه كم هو؟ و قد أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً. و الأَمْتُ: المكانُ المرتفع. و شی‌ءٌ مأْمُوتٌ: معروف. و الأَمْتُ: الانْخفاضُ، و الارْتفاعُ، و الاختلافُ فی الشی‌ءِ. و أُمِّتَ بالشَّرِّ: أُبِنَ به؛ قال كثیر عزة: یَئوب أُولُو الحاجاتِ منه، إِذا بَدا إِلی طَیِّبِ الأَثْوابِ، غیرِ مُؤَمَّتِ و الأَمْتُ: الطریقةُ الحَسَنة. و الأَمْتُ: العِوَجُ. قال سیبویه: و قالوا أَمْتٌ فی الحَجر لا فیكَ أَی لِیَكُن الأَمْتُ فی الحجارة لا فیك؛ و معناه: أَبقاكَ اللَّهُ بعد فَناءِ الحجارة، و هی مما یوصف بالخلود و البقاء، أَ لا تراه كیف قال: ما أَنْعَمَ العَیْش لو أَنَّ الفَتَی حَجَرٌ، تَنْبُو الحَوادِثُ عنه، و هو مَلْمُومُ و رَفعُوه و إِن كان فیه معنی الدعاءِ، لأَنه لیس بجارٍ علی الفِعْل، و صار كقولك التُّرابُ له، و حَسُنَ الابتداءُ بالنكرة، لأَنه فی قُوّة الدُّعاء. و الأَمْتُ: الرَّوابی الصِّغارُ. و الأَمْتُ: النَّبَكُ؛ و كذلك عَبَّرَ عنه ثعلب. و الأَمْتُ: النِّبَاكُ، و هی التِّلالُ الصِّغار. و الأَمْتُ: الوَهْدة بین كل نَشْزَیْن. و فی التنزیل العزیز: لٰا تَریٰ فِیهٰا عِوَجاً وَ لٰا أَمْتاً؛ أَی لا انخفاض فیها، و لا ارْتفاعَ. قال الفراء: الأَمْتُ النَّبْكُ من الأَرض ما ارتفع، و یقال مَسایِلُ الأَوْدیة ما تَسَفَّلَ. و الأَمْتُ: تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لم تُحْكَمْ أَفْراطُها. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول: قد مَلأَ القِربة مَلأً لا أَمْتَ فیه أَی لیس فیه استرخاءٌ من شدَّة امْتِلائها. و یقال: سِرْنا سَیْراً لا أَمْتَ فیه أَی لا ضَعْفَ فیه، و لا وَهْنَ. ابن الأَعرابی: الأَمْتُ وَهْدَةٌ بین نُشُوزٍ. و الأَمْتُ: العَیْبُ فی الفَم و الثَّوْب و الحجر. و الأَمْتُ: أَن تَصُبَّ فی القِرْبة حتی تَنْثنِی، و لا تَمْلأَها، فیكون بعضُها أَشرف من بعض، و الجمع إِمَاتٌ و أُمُوتٌ. و حكی ثعلب: لیس فی الخَمْر أَمْتٌ أَی لیس فیها شَكٌّ أَنها حرام. و‌فی حدیث أَبی سعید
لسان العرب، ج‌2، ص: 6
الخدری: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ، فلا أَمْتَ فیها، و أَنا أَنْهی عن السَّكَر و المُسْكِر؛ لا أَمْتَ فیها‌أَی لا عَیْبَ فیها. و قال الأَزهری: لا شكَّ فیها، و لا ارتیابَ أَنه من تنزیل رب العالمین؛ و قیل للشك و ما یُرْتابُ فیه: أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ و التَّقدِیر، و یدخُلهما الظَّنُّ و الشك؛ و قول ابن جابر أَنشده شمر: و لا أَمْتَ فی جُمْلٍ، لیالیَ ساعَفَتْ بها الدارُ، إِلَّا أَنَّ جُمْلًا إِلی بُخْلِ قال: لا أَمْتَ فیها أَی لا عَیْب فیها. قال أَبو منصور: معنی‌قول أَبی سعید عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، إِنَّ اللَّه حَرَّم الخمر، فلا أَمْتَ فیها، معناه غَیْر معنی ما فی البیت؛ أَراد أَنه حَرَّمها تحریماً لا هَوادةَ فیه و لا لِین، و لكنَّه شَدَّد فی تحریمها، و هو من قولك سِرْتُ سَیْراً لا أَمْتَ فیه أَی لا وَهْنَ فیه و لا ضَعْفَ؛ و جائزٌ أَن یكون المعنی أَنه حَرَّمها تحریماً لا شك فیه؛ و أَصله من الأَمْتِ بمعنی الحَزْر، و التقدیر، لأَنَّ الشك یدخلهما؛ قال العجاج: ما فی انْطِلاقِ رَكْبِهِ من أَمْتِ أَی من فُتورٍ و اسْتِرْخاءٍ.

أنت؛ ج2، ص: 6

: الأَنِیتُ: الأَنِینُ؛ أَنَتَ یَأْنِتُ أَنِیتاً، كَنَأَتَ، و سیأْتی ذكره فی موضعه. أَبو عمرو: رَجُلٌ مَأْنُوتٌ، و قد أَنَته الناسُ یأْنِتونه إِذا حَسَدُوه، فهو مَأْنُوتٌ، و أَنِیتٌ أَی مَحْسُودٌ، و اللَّه أَعلم.

فصل الباء الموحدة؛ ج2، ص: 6

بتت؛ ج2، ص: 6

: البَتُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصِل. یقال: بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ. ابن سیدة: بَتَّ الشی‌ءَ یَبُتُّه، و یَبِتُّه بَتّاً، و أَبَتَّه: قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلًا؛ قال: فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بینی و بَیْنَها، أَزَبُّ ظُهُورِ السَّاعِدَیْنِ، عَذَوَّرُ قال الجوهری فی قوله: بَتَّه یَبُتُّه قال: و هذا شاذّ لأَنَّ باب المُضاعف، إِذا كانَ یَفْعِل منه مكسوراً، لا یجی‌ءُ متعدِّیاً إِلَّا أَحرفٌ معدودة، و هی بَتَّه یَبُتُّه وَ یَبِتُّه، و عَلَّه فی الشُّرب یَعُلُّه و یَعِلُّه، و نَمَّ الحدیثَ یَنُمُّه و یَنِمُّه، و شَدَّه یَشُدُّه و یَشِدُّه، و حَبَّه یَحِبُّه؛ قال: و هذه وحدَها علی لغةٍ واحدةٍ. قال: و إِنما سَهَّلَ تَعَدِّیَ هذه الأَحْرُف إِلی المفعول اشتراكُ الضم و الكسر فیهنّ؛ و بَتَّتَه تَبْتِیتاً: شُدِّدَ للمبالغة، و بَتَّ هو یَبِتُّ و یَبُتُّ بَتّاً و أَبَتَّ. و قولهم: تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً و بَتَّةً بَتْلَةً إِذا قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله، فهی بائنة من صاحبها، قد انْقَطَعَتْ منه؛ و فی النهایة: صدقة بَتَّةٌ أَی مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ؛ و‌فی الحدیث: أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ.اللیث: أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَی طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً، و المُجاوزُ منه الإِبْتاتُ. قال أَبو منصور: قول اللیث فی الإِبْتاتِ و البَتِّ موافِقٌ قولَ أَبی زید، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، و جعل البَتَّ لازماً، و كلاهما مُتعدِّ؛ و یقال: بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بغیر أَلف، و أَبَتَّه بالأَلف، و قد طَلَّقها البَتَّةَ. و یقال: الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ و تَبِتُّ أَی تَقطَعُ عِصْمةَ النكاح، إِذا انْقَضَتِ العدَّة. و طَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً و بَتاتاً أَی قَطْعاً لا عَوْدَ فیها؛ و‌فی
لسان العرب، ج‌2، ص: 7
الحدیث: طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً‌أَی قاطعةً. و‌فی الحدیث: لا تَبِیتُ المَبْتُوتَةُ إِلَّا فی بیتها، هی المُطَلَّقة طَلاقاً بائِناً. و لا أَفْعَلُه البَتَّةَ: كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ. قال سیبویه: و قالوا قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد، و لا یُستعمل إِلا بالأَلف و اللام. و یقال: لا أَفْعَلُه بَتَّةً، و لا أَفعلهُ البَتَّةَ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فیه؛ و نَصْبُه علی المصدر. قال ابن بری: مذهب سیبویه و أَصحابه أَن البَتَّةَ لا تكون إِلَّا معرفة البَتَّةَ لا غَیْرُ، و إِنما أَجازَ تَنْكِیرَه الفراءُ وَحْدَه، و هو كوفیٌّ. و قال الخلیل بن أَحمد: الأُمورُ علی ثلاثة أَنحاءٍ، یعنی علی ثلاثة أَوجه: شی‌ءٌ یكون البَتَّةَ، و شی‌ءٌ لا یكونُ البَتَّةَ، و شی‌ءٌ قد یكون و قد لا یكون. فأَما ما لا یكون، فما مَضَی من الدهر لا یرجع؛ و أَما ما یكون البَتَّة، فالقیامةُ تكون لا مَحالة؛ و أَما شی‌ءٌ قد یكون و قد لا یكون، فمِثْل قَدْ یَمْرَضُ و قد یَصِحُّ. و بَتَّ علیه القضاءَ بَتّاً، و أَبَتَّه: قطعه. و سكرانُ ما یَبُتُّ كلاماً أَی ما یُبَیِّنُه. و فی المحكم: سَكْرانُ ما یَبُتُّ كلاماً، و ما یَبِتُّ، و ما یُبِتُّ أَی ما یقطعه. و سكرانُ باتٌّ: مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر؛ هذه عن أَبی حنیفة. الأَصمعی: سكرانُ ما یَبُتُّ أَی ما یَقْطَعُ أَمْراً؛ و كان ینكر یُبِتُّ؛ و قال الفراءُ: هما لغتان، یقال بَتَتُّ علیه القضاءَ، و أَبْتَتُّه علیه أَی قَطَعْتُه. و‌فی الحدیث: لا صِیامَ لمن لم یُبِتَّ الصیامَ من اللیل؛ و ذلك من الجَزْم و القَطْع بالنیة؛ و معناه: لا صِیامَ لمن لم یَنْوِه قبل الفجر، فیَجْزِمْه و یَقْطَعْه من الوقت الذی لا صَوْم فیه، و هو اللیل؛ و أَصله من البَتّ القَطْعِ؛ یقال: بَتَّ الحاكمُ القضاءَ علی فلان إِذا قَطَعه و فَصَلَه، و سُمِّیَتِ النیَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بین الفِطْرِ و الصوم. و‌فی الحدیث: أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ‌أَی اقْطَعُوا الأَمْر فیه، و أَحْكِمُوه بشرائطه، و هو تَعْریضٌ بالنهی عن نكاح المُتْعةِ، لأِنه نكاحٌ غیر مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بمدّة. و فی حدیث جُوَیریةَ، فی صحیح مسلم: أَحْسِبُه قال جُوَیریة أَو البَتَّةُ؛ قال: كأَنه شك فی اسمها، فقال: أَحْسِبُه جُوَیریة، ثم استدرك فقال: أَو أَبُتُّ أَی أَقْطَعُ أَنه قال جُوَیریة، لا أَحْسِبُ و أَظُنُّ. و أَبَتَّ یَمینَه: أَمْضاها. و بَتَّتْ هی: وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، و هی یَمین بَاتَّةٌ. و حَلَفَ علی ذلك یمیناً بَتاً، و بَتَّةً، و بَتَاتاً: و كلُّ ذلك من القَطْع؛ و یقال: أَعْطَیْتُه هذه القَطیعَةَ بَتّاً بَتْلًا. و البَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع، غیر أَنه یُستعمل فی كل أَمْرٍ یَمضی لا رَجْعَةَ فیه، و لا الْتِواءَ. و أَبَتَّ الرجلُ بعیرَه من شِدَّة السَّیر، و لا تُبِتَّه حتی یَمْطُوَه السَّیرُ؛ و المَطْوُ: الجِدُّ فی السَّیر. و الانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. و رجل مُنْبَتٌّ أَی مُنْقَطَعٌ به. و أَبَتَّ بعیرَه: قَطَعَه بالسیر. و المُنْبَتُّ فی حدیث الذی أَتْعَبَ دابَّتَه حتی عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِی مُنْقَطَعاً به؛ و یقال للرجل إِذا انْقَطع فی سفره، و عَطِبَتْ راحلَتُه: صار مُنْبَتّاً؛ و منه‌قول مُطَرِّفٍ: إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع، و لا ظَهْراً أَبْقی.غیره: یقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به فی سَفَرِه،
لسان العرب، ج‌2، ص: 8
و عَطِبَتْ راحِلَتُه: قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، و هو مُطاوِعُ بَتَّ؛ یقال: بَتَّه و أَبَتَّه، یرید أَنه بقی فی طریقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ، و لم یَقْضِ وَطَرَه، و قد أَعْطَب ظَهْرَه. الكسائی: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ و أَنشد: لقد وَجَدْتُ رَثْیَةً من الكِبَرْ، عند القیامِ، و انْبِتاتاً فی السَّحَرْ و بَتَّ علیه الشهادةَ، و أَبَتَّها: قَطَع علیه بها، و أَلزمه إِیاها. و فلانٌ علی بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف علیه؛ قال الراجز: و حاجةٍ كنتُ علی بَتاتِها و الباتُّ: المَهْزُول الذی لا یقدر أَن یقوم. و قد بَتَّ یَبِتُّ بُتُوتاً. و یقال للأَحْمق المَهْزولِ: هو باتٌّ. و أَحْمَقُ باتٌّ: شَدیدُ الحُمْق. قال الأَزهری: الذی حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن التَّبَابِ، و هو الخَسارُ، كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ. و قال اللیث: یقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَی انقطع وِصالُه و انْقَبض؛ و أَنشد: فَحَلَّ فی جُشَمٍ، و انْبَتَّ مُنْقَبِضاً بحَبْلهِ، من ذَوِی الغُرِّ الغَطاریفِ ابن سیدة: و البَتُّ كِساءٌ غلیظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ و قیل: هو من وَبَرٍ و صُوفٍ، و الجمع أَبُتٌّ و بِتاتٌ. التهذیب: البَتُّ ضرْبٌ من الطَّیالِسة، یسمّی السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غلیظ، أَخضر، و الجمع: البُتُوتُ. الجوهری: البَتُّ الطَّیْلَسانُ مِن خَزٍّ و نحوه؛ و قال فی كِساءٍ من صُوف: مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّی مُقیِّظٌ، مُصَیِّفٌ، مُشَتِّی، تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ و البَتِّیُّ الذی یَعْمله أَو یبیعه، و البتَّاتُ مثلُه. و‌فی حدیث دار النَّدْوة و تَشاوُرِهم فی أَمر النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: فاعترضهم إِبلیس فی صورة شیخ جلیل علیه بَتٌّ‌أَی كساءٌ غلیظ مُرَبَّعٌ، و قیل: طَیْلَسان من خَزٍّ. و‌فی حدیث علیٍّ، علیه السلام: أَن طائفة جاءَت إِلیه، فقال لقَنْبر: بَتِّتْهم‌أَی أَعْطِهم البُتُوتَ. و‌فی حدیث الحسن، علیه السلام: أَینَ الذین طَرَحُوا الخُزُوزَ و الحِبَراتِ، و لَبِسُوا البُتُوتَ و النِّمَرَاتِ؟و‌فی حدیث سُفْیان: أَجِدُ قَلْبی بین بُتُوتٍ و عَباءٍ.و البَتَاتُ: متاعُ البیت. و‌فی حدیث النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ قَطَنٍ و مَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب: إِنَّ لنا الضاحِیَةَ من البَعْلِ، و لكم الضامنةُ من النَّخْلِ، لا یُحْظَرُ علیكم النَّباتُ، و لا یؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبید: لا یُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ، یعنی المتاع لیس علیه زكاة، مما لا یكون للتجارة. و البَتاتُ: الزادُ و الجِهَازُ، و الجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل فی البَتاتِ الزَّادِ: أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، و نِسْوةٌ بِكِرْمانَ، یُغْبَقْنَ السَّویقَ المُقَنَّدَا و بَتَّتُوه: زَوَّدُوه. و تَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ و تمَتَّعَ. و یقال: ما لَه بَتاتٌ أَی ما لَه زادٌ؛ و أَنشد: و یَأْتِیكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له بَتاتاً، و لم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ و هو كقوله: و یأْتیكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 9
أَبو زید: طَحَنَ بالرَّحَی شَزْراً، و هو الذی یَذْهَبُ بالرَّحَی عن یمینه، و بَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن یساره؛ و أَنشد: و نَطْحَنُ بالرَّحَی شَزْراً و بَتّاً، و لو نُعْطَی المَغازِلَ، ما عَیینَا

بحت؛ ج2، ص: 9

: البَحْتُ: الخالِصُ من كل شی‌ءٍ؛ یقال: عَرَبیٌّ بَحْتٌ، و أَعْرابیّ بَحْتٌ، و عَرَبیةٌ بَحْتةٌ، كقولك مَحْضٌ. و خَمْرٌ بحْتٌ، و خُمُورٌ بَحْتةٌ، و التذكیر بَحْتٌ. الجوهری: عَرَبیٌّ بَحْت أَی مَحْضٌ، و كذلك المؤَنث و الاثنان و الجمع؛ و إِن شئت قلت: امرأَة عربیة بَحْتة، و ثَنَّیْتَ، و جَمَعْتَ؛ و قال بعضهم: لا یثنی، و لا یجمع، و لا یُحقَّر. و أَكلَ الخُبزَ بَحْتاً: بغیر أُدْم. و أَكل اللَّحْم بَحْتاً: بغیر خُبز؛ و قال أَحمد بن یحیی: كلُّ ما أُكِلَ وحْدَه، مما یُؤْدَمُ، فهو بَحْتٌ، و كذلك الأُدْم دون الخُبز، و البَحْتُ: الصِّرْفُ. و شَرابٌ بَحْتٌ: غیر ممزوج. و قد بَحُتَ الشی‌ءُ، بالضم، أَی صار بَحْتاً. و یقال: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَی شدید. و یقال: باحَتَ فلانٌ القِتالَ إِذا صَدَقَ القِتالَ و جَدَّ فیه؛ و قیل: البَراكاءُ مُباحَتةُ القِتال. و باحَتَه الوُدَّ أَی خالَصَه؛ ابن سیدة: و باحَتَه الوُدَّ، أَخْلَصَه له. و باحَتَ الرجلُ الرجلَ: كاشَفَه. و‌فی حدیث أَنس: اختضب عمر بالحِنَّاءِ بَحْتاً؛ البَحْتُ: الخالص الذی لا یُخالِطُه شی‌ءٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه كتب إِلیه أَحَدُ عُمَّاله من كُورةٍ، ذَكَرَ فیها غَلاءَ العَسل، و كَرِهَ للمسلمین مُباحَتةَ الماءِ‌أَی شُرْبه بَحْتاً، غیر ممزوج بعَسَلٍ أَو غیره؛ قیل: أَراد بذلك لیكونَ أَقوی لهم.

بحرت؛ ج2، ص: 9

: ابن الأَعرابی: كَذِبٌ حِبریتٌ و بِحْریتٌ و حَنْبَریتٌ أَی خالصٌ مُجَرَّد، لا یستره شی‌ءٌ.

بخت؛ ج2، ص: 9

: البُخْت و البُخْتِیَّة: دَخِیل فی العربیة، أَعجمی مُعَرَّبٌ، و هی الإِبل الخُراسانِیَّة، تُنْتَجُ من بین عربیةٍ و فالِجٍ؛ و بعضهم یقول: إِن البُخْتَ عَرَبیّ؛ و یُنْشِدُ لابنِ قَیس الرُّقَیَّات: لبَنُ البُخْتِ فی قِصاعِ الخَلَنْجِ قال ابن بری: صواب إِنشاده لبنَ البُخْتِ، بنصب النون؛ و الأَبیاتُ یَمدَحُ بها مُصْعَبَ بن الزبیر: إِنْ یَعِشْ مُصْعَبٌ، فإِنَّا بخَیرٍ، قَدْ أَتَانا مِن عَیْشِنا ما نُرَجِّی یَهَبُ الأَلْفَ و الخُیُولَ، و یَسْقِی لَبنَ البُخْتِ، فی قِصاع الخَلَنْجِ الواحد: بُخْتیٌّ، جَمَل بُخْتیّ و ناقة بُخْتِیَّة. و‌فی الحدیث: فأُتیَ بسارقٍ قد سَرَقَ بُخْتِیَّةً؛ البُخْتیَّةُ: الأُنثی من الجمال البُخْتِ، و هی جمالٌ طوالُ الأَعْناق، و یُجْمَع علی بُختٍ و بَخَاتٍ؛ و قیل: الجمع بَخاتیُّ، غیر مصروف؛ و لك أَن تخفف الیاءَ، فتقول البَخَاتی، و الأَثافی، و المَهارِی و أَما مَساجِدِیٌّ و مَدائِنیٌّ، فمصروفان، لأِن الیاءَ فیهما غیر ثابتة فی الواحد، كما تَصْرِفُ المَهالبةَ و المَسامِعَة إِذا أَدخلت علیها هاءَ النسب؛ و یقال للذی یقتنیها و یستعملها: البَخَّاتُ؛ و قیل فی جمعها: بَخَاتی و بَخَاتٍ. و البَخْتُ: الجَدُّ، معروف، فارسیٌّ، و قد تكلمت به العرب؛ قال الأَزهری: لا
لسان العرب، ج‌2، ص: 10
أَدری أَ عربیّ هو أَم لا؟ و رجل بخیتٌ: ذو جَدٍّ؛ قال ابن درید: و لا أَحسبها فصیحة. و المَبْخُوتُ: المَجْدُودُ.

برت؛ ج2، ص: 10

: البُرْتُ و البَرْتُ: الفأْسُ، یمانیة؛ و كل ما قُطع به الشجر: بَرْتٌ. و البَرْتُ، و البُرْتُ، و البِرْتُ: الرجل الدَّلیلُ، و الجمع أَبْراتٌ. و البُرْتُ، بلغة الیمن: السُّكَّرُ الطَّبَرْزَذُ. قال شمر: یقال للسُّكَّرِ الطَّبرْزَذِ مِبرَتٌ و مِبَرَّتٌ، بفتح الراءِ، مشددة. أَبو عبید: البِرِّیتُ المستوی من الأَرض؛ و قال ابن سیدة: البِرِّیتُ فی شعر رؤبة فِعْلِیتٌ، من البِرِّ، قال: و لیس هذا موضعه. الأَصمعی: یقال للدلیل الحاذق البُرْتُ و البِرْتُ؛ و قاله ابن الأَعرابی أَیضاً، رواه عنهما أَبو العباس؛ قال الأَعشی یصف جمله: أَدْأَبْتُهُ بمَهامِهٍ مَجْهولةٍ، لا یَهْتدِی بُرْتٌ بها أَن یَقْصِدَا یصف قَفْراً قَطَعه، لا یهتدی به دلیلٌ إِلی قصْدِ الطریق؛ قال و مثله قول رؤبة: تَنْبو بإِصْغاءِ الدَّلیلِ البُرْتِ و قال شمر: هو البِرِّیتُ و الخِرِّیتُ. و البُرْتةُ: الحَذَاقَةُ بالأَمْر. و أَبْرَتَ إِذا حَذِقَ صِناعةً مَّا. و البِرِّیتُ: مكان معروف، كثیر الرمل؛ و قال شمر: یقال الحَزْن و البِرِّیتُ أَرضانُ بناحیة البصرة، و یقال: البِرِّیتُ الجَدْبةُ المستویة؛ و أَنشد: بِرِّیتُ أَرْضٍ، بعدَها بِرِّیتُ و قال اللیث: البِرِّیتُ اسم اشتق من البَرِّیَّة، فكأَنما سكنت الیاءُ فصارت الهاءُ تاءً لازمة كأَنها أَصلیة؛ كما قالوا عِفْریتٌ، و الأَصل عِفْرِیَةٌ. أَبو عمرو: بَرَتَ الرجلُ إِذا تَحَیَّر، و بَرَثَ، بالثاء، إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً. و البَرَنْتی: السَّیِّ‌ءُ الخُلُق. و المُبْرَنْتی: القصیرُ المُخْتال فی جِلْسته و ركْبته المُنْتَصِبُ، فإِذا كان ذلك فیه، فكان یحتمله فی فعاله و سُودَده، فهو السَّیِّدُ. و المُبرَنْتی أَیضاً: الغَضْبانُ الذی لا ینظر إِلی أَحد. و المُبرَنْتی: المُسْتَعِدُّ للأَمر. و ابرَنْتَی للأَمْر: تَهَیَّأَ. أَبو زید: ابرَنْتَیْتُ للأَمر ابرِنْتاءً إِذا اسْتَعْدَدْتَ له، مُلْحقٌ بافْعَنْلَلَ بیاء. اللحیانی: ابرَنْتی فلانٌ علینا یَبرَنْتی إِذا انْدَرَأَ علینا. و بَیرُوت: موضع.

برهت؛ ج2، ص: 10

: بَرَهُوتُ: وادٍ معروف، قیل هو بحَضْرَمَوْتَ. و‌فی حدیث علیٍّ، علیه السلام: شَرُّ بئرٍ فی الأَرض بَرَهُوتُ،هی، بفتح الباء و الراء، بئرٌ عمیقة بحَضْرَمَوْتَ، لا یُسْتَطاعُ النُّزولُ إِلی قَعْرها. و یقال: بُرْهُوتُ، بضم الباء و سكون الراء، فتكون تاؤُها علی الأَول زائدة، و علی الثانی أَصلیة. قال ابن الأَثیر: أَخرجه الهروی عن علیّ، علیه السلام، و أَخرجه الطبرانی فی المعجم، عن ابن عباس، عن سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم.

بست؛ ج2، ص: 10

: البَسْتُ من السَّیرِ كالسَّبْتِ. و البُسْتانُ: الحَدِیقَةُ. و بُسْتُ: مدینة بخُراسان، و اللَّه أَعلم.

بغت؛ ج2، ص: 10

: البَغْتُ و البَغْتَةُ: الفَجْأَة، و هو أَن یَفْجَأَكَ الشی‌ءُ. و فی التنزیل العزیز: وَ لَیَأْتِیَنَّهُمْ بَغْتَةً أَی
لسان العرب، ج‌2، ص: 11
فجأَةً؛ قال یَزید بن ضَبَّةَ الثَّقَفِیُّ: و لكنَّهم ماتُوا، و لم أَدْرِ، بَغْتَةً، و أَفْظَعُ شی‌ءٍ، حینَ یَفْجَؤُكَ، البَغْتُ و قد بَغَتَه الأَمرُ یَبْغَتُه بَغْتاً: فَجِئَه. و باغَتَه مُباغَتةً و بِغاتاً: فاجأَه. و قوله عز و جل: فَأَخَذْنٰاهُمْ بَغْتَةً أَی فَجْأَة. و المُباغَتةُ: المُفاجأَة. و تكرَّر ذِكر البَغْتةِ فی الحدیث. و لَقِیتُه بَغْتةً أَی فَجْأَةً؛ و یقال: لَسْتُ آمَنُ من بَغَتَاتِ العَدُوِّ أَی فَجَآتِه. و الباغُوتُ، أَعجمی مُعَرَّبٌ: عیدٌ للنصاری. و‌فی حدیث صُلْح نَصارَی الشام: و لا یُظْهِرُوا باغوتاً؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه بعضهم، و قد روی باعوثاً، بالعین المهملة و الثاء المثلثة، و سیأْتی ذِكره. و الباغُوتُ: اسم موضع؛ قال النابغة: لَیْسَتْ تَرَی حَوْلَها شَخْصاً، و راكِبُها نَشْوانُ، فی جُوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ

بكت؛ ج2، ص: 11

: بَكَتَه یَبْكُتُه بَكْتاً، و بَكَّتَه: ضَرَبه بالسیف و العصا و نحوهما. و التَّبْكِیتُ: كالتَّقْرِیعِ و التَّعْنِیفِ. اللیث: بَكَّته بالعصا تَبْكِیتاً، و بالسیف و نحوه؛ و قال غیره: بَكَّتَه تَبْكِیتاً إِذا قَرَّعَه بالعَذْل تَقْریعاً. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بِشَارِبٍ، فقال: بَكِّتُوه؛ التَّبْكِیتُ: التَّقْرِیعُ و التَّوْبیخُ، یقال له: یا فاسق، أَ ما اسْتَحَیْتَ؟ أَ ما اتَّقَیْتَ اللَّهَ؟ قال الهَرَوِیّ: و یكون بالید و بالعصا و نحوه. و بَكَتَه بالحُجَّة أَی غَلَبه. و بَكَتَه یَبْكُتُه بَكْتاً، و بَكَّتَه: كلاهما استقبله بما یَكْرَه. الأَصمعی: التَّبْكِیتُ و البَلْغُ أَن یَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما یَكْرَه. و قیل فی تفسیر قوله تعالی: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ؟ تُسْأَلُ تَبْكِیتاً لوائِدِها.

بلت؛ ج2، ص: 11

: البَلْتُ: القَطْعُ. بَلَتَ الشی‌ءَ یَبْلَتُه، بالفتح «5»، بَلْتاً: قَطَعه. زعم أَهل اللغة أَنه مَقلوب من بَتَلَه، و لیس كذلك لوجود المصدر؛ قال الشَّنْفَری: كأَنَّ لها فی الأَرْضِ نِسْیاً تَقُصُّه علی أَمِّها، و إِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَی تَبْلِتُ الكلام بما یَعْتَریها من البُهْرِ. و البَلَتُ، بالتحریك: الانقطاع. و قیل: تَبْلِتُ، فی بیت الشنفری، تَفْصِلُ الكلامَ؛ و قال الجوهری: أَی تَنْقَطِعُ حَیاءً؛ قال: و من رواه تَبْلِتُ، بالكسر، یعنی تَقْطَع و تَفْصِل و لا تُطَوِّلُ. و انْبَلَتَ الرجلُ: انْقَطَع فی كل خیر و شر. و بَلَتَ الرجلُ یَبْلُتُ، و بَلِتَ، بالكسر، و أَبْلَتَ: انقَطَع من الكلام فلم یتكلم، و بَلِتَ یَبْلَتُ إِذا لم یتحرَّك و سَكَتَ، و قیل: بَلَتَ الحَیاءُ الكلامَ إِذا قَطَعه. قال، و قوله: و إِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ أَی یَنْقَطِعُ كلامُها من خَفَرِها. أَبو عمرو: البِلِّیتُ الرجلُ الزِّمِّیتُ؛ و البِلِّیتُ: الفَصِیحُ الذی یَبْلِتُ الناسَ أَی یَقْطَعُهم؛ و قیل: البِلِّیتُ من الرِّجال: البَیِّنُ الفصِیحُ، اللَّبِیبُ، الأَرِیبُ؛ قال الشاعر: أَ لا أَری ذا الضَّعْفةِ الهَبِیتا، المُسْتَطَارَ قَلْبُه، المَسْحُوتا
(5). قوله: [یبلته بالفتح] الذی فی القاموس و الصحاح أن المتعدی من باب ضرب و اللازم من بابی فرح و نصر.لسان العرب، ج‌2، ص: 12
یُشاهِلُ العَمیْثَلَ البِلِّیتَا، الصَّمَكِیكَ، الهَشِمَ، الزِّمِّیتَا الهَبِیتُ: الأَحْمَق. و العَمَیْثَلُ: السَّیِّدُ الكریم. و المَسْحُوتُ: الذی لا یَشْبَعُ. و الهَشِمُ: السَّخِیُّ. و الزِّمِّیتُ: الحلیم. و الصَّمَكُوكُ و الصَّمَكِیكُ: الصَّمَیَانُ من الرجال، و هو الأَهْوَجُ الشدیدُ، و عبّر ابن الأَعرابی عنه بأَنه التَّامُّ، و أَنشد: و صَاحِبٍ، صاحَبْتُه. زَمِیتِ مُیَمِّنٍ فی قوله، ثَبِیتِ لیسَ علی الزَّادِ بِمُسْتَمِیتِ قال: و كأَنه ضِدّ، و إِن كان الضِّدّانِ فی التصریف. و تَبّاً له بَلْتاً أَی قَطْعاً؛ أَراد قاطعاً، فوضع المصدر موضع الصفة. و یقال: لئِنْ فَعَلْتَ كذا و كذا، لَیَكُونَنَّ بَلْتَة بینی و بینكَ إِذا أَوْعَدَه بالهجْرانِ؛ و كذلك بَتْلَة ما بَیْنی و بَیْنَك بمعناه. أَبو عمرو: یقال أَبْلَتُّه یمیناً إِذا أَحْلَفْته، و الفعل بَلَتَ بَلْتاً، و أَصْبَرْته أَی أَحْلَفْتُه، و قد صَبَرَ یمیناً، قال: و أَبْلَتُّه أَنا یمیناً أَی حَلَفْتُ له. قال الشنفری: و إِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَی تُوجِز. و المُبَلَّتُ: المَهْرُ المضمون، حِمْیریة. و مَهْرٌ مُبَلَّتٌ، مِن ذلك؛ قال: و ما زُوِّجَتْ إِلَّا بمَهْرٍ مُبَلَّتِ أَی مضمون، بلغة حمیر. و‌فی حدیث سلیمان، علی نبینا و علیه أَفضل الصلاة و السلام: احْشُرُوا الطیْرَ، إِلا الشَّنقاءَ و الرَّنقاء «1»، و البُلَتَ؛ قال ابن الأَثیر: البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّیش، إِذا وَقَعَتْ ریشةٌ منه فی الطیر أَحْرَقَتْه.

بنت؛ ج2، ص: 12

: أَبو عمرو: بَنَّتَ فلانٌ عن فلانٍ تَبْنِیتاً إِذا اسْتَخبَر عنه، فهو مُبَنِّتٌ، إِذا أَكْثَر السؤال عنه؛ و أَنشد: أَصْبَحْتَ ذا بَغْیٍ، و ذا تَغَبُّشِ، مُبَنِّتاً عن نَسَباتِ الحِرْبِشِ، و عن مَقالِ الكاذِبِ المُرَقِّشِ

بهت؛ ج2، ص: 12

: بَهَتَ الرجلَ یَبْهَتُه بَهْتاً، و بَهَتاً، و بُهْتاناً، فهو بَهَّات أَی قال علیه ما لم یفعله، فهو مَبْهُوتٌ. و بَهَتَه بَهْتاً: أَخذه بَغْتَةً. و فی التنزیل العزیز: بَلْ تَأْتِیهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ؛ و أَما قول أَبی النجم: سُبِّی الحَماةَ و ابْهَتِی علیها «2» فإِنَّ علی مقحمة، لا یقال بَهَتَ علیه، و إِنما الكلامُ بَهَتَه؛ و البَهِیتَةُ البُهْتانُ. قال ابن بری: زعم الجوهری أَنَّ علی فی البیت مقحمة أَی زائدة؛ قال: إِنما عَدَّی ابْهَتی بعلی، لأَنه بمعنی افتَرِی علیها. و البُهْتانُ: افتراءٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یَأْتِینَ بِبُهْتٰانٍ یَفْتَرِینَهُ؛ قال: و مثله مما عُدِّیَ بحرف الجَرِّ، حملًا علی معنی فِعْل یُقاربه بالمعنی، قوله عز و جلّ: فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ؛ تقدیره: یَخْرُجون عن أَمره، لأَنَّ المُخالفة خروجٌ عن الطاعة. قال: و یجب علی قول الجوهری أَنْ تجعل عن فی الآیة زائدةً، كما جعل علی فی البیت زائدة، و عن و علی لیستا مما یزاد كالباء. و باهَتَه: اسْتقْبله بأَمر یَقْذِفُه به، و هو منه بری‌ء،
(1). قوله [إلا الشنقاء] هی التی تزق فراخها، و الرنقاء القاعدة علی البیض. اه. تكملة. (2). قوله [و ابهتی علیها] قال الصاغانی فی التكملة: هو تصحیف و تحریف، و الروایة و انهتی علیها، بالنون من النهیت و هو الصوت اه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 13
لا یعلمه فَیَبْهَتُ منه، و الاسم البُهْتانُ. و بَهَتُّ الرجلَ أَبْهَتُهُ بَهْتاً إِذا قابلته بالكذب. و قوله عز و جلّ: أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتٰاناً وَ إِثْماً مُبِیناً؛ أَی مُباهِتین آثِمِین. قال أَبو إِسحاق: البُهْتانُ الباطلُ الذی یُتَحَیَّرُ من بُطْلانِه، و هو من البَهْتِ التَّحَیُّر، و الأَلف و النون زائدتان، و بُهْتٰاناً موضعُ المصدر، و هو حال؛ المعنی: أَ تأْخذونه مُباهِتین و آثِمِین؟ و بَهَتَ فلانٌ فلاناً إِذا كَذَب علیه، و بَهِتَ و بُهِتَ إِذا تَحَیَّر. و قولُه عز و جل: وَ لٰا یَأْتِینَ بِبُهْتٰانٍ یَفْتَرِینَهُ؛ أَی لا یأْتین بولد عن معارضة من غیر أَزواجهنّ، فیَنْسُبْنه إِلی الزوج، فإِن ذلك بُهْتانٌ و فِرْیةٌ؛ و یقال: كانت المرأَةُ تَلْتَقِطُه فتَتَبَنَّاه. و قال الزجاج فی قوله: بَلْ تَأْتِیهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ؛ قال: تُحَیِّرُهم حین تَفْجأُهم بَغْتةً. و البَهُوتُ: المُباهِتُ، و الجمع بُهُتٌ و بُهوتٌ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن بُهُوتاً جمع باهِت، لا جمع بَهُوت، لأَن فاعِلًا مما یجمع علی فُعُول، و لیس فُعُولٌ مما یُجْمَع علیه. قال: فأَما ما حكاه أَبو عبید، مِن أَن عُذُوباً جمع عَذُوبٍ فغَلَطٌ، إِنما هو جمع عاذِبٍ، فأَما عَذوبٌ، فجمعه عُذُبٌ. و البُهْتُ و البَهِیتَةُ: الكَذِبُ. و‌فی حدیث الغِیبةِ: و إِن لم یكن فیه ما نقول، فقد بَهَتَّه‌أَی كذَبْتَ و افْتَرَیْتَ علیه. و‌فی حدیث ابن سَلام فی ذكر الیهود: أَنهم قومٌ بُهْتٌ؛ قال ابن الأَثیر: هو جمع بَهُوتٍ، مِن بناء المبالغة فی البَهْتِ، مثل صَبُورٍ و صُبُرٍ، ثم یسكن تخفیفاً. و البَهْتُ: الانقطاعُ و الحَیْرَة. رأَی شیئاً فبُهِتَ: یَنْظُرُ نَظَر المُتَعَجِّب؛ و أَنشد: أَ أَنْ رأَیْتَ هامَتِی كالطَّسْتِ، ظَلِلْتَ تَرْمِینی بقَوْلٍ بُهْتِ؟ و قد بَهُتَ و بَهِتَ و بُهِتَ الخَصْمُ: اسْتَوْلَتْ علیه الحجَّة. و فی التنزیل العزیز: فَبُهِتَ الَّذِی كَفَرَ؛ تأْویلُه: انْقَطَع و سكتَ متحیراً عنها. ابن جنی: قرأَه ابن السَّمَیْفَع: فبَهَتَ الذی كفر؛ أَراد فبَهَتَ إِبراهیمُ الكافرَ، فالذی علی هذا فی موضع نصب. قال: و قرأَه ابن حَیْوَةَ فبَهُتَ، بضم الهاء، لغة فی بَهِتَ. قال: و قد یجوز أَن یكون بَهَتَ، بالفتح، لغةً فی بَهِتَ. قال: و حكی أَبو الحسن الأَخفشُ قراءة فبَهِتَ، كَخَرِقَ، و دَهِشَ؛ قال: و بَهُتَ، بالضم، أَكثر من بَهِتَ، بالكسر، یعنی أَن الضمة تكون للمبالغة، كقولهم لَقَضُوَ الرجلُ. الجوهری: بَهِتَ الرجلُ، بالكسر، و عَرِسَ و بَطِرَ إِذا دَهِشَ وَ تحَیَّر. و بَهُتَ، بالضم، مثله، و أَفصحُ منهما بُهِتَ، كما قال عز و جل: فَبُهِتَ الَّذِی كَفَرَ؛ لِأَنه یقال رجل مَبْهُوتٌ، و لا یقال باهِتٌ، و لا بَهِیتٌ. و بَهَتَ الفَحْلَ عن الناقة: نَحّاه لیَحْمِلَ علیها فَحْلٌ أَكرمُ منه. و یقال: یا لِلْبَهِیتَةِ، بكسر اللام، و هو استغاثة. و البَهْتُ: حِسابٌ من حِسابِ النجوم، و هو مَسیرها المُسْتوی فی یوم؛ قال الأَزهری: ما أُراه عَرَبیاً، و لا أَحْفَظُه لغیره. و البَهْتُ: حَجَرٌ معروف.

بوت؛ ج2، ص: 13

: البُوتُ، بضم الباء: من شجر الجبال، جمع بُوتَةٍ، و نَباتُه نَباتُ الزُّعْرور، و كذلك ثمرته، إِلّا أَنها إِذا أَیْنَعَت اسْوَدَّت سواداً شدیداً، و حَلَتْ حَلاوةً شدیدةً، و لها عَجَمة صغیرةٌ مُدَوَّرة، و هی تُسَوِّدُ فَمَ آكلها و یَدَ مُجْتَنِیها، و ثمرتُها عناقیدُ كعناقیدِ الكَبَاثِ، و الناس یأْكلونها؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و أَخبرنی بذلك الأَعراب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 14‌

بیت؛ ج2، ص: 14

: البَیْتُ من الشَّعَر: ما زاد علی طریقةٍ واحدة، یَقَع علی الصغیر و الكبیر؛ و قد یقال للمبنیّ من غیر الأَبنیة التی هی الأَخْبِیَةُ بَیْتٌ؛ و الخِباءُ: بیت صغیر من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو بیتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البیت، و هی تسمی بیتاً أَیضاً إِذا كان ضَخْماً مُرَوَّقاً. الجوهری: البیتُ معروف. التهذیب: و بیت الرجل داره، و بیته قَصْره، و منه‌قول جبریل، علیه السلام: بَشِّرْ خدیجة ببیتٍ من قَصَب؛ أَراد: بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من زُمُرُّذَة. و قوله عز و جل: لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ مَسْكُونَةٍ، معناه: لیس علیكم جناح أَن تدخلوها بغیر إِذن؛ و جاء فی التفسیر: أَنه یعنی بها الخانات، و حوانیتَ التِّجارِ، و المواضعَ المباحةَ التی تُباع فیها الأَشیاء، و یُبیح أَهلُها دُخولَها؛ و قیل: إِنه یعنی بها الخَرِباتِ التی یدخلها الرجلُ لبول أَو غائط، و یكون معنی قوله فِیهٰا مَتٰاعٌ لَكُمْ: أَی إِمتاع لكم، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم. و قوله عز و جل: فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ؛ قال الزجاج: أَراد المساجدَ، قال: و قال الحسن یعنی به بیتَ المَقْدس، قال أَبو الحسن: و جمعَه تفخیماً و تعظیماً، و كذلك خَصَّ بناءَ أَكثر العدد. و فی متصلة بقوله كَمِشْكٰاةٍ. و قد یكون البیتُ للعنكبوت و الضَّبِّ و غیره من ذوات الجِحَرِ. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُیُوتِ لَبَیْتُ الْعَنْكَبُوتِ؛ و أَنشد سیبویه فیما تَضَعُه العربُ علی أَلسنة البهائم، لضَبٍّ یُخاطِبُ ابنه: أَهْدَمُوا بَیْتَكَ، لا أَبا لَكا و أَنا أَمْشِی، الدَّأَلَی، حَوالَكا ابن سیدة: قال یعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْنی لنفسها بیتاً من كِسارِ العِیدانِ، و كذلك قال أَبو عبید: السُّرْفة دابة تبنی بیتاً حَسَناً تكون فیه، فجعَل لها بیتاً. و قال أَبو عبید أَیضاً: الصَّیْدانیُّ دابة تَعْمَلُ لنفسها بیتاً فی جَوْفِ الأَرض و تُعَمِّیه؛ قال: و كلُّ ذلك أُراه علی التشبیه ببیت الإِنسان، و جمعُ البَیْت: أَبیاتٌ و أَباییتُ، مثل أَقوالٍ و أَقاویلَ، و بیُوتٌ و بُیوتاتٌ، و حكی أَبو علیّ عن الفراء: أَبْیاواتٌ، و هذا نادر؛ و تصغیره بُیَیْتٌ و بِیَیْتٌ، بكسر أَوله، و العامة تقول: بُوَیْتٌ. قال: و كذلك القول فی تصغیر شَیْخ، و عَیْرٍ، و شی‌ءٍ و أَشباهِها. و بَیَّتُّ البَیْتَ: بَنَیْتُه. و البَیْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَیْت الخِباء، و هو یقع علی الصغیر و الكبیر، كالرجز و الطویل، و ذلك لأَنه یَضُمُّ الكلام، كما یَضُمُّ البیتُ أَهلَه، و لذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً و أَوتاداً، علی التشبیه لها بأَسباب البیوت و أَوتادها، و الجمع: أَبْیات. و حكی سیبویه فی جمعه بُیوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جنی فقال، حین أَنشد بَیْتَی العَجَّاج: یا دارَ سَلْمی یا اسْلَمِی ثم اسْلَمِی، فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ جاءَ بالتأْسیس، و لم یجئْ بها فی شی‌ء من البُیوتِ. قال أَبو الحسن؛ و إِذا كان البَیْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبیت من الخِباءِ و سائر البناءِ، لم یمتنع أَن یُكَسَّرَ علی ما كُسِّرَ علیه. التهذیب: و البَیْتُ من أَبیات الشِّعْر سمی بیتاً، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً، فصار كبَیْتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ، و كِفاءٍ، و رِواقٍ، و عُمُد؛ و قول الشاعر: و بیتٍ، علی ظَهْر المَطِیِّ، بَنَیْتُه بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَیاشِیم، یَرْعُفُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 15
قال: یعنی بیت شِعْرٍ كتَبه بالقلم. و سَمَّی اللَّهُ تعالی الكعبةَ، شرَّفها اللَّه: الْبَیْتَ الْحَرٰامَ*. ابن سیدة: و بَیْتُ اللَّهِ تعالی الكعبةُ. قال الفارسی: و ذلك كما قیل للخلیفة: عبدُ اللَّه، و للجنة: دٰارُ السَّلٰامِ. قال: و البیْتُ القَبْر، علی التشبیه؛ قال لبید: و صاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بیومه، و عِنْدَ الرِّداعِ بَیتُ آخَرَ كَوْثَر «1» و‌فی حدیث أَبی ذر: كیف نَصْنَعُ إِذا مات الناس، حتی یكون البیتُ بالوَصِیف؟قال ابن الأَثیر: أَراد بالبَیْتِ هاهنا القَبْر؛ و الوَصِیفُ: الغلامُ؛ أَراد: أَن مواضع القُبور تَضیقُ، فیَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِیفٍ. و قال نوح، علی نبینا و علیه أَفضلُ الصلاة و السلام، حینَ دَعا رَبَّه: رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوٰالِدَیَّ، وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً؛ فسَمَّی سَفِینَته التی رَكبَها أَیام الطُّوفانِ بَیْتاً. و بَیْتُ العرب: شَرَفُها، و الجمع البُیوتُ، ثم یُجْمَعُ بُیوتاتٍ جمع الجمع. ابن سیدة: و البَیْتُ من بُیُوتات العرب: الذی یَضُمُّ شَرَفَ القبیلة كآل حِصْنٍ الفَزاریِّین، و آلِ الجَدَّیْن الشَّیْبانِیّین، و آل عَبْد المَدانِ الحارِثِیّین؛ و كان ابن الكلبی یزعم أَن هذه البُیوتاتِ أَعْلی بُیوتِ العرب. و یقال: بَیْتُ تَمیم فی بنی حَنْظلة أَی شَرَفُها؛ و قال العباس یَمْدَحُ سیدَنا رسولَ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: حتی احْتَوی بَیْتُكَ المُهَیْمِنُ منْ خِنْدِفَ، عَلْیاءَ تَحْتَها النُّطُقُ جَعَلَها فی أَعْلی خِنْدِفَ بیتاً؛ أَراد ببیته: شَرَفَه العالیَ؛ و المُهَیْمِنُ: الشاهدُ بفَضْلك. و قولُه تعالی: إِنَّمٰا یُرِیدُ اللّٰهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ؛ إِنما یرید أَهلَ بیت النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَزواجَه و بِنْتَه و عَلِیّاً، رضی اللَّهُ عنهم. قال سیبویه: أَكثر الأَسماء دخولًا فی الاختصاص بَنُو فلانٍ، و مَعْشَرٌ مضافةً، و أَهلُ البیتِ، و آل فلانٍ؛ یعنی أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البیتِ نَفْعَلُ كذا، فتنصبه علی الاختصاص، كما تنصب المنادی المضاف، و كذلك سائر هذه الأَربعة. و فلانٌ بَیْتُ قومِهِ أَی شَریفُهم؛ عن أَبی العَمَیْثَل الأَعرابی. و بَیْتُ الرجلُ: امرأَتُه، و یُكْنی عن المرأَة بالبَیْتِ؛ و قال: أَلا یا بَیْتُ، بالعَلْیاءِ بَیْتُ، و لولا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَیْتُ أَراد: لی بالعَلْیاءِ بَیْتٌ. ابن الأَعرابی: العرب تَكْنی عن المرأَة بالبَیْت؛ قاله الأَصمعی و أَنشد: أَ كِبَرٌ غَیَّرَنی، أَم بَیْتُ؟ الجوهری: البَیْتُ عِیالُ الرجل؛ قال الراجز: ما لی، إِذا أَنْزِعُها، صَأَیْتُ؟ أَ كِبَرٌ غَیَّرنی، أَم بَیْتُ؟ و البَیْتُ: التَزْویجُ؛ عن كراع. یقال: باتَ الرجلُ یَبیتُ إِذا تَزَوَّجَ. و یقال: بَنی فلانٌ علی امرأَته بَیْتاً إِذا أَعْرَسَ بها و أَدخلها بَیْتاً مَضْروباً، و قد نَقَل إِلیه ما یحتاجون إِلیه من آلة و فِراشٍ و غیره. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللَه عنها: تَزَوَّجنی رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، علی بَیْتٍ قِیمَتُه خمسون دِرْهماً‌أَی متاعِ بَیْتٍ، فحذف المضاف، و أَقام المضافَ إِلیه مُقامَه.
(1). قوله [و صاحب ملحوب] هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب. و عند الرداع موضع مات فیه شریح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب. اه. من یاقوت.
لسان العرب، ج‌2، ص: 16
و مَرَةٌ مُتَبَیِّتَةٌ: أَصابت بَیْتاً و بَعْلًا. و هو جاری بَیْتَ بَیْتَ، قال سیبویه: من العرب مَن یَبْنیه كخمسة عشر، و منهم من یُضِیفه، إِلا فی حَدِّ الحال؛ و هو جاری بَیْتاً لبَیْتٍ، و بیتٌ لِبَیْتٍ أَیضاً. الجوهری: و هو جاری بَیْتَ بَیْتَ أَی مُلاصِقاً، بُنیا علی الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً. ابن الأَعرابی: العرب تقول أَبِیتُ و أَباتُ، و أَصِیدُ و أَصاد، و یموتُ و یَماتُ، و یَدُومُ و یَدامُ، و أَعِیفُ و أَعافُ؛ و یقال: أَخیلُ الغَیْثَ بناحِیَتِكم، و أَخالُ، لغةٌ، و أَزیلُ؛ یقال: زالَ «2»، یریدون أَزال. قال و من كلام بنی أَسَد: ما یَلِیق بك الخَیْر و لا یعِیقُ، إِتباع. الصحاح: باتَ یَبِیتُ و یَباتُ بَیْتُوتة. ابن سیدة: باتَ یفعل كذا و كذا یَبِیتُ و یَباتُ بَیتاً و بَیاتاً و مَبیتاً و بَیْتُوتة أَی ظَلَّ یفعله لَیْلًا، و لیس من النَّوم، كما یقال: ظَلَّ یفعل كذا إِذا فعله بالنهار. و قال الزجاج: كل من أَدركه اللیلُ فقد باتَ، نام أَو لم یَنَم. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیٰاماً؛ و الاسم من كلِّ ذلك البِیتةُ. التهذیب، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر اللیلَ كله فی طاعة اللَّه، أَو معصیته. و قال اللیث: البَیْتُوتة دُخُولُك فی اللیل. یقال: بتُّ أَصْنَعُ كذا و كذا. قال: و من قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فقد أَخطأَ؛ أَ لا تری أَنك تقول: بِتُّ أُراعی النجومَ؟ معناه: بِتُّ أَنْظرُ إِلیها، فكیف ینام و هو یَنْظُر إِلیها؟ و یقال: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ و باتَ بَیْتُوتةً صالحةً. قال ابن سیدة و غیره: و أَباتَه اللَّهُ بخَیْر، و أَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ بِیتَةٍ أَی إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْیِیت، فبناه علی فِعْلِه، كما قالوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، و بِئْست المِیتَةُ؛ إِنما أَرادوا الضَّرْب الذی أَصابه من القتل و الموت. و بِتُّ القومَ، و بِتُّ بهم، و بِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبید. و بَیَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَه لیلًا، أَوْ دَبَّره لیلًا. و فی التنزیل العزیز: بَیَّتَ طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ غَیْرَ الَّذِی تَقُولُ؛ و فیه: إِذْ یُبَیِّتُونَ مٰا لٰا یَرْضیٰ مِنَ الْقَوْلِ؛ قال الزجاج: إِذْ یُبَیِّتُونَ مٰا لٰا یَرْضیٰ مِنَ الْقَوْلِ: كلُّ ما فُكِرَ فیه أَو خِیضَ فیه بلَیْل، فقد بُیِّتَ. و یقال: هذا أَمرٌ دُبِّرَ بلَیْل و بُیِّتَ بلَیْل، بمعنی واحد. و قوله: وَ اللّٰهُ یَكْتُبُ مٰا یُبَیِّتُونَ أَی یُدَبِّرونَ و یُقَدِّرونَ من السُّوءِ لیلًا. و بُیِّتَ الشی‌ءُ أَی قُدِّر. و‌فی الحدیث: أَنه كان لا یُبَیِّتُ مالًا، و لا یُقَیِّلُه؛ أَی إِذا جاءَه مالٌ لا یُمْسِكُه إِلی اللیل، و لا إِلی القائلة، بل یُعَجِّلُ قِسْمَته. و بَیَّتَ القوْمَ و العَدُوَّ: أَوقع بهم لیلًا؛ و الاسمُ البَیاتُ. و أَتاهم الأَمر بَیاتاً أَی أَتاهم فی جوفِ اللیل. و یقال: بَیَّتَ فلانٌ بنی فلانٍ إِذا أَتاهم بَیاتاً، فكَبَسَهم و هم غارُّونَ. و‌فی الحدیث: أَنه سُئِل عن أَهل الدار یُبَیَّتُونَ‌أَی یُصابُون لَیْلًا. و تَبْیِیتُ العَدُوِّ: هو أَن یُقْصَدَ فی اللیل مِن غیر أَن یَعْلم، فَیُؤْخَذَ بَغْتَةً، و هو البَیاتُ؛ و منه‌الحدیث: إِذا بُیِّتُّمْ فقولوا: حم … لٰا یُنْصَرُونَ.و‌فی الحدیث: لا صیامَ لمن لم یُبَیِّتِ الصِّیامَ‌أَی یَنْوِه من اللیل. یقال: بَیَّتَ فلانٌ رأْیه إِذا فَكَّرَ فیه و خَمَّره؛ و كلُّ ما دُبِّر فیه، و فُكِّرَ بلَیْلٍ: فقد بُیِّتَ. و منه‌الحدیث: هذا أَمْرٌ بُیِّت بلَیْلٍ، قال ابن
(2). قوله [و أزیل یقال زال] كذا بالأَصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 17
كَیْسانَ: باتَ یجوز أَن یَجْرِیَ مُجْرَی نامَ، و أَن یَجْریَ مُجْرَی كانَ؛ قاله فی كان و أَخواتها، ما زال، و ما انْفَكَّ، و ما فَتِئَ، و ما بَرِحَ. و ماءٌ بَیُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قال غَسَّانُ السُّلَیْطِیُّ: كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها عُلالَةَ بَیُّوتٍ، من الماءِ، قارِسِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًی بَیُّوتا قال أُراه أَراد: قَرَی حَوْضٍ بَیُّوتاً، فقلب. و القَرَی: ما یُجْمَعُ فی الحَوْض من الماء؛ فأَنْ یكونَ بَیُّوتاً صفةً للماء خَیْرٌ من أَن یكونَ للحَوْضِ، إِذ لا معنی لوصف الحوض به. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول: اسْقِنِی من بَیُّوتِ السِّقاءِ أَی من لَبَنٍ حُلِبَ لیلًا و حُقِنَ فی السِّقاء، حتی بَرَدَ فیه لیلًا؛ و كذلك الماء إِذا بَرَدَ فی المَزادة لَیْلًا: بَیُّوتٌ. و البائِتُ: الغَابُّ؛ یقال: خُبْزٌ بائِتٌ، و كذلك البَیُّوتُ. و البَیُّوتُ أَیضاً: الأَمْرُ یُبَیِّتُ علیه صاحبُه، مُهْتمّاً به؛ قال الهذلی: و أَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً، إِذا خِفْتُ بَیُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ و هَمٌّ بَیُّوتٌ: باتَ فی الصَّدْر؛ و قال: عَلی طَرَبٍ بَیُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ و المَبِیتُ: الموضعُ الذی یُبَاتُ فیه. و ما لَهُ بِیتُ لیلةٍ، و بِیتَةُ لیلةٍ، بكسر الباء، أَی ما عنده قُوتُ لَیْلة. و یقال للفقیر: المُسْتَبِیتُ. و فلان لا یَسْتَبِیتُ لَیْلةً أَی لیس له بِیتُ لیلةٍ مِن القُوتِ. و البِیتةُ: حال المَبِیتِ؛ قال طرفة: ظَلِلْتُ بِذِی الأَرْطَی، فُوَیْقَ مُثَقَّفٍ، بِبِیتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ و بیتٌ: اسم موضع؛ قال كثیر عزة: بوَجْهِ بَنِی أَخِی أَسَدٍ قَنَوْنَا إِلی بَیْتٍ، إِلی بَرْكِ الغِمادِ [الغُماد

فصل التاء المثناة؛ ج2، ص: 17

تبت؛ ج2، ص: 17

: هذه ترجمة لم یترجم علیها أَحدٌ مِن مُصَنِّفی الأُصول، و ذكره ابن الأَثیر لمراعاته ترتیبه، فی كتابه، و ترجمنا نحن علیها لأَن الشیخ أَبا محمد بن بری، رحمه اللَّه، قال فی ترجمة توب، رادّاً علی الجوهری لمَّا ذكر تابوت فی أَثنائها، قال: إِن الجوهری أَساء تصریفه حتی ردّه إِلی تابوت، قال: و كان الصواب أَن یذكره فی فصل تبت، لأِن تاءه أَصلیة، و وزنه فاعول، كما ذكرناه هناك فی توب؛ و ذكره ابن سیدة أَیضاً فی ترجمة تَبه، و قال: التابُوه لغة فی التَّابُوتِ، أَنصاریة؛ و قد ذكرناه نحن أَیضاً فی ترجمة تبه، و لم أَرَ فی ترجمة تبت شیئاً فی الأُصول، و ذكرتها أَنا هنا مراعاة لقول الشیخ أَبی محمد بن بری: كان الصواب أَن یذكر فی ترجمة تبت؛ و لما ذكره ابن الأَثیر،قال فی حدیث دعاء قیام اللیل: اللهم اجْعَل فی قَلْبِی نوراً، و ذكر سبعاً فی التَّابُوتِ.التَّابُوتُ: الأَضْلاعُ و ما تَحْویه كالقَلْب و الكَبِد و غیرهما، تشبیهاً بالصُّنْدُوق الذی یُحْرَزُ فیه المَتاع أَی أَنه مكتوب موضوع فی الصُّنْدُوقِ.

تحت؛ ج2، ص: 17

: تحت: إِحْدی الجهاتِ السِّتِّ المُحیطة بالجِرْمِ، تكون مَرَّةً ظرفاً، و مرَّة اسماً، و تبنی فی حال
لسان العرب، ج‌2، ص: 18
الاسمیة علی الضم، فیقال: من تَحْتُ. و تَحْتُ: نقیض فوق. و قومٌ تُحوتٌ: أَرذالٌ سَفِلةٌ. و‌فی الحدیث: لا تقوم الساعةُ حتی تَظْهَرَ التُّحوتُ، و یَهْلِكَ الوُعُول؛ یعنی الذین كانوا تَحْتَ أَقدام الناسِ، لا یُشعَرُ بهم و لا یُؤْبَه لهم لحقارتهم، و هم السِّفْلَةُ و الأَنْذالُ؛ و الوُعُولُ: الأَشْرافُ. قال ابن الأَثیر: جَعَلَ التَّحتَ الذی هو ظَرْفٌ اسْماً، فأَدْخَلَ علیه لامَ التعریف، و جَمَعه؛ و قیل: أَرادَ بظهور التُحُوتِ، ظُهُورَ الكُنوز التی تحت الأَرض؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة، و ذَكَرَ أَشْراطَ الساعةِ، فقال: و إِنَّ منها أَن تَعْلُوَ التُّحُوتُ الوُعولَ‌أَی یَغْلِبَ الضُّعَفاءُ من الناس أَقْویاءَهم، شَبَّه الأَشْرافَ بالوُعُول لارْتِفاع مَساكنها. و التحتحة: الحركة «1». و ما تَتَحْتحَ من مكانه أَی ما تَحَرَّكَ. قال الأَزهری: لو جاء فی الحكایة تَحْتَحَه تشبیهاً بشی‌ء، لجاز و حسن.

تخت؛ ج2، ص: 18

: التَّخْتُ: وعاء تُصانُ فیه الثیابُ، فارسی، و قد تكلمت به العرب.

توت؛ ج2، ص: 18

: التُّوتُ: الفِرْصادُ، واحدته تُوتَةٌ، بالتاء المثناة، و لا تقل التُّوثُ، بالثاء. قال ابن بری: ذكر أَبو حنیفة الدینوری أَنه بالثاء؛ و حكی عن بعض النحویین أَیضاً، أَنه بالثاء. قال أَبو حنیفة: و لم یُسمع فی الشعر إِلّا بالثاء، و أَنشد لمحبوب بن أَبی العَشنَّطِ النَهْشَلِیِّ.لَرَوْضَةٌ من ریاضِ الحَزْنِ، أَوْ طَرَفٌ من القُرَیَّةِ، جَرْدٌ غیرُ مَحْروثِ لِلنَّوْرِ فیه، إِذا مَجَّ النَّدَی، أَرَجٌ یَشْفی الصُّداعَ، و یُنْقی كلَّ مَمْغُوثِ أَحْلی و أَشْهَی لِعینی، إِن مَررتُ به، مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ، ذی الرُّمَّانِ و التُّوثِ و اللَّیْلُ نِصْفانِ: نِصْفٌ للهُمُومِ، فما أَقْضِی الرُّقادَ، و نِصْفٌ للبراغِیثِ أَبِیتُ حَیْثُ تُسامِینی أَوائِلُها، أَنْزُو، و أَخْلِطُ تَسبیحاً بتَغْوِیثِ سُودٌ مَدالِیجُ فی الظَّلْمَاء، مُؤْدَنَةٌ، و لیسَ مُلْتَمَسٌ منها بمَنْبُوثِ المُؤْدَنُ، بالهمز: القصیر العُنق. و المُودَنُ، بغیر الهمز: الذی یُولدُ ضاوِیّاً؛ نقلته من حواشی ابن بری و من حواشٍ علیها. قال ابن بری: و حكی عن الأَصمعی أَنه بالثاء فی اللغة الفارسیة، و بالتاء فی اللغة العربیة. التهذیب: التُّوثُ كأَنه فارسی، و العرب تقول: التُّوتُ، بتاءین. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن ابن الزبیر آثَرَ عَلیَّ التُّوَیتَاتِ، و الحُمَیْدَاتِ، و الأُساماتِ؛ قال شمر: هم أَحْیاءٌ من بنی أَسَدٍ: حُمَیْدُ بن أُسامةَ بنِ زُهَیرِ بن الحارث بنِ أَسَدِ ابن عبد العُزَّی بن قُصَیٍّ، و تُوَیتُ بنُ حَبیب بنِ أَسدِ بن عبد العُزَّی بن قُصَیٍّ، و أُسامةُ بنُ زُهیر بن الحارث بن أَسَد بن عبد العُزَّی بن قُصَیٍّ. و التُّوتِیاءُ: معروف، حَجَر یُكْتَحَلُ به، و هو مُعَرَّب.

تیت؛ ج2، ص: 18

: رجل تَیْتاءُ و تِیتَاءُ: و هو مثل الزُّمَّلِقِ، و هو الذی یَقْضِی شهوتَه قبل أَن یُفْضِیَ إِلی امرأَته. أَبو عمرو: التِّیتاءُ الرجل الذی إِذا أَتَی المرأَة أَحْدَثَ، و هو العِذْیَوطُ، قال ابن الأَعرابی: التِّئْتاءُ الرجل
(1). قوله [و التحتحة الحركة] لم یذكر ذلك فی حرف الحاء ظناً منه أَن موضعه حرف التاء و لیس كذلك كما لا یخفی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 19
الذی یُنزِلَ قبل أَن یُولِجَ «1»

فصل الثاء المثلثة؛ ج2، ص: 19

ثبت؛ ج2، ص: 19

: ثَبَتَ الشی‌ءُ یَثْبُتُ ثَباتاً و ثُبوتاً فهو ثابتٌ و ثَبِیتٌ و ثَبْتٌ، و أَثْبَتَه هو، و ثَبَّتَه بمعنیً. و شی‌ء ثَبْتٌ: ثابتٌ. و یقال للجَرَاد إِذا رزَّ أَذْنابَه لیَبِیضَ: ثَبَتَ و أَثْبَتَ و ثَبَّتَ. و یقال: ثَبَتَ فلانٌ فی المَكان یَثْبُتُ ثبُوتاً، فهو ثابتٌ إِذا أَقام به. و أَثْبَتَه السُّقْم إِذا لم یُفارِقْهُ. و ثَبَّتَه عن الأَمْر كَثَبَّطه. و فرس ثَبْتٌ: ثَقِفٌ فی عَدْوِه. و رجل ثَبْتُ الغَدْرِ إِذا كان ثابِتاً فی قتال أَو كلام؛ و فی الصحاح؛ إِذا كان لسانُه لا یزال عند الخُصُوماتِ؛ و قد ثَبُتَ ثَباتَةً و ثُبوتةً. و تَثَبَّتَ فی الأَمْر و الرَّأْی، و استَثْبَتَ: تَأَنَّی فیه و لم یَعْجَل. و اسْتَثْبَتَ فی أَمْرِه إِذا شاور و فحَصَ عنه. و قوله عز و جل: وَ مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ وَ تَثْبِیتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ؛ قال الزجاج: أَی یُنْفِقونَها مُقِرِّین بأَنها مما یُثِیبُ اللَّهُ علیها. و قال فی قوله عز و جل: وَ كُلًّا نَقُصُّ عَلَیْكَ مِنْ أَنْبٰاءِ الرُّسُلِ مٰا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤٰادَكَ؛ قال: معنی تَثْبِیت الفُؤادِ تَسْكِینُ القَلْب، ههنا لیس للشك، و لكن كلَّمَا كان البُرْهانُ و الدِّلالةُ أَكْثَر علی القَلْب، كان القلبُ أَسْكَنَ و أَثْبَتَ أَبداً، كما قال إِبراهیم، علیه السلام: وَ لٰكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی. و رجل ثَبْتٌ أَی ثابتُ القَلْب؛ قال العجاج یمدح عمر بن عبد اللَّه بن مَعْمَرٍ: الحَمدُ للَّه الذی أَعْطَی الخِیَرْ مَوَالِیَ الحَقِّ، إِنِ المَوْلی شَكَرْ عَهْدَ نَبِیٍّ، ما عَفَا و ما دَثَرْ، و عَهْدَ صِدِّیقٍ رأَی بَرّاً، فَبرّ و عَهْدَ عُثمانَ، و عَهْداً من عُمَرْ، و عَهْدَ إِخْوانٍ، همُ كانوا الوَزَرْ و عُصْبةَ النَّبیِّ، إِذْ خافُوا الحَصَرْ، شَدُّوا له سُلْطانَه، حتی اقْتَسَرْ بالقَتْلِ أَقْواماً، و أَقواماً أَسَرْ، تَحْتَ التی اخْتَارَ له اللَّهُ الشَّجَرْ محمداً، و اخْتارَه اللَّهُ الخِیَرْ، فما وَنَی محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَی، و ما غَبَرْ، أَن أَظْهَرَ الدِّینَ به، حَتی ظَهَرْ منها: بكُلِّ أَخْلاقِ الرِّجالِ قد مَهَرْ، ثَبْتٌ، إِذا ما صِیحَ بالقَوْم وَقَرْ و رجل ثَبْتُ المُقام: لا یَبْرَحُ. و الثَّبْتُ و الثَّبِیتُ: الفارسُ الشُّجاع. و الثَّبِیتُ: الثَّابتُ العَقْل؛ قال طرفة: فالهَبِیتُ لا فُؤاد لَهُ، و الثَّبِیتُ قَلْبُه قِیَمُهْ تقول منه: ثَبُتَ، بالضم، أَی صار ثَبیتاً. و المُثْبَتُ: الذی ثَقُلَ، فلم یَبْرَحِ الفِراش. و الثِّباتُ: سَیْرٌ یُشَدُّ به الرَّحْل، و جَمْعُه أَثْبِتة. و رَحْلٌ مُثْبَت: مَشْدُود بالثِّباتِ؛ قال الأَعْشی:
(1). زاد فی التكملة تیت بتسكین المثناة التحتیة و بكسرها مشدَّدة كمیت. و تیت جبل بالمدینة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 20
زَیَّافَةٌ، بالرَّحْلِ خَطَّارة، تَلْوی بشَرْخَیْ مُثْبَتٍ، قاتِرِ و‌فی حدیث مَشُورَة قُرَیْش فی أَمر النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال بعضهم: إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوه بالوَثاق.و‌فی حدیث أَبی قَتادة: فطَعَنْتُه فأَثْبَتُّه‌أَی حَبَسْتُه و جَعَلْتُه ثابتاً فی مكانه لا یُفارقه. و أُثْبِتَ فلانٌ، فهو مُثْبَتٌ إِذا اشْتَدَّتْ به عِلَّتُه أَو أَثْبَتَته جِراحةٌ فلم یتَحَرَّك. و قَولهُ تعالی: لِیُثْبِتُوكَ؛ أَی یَجْرحوك جِراحةً لا تَقُوم معها. و رجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلة، بالتحریك، أَی ثَبات؛ و تقول أَیضاً: لا أَحْكُم بكذا، إِلا بثَبَتٍ أَی بحُجَّة. و‌فی حدیث صوم یوم الشك: ثم جاءَ الثَّبَتُ أَنه من رمضان؛ الثَّبَتُ، بالتحریك: الحجة و البینة. و‌فی حدیث قتادة بن النُّعْمان: بغیر بَیِّنَة و لا ثَبَتٍ.و ثابَته و أَثْبَتَه: عَرَفَه حَقَّ المَعْرفة. و طَعَنه فأَثْبَت فیه الرُّمْح أَی أَنْفَذَه. و أَثْبَتَ حجته: أَقامها و أَوْضَحها. و قولٌ ثابتٌ: صحیح. و فی التنزیل العزیز: یُثَبِّتُ اللّٰهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّٰابِتِ؛ و كلُّه من الثَّبات. و ثابتٌ و ثَبِیتٌ: اسمان، و یُصغَّر ثابِتٌ، من الأَسماء، ثُبَیْتاً، فأَما الثابتُ إِذا أَرَدْتَ به نَعْتَ شی‌ء، فتصغیره: ثُوَیْبِتٌ. و إِثْبِیتُ: اسم أَرض، أَو موضعٍ، أَو جبل؛ قال الراعی: تُلاعِبُ أَوْلادَ المَها بكُراتِها، بإِثْبِیتَ، فَالجَرْعاءِ ذاتِ الأَباترِ

ثتت؛ ج2، ص: 20

: الأَزهری: استعمل منه أَبو العباس الثَّتُّ: الشَّقُّ فی الصَّخْرة؛ و جمعه ثُتُوتٌ. قال: و الثَّتُّ أَیضاً العِذْیَوْطُ، و هو الثَّمُوتُ، و الذَّوْذَحُ، و الوَحْواحُ، و النَّعْجة «1»، و الزُّمَّلِقُ. و قال أَبو عمرو: فی الصخرة ثَتٌّ، و فَتٌّ، و شَرْمٌ، و شَرْنٌ، و خَقٌّ، و لَقٌّ، و شِیقٌ، و شِرْیان.

ثمت؛ ج2، ص: 20

: أَهمله اللیث. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الثَّمُوتُ العِذْیَوْطُ، و هو الذی إِذا غَشِیَ المرأَةَ أَحْدَثَ؛ و هو الثَّتُّ أَیضاً.

ثنت؛ ج2، ص: 20

: الثَّنِتُ: المُنْتِنُ. ثَنِتَ اللحمُ، بالكسر، ثَنَتاً: تغَیَّرَ و أَنْتَنَ، و كذلك الجُرْحُ. و لِثَةٌ ثَنِتَةٌ مسْتَرخِیة دامِیَة، و كذلك الشَّفَةُ، و قد ثَنِتَتْ. و لَحْمٌ ثَنِتٌ: مُسْترْخٍ؛ و نَثِتَ مثلُه، بتقدیم النون.

ثهت؛ ج2، ص: 20

: الثُّهاتُ: الصَّوتُ و الدُّعاء. و قد ثَهِتَ ثَهَتاً: دَعا. و الثَّاهِتُ: جُلَیْدةُ القَلْب، و هی جِرابُه؛ قال: مُلِّئَ فی الصَّدْرِ علینا ضَبَّا، حَتَّی وَرَی ثاهِتَهُ و الخِلْبا الأَزهری، قال ابن بُزُرْجَ: ما أَنت فی ذلك الأَمر بالثاهِتِ و لا المَثْهُوتِ أَی بالداعِی و لا المَدْعُوِّ؛ قال الأَزهری: و قد رواه أَحمد بن یحیی عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و انْحَطَّ داعِیكَ، بِلا إِسْكاتِ، من البُكاءِ الحَقِّ و الثُّهاتِ
(1). قوله [و النعجة، و فیما بعد و شریان] كذا بالأَصل و التهذیب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 21‌

فصل الجیم؛ ج2، ص: 21

جبت؛ ج2، ص: 21

: الجِبْتُ: كلُّ ما عُبِدَ مِن دون اللَّه، و قیل: هی كلمة تَقَعُ علی الصَّنَم و الكاهن و الساحر، و نَحْوِ ذلك. الشَّعبیُّ فی قوله تعالی: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْكِتٰابِ یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ؛قال: الجِبْتُ السحر «2»، و الطَّاغُوتُ الشیطان.و‌عن ابن عباس: الطَّاغُوت كَعْبُ بن الأَشرف، و الجِبْتُ حُیَیُّ بن أَخْطَبَ.و‌فی الحدیث: الطِّیَرةُ و العِیافَةُ و الطَّرْقُ من الجِبْتِ.قال الجوهری: و هذا لیس من مَحْضِ العربیة، لاجتماع الجیم و التاء فی كلمة من غیر حرف ذَولَقِیّ.

جتت؛ ج2، ص: 21

: التَّهْذیبُ: أَهمله اللیث. ثعلب عن ابن الأَعرابی: الجَتُّ الجَسُّ للكَبْش لتَنْظُرَ أَ سَمِینٌ أَم لا.

جفت؛ ج2، ص: 21

: فی نوادر الأَعراب: اجْتَفَتَ المالَ، و اكْتَفَتَهُ، و ازْدَفَتَهُ، و ازْدَعَتَهُ إِذا اسْتَحَبَه أَجْمَعَ.

جلت؛ ج2، ص: 21

: الجَلِیتُ: لغة فی الجَلِیدِ، و هو ما یقع من السماء. و جالُوتُ: اسم رجل أَعجمی، لا ینصرف. و فی التنزیل العزیز: وَ قَتَلَ دٰاوُدُ جٰالُوتَ. و یقال: جَلَتُّه عشرینَ سَوْطاً أَی ضَرَبْته؛ و أَصله جَلَدْتُه، فأُدْغِمَت الدال فی التاء.

جوت؛ ج2، ص: 21

: جَوْتَ جَوْتَ: دُعاءُ الإِبل إِلی الماءِ؛ فإِذا أَدخلوا علیه الأَلف و اللام، تركوه علی حاله قبل دخولهما؛ قال الشاعر، أَنشده الكسائی: دَعاهُنَّ رِدْفِی، فارْعَوَیْنَ لِصَوْتِه، كما رُعْتَ بالجَوْتَ الظِّماءَ الصَّوادِیا نصبه مع الأَلف و اللام، علی الحكایة: و الرِّدْفُ: الصاحبُ و التابعُ، و كلُّ شی‌ء تبع شیئاً فهو رِدْفُه. و كان أَبو عمرو یكسر التاء، من قوله بالجَوْتِ، و یقول: إِذا أُدخلت علیه الأَلف و اللام ذَهَبَتْ منه الحكایةُ؛ و الأَوَّل قول الفراء و الكسائی. و كان أَبو الهیثم یُنْكِر النصب، و یقول: إِذا دخل علیه الأَلف و اللام أُعرب، و ینشده: كما رُعْتَ بالجَوْتِ؛ و قال أَبو عبید: قال الكسائی: أَراد به الحكایة، مع اللام؛ قال أَبو الحسن؛ و الصحیح أَن اللام هنا زائدة، كزیادتها فی قوله: و لقد نَهَیْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ فبقیت علی بنائها؛ و رواه یعقوب: كما رُعْتَ بالجَوْت؛ و القول فیها كالقول فی الجَوْتِ، و قد جاوَتَها؛ و الاسم منه؛ الجُواتُ؛ قال الشاعر: جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه و قال بعضهم: جایَتَها، فهاجَها جُواتُه و هذا إِنما هو علی المُعاقَبة؛ أَصلها جاوَتَها، لأَنه فاعَلَها مِن جَوْتِ جَوْتِ، و طَلَبَ الخِفَّةَ، فَقَلبَ الواو یاء، أَ لا تراه رَجَع فی قوله: فهاجَها جُواتُه، إِلی الأَصل الذی هو الواو، و قد یكون شاذّاً، نادراً.

جیت؛ ج2، ص: 21

: جایَتَ الإِبل: قال لها: جَوْتِ جَوْتِ، و هو دُعاؤُه إِیاها إِلی الماء؛ قال: جایَتَها فهاجَها جُواتُه هكذا رواه ابن الأَعرابی؛ و هذا یبطله التصریف، لأَن جایتها من الیاء، و جَوْتِ جَوْتِ من الواو، اللهم إِلا أَن یكون مُعاقَبةً حِجازِیَّةً، كقولهم:
(2). قوله [الجبت السحر إلخ] و علیه الشعبی و عطاء و مجاهد و أَبو العالیة. و عن ابن الأعرابی: الجبت رئیس الیهود: و الطاغوت رئیس النصاری: كذا فی التهذیب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 22
الصُّیاعُ فی الصُّواعِ، و المَیاثِقُ فی المواثِقِ، أَو تكون لفظةً علی حِدَةٍ؛ و الصحیح: جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه و هكذا رواه القَزَّازُ.

فصل الحاء المهملة؛ ج2، ص: 22

حبت؛ ج2، ص: 22

: الأَزهری فی آخر ترجمة بحت: و حِبْتَوْنُ اسم جبل بناحیة الموصل.

حبرت؛ ج2، ص: 22

: ابن الأَعرابی: كَذِبٌ حِبْریتٌ و حَنْبَریتٌ أَی خالصٌ مُجَرَّد، لا یستره شی‌ء.

حتت؛ ج2، ص: 22

: الحَتُّ: فَرْكُكَ الشی‌ءَ الیابسَ عن الثَّوْب، و نحوه. حَتَّ الشی‌ءَ عن الثوب و غیره یَحُتُّه حَتًّا: فَركَه و قَشَره، فانْحَتَّ و تَحاتَّ؛ و اسمُ ما تَحاتَّ منه: الحُتاتُ، كالدُّقاقِ، و هذا البناء من الغالب علی مثل هذا و عامَّتِه الهاءُ. و كلُّ ما قُشِرَ، فقد حُتَّ. و‌فی الحدیث: أَنه قال لامرأَة سأَلته عن الدم یُصیب ثَوبَها، فقال لها: حُتِّیه و لو بضِلَعٍ؛ معناه: حُكِّیه و أَزِیلیه. و الضِّلَعُ: العُودُ. و الحَتُّ و الحَكُّ و القَشْرُ سواء؛ و قال الشاعر: و ما أَخَذَ الدِّیوانَ، حَتَّی تَصَعْلَكا زَماناً، و حَتَّ الأَشْهبانِ غِناهُما حَتَّ: قَشَر و حَكَّ. و تَصَعْلَك: افْتَقَر. و‌فی حدیث عمر: أَنَّ أَسْلَمَ كانَ یأْتیه بالصاع من التَّمْر، فیقول: حُتَّ عنه قِشْرَه‌أَی اقْشِرْه؛ و منه‌حدیث كَعْب: یُبْعَثُ من بَقِیعِ الغَرْقَدِ سبعون أَلفاً، هم خِیارُ مَن یَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ‌أَی یَنْقَشِرُ و یَسْقُط عن أُنوفهم المَدَرُ، و هو التُّراب. و حُتاتُ كُلّ شی‌ء: ما تَحاتَّ منه؛ و أَنشد: تَحُتُّ بِقَرنَیْها بَرِیرَ أَراكةٍ، و تَعْطُو بِظِلْفَیْها، إِذا الغُصْنُ طالَها و الحَتُّ دون النَّحْت. قال شمر: تَرَكْتُهم حَتًّا فَتًّا بَتًّا إِذا اسْتَأْصَلْتَهم. و فی الدُّعاء: تَرَكَه اللَّهُ حَتّاً فَتّاً لا یَمْلأُ كَفًّا أَی مَحْتُوتاً أَو مُنْحَتّاً. و الحَتُّ، و الانْحِتاتُ، و التَّحاتُّ، و التَّحَتْحُتُ: سُقوطُ الورق عن الغُصن و غیره. و الحَتُوتُ من النَّخْلِ: التی یَتَناثَرُ بُسْرُها، و هی شجرة مِحْتاتٌ مِنْثارٌ. و تَحاتَّ الشی‌ءُ أَی تَناثَرَ. و‌فی الحدیث: ذاكرُ اللَّهِ فی الغافِلینَ مَثَلُ الشَّجرة الخَضْراء وَسَطَ الشَّجَر الذی تَحاتَّ وَرَقُه من الضَّریبِ؛ أَی تَساقَطَ. و الضَّریبُ: الصَّقِیعُ. و‌فی الحدیث: تَحاتَّتْ عنه ذُنُوبه‌أَی تَساقَطَتْ. و الحَتَتُ: داء یُصیب الشجر، تَحاتُّ أَوراقُها منه. و انْحَتَّ شَعَرُه عن رأْسه، و انْحَصَّ إِذا تَساقَطَ. و الحَتَّةُ: القَشْرَةُ. و حَتَّ اللَّهُ ماله حَتّاً: أَذْهَبَه، فأَفْقَره، علی المثل. و أَحَتَّ الأَرْطی: یَبِسَ. و الحَتُّ: العَجلَةُ فی كل شی‌ء. و حَتَّه مائةَ سَوْطٍ: ضَربَه و عَجَّلَ ضَرْبَه. و حَتَّه دراهمه: عَجَّل له النَّقْدَ. و فرس حَتٌّ: جَواد سریع، كثیر العَدْو؛ و قیل: سریعُ العَرَقِ، و الجمع أَحْتاتٌ، لا یُجاوَزُ به هذا البناءُ. و بَعِیر حَتٌّ و حَتْحَتٌ: سریعُ السَّیْرِ خفیفٌ، و كذلك الظلیم؛ و قال الأَعْلم بن عبد اللَّه الهذلی: علی حَتِّ البُرایةِ، زمْخَرِیِّ السَواعِدِ، ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوالِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 23
و إِنما أَراد حَتّاً عند البُرایةِ أَی سَریع عند ما یَبْریه من السَّفَر؛ و قیل: أَرادَ حَتَّ البَرْیِ، فوضع الاسمَ موضع المصدر؛ و خالف قوم من البصریین تفسیر هذا البیت، فقالوا: یعنی بعیراً، فقال الأَصمعی: كیف یكون ذلك، و هو یقول قبله: كأَنَّ مُلاءَتَیَّ علی هِجَفٍّ، یَعِنُّ مع العَشِیَّةِ للرِّئالِ؟ قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِنما هو ظَلِیمٌ، شَبَّه به فَرَسَه أَو بعیرَه، أَ لا تَراه قال: هِجَفٍّ، و هذا من صفة الظلیم، و قال: ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوالِ، و الفرسُ أَو البَعِیرُ لا یأْكلانِ الشَّرْیَ، إِنما یَهْتَبِدُه النَّعامُ، و قوله: حَتِّ البُرایة، لیس هو ما ذهب إِلیه من قوله: إِنه سریع عند ما یَبْریه من السَّفَر، إِنما هو مُنْحَتُّ الریش لما یَنْفُضُ عنه عِفاءَه من الربیع، و وَضَع المصدر الذی هو الحَتُّ موضعَ الصفة الذی هو المُنْحَتُّ؟ و البُرایة: النُّحاتةُ. و زَمْخَریُّ السَّواعِدِ: طویلُها. و الحَتُّ: السریعُ أَی هو سریع عندما براه السَّیْرُ. و الشَّرْیُ: شجرُ الحَنْظلِ، واحدته شَرْیَة. و قال ابن جنی: الشَّرْیُ شجر تُتَّخذ منه القِسیُّ؛ قال: و قوله ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوالِ، یُرید أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالًا سَتَرْته فزاد اسْتِیحاشُه، و لو كُنَّ قِصاراً لَسَرَّح بَصَرَه، و طابَتْ نفسُه، فَخَفَّضَ عدوه. قال ابن بری: قال الأَصمعی: شَبَّه فرسه فی عَدْوه و هَرَبِه بالظلیم، و اسْتَدَلَّ بقوله: كأَنَّ مُلاءَتَیَّ علی هِجَفٍّ قال: و فی أَصل النسخة شَبَّه نَفْسَه فی عَدْوه، قال: و الصواب شَبَّه فَرسَه. و الحَتْحَتَةُ: السُّرْعة. و الحَتُّ أَیضاً: الكریم العَتِیقُ. و حَتَّه عن الشی‌ء یَحُتُّه حَتّاً: ردّه. و‌فی الحدیث: أَنه قال لسَعْدٍ یوم أُحُدٍ: احْتُتْهم یا سَعْدُ، فِداك أَبی و أُمی؛ یعنی ارْدُدْهم. قال الأَزهری: إِن صَحَّت هذه اللفظةُ، فهی مأْخوذة من حَتَّ الشی‌ءَ، و هو قَشْرُه شیئاً بعد شی‌ء و حَكُّه. و الحَتُّ: القَشْر. و الحَتُّ: حَتُّكَ الورقَ من الغُصْن، و المَنِیَّ من الثوب و نحوه. و حَتُّ الجَراد: مَیِّته. و جاء بتَمْرٍ حَتٍّ: لا یَلْتَزِق بعضُه ببعض. و الحُتاتُ من أَمراض الإِبل: أَن یأْخُذَ البعیرَ هَلْسٌ، فیتغیر لَحمُه و طَرْقُه و لَوْنُه، و یَتَمعَّطُ شَعَرُه؛ عن الهَجَرِیِّ. و الحَتُّ: قبیلة من كِنْدَةَ، یُنْسَبون إِلی بلد، لیس بأُمّ و لا أَب؛ و أَما قول الفرزدق: فإِنكَ واجِدٌ دونی صُعُوداً، جَراثِیمَ الأَقارِع و الحُتاتِ فیَعْنی به حُتاتَ بنَ زیْدٍ المُجاشِعیَّ؛ و أَورد هذا اللیث فی ترجمة قَرَع، و قال: الحُتاتُ بِشْرُ بن عامر بن عَلْقمة. و حَتِّ: زَجْرٌ للطیر. قال ابن سیدة: و حَتَّی حرف من حروف الجرّ كإِلی، و معناه الغایة، كقولك: سِرْتُ الیومَ حتی اللیلِ أَی إِلی اللیل، و تدخل علی الأَفعال الآتیة فتنصبها بإِضمار أَن، و تكون عاطفة؛ و قال الأَزهری: قال النحویون حتی تجی‌ء لوقت مُنْتَظَر، و تجی‌ء بمعنی إِلی، و أَجمعوا أَنَّ الإِمالة فیها غیر مستقیمة، و كذلك فی علی؛ و لِحَتی فی الأَسماء و الأَفعال أَعمالٌ مختلفة، و لم یفسرها فی هذا المكان؛ و قال بعضهم: حَتَّی فَعْلی من الحَتِّ، و هو الفَراغُ من الشی‌ء،
لسان العرب، ج‌2، ص: 24
مثل شَتَّی من الشَّتِّ؛ قال الأَزهری: و لیس هذا القول مما یُعَرَّجُ علیه، لأَنها لو كانت فَعْلی من الحتِّ، كانت الإِمالةُ جائزةً، و لكنها حرفُ أَداةٍ، و لیست باسم، و لا فعل؛ و قالَ الجوهری: حَتَّی فَعْلی، و هی حرف، تكون جارَّةً بمنزلة إِلی فی الانتهاء و الغایة، و تكون عاطفة بمنزلة الواو، و قد تكون حرف ابتداء، یُسْتأْنف بها الكلامُ بعدها؛ كما قال جریر یهجو الأَخْطل، و یذكر إِیقاع الجَحَّافِ بقومه: فما زالت القَتْلی تَمُجُّ دماءَها بدِجْلَةَ، حتی ماءُ دِجْلةَ أَشْكَلُ لنا الفَضلُ فی الدُّنیا، و أَنْفُكَ راغِمٌ، و نحنُ لكم، یومَ القیامةِ، أَفْضَلُ و الشَّكَلُ: حُمْرة فی بیاض؛ فإِن أَدخلتها علی الفعل المستقبل، نصبته بإِضمار أَن، تقول: سِرْتُ إِلی الكوفة حتی أَدخُلَها، بمعنی إِلی أَن أَدخلها؛ فإِن كنتَ فی حالِ دخولٍ رَفَعْتَ. و قرئ: وَ زُلْزِلُوا حَتّٰی یَقُولَ الرَّسُولُ، و یقولُ، فمَن نصب جعله غایة، و مَن رفع جعله حالًا، بمعنی حتی الرسولُ هذه حالهُ؛ و قولهم: حَتَّامَ، أَصلُه حتی ما، فحذفت أَلف ما للاستفهام؛ و كذلك كل حرف من حروف الجرّ یضاف فی الاستفهام إِلی ما، فإِن أَلف ما تحذف فیه، كقوله تعالی: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ؟ و فِیمَ كُنْتُمْ؟ و لِمَ تُؤْذُونَنِی؟ و عَمَّ یَتَسٰاءَلُونَ؟ و هُذَیْلٌ تقول: عَتَّی فی حتَّی.

حذرفت؛ ج2، ص: 24

: یقال: فلان لا یملك حَذْرَفوتاً أَی شیئاً؛ و فی التهذیب أَی قِسْطاً، كما یقال: فلان لا یملك إِلا قُلامَةَ ظُفْر.

حرت؛ ج2، ص: 24

: الحَرْتُ: الدَّلْكُ الشدید. حَرَتَ الشی‌ءَ یَحْرُته حَرْتاً: دَلَكه دَلْكاً شدیداً. و حَرَتَ الشی‌ءَ یَحْرُته حَرْتاً: قَطَعه قَطْعاً مُسْتَدیراً، كالفَلْكة و نحوها. قال الأَزهری: لا أَعرف ما قال اللیث فی الحَرْتِ، أَنه قَطْعُ الشی‌ء مستدیراً، قال: و أَظنه تصحیفاً، و الصواب خَرَتَ الشی‌ءَ یَخْرُته، بالخاء، لأَن الخُرْتة هی الثَّقْبُ المستدیر. و رُوی عن أَبی عمرو أَنه قال: الحُرْتة؛ بالحاء، أَخْذُ لَذْعةِ الخَرْدَل، إِذا أَخَذَ بالأَنف؛ قال: و الخُرْتةُ، بالخاء، ثَقْبُ الشَّعِیرةِ، و هی المِسَلَّة. ابن الأَعرابی: حَرِتَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقه. و المَحْروتُ: أَصلُ الأَنْجُذانِ، و هو نباتٌ؛ قال إمرؤُ القیس: قایَظْنَنا یأْكُلْن فِینا قِدًّا، و مَحْرُوتَ الخِمال واحدته: مَحْروتة؛ و قلّما یكون مفعول اسماً، إِنما بابه أَن یكون صفة، كالمَضْروب و المَشْؤُوم، أَو مصدراً كالمَعْقُول و المَیْسُور. ابن شمیل: المَحْرُوتُ شجرةٌ بیضاء، تُجْعَلُ فی المِلْح، لا تُخالِطُ شیئاً إِلَّا غَلَب رِیحُها علیه، و تَنْبُتُ فی البادیة، و هی ذكیة الریح جدّاً، و الواحدة مَحْرُوتة. الجوهری: رجل حُرَتَةٌ: كثیر الأَكل، مثال هُمَزة.

حفت؛ ج2، ص: 24

: الحَفْتُ: الإهْلاكُ. حَفَته اللَّهُ حَفْتاً: أَهْلَكَه، و دَقَّ عُنُقَه؛ قال الأَزهری: لم أَسمع حَفَتَه بمعنی دَقَّ عُنُقَه لغیر اللیث؛ قال: و الذی سمعناه حَفَتَه و لَفَتَهُ إِذا لَوَی عُنُقَه و كسره؛ فإِن جاء عن العرب حَفَتَه بمعنی عَفَتَه، فهو صحیح، و یُشْبِه أَن یكون صحیحاً لِتَعاقُبِ الحاء و العین فی حروف كثیرة. و نقل عن الأَصمعی: إِذا كان مع قِصَرِ الرِّجْل سِمَنٌ، قیل: رَجلٌ
لسان العرب، ج‌2، ص: 25
حَفَیْتَأٌ، مهموز مقصور، و مثله حَفَیسَأٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لا تَجْعَلِینی و عُقَیلًا عِدْلَیْن، حَفَیسَأَ الشَّخْصِ، قَصِیرَ الرِّجْلَین الجوهری: الحَفْتُ الدَّقّ، و الحَفِتُ: لغة فی الفَحِثِ. و رجل حَفَیْتَأٌ، مهموز غیر ممدود، و حَفَیْتَی: قصیر لئیم الخِلْقة، و قیل: ضَخْم.

حلت؛ ج2، ص: 25

: الحَلِیتُ: الجَلِیدُ و الصَّقِیعُ، بلغة طیِّئٍ. و الحِلْتِیتُ: عِقِّیر معروف. قال ابن سیدة، و قال أَبو حنیفة: الحِلْتِیتُ عربی، أَو مُعَرَّب، قال: و لم یَبْلُغْنی أَنه یَنْبُتُ ببلاد العرَب، و لكن یَنْبُتُ بین بُسْتَ و بین بلادِ القَیْقانِ؛ قال: و هو نبات یَسْلَنْطِحُ، ثم یخرج من وسطه قَصَبةٌ، تَسْمُو فی رأْسها كُعْبُرةٌ؛ قال: و الحِلْتِیتُ أَیضاً صمغ یخرج فی أُصول ورق تلك القَصَبة؛ قال: و أَهلُ تلك البلاد یَطْبُخُون بَقْلَة الحِلْتِیتِ، و یأْكلونها، و لیست مما یبقی علی الشتاء. الجوهری: الحِلْتِیتُ صمغ الأَنْجُذانِ؛ قال: و لا تقل: حِلْثِیتٌ، بالثاء؛ و ربما قالوا: حِلِّیتٌ، بتشدید اللام. الأَزهری: الحِلْتِیتُ الأَنْجَرُذُ؛ و أَنشد: علیكَ بقُنْأَةٍ، و بِسَنْدَرُوسٍ، و حِلْتِیتٍ، و شیْ‌ءٍ من كَنَعْدِ قال الأَزهری: أَظن أَنَّ هذا البیت مصنوع، و لا یحتج به؛ قال: و الذی حفظته عن البَحْرانیین: الخِلْتِیتُ، بالخاء، الأَنْجَرُذُ، قال: و لا أُراه عربیّاً محضاً. و رُوِیَ عن ابن الأَعرابی، قال: یومٌ ذو حِلِّیتٍ إِذا كان شدیدَ البَرْد، و الأَزِیزُ مِثْلُه. قال: و الحَلْتُ لُزُومُ ظَهْر الخیل. و حَلَتُّ رأْسی: حَلَقْتُه. و حَلَتُّ دَیْنی: قَضَیتُه. و حَلَتُّ الصوفَ: مَرَقْتُه. الأَزهری عن اللحیانی: حَلأْتُ الصُّوفَ عن الشاة حَلأً، وَ حَلَتُّه حَلْتاً، و هی الحُلاتةُ، و الحُلاءَةُ: النُّتافةُ. و حَلَتُّ فلاناً: أَعطیته. قال الأَصمعی: حَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ: جَلَدْتُه؛ و حَلَتُّه: ضَرَبْتُه، و قیل: حَلأْتُه. و حِلِّیتُ: موضع، و كذلك الحَلِّیتُ.

حمت؛ ج2، ص: 25

: یومٌ حَمْتٌ، بالتسكین: شدید الحرّ، و لیلة حَمْتَةٌ، و یومٌ مَحْتٌ، و لیلة مَحْتَةٌ. و قد حَمُتَ یومُنا، بالضم، إِذا اشتدّ حرّه. و قد حَمُتَ و مَحُتَ: كلُّ هذا فی شدة الحرّ؛ و أَنشد شمر: من سافِعاتٍ، و هَجیرٍ حَمْتِ أَبو عمرو: الماحِتُ الیومُ الحارُّ. أَبو عمرو: الحامِتُ التمرُ الشدید الحلاوة. و الحَمِیتُ من كل شی‌ء: المَتِینُ، حتی إِنهم لیقولون تَمْر حَمِیتٌ، و عَسل حَمِیتٌ، و ما أَكلتُ تمراً أَحْمَتَ حلاوةً من الیَعْضُوضِ أَی أَمْتن. ابن شمیل: حَمَتَكَ اللهُ علیه أَی صَبَّكَ الله علیه بحَمْتِكَ. و غَضَبٌ حَمِیت: شدید؛ قال رؤبة: حتی یَبُوخَ الغضَبُ الحَمِیتُ یعنی الشدید أَی یَنْكَسِرَ و یَسْكُنَ. و الحَمِیتُ: وعاء السَّمْن، كالعُكَّةِ، و قیل: وِعاءُ السَّمْنِ الذی مُتِّنَ بالرُّبِّ، و هو من ذلك؛ و قیل: الحَمِیتُ أَصغر منَ النِّحْیِ؛ و قیل: هو الزِّقّ الصغیر، و الجمع من كل ذلك حُمُتٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه قال لرجل أَتاه سائلًا فقال: هَلَكْتُ فقال له: أَ هَلَكْتَ، و أَنتَ تَنِثُّ نَثِیثَ الحَمِیتِ؟قال الأَحمر: الحَمِیتُ الزِّقُّ المُشْعَرُ الذی یجعل
لسان العرب، ج‌2، ص: 26
فیه السمن و العسل و الزیت. الجوهری: الحَمِیتُ الزِّقُّ الذی لا شَعْرَ علیه، و هو للسَّمْن. قال ابن السكیت: فإِذا جُعِلَ فی نِحْیِ السَّمْن الرُّبُّ، فهو الحَمیتُ، و إِنما سمی حَمِیتاً، لأِنه مُتِّنَ بالرُّبِّ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللَّه عنه: فإِذا حَمِیتٌ من سمن؛ قال: هو النِّحْیُ و الزِّقُّ. و‌فی حدیث وَحْشِیٍّ: كأَنه حَمِیتٌ‌أَی زِقٌّ. و‌فی حدیث هندٍ لمَّا أَخبرها أَبو سفیان بدخول النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، مكةَ، قالت: اقتلوا الحَمِیتَ الأَسْوَدَ؛ تعنیه استعظاماً لقوله، حدیث واجهها بذلك. و حَمِتَ الجَوْزُ و نحوه: فَسَدَ و تَغَیَّر. و التَّحْمُوتُ: كالحَمِیتِ؛ عن السیرافی. و تَمْرٌ حَمْتٌ، و حَمِیتٌ، و تَحْمُوتٌ: شدیدُ الحَلاوة. و هذه التمرة أَحْمَتُ حَلاوةً من هذه أَی أَصْدَقُ حلاوَةً، و أَشدُّ، و أَمْتَنُ.

حنت؛ ج2، ص: 26

: ابن سیدة: الحانُوتُ، معروف، و قد غَلَبَ علی حانوتِ الخَمَّار، و هو یُذَكَّرُ و یُؤَنَّث؛ قال الأَعشی: و قد غَدَوْتُ إِلی الحانوتِ، یَتْبَعُنی شارٍ مُشِلٌّ، شَلُولٌ شُلْشُلٌ، شَوِلُ و قال الأَخطل: و لقد شَرِبتُ الخَمْرَ فی حانوتِها، و شَرِبْتُها بأَرِیضَةٍ مِحْلالِ قال أَبو حنیفة: النَّسَبُ إِلی الحانُوت حانیٌّ و حانَویٌّ؛ قال الفرَّاءُ: و لم یقولوا حانوتیٌّ. قال ابن سیدة: و هذا نَسَبٌ شاذ البتةَ، لا أَشَذَّ منه لأَنَّ حانُوتاً صحیح، و حانیّ و حانَوِیٌّ معتل، فینبغی أَن لا یُعْتَدَّ بهذا القول. و الحانوت أَیضاً: الخَمَّارُ نَفْسُه؛ قال القُطامِیّ: كُمَیْتٌ، إِذا ما شَجَّها الماءُ، صَرَّحَتْ ذَخِیرةُ حانوتٍ، علیها تَناذُرُهْ و قال المتنخل الهذلی: تَمَشَّی بیننا حانوتُ خَمْرٍ، مِن الخُرْسِ الصَّراصِرَةِ القِطاطِ قیل: أَی صاحبُ حانوتٍ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه أَحْرَقَ بیتَ رُوَیْشِدٍ الثَقَفِیِّ، و كان حانوتاً یُعاقَرُ فیه الخَمرُ و یباع، و كانت العرب تسمی بیوتَ الخَمَّارین الحوانیتَ، و أَهلُ العراق یسمونها المَواخِیرَ، واحدها: حانوتٌ و ماخُورٌ. و الحانَة أَیضاً: مثله؛ و قیل: إِنهما من أَصل واحد، و إِن اختلف بناؤُهما، و أَصلها حانُوَةٌ، بوزن تَرْقُوَة، فلَما سكنت الواو، انقلبت هاء التأْنیث تاء. الأَزهری، أَبو زید: رجل حِنْتَأْوٌ، و امرأَةٌ حِنْتَأْوة: و هو الذی یُعْجَبُ بنفسه و هو فی أَعین الناس صغیر، و هذه اللفظة ذكرها ابن سیدة فی ترجمة حتأَ. الحِنْتَأْوُ: القَصِیر الصغیر، و قد تقدم ذكرها. قال الأَزهری: أَصلها ثلاثیة أُلحقت بالخماسی بهمزة و واو، زیدتا فیها.

حنبرت؛ ج2، ص: 26

: كَذِبٌ حَنْبَرِیتٌ: خالصٌ، و كذلك ماء حَنْبَرِیتٌ، و صُلْحٌ حَنْبریتٌ. و ضاوِیٌّ حَنْبریتٌ: ضعیف. و یقال: جاء بِكَذِبٍ سُمَّاقٍ، و باءَ بكَذِب حَنْبَریتٍ إِذا جاء بكَذِبٍ خالص، لا یُخالِطُه صِدْق.

حوت؛ ج2، ص: 26

: الحُوتُ: السمكة، و فی المحكم: الحُوتُ: السمك، معروف؛ و قیل: هو ما عظُمَ منه، و الجمع أَحْواتٌ، و حِیتانٌ؛ و قوله: و صاحِبٍ، لا خَیرَ فی شَبابه، أَصْبَحَ سَوْمُ العِیسِ قدْ رَمی به
لسان العرب، ج‌2، ص: 27
علی سَبَنْدًی، طالَ ما اغْتَلی به حُوتاً، إِذا ما زادَنا حِئْنا به إِنما أَراد مِثْلَ حُوتٍ لا یكفیه ما یَلْتَهِمُه و یَلْتَقِمُه، فنَصَبه علی الحال، كقولك مررت بزیدٍ أَسَداً شِدَّةً، و لا یكون إِلّا علی تقدیر مثل و نحوها، لأِنَّ الحُوتَ اسم جنس لا صفةٌ، فلا بد، إِذا كان حالًا، من أَن، یُقَدَّرَ فیه هذا، و ما أَشبهه. و الحُوتُ: بُرْجٌ فی السماء. و حاوتَك فلانٌ إِذا راوَغَك. و المُحاوَتةُ: المُراوَغَة. و هو یُحاوِتُنی أَی یُراوغُنی؛ و أَنشد ثعلب: ظَلَّتْ تُحاوِتُنی رَمْداءُ داهیةٌ، یومَ الثَّوِیَّةِ، عن أَهْلی، و عن مالی و حاتَ الطائرُ علی الشی‌ء یَحُوتُ أَی حامَ حَوْله. و الحَوْتُ و الحَوَتانُ: حَوَمانُ الطائر حَولَ الماء، و الوَحْشِیِّ حَوْلَ الشی‌ء، و قد حاتَ به یَحُوت؛ قال طَرَفَة بن العَبْد: ما كنتُ مَجْدُوداً، إِذا غَدَوتُ، و ما لَقِیتُ مِثْلَ ما لَقِیتُ، كطائرٍ ظَلَّ بنا یَحُوتُ، یَنْصَبُّ فی اللُّوحِ فما یَفُوتُ، یَكادُ مِن رَهْبَتِنا یَمُوتُ و الحَوتاءُ من النساء: الضَّخْمة الخاصرتین، المُستَرْخیةُ اللحم. و بَنُو حُوتٍ: بطنٌ. و‌فی الحدیث، قال أَنس: جئت إِلی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و علیه خَمِیصة حُوتِیَّة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی بعض نسخ مسلم؛ قال: و المحفوظ جَوْنِیَّة أَی سوداء، و أَما بالحاء فلا أَعرفها، قال: و طال ما بحثت عنها، فلم أَقف لها علی معنی، و جاءَت فی روایة حَوْتَكِیَّة، لعلها منسوبة إِلی القِصَر، لأَن الحَوْتَكِیَّ الرجلُ القصیر الخَطْوِ، أَو هی منسوبة إِلی رجل اسمه حَوْتَكٌ. و الحائِتُ: الكثیر العَذْلِ.

فصل الخاء المعجمة؛ ج2، ص: 27

خبت؛ ج2، ص: 27

: الخَبْتُ: ما اتَّسَعَ من بطُون الأَرْضِ، عربیة مَحْضَةٌ، و جمعه: أَخْباتٌ و خُبوتٌ. و قال ابن الأَعرابی: الخَبْتُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض و اتَّسَعَ؛ و قیل: الخَبْتُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض و غَمُضَ، فإِذا خَرَجْتَ منه، أَفْضَیْتَ إِلی سَعَةٍ؛ و قیل: الخَبْتُ سَهْل فی الحَرَّة؛ و قیل: هو الوادی العَمیقُ الوَطی‌ءُ، ممدود، یُنْبِتُ ضُروبَ العِضاه. و قیل: الخَبْتُ الخَفِیُّ المطمئن من الأَرض، فیه رمل. و‌فی حدیث عمرو بن یَثْرَبیّ: إِنْ رأَیتَ نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَة و زِناداً بِخَبْتِ الجَمِیشِ، فلا تَهِجْها.قال القتیبی: سأَلت الحجازیین، فأَخبرونی أَن بین المدینة و الحِجاز صحراء، تُعْرَف بالخَبْت. و الجَمیشُ: الذی لا یُنْبِتُ. و خبَتَ ذكره إِذا خَفِیَ؛ قال: و منه المُخْبِتُ من الناس. و أَخْبَتَ إِلی ربه أَی اطْمَأَنَّ إِلیه. و‌رُوِی عن مجاهد فی قوله: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِینَ؛ قال: المُطْمَئِنِّین، و قیل: هم المُتَواضِعون، و كذلك قال فی قوله: وَ أَخْبَتُوا إِلیٰ رَبِّهِمْ أَی تواضَعُوا؛ و قال الفراء: أَی تَخَشَّعوا لربهم، قال: و العَرَبُ تَجْعَلُ إِلی فی موضع اللام. و فیه خَبْتَة أَی تواضع. و أَخْبَتَ للَّه: خَشَعَ؛ و أَخْبَتَ: تواضَعَ، و كلاهما
لسان العرب، ج‌2، ص: 28
من الخَبْتِ. و فی التنزیل العزیز: فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ؛ فسره ثعلب بأَنه التواضُع. و‌فی حدیث الدعاء: و اجْعَلْنی لك مُخْبِتاً‌أَی خاشعاً مطیعاً. و الإِخْباتُ: الخُشوع و التَّواضُع. و‌فی حدیث ابن عباس: فیجعلها مُخْبِتةً مُنِیبةً، و أَصل ذلك من الخَبْتِ المطمئن من الأَرض. و الخَبِیتُ: الحَقیر الرَّدی‌ءُ من الأَشیاء؛ قال الیَهُودِیُّ «3» الخَیْبریّ: یَنْفَعُ الطَّیِّبُ القلیلُ من الرّزْقِ، و لا یَنْفَعُ الكَثیرُ الخَبِیتُ و سأَل الخلیلُ الأَصْمَعیَّ عن الخَبِیتِ، فی هذا البیت، فقال له: أَراد الخَبِیثَ و هی لغة خَیْبَر، فقال له الخلیل: لو كان ذلك لغَتَهم، لقال الكتیر، و إِنما كان یَنبغی لك أَن تقول: إِنهم یقلبون الثاء تاء فی بعض الحروف؛ و قال أَبو منصور فی بیت الیهودی أَیضاً: أَظن أَن هذا تصحیف، قال: لأَن الشی‌ء الحقیر الردی‌ء إِنما یقال له الخَتِیتُ بتاءَین، و هو بمعنی الخسِیس، فصحفه و جَعَله الخَبِیتَ. و‌فی حدیث أَبی عامر الراهب: لما بَلَغه أَنَّ الأَنصار قد بایعوا النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، تَغَیَّرَ و خَبُتَ؛ قال الخطابی: هكذا روِی بالتاء المعجمة، بنقطتین من فوق. یقال: رجل خَبِیتٌ أَی فاسد؛ و قیل: هو كالخَبیث، بالثاء المثلثة؛ و قیل: هو الحقیر الرَّدی‌ء. و الحَتِیت، بتاءَین: الخَسیسُ. و قوله‌فی حدیث مكحول: أَنه مَرَّ برجل نائم بعد العصر، فَدَفعه برجله، و قال: لقد عُوفِیت إنها ساعة تكون فیها الخَبْتَةُ؛ یرید الخَبْطَةَ، بالطاء، أَی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطٰانُ إِذا مَسَّه بخَبَل أَو جُنون، و كان فی لسان مكحول لُكْنةٌ، فجعل الطاء تاء. و الخَبْتُ: ماء لكَلْبٍ.

ختت؛ ج2، ص: 28

: الخَتُّ: الطَّعْنُ بالرماح مُدارَكاً. و الخَتَتُ: فُتُور یَجِدُه الإِنسان فی بدنه. و أَخَتَّ الرجلُ: اسْتَحْیا و سَكَتَ. التهذیب: أَخَتَّ الرجلُ، فهو مُخِتٌّ إِذا انكسَرَ و اسْتَحْیا إِذا ذُكِرَ أَبوه؛ قال الأَخطل: فمنْ یَكُ عن أَوائِله مُخِتّاً، فإِنَّكَ، یا وَلِیدُ، بهم فَخُورُ و المُخِتُّ: المنكسر. و المُخْتَتی نحو المُخِتّ، و هو المُتصاغر المنكسر. و رجل مُخِتّ: خاضع مُسْتَحْیٍ؛ و قیل: له كلامٌ أَخَتّ، منه، فهو مُخِتٌّ. و‌فی حدیث أَبی جَنْدَلٍ: أَنه اخْتاتَ للضَّرْب حتی خِیفَ علیه؛ قال ابن الأَثیر: قال شمر: هكذا روی، و المعروف أَخَتَّ الرجلُ إِذا انْكَسَرَ و اسْتَحْیا. ابن سیدة: أَخَتَّه القولُ: أَحْشَمه. و أَخَتَّ اللَّهُ حَظَّه: أَخَسَّه، و هو خَتِیتٌ؛ قال السَّمَوْأَلُ: لیس یُعْطَی القَوِیُّ فَضْلًا من المالِ، و لا یُحْرَمُ الضَّعِیفُ الخَتِیتُ بَلْ لكلٍّ من رزقِه، ما قَضَی اللَّهُ، و إِنْ حُزَّ أَنْفُه المُسْتَمِیتُ قال ابن بری: الذی فی شعره الضَّعیفُ السَّخِیتُ؛ و السَّخِیتُ: هو الدقیقُ المَهْزولُ، قال: و هذا هو الظاهر، لأَن المعنی أَن الرزق یأْتی الضعیف، و من لا یقدر علی التصرف؛ و أَما الخَسیسُ القَدْر فله قُدْرة علی التصرف، مع خَساسته و المُسْتَمِیتُ:
(3). قوله [قال الیهودی] هو السموأَل، كما فی التكملة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 29
الرجلُ المُسْتَقْتِل الذی لا یُبالی بالموت إِذا حارب. و الخَتِیتُ: الخَسیسُ من كل شی‌ءٍ؛ و الخَتِیتُ و الخَسیسُ واحد. و شهر خَتِیتٌ: ناقصٌ؛ عن كراع. و خَتٌّ: موضع.

خرت؛ ج2، ص: 29

: الخَرْتُ و الخُرْتُ: الثَّقْبُ فی الأُذن، و الإِبرة، و الفأْس، و غیرها، و الجمع أَخْراتٌ و خُرُوتٌ؛ و كذلك خُرْتُ الحَلْقة. و فأْسٌ فِنْدَأْیةٌ:؛ ضَخْمة لها خُرْتٌ و خُراتٌ، و هو خَرْقُ نِصابِها. و‌فی حدیث عمرو بن العاص، قال لما احْتُضِرَ: كأَنما أَتَنَفَّسُ من خُرْتِ إِبْرة‌أَی ثَقْبها. و أَخْراتُ المَزادة: عُراها، واحدتُها خُرْتةٌ، فكأَنَّ جمعه إِنما هو علی حذف الزائد الذی هو الهاءُ. التهذیب: و فی المَزادة أَخْراتُها، و هی العُری بینها القَصَبة التی تُحْمَلُ بها؛ قال أَبو منصور: هذا وَهَمٌ، إِنما هو خُرَبُ المَزاد، الواحدةُ خُرْبة؛ و كذلك خُرْبةُ الأُذُن، بالباءِ، و غُلام أَخْرَبُ الأُذُن. قال: و الخُرْتةُ، بالتاءِ، فی الحدید من الفأْس و الإِبرة؛ و الخُرْبةُ، بالباءِ، فی الجِلْد. و قال أَبو عمرو: الخُرْتةُ ثقب الشَّغِیزة، و هی المِسَلَّة. قال ابن الأَعرابی، و قال السَّلُولیّ: رادَ خُرْتُ القوم إِذا كانوا غَرِضین بمنزلهم لا یَقِرُّونَ؛ و رادَتْ أَخْراتُهم؛ و منه قوله: لقد قَلِقَ الخُرْتُ إِلا انْتظارا و الأَخْراتُ: الحَلَقُ فی رؤُوس النُّسُوع. و الخُرْتةُ: الحَلْقة التی تجری فیها النِّسْعة، و الجمع خُرْتٌ و خُرَتٌ، و الأَخْراتُ جمع الجمع؛ قال: إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ المِیسِ مُسعِدةً، یَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداریجِ و خَرَتَ الشی‌ءَ: ثَقَبه. و المَخْروتُ: المَشقوقُ الشَّفَة. و المَخْروتُ من الإِبل: الذی خَرَتَ الخِشاشُ أَنْفَه؛ قال: و أَعْلَمُ مَخْروتٌ، من الأَنْفِ، مارِنٌ، دَقیقٌ، متی تَرْجُمْ به الأَرضَ تَزْدَدِ یعنی أَنفَ هذه الناقة؛ یقال: جَمَل مَخْروتُ الأَنف. و الخَراتانِ: نجمانِ من كواكب الأَسَدِ، و هما كَوكَبانِ، بینهما قدرُ سَوْطٍ، و هما كَتِفا الأَسدِ، و هما زُبْرةُ الأَسد «1»؛ و قیل: سمِّیا بذلك لنُفُوذِهما إِلی جَوْفِ الأَسد؛ و قیل: إِنهما معتلَّانِ، واحدتُهما خَراة؛ حكاه كراع فی المعتل؛ و أَنشد: إِذا رأَیتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ: جَبْهَتَه أَو الخَراةَ و الكَتَدْ، بالَ سُهَیْلٌ فی الفَضِیخ، ففَسَدْ، و طابَ أَلْبانُ اللِّقاحِ، فَبَرَدْ قال ابن سیدة: فإِذا كان ذلك، فهی من [خ ر ی] أَو من [خ ر و]. و الخِرِّیت: الدلیلُ الحاذقُ بالدلالة، كأَنه ینظر فی خُرْتِ الإِبْرة؛ قال رؤْبة بن العجاج: أَرْمی بأَیْدی العِیسِ إِذ هَوِیتُ فی بَلْدةٍ، یَعْیا بها الخِرِّیتُ و یروی: یَعْنَی، قال ابن بَری: و هو الصواب. و معنی یَعْنی بها: یَضِلُّ بها و لا یَهْتَدی؛ یقال:
(1). قوله [و هما زبرة الأَسد] و هی مواضع الشعر علی أَكتافه، مشتق من الخرت و هو الثقب، فكأنهما ینخرتان إِلی جوف الأَسد أی ینفذان إِلیه اه. تكملة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 30
عَنِیَ عَلیه الأَمْرُ إِذا لم یَهْتَدِ له؛ و الجمع: الخَرارِتُ؛ و قال: یَغْبَی علی الدَّلامِزِ الخَرارِتِ و الدَّلامِزُ، بفتح الدال: جمع دُلامِزٍ، بضم الدال، و هو القویّ الماضی. و‌فی حدیث الهجرة: فاستَأْجَرَ رَجُلًا، من بنی الدِّیلِ، هادیاً خِرِّیتاً.الخِرِّیتُ: الماهر الذی یَهْتَدی لأَخْراتِ المَفاوِزِ، و هی طُرُقُها الخفیة و مَضایقُها؛ و قیل: أَراد أَنه یَهْتَدی فی مثل ثَقْبِ الإِبرة من الطریق. شمر: دلیلٌ خِرِّیتٌ بِرّیتٌ إِذا كان ماهراً بالدلالة، مأْخوذ من الخُرْتِ، و إِنما سمی خِرِّیتاً، لشَقِّه المَفازَةَ. و یقال: طریق مَخْرَت و مَثْقَبٌ إِذا كان مستقیماً بَیِّناً، و طُرُقٌ مَخارِتُ؛ و سمی الدلیل خِرِّیتاً، لأَنه یدل علی المَخْرَتِ؛ و سمی مَخْرَتاً، لأَن له مَنْفَذاً لا یَنْسَدُّ علی من سَلَكه. الكسائی: خَرَتْنا الأَرضَ إِذا عَرَفْناها، و لم تَخْفَ علینا طُرقُها؛ و یقال: هذه الطریق تَخْرُتُ بك إِلی موضع كذا و كذا أَی تَقْصِدُ بك. و الخُرْتُ: ضِلَعٌ صغیرة عند الصَّدْر، و جمعه أَخْراتٌ؛ و قال طرفة: و طَیُّ مَحالٍ كالحَنِیِّ خُلُوفُه، و أَخْراتُه لُزَّتْ بدَأْیٍ مُنَضَّدِ قال اللیث: هی أَضلاعٌ عند الصَّدْر مَعاً، واحدُها خُرْتٌ. التهذیب فی ترجمة خرط: و ناقة خَراطةٌ و خَراتة: تَخْتَرِطُ فتَذْهَبُ علی وَجْهها؛ و أَنشد: یَسوقُها خَراتةً أَبُوزا، یَجْعَلُ أَدْنی أَنْفِها الأُمْعُوزا و ذِئبٌ خُرْتٌ: سریع، و كذلك الكلب أَیضاً. و خَرْتةُ: فَرسُ الهُمام.

خفت؛ ج2، ص: 30

: الخَفْتُ و الخُفاتُ: الضَّعْفُ من الجوع و نحوه؛ و قد خُفِتَ. و الخُفوتُ: ضَعْفُ الصَّوْت من شِدَّة الجوع؛ یقال: صوت خَفیضٌ خَفیتٌ. و خَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سَكَنَ؛ و لهذا قیل للمیت: خَفَتَ إِذا انقطع كلامُه و سكت، فهو خافِتٌ. و الإِبل تُخافِتُ المَضْغَ إِذا اجتَرَّتْ. و المُخافَتةُ: إِخْفاءُ الصَّوْتِ. و خافَتَ بصوته: خَفَّضَه. و‌فی حدیث عائشة، قالت: ربما خَفَتَ النبیُّ، صلی اللَّه علیه و سلم، بقراءَته، و ربما جَهَر.و‌حدیثها الآخر: أُنْزِلَتْ [وَ لٰا تَجْهَرْ بِصَلٰاتِكَ وَ لٰا تُخٰافِتْ بِهٰا] فی الدُّعاء، و قیل فی القراءَة؛ و الخَفْتُ: ضِدُّ الجَهْرِ. و‌فی حدیث صلاة الجنازة: كان یقرأُ فی الأُولی بفاتحة الكتاب مُخافَتَةً، هو مفاعَلة منه. و‌فی حدیثها الآخر، نَظَرَتْ إِلی رجل كادَ یموتُ تَخافُتاً، فقالتْ: ما لهذا؟ فقیل: إِنه من القُرَّاء.التَّخافُتُ: تَكَلُّف الخُفُوتِ، و هو الضَّعْفُ و السُّكونُ، و إِظهارُه من غیر صحة. و خافَتَت الإِبلُ المَضْغَ: خَفَتَتْه. و خَفَتَ صوته یَخْفِتُ: رَقَّ. و المُخافَتَةُ و التَّخافُتُ: إِسْرار المَنْطِقِ، و الخَفْتُ مثله؛ قال الشاعر: أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ، و شَتَّانَ بین الجَهْر و المَنْطِقِ الخَفْتِ اللیث: الرجل یُخافِتُ بقراءَته إِذا لم یُبَیِّنْ قراءَته برفع الصوت. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَجْهَرْ بِصَلٰاتِكَ وَ لٰا تُخٰافِتْ بِهٰا. و تَخافَتَ القومُ إِذا تشاوَرُوا سِرّاً. و فی التنزیل العزیز: یَتَخٰافَتُونَ بَیْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلّٰا عَشْراً. و خَفَتَ الرجلُ خُفُوتاً: ماتَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 31
و الخُفات: مَوْتُ البَغْتة؛ قال الجعدی: و لَسْتُ، و إِن عَزُّوا علیَّ، بهالِكٍ خُفاتاً، و لا مُسْتَهْزِمٍ ذاهبِ العَقْلِ قال أَبو عمرو: خُفاتاً: فَجْأَةً. مُسْتَهْزِم: جَزوع. و یقال: خَفَتَ من النُّعاس أَی سَكَن. قال أَبو منصور: معنی قوله خُفاتاً أَی ضَعْفاً و تَذَلُّلًا. و یقال للرجل إِذا ماتَ: قد خَفَتَ أَی انقطع كلامه. و خَفَتَ خُفاتاً أَی مات فَجأَةً؛ و یقال منه: زَرْعٌ خافِتٌ أَی كأَنه بقی، فلم یَبْلُغْ غایةَ الطُّولِ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: مَثَلُ المؤْمن الضعیف، كَمَثل خافِتِ الزرْعِ، یَمیلُ مرَّةً و یَعْتَدِلُ أُخری؛ و فی روایة: كمثل خافِتَةِ الزرعِ.الخافِتُ و الخافِتَةُ: ما لانَ و ضَعُفَ من الزرع الغَضِّ، و لُحُوق الهاءِ علی تأْویل السُّنْبلة، و منه خَفَتَ الصوتُ إِذا ضَعُفَ و سَكَنَ؛ قال أَبو عبید: أَراد بالخافِتِ الزرعَ الغَضَّ اللَّیِّنَ؛ و منه قیل للمَیْتِ: قد خَفَتَ إِذا انقطع كلامه؛ و أَنشد: حتی إِذا خَفَتَ الدُّعاءُ، و صُرِّعَتْ قَتْلی، كمُنْجَدِعٍ من الغُلّانِ و المعنی: أَن المؤْمنَ مُرَزَّأ فی نفسه و أَهله و ماله، مَمْنُوٌّ بالأَحْداثِ فی أَمر دنیاه. و‌یروی: كَمَثل خافَةِ الزَّرْع.و‌فی الحدیث: نومُ المؤْمنِ سُباتٌ، و سَمْعُه خُفاتٌ‌أَی ضعیف لا حِسَّ له. و منه‌حدیث مُعَاویة و عمرو بن مسعود: سَمْعُه خُفاتٌ، و فَهمُه تاراتٌ.أَبو سعید: الخافِتُ السحاب الذی لیس فیه ماءٌ، قال: و مثل هذه السحابة لا تَبْرَحُ مكانها، إِنما یسیر، من السحابِ، ذو الماءِ؛ قال: و الذی یُومِضُ لا یكاد یسیر؛ و روی الأَزهری عن ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابی أَنشده: بضَرْبٍ یُخَفِّتُ فَوَّارهُ، و طَعْنٍ تَری الدَّمعَ منه رَشِیشا إِذا قَتَلوا منكُمُ فارِساً، ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن یَعِیشا یقول: نُدْرِكُ بثأْره، فكأَنه لم یُقْتَلْ. و یُخَفِّتُ فَوَّارهُ أَی أَنه واسع، فَدَمه یسیل. ابن سیدة و غیره: و الخَفُوت من النساء المهزولة؛ عن اللحیانی، و قیل: هی التی لا تَكادُ تَبِینُ من الهُزال؛ و قیل: هی التی تَسْتَحْسِنُها ما دامتْ وَحْدَها، فإِذا رأَیتها فی جماعة من النساء، غَمَزْتَها. اللیث: امرأَة خَفُوتٌ لَفُوتٌ؛ فالخَفُوتُ التی تأْخُذُها العینُ ما دامتْ وَحْدَها، فَتَقْبَلُها، فإِذا صارتْ بین النساءِ، غَمَزَتْها؛ و اللَّفُوتُ التی فیها التِواءٌ و انْقِباضٌ؛ قال أَبو منصور: و لم أَسمع الخَفُوتَ فی نَعْتِ النساء لغیر اللیث. و الخُفْتُ: السَّذابُ، بضم الخاءِ و سكون الفاءِ، لغة فی الخُتْفِ.

خلت؛ ج2، ص: 31

: الأَزهری فی ترجمة حلت: اللیث: الحِلْتِیتُ الأَنجَرُذُ؛ و أَنشد: علیك بقُنْأَةٍ، و بسَنْدَرُوسٍ، و حِلْتِیتٍ، و شی‌ءٍ من كَنَعْدِ قال الأَزهری: هذا البیت مصنوع، و لا یحتج به؛ و الذی حَفِظْتُه من البَحْرانیین، الخِلْتِیتُ، بالخاءِ: الأَنْجَرُذ، قال: و لا أُراه عربیاً محضاً.

خمت؛ ج2، ص: 31

: الخَمِیتُ: السمین، حمیریة.

خنت؛ ج2، ص: 31

: الخِنَّوْتُ: العَیِیُّ الأَبْله. و خِنَّوْتٌ: لقبٌ. و الخِنَّوتُ: دابة من دواب البحر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 32‌

خنبت؛ ج2، ص: 32

: الخُنْبُتُ: القصیر من الرجال.

خوت؛ ج2، ص: 32

: خاتَه یَخُوتُه خَوْتاً: طَرَده. و الخَواتُ و الخَواتةُ: الصَّوْتُ، و خص أَبو حنیفة به صَوْتَ الرعد و السیل، و أَنشد لابن هَرْمَة: و لا حِسَّ إِلّا خَواتُ السُّیول و خَواتُ الطیر: صَوْتُها؛ و قد خَوَّتَتْ؛ و قیل: كلُّ ما صَوَّتَ، فقد خَوَّت؛ و قیل: الخَواتُ لفظ مؤنث، و معناه مذكر، دَویُّ جَناح العُقاب. و خاتَتِ العُقابُ و البازی تَخُوتُ خَواتاً و خَواتَةً، و انْخاتَتْ، و اخْتاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ علی الصَّیْدِ لتَأْخُذَه، فسمعتَ لجناحَیْها صَوْتاً. و الخائتة: العُقابُ التی تَخْتاتُ، و هو صَوْتُ جَناحَیْها إِذا انْقَضَّتْ فَسمِعْتَ صَوْتَ انْقضاضها، و له حَفیفٌ، و سمعتُ خَواتَها أَی حفیفَها و صوتها. و‌فی حدیث أَبی الطُّفَیْل و بناءِ الكعبة، قال: فسمعنا خَواتاً من السماءِ‌أَی صوْتاً مثل حَفِیف جناح الطائر الضخم. و خاتَتْه العُقابُ تَخُوتُه. و تَخَوَّتَتْه: اخْتَطَفَتْه؛ قال أَبو ذُؤَیْب، أَو صَخْر الغَیِّ: فخاتَتْ غَزالًا جاثِماً بَصُرَتْ به لدی سَلَماتٍ، عنْد أَدْماءَ سارِبِ و تَخَوَّتَ الشی‌ءَ: اخْتَطَفَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قال ابن رِبْعٍ الهُذَلیّ، أَو الجَموحُ الهُذَلیُّ: تَخُوتُ قُلُوبَ الطَّیر من كلِّ جانبٍ، كما خاتَ، طَیْرَ الماءِ، وَرْدٌ مُلَمَّعُ الأَصمعی: تَخُوتُ تَخْطَفُ. وَرْدٌ: صَقْر فی لونه وُرْدَةٌ؛ و قال آخر: و ما القومُ إِلا خَمْسَةٌ، أَو ثلاثةٌ، یَخُوتُونَ أُخْری القومِ خَوْتَ الأَجادِلِ «2» الأَجادِلُ: جمع أَجْدَل، و هو الصَّقْر. و الخَوَّاتُ، بالتشدید: الرجلُ الجَری‌ءُ؛ قال الشاعر: لا یَهْتَدی فیه إِلَّا كلُّ مُنْصَلِتٍ، من الرجال، زَمِیعِ الرَّأْی، خَوَّاتِ و خَوَّاتُ بن جُبَیر الأَنصاری. و تَخَوَّتَ مالَه مثل تَخَوَّفه أَی تَنَقَّصَه. و قال الفراء: ما زال الذِّئْبُ یَخْتاتُ الشاةَ بعد الشاة أَی یَخْتِلها فیَسْرِقُها. و فلان یَخْتاتُ حدیثَ القوم، و یَتَخَوَّتُ إِذا أَخَذَ منه و تَخَطَّفَه. و إِنهم یَخْتاتونَ اللیلَ أَی یَسِیرون و یَقْطَعُون الطریقَ. قال ابن الأَعرابی: خاتَ الرجلُ إِذا أَخْلَفَ وعْدَه. و خاتَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ. و‌فی الحدیث، حدیثِ أَبی جَنْدَل بن عَمْرو بن سُهَیْل: أَنه اخْتاتَ للضَّرب، حتی خِیفَ علی عَقْله؛ قال شمر: هكذا روی، و المعروف أَخَتَّ الرجلُ، فهو مُخِتٌّ إِذا انكسر و اسْتَحْیا، و قد تقدّم. و المُخْتَتی نحو المُخِتّ: و هو المُتَصاغِرُ المُنْكَسِرُ.

خیت؛ ج2، ص: 32

: خاتَ یَخِیتُ خَیْتاً و خُیُوتاً: صَوَّتَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فی خَیْتةِ الطائِر رَیْثٌ عَجَلُهْ و یقال: اخْتاتَ الذئبُ شاةً من الغنم اخْتِیاتاً إِذا اخْتَطَفَها؛ و كذلك اخْتاتَ الصَّقْرُ الطیرَ. و كلُّ اخْتِطافٍ اخْتیاتٌ و خَوْتٌ؛ قال أَبو نُخَیلة: أَو كاخْتِیاتِ الأَسَدِ الشَّوِیَّا
(2). قوله [أخری القوم] الذی فی الجوهری أخری الخیل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 33

فصل الدال المهملة؛ ج2، ص: 33

دشت؛ ج2، ص: 33

: الدَّشْتُ: الصَّحْراء؛ و أَنشد أَبو عُبیدة للأَعشَی: قد عَلِمَتْ فارسٌ، و حِمْیرُ، و الأَعْرابُ بالدَّشْتِ، أَیُّكم نَزَلا و قال الراجز: تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ، سُودِ نِعاجٍ، كنِعاجِ الدَّشْتِ قال: و هو فارسی، أَو اتِّفاقٌ وَقَع بین اللغتین.

دعت؛ ج2، ص: 33

: دَعَتَه یَدْعَتُه دَعْتاً: دَفَعه دَفْعاً عَنِیفاً؛ و یقال بالذال المعجمة، و سیأْتی ذكره.

دغت؛ ج2، ص: 33

: دَغَتَه دَغْتاً: حَنَقَه حتی قتله؛ عن كراع.

فصل الذال المعجمة؛ ج2، ص: 33

ذأت؛ ج2، ص: 33

: ذَأَته یَذْأَته ذَأْتاً: خَنَقَه، مثل دَغَته دَغْتاً. و قال أَبو زید: ذَأَته إِذا خَنَقَه أَشَدَّ الخَنْقِ حتی أَدْلَع لسانَه.

ذعت؛ ج2، ص: 33

: ذَعَتَه فی التراب یَذْعَتُه ذَعْتاً: مَعَكَه مَعْكاً، كأَنه یَغُطُّه فی الماء؛ و قیل: هو أَشَدُّ الخَنْق. و ذَعَتَه ذَعْتاً إِذا خَنَقَه. و الذَّعْتُ: الدَّفْع العَنیف، و الغَمْزُ الشدید، و الفعل كالفعل؛ و كذلك زَمَته زَمْتاً إِذا خَنَقه، و ذَعَتَه، و ذَأَطَه، و ذَعَطه إِذا خَنَقَه أَشَدَّ الخَنْقِ. و‌فی الحدیث: أَن الشیطان عَرَضَ لی یَقْطَعُ صَلاتی، فأَمْكَنَنی اللهُ منه، فَذَعَتُّه‌أَی خَنَقْتُه. و الذَّعْتُ و الدَّعْتُ، بالذال و الدال: الدفع العنیف.

ذعلت؛ ج2، ص: 33

: قال فی ترجمة ذعلب: و أَما قول أَعرابی من بنی عوف بن سعد: صَفْقَةُ ذی ذَعالِتٍ سَمُولِ، بَیْعَ امْرِئٍ لیس بمُسْتَقِیل و قیل: هو یرید الذَّعالِبَ، فینبغی أَن یكونا لغتین، و غیرُ بَعیدٍ أَن تُبْدَل التاءُ من الباء، إِذ قد أُبدلت من الواو، و هی شریكة الباء فی الشفة؛ قال ابن جنی: و الوجه أَن تكون التاء بدلًا من الباء، لأَن الباءَ أَكثر استعمالًا، كما ذكرنا أَیضاً من إِبدالهم الیاء من الواو.

ذمت؛ ج2، ص: 33

: ذَمَتَ یَذْمِتُ ذَمْتاً: هُزِلَ و تَغَیَّر؛ عن أَبی مالك.

ذیت؛ ج2، ص: 33

: أَبو عبیدة: یقولون كان من الأَمْر ذَیْتَ و ذَیْتَ ذیتِ و ذیتِ: معناه كَیْتَ و كَیْتَ كیتِ و كیتِ. و‌فی حدیث عمران و المرأَة و المزادتین: كان من أَمره ذَیْتَ و ذَیْتَ،و هی من أَلفاظ الكنایات.

فصل الراء؛ ج2، ص: 33

ربت؛ ج2، ص: 33

: رَبَتَ الصبیَّ، و رَبَّتَه: رَبَّاه. و رَبَّتَه یُرَبِّتُه تَرْبیتاً: رَبَّاه تَرْبیةً؛ قال الراجز: سَمَّیتها، إِذ وُلِدَتْ، تَمُوتُ، و القَبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّیتُ، لیس لمن ضُمِّنَه تَرْبیتُ

رتت؛ ج2، ص: 33

: الرُّتَّة، بالضم: عَجَلة فی الكلام، و قِلَّة أَناةٍ، و قیل: هو أَن یقلب اللام یاء، و قد رَتَّ رَتَّةً، و هو أَرَتّ. أَبو عمرو: الرُّتَّة رَدَّة قبیحة فی اللسان من العیب؛ و قیل: هی العُجْمة فی الكلام، و الحُكْلة فیه. و رجل أَرَتُّ: بَیِّنُ الرَّتَتِ. و فی لسانه رُتَّة. و أَرَتَّه اللهُ، فَرَتَّ. و‌فی حدیث المِسْوَرِ: أَنه رأَی رجلًا أَرَتَّ یؤُمُّ الناسَ، فأَخَّرَه.الأَرَتُّ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 34
الذی فی لسانه عُقْدة و حُبْسة، و یَعْجَلُ فی كلامه، فلا یُطاوِعُه لسانُه. التهذیب: الغَمْغَمَةُ أَن تَسْمَعَ الصوتَ، و لا یَبینُ لك تَقْطِیعُ الكلام، و أَن یكون الكلامُ مُشْبِهاً لكلام العجم. و الرُّتَّة: كالریح، تمنع منه أَوَّلَ الكلام، فإِذا جاء منه اتَّصَلَ به. قال: و الرُّتَّةُ غریزة، و هی تكثر فی الأَشراف. أَبو عمرو: الرُّتَّی المرأَة اللَّثْغاء. ابن الأَعرابی: رَتْرَتَ الرجلُ إِذا تَعْتَع فی التاء و غیرها. و الرَّتُّ: الرئیسُ من الرجال فی الشَّرَف و العطاء، و جمعُه رُتوتٌ؛ و هؤُلاء رُتوتُ البلدِ. و الرَّتُّ: شی‌ء یُشْبه الخنزیر البَرِّیَّ، و جمعه رُتوتٌ؛ و قیل: هی الخنازیر الذكور؛ قال ابن درید: و زعموا أَنه لم یجئ بها أَحدٌ غیر الخلیل. أَبو عمرو: الرَّتُّ الخنزیر المُجَلِّحُ، و جمعه رِتَتةٌ. و إِیاسُ بن الأَرَتِّ: من شُعَرائهم و كرمائهم؛ و خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ، و اللهُ أَعلم.

رفت؛ ج2، ص: 34

: رَفَتَ الشی‌ءَ یَرْفُتُه و یَرْفِتُه رَفْتاً، و رِفْتةً قبیحةً، عن اللحیانی: و هو رُفاتٌ: كَسَرَه و دَقَّه؛ و یقال: رَفَتُّ الشی‌ءَ و حَطَمْتُه و كَسَرتُه. و الرُّفاتُ: الحُطام من كل شی‌ء تكَسَّر. و رُفِتَ الشی‌ءُ، فهو مَرْفوتٌ. و رَفَتَ عُنُقَه یَرْفُتُها و یَرْفِتُها رَفْتاً، عن اللحیانی. و رَفَتَ العَظْمُ یَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً. و فی التنزیل العزیز: أَ إِذٰا كُنّٰا عِظٰاماً وَ رُفٰاتاً*؛ أَی دُقاقاً. و‌فی حدیث ابن الزبیر، لما أَراد هَدْمَ الكعبة، و بناءَها بالوَرْسِ، قیل له: إِن الوَرْسَ یَتَفَتَّتُ و یَصیر رُفاتاً.و الرُّفاتُ: كل ما دُقَّ فكُسِرَ. و یقال: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كَسَرها لیَطْبُخَها، و یَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها. ابن الأَعرابی: الرُّفَتُ التِّبنُ. و یقال فی مَثَلٍ: أَنا أَغْنی عَنْكَ من التُّفَهِ عن الرُّفَتِ؛ و التُّفَهُ: عَناقُ الأَرض، و هو ذُو ناب لا یَرْزَأَ التِّبْنَ و الكَلأَ؛ و التُّفَه یُكتب بالهاء، و الرُّفتُ بالتاء.

فصل الزای؛ ج2، ص: 34

زتت؛ ج2، ص: 34

: زَتَّ المرأَة و العَرُوسَ زَتّاً: زَیَّنَها. و تَزَتَّتَتْ هی: تَزَیَّنَتْ؛ قال: بنی تَمیمٍ، زَهْنِعُوا فَتاتَكُمْ، إِنَّ فَتاتَ الحَیِّ بالتَّزَتُّتِ أَبو عمرو: الزَّتَّةُ تَزْیینُ العَروس لیلةَ الزِّفافِ. و تَزَتَّتَ للسَّفَر: تَهَیَّأَ له. و أَخَذَ زَتَّته للسَّفَر أَی جِهازَه؛ لم یستعمل الفعل من كل ذلك إِلَّا مَزیداً، أَعنی أَنهم لم یقولوا: زَتَّ. قال شمر: لا أَعرف الزای مع التاء موصولة، إِلّا زتت. فأَما أَن یكون الزایُ مَفْصُولًا من التاء، فكثیر.

زرت؛ ج2، ص: 34

: أَهمله اللیث، و قال غیره: زَرَدَه و زَرَتَه إِذا خَنَقَه.

زفت؛ ج2، ص: 34

: الزِّفْتُ؛ بالكسر: كالقِیرِ؛ و قیل: الزِّفْتُ القَار. وِعاءٌ مُزَفَّتٌ، و جَرَّةُ مزَفَّتة، مَطْلِیَّة بالزِّفْتِ. و یقال لبعض أَوعیة الخمر: المُزَفَّتُ، و هو المُقَیَّر. و نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن هذا الوِعاءِ المُزَفَّتِ، أَن یُنْتَبذ فیه، كما‌ورد فی الحدیث أَنه نهی عن المُزَفَّتِ من الأَوعیة؛ قال: هو الإِناءُ الذی طُلیَ بالزِّفْتِ، و هو نوع من القار، ثم انْتُبِذ فیه. و الزِّفْت: غیر القِیرِ الذی تُقَیَّر به السُّفُن، إِنما هو
لسان العرب، ج‌2، ص: 35
شی‌ء أَسْودُ أَیضاً، تُمَتَّن به الزِّقاقُ للخمر و الخل، و قِیرُ السُّفُن یُیَبَّسُ علیه، و زِفْتُ الحَمِیت لا یُیَبَّسُ؛ و الزِّفْتُ: شی‌ء یخرج من الأَرض، یقع فی الأَودیة، و لیس هو ذلك الزفتَ المعروف. التهذیب فی النوادر: زَفَتَ فلانٌ فی أُذنِ الأَصَمّ الحدیثَ زَفْتاً، و كَتَّه كَتّاً، بمعنیً.

زكت؛ ج2، ص: 35

: زَكَتَ الإِناءَ زَكْتاً و زَكَّتَه: كلاهما مَلأَه. و زَكَتَه الرَّبْوُ یَزْكُتُه: مَلأَ جَوفَه. الأَحمر: زَكَّتُّ السِّقاءَ و القِربةَ تَزْكِیتاً: مَلأْتُه، و السقاءُ مَزْكُوتٌ و مُزَكَّتٌ. ابن الأَعرابی: زَكَّتَ فلانٌ فلاناً عَلَیَّ یُزَكِّتُه أَی أَسْخَطه. و أَزْكَتَتِ المرأَةُ بغلام: ولدته، و قِربة مَزْكُوتة، و مَوكُوتةٌ، و مَزكُورةٌ، و مَوكُورة، بمعنی واحد: مملوءة. و فی النوادر: زَفَتَ فلانٌ فی أُذنِ الأَصَمِّ الحدیثَ زَفْتاً، و كَتَّه كَتَّاً، و زَكَتَه، بمعنی. و‌فی صفة علیّ، علیه السلام: أَنه كان مَزْكُوتاً‌أَی مملوءاً علماً؛ هو من زَكَتُّ الإِناءَ إِذا ملأْته. و زَكَتَه الحدیثَ زَكْتاً إِذا أَوعاه إِیاه. و قیل: أَراد كان مَذّاءً من المَذْیِ.

زمت؛ ج2، ص: 35

: الزَّمِیتُ و الزِّمِّیتُ: الحلیم الساكن، القلیل الكلام، كالصِّمِّیتِ؛ و قیل: الساكتُ، و الاسم الزَّماتَةُ، و قد تَزَمَّتَ، و ما أَشدَّ تَزَمُّتَه. و رجل مُتَزَمِّتٌ، و زِمِّیتٌ، و فیه زَماتة. ابن الأَعرابی: رجل زَمِیتٌ و زِمِّیتٌ إِذا تَوَقَّر فی مجلسه. الجوهری: الزِّمِّیتُ مثال الفِسِّیق، أَوقَرُ من الزِّمِیتِ. و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان من أَزْمَتِهم فی المجلس‌أَی من أَرْزَنِهم و أَوْقَرِهم. قال ابن الأَثیر: كذا ذكره الهروی فی كتابه عن النبی، صلی الله علیه و سلم؛ و الذی جاء فی كتاب أَبی عبید و غیره، قال‌فی حدیث زید بن ثابت: كان من أَفْكه الناسِ إِذا خَلا مع أَهله، و أَزْمَتِهم فی المجلس؛ قال: و لعلهما حدیثان؛ و قال الشاعر فی الزِّمِّیت بمعنی الساكن: و القَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّیتُ، لیس لمَنْ ضُمِّنَه تَزْبِیتٌ و الزُّمَّتُ: طائر أَسود، أَحمر الرجلین و المِنْقار، یَتَلوَّن فی الشمس أَلواناً، دون الغُدافِ شیئاً، و یَدْعُوه العامة: أَبا قَلَمُونَ. و یقال: ازْمَأَتَّ یَزْمَئِتُّ ازْمِئْتاتاً، فهو مُزْمَئِتٌّ إِذا تَلوَّن أَلواناً مُتَغایرة.

زیت؛ ج2، ص: 35

: ابن سیدة: الزَّیتُ معروف، عُصارة الزَّیْتون. و الزَّیْتُون: شجر معروف، و الزَّیْتُ: دُهْنه، واحدته زَیْتُونة، هذا فی قول من جعله فَعْلوتاً؛ قال ابن جنی: هو مثالٌ فائتٌ، و من العَجب أَن یفوت الكتابَ، و هو فی القرآن العزیز، و علی أَفواه الناس، قال الله، عز و جل: وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ؛قال ابن عباس: هو تِینُكم هذا، و زَیْتُونكم هذا.قال الفراء: یقال إِنهما مسجدان بالشأْم، أحدهما الذی كلم الله تعالی عنده موسی، علیه السلام؛ و قیل: الزیتون جبال الشأْم.و یقال للشجرة نفسها: زیتونة، و لثَمرتها: زیتونة، و الجمع: الزَّیْتون، و للدهن الذی یستخرج منه: زیت. و یقال للذی یبیع الزیت: زَیَّاتٌ، و للذی یَعْتَصِره: زَیَّات. و قال أَبو حنیفة: الزیتون من العِضاه.قال الأَصمعی: حدثنی عبد الملك بن صالح بن علی، قال: تَبْقَی الزیتونةُ ثلاثةَ آلافِ سنة. قال: و كلُّ زَیْتُونةٍ بفلَسْطِینَ من غَرْس أُمَم قبل الرُّوم، یقال لهم
لسان العرب، ج‌2، ص: 36
الیُونانِیُّون.و زِتُّ الثَّریدَ و الطعامَ أَزِیتُه زَیْتاً، فهو مَزِیتٌ، علی النَّقْصِ، و مَزْیُوتٌ، علی التَّمام: عَمِلْتُه بالزَّیت؛ قال الفرزدق فی النُّقصان یهجو ذا الأَهْدام: و لم أَرَ سَوَّاقِینَ غُبْراً، كَساقةٍ یَسُوقونَ أَعْدالًا، یُدِلُّ بَعِیرُها جاؤُوا بِعِیرٍ، لم تَكُنْ یَمَنِیَّةً، و لا حِنْطة الشأْمِ المَزِیتِ خَمیرُها هكذا أَنشده أَبو علیّ؛ و الروایة: أَتَتْهم بِعِیرٍ لم تكنْ هَجَرِیَّةً لأَنه لما أَراد أَن یَنْفِی عن عِیرِ جعفرٍ أَن تَجْلِبَ إِلیهم تمراً أَو حِنْطة، إِنما ساقتْ إِلیهم السلاحَ و الرجالَ فقتلوهم؛ أَ لا تراه یقول قبل هذا: و لم یأْتِ عِیرٌ قبلَها بالذی أَتتْ به جَعْفَراً، یومَ الهُضَیْباتِ، عِیرُها أَتَتْهم بعَمْرو، و الدُّهَیْمِ، و تِسْعةٍ و عِشْرینَ أَعْدالًا، تَمِیلُ أُیُورُها؟ أَی لم تكن هذه الأَعْدالُ التی حَمَلَتْها العِیرُ من ثیابِ الیَمن، و لا من حنطة الشام. و معنی یُدِلّ: یَذْهَبُ سَنامُه لثِقَلِ حِمْلِه. اللحیانی: زِتُّ الخُبْزَ و الفَتُوتَ لتَتُّه بزَیْتٍ. و زِتُّ رأْسی و رأْسَ فلانٍ: دَهَنْتُه بالزیت. و ازَّتُّ به: ادَّهَنْتُ. و زِتُّ القَومَ: جعلتُ أَدیمهم الزَّیتَ. و زَیَّتُّهم إِذا زَوَّدْتَهم الزیتَ. و زاتَ القومَ یَزیتُهم زَیْتاً: أَطعمهم الزیتَ؛ هذه روایة عن اللحیانی. و أَزاتُوا: كثُر عندهم الزیتُ، عنه أَیضاً، قال: و كذلك كل شی‌ء من هذا إِذا أَردت أَطعمتهم، أَو وهبت لهم، قُلْتَه: فَعَلْتهم، و إِذا أَردتَ أَنَّ ذلك قد كثُر عندهم، قلتَ: قد أَفْعَلُوا. و ازْداتَ فلانٌ إِذا ادَّهَنَ بالزَّیْتِ، و هو مُزْداتٌ؛ و تصغیره بتمامه: مُزَیْتِیتٌ. و جاؤوا یَسْتَزِیتون أَی یَسْتَوْهِبُون الزیتَ.

فصل السین المهملة؛ ج2، ص: 36

سأت؛ ج2، ص: 36

: سَأَتَه یَسْأَتُه سأْتاً: خَنَقه بشدَّة، و قیل: إِذا خَنَقه حتی یقتله. الفراء: السَّأَتانِ جانبا الحُلْقوم، حیث یقع فیهما إصبعا الخانق، و الواحد سأَتٌ، بالفتح و الهمز.

سبت؛ ج2، ص: 36

: السِّبْتُ، بالكسر: كلُّ جلدٍ مدبوغ، و قیل: هو المَدْبُوغ بالقَرَظِ خاصَّةً؛ و خَصَّ بعضُهم به جُلودَ البَقر، مدبوغة كانت أَم غیرَ مدبوغة. و نِعالٌ سِبْتِیَّة: لا شعر علیها. الجوهری: السِّبْتُ، بالكسر، جلود البقر المدبوغةُ بالقَرَظ، تُحْذَی منه النِّعالُ السِّبْتِیَّة. و خرَج الحجاجُ یَتَوَذَّفُ فی سِبْتِیَّتَیْنِ له. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی رجلًا یمشی بین القبور فی نَعْلَیْه، فقال: یا صاحب السِّبْتَیْنِ، اخْلَعْ سِبْتَیْكَ.قال الأَصمعی: السِّبْتُ الجِلْدُ المدبوغُ، قال: فإِن كان علیه شعر، أَو صوف، أَو وَبَرٌ، فهو مُصْحَبٌ. و قال أَبو عمرو: النعال السِّبْتِیَّة هی المدبوغة بالقَرَظ. قال الأَزهری: و حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، یَدُلّ علی أَن السِّبْتَ ما لا شعر علیه. و‌فی الحدیث: أَن عُبَیْدَ بن جُرَیْج قال لابن عمر: رأَیْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِیَّةَ، فقال: رأَیتُ النبی، صلی الله علیه و سلم، یَلْبَسُ النِّعال التی لیس علیها شعر، و یتوضأُ فیها، فأَنا أُحِبُّ أَن أَلْبَسَها؛ قال: إِنما اعترض
لسان العرب، ج‌2، ص: 37
علیه، لأَنها نعال أَهل النعْمة و السَّعَةِ. قال الأَزهری: كأَنها سُمِّیَتْ سِبْتِیَّةً، لأِنَّ شعرها قد سُبِتَ عنها أَی حُلِقَ و أُزِیلَ بعِلاج من الدباغ، معلوم عند دَبَّاغِیها. ابن الأَعرابی: سمیت النعال المدبوغة سِبْتِیَّة، لِأَنها انْسَبَتَت بالدباغ أَی لانَتْ. و فی تسمیة النعل المُتَّخَذَة من السِّبْت سِبْتاً اتساعٌ، مثل قولهم: فلان یَلْبَسُ الصوفَ و القُطْنَ و الإِبْرَیْسَمَ أَی الثیاب المُتَّخَذَة منها. و یروی: السِّبْتِیَّتَیْن، علی النَّسب، و إِنما أَمره بالخَلْع احْتراماً للمقابر، لِأَنه یمشی بینها؛ و قیل: كان بها قَذَر، أَو لاخْتیاله فی مَشْیِه. و السَّبْتُ و السُّباتُ: الدَّهْرُ. و ابْنا سُباتٍ: اللیل و النهار؛ قال ابن أَحمر: فكُنَّا و هم كابْنَیْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًی، ثم كانا مُنْجِداً و تِهامِیَا قال ابن بری: ذكر أَبو جعفر محمد بن حبیب أَن ابْنَیْ سُباتٍ رجلانِ، رأَی أَحدُهما صاحبَه فی المنام، ثم انْتَبَه، و أَحدُهما بنَجْدٍ و الآخر بِتهامة. و قال غیره: ابنا سُبات أَخوانِ، مضی أَحدُهما إِلی مَشْرِقِ الشمسِ لِیَنْظُرَ من أَین تَطْلُعُ، و الآخر إِلی مَغْرِبِ الشمسِ لینظر أَین تَغْرُبُ. و السَّبْتُ: بُرْهةٌ من الدهر؛ قال لبید: و غَنِیتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَی داحِسٍ، لو كان، للنَّفْسِ اللَّجُوجِ، خُلودُ و أَقَمْتُ سَبْتاً، و سَبْتَةً، و سَنْبَتاً، و سَنْبَتَةً أَی بُرْهةً. و السَّبْتُ: الراحةُ. و سَبَتَ یَسْبُتُ سَبْتاً: اسْتَراحَ و سَكَنَ. و السُّباتُ: نوم خَفِیّ، كالغَشْیَةِ. و قال ثعلب: السُّباتُ ابتداءُ النوم فی الرأْس حتی یبلغ إِلی القلب. و رجل مَسْبُوتٌ، من السُّباتِ، و قد سُبِتَ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و تَرَكَتْ راعِیَها مَسْبوتا، قد هَمَّ، لما نام، أَنْ یموتا التهذیب: و السَّبْتُ السُّباتُ؛ و أَنشد الأَصمعی: یُصْبِحُ مَخْمُوراً، و یُمْسِی سَبْتا أَی مَسْبُوتاً. و المُسْبِتُ: الذی لا یَتَحَرَّكُ، و قد أَسْبَتَ. و یقال: سُبِتَ المریضُ، فهو مَسْبُوت. و أَسْبَتَ الحَیَّةُ إِسْباتاً إِذا أَطْرَقَ لا یَتَحَرَّكُ، و قال: أَصَمُّ أَعْمَی، لا یُجِیب الرُّقَی، من طُولِ إِطْرَاقٍ و إِسْباتِ و المَسْبُوتُ: المَیِّتُ و المَغْشِیُّ علیه، و كذلك العلیل إِذا كان مُلْقیً كالنائم یُغَمِّضُ عینیه فی أَكثر أَحواله، مَسْبُوتٌ. و‌فی حدیث عمرو بن مسعود، قال لمعاویة: ما تَسْأَلُ عن شیخ نومُه سُباتٌ، و لیلُه هُباتٌ؟السُّباتُ: نوم المریضِ و الشیخِ المُسِنِّ، و هو النَّومةُ الخَفیفة، و أَصْلُه من السَّبْتِ، الراحةِ و السُّكونِ، أَو من القَطْع و تَرْكِ الأَعْمال. و السُّباتُ: النَّومُ، و أَصْلُه الراحةُ، تقول منه: سَبَتَ یَسْبُتُ، هذه بالضم وحدها. ابن الأَعرابی فی قوله عز و جل: وَ جَعَلْنٰا نَوْمَكُمْ سُبٰاتاً أَی قِطَعاً؛ و السَّبْتُ: القَطْع، فكأَنه إِذا نام، فقد انقطع عن الناس. و قال الزجاج: السُّباتُ أَن ینقطع عن الحركة، و الروحُ فی بدنه، أَی جعلنا نومكم راحة لكم. و السَّبْتُ: من أَیام الأُسبوع، و إِنما سمی السابعُ من
لسان العرب، ج‌2، ص: 38
أَیام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن الله تعالی ابتدأَ الخلق فیه، و قطع فیه بعضَ خَلْق الأَرض؛ و یقال: أَمر فیه بنو إِسرائیل بقطع الأَعمال و تركها؛ و فی المحكم: و إِنما سمی سَبْتاً، لِأَن ابتداء الخلق كان من یوم الأَحد إِلی یوم الجمعة، و لم یكن فی السَّبْتِ شی‌ء من الخلق، قالوا: فأَصبحتْ یومَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَی قد تَمَّتْ، و انْقَطَع العملُ فیها؛ و قیل: سمی بذلك لِأَن الیهود كانوا یَنْقَطِعون فیه عن العمل و التصرف، و الجمع أَسبُتٌ و سُبُوتٌ. و قد سَبَتُوا یَسْبِتُون و یَسْبُتون، و أَسْبَتُوا: دخَلُوا فی السَّبْتِ. و الإِسْباتُ: الدخولُ فی السَّبْتِ. و السَّبْتُ: قیامُ الیهود بأَمر سُنَّتِها. قال تعالی: وَ یَوْمَ لٰا یَسْبِتُونَ لٰا تَأْتِیهِمْ. و قوله تعالی: وَ جَعَلْنَا اللَّیْلَ لِبٰاساً، و النَّوْمَ سُبٰاتاً؛ قال: قَطْعاً لأَعْمالكم. قال: و أَخطأَ من قال: سُمِّیَ السَبْتَ، لِأَن الله أَمر بنی إِسرائیل فیه بالاستراحة؛ و خَلَق هو، عز و جل، السماوات و الأَرضَ فی ستة أَیام، آخرها یوم الجمعة، ثم استراح و انقطع العمل، فسمی السابعُ یوم السبت. قال: و هذا خطأٌ لأَنه لا یُعلم فی كلام العرب سَبَتَ، بمعنی اسْتَراح، و إِنما معنی سَبَتَ: قَطَعَ، و لا یوصف الله، تعالی و تَقَدَّس، بالاستراحة، لأَنه لا یَتْعَبُ، و الراحة لا تكون إِلا بعد تَعَبٍ و شَغَلٍ، و كلاهما زائل عن الله تعالی، قال: و اتفق أَهل العلم علی أَن الله تعالی ابتدأَ الخلق یوم السَّبْت، و لم یَخْلُقْ یومَ الجمعة سماء و لا أَرضاً. قال الأَزهری: و الدلیل علی صحة ما قال، ما روی عن عبد الله بن عمر، قال: خلق الله التُّربةَ یومَ السَّبْت، و خلق الحجارة یوم الأَحد، و خلق السحاب یوم الإثنین، و خَلَق الكُرومَ یوم الثلاثاء، و خلق الملائكة یوم الأَربعاء، و خلق الدواب یوم الخمیس، و خلق آدم یوم الجمعة فیما بین العصر و غروب الشمس. و‌فی الحدیث: فما رأَینا الشمسَ سَبْتاً؛ قیل: أَراد أُسبوعاً من السَّبْت إِلی السَّبْت، فأَطلق علیه اسم الیوم، كما یقال: عشرون خریفاً، و یرادُ عشرون سنة؛ و قیل: أَراد بالسَّبْتِ مُدَّةً من الأَزمان، قلیلة كانت أَو كثیرة. و حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی: لا تَكُ سَبْتِیًّا أَی ممن یصوم السَّبْتَ وحده. و سَبَتَ عِلاوَتَه: ضَرَبَ عُنُقَه. و السَّبْتُ: السیر السریع؛ و أَنشد لحمید بن ثور: و مَطْوِیَّةِ الأَقْرَابِ، أَما نَهارُها فسَبْتٌ، و أَما لیلُها فزَمِیلُ و سَبَتَت الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتاً، و هی سَبُوتٌ. و السَّبْت: سَیْر فوق العَنَقِ؛ و قیل: هو ضَرْبٌ من السَّیْر، و فی نسخة: سیر الإِبل؛ قال رؤْبة: یَمْشِی بها ذو المِرَّةِ السَّبُوتُ، و هْوَ من الأَیْنِ حَفٍ نَحِیتُ و السَّبْتُ أَیضاً: السَّبْقُ فی العَدْوِ. و فرس سَبْتٌ إِذا كان جواداً، كثیر العَدْو. و السَّبْت: الحَلْقُ، و فی الصحاح: حلق الرأْس. و سَبَتَ رأْسَهُ و شعرَه یسْبُتُه سَبْتاً، و سَلَتَه، و سَبَدَه: حَلَقَه؛ قال: و سَبَدَه إِذا أَعْفَاه، و هو من الأَضدادِ. و سَبَتَ الشی‌ءَ سَبْتاً و سَبَّتَه: قَطَعَه، و خَصَّ به اللحیانی الأَعناقَ. و سَبَتَت اللُّقْمةُ حَلْقی و سَبَّتَتْه: قَطَعَتْه، و التخفیف أَكثر. و السَّبْتاء من الأَرض: كالصَّحْراء، و قیل: أَرض سَبْتاء، لا شجر فیها. أَبو زید: السَّبْتاء الصحراء، و الجمع سَباتی و سباتی. و أَرضٌ سَبْتاء: مُستَوِیة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 39
و انْسَبَتَتِ الرُّطَبة: جَرَی فیها كلها الإِرْطابُ. و انْسَبَتَ الرُّطَبُ: عَمَّه كلَّه الإِرْطابُ. و رُطَبٌ مُنسبِتٌ عَمَّه الإِرْطابُ. و انْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ أَی لانَتْ. و رُطَبةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَی لَیِّنة؛ و قال عنترة: بَطَلٌ كأَنَّ ثِبابَه فی سَرْحَةٍ، یُحْذَی نِعالَ السِّبْتِ، لیس بتَوأَمِ مدحه بأَربع خصال كرام: إِحداها أَنه جعله بطلًا أَی شجاعاً، الثانیة أَنه جعله طویلًا، شبهه بالسَّرْحة، الثالثة أَنه جعله شریفاً، للُبْسه نِعالَ السِّبْتِ، الرابعة أَنه جعله تامَّ الخَلْق نامیاً، لِأَن التَّوْأَم یكون أَنْقَصَ خَلْقاً و قوَّة و عَقْلًا و خُلُقاً. و السَّبْتُ: إِرسال الشعر عن العَقْصِ. و السُّبْتُ و السَّبْتُ: نَبات شِبْه الخِطْمِیِّ، الأَخیرة عن كراع؛ أَنشد قُطْرُبٌ: و أَرْضٍ یَحارُ بها المُدْلِجُونْ، تَرَی السُّبْتَ فیها كرُكنِ الكَثِیبْ و قال أَبو حنیفة: السِّبِتُّ نبت، معرَّب من شِبِتٍّ؛ قال: و زعم بعض الرواة أَنه السَّنُّوتُ. و السَّبَنْتَی و السَّبَنْدَی: الجَرِی‌ء المُقْدِم مِن كل شی‌ء، و الیاء للإِلحاق لا للتأْنیث، أَ لا تری أَن الهاء تلحقه و التنوین، و یقال: سَبَنْتاة و سَبَنْداة؟ قال ابن أَحمر یصف رجلًا: كأَنَّ اللیلَ لا یَغْسُو علیه، إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا یعنی الناقة. و السَّبَنْتَی: النَّمِرُ، و یُشْبِهُ أَن یكونَ سمی به لجُرْأَتِه؛ و قیل: السَّبَنْتَی الأَسَدُ، و الأُنثی بالهاء؛ قال الشماخ یرثی عمر بن الخطاب رضی الله عنه: جَزَی اللّٰهُ خیراً من إِمامٍ، و بارَكَتْ یَدُ اللّٰه فی ذاكَ الأَدِیمِ المُمَزَّقِ و ما كنتُ أَخْشَی أَن تكونَ وفَاتُه بكَفَّیْ سَبَنْتَی، أَزْرَقِ العَیْنِ، مُطْرِقِ قال ابن بری: البیت لمُزَرِّدٍ «3»، أَخی الشَّماخ. یقول: ما كنتُ أَخْشَی أَن یقتله أَبو لؤلؤة، و أَن یَجْتَرِئَ علی قتله. و الأَزْرَقُ: العَدُوُّ، و هو أَیضاً الذی یكون أَزْرَقَ العین، و ذلك یكون فی العَجَم. و المُطْرِقُ: المُسْتَرْخی العین. و قیل: السَّبَنْتَاة اللَّبُؤَةُ الجَریئة؛ و قیل: الناقة الجَریئة الصدر، و لیس هذا الأَخیر بقوی، و جمعها سَبانتُ، و من العرب من یجمعها سَباتَی؛ و یقال للمرأَة السَّلِیطة: سَبَنْتَاة؛ و یقال: هی سَبَنْتَاةٌ فی جِلْدِ حَبَنْداة.

سبخت؛ ج2، ص: 39

: سُبُّخْتٌ: لقب أَبی عبیدة؛ أَنشد ثعلب: فَخُذْ مِن سَلْح كَیْسانٍ، و مِنْ أَظْفَارِ سُبُّخْتِ

سبرت؛ ج2، ص: 39

: السُّبْرُوتُ: الشی‌ء القلیل. مالٌ سُبْرُوتٌ: قلیل. و السُّبْرُتُ، و السُّبْرُوتُ، و السِّبْرِیتُ، و السِّبْراتُ: المحتاج المُقِلُّ؛ و قیل: الذی لا شی‌ء له. و هو السِّبْرِیتةُ، و الأُنثی سِبْرِیتة أَیضاً. و السُّبْرُوتُ أَیضاً: المُفْلِسُ؛ و قال أَبو زید: رجل سُبْرُوتٌ و سِبْرِیتٌ، و امرأَةٌ سُبْرُوتَةٌ و سِبْریتةٌ إِذا كانا فقیرین، مِن رجال و نساء سَبارِیتَ،
(3). قوله [البیت لمزرد] تبع فی ذلك أَبا ریاش. قال الصاغانی و لیس له أَیضاً. و قال أَبو محمد الأَعرابی إنه لجزء أَخی الشماخ و هو الصحیح. و قیل إن الجن قد ناحت علیه بهذه الأبیات.
لسان العرب، ج‌2، ص: 40
و هم المساكین و المحتاجون. الأَصمعی: السُّبْرُوتُ الفقیر. و السُّبْرُوت: الشی‌ء التافه القَلیلُ. و السُّبْروت: الغلام الأَمْرد. و السُّبْرُوتُ: الأَرض الصَّفْصَف؛ و فی الصحاح: الأَرضُ القَفْر. و السُّبْرُوتُ: القاع لا نَبات فیه؛ و أَرْضٌ سِبْراتٌ، و سِبْریتٌ، و سُبْرُوتٌ: لا نبات بها؛ و قیل: لا شی‌ء فیها، و الجمع سَباریتُ و سَبارٍ؛ الأَخیرة نادرة عن اللحیانی. و حكی اللحیانی عن الأَصمعی: أَرض بنی فلان سُبرُوتٌ و سِبْریتٌ، لا شی‌ء فیها. و حكی: أَرضٌ سَباریتُ، كأَنه جَعَلَ كلَّ جُزء منها سُبْرُوتاً، أَو سِبْرِیتاً. أَبو عبید: السَّباریتُ الفَلَواتُ التی لا شی‌ء بها؛ الأَصمعی: السَّباریتُ الأَرض التی لا یَنْبُتُ فیها شی‌ء، و منها سمی الرجل المُعْدِم سُبْرُوتاً؛ قال الشاعر: یا ابْنَةَ شَیْخٍ ما لَه سُبْرُوتُ و السُّبْرُوت: الطویلُ.

ستت؛ ج2، ص: 40

: التهذیب، اللیث: السِّتُّ و السِّتَّة فی التأْسیس علی غیر لفظیهما، و هما فی الأَصل سِدْسٌ و سِدْسَةٌ، و لكنهم أَرادوا إِدغام الدال فی السین، فالتقیا عند مَخْرَج التاء، فغَلَبَتْ علیها كما غَلَبَتِ الحاءُ علی العین فی لغة سَعْد، فیقولون: كنتُ محهم، فی معنی مَعَهُم. و بیان ذلك: أَنك تصغر ستة سُدَیْسةً، و جمیع تصغیرها علی ذلك، و كذلك الأَسداس. ابن السكیت: یقال جاءَ فلان خامساً و خامیاً، و سادساً و سادیاً و ساتّاً؛ و أَنشد: إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، فزَوْجُكِ خامِسٌ، و أَبوكِ سادی قال: فمن قال سادساً، بناه علی السِّدْسِ، و مَن قال ساتّاً بناه علی لفظ سِتَّة و سِتٍّ، و الأَصْلُ سِدْسَة، فأَدغموا الدال فی السین، فصارت تاء مشددة؛ و من قال سادیاً و خامِیاً، أَبدل من السین یاء؛ و قد یبدلون بعض الحروف یاء، كقولهم فی إِما إِیما، و فی تَسَنَّن تَسَنَّی، و فی تَقَضَّضَ تَقَضَّی، و فی تَلَعَّعَ تَلَعَّی، و فی تَسَرَّرَ تَسَرَّی. الكسائی: كان القومُ ثلاثةً فرَبَعْتُهم أَی صِرْتُ رابعَهم، و كانوا أَربعة فَخَمَسْتُهم، و كذلك إِلی العشرة، و كذلك إِذا أَخذتَ الثُّلُثَ من أَموالهم، أَو السُّدُسَ، قلتَ: ثَلَثْتهم، و فی الرُّبُع: رَبَعْتُهم، إِلی العُشْر؛ فإِذا جئت إِلی یَفْعل، قلت فی العدد: یَخْمِسُ و یَثْلِثُ إِلی العَشْر إِلّا ثلاثة أَحرف، فإِنها بالفتح فی الحدّین جمیعاً، یَرْبَعُ و یَسْبَعُ و یَتْسَعُ؛ و تقول فی الأَموال: یَثْلُث و یَخْمُس و یَسْدُسُ، بالضم، إِذا أَخذت ثُلُثَ أَموالهم، أَو خُمْسَها، أَو سُدْسَها؛ و كذلك عَشَرَهُمْ یَعْشُرهم إِذا أَخَذ منهم العُشْرَ، و عَشَرَهم یَعْشِرُهُمْ إِذا كان عاشِرَهم. الأَصمعی: إِذا أَلْقَی البَعِیرُ السِّنَّ التی بعد الرَّباعِیَةِ، و ذلك فی السَّنةِ الثامنةِ، فهو سَدَسٌ و سَدیسٌ، و هما فی المذكر و المؤنث، بغیر هاء. ابن السكیت: تقول عندی سِتَّةُ رجالٍ و سِتُّ نِسْوةٍ، و تقول: عندی ستةُ رجالٍ و نِسْوةٍ أَی عندی ثلاثةٌ من هؤلاء، و ثلاثٌ من هؤلاء؛ و إِن شئت قلت: عندی ستةٌ رجال و نِسْوةٌ، فَنَسَقْتَ بالنسوة علی الستة أَی عندی ستةٌ من هؤلاء، و عندی نسوةٌ. و كذلك كلُّ عدد احتمل أَن یُفْرَدَ منه جمعانِ، مثل السِّتِّ و السَّبْع و ما فوقهما، فلك فیه الوجهان؛ فإِن كان عدد لا یحتمل أَن یفرد منه جمعان، مثل الخَمْسِ و الأَرْبَعِ و الثلاثِ، فالرفع لا غیر، تقول:
لسان العرب، ج‌2، ص: 41
عندی خمسةُ رجال و نِسوةٌ، و لا یكون الخَفْضُ، و كذلك الأَربعة و الثلاثة، و هذا قول جمیع النحویین. و السِّتُّون: عَقْدٌ بین عَقْدَی الخمسین و السبعین، و هو مبنی علی غیر لفظِ واحِده، و الأَصلُ فیه السِّتُّ؛ تقول: أَخذتُ منه ستین درهماً. و‌فی الحدیث: أَن سَعْداً خَطَبَ امرأَةً بمكة، فقیل له إِنها تَمْشِی علی سِتٍّ إِذا أَقْبَلَتْ، و علی أَربع إِذا أَدْبَرَتْ؛ یعنی بالسِّتِّ یدیها و ثَدْیَیْها و رِجْلَیها أَی أَنها لعِظَم ثدییها و یدیها، كأَنها تَمْشِی مُكِبَّةً، و الأَربعُ رجلاها و أَلیتاها، و أَنهما كادتا تَمَسَّان الأَرضَ لعظمهما، و هی بنتُ غَیْلانَ الثَّقَفِیَّةُ التی قیل فیها تُقْبِلُ بأَربع و تُدْبِرُ بثَمانٍ، و كانت تحتَ عبد الرحمن بن عوف، و قد ذكرنا معظم هذه الترجمة فی ترجمة سدس. ابن الأَعرابی: السَّتُّ الكلامُ القبیحُ، یقال: سَتَّه و سَدَّه إِذا عابه. و السَّدُّ: العَیْبُ. و أَما اسْتٌ، فیذكر فی باب الهاء، لأَن أَصلها سَتَهٌ، بالهاء، و الله أَعلم.

سجست؛ ج2، ص: 41

: سِجْسَتانُ و سَجِسْتانُ: كُورَةٌ معروفة، و هی فارسیة، ذكره ابن سیدة فی الرباعی.

سحت؛ ج2، ص: 41

: السُّحْتُ و السُّحُتُ: كلُّ حرام قبیح الذِّكر؛ و قیل: هو ما خَبُثَ من المَكاسب و حَرُم فلَزِمَ عنه العارُ، و قَبیحُ الذِّكْر، كَثَمن الكلب و الخمر و الخنزیر، و الجمعُ أَسْحاتٌ؛ و إِذا وَقَع الرجلُ فیها، قیل: قد أَسْحَتَ الرجلُ. و السُّحْتُ: الحرامُ الذی لا یَحِلُّ كَسْبُه، لأَنه یَسْحَتُ البركةَ أَی یُذْهِبُها. و أَسْحَتَتْ تجارتُه: خَبُثَتْ و حَرُمَتْ. و سَحَتَ فی تجارته، و أَسْحَتَ: اكْتَسَبَ السُّحْتَ. و سَحَتَ الشی‌ءَ یَسْحَتُه سَحْتاً: قَشَره قلیلًا قلیلًا. و سَحَتُّ الشَّحْمَ عن اللحم: قَشَرْتُه عنه، مثل سَحَفْتُه. و السَحْتُ: العذابُ. و سَحَتْناهم: بَلَغْنا مَجْهُودَهم فی المَشَقَّة علیهم. و أَسْحَتْناهم: لغة. و أَسْحَتَ الرجلَ: اسْتَأْصَلَ ما عنده. و قوله عز و جل: فَیُسْحِتَكُمْ بِعَذٰابٍ؛ قرئ فَیُسْحِتَكُمْ بِعَذٰابٍ، و یَسْحَتَكم، بفتح الیاء و الحاء؛ و یُسْحِتُ: أَكثر. فیَسْحَتكم: یَقْشِركم؛ و یُسْحِتَكُمْ: یَسْتَأْصِلكم. و سَحَتَ الحَجَّامُ الخِتانَ سَحْتاً، و أَسْحَتَه: اسْتَأْصله، و كذلك أَغْدَفَه. یقال: إِذا خَتَنْتَ فلا تُغْدِفْ، و لا تُسْحِتْ. و قال اللحیانی: سَحَتَ رأْسَه سَحْتاً و أَسْحَتَه: اسْتَأْصَلَه حَلْقاً. و أَسْحَتَ مالَه: اسْتَأْصَلَه و أَفْسَدَه؛ قال الفرزدق: و عَضّ زمانٍ، یا ابنَ مَرْوانَ، لم یَدَعْ من المالِ إِلَّا مُسْحَتاً، أَو مُجَلَّفُ قال: و العرب تقول سَحَتَ و أَسْحَتَ، و یروی: إِلا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّف، و مَن رواه كذلك، جعل معنی لم یَدَعْ، لم یَتَقارَّ؛ و من رواه: إِلا مُسْحَتاً، جعل لم یَدَعْ، بمعنی لم یَتْرُكْ، و رفع قوله: أَو مُجَلَّفٌ بإِضمارٍ، كأَنه قال: أَو هو مُجَلَّف؛ قال الأَزهری: و هذا هو قول الكسائی. و مالٌ مَسْحُوتٌ و مُسْحَتٌ أَی مُذْهَبٌ. و السَّحِیتَةُ من السَّحاب: التی تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به. و یقال: مالُ فلانٍ سُحْتٌ أَی لا شی‌ء علی من اسْتَهْلَكه؛ و دَمُه سُحْتٌ أَی لا شی‌ء علی من سَفَكه، و اشتقاقُه من السَّحْتِ، و هو الإِهلاكُ و الاسْتئصال. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَحْمَی لجُرَشَ حِمًی، و كَتَبَ لهم بذلك كتاباً فیه: فمن رَعاه من الناس فمالُه سُحْتٌ‌أَی هَدَرٌ. و قرئَ: أَكّٰالُونَ لِلسُّحْتِ، مُثَقَّلًا و مخفَّفاً،
لسان العرب، ج‌2، ص: 42
و تأْویلُه أَن الرُّشَی التی یأْكلونها، یُعقِبُهم الله بها، أَن یُسْحِتَهم بعذاب، كما قال الله، عز و جل: لٰا تَفْتَرُوا عَلَی اللّٰهِ كَذِباً، فَیُسْحِتَكُمْ بِعَذٰابٍ. و‌فی حدیث ابن رَواحة و خَرْصِ النَّخْل، أَنه قال لیَهُودِ خَیْبَر، لما أَرادوا أَن یَرْشُوه: أَ تُطْعِمُونی السُّحْتَ‌أَی الحرامَ؛ سَمَّی الرَّشْوَةَ فی الحكم سُحْتاً. و‌فی الحدیث: یأْتی علی الناس زمانٌ یُسْتَحَلُّ فیه كذا و كذا. و السُّحْتُ: الهَدِیَّة أَی الرَّشْوَةُ فی الحكم و الشهادة و نحوهما، و یَرِدُ فی الكلام علی المكروه مَرَّةً، و علی الحرام أُخری، و یُسْتَدَلُّ علیه بالقرائن، و قد تكرر فی الحدیث. و أُسْحِتَ الرجلُ، علی صیغة فعل المفعول: ذَهَبَ مالُه؛ عن اللحیانی. و السَّحْتُ: شِدَّةُ الأَكْل و الشُّرْب. و رجل سُحْتٌ و سَحِیتٌ و مَسْحُوتٌ: رَغِیبٌ، واسعُ الجوف، لا یَشْبَعُ. و فی الصحاح: رجل مَسْحُوتُ الجَوْف لا یَشْبَعُ؛ و قیل: المَسْحوتُ الجائع، و الأُنثی مَسْحُوتة بالهاء. و قال رؤبة یصف یونسَ، صلواتُ الله علی نبینا و علیه، و الحُوتَ الذی الْتَهَمه: یُدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ یقول: نَحَّی اللهُ، عز و جل، جَوانِبَ جَوْفِ الحوتِ عن یونُس و جافاه عنه، فلا یُصِیبه منه أَذًی؛ و مَن رواه: [یَدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ] یرید أَن جوفَ الحُوت صار وقایةً له من الغَرق، و إِنما دَفَع اللهُ عنه. قال ابن الفرج: سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِیَّ یقول: بَرْدٌ بَحْتٌ، و سَحْتٌ، و لَحْتٌ أَی صادق، مثل ساحةِ الدار و باحَتِها. و السُّحْلُوتُ: الماجِنَةُ.

سخت؛ ج2، ص: 42

: السُّخْتُ: أَوّلُ ما یَخْرُجُ من بَطْنِ ذی الخُفِّ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه، قبل أَن یَأْكُلَ، و العِقْیُ من الصبی ساعة یولَدُ، و هو من الحافر الرَّدَجُ. و السُّخْتُ من السَّلِیل: بمنزلة الرَّدَج، یَخْرُجُ أَصْفَر فی عِظَم النَّعْل. و اسْخاتَّ الجُرْحُ اسْخِیتاتاً: سَكَنَ ورَمُه. و شی‌ء سَخْتٌ و سِخْتِیتٌ: صُلْبٌ دقیقٌ، و أَصله فارسی. و السِّخْتِیتُ: دُقاقُ التراب، و هو الغُبار الشدیدُ الارتفاع؛ أَنشد یعقوب: جاءَتْ مَعاً، و اطَّرَقَتْ شَتِیتَا، و هی تُثِیرُ الساطِعَ السِّخْتِیتَا و یروی: الشِّخْتِیتَا، و سیأْتی ذكره؛ و قیل: هو دُقاق السَّویق؛ و قیل: هو السَّویقُ الذی لا یُلَتُّ بالأُدْم. الأَصمعی: یسمی السَّویقُ الدُّقاقُ السِّخْتِیتَ، و كذلك الدَّقِیقُ الحُوَّاری: سِخْتِیتٌ. و كَذِبٌ سِخْتِیتٌ: خالص؛ قال رؤْبة: هل یُنْجِیَنِّی كَذِبٌ سِخْتِیتُ، أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْریتُ؟ أَبو عمرو و ابن الأَعرابی: سِخْتِیتٌ، بالكسر، أَی شدید؛ و أَنشد لرؤْبة: هل یُنْجِیَنِّی حَلِفٌ سِخْتِیتُ قال أَبو علی: سِخْتِیتٌ من السَّخْتِ، كزِحْلِیلٍ من الزَّحْلِ. و السَّخْتُ: الشدید. اللحیانی: یقال هذا حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ أَی شدید، و هو معروف فی كلام العرب، و هم ربما استعملوا بعض كلام العجم، كما قالوا للمِسْحِ بِلاسٌ. أَبو عمرو: السِّخْتِیتُ الدقیق من كل شی‌ء؛ و أَنشد: و لو سَبَخْتَ الوَبَر العَمِیتَا،
لسان العرب، ج‌2، ص: 43
و بِعْتَهم طَحِینَك السِّخْتِیتَا، إِذَنْ رَجَوْنا لكَ أَن تَلُوتَا اللَّوْتُ: الكِتمانُ. و السَّبْخُ: سَلُّ الصُّوفِ و القُطْنِ. التهذیب فی النوادر: نَخَتَ فلانٌ لفلانٍ، و سَخَتَ له إِذا اسْتَقْصَی فی القول.

سفت؛ ج2، ص: 43

: سَفِتَ الماءَ و الشَّرابَ، بالكسر، یَسْفَتُه سَفْتاً: أَكثر منه، فلم یَرْوَ. و سَفِتُّ الماء أَسْفَتُه سَفْتاً، كذلك؛ و كذلك سَفِهْتُه و سَفِفْتُه. و قال ابن درید: السَّفِتُ الطعامُ الذی لا برَكة فیه. و السِّفْتُ لغة فی الزفْت؛ عن الزجاجی. و اسْتَفَتَ الشی‌ءَ: ذَهَب به؛ عن ثعلب.

سقت؛ ج2، ص: 43

: سَقِتَ الطعامُ سَقْتاً و سَقَتاً، فهو سَقِتٌ: لم تكن له بَرَكة.

سكت؛ ج2، ص: 43

: السَّكْتُ و السُّكُوتُ: خلافُ النُّطْقِ؛ و قد سَكَتَ یَسْكُتُ سَكْتاً و سُكاتاً و سُكوتاً، و أَسْكَتَ. اللیث: یقال سَكَتَ الصائتُ یَسْكُتُ سُكوتاً إِذا صَمَت؛ و الاسم من سَكَت: السَّكْتةُ و السُّكْتةُ؛ عن اللحیانی. و یقال: تَكَلَّم الرجلُ ثم سَكَت، بغیر أَلف، فإِذا انقطع كلامُه فلم یَتَكَلَّمْ، قیل: أَسْكَتَ؛ و أَنشد: قد رابَنی أَنَّ الكَرِیَّ أَسْكَتا، لو كان مَعْنِیًّا بنَا لَهَیَّتا و قیل: سَكَتَ تَعَمَّدَ السُّكُوتَ، و أَسْكَتَ: أَطْرَقَ من فِكْرة، أَو داء، أَو فَرَق. و‌فی حدیث أَبی أُمامة: و أَسْكَتَ و اسْتَغْضَبَ و مَكَثَ طویلًا‌أَی أَعْرَضَ و لم یتكلم. و یقال: ضَرَبْتُه حتی أَسْكَتَ، و قد أَسْكَتَتْ حَرَكَتُه، فإِن طالَ سُكوتُه من شَرْبة أَو داءٍ، قیل: به سُكات. و ساكَتَنی فَسَكتُّ، و السَّكْتَةُ، بالفتح: داء. و أَخَذَهُ سَكْتٌ، و سَكْتةٌ، و سُكاتٌ، و ساكوتة. و رجل ساكِتٌ، و سَكُوتٌ، و ساكُوتٌ، و سِكِّیتٌ، و سِكْتِیتٌ؛ كثیر السُّكُوت. و رجل سَكْتٌ، بَیِّنُ السَّاكُوتةِ و السُّكُوتِ، إِذا كان كثیر السُّكُوت. و رجل سَكِتٌ: قلیلُ الكلام، فإِذا تكلم أَحسنَ. و رجل سَكِتٌ، و سِكِّیتٌ، و ساكوتُ، و ساكوتة إِذا كان قلیل الكلام من غیر عِیٍّ، فإِذا تَكَلَّم أَحْسَنَ. قال أَبو زید: سمعت رجلًا من قَیس یقول: هذا رجل سِكْتِیتٌ، بمعنی سِكِّیتٍ. و رماه اللهُ بسُكاتةٍ و سُكاتٍ، و لم یُفَسّروه؛ قال ابن سیدة و عندی أَن معناه: بهَمٍّ یُسْكِتُه، أَو بأَمْر یَسْكُت منه. و أَصابَ فلاناً سُكاتٌ إِذا أَصابه داء منعه من الكلام. أَبو زید: صَمَتَ الرجلُ، و أَصْمَتَ، و سَكَتَ، و أَسْكتَ، و أَسْكَتَه اللهُ، و سَكَّته، بمعنًی. و رَمَیْتُه بسُكاته أَی بما أَسْكَتَه. ابن سیدة: رماه بصُماته و سُكاته أَی بما صَمَتَ منه و سَكَتَ؛ قال ابن سیدة: و إِنما ذكرتُ الصُّماتَ، هاهنا، لأَنه قلما یُتَكَلَّم بسُكاته، إِلّا مع صُماته، و سیأْتی ذكره فی موضعه، إِن شاء الله. و‌فی حدیث ماعزٍ: فرمَیْناه بِجَلامِیدِ الحَرَّة حتی سَكَت‌أَی مات. و السُّكْتة، بالضم: ما أُسْكِتَ به صبی أَو غیره. و قال اللحیانی: ما له سِكْتة لِعیالِه و سُكْتة أَی ما یُطْعِمُهم فیُسْكتُهم به. و السَّكُوتُ من الإِبل: التی لا تَرْغُو عند الرَّحْلَة؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 44
قال ابن سیدة: أَعنی بالرَّحْلَةِ، هاهنا، وَضْعَ الرَّحْلِ علیها؛ و قد سَكَتَتْ سُكُوتاً، و هُنَّ سُكُوتٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتَا، سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا قال: و روایةُ أَبی العَلاء: یَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتَا من قولك: سَفِتَ الماءَ إِذا شَرِبَ منه كثیراً، فلم یَرْوَ؛ و أَراد باردَ مائِه، فوضع المصدر موضع الصفة؛ كما قال: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا، تَأْكُلُ بعدَ الخُضْرَةِ الیَبیسا و حَیَّةٌ سَكُوتٌ و سُكاتٌ إِذا لم یَشعُرْ به الملسوع حتی یَلْسَعَه؛ و أَنشد یذكر رجلًا داهیة: فما تَزْدَرِی من حَیَّةٍ جَبَلِیَّةٍ، سُكاتٍ، إِذا ما عَضَّ لیس بأَدْرَدا و ذهب بالهاء إِلی تأْنیث لفظ الحیة. و السَّكْتَة فی الصلاة: أَن یَسْكُتَ بعد الافْتِتاح، و هی تُسْتَحبُّ، و كذلك السَّكْتَة بعد الفَراغ من الفاتحة. التهذیب: السَّكْتَتان فی الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَسْكُتَ بعد الافتتاح سَكْتةً، ثم تَفتَتِح القراءة، فإِذا فَرَغْتَ من القراءة، سَكَتَّ أَیضاً سَكْتَةً، ثم تَفْتَتح ما تیسر من القرآن. و‌فی الحدیث: ما تقول فی إِسْكاتَتِك؟قال ابن الأَثیر: هی إِفْعالة من السُّكوت، معناها سُكوتٌ یقتضی بعده كلاماً، أَو قراءَةً مع قِصَرِ المدَّة؛ و قیل: أَراد بهذا السُّكوتِ تَرْكَ رَفْعِ الصَّوْت بالكلام، أَ لا تراه قال: ما تقول فی إِسْكاتَتِك؟ أَی سُكوتِكَ عن الجَهْر، دون السُّكوت عن القراءَة و القول. و السَّكْتُ: من أَصوات الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بین نَغْمَتین، و هو من السُّكوت. التهذیب: و السَّكْتُ من أُصول الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بین نَغْمَتین مِن غیر تَنَفُّسٍ، یُراد بذلك فصل ما بینهما. و سَكَتَ الغَضَبُ: مثل سَكَنَ فَتَر. و فی التنزیل العزیز: وَ لَمّٰا سَكَتَ عَنْ مُوسَی الْغَضَبُ؛ قال الزجاج: معناه و لما سَكَنَ؛ و قیل: معناه و لما سَكَتَ موسَی عن الغَضَبِ، علی القَلب، كما قالوا: أَدْخَلْتُ القَلَنْسُوة فی رأْسی؛ و المعنی أَدْخَلْتُ رأْسی فی القَلَنْسُوة. قال: و القول الأَوّل الذی معناه سَكَنَ، هو قول أَهل العربیة. قال: و یقال سَكَتَ الرجلُ یَسْكُتُ سَكْتاً إِذا سَكَنَ؛ و سَكَتَ یَسْكُتُ سُكوتاً و سَكْتاً إِذا قَطَع الكلام؛ و سَكَتَ الحَرُّ: اشتد، و رَكَدَت الریح. و أَسْكَتَتْ حَرَكَتُه: سَكَنَتْ. و أَسْكَتَ عن الشی‌ء: أَعرَضَ. و السُّكَیْتُ و السُّكَّیْتُ، بالتشدید و التخفیف: الذی یجی‌ء فی آخر الحَلْبة، آخر الخیل. اللیث: السُّكَیْتُ مثل الكُمَیْتِ، خفیفٌ: العاشرُ الذی یجی‌ءُ فی آخر الخیل، إِذا أُجْرِیَتْ، بَقِیَ مُسْكِتاً. و فی الصحاح: آخر ما یجی‌ءُ من الخیل فی الحَلْبة، من العَشْر المعدودات؛ و قد یشدّد، فیقال السُّكَّیْتُ، و هو القاسُور و الفِسْكِلُ أَیضاً، و ما جاء بعده لا یُعْتَدُّ به. قال سیبویه: سُكَیْتٌ ترخیم سُكَّیتٍ، یعنی أَن تصغیر سُكَّیْتٍ إِنما هو سُكَیْكیتٌ، فإِذا رُخِّمَ، حُذفت زائدتاه. و سَكَتَ الفرسُ: جاءَ سُكَیْتاً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 45
و رأَیتُ أَسْكاتاً من الناس أَی فِرَقاً متفرّقة؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یذكر لها واحداً؛ و قال اللحیانی: هم الأَوْباش، و تقول: كنت علی سُكَاتِ هذه الحاجة أَی علی شَرَفٍ من إِدراكها.

سلت؛ ج2، ص: 45

: سَلَتَ المِعَی یَسْلِتُه سَلْتاً: أَخرجه بیده؛ و السُّلاتةُ: ما سُلِتَ منه. و‌فی حدیث أَهل النار: فیَنْفُذ الحَمِیم إِلی جوفه، فَیَسْلِتُ ما فیه‌أَی یَقْطَعُه و یستأْصله. و السَّلْتُ: قَبْضُكَ علی الشی‌ء، أَصابه قَذَر و لَطْخٌ، فَتَسْلِتُه عنه سَلْتاً. و انْسَلَتَ عنَّا: انْسَلَّ مِن غیر أَن یُعْلَم به. و ذهب منی الأَمْرُ فَلْتَةً و سَلْتَةً أَی سَبَقَنی و فاتَنی. و سَلَتَ أَنْفَه بالسیف؛ و فی المحكم: و سَلَتَ أَنْفَه یَسْلِتُه و یَسْلُته سَلْتاً: جَدَعَه. و الرجل أَسْلَتُ إِذا أُوعِبَ جَدْعُ أَنفه. و الأَسْلَتُ: الأَجْدَع، و به سمِّی الرجل، و أَبو قَیْس بن الأَسْلَتِ الشاعرُ. و‌فی حدیث سلمان: أَن عمر قال مَن یأْخذها بما فیها؟ یعنی الخلافة، فقال سلمان: مَن سَلَتَ اللهُ أَنفَه‌أَی جَدَعَه و قَطَعَه. و‌فی حدیث حذیفة و أَزْدِ عُمانَ: سَلَتَ اللهُ أَقدامَها‌أَی قَطَعَها. و سَلَتَ یدَه بالسیف: قَطَعَها. یقال: سَلَتَ فلانٌ أَنف فلانٍ بالسیف سَلْتاً إِذا قطَعَه كُلَّه، و هو من الجُدْعانِ أَسْلَتُ. و سَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ أَی جَلَدْتُهُ، مثلُ حَلَتُّه. و سَلَتَ دَمَ البدنة: قَشَره بالسكین؛ عن اللحیانی، هكذا حكاه؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه قَشَر جِلْدَها بالسكین حتی أَظْهَر دَمها. و سَلَتَ شَعرَه: حَلَقه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه لَعَنَ السَّلْتاء، و المَرْهاء؛ السَّلْتاء من النساء: التی لا تَخْتَضِبُ. و سَلَتَتِ المرأَةُ الخِضاب عن یَدها إِذا مَسَحَتْهُ و أَلْقَتْه؛ و فی الصحاح: إِذا أَلْقَتْ عنها العُصْمَ، و العُصْمُ: بقیةُ كلّ شی‌ء و أَثَرُه مِن القَطِرانِ و الخِضابِ و نحوه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، و سُئِلَتْ عن الخِضاب، فقالت: اسْلِتیه و أَرْغِمِیه.و‌فی الحدیث: ثم سَلَتَ الدمَ عنها‌أَی أَماطَهُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فكان یَحْمِلُه علی عاتِقه، و یَسْلُتُ خَشَمَه‌أَی مُخاطَه عن أَنفه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی الحدیث‌مرویّاً عن عمر، و أَنه كان یَحْمِل ابنَ أَمَته مَرْجانةَ.و‌أَخرجه الهروی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان یَحْمِل الحُسَیْنَ علی عاتقه و یَسْلِتُ خَشَمه؛ قال: و لعله حدیث آخر. قال: و أَصلُ السَّلْتِ القَطْعُ. و سَلَتَ رأْسَه أَی حَلَقه. و رأْس مَسْلوتٌ، و مَحَلْوُتٌ، و مَحْلُوقٌ بمعنی واحد. و سَلَتَ الحَلَّاقُ رأْسه سَلْتاً، و سَبَتَه سَبْتاً إِذا حَلَقَه. و سَلَتُّ القَصعةَ من الثرید إِذا مَسَحْتَه. و السُّلاتةُ: ما یُؤْخَذُ بالإِصبع من جوانب القَصْعة لتَنْظُف. یقال: سَلَتُّ القصعة أَسْلُتها سَلْتاً. و‌فی الحدیث: أُمِرْنا أَن نَسْلُتَ الصَّحْفَة‌أَی نَتَتَبَّعَ ما بقی فیها من الطعام، و نَمْسَحَها بالأَصابِع. و مَرَةٌ سَلْتاء: لا تَعَهَّدُ یَدَیها بالخِضابِ؛ و قیل: هی التی لا تَخْتَضِبُ البتَّةَ. و السُّلْتُ، بالضم: ضرب من الشعیر؛ و قیل: هو الشعیر بعینه؛ و قیل: هو الشعیر الحامض؛ و قال اللیث: السُّلْتُ شعیر لا قِشْرَ له أَجْرَدُ؛ زاد الجوهری: كأَنه الحنطة؛ یكون بالغَوْر و الحجاز،
لسان العرب، ج‌2، ص: 46
یَتَبَرَّدون بسَویقه فی الصَّیْف. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عن بیع البَیْضاء بالسُّلْتِ؛ هو ضرب من الشعیر أَبیضُ لا قشر له؛ و قیل: هو نوع من الحِنْطة؛ و الأَوّل أَصح، لأَن البیضاء الحنطة.

سلحت؛ ج2، ص: 46

: السُّلْحُوتُ: الماجِنَةُ؛ قال: أَدْرَكْتُها تأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ، تلك الخَرِیعُ و الهَلُوكُ السُّلْحوتْ

سلكت؛ ج2، ص: 46

: السُّلْكُوتُ: طائر.

سمت؛ ج2، ص: 46

: السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو فی مَذْهَبِ الدِّینِ، و الفعلُ سَمَتَ یَسْمِتُ [یسمُت سَمْتاً، و إِنه لحَسَنُ السَّمْت أَی حَسَنُ القَصْدِ و المَذْهَب فی دینه و دنْیاه. قال الفراء: یقال سَمَتَ لهم یَسْمِتُ سَمْتاً إِذا هَیَّأَ لهم وَجْهَ العَمَل و وَجْهَ الكلام و الرأْی، و هو یَسْمِتُ سَمْتَه أَی یَنْحُو نَحْوَه. و‌فی حدیث حذیفة: ما أَعْلَم أَحداً أَشْبَهَ سَمْتاً و هَدْیاً و دلًّا برسول الله، صلی الله علیه و سلم، من ابن أُمِّ عَبْدٍ؛ یعنی ابن مسعود. قال خالد بنُ جَنْبةَ: السَّمْتُ اتِّباعُ الحَقِّ و الهَدْیِ، و حُسْنُ الجِوارِ، و قِلةُ الأَذِیَّةِ. قال: و دَلَّ الرَّجلُ حَسُنَ حدیثُه و مَزْحُه عند أَهله. و السَّمْتُ: الطریقُ؛ یقال: الْزَمْ هذا السَّمْتَ؛ و قال: و مَهْمَهَیْنِ قَذَفَیْنِ، مَرَّتَیْن، قَطَعْتُه بالسَّمْتِ، لا بالسَّمْتَیْن معناه: قَطَعْتُه علی طریق واحدٍ، لا علی طَریقَین؛ و قال: قَطَعْتُه، و لم یقل: قطَعْتُهما، لِأَنه عنی البلَد. و سَمْتُ الطریقِ: قَصْدُه. و السَّمْتُ: السَّیْرُ علی الطَّریق بالظَّنّ؛ و قیل: هو السَّیْرُ بالحَدْس و الظن علی غیر طریق؛ قال الشاعر: لیس بها رِیعٌ لِسَمْتِ السَّامِتِ و قال أَعرابیّ من قَیْسٍ: سوف تَجوبِین، بغَیر نَعْتِ، تَعَسُّفاً، أَو هكذا بالسَّمْتِ السَّمْتُ: القَصْدُ. و التَّعَسُّفُ: السَّیر علی غیر عِلْم، و لا أَثَرٍ. و سَمَتَ یَسْمُتُ، بالضم، أَی قَصَدَ؛ و قال الأَصمعی: یقال تعمَّده تعمُّداً، و تَسَمَّتَه تَسَمُّتاً إِذا قَصَدَ نَحْوَه. و قال شمر: السَّمْتُ تَنَسُّمُ القَصْدِ. و‌فی حدیث عوف بن مالك: فانطلقت لا أَدری أَین أَذهَبُ، إِلّا أَننی أُسَمِّتُ أَی أَلْزَمُ سَمْتَ الطریق؛ یعنی قَصْدَه؛ و قیل: هو بمعنی أَدْعُو اللهَ له. و التَّسْمِیتُ: ذِكْرُ الله علی الشی‌ءِ؛ و قیل: التَسْمِیتُ ذكر الله، عز و جل، علی كل حال. و التَّسْمِیتُ: الدُّعاء للعاطِس، و هو قولك له: یَرْحَمُكَ الله و قیل: معناه هَدَاك اللهُ إِلی السَّمْت؛ و ذلك لما فی العاطس من الانزِعاج و القَلَق؛ هذا قول الفارسی. و قد سَمَّتَه إِذا عَطَسَ، فقال له: یَرْحَمُك اللهُ؛ أُخِذَ من السَّمْتِ إِلی الطریقِ و القَصْدِ، كأَنه قَصَدَه بذلك الدعاء، أَی جَعَلَكَ اللهُ علی سَمْتٍ حَسَنٍ، و قد یجعلون السین شیناً، كسَمَّر السفینة و شَمَّرها إِذا أَرْساها. قال النَّضْرُ بن شُمَیْل: التَّسْمیتُ الدعاء بالبَركة، یقول: بارك الله فیه. قال أَبو العباس: یقال سَمَّتَ العاطِسَ تَسْمیتاً، و شَمَّتَه تَشْمیتاً إِذا دعا له بالهَدْیِ و قَصْدِ السَّمْتِ المستقیم؛ و الأَصل فیه السین، فقُلِبَتْ شیناً. قال ثعلب: و الاختیار بالسین، لِأَنه مأْخوذ من السَّمْتِ، و هو
لسان العرب، ج‌2، ص: 47
القَصْدُ و المَحَجَّة. و قال أَبو عبید: الشین أَعلی فی كلامهم، و أَكثر. و‌فی حدیث الأَكل: سَمُّوا اللهَ و دَنُّوا و سَمِّتُوا؛ أَی إِذا فَرَغْتم، فادْعُوا بالبركة لِمَن طَعِمْتُم عنده. و السَّمْتُ: الدُّعاء. و السَّمْتُ: هیئة أَهل الخیر. یقال: ما أَحْسَنَ سَمْتَه أَی هَدْیه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فینظرون إِلی سَمْتِه و هَدْیه‌أَی حُسْنِ هیئته و مَنْظَرِه فی الدین، و لیس من الحُسْنِ و الجمال؛ و قیل: هو من السَّمْتِ الطریق.

سمرت؛ ج2، ص: 47

: ابن السكیت فی الأَلفاظ: السُّمْرُوتُ الرجلُ الطویل.

سنت؛ ج2، ص: 47

: رجلٌ سَنِتٌ: قلیل الخَیر. ابن سیدة: رجلٌ سَنِتُ الخَیرِ قلیلُه، و الجمع سَنِتُونَ، و لا یُكَسَّر. و أَسْنَتُوا، فهم مُسْنِتُون: أَصابَتْهم سَنَةٌ و قَحْطٌ، و أَجْدَبُوا؛ و منه قول ابن الزِّبَعْرَی: عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّریدَ لِقَوْمِه، و رِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ و هی عند سیبویه علی بدل التاء من الیاء، و لا نظیر له إِلا قولهم ثِنْتانِ؛ حكی ذلك أَبو علیّ. و فی الصحاح: أَصله من السَّنَةِ؛ قَلَبُوا الواو تاء لیَفْرُقُوا بینه و بین قولهم: أَسْنی القومُ إِذا أَقاموا سَنَةً فی موضع؛ و قال الفراء: تَوَهَّمُوا أَن الهاء أَصلیة إِذ وَجَدُوها ثالثةً فقلبوها تاء، تقول منه: أَصابَهم السَّنة، بالتاء. و‌فی الحدیث: و كان القومُ مُسْنِتِین‌أَی مُجْدِبینَ، أَصابَتْهم السنَةُ، و هی القَحْطُ و الجَدْبُ. و أَسْنَتَ، فهو مُسْنِتٌ إِذا أَجْدَبَ. و‌فی حدیث أَبی تَمِیمةَ: اللهُ الذی إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لك‌أَی إِذا أَجْدَبْتَ أَخْصَبَكَ. و یقال: تَسَنَّتَ فلانٌ كریمةَ آلِ فلانٍ إِذا تَزَوَّجَها فی سَنَة القَحْط. و فی الصحاح: یقال تَسَنَّتَها إِذا تَزَوَّجَ رجلٌ لَئِیمٌ امرأَة كریمةً لقلة مالها، و كثرة ماله. و السَّنِتَةُ و المُسْنِتَةُ: الأَرضُ التی لم یُصِبْها مَطَرٌ، فلم تُنْبِتْ؛ عن أَبی حنیفة، قال: فإِن كان بها یَبِیسٌ من یَبِیسِ عامٍ أَوَّلَ، فلَیْسَتْ بمُسْنِتةٍ، و لا تكون مُسْنِتَةً حتی لا یكون بها شی‌ء، و قال: یقال أَرض سَنِتَةٌ و مُسْنِتَةٌ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا، إِلّا أَن یَخُصَّ الأَقَلَّ بالأَقلِّ حُروفاً، و الأَكثر بالأَكثر حروفاً. و قال: عامٌ سَنِیتٌ و مُسْنِتٌ: جَدْبٌ. و سانَتُوا الأَرضَ، تَتبَّعُوا نَباتَها. و رجل سَنُوتٌ: سَیّ‌ءُ الخُلُق، و السَّنُّوتُ: الرُّبُّ؛ و قیل: العَسَل. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: علیكم بالسَّنا و السَّنُّوتِ، قیل: هو العَسَلُ؛ و قیل: الرُّبُّ؛ و قیل: الكَمُّون، یمانیة؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بضم السین، و الفتح أَفصح. و‌فی الحدیث الآخر: لو كان شی‌ء یُنْجِی من الموت لكانَ السَّنَا و السِّنَّوْت؛ و قیل: هو نبت یُشْبِه الكَمُّونَ؛ و قیل: الرَّازِیانِجُ؛ و قیل: الشِّبِثُّ، و فیها لغة أُخری السَّنُّوتُ، بفتح السین. و یقال: سَنَّتُّ القِدْرَ تَسْنیتاً إِذا طَرَحْتَ فیها الكَمُّونَ؛ و قول الحُصَیْن بن القَعْقاعِ: جَزَی اللهُ عَنِّی بُحْتُرِیّاً، و رَهْطَهُ بَنی عَبْدِ عَمْرٍو، ما أَعَفَّ و أَمْجَدا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ، لا أَلْسَ بینهم، و هُمْ یَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن یُقَرَّدا فسره یعقوب بأَنه الكَمُّونُ، و فسره ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌2، ص: 48
بأَنه نَبْتٌ یُشْبه الكَمُّون. و السِّنَّوْتُ: مِثالُ السِّنَّوْرِ، لغة فیه؛ عن كراع. و یُقَرَّدُ: یُذَلَّلُ، و أَصله من تَقْریدِ البعِیر، و هو أَن یُنَقَّی قُرادُه فیَسْتَكِینَ. و الأَلْسُ: الخیانة؛ و یروی: لا أَلْسَ فیهم. ابن الأَعرابی: أَسْتَنَ الرَّجُلُ و أَسْنَتَ إِذا دَخَلَ فی السنة.

سنبت؛ ج2، ص: 48

: التهذیب فی الرباعی: ابن الأَعرابی: السِّنْبِتُ السَّیِّ‌ءُ الخُلُق.

فصل الشین المعجمة؛ ج2، ص: 48

شأت؛ ج2، ص: 48

: الشَّئِیتُ من الخیل: العَثُورُ، و لیس له فعل یتصرف، و قیل: هو الذی یَقْصُر حافِرا رِجْلَیْه عن حافِرَیْ یَدَیْه؛ قال عَدیُّ بنُ خَرْشَةَ الخَطْمیُّ، و قیل هو لرجل من الأَنصار.و أَقْدَر مُشْرِف الصَّهَواتِ، سَاطٍ، كُمَیْت، لا أَحَقُّ، و لا شَئِیتُ الشَّئِیتُ: كما فَسَّرْنا. و الأَقْدَرُ: بعكس ذلك؛ و روایةُ ابن درید: بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَیْل نَهْدٍ، جَوادٍ، لا أَحَقُّ، و لا شَئِیتُ ابن الأَعرابی: الأَحَقُّ الذی یَضَعُ رجله فی موضع یده، و الجمع شُؤُوتٌ. قال الأَزهری: كذلك قال ابن الأَعرابی، و أَبو عبیدة. و قال أَبو عمرو: الشَّئِیتُ من الخیل العَثُور. قال: و الصحیح ما قاله ابن الأَعرابی و أَبو عبیدة، لا ما قاله أَبو عمرو. قال ابن بری: و قد شرح الأَصمعی بیتَ عَدِیِّ بن خَرْشة، فقال: الأَقْدَرُ الذی یجوز حافرا رجلیه حافری یدیه. و الشَّئِیتُ: الذی یَقْصُر حافرا رجلیه عن حافری یدیه. و الأَحَقّ: الذی یُطَبِّقُ حافرا رجلیه حافری یدیه.

شبت؛ ج2، ص: 48

: الشِّبِتُّ: نبت؛ عن أَبی حنیفة، و زعم أَنَّ الشِّبِتَّ معرّب عنه.

شتت؛ ج2، ص: 48

: الشَّتُّ: الافتراق و التَّفْریقُ. شَتَّ شَعْبُهم یَشِتُّ شَتّاً و شَتاتاً، و انْشَتَّ، و تَشَتَّتَ أَی تَفَرَّقَ جمعُهم؛ قال الطرماح: شَتَّ شَعْبُ الحَیِّ بعد التِئامِ، و شَجاكَ الرَّبْعُ، رَبْعُ المُقامِ و شَتَّته اللهُ و أَشَتَّه، و شَعْبٌ شَتِیتٌ مُشَتَّتٌ؛ قال: و قد یَجْمَعُ اللهُ الشَّتِیتَینِ، بعد ما یَظُنَّانِ، كلَّ الظَّنِّ، أَنْ لا تَلاقِیا و فی التنزیل العزیز: یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النّٰاسُ أَشْتٰاتاً؛ قال أَبو إِسحاق: أَی یَصْدُرُونَ متفرِّقین، منهم مَن عَمِلَ صالحاً، و مِنهم مَن عمل شرّاً. الأَصمعی: شَّتَّ بقلبی كذا و كذا أَی فَرَّقه. و یقال: أَشَتَّ بی قومی أَی فَرَّقُوا أَمْری. و یقال: شَتُّوا أَمْرَهم أَی فَرَّقوه. و قد اسْتَشَتَّ و تَشَتَّتَ إِذا انْتَشَر. و یقال: جاء القوم أَشْتاتاً، و شَتاتَ شَتاتَ. و یقال: وقعوا فی أَمْرٍ شَتٍّ و شَتَّی. و یقال: إِنی أَخافُ علیكم الشَّتاتَ أَی الفُرْقة. و ثَغْرٌ شَتِیتٌ: مُفَرَّقٌ مُفَلَّج؛ قال طرفة: عن شَتِیتٍ كأَقاحِ الرَّمْلِ غُرّ و أَمْرٌ شَتٌّ أَی مَتَفَرِّقٌ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 49
و شَتَّ الأَمْرُ یَشِتُّ شَتّاً و شَتاتاً: تَفَرَّقَ. و اسْتَشَتَّ مثلُه، و كذلك التَّشَتُّتُ. و شَتَّته تَشْتِیتاً: فَرَّقه. و الشَّتِیتُ: المُتَفَرِّقُ؛ قال رؤْبة یصف إِبلًا: جاءَتْ مَعاً، و اطَّرَقَتْ شَتِیتا، و هی تُثِیرُ السَّاطِعَ السِّخْتِیتا و قومٌ شَتَّی: مُتَفَرِّقون؛ و أَشیاء شَتَّی. و‌فی الحدیث: یَهْلِكُون مَهْلَكاً واحداً، و یَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتَّی.و‌فی الحدیث فی الأَنبیاء: و أُمهاتُهُم شَتَّی‌أَی دینُهم واحدٌ و شرائعُهم مختلفة؛ و قیل: أَراد اختلاف أَزمانهم. و جاءَ القَوْم أَشْتاتاً: مُتَفَرِّقین، واحدُهم شَتٌّ. و الحمد لله الذی جمعنا من شَتٍّ أَی تَفْرقةٍ. و إِنَّ المجلس لَیَجْمَعُ شُتُوتاً من الناس و شَتَّی أَی فِرَقاً؛ و قیل: یجمع ناساً لیسوا من قبیلة واحدة. و شَتَّانَ ما زیدٌ و عمرٌو، و شَتَّانَ ما بینهما أَی بَعُدَ ما بینهما؛ و أَبَی الأَصمَعیُّ شَتَّانَ ما بینهما؛ قال أَبو حاتم فأَنشدته قولَ ربیعةَ الرَّقِّیِّ: لَشَتَّانَ ما بین الیَزِیدَینِ فی النَّدَی: یَزیدِ سُلَیْمٍ، و الأَغَرِّ بنِ حاتِم «4» فقال: لیس بفصیح یُلْتَفَتُ إِلیه؛ و قال فی التهذیب: لیس بحجة، إِنما هو مولَّد؛ و الحجة الجَیِّدُ قولُ الأَعشی: شَتَّانَ ما یَوْمِی علی كُورِها، و یَوْمُ حَیَّانَ، أَخی جابِرِ معناه: تَباعَدَ الذی بینهما. التهذیب: یقال شَتَّانَ ما هما. و قال الأَصْمَعی: لا أَقول شَتَّانَ ما بینهما. قال ابن بری فی بیت ربیعة الرَّقِّیِّ: إِنه یمدح یزیدَ بنَ حاتِم بن قَبِیصة بن المُهَلَّبِ، و یهجُو یزیدَ بنَ أُسَیْدٍ السُّلَمِیّ؛ و بعده: فَهَمُّ الفَتی الأَزْدِیّ إِتْلافُ مالِه، و هَمُّ الفَتی القَیْسِیِّ جمعُ الدَّراهِمِ فلا یَحْسَبُ التَّمْتامُ أَنی هَجَوْتُه، و لكَنَّنی فَضَّلْتُ أَهلَ المكارِمِ قال ابن بری: و قول الأَصمعی: لا أَقول شَتَّانَ ما بینهما، لیس بشی‌ءٍ، لِأَنَّ ذلك قد جاء فی أَشعار الفُصَحاء من العرب؛ من ذلك قول أَبی الأَسْوَدِ الدُّؤَلیِّ: فإِنْ أَعْفُ، یوماً، عن ذُنُوبٍ و تَعْتَدِی، فإِنَّ العَصا كانتْ لغیرك تُقْرَعُ و شَتَّانَ ما بینی و بینَكَ، إِنَّنی، علی كلِّ حالٍ، أَسْتَقِیمُ، و تَظْلَعُ قال: و مثله قولُ البَعِیثِ: و شَتَّانَ ما بینی و بین ابنِ خالدٍ، أُمَیَّةَ، فی الرِّزْق الذی یَتَقَسَّمُ و قال آخر: شَتَّانَ ما بینی و بین رُعاتِها، إِذا صَرْصَرَ العُصْفُورُ فی الرُّطَبِ الثَّعْدِ و قال الأَحْوَصُ: شَتَّانَ، حینَ یَنِثُّ [یَنُثٌّ الناسُ فِعْلَهُما، ما بین ذِی الذَّمِّ، و المحمودِ إِن حُمِدا قال: و یقال شَتَّانَ بینهما، مِن غیر ذكر ما؛ قال
(4). قوله [یزید سلیم] كذا فی التهذیب. و الذی فی المحكم: یزید أُسید انتهی. و ضُبطا بالتصغیر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 50
حَسَّان بن ثابت: و شَتَّانَ بینكما فی النَّدَی، و فی البأْسِ، و الخُبْرِ و المَنظَرِ و قال آخر: أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ، و شَتَّانَ بین الجَهْرِ، و المَنْطِقِ الخَفْتِ و قال جمیل: أُرِیدُ صَلاحَها، و تُرید قَتْلی، و شَتَّا بین قَتْلی و الصَّلاحِ فحذف نون شتان لضرورة الشعر. و شَتَّانَ: مصروفة عن شَتُتَ، فالفتحة التی فی النون هی الفتحة التی كانت فی التاء، و تلك الفتحة تدل علی أَنه مصروف عن الفعل الماضی، و كذلك وَشْكانَ و سَرْعانَ مصروف من وَشُكَ و سَرُعَ؛ تقول: وَشْكانَ ذا خُروجاً، و سَرْعانَ ذا خُروجاً و أَصله وَشُكَ ذا خُروجاً، و سَرُع ذا خُروجاً؛ روی ذلك كله ابن السكیت عن الأَصمعی. أَبو زید: شَتَّانَ منصوب علی كل حال، لأَنه لیس له واحد؛ و قال فی قوله: شَتَّانَ بَیْنُهُما فی كلِّ مَنْزِلةٍ، هذا یُخافُ و هذا یُرْتَجی أَبدا فرفع البین، لأَن المعنی وقَع له، قال: و من العرب من ینصب بینهما، فی مثل هذا الموضع، فیقول: شَتَّانَ بینَهما، و یُضْمِر ما، كأَنه یقول شَتَّ الذی بینهما، كقوله تعالی: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ؛ قال أَبو بكر: شَتَّانَ أَخوك و أَبوك، و شَتَّانَ ما أَخوك و أَبوك، و شَتَّانَ ما بین أَخیك و أَبیك. فمن قال: شَتَّانَ، رفع الأَخَ بشَتَّانَ، و نَسَقَ الأَبَ علی الأَخ، و فتح النون من شَتَّان، لاجتماع الساكنین، و شبههما بالأَدوات، و من قال: شَتَّانَ ما أَخوك و أَبوك، رَفَعَ الأَخ بشتان، و نَسَقَ الأَبَ علیه، و دَخَلَ ما صِلَةً، و یجوز علی هذا الوجه شَتَّانِ، بكسر النون، علی أَنه تثنیة شَتٍّ. و الشَّتُّ: المُتَفَرِّق، و تثنیته: شَتَّانِ، و جمعه: أَشْتاتٌ. و من قال: شَتَّانَ ما بین أَخیك و أَبیك، رفع ما بشتان علی أَنها بمعنی الذی، و بین صلة ما؛ و المعنی شَتَّانَ الذی بین أَخیك و أَبیك؛ و لا یجوز فی هذا الوجه كسر النون، لأَنها رفعت اسماً واحداً. قال ابن جنی: شَتَّانَ و شَتَّی، كسَرْعانَ و سَكْری؛ یعنی أَن شَتَّی لیس مؤنثَ شَتَّان، كَسَكْرانَ و سَكْری، و إِنما هما اسمان تواردا و تقابلا فی عُرْضِ اللغة، من غیر قَصْدٍ و لا إِیثارٍ، لتَقاوُدِهما.

شخت؛ ج2، ص: 50

: الشَّخْتُ: الدقیق من الأَصْل، لا من الهُزال؛ و قیل: هو الدقیق من كل شی‌ءٍ، حتی إِنه یقال للدقیق العُنُقِ و القوائم: شَخْتٌ، و الأُنثی: شَخْتة، و جمعها شِخاتٌ. و قد شَخُتَ، بالضم، شُخُوتةً، فهو شَخْتٌ و شَخِیتٌ؛ و منهم من یُحَرِّكُ الخاءَ؛ و أَنشد: أَقاسیمُ جَزَّأَها صانِعٌ، فمنها النَّبیلُ، و منها الشَّخَتْ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال للجنی: إِنی أَراك ضَئیلًا شَخِیتاً؛ الشَّخْتُ و الشَّخِیتُ: النَّحیفُ الجسمِ، الدقیقُه. و یقال للحَطب الدقیق: شَخْتٌ. و یقال: إِنه لَشَخْتُ الجُزارة إِذا كان دقیقَ القَوائم؛ قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌2، ص: 51
شَخْتُ الجُزارةِ، مثلُ البیتِ، سائرُه من المُسُوح، خِدَبٌّ، شَوْقَبٌ، خَشِبُ و إِنه لَشَخْتُ العَطاءِ أَی قلیل العطاء. و الشَّخِیتُ و الشِّخْتِیتُ: الغُبارُ الساطِعُ، فِعْلِیلٌ من الشَّخْتِ الذی هو الضاویُّ الدقیقُ؛ و قیل: هو فارسی مُعَرَّب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و هی تُثِیرُ الساطع الشِّخْتِیتا و الذی رواه یعقوب: السِّخِّیتا و السِّخْتِیتا، لأَن العجم تقول: سَخْتٌ.

شرت؛ ج2، ص: 51

: الشَّرَنْتی: طائر.

شمت؛ ج2، ص: 51

: الشَّماتة: فَرَحُ العدوّ؛ و قیل: الفَرَحُ بِبلِیَّة العَدُوِّ؛ و قیل: الفَرَحُ ببلیَّة تنزل بمن تعادیه، و الفعل منهما شَمِتَ به، بالكسر، یَشْمَتُ شَماتةً و شَماتاً، و أَشْمَتَه اللهُ به. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْدٰاءَ؛ و قال الفراءُ: هو من الشَّمْتِ. و رُوی عن مجاهد أَنه قرأَ: فلا تُشَمِّتْ بی الأَعْداءَ؛ قال الفراءُ: لم نسمعها من العرب، فقال الكسائی: لا أَدری لعلهم أَرادوا فَلٰا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْدٰاءَ؛ فإِن تكن صحیحة، فلها نظائر. العرب تقول: فَرِغْتُ و فَرَغْتُ؛ فمن قال فَرِغْتُ، قال أَفْرَغُ، و من قال فَرَغْتُ، قال أَفْرُغُ. و‌فی حدیث الدعاءِ: أَعوذُ بك من شَماتة الأَعداءِ؛ قال: شَماتةُ الأَعداء فَرَح العَدُوِّ ببلیَّةٍ تنزل بِمَن یعادیه. و رَجَعُوا شَماتی أَی خائبین؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و لا أَعْرِفُ ما واحدُ الشَّماتی. و شَمَّتَه اللهُ: خَیَّبه؛ عنه أَیضاً: و أَنشد للشَّنْفَری: و باضِعةٍ، حُمْرِ القِسِیِّ، بَعَثْتُها، و من یَغْزُ یَغْنَمْ مَرَّةً و یُشَمَّتِ و یقال: خَرَجَ القوم فی غَزاة، فقَفَلوا شَماتی و متَشَمّتین؛ قال: و التَّشَمُّتُ أَن یَرجِعُوا خائبین، لم یَغْنَموا. یقال: رجع القوم شِماتاً من مُتَوَجَّههم، بالكسر، أَی خائبین، و هو فی شعر ساعدة. قال ابن بری: لیس هو فی شعر ساعدة، كما ذكر الجوهری، و إِنما هو فی شعر المُعَطَّل الهُذَلیِّ، و هو: فأُبْنا، لنا مَجْدُ العَلاءِ و ذِكْرُه، و آبوا، علیهم فَلُّها و شِماتُها و یروی: لنا رِیحُ العَلاءِ و ذِكْرُه و الرِّیحُ: الدَّوْلَة، هنا، و منه قوله تعالی: وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ؛ و یروی: لنا مَجْدُ الحیاةِ و ذِكْرُها و الفَلُّ: الهَزیمةُ. و الشِّماتُ: الخَیْبة؛ و اسم الفاعل: شامِتٌ، و جمعُ شامِتٍ شُمَّاتٌ. و یقال: شُمِّتَ الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلی الخَیْبة. و الشَّوامِتُ: قوائم الدابةِ، و هو اسم لها، واحدتُها شامِتةٌ. قال أَبو عمرو: یقال لا تَرَك اللهُ لَهُ شامتَةً أَی قائمةً؛ قال النابغة: فارْتاعَ من صَوْتِ كَلَّابٍ، فباتَ لَهُ طَوْعَ الشَّوامِتِ، من خَوْفٍ، و من صَرَدِ و یروی: طَوْعُ الشَّوامِتِ …، بالرفع؛ یعنی باتَ له ما شَمِتَ به من أَجله شُمَّاتُه؛ قال ابن سیدة: و فی بعض نسخ المُصَنَّفِ: بات له ما شَمِتَ به شُمَّاتُه. قال ابن السكیت فی قوله: فباتَ له طَوْعُ الشَّوامِتِ، یقول: باتَ له ما أَطاعَ شامِتَه من
لسان العرب، ج‌2، ص: 52
البَرْدِ و الخَوْف أَی باتَ له ما تشْتَهی شَوامِتُه؛ قال: و سُرورُها به هو طَوْعُها، و من ذلك یقال: اللهم لا تُطِیعَنَّ بی شامِتاً أَی لا تَفْعَلْ بی ما یُحِبُّ، فتكون كأَنك أَطَعْتَهُ؛ و قال أَبو عبیدة: من رَفَع طَوْعُ، أَراد: باتَ له ما یَسُرُّ الشَّوامِتَ اللَّواتی شَمَتْنَ به، و من رواه بالنصب أَراد بالشَّوامِتِ القَوائمَ، و اسمُها الشَّوامِتُ، الواحدة شامِتَةٌ، یقول: فباتَ له الثَّوْرُ طَوْعَ شَوامِتِه أَی قَوائمه أَی باتَ قائماً. و بات فلانٌ بلیلةِ الشَّوامِت أَی بلیلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِتَ. و تَشْمِیتُ العاطسِ: الدُّعاءُ له. ابن سیدة: شَمَّتَ العاطِسَ؛ و سَمَّتَ علیه دَعا له أَن لا یكون فی حال یُشْمَتُ به فیها؛ و السین لغة، عن یعقوب. و كل داعٍ لأَحدٍ بخیر، فهو مُشَمِّت له، و مُسَمِّتٌ، بالشین و السین، و الشینُ أَعلی و أَفْشَی فی كلامهم. التهذیب: كلُّ دعاءٍ بخیرٍ، فهو تَشْمِیتٌ. و‌فی حدیث زواج فاطمة لعلیّ، رضی الله عنهما: فأَتاهما، فدعا لهما، و شَمَّتَ علیهما، ثم خَرجَ.و حكی عن ثعلب أَنه قال: الأَصل فیها السین، من السَّمْتِ، و هو القَصْدُ و الهَدْیُ. و‌فی حدیث العُطاسِ: فشَمَّتَ أَحدَهما، و لم یُشَمِّت الآخرَ؛ التَّشْمِیتُ و التَّسْمیتُ: الدعاءُ بالخیر و البركة؛ و المعجمةُ أَعلاها. شَمَّته و شَمَّتَ علیه، و هو من الشَّوامِتِ القوائم، كأَنه دُعاءٌ للعاطس بالثبات علی طاعة الله؛ و قیل: معناه أَبْعَدَك الله عن الشَّماتةِ، و جَنَّبك ما یُشْمَتُ به علیك. و الاشْتِماتُ: أَوَّلُ السِّمَنِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَری إِبلی، بعد اشْتِماتٍ، كأَنما تُصِیتُ بسَجْعٍ، آخرَ اللیلِ، نِیبُها و إِبل مُشْتَمِتة إِذا كانتْ كذلك.

شیت؛ ج2، ص: 52

: الشَّیْتانُ من الجَرادِ: جماعةٌ غیر كثیرة؛ عن أَبی حنیفة، و أَنشد: و خَیْلٍ كشَیْتانِ الجَرادِ، وزَعْتُها بطَعْنٍ، علی اللَّبَّاتِ، ذِی نَفَیانِ

فصل الصاد المهملة؛ ج2، ص: 52

صتت؛ ج2، ص: 52

: الصَّتُّ: شِبْه الصَّدْم، و الدَّفْعِ بقَهْرٍ؛ و قیل: هو الضَّرْبُ بالید، أَو الدَّفْعُ. و صَتَّه بالعصا صَتّاً: ضَرَبَه؛ قال رؤبة: طَأْطَأَ مَن شَیطانه التَعَتِّی، صَكِّی عَرانِینَ العِدی، و صَتِّی طَأْطَأَ: خَفَّضَ من أَمره. و التَعَتِّی: أَن یَعْتُوَ أَی صَكِّی طأْطأَ منه العَرانینُ، و هی الأُنوفُ. و صَتِّی، من الضَّربِ؛ یقال: صَتَّه صَتّاً إِذا ضَرَبه. و الصَّتِیتُ: الفِرْقة من الناس فی جَلَبة و نحوها؛ و تركتهم صَتِیتَیْنِ أَی فِرْقَتَیْن. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن بنی إِسرائیل، لما أُمروا أَن یقتلوا أَنفسهم، قاموا صِتَّیْنِ؛ و‌أَخرجه الهروی عن قتادة: أَن بنی إِسرائیل قاموا صَتِیتَیْن؛ قال أَبو عبید: أَی جَماعَتَیْن. و یقال: صاتَّ القومُ. و قال أَبو عمرو: ما زِلْتُ أُصاتُّه و أُعاتُّه، صِتاتاً و عِتاتاً، و هی الخصومة. أَبو عمرو: الصُّتَّةُ الجماعة من الناس؛ و قیل: هو الصَّفُّ منهم. و الصَّتِیتُ: الصَّوْتُ و الجَلَبة؛ قال الهذلی: تُیوساً، خیرُها تَیسٌ شآمٍ، له، بسَوائلِ المَرْعی صَتِیتُ أَی صوتٌ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 53
و صاتَّهُ مُصاتَّةَ و صِتاتاً: نازَعه و خاصَمه. و رجل مِصْتِیتٌ: ماضٍ مُنْكَمِشٌ. و هو بصَتَتِ كذا أَی بصَدَدِه‌

صعت؛ ج2، ص: 53

: قال ابن شمیل: جَمَلٌ صَعْتُ الرُّبَة إِذا كان لطیف الجُفْرةِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: هل لَكِ، یا خَدْلةُ، فی صَعْتِ الرُّبَهْ، مُعْرَنْزِمٍ، هامَتُه كالجُبْجُبَهْ؟ و قال: الرُّبَةُ العُقْدة، و هی هاهنا الكَوسَلة، و هی الحَشَفةُ.

صفت؛ ج2، ص: 53

: رجل صِفْتِیتٌ و صِفْتاتٌ: قویٌّ جسیم. ابن سیدة: الصِّفْتاتُ من الرجال التارُّ اللَّحْمِ، المجتَمِع الخَلْق، الشدیدُ المُكْتَنِز، و الأُنثی: صِفْتاتٌ و صِفْتاتةٌ. و قیل: لا تُنْعَتُ المرأَة بالصِّفْتاتِ، و اختلفوا فی ذلك. و الصِّفِتَّانُ: كالصِّفْتاتِ. و رجل صِفِتَّان عِفِتَّان: یكثر الكلام، و الجمع صِفْتانٌ و عِفْتانٌ. و‌فی حدیث الحسن، قال المُفَضَّلُ بنُ دالانَ: سأَلته عن الذی یستیقظ فیَجِدُ بَلَّة، فقال: أَما أَنت فاغْتَسِلْ، و رآنی صِفْتاتاً؛ و هو الكثیر اللحم، المُكْتَنِزُه.

صلت؛ ج2، ص: 53

: الصَّلْتُ: البارِزُ المُسْتَوی. و سیفٌ صَلْتٌ، و مُنْصَلِتٌ، و إِصْلِیتٌ: مُنْجَرِدٌ، ماضٍ فی الضَّریبة؛ و بعضٌ یقول: لا یقال الصَّلْتُ إِلا لما كان فیه طُولٌ. و یقال: أَصْلَتُّ السیفَ أَی جَرَّدْتُه؛ و ربما اشْتَقُّوا نَعْتَ أَفْعَلَ من إِفْعیلٍ، مثل إِبْلِیسَ، لأَن الله، عز و جل، أَبْلَسَه. و سیف إِصْلِیتٌ أَی صَقِیلٌ، و یجوز أَن یكون فی مَعْنی مُصْلَتٍ. و‌فی حدیث غَوْرَثٍ: فاخْتَرَط السیفَ و هو فی یده صَلْتاً‌أَی مُجَرَّداً. ابن سیدة: أَصْلَتَ السیفَ جَرَّده من غِمْده، فهو مُصْلَتٌ. و ضَرَبه بالسیف صَلْتاً و صُلْتاً أَی ضَرَبه به و هو مُصْلَتٌ. و الصَّلْتُ و الصُّلْتُ: السِكِّینُ المُصْلَتة؛ و قیل: هی الكبیرة، و الجمع أَصْلاتٌ. أَبو عمرو: سكِّینٌ صَلْتٌ، و سیف صَلْتٌ، و مِخْیَطٌ صَلْتٌ إِذا لم یكن له غِلافٌ؛ و قیل: انْجَرَدَ من غِمْدِه. و رُوی عن العُكْلیّ أَو غیره: و جاؤُوا بصَلْتٍ مثل كَتِفِ الناقة أَی بشَفْرة عظیمة. و انْصَلَتَ فی الأَمر: انْجَرَدَ. أَبو عبید: انْصَلَتَ یَعْدُو، و انْكَدَرَ یَعْدُو، و انْجَرَدَ إِذا أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع. و الصَّلْتُ: الأَمْلَسُ؛ و رجل صَلْتُ الوجه و الخَدِّ؛ تقول منه: صَلُتَ، بالضم، صُلُوتةً. و رجل صَلْتُ الجَبین: واضحُه. و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان صَلْتَ الجبین.قال خالدُ بن جَنْبَةَ: الصَّلْتُ الجبینِ الواسعُ الجَبینِ، الأَبیضُ الجَبینِ، الواضحُ؛ و قیل: الصَّلْتُ الأَمْلَس، و قیل: البارزُ. یقال: أَصْبَحَ صَلْتَ الجَبین، یَبْرُقُ؛ قال: فلا یكون الأَسْوَدُ صَلْتاً. ابن الأَعرابی: صَلْتُ الجَبین صُلْبٌ، صحیحة؛ قال رؤْبة: و خُشْنَتی بعدَ الشَّبابِ الصَّلْتِ و كلُّ ما انْجَرَدَ و بَرَزَ، فهو صَلْتٌ. و قال أَبو عبید: الصَلْتُ الجبینِ المُسْتَوی. و قال ابن شمیل: الصَّلْتُ الواسعُ المُسْتَوی الجمیل. و‌فی حدیث آخر: كان سَهْلَ الخَدَّیْنِ، صَلْتَهما.
لسان العرب، ج‌2، ص: 54
و رجل صَلْتٌ، و أَصْلَتِیٌّ، و مُنْصَلِتٌ: صُلْبٌ، ماضٍ فی الحوائج، خفیفُ اللباس. الجوهری: رجل مِصْلَتٌ، بكسر المیم، إِذا كان ماضیاً فی الأُمور، و كذلك أَصْلَتیٌّ، و مُنْصَلِتٌ، و صَلْتٌ، و مِصْلات؛ قال عامر بن الطُّفَیْل: و إِنَّا المَصالِیتُ، یَوْمَ الوَغَی، إِذا ما المَغاویرُ لم تَقْدَمِ و المُنْصَلِتُ: المُسْرِعُ من كل شی‌ءٍ. و نَهْر مُنْصَلِتٌ: شدید الجِرْیة؛ قال ذو الرمة: یَسْتَلُّها جَدْولٌ، كالسَّیفِ، مُنْصَلِتٌ بینَ الأَشاءِ، تَسامی حَوْلَه العُشُبُ و الصَّلَتانُ من الرجال و الحُمُر: الشدید الصُّلْبُ، و الجمع صِلْتانٌ؛ عن كراع. و قال الأَصمعی: الصَّلَتانُ من الحمیر المُنْجَرِدُ القَصیر الشعر، من قولك: هو مِصْلاتُ العُنُق أَی بارزه، مُنْجَرِدُه. الأَحْمرُ و الفَرَّاءُ: الصَّلَتانُ، و الفَلَتانُ، و البَزَوانُ، و الصَّمَیانُ: كل هذا من التَّقَلُّبِ، و الوَثْبِ و نحوه. و قال الجوهری: الصَّلَتانُ، من الحُمر: الشدیدُ النَّشِیطُ، و من الخیل: الحَدیدُ الفؤاد. و جاءَ بمَرق یَصْلِتُ، و لَبَنٍ یَصْلِتُ إِذا كان قلیل الدَّسَم، كثیرَ الماءِ؛ قال: و یجوز یَصْلِد، بهذا المعنی. و صَلَتُّ ما فی القَدَح إِذا صَبَبْتَه. و صَلَتُّ الفَرس إِذا رَكَضْتَه. و انْصَلَتَ فی سَیره أَی مَضَی و سَبق. و‌فی الحدیث: مَرَّتْ سَحابةٌ، فقال: تَنْصَلِتُ‌أَی تَقْصد للمطر. یقال: انْصَلَتَ یَنْصَلِتُ إِذا تَجَرّدَ و إِذا أَسْرَع فی السیر. و یُروی: تَنَصَّلَتْ، بمعنی أَقْبَلَتْ. و الصَّلْتُ: اسم رجل، و الله أَعلم.

صمت؛ ج2، ص: 54

: صَمَتَ یَصْمُتُ صَمْتاً و صُمْتاً «5» و صُمُوتاً و صُماتاً، و أَصْمَتَ: أَطالَ السكوتَ. و التَّصْمیتُ: التَّسْكِیت. و التَّصْمیتُ أَیضاً: السكوتُ. و رجل صِمِّیتٌ أَی سِكِّیتٌ. و الاسم من صَمَتَ: الصُّمْتةُ؛ و أَصْمَتَه هو، و صَمَّتَه. و قیل: الصَّمْتُ المصدر؛ و ما سِوی ذلك، فهو اسْمٌ. و الصُّمْتةُ، بالضم: مثل السُّكْتةِ. ابن سیدة: و الصُّمْتة، و الصِّمْتةُ: ما أُصْمِتَ به. و صُمْتةُ الصبیّ: ما أُسْكِتَ به؛ و منه قول بعضِ مُفَضِّلی التمْر علی الزبیب: و ما له صُمْتةٌ لعِیالِه، و صِمْتَةٌ؛ جمیعاً عن اللحیانی، أَی ما یُطْعِمُهم، فیُصْمِتُهم به. و الصُّمْتةُ: ما یُصْمَتُ به الصبیُّ من تمر أَو شی‌ء طریفٍ. و‌فی الحدیث فی صفة التمرة: صُمْتةُ الصغیرِ؛ یرید أَنه إِذا بَكَی، أُصْمِتَ، و أُسْكِتَ بها، و هی السُّكْتة، لما یُسْكَتُ به الصبی. و یقال: ما ذُقْتُ صُماتاً أَی ما ذُقْتُ شیئاً. و یقال: لم یُصْمِتْه ذاك أَی لم یَكفِه؛ و أَصلُه فی النَّفْی، و إِنما یقال ذلك فیما یُؤْكل أَو یُشْرَب. و رماه بصُماتِه أَی بما صَمَتَ منه. الجوهری عن أَبی زید: رَمَیْتُه بصُماتِه و سُكاتِه أَی بما صَمَتَ به و سكَتَ. الكسائی: و العرب تقول: لا صَمْتَ یوماً إِلی اللیل، و لا صَمْتَ یومٌ إِلی اللیل، و لا صَمْتَ یومٍ إِلی اللیل؛ فمَن نصب أَراد: لا تَصْمُتْ یوماً إِلی اللیل؛ و مَن رفع أَراد: لا یُصْمَتُ یومٌ إِلی اللیل؛ و مَن خفض، فلا سؤال فیه. و‌فی حدیث علی، علیه السلام:
(5). قوله [صمتاً و صمتاً] الأَول بفتح فسكون متفق علیه. و الثانی بضم فسكون بضبط الأَصل و المحكم. و أَهمله المجد و غیره. قال الشارح: و الضم نقله ابن منظور فی اللسان و عیاض فی المشارق.
لسان العرب، ج‌2، ص: 55
أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لا رَضاع بعد فِصالٍ، و لا یُتْم بعد الحُلُم، و لا صَمْتَ یوماً إِلی اللیل؛ اللیث: الصَّمْتُ السكوتُ؛ و قد أَخَذه الصُّماتُ. و یقال للرجل إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فلم یتكلم: أَصْمَتَ، فهو مُصْمِتٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو: ما إِنْ رأَیتُ من مُعَنَّیاتِ ذَواتِ آذانٍ و جُمْجُماتِ، أَصْبَر منهنَّ علی الصُّماتِ قال: الصُّماتُ السكوتُ. و رواه الأَصمعی: من مُغَنِّیاتِ؛ أَراد: من صَرِیفهِن. قال: و الصُّماتُ العَطَشُ هاهنا. و‌فی حدیث أُسامة بن زید، قال: لما ثَقُلَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، هَبَطْنا و هَبَطَ الناسُ، یعنی إِلی المدینة، فدخلتُ علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یومَ أَصْمَتَ فلا یتكلم، فجعل یَرْفَع یَده إِلی السماء، ثم یَصُبُّها علیَّ، أَعْرِفُ أَنه یَدْعُو لی؛ قال الأَزهری: قوله یومَ أَصْمَتَ؛ معناه: لیس بینی و بینه أَحد؛ قال أَبو منصور: یحتمل أَن تكون الروایة یوم أَصْمَتَ، یقال: أَصْمَتَ العلیلُ، فهو مُصْمِتٌ إِذا اعْتَقَل لسانُه. و‌فی الحدیث: أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ العاص‌أَی اعْتَقَل لسانُها؛ قال: و هذا هو الصحیح عندی، لِأَن‌فی الحدیث: یومَ أَصْمَتَ فلا یتكلم.قال محمد بن المكرم، عفا الله عنه: و فی الحدیث أَیضاً دلیل أَظهر من هذا، و هو‌قوله: یرفع یده إِلی السماء، ثم یَصُبُّها علیَّ، أَعرف أَنه یدعو لی؛ و إِنما عَرَفَ أَنه یدعو له بالإِشارة لا بالكلام و العبارة، لكنه لم یصح عنه أَنه، صلی الله علیه و سلم، فی مرضه اعْتَقَلَ یوماً فلم یتكلم، و الله أَعلم. و‌فی الحدیث: أَنَّ امرأَة من أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة‌أَی ساكتةَ لا تتكلم. و لقیته ببلدة إِصْمِتَ: و هی القَفْر التی لا أَحدَ بها؛ قال أَبو زید: و قَطَع بعضهم الأَلفَ من إِصْمِتَ و نَصَبَ التاءَ، فقال: بوَحْشِ الإِصْمِتَیْن له ذُبابُ و قال كراع: إِنما هو ببلدة إِصْمِتَ. قال ابن سیدة: و الأَولُ هو المعروف. و تَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَی حیثُ لا یُدْری أَینَ هو. و تَرَكْتُه بوحش إِصْمِتَ، الأَلف مقطوعة مكسورة؛ ابن سیدة: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ و إِصْمِتةَ؛ عن اللحیانی، و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَنه الفَلاةُ؛ قال الراعی: أَشْلی سَلُوقِیَّةً باتَت، و باتَ لهَا، بوَحْشِ إِصْمِتَ، فی أَصْلابها، أَوَدُ و لقیته ببلدة إِصْمِتَ إِذا لقیته بمكانٍ قَفْرٍ، لا أَنیسَ به، و هو غیرُ مُجْرًی. و ما لَه صامتٌ و لا ناطقٌ؛ الصامِتُ: الذَّهب و الفضة، و الناطقُ: الحیوانُ الإِبلُ و الغنم، أَی لیس له شی‌ء. و‌فی الحدیث: علی رقَبَتِه صامِتٌ؛ یعنی الذهب و الفضة، خلاف الناطق، و هو الحیوان. ابن الأَعرابی: جاء بما صاءَ و صَمَتَ؛ قال: ما صاءَ یعنی الشاءَ و الإِبلَ، و ما صَمَتَ یعنی الذهب و الفضةَ. و الصَّمُوتُ من الدُّروع: اللَّیِّنةُ المَسّ، لیست بخَشِنةٍ، و لا صَدِئَةٍ، و لا یكون لها إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ؛ و قال النابغة: و كلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِیَّةٍ، و نَسْجُ سُلَیْمٍ كلّ قَضَّاء ذائِلِ قال: و السیفُ أَیضاً یقال له: صَمُوتٌ، لرُسُوبه فی
لسان العرب، ج‌2، ص: 56
الضَّرِیبة، و إِذا كان كذلك قَلَّ صَوتُ خُروجِ الدَّم؛ و قال الزبیر بن عبد المطلب: و یَنْفِی الجاهِلَ المُخْتالَ عَنِّی رُقاقُ الحَدِّ، وَقْعَتُه صَمُوتُ و ضَرْبةٌ صَمُوتٌ: تمرُّ فی العِظام، لا تَنْبُو عن عَظْمٍ، فتُصَوِّتُ؛ و أَنشد ثعلب بیتَ الزبیر أَیضاً علی هذه الصورة: و یُذْهِبُ، نَخْوةَ المُخْتالِ عَنِّی، رَقیقُ الحَدِّ، ضَرْبَتُه صَمُوتُ و صَمَّتَ الرجلَ: شَكَا إِلیه، فنَزَع إِلیه من شِكایتِه: قال: إِنكَ لا تَشْكُو إِلی مُصَمِّتِ، فاصْبِرْ علی الحِمْلِ الثَّقیلِ، أَو مُتِ التهذیب: و من أَمثالهم: إِنك لا تَشْكُو إِلی مُصَمِّتٍ أَی لا تَشْكُو إِلی من یَعْبَأُ بشَكْواكَ. و جاریة صَمُوتُ الخَلْخالَیْن إِذا كانت غَلیظةَ الساقَین، لا یُسْمَعُ لِخَلْخالِها صوتٌ لغُموضه فی رجلیها. و الحروف المُصْمَتة: غیرُ حروف الذَّلاقةِ، سمیت بذلك، لأَنه صُمِتَ عنها أَن یُبْنَی منها كلمة رباعیة، أَو خماسیة، مُعَوَّاة من حروف الذلاقة. و هو بصِماتِه إِذا أَشْرَفَ علی قَصْدِه. و یقال: باتَ فلانٌ علی صِماتِ أَمْره إِذا كان مُعْتَزِماً علیه. قال أَبو مالك: الصِّماتُ القَصْدُ، و أَنا علی صِماتِ حاجتی أَی علی شَرَفٍ من قضائها، یقال: فلان علی صِماتِ الأَمْر إِذا أَشْرَف علی قضائه؛ قال: و حاجةٍ بِتُّ علی صِماتِها أَی علی شَرَف قضائها. و یروی: بَتاتِها. و باتَ من القوم علی صِماتٍ أَی بمَرأًی و مَسْمَع فی القُرْبِ. و المُصْمَتُ: الذی لا جَوفَ له؛ و أَصْمَتُّه أَنا. و بابٌ مُصْمَتٌ، و قُفْلٌ مُصْمَتٌ: مُبْهَم، قد أُبْهِمَ إِغْلاقُه؛ و أَنشد: و من دونِ لَیْلی مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ و ثوب مُصْمَتٌ: لونُه لونٌ واحدٌ، لا یُخالطه لونٌ آخَرُ. و‌فی حدیث العباس: إِنما نَهَی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عن الثَّوبِ المُصْمَتِ من خَزٍّ؛ هو الذی جمیعه إبْرَیْسَمٌ، لا یُخالطه قُطْنٌ و لا غیره. و یقال للَونِ البَهیم: مُصْمَتٌ. و فرس مُصْمَتٌ، و خیل مُصْمَتاتٌ إِذا لم یكن فیها شِیَةٌ، و كانت بُهْماً. و أَدْهَمُ مُصْمَتٌ: لا یخالطُه لونٌ غیر الدُّهْمةِ. الجوهری: المُصْمَتُ من الخیل البَهیمُ أَیَّ لونٍ كان، لا یُخالِطُ لونَه لونٌ آخَر. و حَلْیٌ مُصْمَتٌ إِذا كان لا یخالطه غیرُه؛ قال أَحمد بن عبید: حَلْیٌ مُصْمَتٌ، معناه قد نَشِبَ علی لابسه، فما یَتحرَّكُ و لا یَتَزَعْزَعُ، مثلُ الدُّمْلُج و الحَجْل، و ما أَشبههما. ابن السكیت: أَعطیتُ فلاناً أَلفاً كاملًا، و أَلفاً مُصْمَتاً، و أَلفاً أَقْرَعَ، بمعنیً واحد. و أَلفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ، كمُصَتَّمٍ. و الصُّماتُ: سُرعةُ العطش فی الناس و الدواب. و الصامتُ من اللبن: الخاثرُ. و الصَمُوت: اسم فرس المُثَلَّم بن عمرو التَّنُوخیّ؛ و فیه یقول: حتی أَری فارسَ الصَّمُوتِ علی أَكْساءِ خَیْلٍ، كأَنَّها الإِبِلُ معناه: حتی یَهْزِمَ أَعداءَه، فیَسُوقَهم من ورائهم، و یَطْرُدَهم كما تُساق الإِبل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 57

صمعت؛ ج2، ص: 57

: الأَزهری: الصَّمْعَتُوتُ «6» الحدیدُ الرأْس.

صنت؛ ج2، ص: 57

: الصِّنْتِیتُ: الصِّنْدیدُ، و هو السید الكریم؛ الأَصمعی: الصِّنْتِیتُ السید الشریف. ابن الأَعرابی: الصُّنْتُوتُ الفَرْدُ الحَریدُ.

صوت؛ ج2، ص: 57

: الصَّوتُ: الجَرْسُ، معروف، مذكر؛ فأَما قول رُوَیْشِدِ بن كَثیرٍ الطائی: یا أَیُّها الراكبُ المُزْجِی مَطِیَّتَه، سائلْ بَنی أَسَدٍ: ما هذه الصَّوْتُ؟ فإِنَّما أَنثه، لأَنه أَراد به الضَّوضاءَ و الجَلَبة، علی معنی الصَّیْحةِ، أَو الاستغاثة؛ قال ابن سیدة: و هذا قبیح من الضرورة، أَعنی تأْنیث المذكر، لأَنه خروجٌ عن أَصلٍ إِلی فَرْعٍ، و إِنما المُسْتَجاز من ذلك رَدُّ التأْنیث إِلی التذكیر، لأَن التذكیر هو الأَصْلُ، بدلالة أَن الشی‌ء مذكر، و هو یقع علی المذكر و المؤنث، فعُلم بهذا عُمومُ التذكیر، و أَنه هو الأَصل الذی لا یُنْكَر؛ و نظیر هذا فی الشذوذ قوله، و هو من أَبیات الكتاب: إِذا بَعْضُ السِّنینَ تَعَرَّقَتْنا، كفَی الأَیتامَ فَقْدُ أَبی الیَتیم قال: و هذا أَسهل من تأْنیثِ الصوتِ، لأَن بعضَ السنین: سنة، و هی مؤَنثة، و هی من لفظ السنین، و لیس الصوتُ بعضَ الاستغاثة، و لا مِن لفظها، و الجمعُ أَصْواتٌ. و قد صاتَ یَصُوتُ و یَصاتُ صَوتاً، و أَصاتَ، و صَوَّتَ به: كلُّه نادَی. و یقال: صَوَّتَ یُصَوِّتُ تصْویتاً، فهو مُصَوِّتٌ، و ذلك إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فدعاه. و یقال: صاتَ یَصُوتُ صَوتاً، فهو صائت، معناه صائح. ابن السكین: الصوتُ صوتُ الإِنسان و غیره. و الصائتُ: الصائح. ابن بُزُرْجَ: أَصاتَ الرجلُ بالرجل إِذا شَهَّره بأَمر لا یَشْتَهیه. و انْصاتَ الزمانُ به انْصِیاتاً إِذا اشْتَهر. و‌فی الحدیث: فَصْلُ ما بین الحلال و الحرام الصَّوتُ و الدُّفُّ؛ یرید إِعلانَ النكاح. و ذَهابَ الصَّوتِ، و الذِّكرَ به فی الناس؛ یقال: له صَوتٌ و صِیتٌ أَی ذِكْرٌ. و الدُّفُّ: الذی یُطَبَّلُ به، و یُفتح و یضم. و‌فی الحدیث: أَنهم كانوا یكرهون الصَّوتَ عند القتال؛ هو أَن یُنادیَ بعضُهم بعضاً، أَو یفعل أَحدُهم فِعْلًا له أَثر، فیَصِیحَ و یُعَرِّفَ بنفسه علی طریق الفَخْر و العُجْب. و‌فی الحدیث: كان العباس رجلًا صَیِّتاً‌أَی شدیدَ الصوت، عالیه؛ یقال: هو صیِّتٌ و صائِتٌ، كمَیِّتٍ و مائِتٍ، و أَصله الواو، و بناؤُه فَیْعِلٌ، فقلب و أُدغم؛ و رجل صَیِّتٌ و صاتٌ؛ و حمارٌ صاتٌ: شدیدُ الصَّوتِ. قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون صاتٌ فاعلًا ذَهَبَتْ عینه، و أَن یكون فَعِلًا مكسور العین؛ قال النَّظَّارُ الفَقْعَسِیّ: كأَنَّنی فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ جَأْبٍ، إِذا عَشَّرَ، صاتِ الإِرْنانْ قال الجوهری: و هذا مَثَلٌ، كقولهم رجلٌ مالٌ: كثیرُ المال، و رجلٌ نالٌ: كثیر النَّوال، و كبشٌ صافٌ، و یوم طانٌ، و بئر ماهةٌ، و رجل هاعٌ لاعٌ، و رجل خَافٌ، قال: و أَصل هذه الأَوصافِ كلِّها فَعِل، بكسر العین. و العرب تقول: أَسمعُ صَوتاً و أَری فَوتاً أَی
(6). قوله [الصمعتوت] كذا بالأَصل بمثناة فوقیة قبل الواو. و الذی فی القاموس و التكملة بخط الصاغانی مؤلفها الصمعیوت بمثناة تحتیة قبل الواو، و لو لا معارضة الشارح للمجد بما فی اللسان لجزمنا بما فی القاموس لموافقته ما فی التكملة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 58
أَسْمَعُ صَوتاً و لا أَری فِعلًا. و مثله إِذا كنتَ تَسمعُ بالشی‌ء ثم لا تَری تَحْقِیقاً؛ یقال: ذِكْرٌ و لا حِساسَ، ینصب علی التبرئة، و منهم من یقول: لا حِساسٌ، و منهم من یقول: لا حِساسٍ، و منهم من یقول: ذِكْرٌ و لا حَسِیسَ، فینصب بغیر نون، و یرفع بنون. و من أَمثالهم فی هذا المعنی: لا خیرَ فی رَزَمَة لا دِرَّة معها أَی لا خیر فی قول و لا فِعْلَ معه. و كلُّ ضَرْبٍ من الغِناء صوتٌ، و الجمع الأَصْوات. و قوله عز و جل: وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ؛ قیل: بأَصوات الغِناء و المَزامیر. و أَصاتَ القَوسَ: جَعَلَها تُصَوِّتُ. و الصِّیتُ: الذِّكْرُ؛ یقال: ذَهَب صِیتُه فی الناس أَی ذِكْرُه. و الصِّیتُ و الصَّاتُ: الذِّكْرُ الحَسَنُ. الجوهری: الصِّیتُ الذِّكْر الجمیلُ الذی یَنْتَشِرُ فی الناس، دون القبیح. یقال: ذهب صِیتُه فی الناس، و أَصله من الواو، و إِنما انقلبت یاء لانكسار ما قبلها، كما قالوا: رِیحٌ من الرُّوحِ، كأَنهم بَنَوه علی فِعْلٍ، بكسر الفاء، للفرق بین الصَّوتِ المسموع، و بین الذِّكْر المعلوم، و ربما قالوا: انْتَشَرَ صَوتُه فی الناس، بمعنی الصِّیتِ. قال ابن سیدة: و الصَّوْتُ لغةٌ فی الصِّیتِ. و‌فی الحدیث: ما من عبدٍ إِلّا له صِیتٌ فی السماء‌أَی ذِكْرٌ و شُهْرة و عِرفان؛ قال: و یكون فی الخیر و الشر. و الصِّیتَةُ، بالهاء: مثلُ الصِّیتِ؛ قال لبید: و كم مُشْتَرٍ من مالهِ حُسنَ صِیتةٍ لآبائِهِ، فی كلِّ مَبْدًی و مَحْضَرِ و انْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ. و قولُهم: دُعیَ فانْصاتَ أَی أَجابَ و أَقْبل، و هو انْفَعلَ مِن الصَّوْت. و المُنْصاتُ: القَویم القامة. و قد انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بعد انْحنَاءٍ، كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ؛ قال سلمة بن الخُرْشُبِ الأَنْبارِیُّ: و نَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَیْدةَ عاشَها و تِسْعِینَ حَوْلًا، ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا و عادَ سوادُ الرأْسِ بعد ابْیضاضِه، و راجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ الذی فاتَا و راجَعَ أَیْداً، بعد ضَعفٍ و قُوَّةٍ، و لكنه، من بعدِ ذا كلهِ، ماتَا

فصل الضاد المعجمة؛ ج2، ص: 58

ضغت؛ ج2، ص: 58

: الضَّغْتُ: اللَّوْكُ بالأَنْیاب و النَّواجِذِ.

ضهت؛ ج2، ص: 58

: ضَهَتَهُ یَضْهَتُه ضَهْتاً: وطِئه وطْئاً شدیداً.

ضوت؛ ج2، ص: 58

: ضَوتٌ: اسم موضع.

فصل الطاء المهملة؛ ج2، ص: 58

طست؛ ج2، ص: 58

: الطَّسْتُ: من آنیة الصُّفْر، أُنثی، و قد تُذَكَّر. الجوهری: الطَّسْتُ الطَّسُّ، بلغة طَیِّئٍ، أُبدل من إِحدی السینین تاء للاستثقال، فإِذا جَمَعْتَ أَو صَغَّرْتَ، رددتَ السین، لِأَنك فصَلْتَ بینهما بأَلف أَو یاء، فقلت: طِساسٌ، و طُسَیْسٌ.

فصل العین المهملة؛ ج2، ص: 58

‏عبت؛ ج2، ص: 58

: الصحاح فی الحواشی: عَبَتَ یَدَه عَبْتاً: لواها، فهو عابتٌ، و الیدُ مَعْبُوتة.

عتت؛ ج2، ص: 58

: العَتُّ: غَطُّ الرجلِ بالكلامِ و غیره. و عَتَّه یَعُتُّه عَتًّا: رَدَّدَ علیه الكلامَ مرَّة بعد مرَّة، و كذلك عاتَّه. و‌فی حدیث الحسن: أَن رجلًا حَلَف أَیماناً، فجعلوا یُعَاتُّونَه، فقال: علیه كفَّارة‌أَی
لسان العرب، ج‌2، ص: 59
یُرادُّونه فی القول و یُلِحُّونَ علیه فیه، فیُكَرِّرُ الحَلِف. و عتَّه بالمسأَلة إِذا أَلَحَّ علیه. و عَتَّه بالكلام، یَعُتُّه عَتًّا: وَبَّخَه و وَقَمَه، و المعنیان متقاربان، و قد قیل بالثاء؛ و ما زِلْتُ أُعاتُّه مُعاتَّةً و عُتاتاً [عِتاتا، و هی الخُصُومة. أَبو عمرو: ما زِلْتُ أُعاتُّه و أُصاتُّه عِتاتاً و صِتاتاً، و هی الخُصومة. و تَعَتَّتَ فی كلامه تَعَتُّتاً: تَردَّد فیه، و لم یَسْتَمِرَّ فی كلامه. و العَتَتُ: شبیه بغِلَظٍ فی كلامٍ أَو غیره. و العُتْعُتُ: الطویلُ التامُّ من الرجال؛ و قیل: هو الطویل المُضْطَرِبُ. أَبو عمرو: یقال للشابِّ القویِّ الشدید عُتْعُتٌ؛ و أَنشد: لما رأَتْهُ مُودَناً عِظْیَرَّا، قالت: أُرِیدُ العُتْعُتَ الذِّفِرَّا فلا سَقاها الوابلَ الجِوَرَّا إِلهُها، و لا وَقاها العَرَّا و العُتْعُتُ: الجَدْی؛ و قیل: العَتْعَتُ، بالفتح؛ و قال ابن الأَعرابی: هو العُتْعُتُ، و العُطْعُطُ، و العَریضُ، و الإِمَّرُ، و الهِلَّعُ، و الطَّلِیُّ، و الیَعْرُ، و الیَعْمورُ، و الرَّعَّامُ، و القَرَّامُ، و الرَّغَالُ، و اللَّسادُ. و عَتْعَتَ الراعی بالجَدْی: زَجَرَه؛ و قیل: عَتْعَتَ به دعاه، و قال له: عَتْعَتْ. و قرأَ ابن مسْعود: عَتَّی حینٍ، فی معنی حَتّٰی حِینٍ*.

عرت؛ ج2، ص: 59

: عَرِتَ الرُّمْحُ یَعْرَتُ عَرْتاً: صَلُبَ. و رُمْحٌ عَرَّاتٌ و عَرَّاصُ: شدید الاضطراب؛ و قد عَرِتَ یَعْرَتُ و عَرِصَ یَعْرَصُ. و عَرِتَ الرُّمْحُ إِذا اضْطَرَب، و كذلك البَرْقُ إِذا لَمع و اضْطَرَب؛ و یقال: بَرْقٌ عَرَّاتٌ. قال الأَزهری فی ترجمة عتر: قد صح عَتَر و عَرَتَ، و دلَّ اختلاف بنائهما علی أَن كل واحدٍ منهما غیرُ الآخر، و لم أَره ترجم فی كتابه علی عرت. و العَرْتُ: الدَّلْكُ. و عَرَتَ أَنْفَه یَعْرُتُه و یَعْرِتُه عَرْتاً: تناوَلَه بیده فَدَلَكه.

عفت؛ ج2، ص: 59

: العَفْتُ و اللَّفْتُ: اللَّیُّ الشدید. عَفَتَه یَعْفِتُه عَفْتاً: لواه. و كل شی‌ء ثَنَیْته: فقد عَفَتَّه تَعْفِتُه عَفْتاً. و إِنك لتَعْفِتُنی عن حاجتی أَی تَثْنِینی عنها. و عَفَتَ یَدَه یَعْفِتُها عَفْتاً: لَواها لیَكْسِرها. و عَفَتَه یَعْفِتُه عَفْتاً: كسَرَه؛ و قیل: كسَرَه كَسْراً لیس فیه ارْفِضَاضٌ، یكون فی الرَّطْبِ و الیابس. و عَفَتَ عُنُقَه، كذلك؛ عن اللحیانی. و عَفَتَ كلامَه یَعْفِتُه عَفْتاً: و هو أَن یَلْفِتَه، و یَكْسِرَه من اللُّكْنة، و هی عربیة كعربیة الأَعجمی و نحوه إِذا تكلَّفَ العربیة. و العَفْتُ: اللُّكْنة. و رجل عَفَّاتٌ: ألْكَنُ. و عَفَتَ فلانٌ عَظْمَ فلان یَعْفِتُه عَفْتاً إِذا كسَره. و الأَعْفَتُ فی بعض اللغات: الأَعْسَرُ؛ قیل: هی لغة تمیم. و الأَلْفَتُ أَیضاً: الأَعْسَرُ. و الأَعْفَتُ: الكثیر التَّكَشُّفِ إِذا جلس. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَنه كان أَعْفَتَ؛ حكاه الهَرَوِیُّ فی الغریبین، و هو مرویّ بالتاء؛ و قیل: الأَعْفَتُ و العَفِتُ الأَحْمَقُ، و الأُنثی من الأَعْفَت: عَفْتاء، و من العَفِتِ: عَفِتَةٌ. ابن الأَعرابی: امرأَة عَفْتَاءُ و عَفْكاء و لَفْتَاءُ، و رجل أَعْفَتُ أَعْفَكُ أَلْفَتُ، و هو الأَخْرَقُ. و رجل عِفِّتَانٌ و عِفِتَّانٌ: جافٍ، جَلْدٌ، قَوِیٌّ؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 60
قال الشاعر «1»: بَعْدَ أَزابِیِّ العِفِتَّانِ الغَلِثْ و یروی: بعد أَزَابی العِفِّتَانیِّ … قال الأَزهری: و مثال عِفِّتَانٍ فی كلام العرب سِلِّجَانٌ؛ یقال: أَلقاه فی سِلِّجانِه أَی فی حَلْقِه؛ قال ابن سیدة: رجل عِفِتَّانٌ و عِفِّتَانٌ جافٍ قوِیٌّ جَلْد، و جمع الأَخیرة عِفْتانٌ، علی حَدِّ دِلاصٍ و هِجَانٍ، لا حَدِّ جُنُبٍ، لِأَنهم قد قالوا: عِفْتانانِ، فتَفَهَّمه. و یقال للعصیدة: عَفِیتَةٌ، و لَفِیتةٌ.

علفت؛ ج2، ص: 60

: فی الرباعی: العِلْفِتانُ الضَّخْم مِن الرجال الشدید؛ و أَنشد: یَضْحَكُ منی مَنْ یَرَی تَكَرْكُسِی مِنْ فَرَقی، من عِلْفِتانٍ أَدْبَسِ، أَخْبَثِ خَلْقِ اللهِ عِنْدَ المَحْمِس التَّكَرْكُسُ: التَّلَوُّثُ و التَّرَدُّدُ. و المَحْمِسُ: موضِع القِتالِ، و الله أَعلم.

عمت؛ ج2، ص: 60

: عَمَتَ الصُّوفَ و الوَبَرَ یَعْمِتُه عَمْتاً: لَفَّ بعضه علی بعض مستطیلًا و مستدیراً حَلْقةً فغزله؛ و قال الأَزهری: كما یفعله الغَزَّالُ الذی یَغْزِلُ الصُّوفَ، فیُلْقیه فی یده؛ قال: و الاسم العَمِیتُ؛ و أَنشد: یَظَلُّ فی الشَّاءِ یَرْعاها و یَحْلبُها، و یَعْمِتُ الدَّهْرَ، إِلَّا رَیْثَ یَهْتَبِدُ و یقال: عَمَّتَ العَمِیتَ یُعَمِّته تَعْمِیتاً؛ قال الشاعر: فَظَلَّ یَعْمِتُ فی قَوْطٍ و راجلةٍ، و یَكْفِتُ الدَّهْرَ، إِلَّا رَیْثَ یَهْتَبِدُ قال: یَعْمِتُ یَغْزِلُ، من العَمیتَة، و هی القِطْعة من الصُّوف. و یَكْفِتُ: یَجْمَع و یَحْرِصُ، إِلا ساعةَ یَقْعُد یَطْبُخُ الهَبِیدَ. و الراجلة: كَبْشُ الراعی، یَحْمِلُ علیه مَتاعَه؛ و قال أَبو الهیثم: عَمَتَ فلانٌ الصوفَ یَعْمِتُه عَمْتاً إِذا جَمَعه بعد ما یَطْرُقُه و یَنْفِشُه، ثم یَعْمِتُه لیَلْوِیَه علی یده، و یَغْزِلَه بالمَدَرة؛ قال: و هی العَمِیتة؛ و العَمائتُ جماعةٌ. و العَمْتُ و العَمِیتةُ: ما غُزِلَ، فجعل بعضه علی بعض، و الجمع أَعْمِتَةٌ و عُمُتٌ، هذه حكایة أَهل اللغة؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی أَن أَعْمِتَةً جمعُ عَمیتٍ، الذی هو جمعُ عَمِیتةٍ، لِأَن فَعِیلةً لا تُكَسَّرُ علی أَفْعِلةٍ؛ و العَمِیتةُ من الوبر: كالفَلیلة من الشعر؛ و یقال: عَمِیتةٌ من وَبَر أَو صُوفٍ، كما یقال: سَبِیخَةٌ من قُطْنٍ، و سَلیلةٌ من شَعَر: و عَمَتَ الرجلُ حَبْلَ القَتِّ، فهو مَعْموتٌ و عَمِیتٌ: قَتَلَه و لَوَاه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و قِطَعاً من وَبَرٍ عَمِیتا یجوز أَن یكون عَمِیتاً حالًا مِن وَبَر، و أَن یكون جمع عَمِیتةٍ، فیكون نعتاً لقِطَع. و رجلٌ عَمِیتٌ: ظَریفٌ، جَری‌ء؛ و قال الأَزهری: العَمِیتُ الحافظ العالم الفَطِنُ؛ قال: و لا تَبَغَّ الدَّهْرَ ما كُفِیتا، و لا تُمارِ الفَطِنَ العَمِیتا قال: و العِمِّیتُ، بالتشدید، الرَّقیبُ الظریفُ،
(1). قوله [قال الشاعر] صدره كما فی التكملة: حتی یظل كالخفاء المنجئث و الأَزابی: النشاط. و الغلث ككتف: الشدید العلاج. و المنجئث: المصروع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 61
و یقال: الجاهل الضعیف؛ قال الشاعر: كالخُرْسِ العَمامِیت و العِمِّیتُ أَیضاً: الذی لا یَهْتَدی لجهةٍ. و فلانٌ یَعْمِتُ أَقرانه إِذا كان یَقْهَرُهم و یَلُفُّهم، یقال ذلك فی الحَرْب، و جَودة الرأی، و العلم بأَمر العَدُوِّ و إِثْخَانِه؛ و من ذلك یقال للفَائف الصُّوف: عُمُتٌ، لِأَنها تُعْمَتُ أَی تُلَفُّ.

عنت؛ ج2، ص: 61

: العَنَتُ: دُخُولُ المَشَقَّةِ علی الإِنسان، و لقاءُ الشدَّةِ؛ یقال: أَعْنَتَ فلانٌ فلاناً إِعناتاً إِذا أَدْخَل علیه عَنَتاً أَی مَشَقَّةً. و‌فی الحدیث: الباغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ؛ قال ابن الأَثیر: العَنَتُ المَشَقَّةُ، و الفساد، و الهلاكُ، و الإِثم، و الغَلَطُ، و الخَطَأُ، و الزنا: كلُّ ذلك قد جاء، و أُطْلِقَ العَنَتُ علیه، و الحدیثُ یَحْتَمِلُ كلَّها؛ و البُرَآء جمع بَری‌ءٍ، و هو و العَنَتُ منصوبان مفعولان للباغین؛ یقال: بَغَیْتُ فلاناً خیراً، و بَغَیْتُك الشی‌ءَ: طلبتُه لك، و بَغَیْتُ الشی‌ءَ: طَلَبْتُه؛ و منه‌الحدیث: فیُعنِتُوا علیكم دینَكم‌أَی یُدْخِلوا علیكم الضَّرَر فی دینكم؛ و‌الحدیث الآخر: حتی تُعْنِتَه‌أَی تشُقَّ علیه. و‌فی الحدیث: أَیُّما طَبیب تَطَبَّبَ، و لم یَعْرفْ بالطِّبِّ فأَعْنَتَ، فهو ضامِنٌ؛ أَی أَضَرَّ المریضَ و أَفسده. و أَعْنَتَه و تَعَنَّته تَعَنُّتاً: سأَله عن شی‌ء أَراد به اللَّبْسَ علیه و المَشَقَّةَ. و‌فی حدیث عمر: أَرَدْتَ أَن تُعْنِتَنی‌أَی تَطْلُبَ عَنَتِی، و تُسْقِطَنی. و العَنَتُ الهَلاكُ. و أَعْنَتَه أَوْقَعَه فی الهَلَكة؛ و قوله عز و جل: وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِیكُمْ رَسُولَ اللّٰهِ، لَوْ یُطِیعُكُمْ فِی كَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ؛ أَی لو أَطاعَ مثلَ المُخْبِرِ الذی أَخْبَره بما لا أَصلَ له، و قد كانَ سَعَی بقوم من العرب إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنّهم ارْتَدُّوا، لوقَعْتُم فی عَنَتٍ أَی فی فَساد و هلاك. و هو قول الله، عز و جل: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا، إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ، فَتُصْبِحُوا عَلیٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِینَ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِیكُمْ رَسُولَ اللّٰهِ، لَوْ یُطِیعُكُمْ فِی كَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ. و فی التنزیل: وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَأَعْنَتَكُمْ؛ معناه: لو شاء لَشَدَّد علیكم، و تَعَبَّدكم بما یَصْعُبُ علیكم أَداؤُه، كما فَعَل بمن كان قَبْلَكُمْ. و قد یُوضَع العَنَتُ موضعَ الهَلاكِ، فیجوز أَن یكون معناه: لو شاء اللهُ لأَعْنَتَكُم أَی لأَهْلَككم بحُكْمٍ یكون فیه غیرَ ظَالم. قال ابن الأَنباری: أَصلُ التَّعَنُّتِ التشدید، فإِذا قالت العربُ: فلان یتعَنَّتُ فلاناً و یُعْنِتُه، فمرادهم یُشَدِّدُ علیه، و یُلزِمُه بما یَصعُب علیه أَداؤُه؛ قال: ثم نُقِلَتْ إِلی معنی الهلاك، و الأَصل ما وَصَفْنا. قال ابن الأَعرابی: الإِعْناتُ تَكْلِیفُ غیرِ الطاقةِ. و العَنَت: الزنا. و فی التنزیل: ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِیَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ؛ یعنی الفُجُورَ و الزنا؛ و قال الأَزهری: نزلت هذه الآیة فیمن لم یَسْتَطِع طَوْلًا أَی فَضْلَ مالٍ یَنْكِحُ به حُرَّةً، فله أَن یَنْكِحَ أَمَةً؛ ثم قال: ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِیَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ، و هذا یُوجِبُ أَن من لم یَخْشَ العَنَتَ، و لم یجد طَوْلًا لحُرَّة، أَنه لا یحل له أَن ینكح أَمة؛ قال: و اخْتَلَفَ الناسُ فی تفسیر هذه الآیة؛ فقال بعضهم: معناه ذلك لمن خاف أَن یَحْمِلَه شدّةُ الشَّبَقِ و الغُلْمةِ علی الزنا، فیَلْقی العذابَ العظیم فی الآخرة، و الحَدَّ فی الدنیا، و قال بعضهم: معناه أَن یَعْشِقَ أَمَةً؛ و لیس فی الآیة ذِكْرُ عِشْقٍ، و لكنّ ذا العِشْقِ یَلْقَی عَنَتاً؛ و قال أَبو العباس محمد بن یزید الثُّمَالیّ: العَنَتُ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 62
هاهنا، الهلاك؛ و قیل: الهلاك فی الزنا؛ و أَنشد: أُحاولُ إِعْنَاتی بما قالَ أَو رَجا أَراد: أُحاولُ إِهلاكی. و روی المُنْذِرِیُّ عن أَبی الهَیْثَم أَنه قال: العَنَتُ فی كلام العرب الجَوْرُ و الإِثم و الأَذی؛ قال: فقلت له التَّعَنُّتُ من هذا؟ قال: نعم؛ یقال: تَعَنَّتَ فلانٌ فلاناً إِذا أَدخَلَ علیه الأَذی؛ و قال أَبو إِسحاق الزجاج: العَنَتُ فی اللغة المَشَقَّة الشدیدة، و العَنَتُ الوُقوع فی أَمرٍ شاقٍّ، و قد عَنِتَ، و أَعْنَتَه غیرهُ؛ قال الأَزهری: هذا الذی قاله أَبو إِسحاق صحیح، فإِذا شَقَّ علی الرجل العُزْبة، و غَلَبَتْه الغُلْمَة، و لم یجد ما یتزوّج به حُرَّة، فله أَن ینكح أَمة، لِأَنَّ غَلَبَة الشهْوَة، و اجتماعَ الماء فی الصُّلْب، ربما أَدَّی إِلی العلَّة الصَّعبة، و الله أَعلم؛ قال الجوهری: العَنَتُ الإِثم؛ و قد عَنِتَ الرجلُ. قال تعالی: عَزِیزٌ عَلَیْهِ مٰا عَنِتُّمْ؛ قال الأَزهری: معناه عزیز علیه عَنَتُكم، و هو لقاءُ الشِّدَّة و المَشَقَّة؛ و قال بعضهم: معناه عزیز أَی شدیدٌ ما أَعْنَتَكم أَی أَوْرَدَكم العَنَتَ و المَشَقَّة. و یقال: أَكَمةٌ عَنُوتٌ طویلةٌ شاقَّةُ المَصْعَد، و هی العُنْتُوتُ أَیضاً؛ قال الأَزهری: و العَنَتُ الكسرُ، و قد عَنِتَتْ یَدُه أَو رجْلُه أَی انْكَسرتْ، و كذلك كلُّ عَظْم؛ قال الشاعر: فَداوِ بها أَضْلاعَ جَنْبَیْكَ بَعْد ما عَنِتنَ، و أَعْیَتْكَ الجَبائرُ مِنْ عَلُ و یقال: عَنِتَ العظمُ عَنَتاً، فهو عَنِتٌ: وَهَی و انكسر؛ قال رؤْبة: فأَرْغَمَ اللهُ الأُنُوفَ الرُّغَّما: مَجْدُوعَها، و العَنِتَ المُخَشَّما و قال اللیث: الوَثْ‌ءُ لیس بعَنَتٍ؛ لا یكون العَنَتُ إِلَّا الكَسْرَ؛ و الوَثْ‌ءُ الضَّرْبُ حتی یَرْهَصَ الجِلدَ و اللحمَ، و یَصِلَ الضربُ إِلی العظم، من غیر أَن ینكسر. و یقال: أَعْنَتَ الجابرُ الكَسِیرَ إِذا لم یَرْفُقْ به، فزاد الكَسْرَ فَساداً، و كذلك راكبُ الدابة إِذا حَمَلَه علی ما لا یَحْتَمِلُه من العُنْفِ حتی یَظْلَع، فقد أَعْنَته، و قد عَنِتَت الدابةُ. و جملةُ العَنَت: الضَّرَرُ الشاقُّ المُؤْذی. و‌فی حدیث الزهریّ: فی رجل أَنْعَلَ دابَّةً فَعَنِتَتْ؛ هكذا جاء فی روایة، أَی عَرِجَتْ؛ و سماه عَنَتاً لأَنه ضَرَرٌ و فَساد. و الروایة: فَعَتِبَتْ، بتاء فوقها نقطتان، ثم باء تحتها نقطة، قال القتیبی: و الأَوَّلُ أَحَبُّ الوجهین إِلیَّ. و یقال للعظم المجبور إِذا أَصابه شی‌ء فَهاضَه: قد أَعْنَتَه، فهو عَنِتٌ و مُعْنِتٌ. قال الأَزهری: معناه أَنه یَهِیضُه، و هو كَسْرٌ بعدَ انْجِبارٍ، و ذلك أَشَدُّ من الكَسر الأَوّلِ. و عَنِتَ عَنَتاً: اكتسب مَأْثَماً. و جاءَنی فلانٌ مُتَعَنِّتاً إِذا جاءَ یَطْلُب زَلَّتَكَ. و العُنْتُوتُ: جُبَیْلٌ مُسْتَدِقٌّ فی السماء، و قیل: دُوَیْنَ الحَرَّة؛ قال: أَدْرَكْتُها تَأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ، تِلْكَ الهَلُوكُ و الخَریعُ السُّلْحُوتْ الأَفْرُ: سَیْرٌ سریع. و العُنْتُوتُ: الحَزّ فی القَوْس؛ قال الأَزهری: عُنْتُوتُ القَوْس هو الحزُّ الذی تُدْخَلُ فیه الغانةُ، و الغانةُ: حَلْقةُ رأْس الوتر.

عهت؛ ج2، ص: 62

: روی أَبو الوازع عن بعض الأَعراب: فلان مُتَعَهِّتٌ: ذو نِیقَةٍ و تَخَیُّرٍ، كأَنه مقلوب عن المُتَعَتِّهِ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 63‌

فصل الغین المعجمة؛ ج2، ص: 63

غتت؛ ج2، ص: 63

: غَتَّ الضَّحِكَ یَغُتُّه غَتًّا: وَضَع یدَه أَو ثوبه علی فیه، لیُخْفِیَهُ. و غَتَّ فی الماء یَغُتُّ غَتّاً: و هو ما بین النَّفَسین من الشُّرْب، و الإِناءُ علی فیه. أَبو زید: غَتَّ الشاربُ یَغُتُّ غَتّاً، و هو أَن یَتَنَفَّسَ من الشَّراب، و الإِناءُ علی فیه؛ و أَنشد بیت الهذلی: شَدَّ الضُّحَی، فغَتَتْنَ غَیْرَ بَواضِعٍ، غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً علی إِعْجالِ أَی شَرِبْنَ أَنْفاساً غیر بَواضِعٍ أَی غَیْرَ رِواءٍ. و‌فی حدیث المَبْعَثِ: فأَخَذَنی جبریلُ فغَتَّنی؛ الغَتُّ و الغَطُّ سواء، كأَنه أَراد عَصَرنی عَصْراً شدیداً حتی وَجَدْتُ منه المَشَقَّةَ، كما یَجِدُ من یُغْمَسُ فی الماء قَهْراً. و غَتَّهُ خَنِقاً یَغُتُّه غَتّاً: عَصَر حَلْقَه نفَساً، أَو نَفَسین، أَو أَكثر من ذلك. و غَتَّه فی الماءِ یَغُتُّه غَتّاً: غَطَّه، و كذلك إِذا أَكرهه علی الشی‌ء حتی یَكْرُبَه. و یقال: غَتَّه الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكیتاً. و‌فی حدیث الدُّعاء: یا مَنْ لا یَغُتُّه دعاءُ الداعِینَ‌أَی یَغْلِبُه و یَقْهَرُه. و‌فی حدیث ثَوْبانَ قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِی، أَذُودُ الناس عنه لأَهل الیَمن‌أَی لأَذُودَهم بعَصایَ حتی یَرْفَضُّوا عنه، و إِنه لیَغُتُّ فیه میزابانِ من الجنة: أَحدُهما من وَرِقٍ، و الآخرُ من ذهبٍ، طولُه ما بین مُقامِی إِلی عُمانَ؛ قال اللیث: الغَتُّ كالغَطِّ. و روی‌فی حدیث ثوبان أَیضاً عن النبی، صلی الله علیه و سلم: فی الحَوْض یَغُتُّ فیه میزابانِ، مِدادُهما من الجنة؛ قال الأَزهری: هكذا سمعته من محمد بن إِسحاق یَغُتُّ، بضم الغین، قال: و معنی یَغُتُّ، یَجْری جَرْیاً له صَوْتٌ و خَریرٌ؛ و قیل: یَغُطُّ؛ قال: و لا أَدری ممن حَفِظَ هذا التفسیر. قال الأَزهری: و لو كان كما قال، لقیل یَغُتُّ و یَغِطُّ، بكسر الغین، و معنی یَغُتُّ یُتابعُ الدَّفْقَ فی الحوض لا یَنْقَطِعُ، مأْخوذ من غَتَّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع، و نَفَساً بعد نَفَس، من غیر إِبانةِ الإِناء عن فیه؛ قال: فقوله یَغُتُّ فیه مِیزابانِ‌أَی یَدْفُقانِ فیه الماءَ دَفْقاً مُتتابعاً دائماً، مِن غیر أَن یَنْقَطِعَ، كما یَغُتُّ الشاربُ الماءَ، و یَغُتُّ مُتَعَدٍّ هاهنا، لأَن المُضاعف إِذا جاء علی فَعَلَ یَفْعُل، فهو متعدّ، و إِذا جاء علی فَعَلَ یَفْعِلُ، فهو لازم، إِلا ما شَذَّ عنه؛ قال ذلك الفراء و غیره. و قال شمر: غُتَّ، فهو مَغْتُوتٌ؛ و غُمَّ، فهو مَغْمومٌ، قال رؤْبة یذكر یونس و الحُوتَ: و جَوْشَنُ الحُوتِ له مَبیتُ، یُدْفَع عنه جوفُه المَسْحُوتُ كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ، و اللیلُ فَوْقَ الماء مُسْتَمِیتُ «2» قال: و المَغْتُوت المَغْموم. و غَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَیْن یَغُتُّها: رَكَضَها، و جَهَدَها، و أَتْعَبها. و غَتَّهم اللهُ بالعذاب غَتّاً كذلك. و غَتَّ القَوْلَ بالقَوْل، و الشُّربَ بالشُّرْب، یَغُتُّه غَتّاً: أَتْبَعَ بَعْضَه بعضاً. و غَتَّه بالأَمْر: كَدَّه. و‌فی الحدیث: یَغُتُّهم اللهُ فی العذاب‌أَی یَغْمِسُهم فیه غَمْساً مُتَتابعاً. قال: و الغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ القَوْلَ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ؛ و أَنشد: فغَتَتْنَ غیر بَواضِعٍ أَنفاسَها، غَتَّ الغَطاطِ مَعاً علی إِعْجالِ
(2). قوله [المسحوت] أَی الذی لا یشبع، و قوله مستمیت أَی خاشع خاضع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 64
و‌فی حدیث أُم زَرْعٍ فی بعض الروایات: و لا تُغَتِّتْ طَعامَنا تَغْتیتاً؛ قال أَبو بكر أَی لا تُفْسده. یقال: غَتَّ الطعامُ یَغُتُّ، و أَغْتَتُّه أَنا، و غَتَّ الكلامُ: فَسَدَ؛ قال قَبْسُ بن الخَطیم: و لا یَغُتُّ الحدیثُ إِذْ نَطَقَتْ، و هو، بفِیها، ذو لَذَّةٍ طَرَبُ

غلت؛ ج2، ص: 64

: الغَلَتُ و الغَلَطُ سواء؛ و قد غَلِتَ. و رجل غَلُوتٌ فی الحساب: كثیرُ الغَلَط؛ قال رؤْبة: إِذا اسْتَدار البَرِمُ الغَلُوتُ و قال بعضهم: الغَلَتُ فی الحساب، و الغَلَطُ فی سوی ذلك. و قیل: الغَلَطُ فی القول، و هو أَن یرید أَن یتكلم بكلمة فیَغْلَطَ، فیتكلم بغیرها. و‌فی حدیث ابن مسعود: لا غَلَتَ فی الإِسلام.قال اللیث: غَلِتَ فی الحساب غَلَتاً، و یقال: غَلِتَ فی معنی غَلِطَ. و قال أَبو عمرو: الغَلَط فی المَنْطِق، و الغَلَتُ فی الحساب، و قیل: هما لغتان؛ و جعل الزمخشری الحدیث عن ابن عباس؛ و قال رؤْبة: إِذا اسْتَدَرَّ البَرِمُ الغَلُوتُ و الغَلوت: الكثیر الغَلَط؛ قال: و اسْتِدْراره كثرةُ كلامه. و‌فی حدیث شُرَیْح: كان لا یجیز الغَلَتَ؛ قال: هو أَن یقول الرجل اشتریت هذا الثوب بمائة، ثم تجده اشتراه بأَقل، فیَرجِعُ إِلی الحق و یَتْرُكُ الغَلَتَ. و‌فی حدیث النَخَعِیّ: لا یجوز التَغَلُّتُ؛ هو تَفَعُّلٌ من الغَلَتِ. تقول: تَغَلَّتُّه أَی طَلَبْتُ غَلَته، و تَغَلَّتنی فلانٌ و اغتَلَتنی إِذا أَخذه علی غِرَّةٍ. و الغَلْتُ: الإِقالة فی الشراء و البیع. و غَلْتَةُ اللیلِ: أَوّله؛ قال: و جِی‌ءْ غَلْتةً فی ظُلْمةِ اللیلِ، و ارْتَحِلْ بیومِ مُحَاقِ الشَّهْرِ و الدَّبَرانِ و اغْلَنْتَی القومُ علی فلانٍ اغْلِنْتاءً: عَلَوْه بالشَّتْم و الضَّرْب و القَهْر، مثل الاغْرِنْداء.

غمت؛ ج2، ص: 64

: الغَمَتُ و الفَقَمُ: التُّخَمة. غَمَته الطعامُ یَغْمِتُه غَمْتاً: أَكله دَسِماً، فغَلَبَ علی قلبه، و ثَقُلَ و اتَّخَم؛ و قال الأَزهری: هو أَن یَسْتَكْثِرَ منه حتی یَتَّخِم. و قال شمر: غَمَتَه الوَدَكُ یَغْمِتُه إِذا صَیَّره كالسَّكْرانِ. و غَمَتَه إِذا غَطَّاه. و غَمَتَه فی الماء یَغْمِته غَمْتاً: غَطَّه فیه.

فصل الفاء؛ ج2، ص: 64

فأت؛ ج2، ص: 64

: افْتَأَتَ علیَّ ما لم أَقُلْ: اخْتَلَقه. أَبو زید: افْتَأَتَ الرجلُ عَلیَّ افتِئاتاً، و هو رجل مُفْتَئِتٌ، و ذلك إِذا قال علیك الباطلَ. و قال ابن شمیل فی كتاب المَنْطِق: افْتَأَتَ فلانٌ علینا یَفْتَئِتُ إِذا اسْتَبَدَّ علینا برأْیه؛ جاء به فی باب الهمز. و قال ابن السكیت: افْتَأَتَ بأَمره و رأْیه إِذا اسْتَبَدَّ به و انفرد. قال الأَزهری: قد صح الهمز عن ابن شمیل، و ابن السكیت فی هذا الحرف، قال: و ما علمت الهمز فیه أَصلیّاً. و قال الجوهری: هذا الحرف سمع مهموزاً، ذكره أَبو عمرو، و أَبو زید، و ابن السكیت، و غیرهم: فلا یخلو إِما أَن یكونوا قد همزوا ما لیس بمهموز، كما قالوا: حَلأْتُ السَّویقَ، و لَبَّأْتُ بالحج، و رَثَأْتُ المیتَ، أَو یكون أَصل هذه الكلمة من غیر الفَوْت.

فتت؛ ج2، ص: 64

: فَتَّ الشی‌ءَ یَفُتُّه فَتّاً، و فَتَّتَه: دَقَّه. و قیل: فَتَّه كَسَره؛ و قیل: كسره بأَصابعه. قال اللیث: الفَتُّ أَن تأْخذ الشی‌ء بإِصبعك،
لسان العرب، ج‌2، ص: 65
فَتُصَیِّرَه فُتاتاً أَی دُقاقاً، فهو مَفْتُوتٌ و فَتِیتٌ. و فی المثل: كَفّاً مُطْلَقةً تَفُتُّ الیَرْمَعَ؛ الیَرْمَع: حجارة بیض تُفَتُّ بالید؛ و قد انْفَتَّ و تَفَتَّتَ. و الفُتاتُ: ما تَفَتَّت؛ و فُتاتُ الشی‌ء: ما تكسر منه؛ قال زهیر: كأَنَّ فُتاتَ العِهْنِ، فی كُلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ به، حَبُّ الفَنَا لم یُحَطَّمِ قال أَبو منصور: و فُتاتُ العِهْنِ و الصوف ما تساقط منه. و الفَتُّ و الثَّتُّ: الشَّقُّ فی الصَّخْرة، و هی الفُتُوتُ و الثُّتُوتُ. و التَفَتُّتُ: التَّكَسُّر. و الانْفِتاتُ: الانكسار. و الفَتِیتُ و الفَتُوتُ: الشی‌ءُ المَفْتُوتُ، و قد غَلَبَ علی ما فُتَّ من الخُبْز؛ و فی التهذیب: إِلا أَنهم خَصُّوا الخُبْز المَفْتُوتَ بالفَتِیتِ. و الفَتِیتُ: الشی‌ءُ یَسْقُطُ فیَتَقَطَّعُ و یَتَفَتَّتُ. و كلَّمه بشی‌ءٍ ففَتَّ فی ساعده أَی أَضْعَفَه و أَوْهَنَه. و یقال: فَتَّ فلانٌ فی عَضُدِی، و هَدَّ رُكْنی. و فَتَّ فلانٌ فی عَضُدِ فلانٍ، و عَضُدُه أَهلُ بیتِه، إِذا رام إِضْرارَه بتَخَوُّنِه إِیاهم. و الفُتَّة: الكُتْلةُ من التمر. الفراء: أُولئك أَهلُ بیتٍ فَتٍّ و فُتٍّ و فِتٍّ إِذا كانوا مُنْتَشرین، غیر مجتمعین. ابن الأَعرابی: فَتْفَتَ الراعی إِبلَه إِذا رَدَّها عن الماء، و لم یَقْصَعْ صَوَّارها. و الفُتَّة: بَعْرة، أَو رَوْثة مَفْتوتة، تُوضَع تحتَ الزَّنْدِ عند القَدْح. الجوهری: الفُتَّةُ ما یُفَتُّ و یوضَع تحت الزَّنْدِ.

فخت؛ ج2، ص: 65

: الفاخِتةُ: واحدة الفَواخِتِ، و هی ضَرْبٌ من الحَمام المُطَوَّق. قال ابن بری: ذكر ابن الجَوالِیقیِّ أَن الفاختة مشتقة من الفَخْتِ الذی هو ظِلُّ القَمَر. و فَخَّتَتِ الفاختةُ: صَوَّتَتْ. و تَفَخَّتَت المرأَةُ: مَشَتْ مِشْیة الفاختة. اللیث: إِذا مشَت المرأَة مُجْنِحةً، قیل: تَفَخَّتَتْ تَفَخُّتاً؛ قال: أَظنُّ ذلك مُشْتَقّاً من مَشْی الفاختة، و جمع الفاخِتةِ فَواخِتُ. قوله مُجْنِحةً إِذا تَوَسَّعَتْ فی مَشْیِها، و فرَّجَتْ یَدَیْها من إِبْطَیْها. و الفَخْتُ: ضَوْءُ القمر أَوَّلَ ما یَبْدُو، و عَمَّ به بعضُهم؛ یقال: جَلَسْنا فی الفَخْت؛ و قال شمر: لم أَسمع الفَخْتَ إِلّا هاهنا. قال أَبو إِسحاق: قال بعض أَهل اللغة: الفَخْتُ، لا أَدْرِی اسْمُ ضَوْئه، أَم اسمُ ظُلْمته. و اسمُ ظُلْمة ظِلِّه علی الحقیقة: السَّمَر؛ و لهذا قیل للمتحدّثین لیلًا: سُمَّار؛ قال أَبو العباس: الصواب فیه ظِلُّ القمر. قال بعضهم: الصواب ما قاله، لأَن الفاخِتَةَ بلَوْنِ الظِّلِّ، أَشْبَهُ منها بلَوْنِ الضَّوْء. و فَخَتَ رأْسَه بالسیف فَخْتاً: قَطَعَه. و فَخَتَ الإِناءَ فَخْتاً: كَشَفَه. و الفَخْتُ: نَشْلُ الطَّبَّاخ الفِدْرة من القِدْر. و یقال: هو یَتَفَخَّتُ أَی یَتَعَجَّبُ، فیقول: ما أَحْسَنَه.

فرت؛ ج2، ص: 65

: الفُراتُ: أَشَدُّ الماء عُذوبةً. و فی التنزیل العزیز: هٰذٰا عَذْبٌ فُرٰاتٌ، وَ هٰذٰا مِلْحٌ أُجٰاجٌ. و قد فَرُتَ الماءُ یَفْرُتُ فُروتةً إِذا عَذُبَ، فهو فُراتٌ. و قال ابن الأَعرابی: فَرِتَ الرجلُ، بكسر الراء، إِذا ضَعُفَ عقلُه بعد مُسْكَةٍ. و الفُراتانِ: الفُراتُ و دُجَیْلٌ؛ و قول أَبی ذؤَیب:
لسان العرب، ج‌2، ص: 66
فَجاءَ بها ما شِئْتَ من لَطَمِیَّةٍ، یَدُومُ الفُراتُ فَوْقَها و یَمُوجُ لیس هنالك فُراتٌ، لأَن الدُّرَّ لا یكون فی الماء العذب، و إِنما یكون فی البحر. و قوله: ما شئت، فی موضع الحال، أَی جاء بها كاملة الحُسْن، أَو بالغةَ الحُسْن، و قد تكون فی موضع جَرّ علی البدل من الهاء أَی فجاء بما شِئْتَ من لَطَمِیَّة. و میاهٌ فِرْتانٌ و فُراتٌ: كالواحدِ، و الاسم الفُروتَةُ. و الفُراتُ: اسم نهر الكوفة، معروف. و فَرْتَنی: المرأَةُ الفاجرةُ؛ ذهب ابن جنی فیه إِلی أَن نونه زائدة، و حكی فَرَتَ الرجلُ یَفْرُتُ فَرْتاً: فَجر؛ و أَما سیبویه فجعله رباعیاً. و الفِرْتُ: لغةٌ فی الفِتْر؛ عن ابن جنی، كأَنه مقلوب عنه.

فلت؛ ج2، ص: 66

: أَفْلَتَنی الشی‌ءُ، و تَفَلَّت منی، و انْفَلَت، و أَفْلَتَ فلانٌ فلاناً: خَلَّصه. و أَفْلَتَ الشی‌ءُ و تَفَلَّتَ و انْفَلَتَ، بمعنی؛ و أَفْلَتَه غیرُه. و‌فی الحدیث: تَدارَسُوا القرآنَ، فَلهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِن الإِبل من عُقُلِها.التَّفَلُّتُ، و الإِفْلاتُ، و الانْفِلاتُ: التَّخَلُّص من الشی‌ء فَجْأَةً، من غیر تَمَكُّثٍ؛ و منه‌الحدیث: أَن عِفْریتاً من الجن تَفَلَّتَ علیّ البارحةَ‌أَی تَعَرَّضَ لی فی صَلاتی فَجْأَة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا شرب خمراً فسَكِرَ، فانْطُلِقَ به إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فلما حاذی دار العباس، انْفَلَتَ فدخل علیه، فذَكَر ذلك له، فضحِكَ و قال: أَ فَعَلَها؟ و لم یأْمر فیه بشی‌ء.و منه‌الحدیث: فأَنا آخُذُ بحُجَزكم، و أَنتم تَفَلَّتُونَ من یدی‌أَی تَتَفَلَّتُونَ، فحذف إِحدی التاءَین تخفیفاً. و یقال: أَفْلَتَ فلانٌ بِجُرَیْعة الذَّقَن. یُضْرَبُ مثلًا للرجل یُشْرِفُ علی هَلَكة، ثم یُفْلِتُ، كأَنه جَرَع الموتَ جَرْعاً، ثم أَفْلَتَ منه. و الإِفْلاتُ: یكون بمعنی الانْفِلاتِ، لازماً، و قد یكون واقعاً. یقال: أَفْلَتُّه من الهَلَكة أَی خَلَّصْتُه؛ و أَنشد ابن السكیت: و أَفْلَتَنی منها حِماری و جُبَّتی، جَزی اللهُ خیراً جُبَّتی و حِماریا أَبو زید، من أَمثالهم فی إِفْلاتِ الجَبانِ: أَفْلَتَنی جُرَیْعةَ الذَّقَنِ؛ إِذا كان قریباً كقُرْبِ الجُرْعةِ من الذَّقَن، ثم أَفْلَتَه. قال أَبو منصور: معنی أَفْلَتَنی أَی انْفَلَت منی. ابن شمیل: یقال لیس لك من هذا الأَمر فَلْتٌ أَی لا تَنْفَلِتُ منه. و قد أَفْلَتَ فلانٌ من فلان، و انْفَلَتَ، و مرَّ بنا بعیرٌ مُنْفَلِتٌ، و لا یقال: مُفْلِتٌ. و‌فی الحدیث عن أَبی موسی: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن الله یُمْلی للظالم حتی إِذا أَخَذَه لم یُفْلِتْه، ثم قرأَ: وَ كَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذٰا أَخَذَ الْقُریٰ وَ هِیَ ظٰالِمَةٌ.قوله: لم یُفْلِتْه أَی لم یَنْفَلتْ منه، و یكون معنی لم یُفْلِتْه، لم یُفْلتْه أَحدٌ أَی لم یُخَلِّصْه شی‌ءٌ. و تَفَلَّتَ إِلی الشی‌ءِ و أَفْلَتَ: نازع. و الفَلَتانُ: المُتَفَلِّتُ إِلی الشرِّ؛ و قیل: الكثیر اللحم. و الفَلَتانُ: السریعُ، و الجمع فِلْتانٌ؛ عن كراع. و فرس فَلَتانٌ أَی نَشیطٌ، حدید الفؤَاد مثلُ الصَّلَتانِ. التهذیب: الفَلَتانُ و الصَّلَتان، من التَّفَلُّتِ و الانْفِلاتِ، یقال ذلك للرجل الشدید الصُّلْبِ. و رجل فَلَتانٌ: نَشِیطٌ، حدید الفؤَاد. و رجل فَلَتانٌ أَی جری‌ءٌ و امرأَة فَلَتانَةٌ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 67
و افْتَلَتَ الشی‌ءَ: أَخَذَه فی سُرْعة؛ قال قیس ابن ذُرَیْح: إِذا افْتَلَتَتْ منك النَّوی ذا مَوَدَّةٍ حَبیباً، بتَصْداعٍ من البَیْنِ ذی شَعْبِ، أَذاقَتْكَ مُرَّ العَیْشِ، أَو مُتَّ حَسْرَةً، كما ماتَ مَسْقِیُّ الضَّیاحِ علی الأَلْب و كان ذلك فَلْتةً أَی فَجْأَة. یقال: كان ذلك الأَمرُ فَلْتةً أَی فَجأَة إِذا لم یكن عن تَدَبُّر و لا تَرَدُّدٍ. و الفَلْتة: الأَمر یقع من غیر إِحكام. و‌فی حدیث عمر: أَنَّ بیعة أَبی بكر كانت فَلْتةً، وَقی اللهُ شَرَّها.قال ابن سیدة: قال أَبو عبید: أَراد فجأَة، و كانت كذلك لأَنها لم یُنْتَظَرْ بها العوامُّ، إِنما ابْتَدَرَها أَكابرُ أَصحاب سیدنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من المهاجرین و عامّة الأَنصار، إِلا تلك الطِّیرةَ التی كانت من بعضهم، ثم أَصْفَقَ الكلُّ له، بمعرفتهم أَن لیس لأَبی بكر، رضی الله عنه، مُنازع و لا شریك فی الفضل، و لم یكن یحتاج فی أَمره إِلی نظر، و لا مُشاورة؛ و قال الأَزهری: إِنما معنی فَلْتةً البَغْتَة؛ قال: و إِنما عُوجل بها، مُبادَرةً لانْتشارِ الأَمر، حتی لا یَطْمَعَ فیها من لیس لها بموضع؛ و قال حُصَیبٌ الهُذَلیُّ: كانوا خَبیئةَ نَفْسی، فافْتُلِتُّهمُ، و كلُّ زادٍ خَبی‌ءٍ، قَصْرُه النَّفَدُ قال: افْتُلِتُّهم، أُخِذوا منی فَلْتة. زادٌ خبی‌ءٌ: یُضَنُّ به. و قال ابن الأَثیر فی تفسیر حدیث عمر، رضی الله عنه، قال: أَراد بالفَلْتةِ الفَجْأَة، و مثلُ هذه البَیْعةِ جَدیرةٌ بأَن تكونَ مُهَیِّجةً للشرِّ و الفِتنة، فعَصَم اللهُ تعالی من ذلك و وَقی. قال: و الفَلْتةُ كل شی‌ءٍ فُعِلَ من غیر رَوِیَّةٍ، و إِنما بُودِرَ بها خَوْفَ انتشار الأَمر؛ و قیل: أَراد بالفَلْتة الخَلْسةَ أَی أَن الإِمامة یوم السَّقیفةِ، مالَت الأَنْفُسُ إِلی تَوَلِّیها، و لذلك كَثُرَ فیها التشاجُر، فما قُلِّدَها أَبو بكر إِلا انْتِزاعاً من الأَیْدی و اختِلاساً؛ و قیل: الفَلْتَةُ هنا مشتقة من الفَلْتة، آخر لیلةٍ من الأَشْهُر الحُرُم، فیَخْتَلِفون فیها أَ مِنَ الحِلِّ هی أَم من الحَرَم؟ فیُسارِعُ المَوْتُور إِلی دَرْكِ الثأْر، فیكثر الفساد، و تُسْفَكُ الدماءُ؛ فشبَّه أَیام النبی، صلی الله علیه و سلم، بالأَشهر الحرم، و یوم موته بالفَلْتة فی وُقوع الشَّرّ، من ارتداد العرب، و توقف الأَنصار عن الطاعة، و مَنْع من منع الزكاة و الجَرْی، علی عادة العرب فی أَن لا یَسُودَ القبیلةَ إِلا رجلٌ منها. و الفَلْتة: آخرُ لیلةٍ من الشهر. و فی الصحاح: آخر لیلة من كل شهر؛ و قیل: الفَلْتة آخر یوم من الشهر الذی بعده الشهرُ الحرام، كآخر یوم من جُمادی الآخرة؛ و ذلك أَن یَری فیه الرجل ثأْرَه، فربما تَوانَی فیه، فإِذا كان الغَدُ، دَخَلَ الشهرُ الحرامُ، ففاتَه. قال أَبو الهیثم: كان للعرب فی الجاهلیة ساعة یقال لها: الفَلْتة، یُغِیرون فیها، و هی آخر ساعة من آخر یوم من أَیام جُمادی الآخرة، یُغیرون تلك الساعة، و إِن كان هلالُ رَجَب قد طَلَع تلك الساعةَ، لأَن تلك الساعة من آخر جُمادی الآخرة، ما لم تَغِبِ الشَّمسُ؛ و أَنشد: و الخیلُ ساهِمةُ الوُجُوهِ، كأَنما یَقْمُصْنَ مِلْحا، صادَفْنَ مُنْصُلَ أَلَّةٍ فی فَلْتَةٍ، فَحَوَیْنَ سَرْحا و قیل: لیلةٌ فَلْتة، هی التی یَنْقُصُ بها الشهرُ و یَتم،
لسان العرب، ج‌2، ص: 68
فرما رأَی قومٌ الهلالَ، و لم یُبْصِرْه آخرون، فیُغِیر هؤُلاءِ علی أُولئك، و هم غارُّونَ، و ذلك فی الشهر؛ و سمیت فَلْتةً، لأَنها كالشی‌ءِ المُنْفَلِتِ بعد وَثاق؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و غارة، بینَ الیَوْم و اللیلِ، فَلْتَة، تَدارَكْتُها رَكْضاً بسِیدٍ عَمَرَّدِ شبه فرسه بالذِّئب؛ و قال الكمیت: بفَلْتةٍ، بین إِظلامٍ و إِسْفار و الجمع فَلَتاتٌ، لا یُتَجاوَزُ بها جمع السلامة. و‌فی حدیث صفةِ مَجْلِس النبی، صلی الله علیه و سلم: و لا تُنْثی فلَتاتُه‌أَی زَلَّاتُه. الفَلَتاتُ: الزَّلَّاتُ؛ و المعنی أَنه، صلی اللهُ علیه و سلم، لم یكن فی مجلسه فَلَتاتٌ أَی زَلَّاتٌ فَتُنْثی أَی تُذْكَرَ أَو تُحْفَظَ و تُحْكی، لأَن مجلسه كان مَصُوناً عن السَّقَطاتِ و اللَّغْو، و إِنما كان مَجْلِسَ ذِكْرٍ حَسَنٍ، و حِكَمٍ بالغةٍ، و كلامٍ لا فُضُولَ فیه. و افْتُلِتَتْ نَفْسُه: ماتَ فَلْتةً. ابن الأَعرابی: یقال للموت الفَجْأَةِ الموتُ الأَبْیضُ، و الجارفُ، و اللافِتُ، و الفاتِلُ. یقال: لَفَته الموتُ، و فَتَله، و افْتَلَتَه؛ و هو الموتُ الفَوات و الفُوات: و هو أَخْذةُ الأَسف، و هو الوَحیُّ؛ و الموتُ الأَحْمر: القتلُ بالسیف. و الموتُ الأَسْود: هو الغَرَقُ و الشَّرَقُ. و افْتُلِتَ فلانٌ، علی ما لم یُسَمَّ فاعلهُ، أَی مات فجْأَةً. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن رجلًا أَتاه، فقال: یا رسول الله، إِن أُمی افْتُلِتَتْ نَفْسُها فماتَتْ، و لم تُوصِ، أَ فأَتَصَدَّقُ عنها؟ فقال: نعم؛ قال أَبو عبید: افْتُلِتَتْ نفسُها، یعنی ماتَتْ فجأَة، و لم تَمْرَضْ فتُوصِیَ، و لكنها أُخِذَتْ نَفْسُها فَلْتةً. یقال: افْتَلَتَه إِذا اسْتَلَبه. و افْتُلِتَ فلانٌ بكذا أَی فوجِئَ به قبل أَن یَسْتَعِدَّ له. و یروی بنصب النفس و رفعها؛ فمعنی النصب افْتَلَتها اللهُ نَفْسها، یتعدّی إِلی مفعولین، كما تقول اخْتَلَسه الشی‌ءَ و اسْتَلَبَه إِیاه، ثم بُنی الفعل لِما لم یسمَّ فاعله، فتحوّل المفعول الأَول مضمراً، و بقی الثانی منصوباً، و تكون التاءُ الأَخیرة ضمیر الأُم أَی افْتُلِتَتْ هی نَفْسَها؛ و أَما الرفع فیكون متعدّیاً إِلی مفعول واحد أَقامه مقام الفاعل، و تكون التاءُ للنفس أَی أُخِذَتْ نفسُها فَلْتةً، و كلُّ أَمر فُعِلَ علی غیرِ تَلَبُّثٍ و تَمَكُّثٍ، فقد افْتُلِتَ، و الاسم الفَلْتة. و كِساءٌ فَلُوت: لا ینضم طرفاه علی لابسه من صغره. و ثوب فَلوت: لا ینضم طرفاه فی الید؛ و قول مُتَمِّم فی أَخیه مالك: علیه الشَّمْلةُ الفَلُوتُ یعنی التی لا تَنْضَمُّ بین المَزادتین. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه شهد فتح مكة، و معه جَمَل جَزورٌ و بُرْدة فَلُوتٌ.قال أَبو عبید: أَراد أَنها صغیرة، لا ینضم طرفاها، فهی تُفْلِتُ من یده إِذا اشتمل بها. ابن الأَعرابی: الفَلُوتُ الثوبُ الذی لا یثبت علی صاحبه، لِلینه أَو خُشُونته. و‌فی الحدیث: و هو فی بُرْدةٍ له فَلْتةٍ‌أَی ضیقة صغیرة لا ینضم طرفاها، فهی تَفَلَّتُ من یده إِذا اشتمل بها، فسماها بالمَرَّة من الانْفلات؛ یقال: بُرْد فَلْتة و فَلُوتٌ. و افْتَلَتَ الكلامَ و اقْتَرحه إِذا ارْتَجله، و افْتَلَتَ علیه: قضَی الأَمْر دونَه. و الفَلَتان: طائر زعموا أَنه یصید القِرَدة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 69
و أَفْلَتُ و فُلَیْتٌ: اسمان.

فوت؛ ج2، ص: 69

: الفَوْتُ: الفَواتُ. فاتَنی كذا أَی سَبَقَنی، و فُتُّه أَنا. و قال أَعرابی: الحمد لله الذی لا یُفات و لا یُلاتُ. و فاتَنی الأَمرُ فَوْتاً و فَواتاً: ذهَب عنی. و فاتَه الشی‌ءُ، و أَفاتَه إِیاه غیره؛ و قول أَبی ذؤَیب: إِذا أَرَنَّ علیها طارِداً، نَزِقَتْ، و الفَوْتُ، إِن فاتَ، هادی الصَّدْرِ و الكَتَدُ یقول: إِن فاتَتْه، لم تَفُتْه إِلا بقَدْرِ صَدْرها و مَنكِبها، فالفَوْتُ فی معنی الفائت. و لیس عنده فَوْتٌ و لا فَواتٌ؛ عن اللحیانی. و تَفَوَّتَ الشی‌ءُ، و تَفاوَتَ تَفاوُتاً، و تَفاوَتاً، و تَفاوِتاً: حكاهما ابن السكیت. و فی التنزیل العزیز: مٰا تَریٰ فِی خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ؛ المعنی: ما تَری فی خَلْقِه تعالی السماءَ اختِلافاً، و لا اضْطراباً. و قد قال سیبویه: لیس فی المصادر تَفاعَلٌ و لا تَفاعِلٌ. و تَفاوَتَ الشیئان أَی تَباعد ما بینهما تَفاوُتاً، بضم الواو؛ و قال الكلابیون فی مصدره: تَفاوَتاً، ففتحوا الواو؛ و قال العنبری: تَفاوِتاً، بكسر الواو، و هو علی غیر قیاس، لأَن المصدر من تَفاعل یَتَفاعَلُ تَفاعُلٌ، مضموم العین، إِلَّا ما روی من هذا الحرف. اللیث: فاتَ یَفُوتُ فَوْتاً، فهو فائتٌ، كما یقولون: بَوْنٌ بائنٌ، و بینهم تَفاوُتٌ و تَفَوُّتٌ. و قرئَ: مٰا تَریٰ فِی خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ و تَفَوُّتٍ؛ فالأُولی قراءَة أَبی عمرو؛ قال قتادة: المعنی من اخْتلافٍ؛ و قال السُّدِّیُّ: مِن تَفَوُّتٍ: مِن عَیْبٍ، فیقول الناظر: لو كان كذا و كذا، كان أَحسنَ؛ و قال الفراءُ: هما بمعنی واحد، و بینهما فَوْتٌ فائتٌ، كما یقال بَوْنٌ بائنٌ. و هذا الأَمْرُ لا یُفْتاتُ أَی لا یَفُوتُ، و افْتاتَ علیه فی الأَمْرِ: حكَمَ. و كلُّ من أَحدَثَ دونك شیئاً: فقد فاتَكَ به، و افْتاتَ علیك فیه؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ یُعاتِبُ امرأَته: فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَریبٌ، و إِنَّكِ، بالمَلامة، لنْ تُفاتی أَی لا أَفُوتُك، و لا یَفوتُك مَلامی إِذا أَصْبَحْت، فدَعِینی و نَومی إِلی أَن نُصْبِحَ، و فلان لا یُفْتاتُ علیه أَی لا یُعْمَلُ شی‌ءٌ دون أَمره.و زَوَّجَتْ عائشةُ ابنةَ أَخیها عبد الرحمن بن أَبی بكر، و هو غائب، مِن المنذر بن الزُّبیر، فلما رجع من غَیبته، قال: أَ مِثْلی یُفْتاتُ علیه فی أَمْر بناتِه؟أَی یُفْعَلُ فی شَأْنهن شی‌ءٌ بغیر أَمره؛ نَقِمَ علیها نكاحَها ابْنَته دونه. و یقال لكل من أَحْدَثَ شیئاً فی أَمْرِكَ دونك: قد افْتاتَ علیك فیه؛ و روی الأَصمعی بیت ابن مقبل: یا حُرُّ أَمْسَیْتُ شیخاً قد وَهَی بَصَری، و افْتِیتَ، ما دون یومِ البَعْثِ، من عُمُری قال الأَصمعی: هو من الفَوْتِ. قال: و الافْتِیات الفَراغ. یقال: افْتاتَ بأَمره أَی مَضی علیه، و لم یَسْتَشِرْ أَحداً؛ لم یهمزه الأَصمعی. و روی عن ابن شمیل و ابن السكیت: افْتَأَت فلانٌ بأَمره، بالهمز، إِذا اسْتَبَدَّ به. قال الأَزهری: قد صح الهمز عنهما فی هذا الحرف، و ما علمت الهمز فیه أَصلیّاً، و قد ذكرته فی الهمز أَیضاً. الجوهری: الافْتِیاتُ افْتِعالٌ من الفَوْت، و هو السَّبْقُ إِلی الشی‌ءِ دون ائْتِمار من یُؤْتَمر. تقول: افْتاتَ علیه بأَمر كذا
لسان العرب، ج‌2، ص: 70
أَی فاتَه به، و تَفَوَّتَ علیه فی ماله أَی فاته به. و قوله‌فی الحدیث: إِنَّ رجلًا تَفَوَّتَ علی أَبیه فی ماله، فأَتی أَبوه النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فذَكَر له ذلك، فقال: ارْدُدْ علی ابنك مالَه، فإِنما هو سَهْمُ من كِنانَتِك؛ قوله: تَفَوَّتَ، مأْخوذٌ من الفَوْت، تَفَعَّلَ منه؛ و معناه: أَنَّ الابنَ لم یَسْتَشِرْ أَباه، و لم یستأْذنه فی هبة مال نفسه، فأَتی الأَبُ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فأَخبره، فقال: ارْتَجِعْه من المَوْهُوب له، و ارْدُدْه علی ابْنِكَ، فإِنه و ما فی یده تحت یدك، و فی مَلَكَتِك، فلیس له أَن یَسْتَبِدَّ بأَمْرٍ دُونَكَ، فَضَرَب، كونَه سَهماً من كنانته، مَثَلًا لكونه بعضَ كسبه، و أَعلمه أَنه لیس للابن أَن یَفتات علی أَبیه بماله، و هو من الفَوْت السَّبقِ. تقول: تَفَوَّتَ فلانٌ علی فلان فی كذا، و افتاتَ علیه إِذا انْفَرَدَ برأْیه دونه فی التصرف فیه. و لمَّا ضُمِّنَ معنی التَّغَلُّبِ عُدِّیَ بعلی. و رجل فُوَیْتٌ، مُنْفَرِدٌ برأْیه، و كذلك الأُنثی. و زَعَمُوا أَنَّ رجلًا خرج من أَهله، فلما رَجَع قالت له امرأَتُه: لو شَهِدْتَنا لأَخْبَرناك، و حَدَّثْناك بما كان، فقال لها: لن تُفاتی، فهاتی. و الفَوْتُ: الخَلَل و الفُرْجَةُ بین الأَصابع، و الجمع أَفْواتٌ. و هو مِنِّی فَوْتَ الیدِ أَی قَدْرَ ما یَفُوتُ یدی؛ حكاها سیبویه فی الظروف المخصوصة. و قال أَعرابی لصاحبه: ادْنُ دُونَك، فلما أَبطَأَ قال له: جَعَلَ الله رِزْقكَ فَوْتَ فمِكَ أَی تَنْظُر إِلیه قَدْرَ ما یَفوتُ فَمَكَ، و لا تَقْدِرُ علیه؛ و تقول: هو منی فَوْتَ الرُّمْحِ أَی حَیْثُ لا یَبْلُغه. و مَوْتُ الفَواتِ: مَوْتُ الفَجْأَةِ. و‌فی حدیث أَبی هریرة، قال: مَرَّ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، تحتَ جِدارٍ مائِلٍ، فأَسْرَعَ المَشْیَ، فقیل: یا رسول الله، أَسْرَعْتَ المَشْیَ، فقال: إِنی أَكْرَه موتَ الفَواتِ، یعنی مَوْتَ الفُجاءَة؛ و‌فی روایة: أَخافُ موتَ الفَواتِ؛ هو مِن قولك: فاتنی فلان بكذا أَی سَبَقَنی به. ابن الأَعرابی: یقال لِمَوتِ الفَجْأَةِ: المَوتُ الأَبْیضُ، و الجارِفُ، و اللَّافِتُ، و الفاتِلُ، و هو المَوْتُ الفَواتُ و الفُوَاتُ، و هو أَخْذَةُ الأَسَفِ، و هو الوَحِیّ؛ و یقال: مات فلانٌ مَوْتَ الفَواتِ أَی فُوجِئَ.

فصل القاف؛ ج2، ص: 70

قتت؛ ج2، ص: 70

: القَتُّ: الكَذِبُ المُهَیَّأُ، و النمیمة. قَتَّ یَقُتُّ قَتًّا، و قَتَّ بینهم قَتًّا: نَمَّ. و‌فی الحدیث: لا یَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ، هو النَّمَّام. و القِتِّیتَی، مثالُ الهِجِّیرَی: تَتَبُّعُ النَّمائم، و هی النمیمة. و رجل قَتُوتٌ، و قَتَّاتٌ، و قِتِّیتی: نَمَّام، یَقُتُّ الأَحادیثَ قَتًّا أَی یَنِمُّها نَمّاً؛ و قیل: هو الذی یَسْتَمِعُ أَحادیثَ الناس مِن حیثُ لا یعلمون، نَمَّها أَو لم یَنُمَّها. و قال خالد بن جَنْبة: القَتَّاتُ الذی یَتَسَمَّعُ أَحادیثَ الناس، فیُخْبر أَعداءهم؛ و قیل: هو الذی یكون مع القوم یَتَحَدَّثون فَیَنِمُّ علیهم؛ و قیل: هو الذی یَتَسَمَّع علی القوم، و هم لا یعلمون فیَنِمُّ علیهم. و امرأَة قَتَّاتةٌ، و قَتُوتٌ: نَمُومٌ. و القَسَّاسُ: الذی یَسْأَلُ عن الأَخْبار، ثم یَنِمُّها. و قولٌ مَقْتُوتٌ: مكذوبٌ؛ قال رؤبة: قُلْتُ، و قَوْلی عِنْدهُمْ مَقْتُوتُ أَی كَذِبٌ؛ و قیل: مقْتُوتٌ مَوْشِیٌّ به، مَنْقُولٌ؛ و قیل: معناه أَنَّ أَمْری عندهم زَرِیٌّ، كالنَّمیمة
لسان العرب، ج‌2، ص: 71
و الكَذِب. أَبو زید: یقال هو حَسَنُ القَدِّ، و حَسَنُ القَتِّ، بمعنی واحد؛ و أَنشد: كأَنَّ ثَدْیَیْها، إِذا ما ابْرَنْتی، حُقَّانِ من عاجٍ، أُجِیدا قَتَّا قوله: إِذا ما ابْرَنْتَی أَی انْتَصَبَ، جَعَلَه فعلًا للثَّدْیِ. و قَتَّ أَثَرَهُ یَقُتُّه قَتًّا: قَصَّه. و تَقَتَّتَ الحدیثَ: تَتَبَّعه، و تَسَمَّعَه، و قیل: إِن القَتَّ، الذی هو النمیمةُ، مُشْتَقٌّ منه. و قَتَّ الشَّی‌ءَ یَقُتُّهُ قَتًّا: هَیَّأَه. و قَتَّه: جَمَعَه قلیلًا قلیلًا. و قَتَّه: قَلَّلَه. و اقْتَتَّهُ: اسْتَأْصَلَه؛ قال ذو الرمة: سِوَی أَنْ تَری سَوداءَ من غیرِ خِلْقةٍ تَخاطأَها، و اقْتَتَّ جاراتِها النَّغَلْ و القَتُّ: الفِصْفِصَةُ، و خَصَّ بعضُهم به الیابسةَ منها، و هو جمع عند سیبویه، واحدتُه قَتَّةٌ؛ قال الأَعشی: و نَأْمُرُ للمَحْمُومِ، كلَّ عَشِیَّةٍ، بِقَتٍّ و تَعْلیقٍ، فقد كان یَسْنَقُ و فی التهذیب: القَتُّ الفِسْفِسةَ، بالسین. و القَتُّ یَكون رطباً و یكون یابساً، الواحدة: قَتَّةٌ، مثال تَمْرة و تَمْر. و‌فی حدیث ابن سلام: فإِن أَهْدی إِلیك حِمْلَ تِبْنٍ، أَو حِملَ قَتٍّ، فإِنه رباً.القَتُّ: الفِصْفِصةُ، و هی الرَّطْبةُ من عَلَف الدَّواب. و دُهْنٌ مُقَتَّتٌ: مُطَیَّبٌ مطبوخ بالریاحین، و قال ثعلب: مَخْلُوطٌ بغیره من الأَدهان المُطَیَّبة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه ادَّهَنَ بزَیْتٍ غیرِ مُقَتَّتٍ، و هو مُحْرِمٌ.قوله غیر مُقَتَّت أَی غَیْر مُطَیَّبٍ؛ و قیل: المُقَتَّتُ الذی فیه الرَّیاحین، یُطْبَخُ بها الزَّیْتُ بَحْتاً، لا یُخالِطُه طِیبٌ؛ و قیل: هو الذی تُطْبَخُ فیه الریاحینُ حتی تَطِیبَ ریحُه، و یُتَعالَجُ به للرِّیاح. و المُقَتَّتُ من الزیت: الذی أُغْلِیَ بالنار و معه أَفواهُ الطِّیبِ. و مُقَتَّتُ المدینة لا یُوفی به شی‌ءٌ أَی لا یَغلُو بشی‌ء. و التَّقتِیتُ: جمعُ الأَفاویه كُلِّها فی القِدْر و طَبْخُها؛ و لا یقال قُتِّتَ، إِلّا الزَّیتُ، علی هذه الصفة؛ و قال: یُنَشُّ بالنار كما یُنَشُّ الشَّحمُ و الزُّبْدُ، قال: و الأَفْواه من الطِّیبِ كثیرةٌ. و قَتَّةُ: اسمُ أُمِّ سُلَیْمان بن قَتَّةَ: نُسِبَ إِلی أُمه.

قرت؛ ج2، ص: 71

: قَرَتَ الدَّمُ یَقْرِتُ و یَقْرُتُ قَرْتاً و قُرُوتاً، و قَرِتَ: یَبِسَ بعضُه علی بعض، أَو ماتَ فی الجُرْحِ؛ و أَنشد الأَصمعی للنمر بن تَوْلَب: یُشَنُّ علیها الزَّعْفرانُ، كأَنه دَمٌ قارِتٌ، تُعْلی به ثم تُغْسَلُ و دم قارِتٌ: قد یَبسَ بین الجِلدِ و اللحم. و قَرِتَ الظُّفْرُ: ماتَ فیه الدَّمُ. و قَرِتَ جِلدُه: اخْضَرَّ عن الضَّرْبِ. و مِسْك قارِتٌ و قَرَّاتٌ: و هو أَجَفُّ المِسْك و أَجْوَدُه؛ قال: یُعَلُّ بقَرَّاتٍ، من المِسْكِ، فاتِقِ أَی مَفْتوقٍ، أَو ذی فَتْقٍ. و قَرِتَ وجهُه تغیر. و قَرَتَ قُرُوتاً: سَكَتَ؛ و منه قول تُمَاضِرَ امرأَةِ زُهَیْر بن جَذیمَة لأَخیها الحرث: إِنه لَیَریبُنی اكتِباناتُكَ «3» و قُرُوتُكَ.

قربت؛ ج2، ص: 71

: القَرَبُوتُ: القَرَبُوسُ؛ عن اللحیانی. قال ابن سیدة: و أَری التاء بدلًا من السین فی قَرَبُوسِ السَّرْج.
(3). هكذا فی الأَصل و لعلها: إِكبانك من أَكبن لسانه عنه: كفه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 72

قلت؛ ج2، ص: 72

: القَلْتُ، بإِسكان اللام: النُّقْرةُ فی الجَبَل تُمْسكُ الماءَ؛ و فی التهذیب: كالنُّقْرة تكون فی الجبل، یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ، و الوَقْبُ نحوٌ منه؛ كذلك كلُّ نُقْرة فی أَرضٍ أَو بَدَنٍ؛ أُنثی، و الجمع قِلاتٌ. قال أَبو منصور: و قِلاتُ الصَّمَّانِ نُقَرٌ فی رؤوس قِفافِها، یَملأُها ماءُ السماء فی الشتاء؛ قال: و قد وَردْتُها، و هی مُفْعَمةٌ، فوجدتُ القَلْتةَ منها تأْخُذُ مِلْ‌ءَ مائةِ راویة و أَقلَّ و أَكثَرَ، و هی حُفَرٌ خَلَقَها الله فی الصُّخور الصُّمِّ. و القَلْتُ: حُفْرَة یَحْفِرها ماءٌ واشلٌ، یَقْطُرُ من سَقْفِ كَهْفٍ، علی حَجَرٍ لَیِّنٍ، فیُوَقِّبُ علی مَرِّ الأَحْقابِ فیه وَقْبةً مستدیرةً. و كذلك إِن كان فی الأَرض الصُّلْبة، فهو قَلْتٌ، كقَلْتِ العین، و هو وَقْبَتُها. و فی الحدیث، ذِكْرُ قِلاتِ السَّیْل، هی جمع قَلْتٍ، و هو النُّقْرة فی الجبل، یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ إِذا انْصَبَّ السَّیْلُ. و قال أَبو زید: القَلْت المطمئنُّ فی الخاصرة. و القَلْتُ: ما بین التَّرْقُوَة و العُنُق. و قَلْتُ العین: نُقْرَتُها. و قَلْتُ الكَفِّ: ما بین عَصَبة الإِبهام و السَّبَّابة، و هی البُهْرة التی بینهما، و كذلك نُقْرة التَّرقُوة قَلْتٌ، و عینُ الرُّكْبَة قَلْتٌ. و قَلْتُ الفَرسِ: ما بین لَهَواتِه إِلی مُحَنَّكِه. و قَلْتُ الثَّریدةِ: الوَقْبةُ، و هی أُنْقُوعَتُها. و قَلْتُ الإِبهام: النُّقْرَةُ التی فی أَسفلها. و قَلْتُ الصُّدْغِ. و القَلَتُ، بالتحریك: الهلاك؛ قَلِتَ، بالكسر، یَقْلَتُ قَلَتاً، و أَقْلَتَهُ اللهُ. و تقول: ما انْفَلَتُوا، و لكن قَلَتُوا. و قال أَعرابیٌّ: إِن المسافر و مَتاعَه لَعَلی قَلَتٍ، إِلَّا ما وَقَی اللهُ. و أَقْلَتَه فلانٌ: أَهْلَكه. ابن سیدة: أَقْلَتَ فلانٌ فلاناً: عَرَّضَه للهَلَكة. و المَقْلَتة: المَهْلَكة، و المكانُ المَخُوفُ. و‌فی حدیث أَبی مِجْلَز: لو قُلْتَ لرجل، و هو علی مَقْلَتَةٍ: اتَّقِ اللهَ، فَصُرِعَ، غَرِمْتَه؛ أَی علی مَهْلَكةٍ، فهَلَك، غَرِمْتَ دِیَتَه. و أَصبح علی قَلَتٍ أَی علی شَرَفِ هَلاكٍ، أَو خَوْفِ شی‌ء یَغِرُهُ بشَرٍّ. و أَمْسَی علی قَلَتٍ أَی علی خَوْفٍ. و أَقْلَتَتِ المرأَةُ إِقْلاتاً، فهی مُقْلِتٌ و مِقْلاتٌ إِذا لم یَبْقَ لها ولدٌ؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: تَظَلُّ مَقالِیتُ النساءِ یَطَأْنَه، یَقُلْنَ: أَ لا یُلْقَی علی المَرءِ مِئْزَرُ؟ و كانت العربُ تزعم أَن المِقْلاتَ، إِذا وَطِئَتْ رجلًا كریماً قُتِلَ غَدْراً، عاشَ ولَدُها. و المِقْلاتُ: التی لا یعیش لها ولد، و قد أَقْلَتَتْ؛ و قیل: هی التی تَلِدُ واحداً، ثم لا تَلِدُ بعد ذلك؛ و كذلك الناقة، و لا یقال ذلك للرجل. قال اللحیانی: و كذلك كلُّ أُنثی إِذا لم یَبْقَ لها ولَدٌ؛ و یُقَوِّی ذلك قولُ كُثَیِّرٍ أَو غیره.بُغاثُ الطیرِ أَكثرُها فِراخاً، و أُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ فاستعمله فی الطیر، كأَنه أَشْعَر أَنه یُسْتَعْمَلُ فی كلِّ شی‌ء؛ و الاسم: القَلَتُ. اللیث: ناقةٌ بها قَلَتٌ أَی هی مِقْلاتٌ، و قد أَقْلَتَتْ، و هو أَن تَضَعَ واحداً، ثم تَقْلَتُ رَحِمُها، فلا تَحْمِلُ؛ و أَنشد: لَنا أُمٌّ، بها قَلَتٌ و نَزْرٌ، كأُمِّ الأُسْدِ، كاتِمَةُ الشَّكاةِ قال: و امرأَةٌ مِقْلاتٌ، و هی التی لیس لها إِلا ولد
لسان العرب، ج‌2، ص: 73
واحد؛ و أَنشد: وَجْدِی بها وَجْدُ مِقْلاتٍ بواحِدها، و لیس یَقْوَی مُحِبٌّ فوقَ ما أَجِدُ و أَقْلَتَتِ المرأَةُ إِذا هَلَك ولدها. و‌فی حدیث ابن عباس: تكون المرأَة مِقْلاتاً، فتَجْعَلُ علی نَفْسِها، إِن عاشَ لها ولد، أَن تُهَوِّدَه؛ لم یفسره ابن الأَثیر بغیر قوله: ما تَزْعُم العربُ من وَطْئها الرجلَ الكریم المقتولَ غَدْراً. و‌فی الحدیث: أَن الحَزاءَة یشتریها أَكائسُ النساء للخافیة و الإِقْلاتِ؛ الخافِیةُ: الجنُّ. التهذیب: و القَلَتُ مؤنثة، تصغیرها قُلَیْتةٌ. و أَقْلَتَهُ فقَلِتَ أَی أَفْسَدَه ففَسَدَ. و رجل قَلْتٌ و قَلِتٌ: قلیل اللحم؛ عن اللحیانی. و دارةُ القَلْتَیْن: موضعٌ؛ قال بشر بن أَبی خازم: سمعتُ بدارةِ القَلْتَیْنِ صَوْتاً لحَنْتَمَةَ، الفُؤادُ به مَضُوعُ و الخُنْعُبة و النُّونةُ و الثُّومةُ و الهَزْمة و الوَهْدة و القَلْتةُ: مَشَقُّ ما بین الشاربَیْن بحِیالِ الوَتَرة، و الله أَعلم.

قلعت؛ ج2، ص: 73

: اقْلَعَتَّ الشَّعَرُ، كاقْلَعَدَّ: جَعُدَ.

قلهت؛ ج2، ص: 73

: قَلْهَتٌ و قِلْهاتٌ: موضعان، كذا حكاه أَهل اللغة فی الرباعی. قال ابن سیدة: و أُراه وَهَماً، لیس فی الكلام فِعْلالٌ إِلا مُضاعَفاً غیر الخِزْعالِ.

قنت؛ ج2، ص: 73

: القُنوتُ: الإِمساكُ عن الكلام، و قیل: الدعاءُ فی الصلاة. و القُنُوتُ: الخُشُوعُ و الإِقرارُ بالعُبودیة، و القیامُ بالطاعة التی لیس معها مَعْصِیَةٌ؛ و قیل: القیامُ، و زعم ثعلبٌ أَنه الأَصل؛ و قیل: إِطالةُ القیام. و فی التنزیل العزیز: وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِینَ.قال زیدُ بنُ أَرْقَم: كنا نتكلم فی الصلاة حتی نزلتْ: وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِینَ؛ فأُمِرْنا بالسُّكوتِ، و نُهِینا عن الكلام، فأَمْسَكنا عن الكلام؛ فالقُنوتُ هاهنا: الإِمساك عن الكلام فی الصلاة. و‌رُوِی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قَنَتَ شهراً فی صلاةِ الصبح، بعد الركوع، یَدْعُو علی رِعْلٍ و ذَكْوانَ.و قال أَبو عبید: أَصلُ القُنوت فی أَشیاء: فمنها القیام، و بهذا جاءَت الأَحادیثُ فی قُنوت الصلاة، لِأَنه إِنما یَدْعُو قائماً، و أَبْیَنُ من ذلك‌حدیثُ جابر، قال: سُئل النبی، صلی الله علیه و سلم، أَیُّ الصلاة أَفْضلُ؟ قال: طُولُ القُنوتِ؛ یرید طُولَ القیام. و یقال للمصلی: قانِتٌ. و‌فی الحدیث: مَثَلُ المُجاهدِ فی سبیل الله، كَمَثلِ القانِتِ الصائم‌أَی المُصَلِّی. و‌فی الحدیث: تَفَكُّرُ ساعةٍ خیرٌ من قُنوتِ لیلةٍ، و قد تكرر ذكره فی الحدیث. و یَرِدُ بمعانٍ متعدِّدة: كالطاعةِ، و الخُشوع، و الصلاة، و الدعاء، و العبادة، و القیام، و طول القیام، و السكوت؛ فیُصْرَفُ فی كل واحد من هذه المعانی إِلی ما یَحتَملُه لفظُ الحدیث الوارد فیه. و قال ابن الأَنباری: القُنوتُ علی أَربعةِ أَقسام: الصلاة، و طول القیام، و إِقامة الطاعة، و السكوت. ابن سیدة: القُنوتُ الطاعةُ، هذا هو الأَصل، و منه قوله تعالی: وَ الْقٰانِتِینَ وَ الْقٰانِتٰاتِ؛ ثم سُمِّیَ القیامُ فی الصلاة قُنوتاً، و منه قُنوتُ الوِتْر. و قَنَت اللهَ یَقْنُتُه: أَطاعه. و قوله تعالی: كُلٌّ لَهُ قٰانِتُونَ* أَی مُطیعون؛ و معنی الطاعة هاهنا: أَن من فی السماوات مَخلُوقون كإِرادة الله تعالی، لا یَقْدرُ أَحدٌ علی تغییر الخِلْقةِ، و لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فآثارُ الصَّنْعَة و الخِلْقةِ تَدُلُّ علی الطاعة، و لیس یُعْنی بها طاعة العبادة، لأَنَّ فیهما
لسان العرب، ج‌2، ص: 74
مُطیعاً و غَیرَ مُطیع، و إنما هی طاعة الإِرادة و المشیئة. و القانتُ: المُطیع. و القانِتُ: الذاكر لله تعالی، كما قال عز و جل: أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّیْلِ سٰاجِداً وَ قٰائِماً؟ و قیل: القانِتُ العابدُ. و القانِتُ فی قوله عز و جل: وَ كٰانَتْ مِنَ الْقٰانِتِینَ؛ أَی من العابدین. و المشهورُ فی اللغة أَن القُنوتَ الدعاءُ. و حقیقة القانتِ أَنه القائمُ بأَمر الله، فالداعی إِذا كان قائماً، خُصَّ بأَن یقالَ له قانتٌ، لأَنه ذاكر لله تعالی، و هو قائم علی رجلیه، فحقیقةُ القُنوتِ العبادةُ و الدعاءُ لله، عز و جل، فی حال القیام، و یجوز أَن یقع فی سائر الطاعة، لِأَنه إِن لم یكن قیامٌ بالرِّجلین، فهو قیام بالشی‌ءِ بالنیة. ابن سیدة: و القانتُ القائمُ بجمیع أَمْرِ الله تعالی، و جمعُ القانتِ من ذلك كُلِّه: قُنَّتٌ؛ قال العجاج: رَبُّ البِلادِ و العِبادِ القُنَّتِ و قَنَتَ له: ذَلَّ. و قَنَتَتِ المرأَةُ لبَعْلها: أَقَرَّتْ «4». و الاقْتِناتُ: الانْقِیادُ. و امرأَةٌ قَنِیتٌ: بَیِّنةُ القناتة قلیلةُ الطَّعْم، كقَتِینٍ.

قنعت؛ ج2، ص: 74

: رجل قِنْعاتٌ: كثیر شَعَر الوجه و الجَسَد.

قوت؛ ج2، ص: 74

: القُوتُ: ما یُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرِّزْق. ابن سیدة: القُوتُ، و القِیتُ، و القِیتَةُ، و القائِتُ: المُسْكة من الرزق. و فی الصحاح: هو ما یَقُوم به بَدَنُ الإِنسان من الطعام؛ یقال: ما عنده قُوتُ لیلةٍ، و قِیتُ لیلةٍ، و قِیتَةُ لیلةٍ؛ فلما كُسِرتِ القافُ صارت الواو یاء، و هی البُلْغة؛ و ما علیه قُوتٌ و لا قُواتٌ، هذانِ عن اللحیانی. قال ابن سیدة: و لم یفسره، و عندی أَنه من القُوت. و القَوْتُ: مصدرُ قاتَ یَقُوتُ قَوْتاً و قِیاتَةً. و قال ابن سیدة: قاتَه ذلك قَوْتاً و قُوتاً، الأَخیرة عن سیبویه. و تَقَوَّتَ بالشی‌ء، و اقْتاتَ به و اقْتاتَهُ: جَعَلَه قُوتَهُ. و حكی ابنُ الأَعرابی: أَن الاقْتِیاتَ هو القُوتُ، جعله اسماً له. قال ابن سیدة: و لا أَدری كیفَ ذلك؛ قال و قول طُفَیلٍ: یَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ قال: عندی أَنَّ یَقْتاته هنا یأْكله، فیجعله قُوتاً لنفسه؛ و أَما ابن الأَعرابی فقال: معناه یَذْهَبُ به شیئاً بعد شی‌ء، قال: و لم أَسمع هذا الذی حكاه ابن الأَعرابی، إِلّا فی هذا البیت وحده، فلا أَدْری أَ تَأَوُّلٌ منه، أَم سماعٌ سمعه؛ قال ابن الأَعرابی: و حَلَفَ العُقَیْلیُّ یوماً، فقال: لا، وَ قائتِ نَفَسِی القَصیر؛ قال: هو من قوله: یَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ قال: و الاقْتِیاتُ و القَوتُ واحدٌ. قال أَبو منصور: لا، و قائِتِ نَفَسِی؛ أَراد بنَفَسِه روحَه؛ و المعنی: أَنه یَقْبِضُ رُوحَه، نَفَساً بعد نَفَسٍ، حتی یَتَوفَّاه كلَّه؛ و قوله: یَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ أَی یأْخذ الرحلُ، و أَنا راكبُه، شَحْمَ سَنام الناقةِ قلیلًا قلیلًا، حتی لا یَبْقَی منه شی‌ءٌ، لأَنه یُنْضِیها. و أَنا أَقُوتُه أَی أَعُولُه برزقٍ قلیلٍ. و قُتُّه فاقتاتَ، كما تقول رَزَقْتُه فارْتَزَقَ، و هو فی قائِتٍ من العَیْش أَی فی كِفایةٍ. و اسْتَقاتَه: سأَله القُوتَ؛ و فلانٌ یَتَقَوَّتُ بكذا. و‌فی الحدیث: اللهم اجْعَلْ رِزْقَ آلِ محمدٍ قُوتاً‌أَی بقَدْرِ ما یُمْسِكُ الرَّمَقَ من المَطْعَم.
(4). أَی سكنت و انقادت.
لسان العرب، ج‌2، ص: 75
و‌فی حدیث الدُّعاء: و جَعَلَ لكل منهم قِیتَةً مَقْسومةً من رِزْقِه، هی فِعْلَة من القَوْتِ، كمِیتَة من المَوتِ. و نَفَخَ فی النار نَفْخاً قُوتاً، و اقْتاتَ لها: كلاهما رَفَقَ بها. و اقْتَتْ لنارِك قِیتةً أَی أَطْعِمْها؛ قال ذو الرمة: فقلتُ له: خُذْها إِلیكَ، و أَحْیِها بروحِكَ، و اقْتَتْه لها قِیتةً قَدْرا و إِذا نَفَخَ نافخٌ فی النار، قیل له: انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً، و اقْتَتْ لها نَفْخَك قِیتةً؛ یأْمُرُه بالرِّفْقِ و النَّفْخِ القلیل. و أَقاتَ الشی‌ءَ و أَقاتَ علیه: أَطاقَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و بِما أَسْتَفِیدُ، ثم أُقِیتُ المالَ، إِنی امْرُؤٌ مُقِیتٌ مُفِیدُ و فی أَسماء الله تعالی: المُقِیتُ، هو الحَفِیظ، و قیل: المُقْتَدِرٌ، و قیل: هو الذی یُعْطِی أَقْواتَ الخلائق؛ و هو مِن أَقاتَه یُقِیتُه إِذا أَعطاه قُوتَه. و أَقاته أَیضاً: إِذا حَفِظَه. و فی التنزیل العزیز: وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ مُقِیتاً. الفراء: المُقِیتُ المُقْتَدِرُ و المُقَدِّرُ، كالذی یُعْطِی كلَّ شی‌ءٍ قوتَه. و قال الزجاجُ: المُقِیتُ القَدیرُ، و قیل: الحفیظ؛ قال: و هو بالحفیظ أَشبه، لأَنه مُشْتَقٌّ من القُوتِ. یقال: قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه قَوْتاً إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بما یَقُوته. و القُوتُ: اسمُ الشی‌ء الذی یَحْفَظُ نَفْسَه، و لا فَضْلَ فیه علی قَدْرِ الحِفْظِ، فمعنی المُقِیتِ: الحفیظُ الذی یُعْطِی الشی‌ءَ قَدْرَ الحاجة، من الحِفْظِ؛ و قال الفراء: المُقِیتُ المُقْتَدِرُ، كالذی یُعْطِی كلَّ رَجُلٍ قُوتَه. و یقال: المُقِیتُ الحافِظُ للشی‌ء و الشاهِدُ له؛ و أَنشد ثعلب للسَّمَوْأَل بن عادِیاء: رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه و تَصامَمْتُ، و عِیٍّ تَرَكْتُه. فكُفِیتُ لَیتَ شِعْری و أَشْعُرَنَّ إِذا ما قَرَّبُوها مَنْشُورةً، و دُعِیتُ أَ لِیَ الفَضْلُ أَمْ عَلیَّ، إِذا حُوسِبْتُ؟ إِنی عَلی الحِسابِ مُقِیتُ أَی أَعْرِفُ ما عَمِلْتُ من السُّوء، لأَن الإِنسان علی نفسه بصیرة. حكی ابن بری عن أَبی سعید السیرافی، قال: الصحیح روایة من رَوَی: رَبِّی علی الحِسابِ مُقِیتُ قال: لأَن الخاضعَ لربِّه لا یَصِفُ نفسَه بهذه الصفة. قال ابن بری: الذی حَمَلَ السیرافیَّ علی تصحیح هذه الروایة، أَنه بَنَی علی أَن مُقِیتاً بمعنی مُقْتَدِرٍ، و لو ذَهَبَ مَذْهَبَ من یقول إِنه الحافظ للشی‌ء و الشاهد له، كما ذكر الجوهری، لم یُنْكِر الروایةَ الأَوَّلَة. و قال أَبو إِسحاق الزجاج: إِن المُقِیتَ بمعنی الحافظ و الحفیظ، لأَنه مشتق من القَوتِ أَی مأْخوذ من قولهم: قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه إِذا حَفِظْتَ نفسه بما یَقُوتُه. و القُوتُ: اسمُ الشی‌ء الذی یَحْفَظُ نَفْسَه، قال: فمعنی المُقِیت علی هذا: الحفیظُ الذی یُعْطِی الشی‌ءَ علی قدر الحاجة، مِن الحِفْظ؛ قال: و علی هذا فُسِّرَ قولُه عز و جل: وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ مُقِیتاً أَی حفیظاً. و قیل فی تفسیر بیت السَّمَوأَل: إِنی علی الحِسابِ مُقِیتُ؛ أَی مَوقوفٌ علی الحساب؛ و قال آخر: ثم بَعْدَ المَماتِ یَنشُرنی مَن هُو علی النَّشْرِ، یا بُنَیَّ، مُقِیتُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 76
أَی مُقْتَدِرٌ. و قال أَبو عبیدة: المُقِیتُ، عند العرب، المَوقُوفُ علی الشی‌ء. و أَقاتَ علی الشی‌ء: اقْتَدَرَ علیه. قال أَبو قَیْسِ بن رِفاعة، و قد رُوِیَ أَنه للزبَیر بن عبد المطلب، عَمِّ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ و أَنشده الفراء: و ذی ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه، و كنتُ علی مَساءَتِه مُقِیتا «1» و قوله‌فی الحدیث: كفَی بالمرء إِثماً أَن یُضَیِّعَ من یَقُوتُ؛ أَراد من یَلْزَمُهُ نَفَقَتُه من أَهله و عیاله و عبیده؛ و‌یروی: من یَقِیتُ، علی اللغة الأُخْری. و قوله‌فی الحدیث: قُوتوا طعامَكم یُبارَك لكم فیه؛ سئِلَ الأَوزاعِیُّ عنه، فقال: هو صِغَرُ الأَرغِفَةِ؛ و قال غیره: هو مثل قوله: كِیلُوا طعامَكم.

فصل الكاف؛ ج2، ص: 76

كبت؛ ج2، ص: 76

: الكَبْتُ: الصَّرْعُ؛ كَبَتَه یَكْبِتُه كَبْتاً، فانْكَبَتَ؛ و قیل: الكَبْتُ صَرْعُ الشی‌ء لوجهه. و‌فی الحدیث: أَن الله كَبَتَ الكافرَ‌أَی صَرَعَه و خَیَّبَه. و كَبَتَه اللهُ لوجْهه كَبْتاً أَی صَرَعَه اللهُ لوجهه، فلم یَظْفَرْ. و فی التنزیل العزیز: كُبِتُوا كَمٰا كُبِتَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ؛ و فیه: أَوْ یَكْبِتَهُمْ فَیَنْقَلِبُوا خٰائِبِینَ؛ قال أَبو إِسحاق: معنی كُبِتُوا أُذِلُّوا و أُخِذُوا بالعذاب بأَن غُلِبُوا، كما نزلَ بمن كان قبلَهم ممن حادَّ اللهَ؛ و قال الفراء: كُبِتُوا أَی غِیظُوا و أُحْزنُوا یوم الخَنْدَقِ، كَمٰا كُبِتَ مَن قاتَلَ الأَنبیاءَ قبلهم؛ قال الأَزهری: و قال من احْتَجَّ للفراء: أَصلُ الكَبْتِ الكَبْدُ، فقلبت الدال تاء، أُخذ من الكَبِدِ، و هو مَعْدِنُ الغَیْظ و الأَحْقادِ، فكأَن الغَیْظَ، لما بَلَغَ بهم مَبْلَغه، أَصابَ أَكبادَهم فأَحْرَقَها، و لهذا قیل للأَعداء: هم سُودُ الأَكْباد. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی طلحةَ حَزیناً مَكْبُوتاً‌أَی شدیدَ الحُزْن؛ قیل: الأَصل فیه مَكْبُودٌ، بالدال، أَی أَصابَ الحُزْنُ كَبِدَه، فقلب الدال تاء. الجوهری: الكَبْتُ الصَرْفُ و الإِذْلال، یقال: كَبَتَ اللهُ العدُوَّ أَی صَرَفَه و أَذَلَّه، و كَبَتَه: أَی صَرَعَه لوجهه. و الكَبْتُ: كَسْرُ الرجُلِ و إِخزاؤُه. و كَبَتَ اللهُ العَدُوَّ كَبْتاً: رَدَّه بغیظِه.

كبرت؛ ج2، ص: 76

: الكِبْریتُ: من الحجارة المُوقَد بها؛ قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً صحیحاً. اللیث: الكِبْریت عَینٌ تجْری، فإِذا جَمَدَ ماؤُها صارَ كِبْریتاً أَبیضَ و أَصفَرَ و أَكْدَرَ. قال أَبو منصور: یقال كَبْرَتَ فلانٌ بعیرَه إِذا طَلاه بالكِبْریتِ مَخلُوطاً بالدَّسم. التهذیب: و الكِبْریتُ الأَحمرُ یقال هو من الجَوْهر، و مَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّتِ، وادی النمل الذی مَرَّ به سلیمان، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ و یقال فی كل شی‌ء كِبْریتٌ، و هو یُبْسُه، ما خلا الذَّهَبَ و الفضة، فإِنه لا ینكسر، فإِذا صُعِّدَ، أَی أُذِیبَ، ذهَبَ كِبْریتُه. و الكِبْریتُ: الیاقوتُ الأَحمرُ. و الكِبْریتُ: الذهبُ الأَحمر؛ قال رؤبة: هَلْ یَعْصِمَنِّی حَلِفٌ سِخْتِیتُ، أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْریتُ؟ قال ابن الأَعرابی: ظَنَّ رؤبةُ أَن الكِبْریتَ ذهبٌ.
(1). قوله [علی مساءته مقیتا] تبع الجوهری، و قال فی التكملة: الروایة أُقیت أَی بضم الهمزة، قال و القافیة مضمومة و بعده: یبیت اللیل مرتفقاً ثقیلًا علی فرش القناة و ما أَبیت تعن إلی منه مؤذیات كما تبری الجذامیر البروت و البروت جمع برت، فاعل تبری كترمی. و الجذامیر مفعوله علی حسب ضبطه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 77

كتت؛ ج2، ص: 77

: كَتَّتِ القِدْرُ و الجَرَّةُ و نحوُهما تَكِتُّ كَتِیتاً إِذا غَلَتْ، و هو صوتُ الغَلَیان؛ و قیل: هو صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها، و هو أَقَلُّ صَوْتاً و أَخْفَضُ حالًا من غَلَیانها إِذا كثُر ماؤُها، كأَنها تقول: كَتْ كَتْ، و كذلك الجَرَّة الحدیدُ إِذا صُبَّ فیها الماءُ. و كَتَّ النبیذُ و غیرُه كَتّاً و كَتِیتاً: ابْتَدأَ غَلَیانُه قبل أَن یَشْتَدَّ. و الكَتِیتُ: صوتُ البَكْرِ، و هو فوق الكَشِیشِ. و كَتَّ البَكْرُ یَكِتُّ كَتّاً و كَتِیتاً إِذا صاحَ صِیاحاً لَیِّناً، و هو صَوتٌ بین الكَشِیشِ و الهَدیرِ. و قیل: الكَتِیتُ ارتفاع البَكْرِ عن الكَشِیشِ، و هو أَوَّل هَدیره. الأَصمعی: إِذا بلغ الذَّكَرُ من الإِبل الهَدیر، فأَوّله الكَشِیشُ، فإِذا ارْتَفع قلیلًا، فهو الكَتِیتُ؛ قال اللیث: یَكِتُّ، ثم یَكِشُّ، ثم یَهْدِرُ. قال الأَزهری: و الصواب ما قال الأَصمعی. و الكَتِیتُ: صوتٌ فی صَدْر الرجل یُشْبِهُ صوتَ البَكارة، من شدَّةِ الغَیْظ؛ و كَتَّ الرجُلُ من الغَضَب. و‌فی حدیث وَحْشِیٍّ و مَقْتلِ حمزة، و هو مُكَبِّسٌ: له كَتِیتٌ‌أَی هدیرٌ و غَطیط. و‌فی حدیث أَبی قتادة: فتَكاتَّ الناسُ علی المِیضَأَة، فقال: أَحْسِنُوا المَلْ‌ءَ، فكُلُّكُمْ سَیَرْوَی.التَّكاتُّ: التَّزاحُمُ مع صَوتٍ، و هو من الكَتِیتِ الهَدیر و الغَطِیط. قال ابن الأَثیر: هكذا رواه الزمخشری و شرحه، و المحفوظُ تَكابَّ، بالباء الموحدة، و قد مضی ذكره. و كَتَّ القومَ یَكُتُّهم كَتّاً: عَدَّهم و أَحْصاهم، و أَكثرُ ما یستعملونه فی النفی، یقال: أَتانا فی جَیشٍ ما یُكَتُّ أَی ما یُعْلَمُ عَدَدُهم و لا یُحْصَی؛ قال: إِلَّا بِجَیْشٍ، ما یُكَتُّ عَدِیدُه، سُودِ الجُلُودِ، من الحدیدِ، غِضابِ و فی المثل: لا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَی لا تَعُدُّه و لا تُحْصِیه. ابن الأَعرابی: جَیْشٌ لا یُكَتُّ أَی لا یُحْصَی، و لا یُسْهَی أَی لا یُحْزَرُ، و لا یُنْكَفُ أَی لا یُقْطَعُ. و‌فی حدیث حُنَین: قد جاء جیش لا یُكَتُّ، و لا یُنْكَفُ‌أَی لا یُحْصی، و لا یُبْلَغُ آخِرُه. و الكَتُّ: الإِحْصاءُ. و فَعَل به ما كَتَّه أَی ما ساءَه. و رجل كَتٌّ: قلیلُ اللحم؛ و مَرْأَةٌ كَتٌّ، بغیر هاء. و رجل كَتِیتٌ: بخیل؛ قال عمرو بن هُمَیْل اللحیانی: تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَی أُناسٍ و أَوضَعَه، خُزاعِیٌّ كَتِیتُ إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال: أَوكی علی ما فی سِقائِكِ، قد رَوِیتُ و فی التهذیب: هی الكَتِیتة و اللَّوِیَّة و المَعْصُودة و الضَّویطَة؛ و الكَتِیتُ: الرجلُ البخیلُ السیّ‌ء الخُلُق المُغْتاظُ؛ و أَورد هذین البیتین و نسبهما لبعض شعراء هُذَیل، و لم یُسَمِّه. و یقال: إِنه لكَتِیتُ الیَدَین أَی بخیلٌ؛ قال ابن جنی: أَصلُ ذلك من الكَتیتِ الذی هو صَوتُ غَلَیانِ القِدْرِ. و كَتَّ الكلامَ فی أُذنه یَكُتُّه كَتّا: سارَّه به، كقولك: قَرَّ الكلامَ فی أُذُنِه. و یقال: كُتَّنی الحدیثَ و أَكِتَّنِیه، و قُرَّنی و أَقِرَّنِیه أَی أَخْبرْنِیه كما سمعتَه. و مِثْله فِرَّنی و أَفِرَّنِیه، و قُذَّنِیه. و تقول: اقْتَرَّه منی یا فلانُ، و اقْتَذَّه، و اكْتَتَّه أَی اسمعه منی كما سمِعتُه. التهذیب عن اللحیانی عن أَعرابی فصیح، قال له: ما تَصْنَعُ بی؟ قال: ما كَتَّكَ و عَظاكَ و أَوْرَمَك و أَرْغَمكَ، بمعنی واحد. و الكَتْكَتةُ: صَوْتُ الحُبَارَی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 78
و رجل كَتْكاتٌ: كثیر الكلام، یُسْرِعُ الكلامَ و یُتْبِعُ بعضَه بعضاً. و الكَتِیتُ و الكَتْكَتَةُ: المَشْیُ رُوَیْداً. و الكَتِیتُ و الكَتْكَتة: تَقَارُبُ الخَطْوِ فی سُرْعةٍ، و إِنه لكَتْكاتٌ، و قد تَكَتْكَتَ. و الكَتْكَتةُ فی الضحك: دون القَهْقَهة. و كَتْكَتَ الرجلُ: ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً؛ قال ثعلب: و هو مثلُ الخَنین. الأَحمر: كَتْكَتَ فلانٌ بالضحك كَتْكَتَةً، و هو مثل الخَنینِ. الفراء: الكُتَّة شَرَطُ المال و قَزَمُه، و هو رُذالُه. و فی الحدیث ذِكْرُ كُتاتَة، و هی بضم الكاف، و تخفیف التاء الأُولی: ناحیة من أَعراض المدینة لآل جَعْفر بن أَبی طالب، علیه و علیهم السلام.

كرت؛ ج2، ص: 78

: سَنَة كَرِیتٌ، و حَوْلُ كَریتٌ أَی تامُّ العددِ، و كذلك الیومُ و الشهرُ. و تَكْریتُ: أَرضٌ؛ قال: لَسْنا كَمَنْ حَلَّتْ إِیادٌ دارَها تكریتَ، تَرْقُبُ حَبَّها أَن یُحْصَدا قال ابن جنی: تقدیر لسنا كمَنْ حَلَّتْ إِیادٌ دارها؛ أَی كإِیادٍ التی حَلَّتْ ثم فَلَّتْ من بَعْد أَنْ حَلَّت دارَها، فَدَلَّ حَلَّتْ فی الصلة علی حَلَّتْ هذه التی نَصَبَتْ دارَها؛ و قیل: تَكْریتُ موضع.

كست؛ ج2، ص: 78

: الكُسْتُ: الذی یُتَبَخَّر به، لغة فی الكُسْطِ و القُسْطِ؛ كلُّ ذلك عن كراع. و‌فی حدیث غُسْل الحیضِ: نُبْذَةٌ من كُسْتِ أَظْفارٍ؛ هو القُسْطُ الهِنْدِیّ عُقَارٌ معروف؛ و فی روایة: كُسْطِ، بالطاء، و هو هو؛ و الكاف و القاف یبدل أَحدهما من الآخر.

كعت؛ ج2، ص: 78

: الكُعَیْتُ: البُلْبُل، مبنی علی التصغیر، كما تَرَی، و الجمع: كِعْتانٌ. و قد ورد فی الحدیث ذِكْرُ الكُعَیْت، قال ابن الأَثیر: هو عُصْفُور، و أَهل المدینة یسمونه النُّغَرَ، و قیل: هو البُلْبُلُ. و أَبو مُكْعِتٍ، علی مثال مُلْجِمٍ: شاعرٌ معروف؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف له فعلًا. أَبو زید: رجل كَعْتٌ و امرأَة كَعْتة، و هما القصیران؛ و رأَیت فی حواشی بعض نسخ الصحاح الموثوق بها: و الكُعْتةُ طَبَقُ القارُورةِ.

كفت؛ ج2، ص: 78

: الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشی‌ءَ عن وَجْهه. كَفَته یَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَی رَجَعَ راجعاً. و كَفَتَه عن وَجْهه أَی صَرَفه. و‌فی حدیث عبد الله بن عمر: صلاةُ الأَوَّابین ما بین أَن یَنْكَفِتَ أَهلُ المَغْرب إِلی أَن یَثُوبَ أَهلُ العُشَراء‌أَی یَنْصرِفوا إِلی مَنازلهم. و كَفَتَ یَكْفِتُ كَفْتاً و كَفَتاناً و كِفاتاً: أَسْرَع فی العَدْوِ و الطَّیَرانِ و تَقَبَّضَ فیه. و الكَفَتانُ من العَدْوِ و الطیران: كالحَیَدانِ فی شِدَّة. و فرسٌ كَفْتٌ: سریع؛ و فَرَسٌ كَفِیتٌ و قَبیضٌ؛ و عَدْوٌ كَفیتٌ أَی سَریع؛ قال رؤْبة: تَكادُ أَیْدیها تَهاوی فی الزَّهَقْ، من كَفْتِها شَدًّا، كإِضْرامِ الحَرَقْ قال الأَزهری: و الكَفْتُ فی عَدْوِ ذی الحافر سُرْعةُ قَبْضِ الیَدِ. الجوهری: الكَفْتُ السَّوْقُ الشَّدید. و رجل كَفْتٌ و كَفِیتٌ: سریع خفیفٌ دَقیقٌ، مثلُ كَمْشٍ و كَمِیشٍ. و عَدْوٌ كَفِیتٌ و كِفاتٌ: سریعٌ. و مَرٌّ كَفِیتٌ و كِفاتٌ: سریعٌ؛ قال زهیر: مَرًّا كِفاتاً، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها، حتی إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ لسان العرب، ج‌2، ص: 79
و كافَتَهُ: سابَقَهُ. و الكَفِیتُ: الصاحب الذی یُكافِتُكَ أَی یُسابِقُك. و الكَفِیتُ: القُوتُ من العَیْش؛ و قیل: ما یُقِیمُ العَیْشَ. و الكَفِیتُ: القُوَّةُ علی النكاح. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: حُبِّبَ إِلیّ النساءُ و الطِّیبُ، و رُزِقْتُ الكَفِیتَ‌أَی ما أَكْفِتُ به مَعِیشَتی أَی أَضُمُّها و أُصْلِحُها؛ و قیل فی تفسیر رُزِقْتُ الكَفِیتَ أَی القُوَّة علی الجماع؛ و قال بعضهم فی قوله رُزِقْتُ الكَفِیتَ: إِنها قِدْرٌ أُنزلت له من السماء، فأَكل منها و قَوِیَ علی الجماع، كما یروی فی الحدیث الآخر الذی‌یروی أَنه قال: أَتانی جبریلُ بقِدْرٍ یقالُ لها الكَفِیتُ، فوَجَدْتُ قوَّة أَرْبَعِینَ رجلًا فی الجماع.و الكِفْتُ، بالكسر: القِدْرُ الصغیرة، علی ما سنذكره فی هذا الفصل؛ و منه‌حدیث جابر: أُعْطِیَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، الكَفِیتَ؛ قیل للحَسَنِ: و ما الكَفِیتُ؟ قال: البِضَاعُ.الأَصمعی: إِنه لیَكْفِتُنی عن حاجَتی و یَعْفِتُنی عنها أَی یَحْبِسُنی عنها. و كَفَتَ الشی‌ءَ یَكْفِتُه كَفْتاً، و كَفَّتَه: ضَمَّه و قَبَضَه؛ قال أَبو ذؤَیب: أَتَوْها بِریحٍ حاوَلَتْهُ، فأَصْبَحَتْ تُكَفَّتُ قد حَلَّتْ، و ساغَ شَرابُها و یقال: كَفَتَه اللهُ أَی قَبَضه اللهُ. و الكِفاتُ: الموضعُ الذی یُضَمُّ فیه الشی‌ءُ و یُقْبَضُ. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفٰاتاً أَحْیٰاءً وَ أَمْوٰاتاً. قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة، قال: و عندی أَن الكِفاتَ هنا مصدر من كَفَتَ إِذا ضَمَّ و قَبَضَ، و أَنَّ أَحْیاءً و أَمواتاً مُنْتَصِبٌ به أَی ذاتَ كِفاتٍ للأَحیاء و الأَموات. و كِفاتُ الأَرضِ: ظَهْرُها للأَحْیاءِ، و بَطْنُها للأَمْواتِ، و منه قولهم للمنازل: كِفاتُ الأَحیاء، و للمقابر: كِفاتُ الأَمْواتِ. التهذیب: یُرید تَكْفِتُهم أَحیاءً علی ظَهْرها فی دُورهم و مَنازلهم، و تَكْفِتُهم أَمواتاً فی بَطْنها أَی تَحْفَظُهم و تُحْرِزهم، و نَصَبَ أَحیاءً و أَمواتاً بوُقُوع الكِفاتِ علیه، كأَنك قلت: أَ لم نجعل الأَرضَ كِفاتَ أَحیاءٍ و أَمواتٍ؟ فإِذا نَوَّنْتَ، نَصَبْتَ. و‌فی الحدیث: یقول الله، عز و جل، للكرام الكاتبین: إِذا مَرِضَ عَبْدی فاكْتُبوا له مِثْل ما كان یَعْمَلُ فی صِحَّتهِ، حتی أُعافِیَه أَو أَكْفِتَه‌أَی أَضُمَّه إِلی القبر؛ و منه‌الحدیث الآخر: حتی أُطْلِقَه من وَثاقی، أَو أَكْفِتَه إِلیّ.و‌فی حدیث الشعبی: أَنه كان بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلی بُیوتها، فقال: هذه كِفاتُ الأَحْیاء، ثم الْتَفَتَ إِلی المَقْبُرة، فقال: و هذه كِفاتُ الأَموات؛ یرید تأْویلَ قوله، عز و جل: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفٰاتاً أَحْیٰاءً وَ أَمْوٰاتاً. و بَقِیعُ الغَرْقَد یسمی: كَفْتة، لأَنه یُدْفَنُ فیه، فیَقْبِضُ و یَضُمُّ. و كافِتٌ: غارٌ كان فی جبل یَأْوِی إِلیه اللُّصوصُ، یَكْفِتُون فیه المتاعَ أَی یَضُمُّونه، عن ثعلب، صفةٌ غالبة. و قال: جاءَ رجالٌ إِلی إِبراهیم بن المُهاجِرِ العَرَبیّ، فقالوا: إِننا نَشْكو إِلیك كافِتاً؛ یَعْنُونَ هذا الغارَ. و كَفَتُّ الشی‌ءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلی نفسك. و‌فی الحدیث: نُهِینا أَن نَكْفِتَ الثِّیابَ فی الصلاة‌أَی نَضُمَّها و نَجْمَعَها من الانتشار، یرید جمعَ الثَّوْب بالیدین، عند الركوع و السجود. و هذا جِرابٌ كَفِیتٌ إِذا كان لا یُضَیِّعُ شیئاً مما یُجْعَل فیه؛ و جِرابٌ كِفْتٌ، مثله. و تَكَفَّتَ ثوبی إِذا تَشَمَّر و قَلَصَ. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌2، ص: 80
النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: اكْفِتُوا صبیانَكم، فإِن للشیطان خَطْفةً؛ قال أَبو عبید: یعنی ضُمُّوهم إِلیكم، و احْبِسُوهم فی البیوت؛ یرید عند انْتِشار الظلام. و كَفَتَ الدِّرْعَ بالسیف یَكْفِتُها، و كَفَّتها: عَلَّقَها به، فضَّمَها إِلیه؛ قال زهیر: خَدْباءُ یَكْفِتُها نِجادُ مُهَنَّدِ و كلُّ شی‌ء ضَمَمْتَه إِلیكَ، فقد كَفَتَّه؛ قال زهیر: و مُفاضةٍ، كالنِّهْیِ تَنْسُجُه الصَّبا، بَیْضاءَ، كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ یَصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها، بالسیف، فُضُولَ أَسافِلها، فضَمَّها إِلیه؛ و شَدَّده للمبالغة. قال الأَزهری: المُكْفِتُ الذی یَلْبَسُ دِرْعاً طویلة، فیَضُمُّ ذَیْلَها بمعالیقَ إِلی عُرًی فی وَسَطها، لتَشَمَّرَ عن لابسها. و المُكْفِتُ: الذی یَلْبَسُ دِرْعَین، بینهما ثوبٌ. و الكَفْتُ: تَقَلُّبُ الشی‌ء ظَهْراً لبَطْنٍ، و بَطْناً لظَهْر. و انْكَفَتُوا إِلی منازلهم: انْقَلَبُوا. و الكَفْتُ: المَوْتُ؛ یقال: وقَعَ فی الناس كَفْتٌ شدید أَی موت. و الكِفْتُ، بالكسر: القِدْر الصغیرة. أَبو الهیثم فی الأَمثال لأَبی عبید، قال أَبو عبیدة: من أَمثالهم فیمن یظلم إِنساناً و یُحَمِّلُه مكروهاً ثم یَزیدُه: كِفْتٌ إِلی وَئِیَّةٍ أَی بَلِیَّةٌ إِلی جَنْبِها أُخْرَی؛ قال: و الكِفْتُ فی الأَصل هی القِدْر الصغیرة، و الوَئِیَّةُ هی الكبیرة من القُدور؛ قال الأَزهری: هكذا رواه كِفْتٌ، بكسر الكاف، و قاله الفراء كَفْتٌ، بفتح الكاف، للقِدْر؛ قال أَبو منصور: و هما لغتان، كَفْتٌ و كِفْتٌ. و الكَفِیتُ: فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة.

كلت؛ ج2، ص: 80

: كَلَتَ الشی‌ءَ كَلْتاً: جَمَعَه، كَكَلَده. و امرأَةٌ كَلُوتٌ: جَمُوعٌ. و الكَلِیتُ: الحَجر الذی یُسَدُّ به وجارُ الضَّبُع، ثم یُحْفَرُ عنها؛ و قیل: هو حَجَر مُسْتَطیل كالبِرْطِیل، یُسْتَرُ به وجارُ الضَّبُع كالكِلِّیتِ؛ حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد: و صاحبٍ، صاحَبْتُه، زِمِّیتِ، مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكِلِّیتِ و الكُلْتةُ: النَّصِیبُ من الطعام و غیره. الثعلبی: فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، و فُلَتٌ كُلَتٌ إِذا كان سریعاً. و فی نوادر الأَعراب: إِنه لكُلَتةٌ فُلَتةٌ كُفَتَةٌ أَی یَثِبُ جمیعاً، فلا یُسْتَمْكَنُ منه لاجْتماع وَثْبه. الفراء: یقال خُذْ هذا الإِناءَ فاقْمَعْه فی فمه، ثم اكْلِتْه فی فیه، فإِنه یَكْتَلِتُه؛ و ذلك أَنه وصف رجلًا یشرب النبیذَ یَكْلِتُه كَلْتاً و یَكْتَلِتُه. و الكالِتُ: الصَّابُّ. و المُكْتَلِتُ: الشاربُ. قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول: أَخَذْتُ قَدَحاً من لبن فكَلَتُّه فی آخر. أَبو مِحْجَنٍ و غیرُه: صَلَتُّ الفرسَ و كَلَتُّه إِذا رَكَضْتَه؛ قال: و صَبَبْتُه مثلهُ. و رجل مِصْلَتٌ مِكْلَت إِذا كان ماضیاً فی الأُمور. قال الأَزهری فی هذه الترجمة قال أَبو بكر الأَنباریُّ: كِلْتا لا تُمال لأَن أَلفها أَلف تثنیة، كأَلف غلاما و ذوا؛ قال: و واحد كِلْتَا كِلْتٌ، ثم قال: و من وقف علی كِلْتَا، بالإِمالة، قال: كِلْتَی، اسم واحد عُبِّر به عن التثنیة، بمنزلة شِعْرَی و ذِكْرَی؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 81
و قال أَیضاً فی هذه الترجمة ابن السكیت: رجل وُكَلة تُكَلَةإِذا كان عاجزاً یَكِلُ أَمْرَه إِلی غیره، و یَتَّكِلُ علیه؛ قال الأَزهری: و التاء فی تُكَلَةٍ أَصلها الواو، قلبت تاء؛ و كذلك التُكْلانُ أَصله وُكْلانٌ.

كمت؛ ج2، ص: 81

: الكُمَیْتُ: لونٌ لیس بأَشْقَر و لا أَدْهَم؛ و كذلك الكُمَیْتُ: من أَسماء الخمر فیها حُمرة و سواد، و المصدر الكُمْتَة. ابن سیدة: الكُمْتةُ لونٌ بین السَّوادِ و الحُمْرة، یكون فی الخیل و الإِبل و غیرهما. و قال ابن الأَعرابی: الكُمْتةُ كُمْتَتانِ: كُمْتةُ صُفْرةٍ، و كُمْتَة حُمْرةٍ. و قد كَمُتَ كَمْتاً و كُمْتةً و كَماتَةً، و اكْماتَّ. و الكُمَیْتُ من الخیل، یَسْتَوی فیه المذكر و المؤَنث، و لَوْنُه الكُمْتَة، و هی حُمْرة یَدْخُلُها قُنُوءٌ؛ تقول منه: اكْمَتَّ الفرسُ اكْمِتاتاً، و اكْماتَّ اكْمِیتاتاً، مثلُه، و فرس كُمَیْتٌ، و بعیر كُمَیْتٌ؛ و كذلك الأُنثی بغیر هاء؛ قال الكَلْحبةُ: كُمَیْتٌ غیرُ مُحْلِفةٍ، و لكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ به الأَدیمُ یعنی أَنها خالصة اللون، لا یُحْلَفُ علیها أَنها لیست كذلك. قال ثعلب: یقول هذه الفرس بَیِّنٌ أَنها إِلی الحُمْرة لا إِلی السَّواد. قال سیبویه: سأَلت الخلیل عن كُمَیْتٍ، فقال: هو بمنزلة جُمَیلٍ، یعنی الذی هو البُلْبُلُ، و قال. إِنما هی حُمْرة یُخالِطُها سوادٌ، و لم تَخْلُصْ، و إِنما حَقَّروها لأَنها بین السواد و الحمرة و لم تَخْلُصْ لواحد منهما فیقالَ له أَسْوَدُ أَو أَحمر، فأَرادوا بالتصغیر أَنه منهما قریب، و إِنما هذا كقولك: هو دُوَیْنُ ذاك، انتهی كلام سیبویه. قال ابن سیدة: و قد یُوصَفُ به المَواتُ؛ قال ابن مقبل: یَظَلَّانِ، النهارَ، برأْسِ قُفٍّ كُمَیْتِ اللَّوْنِ، ذی فَلَكٍ رفیعِ قال: و استعمله أَبو حنیفة فی التِّین، فقال فی صفة بعض التِّین: هو أَكْبَر تِینٍ رآه الناسُ أَحْمَرُ كُمَیْتٌ، و الجمع كُمْتٌ، كَسَّروه علی مُكَبَّره المُتَوَهَّم، و إِن لم یُلْفَظ به، لأَن المُلَوَّنة یَغْلِبُ علیها هذا البِناء الأَحْمَرُ و الأَشْقر؛ قال طُفَیْل: و كُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها جَرَی فَوْقَها، و اسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ قال أَبو عبیدة: فَرْقُ ما بین الكُمَیْتِ و الأَشْقَر فی الخیل بالعُرْفِ و الذَّنَبِ، فإِن كانا أَحْمَرَین، فهو أَشْقَرُ، و إِن كانا أَسودین، فهو كُمَیْتٌ، قال: و الوَرْدُ بینهما؛ و الكُمَیْتُ للذكر و الأُنثی سواء. یقال مُهْرة كُمَیْتٌ؛ جاء عن العرب مُصَغَّراً، كما تَری. قال الأَصمعی فی أَلوان الإِبل: بعیر أَحمر إِذا لم یُخالِطْ حُمْرتَه شی‌ء، فإِن خَالَطَ حُمْرَتَه قُنوءٌ، فهو كُمَیْتٌ، و ناقة كُمَیْتٌ؛ فإِن اشْتَدَّت الكُمْتَةُ حتی یدخلَها سوادٌ، فتلك الرُّمْكَة؛ و بعیر أَرْمَكُ، فإِن كان شدیدَ الحمرة یَخْلِطُ حُمْرَتَه سوادٌ لیس بخالصٍ، فتِلْكَ الكُلْفَة؛ و هو أَكلَفُ، و ناقة كَلْفاء. و العَرَب تقول: الكُمَیْتُ أَقْوَی الخیل، و أَشَدُّها حوافِرَ؛ و قوله: فلو تَرَی فیهنَّ سِرَّ العِتْقِ، بَیْنَ كَماتِیٍّ، و حُوٍّ بُلْقِ جمعه علی كَمْتاءَ، و إِن لم یُلْفَظْ به، بعد أَن جعله اسماً كصَحْراء. و الكُمَیْتُ: فرس المُعْجَبِ بن سُفْیان، صفةٌ غالبة. و الكُمَیْتُ: من أسماء الخمر، لما فیها من سواد
لسان العرب، ج‌2، ص: 82
و حُمْرة؛ و فی المحكم: الكُمَیْتُ الخمر التی فیها سَواد و حُمْرة، و المصْدَر: الكُمْتَةُ؛ و قال أَبو حنیفة: هو اسم لها كالعَلَم، یرید أَنه قد غَلَب علیها غَلَبةَ الاسمِ العَلَمِ، و إِن كان فی أَصله صفةً، و قد كُمِّتَتْ: صُیِّرتْ بالصَّنْعة كُمَیْتاً؛ قال كثیر عزة: إِذا ما لَوَی صِنْعٌ به عَرَبِیَّةً، كَلَوْنِ الدِّهانِ، وَرْدَةً لم تُكَمَّتِ قال أَبو منصور: و یقال تَمْرة كُمَیْتٌ فی لونها، و هی من أَصلَبِ التُّمْرانِ لِحاءً، و أَطْیَبِها مَمْضَغَةً؛ قال الشاعر «2»: بكُلِّ كُمَیْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ ابن الأَعرابی: الكَمِیتُ الطویلُ التامّ من الشهور و الأَعْوام. و الكُمَیْتُ بنُ مَعْروفٍ: شاعر مَعْروف.

كنبت؛ ج2، ص: 82

: «3»: ابن درید: رجل كُنْبُتٌ و كُنابِتٌ: مُنْقَبض بَخِیل. قال: و تَكَنْبَتَ الرجلُ إِذا تَقَبَّض. و رجل كُنْبُتٌ: و هو الصُّلْبُ الشدید.

كنعت؛ ج2، ص: 82

: الكَنْعَتُ: ضَرْبٌ من سَمَك البحر، كالكَنْعَد، و أُری تاءَه بدَلًا.

كوت؛ ج2، ص: 82

: الكُوتِیُّ: القصیر.

كیت؛ ج2، ص: 82

: التَّكْیِیتُ: تَیْسِیرُ الجَهازِ [الجِهازِ. و كَیَّتَ الجَهازَ: یَسَّرَهُ. و تقول: كَیِّتْ جِهازَكَ [جَهازَكَ؛ قال: كَیِّت جَهازَكَ، إِمَّا كُنْتَ مُرْتَحِلًا، إِنی أَخافُ علی أَذوادِكَ السَّبُعا و كان من الأَمر كَیْتَ و كَیْتَ، و إِن شئت كسرت التاء، و هی كنایة عن القِصَّة أَو الأُحْدوثة؛ حكاها سیبویه. قال اللیث: تقول العرب كانَ من الأَمر كَیْتَ و كَیْتَ، قال؛ و هذه التاء فی الأَصل هاء، مثل ذَیْتَ و ذَیْتَ، و أَصلها كَیَّه وَ ذیَّه، بالتشدید، فصارت تاء فی الوصل. و‌فی الحدیث: بئسما لأَحدِكم أَن یقولَ: نَسِیتُ آیةَ كَیْتَ و كَیْتَ‌قال ابن الأَثیر: هی كنایة عن الأَمر، نحو كذا و كذا. و فی النوادر: كَیَّتَ الوِكاءَ تَكْییتاً و حَشاه، بمعنی واحدٍ.

فصل اللام؛ ج2، ص: 82

لبت؛ ج2، ص: 82

: لَبَتَ یَدَه لَبْتاً: لَواها. و اللَّبْتُ أَیضاً: ضَرْبُ الصَّدْرِ و البَطْنِ و الأَقرابِ بالعَصا. الأَزهری فی ترجمة بأَس: إِذا قال الرجل لِعَدُوِّه: لا بَأْسَ علیك، فقد أَمَّنه، لأَنه نَفی البأْس عنه، و هو فی لغة حِمْیَر، لَباتِ أَی لا بأْسَ؛ قال شاعرهم: شَرِبنا، الیَومَ، إِذ عَصَبَتْ غَلابِ، بتَسْهِیدٍ، و عَقْدٍ غَیْرِ بَیْنِ تَنادَوا، عِنْدَ غَدْرِهمُ: لَباتِ، و قد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِی رُعَیْنِ و لَباتِ بلغتهم: لا بأْسَ، قال: كذا وجدته فی كتاب شمر.

لتت؛ ج2، ص: 82

: لَتَّ السَّوِیقَ و الأَقِطَ و نحوَهما، یَلُتُّه لَتًّا: جَدَحَه، و قیل: بَسَّه بالماء و نحوه: أَنشد
(2). قوله [قال الشاعر] هو الأسود بن یعفر و صدره كما فی التكملة: [و كنت إِذا ما قرّب الزاد مولعاً] و معنی لم توسف: لم تقشر. (3). قوله [كنبت] أَثبتها بالتاء المثناة من فوق، و لا أَصل لها بل هی بالمثلثة فی رباعی المحكم و المجد و التكملة و التهذیب. و لم یذكر هنا مادة ك ن ت و ذكرها فی ك و ن مخالفاً للجماعة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 83
ابن الأَعرابی: سَفَّ العَجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا و اللُّتَاتُ: ما لُتَّ به. اللیث: اللَّتُّ بَلُّ السَّوِیق، و البَسُّ أَشَدُّ منه. یقال: لَتَّ السَّوِیقَ أَی بَلَّه، و لَتَّ الشی‌ءَ یلُتُّهُ إِذا شَدَّه و أَوثَقَه؛ و قد لُتَّ فلَانٌ بفلانٍ إِذا لُزَّ به و قُرِنَ معه. و اللَّاتُّ، فیما زَعَمَ قومٌ من أَهل اللغة: صخرة كان عندها رجلٌ یَلُتُّ السَّویقَ للحاجِّ، فلما مات، عُبِدَتْ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما صحة ذلك، و سیأْتی ذِكْرُ اللَّاتِ، بالتخفیف، فی موضعه. اللیث: اللَّتُّ الفِعْلُ من اللُّتاتِ، و كلُّ شی‌ء یُلَتُّ به سَوِیقٌ أَو غیره، نحو السَّمْن و دُهْنِ الأَلْیَةِ. و‌فی حدیث مجاهدٍ فی قوله تعالی: أَ فَرَأَیْتُمُ اللّٰاتَ وَ الْعُزّٰی؟ قال: كان رجلٌ یَلُتُّ السویقَ لهم، و قرأَ: أَ فرأَیتم اللَّاتَّ و العُزَّی؟ بالتشدید.قال الفراء: و القراءة اللّٰاتَ، بتخفیف التاء، قال: و أَصلُه اللاتَّ، بالتشدید، لأَن الصنم إِنما سمی باسم اللَّاتِّ الذی كان یَلُتُّ عند هذه الأَصنام لها السویقَ أَی یَخْلِطُه، فخفف و جعل اسماً للصنم؛ قال ابن الأَثیر: و ذكر أَن التاء فی الأَصل مخففة للتأْنیث، و لیس هذا بابها. و كان الكسائی یقف علی اللَّاه، بالهاءِ. قال أَبو إِسحاق: و هذا قیاسٌ، و الأَجْوَدُ اتِّباعُ المصحف، و الوقوف علیها بالتاء. قال أَبو منصور: و قول الكسائی یوقف علیها بالهاء یدل علی أَنه لم یجعلها من اللَّتِّ، و كان المشركون الذین عبدوها عارَضُوا باسمها اسم الله، تعالی اللهُ عُلُوًّا كبیراً عن إِفكهم و مُعارضتهم و إِلْحادهم فی اسمه العظیم. و اللُّتَاتُ: ما فُتَّ من قُشور الخَشَب. ابن الأَعرابی: اللَّتُّ الفَتّ؛ قال إمرؤ القیس یصف الحُمُر: تَلُتُّ الحَصَی لَتّاً بسُمْرٍ رَزینةٍ مَوارِنَ، لا كُزْمٍ و لا مَعِراتِ قال: تَلُتُّ أَی تَدُقُّ. و السُّمْرُ: الحَوافِرُ. و الكُزْمُ: القِصارُ؛ و قال هِمْیانُ فی اللَّتِّ، بمعنی الدَّقِّ: حَطْماً علی الأَنْفِ و وَسْماً عَلْبا، و بالعَصَا لَتّاً، و خَنْقاً سَأْبا قال أَبو منصور: و هذا حرف صحیح. و رُوِی عن الشافعی، رضی الله عنه، أَنه قال فی باب التیمم: و لا یجوز التیمم بلُتَاتِ الشجر، و هو ما فُتَّ من قِشْره الیابس الأَعْلی؛ قال الأَزهری: لا أَدری لُتاتٌ أَم لِتاتٌ. و‌فی الحدیث: ما أَبْقَی منی إِلا لُتاتاً؛ اللُّتاتُ: ما فُتَّ من قُشُور الشجر، كأَنه قال: ما أَبْقَی منی المرضُ إِلا جِلْداً یابساً كقِشْرَةِ الشجرة.

لحت؛ ج2، ص: 83

: لَحَته لَحْتاً: بَشَره و قَشَرَه، كنَحَتَه نَحْتاً؛ عن ابن الأَعرابی، و قال: هذا رجل لا یَضِیرُك علیه نَحْتاً و لَحْتاً أَی ما یَزیدُك علیه نَحْتاً للشِّعْر، و لَحْتاً له. الأَزهری: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتُ أَی بَرْدٌ صادق. و لَحَتَ فلانٌ عَصاه لَحْتاً إِذا قَشَرها؛ و لَحَتَهُ بالعَذْلِ لَحْتاً، مثلُه. و‌فی الحدیث: إِن هذا الأَمْرَ لا یزالُ فیكم، و أَنتم وُلاتُه، ما لم تُحْدِثُوا أَعمالًا، فإِذا فَعَلْتم كذا بَعَثَ اللهُ علیكم شَرَّ خَلقِه فلَحَتُوكم كما یُلْحَتُ القَضِیبُ؛ اللَّحْتُ: القَشرُ. و لَحَتَ العَصا إِذا قَشَرها. و لَحَته إِذا أَخَذَ ما عنده، و لم یَدَعْ له شیئاً. و اللَّحْتُ و اللَّتْحُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 84
واحدٌ، مقلوب؛ و‌فی روایة: فالْتَحَوكُم كما یُلْتَحی القضیبُ؛ یقال: الْتَحَیْتُ القَضیبَ و لَحَوْتُه إِذا أَخَذْتَ لِحاءَه.

لخت؛ ج2، ص: 84

: یقال: حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ: شدیدٌ. اللیث: اللَّخْتُ العظیمُ الجسْمِ؛ قال ابن سیدة: و أُراه مُعَرَّباً، و الله أَعلم.

لصت؛ ج2، ص: 84

: اللَّصْتُ، بفتح اللام: اللِّصُّ فی لغة طَیّئ، و جمعه لُصُوت، و هم الذین یقولون للطَّسِّ طَسْتٌ؛ و أَنشد أَبو عبید: فَتَرَكْنَ نَهْداً عَیِّلَا أَبناؤُهُمْ، و بَنِی كِنانةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ و قال الزبیر بن عبد المطلب: و لكنَّا خُلِقْنا، إِذْ خُلِقْنا، لَنا الحِبَراتُ، و المِسْكُ الفَتِیتُ و صَبْرٌ فی المَواطنِ، كلَّ یَوْمٍ، إِذا خَفَّتْ من الفَزَع البُیوتُ فأَفْسَدَ بَطْنَ مكةَ، بعد أُنْسٍ، قَراضِبةٌ، كأَنهم اللُّصُوتُ

لفت؛ ج2، ص: 84

: لَفَتَ وجهَه عن القوم: صَرَفَه، و الْتَفَتَ التِفاتاً، و التَّلَفُّتُ أَكثرُ منه. و تَلَفَّتَ إِلی الشی‌ء و الْتَفَتَ إِلیه: صَرَفَ وجْهَه إِلیه؛ قال: أَرَی المَوْتَ، بَیْنَ السَّیْفِ و النِّطْع، كامِناً، یُلاحِظُنِی من حیثُ ما أَتَلَفَّتُ و قال: فلما أَعادَتْ من بعیدٍ بنَظْرةٍ إِلیَّ الْتِفاتاً، أَسْلَمَتْها المَحاجِرُ و قوله تعالی: وَ لٰا یَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ؛ أُمِرَ بتَرْكِ الالْتِفاتِ، لئلا یری عظیمَ ما یَنْزلُ بهم من العذاب. و‌فی الحدیث فی صفته، صلی الله علیه و سلم: فإِذا الْتَفَتَ، الْتَفَتَ جمیعاً؛ أَراد أَنه لا یُسارِقُ النَّظَرَ؛ و قیل: أَراد لا یَلْوی عُنُقَه یَمْنةً و یَسْرةً إِذا نظَر إِلی الشی‌ءِ، و إِنما یَفْعَلُ ذلك الطائشُ الخَفیفُ، و لكن كان یُقْبِلُ جمیعاً و یُدْبِرُ جمیعاً. و‌فی الحدیث: فكانتْ مِنِّی لَفْتةٌ؛ هی المَرَّة الواحدة من الالْتِفاتِ. و اللَّفْتُ: اللَّیُّ. و لَفَتَه یَلْفِتُه لَفْتاً: لواه علی غیر جهته؛ و قیل: اللَّیُّ هو أَن تَرْمِیَ به إِلی جانبك. و لَفَتَه عن الشی‌ء یَلْفِتُه لَفْتاً: صَرفه. الفراء فی قوله، عز و جل: أَ جِئْتَنٰا لِتَلْفِتَنٰا عَمّٰا وَجَدْنٰا عَلَیْهِ آبٰاءَنٰا؟ اللَّفْتُ: الصَّرْفُ؛ یقال: ما لَفَتَك عن فلانٍ أَی ما صَرَفَك عنه؟ و اللَّفْتُ: لَیُّ الشی‌ءِ عن جهتِه، كما تَقْبِضُ علی عُنُق إِنسانٍ فتَلْفِتُه؛ و أَنشد: و لفَتْنَ لَفْتاتٍ لَهُنَّ خَضادُ و لَفَتُّ فلاناً عن رأْیه أَی صَرَفْتُه عنه، و منه الالْتِفاتُ. و‌فی حدیث حُذیفة: إِنَّ مِن أَقْرَإِ الناسِ للقرآن مُنافِقاً لا یَدَعُ منه واواً و لا أَلِفاً، یَلْفِتهُ بلسانه كما تَلْفِتُ البَقرةُ الخَلی بلسانها؛ اللَّفْتُ: اللَّیُّ. و لَفَتَ الشی‌ءَ، و فَتَلَه إِذا لواه، و هذا مقلوب. یقال: فلان یَلْفِتُ الكلامَ لَفْتاً أَی یُرْسِلُه و لا یُبالی كیف جاء. و المعنی أَنه یَقْرَأَه من غیر رَوِیَّةٍ، و لا تَبَصُّرٍ و تعَمُّدٍ للمأْمور به، غیرَ مُبالٍ بِمَتْلُوِّه كیف جاء، كما تَفْعَلُ البقرةُ بالحَشیش إِذا أَكَلَتْه. و أَصلُ اللَّفْتِ: لَیُّ الشی‌ء
لسان العرب، ج‌2، ص: 85
عن الطریقة المستقیمة. و‌فی الحدیث: إِنَّ اللهَ یُبْغِضُ البَلیغَ من الرجال الذی یَلْفِتُ الكلامَ كما تَلْفِتُ البقرةُ الخَلی بلسانها؛ یقال: لَفَتَه یَلْفِتُه إِذا لواه و فَتَلَه؛ و لَفَتَ عُنُقَه: لواها. اللحیانی: و لِفْتُ الشی‌ءِ شِقُّه، و لِفْتاه: شِقَّاه؛ و اللِّفْتُ: الشِّقُّ؛ و قد أَلْفَته و تَلَفَّته. و لِفْتُه مَعَك أَی صَغْوُه. و قولهم: لا یُلْتَفَتُ لِفْتُ فلانٍ أَی لا یُنْظَرُ إِلیه. و اللَّفُوتُ من النساء: التی تُكْثِرُ التَّلَفُّتَ؛ و قیل: هی التی یموت زوجها أَو یطلقها و یَدَعُ علیها صِبْیاناً، فهی تُكثِر التَّلَفُّتَ إِلی صِبْیانها؛ و قیل: هی التی لها زوج، و لها ولد من غیره، فهی تَلَفَّتُ إِلی ولَدها. و‌فی الحدیث: لا تَتَزَوَّجَنَّ لَفُوتاً؛ هی التی لها ولد من زوج آخر، فهی لا تزال تَلْتَفِتُ إِلیه و تَشْتَغِلُ به عن الزَّوْج. و‌فی حدیث الحجاج أَنه قال لامرأَة: إِنكِ كَتُونٌ لفوتٌ‌أَی كثیرة التَّلَفُّتِ إِلی الأَشیاء. و قال ثعلب: اللَّفُوتُ هی التی عَیْنُها لا تَثْبُتُ فی موضع واحد، إِنما هَمُّها أَن تَغْفُلَ عنها، فتَغْمِز غیركَ؛ و قیل: هی التی فیها الْتِواءٌ و انْقِباضٌ؛ و قال عبد الملك بن عُمَیْر: اللَّفُوتُ التی إِذا سمعتْ كلامَ الرجُل التَفَتَتْ إِلیه؛ ابن الأَعرابی قال: قال رجل لابْنِه إِیَّاكَ و الرَّقُوبَ الغَضُوبَ القَطُوبَ اللَّفُوتَ؛ الرَّقُوبُ: التی تُراقِبُه أَن یموتَ فَترِثَه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، حین وصَفَ نَفْسَه بالسیاسة، فقال: إِنی لأُرْبِعُ، و أُشْبِعُ، و أَنْهَزُ اللَّفُوتَ «4»، و أَضُمُّ العَنُودَ، و أُلْحِقُ العَطُوفَ، و أَزْجُرُ العَرُوضَ.قال أَبو جَمیلٍ الكِلابیّ: اللَّفُوتُ الناقةُ الضَّجُورُ عند الحَلَبِ، تَلْتَفِتُ إِلی الحالِبِ فتَعَضُّه، فیَنْهَزُها بیده فَتَدِرُّ، و ذلك لتَفْتَدِیَ باللَّبن من النَّهْزِ، و هو الضَّرْبُ، فَضَرَبها مثلًا للذی یَسْتَعْصِی و یَخْرُج عن الطاعَة. و المُتَلَفَّتَةُ: أَعْلی عَظْمِ العاتِقِ مما یَلی الرَّأْسَ. و الأَلْفَتُ: القَوِیُّ الیَدِ الذی یَلْفِتُ مَنْ عالجَه أَی یَلْویه. و الأَلْفَتُ و الأَلْفَكُ فی كلام تَمیم: الأَعْسَرُ، سمی بذلك لأَنه یَعْملُ بجانِبه الأَمْیَل؛ و فی كلام قیس: الأَحْمَقُ، مِثْلُ الأَعْفَتِ، و الأُنْثَی: لَفْتاءُ. و كُلُّ ما رَمَیْتَهُ لِجانِبكَ: فقدْ لَفَتَّه. و اللَّفاتُ أَیضاً: الأَحْمَقُ. و اللَّفُوتُ: العَسِرُ الخُلُق. الجوهری: و اللَّفاتُ الأَحْمَقُ العَسِرُ الخُلُق. و لَفَتَ الشی‌ءَ یَلْفِتهُ لَفْتاً: عَصَدَه، كما یُلْفَتُ الدقیقُ بالسَّمْن و غیره. و اللَّفِیتَةُ: أَن یُصَفَّی ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْیَضِ، ثم تُنْصَبَ به البُرْمةُ، ثم یُطْبَخَ حتی یَنْضَجَ و یَخْثُر، ثم یُذَرَّ علیه دقیقٌ؛ عن أَبی حنیفة. و اللَّفِیتَةُ: العَصِیدة المُغَلَّظةُ؛ و قیل: هی مَرَقة تُشْبهُ الحَیْسَ؛ و قیل: اللَّفْتُ كالفَتْلِ، و به سمیت العصیدة لَفِیتَةً، لأَنها تُلْفَتُ أَی تُفْتَلُ و تُلْوَی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه ذَكَرَ أَمره فی الجاهلیة، و أَن أُمه اتَّخَذتْ لهم لَفِیتَةً من الهَبِیدِ؛ قال أَبو عبید: اللَّفِیتَةُ العَصِیدة المُغَلَّظةُ، و قیل: هی ضَرْبٌ من الطَّبیخ، لا أَقِفُ علی حَدِّه؛ و قال: أُراه الحِساءَ و نحْوَه. و الهَبِیدُ: الحَنْظَلُ. و تَیْسٌ أَلْفَتُ: مُعْوَجُّ القَرْنَیْن. اللیث: و الأَلْفَتُ من التُّیوسِ الذی اعْوَجَّ قَرْناه و التَوَیا. و تَیْسٌ أَلْفَتُ: بَیِّن اللَّفَتِ إِذا كان مُلْتَوِیَ
(4). قوله [و أَنهز اللفوت] الذی فی النهایة و أَردَّ اللفوت. و كتب بهامشها: و فی روایة و أَنهز اللفوت.
لسان العرب، ج‌2، ص: 86
أَحَدِ القَرْنَیْنِ علی الآخر. ابن سیدة: و اللِّفْتُ، بالكسر، السَّلْجم؛ الأَزهری: السَّلْجَمُ یقال له اللِّفْتُ، قال: و لا أَدْرِی أَ عَرَبیٌّ هو أَم لا؟ و لَفَتَ اللِّحَاءَ عن الشَّجر لَفْتاً: قشره. و حكی ابن الأَعرابی عن العُقَیْلی: وعَدْتَنی طَیْلَساناً ثم لَفَتَّ به فلاناً أَی أَعْطَیْتَه إِیاه. و لِفْتٌ: موضع؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَیْلدٍ: نَزِیعاً مُحْلِباً من آلِ لِفْتٍ لحَیٍّ، بین أَثْلَة، فالنِّجَامِ و فی الحدیث: ذِكرُ ثَنِیَّةِ لِفْتٍ؛ و هی بین مكة و المدینة، قال ابن الأَثیر: و اخْتُلِفَ فی ضَبْط الفاء، فسُكِّنَتْ و فُتِحَتْ، و منهم من كسر اللام مع السكون.

لكت؛ ج2، ص: 86

: اللَّكَتُ «1»: تَشَقُّقٌ فی مِشْفَرِ البعیر.

لوت؛ ج2، ص: 86

: لاتَه یَلُوتُه لَوْتاً: نَقَصَه حَقَّه؛ و سنذكر ذلك فی لیت. و لاتَ: كلمةٌ معناها لیس، تَقَعُ علی لفظ الحِینِ خاصَّةً، عند سیبویه، فتنصبه؛ و قد یُجَرُّ بها و یُرْفَعُ، إِلا أَنك إِذا لم تُعْمِلْها فی الحین خاصَّةً، لم تُعْمِلها فیما سواه؛ و زَعَمُوا أَنها لا، زِیدتْ علیها التاء، و الله أَعلم.

لیت؛ ج2، ص: 86

: لاتَه حَقَّه یَلیتُه لَیْتاً، و أَلاتَه: نَقَصه، و الأُولی أَعلی. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ تُطِیعُوا اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ لٰا یَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمٰالِكُمْ شَیْئاً؛ قال الفراء: معناه لا یَنْقُصْكم، و لا یَظْلِمْكم من أَعمالكم شیئاً، و هو من لاتَ یَلِیتُ؛ قال: و القُرَّاءُ مجتمعون علیها. قال الزجاج: لاتَه یَلِیتُه، و أَلاتَه یُلِیتُه، و أَلَته یَأْلِتُه إِذا نَقَصَه، و قُرئ قوله تعالی: و ما لِتْناهم، بكسر اللام، مِن عَمَلِهمْ مِن شی‌ء؛ قال: لاتَه عن وَجْهه أَی حَبَسَه؛ یقول: لا نُقْصانَ و لا زیادة؛ و قیل فی قوله: وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ؛ قال: یجوز أَن یكون من أَلَتَ و من أَلاتَ؛ قال: و یكون لاتَه یَلِیتُه إِذا صَرَفه عن الشی‌ء؛ و قال عُرْوة بن الوَرْد: و مُحْسِبةٍ ما أَخْطَأَ الحَقُّ غَیْرَها، تَنَفَّسَ عنْها حَیْنُها، فهی كالشَّوی فأَعْجَبَنِی إِدامُها و سَنامُها، فبِتُّ أُلِیتُ الحَقَّ، و الحَقُّ مُبْتَلِی أَنشده شمر و قال: أُلِیتُ الحقَّ أُحِیلُه و أَصْرِفُه، و لاتَه عن أَمْره لَیْتاً و أَلاتَهُ: صَرَفه. ابن الأَعرابی: سمعت بعضهم یقول: الحمد لله الذی لا یُفاتُ و لا یُلاتُ و لا تَشْتَبهُ علیه الأَصوات؛ یُلاتُ: من أَلاتَ یُلِیتُ، لغة فی لاتَ یَلِیتُ إِذا نَقَصَ، و معناه: لا یُنْقَصُ و لا یُحْبسُ عنه الدُّعاء؛ و قال خالد بنُ جَنْبةَ: لا یُلاتُ أَی لا یَأْخُذُ فیه قولُ قائل أَی لا یُطیعُ أَحَداً. قال: و قیل للأَسدِیَّة ما المُداخَلَةُ؟ فقالت: أَن تُلِیتَ الإِنسانَ شیئاً قد عَمِلَهُ أَی تَكْتُمَه و تأْتی بِخَبرٍ سواه. و لاتَه لَیْتاً: أَخْبَرَه بالشی‌ء علی غیر وجهه؛ و قیل: هو أَن یُعَمِّیَ علیه الخَبَر، فیُخْبرَه بغیر ما سأَله عنه: قال الأَصمعی: إِذا عَمَّی علیه الخَبَر، قیل: قد لاتَه یَلیتُه لَیْتاً: و یقال: ما أَلاتَه من عَمَله شیئاً أَی ما نَقَصَه، مثل أَلَته؛ عنه، و أَنشد
(1). قوله [اللكت] أَی بالمثناة الفوقیة محركاً. أَثبته ابن سیدة وحده فی المحكم و أَهمله المجد و أثبته بالمثلثة تبعاً للصاغانی و التهذیب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 87
لعَدِیّ بن زید: و یَاْكُلْنَ ما أَعْنَی الوَلِیُّ فلم یُلِتْ، كأَنَّ، بِحافاتِ النِّهاءِ، المَزَارِعَا قوله: أَعْنَی أَنْبَتَ. و الوَلِیُّ: المَطَرُ تَقَدَّمه مطَرٌ، و الضمیر فی یَأْكُلْنَ یَعُودُ علی حُمُرٍ، ذكرها قبل البیت. و قوله تعالی: وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ؛ قال الأَخْفَش: شَبَّهوا لاتَ بلَیْسَ، و أَضمروا فیها اسمَ الفاعل، قال: و لا یكون لاتَ إِلَّا مع حِینَ. قال ابن بری: هذا القول نسبه الجوهری للأَخفش، و هو لسیبویه لأَنه یری أَنها عاملة عمل لیس، و أَما الأَخفش فكان لا یُعْمِلُها، و یَرْفَعُ ما بعدها بالابتداء إِن كان مرفوعاً، و ینصبه بإِضمار فعلٍ إِن كان منصوباً؛ قال: و قد جاء حذف حین من الشعر «1»؛ قال مازنُ بن مالك: حَنَّتْ و لاتَ هَنَّتْ و أَنَّی لَكَ مَقْرُوع. فحذف الحین و هو یریده. و قرأَ بعضهم: و لاتَ حِینُ مَنَاصٍ؛ فرفع حین، و أَضْمَر الخَبر؛ و قال أَبو عبید: هی لا، و التاء إِنما زِیدت فی حین، و كذلك فی تَلانَ و أَوانَ؛ كُتِبَتْ مفردة؛ قال أَبو وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِینَ ما مِنْ عاطِفٍ، و المُطْعِمُونَ زَمانَ أَینَ المُطْعِمُ؟ قال ابن بری صواب إِنشاده: العاطِفُونَ تَحِینَ ما مِنْ عاطِفٍ، و المُنْعِمُونَ زَمانَ أَیْنَ المُنْعِمُ؟ و اللَّاحِفُونَ جِفانَهُمْ قَمْعَ الذُّرَی، و المُطْعِمُونَ زَمانَ أَیْنَ المُطْعِمُ؟ قال المُؤَرِّجُ: زیدت التاء فی لات، كما زیدت فی ثُمَّت و رُبَّت. و اللِّیتُ، بالكسر: صَفْحة العُنُق؛ و قیل: اللِّیتان صَفْحَتا العُنُق؛ و قیل: أَدْنَی صَفْحَتَی العُنُق من الرأْس، علیهما یَنْحَدِرُ القُرْطَانِ، و هما وراء لِهْزِمَتَی اللَّحْیَیْن؛ و قیل: هما موضع المِحْجَمَتَیْن؛ و قیل: هما ما تَحْتَ القُرْطِ من العُنُق، و الجمع أَلْیاتٌ و لِیتَةٌ. و‌فی الحدیث: یُنْفَخُ فی الصور فلا یَسمَعُه أَحدٌ إِلا أَصْغَی لِیتاً‌أَی أَمَالَ صَفْحة عُنُقِه. و لِیتُ الرَّمْلِ: لُعْطُه، و هو ما رَقَّ منه و طالَ أَكثر من الإِبطِ. و اللِّیتُ: ضَربٌ من الخَزَمِ. و لَیْتَ، بفتح اللام: كلمةُ تَمنٍّ؛ تقول: لیتنی فَعَلْتُ كذا و كذا، و هی من الحروف الناصبة، تَنْصِبُ الاسمَ و تَرْفَعُ الخبر، مثل كأَنَّ و أَخواتها، لِأَنها شابهت الأَفعال بقوَّة أَلفاظها و اتصال أَكثر المضمرات بها و بمعانیها، تقول: لیت زیداً ذاهبٌ؛ قال الشاعر: یا لَیْتَ أَیامَ الصِّبا رَواجِعَا فإِنما أَراد: یا لَیْتَ أَیام الصِّبا لنا رواجع، نصبه علی الحال؛ قال: و حكی النحویون أَن بعض العرب یستعملها بمنزلة وَجَدْتُ، فیُعَدِّیها إِلی مفعولین، و یُجْریها مُجْرَی الأَفعال، فیقول: لیت زیداً شاخصاً، فیكون البیت علی هذه اللغة؛ و یقال: لَیْتی و لَیْتَنِی، كما قالوا: لعَلِّی و لَعَلَّنِی، و إِنِّی و إِنَّنِی؛ قال ابن سیدة: و قد جاء فی الشعر لَیْتی؛ أَنشد سیبویه لزیدِ الخَیْلِ: تَمَنَّی مِزْیَدٌ زَیْداً، فلاقَی أَخاً ثِقَةً، إِذا اخْتَلَفَ العَوَالی كمُنْیَةِ جابرٍ إِذ قال: لَیْتِی أُصادِفُه، و أُتْلِفُ جُلَّ مَالِی
(1). قوله [من الشعر] كذا قال الجوهری أیضاً. و قال فی المحكم إنه لیس بشعر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 88
و لاتَهُ عن وَجْهِه یَلِیتُه و یَلُوتُه لَیْتاً أَی حَبَسه عن وَجْهه و صَرَفه؛ قال الراجز: و لیلةٍ ذاتِ نَدًی سَرَیْتُ، و لم یَلِتْنِی عن سُراها لَیْتُ و قیل: معنی هذا لم یَلِتْنی عن سُراها أَنْ أَتَنَدَّم فأَقول لَیْتَنی ما سَرَیْتُها؛ و قیل: معناه لم یَصْرِفْنی عن سُراها صارِفٌ إِن لم یَلِتْنی لائِت، فوضع المصدر موضع الاسم؛ و فی التهذیب: إِن لم یَثْنِنی عنها نَقْصٌ، و لا عَجْزٌ عنها، و كذلك: أَلاته عن وَجْهه، فَعَلَ و أَفْعَلَ، بمعنًی.

فصل المیم؛ ج2، ص: 88

متت؛ ج2، ص: 88

: اللیث: متَّی اسم أَعجمی. و المَتُّ كالمَدّ، إِلا أَن المَتَّ یُوصَلُ بقَرابةٍ و دالةٍ یُمَتُّ بها؛ و أَنشد: إِن كنتَ فی بَكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً، فأَنا المُقَابَلُ فی ذُرَی الأَعْمامِ و المَاتَّة: الحُرْمةُ و الوَسِیلَةُ، و جمْعُها مَوَاتُّ. یقال: فلان یَمُتُّ إِلیك بقَرابةٍ. و المَوَاتُّ: الوسائلُ؛ ابن سیدة: مَتَّ إِلیه بالشی‌ء یَمُتُّ متًّا: تَوَسَّلَ، فهو ماتٌّ؛ أَنشد یعقوب: نَمُتُّ بأَرْحامٍ، إِلیك، وَشِیجَةٍ، و لا قُرْبَ بالأَرْحَامِ ما لم تُقَرَّبِ و المَتَاتُ: ما مُتَّ به. و مَتَّه: طَلَبَ إِلیه المَتاتَ. ابن الأَعرابی: مَتْمَتَ الرجلُ إِذا تَقَرَّبَ بِمَوَدَّةٍ أَو قَرَابة. قال النَّضْر: مَتَتُّ إِلیه برَحِمٍ أَی مَدَدْتُ إِلیه و تَقَرَّبْتُ إِلیه؛ و بیننا رَحِمٌ ماتَّةٌ أَی قریبة. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: لا یَمُتَّانِ إِلی الله بِحَبْلٍ، و لا یَمُدَّانِ إِلیه بسبب؛ المَتُّ: التَّوَسُّلُ و التَّوصُّلُ بحُرْمةٍ أَو قرَابة أَو غیر ذلك. و مَتَّ فی السَّیر: كمَدَّ. و المَتُّ: المَدُّ، مَدُّ الحَبْل و غیره. یقال: مَتَّ و مَطَّ، و قَطَلَ «2» و مَغَطَ، و شبَحَ، بمعنی واحد. و متَّ الشی‌ءَ مَتًّا: مدَّه. و تَمَتَّی فی الحَبْل: اعْتَمَدَ فیه لیَقْطَعَه أَو یَمُدَّه. و تَمَتَّی: لغة كتَمَطَّی فی بعض اللغات، و أَصلُهما جمیعاً تَمَتَّتَ، فكرهوا تضعیفه، فأُبْدلَتْ إِحدی التاءین یاء، كما قالوا: تَظَنَّی، و أَصله تَظَنَّن، غیر أَنه سُمع تَظَنَّنَ، و لم یُسْمع تمَتَّتَ فی الحَبْل. و متٌّ: اسم. و متَّی: أَبو یونُسَ، علیه السلام، سُرْیانیّ؛ و قیل: إِنما سمی مَتْثَی، و هو مذكور فی موضعه من حرف الثاء؛ الأَزهری: یونس بنُ مَتَّی نبیٌّ، كان أَبوه یسمی مَتَّی، علی فَعْلَی؛ فُعِل ذلك لأَنهم لما لم یكن لهم فی كلامهم فی إِجراء الاسم بعد فتحه علی بناء مَتَّی، حملوا الیاء علی الفتحة التی قبلها، فجعلوها أَلفاً، كما یقولون: من غَنَّیْتُ غَنَّی، و من تَغَنَّیْتُ تَغَنَّی، و هی بلغة السریانیة مَتَّی؛ و أَنشد أَبو حاتم قول مُزاحم العُقَیْلیِّ: أَ لم تَسْأَلِ الأَطْلالَ: متَّی عُهودُها؟ و هلْ تَنْطِقَنْ بَیْداءُ قَفْرٌ صَعِیدُها؟ قال أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعی عن مَتَّی فی هذا البیت، فقال: لا أَدری و قال أَبو حاتم: ثَقَّلَها كما تُثَقَّلُ رُبَّ و تخفف، و هی مَتَی خفیفةً فثَقَّلَها؛
(2). قوله [و قطل] كذا بالأَصل و التهذیب، و لعله محرف عن معط، بالمیم و العین المهملة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 89
قال أَبو حاتم: و إِن كان یرید مصدر مَتَتُّ مَتًّا أَی طَویلًا أَو بعِیداً عُهودُها بالناس، فلا أَدری. و المَتُّ: النَّزْعُ علی غیر بَكَرةٍ.

محت؛ ج2، ص: 89

: عَرَبیٌّ مَحْتٌ بَحْتٌ أَی خالص. و یوم مَحْتٌ: شدیدُ الحَرِّ، مثلُ حَمْتٍ. و لیلة مَحْتةٌ، و قد مَحُتَا. و المَحْتُ: العاقل اللبیبُ؛ و قیل: المجتمعُ القلبِ الذَّكِیُّه، و جَمْعُه مُحُوتٌ، و مُحَتاء، كأَنهم توهَّمُوا فیه مَحِیتاً، كما قالوا سَمْحٌ و سُمَحَاءُ. و المَحْتُ: الشدید من كل شی‌ء.

مرت؛ ج2، ص: 89

: المَرْتُ: مفازة لا نبات فیها. أَرْضٌ مَرْتٌ، و مكان مَرتٌ: قَفْرٌ لا نبات فیه؛ و قیل: الأَرضُ التی لا نَبْتَ فیها؛ و قیل: المَرْتُ الذی لیس به قلیل و لا كثیر؛ و قیل: هو الذی لا یَجفُّ ثَرَاه، و لا یَنْبُت مَرْعاه. و قیل: المَرْتُ الأَرضُ التی لا كلأَ بها و إِن مُطِرَتْ، و الجمع أَمْراتٌ و مُرُوتٌ؛ قال خِطامٌ المُجاشِعِیُّ: و مَهْمَهَیْنِ قَذَفَیْنِ مَرْتَیْنِ، ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَیْن، جُبْتُهما بالنَّعْتِ لا بالنَّعْتَیْن و الاسم: المُروتةُ. و حكی بعضهم: أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ؛ قال كثیر: و قَحَّمَ سَیْرَنا من قُورِ حِسْمَی مَرُوتُ الرِّعْیِ، ضاحیةُ الظِّلالِ هكذا رواه أَبو سعید السُّكَّری بالفتح، و غیره یَرْوِیه مُرُوتُ الرِّعْیِ، بالضم؛ و قیل أَیضاً: أَرضٌ مَمْرُوتةٌ؛ قال ابن هَرْمَةَ: كم قد طَوَیْنَ، إِلیك، من مَمْرُوتَةٍ و مَناقِلٍ مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ و أَرضٌ مَرْتٌ و مَرُوتٌ، فإِنْ مُطِرَتْ فی الشتاء فإِنها لا یقال لها مَرْتٌ، لِأَن بها حینئذ رَصَداً؛ و الرَّصَدُ الرَّجاءُ لها، كما تُرْجَی الحاملة؛ و یقال: أَرضٌ مُرْصِدة، و هی قد مُطِرَتْ، و هی تُرْجَی لأَن تُنْبِتَ؛ قال رؤْبة: مَرْتٌ ینَاصِی خَرْقَها مَرُوتُ و قول ذی الرمة: یَطْرَحْنَ، بالمهَارِقِ الأَغْفَالِ، كلَّ جَنِینٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَیِّ الشَّهِیقِ، مَیِّتِ الأَوْصالِ، مَرْتِ الحَجاجَیْنِ من الإِعْجالِ یصف إِبلًا أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات الوَبر علیها، یقول: لم یَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَیْهِ؛ قال أَبو منصور: كأَنَّ التاء مبدلة من المَرْثِ. و رجلٌ مَرْتُ الحاجب إِذا لم یكن علی حاجبه شعر؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: مَرْتِ الحَجاجَینِ من الإِعْجالِ و المَرُّوتُ: بلد لباهلةَ، و عَزاه الفَرَزدَقُ و البَعِیثُ إِلی كُلَیْبٍ؛ فقال الفرزدق: تقول كلیبٌ، حینَ مَتَّتْ جُلُودُها، و أَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ و قال البَعِیثُ: أَ أَنْ أَخْصَبَتْ مِعْزَی عَطِیَّةَ، و ارْتَعَتْ تِلاعاً من المَرُّوتِ أَحْوَی جَمِیمُها إِلی أَبیات كثیرة نسبا فیها المَرُّوت إِلی كُلَیْبٍ. الصحاح: المَرُّوتُ، بالتشدید، اسم وادٍ؛ قال أَوسٌ: و ما خَلیجٌ من المَرُّوتِ ذو شُعَبٍ، یَرْمِی الضَّریرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ و الضَّالِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 90
و منه: یوم المَرُّوت، بین بنی قُشَیرٍ و تَمیم. و مَرَتَ الخُبْزَ فی الماء: كمَرَدَه، حكاه یعقوب؛ و فی المُصَنَّف: مَرَثَه، بالثاء. و المَرْمَریتُ: الداهیةُ؛ و قال بعضهم: إِنَّ التاءَ بدل من السین.

مصت؛ ج2، ص: 90

: مَصَتَ الرجلُ المرأَةَ مَصْتاً: نَكَحَها، كمَصَدَها. غیره: المَصْتُ لغة فی المَصْدِ، فإِذا جعلوا مكانَ السین صاداً، جعلوا مكان الطاء تاء، و هو أَن یُدْخِلَ یَدَه فیَقْبِضَ علی الرَّحِم، فیَمْصُتَ ما فیها مَصْتاً. ابن سیدة: مَصَتَ الناقَةَ مَصْتاً: قَبَضَ علی رَحِمها، و أَدخل یَده فاستخرجَ ماءَها. و المَصْتُ: خَرْطُ ما فی المَعی بالأَصابع لإِخراج ما فیه.

معت؛ ج2، ص: 90

: مَعَتَ الأَدِیمَ یَمْعَتُه مَعْتاً: دَلَكه، و هو نحوٌ من الدَّلْكِ.

مقت؛ ج2، ص: 90

: المُقِیتُ: الحافِظُ. الأَزهری: المُقِیتُ، المیم فیه مضمومة و لیست بأَصلیة، و هو فی المعتلات. ابن سیدة: المَقْتُ أَشَدُّ الإِبْغاضِ. مَقُتَ مَقاتَةً، و مَقَتَه مَقْتاً: أَبْغضه، فهو مَمْقُوتٌ و مَقِیتٌ، و مَقَّتَه؛ قال: و من یُكْثِرِ التَّسْآلَ، یا حُرُّ، لا یَزَلْ یُمَقَّتُ فی عَینِ الصَّدِیقِ، و یَصْفَحُ و ما أَمْقَتَه عندی و أَمْقَتَنی له. قال سیبویه هو علی معنیین: إِذا قلت ما أَمْقَتَه عندی، فإِنما تُخْبر أَنه ممقوت؛ و إِذا قلتَ ما أَمْقَتَنی له، فإِنما تُخْبر أَنك ماقِتٌ. و قال قتادة فی قوله: لَمَقْتُ اللّٰهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ؛ قال: یقول لَمَقْتُ اللّٰهِ إِیاكم حین دُعِیتُم إِلی الإِیمان فلم تؤْمنوا، أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ حین رأَیتم العذاب. قال اللیث: المَقْتُ بُغْضٌ عن أَمر قبیح رَكِبَه، فهو مَقِیتٌ؛ و قد مَقُتَ إِلی الناس مَقاتةً. الزجاج فی قوله تعالی. وَ لٰا تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ إِلّٰا مٰا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كٰانَ فٰاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ سٰاءَ سَبِیلًا؛ قال: المَقْتُ أَشدّ البُغْض. المعنی: أَنهم أُعْلِمُوا أَن ذلك فی الجاهلیة كان یقال له مَقْتٌ، و كان المولود علیه یقال له المَقْتیُّ، فأُعْلِمُوا أَن هذا الذی حُرّم علیهم من نكاح امرأَةِ الأَبِ لم یَزَلْ مُنْكَراً فی قلوبهم، مَمْقُوتاً عندهم. ابن سیدة: المَقْتِیُّ الذی یتزوج امرأَة أَبیه، و هو من فعل الجاهلیة؛ و تَزویجُ المَقْتِ فِعْلُ ذلك. و‌فی الحدیث: لم یُصِبْنا عیبٌ من عُیوب الجاهلیة فی نكاحها و مَقْتها؛ المَقْتُ، فی الأَصل: أَشدُّ البُغْض، و نكاحُ المَقْتِ: أَن یَتَزَوَّجَ الرجلُ امرأَةَ أَبیه إِذا طَلَّقها أَو ماتَ عنها، و كان یُفْعل فی الجاهلیة، و حَرَّمه الإِسلامُ.

مكت؛ ج2، ص: 90

: مَكَتَ بالمكان: أَقام، كمَكَدَ؛ الأَزهری فی آخر ترجمة مكت. ابن الأَعرابی: یقال اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافتَحْه؛ و العُدُّ: البَثْرة، و اسْتِمْكاتُها: أَن تَمْتلئَ قَیحاً، و فَتْحُها: شَقُّها و كَسْرُها.

ملت؛ ج2، ص: 90

: ابن سیدة: مَلَته یَمْلِته مَلْتاً، كمَتَله أَی زَعْزَعَه أَو حَرَّكه. قال الأَزهری: لا أَحفظ لأَحد من الأَئمة فی مَلَت شیئاً؛ و قد قال ابن درید فی كتابه: مَلَتُّ الشی‌ءَ مَلْتاً، و مَتَلْتُه مَتْلًا إِذا زَعْزَعْته و حَرَّكته؛ قال: و لا أَدری ما صحته.

موت؛ ج2، ص: 90

: الأَزهری عن اللیث: المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالی. غیره: المَوْتُ و المَوَتانُ ضِدُّ الحیاة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 91
و المُواتُ، بالضم: المَوْتُ. ماتَ یَمُوتُ مَوْتاً، و یَمات، الأَخیرة طائیَّة؛ قال: بُنَیَّ، یا سَیِّدةَ البَناتِ، عِیشی، و لا یُؤْمَنُ أَن تَماتی «1» و قالوا: مِتَّ تَموتُ؛ قال ابن سیدة: و لا نظیر لها من المعتل؛ قال سیبویه: اعْتَلَّتْ من فَعِلَ یَفْعُلُ، و لم تُحَوَّلْ كما یُحَوَّلُ، قال: و نظیرها من الصحیح فَضِلَ یَفْضُل، و لم یجئ علی ما كَثُر و اطَّرَدَ فی فَعِل. قال كراع: ماتَ یَمُوتُ، و الأَصْلُ فیه مَوِتَ، بالكسر، یَمُوتُ؛ و نظیره: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هو دَوِمَ، و الاسم من كل ذلك المَیْتةُ. و رجل مَیِّتٌ و مَیْتٌ؛ و قیل: المَیْتُ الذی ماتَ، و المَیِّتُ و المائِتُ: الذی لم یَمُتْ بَعْدُ. و حكی الجوهریُّ عن الفراء: یقال لمنْ لم یَمُتْ إِنه مائِتٌ عن قلیل، و مَیِّتٌ، و لا یقولون لمن ماتَ: هذا مائِتٌ. قیل: و هذا خطأٌ، و إِنما مَیِّتٌ یصلح لِما قد ماتَ، و لِما سَیَمُوتُ؛ قال الله تعالی: إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ؛ و جمع بین اللغتین عَدِیُّ بنُ الرَّعْلاء، فقال: لیس مَن مات فاسْتراحَ بمَیْتٍ، إِنما المَیْتُ مَیِّتُ الأَحْیاءِ إِنما المَیْتُ مَن یَعِیشُ شَقِیّاً، كاسِفاً بالُه، قلیلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ یُمَصَّصُونَ ثِماداً، و أُناسٌ حُلُوقُهمْ فی الماءِ فجعلَ المَیْتَ كالمَیِّتِ. و قومٌ مَوتی و أَمواتٌ و مَیِّتُون و مَیْتون. و قال سیبویه: كان بابُه الجمع بالواو و النون، لأَن الهاء تدخل فی أُنثاه كثیراً، لكنَّ فَیْعِلًا لمَّا طابَقَ فاعلًا فی العِدَّة و الحركة و السكون، كَسَّرُوه علی ما قد یكسر علیه، فأُعِلَّ كشاهدٍ و أَشهاد. و القولُ فی مَیْتٍ كالقول فی مَیِّتٍ، لأَنه مخفف منه، و الأُنثی مَیِّتة و مَیْتَة و مَیْتٌ، و الجمع كالجمع. قال سیبویه: وافق المذكر، كما وافقه فی بعض ما مَضی، قال: كأَنه كُسِّرَ مَیْتٌ. و فی التنزیل العزیز: لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً؛ قال الزجاج: قال مَیْتاً لأَن معنی البلدة و البلد واحد؛ و قد أَماتَه اللهُ. التهذیب: قال أَهل التصریف مَیِّتٌ، كأَنَّ تصحیحَه مَیْوِتٌ علی فَیْعِل، ثم أَدغموا الواو فی الیاء، قال: فَرُدَّ علیهم و قیل إِن كان كما قلتم، فینبغی أَن یكون مَیِّتٌ علی فَعِّلٍ، فقالوا: قد علمنا أَن قیاسه هذا، و لكنا تركنا فیه القیاسَ مَخافَة الاشتباه، فرددناه إِلی لفظ فَیْعِلٍ، لأَن مَیِّت علی لفظ فَیعِل. و قال آخرون: إِنما كان فی الأَصل مَوْیِت، مثل سَیِّد سَوْیدٍ، فأَدغمنا الیاء فی الواو، و نقلناه فقلنا مَیِّت. و قال بعضهم: قیل مَیْت، و لم یقولوا مَیِّتٌ، لأَن أَبنیة ذوات العلة تخالف أَبنیة السالم. و قال الزجاج: المَیْتُ المَیِّتُ بالتشدید، إِلَّا أَنه یخفف، یقال: مَیْتٌ و مَیِّتٌ، و المعنی واحد، و یستوی فیه المذكر و المؤَنث؛ قال تعالی: لِنُحْیِیَ بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً، و لم یقل مَیْتةً؛ و قوله تعالی: وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكٰانٍ وَ مٰا هُوَ بِمَیِّتٍ؛ إِنما معناه، و الله أَعلم، أَسباب الموت، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا مَحالَة. و موتٌ مائتٌ، كقولك لیلٌ لائلٌ؛ یؤْخذ له من لفظه ما یُؤَكَّدُ به. و‌فی الحدیث: كان شِعارُنا یا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ،
(1). قوله [بنی یا سیدة إلخ] الذی فی الصحاح بنیتی سیدة إلخ. و لا نأمن إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 92
هو أَمر بالموت؛ و المُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة، مع حصول الغَرضِ للشِّعار، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة یَتعارفُون بها لأَجل ظلمة اللیل؛ و‌فی حدیث الثُّؤْم و البَصلِ: من أَكلَهما فلْیُمِتْهما طَبْخاً‌أَی فلْیُبالغ فی طبخهما لتذهب حِدَّتُهما و رائحتهما. و قوله تعالی: فَلٰا تَمُوتُنَّ إِلّٰا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ؛ قال أَبو إِسحاق: إِن قال قائل كیف ینهاهم عن الموت، و هم إِنما یُماتون؟ قیل: إِنما وقع هذا علی سعة الكلام، و ما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قال: و المعنی الزَمُوا الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمین. و المِیتَةُ: ضَرْبٌ من المَوْت. غیره: و المِیتةُ الحال من أَحوال المَوْت، كالجِلْسة و الرِّكْبة؛ یقال: ماتَ فلانٌ مِیتةً حَسَنةً؛ و‌فی حدیث الفتن: فقد ماتَ مِیتةً جاهلیةً، هی، بالكسر، حالةُ الموتِ أَی كما یموتُ أَهل الجاهلیة من الضلال و الفُرقة، و جمعُها مِیَتٌ. أَبو عمرو: ماتَ الرجلُ و هَمَدَ و هَوَّم إِذا نامَ. و المَیْتةُ: ما لم تُدْرَكْ تَذْكیته. و المَوْتُ: السُّكونُ. و كلُّ ما سَكنَ، فقد ماتَ، و هو علی المَثَل. و ماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فلم یَبْقَ من الجمر شی‌ء. و ماتَ الحَرُّ و البَرْدُ: باخَ. و ماتَت الریحُ: رَكَدَتْ و سَكَنَتْ؛ قال: إِنی لأَرْجُو أَن تَموتَ الریحُ، فأَسْكُنَ الیومَ، و أَسْتَریحُ و یروی: فأَقْعُدَ الیوم. و ناقَضُوا بها فقالوا: حَیِیَتْ. و ماتَت الخَمْرُ: سكن غَلَیانُها؛ عن أَبی حنیفة. و ماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ، و كل ذلك علی المثل. و‌فی حدیث دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لله الذی أَحیانا بعدما أَماتنا، وَ إِلَیْهِ النُّشُورُ.سمی النومُ مَوْتاً لأَنه یَزولُ معه العَقْلُ و الحركةُ، تمثیلًا و تَشْبیهاً، لا تحقیقاً. و قیل: المَوتُ فی كلام العرب یُطْلَقُ علی السُّكون؛ یقال: ماتت الریحُ أَی سَكَنَتْ. قال: و المَوْتُ یقع علی أَنواع بحسب أَنواع الحیاة: فمنها ما هو بإِزاء القوَّة النامیة الموجودةِ فی الحَیوانِ و النبات، كقوله تعالی: یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهٰا*؛ و منها زوالُ القُوَّة الحِسِّیَّة، كقوله تعالی: یٰا لَیْتَنِی مِتُّ قَبْلَ هٰذٰا؛ و منها زوالُ القُوَّة العاقلة، و هی الجهالة، كقوله تعالی: أَ وَ مَنْ كٰانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْنٰاهُ، و إِنَّكَ لٰا تُسْمِعُ الْمَوْتیٰ*؛ و منها الحُزْنُ و الخوف المُكَدِّر للحیاة، كقوله تعالی: وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكٰانٍ وَ مٰا هُوَ بِمَیِّتٍ؛ و منها المَنام، كقوله تعالی: وَ الَّتِی لَمْ تَمُتْ فِی مَنٰامِهٰا؛ و قد قیل: المَنام الموتُ الخفیفُ، و الموتُ: النوم الثقیل؛ و قد یُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر و الذُّلِّ و السُّؤَالِ و الهَرَم و المعصیة، و غیر ذلك؛ و منه‌الحدیث: أَوّلُ من ماتَ إِبلیس لأَنه أَوّل من عصی.و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، قیل له: إِن هامان قد ماتَ، فلَقِیَه فسأَل رَبَّه، فقال له: أَ ما تعلم أَن من أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه؟و‌قول عمر، رضی الله عنه، فی الحدیث: اللَّبَنُ لا یموتُ؛ أَراد أَن الصبی إِذا رَضَع امرأَةً مَیِّتةً، حَرُمَ علیه من ولدها و قرابتها ما یَحْرُم علیه منهم، لو كانت حَیَّةً و قد رَضِعَها؛ و قیل: معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْی، و أُسْقِیه الصبیُّ، فإِنه یحرم به ما یحرم بالرضاع، و لا یَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْی، فإِنَّ كلَّ ما انْفَصل من الحَیّ مَیِّتٌ، إِلا اللبنَ و الشَّعَر و الصُّوفَ، لضرورة الاستعمال. و‌فی حدیث البحر: الحِلُّ مَیْتَتُه، هو بالفتح، اسم
لسان العرب، ج‌2، ص: 93
ما مات فیه من حیوانه، و لا تكسر المیم. و المُواتُ و المُوتانُ و المَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، یقع فی المال و الماشیة. الفراء: وَقَع فی المال مَوْتانٌ و مُواتٌ، و هو الموتُ. و‌فی الحدیث: یكونُ فی الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم.المُوتانُ، بوزن البُطْلانِ: الموتُ الكثیر الوقوع. و أَماتَه اللهُ، و مَوَّتَه؛ شُدِّد للمبالغة؛ قال الشاعر: فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَریحاً، فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ یَوْمِ و مَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فیها الموتُ. و أَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، و فی الصحاح: إِذا مات له ابنٌ أَو بَنُونَ. و مَرَةٌ مُمِیتٌ و مُمِیتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، و كذلك الناقةُ إِذا مات ولدُها، و الجمع مَمَاویتُ. و المَوَتانُ من الأَرض: ما لم یُسْتَخْرج و لا اعْتُمِر، علی المَثل؛ و أَرضٌ مَیِّتةٌ و مَواتٌ، من ذلك. و‌فی الحدیث: مَوَتانُ الأَرضِ لله و لرسوله، فمن أَحیا منها شیئاً، فهو له.المَواتُ من الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، یعنی مَواتَها الذی لیس مِلْكاً لأَحَدٍ، و فیه لغتان: سكون الواو، و فتحها مع فتح المیم، و المَوَتانُ: ضِدُّ الحَیَوانِ. و‌فی الحدیث: من أَحیا مَواتاً فهو أَحق به؛ المَواتُ: الأَرض التی لم تُزْرَعْ و لم تُعْمَرْ، و لا جَری علیها مِلكُ أَحد، و إِحْیاؤُها مُباشَرة عِمارتِها، و تأْثیر شی‌ء فیها. و یقال: اشْتَرِ المَوَتانَ، و لا تشْتَرِ الحَیَوانَ؛ أَی اشتر الأَرضین و الدُّورَ، و لا تشتر الرقیق و الدوابَّ. و قال الفراء: المَوَتانُ من الأَرض التی لم تُحیَ بعْد. و رجل یبیع المَوَتانَ: و هو الذی یبیع المتاع و كلَّ شی‌ء غیر ذی روح، و ما كان ذا روح فهو الحیوان. و المَوات، بالفتح: ما لا رُوح فیه. و المَواتُ أَیضاً: الأَرض التی لا مالك لها من الآدمیین، و لا یَنْتَفِع بها أَحدٌ. و رجل مَوْتانُ الفؤَاد: غیر ذَكِیٍّ و لا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ، و الأُنثی مَوْتانةُ الفؤَادِ. و قولهم: ما أَمْوَتَه إِنما یُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا یَتَزَیَّدُ، لا یُتَعَجَّبُ منه. و المُوتةُ، بالضم: جنس من الجُنُونِ و الصَّرَع یَعْتَری الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عاد إِلیه عَقْلُه كالنائم و السكران. و المُوتة: الغَشْیُ. و المُوتةُ: الجُنونُ لأَنه یَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كانَ یتَعوَّذُ بالله من الشیطان و هَمْزه و نَفْثِه و نَفْخِه، فقیل له: ما هَمْزُه؟ قال: المُوتةُ.قال أَبو عبید: المُوتَةُ الجُنونُ، یسمی هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس و الغَمْزِ، و كلُّ شی‌ءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. و قال ابن شمیل: المُوتةُ الذی یُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غیره ثم یُفِیقُ؛ و قال اللحیانی: المُوتةُ شِبْهُ الغَشْیة. و ماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ. و اسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت. و المُسْتَمِیتُ: الذی یَتَجانُّ و لیس بمَجْنون. و المُسْتَمیتُ: الذی یَتَخاشَعُ و یَتواضَعُ لهذا حتی یُطْعمه، و لهذا حتی یُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ كفَر النعمة. و یقال: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَری أَنه مَیِّتٌ، و هو حیٌّ. و المُتَماوِتُ: من صفةِ الناسِك المُرائی؛ و قال نُعَیْم ابن حَمَّاد: سمعت ابنَ المُبارك یقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 94
و یقال: اسْتَمِیتُوا صَیْدَكم أَی انْظُروا أَ ماتَ أَم لا؟ و ذلك إِذا أُصِیبَ فَشُكَّ فی مَوْته. و قال ابن المبارك: المُسْتَمِیتُ الذی یُری من نَفْسِه السُّكونَ و الخَیْرَ، و لیس كذلك. و‌فی حدیث أَبی سلمَة: لم یكن أَصحابُ محمد، صلی الله علیه و سلم، مُتَحَزِّقینَ و لا مُتَماوِتین.یقال: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه التَّخافُتَ و التَّضاعُفَ، مِن العبادة و الزهد و الصوم؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: رأَی رجُلًا مُطأْطِئاً رأْسَه فقال: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ الإِسلام لیس بمریض؛ و رأَی رجلًا مُتَماوِتاً، فقال: لا تُمِتْ علینا دیننا، أَماتكَ اللهُ‌و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: نَظَرَتْ إِلی رجل كادَ یموت تَخافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ قیل: إِنه من القُرَّاءِ، فقالت: كان عُمر سَیِّدَ القُرَّاءِ، و كان إِذا مشی أَسْرَعَ، و إِذا قال أَسْمَعَ، و إِذا ضَرَبَ أَوْجَع.و المُسْتَمِیتُ: الشُّجاع الطالبُ للموت، علی حدِّ ما یجی‌ءُ علیه بعضُ هذا النحو. و اسْتماتَ الرجلُ: ذهب فی طلب الشی‌ءِ كلَّ مَذْهَب؛ قال: و إِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّی، و لم أُضِعْ سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِیتِ العَفَنْجَجِ یعنی الذی قد اسْتَماتَ فی طلب الصِّبا و اللَّهْو و النساءِ؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابی. و قال اسْتَماتَ الشی‌ءُ فی اللِّین و الصَّلابة: ذهب فیهما كلَّ مَذْهَب؛ قال: قامَتْ تُرِیكَ بَشَراً مَكْنُونا، كغِرْقِئِ البَیْضِ اسْتَماتَ لِینا أَی ذَهَبَ فی اللِّینِ كلَّ مَذْهَب. و المُسْتَمیتُ للأَمْر: المُسْتَرْسِلُ له؛ قال رؤْبة: و زَبَدُ البحرِ له كَتِیتُ، و اللیلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِیتُ و یقال: اسْتماتَ الثَّوبُ و نامَ إِذا بَلیَ. و المُسْتَمِیتُ: المُسْتَقْتِلُ الذی لا یُبالی، فی الحرب، الموتَ. و‌فی حدیث بَدْرٍ: أَری القومَ مُسْتَمِیتین‌أَی مُسْتَقْتِلین، و هم الذین یُقاتِلون علی الموت. و الاسْتِماتُ: السِّمَنُ بعد الهُزال، عنه أَیضاً؛ و أَنشد: أَری إِبِلی، بَعْدَ اسْتماتٍ و رَتْعَةٍ، تُصِیتُ بسَجْعٍ، آخِرَ اللیلِ، نِیبُها جاءَ به علی حذف الهاءِ مع الإِعلال، كقوله تعالی: وَ أَقٰامَ الصَّلٰاةَ*. و مُؤْتة، بالهمز: اسم أَرْضٍ؛ و قُتِلَ جعفر بن أَبی طالب، رضوان الله علیه، بموضع یقال له مُوتة، من بلاد الشام. و فی الحدیث: غَزْوة مُؤْتة، بالهمز. و شی‌ءٌ مَوْمُوتٌ: معروف، و قد ذكر فی ترجمة أَمَتَ.

میت؛ ج2، ص: 94

: داری بِمیتاءِ داره أَی بِحذائِها. و یقال: لم أَدْرِ ما مِیداءُ الطریق و مِیتاؤُه؛ أَی لم أَدْرِ ما قَدْرُ جانبیه و بُعْدِه؛ و أَنشد: إِذا اضْطَمَّ مِیتاءُ الطریقِ علیهما، مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجبالِ زَهُوقُ و یروی مِیداءُ الطریق. و الزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمَةُ من النُّوقِ. و‌فی حدیث أَبی ثَعْلبة الخُشَنِیّ: أَنه اسْتَفْتَی رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فی اللُّقَطة، قال: ما وَجَدْتَ فی طَریقٍ مِیتاءٍ فَعَرِّفْه سَنَةً.قال شمر: مِیتاءُ الطریق و مِیداؤُه و مَحَجَّتُه واحدٌ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 95
و هو ظاهره المسلوكُ. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لابنه إِبراهیم و هو یَجود بنَفْسه: لولا أَنه طَریقٌ مِیتاءٌ لَحَزِنَّا علیك أَكثر مما حَزِنَّا؛ أَراد أَنه طریق مسلوك، و هو مِفْعال من الإِتْیان، فإِن قلتَ طریقٌ مَأْتِیٌّ، فهو مفعول من أَتَیْتُه.

فصل النون؛ ج2، ص: 95

نأت؛ ج2، ص: 95

: نَأَتَ یَنْئِتُ و یَنْأَت نأْتاً و نَئِیتاً، و أَنَّ یَئِنُّ أَنِیناً، بمعنًی واحدٍ، غیر أَن النَّئیتَ أَجْهَرُ من الأَنین. و نَأَتَ إِذا أَنَّ، مثل نَهَتَ. و رجل نَأْآتٌ: مثل نَهَّاتٍ. و نَأَتَ نَأْتاً: سَعی سَعْیاً بطِیئاً.

نبت؛ ج2، ص: 95

: النَّبْتُ: النَّباتُ. اللیث: كلُّ ما أَنْبَتَ الله فی الأَرض، فهو نَبْتٌ؛ و النَّباتُ فِعْلُه، و یَجری مُجْری اسمِه. یقال: أَنْبَتَ اللهُ النَّبات إِنْباتاً؛ و نحو ذلك قال الفرَّاءُ: إِنَّ النَّبات اسم یقوم مقامَ المَصْدَر. قال اللهُ تعالی: وَ أَنْبَتَهٰا نَبٰاتاً حَسَناً. ابن سیدة: نَبَتَ الشی‌ءُ یَنْبُت نَبْتاً و نَباتاً، و تَنَبَّتَ؛ قال: مَنْ كان أَشْرَكَ فی تَفَرُّقِ فالِجٍ، فَلُبونُه جَرِبَتْ معاً، و أَغَدَّتِ إِلَّا كناشِرَةِ الذی ضَیَّعْتُمُ، كالغُصْنِ فی غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ و قیل: المُتَنَبِّتُ هنا المُتَأَصِّلُ. و قوله إِلَّا كناشِرة: أَراد إِلّا ناشِرة، فزاد الكاف، كما قال رؤْبة: لواحِقُ الأَقْرابِ فیها كالمَقَقْ أَراد فیها المَقَقُ، و هو مذكور فی موضعه. و اختار بعضهم: أَنْبَتَ بمعنی نَبَتَ، و أَنكره الأَصمعی، و أَجازه أَبو عبیدة، و احتج بقول زهیر: حتی إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ، أَی نَبَتَ. و فی التنزیل العزیز: وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَیْنٰاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ؛ قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو الحَضْرَمیُّ تُنْبِتُ، بالضم فی التاء، و كسر الباء؛ و قرأَ نافع و عاصم و حمزة و الكسائی و ابن عامر تَنْبُتُ، بفتح التاءِ؛ و قال الفراءُ: هما لغتان نَبَتَتِ الأَرضُ، و أَنْبَتَتْ؛ قال ابن سیدة: أَما تُنْبِتُ فذهبَ كثیر من الناس إِلی أَن معناه تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَی شَجرَ الدُّهْن أَو حَبَّ الدُّهْن، و أَن الباءَ فیه زائدة؛ و كذلك قول عنترة: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَیْن، فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِیاضِ الدَّیْلَمِ قالوا: أَراد شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَیْن. قال: و هذا عند حُذَّاقِ أَصحابنا علی غیر وجه الزیادة، و إِنما تأْویله، و الله أَعلم، تُنْبِتُ ما تُنْبِتُه و الدُّهْنُ فیها، كما تقول: خرج زیدٌ بثیابه أَی و ثیابُه علیه، و رَكِبَ الأَمیر بسیفه أَی و سیفه معه؛ كما أَنشد الأَصمعی: و مُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ، قد قَطَّعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ أَی قَطَع الحَبْلَ و مِرْوَدُه فیه؛ و نحو هذا قول أَبی ذُؤَیْب یصف الحمیر: یَعْثُرْنَ فی حَدِّ الظُّباةِ، كأَنما كُسِیتْ بُرودَ بنی تَزیدَ الأَذْرُعُ أَی یَعْثُرْنَ، و هُنَّ مع ذلك قد نَشِبْنَ فی حَدِّ الظُّباة، و كذلك قوله: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَین، إِنما الباء فی معنی فی، كما تقول: شربت بالبصرة و بالكوفة أَی فی البصرة و فی الكوفة، أَی شَرِبَتْ
لسان العرب، ج‌2، ص: 96
و هی بماءِ الدُّحْرُضَین، كما تقول: ورَدْنا صَدْآءَ، و وافَینا شَحاةَ، و نَزَلْنا بواقِصَةَ. و نَبَت البَقْلُ، و أَنْبَتَ، بمعنی؛ و أَنشد لزهیر بن أَبی سُلْمَی: إِذا السنةُ الشَهْباءُ، بالناس، أَجْحَفَتْ، و نال كرامَ النَّاسِ، فی الجَحْرةِ، الأَكلُ رأَیتَ ذوی الحاجاتِ، حَوْلَ بُیوتِهم، قَطِیناً لهم، حتی إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ أَی نَبَتَ. یعنی بالشهباء: البیضاءَ، من الجَدْبِ، لأَنها تَبْیَضُّ بالثلج أَو عدم النبات. و الجَحْرَةُ: السَّنةُ الشدیدة التی تَحْجُرُ الناسَ فی بیوتهم، فیَنْحَرُون كرائمَ إِبلهم لیأْكلوها. و القَطینُ: الحَشَمُ و سُكَّانُ الدار. و أَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم و أَهلكت أَموالهم. قال: و نَبَتَ و أَنْبَتَ مثل قولهم مَطَرَت السماءُ و أَمْطَرَتْ، و كلهم یقول: أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ و الصَّبیَّ نَباتاً. قال اللهُ، عز و جل: وَ أَنْبَتَهٰا نَبٰاتاً حَسَناً؛ قال الزجاج: معنی أَنْبتها نَباتاً حَسَناً أَی جَعَلَ نَشْوَها نَشْواً حَسَناً، و جاءَ نَباتاً علی لفظ نَبَتَ، علی معنی نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً. ابن سیدة: و أَنبَته الله، و فی التنزیل العزیز: وَ اللّٰهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبٰاتاً؛ جاءَ المصدر فیه علی غیر وزن الفعل، و له نظائر. و المَنْبِتُ: موضعُ النبات، و هو أَحد ما شَذَّ من هذا الضَّرْب، و قیاسُه المَنْبَتُ. و قد قیل: حكی أَبو حنیفة: ما أَنْبَتَ هذه الأَرضَ فتَعَحَّبَ منه، بطرح الزائد. و المَنْبِتُ: الأَصْلُ. و النِّبْتة: شَكْلُ النباتِ و حالتُه التی یَنْبُتُ علیها. و النِّبْتة: الواحدةُ من النَّبات؛ حكاه أَبو حنیفة، فقال: العُقَیْفاءُ نِبْتَةٌ، ورَقُها مثل وَرَق السَّذاب؛ و قال فی موضع آخر: إِنما قدَّمناها لئلا یحتاج إِلی تكریر ذلك عند ذكر كل نَبْتٍ، أَراد عند كل نوع من النَّبْت. و نَبَّتَ فلانٌ الحَبَّ، و فی المحكم: نَبَّتَ الزرعَ و الشَجر تَنْبِیتاً إِذا غَرَسَه و زَرَعه. و نَبَّتُّ الشجرَ تَنْبیتاً: غَرَسْتُه. و النَّابتُ من كل شی‌ءٍ: الطَّریُّ حین یَنْبُتُ صغیراً؛ و ما أَحْسَنَ نابتةَ بنی فلان أَی ما یَنْبُتُ علیه أَموالُهم و أَولادُهم. و نَبَتَتْ لهم نابتةٌ إِذا نَشأَ لهم نَش‌ءٌ صغارٌ. و إِنَّ بنی فلان لنابتةُ شَرٍّ. و النوابتُ، من الأَحداثِ: الأَغْمارُ. و‌فی حدیث أَبی ثعلبة قال: أَتیتُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: نُوَیْبِتةُ، فقلتُ: یا رسول الله، نُوَیْبتةُ خیر، أَو نُوَیْبتة شَرٍّ؟النُّوَیْبِتة: تصغیرُ نابتةٍ؛ یقال: نَبَتَتْ لهم نابتة أَی نَشأَ فیهم صغارٌ لَحِقوا الكِبار، و صاروا زیادة فی العدد. و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: أَن معاویة قال لمن ببابه: لا تَتَكَلَّموا بحوائجكم، فقال: لولا عزْمةُ أَمیر المؤْمنین، لأَخْبَرْتُه أَنَّ دافَّةً دَفَّتْ، و أَنَّ نابتة لَحِقَتْ.و أَنْبَتَ الغلامُ: راهقَ، و اسْتَبانَ شَعَرُ عانتِه و نَبَتَ. و‌فی حدیث بنی قُرَیْظةَ: فكلُّ من أَنْبَتَ منهم قُتل؛ أَراد نباتَ شعر العانة، فجعله علامة للبلوغ، و لیس ذلك حَدّاً عند أَكثر أَهل العلم، إِلا فی أَهل الشرك، لأَنه لا یُوقَفُ علی بلوغهم من جهة السن، و لا یمكن الرجوع إِلی أَقوالهم، للتُّهمة فی دفع القتل، و أَداءِ الجزیة. و قال أَحمد: الإِنبات حدّ معتبر تقام به الحُدود علی من أَنْبَتَ من المسلمین، و یُحْكی مثلُه عن مالك. و نَبَّتَ الجاریةَ: غَذَّاها، و أَحْسنَ القیام علیها،
لسان العرب، ج‌2، ص: 97
رجاءَ فضل رِبحها. و نَبَّتُّ الصَّبیَّ تَنْبیتاً: رَبَّیته. یقال: نَبِّتْ أَجَلَك بین عینیك. و التَّنْبِیتُ: أَوَّل خروج النبات. و التنبیت أَیضاً: ما نَبَتَ علی الأَرض من النَّبات من دِقِّ الشجر و كِباره؛ قال: بَیْداءُ لم یَنْبُتْ بها تَنْبِیتُ و التَّنْبِیتُ: لغةٌ فی التَّبْتیتِ، و هو قِطَعُ السَّنام. و التَّنْبِیتُ: ما شُذِّب علی النخلة من شوكها و سَعَفها، للتخفیف عنها، عزاها أَبو حنیفة إِلی عیسی ابن عمر. و النَّبائتُ: أَعْضادُ الفُلْجان، واحدتها نَبیتة. و الیَنْبُوتُ: شجر الخَشخاش؛ و قیل: هی شجرة شاكةٌ، لها أَغْصان و ورقٌ، و ثمرتها جِرْوٌ أَی مُدَوَّرة، و تُدْعی: نَعْمان الغافِ، واحدتُها یَنْبوتة. قال أَبو حنیفة: الیَنْبوت ضربان أَحدهما هذا الشَّوكُ القِصارُ الذی یسمی الخَرُّوبَ، له ثمرة كأَنها تفاحة فیها حب أَحمر، و هی عَقُولٌ للبَطْنِ یُتَداوی بها؛ قال: و هی التی ذكرها النابغة، فقال: یَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ، فیه حُطامٌ من الیَنْبوتِ، و الخَضَدِ و الضَّرْبُ الآخر شجرٌ عظام. قال ابن سیدة: أَخبرنی بعضُ أَعراب ربیعة قال: تكون الیَنْبوتةُ مثل شجرة التفاح العظیمة، و ورقها أَصغر من ورق التفاح، و لها ثمرة أَصغر من الزُّعْرور، شدیدة السَّواد، شدیدة الحلاوة، و لها عَجَم یوضع فی الموازین. و النَّبیتُ: أَبو حی؛ و فی الصحاح: حَیّ من الیَمن. و نُباتةُ، و نَبْتٌ، و نابِتٌ: أَسماء. اللحیانی: رجل خَبیتٌ نَبِیتٌ إِذا كان خسیساً فقیراً، و كذلك شی‌ء خبیثٌ نَبیثٌ. و یقال: إِنه لَحسَنُ النِّبْتة أَی الحالة التی یَنْبُتُ علیها؛ و إِنه لفی مَنْبِتِ صِدْقٍ أَی فی أَصلِ صِدْقٍ، جاء عن العرب بكسر الباء، و القیاس مَنْبَتٌ، لأَنه من نَبَتَ یَنْبُتُ، قال: و مثله أَحرف معدودة جاءت بالكسر، منها: المسجِد، و المَطْلِع، و المَشْرِقُ، و المَغْرِبُ، و المَسْكِنُ، و المَنْسِك. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لقوم من العرب: أَنتم أَهلُ بَیْتٍ أَو نَبْتٍ؟ فقالوا: نحن أَهلُ بَیتٍ و أَهلُ نَبْتٍ‌أَی نحن فی الشرف نهایة. و فی النَّبْتِ نهایة، أَی یَنْبُتُ المال علی أَیدینا، فأَسْلَموا. و نُباتَی: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: فالسِّدْرُ مُخْتَلِجٌ، فَغُودِرَ طافِیاً، ما بَیْنَ عَیْنَ إِلی نُباتی الأَثْأَبِ و یروی: نَباةَ كحَصاةٍ، عن أَبی الحسن الأَخفش.

نتت؛ ج2، ص: 97

: نَتَّ مُنْخُره من الغضب: انْتَفَخ. أَبو تُراب عن عَرَّام: ظَلَّ لبَطْنه نَتِیتٌ و نَفِیتٌ، بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: نَتْنَتَ الرجلُ إِذا تَقَذَّر بعدَ نَظافة.

نثت؛ ج2، ص: 97

: نَثِتَ اللحمُ: تغیر، و كذلك الجُرْحُ. و لِثةٌ نَثِتةٌ: مُسْتَرْخِیة دامیة، و كذلك الشَّفَةُ.

نحت؛ ج2، ص: 97

: النَّحْتُ: النَّشْرُ و القَشْر. و النَّحْتُ: نَحْتُ النَّجَّارِ الخَشَبَ. نَحَت الخشبةَ ونحوَها یَنْحِتُها و یَنْحَتُها نَحْتاً، فانْتَحَتَتْ. و النُّحاتة: ما نُحِتَ من الخَشَب. و نَحَتَ الجبلَ یَنْحِتُه: قَطَعَه، و هو من ذلك. و فی التنزیل العزیز: وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبٰالِ بُیُوتاً فٰارِهِینَ [آمنین].
لسان العرب، ج‌2، ص: 98
و النَّحائِتُ: آبار معروفة، صفة غالبة لأَنها نُحِتَتْ أَی قُطِعَتْ؛ قال زهیر: قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت، من صَفَوَا أُولاتِ الضالِ و السِّدْرِ و یروی: من ضَفَوی. و نَحَتَ السَّفَرُ البعیرَ و الإِنسانَ: نَقَصه، و أَرَقَّه علی التَّشْبِیه. و جَمَل نَحِیتٌ: انْتُحِتَتْ مَناسِمُه؛ قال: و هو من الأَیْنِ حَفٍ نَحِیتُ و النَّحِیتةُ: جِذْمُ شجرةٍ یُنْحَتُ، فیُجَوَّفُ كهیئة الحُبِّ للنَّحْلِ، و الجمع نُحُتٌ. الجوهری: نَحَتَه یَنْحِتُه، بالكسر، نَحْتاً أَی بَراه. و النُّحاتَةُ: البُرایةُ. و المِنْحَتُ: ما یُنْحَتُ به. و النَّحِیتُ: الدَّخِیلُ فی القوم؛ قالت الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفةَ: الضارِبِینَ لَدَی أَعِنَّتِهم، و الطاعِنِینَ، و خَیْلُهم تَجْرِی الخالِطینَ نَحِیتَهم بنُضارِهِمْ و ذَوی الغِنی منهم بِذی الفَقْرِ هذا ثَنائِی ما بَقِیتُ لهم، فإِذا هَلَكْتُ، أَجَنَّنی قَبْری قال ابن بری: صوابه و الخالطین، بالواو. و النُّضارُ: الخالصُ النَّسَب. و أَرادت بالبیت الثالث أَنها قد قام عُذْرُها فی تركها الثناء علیهم إِذا ماتت، فهذا ما وُضِعَ فیه السببُ موضعَ المُسَبَّب، لأَن المعنی: فإِذا هَلَكْتُ انقطع ثنائی؛ و إِنما قالت: أَجَنَّنِی قبری، لأَن موتها سبب انقطاع الثناء. و یروی بیت الاستشهاد لحاتم طَیِّئ، و هو البیت الثانی. و الحافرُ النَّحِیتُ: الذی ذَهَبَتْ حُروفه. و النَّحِیتة: الطبیعة التی نُحِتَ علیها الإِنسانُ أَی قُطِعَ، و قال اللحیانی: هی الطبیعة و الأَصل. و الكَرَمُ من نَحْتِه أَی أَصلِه الذی قُطِعَ منه. أَبو زید: إِنه لكَریمُ الطَّبیعة و النَّحِیتة و الغَریزة، بمعنی واحد. و قال اللحیانی: الكَرَمُ من نَحْتِه و نِحاسِه، و قد نُحِتَ علی الكَرَم و طُبِعَ علیه. و نَحَتَه بلسانه یَنْحِتُه و یَنْحَتُهُ نَحْتاً: لامه و شَتَمه. و النَّحِیتُ: الرَّدی‌ءُ من كل شی‌ء. و نَحَته بالعصا، یَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبه بها، و نَحَتَ یَنْحِتُ نَحِیتاً: زحَرَ. و نَحَتَ المرأَةَ یَنْحِتُها: نكَحَها، و الأَعْرَفُ لَحَتَها.

نخت؛ ج2، ص: 98

: التهذیب فی النوادر: نَخَتَ فلان بفلان، و سَخَتَ له إِذا اسْتَقْصَی فی القول. و‌فی حدیث أُبَیّ: و لا نَخْتة نَمْلةٍ إِلا بذَنْبٍ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة. و النَّخْتُ و النَّتْفُ واحد؛ یرید قَرْصة نملة، و یروی بالباء الموحدة، و بالجیم، و قد ذكر.

نصت؛ ج2، ص: 98

: نَصَتَ الرجلُ یَنْصِتُ نَصْتاً، و أَنْصَتَ، و هی أَعْلی، و انْتَصَتَ: سكَتَ؛ و قال الطرماح فی الانْتِصاتِ: یُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْیةِ الرَّدَی، و یُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِنِ یُنْصِتْنَ للسمع أَی یَسْكُتْنَ لكی یَسْمَعْنَ. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذٰا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا؛ قال ثعلب: معناه إِذا قرأَ الإِمام، فاستمعوا إِلی قراءَته، و لا تتكلموا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 99
و النُّصْتةُ: الاسم من الإِنْصاتِ؛ و منه‌قول عثمان لأُم سلمة، رضی الله عنهما: لكِ علیَّ حَقُّ النُصْتةِ.و أَنْصَتَه و أَنْصَتَ له: مثل نَصَحَه و نَصَحَ له، و أَنْصَتُّه و نَصَتُّ له: مثل نَصَحْتُه و نَصَحْتُ له. و الإِنْصاتُ: هو السكوتُ و الاسْتِماعُ للحدیث؛ یقول: أَنْصِتُوه و أَنْصِتُوا له؛ و أَنشد أَبو علی لوُشَیْمِ بن طارقٍ، و یقال للُحَیْمِ بن صَعْبٍ: إِذا قالت حَذامِ، فأَنْصِتُوها؛ فإِنَّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ و یروی: فَصَدِّقُوها بدل فأَنْصِتوها. و حَذامِ: اسم امرأَة الشاعر، و هی بنتُ العَتِیكِ بن أَسْلَم بن یَذْكُرَ بن عَنزَة. و یقال: أَنْصَتَ إِذا سَكَتَ؛ و أَنْصَتَ غیرَه إِذا أَسْكَتَه. شمر: أَنْصَتُّ الرجل إِذا سَكَتَّ له؛ و أَنْصَتُّه إِذا أَسْكَتَّه، جعله من الأَضداد؛ و أَنشد للكمیت: صَهٍ أَنْصِتُونا بالتَّحاوُرِ، و اسْمَعُوا تَشَهُّدَها من خُطْبةٍ و ارْتِجالِها أَراد: أَنْصِتُوا لنا؛ و قال آخر فی المعنی الثانی: أَبوكَ الذی أَجْدَی عَلیَّ بنَصْرِه، فأَنْصَتَ عَنِّی بعدَه كُلَّ قائل قال الأَصمعی: یرید فأَسْكَتَ عنی. و‌فی حدیث الجمعة: و أَنْصَتَ و لم یَلْغُ.أَنْصَتَ یُنْصِتُ إِنْصاتاً إِذا سَكَتَ سُكوتَ مُسْتَمع؛ و قد أَنْصَتَ و أَنْصَتَه إِذا أَسْكَته، فهو لازم و مُتَعَدٍّ. و‌فی حدیث طلحة، قال له رجل بالبصرة: أَنْشُدُك اللهَ، لا تكن أَوَّلَ من غَدَر. فقال طلحة: أَنْصِتُونی، أَنْصِتُونی‌قال الزمخشری: أَنْصِتُونی من الإِنْصاتِ، قال: و تَعَدِّیه بإِلی فحذفه أَی اسْتَمِعُوا إِلیَّ. و أَنْصَتَ الرجلُ للَّهْو: مالَ؛ عن ابن الأَعرابی.

نعت؛ ج2، ص: 99

: النَّعْتُ: وَصْفُكَ الشی‌ءَ، تَنْعَتُه بما فیه و تُبالِغُ فی وَصْفه؛ و النَّعْتُ: ما نُعِتَ به. نَعَته یَنْعَتُه نَعْتاً: وصفه. و رجل ناعِتٌ مِن قَوم نُعَّاتٍ؛ قال الشاعر: أَنْعَتُها، إِنِّیَ من نُعَّاتِها و نَعَتُّ الشی‌ءَ و تَنَعَّتُّه إِذا وصَفْته. قال: و اسْتَنْعَتُّه أَی اسْتَوْصَفْتُه. و اسْتَنْعَتَه: اسْتَوْصَفه. و جمعُ النَّعْتِ: نُعُوت؛ قال ابن سیدة: لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و النَّعْتُ من كل شی‌ء: جَیِّدُه؛ و كل شی‌ء كان بالغاً تقول: هذا نَعْتٌ أَی جَیِّدٌ. قال: و الفَرَسُ النَّعْتُ هو الذی یكون غایةً فی العِتْقِ. و ما كان نَعْتاً؛ و لقد نَعُتَ یَنْعُتُ نَعاتةً؛ فإِذا أَرَدْتَ أَنه تَكَلَّف فِعْلَه، قلت: نَعِتَ. یقال: فرس نَعْتٌ و نَعْتة، و نَعِیتة و نَعِیتٌ: عَتیقةٌ، و قد نَعُتَتْ نَعاتَةً. و فرس نَعْتٌ و مُنْتَعِتٌ إِذا كان موصوفاً بالعِتْقِ و الجَوْدَةِ و السَّبْقِ؛ قال الأَخْطل: إِذا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَهُ بمُنْتَعِتاتٍ، لا بِغالٍ و لا حُمُرْ و المُنْتَعِتُ من الدواب و الناس: الموصوفُ بما یَفْضَلُه علی غیره من جنسه، و هو مُفْتَعِل، من النَّعْتِ. یقال: نَعَتُّه فانْتَعَتَ، كما یقال: وَصَفْتُه فاتَّصَفَ؛ و منه قول أَبی دُوادٍ الإِیادِیّ: جارٌ كجارِ الحُذاقِیِّ الذی اتَّصَفا قال ابن الأَعرابی: أَنْعَتَ إِذا حَسُنَ وَجْهُه حتی یُنْعَتَ. و فی صفته، صلی الله علیه و سلم، یقول
لسان العرب، ج‌2، ص: 100
ناعتُه: لم أَرَ قبله و لا بعده مثله.قال ابن الأَثیر: النَّعْتُ وَصْفُ الشی‌ء بما فیه من حُسْن، و لا یقال فی القبیح إِلا أَن یَتَكَلَّف مُتَكَلِّف، فیقول نَعْتَ سَوْءٍ؛ و الوَصْفُ یقال فی الحَسَن و القَبیح. و ناعِتون و ناعِتینَ، جمیعاً: موضع؛ و قول الراعی: حَیِّ الدِّیارَ، دِیارَ أُمِّ بَشِیرِ، بِنُوَیْعِتِینَ، فَشاطِئِ التَّسْریرِ إِنما أَراد ناعِتینَ «2»، فَصَغَّره.

نفت؛ ج2، ص: 100

: نَفَتَ الرجلُ یَنفِتُ نَفْتاً و نَفِیتاً و نُفاتاً و نَفَتاناً: غَضِبَ؛ و قیل: النَّفَتانُ شبیه بالسُّعالِ و النَّفخ عند الغضب. و یقال: إِنه لَیَنْفِتُ علیه غضباً و یَنْفِطُ، كقولك: یَغْلی علیه غَضباً. و نَفَتَتِ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفْتاً و نَفَتاناً و نَفِیتاً إِذا كانتْ تَرْمِی بمثل السهام من الغَلیِ، و قیل: نَفَتَتِ القِدْرُ إِذا غَلی المَرقُ فیها، فلَزِقَ بجَوانب القِدْر ما یَبِسَ علیه، فذلك النَّفْتُ. قال: و انصمامه النَّفَتان «3» حتی تَهِمَّ القِدْرُ بالغَلَیان. و القِدْرُ تَنافَتُ و تَنافَطُ، و مِرْجَل نَفُوتٌ. و نَفَتَ الدقیقُ و نحوُه یَنْفِتُ نَفْتاً إِذا صُبَّ علیه الماءُ فتَنَفَّخَ. و النَّفِیتةُ: الحَریقَة، و هی أَن یُذَرَّ الدقیقُ علی ماء أَو لبن حلیبٍ حتی تَنْفِتَ، و یُتَحَسَّی من نَفْتِها، و هی أَغلظ من السَّخِینة، یَتَوسَّعُ بها صاحبُ العیالِ لعیاله إِذا غَلَب علیه الدَّهْرُ، و إِنما یأْكلون النَّفِیتةَ و السَّخِینةَ فی شِدَّة الدَّهْر، و غَلاء السِّعْر، و عَجَفِ المال. و قال الأَزهری فی ترجمة حذرق: السَّخِینةُ دَقِیقٌ یُلْقَی علی ماء أَو لَبن فیُطْبَخُ، ثم یؤْكل بتمر أَو بحَساءٍ، و هو الحَساءُ، قال: و هی السَّخُونة أَیضاً، و النَّفِیتةُ، و الحُدْرُقَّة، و الخَزیرة، و الحریرةُ أَرَقُّ منها، و النَّفِیتةُ: حَساءٌ بین الغَلیظة و الرَّقیقةِ.

نقت؛ ج2، ص: 100

: الأَزهری: أَهمله اللیث، و روی أَبو تراب عن أَبی العَمَیْثل: یقال نُقِتَ العظمُ، و نُكِتَ إِذا أُخْرجَ مُخُّه؛ و أَنشد: و كأَنها، فی السِّبِّ، مُخَّةُ آدِبٍ بیضاءُ، أُدِّبَ بَدْؤُها المَنْقُوتُ الجوهری: نَقَتُّ المُخَّ أَنْقُته نَقْتاً: لغة فی نَقَوْتُه إِذا استَخرجته، كأَنهم أَبدلوا الواو تاء.

نكت؛ ج2، ص: 100

: اللیث: النَّكْتُ أَن تَنْكُتَ بقَضیبٍ فی الأَرْضِ، فتُؤَثِّرَ بطَرَفهِ فیها. و‌فی الحدیث: فَجَعَلَ یَنْكُتُ بقَضیبٍ‌أَی یضرب الأَرض بطَرَفه. ابن سیدة: النَّكْتُ قَرْعُكَ الأَرضَ بعُود أَو بإِصْبَع. و‌فی الحدیث: بینا هو یَنْكُت إِذ انْتَبه؛ أَی یُفَكِّرُ و یُحَدِّثُ نفسَه، و أَصلُه من النَّكْتِ بالحَصی. و نَكَتَ الأَرضَ بالقضیب: و هو أَن یؤَثر فیها بطرفه، فِعْلَ المُفَكِّر المهموم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: دَخَلْتُ المسجدَ فإِذا الناسُ یَنْكُتُونَ بالحصی‌أَی یضربون به الأَرضَ. و النَّاكتُ: أَن یَحُزَّ مِرْفَقُ البَعیر فی جَنْبِهِ. العَدَبَّس الكنانیُّ: النَّاكتُ أَن یَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حتی یَقَع فی الجَنْب فیَخْرِقَه. ابن الأَعرابی قال: إِذا أَثَّرَ فیه قیل به ناكتٌ، فإِذا حَزَّ فیه قیل به حازٌّ. اللیث: الناكِتُ بالبعیر شِبْهُ الناحِز، و هو أَنْ یَنْكُتَ مِرْفَقُه حَرْفَ كِرْكِرَته، تقول به ناكتٌ.
(2). قوله [إِنما أراد ناعتین إلخ] كذا قال فی المحكم. و جری یاقوت فی معجمه علی أَنه مثنی نویعة مصغراً: موضع بعینه. (3). قوله [و انصمامه النفتان] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 101
و قال غیره: النَّكَّاتُ الطَّعَّانُ فی الناس مثل النَّزَّاك و النَّكَّازِ. و النَّكِیتُ: المَطْعُون فیه. الأَصمعی: طَعَنَه فنَكَتَه إِذا أَلقاه علی رأْسه؛ و أَنشد: مُنْتَكِتُ الرأْسِ، فیه جائفةٌ جَیَّاشةٌ، لا تَرُدُّها الفُتُلُ الجوهری: یقال طَعَنه فنكَتَه أَی أَلْقاه علی رأْسه فانْتَكَتَ هو. و مَرَّ الفرسُ یَنْكُتُ، و هو أَن یَنْبُوَ عن الأَرض. و‌فی حدیث أَبی هریرة: ثم لأَنْكُتَنَّ بك الأَرض‌أَی أَطْرَحكَ علی رأْسك. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه ذَرَقَ علی رأْسه عُصْفور فنَكَتَه بیده‌أَی رماه عن رأْسه إِلی الأَرض. و یقال للعَظْمِ المَطْبوخ فیه المُخُّ، فیُضْرَبُ بطَرَفه رغیفٌ أَو شی‌ءٌ لیَخْرُجَ مُخُّه: قد نُكِتَ، فهو مَنْكُوتٌ. و كُلُّ نَقْط فی شی‌ء خالف لَوْنَه: نَكْتٌ. و نَكَتَ فی العلم، بموافقة فلان، أَو مُخالفة فلان: أَشار؛ و منه قول بعض العلماء فی قول أَبی الحسن الأَخفش: قد نَكَتَ فیه، بخلاف الخلیل. و النُّكْتَة: كالنُّقْطَة. و‌فی حدیث الجمعة: فإِذا فیها نُكْتة سَوْداء‌أَی أَثر قلیل كالنُّقْطة، شِبْهُ الوَسَخ فی المرآة و السیف و نحوهما. و النُّكْتةُ: شِبْهُ وَقْرة فی العین. و النُّكْتة أَیضاً: شِبْه وسَخٍ فی المِرْآة، و نُقْطَةٌ سوداءُ فی شی‌ء صافٍ. و الظَّلِفَةُ المُنْتَكِتَة: هی طَرَفُ الحِنْوِ من القَتب و الإِكافِ إِذا كانتْ قصیرة فنَكَتَتْ جَنْبَ البعیر إِذا عَقَرَتْه. و رُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ إِذا بدا فیها الإِرْطاب.

نمت؛ ج2، ص: 101

: النَّمْتُ: ضَرْب من النَّبْتِ له ثَمر یؤْكل.

نهت؛ ج2، ص: 101

: النَّهِیتُ و النُّهاتُ: الصیَاح؛ و قیل: هو مثل الزَّحیر و الطَّحِیر؛ و قیل: هو الصوت من الصدر عند المَشَقَّة. و‌فی الحدیث: أُرِیتُ الشیطانَ فرأَیته یَنْهِتُ كما یَنْهِتُ القِرْدُ أَی یُصَوِّتُ.و النَّهِیتُ أَیضاً: صَوْتُ الأَسدِ دون الزئیر؛ نَهَتَ الأَسدُ فی زئیره یَنْهِتُ، بالكسر، و أَسَدٌ نَهَّاتٌ، و مُنَهِّتٌ؛ قال: و لأَحْمِلَنْكَ علی نَهابِرَ، إِنْ تَثِبْ فیها، و إِنْ كنْتَ المُنَهِّتَ، تَعْطَبِ أَی و إِن كنتَ الأَسدَ فی القوَّة و الشِّدَّة. و قد اسْتُعِیرَ للحمار: حمار نَهَّاتٌ أَی نَهَّاقٌ، و رجل نَهَّاتٌ أَی زَحَّارٌ.

نوت؛ ج2، ص: 101

: ناتَ الرجلُ نَوْتاً: تَمایلَ، و هو أَیضاً فی نیت. و النُّوتِیُّ: المَلَّاحُ. الجوهری: النَّواتِیُّ الملَّاحُونَ فی البحر، و هو من كلام أَهل الشام، واحدُهم نُوتیٌّ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: كأَنه قِلَعُ دارِیٍّ عَنَجَه نُوتِیُّه؛ النُّوتِیُّ: المَلَّاحُ الذی یُدَبِّرُ السفینة فی البحر. و قد ناتَ یَنُوتُ إِذا تَمایلَ من النُّعاس، كأَنَّ النُّوتِیَّ یُمِیلُ السفینة من جانب إِلی جانب؛ و‌فی حدیث ابن عباس رضی الله عنهما، فی قوله تعالی: تَریٰ أَعْیُنَهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ؛ إِنهم كانوا نَوَّاتِینَ‌أَی مَلَّاحین، تفسیره فی الحدیث؛ و أَما قول عِلْباء بن أَرْقَم: یا قَبَّحَ اللهُ بَنی السِّعلاةِ، عَمْرو بنَ یَرْبُوع، شِرارَ النَّاتِ، لیسُوا أَعِفَّاءَ، و لا أَكْیاتِ فإِنما یرید الناس و أَكیاس، فقلب السین تاء، و هی لغة لبعض العرب، عن أَبی زید.

نیت؛ ج2، ص: 101

: ناتَ نَیْتاً: تَمایلَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 102‌

فصل الهاء؛ ج2، ص: 102

هبت؛ ج2، ص: 102

: الهَبْتُ: الضَّرْبُ. و الهَبْتُ حُمْقٌ و تَدْلِیهٌ. و فیه هَبْتةٌ أَی ضَرْبةُ حُمْقٍ؛ و قیل: فیه هَبْتةٌ للذی فیه كالغَفْلة، و لیس بِمُسْتَحْكِم العَقْل. و فی الصحاح: الهَبِیتُ الجَبانُ الذاهبُ العَقْلِ. و قد هُبِتَ الرجلُ أَی نُحِبَ، فهو مَهْبُوتٌ و هَبیتٌ، لا عَقْلَ له؛ قال طَرَفة: فالهَبِیتُ لا فؤَادَ له، و الثَّبِیتُ قَلْبُه قِیَمُهْ و قوله أَنشده ثعلب: تُرِیكَ قَذًی بها، إِن كان فیها بُعَیْدَ النَّوْم، نَشْوَتُها هَبِیتُ قال ابن سیدة: لم یفسره، و عندی أَنه فَعِیلٌ فی معنی فاعل أَی نَشْوَتُها شی‌ء یَهْبِتُ أَی یُحمِّقُ و یُحَیِّر، و یُسَكِّنُ و یُنَوِّمُ. و رجل مَهْبُوتُ الفُؤَادِ: فی عقله هَبْتة أَی ضَعْفٌ. و هَبَتَهُ یَهْبِتُه هَبْتاً أَی ضَرَبه. و المَهْبُوتُ: المَحْطُوطُ. و هَبَتَ الرجلَ یَهْبِتُه هَبْتاً: ذَلَّلَهُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن عثمان بنَ مَظْعُون لمَّا مات علی فراشهِ، هَبَتَه الموتُ عندی مَنْزلةً، حیث لم یَمُتْ شهیداً؛ فلما مات سیدُنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، علی فراشه، و أَبو بكر، رضی الله عنه، علی فراشه علمتُ أَنَّ مَوْتَ الأَخْیارِ علی فُرُشهم؛ قال الفراء: هَبَتَه الموتُ عندی منزلةً، یعنی طَأْطَأَه ذلك، و حَطَّ من قَدْره عندی. و كلُّ مَحْطُوطٍ شیئاً: فقد هُبِتَ به، فهو مَهْبُوتٌ؛ قال و أَنشدنی أَبو الجَرَّاح: و أَخْرَقَ مَهْبُوتِ التَّراقی، مُصَعَّدِ الْبلاعِیمِ، رِخْوِ المَنْكِبَیْنِ، عُنَابِ قال: و المَهْبُوتُ التَّراقی المَحْطُوطُها الناقِصُها. و هَبَتَ و هَبَطَ أَخوانِ. و الهَبِیتُ: الذی به الخَوْلَعُ، و هو الفَزَعُ و التَلَبُّد. و قال عبد الرحمن بن عوف فی أُمَیَّة بن خَلَفٍ و ابنه: فَهَبَتُوهُما حتی فَرَغُوا منهما؛ یعنی المسلمین یوم بَدْرٍ أَی ضَرَبُوهُما بالسیف حتی قتلوهما؛ و قال شمر: الهَبْتُ الضَّرْبُ بالسیف، فكأَنَّ معنی قوله فَهَبَتُوهما بالسیف أَی ضربوهما حتی وَقَذُوهما؛ یقال: هَبَتَه بالسیف و غیره یَهْبِتُه هَبْتاً. و‌فی حدیث معاویة: نَوْمُه سُباتٌ و لیلُه هُباتٌ؛ هو من الهَبْتِ اللِّین و الاسْتِرخاء. یقال: فی فلان هَبْتةٌ أَی ضَعْف. و المَهْبُوت: الطائر یُرْسَلُ علی غیر هِدایة؛ قال ابن درید: و أَحسبها مولَّدة.

هتت؛ ج2، ص: 102

: هَتَّ الشی‌ءَ یَهُتُّه هَتًّا، فهو مَهْتُوتٌ و هَتِیتٌ، و هَتْهَتَه: وَطِئَه وَطْأً شدیداً، فكسَّره. و تركهم هَتًّا بَتًّا أَی كَسَّرهم، و قیل: قَطَّعهم. و الهَتُّ: كَسْرُ الشی‌ء حتی یصیر رُفاتاً. و‌فی الحدیث: أَقْلِعُوا عن المعاصی قبل أَن یَأْخُذَكم الله فیدَعَكُمْ هَتًّا بَتًّا.الهَتُّ: الكَسْر. و هَتَّ ورَقَ الشَّجر إِذا أَخذه. و البَتُّ: القطْعُ؛ أَی قبل أَن یَدَعَكُمْ هَلْكی مَطْرُوحِینَ مَقْطُوعین. و هَتُّ قوائِم البعیر: صَوْتُ وَقْعِها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 103
و هَتَّ البَكْرُ یَهِتُّ هَتِیتاً. و الهَتُّ: شِبْهُ العَصْر للصَّوْت؛ الأَزهری: یقال للبَكْرِ یَهِتُّ هَتِیتاً، ثم یَكِشُّ كَشِیشاً، ثم یَهْدِرُ إِذا بَزَلَ هَدِیراً؛ و هَتَّ الهَمْزةَ یَهُتُّها هَتًّا: تَكَلَّمَ بها. قال الخلیل: الهَمْزَةُ صَوْتٌ مَهْتُوتٌ فی أَقصی الحَلْق یصیر همزة، فإِذا رُفِّهَ عن الهمز، كان نَفَساً یُحَوَّل إِلی مَخْرج الهاء، فلذلك اسْتَخَفَّتِ العربُ إِدخال الهاء علی الأَلف المقطوعة، نحو أَراق و هَرَاق، و أَیْهاتَ و هیهاتَ، و أَشباه ذلك كثیرٌ. قال سیبویه: من الحروف المَهْتُوتُ، و هو الهاء، و ذلك لِما فیها من الضعف و الخفاء. و‌فی حدیث إِراقة الخمر: فَهَتَّها فی البطْحاء‌أَی صبَّها علی الأَرض حتی سُمِعَ لها هَتِیتٌ أَی صَوْتٌ. و رجل هَتَّاتٌ و مِهَتٌّ و هَتْهَاتٌ: خفیف، كثیر الكلام. و هَتَّ القرآنَ هتًّا: سَرَدَهُ سَرْداً. و فلانٌ یَهُتُّ الحدیث هَتًّا إِذا سَرَدَه و تابَعه؛ و‌فی الحدیث: كان عمرو بن شُعَیْب و فلانٌ یَهُتَّانِ الكلامَ؛ و یقال للرجل إِذا كان جَیِّدَ السِّیاق للحدیث: هو یَسْرُدُه سرْداً، و یَهُتُّه هَتًّا. و السَّحابة تَهُتُّ المَطَر إِذا تابَعتْ صَبَّه. و الهَتُّ: الصَبُّ. هَتَّ المَزادة و بَعَّها إِذا صَبَّها. و هَتَّ الشی‌ءَ یَهُتُّه هَتّاً: صَبَّ بعضه فی إِثْر بَعْض. و هَتَّتِ المرأَةُ غَزْلَها تَهُتُّه هَتًّا: غَزَلَتْ بعضَه فی إِثر بعض. الأَزهری: المرأَةُ تَهُتُّ الغَّزْل إِذا تابعته؛ قال ذو الرمة: سُقُیَا مُجَلِّلَةٍ، یَنْهَلُّ رَیِّقُها مِنْ باكِرٍ مُرْثَعِنِّ الوَدْق، مَهْتُوتِ ابن الأَعرابی: الهَتُّ تَمْزِیقُ الثَّوْبِ و العِرْضِ. و الهَتُّ: حَطُّ المَرْتَبَة فی الإِكرام. ابن الأَعرابی: قولُهم أَسْرَعُ من المُهَتْهِتة؛ یقال: هَتَّ فی كلامه، و هَتْهَتَ إِذا أَسْرَعَ. و من أَمثالهم: إِذا وقَفْتَ العَیْرَ علی الرَّدْهةِ فلا تَقُلْ لَه هَتْ؛ و بعضهم یقول: فلا تُهَتْهِتْ به؛ قال أَبو الهیثم: الهَتْهَتةُ أَن تَزْجُرَه عند الشُّرْب؛ قال: و معنی المثل إِذا أَرَیْتَ الرجلَ رُشْدَه، فلا تُلِحَّ علیه، فإِنَّ الإِلحاحَ فی النصحیة یَهْجِم بك علی الظِّنَّة. و الهَتْهَتةُ من الصوت: مثل الهَتِیتِ؛ الأَزهری: الهَتْهَتَةُ و التَّهْتَهَةُ أَیضاً فی التِواء اللِّسان عند الكلام. و‌قال الحسن البصری فی بعض كلامه: و الله ما كانوا بالهَتَّاتین، و لكنهم كانوا یَجْمَعُون الكلامَ لیُعْقَلَ عنهم.یقال: رجلٌ مِهَتٌّ و هَتَّاتٌ إِذا كان مِهْذاراً، كثیر الكلام.

هرت؛ ج2، ص: 103

: هَرَتَ عِرْضَه، و هَرَطَه، و هَرَدَه؛ ابن سیدة: هَرَتَ عِرضَه و ثَوْبه یَهْرُته و یَهْرِتُه هَرْتاً، فهو هریتٌ. مَزَّقه و طَعَنَ فیه، لغاتٌ كلها؛ الأَزهری: هَرَتَ ثوبَه هَرْتاً إِذا شَقَّه. و یقال للخطیب من الرجال: أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ؛ و منه قول ابن مُقْبل: هُرْت الشَّقَاشِق، ظَلَّامُونَ للجُزُرِ و الهَرَتُ: سَعَةُ الشِّدْقِ. و الهَرِیتُ: الواسعُ الشِّدْقَیْن؛ و قد هَرِتَ، بالكسر، و هو أَهْرَتُ الشِّدْقِ و هَرِیتُه. و‌فی حدیث رَجاء بن حَیْوة: لا تُحَدِّثْنا عن مُتهارِتٍ‌أَی مُتَشَدِّقٍ مُتَكاثِر، مِن هَرَتِ الشِّدْقِ، و هو سَعَتُه. و رجل أَهْرَتُ، و فرس هَرِیتٌ و أَهْرَتُ: متَّسِعُ مَشَقِّ الفَمِ. و جَمَلٌ هَریتٌ، كذلك؛ و حیَّة هَرِیتُ الشِّدْقِ، و مَهْرُوتَتُه؛ أَنشد یعقوب فی
لسان العرب، ج‌2، ص: 104
صفة حیة: مَهْرُوتَةُ الشِّدْقَیْن، حَولاءُ النَّظَرْ و الهَرَتُ: مصدرُ الأَهْرَتِ الشِّدْق. و أَسَدٌ أَهْرَتُ: بَیِّنُ الهَرَتِ، و هَریتٌ و مُنْهَرِتٌ؛ الأَزهری: أَسَدٌ هَرِیتُ الشِّدْقِ أَی مَهْرُوتٌ و مُنْهَرِتٌ، و هو مَهرُوتُ الفم، و كلابٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ. و الهَرْتُ: شَقُّك الشی‌ءَ لتُوَسِّعَه، و هو أَیضا جَذْبُك الشِّدْقَ نحوَ الأُذن؛ و فی التهذیب: الهَرْتُ هَرْتُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذن. و امرأَة هَرِیتٌ و أَتُومٌ: مُفْضاةٌ؛ و رجل هَریتٌ: لا یَكْتُم سِرًّا؛ و قیل: لا یَكتُم سِرًّا، و یتكلم مع ذلك بالقبیح. و هَرَتَ اللحمَ: أَنْضَجَه و طَبَخَه حتی تَهرَّی. و‌فی الحدیث: أَنه أَكلَ كَتِفاً مُهَرَّتةً و مَسَح یَدَه فَصَلَّی؛ لَحْمٌ مُهَرَّتٌ و مُهَرَّدٌ إِذا نَضِجَ؛ أَراد قد تَقَطَّعَتْ من نُضْجِها؛ و قیل: إِنها مُهَرَّدَة بالدال. و هاروتُ: اسم مَلَك أَو مَلِك، و الأَعْرَف أَنه اسم مَلَك.

هرمت؛ ج2، ص: 104

: هَرامیتُ: آبارٌ مجتمعة بناحیة الدَّهْناء، زَعموا أَن لقمان بن عاد احْتفَرَها؛ الأَصمعی عن یسارِ ضَریَّة؛ و هی قریةٌ رَكایا، یقال لها هَرامیتُ، و حولَها جِفار؛ و أَنشد: بَقایا جِفَارٍ من هَرامِیتَ نُزَّحِ «4» النَّضْرُ: هی رَكایا خاصَّةٌ.

هفت؛ ج2، ص: 104

: هَفَتَ یَهْفِتُ هَفْتاً: دقَّ. و الهَفْتُ: تساقطُ الشی‌ء قِطْعَةً بعد قِطْعَةٍ كما یَهْفِتُ الثَّلْجُ و الرَّذَاذُ، و نحوهما؛ قال العجاج: كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ، بَعْدَ رَذاذِ الدِّیمةِ الدَّیْجورِ، علی قَراهُ فِلَقُ الشُّذورِ و القِطْقِطُ: أَصغَرُ المطر. و قَراه: ظَهْره، یعنی الثور. و الشُّذور: جمع شَذْر، و هو الصغیر من اللؤلؤ، و قد تَهافَتَ. و‌فی الحدیث: یَتَهافَتُون فی النار‌أَی یَتَساقَطُون؛ مِن الهَفْتِ، و هو السقوط. و أَكثر ما یُستعمل التَّهافُتُ فی الشَّرِّ؛ و‌فی حدیث كَعْب بن عُجْرة: و القملُ یَتَهافَت علی وجْهی‌أَی یَتَساقَطُ. و تهافتَ الثوب تَهافُتاً إِذا تَساقَطَ وَ بَلِیَ. و هَفَتَ الشی‌ءُ هَفْتاً و هُفَاتاً أَی تَطایرَ لخفته. و كلُّ شی‌ء انْخَفَضَ و اتَّضعَ، فقد هَفَتَ، و انْهَفَتَ. الأَزهری: و الهَفْتُ من الأَرض مِثْلُ الهَجْل، و هو الجَوُّ المُتَطامِنُ فی سَعةٍ؛ قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول: رأَیتُ جِمَالًا یَتَهادَرْنَ فی ذلك الهَفْتِ. و الهَفْتُ من المَطر: الذی یُسْرِعُ انْهلالهُ. و كلامٌ هَفْتٌ إِذا كَثُرَ بلا رَوِیَّةٍ فیه. و التَّهافُتُ: التَّسَاقُطُ قِطْعَةً قِطْعَةً. و تهافَتَ الفَراشُ فی النار: تَساقَط؛ قال الراجز یصف فحلًا: یَهْفِتُ عَنهُ زَبَداً و بَلْغَما و تَهافَتَ القَوْمُ تَهافتاً إِذا تَساقطُوا مَوْتاً. و تَهافَتُوا علیه: تتابعوا. اللیث: حَبٌّ هَفُوتٌ إِذا صار إِلی أَسْفَلِ القِدْر و انْتَفَخ سریعاً.
(4). و قوله [بقایا جفار] الذی فی یاقوت بقایا نطاف. و یوم الهرامیت كان بین الضباب و جعفر بن كلاب؛ كان القتال بسبب بئر أَراد أَحدهما أَن یحتفرها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 105
ابن الأَعرابی: الهَفْتُ الحُمْقُ الجَیِّدُ. و الهَفَاتُ: الأَحْمَقُ. و یقال: ورَدَتْ هَفِیتةٌ من الناس، للذین أَقْحَمَتْهم السَّنَةُ.

هلت؛ ج2، ص: 105

: هَلَتَ دَمَ البَدَنة إِذا خَدَشَ جِلْدَها بسكِّینٍ حتی یَظْهَر الدمُ؛ عن اللحیانی. و قال ابن الفَرج: سمعتُ واقعاً یقول: انْهَلَتَ یَعْدُو، و انْسَلَتَ یَعْدو؛ و قال الفراء: سَلَتَه و هَلَتَهُ. و قال اللحیانی: سَلَتَ الدمَ و هَلَته أَی قَشَره بالسكین. و الهَلْتَی، علی فَعْلَی: نبت إِذا یَبِسَ صارَ أَحْمر، و إِذا أُكل و نَبَتَ سُمِّی: الجَمِیمَ؛ و قال الأَزهری: هَلْتَی، علی فَعْلَی: شجرة، و هو كنَباتِ الصِّلِّیانِ، إِلا أَن لونه إِلی الحُمْرة؛ ابن سیدة: الهَلْتَی نبت؛ قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد: من الطَریفة الهَلْتَی، و هو نَبت أَحْمَر، یَنْبُتُ نَباتَ الصِّلِّیان و النَّصِیِّ، و لونُه أَحْمَر فی رطُوبته، و یزداد حُمْرَة إِذا یَبِس، و هو مائیّ لا تَكادُ الماشیةُ تَأْكُلُه ما وجَدت شیئاً من الكلإِ یَشْغَلُها عنه. و الهِلْتاءَةُ: الجماعة من الناس یُقِیمون و یَظْعَنون؛ هذه روایة أَبی زید، و رواها ابن السكیت بالثاء.

هوت؛ ج2، ص: 105

: الهَوْتَةُ و الهُوتة، بالفتح و الضم: ما انخفض من الأَرض و اطْمَأَنَّ. و‌فی الدُّعاء: صَبَّ الله علیه هَوْتَةً و مَوْتَةً؛ قال ابن سیدة: و لا أَدْرِی ما هَوْتة هنا. و مضَی هِیتَاءٌ من اللیل أَی وَقْتٌ منه؛ قال أَبو علی: هو عندی فِعْلاء، مُلْحق بِسرْداح، و هو مأْخوذ من الهَوْتة، و هو الوَهْدَةُ و ما انْخَفَضَ عن صَفْحة المُسْتَوَی. و قیل لأُم هِشامٍ البَلَوِیَّة: أَین مَنْزِلُك؟ فقالت: بهاتَا الهُوتَةِ؛ قیل: و ما الهُوتة؟ قالتْ: بهاتَا الوَكْرةِ؛ قیل: و ما الوَكْرَةُ؟ قالت: بهاتَا الصُّدَّاد؛ قیل: و ما الصُّدَّاد؟ قالت: بهاتا المَوْرِدَة؛ قال ابن الأَعرابی: و هذا كلُّه الطریقُ المُنْحَدِرُ إِلی الماء. و‌روی عن عثمان أَنه قال: وَدِدْتُ أَنَّ بیننا و بین العَدُوِّ هَوْتَةً لا یُدْرَكُ قَعْرُها إِلی یوم القیامة؛ الهَوْتَة، بالفتح و الضم: الهُوَّةُ من الأَرض، و هی الوَهْدة العَمِیقةُ؛ قال ذلك حِرْصاً علی سلامة المسلمین، و حَذَراً من القتال؛ و هو مِثْلُ‌قول عمر، رضی الله عنه: وَدِدْتُ أَن ما وَراء الدَّرب جَمْرةٌ واحدةٌ و نارٌ تَوَقَّدُ، تأْكلونَ ما وَراءه و تأْكلُ ما دُونه.

هیت؛ ج2، ص: 105

: هَیْتَ: تَعَجُّبٌ؛ تقول العرب: هَیْتَ للحِلْم و هَیْتَ لك و هِیتَ لكَ أَی أَقْبِلْ. و قال الله، عز و جل، حكایة عن زَلِیخا أَنها قالت، لما راوَدَت یوسفَ، علیه السلام، عن نَفْسه: وَ قٰالَتْ هَیْتَ لَكَ أَی هَلُمَّ و قد قیل: هَیْتُ لَكَ، و هَیْتِ، بضم التاء و كسرها؛ قال الزجاج: و أَكثرها هَیْتَ لَكَ، بفتح الهاء و التاء؛ قال: و رُوِیَتْ عن علیّ، علیه السلام: هِیتُ لكَ، قال: و‌رُوِیَتْ عن ابن عباس، رضی الله عنهما: هِئْتُ لَكَ، بالهمز و كسر الهاء، من الهَیئة، كأَنها قالت: تَهَیَّأْتُ لك قال: فأَما الفتح من هَیْتَ فلأَنها بمنزلة الأَصوات، لیس لها فِعْل یَتَصَرَّفُ منها، و فتحت التاء لسكونها و سكون الیاء، و اخْتِیر الفتح لأَنی قبلها یاء، كما فَعَلُوا فی أَیْنَ، و مَن كسر التاء فلأَن أَصل التقاء الساكنین حركة الكسر، و مَن قال هَیْتُ، ضمَّها لأَنها فی معنی الغایات، كأَنها قالت: دُعائی لكَ؛ فلما حذفت الإِضافة، و تضمنت هَیْتُ معناها، بنیت علی الضم
لسان العرب، ج‌2، ص: 106
كما بنیت حیث؛ و‌قراءةُ علیّ، علیه السلام: هِیتُ لك، بمنزلة هَیْتُ لك، و الحجة فیهما واحدة. الفراء فی هَیْتَ لك: یقال إِنها لغة، لأَهل حَوْرانَ، سَقَطَتْ إِلی مكة فتكلموا بها، قال: و أَهلُ المدینة یقرؤُون هِیتَ لكَ، یكسرون الهاء و لا یهمزون؛ قال: و‌ذُكِرَ عن علیّ و ابن عباس، رضی الله عنهما، أَنهما قرآ: هِئْتُ لك، یراد به فی المعنی: تَهَیَّأْتُ لك، و أَنشد الفراء فی القراءة الأُولی لشاعر فی أَمیر المؤمنین علی بن أَبی طالب، علیه السلام: أَبْلِغْ أَمیرَ المُؤمِنِینَ، أَخا العراقِ إِذا أَتَیْتا: إِنَّ العِراقَ و أَهْلَهُ سِلْمٌ إِلیكَ، فهَیْتَ، هَیْتا و معناه: هَلُمَّ، هَلُمَّ و هَلُمَّ و تَعالَ، یستوی فیه الواحدُ و الجمع و المؤَنث و المذكر إِلّا أَن العدد فیما بعده، تقول: هَیْتَ لكما، و هَیْتَ لكنَّ. قال ابن بری: وُجِدَ الشعرُ بخط الجوهری إِن العراق، بكسر إِنَّ، و یروی بفتحها؛ و یروی: عُنُقٌ إِلیك، بمعنی مائلون إِلیك؛ قال: و ذكر ابن جنی أَن هَیْتَ فی البیت بمعنی أَسْرِعْ، قال: و فیه أَربع لغات: هَیْتَ، بفتح الهاء و التاء، و هِیتَ، بكسر الهاء و فتح التاء، و هَیْتُ بفتح الهاء و ضم التاء، و هِیتُ بكسر الهاء و ضم التاء. الفراء فی المصادر: مَن قرأَ هَیْتَ لَكَ: هَلُمَّ لكَ، قال: و لا مصدر لِهَیْتَ، و لا یُصَرَّفُ. الأَخفش: هَیْتَ لَكَ، مفتوحة، معناها: هَلُمَّ لكَ؛ قال: و كَسَرَ بعضُهم التاء، و هی لغة، فقال: هَیْتِ لك، و رفع بعضٌ التاء، فقال: هَیْتُ لك، و كسر بعضهم الهاء و فتح التاء، فقال: هِیتَ لك، كلُّ ذلك بمعنی واحد. و روی الأَزهری عن أَبی زید، قال: هَیْتَ لَكَ، بالعِبرانیة هَیْتالَجْ أَی تعالَ؛ أَعربه القرآن. و هَیَّتَ بالرجل، و هَوَّتَ به: صَوَّتَ به و صاح، و دعاه، فقال له: هَیْتَ هَیْتَ؛ قال: قد رابَنی أَنَّ الكَرِیَّ أَسْكَتا، لو كان مَعْنِیّاً بها لَهَیَّتَا و قال آخر: تَرْمِی الأَماعِیزَ بمُجْمَراتِ، و أَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ، یَحْدُو بها كلُّ فَتًی هَیَّاتِ و‌فی الحدیث أَنه لما نزل قوله تعالی: وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ؛ باتَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، یُفَخِّذُ عَشیرتَه، فقال المشركون: لقد باتَ یُهَوِّتُ‌أَی یُنادی عَشیرتَه. و التَهْییتُ: الصوتُ بالناس، و هو فیما قال أَبو زید: أَن یقول یا هَیاه. و یقال: هَیَّتَ بالقوم تَهْییتاً، و هَوَّتَ بهم تَهْویتاً إِذا ناداهم؛ و هَیَّتَ النذیرُ، و الأَصلُ فیه حكایةُ الصوت، كأَنهم حَكَوْا فی هَوَّتَ: هَوْتَ هَوْتَ، و فی هَیَّتَ: هَیْتَ هَیْتَ. یقال: هَوَّتَ بهم، و هَیَّتَ بهم إِذا ناداهم، و الأَصل فیه حكایة الصوت؛ و قیل هو أَن یقول: یاهْ یاهْ، و هو نداءُ الراعی لصاحبه من بعید. و یَهْیَهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لها: یاهْ یاهْ. و العربُ تقول للكلب إِذا أَغْرَوْه بالصید: هَیْتاهْ هَیْتاهْ؛ قال الراجز یذكر الذئب: جاءَ یُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ، و قُلْتُ: هَیْتاهُ، فَتاه كَلْبی
لسان العرب، ج‌2، ص: 107
ابن الأَعرابی: یقال للمَهْواة هَوْتة و هُوَّة و هُوتَةٌ؛ و جمع الهُوتةِ: هُوتٌ. و یقال: هاتِ یا رجل، بكسر التاء، أَی أَعطنی، و للإِثنین: هاتِیا، مثل آتِیا، و للجمع: هاتُوا، و للمرأَة: هاتی، بالیاء، و للمرأَتین: هاتِیا، و للنساء: هاتِینَ، مثل عاطِینَ. و تقول: هات لا هاتَیْتَ، و هاتِ إِن كانت بك مُهاتاةٌ، و ما أُهاتِیك كما تقول: ما أُعاطِیكَ، و لا یقال منه: هاتَیْتُ، و لا یُنْهی بها. قال الخلیل: أَصل هاتِ مِن آتَی یُؤَاتِی، فقلبت الأَلف هاء. و الهِیتُ: الهُوةُ القَعِرةُ من الأَرض. و هِیتُ، بالكسر: بلد علی شاطئ الفُرات، أَصلها من الهُوَّة؛ قال: طِرْ بجنَاحَیْكَ، فقد دُهِیتا، حَرَّانَ حَرَّانَ، فهِیتاً هِیتا و قیل: معناه اذْهَبْ فی الأَرض. قال أَبو علی: یاء هِیتَ، التی هی أَرضٌ، واوٌ، و قد ذكرت. التهذیب: هِیتٌ موضع علی شاطئ الفُرات؛ قال رؤْبة: و الحُوتُ فی هِیتَ، رَداها هِیتُ قال الأَزهری: و إِنما قال رؤبة: و صاحبُ الحُوتِ، و أَینَ الحُوتُ؟ فی ظُلُماتٍ، تَحْتَهُنَّ هِیتُ ابن الأَعرابی: هِیتُ أَی هُوَّة من الأَرض، قال: و یقال لها الهُوتَةُ؛ و قال بعض الناس: سمیت هِیتَ لأَنها فی هُوَّة من الأَرض، انقلبت الواو إِلی الیاء، لكسرة الهاء؛ و الذی جاء‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نفی مُخَنَّثَیْن: أَحدهما هِیتٌ و الآخر ماتِعٌ، إِنما هو هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحاب الحدیث. قال الأَزهری: رواه الشافعی و غیره هِیتٌ؛ قال: و أَظُنُّه صواباً.

فصل الواو؛ ج2، ص: 107

وبت؛ ج2، ص: 107

: وَبَتَ بالمكان وَبْتاً: أَقام.

وتت؛ ج2، ص: 107

: أَبو عمرو: الوَتُّ و الوَتَّةُ صیاحُ الوَرَشان. و أَوْتی إِذا صاحَ صِیاحَ الوَرَشانِ؛ قاله ابن الأَعرابی.

وحت؛ ج2، ص: 107

: طعام وَحْتٌ: لا خیر فیه.

وقت؛ ج2، ص: 107

: الوَقْتُ: مقدارٌ من الزمانِ، و كلُّ شی‌ء قَدَّرْتَ له حِیناً، فهو مُؤَقَّتٌ، و كذلك ما قَدَّرْتَ غایتَه، فهو مُؤَقَّتٌ. ابن سیدة: الوَقْتُ مقدار من الدهر معروف، و أَكثر ما یُستعمل فی الماضی، و قد اسْتُعْمِلَ فی المستقبل، و اسْتَعْمَلَ سیبویه لفظ الوَقْتِ فی المكان، تشبیهاً بالوقت فی الزمان، لأَنه مقدار مثله، فقال: و یَتَعَدَّی إِلی ما كان وقتاً فی المكان، كمِیلٍ و فَرْسخ و بَرِید، و الجمع: أَوْقاتٌ، و هو المِیقاتُ. و وَقْتٌ مَوْقُوتٌ و مُوَقَّتٌ: مَحْدُود. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ الصَّلٰاةَ كٰانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ كِتٰاباً مَوْقُوتاً؛ أَی مُؤَقَّتاً مُقَدَّراً؛ و قیل: أَی كُتِبَتْ علیهم فی أَوقاتٍ مُوَقَّتة؛ و فی الصحاح: أَی مَفْروضات فی الأَوْقات؛ و قد یكون وَقَّتَ بمعنی أَوْجَبَ علیهم الإِحرامَ فی الحج، و الصلاة عند دخول وقْتِها. و المِیقاتُ: الوَقْتُ المضْروبُ للفعل و الموضع. یقال: هذا مِیقاتُ أَهلِ الشأْم، للموضع الذی یُحْرِمُون منه. و‌فی الحدیث: أَنه وَقَّتَ لأَهل المدینة ذا الحُلَیْفة؛ قال ابن الأَثیر: و قد تكرر التَّوْقیت و المِیقاتُ، قال: فالتَّوْقِیتُ و التَّأْقِیتُ: أَن یُجْعَل للشی‌ءِ وَقْتٌ یختض به، و هو بیانُ مقدار المُدَّة. و تقول: وقَّتَ الشی‌ءَ یُوَقِّته، و وَقَتَهُ یَقِتُه إِذا بَیَّنَ حَدَّه، ثم اتُّسِعَ فیه فأُطْلِقَ علی المكان،
لسان العرب، ج‌2، ص: 108
فقیل للموضع: مِیقاتٌ، و هو مِفْعال منه، و أَصله مِوْقاتٌ، فقُلبت الواو یاء لكسرة المیم. و‌فی حدیث ابن عباس: لم یَقِتْ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی الخمر حَدًّا‌أَی لم یُقَدِّرْ، و لم یَحُدَّه بعدد مخصوص. و المِیقاتُ: مصدر الوَقْتِ. و الآخرةُ: مِیقاتُ الخلق. و مواضعُ الإِحرام: مواقیتُ الحاجِّ. و الهلالُ: میقاتُ الشهر، و نحو ذلك كذلك. و تقول: وَقَتَه، فهو مَوْقُوت إِذا بَیَّن للفعل وَقْتاً یُفْعَلُ فیه. و التَّوْقیت: تحدیدُ الأَوقات. و تقول: وَقَّتُّه لیوم كذا مثل أَجَّلْته. و المَوْقِتُ، مَفْعِلٌ: مِن الوَقْت؛ قال العجاج: و الجامعُ الناسِ لیوم المَوْقِتِ و قوله تعالی: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. قال الزجاج: جُعل لها وَقْتٌ واحد للفَصْل فی القضاء بین الأُمة؛ و قال الفراء: جُمِعَتْ لوقتها یوم القیامة؛ و اجْتَمع القُرّاء علی همزها، و هی فی قراءة عبد الله: وُقِّتَتْ، و قرأَها أَبو جعفر المَدَنیُّ وُقِتَتْ، خفیفة بالواو، و إِنما همزت لأَن الواو إِذا كانت أَولَ حرف و ضُمَّتْ، هُمِزت؛ یقال: هذه أُجُوهٌ حسانٌ بالهمز، و ذلك لأَن ضمة الواو ثقیلة، و أُقِّتَتْ لغة، مثل وُجُوه و أُجُوه.

وكت؛ ج2، ص: 108

: الوَكْتُ: الأَثر الیسیر فی الشی‌ء. و الوَكْتَةُ: شبه النُّقطة فی العین. ابن سیدة: الوَكْتَةُ فی العین نقطة حمراء فی بیاضها، قیل: فإِن غُفِلَ عنها صارت وَدْقةً؛ و قیل: هی نُقْطة بیضاء فی سوادها. و عین مَوْكُوتةٌ: فیها وَكْتة، إِذا كان فی سوادها نُقْطةُ بیاضٍ. غیره: الوَكْتة: كالنقطة فی الشی‌ء، یقال: فی عینه وَكْتة. و‌فی الحدیث: لا یحلف أَحدٌ و لو علی مِثل جَناحِ بَعوضة، إِلَّا كانت وكْتةً فی قلبه.الوَكْتة: الأَثَرُ فی الشی‌ء، كالنُّقْطة، من غیر لونه، و الجمع وَكْتٌ؛ و منه قیل للبُسْر إِذا وقعت فیه نُقْطة من الإِرْطاب: قد وَكَتَ؛ و منه‌حدیث حذیفة؛ و یَظلُّ أَثَرُها كأَثَر الوَكْتِ.وَ وَكَتَ الكتابَ وَكْتاً: نَقَطَه. و الوَكْتة و الوَكْتُ فی الرُّطَبة: نُقْطة تَظْهَر فیها من الإِرْطاب. و فی التهذیب: إِذا بدا فی الرُّطَب نُقَط من الإِرْطاب، قیل: قد وَكَّتَ، فإِذا أَتاها التَّوْكیتُ من قِبَلِ ذَنَبها، فهی مُذَنِّبَةٌ. المحكم: و وَكَّتَتِ البُسْرة تَوْكِیتاً: صار فیها نُقَطٌ من الإِرْطابِ؛ و هی بُسْرة مُوَكِّتة و مُوَكِّتٌ؛ الأَخیرة عن السیرافی. وَ وكَتَتِ الدابةُ وَكْتاً: أَسْرَعَتْ رفْع قوائمها و وَضْعَها. وَ وكتَ المَشْیَ وَكْتاً و وَكَتاناً: و هو تَقارُبُ الخَطْو فی ثِقَل و قُبْحِ مَشْیٍ؛ قال: و مَشْیٍ كهَزِّ الرُّمْحِ، بادٍ جَمالُه، إِذا وَكَتَ المَشْیَ القِصارُ الدَّحادِحُ وَ وكَّتَ فی سَیْره، و هو صِنْفٌ منه. و رجل وَكَّاتٌ؛ هذه عن كراع، قال ابن سیدة: و عندی أَن وَكَّاتاً، علی وَكَتَ المَشْیَ، و لو كان علی ما حكاه كراع لكان مُوَكِّتاً. شمر: الوَكْتُ فی المَشْی هی القَرْمَطَةُ، و الشی‌ء الیسیر. و قِرْبَةٌ مَوْكُوتة: مملوءة؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و المعروف مَزكُوتة. الفراء: وَكَتَ القَدَحَ، و وَكَّته، و زَكَتَه، و زَكَّتَه إِذا ملأَه.

ولت؛ ج2، ص: 108

: ولَتَه حَقَّه وَلْتاً: نَقَصَه. و‌فی حدیث الشُّورَی: و تُولِتُوا أَعْمالكم‌أَی تَنْقُصوها؛ یقال:
لسان العرب، ج‌2، ص: 109
لاتَ یَلِیتُ، و أَلَتَ یَأْلِتُ، و هو فی الحدیث من أَوْلَتَ یُولِتُ، أَو من آلَتَ یُؤْلِتُ إِن كان مهموزاً؛ قال القتیبی: و لم أَسمع هذه اللغة إِلا من هذا الحدیث.

وهت؛ ج2، ص: 109

: وَهَتَ الشی‌ءَ وَهْتاً: داسَه دَوساً شدیداً. و الوَهْتةُ: الهَبْطَةُ من الأَرض، و جمعها وَهْتٌ. و قد وَهَتَه یَهِتُه وَهْتاً إِذا ضَغَطَه، فهو مَوْهُوت. و أَوْهَتَ اللحمُ یُوهِتُ، لغة فی أَیْهَتَ: أَنْتَنَ؛ و إِنما صارت الیاء فی یُوهِتُ واواً لضم ما قبلها. الأُمَوِیُّ: المُوهِتُ اللحم المُنْتنُ، و قد أَیْهَتَ إِیهاتاً، و الله أَعلم.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج2، ص: 109

یقت؛ ج2، ص: 109

یقت‌

ینبت؛ ج2، ص: 109

: التهذیب فی الرباعی، أَبو زید: و من العِضِّ الیَنْبُوت، و الواحدة: یَنْبوتة، و هی شجرة شاكة ذاتُ غِصَنَةٍ و وَرَقٍ، و ثمرُها جَرْوٌ، و الجَرْوُ: وِعاء بَذْرِ الكَعابیر التی فی رؤوس العیدان، و لا یكون فی غیر الرؤوس إِلا فی مُحَقَّراتِ الشجر، و إِنما سمی جَرْواً لأَنه مُدَحْرَجٌ، و هو من الشِّرْسِ و العِضِّ، و لیس من العِضاهِ.

یهت؛ ج2، ص: 109

: أَیْهَتَ الجُرْحُ یُوهِتُ، و كذلك اللحم: أَنْتَنَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 110‌

[ث]؛ ج2، ص: 110

اشارة

فصل الثاء المثلثة‌

ث؛ ج2، ص: 110

: الثاء من الحروف اللِّثَوِیَّة، و هی من الحروف المهموسة، و هی و الظاء و الذال فی حیز واحد.

[فصل الهمزه]؛ ج2، ص: 110

أبث؛ ج2، ص: 110

: أَبَثَ علی الرجل یَأْبِثُ أَبْثاً: سَبَّه عند السلطان خاصة. التهذیب: الأَبْثُ الفَقْر؛ و قد أَبَثَ یَأْبِثُ أَبْثاً. الجوهری: الأَبِثُ الأَشِرُ النَّشِیطُ؛ قال أَبو زُرارة النصری: أَصْبَحَ عَمَّارٌ نَشِیطاً أَبِثا، یَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً، قد كَبِثا كَبِثَ: أَنْتَنَ و أَرْوَحَ. و قال أَبو عمرو: أَبِثَ الرجلُ، بالكسر، یَأْبَثُ: و هو أَن یَشْرَبَ اللبَن حتی ینتفخ و یأْخذَه كهیئة السُّكْر؛ قال: و لا یكون ذلك إِلا من أَلبان الإِبل.

أثث؛ ج2، ص: 110

: الأَثاثُ و الأَثاثةُ و الأُثوثُ: الكثرة و العِظَمُ من كل شی‌ء؛ أَثَّ یَأَثُّ و یَئِثُّ و یَؤُثُّ أَثًّا و أَثاثةً، فهو أَثٌّ، مقصور؛ قال ابن سیدة: عندی أَنه فَعْلٌ، و كذلك أَثِیثٌ، و الأُنثی أَثِیثة، و الجمع أَثائِثُ و أَثایِثُ. و یقال: أَثَّ النباتُ یَئِثُّ أَثاثةً أَی كثُر و التَفَّ، و هو أَثِیثٌ، و یوصف به الشَّعَر الكثیر، و النباتُ المُلْتف؛ قال إمرؤ القیس: أَثِیثٌ كَقِنْوِ النَّخْلة المُتَعَثْكِلِ و شَعَر أَثِیثٌ: غزیر طویل، و كذلك النبات، و الفعل كالفعل؛ و لِحْیة أَثَّة كَثَّة: أَثِیثة. و أَثَّتِ المرأَةُ تَئِثُّ أَثًّا: عَظُمَتْ عجیزتُها؛ قال الطِّرِمَّاح: إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّتْ، و إِنْ هی أَقْبَلَتْ، فَرُؤْدُ الأَعالی، شَخْتةُ المُتَوَشَّحِ و امرأَةٌ أَثِیثةٌ: أَثِیرة، كثیرة اللحم، و الجمع إِثاثٌ و أَثائثُ؛ قال رؤبة: و من هَوایَ الرُّجُحُ الأَثائثُ، تُمِیلُها أَعجازُها الأَواعِثُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 111
و أَثَّثَ الشی‌ءَ: وَطَّأَه و وثَّرَه. و الأَثاثُ: الكثیر من المال؛ و قیل: كثرةُ المال؛ و قیل: المالُ كلُّه و المتاعُ ما كان من لِباسٍ، أَو حَشْوٍ لفراشٍ، أَو دِثارٍ، واحدتُه أَثاثةٌ؛ و اشتقه ابن درید من الشی‌ء المُؤَثَّثِ أَی المُوَثَّر. و فی التنزیل العزیز: أَثٰاثاً وَ رِءْیاً؛ الفراء: الأَثاثُ المَتاع، و كذلك قال أَبو زید. و الأَثاثُ: المالُ أَجمع، الإِبل و الغنم و العبید و المتاع. و قال الفراء: الأَثاثُ لا واحد لها، كما أَن المَتاع لا واحدَ له، قال: و لو جمعتَ الأَثاثَ، لقلت: ثلاثةُ آثَّةٍ، و أُثُثٌ كثیرة. و الأَثاثُ: أَنواعُ المَتاع من متاع البیت و نحوه. و تأَثَّثَ الرجلُ: أَصابَ خیراً؛ و فی الصحاح: أَصابَ رِیاشاً. و أُثاثةُ: اسم رجل، بالضم؛ قال ابن درید: أَحسِبُ أَن اشتقاقه من هذا.

أرث؛ ج2، ص: 111

: أَرَّثَ بین القوم: أَفْسَدَ. و التَّأْرِیثٌ: الإِغْراء بین القوم. و التَّأْرِیثُ أَیضاً: إِیقادُ النار. و أَرَّثَ النارَ: أَوْقَدها؛ قال عدیّ بن زید: و لها ظَبْیٌ یُؤَرِّثُها، عاقِدٌ فی الجِیدِ تِقْصارا و تَأَرَّثَتْ، هی: اتَّقَدَتْ؛ قال: فإِنَّ، بأَعْلی ذِی المَجازة، سَرْحةً طَویلًا، علی أَهل المَجازة، عارُها و لو ضَرَبُوها بالفُؤُوسِ، و حَرَّقُوا علی أَصْلِها، حَتَّی تَأَرَّثَ نارُها و‌فی حدیث أَسلم، قال: كنت مع عمر، رضی الله عنه، و إِذا نارٌ تُؤَرَّثُ بصِرارٍ.التأْریثُ: إِیقادُ النار و إِذْكاؤُها. و الإِراثُ و الأَرِیثُ: النارُ. و صِرارٌ، بالصاد المهملة: موضع قریب من المدینة. و الإِراثُ: ما أُعِدَّ للنار من حُراقةٍ و نحوها؛ و قیل: هی النارُ نفْسُها؛ قال: مُحَجَّلُ رِجْلَیْنِ، طَلْقُ الیَدَیْن، له غُرَّةٌ مثلُ ضَوْءِ الإِراثِ و یقال: أَرَّثَ فلانٌ بینهم الشَّرَّ و الحَرْبَ تَأْرِیثاً، و أَرَّجَ تَأْرِیجاً إِذا أَغری بعضهم ببعض، و هو إِیقادُها؛ و أَنشد أَبو عبید لعدِیِّ بن زید: و لها ظَبْیٌ یُؤَرِّثُها و الأُرْثةُ، بالضم: عُودٌ أَو سِرْجِینٌ یُدْفَنُ فی الرَّماد، و یوضع عنده لیكون ثُقوباً للنار، عُدَّةً لها إِذا احْتِیج إِلیها. و الإِراثُ: الرَّماد؛ قال ساعدة بن جُؤیة: عفا غیْرَ إِرْثٍ من رَماد، كأَنه حَمامٌ، بأَلبادِ القِطارِ، جُثُومُ قال السُّكَّرِیُّ: أَلباد القِطار ما لَبَّدَهُ القَطْر. و الإِرْثُ: الأَصلُ. قال ابن الأَعرابی: الإِرْثُ فی الحَسَب، و الوِرثُ فی المال. و حكی یعقوب: إِنه لفی إِرْثِ مَجْدٍ و إِرْفِ مَجْدٍ، علی البدل. الجوهری: الإِرْثُ المِیراثُ، و أَصل الهمزة فیه واو. یقال: هو فی إِرْثِ صِدْقٍ أَی فی أَصلِ صِدْقٍ، و هو علی إِرثٍ من كذا أَی علی أَمر قدیم تَوارَثه الآخِرُ عن الأَوَّل. و‌فی حدیث الحج: إِنكم علی إِرْثٍ من إِرث أَبیكم إِبراهیم، یرید به میراثَهم مِلَّته، و من هاهنا للتبیین مثلها فی قوله: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ. و أَصلُ همزته واو، لأَنه من وَرِثَ
لسان العرب، ج‌2، ص: 112
یَرِثُ. و الإِرْثُ من الشی‌ء: البقیة من أَصله، و الجمع إِراث؛ قال كثیر عزة: فأَوْرَدَهُنَّ من الدَّوْنَكَیْن، حَشارِجَ یَحْفِرْنَ منها إِراثا و الأُرْثة: سوادٌ و بیاض. كبشٌ آرَثُ و نعجة أَرْثاء: و هی الرَّقْطاء، فیها سواد و بیاض. و الأُرَثُ و الأُرَفُ: الحُدودُ بین الأَرضین، واحدتها أُرْثة و أُرْفة. ابن سیدة: و الأُرْثة الحَدُّ بین الأَرْضَین، و أَرَّثَ الأَرْضَیْن: جعل بینهما أُرْثة؛ قال أَبو حنیفة: الأُرْثَة المكانُ ذو الأَراضَة السَّهْلُ؛ قال: و الأُرْثُ شبیه بالكُعْر، إِلَّا أَن الكْعرَ أَبْسَطُ منه، قال: و له قَضِیبٌ واحدٌ فی وسطه و فی رأْسه، مثلُ الفِهْر المُصَعْنَب، غیر أَن لا شَوْك فیه، فإِذا جَفَّ تطایرَ لیس فی جوفه شی‌ء، و هو مَرْعًی للإِبل خاصة تَسْمَنُ علیه، غیر أَنه یُورِثُها الجَرَبَ، و منابتُه غَلْظُ الأَرض. و الأُرْثة: الأَكَمَةُ الحمراء.

أنث؛ ج2، ص: 112

: الأُنْثی: خلافُ الذكر من كل شی‌ء، و الجمع إِناثٌ؛ و أُنُثٌ: جمع إِناث، كحمار و حُمُر. و فی التنزیل العزیز: إِنْ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلّٰا إِنٰاثاً؛ و قرئ: إِلا أُنُثاً، جمع إِناث، مثل تِمارٍ و تُمُر؛ و مَن قرأَ إِلّٰا إِنٰاثاً، قیل: أَراد إِلا مَواتاً مثل الحَجَر و الخَشَب و الشجر و المَوات، كلُّها یخبر عنها كما یُخْبر عن المُؤَنث؛ و یقال للمَوات الذی هو خلاف الحَیوان: الإِناثُ. الفراء: تقول العرب: اللَّاتُ و العُزَّی و أَشباهُها من الآلهة المؤَنثة؛ و قرأَ ابن عباس: إِن یَدْعون من دونه إِلا أُثُناً؛ قال الفراءُ: هو جمع الوَثَنْ فضم الواو و همزها. كما قالوا: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. و المُؤَنَّث: ذَكَرٌ فی خَلْق أُنْثی؛ و الإِناثُ: جماعة الأُنْثی و یجی‌ءُ فی الشعر أَناثی. و إِذا قلت للشی‌ءِ تُؤَنِّثه، فالنَّعْتُ بالهاء، مثل المرأَة، فإِذا قلت یُؤَنث، فالنعت مثل الرجل بغیر هاءٍ، كقولك مؤَنثة و مؤَنث. و یقال للرجل: أَنَّثْتُ تَأْنیثاً أَی لِنْتَ له، و لم تَتَشَدَّد. و بعضهم یقول: تَأَنَّثَ فی أَمره و تَخَنَّثَ. و الأَنِیثُ من الرجال: المُخَنَّثُ، شِبْه المرأَة؛ و قال الكمیت فی الرجل الأَنیثِ: و شَذَّبْتَ عنهم شَوْكَ كلِّ قَتادةٍ بفارسَ، یَخْشاها الأَنِیثُ المُغَمَّزُ و التأْنِیثُ: خلافُ التذكیر، و هی الأَناثةُ. و یقال: هذه امرأَة أُنثی إِذا مُدِحَتْ بأَنها كاملة من النساء، كما یقال: رجل ذَكَر إِذا وُصِفَ بالكمال. ابن السكیت: یقال هذا طائرٌ و أُنْثاه، و لا یقال: و أُنْثاتُه. و تأْنیثُ الاسم: خلافُ تذكیره؛ و قد أَنَّثْته، فتَأَنَّثَ. و الأُنثَیان: الخُصْیتانِ، و هما أَیضاً الأُذُنانِ، یمانیة؛ و أَنشد الأَزهری لذی الرمة: و كُنَّا، إِذا القَیْسیُّ نَبَّ عَتُودُه، ضَرَبْناه فوقَ الأُنْثَیَیْنِ علی الكَرْدِ قال ابن سیدة، و قول الفرزدق: و كنّا، إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّه، ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَیینِ علی الكَرْد قال: یعنی الأُذُنَیْن، لأَنَّ الأُذُنَ أُنثی. و أَورد الجوهری هذا البیت علی ما أَورده الأَزهری لذی الرمة، و لم یَنْسُبْه لأَحد؛ قال ابن بری: البیت
لسان العرب، ج‌2، ص: 113
للفرزدق، قال و المشهور فی الروایة: و كنا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه كما أَورده ابن سیدة. و الكَرْدُ: أَصل العُنق؛ و قول العجاج: و كلُّ أُنْثی حَمَلَتْ أَحجارا یعنی المِنْجَنیقَ لأَنها مؤَنثة؛ و قولها «5» فی صفة فرس: تَمَطَّقَتْ أُنْثَیاها بالعَرَقْ، تَمَطُّقَ الشَّیْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ عَنَتْ بأُنْثَییها: رَبَلَتَیْ فَخِذَیْها. و الأُنْثَیان: من أَحیاءِ العرب بَجیلة و قُضاعة، عن أَبی العَمَیْثَل الأَعرابی؛ و أَنشد للكمیت: فیا عَجَبا للأُنْثَیَیْن تَهادَتا أَذاتیَ، إِبْراقَ البَغایا إِلی الشَّرْبِ و آنَثَتِ المرأَةُ، و هی مُؤْنِثٌ: وَلَدَتِ الإِناثَ، فإِن كان ذلك لها عادةً، فهی مِئْناثٌ، و الرجلُ مِئْناثٌ أَیضا، لأَنهما یستویان فی مِفْعال. و‌فی حدیث المُغیرةِ: فُضُلٌ مِئْناثٌ.المئْناثُ: التی تَلِدُ الإِناثَ كثیراً، كالمِذْكارِ: التی تَلِدُ الذكور. و أَرض مِئْناثٌ و أَنیثةٌ: سَهْلة مُنْبِتة، خَلِیقةٌ بالنَّبات، لیست بغلیظة؛ و فی الصحاح: تُنْبتُ البَقْلَ سَهْلةٌ. و بلدٌ أَنِیثٌ: لَیِّنٌ سَهْل؛ حكاه ابن الأَعرابی. و مكانٌ أَنِیثٌ إِذا أَسْرَع نباتُه و كَثُر؛ قال إمرؤ القیس: بمَیْثٍ أَنیثٍ فی ریاضٍ دَمِیثةٍ، یُحیلُ سَوافِیها بماءِ فَضِیضِ و من كلامهم: بلد دَمِیثٌ أَنِیثٌ طَیِّبُ الرَّیْعةِ، مَرْتُ العُودِ. و زعم ابن الأَعرابی أَن المرأَة إِنما سمیت أُنثی، من البلد الأَنیث، قال: لأَن المرأَة أَلْیَنُ من الرجل، و سمیت أُنثی للینها. قال ابن سیدة: فأَصْلُ هذا الباب، علی قوله، إِنما هو الأَنیثُ الذی هو اللَّیِّنُ؛ قال الأَزهری: و أَنشدنی أَبو الهیثم: كأَنَّ حَصانا فَصٌّها التینُ، حُرَّةً، علی حیثُ تَدْمی بالفِناءِ حَصیرُها قال، یقوله الشماخ: و الحَصانُ هاهنا الدُّرَّة من البحر فی صَدَفَتِها تُدْعَی التِّینَ. و الحَصِیرُ: موضعُ الحَصِیر الذی یُجْلَس علیه، شَبَّه الجاریةَ بالدُّرَّة. و الأَنِیثُ: ما كان من الحَدید غیرَ ذَكَر. و حدیدٌ أَنیثٌ: غیر ذَكِیر. و الأَنیثُ من السُّیوف: الذی من حدیدٍ غیر ذَكَر؛ و قیل: هو نحوٌ من الكَهام؛ قال صَخْرُ الغَیِّ: فیُعْلِمهُ بأَنَّ العَقْل عِنْدی جُرازٌ، لا أَفَلُّ، و لا أَنِیثُ أَی لا أُعْطِیهِ إِلا السَّیْفَ القاطعَ، و لا أُعْطیه الدِّیةَ. و المُؤَنَّثُ: كالأَنِیث؛ أَنشد ثعلب: و ما یَسْتَوی سَیْفانِ: سَیْفٌ مُؤَنَّثٌ، و سَیْفٌ، إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما و سیفٌ أَنِیثٌ: و هو الذی لیس بقاطع. و سیف مِئْناثٌ و مِئناثة، بالهاءِ، عن اللحیانی إِذا كانت حَدیدتُه لَیِّنة، تأْنِیثُه علی إِرادة الشَّفْرة، أَو الحدیدة، أَو السلاح. الأَصمعی: الذَّكَرُ من السُّیوف شَفْرَتُه حدید ذَكَرٌ، و مَتْناه أَنیثٌ، یقول الناسُ إِنها من عَمَل الجن. و‌روی إِبراهیم النخعی أَنه قال: كانوا یَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّیب،
(5). هكذا وردت مؤنثةً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 114
و لا یَرَوْنَ بذُكُورته بأْساً؛ قال شمر: أَراد بالمُؤَنَّثِ طِیبَ النساءِ، مثل الخَلُوق و الزَّعْفران، و ما یُلَوِّنُ الثیابَ، و أَما ذُكورةُ الطِّیبِ، فما لا لَوْنَ له، مثلُ الغالیة و الكافور و المِسْكِ و العُود و العَنْبَر، و نحوها من الأَدهان التی لا تُؤَثِّرُ.

فصل الباء الموحدة؛ ج2، ص: 114

بثث؛ ج2، ص: 114

: بَثَّ الشی‌ءَ و الخَبَرَ یَبُثُّه و یَبِثُّه بَثّاً، و أَبَثَّه، بمعنًی، فانْبَثَّ: فَرَّقه فتَفَرَّقَ، و نَشَره؛ و كذلك بَثَّ الخیلَ فی الغارة یَبُثُّها بَثّاً فانْبَثَّتْ، و بَثَّ الصیادُ كلابَه یَبُثُّها بَثّاً؛ و انْبَثَّ الجَرادُ فی الأَرض: انْتَشَر؛ و خَلَقَ اللهُ الخلْقَ، فبَثَّهم فی الأَرض. و فی التنزیل العزیز: وَ بَثَّ مِنْهُمٰا رِجٰالًا كَثِیراً وَ نِسٰاءً؛ أَی نَشَر و كَثَّر؛ و‌فی حدیث أُم زَرْع: زَوْجی لا أَبُثُّ خَبَره‌أَی لا أَنْشُره لقُبْح آثاره. و بُثَّت البُسُطُ إِذا بُسِطَتْ. قال الله عز و جل: وَ زَرٰابِیُّ مَبْثُوثَةٌ؛ قال الفراءُ: مَبْثُوثَةٌ كثیرة. و قوله عز و جل: فَكٰانَتْ هَبٰاءً مُنْبَثًّا؛ أَی غُباراً مُنتَشِراً. و تَمْرٌ بَثٌّ إِذا لم یُجَوَّدْ كَنْزُه فتَفَرَّقَ؛ و قیل: هو المنْتَثِرُ الذی لیس فی جِرابٍ، و لا وعاء كَفَثٍّ، و هو كقولهم: ماءٌ غَوْرٌ؛ قال الأَصمعی: تَمْرٌ بَثٌّ إِذا كان منْثُوراً مُتَفَرِّقاً بعضُه من بعض. و بَثْبَثَ الترابَ: اسْتَثاره و كَشَفَه عما تَحْتَه. و‌فی حدیث عبد الله: فلما حَضَرَ الیهودیَّ المَوْتُ، قال: بَثْبِثُوه‌أَی كَشِّفُوه؛ حكاه الهروی فی الغریبین، و هو من البَثِّ إِظهارِ الحدیث، و الأَصلُ فیه بَثِّثُوه، فأُبدل من الثاء الوسطی باء تخفیفاً، كما قالوا فی حَثَّثْتُ: حَثْحَثْتُ. و أَبَثَّه الحدیثَ: أَطْلَعه علیه؛ قال أَبو كبیر: ثم انْصَرَفْتُ، و لا أَبُثُّكَ حِیبَتی، رَعِشَ البَنانِ، أَطِیشُ مَشْیَ الأَصْوَرِ أَراد: و لا أُخْبِرُك بكل سُوء حالتی. و البَثُّ: الحالُ و الحُزْنُ، یقال: أَبْثَثْتُك أَی أَظْهَرْتُ لك بَثِّی. و‌فی حدیث أُم زرع: لا تَبُثُّ حدیثَنا تَبْثیثاً؛ و یروی تَنُثُّ، بالنون، بمعناه. و اسْتَبَثَّه إِیاه: طَلَبَ إِلیه أَن یَبُثَّه إِیاه. و البَثُّ: الحُزْنُ و الغَمُّ الذی تُفْضِی به إِلی صاحبك. و‌فی حدیث أُم زرع: لا یُولِجُ الكَفَّ لیَعْلَم البَثَّ؛ قال: البَثُّ فی الأَصل شدَّة الحُزْن، و المرضُ الشدیدُ، كأَنه من شدَته یَبُثُّه صاحبَه. المعنی: أَنه كان بجسدها عَیْبٌ أَو داء، فكان لا یُدْخِلُ یَدَه فی ثوبها فیَمَسَّه، لعِلْمِه أَن ذلك یُؤْذیها؛ تَصِفُه باللُّطْفِ؛ و قیل: إِن ذلك ذَمٌّ له أَی لا یَتَفَقَّد أُمورَها و مصالحَها، كقولهم: ما أُدْخِلُ یدی فی هذا الأَمْر أَی لا أَتَفَقَّدُه. و‌فی حدیث كعب بن مالك: فلما تَوَجَّه قافِلًا من تبوكَ حَضَرنی بَثِّی‌أَی اشْتَدَّ حُزْنی. و یقال: أَبْثَثْتُ فلاناً سِرِّی، بالأَلف، إِبْثاثاً أَی أَطْلَعْتُه علیه و أَظْهَرْته له. و بَثَّثْتُ الخَبر، شُدِّد للمبالغة، فانْبَثَّ أَی انْتَشَر. و بَثْبَثْتُ الأَمْرَ إِذا فَتَّشْتَ عنه و تَخَبَّرْته. و بَثْبَثْتُ الخَبَر بَثْبَثةً: نَشَرْتُه، و الغُبارَ: هَیَّجتُه.

بحث؛ ج2، ص: 114

: البَحْثُ: طَلَبُكَ الشی‌ءَ فی التُّراب؛ بَحَثَه یَبْحَثُه بَحْثاً، و ابْتَحَثَه. و فی المثل: كالباحِثِ عن الشَّفْرة. و فی آخر: كباحِثةٍ
لسان العرب، ج‌2، ص: 115
عن حَتْفها بظِلْفها؛ و ذلك أَن شاةً بَحَثَتْ عن سِكِّین فی التراب بظِلْفِها ثم ذُبِحَتْ به. الأَزهری: البَحُوثُ من الإِبل التی إِذا سارتْ بحثت الترابَ بأَیدیها أُخُراً أَی ترمِی إِلی خَلْفِها؛ قاله أَبو عمرو. و البَحوثُ: الإِبلُ تَبْتَحثُ الترابَ بأَخْفافِها، أُخُراً فی سَیرها. و البَحْثُ: أَن تَسْأَل عن شی‌ء، و تَسْتَخْبر. و بَحَثَ عن الخَبر و بَحَثَه یَبْحَثُه بَحْثاً: سأَل، و كذلك اسْتَبْحَثَه، و اسْتَبْحَثَ عنه. الأَزهری: اسْتَبْحَثْتُ و ابْتَحَثْتُ و تَبَحَّثْتُ عن الشی‌ء، بمعنی واحد أَی فَتَّشْتُ عنه. و البَحْث: الحَیَّةُ العظیمة لأَنها تَبْحَثُ التُّرابَ. و تَرَكْتُه بمباحِثِ البَقَر أَی بالمكان القَفْر؛ یعنی بحیثُ لا یُدْری أَین هو. و الباحِثاء، من جِحَرة الیرابیع: تُرابٌ یُخَیَّلُ إِلیكَ أَنه القاصِعاء، و لیس بها، و الجمعُ باحِثاواتُ. و سُورةُ بَراءةَ كان یقال لها: البُحُوثُ، سمِّیت بذلك لأَنها بَحَثَتْ عن المنافقین و أَسرارهم أَی اسْتَثارتْها و فَتَّشَتْ عنها. و‌فی حدیث المِقداد: أَبَتْ علینا سُورةُ البُحوثِ، انْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالًا؛ یعنی سورةَ التوبة. و البُحوثُ: جمع بَحْثٍ. قال ابن الأَثیر: و رأَیت فی الفائق سورة البَحُوث، بفتح الباء، قال: فإِن صحت، فهی فَعُول من أَبنیة المبالغة، و یقع علی الذكر و الأُنثی، كامرأَة صَبور، و یكون من باب إِضافة الموصوف إِلی الصفة. و قال ابن شمیل: البُحَّیْثی مثال خُلَّیْطَی: لُعْبة یَلْعَبون بها بالتراب كالبُحْثَة. و قال شمر: جاء‌فی الحدیث أَن غُلامین كانا یَلْعَبانِ البُحْثَةَ «6»، و هو لعبٌ بالتراب. قال: البَحْثُ المَعْدِنُ یُبْحَثُ فیه عن الذَّهَبِ و الفِضَّةِ. قال: و البُحاثَة التُّراب الذی یُبْحَثُ عما یُطْلَبُ فیه.

برث؛ ج2، ص: 115

: البَرْثُ: جبلٌ من رَمْلٍ، سهل التراب، لَیِّنه. و البَرْثُ: الأَرض السَّهْلة اللَّیِّنة. و البَرْثُ: أَسهلُ الأَرض و أَحسَنُها. أَبو عمرو: سمعت ابنَ الفَقْعَسِیِّ یقول، و سأَلته عن نَجْد، فقال: إِذا جاوزتَ الرمل فصِرْتَ إِلی تلك البِراثِ، كأَنها السَّنامُ المُشَقَّقُ. الأَصمعی و ابن الأَعرابی: البَرْثُ أَرضٌ لینة مستویة تُنْبِتُ الشَّعَر؛ و‌فی الحدیث: یَبْعَثُ الله منها سبعین أَلفاً لا حسابَ علیهم، و لا عذابَ، فیما بَیْنَ البَرْثِ الأَحْمَر و بین كذا؛ البَرْثُ: الأَرضُ اللَّیِّنة؛ قال: یرید به أَرضاً قریبةً من حِمْصٍ، قُتِلَ بها جماعةٌ من الشهداء و الصالحین؛ و منه‌الحدیث الآخر: بین الزَّیْتُونِ إِلی كذا بَرْثٌ أَحْمَرُ؛ و البَرْثُ: مكانٌ لیِّنٌ سهْلٌ یُنْبِتُ النَّجْمة و النَّصِیَّ، و الجمعُ من كل ذلك؛ بِراثٌ، و أَبْراثٌ، و بُروثٌ؛ فأَما قول رؤْبة: أَقْفَرَتِ الوَعْساءُ، فالعُثاعِثُ من أَهْلِها، فالبُرَقُ البَرارِثُ فإِن الأَصمعی قال: جعل واحدتها بَرْثِیةً، ثم جَمَع و حذف الیاء للضرورة؛ قال أَحمد بن یحیی: فلا أَدری ما هذا؛ و فی التهذیب: أَراد أَن یقول بِراث فقال بَرارِثُ؛ و قال فی الصحاح: یقال إِنه خطأٌ. قال ابن بری: إِنما غَلِطَ رؤْبة فی قوله فالبُرَقُ البَرارِثُ، من جهة أَن بَرْثاً اسم ثلاثی، قال: و لا یجمع الثلاثیّ علی ما جاء علی زنة فَعالل، قال: و من انتصر لرؤبة قال یجی‌ءُ الجمع علی غیر واحده المستعمل
(6). قوله [یلعبان البحثة] ضبطت البحثة، بضم الموحدة، بالأَصل كالنهایة و ضبطت فی القاموس كالتكملة و التهذیب بفتحها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 116
كضَرَّة و ضَرائر، و حُرَّة و حَرائر، و كَنَّة و كَنائِن، و قالوا: مَشابِهَ و مَذاكِر فی جمع شِبْه وَ ذكر، و إِنما جاء جمعاً لمُشْبِه و مِذْكار، و إِن كانا لم یُستعملا؛ و كذلك بَرارِثُ، كأَنَّ واحدَه بُرَّثةٌ و بَرِّیثةٌ، و إِن لم یُستعمل؛ قال: و شاهدُ البَرْثِ للواحد قولُ الجَعْدیّ: علی جانِبَیْ حائِرٍ مُفْرَطٍ، ببَرْثٍ، تَبَوَّأْنه، مُعْشِبِ و الحائرٌ: ما أَمْسَك الماءَ. و المُفْرَطُ: المَمْلُوء. و البَرْثُ: الأَرض البیضاء، الرقیقة، السَّهْلة، السریعة النبات؛ عن أَبی عمرو، و جمعُها بِراثٌ و بِرَثَة. و تَبَوَّأْنَه: أَقَمْنَ به. و الضمیر فی تَبَوَّأْنَ یعود علی نساء تقدم ذكرهن؛ و قبله: فلمَّا تَخَیَّمْنَ تَحْتَ الأَراكِ، و الأَثْلِ من بَلَدٍ طَیِّبِ أَی ضَرَبْنَ خِیامَهُنَّ فی الأَراك. و الوَعْساءُ: الأَرض اللینة ذاتُ الرمل. و العَثاعِثُ: جمعُ عَثْعثَة، و هی الأَرضُ اللینة البیضاء. و قال أَبو حنیفة: قال النضر: البَرِثَة إِنما تكون بین سُهُولة الرَّمْل و حُزونة القُفِّ، و قال: أَرض بَرِثَة، علی مثال ما تقدم، مَرِیعةٌ تكون فی مَسَاقط الجبال. ابن الأَعرابی: البُرْثُ، بالضم: الرجلُ الدَّلیلُ الحاذِقُ. التهذیب فی برت، أَبو عمرو: بَرِتَ الرجلُ إِذا تَحَیَّر؛ و بَرِثَ، بالثاء، إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً.

برعث؛ ج2، ص: 116

: البُرْعُثُ: الاسْتُ، كالبُعْثُطِ. و بَرْعَثٌ: مكانٌ.

برغث؛ ج2، ص: 116

: البَرْغَثَة: لونٌ شبیه بالطُّحْلَة. و البُرْغُوثُ: دُوَیبَّة شِبْهُ الحُرْقُوص، و البُرْغوثُ واحدُ البَراغیث.

بعث؛ ج2، ص: 116

: بَعَثَهُ یَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، و بَعَثَ به: أَرسله مع غیره. و ابْتَعَثَه أَیضاً أَی أَرسله فانْبعَثَ. و‌فی حدیث علیّ یصف النبی، صلی الله علیه و سلم، شَهِیدُك یومَ الدین، و بَعِیثُك نعْمة؛ أَی مَبْعُوثك الذی بَعَثْته إِلی الخَلْق أَی أَرسلته، فعیل بمعنی مفعول. و‌فی حدیث ابن زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها؛ یقال: انْبَعَثَ فلانٌ لشأْنه إِذا ثار و مَضَی ذاهباً لقضاء حاجَته. و البَعْثُ: الرسولُ، و الجمع بُعْثانٌ، و البَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلی الغَزْو. و البَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، و یقال: هم البَعْثُ بسكون العین. و فی النوادر: یقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِیراً إِذا أَرسَلوا إِلیها رُكَّاباً للمیرة. و‌فی حدیث القیامة: یا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار؛ أَی المَبْعُوث إِلیها من أَهلها، و هو من باب تسمیة المفعول بالمصدر. و بَعَثَ الجُنْدَ یَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، و هو من ذلك، و هو البَعْثُ و البَعِیثُ، و جمع البَعْثِ: بُعُوث؛ قال: و لكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ علینا، فَصِرْنا بینَ تَطْوِیحٍ و غُرْمِ و جمع البَعِیثِ: بُعُثٌ. و البَعْثُ: یكون بَعْثاً للقوم یُبْعَثُون إِلی وَجْهٍ من الوجوه، مثل السَّفْر و الرَّكْب. و قولهم: كنتُ فی بَعْثِ فلانٍ أَی فی جیشه الذی بُعِثَ معه. و البُعُوثُ: الجُیوش. و بَعَثَه علی الشی‌ء: حمله علی فِعْله. و بَعَثَ علیهم البَلاء: أَحَلَّه. و فی التنزیل العزیز: بَعَثْنٰا عَلَیْكُمْ
لسان العرب، ج‌2، ص: 117
عِبٰاداً لَنٰا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ. و‌فی الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا علیكم مُسلِمَ بن عُقْبة، فَقَتلَكم یوم الحَرَّة.و انْبَعَثَ الشی‌ءُ و تَبَعَّثَ: انْدَفَع. و بَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَیْقَظَه و أَهَبَّه. و‌فی الحدیث: أَتانی اللیلةَ آتِیانِ فابْتَعَثَانی‌أَی أَیقَظانی من نومی. و تأْویلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان یَحْبِسُه عن التَّصَرُّف و الانْبِعاثِ. و انْبَعَثَ فی السَّیْر أَی أَسْرَع. و رجلٌ بَعِثٌ: كثیر الانْبِعاثِ من نومه. و رجل بَعْثٌ و بَعِثٌ و بَعَثٌ: لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، و تَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَیْدُ بن ثَوْر: تَعْدُو بأَشْعَثَ، قد وَهَی سِرْبالُه، بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فیَسْهَرُ و الجمع: أَبْعاث: و فی التنزیل: قٰالُوا یٰا وَیْلَنٰا مَنْ بَعَثَنٰا مِنْ مَرْقَدِنٰا؟ هذا وَقْفُ التَّمام، و هو قول المشركین یوم النُّشور. و قولُه عز و جل: هٰذٰا مٰا وَعَدَ الرَّحْمٰنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ؛ قَوْلُ المؤْمِنین؛ و هذا رَفْعٌ بالابتداء، و الخَبَرُ مٰا وَعَدَ الرَّحْمٰنُ؛ و قرئ: یٰا وَیْلَنٰا مِنْ بَعْثِنٰا مِنْ مَرْقَدِنٰا؟ 2- 7 أَی مِن بَعْثِ الله إِیَّانا من مَرْقَدِنا. و البَعْثُ فی كلام العرب علی وجهین: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالی: ثُمَّ بَعَثْنٰا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسیٰ*؛ معناه أَرسلنا. و البَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعیر فانبَعَثَ أَی أَثَرْتُه فَثار. و البَعْثُ أَیضاً: الإِحْیاء من الله للمَوْتی؛ و منه قوله تعالی: ثُمَّ بَعَثْنٰاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ: أَی أَحییناكم. و بَعَثَ اللمَوْتی: نَشَرَهم لیوم البَعْثِ. و بَعَثَ اللهُ الخَلْقَ یَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك. و فتح العین فی البعث كله لغة. و من أَسمائه عز و جل: الباعِثُ، هو الذی یَبْعَثُ الخَلْقَ أَی یُحْییهم بعد الموت یوم القیامة. و بَعَثَ البعیرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً فَهاجَهُ. و‌فی حدیث حذیفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ و وَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن یَمُوتَ فی وَقَفاتِها فَلْیَفعل.قوله: بَعَثات أَی إِثارات و تَهْییجات، جمع بَعْثَةٍ. و كلُّ شی‌ء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: فبَعَثْنا البَعیرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.و التَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابیّ: أَصْدَرها، عن كَثْرَةِ الدَّآثِ، صاحبُ لَیْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ و تَبَعَّثَ منی الشِّعْرُ أَی انْبَعَثَ، كأَنه سالَ. و یومُ بُعاثٍ، بضم الباء: یوم معروف، كان فیه حرب بین الأَوْسِ و الخَزْرج فی الجَاهلیة، ذكره الواقدی و محمد بن إِسحاق فی كتابیهما؛ قال الأَزهری: و ذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا فی كتاب العین، فجعلَه یومَ بُغَاث و صَحَّفَه، و ما كان الخلیلُ، رحمه الله، لِیَخفَی علیه یومُ بُعاثٍ، لأَنه من مشاهیر أَیام العرب، و إِنما صحَّفه اللیثُ و عزاه إِلی الخَلیل نفسِه، و هو لسانُه، و الله أَعلم. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: و عندها جاریتان تُغَنِّیانِ بما قِیل یومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا الیوم. و بُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس. و باعِثٌ و بَعِیثٌ: اسمان. و البَعِیثُ: اسم شاعر معروف من بنی تمیم، اسمه خِدَاشُ بن بَشیرٍ، و كنیته أَبو مالك، سمی بذلك لقوله: تَبَعَّثَ منی ما تَبَعَّثَ، بعد ما اسْتَمرَّ فؤَادی، و اسْتَمَرَّ مَرِیری
لسان العرب، ج‌2، ص: 118
قال ابن بری: و صواب إِنشاد هذا البیت علی ما رواه ابن قُتَیْبة و غیره: و استَمَرَّ عَزِیمی، قال: و هو الصحیح؛ و معنی هذا البیت: أَنه قال الشعر بعد ما أَسَنَّ و كَبِرَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، لما صالَحَ نصارَی الشام، كتبوا له؛ إِنَّا لا نُحْدِثُ كنیسةً و لا قَلِیَّة، و لا نُخْرِج سَعانِینَ، و لا باعوثاً؛ الباعوثُ للنَّصاری: كالاستسقاء للمسلمین، و هو اسم سریانی؛ و قیل: هو بالغین المعجمة و التاء فوقها نقطتان. و باعِیثا: موضع معروف.

بغث؛ ج2، ص: 118

: البَغَثُ و البُغْثة: بیاضٌ یَضرِبُ إِلی الخُضرة؛ و قیل: بیاض یَضرِبُ إلیِ الحُمْرة، الذكر أَبْغَثُ، و الأُنثَی بَغْثاء. و الأَبغَثُ: طائرٌ غَلَبَ علیه غَلَبَة الأَسماء، و أَصلُه الصفةُ للونه. التهذیب: البُغَاثُ و الأَبغَثُ من طیر الماء، كلون الرماد، طویل العُنق؛ و الجمع البُغْثُ و الأَبَاغِثُ؛ قال أَبو منصور: جَعَلَ اللیثُ البُغاثَ و الأَبغَثَ شیئاً واحداً، و جعلهما معاً من طیر الماء، قال: و البُغاثُ، عندی، غیرُ الأَبغَثِ؛ فأَما الأَبغَثُ، فهو من طیر الماء، معروف، و سمی أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه، و هو بیاض إِلی الخُضرة؛ و أَما البُغاثُ: فكلُّ طائر لیس من جوارح الطیر؛ یقال: هو اسم للجنس من الطیر الذی یُصادُ. و الأَبْغَثُ: قریبٌ من الأَغْبَر. ابن سیدة: و بَغاثُ الطیر و بُغاثها: أَلائِمها و شِرارُها، و ما لا یصید منها، واحدتُها بَغاثة، بالفتح، الذَّكر و الأُنثی فی ذلك سواء. و قال بعضهم: من جعل البَغاثَ واحداً، فجمعه بِغْثانٌ، مثل غَزال و غِزلانٍ؛ و من قال للذكر و الأُنثی بَغاثة، فجمعه بَغاثٌ، مثل نَعامة و نَعام، و تكون النعامة للذكر و الأُنثی؛ سیبویه: بُغاثٌ، بالضم، و بِغثانٌ، بالكسر. و‌فی حدیث جعفر بن عمرو: رأَیت وَحْشِیّاً، فإِذا شَیْخٌ مثلُ البَغَاثة: هی الضعیف من الطیر، و جمعها بَغاثٌ. و‌فی حدیث عطاء: فی بُغَاثِ الطیرِ مُدٌّ‌أَی إِذا صادَه المحرم: و‌فی حدیث المُغِیرة یصف امرأَة: كأَنها بَغاثٌ؛ و البَغَاثُ طائرٌ أَبیض، و قیل: أَبْغَثُ إِلی الغُبْرة، بطی‌ءُ الطیرانِ، صغیر دُوَیْنَ الرَّخَمَة. قال ابن بری قول الجوهری عن ابن السكیت: البَغاثُ طائرٌ أَبْغَثُ إِلی الغُبْرةِ دون الرَّخَمة، بطی‌ءُ الطیران؛ قال: هذا غلط من وجهین أَحدهما أَنَّ البَغَاثَ اسم جنس، واحدته بَغاثة، مثل حَمام و حَمامة، و أَبْغَثُ صفة بدلیل قولهم: أَبْغَثُ بَیِّنُ البُغْثَة، كما تقول: أَحْمَر بَیِّنُ الحُمْرة؛ و جمعه: بُغْثٌ، مثل أَحْمَر و حُمر؛ قال: و قد یجمع علی أَباغِثَ لمَّا اسْتُعمِل استِعمالَ الأَسماء، كما قالوا: أَبْطَحُ و أَباطِحُ، و أَجْرَعُ و أَجَارِعُ؛ و الوجه الثانی: أَن البُغَاثَ ما لا یصید من الطیر، و أَما الأَبْغَثُ من الطیر، فهو ما كان لونه أَغْبَر، و قد یكون صائداً و غیر صائد. قال النضر بن شمیل: و أَما الصُّقورُ فمنها أَبْغَثُ و أَحْوَی، و أَخْرَجُ و أَبیض، و هو الذی یَصیدُ به الناسُ علی كل لون، فجَعَل الأَبْغَثَ صفة لِمَا كان صائداً أو غیر صائد، بخلاف البَغاثِ الذی لا یكون منه شی‌ءٌ صائداً؛ و قیل: البَغَاث أَولادُ الرَّخَم و الغِرْبان. و قال أَبو زید: البَغاثُ الرَّخَمُ، واحدتُها بَغاثة؛ قال: و زعم یونس أَنه یقال له البِغاثُ و البُغاثُ، بالكسر و الضم، الواحدة: بِغاثة و بُغاثة. و البُغاثُ: طیر مثلُ السَّوَادِقِ لا یصید؛ و فی التهذیب: كالباشِقِ لا یَصِیدُ شیئاً من الطیر، الواحدة بُغاثة، و یجمع علی البِغْثان؛ قال عباس بن مِرْداس:
لسان العرب، ج‌2، ص: 119
بغاثُ الطَیْر أَكثَرُها فِراخاً، و أُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاةٌ نَزُورُ و فی المثل: إِنَّ البِغاثَ بأَرضنا یَسْتَنْسِرُ یُضربُ مثلًا للَّئیم یرتفع أَمره؛ و قیل: معناه أَی من جاوَرَنا عَزَّ بِنا. قال الأَزهری: سمعناه بكسر الباء، قال: و یقال بَغاث، بفتح الباء؛ قال: و البَغاثُ الطیر الذی یُصاد و یَسْتَنْسِرُ أَی یصیر كالنَّسْر الذی یَصیدُ و لا یُصاد. و البَغْثاءُ من الضأْن، مثل الرَّقْطاء: و هی التی فیها سواد و بیاض، و بیاضها أَكثر من سوادها. و البَغِیثُ: الطعامُ المخلوطُ یُغَشُّ بالشَّعیر كاللَّغِیثِ، عن ثعلب، و هو مذكور فی موضعه؛ قال الشاعر: إِنَّ البَغِیثَ و اللَّغیثَ سِیَّان و البَغْثاءُ: أَخلاطُ الناس. و دَخَلَ فی بَغْثاءِ الناس و بَرْشاءِ الناس أَی جماعتهم. و بُغاثٌ: موضع، عن ثعلب. اللیث: یومُ بُغاثٍ: یومُ وَقْعَةٍ كانت بین الأَوْس و الخَزْرج؛ قال الأَزهری: إِنما هو بُعاث، بالعین، و قد مرَّ تفسیره، و هو من مشاهیر أَیام العرب، و من قال بُغاث، فقد صحَّف. و الأَبْغَثُ: مكانٌ ذو رمل و حجارة.

بقث؛ ج2، ص: 119

: بَقَثَ أَمرَه و حدیثَه، و طعامَه و غیره ذلك: خَلَطَه.

بلث؛ ج2، ص: 119

: البَلِیثُ: نبْتٌ؛ قال: رَعَیْنَ بَلِیثاً ساعةً، ثم إِننا قَطَعْنا علیهنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسَا

بلكث؛ ج2، ص: 119

: البَلاكِثُ: موضع؛ قال بعض القُرَشِیِّیین «7»: بینما نحنُ بالبَلاكِثِ، بِالقاعِ، سِراعاً، و العِیسُ تَهْوِی هُوِیَّا

بهث؛ ج2، ص: 119

: البَهْثُ: البِشْرُ و حُسْنُ اللقاء. و قد بَهَثَ إِلیه و تَبَاهَثَ. و فلان لِبُهْثةٍ أَی لِزِنْیَةٍ. و البُهْثةُ: ابن البَغِیِّ. قال ابن الأَعرابی: قلت لأَبی المَكارم: ما الأَزْیَب؟ فقال: البُهْثةُ. قلت: و ما البُهْثةُ؟ قال: وَلَدُ المُعارَضةِ، و هی المُیافعَة و المُساعاة. و بنو بُهْثةَ: بَطْنانِ، بُهْثَةُ من بنی سُلَیْم، و بُهْثةُ من بنی ضُبَیْعَةَ بن ربیعة. الجوهری: بُهْثَة، بالضم، أَبو حیّ من سُلَیم، و هو بُهْثةُ بن سلیم بن منصور؛ قال عبد الشارق بن عبد العُزَّی الجُهَنیُّ: تَنادَوْا یالَ بُهْثَةَ، إِذ رأَوْنا، فَقُلنا: أَحْسِنی مَلأً جُهَیْنا «8» و المَلأُ الخُلُق. و‌فی الحدیث: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم، أَی أَخلاقكم. و البُهْثةُ، من البَهْثِ: و هو البِشْرُ و حُسْنُ المَلْقَی. و البُهْثةُ: البقرة الوحشیة؛ قال: كأَنها بُهْثةٌ تَرْعَی بأَقْرِیةٍ، أَو شِقَّةٌ خَرجَتْ من جوف سَاهورِ

بهكث؛ ج2، ص: 119

: البَهْكَثةُ: السُّرْعة فیما أُخِذَ فیه من عمل.
(7). قوله [قال بعض القرشیین] قال فی التكملة هو أَبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة فی امرأته صالحة بنت أبی عبیدة ابن المنذر، و بعد البیت: خطرت خطرة علی القلب من ذكراك وهناً فما استطعت مضیا قلت: لبیك إذ دعانی لك الشوق و للحادیین كرّا المطیا (8). قوله [تنادوا یال إلخ] قال فی التكملة: الروایة فنادوا، بالفاء، معطوف علی ما قبله و هو: فجاؤوا عارضاً برداً و جئنا، كمثل السیل، نركب وازعینا
لسان العرب، ج‌2، ص: 120‌

بوث؛ ج2، ص: 120

: باثَ الشی‌ءَ و غیره یَبُوثُهُ بَوْثاً، و أَباثه: بَحَثه؛ و فی الصحاح: بحث عَنْه. و باثَ المَكانَ بَوْثاً: حَفَر فیه، و خَلَط فیه تُراباً، و سنذكره أَیضاً فی بیث، لأَنها كلمة یائیة و واویة. و باثَ الترابَ یَبُوثُه بَوْثاً إِذا فَرَّقه. و باثَ متاعَه یَبُوثُهُ بَوْثاً إِذا بَدَّدَ مَتاعَه و مالَه. و حاثِ باثِ، مبنی علی الكسر: قُماشُ الناس، و هو فی الیاء أَیضاً. و تَرَكَهُم حَوْثاً بَوْثاً، و جئْ به من حَوْثَ بَوْثَ أَی من حیثُ كان و لم یكن. و جاءَ بحَوْثَ بَوْثَ إِذا جاء بالشی‌ء الكثیر. ابن الأَعرابی: یقال تَرَكَهُم حاثِ باثِ، إِذا تَفَرَّقوا. و قال أَبو منصور: و بِثَة حرفٌ ناقصٌ، كأَنَّ أَصله بِوْثَة، من باثَ الریحُ الرمادَ یَبُوثه إِذا فَرَّقه كأَنَّ الرَّمادَ سُمِّی بِثَةً لأَن الریح یَسْفِیها.

بیث؛ ج2، ص: 120

: باثَ الترابَ بَیْثاً، و اسْتَباثَه: استخرجه. أَبو الجَرَّاح: الاسْتِباثَةُ اسْتِخْراجُ النَّبیثةِ من البئر. و الاسْتِباثَة: الاستخراج؛ قال أَبو المُثَلَّم الهُذَلی، و عزاه أَبو عبید إِلی صَخْرِ الغَیِّ، و هو سَهْو حكاه ابن سیدة: لَحَقُّ بنی شِعارةَ أَنْ یَقُولُوا لِصَخْرِ الغَیِّ: ماذا تَسْتَبِیثُ؟ و معنی تَسْتَبیثُ: تَستَثِیر ما عِنْدَ أَبی المُثَلَّم مِن هجاء و نحوه. و باثَ و أَباثَ و اسْتَباثَ و نَبَثَ، بمعنًی واحد. و باثَ المكانَ بَیْثاً إِذا حَفَر فیه و خَلَطَ فیه تراباً. و حاثِ باثِ، مبنی علی الكسر: قُماشُ الناسِ.

بینیث؛ ج2، ص: 120

: التهذیب فی الرباعی، ابن الأَعرابی: البَیْنِیثُ ضَرْبٌ من سمك البحر؛ قال أَبو منصور: البَیْنیثُ بوزن فَیْعیل غیر الیَنْبِیث، قال: و لا أَدری أَ عربیٌّ هو أَم دَخِیل؟

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج2، ص: 120

تفث؛ ج2، ص: 120

: التَّفَثُ: نَتْفُ الشَّعَر، و قَصُّ الأَظْفار، و تَنَكُّبُ كُلِّ ما یَحْرُم علی المُحْرم، و كأَنه الخُروجُ من الإِحرام إِلی الإِحْلال. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ؛ قال الزجاج: لا یَعْرِفُ أَهلُ اللغة التَّفَثَ إِلَّا من التفسیر. و‌رُوی عن ابن عباس قال: التَّفَثُ الحَلْق و التَّقْصیر، و الأَخْذُ من اللحیة و الشارب و الإِبط، و الذبحُ و الرَّمْیُ؛ و قال الفراء: التَّفَثُ نَحْرُ البُدْنِ و غیرها من البقر و الغنم، و حَلْقُ الرأْس، و تقلیم الأَظفار و أَشباهه. الجوهری: التَّفَثُ فی المناسك ما كان مِن نحو قَصِّ الأَظْفار و الشارب، و حَلْقِ الرأْسِ و العانة، و رمی الجِمار، و نَحْرِ البُدْن، و أَشباه ذلك؛ قال أَبو عبیدة: و لم یجئْ فیه شِعْرٌ یُحْتَجُّ به. و فی حدیث الحج: ذِكْرُ التَّفَثِ، و هو ما یفعله المحرم بالحج، إِذا حَلَّ كقَصِّ الشارب و الأَظفار، و نَتْف الإِبط، و حَلْق العانة. و قیل: هو إِذْهابُ الشَّعَث و الدَّرَن، و الوَسَخ مطلقاً؛ و الرجلُ تَفِثٌ. و‌فی الحدیث: فتَفَّثَت الدماءُ مكانه‌أَی لَطَّخَتْه، و هو مأْخوذ منه. و قال ابن شمیل: التَّفَثُ النُّسُك، مِن مناسك الحج. و رجل تَفِثٌ أَی متغیر شَعِثٌ، لم یَدَّهِنْ، و لم یَسْتَحِد. قال أَبو منصور: لم یفسر أَحدٌ من اللغویین التَّفَث، كما فسره ابن شمیل؛ جَعَلَ التَّفَثَ التَّشَعُّثَ، و جعلَ إِذْهابَ الشَّعَثِ بالحَلْق قَضاءً، و ما أَشْبهه. و قال ابن الأَعرابی: ثم لیَقْضُوا تَفَثَهم؛ قال: قَضاء
ُ‌لسان العرب، ج‌2، ص: 121
حَوائجهم مِن الحَلْق و التَّنْظِیفِ.

تلث؛ ج2، ص: 121

: التَّلِیثُ: من نَجِیل السِّباخ.

توث؛ ج2، ص: 121

: التُّوثُ: الفِرْصادُ، واحدتُه تُوثةٌ، و قد تقدّم بتاءَین. و كَفْرُتُوثا: موضع.

فصل الثاء المثلثة؛ ج2، ص: 121

ثلث؛ ج2، ص: 121

: الثَّلاثة: مِن العدد، فی عدد المذكر، معروف، و المؤَنث ثلاث. و ثَلَثَ الاثنینِ یَثْلِثُهما ثَلْثاً: صار لهما ثالثاً. و فی التهذیب: ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم. و كَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك، و كذلك إِلی العشرة، إِلَّا أَنك تفتح أَرْبَعُهم و أَسْبَعُهم و أَتْسَعُهم فیها جمیعاً، لمكان العین، و تقول: كانوا تسعة و عشرین فثَلَثْتُهم أَی صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثین، و كانوا تسعة و ثلاثین فربَعْتُهم، مثل لفظ الثلاثة و الأَربعة، كذلك إِلی المائة. و أَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة؛ و كانوا ثلاثة فأَرْبَعُوا؛ كذلك إِلی العشرة. ابن السكیت: یقال هو ثالث ثلاثة، مضاف إِلی العشرة، و لا ینوّن، فإِن اختلفا، فإِن شئت نوَّنت، و إِن شئت أَضفت، قلت: هو رابعُ ثلاثةٍ، و رابعٌ ثلاثةً، كما تقول: ضاربُ زیدٍ، و ضاربٌ زیداً، لأَن معناه الوقوع أَی كَمَّلَهم بنفسه أَربعة؛ و إِذا اتفقا فالإِضافة لا غیر لأَنه فی مذهب الأَسماء، لأَنك لم ترِد معنی الفعل، و إِنما أَردت: هو أَحد الثلاثة و بعضُ الثلاثة، و هذا ما لا یكون إِلا مضافاً، و تقول: هذا ثالثُ اثنین، و ثالثٌ اثنین، بمعنی هذا ثَلَّثَ اثنین أَی صَیَّرهما ثلاثة بنفسه؛ و كذلك هو ثالثُ عَشَر، و ثالثَ عَشَرَ، بالرفع و النصب إِلی تسعة عشر، فمن رفع، قال: أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر؛ فحذفتُ الثلاثة، و تركتُ ثالثاً علی إِعرابه؛ و من نصب قال: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فلما أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل لیُعْلَم أَن هاهنا شیئاً محذوفاً. و تقول: هذا الحادی عَشَرَ، و الثانی عَشَرَ، إِلی العشرین مفتوح كله، لِما ذكرناه. و فی المؤَنث: هذه الحادیةَ عَشْرَة، و كذلك إِلی العشرین، تدخل الهاء فیهما جمیعاً، و أَهل الحجاز یقولون: أَتَوْنی ثلاثَتَهم و أَرْبَعَتَهم إِلی العشرة، فینصبون علی كل حال، و كذلك المؤنث أَتَیْنَنی ثلاثَهنَّ و أَرْبَعَهنَّ؛ و غیرُهم یُعْربه بالحركات الثلاث، یجعله مثلَ كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم یكن إِلا النصبَ، تقول: أَتونی أَحَدَ عَشرَهُم، و تسعةَ عشرَهُم، و للنساء أَتَیْنَنی إِحدی عَشْرَتَهنَّ، و ثمانیَ عَشْرَتَهنَّ. قال ابن بری، رحمه الله: قول الجوهری آنفاً: هذا ثالثُ اثْنین، و ثالثٌ اثنین، و المعنی هذا ثَلَّثَ اثنین أَی صَیَّرهما ثلاثةً بنفسه؛ و قوله أَیضاً: هذا ثالثُ عَشَر و ثالثَ عَشَر، بضم الثاء و فتحها، إِلی تسعة عشر وَهَمٌ، و الصواب: ثالثُ اثنینِ، بالرفع، و كذلك قوله: ثَلَّثَ اثْنین وَهَمٌ، و صوابه: ثَلَثَ، بتخفیف اللام، و كذلك قوله: هو ثالثُ عَشَر، بضم الثاء، وَهَمٌ لا یُجیزه البصریون إِلَّا بالفتح، لأَنه مركب؛ و أَهل الكوفة یُجیزونه، و هو عند البصریین غلط، قال ابن سیدة و أَما قول الشاعر: یَفْدیكِ یا زُرْعَ أَبی و خالی، قد مَرَّ یومانِ، و هذا الثالی و أَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبالی فإِنه أَراد الثالث، فأَبدل الیاء من الثاء. و أَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة، عن ثعلب. و‌فی الحدیث:
لسان العرب، ج‌2، ص: 122
دِیةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً؛ أَی ثلاثٌ و ثلاثون حقةً، و ثلاثٌ و ثلاثون جذعةً، و أربعٌ و ثلاثون ثَنِیَّةً. و‌فی الحدیث: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، و الذی نفسی بیده، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن؛ جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، لأَن القرآن العزیز لا یَتَجاوز ثلاثةَ أَقسام، و هی: الإِرْشاد إِلی معرفة ذات الله، عز و جل، و تقدیسه أَو معرفة صفاته و أَسمائه، أَو معرفة أَفعاله، و سُنَّته فی عباده، و لما اشتملت سورة الإِخلاص علی أَحد هذه الأَقسام الثلاثة، و هو التقدیس، وازَنَها سیدُنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بثُلُثِ القرآن، لأَن مُنْتَهی التقدیس أَن یكون واحداً فی ثلاثة أُمور، لا یكون حاصلًا منه من هو من نوعه و شِبْهه، و دَلَّ علیه قولُه: لَمْ یَلِدْ؛ و لا یكون هو حاصلًا ممن هو نظیره و شبهه، و دلَّ علیه قوله: وَ لَمْ یُولَدْ؛ و لا یكون فی درجته و إِن لم یكن أَصلًا له و لا فرعاً مَن هو مثله، و دل علیه قوله: وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. و یجمع جمیع ذلك قوله: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ؛ و جُمْلَتُه تفصیلُ قولك: لا إِله إِلا الله؛ فهذه أَسرار القرآن، و لا تَتناهَی أَمثالُها فیه، فلا رَطْب و لا یابس إِلّٰا فِی كِتٰابٍ مُبِینٍ. و قولهم: فلان لا یَثْنی و لا یَثْلِثُ أَی هو رجل كبیر، فإِذا أَراد النُّهوضَ لم یقدر فی مرَّة، و لا مرتین، و لا فی ثلاث. و الثلاثون من العدد: لیس علی تضعیف الثلاثة، و لكن علی تضعیف العشرة، و لذلك إِذا سمیت رجلًا ثلاثین، لم تقل ثُلَیِّثُون، و لكن ثُلَیْثُونَ؛ عَلَّل ذلك سیبویه. و قالوا: كانوا تسعة و عشرین فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَی صِرْتُ لهم مَقام الثلاثین. و أَثْلَثوا: صاروا ثلاثین، كل ذلك علی لفظ الثلاثة، و كذلك جمیعُ العُقود إِلی المائة، تصریفُ فعلها كتصریف الآحاد. و الثَّلاثاء: من الأَیام؛ كان حَقُّه الثالث، و لكنَّه صیغ له هذا البناء لیَتَفَرَّد به، كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ. و حكی عن ثعلب: مَضَت الثَّلاثاءُ بما فیها فأَنَّث. و كان أَبو الجرّاح یقول: مَضَت الثلاثاءُ بما فیهن، یُخْرِجُها مُخْرَج العدد، و الجمع ثَلاثاواتُ و أَثالِثُ؛ حكی الأَخیرَة المُطَرِّزِیُّ، عن ثعلب. و حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی: لا تكن ثَلاثاوِیّاً أَی ممن یصوم الثَّلاثاءَ وحده. التهذیب: و الثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً، جُعلت الهاء التی كانت فی العدد مَدَّة فرقاً بین الحالین، و كذلك الأَرْبِعاء من الأَرْبعة؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكیداً للاسم، كما قالوا: حَسَنةٌ و حَسْناء، و قَصَبة و قَصْباء، حیث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم، و كذلك الشَّجْراء و الطَّرْفاء، و الواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة. و قول الشاعر، أَنشده ابن الأَعرابی؛ قال ابن بری: و هو لعبد الله بن الزبیر یهجو طَیِّئاً: فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ، و إِن یَكُ خامِسٌ، یكنْ سادِسٌ، حتی یُبِیرَكم القَتْلُ أَراد بقوله: تَثْلِثُوا أَی تَقْتُلوا ثالثاً؛ و بعده: و إِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ، و إِن یَكُ تاسِعٌ، یكنْ عاشرٌ، حتی یكونَ لنا الفَضْلُ یقول: إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة، و إِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة، فلا نَبْرَحُ نَزید علیكم أَبداً. و یقال: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مضاف. و فی التنزیل العزیز: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِینَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ ثٰالِثُ ثَلٰاثَةٍ. قال الفراء: لا یكون إِلا مضافاً، و لا یجوز التنوین فی ثالث، فتنصب الثلاثةَ؛ و كذلك قوله: ثٰانِیَ اثْنَیْنِ، لا یكون إِلا مضافاً، لأَنه فی مذهب
لسان العرب، ج‌2، ص: 123
الاسم، كأَنك قلت واحد من اثنین، و واحد من ثلاثة، أَ لا تری أَنه لا یكون ثانیاً لنفسه، و لا ثالثاً لنفسه؟ و لو قلت: أَنت ثالثُ اثنین، جاز أَن یقال ثالثٌ اثنین، بالإِضافة و التنوین و نَصْب الاثنین؛ و كذلك لو قلت: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، و رابعٌ ثلاثةً، جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع. و قال الفراء. كانوا اثنین فثَلَثْتُهما، قال: و هذا مما كان النحویون یَخْتارونه. و كانوا أَحد عشر فثَنَیْتُهم، و معی عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِیَهْ، و اثْنِیهِنَّ، و اثْلِثْهُنَّ؛ هذا فیما بین اثنی عشر إِلی العشرین. ابن السكیت: تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ، و هی ثالثةُ ثلاثٍ، فإِذا كان فیه مذكر، قلت: هی ثالثُ ثلاثةٍ، فیَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ. و تقول: هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ یعنی هو أَحدهم، و فی المؤَنث: هو ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غیر، الرفع فی الأَوّل. و أَرضٌ مُثَلَّثة: لها ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ، و منها المُثَلَّثُ القائم. و شی‌ء مُثَلَّثٌ: موضوع علی ثلاثِ طاقاتٍ. و مَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ علی ثلاثِ قُوًی؛ و كذلك فی جمیع ما بین الثلاثة إِلی العشرة، إِلا الثمانیة و العشرة. الجوهری: شی‌ء مُثَلَّث أَی ذو أَركان ثلاثة. اللیث: المُثَلَّثُ ما كان من الأَشیاء علی ثلاثةِ أَثْناءٍ. و المَثْلُوثُ من الحبال: ما فُتِلَ علی ثلاثِ قُوًی، و كذلك ما یُنْسَجُ أَو یُضْفَر. و إِذا أَرْسَلْتَ الخیلَ فی الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، و الثانی: المُصَلِّی، ثم بعد ذلك: ثِلْثٌ، و رِبْعٌ، و خِمْسٌ. ابن سیدة: و ثَلَّثَ الفرسُ: جاء بعد المُصَلِّی، ثم رَبَّعَ، ثم خَمَّسَ. و‌قال علی بن أَبی طالب، علیه السلام: سَبَقَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و ثَنَّی أَبو بكر، و ثَلَّثَ عمرُ، و خَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله.قال أَبو عبید: و لم أَسمع فی سوابق الخیل ممن یُوثَقُ بعلمه اسماً لشی‌ء منها، إِلَّا الثانیَ و العاشِرَ، فإِن الثانیَ اسمه المُصَلِّی، و العاشرَ السُّكَیْتُ، و ما سوی ذَیْنِكَ إِنما یقال: الثالثُ و الرابعُ و كذلك إِلی التاسع. و قال ابن الأَنباری: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخیل: المُجَلِّی، و المُصَلِّی، و المُسَلِّی، و التالی، و الحَظِیُّ، و المُؤمِّلُ، و المُرْتاحُ، و العاطِفُ، و اللَّطِیمُ، و السُّكَیْتُ؛ قال أَبو منصور: و لم أَحفظها عن ثقة، و قد ذكرها ابن الأَنباری، و لم ینسبها إِلی أَحد؛ قال: فلا أَدری أَ حَفِظَها لِثِقةٍ أَم لا؟ و التَّثْلِیثُ: أَنْ تَسْقِیَ الزَّرْعَ سَقْیةً أُخْری، بعد الثُّنْیا. و الثُّلاثیُّ: منسوب إِلی الثَّلاثة علی غیر قیاس. التهذیب: الثُّلاثیُّ یُنْسَبُ إِلی ثلاثة أَشیاء، أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ ثُلاثیٌّ و رُباعِیٌّ، و كذلك الغلام، یقال: غلام خُماسِیٌّ، و لا یقال سُداسِیٌّ، لأَنه إِذا تَمَّتْ له خَمْسٌ، صار رجلًا. و الحروفُ الثُّلاثیَّة: التی اجتمع فیها ثلاثة أَحرف. و ناقة ثَلُوثٌ: یَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها، و ذلك أَن تُكْوَی بنار حتی ینقطع خِلْفُها و یكون وَسْماً لها، هذه عن ابن الأَعرابی. و یقال: رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافی، و هی الداهیةُ العظیمة، و الأَمْرُ العظیم، و أَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ أُثْفِیَّتَیْن لقِدْرهِ، و لم یجد الثالثةَ، جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِیَّتَیْن. و ثالثةُ الأَثافی: الحَیْدُ النادِرُ من الجبل، یُجْمَعُ إِلیه صَخْرتان، ثم یُنْصَبُ علیها القِدْرُ. و الثَّلُوثُ من النُّوق: التی تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إِذا حُلِبَتْ، و لا یكون أَكثر من ذلك، عن ابن الأَعرابی؛ یعنی لا یكون المَلْ‌ءُ أَكثَر من ثلاثة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 124
و یقال للناقة التی صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها، و تَحْلُب من ثلاثة أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَیضاً؛ و أَنشد الهُذَلی: أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ الصَّحِیحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ و قال ابن الأَعرابی: الصحیحة التی لها أَربعة أَخْلاف؛ و الثَّلُوث: التی لها ثَلاثةُ أَخْلاف. و قال ابن السكیت: ناقة ثَلُوثُ إِذا أَصاب أَحد أَخْلافها شی‌ءٌ فیَبِسَ، و أَنشد بیت الهذلی أَیضاً. و المُثَلَّثُ من الشراب: الذی طُبِخَ حتی ذهب ثُلُثاه؛ و كذلك أَیضاً ثَلَّثَ بناقته إِذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفین، قیل: شَطَّرَ بها؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً، قیل: خَلَّفَ بها؛ فإِن صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، قیل: أَجْمَعَ بناقته و أَكْمَش. التهذیب: الناقة إِذا یَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها، فهی ثَلُوثٌ. و ناقةٌ مُثَلَّثَة: لها ثلاثة أَخْلافٍ؛ قال الشاعر: فتَقْنَعُ بالقلیل، تَراه غُنْماً، و تَكْفیكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ و مَزادة مَثْلُوثة: من ثلاثة آدِمةٍ؛ الجوهری: المَثْلُوثة مَزادة تكون من ثلاثة جلود. ابن الأَعرابی: إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةَ آنیةٍ، فهی ثَلُوثٌ. و جاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، و مَثْلَثَ مَثْلَثَ أَی ثَلاثةً ثلاثةً. و الثُّلاثةُ، بالضم: الثَّلاثة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فما حَلَبَتْ إِلّا الثُّلاثةَ و الثُّنَی، و لا قُیِّلَتْ إِلَّا قَریباً مَقالُها هكذا أَنشده بضم الثاء: الثُّلاثة، و فسره بأَنه ثَلاثةُ آنیةٍ، و كذلك رواه قُیِّلَتْ، بضم القاف، و لم یفسره؛ و قال ثعلب: إِنما هو قَیَّلَتْ، بفتحها، و فسره بأَنها التی تُقَیِّلُ الناسَ أَی تَسْقیهم لبنَ القَیل، و هو شُرْبُ النهار فالمفعول، علی هذا محذوف. و قال الزجاج فی قوله تعالی: فَانْكِحُوا مٰا طٰابَ لَكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ مَثْنیٰ وَ ثُلٰاثَ وَ رُبٰاعَ؛ معناه: اثنین اثنین، و ثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لم ینصرف لجهتین، و ذلك أَنه اجتمع علتان: إِحداهما أَنه معدول عن اثنین اثنین، و ثَلاثٍ ثَلاثٍ، و الثانیة أَنه عُدِلَ عن تأْنیثٍ. الجوهری: و ثُلاثُ و مَثْلَثُ غیر مصروف للعدل و الصفة، لأَنه عُدِلَ من ثلاثةٍ إِلی ثُلاثَ و مَثْلَث، و هو صفة، لأَنك تقول: مررت بقوم مَثْنَی و ثُلاثَ. قال تعالی: أُولِی أَجْنِحَةٍ مَثْنیٰ وَ ثُلٰاثَ وَ رُبٰاعَ؛ فوُصِفَ به؛ و هذا قول سیبویه. و قال غیره: إِنما لم یَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فیه فی اللفظ و المعنی، لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنین إِلی لفظ مَثْنی و ثُناء، عن معنی اثنین إِلی معنی اثنین اثنین، إِذا قلت جاءت الخیلُ مَثْنَی؛ فالمعنی اثنین اثنین أَی جاؤُوا مُزدَوجِین؛ و كذلك جمیعُ معدولِ العددِ، فإِن صَغَّرته صَرَفْته فقلت: أَحَیِّدٌ و ثُنَیٌّ و ثُلَیِّثٌ و رُبَیِّعٌ، لأَنه مثلُ حَمَیِّرٍ، فخرج إِلی مثال ما ینصرف، و لیس كذلك أَحمد و أَحْسَن، لأَنه لا یخرج بالتصغیر عن وزن الفعل، لأَنهم قد قالوا فی التعجب: ما أُمَیْلِحَ زیداً و ما أُحَیْسِنَهُ و‌فی الحدیث: لكن اشْرَبُوا مَثْنَی و ثُلاثَ، و سَمُّوا الله تعالی.یقال: فَعَلْتُ الشی‌ء مَثْنَی و ثُلاثَ و رُباعَ، غیر مصروفات، إِذا فعلته مرتین مرتین، و ثلاثاً ثلاثاً، و أَربعاً أَربعاً. و المُثَلِّثُ: الساعی بأَخیه. و‌فی حدیث كعب أَنه قال لعمر: أَنْبِئْنی ما المُثَلِّثُ؟ فقال: و ما المُثَلِّثُ؟ لا أَبا لكَ فقال: شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 125
یعنی الساعی بأَخیه إِلی السلطان یُهْلِك ثلاثةً: نفسَه، و أَخاه، و إِمامه بالسعی فیه إِلیه. و‌فی حدیث أَبی هریرة؛ دعاه عمرُ إِلی العمل بعد أَن كان عَزَلَه، فقال: إِنی أَخاف ثلاثاً و اثنتین. قال: أَ فلا تقول خمساً؟ قال: أَخاف أَن أَقولَ بغیر حُكم، و أَقْضِیَ بغیر عِلْم، و أَخافُ أَن یُضْربَ ظَهْری، و أَن یُشْتَم عِرْضی، و أَن یُؤْخَذَ مالی، الثَّلاثُ و الاثنتان؛ هذه الخلال التی ذكرها، و إِنما لم یقل خمساً، لأَن الخَلَّتین الأَوَّلَتَین من الحقِّ علیه، فخاف أَن یُضِیعَه، و الخِلالُ الثلاثُ من الحَقِّ له، فَخاف أَن یُظْلَم، فلذلك فَرَّقَها. و ثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، و أَطْرَده ثعلب فی وَلَد كل أُنثی. و قد أَثْلَثَتْ، فهی مُثْلِثٌ، و لا یقال: ناقةٌ ثِلْث. و الثُّلُثُ و الثَّلِیثُ من الأَجزاء: معروف، یَطَّرِدُ ذلك، عند بعضهم، فی هذه الكسور، و جمعُها أَثلاثٌ. الأَصمعی: الثَّلِیثُ بمعنی الثُّلُثِ، و لم یَعْرِفْه أَبو زید؛ و أَنشد شمر: تُوفی الثَّلِیثَ، إِذا ما كانَ فی رَجَبٍ، و الحَیُّ فی خاثِرٍ منها، و إِیقَاعِ قال: و مَثْلَثَ مَثْلَثَ، و مَوْحَدَ مَوْحَدَ، و مَثْنَی مَثْنی، مِثْلُ ثُلاثَ ثُلاثَ. الجوهری: الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ، فإِذا فتحت الثاء زادت یاء، فقلت: ثَلِیث مثلُ ثَمِین و سَبیع و سَدِیسٍ و خَمِیسٍ و نَصِیفٍ؛ و أَنكر أَبو زید منها خَمِیساً و ثَلِیثاً. و ثَلَثَهم یَثْلُثهم ثَلْثاً: أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، و كذلك جمیعٌ الكسور إِلی العَشْرِ. و المَثْلُوثُ: ما أُخِذَ ثُلُثه؛ و كلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ و قیل: المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه، و المَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه، و هو رَأْیُ العَروضِیِّین فی الرجز و المنسرح. و المَثْلُوثُ من الشعر: الذی ذهب جُزْآنِ من ستة أَجزائه. و المِثْلاثُ من الثُّلُثِ: كالمِرْباع من الرُّبُع. و أَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، و أُكِلَ ثُلُثاه. و ثَلَّثَ البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه. و إِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكیلُ ثُلُثَه، و كذلك هو فی الشراب و غیره. و الثَّلِثانُ: شجرة عِنبِ الثَّعْلب. الفراء: كِساءٌ مَثْلُوثٌ مَنْسُوجٌ من صُوف وَ وَبَرٍ و شَعَرٍ؛ و أَنشد: مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ و یقال لوَضِین البَعیر: ذو ثُلاثٍ؛ قال: و قد ضُمِّرَتْ، حتی انْطَوَی ذو ثَلاثِها، إِلی أَبْهَرَیْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ و یقال ذو ثُلاثها: بَطْنُها و الجِلدتانِ العُلْیا و الجِلدة التی تُقْشَر بعد السَّلْخ. الجوهری: و الثِّلْثُ، بالكسر، من قولهم: هو یَسْقِی نَخْله الثِّلْثَ؛ و لا یُستعمل الثِّلْثُ إِلَّا فی هذا الموضع؛ و لیس فی الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، و هو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ یوم؛ ثم الغِبُّ، و هو أَن تَرِدَ یوماً و تَدعَ یوماً؛ فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ فالظِّمْ‌ءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ، و كذلك إِلی العِشْر؛ قاله الأَصمعی. و تَثْلِیثُ: اسم موضع؛ و قیل: تَثْلِیثُ وادٍ عظیمٌ مشهور؛ قال الأَعشی: كخَذُولٍ تَرْعَی النَّواصِفَ، مِن تَثْلِیثَ، قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ

ثوث؛ ج2، ص: 125

: بُرْدٌ ثُوثِیٌّ: كَفُوفیٍّ، و حكی یعقوب أَن ثاءه بدل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 126

فصل الجیم؛ ج2، ص: 126

جأث؛ ج2، ص: 126

: جَئِثَ الرجلُ جَأَثاً: ثَقُلَ عند القیام أَو حمل شی‌ء ثقیل، و أَجْأَثَهُ الحِمْلُ. اللیث: الجَأْثُ ثِقَلُ المَشْی؛ یقال: أَثْقَلَه الحِمْلَ حتی جَأَثَ. غیره: الجَأَثانُ ضَرْبٌ من المَشْی؛ و أَنشد: عَفَنْجَجٌ، فی أَهله، جَأْآثُ و جَأَثَ البعیرُ بحملِه یَجْأَثُ: مَرَّ به مُثقَلًا؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو زید: جأَثَ البعیرُ جَأْثاً، و هو مِشْیَتُه مُوقَراً حَمْلًا. و جُئِثَ جَأْثاً: فَزِعَ. و قد جُئِثَ إِذا أُفْزِعَ، فهو مَجْؤُوثٌ أَی مَذْعُور. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه رأَی حبریلَ، علیه السلام، قال: فجُئِثْتُ منه فَرَقاً حین رأَیتُه أَی ذُعِرْتُ و خِفْتُ.الأَصمعی: جَأَثَ یَجْأَثُ جَأْثاً إِذا نَقَلَ الأَخبار؛ و أَنشد: جَأْآثُ أَخْبارٍ، لها، نَبَّاثُ و رجلٌ جَأْآثٌ: سَیِّ‌ءُ الخُلُقِ. و انْجَأَثَ النخلُ: انْصَرَع. و جُؤْثة: قبیلة، إِلیها نُسِبَ تمیم. و جُؤَاثَی: موضع؛ قال إمرؤُ القیس: و رُحْنا، كأَنی من جُؤَاثَی، عَشِیَّةً، نُعالی النِّعاجَ بَیْنَ عِدْلٍ و مُحْقِبِ و ضبطه علیُّ بن حَمْزة فی كتاب النبات جُواثَی، بغیر همز، فإِما أَن یكون علی تخفیف الهمز، و إِما أَن یكون أَصله ذلك. و قیل: جُواثَی قریة بالبحرین معروفة.

جبقث؛ ج2، ص: 126

: الجُنْبَقْثَةُ: نَعْتُ سَوْءٍ للمرأَة. و الجُنْبَقْثةُ: المرأَة السوداء؛ رباعیّ لأَنه لیس فی الكلام مثل جُرْدَحْلٍ.

جثث؛ ج2، ص: 126

: الجَثُّ: القَطْعُ؛ و قیل: قَطْعُ الشی‌ء من أَصله؛ و قیل: انتزاعُ الشجر من أُصوله؛ و الاجْتثاث أَوْحی منه؛ یقال: جَثَثْتُه، و اجْتَثَثْتُه، فانجَثَّ. ابن سیدة: جَثَّه یَجُثُّه جَثّاً، و اجْتَثَّه فانجَثَّ، و اجْتَثَّ. و شجرة مُجْتَثَّة: لیس لها أَصل فی الأَرض. و فی التنزیل العزیز فی الشجرة الخبیثة: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مٰا لَهٰا مِنْ قَرٰارٍ؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة، قال الزجاج: أَی اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض. و معنی اجْتُثَّ الشی‌ءُ فی اللغة: أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها. و جَثَّه: قَلَعه. و اجْتَثَّه: اقْتَلَعه. و‌فی حدیث أَبی هریرة: قال رجل للنبی، صلی الله علیه و سلم: فما نُری هذه الكَمْأَة إِلّا الشجَرة التی اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ؟ فقال: بل هی من المَنّ.اجْتُثَّتْ: قُطِعَتْ. و المُجْتَثُّ: ضَرْبٌ من العروض، علی التشبیه بذلك، كأَنه اجْتُثَّ من الخفیف أَی قُطع؛ و قال أَبو إِسحاق: سمی مُجْتَثّاً، لأَنك اجْتَثَثْتَ أَصلَ الجُزء الثالث و هو [مف] فوقع ابتداء البیت من [عولات مُسْ]. الأَصمعی: صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما یُقْلَعُ منها شی‌ء من أُمه، فهو الجَثیثُ، و الوَدِیُّ و الهِراء و الفَسِیل. أَبو عمرو: الجَثِیثةُ النخلة التی كانت نَواةً، فحُفِرَ لها و حُمِلَتْ بجُرْثُومَتها، و قد جُثَّتْ جَثّاً. أَبو
لسان العرب، ج‌2، ص: 127
الخطاب: الجَثِیثةُ ما تَساقط من أُصول النخل. الجوهری: و الجَثِیثُ من النخل الفَسیل، و الجَثیثة الفسیلة؛ و لا تَزالُ جَثیثة حتی تُطْعِم، ثم هی نخلة. ابن سیدة: و الجَثیثُ أَولُ ما یُقْلَعُ من الفَسیل من أُمه، واحدتُه جَثیثة؛ قال: أَقْسَمْتُ لا یَذْهَبُ عنِّی بَعْلُها، أَو یَسْتَوِی جثِیثُها و جَعْلُها البَعْلُ من النخل: ما اكْتَفَی بماء السماء. و الجَعْلُ: ما نالته الیَدُ من النخل. و قال أَبو حنیفة: الجَثیثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل، و لم یُغْرَسْ من النَّوی. الجوهری: المِجَثَّة و المِجْثاثُ حدیدة یُقْلَع بها الفسیل. ابن سیدة: المِجَثُّ و المِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِیثُ. و الجَثِیثُ: ما یَسْقُط من العنب فی أُصول الكرم. و الجُثَّةُ: شخص الإِنسان، قاعداً أَو نائماً؛ و قیل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً؛ و قیل: لا یقال له جُثَّة، إِلّا أَن یكون قاعداً أَو نائماً، فأَما القائم فلا یقال جُثَّتُه، إِنما یقال قِمَّتُه؛ و قیل: لا یقال جُثَّةٌ إِلّا أَن یكون علی سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حكاه ابن درید عن أَبی الخطاب الأَخْفَشِ؛ قال: و هذا شی‌ء لم یسمع من غیره، و جمعها جُثَثٌ و أَجْثاثٌ، الأَخیرة علی طرح الزائد، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فأَصْبَحَتْ مُلْقِیةَ الأَجْثاث قال: و قد یجوز أَن یكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذی هو جمعُ جُثَّة، فیكون علی هذا جمعَ جمعٍ. و‌فی حدیث أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه‌أَی جَسَدِه. و الجُثُّ: ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص؛ و قیل: هو ما ارتفع من الأَرض حتی یكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغیرة؛ قال: و أَوْفَی علی جُثٍّ، و لِلَّیْلِ طُرَّةٌ علی الأُفْقِ، لم یَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ و الجَثُّ: خِرْشاءُ العسل، و هو ما كان علیها من فراخها أَو أَجْنِحَتِها. ابن الأَعرابی: جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه و مَحارینِه، و هو ما مات من النحل فی العسل. و قال ساعدة بن جؤیة الهذلی یذكر المُشْتارَ تَدَلَّی بحِباله للعسَل: فما بَرِحَ الأَسْبابُ، حتی وَضَعْنَهُ لدی الثَّوْلِ، یَنْفِی جَثَّها، و یَؤُومُها یصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، و هی الحبالُ، و دَلَّوْه من أَعلی الجبل إِلی موضع خَلایا النحل. و قوله یَؤُومُها أَی یُدَخِّنُ علیها بالأُیام، و الأُیامُ: الدُّخانُ. و الثَّوْلُ: جماعة النحل. الجوهری: الجَثُّ، بالفتح، الشَّمَعُ «9»؛ و یقال: هو كلُّ قَذی خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل و أَبدانها. و الجُثُّ: غِلافُ التَّمْرة. و جَثُّ الجرادِ: مَیِّتُه؛ عن ابن الأَعرابی. الكسائی: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، و جُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ و مَجْثُوث إِذا فَزِعَ و خافَ. و‌فی حدیث بدءِ الوَحْی: فَرَفَعْتُ رأْسی فإِذا المَلَك الذی جاءَنی بحِراءٍ، فجُثِثْتُ منه‌أَی فَزعْتُ منه و خِفْتُ؛ و قیل: معناه قُلِعْتُ من مكانی؛ من قوله تعالی: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ؛ و قال
(9). قوله [الجث، بالفتح، الشمع إلخ] بعد تصریح الجوهری بالفتح فلا یعول علی مقتضی عبارة القاموس أنه بالضم. و قوله و الجث غلاف التمرة بضم الجیم اتفاقاً، غیر أَن فی القاموس غلاف الثمرة المثلثة، و الذی فی اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقیة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 128
الحَرْبیُّ: أَراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثاء، و قد تقدَّم. و تَجَثْجَثَ الشَّعَرُ: كثُرَ. و شَعَرٌ جَثْجاثٌ و جُثاجِثٌ. و الجَثْجاثُ: نَبات سُهْلیٌّ رَبیعی إِذا أَحَسَّ بالصیف وَلَّی و جَفَّ؛ قال أَبو حنیفة: الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر، و هو أَخضر، ینبت بالقَیْظ، له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طیبةُ الریح تأْكله الإِبل إِذا لم تجد غیره؛ قال الشاعر: فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَیِّبةُ الثَّری، یَمُجُّ النَّدَی جَثْجاثُها و عَرارُها، بأَطْیَبَ من فیها، إِذا جِئْتَ طارِقاً، و قَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها واحدتُه جَثْجاثَةٌ. و‌فی حدیث قُسِّ بن ساعدة: و عَرَصاتِ جَثْجاثٍ، الجَثْجاثُ: شَجر أَصفرُ مُرٌّ طَیِّبُ الریح، تَسْتَطِیبُه العربُ و تكثر ذكره فی أَشعارها. و جَثْجَتَ البعیرُ: أَكل الجَثْجاثَ. و بعیر جُثاجِثٌ أَی ضَخْم. و شَعَرٌ جُثاجثٌ، بالضم، و نبت جُثاجث أَی مُلْتَفٌّ.

جدث؛ ج2، ص: 128

: الجَدَثُ: القَبْر. و‌فی حدیث علی، كرّم الله وجهه: فی جَدَثٍ یَنْقَطِعُ فی ظُلْمته آثارُها‌أَی فی قبر، و الجمع أَجْداثٌ. و‌فی الحدیث: نُبَوِّئهم أَجْداثَهم‌أَی نُنْزِلُهم قبورَهم؛ و قد قالوا: جَدَفٌ، فالفاء بدل من الثاء، لأَنهم قد أَجمعوا فی الجمع علی أَجْداثٍ، و لم یقولوا أَجْداف. و أَجْدُثٌ: موضِع؛ قال المُتَنَخِّلُ الهذَلیُّ: عَرَفْتُ بأَجْدُثٍ، فنِعافِ عِرْقٍ، علاماتٍ، كتَحْبیر النِّماطِ ابن سیدة: و قد نَفَی سیبویه أَن یكون أَفْعُلٌ من أَبنیة الواحد، فیجب أَن یُعَدَّ هذا فیما فاته من أَبنیة كلام العرب، إِلا أَن یكون جَمَعَ الجَدَثَ الذی هو القبر علی أَجْدُثٍ، ثم سَمَّی به الموضع. و یروی: أَجْدُف، بالفاء. و حكی الجوهری فی جمع الجَدَث القبرِ: أَجْدُث. و أَنشد بین المتنخل شاهداً علیه. و اجْتَدَثَ: اتخذ جَدَثاً.

جرث؛ ج2، ص: 128

: الجِرِّیثُ، بالتشدید: ضَرْبٌ من السمك معروف، و یقال له: الجِرِّیُّ.رُوِیَ أَن ابن عباس سئل عن الجِرِّیِّ فقال: لا بأْس، إِنما هو شی‌ءٌ حرَّمه الیهود.و‌روی عن عَمّار: لا تأْكلوا الصِّلَّوْرَ و الأَنْقَلِیسَ.قال أَحمدُ بنُ الحَریش: قال النَّضْر الصِّلَّوْرُ الجِرِّیثُ، و الأَنْقَلِیسُ المارْماهی. و‌روی عن علیّ، علیه السلام: أَنه أَباحَ أَكْلَ الجِرِّیث؛ و فی روایة: أَنه كان ینهی عنه، و هو نوع من السمك یُشْبه الحَیّاتِ، و یقال له بالفارسیة: المارْماهِی.

جنث؛ ج2، ص: 128

: الجِنْثُ: أَصلُ الشی‌ء، و الجمعُ أَجناثٌ و جُنُوثٌ. الجوهری: یقال فلان من جِنْثِك و جِنْسِك أَی من أَصلك، لغة أَو لَثْغة. و الجُنْثِیُّ و الجِنْثِیُّ: الزَّرَّادُ؛ و قیل: الحَدَّاد، و الجمع أَجْناثٌ، علی حذف الزائد. و الجِنْثِیُّ و الجُنْثِیُّ: السیفُ؛ قال: و لكِنَّها سُوقٌ، یكونُ بِیاعُها بجُنْثِیَّةٍ، قد أَخْلَصَتْها الصَّیاقِلُ و قال الجوهری: یعنی به السُّیوف أَو الدُّرُوعَ. و الجُنْثِیُّ و الجِنْثِیُّ، بالكسر و الضم: من أَجود الحدید؛ الأَصمعی عن خَلَفٍ قال: سمعت العرب
لسان العرب، ج‌2، ص: 129
تُنْشِدُ بیت لَبید: أَحْكَمَ الجُنْثِیُّ، من عَوْراتِها، كلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِه صَلْ قال: الجُنْثِیُّ [الجِنْثِیُّ السیفُ بعینه. أَحْكَمَ أَی رَدَّ الحِرْباءَ، و هو المسمارُ. من عَوْراتها، السیفُ «1»؛ و أَنشد: و لیستْ بأَسْواقٍ، یكونُ بِیاعُها بِبِیضٍ، تُشافُ بالجِیادِ المَناقِلِ و لكنَّها سُوقٌ، یكونُ بِیاعُها بجِنْثِیَّةٍ، قد أَخْلَصَتْها الصَّیاقِلُ قال: من روی أَحْكَمَ الجِنْثِیُّ من عَوْراتها كلَّ حرباء، قال: الجنْثِیُّ الحدَّاد إِذا أَحْكَم عَوْرات الدُّروع لم یَدَعْ فیها فَتْقاً، و لا مكاناً ضَعیفاً. و الجِنْثُ: أَصلُ الشجرة، و هو العِرْق المستقیمُ أَرومَتُه فی الأَرض؛ و یقال: بل هو من ساقِ الشجرة ما كان فی الأَرض فوقَ العُروق. الأَصمعی: جِنْثُ الإِنسان أَصلهُ؛ و إِنه لیرجع إِلی جِنْثِ صِدْقٍ. ابن الأَعرابی: التَّجَنُّثُ أَن یَدَّعِیَ الرجلُ غیر أَصله.

جهث؛ ج2، ص: 129

: جَهَثَ الرجلُ یَجْهَثُ جَهْثاً: استخفَّه الفزعُ أَو الغَضَبُ؛ عن أَبی مالك.

جوث؛ ج2، ص: 129

: الجَوَثُ: اسْتِرخاءُ أَسفلِ البَطْنِ. و رجل أَجْوَثُ. و الجَوْثاءُ، بالجیم: العظیمة البَطْن عند السُّرَّة؛ و یقال: بل هو كَبَطْنِ الحُبْلی. اللیث: الجَوَثُ عِظَمٌ فی أَعلی البَطْن كأَنه بَطْنُ الحُبْلی؛ و النَّعْتُ: أَجْوَثُ و جَوْثاءُ. و الجَوْثُ و الجَوْثاءُ: القِبَةُ؛ قال: إِنَّا وَجَدْنا زادَهم رَدِیَّا: الكِرْشَ، و الجَوْثاءَ، و المَرِیَّا و قیل: هی الحَوْثاء، بالحاءِ المهملة. و جُوثةُ: حَیٌّ أَو موضع، و تمیم جُوثة منسوبون إِلیهم. الجوهری: جُوَاثَی: اسم حِصْن بالبحرین. و‌فی الحدیث: أَوَّلُ جُمْعَةٍ جُمِّعَتْ بعد المدینة بجُوَاثَی؛ هو اسم حصن بالبحرین. و‌فی حدیث الثَّلِبِ: أَصابَ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، جُوثَةٌ.هكذا جاء فی روایته؛ قالوا: و الصواب حُوبَةٌ، و هی الفاقَةُ.

فصل الحاء المهملة؛ ج2، ص: 129

حتث؛ ج2، ص: 129

: التَحْتِیثُ: التَّكَسُّرُ و الضَّعْفُ؛ عن ابن الأَعرابی.

حثث؛ ج2، ص: 129

: الحَثُّ: الإِعْجالُ فی اتِّصالٍ؛ و قیل: هو الاستعجالُ ما كان. حَثَّهُ یَحُثُّهُ حَثّاً. و اسْتَحَثَّه و احْتَثَّه، و المُطاوع من كل ذلك احْتَثَّ. و الحِثِّیثَی: الاسْمُ نَفْسُه؛ یقال: اقْبَلُوا دِلِّیلی رَبِّكُمْ و حِثِّیثاهُ إِیاكم. و یقال: حَثَثْتُ فلاناً، فاحْتَثَّ. قال الجوهری: الحِثِّیثَی الحَثُّ، و كذلك الحُثْحُوثُ. و حَثْحَثَه كحَثَّه، و حَثَّثَه أَی حَضَّه؛ قال ابن جنی: أَما قول من قال فی قول تأَبط شرّاً: كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، أَو أُمَّ خِشْفٍ بذی شَثٍّ و طُبّاقِ إِنه أَراد حَثَّثُوا، فأَبدل من الثاء الوُسْطَی حاء، فمردودٌ عندنا؛ قال: و إِنما ذهب إِلی هذا البغدادیون، قال: و سأَلت أَبا علیّ عن فسادِه، فقال: العلة أَن أَصل البدل فی الحروف إِنما هو فیما تقارب منها، و ذلك نحو الدال و الطاء، و التاء و الظاء، و الذال و الثاء، و الهاء و الهمزة، و المیم و النون، و غیر ذلك مما
(1). هكذا فی الأَصل، و الظاهر أَن فی الكلام تحریفاً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 130
تدانت مخارجه. و أَما الحاء فبعیدة من الثاء، و بینهما تفاوت یمنع من قلب إِحداهما إِلی أُختها. و حَثَّثَهُ تَحْثِیثاً، و حَثْحَثَه، بمعنی. وَ ولَّی حَثِیثاً أَی مُسْرِعاً حَریصاً. و لا یَتَحاثُّونَ علی طعام المسكین أَی لا یَتَحاضُّون. و رجل حَثیثٌ و مَحْثُوثٌ: حادٌّ سَریعٌ فی أَمره كأَنَّ نَفْسَه تَحُثُّه. و قوم حِثاثٌ، و امرأَة حَثِیثة فی موضعِ حاثَّةٍ، و حَثِیثٌ فی موضعِ مَحْثُوثةٍ؛ قال الأَعشی: تَدَلَّی حَثِیثاً، كأَنَّ الصُّوارَ یَتْبَعُه أَزْرَقِیٌّ لَحِمْ شبَّه الفرس فی السُّرْعة بالبازی. و الطائرُ یَحُثُّ جَناحَیْه فی الطَّیَران: یُحَرِّكُهما؛ قال أَبو خِراشٍ: یُبادِرُ جُنْحَ اللیل، فهو مُهابِدٌ، یَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ و القَبْضِ و ما ذُقْتُ حَثاثاً و لا حِثاثاً أَی ما ذُقْتُ نَوْماً. و ما اكْتَحَلْتُ حَثاثاً و حِثاثاً، بالكسر، أَی نوماً. قال أَبو عُبید: و هو بالفتح أَصحُّ؛ أَنشد ثعلب: و للهِ ما ذاقَتْ حَثَاثاً مَطِیَّتی، و لا ذُقْتُه، حتی بَدا وَضَح الفَجْر و قد یوصف به فیقال: نوم حِثاثٌ أَی قلیلٌ، كما یقال: نومٌ غِرارٌ. و ما كُحِلَتْ عینی بِحَثاث أَی بنَوْم. و قال الزُّبَیْر: الحَثْحاثُ و الحُثْحُوثُ: النوم: و أَنشد: ما نِمْتُ حُثْحُوثاً، و لا أَنامُه إِلا علی مُطَرَّدٍ زِمامُه و قال زید بن كَثْوَةَ: ما جَعَلْتُ فی عَیْنی حِثَاثاً؛ عند تأْكید السهر. و حَثَّثَ الرجلُ إِذا نام. و الحِثاثَةُ، بالكسر: الحَرُّ و الخُشُونة یَجدُها الإِنسانُ فی عَیْنَیْه. قال راویةُ أَمالی ثَعْلَب: لم یَعْرِفها أَبو العباس. و الحُثُّ: الرَّمْلُ الغَلِیظُ الیابِسُ الخَشِنُ؛ قال: حتی یُرَی فی یابِس الثَّرْیاء حُثّ، یَعْجِزُ عن رِیِّ الطُّلَیِّ المُرْتَغِثْ أَنشده ابن درید عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عمه الأَصمعی. و سَوِیقٌ حُثٌّ: لیس بدَقِیقِ الطَّحْنِ، و قیل: غیرُ مَلْتُوتٍ؛ و كُحْلٌ حُثٌّ، مِثلُه؛ و كذلك مِسْكٌ حُثٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنّ بأَعْلاكَ لَمِسْكاً حُثَّا، و غَلَبَ الأَسْفَلُ إِلَّا خُبْثا عَدَّی غَلَبَ هنا، لأَن فیه معنی أَبی. و معناه: أَنه كان إِذا أَخَذَه و حَمله سَلَحَ علیه. و الحُثُّ، بالضم: حُطامُ التِّبْنِ، و الرملُ الخَشِنُ، و الخُبْزُ القَفارُ. و تَمْرٌ حُثٌّ: لا یَلْزَقُ بَعْضُه ببعض، عن ابن الأَعرابی؛ قال: و جاءنا بتَمْرٍ فَذٍّ، فَضٍّ، و حُثٍّ أَی لا یَلْزَقُ بعضه ببعض. و الحَثْحَثَةُ: الاضطرابُ؛ و خَصَّ بعضهم به اضطرابَ البَرْق فی السَّحاب، و انْتِخالَ المطر و البرد و الثلج من غیر انْهِمار. و خِمْسٌ حَثْحاثٌ، و حَذْحاذ، و قَسْقاسٌ، كلُّ ذلك: السیر الذی لا وَتِیرة فیه. و قَرَبٌ حَثْحاث، و ثَحْثاحٌ، و حَذْحاذٌ، و مُنَحِّبٌ أَی شدید. و قَرَبٌ حَثْحاثٌ أَی سریع، لیس فیه فُتُور. و خِمْس قَعْقاع و حَثْحاث إِذا كان بعیداً و السیرُ فیه
لسان العرب، ج‌2، ص: 131
مُتْعِباً لا وتیرة فیه أَی لا فُتُور فیه. و فرس جَوادُ المَحَثَّة أَی إِذا حُثَّ جاءه جَریٌ بعد جری. و الحَثْحَثَة: الحركة المُتَداركة. و حَثْحَثَ المِیلَ فی العین: حَرَّكه؛ یقال: حَثْحَثوا ذلك الأَمْرَ ثم تَركُوه أَی حَرَّكُوه. و حَیَّة حَثْحاثٌ و نَضْناضٌ: ذو حركة دائمة. و‌فی حدیث سَطِیح: كأَنما حُثْحِثَ من حِضْنَیْ ثَكَن‌أَی حُثَّ و أُسْرِعَ. یقال: حَثَّه علی الشی‌ءِ و حَثْحَثَه، بمعنی. و قیل: الحاء الثانیة بدل من إِحدی الثاءَین. و الحُثْحُوث: الداعی بسُرْعة، و هو أَیضاً السریع ما كان. قال ابن سیدة: و الحُثْحُوثُ الكَتیبة. أُرَی: و الحُثُّ المَدْقُوق من كل شی‌ء.

حدث؛ ج2، ص: 131

: الحَدِیثُ: نقیضُ القدیم. و الحُدُوث: نقیضُ القُدْمةِ. حَدَثَ الشی‌ءُ یَحْدُثُ حُدُوثاً و حَداثةً، و أَحْدَثه هو، فهو مُحْدَثٌ و حَدیث، و كذلك اسْتَحدثه. و أَخذنی من ذلك ما قَدُمَ و حَدُث؛ و لا یقال حَدُث، بالضم، إِلَّا مع قَدُم، كأَنه إِتباع، و مثله كثیر. و قال الجوهری: لا یُضَمُّ حَدُثَ فی شی‌ء من الكلام إِلا فی هذا الموضع، و ذلك لمكان قَدُمَ علی الازْدواج. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه سَلَّمَ علیه، و هو یصلی، فلم یَرُدَّ علیه السلامَ، قال: فأَخذنی ما قَدُمَ و ما حَدُث، یعْنی همومه و أَفكارَه القدیمةَ و الحدیثةَ. یقال: حَدَثَ الشی‌ءُ، فإِذا قُرِن بقَدُم ضُمَّ، للازْدواج. و الحُدُوثُ: كونُ شی‌ء لم یكن. و أَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ. و حَدَثَ أَمرٌ أَی وَقَع. و مُحْدَثاتُ الأُمور: ما ابتدَعه أَهلُ الأَهْواء من الأَشیاء التی كان السَّلَف الصالحُ علی غیرها. و‌فی الحدیث: إِیاكم و مُحْدَثاتِ الأُمور، جمعُ مُحْدَثَةٍ بالفتح، و هی ما لم یكن مَعْرُوفاً فی كتاب، و لا سُنَّة، و لا إِجماع. و‌فی حدیث بنی قُرَیظَة: لم یَقْتُلْ من نسائهم إِلا امْرأَةً واحدةً كانتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً؛ قیل: حَدَثُها أَنها سَمَّتِ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم؛ و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: كلُّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ، و كلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ.و‌فی حدیث المدینة: من أَحْدَثَ فیها حَدَثاً، أَو آوَی مُحْدِثاً؛ الحَدَثُ: الأَمْرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذی لیس بمعتادٍ، و لا معروف فی السُّنَّة، و المُحْدِثُ: یُروی بكسر الدال و فتحها علی الفاعل و المفعول، فمعنی الكسر مَن نَصَرَ جانیاً، و آواه و أَجاره من خَصْمه، و حال بینه و بین أَن یَقْتَصَّ منه؛ و بالفتح، هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه، و یكون معنی الإِیواء فیه الرضا به، و الصبر علیه، فإِنه إِذا رَضِیَ بالبِدْعة، و أَقرّ فاعلَها و لم ینكرها علیه، فقد آواه. و اسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَی وَجَدْتُ خَبَراً جدیداً؛ قال ذو الرمة: أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْیاعهم خَبَراً، أَم راجَعَ القَلْبَ، من أَطْرابه، طَرَبُ؟ و كان ذلك فی حِدْثانِ أَمْرِ كذا أَی فی حُدُوثه. و أَخذَ الأَمْر بحِدْثانِه و حَدَاثَته أَی بأَوّله و ابتدائه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْر، لَهَدَمْتُ الكعبةَ و بَنَیْتُها.حِدْثانُ الشی‌ء، بالكسر: أَوّلهُ، و هو مصدر حَدَثَ یَحْدُثُ حُدُوثاً و حِدْثاناً؛ و المراد به قُرْبُ عهدهم بالكفر و الخروج منه، و الدُّخولِ فی الإِسلام، و أَنه لم یتمكن الدینُ من قلوبهم، فلو هَدَمْتُ الكعبة
لسان العرب، ج‌2، ص: 132
و غَیَّرْتُها، ربما نَفَرُوا من ذلك. و‌فی حدیث حُنَین: إِنی لأُعْطِی رجالًا حَدیثِی عَهْدٍ بكفر أَتَأَلَّفُهم، و هو جمعُ صحةٍ لحدیثٍ، و هو فعیل بمعنی فاعل. و منه‌الحدیث: أُناسٌ حَدیثةٌ أَسنانُهم؛ حَداثةُ السِّنِّ: كنایة عن الشَّباب و أَوّلِ العمر؛ و منه‌حدیثُ أُم الفَضْل: زَعَمَت امرأَتی الأُولی أَنها أَرْضَعَت امرأَتی الحُدْثی؛ هی تأْنیثُ الأَحْدَث، یرید المرأَة التی تَزَوَّجَها بعد الأُولی. و حَدَثانُ الدَّهْر «2» و حَوادِثُه: نُوَبُه، و ما یَحْدُث منه، واحدُها حادِثٌ؛ و كذلك أَحْداثُه، واحِدُها حَدَثٌ. الأَزهری: الحَدَثُ من أَحْداثِ الدَّهْرِ: شِبْهُ النازلة. و الأَحْداثُ: الأَمْطارُ الحادثةُ فی أَوّل السنة؛ قال الشاعر: تَرَوَّی من الأَحْداثِ، حتی تَلاحَقَتْ طَرائقُه، و اهتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ أَی مع الشِّرْشِر؛ فأَما قول الأَعشی: فإِمَّا تَرَیْنی و لِی لِمَّةٌ، فإِنَّ الحَوادث أَوْدی بها فإِنه حذف للضرورة، و ذلك لمَكان الحاجة إِلی الرِّدْف؛ و أَما أَبو علی الفارسی فذهب إِلی أَنه وضع الحَوادِثَ موضع الحَدَثانِ، كما وَضَع الآخرُ الحَدَثانَ موضعَ الحوادث فی قوله: أَلا هَلَكَ الشِّهابُ المُسْتَنِیرُ، و مِدْرَهُنا الكَمِیُّ، إِذا نُغِیرُ و وَهَّابُ المِئِینَ، إِذا أَلَمَّتْ بنا الحَدَثانُ، و الحامی النَّصُورُ الأَزهری: و ربما أَنَّثت العربُ الحَدَثانَ، یذهبون به إِلی الحَوادث، و أَنشد الفراءُ هذین البیتین أَیضاً، و قال عِوَضَ قوله و وهَّابُ المِئین: و حَمَّالُ المِئین، قال: و قال الفراءُ: تقول العرب أَهلكتْنا الحَدَثانُ؛ قال: و أَما حِدْثانُ الشَّباب، فبكسر الحاءِ و سكون الدال. قال أَبو عمرو الشَّیبانی: تقول أَتیته فی رُبَّی شَبابه، و رُبَّانِ شَبابه، و حُدْثی شبابه، و حدیثِ شبابه، و حِدْثان شبابه، بمعنی واحد؛ قال الجوهری: الحَدَثُ و الحُدْثی و الحادِثَةُ و الحَدَثانُ، كله بمعنی. و الحَدَثان: الفَأْسُ، علی التشبیه بحَدَثان الدَّهْر؛ قال ابن سیدة: و لم یَقُلْهُ أَحَدٌ؛ أَنشد أَبو حنیفة: و جَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فیه، إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا، أَجابا الأَزهری: أَراد بِجَوْنٍ جَبَلًا. و قوله أَجابا: یعنی صَدی الجَبل یَسْمَعُه. و الحَدَثانُ: الفأْس التی لها رأْس واحدة. و سمی سیبویه المَصْدَر حَدَثاً، لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة، و كَسَّره علی أَحْداثٍ، قال: و أَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ من أَحْداثِ الأَسماء. الأَزهری: شابٌّ حَدَث فَتِیُّ السِّنِّ. ابن سیدة: و رجل حَدَثُ السِّنِّ و حَدیثُها: بیِّن الحَداثة و الحُدُوثة. و رجال أَحْداثُ السِّنِّ، و حُدْثانُها [حِدْثانُها، و حُدَثاؤُها. و یقال: هؤُلاء قومٌ حُدْثانٌ [حِدْثانٌ، جمعُ حَدَثٍ، و هو الفَتِیُّ السِّنِّ. الجوهری: و رجلٌ حَدَثٌ أَی
(2). قوله [و حدثان الدهر إلخ] كذا ضبط بفتحات فی الصحاح و المحكم و التهذیب و التكملة و النهایة و صرح به صاحب المختار. فقول المجد: و من الدهر نوبه، صوابه: و الحدثان، بفتحات، من الدهر نوبه إلخ لیوافق أصوله، و لكن نشأ له ذلك من الاختصار، و یؤید ما قلناه أنه قال فی آخر المادة. و أوس بن الحدثان محركة صحابی. فقال شارحه: منقول من حدثان الدهر أَی صروفه و نوائبه نعوذ بالله منها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 133
شابٌّ، فإِن ذكرت السِّنَّ قلت: حدیث السِّنِّ، و هؤلاءِ غلمانٌ حُدْثانٌ أَی أَحْداثٌ. و كلُّ فَتِیٍّ من الناس و الدوابِّ و الإِبل: حَدَثٌ، و الأُنثی حَدَثةٌ. و استعمل ابن الأَعرابی الحَدَثَ فی الوَعِل، فقال: إِذا كان الوَعِلُ حَدَثاً، فهو صَدَعٌ. و الحدیثُ: الجدیدُ من الأَشیاء. و الحدیث: الخَبَرُ یأْتی علی القلیل و الكثیر، و الجمع: أَحادیثُ، كقطیع و أَقاطِیعَ، و هو شاذٌّ علی غیر قیاس، و قد قالوا فی جمعه: حِدْثانٌ و حُدْثانٌ، و هو قلیل؛ أَنشد الأَصمعی: تُلَهِّی المَرْءَ بالحِدْثانِ لَهْواً، و تَحْدِجُه، كما حُدِجَ المُطِیقُ و بالحُدْثانِ أَیضاً؛ و رواه ابن الأَعرابی: بالحَدَثانِ، و فسره، فقال: إذا أَصابه حَدَثانُ الدَّهْرِ من مَصائِبه و مَرازِئه، أَلْهَتْه بدَلِّها و حَدِیثها عن ذلك و قوله تعالی: إِنْ لَمْ یُؤْمِنُوا بِهٰذَا الْحَدِیثِ أَسَفاً؛ عنی بالحدیث القرآن؛ عن الزجاج. و الحدیثُ: ما یُحَدِّثُ به المُحَدِّثُ تَحْدیثاً؛ و قد حَدَّثه الحدیثَ و حَدَّثَه به. الجوهری: المُحادثة و التَّحادُث و التَّحَدُّثُ و التَّحْدیثُ: معروفات. ابن سیدة: و قول سیبویه فی تعلیل قولهم: لا تأْتینی فتُحَدِّثَنی، قال: كأَنك قلت لیس یكونُ منك إِتیانٌ فحدیثٌ، إِنما أَراد فتَحْدیثٌ، فوَضَع الاسم موضع المصدر، لأَن مصدر حَدَّث إِنما هو التحدیثُ، فأَما الحدیثُ فلیس بمصدر. و قوله تعالی: وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ؛ أَی بَلِّغْ ما أُرْسِلْتَ به، و حَدِّث بالنبوّة التی آتاك اللهُ، و هی أَجلُّ النِّعَم. و سمعت حِدِّیثی حَسنَةً، مثل خِطِّیبیی، أَی حَدیثاً. و الأُحْدُوثةُ: ما حُدِّثَ به. الجوهری: قال الفراءُ: نُری أَن واحد الأَحادیث أُحْدُوثة، ثم جعلوه جمعاً للحَدیث؛ قال ابن بری: لیس الأَمر كما زعم الفراءُ، لأَن الأُحْدُوثةَ بمعنی الأُعْجوبة، یقال: قد صار فلانٌ أُحْدُوثةً. فأَما أَحادیث النبی، صلی الله علیه و سلم، فلا یكون واحدها إِلا حَدیثاً، و لا یكون أُحْدوثةً، قال: و كذلك ذكره سیبویه فی باب ما جاءَ جمعه علی غیر واحده المستعمل، كعَرُوض و أَعاریضَ، و باطل و أَباطِیل. و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: أَنها جاءَت إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فوَجَدَتْ عنده حُدّاثاً‌أَی جماعة یَتَحَدَّثُون؛ و هو جمع علی غیر قیاس، حملًا علی نظیره، نحو سامِرٍ و سُمَّارٍ فإِن السُّمّارَ المُحَدِّثون. و‌فی الحدیث: یَبْعَثُ اللهُ السَّحابَ فیَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ و یَتَحَدَّث أَحْسَن الحَدیث.قال ابن الأَثیر: جاءَ فی الخبر أَن حَدیثَه الرَّعْدُ، و ضَحِكَه البَرْقُ، و شَبَّهه بالحدیث لأَنه یُخْبِر عن المطر و قُرْبِ مجیئه، فصار كالمُحَدِّث به؛ و منه قول نُصَیْب: فعاجُوا، فأَثْنَوْا بالذی أَنتَ أَهْلُه، و لو سَكَتُوا، أَثْنَتْ علیكَ الحَقائبُ و هو كثیر فی كلامهم. و یجوز أَن یكون أَراد بالضحك: افْتِرارَ الأَرض بالنبات و ظهور الأَزْهار، و بالحدیث: ما یَتَحدَّثُ به الناسُ فی صفة النبات و ذِكْرِه؛ و یسمی هذا النوعُ فی علم البیان: المجازَ التَّعْلیقِیَّ، و هو من أَحْسَن أَنواعه. و رجل حَدِثٌ و حَدُثٌ و حِدْثٌ و حِدِّیثٌ و مُحَدِّثٌ، بمعنی واحد: كثیرُ الحَدیثِ، حَسَنُ السِّیاق له؛ كلُّ هذا علی النَّسَب و نحوه. و الأَحادیثُ، فی الفقه و غیره، معروفة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 134
و یقال: صار فلانٌ أُحْدُوثةً أَی أَكثروا فیه الأَحادیثَ. و فلانٌ حِدْثُك أَی مُحَدِّثُك، و القومُ یَتحادَثُون و یَتَحَدَّثُون، و تركت البلادَ تَحَدَّثُ أَی تَسْمَعُ فیها دَویّاً؛ حكاه ابن سیدة عن ثعلب. و رجل حِدِّیثٌ، مثال فِسِّیق أَی كثیرُ الحَدیث. و رجل حِدْثُ مُلوك، بكسر الحاءِ، إِذا كان صاحبَ حَدِیثهم و سَمَرِهِم؛ و حِدْثُ نساءٍ: یَتَحَدَّثُ إِلیهنّ، كقولك: تِبْعُ نساءٍ، و زیرُ نساءٍ. و تقول: افْعَلْ ذلك الأَمْر بحِدْثانِه و بحَدَثانه أَی أَوّله و طَراءَته. و یقال للرجل الصادق الظَّنِّ: مُحَدَّثٌ، بفتح الدال مشدَّدة. و‌فی الحدیث: قد كان فی الأُمم مُحَدَّثون، فإِن یكن فی أُمتی أَحَدٌ، فعُمَرُ بن الخطاب!؛ جاءَ فی الحدیث: تفسیره أَنهم المُلْهَمُون؛ و المُلْهَم: هو الذی یُلْقَی فی نفسه الشی‌ءُ، فیُخْبِرُ به حَدْساً و فِراسةً، و هو نوعٌ یَخُصُّ اللهُ به مَن یشاءُ من عباده الذین اصْطَفی مثل عُمر، كأَنهم حُدِّثوا بشی‌ءٍ فقالوه. و مُحادَثةُ السیف: جِلاؤُه. و أَحْدَثَ الرجلُ سَیْفَه، و حادَثَه إِذا جَلاه. و‌فی حدیث الحسن: حادِثُوا هذه القُلوبَ بذكر الله، فإِنها سریعةُ الدُّثورِ؛ معناه: اجْلُوها بالمَواعظ، و اغْسِلُوا الدَّرَنَ عنها، و شَوِّقُوها حتی تَنْفُوا عنها الطَّبَع و الصَّدَأَ الذی تَراكَبَ علیها من الذنوب، و تَعاهَدُوها بذلك، كما یُحادَثُ السیفُ بالصِّقالِ؛ قال لبید: كنَصْلِ السَّیْف، حُودِث بالصِّقال و الحَدَثُ: الإِبْداءُ؛ و قد أَحْدَث: منَ الحَدَثِ. و یقال: أَحْدَثَ الرجلُ إِذا صَلَّعَ، أَو فَصَّعَ، و خَضَفَ، أَیَّ ذلك فَعَلَ فهو مُحْدِثٌ؛ قال: و أَحْدَثَ الرجلُ و أَحْدَثَتِ المرأَةُ إِذا زَنَیا؛ یُكنی بالإِحْداثِ عن الزنا. و الحَدَثُ مِثْل الوَلیِّ، و أَرضٌ مَحْدُوثة: أَصابها الحَدَثُ. و الحَدَثُ: موضع متصل ببلاد الرُّوم، مؤَنثة.

حرث؛ ج2، ص: 134

: الحَرْثُ و الحِراثَةُ: العَمل فی الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً، و قد یكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع، و به فَسَّر الزجاجُ قوله تعالی: أَصٰابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ. حَرَثَ یَحْرُثُ حَرْثاً. الأَزهری: الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ فی الأَرض لازْدِراعٍ، و الحَرْثُ: الزَّرْع. و الحَرَّاثُ: الزَّرَّاعُ. و قد حَرَث و احْتَرثَ، مثل زَرَعَ و ازْدَرَع. و الحَرْثُ: الكَسْبُ، و الفعلُ كالفعل، و المصدر كالمصدر، و هو أَیضاً الاحْتِراثُ. و‌فی الحدیث: أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ؛ لأَن الحارِثَ هو الكاسِبُ. و احْتَرَثَ المالَ: كَسَبه؛ و الإِنسانُ لا یخلو من الكَسْب طبعاً و اخْتیاراً. الأَزهری: و الاحْتِراثُ كَسْبُ المال؛ قال الشاعر یخاطب ذئباً: و من یَحْتَرِثْ حَرْثی و حَرْثَكَ یُهْزَلِ و الحَرْثُ: العَمَلُ للدنیا و الآخرة. و‌فی الحدیث: احْرُثْ لدُنْیاك كأَنك تَعیش أَبداً، و اعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً؛ أَی اعْمَلْ لدُنْیاك، فخالَفَ بین اللفظین؛ قال ابن الأَثیر: و الظاهر من لفظ هذا الحدیث: أَمّا فی الدنیا فالحَثُّ علی عمارتها، و بقاء الناس فیها حتی یَسْكُنَ فیها، و یَنْتَفِع بها من یجی‌ءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن كان
لسان العرب، ج‌2، ص: 135
قبلك و سَكَنْتَ فیما عَمَر، فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه یَطُول عُمْرُه أَحْكَم ما یَعْمله، و حَرَصَ علی ما یَكْتَسبه؛ و أَما فی جانب الآخرة، فإِنه حَثٌّ علی الإِخلاص فی العمل، و حضور النیَّة و القلب فی العبادات و الطاعات، و الإِكثار منها، فإِن من یعلم أَنه یموت غداً، یُكثر من عبادته، و یُخْلِصُ فی طاعته،كقوله فی الحدیث الآخر: صَلِّ صلاةَ مُودِّع؛ و قال بعضُ أَهل العلم: المراد من هذا الحدیث غیرُ السابق إِلی الفهم من ظاهره، لأَنه، علیه السلام، إِنما نَدَبَ إِلی الزُّهْد فی الدنیا، و التقلیل منها، و مِن الانهماك فیها، و الاستمتاع بلذاتها، و هو الغالب علی أَوامره و نواهیه، صلی الله علیه و سلم، فیما یتعلق بالدنیا، فكیف یَحُثُّ علی عِمارتها و الاستكثار منها؟ و إِنما أَراد، و الله أَعلم، أَن الإِنسان إِذا علم أَنه یعیش أَبداً، قَلَّ حِرْصُه، و علم أَن ما یریده لا یَفُوته تَحْصِیلُه بترك الحِرْص علیه و المُبادرةِ إِلیه، فإِنه یقول: إِن فاتنی الیومَ أَدركته غَداً، فإِنی أَعیش أَبداً، فقال علیه السلام: اعْمَلْ عَمَلَ من یَظُنُّ أَنه یُخَلَّد، فلا تَحْرِصْ فی العمل؛ فیكون حَثّاً له علی الترك، و التقلیل بطریق أَنیقةٍ من الإِشارة و التنبیه، و یكون أَمره لعمل الآخرة علی ظاهره، فیَجْمَع بالأَمرین حالةً واحدةً، و هو الزهدُ و التقلیل، لكن بلفظین مختلفین؛ قال: و قد اختصر الأَزهری هذا المعنی فقال: معنی هذا الحدیث تقدیمُ أَمر الآخرة و أَعمالها، حِذارَ الموت بالفَوْت، علی عَمل الدنیا، و تأْخیرُ أَمر الدنیا، كراهیةَ الاشْتغال بها عن عمل الآخرة. و الحَرْثُ: كَسْبُ المال و جَمْعُه. و المرأَةُ حَرْثُ الرجل أَی یكون وَلَدُه منها، كأَنه یَحْرُثُ لیَزْرَعَ و فی التنزیل العزیز: نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰی شِئْتُمْ. قال الزجاج: زعم أَبو عبیدة أَنه كنایة؛ قال: و القول عندی فیه أَن معنی حَرْثٌ لكم: فیهنَّ تَحْرُثُون الوَلَد و اللِّدَة، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰی شِئْتُمْ أَی ائْتُوا مواضعَ حَرْثِكم، كیف شِئْتُم، مُقْبِلةً و مُدْبرةً. الأَزهری: حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بین أَربع نسوة. و حَرَثَ أَیضاً إِذا تَفَقَّه و فَتَّشَ. و حَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لعیاله و اجْتَهَدَ لهم، یقال: هو یَحْرُث لعیاله و یَحْتَرثُ أَی یَكْتَسِب. ابن الأَعرابی: الحَرْثُ الجماع الكثیر. و حَرْثُ الرجل: امرأَتُه؛ و أَنشد المُبَرّد: إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ، فَحَرْثی هَمُّه أَكلُ الجَرادِ و الحَرْثُ: مَتاعُ الدنیا. و فی التنزیل العزیز: مَنْ كٰانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیٰا؛ أَی من كان یرید كَسْبَ الدنیا. و الحَرْثُ: الثَّوابُ و النَّصِیبُ. و فی التنزیل العزیز: مَنْ كٰانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ. و حَرَثْتُ النار: حَرَّكْتها. و المِحْراثُ: خَشبة تُحَرَّك بها النارُ فی التَّنُّور. و الحَرْثُ: إِشْعالُ النار، و مِحْراثُ النار: مِسْحَاتُها التی تُحَرَّك بها النار. و مِحْراثُ الحَرْب: ما یُهَیِّجها. و حَرَثَ الأَمْرَ: تَذَكَّره و اهْتاجَ له؛ قال رؤْبة: و القَوْلُ مَنْسِیٌّ إِذا لم یُحْرَثِ و الحَرَّاثُ: الكثیر الأَكل؛ عن ابن الأَعرابی. و حَرَثَ الإِبلَ و الخَیْلَ، و أَحرَثَها: أَهْزَلها. و حَرَثَ ناقتَه حَرْثاً و أَحْرَثَها إِذا سار علیها حتی تُهْزَلَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 136
و‌فی حدیث بَدْرٍ: اخْرُجُوا إِلی مَعایشكم و حَرائِثكم، واحدُها حَریثةٌ؛ قال الخطابی: الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل؛ قال: و أَصله فی الخیل إِذا هُزِلَتْ، فاستعیر للإِبل؛ قال: و إِنما یقال فی الإِبل أَحْرَفْناها، بالفاء؛ یقال: ناقة حَرْفٌ أَی هَزیلةٌ؛ قال: و قد یراد بالحرائثِ المَكاسِبُ، من الاحْتراثِ الاكتساب؛ و یروی حَرَائبكم، بالحاء و الباء الموحدة، جمعُ حَریبةٍ، و هو مالُ الرجل الذی یقوم بأَمره، و قد تقدَّم، و المعروف بالثاء. و‌فی حدیث معاویة أَنه قال للأَنصار: ما فَعَلَتْ نواضِحُكم؟ قالوا: حَرَثْناها یوم بَدْرٍ؛ أَی أَهْزَلناها؛ یقال: حَرَثْتُ الدابةَ و أَحْرَثْتُها أَی أَهْزَلْتها، قال ابن الأَثیر: و هذا یخالف قول الخطابی، و أَراد معاویة بذكر النَّواضِح تَقْریعاً لهم و تعریضاً، لأَنهم كانوا أَهل زَرْع و سَقْیٍ، فأَجابوه بما أَسْكتَه، تعریضاً بقتل أَشیاخه یوم بَدْر. الأَزهری: أَرض مَحْروثة و مُحْرَثة: وَطِئَها الناسُ حتی أَحْرَثُوها و حَرَثُوها، و وُطِئَتْ حتی أَثاروها، و هو فسادٌ إِذا وُطِئَتْ، فهی مُحْرَثة و مَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع، و كلاهما یقال بَعْدُ. و الحَرْثُ: المَحَجَّةُ المَكْدُودة بالحوافر. و الحُرْثةُ: الفُرضةُ التی فی طَرَف القَوْس للوَتر. و یقال: هو حَرْثُ القَوْسِ و الكُظْرة، و هو فُرْضٌ، و هی من القوس حَرْثٌ. و قد حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هیَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة الوَتَر؛ قال: و الزَّنْدة تُحْرَثُ ثم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ، فهو حَرْثٌ ما لم یُنْفَذ، فإِذا أُنْفِذَ، فهو كُظْر. ابن سیدة: و الحَرَاثُ مَجْری الوَتَر فی القوس، و جمعه أَحْرِثة. و یقال: احْرُثِ القرآن أَی ادْرُسْه و حَرَثْتُ القرآن أَحْرُثُه إِذا أَطَلْتَ دِراستَه و تَدَبَّرْتَه. و الحَرْثُ: تَفْتِیشُ الكتاب و تَدبُّره؛ و منه‌حدیث عبد الله: احْرُثُوا هذا القرآن‌أَی فَتِّشُوه و ثَوِّروه. و الحَرْثُ: التَّفْتِیش. و الحُرْثَةُ: ما بین مُنْتَهی الكَمَرة و مَجْرَی الخِتان. و الحُرْثَة أَیضاً: المَنْبِتُ، عن ثعلب؛ الأَزهری: الحَرْثُ أَصلُ جُرْدانِ الحمار؛ و الحِرَاثُ: السَّهم قبل أَن یُراش، و الجمع أَحْرِثة؛ الأَزهری الحُرْثة: عِرقٌ فی أَصل أُدافِ الرَّجل. و الحارِثُ: اسم؛ قال سیبویه: قال الخلیل إِن الذین قالوا الحَرث، إِنما أَرادوا أَن یجعلوا الرجل هو الشی‌ء بعینه، و لم یجعلوه سمی به، و لكنهم جعلوه كأَنه وَصفٌ له غَلَب علیه؛ قال: و من قال حارِثٌ، بغیر أَلف و لام، فهو یُجْریه مُجْری زیدٍ، و قد ذكرنا مثل ذلك فی الحسن اسم رجل؛ قال ابن جنی: إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ و نحوُه من الأَوْصاف الغالبة بالوَضْع دون اللام، و إِنما أُقِرَّتِ اللامُ فیها بعد النَّقْل و كونها أَعلاماً، مراعاة لمذهب الوصف فیها قبل النقل، و جمع الأَول: الحُرَّثُ و الحُرَّاثُ، و جمع حارِث حُرَّثٌ و حَوارِثُ؛ قال سیبویه: و من قال حارث، قال فی جمعه: حَوارِث، حیث كان اسماً خاصًّا، كزَیْد، فافهم. و حُوَیْرِثٌ، و حُرَیثٌ و حُرْثانُ، و حارِثةُ، و حَرَّاثٌ، و مُحَرَّثٌ: أَسماءٌ؛ قال ابن الأَعرابی: هو اسم جَدِّ صَفْوانَ بن أُمیة بن مُحَرَّثٍ، و صَفوانُ هذا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة، و أَبو الحارث: كنیةُ الأَسَد. و الحارثُ: قُلَّة من قُلَلِ الجَوْلانِ، و هو جبل بالشأْم فی قول النابغة الذبْیانی یَرْثِی النُّعمان
لسان العرب، ج‌2، ص: 137
ابن المنذر: بكَی حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه، و حَوْرانُ منه خائفٌ مُتضَائِلُ قوله: من فَقْد رَبِّه، یعنی النعمان؛ قال ابن بری و قوله: و حَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل كقول جریر: لمّا أَتَی خَبَرُ الزُّبَیْرِ، تَوَاضَعَتْ سُورُ المدینة، و الجِبالُ الخُشَّعُ و الحارثان: الحارثُ بن ظالم بن حَذیمةَ بن یَرْبُوع بن غَیْظِ بنِ مُرَّة، و الحارثُ بن عوفِ بن أَبی حارثة ابن مُرَّة بن نُشْبَة بن غَیْظِ بنِ مرَّة، صاحب الحَمَالة. قال ابن بری: ذكر الجوهری فی الحارثین الحارِثَ بن ظالم بن حَذیمة بالحاء غیر المعجمة. ابن یَرْبُوع قال: و المعروف عند أَهل اللغة جَذیمة، بالجیم. و الحارِثان فی باهلة: الحارِثُ بن قُتَیْبة، و الحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَیْبة. و قولهم: بَلْحَرث، لبَنی الحرث بن كَعْب، مِن شواذِّ الإِدغام، لأَن النون و اللام قریبا المَخْرَج، فلما لم یمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام، حذفوا النون كما قالوا: مَسْتُ و ظَلْتُ، و كذلك یفعلون بكل قبیلة تَظْهَر فیها لام المعرفة، مثل بَلْعنبر و بَلْهُجَیم، فأَما إِذا لم تَظْهَر اللامُ، فلا یكون ذلك. و‌فی الحدیث: و علیه خَمِیصَةٌ حُرَیْثِیَّة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی بعض طُرُق البخاری و مسلم؛ قیل: هی منسوبة إلی حُرَیْثٍ، رجلٍ من قُضاعة؛ قال: و المعروف جُونِیَّةٌ، و هو مذكور فی موضعه.

حربث؛ ج2، ص: 137

: الحُثْرُبُ و الحُرْبُثُ، بالضم: نبت؛ و فی المحكم: نَبات سُهْلِیٌّ؛ و قیل: لا یَنْبُتُ إِلا فی جَلَدٍ، و هو أَسود، و زَهْرته بیضاء، و هو یتَسَطَّحُ قُضْباناً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: غَرَّكَ مِنِّی شَعَثِی و لَبَثِی، و لِمَمٌ حَوْلَكَ، مِثْلُ الحُرْبُثِ قال: شَبَّه لِمَمَ الصِّبیانِ فی سَوادها بالحُرْبُث. و الحُرْبُثُ: بقلة نحو الأَیْهُقانِ صَفراء غَبْرَاء تُعْجِبُ المالَ، و هی من نَبات السَّهْل؛ و قال أَبو حنیفة: الحُرْبُث نبت یَنْبَسِطُ علی الأَرض، له وَرَق طوالٌ، و بین ذلك الطُّوَال وَرَقٌ صغارٌ؛ و قال أَبو زیاد: الحُرْبُثُ عُشْبٌ من أَحْرار البَقل؛ الأَزهری: الحُرْبُثُ من أَطْیَب المراعی؛ و یقال: أَطْیَبُ الغَنم لبناً ما أَكلَ الحُرْبُثَ و السَّعْدانَ.

حفث؛ ج2، ص: 137

: الحَفِثَة و الحِفْثُ و الحَفِثُ: ذاتُ الطرائق من الكَرش؛ زاد الأَزهری: كأَنها أَطْباقُ الفَرْثِ؛ و أَنشد اللیث: لا تُكْرِبَنَّ بعدها خُرْسِیَّا، إِنَّا وجَدْنا لحمها رَدِیّا: الكِرْشَ، و الحِفْثَةَ، و المَرِیَّا و قیل: هی هَنةٌ ذاتُ أَطْباقٍ، أَسْفَلَ الكَرِشِ إِلی جَنْبها، لا یَخْرُجُ منها الفَرْثُ أَبداً، یكون للإِبل و الشاء و البقر؛ و خَصَّ ابنُ الأَعرابی به الشاء وَحْدَها، دون سائر هذه الأَنواع، و الجمعُ أَحْفاثٌ: الجوهری: الحَفِثُ، بكسر الفاء، الكَرِشُ، و هی القِبَةُ؛ و فی التهذیب: الحَفِثُ و الفَحِثُ الذی یكون مع الكرش، و هو یُشْبهها؛ و قال أَبو عمرو: الفَحِثُ ذات الطرائق، و القِبَة الأُخرَی إِلی جَنْبه و لیس فیها طَرائق؛ قال: و فیها لغات: حَفِثٌ، و حَثِفٌ، و حِفْثٌ، و حِثْفٌ؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 138
و قیل: فِثْحٌ و ثِحْف، و یُجْمَعُ الأَحْثافَ، و الأَفْثاحَ، و الأَثْحافَ، كلٌّ قد قیل. و الحَفِثُ: حَیَّة عظیمة كالحِرابِ. و الحُفَّاثُ: حَیَّة كأَعْظَم ما یكون من الحَیَّات، أَرْقَشُ أَبْرَشُ، یأْكل الحشیشَ، یَتَهَدَّدُ و لا یَضُرُّ أَحداً؛ الجوهری: الحُفَّاثُ حَیَّة تَنفُخُ و لا تُؤْذِی؛ قال جَرِیر: أَ یُفایِشُونَ، و قد رَأَوْا حُفَّاثَهم قد عَضَّه، فقَضَی علیه الأَشْجَعُ؟ الأَزهری، شَمِرٌ: الحُفَّاثُ حَیَّة ضَّخْمٌ، عظیمُ الرأْس، أَرْقَشُ أَخْمَرُ أَكْدَرُ، یُشْبهُ الأَسْودَ و لیس به، إِذا حَرَّبْتَه انْتَفَخَ وَریدُه؛ قال: و قال ابن شمیل هو أَكْبَرُ من الأَرْقَم، و رَقَشُه مثلُ رَقَش الأَرْقَم، لا یَضُرُّ أَحداً، و جمعُه حَفافِیثُ؛ و قال جریر: إِنَّ الحَفافِیثَ عِندی، یا بنی لَجَإٍ، یُطْرِقْنَ، حینَ یَصُولُ الحَیَّةُ الذَّكَرُ و یقال للغَضْبان إِذا انْتَفَخَتْ أَوْداجُه: قد احْرَنفشَ حُفَّاثُه، علی المثل. و فی النوادر: افْتَحَثْتُ ما عند فلان، و ابْتَحَثْتُ، بمعنی واحد.

حلتث؛ ج2، ص: 138

: الحِلْتِیثُ: لغة فی الحِلْتِیت، عن أَبی حنیفة.

حنث؛ ج2، ص: 138

: الحِنْثُ: الخُلْفُ فی الیمین. حَنِثَ فی یمینه حِنْثاً و حَنَثاً: لم یَبَرَّ فیها، و أَحْنَثه هو. تقول: أَحْنَثْتُ الرجلَ فی یمینه فَحَنِثَ إِذا لم یَبَرَّ فیها. و‌فی الحدیث: الیمین حِنْثٌ أَو مَنْدَمَة؛ الحِنْثُ فی الیمین: نَقْضُها و النَّكْثُ فیها، و هو من الحِنْثِ: الإثم؛ یقول: إِما أَنْ یَنْدَمَ علی ما حَلَفَ علیه، أَو یَحْنَثَ فتلزمَه الكفارةُ. و حَنِثَ فی یمینه أَی أَثِمَ. و قال خالد بن جَنْبةَ: الحِنْثُ أَن یقول الإِنسانُ غیر الحق؛ و قال ابن شمیل: علی فلانٍ یَمینٌ قد حَنِثَ فیها، و علیه أَحْناثٌ كثیرة؛ و قال: فإِنما الیمینُ حِنْثٌ أَو نَدَم. و الحِنْثُ: حِنْثُ الیمین إِذا لم تَبَرَّ. و المَحانِثُ: مواقع الحِنْث. و الحِنْث: الذَّنْبُ العَظیم و الإِثْمُ؛ و فی التنزیل العزیز: وَ كٰانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنْثِ الْعَظِیمِ؛ یُصِرُّونَ أَی یدُومُون؛ و قیل: هو الشِّرْكُ، و قد فُسِّرت به هذه الآیة أَیضاً؛ قال: من یَتَشاءَمْ بالهُدَی، فالحِنْثُ شَرٌّ أَی الشِّرْك شرّ. و تَحَنَّثَ: تَعَبَّد و اعْتَزَل الأَصنامَ، مثل تَحَنَّف. و بَلَغ الغلامُ الحِنْثَ أَی الإِدْراك و البلوغ؛ و قیل إِذا بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَی علیه القَلَم بالطاعة و المعصِیة؛ و‌فی الحدیث: من ماتَ له ثلاثةٌ من الولد، لم یَبْلُغوا الحِنْثَ، دخل من أَیِّ أَبواب الجنة شاءَ؛ أَی لم یَبْلُغوا مبلغ الرجال، و یجری علیهم القَلَم فیُكْتَبُ علیهم الحِنْثُ و الطاعةُ: یقال: بَلَغَ الغلامُ الحِنثَ أَی المعصِیةَ و الطاعةَ. و الحِنْثُ: الإثْمُ؛ و قیل: الحِنْثُ الحُلُم. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان، قبل أَن یُوحَی إِلیه، یأْتی حِراءً، و هو جبلٌ بمكة فیه غار، و كان یَتَحَنَّثُ فیه اللیالی‌أَی یَتعَبَّد. و‌فی روایة عائشة، رضی الله عنها: كان یَخْلُو بغارِ حِرَاءٍ، فیَتَحَنَّثُ فیه؛ و هو التَّعَبُّدُ اللیالی ذواتِ العَدد؛ قال ابن سیدة: و هذا عندی علی السَّلْب،
لسان العرب، ج‌2، ص: 139
كأَنه ینفی بذلك الحِنْثَ الذی هو الإثم، عن نفسه، كقوله تعالی: وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ، أَی انْفِ الهُجودَ عن عَیْنك؛ و نظیرُه: تَأَثَّم و تَحَوَّب أَی نفی الإثمَ و الحُوبَ؛ و قد یجوز أَن تكون ثاء یَتَحَنَّثُ بدلًا من فاء یَتَحَنَّف. و فلان یَتَحَنَّثُ من كذا أَی یَتَأَثَّم منه؛ ابن الأَعرابی: قوله یَتَحَنَّثُ أَی یَفْعَلُ فِعْلًا یَخْرُج به من الحِنْث، و هو الإثم و الحَرَجُ؛ و یقال: هو یَتَحَنَّثُ أَی یَتَعَبَّدُ لله؛ قال: و للعرب أَفعال تُخالِفُ معانیها أَلفاظَها، یقال: فلان یَتَنَجَّس إِذا فعل فعلًا یَخْرُج به من النجاسة، كما یقال: فلان یَتَأَثَّم و یَتَحَرَّج إِذا فعل فِعْلًا یَخْرُجُ به من الإِثم و الحَرَج. و‌روی عن حَكِیم بن حِزامٍ أَنه قال لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَ رأَیْتَ أُمُوراً كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بها فی الجاهلیة من صلَةِ رحِمٍ و صَدَقةٍ، هل لی فیها من أَجْر؟ فقال له، صلی الله علیه و سلم: أَسْلمْتَ علی ما سَلَفَ لك من خَیْر؛ أَی أَتَقَرَّب إِلی الله بأَفعال فی الجاهلیة؛ یرید بقوله: كنتُ أَتَحَنَّثُ أَی أَتَعَبَّدُ و أُلقی بها الحِنْثَ أَی الإِثم عن نفسی. و یقال للشی‌ء الذی یَخْتَلِفُ الناسُ فیه فیحتمل وجهین: مُحْلِفٌ، و مُحْنِثٌ. و الحِنْثُ: الرجوعُ فی الیمین. و الحِنْثُ: المَیْلُ من باطل إِلی حقٍّ، و من حقّ إِلی باطل. یقال: قد حَنِثْتُ أَی مِلْتُ إِلی هَواكَ عَلیَّ، و قد حَنِثْتُ معَ الحق علی هواك؛ و‌فی حدیث عائشة: و لا أَتَحَنَّثُ إِلی نَذْرِی‌أَی لا أَكْتَسِبُ الحِنْثَ، و هو الذنب، و هذا بعكس الأَول؛ و‌فی الحدیث: یَكْثُر فیهم أَولادُ الحِنْثِ‌أَی أَولادُ الزنا، من الحِنْث المعصیة، و یروی بالخاءِ المعجمة و الباء الموحدة.

حنبث؛ ج2، ص: 139

: حَنْبَثٌ: اسم.

حوث؛ ج2، ص: 139

: حَوْثُ: لغة فی حَیْثُ، إِما لغة طَیِّئٍ و إِما لغة تمیم؛ و قال اللحیانی: هی لغة طَیِّئٍ فقط، یقولون حَوْثُ عبدُ اللهِ زیدٌ؛ قال ابن سیدة: و قد أَعلمتك أَن أَصل حیث؛ إِنما هو حَوْثُ، علی ما سنذكره فی ترجمة حیث؛ و من العرب من یقول حَوْثَ فیفتح، رواه اللحیانی عن الكسائی، كما أَن منهم من یقول: حَیْثَ.روی الأَزهری بإِسناده عن الأَسود قال: سأَل رجل ابنَ عمر: كیف أَضَعُ یَدَیَّ إِذا سَجَدْتُ؟ قال: ارْمِ بهما حَوْثُ وقَعَتا؛ قال الأَزهری: كذا رواه لنا، و هی لغة صحیحة. حَیْثُ و حَوْثُ: لغتان جیدتان، و القرآن نزل بالیاء، و هی أَفصح اللغتین. و الحَوْثاءُ: الكَبِدُ، و قیل: الكَبِدُ و ما یلیها؛ قال الراجز: إِنَّا وجَدْنا لَحْمها طَرِیَّا: الكِرْشَ، و الحَوْثاء، و المَرِیَّا و امرأَة حَوْثاء: سمینة تارَّة. و أَحاثَهُ: حَرَّكَه و فَرَّقه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قوله أَنشده ابن درید: بحیثُ ناصَی اللِّمَمَ الكِثاثا، مَوْرُ الكَثِیبِ، فَجَری و حاثا قال ابن سیدة: لم یفسره، قال: و عندی أَنه أَراد و أَحاثا أَی فَرَّقَ و حَرَّكَ، فاحتاج إِلی حذف الهمزة فحذفها؛ قال: و قد یجوز أَن یرید و حَثَا، فقَلَبَ. و أَوقع بهم فلانٌ فَتركهم حَوْثاً بَوثاً أَی فَرَّقهم؛ و تركهم حَوْثاً بَوْثاً أَی مختلفین. و حاثِ باثِ، مبنیان علی الكسر: قُماشُ الناس. و قال اللحیانی: تركتُه حاثِ باثِ، و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَلف حاثِ أَنها منقلبة عن الواو، و إِن لم یكن هنالك
لسان العرب، ج‌2، ص: 140
ما اشْتُقَّتْ منه، لأَن انقلاب الأَلف إِذا كانت عیناً عن الواو، أَكثر من انقلابها عن الیاء. الجوهری: یقال تركتُهم حَوْثاً بَوْثاً، و حَوْثَ بَوْثَ، و حَیْثَ بَیْثَ، و حاثِ باثِ، و حاثَ باثَ إِذا فَرَّقهم و بَدَّدهم؛ و روی الأَزهری عن الفراء قال: معنی هذه الكلمات إِذا أَذْلَلْتَهم و دقَقْتَهم؛ و قال اللحیانی: معناها إِذا تَرَكْتَه مُخْتَلِطَ الأَمرِ؛ فأَما حاثِ باثِ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ قَطَامِ و حَذَامِ، و أَما حِیثَ بِیثَ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ حِیصَ بِیصَ. ابن الأَعرابی: یقال تركتُهم حاثِ باثِ إِذا تفَرَّقوا؛ قال: و مثلهما فی الكلام مُزْدَوِجاً: خاقِ باقِ، و هو صوتُ حركةِ أَبی عُمَیْر فی زَرْنَبِ الفَلْهم، قال: و خاشِ ماشِ: قماشُ البیت، و خازِ بازِ: ورَمٌ، و هو أَیضاً صوتُ الذباب. و تركتُ الأَرضَ حاثِ باثِ إِذا دَقَّتْها الخیلُ، و قد أَحاثَتْها الخیلُ. و أَحَثْتُ الأَرضَ و أَبَثْتُها. الفراء: أَحثَیْتُ الأَرضَ و أَبْثَیْتُها، فهی مُحْثاةٌ و مُبْثاة. و قال غیره: أَحَثْتُ الأَرضَ و أَبَثْتُها، فهی مُحَاثة و مُبَاثةٌ. و الإِحاثةُ، و الاسْتِحاثةُ، و الإِباثةُ، و الاستِباثة، واحدٌ. الفراء: تركتُ البلادَ حَوْثا بَوْثاً، و حاثِ باثِ، و حَیْثَ بَیْثَ، لا یُجْرَیانِ إِذا دَقَّقُوها. و الاسْتِحاثةُ مثلُ الاسْتِباثة: و هی الاستخراج. تقول: استَحَثْتُ الشی‌ءَ إِذا ضاعَ فی التراب فَطلبْتَه.

حیث؛ ج2، ص: 140

: حَیْثُ: ظرف مُبْهم من الأَمْكِنةِ، مَضموم، و بعض العرب یفتحه، و زعموا أَن أَصلها الواو؛ قال ابن سیدة: و إِنما قلبوا الواو یاء طلبَ الخِفَّةِ، قال: و هذا غیر قویّ. و قال بعضهم: أَجمعت العربُ علی رفع حیثُ فی كل وجه، و ذلك أَن أَصلها حَوْثُ، فقلبت الواو یاء لكثرة دخول الیاء علی الواو، فقیل: حَیْثُ، ثم بنیت علی الضم، لالتقاء الساكنین، و اختیر لها الضم لیشعر ذلك بأَن أَصلها الواو، و ذلك لأَن الضمة مجانسةٌ للواو، فكأَنهم أَتْبَعُوا الضَّمَّ الضَّمَّ. قال الكسائی: و قد یكونُ فیها النصبُ، یَحْفِزُها ما قبلها إِلی الفتح؛ قال الكسائی: سمعت فی بنی تمیم من بنی یَرْبُوع و طُهَیَّةَ من ینصب الثاء، علی كل حال فی الخفض و النصب و الرفع، فیقول: حَیْثَ التَقَیْنا، و من حیثَ لا یعلمون، و لا یُصیبه الرفعُ فی لغتهم. قال: و سمعت فی بنی أَسد بن الحارث بن ثعلبة، و فی بنی فَقْعَس كلِّها یخفضونها فی موضع الخفض، و ینصبونها فی موضع النصب، فیقول من حیثِ لا یعلمون، و كان ذلك حیثَ التَقَیْنا. و حكی اللحیانی عن الكسائی أَیضاً أَن منهم من یخفضُ بحیث؛ و أَنشد: أَ ما تَرَی حَیْثَ سُهَیْلٍ طالِعا؟ قال: و لیس بالوجه؛ قال: و قوله أَنشده ابن درید: بحیثُ ناصَی اللِّمَمَ الكِثَاثَا، مَوْرُ الكَثِیبِ، فَجَری و حاثا قال: یجوز أَن یكون أَراد و حَثَا فقَلَب. الأَزهری عن اللیث: للعرب فی حَیْثُ لغتان: فاللغة العالیة حیثُ، الثاء مضمومة، و هو أَداةٌ للرفع یرفع الاسم بعده، و لغة أُخری: حَوْثُ، روایة عن العرب لبنی تمیم، یظنون حَیْثُ فی موضع نصب، یقولون: الْقَهْ حیثُ لَقِیتَه، و نحو ذلك كذلك. و قال ابن كَیْسانَ: حیثُ حرف مبنیٌّ علی الضم، و ما بعده صلة له یرتفع الاسم بعده علی الابتداء، كقولك: قمت حیثُ زیدٌ قائمٌ. و أَهلُ الكوفة یُجیزون حذف قائم، و یرفعون زیداً بحیثُ، و هو صلة لها، فإِذا أَظْهَروا قائماً بعد زیدٍ، أَجازوا فیه الوجهین: الرفعَ، و النصبَ، فیرفعون الاسم أَیضاً
لسان العرب، ج‌2، ص: 141
و لیس بصلة لها، و یَنْصِبُونَ خَبَرَه و یرفعونه، فیقولون: قامتْ مقامَ صفتین؛ و المعنی زیدٌ فی موضع فیه عمرو، فعمرو مرتفع بفیه، و هو صلة للموضع، و زیدٌ مرتفعٌ بفی الأُولی، و هی خَبره و لیست بصلة لشی‌ء؛ قال: و أَهل البصرة یقولون حیثُ مُضافةٌ إِلی جملة، فلذلك لم تخفض؛ و أَنشد الفراء بیتاً أَجاز فیه الخفض، و هو قوله: أَ ما تَرَی حیثَ سُهَیْلٍ طالِعا؟ فلما أَضافها فتحها، كما یفعل بِعِنْد و خَلْف، و قال أَبو الهیثم: حَیْثُ ظرفٌ من الظروف، یَحْتاجُ إِلی اسم و خبر، و هی تَجْمَعُ معنی ظرفین كقولك: حیثُ عبدُ الله قاعدٌ، زیدٌ قائمٌ؛ المعنی: الموضعُ الذی فیه عبدُ الله قاعدٌ زیدٌ قائمُ. قال: و حیثُ من حروف المواضع لا من حروف المعانی، و إِنما ضُمَّت، لأَنها ضُمِّنَتِ الاسم الذی كانت تَسْتَحِقُّ إِضافَتَها إِلیه؛ قال: و قال بعضهم إِنما ضُمَّتْ لأَن أَصلَها حَوْثُ، فلما قلبوا واوها یاء، ضَمُّوا آخرَها؛ قال أَبو الهیثم: و هذا خطأٌ، لأَنهم إِنما یُعْقِبون فی الحرف ضمةً دالَّةً علی واو ساقطة. الجوهری: حَیْثُ كلمةٌ تدلُّ علی المكان، لأَنه ظرفٌ فی الأَمكنة، بمنزلة حین فی الأَزمنة، و هو اسمٌ مبنیٌّ، و إِنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنین؛ فمن العرب من یبنیها علی الضم تشبیهاً بالغایات، لأَنها لم تجئْ إِلَّا مضافة إِلی جملة، كقولك أَقومُ حیثُ یقوم زیدٌ، و لم تقل حیثُ زیدٍ؛ و تقول حیثُ تكون أَكون؛ و منهم مَن یبنیها علی الفتح مثل كیف، استثقالًا للضم مع الیاء و هی من الظروف التی لا یُجازَی بها إِلا مع ما، تقول حیثما تجلسْ أَجْلِسْ، فی معنی أَینما؛ و قولُه تعالی: وَ لٰا یُفْلِحُ السّٰاحِرُ حَیْثُ أَتیٰ؛ و فی حرف ابن مسعود: أَینَ أَتی. و العرب تقول: جئتُ من أَیْنَ لا تَعْلَمُ أَی من حَیْثُ لا تَعْلَم. قال الأَصمعی: و مما تُخْطئُ فیه العامَّةُ و الخاصَّة باب حِینَ و حیثُ، غَلِطَ فیه العلماءُ مثل أَبی عبیدة و سیبویه. قال أَبو حاتم: رأَیت فی كتاب سیبویه أَشیاء كثیرة یَجْعَلُ حین حَیْثُ، و كذلك فی كتاب أَبی عبیدة بخطه، قال أَبو حاتم: و اعلم أَن حِین و حَیْثُ ظرفانِ، فحین ظرف من الزمان، و حیث ظرف من المكان، و لكل واحد منهما حدٌّ لا یجاوزه، و الأَكثر من الناس جعلوهما معاً حَیْثُ، قال: و الصواب أَن تقول رأَیتُك حیثُ كنتَ أَی فی الموضع الذی كنت فیه، و اذهب حیثُ شئتَ أَی إِلی أَیّ موضعٍ شئتَ؛ و قال الله عز و جل: فَكُلٰا مِنْ حَیْثُ شِئْتُمٰا. و یقال: رأَیتُكَ حین خَرَجَ الحاجُّ أَی فی ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، و لا یجوز حیثُ خَرَجَ الحاجُّ؛ و تقول: ائتِنی حینَ یَقْدَمُ الحاجُّ، و لا یجوز حیثُ یَقْدَمُ الحاجُّ، و قد صَیَّر الناسُ هذا كلَّه حَیْثُ، فَلْیَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامَهُ. فإِذا كان موضعٌ یَحْسُنُ فیه أَیْنَ و أَیَّ موضعٍ فهو حیثُ، لأَن أَیْنَ معناه حَیْثُ؛ و قولهم حیثُ كانوا، و أَیْنَ كانوا، معناهما واحد، و لكن أَجازوا الجمعَ بینهما لاختلاف اللفظین. و اعلم أَنه یَحْسُنُ فی موضع حین: لَمَّا، و إِذ، و إِذا، و وقتٌ، و یومٌ، و ساعةٌ، و مَتَی. تقول: رأَیتُكَ لَمَّا جِئْتَ، و حین جِئْتَ. و إِذ جِئْتَ. و یقال: سأُعْطیك إِذ جئتَ، و متی جئتَ.

فصل الخاء المعجمة؛ ج2، ص: 141

خبث؛ ج2، ص: 141

: الخَبِیثُ: ضِدُّ الطَّیِّبِ من الرِّزْق و الولدِ و الناسِ؛ و قوله:
لسان العرب، ج‌2، ص: 142
أَرْسِلْ إِلی زَرْع الخَبِیِّ الوالِجِ قال ابن سیدة: إِنما أَراد إِلی زَرْع الخَبِیثِ، فأَبدل الثاء یاء، ثم أَدغم، و الجمعُ: خُبَثاء، و خِبَاثٌ، و خَبَثَة، عن كراع؛ قال: و لیس فی الكلام فَعیل یجمع علی فَعَلَة غیره؛ قال: و عندی أَنهم توهموا فیه فاعلًا، و لذلك كَسَّروه علی فَعَلة. و حَكی أَبو زید فی جمعه: خُبُوثٌ، و هو نادر أَیضاً، و الأُنثی: خَبِیثةٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبٰائِثَ. و خَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، فهو خَبیثٌ أَی خَبٌّ رَدِی‌ءٌ. اللیث: خَبُثَ الشی‌ءُ یَخْبُثُ خَباثَةً و خُبْثاً، فهو خَبیثٌ، و به خُبْثٌ و خَباثَةٌ؛ و أَخْبَثَ، فهو مُخْبِثٌ إِذا صار ذا خُبْثٍ و شَرٍّ. و المُخْبِثُ: الذی یُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ. و أَجاز بعضُهم أَن یقال للذی یَنْسُبُ الناسَ إِلی الخُبْثِ: مُخْبِثٌ؛ قال الكُمَیْتُ: فطائفةٌ قد أَكْفَرُونی بِحُبِّكُمْ، و طائِفَةٌ قالوا: مُسِی‌ءٌ و مُذْنِبُ أَی نَسَبُونی إِلی الكُفْر. و‌فی حدیث أَنس: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا أَراد الخَلاءَ، قال: أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ و الخَبائِثِ؛ و‌رواه الأَزهری بسنده عن زید بن أَرْقَمَ قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم فلْیَقُلْ: اللهم إِنی أَعوذ بك من الخُبْثِ و الخَبائِثِ؛ قال أَبو منصور: أَراد بقوله مُحْتَضَرة أَی یَحْتَضِرُها الشیاطینُ، ذُكورُها و إِناثُها. و الحُشُوشُ: مواضعُ الغائط. و قال أَبو بكر: الخُبْثُ الكُفْرُ؛ و الخَبائِثُ: الشیاطین. و‌فی حدیث آخر: اللهم إِنی أَعوذ بك من الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبیثِ المُخْبِثِ؛ قال أَبو عبید: الخَبِیثُ ذو الخُبْثِ فی نَفْسه؛ قال: و المُخْبِثُ الذی أَصحابُه و أَعوانه خُبَثاء، و هو مثل قولهم: فلانٌ ضَعِیف مُضْعِفٌ، و قَوِیٌّ مُقْوٍ، فالقویُّ فی بدنه، و المُقْوِی الذی تكون دابتُه قَویَّةً؛ یرید: هو الذی یعلمهم الخُبْثَ، و یُوقعهم فیه. و‌فی حدیث قَتْلَی بَدْرٍ: فأُلْقُوا فی قَلِیبٍ خَبِیثٍ مُخْبِثٍ، أَی فاسدٍ مُفْسِدٍ لما یَقَع فیه؛ قال: و أَما قوله‌فی الحدیث: من الخُبْثِ و الخَبائِثِ؛ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ، و بالخَبائِثِ الشیاطین؛ قال أَبو عبید: و أُخْبِرْتُ عن أَبی الهیثم أَنه كان یَرْویه من الخُبُث، بضم الباء، و هو جمعُ الخَبیث، و هو الشیطان الذَّكر، و یَجْعَلُ الخَبائِثَ جمعاً للخَبیثة مِن الشیاطین. قال أَبو منصور: و هذا عندی أَشْبَهُ بالصواب. ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الخُبُثُ، بضم الباء: جمع الخَبِیثِ، و الخَبائثُ: جمع الخَبیثة؛ یُرید ذكورَ الشیاطین و إِناثَهم؛ و قیل: هو الخُبْثُ، بسكون الباء، و هو خلافُ طَیِّبِ الفِعْل من فُجُور و غیره، و الخَبائِثُ، یُرید بها الأَفعالَ المذمومة و الخِصالَ الرَّدیئةَ. و أَخْبَثَ الرجلُ أَی اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء، فهو خَبِیثٌ مُخْبِثٌ، و مَخْبَثانٌ؛ یقال: یا مَخْبَثانُ و قوله عز و جل: الْخَبِیثٰاتُ لِلْخَبِیثِینَ، وَ الْخَبِیثُونَ لِلْخَبِیثٰاتِ؛ قال الزجَّاج: معناه الكلماتُ الخَبیثاتُ للخَبیثینَ من الرجالِ و النساءِ؛ و الرجالُ الخبیثونَ للكلماتِ الخَبیثاتِ؛ أَی لا یَتَكَلَّم بالخَبیثاتِ إِلَّا الخَبیثُ من الرجالِ و النساء؛ و قیل: المعنی الكلماتُ الخبیثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبیثِ من الرجالِ و النساء، فأَما الطاهرونَ و الطاهراتُ، فلا یَلْصَقُ بهم السَّبُّ؛ و قیل: الْخَبِیثٰاتُ من النساءِ لِلْخَبِیثِینَ من الرجالِ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 143
و كذلك الطَّیِّبٰاتُ لِلطَّیِّبِینَ. و قد خَبُثَ خُبْثاً و خَباثَةً و خَبَاثِیَةً: صار خَبِیثاً. و أَخْبَثَ: صار ذا خُبْثٍ. و أَخْبَثَ: إِذا كان أَصحابه و أَهلُه خُبَثاء، و لهذا قالوا: خَبِیثٌ مُخْبِثٌ، و الاسم: الخِبِّیثی. و تَخابَثَ: أَظْهَر الخُبْثَ؛ و أَخْبَثَه غیره: عَلَّمه الخُبْثَ و أَفْسَده. و یقال فی النداء: یا خُبَثُ كما یقال یا لُكَعُ تُریدُ: یا خَبِیثُ. و سَبْیٌ خِبْثَةٌ: خَبِیثٌ، و هو سَبْیُ من كان له عهدٌ من أَهل الكفر، لا یجوز سَبْیُه، و لا مِلْكُ عبدٍ و لا أَمةٍ منه. و‌فی الحدیث: أَنه كَتَب للعَدَّاء بن خالد أَنه اشتری منه عبداً أَو أَمة، لا دَاءَ و لا خِبْثةَ و لا غائلةَ.أَراد بالخِبْثة: الحرام، كما عَبَّرَ عن الحلال بالطَّیِّب، و الخِبْثَةُ نوعٌ من أَنواع الخَبیثِ؛ أَراد أَنه عبدٌ رقیقٌ، لا أَنه من قوم لا یَحِلُّ سَبْیُهم كمن أُعْطِیَ عَهْداً و أَماناً، و هو حُرٌّ فی الأَصل. و‌فی حدیث الحجاج أَنه قال لأَنس: یا خِبْثة؛ یُرید: یا خَبِیثُ و یقال الأَخلاق الخَبیثة: یا خِبْثَةُ. و یُكتَبُ فی عُهْدةِ الرقیق: لا داءَ، و لا خِبْثَةَ، و لا غائِلَةَ؛ فالداءُ: ما دُلِّسَ فیه من عَیْبٍ یَخْفی أَو علةٍ باطِنةٍ لا تُرَی، و الخِبْثَةُ: أَن لا یكون طِیَبَةً، لِأَنه سُبِیَ من قوم لا یَحِلُّ اسْترقاقُهم، لعهدٍ تَقَدَّم لهم، أَو حُرِّیَّة فی الأَصل ثَبَتَتْ لهم، و الغائلةُ: أَن یَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ له، فیجب علی بائعه ردُّ الثمَن إِلی المشتری. و كلُّ من أَهْلك شیئاً فقد غالَه و اغتاله، فكأَن استحقاقَ المالكِ إِیاه، صار سبباً لهلاك الثمَن الذی أَدَّاه المشتری إِلی البائع. و مَخْبَثَان: اسم معرفة، و الأُنْثَی: مَخْبَثَانةٌ. و‌فی حدیث سعید: كَذَبَ مَخْبَثَانٌ، هو الخَبیثُ؛ و یقال للرجل و المرأَة جمیعاً، و كأَنه یدلُّ علی المبالغة؛ و قال بعضهم: لا یُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلَّا فی النداء خاصة. و یقال للذكر: یا خُبَثُ و للأُنْثَی: یا خَباثِ مثل یا لَكَاعِ، بنی علی الكسر، و هذا مُطَّرِدٌ عند سیبویه. و‌روی عن الحسن أَنه قال یُخاطِبُ الدنیا: خَباثِ كلَّ عِیدانِكِ مَضَضْنا [مَضِضْنا، فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا‌یعنی الدنیا. و خَباثِ بوزن قَطامِ: مَعْدُولٌ من الخُبْثِ، و حرف النداء محذوف، أَی یا خَباثِ. و المَضُّ: مثلُ المَصّ؛ یرید: إِنَّا جَرَّبْناكِ و خَبَرْناكِ، فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً. و الأَخابِثُ: جمعُ الأَخْبَثِ؛ یقال: هم أَخابِثُ الناس. و یقال للرجل و المرأَة: یا مَخْبَثانُ، بغیر هاءٍ للأُنْثَی. و الخِبِّیثُ: الخَبِیثُ، و الجمع خِبِّیثُونَ. و الخابِثُ: الرَّدی‌ء من كل شی‌ء فاسدٍ. یقال: هو خَبِیثُ الطَّعْم، و خَبِیثُ اللَّوْنِ، و خَبِیثُ الفِعْل. و الحَرامُ البَحْتُ یسمی: خَبِیثاً، مثل الزنا، و المال الحرام، و الدم، و ما أَشْبهها مما حَرَّمه الله تعالی، یقال فی الشی‌ء الكریه الطَعْمِ و الرائحة: خَبیثٌ، مثل الثُّوم و البَصَلِ و الكَرّاثِ؛ و لذلك‌قال سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: من أَكل من هذه الشجرة الخَبیثة، فلا یَقْرَبَنَّ مسجدَنا.و قال الله تعالی فی نعت النبیّ، صلی الله علیه و سلم: یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبٰاتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبٰائِثَ؛ فالطَّیِّباتُ: ما كانت العربُ تَسْتَطِیبُه من المآكل فی الجاهلیة، مما لم ینزل فیه تحریم، مثل الأَزْواج الثمانیة، و لُحوم الوحْش من الظِّباء و غیرها، و مثل الجراد و الوَبْر
لسان العرب، ج‌2، ص: 144
و الأَرْنبِ و الیَرْبُوع و الضَّبِّ؛ و الخَبائثُ: ما كانت تَسْتَقْذِرُه و لا تأْكله، مثل الأَفاعی و العَقاربِ و البَرِصَةِ و الخَنافِسِ و الوُرْلانِ و الفَأْر، فأَحَلَّ الله، تعالی و تقدّس، ما كانوا یَسْتَطِیبون أَكلَه، و حَرَّم ما كانوا یَسْتَخْبثونه، إِلّا ما نَصَّ علی تحریمه فی الكتاب، من مثل المیتة و الدم و لحم الخنزیر و مٰا أُهِلَّ لِغَیْرِ اللّٰهِ بِهِ عند الذبْحِ، أَو بَیَّنَ تَحْریمه علی لسان سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مِثْلُ نَهْیِه عن لُحُوم الحُمُر الأَهلیة، و أَكْلِ كلِّ ذی نابٍ من السِّباع، و كلّ ذی مِخْلبٍ من الطَّیر. و دَلَّت الأَلف و اللام اللتان دخلتا للتعریف فی الطَّیِّبات و الخَبائث، علی أَن المراد بها أَشیاءُ معهودةٌ عند المخاطَبین بها، و هذا قول محمد بن إدریس الشافعی، رضی الله عنه. و قولُه عز و جل: وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ؛ قیل: إِنها الحَنْظَلُ؛ و قیل: إنها الكَشُوثُ. ابن الأَعرابی: أَصلُ الخُبْثِ فی كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من الكلام، فهو الشَّتْم، و إن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، و إِن كان من الطعام، فهو الحرام، و إِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ؛ و منه قیل لما یُرْمَی من مَنْفِیِّ الحدید: الخَبَث؛ و منه‌الحدیث: إِن الحُمَّی تَنْفِی الذُّنوب، كما یَنْفِی الكِیرُ الخَبَث.و خَبَثُ الحدیدِ و الفضَّة، بفتح الخاء و الباء: ما نَفاه الكِیرُ إِذا أُذِیبا، و هو ما لا خَیْرَ فیه، و یُكْنی به عن ذی البَطْنِ. و‌فی الحدیث: نَهَی عن كلِّ دواءٍ خَبیث؛ قال ابن الأَثیر: هو من جهتین: إِحداهما النجاسة، و هو الحرام كالخمر و الأَرواث و الأَبوال، كلها نجسة خبیثة، و تناوُلها حرام، إِلَّا ما خصته السُّنَّة من أَبوال الإِبل، عند بعضهم، و رَوْثِ ما یؤكل لحمه عند آخرین؛ و الجهةُ الأُخْری من طَریق الطَّعْم و المَذاق؛ قال: و لا ینكر أَن یكون كره ذلك لما فیه من المشقة علی الطباع، و كراهیة النفوس لها؛ و منه‌الحدیث: من أَكل من هذه الشجرة الخبیثة لا یَقْرَبَنَّ مسجدَنا؛ یُرید الثُّوم و البصل و الكَرّاثَ، و خُبْثُها من جهة كراهة طعمها و رائحتها، لأَنها طاهرة، و لیس أَكلها من الأَعذار المذكورة فی الانقطاع عن المساجد، و إِنما أَمَرَهم بالاعتزال عقوبةً و نكالًا، لأَنه كان یتأَذی بریحها و‌فی الحدیث: مَهْرُ البَغِیِّ خَبِیثٌ، و ثمنُ الكلب خبیثٌ، و كَسْبُ الحجَّامِ خبیثٌ.قال الخطابی: قد یَجْمَع الكلامُ بین القَرائن فی اللفظ و یُفْرَقُ بینها فی المعنی، و یُعْرَفُ ذلك من الأَغراض و المقاصد؛ فأَما مَهْرُ البَغِیِّ و ثمنُ الكلب، فیرید بالخَبیث فیهما الحرامَ، لأَن الكلب نَجِسٌ، و الزنا حرام، و بَذْلُ العِوَضِ علیه و أَخذُه حرامٌ؛ و أَما كسبُ الحجَّام، فیرید بالخَبیث فیه الكراهیةَ، لأَن الحجامة مباحة، و قد یكون الكلامُ فی الفصل الواحد، بعضُه علی الوجوب، و بعضُه علی النَّدْبِ، و بعضُه علی الحقیقة، و بعضه علی المجاز، و یُفْرَقُ بینهما بدلائل الأُصول، و اعتبار معانیها. و الأَخْبَثانِ: الرجیع و البول، و هما أَیضاً السَّهَرُ و الضَّجَرُ، و یقال: نَزَل به الأَخْبَثانِ أَی البَخَر و السَّهَرُ. و‌فی الحدیث: لا یُصَلِّی الرجلُ، و هو یُدافعُ الأَخْبَثَیْنِ؛ عَنی بهما الغائط و البولَ. الفراء: الأَخْبَثانِ القَی‌ءُ و السُّلاح؛ و فی الصحاح: البولُ و الغائط. و‌فی الحدیث: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَیْنِ لم یَحْمِل خَبَثاً.الخَبَثُ، بفتحتین: النَّجَسُ. و‌فی حدیث هِرَقْلَ: فأَصْبحَ یوماً و هو خَبِیثُ النَّفْسِ‌أَی ثَقِیلُها كرِیهُ الحال؛ و منه‌الحدیث: لا یَقُولَنَّ
لسان العرب، ج‌2، ص: 145
أَحَدُكم: خَبُثَتْ نَفْسی‌أَی ثَقُلَتْ و غَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ. و طعام مَخْبَثَةٌ: تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ؛ و قیل: هو الذی من غیر حلّه؛ و قولُ عَنْترة: نُبِّئْتُ عَمْراً غیرَ شاكِرِ نِعْمةٍ، و الكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم أَی مَفْسدة. و الخِبْثة: الزِّنْیة؛ و هو ابن خِبْثة، لابن الزِّنْیة، یقال: وُلِدَ فلانٌ لخِبْثةٍ أَی وُلِدَ لغیر رِشْدةٍ. و‌فی الحدیث؛ إِذا كَثُر الخُبْثُ كان كذا و كذا؛ أَراد الفِسْقَ و الفُجور؛ و منه‌حدیث سعدِ بن عُبادة: أَنه أُتِی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِیمٍ، وُجِدَ مع أَمَةٍ یَخْبُثُ بها‌أَی یَزْنی.

خبعث؛ ج2، ص: 145

: الخُنْبَعْثَة، و الخُنْثَعْبةُ: الناقة الغزیرة اللبن، و هو مذكور أَیضاً فی خثعب.

خثث؛ ج2، ص: 145

: الخُثُّ: غُثاء السَّیْل، إِذا خَلَّفَه و نَضَبَ عنه حتی یَجِفَّ، و كذلك الطُّحْلُبُ إِذا یَبِسَ و قَدُمَ عَهْدُه حتی یَسْوَدَّ. و الخُثَّة: طین یُعجن ببعر أَو روث، ثم یُتخذ منه الذِّئارُ، و هو الطین الذی تُصَرُّ به أَخلاف الناقة، لئلا یُؤْلمها الصِّرارُ. أَبو عمرو: الخُثَّة البَعْرة اللَّیِّنة؛ قال أَبو منصور: أَصلُها الخِثْیُ. و الخُثَّة: قُبْضَةٌ من كُسارِ عیدانٍ یُقْتَبَسُ بها.

خرث؛ ج2، ص: 145

: الخُرْثِیُّ: أَرْدأُ المَتاع و الغنائم، و هی سَقَطُ البیتِ من المتاع؛ و فی الصحاح: أَثاثُ البیتِ و أَسقاطُه؛ و‌فی الحدیث: جاء رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، سَبْیٌ و خُرْثِیٌّ؛ قال: الخُرْثِیُّ متاعُ البیت و أَثاثُه؛ و منه‌حدیث عُمَیْر مَوْلَی أَبی اللَّحْم: فأَمَر لی بشی‌ء من خُرْثِیِّ المتاع.و الخِرْثاء، ممدودة: النمل الذی فیه حُمْرة؛ واحدتُه خِرْثاءَة.

خنث؛ ج2، ص: 145

: الخُنْثَی: الذی لا یَخْلُصُ لِذَكَرٍ و لا أُنثی، و جعله كُراعٌ وَصْفاً، فقال: رجلٌ خُنْثَی: له ما للذَّكر و الأُنثی. و الخُنْثَی: الذی له ما للرجال و النساء جمیعاً، و الجمع: خَنَاثی، مثلُ الحَبالی، و خِناثٌ؛ قال: لَعَمْرُكَ، ما الخِناثُ بنو قُشَیْرٍ بنِسْوانٍ یَلِدْنَ، و لا رِجالِ و الانْخِناثُ: التَثَنِّی و التَّكَسُّر. و خَنِثَ الرجلُ خَنَثاً، فهو خَنِثٌ، و تَخَنَّثَ، و انْخَنَثَ: تَثَنَّی و تَكَسَّرَ، و الأُنثی خَنِثَةٌ. و خَنَّثْتُ الشی‌ءَ فتَخَنَّثَ أَی عَطَّفْتُه فتَعَطُّفَ؛ و المُخَنَّثُ من ذلك للِینهِ و تَكَسُّره، و هو الانْخِناثُ؛ و الاسم الخُنْثُ؛ قال جریر: أَ تُوعِدُنی، و أَنتَ مُجاشِعیٌّ، أَرَی فی خُنْثِ لِحْیَتِك اضْطِرابا؟ و تَخَنَّثَ فی كلامه. و یقال للمُخَنَّثِ: خُناثَةُ، و خُنَیْثةُ. و تَخَنَّثَ الرّجُلُ إِذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ؛ و قیل: المُخَنَّثُ الذی یَفْعَلُ فِعْلَ الخَناثی، و امرأَة خُنُثٌ و مِخْناثٌ. و یقال للذَّكر: یا خُنَثُ و للأُنثی: یا خَنَاثِ مثل لُكَعَ و لَكَاعِ. و انْخَنَثَتِ القِرْبةُ: تَثَنَّتْ؛ و خَنَثَها یَخْنِثُها خَنْثاً فانْخَنَثَتْ، و خَنَّثَها، و اخْتَنَثَها: ثَنی فاها إِلی خارج فشَرِبَ منه، و إن كَسَرْتَه إِلی داخل، فقد قَبَعْتَه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نهی عن اخْتِناثِ الأَسْقِیةِ؛ و تأْویلُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 146
الحدیث: أَنَّ الشُّرْب من أَفواهها ربما یُنَتِّنُها، فإِنّ إِدامةَ الشُّرْبِ هكذا، مما یُغَیِّر رِیحَها؛ و قیل: إنه لا یُؤْمَنُ أَن یكون فیها حیة أَو شی‌ءٌ من الحَشرات، و قیل: لئلا یَتَرَشَّشَ الماءُ علی الشارب، لِسَعَة فَم السِّقاء. قال ابن الأَثیر: و قد جاء فی حدیث آخر إباحتهُ؛ قال: و یحتمل أَن یكون النهیُ خاصّاً بالسقاء الكبیر دون الإِداوة. اللیث: خَنَثْتُ السِّقاء و الجُوالِقَ إِذا عَطَفْتَه. و‌فی حدیث عائشة: أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، و وفاتَه قالت: فانْخَنَثَ فی حِجْری، فما شَعَرْتُ حتی قُبِضَ، أَی فانْثَنی و انكسر لاسترخاء أَعضائه، صلی الله علیه و سلم، عند الموت. و انْخَنَثَتْ عُنُقُه: مالَتْ، و خَنَثَ سِقاءَه: ثَنی فاه فأَخْرَجَ أَدَمَتَه، و هی الداخلة، و البَشَرَةُ و ما یَلی الشعرَ: الخارجةُ. و‌روی عن ابن عمر: أَنه كان یَشْرَبُ من الإِداوةِ، و لا یَخْتَنِثُها، و یُسَمِّیها نَفْعَةَ؛ سماها بالمَرَّة من النَّفْع، و لم یصرفها للعلمیة و التأْنیث؛ و قیل: خَنَثَ فَمَ السِّقاءِ إِذا قَلَبَ فَمه، داخلًا كان أَو خارجاً. و كلُّ قَلْبٍ یقال له: خَنْثٌ. و أَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ و التَّثَنِّی، و منه سمیت المرأَة: خُنْثَی. تقول: إِنها لَیِّنة تَتَثَنَّی. و یقال: أَلْقَی اللیلُ أَخْناثَهُ علی الأَرض أَی أَثْناءَ ظَلامه؛ و طَوَی الثَّوْبَ علی أَخْناثهِ و خِناثهِ أَی علی مَطاوِیهِ و كُسُوره، الواحد: خِنْثٌ. و أَخْناثُ الدَّلْو فُرُوغُها، الواحدُ خِنْثٌ؛ و الخِنْثُ: باطِنُ الشِّدْق عند الأَضراس، من فوقُ و أَسفلُ. و تَخَنَّثَ الرجلُ و غیره: سَقَطَ من الضَّعْفِ. و خُنْثُ: اسم امرأَة، لا یُجْرَی. و الخَنِثُ، بكسر النون: المُسْتَرْخی المُتَثَنِّی. و فی المثل: أَخْنَثُ من دَلالٍ.

خنبث؛ ج2، ص: 146

: رجل خُنْبُثٌ و خُنابِثٌ: مذموم.

خنطث؛ ج2، ص: 146

: الخَنْطَثَةُ: مَشیٌ فیه تَبَخْتُر.

خنفث؛ ج2، ص: 146

: الخُنْفُثَة الخِنْفِثَة: دُوَیْبَّةٌ.

خوث؛ ج2، ص: 146

: خَوِثَ الرجلُ خَوَثاً، و هو أَخْوَثُ بَیِّنُ الخَوَثِ: عَظُمَ بَطْنُه و اسْتَرْخی. و خَوِثَتِ الأُنثی، و هی خَوْثاء. و الخَوْثاءُ من النساء أَیضاً: الحَدَثة الناعمةُ، ذاتُ صُدْرة؛ و قیل: الناعمة التارَّة؛ قال أُمَیَّةُ بنُ حُرْثانَ: عَلِقَ القَلْبُ حُبَّها و هَواها، و هی بِكْرٌ غَریرةٌ خَوْثاءُ أَبو زید: الخَوْثاءُ الحِفْضاجَة من النساء؛ و قال ذو الرمة: بها كلُّ خَوْثاءِ الحَشَی مَرَئِیَّةٍ رَوَادٍ، یَزیدُ القُرْطُ سُوءَ قَذالِها قال: الخَوْثاءُ المُسْتَرْخِیةُ الحَشَی. و الرَّوَادُ: التی لا تَسْتَقِرُّ فی مكان، ربما تجی‌ء و تذهب. قال أَبو منصور: الخَوْثاءُ فی بیت ابن حُرْثانَ صفةٌ مَحْمودة، و فی بیت ذی الرمة صفةٌ مذمومة. و‌فی حدیث التِّلِبِّ بن ثَعْلَبة: أَصابَ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، خَوْثَةٌ فاسْتَقْرَضَ منی طعاماً.قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة. و قال الخطابی: لا أُراها محفوظةً، و إِنما هی حَوْبة، بالباء الموحدة، و هی الحاجة. و خَوِثَ البطنُ و الصَّدْرُ: امْتَلآ.

خیث؛ ج2، ص: 146

: أَبو عمرو: التَّخَیُّثُ: عِظَمُ البَطْنِ و اسْترْخاؤه. و التَّقَیُّثُ: الجمع و المنعُ. و التَّهَیُّثُ: الإِعطاء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 147‌

فصل الدال المهملة؛ ج2، ص: 147

دأث؛ ج2، ص: 147

: دَأَثَ الطعامَ دَأْثاً: أَكله. و الدَّأْثُ: الدَّنَسُ، و قیل: الثِّقْلُ، و الجمع أَدْآثٌ؛ قال رؤبة: و إِنْ فَشَتْ فی قومِك المَشاعِثُ، من إِصْرِ أَدْآثٍ، لها دَآئثُ «3» بوزن دَعاعِثَ، من دَعَثَه إِذا أَثْقَلَه. و الإِصْرُ: الثِّقْل. و الدِّئْثُ: العَداوةُ؛ عن كراع. و الدِّئْثُ: الحِقْد الذی لا یَنْحَلُّ، و كذلك الدِّعْثُ. و الدَّأْثاءُ: الأَمة الحَمْقاءُ؛ و قیل: الأَمة اسم لها، و قد یُحَرَّك لحرف الحلق، و هو نادر، لأَن فَعَلاء، بفتح العین، لم یجئ فی الصفات، و إِنما جاء حرفان فی الأَسماء فقط، و هما فَرَماء و جَنَفاء، و هما موضعان، و الجمع: دَآثٍ، خفیف؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدَّآثِ، صاحبُ لیلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ خَرِشٌ: یُهَیِّجها و یُحَرِّكُها، و هو مذكور فی موضعه. و قد یقال للأَحمق: ابن دَأْثاء. و الأَدْأَث: رَمْلٌ معروف، یُسْمَع به عَزیفُ الجن؛ قال رؤبة: تَأَلُّقَ الجِنِّ برَمْلِ الأَدْأَثِ «4»

دثث؛ ج2، ص: 147

: دُثَّ الرجلُ دَثًّا، و دُثَّ دَثَّةً: و هو الْتِواءٌ فی جَنْبه، أَو بعضِ جَسده، من غیر داء. و الدَّثُّ و الدَّفُّ: الجَنْبُ. و الدَّثُّ: الضَّرْبُ المُؤلم. و دَثَّته الحُمَّی تَدُثُّه دَثًّا: أَوْجَعَتْه. و دَثَّه بالعَصا: ضَرَبه. و الدَّثُّ: الرَّمْیُ بالحجارة. و دَثَّه بالعصا و الحَجر: رماه. و دَثَّه یَدُثُّه دَثًّا: رماه رَمْیاً مُتقارِباً مِن وراء الثیاب، و كذلك دَثَثْتُه، أَدُثُّه دَثًّا. و‌فی الحدیث: دُثَّ فلانٌ: أَصابه الْتِواء فی جَنْبِه. و الدَّثُّ: الرَّمْیُ و الدَّفْع. و الدَّثُّ و الدِّثاثُ: أَضعفُ المَطر و أَخَفُّه، و جَمْعُه دِثاثٌ. و قد دَثَّتِ السماءُ تَدِثُّ دَثّاً، و هی الدَّثَّة، للمطر الضعیف. و قال ابن الأَعرابی: الدَّثُّ الرَّكُّ من المَطر؛ أَنشد ابن درید، عن عبد الرحمن، عن عمه: قِلْفَعُ رَوْضٍ، شَرِبَ الدِّثاثا مُنْبَثَّةً، یَفُزُّها انْبِثاثا و یروی: … شَرِبَتْ دِثاثا. و القِلْفَع: الطینُ الذی إِذا نَضَبَ عنه الماءُ یَبِسَ و تَشَقَّقَ. و دَثَّتهم السماءُ تَدُثُّهم دَثّاً. قال أَعرابی: أَصابَتنا السماءُ بدَثٍّ لا یُرْضی الحاضِرَ، وَ یُؤْذی المُسافر. و أَرضٌ مَدْثوثة، و قد دُثَّتْ دَثّاً. أَبو عمرو: الدُّثَّةُ الزُّكام القلیلُ. و الدُّثَّاثُ: صَیَّادو الطیرِ بالمِحْذَفَة. و‌فی حدیث أَبی رِئالٍ: كنتُ فی السُّوسِ، فجاءَنی رجلٌ به شِبْهُ الدَّثانِیةِ؛ قال ابن الأَثیر: هو الْتِواءٌ فی لسانه؛ قال: كذا قاله الزمخشری.

درعث؛ ج2، ص: 147

: بَعیر دَرْعَثٌ، و دَرْسَعٌ: مُسِنٌّ.
(3). قوله [المشاعث] من تشعیث الدهر الأَموال: ذهابه بها. و الدآئث: الأَصول انتهی. تكملة. (4). قوله [تألف الجن إلخ] صدره كما فی التكملة: و الضحك لمع البرق فی التحدث
لسان العرب، ج‌2، ص: 148‌

دعث؛ ج2، ص: 148

: دَعَثَ به الأَرضَ: ضَرَبها. و الدَّعْثُ: الوَطءُ الشَّدیدُ. و دَعَثَ الأَرضَ دَعْثاً: وَطِئَها. و الدَّعْثُ و الدَّعَثُ: أَوَّلُ المَرَضِ. و قد دُعِثَ الرجلُ و دَعِثَ الرجلُ: أَصابه اقْشِعْرار و فُتُور. و الدِّعْثُ: بقیة الماء فی الحَوض؛ و قیل: هو بقیته حیث كان؛ أَنشد أَبو عمرو: و مَنْهَلٍ، ناءٍ صُواهُ، دارِسِ، وَرَدْتُه بذُبَّلٍ خَوامِسِ فاسْتَفْنَ دِعْثاً تالِدَ المَكارِسِ، دَلَّیْتُ دَلْوی فی صَرًی مُشاوِسِ المكارس: مواضِعُ الدِّمْن و الكِرْسِ. قال: و المُشاوِسُ الذی لا یَكادُ یُری من قِلَّته. تالِدُ المَكارِس: قدیمُ الدِّمْن. و الدَّعْثُ: تَدْقیقُك الترابَ علی وجهِ الأَرض بالقدم أَو بالید، أَو غیر ذلك، تَدْعَثُه دَعْثاً. و كل شی‌ء وُطِئَ علیه: فقد انْدَعَثَ. و مَدَرٌ مَدْعُوثٌ. و الدِّعْثُ و الدِّئْثُ: المَطْلَبُ و الحِقْدُ و الذَّحْلُ، و الجمع أَدْعاث و دِعاثٌ. و دَعْثةُ: اسم. و بنو دَعْثَةَ: بَطْنٌ.

دعبث؛ ج2، ص: 148

: الأَزهری: الدُّعْبُوثُ المُخَنَّثُ؛ و قیل: هو الأَحمق المائقُ.

دلث؛ ج2، ص: 148

: الدِّلاثُ: السریع من الإِبل، و كذلك المؤَنث. ناقة دِلاثٌ أَی سریعة؛ قال رؤبة: و خَلَطَتْ كلَّ دِلاثٍ عَلْجَنِ الدِّلاثُ: السریعة، و الجمع كالواحد، من باب دِلاصٍ، لا من باب جُنُبٍ، لقولهم دِلاثانِ؛ قال كثیر: دِلاثُ العَتِیقِ، ما وَضَعْتُ زِمامَه، مُنِیفٌ به الهادی، إِذا اجْتُثَّ، ذامِل و حكی سیبویه فی جمعها أَیضاً: دُلُثٌ. و الانْدِلاثُ: التَّقَدُّم. و انْدَلَثَ: مَضَی علی وجهه؛ قیل: أَسْرَعَ و رَكِبَ رأْسَه، فلم یُنَهْنِهه شی‌ء فی قِتالٍ. و المَدالِثُ: مواضعُ القتال. و یقال: هو یَدْلِفُ و یَدْلِثُ، دَلِیفاً و دَلِیثاً إِذا قاربَ خَطْوَه مُتَقَدِّماً. و انْدَلَثَ علینا فلانٌ یَشْتُم أَی انْخَرَقَ و انْصَبَّ. الأَصمعی: المُنْدَلِثُ الذی یَمْضِی و یَرْكَبُ رأْسَه لا یَثْنِیه شی‌ءٌ. و‌فی حدیث موسی و الخضر، علی نبینا و علیهما الصلاة و السلام: فإِنَّ الانْدِلاثَ و التَّخَطْرُفَ من الانفخام و التَّكَلُّفِ.الانْدلاثُ: التَّقَدُّمُ بلا فِكرة و لا رَوِیَّةٍ. و مَدالِثُ الوادی: مَدافِعُ سَیلِه، و الله أَعلم.

دلبث؛ ج2، ص: 148

: الدَّلَبُوثُ: نبت، أَصله و ورقُه مثلُ نبات الزعفران سواء، و بَصَلَتُه فی لِیفةٍ، و هی تُطْبخُ. باللبن و تؤْكل؛ حكاه أَبو حنیفة.

دلعث؛ ج2، ص: 148

: بعیر دِلَعْثٌ: ضَخْمٌ. و دَلَعْثی: كثیر اللحم و الوَبَر مع شِدَّة و صلابة. الأَزهری: الدَّلْعَثُ الجملُ الضَّخم؛ و أَنشد: دِلاثٌ دَلَعْثَی، كأَنَّ عِظامَه وَعَتْ فی مَحالِ الزَّوْرِ بعدَ كُسُورِ

دلهث؛ ج2، ص: 148

: الدَّلْهَثُ و الدُّلاهِثُ و الدِّلْهاثُ: كلُّه السریعُ الجری‌ءُ المُقْدِمُ من الناس و الإِبل. و الدِّلْهاثُ: الأَسَدُ. قال أَبو منصور: كأَنَّ أَصله من الاندلاث، و هو التَّقَدُّم، فزیدت الهاء؛ و قیل: الدِّلْهاثُ السریع المُتَقَدِّم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 149‌

دمث؛ ج2، ص: 149

: دَمِثَ دَمَثاً، فهو دَمِثٌ: لانَ و سَهُلَ. و الدَّماثَةُ: سُهولةُ الخُلُق. یقال: ما أَدْمَثَ فلاناً و أَلْیَنَه و مكانٌ دَمِثٌ و دَمْثٌ: لَیِّنُ المَوْطِئ؛ و رملَةٌ دَمَثٌ، كذلك، كأَنها سُمِّیَتْ بالمصدر؛ قال أَبو قِلابَة: خَوْدٌ ثَقالٌ، فی القِیام، كرَمْلةٍ دَمَثٍ، یُضِی‌ءُ لها الظلامُ الحِنْدسُ و رجلٌ دَمِثٌ بَیِّنُ الدَّماثةِ و الدُّمُوثة: وَطِی‌ءُ الخُلُقِ. و الدَّمْثُ: السُّهول من الأَرض، و الجمع أَدْماث و دِماثٌ؛ و قد دَمِثَ، بالكسر، یَدْمَثُ دَمَثاً. التهذیب: الدِّماثُ السُّهولُ من الأَرض، الواحدة دَمِثةٌ، و كل سَهْلٍ دَمِثٌ، و الوادی الدَّمِثُ: السائلُ، و یكون الدِّماثُ فی الرمال و غیر الرمال. و الدَّمائِثُ: ما سَهُلَ و لانَ، أَحدها دَمیثةٌ؛ و منه قیل للرجل السَّهْل الطَّلْق الكریم: دَمِیثٌ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: دَمِثٌ لیس بالجافی؛ أَراد أَنه كان لَیِّنَ الخُلُق فی سهولة، و أَصله من الدَّمْثِ، و هی الأَرضُ اللینة السهْلة الرِّخْوةُ، و الرملُ الذی لیس بمُتَلبِّدٍ. و‌فی حدیث الحجاج فی صفة الغَیْثِ: فلبَّدتِ الدِّماثَ‌أَی صَیَّرَتْها لا تَسُوخُ فیها الأَرجلُ، و هی جمع دَمْثٍ. و امرأَة دَمیثةٌ: شُبِّهَتْ بدِماثِ الأَرض، لأَنها أَكرم الأَرض. و یقال: دَمَّثْتُ له المَكانَ أَی سَهَّلْتُه له. الجوهری: الدَّمِثُ المكان اللَّیِّنُ ذو رمل. و‌فی الحدیث: أَنه مالَ إِلی دَمَثٍ من الأَرض، فبال فیه، و إِنما فعل ذلك لئلَّا یَرْتَدَّ إِلیه رَشاشُ البول. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِذا قرأْتُ آلَ حم، وَقعْتُ فی رَوضاتٍ دَمِثاتٍ، جمع دَمِثةٍ. و دَمَّثَ الشی‌ءَ إِذا مَرَسَه حتی یَلینَ. و تَدمِیثُ المَضْجَع: تَلْیینه. و‌فی الحدیث: من كذَبَ علیّ، فإِنما یُدَمِّثُ مَجلِسَه من النار‌أَی یُمَهِّدُ و یُوَطِّئُ؛ و مَثَلٌ للعَرب: دَمِّثْ لجَنْبِك، قبلَ اللَّیلِ، مُضْطَجَعا أَی خُذْ أُهْبته، و اسْتَعِدَّ له، و تَقَدَّمْ فیه قبلَ وُقوعه. و یقال: دَمِّثْ لی ذلك الحدیثَ حتی أَطْعَنَ فی حَوصِه؛ أَی اذْكُرْ لی أَوَّله، حتی أَعْرفَ وجْهَه. و الأُدْمُوثُ: مكانُ المَلَّةِ إِذا خُبِزَتْ.

دهث؛ ج2، ص: 149

: الدَّهْثُ: الدَّفْعُ. و دَهْثةُ: اسم رجل.

دهلث؛ ج2، ص: 149

: الدِّهْلاثُ، و الدِّلْهاثُ، و الدَّلْهَثُ، و الدُّلاهِثُ: كلُّه السریعُ الجَرْی من الناس و الإِبل، و الله أَعلم.

دهمث؛ ج2، ص: 149

: أَرض دَهْمَثةٌ و دَهْثَمٌ: سَهْلة.

دیث؛ ج2، ص: 149

: دَیَّثَ الأَمرَ: لَیَّنَه، و دَیَّثَ الطریقَ: وَطَّأَه. و طریقٌ مُدَیَّثٌ أَی مُذَلَّل، و قیل: إِذا سُلِكَ حتی وَضَحَ و استبان. و دَیَّثَ البعیرَ: ذَلَّله بعض الذُّلّ. و جَملٌ مُدَیَّثٌ و مُنوَّقٌ إِذا ذُلِّلَ حتی ذهَبَتْ صُعوبتُه. و‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: و دُیِّثَ بالصَّغارِ‌أَی ذُلِّلَ، و منه بعیر مُدیَّثٌ إِذا ذُلِّلَ بالریاضة، و منه حدیث بعضهم: كان بمكان كذا و كذا، فأَتاه رجلٌ فیه كالدِّیاثةِ و اللخْلَخانیَّة. الدِّیاثةُ: الالْتِواء فی اللسان، و لعله من التَّذْلِیل و التَّلْیین. و دَیَّثَ الجِلدَ فی الدِّباغ و الرُّمْحَ فی الثِّقاف، كذلك. و دَیَّثَتِ المطارقُ الشی‌ءَ: لَیَّنَتْه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 150
و دَیَّثه الدهرُ: حَنَّكه و ذلَّله. و دَیَّثَ الرجلَ: ذلَّله و لَیَّنه. قال: و الدَّیُّوثُ القَوَّاد علی أَهله. و الذی لا یَغارُ علی أَهله: دَیُّوثٌ. و التَّدییثُ: القِیادة. و فی المحكم: الدَّیُّوثُ و الدَّیْبُوثُ الذی یدخُل الرجالُ علی حُرْمته، بحیث یراهم، كأَنه لیَّنَ نفسَه علی ذلك، و قال ثعلب: هو الذی تُؤْتی أَهلُه و هو یعلَم، مشتقٌّ من ذلك، أَنَّثَ ثعلبٌ الأَهلَ علی معنی المرأَة. و أَصلُ الحرفِ بالسُّریانیة، أُعْرِبَ، و كذلك القُندُعُ و القُنذُع. و‌فی الحدیث: تَحْرُمُ الجنةُ علی الدَّیُّوث، هو الذی لا یَغارُ علی أَهله. و الدَّیَثانُ: الكابوسُ یَنزلُ علی الإِنسان، قال ابن سیدة: أُراها دَخیلةً. و الأَدْیَثُونُ: موضع، قال عمرو بن أَحمر: بحَیْثُ هَراقَ فی نَعْمانَ خَرْجٌ، دَوافِعُ فی بِراقِ الأَدْیَثِینا

فصل الراء؛ ج2، ص: 150

ربث؛ ج2، ص: 150

: الرَّبْثُ: حَبْسُكَ الإِنسانَ عن حاجته و أَمره بعِلَلٍ. رَبَثَه عن أَمره و حاجته یَرْبُثه، بالضم، رَبْثاً، و رَبَّثه: حَبَسَه و صَرَفَه. و الرَّبیثةُ: الأَمرُ یَحْبِسُك، و كذلك الرِّبِّیثی، مثال الخِصِّیصَی. و فعل ذَلك له رِبِّیثی و رَبِیثةً أَی خَدیعةً و حَبْساً. و قال ابن السكیت: إِنما قلتُ ذلك رَبیثة منی أَی خَدیعة. و قد رَبَثْتُه أَرْبُثُه رَبْثاً. الكسائی: الرِّبِّیثَی، من قولك رَبَثْتُ الرجلَ أَرْبُثُه رَبْثاً، و هو أَن تُثَبِّطَه، و تُبْطِئ به، قال الشاعر: بَیْنا تَری المَرْءَ فی بُلَهْنِیةٍ، یَرْبُثُه من حِذارِه أَمَلُهْ قال شمر: رَبَثَه عن حاجته أَی حَبَسه فرَبِثَ، و هو رابِثٌ، إِذا أَبْطأَ، و أَنشد لنُمیر بن جَرَّاح: تقولُ ابنةُ البَكْریِّ: ما لیَ لا أَری صَدیقَك، إِلا رابِثاً عنكَ وافِدُه أَی بَطیئاً. و یقال: دنا فلان ثم ارْباثَّ أَی احتَبَسَ، و ارْبَأْثَثْتُ. و‌فی الحدیث: تَعْترضُ الشیاطینُ الناسَ یوم الجمعة بِالرَّبائثِ‌أَی بما یُرَبِّثُهم عن الصلاة. و‌فی روایة: إِذا كان یوم الجمعة، بَعَثَ إِبلیسُ شیاطینَه، و فی روایة: جُنودَه إِلی الناس، فأَخَذوا علیهم بالرَّبائثِ.و‌فی حدیث علیّ: غَدَتِ الشیاطینُ برایاتها فیأْخُذونَ الناسَ بالرَّبائثِ‌أَی ذَكَّروهم الحوائجَ التی تُرَبِّثُهُم، لیُرَبِّثوهم بها عن الجمعة، و‌فی روایة یَرْمونَ الناسَ بالترابیثِ، قال الخطابی: و لیس بشی‌ء، قال ابن الأَثیر: و یجوز، إِن صحَّت الروایة، أَن یكون جمع تَرْبیثةٍ، و هی المَرَّة الواحدةُ من التَّرْبیث، تقول: رَبَّثْتُه تَرْبیثاً و تَرْبیثةً واحدةً، مثل قَدَّمْته تَقْدیماً و تَقْدیمةً واحدة. و تَرَبَّثَ فی سیره أَی تَلَبَّثَ. و رَبَّثَه: كلَبَّثَه. و امرأَةٌ رَبِیثٌ أَی مَرْبُوثٌ، قال: جَرْیَ كَریثٍ أَمْرُه رَبِیثُ الكَریثُ: المَكْروثُ. و ارْتَبَثَ القومُ: تَفَرَّقوا. و ارْبَثَّ أَمرُ القوم: تفرّق، قال أَبو ذؤَیب: رَمَیْناهُمُ، حتی إِذا ارْبَثَّ أَمْرُهم، و صارَ الرَّصِیعُ نُهْیةً للحَمائِل الرَّصِیعُ: جمع رَصِیعةٍ، كشَعیر و شَعِیرة، و هو
لسان العرب، ج‌2، ص: 151
سَیرٌ یُضْفَر، یكون بین حِمالة السیف و جَفْنِه. یقول: لما انْهَزَمُوا، انْقَلَبَتْ سیُوفهم، فصارت أَعالیها أَسافلَها، و كانت الحمائلُ علی أَعناقهم فانْتَكَسَتْ، فصار الرَّصِیع فی موضع الحمائل. و النُّهْیة: الغایةُ التی انْتَهی إِلیها الرَّصِیعُ، و فی التهذیب: و صار الرُّصُوعُ نُهْیةً للمُقاتِلِ قال الأَصمعی: معناه دُهِشُوا فَقَلبُوا قِسِیَّهم. و الرَّصِیعُ: سَیر یُرْصَع و یُضْفر، و الرُّصوعُ المصدر. و ارْبَثَّ أَمرُ القوم ارْبِثَاثاً إِذا انْتَشَر و تَفَرَّق، و لم یلتئم، و فی الصحاح: أَی ضَعُفَ و أَبْطأَ حتی تَفَرَّقوا.

رثث؛ ج2، ص: 151

: الرَّثُّ و الرِّثَّةُ و الرَّثیثُ: الخَلَق الخَسیسُ البالی من كل شی‌ء. تقول: ثوبٌ رَثٌّ، و حَبْلٌ رَثٌّ، و رجل رَثُّ الهیئةِ فی لُبْسه؛ و أَكثر ما یُستعمل فیما یُلبس، و الجمع رِثاثٌ. و‌فی حدیث ابن نَهیكٍ: أَنه دَخلَ علی سَعْدٍ، و عنده متاع رَثٌّ‌أَی خَلَقٌ بالٍ. و قد رَثَّ الحبلُ و غیره یَرِثُّ و یَرُثُّ رثاثَة و رُثُوثة، و أَرَثَّ، و أَرثَّه البِلی، عن ثعلب. و أَرثَّ الثوبُ أَی أَخْلَق؛ قال ابن درید: أَجاز أَبو زید: رَثَّ و أَرَثَّ، و قال الأَصمعی: رَثَّ بغیر أَلف؛ قال أَبو حاتم: ثم رجع بعد ذلك و أَجاز رَثَّ و أَرَثَّ؛ و قول دُرَید بن الصِّمَّة: أَرَثَّ جدیدُ الحَبْلِ من أُمِّ مَعْبدِ بعاقبةٍ، و أَخْلَفَتْ كلَّ مَوْعِدِ یجوز أَن یكون علی هذه اللغة، و یجوز أَن تكون الهمزة فی الاستفهام دخلت علی رَثَّ. و أَرَثَّ الرجلُ: رَثَّ حَبْلُه، و الاسم من كل ذلك الرِّثَّةُ. و رجل رَثُّ الهَیئة: خَلَقُها باذُّها. و فی خَلْقه رَثاثةٌ أَی بَذاذَة. و قد رَثَّ یَرُثُّ رَثاثةً، و یرِثُّ رُثوثةً. و الرَّثُّ و الرِّثَّةُ جمیعاً: رَدی‌ءُ المتاع، و أَسْقاطُ البَیْت من الخُلْقانِ. و ارْتَثَثْنا رِثَّةَ القوم، و ارْتَثُّوا رِثَّةَ القوم: جَمَعُوها أَو اشترَوها. و تُجْمَع الرِّثَّةُ رِثاثاً. و الرِّثَّة: خُشارة الناس و ضُعَفاؤُهم، شُبِّهُوا بالمتاع الردی‌ء. و‌روی عَرْفجةُ عن أَبیه قال: عَرَّفَ عَلِیٌّ رِثَّةَ أَهلِ النَّهْر، قال: فكان آخِرُ ما بَقِیَ قِدْرٌ، قال: فلقد رأَیتُها فی الرَّحَبة، و ما یَغْتَرفُها أَحدٌ.و الرِّثَّة: المتاعُ و خُلْقانُ البیتِ، و الله أَعلم. و الرِّثَّة: السَّقَطُ من متاع البیت من الخُلْقان، و الجمع رِثَثٌ، مثل قِرْبةٍ و قِرَبٍ، و رِثاثٌ مثلُ رِهْمةٍ و رِهام. و‌فی الحدیث: عَفَوْتُ لكم عن الرِّثَّة؛ هی متاعُ البیت الدُّونُ؛ قال ابن الأَثیر: و بعضهم یرویه الرِّثْیة، و الصوابُ الرِّثَّة، بوزن الهِرَّة. و‌فی حدیث النُّعْمان بن مُقَرِّنٍ یومَ نَهاوَنْد: أَلا إِن هؤُلاء قد أَخْطَرُوا لكم رِثَّة، و أَخْطَرْتم لهم الإِسلامَ؛ و جمعُ الرِّثَّة رِثاثٌ. و‌فی الحدیث: فجَمَعْتُ الرِّثاثَ إِلی السائب.و المُرْتَثُّ: الصَّریعُ الذی یُثْخَنُ فی الحَرْب و یُحْمَلُ حَیّاً ثم یموت؛ و قال ثعلب: هو الذی یُحْمَلُ من المَعْرَكة و به رَمَق، فإِن كان قتیلًا، فلیس بمُرْتَثٍّ. التهذیب: یقال للرجل إِذا ضُربَ فی الحَرْبِ فأُثْخِنَ، و حُمِلَ و به رَمَق ثم ماتَ: قد ارْتُثَّ فلانٌ، و هو افْتُعِلَ، علی ما لم یُسَمَّ فاعله، أَی حُمِلَ من المعركة رَثیثاً أَی جَریحاً و به رَمَقٌ؛ و منه قولُ خَنْساءَ حین خَطَبَها دریدُ ابن الصِّمَّة، علی كِبَرِ سِنِّه: أَ تَرَوْنَنی تاركةً بنی عَمِّی، كأَنهم عَوالی الرِّماحِ، و مُرْتَثَّةً شیخَ بنی جُشَمٍ؟ أَرادت: أَنه مذ أَسَنَّ و قَرُبَ من
لسان العرب، ج‌2، ص: 152
الموت و ضَعُف، فهو بمنزلة مَن؛ حُمِلَ من المَعْركة، و قد أَثْبَتَتْه الجراحُ لضَعْفِه. و‌فی حدیث كعب بن مالك: أَنه ارْتُثَّ یومَ أُحُدٍ، فجاءَ به الزبیرُ یَقُود بزِمام راحلته؛ الارْتثاثُ: أَن یُحْمَلَ الجریحُ من المَعْركة، و هو ضعیف قد أَثْخَنَتْه الجِراح. و الرَّثِیث أَیضاً: الجریح، كالمُرْتَثِّ. و‌فی حدیث زید بن صُوحانَ: أَنه ارْتُثَّ یوم الجَمل، و به رَمَقٌ.و‌فی حدیث أُم سلمة: فرآنی مُرْتَثَّةً‌أَی ساقطةً ضعیفة؛ و أَصلُ اللفظة من الرَّثِّ: الثوب الخَلَق. و المُرْتَثُّ، مُفْتَعِل، منه. و ارْتَثَّ بنو فلانٍ ناقةً لهم أَو شاةً: نَحَروها من الهُزال. و الرِّثَّة: المرأَة الحَمقاءُ.

رعث؛ ج2، ص: 152

: الرَّعْثة: التَّلْتَلَة، تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع، یُشْرَبُ بها. و رَعْثةُ الدِّیك: عُثْنونُه و لِحیتُه. یقال: دِیكٌ مُرَعَّثٌ؛ قال الأَخْطَلُ یصف دیكاً: ماذا یُؤَرِّقُنی، و النَّوْمُ یُعْجِبُنی، من صَوْتِ ذی رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ و رَعَثَتا الشاة: زَنَمَتاها تحت الأُذُنین؛ و شاة رَعْثاءُ، من ذلك. و رَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، و رَعَثَتْ رَعْثاً: ابْیَضَّتْ أَطراف زَنَمَتَیْها. و الرَّعْثُ و الرَّعْثة: ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط و نحوه، و الجمع: رِعَثةٌ و رِعاثٌ؛ قال النمر: و كلُّ خَلیلٍ، علیه الرِّعاثُ و الحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ و تَرَعَّثَتِ المرأة أَی تَقَرَّطَتْ. و صبیٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قال رؤْبة: رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ و كان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ یُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سمی بذلك لرِعاثٍ كانت له فی صغَره فی أُذُنه. و ارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عن ابن جنی. و‌فی الحدیث: قالت أُمُّ زینَبَ بنت نُبَیطٍ كنتُ أَنا و أُخْتایَ فی حَجْرِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فكان یُحَلِّینا رِعاثاً من ذَهَبٍ و لُؤْلؤ.الرِّعاثُ: القِرَطةُ، و هی من حُلیِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، و رَعَثة أَیضاً، بالتحریك، و هو القُرْطُ، و جِنْسُها: الرَّعْثُ و الرَّعَثُ. ابن الأَعرابی: الرَّعْثة فی أَسفل الأُذن، و الشَّنْفُ فی أَعْلی الأُذن، و الرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ فی القُرْط. و الرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج و نحوه، زِینةً لها كالذَّباذِبِ؛ و قیل: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، و رَعَثة، و رُعْثةٌ، بالضم، عن كراع. و خَصَّ بعضهم به القُرْطَ و القِلادَة و نحوَهما؛ قال الأَزهری: و كلُّ مِعْلاق كالقُرْطِ و نحوه یُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فهو رِعاثٌ، و الجمع رعْثٌ و رِعاثٌ و رُعُثٌ، الأَخیرة جمع الجمع. و الرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة. و حكی عن بعضهم: یقال لراعُوفةِ البئر «5»: راعُوثة. قال: و هی الأُرْعُوفة و الأُرْعوثةُ، و تفسیره فی العین و الراءِ. و‌فی حدیث سحر النبی، صلی الله علیه و سلم: و دُفِنَ تحتَ راعوثةِ البئر؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی روایة، و المشهور بالفاءِ، و هی هی، و سیُذكر فی موضعه.
(5). قوله [یقال لراعوفة البئر إلخ] قال فی التكملة و هی صخرة تترك فی أسفل البئر إِذا احتفرت تكون هناك، و یقال هی حجر یكون علی رأْس البئر یقوم علیها المستقی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 153‌

رغث؛ ج2، ص: 153

: الرُّغَثاوان: العَصَبتانِ اللَّتان تحت الثدیین؛ و قیل هما ما بین المَنْكِبَیْن و الثَّدْیَیْن، مما یلی الإِبْطَ من اللحم؛ و قیل: هما مَغْرِزُ الثَّدْیَیْن إِلی الإِبْط؛ و قیل: هما مُضَیْغَتانِ من لحم، بین الثَّنْدُوَةِ و المَنْكِب، بجانِبیِ الصَّدْر؛ و قیل: الرُّغَثاءُ مثالُ العُشَراء، عِرْقٌ فی الثَّدْیِ یُدِرُّ اللَّبَنَ. التهذیب: الرَّغَثاءُ بفتح الراءِ، عَصَبةُ الثَّدْی؛ قال الأَزهری: و ضم الراءِ فی الرُّغَثاءِ أَكثرُ؛ عن الفراءِ؛ و قیل: الرُّغَثاوانِ سَوادُ حَلَمَتی الثَّدْیَیْن. و رُغِثَتِ المرأَة تُرْغَثُ إِذا شَكَتْ رُغَثاءَها. و أَرْغَثَه: طَعَنَه فی رُغَثائه؛ قالت خَنْساءُ: و كانَ أَبو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصارَها، و أَرْغَثَها بالرُّمْح حتی أَقَرَّتِ و الرَّغُوثُ: كلُّ مُرْضِعَةٍ؛ قال طَرَفَةُ: فَلَیتَ لَنا، مكانَ المَلْكِ عَمْرٍو، رَغُوثاً، حَوْلَ قُبَّتِنا، تَخُورُ و‌فی حدیث الصدقة: أَن لا یُؤْخَذَ فیها الرُّبَّی و الماخِضُ و الرَّغُوثُ‌أَی التی تُرْضَعُ. و رَغَثَ المولودُ أُمَّه یَرْغَثُها رَغْثاً، و ارْتَغَثَها: رَضَعَها. و المُرْغِثُ: المرأَةُ المُرْضِعُ، و هی الرَّغُوث، و جمعها رِغاثٌ. و الرَّغُوثُ أَیضاً: ولدُها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: ذَهَبَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و أَنتم تَرْغَثُونَها؛ یعنی الدنیا، أَی تَرْضَعُونَها؛ من رَغَثَ الجَدْیُ أُمَّه إِذا رَضِعَها. و أَرْغَثَتِ النعجةُ وَلدَها: أَرْضَعَته. و رَغَثَ الجَدْیُ أُمَّه أَی رَضِعَها. و شاة رَغُوثٌ و رَغُوثةٌ: مُرْضِعٌ، و هی من الضأْن خاصةً، و اسْتَعْمَلَها بعضُهم فی الإِبل فقال: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدَّآثِ، صاحبُ لَیْلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ یَجْمَعُ للرِّعاءِ فی ثَلاثِ طُولَ الصَّوَا، و قِلَّةَ الإِرْغاث و قیل: الرَّغُوثُ من الشاءِ التی قد وَلَدَتْ فَقَط؛ و قوله: حتی یُرَی فی یابِسِ الثَرْیاءِ حُثْ، یَعْجِزُ عن رِیِّ الطُلَیِّ المُرْتَغِثْ یجوز أَن یرید تصغیر الطَّلا الذی هو ولد الشاة، أَو الذی هو ولد الناقة، أَو غیر ذلك من أَنواع البهائم. و بِرْذَوْنة رَغُوثٌ: لا تَكاد تَرْفَعُ رأْسها من المِعْلَفِ. و فی المثل: آكَلُ الدَّوابِّ بِرذَونةٌ رَغُوثٌ، و هی فَعُول فی معنی مفعولة، لأَنها مَرْغُوثة. و أَورد الجوهری هذا المثل شعراً، فقال: آكَلُ منْ بِرْذَوْنَةٍ رَغُوثِ و رَغَثَه الناس: أَكْثَروا سُؤَالَه حتی فنِیَ ما عنده. و قال أَبو عبید: رُغِثَ، فهو مَرْغُوثٌ، فجاءَ به علی صیغة ما لم یُسَمَّ فاعله: أَكثر علیه السؤَالَ حتی نَفِدَ ما عنده.

رفث؛ ج2، ص: 153

: الرَّفَثُ: الجماعُ و غیره مما یكون بین الرجل و امرأَته، یعنی التقبیل و المُغازلة و نحوهما، مما یكون فی حالة الجماع، و أَصله قول الفُحْش. و الرَّفَثُ أَیضاً: الفُحْشُ من القول، و كلام النساءِ فی الجماع؛ تقول منه: رَفَثَ الرجل و أَرْفَثَ؛ قال العجاج: و رُبَّ أَسرابِ حَجیجٍ كُظَّمِ عن اللَّغَا، و رَفَثِ التَكَلُّم
لسان العرب، ج‌2، ص: 154
و قد رَفَثَ بها و مَعها. و قوله عز و جل: أُحِلَّ لَكُمْ، لَیْلَةَ الصِّیٰامِ، الرَّفَثُ إِلیٰ نِسٰائِكُمْ؛ فإِنه عدَّاه بإِلی، لأَنه فی معنی الإِفْضاءِ، فلما كُنْتَ تُعَدِّی أَفْضَیْتُ بإِلی كقولك: أَفْضَیتُ إِلی المرأَة، جئتَ بإِلی مع الرَّفَثِ، إِیذاناً و إِشعاراً أَنه بمعناه. و رَفَثَ فی كلامه «1» یَرْفُثُ رَفْثاً، و رَفِثَ رَفَثاً، و رَفُثَ، بالضم عن اللحیانی، و أَرْفَثَ، كلُّه: أَفْحَشَ؛ و قیل: أَفْحَشَ فی شأْنِ النساءِ. و قولُه تعالی: فَلٰا رَفَثَ، وَ لٰا فُسُوقَ، وَ لٰا جِدٰالَ فِی الْحَجِّ؛ یجوز أَن یكونَ الإِفْحاشَ؛ و قال الزجاج: أَی لا جِماعَ، و لا كَلِمة من أَسباب الجماع، و أَنشد: عن اللَّغا، و رَفَثِ التكلُّمِ و قال ثعلب: هو أَن لا یأْخُذَ ما علیه من القَشَفِ، مثل تقلیم الأَظفار، و نَتْفِ الإِبطِ، و حَلْق العانة، و ما أَشبهه، فإِن أَخذ ذلك كله فلیس هنالك رَفَثٌ. و الرَّفَثُ: التعریض بالنكاح. و قال غیره: الرَّفَثُ كلمة جامعة لكل ما یریده الرجلُ من المرأَة؛ و‌روی عن ابن عباس أَنه كان مُحْرِماً، فأَخَذَ بذَنَبِ ناقة من الرِّكابِ، و هو یقول: و هُنَّ یَمْشِینَ بنا هَمیسا، إِنْ تَصْدُقِ الطَّیْرُ نَنِكْ لَمِیسا فقیل له: یا أَبا العباس، أَ تقول الرَّفَثَ و أَنت مُحْرِمٌ؟ و فی روایة: أَ تَرْفُثُ و أَنتَ مُحْرم؟ فقال: إِنما الرَّفَثُ ما رُوجِعَ به النساءُ «2». فرأَی ابنُ عباس الرَّفَثَ الذی نَهی اللهُ عنه ما خُوطِبَتْ به المرأَة؛ فأَما أَنْ یَرْفُثَ فی كلامه، و لا تَسْمَع امرأَةٌ رَفَثَه، فغیر داخلٍ فی قوله: فَلٰا رَفَثَ وَ لٰا فُسُوقَ.

رمث؛ ج2، ص: 154

: الرِّمْثُ، واحدتُه رِمْثةٌ: شجرة من الحَمْضِ؛ و فی المحكم: شجرٌ یُشْبِه الغَضا، لا یَطُولُ، و لكنه ینبسط ورقُه، و هو شبیه بالأُشْنانِ، و الإِبل تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّة، و مَلَّتْها. الجوهری: الرِّمْثُ، بالكسر، مَرْعًی من مَراعی الإِبل، و هو من الحَمْض؛ قال أَبو حنیفة: و له هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ، و هو مع ذلك كله كَلأٌ تَعِیشُ فیه الإِبل و الغنم، و إِن لم یكن معها غیره، و ربما خرج فیه عسلٌ أَبیضُ، كأَنه الجُمان، و هو شدید الحلاوة، و له حَطَبٌ و خَشَبٌ، و وَقُودُه حارٌّ، و یُنْتَفَعُ بدُخانه من الزُّكام. و قال مرة قال بعضُ البصریین: یكون الرِّمْثُ مع قِعْدةِ الرَّجُل، یَنْبُتُ نَباتَ الشیح، قال: و أَخبرنی بعضُ بنی أَسَد أَن الرِّمْثَ یرْتَفِعُ دونَ القامة، فیُحْتَطَبُ، واحدتُه: رِمْثةٌ، و بها سمی الرجلُ رِمْثَةُ، و كُنی أَبا رِمْثةَ، بالكسر. و الرَّمَثُ أَن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ، فَتشْتكی عنه. و رَمِثَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَرْمَثُ رَمَثاً، فهی رَمِثَةٌ و رَمْثی، و إِبلٌ رَماثَی: أَكَلَتِ الرِّمْثَ، فاشْتَكَتْ بطونَها. و قال أَبو حنیفة: هو سُلاحٌ یأْخذها إِذا أَكلتِ الرِّمْثَ، و هی جائعة، فیُخاف علیها حینئذ. الأَزهری: الرِّمْثُ و الغَضَا، إِذا باحَتَتْها الإِبلُ، و لم یكن لها عُقْبة من غیرها، یقال: رَمِثَتْ و غَضِیَتْ، فهی رَمِثَة و غَضِیَة، ذكر ذلك فی ترجمة طَلَح. و أَرضٌ مَرْمثَة: تُنْبِتُ الرِّمْثَ، و العرب تقول:
(1). قوله [و رفث فی كلامه إلخ] من باب نصر و فرح و كرم كما فی القاموس و غیره. (2). قوله [ما روجع به إلخ] الذی فی الصحاح ما ووجه به النساء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 155
ما شجرةٌ أَعْلَمَ لِجَبلٍ، و لا أَضْیَعَ لسابلة، و لا أَبْدَن و لا أَرْتَعَ، من الرِّمْثةِ؛ قال أَبو منصور: و ذلك أَن الإِبل إِذا مَلَّتِ الخُلَّة، اشْتَهَتِ الحَمْضَ، فإِن أَصابتْ طَیِّبَ المَرْعَی مثل الرُّغْلِ و الرِّمْثِ، مَشَقَتْ منها حاجَتَها، ثم عادت إِلی الخُلَّة، فَحَسُنَ رَتْعُها، و اسْتَمْرَأَتْ رَعْیَها، فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ، ساءَ رَعْیُها و هُزِلَتْ. و الرَّمَثُ: الحَلَبُ. یقال: رَمِّثْ ناقَتَك أَی أَبْقِ فی ضَرْعِها شیئاً. ابن سیدة: و الرَّمَثُ البقیة من اللبن تَبْقَی بالضَّرْع، بعد الحَلَبِ، و الجمع أَرْماثٌ. و الرَّمَثة: كالرَّمَثِ، و قد أَرْمَثَها، و رَمَّثَها. و یقال: رَمَّثْتُ فی الضَّرْع تَرْمِیثاً، و أَرْمَثْتُ أَیضاً إِذا أَبْقَیْتَ بها شیئاً؛ قال الشاعر: و شارَكَ أَهلُ الفَصِیلِ الفَصِیلَ فی الأُمِّ، و امْتَكَّها المُرْمِثُ و رَمَثْتُ الشی‌ءَ أَصْلَحْتُه و مَسَحْتُه بیدی؛ قال الشاعر: و أَخٍ رَمَثْتُ رُوَیْسَه، و نَصَحْتُه فی الحَرْب نَصْحا «3» و رَمَّثَ علی الخمسین و غیرها: زاد؛ و إنما یستعملون الخمسین فی هذا و نحوه، لأَنه أَوسط الأَعمار، و لذلك استعملها أَبو عبید فی باب الأَسنان و زیادة الناس، فیما دون سائر العقود. و رَمَّثَتْ غنَمُه علی المائة: زادت. و رَمَّثَتِ الناقةُ علی مِحْلَبها، كذلك. و‌فی حدیث رافع بن خَدیج، و سُئل عن كِراءِ الأَرض البیضاءِ بالذهب و الفضة، فقال: لا بأْسَ، إِنما نُهِیَ عن الإِرماثِ.قال ابن الأَثیر: هكذا یروی، فإِن كان صحیحاً، فیكون من قولهم: رَمَثْتُ الشی‌ءَ بالشی‌ءِ إِذا خَلَطْتَه، أَو من قولهم: رَمَّثَ علیه و أَرْمَثَ إِذا زاد، أَو من الرَّمَث: و هو بقیة اللبن فی الضَّرْع، قال: فكأَنه نهی عنه من أَجل اختلاط نصیب بعضهم ببعض، أَو لزیادة یأْخذها بعضُهم من بعض، أَو لإِبقاءِ بعضهم علی البعض شیئاً من الزَّرْع. و الرَّمَثُ، بفتح الراءِ و المیم: خَشَبٌ یُشَدُّ بعضُه إِلی بعض كالطَّوْف، ثم یُرْكَبُ علیه فی البحر؛ قال أَبو صَخْر الهُذَلی: تَمَنَّیْتُ، من حُبِّی عُلَیَّةَ، أَننا علی رَمَثٍ، فی الشَّرْمِ، لیس لنا وَفْرُ «4» الشَّرْمُ: موضع فی البحر. و الجمع أَرْماثٌ؛ و من هذه القصیدة: أَمَا و الذی أَبْكَی و أَضْحَكَ، و الذی أَماتَ و أَحیا، و الذی أَمْرُه الأَمْرُ لقد تَرَكَتْنِی أَغْبِطُ الوَحْشَ، أَن أَری أَلِیفَیْنِ منها، لا یَرُوعُهما الزَّجْرُ إِذا ذُكِرَتْ یَرْتاحُ قَلْبی لِذِكْرِها، كما انْتَفَضَ العُصْفُور، بَلَّلَه القَطْرُ تَكادُ یَدِی تَنْدَی، إِذا ما لَمسْتُها، و تَنْبُتُ، فی أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وصَلْتُكِ حتی قِیلَ: لا یَعْرِفُ القِلَی و زُرْتُكِ حتی قِیلَ: لیس له صَبْرُ
(3). قوله [رویسه] كذا فی الصحاح. و قال الصاغانی: هكذا وقع بضم الراء و فتح الواو و هو تصحیف، و الروایة: دریسه أَی بفتح الدال و كسر الراء و هو الخلق من الثیاب، و البیت لأَبی دواد. (4). قوله [من حبی علیة] الذی فی الصحاح من حبی بثینة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 156
فیا حُبَّها زِدْنی هَوًی كلَّ لیلةٍ و یا سَلْوةَ الأَیامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ عَجِبْتُ لِسَعْیِ الدَّهْرِ بینی و بینَها فلما انْقَضَی ما بیننا، سَكَنَ الدَّهْرُ قال ابن بری: معناه أَن الدَّهْرَ كان یَسْعَی بینه و بینها فی إِفساد الوصل، فلما انقضَی ما بینهما من الوَصْل، و عادَ إِلی الهَجْر، سَكَنَ الدهرُ عنهما؛ و إِنما یرید بذلك: سَعْیَ الوُشاةِ، فنسَبَ الفعلَ إِلی الدهْر، مجازاً لوقوع ذلك فیه، و جَرْیاً علی عوائد الناس فی نسبة الحوادث إِلی الزمان؛ قال المستملی من الشیخ أَبی محمد بن بری، رحمهما الله تعالی؛ قال: لما أَملانا الشیخ قوله: و تَنْبُتُ، فی أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ ضَحِكَ، ثم قال: هذا البیتُ كان السببَ فی تَعَلُّمی العربیة فقلنا له: و كیف ذلك؟ قال: ذكر لی أَبی، برِّیٌّ، أَنه رأَی فی المنام قبل أَن یُرْزَقَنی، كأَنَّ فی یده رُمْحاً طویلًا، فی رأْسه قِنْدیلٌ، و قد عَلَّقه علی صخرة بیتِ المَقْدس، فعُبِّرَ له بأَن یُرْزَقَ ابناً یَرْفَعُ ذِكْرَه بعِلم یَتَعلَّمه، فلما رُزِقَنی، و بَلَغْتُ خمسَ عشرة سنةً، حَضَر إِلی دُكَّانه، و كان كُتْبِیّاً، ظافرٌ الحدادُ و ابنُ أَبی حَصِینة، و كلاهما مشهورٌ بالأَدب؛ فأَنشد أَبی هذا البیت: تَكادُ یَدِی تَنْدَی، إِذا ما لمَسْتُها، و تَنْبُتُ، فی أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ و قال: الورقُ الخُضْرِ، بكسر الراء، فضحِكا منه لِلَحْنه؛ فقال: یا بُنَیَّ، أَنا منتظر تفسیر منامی، لعلَّ اللهَ یَرْفَعُ ذِكْرِی بك، فقلتُ له أَیَّ العُلوم تَرَی أَن أَقرأَ؟ فقال لی اقرإِ النحوَ حتی تُعَلِّمنی، فكنت أَقرأُ علی الشیخ أَبی بكر محمد بن عبد الملك ابن السَّرَّاج، رحمه الله، ثم أَجی‌ء فأُعلمه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: إِنَّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا، فی البحر، و لا ماءَ معنا، أَ فَنَتَوَضَّأُ بماء البحر؟ فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَیْتَتُه؛ قال الأَصمعی: الأَرْماثُ جمع رَمَثٍ، بفتح المیم: خَشَب یُضَمُّ بعضُه إِلی بعض، و یُشَدُّ، ثم یُرْكَبُ فی البحر. و الرَّمَثُ: الطَّوْفُ، و هو هذا الخَشَبُ، فَعَلٌ بمعنی مفعول، من رَمَثْتُ الشی‌ءَ إِذا لمَمْتَه و أَصْلَحته. و الرَّمَثُ: الحَبْلُ الخَلَق، و جمعه أَرماثٌ و رِماثٌ. و حبْلٌ أَرماثٌ أَی أَرمام؛ كما قالوا: ثَوْب أَخلاقٌ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: نَهَیْتُكم عن شُرْب ما فی الرِّماثِ و النَّقیر؛ قال أَبو موسی: إِن كان اللفظ محفوظاً، فلعله من قولهم: حَبْلٌ أَرماثٌ أَی أَرمام، و یكون المراد به الإِناء الذی قد قَدُمَ و عَتُقَ، فصارت فیه ضَراوةٌ بما یُنْبَذُ فیه، فإِنَّ الفساد یكون إِلیه أَسْرَعَ. ابن الأَعرابی: الرَّمَثُ الحَبْلُ المُنْتَكِثُ. و الرَّمْثُ: السَّرِقة؛ یقال: رَمَثَ یَرْمِثُ رَمْثاً إِذا سَرَق. و فی نَوادر الأَعراب: لفلان علی فلان رَمَثٌ و رَمَلٌ أَی مَزِیَّة؛ و كذلك علیه فَوَر و مُهْلة و نَفَلٌ. و الرَّمَّاثة: الزَّمَّارة. و الرُّمَیْثةُ: موضع؛ قال النابغة: إِنَّ الرُّمَیْثةَ مانعٌ أَرْماحُنا ما كانَ من سَحَمٍ بها، و صَفارِ

روث؛ ج2، ص: 156

: الرَّوْثَةُ: واحدة الرَّوْثِ و الأَرواثِ؛ و قد راثَ الفرسُ. و فی المثل: أَحُشُّكَ و تَرُوثُنی. ابن سیدة: الرَّوْثُ رَجِیعُ ذی الحافر، و الجمع
لسان العرب، ج‌2، ص: 157
أَرواث. عن أَبی حنیفة: راثَ رَوْثاً. و المَراثُ و المَرْوَثُ: مَخْرَجُ الرَّوْثِ. التهذیب یقال لكل ذی حافر: قد راثَ یَرُوثُ رَوثاً. و خَوْرانُ الفرس: مَراثُه. و‌فی حدیث الاستنجاء: نَهَی عن الرَّوْث.و‌فی حدیث ابن مسعود: فأَتَیْتُه بحَجَرین و رَوْثة، فردَّ الرَّوثَة.و الرَّوْثةُ: مُقَدَّمُ الأَنْف أَجمعَ؛ و قیل: طَرَفُ الأَنْف، حیثُ یَقْطُرُ الرُّعافُ. غیره: و رَوْثَةُ الأَنْف طَرَفُه. و الرَّوْثة: طَرَفُ الأَرْنبة؛ یقال: فلان یَضْرِبُ بلسانه رَوْثةَ أَنفِه؛ و‌فی حدیث حسان بن ثابت: أَنه أَخْرج لسانَه فضَرَبَ به رَوْثَة أَنفه‌أَی أَرْنَبَته و طَرَفه من مُقدَّمه. و‌فی حدیث مُجاهد: فی الرَّوْثة ثُلِّی الدیة.و‌فی الحدیث: أَنَّ رَوْثَةَ سیفِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كانَت فِضَّةً؛ فُسِّرَ أَنها أَعلاه مما یلی الخِنْصَرَ من كَفِّ القابضِ. و رَوْثةُ العُقابِ: مِنْقارُها؛ قال أَبو كبیر الهُذَلیُّ یصف عُقاباً: حتی انْتَهَیْتُ إِلی فراشِ غرِیرَةٍ سَوداءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ

ریث؛ ج2، ص: 157

: الرَّیْثُ: الإِبْطاءُ؛ راثَ یَرِیثُ رَیْثاً: أَبْطَأَ؛ قال: و الرَّیْثُ أَدْنَی لِنَجاحِ الذی تَرُومُ فیه النُّجْحَ، من خَلْسِه و رَاثَ علینا خَبَرُهُ یَریثُ رَیْثاً: أَبْطأَ. و فی المثل: رُبَّ عَجَلةٍ وَهَبَتْ رَیْثاً؛ و یُرْوی: … تَهَبُ رَیْثاً؛ و المعنی واحد، من الهِبة. و ما أَراثكَ علینا؟ أَی ما أَبْطَأَ بك عنا؟ و‌فی حدیث الاستسقاء: عَجِلًا غیرَ رائِثٍ‌أَی غیر بَطِی‌ءٍ. و‌فی الحدیث: وَعَدَ جبریلُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنْ یأْتِیَه فراثَ علیه.و رجل رَیِّثٌ، بالتشدید، أَی بَطِی‌ءٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و تَرَیَّثَ فلانٌ علینا أَی أَبطأَ؛ و قیل: كلُّ بَطی‌ء رَیِّثٌ؛ و أَنشد: لیَهْنِئْ تُراثی لامرئٍ، غیرِ ذلَّةٍ، صَنابرُ أُحْدانٌ، لهُنَّ حفِیفُ سَریعاتُ مَوْتٍ، رَیِّثاتُ إِقامةٍ، إِذا ما حُمِلنَ، حمْلُهُنَّ خَفِیفُ و الاسْتِرَاثةُ: الاسْتِبْطاء. و اسْتَراثه: استبطَأَه. و اسْتَرْیَثْتُه: اسْتَبْطأْتُه. و‌فی الحدیث: كان إِذا اسْتَرَاثَ الخَبر، تَمثَّلَ بقول طَرَفَة: و یَأْتِیكَ بالأَخْبار مَنْ لم تُزَوِّدِ هو اسْتَفْعلَ، مِن الرَّیْث. و رَیَّثَ عما كان علیه: قَصَّرَ؛ و رَیَّث أَمْرَه كذلك. و نَظَرَ القَنَانِیُّ إِلی بعض أَصحاب الكسائی فقال: إِنه لَیُرَیِّثُ النَّظَرَ؛ و‌فی بعض الروایات: إِنه لیُرَیِّثُ إِلیَّ النَّظَر.الفراء: رجلٌ مُرَیَّثُ العَیْنَین إِذا كان بَطی‌ءَ النَّظَر. و ما فعَلَ كذا إِلَّا رَیْثَ ما فعَلَ كذا؛ و قال اللحیانی عن الكسائی و الأَصمعی: ما قَعَدْتُ عنده إِلَّا رَیْثَ أَعْقِدُ شِسْعِی، بغیر أَن، و یستعمل بغیر ما و لا أَن؛ و أَنشد الأَصمعی لأَعْشَی باهِلةَ: لا یَصْعُبُ الأَمْرُ إِلّا رَیْثَ یَرْكَبُه، و كلَّ أَمْرٍ، سِوَی الفَحْشاءِ، یَأْتَمِرُ و هی لغة فاشیة فی الحجاز؛ یقولون: یُریدُ یَفْعَلُ أَی أَن یَفْعل؛ قال ابن الأَثیر: و ما أَكثَرَ ما رأَیْتُها
لسان العرب، ج‌2، ص: 158
واردةً فی كلام الشافعی. و یقال: ما قَعَدَ فلانٌ عندنا إِلَّا رَیْثَ أَن حَدَّثَنا بحدیث ثم مَرَّ، أَی ما قَعَد. إِلّا قَدْرَ ذلك؛ قال الشاعر یعاتِبُ فِعْلَ نَفْسِه: لا تَرْعَوِی الدَّهْرَ إِلَّا رَیْثَ أُنْكِرُها، أَنْثُو بذاكَ علیها، لا أُحاشِیها و‌فی الحدیث: فلم یَلْبَثْ إِلّا رَیْثما قُلْتُ؛ أَی إِلّا قَدْرَ ذلك؛ و قولُ مَعْقِل بن خُوَیْلِدٍ: لَعَمْرُكَ لَلیَأْسُ، غیرُ المُریثِ، خَیْرٌ من الطَّمَعِ الكاذِبِ قال: یجوز أَن یكون أَراث لُغة فی راثَ، و یجوز أَن یكون أَراد المُرِیثَ المَرْءَ؛ فحذف. و رَیْثَةُ: اسمُ منْهلَةٍ «1» من المناهِل التی بین المسجدین. و رَیْثٌ: أَبو حَیّ من قیس، و هو رَیْثُ بن غَطَفان بن سعد بن قیس عیلان.

فصل الشین المعجمة؛ ج2، ص: 158

شبث؛ ج2، ص: 158

: شَبِثَ الشی‌ءَ: عَلِقَه و أَخذه. سئل ابن الأَعرابی عن أَبیات؛ فقال: ما أَدْری مِن أَین شَبِثْتُها؟ أَی عَلِقْتُها و أَخَذْتُها. و التَّشَبُّثُ بالشی‌ء: التَّعَلُّق به. و التَّشَبُّثُ: التَعَلُّق بالشی‌ء، و لزومه، و شِدَّةُ الأَخْذ به. و رجلٌ شُبَثَةٌ و ضُبَثَةٌ إِذا كان ملازماً لقِرْنِه لا یُفارقه. و رجل شَبِثٌ إِذا كان طَبْعُه ذلك. و‌فی حدیث عمر، قال الزبیر: ضَرِسٌ، ضَبِسٌ، شَبِثٌ.الشَّبِثُ بالشی‌ءِ: المُتَعَلِّقُ به؛ یقال: شَبِثَ یَشْبَثُ شَبَثاً. و الشَّبَثُ، بالتحریك، دُوَیْبَّة ذات قوائم سِتٍّ طوالٍ، صَفْراءُ الظَّهْر و ظُهورِ القوائم، سَوْداءُ الرأْس، زرقاءُ العین؛ و قیل: هو دویبة كثیرة الأَرجل، عظیمة الرأْس، من أَحْناش الأَرض؛ و قیل: الشَّبَثُ دویبة واسعة الفم، مرتفعة المُؤَخَّرِ، تُخَرِّبُ الأَرْضَ، و تكون عند النُّدُوَّة، و تأْكل العقارب، و هی التی تسمی شَحْمَة الأَرض؛ و قیل: هی العنكبوتُ الكثیرةُ الأَرْجُل الكبیرةُ، و عمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كلَّها؛ و لا یقال شِبْثٌ، و الجمع أَشباث و شِبْثانٌ، مثل خَرَبٍ و خِرْبانٍ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة یصف سیفاً: تَرَی أَثْرَه فی صَفْحَتَیْه، كأَنه مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهنَّ هَمِیمُ و الشِّبِثُ، بكسر الشین و الباء: نَباتٌ، حكاه أَبو حنیفة. قال أَبو منصور: و أَما البقلة التی یقال لها الشِّبِثُ، فهی مُعَرَّبة، قال: و رأَیت البَحْرانیین یقولون: سِبِتٌ، بالسین و التاء، و أَصلها بالفارسیة شِوِذٌ. و شُبَیْثٌ: ماءٌ معروف وَرَدَ ذكره فی الحدیث؛ و منه: دارةُ شُبَیْثٍ؛ قال: نَزَلُوا شُبَیْثاً و الأَحَصَّ، و أَصْبَحُوا نَزَلَتْ مَنازِلَهم بنو ذُبْیانِ أَبو عمرو: الشَّنْبَثة، بزیادة النون، العَلاقَةُ؛ یقال: شَنْبَثَ الهَوی قَلْبَه أَی عَلِق به.

شثث؛ ج2، ص: 158

: الشَّثُّ: الكثیر من كل شی‌ء. و الشَّثُّ: ضَرْب من الشجر؛ قال ابن سیدة: كذا حكاه ابن درید، و أَنشد: بوادٍ یمانٍ یُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه، و أَسْفَلُه بالمَرْخِ و الشَّبَهانِ
(1). قوله [و ریثة اسم منهلة] الذی فی القاموس و التكملة و یاقوت: رویثة بالتصغیر، منهلة بین الحرمین، و ذكروها فی روث.
لسان العرب، ج‌2، ص: 159
و قیل: الشَّثُّ شجر طَیِّبُ الریح، مُرُّ الطَّعْم یُدْبَغُ به؛ قال أَبو الدُّقَیْشِ: و یَنْبُتُ فی جبال الغَوْر، و تِهامة و نجْدٍ؛ قال الشاعر یصف طبقات النساء: فمنهنَّ مِثْلُ الشَّثِّ، یُعْجِبْكَ رِیحُه، و فی غَیْبِهِ سُوءُ المَذاقةِ و الطَّعْمِ و احْتاج فسَكَّنَ، كقول جریر: سِیرُوا بنی العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُمْ، و نَهْرُ تِیری، و لا تَعْرِفْكُمُ العربُ و قد أَورد الأَزهری هذا البیت: فمِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّثِّ یُعْجِبُ رِیحُه الأَصمعی: الشَّثُّ من شجر الجبال؛ قال تأَبط شرّاً: كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، أَوْ أُمَّ خِشْفٍ، بذی شَثٍّ و طُبَّاقِ قال الأَصمعی: هما نبتان. و فی الحدیث: أَنه مَرَّ بشاةٍ مَیِّتةٍ؛ فقال عن جِلْدها: أَ لیس فی الشَّثِّ و القَرَظِ ما یُطَهِّرهُ؟قال: الشَّثُّ ما ذكرناه؛ و القَرَظُ: وَرَقُ السَّلَم، یُدبغ بهما؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی الحدیث بالثاء المثلثة، قال: و كذا یَتَداولُه الفقهاءُ فی كتبهم و أَلفاظهم. و قال الأَزهری فی كتاب لغة الفقه: إِن الشَّبَّ، یعنی بالباء الموحدة، هو من الجواهر التی أَنبتها الله فی الأَرض، یُدْبَغ به شِبه الزاج، قال: و السَّمَاعُ بالباء، و قد صحفه بعضهم فقاله بالمثلثة، و هو شجر مُرُّ الطَّعْم، قال: و لا أَدْری، أَ یُدبغ به أَم لا؟ و قال الشافعی فی الأُم: الدِّباغ بكلِّ ما دَبَغَتْ به العربُ، من قَرَظ و شَبٍّ، بالباء الموحدة. و‌فی حدیث ابن الحَنَفِیَّة، ذكَر رجلًا یَلی الأَمْرَ بعد السُّفْیانی فقال: یكون بین شَثٍّ و طُبَّاقٍ؛ الطُبَّاقُ: شجر یَنْبُت بالحجاز إِلی الطائف؛ أَراد أَن مَخْرَجَه و مُقامه المواضع التی یَنْبُتُ بها الشَّثُّ و الطُّبَّاقُ؛ و قیل: الشَّثُّ جَوْزُ البَرِّ. و قال أَبو حنیفة: الشَّثُّ شجر مثل شجر التُّفاح القِصار فی القَدْر، و وَرَقُه شبیه بورق الخِلافِ، و لا شَوْكَ له، و له بَرَمةٌ مُورّدةٌ، و سِنَفةٌ صَغیرة، فیها ثلاثُ حَبَّاتٍ أَو أَربعٌ سُودٌ، مثلُ الشِّئْنِیزِ تَرْعاه الحمامُ إِذا انْتَثَرَ، واحدتُه شثَّة؛ قال ساعدة بن جؤَیة: فذلِكَ ما كُنَّا بسَهْلٍ، و مَرَّةً إِذا ما رَفَعْنا شَثَّه و صَرائمه أَبو عمرو: الشَّثُّ النَّحْلُ العَسَّالُ؛ و أَنشد: حَدِیثُها، إِذْ طالَ فیه النَّثُّ، أَطْیَبُ من ذَوْبٍ، مَذاهُ الشَّثُّ الذَّوْبُ: العسلُ. مَذَاه: مَجَّه النحلُ، كما یَمْذِی الرجلُ المَذْیَ.

شحث؛ ج2، ص: 159

: الأَزهری: قال اللیث بَلَغنا أَن شَحِیثا كلمةٌ سُرْیانیة، و أَنه تَنْفَتِح بها الأَغالِیقُ بلا مَفاتیح. و‌فی الحدیث: هَلُمِّی المُدْیة فَاشْحَثِیها بحَجَر‌أَی حُدِّیها و سُنِّیها، و یقال بالذال.

شرث؛ ج2، ص: 159

: الشَّرَثُ: غِلَظُ الكَفِّ و الرِّجْل و انْشِقاقُهما، و قیل: هو تَشَقُّقُ الأَصابع؛ و قیل: هو غِلَظُ ظَهْر الكَفِّ من بَرْدِ الشِّتاءِ. و قد شَرِثَ شَرَثاً، فهو شَرِثٌ، و قد شَرِثَتْ یدُه تَشْرَثُ. و قال أَبو عمرو: سیف شَرِثٌ، و سِنانٌ شَرِث؛ و قال طَلْقُ بن عَدِیٍّ فی فرس طَرَد صاحبُه علیه نَعامةً: یَحْلِفُ لا یَسْبِقُه، فما حَنِثْ، حتی تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ
لسان العرب، ج‌2، ص: 160
أَی بسِنانٍ مَطْرورٍ أَی حَدیدٍ. و قال اللحیانی: قال القَنانیُّ: لا خیر فی الثَّرید إِذا كان شَرِثاً فَرِثاً، كأَنه فُلاقَةُ آجُرٍّ، و لم یُفَسِّر الشَّرِثَ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه الخَشِنُ الذی لم یُرَقَّقْ خُبْزُه، و لا أُذیبَ سَمْنُه، قال: و لم یُفَسِّر الفَرِثَ أَیضاً، قال: و عندی أَنه إِتباع، و قد یكون من قولهم جَبَلٌ فَرِثٌ أَی لیس بضَخْمِ الصُّخُور. و الشَّرَثُ: تَفَتُّقُ النَّعْل المُطَبَّقةِ، و الفِعْل كالفِعْل؛ قال: هذا غلامٌ شَرِثُ النَّقِیلَهْ، أَشْعَثُ، لم یُؤْدَمْ له بِكیلَهْ، یخافُ أَن تَمَصّه الوَبیلَهْ و الشَّرْثةُ: النَّعْلُ الخَلَق. ابن الأَعرابی: الشَّرْثُ الخَلَقُ من كل شی‌ء. و شَرْثانُ: جبل، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: شَرْثانُ هَذاكَ وراءَ هَبُّودْ

شربث؛ ج2، ص: 160

: الشَّرَنْبَثُ و الشُّرابِثُ، بضم الشین: القبیحُ الشدیدُ؛ و قیل: هو الغلیظُ الكَفَّین، و فی الصحاح: و الرِّجْلَیْنِ، و فی المحكم: و القَدَمَیْنِ الخَشِنُهُما؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْسُ الدَّیْرْ، و اللهُ نَفَّاحُ الیَدَیْن بالخَیْرْ التهذیب فی الخماسی: الشَّرَنْبَثُ الغلیظُ الكَفِّ و عُروقِ الیدِ، و ربما وُصِفَ به الأَسَدُ. و الشَّرَنْبَثُ: الأَسَدُ عامَّةً. و أَسدٌ شَرَنْبَثٌ: غلیظ. و شَجَّة شَرَنْبَثة: منتفخة مُتَقَبِّضة؛ قال سیبویه: النون و الأَلف یتعاوران الاسمَ فی معنًی، نحو شَرَنْبَثٍ و شُرابثٍ، و جَرَنْفَسٍ و جُرافِس. و شَرَنْبَثٌ و شُرابِثٌ: اسم رجل.

شعث؛ ج2، ص: 160

: شَعِثَ شَعَثاً و شُعوثَةً، فهو شَعِثٌ و أَشْعَثُ و شَعْثانُ، و تَشَعَّثَ: تَلَبَّد شعَرُه و اغْبَرَّ، و شَعَّثْتُه أَنا تَشْعِیثاً. و الشَّعِثُ: المُغْبرُّ الرأْسِ، المُنْتَتِفُ الشَّعَرِ، الحافُّ الذی لم یَدَّهِنْ. و التَّشَعُّثُ: التَّفَرُّقُ و التَّنَكُّثُ، كما یَتَشَعَّثُ رأْسُ المِسْواك. و تَشْعِیثُ الشی‌ءِ: تفریقهُ. و‌فی حدیث عمر أَنه كان یَغْتَسِلُ و هو مُحْرم، و قال: إِنَّ الماء لا یزیده إِلا شَعَثاً‌أَی تَفَرُّقاً، قلا یكون مُتَلَبِّداً؛ و منه‌الحدیث: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذِی طِمْرَیْنِ، لا یُؤْبه له، لو أَقْسَم علی الله لأَبَرَّه.و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: أَ حَلَقْتُم الشَّعَثَ؟أَی الشَّعَر ذا الشَّعَثِ. و الشَّعَثَةُ: موضعُ الشعر الشَّعِثِ. و خیلٌ شُعْثٌ أَی غیر مُفَرْجَنَة؛ و مُفَرْجَنَةٌ: مَحْسُوسة؛ و قول ذی الرُّمة: ما ظَلَّ، مُذْ وَجَفَتْ فی كلِّ ظاهرةٍ، بالأَشْعَثِ الوَرْدِ، إِلَّا وَ هْوَ مَهْمُومُ عَنی بالأَشْعَثِ الوَرْدِ: الصَّفارَ، و هو شَوْك البُهْمی إِذا یَبسَ، و إِنما اهْتَمَّ، لما رأَی البُهْمَی هاجَتْ، و قد كان رَخِیَّ البالِ، و هی رَطْبةٌ، و الحافرُ كلُّه شدیدُ الحُبِّ للبُهْمَی، و هی ناجعةٌ فیه، و إِذا جَفَّتْ فأَسْفَتْ، تَأَذَّتِ الراعیةٌ بسَفاها. و یقال للبُهْمَی إِذا یَبِسَ سَفاه: أَشْعَثُ. قال الأَزهری: قال الأَصمعی: أَساء ذو الرمة فی هذا البیت، و إِدخالُ إِلَّا هاهنا قبیح، كأَنه كره إِدخالَ تحقیق علی تحقیق، و لم یُرِد ذو الرمة ما ذهب إِلیه، إِنما أَراد لم یَزَلْ من مكان إِلی مكان یَسْتَقْری المَراتِعَ، إِلَّا و هو مهموم،
لسان العرب، ج‌2، ص: 161
لأَنه رأَی المَراعیَ قد یَبِسَتْ، فما ظَلَّ هاهنا لیس بتحقیق، إِنما هو كلام مجحود، فحققه بإِلَّا. و الشَّعْثُ و الشَّعَثُ: انتشارُ الأَمرِ و خَلَلُه؛ قال كعب بن مالك الأَنصاریُّ: لَمَّ الإِلهُ به شَعْثاً، و رَمَّ به أُمُورَ أُمَّتِه، و الأَمرُ مُنْتَشِرُ و‌فی الدُّعاء: لَمَّ اللهُ شَعْثَه‌أَی جَمَعَ ما تَفَرَّقَ منه؛ و منه شَعَثُ الرأْسِ. و‌فی حدیث الدعاء: أَسأَلُكَ رحمةً تَلُمُّ بها شَعَثی‌أَی تَجْمَعُ بها ما تَفَرَّقَ من أَمری؛ و قال النابغة: و لَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً، و لا تَلُمُّه علی شَعَثٍ، أَیُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟ قوله لا تلمُّه علی شعث أَی لا تحتمله علی ما فیه من زَللٍ و دَرْءٍ، فتَلُمُّه و تُصْلحه، و تَجْمَعُ ما تَشَعَّثَ من أَمره. و‌فی حدیث عطاء: أَنه كان یُجِیز أَن یُشَعَّثَ سَنَا الحَرَم، ما لم یُقْلَعْ من أَصله، أَی یُؤْخَذَ من فروعه المُتَفَرِّقة ما یصیر به أَشْعَثَ، و لا یستأْصله. و‌فی الحدیث: لما بلغه هِجاءُ الأَعْشَی عَلْقمةَ بنَ عُلاثة العامِریَّ نَهی أَصحابَه أَن یَرْوُوا هجاءَه، و قال: إِن أَبا سفیان شَعَّثَ منی عند قَیْصَرَ، فرَدَّ علیه علقمةُ و كَذَّبَ أَبا سفیان.یقال: شَعَّثْتُ من فلان إِذا غَضَضْتَ منه و تَنَقَّصْتَه، مِن الشَّعَث، و هو انْتشارُ الأَمر؛ و منه‌حدیث عثمان: حین شَعَّثَ الناسُ فی الطَّعْن علیه‌أَی أَخَذُوا فی ذَمّه، و القَدْح فیه بتَشْعِیثِ عِرْضه. و تشَعَّثَ الشی‌ءُ: تَفَرَّقَ. و تَشَعُّثُ رأْسِ المِسْواك و الوَتِدِ: تَفَرُّقُ أَجزائِه، و هو مِنه. و‌فی حدیث عمر أَنه قال لزید بن ثابت، لما فَرَّعَ أَمْرَ الجَدِّ مع الإِخوة فی المیراث: شَعِّثْ ما كنتَ مُشَعِّثاً‌أَی فَرِّقْ ما كنتَ مُفَرِّقاً. و یقال: تَشَعَّثه الدَّهْرُ إِذا أَخذه. و الأَشْعَثُ: الوَتِدُ، صفة غالبةٌ غَلَبَةَ الاسم، و سُمّیَ به لشَعَثِ رأْسه؛ قال: و أَشْعَثَ فی الدارِ، ذی لِمَّةٍ، یُطیلُ الحُفُوفَ، و لا یَقْمَلُ و شَعِثْتُ من الطَّعام: أَكَلْتُ قلیلًا. و التَّشْعیثُ: التفریق و التمییزُ، كانْشِعاب الأَنهار و الأَغصان؛ قال الأَخطل: تَذَرَّیْتَ الذَّوائبَ من قُرَیْشٍ، و إِنْ شُعِثُوا، تَفَرَّعْتَ الشِّعابا قال: شُعِثُوا فُرِّقُوا و مُیِّزُوا. و التَّشْعیثُ فی عَروضِ الخَفیفِ: ذَهابُ عین فاعلاتن، فیبقی فالاتن، فینقل فی التقطیع إِلی مفعولن، شبهوا حذف العین هاهنا بالخرم، لأَنها أَوَّلُ وَتِدٍ؛ و قیل: إِن اللام هی الساقطة، لأَنها أَقرب إِلی الآخر، و ذلك أَن الحذف إِنما هو فی الأَواخر، و فیما قَرُبَ منها؛ قال أَبو إِسحاق: و كلا القولین جائز حَسَنٌ، إِلّا أَن الأَقیس علی ما بَلَوْنا فی الأَوتاد من الخَرْم، أَن یكون عینُ فاعلاتن هی المحذوفة، و قیاسُ حذف اللام أَضعفُ، لأَن الأَوتاد إِنما تحذف مِن أَوائلها أَو مِن أَواخرها؛ قال: و كذلك أَكثر الحذف فی العربیة، إِنما هو من الأَوائل، أَو من الأَواخر، و أَما الأَوساط، فإِن ذلك قلیل فیها؛ فإِن قال قائل: فما تنكر من أَن تكون الأَلف الثانیة من فاعلاتن هی المحذوفة، حتی یبقی فاعلَتُن ثم تسكن اللام حتی یبقی فاعلْتن، ثم تنقله فی التقطیع إِلی مفعولن، فصار مثل فعلن فی البسیط الذی كان أَصله فاعلن؟ قیل له: هذا لا یكون
لسان العرب، ج‌2، ص: 162
إِلا فی الأَواخر، أَعنی أَواخر الأَبیات؛ قال: و إِنما كان ذلك فیها، لأَنها موضع وقف، أَو فی الأَعاریض، لأَن الأَعاریض كلها تتبع الأَواخر فی التصریع؛ قال: فهذا لا یجوز، و لم یقله أَحد. قال ابن سیدة: و الذی أَعتقده مُخالَفةُ جمیعهم، و هو الذی لا یجوز عندی غیره، أَنه حذفت أَلف فاعلاتن الأُولی، فبقی فعلاتن، و أُسكنت العین، فصار فعْلاتن، فنقل إِلی مفعولن، فإِسكان المتحرّك قد رأَیناه یجوز فی حشو البیت، و لم نَرَ الوتد حُذف أَوّله إِلا فی أَوّل البیت، و لا آخرُه إِلا فی آخر البیت، و هذا كله قول أَبی إِسحاق. و الأَشْعَثُ: رجلٌ. و الأَشاعِثةُ و الأَشاعِثُ: منسوبون إِلی الأَشْعَث، بدل من الأَشْعَثیین، و الهاء للنسب. و شَعْثاءُ: اسم امرأَة؛ قال جریر: أَلا طَرَقَتْ شَعْثاءُ، و اللیلُ دُونَها، أَحَمَّ عِلافِیّاً، و أَبْیَضَ ماضِیَا قال ابن الأَعرابی: و شَعْثاء اسم امرأَةِ حَسَّانَ بن ثابت. و شُعَیْث: اسم، إِما أَن یكون تصغیر شَعَثٍ أَو شَعِثٍ، أَو تصغیر أَشْعَثَ مُرَخَّماً؛ أَنشد سیبویه: لَعَمْرُكَ ما أَدْری، و إِن كنتُ داریاً: شُعَیْثُ بنُ سَهْم، أَمْ شُعَیْثُ بنُ مِنْقَرِ و رواه بعضهم: شُعَیْبٌ، و هو تصحیف.

شنث؛ ج2، ص: 162

: الشَّنَثُ، بالتحریك: قَلْبُ الشَّثَنِ. شَنِثَتْ یدُه شَنَثاً، فهی شَنِثةٌ، مثل شَثِنَتْ. و شَنِثَتْ مَشافرُ البعیر أَی غَلُظَتْ. و شَنِثَ البعیرُ شَنَثاً، فهو شَنِثٌ: غَلُظَتْ مَشافرُه، و خَشُنَتْ من أَكل العِضاهِ و الشَّوْك؛ قال: و اللهِ ما أَدْری، و إِنْ أَوْعَدْتَنی، و مَشَیْتَ بین طَیالِسٍ و بَیاضِ أَ بَعِیرُ شَوْكٍ، وارمٌ أَلْغادُه، شَنِثُ المَشافِرِ، أَم بعیرٌ غاضی؟ الغاضی: الذی یَلْزَم الغَضا، یأْكل منه؛ یقول: لا أَدری، أَ عربیٌّ أَم عجمیٌّ؟

فصل الصاد المهملة؛ ج2، ص: 162

صبث؛ ج2، ص: 162

: الفراء قال: الصَّبْثُ تَرْقِیعُ القَمِیصِ و رَفْوُه. و یقال: رأَیت علیه قَمیصاً مُصَبَّثاً أَی مُرَقَّعاً.

فصل الضاد المعجمة؛ ج2، ص: 162

ضبث؛ ج2، ص: 162

: ضَبَثْتُ بالشی‌ء ضَبْثاً، و اضْطَبَثْتُ به إِذا قَبَضْتَ علیه بكفك. و الضَّبْثُ: قَبْضُك بكَفِّك علی الشی‌ء. و الضَّبْثُ: إلقاؤُك یَدَك بجدّ فیما تعمله؛ و قد ضَبَثَ به یَضْبِثُ ضَبْثاً. و مَضابِثُ الأَسَد: مَخالِبُه. و ضُباثٌ: اسمُ الأَسَدِ، مِن ذلك؛ و قیل: ضُباثُ الأَسَدِ كالظُّفْر للإِنسان. و الضَّبْثُ: الضَّرْبُ. و قد ضُبِثَ علیه، علی صیغة ما لم یُسَمَّ فاعله. و قال شمر: ضَبثَ به إِذا قَبَضَ علیه و أَخذه. و رجل ضُباثیٌّ أَی شدیدُ الضَّبْثة أَی القَبْضةِ. و أَسدٌ ضُباثیٌّ أَی شدیدُ الضَّبْثةِ أَی القَبْضة؛ و قال رؤْبة: و كم تَخَطَّتْ من ضُباثیٍّ أَضِمْ و‌فی حدیث سُمَیْطٍ: أَوْحَی اللهُ تعالی إِلی داود، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: قل للملإِ من بنی إِسرائیل لا یَدْعُونی، و الخَطایا بین أَضْباثِهم‌أَی فی قَبْضاتِهم. و الضَّبْثَةُ: القَبْضة؛ یقال: ضَبَثْتُ علی
لسان العرب، ج‌2، ص: 163
الشی‌ء إِذا قَبَضْتَ علیه؛ أَی هم مُحْتَقِبُونَ للأَوْزار، مُحْتَمِلوها غیر مُقْلِعِین عنها؛ و یروی بالنون، و هو مذكور فی موضعه. و فی حدیث المُغِیرة: فُضُلٌ ضَباثٌ أَی مُخْتالَة مُعْتَلِقَةٌ بكُلِّ شی‌ء مُمْسِكَة له؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة؛ و المشهور: مِئْناثٌ أَی تَلِدُ الإِناثَ. و ضَبَثَه بیدِه: جَسَّه. و الضَّبُوثُ من الإِبل: التی یُشَكُّ فی سِمَنِها و هُزالها، فتُضْبَثُ بالید أَی تُجَسُّ. و الضَّبْثَة: من سِماتِ الإِبل، إِنما هی حَلقة، ثم لها خُطوط من ورائها و قُدَّامها. یقال: بعیر مَضْبُوثٌ، و به الضَّبْثة، و قد ضَبَثْتُه ضَبْثاً؛ و یكون الضَّبْثُ فی الفَخِذِ فی عُرْضِها، و الله أَعلم.

ضغث؛ ج2، ص: 163

: الضَّغُوثُ من الإِبل: التی یُشَكُّ فی سَنامها، أَ به طِرْقٌ أَم لا؟ و الجمع ضُغُثٌ. و ضَغَثَ السنامَ: عَرَكه. و ضَغَثَها یَضْغَثُها ضَغْثاً: لمَسها لیَتیَقَّنَ ذلك. و قیل: الضَّغُوثُ السَّنام المَشْكُوك فیه؛ عن كراع. و الضَّغْثُ: الْتِباسُ الشی‌ء بعضه ببعض. و ناقة ضَغُوثٌ، مثل ضَبُوثٍ: و هی التی یَضْغَثُ الضاغِثُ سَنامَها أَی یَقْبِضُ علیه بكفه، أَو یَلْمَسُه لیَنْظُرَ أَ سَمِینةٌ هیَ أَم لا؟ و هی التی یُشَكُّ فی سِمَنها، تُضْغَثُ، أَ بها طِرْقٌ أَم لا؟ و‌فی حدیث عمر: أَنه طاف بالبیت فقال: اللهم إِن كَتَبْتَ عَلیَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً فامْحُه عنی، فإِنك تَمْحُو ما تشاء‌قال شمر: الضِّغْثُ من الخَبرِ و الأَمْر: ما كان مُخْتَلِطاً لا حقیقة له؛ قال ابن الأَثیر: أَراد عَمَلًا مُخْتَلِطاً غیرَ خالص، مِن ضَغَثَ الحدیثَ إِذا خَلَطه، فهو فِعْلٌ بمعنی مفعول؛ و منه قیل للأَحْلام المُلْتَبِسَة: أَضْغاثٌ. و قال الكِلابیُّ فی كلام له: كلُّ شی‌ءٍ علی سبیله و الناسُ یَضْغَثُونَ أَشیاء علی غیر وجهها، قیل له: ما یَضْغَثُون؟ قال: یقولون للشی‌ء حِذاءَ الشَّی‌ءِ، و لیس به؛ و قال: ضَغَثَ یَضْغَثُ ضَغْثاً بَتًّا، فقیل له: ما تَعْنی بقولك بَتًّا؟ فقال: لیس إِلَّا هو. و كلامٌ ضَغْثٌ و ضَغَثٌ: لا خیر فیه، و الجمع أَضْغاثٌ. و فی النوادر: یقال لنُفَایةِ المالِ و ضَعْفانه: ضَغاثَةٌ من الإِبل، و ضَغابةٌ، و غُثایة، و غُثاثة، و قُثاثة. و أَضْغَاثُ أَحلام الرُّؤْیا: التی لا یصحُّ تأْویلها لاختلاطها، و الضِّغْثُ: الحُلْم الذی لا تأْویل له، و لا خیر فیه، و الجمع أَضْغاثٌ. و فی التنزیل العزیز: قٰالُوا أَضْغٰاثُ أَحْلٰامٍ* أَی رؤْیاكَ أَخلاطٌ، لیست برؤْیا بَیِّنةٍ، و ما نحن بتأْویل الأَحلام بعالمین أَی لیس للرُّؤْیا المختلفة عندنا تأْویل، لأَنها لا یصحُّ تأْویلها. و قد أَضْغَثَ الرؤْیا، و ضَغَثَ الحدیثَ: خَلَطَه. ابن شمیل: أَتانا بضِغْثِ خَبرٍ، و أَضْغَاثٍ من الأَخْبارِ أَی ضُرُوبٍ منها؛ و كذلك أَضْغاثُ الرؤْیا: اخْتِلاطها و التِباسُها. و قال مجاهد: أَضْغَاثُ الرؤْیا أَهاوِیلُها؛ و قال غیره: سمیت أَضْغَاثَ أَحلامٍ، لأَنها مُخْتَلِطةٌ، فدَخَل بعضُها فی بعض، و لیست كالصحیحة، و هی ما لا تأْویل له؛ و قال الفراء فی قوله: أَضْغٰاثُ أَحْلٰامٍ وَ مٰا نَحْنُ بِتَأْوِیلِ الْأَحْلٰامِ بِعٰالِمِینَ؛ هو مثل قوله: أَسٰاطِیرُ الْأَوَّلِینَ*. و قال غیره: أَضْغاثُ الأَحلام ما لا یَسْتَقِیمُ تأْویلهُ لدُخُول بعض ما رأَی فی بعض، كأَضْغاثٍ من بُیوتٍ مختلفةٍ، یَخْتَلِطُ بعضها ببعض، فلم تتمیز مَخارِجُها، و لم یَسْتَقِمْ تأْویلها. و الضِّغْثُ: قَبْضَةٌ من قُضْبانٍ مختلفة، یجمعُها أَصلٌ واحدٌ مثلُ الأَسَل، و الكُرَّاثِ، و الثُّمام؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 164
قال الشاعر: كأَنه، إِذ تَدَلَّی، ضِغْثُ كُرَّاث و قیل: هو دون الحُزْمة؛ و قیل: هی الحُزْمة من الحشیش، و الثُّدَّاء، و الضَّعَةِ، و الأَسَلِ، قَدْرَ القَبْضة و نحوها، مُخْتَلِطةَ الرَّطْبِ بالیابس، و ربما اسْتُعِیرَ ذلك فی الشَّعَر. و قال أَبو حنیفة: الضِّغْثُ كلُّ ما مَلأَ الكَفَّ من النبات. و فی التنزیل العزیز: وَ خُذْ بِیَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ. یقال: إِنه كان حُزْمةً من أَسَلٍ، ضَرَبَ بها امرأَتَه، فَبرَّتْ یمینُه. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، فی مسجد الكوفة: فیه ثلاثُ أَعْیُنٍ أَنْبَتَتْ بالضِّغْثِ؛ یرید به الضِّغْثَ الذی ضَرَبَ به أَیوبُ، علیه السلام، زوجتَه، و الجمعُ من ذلك كله: أَضْغاثٌ. و ضَغَّثَ النباتَ: جَعَله أَضْغاثاً. الفراء: الضِّغْثُ ما جمعته من شی‌ءٍ، مثلُ حُزْمةِ الرَّطْبة، و ما قام علی ساق و اسْتطال، ثم جَمَعْته، فهو ضِغْثٌ. و قال أَبو الهیثم: كلُّ مجموعٍ مَقْبوضٍ علیه بجُمْعِ الكَفِّ، فهو ضِغْثٌ، و الفعل ضَغَثَ. و‌فی حدیث ابن زُمَیْل: فمنهم الآخِذُ الضِّغْث؛ هو مِل‌ءُ الیدِ من الحَشیش المُخْتَلِطِ؛ و قیل: الحُزْمة منه، و ما أَشبهه من البُقول؛ أَراد: و منهم من نال من الدنیا شیئاً. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: فأَخَذْتُ سِلاحَهم فجعلتُه ضِغْثاً‌أَی حُزْمة. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لَأَنْ یَمْشِیَ معی صِغْثانِ من نار أَحَبُّ إِلیَّ من أَن یَسْعَی غُلامی خَلْفی‌أَی حُزْمتان من حَطَب، فاستعارهما للنار؛ یعنی أَنهما قد اشْتَعَلتا و صارتا ناراً. و ضَغَّث رأْسَه: صَبَّ علیه الماءَ، ثم نَفَشَه، فجعله أَضْغاثاً لیَصِلَ الماءُ إِلی بَشَرته. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كانت تَضْغَثُ رأْسها.الضَّغْثُ: معالجةُ شعر الرأْس بالید عند الغَسْل، كأَنها تَخْلِطُ بعضَه ببعض، لیدخُل فیه الغَسُول. و الضاغِثُ «2»: الذی یَخْتَبِئُ فی الخَمَرِ، یُفَزِّعُ الصِّبْیان بصَوْتٍ یُرَدِّدُه فی حَلْقه.

فصل الطاء المهملة؛ ج2، ص: 164

طثث؛ ج2، ص: 164

: الطَّثُّ لَعِبُ الصِّبْیان، یَرْمُونَ بخَشَبةٍ مستدیرة عریضة، یُدَقَّقُ أَحدُ رأْسیها نحو القُلَةِ، یَرْمُونَ بها، و اسم تلك الخشبة: المِطَثَّة. ابن الأَعرابی: المِطَثَّة القُلَة، و المِطَثُّ: اللَّعِبُ بها؛ قال الأَزهری: هكذا رواه أَبو عمرو، و الصواب الطَّثُّ اللَّعِبُ بها. اللیث: الأَطَثُّ و الطَّثُّ، لغتان، و الطَّثُّ أَكثرُ و أَصْوَبُ. و الطَّثَّةُ: خُشَیْبة القالَبِ. و طَثَّ الشی‌ءَ یَطُثُّه طَثًّا إِذا ضَرَبه بِرجلِه أَو باطِنِ كَفِّهِ، حتی یُزیله عن موضعه؛ قال یصف صقراً انْقَضَّ علی سِرْبٍ من الطیر: یَطُثُّها طَوْراً، و طَوْراً صَكَّا، حتی یُزِیلَ، أَو یَكادَ، الفَكَّا یرید فَكَّ الفَمِ. و طَثْطَثَ الشی‌ءَ: رماه من یده قَذْفاً كالكُرَةِ.

طحث؛ ج2، ص: 164

: طَحَثه یَطْحَثُه طَحْثاً: ضربه بكفه، یمانیة.

طرث؛ ج2، ص: 164

: الطَّرْثُ: الاسترخاء. و الطُّرْثُوثُ: نبتٌ یُؤْكل؛ و فی المحكم: نَبْتٌ
(2). قوله [و الضاغث الذی إلخ] هذا هو قول الجوهری و غلط فیه، فإنه تصحیف و صوابه الضاغب، بالباء، و قد ذكره الأَزهری و غیره، أَفاده فی التكملة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 165
رَمْلِیٌّ طَویلٌ مُسْتَدِقٌّ كالفُطْر، یَضْرِبُ إِلی الحُمْرةِ یَیْبَسُ، و هو دباغٌ للمَعِدَةِ، واحدتُه طُرْثُوثة؛ عن أَبی حنیفة، و قال أَبو حنیفة أَیضاً: الطُّرْثُوثُ یُنَقِّضُ الأَرضَ تنقیضاً، و لیس فیه شی‌ءٌ أَطْیَبَ من سُوقَتِه، و لا أَحْلی، و ربما طال، و ربما قَصُر، و لا یخرج إِلَّا فی الحَمْضِ، و هو ضربان: فمنه حُلْوٌ، و هو الأَحمر، و منه مُرٌّ، و هو الأَبیض؛ قال: و قال أَبو زیاد: الطَّراثِیثُ تُتَّخَذُ للأَدْویة، و لا یأْكلها إِلّا الجائعُ، لمَرارتها؛ قال: و قال ابن الأَعرابی: الطُّرْثُوثُ یَنْبُتُ علی طول الذراع، لا ورق له، كأَنه من جنس الكَمْأَة. و تَطَرْثَثَ القومُ: خرجوا یَجْتَنُونَ الطَّراثِیثَ، و خَرجوا یَتَطَرْثَثُون أَی یَجْتَنُونه. قال الأَزهری: الطُّرْثوثُ لیس بالرِّیباسِ الذی عندنا، و رأَیتُ الطُّرْثوثَ الذی وَصَفَه اللیثُ فی البادیة، و أَكَلْتُ منه، و هو كما وَصَفَه، و لیس بالطُّرْثوثِ الحامضِ الذی یكون فی جبال خُراسان، لأَن الطُّرْثوثَ الذی عندنا، له وَرَقٌ عریض، مَنْبِتُه الجبالُ. و طُرْثُوثُ البادیة لا وَرَق له و لا ثمر، و مَنْبِتُه الرمالُ و سُهولةُ الأَرض، و فیه حلاوةٌ مُشْرَبَةٌ عُفُوصةً، و هو أَحمر، مستدیر الرأْس، كأَنه ثُومةُ ذَكَرِ الرجل. و العربُ تقول: طَراثِیثُ لا أَرْطَی لها، و ذآنینُ لا رِمْثَ لها، لأَنهما لا یَنْبُتانِ إِلَّا معهما، یُضْرَبانِ مثلًا للذی یُسْتَأْصَلُ، فلا تَبْقَی له بقیةٌ، بعد ما كان له أَصلٌ و قَدْرٌ و مال؛ و أَنشد الأَصمعی: فالأَطْیَبانِ بها الطُّرْثوثُ و الضَّرَبُ قال شمر: لا أَعرف للرِّیباس و الكَمْ‌ءِ اسماً عربیّاً قال: و فی رُسْتاق نَیْسابور قریةٌ یقال لها طُرْشِیزُ، و تُكْتب طُرَیْثیثُ. و‌فی حدیث حذیفة: حتی یَنْبُتَ اللحم علی أَجسادهم، كما تَنْبُتُ الطَّراثِیثُ علی وجه الأَرض، هی جمع طُرْثُوثٍ، و هو نبت یَنْبَسِطُ علی وجه الأَرض كالفُطْر.

طرمث؛ ج2، ص: 165

: الطُّرْمُوثُ: الضعیفُ. و الطُّرْمُوثُ: الرغِیف.

طلث؛ ج2، ص: 165

: ابن الأَعرابی: الطُّلْثة الرجلُ الضعیفُ العقل، الضعیفُ البدنِ، الجاهلُ. قال: و یقال طَلَّثَ الرجلُ علی الخمسین، و رَمَّثَ علیها إِذا زاد علیها. أَبو عمرو: طَلَثَ الماءُ یَطْلُثُ طُلُوثاً إِذا سالَ؛ و وزَبَ یَزِبُ وُزُوباً، مثله.

طمث؛ ج2، ص: 165

: طَمِثَت المرأَةُ تَطْمَثُ طَمْثاً، و طَمَثَتْ تَطْمُثُ، بالضم، طَمْثاً، و هی طامثٌ: حاضَتْ؛ و قیل: إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِیضُ؛ و خصَّ اللحیانی به حَیْضَ الجاریة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: حتی جئنا سَرِفَ فطَمِثْتُ؛ یقال: طَمِثَت المرأَةُ إِذا حاضت، فهی طامِثٌ. و طَمَثَتْ إِذا دَمِیَتْ بالاقْتِضاضِ. و الطَّمْثُ: الدمُ و النكاح. و طَمَثْتُ الجاریةَ إِذا افْتَرَعْتَها. و الطامِثُ، فی لغتهم: الحائِض. و طَمَثَها یَطْمِثُها و یَطْمُثُها طَمْثاً: اقْتَضَّها، و عَمَّ به بعضُهم الجماعَ. قال ثعلب: الأَصلُ الحیضُ، ثم جُعل للنكاح. و طَمَث البعیرَ یَطْمِثُه طَمْثاً: عَقَلَه. و الطَّمْثُ: المَسُّ، و ذلك فی كل شی‌ءٍ یُمَسُّ. و یقال للمَرْتَعِ: ما طَمَثَ ذلك المَرْتَعَ قبْلَنا أَحدٌ، و ما طَمَثَ هذه الناقةَ حَبْلٌ قَطُّ أَی ما مَسَّها عِقالٌ. و ما طَمَثَ البعیرَ حَبْلٌ أَی لم یَمَسَّه. و قوله تعالی: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لٰا جَانٌّ*؛ قیل: معناه لم یَمْسَسْ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 166
و قال ثعلب: معناه لم یَنْكِحْ. و العرب تقول: هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حبلٌ قَطُّ أَی لم یَمَسَّه. و معنی لَمْ یَطْمِثْهُنَّ: لم یمسسهنّ. و قال الفراء: الطَّمْثُ الاقْتِضاضُ، و هو النكاح بالتَّدْمیة. قال: و الطَّمْثُ هو الدم، و هما لغتان. طَمَثَ یَطْمُثُ، و یَطْمِثُ. و القُرّاء أَكثرهم علی: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ، بكسر المیم. أَبو الهیثم: یقال طُمِثَتْ تُطْمَثُ أَی أُدْمِیَتْ بالاقْتضاض. و طَمِثَتْ علی فَعِلَتْ إِذا حاضَتْ؛ و قولُ الفرزدق: وَقَعْنَ إِلیَّ، لم یُطْمَثْنَ قبلی، فهنَّ أَصَحُّ من بَیْضِ النَّعامِ أَی هُنَّ عذارَی غیر مُفْتَرَعاتٍ. و الطَّمْثُ: الفسادُ؛ قال عَدِیّ بن زید: طاهرُ الأَثوابِ، یَحْمِی عِرْضَه من خَنَی الذِّمَّةِ، أَو طَمْثِ العَطَنْ

طهث؛ ج2، ص: 166

: أَبو عمرو: الطُّهْثَة الضعیفُ العقلِ، و إِن كان جسمُه قوِیًّا، و الله أَعلم.

فصل العین المهملة؛ ج2، ص: 166

عبث؛ ج2، ص: 166

: عَبِثَ به، بالكسر، عَبَثاً: لَعِبَ، فهو عابِثٌ: لاعِبٌ بما لا یَعْنیه، و لیس من بالهِ. و العَبَثُ: أَن تَعْبَثَ بالشی‌ءِ. و رجلٌ عِبِّیثٌ: عابِثٌ. و العَبْثَةُ، بالتسكین: المَرَّة الواحدة. و العَبَثُ: اللَّعِبُ. قال الله عز و جل: أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً؟ قال الأَزهری: نَصَبَ عَبَثاً لأَنه مفعول له، بمعنی خلقناكم للعَبَث. و‌فی الحدیث: من قَتَل عُصفوراً عَبَثاً.العَبَثُ: اللَّعِبُ؛ و المراد أَن یَقْتُلَ الحیوانَ لَعِباً، لغیر قَصْدِ الأَكْل، و لا علی جهة التَّصَیُّدِ للانتفاع. و‌فی الحدیث: أَنه عَبَث فی منامه‌أَی حَرَّكَ یدیه، كالدافع أَو الآخذ. و عَبَثَ الأَقِطَ یَعْبِثُه عَبْثاً: جَفَّفَه فی الشَّمس؛ و قیل: فَرَّغَه علی الیابس، لیَحْمِل یابِسُه رَطْبَه حتی یُطَبَّخَ؛ و قیل: عَبَثَ الأَقِطَ یَعْبِثُه عَبْثاً: خَلَطه بالسمن؛ و هی العَبیثة. و عَبَثْتُ الأَقِطَ أَعْبِثُه عَبْثاً، و مِثْتُه و دُفْتُه: مثلُه، و غَبَثْتُه، بالغین: لغة فیه. و العَبیثةُ و العَبیثُ، أَیضا: الأَقِطُ یُدَقُّ مع التمر، فیُؤْكل و یُشرب. و العبیثةُ أَیضاً: طعامٌ یُطْبَخُ، و یُجْعَلُ فیه جراد. و العَبیثةُ: البُرُّ و الشَّعیرُ یُخْلَطانِ معاً. و العَبیثةُ: الغنم المُخْتلِطةُ؛ یقال: مَرَرْنا علی غنم بنی فُلانٍ عَبیثةً واحدةً أَی اخْتَلَطَ بعضُها ببعض. و العَبیثةُ: أَخْلاطُ الناسِ، لیسوا من أَبٍ واحد؛ قال: عَبِیثةٌ من جُشَمٍ و بَكْرِ و یروی: من جُشَمٍ و جَرْمِ؛ كلُّ ذلك مشتقٌّ من العَبْث. و رجل عَبِیثةٌ مُؤْتَشَبٌ، و هو من ذلك أَیضاً. قال أَبو عبیدة: فی نسب بنی فلان عَبیثةٌ أَی مُؤْتَشَبٌ، كما یقال: جاءَ بعَبیثةٍ فی وِعائه أَی بُرٍّ و شعیر قد خُلِطا. و العَبِیثُ فی لغةٍ: المَصْلُ. و العَبْثُ: الخَلْطُ، و هو بالفارسیة تَرَفْ تَرِین. قال: و تقول إِن فلاناً لفی عَبیثةٍ من الناس، و لَوِیثةٍ من الناس، و هم الذین لیسوا من أَبٍ واحدٍ، تَهَبَّشُوا من أَماكن شَتَّی. و العَبْثُ: الخَلْطُ. و العَبْثُ: اتِّخاذُ العَبیثةِ. قال أَبو صاعِدٍ الكِلابیُّ: العَبِیثةُ الأَقِطُ، یُفْرَغُ رَطْبُه حین یُطْبَخُ علی جافِّه، فَیُخْلَطُ به. یقال: عَبَثَتِ المرأَةُ أَقِطَها إِذا فَرَّغَتْه علی المُشَرِّ الیابسِ، لیَحْمِلَ یابسُه رَطْبَه؛ یقال: ابْكُلِی و اعْبِثی؛ قال رؤْبة:
لسان العرب، ج‌2، ص: 167
و طاحتِ الأَلْبانُ و العَبائِثُ و ظلَّتِ الغنمُ عَبِیثةً واحدةً، و بَكیلةً واحدة: و هو أَن الغنم إِذا لَقِیَتْ غَنَماً أُخری فدَخَلَتْ فیها، اخْتَلَطَ بعضُها ببعضٍ، و هو مَثَلٌ، و أَصله من الأَقِطِ و السَّویقِ، یُبْكَلُ بالسَّمْن فیُؤْكَلُ؛ و أَما قولُ السَّعْدِیّ: إِذا ما الخَصِیفُ العَوْبَثَانیُّ ساءَنا، تَرَكْناه، و اخْتَرْنا السَّدِیفَ المُسَرْهَدَا فیقال: إِن العَوْبَثَانیَّ دقیقٌ و سَمْنٌ و تمر، یُخْلَطُ باللبن الحَلِیب. قال ابن بری: هذا البیت لناشرَة بن مالك یَرُدُّ علی المُخَبَّلِ السَّعْدِیّ، و كان المُخَبَّلُ قد عَیَّرَه باللبن. و الخصِیفُ: اللبنُ الحلیبُ، یُصَبُّ علیه الرائبُ؛ و قبله: و قد عَیَّرُونا المَحْضَ، لا دَرَّ دَرُّهمْ و ذلك عارٌ خِلْتُه، كانَ أَمْجَدَا فأَسْقَی الإِلهُ المَحْضَ، من كان أَهْلَه، و أَسْقَی بنی سَعْدٍ سَماراً مُصَرَّدا السَّمَارُ: اللبن المخلوطُ بالماءِ. و المُصَرَّد: المقَلَّلُ. و العَوْبَث: موضع؛ قال رؤبة: بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ و شِعْبِ العَوْبَثِ

عثث؛ ج2، ص: 167

: العُثَّة و العَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِیَّةً كانت أَو غیرَ ضَاوِیَّةٍ، و جمعُها عِثَاثٌ. و یقال للمرأَة البَذِیَّةِ: ما هی إِلّا عُثَّة. و قال بعضهم: امرأة عَثَّةٌ، بالفتح، ضَئِیلَةُ الجِسْمِ. و رجل عَثٌّ؛ قال یصف امرأَةً جَسِیمةً: عَمیمةُ ضاحِی الجِلْدِ، لیْسَتْ بعَثَّةٍ، و لا دِفْنِسٍ، یَطْبی الكِلابَ خِمارُها الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء. و قوله یَطْبی الكِلابَ خِمارُها: یرید أَنها لا تَتَوَقَّی علی خِمارِها من الدَّسَم، فهو زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَی الكلابَ برائِحتِه. و العِثَاثُ: الأَفاعی التی یأْكل بعضُها بعضاً فی الجَدْب. و یقال للحَیَّةِ: العَثَّاءُ و النَّكْزاءُ. و عَثَّتْه الحیةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه و لم تَنْهَشْه، فسَقَط لذلك شَعَرُه. و العِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ و التَّرَنُّم فیه. و عاثَّ فی غِنائه مُعاثَّةً و عِثاثاً، و عَثَّثَ: رَجَّعَ؛ و كذلك القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قال كثیر یصف قَوساً: هَتُوفاً، إِذا ذاقَها النازِعُون، سمِعْتَ لها، بعد حَبْضٍ، عِثاثا و قال بعضهم: هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ. و عَثَّه یَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ علیه الكلامَ، أَو وَبَّخَه به، كعَتَّه. و یقال: أَطْعَمَنی سَویقاً حُثًّا و عُثّاً إِذا كان غیر مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ. و العُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التی تَلْحَسُ الصُّوفَ، و الجمع عُثٌّ و عُثَثٌ. و عَثَّت الصُّوفَ و الثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا: أَكَلَتْه. و عُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ. و العُثُّ: دُویبة تأْكل الجُلودَ؛ و قیل: هی دویبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هذا قول ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَصَیَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ غُدَافٍ، و تَصْطادینَ عُثًّا و جُدْجُدا و الجُدْجُد أَیضاً: دویبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ و قال ابن درید: العُثُّ، بغیر هاء: دَوابُّ تَقَعُ فی الصُّوف، فدلَّ علی أَن العُثَّ جَمعٌ، و قد یجوز أَن یَعنیَ بالعُثِّ الواحدَ، و عَبَّر عنه بالدَّوابِّ، لأَنه جنس معناه الجمع، و إِن كان لفظه واحداً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 168
و سئل أَعرابی عن ابنه، فقال: أُعْطِیه كلّ یومٍ من مالی دانِقاً، و إِنه فیه لأَسْرَعُ من العُثِّ فی الصُّوف فی الصَّیْفِ. و العَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِیب الذی لا نَبات فیه. و العَثْعَثَة: اللَّیِّنُ من الأَرض؛ و قیل: العَثْعَثُ الكَثِیبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لم یُنْبِتْ؛ و قیل: هو الذی لا یُنْبِتُ خاصةً، و الأَوَّل الصحیحُ، لقول القَطَامِیّ: كأَنَّها بیْضةٌ غَرّاءُ، خُدَّ لها فی عَثْعَثٍ، یُنْبِتُ الحَوْذان و العَذَما و روایةُ أَبی حنیفة: خُطَّ لها؛ و قیل: هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فیه الرِّجْلُ، فإِن كان حارّاً، أَحْرَقَ الخُفَّ، یعنی خُفَّ البعیر، و الجمع: العَثاعِثُ؛ قال رؤبة: أَقْفَرَتِ الوَعْساء و العَثاعِثُ قال أَبو حنیفة: العَثْعَثُ من مَكارم المَنابت. و العَثْعَثُ أَیضاً: التُّرابُ، و عَثْعَثَه: أَلقاه فی العَثْعَثِ. و عَثْعَثَ الرجلُ بالمكان: أَقام به. و یقال: عَثْعَث مَتاعَه، و حَثْحَثَه، و بَثْبَثَهُ إِذا بَذَره و فرَّقَه. و عَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه. و العَثْعَثُ: الفَسادُ و العَثْعَثُ: الشدائد. و‌فی الحدیث: ذُكِرَ لعلیٍّ، علیه السلام، زمانٌ، فقال: ذاك زمانُ العَثاعِثِ‌أَی الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ و الإِفساد. و فی المثل: عُثَیْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: بَلَغَه أَن رجلًا یَغْتابُه، فقال: عُثَیْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا؛ عُثَیْثةٌ: تصغیر عُثَّةٍ، و هی دُوَیْبَّة تَلْحَسُ الثیابَ و الصُّوفَ، و أَكثر ما تكون فی الصُّوفِ، و الجمع: عُثَثٌ؛ یُضْرَبُ مثلًا للرجل یَجْتَهِدُ أَن یُؤثِّرَ فی الشی‌ءِ، فلا یَقْدِرُ علیه، و یروی: تَقْرُمُ، بالمیم، و هو بمعنی تَقْرِضُ. و ربما قیل للعجوز: عُثَّة. و فلانٌ عُثُّ مال، كما یقال: إِزاءُ مالٍ. و فی النوادر: تَعاثَثْتُ فلاناً و تَعالَلْتُه. و یقال: اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ و اغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عن بُلُوغ الخیر و الشَّرَف. و بالمدینة جبل یقال له: عَثْعَثٌ، و یقال له أَیضاً: سُلَیْع، تصغیر سَلْعٍ، و عَثْعَثٌ: اسم، و بنو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.

عدث؛ ج2، ص: 168

: قال ابن درید فی كتاب الإشْتقاق: العَدْثُ سهُولة الخُلُق، و به سمی الرجل. و عُدْثانُ: اسم رجل.

عرث؛ ج2، ص: 168

: عَرَثَه عَرْثاً: انْتَزَعَه أو دَلَكه، و قد قیل: عَرَتَه، و قد تقدّم فی التاء.

عفث؛ ج2، ص: 168

: فی الحدیث: أَن الزبیر بن العَوَّام كان أَخْضَعَ، أَشْعَرَ، أَعْفَثَ؛ الأَعْفَثُ: الذی یَنْكَشِفُ فَرْجُه كثیراً، إِذا جَلَسَ؛ و قیل: هو بالتاء، بنقطتین، و‌رواه بعضهم فی صفة عبد الله بن الزبیر، فقال: كان بَخِیلًا أَعْفَثَ؛ و فیه یقول أَبو وَجْزَةَ: دَعِ الأَعْفَثَ المِهْذارَ یَهْذِی بشَتْمِنا، فنحنُ، بأَنْواعِ الشَّتِیمةِ، أَعْلَمُ و‌روی عن ابن الزبیر أَنه كان كلما تحرّك بَدَتْ عَوْرَتُه، فكان یَلْبَسُ تحتَ إِزاره التُّبَّانَ.ابن الأَعرابی: رجل أَعْفَثُ لا یُوارِی شَوارَه أَی فَرْجَه.

عكث؛ ج2، ص: 168

: العَكْثُ: اجتماعُ الشی‌ءِ و الْتِئامُه. و العَنْكَثُ: نبت معروف، و كأَن النُّونَ زائدة، و سیأْتی ذكره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 169‌

علث؛ ج2، ص: 169

: عَلَثَ الشی‌ءَ یَعْلِثُه عَلْثاً، و عَلَّثه، و اعْتَلَثَه: خَلَطَه. و المَعْلُوثُ، بالعین: المخلوطُ؛ قال الفراء: و قد سمعناه بالغین مَغْلُوث، و هو معروف. و طعام عَلِیثٌ و غَلِیثٌ، و یقال: فلانٌ یأْكل العَلِیثَ و الغَلِیثَ، بالعین و الغین، إِذا كان یأْكل خُبْزاً من شعیر و حِنطَةٍ. و كل شیئین خُلِطا: فهما عُلاثَةٌ؛ و منه اشتق عُلاثةُ: اسم رجل، و هو الذی یَجْمَعُ من هاهنا و هاهنا، و قد عَلَثَ. و العَلَث: ما خُلِطَ فی البُرِّ و غیره مما یُخْرَجُ فیُرْمَی به. و‌فی الحدیث: ما شَبِعَ أَهلُه من الخَمیر العَلِیثِ‌أَی الخُبْزِ المَخْبوز من الشَّعیر و السُّلْتِ. و العَلْثُ و العُلاثَةُ: الخَلْطُ. و العَلَثُ و العَلِیثة: الطعامُ المخلوط بالشعیر. و العَلْثُ: أَن تَخْلِطَ البُرَّ بالشعیر. أَبو زید: إِذا خُلِطَ البُرُّ بالشعیر، فهو عَلِیثٌ. و عَلَثُوا البُرَّ بالشعیر أَی خَلَطُوه. و قال أَبو الجَرّاح: العَلِیثُ أَن یُخْلَط الشعیرُ بالبُرِّ للزراعة، ثم یُحْصَدانِ و یُجْمَعانِ معاً. و الجِرْبة المَزْرَعَةُ: و أَنشد: جَفَاهُ ذواتُ الدَّرِّ، و اجْتَرَّ جِرْبةً عَلِیثاً، و أَعْیا دَرُّ كلِّ عَتُومِ و العُلاثةُ: الأَقِطُ المَخْلُوطُ بالسمن، أَو الزیتُ المخلوطُ بالأَقِطِ. و التَّعْلِیثُ: اخْتِلاطُ النَّفْس؛ و قیل: بَدْءُ الوَجع. و قُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَی، مقصوراً، أَی خُلِط له فی طعامه ما یَقْتُله، حكاه كراع مقصوراً، فی باب فَعْلی، و الغین فی كل ذلك لغة. و عَلَثَ الزَّنْدُ و اعْتَلَثَ: لم یُورِ و اعْتاصَ، و الاسم العُلاثُ؛ و منه قیل: عُلاثَةُ؛ و أَنشد: فإِنی غیرُ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ أَی غیر صَلْدِ الزِّنادِ. و اعْتَلَثَ زَنْداً: أَخذه من شَجر لا یَدرِی أَ یُوری أَم یَصْلِدُ؟ و قال أَبو حنیفة: اعْتَلَثَ زَنْدَه إِذا اعْتَرَضَ الشَّجرَ اعتراضاً، فاتَّخذه مما وَجَدَ، و الغین لغة عنه أَیضاً. و فلان یَعْتَلِثُ الزِّنادَ إِذا لم یَتَخَیَّر مَنْكِحَه. و الأَعْلاثُ: قِطَعُ الشجر المُخْتَلِطَةُ مما یُقْدَحُ به، مِن المَرْخِ و الیَبیسِ. و المُعْتَلِثُ من السهام: الذی لا خَیْرَ فیه. و اعْتَلَثَ السهمَ: أَخَذَه من عُرْضِ الشجر. و اعْتَلَثه أَیضاً: لم یُحْكِمْ صَنْعَته. و العَلْثُ: الطَّرْفاء، و الأَثْلُ، و الحاجُ، و الیَنْبُوتُ، و العِكْرِشُ، و الجمع أَعْلاثٌ، و حكاه أَبو حنیفة بالغین معجمة. و عَلِثَ به عَلَثاً: لزمه. و رجلٌ عَلِثٌ: مُلازم لمن یُطالِبُ فی قتال أَو غیره. و العَلَثُ، بالتحریك: شِدَّة القتال، و اللزومُ له، بالعین و الغین جمیعاً. و عَلِثَ الذئبُ بالغنم: لَزِمَها یَفْرِسُها. و عَلِثَ القومُ عَلَثاً: تَقاتَلُوا. و عَلِثَ بعضُ القوم ببعض. و رجلٌ عَلِثٌ: ثَبْثٌ فی القتال. و عُلاثة: اسم رجل من بنی الأَحْوَصِ بن جعفر بن كلاب بن ربیعة بن عامر.

عنث؛ ج2، ص: 169

: العُنْثَةُ و العَنْثَةُ و العِنْثَةُ و العُنْثُوَةُ و العَنْثُوَةُ: كلُّ ذلك یَبیسُ الحَلِیِّ خاصَّةً إِذا اسْوَدَّ و بَلِیَ، و الجمع عِناثٌ و عَناثٍ. قال الأَزهری: عَنَاثی الحَلِیِّ ثَمَرَتُه إِذا ابْیَضَّت و یَبِسَتْ قبل أَنی تَسْوَدَّ و تَبْلَی، هكذا سمعته من العرب. و شَبَّهَ الراجزُ بیاضَ لِمَّتِه ببیاضِها بعد الشَّیْبِ؛ فقال: علیه مِنْ لِمَّتِهِ عِنَاثُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 170
و یروی عَناثی: جمع عَنْثُوَة.

عنبث؛ ج2، ص: 170

: عَنْبَثٌ: شُجَیرة زَعَمُوا، و لیس بِثَبَتٍ.

عنكث؛ ج2، ص: 170

: العَنْكَثُ: ضَرْبٌ من النَّبْت؛ قال: و عَنْكَثاً مُلْتَبِدا قال ابن الأَعرابی: هو شجر یَشْتَهیه الضَّبُّ، فیَسْحَجُها بِذَنَبِه حتی تَحَاتَّ، فیأْكلَ المُتَحاتَّ. و مما وَضَعُوه علی أَلسنة البهائم: أَن السمكةَ قالتْ للضَّبِّ: وِرْداً یا ضَبُّ فقال لها الضَّبُّ: أَصْبَحَ قَلْبی صَرِدَا، لا یَشْتَهی أَن یَرِدَا، إِلا عَراداً عَرِدا، و صِلِّیاناً بَرِدَا، و عَنْكَثاً مُلْتَبِدا أَراد: عَنْكَثاً و بارداً. و حكی ابن بری هذا المثل علی غیر هذه الصورة، قال: و مما تحكیه العرب علی أَلسنة البهائم، قال: اختصم الضَّبُّ و الضِّفْدَعُ، فقالت الضِّفْدَعُ: أَنا أَصبَرُ منكَ علی الماء، فقال الضَّبُّ: أَنا أَصبر منكِ، فقالت الضِّفْدَعُ: تَعالَ حتی نَرْعَی، فنَعْلَم أَیُّنا أَصْبَرُ؛ فرَعیا یومَهما، فاشْتَدَّ عَطَشُ الضِّفْدَع، فجعلتْ تقول: وِرْداً یا ضَبُّ فقال الضَّبُّ: أَصْبَح قَلْبی صَرِدا؛ الأَبیات. و العَنْكَثُ: اسم موضع؛ قال رؤبة: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ؟ دارٌ لِذاكَ الشَّادِنِ المُرَعَّثِ

عوث؛ ج2، ص: 170

: العَوِیثة: قُرْصٌ یُعالَج من البَقْلة الحَمْقاءِ بزَیْتٍ. قال الأَزهری فی نوادر الأَعراب: عَوَّثَنی فلانٌ عن أَمر كذا، تَعْویثاً: ثَبَّطَنی عنه. و تَعَوَّثَ القوْمُ تَعَوُّثاً إِذا تَحَیَّرُوا. و تقول: عَوَّثَنی حتی تَعَوَّثْتُ أَی صَرَفَنی عن أَمری حتی تَحَیَّرْتُ. و تقول: إِنَّ لی عن هذا الأَمْرِ لَمَعاثاً أَی مَنْدوحةً أَی مَذْهَباً و مَسْلَكاً. و تقول: وَعَّثْتُه عن كذا، و عَوَّثتُه أَی صَرَفْتُه.

عیث؛ ج2، ص: 170

: العَیْثُ: مصدرُ عاثَ یَعِیثُ عَیْثاً و عُیوثاً و عَیَثاناً: أَفْسَدَ و أَخَذ بغیر رِفْقٍ. قال الأَزهری: هو الإِسْراعُ فی الفَساد. و‌فی حدیث عمر: كِسری و قَیصَرُ یَعِیثانِ فیما یعیثانِ فیه، و أَنتَ هكذا؟هو من عاثَ فی ماله إِذا بَذَّرَه و أفْسَده. و أَصلُ العَیْثِ: الفساد. و قال اللحیانی: عَثَی لغةُ أَهل الحجاز، و هی الوجه، و عاثَ لغةُ بنی تمیم؛ قال: و هم یقولون و لا تَعِیثُوا فی الأَرض. و‌فی حدیث الدجال: فعاثَ یَمیناً و شِمالًا.و حكی السیرافی: رجل عَیْثانُ مُفْسِدٌ، و امرأَة عَیْثَی. و قد مَثَّل سیبویه بصیغة الأُنثی، و قال: صحت الیاءُ فیها لسكونها و انفتاح ما قبلها. و الذئبُ یَعِیثُ فی الغَنم، فلا یأْخذ منها شیئاً إِلّا قَتَلَه؛ و ینشد لكثیر: و ذِفْرَی كَكاهِلِ ذِیخِ الخَلیفِ، أَصابَ فَرِیقةَ لَیْلٍ، فَعاثا و عاثَ الذئبُ فی الغَنم: أَفْسَدَ. و عاث فی ماله: أَسْرَع إِنْفاقَه. و عَیَّثَ فی السَّنام بالسكین: أَثَّر؛ قال: فعَیَّثَ فی السَّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، بسِكِّینٍ مُوَثَّقةِ النِّصابِ و التَعْیِیثُ: إِدخالُ الید فی الكِنانة یَطْلُب سَهْماً؛ قال أَبو ذؤَیب: و بَدا لَهُ أَقْرابُ هذا رائغاً عنه، فعَیَّثَ فی الكِنانَةِ، یُرْجِعُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 171
و التَّعْیِیثُ: طَلَبُ الشی‌ءِ بالید، مِن غیر أَن تُبْصِرَه؛ قال ابنُ أَبی عائذ: فعَیَّثَ ساعةَ أَقْفَرْنَه بالإِیفاقِ و الرَّمْیِ، أَو باسْتِلالْ أَبو عمرو: العَیْثُ أَن تَرْكَبَ الأَمرَ، لا تُبالی علامَ وقَعْتَ؛ و أَنشد: فعِثْ فیمن یَلیكَ بغیر قَصْدٍ، فإِنی عائثٌ فیمن یَلِینی و التَّعْییثُ: طَلَبُ الأَعمی الشی‌ءَ، و هو أَیضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِیاه فی الظُّلمة، و عند كراع: التَّغْییثُ، بالغین المعجمة. و أَرض عَیْثةٌ: سَهْلة. و إِذا كانت الأَرضُ دَهِسةً، فهی عَیْثةٌ. قال أَبو عمرو: العَیْثةُ الأَرضُ السَّهلة؛ قال ابن أَحمر الباهلی: إِلی عَیثةِ الأَطْهارِ، غَیَّرَ رَسْمَها بَناتُ البِلی، مَن یُخْطِئِ المَوتُ یَهرَمِ و العَیْثةُ: أَرضٌ علی القِبلة من العامریَّة؛ و قیل: هی رَملٌ من تَكْریتَ؛ و یروی بیت القَطامِیِّ: سَمِعْتُها، ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضةٌ مِنْ دُونها، و كَثیبُ العَیْثةِ السَّهْلُ قال ابن سیدة: و الأَعْرَفُ: و كثیبُ الغَیْثةِ. الأَصمعی: عَیْثةُ بَلَدٌ بالشُّرَیفِ؛ و قال المُؤَرِّجُ: العَیْثةُ بالجزیرة.

فصل الغین المعجمة؛ ج2، ص: 171

غبث؛ ج2، ص: 171

: غَبَثَ الشی‌ءَ یَغْبِثُه غَبْثاً: خَلَطَهُ، لغة فی عَبَثَ. و الغَبیثة: سمن یُلَتُّ بأَقِطٍ؛ و قد غَبَثه یَغْبِثُه غَبْثاً. قال الفراء: غَبَثْتُ الأَقِطَ أَغْبِثُه غَبْثاً. و قال إِبراهیم، كاتِبُ أَبی عُبَیْدٍ: قَرَأْتُه علی أَبی عُبَیدٍ ثانیاً، فقال بالعین: عَبَثْتُ، و قال: رجع الفراء إِلی العین. قال الأَزهری: روی ابن السكیت هذا الحرف عن أَبی صاعدٍ: العَبِیثةُ، بالعین، فی الأَقِطِ یُفْرَغُ رَطْبُه علی جافِّهِ، حتی یَخْتَلِطَ، قال: و هما عندی لغتان، بالغین و العین، صحیحتان. و الغَبیثةُ: طَعام یُطْبَخُ و یُجْعَل فیه جَرادٌ، و هو الغثیمةُ أَیضاً. و غَنمٌ غبیثةٌ: مختلطة. و الأَغْبَثُ: لَوْنٌ إِلی الغُبْرة، و هو قَلْبُ الأَبْغَث، و قد اغْبَثَّ اغبِثاثاً.

غثث؛ ج2، ص: 171

: الغَثُّ: الردی‌ءُ من كل شی‌ء. و لَحْمٌ غَثٌّ و غَثیثٌ بَیِّنُ الغُثوثةِ: مَهْزولٌ. غَثَّ یَغِثُّ و یَغَثُّ غَثاثة و غُثُوثةً، و غَثَّتِ الشاةُ: هُزِلَتْ، فهی غَثَّةٌ، و كذلك أَغَثَّتْ. و أَغَثَّ الرجلُ اللحمَ: اشتراه غَثّاً. و فی المحكم: أَغَثَّ اشتری لَحْماً غَثیثاً. و رجل غَثٌّ و غُثٌّ: ردی‌ءٌ. و قد غَثِثْتَ فی خُلُقِك و حالك، غَثاثة و غُثُوثةً: و ذلك إِذا ساءَ خُلُقه و حالُه. و قوم غَثَثَةٌ و غِثَثةٌ. و كلامٌ غَثٌّ: لا طَلاوةَ علیه.قال ابن الزبیر للأَعراب: و الله إِن كلامَكم لَغَثٌّ، و إِن سلاحَكم لَرَثٌّ، و إِنكم لَعِیالٌ فی الجَدْب، أَعداء فی الخِصْبِ‌و أَغَثَّ حدیثُ القوم و غَثَّ: فَسَد و رَدُؤَ. و أَغَثَّ فی مَنْطِقه. التهذیب: أَغَثَّ فلانٌ فی حدیثه إِذا جاء بكلام غَثٍّ، لا معنی له. ابن سیدة: و الغُثَّة الشی‌ءُ الیسیرُ من المَرْعی؛ و قیل: هی البُلْغةُ من العَیْش، كالغُفَّةِ. و اغْتَثَّت الخیلُ: أَصابتْ شیئاً من الربیع، كاغْتَفَّتْ. و هی الغُفَّة
لسان العرب، ج‌2، ص: 172
و الغُثَّة، جاء بهما بالفاء و الثاء؛ قال: و غیره یُجِیز الغُبَّة بهذا المعنی. الأُمویُّ: غَثَّثَت الإِبلُ تَغْثِیثاً، و مَلَّحَتْ تملیحاً إِذا سَمِنَتْ قلیلًا قلیلًا. و قال أَبو سعید: أَنا أَتَغَثَّثُ ما أَنا فیه حتی أَسْتَسْمِنَ؛ أَی أَسْتَقِلُّ عَمَلی، لآخُذَ به الكثیرَ من النواب. و‌فی حدیث أُم زرع: زَوجی لَحْمُ جملٍ غَثٍّ‌أَی مَهْزول؛ و‌فی حدیثها أَیضاً: و لا تُغِثُّ طَعامَنا تَغْثِیثاً‌أَی لا تُفْسده. و‌فی حدیث ابن عباس قال لابْنه علیٍّ: الْحَقْ بابنِ عَمّك، یعنی عبدَ الملك، فغَثُّكَ خیرٌ من سَمین غیرِك.و غَثِیثَةُ الجُرْح: مِدَّته، و قَیْحه، و لَحْمُه المَیِّتُ؛ و قد غَثَّ الجُرْحُ یَغَثُّ و یَغِثُّ غَثّاً و غَثِیثاً، و أَغَثَّ یُغِثُّ إِغْثاثاً إِذا سالَ ذلك منه. و اسْتَغَثَّه صاحبُه إِذا أَخرجه منه و داواه؛ قال: و كنتُ كآسِی شَجَّةٍ یَسْتَغِثُّها و أَغَثَّ أَیضاً أَی أَمدّ. و ما یَغِثُّ علیه أَحدٌ غَثاثَته أَی ما یُفْسِدُ، و ما یَغِثُّ علیه أَحدٌ إِلَّا سأَله أَی ما یَدَعُ. التهذیب: یقال ما یَغِثُّ علیه أَحدٌ أَی ما یَدَعُ أَحداً إِلَّا سأَله. و یقال: لَبِسْتُه علی غَثِیثَةٍ فیه أَی علی فسادِ عَقْلٍ. و فلانٌ لا یَغَثُّ [یَغِثُّ علیه شی‌ءٌ أَی لا یقولُ فی شی‌ء إِنه ردی‌ء فیَتْرُكه. و رأَیتُ فی حواشی بعض نسخ الصحاح بخط بعض الأَفاضل: الغَثْغثةُ القتال.

غرث؛ ج2، ص: 172

: الغَرَثُ: أَیْسَرُ الجوع؛ و قیل: شِدَّتُه؛ و قیل: هو الجوعُ عامَّةً. غَرِثَ، بالكسر، یَغْرَثُ غَرَثاً، فهو غَرِثٌ و غَرْثانُ، و الأُنثی غَرْثی و غَرْثانة؛ و فی شعر حسان فی عائشة: و تُصْبِحُ غَرْثی من لحُوم الغَوافل و الجمع: غَرْثی، و غَراثی، و غِراثٌ. و‌فی حدیث علی، رضی الله تعالی عنه: أَبیتُ مِبْطاناً، و حَوْلی غَرْثی.و قال اللحیانی: هو غَرْثانُ إِذا أَردتَ الحالَ، و ما هو بغارِثٍ بعد هذا الیوم أَی أَنه لا یَغْرَثُ؛ قال: و كذلك یقال فی هذه الحروف و ما أَشبهها. و غَرَّثَه: جَوَّعَه. و‌فی حدیث أَبی خَثْمة عند عمر یَذُمُّ الزَّبِیبَ: إِن أَكلتُه غَرِثْتُ؛ و فی روایة: و إِن أَتْرُكْه أَغْرَثْ‌أَی أَجوعُ، یعنی أَنه لا یَعْصِمُ من الجُوعِ عِصْمَةَ التَّمْر. و امرأَةٌ غَرْثی الوِشاح: خَمیصةُ البَطْن، دقیقةُ الخَصْر. و وشاحٌ غَرثانُ: لا یملأُه الخَصْرُ، فكأَنه غَرْثانُ؛ قال: و أَكراسَ دُرٍّ، و وُشْحاً غَراثی و‌فی الحدیث: كلُّ عالم غَرْثانُ إِلی عِلْم‌أَی جائعٌ. و التَّغْریثُ: التَّجْویع. یقال: غَرَّثَ كلابَه، جَوَّعَها.

غلث؛ ج2، ص: 172

: الغَلْثُ: الخَلْطُ؛ و فی المحكم: الغَلْثُ خَلطُ البُرِّ بالشعیر أَو الذُّرة؛ و عَمَّ به بعضُهم. غَلَثَه یَغْلِثُه، بالكسر، غَلْثاً، فهو مَغْلُوثٌ، و غَلِیثٌ، و اغْتلَثه؛ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: ما كان یأْكُلُ السَّمْنَ مَغْلُوثاً إِلّا بإِهالَةٍ، و لا البُرَّ إِلَّا مَغْلوثاً بالشعیر.و فلانٌ یأْكل الغَلِیثَ. و الغَلِیثُ: الخُبْز المخلوطُ من الحِنْطة و الشعیر. و الغَلَثُ: المَدَرُ و الزُّؤَانُ، و قد ذكر بالعین المهملة؛ و المَغْلُوثُ و الغِلیثُ و المُغَلَّثُ: الطعامُ الذی فیه المَدَرُ و الزُؤَانُ. و الغَلِیثُ: ما یُسَوَّی للنَّسْر من لَحْم و غیره،
لسان العرب، ج‌2، ص: 173
و یُجْعَل فیه السَّمُّ، فیؤْخذ إِذا ماتَ؛ قال الشاعر: كما یُسَقَّی الهَوْزَبُ الأَغْلاثا و الهَوْزَبُ: النَّسْرُ المُسِنُّ. و الغَلْثی: مِن الطیر؛ و قیل: الغَلْثی اسم شجرة إِذا أُطْعِمَ ثمَرَها السباعُ، قَتَلَتْها؛ قال أَبو وَجْزة: كأَنها غَلْثی مِن الرُّخْمِ تَدِفْ و قُتِلَ النَّسْرُ بالغَلْثی، و الغَلْثی، مقصورٌ، علی مثال السَّلْوی، عن كراع: و هو طعام یُخْلَط له فیه سَمٌّ، فیأْكله فیَقْتُله، فیؤْخذ رِیشُه، فتُراشُ به السِّهامُ. التهذیب: الغَلِیثُ الطعامُ المخلوطُ بالشعیر، فإِن كان فیه مَدَرٌ، أَو زُؤَانٌ، فهو المَغْلُوثُ. و قال الفراء: المَعْلُوثُ، بالعین: المخلوط؛ و قال غیره: و قد سمعناه، بالغین، مَغْلُوثٌ؛ و قال لبید: مَشْمُولةٌ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَج، كدُخانِ نارٍ، ساطِعٍ أَسْنامُها و غَلِثَ الزَّنْدُ غَلَثاً، و أَغْلَثَ: لم یُورِ. و اغْتَلَثْتُ الزَّنْدَ: انْتَجَیْتَه من شجرة لا تَدری أَ یُوری أَم لا؟ قال حسان: مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبُوا، عَبِیدٌ، عَضاریطٌ، مَغالِثةُ الزِّنادِ أَی رِخْوُ الزِّنادِ، و هو مذكور فی العین المهملة. و غَلْثُ الحُلْم: شی‌ء تَراه فی النَّوْم مما لیس برُؤْیا صادقةٍ. و المُغْلِثُ: المُقارِب من الوَجَع، لیس یُضْجِعُ صاحبَه، و لا یُعْرقُ. و سِقاءٌ مَغْلُوث: دُبِغ بالتمر أَو البُسْر. و الغَلِثُ: الشدیدُ القتال اللَّزُومُ لمن طالَبَ أَو مارَسَ. و الغَلَثُ، بالتحریك: شِدَّة القتال. و غَلِثَ به غَلَثاً: لزِمه و قاتله. و رجل غَلِثٌ و مُغالِثٌ: شدیدُ القتال؛ قال رؤبة: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ اسْمَهَرَّ: اشْتَدَّ. و الحَلِسُ: الذی لا یُبارحُ قِرْنَه. و المُغالِثُ: المُلازِمُ له. و قال مُبْتَكِرٌ: فلانٌ یَتَغَلَّثُ بی أَی یَتَوَلَّعُ بی. و غَلِثَ الذئبُ بغَنَم فلان: لَزِمَها یَفْرِسُها. و غَلِثَ الطائرُ: هاعَ و رَمی من حَوْصَلَتِه بشی‌ء كان اسْتَرَطَه. و اغْتَلَثَ للقوم غُلْثةً: كذَبَ لهم كَذِباً نَجا بِه. و ذكر أَبو زیاد الكِلابیُّ ضُروباً من النبات فقال: إِنها من الأَغْلاثِ، منها: العِكْرِشُ، و الحَلْفاء، و الحاجُ، و الیَنْبوتُ، و الغافُ، و العِشْرِقُ، و القَبا، و السَّفا، و الأَسَلُ، و البَرْدِیُّ، و الحَنْظَلُ، و التَّنُّومُ، و الخِرْوَعُ، و الراءُ، و اللَّصَفُ؛ قال: و الأَغْلاثُ مأْخوذٌ من الغَلْثِ، و هو الخَلْطُ.

غنث؛ ج2، ص: 173

: غَنِثَ غَنَثاً: شَرِبَ، ثم تَنَفَّس؛ قال: قالتْ له: باللهِ، یا ذا البُرْدَیْن، لَمَّا غَنِثْتَ نَفَساً، أَو اثْنَیْن قال الشیبانی: الغَنَثُ هاهنا كنایة عن الجماع؛ و قال أَبو حنیفة: إِنما هو غَنَثَ یَغْنِثُ غَنْثاً؛ و أَنشد هذا البیت: لَمَّا غَنَثَتْ نَفَساً، أَو اثْنین و فی التهذیب: غَنِثَ من اللبن یَغْنَثُ غَنَثاً، و هو أَن یَشْرَبَ اللبنَ، ثم یَتَنَفَّسَ. یقال: إِذا شَرِبْتَ، فاغْنَثْ، و لا تَعُبَّ؛ و العَبُّ: أَن تَشْرَبَ و لا
لسان العرب، ج‌2، ص: 174
تَتَنَفَّسَ. و یقال: غَنِثْتُ فی الإِناء نَفَساً، أَو نَفَسَین. و التَّغَنُّثُ: اللُّزوم؛ و أَنشد: تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غَیْرَ شَرٍّ، زَماناً، لا تُغَنِّثْكَ الهُمومُ و تَغَنَّثه الشی‌ءُ: لَزِقَ به؛ قال أُمیة بن أَبی الصَّلْت: سَلامَكَ رَبَّنا، فی كُلِّ فَجْرٍ بَریئاً، ما تَغَنَّثُكَ الذُّمُومُ أَی ما تَلْزقُ بك، و لا تَنْتَسِبُ إِلیك. و غَنِثَتْ نَفْسُه غَنَثاً إِذا لَقِسَتْ، قال الأَزهری: و لم أَسمع غَنِثَتْ، بمعنی لَقِسَتْ، لغیره. و تَغَنَّثه الشی‌ءُ: ثَقُلَ علیه. أَبو عمرو: الغُنَّاثُ الحَسَنُو الآداب فی الشُّرْب و المُنادمة.

غوث؛ ج2، ص: 174

: أَجابَ اللهُ غَوْثاه و غُواثَه و غَواثَه. قال: و لم یأْت فی الأَصوات شی‌ء بالفتح غیره، و إِنما یأْتی بالضم، مثل البُكاء و الدُّعاء، و بالكسر، مثل النِّداءِ و الصِّیاحِ؛ قال العامریّ: بَعَثْتُكَ مائِراً، فلَبِثْتَ حَوْلًا، مَتی یأْتی غَواثُك من تُغِیثُ «3»؟ قال ابن بری: البیت لعائشة بنت سعد بن أَبی وقَّاص؛ قال: و صوابه بَعَثْتُك قابِساً؛ و كان لعائشة هذه مَوْلیً یقال له فِنْدٌ، و كان مُخَنَّثاً من أَهل المدینة، بعَثَتْه لِیَقْتَبِسَ لها ناراً، فتوجه إِلی مصر، فأَقام بها سنة، ثم جاءَها بنار، و هو یَعْدُو، فَعَثَر فتَبَدَّد الجَمْرُ، فقال: تَعِسَتِ العَجلة فقالت عائشة: بعَثْتُكَ قابِساً «4»؛ و قال بعض الشعراء فی ذلك: ما رأَینا لغُرابٍ مَثَلا، إِذ بَعَثْناهُ، یَجی بالمِشْمَلَه غیرَ فِنْدٍ، أَرْسَلوه قابساً، فَثَوی حَوْلًا، و سَبَّ العَجلَه قال الشیخ: الأَصل فی قوله یجی یجی‌ء، بالهمز، فخفف الهمزة للضرورة. و المِشْمَلَةُ: كِساء یُشْتَملُ به، دون القَطِیفة. و حكی ابن الأَعرابی: أَجابَ اللهُ غِیاثَه. و الغُواث، بالضم: الإِغاثةُ. و غَوَّثَ الرجلُ، و اسْتَغاثَ: صاحَ وا غَوْثاه و الاسمُ: الغَوْث، و الغُواثُ، و الغَواثُ. و‌فی حدیث هاجَرَ، أُمّ إِسمعیلَ: فهل عِندَك غَواثٌ؟الغَواثُ، بالفتح، كالغِیاثِ، بالكسر، مِن الإِغاثة. و‌فی الحدیث: اللهم أَغِثْنا، بالهمزة، من الإِغاثة؛ و یقال فیه: غاثَه یَغِیثُه، و هو قلیل؛ قال: و إِنما هو مِن الغَیْثِ، لا الإِغاثة. و اسْتغاثَنی فلانٌ فأَغَثْتُه، و الاسم الغِیاثُ، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها. و تقول: ضُرِبَ فلانٌ فَغَوَّثَ تَغْویثاً إِذا قال: وا غَوْثاه قال الأَزهری: و لم أَسمع أَحداً یقول: غاثه یغُوثُه، بالواو. ابن سیدة: و غَوَّث الرجلُ و استغاثَ: صاحَ وا غَوْثاه و أَغاثه اللهُ، و غاثَه غَوْثاً و غِیاثاً، و الأُولی أَعلی. التهذیب: و الغِیاثُ ما أَغاثَك اللهُ به. و یقول الواقع فی بَلِیَّة: أَغِثْنی أَی فَرِّجْ عَنِّی. و یقال: اسْتَغَثْتُ فلاناً، فما كان لی عنده مَغُوثة و لا غَوْثٌ أَی إِغاثة؛ و غَوْثٌ: جائزٌ، فی هذه المواضع، أَن یوضع اسم موضع المصدر مِن أَغاث. و غَوْثٌ، و غِیاثٌ، و مُغِیثٌ: أَسماء. و الغَوْثُ: بَطْنٌ من طَیِّئ. و غَوْثٌ: قبیلة من الیمن، و هو غَوْثُ بنُ أُدَدِ بن زید بن كهلانَ بن سَبَأَ. التهذیب:
(3). قوله [متی یأْتی غواثك] كذا فی الصحاح و الذی فی التهذیب: متی یرجو. (4). البیت
لسان العرب، ج‌2، ص: 175
و غَوْثٌ حیٌّ من الأَزْد؛ و منه قول زهیر: و نَخْشی رُماةَ الغَوْثِ من كلِّ مَرْصَدٍ و یَغُوثُ: صَنَم كان لمَذْحِج؛ قال ابن سیدة: هذا قول الزجاج.

غیث؛ ج2، ص: 175

: الغَیْثُ: المطر و الكَلأُ؛ و قیل: الأَصلُ المطر، ثم سُمِّی ما یَنْبُتُ به غَیْثاً؛ أَنشد ثعلب: و ما زِلْتُ مثلَ الغَیْثِ، یُرْكَبُ مرَّةً فیُعْلی، و یُولَی مَرَّةً، فیُثِیبُ یقول: أَنا كشجر یؤْكل، ثم یُصیبُه الغَیْثُ فیَرْجِعُ أَی یَذْهَبُ مالی ثم یَعُودُ، و الجمع: أَغْیاثٌ و غُیوثٌ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدی: لها لَجَبٌ حَوْلَ الحِیاضِ، كأَنه تَجاوُبُ أَغیاثٍ، لَهُنَّ هَزیمُ و غاثَ الغَیْثُ الأَرضَ: أَصابَها، و یقال: غاثَهم اللهُ، و أَصابَهم غَیْثٌ، و غاث اللهُ البلادَ یَغیثُها غَیْثاً إِذا أَنزل بها الغَیْثَ؛ و منه‌الحدیث: فادْعُ الله یَغِیثُنا، بفتح الیاء. و غِیثَتِ الأَرضُ، تُغاثُ غَیْثاً، فهی مَغِیثةٌ، و مَغْیُوثة: أَصابها الغَیْثُ. و غِیثَ القومُ: أَصابَهم الغَیْثُ. قال الأَصمعی: أَخبرنی أَبو عمرو بن العَلاء قال: سمعت ذا الرُّمة یقول: قاتَلَ اللهُ أَمَةَ بنی فلانٍ ما أَفْصَحَها قُلْتُ لها: كیفَ كان المطرُ عندكم؟ فقالت: غِثْنا ما شئنا. و‌فی حدیث رُقَیقةَ: أَلا فَغِثْتم ما شئتم‌غِثتم، بكسر الغین، أَی سُقِیتم الغَیثَ، و هو المطر، و السؤَال منه: غِثنا؛ و مِن الإِغاثة، بمعنی الإِعانة: أَغِثْنا؛ و إِذا بَنَیتَ منه فعلًا ماضیاً لم یُسَمَّ فاعله، قلت: غِثْنا، بالكسر، و الأَصل غُیِثْنا، فحذفت الیاء، و كسرت الغین؛ و ربما سُمی السحابُ و النباتُ: غَیْثاً. و الغَیْث الكَلأُ یَنْبُتُ من ماء السماء. و‌فی حدیث زكاة العسل: إِنما هو ذبابُ غَیْثٍ، قال ابن الأَثیر: یعنی النَّحْلَ، و أَضافه إِلی الغَیْثِ، لأَنه یَطلُبُ النباتَ و الأَزهارَ، و هما من تَوابع الغَیْثِ. و غَیْثٌ مُغِیثٌ: عامٌّ. و بئر ذاتُ غَیِّثٍ أَی ذاتُ مادَّةِ؛ قال رؤبة: نَغْرِفُ مِن ذی غَیِّثٍ و نُؤْزِی «5» و الغَیِّثُ: عَیْلَم الماءِ. و فرس ذو غَیِّثٍ: علی التشبیه، إِذا جاءه عَدْوٌ بعدَ عَدْوٍ. و غَیَّثَ الأَعمَی: طلبَ الشی‌ءَ؛ عن كراع، و هو بالعین أَیضاً، و هو الصحیح؛ قال ابن سیدة: و أُری العین المهملة تصحیفاً. و غَیِّثٌ: رجل من طَیِّئٍ. و بنو غَیْثٍ، أَو غَیِّثٍ: حَیٌّ. و بَین مَعْدِنِ النَّقْرة و الرَّبَذة موضع یعرف بمُغِیثِ ماوانَ، و ماؤُه مِلْح. و مَغِیثَة: رَكِیَّةٌ أُخری، عذبةُ الماءِ، و هی إِحدی مَناهِل الطریق مما یلی القادِسِیَّةَ؛ و أَنشد أَبو عمرو: شَرِبْنَ من ماوانَ ماءً مُرَّا، و مِنْ مُغِیثَ مِثْلَه، أَو شَرَّا

فصل الفاء؛ ج2، ص: 175

فثث؛ ج2، ص: 175

: الفَثُّ: نبت یُخْتَبَزُ حَبُّه، و یؤْكَلُ فی الجَدْبِ، و تكون خُبْزَتُه غلیظةً، شبیهةً بخُبزِ المَلَّة؛ قال أَبو دَهْبَلٍ: حِرْمِیَّةٌ، لم یَخْتَبِزْ أَهلُها فَثّاً، و لم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا
(5). قوله [قال رؤبة إلخ] صدره كما فی التكملة: أَنا ابن أَنضاد إلیها أَرزی نغرف … الأنضاد الأشراف. و أرزی أسند. و نؤزی أی نفضل علیه و نضعف، بضم النون.
لسان العرب، ج‌2، ص: 176
و روی ابن الأَعرابی: الفَثُّ حَبٌّ یُشْبِهُ الجاوَرْسَ، یُخْتَبَزُ و یُؤكل؛ قال أَبو منصور: و هو حَبٌّ بَرِّیٌّ یأْخذه الأَعرابُ فی المَجاعات، فیَدُقُّونه و یَخْتَبزونه و هو غِذاء رَدی‌ءٌ، و ربما تَبَلَّغُوا به أَیاماً؛ قال الطِّرِمَّاحُ: لم تَأْكُلِ الفَثَّ و الدُّعاعَ، و لم تَجْنِ هَبیداً، یَجْنِیه مُهْتَبِدُهْ قال الأَزهری: قرأْت بخط شمر: الفَثُّ حَبُّ شجرةٍ بَرِّیَّةٍ؛ و أَنشد: أُجُدٌ، كالأَتانِ، لم تَرْتَعِ الفَثّ، و لم یَنْتَقِلْ علیها الدُّعاعُ و قیل: الفَثُّ من نَجِیلِ السِّباخِ، و هو من الحُموضِ، یُخْتَبز، واحدتُه فَثَّةٌ؛ عن ثعلب؛ و قال ابن الأَعرابی: هو بِزْرُ النَّباتِ؛ و أَنشد: عَیْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ، و إِیضاعُها القَعُودَ الوَساعا و تَمْر فَثٌّ: مُنْتَشِرٌ لیس فی جِرابٍ و لا وِعاءٍ، كَبَثٍّ؛ عن كراع. اللحیانی: تَمْر فَثٌّ، و فَذٌّ، و بَذٌّ: و هو المُتَفَرَّقُ الذی لا یَلْزَقُ بعضه ببعض. و قال الأَعرابی: تمر فَضٌّ، مثله. الأَصمعی: فَثَّ جُلَّتَه فَثّاً إِذا نَثَرَ تمرَها. و ما رأَینا جُلَّةً أَكثر مَفَثَّةً منها أَی أَكثر نَزَلًا. و یقال: وُجِدَ لبنی فلان مَفَثَّةٌ إِذا عُدُّوا، فوُجِدَ لهم كَثْرةٌ. و یقال: انْفَثَّ الرجلُ من هَمٍّ آَصابَه انْفِثاثاً أَی انكسَر؛ و أَنشد: و إِنْ یُذكَّرْ بالإِله یَنْخَنِثْ، و تَنْهَشِمْ مَرْوَتُه، فتَنْفَثِثْ أَی تَنكسِرُ. و فَثَّ الماءَ الحارَّ بالبارد یَفُثُّه فَثّاً: كَسره و سَكَّنه؛ عن یعقوب.

فحث؛ ج2، ص: 176

: الفَحِثةُ، و الفَحِثُ، بكسر الحاء: ذاتُ الأَطباقِ، و الجمع أَفْحاث. الجوهری: الفَحِثُ لغة فی الحَفِثِ، و هو القِبَةُ ذاتُ الأَطباق من الكَرِش. و فَحَثَ عن الخبر: فَحَصَ، فی بعض اللغات.

فرث؛ ج2، ص: 176

: الفَرْثُ: السِّرْجینُ، ما دام فی الكَرِشِ، و الجمع فُرُوثٌ. ابن سیدة: الفَرْثُ السِّرْقِینُ، و الفَرْثُ و الفُراثة: سِرْقِینُ الكَرشِ. و فَرَثْتُها عنه أَفْرُثُها فَرْثاً، و أَفْرَثْتُها، و فَرَّثْتُها، كذلك، و فَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه، و أَفْرثَها، و فَرَّثَها: فَتَّتَها. و فَرَثْتُ كَبِدَه، أَفْرِثُها فَرْثاً، و فَرَّثْتُها تَفْریثاً إِذا ضَرَبْتَه حتی تَنْفَرِثَ كَبِدُه؛ و فی الصحاح: إِذا ضَرَبتَه و هو حَیٌّ، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه أَی انْتَثرتْ. و‌فی حدیث أُم كُلْثوم، بنتِ علیٍّ، قالت لأَهل الكوفة: أَ تدرون أَیَّ كَبِدٍ فَرَثْتم لرسول الله، صلی الله علیه و سلم؟الفَرْثُ: تَفْتیت الكَبِد بالغم و الأَذی. و فَرَثَ الجُلَّة، یَفْرُثُها و یَفْرِثُها فَرْثاً إِذا شَقَّها ثم نَثرَ جمیعَ ما فیها؛ و فی التهذیب: إِذا فَرَّقها. و أَفرَثْتُ الكَرِشَ: إِذا شَقَقْتَها، و نَثرْتَ ما فیها. ابن السكیت: فَرَثْتُ للقوم جُلَّةً، و أَنا أَفْرِثها، و أَفرُثُها إِذا شَقَقْتها، ثم نَثرْتَ ما فیها؛ و قیل: كلُّ ما نثرْته، من وِعاءٍ، فَرْثٌ. و شَرِبَ علی فَرْثٍ أَی علی شِبَع. و أَفرَثَ الرجلَ إِفْراثاً: وقَعَ فیه. و أَفْرَثَ أَصحابَه: عَرَّضَهم للسلطان، أَو لِلَائِمةِ الناس، أَو كَذَّبهم عند قوم، لیُصغَّرَهم عندَهم، أَو فَضَحَ سِرَّهم. و امرأَةٌ فُرُثٌ: تَبْزُقُ و تَخْبُثُ نفسُها، فی أَول حَمْلِها، و قد انْفُرِثَ بها. أَبو عمرو: یقال للمرأَة
لسان العرب، ج‌2، ص: 177
إِنها لمُنْفَرثةٌ، و ذلك فی أَولِ حَمْلها، و هو أَن تَخْبُثَ نفسُها، فی أَول حملها، فیكْثُر نَفْثُها للخَراشِیِّ التی علی رأْس مَعِدتِها؛ قال أَبو منصور: لا أَدری مُنْفَرِثةٌ أَم مُتَفَرِّثةٌ؟ و الفَرْثُ: غَثَیانُ الحُبْلی. و الفَرْثُ: الرَّكْوة الصغیرةُ. و جبلٌ فَریثٌ: لیس بضخْمٍ صُخورُه، و لیس بذی مَطَرٍ و لا طِینٍ، و هو أَصعبُ الجبال، حتی إِنه لا یُصْعَدُ فیه، لصُعوبته و امتناعه. و ثَریدٌ فَرْثٌ: غیر مُدَقَّقِ الثَّرْدِ، كأَنه شُبِّه بهذا الصِّنْفِ من الجبال. و قال اللحیانی: قال القَنانیّ: لا خیر فی الثریدِ إِذا كان شَرِثاً فَرِثاً، و قد تقدم ذكر الشَّرِثِ.

فصل القاف؛ ج2، ص: 177

قبث؛ ج2، ص: 177

: قَباثٌ: اسمٌ من أَسماء العرب، معروفٌ. قال ابن درید: ما أَدری مِمَّ اشتقاقُه؟ و قال بعضهم: قَبَثَ به و ضَبَثَ به إِذا قَبَضَ علیه.

قبعث؛ ج2، ص: 177

: جملٌ قَبَعْثَی: ضَخْمُ الفَراسِنِ، قَبیحُها؛ و الأُنثی، بالهاء، ناقةٌ قَبَعْثاة فی نوقٍ قَباعِثَ. و رجل قَبَعْثی: عظیم القَدَم.

قثث؛ ج2، ص: 177

: القَثُّ: السَّوْقُ. و القَّثُّ: جَمْعُك الشی‌ء بكثرة. و قَثَّ الشی‌ءَ یَقُثُّه قَثّاً: جَرّه و جمعه فی كثرة. و جاءَ فلانٌ یَقُثُّ مالًا، و یَقُثُّ معه دُنْیا عریضةً أَی یَجُرُّها معه. و بنو فلان ذَوُو مَقَثَّةٍ أَی ذَوُو عدد كثیر؛ و ما أَكثر مَقَثَّتَهم قاله الأَصمعی و غیره. و المِقَثَّة و المِطَثَّة «1» لغتان: خُشَیبة مستدیرة عریضة، یَلْعَبُ بها الصبیانُ، یَنْصبون شیئاً، ثم یَجْتَثُّونه بها عن موضعه؛ قال ابن درید: هی شبیهة بالخَرَّارة؛ تقول: قَثَثْناه و طَثَثْناه قَثّاً و طَثّاً. و القُثاثُ: المتاعُ و نحوه؛ و جاؤُوا بقُثاثِهم و قثاثتِهم أَی لم یَدَعُوا وراءَهم شیئاً. و‌فی الحدیث: حَثَّ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، یوماً علی الصَّدَقة، فجاءَ أَبو بكر بماله یَقُثُّه‌أَی یَسوقُه، مِن قولهم: قَثَّ السَّیلُ الغُثاءَ؛ و قیل یَجْمَعُه. و القَثِیثُ: ما یَتناثرُ فی أُصول شجر العِنَب. و حكی الفارسی عن أَبی زید أَنه قال: ما یتناثر فی أُصول سَعفاتِ النَّخْل. و قَثْقَثَ الشی‌ءَ: أَراد انتزاعه. و یقال: اقْتَثَّ القَومَ من أَصلهم و اجْتَثَّهم إِذا اسْتَأْصَلَهم. و اجْتَثَّ حجراً من مكانه إِذا اقْتَلَعه؛ و قول الشاعر: و اقْتَعَفَ الجَلْمةَ منها و اقْتَثَثْ أَی اجْتَثَّ. یقال: اقْتُثَّ و اجْتُثَّ إِذا قُلِعَ من أَصله. و القَثُّ و الجَثُّ، واحدٌ. و یقال للوَدِیِّ، أَول ما یُقْلَع من أُمِّه: جَثِیثٌ و قَثِیثٌ، و الله أَعلم.

قحث؛ ج2، ص: 177

: قَحَثَ الشی‌ءَ، یَقْحَثُه قَحْثاً: أَخذه كُلَّه.

قرث؛ ج2، ص: 177

: القَرِیثاء: ضَرْبٌ من التمر، و هو أَسْودُ سریعُ النَقْضِ لقِشْرِه عن لِحائه إِذا أَرْطَبَ، و هو أَطیَبُ تمرٍ بُسْراً؛ قال ابن سیدة: یُضافُ و یوصَفُ به، و یُثنَّی و یُجْمع، و لیس له نظیر فی الأَجْناس، إِلَّا ما كان من أَنواع التمر، و لا نظیر لهذا البناء إِلا الكَرِیثاءُ، و هو ضَرْبٌ من التمر أَیضاً، قال: و كأَنَّ كافَها بدلٌ؛ و قال أَبو زید: هو القَرِیثاءُ و الكَرِیثاءُ لهذا البُسْر. اللحیانی: تمرٌ قَریثاءُ و قَراثاءُ، ممدودان؛ و قال أَبو حنیفة: القَریثاءُ و القَراثاءُ أَطْیَبُ التمر
(1). قوله [و المقثة و المطثة إلخ] بكسر المیم فیهما، كما ضبطه فی المحكم و التكملة خلافاً لصنیع القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 178
بُسْراً، و تمره أَسودُ؛ و زعم بعضُ الرواة أَنه اسم أَعجمی. الكسائی: نخلٌ قَریثاء، و بُسْر قَریثاءُ، ممدود بغیر تنوین. و قال أَبو الجَرَّاح: تمرٌ قریثا، غیر ممدود. و القِرِّیث: لغة فی الجِرِّیث، و هو ضربٌ من السمك، و الله أَعلم.

قرعث؛ ج2، ص: 178

: التَّقَرْعُثُ: التَّجَمُّع. و تَقَرْعَثَ: تَجَمَّع. و قَرْعَثةُ: اسمٌ، و هو مشتق منه.

قعث؛ ج2، ص: 178

: القَعْثُ: الكَثْرة. و القَعِیث: الكثیر من المعروف و غیره. و الإِقْعاثُ: الإِكثارُ من العَطِیَّة. و مطرٌ قَعِیثٌ: وَبْلٌ كثیر. و القَعِیثُ: السَّیْبُ الكثیر. و أَقْعَثَ: العطیةَ و اقْتَعَثَها: أَكثرها. و أَقْعَثه: أَكثرها له؛ قال رؤبة: أَقْعَثَنی منه بسَیْبٍ مُقْعَثِ، لیس بمَنْزُورٍ، و لا بِرَیِّثِ قال الأَصمعی: لقد أَساءَ رؤبة فی قوله بسَیْبٍ مُقْعَثٍ، فجعل سَیبه مُقْعَثاً، و إِنما القَعْثُ الهَیِّنُ الیسیر. و قَعَثْتُ له قَعْثةً أَی حَفَنْتُ له حَفْنةً إِذا أَعطیتَه قلیلًا، فجعله من الأَضداد؛ و قیل: إِنه لقَعِیثٌ كثیر أَی واسعٌ. و قَعَثَ له من الشی‌ء یَقْعَثُ قَعْثاً: حَفَنَ له و أَعطاه. و قَعَثَ الشی‌ءَ یَقْعَثُه قَعْثاً: استأْصله و اسْتَوعَبَه. ابن السكیت: أَقْعَثَ الرجلُ فی ماله أَی أَسْرفَ. قال الأَصمعی: ضَرَبه فانْقَعَثَ إِذا قَلَعه من أَصله. و القُعاثُ: داء یأْخذُ الغم فی أُنوفها. الأَصمعی: انْقَعَثَ الجِدارُ، و انْقَعَر، و انقَعَفَ إِذا سقط من أَصله. و انْقَعَثَ الشی‌ءُ، و انقَعَفَ: إِذا انْقَلَع. و قال اقتَعَثَ الحافرُ اقْتعاثاً إِذا اسْتَخْرَجَ تُراباً كثیراً من البئر.

قعمث؛ ج2، ص: 178

: القُعْمُوثُ: الدَّیُّوثُ.

قلعث؛ ج2، ص: 178

: تَقَعْثَلَ فی مَشْیه، و تَقَلْعَثَ، كلاهما إِذا مَرَّ كأَنه یَتَقَلَّع من وَحَلٍ، و هی القَلْعَثةُ.

قمعث؛ ج2، ص: 178

: القُمْعُوثُ: الدَّیُّوث، و هو الذی یَقُود علی أَهله و حَرَمه؛ قال ابن دُرَیدٍ: لا أَحسَبُه عَرَبیّاً.

قنعث؛ ج2، ص: 178

: رجل قِنْعاث: كثیر شَعَر الجَسد و الوجهِ.

قنطعث؛ ج2، ص: 178

: ابن سیدة: القَنْطَعْثة عَدْوٌ بفَزَعٍ؛ قال ابن درید: و لیس بثبَتٍ.

فصل الكاف؛ ج2، ص: 178

كبث؛ ج2، ص: 178

: الأَصمعی: البَریرُ ثمر الأَراك، فالغَضُّ منه المَرْدُ، و النَّضیجُ الكَباثُ. قال ابن سیدة: الكَبَاثُ، بالفتح: نضیجُ ثمر الأَراك؛ و قیل: هو ما لم یَنْضَجْ منه؛ و قیل: هو حَمْلُه إِذا كان مُتَفَرِّقاً، واحدته: كَباثَةٌ؛ قال: یُحَرِّكُ رأْساً كالكَباثَةِ، واثِقاً بِوِرْدِ فَلاةٍ، غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ الجوهری: ما لم یَنْضَجْ من الكَباثِ، فهو بریرٌ. و‌فی حدیث جابر: كُنَّا نَجْتَنی الكَباثَ، هو النضیجُ من ثمر الأَراك. قال أَبو حنیفة: الكَباثُ فُوَیْقَ حَبِّ الكُسْبَرة فی المِقْدار، و هو یَمْلأُ مع ذلك كَفَّی الرجُل، و إِذا الْتَقَمه البعیرُ فَضَل عن لُقْمته. و كَبِثَ اللحمُ، بالكسر، أَی تَغَیَّر و أَرْوَحَ؛ و أَنشد: یَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً، قد كَبِثا
لسان العرب، ج‌2، ص: 179
أَبو عمرو: الكَبیثُ اللحم قد غَمِرَ. و قد كَبَثْتُه، فهو مَكْبُوثٌ، و كَبیثٌ؛ و أَنشد: أَصْبَح عَمَّارٌ نَشیطاً أَبِثا، یَأْكُلُ لَحْماً بائِثاً، قد كَبِثا و كَبَثٌ: موضع، زَعَمُوا.

كثث؛ ج2، ص: 179

: كَثَّ الشی‌ءُ «1» كَثاثةً: أَی كَثُفَ. و كَثَّتِ اللحیةُ تَكَثُّ كَثَثاً، و كَثاثَةً، و كُثُوثةً، و لحیة كَثَّة و كَثَّاء: كَثُرت أُصولُها، و كَثُفَتْ، و قَصُرَتْ، و جَعُدَتْ، فلم تَنْبَسِطْ، و الجمع: كِثاثٌ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان كَثَّ اللحیة؛ أَراد كَثرةَ أُصولها و شعرها، و أَنها لیست بدقیقة، و لا طویلة، و فیها كَثافة. و اسْتَعْمَلَ ثعلبةُ بنُ عُبَیْد العَدَویُّ الكَثَّ فی النخل، فقال: شَتَتْ كَثَّةُ الأَوْبار، لا القُرَّ تَتَّقِی، و لا الذِّئْبَ تَخْشَی، و هی بالبَلَدِ المَقْصِی عَنی بالأَوْبار لیفَها، و إِنما حمله علی ذلك، أَنه شبهها بالإِبل. و رجلٌ كَثٌّ، و الجمع: كِثاثٌ. و أَكَثَّ كَكَثَّ. و قد تكون الكَثاثةُ فی غیر اللحیة من منابت الشعر، إِلا أَن أَكثر استعمالهم إِیاه فی اللحیة. و امرأَة كَثَّاءُ و كَثَّةٌ إِذا كان شَعَرُها كَثّاً. و قال ابن درید: لحیة كَثَّة كثیرةُ النَّباتِ، قال: و كذلك الجُمَّة، و الجمع: كِثاثٌ؛ و أَنشد عن عبد الرحمن عن عمه: بحَیْثُ ناصَی اللِّمَم الكِثاثا، مَوْرُ الكَثیبِ، فَجری و حاثَا یعنی باللِّمم الكِثاثِ: النباتَ. و أَراد بحَاثَ: حَثَا، فَقَلَبَ. و قومٌ كُثٌّ، بالضم: مثل قولك رجل صُدُقُ اللقاء، و قوم صُدُقٌ. اللیث: الكَثُّ و الأَكَثُّ: نَعْتُ كَثِیثِ اللِّحْیة، و مصدَرُه: الكُثُوثَةُ. أَبو خیرة: رجلٌ أَكثُّ، و لحیةٌ كَثَّاءُ بَیِّنَة الكَثَثِ، و الفعل: كَثَّ یَكَثُّ كُثوثة. و الكَثْكَثُ، و الكِثْكِثُ، مثلُ الأَثلَبِ و الإِثلِبِ: دُقاقُ التراب، و فُتاتُ الحجارة؛ و قیل: التُّرابُ مع الحجر؛ و قیل: التُّراب عامَّة. و الكَثْكَثُ: الحجارة. و قالوا: بفیه الكَثْكَثُ و الكِثكِثُ، كقولك: بفیه الترابُ و الحجَرُ. و حكی اللحیانی: الكَثْكَثَ له و الكِثْكِثَ، قال: فنصب، كأَنه دعاء، یعنی أَنهم نصبوه نَصْبَ المصادر المَدْعُوِّ بها، شبَّهوه بالمصدر، و إِن كان اسماً. أَبو خَیرة: من أَسماء التراب الكَثْكَثُ، و هو التراب نفسُه، و الواحدة بالهاء. و یقال: الكَثَاكِثُ. اللیث: الحِصْحِصُ و الكِثْكِثُ، كلاهما: الحجارة؛ قال رؤبة: مَلأْتُ أَفْواهَ الكِلابِ اللُّهَّثِ، من جَنْدَلِ القُفِّ، و تُرْبِ الكِثْكِثِ و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بعبد الله بن أُبَیٍّ، فقال: یَذْهَبُ محمدٌ إِلی مَن أَخْرَجَه من بلاده، فأَما مَن لم یُخْرِجْه، و كان قُدُومُه كَثَّ مُنْخُرِه، فلا یغشاه.قال ابن الأَثیر: أَی كان قُدومُه علی رَغْمِ أَنفه، یعنی نفسَه، و كأَنَّ أَصله من الكِثْكِثِ التراب. و‌فی حدیث حُنین: قال أَبو سفیان عند الجَوْلة التی كانت من المسلمین: غَلَبَتْ و الله هوازنُ، فقال له صَفْوانُ بن أُمیَّة: بفیك الكِثْكِثُ، هو
(1). قوله [كث الشی‌ء إلخ] من باب ضرب كما ضبط فی المحكم و من باب تعب لغة صرح بهما فی المصباح. و مقتضی القاموس أَنه بضم عین المضارع، و سكت علیه الشارح لكنه مخالف لما صرح به غیره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 180
بالكسر و الفتح، دُقاقُ الحَصَی و الترابُ؛ و منه‌الحدیث الآخر: و للعاهِرِ الكِثْكِثُ.قال ابن الأَثیر: قال الخطَّابیُّ: قد مَرَّ بمسامعی و لم یَثبُتْ عندی. و الكَثَاثاء: الأَرضُ الكثیرة التراب. التهذیب، ابن شمیل: الزِّرِّیعُ و الكاثُّ واحدٌ، و هو ما یَنْبُتُ مما یَتَناثَرُ من الحَصِید، فیَنْبُتُ عاماً قابلًا. و قال الأَزهری: لا أَعرف الكاثَّ.

كحث؛ ج2، ص: 180

: الأَزهری عن اللیث: كَحَثَ له من المال كَحْثاً: إِذا غَرَفَ له منه غَرْفةً بیده.

كرث؛ ج2، ص: 180

: كَرَثَه الأَمْرُ یَكْرِثُه و یَكْرُثُه كَرْثاً، و أَكْرَثه: ساءه و اشتدَّ علیه، و بَلَغَ منه المَشَقَّةَ، قال الأَصمعی: و لا یقال كَرَثَه، و إِنما یقال أَكْرَثَه، علی أَنَّ رُؤبة قد قال: و قد تُجَلَّی الكُرَبُ الكَوارِثُ و‌فی حدیث عَلِیِّ: فی سَكْرة مُلْهِثَة، و غَمْرةٍ كارِثةٍ؛ أَی شدیدة شاقَّة، من كَرَثه الغَمُّ أَی بَلَغَ منه المَشَقَّة. و یقال: ما أَكْتَرِثُ له أَی ما أُبالی به. و‌فی حدیث قُسٍّ: لم یُخَلِّنا سُدًی من بعد عیسی، و اكْتَرَث.یقال: ما أَكْتَرِثُ به أَی ما أُبالی، و لا یُستعمل إِلَّا فی النفی، و قد جاء هاهنا فی الإثبات، و هو شاذ. و اكْتَرَثَ له: حَزِنَ. و امرأَة كَرِیثٌ كارِثٌ، و كلُّ ما أَثْقَلَكَ، فقد كَرَثَكَ. اللیث: یقال ما أَكْرَثَنی هذا الأَمْرُ أَی ما بَلَغَ منی مَشَقَّةً، و الفعلُ المُجاوز: كَرَثْتُه، و قد اكْترَثَ هو اكْتِراثاً، و هذا فعل لازم. الأَصمعی: كَرَثَنی الأَمْرُ و قَرَثَنی: إِذا غَمَّه و أَثْقَلَه، و الكَرِیثاء: ضَرْبٌ من البُسْر یوصَفُ به و یُضاف؛ عن أَبی الحسن الأَخْفش. التهذیب: یقال بُسْرُ قَرِیثاءَ و كَرِیثاءَ لضَرْبٍ من التمر معروف. و الكَرَّاثُ: بقْلة؛ قال ابن سیدة: الكُرَّاثُ و الكَرَّاثُ، الأَخیرة عن كراع: ضَرْبٌ من النبات مُمْتَدٌّ، أَهْدَبُ، إِذا تُرِكَ خَرَجَ من وَسطه طاقةٌ فطارَتْ؛ قال ذو الرمة یصف فِراخَ النَّعام: كأَنَّ أَعناقَها كُرَّاثُ سائِقةٍ، طارَتْ لَفائِفُها، أَو هَیْشَرٌ سَلِبُ و قال أَبو حنیفة: من العُشْب الكَرَاثُ، تَطُول قَصَبَتُه الوُسْطی، حتی تكونَ أَطولَ من الرجُل. التهذیب: الكَرَّاث بَقْلة. و الكَرَاث، بفتح الكاف و تخفیف الراء: بقلة أُخری، الواحدة كَرَاثةٌ؛ قال أَبو ذَرَّة الهُذَلیُّ: إِنَّ حَبیبَ بنَ الیَمانِ قد نَشِبْ فی حَصِدٍ من الكَرَاثِ، و الكَنِبْ قال: الكَرَاث و الكَنِبُ شجرتان.إِن یَنتَسِبْ، یُنسَبْ إِلی عِرْقٍ وَرِبْ، أَهلِ خَزُوماتٍ، و شَحَّاجٍ صَخِبْ، و عازِبٍ أَقْلَحَ، فُوهُ كالخَرِبْ أَراد بالعازب: مالًا عَزَبَ عن أَهله. أَقْلَحَ: اصْفَرَّتْ أَسنانُه من الهَرَم. ابن سیدة: الكَراثُ ضَرْبٌ من النبات، واحدتُه كَراثةٌ، و به سمی الرجل كَراثةَ. قال أَبو حنیفة: الكَراثُ شجرةٌ جبلیة، لها خِطْرة ناعمةٌ لَیِّنَة، إِذا فُدِغَتْ هُرِیقَتْ لَبَناً، و الناسُ یَسْتَمْشُون بلَبنِها، قال: و یُؤْتَی بالمَجْذُوم حتی یُتَوَسَّطَ به مَنْبِتُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 181
الكَرَاثِ، فیقیم فیه، و یُخْلَط له بطعامه و شرابه، فلا یَلْبَثُ أَن یَبْرأَ من جُذامِه، و تَذْهبَ قوَّتُه، یعنی قُوَّةَ الجُذام. قال: و قال الأَزْدِیُّ: لا أَعرفه ینبت إِلَّا بذی كَشاءٍ؛ قال: و یزعمون أَنَّ جِنِّیَّةً قالت من أَراد الشفاء من كل داء فعلیه بنباتِ البُرْقة من ذاتِ كَشَاءٍ. و الكُرَّاثُ: موضع.

كرنث؛ ج2، ص: 181

: تَكَرْنَثَ علینا: تَكَبَّر «2».

كشث؛ ج2، ص: 181

: الكَشُوثُ، و الأُكْشُوثُ، و الكَشُوثَی: كلُّ ذلك نباتٌ مُجْتَثٌّ مقطوعُ الأَصل، و قیل: لا أَصل له، و هو أَصْفَرُ یتعلق بأَطراف الشَّوْكِ و غیره، و یُجْعَلُ فی النبیذ سَوادِیَّةٌ، یقولون: كَشُوثاء. الجوهری: الكَشُوثُ نبتٌ یَتَعلَّقُ بأَغصانِ الشجرِ، من غیر أَن یَضْرِبَ بعِرْقٍ فی الأَرض؛ قال الشاعر: هو الكَشُوثُ، فلا أَصلٌ، و لا وَرَقٌ، و لا نَسیمٌ، و لا ظِلٌّ، و لا ثَمَرُ ابن الأَعرابی: الكَشُوثاءُ الفَقَدُ، و هو الزُّحْمُوكُ؛ قال ابن الأَعرابی: جاء علی فَعُولاء ممدوداً، جَلُولاءُ و حَرُوراءُ، و هما بَلدَان؛ و كَشُوثاءُ یسمیه الناسُ الكَشُوثَ؛ قال: و بزْرُ قَطُونا، قال: و المدُّ فیها أَكثر، و قد یقصران، و فتَح الكاف من كَشُوثاء.

كلبث؛ ج2، ص: 181

: رجل كَلْبَثٌ و كُلابِثٌ: بخیل مُنْقَبضٌ. قال ابن دُرَیْد: رجل كُلْبُثٌ و كُلابِثٌ، و هو الصُّلْبُ الشدیدُ.

كنث؛ ج2، ص: 181

: اللیث: الكُنْثة نَوَرْدَجَة تُتَّخذ من آسٍ و أَغصانِ خِلافٍ، تُبْسَطُ و تُنَضَّدُ علیها الریاحینُ، ثم تُطْوَی، و إِعرابه: كُنْثَجةٌ، و بالنَّبَطیَّة، كُنْثا.

كنبث؛ ج2، ص: 181

: رجل كُنْبُثٌ و كُنابثٌ: تَداخَلَ بعضُه فی بعض؛ و قیل: هو الصُّلْبُ الشدیدُ؛ و قد تَكَنْبَثَ. ابن الأَعرابی: الكِنْباثُ الرمل المُنْهالُ.

كندث؛ ج2، ص: 181

: الكُنْدُث و الكُنادِثُ: الصُّلْب.

كنعث؛ ج2، ص: 181

: تَكَنْعَثَ الشی‌ءُ «3»: تَجَمَّع. و كَنْعَثٌ و كَنْعَثةُ: اسم مشتق منه.

كنفث؛ ج2، ص: 181

: رجل كُنْفُثٌ و كُنافثٌ: قصیر.

كوث؛ ج2، ص: 181

: كُوثی من أسماء مَكة؛ عن كراع. التهذیب: الكُوثی القصیر، و الكُوثِیُّ مثله. النَّضْرُ: كَوَّثَ الزرعُ تكویثاً إِذا صار أَربَعَ وَرَقاتٍ، و خمسَ ورقاتٍ، و هو الكَوْثُ. و قال أَبو منصور: و كأَنَّ المقطوعَ الذی یُلْبَسُ الرِّجْلَ، سمی كَوْثاً، تشبیهاً بكَوْثِ الزَّرْع، و یقال له: القَفْشُ، و كأَنه مُعَرَّبٌ. قال: و أَما كُوثی التی بالسَّوَاد، فما أُراها عربیة، و لقد‌قال محمد بن سیرین: سمعت عبیدة یقول سمعت علیّاً، علیه السلام، یقول: من كان سائِلًا عن نِسْبَتِنا، فإِنا نَبَطٌ من كُوثی.و‌روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: سأَل رجلٌ علیّاً، علیه السلام، فقال: أَخبرنی، یا أَمیر المؤْمنین، عن أَصلكم، معاشرَ قُرَیْشٍ، فقال: نحن قومٌ من كُوثی.و اختلف الناسُ فی‌قوله: نحن قوم من كُوثی، فقالت طائفة: أَراد كُوثی العِراق، و هی سُرَّةُ السَّوادِ التی ولد بها إِبراهیم، علیه السلام؛ و قال آخرون: أَراد كُوثی مَكَّةَ، و ذلك أَن مَحلَّةَ بنی عبد الدَّار یقال لها كُوثی، فأَراد علیٌّ: انّا مَكِّیُّونَ أُمِّیُّون، من أُمِّ القُرَی؛ و أَنشد حسان:
(2). قوله [تكرنث علینا إلخ] أَثبتها فی المحكم و أَهملها المجد. (3). قوله [تكنعث الشی‌ء إلخ] أَثبتها فی المحكم و أَهملها المجد.
لسان العرب، ج‌2، ص: 182
لَعَنَ اللهُ مَنزِلًا بَطْنَ كُوثی، و رماه بالفَقْرِ و الإِمْعارِ لیس كُوثی العِراقِ أَعنی، و لكِنْ كُنْثَةَ الدارِ، دارِ عَبْد الدارِ أَمْعَرَ الرجلُ إِذا افْتَقَر. قال أَبو منصور: و القولُ الأَوَّل هو الأَدلُّ‌لقول علیّ علیه السلام: فإِنَّا نَبَطٌ من كُوثی، و لو أَراد كُوثی مكة، لَما قال نَبَطٌ، و كُوثی العِراقِ هی سُرَّةُ السَّوادِ من مَحالِّ النَّبَطِ، و إِنما أَراد علیه السلام، أَن أَبانا إِبراهیمَ كان من نَبَطِ كُوثی و أَنَّ نسبنا انتَهی إِلیه، و نحْوَ ذلك؛قال ابنُ عباس: نحنُ معاشِرَ قُرَیش حَیٌّ من النَّبَط، مِن أَهل كُوثی، و النَّبَطُ من أَهل العِراق.قال أَبو منصور: و هذا من علیٍّ و ابن عباس، علیهم السلام، تَبرُّؤٌ من الفَخْرِ بالأَنْساب، و رَدْعٌ عن الطَّعْن فیها، و تحْقیقٌ لقوله عز و جل: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ.

فصل اللام؛ ج2، ص: 182

لبث؛ ج2، ص: 182

: اللَّبْثُ و اللَّبَاثُ: المُكْثُ. قال الله تعالی: لٰابِثِینَ فِیهٰا أَحْقٰاباً. الفرَّاء: الناس یقرؤُون لٰابِثِینَ، و روی عن علقمة أَنه قرأَ لبثین، قال: و أَجود الوجهین لٰابِثِینَ، لأَن لٰابِثِینَ إِذا كانت فی موضع «1» … فَتَنْصِب كانت بالأَلِف، مثلَ الطامِعِ و الباخل. قال: و اللَّبِثُ البطی‌ءُ، و هو جائز كما یقال: طامِعٌ و طمِعٌ، بمعنی واحد. و لو قلت: هو طمِعٌ فیما قِبَلَكَ كان جائزاً. قال أَبو منصور: یقال لَبِثَ لُبْثاً و لَبْثاً و لُبَاثاً، كل ذلك جائز. و تَلَبَّثَ تَلَبُّثاً، فهو مُتَلَبِّثٌ. قال الجوهری: مصدر لَبِثَ لَبْثاً علی غیر قیاس، لأَن المصدر من فَعِلَ، بالكسر، قیاسه التحریك إِذا لم یتعدَّ مثل تَعِب تَعَباً، قال: و قد جاءَ فی الشعر علی القیاس، قال جریر: و قد أَكُونُ علی الحاجاتِ ذا لَبَثٍ، و أَحْوَذِیّاً، إِذا انضمَّ الذَّعالیبُ فهو لابث و لبِثٌ أَیضاً. ابن سیدة: لَبِثَ بالمكان یَلْبَثُ لَبْثاً و لُبْثاً و لَبَثَاناً و لَباثَةً و لبِیثَةً، و أَلبثتُهُ أَنا، و لبَّثْتُهُ تلبیثاً، و تَلَبَّثَ: أَقام، و أَنشد ابن الأَعرابی: غرَّكِ منِّی شَعَثی و لَبَثی، و لِمَمٌ، حَوْلَك، مِثلُ الحُرْبُثِ معناه: أَنه شیخ كبیر، فأَخبر أَنه إِذا مشی لم یَلْحَقْ من ضعفه، فهو یتلبث، و شبه لمم الشبان فی سوادها بالحُرْبُث، و هو نبت أَسود سهلی. و أَلبثه هو، قال: لن یُلْبِثَ الجارَیْنِ أَنْ یَتَفَرَّقا، لَیْلٌ، یَكُرُّ علیهمُ، و نهارُ «2» قال أَبو حنیفة: الجبهة تسقط، و قد دفِئَتِ الأَرضُ، فإِذا حاذتها فإِن الدِّفْ‌ءَ و الرِّیَّ لا یُلْبِثا أَن یُرْعیا، هكذا حكاه یُلْبِثا، كقولك یُكْرِما، قال: و لا أَدری لِمَ جزمه. و لی علی هذا الأَمر لُبْثَةٌ أَی تَوَقُّفٌ. و شی‌ءٌ لَبِیث: لابث. و قالوا: نَجِیثٌ لَبیثٌ، إِتباع. و ما لبِثَ أَن فعل كذا و كذا. و فی التنزیل العزیز: فَمٰا لَبِثَ أَنْ جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ. و‌فی الحدیث: فاستلبثَ الوحْیُ، و هو استفعل، مِن اللبث الإِبطاءِ و التأَخرِ، یقال لبِثَ لَبْثاً، بسكون الباء، و قد تفتح قلیلًا علی القیاس،
(1). 1 كذا بیاض بالأَصل و لعل الساقط لفظ الفعل أو یلبثون. (2). 1 هذا البیت لجریر، و هو فی دیوانه هكذا: لا یُلبِثُ القُرَناءَ أن یتفرقوا إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 183
و قیل: اللَّبْثُ الاسم و اللُّبْثُ، بالضم، المصدر. و قوسٌ لَباث: بطیئة، حكاه أبو حنیفة، و أَنشد: یُكَلِّفُنی الحجاجُ دِرعاً و مِغْفَراً، و طِرْفاً كریماً رائعاً بِثَلاثِ و ستِّین سهماً صِیغَةً یَثْربِیةً، و قوساً طَرُوحَ النَّبْل غیرَ لَباثِ و إِن المجلس لیجمع لَبیثة من الناس إِذا كانوا من قبائل شتَّی.

لثث؛ ج2، ص: 183

: لُثَّ الشجرُ: أَصابه الندی. و اللَّثُّ: الإِقامة. و أَلْثَثْتَ بالمكانِ إِلْثاثاً: أَقمتَ به و لم تبرحه و أَلثَّ بالمكان: أَقام به. و یقال: مَثْمِثوا بنا ساعة، و تَمَثْمَثُوا، و لَثْلِثُوا ساعة، و حَفْحِفُوا بنا ساعة أَی رَوِّحوا بنا قلیلًا، و أَلَثَّ علیه إِلثاثاً: أَلَحَّ علیه و لَثْلَثَ مثله. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: و لا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجِزَةٍ‌أَی لا تقیموا بدارٍ یُعْجِزُكُمْ فیها الرِّزقُ و الكسبُ؛ و قیل: أَراد لا تقِیموا بالثغور و معكم العیال. و أَلَثَّ المطر إِلثاثاً أَی دام أَیاماً لا یُقْلِع. و أَلَثَّتِ السحابة: دامت أَیاماً، فلم تُقْلِع. و تَلَثْلَثَ الغَیمُ و السحاب، و لثْلَثَ إِذا تردد فی مكان، كلما ظننت أَنه ذهب جاءَ. و تلثلث بالمكان: تَحَبَّس و تَمَكَّثَ. و تَلَثلَثَ فی الأَمر و لثلَث: بمعنی تردد؛ قال الكمیت: تَلَثْلَثْتُ فیها أَحْسَبُ الحَوْرَ أَقْصَدا قال ابن سیدة: هذا قول أَبی عبید فی المصنف. و قال أَبو عبید أَیضاً: تلثلثت ترددت فی الأَمر و تمرَّغت؛ قال الكمیت: لطالَما لثلثتْ، رحلی، مَطِیَّتُه فی دِمْنةٍ، و سَرَتْ صَفْواً بأَكدارِ قال: لثلثت مرغت. و تَلثلَثَ فی الدَّقْعاءِ: تمرَّغ. و تلثلثَ فی أَمره: أَبطأَ و تمكث. و رجل لَثْلَثٌ و لَثْلاثَةٌ: بطی‌ءٌ فی كل أَمر، كلما ظننت أَنه قد أَجابك إِلی القیام فی حاجتك تقاعس؛ و أَنشد لرؤْبة: لا خیرَ فی وُدِّ امرِئٍ مُلَثْلِث و لَثْلَثَ الرجلَ: حَبَسَهُ. و لثلث كلامه: لم یُبَیِّنْه. و لثلثه عن حاجته: حبسه.

لطث؛ ج2، ص: 183

: ابن الأَعرابی: اللَّطْثُ الفساد. لَطَثَهُ «1» یَلْطُثُه لطثاً: ضربه بِعرْض یده أَو بعود عریض. أَبو عمرو: لطثه بحجر و لطسه إِذا رماه. و تلاطثَ الموجُ: تلاطم. و تلاطثَ القومُ: تضاربوا بالسیوف أَو بأَیدیهم. و لطثه الحِمْلُ و الأَمر یَلْطُثُه لطثاً: ثَقُل علیه و غَلُظ؛ و قول رؤْبة: ما زالَ بیعُ السَّرَقِ المُهایِثُ بالضعْف، حتی استوقَرَ المُلاطِثُ قال أَبو عمرو: المُلاطِثُ یعنی به البائع؛ قال: و یروی المَلاطِثُ، و هی المواضع التی لُطِثَتْ بالحَمْل حتی لُهِدَت. و مِلْطَثٌ: اسم.

لعث؛ ج2، ص: 183

: الأَلْعَثُ: الثقیل البطی‌ءُ من الرجال. و قد لَعِثَ لَعَثاً، قال أبو وجرة السعدی: و نَفَضْتُ عنی نومَها، فسریتُها بالقومِ من تَهِمٍ، و أَلْعَثَ وانی و التَّهِمُ و التَّهِنُ: الذی قد أَثقله النعاس.
(1). قوله [لطثه] مقتضی صنیع القاموس أَنه من باب كتب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 184‌

لغث؛ ج2، ص: 184

: اللغِیثُ: الطعام المخلوط بالشعیر كالبَغیثِ، عن ثعلب، و باعَتُه یقال لهم: البُغَّاثُ و اللُّغَّاثُ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: و أَنتم تَلْعَثُونها‌أَی تأْكلونها، من اللَّغیث، و هو طعامٌ یُغَش بالشعیر، و یروی تَرْغَثُونها أَی ترضَعُونها «2».

لقث؛ ج2، ص: 184

: لَقَثَ الشی‌ءَ لَقْثاً: أَخذه بسرعة و استیعاب، و لیس بِثَبَتٍ.

لكث؛ ج2، ص: 184

: اللَّكَثُ: الوسَخُ من اللبن یجمُدُ علی حرف الإِناءِ، فتأْخذه بیدك. و لكَثَه لكْثاً و لِكاثاً: ضربه بیده أَو رجله؛ قال كثیر عزة: مُدِلٌّ یَعَضُّ، إِذا نالهُنَّ مِراراً، و یُدْنِینَ فاهُ لِكاثا و قال ابن الأَعرابی: اللَّكْثُ و اللِّكاث الضرب، و لم یخص یداً و لا رجلًا؛ و قال كراع: اللُّكاث الضرب، بالضم، و اللُّكاثَةُ أَیضا: داءٌ یأْخذ الغنم فی أَشداقها و شفاهها، و هو مثل القُرح، و ذلك فی أَول ما تكدِمُ النبتَ، و هو قصیر، صغیر الفرع. اللحیانی: اللُّكاث و النُّكاثُ داءٌ یأْخذ الإِبل، و هو شبه البَثْر یأخذها فی أَفواهها. ثعلب عن سلمة عن الفراء: اللُّكاثیُّ الرجل الشدید البیاض، مأْخوذ من اللُّكاث، و هو الحجر البَرَّاقُ الأَملس، و یكون فی الجِصِّ. عمرو عن أَبیه: اللُّكَّاثُ الجصَّاصُون، و الصُّنَّاع منهم لا التجار.

لهث؛ ج2، ص: 184

: اللَّهَثُ و اللُّهاثُ: حر العطش فی الجوف. الجوهری: اللَّهَثان، بالتحریك: العطش، و بالتسكین: العطشان؛ و المرأَة لَهْثی. و قد لَهِث لَهاثاً مثل سمع سماعاً. ابن سیدة: لَهَث الكلب، بالفتح، و لَهِثَ یَلْهَث فیهما لهْثاً: دَلَع لسانه من شدة العطش و الحر؛ و كذلك الطائر إِذا أَخرج لسانه من حر أَو عطش. و لَهَثَ الرجل و لهِث یلهَثُ فی اللغتین جمیعاً لَهَثاً، فهو لَهْثانُ: أَعیا. الجوهری: لَهَث الكلب، بالفتح، یَلْهَثُ لَهْثاً و لُهاثاً، بالضم، إِذا أَخرج لسانه من التعب أَو العطش؛ و كذلك الرجل إِذا أَعیا. و فی التنزیل العزیز: كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ یَلْهَثْ؛ لأَنك إِذا حملتَ علی الكلب نبح و ولَّی هارباً، و إِن تركته شدَّ علیك و نبح، فیتعب نفسه مقبلًا علیك و مدبراً عنك، فیعتریه عند ذلك ما یعتریه عند العطش من إِخراج اللسان. قال أَبو إِسحاق: ضرب الله، عز و جل، للتارك لآیاته و العادل عنها أَخَسَّ شی‌ءٍ فی أَخَسِّ أَحواله مثلًا، فقال: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن كان الكلب لَهْثان، و ذلك أَنَّ الكلب إِذا كان یلهث، فهو لا یقدر لنفسه علی ضرٍّ و لا نفع، لأَن التمثیل به علی أَنه یلهث علی كل حال، حملْتَ علیه أَو تركتَهُ، فالمعنی فمثَله كمثل الكلب لاهثاً. و قال اللیث: اللَّهثُ لَهْثُ الكلب عند الإِعیاءِ، و عند شدة الحرِّ، هو إِدْلاعُ اللسان من العطش. و‌فی الحدیث: أَنَّ امرأَةً بَغیّاً رأَت كلباً یَلْهَثُ فسقته فغُفِر لها.و‌فی حدیث علی: فی سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ‌أَی مُوقعةٍ فی اللهث. و‌قال سعید بن جبیر فی المرأَة اللهْثی و الشیخ الكبیر إِنهما یُفْطِران فی رمضان و یُطْعِمان.و یقال: به لُهاث شدید، و هو شدة العطش؛ قال
(2). أَهمل المصنف [ل ف ث] و ذكرها صاحب القاموس و شرحه و نصه: لفث: الألفث، بالفاء: أَهمله الجوهری و صاحب اللسان. و قال الصاغانی: هو الأَحمق مثل الألفت، بالمثناة. و استلفث ما عنده: استنبط و استقصی. و استلفث الخبر: كتمه. و كذا حاجته: قضاها. و استلفث الرعی، بكسر فسكون إِذا رعاه و لم یدع منه شیئاً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 185
الراعی یصف إِبلًا: حتی إِذا بَردَ السِّجالُ لُهاثَها، و جَعلْنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثمیلا السجال: جمع سَجْل، و هی الدلو المملوءَة. و الثمیلة: البقیة من الماءِ تبقی فی جوف البعیر. و الغُرُوض: جمع غَرْض و هو حزام الرّحل. و قال أَبو عمرو: اللُّهْثة التَعبُ. و اللُّهْثة أَیضاً: العطَش. و اللُّهثة أَیضاً: الحمْراءُ التی تراها فی الخوص إِذا شققته. الفراءُ: اللُّهاثیُّ من الرجال الكثیر الخِیلان الحُمْر فی الوجه، مأْخوذ من اللُّهاث، و هی النقَط الحمر التی فی الخوص إِذا شققته. أَبو عمرو: اللُّهَّاث عاملو الخُوص مُقْعَدات، و هی الدَّواخِلُ، واحدتها مُقْعَدة، و هی الوشِیخةُ «1» و الوشَخَةُ و الشَّوْغَرةُ و المُكَعَّبةُ، و الله أَعلم.

لوث؛ ج2، ص: 185

: التهذیب، ابن الأَعرابی: اللَّوْثُ الطیُّ. و اللوثُ: اللَّیُّ. و اللوث: الشرُّ. و اللَّوْثُ: الجِراحات. و اللوث: المُطالبات بالأَحْقاد. و اللَّوثُ: تَمْریغُ اللقمة فی الإِهالَة. قال أَبو منصور: و اللوث عند الشافعی شبه الدلالة، و لا یكون بینة تامة؛ و فی حدیث القسامة ذكرُ اللوثِ، و هو أَن یشهد شاهد واحد علی إِقرار المقتول، قبل أَنْ یموت، أَن فلاناً قتلنی أَو یشهد شاهدان علی عداوة بینهما، أَو تهدید منه له، أَو نحو ذلك، و هو من التَّلَوُّث التلطُّخ؛ یقال: لاثه فی التراب وَ لَوَّثَهُ. ابن سیدة: اللَّوْثُ البُطْءُ فی الأَمر. لوِثَ لَوَثاً و التاثَ، و هو أَلوَثُ. و التاث فلان فی عمله أَی أَبطأَ. و اللُّوثَةُ، بالضم: الاسترخاءُ و البطءُ. و‌فی حدیث أَبی ذر: كنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِذا التاثت راحلة أَحدنا طعن بالسَّروة، و هی نصل صغیر، و هو من اللُّوثَةِ الاسترخاءِ و البطءِ. و رجل ذو لُوثة: بطی‌ءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف. و رجل فیه لُوثة أَی استرخاءٌ و حمق، و هو رجل أَلوَثُ. و رجل أَلوث: فیه استرخاءٌ، بیِّن اللوَث؛ و دیمة لَوثاءُ. و المُلَیَّث من الرجال: البَطی‌ءُ لسمنه. و سحابة لوثاءٌ: بها بُطْءٌ؛ و إِذا كان السحاب بطیئاً، كان أَدوم لمطره؛ قال الشاعر: من لَفْحِ ساریةٍ لوثاءَ تَهْمِیم قال اللیث: اللوثاءُ التی تَلُوثُ النباتَ بعضه علی بعض، كما تلوث التبن بالقت؛ و كذلك التلوُّث بالأَمر. قال أَبو منصور: السحابة اللوثاءُ البطیئة، و الذی قاله اللیث فی اللوثاءِ لیس بصحیح. الجوهری: و ما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَی ما احتبس. و الأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قال طفیل الغنوی: إِذا ما غزا لم یُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ، و لم یَشْهدِ الهیجا بأَلْوَثَ مُعْصِم ابن الأَعرابی: اللُّوثُ جمع الأَلْوث، و هو الأَحمق الجبان؛ و قال ثمامة بن المخبر السدوسی: أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ یَجُرُّ كساءَه، نَفی عنه وُجْدانَ الرِّقینَ العَرائما «2» یقول: رب أَحمق نفی كثرة ماله أَن یُحَمَّق؛ أَراد أَنه أَحمق قد زیَّنه ماله، و جعله عند عوام الناس عاقلًا.
(1). قوله [الوشیخة] كذا فی الأَصل بلا نقط و لا شكل و الذی فی القاموس الوشخ. (2). قوله [العرائما] كذا بالأَصل و شرح القاموس. و لعله القرائما جمع قرامة، بالضم، العیب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 186
و اللُّوثة: مس جنون. ابن سیدة: و اللوثة كالأَلوث؛ و اللُّوثة و اللَّوْثة: الحمق و الاسترخاءُ و الضعف، عن ابن الأَعرابی؛ و قیل: هی، بالضم، الضعف، و بالفتح، القوَّة و الشدة. و ناقة ذاتُ لَوْثة و لَوْث أَی قوة؛ و قیل: ناقة ذات لَوْثة أَی كثیرة اللحم و الشحم، و یقال: ناقة ذات هَوَج. و اللَّوْث، بالفتح: القوَّة؛ قال الأَعشی: بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت، فالتعْسُ أَدنی لها من أَن یُقال: لَعا قال ابن بری: صواب إِنشاده: مِن أَن أَقول لعا، قال و كذا هو فی شعره، و معنی ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها، فلو عثرت لقلت: تَعِست و قوله: بذات لوث متعلق بِكلَّفت فی بیت قبله، و هو: كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسی، و شایعنی هَمِّی علیها، إِذا ما آلُها لمَعا الأَزهری قال: أَنشدنی المازنی: فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَینْ، فاشتدَّ ناباهُ، و غَیْرُ النابَینْ قال: التاثَ افتعل من اللَّوث، و هو القوَّة. و اللُّوثة: الهَیْج. الأَصمعی: اللَّوثة الحُمقة، و اللَّوثة العَزْمة بالعقل. و قال ابن الأَعرابی: اللُّوثة و اللَّوثة بمعنة الحمقة، فإِن أَردت عزمة العقل قلت: لَوْث أَی حَزْم و قوَّة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان به لُوثة، فكان یغبن فی البیع، أَی ضعف فی رأْیه، و تلجلج فی كلامه. اللیث: ناقة ذات لَوْث و هی الضَّخْمة، و لا یمنعها ذلك من السرعة. و رجل ذو لَوْث أَی ذو قوَّة. و رجل فیه لُوثة إِذا كان فیه استرخاءٌ؛ قال العجاج یصف شاعراً غالبه فغلبه فقال: و قد رأَی دونیَ من تَجَهُّمِی «1» أُمَّ الرُّبَیْقِ. و الأُرَیْقِ المُزْنَم، فلم یُلِثْ شَیطانَهُ تَنَهُّمی یقول: رأَی تجهمی دونه ما لا یستطیع أَن یصل إِلیَّ أَی رأَی دونی داهیة، فلم یُلِثْ أَی لم یُلْبِث تَنَهُّمِی إِیاه أَی انتهاری. و اللیث: الأَسد؛ زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذی هو القوة؛ قال ابن سیدة: فإِن كان ذلك، فالیاءُ منقلبة عن واو، قال: و لیس هذا بقویّ لأَن الیاء ثابتة فی جمیع تصاریفه، و سنذكره فی الیاء. و اللِّیثُ، بالكسر: نبات ملتف؛ صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها. و الأَلوث: البطِی‌ء الكلام، الكلِیلُ اللسان، و الأُنثی لَوْثاء، و الفعل كالفعل. و لاثَ الشی‌ءَ لَوْثاً: أَداره مرتین كما تُدارُ العِمامة و الإِزار. و لاث العمامة علی رأْسه یلُوثها لَوْثاً أَی عصبها؛ و‌فی الحدیث: فحللت من عمامتی لَوْثاً أَو لَوْثَین‌أَی لفة أَو لفتین. و‌فی حدیث: الأَنبذةُ و الأَسقیة التی تُلاث علی أَفواهها‌أَی تُشَدّ و تربط. و‌فی الحدیث: أَنَّ امرأَة من بنی إِسرائیل عَمَدت إِلی قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن‌أَی أَدارته؛ و قیل: خلطته. و‌فی الحدیث، حدیث ابن جَزْء: ویلٌ لِلَّوَّاثین الذین یَلُوثون مع البَقر ارفعْ یا غلام ضعْ یا غلام‌قال ابن الأَثیر: قال الحربی: أَظنه الذین یُدارُ علیهم بأَلوان الطعام، من اللَّوْث، و هو إِدارة العمامة. و‌جاء رجل إِلی أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه، فوقف علیه و لاث لوثاً من كلام، فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضیفاً نزل به فزنَی بابنته؛ و معنی لاث أَی
(1). قوله [رأی دونی من تجهمی إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 187
لوی كلامه، و لم یبینه و لم یشرحه و لم یصرح به. یقال: لاث بالشی‌ء یلوث به إِذا أَطاف به. و لاث فلان عن حاجتی أَی أَبطأَ بها؛ قال ابن قتیبة: أَصل اللوث الطیّ؛ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تكلم بكلام مَطْویّ، لم یبینه للاستحیاء، حتی خلا به؛ و لاث الرجل یلوثُ أَی دار. و فلان یَلُوث بی أَی یَلُوذ بی. و لاث یلُوث لَوْثاً: لزِمَ و دار «1»، عن ابن الأَعرابی: و أَنشد: تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ و الرِّعاثِ من عَزَبٍ، لیس بِذِی مَلاثِ أَی لیس بذی دارٍ یَأْوی إِلیها و لا أَهل. و لاث الشجر و النبات، فهو لائثٌ و لاثٌ و لاثٍ: لبس بعضه بعضاً و تَنَعَّمَ؛ و كذلك الكلأُ، فأَما لائث فعلی وجهه، و أَما لاثٌ فقد یكون فَعِلًا، كبَطِرٍ و فَرِقٍ، و قد یكون فاعلًا ذهبت عینه. و أَما لاثٍ فمقلوب عن لائث، مِن لاث یلوث، فهو لائثٌ، و وزنه فالعٌ؛ قال: لاثٍ به الأَشاءُ و العُبْریُّ و شجر لیِّثٌ كَلاثٍ؛ و التاثَ و أَلاثَ، كَلاث؛ و قد لاثه المطرُ و لَوَّثه. و اللَّائث و اللاثُ مِن الشجر و النبات: ما قد التبس بعضه علی بعض؛ تقول العرب: نبات لائثٌ و لاثٍ، علی القلب؛ و قال عدی: و یَأْكُلْنَ ما أَغْنی الوَلِیُّ و لم یُلِثْ، كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا أَی لم یجعله لائثاً. و یقال: لم یُلِثْ أَی لم یلث بعضه علی بعض، مِن اللوث، و هو اللَّیّ. و قال الوری «2»: لم یُلِثْ لم یُبْطئْ. أَبو عبید: لاثٍ بمعنی لائث، و هو الذی بعضه فوق بعض. و أَلْوَثَ الصِلِّیانُ: یبس ثم نبت فیه الرَّطْب بعد ذلك، و قد یكون فی الضَّعَةِ و الهَلْتَی و السَّحَمِ، و لا یكاد یقال فی الثُّمَام، و لكن یقال فیه: بَقَلَ، و لا یقال فی العَرْفج: أَلْوَثَ، و لكن أَدْبَی و امْتَعَسَ زِئْبِرُه. و دیمة لَوْثاءُ: تَلُوثُ النبات بعضه علی بعض. و كل ما خَلَطْتَه و مَرَسْتَهُ: فقد لُثْتَه و لَوَّثْته، كما تلوثُ الطین بالتبن و الجِصَّ بالرمل. و لَوَّث ثِیابه بالطین أَی لطَّخها. و لَوَّث الماء: كدَّره. الفراء: اللُّوَاثُ الدقیق الذی یُذَرُّ علی الخِوانِ، لِئلا یَلْزَق به العجین. و فی النوادر: رأَیت لُواثة و لَوِیثةً من الناس و هُواشة أَی جماعة، و كذلك من سائر الحیوان. و اللَّوِیثَةُ، علی فعِیلة: الجماعة من قبائل شتَّی. و الالتیاث: الاختِلاط و الالتفاف؛ یقال: الْتاثَتِ الخطُوب، و التاثَ برأْس القلم شعَرة، و إِنَّ المجلس لیجمع لَوِیثَةً من الناس أَی أَخلاطاً لیسوا من قبیلة واحدة. و ناقة ذاتُ لَوْثٍ أَی لحم و سِمَنٍ قد لِیثَ بها. و الملاث و المِلْوَث: السید الشریف لأَنَّ الأَمر یُلاثُ به و یُعْصَب أَی تُقْرَنُ به الأُمور و تُعْقَدُ، و جمعه مَلاوِث. الكسائی: یقال للقوم الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَی یطاف بهم و یُلاث؛ و قال: هلَّا بَكَیْت مَلاوِثاً من آل عبدِ مَناف؟ و مَلاویثُ أَیضا: فأَما قول أَبی ذؤیب الهذلی، أَنشده
(1). قوله [لزم و دار] كذا بالأَصل و الذی فی القاموس اللوث لزوم الدار انتهی. فمعنی لاث لزم الدار. (2). كذا فی الأصل بلا نقط و لا شكل و یكمن أَنه البوری نسبة إلی بور، بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهیر، و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 188
أَبو یعقوب: كانوا مَلاوِیثَ، فاحْتاجَ الصدیقُ لهم، فَقْدَ البلادِ، إِذا ما تُمْحِلُ، المطرا قال ابن سیدة: إِنما أَلحق الیاء لإتمام الجزء، و لو تركه لَغَنِیَ عنه؛ قال ابن بری: فَقْدَ مفعول من أَجله أَی احتاج الصدیق لهم لمَّا هلكوا، كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت؛ و كذلك المَلاوِثَة؛ و قال: منَعْنَا الرَّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه، بِفِتیانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد و‌فی الحدیث: فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس‌أَی اجتمعوا حوله؛ یقال: لاث به یلوث و أَلاث، بمعنی. و اللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، من هذا الباب فی قول بعضهم، لأَن اللحم لِیثَ بأُصولها. و لاث الوَبَر بالفَلْكة: أَداره بها؛ قال إمرؤ القیس: إِذا طَعَنْتُ به، مالتْ عِمامتُهُ، كما یُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ و لاث به یلوث: كلاذ. و إِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضِّیفان أَی المَلاذ؛ و زعم یعقوب أَن ثاء لاث هاهنا بدل من ذال لاذ؛ یقال: هو یلوذ بی و یلوث. و اللُّوث: فِراخ النَّحْل، عن أَبی حنیفة.

لیث؛ ج2، ص: 188

: اللَّیثُ: الشدة و القوَّة. و رجلٌ مِلْیَثٌ: شدیدُ العارضة، و قیل: شدیدٌ قویٌّ. و اللَّیثُ: الأَسد، و الجمع لُیُوثٌ. و إِنه لَبَیِّنُ اللِّیاثة. و اللَّیث: الشجاع بیِّن اللُّیُوثة، قال ابن سیدة: و أُراه علی التشبیه، و كذلك الأَلیث. و تَلَیَّثَ و اسْتَلْیَثَ و لَیَّثَ: صار كاللَّیْثِ. ابن الأَعرابی: الأَلْیَثُ الشجاع، و جمعه لِیثٌ. و‌فی حدیث ابن الزبیر أَنه كان یواصل ثلاثاً ثم یصبح، و هو أَلْیَثُ أَصحابه، أَی أَشدُّهم و أَجْلَدُهم، و به سمی الأَسد لَیْثاً، و اللَّیثُ الأَسد، و الجمع لُیُوثٌ، و یقال: یُجْمَعُ اللیثُ مَلْیَثَةً، مِثلَ مَسْیَفَةٍ و مَشْیَخَةٍ، قال الهُذَلیُّ: و أَدْرَكَتْ من خثیمٍ ثَمَّ مَلْیَثَةً، مِثْلَ الأُسُودِ، علی أَكْنافِها اللِّبَدُ و اللیث فی لغة هذیل: اللَّسِنُ الجَدِلُ، و قال عمرو بن بحر: اللیثُ ضَرْبٌ من العناكب، قال: و لیس شی‌ء من الدواب مثله فی الحِذْقِ و الخَتْلِ، و صوابِ الوَثْبَةِ و التَّسْدِیدِ، و سرعةِ الخَطْفِ و المُدَاراة، لا الكلبُ و لا عَناقُ الأَرض، و لا الفهدُ و لا شی‌ء من ذوات الأَربع، و إِذا عاینَ الذبابَ ساقطاً لَطأَ بالأَرض، و سَكَّنَ جَوَارِحَهُ ثم جمع نفسه و أَخَّرَ الوَثْبَ إِلی وقت الغِرَّة، و تری منه شیئاً لم ترَه فی فهد و إِن كان موصوفاً بالختل للصید. و لایَثَهُ: زَایَلَهُ مُزَایَلَةَ اللَّیثِ. و اللَّیْثُ: العنكبوت، و قیل: الذی یأْخذ الذُّبابَ، و هو أَصغر من العنكبوت. و لایَثْتُ فلاناً: زاولته مزاولة، قال الشاعر: شَكِسٌ، إِذا لایَثْتَه، لَیْثِیُّ و یقال: لایَثَه أَی عامله معاملة اللیث، أَو فاخره بالشَّبه باللیث. و قولهم: إِنه لأَشْجَعُ من لَیْثِ عِفِرِّینَ، قال أَبو عمرو: هو الأَسد، و قال الأَصمعی هو دابة مثل الحِرْباء تتعرَّض للراكب، نسب إِلی عِفِرِّینَ: اسم بلد، قال الشاعر: فلا تَعْذِلی فی حُنْدُجٍ، إِنَّ حُنْدُجاً و لَیْثَ عِفِرِّینٍ، عَلیَّ، سَواءُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 189
و لیثُ عِفِرِّینَ مذكور فی موضعه. و اللِّیثُ: نبات اشتعل ورقاً، و قیل: أَخرج زهره. و اللَّیث: أَن یكون فی الأَرض یَبِیسٌ فیصیبه مطر فینبت، فیكون نصفه أَخضر و نصفه أَصفر. و مكان مَلِیثٌ و مَلُوثٌ و كذلك الرأْس إِذا كان بعض شعره أَسود و بعضه أَبیض. و اللِّیثُ، بالكسر: نبات ملتف، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و قد تقدَّم. و اللَّیْثُ: واد معروف بالحجاز. و بنو لَیْثٍ: بطن، و فی التهذیب: حیٌّ من كنانة. و تَلَیَّثَ فلان و لَیَّثَ و لُیِّثَ: صار لَیْثِیَّ الهَوَی و العَصَبِیَّةِ، قال رؤبة: دُونك مَدْحاً من أَخٍ مُلَیَّثِ عنك، بما أَوْلَیْتَ فی تَأَثُّثِ

متث؛ ج2، ص: 189

: مَتْثَی أَبو یونس، علیه السلام، سریانیة، أَخبر بذلك أَبو العلاء؛ قال ابن سیدة: و المعروف مَتَّی، و قد تقدم.

فصل المیم؛ ج2، ص: 189

مثث؛ ج2، ص: 189

: مَثَّ العَظمُ مَثًّا: سال ما فیه من الوَدَك؛ قال أَبو تراب: سمعت أَبا مِحْجَنٍ الضَّبَابِیَّ یقول: مُثَّ الجُرْحَ و مُشَّه أَی انْفِ عنه غَثِیثَتَهُ؛ و مَثَّ شاربَهُ إِذا أَطعمه شیئاً دَسِماً. ابن سیدة: مَثَّ شارِبُهُ یَمُثُّ مَثّاً: أَصابه الدَّسَمُ فرأَیت له وَبِیصاً. قال ابن دُرَیْدٍ: أحْسَبُ أَن مَثَّ و نَثَّ بمعنی واحد، و سیأْتی ذكر نَثَّ؛ قال أَبو زید: مَثَّ شارِبَهُ یَمُثُّهُ مثّاً إِذا أَصابه دَسَمٌ فمسحه بیدیه، و یُری أَثَرُ الدَّسَمِ علیه. قال أَبو تراب: سمعت واقعاً یقول: مَثَّ الجرحَ و نَثَّهُ إِذا دَهَنَهُ؛ و قال ذلك عرام. و مثَّ السِّقاءُ و الزِّقُّ یَمُثُّ، و تَمَثْمَثَ: رَشَحَ؛ و قیل: نَتَحَ من مَهْنِهمْ له؛ قال الجوهری: و لا یقال فیه: نَضَح. و مَثَّ الرجلُ یَمُثُّ: عَرِقَ من سِمَنٍ. و‌روی فی حدیث عمر: یَمُثُّ مَثَّ الحَمِیتِ.و مَثَّ الحَمِیتُ: رَشَحَ، و هی المَثْمَثَةُ. و جاء یَمُثُّ إِذا جاء سَمِیناً یُری علی سَحْنَتِه و جلْده مثلُ الدُّهن؛ قال الفرزدق: تَقُولُ كُلَیْبٌ، حِینَ مَثَّتْ جُلُودُها، و أَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا أَتاه یسأَله قال: هَلَكْتُ قال: أَ هَلَكْتَ و أَنت تَمُثُّ مثَّ الحَمیتِ؟أَی تَرْشَحُ من السمن، و یروی بالنون. و نَبْتٌ مَثَّاثٌ: نَدٍ؛ قال: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدی مَثَّاثا و مَثَّ یده و أَصابعه بالمِنْدِیل أَو بالحَشِیشِ و نحوه مثًّا: مسحها، لغةٌ فی مَشَّ؛ و‌فی حدیث أَنس: كان له مندیل یَمُثُّ به الماءَ إِذا توضأَ‌أَی یَمْسَحُ به أَثَرَ الماء و ینشفه؛ و قیل: كل ما مسحته فقد مَثَثْتَهُ مَثًّا، و كذلك مَشَشْتَه؛ قال إمرؤ القیس: نَمُثُّ بأَعْرافِ الجِیادِ أَكُفَّنا، إِذا نَحْنُ قُمْنا عن شِواءِ مُضَهَّبِ و رواه غیره: نَمُشُّ؛ قال ابن دُرَید: أَحْسَبُه مقلوباً عن ثَمَمْتُ. و مَثْمَثُوه، كَثَمْثَمُوه؛ عن ابن الأَعرابی. و مَثْمَثَ الرجلُ إِذا أَشبع الفَتیلَةَ من الدُّهْنِ؛ و یقال: مَثْمِثُوا بنا ساعَةً، و ثَمْثِمُوا بنا ساعة، و لَثلِثوا ساعة أَی رَوِّحُوا بنا قلیلًا. و المَثْمَثَةُ: التَّخلِیط؛ یقال: مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطه. و مَثْمَثَه أَیضاً:
لسان العرب، ج‌2، ص: 190
مِثْلُ مَزْمَزَه، عن الأَصمعی. یقال: أَخذه فمَثْمَثَه و مَزْمَزَه إِذا حرَّكه، و أَقبل به و أَدْبَر؛ قال الشاعر: ثم اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا، نَكَفْتُ حَیْثُ مَثْمَثَ المِثْماثا قال: یقول انْتَكَفْتُ أَثرَه، و الأَفْعَی تَخْلِطُ المَشْیَ؛ فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً. و المِثْمَاثُ، بكسر المیم: المصدر، بالفتح الاسم.

محث؛ ج2، ص: 190

: مَحَثَ الشی‌ءَ: كَحَثَمَه.

مرث؛ ج2، ص: 190

: مَرَثَ به الأَرضَ و مَرَّثها: ضربها به؛ هذه روایة أَبی عبید، و روایة الفراء: مَرَنَ، بالنون. و مَرَثَ الشی‌ءَ فی الماء یَمْرُثُهُ وَ یَمْرِثُهُ مَرْثاً: أَنْقَعَه فیه. و مَرثَ الشی‌ءَ یَمْرُثُهُ مَرْثاً، حتی صار مثل الحَسَاء، ثم تَحَسَّاه. و كلُّ شَی‌ءٍ مُرِذَ، فَقَدْ مُرِثَ. الأَصمعی فی باب المبدل: مَرَثَ فلان الخُبْزَ فی الماء و مَرَذه، قال: هكذا رواه أَبو بكر عن شمر، بالثاء و الذال. الجوهری: مَرَثَ التمرَ بیده یَمْرُثُه مَرْثاً: لغة فی مرسه، إِذا ماثه و دافه، و ربما قیل: مَرَذَه. و المَرْثُ: المَرْسُ. و مَرَثَ الشی‌ءَ: ناله بغَمْزٍ و نحوه. و المَرْثُ: مَرْسُك الشی‌ءَ تَمْرُثُهُ فی ماء و غیره حتی یفترق. و مَرَّثَه تمریثاً إِذا فَتَّتَه؛ و أَنشد: قَراطِفُ الیُمْنَةِ لم تُمَرَّثِ و مَرَثَ السَّخْلَةَ و مَرَّثَها: نالها بسَهَكٍ فلم تَرْأَمها أُمّها لذلك. ابن الأَعرابی: المَرْثُ المَصُّ، قال و المَرْثَةُ مَصَّةُ الصَّبیِّ ثَدْیَ أُمِّه مَصَّةً واحدةً، و قد مَرَثَ یَمْرُثُ مَرْثاً إِذا مَصَّ. و مَرَثَ الصبیُّ إصْبعَه إِذا لاكها؛ قال عبدة بن الطبیب: فرجَعْتُهم شَتَّی، كأَنّ عمِیدَهم فی المَهْد یَمْرُثُ وَدْعَتَیْهِ مُرْضَعُ [مُرْضِعُ و مرثَ الصبیُّ یَمْرُثُ إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه. و‌فی حدیث الزبیر قال لابنه: لا تخاصم الخوارج بالقرآن، خاصمهم بالسُّنَّة؛ قال ابن الزبیر: فخاصمتهم بها فكأَنهم صِبْیانٌ یَمْرُثون سُخُبَهم‌أَی یَعَضُّونها و یَمَصُّونها. و السُّخُبُ: فلائِدُ الخَرَز؛ یعنی أَنهم بُهِتوا و عجزوا عن الجواب. و مَرَثَ الوَدَعَ یَمْرُثه و یمرِثه مَرْثاً: مَصَّه. و فی المثل: أَ لا تُمَرِّثُنی الوَدْع و الوَدَع؟ إِذا عاملك فطمِع فیك؛ یُضْرَبُ مثلًا للأَحمق. و رجل مِمْرَثٌ: صبور علی الخصام، و الجمع مَمارِثُ. ابن الأَعرابی: المَرْثُ الحِلْمُ. و رجل مِمْرَثٌ: حلیم وَقُورٌ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَتی السِّقایة و قال: اسْقونی، فقال العباس: إِنهم قد مَرَّثوه و أَفسدوه.قال شمر: مَرَّثوه أَی وَضَّروه و وسخوه بإِدخال أَیدیهم الوَضِرَةِ؛ قال: و مَرَّثه و وَضَّرَه واحد. قال و قال ابن جعیل الكلبی: یقال للصبی إِذا أَخذ ولد الشاة لا تَمْرُثْه بیدك فلا تُرْضِعَه أُمّه، أی لا تُوَضِّرْهُ بلَطْخ یَدك؛ و ذلك أَن أُمه إِذا شَمَّتْ رائحة الوَضَرِ نفرت منه. و قال المفضل الضبی: یقال أَدْرِك عَناقَك لا یُمَرِّثوها؛ قال: و التَّمْریثُ أَنْ یَمْسَحَها القوم بأَیدیهم و فیها غَمَر، فلا تَرْأَمَها أُمُّها من ریح الغَمَر.

مغث؛ ج2، ص: 190

: المَغْثُ: التباس الشُّجَعاء فی الحرب و المعركة. و المَغْثُ: العَرْك فی المصارعة. و مَغَثَ «3» الدواءَ فی الماء یَمْغَثه مغْثاً: مرثه. و المَغْثُ: اللطخ.
(3). قوله [مغث] ظاهر صنیع القاموس أَنه من باب كتب لكن ضبط المضارع فی أصل اللسان یقتضی أنه من باب منع و هو القیاس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 191
و مَغَثْتُ عِرْضَه بالشتم و مَغَثَ عِرْضَه یَمْغَثه مغثاً: لطخه؛ قال صخر بن عمیر: مَمْغُوثَةٌ أَعراضُهُم مُمَرْطَله، كما تُلاثُ بالهِناء الثَّمَله مَمْغُوثة أَی مُذَلَّلة، و صوابه مَمْغُوثةً، بالنصب، و قبله: فَهَلْ عَلِمْتَ فُحَشاءَ جَهَلَهْ و المُمَرْطَلة: الملطخة بالعیب. و الثَّملة: خرقة تُغْمَس فی الهِناء. و یقال: بینهما مِغاثٌ أَی لحاءٌ و حِكاكٌ. الجوهری: مَغَثُوا عِرْض فلان أَی شانوه و مضَغُوه. و مغَثَ الشی‌ءَ یَمْغَثه مَغْثاً: دَلَكَه و مَرَسه. و رجل مَغْثٌ و مُماغِثٌ: مُمارِس مُصارع شدیدُ العلاج. و رجل مُماغِثٌ إِذا كان یُلاحُّ الناس و یُلادُّهم. و مغثَ المطرُ الكَلأَ یَمْغَثُه مَغْثاً، فهو مَمْغُوثٌ و مَغِیثٌ: أَصابه المطر فغسله، فغیَّر طعمه و لونه بصُفرة و خَبَّثَه و صرعه. و مَغَثَهم بشَرٍّ مَغْثاً: نالهم. و مغثوا فلاناً إِذا ضربوه ضرباً لیس بالشدید كأَنهم تَلْتَلُوه. و المَغْثُ عِند العرب: الشَّرُّ؛ و أَنشد: نُوَلِّیها الملامةَ إِن أَلِمْنا، إِذا ما كان مَغْثٌ، أَو لِحاءُ معناه: إِذا ما كان شر أَو مُلاحاة. و رجل مَغِیثٌ و مَغِثٌ: شِرِّیرٌ، علی النسب. و مَغْثُ الحُمَّی: تَوْصِیمُها. و رجل مَمْغُوثٌ: محموم؛ عن ابن الأَعرابی. و قد مُغِثَ إِذا حُمَّ. و‌فی حدیث خیبر: فمَغَثَتْهم الحُمَّی‌أَی أَصابتهم و أَخذتهم. و أَصل المَغْثِ: المَرْسُ و الدَّلْكُ بالأَصابع. و‌فی حدیث عثمان: أَنَّ أُمَّ عَیَّاشٍ قالت: كنتُ أَمْغَثُ له الزبیبَ غُدْوَةً فیشربه عَشِیَّةً، و أَمْغَثُه عَشیَّةً فیشربه غُدْوَةً.و‌فی الحدیث: أَنه قال للعباس: اسقونا، یعنی من سِقایتِه، فقال: إِنَّ هذا شرابٌ قد مُغِث و مُرِث‌أَی نالته الأَیدی و خالَطَتْه. سَلمَة: مَغَثْتُه و غَتَتُّه و مَصَحْتُه و غَطَطْتُه: بمعنی غرَّقته، و كذلك قَمَسْتُه. و المُغاثُ: أَهونُ أَدواء الإِبل؛ عن الهَجَریّ، قال قروة: سبعة أَیام یأْكل فیها و یشرب ثم یبرأُ. و ماغِثٌ: لقبُ عُتَیْبَة بن الحارث.

مكث؛ ج2، ص: 191

: المُكْثُ: الأَناةُ و اللَّبَثُ و الانتظار؛ مَكَثَ یَمْكُثُ، و مَكُثَ مَكْثاً و مُكْثاً و مُكوثاً و مَكاثاً و مَكاثةً و مِكِّیثَی؛ عن كراع و اللحیانی، یمدّ و یقصر. و تَمَكَّثَ: مَكَثَ. و المَكِیثُ: الرَّزینُ الذی لا یَعْجَل فی أَمره، و هم المُكَثاءُ و المَكِیثون، و رجل مَكِیثٌ أَی رَزِینٌ؛ قال أَبو المُثَلَّمِ یعاتب صخراً: أَ نَسْلَ بَنی شِعارَةَ، مَن لِصَخْرٍ؟ فإِنِّی عن تَقَفُّرِكم مَكِیثُ قوله: عن تَقَفُّرِكم أَی عن أَن أَقتفی آثاركم، و یروی عن تفقركم أَی أَن أَعْمَلَ بكم فاقِرَةً. و الماكِثُ: المُنْتَظِرُ، و إِن لم یكن مَكِیثاً فی الرَّزانة. و قول الله عز و جل: فَمَكَثَ غَیْرَ بَعِیدٍ؛ قال الفراء: قرأَها الناس بالضم، و قرأَها عاصم بالفتح: فَمَكَثَ؛ و معنی غَیْرَ بَعِیدٍ أَی غیرَ طویل، من الإِقامة. قال أَبو منصور: اللغة العالیة مَكُثَ، و هو نادر؛ و مَكَثَ جائزة و هو القیاس. قال: و تَمَكَّثَ إِذا انتَظَر أَمْراً و أَقام علیه، فهو مُتَمَكِّثٌ منتظِر. و تَمَكَّثَ: تَلَبَّث. و المُكْثُ: الإِقامةُ مع الانتظار و التَّلَبُّث فی المكان، و الاسم المُكْث و المِكْثُ، بضم المیم و كسرها. و المِكِّیثَی مثل الخِصِّیصَی: المُكْثُ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 192
و سار الرجلُ مُتَمَكِّثاً أَی مُتَلَوِّماً. و‌فی الحدیث أَنه توضَّأَ وضوءاً مَكِیثاً‌أَی بطیئاً مُتأَنّیاً غیرَ مستعجل. و رجل مَكِیثٌ: ماكِث. و المَكیثُ أَیضاً: المُقیم الثابت؛ قال كثیر: و عَرَّسَ بالسَّكرانِ یَومَین، و ارتكَی یَجرُّ، كما جَرَّ المَكِیثُ المُسافرُ

ملث؛ ج2، ص: 192

: المَلْثُ: أَن یَعِدَ الرجلُ الرجلَ عِدَةً لا یرید أَن یَفِیَ بها. ابن سیدة: مَلَثَه یَمْلُثه مَلْثاً: وعده عِدَةً كأَنه یردّه عنها، و لیس یَنوی له وفاء. و مَلَثَهُ بكلام: طَیَّبَ به نفْسَه و لا وفاء له؛ و مَلَذَهُ یَمْلُذُه مَلْذاً. و المَلْثُ: اختلاطُ الظُّلمة، و قیل: هو بعدَ السَّدَف. و أَتیته مَلَثَ الظَّلامِ و مَلَسَ الظلام و عند مَلَثِه أَی حین اخْتلط الظلام، و لم یشتدَّ السوادُ جدّاً حتی تقول: أَخوك أَم الذئبُ؟ و ذلك عند صلاة المغرب و بعدها؛ و أَنشد الجَندل بن المُثَنَّی الطُّهَوی: و مَنْهَلٍ من الأَنِیس نائی، دَاویتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ، إِذا انغَمَسْنَ مَلَثَ الإِمْساءِ و یُستعمل ظرفاً و اسماً غیر ظرف. أَبو زید: مَلَثُ الظلامِ اختلاطُ الضَّوء بالظلمة، و هو عند العشاء و عند طلوع الفجر؛ و قال ابن الأَعرابی: المَلْثَةُ و المَلْثُ أَولُ سواد المغرب، فإِذا اشتدَّ حتی یأْتیَ وقتُ العشاء الأَخیرة، فهو المَلَسُ، فلا یمیز هذا من هذا لأَنه قد دخل المَلْثُ فی الملَسِ، و مِثله اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ. و المِلاثُ: المُلاعَبة؛ قال: تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ و الرِّعاثِ من عَزَبٍ، لیس بذی مِلاثِ كذا أَنشده ابن الأَعرابی بكسر المیم.

موث؛ ج2، ص: 192

: ابن السكیت: ماثَ الشی‌ءَ یَمُوثُه مَوْثاً: مَرَسَه. و یَمیثُه، لغةٌ، إِذا دافَه. الجوهری: مُثْتُ الشی‌ءَ فی الماء أَموثه مَوْثاً و مَوَثاناً إِذا دُفْتَه فانماثَ هو فیه انمِیاثاً، و الكلمة واویة و یائیة، و‌ها نحن نذكرها.

میث؛ ج2، ص: 192

: ماثَ الشی‌ءَ مَیْثاً: مَرَسَه. و ماثَ المِلحَ فی الماء: أَذابه؛ و كذلك الطین، و قد انماثَ. اللیث: ماث یَمِیثُ مَیْثاً: أَذابَ الملح فی الماء حتی امَّاثَ امِّیاثاً. و كلُّ شی‌ءٍ مَرَسته فی الماء فذاب فیه، من زعفرانٍ و تمرٍ و زبیبٍ و أَقِط، فقد مِثْتَه و مَیَّثْتَه. و أَماث الرجلُ «1» لنفسه أَقِطاً إِذا مَرَسْتَه فی الماء و شرِبْتَه؛ و قال رؤبة: فَقُلْتُ، إِذ أَعْیا امْتِیاثاً مائِثُ، و طاحتِ الأَلْبانُ و الْعَبائِثُ یقول: لو أَعیاه «2» المَریسُ من التمر و الأَقِط فلم یجد شیئاً یمتاثُه و یشرب ماءه، فیتبلغ به لقلة الشی‌ء و عَوَزِ المأْكول. ابن السكیت: ماث الشی‌ءَ یموثُه و یَمِیثُه، لغة، إِذا دافَه. الجوهری: مِثْتُ الشی‌ءَ فی الماء أَمِیثه لغة فی مُثْتُه إِذا دُفْتَه فیه. و‌فی حدیث أَبی أُسَید: فلما فرغ من الطعام أَماثَتْه فسقته إِیاه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی أَماثَتْه، و المعروف ماثَتْه. و‌فی حدیث علیّ: اللهمَّ مِثْ قلوبَهم، كما یُماثُ الملح فی الماء.و المَیْثاءُ: الأَرضُ اللینةُ من غیر رمل و كذلك الدَّمِثَة؛ و فی الصحاح: المَیْثاء الأَرض السَّهلة،
(1). قوله [و أَماث الرجل إلخ] صوابه و امتاث. كذا بهامش الأَصل بخط السید مرتضی، و العهدة علیه فی ذلك. و قوله إِذا مرسته إلخ لعل صوابه مرسه فی الماء و شربه كما هو ظاهر. (2). قوله [لو أَعیاه إلخ] المشاهد فی البیت إذ أعیا، فلعله سبق القلم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 193
و الجمع مِیثٌ، مثل هَیْفاءَ و هِیفٍ. و تَمَیَّثَت الأَرضُ إِذا مُطِرَت فلانت و برَدَت. و المَیْثاءُ: الرملة السَّهلة و الرابیة الطَّیِّبة. و المَیْثاء: التَّلْعة التی تَعْظُم حتی تكون مثلَ نصف الوادی أَو ثُلُثیه. و مَیَّثَ الرجلَ: ذلله. و مَیَّثَهُ: لَیَّنَهُ؛ و أَنشد لمتمم: و ذو الهَمِّ تُعْدیه صَرِیمَةُ أَمْرِهِ، إِذا لم تُمَیِّثْه الرُّقَی و تُعادِل و مَیَّثَه الدهرُ: حَنَّكَهُ و ذَلَّلَهُ. و الامْتِیاثُ: الرَّفاهِیَةُ و طِیبُ العَیش. أَبو عمرو: یقال لِغِرْقِئِ البَیضِ: المُسْتَمیثُ. و مَیْثاءُ: اسم امرأَة؛ قال الأَعشی: لِمَیْثاءَ دارٌ قد تَعَفَّتْ طُلولُها، عَفَتْها نَضِیضاتُ الصَّبا، فمَسِیلُها

فصل النون؛ ج2، ص: 193

نأث؛ ج2، ص: 193

: نَأَثَ یَنْأَثُ نَأْثاً: أَبْطأَ، و سَیرٌ مِنْأَثٌ: بَطی‌ءٌ؛ قال رؤبة: و اعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ

نبث؛ ج2، ص: 193

: نَبَثَ الترابَ یَنْبُثُه نَبْثاً، فهو مَنْبُوثٌ و نَبیثٌ: استخرجه من بئر أَو نهر، و هی النَّبیثَةُ و النَّبیثُ و النَّبَثُ، و جمع النَّبَثِ: أَنْباثٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: حتی إِذا وَقَعْنَ كالأَنْباثِ، غَیرَ خَفِیفاتٍ و لا غِراثِ وَقَعْنَ: اطْمَأْنَنَّ بالأَرض بعد الرّیّ. الجوهری: نَبَثَ یَنْبُثُ مثل نَبَشَ یَنْبُشُ: و هو الحفر بالید. و النبیثة: تراب البئر و النهر؛ قال الشاعر أَبو دلامة: إِنِ النَّاسُ غَطَّونی، تَغَطَّیْتُ عَنْهُمُ، و إِن بَحَثُونی، كان فیهم مَباحِثُ و إِنْ نَبَثُوا بِئری، نَبَثْتُ بِئارَهُمْ، فَسَوْفَ تَری ماذا تُرَدُّ النَّبائِثُ أَبو عبید: هی ثَلَّةُ البئر و نَبِیثَتُها، و هو ما یُسْتَخْرجُ من تراب البئر إِذا حُفِرت، و قد نُبثَتْ نَبْثاً. و ذكر ابن سیدة فی خطبة كتابه مما قصد به الوضْعَ من أَبی عبید القاسم بن سلام، فی استشهاده بقول الهذلی: لحَقُّ بَنی شِعارَةَ أَن یَقُولوا لِصَخْرِ الغَیِّ: ما ذا تَسْتَبیثُ؟ علی النَّبیثَةِ التی هی كُناسة البئر، و قال: هیهات الأَرْوی من النَّعامِ الأَرْبَد، و أَین سُهَیْلٌ من الفرقد؟ و النَّبیثة من نَبَثَ، و تستبیث من بَوَثَ أَو من بَیَثَ. الجوهری: خَبیثٌ نَبِیثٌ إِتباع. و فلان یَنْبُثُ عن عیوب الناس أَی یُظْهِرها. و نَبَثَتِ الضبعُ التراب بقوائمها فی مشیِها: اسْتَثارَتْهُ. و یقال: ما رأَیتُ له عَیْناً و لا نَبْثاً، كقولك: ما رأَیت له عَیْناً و لا أَثَراً؛ قال الراجز: فلا تَری عَیْناً و لا أَنْباثا إِلَّا مَعاثَ الذِّئبِ، حین عاثا فالأَنْباثُ: جمع نَبَث، و هو ما أُبْئِرَ و حُفِرَ و اسْتُنْبِثَ؛ و قال زهیر یصف عَیْراً و أُتُنَه: یَخِرُّ نَبیثُها عن جانِبَیْهِ، فَلَیْسَ لِوَجْهِهِ منها وِقاءُ و قال ابن الأَعرابی: نَبیثُها ما نُبِثَ بأیدیها أَی حفرت من التراب. قال: و هو النَّبِیثُ و النَّبیذُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 194
و النَّحِیتُ، كله واحد. و خَبیثٌ نَبیثٌ یَنْبُثُ شَرَّهُ أَی یَسْتَخْرِجُه. و الأُنْبُوثَةُ: لُعْبَة یَلْعَبُ بها الصبیانُ، یَحْفِرون حَفِیراً و یَدْفِنون فیه شَیْئاً، فمن استَخْرجه فقد غَلَب. ابن الأَعرابی: النَّبِیثُ ضَرْب من سمك البحر. و‌فی حدیث أَبی رافع: أَطْیَبُ طعامٍ أَكلتُ فی الجاهلیةِ نَبیثَةُ سَبُع؛ النبیثة: تراب یُخْرج من بئر أَو نهر، فكأَنه أَراد لحماً دفنه السبع لوقت حاجته فی موضع، فاستخرجه أَبو رافع فأَكله.

نثث؛ ج2، ص: 194

: النَّثُّ: نَشْرُ الحدیثِ؛ و قیل: هو نشر الحدیث الذی كَتْمُه أَحَقُّ من نَشْرِه. نَثَّه یَنُثُّه و ینِثُّه نَثًّا إِذا أَفشاه؛ و یروی قول قیس بن الخطیم الأَنصاری: إِذا جاوَزَ الإِثْنَیْنِ سِرٌّ، فَإِنه، بِنَثٍّ و تَكْثِیرِ الوُشاةِ، قَمِینُ و رجل نَثَّاثٌ و مِنَثٌّ، عن ثعلب. أَبو عمرو: النُّثَّاث المغتابون للمسلمین. و نَثَّ العظمُ نَثًّا: سال وَدَكُهُ. و نَثَّ یَنِثُّ نَثِیثاً، و مَثَّ یَمِثُّ: عَرِقَ من سِمَنِه فرأَیْتَ علی سَحْنَتِه و جِلْدِه مِثلَ الدُّهْن. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أن رجلًا أَتاه یسأَله فقال: هَلَكْتُ، فقال عمر: اسكتْ أَ هَلَكْتَ و أَنْتَ تَنِثُّ نَثَّ الحَمیتِ؟ و یُروی نَثِیثَ الحَمِیت.نَثَّ الزِّقُّ ینِث، بالكسر، نَثِیثاً و نَثّاً إِذا رَشَحَ بما فیه من السَّمْن؛ أَراد: أَ تَهْلِك و جسدُك كأَنه یَقْطُر دَسَماً؟ قال أَبو عبید: النِّثِّیثُ أَنْ یَعْرَقَ و یَرْشَحَ من عِظَمِهِ و كثرة لحمه. و قال غیره: نَثَّ الحَمِیتُ و مَثَّ، بالنون و المیم، إِذا رشح ما فیه من السَّمن. یَنِثُّ و یَمِثُّ نَثًّا و نَثِیثاً. الأَزهری: ثَنْثَنَ إِذا رَعَی الثِّنَّ، و نَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرْقَاً كثیراً. و فی التهذیب: أَما قولك نثَّ الحدیثَ یَنُثُّه نَثًّا، فهو بضم النون لا غیر، و ذلك إِذا أَذاعَه. و‌فی حدیث أُم زرع: لا تَنُثُّ حدیثنا تَنْثِیثاً، النَّثُّ: كالبَثِّ؛ تقول لا تُفْشِی أَسرارَنا و لا تُطْلِعُ الناسَ علی أَحوالنا. و التَّنْثیثُ: مصدر یُنَثِّثُ، فأَجراه علی یَنُثُّ، و یروی بالباء الموحدة. و النَّثِیثَة: رشح الزِّقِّ أَو السِّقاءِ. و النَّثُّ: الحائط النَّدِیُّ المُسْتَرْخی. قال ابن سیدة: أَظنه فَعِلًا، كما ذهب إِلیه سیبویه فی طَبٍّ و بَرٍّ. و كلامٌ غَثٌّ نَثٌّ: إِتباع.

نجث؛ ج2، ص: 194

: نَجَثَ الشی‌ءَ یَنْجُثُهُ نَجْثاً و تَنَجَّثَه: استَخْرجه. و تَنَجَّثَ الأَخبارَ، بَحَثَها. و رجل نَجَّاثٌ: بَحَّاثٌ عن الأَخبار. الأَصمعی: نَبَثُوا عن الأَمْرِ و نجَثُوا عنه و بَحَثُوا، بمعنی واحد. و رجل نَجَّاثٌ و نَجِثٌ: یَتَتَبعُ الأَخْبارَ و یستخرجها؛ قال الأَصمعی: لیس بِقَسَّاسٍ و لا نَمٍّ نَجِثْ و یقال: بُلِغَتْ نَجِیثَتُه و نَكِیثَتُه أَی بَلغَ مجهودَه؛ و قوله أَنشده شمر: أَزْمانَ عَنِّی قَلْبُكَ المُسْتَنْجِثُ، بِمَأْلَفٍ فی جَمْعِكُمْ مُسْتَنْبِثُ قال: و المُسْتَنْجِثُ المُسْتَخْرِجُ؛ یقال: نَجَثَه إِذا أَخرجه؛ و قیل: المُسْتَنْجِثُ مثل المُنْهَمِك. و نَجِیثَةُ الخَبَرِ: ما ظهر من قبیحه. و نَجِیثُ القوم: سِرُّهم. الفراء: من أَمثالهم فی إِعْلانِ السِّرِّ و إِبْدائِه بعد كتمانه قولهم: بَدا نجیثُ القوم إِذا ظهر سرُّهم الذی كانوا یخفونه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: انْجُثُوا لی ما عند
لسان العرب، ج‌2، ص: 195
المُغِیرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحدیثِ.النَّجْثُ: الاستخراج، و كأَنه بالحدیث أَخص. و‌فی حدیث أُم زرع: و لا تُنَجِّثُ عن أَخبارنا تَنْجِیثاً.و‌فی حدیث هند أَنها قالت لأَبی سفیان لما نزلوا بالأبواء فی غزوة أُحُد: لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ محمد‌أَی نبشتم. و نَجِیثُ الثَّناء: ما بلغ منه. و نَجِیثُ البئْرِ و الحُفْرَةِ و نَجِیثَتُهما: ما خرج من ترابهما، و أَتانا نَجِیثُ القوم أَی أَمْرُهم الذی كانوا یُسِرُّونه؛ قال لبید یذكر بقرة: مَدی العَیْنِ منها أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ، كقَدْرِ النَّجیثِ، ما یَبُدُّ المُناضِلا أَراد: أَن البقرة قریبةٌ من ولدها تراعیه، كقَدْر ما بین الرامی و الهَدَف. و النَّجیثَةُ: ما أُخرج من تراب البِئر مِثْلُ النَّبِیثَةِ. و أَمْرٌ له نَجِیثٌ أَی عاقبة سَوْءٍ. و الاسْتِنْجاثُ: التَّصَدِّی للشی‌ء و الإِقبالُ علیه و الولُوع به. و استَنْجَثَ الشی‌ءَ تَصَدَّی له و أُولِعَ به و أَقْبَلَ علیه. و النَجِیثُ: الهَدَف، و هو تراب یُجمع، سمی نجیثاً لانتصابه و استقباله؛ و قیل: النَّجِیثُ تراب یُسْتخرَجُ و یُبْنی منه غَرَضٌ و یُرْمی فیه، و ذلك أَن یُنْبَثَ الترابُ، ثم یُكَوَّمَ كَوْمَةً، ثم یُجْعَلَ علیها قِطعة شَنَّةٍ فیُرْمی فیها. و نَجَثَ فلانٌ بنی فلان یَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهُمْ، و اسْتَغاثَ بهم؛ و یقال: یَسْتعویهم، بالعین، یقال: خرج فلان یَنْجُثُ بنی فلان أَی یَسْتَعْویهم. و النُّجْثُ و النُّجُثُ: غِلافُ القلب، و كذلك البیت للإِنسان، و الجمع منهما: أَنْجاث؛ قال: تَنْزُو قلوبُ الناسِ فی أَنْجاثِها و انْتَجَثَتِ الشاةُ: سَمِنَت؛ قال كثیر عزَّة یصف أَتاناً: تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك، و قد سَمِنَتْ سَوْرَةً و انْتِجاثا قال: سَوْرَةً أَی یَسُور فیها الشحمُ، فسَوْرَةً، علی هذا، منتصبٌ علی المصدر، لأَنّ سمنت فی قوّة سارت أَی تَجَمَّعَ سِمَنُها.

نحث؛ ج2، ص: 195

: النَّحِیثُ: لغة فی النحیف، عن كراع؛ قال ابن سیدة: و أُری الثاء فیه بدلًا من الفاء، و الله أَعلم.

نعث؛ ج2، ص: 195

: أَنْعَثَ فی ماله: قَدَّم فیه، و قیل: بَذَّرَه.

نغث؛ ج2، ص: 195

: ابن الأَعرابی: النَّغَثُ الشَّرُّ الدائم الشدید؛ یقال: وقعنا فی نَغَثٍ و عِصْوادٍ و رَیْبٍ و شِصْبٍ.

نفث؛ ج2، ص: 195

: النَّفْثُ: أَقلُّ من التَّفْل، لأَن التفل لا یكون إِلَّا معه شی‌ء من الریق؛ و النفثُ: شبیه بالنفخ؛ و قیل: هو التفل بعینه. نَفَثَ الرَّاقی، و فی المحكم: نَفَثَ یَنْفِثُ و یَنْفُثُ نَفْثاً و نَفَثاناً. و‌فی الحدیث أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ فی رُوعی، و قال: إِنّ نَفْساً لن تَموتَ حتی تَسْتوفِیَ رزقها، فاتَّقوا الله و أَجملوا فی الطلب؛ قال أَبو عبید: هو كالنَّفْثِ بالفم، شبیهٌ بالنفخ، یعنی جبریلَ أَی أَوْحی و أَلقی. و الحیَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حین تَنْكُزُ. و الجُرْحُ یَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره. وَ سمٌّ نَفِیثٌ و دم نَفِیثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ؛ قال صخر الغیّ: مَتی ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها، علی أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِیثُ و‌فی الحدیث: أَنّ زَیْنَبَ بنتَ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، أَنْفَرَ بها المشركون بعیرَها حتی سقطت،
لسان العرب، ج‌2، ص: 196
فَنَفَثَتِ الدماءَ مَكانَها، و أَلقت ما فی بطنها‌أَی سالَ دمُها. و أَما‌قوله فی الحدیث فی افتتاح الصلاة: اللهمَّ إِنی أَعوذ بك من الشیطان الرجیم من هَمْزِهِ و نَفْثِهِ و نَفْخِهِ؛ فأَما الهمز و النفخ فمذكوران فی موضعهما، و أَما النفث فتفسیره فی الحدیث أَنه الشِّعْرُ؛ قال أَبو عبید: و إِنما سمی النَّفْثُ شِعْراً «3» لأَنه كالشی‌ء یَنْفُثُه الإِنسانُ من فیه، مِثل الرُّقْیة. و‌فی الحدیث: أَنه قرأَ المُعَوِّذتین علی نَفْسِهِ و نَفَثَ.و‌فی حدیث المغیرة: مِئْناثٌ كأَنها نُفاثٌ‌أَی تَنْفُثُ البناتَ نَفْثاً. قال ابن الأَثیر: قال الخطابی: لا أَعلم النُّفاثَ فی شی‌ء غیر النَّفْثِ، قال: و لا موضع لها هاهنا؛ قال ابن الأَثیر: یحتمل أَن یكون شبَّه كثرة مجیئها بالبنات بكثرة النَّفْثِ، و تَواتُرِه و سُرْعَتِهِ. و قوله عز و جل: وَ مِنْ شَرِّ النَّفّٰاثٰاتِ فِی الْعُقَدِ؛ هنّ السَّواحِرُ. و النَّوافِثُ: السواحر حین یَنْفُثْنَ فی العُقَد بلا ریق. و النُّفاثَةُ، بالضم: ما تَنْفُثُه من فیك. و النُّفاثَةُ: الشَّظِیَّةُ من السواك، تَبْقی فی فم الرجل فَیَنْفُثُها. یقال: لو سأَلنی نُفاثةَ سِواكٍ من سِواكی هذا، ما أَعطیته؛ یعنی ما یَتَشَظَّی من السواك فیبقی فی الفم، فینفیه صاحبه. و‌فی حدیث النجاشی: و الله ما یزید عیسی علی ما تقول مِثْلَ هذه النُّفاثَةِ.و فی المَثَلِ: لا بد للمَصْدور أَن یَنْفِث [یَنْفُث. و هو یَنْفِثُ [یَنْفُثُ علیَّ غَضَباً أَی كأَنه یَنْفُخ من شدّة غضبه. و القِدْرُ تَنْفُثُ، و ذلك فی أَول غَلَیانها. و بَنُو نُفاثَةَ: حَیٌّ؛ و فی الصحاح: قوم من العرب.

نقث؛ ج2، ص: 196

: نَقَثَ یَنْقُثُ، و نَقَّثَ، و تَنَقَّثَ، و انْتَقَثَ، كُلُّه: أَسْرَعَ. و خرج یَنْقُثُ السیر و یَنْتَقِثُ أَی یُسْرع فی سیره. و خرجت أَنْقُثُ، بالضم، أَی أُسْرِع؛ و كذلك التَّنْقِیثُ و الانْتِقاثُ،قال أَبو عبید فی حدیث أُم زرع و نَعْتِها: جاریة أَبی زرع لا تُنَقِّثُ مِیرَتَنا تَنْقیثاً.النَّقْثُ: النَّقْلُ: أَرادت أَنها أَمینة علی حفظ طعامنا، لا تنقله و تُخْرجه و تُفرّقه. قال: و التنقیث الإِسراع فی السیر. و نَقَثَ فلان عن الشی‌ء، و نَبَثَ عنه إِذا حَفَرَ عنه؛ و قال الأَصمعی فی رجز له: كأَنَّ آثارَ الظَّرابی تَنْتَقِثْ، حَوْلَكَ بُقَّیْری الوَلیدِ المُنْتَجِثْ أَبو زید: نَقَثَ الأَرضَ بیده یَنْقُثُها نَقْثاً إِذا أَثارها بفأْس أَو مِسْحاة. و نَقَثَ العظمَ یَنْقُثُه نَقْثاً و انْتَقَثَه: استخرج مُخَّه. و یقال: انْتَقَثَهُ و انتقاه، بمعنی واحد. و تَنَقَّثَ المرأَةَ: اسْتَعْطَفها و استمالها، عن الهَجَریّ؛ و أَنشد بیت لبید: أَ لم تَتَنَقَّثْها، ابنَ قَیس بنِ مالكٍ، و أَنتَ صَفِیُّ نَفْسِه و سَخِیرُها؟ كذا رواه بالثاء، و أَنكر تَتَنَقَّذْها بالذال، و إِذا صحت هذه الروایة، فهو من تَنَقَّثَ العظمَ، كأَنه استخرج وُدّها كما یُسْتَخْرج من مخ العظم «4». و تَنَقَّثَ ضَیْعَتَه: تَعَهَّدَها. ابن الأَعرابی: النَّقْثُ النمیمة.

نكث؛ ج2، ص: 196

: النَّكْثُ: نَقْضُ ما تَعْقِدُه و تُصْلِحُه من بَیْعَةٍ و غیرها. نَكَثَه یَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ، و تَناكَثَ القومُ عُهودَهم: نقضوها، و هو علی المثل. و‌فی حدیث علی، كرّم الله وجهه: أُمِرْت بقتال الناكِثِینَ و القاسِطِین
(3). قوله [و إنما سمی النفث شعراً إلخ] هكذا فی الأَصل و الأَنسب أن یقول و إنما سمی الشعر نفثاً. (4). قوله [كما یستخرج من مخ العظم] من بیانیة. و عبارة شارح القاموس كما یستخرج مخ العظم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 197
و المارِقِین؛ النَّكْثُ: نَقْضُ العهد؛ و أَراد بهم أَهل وقعة الجمل، لأَنهم كانوا بایعوه ثم نقضوا بیعته، و قاتلوه؛ و أَراد بالقاسطین أَهل الشأْم، و بالمارقین الخوارج. و حَبْلٌ نِكْثٌ و نَكِیث و أَنْكاثٌ: مَنْكُوث. و النِّكْث، بالكسر: أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبیة و الأَكْسِیة البالیة، فَتُغْزَلَ ثانیةً، و الاسم من ذلك كله النَّكیثَةُ. و نَكَث العهدَ و الحبلَ فانْتَكَثَ أَی نقضه فانتقض. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَكُونُوا كَالَّتِی نَقَضَتْ غَزْلَهٰا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكٰاثاً؛ واحد الأَنْكاث: نِكْثٌ، و هو الغَزْلُ من الصوف أَو الشعر، تُبْرَمُ و تُنْسَجُ، فإِذا خَلَقَتِ النسیجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً، و نُكِثَتْ خیوطُها المبرومة، و خُلِطت بالصوف الجدید و نَشِبَتْ به، ثم ضُربت بالمطارق و غزلت ثانیة و استعملت، و الذی ینكُثها یقال له: نَكَّاثٌ؛ و من هذا نَكْثُ العهد، و هو نَقْضه بعد إِحْكامه، كما تُنْكَث خیوطُ الصوف المغزول بعد إِبْرامه. ابن السكیت: النَّكْثُ المصدر. و‌فی حدیث عمر: أَنه كان یأْخذ النِّكْثَ و النَّوی من الطریق، فإِن مَرَّ بدار قوم، رمی بهما فیها و قال: انتفعوا بهذا النِّكثَ؛ النِّكْث، بالكسر: الخیط الخَلَقُ من صوف أَو شعر أَو وَبرٍ، سمی به لأَنه یُنْقَضُ، ثم یُعاد فَتْلُه. و النَّكِیثَة: الأَمر الجلیل. و النَّكِیثَة: خُطَّةٌ صَعْبة یَنْكُثُ فیها القوم؛ قال طرفة: و قرّبتُ بالقُرْبَی، و جَدِّك أَنه متی یَكُ عَقْدٌ للنَّكِیثَةِ، أَشْهَدِ یقول: متی ینزل بالحیِّ أَمر شدید یبلغ النكیثة، و هی النفس، و یَجْهَدها، فإِنی أَشهده. قال ابن بری: و ذكر الوزیر المغربی أَنَّ النكیثة فی بیت طرفة هی النفس؛ و قال أَبو نخیلة: إِذا ذَكَرْنا، فالأُمورُ تُذْكَرُ، و استوعبَ، النَّكائِثَ، التَّفَكُّرُ، قُلْنا: أَمیرُ المُؤْمِنِینَ مُعْذِرُ یقول: استوعبَ الفِكرُ أَنْفُسَنا كلها و جَهَدَ بها. و النَّكِیثَةُ: النَّفسُ. قال أَبو منصور: و سمیت النفس نَكِیثَةً، لأَن تكالیف ما هی مضطرة إِلیه تَنْكُثُ قُوَاها، و الكِبَرُ یفنیها، فهی منكوثة القُوَی بالنَّصَبِ و الفناء، و أُدخلت الهاء فی النكیثة لأَنها اسم. الجوهری: فلانٌ شدیدُ النكیثة أَی النفس. و بُلِغت نَكِثَتُه أَی جُهْدُه. یقال: بُلِغَت نَكِیثَةُ البعیر إِذا جُهِدَ قوَّتَه. و نكائث الإِبل: قُوَاها؛ قال الراعی یصف ناقة: تُمْسِی، إِذا العِیسُ أَدْرَكْنا نَكائثَها، خَرْقاءَ، یعتادُها الطُّوفانُ و الزُّؤُدُ و بلغ فلانٌ نَكِیثَةَ بعیرِه أَی أَقْصَی مجهوده فی السیر. و قال فلانٌ قولًا لا نَكِیثَةَ فیه أَی لا خُلْفَ. و طلب فلانٌ حاجة ثم انْتَكَثَ لأُخری أَی انصرف إِلیها. و یقال: بعیرٌ مُنْتَكِثٌ إِذا كان سمیناً فَهُزِلَ؛ قال الشاعر: و مُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رأَسَه، و قد كَفَرَ اللَّیْلُ الخَرُوقُ المَوَامِیَا و نَكَثَ السِّواكَ و غَیْرَهُ یَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ: شَعَّثَهُ، و كذلك نَكَثَ السَّافَ عن أُصولِ الأَظفار.
لسان العرب، ج‌2، ص: 198
و النُّكَاثَةُ: ما انْتَكَثَ من الشی‌ء. و النُّكَاثُ: أَن یَشْتَكِیَ البعیرُ نُكْفَتَیْه، و هما عظمان ناتِئان عند شحمتی أُذنیه، و هو النُّكَافُ. اللحیانی: اللُّكاثُ و النُّكاثُ داءٌ یأْخذ الإِبلَ، و هو شبه البَثْرِ یأْخذها فی أَفواهها. و نِكْثٌ: اسمٌ. و بَشِیرُ بنُ النِّكْثِ: شاعر معروف، حكاه سیبویه، و أَنشد له: وَلَّتْ و دَعْواها شَدیدٌ صَخَبُهْ

نوث؛ ج2، ص: 198

: النَّوْثَةُ: الحَمْقَةُ.

فصل الهاء؛ ج2، ص: 198

هبث؛ ج2، ص: 198

: هَبَثَ مالَهُ یَهْبُثُه هَبْثاً: بَذَّرَهُ و فرَّقَهُ.

هثث؛ ج2، ص: 198

: الهَثْهَثَةُ و المَثْمَثَةُ: التخلیط؛ یقال: أَخذه فمَثْمَثَهُ إِذا حركه و أَقبل به و أَدْبر. و مَثْمَثَ أَمْرَهُ و هَثْهَثَهُ أَی خلطه؛ و أَنشد: و لم یَحُلَّ العَمِسَ الهَثْهَاثَا ابن سیدة: الهَثُّ خَلْطُكَ الشی‌ءَ بعضَه ببعضٍ، و الهَثُّ و الهَثْهَثَةُ: اختلاط الصوت فی حَرْب أَو صَخَبٍ، و الاسم منه الهَثْهَاثُ: قال العجاج: و أُمَراء أَفْسَدُوا، فعاثُوا، فَهَثْهَثُوا، فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ و الهَثْهَثَةُ و الهَثْهَاثُ: حكایة بعض كلام الأَلْثغ. و الهَثْهَثَةُ و الهَثْهاثُ: الفسادُ. و هَثْهَثَ الوالی الناس: ظلمهم. و الهَثْهَثَةُ: انْتِخالُ الثلج و البَرَد و عِظامِ القَطْرِ فی سُرْعة من المطر. و قد هَثْهَثَ السَّحابُ بمطره و ثلجِه إِذا أَرسله بسرعة؛ قال: من كلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ و یقال للراعیة إِذا وطئت المرعی من الرَطْب حتی «5» تُؤْتی: قد هَثْهَثَتْهُ؛ و أَنشد الأَصمعی: أَنْشَدَ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثا، فَهثْهَثَتْ بَقْلَ الحِمَی هَثْهَاثا ابن الأَعرابی: الهَثُّ الكَذِب. و رجل هَثَّاثٌ و هَثْهَاثٌ إِذا كان كذبه سُماقاً.

هرث؛ ج2، ص: 198

: «6»

هلث؛ ج2، ص: 198

: الهَلْثاءُ و الهِلْثَاءُ و الهَلثاءَةُ و الهِلْثَاءَةُ: الجماعة الكثیرة من الناس تعلو أَصواتها؛ یقال: جاءَ فلانٌ فی هَلْثاءٍ من أَصحابه، ممدود منوّن. الفراء: یقال هَلْثاءٌ من الناسِ، و هَلْثَاءَةٌ أَی جماعة، بكسر الهاء و فتحها. أَبو عمرو: الهُلْثَةُ الجماعة من الناس. ابن الأَعرابی: الهَلْثَی الجماعة من الناس. و قال ثعلب: الهَلْثَاة، مقصور: الجماعة؛ قال: و هم أَكثر من الوضِیمة. الصحاح: هَلْثَاءَةٌ و هَلاثَی: القومُ ینزلون علی قوم أَقلَّ منهم كالوضیمة أَو أَكثر شیئاً. و جاءَت هِلْثَاءةٌ [هَلْثَاءةٌ من كل وَجْه أَی فِرَقٌ. و الهَلائِثُ: السَّفَلَةُ، و هو من هَلائثهم؛ عن ابن الأَعرابی و لم یفسره؛ و قال ابن سیدة: أَری أَن معناه: من خُشَارتهم أَو جماعتهم.

هلبث؛ ج2، ص: 198

: الهِلْبَوثُ: الأَحمق، و یقال: الفَدْمُ. و الهِلْبَاثُ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبی حنیفة، قال: أَخبرنی شیخٌ من أَهل البصرة فقال: لا یُحْمَلُ شی‌ءٌ من ثَمَر البصرة إِلی السلطان إِلَّا الهِلْبَاثُ.

هنبث؛ ج2، ص: 198

: الهَنَابِثُ: الدَّواهی، واحدتها هَنْبَثَةٌ؛ و قیل: الهَنَابِثُ الأُمور و الأَخْبار المختلطة؛ یقال:
(5). قوله [حتی] كذا بالأَصل و الشرح و لعله حین. (6). الهرث، بالكسر: الثوب الخلق، و بالضم: بلدة بواسط انتهی. قاموس و قد أَهملها الجوهری و المؤلف.
لسان العرب، ج‌2، ص: 199
وقعت بین الناس هَنَابِثُ، و هی أُمورٌ وَ هَناتٌ؛ قال رؤْبة: و كنتُ لَمَّا تُلْهِنی الهَنَابِثُ و الواحد كالواحد. و الهَنْبَثَةُ: الاختلاط فی القول، و یقال: الأَمر الشدید، و النون زائدة؛ و‌فی الحدیث: أَن فاطمة قالت بعد موت سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: قد كان بعدكَ أَنْبَاءٌ و هَنْبَثَةٌ، لو كنتَ شَاهدَها، لم تَكْثُرِ الخُطَبُ إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها، فاختَلَّ قومُك، فاشْهَدْهم و لا تَغِب «1» الهَنْبَثَةُ: واحدة الهَنَابِثِ، و هی الأُمور الشداد المختلفة، و قد ورد هذا الشعر فی حدیث آخر.قال: لما قُبض سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، خرجت صفیة تَلْمَعُ بثوبها و تقول البیتین.

هوث؛ ج2، ص: 199

: تركهم هَوْثاً بَوْثاً: أَوْقَعَ بهم «2».

هیث؛ ج2، ص: 199

: هاثَ فی ماله هَیْثاً و عاث: أَفسد و أَصلح. و هاث فی الشی‌ء: أَفسد و أَخذه بغیر رفقٍ، و هَاثَ الذئبُ فی الغنم، كذلك. و هاثَ فی كیله هَیْثاً: حَثَا حَثْواً، و هو مثل الجِزاف [الجُزاف. و هاثَ لی من المال هَیْثاً: أَصاب. و هاثَ برجله التراب: نَبَثَهُ؛ أنشد ابن الأَعرابی: كَأَنَّنی، و قَدَمِی نَهِیثُ، ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِیثُ نكیث: مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضعیف. و هِثْتُ له هَیْثاً و هَیَثاناً إِذا أَعطیته شیئاً یسیراً. و هِثْتُ له من المال أَهِیثُ هَیْثاً و هَیَثَاناً إِذا حَثَوْتَ له؛ قال رؤْبة؛فأَصبَحَتْ لَوْ هَایَثَ المُهَایِثُ و المُهَایَثةُ: المكاثَرة. و یقال: هَاثَ له من ماله؛ و قال فی قوله: ما زَالَ بَیْعُ السَّرَقِ المُهَایِثُ قال: المُهایِثُ الكثیر الأَخذِ. و یقال: هاثَ من المال یَهِیثُ هَیْثاً إِذا أَصاب منه حاجته. و هَاثَ القومُ یَهِیثُونَ هَیْثاً و تَهَایَثُوا: دخل بعضهم فی بعض عند الخصومة. و هَایِثَةُ القوم: جَلَبَتُهُمْ. و الهَیْثُ: الحركَةُ مثل الهَیْشِ. و الهَیْثَةُ: الجماعة من الناس مثل الهَیْشَةِ.

فصل الواو؛ ج2، ص: 199

وثث؛ ج2، ص: 199

: الوَثْوَثَةُ: الضَّعْفُ و العَجْزُ؛ و رجلٌ وَثْوَاثٌ، مِنه.

ورث؛ ج2، ص: 199

: الوارث: صفة من صفات الله عز و جل، و هو الباقی الدائم الذی یَرِثُ الخلائقَ، و یبقی بعد فنائهم، و الله عز و جل، یرث الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهٰا، و هو خیر الوارثین أَی یبقی بعد فناء الكل، و یَفْنی مَن سواه فیرجع ما كان مِلْكَ العِباد إِلیه وحده لا شریك له. و قوله تعالی: أُولٰئِكَ هُمُ الْوٰارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ؛قال ثعلب: یقال إِنه لیس فی الأَرضِ إِنسانٌ إِلّا و له منزل فی الجنة، فإِذا لم یدخله هو وَرِثَهُ غیره؛ قال: و هذا قول ضعیف. وَرِثَهُ مالَهُ و مَجْدَهُ، وَ وَرِثَه عنه وِرْثاً وَ رِثَةً وَ وِراثَةً و إِراثَةً. أَبو زید: وَرِثَ فلانٌ أَباه یَرِثُهُ وِراثَةً و مِیراثاً و مَیراثاً. و أَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مالًا إِیراثاً حَسَناً. و یقال: وَرِثْتُ فلاناً مالًا
(1). فی هذا البیت إقواء. (2). و فی القاموس: [و الهوثة العطشة] یعنی المرة من العطش.
لسان العرب، ج‌2، ص: 200
أَرِثُه وِرْثاً وَ وَرْثاً إِذا ماتَ مُوَرِّثُكَ، فصار میراثه لك. و قال الله تعالی إِخباراً عن زكریا و دعائه إِیّاه: فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ وَلِیًّا یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ؛ أَی یبقی بعدی فیصیر له میراثی؛ قال ابن سیدة: إِنما أَراد یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ النبوة، و لا یجوز أَن یكون خاف أَن یَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ،لقول النبی، صلی الله علیه و سلم، إِنَّا معاشرَ الأَنبیاءِ لا نُورثُ ما تركنا، فهو صدقة؛ و قوله عز جل: وَ وَرِثَ سُلَیْمٰانُ دٰاوُدَ؛قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه و مُلْكَه. و روی أَنه كان لداود، علیه السلام، تسعة عشر ولداً، فَوَرِثَه سلیمانُ، علیه السلام، من بینهم، النبوةَ و المُلكَ.و تقول: وَرِثْتُ أَبی وَ وَرِثْتُ الشی‌ءَ من أَبی أَرِثُه، بالكسر فیهما، وِرْثاً وَ وِراثَةً و إِرْثاً، الأَلفُ منقلبةٌ من الواو، و رِثَةً، الهاءُ عِوَضٌ من الواو، و إِنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بین یاء و كسرة، و هما متجانسان و الواو مضادَّتهما، فحذفت لاكتنافهما إِیاها، ثم جعل حكمها مع الأَلف و التاء و النون كذلك، لأَنهن مبدلات منها، و الیاء هی الأَصل، یدلك علی ذلك أَن فَعِلْتُ و فَعِلْنا و فَعِلْتِ مَبنیات علی فَعِلَ، و لم تسقط الواو مِن یَوْجَلُ لوقوعها بین یاء و فتحة، و لم تسقط الیاء من یَیْعَرُ و یَیْسَرُ، لتقَوِّی إِحدی الیاءین بالأُخری؛ و أَما سقوطها مِن یَطَأُ و یَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخری مذكورة فی باب الهمز، قال: و ذلك لا یوجب فساد ما قلناه، لأَنه لا یجوز تماثل الحكمین مع اختلاف العلتین. و تقول: أَوْرَثَه الشی‌ءَ أَبُوهُ، و هم وَرَثَةُ فلان، وَ وَرَّثَهُ توریثاً أَی أَدخله فی ماله علی وَرَثَتِهِ، و توارثوه كابراً عن كابر. و‌فی الحدیث: أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ، دُورَ المهاجرین، النساءُ.تَخْصِیصُ النساءِ بتوریث الدور؛ قال ابن الأَثیر: یشبه أَن یكون علی معنی القسمة بین الورثةِ، و خصصهن بها لأَنهنَّ بالمدینة غرائب لا عشیرة لهن، فاختار لهن المنازل للسُّكْنَی؛ قال: و یجوز أَن تكون الدور فی أَیدیهن علی سبیل الرفق بهنّ، لا للتملیك كما كانت حُجَرُ النبی، صلی الله علیه و سلم، فی أَیدی نسائه بعده. ابن الأَعرابی: الوِرْثُ و الوَرْثُ و الإِرْثُ و الوِرَاثُ و الإِرَاثُ و التُّراثُ واحد. الجوهری: المِیراثُ أَصله مِوْراثٌ، انقلبت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و التُّراثُ أَصل التاء فیه واو. ابن سیدة: و الوِرْثُ و الإِرْثُ و التُّرَاثُ و المِیراثُ: ما وُرِثَ؛ و قیل: الوِرْث و المیراثُ فی المال، و الإِرْثُ فی الحسَب. و قال بعضهم: وَرِثْتُهُ میراثاً؛ قال ابن سیدة: و هذا خطأٌ لأَنَّ مِفْعَالًا لیس من أَبنیة المصادر، و لذلك ردَّ أَبو علی قول من عزا إِلی ابن عباس أن المِحالَ من قوله عز و جل: وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحٰالِ، مِن الحَوْلِ قال: لأَنه لو كان كذلك لكان مِفْعَلًا، و مِفْعَلٌ لیس من أَبنیة المصادر، فافهم. و قوله عز و جل: وَ لِلّٰهِ مِیرٰاثُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ* أَی الله یُفْنی أَهلهما فتبقیان بما فیهما، و لیس لأَحد فیهما مِلْكٌ، فخوطب القوم بما یعقلون لأَنهم یجعلون ما رجع إِلی الإِنسان میراثاً له إِذ كان ملكاً له و قد أَوْرَثَنِیه. و فی التنزیل العزیز: وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ أَی أَوْرَثَنَا أَرضَ الجنة، نتبوّأُ منها من المنازل حَیْثُ نَشٰاءُ. وَ وَرَّثَ فی ماله: أَدخل فیه مَن لیس من أَهل الوراثة. الأَزهری: وَرَّثَ بنی فلان ماله توریثاً، و ذلك إِذا أَدخل علی ولده و ورثته فی ماله مَن لیس منهم، فجعل له نصیباً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 201
و أَورَثَ وَلَدَه: لم یُدْخِلْ أَحداً معه فی میراثه، هذه عن أَبی زید. و تَوارثْناهُ: وَرِثَه بعضُنا عن بعض قِدْماً. و یقال: وَرَّثْتُ فلاناً من فلان أَی جعلت میراثه له. و أَوْرَثَ المیتُ وارِثَهُ مالَه أَی تركه له. و‌فی الحدیث فی دعاءِ النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: اللهم أَمْتِعْنی بسمعی و بَصَری، و اجعلهما الوارثَ منی؛ قال ابن شمیل: أَی أَبْقِهما معی صحیحین سلیمین حتی أَموت؛ و قیل: أَراد بقاءَهما و قوَّتهما عند الكبر و انحلال القُوی النفسانیة، فیكون السمع و البصر وارِثَیْ سائر القُوی و الباقِیَیْنِ بعدها؛ و قال غیره: أَراد بالسمع وَعْیَ ما یَسْمَعُ و العملَ به، و بالبصر الاعتبارَ بما یَری و نُور القلب الذی یخرج به من الحَیْرَة و الظلمة إِلی الهدی؛ و‌فی روایة: و اجعله الوارث منی؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلی الإِمْتاع، فلذلك وَحَّدَهُ. و‌فی حدیث الدعاءِ أَیضاً: و إِلیكَ مآبی و لك تُراثی؛ التُّراثُ: ما یخلفه الرجل لورثته، و التاءُ فیه بدل من الواو. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: بعث «1» ابن مِرْبَعٍ الأَنصاری إِلی أَهل عرفة، فقال: اثْبُتیوا علی مَشاعِركم هذه، فإِنكم علی إِرْثٍ من إِرث إِبراهیم.قال أَبو عبید: الإِرْث أَصله من المیراث، إِنما هو وِرْثٌ فقلبت الواو أَلفاً مكسورة لكسرة الواو، كما قالوا للوِسادة إِسادة، و للوِكافِ إِكاف، فكأَنَّ معنی الحدیث: أَنكم علی بقیة من وِرْثِ إِبراهیم الذی ترك الناس علیه بعد موته، و هو الإِرْثُ؛ و أَنشد: فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حَدِیثٍ، فإِنَّهُمْ لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ، لم تَخُنْه زَوافِرُه و قول بدر بن عامر الهذلی: و لَقَدْ تَوارَثُنی الحوادثُ واحداً، ضَرَعاً صَغیراً، ثم لا تَعْلُونی أَراد أَن الحوادث تتداوله، كأَنها ترثه هذه عن هذه. و أَوْرَثَه الشی‌ءَ: أَعقبه إِیاه. و أَورثه المرض ضعفاً و الحزنُ هَمّاً، كذلك. و أَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً، و كُلُّه علی الاستعارة و التشبیه بِوِراثَةِ المال و المجد. و وَرَّثَ النارَ: لغة فی أَرَّثَ، و هی الوِرْثَةُ. و بنو وِرْثَةَ: ینسبون إِلی أُمهم. و وَرْثانُ: موضع؛ قال الراعی: فغدا من الأَرض التی لم یَرْضَها، و اختار وَرْثاناً علیها مَنْزِلا و یروی: أَرْثاناً علی البدل المطرد فی هذا الباب.

وطث؛ ج2، ص: 201

: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشدیدُ بالخُفِّ؛ قال: تَطْوی المَوامی، و تَصُكُّ الْوَعْثا، بِجَبْهَةِ المِرْداسِ، وَطْثاً وَطْثا الجوهری: الوَطْثُ الضرب الشدید بالرِّجْلِ علی الأَرض، لغة فی الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ. و زعم یعقوب أَن ثاءَ وَطْثٍ بدل من سین وَطْسٍ: و هو الكسر. الأَزهری: الوَطْثُ و الوَطْسُ: الكَسْر. یقال: وَطَثَه یَطِثُه وَطْثاً، فهو مَوْطُوثٌ، و وَطَسَه، فهو موطوس إِذا تَوَطَّأَه حتی یكسره.

وعث؛ ج2، ص: 201

: الوَعْثُ: المكان السَّهْلُ الكثیر الدَّهِسُ، تغیب فیه الأَقدام. قال ابن سیدة: الوَعْثُ من الرمل ما غابت فیه الأَرجل و الأَخفاف؛ و قیل: الوَعْثُ من الرمل ما لیس بكثیر جداً؛ و قیل: هو
(1). [أنه قال: بعث] كذا بالأَصل المعول علیه بأَیدینا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 202
المكان اللین؛ أَنشد ثعلب: و مِنْ عاقِرٍ یَنْفِی الأَلاءَ سَراتُها، عِذارَیْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها رفع خصورها بِوَعْثٍ لأَنه فی معنی لَیِّنٍ، فكأَنه قال: لین خصورها، و الجمعُ وُعْثٌ «1» و وُعُوثٌ. و حكی الأَزهری عن خالد بن كلثوم: الوَعْثاءُ ما غابت فیه الحوافِرُ و الأَخفافُ من الرمل الرقیق و الدَّهاسِ من الحصی الصغار و شبهه. قال: و قال أَبو زید: یقال طریق وَعْثٌ فی طریق وَعُوثٍ. و یقال: الوَعَثُ رِقَّةُ التراب و رخاوة الأَرض تغیب فیه قوائم الدواب؛ و نَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كان كذلك. و قال الأَصمعی: الوَعْثُ كلُّ لَیِّنٍ سهل. و حكی الفراءُ عن أَبی قَطَرِیٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ و وَعِثَةٌ، و قد وَعُثَتْ وَعْثاً، و قال غیره: وُعُوثةً و وَعاثةً. قال ابن سیدة: وَعِثَ الطریقُ وَعْثاً و وَعَثاً، و وَعُثَ وُعُوثةً، كلاهما: لانَ فصار كالوَعْثِ. و أَوْعَثَ: وَقَع فی الوَعْثِ. و أَوْعَثُوا: وقَعُوا فی الوَعْثِ؛ و أَوْعَثَ البعیرُ؛ قال رؤْبة: لیس طریقُ خَیْره بالأَوْعَثِ و امرأَة وَعْثَةٌ: كثیرةُ اللحم كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فیها من لینها و كثرة لحمها. قال ابن سیدة: و مَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَیِّنَتُها؛ فأَما قول رؤْبة: و مِنْ هَوایَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ، تُمیلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ فقد یكون جَمَع وَعْثاً علی غیر قیاس، و قد یكون جَمَع وَعْثاءَ علی أَوْعُثٍ، ثم جَمَع أَوْعُثاً علی أَواعِثَ. قال: و الوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ و قالوا: علی ما خَیَّلَتْ وَعْثُ القَصِیم إِذا أَمرته بركوب الأَمر علی ما فیه، و هو مَثَلٌ. و وَعْثاءُ السفر: مشقته و شدّته. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه إِذا كان سافَر سفراً قال: اللهم إِنا نعوذ بك من وَعْثاءِ السَّفَر، و كآبة المُنْقَلَبِ‌أَی شدّته و مشقته؛ قال أَبو عبید: هو شدة النصَب و المشقة، و كذلك هو فی المآثم؛ قال الكمیت یذكر قضاعة و انتسابهم إِلی الیمن: و ابنُ ابْنِها مِنَّا و منكم، و بَعْلُها خُزَیْمَةُ، و الأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها یقول: إِن قطیعة الرحم مَأْثَمٌ شدیدٌ، و إِنما أَصل الوَعْثاء من الوَعْثِ، و هو الدَّهِسُ معا الرمال «2» الرقیقة، و المشی یشتدّ فیه علی صاحبه، فجعل مَثَلًا لكل ما یشق علی صاحبه. و‌فی الحدیث: مَثَلُ الرزق كَمَثَل حائط له باب، فما حولَ البابِ سُهُولَةٌ، و ما حولَ الحائط وَعْثٌ وَ وَعْرٌ.و‌فی حدیث أُمِّ زرع: علی رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ.و الوُعُوثُ: الشِّدَّةُ و الشَّرُّ؛ قال صخر الغیِّ: یُحَرِّضُ قَوْمَه كیْ یَقْتُلونی، علی المُزَنیِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ و یقال للعظم المكسور المَوْقورِ: وَعْثٌ. و رجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب. وَ أَوْعَثَ فُلانٌ إِیعاثاً إِذا خَلَّطَ. و الوَعْثُ: فسادُ الأَمر و اختلاطه، و یجمع علی وُعُوثٍ. وَ أَوْعَثَ
(1). قوله [و الجمع وعث] كذا بالأَصل المعول علیه بهذا الضبط. (2). قوله [و هو الدهس معا الرمال] كذا بالأصل المعول علیه بأیدینا و لعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك.
لسان العرب، ج‌2، ص: 203
فی ماله، و أَقْعَثَ فی ماله، و طَأْطَأَ الرَّكْضَ فی ماله: أَسْرَفَ فیه. و قال الأَزهری فی ترجمة وعث: تقول وَعَثْتُهُ عن كذا و عَوَّثْتُه أَی صرفته.

وكث؛ ج2، ص: 203

: الوِكاثٌ و الوُكاثٌ: ما یستعجل به الغَدَاءُ. و اسْتَوْكَثْنا نحنُ: اسْتَعجلْنا و أَكَلْنا شیئاً نَبْلُغُ به الغَدَاء.

ولث؛ ج2، ص: 203

: الوَلْثُ: عَقْدُ العَهْدِ بین القوم؛ و قیل: هو ضَعْفُ العُقْدَة. یقال: وَلَثَ لی وَلْثاً لم یُحْكِمْه أَی عاهدنی. یقال: وَلْثٌ من عهد أَی شَیْ‌ءٌ قلیل. و الوَلْثُ: عَقْدٌ لیس بمحكَم و لا مؤكد، و هو الضعیف؛ و منه وَلْثُ السحاب: و هو النَّدَی الیسیرُ؛ و قیل: الوَلْثُ العهد المحكم؛ و قیل: الوَلْثُ الشی‌ء الیسیر من العهد. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَنه كان یكره شراء سَبْیِ زابَلٍ، و قال: إِن عثمان وَلَثَ لهم وَلْثاً‌أَی أَعطاهم شیئا من العهد؛ و یقال: وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَی وَعَدْتك عِدَّةً ضعیفة؛ و یقال: لهم وَلْثٌ ضعیف وَ وَلْثٌ مُحْكَم؛ و قال المسیب بن عَلسٍ فی الوَلْثِ المحكَم: كما امْتَنَعَتْ أَولادُ یَقْدمَ مِنْكُمُ، و كان لها وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ الجوهری: الوَلْثُ العهدُ بین القوم یقع من غیر قصد، و یكون غیر مؤكد. یقال: وَلَثَ له عَقْداً. و الوَلْثُ: الیسیر من الضرب و الوجع؛ و قیل: البقیة منه. و قد وَلَثَ ولْثاً، وَ وَلِثَ وَلَثاً؛ و قیل: الوَلْثُ كلُّ یسیر من كثیر؛ عن ابن الأَعرابی، و به فسر‌قول عمر، رضی الله عنه، لرأْس الجالوت، و فی روایة الجاثَلِیقِ: لو لا وَلْثٌ لك من عهد، لضربتُ عُنُقَك‌أَی طَرَفٌ من عَقْدٍ أَو یسیرٌ منه. و أَما ثعلب فقال: الوَلْثُ الضعیف من العهود. أَبو مرة القشیری: الوَلْثُ من الضرب الذی لیس فیه جراحة فوقَ الثیاب. قال: و طَرَقَ رجلٌ قوماً یطلب امرأَةً وعَدَتْهُ، فوقع علی رجل، فصاح به، فاجتمع الحیُّ علیه فوَلَثُوه، ثم أُفْلِتَ. و الوَلْثُ: بَقِیَّةُ العجین فی الدَّسِیعَةِ، و بقیة الماء فی المُشَقَّرِ، و الفَضْلَةُ من النبیذ تبقی فی الإِناء، و هو البَسِیل. و الوَلْثُ: القلیلُ من المطر. و أَصابنا وَلْثٌ من مطر أَی قلیلٌ منه. و ولَثَتْنا السماءُ ولْثاً: بَلَّتْنا بمطر قلیل، مشتق منه. التهذیب: و الوَلْثُ بقیة العَهْد.فی الحدیث: لو لا وَلْثُ عَهْدٍ لهم، لفعلتُ بهم كذا.قال ابن شمیل: یقال دَبَّرْتُ مملوكی إِذا قلتَ: هو حُرٌّ بعد موتی إِذا وَلَثْتَ له عِتْقاً فی حیاتك. قال، و الوَلْثُ التوجیه «3» إِذا قلت: هو حُرٌّ بعدی، فهو الوَلْثُ. و قد وَلَثَ فلانٌ لنا من أَمرنا وَلْثاً أَی وَجَّهَ؛ قال رؤبة: و قلتُ إِذ أَغْبَطَ دَیْنٌ والِثُ و قال ابن الأَعرابی: أَی دائم كما یَلِثُونه بالضرب. الأَصمعی: وَلَثَه أَی ضربه ضرباً قلیلًا. و وَلَثَهُ بالعصا یَلِثُه وَلْثاً أَی ضربه. و قال الأَصمعی فی قوله إِذ أَغبط دین والث: أَساء رؤبة فی هذا لأَنه كان ینبغی له أَن یؤكد أَمر الدَّین. و قال غیره: یقال دَیْنٌ والثٌ أَی یتقلده كما یتقلد العهد.

وهث؛ ج2، ص: 203

: وهَثَ الشی‌ءَ وَهْثاً: وطئه وطْأً شدیداً. و الوَهْثُ: الانهماك فی الشی‌ء.
(3). قوله [و الولث التوجیه] كذا بالأَصل والقاموس، و سكت علیه الشارح. و بهامش الشارح المطبوع معزواً لحاشیة الفاسی ما نصه: قوله التوجیه، صحته الترجیة بزنة تبصرة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 204
و الواهثُ: الملقی نَفْسَه فی الشی‌ء، و فی المحكم: الملقی نفسه فی هَلَكَةٍ. و تَوَهَّثَ فی الشی‌ء إِذا أَمعن فیه.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج2، ص: 204

یفث؛ ج2، ص: 204

: یافثُ: مِن أَبناء نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ و قیل: هو من نسله التُّرْكُ و یأْجوجُ و مأْجوجُ، و هم إِخوة بنی سام و حام، فیما زعم النسابون. و أَیافِثُ: موضع بالیَمَنِ، كأَنهم جعلوا كل جزء منه أَیفث، اسماً لا صِفة.

ینبیث؛ ج2، ص: 204

: التهذیب فی الرباعی: ابن الأَعرابی: الیَنْبِیثُ ضرب من سمك البحر. قال أَبو منصور: الیَنْبِیثُ، بوزن فَیْعیلٍ: غیر البَیْنِیثِ؛ قال: و لا أَدری أَ عَرَبیٌّ هو أَم دَخِیلٌ؟

ییعث؛ ج2، ص: 204

: النهایة لابن الأَثیر: فی كتاب النبی، صلی الله علیه و سلم: لأَقْوالِ شَبْوَةَ ذِكْرُ یَیْعُثَ، قال: هی بفتح الیاء الأُولی، و ضم العین المهملة، صُقْعٌ من بلاد الیمن جعله لهم: انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 205‌

ج؛ ج2، ص: 205

اشارة

حرف الجیم‌

ج؛ ج2، ص: 205

: الجیم من الحروف المجهورة، و هی ستة عشر حرفاً، و هی أَیضاً من الحروف المحقورة و هی: القاف و الجیم و الطاء و الدال و الباء، یجمعها قولك: [جدقطب] سمیت بذلك لأَنها تُحقر فی الوقف، و تُضْغَطُ عن مواضعها، و هی حروف القلقلة لأَنك لا تستطیع الوقوف علیها إِلَّا بصوت، و ذلك لشدة الحَقْرِ و الضَّغْطِ، و ذلك نحو الْحَقْ، و اذْهَبْ، و اخْرُجْ. و بعض العرب أَشدّ تصویتاً من بعض، و الجیم و الشین و الضاد ثلاثة فی حیز واحد، و هی من الحروف الشَّجْریة، و الشَّجْرُ مَفْرَجُ الفم، و مخرج الجیم و القاف و الكاف بین عَكَدَةِ اللسان، و بین اللَّهاةِ فی أَقصی الفَم. و قال أَبو عمرو بن العلاء: بعض العرب یبدل الجیم من الیاء المشددة، قال: و قلت لرجل من حنظلة: ممن أَنت؟ فقال: فُقَیْمِجٌّ، فقلت: مِن أَیهم؟ قال: مُرِّجٌّ؛: یرید فُقَیْمِیٌّ مُرِّیٌّ؛ و أَنشد لِهمْیان بن قحافة السعدی: یُطِیرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا قال: یرید الصُّهابِیَّا، من الصُّهْبة؛ و قال خلف الأَحمر: أَنشدنی رجل من أَهل البادیة: خالی عُوَیْفٌ و أَبو عَلِجِّ، المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ، و بالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ یرید علیّاً، و العشیّ، و البرنیّ. قال: و قد أَبدلوها من الیاء المخففة أَیضاً؛ و أَنشد أَبو زید: یا رَبِّ، إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ، فلا یزال شاحِجٌ یأْتیك بِجْ، أَقْمَرُ نَهَّازٌ یُنَزِّی وَفْرَتِجْ و أَنشد أَیضاً: حتی إِذا ما أَمْسَجَتْ و أَمْسَجا یرید أَمست و أَمسی، قال: و هذا كله قبیح؛ قال أَبو عمر الجرمی: و لو رَدَّهُ إِنسانٌ لكان مذهباً؛ قال محمد بن المكرم: أَمست و أَمسی لیس فیهما یاء ظاهرة ینطق بها، و قوله: أَمسجت و أَمسجا، یقتضی أَن یكون الكلام أَمسیت و أَمسیا، و لیس
لسان العرب، ج‌2، ص: 206
النطق كذلك، و لا ذكر أَیضاً أَنهم یبدلونها فی التقدیر المعنوی، و فی هذا نظر. و الجیم حرف هجاء، و هی من الحروف التی تؤنث، و یجوز تذكیرها. و قد جَیَّمْتُ جِیماً إِذا كتبتها.

فصل الألف؛ ج2، ص: 206

أجج؛ ج2، ص: 206

: الأَجِیجُ: تَلَهُّبُ النار. ابن سیدة: الأَجَّةُ و الأَجِیجُ صوت النار؛ قال الشاعر: أَصْرِفُ وَجْهی عن أَجِیج التَّنُّور، كأَنَّ فِیه صوتَ فِیلٍ مَنْحُور و أَجَّتِ النارُ تَئِجُّ و تَؤُجُّ أَجِیجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛ قال: كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ أَجِیجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ و كذلك ائْتَجَّتْ، علی افْتَعَلَتْ، و تَأَجَّجَتْ، و قد أَجَّجَها تَأْجیجاً. و أَجِیجُ الكِیرِ: حفیفُ النار، و الفعل كالفعل. و الأَجُوجُ: المضی‌ءُ؛ عن أَبی عمرو، و أَنشد لأَبی ذؤَیب یصف برقاً: یُضی‌ءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً، أَغَرَّ، كمصباح الیَهُودِ، أَجُوج قال ابن بری: یصف سحاباً متتابعاً، و الهاء فی سناه تعود علی السحاب، و ذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب، و راتقاً حال من الهاء فی سناه؛ و رواه الأَصمعی، راتق متكشف، بالرفع، فجعل الراتق البرق. و‌فی حدیث الطُّفَیْلِ: طَرَفُ سَوْطه یَتَأَجَّجُ‌أَی یضی‌ء، من أَجِیج النار تَوَقُّدِها. و أَجَّجَ بینهم شَرًّا: أَوقده. و أَجَّةُ القوم و أَجِیجُهم: اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفیف مشیهم. و قولهم: القومُ فی أَجَّة أَی فی اختلاط؛ و قوله: تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فاضطر، ففك الإِدغام. أَبو عمرو: أَجَّج إِذا حمل علی العدوّ، و جَأَجَ إِذا وقف جُبْناً، و أَجَّ الظَّلیمُ یَئِجُّ و یَؤُجُّ أَجّاً و أَجِیجاً: سُمع حَفیفُه فی عَدْوِه؛ قال یصف ناقة: فرَاحَتْ، و أَطْرافُ الصُّوَی مُحْزَئِلَّةٌ، تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّلیم المُفَزَّعُ و أَجَّ الرَّجُلُ یَئِجُّ أَجِیجاً: صَوَّتَ؛ حكاه أَبو زید، و أَنشد لجمیل: تَئِجُّ أَجِیجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها، و ابْتُزَّ عنها شَلیلُها و أَجَّ یَؤُجُّ أَجّاً: أَسرع؛ قال: سَدَا بیدَیه ثم أَجَّ بسیره، كأَجِّ الظَّلیم من قَنِیصٍ و كالِب التهذیب: أَجَّ فی سیره یَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع و هرول؛ و أَنشد: یَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّلیمُ المُنَفَّرُ قال ابن بری: صوابه تؤُج بالتاء، لأَنه یصف ناقته؛ و رواه ابن درید: الظلیم المُفَزَّعُ. و‌فی حدیث خیبر: فلما أَصبح دعا علیّاً، فأَعطاه الرایة، فخرج بها یَؤُجُّ حتی ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ.الأَجُّ: الإِسراعُ و الهَرْوَلةُ. و الأَجِیجُ و الأُجاجُ و الائْتِجاجُ: شدَّةُ الحرِّ؛ قال ذو الرمة: بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ و الرُّطَبُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 207
و الأَجَّةُ: شدة الحرِّ وَ تَوَهُّجه، و الجمع إِجاجٌ، مثل جَفْنَةٍ و جِفَانٍ؛ و ائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قال رؤبة: و حَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلَا و یقال: جاءت أَجَّةُ الصیف. و ماءٌ أُجاجٌ أَی ملح؛ و قیل: مرٌّ؛ و قیل: شدید المرارة؛ و قیل: الأُجاجُ الشدید الحرارة، و كذلك الجمع. قال الله عز و جل: وَ هٰذٰا مِلْحٌ أُجٰاجٌ*؛ و هو الشدید الملوحة و المرارة، مثل ماء البحر. و قد أَجَّ الماءُ یَؤُجُّ أُجوجاً. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و عَذْبُها أُجاجٌ؛ الأُجاج، بالضم: الماءُ الملح، الشدید الملوحة؛ و منه‌حدیث الأَحنف: نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لها بالفلاة، و طَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج.و أَجِیجُ الماءِ: صوتُ انصبابه. و یأْجُوجُ و مأْجُوجُ: قبیلتان من خلق الله، جاءَت القراءَة فیهما بهمز و غیر همز. قال: و جاءَ‌فی الحدیث: أَن الخلق عشرة أَجزاء: تسعة منها یأْجوجُ و مأْجوجُ، و هما اسمان أَعجمیان، و اشتقاقُ مثلهما من كلام العرب یخرج من أَجَّتِ النارُ، و من الماء الأُجاج، و هو الشدید الملوحة، المُحْرِقُ من ملوحته؛ قال: و یكون التقدیر فی یأْجُوجَ یَفْعول، و فی مأْجوج مفعول، كأَنه من أَجِیج النار.؛ قال: و یجوز أَن یكون یأْجوج فاعولًا، و كذلك مأْجوج؛ قال: و هذا لو كان الاسمان عربیین، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِیَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربیة؛ و من لم یهمز، و جعل الأَلفین زائدتین یقول: یاجوج من یَجَجْتُ، و ماجوج من مَجَجْتُ، و هما غیر مصروفین؛ قال رؤبة: لو أَنَّ یَاجُوجَ و مَاجوجَ معا، و عَادَ عادٌ، و اسْتَجاشُوا تُبَّعا و یَأْجِجُ، بالكسر: موضع؛ حكاه السیرافی عن أَصحاب الحدیث، و حكاه سیبویه یَأْجَجُ، بالفتح، و هو القیاس، و هو مذكور فی موضعه.

أذج؛ ج2، ص: 207

: أَبو عمرو: أَذَجَ إِذا أَكثر من الشراب.

أذربج؛ ج2، ص: 207

: أَذْرَبِیجَانُ: موضع، أَعجمی معرَّب؛ قال الشماخ: تَذَكَّرْتُها وَهْناً، و قد حالَ دُونها، قُرَی أَذْرَبِیجانَ المَسَالِحُ و الحالی «1» و جعله ابن جنی مركباً، قال: هذا اسم فیه خمسة موانع من الصرف، و هی التعریف و التأْنیث و العجمة و التركیب و الأَلف و النون.

أرج؛ ج2، ص: 207

: الأَرَجُ: نَفْحَةُ الریحِ الطیبة. ابن سیدة: الأَرِیجُ و الأَرِیجةُ: الریحُ الطیبة، و جمعها الأَرائِجُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنَّ رِیحاً من خُزَامَی عالِجِ، أَو رِیحَ مِسْكٍ طَیِّبِ الأَرائِجِ و أَرِجَ الطِّیبُ، بالكسر، یَأْرَجُ أَرَجاً، فهو أَرِجٌ: فاحَ؛ قال أَبو ذؤیب: كَأَنَّ علیها بَالَةً لَطَمِیَّةً، لها، من خِلالِ الدَّأْیَتَیْنِ، أَرِیجُ و یقال: أَرِجَ البیتُ یَأْرَجُ، فهو أَرِجٌ بریح طیبة. و الأَرَجُ و الأَریجُ: تَوَهُّجُ ریح الطیب. و التَّأْریجُ:
(1). قوله [و الحالی] كذا بالأَصل بالحاء المهملة و بعد اللام یاء تحتیة بوزن عالی، و مثله فی مادة سلح؛ و ذكر البیت هناك و فسر المسالح بالمواضع المخوفة. و حذا حذوه شارح القاموس فی الموضعین، لكن ذكر یاقوت فی معجم البلدان عند ذكر أَذربیجان هذا البیت و فیه: و الجال، بالجیم بوزن المال بدل الحالی، و قال عند ذكر الجال، باللام، موضع بأذربیجان.
لسان العرب، ج‌2، ص: 208
شِبْهُ التَّأْرِیشِ فی الحرب؛ قال العجاج: إِنَّا إِذا مُذْكی الحُرُوبِ أَرَّجَا و أَرَّجْتُ بین القوم تأْرِیجاً إِذا أَغریت بینهم. و هَیَّجْتَ مثل أَرَّشْتَ؛ قال أَبو سعید: و منه سمی المُؤَرِّجُ الذُّهْلِیُّ جَدُّ المُؤَرِّج الراویة، و ذلك أَنه أَرَّجَ الحرب بین بكر و تغلب. و‌فی الحدیث: لمَّا جاءَ نَعِیُّ عمر، رضی الله عنه، إِلی المدائن أَرِجَ النَّاسُ‌أَی ضَجُّوا بالبكاء؛ قال: و هو من أَرِجَ الطیبُ إِذا فاح. و أَرَّجْتُ الحربَ إِذا أَثَرْتَها. و الأَرَجَانُ: الإِغْراءُ بَینَ الناس؛ و قد أَرَّجَ بینهم. و أَرَّجَ بالسَّبُعِ كَهَرَّجَ: إِما أَن تكون لغة، و إِما أَن تكون بدلًا. و أَرَجَ الحَقَّ بالباطل یَأْرِجُه أَرْجاً: خَلَطه. و رجل أَرَّاجٌ و مِئْرَجٌ. و أَرَّجَ النارَ و أَرَّثَها: أَوْقَدَها، مشدد؛ عن ابن الأَعرابی. و التَّأْرِیجُ و الإِرَاجَةُ: شی‌ءٌ من كُتُبِ أَصحاب الدواوین. التهذیب: و الأَوَارِجَةُ من كُتُب أَصحاب الدواوین فی الخَرَاج و نحوه؛ و یقال: هذا كتابُ التَّأْرِیج. و رَوَّجْتُ الأَمرَ فَرَاجَ یَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه. و أَرَّجانُ: موضعٌ؛ حكاه الفارسی و أَنشد: أَرادَ اللهُ أَن یُخْزِی بُجَیْراً، فسَلَّطَنی علیه بأَرَّجانِ و قیل: هو بلد بفارس، و خففه بعض متأَخری الشعراء فأَقْدَم علی ذلك لعُجْمته. و الأَیارِجَةُ: دواء، و هو معرَّب.

أزج؛ ج2، ص: 208

: الأَزَجُ: بیْتٌ یُبْنی طُولًا، و یقال له بالفارسیة أَوستان. و التَّأْزِیجُ: الفِعْلُ، و الجمع آزُجٌ و آزاجٌ؛ قال الأَعشی: بناه سلیمانُ بنُ داودَ حِقْبَةً، له أَزَجٌ صَمٌّ، وطِی‌ءٌ، مُوَثَّقُ و الأُزُوجُ: سُرْعَةُ الشّدِّ. و فرس أَزُوجٌ. و أَزَجَ فی مشیته یَأْزِجُ أُزُوجاً «1»: أَسرع؛ قال: فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً تَأْزِجُ، فَسَقَطَتْ، مِن خَلْفِهِنَّ، تَنْشِجُ و أَزِجَ و أَزَجَ العُشْبُ: طالَ.

أسبرج؛ ج2، ص: 208

: فی الحدیث: مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ و النَّرْدِ فَقَد غَمَسَ یَدَه فی دم خنزیر؛ قال ابن الأَثیر فی النهایة: هو اسم الفرس التی فی الشطرنج، و اللغة فارسیة معرّبة.

أشج؛ ج2، ص: 208

: الأُشَّجُ: دواء و هو أَكثر استعمالًا من الأُشَّقِ.

أمج؛ ج2، ص: 208

: الأَمَجُ: حَرٌّ و عَطَشٌ؛ یقال: صیف أَمَجٌ أَی شدید الحرِّ؛ و قیل: الأَمَجُ شدَّة الحر و العطش و الأَخذ بالنفس. الأَصمعی: الأَمَجُ تَهَوُّجُ الحرِّ؛ و أَنشد للعجاج: حَتی إِذا ما الصَّیْفُ كان أَمَجَا، و فَرَغَا مِنْ رَعْیِ ما تَلَزَّجَا و أَمِجَتِ الإِبلُ «2» تَأْمَجُ أَمَجاً إِذا اشتد بها حر أَو عطش. أَبو عمرو: و أَمَجَ إِذا سار سیراً شدیداً، بالتخفیف. و أَمَجُ: موضعٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: حتی إِذا كان بالكَدیدِ ماءٌ بین عُسْفانَ و أَمَج.أَمَج، بفتحتین و جیم: موضع بین مكة و المدینة؛ و أَنشد
(1). قوله [و أزج یأزج] كذا بضبط الأَصل من باب ضرب. و فی القاموس: و أزجه تأزیجاً بناه و طوّله كنصر و فرح. (2). قوله [و أَمجت الإِبل] من باب فرح، و قوله: [و أمج إِذا سار] بابه ضرب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 209
أَبو العباس المبرد: حُمَیْدُ الذی أَمَجٌ دارُه، أَخو الخَمْر، ذو الشَّیْبَةِ الأَصْلَعُ

أنبج؛ ج2، ص: 209

: فی الحدیث: ایتونی بأَنْبِجانِیَّة أَبی جَهْم؛ قال ابن الأَثیر: قیل هی منسوبة إِلی مَنْبِجَ، المدینة المعروفة؛ و قیل: إِنها منسوبة إِلی موضع اسمه أَنْبِجانُ، و هو أَشبه، لأَنَّ الأَول فیه تعسف، قال: و الهمزة فیها زائدة، و سیأْتی ذكر ذلك مستوفیً فی ترجمة نبج، إِن شاء الله تعالی.

فصل الباء؛ ج2، ص: 209

باج؛ ج2، ص: 209

: الباجُ: التُّبَّانُ. و الناسُ باجٌ واحد أَی شی‌ءٌ واحد. و جَعَلَ الكلامَ باجاً واحداً أَی وَجْهاً واحداً. ابن الأَعرابی: الباجُ، یهمز و لا یهمز، و هو الطریقة من المَحاجِّ المستویة، و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: لأَجْعَلَنَّ النَّاسَ بَاجاً واحداً‌أَی طریقة واحدة فی العطاء، و یُجْمَعُ باجٌ علی أَبْواجٍ. ابن السكیت: اجعل هذا الشی‌ء باجاً واحداً؛ قال: و یقال أَول من تكلم به عثمان، رضی الله عنه، أَی طریقةً واحدةً؛ قال: و مثله الجاش و الفاس و الكاس و الراس. الجوهری: قولهم اجعلْ الباجات باجاً واحداً أَی ضرباً واحداً و لوناً واحداً، و هو معرَّب و أَصله بالفارسیة بَاهَا أَی أَلوان الأَطعمة.

بجج؛ ج2، ص: 209

: بَجَّ الجُرْحَ و القُرْحَة یَبُجُّها بَجًّا: شَقَّها؛ قال جُبَیْهَا الأَشجعیُّ فی عنزٍ له منحها لرجل و لم یردّها: فجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِیجُه، و الثَّامِرُ المُتَناوِحُ و كلُّ شَقٍّ بَجٌّ؛ قال الراجز: بَجَّ المَزاد مُوكَراً مَوْفُورا و یقال: انْبَجَّتْ ماشیتُكَ من الكَلإِ إِذا فتقها السِّمَنُ من العُشْبِ، فأَوْسَعَ خواصرها؛ و قد بَجَّها الكَلأُ؛ و أَنشد بیت جبیها الأَشجعیّ، و هذا البیت أَورده الجوهری: فجاءَت؛ قال ابن بری: و صوابه لجاءَت، قال: و اللام فیه جوابُ لو فی بیت قبله و هو: فَلَوْ أَنها طافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، نَفَی الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ قال: و القَسْوَرُ ضَرْبٌ من النبت، و كذلك الثامر. و الكالح: ما اسْوَدَّ منه. و المتناوح: المتقابل. یقول: لو رعت هذه الشاة نبتاً أَیبسه الجدبُ قد ذهب دِقُّه، و هو الذی تنتفع به الراعیة، لجاءَت كأَنها قد رعت قَسْوَراً شدید الخُضْرَةِ، فسمنت علیه حتی شَقَّ الشحمُ جِلْدَها؛ قال محمد بن المكرم: و رأَیت بخط الشیخ الفاضل رضی الدین الشاطبی، صاحبنا، رحمه الله، ما صورته: قال أَبو الحسن بن سیدة أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ ورَقُ الشجر؛ و أَنشد بیت جبیها الأَشجعی: فَلَو أَنها قامَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفی الجدبُ عنه رِقَّهُ، فهو كالح قال: هكذا أَنشدنَاه رِقَّه، و لیس من لفظ الوَرَق، إِنما هو فی معناه. و الطُّنْبُ: العود الیابس. قال: و فی الجمهرة لابن درید: دِقُّ كلِّ شی‌ءٍ دون جِلِّه، و هو صِغارُه و رَدِیُّه. و دِقُّ الشجر: حشیشُه، و قالوا: دِقُّه صغارُ وَرَقِه، و أَنشدوا بیت جبیها: نفی الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالح و البَجُّ: الطعنُ یخالط الجوف و لا ینفذ؛ یقال:
لسان العرب، ج‌2، ص: 210
بَجَجْتُه أَبُجُّهُ بَجّاً أَی طعنته؛ و أَنشد الأَصمعی لرؤْبة: قَفْخاً، علی الهامِ، و بَجّاً وَخْضا ابن سیدة: بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ؛ و قیل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه. و بَجَّه بَجّاً: قطعه؛ عن ثعلب، و أَنشد: بَجَّ الطبیبُ نائطَ المَصْفُور و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة و البَجَّة؛ قیل فی تفسیره: البَجَّةُ الفَصِید الذی كانت العرب تأْكُلُهُ فی الأَزْمَةِ، و هو من هذا، لأَن الفاصدَ یشق العِرْقَ؛ و فسره ابن الأَثیر فقال: البَجُّ الطعن غیر النافذ، كانوا یفصدون عِرق البعیر و یأْخذون الدم، یتبلَّغون به فی السنة المجدبة، و یسمونه الفصید، سمی بالمرة الواحدة من البَجِّ؛ أَی أَراحكم الله من القحط و الضیق بما فتح علیكم من الإِسلام. و بَجَّه بالعصا و غیرها بَجّاً: ضربه بها عن عِراضٍ «3»، حیثما أَصابت منه. و بَجَّهُ بمكروه و شر و بلاء: رماه به. و البَجَجُ: سَعَةُ العین و ضَخْمُها. بَجَّ یَبَجُّ بَجَجاً، و هو بَجِیجٌ، و الأُنثی بَجَّاءُ. و فلانٌ أَبَجُّ العین إِذا كان واسعَ مَشَقِّ العین؛ قال ذو الرمة: و مُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْیَضَ فَدْغَمٍ، أَشَمَّ أَبَجَّ العَین، كالقَمَرِ البَدْرِ و عینٌ بَجَّاءُ: واسعةٌ. و البُجُّ: فَرخُ الحمام كالمُجِّ؛ قال ابن درید: زعموا ذلك؛ قال: و لا أَدری ما صحتها. و البَجَّةُ: صنم كان یُعبد من دون الله عز و جل، و به فسر بعضهم ما تقدم من‌قوله، صلی الله علیه و سلم: إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ و البَجَّة.و رجل بَجْباجٌ و بَجْباجَةٌ: بادِنٌ مُمْتَلِئٌ منتفخ؛ و قیل: كثیر اللحم غلیظه. و جاریةٌ بَجْباجَةٌ: سمینة؛ قال أَبو النجم: دارٌ لبَیْضاءَ حَصانِ السِّترِ، بَجْباجَةِ البَدْنِ، هَضِیمِ الخَصْرِ قال ابن السكیت: إِذا كان الرجل سمیناً ثم اضطرب لحمه، قیل: رجلٌ بَجْباجٌ و بَجْباجَةٌ؛ قال نقادة الأَسدی: حتی تَری البَجْباجَةَ الضَّیَّاطا، یَمْسَحُ، لمَّا حالَفَ الإِغْباطا، بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه، المُخاطا الإِغباط: ملازمة الغبیط و هو الرَّحْل. قال ابن بری: قال ابن خالویه: البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ و أَنشد الراعی: كأَنَّ مِنْطَقَها لِیثَتْ مَعاقِدُهُ بِواضِحٍ، من ذُری الأَنْقاءِ، بَجْباجِ مِنْطَقُها: إِزارها؛ یقول: كأَن إِزارها دِیرَ علی نَقا رَمْلٍ، و هو الكثیب. و رمل بَجْباجٌ: مجتمعٌ ضَخْمٌ. و قال المفضل: بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ ضعیفٌ سریعُ العَرَق؛ و أَنشد: فلیس بالكابی و لا البَجْباجِ ابن الأَعرابی: البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة.
(3). قوله [عن عراض] بكسر العین جمع عرض، بضمها، أَی ناحیة. قال فی القاموس: و یضربون الناس عن عرض، لا یبالون من ضربوا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 211
أَبو عمرو: حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ: ضَخْمٌ. و البَجْبَجَةُ: شی‌ءٌ یفعله الإِنسان عند مناغاة الصبی بالفم. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَن هذا البَجْباجَ النَّفَّاج لا یدری أَیْنَ اللهُ، عز و جل؛ من البَجْبَجَةِ التی تُفْعَل عند مُناغاة الصبی. و بَجْباجٌ فَجْفاجٌ: كثیر الكلام. و البَجْباجُ: الأَحمقُ. و النَّفَّاج: المتكبر.

بحزج؛ ج2، ص: 211

: البَحْزَجُ: الجُوذَرُ «1»؛ و قیل: البَحْزَجُ ولد البقرة الوحشیة؛ قال رؤْبة: بِفاحِمٍ وَحْفٍ، و عَیْنَیْ بَحْزَجِ و الأُنثی بَحْزَجَةٌ. و المُبَحْزَجُ: الماءُ المسَخَّنُ؛ قال الشماخ یصف حماراً: كأَنَّ، علی أَكْسائِها من لُغامِهِ، و خِیفَةَ خِطْمِیٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ التهذیب: المُبَحْزَجُ الماءُ المُغْلَی، النِّهایة فی الحَرارَة. و السَّخیمُ: الماءُ الذی لا حارٌّ و لا باردٌ. قال: و المُبَحْزَجُ الماءُ الحار، و رأَیت فی حواشی بعض نسخ الصحاح: البَحْزَج، من الناس، القصیر العظیم البطن، و الله أَعلم.

بختج؛ ج2، ص: 211

: فی حدیث النخعی: أُهْدِیَ إِلیه بُخْتُجٌ، فكان یشربه مع العَكَرِ.البُخْتُجُ: العصیر المطبوخ، و أَصله بالفارسیة مِیبُخْتَه أَی عصیر مطبوخ، و إِنما شربه مع العَكَرِ خیفةَ أَن یصفیه فیَشْتَدَّ و یُسْكِرَ.

بخدج؛ ج2، ص: 211

: اسم شاعر.

بدج؛ ج2، ص: 211

: فی حدیث ابن الزبیر: أَنه حَمَلَ یوم الخَنْدَقِ علی نَوْفَلِ بن عبد الله بالسیف حتی قطع أُبْدُوجَ سَرْجه، یعنی لِبْدَهُ؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی هكذا فسره أَحد رواته، قال: و لست أَدْری ما صحته.

بذج؛ ج2، ص: 211

: البَذَجُ: الحَمَلُ؛ و قیل: هو أَضعَف ما یكون من الحُمْلان، و الجمع بِذْجانٌ. و‌فی الحدیث: یُؤْتَی بابن آدمَ یوم القیامة كأَنه بَذَجٌ من الذُّلِّ؛ الفراء: البَذَجُ من أَولاد الضأْنِ، بمنزلة العَتُودِ من أَولاد المعز؛ و أَنشد لأَبی مُحْرِزٍ المحاربی، و اسمه عبید: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ، و إِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ قال ابن خالویه: الهَمَجُ هنا الجُوعُ؛ قال: و به سمی البَعُوض لأَنه إِذا جاع عاش، و إِذا شبع مات.

بذرج؛ ج2، ص: 211

: الباذَرُوج: نَبْتٌ طیب الریح.

بذنج؛ ج2، ص: 211

: الباذَنْجَانُ: اسم فارسی، و هو عند العرب كثیر.

برج؛ ج2، ص: 211

: البَرَجُ: تباعدُ ما بین الحاجبین، و كلُّ ظاهر مرتفع فقد بَرَجَ، و إِنما قیل للبُروج بُروج لظهورها و بیانها و ارتفاعها. و البَرَجُ: نَجَلُ العین، و هو سَعَتُها، و قیل: البَرَجُ سَعَةُ العین فی شدة بیاض صاحبها، ابن سیدة: البَرَجُ سَعَةُ العین، و قیل: سعة بیاض العین و عِظَمُ المُقْلَةِ و حُسْنُ الحَدَقَة، و قیل: هو نقاء بیاضها و صفاء سوادها، و قیل: هو أَن یكون بیاض العین مُحدِقاً بالسواد كله، لا یغیب من سوادها شی‌ء. بَرِجَ بَرَجاً، و هو أَبْرَجُ، و عینٌ بَرْجَاءُ، و‌فی صفة عمر، رضی اللَّه عنه: أَدْلَمُ أَبْرَجُ، هو من ذلك. و امرأَة بَرْجاءُ: بَیِّنَةُ الْبَرَجِ، و منه
(1). قوله [البحزج الجوذر و قیل إلخ] انظره فإن صنیعه یقتضی أَن ولد البقرة الوحشیة غیر الجوذر مع أَنه هو بجمیع لغاته المذكورة فی مادة جذر، و لم نجد للجوذر معنی غیره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 212
قیل: ثوب مُبَرَّجٌ للمُعَیَّنِ من الحُلَلِ. و التَّبَرُّج: إِظهار المرأَة زینتَها و محاسنَها للرجال. و تَبَرَّجَتِ المرأَةُ: أَظهرت وَجْهَها. و إِذا أَبدت المرأَة محاسن جیدها و وجهها، قیل: تَبَرَّجَتْ، و تری مع ذلك فی عینیها حُسْنَ نَظَرٍ، كقول ابن عُرْسٍ فی الجنید بن عبد الرحمن یهجوه: یُبْغَضُ من عَیْنَیْكَ تَبْرِیجُهَا، و صُورةٌ فی جَسَدٍ فاسدٍ و قال أَبو إِسحاق فی قوله عز و جل: غَیْرَ مُتَبَرِّجٰاتٍ بِزِینَةٍ، التَّبرُّجُ: إِظهار الزینة و ما یُسْتَدعَی به شهوة الرجل، و قیل: إِنهن كنَّ یتكسرن فی مشیهن و یتبخترن، و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ لٰا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِیَّةِ الْأُولیٰ، ذلك فی زمن ولد فیه إِبراهیم النبی، علیه السلام، كانت المرأَة إِذ ذاك تلبس الدرع من اللؤلؤ غیر مخیط الجانبین، و یقال: كانت تلبس الثیاب سلع المال «1» لا تواری جسدها فأُمرن أَن لا یفعلن ذلك، و‌فی الحدیث: كان یَكْرَهُ عَشْرَ خلال، منها التَّبَرُّجُ بالزینة لغیر محلها، و التَّبَرُّجُ: إِظهار الزینة للناس الأَجانب، و هو المذموم، فأَما للزوج فلا، و هو معنی قوله لغیر محلها. و تَباریجُ النبات: أَزاهیره. و البُرْجُ: واحد من بروج الفَلَك، و هی اثنا عشر برجاً، كل برج منها منزلتان، و ثُلُثٌ مَنزلٌ للقمر، و ثلاثون درجة للشمس، إِذا غاب منها ستة طلع ستة، و لكل برج اسم علی حدة، فأَوَّلها الحَمَلُ، و أَوَّلُ الحَمَلِ الشَّرَطانِ، و هما قرنا الحمل كوكبان أَبیضان إِلی جنب السَّمكة، و خلف الشَّرَطَیْنِ البُطَیْنُ، و هی ثلاثة كواكب، فهذان منزلان و ثلث للثریا من برج الحمل. قال محمد بن المكرم: قولُه كلُّ برج منها منزلتان و ثُلُثٌ مَنزلٌ للقمر و ثلاثون درجة للشمس كلامٌ صحیح، لكن الشمس و القمر سواء فی ذلك، و كان حقه أَن یقول: كلُّ بُرْج منها منزلان، و ثلثٌ منزلٌ للشمس و القمر، و ثلاثون درجة لهما. و قوله أَیضاً: و أَولُ الحَمَلِ الشَّرَطانِ و هما قرنا الحمل، إِلی و ثلث للثریا من برج الحمل، قد انتقض علیه الآن، فإِن أَوَّلَ دقیقة، فی برج الحمل الیوم، بعضُ الرِّشاءِ و الشَرَطَیْنِ و بعضُ البُطَیْنِ، و اللَّه أَعلم. و الجمْع أَبراجٌ و بروجٌ، و كذلك بروج المدینة و القصر، و الواحد كالواحد، و قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْبُرُوجِ، قیل: ذات الكواكب، و قیل: ذات القصور فی السماء. الفراء: اختلفوا فی البروج، فقالوا: هی النجوم، و قالوا: هی البروج المعروفة اثنا عشر برجاً، و قالوا: هی القصور فی السماء، و اللَّه أَعلم بما أَراد. و قوله تعالی: وَ لَوْ كُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ، البروجُ هاهنا: الحصونُ، واحدها برج. اللیث: بروجُ سورِ المدینة و الحصنِ: بیوتٌ تُبنی علی السور، و قد تسمی بیوت تبنی علی نواحی أَركان القصر بروجاً. الجوهری: بُرْجُ الحِصْن رُكْنُهُ، و الجمع بروج و أَبراج، و قال الزجاج فی قوله: جَعَلْنٰا فِی السَّمٰاءِ بُرُوجاً، قال: البروج الكواكب العظام. و ثوبٌ مُبَرَّجٌ: فیه صُوَرُ البروج، و فی التهذیب: قد صُوِّر فیه تصاویر كبروج السُّور، قال العجاج: و قد لَبِسْنا وَشْیَهُ المُبَرَّجا و قال: كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا شَبَّه سَنامها ببرج السور.
(1). 1 قوله" سلع المال" هكذا بالأصل الذی بأیدینا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 213
ابن الأَعرابی: بَرِجَ أَمْرُه إِذا اتسع أَمره فی الأَكل و الشرب. و البُرْجانُ، من الحساب: أَن یقال: ما مبلغُ كذا أَو ما جَذْرُ كذا اللیث: حساب البُرْجان هو كقولك ما جُذَاءُ كذا فی كذا و ما جَذْرُ كذا و كذا فَجُذَاؤُه مَبْلَغُه، و جَذْرُه أَصلُه الذی یُضْرَبُ بعضُه فی بعض، و جُمْلَتُه البُرْجانُ. یقال: ما جَذْرُ مائة فیقال عشرةٌ، و یقال: ما جُذَاءُ عشرةٍ فیقال: مائةٌ. ابن الأَعرابی: أَبْرَجَ الرجلُ إِذا جاء ببنین ملاح. و البارجُ: الملَّاحُ الفَارِه. الأَصمعی: البَوَارِجُ السُّفُنُ الكبارُ، واحدتها بارجةٌ، و هی الفلابس «1» و الخلایا. و البارجَةُ: سفینة من سُفُنِ البحر تُتخذ للقتال. و الإِبْریجُ: المِمْخَضَةُ، قال الشاعر: لقد تَمَخَّضَ فی قَلْبی مَوَدَّتُها، كما تَمَخَّضَ فی إِبْریجِهِ اللَّبَنُ الهاء فی إِبرِیجِهِ ترجع إِلی اللبن. و ما فلانٌ إِلا بارجةٌ قد جُمِع فیه الشر. و بُرْجانُ: جنْسٌ من الروم یسمون كذلك، قال الأَعشی: و هِرَقْلٌ، یومَ ذی ساتِیدَمَا، مِن بَنی بُرْجانَ فی البأْسِ، رُجُحْ یقول: هم رُجُحٌ علی بَنی بُرْجانَ أَی هم أَرجح فی القتال و شدة البأْس منهم. و بُرْجانُ: اسم لِصٍّ، یقال: أَسْرَقُ من بُرْجانَ. و بُرْجانُ: اسم أَعجمی. و البُرْجُ: اسم شاعر «2» و بُرْجَةُ: فَرَسُ سِنان بن أَبی سِنان، و اللَّه أَعلم.

برثج؛ ج2، ص: 213

: البُرْثُجانِیَّة: أَشدُّ القمح بیاضاً و أَطیبه و أَثمنه حنطة.

بردج؛ ج2، ص: 213

: أَنشد ابن السكیت یصف الظلیم: كما رأَیتَ فی المِلاءِ البَرْدَجا قال: البَرْدَجُ السَّبْیُ، معرَّب، و أَصله بالفارسیة برده؛ قال ابن بری: صوابه أَن یقول یصف البقر، و قبله: و كلّ عَیْنَاءَ تُزَجِّی بَحْزَجا، كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجا قال: العَیْناء البقرة الوحشیة، و البَحْزَجُ: ولدها. و تُزَجِّی: تسوق برفق أَی تَرْفُقُ به لیتعلم المشی. و الأَرَنْدَجُ: جِلْدٌ أَسود تُعمل منه الأَخفافُ؛ و إِنما قال ذلك لأَن بقر الوحش فی قوائمها سواد. و المِلاءُ: المَلاحِفُ. و البَرْدَجُ: ما سُبِیَ من ذراری الرُّوم و غیرها؛ شبَّه هذه البقر البیضَ المُسَرْوَلَةَ بالسواد بسَبْیِ الرُّوم، لبیاضِهم و لباسهم الأَخفافَ السُّودَ.

برنج؛ ج2، ص: 213

: البارَنْجُ: جَوْزُ الهند، و هو النَّارَجِیلُ؛ عن أَبی حنیفة.

بزج؛ ج2، ص: 213

: ابن الأَعرابی: البَازجُ المُفاخِرُ. و قال أَعرابی لرجل: أَعْطِنی مالًا أُبازِجُ فیه أَی أُفاخر به. و فی نوادر الأَعراب: هو یَبْزُج علی فلان
(1). 1 قوله" الفلابس إلخ" هكذا فی النسخة المعوّل علیها بأیدینا. و فی القاموس و شرحه: و البارجة سفینة كبیرة، و جمعها البوارج: و هی القراقیر و الخلایا، قاله الأصمعی انتهی. و القراقیر جمع قرقور كعصفور: السفن الطوال أو العظام، و كذلك الخلایا. (2). 1 قوله" اسم شاعر" هو ابن مسهر الشاعر الطائی انتهی. قاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 214
ویَمْزُجُه ویَمْرُكُه و یَزُكُّه أَی یُحَرِّشُه. و هما یَتَبازَجانِ و یَتَمازجانِ أَی یَتَفَاخرانِ؛ و أَنشد شمر: فإِن یَكنْ ثَوْبُ الصِّبَا تَضَرَّجا، فقد لَبِسْنَا وَشْیَه المُبَزَّجا قال ابن الأَعرابی: المُبَزَّجُ المُحَسَّنُ المُزَیَّنُ، و كذلك قال أَبو نصر، و قال شمر فی كلامه: أَتینا فلاناً فجعل یَبْزُجُ فی كلامه أَی یُحَسِّنُه.

بستج؛ ج2، ص: 214

: التهذیب، أَبو مالك، وَقَعَ فی طَعامٍ بَسْتَجانٍ أَی كثیر.

بعج؛ ج2، ص: 214

: بَعَجَ بَطْنَه بالسكین یَبْعَجُه بَعْجاً، فهو مَبْعُوجٌ و بَعِیجٌ، و بَعَّجه: شَقَّهُ فزال ما فیه من موضعه و بدا متعلقاً. و‌فی حدیث أُمِّ سُلیم: إِنْ دنا مِنِّی أَحدٌ أَبْعَجْ بَطْنَه بالخَنْجَرِ‌أَی أَشُقُّ؛ قال أَبو ذؤَیب: فذلك أَعْلَی مِنْكَ فَقْداً لأَنه كریمٌ، وَ بَطْنِی بالكرامِ بَعِیجُ «3» و رجلٌ بَعِیجٌ من قوم بَعْجَی، و الأَنثی بَعِیجٌ، بغیر هاء، من نسوة بَعْجَی، و قد انْبَعَجَ هو. و بطنٌ بَعِجٌ: مُنْبَعِجٌ؛ أُراه علی النَّسَب. و امرأَة بعِیجٌ أَی بَعَجَتْ بطْنَها لزوجها و نَثَرَتْ. و رجلٌ بَعِجٌ: ضعیفٌ، كأَنه مبعوج البطن مِن ضَعْف مَشْیه؛ قال الشاعر: لَیْلَةَ أَمْشی، علَی مُخاطَرَةٍ، مَشْیاً رُویَداً، كَمِشیَةِ البَعِجِ و الانْبِعَاجُ: الانشقاق. و تقول: بَعَجَهُ حُبُّ فلان إذا اشتَدَّ وَجْدُهُ و حَزِنَ له. قال الأَزهری: لَعَجَهُ حُبه أَصوبُ من بَعَجَهُ لأَن البَعْجَ الشَّقُّ. یقال: بَعَجَ بَطْنَه بالسكین إِذا شقه و خَضْخَضَهُ فیه؛ قال الهذلی: كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِیجُ شَبَّه ظُباتِ النِّصال بنار جمر سُخِیَ فَظَهَرَتْ حُمْرَتُه؛ یقال: اسْخُ النار أَی افتح عینها. و‌فی الحدیث: إِذا رأَیتَ مكةَ قد بُعِجَتْ كظَائمَ، و ساوی بناؤُها رؤوسَ الجبال، فاعْلَم أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ؛ بُعِجَتْ أَی شُقَّت، و فُتِحت كظائمُها بَعْضُها فی بعض، و اسْتُخْرِجَ منها عیونها. و بَعَجْتُ بطنی لفلان: بالغت فی نصیحته؛ قال الشماخ: بَعَجْتُ إِلیه البَطْنَ حتی انْتَصَحْتُه، و ما كلُّ مَنْ یُفْشَی إِلیه بِناصِحِ و قیل فی قول أَبی ذؤَیب: و بطنی بالكرام بعیج أَی نُصْحی لهم مبذول. و‌فی حدیث عَمْرٍو وَ وَصَفَ عمر، رضی الله عنه، فقال: إِن ابن حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ له الدنیا مِعَاها.هذا مثل ضربه؛ أَراد أَنها كشفت له عما كان فیها من الكنوز و الأَموال و الفی‌ء، و حنتمة أُمُّه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، فی صفة عمر، رضی الله عنه: بَعَجَ الأَرضَ و بَجَعَها‌أَی شقَّها و أَذلَّها؛ كَنَتْ به عن فتوحه. و تَبَعَّجَ السحابُ و انْبَعَجَ بالمطر: انْفَرَجَ عن الوَدْقِ و الوَبْلِ الشدید؛ قال العجاج: حَیْثُ اسْتَهَلَّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا و تَبَعَّجَتِ السماءُ بالمطر، كذلك؛ و كلُّ ما اتسع فقد انْبَعَجَ.
(3). قوله [فذلك أعلی منك فقداً] كذا بالأصل و فی شرح القاموس قدراً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 215
و بَعَّجَ المطرُ تَبْعِیجاً فی الأَرض: فَحَصَ الحجارةَ لشدَّة وَقْعِهِ. و باعِجَةُ الوادی: حیث یَنْبَعِجُ فیَتَّسِع، و الباعِجَة: أَرْضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِیَّ؛ و قیل: الباعِجَةُ آخر الرَّمْلِ، و السُّهولَةُ إِلی القُفِّ. و البَوَاعِجُ: أَماكِنُ فی الرَّمل تَسْتَرِقُّ، فإِذا نبت فیها النَّصِیُّ كان أَرَقَّ له و أَطیبَ؛ و قال الشاعر یصف فرساً: فأَنَی له بالصَّیْفِ ظِلٌّ باردٌ، و نَصِیُّ باعِجَةٍ و مَحْضٌ مُنْقَعُ وَ بَعَجَهُ الأَمْرُ: حَزَبَه. و باعِجَةُ القِرْدانِ: موضعٌ معروف؛ قال أَوس بن حَجَر: و بَعْدَ لَیَالِینا بِنَعْفِ سُوَیْقَةٍ، فبَاعِجَةِ القِرْدانِ، فالمُتَثَلَّمِ و بنُو بَعْجَةَ: بطنٌ. و ابنُ باعِج: رجلٌ؛ قال الراعی: كَأَنَّ بقایا الجَیْشِ، جَیْشِ ابنِ باعِجٍ، أَطافَ بِرُكْنٍ، من عَمایَة، فاخِرِ و باعِجَةُ: اسم موضع. و یقال: بَعَجْتُ هذه الأَرض عَذاةً طیبةَ الأَرض «1» أَی تَوَسَّطْتُها.

بعزج؛ ج2، ص: 215

: بَعْزَجَةُ: اسمُ فرس المِقْداد، شهد علیها یوم السَّرْحِ.

بغج؛ ج2، ص: 215

: بَغَجَ الماءَ: كَغَبَجَهُ؛ و البُغْجَةُ كالغُبْجَةِ.

بلج؛ ج2، ص: 215

: البُلْجَةُ و البَلَجُ: تباعدُ ما بین الحاجبین؛ و قیل: ما بین الحاجبین إِذا كان نَقِیّاً من الشعر؛ بَلِجَ بَلَجاً، فهو أَبْلَجُ، و الأُنثی بَلْجاءُ. و قیل: الأَبْلَجُ الأَبیضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه، یكون فی الطول و القصر. ابن الأَعرابی: البُلْجُ النَّقِیُّو مواضعِ القَسَماتِ من الشَّعَرِ. الجوهری: البُلْجَةُ نَقاوَةُ ما بین الحاجبین؛ یقال: رجلٌ أَبْلَجُ بَیِّنُ البَلَجِ إِذا لم یكن مقروناً. و‌فی حدیث أُمِّ معبد فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: أَبْلَجُ الوجهِ‌أَی مُسْفِرهُ مُشْرِقُه، و لم تُرِدْ بَلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ. و الأَبْلَجُ: الذی قد وَضَح ما بین حاجبیه فلم یقترنا. ابن شمیل: بَلِجَ الرجلُ یَبْلَجُ إِذا وَضَحَ ما بین عینیه، و لم یكن مقرون الحاجبین، فهو أَبْلَجُ. و الأَبْلَدُ إِذا لم یكن أَقْرَنَ. و یقال للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ: أَبْلَجُ و بَلْجٌ. و رجل أَبْلَجُ و بَلْجٌ و بَلِیجٌ: طَلْقٌ بالمعروفِ؛ قالت الخنساء: كَأَنْ لَمْ یَقُلْ: أَهْلًا، لطالِبِ حاجةٍ، و كان بَلِیجَ الوجهِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ و شی‌ء بلیج: مشرق مضی‌ء؛ قال الداخل بن حرام الهذلی: بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً منها و جِیداً، غَداةَ الحَجْرِ، مَضْحَكُها بَلیجُ و البُلْجَةُ: ما خلف العارض إِلی الأُذن و لا شعر علیه. و البُلْجَةُ و البَلْجَةُ: آخر اللیل عند انصداع الفجر. یقال: رأَیت بُلْجَةَ الصبح إِذا رأَیت ضَوْءَهُ. و‌فی الحدیث: لیلة القَدْرِ بَلْجَةٌ‌أَی مشرقة. و البَلْجَةُ، بالفتح، و البُلْجَةُ، بالضم: ضَوْءُ الصبح. و بَلَجَ الصُّبْحُ یَبْلُجُ، بالضم، بُلُوجاً، و انْبَلَجَ، و تَبَلَّجَ: أَسْفَرَ و أَضاء. و تَبَلَّجَ الرجل إِلی الرجل: ضحك و هَشَّ. و البَلَجُ: الفَرَحُ و السرور، و هو بَلْجٌ، و قد بَلِجَتْ صدورُنا. الأَصمعی: بَلِجَ بالشی‌ء و ثَلِجَ إِذا فرح، و قد أَبْلَجَنی و أَثْلَجَنی. و ابْلاجَّ الشی‌ءُ: أَضاء. و أَبْلَجَتِ الشمسُ: أَضاءَت.
(1). قوله [طیبة الأَرض] عبارة الأَساس: طیبة التربة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 216
و أَبْلَجَ الحَقُّ: ظهر؛ و یقال: هذا أَمْرٌ أَبْلَجُ أَی واضح؛ و قد أَبْلَجَهُ: أَوضحه، و منه قوله: أَلحَقُّ أَبْلَجُ، لا تَخْفَی مَعالِمُهُ، كالشَّمْسِ تَظْهَرُ فی نورٍ و إِبْلاجِ و البُلُوجُ: الإِشراقُ. و صُبْحٌ أَبْلَجُ بَیِّنُ البَلَجِ أَی مشرق مضی‌ء؛ قال العجاج: حتی بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا و كذلك الحق إِذا اتضح؛ یقال: الحقُّ أَبْلَجُ، و الباطل لَجْلَجٌ. و كل شی‌ء وَضَحَ: فقد ابْلاجَّ ابْلِیجاجاً. و البُلْجَةُ: الاسْتُ، و فی كتاب كراع: البَلْجَةُ، بالفتح، الاست، قال: و هی البَلْحَةُ، بالحاء. و بَلْجٌ و بَلَّاجٌ و بالِجٌ: أَسماء.

بنج؛ ج2، ص: 216

: البِنْجُ: الأَصْلُ. التهذیب: البُنُجُ الأُصول. و أَبْنَجَ الرجل ذا ادَّعی إِلی أَصل كریم. و یقال: رجع فلان إِلی حِنْجِهِ و بِنْجِهِ أَی إِلی أَصله و عِرْقه. و البَنْجُ: ضرب من النبات. قال ابن سیدة: و أُری الفارسی قال: إِنه مما یُنْتَبَذُ، أَو یُقَوَّی به النبیذُ. و بَنَّج القَبَجَةَ: أَخرجها من جُحْرها، دخیلٌ.

بهج؛ ج2، ص: 216

: البَهْجَةُ: الحُسْنُ؛ یقال: رجل ذو بَهْجَةٍ. البَهْجَةُ: حُسْنُ لون الشی‌ء و نَضَارَتُه؛ و قیل: هو فی النبات النَّضارَةُ، و فی الإِنسان ضَحِكُ أَساریر الوجه، أَو ظهورُ الفَرَحِ البتة. بَهِجَ بَهَجاً، فهو بَهِجٌ، و بَهُجَ، بالضم، بَهْجَةً و بَهاجَةً و بَهَجاناً، فهو بَهِیجٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: فذَلك سُقْیا أُمِّ عَمْرٍو، و إِنَّنی، بما بَذَلَتْ من سَیْبها، لبَهِیجُ أَشار بقوله ذلك إِلی السحاب الذی استسقی لأُم عمرو، و كانت صاحبته التی یشبب بها فی غالب الأَمر. و رجلٌ بَهِجٌ أَی مُسْتَبْهِجٌ بأمرٍ یَسُرُّه؛ و أَنشد: و قد أَراها، وَسْطَ أَتْرابِها، فی الحَیِّ ذی البَهْجَةِ و السَّامِرِ و امرأَةٌ بَهِجَةٌ: مبتهجةٌ؛ و قد بَهُجَتْ بَهْجَةً، و هی مِبْهاجٌ، و قد غَلَبَتْ علیها البهجةُ. و بَهُجَ النباتُ، فهو بَهیجٌ: حَسُنَ. قال الله تعالی: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ*. و تباهَجَ الرَّوْضُ إِذا كَثُرَ نَوْرُه؛ و قال: نُوَّارُهُ مُتَباهجٌ یَتَوَهَّجُ و قوله: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ* أَی من كل ضَرْب من النبات حَسَنٍ ناضر. أَبو زید: بَهیج حسنٌ؛ و قد بَهُجَ بَهاجةً و بَهْجَةً. و‌فی حدیث الجنة: فإِذا رأَی الجنةَ و بَهْجَتَها‌أَی حُسْنَها و حُسْنَ ما فیها من النعیم. و أَبهجتِ الأَرضُ: بَهُجَ نباتُها. و تباهَجَ النُّوَّارُ: تضاحك: و بهِج بالشی‌ء و له، بالكسر، بَهاجةً، و ابتَهَج: سُرَّ به و فَرح؛ قال الشاعر: كانَ الشبابُ رِداءً قد بَهِجْتُ به، فقد تطایَرَ، منه لِلبِلَی، خِرَقُ و الابتهاجُ: السُّرور. و بَهَجَنی الشی‌ءُ و أَبْهَجَنی، و هی بالأَلف أَعلی: سَرَّنی. و أَبْهَجَت الأَرضُ: بَهُجَ نباتُها. و رجلٌ بَهِجٌ مُبتهج: مسرورٌ؛ قال النابغة: أَو دُرَّةٌ صَدَفِیَّةٌ، غَوَّاصُها بَهِجٌ، متی یَرَها یُهِلَّ و یَسْجُدِ و امرأَةٌ بهِجةٌ و مِبْهاجٌ: غلب علیها الحُسْنُ؛ و قول العجاج: دَعْ ذا، و بَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً، و سَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا
لسان العرب، ج‌2، ص: 217
قال ابن سیدة: لم أَسمع ببَهِّجْ إِلَّا هاهنا، و معناه حَسِّنْ و جَمِّلْ، و كأَنَّ معناه: زِدْ هذا الحَسَبَ جمالًا بوصفك له، و ذكرك إِیاه. و سَنِّنْ: حَسِّنْ كما یُسَنَّنُ السیفُ أَو غیرُه بالمِسَنِّ، و إِن شئت قلت: سَنِّنْ سَهِّلْ. و قوله مُزَوَّجاً أَی مقروناً بعضُه ببعض؛ و قیل: معناه مَنْطِقاً یُشْبه بعضُه بعضاً فی الحُسْنِ، فكأَنَّ حُسْنَهُ یتضاعف لذلك. الأَصمعی: باهَجْتُ الرجلَ و باهیته و بازَجْتُه و بارَیْتُه، بمعنی واحد.

بهرج؛ ج2، ص: 217

: مكانٌ بَهْرَجٌ: غیرُ حِمًی؛ و قد بَهْرَجه فَتَبَهْرَج. و البَهْرجُ: الشی‌ء المباحُ؛ یقال: بهرجَ دَمَهُ. و دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ: ردی‌ء. و الدرهمُ البَهْرَجُ: الذی فضَّته ردیئة. و كلُّ ردی‌ء من الدراهم و غیرها: بَهْرَجٌ؛ قال: و هو إِعراب نبهره، فارسی. ابن الأَعرابی: البَهْرَجُ الدرهم المُبْطَلُ السِّكَّةِ، و كلُّ مردودٍ عند العرب بَهْرَجٌ و نَبَهْرَجٌ. و البَهْرَجُ: الباطلُ و الردی‌ء من الشی‌ء؛ قال العجاج: و كانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا أَی باطلًا. و‌فی الحدیث: أَنه بَهْرَجَ دَمَ ابن الحارث‌أَی أَبطله. و‌فی حدیث أَبی مِحْجَنٍ: أَمَّا إِذْ بَهْرَجْتَنی فلا أَشْرَبُها أَبداً؛ یعنی الخمرَ، أَی أَهْدَرْتَنی بإِسقاط الحَدِّ عنی. و‌فی الحدیث: أَنه أَتی بجراب لُؤْلؤٍ بَهْرَجٍ‌أَی ردی‌ءٍ. قال و قال القتیبی: أَحسبه بِجِراب لؤْلؤٍ بُهْرِجَ أَی عُدِلَ به عن الطریق المسلوك خوفاً من العَشَّار، و اللفظة معرّبة؛ و قیل: هی كلمة هندیة أَصلها نَبَهْلَهْ، و هو الردی‌ء، فنقلت إِلی الفارسیة فقیل نَبَهْرَهْ، ثم عُرّبت بَهْرَج. الأَزهری: و بُهْرِجَ بهم إِذا أُخِذَ بهم فی غیر المَحَجَّةِ. و البَهْرَجُ: التعویجُ من الاستواء إِلی غیر الاستواء.

بهرمج؛ ج2، ص: 217

: البَهْرامَجُ: الشجر الذی یقال له الرَّنْفُ، و هو من أَشجار الجبال. و قال أَبو عبید فی بعض النسخ: لا أَعرف ما البَهْرامَجُ. و قال أَبو حنیفة: البَهْرامَجُ فارسی، و هو الرَّنفُ، قال: و هو ضربان، ضرب منه مُشْرَبٌ لونُ شعره حُمْرَةً، و منه أَخضر هَیادِبِ النَّوْرِ، و كلا النوعین طیب الرائحة، و الله أَعلم.

بوج؛ ج2، ص: 217

: بَوَّجَ: صَیَّحَ. و رجل بَوَّاجٌ: صَیَّاحٌ. و باجَ البرقُ یبوجُ بَوْجاً و بَوَجاناً، و تَبَوَّجَ إِذا بَرَق و لَمَع و تَكَشَّفَ. و انْباجَ البرقُ انْبِیاجاً إِذا تكشَّف. و‌فی الحدیث: ثم هَبَّتْ ریحٌ سوداءُ فیها برقٌ مُتَبَوِّجٌ‌أَی متَأَلِّقٌ برعُود و بُرُوق. و تبوّج البرقُ: تفرّق فی وجه السحاب، و قیل: تتابع لَمْعُهُ. ابن الأَعرابی: باجَ الرجلُ یبوجُ بَوْجاً إِذا أَسْفَرَ وجهُه بعد شُحُوب السفر. و البائجُ: عِرْقٌ فی باطن الفخذ؛ قال الراجز: إِذا وَجِعْنَ أَبْهَراً أَو بائِجا و قال جندل: بالكاسِ و الأَیْدی دَمُ البَوائِج یعنی العروق المفتقة. ابن سیدة: و البائج عرق محیط بالبدن كله، سمی بذلك لانتشاره و افتراقه. و البائجةُ: ما اتسع من الرمل. و البائجةُ: الداهیةُ؛ قال أَبو ذؤَیب: أَمْسی، و أَمْسَیْنَ لا یَخْشَیْنَ بائجَةً، إِلّا ضَوارِیَ، فی أَعْناقها القِدَدُ و الجمعُ البوائجُ. الأَصمعی: جاءَ فلان بالبائجة
لسان العرب، ج‌2، ص: 218
و الفَلِیقَةِ، و هی من أَسماء الداهیة؛ یقال: باجَتْهُم البائجةُ تَبُوجُهُم أَی أَصابتهم، و قد باجتْ علیهم بَوْجاً و انباجت. و انباجتْ بائجةٌ أَی انفتق فَتْقٌ منكر. و انباجتْ علیهم بَوائجُ منكَرةٌ إِذا انفتحت علیهم دَواهٍ؛ قال الشماخ یرثی عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: قَضَیْتَ أُموراً، ثم غادَرْتَ بعدَها بوائِجَ فی أَكمامِها، لم تُفَتَّقِ أَبو عبید: البائجةُ الداهیةُ. و الباجةُ: الاختلاطُ. و باجَهُم بالشر بَوْجاً: عَمَّهُم. ابن الأَعرابی: الباجُ یهمز و لا یهمز، و هو الطریقة من المَحاجِّ المستویة، و قد تقدم. و نحن فی ذلك باجٌ واحدٌ أَی سواءٌ. قال ابن سیدة: حكاه أَبو زید غیر مهموز، و حكاه ابن السكیت مهموزاً، و قد تقدم فی الهمز. قال: و هو من ذوات الواو لوجود [ب و ج] و عدم [ب ی ج]. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اجعلها باجاً واحداً، و هو فارسی معرب. ابن بزرج: و بعیرٌ بائجٌ إِذا أَعیا. و قد بُجْتُ أَنا: مَشَیْتُ حتی أَعْیَیْتُ؛ و أَنشد: قَدْ كُنْتَ حِیناً تَرْتَجِی رِسْلَها، فاطَّرَدَ الحائلُ و البائجُ یعنی المُخِفُّ و المُنْقِلُ.

فصل التاء؛ ج2، ص: 218

تجج؛ ج2، ص: 218

: تَج‌تَج: دعاءُ الدجاجة.

ترج؛ ج2، ص: 218

: الأُتْرُجُّ، معروف، واحدته تُرُنْجَةٌ و أُتْرُجَّةٌ؛ قال علقمة بن عَبَدة: یَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العَبِیرِ بها، كَأَنَّ تَطْیابَها، فی الأَنْفِ، مَشْمُومُ و حكی أَبو عبیدة: تُرُنْجَةٌ و تُرُنْجٌ، و نظیرها ما حكاه سیبویه: وتَرٌ عُرُنْدٌ أَی غلیظ، و العامَّةُ تقول أُتْرُنْجٌ و تُرُنْجٌ، و الأَول كلام الفصحاء. و‌فی الحدیث: نهی عن لُبْسِ القَسِّیِّ المُتَرَّجِ، هو المصبوغُ بالحُمْرَةِ صَبْغاً مُشْبَعاً. و تَرْجُ، بالفتح: موضع؛ قال مزاحم العقیلی: و هَابٍ كجُثْمانِ الحمامةِ، أَجْفَلَتْ به ریحُ تَرْجٍ و الصِّبا، كلَّ مَجْفَلِ الهابی: الرَّمادُ؛ و یقول فی هذه القصیدة: وَدِدْتُ، علی ما كانَ من شَرَفِ الهوی و جَهْلِ الأَمانی، أَنَّ ما شَئتُ یُفْعَلِ فَتَرْجِعُ أَیامٌ مَضَیْنَ، و نَعْمَةٌ علینا، و هل یُثْنی، من الدَّهْرِ، أَوَّلُ؟ قوله: أَنَّ ما شِئتُ یُفْعَلِ؛ ما: هاهنا شرط، و اسم أن مضمر تقدیره: أَنه أَیّ شی‌ء شئت یفعل لی، و أَقوی فی البیت الثانی. و القصیدة كلها مخفوضة الروی. و قیل: تَرْجٌ موضع یُنسَبُ إِلیه الأَسدُ؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ، یُنازِلُهُمْ، لِنابَیْهِ قَبِیبُ و فی التهذیب: تَرْجٌ مَأْسَدَةٌ بناحیة الغَوْرِ. و یقال فی المثل: هو أَجرأُ من الماشی بِتَرْجٍ لأَنها مَأْسَدَةٌ. التهذیب: تَرِجَ الرجلُ إِذا أَشكل علیه الشی‌ءُ من علم أَو غیره. أَبو عمرو: تَرَجَ إِذا اسْتَتَرَ، و رَتِجَ إِذا أَغْلَقَ كلاماً أَو غیره، و الله أَعلم.

تفرج؛ ج2، ص: 218

: التَفارِیجُ: فُرَجُ الدَّرابزین. قال: و التَّفاریجُ فَتَحاتُ الأَصابع و أَفواتُها، و هی وَتائرها، واحدها تِفْراجٌ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 219‌

تلج؛ ج2، ص: 219

: التَّوْلَجُ: كِناسُ الظَّبْی، فَوْعَلٌ عند كراع، و تاؤه أَصل عنده؛ قال الشاعر: مُتَّخِذاً فی صَفَواتٍ تَوْلَجا و فی ترجمة ترب: التَّوْلَج الكناس الذی یلج فیه الظبی و غیره من الوحش. الأَزهری: التُّلَجُ فَرْخُ العُقابِ، أَصله وُلَج.

توج؛ ج2، ص: 219

: التَّاجُ، معروف، و الجمعُ أَتواجٌ و تِیجانٌ، و الفعل التَّتْویجُ. و قد تَوَّجَهُ إِذا عَمَّمَهُ؛ و یكون تَوَّجَهُ: سَوَّدَهُ. و المُتَوَّجُ: المُسَوَّدُ، و كذلك المُعَمَّمُ. و یقال: تَوَّجَهُ فتَتَوَّجَ أَی أَلبسه التاجَ فلبسه. و الإِكْلِیلُ و القُصَّةُ و العِمامةُ: تاجٌ علی التشبیه. و العربُ تسمی العمائمَ التاجَ. و‌فی الحدیث: العمائمُ تِیجانُ العربِ، جمع تاج، و هو ما یصاغ للملوك من الذهب و الجوهر؛ أَراد أَن العمائم للعرب بمنزلة التیجان للملوك لأَنهم أَكثر ما یكونون فی البوادی مكشوفی الرؤوس أَو بالقلانس، و العمائمُ فیهم قلیلةٌ. و الأَكالیلُ: تیجان ملوك العجم. و التاجُ: الإِكلیلُ. ابن سیدة: و رجلٌ تائجٌ ذو تاج، علی النَّسَبِ، لأَنا لم نسمع له بفعل غیر متعدٍّ؛ قال هِمْیان بن قحافة: تَقَدُّمَ النَّاسِ الإِمامَ التَّائِجا أَرادَ تَقَدَّمَ الإِمامُ التائجُ الناسَ. فقلب. و التاجُ: الفضة. و یقال للصَّلِیجَةِ من الفضة: تاجةٌ، و أَصله تازه بالفارسیة للدرهم المضروب حدیثاً؛ قال: و منه قول همیان: تَنَصُّفَ الناسِ الهُمامَ التَّائجا أَراد مَلِكاً ذا تاج، و هذا كما یقال: رجل دارِعٌ ذو دِرْعٍ. و تاجٌ و تُوَیْجٌ و مُتَوَّجٌ: أَسماء. و تاجٌ و بنو تاجٍ. قبیلةٌ من عَدْوانَ، مصروف؛ قال: أَ بَعْدَ بَنی تاجٍ و سَعْیِكَ بَیْنَهُمْ؟ فلا تُتْبِعَنْ عَیْنَیْكَ ما كان هالِكا و تاجةُ: اسمُ امرأَة؛ قال: یا وَیْحَ تاجَةَ، ما هذا الذی زَعَمَتْ؟ أَ شَمَّها سَبُعٌ أَمْ مَسَّها لَمَمُ؟ و تَوَّجُ: اسمُ موضع، و هو مأْسدة ذكره مُلَیْحٌ الهُذَلیُّ: و مِن دونِهِ أَثْباجُ فَلْجٍ و تَوَّجُ و فی ترجمة بَقَّمَ: تَوَّجُ علی فَعَّل موضعٌ؛ قال جریر: أَعْطُوا البَعِیثَ حَفَّةً و مِنْسَجا، و افْتَحِلُوهُ بَقَراً بِتَوَّجا

فصل الثاء؛ ج2، ص: 219

ثأج؛ ج2، ص: 219

: الثُّؤَاجُ: صیاح الغنم؛ ثأَجَتْ تَثْأَجُ ثَأَجاً و ثُؤَاجاً، بفتح الهمزة فی جمیع ذلك: صاحت. و‌فی الحدیث: لا تأْتی یومَ القیامة و علی رَقَبَتِكَ شاةٌ لها ثُؤَاجٌ؛ و أَنشد أَبو زید فی كتاب الهمز: و قد ثَأَجُوا كثُؤَاجِ الغنَمْ و هی ثائجةٌ، و الجمعُ ثَوائِجُ و ثائجاتٌ؛ و منه كتاب عمرو بن أَفْصی: إِنَّ لهم الثائجةَ؛ هی التی تصوّت من الغنم؛ و قیل: هو خاص بالضأن منها. و ثَأَجَ یَثْأَجُ: شَربَ شربات؛ هذه عن أَبی حنیفة.

ثبج؛ ج2، ص: 219

: ثَبَجُ كلِّ شی‌ء: مُعْظَمُهُ و وَسَطُهُ و أَعلاه، و الجمع أَثْباجٌ و ثُبُوجٌ. و‌فی الحدیث: خیارُ أُمتی أَوَّلُها و آخرُها، و بین ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ لیس منك
لسان العرب، ج‌2، ص: 220
و لستَ منه.الثَّبَجُ: الوسط و ما بین الكاهل إِلی الظهر؛ و منه كتاب لوائل: و أَنْطُوا الثَّبَجَةَ أَی أَعطوا الوَسَطَ فی الصدقة لا من خیار المال و لا من رُذالته، و أَلحقها هاء التأْنیث لانتقالها من الاسمیة إِلی الوصف؛ و منه‌حدیث عبادة: یوشك أَن یُری الرجلُ من ثَبَجِ المسلمین‌أَی من وَسَطِهم؛ و قیل: مِن سَراتهم و عِلْیَتِهم؛ و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و علیكم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضْرِبُوا ثَبَجَهُ، فإِن الشیطانَ راكِدٌ فی كِسْرِه.و ثَبَجُ الرَّمْلِ: مُعْظَمُه، و ما غَلُظَ من وَسَطه، و ثَبَجُ الظَّهْرِ: مُعْظَمُه و ما فیه مَحانی الضُّلوع؛ و قیل: هو ما بین العَجُزِ إِلی المَحْرَكِ، و الجمع أَثْباجٌ. و قال أَبو عبیدة: الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلی عُذْرَتِه؛ و قالت بنت القتال الكلابی ترثی أَخاها: كأَنَّ نَشَیجَها، بذَواتِ غِسْلٍ، نَهیمُ البُزْلِ تُثْبَجُ بالرِّحالِ أَی توضع الرحال علی أَثباجها. و قال أَبو مالك: الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ علی الكاهل إِلی الصدر. قال: و الدلیل علی أَن الثَّبَجَ من الصدر أَیضاً قولهم: أَثْباجُ القَطا؛ و قال أَبو عمرو: الثَّبَجُ نُتُوءُ الظهر. و الثَّبَجُ: عُلُوُّ وسط البحر إِذا تلاقت أَمواجه. و‌فی حدیث أُمِّ حَرامٍ: یَرْكَبُون ثَبَجَ هذا البحر‌أَی وسَطَه و مُعْظَمَه؛ و منه‌حدیث الزهری: كنتُ إِذا فاتَحْتُ عُرْوَةَ بن الزُّبیر فَتَقْتُ به ثَبَجَ بحرٍ.و ثَبَجُ البحر و اللیل: مُعْظَمُه. و رجلٌ أَثْبَجُ: أَحدَبُ. و الأَثْبَجُ أَیضاً: الناتئُ الصَّدْر؛ و فیه ثَبَجٌ و ثَبَجَةٌ. و الأَثْبَجُ: العظیم الجوف. و الأَثْبَجُ: العریضُ الثَّبَجِ؛ و یقال: الناتئُ الثَّبَجِ، و هو الذی صُغِّر‌فی حدیث اللِّعان: إِن جاءت به أُثَیْبِجَ، فهو لهِلالٍ؛ تصغیرُ الأَثْبَجِ الناتئ الثَّبَجِ أَی ما بین الكتفین و الكاهل؛ و قول النمری: دَعانی الأَثْبَجان بِیا بَغِیض و أَهْلِی بالعراقِ، فَمَنَّیَانی فسر بهذا كله. و رجلٌ مُثَبَّجٌ: مضطرِبُ الخَلْقِ مع طول. و ثَبَّجَ الراعی بالعصا تَثْبیجاً أَی جعلها علی ظهره، و جعل یدیه من ورائها، و ذلك إِذا أَعیا. و ثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً: أَقعی علی أَطراف قدمیه كأَنه یستنجی؛ قال: إِذا الكُماةُ جَثَمُوا علی الرُّكَب، ثَبَجْتَ یا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِب و قول الشماخ: أَ عائِشُ ما لأَهْلِكِ لا أَراهُمْ یُضِیعُونَ الهِجانَ مع المُضِیعِ؟ و كَیْفَ یَضِیعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، علی أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِیعِ؟ قال: هِجان الإِبل كرائمها أَی إن علی أَوساطها وبراً كثیراً یقیها البرد، قد أُدفئت به. و ثَبَّجَ الكتابَ و الكلامَ تَثْبیجاً: لم یبینه؛ و قیل: لم یأْت به علی وجهه. و الثَّبَجُ: اضطرابُ الكلام و تَفَنُّنُه. و الثَّبَجُ: تَعْمِیَةُ الخَط و تَرْكُ بیانه. اللیث: التَّثْبیجُ التخلیط. و كتابٌ مُثَبَّجٌ، و قد ثُبِّجَ تَثْبیجاً. و الثَّبَجُ: طائر یصیح اللیلَ أَجمعَ كأَنه یَئِنُّ، و الجمع ثِبْجانٌ؛ و أَما قولُ الكُمَیتِ یَمْدَحُ زِیادَ بن مَعْقِلٍ: و لم یُوایِمْ لَهُمْ فی ذَبِّها ثَبَجاً، و لمْ یَكُنْ لهُمْ فیها أَبا كَرِبِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 221
ثَبَجٌ هذا: رجلٌ من أَهل الیمن، غزاه ملك من الملوك فصالحه عن نفسه و أَهله و ولده، و ترك قومه فلم یدخلهم فی الصلح، فغزا الملك قومه، فصار ثَبَجٌ مثلًا لمن لا یَذُبُّ عن قومه، فأَراد الكمیت: أَنه لم یفعل فِعْلَ ثَبَجٍ، و لا فِعْلَ أَبی كَرِبٍ، و لكنه ذَبَّ عن قومه.

ثجج؛ ج2، ص: 221

: الثَّجُّ: الصَّبُّ الكثیرُ، و خص بعضهم به صَبَّ الماء الكثیر؛ ثَجَّهُ یَثُجُّهُ ثَجّاً فَثَجَّ و انْثَجَّ، و ثَجْثَجَهُ فَتَثَجْثَجَ. و‌فی الحدیث: تمامُ الحج العَجُّ و الثَّجُّ.العج: العجیج فی الدعاء. و الثَّجُّ: سفكُ دماء البُدْنِ و غیرها. و‌سئل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الحج فقال: أَفضلُ الحجِّ العَجُّ و الثَّجُّ.الثَّجُّ سَیَلانُ دماء الهَدْیِ و الأَضاحی. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَدٍ: فحَلَب فیه ثَجّاً‌أَی لبناً سائلًا كثیراً. و الثَّجُّ: السَّیَلانُ. و مَطَرٌ مِثَجٌّ و ثَجَّاجٌ و ثَجِیجٌ؛ قال أَبو ذؤیب: سَقَی أُمَّ عَمْروٍ، كلَّ آخِر لَیْلَةٍ، حَناتِمُ سُحْمٌ، ماؤُهُنَّ ثَجِیجُ معنی كلَّ آخر لَیلةٍ: أَبداً. و ثَجِیجُ الماء: صوتُ انصبابه. و‌فی حدیث رُقَیْقَةَ: اكْتَظَّ الوادی بِثَجیجِه‌أَی امتلأَ بسیله. و ماء ثَجُوجٌ و ثَجّاجٌ: مَصْبوبٌ. و فی التنزیل: وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ الْمُعْصِرٰاتِ مٰاءً ثَجّٰاجاً. المحكم: قال ابن درید: هذا مما جاء فی لفظ فاعل، و الموضع مفعول، لأَن السحاب یَثُجُّ الماءَ، فهو مَثْجُوجٌ. و قال بعض أَهل اللغة: ثَجَجْتُ الماءَ أَثُجُّه ثَجّاً إِذا أَساله. و ثَجَّ الماءُ نفْسُه یَثُجُّ ثُجُوجاً إِذا انْصَبَّ، فإِذا كان كذلك فأَنْ یكون ثَجَّاجٌ فی معنی ثاجٍّ أَحسنُ من أَن یُتكلف وَضْعُ الفاعل موضعَ المفعول، و إِن كان ذلك كثیراً. و یجوز أَثْجَجْتُه بمعنی ثَجَجْتُه. و دَمٌ ثَجّاجٌ: مُنْصَبٌّ مُصَوَّبٌ؛ قال: حتی رَأَیْتُ العَلَقَ الثَّجَّاجا، قد أَخْضَلَ النُّحُورَ و الأَوْداجا و‌فی حدیث المستحاضة فقالت: إِنی أَثُجُّه ثَجّاً؛ قال: هو من الماء الثَّجَّاجِ السائل. و مَطَرٌ ثَجَّاجٌ: شدید الانصباب جدّاً. و أَتانا الوادی بثَجِیجِه أَی بسیله. و‌قولُ الحسن فی ابن عباس: إِنه كان مِثَجّاً‌أَی كان یصُبُّ الكلام صَبّاً؛ شبَّه فصاحته و غَزارةَ منطقه بالماء الثَّجُوجِ. و المِثَجُّ، بالكسر، من أَبنیة المبالغة. و عَینٌ ثَجُوجٌ: غزیرةُ الماء؛ قال: فصَبَّحَتْ، و الشمسُ لم تُقَضِّبِ، عَیْناً، بِغَضْیانَ، ثَجُوجِ العُنْبُبِ و المُثَجَّجُ من اللبن: الذی قد بَرَقَ «2» فی السِّقاءِ مِن حَرٍّ أَو بَرْدٍ فلا یَجْتَمِعُ زُبْدُهُ. و رجلٌ مِثَجٌّ إِذا كان خطیباً مُفَوَّهاً. ابن سیدة، أَبو حنیفة: الثَّجَّةُ الأَرضُ التی لا سِدْرَ بها، یأْتیها الناسُ فیَحْفِرونَ فیها حیاضاً، و من قِبَلِ الحِیاضِ سمیت ثَجَّةً. قال: و لا تُدعی قبل ذلك ثَجَّةً، و جمعها ثَجَّاتٌ، و لم یَحْكِ فیها جمعاً مكسراً. التهذیب: ابن شمیل: الثَّجَّةُ الرَّوْضةُ إِذا كان فیها حیاض و مِساكاتٌ للماء یصوّب فی الأَرض، لا تُدعی ثَجَّةً ما لم یكن فیها حیاض. و قال الأَزهری عقیب ترجمة ثوج: أَبو عبید الثَّجَّةُ الأُقْنَةُ، و هی حُفْرَةٌ یحتفرها ماء المطر؛ و أَنشد: فَوَرَدَتْ صادِیَةً حِرَارا،
(2). قوله [الذی قد برق إلخ] الذی فی القاموس برق السقاء كنصر و فرح: أَصابه حر أَو برد فذاب زبده و تقطع فلم یجتمع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 222
ثَجَّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارا، أَوْقاتَ أُقْنٍ، تَعْتَلی الغِمارا و قال شمر: الثَّجَّةُ، بفتح الثاء و تشدید الجیم، الروضة التی حَفَرَت الحیاضَ، و جمعُها ثَجَّاتٌ؛ سمیت بذلك لثَجِّها الماءَ فیها.

ثحج؛ ج2، ص: 222

: ثَحَجَهُ برجله ثَحْجاً: ضربه، مهریة مرغوب عنها. الأَزهری: سَحَجَهُ و ثَحَجَهُ إِذا جَرَّهُ جَرّاً شدیداً.

ثعج؛ ج2، ص: 222

: العَثَجُ و الثَّعَجُ: لغتان و أَصوبهما العَثَجُ: جماعةُ الناس فی السفر.

ثفج؛ ج2، ص: 222

: ثَفَجَ الرجلُ و مَفَجَ: حَمُقَ؛ عن الهروی فی الغریبین.

ثلج؛ ج2، ص: 222

: الثَّلْجُ: الذی یسقط من السماء، معروف. و‌فی حدیث الدعاء: و اغْسِلْ خَطایَ بماء الثَّلْجِ و البَرَدِ، إِنما خصهما بالذكر تأْكیداً للطهارة و مبالغةً فیها لأَنهما ماءَان مفطوران علی خلقتهما، لم یُستعملا و لم تنلهما الأَیدی و لم تخضهما الأَرجل، كسائر المیاه التی خالطت التراب و جرت فی الأَنهار و جمعت فی الحیاض، فكانا أَحق بكمال الطهارة. و قد أَثْلَجَ یَومُنا. و أَثْلَجُوا: دخلوا فی الثَّلْجِ. و ثُلِجُوا: أَصابهم الثَّلْجُ. و أَرضٌ مَثْلُوجَةٌ: أَصابها ثَلْجٌ. و ماءٌ مَثْلُوجٌ: مُبَرَّدٌ بالثَّلج؛ قال: لو ذُقْتَ فاها، بَعْدَ نَوْمِ المُدْلِجِ، و الصُّبْحِ لمَّا هَمَّ بالتَّبَلُّجِ، قُلْتَ: جَنی النَّحْلِ بماء الحَشْرَجِ، یُخالُ مَثْلُوجاً، و إِنْ لمْ یُثْلَجِ و ثُلِجَتِ الأَرضُ و أُثْلِجَتْ «1»: أَصابها الثَّلْجُ. و ثَلَجَتْنا السماءُ تَثْلُجُ، بالضم: كما یقال مَطَرَتْنا. و أَثْلَجَ الحافرُ: بَلَغَ الطینَ. و ثَلِجَتْ نفسی بالشی‌ء ثَلَجاً، و ثَلَجَتْ تَثْلُجُ و تَثْلَجُ ثُلُوجاً: اشتفت به و اطمأَنت إِلیه؛ و قیل: عرفَته و سُرَّت به. الأَصمعی: ثَلِجَتْ نفسی، بكسر اللام، لغة فیه. ابن السكیت: ثَلِجْتُ بما خبرتنی أَی اشتفیت به و سكن قلبی إِلیه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: حتی أَتاه الثَّلَجُ و الیقینُ.یقال: ثَلَجَتْ نفسی بالأَمر إِذا اطمأَنت إِلیه و سكنت و ثبت فیها و وَثِقَتْ به؛ و منه‌حدیث ابن ذی یَزَن: و ثَلَجَ صدْرُك؛ و منه‌حدیث الأَحوص: أُعطیك ما تَثْلُجُ إِلیه.و ثَلَجَ قَلْبُه و ثَلِجَ: تیَقَّن. و ثُلِجَ قَلْبُه: بَلُدَ و ذَهَبَ. و رجل مَثْلُوجُ الفؤاد: بلید؛ قال أَبو خراش الهذلی: و لَمْ یَكُ مَثْلوجَ الفؤادِ مُهَیَّجاً، أَضاعَ الشَّبابَ فی الرَّبِیلَةِ و الخَفْضِ و قال كعب بن لؤَی لأَخیه عامر بن لؤی: لَئِنْ كُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ بَدا، لِجَمْعِ لُؤَیٍّ مِنْكَ، ذِلَّةُ ذی غَمْضِ ابن الأَعرابی: ثُلِجَ قَلْبُه إِذا بَلُدَ. و ثَلِجَ به إِذا سُرَّ به و سَكَنَ إِلیه؛ و أَنشد: فلو كنتُ مَثْلُوجَ الفؤادِ، إِذا بَدَتْ بلادُ الأَعادی، لا أُمِرُّ و لا أُحْلِی أَی لو كنت بلید الفؤاد، كنت لا آتی بحلو و لا مرٍّ من الفعل. شمر: ثَلِجَ صدری لذلك الأَمر
(1). قوله [و ثلجت الأَرض و أثلجت] كذا بالأَصل بهذا الضبط علی البناء للمفعول. و عبارة المصباح: و ثلجتنا السماء من باب قتل: أَلقت علینا الثلج، و منه یقال: ثلجت الأَرض، بالبناء للمفعول، فهی مثلوجة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 223
أَی انشرح و نَقَعَ به، یَثْلَجُ ثَلَجاً. و قد ثَلَجْتهُ إِذا نَقَعْتَه و بللته؛ و قال عبید: فی رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبیعُ قَرارَها، مَوْلِیَّةٍ، لم یَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ و ماءٌ ثَلْجٌ: باردٌ. قال الفارسی: و هو كما قالوا بارد القلْب؛ و أَنشد: و لكنَّ قَلْباً، بین جَنْبَیْكَ، باردُ و الثُّلْجُ: البُلَداءُ من الرجال. و الثُّلَجُ: فَرْخُ العُقابِ. ابن الأَعرابی: الثُّلْجُ الفرِحون بالأَخبار. و ثُلِجَ الرجل إِذا برد قلبه عن شی‌ء، و إِذا فرح أَیضاً: فقد ثُلِجَ. و حَفَرَ حتی أَثْلَجَ أَی بلَغَ الطین. و حَفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلغ الثری و النَّبَطَ. و یقال: قد أَثْلَجَ صدری خَبَرٌ واردٌ أَی شفانی و سكننی فَثَلَجْتُ إِلیه. و نَصْلٌ ثُلاجِیٌّ إِذا اشتدَّ بیاضه. أَبو عمرو: إِذا انتهی الحافر إِلی الطین فی النهر قال: أَثْلَجْتُ.

ثمج؛ ج2، ص: 223

: «1».

ثوج؛ ج2، ص: 223

: الثَّوجُ: شی‌ء یُعمل من خوص، نحو الجُوالِقِ، یحمل فیه الترابُ، عربی صحیح. و ثاجَتِ البقرة تَثَاجُ و تَثُوجُ ثَوْجاً و ثُواجاً: صوّتت، و قد یهمز و هو أَعرفُ إِلا أَن ابن درید قال ترك الهمز أَعلی. و ثاجٌ: موضعٌ، قال تمیم بن مقبل: یا جارَتَیَّ! علی ثاجٍ سَبِیلُكُما، سَیْراً حَثیثاً فَلَمَّا تَعْلَمَا خَبَرِی و ثاجٌ: قریة فی أَعراض البَحْرَین فیها نخلٌ زَیْنٌ. أَبو تراب: الثَّوْجُ لغة فی الفَوْج، و أَنشد لجندل: من الدُّنی ذا طَبَقٍ أَثایج و یروی أَفاوج أَی فَوْجاً فَوْجاً. ابن الأَعرابی: ثاجَ یَثُوجُ ثَوْجاً، و ثَجا یَثْجُو ثَجْواً، مثل جَاثَ یَجُوثُ جَوْثاً، إِذا بَلْبَلَ مَتاعَه و فَرَّقَهُ.

فصل الجیم؛ ج2، ص: 223

جبج؛ ج2، ص: 223

: التهذیب: قد جَبَجَ إِذا عظم جسمُه بعد ضَعْفٍ.

جرج؛ ج2، ص: 223

: الجَرِجُ: الجائل القَلِقُ. و قد جَرِجَ جَرَجاً: قَلِقَ و اضطرب؛ قال: جاءَتْكَ تَهْوِی، جَرِجاً وضِینُها و جَرِجَ الخَاتَمُ فی یدی یَجْرَجُ جَرَجاً إِذا قلق و اضطربَ من سَعَته و جال. و‌فی مناقب الأَنصار: و قتلت سَرَواتهم و جَرِجُوا؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم بجیمین من الجَرَجِ، و هو الاضطراب و القَلَقُ، قال: و المشهور من الروایة: و جُرِحُوا، مِن الجِراحِ. و سِكِّینٌ جَرِجُ النِّصابِ: قَلِقُهُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إِنی لأَهْوَی طَفْلَةً فیها غَنَجْ، خَلْخَالُها فی ساقها غَیرُ جَرِجْ و جَرِجَ الرَّجلُ إِذا مشی فی الجَرَجَةِ، و هی المَحَجَّةُ و جادَّةُ الطریق؛ قال الأَزهری: و هما لغتان. ابن سیدة: جَرَجَةُ الطریق وَسَطُه و معظمه. و الجَرَجُ: الأَرضُ ذات الحجارة. و الجَرَجُ: الأَرض الغلیظة؛ و أَرضٌ جَرِجَةٌ. و ركبَ فلانٌ الجادَّة و الجَرَجَةَ و المَحَجَّة: كُلُّهُ
(1). أَهمل المصنف مادة ثمج. قال فی القاموس: الثمج التخلیط. و المثمج، كمحسن: الذی یشی الثیاب أَلواناً. و المثمجة كمحسنة: المرأة الصناع بالوشی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 224
وَسَطُ الطریق. الأَصمعی: خَرَجَةُ الطریق، بالخاء، و قال أَبو زید: جَرَجَةُ؛ قال الریاشی: و الصواب ما قال الأَصمعی. و جَرَجَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ: أَكلته. و الجُرْجُ: وعاء من أَوعیة النساء؛ و فی التهذیب: الجُرْجَةُ و الجَرَجَةُ ضرب من الثیاب. و الجُرْجَةُ: خریطةٌ من أَدَمٍ كالخُرْجِ، و هی واسعة الأَسفل ضیقة الرأْس یجعل فیها الزاد؛ قال أَوس بن حجر یصف قوساً حسنة، دفع من یسومها ثلاثَة أَبرادٍ و أَدْكَنَ أَی زقّاً مملوءاً عسلًا: ثلاثةُ أَبرادٍ جیادٍ، و جُرْجَةٌ، و أَدْكَنُ، مِنْ أَرْیِ الدَّبورِ، مُعَسَّلُ و بالخاء تصحیف، و الجمعُ جُرْجٌ مثل بُسْرَةٍ و بُسْرٍ؛ و منه جُرَیج: مصغر اسم رجل. و الجُرْجَةُ، بالضم: وعاء مثل الخُرْجِ. و ابن جُریج: رجلٌ. قال ابن بری فی قوله الجَرَجَةُ، بتحریك الراء: جادَّةُ الطریق؛ قد اختلف فی هذا الحرف، فقال قوم: هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة ذكره أَبو سهل و وافقه ابن السكیت و زعم أَن الأَصمعی و غیره صحفوه فقالوا: هو جَرَجَة، بجیمین، و قال ابن خالویه و ثعلب: هو جَرَجَة، بجیمین؛ قال أَبو عمرو الزاهد: هذا هو الصحیح؛ و زعم أَن من: یقول هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة، فقد صحفه؛ و قال أَبو بكر بن الجراح: سأَلت أَبا الطیب عنها، فقال: حكی لی بعض العلماء عن أَبی زید أَنه قال: هی الجَرَجَةُ، بجیمین، فلقیت أَعرابیّاً فسأَلته عنها فقال: هی الجَرَجَةُ، بجیمین، قال: و هو عندی من جَرِجَ الخاتَمُ فی إِصبعی؛ و عند الأَصمعی أَنه من الطریق الأَخْرَجِ أَی الواضح، فهذا ما بینهم من الخلاف، و الأَكثر عندهم أَنه بالخاء، و كان الوزیر ابن المغربی یسأَل عن هذه الكلمة علی سبیل الامتحان و یقول: ما الصواب من القولین؟ و لا یفسره.

جلج؛ ج2، ص: 224

: الجَلَجُ: القَلَقُ و الاضطراب. و الجَلَجُ: رؤوس الناس، واحدها جَلَجَةٌ بالتحریك، و هی الجُمْجُمَةُ و الرأْسُ. و‌فی الحدیث: أَنه قیل للنبی، صلی الله علیه و سلم، لما أُنزلت: إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ؛ هذا برسول الله، صلی الله علیه و سلم، و بقینا نحن فی جَلَجٍ، لا نَدْری ما یُصْنَعُ بنا؛ قال أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعی عنه فلم یعرفه. قال الأَزهری روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی و عن عمرو عن أَبیه: الجَلَجُ رؤوس الناس، واحدها جَلَجَةٌ. قال الأَزهری: فالمعنی إِنا بقینا فی عدد رؤوس كثیرة من المسلمین؛ و قال ابن قتیبة: معناه و بقینا نحن فی عدد من أَمثالنا من المسلمین لا ندری ما یُصنع بنا. و قیل: الجَلَجُ، فی لغة أَهل الیمامة، حَبابُ الماء، كأَنه یرید تركنا فی أَمرٍ ضَیِّقٍ كضیق الحَبَابِ. و‌فی حدیث أَسلم: أَن المغیرة بن شعبة تكنی بأَبی عیسی؛ فقال له عمر: أَ ما یكفیك أَن تكنی بأَبی عبد الله؟ فقال: إِن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كنانی بأَبی عیسی، فقال: إِن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأَخر، و إِنا بعد فی جَلَجِنا، فلم یزل یكنی بأَبی عبد الله حتی هلك.و‌كتب عمر، رضی الله عنه، إِلی عامله علی مصر: أَن خُذْ من كلِّ جَلَجَةٍ من القبط كذا و كذا.و قال بعضهم: الجَلَجُ جماجم الناس؛ أَراد مِن كل رأْس. و یقال: علی كلِّ جَلَجَةٍ كذا، و الجمع جَلَجٌ.

جوج؛ ج2، ص: 224

: ابن الأَعرابی: الجاجَةُ جمع جاج، و هی خَرَزةٌ وضیعة لا تساوی فَلْساً. أَبو زید: الجاجَةُ الخرزة
لسان العرب، ج‌2، ص: 225
التی لا قیمة لها. غیره: ما رأَیت علیه عاجة و لا جاجة؛ و أَنشد لأَبی خراش الهذلی یذكر امرأَته و أَنه عاتبها فاستحیت و جاءت إِلیه مستحییة: فجاءَتْ كَخَاصِی العَیْرِ، لم تَحْلَ عاجَةً، و لا جَاجَةٌ منها تَلُوحُ علی وَشْمِ یقال: جاء فلان كَخَاصِی العَیْرِ إِذا جاء مستحییاً و خائباً أَیضاً. و العاجَةُ: الوَقْفُ من العاج تجعله المرأَة فی یدها، و هی المَسَكَةُ؛ قال جریر: تَرَی العَبَسَ الحَوْلِیَّ جَوْناً بِكُوعِها لَها مَسَكاً، من غیر عاجٍ و لا ذَبْلِ أَبو عمرو: أَجَّجَ إِذا حمل علی العدو، و جَاجَ إِذا وَقَفَ جُبْناً.

فصل الحاء؛ ج2، ص: 225

حبج؛ ج2، ص: 225

: حَبَجَه بالعصا یَحْبِجُه حَبْجاً: ضربه. و حَبَجَ یَحْبِجُ حَبْجاً: ضَرَطَ. و خَبَجَ یَخْبِجُ أَیضاً. و یقال: حَبَجَهُ بالعَصا حَبْجَةً و حَبَجاتٍ ضربه بها، مثل خَبَجَه و هَبَجَه. و الحَبَجُ: الحَبْقُ. قال أَعرابی: حَبَجَ بها، و ربِّ الكعبة. و حَبِجَت الإِبلُ، بالكسر، حَبَجاً، فهی حَبْجَی و حَباجَی، مثل حَمْقَی و حَماقی، و حَبِجَةٌ: ورِمَتْ بطونُها من أَكل العَرْفَجِ و اجتمع فیها عُجَرٌ حتی تشتكی منه، فتمرَّغت و زَحَرَتْ. ابن الأَعرابی: الحَبْجُ أَن یأْكل البعیرُ لِحاءَ العَرْفَجِ فَیَسْمَنَ علی ذلك، و یصیر فی بطنه مثلُ الأَفْهارِ، و ربما قتله ذلك. و الحَبِجُ: السمین الكثیرُ الأَعْفاجِ. و‌روی عن ابن الزبیر أَنه قال: إِنَّا و الله لا نموت علی مضاجعنا حَبَجاً، كما یموت بنو مروان، و لكنا نموت قَعْصاً بالرِّماح و مَوْتاً تحت ظلال السیوف؛ قال ابن الأَثیر: الحَبَجُ، بفتحتین، هو ما ذكرناه من أَكل البعیر لِحَاء العَرْفَجِ و یسمن علیه، و ربما بَشِمَ منه فقتله؛ یُعَرِّضُ بِبَنی مروان لكثرة أَكلهم و إِسرافهم فی ملاذ الدنیا، و أَنهم یموتون بالتخمة. الأَزهری: حَبَجَ البعیرُ إِذا أَكل العَرْفَج فتَكَبَّبَ فی بطنه و ضاق مَبْعَرُه عنه و لم یخرج من جوفه، فربما هلك و ربما نجا؛ قال و أَنشدنا أَبو عبد الرحمن: أَشْبَعْتُ رَاعِیَّ مِنَ الیَهْیَرِّ، و ظَلَّ یَبْكی حَبَجاً بِشَرِّ، خَلْفَ اسْتِهِ مثل نَقِیقِ الهِرِّ قال أَبو زید: الحَبَجُ للبعیر بمنزلة اللَّوَی للإِنسان، فإِن سَلَحَ أَفاق و إِلَّا مات. ابن سیدة: حَبَجَ الرجل حُباجاً وَرِمَ بطنُه و ارْتُطِمَ علیه؛ و قیل: الحَبَجُ الانتفاخ حیثما كان، من ماء أَو غیره. و رجل حَبِجٌ: سمین. و الحَبْجُ و الحِبْجُ: مُجْتَمَعُ الحَیّ و معظمُه. و أَحْبَجَتْ لنا النارُ: بدت بغتة، و كذلك العَلَمُ؛ قال العجاج: عَلَوْتُ أَحْشاهُ إِذا ما أَحْبَجَا و أَحْبَجَ لك الأَمرُ إِذا اعترض فأَمكن. و الحَبَجُ: شُجیرة سُحَیْماءُ حجازیة تُعمل منها القداح، و هی عتیقة العود، لها وُرَیْقَةٌ تعلوها صُفْرَةُ، و تعلو صُفْرَتَها غُبْرَةٌ دون ورق الخُبَّازَی. و الحَوْبَجَةُ: وَرَمٌ یصیب الإِنسان فی یدیه، یمانیة، حكاه ابن درید قال: و لا أَدری ما صحتها، فلذلك أُخرت عن موضعها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 226

حبرج؛ ج2، ص: 226

: الحُبْرُجُ و الحُبارِجُ: ذَكَر الحُبَارَی كالحُبجُرِ و الحُباجِر. و الحُبرُجُ و الحُبارِجُ: دُویْبَّة. ابن الأَعرابی: الحَبارِیجُ طیور الماء المُلَعَّمَة «2». و قال: الحَبارِجُ من طیر الماء.

حجج؛ ج2، ص: 226

: الحَجُّ: القصدُ. حَجَّ إِلینا فلانٌ أَی قَدِمَ؛ و حَجَّه یَحُجُّه حَجّاً: قصده. و حَجَجْتُ فلاناً و اعتَمَدْتُه أَی قصدته. و رجلٌ محجوجٌ أَی مقصود. و قد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إلیه؛ قال المُخَبَّلُ السعدی: و أَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كثِیرةً، یَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا أَی یَقْصِدُونه و یزورونه. قال ابن السكیت: یقول یُكْثِرُونَ الاختلاف إِلیه، هذا الأَصل، ثم تُعُورِفَ استعماله فی القصد إِلی مكة للنُّسُكِ و الحجِّ إِلی البیت خاصة؛ تقول حَجَّ یَحُجُّ حَجًّا. و الحجُّ قَصْدُ التَّوَجُّه إِلی البیت بالأَعمال المشروعة فرضاً و سنَّة؛ تقول: حَجَجْتُ البیتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قصدته، و أَصله من ذلك. و‌جاء فی التفسیر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، خطب الناسَ فأَعلمهم أَن الله قد فرض علیهم الحجَّ، فقام رجل من بنی أَسد فقال: یا رسول الله، أَ فی كلِّ عامٍ؟ فأَعرض عنه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فعاد الرجلُ ثانیةً، فأَعرض عنه، ثم عاد ثالثةً، فقال علیه الصلاة و السلام: ما یؤمنك أَن أَقولَ نعم، فَتَجِبَ، فلا تقومون بها فتكفرون؟أَی تدفعون وجوبها لثقلها فتكفرون. و أَراد علیه الصلاة و السلام: ما یؤمنك أَن یُوحَی إِلیَّ أَنْ قُلْ نعم فَأَقولَ؟ و حَجَّه یَحُجُّه، و هو الحجُّ. قال سیبویه: حجَّه یَحُجُّه حِجًّا، كما قالوا: ذكره ذِكْراً؛ و قوله أَنشده ثعلب: یومَ تَرَی مُرْضِعَةً خَلوجا، و كلَّ أُنثَی حَمَلَتْ خَدُوجا و كلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَؤُوجا، و یَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا فسَّره فقال: یستخف الناسُ الذهابَ إِلی هذه المدینة لأَن الأَرض دُحِیَتْ من مكة، فیقول: یذهب الناس إِلیها لأَن یحشروا منها. و یقال: إِنما یذهبون إِلی بیت المقدس. و رجلٌ حاجٌّ و قومٌ حُجَّاجٌ و حَجِیجٌ و الحَجِیجُ: جماعةُ الحاجِّ. قال الأَزهری: و مثله غازٍ و غَزِیٌّ، و ناجٍ و نَجِیٌّ، و نادٍ و نَدِیٌّ، للقومِ یَتَناجَوْنَ و یجتمعون فی مجلس، و للعادِینَ علی أَقدامهم عَدِیٌّ؛ و تقول: حَجَجْتُ البیتَ أَحُجُّه حَجًّا، فأَنا حاجٌّ. و ربما أَظهروا التضعیف فی ضرورة الشعر؛ قال الراجز: بِكُلِّ شَیْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ و یجمع علی حُجٍّ، مثل بازلٍ و بُزْلٍ، و عائذٍ و عُوذٍ؛ و أَنشد أَبو زید لجریر یهجو الأَخطل و یذكر ما صنعه الجحافُ بن حكیم السُّلمی من قتل بنی تَغْلِبَ قوم الأَخطل بالیُسُرِ، و هو ماءٌ لبنی تمیم: قد كانَ فی جِیَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ، أَو فی الذینَ علی الرَّحُوبِ شُغُولُ و كأَنَّ عافِیَةَ النُّسُور علیهمُ حُجٌّ، بأَسْفَلِ ذی المَجَازِ نُزُولُ یقول: لما كثر قتلی بنی تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُرّقوا لِیَزُولَ نَتْنُهُمْ. و الرَّحُوبُ: ماءٌ لبنی تغلب. و المشهور فی روایة البیت: حِجٌّ، بالكسر،
(2). لم نجد لهذه اللفظة أَصلًا فی المعاجم، و ربما كانت محرّفة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 227
و هو اسم الحاجِّ. و عافِیةُ النسور: هی الغاشیة التی تغشی لحومهم. و ذو المجاز: سُوقٌ من أَسواق العرب. و الحِجُّ، بالكسر، الاسم. و الحِجَّةُ: المرَّة الواحدة، و هو من الشَّواذِّ، لأَن القیاس بالفتح. و أَما قولهم: أَقْبَلَ الحاجُّ و الداجُّ؛ فقد یكون أَن یُرادَ به الجِنسُ، و قد یكون اسماً للجمع كالجامل و الباقر. و روی الأَزهری عن أَبی طالب فی قولهم: ما حَجَّ و لكنه دَجَّ؛ قال: الحج الزیارة و الإِتیان، و إِنما سمی حاجًّا بزیارة بیت الله تعالی؛ قال دُكَین: ظَلَّ یَحُجُّ، و ظَلِلْنا نَحْجُبُهْ، و ظَلَّ یُرْمَی بالحَصی مُبَوَّبُهْ قال: و الداجُّ الذی یخرج للتجارة. و‌فی الحدیث: لم یترك حاجَّةً و لا داجَّة.الحاجُّ و الحاجَّةُ: أَحد الحُجَّاجِ، و الداجُّ و الدَّاجَّةُ: الأَتباعُ؛ یرید الجماعةَ الحاجَّةَ و مَن معهم مِن أَتباعهم؛ و منه‌الحدیث: هؤلاء الداجُّ و لیْسُوا بالحاجِّ.و یقال للرجل الكثیر الحجِّ: إِنه لحَجَّاجٌ، بفتح الجیم، من غیر إِمالة، و كل نعت علی فَعَّال فهو غیر مُمَالِ الأَلف، فإِذا صیَّروه اسماً خاصّاً تَحَوَّلَ عن حالِ النعت، و دخلته الإِمالَةُ، كاسم الحَجَّاجِ و العَجَّاجِ. و الحِجُّ: الحُجَّاجُ؛ قال: كأَنما، أَصْواتُها بالوادِی، أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عادی هكذا أَنشده ابن درید بكسر الحاء. قال سیبویه: و قالوا حَجَّةٌ واحدةٌ، یریدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة. قال الأَزهری: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحدةٍ، و بعضٌ یَكسر الحاء، فیقول: الحِجُّ و الحِجَّةُ؛ و قرئ: وَ لِلّٰهِ عَلَی النّٰاسِ حِجُّ الْبَیْتِ، و الفتح أَكثر. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ لِلّٰهِ عَلَی النّٰاسِ حِجُّ الْبَیْتِ؛ یقرأُ بفتح الحاء و كسرها، و الفتح الأَصل. و الحَجُّ: اسم العَمَل. و احْتَجَّ البَیْتَ: كحَجَّه عن الهجری؛ و أَنشد: تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَیْتِ، حتی تَظَاهَرَتْ علیَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ و قوله تعالی: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ؛ هی شوَّال و ذو القعدة، و عشرٌ من ذی الحجة. و قال الفراء: معناه وقتُ الحج هذه الأَشهرُ. و روی عن الأَثرم و غیره: ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً، و لا رأَیتُ رأْیَةً، و إِنما یقولون حَجَجْتُ حِجَّةً. قال: و الحَجُّ و الحِجُّ لیس عند الكسائی بینهما فُرْقانٌ. و غیره یقول: الحَجُّ حَجُّ البیْتِ، و الحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ. و تقول: حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَیْتَه مرَّة بعد مرة، فقیل: حُجَّ البَیْتُ لأَن الناسَ یأْتونه كلَّ سَنَةٍ. قال الكسائی: كلام العرب كله علی فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلّا قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، و رأَیتُ رُؤْیَةً. و الحِجَّةُ: السَّنَةُ، و الجمع حِجَجٌ. و ذو الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ، سمی بذلك لِلحَجِّ فیه، و الجمع ذَواتُ الحِجَّةِ، و ذَواتُ القَعْدَةِ، و لم یقولوا: ذَوُو علی واحده. و امرأَة حاجَّةٌ و نِسْوَةٌ حَواجُّ بَیْتِ الله بالإِضافة إِذا كنّ قد حَجَجْنَ، و إِن لم یَكُنَّ قد حَجَجْنَ، قلت: حَواجُّ بَیْتَ الله، فتنصب البیت لأَنك ترید التنوین فی حَواجَّ، إِلا أَنه لا ینصرف، كما یقال: هذا ضارِبُ زیدٍ أَمْسِ، و ضارِبٌ زیداً غداً، فتدل بحذف التنوین علی أَنه قد ضربه، و بإِثبات التنوین علی أَنه لم یضربه. و أَحْجَجْتُ فلاناً إِذا بَعَثْتَه لِیَحُجَّ. و قولهم: و حَجَّةِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 228
الله لا أَفْعَلُ بفتح أَوَّله و خَفْضِ آخره، یمینٌ للعرب. الأَزهریُّ: و من أَمثال العرب: لَجَّ فَحَجَّ؛ معناه لَجَّ فَغَلَبَ مَنْ لاجَّه بحُجَجِه. یقال: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً و مُحاجَّةً حتی حَجَجْتُه أَی غَلَبْتُه بالحُجَجِ التی أَدْلَیْتُ بها؛ و قیل: معنی قوله لَجَّ فَحَجَّ أَی أَنه لَجَّ و تمادَی به لَجاجُه، و أَدَّاه اللَّجاجُ إِلی أَن حَجَّ البیتَ الحرام، وما أَراده؛ أُرید: أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه حتی خرج حاجّاً. و المَحَجَّةُ: الطریق؛ و قیل: جادَّةُ الطریق؛ و قیل: مَحَجَّة الطریق سَنَنُه. و الحَجَوَّجُ: الطَّرِیقُ تستقیم مَرَّةً و تَعْوَجُّ أُخْری؛ و أَنشد: أَجَدُّ أَیامُك من حَجَوَّجِ، إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً یُعَوَّجِ و الحُجَّة: البُرْهان؛ و قیل: الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم؛ و قال الأَزهری: الحُجَّة الوجه الذی یكون به الظَّفَرُ عند الخصومة. و هو رجل مِحْجاجٌ أَی جَدِلٌ. و التَّحاجُّ: التَّخاصُم؛ و جمع الحُجَّةِ: حُجَجٌ و حِجاجٌ. و حاجَّه مُحاجَّةً و حِجاجاً: نازعه الحُجَّةَ. و حَجَّه یَحُجُّه حَجّاً: غلبه علی حُجَّتِه. و‌فی الحدیث: فَحَجَّ آدمُ موسی‌أَی غَلَبَه بالحُجَّة. و احْتَجَّ بالشی‌ءِ: اتخذه حُجَّة؛ قال الأَزهری: إِنما سمیت حُجَّة لأَنها تُحَجُّ أَی تقتصد لأَن القصد لها و إِلیها؛ و كذلك مَحَجَّة الطریق هی المَقْصِدُ و المَسْلَكُ. و‌فی حدیث الدجال: إِن یَخْرُجْ و أَنا فیكم فأَنا حَجِیجُه‌أَی مُحاجُّهُ و مُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة علیه. و الحُجَّةُ: الدلیل و البرهان. یقال: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ و حَجِیجٌ، فَعِیل بمعنی فاعل. و منه‌حدیث معاویة: فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِی‌أَی أَغْلِبُه بالحُجَّة. و حَجَّه یَحُجُّه حَجّاً، فهو مَحْجوجٌ و حَجِیج، إِذا قَدَحَ بالحَدید فی العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حتی یَتَلَطَّخ الدِّماغُ بالدم فیَقْلَعَ الجِلْدَة التی جَفَّت، ثم یُعالَج ذلك فَیَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ و یكون آمَّةً؛ قال أَبو ذؤَیب یصف امرأَة: و صُبَّ علیها الطِّیبُ حتی كأَنَّها أَسِیٌّ، علی أُمِّ الدِّماغ، حَجِیجُ و كذلك حَجَّ الشجَّةَ یَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِیلِ لیُعالِجَها؛ قال عذارُ بنُ دُرَّةَ الطائی: یَحُجُّ‌مَأْمُومَةً، فی قَعْرِها لَجَفٌ، فاسْتُ الطَّبِیب قَذاها كالمَغاریدِ المَغاریدُ: جمع مُغْرُودٍ، هو صَمْغٌ معروف. و قال: یَحُجُّ یُصْلِحُ مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ و فسر ابن درید هذا الشعر فقال: وصف هذا الشاعر طبیباً یداوی شجة بعیدَة القَعْر، فهو یَجْزَعُ من هَوْلِها، فالقذی یتساقط من استه كالمَغارید؛ و قال غیره: استُ الطبیب یُرادُ بها مِیلُهُ، و شَبَّهَ ما یَخْرُجُ من القَذی علی میله بالمغارید. و المَغاریدُ: جمع مُغْرُودٍ، و هو صمغ معروف. و قیل: الحَجُّ أَن یُشَجَّ الرجلُ فیختلط الدم بالدماغ، فیصب علیه السمن المُغْلَی حتی یظهر الدم، فیؤْخذَ بقطنة. الأَصمعی: الحَجِیجُ من الشِّجاجِ الذی قد عُولِجَ، و هو ضَرْبٌ من علاجها. و قال ابن شمیل: الحَجُّ أَن تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هل فیها عَظْم أَو دم. قال: و الوَكْسُ أَن یقَعَ فی أُمِّ الرأْس دم أَو عظام أَو یصیبها عَنَتٌ؛ و قیل: حَجَّ الجُرْحَ
لسان العرب، ج‌2، ص: 229
سَبَرَهُ لیعرف غَوْرَهُ؛ عن ابن الأَعرابی: و الحُجُجُ: الجِراحُ المَسْبُورَةُ. و قیل: حَجَجْتُها قِسْتُها، و حَجَجْتُهُ حَجّاً، فهو حَجِیجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِیل لِتُعالِجَه. و المِحْجاجُ: المِسْبارُ. و حَجَّ العَظْمَ یَحُجُّهُ حَجّاً: قَطَعَهُ من الجُرْح و استخرجه، و قد فسره بعضهم بما أُنشِدْنا لأَبی ذُؤَیْبٍ. و رأْسٌ أَحَجُّ: صُلْبٌ. و احْتَجَّ الشی‌ءُ: صَلُبَ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِیُّ یصف الركاب فی سفر كان سافره: ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ و رَأْسٍ أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِیلُ و الحَجاجُ و الحِجاجُ: العَظْمُ النابِتُ علیه الحاجِبُ. و الحِجاجُ: العَظْمُ المُسْتَدیرُ حَوْلَ العین، و یقال: بل هو الأَعلی تحت الحاجب؛ و أَنشد قول العجاج: إِذا حِجاجا مُقْلَتَیْها هَجَّجا و قال ابن السكیت: هو الحَجَّاجُ «3». و الحَجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ علی وَقْبَةِ العین و علیه مَنْبَتُ شعَر الحاجب. و الحَجَاجُ و الحِجَاجُ، بفتح الحاءِ و كسرها: العظم الذی ینبت علیه الحاجب، و الجمع أَحِجَّة؛ قال رؤْبة: صَكِّی حِجاجَیْ رَأْسِه و بَهْزی و‌فی الحدیث: كانت الضبُعُ و أَولادُها فی حِجاجِ [حَجاجِ عینِ رجل من العمالیق.الحِجاج، بالكسر و الفتح: العظم المستدیر حول العین؛ و منه‌حدیث جَیْشِ الخَبَطِ: فجلس فی حَجَاج عینه كذا كذا نفراً؛ یعنی السمكة التی وجدوها علی البحر. و قیل: الحِجاجان العظمان المُشرِفانِ علی غارِبَی العینین؛ و قیل: هما مَنْبَتا شعَرِ الحاجبین من العظم؛ و قوله: تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها كَلالٌ، فَحالَتْ فی حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ فإِن ابن جنی قال: یرید فی حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فحذف للضرورة؛ قال ابن سیدة: وعندی أَنه أَراد بالحجا هاهنا الناحیة؛ و الجمع: أَحِجَّةٌ و حُجُجٌ. قال أَبو الحسن: حُجُجٌ شاذ لأَن ما كان من هذا النحو لم یُكَسَّر علی فُعُلٍ، كراهیة التضعیف؛ فأَما قوله: یَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ، للطَّیْرِ و اللَّغاوِسِ الهَزالِجِ، كلَّ جَنِینٍ مَعِرِ الحَواجِجِ فإِنه جمع حِجاجاً علی غیر قیاس، و أَظهر التضعیف اضطراراً. و الحَجَجُ: الوَقْرَةُ فی العظم. و الحِجَّةُ، بكسر الحاءِ، و الحاجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخیرة اسم كالكاهل و الغارب؛ قال لبید یذكر نساء: یَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ فی كلِّ حِجَّةٍ، و إِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَیْها مَهابَةٌ، و عُونٌ كِرامٌ یَرْتَدینَ الوَصائِلا یَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَی یَثْقُبْنَهُ. و الوصائِلُ: بُرُودُ الیَمن، واحدتها وَصِیلة. و العُونُ جمع عَوانٍ: للثیِّب. و قال بعضهم: الحِجَّةُ هاهنا المَوْسِمُ؛
(3). قوله [الحجاج] هو بالتشدید فی الأَصل المعوّل علیه بأَیدینا، و لم نجد التشدید فی كتاب من كتب اللغة التی بأیدینا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 230
و قیل: فی كل حِجَّة أَی فی كل سنة، و جمعها حِجَجٌ. أَبو عمرو: الحِجَّةُ و الحَجَّةُ ثُقْبَةُ شَحْمَة الأُذن. و الحَجَّة أَیضاً: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّق فی الأُذن؛ قال ابن درید: و ربما سمیت حاجَّةً. و حِجاجُ [حَجاجُ الشمس: حاجِبُها، و هو قَرْنها؛ یقال: بدا حِجاجُ الشمس. و حِجاجا [حَجاجا الجبل: جانباه. و الحُجُجُ: الطرُقُ المُحَفَّرَةُ. و الحَجَّاجُ: اسم رجل؛ أَماله بعض أَهل الإِمالة فی جمیع وجوه الإِعراب علی غیر قیاس فی الرفع و النصب، و مثل ذلك الناس فی الجرِّ خاصة؛ قال ابن سیدة: و إِنما مثلته به لأَن أَلف الحجاج زائدة غیر منقلبة، و لا یجاورها مع ذلك ما یوجب الإِمالة، و كذلك الناس لأَن الأَصل إِنما هو الأُناس فحذفوا الهمزة، و جعلوا اللام خَلَفاً منها كالله إِلا أَنهم قد قالوا الأُناس، قال: و قالوا مررت بناس فأَمالوا فی الجر خاصة، تشبیهاً للأَلف بأَلف فاعِلٍ، لأَنها ثانیة مثلها، و هو نادر لأَن الأَلف لیست منقلبة؛ فأَما فی الرفع و النصب فلا یمیله أَحد، و قد یقولون: حَجَّاج، بغیر أَلف و لام، كما یقولون: العباس و عباس، و تعلیل ذلك مذكور فی مواضعه. و حِجِجْ: من زَجْرِ الغنم. و‌فی حدیث الدعاءِ: اللهم ثَبِّت حُجَّتی فی الدنیا و الآخرة‌أَی قَوْلی و إِیمانی فی الدنیا و عند جواب الملكین فی القبر.

حجحج؛ ج2، ص: 230

: الحَجْحَجَة: النُّكُوصُ. یقال: حملوا علی القوم حملةً ثم حَجْحَجُوا. و حَجْحَجَ الرجلُ: نَكَصَ، و قیل: عجز؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ضَرْباً طِلَحْفاً لیس بالمُحَجْحِجِ أَی لیس بالمتوانی المُقَصِّر. و حَجْحَجَ الرجل إِذا أَراد أَن یقول ما فی نفسه ثم أَمسك، و هو مثل المَجْمَجَة. و فی المحكم: حَجْحَجَ الرجل: لم یُبْدِ ما فی نفسه. و الحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عن الشی‌ءِ و الارتداعُ. و حَجْحَجَ عن الشی‌ء: كفَّ عنه. و حَجْحَجَ: صاح. و تَحَجْحَجَ: صاح. و تحجحج القومُ بالمكان: أَقاموا به فلم یبرحوا. و كَبْشٌ حَجْحَجٌ: عظیم؛ قال: أَرْسَلْتُ فیها حَجْحَجاً قَدْ أَسْدَسا

حدج؛ ج2، ص: 230

: الحِدْجُ: الحِمْلُ. و الحِدْجُ: من مراكب النساءِ یشبه المِحَفَّة، و الجمعُ أَحْداجٌ و حُدُوجٌ، و حكی الفارسی: حُدُجٌ، و أَنشد عن ثعلب: قُمْنا فآنَسْنا الحُمُولَ و الحُدُجْ و نظیره سِتْرٌ و سُتُرٌ؛ و أَنشد أَیضاً: و المَسْجِدانِ و بَیْتٌ نَحْنُ عامِرُهُ لَنا، و زَمْزَمُ و الأَحْواضُ و السُّتُرُ و الحُدُوجُ: الإِبلُ برحالها؛ قال: عَیْنا ابنِ دَارَةَ خَیرٌ منكما نَظَراً إِذِ الحُدُوجُ بأَعْلی عاقِلٍ زُمَرُ و الحِداجَةُ كالحِدْجِ، و الجمع حَدائِجُ. قال اللیث: الحِدْجُ مَرْكَبٌ لیس بِرَحْلٍ و لا هَوْدَجٍ، تركبه نساءُ الأَعراب. قال الأَزهری: الحِدْجُ، بكسر الحاء، مركب من مراكب النساء نحو الهودج و المِحَفَّة؛ و منه البیت السائر: شَرَّ‌یَوْمَیْها، و أَغْواهُ لَهَا، رَكِبَتْ عَنْزٌ، بِحِدْجٍ، جَمَلا
لسان العرب، ج‌2، ص: 231
و قد ذكرنا تفسیر هذا البیت فی ترجمة عنز؛ و قال الآخر: فَجَرَ البَغِیُّ بِحِدْجِ رَبَّتِها، إِذا ما الناسُ شَلُّوا و حَدَجَ البعیرَ و النَّاقَةَ یَحْدِجُهما حَدْجاً و حِداجاً، و أَحْدَجَهما: شَدَّ علیهما الحِدْجَ و الأَداةَ و وَسَّقَهُ. قال الجوهری: و كذلك شَدُّ الأَحمال و توسیقُها؛ قال الأَعشی: أَلا قُلْ لِمَیْثاءَ: ما بالُها؟ أَ لِلْبَیْنِ تُحْدَجُ أَحْمالُها؟ و یروی: أَجمالُها، بالجیم، أَی تشد علیها، و الروایة الصحیحة: … تُحْدَجُ أَجمالُها. قال الأَزهری: و أَما حَدْجُ الأَحمال بمعنی توسیقها فغیر معروف عند العرب، و هو غلط. قال شمر: سمعت أَعرابیّاً یقول: انظروا إِلی هذا البعیر الغُرْنُوقِ الذی علیه الحِداجَةُ، قال: و لا یُحْدَجُ البعیرُ حتی تكمل فیه الأَداةُ، و هی البِدادانِ و البِطانُ و الحَقَبُ، و جمعُ الحِداجَةِ حَدائِجُ. قال: و العرب تسمی مخالی القَتَبِ أَبِدَّةً، واحدها بِدادٌ، فإِذا ضمت و أُسرت و شدّت إِلی أَقتابها محشوّة، فهی حینئذ حِداجَةٌ. و سمی الهودج المشدود فوق القتب حتی یشد علی البعیر شدّاً واحداً بجمیع أَداته: حِدْجاً، و جمعه حُدُوجٌ. و یقال: احْدِجْ بعیرك أَی شُدَّ علیه قتبه بأَداته. ابن السكیت: الحُدُوجُ و الأَحْداجُ و الحَدائجُ مراكبُ النساءِ، واحدُها حِدْجٌ و حِداجَةٌ؛ قال الأَزهری: لم یفرق ابن السكیت بین الحِدْجِ و الحِداجَةِ، و بینهما فرق عند العرب علی ما بینّاه. قال ابن السكیت: سمعت أَبا صاعد الكلابیَّ یقول: قال رجل من العرب لصاحبه فی أَتانٍ شَرُودٍ: الْزَمْها، رماها الله براكب قلیلِ الحِداجَةِ، بعیدِ الحاجَةِ أَراد بالحِداجَةِ أَداةَ القَتَبِ. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: حَجَّةً هاهنا ثم احْدِجْ هاهنا حتی تَفْنی؛ یعنی إِلی الغزو، قال: الحَدْجُ شَدُّ الأَحمال و توسیقها؛ قال الأَزهری: معنی‌قول عمر، رضی الله عنه، ثم احدج هاهنا‌أَی شُدَّ الحِداجَةَ، و هو القتب بأَداته علی البعیر للغزو؛ و المعنی حُجَّ حَجَّةً واحدةً، ثم أَقبل علی الجهاد إِلی أَن تَهْرَمَ أَو تموتَ، فكنی بالحِدْجِ عن تهیئة المركوب للجهاد؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: تُلَهِّی المَرْءَ بالحُدْثانِ لَهْواً و تَحْدِجُهُ كما حُدِجَ المُطِیقُ هو مَثَلٌ أَی تغلبه بِدَلِّها و حدیثها حتی یكونَ مِنْ غَلَبَتِها له كالمَحْدُوجِ المركوب الذلیل من الجِمال. و المِحْدَجُ مِیسَمٌ من مَیاسِم الإِبل. و حَدَجَهُ: وسَمَهُ بالمِحْدَجِ. و حَدَجَ الفرسُ یَحْدِجُ حُدوجاً: نظر إِلی شخص أَو سمع صوتاً فأَقام أُذنه نحوه مع عینیه. و التحدِیجُ: شدَّة النظر بعد رَوْعَةٍ و فَزْعَةٍ. و حَدَجَهُ ببصره یَحْدِجُهُ حَدْجاً و حُدُوجاً، و حَدَّجَهُ: نظر إِلیه نظراً یرتاب به الآخرُ و یستنكره؛ و قیل: هو شدَّة النظر و حِدَّته. یقال: حَدَّجَهُ ببصره إِذا أَحَدَّ النظر إِلیه؛ و قیل: حَدَجَه ببصره و حَدَجَ إِلیه رماه به. و‌روی عن ابن مسعود أَنه قال: حَدِّثِ القومَ ما حَدَجُوك بأَبصارهم‌أَی ما أَحَدُّوا النظر إِلیك؛ یعنی ما داموا مقبلین علیك نشیطین لسماع حدیثك، یشتهون حدیثك و یرمون بأَبصارهم، فإِذا رأَیتهم قد مَلُّوا فَدَعْهُمْ؛ قال الأَزهری: و هذا یدل علی أَن الحَدْجَ فی النظر یكون
لسان العرب، ج‌2، ص: 232
بلا رَوْعٍ و لا فَزَعٍ. و‌فی حدیث المعراج: أَ لَمْ تَرَوْا إِلی مَیِّتِكُمْ حین یَحْدِجُ ببصره فإِنما ینظر إِلی المعراج من حُسْنه؟حَدَجَ ببصره یَحْدِجُ إِذا حَقَّقَ النظر إِلی الشی‌ء. و حَدَجَهُ ببصره: رماه به حَدْجاً. الجوهری: التَّحْدِیجُ مثل التَّحْدِیقِ. و حَدَجَهُ بسَهْمٍ یَحْدِجُهُ حَدْجاً: رماه به. و حَدَجَه بِذَنْبِ غیره یَحْدِجُه حَدْجاً: حمله علیه و رماه به؛ قال العجاج یصف الحمار و الأُتُنَ: إِذا اسْبَجَرَّا من سوادٍ حَدَجَا و قول أَبی النجم: یُقَتِّلُنا مِنْها عُیُونٌ، كأَنَّها عُیُونُ المَهَا، ما طَرْفُهُنَّ بِحَادِجِ یرید أَنها ساجیة الطرف؛ و قال ابن الفرج: حَدَجَهُ بالعصا حَدْجاً، و حَبَجَهُ حَبْجاً إِذا ضربه بها. أَبو عمرو الشیبانی: یقال حَدَجْتُهُ بِبَیْعِ سَوْءٍ أَی فعلت ذلك به؛ قال و أَنشدنی ابن الأَعرابی: حَدَجْتُ ابنَ مَحْدُوجٍ بِسِتِّینَ بَكْرَةً، فلمَّا اسْتَوَتْ رِجْلاهُ، ضَجَّ مِنَ الوَقْرِ قال: و هذا شعر امرأَة تزوّجها رجل علی ستین بكرة. و قال غیره: حَدَجْتُهُ ببیعِ سَوْءٍ و متاع سَوْءٍ إِذا أَلزمته بیعاً غبنته فیه؛ و منه قول الشاعر: یَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ مِنَ البَیْعِ، بَعْدَ ما حَدَجْتُ ابنَ خِرْباقٍ بِجَرْباءَ نازِعِ قال الأَزهری: جعله كبعیر شدَّ علیه حِدَاجَتهُ حین أَلزمه بیعاً لا یقال منه. الأَزهری: الحَدَجُ حَمْلُ البطیخ و الحنظل ما دام رطباً، و الحُدْجُ، لغة فیه؛ قال ابن سیدة: و الحَدَجُ و الحُدْجُ الحنظل و البطیخ ما دام صغاراً أَخضر قبل أَن یصفرّ؛ و قیل هو من الحنظل ما اشتدَّ و صلب قبل أَن یصفرّ؛ قال الراجز: فَیَاشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدالِ، بَدَوْنَ مِنْ مُدَّرِعَیْ أَسْمَالِ واحدته حَدَجَةٌ. و قد أَحْدَجَت الشجرةُ؛ قال ابن شمیل: أَهل الیمامة یسمون بطیخاً عندهم أَخضر مثل ما یكون عندنا أَیام التیرماه «1» بالبصرة: الحَدَجَ. و‌فی حدیث ابن مسعود: رأَیت كأَنی أَخذت حَدَجَةَ حنظلٍ فوضعتها بین كَتِفَیْ أَبی جهل.الحدجة، بالتحریك: الحنظلة الفَجَّة الصُّلْبَةُ. ابن سیدة: و الحَدَجُ حَسَكُ القُطْبِ ما دام رَطْباً. و مَحْدُوجٌ و حُدَیْجٌ و حَدَّاجٌ: أَسماء. و الحَدَجَةُ: طائر یشبه القطا، و أَهل العراق یسمون هذا الطائر الذی نسمیه اللَّقْلَقَ: أَبا حُدَیْجٍ. الجوهری: و حُنْدُجٌ اسم رجل.

حدرج؛ ج2، ص: 232

: الحُدْرُجُ و الحُدْرُوجُ و المُحَدْرَجُ، كله: الأَمْلَسُ. و المُحَدْرَجُ: المفتول. و وتَرٌ مُحَدْرَجُ المَسِّ: شُدَّ فَتْلُه؛ ابن شمیل: هو الجَیِّدُ الغارة المُسْتَوی. و سَوْطٌ مُحَدْرَجٌ: مُغَارٌ. و حَدْرَجَه أَی فَتَلَهُ و أَحكمه؛ قال الفرزدق: أَخافُ زِیاداً أَن یكونَ عطاؤُهُ أَدَاهِمَ سُوداً، أَو مُحَدْرَجَةً سُمْرا یعنی بالأَداهِم القیودَ، و بالمُحَدْرَجَةِ السیاطَ؛ و قول القُحَیْفِ العُقَیْلیّ: صَبَحْناها السِّیَاطَ مُحَدْرَجاتٍ، فَعَزَّتْها الضَّلِیعَةُ و الضَّلِیعُ
(1). قوله [التیرماه] هو رابع الشهور الشمسیة عند الفرس، كذا بهامش شرح القاموس المطبوع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 233
یجوز أَن تكون المُلْسَ، و یجوز أَن تكون المفتولة؛ و بالمفتولة فسرها ابن الأَعرابی. و حَدْرَجَ الشی‌ءَ: دَحْرَجَه. و الحِدْرِجانُ، بالكسر: القصیر؛ مَثَّل به سیبویه، و فسره السیرافی. و حِدْرِجانُ: اسم، عن السیرافیّ خاصة؛ التهذیب أَنشَدَ الأَصمعِی لِهمْیان: أَزامِجاً و زَجَلًا هُزامِجَا، یَخْرُجُ مِنْ أَجْوافِها هَزالِجَا، تَدْعُو بِذاكَ الدَّجَجَانَ الدَّارِجا، جِلَّتَهَا و عَجْمَها الحَضَالِجا، عُجُومَهَا و حَشْوَها الحَدَارِجا الحَدَارِجُ و الحَضالِجُ: الصِّغارُ.

حرج؛ ج2، ص: 233

: الحِرْجُ و الحَرَجُ: الإِثمُ. و الحارجُ: الآثم؛ قال ابن سیدة: أُراه علی النسب، لأَنه لا فعل له. و الحَرَجُ و الحَرِجُ و المُتَحَرِّجُ: الكافُّ عن الإِثم. و قولهم: رجل مُتَحَرِّجٌ، كقولهم: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ و مُتَحَوِّبٌ و مُتَحَنِّثٌ، یُلْقِی الحَرَجَ و الحِنْثَ و الحُوبَ و الإِثم عن نفسه. و رجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر یرید إلقاء الملامة عن نفسه؛ قال الأَزهری: و هذه حروف جاءَت معانیها مخالفة لأَلفاظها؛ و قال: قال ذلك أَحمد بن یحیی. و أَحْرَجَه أَی آثمه. و تَحَرَّجَ: تأَثَّم. و التحریج: التضییق؛ و‌فی الحدیث: حَدِّثوا عن بنی إِسرائیل و لا حَرَجَ.قال ابن الأَثیر: الحَرَجُ فی الأَصل الضیق، و یقع علی الإِثم و الحرام؛ و قیل: الحَرَجُ أَضْیَقُ الضِّیقِ؛ فمعناه أَی لا بأْس و لا إِثم علیكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم، و إِن استحال أَن یكون فی هذه الأُمة مثل ما‌روی أَن ثیابهم كانت تطول، و أَن النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ‌و غیر ذلك، لا أَن نَتَحَدَّثَ عنهم بالكذب. و یشهد لهذا التأْویل ما جاء فی بعض روایاته فإِن فیهم العجائب؛ و قیل: معناه أَن الحدیث عنهم إِذا أَدیته علی ما سمعته، حقّاً كان أَو باطلًا، لم یكن علیك إِثم لطول العهد و وقوع الفَتْرَةِ، بخلاف الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، لأَنه إِنما یكون بعد العلم بصحة روایته و عدالة رواته؛ و قیل: معناه أَن الحدیث عنهم لیس علی الوجوب لأَن‌قوله، علیه السلام، فی أَوّل الحدیث: بَلِّغُوا عَنِّی؛ علی الوجوب، ثم أَتبعه‌بقوله: و حدِّثوا عن بنی إِسرائیل و لا حرج علیكم إِن لم تحدِّثوا عنهم.قال: و من أَحادیث الحرج‌قوله، علیه السلام، فی قتل الحیات: فَلْیُحَرِّجْ علیها؛ هو أَن یقول لها: أَنت فی حَرَجٍ أَی فی ضیق، إِن عُدْتِ إِلینا فلا تلومینا أَن نُضَیِّقَ علیك بالتَّتَبُّع و الطرد و القتل. قال: و منها‌حدیث الیتامی: تَحَرَّجُوا أَن یأْكلوا معهم؛ أَی ضَیَّقُوا علی أَنفسهم. و تَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلًا یَتحَرَّجُ به، مِن الحَرَج، الإِثم و الضیق؛ و منه‌الحدیث: اللَّهم إِنی أُحَرِّجُ حَقَّ الضعیفَین: الیتیم و المرأَة‌أَی أُضیقه و أُحرمه علی مَن ظلمهما؛ و‌فی حدیث ابن عباس فی صلاة الجمعة: كَرِهَ أَن یُحْرِجَهم‌أَی یوقعهم فی الحَرَج. قال ابن الأَثیر: و ورد الحَرَجُ فی أَحادیث كثیرة و كلها راجعة إِلی هذا المعنی. و رجلٌ حَرَجٌ و حَرِجٌ: ضَیِّق الصَّدْرِ؛ و أَنشد: لا حَرِجُ الصَّدْرِ و لا عَنِیفُ و الحَرَجُ: الضِّیق. و حَرِجَ صدره یَحْرَجُ حَرَجاً: ضاق فلم ینشرح لخیر، فهو حَرِجٌ و حَرَجٌ، فمن قال حَرِج، ثَنَّی و جَمَعَ، و مَن قال حَرَجٌ أَفرد، لأَنه مصدر. و قوله تعالی: یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً و حَرِجاً؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 234
قال الفراء: قرأَها ابن عباس «2» و عمر، رضی الله عنهما، حَرَجاً، و قرأَها الناس حَرِجاً؛ قال: و الحَرَجُ فیما فسر ابن عباس هو الموضع الكثیر الشجر الذی لا یصل إِلیه الراعیةُ؛ قال: و كذلك صدر الكافر لا یصل إِلیه الحكمةُ؛ قال: و هو فی كسره و نصبه بمنزلة الوَحَدِ و الوَحِدِ، و الفَرَدِ و الفَرِدِ، و الدَّنَفِ و الدَّنِفِ. و قال الزجاج: الحَرَجُ فی اللغة أَضْیَقُ الضِّیقِ، و معناه أَنه ضَیِّقٌ جدًّا. قال: و مَن قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ فی صدره، و من قال حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلًا؛ و كذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، و دَنِفٌ نَعْتٌ؛ الجوهری: و مكان حَرَجٌ و حَرِجٌ أَی مكان ضیق كثیر الشجر. و الحَرِجُ: الذی لا یكاد یَبْرَح القتالَ؛ قال: مِنَّا الزُّوَینُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ و الحَرِجُ: الذی لا ینهزم كأَنه یَضِیقُ علیه العُذْرُ فی الانهزام. و الحَرِجُ: الذی یهاب أَن یتقدَّم علی الأَمر، و هذا ضیق أَیضاً. و حَرِجَ إِلیه: لَجَأَ عن ضِیقٍ. و أَحْرَجَه إِلیه: أَلْجَأَهُ و ضَیَّق علیه. و حَرَّجَ فلانٌ علی فلانٍ إِذا ضَیَّقَ علیه، و أَحْرَجْتُ فلاناً: صیرته إِلی الحَرَجِ، و هو الضیق، و أَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلی مَضِیقٍ، و كذلك أَحْجَرْتُهُ و أَحْرَدْتُهُ، بمعنیً واحدٍ؛ و یقال: أَحْرَجَنی إِلی كذا و كذا فَحَرِجْتُ إِلیه أَی انضممتُ. و أَحْرَجَ الكلبَ و السَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلی مَضِیقٍ فَحَمَلَ علیه. و حَرِجَ الغُبارُ، فهو حَرِجٌ: ثار فی موضع ضَیِّقٍ، فانضم إِلی حائط أَو سَنَدٍ؛ قال: و‌غَارَةٍ یَحْرَجُ القَتامُ لَها، یَهْلِكُ فیها المُناجِدُ البَطَلُ قال الأَزهری: قال اللیث: یقال للغبار الساطع المنضم إِلی حائط أَو سَنَدٍ قد حَرِجَ إِلیه؛ و قال لبید: حَرِجاً إِلی أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها و مكانٌ حَرِجٌ و حَرِیجٌ؛ قال: و مَا أَبْهَمَتْ، فَهْوَ حَجٌّ حَرِیجْ و حَرِجَتْ عینُه تحْرَجُ حَرَجاً أَی حَارَتْ؛ قال ذو الرمة: تَزْدَادُ لِلْعَیْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ، و تَحْرَجُ العَیْنُ فیها حینَ تَنْتَقِبُ و قیل: معْناه أَنها لا تنصرف و لا تَطْرِفُ من شدة النظر. الأَزهری: الحَرَجُ أَن ینظر الرجل فلا یستطیع أَن یتحرك من مكانه فَرَقاً و غیظاً. و حَرِجَ علیه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن یتسحر، فحرم علیه لضیق وقته. و حَرِجَتِ الصلاةُ علی المرأَة حَرَجاً: حرمت، و هو من الضیق لأَن الشی‌ء إِذا حرم فقد ضاق. و حَرِجَ علیَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَی حرم. و یقال: أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَی حَرَّمَها؛ و یقال: أَ كَسَعَهَا بالمُحْرِجَات؟ یرید بثلاث تطلیقات. الأَزهری: و قرأَ ابن عباس، رضی الله عنهما: و حَرْثٌ حِرْجٌ أَی حرام؛ و قرأَ الناس: وَ حَرْثٌ حِجْرٌ. الجوهری: و الحِرْجُ لغةٌ فی الحَرَجِ، و هو الإِثم؛ قال: حكاه یونس. و الحَرَجَةُ: الغَیْضَةُ لضیقها؛ و قیل: الشجر الملتف، و هی أَیضاً الشجرة تكون بین الأَشجار لا تصل إِلیها الآكِلَةُ، و هی ما رَعَی من المال. و الجمع من كل ذلك: حَرَجٌ و أَحْرَاجٌ و حَرَجَاتٌ؛ قال الشاعر: أَیا حَرَجَاتِ الحَیِّ، حِینَ تَحَمَّلُوا، بذِی سَلَمٍ، لا جَادَكُنَّ ربِیعُ
(2). قوله [قرأها ابن عباس إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 235
و حِرَاجٌ؛ قال رؤبة: عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ، شَهْبَاءَ تُلْقِی وَرَقَ الحِراجِ و هی المَحاریجُ. و قیل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ و الطَّلْحِ و العَوسَجِ و السَّلَمِ و السِّدْرِ؛ و قیل: هو ما اجتمع من السدر و الزیتون و سائر الشجر؛ و قیل: هی موضع من الغیضة تلتف فیه شجرات قدر رمیة حجر؛ قال أَبو زید: سمِّیت بذلك لالتفافها و ضیق المسلك فیها. و قال الجوهری: الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شجر. قال الأَزهری: قال أَبو الهیثم: الحِراجُ غِیاضٌ من شجر السلَم ملتفةٌ، لا یقدر أَحدٌ أَن یَنْفُذَ فیها؛ قال العجاج: عَاینَ حَیًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ، یَكُونُ أَقْصَی شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ و‌فی حدیث حنین: حتی تركوه فی حَرَجَةٍ؛ الحَرَجَة، بالفتح و التحریك: مجتمع شجر ملتف كالغیضة. و‌فی حدیث معاذ بن عمرو: نظرتُ إِلی أَبی جهلٍ فی مثل الحَرَجَةِ.و‌الحدیث الآخر: إِنَّ مَوْضِعَ البیت كان فی حَرَجَةٍ و عِضَاه.و حِراجُ الظلماء: ما كَثُفَ و التفَّ؛ قال ابن میادة: أَ لا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، و دُونَها حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، یَعْشَی غُرابُها؟ خص الغرابَ لحدّة البصر، یقول: فإِذا لم یبصر فیها الغرابُ مع حدّة بصره فما ظنك بغیره؟ و الحَرَجَةُ: الجماعة من الإِبل، قال ابن سیدة: و الحَرَجَةُ مائة من الإِبل. و ركب الحَرَجَةَ أَی الطریق؛ و قیل: معظمه، و قد حكیت بجیمین. و الحَرَجُ: سریر یحمل علیه المریض أَو المیت؛ و قیل: هو خشب یُشدُّ بعضه إِلی بعض؛ قال إمرؤُ القیس: فَإِمَّا تَرَیْنی فی رِحَالَةِ جَابِرٍ علی حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفانی ابن بری: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذی یحمل علیه فی مرضه، و أَراد بالأَكفان ثیابه التی علیه لأَنه قدَّر أَنها ثیابه التی یدفن فیها. و خَفْقُها ضَرْبُ الریح لها. و أَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَیٍّ التَغْلَبیَّ، و كان معه فی بلاد الروم، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شیئاً كالقَرِّ یحمل فیه؛ و القَرُّ: مَرْكب من مراكب الرجال بین الرحل و السرج. قال: كذا ذكره أَبو عبید، و قال غیره: هو الهودج. الجوهری: الحَرَجُ خشبٌ یُشدُّ بعضه إِلی بعض تحمل فیه الموتی، و ربما وضع فوق نعش النساء. قال الأَزهری: و حَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش المیت، و هو سریره. قال الأَزهری: و أَما قول عنترة یصف ظَلیماً و قُلُصَة: یَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، و كَأَنَّهُ حَرَجٌ علی نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَیَّمِ هذا یصف نعامة یتبعها رِئالُها، و هو یبسط جناحیه و یجعلها تحته. قال ابن سیدة: و الحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء و الرجال لیس له رأْس. و الحَرَجُ و الحِرْجُ: الشَّحَصُ. و الحَرَجُ من الإِبل: التی لا تُركب و لا یضربها الفحل لیكون أَسمن لها إِنما هی مُعَدَّةٌ؛ قال لبید: حَرَجٌ فی مِرْفَقَیْها كالفَتَلْ قال الأَزهری: هذا قول اللیث، و هو مدخول. و الحَرَجُ و الحُرْجُوجُ: الناقة الجسیمة الطویلة علی وجه الأَرض؛ و قیل: الشدیدة، و قیل: هی الضامرة،
لسان العرب، ج‌2، ص: 236
و جمعها حَراجِیجُ. و أَجاز بعضهم: ناقة حُرْجُجٌ، بمعنی الحُرْجُوجِ، و أَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، و أَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضم. و‌فی الحدیث: قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ علی حَرَاجِیجَ، جمع حُرْجُوجٍ و حُرْجِیجٍ، و هی الناقة الطویلة؛ و قیل الضامرة، و قیل: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة القلب؛ قال: أَذَاكَ و لَمْ تَرْحَلْ إِلی أَهْلِ مَسْجِدٍ، بِرَحْلِیَ، حُرْجُوجٌ علیها النَّمَارِقُ و الحُرْجُوجُ: الریح الباردة الشدیدة؛ قال ذو الرمة: أَنْقَاءُ سارِیَةٍ حَلَّتْ عَزَالِیَها، مِنْ آخِرِ اللَّیْلِ، رِیحٌ غیرُ حُرْجُوجِ و حَرَجَ الرَّجُلُ أَنْیابَهُ یَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلی بعض من الحَرَدِ؛ قال الشاعر: و یوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فیهِ لأَبْطالِ الكُمَاةِ، به أُوَامُ و الحِرْجُ، بكسر الحاء: القطعة من اللحم، و قیل: هی نصیب الكلب من الصید و هو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس و الكُراعِ و البَطْن، و الكلابُ تطمع فیها. قال الأَزهری: الحِرْجُ ما یُلقی للكلب من صیده، و الجمع أَحْرَاجٌ؛ قال جَحْدرٌ یصف الأَسد: و تَقَدُّمِی لِلَّیْثِ أَمْشِی نحْوَهُ، حَتَّی أُكَابِرَهُ علی الأَحْرَاجِ و قال الطرماح: یَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، و الحِرْجُ لِرَبِّ الكِلابِ یَصْطَفِدُهْ یَصْطَفِدُه أَی یَدَّخِرُه و یجعله صَفَداً لنَفْسِهِ و یختاره؛ شبَّه الكلاب فی سرعتها بالزنابیر، و هی الثَّوْلُ. و قال الأَصمعی: أَحْرِجْ لِكلبكَ من صَیْدِه فإِنه أَدْعَی إِلی الصَّیْدِ. و قال المفضل: الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب للسبع؛ قال الشاعر: و شَرُّ النَّدامَی مَن تَبِیتُ ثیابُهُ مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ و الحِرْجُ: الوَدَعَةُ، و الجمع أَحْرَاجٌ و حِراجٌ؛ و قول الهذلی: أَ لم تَقْتُلوا الحِرْجَینِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ یَمُرَّان بالأَیْدِی اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟ إِنما عَنَی بالحِرْجَینِ رجلین أَبیضین كالوَدَعَةِ، فإِما أَن یكون البیاضُ لَوْنَهما، و إِما أَن یكون كَنَی بذلك عن شرفهما، و كان هذان الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة لیتخفَّرا بذلك. و المضفر: المفتول كالضفیرة. و الحِرْجُ: قلادة الكلب، و الجمع أَحْرَاجٌ و حِرَجَةٌ؛ قال: بِنَواشِطٍ غُضْفٍ یُقَلِّدُها الأَحْرَاجَ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهری: و یقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ، و كَلْبٌ مُحَرَّجٌ، و كِلاب مُحَرَّجَةٌ أَی مُقَلَّدَةٌ؛ و أَنشد فی ترجمة عضرس: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُیُونها، إِذا أَیَّهَ القَنَّاصُ بالصَّیْدِ، عَضْرَسُ «1» مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ. و حُصٌّ: قد انْحَصَّ شَعَرُها، و قال الأَصمعی فی قوله: طاوی الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ
(1). قوله [إِذا أَیه] كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنی صاح، و فی شرح القاموس و الصحاح إِذا أَذن، و الضمیر فی عیونها یعود علی الكلاب، و تحرفت فی شرح القاموس بعیونه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 237
قال: مُحَرَّجَةٌ: فی أَعناقها حِرْجٌ، و هو الوَدَعُ. و الوَدَعُ: خرز یعلق فی أَعناقها. الأَزهری: و الحِرْجُ القلادة لكل حیوان. قال: و الحِرْجُ: الثیاب التی تُبسط علی حبل لِتَجِفَّ، و جمعها حِراجٌ فی جمیعها. و الحِرْجُ: جماعة الغنم، عن كراع، و جمعه أَحْرَاجٌ. و الحُرْجُ: موضعٌ معروف.

حربج؛ ج2، ص: 237

: إِبِلٌ حَرَابِجُ: ضِخَامٌ. و بعیر حُرْبُجٌ.

حرزج؛ ج2، ص: 237

: الحَرَازِجُ، الراء قبل الزای: میاه لبَلْجُذام؛ قال راجزهم: لقَدْ وَرَدْتُ عافِیَ المَدَالِجِ مِن ثَجْرَ، أَو أَقْلِبَةِ الحَرَازِجِ

حشرج؛ ج2، ص: 237

: الحَشْرَجَةُ: تَرَدُّدُ صوت النَّفَس، و هو الغَرْغَرَةُ فی الصدر. الجوهری: الحَشْرَجَةُ الغرغرة عند الموت و تَرَدُّدُ النَّفَسِ. و‌فی الحدیث: و لكن إِذا شَخَصَ البَصَرُ و حَشْرَجَ الصَّدْرُ، هو مِن ذلك؛ و‌فی حدیث عائشة: و دخلت علی أَبیها، رضی الله عنهما، عند موته فأَنشدت: لَعَمْرُكَ ما یُغْنی الثَّرَاءُ و لا الغِنی، إِذا حَشْرَجَتْ یوماً، و ضاقَ بها الصَّدرُ فقال: لیس كذلك و لكن: و جاءَت سَكْرَةُ الحَقِّ بالموتِ، و هی قراءة منسوبة إِلیه.و حَشْرَجَ: رَدَّدَ صوتَ النَّفَس فی حَلْقه من غیر أَن یخرجه بلسانه. و الحَشْرَجَةُ: صوتُ الحمارِ من صدره؛ قال رؤْبة: حَشْرَجَ فی الجَوْفِ سَحِیلًا، أَو شَهَقْ و حَشْرَجَةُ الحمار: صوته یُرَدِّدُه فی حلقه؛ قال الشاعر: و إِذا لَهُ عَلَزٌ و حَشْرَجَةٌ، مما یَجِیشُ بهِ مِنَ الصَّدْرِ و الحَشْرَجُ: شِبْهُ الحِسْیِ تجتمع فیه المیاه، و قیل: هو الحِسْیُ فی الحَصَی. و الحَشْرَجُ: الماء الذی یجری علی الرَّضْرَاضِ صافیاً رقیقاً. و الحَشْرَجُ: كوز صغیر لطیف؛ قال عمر بن أَبی ربیعة: قالتْ: و عَیْشِ أَبی و حُرْمَةِ إِخْوَتی، لأُنَبِّهَنَّ الحَیَّ، إِنْ لم تَخْرُجِ فَخَرَجْتُ خِیفَةَ قَوْلِها، فَتَبَسَّمَتْ فَعَلِمْتُ أَنَّ یَمِینَها لم تُحْرَجِ فَلَثَمْتُ فاها آخِذاً بقُرُونِها، شُرْبَ النَّزیفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَج قال ابن بری: البیت لجمیل بن معمر و لیس لعمر بن أَبی ربیعة. و النزیف: المحموم الذی مُنِعَ من الماء. و لثمت فاها: قبلته. و نصب شرب علی المصدر المشبه به لأَنه لمَّا قبَّلها امتص ریقها، فكأَنه قال: شربت ریقها كشرب النزیف للماء البارد. الأَزهری: الحَشْرَجُ الماء العذب من ماء الحِسْیِ، قال: و الحَشْرَجُ الماء الذی تحت الأَرض لا یُفْطَنُ له فی أَباطح الأَرضِ، فإِذا حُفِرَ عنه ذِراعٌ جاش بالماء، تسمیها العرب الأَحْساءَ و الكِرَارَ و الحَشَارِجَ. قال: و منه قول جریر: فلثمت فاها البیت؛ و نسبه إِلی جریر. المبرد: الحَشْرَجُ فی هذا البیت الكوز الرقیق النَّقِیُّ الحارِیُّ. و النَّزِیف: السكران و المحموم؛ و أَنشد شمر لكثیر: فَأَوْرَدَهُنَّ من الدَّوْنَكَیْن حَشَارِجَ، یُخْفُونَ منها إِرَاثَا الإِراث: بقایا قد بقیت هذه منها. و هو فی إِرْثِ صِدْقٍ أَی أَصل صدق. و الحَشْرَجُ: الكَذَّانُ، الواحدةُ حَشْرَجَةٌ؛ و قیل: هو الحِسْیُ الحَصِبُ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 238
و هو أَیضاً النارجیل، یعنی جوز الهند، كلاهما عن كراع. الأَزهری: الحَشْرَجُ النُّقرة فی الجبل یجتمع فیها الماء فیصفو.

حضج؛ ج2، ص: 238

: حَضَجَ النارَ حَضْجاً: أَوقدها. و انْحَضَجَ الرجلُ: الْتَهَبَ غَضَباً و اتَّقَدَ من الغیظ. و انْحَضَجَ: اتَّقَدَ من الغیظ فَلَزِقَ بالأَرض. و‌فی حدیث أَبی الدرداء قال فی الركعتین بعد العصر: أَمَّا أَنا فلا أَدَعُهما، فمن شاء أَن یَنْحَضِجَ فَلْیَنْحَضِجْ‌أَی یَنْقَدَّ من الغیظ و یَنْشَقَّ. و حَضَجَ به یَحْضُجُ حَضْجاً: صَرَعَهُ. و حَضَجَ البعیرُ بِحِمْلِه و حِمْلَهُ حَضْجاً: طرحه. و حَضَجَ به الأَرضَ حَضْجاً: ضربها به. و انْحَضَجَ: ضرب بنفسه الأَرضَ غیظاً، فإِذا فعلتَ به أَنت ذلك، قلت: حَضَجْتُه. و انْحَضَجَتْ عنه أَداته انْحِضاجاً. و قال ابن شمیل: یَنْحَضِجُ یضطجع. و حَضَجَه: أَدخل علیه ما یكاد یَنْشَقُّ منه و یَلْزَقُ له بالأَرض. و كلُّ ما لَزِقَ بالأَرض: حِضْجٌ؛ و الحِضْجُ: الطین اللازق بأَسفل الحوض؛ و قیل: الحِضْجُ هو الماء القلیل، و الطین یبقی فی أَسفل الحوض؛ و قیل: هو الماء الذی فیه الطین، فهو یتلزج و یمتدّ؛ و قیل: هو الماء الكَدِرُ. و حِضْجٌ حاضِجٌ: بالَغُوا به، كَشِعْرٍ شاعرٍ؛ قال أَبو مهدی: سمعت هِمْیانَ بن قُحافة ینشد: فأَسْأَرَتْ فی الحوضِ حِضْجاً حاضِجا، قَدْ عادَ مِنْ أَنْفاسِها رَجَارِجَا أَسأَرت: أَبقت. و السُّؤْرُ: بقیة الماء فی الحوض، و قوله حاضِجاً أَی باقیاً. و رجارجاً: اختلط ماؤُه و طینه. و الحِضْجُ: الحوض نفسه، و الفتح فی كلِّ ذلك لغة، و الجمع من كل ذلك أَحْضاجٌ؛ قال رؤبة: مِنْ ذی عُبابٍ سائلِ الأَحْضاجِ، یربی علی تَعاقُمِ الهَجَاجِ الأَحضاجُ: الحِیاضُ. و التعاقم: الوِرْدُ مرَّةً بعدَ مرَّة، كالتعاقب علی البدل. و رجل حِضْجٌ: حمیسٌ، و الجمع أَحْضاجٌ. و الحِضاجُ: الزِّقُّ الضَّخْمُ المُسْنَدُ؛ قال سلامة بن جندل: لنا خِبَاءٌ و رَاووقٌ و مُسْمِعَةٌ، لدی حِضاجٍ، بِجَوْنِ النَّارِ، مَرْبوبِ و انْحَضَجَ الرجل: اتسع بطنه، و هو مِنه. و امرأَةٌ مِحْضاجٌ: واسعة البطن؛ و قول مزاحم: إِذا ما السَّوْطُ سَمَّرَ حالِبَیْهِ، و قَلَّصَ بَدْنَهُ بَعْدَ انْحِضاجِ یعنی بعد انتفاخ و سمن. و المِحْضَجَةُ و المِحْضاجُ: خشبة صغیرة تَضرب بها المرأَة الثوبَ إِذا غسلته. و انْحَضَجَ إِذا عدا. و حَضِیجُ الوادی: ناحیته. و المِحْضَجُ: الحائد عن السبیل. و المِحْضَبُ و المِحْضَجُ و المِسْعَرُ: ما یحرك به النار. یقال: حَضَجْتُ النارَ و حَضَبْتُها. الفراء: حَضَجْتُ فلاناً و مَغَثْتُه و مَثْمَثْتُه و قَرْطَلْتُه، كُلُّه: بمعنی غَرَّقْتُه. و‌فی حدیث حنین: أَن بغلة النبی، صلی الله علیه و سلم، لَمَّا تَناول الحَصَی لِیَرْمِیَ به فی یوم حُنَیْنٍ، فَهِمَتْ ما أَراد فانْحَضَجَتْ‌أَی انْبَسَطتْ؛ قاله ابن الأَعرابی فیما روی عنه أَبو العباس؛ و أَنشد: و مُقَتِّتٍ حَضَجَتْ به أَیامُه، قَدْ قادَ بَعْدُ قَلائصاً و عِشارا
لسان العرب، ج‌2، ص: 239
مُقَتِّتٌ: فقیر. حَضَجَتْ: انبسطت أَیامه فی الفقر فأَغناه الله، و صار ذا مال.

حضلج؛ ج2، ص: 239

: التهذیب: من جملة أَبیات تقدّمت فی ترجمة حدرج لهمیان: جِلَّتَها و عَجْمَها الحَضالِجا قال: الحَدارِجُ و الحَضالِجُ الصغار.

حفج؛ ج2، ص: 239

: الحَفَنْجی: الرِّخْوُ الذی لا غَناءَ عنده.

حفضج؛ ج2، ص: 239

: الحِفْضِجُ و الحَفْضَجُ و الحِفْضاجُ و الحُفاضِجُ: الضَّخْمُ البطن و الخاصرتین المُسْتَرْخی اللَّحْمِ. رجلٌ حُفاضِجٌ و عُفاضِجٌ، و الأُنثی فی كل ذلك بغیر هاء، و الاسمُ الحَفْضَجَةُ. و إِن فلاناً لمَعْضُوبٌ ما حُفْضِجَ له، و كذلك العِفْضاجُ، و الله أَعلم.

حفلج؛ ج2، ص: 239

: الحَفَلَّجُ و الحُفالِجُ: الأَفْحَجُ: و هو الذی فی رجله اعْوِجاجٌ.

حلج؛ ج2، ص: 239

: الحَلْجُ: حَلْجُ القُطْنِ بالمِحْلاجِ علی المِحْلَجِ. حَلَجَ القُطْنَ یَحْلِجُهُ و یَحْلُجُهُ حَلْجاً: نَدَفَهُ. و المِحْلاجُ: الذی یُحْلَجُ به. و المِحْلَجُ و المِحْلَجَة: الذی یُحْلَجُ علیه و هی الخشبة أَو الحجَرُ، و الجمع محالِجُ و مَحالِیجُ. قال ابن سیدة: قال سیبویه: و لم یجمع بالأَلف و التاء استغناء بالتكسیر، و رُبَّ شی‌ء هكذا. و قُطْنٌ حَلِیجٌ: مَنْدوفٌ مُسْتَخْرَجُ الحَبِّ، و صانع ذلك: الحَلَّاجُ، و حرفته الحِلاجَةُ؛ فأَما قول ابن مقبل: كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بها، جَذْبُ المَحابِضِ یَحْلُجْنَ المحارِینا و یروی صوت المحابض، فقد روی، بالحاء و الخاء، یَحْلُجْنَ و یَخْلُجْنَ، فمن رواه یَحْلُجْنَ فإِنه عنی بالمَحارین حبات القطن. و یحلجن: یَنْدِفْنَ. و المَحابِضُ: أَوتار النَّدّافِینَ؛ و من رواه یخلجن فإِنه عنی بالمحارین قِطَعَ الشَّهْدِ. و یَخْلِجْنَ: یَجْبِذْنَ و یَسْتَخْرِجْنَ. و المَحابِضُ: المَشاوِرُ. و القطن حَلِیجٌ و مَحْلوجٌ. و حَلَجَ الخُبْزَةَ: دَوَّرَها. و المِحْلاجُ: الخشبة التی یُدَوَّرُ بها. و الحَلِیجَةُ: السَّمْنُ علی المَخْضِ، و الزُّبْدُ یُلْقی فی المَخْضِ فَیُشْخِتُه المَخْضُ؛ و قیل: الحَلِیجَةُ عُصارة نِحْیٍ، أَو لَبَنٌ یُنْقَعُ فیه تمر، و هی حُلْوَةٌ؛ و قیل: الحَلِیجَةُ عُصارَة الحِنَّاءِ. و الحُلُجُ: عُصاراتُ الحنَّاء. قال ابن سیدة: و الحَلِیجُ، بغیر هاء، عن كراع: أَن یُحْلَبَ اللبنُ علی التمر ثم یُماثَ. الأَزهری: الحُلُجُ هی التُّمُورُ بالأَلْبانِ. و الحُلُجُ أَیضاً: الكثیرُو الأَكْلِ. و حَلَجَ فی العَدْوِ یَحْلِجُ حَلْجاً: باعَدَ بین خُطاه. و الحَلْجُ فی السَّیْر. و بینهم حَلْجَةٌ صالحةٌ و حَلجَةٌ بعیدة و بینهم حَلْجَةٌ بعیدة أَو قریبة أَی عُقْبَةُ سیْرٍ. قال الأَزهری: الذی سمعته من العرب الخَلْجُ فی السَّیْر، یقال: بیننا و بینهم خَلْجَةٌ بعیدةٌ، قال: و لا أَنكر الحاء بهذا المعنی، غیر أَن الخَلْجَ، بالخاء، أَكثر و أَفشی من الحَلْجِ. و حَلَجَ القومُ لَیْلَتَهُمْ أَی ساروها. یقال: بیننا و بینهم حَلْجَةٌ بعیدةٌ. و الحَلْجُ: المَرُّ السریعُ. و‌فی حدیث المغیرة: حتی تَرَوْه یَحْلِجُ فی قومه‌أَی یُسرعُ فی حُبِّ قومه، و یروی بالخاء. الأَزهری: حَلَجَ إِذا مشی قلیلًا قلیلًا. و حَلَجَ المرأَةَ حَلْجاً: نكحها، و الخاء أَعلی. و حَلَجَ الدیكُ یَحْلُجُ و یَحْلِجُ حَلْجاً إِذا نشر جناحیه و مشی إِلی أُنثاه لِیَسْفَدَها. و حَلَجَ السحابُ حَلْجاً: أَمطر؛ قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ الهُذلی:
لسان العرب، ج‌2، ص: 240
أَخِیلُ بَرْقاً مَتی حابٍ له زَجَلٌ، إِذا تَفَتَّرَ من تَوْماضِهِ حَلَجا و یروی خَلَجا. متی، هاهنا: بمعنی مِن أَو بمعنی وسط أَو بمعنی فی. وما تَحَلَّجَ ذلك فی صدری أَی ما تردّد فأَشكُّ فیه. و قال اللیث: دَعْ ما تَحَلَّجَ فی صدرك وما تَخَلَّج، بالحاء و الخاء؛ قال شمر: و هما قریبان من السَّواءِ؛ و قال الأَصمعی: تَحَلَّجَ فی صدری و تَخَلَّجَ أَی شككت فیه. و‌فی حدیث عَدِیِّ بن زید، قال له النبی، صلی الله علیه و سلم: لا یَتَحَلَّجَنَّ فی صدرك طعامٌ ضارَعْتَ فیه النَّصْرانیَة.قال شمر: معنی لا یتحلَّجن لا یَدْخُلَنَّ قلبَك منه شی‌ءٌ، یعنی أَنه نظیف. قال ابن الأَثیر: و أَصله من الحَلْجِ، و هو الحركة و الاضطراب، و یروی بالخاء، و هو بمعناه. ابن الأَعرابی: و یقال للحمار الخفیف: مِحْلَجٌ و مِحْلاجٌ، و جمعه المَحالِیجُ؛ و قال فی موضع آخر: المَحالِیجُ الحُمُرُ الطِّوالُ. الأَزهری: و فی نوادر الأَعراب: حَجَنْتُ إِلی كذا حُجوناً و حاجَنْتُ و أَحْجَنْتُ و أَحْلَجْتُ و حالَجْتُ و لاحَجْتُ و لحَجْتُ لحُوجاً؛ و تفسیرهُ: لُصُوقُكَ بالشی‌ء و دخُولُكَ فی أَضْعافِه.

حلدج؛ ج2، ص: 240

: الحُلُنْدُجَةُ و الجُلُنْدُحَةُ «2»: الصُّلْبة من الإِبل، و هو مذكور فی جلدح.

حمج؛ ج2، ص: 240

: التَّحْمِیجُ: فتح العین و تحدید النظر كأَنه مَبْهُوتٌ؛ قال أَبو العیال الهذلی: و حَمَّجَ لِلْجَبانِ المَوْتُ، حتی قَلْبُهُ یَجِبُ أَراد: حَمَّجَ الجبانُ للموت، فَقلَبَ؛ و قیل: تَحْمِیجُ العینین غُؤُورُهُما؛ و قیل: تصغیرهما لتمكین النظر. الجوهری: حَمَّجَ الرجلُ عینه یَسْتَشِفُّ النظرَ إِذا صَغَّرَها؛ و قیل: إِذا تَخاوَصَ «3» الإِنسانُ، فقد حَمَّجَ. قال الأَزهری: أَما قول اللیث فی تحمیج العین إِنه بمنزلة الغُؤُور فلا یُعرف، و كذلك التَّحْمِیجُ بمعنی الهُزال منكر؛ و قوله: و قد یَقُودُ الخَیْلَ لم تُحَمَّجِ فقیل: تحمیجها هزالها، و قیل: هزالها مع غُؤُور أَعینها. و التحمیج: التغیر فی الوجه من الغضب و غیره. و حَمَّجَتِ العینُ إِذا غارت. و التحمیج: النظر بخوف. و التحمیج: فتح العین فزعاً أَو وعیداً. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أَنَّ شاهداً كان عنده فَطَفِقَ یُحَمِّجُ إِلیه النظرَ.قال ابن الأَثیر: ذكره أَبو موسی فی حرف الجیم، و هو سهو؛ و قال الزمخشری: هی لغة فیه. و التَّحْمِیجُ: تَغَیُّرٌ فی الوجه من الغضب و نحوه. و‌فی الحدیث: أَن عمر، رضی الله عنه، قال لرجل: ما لی أَراك مُحَمِّجاً؟قال الأَزهری: التَّحمیج عند العرب نظرٌ بتَحْدیقٍ. و قال أَبو عبیدة: التحمیج شدَّة النظر. و قال بعض المفسرین فی قوله عز و جل: مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ؛ قال: مُحَمِّجِینَ مُدیمی النظر؛ و أَنشد أَبو عبیدة لذی الإِصبع: أَ إِنْ رأَیتَ بَنی أَبیك مُحَمِّجِینَ إِلیكَ شُوسا

حملج؛ ج2، ص: 240

: حَمْلَجَ الحَبْلَ أَی فَتَلَهُ فَتْلًا شدیداً؛ قال
(2). قوله [الحلندجة و الجلندحة] كذا بالأَصل بهذا الضبط و أَقره شارح القاموس و زاد فتح اللام و الدال فیهما، و النون علی كل ساكنة. (3). قوله [تخاوص] كذا بالأَصل بهذا الضبط. قال فی القاموس فی مادة خوص: و یتخاوص إِذا غض من بصره شیئاً، و هو فی ذلك یحدق النظر كأَنه یقوّم قدحاً. و كذا إِذا نظر إِلی عین الشمس انتهی. و تحرفت فی شرح القاموس المطبوع حیث قال إِذا تخافض.
لسان العرب، ج‌2، ص: 241
الراجز: قُلْتُ لِخَوْدٍ كاعبٍ عُطْبُولِ، مَیَّاسَةٍ كالظَّبْیَةِ الخَذُولِ، تَرْنُو بعَیْنَیْ شادِنٍ كَحیلِ: هَلْ لكِ فی مُحَمْلَجٍ مَفْتُولِ؟ و الحِمْلاجُ: الحَبْلُ المُحَمْلَجُ. و المُحَمْلَجَةُ من الحمیر: الشدیدةُ الطَّیِّ و الجَدْلِ. و الحِمْلاجُ: قَرْنُ الثور و الظبی؛ قال الأَعشی: یَنْفُضُ المَرْدَ و الكَباثَ بِحِمْلاجٍ لطیفٍ، فی جانِبَیْهِ انْفِراقُ و الحَمالِیجُ: قرونُ البَقَرِ، قال: و هی منافخ الصَّاغَةِ أَیضاً. و الحِمْلاجُ: مِنْفاخُ الصائغ. و یقال لِلْعَیْرِ الذی دُوخِلَ خَلْقُهُ اكْتِنازاً: مُحَمْلَجٌ؛ و قال رؤْبة: مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْراجَ الطَّلَقْ

حنج؛ ج2، ص: 241

: الحَنْجُ: إِمالَةُ الشی‌ء عن وجهه؛ یقال: حَنَجْتُه أَی أَملته حَنْجاً فاحْتَنَجَ، فعل لازم؛ و یقال أَیضاً: أَحْنَجْتُه. قال أَبو عمرو: الإِحْناجُ أَن تَلْوِیَ الخَبَرَ عن وجهه؛ قال العجاج: فَتَحْمِلُ الأَرْواحُ وَحْیاً مُحْنَجا إِلیَّ، أَعْرِفْ وَحْیَها المُلَجْلَجَا و المُحْنَجُ: الكَلامُ المَلْوِیُّ عن جهته كَیْلا یُفْطَنَ. یقال: أَحْنَجَ كلامَهُ أَی لواه كما یلویه المخنَّث. و یقال: أَحْنَجَ عَلیَّ أَمْرَه أَی لواه. و المُحْنِجُ: الذی إِذا مشی نظر إِلی خلفه برأْسه و صدره؛ و قد أَحْنَجَ إِذا فعل ذلك. و الأَحْناجُ: الأُصول، واحدها حِنْجٌ. قال الأَصمعی: یقال رجع فلان إِلی حِنْجِهِ و بِنْجِهِ أَی رجع إِلی أَصله. أَبو عبیدة: هو الحِنْجُ و البِنْجُ. و حَنَجَ الحبلَ یَحْنِجُه حَنْجاً: شَدَّ فَتْلَهُ، و ابتذلت العامَّة هذه الكلمة فسمَّت المخنَّث حَنَّاجاً، لِتَلَوِّیهِ، و هی فصیحة. و أَحْنَجَ الفرسُ: ضَمُرَ كأَحْنَقَ. و الحَنْجَةُ: شی‌ء من الأَدوات، و هو فی نسخة التهذیب المحْنَجَةُ.

حنبج؛ ج2، ص: 241

: الحِنْبِجُ: البخیل. و الحِنْبِجُ: أَضْخَمُ القَمْلِ؛ و قال الأَصمعی: الخِنْبِجُ، بالخاء و الجیم: القمل. قال الریاشی: و الصواب عندنا ما قال الأَصمعی. و الحُنْبُجُ: الضخم الممتلئ من كل شی‌ء؛ و رجل حُنْبُجٌ و حُنابِجٌ. و الحُنْبُجُ: العظیم. ابن الأَعرابی: الحُنابِجُ صغار النمل. و رجل حُنْبُجٌ: منتفخ عظیم؛ و قال هِمْیانُ بن قحافة: كَأَنَّها، إِذْ ساقَتِ العَرافِجا من داسِنٍ، و الجَرَعَ الحَنابِجا و الحُنْبُجُ: السُّنْبُلَة العظیمة الضخمة، حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد لجندل بن المثنی فی صفة الجراد: یَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الحُنابِجِ بالقاعِ، فَرْكَ القُطْنِ بالمَحالِجِ

حندج؛ ج2، ص: 241

: الحُنْدُجُ و الحُنْدُجَةُ: رملة طیبة تُنْبِتُ أَلواناً من النبات؛ قال ذو الرمة: علی أُقْحُوانٍ فی حَنادِجَ حُرَّةٍ، یُناصی حَشاها عانِكٌ مُتَكاوِسُ حَشاها: ناحیتها. یُناصی: یقابل. و قیل: الحُنْدُجَةُ الرملة العظیمة. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو خیرة و أَصحابه: الحُنْدوجُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 242
رمل لا ینقاد فی الأَرض و لكنه مُنْبِتٌ. الأَزهری: الحَنادیجُ حِبال الرمل الطوالُ، و قیل: الحَنادیجُ رِمالٌ قِصارٌ، واحدها حُنْدُجٌ و حُنْدوجَةٌ؛ و أَنشدَ أَبو زید لجَنْدَلٍ الطَّهَوِیِّ فی حَنادِجِ الرمال یصف الجراد و كثرته: یَثُورُ من مَشافِرِ الحَنادِجِ، و من ثَنایا القُفِّ ذی الفَوائِجِ من ثائرٍ و ناقرٍ و دارِجِ، و مُسْتَقِلٍّ، فَوْقَ ذاك، مائِجِ یَفْرُك حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنافِجِ بالقاع، فَرْكَ القُطْنِ بالمَحالِجِ الكُنافِج: السمین الممتلئ. التهذیب: الحَنادِجُ الإِبل الضِّخامُ، شبهت بالرمال؛ و أَنشد: من دَرِّ جُوفٍ جِلَّةٍ حَنادِجِ و الله أَعلم.

حنضج؛ ج2، ص: 242

: رجل حِنْضِجٌ: رِخْوٌ لا خیر عنده؛ و أَصله من الحَضْجِ [الحِضْجِ، و هو الماء الخاثر الذی فیه طَمْلَةٌ «1» و طِینٌ. و حِنْضِجٌ: اسم.

حوج؛ ج2، ص: 242

: الحاجَةُ و الحائِجَةُ: المَأْرَبَةُ، معروفة. و قوله تعالی: وَ لِتَبْلُغُوا عَلَیْهٰا حٰاجَةً فِی صُدُورِكُمْ؛ قال ثعلب: یعنی الأَسْفارَ، و جمعُ الحاجة حاجٌ و حِوَجٌ؛ قال الشاعر: لَقَدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنی عن صَحابَتی، و عَنْ حِوَجٍ، قَضَاؤُها مِنْ شِفَائِیَا و هی الحَوْجاءُ، و جمع الحائِجَة حوائجُ. قال الأَزهری: الحاجُ جمعُ الحاجَةِ، و كذلك الحوائج و الحاجات؛ و أَنشد شمر: و الشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجاءَ مَنْ رَجا، إِلَّا احْتِضارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا قال شمر: یقول إِذا بعد من تحب انقطع الرجاء إِلَّا أَن تكون حاضراً لحاجتك قریباً منها. قال: و قال رجاء من رجاء، ثم استثنی، فقال: إِلا احتضار الحاج، أَن یحضره. و الحاج: جمع حاجة؛ قال الشاعر: و أُرْضِعُ حاجَةً بِلِبانِ أُخْری، كذاك الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ و تَحَوَّجَ: طلب الحاجَةَ؛ و قال العجاج: إِلَّا احْتِضارَ الحاجِ من تَحَوَّجا و التَحَوُّجُ: طلب الحاجة بعد الحاجة. و التَحَوُّج: طلبُ الحاجَةِ. غیره: الحاجَةُ فی كلام العرب، الأَصل فیها حائجَةٌ، حذفوا منها الیاء، فلما جمعوها ردوا إِلیها ما حذفوا منها فقالوا: حاجةٌ و حوائجُ، فدل جمعهم إِیاها علی حوائج أَن الیاء محذوفة منها. و حاجةٌ حائجةٌ، علی المبالغة. اللیث: الحَوْجُ، من الحاجَة. و فی التهذیب: الحِوَجُ الحاجاتُ. و قالوا: حاجةٌ حَوْجاءُ. ابن سیدة: و حُجْتُ إِلیك أَحُوجُ حَوْجاً و حِجْتُ، الأَخیرةُ عن اللحیانی؛ و أَنشد للكمیت بن معروف الأَسدی: غَنِیتُ، فَلَم أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْیَةٍ، و حُجْتُ، فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابِع قال: و یروی و حِجْتُ؛ قال: و إِنما ذكرتها هنا لأَنها من الواو، قال: و سنذكرها أَیضا فی الیاء لقولهم حِجْتُ حَیْجاً. و احْتَجْتُ و أَحْوَجْتُ كَحُجْتُ.
(1). قوله [فیه طملة] بفتح الطاء و ضمها و بتحریك الكلمة كلها كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 243
اللحیانی: حاجَ الرجلُ یَحُوجُ و یَحِیجُ، و قد حُجْتُ و حِجْتُ أَی احْتَجْتُ. و الحَوْجُ: الطَّلَبُ. و الحُوجُ: الفَقْرُ؛ و أَحْوَجَه الله. و المُحْوِجُ: المُعْدِمُ من قوم مَحاویجَ. قال ابن سیدة: و عندی أَن مَحاویجَ إِنما هو جمع مِحْواجٍ، إِن كان قیل، و إِلَّا فلا وجه للواو. و تَحَوَّجَ إِلی الشی‌ء: احتاج إِلیه و أَراده. غیره: و جمع الحاجةِ حاجٌ و حاجاتٌ و حَوائِجُ علی غیر قیاس، كأَنهم جمعوا حائِجَةً، و كان الأَصمعی ینكره و یقول هو مولَّد؛ قال الجوهری: و إِنما أَنكره لخروجه عن القیاس، و إِلَا فهو كثیر فی كلام العرب؛ و ینشد: نَهارُ المَرْءِ أَمْثَلُ، حِینَ تُقْضَی حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّیْلِ الطَّویلِ قال ابن بری: إِنما أَنكره الأَصمعی لخروجه عن قیاس جمع حاجة؛ قال: و النحویون یزعمون أَنه جمع لواحد لم ینطق به، و هو حائجة. قال: و ذكر بعضهم أَنه سُمِعَ حائِجَةٌ لغة فی الحاجةِ. قال: و أَما قوله إِنه مولد فإِنه خطأٌ منه لأَنه قد جاء ذلك فی حدیث سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و فی أَشعار العرب الفصحاء، فمما جاء فی الحدیث ما‌روی عن ابن عمر: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: إِن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس، یَفْزَعُ الناسُ إِلیهم فی حوائجهم، أُولئك الآمنون یوم القیامة.و‌فی الحدیث أَیضاً: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: اطْلُبُوا الحوائجَ إِلی حِسانِ الوجوه.و‌قال صلی الله علیه و سلم: استعینوا علی نَجاحِ الحوائج بالكِتْمانِ لها؛ و مما جاء فی أَشعار الفصحاء قول أَبی سلمة المحاربی: ثَمَمْتُ حَوائِجِی و وَذَأْتُ بِشْراً، فبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغابُ قال ابن بری: ثممت أَصلحت؛ و فی هذا البیت شاهد علی أَن حوائج جمع حاجة، قال: و منهم من یقول جمع حائجة لغة فی الحاجةِ؛ و قال الشماخ: تَقَطَّعُ بیننا الحاجاتُ إِلَّا حوائجَ یَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَری‌ء و قال الأَعشی: الناسُ حَولَ قِبابِهِ: أَهلُ الحوائج و المَسائلْ و قال الفرزدق: و لی ببلادِ السِّنْدِ، عندَ أَمیرِها، حوائجُ جمَّاتٌ، و عِندی ثوابُها و قال هِمْیانُ بنُ قحافة: حتی إِذا ما قَضَتِ الحوائِجَا، و مَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجَا قال ابن بری: و كنت قد سئلت عن قول الشیخ الرئیس أَبی محمد القاسم بن علی الحریری فی كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِن لفظة حوائج مما توهَّم فی استعمالها الخواص؛ و قال الحریری: لم أَسمع شاهداً علی تصحیح لفظة حوائج إِلا بیتاً واحداً لبدیع الزمان، و قد غلط فیه؛ و هو قوله: فَسِیَّانِ بَیْتُ العَنْكَبُوتِ و جَوْسَقٌ رَفِیعٌ، إِذا لم تُقْضَ فیه الحوائجُ فأَكثرت الاستشهاد بشعر العرب و الحدیث؛ و قد أَنشد أَبو عمرو بن العلاء أَیضاً: صَرِیعَیْ مُدامٍ، ما یُفَرِّقُ بَیْنَنا حوائجُ من إِلقاحِ مالٍ، و لا نَخْلِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 244
و أَنشد ابن الأَعرابی أَیضاً: مَنْ عَفَّ خَفَّ، علی الوُجُوهِ، لِقاؤُهُ، و أَخُو الحَوائِجِ وجْهُه مَبْذُولُ و أَنشد أَیضاً: فإِنْ أُصْبِحْ تُخالِجُنی هُمُومٌ، و نَفْسٌ فی حوائِجِها انْتِشارُ و أَنشد ابن خالویه: خَلِیلَیَّ إِنْ قامَ الهَوَی فاقْعُدا بِهِ، لَعَنَّا نُقَضِّی من حَوائِجِنا رَمّا و أَنشد أَبو زید لبعض الرُّجّاز: یا رَبَّ، رَبَّ القُلُصِ النَّواعِجِ، مُسْتَعْجِلاتٍ بِذَوِی الحَوائِجِ و قال آخر: بَدَأْنَ بِنا لا راجِیاتٍ لخُلْصَةٍ، و لا یائِساتٍ من قَضاءِ الحَوائِجِ قال: و مما یزید ذلك إِیضاحاً ما قاله العلماء؛ قال الخلیل فی العین فی فصل [راح] یقال: یَوْمٌ راحٌ و كَبْشٌ صافٌ، علی التخفیف، مِن رائح و صائف، بطرح الهمزة، كما قال أَبو ذؤیب الهذلی: و سَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاها، فَلَوْنهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ، و هْی أَدْماءُ سارُها أَی سائرها. قال: و كما خففوا الحاجة من الحائجة، أَ لا تراهم جمعوها علی حوائج؟ فأَثبت صحة حوائج، و أَنها من كلام العرب، و أَن حاجة محذوفة من حائجة، و إِن كان لم ینطق بها عنده. قال: و كذلك ذكرها عثمان بن جنی فی كتابه اللمع، و حكی المهلبی عن ابن درید أَنه قال حاجة و حائجة، و كذلك حكی عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه یقال: فی نفسی حاجَةٌ و حائجة و حَوْجاءُ، و الجمع حاجاتٌ و حوائجُ و حاجٌ و حِوَجٌ. و ذكر ابن السكیت فی كتابه الأَلفاظ باب الحوائج: یقال فی جمع حاجةٍ حاجاتٌ و حاجٌ و حِوَجٌ و حَوائجُ. و قال سیبویه فی كتابه، فیما جاء فیه تَفَعَّلَ و اسْتَفْعَلَ، بمعنی، یقال: تَنَجَّزَ فلانٌ حوائِجَهُ و اسْتَنْجَزَ حوائجَهُ. و ذهب قوم من أَهل اللغة إِلی أَن حوائج یجوز أَن یكون جَمْعَ حوجاء، و قیاسها حَواجٍ، مثل صَحارٍ، ثم قدّمت الیاء علی الجیم فصار حَوائِجَ؛ و المقلوب فی كلام العرب كثیر. و العرب تقول: بُداءَاتُ حَوائجك، فی كثیر من كلامهم. و كثیراً ما یقول ابن السكیت: إِنهم كانوا یقضون حوائجهم فی البساتین و الراحات، و إِنما غلط الأَصمعی فی هذه اللفظة كما حكی عنه حتی جعلها مولّدة كونُها خارجةً عن القیاس، لأَن ما كان علی مثل الحاجة مثل غارةٍ و حارَةٍ لا یجمع علی غوائر و حوائر، فقطع بذلك علی أَنها مولدة غیر فصیحة، علی أَنه قد حكی الرقاشی و السجستانی عن عبد الرحمن عن الأَصمعی أَنه رجع عن هذا القول، و إِنما هو شی‌ء كان عرض له من غیر بحث و لا نظر، قال: و هذا الأَشبه به لأَن مثله لا یجهل ذلك إِذ كان موجوداً فی كلام النبی، صلی الله علیه و سلم، و كلام العرب الفصحاء؛ و كأَن الحریریّ لم یمرّ به إِلا القول الأَول عن الأَصمعی دون الثانی، و الله أَعلم. و الحَوْجاءُ: الحاجةُ. و یقال ما فی صدری به حوجاء و لا لَوْجاءُ، و لا شَكٌّ و لا مِرْیَةٌ، بمعنی واحد. و یقال: لیس فی أَمرك حُوَیْجاءُ و لا لُوَیْجاءُ و لا رُوَیْغَةٌ، وما فی الأَمر حَوْجاء و لا لَوْجاء أَی شك؛ عن ثعلب. و حاجَ یَحوجُ حَوْجاً أَی احتاج. و أَحْوَجَه إِلی غیره و أَحْوَجَ أَیضاً: بمعنی احتاج. اللحیانی: ما لی فیه
لسان العرب، ج‌2، ص: 245
حَوْجاءُ و لا لوجاء و لا حُوَیجاء و لا لُوَیجاء؛ قال قیس بن رفاعة: مَنْ كانَ، فی نَفْسِه، حَوْجاءُ یَطْلُبُها عِندی، فَإِنی له رَهْنٌ بإِصْحارِ أُقِیمُ نَخْوَتَه، إِنْ كان ذا عِوَجٍ، كما یُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِی قال ابن بری المشهور فی الروایة: أُقِیمُ عَوْجَتَه إِن كان ذا عوج و هذا الشعر تمثل به عبد الملك بعد قتل مصعب بن الزبیر و هو یخطب علی المنبر بالكوفة، فقال فی آخر خطبته: و ما أَظنكم تزدادون بعدَ المَوْعظةِ إِلَّا شرّاً، و لن نَزْدادَ بَعد الإِعْذار إِلیكم إِلّا عُقُوبةً و ذُعْراً، فمن شاء منكم أَن یعود إِلیها فلیعد، فإِنما مَثَلی و مَثَلكم كما قال قیس بن رفاعة: مَنْ یَصْلَ نارِی بِلا ذَنْبٍ و لا تِرَةٍ، یَصْلی بنارِ كریمٍ، غَیْرِ غَدَّارِ أَنا النَّذِیرُ لكم منی مُجاهَرَةً، كَیْ لا أُلامَ علی نَهْیی و إِنْذارِی فإِنْ عَصِیْتُمْ مقالی، الیومَ، فاعْتَرِفُوا أَنْ سَوْفَ تَلْقَوْنَ خِزْیاً، ظاهِرَ العارِ لَتَرْجِعُنَّ أَحادِیثاً مُلَعَّنَةً، لَهْوَ المُقِیمِ، و لَهْوَ المُدْلِجِ السارِی مَنْ كانَ، فی نَفْسِه، حَوْجاءُ یَطْلُبُها عِندی، فإِنی له رَهْنٌ بإِصْحارِ أُقِیمُ عَوْجَتَه، إِنْ كانَ ذا عِوَجٍ، كما یُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِی و صاحِبُ الوِتْرِ لَیْسَ، الدَّهْرَ، مُدْركَهُ عِندی، و إنی لَدَرَّاكٌ بِأَوْتارِی و‌فی الحدیث: أَنه كوی سَعْدَ بنَ زُرارَةَ و قال: لا أَدع فی نفسی حَوْجاءَ مِنْ سَعْدٍ؛ الحَوْجاءُ: الحاجة، أَی لا أَدع شیئاً أَری فیه بُرْأَة إِلّا فعلته، و هی فی الأَصل الرِّیبَةُ التی یحتاج إِلی إِزالتها؛ و منه‌حدیث قتادة قال فی سجدة حم: أَن تَسْجُدَ بالأَخیرة منهما، أَحْری أَنْ لا یكون فی نفسك حَوْجاءُ‌أَی لا یكون فی نفسك منه شی‌ء، و ذلك أَن موضع السجود منها مختلف فیه، هل هو فی آخر الآیة الأُولی أَو آخر الآیة الثانیة، فاختار الثانیة لأَنه أَحوط؛ و أَن یسجد فی موضع المبتدإِ، و أَحری خبره. و كَلَّمه فما رَدَّ علیه حَوْجاء و لا لَوْجاء، ممدود، و معناه: ما ردَّ علیه كلمة قبیحةً و لا حَسَنَةً، و هذا كقولهم: فما رد علیَّ سوداء و لا بیضاء أَی كلمة قبیحة و لا حسنة. و ما بقی فی صدره حوجاء و لا لوجاء إِلا قضاها. و الحاجة: خرزة «2» لا ثمن لها لقلتها و نفاستها؛ قال الهذلی: فَجاءَت كخاصِی العَیْرِ لم تَحْلَ عاجَةً، و لا حاجَةٌ منها تَلُوحُ علی وَشْمِ و‌فی الحدیث: قال له رجل: یا رسول الله، ما تَرَكْتُ من حاجَةٍ و لا داجَةٍ إِلا أَتَیْتُ؛ أَی ما تركت شیئاً من المعاصی دعتنی نفسی إِلیه إِلا و قد ركبته؛ و داجَةٌ إِتباع لحاجة، و الأَلف فیها منقلبة عن الواو. و یقال للعاثر: حَوْجاً لك أَی سلامَةً
(2). قوله [و الحاجة خرزة] مقتضی إیراده هنا أنه بالحاء المهملة هنا، و هو بها فی الشاهد أیضاً. و كتب السید مرتضی بهامش الأَصل صوابه: و الجاجة، بجیمین، كما تقدم فی موضعه مع ذكر الشاهد المذكور.
لسان العرب، ج‌2، ص: 246
و حكی الفارسی عن أَبی زید: حُجْ حُجَیَّاكَ، قال: كأَنه مقلوبٌ مَوْضِعُ اللَّام إِلی العین.

حیج؛ ج2، ص: 246

: حِجْتُ أَحِیجُ حَیْجاً: احْتَجْتُ؛ عن كراع و اللحیانی، و هی نادرة لأَنَّ أَلف الحاجَةِ واو، فحكمه حُجْتُ كما حكی أَهل اللغة. قال ابن سیدة: و لو لا حَیْجاً لقلت إِنَّ حِجْتُ فَعِلْتُ، و إِنه من الواو كما ذهب إِلیه سیبویه فی طِحْتُ. و الحاجُ: نبت من الحَمْضِ، و قیل: نبت من الشوك. و‌فی الحدیث: أَنه قال لرجل شكا إِلیه الحاجة: انطلق إِلی هذا الوادی و لا تَدَعْ حاجاً و لا حَطَباً و لا تأْتنی خمسة عشر یوماً؛ الحاجُ: الشَّوْك، الواحدة حاجة. ابن سیدة: الحاج ضَرْبٌ من الشوك و هو الكَبَرُ، و قیل: نبت غیر الكبر، و قیل: هو شجر، و قال أَبو حنیفة: الحاج مما تدوم خُضْرَته و تذهب عروقه فی الأَرض مَذْهَباً بَعیداً، و یُتَداوَی بطبیخه، و له ورق دِقاق طِوال، كأَنه مُساوٍ للشوك فی الكثرة، و تصغیره حُیَیْجَةٌ؛ عن الكسائی. و أَحاجَتِ الأَرضُ و أَحْیَجَتْ: كَثُرَ بها الحاجُ؛ و قول الراجز: كأَنها الحاجُ أَفاضَتْ عصبه أَراد الحاجَّ، فحذف إِحدی الجیمین و خَفَّفه كقوله: یَسُوءُ الفالِیاتِ إِذا فَلَیْنی أَراد فَلَیْنَنی، و هذه الكلمة ذكرها الجوهری فی حوج.

فصل الخاء؛ ج2، ص: 246

خبج؛ ج2، ص: 246

: خَبَجَ یَخْبُجُ خَبْجاً و خُباجاً: ضَرَطَ ضَرطاً شدیداً؛ قال عمرو بن مِلْقَطٍ الطائی: یَأْبَی لِی الثَّعْلَبَتانِ الذی قال: خُباجَ الأَمَةِ الرَّاعِیَه الخُباجُ: الضُّراط و أَضافه إِلی الأَمَة لیكون أَخس لها، و جعلها راعیة لكونها أَهون مِن التی لا ترعی؛ و أَول الشعر: یا أَوْسُ، لو نالَتْكَ أَرماحُنا، كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِی به الهاوِیه و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِذا أُقیمت الصلاةُ ولَّی الشیطانُ و له خَبَجٌ، بالتحریك، أَی ضُرَاطٌ، و یروی بالحاء المهملة. و‌فی حدیث آخر: من قرأَ آیة الكرسی یخرجُ الشیطانُ و له خَبَجٌ كخَبج الحِمار.و قیل: الخَبَجُ ضُراط الإِبل خاصة. و خَبَجَ بها: حَبَقَ. و حكی ابن الأَعرابی: لا آتِیه ما خَبَجَ ابنُ أَتانٍ؛ فجعلوه للحُمُر. و الخَبْجُ: نوع من الضرب بسیف أَو بعصا و لیس بشدید، و الحاء لغة. و خَبَجَه بالعصا: ضربه بها. و فَحْلٌ خَباجاءُ: كثیر الضِّراب.

خبرنج؛ ج2، ص: 246

: الخَبَرْنَجُ: الناعِمُ البَدَنِ البَضُّ، و الأُنثی بالهاء. الأَصمعی: الخَبَرْنَجُ الخُلُقُ الحسن. و جِسْمٌ خَبَرْنَجٌ: ناعم؛ قال العجاج: غَرَّاءُ سَوَّی خَلْقَها الخَبَرْنَجا، مَأْدُ الشَّبابِ عَیْشَها المُخَرْفَجا و مَأْدُ الشباب: ماؤُه و اهتزازه. و غُصْنٌ یَمْأَدُ من النَّعْمَةِ: یَهْتز. و الخَبَرْنَجَةُ من النساء: الحسنة الخَلْقِ الضَّخْمَةُ القَصَبِ، و قیل: هی اللحیمةُ الحادِرَةُ الخَلْقِ فی استواءٍ، و قیل: هی العظیمة الساقین. و خَلْقٌ خَبَرْنَجٌ: تامٌّ. و الخَبَرْنَجَةُ: حُسْنُ الغذاءِ.

خبعج؛ ج2، ص: 246

: الأَزهری: الخَبْعَجَةُ مِشْیَةٌ مُتَقاربة مثل مشیة المُریبِ. قال ابن سیدة: فیها قَرْمَطَةٌ
لسان العرب، ج‌2، ص: 247
و عَجَلَةٌ. یقال: جاءَ یُخَبْعِجُ إِلی ریبة؛ و أَنشد: كأَنَّهُ، لَمَّا غَدا یُخَبْعِجُ، صاحبُ مُوقَیْنِ، علیه مَوْزَجُ و قال: جاءَ إِلی جِلَّتِها یُخَبْعِجُ، فَكُلُّهُنَّ رائِمٌ یُدَرْدِجُ قال ابن سیدة: و كذلك الخَنْعَجَةُ‌

خثعج؛ ج2، ص: 247

: الخَثْعَجَةُ: مِشْیَةٌ متقاربة فیها قَرْمَطَةٌ و عَجَلَةٌ، ذكره ابن سیدة فی ترجمة خنعج، قال: و قد ذكر بالباءِ و الثاءِ، فهو إِذاً خَنْعَجَة و خَبْعَجَة و خَثْعَجَة.

خجج؛ ج2، ص: 247

: خَجَّت الریح فی هبوبها تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ. و ریح خَجُوج: تَخُجُّ فی هبوبها أَی تلتوی. قال: و لو ضوعف و قیل: خَجْخَجَتِ الریح، كان صواباً. و الخَجُوج من الریاح: الشدیدة المَرِّ، و قد خَجْخَجَتْ؛ قال ابن سیدة: و قیل هی الشدیدة من كل ریح ما لم تُثِرْ عَجاجاً. و خَجِیج الریح: صوتها. شمر: ریح خجُوح و خجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ فی كل شَقٍّ أَی تشقُّ. قال و قال ابن الأَعرابی: ریح خَجَوْجاةٌ طویلة دائمة الهبوب. و قال أَبو نصر: هی البعیدة المَسْلَك الدائمة الهُبوب. و قال ابن أَحمر یصف الریح: هَوْجاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواح، خَجَوْجاةُ الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ قال: و الأَصل خَجُوج. و قد خَجَّتْ تَخُجُّ؛ و أَنشد أَبو عمرو: و خَجَّتِ النَّیْرَجَ مِنْ خَرِیقِها و‌روی الأَزهری بإِسناده عن خالد بن عروة قال: سمعت علیّاً، علیه السلام، و ذكر بناء الكعبة فقال: إِن إِبراهیم حین أمر ببناء البیت ضاق به ذرعاً، قال: فبعث الله إِلیه السكینة و هی ریح خجوج لها رأْس فتطوَّقت بالبیت كطوق الحَجَفَةِ، ثم استقرَّت، قال: فبنی إِبراهیم حین استقرّت، فجعل إِسماعیل یناوله الحجارة، فلما انتهی إِلی موضع الحِجْر أَعیا إِسماعیل فأَتی إِبراهیم بالحِجْرِ.و قال الأَصمعی: الخَجُوجُ الریح الشدیدةُ المرِّ؛ و قال ابن شمیل: هی الشدیدة الهبوب الخَوَّارَةُ لا تكون إِلا فی الصیف، و لیست بشدیدة الحر. و فی كتاب القتیبی: فتطوَّت موضعَ البیت كالحَجَفَة. و قیل: ریح خَجُوج أَی شدیدة المرور فی غیر استواءٍ. قال: و أَصل الخَجِّ الشقّ. قال ابن الأَثیر: و‌جاءَ فی كتاب المعجم الأَوسط للطبرانی عن علی، رضی الله عنه، أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: السكینة ریح خَجُوجٌ. و فی الحدیث الآخر: إِذا حَمَل، فهو خَجُوج.و‌فی حدیث الذی بنی الكعبة لقریش: كان رومیّاً فی سفینة أَصابتها ریح فخَجَّتْها‌أَی صرفتها عن جهتها و مقصدها بشدة عصفها. و الخَجُّ: الدَّفْعُ. و‌فی النوادر: الناس یَهُجُّونَ هذا الوادیَ هَجّاً و یَخُجُّونه خَجّاً‌أَی ینحدرون فیه و یَطَؤُونه كثیراً. و خَجَّ بها: ضَرَطَ. و خَجَّ برجله: نَسَفَ بها التراب فی مشیه. و خَجْخَجَ الرجلُ: لم یُبْد ما فی نفسه. و الخَجْخَجَةُ: سُرْعَةُ الإِناخَةِ و الحُلُولِ. و الخَجْخَجَةُ: الانقباض و الاستخفاءُ فی موضع خَفِیٍّ، و فی التهذیب: فی موضع یخفی فیه، قال: و یقال أَیضاً بالحاءِ. و رجل خَجَّاجَةٌ: أَحمق لا یعقل. ابن سیدة:
لسان العرب، ج‌2، ص: 248
و الخَجْخاجَةُ و الخَجَّاجَةُ الأَحمق. و الخَجْخاج من الرجال: الذی یَهْمِزُ الكلامَ، لیست لكلامه جِهَةٌ، قال أَبو منصور: لم أَسمع خَجَّاجَةً فی نعت الأَحمق إِلا ما قرأْته فی كتاب اللیث قال: و المسموع من العرب خَجَّایة؛ قاله ابن الأَعرابی و غیره. النضر: الخَجْخاجُ من الرجال الذی یُری أَنه جادٌّ فی أَمره و لیس كما یُری. الفراءُ: خَجْخَجَ الرجل و جَخْجَخَ إِذا لم یُبْدِ ما فی نفسه؛ قال أَبو منصور: و هذا یقرب من قول النضر و هو أَصح مما قاله اللیث فی الخَجْخاجِ. و الخَجُّ: الجِماعُ. و خَجَّ جاریته: مسحها. و الخَجْخَجَةُ: كنایة عن النكاح. و اخْتَجَّ الجملُ و الناشطُ فی سیره و عدوه إِذا لم یستقم، و ذلك سُرْعَةٌ مع التواءِ. اللیث: الخَجْخَجَة تُوصَفُ فی سرْعَةِ الإِناخة و حلول القوم. و الخَجَوْجی من الرجال: الطویل الرجلین.

خدج؛ ج2، ص: 248

: خَدَجَتِ الناقةُ و كلُّ ذات ظِلْفٍ و حافِرٍ تَخْدُجُ و تَخدِجُ خِداجاً، و هی خَدُوجٌ و خادِجٌ، و خَدَجَتْ و خَدَّجَتْ، كلاهما: أَلقت ولدها قبل أَوانه لغیر تمام الأَیام، و إِن كان تامَّ الخَلْق؛ قال الحسین بن مطیر: لَمَّا لَقِحْنَ لِماءِ الفحْلِ أَعْجَلَها، وقْتَ النكاحِ، فلم یُتْمِمْنَ تَخْدیجُ و قد یكون الخِداجُ لغیر الناقة؛ أَنشد ثعلب: یَومَ تَرَی مُرْضِعَةً خَلُوجا، و كلَّ أُنْثَی حَمَلَتْ خَدُوجا أَ فلا تراه عَمَّ به؟ و‌فی الحدیث: كلُّ صَلاةٍ لا یُقْرَأَ فیها بفاتحة الكتاب، فهی خِداجٌ‌أَی نُقصانٌ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: كلُّ صَلاةٍ لیست فیها قراءَةٌ، فهی خِداجٌ‌أَی ذات خِداجٍ، و هو النقصان. قال: و هذا مذهبهم فی الاختصار للكلام كما قالوا: عبدُ الله إِقبالٌ و إِدْبارٌ أَی مُقْبِلٌ و مُدْبِرٌ؛ أَحَلُّوا المصدر محلَّ الفعل. و یقال: أَخْدَجَ الرجلُ صلاتَه، فهو مُخْدِجٌ و هی مُخْدَجَةٌ، و یقال: أَخْدَجَ فلانٌ أَمره إِذا لم یُحْكِمْه، و أَنْضَجَ أَمْرَهُ إِذا أَحكمه، و الأَصلُ فی ذلك إِخْداجُ الناقةِ ولدَها و إِنضاجُها إِیاه. الأَصمعی: الخِداجُ النقصان، و أَصل ذلك من خِداجِ الناقةِ إِذا ولدت ولداً ناقص الخَلْقِ، أَو لغیر تمام. و‌فی حدیث الزكاة: فی كل ثلاثین بقرةً خَدیج‌أَی ناقصُ الخَلْقِ فی الأَصل؛ یرید تَبِیعٌ كالخَدیجِ فی صِغَرِ أَعْضائه و نقص قوَّتِه عن الثَنِیِّ و الرَّباعِیِّ. و خَدیجٌ، فعیل بمعنی مُفْعَل، أَی مُخْدَجٌ. و‌فی حدیث سعد: أَنه أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، بِمُخْدَجٍ مقیم‌أَی ناقصِ الخَلْقِ. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: و لا تُخْدِجِ التَّحِیَّةَ‌أَی لا تَنْقُصْها. قال ابن الأَثیر: و إِنما قال فی الصلاة: فهی خِداجٌ، و الخِداجُ مصدر علی حذف المضاف أَی ذاتُ خِداجٍ، أَو یكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغةً، كما قالوا: فإِنما هی إِقبال و إِدبار. و الولدُ خَدیجٌ. و شاةٌ خَدُوجٌ، و جمعها خُدوجٌ و خِداجٌ و خَدائِجُ. و أَخْدَجَتْ، فهی مُخْدِجٌ و مُخْدِجَةٌ: جاءَت بولدها ناقصَ الخَلْقِ، و قد تَمَّ وقتُ حملها، و الولد خَدُوجٌ و خِدْجٌ و مُخْدَجٌ و مَخْدُوجٌ و خَدیجٌ: و منه‌قول علیّ، رضوان الله علیه، فی ذی الثُّدَیَّةِ: مُخْدَجُ الید‌أَی ناقصُ الید. و قیل: إِذا أَلقت الناقة ولدها تامَّ الخَلْق قبلَ وقت النَّتاج، قیل: أَخْدَجَتْ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 249
و هی مُخْدِجٌ؛ فإِن رمته ناقصاً قبل الوقت قیل: خَدَجَتْ، و هی خادِجٌ؛ فإِن كان عادةً لها، فهی مِخْداجٌ فیهما. و قوم یجعلون الخِداجَ ما كان دماً، و بعضهم جعله ما كان أَمْلَطَ و لم یَنْبُت علیه شَعَرٌ، و حكی ثابتٌ ذلك فی الإِنسان. و قال أَبو خَیْرةَ: خَدَجَت المرأَةُ ولدَها و أَخْدَجَتْه، بمعنی واحد، قال الأَزهری: و ذلك إِذا أَلقته و قد استبان خَلْقُه، قال: و یقال إِذا أَلقته دماً؛ قد خَدَجَتْ، و هو خِداجٌ؛ و إِذا أَلقته قبل أَن ینبتَ شعره قیل: قد غَضَّنَتْ، و هو الغِضانُ؛ و أَنشد: فَهُنَّ لا یَحْمِلْنَ إِلَّا خِدْجا و الخِداجُ: الاسم من ذلك. قال: و ناقة ذاتُ خِداجٍ: تَخْدُجُ و تَخْدِجُ كثیراً. و خَدَجَتِ الزَّنْدةُ: لم تُورِ ناراً. و فی التهذیب: أَخْدَجَتِ الزَّنْدَةُ. و خَدیجَةُ: اسْمُ امرأَة. و خَدْجِ خَدْجِ: زَجْرٌ للغنم. ابن الأَعرابی: أَخْدَجَتِ الشَّتْوَةُ إِذا قلَّ مَطَرُها.

خدلج؛ ج2، ص: 249

: الخَدَلَّجَة، بتشدید اللام: الرَّیَّاءُ الممتلئة الذراعین و الساقین؛ و أَنشد الأَصمعی: إِنَّ لَها لَسائِقاً خَدَلَّجا، لم یُدْلِجِ اللیلةَ فیمنْ أَدْلَجا یعنی جاریة قد عَشِقَها، فركب الناقةَ و ساقَها من أَجلها. و‌فی حدیث اللِّعانِ: خَدَلَّج الساقَیْنِ‌عظیمهما، و هو مِثْلُ الخَدْلِ. و قیل: هی الضَّخْمَةُ الساقین؛ و الذَّكَرُ خَدَلَّجٌ. اللیث: الخَدَلَّجُ الضخمة الساق المَمْكُورَتُها.

خذلج؛ ج2، ص: 249

: التهذیب فی النوادر: فلانٌ یَتَخَذْلَجُ فی مِشْیَتِهِ.

خرج؛ ج2، ص: 249

: الخُروج: نقیض الدخول. خَرَجَ یَخْرُجُ خُرُوجاً و مَخْرَجاً، فهو خارِجٌ و خَرُوجٌ و خَرَّاجٌ، و قد أَخْرَجَهُ و خَرَجَ به. الجوهری: قد یكون المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ. یقال: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، و هذا مَخْرَجُه. و أَما المُخْرَجُ فقد یكون مصدرَ قولك أَخْرَجَه، و المفعولَ به و اسمَ المكان و الوقت، تقول: أَخْرِجْنی مُخْرَجَ صِدْقٍ، و هذا مُخْرَجُه، لأَن الفعل إِذا جاوز الثلاثة فالمیم منه مضمومة، مثل دَحْرَجَ، و هذا مُدَحْرَجُنا، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ ببنات الأَربعة. و الاستخراجُ: كالاستنباط. و‌فی حدیث بَدْرٍ: فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ من قِرْبةٍ‌أَی أَخْرَجَها، و هو افْتَعَلَ منه. و المُخارَجَةُ: المُناهَدَةُ بالأَصابع. و التَّخارُجُ: التَّناهُدُ؛ فأَما قول الحسین بن مُطَیْرٍ: ما أَنْسَ، لا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ، فی یوم عیدٍ، و یومُ العیدِ مَخْرُوجُ فإِنه أَراد مخروجٌ فیه، فحذف؛ كما قال فی هذه القصیدة: و العینُ هاجِعَةٌ و الرُّوح مَعْرُوجُ أَراد معروج به. و قوله عز و جل: ذٰلِكَ یَوْمُ الْخُرُوجِ؛ أَی یوم یخرج الناس من الأَجداث. و قال أَبو عبیدة: یومُ الخُروجِ من أَسماء یوم القیامة؛ و استشهدَ بقول العجاج: أَ لَیسَ یَوْمٌ سُمِّیَ الخُرُوجا، أَعْظَمَ یَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا؟
لسان العرب، ج‌2، ص: 250
أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: یَوْمُ الْخُرُوجِ أَی یوم یبعثون فیخرجون من الأَرض. و مثله قوله تعالی: خُشَّعاً أَبْصٰارُهُمْ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدٰاثِ. و‌فی حدیث سُوَیْدِ بن عَفَلَةَ: دخل علیَّ علیٌّ، رضی الله عنه، فی یوم الخُرُوج، فإِذا بین یدیه فاتُورٌ علیه خُبْزُ السَّمْراء و صحفةٌ فیها خَطِیفَةٌ.یَوْم الخُروجِ؛ یرید یوم العید، و یقال له یوم الزینة و یوم المشرق. و خُبْزُ السَّمْراءِ: الخُشْكارُ، كما قیل لِلُّبابِ الحُوَّارَی لبیاضه. و اخْتَرَجَهُ و اسْتَخْرجَهُ: طلب إِلیه أَو منه أَن یَخْرُجَ. و ناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ إِذا خرجت علی خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِیِّ. و‌فی حدیث قصة: أَن الناقة التی أَرسلها الله، عز و جل، آیةً لقوم صالح، علیه السلام، و هم ثمود، كانت مُخْتَرَجة، قال: و معنی المختَرَجة أَنها جُبلت علی خلقة الجمل، و هی أَكبر منه و أَعظم. و اسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ: أُصْلِحَتْ للزراعة أَو الغِراسَةِ، و هو من ذلك عن أَبی حنیفة. و خارجُ كلِّ شی‌ءٍ: ظاهرُه. قال سیبویه: لا یُستعمل ظرفاً إِلا بالحرف لأَنه مخصوص كالید و الرجل؛ و قول الفرزدق: عَلی حِلْفَةٍ لا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً، و لا خارِجاً مِن فِیِّ زُورُ كلامِ أَراد: و لا یخرج خروجاً، فوضع الصفة موضع المصدر لأَنه حمله علی عاهدت. و الخُروجُ: خُروجُ الأَدیب و السائق و نحوهما یُخَرَّجُ فیَخْرُجُ. و خَرَجَتْ خَوارجُ فلان إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ و تَوَجَّه لإِبرام الأُمورِ و إِحكامها، و عَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بعد صباه. و الخارِجِیُّ: الذی یَخْرُجُ و یَشْرُفُ بنفسه من غیر أَن یكون له قدیم؛ قال كثیر: أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجیٍّ، و لیس قَدیمُ مَجْدِكَ بانْتِحال و الخارِجِیَّةُ: خَیْل لا عِرْقَ لها فی الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ، و هی مع ذلك جِیادٌ؛ قال طفیل: و عارَضْتُها رَهْواً علی مُتَتَابِعٍ، شَدیدِ القُصَیْری، خارِجِیٍّ مُجَنَّبِ و قیل: الخارِجِیُّ كل ما فاق جنسه و نظائره. قال أَبو عبیدة: من صفات الخیل الخَرُوجُ، بفتح الخاء، و كذلك الأُنثی، بغیر هاءٍ، و الجمع الخُرُجُ، و هو الذی یَطول عُنُقُهُ فَیَغْتالُ بطولها كلَّ عِنانٍ جُعِلَ فی لجامه؛ و أَنشد: كلّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلی، و خَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ الأَزهری: و أَما قول زهیر یصف خیلًا: و خَرَّجَها صَوارِخَ كلَّ یَوْمٍ، فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِینُ فمعناه: أَن منها ما به طِرْقٌ، و منها ما لا طِرْقَ به؛ و قال ابن الأَعرابی: معنی خَرَّجَها أَدَّبها كما یُخَرِّجُ المعلم تلمیذه. و فلانٌ خَرِیجُ مالٍ و خِرِّیجُه، بالتشدید، مثل عِنِّینٍ، بمعنی مفعول إِذا دَرَّبَهُ و عَلَّمَهُ. و قد خَرَّجَهُ فی الأَدبِ فَتَخَرَّجَ. و الخَرْجُ و الخُرُوجُ: أَوَّلُ ما یَنْشَأُ من السحاب. یقال: خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ؛ و قیل: خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ و انْبِساطُه؛ قال أَبو ذؤَیب:
لسان العرب، ج‌2، ص: 251
إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ له الصَّبا، فَعَاقَبَ نَشْ‌ءٌ بعْدها و خُرُوجُ الأَخفش: یقال للماء الذی یخرج من السَّحاب: خَرْجٌ و خُرُوجٌ. الأَصمعی: یقال أَوَّل ما یَنْشَأُ السحابُ، فهو نَشْ‌ءٌ. التهذیب: خَرَجَت السماء خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بعد إِغامَتِها؛ و قال هِمْیان یصف الإِبل و ورودها: فَصَبَّحَتْ جابِیَةً صُهارِجَا؛ تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا یرید مُصْحِیاً؛ و السحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كما تُخْرِجُ الظَّلْمَ. و الخَرُوجُ من الإِبل: المِعْناقُ المتقدمة. و الخُرَاجُ: ورَمٌ یَخْرُجُ بالبدن من ذاته، و الجمع أَخْرِجَةٌ و خِرْجَانٌ. غیره: و الخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ یخرج بدابة أَو غیرها من الحیوان. الصحاح: و الخُرَاجُ ما یَخْرُجُ فی البدن من القُرُوح. و الخَوَارِجُ: الحَرُورِیَّةُ؛ و الخَارِجِیَّةُ: طائفة منهم لزمهم هذا الاسمُ لخروجهم عن الناس. التهذیب: و الخَوَارِجُ قومٌ من أَهل الأَهواء لهم مَقالَةٌ علی حِدَةٍ. و‌فی حدیث ابن عباس أَنه قال: یَتَخَارَجُ الشَّریكانِ و أَهلُ المیراث؛ قال أَبو عبید: یقول إِذا كان المتاع بین ورثة لم یقتسموه أَو بین شركاء، و هو فی ید بعضهم دون بعض، فلا بأْس أَن یتبایعوه، و إِن لم یعرف كل واحد نصیبه بعینه و لم یقبضه؛ قال: و لو أَراد رجل أَجنبی أَن یشتری نصیب بعضهم لم یجز حتی یقبضه البائع قبل ذلك؛ قال أَبو منصور: و قد جاءَ هذا عن ابن عباس مفسَّراً علی غیر ما ذكر أَبو عبید. و‌حدَّث الزهری بسنده عن ابن عباس، قال: لا بأْس أَن یَتَخَارَج القومُ فی الشركة تكون بینهم فیأْخذ هذا عشرة دنانیر نقداً، و یأْخذ هذا عشرة دنانیر دَیْناً.و التَّخارُجُ: تَفاعُلٌ من الخُروج، كأَنه یَخْرُجُ كلُّ واحد من شركته عن ملكه إِلی صاحبه بالبیع؛ قال: و‌رواه الثوری بسنده عن ابن عباس فی شریكین: لا بأْس أَن یتخارجا؛ یعنی العَیْنَ و الدَّیْنَ؛ و قال عبد الرحمن بن مهدی: التخارج أَن یأْخذ بعضهم الدار و بعضهم الأَرض؛قال شمر: قلت لأَحمد: سئل سفیان عن أَخوین ورثا صكّاً من أَبیهما، فذهبا إِلی الذی علیه الحق فتقاضیاه؛ فقال: عندی طعام، فاشتریا منی طعاماً بما لكما علیَّ، فقال أَحد الأَخوین: أَنا آخذ نصیبی طعاماً؛ و قال الآخر: لا آخذ إِلّا دراهم، فأَخذ أَحدهما منه عشرة أَقفرة بخمسین درهماً بنصیبه؛ قال: جائز، و یتقاضاه الآخر، فإِن تَوَی ما علی الغریم، رجع الأَخ علی أَخیه بنصف الدراهم التی أَخذ، و لا یرجع بالطعام. قال أَحمد: لا یرجع علیه بشی‌ء إِذا كان قد رضی به، و الله أَعلم.و تَخَارَجَ السَّفْرُ: أَخْرَجُوا نفقاتهم. و الخَرْجُ و الخَرَاجُ، واحدٌ: و هو شی‌ء یُخْرِجُه القومُ فی السَّنَةِ مِن مالهم بقَدَرٍ معلوم. و قال الزجاج: الخَرْجُ المصدر، و الخَرَاجُ: اسمٌ لما یُخْرَجُ. و الخَرَاجُ: غَلَّةُ العبد و الأَمة. و الخَرْجُ و الخَراج: الإِتاوَةُ تُؤْخذ من أَموال الناس؛ الأَزهری: و الخَرْجُ أَن یؤَدی إِلیك العبدُ خَرَاجَه أَی غلته، و الرَّعِیَّةُ تُؤَدِّی الخَرْجَ إِلی الوُلاةِ. و‌روی فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: الخَرَاجُ بالضمان؛ قال أَبو عبید و غیره من أَهل العلم: معنی الخراج فی هذا الحدیث غلة العبد یشتریه الرجلُ فیستغلُّه زماناً، ثم یَعْثُرُ منه علی عَیْبٍ دَلَّسَهُ البائعُ و لم یُطْلِعْهُ علیه، فله رَدُّ العبد علی البائع و الرجوعُ علیه بجمیع الثمن، و الغَّلةُ التی استغلها المشتری من العبد
لسان العرب، ج‌2، ص: 252
طَیِّبَةٌ له لأَنه كان فی ضمانه، و لو هلك هلك من ماله. و فسر ابن الأَثیر‌قوله: الخراج بالضمان؛ قال: یرید بالخراج ما یحصل من غلة العین المبتاعة، عبداً كان أَو أَمة أَو ملكاً، و ذلك أَن یشتریه فیستغله زماناً، ثم یعثر فیه علی عیب قدیم، فله رد العین المبیعة و أَخذ الثمن، و یكون للمشتری ما استغله لأَن المبیع لو كان تلفَ فی یده لكان من ضمانه، و لم یكن له علی البائع شی‌ء؛ و باء بالضمان متعلقة بمحذوف تقدیره الخراج مستحق بالضمان أَی بسببه، و هذا معنی قول شریح لرجلین احتكما إِلیه فی مثل هذا، فقال للمشتری: رُدَّ الداءَ بدائه و لك الغلةُ بالضمان. معناه: رُدَّ ذا العیب بعیبه، و ما حصل فی یدك من غلته فهو لك. و یقال: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتفقا علی ضریبة یَرُدُّها العبدُ علی سیده كلَّ شهر و یكون مُخَلًّی بینه و بین عمله، فیقال: عبدٌ مُخَارَجٌ. و یُجْمَعُ الخَراجُ، الإِتَاوَةُ، علی أَخْراجٍ و أَخَارِیجَ و أَخْرِجَةٍ. و فی التنزیل: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرٰاجُ رَبِّكَ خَیْرٌ. قال الزجاج: الخَرَاجُ الفَیْ‌ءُ، و الخَرْجُ الضَّریبَةُ و الجزیة؛ و قرئ: أَم تسألهم خَرَاجاً. و قال الفراء. معناه: أَمْ تسأَلهم أَجراً علی ما جئت به، فأَجر ربك و ثوابه خیرٌ. و أَما الخَرَاجُ الذی وظفه عمرُ بن الخطاب، رضی الله عنه، علی السواد و أَرضِ الفَیْ‌ء فإِن معناه الغلة أَیضاً، لأَنه أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ و دفعها إِلی الفلاحین الذین كانوا فیه علی غلة یؤدونها كل سنة، و لذلك سمی خَراجاً، ثم قیل بعد ذلك للبلاد التی افتتحت صُلْحاً و وظف ما صولحوا علیه علی أَراضیهم: خراجیة لأَن تلك الوظیفة أَشبهت الخراج الذی أُلزم به الفلَّاحون، و هو الغلة، لأَن جملة معنی الخراج الغلة؛ و قیل للجزیة التی ضربت علی رقاب أَهل الذِّمَّة: خراج لأَنه كالغلة الواجبة علیهم. ابن الأَعرابی: الخَرْجُ علی الرؤوس، و الخَرَاجُ علی الأَرضین. و‌فی حدیث أَبی موسی: مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَیِّبٌ رِیحُها، طَیِّبٌ خَرَاجُها‌أَی طَعْمُ ثمرها، تشبیهاً بالخَرَاجِ الذی یقع علی الأَرضین و غیرها. و الخُرْجُ: من الأَوعیة، معروفٌ، عربیٌّ، و هو هذا الوعاء، و هو جُوالِقٌ ذو أَوْنَیْنِ، و الجمع أَخْراجٌ و خِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ و جِحَرَة. و أَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَی نَبْتُها فی مكانٍ دون مكانٍ. و تَخْریجُ الراعیة المَرْتَعَ: أَن تأْكل بعضَه و تترك بعضه. و خَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَی: أَبقت بعضه و أَكلت بعضه. و الخَرَجُ، بالتحریك: لَوْنانِ سوادٌ و بیاض؛ نعامة خَرْجَاءُ، و ظَلِیمٌ أَخْرَجُ بَیِّنُ الخَرَجِ، و كَبْشٌ أَخْرَجُ. و اخْرَجَّتِ النعامةُ اخْرِجاجاً، و اخْرَاجَّتِ اخْرِیجاجاً أَی صارت خَرْجاءَ. أَبو عمرو: الأَخْرَجُ من نَعْتِ الظَّلِیم فی لونه؛ قال اللیث: هو الذی لون سواده أَكثر من بیاضه كلون الرماد. التهذیب: أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تزوج بِخِلاسِیَّةٍ. و أَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ، و هی النعام؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ و الأُنثی خَرْجاءُ، و استعاره العجاج للثوب فقال: إِنَّا، إذا مُذْكِی الحُرُوبِ أَرَّجا، و لَبِسَتْ، للْمَوتِ، ثَوباً أَخْرَجا أَی لبست الحروب ثوباً فیه بیاض و حمرة من لطخ الدم أَی شُهِّرَتْ و عُرِفَتْ كشهرة الأَبلق؛ و هذا الرجز فی الصحاح: و لبست للموت جُلًّا أَخرجا و فسره فقال: لبست الحروب جُلًّا فیه بیاض و حمرة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 253
و عامٌ فیه تَخْرِیجٌ أَی خِصْبٌ و جَدْبٌ. و عامٌ أَخْرَجُ: فیه جَدْبٌ و خِصْبٌ؛ و كذلك أَرض خَرْجَاءُ و فیها تَخرِیجٌ. و عامٌ فیه تَخْرِیجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المواضع و لم یُنْبِتْ بَعْضٌ. و أَخْرَجَ: مَرَّ به عامٌ نصفُه خِصبٌ و نصفه جَدْبٌ؛ قال شمر: یقال مررت علی أَرض مُخَرَّجة و فیها علی ذلك أَرْتاعٌ. و الأَرتاع: أَماكن أَصابها مطر فأَنبتت البقل، و أَماكن لم یصبها مطر، فتلك المُخَرَّجةُ. و قال بعضهم: تخریج الأَرض أَن یكون نبتها فی مكان دون مكان، فتری بیاض الأَرض فی خضرة النبات. اللیث: یقال خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه تخْریجاً إِذا كتبه فترك فیه مواضع لم یكتبها؛ و الكتابٌ إِذا كُتب فترك منه مواضع لم تكتب، فهو مُخَرَّجٌ. و خَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جعله ضروباً یخالف بعضه بعضاً. و الخَرْجاءُ: قریة فی طریق مكة، سمِّیَت بذلك لأَن فی أَرضها سواداً و بیاضاً إِلی الحمرة. و الأَخْرَجَةُ: مرحلة معروفة، لونها ذلك. و النجوم تُخَرِّجُ اللَّوْنَ «3» فَتَلَوَّن بِلَوْنَیْنِ من سواده و بیاضها؛ قال: إِذا اللَّیْلُ غَشَّاها، و خَرَّج لَوْنَهُ نُجُومٌ، كأَمْثالِ المصابیحِ، تَخْفِقُ و جَبَلٌ أَخْرَجُ، كذلك. و قارَةٌ خَرْجَاءُ: ذاتُ لَوْنَیْنِ. و نَعْجَةٌ خَرْجاءٌ: و هی السوداء البیضاءُ إِحدی الرجلین أَو كلتیهما و الخاصرتین، و سائرُها أَسودُ. التهذیب: و شاةٌ خَرْجاءُ بیضاء المُؤَخَّرِ، نصفها أَبیض و النصف الآخر لا یضرك ما كان لونه. و یقال: الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ فی بیاض، و السوادُ الغالبُ. و الأَخْرَجُ من المِعْزَی: الذی نصفه أَبیض و نصفه أَسود. الجوهری: الخَرْجاءُ من الشاء التی ابیضت رجلاها مع الخاصرتین؛ عن أَبی زید. و الأَخْرَجُ: جَبَلٌ معروف للونه، غلب ذلك علیه، و اسمه الأَحْوَلُ. و فرسٌ أَخْرَجُ: أَبیض البطن و الجنبین إِلی منتهی الظهر و لم یصعد إِلیه، و لَوْنُ سائره ما كان. و الأَخْرَجُ: المُكَّاءُ، لِلَوْنِهِ. و الأَخْرَجانِ: جبلان معروفان، و أَخْرَجَةُ: بئر احتفرت فی أَصل أَحدهما؛ التهذیب: و للعرب بئر احتفرت فی أَصل جبلٍ أَخْرَجَ یسمونها أَخْرَجَةَ، و بئر أُخری احتفرت فی أَصل جبل أَسْوَدَ یسمونها أَسْوَدَةَ، اشتقوا لهما اسمین من نعت الجبلین. الفراءُ: أَخْرَجَةُ اسم ماءٍ و كذلك أَسْوَدَةُ؛ سمیتا بجبلین، یقال لأَحدهما أَسْوَدُ و للآخر أَخْرَجُ. و یقال: اخْترَجُوه، بمعنی استخرجُوه. و خَرَاجِ و الخَرَاجُ و خَرِیجٌ و التَّخْریجُ، كلُّه: لُعْبةٌ لفتیان العرب. و قال أَبو حنیفة: الخَرِیجُ لعبة تسمی خَرَاجِ، یقال فیها: خَراجِ خَرَاجِ مثل قَطامِ؛ و قول أَبی ذؤَیب الهذلی: أَرِقْتُ له ذَاتَ العِشَاءِ، كأَنَّهُ مَخَارِیقُ، یُدْعَی تَحْتَهُنَّ خَرِیجُ و الهاء فی له تعود علی برق ذكره قبل البیت، شبهه بالمخاریق و هی جمع مِخْرَاقٍ، و هو المِنْدیلُ یُلَفُّ لیُضْرَبَ به. و قوله: ذاتَ العِشاءِ أَراد به الساعة التی فیها العِشاء، أَراد صوت اللاعبین؛ شبه الرعد به؛ قال أَبو علی: لا یقال خَرِیجٌ، و إِنما المعروف خَراجِ، غیر أَن أَبا ذؤیب احتاج إِلی إِقامة القافیة فأَبدل الیاءَ مكان الأَلف. التهذیب: الخَرَاجُ و الخَرِیجُ مُخَارجة: لعبة لفتیان الأَعراب.؛ قال الفراء: خَرَاجِ
(3). قوله [و النجوم تخرج اللون إلخ] كذا بالأَصل و مثله فی شرح القاموس و النجوم تخرج لون اللیل فیتلون إلخ بدلیل الشاهد المذكور.
لسان العرب، ج‌2، ص: 254
اسم لعبة لهم معروفة، و هو أَن یمسك أَحدهم شیئاً بیده، و یقول لسائرهم: أَخْرِجُوا ما فی یدی؛ قال ابن السكیت: لعب الصبیان خَرَاجِ، بكسر الجیم، بمنزلة دَرَاكِ و قَطَامِ. و الخَرْجُ: وادٍ لا مَنفذ فیه، و دارَةُ الخَرْجِ هنالك. و بَنُو الخَارِجِیَّةِ: بَطْنٌ من العرب ینسبون إِلی أُمّهم، و النسبة إِلیهم خارِجِیٌّ؛ قال ابن درید: و أَحسبها من بنی عمرو بن تمیم. و خارُوجٌ: ضرب من النَّخل. قال الخلیل بن أَحمد: الخُرُوجُ الأَلف التی بعد الصلة فی القافیة، كقول لبید: عَفَتِ الدِّیَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها فالقافیة هی المیم، و الهاء بعد المیم هی الصلة، لأَنها اتصلت بالقافیة، و الأَلف التی بعد الهاء هی الخُرُوجُ؛ قال الأَخفَش: تلزم القافیة بعد الروی الخروج، و لا یكون إِلا بحرف اللین، و سبب ذلك أَن هاء الإِضمار لا تخلو من ضم أَو كسر أَو فتح نحو: ضربه، و مررت به، و لقیتها، و الحركات إِذا أُشبعت لم یلحقها أَبداً إِلا حروف اللین، و لیست الهاء حرف لین فیجوز أَن تتبع حركة هاء الضمیر؛ هذا أَحد قولی ابن جنی، جعل الخروج هو الوصل، ثم جعل الخروج غیر الوصل، فقال: الفرق بین الخروج و الوصل أَن الخروج أَشد بروزاً عن حرف الروی و اكتنافاً من الوصل لأَنه بعده، و لذلك سمی خروجاً لأَنه برز و خرج عن حرف الروی، و كلما تراخی الحرف فی القافیة وجب له أَن یتمكن فی السكون و اللین، لأَنه مقطع للوقف و الاستراحة و فناء الصوت و حسور النفس، و لیست الهاء فی لین الأَلف و الیاء و الواو، لأَنهن مستطیلات ممتدات. و الإِخْرِیجُ: نَبْتٌ. و خَرَاجِ: فَرَسُ جُرَیْبَةَ بن الأَشْیَمِ الأَسدی. و الخَرْجُ: اسم موضع بالیمامة. و الخَرْجُ: خِلافُ الدَّخْلِ. و رجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مثال هُمَزة أَی كثیر الخروج و الولوج. زید بن كثوة: یقال فلانٌ خَرَّاجٌ وَلّاجٌ؛ یقال ذلك عند تأْكید الظَّرْفِ و الاحتیال. و قیل: خَرّاجٌ وَلّاجٌ إِذا لم یسرع فی أَمر لا یسهل له الخروج منه إِذا أَراد ذلك. و قولهم: أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ، هی امرأَة من بَجِیلَةَ، ولدت كثیراً فی قبائلَ من العرب، كانوا یقولون لها: خِطْبٌ فتقول: نِكْحٌ و خارجةُ ابنها، و لا یُعْلَمُ ممن هو؛ و یقال: هو خارجة بن بكر بن یَشْكُرَ بن عَدْوانَ بن عمرو بن قیس عَیْلانَ. و خَرْجاءُ: اسمُ رَكِیَّة بعینها. و خَرْجٌ: اسم موضع بعینه.

خرفج؛ ج2، ص: 254

: الخَرْفَجَةُ: حُسْنُ الغِذاء فی السَّعَة. الرِّیاشی: المُخَرْفَجُ و الخُرْفُجُ و الخُرافِجُ: أَحسن الغذاء؛ و قد خَرْفَجَه. و الخَرْفَجَةُ: سَعَةُ العَیش. و عَیْشٌ مُخَرْفَجٌ: واسع؛ قال الراجز: جارِیة شَبَّتْ شَباباً خَرْفَجا، كأَنَّ منها القَصَبَ المُدَمْلَجا، سُوقٌ منَ البَرْدِیِّ ما تَعَوَّجا و قال العجاج: غَرَّاءُ سَوَّی خَلْقَها الخَبَرْنَجا، مَأْدُ الشَّبابِ عَیْشَها المُخَرْفَجا قال شمر: إِنما نصب عیشها المخرفجا، كقولك: بنی
لسان العرب، ج‌2، ص: 255
خَلْقَها بنیَ السویق لحمَها. و سراویل مُخَرْفَجَةٌ: طویلة واسعة تقع علی ظهر القدم. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه كره السراویل المُخَرْفَجة؛ قال الأُمَوِیُّ فی تفسیر المُخَرْفَجة فی الحدیث؛ إِنها التی تقع علی ظهور القدمین؛ قال أَبو عبید: و ذلك تأْویلها و إِنما أَصله مأْخوذ من السَّعَة؛ و المراد من الحدیث أَنه كره إِسبال السراویل كما یكره إِسبال الإِزار؛ و قیل: كلُّ واسع مُخَرْفَجٌ. و نَبْتٌ خِرْفِیجٌ و خِرْفاجٌ و خُرَافِجٌ و خُرَفِجٌ و خُرْفَنْجٌ «1»: ناعمٌ غَضٌّ. و خُرْفَنْجُه أَیضاً: نَعْمَتُه؛ قال جندل بن المثنی: بین ایاحین «2» الحَصاد الهائِجِ، و بین خُرْفَنْج النَّباتِ الباهِجِ و خَرْفَجَ الشی‌ءَ: أَخذه أَخذاً كثیراً. و خَرُوفٌ خُرْفُجٌ و خُرافِجٌ أَی سمین.

خزج؛ ج2، ص: 255

: رجل خَزجٌ: ضخم. و المِخْزاجُ من الإِبل: الشدیدة السِّمَنِ. قال اللیث: المِخْزَاجُ من النُّوق التی إِذا سمنت صار جلدها كأَنه وارم من السمن، و هو الخَزَبُ أَیضاً.

خزرج؛ ج2، ص: 255

: الخَزْرَجُ: من نعت الریح. ابن سیدة: الخَزْرَجُ ریحُ الجَنُوبِ، و قیل: هی الریحُ الباردة؛ قال أَبو ذؤیب: غَدَون عُجالی، و انْتَحَتْهُنَّ خَزْرَجٌ، مُقَفِّیَةُ آثارَهُنَّ هَدُوجُ و قیل: هی الشدیدة. قال الفراء: خَزْرَجُ هی الجَنُوب غَیرُ مُجْراةٍ. و الخَزْرَجُ: اسم رجل. و الخَزْرَجُ: قبیلة الأَنصار. غیره: قبیلة الأَنصار هی الأَوْسُ و الخَزْرَجُ، ابنا قَیْلَةَ، و هی أُمهما نُسبا إِلیها، و هما ابنا حارثة بن ثعلبة من الیمن. قال ابن الأَعرابی: الخَزرج ریح الجنوب، و به سمِّیت القبیلة الخَزْرَج، و هی أَنفع من الشمال.

خسج؛ ج2، ص: 255

: الخَسِیجُ و الخَسِیُّ، علی البدل: كِساءٌ أَو خِباءٌ ینسج من ظَلِیفِ عُنُقِ الشاةِ فلا یكادُ، زَعَمُوا، یَبْلی؛ قال رجل من بنی عمرو من طیئ، یقال له أَسحم: تَحَمَّلَ أَهْلُه، و اسْتَوْدَعوه خَسِیّاً مِنْ نَسِیجِ الصُّوفِ بالی

خسفج؛ ج2، ص: 255

: الخَیْسَفُوجُ: حَبُّ القُطْنِ؛ قال العجاج: صَعْلٌ، كَعُودِ الخَیْسَفُوجِ مِئْوَبا مِن آب إِذا رجع. و الخَیْسَفُوجُ: العُشَرُ، و قیل: هو نَبْتٌ یَتَقَصَّفُ و یتثنی. و الخَیْسَفُوجَةُ: السُّكَّانُ. و الخَیْسَفُوجَةُ أَیضاً: رَجُلُ السَّفِینَةِ. و الخَیْسَفُوجَةُ: موضع.

خفج؛ ج2، ص: 255

: الخَفْجُ ضَرْبٌ من النكاح. اللیث: الخَفْجُ من المُباضَعَةِ. و‌فی حدیث عبد الله بن عمرو: فإِذا هو یَرَی التُّیُوسَ تَثِبُ علی الغَنَمِ خافِجَةً؛ قال: الخَفْجُ السِّفادُ و قد یستعمل فی الناس؛ قال: و یحتمل بتقدیم الجیم علی الخاء. و الخَفَجُ: نَبْتٌ من نبات الربیع أَشهب عریض الورق، واحدته خَفَجَةٌ. و قال أَبو حنیفة: الخَفَجُ، بفتح الفاء، بَقْلَةٌ شهباء لها وَرَقٌ عِراضٌ. و الخَفَجُ: عِوَجٌ فی الرِّجْلِ؛ خَفِجَ خَفَجاً، و هو أَخْفَجُ. أَبو عمرو: الأَخْفَجُ الأَعْوَجُ الرِّجْلِ من الرجال. أَبو عمرو: خَفِجَ فلانٌ إِذا اشتكی ساقیه من التعب. و عَمُودٌ أَخْفَجُ: مُعْوَجُّ؛ قال:
(1). قوله [و خرفنج] كذا بالأَصل بضم الخاء فیه و فیما بعده، و ضبط فی القاموس بالشكل بفتحها. (2). هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 256
قد أَسْلَمُونی، و العَمُودَ الأَخْفَجَا، و شَبَّةً یَرْمِی بها الجالُ الرَّجَا «1» و الخَفَجُ: من أَدواء الإِبل. و خَفَجَ [خَفِجَ البعیرُ خَفَجاً و خَفْجاً، و هو أَخْفَجُ، إِذا كانت رجلاه تَعْجَلانِ بالقیام قبل رفعه إِیاهما، كأَنَّ به رِعْدَةً. و الخَفِیجُ: الماءُ الشَّرِیبُ الغلیظ. و به خُفاجٌ أَی كِبْرٌ. و غلام خُفَاجٌ: صاحب كِبْرٍ و فَخرٍ؛ حكاه یعقوب فی المقلوب. و خَفَاجَةُ، بالفتح: قبیلة، مشتق من ذلك، و هم حیّ من بنی عامر؛ قال الأَعشی: و أَدْفَعُ عن أَعراضكم و أُعِیركُمْ لِساناً، كمِقْراضِ الخَفَاجِیِّ، مِلْحَبَا و قال الأَزهری: خَفاجة بطن من عقیل، و إِذا نسب إِلیهم، قیل: فلانٌ الخَفَاجِیُّ. و الخَفَنْجاءُ: الرِّخْوُ الذی لا غَنَاءَ عنده و هو مذكور فی الحاء. و غُلام خُنْفُجٌ، بالضم، و خُنافِجٌ إِذا كان كثیر اللحم.

خلج؛ ج2، ص: 256

: الخَلْجُ: الجَذْبُ. خَلَجَهُ یَخْلِجُه خَلْجاً، و تَخَلَّجَهُ، و اخْتَلَجَهُ إِذا جَبَذَهُ و انْتَزَعَهُ؛ أَنشَد أَبو حنیفة: إِذا اخْتَلَجَتْها مُنْجِیاتٌ، كأَنها صُدورُ عَراقٍ، ما بِهِنَّ قُطُوعُ شبه أَصابعه فی طولها و قلة لحمها بصدور عَرَاقی الدَّلْو؛ قال العجاج: فإِنْ یَكُنْ هذا الزمانُ خَلَجا، فقَدْ لَبِسْنا عَیْشَه المُخَرْفَجا یعنی قد خلج حالًا، و انتزعها و بَدَّلَها بغیرها؛ و قال فی التهذیب: فإِن یكن هذا الزمان خلجا أَی نحی شیئاً عن شی‌ء. و‌فی الحدیث: یَخْتَلِجُونَهُ علی باب الجنة‌أَی یجتذبونه؛ و منه‌حدیث عمار و أُم سلمة: فاخْتَلَجَها مِنْ جُحْرِها.و‌فی حدیث عَلیٍّ فی ذكر الحیاة: إِن الله جعل الموت خالِجاً لأَشْطانِها‌أَی مُسْرِعاً فی أَخذِ حِبالِها. و‌فی الحدیث: تَنْكَبُ المَخالِجُ عن وضَحِ السبیل‌أَی الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عن الطریق الأَعظم الواضح. و‌فی حدیث المغیرة: حتی تَرَوْهُ یَخْلِجُ فی قومه أَو یَحْلِجُ‌أَی یسرع فی حُبِّهمْ. و أَخْلَجَ هو: انجذب. و ناقة خَلُوجٌ: جُذِبَ عنها ولدها بذبح أَو موت فَحَنَّتْ إِلیه و قَلَّ لذلك لبنها، و قد یكون فی غیر الناقة؛ أَنشد ثعلب: یَوْماً تَرَی مُرْضِعَةً خَلُوجا أَراد كلَّ مرضعة؛ أَ لا تراه قال بعد هذا: و كلَّ أُنْثی حَمَلَتْ خَدُوجا، و كلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَرُوجا؟ و إِنما یذهب فی ذلك إِلی قوله تعالی: یَوْمَ تَرَوْنَهٰا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّٰا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذٰاتِ حَمْلٍ حَمْلَهٰا وَ تَرَی النّٰاسَ سُكٰاریٰ وَ مٰا هُمْ بِسُكٰاریٰ. و قیل: هی التی تَخلِجُ السَّیْرَ من سُرْعَتِها أَی تجذبه، و الجمع خُلُجٌ و خِلاجٌ؛ قال أَبو ذؤیب: أَ مِنْك البَرْقُ أَرْقُبُهُ، فَهَاجا، فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا؟
(1). قوله [و شبة] كذا بالأصل المعوّل علیه بالمعجمة مفتوحة، و لعله بالمهملة المكسورة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 257
أَ مِنك أَی من شِقِّك و ناحیتك. دُهْماً: إِبِلًا سُوداً. شبه صوت الرعد بأَصوات هذه الخلاج لأَنها تَحَانُّ لفقد أَولادها. و یقال للمفقود من بین القوم و المیت: قد اخْتُلِجَ من بینهم فذهب به. و‌فی الحدیث: لَیَرِدَنَّ علیَّ الحَوضَ أَقوامٌ ثم لَیُخْتَلَجُنَّ دونی‌أَی یُجْتَذَبونَ و یُقْتَطَعُون. و‌فی الحدیث: فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِینَ النَّاقَةِ الخَلُوجِ؛ هی التی اخْتُلِجَ وَلَدُها أَی انْتُزِعَ منها. و الإِخْلِیجَةُ: الناقة المُخْتَلَجَةُ عن أُمها؛ قال ابن سیدة: هذه عبارة سیبویه، و حكی السیرافی أَنها الناقة المُخْتَلَجُ عنها وَلَدُها، و حكی عن ثعلب أَنها المرأَة المُخْتَلَجَةُ عن زوجها بموت أَو طلاق، و حكی عن أَبی مالك أَنه نَبْتٌ؛ قال: و هذا لا یطابق مذهب سیبویه لأَنه علی هذا اسم و إِنما وضعه سیبویه صفة؛ و منه سمی خَلِیجُ النهر خَلِیجاً. و الخَلِیجُ من البحر: شَرْمٌ منه. ابن سیدة: و الخَلِیجُ ما انقطع من معظم الماء لأَنه یُجْبَذُ منه، و قد اختُلِجَ؛ و قیل: الخلیج شعبة تنشعب من الوادی تُعَبِّرُ بَعْضَ مائه إِلی مكان آخر، و الجمع خُلْجٌ و خُلْجانٌ. و خَلِیجَا النهر: جَناحاه. و خَلِیجُ البحر: رِجْلٌ یَخْتَلِجُ منه، قال: هذا قول كراع. التهذیب: و الخلیج نهر فی شق من النهر الأَعظم. و جناحا النهر: خلیجاه؛ و أَنشد: إِلی فَتًی قاضَ أَكُفّ الفِتْیانْ، فَیْضَ الخَلِیجِ مَدَّهُ خَلِیجانْ و‌فی الحدیث: أَن فلاناً ساق خَلِیجاً؛ الخلِیجُ: نهر یُقتطع من النهر الأَعظم إِلی موضع ینتفع به فیه. ابن الأَعرابی: الخُلُجُ التَّعِبُونَ. و الخُلُجُ: المُرْتَعِدُو الأَبدانِ. و الخُلُجُ: الحِبالُ. ابن سیدة: و الخلیج الحبل لأَنه یَجْبِذُ ما شُدَّ به. و الخلیج: الرَّسَنُ لذلك؛ التهذیب: قال الباهلی فی قول تمیم بن مقبل: فَبَاتَ یُسامی، بَعْدَ ما شُجَّ رَأْسُه، فُحُولًا جَمَعْنَاها تَشِبُّ و تَضْرَحُ و باتَ یُغَنَّی فی الخَلیج، كأَنه كُمَیْتٌ مُدَمًّی، ناصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ قال: یعنی وتِداً رُبِطَ به فَرَسٌ. یقول: یقاسی هذه الفحول أَی قد شدَّت به، و هی تنزو و ترمح. و قوله: یُغَنَّی أَی تَصْهَلُ عنده الخیل. و الخَلِیجُ: حَبْلٌ خُلِجَ أَی فتل شزراً أَی فتل علی العَسْراءِ؛ یعنی مِقْوَدَ الفَرَسِ. كُمَیْتٌ: من نعت الوتد أَی أَحْمَرُ من طَرْفاءَ. قال: و قرحته موضع القطع؛ یعنی بیاضه؛ و قیل: قرحته ما تمج علیه من الدم و الزَّبَدِ. و یقال للوتد خلیج لأَنه یجذب الدابة إِذا ربطت إِلیه. و قال ابن بری فی البیتین: یصف فرساً رُبط بحبل و شدَّ بوتِد فی الأَرض فجعل صهیل الفرس غناء له، و جعله كمیتاً أَقرَح لما علاه من الزَّبَد و الدم عند جذبه الحبل. و رواه الأَصمعی: و بات یُغَنَّی أَی و بات الوتد المربوط به الخیلُ یُغَنَّی بصهیلها أَی بات الوتد و الخیل تصهل حوله، ثم قال: أَی كأَن الوتد فرس كمیت أَقرَح أَی صار علیه زبد و دم؛ فبالزبد صار أَقرَح، و بالدم صار كمیتاً. و قوله: یُسامی أَی یجذب الأَرسان. و الشباب فی الفرس: أَن یقوم علی رجلیه. و قوله: تضرح أَی ترمح بأَرجلها. ابن سیدة: و خَلَجَتِ الأُمُّ ولدها تَخْلِجُه، و جذبته تجذبه: فطمته؛ عن اللحیانی، و لم یخصَّ من أَیّ نوع ذلك. و خَلَجْتُها: فَطَمْتُ ولَدَها؛ قال أَعرابی:
لسان العرب، ج‌2، ص: 258
لا تَخْلِجِ الفصیلَ عن أُمه، فإن الذئب عالم بمكان الفصیل الیتیم؛ أَی لا تفرق بینه و بین أُمه. و تَخَلَّجَ المجنونُ فی مشیته: تجاذب یمیناً و شمالًا. و المجنون یتخلج فی مشیته أَی یتمایل كأَنما یجتذب مرَّة یمنةً و مرة یسرة. و تخَلَّج المفلوج فی مشیته أَی تفكك و تمایل؛ و منه قول الشاعر: أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَیْنَیْها، و تَمْشِی تَخَلُّجَ المَجْنُونِ و التَّخَلُّجُ فی المشی: مثل التخلع؛ قال جریر: و أَشْفِی مِنْ تَخَلُّجِ كلِّ جِنٍّ، و أَكْوِی النَّاظِرَیْنِ منَ الخُنانِ و‌فی حدیث الحسن: رأَی رجلًا یمشی مِشْیَةً أَنكرها، فقال: یَخْلِجُ فی مِشْیَتِهِ خَلَجَانَ المجنون‌أَی یجتذب مَرَّةً یَمْنَةً و مَرَّةً یَسْرَةً. و الخَلَجان، بالتحریك: مصدر كالنزوان. و الخالِجُ: المَوْتُ، لأَنه یَخْلج الخلیقة أَی یجذبها. و اخْتَلَجَتِ المَنِیَّةُ القومَ أَی اجتذبتهم. و خُلِجَ الفَحْلُ: أُخْرِجَ عن الشَّوْل قبل أَن یقدر. اللیث: الفحلُ إِذا أُخْرِجَ من الشَّوْلِ قبل قُدُوره فقد خُلِجَ أَی نُزِعَ و أُخرج، و إِن أُخْرِجَ بعد قُدُورِه فقد عُدِلَ فانْعَدَلَ؛ و أَنشد: فَحْلٌ هِجانٌ تَوَلَّی غَیرَ مَخْلُوجِ و خَلَجَ الشی‌ءَ من یده یَخْلِجُهُ خَلْجاً: انْتزعه. و اخْتَلَجَ الرجلُ رُمْحَه من مركزه: انتزعه. و خَلَجَهُ هَمٌّ یَخْلِجُه: شغَله؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أَبِیتُ تَخْلِجُنی الهُمُومُ، كأَنَّنی دَلْوُ السُّقاةِ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ و اخْتَلَجَ فی صدری هَمٌّ. اللیث: یقال: خَلَجَتْه الخَوالِجُ أَی شغلته الشواغل؛ و أَنشد: و تَخْلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال و خَلَجَنی كذا أَی شغلنی. یقال: خَلَجَتْه أُمورُ الدنیا و تَخَالَجَتْه الهموم: نازعته. و خالَجَ الرجلَ: نازعه. و یقال: تَخَالَجَتْه الهموم إِذا كان له هَمٌّ فی ناحیةٍ و همٌّ فی ناحیة كأَنه یجذبه إِلیه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، صلی بأَصحابه صلاةً جهر فیها بالقراءة، و قرأَ قارئٌ خلفه فجهر، فلما سلَّم قال: لقد ظَنَنْتُ أَن بعضكم خالَجَنِیها؛ قال: معنی قوله خالجنیها أَی نازعنی القراءة فجهر فیما جهرت فیه، فنزع ذلك من لسانی ما كنت أَقرؤُه و لم أَستمرّ علیه. و أَصل الخَلْجِ: الجَذْبُ و النزع. و اخْتَلَجَ الشی‌ءُ فی صدری و تَخَالَجَ: احْتَكَأَ مع شَكٍّ. و‌فی حدیث عدیّ، قال له علیه السلام: لا یَخْتَلِجَنَّ فی صدرك‌أَی لا یتحرَّك فیه شی‌ءٌ من الریبة و الشك، و یروی بالحاء، و هو مذكور فی موضعه. و أَصل الاختلاج: الحركة و الاضطرب؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها، و قد سئلت عن لحم الصید للمحرم، فقالت: إِن یَخْلِجْ فی نفسك شی‌ءٌ فَدَعْهُ.و‌فی الحدیث: ما اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلَّا و یكفر الله به.و‌فی حدیث عبد الرحمن بن أَبی بكر، رضی الله عنهما: أَن الحكم بن أَبی العاصی أَبا مروان كان یجلس خلف النبی، صلی الله علیه و سلم، فإِذا تكلم اخْتَلَجَ بوجهه فرآه، فقال: كن كذلك، فلم یزل یختلج حتی مات؛ أَی كان یحرِّك شفتیه و ذقنه استهزاء و حكایةً لفعل سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فبقی یرتعد إِلی أَن مات؛ و‌فی روایة: فَضُرِبَ بِهَمٍّ
لسان العرب، ج‌2، ص: 259
شهرین ثم أَفاقَ خَلِیجاً‌أَی صُرِعَ؛ قال ابن الأَثیر: ثم أَفاق مُخْتَلَجاً قد أُخذ لحمه و قوَّته، و قیل مرتعشاً. و نَوًی خَلُوجٌ بَیِّنَةُ الخِلاج، مشكوك فیها؛ قال جریر: هذا هَوًی شَغَفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ، و نَوًی تَقَاذَفُ غَیرُ ذاتِ خِلاجِ و قال شمر: إِنی لَبَیْنَ خالِجَیْنِ فی ذلك الأَمر أَی نفسین. و ما یُخَالِجُنی فی ذلك الأَمر شكٌّ أَی ما أَشك فیه. و خَلَجَهُ بعینه و حاجبه یَخْلِجُه و یَخْلُجُه خَلْجاً: غمزه؛ و قال حبینة بن طریف العكلی ینسب بلیلی الأَخیلیة: جارِیَةٌ من شِعْبِ ذِی رُعَیْنِ، حَیَّاكَةٌ تَمْشِی بِعُلْطَتَیْنِ قد خَلَجَتْ بِحاجِبٍ و عَیْنِ، یا قَوْمُ، خَلُّوا بَیْنَها و بَیْنی أَشَدَّ ما خُلِّیَ بیْنَ اثْنَینِ و العُلْطَة: القلادة. و العین تختلج أَی تضطرب، و كذلك سائر الأَعضاء. اللیث: یقال أَخْلَجَ الرجلُ حاجبیه عن عینیه و اخْتَلَجَ حاجباه إِذا تحركا؛ و أَنشد: یُكَلِّمُنی و یَخْلِجُ حاجِبَیْه، لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قدیما و‌فی حدیث شریح: أَن نسوة شهدنَ عنده علی صبی وقع حیّاً یَتَخَلَّجُ أَی یتحرَّك، فقال: إِن الحیَّ یرث المیت، أَ تشهدن بالاستهلال؟ فأَبطل شهادتهن.شمر: التَّخَلُّجُ التحرُّك؛ یقال: تَخَلَّجَ الشی‌ءُ تَخَلُّجاً و اخْتَلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضطرب و تحرَّك؛ و منه یقال: اخْتَلَجَتْ عینه و خَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلوجاً و خَلَجاناً، و خَلَجْتُ الشی‌ءَ: حركته؛ و قال الجعدی: و فی ابن خُرَیْقٍ، یَوْمَ یَدْعُو نِساءَكمْ حَوَاسِرَ، یَخْلُجْنَ الجِمالَ المَذَاكِیا قال أَبو عمرو: یَخْلُجْنَ یحرِّكن؛ و قال أَبو عدنان: أَنشدنی حماد بن عماد بن سعد: یا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ، مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ قال: المُخَلَّجُ الذی قد سمن، فلحمه یَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ العین أَی یضطرب. و خَلَجَتْ عینه تَخْلِجُ و تَخْلُجُ خُلُوجاً و اخْتَلَجَتْ إِذا طارت. و الخَلْجُ و الخَلَجُ: داءٌ یصیب البهائم تَخْتَلِجُ منه أَعضاؤُها. و خَلَجَ الرجلُ رُمْحَهُ یَخْلِجُهُ و یَخْلُجُهُ، و اخْتَلَجَهُ: مَدَّهُ من جانب. قال اللیث: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمحه عن جانب، قیل: خَلَجَهُ. قال: و الخَلْجُ كالانتزاع. و المَخْلُوجَةُ: الطعنة ذات الیمین و ذات الشمال. و قد خَلَجَه إِذا طعنه. ابن سیدة: المخلوجة الطعنة التی تذهب یَمْنَةً و یَسْرَةً. و أَمْرُهم مَخْلوجٌ: غیر مستقیم. و وقعوا فی مَخْلُوجَةٍ من أَمرهم أَی اختلاط؛ عن ابن الأَعرابی. ابن السكیت: یقال فی الأَمثال: الرَّأْیُ مَخْلُوجَةٌ و لیستْ بِسُلْكَی؛ قال: قوله مخلوجة أَی تصرف مرَّة كذا و مرَّة كذا حتی یصح صوابه، قال: و السُّلكی المستقیمة؛ و قال فی معنی قول إمرئ القیس: نَطْعُنُهُم سُلْكَی و مَخْلُوجَةً، كَرَكِّ لأْمَیْنِ علی نابِلِ یقول: یذهب الطعن فیهم و یرجع كما تَرُدُّ سهمین علی رامٍ رمی بهما. قال: و السُّلْكَی الطعنة المستقیمة، و المَخْلُوجَةُ علی الیمین و علی الیسار. و المَخْلُوجَةُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 260
الرأی المصیب؛ قال الحطیئة: و كنتُ، إِذا دَارَتْ رَحَی الحَرْبِ، رُعْتُهُ بِمَخْلُوجَةٍ، فیها عن العَجْزِ مَصْرِفُ و الخَلْجُ: ضَرْبٌ من النكاح، و هو إِخْرَاجُهُ، و الدَّعْسُ إِدْخالُه. و خَلَجَ المرأَة یَخْلِجُها خَلْجاً: نَكَحها؛ قال: خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتٍ و اخْتَلَجَها: كَخَلَجَها. و الخَلَجُ، بالتحریك: أَن یشتكی الرجل لحمه و عظامه من عمل یعمله أَو طول مشی و تعبٍ؛ تقول منه: خَلِجَ، بالكسر؛ قال اللیث: إِنما یكون الخَلَجُ من تَقَبُّضِ العَصب فی العضد حتی یعالج بعد ذلك فیستطلق، و إِنما قیل له: خَلَجٌ لأَن جذبه یَخْلُجُ عضده. ابن سیدة: و خَلِجَ البعیر خَلَجاً، و هو أَخْلَجُ، و ذلك أَن یتقبض العصب فی العضد حتی یعالج بعد ذلك فیستطلق. و بیننا و بینهم خُلْجَةٌ: و هو قدر ما یمشی حتی یُعْیی مرَّة واحدة. التهذیب: و الخَلَجُ ما اعْوَجَّ من البیت. و الخَلَجُ: الفساد فی ناحیة البیت. و بیت خَلِیجٌ: مُعْوَجٌّ. و الخَلُوجُ من السحاب: المتفرِّق كأَنه خُلِجَ من معظم السحاب، هذلیة. و سحابة خَلُوجٌ: كثیرة الماءِ شدیدة البرق. و ناقة خَلُوجٌ: غزیرة اللبن، من هذا، و الجمع خُلُجٌ. التهذیب: و ناقة خَلُوجٌ كثیر اللبن، تحنُّ إِلی ولدها؛ و یقال: هی التی تَخْلِجُ السَّیْرَ من سُرْعتِها. و الخَلُوجُ من النُّوق: التی اخْتُلِجَ عنها ولدها فَقَلَّ لذلك لبنها. و قد خَلَجْتُها أَی فطمت ولدها. و الخَلِیجُ: الجَفْنَةُ، و الجمع خُلُجٌ؛ قال لبید: و یُكَلِّلُونَ، إِذا الرِّیاحُ تَنَاوَحَتْ، خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَیْتَامُها و جَفْنَةٌ خَلُوجٌ: قعیرة كثیرة الأَخذ من الماء. و الخُلُجُ: سُفُنٌ صغار دون العَدَوْلیِّ. أَبو عمرو: الخِلاجُ العِشْق الذی لیس بمحكم. اللیث: المُخْتَلِجُ من الوجوه القلیل اللحم الضامر. ابن سیدة: المُخْتَلِجُ الضامر؛ قال المخبل: و تُرِیكَ وَجْهاً كالصَّحِیفَةِ، لا ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ، و لا جَهْمُ و فرسٌ إِخْلِیجٌ: جوادٌ سریع؛ التهذیب: و قول ابن مقبل: و أَخْلَجَ نَهَّاماً، إِذا الخَیْلُ أَوْعَنَتْ، جَری بسِلاحِ الكَهْلِ، و الكهلُ أَجْرَد قال: الأَخْلَجُ الطویل من الخیل الذی یَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً أَی یجذبه، كما قال طرفة: خُلُجُ الشَّدِّ مُشِیحاتُ الحُزُمْ و الخِلاجُ و الخِلاسُ: ضُرُوبٌ من البرود مخطَّطة؛ قال ابن أَحمر: إِذا انْفَرَجَتْ عنه سَمَادِیرُ خَلْفِهِ، بِبُرْدَیْنِ مِنْ ذاك الخِلاجِ المُسَهَّمِ و یروی من ذاك الخِلاسِ.و الخَلِیجُ: قبیلة ینسبون فی قریش، و هم قوم من العرب كانوا من عَدْوَانَ، فأَلحقهم عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، بالحرث بن مالك بن النضر بن كنانة، و سمُّوا بذلك لأَنهم اختلجوا من عدوان.التهذیب: و قوم خُلْجٌ إِذا شُك فی أَنسابهم فتنازع النسب قوم، و تنازعه آخرون؛ و منه قول الكمیت:
لسان العرب، ج‌2، ص: 261
أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ و رجل مُخْتَلَجٌ: و هو الذی نقل عن قومه و نسبه فیهم إلی قوم آخرین، فاختلف فی نسبه و تنوزع فیه. قال أَبو مجلز: إِذا كان الرجل مُخْتَلَجاً فَسَرَّكَ أَن لا تَكْذِبَ فانْسُبْهُ إِلی أُمِّهِ؛ و قال غیره: هم الخُلُجُ الذین انتقلوا بنسبهم إِلی غیرهم. و یقال: رجل مُخْتَلَجٌ إِذا نوزع فی نسبه كأَنه جذب منهم و انتزع. و قوله: فانسبه إِلی أُمه أَی إِلی رهطها لا إِلیها نفسها. و خَلِیجٌ الأَعْیَوِیُّ: شاعر ینسب إِلی بنی أُعَیٍّ حَیٍّ من جَرْمٍ. و خَلِیجُ بنُ مُنازِلِ بن فُرْعانَ: أَحد العَقَقَة، یقول فیه أَبوه مُنازِل «2»: تَظَلَّمَنی حَقِّی خَلِیجٌ، و عَقَّنی علی حِینِ كانتْ، كالحَنِیِّ، عِظامی و قول الطرماح یصف كلاباً: مُوعَباتٌ لأَخْلَجِ الشِّدقِ سَلْعامٍ، مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ كَلْبٌ أَخلج الشِّدْقِ: واسِعُهُ.

خلبج؛ ج2، ص: 261

: الخُلْبُجُ و الخُلابِجُ: الطویلُ المضطربُ الخَلْقِ.

خلنج؛ ج2، ص: 261

: الخَلَنْجُ: شجر فارسی مُعَرَّبٌ تتخذ من خشبه الأَوانی؛ قال عبد الله بن قیس الرُّقَیَّاتِ: یلبس الحیش بالحیوش، و یسقی لبَنَ البُخْتِ فی عِسَاسِ الخَلَنْجِ «3» و الجمع الخَلانِجُ؛ قال هِمْیانُ بن قحافة: حتی إِذا ما قَضَتِ الحَوَائِجا، و مَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا منها، و ثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا و قیل: هو كل جفنة و صحفة و آنیة صنعت من خشب ذی طرائق و أَساریع مُوَشَّاةٍ.

خمج؛ ج2، ص: 261

: الخَمَجُ، بفتح المیم: الفُتُورُ من مَرَضٍ أَو تعب، یمانیة. و أَصبح فلان خَمِجاً و خَمِیجاً أَی فاتراً، و الأَول أَعرف. أَبو عمرو: ناقة خَمِجَةٌ ما تذوق الماء من دائها. أَبو سعید: رجل مُخَمَّجُ الأَخلاقِ: فاسدُها. و خَمِجَ اللحمُ یَخْمَجُ خَمَجاً: أَرْوَحَ و أَنْتَنَ. و قال أَبو حنیفة: خَمِجَ اللحمُ خَمَجاً، و هو الذی یُغَمُّ و هو سُخْنٌ فَیُنْتِن. و قال مرة: خَمِجَ خَمَجاً: أَنْتَنَ. الأَزهری: و خَمِجَ التمر إِذا فسد جَوْفُهُ و حَمُضَ. و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الخَمَجُ أَن یَحْمُضَ الرُّطَبُ إِذا لم یُشَرَّرْ و لم یُشَرَّقْ. أَبو عمرو: الخَمَجُ فساد الدین؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: و لا أُقِیمُ بِدارِ الهُونِ إِنَّ و لا آتی إِلی الخِدرِ، أَخشی دونَه الخَمَجا قال السكری: الخَمَجُ الفساد و سوء الثناء؛ و هذا البیت أَورده ابن بری فی أَمالیه: و لا أُقیمُ بِدارٍ لِلْهَوَانِ، و لا آتی إِلی الغَدْرِ، أَخشی دونَه الخَمَجا

خنج؛ ج2، ص: 261

: الأَزهری: خُنَاجٌ قبیلة من العرب. و قالت أَعرابیة لضرة لها كانت من بنی خُناج:
(2). قوله [منازل] كذا بالأَصل بضم المیم و فی القاموس بفتحها. (3). قوله [یلبس الحیش بالحیوش و یسقی] كذا بالأَصل. و فی شرح القاموس: و یلبس الجیش بالجیوش و یسقی. و فیه فی مادة ب خ ت و أَنشد لابن قیس الرقیات: إن یعش مصعب فأنا بخیر قد أتانا من عیشنا ما نرجی یهب الأَلف و الخیول و یسقی لبن البخت فی قصاع الخلنج
لسان العرب، ج‌2، ص: 262
لا تُكْثِری أُخْتَ بنی خُنَاجِ، و أَقْصری مِن بَعْضِ ذا الضِّجاجِ، فَقَدْ أَقَمْناكِ علی المِنْهاجِ، أَتَیْتِهِ بِمِثْلِ حُقِّ العَاجِ، مُضَمَّخٍ زُیِّنَ بانْتِفَاجِ، بِمِثْلِه نَیْلُ رِضَی الأَزواجِ

خنبج؛ ج2، ص: 262

: الخُنْبُجُ و الخَنَابِجُ: الضَّخْمُ. و الخُنْبُجُ: السَّیِّ‌ءُ الخلق. و امرأَة خُنْبُجَة: مكتنزة ضخمة. و هَضْبَةٌ خُنْبُجٌ: عظیمة. و الخُنْبُجُ: الخابیة الصغیرة. و الخُنْبُجَة، بالهاء: الخابیة المدفونة، حكاه أَبو حنیفة عن أَبی عمرو، و هی فارسیة معربة. و فی حدیث تحریم الخمر ذكر الخُنَابِج، قیل: هی حِبَابٌ تُدَسُّ فی الأَرض. و الخُنْبُجَةُ: القَمْلة الضخمة. قال الأَصمعی: الخُنْبُجُ، بالخاء و الجیم، القمل؛ قال الریاشی: و الصواب عندنا ما قال الأَصمعی.

خنزج؛ ج2، ص: 262

: الخَنْزَجَةُ: التكبر. و خَنْزَجَ: تَكَبَّرَ. و رجل خَنْزَجٌ: ضخم.

خنعج؛ ج2، ص: 262

: الخَنْعَجَةُ: مِشْیَةٌ متقاربة فیها قَرْمَطَةٌ و عَجَلَة، و قد ذكر بالباء و التاء.

خنفج؛ ج2، ص: 262

: الخُنَافِجُ و الخُنْفُجُ: الضخم الكثیر اللحم من الغِلْمانِ.

خیج؛ ج2، ص: 262

: الخایجة: البیضة، و هو بالفارسیة خایاه.

فصل الدال المهملة؛ ج2، ص: 262

دبج؛ ج2، ص: 262

: الدَّبْجُ: النَّقْشُ و التزیین، فارسی معرب. و دَبَجَ الأَرضَ المطرُ یَدْبُجُها دَبْجاً: رَوَّضَها. و الدِّیباحُ: ضَرْبٌ من الثیاب، مشتق من ذلك، بالكسر و الفتح، مُوَلَّدٌ، و الجمع دَیابیجُ و دبابیج. قال ابن جنی: قولهم دبابیج یدل علی أَن أَصله دِبَّاجٌ، و أَنهم إِنما أَبدلوا الباء یاء استثقالًا لتضعیف الباء، و كذلك الدینار و القیراط، و كذلك فی التَّصْغیر. و فی الحَدیثِ ذكْرُ الدِّیباجِ، و هی الثیاب المتخذة من الإبریسم، فارسی معرب، و قد تُفتح داله. و سمی ابن مسعود الحوامیم دیباج القرآن. اللیث: الدِّیباج أَصوب من الدَّیْباج، و كذلك قال أَبو عبید فی الدِّیباج و الدِّیوان، و جمعهما دَبابِیجُ و دَواوینُ. و روی عن إبراهیم النخعی أَنه كان له طَیْلَسانٌ مُدَبَّجٌ، قالوا: هو الذی زینت أطرافه بالدیباج. و ما بالدَّارِ دِبِّیجٌ، بالكسر و التشدید، أَی ما بها أَحد، و هو من ذلك، لا یستعمل إِلا فی النفی؛ قال ابن جنی: هو فِعِّیل من لفظ الدِّیباج و معناه، و ذلك أَن الناس هم الذین یَشُونَ الأَرضَ و بهم تَحْسُنُ و علی أَیدیهم و بعمارتهم تَجْمُلُ. الفراء عن الدهریة: ما فی الدار سَفْرٌ و لا دِبِّیجٌ و لا دَبِّیجٌ، و لا دِبِّیٌّ و لا دَبِّیٌّ. قال: قال أَبو العباس: و الحاء أَفصح اللغتین؛ الجوهری: و سأَلت عنه فی البادیة جماعة من الأَعراب فقالوا: ما فی الدارِ دِبِّیٌّ، قال: وما زادونی علی ذلك قال: و وجدت بخط أَبی موسی الحامض: ما فی الدارِ دِبِّیجٌ مُوَقَّعٌ، بالجیم، عن ثعلب. قال أَبو منصور: و الجیم فی دبِّیج مبدلة من الیاء فی دِبِّیّ، كما قالوا صِیصِیٌّ و صِیصِجٌّ و مُرِّیٌّ و مُرِّجٌّ، و مثله كثیر. و الدِّیباجَتانِ: الخدان، و یقال هما اللِّیتَانِ؛ قال ابن مقبل یصف البعیر: یَسْعَی بها بازِلٌ، دُرْمٌ مَرافِقُه، یَجْری بِدیباجَتَیْه الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 263
الرشح: العرق. و المرتدع: الملتطخ أَخذه من الرَّدْعِ: و هذا البیت فی الصحاح: یَخْدی بها كُلُّ مَوَّارٍ مَناكِبُه، یَجْری بِدیباجَتَیْهِ الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ قال ابن بری: و المُرْتَدِعُ هنا الذی عَرِقَ عَرَقاً أَصفر، و أَصله من الردع، و الردع أَثر الخَلوق، و الضمیر فی قوله بها: یعود علی امرأَة ذكرها. و البازل من الإِبل: الذی له تسع سنین، و ذلك وقت تناهی شبابه و شدة قوَّته. و رُوی فُتْلٌ مَرافِقُه؛ و الفُتْلُ: التی فیها انفتال و تَباعُدٌ عن زَوْرِها، و ذلك محمود فیها. و دِیباجَةُ الوجه و دِیباجُهُ: حسن بشرته؛ أَنشد ابن الأَعرابی للنجاشی: هُمُ البِیضُ أَقْداماً و دِیباجُ أَوْجُهٍ، كِرامٌ، إِذا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائِم و رجل مُدَبَّجٌ: قبیح الوجه و الهامة و الخلقة. و المُدَبَّجُ: طائر من طیر الماء قبیح الهیئة. التهذیب: و المُدَبَّجُ ضرب من الهام و ضرب من طیر الماء، یقال له: أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ، منتفخ الریش قبیح الهامة یكون فی الماء مع النُّحَامِ. ابن الأَعرابی: یقال للناقة إِذا كانت فَتِیَّةً شابة: هی القرطاس و الدِّیباج و الدِّعْلِبَةُ و الدِّعْبلُ و العَیْطموس.

دجج؛ ج2، ص: 263

: دَجَّ القَوْمُ یَدِجُّونَ دَجّاً و دَجِیجاً و دَجَجاناً: مَشَوْا مَشْیاً رُوَیْداً فی تَقارُبِ خَطْوٍ؛ و قیل: هو أَن یقبلوا و یدبروا؛ و قیل: هو الدبیب بعینه. و دَجَّ یَدِجُّ إِذا أَسرع، و دَجَّ یَدِجُّ و دَبَّ یَدِبُّ، بمعنی: قال ابن مقبل: إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها جَهامٌ، یَدِجُّ دَجِیجَ الظُّعُنْ قال ابن السكیت: لا یقال یَدِجُّون حتی یكونوا جماعة، و لا یقال ذلك للواحد، و هم الدَّاجَّةُ. و‌فی الحدیث: قال لرجلٍ أَین نزلت؟ قال: بالشق الأَیسر من منی، قال: ذاك منزل الداجِّ فلا تنزله.و دَجَّ البیتُ إِذا وَكَفَ. و أَقبل الحاجُّ و الدَّاجُّ؛ الحاجُّ: الذین یحجون، و الداجُّ: الذین معهم من الأُجراء و المُكارینَ و الأَعوان و نحوهم، لأَنهم یَدِجُّونَ علی الأَرض أَی یَدِبُّونَ و یَسْعَوْنَ فی السفر، و هذان اللفظان و إِن كانا مفردین فالمراد بهما الجمع، كقوله تعالی: مُسْتَكْبِرِینَ بِهِ سٰامِراً تَهْجُرُونَ. و قیل: هم الذین یدبون فی آثارهم من التجار و غیرهم. و‌فی حدیث ابن عمر: رأَی قوماً فی الحجِّ لهم هیئة أَنكرها، فقال: هؤلاء الداجُّ و لیسوا بالحاجِّ.الجوهری: و أَما‌الحدیث: ما تركت من حاجَةٍ و لا داجَةٍ إِلا أَتَیْتُ، فهو مخفف، إِتباع للحاجة. قال ابن بری: ذِكْرُ الجوهری هذا فی فصل دجج وَهَمٌ منه، لأَن الداجة أَصلها دوجة، كما أَن حاجة أَصلها حوجة، و حكمها حكمها، و إِنما ذكر الجوهری الداجة فی فصل دجج لأَنه توهمها من الداجَّةِ الجماعةِ الذین یَدِجُّونَ علی الأَرض أَی یَدِبُّون فی السیر، و لیست هذه اللفظة من معنی الحاجة فی شی‌ء. ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث، قال لرجل: ما تركت حاجَّة و لا داجَّة.قال؛ و هكذا جاء فی روایة، بالتشدید. قال الخطابی: الحاجَّةُ القاصدون البیت، و الدَّاجَّةُ الراجعون، و المشهور هو بالتخفیف، و أَراد بالحاجة الصغیرة، و بالداجة الكبیرة، و هو مذكور فی موضعه. و فی كلام بعضهم: أَمَا وَ حَواجِّ بیت الله و دَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا و كذا. و قال أَبو عبید: فی حدیث ابن عمر هؤلاء الداجُّ و لیسوا بالحاجِّ، قال: هم الذین
لسان العرب، ج‌2، ص: 264
یكونون مع الحاج مثل الأُجراء و الجمَّالین و الخدم و ما أَشبههم؛ و قیل: إِنما قیل لهم داجّ لأَنهم یدجون علی الأَرض. و الدَّجَجانُ: هو الدَّبِیبُ فی السیر؛ و أَنشد: باتَتْ تُداعی قَرَباً أَفایِجا، تَدْعُو بذاك الدَّجَجانَ الدَّارِجَا قال أَبو عبید: فأَراد ابن عمر أَن هؤلاء لا حج لهم، و لیس عندهم شی‌ء إِلَّا أَنهم یسیرون و یَدِجُّونَ، و لا حج لهم. أَبو زید: الداجُّ التُّبَّاعُ و الجَمَّالُون، و الحاجُّ أَصحاب النیَّات، و الزَّاجُّ المراؤُون. و الدَّجاجة و الدِّجاجةُ: معروفة، سمیت بذلك لإِقبالها و إِدبارها، تقع علی الذكر و الأُنثی، لأَن الهاء إِنما دخلته علی أَنه واحد من جنس، مثل حمامة و بطة؛ أَ لا تری إِلی قول جریر: لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّیْرَیْنِ، أَرَّقَنی صَوْتُ الدَّجاجِ، و ضَرْبٌ بالنَّواقیس إِنما یعنی زُقَاءَ الدُّیوك؟ و الجمع دَجَاجٌ و دِجَاجٌ و دَجائج، و فتح الدال أَفصح، فأَما دجائج فجمع ظاهر الأَمر، و أَما دِجاجٌ فقد یكون جمع دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ و سِدَرٍ، فی أَنه لیس بینه و بین واحده إِلا الهاء، و قد یكون تكسیر دجاجة علی أَن تكون الكسرة فی الجمع غیر الكسرة التی كانت فی الواحد، و الأَلف غیر الأَلف لكنها كسرة الجمع و أَلفه، فتكون الكسرة فی الواحد ككسرة عین عِمامة، و فی الجمع ككسرة قاف قِصاع و جیم حِفان. و قد یكون جمع دجاجة علی طرح الزائد، كقولك صَحْفَة و صِحاف فكأَنه حینئذ جمع دَجَّةٍ. و أَما دَجاجٌ فمن الجمع الذی لیس بینه و بین واحده إِلا الهاء كحمامة و حمام و یمامة و یمام. قال سیبویه: و قالوا دَجاجةٌ و دَجاجٌ و دَجاجاتٌ، قال: و بعضهم یقول دِجاج و دَجاج و دَجاجات و دِجاجات؛ و قول جریر: صوتُ الدَّجاج و قَرْعٌ بالنَّواقِیسِ قال: أَراد أَرَّقنی انتظار صوت الدجاج أَی الدیوك، و ذلك أَنه كان مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ ینتظره. و دِجْ دِجْ: دعاؤك بالدَّجاجة. و دَجْدَجَ بالدُّجاجة: صاح بها فقال: دِجْ دِجْ. و دَجْدَجْتُ بها و كَرْكَرْتُ أَی صِحْتُ. و دَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ فی مشیها: عَدَتْ. و الدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قال: و الدِّیكُ و الدُّجُّ مع الدَّجاج و قیل: الدُّجُّ مولَّد؛ و قیل فی قول لبید: باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ إنه أَراد الدیك و صَقِیعَه فی سُحْرَةٍ. التهذیب: و جمع الدَّجاج دُجُجٌ. و الدَّجاجُ: الكُبَّةُ من الغَزْلِ، و قیل: الحِفْشُ منه، و جَمْعُها دَجاجٌ؛ و أَنشد قول أَبی المقدام الخزاعی فی أُحْجِیَّتِه: و عَجُوزاً رأَیتُ باعَتْ دَجاجاً، لمْ یُفَرِّخْنَ، قد رأَیتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهرِ فَراریجَ، صِبْیَةً أَبْذالا و الدَّجاجُ هذا جمع دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ. و الفَراریجُ: جمع فَرُّوج للدُّرَّاعة و القَباءِ. و الأَبْذالُ: التی تبتذل فی اللباس. و الدَّجاجةُ: ما نَتَأَ من صَدْرِ الفَرَسِ؛ قال: بانتْ دَجاجَتُه عن الصَّدْرِ و هما دَجاجتان عن یمین الزَّوْرِ و شماله؛ قال ابن
لسان العرب، ج‌2، ص: 265
بُراقة الهَمْدانی: یَفْتَرُّ عن زَوْرِ دَجاجَتَیْنِ و الدُّجَّةُ، بالضم: شدّة الظلمة. و قد تَدَجْدَجَ اللیلُ؛ و لیلٌ دَجوجٌ و دَجوجیٌّ و دُجاجی و دَیْجُوجٌ: مظلم. و لیلة دَیْجُوجٌ: مظلمة. و دَجْدَجَ اللیلُ: أَظلم. و جمع الدَّیْجُوجِ دَیاجِیجُ و دَیاجٍ، و أَصله دَیاجِیجُ، فخففوه بحذف الجیم الأَخیرة؛ قال ابن سیدة: التعلیل لابن جنی. و شَعَرٌ دَجوجِیٌّ و دَجِیجٌ: أَسود؛ و قیل: الدَّجِیجُ و الدَّجْداجُ: الأَسود من كل شی‌ء. و لیلة دَجْداجَةٌ: شدیدة الظلمة. و دَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِیجاً: غَیَّمَت. و تَدَجَّجَ فی سلاحه: دخل. و المُدَجِّجُ و المُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ فی سلاحه. أَبو عبید: المُدَجْدِجُ اللابس السلاح التام؛ و قال شمر: و یقال مُدَجِّجٌ أَیضاً. اللیث: المُدَجِّجُ الفارس الذی قد تَدَجَّجَ فی شِكَّتِه أَی شاكُّ السِّلاحِ، قال أَی دخل فی سلاحه كأَنه تغطی به. و‌فی حدیث وهب: خرج داودُ مُدَججاً فی السلاح، روی بكسر الجیم و فتحها، أَی علیه سلاح تام، سُمی به لأَنَه یَدِجُّ أَی یمشی رُوَیْداً لثقله؛ و قیل: لأَنه یتغطی به، من دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَیَّمَت. و المُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ من القنافذ. ابن سیدة: و المُدَجَّجُ القنفذ، قال: أُراه لدخوله فی شوكه؛ و إِیاه عنی الشاعر بقوله: و مُدَجَّجٍ یَسْعَی بِشِكَّتِه، مُحْمَرَّةٍ عَیْناه كالكَلْبِ الأَصمعی: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخیته، فهو مَدْجُوجٌ. ابن الأَعرابی: الدُّجُجُ الجبال السود، و الدُّجُجُ أَیضاً: تراكم الظلام. و الدُّجَّةُ: شدة الظلمة، و منه اشتقاق الدَّیْجُوج بمعنی الظلام. و لیل دَجُوجِیٌّ و شعر دَجُوجِیٌّ و سواد دَجُوجِیٌّ، و تَدَجْدَجَ اللیلُ، فهی دَجْداجَةٌ؛ و أَنشد: إِذا رِداءُ لیلةٍ تَدَجْدَجا و بَعِیر دَجُوجِیٌّ و ناقة دَجُوجِیَّة أَی شدیدة السواد. و ناقة دَجَوْجاةٌ: منبسطة علی الأَرض. و الدِّجَّةُ: جلدة قدر أُصبعین توضع فی طرف السَّیْر الذی تعلق به القوس، و فیه حلقة فیها طرف السیر. و دِجاجَةُ: اسم امرأَة «4». و دَجُوجٌ: موضع؛ قال أَبو ذؤَیب: فإِنَّكَ عَمْری، أَیَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ، و قُدْسٌ دُونَنا و دَجُوجُ و دَجُوجٌ: اسم بلد فی بلاد قیس.

دحج؛ ج2، ص: 265

: ابن سیدة: دَحَجَه یَدْحَجُه دَحْجاً: عَرَكَه عَرْكاً كَعَرْكِ الأَدیم، یمانیة، و الذال المعجمة لغة و هی أَعلی. الأَزهری: دَحَجَ إِذا جامع. و دَحَجَه دَحْجاً إِذا سَحَبَه. قال: و فی باب الذال المعجمة ذحجه ذحْجاً بهذا المعنی فكأَنهما لغتان.

دحرج؛ ج2، ص: 265

: دَحْرَجَ الشی‌ءَ دَحْرَجَةً و دِحْراجاً فَتَدَحْرَجَ أَی تتابع فی حُدُور. و المُدَحْرَجُ: المُدَوَّر. و الدُّحْروجَة: ما تَدَحْرَجَ من القِدْر؛ قال النابغة: أَضْحَتْ یُنَفِّرُها الوِلْدانُ مِنْ سَبَإٍ، كأَنَّهُمْ، تَحْتَ دَفَّیْها، دَحَارِیجُ
(4). قوله [و دجاجة اسم امرأة] قال الوزیر أَبو القاسم المغربی فی أنسابه: فأما الأَسماء فكلها دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة انتهی. من شرح القاموس باختصار.
لسان العرب، ج‌2، ص: 266
و الدُّحْرُوجَةُ: ما یُدَحْرِجُه الجُعَلُ من البَنادق؛ قال ذو الرمة یصف فراخ الظلیم: أَشْداقُها كَصَدوحِ النَّبْعِ فی قُلَلٍ، مِثْلَ الدَّحاریج، لم یَنْبُتْ لها زَغَبُ و قُلَلُها: رؤُوسها؛ و جمع الدُّحْرُوجَةِ دَحارِیج. ابن الأَعرابی: یقال للجُعَل المُدَحْرِجُ؛ و قال عُجَیر السَّلُولی: قَمِطْرٌ كحوَّازِ الدَّحاریج أَبْتَرُ‌

درج؛ ج2، ص: 266

: دَرَجُ البناءِ و دُرَّجُه، بالتثقیل: مَراتِبُ بعضها فوق بعض، واحدتُه دَرَجَة و دُرَجَةٌ مثال همزة، الأَخیرة عن ثعلب. و الدَّرَجَةُ: الرفعة فی المنزلة. و الدَّرَجَةُ: المِرْقاةُ «1». و الدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات، و هی الطبقات من المراتب. و الدَّرَجَةُ: المنزلة، و الجمع دَرَجٌ. و دَرَجاتُ الجنة: منازلُ أَرفعُ من مَنازِلَ. و الدَّرَجانُ: مِشْیَةُ الشیخ و الصبی. و یقال للصبی إِذا دَبَّ و أَخذ فی الحركة: دَرَجَ. و دَرَج الشیخ و الصبی یَدْرُجُ دَرْجاً و دَرَجاناً و دَرِیجاً، فهو دارج: مَشَیا مَشْیاً ضعیفاً و دَبَّا؛ و قوله: یا لیتنی قد زُرْتُ غَیْرَ خارِجِ، أُمَّ صَبِیٍّ، قد حَبَا، و دارِجِ إِنما أَراد أُمَّ صَبِیٍّ حابٍ و دارِج، و جاز له ذلك لأَن قد تُقرِّبُ الماضی من الحال حتی تلحقه بحكمه أَو تكاد، أَ لا تراهم یقولون: قد قامت الصلاة، قبل حال قیامها؟ و جعَلَ مُلَیْحٌ الدَّریجَ للقطا فقال: یَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ غُدَیَّةً، دَریجَ القَطا، فی القَزِّ غَیْرِ المُشَقَّقِ قوله: فی القَزِّ، من صلة یَطُفْنَ؛ و قال: تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا، حمارَ وحشٍ یَنْعَبُ المَناعِبا، و الثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا فأَكفأَ بالباء و الجیم علی تباعد ما بینهما فی المخرج. قال ابن سیدة: و هذا من الإِكفاء الشاذ النادر، و إِنما یَمْثُلُ الإِكفاءُ قلیلًا إِذا كان بالحروف المتقاربة كالنون و المیم، و النون و اللام، و نحو ذلك من الحروف المتدانیة المخارج. و الدَّرَّاجةُ: العَجَلَةُ التی یَدِبُّ الشیخ و الصبی علیها، و هی أَیضاً الدَّبَّابة التی تُتَّخذ فی الحرب یدخل فیها الرجال. الجوهری: الدَّرَّاجَةُ، بالفتح، الحالُ و هی التی یَدْرُجُ علیها الصبی إِذا مشی. التهذیب: و یقال للدَّبَّابات التی تُسَوَّی لحرب الحِصارِ یدخل تحتها الرجال: الدَّبَّابات و الدَّرَّاجات. و الدَّرَّاجَةُ: التی یُدَرَّجُ علیها الصبی أَوَّلَ ما یمشی. و فی الصحاح: دَرَجَ الرجلُ و الضب یَدْرُجُ دُرُوجاً أَی مشی. و دَرَجَ و دَرِجَ أَی مضی لسبیله. و دَرِجَ [دَرَجَ القومُ إِذا انقرضوا؛ و الانْدِراجُ مثله. و كلُّ بُرْج من بُرُوج السماء ثلاثون دَرَجةً. و المَدارِجُ: الثنایا الغِلاظُ بین الجبال، واحدتها مدْرَجةٌ، و هی المواضع التی یدرج فیها أَی یمشی؛ و منه قول المزنی، و هو عبد الله ذو البِجادَینِ: تَعَرَّضی مَدارِجاً و سُومِی، تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ، هذا أَبو القاسمِ فاسْتَقِیمی
(1). قوله [و الدرجة المرقاة] فی القاموس: و الدرجة، بالضم و بالتحریك، كهمزة، و تشدد جیم هذه، و الأدرجة كأسكفة أَی بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجیم مشددة مفتوحة: المرقاة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 267
و یقال: دَرَّجْتُ العلیل تَدْریجاً إِذا أَطعمته شیئاً قلیلًا، و ذلك إِذا نَقِهَ، حتی یَتَدَرَّجَ إِلی غایة أَكله، كما كان قبل العلة، دَرَجَةً درجةً. و الدَّرَّاجُ: القُنْفُذُ لأَنه یَدْرُج لیلته جمعاء، صفة غالبة. و الدَّوارِجُ: الأَرجُلُ؛ قال الفرزدق: بَكَی المِنْبَرُ الشَّرْقِیُّ، أَنْ قام فَوْقَهُ خَطِیبٌ فُقَیْمِیٌّ، قصیرُ الدَّوارِجِ قال ابن سیدة: و لا أَعرف له واحداً. التهذیب: و دَوارِجُ الدابة قوائمه، الواحدة دارجةٌ. و روی الأَزهری بسنده عن الثوری، قال: كنت عند أَبی عبیدة فجاءه رجل من أَصحاب الأَخفش فقال لنا: أَ لیس هذا فلاناً؟ قلنا: بلی، فلما انتهی إِلیه الرجل قال: لیس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِی، قلنا: یا أَبا عبیدة لمن یُضرب هذا المثل؛ فقال: لمن یرفع له بحبال. قال المبرد: أَی یطرد. و‌فی خطبة الحجاج: لیس هذا بِعُشِّكِ فادرُجی‌أَی اذهبی؛ و هو مثل یضرب لمن یتعرّض إِلی شی‌ء لیس منه، و للمطمئن فی غیر وقته فیؤْمر بالجِدِّ و الحركة. و یقال: خلّی دَرَجَ الضَّبِّ؛ و دَرَجُه طریقه، أَی لا تَعَرَّضی له أَی تَحَوَّلی و امضی و اذهبی. و رجع فلان دَرَجَه أَی رجع فی طریقه الذی جاء فیه؛ و قال سلامة بن جندل: و كَرِّنا خَیْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً، كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ و تَعْقِیبِ و رجع فلانٌ دَرَجَه إِذا رجع فی الأَمر الذی كان تَرَكَ. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: قال لبعض المنافقین، و قد دخل المسجد: أَدْراجَكَ یا منافق‌الأَدْراجُ: جمع دَرَجٍ و هو الطریق، أَی اخْرُجْ من المسجد و خُذْ طریقَك الذی جئت منه. و رَجَعَ أَدْراجَه: عاد من حیث جاء. و یقال: استمرَّ فلان دَرَجَه و أَدْراجَه. و الدَّرَجُ: المَحاجُّ. و الدَّرَجُ: الطریق. و الأَدْراجُ: الطُّرُقُ: أَنشد ابن الأَعرابی: یَلُفُّ غُفْلَ البِیدِ بالأَدْراجِ غُفْل البِید: ما لا عَلَم فیه. معناه أَنه جیش عظیم یَخْلِطُ هذا بهذا و یعفی الطریقَ. قال ابن سیدة: قال سیبویه و قالوا: رجعَ أَدْراجَه أَی رجع فی طریقه الذی جاء فیه. و قال ابن الأَعرابی: رجع علی أَدْراجه كذلك، الواحد دَرَجٌ. ابن الأَعرابی: یقال للرجل إِذا طلب شیئاً فلم یقدر علیه: رجع علی غُبَیْراءِ الظَّهْرِ، و رجع علی إِدراجِه، و رجع دَرْجَه الأَول؛ و مثله عَوْدَهُ علی بَدْئِهِ، و نَكَصَ علی عَقِبَیْهِ، و ذلك إِذا رجع و لم یصب شیئاً. و یقال: رجع فلان علی حافِرَتِه و إِدْراجه، بكسر الأَلف، إِذا رجع فی طریقه الأَول. و فلان علی دَرَجِ كذا أَی علی سبیله. و دَرَجُ السَّیْلِ و مَدْرَجُه: مُنْحَدَرُه و طریقُه فی مَعاطف الأَوْدِیةِ. و قالوا: هو دَرَجَ السَّیْلِ، و إِن شئت رفعت؛ و أَنشد سیبویه: أَ نُصْبٌ، للمَنِیَّةِ تَعْتَریهِمْ، رِجالی، أَمْ هُمُو دَرَجُ السُّیولِ؟ و مَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فیها. و المَدْرَجةُ: مَمَرُّ الأَشیاء علی الطریق و غیره. و مَدْرَجَةُ الطریق: مُعْظَمُه و سَنَنُه. و هذا الأَمر مَدْرَجةٌ لهذا أَی مُتَوَصَّلٌ به إِلیه. و یقال للطریق الذی یَدْرُجُ فیه الغلام و الریح و غیرهما: مَدْرَجٌ و مَدْرَجَةٌ و دَرَجٌ، و جمعه أَدْراجٌ أَی مَمَرٌّ و مَذْهَبٌ. و المَدْرَجةُ: المَذْهَب و المسلَكُ؛ و قال ساعدة بن جؤَیة:
لسان العرب، ج‌2، ص: 268
تَرَی أَثْرَهُ فی صَفْحَتَیْهِ، كأَنَّهُ مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهُنَّ هَمِیمُ یرید بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الذی تراه العین، كأَنه أَرجل النمل. و شِبْثانٌ: جمع شَبَثٍ لدابة كثیرة الأَرجل من أَحناش الأَرض. و أَما هذا الذی یسمی الشِّبِثَّ، و هو ما تُطیَّب به القدور من النبات المعروف، فقال الشیخ أَبو منصور موهوب بن أَحمد بن محمد بن الخضر المعروف بابن الجُوالیقی: و الشِّبِثُّ علی مثال الطِّمِرِّ، و هو بالتاء المثناة لا غیر. و الهَمِیم: الدَّبِیبُ. و قولهم: خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَی طریقه لئلا یَسْلُك بین قدمیك فتنتفخ. و دَرَّجَه إِلی كذا و اسْتَدْرَجه، بمعنًی، أَی أَدناه منه علی التدریج، فتَدَرَّجَ هو. و فی التنزیل العزیز: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لٰا یَعْلَمُونَ*؛ قال بعضهم: معناه سنأْخُذُهم قلیلًا قلیلًا و لا نُباغِتُهم؛ و قیل: معناه سنأْخذهم من حیث لا یحتسبون؛ و ذلك أَن الله تعالی یفتح علیهم من النعیم ما یغتبطون به فیركنون إِلیه و یأْنسون به فلا یذكرون الموت، فیأْخذهم علی غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كانوا. و لهذا‌قال عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، لما حُمِلَ إِلیه كُنُوزُ كِسْرَی: اللهم إِنی أَعوذ بك أَن أَكونَ مُسْتَدْرَجاً، فإِنی أَسمعك تقول: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لٰا یَعْلَمُونَ*.و روی عن أَبی الهیثم: امتنع فلان من كذا و كذا حتی أَتاه فلان فاسْتَدْرجه أَی خدعه حتی حمله علی أَن دَرَجَ فی ذلك. أَبو سعید: اسْتَدْرجَه كلامی أَی أَقلقه حتی تركه یَدْرُجُ علی الأَرض؛ قال الأَعشی: لَیَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتی تَهُزَّه، و تَعْلَمَ أَنی مِنكُمُ غَیرُ مُلْجَمِ و الدَّرُوجُ من الریاح: السریعة المَرِّ، و قیل: هی التی تَدْرُجُ أَی تَمُرُّ مَرّاً لیس بالقَویّ و لا الشدید. یقال: ریح دَروجٌ، و قِدْحٌ دَرُوجٌ. و الریح إِذا عصفت اسْتَدْرَجَتِ الحَصی أَی صَیَّرَتْهُ إِلی أَن یَدْرُجَ علی وجه الأَرض مِن غیر أَن ترفعه إِلی الهواء، فیقال: دَرَجَتْ بالحصی و اسْتَدْرَجَتِ الحَصی. أَمَّا دَرَجَتْ به فجرت علیه جریاً شدیداً دَرَجَتْ فی سیرها، و أَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فصیرته بجریه علیها «2» إِلی أَنْ دَرَجَ الحَصی هو بنفسه. و یقال: ذهب دمه أَدْراجَ الرِّیاحِ أَی هَدَراً. و دَرَجَتِ الریح: تركت نَمانِمَ فی الرَّمْلِ. و ریح دَرُوجٌ: یَدْرُجُ مؤَخرها حتی یُری لها مثل ذَیْلِ الرَّسَنِ فی الرَّمْلِ، و اسم ذلك الموضع الدَّرَجُ. و یقال: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ؛ كما قال ذو الرمة: صَرِیفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ أَی صیرتها إِلی أَن تَدْرُجَ. و یقال: اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ ولدها إِذا استتبعته بعد ما تلقیه من بطنها. و یقال: دَرِجَ إِذا صَعِدَ فی المراتب، و دَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدین و الكلام، كله بكسر العین من فَعِلَ. و دَرَجَ و دَرِج الرجل: مات. و یقال للقوم إِذا ماتوا و لم یُخَلِّفوا عَقِباً: قد دَرِجوا و دَرَجُوا. و قبیلة دارِجَةٌ إِذا انقرضت و لم یبق لها عقب؛ و أَنشد ابن السكیت للأَخطل: قَبِیلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ، إِنْ یَهْبِطُوا العَفْوَ لا یُوجَدْ لهُم أَثَرُ و كأَن أَصل هذا من دَرَجْتُ الثوب إِذا طویته، كأَنَّ هؤلاء لما ماتوا و لم یخلفوا عَقِباً طَوَوْا طریق النسل و البقاء. و یقال للقوم إِذا انقرضوا: دَرِجُوا.
(2). قوله [بجریه علیها] كذا بالأَصل و لعل الأَولی بجریها علیه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 269
و فی المثل: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ و دَرَجَ أَی أَكذب الأَحیاء و الأَموات. و قیل: دَرَجَ [دَرِجَ مات و لم یخلف نسلًا، و لیس كل من مات دَرَجَ [دَرِجَ؛ و قیل: دَرَجَ مثل دَبَّ. أَبو طالب فی قولهم: أَحسَنُ مَنْ دَبَّ و دَرَجَ؛ فَدَبَّ مشی و دَرَجَ مات. و‌فی حدیث كعب قال له عمر: لأَیّ ابنی آدم كان النسل؟ فقال: لیس لواحد منهما نسل، أَما المقتول فدَرَجَ، و أَما القاتل فَهَلَكَ نَسْلُه فی الطوفان.دَرَجَ أَی مات، و أَدْرَجَهُم الله أَفناهم. و یقال: دَرَجَ قَرْنٌ بعد قرن أَی فَنَوْا. و الإِدْراجُ: لف الشی‌ء فی الشی‌ء؛ و أَدْرَجَتِ المرأَة صبیها فی مَعاوزها. و الدَّرْجُ: لَفُّ الشی‌ء. یقال: دَرَجْتُه و أَدْرَجْتُه و دَرَّجْتُه، و الرباعی أَفصحها. و دَرَجَ الشی‌ءَ فی الشی‌ء یَدْرُجُه دَرْجاً، و أَدْرَجَه: طواه و أَدخله. و یقال لما طویته: أَدْرَجْتُه لأَنه یطوی علی وجهه. و أَدْرَجْتُ الكتابَ: طویته. و رجل مِدْراجٌ: كثیر الإِدْراجِ للثیاب. و الدَّرْجُ: الذی یُكتب فیه، و كذلك الدَّرَجُ، بالتحریك. یقال: أَنفذته فی دَرْجِ الكتاب أَی فی طَیِّه. و أَدْرَجَ الكتابَ فی الكتاب: أَدخله و جعله فی دَرْجِه أَی فی طیِّه. و دَرْجُ الكتابِ: طَیُّه و داخِلُه؛ و فی دَرْجِ الكتاب كذا و كذا. و أَدْرَجَ المیتَ فی الكفن و القبر: أَدخله. التهذیب: و یقال للخِرَقِ التی تُدْرَجُ إِدراجاً، و تلف و تجمع ثم تدسُّ فی حیاء الناقة التی یریدون ظَأْرَها علی ولد ناقة أُخری، فإِذا نزعت من حیائها حسبت أَنها ولدت ولداً، فیدنی منها ولد الناقة الأُخری فَتَرْأَمُه، و یقال لتلك اللفیفة: الدُّرْجَةُ و الجَزْمُ و الوثیقة. ابن سیدة: و الدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ و خِرَقٌ و غیر ذلك، تدرج و تدخل فی رحم الناقة و دبرها، و تشدّ و تترك أَیاماً مشدودة العینین و الأَنف، فیأْخذها لذلك غَمٌّ مِثْلُ غَمِّ المخاض، ثم یحلُّون الرباط عنها فیخرج ذلك عنها، و هی تری أَنه ولدها؛ و ذلك إِذا أَرادوا أَنْ یَرْأَمُوها علی ولد غیرها؛ زاد الجوهری: فإِذا أَلقته حَلُّوا عینیها و قد هَیَّأُوا لها حُواراً فیُدْنونَه إِلیها فتحسبه ولدها فتَرْأَمُه. قال: و یقال لذلك الشی‌ء الذی یشدّ به عیناها: الغِمامَةُ، و الذی یشدَّ به أَنفها: الصِّقاعُ، و الذی یحشی به: الدُّرْجَةُ، و الجمع الدُّرَجُ؛ قال عمران بن حطان: جَمادٌ لا یُرادُ الرِّسْلُ مِنْها، و لم یُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ و الجَماد: الناقة التی لا لبن فیها، و هو أَصلب لجسمها. و الظِّئار: أَن تعالج الناقة بالغِمامَةِ فی أَنفها لكی تَظْأَرَ؛ و قیل: الظِّئار خرقة تدخل فی حیاء الناقة ثم یعصب أَنفها حتی یمسكوا نفَسها، ثم یحل من أَنفها و یخرجون الدرجة فیلطخون الولد بما یخرج علی الخرقة، ثم یدنونه منها فتظنه ولدها فترأَمه. و فی الصحاح: فتشمه فتظنه ولدها فترأَمه. و الدُّرْجَةُ أَیضاً: خرقة یوضع فیها دواء ثم یدخل فی حیاء الناقة، و ذلك إِذا اشتكت منه. و الدُّرْجُ، بالضم: سُفَیْطٌ صغیر تَدَّخِرُ فیه المرأَةُ طیبها و أَداتَها، و هو الحِفْشُ أَیضاً، و الجمع أَدْراجٌ و دِرَجَةٌ. و‌فی حدیث عائشة: كُنَّ یَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فیها الكُرْسُفُ.قال ابن الأَثیر: هكذا یروی بكسر الدال و فتح الراء، جمع دُرْجٍ، و هو كالسَّقَطِ الصغیر تضع فیه المرأَةُ خِفَّ متاعها و طیبها، و قال: إِنما هو الدُّرْجَةُ تأْنیث دُرْجٍ؛ و قیل: إِنما هی الدُّرجة، بالضم، و جمعها الدُّرَجُ، و أَصله ما یُلف
لسان العرب، ج‌2، ص: 270
و یدخل فی حیاء الناقة و قد ذكرناه آنفاً. التهذیب: المِدْراجُ الناقة التی تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت علی مَضْرَبِها. و دَرَجَتِ الناقةُ و أَدْرَجَتْ إِذا جازت السنة و لم تُنْتَجْ. و أَدْرَجَتِ الناقة، و هی مُدْرِجٌ: جاوزت الوقت الذی ضربت فیه، فإِن كان ذلك لها عادة، فهی مِدْراجٌ؛ و قیل: المِدْراجُ التی تزید علی السنة أَیاماً ثلاثة أَو أَربعة أَو عشرة لیس غیر. و المُدْرِجُ و المِدْراجُ: التی تؤخر جهازها و تُدْرِجُ عَرَضَها و تُلْحِقُه بِحَقَبِها، و هی ضِدُّ المِسْنافِ؛ قال ذو الرمة: إِذا مَطَوْنا حِبال المَیْسِ مُصْعِدَةً، یَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِیج عنی بالمَداریج هنا اللواتی یُدْرِجْنَ عروضهن و یلحقنها بأَحقابهن؛ قال ابن سیدة: و لم یعن المداریج اللواتی تجاوز الحَوْلَ بأَیام. أَبو طالب: الإِدْرَاجُ أَنْ یَضْمُرَ البعیرُ فَیَضْطَرِبَ بطانُه حتی یستأْخر إِلی الحَقَب فَیَسْتَأْخِرَ الحِملُ، و إِنما یُسَنَّفُ بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ. أَبو عمرو: أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ به فی رفق؛ و أَنشد: یا صاحِبَیَّ أَدْرِجا إِدْراجَا، بالدَّلْوِ لا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا و لا أُحِبُّ السَّاقِیَ المِدْراجَا، كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا قال: و تسمی الدال و الجیم الإِجازة. قال الریاشی: الإِدْرَاجُ النَّزْعُ قلیلًا قلیلًا. و یقال: هم دَرْجُ یدك أَی طَوْعُ یدك. التهذیب: یقال فلانٌ دَرْجُ یدیك، و بنو فلان لا یعصونك، لا یثنی و لا یجمع. و الدَّرَّاجُ: النَّمَّامُ؛ عن اللحیانی. و أَبو دَرَّاجٍ: طائر صغیر. و الدُّرَّاجُ: طائر شبه الحَیْقُطانِ، و هو من طیر العراق، أَرقط، و فی التهذیب: أَنقط، قال ابن درید: أَحسبه مولَّداً. و هی الدُّرَجَةُ مثال رُطَبَةٍ، و الدُّرَّجَةُ، الأَخیرة عن سیبویه؛ التهذیب: و أَما الدُّرَجَةُ فإِن ابن السكیت قال: هو طائر أَسود باطنِ الجناحین، و ظاهرهما أَغبر، و هو علی خلقة القطا إِلَّا أَنها أَلطف. الجوهری: و الدُّرَّاجُ و الدُّرَّاجَةُ ضرب من الطیر للذكر و الأُنثی حتی تقول الحَیْقُطانُ فیختص بالذكر. و أَرض مَدْرَجَةٌ أَی ذاتُ دُرَّاجٍ. و الدِّرِّیجُ: شی‌ءٌ یضرب به، ذو أَوتار كالطُّنْبُورِ. ابن سیدة: الدِّرِّیجُ طنبور ذو أَوتار تضرب. و الدَّرَّاج: موضع؛ قال زهیر: بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ و رواه أَهل المدینة: بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم. و دُرَّاجٌ: اسم. و مَدْرَجُ الریح: من شعرائهم، سمی به لبیت ذكر فیه مَدْرَج الریح.

دربج؛ ج2، ص: 270

: دَرْبَجَ فی مشیه و دَرْمَجَ إِذا دبَّ دبیباً؛ و أَنشد: ثُمَّتَ یَمْشِی البَخْتَرَی دُرابِجَا، إِذا مَشَی فی جَنْبِه دُرَامِجَا و هو یُدَرْبِجُ فی مشیه، و هی مِشْیَةٌ سَهْلَةٌ. و رجل دُرَابِجٌ: یختال فی مِشْیَتِهِ.

دردج؛ ج2، ص: 270

: الدَّرْدَجَةُ: ترافق الرجلین بالمَوَدَّةِ. اللیث: الدَّرْدَجَةُ إِذا توافق اثنان بمودَّتهما، قیل: قد دَرْدَجا؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 271
و أَنشد: حتی إِذا ما طاوَعَا و دَرْدَجا و قال غیره: الدَّرْدَجَةُ رِئْمانُ الناقة ولَدَها، و قد دَرْدَجَتْ تُدَرْدِجُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و كُلُّهُنَّ رائِمٌ یُدَرْدِجُ

درمج؛ ج2، ص: 271

: ادْرَمَّجَ الرجلُ الشی‌ءَ: دخل فیه و استتر به. ابن الأَعرابی: دَمَجَ علیهم و ادْرَمَّجَ علیهم، و دَمَرَ علیهم و تَعَلَّی و طلَع، بمعنی واحد. و دَرْبَجَ فی مشیه و دَرْمَجَ إِذا دَبَّ دَبیباً؛ و أَنشد: إِذا مَشَی فی جَنْبِه دُرَامِجا و قد تقدم فی دربج.

دزج؛ ج2، ص: 271

: النهایة لابن الأَثیر‌فی الحدیث: أَدبر الشیطان و له هَزَجٌ و دَزَجٌ؛ قال: قال أَبو موسی: الهَزَجُ صوت الرعد و الذُّبَّانِ. و تَهَزَّجَتِ القوسُ: صَوَّتَتْ عند خروج السهم منها، فیحتمل أَن یكون معناه معنی‌الحدیث الآخر: أَدبر و له ضُراطٌ.قال: و الدَّزَجُ لا أَعرف معناه هاهنا إِلَّا أَن الدَّیْزَجَ مُعَرَّبُ دَیْزَهْ، و هی لون، بین لونین، غیر خالص. قال: و یروی بالراء و سكونها فیهما، فالهَرْجُ: سرعة عدو الفرس و الاختلاط فی الحدیث، و الدَّرْجُ: مصدر دَرَجَ إِذا مات و لم یخلف نسلًا، علی قول الأَصمعی. و درج الصبی هذا حكایة قول أَبی موسی فی باب الدال مع الزای، و عاد فقال فی باب الهاء مع الزای: أَدبر الشیطان و له هَزَجٌ و دَزَجٌ؛ و فی روایة: وَزَجٌ، قیل: الهَزَجُ الرنَّة، و الوَزَجُ دونه.

دسج؛ ج2، ص: 271

: المُدْسِجُ دُویبَّةٌ تَنْسُجُ كالعنكبوت «1».

دعج؛ ج2، ص: 271

: الدَّعَجُ و الدُّعْجَةُ: السَّوادُ؛ و قیل شدَّة السواد. و قیل: الدَّعَجُ شدَّة سواد سواد العین، و شدة بیاض بیاضها؛ و قیل: شدة سوادها مع سعتها؛ قال الأَزهری: الذی قیل فی الدَّعَجِ إِنه شدّة سواد سواد العین مع شدة بیاض بیاضها خطأٌ، ما قاله أَحد غیر اللیث. عَیْنٌ دَعْجاءُ بینة الدَّعَجِ، و امرأَة دَعْجاءُ، و رجل أَدْعَجُ بَیِّنُ الدَّعَجِ؛ قال العجاج یصف انفلاق الصبح: تَسُورُ فی أَعْجَازِ لَیْلٍ أَدْعَجَا أَراد بالأَدعَج: المظلم الأَسود، جعل اللیل أَدْعَجَ لشدّة سواده مع شدة بیاض الصبح. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: فی عینیه دَعَجٌ؛ الدَّعَجُ و الدُّعْجَة السواد فی العین و غیرها؛ یرید أَن سواد عینیه كان شدید السواد؛ و قیل: إِن الدَّعَجَ عنده سواد العین فی شدة بیاضها. دَعِجَ دَعَجاً، و هو أَدْعَجُ، و هو عامٌّ فی كل شی‌ء؛ رجلٌ أَدْعَجُ اللَّوْنِ، و تَیْسٌ أَدْعَجُ العینین و القَرْنَین؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً وحشیّاً و قرنیه: جَرَی أَدْعجُ القَرْنَینِ و العَینِ، واضِحُ الْقَرَی، أَسْفَعُ الخَدَّینِ، بالْبَیْنِ بارِحُ فجعل القَرن أَدعَج كما تری. قال الأَزهری: و لقیت بالبادیة غُلَیِّماً أَسود كأَنه حُمَمَةٌ، و كان یسمی بصیراً، و یلقب دعیجاً لشدة سواده. و الأَدْعَجُ من الرجال: الأَسود: و أَما قول ابن أَحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ علی دَعْجاءِ ذِی عَلَقٍ، یَنْفِی، القَرامِیدَ عَنْها، الأَعْصَمُ الوَقِلُ؟ فهی هضبة؛ عن أَبی عبیدة. و لیل أَدْعَجُ؛ و الدُّعْجَةُ فی اللیل: شدّة سواده. و‌فی حدیث الملاعنة: أَن جاءَتْ به أَدْعَجَ، و فی روایة أُدَیْعِجَ؛ حمل الخطابی هذا الحدیث علی سواد اللون جمیعه، و قال: إِنما
(1). زاد فی القاموس و شرحه: و اندسج الرجل و انسدج: انكب علی وجهه، و المدّسج، بضم فتشدید، كالمنتسج أی بمعناه. الدستجة، بفتح الدال و سكون السین المهملة و فتح المثناة الفوقیة و الجیم: الحزمة و الضغث، فارسی معرّب: یقال دستجة من كذا، و جمعه الدساتج و الدستیج، بكسر المثناة الفوقیة: آنیة تحوّل بالید، و تنقل، فارسی معرب: دستی و الدستینج، بزیادة النون: الیارق، و هو الیارج.
لسان العرب، ج‌2، ص: 272
تأَوَّلناه علی سواد الجلد لأَنه‌قد روی فی خبر الخوارج: آیتهم رَجُلٌ أَدْعَجُ؛ و العرب تسمی أَوّلَ المِحَاقِ الدَّعْجَاءَ، و هی لیلة ثمان و عشرین، و الثانیةَ السِّرارَ، و الثالثةَ الغَلْتَةَ، و هی لیلة الثلاثین. و شَفَةٌ دَعْجاءُ، و لِثَةٌ دَعْجاءُ؛ و الدَّعْجاءُ: لیلة ثمان و عشرین. و‌فی روایة أُخری: آیَتُهم رجلٌ أَسْوَدُ.و الدَّعْجَاءُ: اسم امرأَة، و هی بنت هَیْضَم؛ قال الشاعر: و دَعْجَاءَ قد واصَلْتُ فی بَعْضِ مَرِّها، بِأَبْیَضَ ماضٍ، لیْسَ مِن نَبْلِ هَیْضَمِ و معناه أَنها مرَّت فأَهوی لها بسهم.

دعسج؛ ج2، ص: 272

: الدَّعْسَجَةُ: السُّرْعَةُ. دَعْسَجَ دَعْسَجَةً إِذا أَسرع.

دعلج؛ ج2، ص: 272

: الدَّعْلَجُ: الحِمارُ. و الدَّعْلَجُ: أَلوان الثیاب؛ و قیل: أَلوان النبات؛ و قیل: ضرب من الجَوَالِیقِ و الخِرَجَة. و الدَّعْلَجُ: الجُوَالِقُ الملآن. و الدَّعْلَجُ: النبات الذی قد آزر بعضه بعضاً. و الدَّعْلَجُ: الذئب. و الدَّعْلَجُ: الظُّلْمَةُ. و الدَّعْلَجُ: الذی یمشی فی غیر حاجة. و الدَّعْلَجَةُ: ضرب من المشی. و الدَّعْلَجَةُ: التَرَدُّدُ فی الذهاب و المجی‌ء. و الدَّعْلَجَةُ: لعبة للصبیان یختلفون فیها الجَیْئَةَ و الذَّهابَ؛ قال: باتَتْ كلابُ الحَیِّ تَسْنَحُ بَیْننا، یَأْكُلْنَ دَعْلَجَةً، و یَشْبَعُ مَنْ عَفَا ذكر كثرة اللحم. و یَشْبَعُ من عَفا: و یشبَعُ من یأْتینا. و قد دَعْلَجَ الصبیانُ، و دَعْلَجَ الجُرَذُ، كذلك؛ یقال: إِن الصبیَّ لَیُدَعْلِجُ دَعْلَجَةَ الجُرَذِ، یجی‌ء و یذهب. و‌فی حدیث فتنة الأَزد: إن فلاناً و فلاناً یُدَعْلجَانِ باللیل إِلی دارك لیجمعا بین هذین الغارَّین‌أَی یختلفان. و الدَّعْلَجَةُ: الأَخذ الكثیر؛ و قیل: الأَكْلُ بِنَهْمَةٍ، و به فسر بعضهم: یأْكُلن دَعْلَجَةً، و یشبَعُ من عَفا و الدَّعْلَجُ: الكثیر الأَكل من الناس و الحیوان. و الدَّعْلَجُ: الشابُّ الحسنُ الوجهِ الناعمُ البدَن، و قد سَمَّوا دَعْلَجاً؛ و منه ابن دَعْلَجٍ. سیبویه: و الإِضافة إِلی الثانی لأَن تعرّفه إِنما هو به كما ذكر فی ابن كراع. و دَعْلَجٌ: فَرَسُ عبدِ عَمْرو بنِ شُرَیْحٍ. و دَعْلَجٌ: اسم فرس عامر بن الطفیل؛ قال: أَكُرُّ علیهم دَعْلَجاً، و لَبانُهُ، إِذا ما اشْتَكَی وَقْعَ الرِّماحِ، تَحَمْحَما و دَعْلَجْتُ الشی‌ء إِذا دَحْرَجْتُه.

دلج؛ ج2، ص: 272

: الدُّلْجَةُ: سَیْرُ السَّحَرِ. و الدَّلْجَةُ: سَیْرُ اللیل كلِّه. و الدَّلَجُ و الدَّلَجانُ و الدَّلَجَة، الأَخیرة عن ثعلب: الساعة من آخر اللیل، و الفعل الإِدْلاجُ. و أَدْلَجُوا: ساروا من آخر اللیل. و ادَّلَجُوا: ساروا اللیل كله؛ قال الحطیئة: آثَرْتُ إِدْلاجی علی لَیْلِ حُرَّةٍ، هَضِیمِ الحَشَی، حُسَّانَةِ المُتَجَرَّدِ و قیل: الدَّلَجُ اللیلُ كله من أَوله إِلی آخره، حكاه ثعلب عن أَبی سلیمان الأَعرابی، و قال: أَیَّ ساعة سرت من أَوَّل اللیل إِلی آخره فقد أَدْلَجْتَ، علی مثال أَخْرَجْتَ. ابن السِّكِّیتِ: أَدْلَجَ القومُ إِذا
لسان العرب، ج‌2، ص: 273
ساروا اللیلَ كله، فهم مُدْلِجُونَ. و ادَّلَجُوا إِذا ساروا فی آخر اللیل، بتشدید الدال؛ و أَنشد: إِنَّ لَنا لَسَائِقاً خَدَلَّجا، لمْ یُدْلِجِ اللَّیْلَةَ فیمن أَدْلَجا و یقال: خرجنا بِدُلْجَةٍ و دَلْجَةٍ إِذا خرجوا فی آخر اللیل. الجوهری: أَدْلَجَ القَوم إِذا ساروا من أَول اللیل، و الاسم الدَّلَجُ، بالتحریك. و الدُّلْجَةُ و الدَّلْجَةُ أَیضاً، مثل بُرْهَةٍ من الدهر و بَرْهَةٍ، فإِن ساروا من آخر اللیل فقد ادَّلَجُوا، بتشدید الدال، و الاسم الدَّلْجَةُ و الدُّلْجَةُ. و‌فی الحدیث: علیكم بالدُّلْجَةِ؛ قال: هو سیر اللیل، و منهم مَن یجعل الإِدْلاجَ للیل كله، قال: و كأَنه المراد فی هذا الحدیث لأَنه عقبَه بقوله: فإِن الأَرض تُطْوَی باللیل، و لم یفرق بین أَوله و آخره؛و أَنشدوا لعلیّ، علیه السلام: إِصْبِرْ علی السَّیْرِ و الإِدْلاجِ فی السَّحَرِ، و فی الرَّواحِ علی الحاجاتِ و البُكَرِ فجعل الإِدلاج فی السحر؛ و كان بعض أَهل اللغة یُخَطِّئُ الشَّمَّاخَ فی قوله: و‌تَشْكُو بِعَیْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها، و قِیلَ المُنادِی: أَصْبَحَ القوم، أَدْلِجی و یقول: كیف یكون الإِدْلاج مع الصبح؟ و ذلك وهم، إِنما أَراد الشماخ تشنیع المُنادی علی النُّوّام، كما یقول القائل: أَصبحتم كم تنامون، هذا معنی قول ابن قتیبة، و التفرقة الأُولی بین أَدْلَجْتُ و ادَّلَجْتُ قول جمیع أَهل اللغة إِلَّا الفارسی، فإِنه حكی أَن أَدْلَجْتُ و ادَّلَجْتُ لغتان فی المعنیَین جمیعاً، و إِلی هذا ینبغی أَن یذهب فی قول الشماخ، و قال الجوهری: إِنما أَراد أَن المنادی كان ینادی مرة: أَصْبَحَ القومُ، كما یقال أَصبحتم كم تنامون، و مرة ینادی: أَدْلِجی أَی سیری لیلًا. و الدَّلِیج: الاسم؛ قال ملیح: بِهِ صُوًی تَهْدِی دَلِیجَ الواسِقِ و المُدْلِجُ: القُنْفُذُ لأَنه یُدْلِجُ لیلته جمعاءَ؛ كما قال: فَباتَ یُقاسِی لَیْلَ أَنْقَدَ دائِباً، و یَحْذَرُ بالقُفِّ اخْتلافَ العُجاهِنِ و سمی القنفذ مُدْلِجاً لأَنه لا یَهْدَأُ باللیل سَعْیاً؛ قال رؤبة: قَوْمٌ، إِذا دَمَسَ الظَّلامُ علیهمُ، حَدَجُوا قَنافِذَ بالنَّمِیمةِ تَمْزَعُ و دَلَجَ السَّاقی یَدْلِجُ و یَدْلُجُ، بالضم، دُلُوجاً: أَخذ الغَرْبَ من البئر فجاء بها إِلی الحوض؛ قال: لها مِرْفَقانِ أَفْتَلانِ، كأَنَّما أُمِرَّا بِسَلْمَیْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ و المَدْلَجُ و المَدْلَجَةُ: ما بین الحوض و البئر؛ قال عنترة: كأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئْرٍ، لها فی كلِّ مَدْلَجةٍ خُدُودُ و الدَّالِجُ: الذی یتردَّد بین البئر و الحوض بالدلو یُفْرغُها فیه؛ قال الشاعر: بانَتْ یَداه عن مُشَاشِ والِجِ، بَیْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدّالِجِ و قیل: الدَّلْجُ أَن یأْخذ الدَّلْو إِذا خرجَتْ، فیذهب بها حیث شاء؛ قال: لوْ أَنَّ سَلْمی أَبْصَرَتْ مَطَلِّی تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّی
لسان العرب، ج‌2، ص: 274
التَّعْلیة: أَن یَنْتَأَ بعضُ الطَّیِّ فی أَسفل البئر، فینزل رجل فِی أَسفلها فَیُعَلِّی الدَّلْو عن الحَجَرِ الناتئ. الجوهری و الدَّالِجُ الذی یأْخذ الدلو و یمشی بها من رأْس البئر إِلی الحوض حتی یفرغها فیه. و یقال للذی ینقل اللبنَ إِذا حُلبت الإِبل إِلی الجفانِ: دالِجٌ. و العُلْبَةُ الكبیرة التی یُنقل فیها اللَّبَنُ، هی المَدْلَجَةُ. و دَلَجَ بِحِمْلِهِ یَدْلِجُ دَلْجاً وَ دُلُوجاً، فهو دَلُوجٌ: نهض به مُثْقَلًا؛ قال أَبو ذؤیب: و ذلك مَشْبُوحُ الذِّراعَیْنِ خَلْجَمٌ، خَشُوفٌ بأَعْراضِ الدِّیارِ، دَلُوجُ و الدَّوْلَجُ و التَّوْلَجُ: الكِناس الذی یتخذه الوحش فی أُصول الشجر، الأَصل: وَوْلَج، فقلبت الواو تاءً ثم قلبت دالًا؛ قال ابن سیدة: الدال فیها بدل من التاءِ عند سیبویه، و التاءُ بدل من الواو عنده أَیضاً. قال ابن سیدة: و إِنما ذكرته فی هذا المكان لغلبة الدال علیه، و أَنه غیر مستعمل علی الأَصل؛ قال جریر: مُتَّخِذاً فی ضَعَواتٍ دَوْلَجا و یروی … تَوْلَجا؛ و قال العجاج: و اجْتابَ أُدْمانُ الفَلاةِ الدَّوْلَجا و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا أَتاه فقال: لقیتنی امرأَة أُبایعها فأَدخلتها الدَّوْلَج؛ الدَّوْلَجُ: المَخْدَعُ، و هو البیت الصغیر داخل البیت الكبیر. قال: و أَصل الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ لأَنه فَوْعَلٌ من وَلَجَ یَلِجُ إِذا دخل، فأَبدلوا من التاءِ دالًا، فقالوا دَوْلَجٌ. و كل ما وَلَجْتَ من كَهْف أَو سَرَبٍ، فهو تَوْلَجٌ و دَوْلَجٌ؛ قال: و الواو زائدة. و قد جاءَ الدَّوْلَجُ فی حدیث إِسلام سَلْمان، و قالوا: هو الكِناسُ مأْوی الظِّباءِ. و الدَّوْلَجُ: السَّرَبُ، فَوْعَلٌ، عن كُراع، و تَفْعَلٌ، عند سیبویه، داله بدل من تاء. و دَلْجَةٌ و دَلَجَةٌ و دَلَّاجٌ و دَوْلَجٌ: أَسماءٌ. و مُدْلِجٌ: رجل؛ قال: لا تَحْسِبی دَراهِمَ ابْنی مُدْلِجِ تأْتیكِ، حتی تُدْلِجِی و تَدْلُجِی و تَقْنَعِی بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، و بالثُّمام و عُرام العَوْسَجِ و مُدْلِجٌ: أَبو بَطْنٍ. و مُدْلِجٌ، بضم المیم: قبیلة من كنانة و منهم القافَةُ. و أَبو دُلَیْجَة: كنیة؛ قال أَوس: أَبا دُلَیْجَةَ مَنْ تُوصی بأَرْمَلَةٍ؟ أَمْ مَنْ لأَشْعَثَ ذی طِمْرَیْنِ مِمْحالِ؟ و التُّلَجُ: فرخ العقاب، أَصله دُلَجٌ.

دمج؛ ج2، ص: 274

: دَمَجَ الأَمْرُ یَدْمُجُ دُمُوجاً: استقام. و أَمْرٌ دُماج و دِماج: مستقیم. و تَدامَجوا علی الشی‌ءِ: اجْتَمَعوا. و دامجه علیهم «2» دِماجاً: جامعه. و صُلْح دِماجٌ و دُماجٌ مُحْكَمٌ قَویٌّ. و أَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجاد فَتْلَه؛ و قیل: أَحْكَمَ فَتْلَه فی رِقَّةٍ؛ و قوله: إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصالِ مُدْمَشُ إِنما أَراد مُدْمَجُ، فأَبدل الشین من الجیم لمكان الرَّویِّ. و دَمَجَتِ الماشِطَةُ الشعر دَمْجاً، و أَدْمَجَتْه: ضَفَرَتْه.
(2). قوله [دامجه علیهم إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 275
و رجل مُدْمَجٌ و مُنْدَمِجٌ: مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ؛ و نسوة مُدْمَجاتُ الخَلْقِ و دُمَّجٌ: كالحبل المُدْمَج؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و اللهِ لَلنَّوْمُ وبِیضٌ دُمَّجُ، أَهْوَنُ من لَیْلِ قِلاصٍ تَمْعَجُ «1» قال ابن سیدة: و لم نجد لها واحداً؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً علی الخَنا، وما ذاكُمو من شِیمَتی بسَبِیلِ هو من قولك: أَدْمَجَ الحبلَ إِذا أَحكم فتله أَی یُظْهِرْنَ وصْلًا مُحْكَمَ الظاهر فاسدَ الباطن. اللیث: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، و كذلك الأَعضاءُ مُدْمَجَة، كأَنها أُدْمِجَتْ و مُلِسَتْ كما تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ المرأَة إِذا ضفرت ذوائبها؛ و كلُّ ضفیرة منها علی حِیالِها تسمی دَمَجاً واحداً. و تَدامَجَ القومُ علی فلان تَدامُجاً إِذا تضافروا علیه و تعاونوا. و صلح دُماج، بالضم: مُحْكَمٌ؛ قال ذو الرمة: و إِذ نَحْنُ أَسْبابُ المَوَدَّةِ بَیْنَنا دُماجٌ قُوَاها، لم یَخُنْها وَصُولُها أَبو عمرو: الدُّماجُ الصُّلْحُ علی غیر دَخَنٍ. الأَزهری فی ترجمة دجم: و دَجَمَ الرجلَ: صاحَبَهُ. و یقال: فلان مُدَاجِمٌ لفلان و مُدامِجٌ له. و المُدامَجَةُ: مثل المُداجاةِ؛ و منه الصلح الدُّماجُ، بالضم، و هو الذی كأَنه فی خَفاءٍ، و یقال: هو التَّامُّ المحكم. و دِماجُ الخَطِّ: مُقاربته منه. و كلُّ ما فُتِلَ فقد أُدْمِجَ. و مَتْنٌ مُدْمَجٌ: بَیِّنُ الدُّمُوجِ: مُمَلَّسٌ، و هو شاذ لأَنه لا یُعرف له فعل ثلاثی غیر مزید. و أَدْمَجَ الفرسَ: أَضْمَرَهُ. و الدُّموج: الدُّخول. الجوهری: دَمَجَ الشی‌ءُ دُموجاً إِذا دخل فی الشی‌ءِ و استحكم فیه، و كذلك انْدَمَجَ و ادَّمَجَ، بتشدید الدال، و ادْرَمَّجَ، كل هذا إِذا دخل فی الشی‌ءِ و استتر فیه. و أَدْمَجْتُ الشی‌ءَ إِذا لففته فی ثوب. و الشی‌ءُ المُدْمَجُ: المُدْرَجُ مع ملاسته. و‌فی الحدیث: من شق عصا المسلمین و هم فی إِسلامٍ دامجٍ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام من عنقه؛ الدَّامِجُ: المجتَمِعُ. و الدُّموجُ: دخول الشی‌ءِ فی الشی‌ءِ؛ و منه‌حدیث زینب: أَنها كانت تكره النَّقْطَ و الإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ الید دَمْجاً فی الخِضاب‌أَی تعم جمیع الید؛ و منه‌حدیث علیّ، علیه السلام: بل انْدَمَجْتُ علی مَكنونِ علْمٍ، لو بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم اضْطِرابَ الأَرْشِیَةِ فی الطَّوِیِّ البَعیدَةِ؛ أَی اجتمعتُ علیه و انطویتُ و اندرجتُ. و‌فی الحدیث: سبحان من أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ و الهَمَجة.و دَمَج فی البیت یَدْمُجُ دُمُوجاً: دخل. التهذیب: دَمَجَ علیهم و دَمَرَ و ادْرَمَّجَ و تَغَلَّی علیهم، كل بمعنی واحد. و دَمَجَ الرجلُ فی بیته و الظبی فی كِناسِهِ و انْدَمَجَ: دَخَلَ. و رجل دُمَّیْجَةٌ: متداخل، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لَسْتُ بِدُمَّیْجَةٍ فی الفِراش، وَ وَجَّابَةٍ یَحْتَمِی أَن یُجِیبا أَبو الهیثم قال: مفعال لا تدخل فیه الهاء، قال: و قد جاءَ حرفان نادران: المِدْماجَةُ، و هی العمامة؛ المعنی أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نعت للعمامة. و یقال: رجل مِجْدامَةٌ إِذا كان قاطعاً للأُمور؛
(1). قوله [و الله للنوم إلخ] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و كتب بهامش الأَصل كذا: و الله لا النوم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 276
قال أَبو منصور: هذا مأْخوذ من الجَدْمِ، و هو القطع؛ و أَنشد: و لَسْتُ بِدُمَّیْجَةٍ فی الفِراش مأْخوذ من ادَّمَجَ فی الشی‌ءِ إِذا دخل فیه. و ادَّمَجَ فی الشی‌ءِ ادِّماجاً و انْدَمَجَ انْدِماجاً إِذا دخل فیه. و نَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَی مُدَوَّرٌ. و لیلة دامِجَةٌ: مظلمة. و لیلٌ دامِجٌ أَی مظلم. و دَمَجَتِ الأَرنبُ تَدْمُجُ دُمُوجاً فی عدوها: أَسرعت، و هو سرعة تقارب قوائمها فی الأَرض؛ و فی المحكم: أَسرعت و قاربت الخَطْوَ، و كذلك البعیر إِذا أَسرع و قارب خَطْوَه فی المَنْحاةِ؛ أَنشد ثعلب: یُحْسِنُ فی مَنْحاتِه الهَمالِجا، یُدْعی هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا أَبو زید: یقال هو علی تلك الدَّجْمَةِ و الدَّمْجَةِ أَی الطریقة. و المُدْمَجُ: القِدْحُ؛ و قال الحرث بن حِلِّزَة: أَلْفَیتَنا للضَّیْفِ خَیْرَ عَمارَةٍ [عِمَارَةٍ، إِلَّا یَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ یقول: إِن لم یكن لبن أَجَلْنا القِدْحَ علی الجَزُور فنحرناها للضیف.

دملج؛ ج2، ص: 276

: الدَّمْلَجَةُ: تسویة الشی‌ءِ كما یُدَمْلَجُ السِّوارُ. و‌فی حدیث خالد بن مَعْدانَ: دَمْلَجَ الله لُؤْلُؤَةً؛ دَمْلَجَ الشَّی‌ءَ إِذا سوَّاه و أَحسن صنعته. و الدُّمْلُجُ «1» و الدُّمْلُوجُ: المِعْضَدُ من الحُلیِّ، و یقال: أَلْقی علیه دَمالِیجَهُ. اللحیانی: دُمْلِجَ جِسْمُه دَمْلَجَةً أَی طُویَ طَیّاً حتی أَكثر لحمه: و أَنشد ابن الأَعرابی: و البِیضُ فی أَعْضادِها الدَّمالِیجْ و مُعْطِیاتٌ بُدَّلٌ فی تَعْویجْ و الدَّمالِیجُ: الأَرَضُونَ الصِّلابُ. و المُدَمْلَجُ: المُدْرَجُ الأَمْلَسُ؛ قال الراجز: كأَنَّ منها القَصَبَ المُدَمْلَجا سُوقٌ مِنَ البَرْدیِّ ما تَعَوَّجا و الدُّمْلُجُ و الدُّمْلوجُ: الحَجَرُ الأَمْلَس. و دُمْلُجٌ: اسم رجل، قال: لا تَحْسِبی دَراهِمَ ابْنی دُمْلُجِ تأْتِیكِ، حتی تُدْلِجِی و تَدْلُجی

دمهج؛ ج2، ص: 276

: الدَّمْهَجُ و الدُّماهِجُ: العَظیم الخَلْقِ من كل شی‌ءٍ كالدُّناهِجِ.

دنج؛ ج2، ص: 276

: الدُّنُجُ: العُقَلاءُ من الرجال. أَبو عمرو: الدِّناجُ إِحْكامُ الأَمر و إِتْقانُه.

دنهج؛ ج2، ص: 276

: الدَّنْهَجُ و الدُّناهِجُ: العظیم الخَلْقِ من كلِّ شی‌ءٍ كالدُّماهِجِ. و بعیر دُناهِجٌ: ذو سَنامَیْنِ.

دهرج؛ ج2، ص: 276

: الدَّهْرَجَةُ: السرعة فی السیر.

دهمج؛ ج2، ص: 276

: الدَّهْمَجَةُ: مَشْیُ الكبیر كأَنه فی قیدٍ؛ و قیل: هو المشی البطی‌ءُ، و قد دَهْمَجَ یُدَهْمِجُ. و بعیر دُهامِجٌ یقارب الخَطْو و یُسْرعُ؛ و قیل: هو ذو سَنامین كدُهانِجٍ، قال ابن سیدة: و أُراه بدلًا. و الدَّهْمَجُ: السیر الواسع. الأَصمعی: یقال للبعیر إِذا قارب الخطو و أَسرع: قد دَهْمَجَ یُدَهْمِجُ؛ و أَنشد: و عَیْر لها من بَناتِ الكُدادِ، یُدَهْمِجُ بالْوَطْبِ و المِزْوَدِ
(1). قوله [و الدملج] بضم فسكون، و اللام تفتح و تضم كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 277
الكُدادُ: فحل معروف من الحمیر، مثل الجَدیلِ و شَذْقَمٍ من الإِبل؛ قال ابن بری صواب إِنشاده: حِمار لَهُمْ مِن بناتِ الكُدادِ و قبله: بأَخْیَلَ منهم، إِذا زَیَّنوا بِمَغْرَتِهِمْ حاجِبَیْ مُؤْجِدِ و المؤْجِد: فحل من الحمیر عندهم معروف؛ یرمیهم بتربیة الحمیر و نتاجِها.

دهنج؛ ج2، ص: 277

: بعیر دُهانِجٌ: سریع؛ قال العجاج یشبِّه به أَطراف الجبل فی السراب: كأَنَّ رَعْنَ الآلِ منه فی الآل، إِذا بَدا، دُهانِجٌ ذو أَعْدال و قد دَهْنَجَ إِذا أَسْرَع مع تَقارُبِ خَطْوٍ؛ قال الفرزدق: و عَیْر لها من بَناتِ الكُدادِ، یُدَهْنِجُ بالقَعْوِ و المِزْوَدِ «1» الأَصمعی: الدُّهامِجُ و الدُّهانِجُ البعیر الذی یقارب الخطو و یسرع. و الدَّهْنَجَةُ: ضرب من الهَمْلَجَةِ. و بعیر دُهانِجٌ: ذو سنامین. و الدَّهْنَجُ: حَصًی أَخْضَرُ تُحلَّی به الفُصوص؛ و فی التهذیب: تُحَكُّ منه الفُصوص، قال: و لیس من محض العربیة؛ قال الشماخ: یَمْشِی مبادلها الفِرِنْدُ و هبرر «2»، حَسَنُ الْوَبِیصِ، یَلُوح فیه الدَّهْنَجُ و الدَّهْنَجُ و الدُّهانِجُ: العظیم الخَلْقِ من كل شی‌ءٍ. و الدُّهانِجُ: البعیر الفالِجُ ذو السَّنامَیْنِ، فارسی معرَّب. و الدَّهَنَجُ، بالتحریك «3»: جوهر كالزُّمُرُّذِ.

دوج؛ ج2، ص: 277

: الدُّوَّاجُ: ضربٌ من الثیاب؛ قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً صحیحاً، و لم یفسره. و قالوا الحاجةُ و الدَّاجَةُ، حكاه الزجاجی قال: فقیل: الداجةُ الحاجة نفسها، و كرر لاختلاف اللفظین؛ و قیل: الدَّاجَةُ أَخف شأْناً من الحاجة؛ و قیل: الداجة إِتباع للحاجة؛ قال ابن سیدة: و إِنما حكمنا أَن أَلفها واو لأَنه لا أَصل لها فی اللغة یعرف به أَلفه فحمْله علی الواو أَولی، لأَن ذلك أَكثر علی ما وصَّانا به سیبویه. و‌جاءَ رجل إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: ما تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ و لا داجَةٍ إِلا أَتَیْتُ؛ أَراد أَنه لم یدع شیئاً دعته إِلیه نفسه من الشهوات إِلا أَتاها. و یقال: داجة إِتباع لحاجة كما یقال: حَسَنٌ بَسَنٌ. و یقال: الدَّاجَة ما صَغُرَ من الحوائج، و الحاجة: ما عَظُمَ منها، و یروی بتشدید الجیم و قد تقدم. ابن الأَعرابی: داجَ الرجلُ یَدُوج دَوْجاً إِذا خَدَمَ.

دیج؛ ج2، ص: 277

: الدَّیَجانُ: الكبیر من الجَرادِ؛ حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: داجَ الرجلُ یَدیجُ دَیْجاً و دَیَجاناً إِذا مشی قلیلًا. شمر: الدَّیَجانُ الحواشی الصغار؛ و أَنشد: باتَتْ تُداعی قَرَباً أَفایِجَا بالخَلِّ، تَدْعُو الدَّیَجانَ الدَّاجِجا «4»

فصل الذال المعجمة؛ ج2، ص: 277

اشارة

(1). قوله [یدهنج بالقعو] الذی تقدم یدهنج بالوطب، و لعله روی بهما. و الوطب: سقاء اللبن. و القعو: البكرة أَو المحور من الحدید، كما فی القاموس. (2). لم نجد لفظة هبرر فی المعاجم. (3). قوله [و الدهنج بالتحریك] عبارة القاموس: الدهنج كجعفر، و یحرك. قال شارحه: قال شیخنا توالی أربع حركات لا یعرف فی كلمة عربیة. (4). قوله [بالخل] أَی الطریق من الرمل، و تقدم فی دجج بدل هذا الشطر: تدعو بذاك الدججان الدارجا فلعلهما روایتان.
لسان العرب، ج‌2، ص: 278‌

ذأج؛ ج2، ص: 278

: ذَئِجَ من الشراب و ذَأَجَ یَذْأَجُ ذَأْجاً و ذَأَجاً: أَكثَرَ. و الذَّأْجُ: الجَرْعُ الشدید. و الذَّأْجُ: الشُّربُ؛ عن أَبی حنیفة. و ذَأَجَ إِذا أَكثر من شرب الماءِ. و ذَأَجَ الماءَ یَذْأَجُه ذَأْجاً إِذا جَرَعَه جَرْعاً شدیداً؛ قال: خَوامِصاً یَشْرَبْنَ شُرْباً ذَأْجَا، لا یَتَعَیَّفْنَ الأُجاجَ المَأْجَا و ذَئِجَ من الشراب و من اللبن أَو ما كان إِذا أَكثر منه. الفراءُ: ذَئِجَ و ضَئِمَ و صَئِبَ و قَئِبَ إِذا أَكثر من شرب الماء. التهذیب: و ذَأَجَ إِذا شرب قلیلًا. و ذَأَجَ السِّقاءَ ذَأْجاً: خرقه. و ذَأَجَهُ ذَأْجاً: نفخه؛ و قال الأَصمعی: إِذا نَفَخْتَ فیه تَخَرَّقَ أَو لم یتخرق. و ذَأَجَ النارَ ذَأْجاً و ذَأَجاً: نَفَخَها، و قد روی ذلك بالحاءِ. و ذَأَجَهُ ذَأْجاً و ذَأَجاً: قَتَلَه؛ عن كراع. التهذیب: و ذَأَجَه إِذا ذبحه.

ذبج؛ ج2، ص: 278

: الذُّوباجُ: مقلوب عن الجُوذابِ، و هو الطعام الذی یُشَرَّحُ. فی ترجمة جذب: حكی یعقوب أَن رجلًا دخل علی یزید بنِ مِزْیَدٍ فأَكل عنده طعاماً، فخرج و هو یقول: ما أَطْیَبَ ذُوباجَ الأَرُزِّ بِجآجئِ الإِوَزِّ یرید ما أَطیب جُوذَابَ الأُرْزِ بصُدُور البَطِّ.

ذجج؛ ج2، ص: 278

: التهذیب: ابن الأَعرابی: ذَجَّ الرجلُ إِذا قَدِمَ من سفر، فهو ذاجٌّ. أَبو عمرو: ذَجَّ إِذا شَرِبَ.

ذحج؛ ج2، ص: 278

: الذَّحْجُ: كالسَّحْجِ سَواءً. و قد ذَحَجَه و ذَحَجَتْهُ الریح: جَرَّته من موضع إِلی موضع و حركته. و ذَحَجَهُ ذَحْجاً: عَرَكَهُ، و الدال لغة و قد تقدم. و ذَحَجَتِ المرأَة بولدها: رمت به عند الولادة. و أَذْحَجَتِ المرأَة علی ولدها: أَقامت. و مَذْحِجٌ: مالِكٌ و طیئٌ، سمِّیا بذلك لأَن أُمهما لما هلك بعلها أَذْحَجَتْ علی ابْنَیْها طَیِّئٍ و مالكٍ هذین، فلم تتزوَّجْ بَعْدَ أُدَدٍ. روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی، قال: وَلَدَ أُدَدُ بنُ زیدِ بنِ مُرَّةَ بنِ یَشْجُبَ مُرَّةَ و الأَشْعَرَ، و أُمُّهما دَلَّةُ بِنْتُ ذی مَنْجِشَانَ الحمیری فهلكت، فَخَلَفَ علی أُختها مُدِلَّةَ فولدت مالكاً و طَیِّئاً و اسمه جَلْهَمَةُ، ثم هلَكَ أُدَدُ فلم تتزوج مُدِلَّةُ، و أَقامت علی ولدیها مالك و طَیِّئٍ مَذْحِجاً. و مَذْحِجٌ: اسم أَكَمَةٍ، قیل بها سمیت أُمُّ مالكٍ و طَیِّئٍ مَذْحِجاً ثم صار اسماً للقبیلة؛ قال ابن سیدة: و الأَوَّل أَعرف. و قال الجوهری فی فصل المیم من حرف الجیم مذحج ترجمةً، قال فی نصها: مذحج مثال مسجد أَبو قبیلة من الیمن و هو مَذْحِجُ ابنُ یُحابِرَ بنِ مالكِ بن زَیْدِ بن كهْلانَ بن سَبَإ. قال سیبویه: المیم من نفس الكلمة، هذا نص الجوهری. و وجدتُ فی حاشیة النسخة ما صورته: هذا غلطٌ منه علی سیبویه، إِنما هو مَأْجَجٌ جعل میمها أَصلًا كمَهْدَدٍ، لولا ذلك لكان مَأَجًّا و مَهَدًّا كَمَفَرٍّ، و فی الكلام فَعْلَلٌ جَعْفَرٌ و لیس فیه فَعْلِلٌ، فَمَذْحِجٌ مَفْعِلٌ لیس إِلَّا، و كَمَذْحِجٍ مَنْبِجٌ یحكم علی زیادة المیم بالكثرة و عدم النظیر.

ذرج؛ ج2، ص: 278

: أَذْرُجُ: مدینة السَّرَاةِ؛ و قیل: إِنما هی أَدْرُح «1».

ذعج؛ ج2، ص: 278

: الذَّعْجُ: الدَّفْعُ الشدید و ربما كنی به عن النكاح. یقال: ذَعَجَها یَذْعَجُها ذَعْجاً. قال الأَزهری: لم أَسمع الذَّعْجَ لغیر ابن درید و هو من مناكیره.
(1). قوله [و قیل إِنما هی أَدرح] أَی بالدال و الحاء المهملتین، و انظر یاقوت، فإِنه صوب هذا القیل و خطأ ما قبله و أَطال فی ذلك.
لسان العرب، ج‌2، ص: 279‌

ذلج؛ ج2، ص: 279

: ذَلَجَ الماءَ فی حلقه: جَرَعَهُ و كذلك زَلَجَهُ.

ذوج؛ ج2، ص: 279

: ذَاجَ الماءَ ذَوْجاً: جَرَعَهُ جَرْعاً شدیداً. و ذَاجَ یَذُوجُ ذَوْجاً: أَسرع، الأَخیرة عن كراع.

ذیج؛ ج2، ص: 279

: ذاجَ یَذِیجُ ذَیْجاً: مرَّ مرّاً سریعاً، عن كراع.

ذیذج؛ ج2، ص: 279

: التهذیب فی الرباعی: شمر: الذَّیْذَجَانُ الإِبل تَحْمِلُ حُمُولَةَ التُّجَّارِ؛ و أَنشد: إِذا وجَدْتَ الذَّیْذَجانَ الدَّارِجَا، رأَیْتَهُ فی كلِّ بَهْوٍ دامِجَا

فصل الراء؛ ج2، ص: 279

ربج؛ ج2، ص: 279

: التَّرَبُّجُ: التَّحَیُّرُ. و رجلٌ رَباجِیٌّ: یفتخر بأَكثر من فعله، قال: و تَلْقَاهُ رَبَاجِیًّا فَخُورَا و الرَّوْبَجُ: درهمٌ یتعامل به أَهل البصرة، فارسیٌّ دخیل. ابن الأَعرابی: أَبْرَجَ الرجلُ إِذا جاء ببَنینَ مِلاحٍ، و أَرْبَجَ إِذا جاء ببنین قِصَارٍ. أَبو عمرو: الرَّبْجُ الدرهم الصغیر، الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً ینشد و نحن یومئذ بالصَّمَّان: تَرْعَی من الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجاً، مِنْ صِلِّیَانٍ، و نَصِیًّا رَابِجَا، و رُغُلًا باتَتْ به لَوَاهِجَا قال: فسأَلته عن الرابِجِ، فقال: المُمْتَلِئُ الرَّیَّانُ، قال: و أَنشدنیه أَعرابی آخر فقال: و نَصِیًّا رابجا، و هو الكثیف الممتلئ، قال: و فی هذه الأُرجوزة: و أَظْهَرَ الماءُ لَهَا رَوَابِجَا یصف إِبلًا وردت ماء عِدًّا فَنَفَضَتْ جِرَرَها، فلما رَوِیَتْ انْتفختْ خواصرها و عظمت، فهو معنی قوله روابجا. الجوهری: الرَّباجَةُ البَلادَةُ، و منه قول أَبی الأَسود العِجْلِیِّ: و قُلْتُ لِجارِی مِن حَنیفةَ: سِرْ بِنا نُبَادِرْ أَبا لَیْلَی، و لم أَتَرَبَّجِ أَی و لم أَتَبَلَّد.

رتج؛ ج2، ص: 279

: الرَّتَجُ و الرِّتاجُ: البابُ العظیم؛ و قیل: هو الباب المُغْلَقُ. و قد أَرْتَجَ البابَ إِذا أَغلقه إِغلاقاً وثیقاً؛ و أَنشد: أَ لم تَرَنی عاهَدْتُ رَبِّی، و إِنَّنی لَبَیْنَ رِتَاجٍ مُقْفَلٍ و مَقَامِ و قال العجاج: أَو تَجْعَلِ البَیْتَ رِتاجاً مُرْتَجَا و منه رِتاجُ الكعبة؛ قال الشاعر: إِذا أَحْلَفُونی فی عُلَیَّةَ، أُجْنِحَتْ یَمِینی إِلی شَطْرِ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ و قیل: الرِّتاجُ البابُ المُغْلَقُ و علیه بابٌ صغیر. و‌فی الحدیث: إِن أَبواب السماء تُفتح و لا تُرْتَجُ‌أَی لا تُغْلق؛ و فیه‌أَمرنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بإِرْتاجِ الباب‌أَی إِغلاقه. و‌فی الحدیث: جَعَلَ مالَه فی رِتاجِ الكعبة‌أَی فیها فكنی عنها بالباب، لأَن منه یُدخل إِلیها؛ و جمع الرِّتاجِ رُتُجٌ. و‌فی حدیث مجاهد عن بنی إِسرائیل: كانَتِ الجَرادُ تأْكل مسامیر رُتُجِهِمْ‌أَی أَبْوابهِم. و‌فی حدیث قُسٍّ: و أَرضٌ ذاتُ رِتاجٍ.و المَرَاتِجُ: الطُّرقُ الضیِّقة؛ و قول جَنْدَلِ بنِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 280
المُثَنَّی: فَرَّجَ عَنْها حَلَقَ الرَّتائِجِ إِنما شبه ما تعلق من الرحم علی الولد بالرِّتاجِ الذی هو الباب. و رَتَجَهُ و أَرْتَجَهُ: أَوْثَقَ إِغلاقَه، و أَبی الأَصمعی إِلَّا أَرْتَجَه. ابن الأَعرابی: یقال لأَنْفِ البابِ: الرِّتاجُ، وَ لِدَرَوَنْدِهِ: النِّجافُ. و لِمِتْراسِهِ: القُنَّاحُ. و المِرْتاجُ: المِغْلاقُ. و أُرْتِجَ علی القارئ، علی ما لم یُسَمَّ فاعله، إِذا لم یقدر علی القراءة، كأَنه أُطْبِقَ علیه كما یُرْتَجُ البابُ؛ و كذلك ارْتُتِجَ علیه، و لا تقل «1» ارْتُجَّ علیه، بالتشدید. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه صلی بهم المغرب فقال: وَ لَا الضّٰالِّینَ، ثم أُرْتِجَ علیه‌أَی اسْتُغْلِقَتْ علیه القراءةُ. و فی التهذیب: أُرْتِجَ علیه و ارْتُجَّ، و رَتِجَ فی منطقه رَتَجاً: مأْخوذ من الرِّتاجِ، و هو الباب. و أَرْتَجْتُ البابَ: أَغْلَقْتُه. و أُرْتِجَ علیه: اسْتُغْلِقَ علیه الكلام، و أَصله بالكسر، من ذلك. و أَرْتَجَتِ النَّاقةُ، و هی مُرْتِجٌ، إِذا قَبِلَتْ ماءَ الفحل فَأَغْلَقَتْ رَحِمَها علیه؛ أَنشد سیبویه: یَحْدُو ثمانیَ مُولَعاً بِلِقَاحِها، حتی هَمَمْنَ بِزَیْغَةِ الإِرْتاجِ و أَرْتَجَتِ الأَتانُ إِذا حَمَلَتْ، فهی مُرْتِجٌ؛ قال ذو الرمة: كَأَنَّا نشُدُّ المَیْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ من الحُقْبِ، أَسْفَی حَزْنُها و سُهُولُها «2» و ناقةٌ رِتاجُ الصَّلا إِذا كانت وثِیقَةً وَثِیجَةً؛ قال ذو الرمة: رِتاجُ الصَّلا، مَكْنوزَةُ الحَاذِ یَسْتَوِی، علی مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ، شَلِیلُها قال الأَزهری: یقال للحامل مُرْتِجٌ لأَنها إِذا عَقَدَتْ علی ماء الفحل، انْسَدَّ فَمُ الرَّحِم فلم یدخله، فكأَنها أَغلقته علی مائه. و أَرْتَجَتِ الدَّجَاجَةُ إِذا امْتَلأَ بَطْنها بیضاً و أَمْكَنَتِ البَیْضَةَ كذلك. و الرِّتاجَةُ: كلُّ شِعْبٍ ضَیِّقٍ كأَنه أُغلق من ضیقه؛ قال أَبو زبید الطائی: كأَنَّهُمْ صادَفُوا دونی به لَحِماً، ضافَ الرِّتاجَةَ فی رَحْلٍ تَباذِیرِ و سَیْر رَتِجٌ: سَرِیعٌ؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَیَّةَ یصف سحاباً: فَأَسْأَدَ اللَّیْلَ إِرْقاصاً و زَفْزَفَةً، و غَارَةً وَ وَسِیجاً غَمْلَجاً رَتِجَا أَبو عمرو: تَرَجَ إِذا اسْتتر، و رَتِجَ إِذا أَغْلَقَ «3» كلاماً أَو غیره. الفراء: بَعِلَ الرجلُ و رَتِجَ و رَجِیَ و غَزِلَ، كل هذا إِذا أَراد الكلام فأُرْتِجَ علیه. و یقال: أُرْتِجَ علی فلان إِذا أَراد قولًا أَو شعراً، فلم یصل إِلی تمامه. و یقال: فی كلامه رَتَجٌ أَی تتعتع. و الرَّتَجُ: استغلاق القراءة علی القارئ. یقال: أُرْتِجَ علیه و ارْتُجَّ علیه، و اسْتُبْهِمَ علیه. التهذیب: قال شمر: من ركب البحر إِذا أَرْتَجَ،
(1). قوله [و لا تقل إلخ] عن بعضهم أَن له وجهاً، و أَن معناه: وقع فی رجة، و هی الاختلاط. كذا بهامش النهایة و یؤیده عبارة التهذیب بعد. (2). قوله [كأنا نشد المیس إلخ] الذی فی الأَساس: كأنا نشد الرحل فوق إلخ و كأنهما روایتان إذ المیس هو الرحل كما فی شرح القاموس. (3). قوله [ترج إِذا استتر] بابه كتب. [و رتج إذا أغلق إلخ] بابه فرح، كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 281
فقد برئت منه الذمة، و قال: هكذا قیده بخطه. قال: و یقال: أَرْتَجَ البحرُ إِذا هاج؛ و قال الغِتْریفیُّ: أَرْتَجَ البحرُ إِذا كثر ماؤُه فَعَمَّ كلَّ شی‌ء. قال، و قال أَخوه: السنة تُرْتِجُ إِذا أَطْبَقَتْ بالجدْب، و لم یجد الرجل مخرجاً، و كذلك إرْتاجُ البحر لا یجد صاحبه منه مخرجاً؛ و إِرْتاجُ الثلج: دوامُه و إِطباقُه؛ و إِرتاجُ الباب، منه. قال: و الخِصْبُ إِذا عمَّ الأَرض فلم یغادر منها شیئاً، فقد أَرْتَجَ؛ و أَنشد: فی ظُلْمَة من بَعِیدِ القَعْرِ مُرْتاجِ و فی الحدیث ذكر راتج، بكسر التاء، و هو أُطُمٌ من آطام المدینة كثیر الذِّكر فی الحدیث و المغازی.

رجج؛ ج2، ص: 281

: الرَّجاجُ، بالفتح: المهازیل من الناس و الإِبل و الغنم؛ قال القُلاخُ بنُ حَزْنٍ: قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ، فَدَمَّرَتْ بَقِیَّةَ الرَّجاجِ مَحوَة: اسم علم لریح الجَنُوب. و العجاج: الغبار. و دَمَّرَت: أَهلكت. و نعجة رَجَاجَةٌ: مهزولة. و الإِبل رَجْراجٌ، و ناس رَجْراجٌ: ضُعَفَاء لا عقول لهم. الأَزهری فی أَثناء كلامه علی هملج؛ و أَنشد: أَعطی خَلیلی نَعْجَةً هِمْلاجَا رَجَاجَةً، إِنَّ لها رَجَاجَا قال: الرَّجاجة الضعیفة التی لا نِقْیَ لها؛ و رجال رَجَاجٌ: ضعفاء. التهذیب: الرَّجاجُ الضُّعَفاءُ من الناس و الإِبل؛ و أَنشد: أَقْبَلْنَ، مِنْ نِیرٍ و مِنْ سُواجِ، بالقَوْمِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ، یَمْشُونَ أَفْواجاً إِلی أَفْوَاجِ، مَشْیَ الفَرَارِیجِ مع الدَّجَاجِ، فَهُمْ رَجَاجٌ و علی رَجَاجِ أَی ضعفوا من السیر و ضعفت رواحلهم. و رِجْرِجَةُ الناس: الذین لا خیر فیهم. و الرِّجْرِجةُ: شِرارُ الناس. و‌فی حدیث الحسن «1» أَنه ذكر یزید بن المهلب، فقال: نَصَبَ قَصَباً عَلَّقَ فیها خِرَقاً، فاتَّبَعَهُ رِجْرِجةٌ من الناس؛ شمر: یعنی رُذال الناس و رِعاعهم الذین لا عقول لهم؛ یقال: رِجْراجَة من الناس و رِجْرجَةٌ. الكلابیّ: الرِّجْرِجَةُ من القوم: الذین لا عقل لهم. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: الناس رَجاجٌ بعد هذا الشیخ، یعنی مَیْمُونَ بنَ مِهْرانَ؛ هم رِعاعُ الناس و جُهَّالُهم. و یقال للأَحمق: إِن قلبك لكثیرُ الرَّجْرَجَةِ؛ و فلانٌ كثیر الرِّجْرِجَةِ أَی كثیر البُزاق. و الرِّجْرِجَةُ: الجماعة الكثیرة فی الحرب. و الرَّجاجَةُ: عِرِّیسَةُ الأَسد. و رَجَّةُ القوم: اختلاط أَصواتهم، و رَجَّةُ الرَّعد: صوته. و الرَّجُّ: التحریك؛ رَجَّهُ یَرُجُّهُ رَجّاً: حَرَّكَهُ و زَلْزَلَه فارْتَجَّ، و رَجْرَجَهُ فَتَرَجْرَجَ. و الرَّجُّ: تحریكك شیئاً كحائط إِذا حركته، و منه الرَّجْرَجَةُ، قال الله تعالی: إِذٰا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا؛ معنی رُجَّتِ: حُرِّكَتْ حركة شدیدة و زُلْزِلَتْ. و الرَجْرَجَةُ: الاضطراب.
(1). قوله [و فی حدیث الحسن] أَی لما خرج یزید و نصب رایات سوداً، و قال: أدعوكم إلی سنة عمر بن عبد العزیز. فقال الحسن فی كلام له: نصب قصباً علق علیها خرقاً ثم اتبعه رجرجة من الناس، رعاع هباء. و الرجرجة، بكسر الراءین: بقیة الحوض كدرة خاثرة تترجرج. شبه بها الرذال من الأَتباع فی أنهم لا یغنون عن المتبوع شیئاً كما لا تغنی هی عن الشارب؛ و شبههم أیضاً بالهباء، و هو ما یسطع مما تحت سنابك الخیل. و هبا الغبار یهبو و أهبی الفرس، كذا بهامش النهایة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 282
و ارْتَجَّ البحر و غیره: اضطرب؛ و‌فی الحدیث: من ركب البحر حین یَرْتَجُّ فقد برئت منه الذمة، یعنی إِذا اضطربت أَمواجه؛ و هو افْتَعَلَ من الرَّجِّ، و هو الحركة الشدیدة؛ و منه: إِذٰا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا. و روی أَرْتَجَ من الإِرتاج الإِغْلاق، فإِن كان محفوظاً، فمعناه أَغلق عن أَن یركب، و ذلك عند كثرة أَمواجه؛ و منه‌حدیث النفخ فی الصور: فَتَرْتَجُّ الأَرض بأَهلها‌أَی تضطرب؛ و منه‌حدیث ابن المسیب: لما قبض رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ارْتَجَّتْ مكةُ بِصَوْتٍ عالٍ.و فی ترجمة رخخ: رَخَّه شَدَخَه؛ قال ابن مقبل: فَلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ، و رَخَّه نِعاجٌ رَوافٍ، قَبْلَ أَن یَتَشَدَّدا قال: و یروی و رَجَّه، بالجیم؛ و منه‌حدیث علیٍّ، علیه السلام: و أَما شیطان الرَّدْهَةِ فقد لقِیتُه بِصَعْقةٍ سمِعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبِه و رَجَّةَ صدره؛ و‌حدیث ابن الزبیر: جاء فَرَجَّ البابَ رَجّاً شدیداً‌أَی زعزعه و حركه. و قیل لابنةِ الخُسِّ: بمَ تعرفین لِقاحَ ناقتك؟ قالت: أَری العَیْنَ هاجَ، و السَّنَامَ راجَ، و تَمْشی و تَفَاجَ. و قال ابن درید: و أُراها تَفَاجُّ و لا تبول مكان قوله و تمشی و تَفاج؛ قالت: هاجَ فذكَّرَتِ العَیْنَ حملًا لها علی الطرْف أَو العضو، و قد یجوز أَن تكون احتملت ذلك للسجع. و الرَّجَجُ: الاضطراب. و ناقة رَجَّاءُ: مضطربة السَّنامِ؛ و قیل: عظیمة السَّنامِ. و كَتِیبَةٌ رَجْراجَة: تَمَخَّضُ فی سیرها و لا تكاد تسیر لكثرتها؛ قال الأَعشی: و رَجْراجَةٍ، تَغْشَی النَّواظِرَ، فَخْمَةٍ، و كُومٍ، علی أَكْنَافِهِنَّ الرَّحائِلُ و امرأَة رَجْراجَةُ: مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ یَتَرَجْرَجُ كفلها و لحمها. و تَرَجْرَجَ الشی‌ءُ إِذا جاء و ذهب. و ثَرِیدَةٌ رِجْراجَةٌ: مُلَیَّنَةٌ مُكْتَنِزَةٌ. و الرِّجْرِجُ: ما ارْتَجَّ من شی‌ء. التهذیب: الارْتِجاجُ مطاوعة الرَّجِّ. و الرِّجْرِجُ و الرِّجْرِجَةُ، بالكسر: بقیة الماء فی الحوض؛ قال هِمْیانُ بنُ قُحافَةَ: فَأَسْأَرَتْ فی الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا، قَدْ عادَ من أَنْفاسِها رَجَارِجَا الصحاح: و الرِّجْرِجَةُ، بالكسر، بقیةُ الماء، فی الحوض، الكَدِرَةُ المختلطةُ بالطین. و‌فی حدیث ابن مسعود: لا تقوم الساعة إِلا علی شِرارِ الناس كرِجْرِجَة الماء الخبیت؛ الرِّجرِجة، بكسر الراءین: بقیة الماء الكدر فی الحوض المختلطة بالطین و لا ینتفع بها؛ قال أَبو عبید: الحدیث یروی كرِجْراجَةٍ، و المعروف فی الكلام رِجْرِجَة؛ و الرَّجْراجَةُ: المرأَة التی یَتَرَجْرَجُ كفلها. و كَتِیبة رَجْراجَة: تموج من كثرتها؛ قال ابن الأَثیر: فكأَنه، إِن صحت الروایة، قصد الرِّجْرِجة، فجاء بوصفها لأَنها طینة رقیقة تترجرج؛ و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: لا تقوم الساعة إِلا علی شرار الناس كرِجْراجَةِ الماء التی لا تُطْعِمُ «2»؛ قال ابن سیدة: حكاه أَبو عبید، و إِنما المعروف الرِّجْرِجَةُ؛ قال: و لم أَسمع بالرِّجْراجَةِ فی هذا المعنی إِلَّا فی هذا الحدیث؛ و‌فی روایة: كرِجْرِجَةِ الماء الخبیث الذی لا یَطَّعِمُ.قال أَبو عبید: أَما كلام العرب فرِجْرِجَةٌ، و هی بقیة الماء فی الحوض الكدرة المختلطة بالطین، لا یمكن
(2). قوله [التی لا تطعم] من أطعم أی لا طعم لها. و قوله [الذی لا یطعم] هو یفتعل من الطعم، كیطرد من الطرد أی لا یكون لها طعم، أَفاده فی النهایة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 283
شربها و لا ینتفع بها، و إِنما تقول العرب الرَّجْراجَةُ للكتیبة التی تموج من كثرتها؛ و منه قیل: امرأَة رَجْراجَة یتحرك جسدها، و لیس هذا من الرِّجْرِجة فی شی‌ء. و الرِّجْرِجَةُ: الماء الذی قد خالطه اللُّعابُ. و الرِّجرِجُ أَیضاً: اللُّعابُ؛ قال ابن مقبل یصف بقرة أَكل السبع ولدها: كادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ یَسْحَطُها، و رِجْرِجٌ بَیْنَ لَحْیَیْها خَنَاطِیلُ و هذا البیت أَورده الجوهری «1» شاهداً علی قوله: و الرِّجْرِجُ أَیضاً نبت، و أَنشده. و معنی یَسْحَطُها: یذبحها و یقتلها، أَی لما رأَت الذئب أَكل ولدها، غصت بما لا یغص بمثله لشدة حزنها. و الخناطیل: القطع المتفرّقة، أَی لا تسیغ أَكل الحَوْذانِ و اللُّعاعِ مع نعومته. و الرِّجْرِجُ: ماءُ القَریسِ. و الرَّجْرَجُ: نعت الشی‌ء الذی یَتَرَجْرَجُ؛ و أَنشد: و كَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجا و الرِّجْرِجُ: الثرید المُلَبَّقُ. و الرَّجْراجُ: شی‌ء من الأَدویة. الأَصمعی و غیره: رَجْرَجْتُ الماءَ و رَدَمْتُه أَی نَبَثْتُه. و ارْتَجَّ الكلامُ: التبس؛ ذكره ابن سیدة فی هذه الترجمة، قال: و أَرض مُرْتَجَّةُ كثیرة النبات.

رخج؛ ج2، ص: 283

: اللیث: رخج «2» أعْرابُ رخد، و هو اسم كورَةٍ معروفة.

ردج؛ ج2، ص: 283

: الرَّدَجُ: أَول ما یخرج من بطن الصبی و البغل و المُهْرِ و الجَحْشِ و الجَدْیِ و السَّخْلَةِ قبل الأَكل، و هو بمنزلة العِقْیِ من الصبی؛ و قیل: هو أَول شی‌ء یخرج من بطن كل ذی حافر إِذا ولد، و ذلك قبل أَن یأْكل شیئاً، و الجمع أَرْداجٌ. و قد رَدَجَ المهر یَرْدِجُ رَدْجاً، بفتح الدال فی الماضی، و كسرها فی الآتی، و سكونها فی المصدر؛ قال الأَزهری: الرَّدَجُ لا یكون إِلَّا لذی الحافر كما قال أَبو زید؛ قال جریر: لَها رَدَجٌ فی بیتها تَسْتَعِدُّهُ، إِذا جاءَها، یَوْماً من الناسِ، خاطِبُ قال ابن الأَعرابی: نساء الأَعراب یَتَطَیَّرْنَ بالرَّدَجِ. و الأَرَنْدَجُ و الیَرَنْدَجُ: الجلد الأَسود تُعمل منه الخِفافُ؛ قال العجاج: كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا الأَرَنْدَجُ: جلد أَسود تعمل منه الأَخفاف، و قد ذكر ذلك فی موضعه مستوفًی؛ و قال الشماخ: و دَوِّیَّةٍ قَفْرٍ، تمَشِّی نَعامها، كَمَشْیِ النَّصاری فی خِفافِ الیَرَنْدَجِ و قال الأَعشی: علیه دَیابوذٌ، تَسَرْبَلَ تَحْتَهُ أَرَنْدَجُ إِسكافٍ یُخالِطُ عِظْلِما قال ابن بری: أَورده الجوهری أَرَنْدَجُ، و صوابه أَرَنْدَجَ، بالنصب. و الدَّیابُوذُ: ثوب ینسج علی نِیرَیْنِ؛ شبه به الثور الوحشی لبیاضه، و شبه سواد قوائمه بالأَرَنْدَجِ. و العِظْلِمُ: شجر له ثمر أَحمر إِلی السواد. و الیَرَنْدَجُ بالفارسیة: رَنْدَهْ؛ و قیل: هو صبغ أَسود، و هو الذی یسمی الدَّارِشَ؛ فأَما قوله
(1). قوله [و هذا البیت أورده الجوهری إلخ] و ضبط الرجرج فی البیت، بكسر الراءین بالقلم، فی نسخة من الصحاح، كما ضبط كذلك فی أصل اللسان، و لكن فی القاموس الرجرج كفلفل أی بضم الراءین، نبت. و لعل الضبطین سمعا. (2). قوله [اللیث رخج إلخ] عبارة یاقوت رخج كزمج أی بصم أوله و فتح ثانیه مشدداً، تعریب رخو بهذا الضبط: كورة و مدینة من نواحی كابل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 284
یصف امرأَة بالغَرارَةِ.لم تَدْرِ ما نَسْجُ الیَرَنْدَجِ قَبْلَها، و دِرَاسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ فإِنه ظن أَن الیَرَنْدَجَ نَسْجٌ؛ و قیل: أَراد أَن هذه المرأَة لِغِرَّتِها و قلة تَجارِبها ظنت أَن الیَرَنْدَجَ منسوج. قال اللحیانی: الیَرَنْدَجُ و الأَرَنْدَجُ الدَّارِشُ بعینه؛ قال: و قال بعضهم هو جلدٌ غیر الدارش؛ قال: و قیل هو الزَّاجُ یُسَوَّدُ به؛ و أَورد الأَزهری یرندج و أَرندج فی الرباعی؛ ابن السكیت: و لا یقال الرَّنْدَجُ.

رعج؛ ج2، ص: 284

: رَعَجَ البرقُ و نحوه یَرْعَجُ رَعْجاً و رَعَجاً و ارْتَعَجَ: اضطربَ و تتابعَ. و الارتعاجُ فی البرق: كثرتُه و تتابعُه. و الإِرْعاجُ: تلأْلؤُ البرق و تفرّطه فی السحاب؛ و أَنشد العجاج: سَحّاً أَهاضِیبَ و بَرْقاً مُرْعِجا قال أَبو سعید: الارتعاج و الارتعاش و الارتعاد، واحد. و ارْتَعَجَ العدد: كثر. و ارْتِعاجُ المال: كثرته. و الرَّعْجُ: الكثیر من الشاء مثل الرَّفِّ. و یقال للرجل إِذا كثر ماله و عدده: قد ارْتَعَجَ مالُه و ارْتَعَجَ عدده. و ارْتَعَجَ الوادی: امتلأَ. و‌فی حدیث قتادة فی قوله تعالی: خَرَجُوا مِنْ دِیٰارِهِمْ بَطَراً وَ رِئٰاءَ النّٰاسِ؛ هم مشركو قریش یوم بدر، خرجوا و لهم ارْتِعاجٌ‌أَی كثرة و اضطرابٌ و تَمَوُّجٌ. قال ابن سیدة: و رَعَجَنی الأَمرُ و أَرْعَجَنی: أَقلقنی. قال ابن الأَثیر: و‌فی حدیث الإِفك: فارْتَعَجَ العسكرُ؛ قال: و یقال رَعَجَهُ الأَمر و أَرْعَجَهُ أَی أَقلقه؛ و منه رَعِجَ البرق و أَرْعَجَ إِذا تتابع لمَعانه. قال الأَزهری: هذا منكر و لا آمن أَن یكون مصحَّفاً، و الصواب أَزعجنی بمعنی أَقلقنی، بالزای، و سنذكره.

رفج؛ ج2، ص: 284

: اللیث: الرَّفُوجُ أَصلُ كَرَبِ النخل. قال الأَزهری: و لا أَدری «1» أَ عربی أَم دخیل؟

رمج؛ ج2، ص: 284

: الرَّامِجُ: المِلْواحُ الذی یصاد به الصُّقُور و نحوها من جوارح الطیر، اسم كالغارِب. و التَّرْمِیجُ: إِفساد السطور بعد تسویتها و كتابتها بالتراب و نحوه؛ یقال: رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتی فَسَدَ. ابن الأَعرابی: الرَّمْجُ إِلقاء «2» الطائر سَجَّه أَی ذَرْقَه.

رنج؛ ج2، ص: 284

: الرَّانِجُ: النارَجِیلُ، و هو جَوْزُ الهِنْدِ، حكاه أَبو حنیفة، و قال: أَحسبه معرّباً «3».

رهج؛ ج2، ص: 284

: الرَّهْجُ و الرَّهَجُ: الغبار. و‌فی الحدیث: ما خالط قلبَ امرئ رَهَجٌ فی سبیل الله إِلَّا حرَّم الله علیه النار؛ الرَّهَجُ: الغبار. و‌فی حدیث آخر: من دخل جَوْفَهُ الرَّهَجُ، لم یدخله حر النار.و أَرْهَجَ الغبارَ: أَثاره. و الرَّهَجُ: السحاب الرقیق كأَنه غبار؛ و قول ملیح الهذلی: ففی كل دارٍ مِنْكِ للقَلْبِ حَسْرَةٌ، یكونُ لها نَوْءٌ، من العینِ، مُرْهِجُ أَراد شدّة وَقْعِ دموعها حتی كأَنها تثیر الغبار. و أَرْهَجَتِ السماء إِرْهاجاً إِذا همت بالمطر. و نَوْءٌ مُرْهِج: كثیر المطر. و الرَّهْوَجَةُ: ضرب من السیر. و مَشْیٌ رَهْوَجٌ:
(1). قوله [قال الأَزهری و لا أَدری إلخ] فی القاموس: الرفوج كصبور أصل كرب النخل، أزدیة. (2). قوله [الرمج إلقاء إلخ] مصدر رمج من باب كتب كما فی القاموس و غیره. (3). قوله [أَحسبه معرباً] بهامش شرح القاموس أنه معرب و أنه بفتح النون انتهی. و فی القاموس الرانج، بكسر النون: تمر أَملس كالتعضوض، واحدته بهاء، و الجوز الهندی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 285
سَهْلٌ لَیِّنٌ؛ قال العجاج: مَیَّاحَةٌ تَمِیحُ مَشْیاً رَهْوَجا و أَصله بالفارسیة: رَهْوَه. و الرِّهْجِیجُ: الضعیف من الفُصْلان «1»؛ و قال الراجز: و هی تَبُدُّ الرُّبَعَ الرِّهْجِیجا فی المَشْی، حتی یَرْكَبَ الوَسِیجا ابن الأَعرابی: أَرْهَجَ إِذا أَكثر بَخُورَ بیته، قال: و الرَّهَج الشَّغَبُ.

روج؛ ج2، ص: 285

: راجَ الأَمْرُ رَوْجاً وَ رَواجاً: أَسرع. وَ رَوَّجَ الشی‌ءَ وَ رَوَّجَ به: عَجَّلَ. و راجَ الشی‌ءُ یَرُوجُ رَواجاً: نَفَقَ. و رَوَّجْتُ السِّلْعَةَ و الدراهِمَ. و فلانٌ مُرَوِّجٌ، و أَمر مُرَوِّجٌ: مختلط. و رَوَّجَ الغُبارُ علی رأْس البعیر: دامَ. ابن الأَعرابی: الرَّوْجَةُ العَجَلَةُ؛ و رَوَّجْتُ لهم الدراهِمَ. و الأَوارِجة «2»: من كتب أَصحاب الدواوین فی الخراج و نحوه؛ و یقال: هذا كتاب التاریج. و رَوَّجْتُ الأَمْرَ فراج یَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه.

فصل الزای؛ ج2، ص: 285

زأج؛ ج2، ص: 285

: التهذیب: شمر: زَأَجَ بین القوم و زَمَجَ إِذا حَرَّشَ.

زبج؛ ج2، ص: 285

: أَخذ الشی‌ء بزَأْبَجِهِ و زَأْمَجِهِ أَی بجمیعه إِذا أَخذه كله؛ قال الفارسی: و قد همز، و لیس بصحیح، قال: أَ لا تری إِلی سیبویه كیف أَلزم من قال: إِن الأَلف فیه أَصل لعدم ما یذهب فیه أَن یجعله كجعفر؟ قال ابن الأَعرابی: الهمزة فیهما غیر أَصلیة.

زبرج؛ ج2، ص: 285

: الزِّبْرِجُ: الوَشْیُ. و الزِّبْرِجُ: الذهب؛ و أَنشد: یَغْلی الدِّماغُ به كَغَلْیِ الزِّبْرِجِ و الزِّبْرِج: زینة السلاح. و الزِّبرِج: السحاب الرقیق فیه حمرة. و الزِّبرِج: السحاب النَّمِرُ بسواد و حمرة فی وجهه؛ قال العجاج: سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا و قیل: هو الخفیف الذی تَسْفِرُه الریح؛ و قیل: هو الأَحمر منه؛ و سحاب مُزَبْرَجٌ. الفراء: الزِّبْرِجُ السحاب الرقیق؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصواب. و السحاب النَّمِرُ: مُخَیِّلٌ للمطر، و الرقیق لا ماء فیه. و زِبْرِجُ الدنیا: غُرورها و زینتها. و الزِّبرِجُ: النَّقْشُ. و زَبْرَجَ الشی‌ءَ: حَسَّنَه. و كلُّ شی‌ء حَسَنٍ: زِبْرِجٌ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: و نَجا ابنُ حَمْراء العِجانِ حُوَیْرِثٌ، غَلَیَانُ أُمِّ دِماغِهِ كالزِّبْرِجِ الجوهری: الزِّبْرِجُ، بالكسر: الزینة من وَشْیٍ أَو جوهر و نحو ذلك: یقال: زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ أَی مزیَّن؛ و‌فی حدیث علی، علیه السلام: حَلِیَتِ الدنیا فی أَعینهم وَ راقَهُمْ زِبْرِجُها.

زبردج؛ ج2، ص: 285

: الزَّبَرْجَدُ و الزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذُ؛ قال ابن جنی: إِنما جاء الزَّبَرْدَج مقلوباً فی ضرورة شعر، و ذلك فی القافیة خاصة، و ذلك لأَن العرب لا تقلب الخماسی.

زجج؛ ج2، ص: 285

: الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْحِ و السَّهم. ابن سیدة: الزُّجُّ الحدیدة التی تُرَكَّبُ فی أَسفل الرمح، و السِّنانُ
(1). و مثله الرهجوج، كعصفور، كما فی القاموس. (2). قوله [و الأوارجة إلی آخر المادة] هذه العبارة قد ذكرها المؤلف فی مادة أرج و هو محل ذكره لا هنا كما نبه علیه شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 286
یُرَكَّبُ عالیَتَه؛ و الزُّجُّ تُرْكَزُ به الرُّمْح فی الأَرض، و السِّنانُ یُطْعَنُ به، و الجمع أَزْجاجٌ و أَزِجَّةٌ و زِجاجٌ و زِجَجَةٌ. الجوهری: جمع زُجّ الرمح زِجاجٌ، بالكسر، لا غیر؛ و فی الصحاح: و لا تقل أَزِجَّة. و أَزَجَّ الرُّمْحَ و زَجَّجَه و زَجَّاه، علی البدل: ركَّبَ فیه الزُّجَّ و أَزْجَجْتُه، فهو مُزَجٌّ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: أَصَمَّ رُدَیْنِیّاً، كأَنَّ كُعُوبَهُ نَوی القَضْبِ، عَرَّاضاً مُزَجّاً مُنَصَّلا قال ابن الأَعرابی: و یقال أَزَجَّهُ إِذا أَزال منه الزُّجَّ؛ و روی عنه أَیضاً أَنه قال: أَزْجَجْتُ الرُّمح جعلت له زُجّاً، و نَصَلْتُه: جعلت له نَصْلًا، و أَنْصَلْتُه: نزعت نَصْلَه؛ قال: و لا یقال أَزْجَجْتُه إِذا نزعت زُجَّه؛ قال: و یقال لنَصْل السَّهْم زُجٌّ؛ قال زهیر: و مَنْ یَعْصِ أَطرافَ الزِّجاجِ، فإِنه یُطِیعُ العَوالی، رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ قال ابن السكیت: یقول: من عصی الأَمر الصغیر صار إِلی الأَمر الكبیر؛ و قال أَبو عبیدة: هذا مَثَلٌ. یقول: إِن الزج لیس یطعن به، إِنما الطعن بالسنان، فمن أَبی الصلح، و هو الزجُّ الذی لا طعن به، أُعطی العوالی، و هی التی بها الطعن. قال: و مَثل العرب: الطَّعْنُ یَظْأَرُ أَی یَعْطِفُ علی الصلح. قال خالد بن كلثوم: كانوا یستقبلون أَعداءهم إِذا أَرادوا الصلح بأَزجة الرماح؛ فإِذا أَجابوا إِلی الصلح، و إِلا قلبوا الأَسنة و قاتلوهم. ابن الأَعرابی: زَجَّ إِذا طعن بالعَجَلَةِ. و زَجَّه یَزُجُّه زَجّاً: طعنه بالزُّجِّ و رماه به، فهو مَزْجُوج. و الزِّجاجُ: الأَنیاب. و زِجاجُ الفحل: أَنیابه؛ و أَنشد: لها زِجاجٌ و لَهاة فارِضُ و زُجُّ المِرْفَقِ: طَرَفُه المحدَّدُ، كله علی التشبیه. الأَصمعی: الزُّجُّ طرف المرفق المحدّد و إِبرة الذراع التی یَذْرَعُ الذارع من عندها. و المِزَجُّ، بكسر المیم: رمح قصیر كالمِزْراقِ فی أَسفله زُجٌّ. و زَجَّ بالشی‌ء من یده یَزُجُّ زَجّاً: رمی به. و الزَّجُّ: رمیك بالشی‌ء تَزُجُّ به عن نفسك. و الزُّجُجُ: الحِرابُ المُنَصَّلَة. و الزُّجُجُ أَیضاً: الحمیر المُقْتَتِلَةُ. و الزَّجَّاجَةُ: الاست، لأَنها تَزُجُّ بالضَّرْطِ و الزبل. و زَجَّ الظلِیمُ برجله زَجّاً: عدا فرمی بها. و ظلیم أَزَجُّ: یَزُجُّ برجلیه؛ و یقال للظلیم إِذا عَدا: زَجَّ برجلیه. و الزَّجَجُ فی النعامة: طولُ ساقیها و تباعد خَطْوها؛ یقال: ظَلِیم أَزَجُّ و رجل أَزَجُّ طویل الساقین. و الأَزَجُّ من النعام: الذی فوق عینه ریش أَبیض، و الجمع الزُّجُّ. و الزُّجُّ: النعام، الواحدة زَجَّاءُ، و أَزَجُّ للذكر، و هو البعید الخَطْوِ؛ قال لبید: یَطْرُدُ الزُّجَّ، یُبارِی ظِلَّهُ بِأَسِیلٍ كالسِّنانِ المُنْتَخَلْ یقول: رأْس هذا الفرس مع رأْس الزُّجِّ یباریه بخدِّه. و الزُّج هاهنا: السنان. بأَسِیل: بخد طویل. و ظَلِیمٌ أَزَجُّ: بعیدُ الخَطْوِ. و نعامة زَجَّاءُ؛ قال ذو الرمة یصف ناقة: جُمالِیَّةٌ حَرْفٌ سَنادٌ، یَشُلُّها وَظِیفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ جُمالیَّةٌ أَی عظیمة الخلق كأَنها جمل. و حَرْفٌ: قویة. و سَناد: مُشْرِفَة. و أَزَجُّ الخطوِ: واسعه. و الوظیف:
لسان العرب، ج‌2، ص: 287
عظم الساق. و السَّهْوَقُ: الطویل. و یَشُلُّها: یطردها. و الزَّجَجُ فی الإِبل: رَوَحٌ فی الرجلین و تحنیب. و الزَّجَجُ: رِقَّة مَحَطِّ الحاجبین و دِقَّتُهُما و طولهما و سُبُوغُهما و اسْتِقْواسُهُما؛ و قیل: الزَّجَجُ دِقَّة فی الحاجبین و طُولٌ؛ و الرجل أَزَجُّ، و حاجب أَزَجُّ و مُزَجَّجٌ. و زَجَّجَتِ المرأَةُ حاجبها بالمِزَجِّ: دققته و طوّلته؛ و قیل: أَطالته بالإِثمد؛ و قوله: إِذا ما الغانیات بَرَزْنَ یَوْماً، و زَجَّجْنَ الحواجبَ و العُیونا إِنما أَراد: و كحلن العیونَ؛ كما قال: شَرّابُ أَلْبانٍ و تَمْرٍ و أَقِطْ أَراد: و آكل تمرٍ و أَقِط، و مثله كثیر؛ و قال الشاعر: عَلَفْتُها تِبْناً و ماءً بارداً، حتی شَتَتْ، هَمَّالَةً، عَیْناها أَی و سقیتها ماءً بارداً. یرید أَن ما جاء من هذا فإِنما یجی‌ء علی إِضمار فعل آخر یصح المعنی علیه؛ و مثله قول الآخر: یا لَیْتَ زَوْجَكِ، قد غَدا مُتَقَلِّداً سَیْفاً و رُمْحا تقدیره: و حاملًا رمحاً؛ قال ابن بری: ذكر الجوهری عجز بیت علی: زججت المرأَة حاجبیها، و هو: و زَجَّجْنَ الحواجبَ و العیونا قال: هو للراعی و صوابه یُزَجِّجْنَ؛ و صدره: و هِزَّةِ نِسْوَةٍ مِنْ حَیِّ صِدْقٍ، یُزَجِّجْنَ الحواجبَ و العُیونا و بعده: أَنَخْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غِسْلٍ، سَراةَ الیَوْمِ، یَمْهَدْنَ الكُدُونا ذات غِسْل: موضع. و یَمْهَدْنَ: یوطئن. و الكدون: جمع كِدْنٍ، و هو ما توطئ به المرأَة مركبها من كساء و نحوه. و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: أَزَجُّ الحواجب؛ الزَّجَجُ: تَقَوُّسٌ فی الناصیة مع طول فی طرفه و امتدادٍ. و المِزَجَّةُ: ما یُزَجَّجُ به الحاجبُ. و الأَزَجُّ: الحاجبُ، اسم له فی لغة أَهل الیمن. و‌فی حدیث الذی استسلف أَلف دینار فی بنی إِسرائیل: فأَخذ خشبة فنقرها و أَدخل فیها أَلف دینار و صحیفة، ثم زَجَّجَ مَوْضِعَها‌أَی سَوَّی موضع النَّقْرِ و أَصلحه؛ مِن تزجیج الحواجب، و هو حذف زوائد الشعر؛ قال ابن الأَثیر: و یحتمل أَن یكون مأْخوذاً من الزُّجِّ النصل، و هو أَن یكون النَّقْرُ فی طرف الخشبة، فترك فیه زُجّاً لیمسكه و یحفظ ما فی جوفه. و ازْدَجَّ النبتُ: اشْتَدَّتْ خُصاصُه. و‌فی حدیث عائشة قالت: صلی النبی، صلی الله علیه و سلم، لیلةً فی رمضان فتحدّثوا بذلك فأَمسی المسجد من اللیلة المقبلة زاجّاً؛ قال ابن الأَثیر: قال الجرمی أَظنه جأْزاً أَی غاصّاً بالناس، فقلب، من قولهم: جَئِزَ بالشراب جَأَزاً إِذا غُصَّ به؛ قال أَبو موسی: و یحتمل أَن یكون راجّاً، بالراء؛ أَراد أَنَّ له رَجَّةً من كثرة الناس. و الزُّجاجُ و الزَّجاجُ و الزِّجاجُ: القواریر، و الواحدة من ذلك زُجاجَةٌ، بالهاء، و أَقلها الكسر. اللیث: و الزُّجاجَةُ فی قوله تعالی: القِنْدیلُ. و أَجماد الزِّجاج: بالصَّمَّان؛ ذكره ذو الرمة: فَظَلَّتْ، بأَجْمادِ الزِّجاجِ، سَواخِطاً صِیاماً، تُغَنِّی، تَحْتَهُنَّ، الصفائحُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 288
یعنی الحمیر سَخِطت علی مرتعها لیبسه. أَبو عبیدة: یقال للقَدَحِ: زُجاجَة، مضمومة الأَول، و إِن شئت مكسورة، و إِن شئت مفتوحة، و جمعها زِجاجٌ و زُجاج و زَجاجٌ. و الزَّجَّاجُ: صانع الزُّجاج، و حرفته الزِّجاجَةُ؛ قال ابن سیدة: و أُراها عِراقِیَّة. و فی الحدیث ذكر زُجِّ لاوَةَ، و هو بضم الزای و تشدید الجیم: موضع نَجْدِیٌّ بعث إِلیه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الضحاكَ بن سفیان یدعو أَهله إِلی الإِسلام.و زُجٌّ أَیضاً: ماءُ أَقطعه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، العَدَّاءَ بن خالد.

زرج؛ ج2، ص: 288

: الزَّرْجُ: جَلَبَةُ الخیل و أَصواتها؛ قال الأَزهری: و لا أَعرفه. و زَرَجَه بالرمح یَزْرُجُه زَرْجاً: زَجَّه؛ قال ابن درید: و لیس باللغة العالیة. و ذكر الأَزهری فی هذه الترجمة: الزَّرْجُون الخمر، و سیأْتی ذكره مستوفًی فی ترجمة زرجن.

زرنج؛ ج2، ص: 288

: زَرَنْجُ: كُورَةٌ أَو مدینة معروفة؛ قال ابنُ الرُّقَیَّاتِ: جَلَبُوا الخَیْلَ منْ تِهامَةَ، حتی وَرَدَتْ خَیْلُهُمْ قُصُورَ زَرَنْجِ

زعج؛ ج2، ص: 288

: الإِزْعاجُ: نقیضُ الإقرار؛ تقول أَزْعَجْتُه من بلاده فشخص، و انْزَعَج قلیلًا؛ قال: و لو قیل انْزَعَجَ و ازْدَعَجَ لكان قیاساً، و لا یقولون أَزْعَجْتُه فزَعَج؛ و الاسم: الزَّعَجُ؛ قال ابن درید: یقال زعجه و أَزعجه إِذا أَقلقه. و الزَّعَجُ: القَلَقُ. و قد أَزْعَجَه الأَمر إِذا أَقلقه. و‌فی حدیث أَنس: رأَیت عمر یُزْعِجُ أَبا بكر، رضی الله عنهم، إِزْعاجاً یوم السَّقِیفَةِ‌أَی یُقیمه و لا یدعه یستقرّ حتی بایعه. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: الحَلِفُ یُزْعِجُ السِّلْعَةَ و یَمْحَقُ البَرَكَةَ؛ قال الأَزهری: فسره، فقال: یُزعِج السِّلْعَة یحطها؛ و قال ابن الأَثیر: أَی یُنَفِّقُها و یخرجها من ید صاحبها و یُقْلِقُها. و المِزْعاجُ: المرأَة التی لا تستقرّ فی مكان.

زعبج؛ ج2، ص: 288

: الزَّعْبَجُ «3»: الغَیْمُ الأَبیضُ، قاله الأَزهری؛ و قال ابن سیدة: الزَّعْبَجُ سحاب رقیق و لیس بِثَبَتٍ؛ قال الأَزهری: و الزَّعْبَجُ الزیتون.

زعلج؛ ج2، ص: 288

: الزَّعْلَجَةُ: سوء الخُلُق.

زغنج؛ ج2، ص: 288

: الزَّغْنَج «4»: ثمر العُتْمِ و هو زیتون الجبال، و هو مثل النبق الصغار، یكون أَخضر ثم یبیضُّ ثم یسودُّ فیحلو فی مرارة، و عَجَمَتُه مثل عَجَمَةِ النبق، یؤكل و یطبخ و یصفی ماؤه حتی یكون رُبًّا كَرُبِّ العِنَب.

زلج؛ ج2، ص: 288

: الزَّلْجُ و الزَّلَجانُ: سَیْرٌ لَیِّنٌ. و الزَّلْجُ: السُّرْعَةُ فی المشی و غیره؛ زَلَجَ یَزْلِجُ «5» زَلْجاً و زَلَجاناً و زَلِیجاً، و انْزَلَجَ؛ و أَنشد الأَزهری: و كم هَجَعَتْ، وما أَطْلَقْتُ عنها و كم زَلَجَتْ، و ظِلُّ اللَّیلِ دَانی و ناقة زَلَجَی و زَلوجٌ: سریعة فی السیر؛ و قیل: سریعة الفَراغِ عند الحَلْبِ. و الزَّلِیجَةُ: الناقة السریعة. اللیث: الزَّلَجُ سرعة
(3). قوله [الزعبج] كجعفر و زبرج كما فی القاموس. (4). قوله [الزغنج] كذا بالأَصل بالنون بعد الغین المعجمة، و فی القاموس بالباء الموحدة بدل النون، كما نبه علی ذلك شارحه. (5). قوله [زلج یزلج] بابه ضرب خلافاً لمقتضی إطلاق القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 289
ذهاب المشی و مضیه. یقال: زَلَجَتِ الناقةُ تَزْلِجُ زَلْجاً إِذا مضت مسرعة كأَنها لا تحرّك قوائمها من سرعتها؛ و أَما قول ذی الرمّة: حتی إِذا زَلَجَتْ عن كلِّ حَنْجَرَةٍ إِلی الغَلِیلِ، و لم یَقْصَعْنَهُ، نُغَبُ فإِنه أَراد: انحدرت فی حناجرها مسرعة لشدة عطشها. اللحیانی: سِرْنا عَقَبَةً زَلوجاً و زَلوقاً أَی بعیدة طویلة. و الزَّلَجانُ: التقدم فی السرعة و كذلك الزَّبَجانُ. و مكان زَلْجٌ و زَلِیجٌ أَی دَحْضٌ. أَبو زید: زَلَجَتْ رِجْلُه و زَبَجَتْ؛ و أَنشد: قام عن مَرْتَبَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ و مَرَّ یَزْلِجُ، بالكسر، زَلْجاً و زَلِیجاً إِذا خف علی الأَرض. و قِدْحٌ زَلوجٌ: سریع الانزلاج من القوس؛ قال: فَقِدْحُه زَجْلٌ زَلوج و الزِّلاجُ و المِزْلاجُ: مغلاق الباب، سمِّی بذلك لسرعة انزلاجه. و قد أَزْلَجْتُ البابَ أَی أَغلقته. و المِزْلاجُ: المِغْلاق إِلَّا أَنه ینفتح بالید، و المغلاق لا یفتح إِلا بالمفتاح. غیره: المِزْلاجُ: كهیئة المغلاق و لا ینغلق، و إنه یغلق به الباب. ابن شمیل: مَزالِیجُ أَهل البصرة، إِذا خرجت المرأَة من بیتها و لم یكن فیه راقب تثق به خرجت فردّت بابها، و لها مفتاح أَعْقَفُ مثل مفاتیح المزالیج من حدید، و فی الباب ثَقْبٌ فتزلج فیه المفتاح فتغلق به بابها. و قد زَلَجَتْ بابها زَلْجاً إِذا أَغلقته بالمزلاج. و مكان زَلْجٌ و زَلَجٌ أَیضاً، بالتحریك، أَی زَلَقٌ. و التَّزَلُّجُ: التزلُّقُ. ابن الأَثیر فی ترجمة زلخ، بالخاء المعجمة: فی حدیث المحاربیّ الذی أَراد أَن یَفْتِكَ بالنبی، صلی الله علیه و سلم، قال الخطابی: رواه بعضهم فزَلَجَ بین كتفیه، یعنی بالجیم، قال: و هو غلط. و السهم یَزْلِجُ علی وجه الأَرض و یمضی مَضاءً زَلْجاً، فإِذا وقع السهم بالأَرض و لم یقصد إِلی الرَّمِیَّةِ، قلت: أَزْلَجْتَ السهم یا هذا. و زَلَجَ السهمُ یَزْلِجُ زُلوجاً و زَلِیجاً: وقع علی وجه الأَرض، و لم یقصد الرَّمِیَّةَ؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّی: مُرُوق نَبْلِ الغَرَضِ الزَّوالِجِ و سهم زَلْجٌ: كأَنه وصف بالمصدر، و قد أَزْلَجْتُه. قال أَبو الهیثم: الزَّالِجُ من السهام إِذا رماه الرامی فقصر عن الهَدف، و أَصاب صخرة إِصابةً صُلْبَةً، فاستقلَّ من إِصابة الصخرة إِیاه، فقوی و ارتفع إِلی القِرْطاسِ، فهو لا یُعَدُّ مُقَرْطِساً، فیقال لصاحبه الحِتْنِیِّ: لا خیر فی سهم زَلْجٍ و سهم زالِجٌ: یَتَزَلَّجُ عن القوس؛ و فی نسخة: یَنْزَلِجُ عن القوس. و المِزْلاجُ من النساء: الرَّسْحاءُ. و المُزَلَّجُ: البخیل. و المُزَلَّجُ من العَیْش: المُدافَعُ بالبُلْغَةِ؛ قال ذو الرمة: عتْقُ النَّجاءِ، و عَیْشٌ فیه تَزْلِیجُ و المُزَلَّجُ: الدُّون من كل شی‌ء. و حُبٌّ مُزَلَّجٌ: فیه تغریر؛ و قال ملیح: و قالت: أَلا قد طالَ ما قد غَرَرْتَنا بِخَدْعٍ، و هذا مِنْكَ حُبٌّ مُزَلَّجُ و المُزَلَّجُ: الذی لیس بتامِّ الحَزْمِ؛ قال: مَخارِمُ اللیلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ، حینَ یَنامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 290
و قیل: هو الناقصُ الدُّونُ الضعیفُ؛ و قیل: هو الناقص الخَلْقِ؛ و قیل: المُزَلَّجُ المُلْزَقُ بالقوم و لیس منهم؛ و قیل: الدَّعِیُّ. و عَطاءٌ مُزَلَّجٌ: مُدَبَّقٌ لم یَتِمَّ. و كل ما لم تبالغ فیه و لم تحكمه، فهو مُزَلَّجٌ. و عطاء مُزَلَّجٌ أَی وَتِحٌ قلیل. و زَلَّجَ فلان كلامه تَزْلِیجاً إِذا أَخرجه و سَیَّرَهُ؛ و قال ابن مقبل: و صالِحَةِ العَهْدِ زَلَّجْتُها لِواعِی الفُؤَادِ، حَفِیظِ الأُذُنْ یعنی قصیدة أَو خطبة. و تَزَلَّجَ النبیذَ و الشرابَ: أَلَحَّ فی شربه؛ عن اللحیانی، كَتَسَلَّجَه. و الزَّالِجُ: الذی یشرب شرباً شدیداً من كل شی‌ء. و تركت فلاناً یَتَزَلَّجُ النبیذ أَی یُلِحُّ فی شربه. و الزَّالِجُ: الناجی من الغَمَراتِ؛ یقال زَلَجَ یَزْلِجُ فیهما جمیعاً. ابن الأَعرابی: الزُّلُجُ السِّراحُ من جمیع الحیوان. و الزُّلُجُ: الصُّخُورُ المُلْسُ.

زمج؛ ج2، ص: 290

: زَمَجَ قِرْبَتَه و سِقاءَه زَمْجاً إِذا ملأَهما، لغة فی جَزَمَها؛ قال ابن سیدة: و زعم یعقوب أَنه مقلوب، و المصدر یأْبی ذلك. و زَمَجَ الرجلُ زَمْجاً: دخل علی القوم بغیر دعوة فأَكل؛ ابن الأَعرابی: زَمَجَ علی القوم و دَمَقَ و دَمَرَ، بمعنی واحد. و الزَّمَجُ، بالتحریك: الغَضَبُ، و قد زَمِجَ، بالكسر. الأَصمعی: قال سمعت رجلًا من أَشْجَعَ یقول: ما لی أَراك مُزْمَئِجّاً؟ أَی غَضْبَانَ. و الزِّمِجَّی: مَنْبِتُ ذنب الطائر مثل الزِّمِكَّی. و الزُّمَّجُ: طائر دون العُقاب یصاد به؛ و قیل: هو ذكر العِقْبانِ، و قد یقال: زُمَّجَةٌ؛ قال ابن سیدة: زعم الفارسی عن أَبی حاتم أَنه معرَّب، قال: و ذكر سیبویه الزَّمَّجَ فی الصفات، و لم یفسره السیرافی؛ قال: و الأَعرف أَنه الزُّمَّحُ، بالحاء. و الزُّمَّجُ، مثل الخُرَّدِ: اسم طیر یقال له بالفارسیة «1»: دَهْ بِرادَرانْ. التهذیب: الزُّمَّجُ طائر دون العقاب فی قِمَّتِهِ حُمْرةٌ غالبة، تسمیه العجم دو بِرادَرانْ، و ترجمته أَنه إِذا عجز عن صیده أَعانه أَخوه علی أَخذه. ابن سیدة: یقال: رجل زُمَّجٌ و زُماجٌ، و هو الخفیف الرِّجْلَیْنِ. و جاءنی القوم بِزَأْمَجِهمْ، مهموز، أَی بأَجمعهم. و أَخذ الشی‌ءَ بِزَأْمَجِه و زَأْبَجِهِ و زَأْبَرِهِ إِذا أَخذه كله، و لم یدع منه شیئاً؛ و حكاه سیبویه غیر مهموز عند ذكر العالم و الناصر و قد همزا؛ و قیل: الهمزة فیهما أَصلیة. و ازْمَأَجَّتِ الرُّطَبَةُ: انتفخت من حَرٍّ أَو ندًی أَو انتهاء؛ عن الهجری. شمر: زَأَجَ بین القوم و زَمَجَ إِذا حَرَّشَ.

زنج؛ ج2، ص: 290

: الزِّنْجُ و الزَّنْجُ، لغتان: جِیلٌ من السُّودانِ و هم الزُّنُوجُ، واحدهم زِنْجِیٌّ و زَنْجِیٌّ؛ حكاه ابن السكیت و أَبو عبید مثل رُومِیٍّ و رُومٍ و فارِسِیٍّ و فُرْسٍ، لأَن یاء النَّسب عدیلة هاء التأْنیث فی السقوط؛ قال ابن سیدة: فأَما قوله: تَرَاطُن الزِّنجِ بِزَجْلِ الأَزْنُجِ فزعم الفارسی أَنه كُسر علی إِرادة الطوائف و الأَبْطُنِ. و یقال فی النداء: یا زَنَاجِ للزِّنْجِیِّ، صرح الفارسی بفتح أَوله و كسر آخره.
(1). قوله [یقال له بالفارسیة إلخ] هذه عبارة الجوهری، و لكونه وهم فی فارسیته أَتی بعبارة التهذیب التی هی الصواب، و ذلك لأن ده معناها عشرة و هو لا یوافق قولهم: و ترجمته أَنه إلخ. و دو معناها اثنان و هو الموافق كما أفاده شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 291
و الزَّنَجُ: شِدَّةُ العطش. و زنِجَت الإِبل زَنَجاً: عَطِشَتْ مرة بعد مرة فضاقت بطونها؛ و كذلك زنِج الرجلُ من ترك الشرب؛ عن كراع. التهذیب: زَنِجَ زَنَجاً و صَرَّ صَریراً و صَرِیَ و صَدِیَ، بمعنی واحد. أَبو عمرو: الزِّنَاجُ المُكافَأَةُ بخیر أَو شر. ابن بزرج: الزَّنَجُ و الحَجَزُ واحد. یقال: حَجِزَ الرجلُ و زَنِجَ، و هو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل و مصارینه من الظمإِ، فلا یستطیع أَن یكثر الشرب أَو الطعم. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث زیاد: قال عبد الرحمن بن السائب: فَزَنَجَ شی‌ءٌ أَقْبَلُ طویلُ العُنُقِ، فقلت: ما أَنت؟ فقال: أَنا النَّقَّاد ذُو الرَّقَبَةِ؛ قال: لا أَدری ما زَنَجَ، لعله بالحاء؛ و الزَّنْحُ: الدفع كأَنه یرید هجوم هذا الشخص و إِقباله؛ قال: و یحتمل أَن یكون زَلَجَ، باللام، و هو سرعة ذهاب الشی‌ء و مضیه، و قیل: هو بالحاء بمعنی سَنَحَ و عَرَضَ. و تَزَنَّجَ علیَّ فلانٌ: تَطاوَلَ.

زنفلج؛ ج2، ص: 291

: الزَّنْفَلِیجَةُ و الزِّنْفِلِیجَةُ: الكِنْفُ. الجوهری: و الزِّنْفِیلَجَةُ، بكسر الزای و الفاء و فتح اللام: شبیه بالكِنْفِ؛ قال: و هو معرَّب، و أَصله بالفارسیة: زِین‌بِیلَهْ، فإِن قدمت اللام علی الیاء كسرتها و فتحت ما قبلها، فقلت: الزَّنْفَلِیجَة.

زهرج؛ ج2، ص: 291

: التهذیب: فی ترجمة سمهج من أَبیات: تَسْمَعُ للجنِّ بها زَهَارجا یعنی حكایة عَزِیفِ الجن.

زهلج؛ ج2، ص: 291

: التهذیب فی النوادر: زَهْلَجَ له الحدیثَ و زَهْلَقَهُ و زَهْمَجَه.

زهمج؛ ج2، ص: 291

: التهذیب فی النوادر: زَهْلَجَ له الحدیث و زَهْلَقَه و زَهْمَجَه.

زوج؛ ج2، ص: 291

: الزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. یقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كما یقال: خَساً أَو زَكاً، أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ [وِتَرٌ؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدِیُّ: ما زِلْنَ یَنْسُبْنَ، وَهْناً، كلَّ صادِقَةٍ، باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غیر أَزْوَاجِ لأَن بَیْضَ القَطَا لا یكون إِلَّا وِتْراً. و قال تعالی: وَ أَنْبَتْنٰا فِیهٰا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ؛ و كل واحد منهما أَیضاً یسمی زَوْجاً، و یقال: هما زَوْجان للاثنین و هما زَوْجٌ، كما یقال: هما سِیَّانِ و هما سَواءٌ؛ ابن سیدة: الزَّوْجُ الفَرْدُ الذی له قَرِینٌ. و الزوج: الاثنان. و عنده زَوْجَا نِعالٍ و زوجا حمام؛ یعنی ذكرین أَو أُنثیین، و قیل: یعنی ذكراً و أُنثی. و لا یقال: زوج حمام لأَن الزوج هنا هو الفرد، و قد أُولعت به العامة. قال أَبو بكر: العامة تخطئ فتظن أَن الزوج اثنان، و لیس ذلك من مذاهب العرب، إِذ كانوا لا یتكلمون بالزَّوْجِ مُوَحَّداً فی مثل قولهم زَوْجُ حَمامٍ، و لكنهم یثنونه فیقولون: عندی زوجان من الحمام، یعنون ذكراً و أُنثی، و عندی زوجان من الخفاف یعنون الیمین و الشمال، و یوقعون الزوجین علی الجنسین المختلفین نحو الأَسود و الأَبیض و الحلو و الحامض. قال ابن سیدة: و یدل علی أَن الزوجین فی كلام العرب اثنان قول الله عز و جل: وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثیٰ؛ فكل واحد منهما كما تری زوج، ذكراً كان أَو أُنثی. و قال الله تعالی: فَاسْلُكْ فِیهٰا مِنْ كُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ. و‌كان الحسن یقول فی قوله عز و جل: وَ مِنْ كُلِّ شَیْ‌ءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَیْنِ؛ قال: السماء زَوْج، و الأَرض
لسان العرب، ج‌2، ص: 292
زوج، و الشتاء زوج، و الصیف زوج، و اللیل زوج، و النهار زوج، و یجمع الزوج أَزْوَاجاً و أَزَاوِیجَ؛ و قد ازْدَوَجَتِ الطیر: افْتِعالٌ منه؛ و قوله تعالی: ثَمٰانِیَةَ أَزْوٰاجٍ*؛ أَراد ثمانیة أَفراد، دل علی ذلك؛ قال: و لا تقول للواحد من الطیر زَوْجٌ، كما تقول للاثنین زوجان، بل یقولون للذكر فرد و للأُنثی فَرْدَةٌ؛ قال الطرماح: خَرَجْنَ اثْنَتَیْنِ و اثْنَتَیْنِ و فَرْدَةً، ینادُونَ تَغْلِیساً سِمالَ المَدَاهِنِ و تسمی العرب، فی غیر هذا، الاثنین زَكاً، و الواحدَ خَساً؛ و الافتعال من هذا الباب: ازْدَوَجَ الطیرُ ازْدواجاً، فهی مُزْدوِجَةٌ. و‌فی حدیث أَبی ذر: أَنه سمع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: من أَنفق زَوْجَیْنِ من ماله فی سبیل الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الجنة؛ قلت: وما زوجان من ماله؟ قال: عبدان أَو فرَسان أَو بعیران من إِبله، و كان الحسن یقول: دینارین و درهمین و عبدین و اثنین من كل شی‌ءٍ.و قال ابن شمیل: الزوج اثنان، كلُّ اثنین زَوْجٌ؛ قال: و اشتریت زَوْجَین من خفاف أَی أَربعة؛ قال الأَزهری: و أَنكر النحویون ما قال، و الزَّوجُ الفَرْدُ عندهم. و یقال للرجل و المرأَة: الزوجان. قال الله تعالی: ثَمٰانِیَةَ أَزْوٰاجٍ*؛ یرید ثمانیة أَفراد؛ و قال: احْمِلْ فِیهٰا مِنْ كُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ؛ قال: و هذا هو الصواب. یقال للمرأَة: إِنها لكثیرة الأَزْواج و الزَّوَجَةِ؛ و الأَصل فی الزَّوْجِ الصِّنْفُ و النَّوْعُ من كل شی‌ء. و كل شیئین مقترنین، شكلین كانا أَو نقیضین، فهما زوجان؛ و كلُّ واحد منهما زوج. یرید فی الحدیث: من أَنفق صنفین من ماله فی سبیل الله، و جعله الزمخشری من حدیث أَبی ذر قال: و هو من كلام النبی، صلی الله علیه و سلم، و روی مثله أَبو هریرة عنه. و زوج المرأَة: بعلها. و زوج الرجل: امرأَته؛ ابن سیدة: و الرجل زوج المرأَة، و هی زوجه و زوجته، و أَباها الأَصمعی بالهاء. و زعم الكسائی عن القاسم بن مَعْنٍ أَنه سمع من أَزْدِ شَنُوءَةَ بغیر هاء، و الكلام بالهاء، أَ لا تری أَن القرآن جاء بالتذكیر: اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ؟* هذا كلُّه قول اللحیانی. قال بعض النحویین: أَما الزوج فأَهل الحجاز یضعونه للمذكر و المؤَنث وضعاً واحداً، تقول المرأَة: هذا زوجی، و یقول الرجل: هذه زوجی. قال الله عز و جل: اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ* و أَمْسِكْ عَلَیْكَ زَوْجَكَ؛ و قال: وَ إِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدٰالَ زَوْجٍ مَكٰانَ زَوْجٍ؛ أَی امرأَة مكان امرأَة. و یقال أَیضاً: هی زوجته؛ قال الشاعر: یا صاحِ، بَلِّغ ذَوِی الزَّوْجاتِ كُلَّهُمُ: أَنْ لیس وصْلٌ، إِذا انْحَلَّتْ عُرَی الذَّنَبِ و بنو تمیم یقولون: هی زوجته، و أَبی الأَصمعی فقال: زوج لا غیر، و احتج بقول الله عز و جل: اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ*؛ فقیل له: نعم، كذلك قال الله تعالی، فهل قال عز و جل: لا یقال زوجة؟ و كانت من الأَصمعی فی هذا شدَّة و عسر. و زعم بعضهم أَنه إِنما ترك تفسیر القرآن لأَن أَبا عبیدة سبقه بالمجاز إِلیه، و تظاهر أَیضاً بترك تفسیر الحدیث و ذكر الأَنواء؛ و قال الفرزدق: و إِنَّ الذی یَسعَی یُحَرِّشُ زَوْجَتِی، كَسَاعٍ إِلی أُسْدِ الشَّرَی یَسْتَبِیلُها و قال الجوهری أَیضاً: هی زوجته، و احتج ببیت الفرزدق. و‌سئل ابن مسعود، رضی الله عنه، عن الجمل من
لسان العرب، ج‌2، ص: 293
قوله تعالی: حَتّٰی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیٰاطِ؛ فقال: هو زوج الناقة؛ و جمع الزوج أَزواج و زِوَجَةٌ، قال الله تعالی: یٰا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ*. و قد تَزَوَّج امرأَة و زَوَّجَهُ إِیاها و بها، و أَبی بعضهم تعدیتها بالباء. و فی التهذیب: و تقول العرب: زوَّجته امرأَة. و تزوّجت امرأَة. و لیس من كلامهم: تزوَّجت بامرأَة، و لا زوَّجْتُ منه امرأَةً. قال: و قال الله تعالی: وَ زَوَّجْنٰاهُمْ بِحُورٍ عِینٍ*، أَی قرنَّاهم بهن، من قوله تعالی: احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ أَزْوٰاجَهُمْ، أَی و قُرَناءهم. و قال الفراء: تَزوجت بامرأَة، لغة فی أَزد شنوءة. و تَزَوَّجَ فی بنی فلان: نَكَحَ فیهم. و تَزَاوجَ القومُ و ازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بعضهم بعضاً؛ صحت فی ازْدَوَجُوا لكونها فی معنی تَزاوجُوا. و امرأَة مِزْوَاجٌ: كثیرة التزوّج و التزاوُج؛ قال: و المُزاوَجَةُ و الازْدِواجُ، بمعنی. و ازْدَوَجَ الكلامُ و تَزَاوَجَ: أَشبه بعضه بعضاً فی السجع أَو الوزن، أَو كان لإِحدی القضیتین تعلق بالأُخری. و زَوَّج الشی‌ءَ بالشی‌ء، و زَوَّجه إِلیه: قَرَنَهُ. و فی التنزیل: وَ زَوَّجْنٰاهُمْ بِحُورٍ عِینٍ*؛ أَی قرناهم؛ و أَنشد ثعلب: و لا یَلْبَثُ الفِتْیانُ أَنْ یَتَفَرَّقُوا، إِذا لم یُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلی شَكْلِ و قال الزجاج فی قوله تعالی: احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ أَزْوٰاجَهُمْ؛ معناه: و نظراءهم و ضرباءهم. تقول: عندی من هذا أَزواج أَی أَمْثال؛ و كذلك زوجان من الخفاف أَی كل واحد نظیر صاحبه؛ و كذلك الزوج المرأَة، و الزوج المرء، قد تناسبا بعقد النكاح. و قوله تعالی: أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُكْرٰاناً وَ إِنٰاثاً؛ أَی یَقْرُنُهم. و كل شیئین اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان. قال الفراء: یجعل بعضهم بنین و بعضهم بنات، فذلك التزویج. قال أَبو منصور: أَراد بالتزویج التصنیف؛ و الزَّوْجُ: الصِّنْفُ. و الذكر صنف، و الأُنثی صنف. و كان الأَصمعی لا یجیز أَن یقال لفرخین من الحمام و غیره: زوج، و لا للنعلین زوج، و یقال فی ذلك كله: زوجان لكل اثنین. التهذیب: و قول الشاعر: عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَیْتُها، لَها ولَدٌ من زَوْجِها، وَ هْیَ عَاقِرُ فَقُلْتُ لَها: بُجْراً، فقَالتْ مُجِیبَتِی: أَ تَعْجَبُ مِنْ هذا، و لی زَوْجٌ آخَرُ؟ أَرادت من زوج حمام لها، و هی عاقر؛ یعنی للمرأَة زوج حمام آخر. و قال أَبو حنیفة: هاج المُكَّاءُ للزَّواج؛ یَعنی به السِّفادَ. و الزَّوْجُ: الصنف من كل شی‌ء. و فی التنزیل: وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ؛ قیل: من كل لون أَو ضرب حَسَنٍ من النبات. التهذیب: و الزَّوْجُ اللَّوْنُ؛ قال الأَعشی: و كلُّ زَوْجٍ من الدِّیباجِ، یَلْبَسُهُ أَبو قُدَامَةَ، مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا و قوله تعالی: وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوٰاجٌ؛ قال: معناه أَلوان و أَنواع من العذاب، و وصفه بالأَزواج، لأَنه عنی به الأَنواع من العذاب و الأَصناف منه. و الزَّوْجُ: النَمَطُ، و قیل: الدیباج. و قال لبید: من كلِّ مَحْفُوفٍ، یُظِلُّ عِصِیَّهُ زَوْجٌ، علیه كِلَّةٌ و قِرامُها قال: و قال بعضهم: الزوج هنا النمط یطرح علی الهودج؛ و یشبه أَن یكون سمِّی بذلك لاشتماله علی ما تحته اشتمال الرجل علی المرأَة، و هذا لیس بقوی. و الزَّاجُ: معروف؛ اللیث: الزاج، یقال له: الشَّبُّ الیمانی، و هو من الأَدویة، و هو من أَخلاط الحِبْرِ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 294
فارسی معرَّب.

زیج؛ ج2، ص: 294

: الزِّیجُ: خَیْطُ البَنَّاءِ و هو المِطْمَرُ، فارسی معرّب؛ قال الأَصمعی: لست أَدری أَ عربی هو أَم معرّب؟

فصل السین المهملة؛ ج2، ص: 294

سبج؛ ج2، ص: 294

: السُّبْجَةُ و السَّبِیجَةُ: دِرْعٌ عَرْضُ بَدَنِه عظمةُ الدِّرَاعِ، و لهُ كُمٌّ صغیر نحو الشِّبْرِ، تلبسه رَبَّاتُ البیوت؛ و قیل: هی بُرْدَة من صوف فیها سواد و بیاض؛ و قیل: السُّبْجَةُ و السَّبِیجَةُ ثوب له جَیْبٌ و لا كمّین له؛ زاد التهذیب: یلبسه الطَّیَّانونَ؛ و قیل: هی مِدْرَعَة كُمُّها من غیرها، و قیل: هی غِلالَة تبتذلها المرأَة فی بیتها كالبَقِیر، و الجمع سَبائِجُ و سِباجٌ. و السُّبْجَةُ و السَّبِیجَةُ: كساء أَسود. و السَّبِیجَةُ: القمیص، فارسی معرَّب؛ ابن السكیت: السَّبِیجُ و السَّبِیجة البَقِیرُ، و أَصلها بالفارسیة شَبیّ، و هو القمیص. و‌فی حدیث قَیْلة: أَنها حملت بنت أَخیها و علیها سُبَیِّجٌ من صوف؛ أَرادت تصغیر السَّبیج «2» كَرغِیف و رُغَیِّف، و هو معرّب. و تَسَبَّجَ بها: لبسها؛ قال العجاج: كالحَبَشِیِّ الْتَفَّ أَو تَسَبَّجَا اللیث: تَسَبَّجَ الإِنسانُ بكساء تسَبُّجاً. و سُبْجَةُ القمیص: لِبْنَتُه و تَخَارِیصُه؛ قال حُمید بن ثور: إِنَّ سُلَیْمَی واضِحٌ لَبَّاتُها، لَیِّنَةُ الأَبْدَانِ، من تَحْتِ السُّبَجْ و السِّباجُ: ثیاب من جلود، واحدتها سُبْجَةٌ، و هی بالحاء أَعلی. و السَّبَجُ: خَرَزٌ أَسودُ، دَخِیلٌ مُعَرَّبٌ، و أَصله سَبَهْ. و السَّبَابِجَةُ: قوم ذوو جَلَدٍ من السِّنْدِ و الهند، یكونون مع رئیس السفینة البحریة یُبَذْرِقُونها، واحدهم سَبِیجیّ، و دخلت فی جمعه الهاء للعجمة و النَّسَب، كما قالوا: البَرابِرةُ، و ربما قالوا: السَّابِجَ؛ قال همیان: لوْ لَقِیَ الفِیلُ بِأَرْضٍ سابِجَا، لَدَقَّ منه العُنْقَ و الدَّوَارِجا و إِنما أَراد هِمْیانُ: سابَجَا، فكسر لتسویة الدخیل، لأَن دخیل هذه القصیدة كلها مكسور. ابن السكیت: السَّبابِجَةُ قوم من السِّنْدِ یُسْتَأْجَرون لِیُقاتِلوا، فیكونون كالمُبَذْرِقَةِ، فظن همیان أَن كل شی‌ء من ناحیة السند سَبِیج، فجعل نفسه سَبِیجاً. الجوهری: السَّبابِجَةَ قوم من السند كانوا بالبصرة جَلاوِزَةً و حُرّاس السجن، و الهاء للعجمة و النسب؛ قال یزید ابن المفرّغ الحمیری: و طَمَاطِیمَ مِنْ سَبَابِیجَ خُزْرٍ، یُلْبِسونی مَعَ الصَّباحِ القُیُودا

سبرج؛ ج2، ص: 294

: سَبْرَجَ فلانٌ عَلَیَّ الأَمْرَ إِذا عمَّاه.

سبنج؛ ج2، ص: 294

: التهذیب فی الرباعی: روی أَن الحسن بن علی، علیهما السلام، كانت له سَبَنْجُونَةٌ من جُلود الثعالب كان إِذا صلی لم یلبسها؛ قال شمر: سأَلت محمد بن بشار عنها، فقال: فروة من ثعالب، قال: و سأَلت أَبا حاتم فقال: كان یذهب إِلی لون الخُضْرَة آسْمانْ جُونْ و نحوه.
(2). قوله [السبیج إلخ] بوزن رغیف، كما فی القاموس و غیره، و بهامش النهایة ما نصه: و عن ابن الأَعرابی السبیج، بكسر السین و سكون الموحدة و فتح الیاء، قال و أراه معرباً؛ و أَنشد: كانت به خود صموت الدملج لفاء ما تحت الثیاب السبیج
لسان العرب، ج‌2، ص: 295

ستج؛ ج2، ص: 295

: الإِسْتاجُ و الإِسْتِیجُ: من كلام أَهل العراق، و هو الذی یلف علیه الغزل بالأَصابع لینسج، تسمیه العرب أُسْتُوجَةً و أُسْجُوتَةً؛ قال الأَزهری: و هما مُعرّبان.

سجج؛ ج2، ص: 295

: سَجَّ بِسَلْحِه سَجّاً: أَلقاه رقیقاً. و أَخَذَه لَیْلَتَه سَجٌّ: قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً. و قال یعقوب: أَخذه فی بطنه سَجٌّ إِذا لان بطنه. و سَجَّ الطائر سَجّاً: حذف بِذَرْقه. و سَجَّ النعام: أَلقی ما فی بطنه؛ و یقال: هو یَسُجُّ سَجّاً و یَسُكُّ سَكّاً إِذا رمی ما یجی‌ء منه. ابن الأَعرابی: سَجَّ بِسَلْحِه و تَرَّ إِذا حذف به، و سَجَّ یَسُجُّ إِذا رقَّ ما یجی‌ء منه من الغائط. و سَجَّ سَطْحَه یَسُجُّه سَجّاً إِذا طَیَّنَه. و سَجَّ الحائطَ یَسُجُّه سَجّاً: مسحه بالطین الرقیق، و قیل: طَیَّنَهُ. و المِسَجَّةُ: التی یطلی بها، لغة یمانیةٌ؛ و فی الصحاح: الخشبة التی یطین بها: مِسَجَّةٌ، و هی بالفارسیة المالَجَه؛ و یقال لِلْمالَقِ: مِسَجَّة و مِمْلَقٌ و مِمْدَرٌ و مِمْلَطٌ و مِلْطاطٌ. و السُّجَّةُ: الخیل. الجوهری: السَّجَّةُ و البَجَّةُ صَنمان. ابن سیدة: السَّجَّة صنم كان یُعبد من دون الله عز و جل، و به فسر‌قوله، صلی الله علیه و سلم: أَخرجوا صدقاتكم فإِن الله قد أَراحكم من السَّجَّة و البَجَّة.و السَّجَاجُ: اللبن الذی یجعل فیه الماء أَرَقَّ ما یكون؛ و قیل: هو الذی ثلثه لبن و ثلثاه ماء؛ قال: یَشْرَبُه مَحْضاً، و یَسْقِی عِیالَهُ سَجاجاً، كأَقْرابِ الثَّعالِب، أَوْرَقا واحدته سَجاجَة. و أَنكر أَبو سعید الضریر قول من قال: إِن السَّجَّةَ اللَّبَنة التی رققت بالماء، و هی السَّجَاجُ؛ قال: و البَجَّةُ الدم الفصید، و كان أَهل الجاهلیة یَتَبَلَّغُون بها فی المجاعات. قال بعض العرب: أَتانا بِضَیْحَةٍ سَجَاجَةٍ تری سَوَادَ الماء فی حَیْفها؛ فسَجَاجَةٌ هنا بدل إِلَّا أَن یكونوا وَصَفُوا بالسَّجَاجَةِ، لأَنها فی معنی مخلوطة، فتكون علی هذا نعتاً؛ و قیل فی تفسیر‌قوله، صلی الله علیه و سلم: إِن الله قد أَراحكم من السَّجَّةِ؛ السجَّةُ: المَذِیقُ كالسَّجَاجِ، و قد تقدّم أَنه صنم و هو أَعرف؛ قاله الهروی فی الغریبین. و السَّجْسَجُ: الهواء المعتدل بین الحر و البرد؛ و‌فی الحدیث: نهار الجنة سجسج‌أَی معتدل لا حَرَّ فیه و لا قَرَّ؛ و‌فی روایة: ظِلُّ الجنة سَجْسَج، و قالوا: لا ظلمة فیه و لا شمس؛ و قیل: إِن قدر نوره كالنور الذی بین الفجر و طلوع الشمس. ابن الأَعرابی: ما بین طلوع الفجر إِلی طلوع الشمس یقال له السَّجْسَجُ، قال: و من الزوال إِلی العصر یقال له الهَجیرُ و الهاجِرَةُ، و من غروب الشمس إِلی وقت اللیل الجُنْحُ و الجِنْحُ، ثم السَّدَفُ و المَلَثُ و المَلَسُ. و كلُّ هواء معتدل طیب: سَجْسَجٌ. و یومٌ سَجْسَجٌ: لا حَرٌّ مؤْذٍ، و لا قَرٌّ. و‌فی حدیث ابن عباس: و هواؤها السَّجْسَجُ.و ریح سَجْسَجٌ: لینة الهواء معتدلة؛ و قول ملیح: هَلْ هَیَّجَتْكَ طُلُولُ الحَیِّ مُقْفِرَةً، تَعْفُو، مَعارِفَها، النُّكْبُ السَّجَاسِیجُ؟ احتاج فَكَسَّرَ سَجْسَجاً علی سجاسیج؛ و نظیره ما أَنشده سیبویه من قوله: نَفْیَ الدَّراهِیمِ تَنْقادُ الصَّیارِیف و أَرضٌ سَجْسَجٌ: لیست بسهلة و لا صُلْبَةٍ؛ و قیل: هی الأَرض الواسعة؛ قال الحرث بنُ حِلِّزَةَ الیَشْكُرِیُّ: طاف الخَیالُ، و لا كَلَیْلَةِ مُدْلِجِ، سَدِكاً بِأَرْحُلِنا، فَلَمْ یَتَعَرَّجِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 296
إِنی اهْتَدَیْتُ، و كُنتُ غَیرَ رَجِیلَةٍ، و القَوْمُ قَد قطَعُوا مِتانَ السَّجْسَجِ یقول: لم أَرَ كَلَیلة أَدْلَجها إِلینا هذا الخیالُ مِن هولها و بُعدها منا. و لم یتعرّج: لم یُقِمْ. و التعریجُ علی الشی‌ء: الإِقامةُ. و المِتانُ: جمع مَتْنٍ، و هو ما صَلُبَ من الأَرض و ارتفع. و الرَّجِیلَة: القویةُ علی المشی. و سَدِكٌ: مُلازِمٌ. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بوادٍ بین المسجدین، فقال: هذه سَجاسِجُ مَرَّ بها موسی، علیه السلام؛ هی جمع سَجْسَج، و هی الأَرض لیست بصلبة و لا سهلة. و السُّجُجُ: الطَّایاتُ «3» المُمَدَّرَةُ. و السُّجُجُ أَیضاً: النقوش الطیبة. أَبو عمرو: جَسَّ إِذا اخْتَبَرَ، و سَجَّ إِذا طَلَعَ.

سحج؛ ج2، ص: 296

: سَحَجَهُ الحائطُ یَسْحَجُه سَحْجاً و سَحَّجَه: خَدَشَه؛ قال رؤبة: جَأْباً تَرَی بِلِیتِهِ مُسَحَّجا أَی تسْحِیجاً. قال أَبو حاتم: قرأْت علی الأَصمعی فی جیمیَّة العجاج: جَأْباً تَرَی بِلِیتِهِ مُسَحَّجا فقال: تَلِیلَهُ، فقلت: بِلِیتِهِ، فقال: هذا لا یكون، فقلت: أَخبرنی به من سمعه مِن فَلْقِ فِی «4» رُؤْبَةَ، أَعنی أَبا زید الأَنصاری، قال: هذا لا یكون. قلت: جعله مصدراً، أَراد تسحیجاً، فقال: هذا لا یكون، قلت: فقد قال جریر: أَ لم تَعْلَمْ بمُسَرَّحی القَوافی؟ فلا عِیّاً بِهِنَّ، و لا اجْتِلابا أَی تسریحی، فكأَنه أَراد أَن یدفعه، فقلت له: فقد قال تعالی: وَ مَزَّقْنٰاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ؛ فَأَمْسَكَ. قال الأَزهری: كأَنه أَراد: تری بلیته تسحیجاً، فجعل مسحجاً مصدراً. و المُسَحَّجُ: المُعَضَّضُ، و هو من سَحَجَ الجلد. و سَحَّجَه فَتَسَحَّجَ: شُدِّد للكثرة. و سَحَجْتُ جلده فانْسَحَجَ أَی قشرته فانقشر. و السَّحْجُ: أَن یصیب الشی‌ءُ الشی‌ءَ فَیَسْحَجَه أَی یَقْشِرَ منه شیئاً قلیلًا، كما یصیب الحافرَ، قبل الوَجَی، سَحْجٌ. و انْسَحَجَ جلده من شی‌ء مَرَّ به إِذا تقشَّر الجلد الأَعلی. و یقال: أَصابه شی‌ء فَسَحَجَ وجْهَه، و به سَحْجٌ. و سَحَجَ الشی‌ءَ بالشی‌ء سَحْجاً، فهو مَسْحُوجٌ و سَحِیجٌ: حاكَّه فقشره؛ قال أَبو ذؤیب: فجاءَ بها بعدَ الكَلالِ كأَنه، من الأَیْنِ، مِخْراشٌ أَقَذُّ سَحِیجُ و بعیر سَحَّاجٌ: یَسْحَجُ الأَرض بخفه أَی یقشرها فلا یلبث أَن یَحْفَی؛ و ناقة مِسْحاجٌ، كذلك؛ و زمن مِسْحاجٌ و سَحَّاجٌ: یقشر كل شی‌ء؛ قال أَبو عامر الكلابی یصف نخلًا: ما ضَرَّها مَسُّ زَمانٍ سَحَّاجْ و سَحَجَ العُودَ بالمِبْرَدِ یَسْحَجُه سَحْجاً: قشره؛ و سَحَجَتِ الریحُ الأَرض، كذلك. و السَّحَجُ: داء فی البطن قاشر، منه. و سَحَجَ شعره بالمشط سَحْجاً: سَرَّحَه تسریحاً لیناً علی فَروَة الرأْس. و سَحَجَه یَسْحَجُه سَحْجاً، فهو سَحِیجٌ. و سَحَّجَه: عضَّه فأَثر فیه، و قد غلب علی حُمُرِ الوحش. و حمار مُسَحَّجٌ أَی مُعَضَّضٌ مُكَدَّم؛ و المِسْحَجُ، منها.
(3). قوله [الطایات] جمع طایة، و هی السطح، و الممدرة المطلیة بالطین. (4). [فی] هنا بمعنی فم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 297
و المِسْحَاجُ: العَضَّاضُ. و المَسَاحِجُ: آثارُ تَكادُمِ الحُمُرِ علیها. و التَّسْحِیجُ: الكَدْمُ. و السَّحْجُ: من جَرْیِ الدواب دون الشَّدِّ. و یقال: حمارٌ مِسْحَجٌ و مِسْحاجٌ؛ قال النابغة: رَباعِیَةٌ أَضَرَّ بها رَباعٌ، بِذاتِ الجِزْعِ، مِسْحاجٌ شَنُونُ و قال غیره: مَرَّ یَسْحَجُ أَی یسرع؛ قال مزاحم: علی أَثَرِ الجُعْفِیِّ دَهْرٌ، و قد أَتی له، مُنْذُ وَلَّی یَسْحَجُ السَّیْرَ، أَربَعُ و سَحَجَ الأَیْمانَ یَسْحَجُها: تابَعَ بینها. و رجلٌ سَحَّاجٌ، و كذلك الحلف؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا تَنْكِحِنَّ نَحِضاً بَجْباجَا فَدْماً، إِذا صِیحَ به أَفاجا و إِنْ رَأَیْتِ قُمُصاً و سَاجا، و لِمَّةً و حَلِفاً سَحَّاجا و سَیْحُوجٌ: اسم.

سدج؛ ج2، ص: 297

: السَّدْجُ و التَّسَدُّجُ: الكذب و تَقَوُّلُ الأَباطیل؛ و أَنشد: فینا أَقاویلُ امْرِئٍ تَسَدَّجا و قد سَدَجَ سَدْجاً، و تَسَدَّجَ أَی تكذَّب و تَخَلَّقَ. و رجل سَدّاجٌ: كذاب؛ و قیل: هو الكذاب الذی لا یَصْدُقُكَ أَثَرَهُ یَكْذِبُكَ مِن أَیْنَ جاءَ؛ قال رؤبة: شَیْطانُ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاج و سَدَج بالشی‌ء: ظَنَّهُ.

سذج؛ ج2، ص: 297

: حُجَّةٌ ساذِجَةٌ و ساذَجَةٌ، بالفتح: غیر بالغة؛ قال ابن سیدة: أُراها غیر عربیة، إِنما یستعملها أَهل الكلام فیما لیس ببرهان قاطع، و قد یستعمل فی غیر الكلام و البرهان، و عسی أَن یكون أَصلها سادَهْ، فعُرّبت كما اعتید مثل هذا فی نظیره من الكلام المعرَّب.

سرج؛ ج2، ص: 297

: السَّرْجُ: رحل الدابة، معروف، و الجمع سُروج. و أَسْرَجَها إِسراجاً: وضع علیها السرج. و السَّرّاجُ: بائع السُّروجِ و صانعها، و حرفته السِّرَاجَةُ. و السِّراجُ: المصباح الزاهر الذی یُسْرَجُ باللیل، و الجمع سُرُجٌ. و المِسْرَجَةُ: التی فیها الفتیل. و قد أَسْرَجْتُ السِّرَاجَ إِسْراجاً. و المَسْرَجَةُ، بالفتح: التی یجعل علیها المِسْرَجَةُ. و الشمس سِراجُ النهار، و المَسْرَجَةُ، بالفتح «1»: التی توضع فیها الفتیلة و الدهن. و‌فی الحدیث: عُمَرُ سِرَاجُ أَهل الجنة!؛ قیل: أَراد أَن الأَربعین الذین تَمُّوا بعُمَر كلهم من أَهل الجنة، و عمر فیما بینهم كالسراج، لأَنهم اشتدوا بإِسلامه و ظهروا للناس، و أَظهروا إِسلامهم بعد أَن كانوا مختفین خائفین، كما أَنه بضوء السراج یهتدی الماشی؛ و السِّرَاجُ: الشمس. و فی التنزیل: وَ جَعَلْنٰا سِرٰاجاً وَهّٰاجاً. و قوله عز و جل: وَ دٰاعِیاً إِلَی اللّٰهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرٰاجاً مُنِیراً؛ إِنما یرید مثل السراج الذی یستضاء به، أَو مثل الشمس فی النور و الظهور. و الهُدَی: سِرَاجُ المؤمن، علی التشبیه. التهذیب: قوله تعالی: وَ سِرٰاجاً مُنِیراً؛ قال الزجاج: أَی و كتاباً بیِّناً؛ المعنی أَرسلناك شاهداً، و ذا سراج منیر أَی و ذا كتاب منیر بَیِّنٍ، و إِن شئت كان و سِرٰاجاً منصوباً علی معنی دٰاعِیاً إِلَی اللّٰهِ و تالیاً
(1). و بالكسر أَیضاً كما ضبطناه نقلًا عن المصباح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 298
كتاباً بیِّناً؛ قال الأَزهری: و إِن جعلت سِرٰاجاً نعتاً للنبی، صلی الله علیه و سلم، و كان حسناً، و یكون معناه هادیاً كأَنه سراج یهتدی به فی الظُّلَمِ. و أَسْرَجَ السِّرَاجَ: أَوْقَدَهُ. و جَبینٌ سارِجٌ: واضح كالسِّراج، عن ثعلب؛ و أَنشد: یا رُبَّ بَیْضاءَ من العَواسِجِ، لَیِّنَةِ المَسِّ علی المُعالِجِ، هأْهاءَةٍ ذاتِ جَبینٍ سارِجِ و سَرَّجَ اللهُ وَجْهَهُ و بَهَّجَهُ أَی حَسَّنَه؛ قال: و فاحِماً و مَرْسِناً مُسَرَّجَا قال: عَنی به الحُسْنَ و البَهْجَةَ و لم یعن أَنه أَفْطَسُ مُسْرَجُ الوَسَطِ؛ و قال غیره: شبَّه أَنفه و امتداده بالسیف السُّرَیْجِیِّ، و هو ضرب من السیوف التی تُعرف بالسُّرَیْجِیّات. و سَرَّجَ الشی‌ءَ: زَیَّنَه. و سَرَجَه الله و سَرَّجَه: وفَّقَه. و سَرَجَ الكَذِبَ یَسْرُجُهُ سَرْجاً: عَمِلَهُ. و رجل سرَّاجٌ مَرّاجٌ: كذاب؛ و قیل: هو الكذاب الذی لا یَصْدُقُ أَثَرَهُ یكذبك من أَین جاء، و یفرد فیقال: رجل سَرّاجٌ، و قد سَرِجَ. و یقال: بَكَّلَ أُمَّ فلانٍ فَسَرِجَ علیها بأُسْرُوجَةٍ. و سُرَیْجٌ: قَیْنٌ معروف، و السیوف السُّرَیْجِیَّةُ، منسوبة إِلیه، و شبه العجاج بها حسن الأَنف فی الدقة و الاستواء، فقال: و فاحِماً و مَرْسِناً مُسَرَّجا و سِراجٌ: اسم رجل، قال أَبو حنیفة: هو سِرَاجُ ابن قُرَّةَ الكِلابیُّ. و السِّرْجِیجَةُ و السُّرْجُوجَةُ: الخُلُقُ و الطبیعة و الطریقة؛ یقال: الكَرَمُ من سِرْجِیجَتِهِ و سُرْجُوجَتِه أَی خُلُقِه؛ حكاه اللحیانی. أَبو زید: إِنه لكریم السُّرْجُوجَةِ و السِّرْجِیجة أَی كریم الطبیعة. الأَصمعی: إِذا استوت أَخلاق القوم، قیل: هم علی سُرْجُوجَةٍ واحدة، و مَرِنٍ و مَرِسٍ.

سربج؛ ج2، ص: 298

: فی حدیث جُهَیْشٍ: و كائِنْ قَطَعْنا اللیلَ من دَوِّیَّةٍ سَرْبَجٍ‌أَی مفازة واسعة بعیدة الأَرْجاءِ.

سردج؛ ج2، ص: 298

: سردج «1»

سرنج؛ ج2، ص: 298

: السرنج «2»

سرهج؛ ج2، ص: 298

: السرهجة «3»

سفتج؛ ج2، ص: 298

: السفتجة «4»

سفج؛ ج2، ص: 298

: السَّفْجُ: الكَذِب؛ عن كراع «5».

سفدج؛ ج2، ص: 298

: الإِسفیداج «6»

سفلج؛ ج2، ص: 298

: السفلج «7»

سرفج؛ ج2، ص: 298

: سَرْفَجٌ: طویلٌ.

سفنج؛ ج2، ص: 298

: السَّفَنَّجُ: الظلیم الخفیف، و هو ملحق بالخماسی، بتشدید الحرف الثالث منه؛ و قیل: الظلیم الذكر؛ و قیل: هو من أَسماء الظلیم فی سرعته؛ و أَنشد: جاءَتْ به مِن اسْتِها سَفَنَّجَا أَی ولدته أَسود. و السَّفَنَّجُ: السریع؛ و قیل: الطویل، و الأُنثی سَفَنَّجَةٌ؛ قال ساعدة بن جؤیة یهجو امرأَة: فِیمَ نِساءُ الحَیِّ مِن وَتَرِیَّةٍ سَفَنَّجَةٍ، كأَنها قَوْسُ تَأْلَبِ؟
(1). زاد فی القاموس: سردجه أَهمله. (2). زاد فی القاموس: السرنج، كسمند: شی‌ء من الصنعة كالفسیفساء، و دواء معروف، و قد یسمی بالسیلقون ینفع فی الجراحات: قال الشارح: و الأسرنج نوع من الإسفیداج اه. (3). زاد فی القاموس: السرهجة: الإِباء و الامتناع و الفتل الشدید، و منه حبل مسرهج. (4). زاد فی القاموس: السفتجة، بضم فسكون ففتحتین: و هو أَن یعطی مالًا لآخر، و للآخر مال فی بلد المعطی، بصیغة اسم الفاعل، فیوفیه إیاه ثم، أی هناك، فیستفید أمن الطریق، و فعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوی الذی هو المصدر أی المصدر الذی یبنی منه فعله هو السفتجة اه. (5). زاد فی القاموس: ما أشد سفج هذه الریح، محركة، أی شدة هبوبها. (6). زاد فی القاموس: و الإسفیداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، و الآنك. (7). زاد فی القاموس: السفلج، كعملس: الطویل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 299
اللیث: هو طائر كثیرُ الاسْتِنانِ؛ قال ابن جنی: ذهب بعضهم فی سَفَنَّج أَنه من السَّفْج، و أَن النون المشدَّدة زائدة، و مذهب سیبویه فیه أَنه كلام شَفَلَّح و رأْی عَتَرَّس. و السُّفَانِجُ: السریع كالسَفَنَّج؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافَی واسِجِ، سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ و یقال: سَفْنَجَ أَی أَسْرَعَ؛ و قول الآخر: یا شَیْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا، قد حَجَّ فی ذا العامِ مَن تَحَوَّجا، فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجا، و عَجِّلِ النَّقْدَ له و سَفْنِجا، لا تُعْطِهِ زَیْفاً و لا تُبَهْرِجَا «1» قال: عَجِّلِ النَّقْدَ له، و قال سَفْنِجا أَی وَجِّهْ و أَسرِعْ له من السَّفَنَّجِ السریع. أَبو الهیثم: سَفْنَجَ فلانٌ لفلانٍ النَّقْدَ أَی عَجَّلَه؛ و أَنشد: قد أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجَا إِنِّی أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا «2»

سكرج؛ ج2، ص: 299

: فی الحدیث: لا آكل فی سُكُرُّجَةٍ، هی بضم السین و الكاف و الراء و التشدید، إِناءٌ صغیر یؤْكل فیه الشی‌ء القلیل من الأُدْمِ، و هی فارسیة و أَكثر ما یوضع فیها الكَوامِخُ و نحوها.

سلج؛ ج2، ص: 299

: سَلِج الطعامَ، بالكسر، یَسْلَجُهُ سَلْجاً و سَلَجاناً أَیضاً، و سَرَطَه سَرْطاً: بَلَعه؛ و كذلك سَلَجَ اللُّقْمَةَ أَی بَلَعَها. و قیل: السَّلَجانُ الأَكل السریع. و من أَمثال العرب: الأَكْلُ سَلَجانْ و القَضاء لِیَّانْ، و قیل: الأَخذ سَلَجَانْ و القضاء لِیَّانْ؛ تأْویله یحب أَن یأْخذ و یكره أَن یردَّ أَی إِذا أَخذ الرجل الدَّین أَكله، فإِذا أَراد صاحب الدین حقه لواه به أَی مَطَلَهُ. و تَسَلَّجَ النَّبیذَ: أَلَحَّ فی شربه؛ عن اللحیانی. و قال: تركته یَتَزَلَّجُ النَّبیذ و یَتَسَلَّجُه أَی یُلِحُّ فی شربه، و یَسْتَلِجُه: یدخله فی سِلِّجَانِهِ أَی فی حُلْقُومه؛ یقال: رماه الله فی سِلِّجانِهِ أَی فی حلقومه. و السَّلالِیجُ: الدُّلْبُ الطِّوالُ. و یقال للسَّاجَةِ التی یشق منها الباب. السَّلِّیجَةُ. و السُّلَّجُ، بالضم و التشدید: نبتٌ رِخْوٌ من دِقِّ الشجر؛ و قیل: السُّلَّجَانُ ضرب منه؛ و قال أَبو حنیفة: السُّلَّجُ شجر ضِخامٌ كأَذناب الضِّبابِ، أَخضرُ له شوك و هو حَمْضٌ. التهذیب: و السُّلَّجُ من الحَمْضِ: الذی لا یزال أَخضر فی القیظ و الربیع، و هی خَوَّارَةٌ. قال الأَزهری: السُّلَّجُ نبت مَنْبِته القِیعان، و له ثمر فی أَطرافه حِدَّةٌ، و یكون أَخضر فی الربیع ثم یَهیجُ فیَصْفَرُّ، قال: و لا یُعَدُّ من شَجَرٍ الحَمْضِ؛ و فی الصحاح: هو نبت ترعاه الإِبل. و سَلَجَتِ الإِبل، بالفتح، تَسْلُجُ، بالضم، سُلُوجاً و سَلِجَتْ: كلاهما أَكلت السُّلَّجَ فاستطلقتْ عنه بطونها. و قال أَبو حنیفة: سَلِجَتْ، بالكسر لا غیر؛ قال شمر: و هو أَجود. أَبو تراب عن بعض أَعراب قیس: سَلَجَ الفصیلُ الناقةَ و مَلَجَها إِذا رَضَعَها.

سلبج؛ ج2، ص: 299

: التهذیب فی الرباعی: السَّلابِجُ الدُّلْبُ الطِّوالُ.

سلمج؛ ج2، ص: 299

: التهذیب: یقال للنصال المُحَدَّدَةِ: سَلاجِمُ و سَلامِجُ.

سلهج؛ ج2، ص: 299

: السَّلْهَجُ: الطویل.
(1). [و لا تبهرجا] كذا بالأَصل بهذا الضبط، و لعله و لا نبهرجا، بفتح النون و الراء، و أَورده المصنف فی زیف و لا بهرجا. (2). قوله [قد أَخذت إلخ] كذا بالأَصل فی غیر موضع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 300‌

سمج؛ ج2، ص: 300

: سَمُجَ الشی‌ءُ، بالضم: قَبُحَ، یَسْمُجُ سَماجَةً إِذا لم یكن فیه مَلاحَةٌ، و هو سَمِیجٌ لَمِیجٌ، و سَمْجٌ لَمْجٌ. و قد سَمَّجَه تَسْمِیجاً إِذا جعله سَمْجاً؛ الجوهری: سَمُجَ فهو سَمْجٌ مثل ضَخُم فهو ضَخْمٌ، و سَمِجٌ مثل خَشُنَ فهو خَشِنٌ، و سَمِیجٌ مثل قَبُحَ فهو قَبِیحٌ. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: عاثَ فی كلِّ جارِحَةٍ منه جَدیدُ بِلًی سَمَّجَها؛ هو من سَمُجَ أَی قبح. ابن سیدة: السَّمْجُ و السَّمِیجُ: الذی لا ملاحة له، الأَخیرة هذلیة؛ قال أَبو ذؤیب: فإِنْ تَصْرِمی حَبْلی، و إِن تَتَبَدَّلی خَلِیلًا، و منهمْ صالِحٌ و سَمِیجُ و قیل: سَمیجٌ هنا فی بیت أَبی ذؤیب: الذی لا خیر عنده. قال سیبویه: سَمْجٌ لیس مخففاً من سَمِجٍ و لكنه كالنَّضْرِ، و الجمع سِماجٌ مثل ضِخامٍ، و سَمِجُونَ و سُمَجَاءُ و سَمَاجَی؛ و قد سَمُجَ سَمَاجَة و سُمُوجَةً، و سَمِجَ، الكسر عن اللحیانی. و اسْتَسْمَجَه: عَدَّه سَمْجاً. و سَمَّجَهُ الله: خلقه سَمْجاً أَو جعله كذلك. و لبن سَمْجٌ: لا طعم له. و السَّمْجُ: الخبیث الریح. و السَّمْجُ و السَّمِیجُ: اللبن الدَّسِمُ الخبیثُ الطَّعْمِ، و كذلك السَّمْهَجُ و السَّمَلَّجُ، بزیادة الهاء و اللام.

سمحج؛ ج2، ص: 300

: السَّمْحَجُ و السِّمْحاجُ و السُّمْحُوجُ: الأَتان الطویلة الظهر، و كذلك الفرس، و لا یقال للذكر، و فرس سَمْحَجٌ: قَبَّاءُ غلیظة اللحم مُعْتَزَّةٌ. أَبو عبیدة: فرس سَمْحَجٌ و لا یقال للذكر، و هی القَبَّاءُ الغلیظة النَّحْضِ؛ و زعم أَبو عبید أَن جمع السَّمْحَجِ من الأُتُنِ: سَمَاحِیجُ، و كذلك قال كراع إِن جمع السَّمْحَجِ من الخیل: سَمَاحِیجُ، و كلا القولین غلط، إِنما هو سماحیج جمع سِمْحاجٍ أَو سُمْحُوجٍ، و قد قالوا: ناقة سَمْحَجٌ. التهذیب: السَّمْحَجَةُ الطولُ فی كل شی‌ء، و قوس سَمْحَجٌ: طویلة؛ قال الطرماح یصف صائداً: یلحسُ الرَّضْف، له قَضْبَةٌ، سَمْحَجُ المَتْنِ، هَتُوفُ الخِطَامْ و سماحیج: موضع؛ قال: جَرَّتْ علیه كلُّ ریحٍ سَیْهُوجْ، مِن عن یَمِینِ الخَطِّ، أَو سَمَاحِیجْ أَراد: جَرَّتْ علیه ذیلها.

سمرج؛ ج2، ص: 300

: السَّمَرَّجُ و السَّمَرَّجَةُ: استخراج الخَرَاج فی ثلاث مرات، فارسی معرّب؛ قال العجاج: یَوْم خَرَاجٍ یُخْرِجُ السَّمَرَّجا ابن سیدة: السَّمَرَّجُ یوم جبایة الخراج؛ و قیل: هو یوم للعجم یستخرجون فیه الخراج فی ثلاث مرات، و سنذكره فی حرف الشین. و یقال: سَمْرِجْ له أَی أَعْطِهِ. التهذیب: السَّمَرَّجُ المستوی من الأَرض، و جمعه السَّمَارِجُ؛ قال جندل بن المثنَّی: یَدَعْنَ، بالأَمالِسِ السَّمَارِجِ، للطَّیْرِ و اللَّغَاوِسِ الهَزَالِجِ، كلَّ جَنِینٍ مُشْعِرِ الحَواجِجِ «1»

سمعج؛ ج2، ص: 300

: قال الفراء: لَبَنٌ سَمْعَجٌ و سَمْلَجٌ، و هو الدَّسِمُ الحُلْوُ.

سملج؛ ج2، ص: 300

: السَّمَلَّجُ: اللبن الحُلْوُ؛ و لبن سَمَلَّجٌ: حلو دَسِمٌ. الفراء: یقال للبن إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ
(1). قوله [مشعر الحواجج] الذی تقدم فی ح ج ج معر الحواجج، من المعر و هو قلة الشعر، و كل صحیح المعنی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 301
إِذا كان حلواً دسماً؛ و قال اللیث: هو اللبن السُّمَالِجُ؛ و قال بعضهم: هو الطیِّبُ الطَّعْمِ؛ و قیل: هو الذی لم یُطْعِمْ. و السَّمْجُ و السَّمیجُ: اللبن الدَّسِمُ الخبیث الطعم، و كذلك السَّمْهَجُ و السَّمَلَّجُ، بزیادة الهاء و اللام. ابن سیدة: سَمْلَجَ الشی‌ءَ فی حلقه: جَرَعَهُ جَرْعاً سهلًا. و السَّمَلَّجُ: عُشْبٌ من المرعی؛ عن أَبی حنیفة، قال: و لم أَجد من یحلیه علیَّ. و سِمِلَّاجٌ: عید من أَعیاد النصاری. و السَّمَلَّجُ: الخفیف، و هو ملحق بالخماسی، بتشدید الحرف الثالث منه؛ قال الراجز: قالَتْ لهُ مَقالَةً تَلَجْلَجَا، قَوْلًا مَلِیحاً حَسَناً سَمَلَّجا، لو یُطْبَخُ النِّی‌ءُ به لأَنْضَجَا: یا ابنَ الكِرامِ، لِجْ علیَّ الهَوْدَجا

سمهج؛ ج2، ص: 301

: السَّمْهَجَةُ: الفتل الشدید. و قد سَمْهَجَ الحَبْلَ، و كذلك سَمْهَجَ الیمینَ؛ قال: یَحْلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجَا، قلتُ له: یا بَجُّ لا تُلَجِّجَا و یمین سَمْهَجَةٌ: شدیدة؛ و قال كراع: یمین سَمْهَجَةٌ: خفیفة؛ قال ابن سیدة: و لستُ منه علی ثِقةٍ. و سَمْهَجَ الكلامَ: كذب فیه. و السَّمْهَجُ: السهلُ؛ قال: فَوَرَدَتْ ماءً نُقاخاً سَمْهَجَا و لبن سَمْهَجٌ: حُلْوٌ دَسِمٌ. و أَرض سَمْهَجٌ: واسعة سهلة. و ریحٌ سَمْهَجٌ: سهلة. و سَماهِیجُ: موضع؛ قال: یا دارَ سَلْمَی بین داراتِ العُوجْ، جَرَّتْ علیها كلُّ ریحٍ سَیْهُوجْ هَوْجاءَ جاءَتْ من جِبالِ یاجوجْ، من عن یمینِ الخَطِّ، أَو سَماهِیجْ أَراد: جَرَّتْ علیها ذیلها، فحذف. و السَّمْهَجِیجُ من أَلبان الإِبل: ما حُقِنَ فی سِقاء غیر ضَارٍ فلبث و لم یأْخذ طَعْماً. و سَماهِیجُ: جزیرة فی البحر تدعی بالفارسیة [ماش ماهی] فعرّبتها العرب. الأَصمعی: ماءٌ سَمْهَجٌ لَیِّنٌ؛ و أَنشد لِهِمْیان «1»: أَزامِجاً و زَجَلًا هُزامِجَا، یَخْرُجُ من أَجْوافِها هَزالِجَا، تَدْعُو، بذاك الدَّجَجَانَ الدارِجا، جِلَّتَها و عَجْمَها الحَضَالِجَا، عُجُومَها و حَشْوَها الحَدَارِجَا الحدارِج و الحضارج: الصغار؛ و قال: تَسْمَعُ للجِنِّ بها زَهارِجا یعنی حكایة عزیف الجِنّ. و الهزالِج: السِّرَاعُ من الذئاب؛ و منه قوله: للطیر و اللغاوِسِ الهزالج و حَبْلٌ مُسَمْهَجٌ؛ و حَلَفَ حَلِفاً مُسَمْهَجاً. الفراء: یقال للبن إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ إِذا كان حلواً دسماً. و فَرَسٌ مُسَمْهَجٌ: معتدل الأَعضاء؛ قال الراجز: قدِ اغْتَدَی بِسابِحٍ صافی الخُصَلْ، مُعْتَدِلٍ سَمْهَج فی غیرِ عَصَلْ أَبو عبیدة: من اللبن العُمَاهِجُ و السُّمَاهِجُ، و هما
(1). قوله [و أنشد إلخ] لیس فیها شاهد لما هنا، فهو سبق نظر. و مفرداتها تقدم بعضها مفسراً فی مواده و سیأتی الباقی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 302
اللذان لیسا بِحُلْوَیْنِ و لا آخِذَیْ طَعْم. أَبو عبید: لبن سَمْهَجٌ: قد خلط بالماء. و السَّمْهَجُ و السَّمْهِیجُ: اللبن الدَّسِمُ الخبیثُ الطعم؛ و كذلك السَّمْهَجُ و السَّمَلَّجُ، بزیادة الهاء و اللام؛ و قیل فی سَمَاهِیجِ الجزیرة: إِنها بین عُمَان و البَحْرَیْنِ فی البحر؛ قال أَبو دُواد: و إِذا أَدْبَرَتْ، تقولُ: قُصُورٌ من سَماهیجَ، فَوْقَها آطامُ

سنج؛ ج2، ص: 302

: ابن الأَعرابی: السُّنُجُ العُنَّابُ. ابن سیدة: السِّنَاجُ أَثَرُ دُخانِ السِّراجِ فی الجِرَارِ و الحائط. و سَنْجَةُ المیزان: لغة فی صَنْجَتِهِ، و السین أَفصح.

سهج؛ ج2، ص: 302

: سَهَجَ القومُ لیلتهم سَهْجاً: ساروا سیراً دائماً؛ قال الراجز: كیفَ تَرَاها تَغْتَلی یا شَرْجُ، و قد سَهَجْناها، فطالَ السَّهْجُ؟ و السَّهُوجُ: العُقابُ لدُؤُوبها فی طیرانها. و سَهَجَتِ المرأَةُ طیبَها تَسْهَجُه سَهْجاً: سحقته؛ و قیل: كلُّ دَقٍّ سَهْجٌ. و سَهَجَتِ الریحُ الأَرضَ: قشرت وجهها؛ قال منظور الأَسدی: هل تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ، غیَّرَها سافی الرِّیاحِ السُّهَّجِ؟ و سَهَجَتِ الریحُ سَهْجاً: هَبَّتْ هُبُوباً دائماً و اشتدت، و قیل: مرت مروراً شدیداً. و ریحٌ سَیْهَجٌ و سَیْهَجَةٌ و سَهُوجٌ و سَیْهُوجٌ: شدیدة؛ أَنشد یعقوب لبعض بنی سَعْدَةَ: یا دارَ سَلْمی بین داراتِ العُوجْ، جَرَّتْ علیها كلُّ ریحٍ سَیْهُوجْ الجوهری: سَهَجْتُ الطیب سحقته. و المَسْهَجُ: ممرُّ الریح؛ قال الشاعر: إِذا هَبَطْنَ مُسْتَحاراً مَسْهَجا أَبو عمرو: المِسْهَجُ الذی ینطلق فی كل حق و باطل. أَبو عبید: الأَسَاهِیُّ و الأَساهِیجُ ضروب مختلفة من السیر، و فی نسخة: سیر الإِبل. الأَزهری: خَطیب مِسْهَجٌ و مِسْهَكٌ، و ریح سَیْهُوكٌ و سَیْهُوجٌ، و سَیْهَكٌ و سَیْهَجٌ، قال: و السَّهْكُ و السَّهْجُ: مَرُّ الریح؛ و زعم یعقوب أَن جیم سَیْهَج و سَیْهُوج بدل من كاف سیهك و سیهوك.

سوج؛ ج2، ص: 302

: سَاجَ سَوْجاً: ذهب و جاء؛ قال: و أَعْجَبَها، فیما تَسوجُ، عِصابَةٌ من القومِ، شِنَّخْفُونَ، غیرُ قِضافِ ابن الأَعرابی: ساجَ یَسُوجُ سَوْجاً و سُوَاجاً و سَوَجاناً إِذا سار سیراً رُوَیْداً؛ و أَنشد: غَرَّاءُ لَیْسَتْ بالسَّؤُوجِ الجَلْنَخِ أَبو عمرو: السَّوَجانُ الذهابُ و المجی‌ءُ. و السُّوجُ: عِلاجٌ من الطین یطبخ و یَطْلی به الحائكُ السَّدی. و السُّوجُ: موضع. و السَّاجُ الطَّیْلَسانُ الضخم الغلیظ؛ و قیل: هو الطیلسان المقوّر ینسج كذلك؛ و قیل: هو طیلسانٌ أَخضر؛ و قول الشاعر: و لَیْلٍ تَقُولُ الناس فی ظُلُماتِه، سواءٌ صحیحاتُ العُیونِ و عُورُها: كأَنَّ لنا منه بُیوتاً حَصِینةً، مُسوحاً أَعالیها، و ساجاً كُسُورُها إِنما نعت بالاسمین لأَنه صیرهما فی معنی الصفة، كأَنه قال: مُسْوَدَّة أَعالیها مُخْضَرَّة كُسورُها، كما قالوا
لسان العرب، ج‌2، ص: 303
مررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، نُعِتَ بالخَزِّ و إِن كان جوهراً لما كان فی معنی لَیِّنٍ. و تصغیر السَّاجِ: سُوَیْجٌ، و الجمع سِیجانٌ. ابن الأَعرابی: السِّیجانُ الطیالسة السُّودُ، واحدها ساجٌ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یلبس فی الحرب من القلانس ما یكون من السِّیجانِ الخُضْرِ؛ جمع ساج، و هو الطیلسان الأَخضر؛ و قیل: الطیلسان المقوّر ینسج كذلك، كأَن القلانس تُعمل منها أَو من نوعها؛ و منهم من یجعل أَلفه منقلبة عن الواو، و منهم من یجعلها عن الیاء؛ و منه‌حدیثه الآخر: أَنه زرَّ ساجاً علیه و هو محرم فافْتَدی؛ و‌حدیث أَبی هریرة: أَصحابُ الدجال علیهم السِّیجانُ؛ و فی روایة: كلهم ذو سیف مُحَلًّی و ساج؛ و‌فی حدیث جابر: فقام فی ساجَةٍ؛ هكذا جاءَ فی روایة، و المعروف بساجة، و هو ضرب من الملاحف منسوجة. و السَّاجُ: خَشَبٌ یجلب من الهند، واحدته ساجَةٌ. و السَّاجُ: شجر یعظم جدّاً، و یذهبُ طولًا و عرضاً، و له ورق أَمثال التِّراسِ الدَّیْلَمِیَّةِ، یتغطی الرجل بورقةٍ منه فتَكِنهُ من المطر، و له رائحة طیبة تُشابهُ رائحةَ ورق الجَوْزِ مع رقة و نَعْمَةٍ؛ حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: یقال السَّاجَةُ الخشبةُ الواحدة المُشَرْجَعَةُ المُرَبَّعَةُ، كما جلبت من الهند؛ و یقال للسَّاجَةِ التی یشق منها الباب: السَّلِیجةُ. و سُواجٌ: جبل؛ قال رؤْبة: فی رَهْوَة غَرَّاءَ من سُواجِ و السُّوجُ: موضع، و الله أَعلم.

سیج؛ ج2، ص: 303

: أَبو حنیفة: السِّیاجُ الحظیرة من الشجر تجعل حول الكرم و البستان؛ و قد سَیَّجَ علی الكرم. و یقال: حَظَرَ كَرْمَهُ بالسِّیاجِ، و هو أَن یُسَیِّجَ حائطه بالشَّوْكِ لئلا یُتَسَوَّرَ. و السِّیاجُ: الطیلسان، علی قول من یجعل أَلفه منقلبة عن الیاء، و الله أَعلم.

فصل الشین المعجمة؛ ج2، ص: 303

شأج؛ ج2، ص: 303

: «1»:

شبج؛ ج2، ص: 303

: الشَّبَجُ: البابُ العالی البناءِ، هُذَلِیَّةٌ؛ قال أَبو خِراشٍ: و لا و الله لا یُنْجِیكَ دِرْعٌ مُظاهَرَةٌ، و لا شَبَجٌ، وشِیدُ و أَشْبَجَه إِذا رَدَّه.

شجج؛ ج2، ص: 303

: الشَّجَّة: واحِدَةُ شِجاجِ الرَّاْس، و هی عشر: الحارِصَةُ و هی التی تَقْشِرُ الجلد و لا تُدْمِیه، و الدَّامِیَة و هی التی تُدْمِیهِ، و الباضِعَةُ و هی التی تشق اللحم شقّاً كبیراً، و السِّمْحاقُ و هی التی یبقی بینها و بین العظم جلدة رقیقة، فهذه خمس شِجاجٍ «2» لیس فیها قصاص و لا أَرش مقدَّر و تجب فیها حكومة؛ و المُوضِحَةُ و هی التی تبلغ إِلی العظم و فیها خمس من الإِبل، ثم الهاشمة و هی التی تَهْشِمُ العظم أَی تكسره، و فیها عشر من الإِبل، و المُنَقِّلةُ و هی التی ینقل منها العظم من موضِع إِلی موضع، و فیها خمس عشرة من الإِبل، ثم المَأْمُومَةُ و یقال: الآمَّةُ و هی التی لا یبقی بینها و بین الدماغ إِلا جلدة رقیقة، و فیها ثلث
(1). أهمل المصنف: شأج. و فی القاموس: شأجه الأَمر كمنعه، أَحزنه، قال الشارح: مقلوب شجأه انتهی. و یؤخذ منه الجواب عن إهمال المؤلف له. (2). قوله [فهذه خمس شجاج] المذكور أربع فقط فلعله سقط من قلم الناسخ الخامسة و هی الدامعة بالعین المهملة، من دمعت الشجة: جری دمها فهی دامعة كما فی المصباح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 304
الدیة، و الدَّامِغَةُ و هی التی تبلغ الدماغ، و فیها أَیضاً ثلث الدیة؛ و الشَّجَّةُ: الجُرْحُ یكون فی الوجه و الرأْس فلا یكون فی غیرهما من الجسم، و جمعها شِجاجٌ. و شَجَّهُ یَشُجُّه و یَشِجُّه شَجّاً، فهو مَشْجُوجٌ و شَجِیجٌ من قوم شَجَّی، الجمع عن أَبی زید. و الشَّجِیجُ و المُشَجَّجُ: الوَتِدُ لِشَعَثِهِ، صِفةٌ غالبة؛ قال: و مُشَجَّجٍ، أَمَّا سَواءُ قَذالِهِ فَبَدا، و غَیَّبَ سارَهُ المَعْزاءُ و وتِدٌ مَشْجُوجٌ و شَجِیجٌ و مُشَجَّجٌ: شُدِّدَ لكثرة ذلك فیه. و شَجَّهُ قِصاصَ شَعَره، و علی قِصاصِ شعره. و الشَّجَجُ: أَثر الشَّجَّةِ فی الجَبِین، و النعت أَشَجُّ؛ و رجل أَشَجُّ بَیِّنُ الشَّجَج إِذا كان فی جبینه أَثر الشَّجَّةِ. و كان بینهم شِجاجٌ أَی شَجَّ بعضُهم بعضاً. اللیث: الشَّجُّ كسر الرأْس؛ أَبو الهیثم: الشَّجُّ أَن یعلو رأْسَ الشی‌ءِ بالضرب كما یَشُجُّ رأْسَ الرجل، و لا یكون الشَّجُّ إِلا فی الرأْس. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ؛ الشَّجُّ فی الرأْس خاصة فی الأَصل، و هو أَن تضربه بشی‌ءٍ فتجرحه فیه و تشقه، ثم استعمل فی غیره من الأَعضاء. و فی الحدیث فی ذكر الشِّجاجِ جمع شَجَّةٍ، و هی المرّة من الشَّجِّ، و الخمر تُشَجُّ بالماءِ؛ و قال زهیر یصف عَیْراً و أُتُنَه: یَشُجُّ بها الأَماعِزَ، و هی تَهْوی هُوِیَّ الدَّلْوِ، أَسْلَمها الرِّشاءُ أَی یعلو بالأُتن الأَماعِزَ. و الوَتِدُ یسمی شَجِیجاً. و شَجَّ الخمر بالماءِ یَشُجُّها و یَشِجُّها شَجّاً: مزجها. و‌فی حدیث جابر: أَرْدَفَنی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فالتقمتُ خاتم النبوّة فكان یَشُجُّ علیَّ مِسْكاً، أَیْ أَشمُّ منه مسكاً، و هو من شَجَّ الشرابَ إِذا مزجه بالماءِ، كأَنه كان یخلطُ النسِیم الواصِلَ إِلی مَشَمِّه بریح المسك؛ و منه قول كعب: شُجَّتْ بِذِی شَبَمٍ من ماءٍ مَحنِیَةٍ أَی مزجت و خلطت. و شَجَّ المفازة یَشُجُّها شَجّاً: قطعها. و شَجَّ الأَرض براحلته شَجّاً: سار بها سیراً شدیداً. و شَجَّتِ السفینةُ البحرَ: خرقته و شقته، و كذلك السابحُ. و سابحٌ شَجَّاجٌ: شدیدُ الشَّجِّ؛ قال: فی بَطْنِ حُوتٍ بِهِ فی البحرِ شَجَّاجِ و شَجَجْتُ المفازةَ: قطعتها؛ قال الشاعر: تَشُجُّ بیَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفةٍ، كأَنَّ لها بَوّاً، بِنِهْیٍ، تُغاوِلُهْ و‌فی حدیث جابر: فأَشْرَعَ ناقَتَه فشرِبت فَشَجَّتْ، قال: هكذا رواه الحُمَیدی فی كتابه، و قال: معناه قطَعَت الشُّرب، من شَجَجْت المَفازة إِذا قطعتَها بالسَّیْر، قال: و الذی رواه الخطابی فی غَریبه، و غیره: فَشَجَتْ، علی أَن الفاءَ أَصلیة و الجیم مخفَّفة، و معناه: تفاجَّت أَی فرَّقت ما بین فَخِذَیْها لِتَبول. و من أَمثالهم: فلان یَشُجُّ بِیَدٍ و یَأْسُو بأُخری إِذا أَفسد مرَّة و أَصلح مرة. و الشَّجَجُ و الشَّجاج: الهواءُ؛ و قیل: الشَّجَجُ نَجْم.

شحج؛ ج2، ص: 304

: الشَّحِیجُ و الشُّحاج، بالضم: صَوْت البغل و بعض أَصوات الحمار؛ و قال ابن سیدة: هو صوت البغل و الحمار و الغُراب إِذا أَسَنَّ. و یقال للبغال: بنات شاحِج و بنات شَحَّاج، و ربما استُعِیر للإِنسان. شَحَجَ یَشْحَجُ و یَشْحِج شَحِیجاً و شُحاجاً
لسان العرب، ج‌2، ص: 305
و شَحَجاناً و تَشْحاجاً، و تَشَحَّج، و اسْتَشْحَج؛ قال ذو الرمة: و مُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ، كأَنها مَثاكِیلُ، من صُیَّابة النُّوبِ، نُوَّحُ و یقال للغِرْبان: مُسْتَشْحَجات و مُسْتَشْحِجات، بفتح الحاءِ و كسرها، و شبَّهها بالنُّوبَةِ لِسَوادها. قال ابن سیدة: و أُری ثعلباً قد حكی شَحِج، بالكسر، قال: و لست منه علی ثِقَة. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه دخل المسجد فرأَی قاصّاً صَیّاحاً، فقال: اخفِضْ من صوتك، أَ لم تعلم أَن الله یُبغِضُ كلَّ شَحَّاج؟الشُّحَاج: رفع الصوت، و هو بالبغل و الحمار أَخصُّ، كأَنه تَعْریض بقوله تعالی: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوٰاتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ. و هو الشُّحاج و الشَّحِیجُ، و النُّهاقُ و النَّهِیقُ؛ الأَزهری: شَحَجَ البغلُ یَشْحَجُ شَحِیجاً، و الغراب یَشْحَج شَحَجاناً؛ و قیل: شَحِیجُ الغُراب ترجیع صوته، فإِذا مدَّ رأْسه، قیل: نَعَبَ. و غُرابٌ شَحَّاجٌ: كثیر الشَّحِیج، و كذلك سائر الأَنواع التی ذكرنا؛ هذا قول ابن سیدة؛ قال و قول الراعی: یا طِیبَها لیلةً حتی تَخَوَّنَها داعٍ دَعا، فی فُروعِ الصبح، شَحَّاجُ إِنما أَراد شَحَّاجیّ، و لیس بمنسوب، إِنما هو كأَحمر و أَحمریّ، و إِنما أَراد المؤَذِّن فاستعار؛ و منه قول الآخر: و الدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّاریُّ أَراد دَوَّارُ. و المِشْحَجُ و الشَّحَّاج: الحمار الوحشیُّ، صِفة غالبة؛ الجوهری: الحمار الوحشیُّ مِشْحَج و شَحَّاج؛ قال لبید: فَهْوَ شَحَّاج مُدِلٌّ سَنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ، إِذا یَعْدو زَمَلْ قال ابن سیدة: و فی العرب بطنان یُنْسَبان إِلی شَحَّاج، كلاهما من الأَزْدِ لهم بقیة فیهما.

شرج؛ ج2، ص: 305

: ابن الأَعرابی: شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً. و شَرِج إِذا فَهِم. و الشَّرَجُ: عُری المُصحف و العَیْبة و الخِباءِ، و نحو ذلك. شَرَجَها شَرْجاً، و أَشْرَجَها، و شَرَّجها: أَدخل بعض عُرَاها فی بعض و داخل بین أَشراجها. أَبو زید: أَخْرَطْتُ الخَریطَة و شَرَّجْتُها و أَشْرَجْتُها و شَرَجْتُها: شدَدْتها؛ و‌فی حدیث الأَحنف: فأَدْخَلْتُ ثِیاب صَونی العَیْبَة فأَشْرَجْتُها؛ یقال: أَشْرَجْت العَیْبَة و شَرَجْتها إِذا شدَدْتَها بالشَّرَج، و هی العُری. و شَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلی بعض. و كلُّ ما ضُمَّ بعضُه إِلی بعض، فقد شُرِجَ و شُرِّج. و الشَّریجَةُ: جَدیلة من قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام. و الشَّریجان: لَوْنان مُخْتلِفان من كل شی‌ءٍ؛ و قال ابن الأَعرابی: هما مُختلِطان غیر السواد و البیاض؛ و یقال لِخَطَّیْ نِیرَی البُرْدِ شَریجان: أَحدهما أَخضر، و الآخر أَبیض أَو أَحمر؛ و قال فی صفة القَطا: سَقَتْ بِوُرُودِهِ فُرَّاطَ شِرْبٍ، شَرائِجَ، بین كُدْرِیٍّ و جُونِ و قال الآخر: شَریجان من لَوْنٍ، خَلِیطانِ: منهما سَوادٌ، و منه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ و‌فی الحدیث: فأَمَرَنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم،
لسان العرب، ج‌2، ص: 306
بالفِطْرِ فأَصبح الناس شَرْجَیْن فی السَّفَر؛ أَی نصفین: نصْف صِیام، و نصف مَفاطِیر. و یقال: مررت بِفَتَیاتٍ مُشارِجاتٍ أَی أَتْرابٍ مُتَساوِیات فی السِّنِّ؛ و قال الأَسود بن یعفر: یُشْوی لنا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِهِ، بِشَریجَ بَیْنَ الشَّدِّ و الإِرْوادِ أَی بِعَدْوٍ خُلِطَ من شَدٍّ شدید، و شَدٍّ فیه إِرْوادٌ رِفْقٌ. و شُرِّجَ اللحم: خالطه الشحمُ، و قد شَرَّجَهُ الكلأُ؛ قال أَبو ذؤَیب یصف فرساً: قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنَّیِّ، فهْی تَثُوخُ فیها الإِصْبَعُ أَی خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم. و تَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَی تداخلا. معناه قَصَرَ اللَّبَنَ علی هذه الفرس التی تقدم ذكرها فی بیت قبله؛ و هو: تَغْدو به خَوْصاءُ یَقْطَعُ جَرْیُها حَلَقَ الرِّحالَة، فهی رِخْوٌ تَمْزَعُ «3» و معنی شُرِّج لحمها: جُعِل فیه لَوْنان من الشحم و اللحم. و النَّیّ: الشحم. و قوله: … فهی تَثُوخُ فیها الإِصْبَع أَی لو أَدخل أَحدٌ إِصبعه فی لحمها لدخل لكثرة لحمها و شحمها؛ و الإِصْبَع بدل من هی، و إِنما أَضمرها متقدّمة لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة، و مثله ضربتها هِنْداً. و الخَوْصاءُ: الغائِرَة العینین. و حَلَق الرِّحالة: الإِبْزِیمُ. و الرِّحالة: سَرْجٌ یُعمل من جُلود. و تَمْزَع: تُسْرِع. و الشَّریجُ: العُودُ یُشَقُّ منه قَوْسان، فكل واحدة منهما شَریجٌ؛ و قیل: الشَّریجُ القوس المنشقَّة، و جمعها شَرائج، قال الشماخ: شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ و قال اللحیانی: قوس شَریج فیها شَقٌّ و شِقٌّ، فوصف بالشَّریج؛ عنی بالشَّق المصدر، و بالشِّق الاسم. و الشَّرَج: انشِقاقها. و قد انشَرَجت إِذا انشقَّت. و قیل: الشَّرِیجة من القِسِیّ التی لیست من غُصْن صحیح مثل الفِلْق. أَبو عمرو: من القِسِیّ الشَّریج، و هی التی تُشَقُّ من العُود فِلْقتین، و هی القوس الفِلْق أَیضاً؛ و قال الهذلی: و شَرِیجَة جَشَّاء، ذات أَزامِلٍ، تُخْظِی الشِّمالَ، بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ یعنی القَوْسَ تُخْظی تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النزع حتی یكتنزَ السَّاعِد. و الشَّرِیجة: القوس تُتخذ من الشَّرِیج، و هو العود الذی یُشق فِلْقَیْنِ، و ثلاثُ شَرائج، فإِذا كثرت، فهی الشَّرِیج؛ قال ابن سیدة: و هذا قول لیس بقویّ، لأَن فَعِیلة لا تُمنع من أَن تجمع علی فَعائل، قلیلةً كانت أَو كثیرة؛ قال: و قال أَبو حنیفة قال أَبو زیاد: الشَّرِیجة، بالهاء، القوس، من القَضِیب، التی لا یُبْری منها شی‌ء إِلا أَن تُسَوَّی. و الشَّرْج، بالتسكین: مَسِیل الماء من الحِرارِ إِلی السُّهولة، و الجمع أَشْراج و شِرَاج و شُرُوج؛ قال أَبو ذؤیب یصف سحاباً: له هَیْدَبٌ یَعْلُو الشِّراجَ، و هَیْدَبٌ مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ، خَلُوجُ و قال لبید: لَیالِیَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْیٌ مُصِیفَةٌ من الأُدْمِ، تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا
(3). قوله [تغدو به خوصاء إلخ] أنشده الجوهری فی مادة رخا: تعدو به خوصاء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 307
و‌فی حدیث الزُّبَیْر: أَنه خاصم رجلًا من الأَنصار فی سُیُول شِرَاج الحَرَّة إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: یا زُبَیْرُ احْبس الماء حتی یَبْلُغ الجُدُر.الأَصمعی: الشِّراج مَجاری الماء من الحِرار إِلی السَّهل، واحدها شَرْج. و شَرَجُ الوادی: مُنْفَسَحُه، و الجمع أَشْرَاج. و‌فی الحدیث: فتَنَحَّی السَّحاب فأَفْرَغ ماءَهُ فی شَرْجَة من تلك الشِّراج؛ الشَّرْجَة: مَسِیل الماء من الحَرَّة إِلی السهل، و الشَّرْج جنس لها. و‌فی الحدیث: أَن أَهل المدینة اقتتلوا و موالیَ مُعاوِیة علی شَرْج من شَرْج الحَرَّة.المؤرج: الشَّرْجة حفرة تُحفر ثم تُبْسَطُ فیها سُفْرة و یُصَبُّ الماء علیها فتشربه الإِبل؛ و أَنشد فی صفة إِبِل عِطاش سُقِیَتْ: سَقَیْنا صَوادِیها، علی مَتنِ شَرْجَةٍ، أَضامِیمَ شَتَّی من حِیالٍ و لُقَّحِ و مَجَرَّة السماء تُسَمَّی: شَرَجاً. و الشَّرِیجة: شی‌ء یُنْسَج من سَعَف النخل یُحمل فیه البِطِّیخ و نحوه. و التَّشْریج: الخِیاطَة المتباعِدة. و الشُّرُوج: الخَلَلُ بین الأَصابع؛ و قیل: هی الأَصابع، و الشُّرُوج: الشُّقُوق و الصُّدُوع؛ قال الداخِل بن حَرام الهُذَلی: دَلَفْتُ لَها، أَوانَ إِذٍ، بِسَهْمٍ خَلِیفٍ، لم تُخَوِّنْهُ الشُّرُوجُ و الشَّرْج و الشَّرَج، و الأُولی أَفصح: أَعلی ثُقب الاسْت، و قیل: حَتارُها؛ و قیل: الشَّرَج العَصَبة التی بین الدُّبُر و الأُنثیین؛ و الشَّرَج فی الدابة. و فی المحكم: و الشَّرَج أَن تكون إِحْدی البَیْضَتین أَعظم من الأُخری؛ و قیل: هو أَن لا یكون له إِلا بیضة واحدة. دابة أَشْرَج بَیِّنُ الشَّرَج، و كذلك الرجل. ابن الأَعرابی: الأَشْرَج الذی له خُصْیة واحدة من الدوابّ. و شَرَجُ الوادی: أَسفله إِذا بلغ مُنْفَسَحه؛ قال: بحیث كانَ الوادِیانِ شَرَجا و الشَرْج: الضَّرْب؛ یقال: هُما شَرْج واحدٌ، و علی شَرْج واحد أَی ضرْب واحد. و فی المثل: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَیْمِراً: تصغیر أَسْمُر، قال ابن سیدة: جمع سَمُراً علی أَسْمُرٍ ثم صغَّره، و هو من شَجَر الشوك؛ یضرب مثلًا للشیئین یَشْتَبِهان و یُفارق أَحدهما صاحِبَه فی بعض الأُمور. و یقال: هو شَرِیج هذا و شَرْجه أَی مِثْله. و‌روی عن یوسف بن عمر، قال: أَنا شَرِیج الحجاج‌أَی مِثْله فی السِّنّ؛ و فی حدیث مازن: فلا رَأْیُهم رَأْیی، و لا شَرْجُهم شَرْجی و یقال: لیس هو من شَرْجه أَی من طَبَقَته و شكله؛ و منه‌حدیث علقمة: و كان نِسْوة یأْتِینَها مُشارِجات لها‌أَی أَتْراب و أَقْران. و یقال: هذا شَرْج هذا و شرِیجه و مُشارِجه أَی مِثْله فی السِّنّ و مُشاكِله؛ و قول العجاج: بِحَیْث كانَ الوَادِیان شَرَجا مِن الحَرِیم، و اسْتَفاضَا عَوْسَجا أَراد بحیث لَصِق الوادی بالآخر، فصار مُشْرَجاً به من الحَرِیم أَی من حریم القوم مما یَلی دارَهُمَا. اسْتَفاضا عَوْسَجا: یعنی الوادِیَین اتَّسَعا بِنَبْت عَوْسَج. و قال أَبو عبید: فی المثل: أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَیْمِراً؛ قال: كان المفضَّل یُحدِّث «1»
(1). قوله [كان المفضل یحدث إلخ] عبارة شرح القاموس: و ذكر أَهل البادیة أَن لقمان بن عاد قال لابنه لقیم: أَقم هاهنا حتی أنطلق إِلی الإبل، فنحر لقیم جزوراً فأكلها و لم یخبأ للقمان شیئاً فكره لائمته، فحرق ما حوله من السمر الذی بشرج، و شرج واد، لیخفی المكان، فلما جاء لقمان جعلت الإبل تثیر الجمر بأَخفافها، فعرف لقمان المكان و أنكر ذهاب السمر، فقال: أشبه إلخ. ثم قال: و ذكر ابن الجوالیقی فی هذا المثل خلاف ما ذكرنا هنا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 308
أَن صاحب المثَل لُقَیم بن لُقمان، و كان هو و أَبوه قد نزلا منزلًا یقال له: شَرْج، فذهب لقیم یُعَشِّی إِبِلَه، و قد كان لُقمان حَسَد لُقَیْماً، فأَراد هلاكه و احتَفر له خَنْدَقاً و قطَع كلَّ ما هنالك من السَّمُر، ثم مَلأَ به الخَنْدَق و أَوقد علیه لِیَقَع فیه لُقَیم، فلما أَقبل عَرَف المكان و أَنكر ذهاب السَّمُر، فعندها قال: أَشبه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَیْمِراً؛ فذهب مَثَلًا. و الشَّرْجان: الفِرقَتان؛ یقال: أَصبحوا فی هذا الأَمر شَرْجَین أَی فِرْقتَین؛ و كلُّ لَوْنَین مختلفین: فهما شَرْجان. أَبو زید: شَرَجَ و بَشَكَ و خَدَبَ إِذا كَذَبَ. ابن الأَعرابی: الشَّارِجُ الشرِیك؛ التهذیب: قال المتنخل: أَلْفَیْتَنی هَشَّ النَّدَی، بِشَرِیجِ قِدْحی، أَو شَجِیرِی «1» قال: الشَّرِیج قِدْحه الذی هُوَ له. و الشَّجِیر: الغریب. یقول: أَلْفَیْتَنی أَضرب بقِدْحَیَّ فی المَیْسِر: أَحدُهما لی، و الآخر مُسْتَعار. و الشَّریجُ: أَن تُشقَّ الخشَبة بنصْفین فیكون أَحد النِّصْفین شَریج الآخر. و سأَله عن كلمة: فَشَرج علیها أُشْرُوجَة أَی بَنی علیها بِناء لیس منها. و الشَّرِیجُ: العَقَب، واحدته شَرِیجَة، و خَصَّ بعضهم بالشَّرِیجة العَقَبة التی یُلْزَق بها رِیشُ السَّهم؛ یقال: أَعطنی شَریجة منه. و یقال: شَرَجْت العسلَ و غیرَهُ بالماء أَی مزجتُه. و شَرَّج شرابه: مَزَجَه؛ قال أَبو ذؤیب یصف عسلًا و ماء: فشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَحَبِیَّةٍ، سُلاسِلَةٍ، من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ و الشَّارِج: النَّاطُور، یمانیة؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: وما شاكِرٌ إِلا عصافیرُ جِرْبَةٍ، یقومُ إِلیها شارِجٌ فیُطِیرُها و شَرْجٌ: ماء لِبَنی عَبْسٍ؛ قال یصف دَلْواً وقعت فی بئر قلیلة الماء فجاء فیها نصفها، فشبهها بِشِدْقِ حمار: قد وَقَعَتْ فی فِضَّةٍ من شَرْجِ، ثم اسْتَقَلَّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ و شَرْجَة: موضع؛ قال لبید: فَمِنْ طَلَلٍ تَضَمَّنَه أُثالُ، فَشَرْجَةُ فالمَرانَةُ فالجِبالُ و شَرْجٌ: موضع؛ و فی حدیث كعب بن الأَشرف: شَرْجُ العجوز، هو موضع قرب المدینة.

شطرنج؛ ج2، ص: 308

: الشَّطْرَنْج و الشِّطْرَنْج: فارسی معرب، و كسرُ الشین فیه أَجود لیكون من باب جِرْدَحْل.

شفرج؛ ج2، ص: 308

: التهذیب فی الرباعی: ابن الأَعرابی: الشُّفارِجُ طِرِّیانٌ رَحْرَحانیّ، و هو الطَّبَق فیه الفَیْخات و السُّكُرُّجات. الشُّفارِج مثل العُلابط، فارسی معرب، و هو الذی تسمیه الناس بِیشْبارِج.

شمج؛ ج2، ص: 308

: شَمَجَ الخیاطُ الثوب یَشْمُجُه شَمْجاً: خاطَه خیاطة متباعِدة؛ و یقال: شَمْرَجَه شَمْرَجَةً. و الشَّمَجَی: الناقة السریعة. و ناقة شَمَجَی: سریعة؛ قال مَنْظور بن حَبَّة و حَبَّة أُمه و أَبوه شریك: بِشَمَجَی المَشْیِ عَجُولِ الوَثْبِ، غَلَّابَةٍ للنَّاجِیات الغُلْبِ، حتی أَتی أُزْبِیُّهَا بالأَدْبِ الغُلْب جمع غَلْباء. و الأَغْلَبُ: العظیم الرَّقَبَة.
(1). قوله [هش الندی بشریج] هكذا فی الأصل هنا و فیه فی مادة شجر [هش الیدین بمری قدحی إلخ.]
لسان العرب، ج‌2، ص: 309
و الأُزْبیُّ: النَّشاط. و الأَدْبُ: العَجَب. و شَمَجَ الشی‌ءَ یَشْمُجُه شَمْجاً: خَلَطَه. و شَمَجَ من الأَرزِّ و الشعیر و نحوهما: خَبَزَ منه شِبْه قُرَص غلاظ، و هو الشَّماجُ. وما ذاق شَماجاً و لا لَماجاً أَی ما یؤْكل؛ و یقال: ما أَكلتُ خُبْزاً و لا شَماجاً. الأَصمعی: ما ذقت أَكالًا و لا لَماجاً و لا شَماجاً أَی ما أَكلت شیئاً؛ و أَصله ما یُرْمَی به من العِنَب بعد ما یؤْكل. و بنو شَمَجَی بن جَرْمٍ: حَیّ. و فی الصحاح: و بنو شَمَجِ «2» ابنِ جَرْم من قُضاعة، و بنو شَمَج بن فَزارة مِن ذُبْیان؛ قال ابن بَرِّی: قال الجوهری: بنو شَمَج من ذبیان، بالجیم، قال: و المعروف عند أَهل النسَب بنو شَمْخِ بنِ فَزارة، بالخاء المعجمة، ساكنة المیم.

شمرج؛ ج2، ص: 309

: الشَّمْرَجَة: حُسْن قِیامِ الحاضِنة علی الصبی، و اسم الصبی: مُشَمْرَج، مِن ذلك اشْتُقَّ؛ و قد شَمْرَجَتْه. و ثوب شُمْرُوج و مُشَمْرَج: رقیق النَّسْج. و شَمْرَج ثوبه: خاطه خِیاطة مُتباعِدة الكُتَب، و باعَد بین الغُرَزِ، و أَساءَ الخیاطة. و الشُّمْرُج: الرَّقیق من الثیاب و غیرها؛ قال ابن مقبل یصف فرساً: و یُرْعَدُ إِرْعادَ الهجِینِ أَضاعَه، غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ یرید الجُلَّ. و الشُّمْرُجُ، بالضم: الجُلُّ الرقیق النَّسْج؛ یقول: هذا الفرس یُرْعَد لِحِدَّته و ذَكائه كالرجل الهجین، و ذلك مما یُمْدَح به الخیل. و المتنصَّح: المَخِیط؛ یقال تَنَصَّحْت الثوبَ إِذا خِطْتَه؛ و كذلك نَصَحْته. و الشُّمْرُج: كل خیاطة لیست بجیِّدة. و الشَّمَرَّج: یوم للعجم یستخرجون فیه الخراج فی ثلاث مرات، و عرَّبه رؤْبة بأَن جعل الشین سیناً؛ فقال: یوم خَراجٍ یُخْرِجُ السَمَرَّجا

شنج؛ ج2، ص: 309

: الشَّنَجُ: تَقَبُّض الجِلْد و الأَصابع و غیرهما؛ قال الشاعر: قامَ إِلیها مُشنِج الأَنامِلِ، أَغْثَی، خَبِیث الرِّیح بالأَصائِلِ و قد شَنِجَ الجلد، بالكسر، شَنَجاً، فهو شَنِجٌ، و أَشْنَجَ و تَشَنَّجَ و انْشَنَجَ؛ قال: و انْشَنَجَ العِلْباءُ، فاقْفَعَلَّا، مِثلَ نَضِیِّ السُّقْم حینَ بَلَّا و قد شَنَّجَه تَشْنِیجاً؛ قال جمیل: و تناوَلَتْ رأْسی لِتَعْرِفَ مَسَّه؛ بِمُخَضَّبِ الأَطراف، غیر مُشَنَّجِ اللیث: و ربما قالوا: شَنِجٌ أَشْنَج، و شَنِجٌ مُشَنَّج، و المُشَنَّج أَشد تَشْنِیجاً. ابن سیدة: رجل شَنِجٌ و أَشْنَج: مُتَشَنِّجُ الجلد و الید. و ید شَنِجَة: ضیِّقة الكَفِّ. و الأَشْنَج: الذی إِحدی خُصْیَتَیْه أَصغر من الأُخری كالأَشْرَج، و الراء أَعلی. و فَرَسٌ شَنِجُ النَّسا: مُتقبِّضه، و هو مدحٌ له لأَنه إِذا تَقَبَّض نَساه و شَنِج، لم تسترخِ رجلاه؛ قال إمرؤ القیس: سَلِیمُ الشَّظی، عَبْلُ الشَّوی، شَنِجُ النَّسا، له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ علی الفَالِ
(2). قوله [و فی الصحاح: و بنو شمج إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و بنو شمجی بفتحات. ابن جرم: قبیلة من قضاعة من حمیر، و وهم الجوهری حیث إنه قال و بنو شمج بن جرم من قضاعة. و أَما بنو شمخ بن فزارة، فبالخاء المعجمة و سكون المیم: حیّ من ذبیان، و غلط الجوهری، رحمه الله تعالی، حیث إنه قال و بنو شمج بن فزارة، بالجیم محركة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 310
و قد یوصف به الغُراب؛ قال الطِّرمّاح: شَنِجُ النَّسا، حَرِقُ الجَناحِ، كأَنه، فی الدارِ إِثْرَ الظَّاعنینَ، مُقَیَّدُ التهذیب: و إِذا كانت الدابة شَنِجَ النَّسا، فهو أَقوی لها و أَشد لرجلیها؛ و فیه أَیضاً: من الحیوان ضُرُوب توصف بِشَنَجِ النَّسا و هی لا تسمح بالمَشْی، مِنها الظَّبْی؛ قال أَبو دُواد الإِیادی: و قُصْری شَنِجِ الأَنْساءِ، نَبَّاح من الشُّعْبِ و منها الذئب و هو أَقْزَل إِذا طُرِد فكأَنه یَتَوَحَّی، و منها الغراب و هو یَحْجُل [یَحْجِل كأَنه مُقَیَّد، و شَنَجُ النَّسا یُستحب فی العِتاق خاصَّة و لا یستحب فی الهَمالیج. و‌فی الحدیث: إِذا شَخَص البصر و شَنِجَتِ الأَصابع‌أَی انقبضت و تقلَّصت؛ و منه‌حدیث الحسَن: مَثَل الرَّحِمِ كمثَل الشَّنَّة، إِنْ صببت علیها ماء لانتْ و انبسطت، و إِن تركتها تَشَنَّجَتْ.و‌فی حدیث مسلَمة: أَمنعُ الناسَ من السَّراویل المُشَنَّجة؛ قیل: هی الواسعة التی تسقُط عن الخفِّ حتی تغطِّی نصف القدَم، كأَنه أَراد إِذا كانت واسعة طویلة لا تزال تُرْفَع فَتَتَشَنَّج. اللیث و ابن درید: تقول هُذَیل: غَنَجٌ علی شَنَجٍ أَی رجل علی جمل، فالغَنَج هو الرجل، و الشَّنَج الجمَل. و الشَّنَجُ: الشَّیْخُ، هذلیَّة. یقولون: شیخ شَنَجٌ علی غَنَجٍ أَی شیخ علی جمل ثقیل، و الله أَعلم.

شهدانج؛ ج2، ص: 310

: الشَهْدانِج: نَبْتٌ، عن أَبی حنیفة.

فصل الصاد المهملة؛ ج2، ص: 310

صجج؛ ج2، ص: 310

: أَهملها اللیث، و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی: صَجَّ إِذا ضرب حدیداً علی حدید فصوَّتا. و الصَّجِیجُ: ضَرْب الحدید بعضه علی بعض.

صرج؛ ج2، ص: 310

: التهذیب: الصَّارُوجُ النُّورة و أَخلاطُها التی تُصَرَّجُ بها النُّزُل و غیرُها، فارسی مُعَرَّب، و كذلك كل كلمة فیها صاد و جیم، لأَنهما لا یجتمعان فی كلمة واحدة من كلام العرب. ابن سیدة: الصَّارُوج النُّورة بأَخلاطها تُطْلَی بها الحیاض و الحمَّامات، و هو بالفارسیة جاروف، عُرِّب فقیل: صارُوج، و ربما قیل: شارُوق. و صرَّجها به: طَلاها، و ربما قالوا: شرَّقه.

صلج؛ ج2، ص: 310

: الصُّلَّجة: الفِیلَجَةُ من القَزِّ و القَدِّ. و الصَّوْلَج: الصِّماخ؛ و الصَّوْلَج و الصَّوْلَجة: الفضة الخالصة. ابن الأَعرابی: الصَّلِیجَة و النَّسیكَة و السَّبیكة: الفِضَّة المُصَفَّاة؛ و منه أُخذ النُّسُك لأَنه صُفِّی من الرِّیاء. و الصَّوْلَج و الصَّوْلَجَان و الصَّوْلجَانَة: العود المعوجُّ، فارسی معرَّب، الأَخیرة عن سیبویه، قال: و الجمع صَوَالجَة، الهاء لمكان العُجمة؛ قال ابن سیدة: و هكذا وُجد أَكثر هذا الضَّرْب الأَعجمی مُكسَّراً بالهاء. التهذیب: الصَّوْلجَان عَصاً یُعْطَف طرَفها یُضْرَب بها الكُرَة علی الدَّوابِّ، فأَما العصا التی اعوجَّ طرَفاها خِلْقة فی شجرتها، فهی مِحْجن؛ و قال الأَزهری: الصَّوْلَجان و الصَّوْلَج و الصُّلَّجة، كلها معرَّبة. الجوهری: الصَّوْلجَان، بفتح اللام: المِحْجَن، فارسی معرب. و الأَصْلَج: الأَصْلَع، بلغة بعض قَیْس؛ و أَصمُّ أَصْلَجُ: كأَصْلَخ؛ عن الهَجَری، قال الأَزهری فی ترجمة صَلَخَ: الأَصْلَخ الأَصَمُّ؛ كذلك قال الفراء و أَبو عبید؛ قال ابن الأَعرابی: فهؤلاء الكوفیون أَجمعوا علی هذا الحرف بالخاء، و أَما أَهل البصرة و مَنْ فی ذلك الشِّقِّ من العَرَب فإِنهم یقولون الأَصْلَج
لسان العرب، ج‌2، ص: 311
بالجیم؛ قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول: فلان یَتَصالَجُ علینا أَی یتَصَامَمُ؛ قال: و رأَیت أَمَةً صَمَّاء تُعرَف بالصَّلْخاء؛ قال: فهما لغتان جَیِّدتان، بالخاء و الجیم؛ قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من أَعراب قیس و تمیم یقول للأَصم أَصلج، و فیه لغة أُخری لبنی أَسد و مَنْ جاوَرهم أَصْلَخ، بالخاء.

صلهج؛ ج2، ص: 311

: الأَصمعی: الصَّیْهَجُ الصَّخرة العظیمة، و كذلك الصَّلْهَج و الجَیْحَل.

صمج؛ ج2، ص: 311

: الصَّمَجُ: القنادیل، واحدتها صَمَجَة؛ قال الشماخ «1»: بالصَّمَجِ الرُّومِیَّات و فی نوادر الأَعراب: لیلة قمراء صمَّاجَة و صیَّاجة؛ مُضِیئة.

صملج؛ ج2، ص: 311

: أَبو عمر: الصَّمَلَّج الصُّلب من الخیل و غیرها.

صنج؛ ج2، ص: 311

: الصَّنْجُ العربُّی: هو الذی یكون فی الدُّفُوف و نحوه، عَرَبیٌّ «2»؛ فأَما الصَّنْجُ ذو الأَوتار فَدَخِیل معرَّب، تختص به العَجَم و قد تكلمت به العرب؛ قال الأَعشی: و مُسْتَجِیباً تَخالُ الصَّنْجَ یَسْمَعُه، إِذا تُرَجِّعُ فیه القَیْنَةُ الفُضُلُ و قال الشاعر: قُلْ لِسَوَّارٍ، إِذا ما جِئْتَهُ و ابن عُلاثَهْ: زادَ فی الصَّنْجِ عُبَیْدُ اللهِ أَوتاراً ثَلاثَهْ و امرأَة صَنَّاجة: ذات صَنْج؛ قال الشاعر: إِذا شئتُ غَنَّتْنی دهاقِینُ قَرْیَةٍ، و صَنَّاجَةٌ تَجْذُو علی كلِّ مَنْسِمِ «3» الجوهری: الصَّنْج الذی تعرفه العرب هو الذی یُتخذ من صُفْر یضْرَب أَحدهما بالآخر. ابن الأَعرابی: الصُّنُجُ الشِّیزَی، و قال غیره: الصَّنْج ذو الأَوتار الذی یُلْعب به، و اللَّاعب به یقال له: الصَّنَّاج و الصَّنَّاجة. و كان أَعْشَی بَكْرٍ یسمی صَنَّاجة العرب لِجَوْدة شِعْره. و صَنْجُ الجنِّ: صوتُها؛ قال القَطامی: تَبِیتُ الغُول تَهْرِج أَن تَرَاهُ، و صَنْجُ الجِنِّ من طَرَبٍ یهِیمُ و هو من الصَّنْج الذی تقدم؛ كأَن الجن تُغَنِّی بالصَّنْج. و صَنْجَة المِیزان و سَنْجَته؛ فارسی معرَّب. و قال ابن السكِّیت: لا یقال سَنْجَة. و الأُصنوجَة: الزُّوالِقة من العجین «4».

صهج؛ ج2، ص: 311

: الأَزهری: نَبْت صَیْهُوج إِذا مَلُسَ [مَلِسَ، و ظَهْر صَیْهُوج: أَمْلَس؛ قال جندل: علی ضُلُوع نَهْدَةِ المَنافِجِ، تَنْهَضُ فیهنَّ عُری النَّسائِجِ، صُعْداً إِلی سَنَاسِنٍ صَیَاهِجِ الأَصمعی: الصَّیْهَجُ الصخرة العظیمة، و كذلك الصَّلْهَج و الجَیْحَل.
(1). قوله [قال الشماخ إلخ] الذی فی شرح القاموس: و النجم مثل الصمج الرومیات (2). قوله [عربی] ینافیه ما تقدم فی مادة صرج، عن التهذیب. و كل من الصحاح والقاموس مصرح بأنه بكلا معنییه معرب. (3). قوله [إِذا شئت إلخ] أَنشده فی الصحاح فی مادة جذا: تجذو علی حرف منسم. (4). قوله [الزوالقة من العجین] هكذا بالأَصل، و فی القاموس: الدوالقة، بالدال.
لسان العرب، ج‌2، ص: 312‌

صهبج؛ ج2، ص: 312

: التهذیب فی الرباعی: وَ وَبَرٌ صُهَابِجٌ أَی صُهَابیّ، أَبدلوا الجیم من الیاء، كما قالوا: الصِّیصِجّ و العَشِجّ و صِهْرِیجٌ و سِهْرِیٌّ؛ و قول هِمْیان: یُطیرُ عنها الوَبَر الصُّهابِجَا أَراد الصُّهابیّ، فخفف و أَبدل.

صهرج؛ ج2، ص: 312

: الصِّهْرِیجُ: واحد الصَّهاریج، و هی كالحیاض یجتمع فیها الماء؛ و قال العجاج: حتی تَنَاهَی فی صَهارِیجِ الصَّفا یقول: حتی وقف هذا الماء فی صَهارِیج من حَجَر. ابن سیدة: الصِّهْرِیج مَصْنعة یجتمع فیها الماء، و أَصله فارسیّ، و هو الصِّهْرِیّ، علی البَدَل، و حكی أَبو زید فی جمعه: صَهاریّ. و صَهْرَجَ الحوضَ: طَلاه، و منه قول بعض الطُفَیْلِیِّین: وَدِدْتُ أَن الكُوفة بِرْكَة مُصَهرَجَة. و حوض صُهارِج: مَطْلِیٌّ بالصَّارُوج. و الصُّهارج، بالضم: مثل الصِّهْرِیج؛ و أَنشد الأَزهری: قَصَبَّحَتْ حابِیَةً صُهَارِجا و قد صَهْرَجُوا صِهْرِیجاً؛ قال ذو الرُّمة: صَوارِی الهامِ، و الأَحشاءُ خافِقَة، تُناوِلُ الهِیمَ أَرْشَافَ الصَّهارِیج «1»

صوج؛ ج2، ص: 312

: الصَّوْجان من الإِبل و الدَّوابّ: الشدید الصُّلب؛ قال: فی ظَهْرِ صَوْجان القَرَی لِلمُمْتَطِی و عَصاً صَوْجانَةٌ: كَزَّة. و نَخْلة صَوْجانة: كَزَّة السَّعَف. و الصَّوْجان: الصَّوْلَجان.

فصل الضاد المعجمة؛ ج2، ص: 312

ضبج؛ ج2، ص: 312

: ضَبَجَ الرجلُ: أَلقی نفسه فی الأَرض من كَلال أَو ضَرْب؛ قال ابن درید: و لیس بثبت.

ضجج؛ ج2، ص: 312

: ضَجَّ یَضِجُّ ضَجّاً و ضَجیجاً و ضَجَاجاً و ضُجاجاً، الأَخیرة عن اللحیانی: صاح، و الاسم الضَّجَّة. و ضَجَّ البعیر ضَجیجاً و ضَجَّ القوم ضَجاجاً. قال: و ضَجَّ القوم یَضِجُّون ضَجیجاً: فَزِعُوا من شی‌ء و غُلِبوا، و أَضَجُّوا إِضْجاجاً إِذا صاحوا فجَلَّبُوا. أَبو عمرو: ضَجَّ إِذا صاح مستغیثاً. و سمعت ضَجَّة القوم أَی جَلَبتهم؛ و‌فی حدیث حُذیفة: لا یأْتی علی الناس زمان یَضِجُّون منه إِلّا أَرْدَفَهُمُ الله أَمراً یشغَلُهم عنه.الضَّجیج: الصِّیاح عند المكروه و المشَقَّة و الجزَع. و ضاجَّه مُضاجَّة و ضِجاجاً: جادله و شارَّه و شاغَبَه، و الاسم الضَّجَاج، بالفتح، و قیل: هو اسم من ضاجَجْتُ، و لیس بمصدر. و الضَّجاج: القَسْر؛ و أَنشد الأَصمعی فی الضِّجاج و الضَّجاج المُشاغَبة و المُشارَّة: إِنّی إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ، و كَثُرَ الضَّجاجُ [الضِّجاجُ و اللّقاقُ «2» و قال آخر: و أَغْشَبَ الناسُ الضِّجاجَ الأَضْجَجا، و صاحَ خاشِی شَرِّها، و هَجْهَجا أَراد الأَضَجَّ، فأَظهر التضعیف اضطراراً، و هذا علی نحو قولهم: شِعْر شاعر؛ التهذیب فی قول العجاج: و أَعْشَبَ الأَرض الأَضْجَجا «3».
(1). قوله [صواری الهام] هكذا بالأَصل و شرح القاموس. (2). قوله [و اللقاق] هكذا فی الأَصل و الذی فی الصحاح فی مادة لقق: و اللقلاق. (3). قوله [و أعشب الأَرض إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 313
قال: أَظهر الحرفین و بنی منه أَفعل لحاجته إِلی القافیة، و قد وصف بالمصدر منه، فقیل: رجل ضِجَاج، و قوم ضُجُجٌ؛ قال الراعی: فاقْدُرْ بِذَرْعِكَ، إِنِّی لن یُقَوِّمَنی قَوْلُ الضِّجاجِ، إِذا ما كنتُ ذا أَوَدِ و الضِّجاجُ [الضَّجاجُ: ثمر نَبْت أَو صَمْغٌ تَغسل به النساء رؤوسهن، حكاها ابن درید بالفتح، و أَبو حنیفة بالكسر، و قال مَرَّة: الضِّجاج كل شجرة تُسَمُّ بها السِّباع أَو الطَّیر. و ضَجَّجَها: سَمَّها. ابن الأَعرابی: الضِّجاج [الضَّجاج صَمْغٌ یؤْكل، فإِذا جَفَّ سُحِق، ثم كیلَ و قُوِّیَ بالقَلْیِ، ثم غُسِل به الثوب فیُنَقِّیه تنقیة الصابون. و الضَّجُوج من النوق: التی تَضِجُّ إِذا حُلِبت. التهذیب: الضَّجاجُ العاج، و هو مِثْل السِّوار للمرأَة؛ قال الأَعشی: و تَرُدُّ معطوفَ الضَّجاج علی غَیْل، كأَن الوَشْمَ فیه خِلَلْ

ضرج؛ ج2، ص: 313

: ضَرَجَ الثوبَ و غیرَه: لَطَخه بالدم و نحوِه من الحُمْرة، و قد یكون بالصُّفرة؛ قال یصف السَّراب علی وجه الأَرض: فی قَرْقَرٍ بِلُعاب الشمس مَضْرُوج یعنی السراب. و ضَرَّجَه فَتَضَرَّج، و ثوبٌ ضَرِج و إِضْرِیج: مُتَضَرِّج بالحمرة أَو الصُّفرة؛ و قیل: الإِضْریجُ صِبغ أَحمر، و ثوبٌ مُضَرَّج، من هذا؛ و قیل: لا یكون الإِضْریجُ إِلَّا من خَزٍّ. و تَضَرَّج بالدَّم أَی تَلَطَّخ. و‌فی الحدیث: مَرَّ بی جعفر فی نَفَرٍ من الملائكة مضَرَّج الجناحین بالدم‌أَی مُلَطَّخاً. و كل شی‌ء تَلَطَّخ بشی‌ء، بِدَمٍ أَو غیره، فقد تَضَرَّج؛ و قد ضُرِّجَتْ أَثوابه بدم النَّجیع. و یقال: ضَرَّج أَنْفَه بدم إِذا أَدْماه؛ قال مُهَلْهِل: لَوْ بِأَبانَیْنِ جاء یَخْطُبُها، ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ و فی كتابه لِوائِلٍ: و ضَرَّجُوه بالأَضامِیم أَی دَمّوه بالضَّرْب. و قال اللحیانی: الإِضْریجُ الخَزُّ الأَحمر؛ و أَنشد: و أَكْسِیةُ الإِضْریجِ فَوْقَ المَشاجِبِ یعنی أَكْسِیةَ خَزٍّ حُمْراً؛ و قیل: هو الخز الأَصفر؛ و قیل: هو كساء یُتخذ من جَیّد المِرْعِزَّی. اللَّیثُ: الإِضریجُ الأَكسیة تتخذ من المِرْعِزَّی من أَجوده. و الإِضْریجُ: ضرب من الأَكسیة أَصفر. و ضَرَجَ الشی‌ءَ ضَرْجاً فانْضَرَج، و ضَرَّجه فتَضَرَّج: شقَّه. و الضَّرْج: الشَّقُّ؛ قال ذو الرُّمة یصف نساء: ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائب حُرَّةٍ أَی شَقَقْنَ، و یروی بالحاء أَی أَلقین. و‌فی حدیث المرأَة: صاحبة المَزادَتَیْن تَكاد تَتَضَرَّجُ من المِلْ‌ءِ‌أَی تنشقُّ. و تَضَرَّج الثوبُ: انشقَّ؛ و قال همیان یصف أَنیاب الفَحل: أَوْسَعْنَ من أَنیابه المَضارِجِ و المَضَارِج: المَشاقُّ. و تَضَرَّج الثوب إِذا تَشَقَّقَ. و ضَرَّجْت الثوب تَضْریجاً إِذا صَبَغْته بالحرة، و هو دون المُشْبَع و فوق المُوَرَّدِ. و‌فی الحدیث: و عَلَیَّ رَیْطَة مُضَرَّجَة‌أَی لیس صِبْغها بالمُشْبَع. و المَضارِجُ: الثیاب الخُلْقان تبتذل مثل المَعاوِز؛ قاله أَبو عبید: واحدُها مِضْرَج. و عینٌ مَضْرُوجة: واسعة الشَّقِّ نَجْلاء؛ قال ذو الرمة: تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأَقاحِیِّ فی الثَّرَی، و فَتَّرْنَ عن أَبصارِ مَضْرُوجَةٍ نُجْلِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 314
و انْضَرَجَت لنا الطریق: اتَّسَعت. و الانْضِراج: الاتِّساع؛ قال الشاعر: أَمَرْتُ له بِرَاحِلةٍ و بُرْدٍ كَریمٍ، فی حَواشِیه انْضِرَاجُ و انْضَرَج ما بین القوم: تَباعد ما بینهم. و انْضَرَج الشجر: انشقَّت عُیونُ ورَقِه و بَدَتْ أطرافه. و تَضَرَّجَتْ عن البَقْل لَفائِفُه إِذا انفتحت، و إِذا بَدَتْ ثمار البُقول من أَكْمامِها، قیل: انْضَرَجَتْ عنها لفائفُها أَی انْفتحتْ. و الانْضِراج: الانْشقاق؛ قال ذو الرمة: مِمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَی ذَوَائِبُها بالصَّیْفِ، و انْضَرَجَتْ عنه الأَكامِیمُ تَعالَت: ارتفعت. و ذَوائبها: سَفاها. و الأَكامِیم جمع أَكْمام، و أَكْمام جمع كِمٍّ، و هو الذی یكون فیه الزَّهْرُ. و ضَرَجَ النار یَضْرِجها: فتح لها عیناً؛ رواه أَبو حنیفة. و انضَرَجَتِ العُقاب: انحطَّت من الجَوِّ كاسرةً. و انْضَرَج البازی عن الصید إِذا انْقَضَّ؛ قال إمرؤ القیس: كَتَیْسِ الظِّباء الأَعْفَرِ، انْضَرَجَتْ لَهُ عُقابٌ، تَدَلَّتْ من شَمارِیخ ثَهْلانِ و قیل: انْضَرَجَتْ انْبَرَتْ له؛ و قیل: أَخَذَتْ فی شِقٍّ. أَبو سعید: تَضْریج الكلام فی المَعاذِیر هو تَزْوِیقُه و تحسینه. و یقال: خیر ما ضُرِّج به الصدقُ، و شَرُّ ما ضُرِّج به الكذِب. و فی النوادر: أَضْرَجَتِ المرأَة جَیْبَها إِذا أَرْخَتْه. و ضُرِّجتِ الإِبل أَی رَكَضْناها فی الغَارَة؛ و ضَرَجتِ الناقة بِجِرَّتِها و جَرَضَتْ. و الإِضْریج: الجَیِّد من الخیل. أَبو عبیدة: الإِضریج من الخیل الجَواد الكثیر العَرَق؛ قال أَبو دُواد: و لقد أَغْتَدِی، یُدافِع رُكْنِی أَجْوَلِیٌّ ذُو مَیْعَةٍ، إِضْرِیجُ و قال: الإِضْریج الواسِع اللَّبَان؛ و قیل: الإِضْریجُ الفرس الجَواد الشدید العَدْوِ. و عَدْوٌ ضَرِیجٌ: شدید؛ قال أَبو ذؤیب: جِرَاءٌ وَ شَدٌّ كالحَریق ضَرِیجُ و الضَّرْجَة و الضَّرَجَة: ضَرْب من الطیر. و ضَارِج: اسم موضع معروف؛ قال إمرؤ القیس: تَیَمَّمَتِ العَیْنَ التی عند ضارِجٍ، یَفِی‌ءُ علیها الظِّلُّ، عَرْمَضُها طامی قال ابن بَرِّی: ذكر النحاس أَن الروایة فی البیت یفی‌ءُ علیها الطَّلْحُ، و‌رَوَی بإِسناد ذكره أَنه وفَدَ قوم من الیَمَن علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقالوا: یا رسول الله، أَحیانا الله ببیتین من شعر إمرئ القیس بن حُجْر، قال: و كیف ذلك؟ قالوا: أَقبلنا نریدك فضَلَلْنا الطریق فبقینا ثَلاثاً بغیر ماء، فاستظللنا بالطَّلْح و السَّمُرِ، فأَقبل راكب متلثِّم بعمامة و تمثل رجل ببیتین، و هما: و لَمَّا رأَتْ أَن الشَّرِیعة هَمُّها، و أَنَّ البَیاض من فَرائِصِها دَامی، تیَمَّمتِ العَین التی عند ضارِج، یفی‌ءُ علیها الطّلح، عَرمَضها طامی فقال الراكب: من یقول هذا الشعر؟ قال: إمرؤ
لسان العرب، ج‌2، ص: 315
القیس بن حجر، قال: و الله ما كذب، هذا ضارِج عندكم، قال: فَجَثَوْنا علی الرُّكَب إِلی ماء، كما ذكَر، و علیه العَرْمَض یفی‌ء علیه الطَّلْح، فشربْنا رِیَّنا، و حملْنا ما یكفینا و یُبَلِّغُنا الطریق، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: ذاك رجل مذكور فی الدنیا شریف فیها، منسیٌّ فی الآخرة خامل فیها، یجی‌ء یوم القیامة معه لواء الشعراء إِلی النار؛ و قوله: و لما رأَتْ أَن الشَّریعة هَمُّها الشَّریعة: مورد الماء الذی تَشْرَع فیه الدَّوابُّ. و همُّها: طلبها، و الضمیر فی رأَتْ للحُمُر؛ یرید أَن الحمر لما أَرادت شَرِیعة الماء و خافت علی أَنفسها من الرُّماة، و أَن تُدْمَی فرائصها من سهامهم، عدلت إِلی ضارِج لعدم الرُّماة علی العَیْنِ التی فیه. و ضارِج: موضع فی بلاد بنی عَبْس. و العَرْمَض: الطُّحْلُب. و طامی: مرتفع.

ضربج؛ ج2، ص: 315

: روی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشده: قد كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْرو أَخاً ثِقَةً، حتی أَلَمَّتْ بِنَا، یَوْماً، مُلِمَّاتُ فقلتُ، و المَرْءُ قد تخطِیه مُنْیَتُه: أَدْنی عَطِیَّاته إِیَّایَ مِئیاتُ فكانَ ما جادَ لی، لا جادَ من سَعَةٍ، دراهم زائِفات ضَرْبَجِیَّاتُ قال ابن الأَعرابی: درهم ضَرْبَجِیٌّ: زائِف، و إِن شئت قلت: زَیْف قَسِّیٌّ؛ و القَسِّیُّ: الذی صَلُبَ فِضَّته من طُول الخَبْ‌ءِ. مِئیات: الأَصل فی مِئَةٍ مِئْیَة، بوزن مِعْیة.

ضمج؛ ج2، ص: 315

: ضَمِج الرجلُ بالأَرض و أَضْمَج: لَزِقَ به. و الضَّمْجة: دُوَیْبَّة منتنة الرائحة تَلْسَعُ، و الجمع ضَمْجٌ. و الضَّامِجُ: اللازم. قال الأَزهَری فی ترجمة خعم: قال أَبو عمرو: الضَّمَجُ هَیَجان الخَیْعامة، و هو المأْبُون المَجْبُوس، و قد ضَمج ضَمَجاً؛ و یقال: ضَمَجَه إِذا لَطَخَه؛ و قال همیان: أَ بِعْت قَرْماً بالهَدِیر عاجِجا، ضُباضِبَ الخَلْقِ، وَأیً، دُهامِجا یُعْطِی الزِّمامَ عَنقاً عَمَالِجا، كأَن حِنَّاء علیه ضامِجا أَی لاصِقاً؛ و قال أَعرابی من بنی تمیم یذكر دوابَّ الأَرض، و كان من بادیة الشام: و‌فی الأَرض أَحْناشٌ و سَبْعٌ و خاربُ، و نحن أُسارَی، وسْطهم نتقلَّبُ «4» رُتَیْلا و طَبُّوعٌ و شبثَانُ ظلمة، و أَرْقَطُ حُرْقُوصٌ و ضَمْجٌ و عَنْكَبُ و الضَّمْجُ: من ذوات السموم. و الطَّبُّوع: من جنس القُراد.

ضمعج؛ ج2، ص: 315

: الضَّمْعَجُ: الضخمة من النوق. و امرأَة ضَمْعَج: قصیرة ضخمة؛ قال الشاعر: یا رُبَّ بیضاءَ ضَحُوك ضَمْعَج و‌فی حدیث الأَشتر یصف امرأَة أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً.الضَّمْعَج: الغلیظة، و قیل: القصیرة، و قیل: التامة الخلق؛ و لا یقال ذلك للذكر؛ و قیل: الضَّمْعَج من النساء الضَّخْمَة التی تمّ خلْقها و اسْتَوْثَجَتْ نَحْواً
(4). قوله [و خارب] هكذا فی الأَصل، و شرح القاموس، و لعله و جارن بدلیل قوله قبل یذكر دواب الأرض لأَن الخارب اللص، و الجارن ولد الحیة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 316
من التمام؛ و كذلك البعیر و الفرس و الأَتان؛ قال همیان بن قحافة السعدی: یَظَلُّ یَدْعُو نِیبَها الضَّماعِجَا، و البَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثجا و قیل: الضَّمْعَج الجاریة السَّریعة فی الحوائج. و الضَّمْعَج: الناقة السریعة. و الضَّمْعَج: الفحجاء الساقین.

ضهج؛ ج2، ص: 316

: أَضْهَجَتِ الناقة: كأَضْجَهَت، إِمَّا مقلوب و إِمَّا لغة؛ عن الهجری: و أَنشد: فَردُّوا لِقَوْلِی كلَّ أَصْهَبَ ضامِرٍ و مَضْبُورةٍ، إِن تَلْزَمِ الخَیْلَ تُضْهِجِ

ضوج؛ ج2، ص: 316

: ضَوْج الوادی: مُنْعَطَفُه، و الجمع أَضْواج و أَضْوُج، الأَخیرة نادرة؛ قال ضرار بن الخطاب الفهری: و قَتْلَی من الحَیّ فی مَعْرَكٍ، أُصِیبُوا جَمیعاً بِذی الأَضْوُجِ و قد تَضَوَّج، و ضَاج الوادِی یَضُوج ضَوْجاً: اتَّسَع. و لَقِیَنَا ضَوْجٌ من أَضْواج الأَودیة فانْضَوَج فیه، و انْضَوَجْتُ علی إِثْرِهِ. و فی الحدیث ذكر أَضْواجِ الوادی أَی مَعاطِفه، الواحدة ضَوْج؛ و قیل: هو إِذا كنت بین جَبَلَین متضایقین ثم اتَّسَع، فقد انْضاج لك. التهذیب: الضَّوْج جِزْعُ الوادی، و هو مُنْعَرَجه حیث ینعطف؛ و قال رؤبة: و حَوْفاً منْ تراغُبِ الأَضْواج «1» اللیث: الضَّوْجان من الإِبل و الدواب كلُّ یابِسِ الصُلْب؛ و أَنشد: فی ضَبْرِ ضَوْجان القَرَی للمُمْتَطِی «2» یصف فحلًا و نخلة ضَوْجانة، و هی الیابسة الكَزَّة السَّعَفِ؛ قال: و العصا الكَزَّة ضَوْجانة.

ضاج؛ ج2، ص: 316

: ضاجَ عن الشی‌ء ضَیْجاً: عدَل و مال عنه، كجاضَ. و ضاجَ عن الحقّ: مال عنه؛ و قد ضاجَ یَضِیجُ ضُیوجاً و ضَیَجاناً؛ و أَنشد: أَ ما تَرَیْنی كالعَریشِ المَفْرُوجْ، ضاجَتْ عِظامِی عن لَفًی مَضْرُوجْ؟ اللَّفَی: عَضَلُ لَحْمِهِ. و ضاجَ السَّهْم عن الهَدَف أَی مال عنه. و ضاجَتْ عِظامه ضَیْجاً: تحركت من الهُزال؛ عن كراع.

فصل الطاء المهملة؛ ج2، ص: 316

طبج؛ ج2، ص: 316

: الطَّبْجُ، ساكنٌ: الضرْب علی الشی‌ء الأَجْوَف كالرأْس و غیره، حكاه ابن حَمُّویه عن شَمِر فی كتاب الغَریبین للهَرَوِی. أَبو عمرو: طَبَجَ یَطْبَجُ طَبَجاً إِذا حَمُق، و هو أَطْبَجُ. و الطَّبْجُ: استحكام الحماقة. قال: و یقال لأُمِّ سُوَیْدٍ الطِّبِّیجَة. و‌فی الحدیث: كان فی الحَیِّ رجل له زوجة و أُمّ ضعیفة، فشكت زوجتُه إِلیه أُمَّه، فقام الأَطْبَجُ إِلی أُمِّه فأَلقاها فی الوادی.الطَّبْجُ: استحكام الحماقة، هكذا ذكره الجوهری، بالجیم؛ و رواه غیره بالخاء، و هو الأَحمق الذی لا عقل له، قال: و كأَنه الأَشبه.
(1). قوله [و حوفاً من تراغب إلخ] هكذا فی الأَصل. (2). قوله [فی ضبر ضوجان] هكذا فی الأَصل هنا. و تقدم فی مادة صوج: فی ظهر صوجان إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 317‌

طبهج؛ ج2، ص: 317

: الطَّباهجَةُ، فارسی معرَّب: ضرْب من قَلیِّ اللحم. باؤه بَدَلٌ من الباء التی بین الباء و الفاء، كبِرِنْد و بُنْدُق الذی هو الفِرِنْد و الفُنْدُق، و جیمه بدل من الشین.

طثرج؛ ج2، ص: 317

: أَبو عمرو: الطَّثْرَجُ النمل؛ قال ابن بری: لم یذكر لذلك شاهداً، قال: و فی الحاشیة شاهد علیه و هو لمنظور بن مرثد: و البِیضُ فی مُتُونِها كالمَدْرَجِ أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ قال: و أَراد بالبیض السُّیوفَ. و المَدْرَج: طریق النمل. و الأَثْرُ: فِرِنْد السیف، شَبَّهَه بالذرّ.

طزج؛ ج2، ص: 317

: ابن الأَثیر‌فی حدیث الشعبی: قال لأَبی الزناد: تأْتینا بهذه الأَحادیث قَسِیَّة و تأْخذها مِنَّا طَازَجَة؛ القَسِیَّة: الرَّدیئة. و الطَّازَجَة: الخالصة المُنَقَّاةُ، قال: و كأَنه تعریف تازَهْ بالفارسیة.

طسج؛ ج2، ص: 317

: الطَّسُّوجُ: الناحیة. و الطَّسُّوج: حَبَّتان من الدَّوَانیق. و الدَّانق: أَربعة طَساسیج، و هما معرَّبان. و قال الأَزهری: الطَّسُّوج مقدار من الوزن كقوله فَرْبَیُون بِطَسُّوج، و كلاهما معرّب. و الطَّسُّوج: واحد من طَساسیج السَّواد، معرَّبة.

طعج؛ ج2، ص: 317

: طَعَجَها یَطْعَجُها طَعْجاً: نَكَحَها.

طنج؛ ج2، ص: 317

: الطُّنُوج: الكَراریس، و لم یُذْكَر لها واحد؛ و منه ما‌حكی ابن جنی قال: أَخبرنا أَبو صالح السَّلِیل بن أَحمد بن عیسی بن الشیخ «1» قال: حدثنا أَبو عبد الله محمد بن العباس الیزیدی قال: حدثنا الخلیل بن أَسد النوشجانی قال: حدثنا محمد بن یزید بن ربان، قال: أَخبرنی رجل عن حمَّاد الروایة، قال: أَمر النعمان فنسخت له أَشعار العرب فی الطُّنُوج، یعنی الكَراریس، فكُتبت له ثم دَفَنها فی قصره الأَبیض، فلما كان المختار بن أَبی عُبَیْد قیل له: إِن تحت القصر كنزاً، فاحتفَرَه فأَخرج تلك الأَشعار، فمن ثم أَهل الكوفة أَعلم بالأَشعار من أَهل البصرة.التهذیب فی نوادر الأَعراب: تَنَوَّع فی الكلام و تَطَنَّجَ و تَفَنَّنَ إِذا أَخذ فی فُنون شَتَّی.

طهج؛ ج2، ص: 317

: طَیْهُوج: طائر: حكاه ابن درید قال: و لا أَحْسَبه عربیّاً. الأَزهری: الطیهوج طائر، أَحْسَبه معرَّباً، و هو ذكر السِّلْكانِ.

فصل الظاء المعجمة؛ ج2، ص: 317

ظجج؛ ج2، ص: 317

: ابن الأَعرابی: ظَجَّ إِذا صاح فی الحرْب صیاح المُستغیث؛ قال أَبو منصور: الأَصل فیه ضَجَّ ثم جعل ضَجَّ فی غیر الحرب، و ظَجَّ، بالظاء، فی الحرب.

فصل العین المهملة؛ ج2، ص: 317

عبج؛ ج2، ص: 317

: قال إِسحاق بن الفَرَج: سمعت شجاعاً السلمی یقول: العَبَكَةُ الرجل البَغیض الطَّغامَة الذی لا یَعی ما یقول و لا خیر فیه، قال: و قال مدرك الجعفری: هو العَبَجَة؛ جاءَ بهما فی باب الكاف و الجیم.

عثج؛ ج2، ص: 317

: عَثَجَ یَعْثِجُ عَثْجاً، و عَثِجَ، كلاهما: أَدمَنَ الشُّرْب شیئاً بعد شی‌ء. و العُثْجَة: كالجُرْعة. و العَثْجُ و العَثَجُ: جماعة الناس فی السفر؛ و قیل: هما الجماعات؛ و فی تلبیة بعض العرب فی الجاهلیة: لا هُمَّ، لولا أَن بَكْراً دُونَكا، یَعْبُدُك الناسُ و یَفْجُرونَكا،
(1). قوله [ابن الشیخ] هكذا وجدناه فی شرح القاموس و هو فی الأَصل من غیر نقط و كذا ابن ربان.
لسان العرب، ج‌2، ص: 318
ما زالَ مِنَّا عَثَجٌ یَأْتُونَكا و یقال: رأَیت عَثْجاً و عَثَجاً من الناس أَی جماعة. و یقال للجماعة من الإِبل تجتمع فی المرعی: عَثَجٌ؛ قال الراعی یصف فحلًا: بناتُ لَبُونه عَثَجٌ إِلیه، یَسُقْنَ اللِّیتَ فیه و القَذالا قال ابن الأَعرابی: سألت المفضل عن معنی هذا البیت؛ فأَنشد: لم تَلْتَفِتْ لِلِدَاتِها، و مَضَتْ علی غُلَوَائِها فقلت: أُرید أَبْیَنَ من هذا؛ فأَنشأَ یقول: خُمْصانَةٌ، قَلِقٌ مُوَشَّحُها، رُؤْدُ الشَّبابِ، غَلَا بِها عَظْمُ یقول: من نَجابة هذا الفحل ساوَی بناتُ اللَّبون من بناته قَذَاله لحسن نَباتِها. و العَثْجَجُ: الجمع الكثیر. و العَثَوْثَجُ و العَثَوْجَجُ: البعیر الصخم السریع المجتمع الخلْق. و قد اعْثَوْثَجَ و اعْثَوْجَجَ اعْثیجاجاً؛ و مرَّ عَثْجٌ من اللیل و عَثَجٌ أَی قطعة. و اثْعَنْجَجَ الماءُ و الدَّمعُ: سالا.

عثنج؛ ج2، ص: 318

: العَثْنَجُ، بتخفیف النون: الثَّقیلُ من الإِبل، و العَثَنَّجُ، بشدها: الثَّقیل من الرجال؛ و قیل: الثقیل و لم یُحَدَّ من أَی نوع؛ عن كراع. و العَثَنْثَجُ: الضَّخْم من الإِبل، و كذلك العَثَمْثَمُ و العَبَنْبَلُ.

عجج؛ ج2، ص: 318

: عَجَّ یَعِجُّ و یَعَجُّ عَجّاً و عجیجاً، و ضجَّ یَضِجُّ: رفع صوته و صاحَ؛ و قیَّده فی التهذیب فقال: بالدعاءِ و الاستغاثة. و‌فی الحدیث: أَفضل الحجّ العَجُّ و الثَّجُّ؛ العجُّ: رفع الصوت بالتَّلْبیَة، و الثَّجُّ: صَبُّ الدم، و سَیَلان دماء الهَدْیِ؛ یعنی الذبح؛ و منه‌الحدیث: أَن جبریل أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: كن عَجَّاجاً ثَجَّاجاً.و‌فی الحدیث: من قتل عُصْفُوراً عَبَثاً عَجَّ إِلی الله تعالی یوم القیامة.و عَجَّةُ القوم و عَجِیجُهم: صِیاحُهم و جَلَبتهم؛ و‌فی الحدیث: من وحَّد الله تعالی فی عَجَّتِه وجبتْ له الجنة، أَی من وحَّده عَلانِیَة برفع صوته. و رجل عاجٌّ و عَجْعاجٌ و عَجَّاجٌ: صیّاح، و الأُنثی بالهاء؛ قال: قَلْبٌ تَعَلَّقَ فَیْلَقاً هَوْجَلَّا، عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَأَلَّا، لَتُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلَّا اللحیانی: رجل عَجْعاجٌ بَجْباجٌ إِذا كان صَیَّاحاً. و عَجْعَجَ: صوَّت؛ و مضاعفته دلیل علی تكریره. و البعیر یَعِجُّ فی هَدیره عَجّاً و عَجِیجاً: یُصَوِّت. و یُعَجْعِجُ: یردِّد عَجِیجَه و یُكَرِّرُه؛ قال أَبو محمد الحذلمی: و قَرَّبُوا لِلْبَینِ و التَّقَضِّی، من كلِّ عَجَّاجٍ تَرَی للْغَرْضِ، خَلْفَ رَحَی حَیزُومه كالغَمْضِ الغمض: المطمئن من الأَرض. و عَجَّ: صاح. و جَعَّ: أَكل الطِّین. و عَجَّ الماءُ یَعِجُّ عَجیجاً و عَجْعَجَ، كلاهما: صوَّت؛ قال أَبو ذؤَیب: لكُلِّ مَسیلٍ منْ تِهَامَةَ، بعد ما تَقَطَّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجیجُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 319
و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: بأَوْسَعَ، منْ كَفِّ المُهاجِرِ، دَفْقَةً، و لا جَعْفَر عَجَّت إِلیه الجَعافرُ عَجَّت إِلیه: أَمدَّته، فللسَّیل صوْت من الماءِ، و عَدَّی عَجَّت بإِلی لأَنها إِذا أَمدَّته فقد جاءَته و انضَمَّتْ إِلیه، فكأَنه قال: جاءَت إِلیه و انضمت إِلیه. و الجَعْفَرُ هنا: النهر. و نهرٌ عَجَّاج: تسمع لمائه عَجیجاً أَی صوْتاً؛ و منه قول بعض الفَخَرة: نحن أَكثر منكم ساجاً و دِیباجاً و خَراجاً و نَهْراً عَجَّاجاً. و قال ابن دریدٍ: نهر عَجَّاج كثیر الماءِ؛ و‌فی حدیث الخیل: إِن مَرَّت بنهر عَجَّاج فشرِبت منه كُتبت له حسَنات؛ أَی كثیر الماءِ كأَنه یَعِجُّ من كثرته و صَوْت تدفُّقه. و فَحْلٌ عَجَّاج فی هَدیره أَی صیَّاح؛ و قد یجی‌ءُ ذلك فی كل ذی صوْت مِن قوس و ریح. و عَجَّت القوس تَعِجُّ عَجیجاً: صوَّتت، و كذلك الزَّنْدُ عند الوَرْیِ. و العَجَاج: الغُبار، و قیل: هو من الغبار ما ثَوَّرَتْه الریح، واحدته عَجاجة، و فعله التَّعْجیجُ. و فی النوادر: عَجَّ القوم و أَعَجُّوا، و هَجُّوا و أَهَجُّوا، و خَجُّوا و أَخَجُّوا إِذا أَكثروا فی فُنُونه الرُّكوبَ «2». و عَجَّجَته الرِّیح: ثَوَّرتْهُ. و أَعَجَّتِ الرِّیح، و عَجَّت: اشتدَّ هُبوبها و ساقت العجاج. و العَجَّاج: مُثِیر العجاج. و التعجیجُ: إِثارة الغُبار. ابن الأَعرابی: النُّكْبُ فی الریاح أَربعٌ: فنَكباءُ الصَّبا و الجَنُوب مِهْیافٌ مِلْواحٌ، و نكباءُ الصَّبا و الشَّمال مِعْجاجٌ مِصْرادٌ لا مطر فیه و لا خیرَ، و نَكْباءُ الشَّمال و الدَّبُور قَرَّةٌ، و نَكْباءُ الجَنُوب و الدَّبور حارَّة؛ قال: و المِعْجاجُ هی التی تُثِیر الغُبار. و یوم مِعَجٌّ و عَجَّاجٌ، و ریاحٌ مَعاجِیجُ: ضِدُّ مَهَاوین «3». و العَجَاجُ: الدُّخَان؛ و العَجَاجَة أَخصُّ منه. و عَجَّجَ البیتَ دُخَاناً فَتَعَجَّجَ: مَلأَهُ. و العَجَاجة: الكثیر من الإِبل؛ قال شَمِر: لا أَعرفُ العَجاجة بهذا المعنی. و قال ابن حبیب: العَجْعاجُ من الخیل النَّجِیب المُسِنُّ. و العُجَّة: دقیق یُعجَن بسَمْن ثم یُشْوَی؛ قال ابن درید: العُجَّة ضرْب من الطعام لا أَدری ما حدُّها. قال الجوهری: العُجَّة هذا الطعام الذی یُتخذ من البیض، أَظنُّه مولَّداً. قال ابن درید: لا أَعرف حقیقة العُجَّة غیر أَن أَبا عمرو ذكر لی أَنه دقیق یعجن بسمن؛ و حكی ابن خالویه عن بعضهم أَن العُجَّة كلُّ طعام یُجمع مثل التمر و الأَقِطِ. و جئتهم فلم أَجد إِلَّا العَجَاج و الهَجَاج؛ العَجَاج: الأَحمق. و الهَجَاج: مَن لا خیر فیه. و‌فی الحدیث: لا تقوم الساعة حتی یأْخذ الله شَریطَتَه من أَهل الأَرض، فَیَبْقَی عَجَاجٌ لا یعرفون معروفاً و لا یُنْكِرون منكراً؛ قال الأَزهری: أَظنه شُرْطَته أَی خیاره، و لكنه كذا رُوی شَریطَتَه. و العَجَاجُ من الناس: الغَوْغاءُ و الأَراذِل و مَن لا خیر فیه، واحدهم عَجاجة، و هو كنحو الرَّجَاجِ و الرَّعاعِ؛ قال: یَرضَی، إِذا رَضِی النِّساءُ، عَجَاجَةً، و إِذا تُعُمِّدَ عَمْدُهُ لم یَغْضَب و العَجَّاج بن رؤْبة السَّعْدی: من سعد تمیم، هذا الراجز؛ یقال: أَشعر الناس العَجَّاجان أَی رؤْبة و أَبوه «4»؛ قال
(2). قوله [فی فنونه الركوب] هكذا فی الأَصل، و عبارة القاموس فی هذه المادة وعج القوم أكثروا فی فنونهم الركوب. (3). قوله [ضد مهاوین] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس. (4). قوله [أی رؤبة و أبوه] فی القاموس فی مادة رأب رؤبة بن العجاج بن رؤبة انتهی. و به یظهر هذا مع ما قبله.
لسان العرب، ج‌2، ص: 320
ابن درید: سمی بذلك لقوله: حتی یَعجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجَا، و یُودِیَ المُودِی، و یَنْجُو مَنْ نَجا «1» أَی استغاث. قال اللیث: لَمَّا لم یستقم له أَن یقول فی القافیة عَجَّا، و لم یصح عَجَجاً ضاعفه، فقال: عَجْعَجا، و هُمْ فُعَلاءُ لذلك. و یقال للناقة إِذا زجرتها: عاج، و فی الصحاح: عاجِ، بكسر الجیم، مخففة. و قد عَجْعَجَ بالناقة إِذا عَطَفها إِلی شی‌ء فقال: عَاجِ عَاجِ. و العَجْعَجة فی قضاعة: كالعَنْعَنة فی تمیم یُحَوِّلون الیاء جیماً مع العین، یقولون: هذا راعِجَّ خرج مَعِجْ أَی راعِیّ خرج مَعِی؛ كما قال الراجز: خالی لَقِیطٌ و أَبو عَلِجِّ، المُطْعِمَان اللَّحم بالعَشِجِّ و بالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ، یُقْلَعُ بالوَدِّ و بالصِّیصِجِّ أَراد: عَلیّ و العَشِیّ و البَرْنیّ و الصِّیصِیّ. و فلان یَلُفُّ عَجَاجَته علی بَنی فلان أَی یُغِیر علیهم؛ و قال الشَّنْفَرَی: و إِنی لأَهْوَی أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتی علی ذِی كِساءٍ، من سُلامَان، أَو بُرْدِ أَی أَكْتَسِحَ غنیَّهم ذا البُرْدِ، و فقیرهم ذا الكساءِ. و طَرِیقٌ عاجٌّ زاجٌّ إِذا امتلأَ.

عدرج؛ ج2، ص: 320

: ابن سیدة: العَدَرَّجُ السریع الخفیف. و عَدَرَّج: اسم.

عذج؛ ج2، ص: 320

: عَذَجَه عَذْجاً: شَتمه؛ عن ابن الأَعرابی. و عَذْجٌ عاذِجٌ، بُولِغ به كقولهم جَهْدٌ جاهِد؛ قال همیان بن قحافة: تَلْقَی منَ الأَعْبُدِ عَذْجاً عاذِجا أَی تلقَی هذه الإِبل من الأَعْبُدِ زجْراً كالشَّتم. و رجل مِعْذَجٌ: كثیر اللَّومِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَعاجَتْ، علینا من طِوَالٍ، سَرَعْرَعٌ، علی خَوْفِ زَوْجٍ، سَیِّ‌ءِ الظَّنِّ مِعْذَجِ و العَذْجُ: الشُّرب. عَذَج الماءَ یَعْذِجُه عَذْجاً: جَرَعَه، و لیس بثبَت، و الغین أَعلی. و عَذَج یَعْذِجُ عَذْجاً: شَرِب.

عذلج؛ ج2، ص: 320

: المُعَذْلَج: الناعِم عَذْلَجَتْهُ النِّعمة، و امرأَة مُعَذْلَجَة: حَسنة الخلْق ضخمة القَصَب. و غلام عُذْلُوجٌ: حَسَن الغذاء. و عیشٌ عِذْلاج: ناعِم. و عَذْلَجَ السِّقاءَ: مَلأَه؛ قال أَبو ذؤَیب یصف صیَّاداً: له منْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ، قَعائِدُ قد مُلِئْنَ من الوَشِیقِ و المُعَذْلَجُ: الممتلئ. و عَذْلَجْتُ الوَلَدَ و غیرَه، فهو مُعَذْلَجٌ إِذا كان حسَن الغِذاء.

عرج؛ ج2، ص: 320

: العَرَجُ و العُرْجة: الظَّلَعُ. و العُرْجة أَیضاً: موضع العَرَج من الرِّجْل. و العَرَجان، بالتحریك: مِشْیة الأَعرج. و رجل أَعرج من قوم عُرْج و عُرجان، و قد عَرَج یَعْرُج، و عَرُج و عَرِج عَرَجاناً: مشی مِشْیة
(1). قوله [ثخناً] كذا فی الأَصل و الصحاح و شرح القاموس، و لعلها شجناً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 321
الأَعرج بعَرَضٍ فغمز من شی‌ءٍ أَصابه، و عَرَج، لا غیر: صار أَعْرَجَ. و أَعرج الرجلَ: جعله أَعْرَجَ؛ قال الشماخ: فبِتُّ كأَنی مُتَّقٍ رأْسَ حَیَّةٍ لحاجتها، إِنْ تُخْطِئِ النَّفْسَ تُعْرِجِ و أَعرجه الله، و ما أَشدَّ عرجه و لا تقل: ما أَعْرَجَه، لأَن ما كان لَوْناً أَو خِلقة فی الجسد، لا یقال منه: ما أَفعله، إِلّا مع أَشدَّ. و أَمرٌ عَرِیج إِذا لم یُبرَم. و عرَّج البناءَ تَعْریجاً أَی میَّله فتعرج؛ و قوله أَنشده ثعلب: أَ لم تَرَ أَن الغَزْوَ یُعْرِج أَهلَه مِراراً، و أَحْیاناً یُفِیدُ و یُورِقُ؟ لم یفسره، و هو من ذلك كأَنه كنایة عن الخَیْبَة. و تعارَج: حكی مِشْیَة الأَعرج. و العَرْجاءُ: الضَّبُع، خلقة فیها، و الجمع عُرْجٌ، و العرب تجعل عُرْجَ معرفة لا تنصرف، تَجْعَلُها بمعنی الضباع بمنزلة قبیلة، و لا یقال للذكر أَعْرَج، و یقال لها عُرَاجُ معرفة لعَرَجِها؛ و قول أَبی مكعَّب الأَسدی: أَ فكان أَوَّلَ ما أَثبْت تَهارَشَتْ أَبناءُ عُرْجَ، علیك عند وِجارِ یعنی أَبناء الضباع، و ترك صرف عُرْجَ لأَنه جعله اسماً للقبیلة؛ و أَما ابن الأَعرابی فقال: لم یجر عُرْج، و هو جمع، لأَنه أَراد التوحید و العُرْجة، فكأَنه قصَد إِلی اسم واحد، و هو، إِذا كان اسماً غیر مسمًّی، نكرة. و العَرَجُ فی الإِبل: كالحَقَب، و هو أَن لا یستقیم مخرج بَوْلِهِ، فیقال: حَقِب البعیر حَقَباً، و عَرج عَرَجاً، فهو عَرِجٌ، و لا یكون ذلك إِلّا للجمَل إِذا شدَّ علیه الحَقَب؛ یقال: أَخْلِفْ عنه لئلَّا یَحْقَب. و انْعَرَج الشی‌ءُ: مال یَمْنَة و یَسْرة. و انعَرَج: انعطَف. و عَرَّج النهرَ: أَماله. و العَرَج: النَّهر «1» و الوادی لانعراجهما. و عَرَّج علیه: عطف. و عَرَّج بالمكان إِذا أَقام. و التعریجُ علی الشی‌ءِ: الإِقامة علیه. و عَرَّج الناقة: حبسها. و ما لی عندك عِرْجَة و لا عَرْجَة و لا عَرَجة و لا عُرْجة و لا تَعْریج و لا تَعَرُّج أَی مُقام؛ و قیل: مجلِس. و فی ترجمة عرض: تَعَرَّض یا فلان و تَهَجَّس و تَعَرَّج أَی أَقم. و التَّعریجُ: أَن تحبس مطیَّتك مُقِیماً علی رُفْقتك أَو لحاجة؛ یقال: عَرَّج فلان علی المنزل. و‌فی الحدیث: فلم أُعَرِّج علیه‌أَی لم أُقِمْ و لم أَحتبس. و یقال للطریق إِذا مال: قد انْعَرَجَ. و انعرَج الوادِی و انعرَج القوم عن الطریق: مالوا عنه. وَ عَرَجَ فی الدَّرَجَة و السُّلَّم یعرُج عُرُوجاً أَی ارتقی. و عَرَج فی الشی‌ءِ و علیه یَعْرِج و یَعْرُج عُرُوجاً أَیضاً: رَقیَ. و عَرَج الشی‌ءُ، فهو عَریج: ارتفع و عَلا؛ قال أَبو ذؤَیب: كما نَوَّر المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ، بُعَیْدَ رُقادِ النائمین، عَریجُ و فی التنزیل: تَعْرُجُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَیْهِ؛ أَی تصعد؛ یقال: عَرَج یَعْرُج عُرُوجاً؛ و فیه: مِنَ اللّٰهِ ذِی الْمَعٰارِجِ؛ المَعارِج: المَصاعِد و الدَّرَج. قال قتادة: ذی المَعارج ذی الفواضل و النِّعَم؛
(1). قوله [و العرج النهر] هو فی الأَصل بفتح العین و الراء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 322
و قیل: مَعارج الملائكة و هی مَصاعِدها التی تَصْعَد فیها و تعرُج فیها؛ و قال الفراءُ: ذِی الْمَعٰارِجِ من نعت الله لأَن الملائكة تعرُج إِلی الله، فوصف نفسه بذلك. و القرَّاءُ كلهم علی التاء فی قوله: تَعْرُجُ الْمَلٰائِكَةُ، إِلَّا ما ذكر عن عبد الله، و كذلك قرأَ الكسائی. و المَعْرَج: المَصْعَد. و المَعْرَج: الطریق الذی تصعَد فیه الملائكة. و المِعْراج: شبه سُلَّم أَو دَرَجة تعْرُج علیه الأَرواح إِذا قُبِضت، یقال: لیس شی‌ءٌ أَحسن منه إِذا رآه الرُّوح لم یتمالك أَن یخرُج، قال: و لو جُمِع علی المَعاریج لكان صواباً، فأَما المَعارِج فجمع المِعْرَج؛ فال الأَزهری: و یجوز أَن یجمع المِعْرَاج مَعارِجَ. و المِعْراج: السُّلَّم؛ و منه لیلة المِعْراج، و الجمع مَعارج و مَعارِیج، مثل مَفاتِح و مَفاتیح؛ قال الأَخفش: إِن شئتَ جعلت الواحد مِعْرجاً و مَعْرجاً مثل مِرْقاة و مَرْقاة. و المَعارِج: المَصاعد؛ و قیل: المِعْرَاج حیث تصعَد أَعمال بنی آدم. و عُرِج بالرُّوح و العمل: صُعِد بهما؛ فأَما قول الحسین بن مطیر: زارَتْكَ سُهْمَةُ، و الظَّلْماءُ ضاحیَةٌ، و العینُ هاجعَةٌ، و الرُّوحُ مَعْرُوجُ «1» فإِنما أَراد معْرُوج به، فحذف. و العَرْج و العِرْج من الإِبل: ما بین السبعین إِلی الثمانین؛ و قیل: هو ما بین الثمانین إِلی التسعین؛ و قیل: مائة و خمسون و فویق ذلك؛ و قیل: من خمسمائة إِلی أَلف؛ قال ابن قیس الرقیات: أَنزَلُوا من حُصُونِهِنَّ بَنات التَرْكِ، یأْتون بعد عَرْجٍ بعَرْجِ و الجمع أَعْرَاج و عُرُوج؛ قال: یومَ تُبدِی البیضُ عن أَسْوُقِها، و تَلُفُّ الخیلُ أَعْراجَ النَّغَمْ و قال ساعدة بن جؤَیة: و اسْتَدْبَرُوهُمْ یُكْفِئون عُرُوجَهُمْ، مَوْرَ الجَهامِ إِذا زَفَتْه الأَزْیَبُ أَبو زید: العَرْج الكثیر من الإِبل. أَبو حاتم: إِذا جاوزت الإِبل المائتین و قاربت الأَلف، فهی عَرْج و عُرُوج و أَعْراج. و أَعرَجَ الرجل إِذا كان له عَرْج من الإِبل؛ و یقال قد أَعْرَجْتُك أَی وهبتك عَرْجاً من الإِبل. و العَرَجُ: غیبوبة الشمس، و یقال: انعراجُها نحو المغرب؛ و أَنشد أَبو عمرو: حتی إِذا ما الشمس هَمَّتْ بِعَرَجْ و العُرْج: ثلاث لیال من أَول الشهر؛ حكی ذلك عن ثعلب. و الأُعَیْرِج: حیَّة أَصَمُّ خبیث، و الجمع الأُعَیْرِجات؛ و الأُعَیْرج أَخبث الحیَّات یَثِبُ حتی یصیر مع الفارس فی سَرْجه؛ قال أَبو خیرة: هی حیَّة صمَّاء لا تقبل الرُّقْیَة و تَطْفِر كما تَطْفِرُ الأَفعی، و الجمع الأُعَیْرِجات؛ و قیل: هی حیَّة عَریض له قائمة واحدة عَرِیض مثل النبث و الراب نبثه من ركنه أَو ما كان، فهو نَبْث «2»، و هو نحو الأَصَلَةِ. و العارج: العائب. و العُرَیْجاء: أَن ترد الإِبل یوماً نصف النهار و یوماً
(1). قول [سهمة] لم تتضح صورة هذه الكلمة فی الأَصل، و إِنما فهمناها بالقوة. (2). قوله [مثل النبث إلی قوله فهو نبث] هكذا فی الأَصل المنقول من نسخة المؤلف و لم نهتد إلی إصلاح ما فیها من التحریف.
لسان العرب، ج‌2، ص: 323
غُدْوَة؛ و قیل: هو أَن ترِد غُدوة ثم تَصدُر عن الماء فتكون سائر یومها فی الكلإِ و لیلَتَها و یومَها من غَدِها، فترِدُ لیلًا الماء، ثم تصدر عن الماء فتكون بقیة لیلتها فی الكلإِ و یومَها من الغد و لیلَتها، ثم تصبح الماءَ غُدْوَة، و هی من صفات الرِّفْهِ. و فی صفات الرِّفْهِ: الظاهِرةُ و الضَّاحِیةُ و الأَبیَّة و العُرَیْجَاءُ. و یقال: إِن فلاناً لیأْكل العُرَیْجاء إِذا أَكل كل یوم مَرَّة واحدة. و العُرَیْجاء: موضع «1». و بنو الأَعْرَج: قبیلة، و كذلك بَنُو عُرَیْج. و العَرْج، بفتح العین و إِسكان الراء: قریة جامعة من عمل الفُرْع؛ و قیل: هو موضع بین مكة و المدینة؛ و قیل: هو علی أَربعة أَمیال من المدینة ینسب إِلیه العَرْجِیّ الشاعر «2». و العَرْجِیُّ: عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفان. و العَرَنْجَجُ: اسم؛ حِمْیَرِ بن سَبَأ. و‌فی الحدیث: من عَرَج أَو كُسِرَ أَو حُبِسَ فلیَجْزِ مثلَها و هو حِلٌّ‌أَی فَلْیَقْضِ، یعنی الحجَّ؛ المعنی: من أَحْصَرَه مَرَض أَو عَدُوٌّ فعلیه أَن یبعث بِهَدْیٍ و یواعدَ الحامل یوماً بعینه یذبَحُها فیه، فإِذا ذبحت تَحَلَّلَ، فالضمیر فی مثلها للنَّسِیكَة.

عربج؛ ج2، ص: 323

: الأَزهری: العُرْبُجُ و الثَّمْثَمُ كلب الصید.

عرفج؛ ج2، ص: 323

: العَرْفَج و العِرْفج: نبت، و قیل: هو ضرب من النبات سُهْلِیٌّ سریع الانقیاد، واحدته عَرْفَجَة، و منه سمی الرجل؛ و قیل: هو من شجر الصیف و هو لَیِّن أَغبرُ له ثمرة خَشناء كالحَسَك؛ و قال أَبو زیاد: العَرْفَجُ طَیِّب الرِّیح أَغبرُ إِلی الخضرة، و له زَهْرة صفراء و لیس له حب و لا شَوْك؛ قال أَبو حنیفة: و أَخبرنی بعض الأَعراب أَن العَرْفَجة أَصلها واسع، یأْخذ قطعة من الأَرض تَنْبت لها قُضْبان كثیرة بقدر الأَصل، و لیس لها ورَق له بال، إِنما هی عیدان دِقاق، و فی أَطرافها زُمَعٌ یظهر فی رؤوسها شی‌ء كالشعَر أَصفر؛ قال: و عن الأَعراب القُدُم العَرْفَجُ مثل قِعْدة الإِنسان یبیضُّ إِذا یَبِس، و له ثمرة صفراء، و الإِبلُ و الغنم تأْكله رَطْباً و یابساً، و لَهَبُه شدید الحمرة و یبالَغ بحمرته، فیقال: كأَن لِحیته ضِرام عَرْفَجة؛ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: خرج كأَن لِحیته ضِرام عَرْفَج، فُسِّر بأَنه شجر معروف صغیر سریع الاشتعال بالنار، و هو من نَبات الصیف. و من أَمثالهم: كَمَنِّ الغیثِ علی العَرْفَجة أَی أَصابها و هی یابسة فاخضرّت؛ قال أَبو زید: یقال ذلك لمن أَحسنتَ إِلیه، فقال لك: أَ تمنُّ علیَّ؟ الأَزهری: العَرْفَج من الجَنْبَةِ و له خوصَة؛ و یقال: رَعَیْنا رِقَة العَرْفَج و هو ورقُه فی الشتاء. قال أَبو عمرو: إِذا مُطِر العَرْفَج و لانَ عُوده، قیل: قد ثَقَب عُوده، فإِذا اسودَّ شیئاً، قیل: قد قَمِلَ، فإِذا ازداد قلیلًا، قیل: قدِ ارْقاطَّ، فإِذا ازداد شیئاً، قیل: قد أَدْبَی، فإِذا تَمَّت خُوصته، قیل: قد أَخْوَصَ. قال الأَزهری: و نارُ العَرْفَج تسَمّیها العرب نار الزَّحْفَتَیْن، لأَن الذی یُوقدها یزحَف إِلیها، فإِذا اتَّقَدَت زحَف عنها.

عزج؛ ج2، ص: 323

: العَزْج: الدفع، و قد یكنَی به عن النكاح. و یقال: عَزَج الأَرض بالمِسحاة إِذا قَلَبها، كأَنه عاقب بین عَزَقَ و عَزَجَ.
(1). قوله [و العریجاء موضع] هكذا فی الأَصل بالتعریف و عبارة یاقوت: عریجاء تصغیر العرجاء، موضع معروف، لا یدخله الألف و اللام انتهی. و عبارة القاموس و شرحه و عریجاء، بلا لام: موضع. (2). قوله [ینسب إِلیه العرجیّ الشاعر إلخ] عبارة یاقوت فی معجم البلدان إِلیها ینسب العرجی الشاعر و هو عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلخ. و عبارة القاموس و شرحه: منه عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان العرجی الشاعر. و فی بعض النسخ عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان.
لسان العرب، ج‌2، ص: 324

عسج؛ ج2، ص: 324

: عَسَج یَعْسِجُ عَسْجاً و عَسَجاناً و عَسِیجاً: مَدَّ عُنُقه فی المَشیِ، و هو العسِیج؛ قال جریر: عَسَجْنَ بأَعناق الظِّباء و أَعْیُن الجآذرِ، و ارتَجَّتْ لَهُنَّ الرَّوَادِفُ و عَسِجَ الدابَّةُ یَعْسَجُ عَسَجاناً: ظَلَعَ. و العَوْسَجُ، شجر من شجر الشَّوْك، و له ثمر أَحمر مُدَوَّرٌ كأَنه خرز العقیق؛ قال الأَزهری: هو شجر كثیر الشوك، و هو ضُرُوب: منه ما یثمر ثمراً أَحمر یقال له المُقَنّع، فیه حُموضة؛ و قال ابن سیدة: و العَوْسَجُ المَحْضُ یقصُر أُنْبُوبه، و یصغُر ورقه، و یصلُب عُوده، و لا یعظم شجره، فذلك قلب العَوْسَج و هو أَعتقُه؛ قال: و هذا قول أَبی حنیفة؛ و قیل: العَوْسَج شجر شاكٍ نجدیّ، له جَناة حمراء؛ قال الشماخ: مُنَعَّمَة لم تَدْرِ ما عَیْشُ شِقْوَةٍ، و لم تَغْتَزِلْ یَوْماً علی عُود عَوْسَج واحدته عَوْسَجَة، و منه سُمِّی الرجل؛ قال أَعرابی، و أَراد الأَسدُ أَن یأْكله فلاذَ بعَوْسَجَة: یَعْسِجُنی بالخَوْتَلَهْ، یُبْصِرُنی لا أَحْسَبُه أَراد یَخْتِلُنی بالعَوْسَجَة، یحسَبنی لا أُبصره؛ قال الشاعر: یا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافی وَاسجِ، اضْطَرَّه اللیل إِلی عَواسِجِ، عَواسجٍ كالعُجُزِ النَّواسِجِ و إِنما حَمَلْنا هذا علی أَنه جَمْع عَوْسَجَة، لأَن جمع الجمع قلیل البتَّة إِذا أَضَفْتَه إِلی جَمْع الواحد، و قد التزم هذا الراجز فی هذه الشطور ما لا یلزمه، و هو اعتزامه علی أَن یجعل السین دخیلًا فی الأَبیات الثلاثة. و العَسَجُ: ضرْب من سیر الإِبل؛ قال ذو الرمة یصف ناقته: و العِیسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَبا، یُنْحَزْنَ مِن جانِبَیْها، و هی تَنْسلِبُ یقول: الإِبل مُسرِعات یُضْرَبْنَ بالأَرجُل فی سیرهنَّ و لا یَلحقن ناقتی؛ و بعیر مِعْساج. و قال أَبو عمرو: فی بلاد باهلة مَعْدِن من معادن الفضَّة یقال له عَوْسَجَة؛ و عَوْسَجَة: من أَسماء العرب. و العَوَاسِجُ: قبیلة معروفة. و ذُو عَوْسَج: موضع؛ قال أَبو الرُّبَیْسِ التَّغْلَبِی: أُحِبُّ تُراب الأَرض إِن تَنْزِلی به، و ذا عَوْسَج، و الجِزْعَ جِزْعَ الخَلائِقِ

عسلج؛ ج2، ص: 324

: العُسْلُج: الغصن النَّاعِم. ابن سیدة: العُسْلُج و العُسْلُوج و العِسْلاج: الغصن لِسَنَتِه، و قیل: هو كل قَضیب حدیث؛ قال طرفة: كَبنات المَخْرِ یَمْأَدْنَ، إِذا أَنبتَ الصَّیْفُ عَسالِیجَ الخُضَرْ و یروی الخَضِرْ. و العَسالیج: هَنَوات تَنْبَسِط علی وجه الأَرض كأَنها عروق و هی خضرٌ، و قیل: هو نبت علی شاطئ الأَنهار ینثنی و یَمیل من النَّعْمة، و الواحد كالواحد؛ قال: تأَوَّدُ، إِنْ قامَتْ لشی‌ء تُرِیدُه، تأَوُّدَ عُسْلُوجٍ علی شَطِّ جَعْفَرِ و عَسْلَجتِ الشجرة: أَخرجت عَسالیجَها. و جاریةٌ عُسْلُوجة النَّبات و القَوام. و شبابٌ عُسْلُج: تامّ؛ قال العجاج: و بَطْنَ أَیْمٍ و قَواماً عُسْلُجا
لسان العرب، ج‌2، ص: 325
و قیل: إِنما أَراد عُسْلُوجاً، فحذف. و العُسْلُج و العُسْلوج: ما لان و اخضرَّ من قُضْبان الشجر و الكَرْم أَول ما ینبُت؛ و یقال: العَسالیج عروق الشجر، و هی نُجومُها التی تَنْجُمُ من سَنَتها؛ قال: و العَسالیج عند العامَّة القُضبان الحَدیثة. و‌فی حدیث طهفة: و مات العُسْلوج؛ هو الغصن إِذا یَبِس و ذهبتْ طَرَاوَته؛ و قیل: هو القَضیب الحَدیث الطُّلوع؛ یُرید أَنّ الأَغصان یَبِست و هَلَكَتْ من الجدْب؛ و‌فی حدیث علیّ: تعلیق اللؤلؤ الرطْب فی عَسالیجها‌أَی فی أَغصانها.

عسنج؛ ج2، ص: 325

: العَسَنَّج: الظَّلیم.

عشنج؛ ج2، ص: 325

: العَشَنَّج، بشدّ النون: المُتَقَبِّض الوجه السیِّ‌ءُ المنظر من الرجال.

عصج؛ ج2، ص: 325

: ابن سیدة: رجل أَعصَج أَصْلَع: لغة شنعاء لقوم من أَطراف الیمن لا یؤخذ بها.

عضنج؛ ج2، ص: 325

: عبدٌ عَضْنَج: ضخم ذو مَشافِر؛ عن الهجری، هكذا حَكاه ذو مَشافِر؛ قال ابن سیدة: أُری ذلك لعِظَم شَفَتیه.

عفج؛ ج2، ص: 325

: العَفْج و العَفَج و العِفْج و العَفِج كالكِبْد و الكَبِد: المِعَی، و قیل: ما سفل منه، و قیل: هو مكان الكَرِشِ لِمَا لا كَرِش له، و الجمع أَعْفاج و عِفَجة، و عَفِجَ عَفَجاً؛ فهو عَفِجٌ: سَمِنَتْ أَعْفاجُه؛ قال: یا أَیُّها العَفِجُ السَّمین، و قومُه هَزْلی، تَجُرُّهُمُ بَنات جَعارِ و الأَعْفاج للإِنسان، و المصارِین لذوات الخفّ و الظِّلفِ و الطیر؛ و قال اللیث: العَفْجُ من أَمعاء البطن لكل ما لا یَجْتَرُّ كالمَمْرَغة للشاء؛ قال الشاعر: مَباسِیمُ عن غِبّ الخَزیر، كأَنما یُنَقْنِقُ، فی أَعْفاجِهِنَّ، الضَّفادِعُ قال الجوهری: الأَعْفاج من الناس و من ذوات الحافِر و السباع، كلها: ما یصیر الطعام إِلیه بعد المَعِدة، و هو مثل المَصارین لذوات الخُفِّ و الظِّلْفِ التی تؤدّی إِلیها الكَرِش ما دَبَغَتْه. و عَفَجَ جاریته: نكحها. و العَفْجُ: أَن یفعل الرجلُ بالغلام فعل قوم لوط، علیه السلام، و ربما یكنی به عن الجماع. و عَفَجَه بالعصا یَعْفِجه عَفْجاً: ضربه بها فی ظهره و رأْسه؛ و قیل: هو الضرْب بالید؛ قال: وَهَبْتُ لقَومِی عَفْجَة فی عَباءَة، و من یَغْشَ بالظُّلم العَشیرةَ یُعْفَجِ و المِعْفَجة: العصا. و المِعْفاج: ما یُضرب به. و المِعْفاج: الخشبة التی تُغسَل بها الثیاب. و تَعَفَّج البعیرُ فی مِشیتِه أَی تعوَّج. و المِعْفَج: الأَحمق الذی لا یَضْبطُ العملَ و الكلامَ و قد یُعالج شیئاً یعیش به علی ذلك. یقال: إِنه لَیَعْفَجُونٌ و تَعْثَمُونٌ فی الناس. و العَفِجَة: أَنهاء إِلی جانب الحیاض، فإِذا قَلَصَ ماءُ الحیاض اغترفوا من ماء العَفِجَة و شربوا منها. و العَفَنْجَجُ: الأَخرَقُ الجافی الذی لا یَتَّجِه لعمَل، و قیل: الأَحمق فقط، و قیل: هو الضَّخْم الأَحمق؛ قال الراجز: أَكْوی ذَوی الأَضغانِ كَیّاً مُنْضِجا منهم، و ذا الخِنَّابَةِ العَفَنْجَجا و العَفَنْجَجُ أَیضاً: الضخمُ اللَّهازم و الوَجَنات و الأَلواح، و هو مع ذلك أَكوكٌ فَسْلٌ عظیم الجُثَّة ضعیف العقل، و قیل: هو الغلیظ مع ما تقدم فیه؛ قال سیبویه: عَفَنْجَج ملحق بِجَحَنْفَل، و لم یكونوا لِیغیِّرُوه عن بنائه كما لم یكونوا لیغیِّرُوا عَفْجَجاً
لسان العرب، ج‌2، ص: 326
عن بناء جَحْفَل؛ أَراد بذلك أَنهم یحفظون نِظام الإِلحاق عن تغییر الإِدغام؛ قال الأَزهری: هو بوزن فَعَنْلَل، قال: و بعضهم یقول عَفَنَّج. و العَفَنْجَجُ: الأَحمق. ابن الأَعرابی: العَفَنْجَجُ: الجافی الخَلْق؛ و أَنشد: و إِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وِدِّی، و لم أَضعْ سِهامَ الصِّبا للْمُسْتَمِیتِ العَفَنْجَج قال: المسْتَمیت الذی قد اسْتَمات فی طلب اللَّهو و النساء، و قال فی مكان آخر: العَفَنْجیجُ الجافی الخلق، بإِثبات الیاء. و اعْفَنْجَجَ الرجل: خَرُق، عن السیرافی. و ناقة عَفَنْجَجٌ عَنْفَجیج: ضخمة مسنَّة؛ قال تمیم بن مقبل: و عَنْفَجیج، یَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَها، حَرْف طَلِیح، كرُكْنٍ خَرَّ من حَضَنِ

عفشج؛ ج2، ص: 326

: العَفْشَجُ: الثقیل الوَخِم؛ و رجل عَفْشَجٌ؛ قال ابن سیدة: زعم الخلیل أَنه مصنوع.

عفضج؛ ج2، ص: 326

: العَفْضَج و العِفْضَاج و العُفاضِج، كله: الضخم السَّمین الرِّخْوُ المُنفتِق اللحم، و الأُنثی عِفْضاج، و الاسم العَفْضَجَة و العَفْضَج، بالهاء و غیرِ الهاء، الأَخیرة عن كراع. و بطنٌ عِفْضاج؛ و عَفْضَجَتُه: عِظَم بطنه و كثرةُ لحمِه. و العِفْضاج من النساء: الضَّخمة البطن المسترخیة اللحم. و العربُ تقول: إِن فلاناً لَمَعْصُوب ما عُفْضِج و ما حُفْضِج إِذا كان شدید الأَسْرِ، غیر رِخْوٍ و لا مُفاض البطن.

عفنج؛ ج2، ص: 326

: العَفَنَّج: الثقیل من الناس؛ و قیل: هو الضخم الرِّخو من كل شی‌ء و أَكثر ما یوصف به الضِّبْعان؛ الأَزهری: العَفَنْجَجُ الضخم الأَحمق. و العَنْفَجیج من الإِبل: الحدیدة المُنْكَرَة، و قد تقدم.

علج؛ ج2، ص: 326

: العِلْج: الرجل الشدید الغلیظ؛ و قیل: هو كلُّ ذی لِحْیة، و الجمع أَعْلاج و عُلُوج؛ و مَعْلُوجَی، مقصور، و مَعْلُوجاء، ممدود: اسم للجمع یَجری مَجْرَی الصفة عند سیبویه. و اسْتَعْلَج الرجل: خرجت لحیته و غَلُظ و اشتدَّ و عَبُل بدنه. و إِذا خرج وجهُ الغلام، قیل: قد اسْتَعْلَج. و اسْتَعْلَج جلد فلان أَی غلُظ. و العِلْج: الرجل من كفَّار العجم، و الجمع كالجمع، و الأُنثی عِلْجة، و زاد الجوهری فی جمعه عِلَجة. و العِلْج: الكافر؛ و یقال للرجل القویّ الضخم من الكفار: عِلْج. و‌فی الحدیث «3»: فَأْتِنی بأَربعة أَعْلاج من العدوّ؛ یرید بالعلْج الرجل من كفار العجم و غیرهم. و‌فی حدیث قَتْل عمر قال لابن عباس: قد كنت أَنت و أَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بالمدینة.و العِلْج: حمار الوحش لاستعلاج خلقه و غلظه؛ و یقال للعَیْرِ الوحشی إِذا سَمِن و قَوِیَ: عِلْج. و كلُّ صُلْب شدید: عِلْج. و العِلْج: الرَّغیف؛ عن أَبی العَمَیْثَل الأَعرابی. و یقال: هذا عَلُوج صدْق و عَلُوك صِدْق و أَلُوك صِدْق لِمَا یُؤْكل؛ و ما تَلَوَّكْت بأَلوك، و ما تَعَلَّجْت بِعَلُوج؛ و یقال للرغیف الغلیظ الحُروف: عِلْج. و العِلاج: المِرَاس و الدِّفاع. و اعْتَلَج القوم: اتَّخَذُوا صراعاً و قتالًا؛ و‌فی الحدیث: إِنَّ الدُّعاء لیَلْقی البلاء فیَعْتَلِجان‌أَی
(3). قوله [و فی الحدیث فأتنی إلخ] الذی فی النهایة فأتی عبد الرحمن بن خالد بن الولید بأربعة أعلاج إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 327
یَتصارعان. و‌فی حدیث سعد بن عُبادة: كَلَّا و الذی بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بالسیف قبل ذلك‌أَی أَضربه. و اعْتَلَجتِ الوَحْشُ: تضاربت و تَمارَسَتْ، و الاسم العلاج؛ قال أَبو ذؤیب یصف عَیْراً و أُتُناً: فَلَبِثْن حیناً یَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ، فتَجِدُّ حیناً فی المَراح، و تَشْمَعُ و اعْتلَجَ المَوْجُ: التَطم، و هو منه؛ و اعْتَلَجَ الهَمُّ فی صدره، كذلك علی المَثل. و اعتلجتِ الأَرض: طال نباتها. و المُعْتَلِجَة: الأَرض التی اسْتأْسَدَ نباتُها و التفَّ و كثُر؛ و‌فی الحدیث: و نَفی مُعْتَلِج الرّیب؛ هو من اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو من اعتلَجت الأَرض. و العُلَّج: الشدید من الرجال قِتالًا و نِطاحاً. و رجل عُلَّج: شدید العلاج. و رجل عَلِج، بكسر اللام، أَی شدید، و فی التهذیب عُلَجٌ و عُلَّجٌ. و تَعَلَّجَ الرَّمل: اعتلَج. و عالِج: رِمالٌ معروفة بالبادِیَة، كأَنه منه بعد طرْح الزائد؛ قال الحرث بن حِلِّزة: قلتُ لعَمْرٍو حین أَرْسَلْتُه، و قد حَبا من دُوننا عالِجُ: لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها، إِنك لا تدرِی مَنِ الناتجُ و عالِج: موضع بالبادیة بها رَمْل. و‌فی حدیث الدُّعاء: و ما تحویه عَوَالِجُ الرِّمال؛ هی جمع عالِج، و هو ما ترَاكَم من الرمل و دخل بعضه فی بعض. و عالَج الشی‌ءَ مُعالجة و علاجاً: زاوله؛ و‌فی حدیث الأَسْلمیّ: إِنی صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه‌أَی أُمارِسُه و أُكاری علیه. و‌فی الحدیث: عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ منها؛ و‌فی الحدیث: من كسْبِه و علاجِه.و عالَج المریضَ مُعالجة و عِلاجاً: عاناه. و المُعالِجُ: المُداوی سواء عالَجَ جَریحاً أَو عَلیلًا أَو دابَّة؛ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن عبد الرحمن بن أَبی بكر تُوُفِّیَ بالحُبْشِیّ علی رَأْسِ أَمْیال من مكَّة، فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلی مَكَّة، فقالت عائشة: ما آسَی علی شی‌ء من أَمْره إِلَّا خَصْلتین: أَنه لم یُعالِجْ، و لم یُدفنْ حیث مات؛ أَرادت انه لم یُعالِجْ سَكرة الموْت فیكون كفَّارة لذنوبه؛ قال الأَزهری: و یكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به فیعالِج شدَّة الضَّنَی و یُقاسی عَلَزَ الموْت، و قد رُوی لم یُعالَجْ، بفتح اللام، أَی لم یمرَّض فیكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما یكَفِّر ذنوبه. و عالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه. و عالَجَ عنه: دافع. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أنه بعَث رجُلَین فی وجه، و قال: إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عن دینِكُما؛ العِلْج: الرَّجُل القویّ الضخم؛ و عالجا أَی مارِسَا العمَل الذی نَدَبْتُكما إِلیه و اعْمَلا به و زاوِلاه. و كل شی‌ء زاوَلْتَه و مارَسْتَه: فقد عالجتَه. و العَلَجُ، بالتحریك: من النخل أَشاؤه؛ عن أَبی حنیفة. و ناقة علجَة: كثیرة اللحم. و العَلَج و العَلَجان: نَبْت، و قیل: شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة، و لیس فیه ورَق و إِنما هو قُضْبان كالإنسان القاعِد، و مَنْبِته السَّهل و لا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قال أَبو حنیفة: العَلَج عند أَهل نَجْد: شجر لا ورَق له إِنما هو خِیطانٌ جُرْدٌ، فی خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الحمیر فتصفرُّ أَسنانها، فلذلك قیل للأَقْلَح: كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً، واحدته عَلَجانة؛ قال عبد بَنی الحَسْحاسِ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 328
فبِتْنا وِسَادانا إِلی عَلَجانَةٍ و حِقْفٍ، تَهاداه الرِّیاحُ تَهادِیا قال الأَزهری: العَلَجانُ شجر یُشبه العَلَنْدَی، و قد رأَیتهما بالبادیة، و تجمع عَلَجات «1»؛ و قال: أَتاك منها علَجاتٌ نیبُ، أَكَلْنَ حَمْضاً، فالوجوه شِیبُ و قال أَبو دواد: عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن و الأَشْداقِ، كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ و ذكر الجوهری فی هذه الترجمة العَلْجَن، بزیادة النون: الناقة الكِنازُ اللحم؛ قال رؤبة: و خَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، تَخْلیطَ خَرْقاءِ الیدَیْنِ خَلْبَنِ و بعیر عالِج: یأْكل العَلَجان. و تَعَلَّجَت الإِبل: أَصابت من العَلَجان. و علَّجتها أَنا: عَلَفْتها العَلَجان. و یقال: فلان عِلْجُ مال، كما یقال: إِزاءُ مالٍ، و رجل عَلِج، بكسر اللام، أَی شدید.

علهج؛ ج2، ص: 328

: ابن الأَعرابی: المُعَلْهَج: أَن یؤخذ الجلْد فیقدَّم إِلی النار حتی یَلین فیمضَغ و یبلَع، و كان ذلك من مأْكل القوم فی المَجاعات؛ و قال اللیث: المُعَلْهَجُ: الرجل الأَحمق الهَذْر اللَّئیم؛ و أَنشد: فكیف تُسامینی، و أَنت مُعَلْهَجٌ، هُذارِمَةٌ جَعْدُ الأَنامِل، حَنْكَلُ؟ و المُعَلْهَج: الدَّعِیّ. و المُعَلْهَج: الذی وُلِدَ من جنسین مختلفین. قال ابن سیدة: المُعَلْهَج الذی لیس بخالص النسب. الجوهری: المُعَلْهَجُ الهَجینُ، بزیادة الهاء «2».

عمج؛ ج2، ص: 328

: عَمَجَ فی سَیره یَعْمِجُ، و تَعَمَّج: تَلَوّی. و عَمَجَ فی سیره إِذا سار فی كل وجه و ذلك من النشاط. و التَعَمُّجُ: التلوِّی فی السیر و الاعوِجاجُ. و تَعَمَّجَ السَّیْل فی الوادی: تَعَوَّجَ فی مَسیره یَمْنَةً و یَسرة؛ قال العجاج: مَیَّاحة تَمیحُ مَشْیاً رَهْوَجا، تَدافُعَ السَّیْل، إِذا تَعَمَّجا و تَعَمَّجَتِ الحیَّة: تلوَّت؛ قال: تَعَمُّجَ الحَیَّة فی انْسِیابِه و قال یصف زمام الناقة و یُشَبِّهُهُ بالحیة فی تلوِّیه: تُلاعِبُ مَثْنی حَضْرَمیٍّ، كأَنه تَعَمُّجُ شَیْطان بذی خِرْوَعٍ قَفْرِ و یقال: حیَّة عَوْمَجٌ لتعمُّجه فی انْسیابه أَی تلوِّیه. و العَوْمَجُ: الحیة لتلوِّیها؛ عن كراع، حكاها فی باب فَوْعَلَ؛ قال رؤبة «3»: حَصْب الغُوَاة العَوْمَجَ المَنْسُوسا و كذلك العُمَّجُ، بالضم و التشدید؛ و قال: یَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسُوسِ، أَهْوَجَ یَمْشِی مِشْیَة المَأْلُوسِ و قیل: هو العَمَجُ علی وزن السَّببِ. و ناقة عُمْجة و عَمْجة: مُتلوِّیة. و فرسٌ عَمُوجٌ: لا یستقیم فی سیره. و عَمَجَ یَعْمِجُ، بالكسر، قَلْبُ مَعَجَ، إِذا أَسرع فی السیر. و سهْمٌ عَمُوجٌ: یتلوَّی فی مَسیره. و العَمُوج: السابِح فی شعر أَبی ذؤیب. و عَمَجَ فی الماء: سَبَحَ.

عمضج؛ ج2، ص: 328

: العَمْضَجُ و العُماضِجُ: الشدید الصُّلْب من الإِبل و الخیل.
(1). قوله [و تجمع علجات] مرتبط بقوله قبل: و ناقة علجة كثیرة اللحم. (2). قال الفیروزآبادی فی المعلهج: و حَكَم الجوهری بزیادة هائه غلطاً. (3). قوله [قال رؤبة] مثله فی الصحاح هنا و نسبه المؤلف فی مادة [نسس] إلی العجاج.
لسان العرب، ج‌2، ص: 329‌

عملج؛ ج2، ص: 329

: المُعَمْلَجُ، عن كراع: الذی فی خلْقه خَبْل و اضطراب، و هی بالغین المعجمة أَكثر. و رجل عَمْلَجٌ: حسن الغذاء. قال الأَزهری: الذی رویناه للثقات الفصحاء: رجل غَمْلَجٌ، بالغین المعجمة، إِذا كان ناعماً. و العَمَلَّجُ: المُعْوَجُّ الساقین.

عمهج؛ ج2، ص: 329

: الأَزهری: العَمْهَجُ و العَوْهَجُ: الطویلة؛ و قال همیان: فَقَدَّمَتْ، حَناجِراً غَوامِجَا، مُبْطِنةٌ أَعْناقَها العَماهِجا قال: و قوله مُبْطِنةٌ أَی جعلت الحناجر بطائن لأَعناقها. و قال أَبو زید: العُمَاهِجُ مثل الخامِطِ من اللَّبَن عند أَول تغیُّره. و قال ابن الأَعرابی: العَمَاهِجُ الأَلبان الجامدة؛ و قال اللیث: العُماهِجُ اللبن الخاثِرُ من أَلبان الإِبل؛ و أَنشد: تُغْذَی بِمَحْضِ اللَّبَنِ العُمَاهِجِ قال ابن سیدة: و قیل: هو ما حُقِنَ حتی أَخذ طعماً غیر حامض و لم یخالطه ماء و لم یَخْثُرْ كل الخَثارة فیُشرَب. و العُماهِجُ من اللبن: ما حُقِنَ فی السِّقاء و لم یأْخذ طعماً. الأَزهری: العَمْهَجُ: الطویل من كل شی‌ء، و یقال عنُق عَمْهَجٌ و عُمْهُوجٌ. و نبات عُماهِجٌ: أَخضر ملتفٌّ؛ و أَنشد ابن سیدة لجندل بن المثنی: فی غُلَوَاء القَصَب العُماهِجِ و یروی العُمْهِجِ، و سنذكره فی موضعه. قال الأَزهری: و كل نبات غَضٍّ، فهو عُمهُوجٌ. و قال ابن درید: العمْهَجُ السریع، و العُماهِجُ: الممتلئ لحماً؛ و أَنشد: مَمْكُورَة فی قَصَبٍ عُمَاهِجِ و قیل: التام الخَلْق. و شراب عُمَاهِجٌ: سَهْلُ المَساغ. و الغُماهِجُ: الضخم السمین. و عُمَاهِج، بالعین المهملة، بمعناه. أَبو عبیدة: من اللبن العُماهِجُ و السُّماهِجُ، و هما اللذان لیسا بِحُلْوَیْنِ و لا آخِذَیْ طَعم.

عنج؛ ج2، ص: 329

: عَنَجَ الشی‌ءَ یَعْنِجُه: جَذَبه. و كلُّ شی‌ء تَجْذِبه إِلیك، فقد عَنَجْتَه. و عَنَجَ رأْسَ البعیر یَعْنِجُهُ و یَعْنُجُه عَنْجاً: جذبه بِخِطامه حتی رفعه و هو راكب علیه. و العَنْجُ: أَن یَجْذِبَ راكبُ البعیر خِطامه قِبَلَ رأْسه حتی ربما لَزِمَ ذِفْرَاه بقادِمَة الرَّحْلِ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سار معه علی جمل فجعل یتقدّم القوم، ثم یَعْنِجُه حتی یصیر فی أُخْرَیاتِ القوم‌أَی یَجْذِبُ زِمامَه لیقف، من عَنَجَه یَعْنِجُه إِذا عَطَفه، و منه‌الحدیث أَیضاً: و عَثِرَت [عَثَرَت ناقته فَعَنَجَها بالزِّمام.و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: كأَنه قِلْعُ دارِیٍّ عَنَجَه نُوتِیُّه‌أَی عطفه مَلَّاحُه. و أَعْنَجَتْ: كَفَّتْ؛ قال ملیح الهذلی: و أَبْصَرْتُهم، حتی إِذا ما تَقاذَفَتْ صُهابیَّةٌ تُبْطِی مِراراً و تُعْنِجُ و العِناج: ما عُنِجَ به. و عَنَجَ البعیرَ و الناقةَ یَعْنِجُها عَنْجاً: عطفَها. و العَنْجُ، الریاضة؛ و فی المثل: عَوْدٌ یُعَلَّمُ العَنْجَ؛ یضرب مَثلًا لمن أَخذ فی تعلُّم شی‌ء بعد ما كَبِرَ؛ و قیل: معناه أَی یُرَاضُ فیردُّ علی رجلیه، و قولهم:
لسان العرب، ج‌2، ص: 330
شیخٌ علی عَنَجٍ أَی شیخ هَرِم علی جمل ثقیل. و عَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً إِذا ربطت خطامه فی ذراعه و قصرْته، و إِنما یفعل ذلك بالبَكْرِ الصغیر إِذا رِیضَ، و هو مأْخوذ من عِناجِ الدَّلْوِ. و عَنَجَةُ الهَوْدج: عِضادَته عند بابه یُشدُّ بها الباب. و العَنَجُ، بلغة هُذَیْلٍ: الرجُل، و قیل هو بالغین معجمةً؛ قال الأَزهری: و لم أَسمعه بالعین من أَحد یرجع إِلی علمه و لا أَدری ما صحته. و العَنَجُ: جماعة الناس. و العِنَاجُ: خَیْط أَو سَیْر یُشدّ فی أَسفل الدلو ثم یُشَدُّ فی عُرْوتها أَو عَرْقُوَتِها، قال: و ربما شد فی إِحدی آذانها. و قیل: عِنَاجُ الدلو عُرْوَة فی أَسفل الغَرْب من باطن تشدُّ بوثاق إِلی أَعلی الكَرَبِ، فإِذا انقطع الحبل أَمسك العِنَاجُ الدلو أَن یقع فی البئر، و كل ذلك إِذا كانت الدلو خفیفة، و هو إِذا كان فی دَلْوٍ ثقیلة حبل أَو بطانٌ یشد تحتها، ثم یشد إِلی العَرَاقی فیكون عوناً للْوَذَمِ فإِذا انقطعت الأَوْذام أَمسكها العِنَاجُ؛ قال الحطیئة یمدح قوماً عقدوا لجارهم عهداً فَوَفَوْا به و لم یخْفِرُوه: قَوْمٌ، إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم، شَدُّوا العِناجَ، و شَدُّوا فَوْقَه الكَرَبا و هذه أَمثال ضربها لإِیفائهم بالعَهْد، و الجمع أَعْنِجَة و عُنُجٌ؛ و قد عَنَج الدلوَ یَعْنُجُها عَنْجاً: عَمِلَ لها ذلك، و یقال: إِنی لأَرَی لأَمرك عِناجاً أَی مِلاكاً، مأْخوذ مِن عِناج الدلو؛ و أَنشد اللیث: و بعضُ القولِ لیس له عِناجٌ، كسَیلِ الماء لیس له إِتاءُ و قولٌ لا عِناجَ له إِذا أُرسل علی غیر رویَّة. و‌فی الحدیث: إن الذین وافَوا الخَنْدَق من المشركین كانوا ثلاثة عساكر، و عِناجُ الأَمر إِلی أَبی سفیان‌أَی أَنه كان صاحبهم و مُدَبِّرَ أَمْرهم و القائمِ بشُؤونهم، كما یحمل ثِقَل الدَّلْوِ عناجُها. و رجل مِعْنَجٌ: یعترض فی الأُمور. و العُنْجُوجُ: الرائِع من الخیل، و قیل: الجَوَاد، و الجمع عَناجیجُ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِنْ مَضَی الحَوْلُ، و لم آتِكُمُ بِعَناجٍ، تَهْتَدِی أَحْوَی طِمِر فإِنه یُروی بِعَناج و بعَناجِی؛ فمن رواه بِعَناجٍ فإِنه أَراد بِعَناجِجَ أَی بِعَناجِیجَ، فحذف الیاء للضرورة، فقال: بِعَناججَ ثم حَوَّل الجیم الأَخیرة یاء فصار علی وزن جَوَارٍ، فَنُوِّنَ لنقصان البناء، و هو من محوَّل التضعیف؛ و من رواه عَنَاجِی جعله بمنزلة قوله: و لِضَفادِی جَمَّةٍ نَقانِقُ أَراد عَنَاجِجَ كما أَراد ضفادِعَ. و قوله: تَهْتدِی أَحْوَی؛ یجوز أَن یرید بأَحْوَی، فحذف و أَوْصَلَ، و یجوز أَن یرید بِعَناجیجَ حُوٍّ طِمِرَّة تَهْتدی فوضع الواحد موضع الجمع، و قد استعملوا العَناجیجَ فی الإِبل، أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا هَجْمَةٌ صُهْبٌ عَناجیجُ زاحَمَتْ فَتًی، عند جُرْدٍ طاحَ بین الطَّوَائح، تُسَوِّدُ من أَربابها غیرَ سَیِّدٍ، و تُصْلِحُ من أَحسابِهِم غیرَ صالح أَی یُغلَبُ و یُقهَرُ لأَنه لیس له مِثلُها یفتخر بها و یجُودُ بها؛ قال اللیث: و یكون العُنْجُوجُ من النجائب أَیضاً. و‌فی الحدیث: قیل: یا رسول الله فالإِبِلُ؟ قال: تلك عَناجِیجُ الشیاطین‌أَی مَطایاها،
لسان العرب، ج‌2، ص: 331
واحدها عُنْجُوجٌ، و هو النجیب من الإِبل؛ و قیل: هو الطویل العنُق من الإِبل و الخیل، و هو من العَنْجِ العَطْفِ، و هو مَثَل ضربه لها؛ یرید أَنها یُسْرِعُ إِلیها الذُّعْرُ و النِّفار. و أَعْنَجَ الرجل إِذا اشتكی عِناجَه؛ و العِناج: وجع الصُّلْبِ و المَفاصِل. و العُنْجَجُ: الضَّیْمَران من الرَّیاحین؛ قال الأَزهری: و لم أَسمعه لغیر اللیث؛ و قیل: هو الشاهِسْفَرَمُ. و العَنَجْنَجُ: العظیم؛ و أَنشد أَبو عمرو لهمیان السعدی: عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدَحُ و أَما الذی ورد‌فی حدیث ابن مسعود: فلما وضعت رِجْلی علی مُذَمَّرِ أَبی جهل قال: اعلُ عَنِّجْ، فإِنه أَراد: اعْلُ عَنِّی، فأَبدل الیاء جیماً.

عنبج؛ ج2، ص: 331

: اللیث: العُنْبُجُ الثقیل من الناس. الأَزهری: العُنْبُجُ من الرجال: الضَّخْم الرِّخْوُ الثقیل الذی لا رأْیَ له و لا عقل، و قال أَیضاً: العُنْبُجُ الضخم الرِّخْوُ الثقیل من كل شی‌ء، و أَكثر ما یوصف به الضِّبْعان؛ و أَنشد: فَوَلَدَتْ أَعْثَی ضَرُوطاً عُنْبُجا و العُنْبُجُ: الوَتَرُ الضخم الرِّخْوُ.

عنشج؛ ج2، ص: 331

: «1»: الأَزهری: العَنْشَجُ: المتقبِّضُ الوجه السی‌ء المنظر؛ و أَنشد لبلال بن جریر و بلغه أن موسی بن جریر، إِذا ذُكِرَ، نَسَبه إِلی أُمِّه فقال: یا رُبَّ خالٍ لی أَغَرَّ أَبْلَجا، من آلِ كِسْری یَغْتَدی مُتَوَّجا، لیس كخالٍ لك یُدْعی عَنْشَجا

عهج؛ ج2، ص: 331

: العَوْهَجُ: الظبیة التی فی حَقْوَیْها خُطَّتانِ سَوْداوان، و قیل: هی التامة الخَلْق، و قیل: هی الحَسَنةُ اللَّوْن الطویلة العنُق فقط، و قد یوصَف الغَزال بكل ذلك. و العَوْهَجُ: الناقة الطویلة العنُق، و قیل: الفتیَّة. و امرأَة عَوْهَجٌ: تامَّة الخَلْق حَسَنة، و قیل: الطویلة العنُق؛ قال: هِجانُ المُحَیَّا، عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ مِنَ الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِیقَ البنائِقِ و العَوْهَجُ: الطویلة العنُق من الظِّباء و الظُّلْمان و النُّوقِ، و یقال للنعامة: عَوْهَجٌ؛ قال العجاج: فی شَمْلَةٍ أَو ذاتَ زفٍّ عَوْهَجا كأَنه أَراد الطویلة الرِّجْلَینِ. الأَصمعی: العَمْهَجُ و العَوْهَجُ: الطویل. و العَوَاهِجُ: قوم من العرب؛ قال: یا رُبَّ بَیْضاء من العَوَاهِجِ، شَرَّابَة لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ تمْشِی كمَشْیِ العُشَراءِ الفاسِجِ، حَلَّالَة للسُّرَرِ البَوَاعِجِ لَیِّنَة المَسِّ علی المُعَالِجِ، یُطْلَی به دُونَ الضَّجِیع الوالِجِ

عوج؛ ج2، ص: 331

: العَوَجُ: الانعطاف فیما كان قائماً فمالَ كالرُّمْحِ و الحائط؛ و الرُّمْح و كلُّ ما كان قائماً یقال فیه العَوَجُ، بالفتح، و یقال: شجرتك فیها عَوَجٌ شدید. قال الأَزهری: و هذا لا یجوز فیه و فی أَمثاله إِلّا العَوَج. و العَوَج،
(1). قوله [عنشج] هكذا فی الأَصل بالشین قبل الجیم، فی أصل المادة و فیما بعدها. و الذی فی القاموس، بالثاء بدل الشین، و نقل ذلك شارحه عن التهذیب و نقل عن اللسان أنه بالشین، و أنشد الأَبیات و نقل عن نسخة من نسخ اللسان أن عین عنشجا فی آخر الأَبیات مضبوطة بالقلم بالكسر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 332
بالتحریك: مصدر قولك عَوِجَ الشی‌ء، بالكسر، فهو أَعْوَجُ، و الاسم العِوَجُ، بكسر العین. و عاجَ یَعُوجُ إِذا عَطف. و العِوَجُ فی الأَرض: أَن لا تستوی. و فی التنزیل: لٰا تَریٰ فِیهٰا عِوَجاً وَ لٰا أَمْتاً؛ قال ابن الأَثیر: قد تكرر ذكر العِوَج فی الحدیث اسماً و فعلًا و مصدراً و فاعلًا و مفعولًا، و هو، بفتح العین، مختص بكل شخص مَرْئیٍّ كالأَجسام، و بالكسر، بما لیس بمَرْئیٍّ كالرأْی و القوْل، و قیل: الكسر یقال فیهما معاً، و الأَول أَكثر؛ و منه‌الحدیث: حتی تُقِیم به المِلَّة العَوْجاء؛ یعنی مِلَّة إبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، التی غیَّرَتْها العرَب عن استقامتها. و العِوَجُ، بكسر العین، فی الدِّین، تقول: فی دینه عِوَجٌ؛ و فیما كان التَّعْویجُ یكثُرُ مِثْل الأَرض و المَعاش، و مثل قولك: عُجْتُ إِلیه أَعُوجُ عِیاجاً و عِوَجاً؛ و أَنشد: قِفا نَسْأَلْ منازِلَ آلِ لَیْلی، مَتَی عِوَجٌ إِلیها و انْثِناءُ؟ و فی التنزیل: الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلیٰ عَبْدِهِ الْكِتٰابَ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَیِّماً؛ قال الفراء: معناه الحمد لله الذی أَنزل علی عبده الكتاب قَیِّماً و لم یجعل له عِوَجاً، و فیه تأْخیر أُرید به التقدیم. و عِوَجُ الطریق و عَوَجُه: زَیْغُه. و عِوَجُ الدِّین و الخُلُق: فساده و مَیْلُه علی المَثل، و الفِعْلُ من كل ذلك عَوِجَ عَوَجاً و عِوَجاً و اعْوَجَّ و انْعاجَ، و هو أَعْوَجُ، لكل مَرْئیٍّ، و الأُنثی عَوْجاء، و الجماعة عُوجٌ. الأَصمعی: یقال هذا شی‌ءٌ مُعْوَجٌّ، و قد اعْوَجَّ اعْوِجاجاً، علی افْعَلَّ افْعِلالًا، و لا یقال: مُعَوَّجٌ علی مُفَعَّلٍ إِلَّا لعُود أَو شی‌ءٍ یُركَّب فیه العاجُ. قال الأَزهری: و غیره یُجِیزُ عَوَّجْتُ الشی‌ءَ تَعْویجاً فَتَعَوَّجَ إِذا حَنَیْتَه و هو ضدُّ قَوَّمْته، فأَما إِذا انْحَنی من ذاته، فیقال: اعْوَجَّ اعْوِجاجاً. یقال: عَصاً مُعْوَجَّة و لا تقل مِعْوَجَّة، بكسر المیم، و یقال: عُجْتُه فانعاجَ أَی عَطَفْتُه فانعطف، و منه قول رؤبة: و انْعاجَ عُودِی كالشَّظیفِ الأَخْشَنِ و عاجَ الشی‌ءَ عَوْجاً و عِیاجاً، و عَوَّجَه: عَطَفَه. و یقال: نَخِیل عُوجٌ إِذا مالَتْ؛ قال لبید یصف عَیْراً و أُتُنَه و سَوْقه إِیاها: إِذا اجْتَمَعَتْ و أَحْوَذَ جانِبَیْها، و أَوْرَدَها علی عُوجٍ طِوَالِ فقال بعضهم: معناه أَوْرَدَها علی نَخِیل نابتة علی الماء قد مالتْ فاعْوَجَّتْ لكثرة حَمْلِها؛ كما قال فی صفة النخل: غُلْبٌ سواجدُ لم یدخُلْ بها الحَصْرُ و قیل: معنی قوله و أَوردها علی عُوجٍ طِوالِ أَی علی قوائمها العُوجِ، و لذلك قیل للخیل عُوجٌ؛ و قوله تعالی: یَوْمَئِذٍ یَتَّبِعُونَ الدّٰاعِیَ لٰا عِوَجَ لَهُ؛ قال الزجاج: المعنی لا عِوَجَ لهم عن دعائه، لا یقدِرون أَن لا یَتَّبِعُوه؛ و قیل: أَی یَتَّبِعُونَ صَوْتَ الدَّاعِی للحشْر لا عِوَجَ له، یقول: لا عِوَجَ للمَدْعُوِّینَ عن الدَّاعِی، فجاز أَن یقول له لأَن المذهب إِلی الداعی و صَوْتِه، و هو كما تقول: دعوتنی دعوةً لا عِوَجَ لك منها أَی لا أَعُوجُ لك و لا عنك؛ قال: و كل قائم یكون العَوَجُ فیه خلْقة، فهو عَوَجٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للبید فی مثله: فی نابِه عَوَجٌ یُخالِفُ شِدْقه
لسان العرب، ج‌2، ص: 333
و یقال لقوائم الدابة: عُوجٌ، و یُستحَبُّ ذلك فیها؛ قال ابن سیدة: و العُوجُ القَوَائم، صفة غالبة، و خیلٌ عُوجٌ: مُجَنَّبَةٌ، و هو منه. و أَعْوَجُ: فرسٌ سابق رُكِبَ صغیراً فاعْوَجَّتْ قوائمه، و الأَعْوَجِیَّة منسوبة إِلیه. قال الأَزهری: و الخیل الأَعْوَجِیَّة منسوبة إِلی فَحْل كان یقال له أَعْوَج، یقال: هذا الحِصان من بنات أَعْوَجَ؛ و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: رَكِبَ أَعْوَجِیًّا‌أَی فرساً منسوباً إِلی أَعْوَج، و هو فحل كریم تنسَب الخیل الكرام إِلیه؛ و أَما قوله: أَحْوَی، من العُوج، وَقاحُ الحافِرِ فإِنه أَراد من وَلَدِ أَعْوَج و كَسَّرَ أَعْوَجَ تكسیر الصِّفات لأَنَّ أَصله الصفة. و أَعْوَج أَیضاً: فرس عَدِیّ بن أَیوب؛ قال الجوهری: أَعْوَج اسم فرس كان لبنی هلال تنسب إِلیه الأَعْوَجِیَّات و بناتُ أَعْوَج؛ قال أَبو عبیدة: كان أَعْوَج لِكِنْدَة، فأَخذتْه بَنُو سُلَیْم فی بعض أَیامهم فصار إِلی بنی هلال، و لیس فی العرب فحلٌ أَشهرُ و لا أَكثرُ نَسْلًا منه؛ و قال الأَصمعی فی كتاب الفَرس: أَعْوَج كان لبنی آكِلِ المُرار ثم صار لبنی هلال بن عامر. و العَوْجُ: عَطْف رأْس البعیر بالزِّمام أَو الخِطام؛ تقول: عُجْتُ رأَسَه أَعُوجُه عَوْجاً. قال: و المرأَة تَعُوجُ رأْسها إِلی ضَجیعها. و عاج عُنُقَه عَوْجاً: عَطَفَه؛ قال ذو الرمة یصف جواریَ قد عُجْنَ إِلیه رؤوسهنَّ یوم ظَعْنِهنَّ: حتی إِذا عُجْن من أَعْناقِهِنَّ لنا، عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَناجِیجِ أَراد بالعَناجِیجِ جِیادَ الرِّكاب هاهنا، واحدها عُنْجُوجٌ. و یقال لجیاد الخیل: عَناجیجُ أَیضاً، و یقال: عُجْتُه فانْعاجَ لی: عَطَفْتُه فانْعَطَفَ لی. و عاجَ بالمكان و علیه عَوْجاً و عَوَّجَ و تَعَوَّجَ: عَطَفَ. و عُجْتُ بالمكان أَعُوجُ أَی أَقمت به؛ و‌فی حدیث إسماعیل، علیه السلام: هل أَنتم عائجُون؟أَی مُقیمون؛ یقال عاجَ بالمكان و عَوَّجَ أَی أَقام. و قیل: عاجَ به أَی عَطَفَ علیه و مال و أَلَمَّ به و مرَّ علیه. و عُجْتُ غیری بالمكان أَعُوجُه یتعدَّی و لا یتعدَّی؛ و منه‌حدیث أَبی ذرٍّ: ثم عاجَ رأْسَه إِلی المرأَة فأَمَرها بطَعام‌أَی أَماله إِلیها و التَفَتَ نحوها. و امرأَةٌ عَوْجاءُ إِذا كان لها وَلَدٌ تَعُوجُ إِلیه لترضِعَه، و منه قول الشاعر: إِذا المُرْغِثُ العَوْجاء باتَ یَعُزُّها، علی ثَدْیِها، ذو دُغَّتَیْنِ، لَهُوجُ و انْعاجَ علیه أَی انعطَف. و العائجُ: الواقفُ؛ و قال: عُجْنا علی رَبْعِ سَلْمَی أَیَّ تَعْویجِ «2» وضَعَ التَّعْویج موضع العَوْج إِذا كان معناهما واحد. و عاجَ ناقَتَه و عَوَّجَها فانعاجَتْ و تَعَوَّجَتْ: عَطَفَها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: عُوجُوا علیَّ، و عَوِّجوا صَحْبی، عَوْجاً، و لا كَتَعَوُّجِ النَّحْبِ عَوْجاً متعلق بعُوجُوا لا بِعَوِّجوا؛ یقول: عُوجُوا مشاركین لا مُتَفاذِّین مُتكارِهین، كما یتكارَهُ صاحب النَّحْبِ علی قضائه. و ما له علی أَصحابه تَعْویجٌ و لا تَعْرِیجٌ أَی إِقامة. و یقال: عاجَ فلان فرسَه إِذا عَطَف رأْسه؛ و منه قول لبید: فَعَاجُوا علیه من سَوَاهِم ضُمَّر
(2). قوله [أی تعویج] و قوله [وضع التعویج] الذی فی الصحاح أَی تعریج وضع التعریج.
لسان العرب، ج‌2، ص: 334
و یقال: ناقة عَوْجاءُ إِذا عَجِفَتْ فاعْوَجَّ ظهرها. و ناقة عائجةٌ: لَیِّنَةُ الانعِطاف؛ و عاجٌ مِذْعانٌ لا نظیر لها فی سقوط الهاء كانت فَعْلًا أَو فاعِلًا ذهبت عینه؛ قال الأَزهری، و منه قول الشاعر: تَقُدُّ بِیَ المَوْماةَ عاجٌ كأَنها و العَوْجاءُ: الضامِرةُ من الإِبل؛ قال طَرفة: بِعَوْجاءَ مِرْقالٍ تَرُوحُ و تَغْتَدی و قول ذی الرمة: عَهِدْنا بها، لو تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَی، رِقاقَ الثَّنایا، واضِحاتِ المَعاصِم قیل فی تفسیره: العُوجُ الأَیام، و یمكن أَن یكون من هذا لأَنها تَعُوجُ و تعطِف. و ما عُجْتُ من كلامه بشی‌ء أَی ما بالَیْتُ و لا انتفعْتُ، و قد ذكر عُجْت فی الیاء. و العاجُ: أَنیاب الفِیَلَة، و لا یسمَّی غیر النَّاب عاجاً. و العَوّاجُ: بائع العَاجِ؛ حكاه سیبویه. و فی الصحاح: و العاجُ عظمُ الفیل، الواحدة عاجَة،. و یقال لصاحب العاج: عَوَّاجٌ. و قال شمر: یقال للمَسَك عاجٌ؛ قال: و أَنشدنی ابن الأَعرابی: و فی العاجِ و الحِنَّاء كفُّ بَنانِها، كشَحْم القَنا، لم یُعْطِها الزّندَ قادِح أَراد بشَحْمِ القَنا دَوَابَّ یقال لها الحُلَكُ، و یقال لها بناتُ النَّقا، یُشَبَّه بها بنانُ الجَواری للینِها و نَعْمتِها. قال الأَزهری: و الدلیل علی صحة ما قال شَمِرٌ فی العاج إِنه المَسَك ما جاء‌فی حدیث مرفوع: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لثَوْبان: اشتَرِ لفاطمة سِوارَینِ من عاجٍ؛ لم یُرِدْ بالعاجِ ما یُخْرَطُ من أَنیاب الفِیَلَة لأَن أَنیابها مَیْتَةٌ، و إِنما العاجُ الذَّبْلُ، و هو ظهر السِّلَحْفاةِ [السُّلَحْفاةِ البَحْرِیَّةِ. و‌فی الحدیث: أَنه كان له مُشْطٌ من العاجِ؛ العاجُ: الذَّبْلُ؛ و قیل: شی‌ء یُتَّخذ من ظهر السُّلَحْفاة البحریة؛ فأَما العاجُ الذی هو للفِیل فنَجِسٌ عند الشافعی و طاهر عند أَبی حنیفة؛ قال ابن شمیل: المَسَك من الذَّبْلِ و من العاجِ كهیئة السِّوار تجعله المرأَة فی یدیها فذلك المَسَك، قال: و الذَّبْلُ القرن «1»، فإِذا كان من عاجٍ، فهو مَسَك و عاجٌ و وَقْفٌ، فإِذا كان من ذَبْلٍ، فهو مَسَكٌ لا غیر؛ و قال الهذلی: فجَاءتْ كخاصِی العَیرِ، لم تَحْلَ عاجَةً، و لا جاجَةٌ منها تَلُوحُ علی وَشْمِ فالعاجَةُ: الذَّبْلَةُ. و الجاجَةُ: خَرَزة لا تساوی فَلْساً. و عاجٍ عاجٍ: زَجْرٌ للناقة، ینوَّن علی التنكیر، و یكسر غیر منون علی التعریف؛ قال الأَزهری: یقال للناقة فی الزجر: عاجِ، بلا تنوین، فإِن شئت جزمت، علی توهُّم الوقوف. یقال: عَجْعَجْتُ بالناقة إِذا قلت لها عاجِ عاجِ؛ قال أَبو عبید: و یقال للناقة عاجٍ و جاهٍ، بالتنوین؛ قال الشاعر: كأَنِّی لم أَزْجُرْ، بعاجٍ، نَجِیبَةً، و لم أَلْقَ، عن شَحْطٍ، خَلیلًا مُصافِیا قال الأَزهری: قال أَبو الهیثم فیما قرأْت بخطِّه: كل صوت تزجر به الإِبل فإِنه یخرج مجزوماً، إِلّا أَن یقع فی قافیة فیحرَّك إِلی الخفض، تقول فی زجر البعیر: حَلْ حَوْبْ، و فی زجر السبع: هَجْ هَجْ، و جَهْ جَهْ، و جاهْ جاهْ؛ قال: فإِذا حَكَیْتَ ذلك قلت للبعیر: حَوْبْ أَو حَوْبٍ، و قلت للناقة: حَلْ أَو حَلٍ؛ و أَنشد: أَقُولُ للناقة قَوْلی للجَمَلْ، أَقول: حَوْبٍ ثم أُثْنِیها بحَلْ
(1). قوله [القرن] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 335
فخفض حَوْبْ و نَوَّنه عند الحاجة إِلی تنوینه؛ و قال آخر: قلت لها: حَلٍ، فلم تَحَلْحَلِ و قال آخر: و جَمَلٍ قلت له: جاهٍ جاهْ، یا وَیْلَهُ من جَمَلٍ، ما أَشقاهْ و قال آخر: سَفَرَتْ، فقلت لها: هَج، فتَبَرْقَعَتْ و قال شمر: قال زید بن كثوة، من أَمثالهم: الأَیام عُوجٌ رَوَاجِع، یقال ذلك عند الشَّماتةِ، یقولها المَشْمُوتُ به أَو تُقال عنه، و قد تُقال عند الوعید و التهدُّد؛ قال الأَزهری: عُوجٌ هاهنا جمع أَعْوَج و یكون جمعاً لِعَوْجاء، كما یقال أَصْوَر و صُور، و یجوز أَن یكون جمع عائج فكأَنه قال: عُوُج علی فُعُل، فخفَّفه كما قال الأَخطل: فَهُمْ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ و لا جُودُ أَراد لا بُخُل و لا جُوُدُ؛ و قول بعض السعْدیِّین أَنشده یعقوب: یا دارَ سَلْمَی بَینَ ذاتِ العُوجِ یجوز أَن یكون موضعاً، و یجوز أَن یكون عنی جمع حِقْفٍ أَعْوَج أَو رَمْلَة عَوْجاء. و عُوجٌ: اسم رجل؛قال اللیث: عُوجُ بن عُوقٍ رجل ذُكِرَ من عِظَمِ خَلْقِه شَناعَةٌ، و ذُكِرَ أَنه كان ولد فی منزل آدم فعاش إِلی زمن موسی، علیه الصلاة و السلام، و أَنه هلك علی عَدَّانِ [عِدَّانِ موسی، صلوات الله علی نبینا و علیه، و ذكر أَنَّ عُوجَ بنَ عُوق كان یكون مع فَراعنة مصر، و یقال: كان صاحب الصخرة أَراد أَن یُلحِقَها «1» علی عسكر موسی، علیه السلام، و هو الذی قتله موسی، صلوات الله علی نبینا و علیه.و العَوْجاءُ: اسم امرأَة. و العَوْجاءُ: أَحدُ أَجْبُلِ طَیِّئٍ سُمِّی به لأَن هذه المرأَة صُلِبَتْ علیه، و لها حدیث؛ قال عمرو بن جُوَیْنٍ الطائی، و بعضهم یرویه لإمرئ القیس: إِذا أَجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعابِها عَلَیَّ، و أَمْسَت بالعَماءِ مُكلَّلَهْ و أَصْبَحَتِ العَوْجَاءُ یَهْتَزُّ جِیدُها، كَجِیدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَهْ و قوله أَنشده ثعلب: إِنْ تَأْتنی، و قد مَلأْتُ أَعْوَجا، أُرْسِلُ فیها بازلًا سَفَنَّجَا قال: أَعْوَج هنا اسم حَوْض. و العَوْجاء: القَوْسُ. و رجل أَعْوَجُ بَیِّنُ العَوَجِ أَی سَی‌ءُ الخُلُق. ابن الأَعرابی: فلان ما یَعُوجُ عن شی‌ء أَی ما یرجع عنه.

عوهج؛ ج2، ص: 335

: العَمْهَجُ و العَوْهَجُ: الطویلة، و قد تقدم؛ قال البُشْتیُّ: العَوْهَج الحَیَّةُ فی قول رؤْبة: حَصْبُ الغُوَاة العَوْهَجَ المَنْسوسا قال أَبو منصور: و هذا تصحیف دَلَّك علی أَن صاحبه أَخذ عَرَبِیَّتَه من كُتب سَقیمَة، و أَنه كاذب فی دعواه الحفظ و التمییز، و الحَیَّةُ یقال له العَوْمَجُ، بالمیم، و من قال العَوْهَجُ، فهو جاهل أَلكنُ، و هكذا روی الرواة بیت رؤبة، و قد تقدم فی ترجمة عمج.

عیج؛ ج2، ص: 335

: العَیْجُ: شبهُ الاكْتِرَاث؛ و أَنشد: و ما رأَیتُ بها شیئاً أَعِیجُ به، إِلَّا الثُّمامَ، و إِلَّا مَوْقِدَ النارِ
(1). هكذا فی الأَصل و لعلها یُلقیها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 336
تقول: عاجَ به یَعیجُ عَیْجُوجَةً، فهو عائج به؛ قال ابن سیدة: ما عاجَ بقوله عَیجاً و عَیْجُوجَة: لم یَكْتَرِثْ له أَو لم یصدِّقه؛ و ما عاجَ بالماء عَیْجاً: لم یَرْوَ لِمُلُوحَتِه، و قد یُستعمل فی الواجِب. و شربت شربةً ماءً مِلْحاً فما عِجْتُ به أَی لم أَنتفع به؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لم أَرَ شیئاً بعدَ لَیْلَی أَلَذُّهُ، و لا مَشرَباً أَرْوَی به فَأَعِیجُ أَی أَنتفع به. و ما عاجَ بالدَّوَاءِ عَیْجاً أَی ما انتَفَع؛ تقول: تَناوَلْتُ دواءً فما عِجْتُ به أَی لم أَنتفِعْ به. و ما عاجَ به عَیْجاً: لم یَرْضَه. و ما أَعیجُ من كلامه بشی‌ء أَی ما أَعبَأُ به. قال: و بنو أَسَدٍ یقولون: ما أَعُوجُ بكلامه أَی ما أَلتفِتُ إِلیه، أَخَذوه من عُجْتُ الناقة؛ ابن الأَعرابی: یقال ما یَعِیجُ بقَلْبی شی‌ء من كلامك. و یقال: ما عِجْتُ بخَبرِ فلان و لا أَعِیجُ به أَی لم أَشْتَفِ به و لم أَسْتَیْقِنْهُ: و عاجَ یَعِیجُ إِذا انتفع بالكلام و غیره. و یقال: ما عِجْتُ منه بشی‌ء. و العَیْجُ: المَنْفَعة. أَبو عمرو: العِیاجُ الرُّجوع إِلی ما كنتَ علیه. و یقال: ما أَعِیجُ به عُوُوجاً «1»؛ و قال: ما أَعِیجُ به عُیُوجاً أَی ما أَكْتَرِث له و لا أُبالیهِ.

فصل الغین المعجمة؛ ج2، ص: 336

غبج؛ ج2، ص: 336

: غَبَجَ الماءَ یَغْبَجُه: جَرَعَه جَرْعاً متداركاً، و هی الغُبْجة.

غذج؛ ج2، ص: 336

: غَذَجَ الماءَ یَغْذِجُه غَذْجاً: جَرعَه، قال ابن درید: و لا أَدری ما صحتها.

غسلج؛ ج2، ص: 336

: الغَسْلَجُ: نبات مثل القَفْعاء ترتفع قَدْرَ الشبر، لها ورَقة لَزِجَة و زَهْرَة كَزَهْرَة المَرْوِ الجَبَلی؛ حكاه أَبو حنیفة.

غلج؛ ج2، ص: 336

: غَلَجَ الفرسُ یَغْلِجُ غَلْجاً و غَلَجاناً: خلط العَنَق بالهَمْلَجَة. و فرس مِغْلَجٌ: و قیل: فرس مِغْلَجٌ إِذا جری جریاً لا یَخْتَلِطُ فیه. و غَلَجَ الحمارُ غَلْجاً: عدا. و حمار مِغْلَجٌ: شَلَّالٌ لِلْعانة؛ و أَنشد: سَفْواء مَرْخاء تُباری مِغْلَجَا و التَّغَلُّجُ: البَغْیُ. و غصن أُغْلُوجٌ: ناعِم. و الغُلُجُ: الشباب الحسن.

غلمج؛ ج2، ص: 336

: الأَزهری فی الرباعی: یقال هو غُلامِجُكَ أَی غُلامُك، و غُلامِشُكَ، مثلُه.

غمج؛ ج2، ص: 336

: غَمَجَ الماءَ یَغْمِجُه، غَمْجاً و غَمِجَه، بالكسر، غَمْجاً: جَرَعَه جَرْعاً متتابعاً. و الغَمْجَةُ و الغُمْجَةُ: الجُرْعَة. و فَصیل غَمِجٌ: یَلْهَزُ أُمَّهُ. و تَغَامَجَ بین أَرْفاغِ أُمِّه: لَهَزَها؛ قال الشاعر: غُمْجٌ غَمَالِیجُ غَمَلَّجَاتُ

غملج؛ ج2، ص: 336

: عَدْوٌ غَمْلَجٌ: مُتدارِك؛ قال ساعدة بن جؤیة یصف الرعد و البرق: فَأَسْأَدُ اللیلَ إِرْقاصاً و زَفْزَفَةً، و غارَةً و وَسِیجاً غَمْلَجاً رَتِجَا و الغَمْلَجُ و الغَمَلَّجُ: الذی لا یستقیم علی وجه واحد یُحْسِنُ ثم یُسِی‌ءُ، و هو المخلّط. و الغَمْلَجُ: الذی فی خَلْقه خَبْل و اضْطِراب؛ ابن الأَعرابی:
(1). قوله [ما أَعیج به عووجاً] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 337
یقال رجل غَمْلَج و غَمَلَّج و غِمْلِیج و غُمْلُوج و غِمْلاج و غُمَالِج إِذا كان مَرَّة قارِئاً و مَرَّة شاطراً، و مرة سَخِیّاً و مرة بخیلًا، و مرة شُجَاعاً و مرة جَباناً، و مرة حسَن الخلق و مرَّة سَیِّئَه، لا یثبت علی حالة واحدة، و هو مذموم مَلُومٌ عند العرب؛ قال: و یقال للمرأَة غَمْلَج و غَمَلَّج و غِمْلِیجَة و غُمْلُوجة؛ و أَنشد: أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِیَّةٌ علی غَمْلَجٍ، طالت و تَمَّ قَوَامُها عُمَرِیَّة: ثِیابٌ مصبوغة؛ و قال أَبو نُخَیْلَة یصف ناقة تَعْدو فی خَرْقٍ واسع: تُغْرِقُهُ طَوْراً بِشَدٍّ تُدْرِجُهُ، و تارة یُغْرِقُها غَمَلَّجُهْ قال: الغَمَلَّجُ الخَرْق الواسع. و الغَمَلَّج: الطویل المسترخی. و بعیر غَمَلَّج: طویل العنُق فی غِلَظ و تَقَاعُسٍ. و ماء غَمَلَّج: مُرٌّ غلیظ. و الغُمْلُوجُ و الغِمْلِیجُ: الغلیظ الجسیم الطویل؛ یقال: ولدت فلانة غلاماً فجاءت به أَمْلَجَ غِمْلِیجاً؛ حكاه ابن الأَعرابی عن المسروحی؛ قال: و أَكثر كلام العرب غُمْلُوجٌ، و إِنما غِمْلِیجٌ عن المسروحی وحده. و الأَمْلَجُ: الأَصْفَر الذی لیس بأَسود و لا أَبیض، و هو مذكور فی موضعه. أَبو حنیفة: شجر غُمَالِجٌ قد أَسرع النبات و طال. و الغُمَالِجُ: نبات علی شكل الذَّآنِین ینبت فی الربیع؛ قال: عَدْوَ الغَوَانی تَجْتَنی الغُمَالِجَا و قصب غُمَالِجٌ: ریَّان؛ قال جندل بن المثنی یدعو علی زرع إِنسان: أَرْسِلْ إِلی زرع الخَبِیِّ الوَالِجِ، بین أَناخین الحَصَادِ الهائجِ «1»، و بَیْنَ خُرْفَنْجِ النَّباتِ البَاهِجِ، فی غُلَوَاء القَصَب الغُمَالِجِ، من الدَّبی ذا طَبَق أَفَایِجِ و الغُمْلُوج: الغُصْنُ النابت ینبت فی الظلِّ؛ و قال أَبو حنیفة: هو الغصن الناعم من النبات؛ و أَنشد لهِمیان بن قحافة: مَشْیَ العَذَارَی تَجْتَنی الغَمالِجَا أَراد الغَمَالِیجَ فاضْطرَّ فحذف. و رجل غَمْلَجٌ، بالغین، إِذا كان ناعماً.

غمهج؛ ج2، ص: 337

: الأَزهری: أَنشد لهِمیان بن قحافة یصف إِبلًا فیها فحلها: تَتْبَعُ قَیدُوماً، لها، غُماهِجا، رَحْبَ اللَّبَان، مُدْمَجاً هُجاهِجا الغُمَاهِجُ: الضخم السمین، و یقال عُمَاهج، بالعین، بمعْناه؛ و قال: فی غُلَوَاءِ القَصَب الغُمَاهِجِ

غنج؛ ج2، ص: 337

: امرأَة غَنِجَة: حسَنة الدَّلّ. و غُنْجُها و غُناجُها: شَكْلُها، الأَخیرة عن كراع، و هو الغُنْجُ و الغُنُجُ، و قد غَنِجَتْ و تَغَنَّجَتْ، فهی مِغْناجٌ و غَنِجَة؛ و قیل: الغُنْجُ مَلاحَة العَینین. و‌فی حدیث البخاری فی تفسیر العَرِبَةِ: هی الغَنِجَةُ.الغُنْجُ فی الجاریة: تَكَسُّرٌ و تَدَلُّلٌ. و الأُغْنُوجَة: ما یُتَغَنَّجُ به؛ قال أَبو ذؤَیب: لَوَی رأْسَه عَنی، و مالَ بِوُدِّهِ أَغانِیج خَوْدٍ، كان فینَا یَزُورُها
(1). قوله [بین أَناخین] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 338
أَبو عمرو: الغِنَاجُ دُخَان النُّؤورِ الذی تجعله الواشمة علی خضرتها لِتَسْوَدَّ، و هو الغُنْجُ أَیضاً. و غُنَجَةُ، معرِفة، بغیر أَلف و لامٍ: القُنفُذَة، لا تنصرف. و هذیل تقول: غَنَجٌ علی شَنَجٍ؛ الغَنَجُ الرجل؛ و قیل: الغَنَجُ، بالتحریك: الشیخ، فی لغة هذیل. و الشَّنَجُ: الجمل الثقیل. و مِغْنَج: أَبو دُغَةَ. و الغَوْنَجُ: الجمل السریع؛ عن كراع، قال: و لا أَعرفها عن غیره.

غنتج؛ ج2، ص: 338

: قال ابن بری فی ترجمة ضعا: فَوَلَدَتْ أَعْثَی ضَروطاً غَنْتَجَا قال: الغَنْتَجُ الثقیل الأَحمق.

غوج؛ ج2، ص: 338

: جَمَل غَوْجٌ: عریض الصدر. و فرَس غَوْجُ اللَّبان أَی واسع جلدة الصَّدْرِ؛ و قیل: سهل المِعْطَف. و فرسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ؛ غَوْجٌ: جواد، و مَوْجٌ إِتْباعٌ؛ و قیل: هو الطویل القَصَب؛ و قیل: هو الذی ینثنی یذهب و یَجِی‌ءُ؛ و قال غیره: هو الواسع جِلْد الصدر، قال: و لا یكون كذلك إِلا و هو سهل المِعْطَف؛ و أَنشد اللیث: بَعِیدُ مَسافِ الخَطْوِ غَوْجٌ شَمَرْدَلٌ، یُقَطِّعُ أَنْفاسَ المَهَاری تَلاتِلُهْ و قال أَبو وَجْزة: مُقَارِب حِینَ یَحْزَوْزِی علی جَدَدٍ، رِسْلٍ بِمُغْتَلِجَاتِ الرَّمْلِ غَوَّاج و قال النضر: الغَوْجُ اللَّیِّنُ الأَعْطاف من الخیْل، و جمع غَوجٍ غُوْجٌ، كما یقال جاریة خَوْدٌ، و الجمع خُودٌ. و تَغَوَّجَ الرجل فی مِشْیته: تثنَّی و تعطَّف و تمایَل. غَاجَ یَغُوجُ؛ قال أَبو ذؤیب: عَشِیَّةَ قامَتْ بالفِنَاء، كأَنَّها عَقِیلَةُ نَهْبٍ، تُصْطَفَی و تَغُوجُ أَی تتعرض لرئیس الجیش لیتخذها لنفسه. و رجل غَوْجٌ: مُسْترخٍ من النُّعاسِ.

فصل الفاء؛ ج2، ص: 338

فثج؛ ج2، ص: 338

: ناقةٌ فاثِجٌ: سمینة حائل؛ و قیل: سمینة كَوْماء و إِن لم تكن حائلًا. الأَصمعی: الفاثِجُ و الفاسِجُ: الحامل من النُّوق؛ و قیل: هی الناقة التی لَقِحَت و حَسُنت؛ و قیل: هی التی لَقِحَت فسمنت و هی فتیَّة؛ و قیل: هی الفتیة اللَّاقِح؛ و قال همیان بن قحافة: یَظَلُّ یَدْعُو نِیبَها الضَّماعِجا؛ و البَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجَا و یروی الفَواسِجا. و فَثَجَ الماءَ الحارَّ بالماء البارد فَثْجاً: كَسَر به حَرَّه. و ماءٌ لا یُفْثَجُ و لا یُنْكَسُ أَی لا یُنزَح. و قال أَبو عبید: ماء لا یُفْثَجُ أَی لا یُبْلَغ غَوْره، و قولهم: بئر لا تُفْثَجُ، و فلان بحر لا یُفْثَجُ. و أَفْثَجَ الرجل: أَعْیا و انْبَهَر، و حكاه ابن الأَعرابی: أُفْثِج، علی صیغة فعل المفعول. الكسائی: غَدَا الرجلُ حتی أَفْثَجَ و أَفْثَی إِذا أَعْیا و انْبَهَرَ. أَبو عمرو: فَثَجَ إِذا نَقَصَ فی كل شی‌ء.

فجج؛ ج2، ص: 338

: الفَجُّ الطریق الواسع بین جَبَلین؛ و قیل: فی جبَل أَو فی قُبُلِ جَبَل، و هو أَوسع من الشِّعْبِ. الفَجُّ: المَضْرِب البعید، و قیل: هو الشِّعْب الواسع بین الجبَلین، و قال ثعلب: هو ما انخفض من الطرُق،
لسان العرب، ج‌2، ص: 339
و جمعه فِجاج و أَفِجَّةٌ، الأَخیرة نادرة؛ قال جندل ابن المثنی الحارِثِی: یَجِئْنَ من أَفِجَّةٍ مَناهِجِ و قوله تعالی: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ؛ قال أَبو الهیثم: الفَجُّ الطریق الواسع فی الجبَل. و كل طریق بَعُد، فهو فَجٌّ. و یقال: افْتَجَّ فلان افْتِجاجاً إِذا سلك الفِجاجَ. و‌فی حدیث الحجّ: و كل فِجاجِ مكَّة مَنْحَرٌ، هو جمع فَجٍّ، و هو الطریق الواسع؛ و منه‌الحدیث: أَنه قال لعمر: ما سلكتَ فَجّاً إِلا سلك الشیطان فَجّاً غیره!؛ و فَجُّ الرَّوْحاء سَلَكَه النبی، صلی الله علیه و سلم، إِلی بَدْرٍ، و عامَ الفتح و الحجّ.و وادٍ إِفْجِیجٌ: عَمِیقٌ، یمانیة، و بعضهم یجعل كلَّ وادٍ إِفْجِیجاً، و ربما سُمی به الثِّنْیُ فی الجبَل. و الإِفْجِیجُ: الوادی الواسع، و هو معنی الفَجِّ. ابن شمیل، الفَجُّ كأَنه طریق، قال: و ربما كان طریقاً بین جَبَلین أَو فَأْوَیْن، و یَنْقادُ ذلك یومین أَو ثلاثة إِذا كان طریقاً أَو غیر طریق، و إِن یكن طریقاً، فهو أَرِیضٌ كثیر العُشْب و الكَلإِ. و الفَجُّ فی كلام العرب: تفریجُك بین الشیئین، یقال: فاجَّ الرجلُ یُفاجُّ فِجاجاً و مُفاجَّةً إِذا باعَد إِحْدی رجلیه من الأُخری لیبول؛ و أَنشد: لا تَمْلإِ الحَوْضَ فِجاجٌ، دونَهُ، إِلا سِجالٌ رُذُمٌ یَعْلُونَهُ و الفَجَجُ فی القَدَمَین: تباعُد ما بینهما، و هو أَقبح من الفَحَج؛ و قیل: الفَجَجُ فی الإِنسان تباعُد الركبتین، و فی البهائم تباعُد العُرْقُوبَینِ. فَجَّ فَجَجاً، و هو أَفَجُّ بَیِّنُ الفَجَجِ. و فَجَّ رِجْلیه و ما بین رجلیه یَفُجُّهُما فَجّاً: فتحه و باعَدَ ما بینهما؛ و فاجَّ: كذلك. و قد فَجَجْتُ رِجْلَیَّ أَفُجُّهُما و فَجَوْتُهُما إِذا وسَّعت بینهما. و الفَجَجُ أَقبح من الفَحَجِ؛ یقال: هو یمشی مُفاجّاً و قد تَفاجَّ. ابن الأَعرابی: الأَفَجُّ و الفَنْجَلُ معاً المُتباعِد الفَخِذین الشدید الفَجَجٍ، و مثله الأَفْجَی؛ و أَنشد: اللهُ أَعطانِیك غیرَ أَحْدَلا، و لا أَصَكَّ، أَو أَفَجَّ فَنْجَلا و‌فی الحدیث: كان إِذا بال تَفاجَّ حتی نَأْوِی له: التَّفاجُّ: المُبالغة فی تفریج ما بین الرجلین، و هو من الفَجِّ الطریق، و منه‌حدیث أُم مَعْبَد: فتفاجَّت علیه و درَّت و اجْتَرَّتْ؛ و منه‌حدیث عُبادة المازنی: فركِب الفحل فتَفاجَّ للبوْل؛ و منه‌الحدیث: حین سُئل عن بنی عامر، فقال: جَمَل أَزْهَر مُتَفاجٌّ؛ أَراد أَنه مُخْصِب فی ماء و شجر، فهو لا یزال یَبُول لكثرة أَكله و شربه. و رجل مُفِجُّ الساقین إِذا تباعدت إِحداهما من الأُخری. و فیما سَبَّ به حجل بن شكل الحَرِثَ بن مصرّف بین یَدَی النُّعمان: إِنه لَمُفِجُّ الساقَین قَعْوُ الأَلْیَتَیْن. و قَوْسٌ فَجَّاء: ارتفعت سِیَتُها فبان وَتَرُها عن عَجْسِها؛ و قیل: قَوْسٌ فَجَّاءُ و مُنْفَجَّةٌ: بانَ وَتَرُها عن كَبِدها. و فَجَّ قَوْسَه، و هو یَفُجُّها فَجّاً: رفع وَتَرَها عن كَبِدِها مثل فَجَوْتُها، و كذلك فَجَأَ قَوْسَه. الأَصمعی: من القِیاسِ الفَجَّاء و المُنْفَجَّة و الفَجْواء و الفارِجُ و الفَرْجُ: كل ذلك القوس التی یَبِین وَتَرُها عن كَبِدِها، و هی بَیِّنَةُ الفَجَجِ؛ قال الشاعر: لا فَجَجٌ یُرَی بها و لا فَجا و أَفَجَّ الظَّلِیمُ: رَمَی بصَوْمِهِ. و النَّعامة تَفِجُّ
لسان العرب، ج‌2، ص: 340
إِذا رَمَتْ بصَوْمِها. و قال ابن القِرِّیَّةِ: أَفجَّ إِفْجاجَ النَّعامة، و أَجْفل إِجْفالَ الظَّلِیم؛ و أَفَجَّتِ النَّعامة، كذلك. و الفِجاجُ: الظَّلِیم یَبیض واحدة؛ قال: بَیْضاء مِثْل بَیْضَة الفِجاجِ و حافِرٌ مُفِجٌّ: مُقَبَّبٌ وَقاحٌ، و هو محمود. و فَجَّ الفرس و غیره: هَمَّ بالعَدْوِ. و الفِجُّ من كل شی‌ء: ما لم یَنْضَج. و فَجاجَتُه: نَهاءَتُهُ و قِلَّة نُضْجِه. و بِطِّیخٌ فِجٌّ إِذا كان صُلباً غیر نَضِیج. و قال رجل من العرب: الثمار كلها فِجَّةٌ فی الربیع حین تنعقد حتی یُنْضِجها حَرُّ القَیْظِ أَی تكون نِیئَةً. و الفِجُّ: النِّی‌ءُ. الصحاح: الفِجُّ، بالكسر، البِطِّیخ الشامِیُّ الذی تسمیه الفُرْس الهِنْدی. و كل شی‌ء من البِطِّیخ و الفواكه لم یَنضَج، فهو فِجٌّ. ابن الأَعرابی: الفُجُجُ الثُّقلاء من الناس. ابن سیدة: و الفَجَّان عودُ الكِباسَة، قال: و قضینا بأَنه فَعْلان لغلبة باب فَعْلان علی باب فَعَّالٍ؛ أَ لا تری إِلی‌قوله، صلی الله علیه و سلم، للوفد القائلین له: نحن بَنُو غَیَّان، فقال: أَنتم بنو رَشْدانَ؟فحمله علی باب [غ و ی] و لم یحمله علی باب [غ ی ن] لغَبلَة زیادة الأَلف و النون. و رجل فَجْفَجٌ و فُجافِجٌ و فَجْفاج: كثیر الكلام و الفَخْر بما لیس عنده؛ و قیل: هو الكثیر الكلام و الصِّیاح و الجَلَبة؛ و قیل: هو الكثیر الكلام بلا نِظام؛ و قیل: هو المُجَلِّبُ الصَّیَّاح، و الأُنثی بالهاء، و فیه فَجْفَجَة؛ و أَنشد أَبو عبیدة لأَبی عارِم الكلابی فی صفة بَخِیل: أَغْنَی ابنُ عمرو عن بخِیلٍ فَجْفاجْ، ذِی هَجْمَةٍ یُخْلِفُ حاجاتِ الرَّاجْ شُحْم نَوَاصِیها، عِظام الإِنْتَاجْ، ما ضَرَّها مَسُّ زمانٍ سَحَّاجْ و‌فی حدیث عثمان: أَن هذا الفَّجْفاج لا یدری أَین الله عز و جل؛ هو المِهْذار المِكْثار من القَوْل؛ قال ابن الأَثیر: و یروی البَجْباج، و هو بمعناه أَو قریب منه. و أَفَجَّ الرجلُ أَی أَسرع.

فحج؛ ج2، ص: 340

: الفحج: تباعد ما بین أَوساط السَّاقَینِ فی الإِنسان و الدابة؛ و قیل: تباعُدُ ما بین الفَخِذَین؛ و قیل: تباعُد ما بین الرجلین، و النعت أَفْحَجُ، و الأُنثی فَحْجاء؛ و قد فَحِجَ فَحَجاً و فَحْجَة، الأَخیرة عن اللحیانی. و‌فی الحدیث: أَنه بال فلما فَحَّجَ رِجْلیه‌أَی فَرَّقَهُما. و الأَفْحَجُ: الذی فی رِجْلیه اعْوِجاجٌ. و رجل أَفْحَجُ بَیِّنُ الفَحَج: و هو الذی تَتَدانَی صُدُور قَدَمَیْه و تَتباعَد عَقِباه و تَتَفَحَّجُ ساقاهُ؛ و‌فی الحدیث فی صفة الدَّجَّال: أَعْوَر أَفْحَج.و‌حدیث الذی یُخَرِّب الكعبة: كأَنی به أَسْوَدَ أَفْحَجَ یَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً؛ و دابَّة فَحْجاء، و تَفَحَّجَ و انْفَحَجَ. و الفَحْج، بالتسكین: مِشْیَة الأَفْحَج. و التَّفَحُّجُ، مثل التَّفَشُّجِ: و هو أَن یُفَرِّج بین رِجْلَیه إِذا جلس، و كذلك التَّفْحِیجُ مثل التَّفْشِیج. و أَفْحَجَ الرجلُ حَلُوبتَه إِذا فَرَّجَ ما بین رِجْلَیها لِیَحْلُبَها. ابن سیدة: و الفَحْجَل الأَفْحَجُ، زِیدَت اللام فیه كما قیل: عَدَدٌ طَیْسٌ و طَیْسَلٌ أَی كثیر، و لِذَكَر النعام هَیْق و هَیْقَل، قال: و لا یَعْرف سیبویه اللام زائدة إِلا فی عَبْدَل. و فَحْوَج: اسم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 341
و الفُحْجُ: بطن، اسم أَبیهم فحوج.

فخج؛ ج2، ص: 341

: الفَخَجُ: الطَّرْمَذَة؛ و قد فَخَجَه و فَخَجَ به. و الفَخَجُ: مبایَنة إِحدی الفخذین للأُخری، و أَكثر ذلك فی الإِبل، و قد فَخِجَ فَخَجاً، و هو أَفْخَجُ.

فخدج؛ ج2، ص: 341

: فَخْدَج: اسم شاعر.

فدج؛ ج2، ص: 341

: الفَوْدَجُ: الهَوْدَج، و قیل: هو أَصغر من الهَودَج، و الجمع الفَوادِج و الهَوادِج. و فَوْدَج العَروسِ: مَرْكَبُها. و قال الیزیدی: الفَودَجُ شی‌ء یَتَّخِذُه أَهل كِرْمان، و الذی یتخذه الأَعراب هَودَج. و ناقة واسعة الفَودَج أَی واسعة الأَرْفاغِ. و الفَوْدَجان: موضع «2»؛ قال ذو الرمة: لَهُ عَلَیْهنَّ، بالخَلْصاء مَرْتَعِهِ، فالفَوْدَجَیْنِ، فَجَنْبَیْ واحِفٍ، صَخَبُ

فرج؛ ج2، ص: 341

: الفَرْجُ: الخَلَلُ بین الشیئین، و الجمع فُرُوجٌ، لا یكسَّر علی غیر ذلك؛ قال أَبو ذؤیب یصف الثور: فانْصاعَ مِنْ فَزَعٍ، و سَدَّ فُرُوجَهُ، غُبْرٌ ضَوارٍ، وافِیانِ و أَجْدَعُ فُروجه: ما بین قوائمه. سَدَّ فُرُوجَه أَی مَلأَ قوائمه عَدْواً كأَن العَدْوَ سَدَّ فُروجَه و مَلأَها. وافیان: صحیحان. و أَجْدَع: مقطوع الأُذُن. و الفُرْجَة و الفَرْجَة: كالفَرْج؛ و قیل: الفُرْجَة الخَصاصَة بین الشیئین. ابن الأَعرابی: فَتَحات الأَصابع یقال لها التَّفارِیجُ، واحدها تِفْراجٌ «3»، و خُرُوق الدَّرابِزِینِ یقال لها التَّفارِیجُ و الحُلْفُق. النضر: فَرْجُ الوادی ما بین عُدْوَتَیْهِ، و هو بطْنُه، و فَرْجُ الطریق منه و فُوْهَتُه. و فَرْج الجبَل: فَجُّه؛ قال: مُتَوَسِّدِین زِمامَ كُلِّ نَجِیبةٍ، و مُفَرَّجٍ، عَرِقِ المَقَذِّ، مُنَوَّقِ و هو الوَساعُ المُفَرَّجُ الذی بان مِرْفَقُه عن إِبطِه. و الفُرْجَة، بالضم: فُرْجَة الحائط و ما أَشبهه، یقال: بینهما فُرْجَة أَی انْفِراج. و‌فی حدیث صلاة الجماعة: و لا تَذَرُوا فُرُجات الشیطان؛ جمع فُرْجَة، و هو الخَلَلُ الذی یكون بین المُصَلِّینَ فی الصُّفُوف، فأَضافها إِلی الشیطان تَفظِیعاً لشأْنها، و حَمْلًا علی الاحتراز منها؛ و‌فی روایة: فُرُجَ الشیطان، جمع فُرْجَة كَظُلْمَة و ظُلَم. و الفَرْجَة: الرَّاحة من حُزْن أَو مَرَض؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت: لا تَضِیقَنَّ فی الأُمور، فقد تُكْشَفُ غَمَّاؤُها بغیر احْتِیالِ رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأمْرِ له فَرْجَةٌ، كَحَلِّ العِقالِ ابن الأَعرابی: فُرْجَة اسم، و فَرْجَةٌ مصدر. و الفَرْجَة: التَّفَصِّی من الهَمِّ؛ و قیل: الفَرْجَة فی الأَمر؛ و الفُرْجَة، بالضم، فی الجدار و الباب، و المعنَیان مُتَقارِبان؛ و قد فَرَج له یَفْرِج فَرْجاً و فَرْجَة. التهذیب: و یقال ما لهذا الغَمِّ من فَرْجَة و لا فُرْجَة و لا فِرْجَة. الجوهری: الفَرَجُ من الغم، بالتحریك. یقال: فَرَّجَ الله غَمَّك تَفْریجاً، و كذلك فَرَجَ الله عنك غمَّك یَفْرِج، بالكسر. و‌فی حدیث عبد الله
(2). قوله [و الفودجان موضع] هكذا فی الأَصل بالنون. و عبارة القاموس و شرحه: و الفودجات؛ هكذا فی نسختنا، بالتاء المثناة فی الآخر، و الصواب الفودجان مثنی؛ قال ذو الرمة إِلی آخر ما هنا انتهی. و لكن فی معجم البلدان لیاقوت و الفودجات، بضم الفاء و فتح الدال و بالتاء: موضع، و أنشد الشطر الثانی من البیت موافقاً لما قاله. (3). قوله [واحدها تفراج] عبارة القاموس جمع تفرجة كزبرجة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 342
ابن جعفر: ذَكَرَتْ أُمُّنا یُتْمَنا و جَعَلَتْ تُفَرحُ له؛ قال أَبو موسی: هكذا وجدته بالحاء المهملة، قال: و قد أَضرب الطبرانی عن هذه اللفظة فتركها من الحدیث، قال: فإِن كانت بالحاء، فهو من أَفرَحَه إِذا غَمَّه و أَزال عنه الفَرَحَ، و أَفْرَحَه الدَّیْن إِذا أَثْقَله، و إِن كانت بالجیم، فهو من المُفْرَجِ الذی لا عَشِیرة له، فكأَنَّ أُمَّهُم أَرادتْ أَن أَباهم تُوُفِّیَ و لا عشیرة لهم،فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: أَ تَخافِینَ العَیْلة و أَنا وَلِیُّهُم؟و الفَرْجُ: الثَّغْرُ المَخُوف، و هو موضع المخافة؛ قال: فَغَدَت، كِلا الفَرْجَینِ تَحْسَبُ أَنَّه مَولی المَخافة: خَلْفُها و أَمامُها و جمعه فُرُوج، سُمِّی فَرْجاً لأَنه غیر مَسْدُود. و‌فی حدیث عُمَر: قَدِمَ رجل من بعض الفُرُوجِ؛ یعنی الثُّغُور، واحدها فَرْج. أَبو عبیدة: الفَرْجانِ السِّنْد و خُراسانُ، و قال الأَصمعی: سِجِسْتانُ و خُراسانُ؛ و أَنشد قول الهذلی: علی أَحَدِ الفَرْجَیْنِ كانَ مُؤَمَّرِی و‌فی عهد الحجَّاج: اسْتَعْمَلْتُك علی الفَرْجَین و المِصْرَینِ؛ الفَرْجانِ: خُراسانُ و سِجِسْتانُ، و المِصْرانِ: الكُوفة و البَصْرَة [البِصْرَة. و الفَرْجُ: العَوْرَة. و الفَرْجُ: شِوارُ الرجل و المرأَة، و الجمع فُرُوج. و الفَرْجُ: اسم لجمع سَوآت الرجال و النساء و الفِتْیان و ما حَوالَیْها، كله فَرْج، و كذلك من الدَّوابِّ و نحوها من الخَلْق. و فی التنزیل: وَ الْحٰافِظِینَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحٰافِظٰاتِ؛ و فیه: وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حٰافِظُونَ إِلّٰا عَلیٰ أَزْوٰاجِهِمْ*؛ قال الفراء: أَراد علی فُروجِهِم یُحافِظون، فجعل اللام بمعنی علی، و استثنی الثانیة منها، فقال: إِلّٰا عَلیٰ أَزْوٰاجِهِمْ*. قال ابن سیدة: هذه حكایة ثعلب عنه قال: و قال مرة: علی مِن قوله: إِلّٰا عَلیٰ أَزْوٰاجِهِمْ*؛ من صِلةِ مَلُومِینَ، و لو جعل اللام بمنزلة الأَول لكان أَجود. و رجل فَرِجٌ: لا یزال ینكشِف فَرْجُه. و فَرِجَ، بالكسر، فَرَجاً. و‌فی حدیث الزبیر: أَنه كان أَجْلَعَ فَرِجاً؛ الفَرِجُ: الذی یَبْدو فَرْجُه إِذا جَلَس، و ینكَشِف. و الفَرْجُ: ما بین الیَدَیْن و الرجلین. و جَرَتِ الدَّابة مِلْ‌ءَ فُرُوجِها، و هو ما بین القوائم، واحدها فَرْج؛ قال: و أَنت إِذا اسْتَدْبَرْتَهُ، سَدَّ فَرْجَه بِضافٍ فُوَیْقَ الأَرْض، لیْسَ بأَعْزَلِ و قول الشاعر: شُعَبُ العِلافِیَّات بَیْنَ فُرُوجِهِمْ، و المُحْصَناتُ عَوازِبُ الأَطْهارِ العِلافِیَّاتُ، رِحالٌ منسوبة إِلی عِلافٍ، رجل من قُضاعةَ. و الفُرُوج جمع فَرْج، و هو ما بین الرِّجلین، یرید أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ علی أَطهار نسائهم؛ و كلُّ فُرْجَةٍ بین شیئین، فهو فَرْجٌ كله، كقوله: إِلَّا كُمَیْتاً كالقَناةِ و ضابِئاً، بالفَرْجِ بَیْنَ لَبانِه و یَدِهْ جعل ما بین یدیه فَرْجاً؛ و قال إمرؤُ القیس: لها ذَنَبٌ مِثلُ ذَیْلِ العَروسِ، تَسُدُّ به فَرْجَها مِن دُبُرْ أَراد ما بین فَخِذَی الفَرَسِ و رِجْلَیْها. و‌فی حدیث أَبی جعفر الأَنصاری: فَمَلأْتُ ما بین فُروجی، جمع فَرْجٍ، و هو ما بین الرجلین. یقال للفرس: مَلأَ فَرْجَه و فُرُوجَه إِذا عَدا و أَسْرَع به. و سُمِّی
لسان العرب، ج‌2، ص: 343
فَرْجُ المرأَة و الرجل فَرْجاً لأَنه بین الرِّجْلین. و فُروجُ الأَرض: نواحِیها. و باب مَفْرُوجٌ: مُفَتَّجٌ. و رجلٌ أَفْرَجُ الثَّنایا و أَفْلَجُ الثَّنایا، بمعنی واحد. و الأَفْرَجُ: العظیم الأَلْیَتَیْنِ لا تَكادان تَلْتقیان، و هذا فی الحَبَشِ. رجل أَفْرَجُ و امرأَة فَرْجاءُ بَیِّنا الفَرَج؛ و قد فَرِجَ فَرَجاً. و المُفَرَّجُ كالأَفْرَجِ. و الفُرُجُ و الفِرْجُ، بالكسر: الذی لا یَكْتُمُ السِّرَّ؛ قال ابن سیدة: و أُری الفُرُجَ، بضم الفاءِ و الراء، و الفِرْجَ لُغَتَیْن؛ عن كراع. و قَوْسٌ فُرُجٌ و فارِجٌ و فَرِیجٌ: مُنَفَّجَةُ السِّیَتَیْنِ، و قیل: هی النَّاتِئَة عن الوَتَرِ، و قیل: هی التی بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها. و الفَرَجُ: انْكِشافُ الكَرْب و ذهابُ الغَمِّ. و قد فَرَجَ الله عنه و فَرَّجَ فانْفَرَجَ و تَفَرَّجَ. و یقال: فَرَجَه الله و فَرَّجه؛ قال الشاعر: یا فارِجَ الهَمِّ و كشَّاف الكُرَبْ و قول أَبی ذؤَیب: فإِنی صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبَسٍ، و قد لَجَّ، مِنْ ماءِ الشُّؤُونِ، لَجُوجُ لِیُحْسَبَ جَلْداً، أَو لِیُخْبَرَ شامِتٌ، و للشَّرِّ، بَعْدَ القارِعاتِ، فُرُوجُ یقول: إِنی صَبَرْتُ علی رُزْئی بابن عَنْبَسٍ لأُحْسَبَ جَلْداً أَو لِیُخْبَر شامتٌ بتَجَلُّدی فینكسر عَنی؛ و یجوز أَن یكون قوله فُرُوجٌ، جمع فَرْجة علی فُروج كَصَخْرةٍ و صُخُور، و یجوز أَن یكون مصدراً لفَرَجَ یَفْرِجُ أَی تَفَرُّجٌ و انكشاف. أَبو زید: یقال لِلْمُشْطِ النحِیتُ و المُفَرَّجُ و المِرْجَلُ؛ و أَنشد ثعلب لبعضهم یصف رجلًا شاهد الزور: فَاتَهُ المَجْدُ و العَلاءُ، فأَضْحَی یَنْقُصُ الحَیْسَ بالنَّحِیتِ المُفَرَّج «1» التهذیب: و‌فی حدیث عَقِیلٍ: أَدْرِكُوا القومَ علی فَرْجَتِهم‌أَی علی هَزیمَتِهم، قال: و یُرْوی بالقاف و الحاءِ. و الفَریجُ: الظَّاهِرُ البارِزُ المُنْكَشِفُ، و كذلك الأُنثی؛ قال أَبو ذؤَیب یصف دُرَّةً: بكَفَّیْ رَقاحِیٍّ یُریدُ نَماءَها، لِیُبْرِزَها للبَیْعِ، فَهْیَ فَریجُ كَشَفَ عن هذه الدُّرَّة غِطاءَها لِیَراها الناس. و رجل نِفْرِجٌ و نِفْرِجَةٌ و نِفْراجٌ و نِفْرِجاءُ، ممدود: ینكشف عند الحرب. و نِفْرِجٌ و نِفْرِجةٌ، و تِفْرِجٌ و تِفْرِجَةٌ: ضعیف جَبانٌ؛ أَنشد ثعلب: تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَلِیلُ النَّیْلِ، یُلْقَی عَلیه نِیدِلانُ [نِیدُلانُ اللَّیْلِ أَو أَنشد: تِفْرِجَةُ القَلْبِ بَخِیلٌ بالنَّیل، یُلْقی علیه النِّیدُلانُ [النِّیدِلانُ باللیل و یروی نِفْرِجةٌ. و النِّفْرِجُ: القَصَّارُ. و امرأَة فُرُجٌ: مُتَفَضِّلَةٌ فی ثوبٍ، یَمانِیةٌ، كما تقول: أَهل نَجْد فُضُلٌ. و مَرَةٌ فَریجٌ: قد أَعْیَتْ من الولادة. و ناقَةٌ فَریجٌ: كالَّة، شُبِّهَتْ بالمرأَة التی قد أَعیت من الولادة؛ قال ابن سیدة: هذا قول كراع، و قال مرّة: الفَریجُ من الإِبل الذی قد أَعْیا و أَزْحَفَ. و نعجة فَریجٌ إِذا ولَدت فانفَرَج وَرِكاها؛ أَنشده
(1). قوله [ینقص الحیس] كذا فی الأَصل، و مثله فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 344
أَبو عمرو مستشهداً به علی مخخ: أَمْسی حَبیبٌ كالفَریجِ رائِخا و المُفرَجُ: الحَمِیلُ الذی لا وَلَدَ له، و قیل: الذی لا عشیرة له؛ عن ابن الأَعرابی. و المُفْرَجُ: القَتِیل یُوجَد فی فَلاةٍ من الأَرض. و‌فی الحدیث: العَقْلُ علی المسلمین عامَّةً؛ و‌فی الحدیث: لا یُتْرَك فی الإِسلام مُفْرَجٌ؛ یقول: إِن وُجِدَ قَتِیلٌ لا یُعرف قاتله وُدِیَ من بیت مال الإِسلام و لم یُترك، و یروی بالحاءِ و سیذكر فی موضعه. و كان الأَصمعی یقول: هو مُفْرَحٌ، بالحاءِ، و یُنْكِر قولَهم مُفْرَجٌ، بالجیم؛ و‌روی أَبو عبید عن جابر الجعْفِیّ: أَنه هو الرجل الذی یكون فی القوم من غیرهم فحقَّ علیهم أَن یَعْقِلوا عنه؛ قال: و سمعت محمد بن الحسن یقول: یروی بالجیم و الحاءِ، فمن قال مُفْرَج، بالجیم، فهو القتیل یُوجَد بأَرض فَلاة، و لا یكون عنده قَرْیةٌ، فهو یُودی من بیت المال و لا یَبْطُلُ دَمُه، و قیل: هو الرجل یكون فی القوم من غیرهم فیلزمهم أَن یَعْقِلوا عنه، و قیل: هو المثقل بحق دیة أَو فِداءٍ أَو غُرم. و المَفْروجُ: الذی أَثقله الدین «2». و قال أَبو عبیدة: المُفْرَج أَن یُسْلِمَ الرجل و لا یُوالی أَحداً، فإِذا جنی جنایة كانت جِنایَتُه علی بَیْت المال لأَنه لا عاقِلة له؛ و قال بعضهم: هو الذی لا دِیوانَ له. ابن الأَعرابی: المُفْرَج الذی لا مال له، و المُفْرَج الذی لا عشیرة له. و یقال: أَفْرَجَ القومُ عن قَتِیلٍ إِذا انْكَشَفُوا، و أَفْرَجَ فلان عن مكان كذا و كذا إِذا حلَّ به و تركه، و أَفْرَجَ الناس عن طریقه أَی انْكَشَفُوا. و فَرَجَ فاهُ: فَتَحَهُ للموْتِ؛ قال ساعدة بن جؤَیة: صِفْرِ المَباءَة ذِی هَرْسَیْنِ [هِرْسَیْنِ مُنْعَجِفٍ، إِذا نَظَرْتَ إِلَیْه قُلْتَ: قد فَرَجا و الفَرُّوجُ: الفَتِیُّ من ولد الدُّجاج، و الضم فیه لغة، رواه اللحیانی. و فَرُّوجة الدُّجاجةِ تجمع فَراریجَ، یقال: دُجاجة مُفْرِجٌ أَی ذات فَراریجَ. و الفَرُّوجُ، بفتح الفاءِ: القَباءُ، و قیل: الفَرُّوج قَباءٌ فیه شَقٌّ من خَلْفِه. و‌فی الحدیث: صلی بنا النبی، صلی الله علیه و سلم، و علیه فَرُّوجٌ من حَریرٍ.و فَرُّوج: لَقَبُ إِبراهیم بن حَوْرانَ؛ قال بعض الشعراءِ یَهْجُوه: یُعَرِّضُ فَرُّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَه، كما عُرِّضَتْ للمُشْتَرینَ جَزُورُ لَحی اللهُ فَروجاً، و خَرَّبَ دارَه و أَخْزی بنی حَوْرانَ خِزْیَ حَمِیر و فَرَجٌ و فرَّاجٌ و مُفَرِّجٌ أَسماء. و بنو مُفْرِجٍ: بطن.

فربج؛ ج2، ص: 344

: افْرَنْبَجَ جِلْدُ الحَمَلِ: شُوِی فَیَبِسَتْ أَعالیه، و كذلك إِذا أَصابه ذلك من غیر شَیٍّ، و هو مصدر شَوَیْتُ؛ قال الشاعر یصف عَناقاً شَواها و أَكل منها: فآكُلُ مِنْ مُفْرَنْبِجٍ بین جلدها

فرتج؛ ج2، ص: 344

: الفِرْتاجُ: سِمَةٌ من سِماتِ الإِبل حكاه أَبو عبید و لم یحلّ هذه السمةَ. و فِرْتاجٌ: موضع، و قیل: موضع فی بلاد طیِّئٍ؛ أَنشد سیبویه: أَ لم تَسَلی فَتُخْبِرَكِ الرُّسومُ، علی فِرْتاجَ، و الطَّلَلُ القَدیمُ؟
(2). قوله [و المفروج الذی أَثقله الدین] مقتضی ذكره هنا أَنه بالجیم. قال فی شرح القاموس: و صوابه بالحاء، و تقدم للمصنف فی هذه المادة فی شرح حدیث عبد الله بن جعفر ما یؤخذ منه ذلك. و كذا یؤخذ من القاموس فی مادة فرج.
لسان العرب، ج‌2، ص: 345
و أَنشد ابن الأَعرابی: قلتُ لِحَجْنٍ و أَبی العَجَّاجِ: أَلا الحَقا بِطَرَفَیْ فِرْتاجِ

فرزج؛ ج2، ص: 345

: الفَیْرُوزَجُ: ضَرْبٌ من الأَصباغِ.

فسج؛ ج2، ص: 345

: الفاسِجُ من الإِبل: اللَّاقِحُ، و قیل: اللاقحُ مع سِمَنٍ، و قیل: هی الحائِل السمینة، و الجمع فَواسِجُ و فُسَّجٌ؛ قال: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا و الفاسِجَةُ من الإِبل: التی ضَرَبَها الفَحْل قبل أَوانِها؛ فَسَجَتْ تَفْسُجُ فُسوجاً. النضر: الفاسِجُ التی حَمَلَتْ فَزَمَّت بأَنْفِها و اسْتَكْبَرَتْ؛ أَبو عمرو: و هی السَّریعة الشابَّةُ؛ اللیث: هی التی أَعْجَلَها الفحْلُ فَضَرَبَ قبل وقْتِ المَضْرَبِ؛ و قال فی الشاءِ: و هی فی النُّوقِ أَعْرَفُ عند العرب. الأَصمعی: الفاسِجُ و الفاشِجُ: العظیمة من الإِبل، قال: و بعض العرب یقول هما الحامل؛ و أَنشد: تَخْدی بها كلُّ خَنُوفٍ فاسِج

فشج؛ ج2، ص: 345

: فَشَجَتِ الناقةُ و تَفَشَّجَتْ و انْفَشَجَتْ: تَفاجَّتْ و تَفَرْشَحَتْ لِتُحْلَبَ أَو تَبُولَ؛ و‌فی حدیث جابر: تفَشَّجَتْ ثم بالَتْ، یعنی الناقة؛ هكذا رواه الخطابی، و رواه الحمیدی: فَشَجَّتْ، بتشدید الجیم، و الفاء زائدة للعطف. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً دخل مسجد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ففَشَجَ فبالَ؛ قال: و رواه بعضهم فَشَّجَ. قال أَبو عبید: الفَشْجُ تَفْریجُ ما بین الرِّجْلَیْنِ دون التَّفاجِّ؛ قال الأَزهری: رواه أَبو عبید بتشدید الشین. و التَّفْشِیجُ: أَشدُّ من الفَشْجِ، و هو تفریج ما بین الرجلین. الجوهری: فَشَجَ فبالَ أَی فرَّجَ بین رجلیه، و كذلك فَشَّجَ تَفْشِیجاً. و التَّفَشُّجُ مِثْلُ التَّفَحُجِ. و تَفَشَّجَ الرجل: تَفَحَّجَ. اللیث: التَّفَشُّجُ: التَّفَحُّجُ علی النار.

فضج؛ ج2، ص: 345

: انْفَضَجَتِ القُرْحةُ: انْفَتَحَت. و انْفَضَجَ بطنه: اسْتَرْخَتْ مَراقُّهُ. و كلُّ ما عَرُضَ كالمَشْدُوخِ، فقد انْفَضَجَ؛ ابن الأَعرابی: رجل عِفْضَاجٌ و مِفْضاجٌ، و هو العظیمُ البَطْن المُسْتَرْخِیهِ. و‌فی حدیث عَمْرو بن العاص أَنه قال لمعاویة: لقد تَلافَیْتُ أَمْرَكَ و هو أَشدُّ انْفِضاجاً من حُقِّ الكَهْوَلِ‌أَی أَشدُّ اسْتِرْخاءً و ضَعْفاً من بین العَنْكبوتِ. و تَفَضَّجَ بدنه بالشحم: تشقق، و هو أَن یأْخذ مأْخذه فَتَنْشَقَّ عُرُوقُ اللَّحمِ فی مداخِلِ الشحْم بین المَضابِع. و تَفَضَّجَ عَرَقاً: سال؛ قال العجاج: بعد و أَما بدنُهُ تَفَضَّجا «1» شمر: یقال قد انْفَضَجَتِ الدلْوُ، بالجیم، إِذا سال ما فیها من الماء. و انْفَضَجَ فلان بالعَرقِ إِذا سال به؛ قال ابن مقبل: و مُنْفَضِجاتٍ بالحَمِیمِ، كأَنَّما نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِها بِذِنابِ قال: و یقال بالخاء أَیضاً انْفَضَخَتْ؛ یعنی الدلو. و یقال: انْفَضَجَتْ سُرَّتُه إِذا انفتحتْ. و كل شی‌ء تَوَسَّعَ، فقد تَفَضَّجَ؛ و قال الكمیت: یَنْفَضِجُ الجُودُ من یَدَیْهِ، كما یَنْفَضِجُ الجَودُ، حِین یَنسَكِبُ
(1). قوله [بعد و أما إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 346
و قال ابن أَحمر: أَ لم تَسْمَعْ بفاضِجَةِ الدِّیارا «1» حیث انْفَضَجَ و اتَّسَعَ؛ و قال ابن شمیل: انْفَضَجَ الأُفُقُ إِذا تبین. و فلان یَتَفَضَّجُ عَرَقاً إِذا عَرِقتْ أُصُولُ شعره و لم یَبْتَلَّ.

فلج؛ ج2، ص: 346

: فِلْجُ كلِّ شَی‌ءٍ: نِصْفُه. و فَلَج الشی‌ءَ بینهما یَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً: قَسَمَه بنِصْفَیْنِ. و الفَلْجُ: القَسْمُ. و‌فی حدیث عمر: أَنه بَعَثَ حُذَیْفَةَ و عثمانَ بنَ حُنَیفٍ إِلی السّوادِ فَفَلَجَا الجِزْیةَ علی أَهْلِهِ؛ الأَصمعی: یعنی قَسَماها، و أَصْلُه من الفِلْج، و هو المِكْیَالُ الذی یقال له الفالِجُ، قال: و إِنما سمیت القِسْمةُ بالفَلْجِ لأَن خراجهم كان طعاماً. شمر: فَلَّجْتُ المالَ بینهم أَی قَسَمْتُه؛ و قال أَبو دواد: فَفَرِیقٌ یُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِیئاً، و فَرِیقٌ لِطابِخِیهِ قُتارُ و هو یُفَلِّج الأَمر أَی ینظر فیه و یُقَسِّمُه و یُدَبِّرهُ. الجوهری: فَلَجْتُ الشی‌ء بینهم أَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً إِذا قسمته. و فَلَجْتُ الشی‌ء فِلْجَیْنِ أَی شَقَقْتُه نِصفین، و هی الفُلُوجُ؛ الواحد فَلْجٌ و فِلْجٌ. و فَلَجْتُ الجِزْیَةَ علی القوم إِذا فرضتها علیهم؛ قال أَبو عبید: هو مأْخوذ من القَفِیز الفالِجِ. و فَلَجْتُ الأَرضَ للزراعة؛ و كل شی‌ء شَقَقْتَه، فقد فَلَجْتَه. و الفَلُّوجَةُ: الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، و الجمع فَلالِیجُ، و منه سمی موضعٌ فی الفُرات فَلُّوجةَ. و تَفَلَّجَتْ قدَمه: تَشَقَّقَتْ. و الفَلْجُ و الفَالِجُ: البعیر ذُو السنامَین، و هو الذی بین البُخْتیِّ و العَرَبیِّ، سمی بذلك لأَن سنامه نِصفان، و الجمع الفَوالِجُ. و فی الصحاح: الفَالِجُ الجمل الضخم ذو السنامین یحمل من السِّنْدِ لِلْفِحْلَة. و‌فی الحدیث: أَنَّ فالِجاً تَرَدَّی فی بئر، هو البعیر ذو السنامین، سمی بذلك لأَن سنامیه یختلف مَیْلُهما. و الفالِجُ: رِیحٌ یأْخذ الإِنسان فیذهب بشقِّه، و قد فُلِجَ فَالِجاً، فهو مَفْلُوجٌ؛ قال ابن درید: لأَنه ذهب نصفه، قال: و منه قیل لشُقَّةِ البیت فَلِیجَةٌ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: الفالِجُ داءُ الأَنبیاء؛ هو داءٌ معروف یُرَخِّی بعضَ البدن؛ قال ابن سیدة: و هو أَحد ما جاء من المصادر علی مثال فاعل. و المَفْلُوجُ: صاحب الفالِجِ، و قد فُلِجَ. و الفَلَجُ: الفَحَجُ فی السَّاقَینِ، و قال: و أَصل الفَلْجِ النِّصفُ من كل شی‌ءٍ، و منه یقال: ضَرَبَه الفالِجُ فی السَّاقَینِ، و منه قولهم: كُرٌّ بالفالج و هو نصف الكُرِّ الكبیر. و أَمْرٌ مُفَلَّجٌ: لیس بِمُسْتقِیمٍ علی جهتِهِ. و الفَلَجُ: تباعُدُ القَدَمَینِ أُخُراً. ابن سیدة: الفَلَجُ تَباعُدُ ما بین السَّاقَیْنِ. و فَلَجُ الأَسنان: تباعُدٌ بینها؛ فَلِجَ فَلَجاً، و هو أَفْلَجُ، و ثَغْرٌ مُفَلَّجٌ أَفْلَجُ، و الفَلَجُ بین الأَسنان. و رجل أَفْلَجُ إِذا كان فی أَسْنانِه تَفَرُّقٌ، و هو التفلیج أَیضاً. التهذیب: و الفَلَجُ فی الأَسنان تباعد ما بین الثّنایا و الرَّباعِیات خِلْقةً، فإِن تُكُلِّفَ، فهو التفلیجُ. و رجل أَفْلَجُ الأَسنانِ و امرأَة فَلْجاءُ الأَسنانِ، قال ابن درید: لا بد من ذكر الأَسنان، و الأَفلج أَیضاً من الرجال: البعید ما بین الثدیین.
(1). قوله [قال ابن أَحمر أَ لم تسمع إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 347
و رجل مُفَلَّجُ الثنایا أَی مُنْفَرِجُها، و هو خلاف المُتراصِّ الأَسنان، و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسنانِ، و فی روایة: أَفْلَجَ الأَسنانِ.و‌فی الحدیث: أَنه لَعَنَ المُتَفَلِّجاتِ للحُسْنِ، أَی النساءَ اللاتی یَفْعَلْنَ ذلك بأَسنانهن رغبة فی التحسین. و فَلَجُ الساقَیْنِ: تباعد ما بینهما. و الفَلَجُ: انقِلابُ القدم علی الوَحْشِیّ و زوال الكَعْبِ. و قیل: الأَفْلَجُ الذی اعْوِجاجُه فی یَدَیْهِ، فإِن كان فی رجلیه، فهو أَفْحَجُ. وَ هَنٌ أَفْلَجُ: متباعِدُ الأَسْكَتَیْنِ. و فَرسٌ أَفْلَجُ: مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَیْنِ، و یقال من ذلك كله: فَلِجَ فَلَجاً و فَلَجةً، عن اللحیانی. و أَمْرٌ مُفَلَّجٌ: لیس علی اسْتِقامةٍ. و الفِلْجةُ: القِطْعةُ من البِجادِ. و الفَلِیجةُ أَیضاً: شُقَّة من شُقَقِ الخِباء، قال الأَصمعی: لا أَدری أَین تكون هی؟ قال عمرو بن لَجَإٍ: تَمَشَّی غیرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ، سِوی خَلِّ الفَلِیجةِ بالخِلالِ قال ابن سیدة: و قول سلمی بن المُقْعَد الهُذَلیِّ: لَظَلَّتْ علیه أُمُّ شِبْلٍ كأَنَّها، إِذا شَبِعَتْ منه، فَلِیجٌ مُمَدَّدُ یجوز أَن یكون أَراد فَلِیجَةً مُمَدَّدَةً، فحذف، و یجوز أَن یكون مما یقال بالهاء و غیر الهاء، و یجوز أَن یكون من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء. و الفَلْجُ: الظَّفَرُ و الفَوْزُ؛ و قد فَلَجَ الرجلُ علی خَصْمِه یَفْلُجُ فَلْجاً. و فی المثل: مَنْ یَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه یَفْلُجْ. و أَفْلَجَه الله علیه فَلْجاً و فُلُوجاً، و فَلَجَ القومَ و علی القومِ یَفْلُجُ و یَفْلِجُ فَلْجاً و أَفْلَجَ: فازَ. و فَلَجَ سَهْمُه و أَفْلَجَ: فاز. و هو الفُلْجُ، بالضم. و السهْمُ الفالِجُ: الفائِزُ. و فَلَجَ بحُجَّتِه و فی حجته یَفْلُجُ فُلْجاً و فَلْجاً و فَلَجاً و فُلُوجاً، كذلك؛ و أَفْلَجَه علی خَصْمِه: غَلَّبَه و فَضَّلَه. و فالَجَ فلاناً فَفَلَجَه یَفْلُجُه: خاصَمه فخصَمَه و غَلَبَه. و أَفْلَجَ اللهُ حجته: أَظْهَرها و قَوَّمَها، و الاسم من جمیع ذلك الفُلْجُ و الفَلَجُ، یقال: لمن الفُلْجُ و الفَلَجُ؟ و رجل فالِجٌ فی حُجَّته و فَلْجٌ، كما یقال: بالِغٌ و بَلْغٌ، و ثابتٌ و ثَبْتٌ. و الفَلْجُ: أَن یَفْلُجَ الرجلُ أَصحابَه یَعْلُوهم و یَفُوتُهُمْ. و أَنا من هذا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَی بِری‌ءٌ؛ فالِجٌ: اسم رجل، و هو فالج بن خَلاوةَ الأَشجعی؛ و ذلك أَنه قیل لفالج بن خَلاوةَ یوم الرَّقَمِ لما قَتَلَ أُنَیْسٌ الأَسْری: أَ تَنْصُرُ أُنَیْساً؟ فقال: إِنِّی منه بری‌ء. أَبو زید: یقال للرجل إِذا وقع فی أَمر قد كان منه بمعزل: كنتَ من هذا فالِجَ بنَ خَلاوةَ یا فتی. الأَصمعی: أَنا من هذا فالج بن خلاوة أَی أَنا منه بری‌ء؛ و مثله: لا ناقةَ لی فی هذا و لا جَمَلَ؛ رواه شمر لابن هانئ، عنه. و الفَلَجُ، بالتحریك: النهر، و قیل: النهر الصغیر، و قیل: هو الماء الجاری؛ قال عبید: أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ للماءِ، من تَحْتِه، قَسِیبُ الجوهری: و لو روی فی بُطونِ وادٍ، لاستقامَ وزن البیت، و الجمع أَفْلاجٌ؛ و قال الأَعشی: فما فَلَجٌ یَسْقِی جَداوِلَ صَعْنَبَی، له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلی كلِّ مَوْرِدِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 348
الجوهری: و الفَلْج نهر صغیر؛ قال العجاج: فَصَبِّحا عَیْناً رِوًی و فَلْجا قال: و الفَلَجُ؛ بالتحریك، لغة فیه؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده: تَذَكَّرا عَیْناً رِوًی و فَلَجا بتحریك اللام؛ و بعده: فَراحَ یَحْدُوها و باتَ نَیْرَجا النَّیْرَجُ: السریعة؛ و یروی: تَذَكَّرا عَیْناً رَواءً فَلَجا یصف حماراً و أُتُناً. و الماءٌ الرِّوی: العَذْبُ، و كذلك الرَّواءُ، و الجمع أَفْلاجٌ؛ قال إمرؤ القیس: بِعَیْنَیَّ ظُعْنُ الحَیِّ، لمَّا تَحَمَّلُوا لَدی جانِبِ الأَفْلاجِ، منْ جَنْبِ تَیْمَرا و قد یوصف به، فیقال: ماء فَلَجٌ و عین فَلَج، و قیل: الفَلَجُ الماء الجاری من العین؛ قاله اللیث و أَنشد: تذكَرا عیناً رَواءً فَلَجا و أَنشد أَبو نصر: تذكَّرا عیناً رِوًی و فَلَجا و الرِّوی: الكثیر. و الفُلُجُ: الساقِیةُ التی تَجْری إِلی جمیع الحائطِ. و الفُلْجانُ: سواقی الزَّرْع. و الفَلَجاتُ: المَزارِعُ؛ قال: دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ، قدْ حال دُونَها طِعانٌ، كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ و هو مذكور فی الحاء. و الفَلُّوجةُ: الأَرض الطیِّبَةُ البَیْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ. و الفَلَجُ: الصبح؛ قال حمید بن ثور: عن القَرامِیصِ بأَعْلی لاحِبٍ مُعَبَّدٍ، من عَهْدِ عادٍ، كالفَلَجْ و انْفَلَجَ الصبْحُ: كانْبَلَجَ. و الفالِجُ و الفِلْجُ: مِكیالٌ ضخم معروف؛ و قیل: هو القَفِیز، و أَصله بالسُّرْیانیة فالغاء، فعُرِّب؛ قال الجعدی یصف الخمر: أُلْقِیَ فیها فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دارِینَ، و فِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ قال سیبویه: الفِلْج [الفَلْج الصِّنْفُ من الناس؛ یقال: الناسُ فِلْجانِ أَی صِنْفانِ من داخلٍ و خارج؛ قال السیرافی: الفَلْجُ [الفِلْجُ الذی هو الصِّنْفُ و النِّصْفُ مشتق من الفِلْجِ الذی هو القَفِیزُ، فالفِلج علی هذا القول عربی، لأَن سیبویه إِنما حكی الفلج علی أَنه عربی، غیر مشتقّ من هذا الأَعجمی؛ و قول ابن طفیل: تَوَضَّحْنَ فی عَلْیاء قَفْرٍ كأَنَّها مَهارِقُ فَلُّوجٍ، یُعارِضْنَ تالیَا ابن جنبة: الفَلُّوجُ الكاتِبُ. و الفَلْجُ و الفُلْجُ: القَمْرُ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: إِن المُسْلِم، ما لم یَغْشَ دناءةً یَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ و تُغْری به لِئامَ الناس، كالیاسِرِ الفالِجِ؛ الیاسِرُ: المُقامِرُ؛ و الفالِجُ: الغالبُ فی قِمارِه. و قد فَلَجَ أَصحابَه و علی أَصحابِه إِذا غَلَبَهم. و‌فی الحدیث: أَیُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه.و‌فی حدیث سعد: فأَخذْتُ سَهْمی الفالِجَ‌أَی القامِرَ الغالبَ، قال: و یجوز أَن یكون السهمَ الذی سبق به فی النِّضال. و‌فی حدیث مَعْنِ ابن یزیدَ: بایعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و خاصَمْتُ إِلیه فَأَفْلَجَنی‌أَی حَكَمَ لی و غَلَّبَنی
لسان العرب، ج‌2، ص: 349
علی خَصْمِی. و فَلالِیجُ السَّوادِ: قُراها، الواحدة فَلُّوجةٌ. و فَلْجٌ: اسم بلد، و منه قیل لطریق یأْخذ من طریق البصرة إِلی الیمامة: طریقُ بَطْنِ فَلْجٍ. ابن سیدة: و فَلْجٌ موضع بین البَصْرةِ و ضَرِیَّةَ مذكر، و قیل: هو واد بطریق البصرة إِلی مكة، ببطنه مَنازِلُ للحاجّ، مصروف؛ قال الأَشْهَبُ بن رُمَیْلَة: و إِنَّ الذی حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْمُ، كُلُّ القَوْمِ، یا أُمَّ خالِدِ قال ابن بری: النحویون یستشهدون بهذا البیت علی حذف النون من الذین لضرورة الشعر، و الأَصل فیه و إِن الذین؛ كما جاء فی بیت الأَخطل: أَ بَنی كُلَیْبٍ، إِنَّ عَمَّیَّ اللَّذا قَتَلا المُلُوكَ، و فَكَّكا الأَغْلالا أَراد اللذان، فحذف النون ضرورة. و الإِفْلِیجُ: موضع. و الفَلُّوجةُ: قَرْیَةٌ من قُری السَّوادِ. و فَلُّوجٌ: موضع. و الفَلَجُ: أَرض لبنی جَعْدَةَ و غیرهم من قَیْسٍ من نَجْدٍ. و فی الحدیث ذكر فَلَجٍ؛ هو بفتحتین، قریة عظیمة من ناحیة الیمامة و موضع بالیمن من مساكن عادٍ؛ و هو بسكون اللام، وادٍ بین البَصْرةِ و حِمَی ضَرِیَّةَ. و فالِجٌ: اسم؛ قال الشاعر: مَنْ كانَ أَشْرَكَ فی تَفَرُّقِ فالِجٍ، فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً و أَغَدَّتِ

فنج؛ ج2، ص: 349

: الفَنَجُ: إِعْرابُ الفَنَك، و هو دابَّة یُفْتَری بجلده أَی یُلْبَسُ منه فِراءٌ. ابن الأَعرابی: الفُنُجُ الثقلاء من الرجال.

فنزج؛ ج2، ص: 349

: الفَنْزَجَةُ و الفَنْزَجُ: النَّزَوانُ، و قیل: هو اللَّعِبُ الذی یقال له الدَّسْتْبَنْدْ؛ یعنی به رَقْصَ المجوسِ، و فی الصحاح: رقص العَجَمِ إِذا أَخذ بعضهم ید بعض و هم یَرْقُصونَ؛ و أَنشد قول العجاج: عَكْفَ النَّبیطِ یَلْعَبُونَ الفَنْزجا قال ابن السكیت: هی لُعْبَةٌ لهم تسمی بَنْجَكانْ بالفارسیة، فعُرِّب، و فی الصحاح هو بالفارسیة: بَنْجَهْ. ابن الأَعرابی: الفَنْزَجُ لَعِبُ النَّبیطِ إِذا بَطِروا، و قیل: هی الأَیامُ المُسْتَرَقَةُ فی حِسابِ الفُرْسِ.

فهج؛ ج2، ص: 349

: الفَیْهَجُ: من أَسماء الخَمْرِ، و قیل: هو من صِفاتِها؛ قال: أَلا یا اصْبِحانی فَیْهَجاً جَیْدَرِیَّةً بماءِ سَحابٍ، یَسْبِقُ الحَقَّ باطِلی جَیْدَرِیَّة: منسوبة إِلی قریة بالشام یقال لها جَیْدَرٌ، و قیل: منسوبة إِلی جَدَرٍ موضع هنالك أَیضاً، نَسَباً علی غیر قیاس، و قیل: الفَیْهَجُ الخَمْرُ فارسیٌّ مُعَرَّبٌ. و الحقّ: الموتُ. و الباطِلُ: اللَّهْو، و قیل: الفَیْهَجُ الخمر الصافیة. ابن الأَنباری: الفَیْهَجُ اسم مُخْتَلَقٌ للخمر، و كذلك القِنْدیدُ و أُمُّ زنْبَقٍ؛ و قیل: الفَیْهَجُ ما تُكالُ به الخمر، فارسی معرب؛ و استشهد بقوله: أَلا یا اصْبِحِینا فَیْهَجاً جَدَرِیَّةً قال ابن بری: البیت لمعبد بن سَعْنَةً، و صواب إِنشاده: أَلا یا اصْبِحانی، لأَنه یخاطِبُ صاحِبَیْهِ؛ و قبله: ألا یا اصْبِحانی قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ، و قَبْلَ وداعٍ، من زُنَیْبةَ، عاجِلِ قال: و جَدرِیَّة منسوبة إِلی جَدَرَ، قریة بالشام.
لسان العرب، ج‌2، ص: 350‌

فوج؛ ج2، ص: 350

: الفائِجُ و الفَوْجُ: القَطِیعُ من الناس، و فی الصحاح: الجماعة من الناس. و قوله تعالی: هٰذٰا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ؛ قیل: إِن معناه هذا الفَوْجَ هم أَتباعُ الرُّؤساء، و الجمع أَفْواجٌ و أَفاوِجُ و أَفاویجُ، و حكی سیبویه فُؤُوج. و قوله عز و جل: یَدْخُلُونَ فِی دِینِ اللّٰهِ أَفْوٰاجاً؛ قال أَبو الحسن: أَی جماعاتٍ كثیرةً بعدَ أَنْ كانوا یدخلون واحداً واحداً و اثنین اثنین صارت القبیلة تدخل بأَسْرِها فی الإِسلام. و الفائِج: من قولك مَرَّ بنا فائِجُ ولیمةِ فلانٍ أَی فَوْجٌ ممن كان فی طعامه. و الإِفاجةُ: الإِسْراعُ و العَدْوُ؛ قال الراجز یصف نعجة: لا تَسْبِقُ الشیْخَ إِذا أَفاجا قال ابن بری: الرجز لأَبی محمد الفقعسی؛ و قبله: أَهْدی خلِیلی نَعْجَةً هِمْلاجا، ما یَجِدُ الرَّاعِی بها لَماجا قال: و الأَصل فی الهِمْلاجِ أَنه البِرْذَوْنُ، و الهَمْلَجةُ سیره، فاستعاره للنعجة. و یقال: ما ذُقْتُ عنده لَماجاً أَی شیئاً، قال: و المشهور فی رجزه: أَعْطَی عقالٌ نَعْجَةً؛ و هو اسم رجل. و‌فی حدیث كعب بن مالك: یَتَلَقّانی الناسُ فَوْجاً فَوْجاً؛ ابن الأَثیر: الفَوْجُ الجماعة من الناسِ، و الفَیْجُ مثله، و هو مخفف من الفَیِّجِ، و أَصله الواو، یقال: فاجَ یَفُوجُ، فهو فَیِّجٌ مثل هانَ یَهُونُ، فهو هَیِّنٌ، ثم یخففان، فیقال: فَیْجٌ و هَیْنٌ. و الفائجةُ من الأَرض: مُتَّسَعُ ما بین كل مُرتَفِعَیْنِ من غِلَظ أَو رمل، و هو مذكور فی فیج أَیضاً. و ناقةٌ فائجٌ: سمینة، و قیل: هی حائل سمینة، و المعروف فائِجٌ. و فاجَ المِسْكُ: سَطَعَ، و فاجَ كَفاحَ؛ قال أَبو ذؤَیب: عَشِیَّةَ قامَتْ فی الفِناءِ كأَنَّها عَقِیلةُ سَبْیٍ، تُصْطَفَی و تَفوجُ و صُبَّ علیها الطِّیبُ، حتی كأَنها أَسِیٌّ، علی أُمِّ الدِّماغِ، حَجِیجُ

فیج؛ ج2، ص: 350

: الفَیْجُ و الفِیجُ: الانْتِشارُ. و أَفاجَ القومُ فی الأَرض: ذَهَبُوا و انْتَشَرُوا. و أَفاجَ فی عَدْوِه: أَبطأَ؛ و أَنشد: لا تَسْبِقُ الشیْخَ إِذا أَفاجا و هذا أَورده الجوهری فی ترجمة فوج شاهداً علی الإِفاجة: الإِسْراعِ و العَدْوِ. و الفَیْجُ: الجماعة من الناس؛ قال الأَزهری: أَصله فَیِّجٌ من فاجَ یَفُوجُ، كما یقال: هَیِّنٌ من هانَ یَهُونُ، ثم یخفف فیقال هَیْنٌ. و الفَیْجُ: رسول السلطان علی رِجْلِه؛ فارسی مُعَرَّبٌ، و قیل: هو الذی یسعی بالكتب، و الجمع فُیُوجٌ؛ و قول عدی: أَمْ كَیْفَ جُزْتَ فُیُوجاً، حَوْلَهُمْ حَرَسٌ، و مَرْبَضاً، بابُه، بالشَّكِّ، صَرَّارُ؟ قیل: الفُیُوجُ الذین یدخلون السجن و یخرجون یَحْرُسونَ. الجوهری فی ترجمة فوج: و الفَیْجُ فارسی معرَّب، و الجمع فُیُوجٌ، و هو الذی یَسْعَی علی رجلیه. و فی الحدیث ذكر الفَیْجِ، و هو المُسْرعُ فی مَشْیِه الذی یحمل الأَخبار من بلد إِلی بلد. و فاجَتِ الناقةُ برجلیها تَفِیجُ: نَفَحَتْ بهما من خَلْفِها؛ و ناقة فَیَّاجةٌ: تَفِیجُ برجلیها؛ قال: و یَمْنَحُ الفَیَّاجَةَ الرَّفُودا الأَصمعی: الفوائِجُ مُتَّسَعُ ما بین كلِّ مرتفعین من غِلَظٍ أَو رمْلٍ، واحدتها فائِجةٌ. أَبو عمرو: الفائِجُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 351
البِساطُ الواسِعُ من الأَرض؛ قال حمید الأَرقط: إِلَیْكَ، رَبّ الناسِ ذِی المَعارِجِ، یَخْرُجْنَ مِنْ نَخْلة ذِی مَضارِجِ، من فائِجٍ أَفْیَجَ بَعْدَ فائِجِ و قال: باتَتْت تُداعی قِرَباً أَفائِجَا أَفائِجُ و أَفاوِیجُ: جمع أَفْواجٍ؛ أَی باتَتْ تُداعِی قِرَب الماءِ فَوْجاً فوجاً قد رَكِبَتْ رُؤوسها. ابن شمیل: الفائجة كهیئة الوادی بین الجبلین أَو بین الأَبْرَقَینِ كهیئة الخَلِیفِ، إِلّا أَنها أَوسَعُ، و جمعها فَوائِجُ.

فصل القاف؛ ج2، ص: 351

قبج؛ ج2، ص: 351

: القَبْجُ: الحَجَلْ. و القَبْجُ: الكَرَوانُ، معرَّب، و هو بالفارسیة كبْجْ؛ معرّب لأَن القاف و الجیم لا یجتمعان فی كلمة واحدة من كلام العرب، و القَبْجةُ تقع علی الذكر و الأُنثی حتی تقول یَعْقُوبٌ، فیختص بالذكر، لأَن الهاء إِنما دخلته علی أَنه الواحد من الجنس، و كذلك النعامة حتی تقول ظلیمٌ، و النحلةُ حتی تقول یَعْسُوبٌ، و الدُّرّاجةُ حتی تقول حَیْقُطانٌ، و البُومةُ حتی تقول صَدًی أَو فَیّادٌ، و الحُبارَی حتی تقول خَرَبٌ، و مثله كثیر. و القَبْجُ: جبل بعینه؛ قال: لو زاحَمَ القَبْجَ لأَضْحی مائلا

قزعج؛ ج2، ص: 351

: المُقَزْعَجُ «2»: الطویل؛ عن كراع.

قطج؛ ج2، ص: 351

: أَبو عمرو: القَطْجُ إِحْكام فتل القَطاجِ [القِطاجِ، و هو قَلْسُ السَّفِینةِ. و یقال: قَطَجَ إِذا اسْتَقَی من البئر بالقَطاج، و الله أَعلم.

قنج؛ ج2، ص: 351

: التهذیب: استُعْمِلَ منه قِنَّوْجٌ، و هو موضع فی بلد الهند.

قنفج؛ ج2، ص: 351

: القِنْفِجُ القُنْفُجُ: الأَتان القصیرة العریضة.

فصل الكاف؛ ج2، ص: 351

كأج؛ ج2، ص: 351

: التهذیب: أَهمله اللیث، و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی، قال: كأَجَ الرجلُ إِذا زاد حُمْقُه. و الكِئاجُ: الفَدامةُ و الحَماقةُ.

كثج؛ ج2، ص: 351

: التهذیب: كَثَجَ الرجلُ إِذا أَكلَ من الطعام ما یَكفیه. ابن السكیت: كَثَجَ من الطعام إِذا امْتارَ فأَكثر، فهو یَكْثِجُ. ابن سیدة: كَثَجَ من الطعام إِذا أَكْثَرَ منه حتی یَمْتَلِئَ. و الكَیْذَجُ: الترابُ.

كجج؛ ج2، ص: 351

: الكُجَّةُ، بالضم و التشدید: لُعْبَةٌ للصبیان؛ قال ابن الأَعرابی: هو أَن یأْخذ الصبیُّ خَزَفَةً فیدوّرها و یجعلها كأَنها كُرةٌ ثم یَتَقَامَرُونَ بها. و كَجَّ الصبیُّ: لَعِبَ بالكُجَّةِ. و‌فی حدیث ابن عباس: فی كل شی‌ءٍ قِمارٌ حتی فی لَعِب الصبیان بالكُجَّةِ، حكاه الهرویّ فی الغریبین. التهذیب: و تسمی هذه اللُّعْبَةُ فی الحضر باسمین: الخِرْقَةُ یقال لها التُّونُ، و الآجُرَّةُ یقال لها البُكْسةُ.

كدج؛ ج2، ص: 351

: الأَزهری: أَهمله اللیث. و قال أَبو عمرو: كَدَجَ الرجلُ إِذا شرب من الشَّرابِ كِفایَتَه.

كذج؛ ج2، ص: 351

: الكَذَجُ: حِصْنٌ معروف، و جمعه كَذَجاتٌ، و فی أَواخر ترجمة كثج: و الكَیْذَجُ التراب؛ عن كراع. التهذیب: أُهملت وجوه الكاف و الجیم و الذال إِلَّا الكَذَجَ بمعنی المأْوی، و هو معرّب.
(2). قوله [المقزعج] عبارة شرح القاموس: المقرعج كمسرهد. هكذا بالراء فی النسخ و فی اللسان بالزای.
لسان العرب، ج‌2، ص: 352‌

كرج؛ ج2، ص: 352

: الكُرَّجُ: الذی یُلْعَبُ به، فارسی معرّب، و هو بالفارسیة كُرَهْ. اللیث: الكُرَّجُ دَخیلٌ معرَّب لا أَصل له فی العربیة؛ قال جریر: لَبِسْتُ سِلاحی، و الفَرَزْدَقُ لُعْبةٌ، علیها وِشاحَا كُرَّجٍ و جَلاجِلُهْ و قال: أَمْسی الفَرزْدَقُ فی جَلاجِلِ كُرَّجٍ، بَعْدَ الأُخَیطِلِ، ضَرَّةً لِجَرِیرِ اللیث: الكُرَّجُ یُتَّخَذُ مِثلَ المُهْرِ یُلعب علیه. و تَكَرَّجَ الطَّعامُ إِذا أَصابه الكَرَجُ. ابن الأَعرابی: كَرِجَ الشی‌ءُ إِذا فَسَدَ، قال: و الكارِجُ الخُبزُ المُكَرَّجُ، یقال: كَرِجَ الخُبْزُ و أَكْرَجَ و كَرَّجَ و تَكَرَّجَ أَی فَسَدَ و عَلاهُ خُضْرةٌ. و الكَرَجُ: موضع. التهذیب: الكرج اسم كُورَةٍ معروفة.

كربج؛ ج2، ص: 352

: الكُرْبَجُ و الكُرْبُجُ: الحانوتُ، و قیل: هو موضع كانت فیه حانُوتٌ مَوْرودة؛ قال ابن سیدة: و لعل الموضع إِنما سمی بذلك، و أَصله بالفارسیة كُرْبُقْ، قال سیبویه: و الجمع كَرابِجةٌ، أُلحقوا الهاء للعجمة، قال: و هكذا وجد أَكثر هذا الضرب من الأَعجمی، و ربما قالوا كرابِجَ، و یقال للحانوت: كُرْبُجٌ و كُرْبُقٌ و قُرْبُقٌ، و الله أَعلم.

كسج؛ ج2، ص: 352

: الكَوْسَجُ: الأَثَطُّ، و فی المحكم: الذی لا شعَر علی عارِضَیْه، و قال الأَصمعی: هو الناقص الأَسنان، معرّب؛ قال سیبویه: أَصله بالفارسیة كُوسَهْ. و الكَوْسَجُ: سمكة فی البحر تأْكل الناس، و هی اللُّخْمُ، و قال الجوهری: سمكة فی البحر لها خُرْطومٌ كالمِنْشارِ. التهذیب: الكاف و السین و الجیم مهملة غیر الكَوْسَجِ، قال: و هو معرّب لا أَصل له فی العربیة.

كسبج؛ ج2، ص: 352

: الكُسْبُجُ: الكُسْبُ بلغة أَهل السواد.

كلج؛ ج2، ص: 352

: أَهمله اللیث، و قال ابن الأَعرابی: الكُلُجُ الأَشِدّاءُ من الرِّجالِ. و الكَلَجُ الضَّبِّیُّ: كان رجلًا شجاعاً. ابن الأَعرابی: الكَیْلَجةُ مِكْیالٌ، و الجمع كَیالِجُ و كیالِجةٌ أَیضاً، و الهاء للعجمة.

كمج؛ ج2، ص: 352

: أَهمله اللیث؛ و روی هذا البیت لطرفة: و بِفَخْذِی بَكْرَةٌ مَهْرِیَّةٌ، مِثْلُ دِعْصِ الرَّمْلِ مُلْتَفُّ الكَمَجْ قیل: الكَمَجُ طَرَفُ مَوْصِلِ الفَخِذِ فی العَجُزِ.

كنفج؛ ج2، ص: 352

: الكُنافِجُ: الكثیر من كل شی‌ء؛ قال أَبو منصور: أَنشدنی أَعرابی بالصَّمَانِ: تَرْعی منَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجا، و رُغُلًا باتَتْ به لوَاهِجا، و الرِّمْثَ من أَلْوادِه الكُنافِجا و قال شمر: الكُنافِجُ السمین المُمْتَلِئُ. و سُنْبُلٌ كُنافِجٌ: مكتنز. ابن سیدة: و قیل هو الغلیظ الناعم؛ قال جندل بن المثنی: یَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنافِجِ

كیج؛ ج2، ص: 352

: الكِیاجُ: الفَدامةُ و الحَماقةُ.

فصل اللام؛ ج2، ص: 352

لبج؛ ج2، ص: 352

: لَبَجَه بالعصا: ضَرَبَه؛ و قیل: هو الضَّرْبُ المتتابِعُ فیه رَخاوةٌ. و لَبَجَ البعیرُ بنفْسِه: وقع علی الأَرض؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: لمَّا رأَی نَعْمانَ حَلَّ بكِرْفِئٍ عَكَرٍ، كما لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 353
أَراد: نَزَلَ هذا السَّحابُ كما ضَرَبَ هؤلاءِ الأَرْكُبُ بأَنفسهم للنزول، فالنُّزُولَ مفعول له. و لُبِجَ بالبعیرِ و الرَّجُلِ، فهو لَبیجٌ: رمی علی الأَرض بنفسه من مَرَضٍ أَو إِعْیاءٍ؛ قال أَبو ذؤَیب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ، بین تُضارُعٍ و شَابَةَ، بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِیجُ و بَرْكٌ لَبیجٌ: و هو إِبل الحیِّ كُلِّهم إِذا أَقامَتْ حَوْلَ البُیوت بارِكةً كالمَضْروب بالأَرض، و أَنشد بیت أَبی ذؤَیب. و قال أَبو حنیفة: اللَّبیجُ المُقِیمُ. و لَبَجَ بنفسِهِ الأَرضَ فنَامَ أَی ضَرَبها بها. أَبو عبید: لُبِجَ بفلان إِذا صُرِعَ به لَبْجاً. و یقال: لَبَجَ به الأَرضَ أَی رماه. و لَبَجْتُ به الأَرضَ مثل لَبَطْتُ إِذا جَلَدْتَ به الأَرضَ. و لُبِجَ بالرجل و لُبِطَ به إِذا صُرِعَ و سَقَطَ من قِیامٍ. و‌فی حدیث سهل بن حُنَیْفٍ: لما أَصابَه عامرُ بن ربیعةَ بعَیْنِهِ فَلُبِجَ به حتی ما یَعْقِلُ‌أَی صُرِعَ به. و‌فی الحدیث: تَبَاعَدَتْ شَعُوبُ من لَبَجٍ فعاشَ أَیاماً؛ هو اسم رجل. و اللَّبَجُ: الشجاعةُ، حكاه الزمخشریّ. و اللَّبَجَةُ و اللُّبْجةُ: حدیدة «1» ذاتُ شُعَبٍ كأَنها كف بأَصابعها، تَتَفَرَّجُ فیوضع فی وسطها لحم، ثم تُشَدُّ إِلی وَتِدٍ فإِذا قبَضَ علیها الذئبُ التَبَجَتْ فی خَطْمِهِ، فقبضت علیه و صَرَعَتْهُ، و الجمع اللَّبَجُ و اللُّبَجُ. و التَبَجَتِ اللُّبْجَةُ فی خَطْمِه: دَخَلَتْ و عَلِقَتْ.

لجج؛ ج2، ص: 353

: اللیث: لَجَّ فلان یَلِجُّ و یَلَجُّ، لغتان؛ و قوله: و قد لَجَجْنا فی هواك لَجَجا قال: أَراد لَجَاجاً فَقَصَره؛ و أَنشد: و ما العَفْوُ إِلَّا لامْرِئٍ ذی حَفِیظةٍ، متی یُعْفَ عن ذَنْبِ امرئِ السَّوْءِ یَلْجَجِ ابن سیدة: لَجِجْتُ فی الأَمرِ أَلَجُّ و لَجَجْتُ أَلِجُّ لَجَجاً و لجَاجاً و لَجاجَةً، و اسْتَلْجَجْتُ: ضَحِكْتُ؛ قال: فإِنْ أَنا لم آمُرْ، و لم أَنْهَ عَنْكُما، تَضاحَكْتُ حتی یَسْتَلِجَّ و یَسْتَشری و لَجَّ فی الأَمر: تمَادی علیه و أَبَی أَن یَنْصَرِفَ عنه، و الآتی كالآتی، و المصدر كالمصدر. و‌فی الحدیث: إِذا اسْتَلَجَّ أَحدُكم بیمینِهِ فإِنه آثَمُ له عند الله من الكَفَّارةِ، و هو اسْتَفْعَلَ من اللَّجاجِ. و معناه أَن یحلف علی شی‌ءٍ و یری أَن غیره خیر منه، فَیُقِیمُ علی یمینه و لا یَحْنَثُ فذاك آثَمُ؛ و قیل: هو أَن یَرَی أَنه صادقٌ فیها مُصیبٌ، فَیَلِجُّ فیها و لا یُكَفِّرها؛ و‌قد جاء فی بعض الطرق: إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدكم، بإِظهار الإِدغام، و هی لغة قریش، یظهرونه مع الجزم؛ و قال شمر: معناه أَن یَلِجَّ فیها و لا یكفرها و یزعم أَنه صادق؛ و قیل: هو أَن یَحْلِفَ و یری أَنَّ غیرها خیر منها، فیقیم للبِرِّ فیها و یترك الكفَّارة، فإِن ذلك آثَمُ له من التكفیر و الحِنْثِ، و إِتْیانِ ما هو خَیْرٌ. و قال اللحیانی فی قوله تعالی: وَ یَمُدُّهُمْ فِی طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ أَی یُلِجُّهُمْ. قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ مِنَ العرب سمع یُلِجُّهُمْ أَم هو إِدْلال من اللحیانی و تجاسُر؟ قال: و إِنما قلت هذا لأَنی لم أَسمع أَلْجَجْتُه. و رجلٌ لَجوجٌ و لَجُوجةٌ، الهاء للمبالغة، و لُجَجةٌ مثل هُمزة أَی لَجُوجٌ، و الأُنثی لَجُوجٌ؛ و قول أَبی
(1). قوله [و اللبجة و اللبجة حدیدة] زاد فی القاموس: لبجة، بضمتین.
لسان العرب، ج‌2، ص: 354
ذؤیب: فإِنی صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ، فقد لَجَّ من ماءِ الشُّؤُون لَجُوجُ أَراد: دَمْعٌ لَجُوجٌ، و قد یُستعمل فی الخیل؛ قال: من المُسْبَطِرّاتِ الجِیادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ و المُلاجَّةُ: التمادی فی الخُصومةِ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بی مَنِینُها فسره فقال: لَجَّ بی أَی ابْتُلِیَ بی، و یجوز عندی أَن یرید: ابْتُلِیتُ أَنا به، فَقَلَب. و مِلْجاجٌ كَلَجُوجٍ؛ قال ملیح: من الصُّلْبِ مِلْجاجٌ یُقَطِّعُ رَبْوَها بُغامٌ، و مَبْنِیُّ الحَصیرین أَجْوَفُ «2» و لُجَّةُ البَحْر: حیث لا یُدْرَكُ قَعْرُه. و لُجُّ الوادی: جانبُه. و لُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قال: و لُجُّ البحرِ الماءُ الكثیر الذی لا یُرَی طرَفاه، و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة: و‌فی الحدیث: من ركب البحر إِذا التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ‌أَی تَلاطَمَتْ أَمْواجُه؛ و التَجَّ الأَمرُ إِذا عَظُمَ و اخْتَلَطَ. و لُجَّةُ الأَمرِ: مُعْظَمُه. و لُجَّةُ الماءِ، بالضم: مُعْظَمُه، و خص بعضهم به معظم البحر، و كذلك لُجَّةُ الظَّلامِ، و جمعه لُجٌّ و لُجَجٌ و لِجاجٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و كیفَ بِكم یا عَلْوُ أَهلًا، و دُونَكمْ لِجاجٌ، یُقَمِّسْنَ السَّفِینَ، وَبِیدُ؟ و اسْتَعارَ حِماسُ بن ثامِلٍ اللُّجَّ للیل، فقال: و مُسْتَنْبِحٍ فی لُجِّ لَیْلٍ، دَعَوْتُه بِمَشْبُوبَةٍ فی رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ یعنی مُعْظَمَه و ظُلَمَه. و لُجُّ اللَّیْلِ: شِدَّةُ ظُلْمَتِهِ و سواده: قال العجاج یصف اللیل: و مُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِیُّ لُجٌّ، كأَنَّ ثِنْیَه مَثْنِیُّ أَی كأَنَّ عِطْفَ اللیلِ معطوفٌ مَرَّة أُخری، فاشتدّ سوادُ ظُلْمَتِه. و بحرٌ لُجاجٌ و لُجِّیٌّ: واسعُ اللُّجِّ و اللُّجُّ: السَّیْفُ، تشبیهاً بِلُجِّ البحر. و‌فی حدیث طلحة بن عبید: إِنهم أَدْخلونی الحَشَّ و قَرَّبُوا فَوَضَعوا اللُّجَّ علی قَفَیَّ؛ قال ابن سیدة: و أَظنُّ أَنَّ السیف إِنما سمِّیَ لُجّاً فی هذا الحدیث وحده. قال الأَصمعی: نُری أَن اللُّجَّ اسم یسمی به السیفُ، كما قالوا الصَّمْصامةُ و ذو الفَقار و نحوه؛ قال: و فیه شَبَهٌ بلُجَّةِ البحر فی هَوْلِهِ؛ و یقال: اللُّجُّ السیف بلغة طیِّئ؛ و قال شمر: قال بعضهم: اللُّجُّ السیف بلغة هُذَیْل و طَوائِفَ من الیمن؛ و قال ابن الكلبی: كان للأَشْتَر سیف یسمیه اللُّجَّ و الیَمَّ؛ و أَنشد له: ما خانَنِی الیَمُّ فی مَأْقِطٍ و لا مَشْهَدٍ، مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا و یروی: ما خاننی اللُّجُّ … و فلان لُجَّةٌ واسِعةٌ، علی التشبیه بالبحر فی سَعته. و أَلَجَّ القومُ و لَجَّجُوا: ركبوا اللُّجَّة. و التَجَّ المَوْجُ: عَظُمَ. و لَجَّجَ القومُ إِذا وقَعُوا فی اللُّجَّة. قال الله تعالی: فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ؛ قال الفراء: یقال بحر لُجِّیّ و لِجِّیّ، كما یقال سُخْرِیٌّ و سِخْرِیٌّ، و یقال:
(2). قوله [الحصیرین] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 355
هذا لُجُّ البحر و لُجَّةُ البحر. و قال بعضهم اللُّجّةُ الجماعة الكثیرة كلجة البحر، و هی اللُّجُّ. و لَجَّجَتِ السَّفینةُ أَی خاضَتِ اللُّجَّةَ، و التجَّ البحر التِجاجاً، و التَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ: صار فیها منه كاللُّجِّ. و التجَّ الظلامُ: التَبَسَ و اختلط. و اللَّجّةُ: الصوت؛ و أَنشد لذی الرمّة: كأَنَّنا، و القِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا، مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّیامِیمُ أَبو حاتم: الْتَجَّ صار له كاللُّجَج من السَّرابِ. و سمعت لَجَّةَ الناس، بالفتح، أَی أَصواتهم و صخَبهم؛ قال أَبو النجم: فی لَجّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ و لَجَّةُ القوم: أَصواتهم. و اللَّجّةُ و اللَّجْلَجَةُ: اختِلاطُ الأَصواتِ. و التجَّت الأَصوات: ارتفعت فاختلطت. و‌فی حدیث عِكْرِمة: سمعت لهم لَجّة بآمِینَ، یعنی أَصوات المصلِّین. و اللَّجّةُ: الجلَبَةُ. و أَلَجَّ القومُ إِذا صاحوا؛ و قد تكون اللَّجّة فی الإِبل؛ و قال أَبو محمد الحَذْلَمِیُّ: و جَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّیهْ یعنی أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه و تَسْتَرْحِمُه لیوردها الماء، و رواه بعضهم لَخَّتُها. و لَجَّ القومُ و أَلَجُّوا: اختلطت أَصواتهم. و أَلَجَّتِ الإِبلُ و الغنم إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِیها و ضَواغِیها. و‌فی حدیث الحُدَیْبیةِ: قال سُهَیْلُ بن عمرو: قد لَجَّتِ القَضیَّةُ بینی و بینك‌أَی وَجَبَتْ؛ قال هكذا جاء مشروحاً، قال: و لا أَعرف أَصله. و الْتَجَّتِ الأَرضُ: اجتمع نبتها و طالَ و كثُرَ، و قیل: الأَرض المُلْتَجّةُ الشدیدةُ الخُضْرةِ، التفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ. و أَرض بقْلُها مُلْتَجٌّ، و عین مُلْتَجَّةٌ، و كأَنَّ عَیْنَه لُجَّةٌ أَی شدیدةُ السوادِ؛ و عین مُلتَجَّةٌ، و إِنه لشدیدُ التجاجِ العین إِذا اشتَدَّ سوادُها. و الأَلَنْجَجُ و الیَلَنْجَجُ: عودُ الطیبِ، و قیل: هو شجر غیرُهُ یُتَبَخَّرُ به؛ قال ابن جنی: إِن قیل لك إِذا كان الزائد إِذا وقع أَوّلًا لم یكن للإِلحاق، فكیف أَلحقوا بالهمزة فی أَلَنْجَجٍ، و بالیاء فی یَلَنْجَجٍ؟ و الدلیل علی صحة الإِلحاق ظهور التضعیف؛ قیل: قد عُلم أَنهم لا یُلحقون بالزائد فی أَوَّل الكلمة إِلَّا أَن یكون معه زائد آخر، فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة و الیاء فی أَلَنْجَجٍ و یَلَنْجَجٍ، لمَّا انضمّ إِلی الهمزة و الیاءِ النونُ. و الأَلَنْجُوجُ و الیَلَنْجُوجُ: كالأَلنجج. و الیلنجج: عود یُتبخر به، و هو یَفَنْعَلٌ و أَفَنْعَلٌ؛ قال حُمَیْدُ بن ثَوْر: لا تَصْطَلی النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً، قد كَسَّرَتْ من یَلَنْجُوجٍ له رقَصا و قال اللحیانی: عُود یَلَنْجُوجٌ و أَلَنْجُوجٌ و أَلَنْجیجٌ فَوُصِفَ بجمیع ذلك، و هو عُودٌ طیّب الریح. و اللَّجْلجةُ: ثِقَلُ اللِّسانِ، و نَقْصُ الكلامِ، و أَن لا یخرج بعضه فی أَثر بعض. و رجل لَجْلاجٌ و قد لَجْلَجَ و تَلَجْلَجَ. و قیل لأَعرابی: ما أَشدُّ البردِ؟ قال: إِذا دَمَعَتِ العَیْنان و قطر المَنْخران و لَجْلَجَ اللِّسان؛ و قیل: اللَّجْلاجُ الذی یجولُ لسانه فی شِدْقه. التهذیب: اللَّجلاجُ الذی سَجِیَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلامِ و نَقْصُه. اللیث: اللَّجْلَجةُ أَن یتكلم الرجل بلسان غیر بَیِّنٍ؛ و أَنشد: و مَنْطِقٍ بِلِسانٍ غیرِ لجْلاجِ و اللَّجْلَجةُ و التَّلَجْلُج: التَّرَدُّدُ فی الكلام.
لسان العرب، ج‌2، ص: 356
و لَجْلَجَ اللُّقْمةَ فی فِیهِ: أَدارَها من غیر مَضْغٍ و لا إِساغةٍ. و لَجْلَجَ الشی‌ءَ فی فِیهِ: أَدارَه. و تَلَجْلَجَ هو، و ربما لَجْلَجَ الرجلُ اللُّقْمةَ فی الفم فی غیر مَوْضِع؛ قال زهیر: یُلَجْلِجُ مُضْغةً فیها أَنِیضٌ أَصَلَّتْ، فهْیَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ الأَصمعی: أَخذتَ هذا المال فأَنت لا تردُّه و لا تأْخذه كما یُلَجلِجُ الرجل اللقمةَ فلا یَبْتَلِعُها و لا یلقیها. الجوهری: یُلَجْلِجُ اللقمةَ فی فیه أَی یردِّدها فِیهِ لِلمَضْغِ. ابن شمیل: اسْتَلَجّ فلان مَتاعَ فلان و تَلَجَّجَه إِذا ادَّعاه. أَبو زید، یقال: الحَقُّ أَبْلَجُ و الباطلُ لَجْلَج أَی یُرَدَّدُ من غیر أَن یَنْفُذ، و اللَّجْلَجُ: المخْتَلِطُ الذی لیس بمستقیم، و الأَبْلَجُ: المُضِی‌ءُ المُستقیمُ. و فی‌كتاب عمر إِلی أَبی موسی: الفَهْمَ الفَهْمَ فیما تَلَجْلَجَ فی صَدْرِكَ مما لیس فی كتاب و لا سُنَّة‌أَی تَرَدَّدَ فی صَدْرِك و قَلِقَ و لم یَسْتَقِرَّ؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: الكَلِمةُ من الحِكْمَةِ تكون فی صدر المُنافِقِ، فَتَلَجْلَجُ حتی تخرج «1» إِلی صاحبها‌أَی تتحرك فی صدره و تَقْلَقُ حتی یَسْمَعَها المؤْمن فیأْخذَها و یَعِیَها؛ و أَراد تتلجلج فحذف تاء المضارعة تخفیفاً. و تَلَجْلَجَ بالشی‌ءِ: بادَرَ. و لَجْلَجَه عن الشی‌ء: أَداره لیأْخذه منه. و بَطْنُ لُجَّان: اسم موضع؛ قال الراعی: فقلت و الحَرَّةُ السَّوْداءُ دونَهُم، و بَطْنُ لُجَّانَ لما اعْتادَنی ذِكَری

لحج؛ ج2، ص: 356

: اللَّحَجُ: من بُثُور العین شِبْهُ اللَّخَصِ إِلا أَنه من تَحْت و من فوق. و اللَّحَجُ: الغَمَصُ. و اللُّحْجُ: غارُ العین الذی نَبَتَ علیه الحاجبُ. و لَحِجَتْ عینُه؛ و قال الشمَّاخ: بِخَوْصاوَیْنِ فی لُحْجٍ كَنینِ و اللُّحْجُ: كلُّ ناتٍ من الجَبَل یَنْخَفِضُ ما تحته. و اللُّحْجُ: الشی‌ء یكون فی الوادی نحو الدَّحْلِ فی أَسْفَلِه و فی أَسفل البئر و الجبل، كأَنه نَقْبٌ، و الجمع من كل ذلك أَلْحاجٌ، لم یكسَّر علی غیر ذلك. و أَلْحاجُ الوادی: نَواحِیه و أَطْرافُه، واحدها لُحْجٌ، و یقال لِزَوایا البیت: الأَلحاجُ و الأَدْحالُ و الجوازی «2» و الحَراسِمُ و الأَخْصامُ و الأَكْسارُ و المَزْوِیَّاتُ. و لَحْیٌ أَلْحَجُ: مُعْوَجٌّ؛ و قد لَحِجَ لَحَجاً. و قد لَحِجَ بینهم شَرٌّ: نَشِبَ. و لَحِجَ بالمَكانِ: نَشِبَ فیه و لَزِمَه. و لَحِجَ الشی‌ءُ إِذا ضاقَ. و المَلاحِجُ: المضایِقُ. و المَلاحِیجُ: الطُّرُق الضَّیِّقةُ فی الجبالِ، و ربما سُمِّیت المَحاجمُ مَلاحِجَ. و اللَّحْج، مجزومٌ: المَیْلُ. و التَحَجُوا إِلی كذا و كذا: مالُوا. و أَلحَجَهُم إِلیه: أَمالَهم؛ و قول رؤبة: أَو یُلْحِجُ الأَلْسُنَ منها مَلْحَجَا أَی یقول فینا فتَمِیلُ عن الحسَنِ إِلی القَبیح، و نسبه الأَزهری للعجاج. و تَلَحَّجَ علیه الأَمْرَ و لَحْوَجه: أَظْهَرَ غیر ما فی نفسِه. و لَحَّجْتُ علیه الخبَر تَلْحیجاً إِذا خَلَطْتَه علیه و أَظْهَرْتَ غیرَ ما فی نفسِك، و كذلك لَحْوَجْتُ علیه الخبرَ، و فرق الأَزهریّ بینهما، فقال: لَحْوَجْتُ علیه الخبر: خَلَطْتُه، و لَحَّجَهُ تَلْحیجاً:
(1). قوله [حتی تخرج] هذا ما بالأَصل و الذی فی نسخة یوثق بها من النهایة علی إصلاح بها تسكن بدل تخرج. (2). قوله [و الجوازی] كذا بالأَصل و مثله شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 357
أَظهر غیر ما فی نفسه؛ و خِطّةٌ مَلْحُوجَةٌ: مُخَلَّطةٌ عَوْجاءُ. الجوهری: لَحِجَ السیفُ و غیره، بالكسر، یَلْحَجُ لَحَجاً أَی نَشِبَ فی الغِمْدِ فلم یخرج مثل لَصِبَ. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه، یوم بدر: فوقع سیفه فَلَحِجَ‌أَی نَشِبَ فیه. یقال: لَحِجَ فی الأَمر یَلْحَجُ إِذا دَخَلَ فیه و نَشِبَ. و مكان لَحِجٌ أَی ضَیِّقٌ. و المُلْتَحَجُ: الملْجَأُ مثل المُلْتَحَدِ. و قد التَحَجَه إِلی ذلك الأَمْرِ أَی أَلجأَهُ و الْتَحَصَه إِلیه. و أَتی فلانٌ فلاناً فلم یجد عنده مَوْئِلًا و لا مُلْتَحَجاً أَی لم یجد عنده ملجأً؛ و أَنشد: حُبَّ الضَّریكِ تِلادَ المالِ زَرَّمَه فَقْرٌ، و لم یَتَّخِذْ فی الناسِ مُلْتَحَجا و لَحَجه بالعصا إِذا ضربه بها. و لَحَجَه بعَیْنِه. و لَحْجٌ: اسم موضع.

لخج؛ ج2، ص: 357

: الأَزهری: قال ابن شمیل: اللَّخَجُ أَسْوَأُ الغَمَصِ، تقول: عَیْنٌ لَخِجَةٌ: لَزِقَةٌ بالغَمَصِ؛ قال أَبو منصور: هذا عندی شبیه بالتصحیف، و الصواب لَخِخَتْ عینُه بخاءَیْن، و لحِحَتْ بحاءَیْن إِذا التصقت من الغَمَصِ؛ قال: قال ذلك ابن الأَعرابی و غیره، و أَما اللَّخَجُ فإنه غیر معروف فی كلام العرب، قال: و لا أَدری ما هو.

لذج؛ ج2، ص: 357

: لَذَجَ الماءَ فی حَلْقِه، علی مثال ذَلَجَ، لغة فیه أَی جَرَعَه، و قد تقدم فی موضعه.

لزج؛ ج2، ص: 357

: اللَّزَجُ: مصدر الشی‌ء اللَّزِجِ. و لَزِجَ الشی‌ءُ أَی تَمَطَّطَ و تمدَّدَ. ابن سیدة: لزِجَ الشی‌ءُ لَزَجاً و لُزُوجةً و تَلَزَّجَ علیك، و شی‌ء لَزِجٌ مُتَلَزِّجٌ، و لَزِجَ به أَی غَرِیَ به. و یقال للطعامِ أَو الطِّیب إِذا صار كالخِطْمیِّ: قد تَلَزَّجَ. و تَلَزَّجَ رأْسُه أَیضاً إِذا غسَلَه فلم یُنْقِ وسَخَه. و أَكلت شیئاً لزِجَ بإِصْبَعِی یَلْزَجُ أَی عَلِقَ. و زبیبة لَزِجةٌ. و التَّلَزُّجُ: تَتَبُّعُ البُقُولِ و الرِّعْیِ القلیل من أَوله و فی آخر ما یَبْقَی. و التَّلَزُّجُ: تَتَبُّع الدابّةِ البُقُولَ؛ قال رؤبة یصف حِماراً و أَتاناً: و فَرَغا من رَعْیِ ما تَلَزَّجا تَلَزَّجا: تتَّبعا الكلأَ و طَلباه. تَلَزَّجَ: فِعْلُ المِسْحَلِ و الأَتانِ، زاد الجوهری: لأَن النبات إِذا أَخَذَ فی الیُبْسِ غَلُظَ ماؤُه فصار كلُعاب الخِطْمِیِّ. و تَلَزَّجَ البَقْلُ إِذا كان لَدْناً فمال بعضه علی بعض. و تَلَزَّجَ النباتُ: تَلَجَّنَ.

لعج؛ ج2، ص: 357

: اللَّاعِجُ: الهَوی المُحْرِقُ، یقال: هَوًی لاعِجٌ، لحُرْقَةِ الفُؤَادِ من الحُبّ. و لَعَجَ الحُبُّ و الحُزْنُ فُؤَادَهُ یَلْعَجُ لَعْجاً: اسْتَحَرَّ فی القلب. و لَعَجَه لَعْجاً: أَحْرَقَه. و لَعَجَه الضَّرْبُ: آلمَه و أَحْرَق جِلْده. و اللَّعْجُ: أَلَمُ الضرْبِ، و كُلُّ مُحْرِقٍ، و الفعل كالفعل؛ قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَلیّ: ماذا یَغِیرُ ابْنَتَیْ رِبْعٍ عَویلُهُما؟ لا تَرْقُدانِ، و لا بُؤْسَی لِمنْ رَقَدا إِذا تَأَوَّب نَوْحٌ قامَتا معه، ضَرْباً أَلِیما بِسِبْتٍ یَلْعَجُ الجِلِدا یَغِیرُ: بمعنی یَنْفَعُ. و السِّبْتُ: جُلودُ البَقَر المَدْبُوغةُ. و اللَّعْجُ: الحُرْقةُ؛ قال إِیاسُ بن سَهْمٍ الهُذَلیّ: تَرَكْنَكَ من عَلاقتهِنَّ تَشْكو، بهِنَّ من الجَوی، لَعْجاً رَصِینا
لسان العرب، ج‌2، ص: 358
و الْتَعَجَ الرجلُ إِذا ارتَمَضَ من هَمٍّ یُصیبُه. قال الأَزهری: و سمعتُ أَعْرابیّاً من بنی كُلَیْبٍ یقول: لما فتح أَبو سعید القَرْمَطِیُّ هَجَرَ، سَوَّی حِظاراً من سَعَفِ النَّخْل، و ملأَه من النساءِ الهَجَرِیّات، ثم أَلْعَجَ النارَ فی الحِظارِ فاحْتَرَقْنَ. و المُتَلَعِّجَةُ: الشَّهْوی من النّساء؛ و المُتَوَهِّجةُ: الحارَّةُ المَكانِ.

لفج؛ ج2، ص: 358

: اللُّفْجُ «1»: مَجْری السَّیْلِ. و أَلْفَجَ الرّجُلُ: أَفْلَسَ. و أَلْفَجَ الرَّجلُ: لَزِقَ بالأَرضِ من كَرْبٍ أَو حاجةٍ. و قیل: المُلْفَجُ الذی یُحْوَجُ إِلی أَن یَسْأَلَ مَن لیس لذلك بأَهْلٍ؛ و قیل: المُلْفَجُ الذی أَفْلَسَ و علیه دین. و‌جاء رجل إِلی الحسن، فقال: أَ یُدالِكُ الرجُلُ امْرَأَتَه؟ أَی یُماطِلُها بمَهْرِها، قال: نعم إِذا كان مُلْفَجاً، و فی روایة: لا بأْس به إِذا كان مُلْفَجاً‌أَی یُماطِلُها بمَهْرِها إِذا كان فقیراً. قال ابن الأَثیر: المُلْفِجُ، بكسر الفاء، أَیضاً: الذی أَفْلَسَ و علیه الدین. و‌جاء فی الحدیث: أَطْعِمُوا مُلْفَجِیكُمْ، المُلْفَجُ، بفتح الفاء: الفقیر. ابن درید: أَلْفَجَ، فهو مُلْفَجٌ، و هذا أَحد ما جاء علی أَفْعَلَ، فهو مُفْعَلٌ و هو نادر مخالف للقیاس الموضوع. و قد اسْتَلْفَجَ؛ قال: و مُسْتَلْفِجٍ یَبْغِی المَلاجِئَ نفسَه، یعوذُ بِجَنْبَیْ مَرْخةٍ و جَلائِل «2» و أَلْفَجَ الرجلُ، فهو مُلْفَجٌ، إِذا ذهب مالُه. أَبو عبید: المُلْفَجُ المُعْدِمُ الذی لا شی‌ء له؛ و أَنشد: أَحْسابُكُم فی العُسْرِ و الإِلْفاجِ، شِیبَتْ بعَذْبٍ طَیِّبِ المِزاجِ فهو مُلْفَجٌ، بفتح الفاء. ابن الأَعرابی: كلام العرب أَفْعَلَ، فهو مُفْعِلٌ إِلا ثلاثة أَحرف: أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ، و أَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ، و أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، فهذه الثلاثة جاءَت بالفتح نوادِر؛ قال الشاعر: جاریةٌ شَبَّتْ شَباباً عُسْلُجا، فی حَجْرِ مَنْ لم یَكُ عنها مُلْفَجا أَبو زید: أَلْفَجَنی إِلی ذلك الاضطرارُ إِلْفاجاً. أَبو عمرو: اللَّفْجُ الذُّلُّ.

لمج؛ ج2، ص: 358

: اللَّمْجُ: الأَكلُ بأَطرافِ الفمِ. ابن سیدة: لَمَجَ یَلْمُجُ لَمْجاً: أَكلَ، و قیل: هو الأَكلُ بأَدْنی الفَمِ؛ قال لبید یصف عَیراً: یَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً فی النَّدی، مِنْ مَرابِیعِ رِیاضٍ و رِجَلْ قال أَبو حنیفة: قال أَبو زید: لا أَعرف اللَّمْجَ إِلَّا فی الحمیر، قال: و هو مثل اللَّمْسِ أَو فَوْقَه. و اللَّماجُ: الذَّواقُ. و رجُل لَمِجٌ: ذَوَّاقٌ، علی النسب. وما ذاق لمَاجاً أَی ما یؤْكل، و قد یُصْرَفُ فی الشراب. و ما تَلَمَّجَ عندهم بلَماجٍ و لَمُوجٍ و لُمْجةٍ أَی ما أَكَل. و ما لَمَّجوا ضیفَهم بِلَماجٍ أَی ما أَطْعَمُوه شیئاً. و اللَّمیجُ: الكثیر الأَكلِ. و اللَّمیجُ: الكثیر الجِماعِ. و اللامِجُ: الكثیر الجماعِ. و المالِجُ: الراضِعُ. التهذیب: و اللَّمْجُ تناوُلُ الحَشیش بأَدْنی الفَمِ. أَبو عمرو: التَّلَمُّجُ مثل التَلَمُّظِ. و رأَیته یَتَلَمَّجُ
(1). قوله [اللفج] كذا بالأَصل مضبوطاً. (2). قوله [الملاجئ نفسه] كذا بالأَصل مضبوطاً؛ و بهامش الأَصل بخط السید مرتضی: و قرأت فی شرح أَبی سعید السكری لعبد مناف بن ربع الهذلی: و مستلفج یبغی الملاجی لنفسه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 359
بالطعامِ أَی یَتَلَمَّظُ. و قولهم: ما ذُقْتُ شَماجاً و لا لَماجاً، و ما تَلَمَّجْتُ عنده بِلَماجٍ، و هو أَدنی ما یؤْكل، أَی ما ذُقْتُ شیئاً؛ قال الراجز: أَعْطی خَلِیلی نَعْجَةً هِمْلاجا رَجاجةً، إِنَّ له رَجاجا ما یَجِدُ الراعِی بها لَماجا، لا تَسْبِق الشیخَ إِذا أَفاجا و اللُّمْجَةُ: ما یُتَعَلَّلُ به قبل الغِذاءِ. و قد لمَّجْتُه و لَهَّنْتُه، بمعنی واحد. و لَمَّجَ الرجلَ: عَلَّله بشی‌ء قبل الغِذاء، و هو مما رُدَّ به علی أَبی عبید فی قوله لمَجْتُهُم. و مَلامِجُ الإِنسانِ: مَلاغِمُه و ما حَوْلَ فیه؛ قال: رأَتْه شیخاً حَثِرَ المَلامِجِ و لَمَجَ أُمّه و مَلَجَها إِذا رضَعَها. و لَمَجَ المرأَةَ: نكَحَها. و ذكر أَعرابی رجلًا، فقال: ما له لَمَجَ أُمَّه؟ فرفعوه إِلی السلطان، فقال: إِنما قلت: مَلَجَ أُمه، فخَلَّی سبیلَه. و قالوا: سَمیجٌ لَمیجٌ و سَمِجٌ لَمِجٌ و سَمْجٌ لَمْجٌ، إِتباع.

لنج؛ ج2، ص: 359

: التهذیب: الأَلَنْجُوجُ و الیَلَنْجُوجُ: عود جیِّد. اللحیانی: یقال عودٌ أَلَنْجُوجٌ و یَلَنْجیجٌ و یَلَنْجُوجٌ و یَلَنْجُوجِیٌّ، و هو عودٌ طَیِّبُ الریحِ؛ و قال ابن السكیت: هو الذی یُتَبَخَّرُ به.

لهج؛ ج2، ص: 359

: لَهِجَ بالأَمرِ لَهَجاً، و لَهْوَجَ، و أَلْهَجَ كلاهما: أُولِعَ به و اعْتادَه، و أَلْهَجْتُه به. و یقال: فلان مُلْهَجٌ بهذا الأَمْر أَی مُولَعٌ به؛ و أَنشد: رَأْساً بِتَهْضاضِ الرُّؤوسِ مُلْهَجا و اللَّهَجُ بالشی‌ء: الوُلوعُ به. و اللَّهْجَةُ و اللَّهَجَةُ: طَرَفُ اللِّسان. و اللَّهْجةُ و اللَّهَجةُ: جَرْسُ الكلامِ، و الفتحُ أَعلی. و یقال: فلان فصیحُ اللَّهْجَةِ و اللَّهَجةِ، و هی لغته التی جُبِلَ علیها فاعتادَها و نشأَ علیها. الجوهری: لَهِجَ، بالكسر، به یَلْهَجُ لَهَجاً إِذا أُغْریَ به فَثابرَ علیه. و اللَّهْجةُ: اللسان، و قد یُحَرَّكُ. و‌فی الحدیث: ما من ذی لَهْجةٍ أَصدَقَ من أَبی ذَرٍّ. و فی حدیث آخر: أَصْدَق لَهْجةً من أَبی ذَرٍّ؛ قال: اللَّهْجةُ اللسان. و لَهَّجْتُ القومَ تَلْهِیجاً إِذا لَهَّنْتَهم و سَلَّفْتَهم. و الْهاجَّ اللبنُ الْهِیجاجاً: خَثَرَ حتی یَخْتَلِطَ بعضُه ببعض و لم تَتِمَّ خُثورَتُه. و كذلك كل مختلط. و الْهاجَّتْ عینُه: اختلط بها النُّعاسُ. و الفَصِیلُ یَلْهَجُ أُمَّه إِذا تَناوَل ضَرْعها یَمْتَصُّه. و لَهِجَتِ الفِصالُ: أَخَذَتْ فی شُرب اللبن. و لَهِجَ الفَصیلُ بأُمّه یَلْهَجُ إِذا اعتادَ رَضاعَها، فهو فصیل لاهِجٌ، و فصیل راغِلٌ لاهِجٌ بأُمّه. و أَلْهَجَ الرجُلُ: لَهِجَتْ فِصالُه برَضاعِ أُمّهاتِها فیَعْمَلُ عند ذلك أَخِلَّةً یَشُدُّها فی الأَخْلافِ لئلا یَرْتَضِعَ الفَصیلُ. و أَلْهَج الفَصیلَ: جعلَ فی فیه خِلالًا فشدَّه لئلَّا یَصِلَ إِلی الرَّضاع؛ قال الشمَّاخ: رَعَی بارِضَ الوَسْمِیِّ، حتی كأَنما یَری بِسَفَی البُهْمَی أَخِلَّةَ مُلْهِجِ و هذه أَفْعَل التی لإِعْدام الشی‌ء و سَلْبه. أَبو منصور: المُلْهِجُ الراعی الذی لَهِجَتْ فِصالُ إِبله بأُمهاتها، فاحتاج إِلی تَفْلِیكِها و إِجْرارِها. یقال: أَلْهَجَ الراعی صاحبُ الإِبل، فهو مُلْهِجٌ، و هو التفلیكُ أَن یَجْعَل الراعی من الهُلْبِ مِثْلَ فَلْكَةِ المِغزَلِ، ثم یُثْقَبَ لسانُ الفَصیلِ فیُجْعَل فیه لئلا یَرْضَعَ. و الإِجْرارُ: أَن یُشَقَّ لسانُ الفصیل لئلا یرضع و هو
لسان العرب، ج‌2، ص: 360
البَدْحُ أَیضاً، و أَما الخَلُّ فهو أَن یأْخذ خِلالًا فیجعله فوق أَنف الفصیل یُلْزِقُه به، فإِذا ذَهب یرضع خِلْفَ أُمّه أَوجعَها طَرَفُ الخِلالِ فزَبَنَتْه عن نفسها؛ و لا یقال: أَلْهَجْتُ الفَصیلَ، إِنما یقال: أَلْهَجَ الراعی إِذا لَهِجَتْ فِصالُه، و بیت الشماخ حجة لما وصفته؛ قال یصف حمار وحش رَعی بارِضَ الوسمِیِّ، و هو أَوَّل النبْتِ حتی بَسَقَ و طالَ، فرَعَی البُهْمَی فصار سَفاها كأَخِلَّةِ المُلْهِج، فترك رعْیَها؛ قال الأَزهری: هكذا أَنشده المنذری و ذكر أَنه عرضه علی أَبی الهیثم، قال: و المُلْهِجُ الذی لَهِجَتْ فِصالُه بالرَّضاعِ؛ یقول رَعَی العَیْرُ بارِضَ الوَسْمِیّ أَوّل ما نَبَتَ إِلی أَن یَبِسَ سَفی بارِض البُهْمَی، كَرهَه لیُبْسِه، و شَبَّه شَوْكَ السَّفی لمَّا یَبِسَ بالأَخِلَّةِ التی تجعل فوقَ أُنوفِ الفِصالِ، و یُغْری بها، قال: و فسَّر الباهلیُّ البیتَ كما وصفته. الأُمَوِیُّ: لَهَّجْتُ القومَ إِذا عَلَّلْتَهم قبل الغِذاءِ بِلُهْنة یتعللون بها، و هی اللُّهْجةُ و السُّلْفةُ و اللُّمْجَةُ. و تقول العرب: سَلِّفُوا ضَیْفَكم و لَمِّجُوه و لَهِّجوه و لَمِّكُوه و عَسِّلوه و شَمِّجوه و عَیِّروه و سَفِّكُوه و نَشِّلوه و سَوِّدوه «3»، بمعنی واحد. و لَهَّجَ القومَ: أَطْعَمَهُم شیئاً یتعللون به قبل الغذاء. و المُلْهاجُّ من اللبن: الذی خَثُرَ حتی اختَلط بعضُه ببعض و لم تَتِمَّ خُثورَتُه، و كذلك كل مختلِطٍ. و أَمْرُ بنی فلانٍ مُلْهاجٌّ، علی المثل. و أَیقظنی حین الْهاجَّتْ عَیْنی أَی حین اخْتَلطَ النُّعاسُ بها. و لَهْوَجَ الشی‌ءَ: خَلَطه. و لَهْوَجَ الأَمْرَ: لم یُحْكِمْه و لم یُبْرِمْه. ابن السكیت: طعامٌ مُلَهْوَجٌ و مُلَغْوَسٌ و هو الذی لم یُنْضَجْ؛ و أَنشد الكلابی: خَیْرُ الشِّواءِ الطَّیِّبُ المُلَهْوَجْ، قد هَمَّ بالنُّضْجِ، و لمَّا یَنْضَجْ و شواء مُلَهْوَجٌ إِذا لم یُنْضَجْ. و لَهْوَجَ اللحمَ: لم یُنْعِمْ شَیَّه؛ قال الشماخ: و كُنْتُ إِذا لاقَیْتُها، كان سِرُّنا وما بیننا، مثلَ الشّواءِ المُلَهْوَجِ و قال العجاج: و الأَمْرُ، ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا، یُضْوِیكَ، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا و لَهْوَجْتُ اللحمَ و تَلَهْوَجْتُه إِذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه. و ثَرْمَلَ الطعامَ إِذا لم یُنْضِجْه صانِعُه، و لم یَنْفُضْه من الرَّمادِ إِذ مَلَّه، و یُعتَذَرُ إِلی الضیفِ، فیقال: قد رَمَّلْنا لكَ العملَ، و لم نَتَنَوَّقْ فیه للعجلةِ. و تَلَهْوَجَ الشی‌ءَ: تَعَجَّلَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لو لا الإِلهُ، و لو لا سَعْیُ صاحِبنا، تَلَهْوَجُوها، كما نالوا من العِیَرِ «4»

لهمج؛ ج2، ص: 360

: طریقٌ لَهْمَجٌ و لَهْجَمٌ: موطوءٌ مُذَلَّلٌ مُنْقادٌ. و اللَّهْمَجُ: السابقُ السریعُ؛ قال همیان: ثُمَّتَ یُرْعِیها لها لَهامِجا و یقال: تَلَهْمَجَه إِذا ابتلعه، كأَنه مأْخوذ من النَّهمةِ، و مِن تَلَمَّجَه «5».

لوج؛ ج2، ص: 360

: لاجَ الشی‌ءَ لَوْجاً: أَداره فی فِیهِ. و اللَّوْجاءُ: الحاجةُ؛ عن ابن جنی؛ یقال: ما فی صدره حَوْجاءُ و لا لوجاءُ إِلَّا قَضَیْتُها. اللحیانی:
(3). قوله [و عسلوه و عیروه و سودوه] كذا بالأَصل، و مثله شرح القاموس. (4). قوله [العیر] كذا بالأَصل مضبوطاً و مثله شرح القاموس. (5). قوله [من النهمة و من تلمجه] كذا بالأَصل المنقول من خط المؤلف و نص شرح القاموس من اللهمة أو من تلمجه كذا فی اللسان.لسان العرب، ج‌2، ص: 361‌ما لی فیه حَوْجاءُ و لا لَوْجاءُ، و لا حُوَیجاءُ و لا لُوَیجاءُ، كلاهما بالمَدِّ، أَی ما لی فیه حاجةٌ. غیره: ما لی علیه حِوَجٌ و لا لِوَجٌ.

فصل المیم؛ ج2، ص: 361

مأج؛ ج2، ص: 361

: أَبو عبید: المأْجُ الماءُ المِلْحُ؛ قال ابن هَرْمَةَ: فإِنك كالقَریحَةِ، عامَ تُمْهَی، شَرُوبُ الماءِ، ثم تَعُودُ مَأْجا قال ابن بری: صوابه ماجا، بغیر همز، لأَن القصیدة مُرْدَفَةٌ بأَلف؛ و قبلَهُ: نَدِمْتُ فلم أُطِقْ رَدّاً لشِعْری، كما لا یَشْعَبُ الصَّنَعُ الزّجاجا و القَریحةُ: أَولُ ما یُسْتَنْبَطُ من البئر. و أُمِیهَتِ البئرُ إِذا أَنْبَطَ الحافِرُ فیها الماء. ابن سیدة: مَأَجَ یَمْأَجُ مُؤُوجةً؛ قال ذو الرمة: بِأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِیَّةِ الثَّری، غَداةَ نَأَتْ عنها المُؤُوجةُ و البَحْرُ و فی التهذیب: مَؤُجَ یَمْؤُجُ مُؤُوجةً، فهو مَأْجٌ. و المَأْجُ: الأَحْمَقُ المُضْطَرِبُ كأَن فیه ضَوًی.

متج؛ ج2، ص: 361

: أَبو السَّمَیْدَعِ: سِرْنا عَقَبةً مَتُوجاً أَی بعیدة، قال: و سمعت مُدْرِكاً و مُبْتكراً الجَعْفَرِیَّیْنِ یقولان: سِرْنا عَقَبةً مَتُوجاً و مَتُوحاً و مَتُوخاً أَی بعیدةً، فإِذا هی ثلاث لغات.

مثج؛ ج2، ص: 361

: مُثِجَ بالشی‌ء: غُذِّی به؛ و بذلك فسَّر السكریُّ قول الأَعلم: و الحِنْطِئُ الحِنْطِیُّ یُمْثَجُ بالعَظِیمةِ و الرَّغائِبْ و قیل: یُمْثَجُ یُخْلَطُ. التهذیب: یقال مَثَجَ البئرَ إِذا نَزَحَها.

مجج؛ ج2، ص: 361

: مَجَّ الشرابَ و الشی‌ءَ مِن فیه یَمُجُّه مَجّاً و مَجَّ به: رَماه؛ قال رَبیعةُ بن الجَحْدَرِ الهُذَلیّ: و طَعْنةِ خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّةٍ یَمُجُّ بها عِرْقٌ، من الجَوْفِ، قالِسُ أَراد یَمُجُّ بدَمِها؛ و خصَّ بعضهم به الماءَ؛ قال الشاعر: و یَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ، و هو بَلاؤُه، و إِنْ ما سَقَوْه الماءَ، مَجَّ و غَرْغَرا هذا یصف رجلًا به الكَلَبُ، و الكَلِبُ إِذا نظر إِلی الماء تَخَیَّل له فیه ما یَكْرَهُه فلم یشربه. و مَجَّ بریقه یَمُجُّه إِذا لفَظَه. و انْمَجَّتْ نقطة من القلم: تَرَشَّشَتْ. و شیخ ماجٌّ: یَمُجُّ رِیقَه و لا یستطیعُ حَبْسَه من كُثْره. وما بقی فی الإِناء إِلَّا مَجَّةٌ أَی قَدْرُ ما یُمَجُّ. و المُجاجُ: ما مَجَّه من فیه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَخذ من الدَّلْوِ حُسْوةَ ماء، فمجَّها فی بئر ففاضَت بالماء الرَّواءِ.شمر: مَجَّ الماءَ من الفمِ صَبَّه من فمه قریباً أَو بعیداً، و قد مَجَّه؛ و كذلك إِذا مَجَّ لُعابَه، و قیل: لا یكون مَجّاً حتی یُباعِدَ به. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال فی المَضْمضةِ للصائم: لا یَمُجُّه و لكن یشرَبُه، فإِنَّ أَوَّلَه خَیْرُه؛ أَراد المَضْمَضة عند الإِفطار أَی لا یُلقیه من فیه فیذهب خُلُوفُه، و منه‌حدیث أَنس: فمَجَّه فی فیه؛ و‌فی حدیث محمود بن الربیع: عَقَلْتُ من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مَجَّةً مَجَّها فی بئر لنا.و الأَرضُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 362
إِذا كانت رَیَّا من الندی، فهی تمجُّ الماء مَجّاً. و‌فی حدیث الحسن، رضی الله عنه: الأُذُنُ مَجَّاجةٌ و للنَّفْسِ حَمْضَةٌ؛ معناه أَن للنفس شَهْوَةً فی استماعِ العلم و الأُذنُ لا تَعِی ما تَسْمَعُ، و لكنها تلقیه نسیاناً، كما یُمَجُّ الشی‌ءُ من الفم. و المُجاجةُ: الریق الذی تمجه من فیك. و مُجاجةُ الشی‌ءِ: عُصارَتُه. و مُجاجُ الجَرادِ: لُعابُه. و مُجاجُ فمِ الجاریة: رِیقُها. و مُجاجُ العنب: ما سالَ من عصیره. و یقال لما سالَ من أَفواهِ الدَّبَی: مُجاجٌ؛ قال الشاعر: و ماء قَدیم عَهْدُه، و كأَنَّه مُجاجُ الدَّبَی، لاقَتْ بهاجِرةٍ دَبَی «1» و فی روایة: … لاقت به جِرة دَبَی. و مُجاجُ النحلِ: عَسَلُها، و قد مَجَّتْه تَمُجُّه؛ قال: و لا ما تَمُجُّ النَّحْلُ من مُتَمَنِّعٍ، فقد ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً و صَفا لِیا و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یأْكُلُ القِثَّاءَ بالمُجاجِ‌أَی بالعَسَلِ، لأَن النحل تمُجُّه. الریاشی: المَجاجُ العُرْجُونُ؛ و أَنشد: بِقابِلٍ لَفَّتْ علی المَجاجِ قال: القابِلُ الفَسِیلُ؛ قال: هكذا قُرئَتْ، بفتح المیم، قال: و لا أَدری أَ هو صحیح أَم لا؟ و یقال للمطر: مُجاجُ المُزْنِ، و للعَسلِ: مُجاجُ النَّحْلِ، ابن سیدة: و مُجاجُ المُزْنِ مَطَرُه. و الماجُّ من الناسِ و الإِبل: الذی لا یستطیعُ أَن یُمْسِكَ رِیقَه من الكِبَر. و الماجُّ: الأَحمقُ الذی یَسیلُ لُعابُه؛ یقال: أَحمق ماجٌّ للذی یسیل لعابه؛ و قیل: هو الأَحمق مع هَرَمٍ، و جمع الماجِّ من الإِبلِ مَجَجةٌ، و جمع الماجِّ من الناس ماجُّونَ، كلاهما عن ابن الأَعرابی، و الأُنثی منهما بالهاء. و الماجُّ: البعیر الذی قد أَسَنَّ و سالَ لُعابه. و الماجُّ: الناقة التی تَكْبَرُ حتی تَمُجَّ الماءَ من حَلْقِها. أَبو عمرو: المَجَجُ بُلوغُ العِنَبِ. و‌فی الحدیث: لا تَبِعِ العِنَبَ حتی یَظْهَرَ مَجَجُه‌أَی بُلوغُه. مَجَّجَ العِنَبُ یُمَجِّجُ «2» إِذا طابَ و صار حُلْواً. و‌فی حدیث الخُدْرِیِّ: لا یَصْلُحُ السلَفُ فی العنب و الزیتون و أَشباهِ ذلك حتی یُمَجِّجَ؛ و منه‌حدیث الدَّجال: یُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم یُكَحِّبُ ثم یُمَجِّجُ.و المَجَجُ: اسْترخاءُ الشِّدْقینِ نحو ما یَعْرضُ للشیخ إِذا هَرِمَ. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی فی الكعبةِ صورةَ إِبراهیم، فقال: مُروا المُجَّاجَ یُمَجْمِجُون علیه؛ المُجّاجُ جمع ماجٍّ، و هو الرجلُ الهَرِمُ الذی یَمُجُّ رِیقَه و لا یستطیع حَبْسَه. و المَجْمَجَةُ: تَغْییرُ الكِتابِ و إِفْسادُه عما كُتِبَ. و‌فی بعض الكتب: مروا المَجّاجَ، بفتح المیم، أَی مُروا الكاتب یُسَوِّدُه، سمِّی به لأَنَّ قلمه یَمُجُّ المِدادَ. و المَجُّ و المُجاجُ: حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا أَنه أَشدّ استدارةً منه. قال الأَزهری: هذه الحبة التی یقال لها الماشُ، و العرب تسمیه الخُلَّر و الزِّنَّ. أَبو حنیفة: المَجَّةُ حَمْضَةٌ تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غیر أَنها أَلطف و أَصغر. و المُجُّ: سیف من سُیوفِ العرب، ذكره ابن الكلبی. و المُجُّ: فَرْخُ الحَمامِ كالبُجِّ؛ قال ابن درید: زعموا ذلك و لا أَعرف صحته. و أَمَجَّ الفَرَسُ: جَری جَرْیاً شدیداً؛ قال:
(1). قوله [و ماء قدیم إلخ] كذا بالأَصل مضبوطاً. و قوله: [و فی روایة إلخ] كذا فیه أَیضاً. (2). قوله [مجج العنب یمجج] هذا الضبط وجد بنسخة من النهایة یظن بها الصحة، و مقتضی ضبط القاموس المجج، بفتحتین، أن یكون فعله من باب تعب. قوله [و المجاج حب] ضبط فی الأَصل مجاج، بضم المیم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 363
كأَنَّما یَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجا، فَوْقَ الجُلاذِیِّ إِذا ما أَمْجَجا أَراد: أَمَجَّ، فأَظهر التضعیف للضرورة. الأَصمعی: إِذا بَدأَ الفَرَسُ یَعدو قبل أَن یَضْطَرِمَ جَرْیُه، قیل: أَمَجَّ إِمْجاجاً. ابن الأَعرابی: المُجُجُ السُّكاری، و المُجُجُ: النَّحْل. و أَمَجَّ الرجلُ إِذا ذهبَ فی البِلادِ. و أَمَجَّ إِلی بلدِ كذا: انْطَلَقَ. و مَجْمَجَ الكِتابَ: خَلَّطَه و أَفسَدَه. اللیث: المَجْمَجَةُ تَخْلیطُ الكِتابِ و إِفْسادُه بالقلم. و مَجْمَجْتُ الكِتابَ إِذا ثَبَّجْتَه و لم تُبَیِّنِ الحروفَ. و مَجْمَجَ الرجلُ فی خَبرِه: لم یبینه. و لَحْمٌ مُمَجْمَجٌ: كثیر. و كَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ: رَجْراجٌ «1» إِذا كان یَرْتَجُّ من النَّعْمةِ؛ و أَنشد: و كَفَلٍ رَیَّانَ قد تَمَجْمَجا و یقال للرجل إِذا كان مُسْتَرْخِیاً رَهِلًا: مَجْماجٌ؛ قال أَبو وجْزَةَ: طالَتْ عَلَیْهِنَّ طُولًا غَیرَ مَجْماجِ و رجلٌ مَجْماجٌ كَبَجْباجٍ: كثیرُ اللحم غلیظه. و قال شجاع السُّلَمِیُّ: مَجْمَجَ بی و بَجْبَجَ إِذا ذهَبَ بك فی الكلام مَذهَباً علی غیر الاستِقامة و ردّكَ من حال إِلی حال. ابن الأَعرابی: مَجَّ و بَجَّ، بمعنی واحد.

محج؛ ج2، ص: 363

: مَحَجَ الأَدیمَ یَمْحَجُه مَحْجاً: دَلَكَه لِیَمْرُنَ. و المَحْجُ: مَسْحُ شی‌ء عن شی‌ء حتی ینالَ المَسْحُ جلد الشی‌ء لِشِدَّةِ مَسْحِكَ، و نحو ذلك. و الرِّیحُ تَمْحَجُ الأَرضَ مَحْجاً: تَذْهَبُ بالتراب حتی تتناوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ؛ قال العَجَّاجُ: و مَحْجُ أَرْواحٍ یُبارِینَ الصَّبا، أَغْشَیْنَ مَعرُوفَ الدِّیارِ التَّیْرَبَا و یروی … التَّوْرَبا، و كلاهما التراب. و مَحَجَ المرأَةَ یَمْحَجُها مَحْجاً نَكَحَها، و كذلك مَخَجَها. قال ابن الأَعرابی: اختصم شَیْخانِ غَنَوِیٌّ و باهِلیٌّ، فقال أَحدهما لصاحبه: الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، فقال الآخر: انظروا ما قال لی: الكاذب مَحَجَ أُمَّه أَی ناكَ أُمَّه؛ فقال له الغنوی: كذب ما قلت له هكذا، و لكنی قلت: مَلَجَ أُمَّه أَی رَضَعها. ابن الأَعرابی: المَحَّاجُ الكذَّابُ؛ و أَنشد: و مَحَّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّی قال الأَزهری: فَمَحَجَ، عند ابن الأَعرابی، له معنیان: أَحدهما الجِماعُ، و الآخر الكَذِبُ. و مَحَجَ مَحْجاً: أَسرَعَ. و مَحَجَ العُودَ مَحْجاً: قشره. و مَحَجَ الدَّلْوَ مَحْجاً: خَضْخَضَها كمَخَجَها؛ عن اللحیانی؛ قال: قد صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما، یَزِیدُها مَحْجُ الدِّلا جُمُوما و یروی: مَخْجُ الدِّلا، و هی أَعرفُ و أَشهر. و ماحَجَه: ماطَله. و مَحَجَ اللبنَ و مَخَجَه إِذا مَخَضَه. ابن سیدة: و مِحاجٌ و مَحاجِ: اسم فَرسٍ معروفة من خیل العرب؛ قال: اقْدُمْ مَحاجِ، إِنه یَومٌ نُكُرْ، مِثْلی علی مِثْلِكَ یَحْمِی و یَكُرْ و مَحاجٌ: اسم موضع؛ أَنشد ثعلب:
(1). قوله [و كفل متمجمع: رجراج إلخ] كذا بالأَصل. و عبارة القاموس: و كفل ممجمج كمسلسل مرتج و قد تمجمج.
لسان العرب، ج‌2، ص: 364
لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِیلًا و مَحاجاً، فلا أُحِبُّ مَحاجَا قال ابن سیدة: و قد یكون مَحاجٌ مَفْعَلًا كالمَقالِ و المَقامِ، فیكون من غیر هذا الباب. و قال ابن الأَثیر فی كتابه فی هذه الترجمة: المَحَجَّةُ جادَّةُ الطریقِ، مَفْعَلَةٌ من الحَجِّ القَصْدِ، و المیم زائدة، و جمعها المَحاجُّ، بتشدید الجیم. و‌فی حدیث علیّ: ظَهَرَتْ مَعالِمُ الجَوْرِ و تُرِكَتْ مَحاجُّ السُّنَنِ، و قد ذكر ذلك فی موضعه.

مخج؛ ج2، ص: 364

: مَخَجَ المرأَة یَمْخَجُها مَخْجاً: نكَحها. و مَخَجَ بالدلو و غیرها مَخْجاً، و مَخَجَها: خَضْخَضَها، و قیل: جَذَب بها و نَهَزَها حتی تمتلی‌ء؛ قال: قد‌صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما، یَزِیدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُوما و كذلك تَمَخَّجَها و تماخَجَها. قال أَبو عبید: تَمَخَّجْتُ الماءَ إِذا حركته: قال: صافی الجِمامِ لم تَمَخَّجْه الدِّلا أَی لم تَمْخُضْه «2» الدِّلاء. الأَصمعی: مَخَجَ البئرَ و مَخَضَها، بمعنی واحد. و مَخَجَ البئر یَمْخَجُها مَخْجاً: أَلَحَّ علیها فی الغَرْب؛ و به فسَّرَ ابن الأَعرابی قوله: یَزیدُها مخجُ الدِّلا جُموما و أَنشد یعقوب: تَرَی الغُلامَ الیافِعَ الحَزَوَّرا، یَمْخَجُ بالدَّلْوِ، و قد تَغَشْمَرا

مدج؛ ج2، ص: 364

: اللیث: مُدَّجٌ سمكة بحریة، قال: و أَحْسَبُهُ مُعَرَّباً؛ و أَنشد أَبو الهیثم فی المدَّجِ: یُغْنی أَبا ذَرْوَةَ عن حانُوتِها، عن مُدَّجِ السُّوقِ و أَنْزَرُوتِها و قال: مُدَّجٌ سَمَكٌ اسمه متور «3». و أَنْزَرُوتِها: یرید عَنْزَرُوتِها. و فی الحدیث ذكر مُدَجِّجٍ، هو بضم المیم و تشدید الجیم المكسورة، وادٍ بین مكة و المدینة له ذكر فی حدیث الهجرة.

مذحج؛ ج2، ص: 364

: مَذْحِجٌ مثال مسجد: أَبو قبیلة من الیمن و هو مَذحِجُ بن یُحابِرَ بن مالكِ بن زَیْدِ بنِ كهْلانَ بن سبإٍ؛ قال سیبویه: المیم من نفس الكلمة.

مرج؛ ج2، ص: 364

: المَرْجُ: الفضاء، و قیل: المَرْجُ أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَی فیها الدوابُّ؛ و فی التهذیب: أَرضٌ واسعةٌ فیها نبت كثیر تَمْرُجُ فیها الدوابُّ، و الجمع مُروجٌ؛ قال الشاعر: رَعَی بها مَرْجَ رَبیعٍ مَمْرَجا و فی الصحاح: المَرْجُ الموضع الذی تَرعی فیه الدوابُّ. و مَرَجَ الدابَّةَ یَمْرُجُها إِذا أَرسلَها تَرعی فی المرج. و أَمْرَجَها: تركها تذهب حیث شاءت، و قال القتیبی: مرج دابته خَلَّاها، و أَمْرَجَها: رَعاها. و إِبلٌ مَرَجٌ إِذا كانت لا راعی لها و هی ترعی. و دابة مَرَجٌ، لا یثنی و لا یجمع؛ و أَنشد: فی رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَیاصِی و‌فی الحدیث و ذكر خیل المُرابِطِ، فقال: طَوَّلَ لها فی مَرْجٍ؛ المَرْجُ: الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كثیر تَمْرُجُ فیها الدوابُّ أَی تُخَلَّی تسرح مختلطةً حیث شاءت. و المَرَجُ، بالتحریك: مصدر قولك
(2). قوله [تمخضه] بتثلیث الخاء من المضارع كما فی القاموس. (3). قوله [مدّج سمك اسمه متور] كذا بالأَصل. و عبارة القاموس: مدّج كقبر، سمكة بحریة و تسمی المشق انتهی. و شكل فیه مشق بشد الشین.
لسان العرب، ج‌2، ص: 365
مَرِجَ الخاتم فی إِصْبَعِی، و فی المحكم: فی یدی، مَرَجاً أَی قَلِقَ، و مَرَجَ، و الكسر أَعلی مثل جَرِجَ؛ و مَرِجَ السهمُ، كذلك. و أَمْرَجَه الدم إِذا أَقْلَقَه حتی یسقط. و سهم مَرِیجٌ: قَلِقٌ. و المَرِیجُ: المُلْتَوی الأَعْوَجُ. و مَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً، فهو مارِجٌ و مَرِیجٌ: الْتَبَسَ و اخْتلَط. و فی التنزیل: فَهُمْ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ؛ یقول: فی ضلالٍ؛ و قال أَبو إِسحاق: فی أَمرٍ مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ علیهم، یقولون للنبی: صلی الله علیه و سلم، مرّة سٰاحِرٌ، و مرَّة شٰاعِرٌ*، و مرّة مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ، و هذا الدلیل علی أَن قوله مَرِیجٍ: مُلْتَبِس علیهم، و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: كیف أَنتم إِذا مَرِجَ الدینُ فَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، و اختلف الأَخَوَانِ، و حُرِّقَ البیتُ العتِیقُ؟و‌فی حدیث آخر: أَنه قال لعبد الله: كیف أَنت إِذا بَقِیتَ فی حُثالةٍ من الناس، قد مَرِجَتْ عُهُودُهم و أَماناتُهم؟أَی اختلطت؛ و معنی قوله مَرِجَ الدینُ: اضْطَرَبَ و التَبَسَ المَخْرَجُ فیه، و كذلك مَرَجُ العُهُودِ: اضْطِرابُها و قِلَّةُ الوفاء بها؛ و أَصل المَرَجِ القَلَقُ. و أَمْرٌ مَرِیجٌ أَی مختلِطٌ. و غُصْن مَرِیجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، قد التبست شَناغیبه؛ قال الهذلی: فَجالَتْ فالتَمَسْتُ به حَشاها، فَخَّرَ كأَنه غُصنٌ مَرِیجُ و فی التهذیب: خُوطٌ مَرِیجٌ أَی غُصنٌ له شُعَبٌ قِصارٌ قد التبست. و مَرَجَ أَمْرَه یَمْرُجُه. ضَیَّعه. و رجل مِمْراجٌ: یَمْرُجُ أُمورَه و لا یُحْكِمُها. و مَرِجَ العَهْدُ و الأَمانةُ و الدِّینُ: فَسَدَ؛ قال أَبو دُواد: مَرِجَ الدِّینُ، فأَعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ و أَمْرَجَ عَهْدَهُ: لم یَفِ به. و مَرِجَ الناسُ: اختلطوا. و مَرِجَتْ أَماناتُ الناس: فسدت. و مَرِجَ الدِّینُ و الأَمرُ: اخْتَلَطَ و اضْطَرَبَ؛ و منه الهَرْجُ و المَرْجُ. و یقال: إِنما یسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً للكلام. و المَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ. و المَرَجُ: الفسادُ. و‌فی الحدیث: كیف أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّینُ؟أَی فسَدَ و قَلِقَتْ أَسبابُه. و المَرْجُ الخَلْطُ. و مَرَجَ الله البحرَیْنِ العذْبَ و المِلْحَ: خَلَطَهما حتی التقیا. الفراء فی قوله عز و جل: مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیٰانِ؛ یقول: أَرْسَلَهُما ثم یلتقیانِ بعد، و قیل: خَلَّاهما ثم جعلهما لا یلتبس ذا بذا، قال: و هو كلام لا یقوله إِلَّا أَهل تِهامَةَ، و أَما النحویون فیقولون أَمْرَجْتُه و أَمْرَجَ دابَّتَه؛ و قال الزّجَّاج: مَرَجَ خَلَطَ؛ یعنی البحرَ المِلحَ و البحرَ العَذْبَ، و معنی لا یبغیان أَی لا یبغی المِلحُ علی العذب فیختلط. ابن الأَعرابی: المَرْجُ الإِجْرَاءُ، و منه قوله مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ* أَی أَجراهُما؛ قال الأَخفش: و یقول قومٌ: أَمْرَجَ البحرینِ مثل مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ*، فَعَلَ و أَفْعَلَ، بمعنی. و المارِجُ: الخِلْطُ. و المارِجُ: الشُّعْلةُ السَّاطِعَةُ ذاتُ اللَّهَبِ الشَّدید. و قوله تعالی: وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ؛ قیل: معناه الخِلْطُ، و قیل: معناه الشُّعْلةُ، كل ذلك من باب الكاهِل و الغارِبِ؛ و قیل: المارِجُ اللَّهَبُ المُختَلِطُ بسَوادِ النارِ؛ الفراء: المارِجُ هاهنا نارٌ دونَ الحِجابِ منها هذه الصَّواعِقُ و بُرِئ جلده منها: أَبو عبید: مِنْ مٰارِجٍ من خِلْطٍ مِنْ نٰارٍ. الجوهریّ: مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 366
نار لا دخان لها خلق منها الجانّ. و‌فی حدیث عائشة: خُلِقتِ الملائكة من نورٍ و خُلِقَ الجانّ مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ؛ مارِجُ النار: لَهَبُها المختلط بسوادها. و رجل مَرّاجٌ: یَزیدُ فی الحدیثِ؛ و قد مَرَجَ الكَذِبَ یَمْرُجُه مَرْجاً. و أَمْرَجَتِ الناقةُ، و هی مُمْرِجٌ إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعد ما صارَ غِرْساً و دَماً، و فی المحكم: إِذا أَلقت ماءَ الفحل بعد ما یكون غِرْساً و دماً؛ و ناقة مِمْراجٌ إِذا كان ذلك عادتَها. و مَرَجَ الرجلُ المرأَةَ مَرْجاً: نَكَحَها. روی ذلك أَبو العلاء یرفعه إِلی قُطْرُب، و المعروف هَرَجَها یَهْرُجُها. و المَرْجانُ: اللُّؤْلُؤُ الصِّغارُ أَو نحوُه، واحدته مَرْجانةٌ، قال الأَزهری: لا أَدری أَ رُباعِیٌّ هو أَم ثُلاثِیٌّ؛ و أَورده فی رباعی الجیم، و قال بعضهم: المَرْجانُ البُسَّذُ، و هو جَوهَرٌ أَحمر، قال ابن بری: و الذی علیه الجمهور أَنه صغار اللؤْلُؤِ كما ذكره الجوهری؛ و الدلیل علی صحة ذلك قول إمرئ القیس بن حُجْر: أَذُودُ القَوافیَ عَنِّی ذِیادا، ذِیادَ غُلامٍ جَرِیٍّ جِیادا «1» فأَعْزِلُ مَرْجانَها جانِباً، و آخُذُ من دُرِّها المُسْتَجادا و یقال: إِنَّ هذا الشعر لإمرئ القیس بن حُجْر المعروف بالذائِدِ. و قال أَبو حنیفة: المَرْجانُ بَقْلةٌ رِبْعِیَّةٌ تَرْتَفع قِیسَ الذراعِ، لها أَغْصان حُمْرٌ و ورق مُدَوَّرٌ عریض كثیف جدّاً رَطْبٌ رَوٍ، و هی مَلْبَنَةٌ، و الواحِدُ كالواحدِ. و مَرْجُ الخُطَباء: موضع بخُراسان. و مَرْجُ راهِطٍ بالشامِ؛ و منه یوم المَرْجِ لِمَرْوان بنِ الحكم علی الضحّاكِ بن قیس الفِهْریّ. و مَرْجُ القَلَعَةِ، بفتح اللام: منزل بالبادیة. و مَرْجَةُ و الأَمْراجُ: مَوْضِعانِ؛ قال السُّلَیْكُ بن السُّلَكةِ: و أَذْعَرَ كَلّاباً یَقُودُ كِلابَهُ، و مَرْجةُ لمَّا اقْتَبِسْها بِمقْنَبِ و قال أَبو العیال الهُذَلی: إِنّا لَقِینا بَعْدَكم بدِیارِنا، من جانِبِ الأَمْراجِ، یوماً یُسْأَلُ أَراد یُسأَلُ عنه.

مزج؛ ج2، ص: 366

: المَزْجُ: خَلْطُ المِزاجِ بالشی‌ء. و مَزْجُ الشرابِ: خَلْطُه بغیره. و مِزاجُ الشرابِ: ما یُمْزَجُ به. و مَزَجَ الشی‌ءَ یَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه. و شرابٌ مَزْجٌ: مَمْزُوجٌ. و كلُّ نوعین امْتَزَجا، فكل واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ و مِزاجٌ. و مِزاجُ البدَنِ: ما أُسِّسَ علیه من مِرَّةٍ؛ و فی التهذیب: و مِزاجُ الجِسْمِ ما أُسِّس علیه البدن من الدّم و المِرّتَیْنِ و البَلْغَمِ. و المِزْجُ و المَزْجُ: العَسَلُ؛ و فی التهذیب: الشَّهْدُ؛ قال أَبو ذؤیب: فجاءَ بِمِزْجٍ لم یَرَ الناس مِثلَهُ؛ هو الضَّحْكُ، إِلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ قال أَبو حنیفة: سمِّی مِزْجاً لِأَنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طیب به، و سَمَّی أَبو ذؤیب الماءَ الذی تُمْزَجُ
(1). قوله [جریّ جیادا] كذا بالأَصل. و الذی فی مادة [ذود] من القاموس غویّ جرادا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 367
به الخمر مِزْجاً. لأَن كل واحد من الخمرِ و الماء یُمازِجُ صاحِبَه؛ فقال: بِمزْجٍ من العَذْب، عَذْبِ السَّراةِ، یُزَعْزِعُه الرِّیحُ، بعدَ المَطَرْ و مَزَّجَ السُّنبُلُ و العنب: اصْفَرَّ بعد الخضرة. و فی التهذیب: لَوَّنَ من خُضْرة إِلی صفرة. و رجل مَزَّاجٌ و مُمَزِّجٌ: لا یثبتُ علی خُلُقٍ، إِنما هو ذو أَخْلاق، و قیل: هو المُخَلِّطُ الكَذّاب؛ عن ابن الأَعرابی: و أَنشد لِمَدْرَجِ الرِّیح: إِنی وَجَدْتُ إِخاءَ كلِّ مُمَزِّجٍ مَلِقٍ، یَعُودُ إِلی المَخانةِ و القِلَی و المِزْجُ اللَّوْزُ المُرُّ. قال ابن درید: لا أَدری ما صحتُه، و قیل: إِنما هو المَنْج. و المَوْزَجُ: الخُفُّ؛ فارسیٌّ مُعَرَّبٌ، و الجمع مَوازِجةٌ، أَلْحقُوا الهاء للعجمة؛ قال ابن سیدة: و هكذا وجد أَكثر هذا الضرب الأَعجمی مُكَسَّراً بالهاء، فیما زعم سیبویه، و المَوْزَجُ معرّب و أَصله بالفارسیة مُوزَهْ، و الجمع المَوازِجَةُ مثل الجَوْرَبِ و الجَوارِبةِ، و الهاء للعجمة، و إِن شئتَ حذفتها؛ و‌فی الحدیث: أَنَّ امرأَةً نَزَعَتْ خُفَّها أَو مَوْزَجَها فَسَقَتْ به كَلْباً.ابن شمیل: یَسأَلُ السَّائِلُ، فیقال: مَزِّجُوهُ أَی أَعْطُوه شیئاً؛ و أَنشد: و أَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ و أَنْطَوِی، إِذا الماءُ أَمْسی لِلْمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ «1» و قول البریق الهذلی: أَ لمْ تَسْلُ عن لَیْلی، و قد ذهَبَ الدَّهْرُ، و قد أُوحِشَتْ منها الموازِجُ و الحَضْرُ «2»؟ قال ابن سیدة: أَظُنُّ المَوازِجَ مَوْضِعاً، و كذلك الحَضْرُ.

مشج؛ ج2، ص: 367

: المَشْجُ و المَشِجُ و المشَجُ و المَشِیجُ: كل لَوْنینِ اخْتلَطا، و قیل: هو ما اختلط من حمرة و بیاض، و قیل: هو كل شیئین مختلطین، و الجمع أَمْشاجٌ مثل یَتیمٍ و أَیْتامٍ؛ و منه قول الهذلی: سیطَ به مَشِیجُ. و مَشَجْتُ بَیْنهما مَشْجاً: خَلَطْتُ؛ و الشی‌ءُ مَشیجٌ؛ ابن سیدة: و المَشِیجُ اخْتِلاطُ ماء الرجل و المرأَة؛ هكذا عبر عنه بالمصدر و لیس بقویّ؛ قال: و الصحیحُ أَن یقال: المَشِیج ماء الرجل یختلط بماءِ المرأَة. و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشٰاجٍ نَبْتَلِیهِ؛ قال الفراء: الأَمْشاجُ هی الأَخْلاطُ: ماءُ الرجلِ و ماء المرأَةِ و الدمُ و العَلَقَة، و یقال للشی‌ء من هذا: خِلْطٌ مَشِیجٌ كقولك خَلِیطٌ و مَمْشُوجٌ، كقولك مَخْلُوطٌ مُشِجَتْ بِدمٍ، و ذلك الدمُ دمُ الحیضِ. و قال ابن السكیت: الأَمشاجُ الأَخلاطُ؛ یرید الأَخْلاطَ النطفةَ «3» لأَنها مُمْتَزِجةٌ من أَنواعٍ، و لذلك یولد الإِنسان ذا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ؛ و قال الشَّمَّاخُ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ علی مَشَجٍ، سُلالتهُ مَهِینُ و قال الآخر: فَهُنَّ یَقذِفْنَ من الأَمْشاجِ، مِثْلَ بُزولِ الیَمْنَةِ الحجاجِ «4» و قال أَبو إسحاق: أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ من منیّ و دم، ثم یُنْقَلُ من حالٍ إِلی حالٍ. و یقال: نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لماء الرجل یختلط بماء المرأَةِ و دَمِها. و‌فی الحدیث فی
(1). قوله [و أغتبق الماء إلخ] كذا بالأَصل، و لا شاهد فیه كما لا یخفی. (2). قوله [أوحشت إلخ] فی معجم یاقوت: أقفرت منها الموازج فالحضر. (3). قوله [یرید الأَخلاط النطفة] عبارة شرح القاموس: یرید النطفة. (4). قوله [مثل إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 368
صفة المولود: ثم یكون مَشِیجاً أَربعین لیلة؛ المَشِیجُ: المختلِطُ من كل شی‌ء مَخْلوطٍ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و مَحَطَ الأَمْشاجَ من مَسارِبِ الأَصْلابِ؛ یرید المنیَّ الذی یَتولَّدُ منه الجَنِینُ. و الأَمْشاجُ: أَخْلاطُ الكَیْمُوساتِ الأَربعِ، و هی: المِرارُ الأَحمرُ و المِرارُ الأَسْودُ و الدمُ و المنیّ؛ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ الدمِ بالنطفة، هذا أَصله؛ و‌عن الحسن فی قوله تعالی: أَمْشٰاجٍ؛ قال: نعم و الله إِذا استعجل مشَج خلقه من نطفة.ابن سیدة: و أَمْشاجُ البدَنِ طَبائِعهُ، واحدها مَشْجٌ و مَشَجٌ و مَشِجٌ؛ عن أَبی عبیدة. و علیه أَمْشاجُ غُزولٍ أَی داخِلةٌ بعضُها فی بعض؛ یعنی البُرود فیها أَلوانُ الغُزُولِ. الأَصمعی: أَمْشاجُ و أَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها فی بعض؛ و قولُ زهَیر بن حَرام الهذلی: كأَنَّ النَّصْلَ و الفُوقَیْنِ منها، خِلالَ الرِّیشِ، سِیطَ به مَشِیجُ و رواه المبرد: كأَنَّ المَتْنَ و الشَّرْجَینِ منه، خِلافَ النصْلِ، سِیطَ به مَشیجُ أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ. و الشَّرْجَینِ: حَرْفَیِ الفُوقِ، و هو فی الصحاح: سیطَ به المَشِیجُ؛ و رواه أَبو عبیدة: كأَنَّ الرِّیشَ و الفُوقَیْنِ منها، خِلالَ النصْلِ، سِیطَ به المَشیجُ

معج؛ ج2، ص: 368

: المَعْجُ: سُرعةُ المَرّ. و ریح مَعُوجٌ: سریعةُ المَرّ؛ قال أَبو ذؤَیب: تُكَرْكِرُه نَجْدِیَّةٌ، و تَمُدّهُ مُسَفْسِفةٌ، فَوقَ التُّرابِ، مَعُوجُ و مَعَجَ السَّیْلُ یَمْعَجُ: أَسْرَعَ؛ و قَولُ ساعِدةَ بن جُؤَیَّةَ: مُسْتأْرِضاً بَینَ أَعْلی اللِّیثِ أَیْمَنَهُ إِلی شَمَنْصِیرَ، غَیْثاً مُرْسَلًا مَعِجا «1» إِنما هو علی النسب أَی ذو مَعْجٍ. و مَعَجَ فی الجَرْیِ یَمْعَجُ مَعْجاً: تَفَنَّنَ. و قیل: المَعْجُ أَن یَعْتَمِدَ الفَرَسُ علی إِحدی عُضادَتَی العنانِ، مرة فی الشِّقِّ الأَیمَنِ و مرة فی الشق الأَیسر. و فرسٌ مِمْعَجٌ: كثیر المَعْجِ. و حمار مَعَّاجٌ و مَعُوجٌ: یَسْتَنُّ فی عَدْوِه یمیناً و شمالًا. و مَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً: سارتْ سَیراً سَهْلًا؛ أَنشد ثعلب: من المُنْطیاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَ ما یُرَی فی فُرُوعِ المُقْلَتَیْنِ نُضُوبُ أَی تسیر هذا السیر الشدید بعد ما تَغُور عیناها من الإِعْیاء و التعَب. و مَعَجَ فی سیره إِذا سارَ فی كل وجه، و ذلك من النَّشاطِ؛ قال العجاج یصف العیر: غَمْرَ الأَجارِیِّ مِسَحّاً مِمْعَجا و مَرَّ یَمْعَجُ أَی مَرَّ مَرًّا سَهْلًا. و‌فی حدیث معاویة: فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفَرَّقَ لها السُّفُنُ‌أَی ماجَ و اضْطَرَبَ. و المَعْجُ: هُبُوبُ الرِّیحِ فی لینٍ. و الرِّیحُ تَمْعَجُ فی النبات: تَقْلِبُه یمیناً و شمالًا؛ قال ذو الرمة: أَو نَفْحة من أَعالی حَنْوةٍ مَعَجَتْ فیها الصَّبا مَوْهِناً، و الرَّوضُ مَرْهُومُ
(1). قوله [بین أعلی] كذا بالأَصل هنا. و فی معجم یاقوت: بین بطن؛ و كذا فی غیر موضع من هذا الكتاب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 369
و مَعَجَ الرجلُ جارِیَتَه یَمْعَجُها إِذا نكحها. و مَعَجَ المُلْمُولَ فی المكْحُلةِ إِذا حَرَّكَه فیها. و مَعَجَ الفَصِیلُ ضَرْعَ أُمِّه یَمْعَجُه مَعْجاً: لَهَزَه و قلَّبَ فاه فی نواحِیهِ لِیَتَمَكَّنَ فی الرَّضاع؛ قال عقبة بن غَزوان: فعَلَ ذلك فی مَعْجَةِ شَبابه و علوة «2» شبابه، و عُنْفُوانِه، و قال غیره: فی مَوْجةِ شَبابه، بمعناه.

مغج؛ ج2، ص: 369

: مَغَجَ الفَصِیلُ أُمَّه یَمْغَجُها مَغْجاً: لَهَزَها. الأَزهری: عن أَبی عمرو: مَغَجَ إِذا عَدَا، و مَغَجَ إِذا سارَ، قال: و لم أَسمع مَغَجَ لغیره.

مفج؛ ج2، ص: 369

: رجل ثَفاجةٌ مَفَاجةٌ: أَحْمَقُ مائقٌ. و‌فی حدیث بعضهم: أَخذنی الشُّراةُ فرأَیتُ مُساوِراً قد ارْبَدَّ وجْهُه، ثم أَوْمأَ بالقَضیب إِلی دجاجة كانت تَتبَخْتَرُ بین یدیه، و قال: تسَمَّعی یا دجاجةُ، تَعَجَّبی یا دَجاجةُ، ضَلَّ علیٌّ و اهْتَدی مَفاجةٌ.و قد مَفَجَ و ثَفَجَ إِذا حَمُقَ، حكی ذلك الهرویّ فی الغریبین.

ملج؛ ج2، ص: 369

: مَلَجَ الصبیُّ أُمه یَمْلُجُها مَلْجاً و مَلِجَها إِذا رضَعَها، و أَمْلَجَتْه هی. و قیل: المَلْجُ تناوُلُ الشی‌ء، و فی الصحاح: تناوُلُ الثدْی بأَدْنی الفم. و رجل مَلْجانُ مَصَّانُ: یَرْضَعُ الإِبلَ و الغنَم من ضُروعِها و لا یَحْلُبُها لئلا یُسْمَع، و ذلك من لُؤْمه. و امْتَلَجَ الفصیلُ ما فی الضَّرْع: امْتصَّه. و الإِملاجُ: الإِرْضاعُ. و‌فی الحدیث: لا تُحَرِّمُ الإِمْلاجةُ و لا الإِمْلاجَتانِ؛ یعنی أَن تُمِصَّه هی لَبَنَها؛ و فی النهایة: لا تُحَرِّمُ المَلْجةُ و المَلْجَتانِ، قال: المَلْجُ المَصُّ، و المَلْجةُ المرّةُ، و الإِمْلاجةُ المرَّة أَیضاً مِن أَمْلَجَتْه أُمُّه أَی أَرْضَعَتْهُ؛ یعنی أَن المَصَّةَ و المَصَّتَینِ لا یُحَرِّمان ما یُحَرِّمُه الرضاعُ الكامِلُ؛ و منه‌الحدیث: فجَعَلَ مالكُ بن سِنانٍ یَمْلُجُ الدمَ بفیه من وجه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ثم ازْدَرَدَه‌أَی مَصَّه ثم ابْتَلَعَه؛ و منه‌حدیث عمرو ابن سعید، قال لعبد الملك بن مَرْوانَ یوم قتلَه: أُذَكِّرُكَ مَلْجَ فُلانةَ، یعنی امرأَة كانت أَرضعتهما. و المَلِیجُ: الرَّضِیعُ. و المَلِیجُ: الجَلِیلُ من الناسِ أَیضاً. و مَلَجَ المرأَةَ: نَكَحَها كَلَمَجَها. و المُلْجُ: السُّمْرُ من الناسِ؛ و فی نوادر الأَعراب: أَسودُ أَمْلَجُ، و هو اللَّعِسُ. و الأَمْلَجُ: الأَصفر الذی لیس بأَسودَ و لا أَبیض، و هو بینهما؛ یقال: ولدَت فلانةُ غلاماً فجاءت به أَمْلَجَ أَی أَصْفَرَ لا أَبیضَ و لا أَسْودَ. و الأَمْلَجُ: ضرب من العَقاقِیر سمِّی بذلك للَوْنِه. أَبو زید: و المُلْجُ نَوی المُقْلِ، و جمعه أَمْلاجٌ؛ غیره: و المُلْجُ نواة المُقْلةِ. و مَلَجَ الرجلُ إِذا لاكَ المُلْجَ. و الأُمْلُوجُ: نَوَی المُقْلِ مثل المُلْجِ؛ و منه‌حدیث طَهْفَةَ: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، دخل علیه قوم یشكون القحطَ، و فی نسخة: وفْدٌ من الیمن، فقال قائلهُم: سَقَطَ الأُمْلُوجُ و ماتَ العُسْلُوجُ؛ و قیل: الأُمْلُوجُ ورق من أَوراق الشجر كالعیدان، لیس بعریض كورق الطَّرْفاء و السرْو، و الجمع الأَمالِیجُ، حكاه الهروی فی الغریبین. و الأُملُوجُ: الغصن الناعم؛ و قیل: هو العِرْقُ من عُرُوقِ الشجَر یُغْمَسُ فی الثری لِیَلِینَ؛ و قیل: هو ضرب من النبات ورقه كالعیدان. و‌فی روایة: سقط الأُملوج من البِكارةِ، هو جمع بَكْرٍ، و هو الفَتیُّ السمین من الإِبل، أَی سقط عنها ما علاها
(2). قوله [و علوة] كذا فی الأَصل بمهملة، و فی شرح القاموس بغین معجمة. و نص القاموس فی مادة غلو: و الغلواء، بالضم و فتح اللام و یسكن: الغلوّ و أَوّل الشباب و سرعته كالغلوان بالضم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 370
من السِّمَنِ برَعْیِ الأُمْلُوج، فسَمَّی السِّمَنَ نفسَه أُمْلُوجاً علی سبیل الاستعارة، قال ابن الأَثیر: قاله الزمخشری. و المُلُجُ: الجِداءُ الرُّضَّعُ. و المالَجُ: الذی یُطَیَّن به، فارسی مُعَرَّبٌ.

منج؛ ج2، ص: 370

: المَنْجُ: إِعرابُ المَنْك، و هو دخیل فی العربیة، و هو حَبٌّ إِذا أُكِلَ أَسْكَرَ آكِلَه و غَیَّرَ عقله؛ قال أَبو حنیفة: هو اللَّوْزُ الصِّغار، و قال مرة: المنج شجر لا ورق له، نباته قُضْبان خُضْر فی خضرة البقل، سُلْبٌ عارِیةٌ یُتخذ منها السِّلالُ.

مهج؛ ج2، ص: 370

: المُهْجَةُ: دم القلب، و لا بقاء للنَّفْسِ بعد ما تُراقُ مُهْجَتُها، و قیل: المُهْجَةُ الدَّمُ؛ و حكی عن أَعرابی أَنه قال: دَفَنْتُ مُهْجَتَه «1» أَی دمَه؛ و یقال: خَرَجَت مُهْجَتُه أَی روحُه. و قیل: المُهْجةُ خالِصُ النفْسِ؛ قال أَبو كبیر: یَكْوی بها مُهَجَ النُّفوسِ، كأَنما یَسْقِیهمُ بالبابِلِیِّ المُمْقِرِ الأَزهری: بَذَلْتُ له مُهْجَتی أَی بذلت له نفسی و خالِصَ ما أَقْدِر علیه. و مُهْجةُ كلّ شی‌ء: خالِصُه. و الماهِجُ و الأُمْهُجُ و الأُمْهُجانُ: كلُّه اللبن الخالص من الماء، مشتق من ذلك؛ قال: و عَرَّضوا المجلِسَ مَحْضاً ماهِجا و قیل: هو اللبن الرقیق ما لم یتغیر طعمه. و لَبن أُمْهُجانٌ إِذا سَكَنَتْ رَغْوته و خَلَص و لم یخثُر. و لبن ماهِجٌ إِذا رقَّ؛ و لبن أُمْهوجٌ مِثله؛ و منه مُهْجة نفسِه: خالص دمِه. و شحْمٌ أُمْهُجٌ، بالضم، أَی رقیق. ابن سیدة: شحم أُمْهُجٌ نِی‌ءٌ، و هو من الأَمثلة التی لم یذكرها سیبویه. قال ابن جنی: قد حُظر فی الصفة أُفْعُلٌ، و قد یُمكِن أَن یكون محذوفاً من أُمْهُوجٍ كأُسْكوبٍ، قال: و وجدت بخطّ أَبی علیّ عن الفراء: لَبَنٌ أُمْهوجٌ، فیكون أُمْهج هذا مقصوراً، هذا قول ابن جنی. أَبو عمرو: مَهَجَ إِذا حَسُن وجهُه بعد علة. قال ابن سیدة: و أُمْهوجٌ و أُمْهُجانٌ نِی‌ءٌ كأُمْهُج.

موج؛ ج2، ص: 370

: المَوْجُ: ما ارتفع من الماء فوق الماء، و الفعل ماجَ الموجُ، و الجمع أَمْواج؛ و قد ماجَ البحرُ یموجُ مَوْجاً و مَوَجاناً و مُؤُوجاً، و تَموَّج: اضطرَبَت أَمواجُه. و مَوْجُ كلِّ شی‌ء و موَجانُه: اضطرابُه. و المُؤُوجُ: مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ. و مُؤُوجُ السِّلْعَة: تَموُّرٌ بین الجلد و العظم. ابن الأَعرابی: ماجَ یَموج إِذا اضطرَب و تحَیَّر. و رجلٌ مَؤُوجٌ: مائجٌ؛ أَنشد ثعلب: و كلُّ صاحٍ ثَمِلًا مَؤُوجا و الناسُ یَموجون، و ماجَ الناسُ: دخل بعضُهم فی بعض. و ماج أَمْرُهم: مَرِجَ. و فرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع «2» أَی جَوَاد، و قیل: هو الطویلُ القَصَبِ، و قیل: هو الذی یَنْثَنی فیَذهبُ و یجی‌ءُ.

میج؛ ج2، ص: 370

: التهذیب، ابن الأَعرابی: ماجَ فی الأَمْر إِذا دار فیه. قال: و المَیْجُ الاختلاطُ.
(1). قوله [دفنت مهجته] قال فی شرح القاموس بعد حكایة الأَعرابی نقلًا عن الصحاح: هكذا فی النسخ، و وجدت فی هامشه أنه تصحیف، و الذی ذكره ابن قتیبة و غیره فی هذا: دفقت مهجته، بالفاء و القاف؛ قلت: و مثله فی نسخ الأَساس، و هو مجاز. (2). قوله [غوج موج إتباع] سبق فی مادة غوج: و فرس غوج موج؛ غوج جواد، و موج اتباع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 371

فصل النون؛ ج2، ص: 371

نأج؛ ج2، ص: 371

: نائِجاتُ الهامِ: صوائحُها. و النَّئِیج: الصَّوت. و نأَجَ البُومُ یَنْأَجُ نأْجاً: صاح، و كذلك الإِنسان؛ و هو أَحْزَنُ ما یكون من الدُّعاء و أَضْرَعُه و أَخْشَعُه. و رجلٌ نَأْآجٌ: رفیع الصوت. و نَأَجَ الثَّورُ یَنْئِج و یَنْأَجُ نأْجاً و نُؤَاجاً: صاحَ. و ثور نَأْآجٌ: كثیر النَّأْجِ. و النَّأْجُ و النَّئِیجُ: السُّرعة. و النَّأْآج: السریع. و ریحٌ نَؤُوجٌ: شدیدة المَرِّ. و رجل نَأْآج إِذا تضرع فی دعائه. و نأَجَ إِلی الله یَنْأَجُ أَی تضرَّعَ فی الدعاء؛ و أَنشد: و لا یَغُرَّنَّكَ قَوْلُ النُّؤَّجِ، الخالجِینَ القَوْلَ كلَّ مَخْلَجِ و قال العجاج فی الهام: و اتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا و النائجات: الرِّیاح الشَّدیدة الهُبُوب. و‌فی الحدیث: ادعُ ربك بأَنْأَجِ ما تَقْدِرُ علیه؛ أَی بأَبلَغ ما یكون من الدُّعاء و اضْرَعْ. و نَأَجَت الریحُ تَنأَج نَئیجاً: تَحَرّكَتْ، فهی نَؤُوج، و لها نئِیجٌ أَی مَرٌّ سریعٌ مع صَوْت، و تقول منه: نُئِجَ القومُ؛ قال الشاعر: و تُنْأَجُ الرُّكْعبانُ كلَّ منْأَجِ، به نَئِیجُ كلِّ ریحٍ سَیْهَجِ و نَأَجَتِ الرِّیحُ الموضعَ: مَرَّتْ علیه مَرًّا شدیداً؛ قال أَبو حیَّة النمیری: إِلّا خوالِدَ أَشْباهاً، بَقِینَ علی رَیبِ الحَوادِثِ، فی مَرْكُوَّة جَدَدِ «1» و نَأَجَ فی الأَرض یَنْأَجُ نُؤُوجاً إِذا ذهب، و فی التهذیب: و نَأَجَ الخبر أَی ذهب فی الأَرض. و نَأَج الأَمرَ: أَخَّرَه، و نأَجَت الإِبِلُ فی سیرها؛ و أَنشد ابن السكیت: قد عَلِم الأَحْماءُ و الأَزاوِیجْ أَنْ لیس عنْهُنَّ حدیثٌ مَنْؤُوجْ قال: المَنْؤُوجُ المعطوف.

نبج؛ ج2، ص: 371

: النبَّاجُ: الشدیدُ الصَّوت. و رجل نَبَّاجٌ. و نَبَّاحٌ: شدیدُ الصَّوت، جافی الكلام. و قد نَبَج یَنْبِجُ نَبیجاً؛ قال الشاعر: بأَسْتاهِ نَبَّاجِینَ شُنْجِ السَّواعد و یقال أَیضاً للضَّخْم الصوتِ من الكِلاب؛ إِنه لَنَبَّاجٌ و نُباجُ الكلب و نَبِیجُه و نَبْجُه، لغة فی النُّباح. و كلْبٌ نُبَاجِیٌّ: ضَخْم الصوت؛ عن اللحیانی. و إِنه لشدید النُّباجِ و النُّباحِ. و أَنْبَجَ الرجلُ إِذا خَلَّطَ فی كلامه. و النَّبَّاجُ: المتكلم بالحُمْق. و النبَّاجُ: الكَذَّابُ، هذه عن كراع. و النَّبْج: ضَرْبٌ من الضَّرْطِ. و النَّبَّاجة: الاسْتُ؛ یقال: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك إِذا حَبَق. و النُّباجُ، بالضم: الرُّدامُ. و نَبَجَت القَبَجَةُ، و هو دخیلٌ، إِذا خرجت من جُحْرها. قال أَبو تراب: سأَلت مُبْتَكراً عن النُّباج، فقال:
(1). قوله [إلا خوالد إلخ] كذا بالأَصل، و لا شاهد فیه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 372
لا أَعْرِفُ النُّباج إِلا الضُّراطَ. و الأَنْبِجاتُ، بكسر الباء: المُرَبَّباتُ من الأَدْویة؛ قال الجوهری: أَظنُّه مُعَرَّباً. و النَّبْج: نبات. و الأَنْبَجُ: حَمْل شَجَرٍ بالهِنْد یُرَبَّبُ بالعسل علی خِلْقة الخَوْخِ مُحَرَّف الرأْس، یُجْلَب إِلی العراق فی جَوفهِ نَوَاةٌ كنواة الخَوْخ، فمن ذلك اشتقوا اسمَ الأَنْبِجَاتِ التی تُربَّبُ بالعسل من الأُتْرُجّ و الإِهْلِیلَج و نحوه؛ قال أَبو حنیفة: شجر الأَنْبَج كثیر بأَرْض العرب من نواحی عُمان، یُغْرَس غَرْساً، و هو لونان: أَحدُهما ثمرَتُه فی مثل هیئة اللَّوز لا یزال حُلْواً من أَوَّلِ نباته، و آخَرُ فی هیئة الإِجَّاصِ یبدو حامِضاً ثم یَحْلو إِذا أَیْنَع، و لهما جمیعاً عَجْمة و ریحٌ طیِّبة و یُكْبس الحامِضُ منهما، و هو غَضٌّ فی الجِباب حتی یُدْرِك فیكون كأَنه المَوْز فی رائحته و طَعْمه، و یَعْظُم شجَرُه حتی یكونَ كشَجَرِ الجَوْزِ، و ورَقهُ كوَرَقهِ، و إِذا أَدْرَك فالحُلْو منه أَصْفَر و المُزُّ منه أَحمر. أَبو عمرو: النَّابِجَةُ و النَّبِیجُ كان من أَطْعِمة العَرَب فی زمن المَجاعة، یُخَاضُ الوَبَرُ باللبن و یُجْدَح؛ قال الجعدی یذكر نساء: تَرَكْنَ بَطالَةً، و أَخَذْنَ جِذًّا، و أَلْقَیْنَ المَكاحِلَ للنَّبیج ابن الأَعرابی: الجِذُّ و المِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ؛ قال المفضل: العرب تقول للمِخْوَضِ المِجْدَحَ و المِزْهَفَ و النَّبَّاجَ. و نَبَجَ إِذا خاضَ سَویقاً أَو غیره. و مَنْبِجٌ: مَوْضِعٌ؛ قال سیبویه: المیم فی مَنْبِجٍ زائدة بمنزلة الأَلف لأَنها إِنما كثُرت مزیدة أَولَّا، فموضع زیادتها كموضع الأَلف، و كثرتها ككثرتها إِذا كانت أَوَّلًا فی الاسم و الصفة، فإِذا نسبت إِلیه فتحت الباء، قلت: كِساءٌ مَنْبَجَانیٌّ، أَخرجوه مُخْرَجَ مَخْبرانیّ و مَنظرانیّ؛ قال ابن سیدة: كساء مَنْبَجانی منسوب إِلیه، علی غیر قیاس. و عَجِینٌ أَنْبَجانٌ أَی مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ «1»، و لم یأْت علی هذا البناء إِلا حرفان: یومُ أَرْوَنانٍ «2» و عجین أَنبجان؛ قال الجوهری: و هذا الحرف فی بعض الكتب بالخاء المعجمة، قال: و سماعی بالجیم عن أَبی سعید و أَبی الغوث و غیرهما. ابن الأَعرابی: أَنْبَجَ الرجلُ جلس علی النِّباج، و هی الإِكام العالیةُ؛ و قال أَبو عمرو: نَبَجَ إِذا قعد علی النَّبَجةِ، و هی الأَكمَةُ. و النُّبُجُ: الغَرَائِرُ السُّودُ. النِّباجُ و هما نِباجانِ «3»: نِباجُ ثَیْتَلَ، و نِباجُ ابن عامرٍ. الجوهری: و النِّباجُ قَریة بالبادیة أَحیاها عبدُ اللهِ بنُ عامر. الأَزهری: و فی بلاد العرب نِباجانِ، أَحدهما علی طریق البصرة، یقال له نِباجُ بنی عامرٍ و هو بِحذاء فَیْدَ، و النِّباجُ الآخرُ نِباجُ بنی سعد بالقَرْیَتَیْن. و‌فی الحدیث: ائْتُونی بِأَنْبِجانیَّةِ أَبی جَهمِ؛ قال ابن الأَثیر: المحفوظ بكسر الباء، و یُروی بفتحها. یقال: كساء أَنْبِجانیٌّ، منسوب إِلی مَنْبِج المدینة المعروفة، و هی مكسورة الباء، ففتحت فی النسب و أُبدلت المیم همزة، و قیل: إِنها منسوبة إِلی موضع اسمه أَنْبِجان، و هو أَشبه لأَن الأَوّل فیه تعسف، و هو كساء یُتخذ من الصوف له خَمْلٌ و لا عَلَم له،
(1). قوله [منتفخ] هو فی الأَصل بالخاء و الجیم و علیه لفظ معاً انتهی. (2). قوله [یوم أَرونان] فی مادة رون من القاموس و یوم أَرونان مضافاً و منعوتاً صعب و سهل ضد. انتهی. (3). قوله [النباج و هما إلخ] كذا بالأَصل و لعله و النباج نباجان.
لسان العرب، ج‌2، ص: 373
و هی من أَدون الثیاب الغلیظة، و إِنما بعث الخمیصة إِلی أَبی جهم لأَنه كان أَهْدَی للنبی، صلی الله علیه و سلم، الخَمِیصَةَ ذَاتَ الأَعْلام، فلما شغلته فی الصلاة قال: رُدُّوها علیه و ائْتُونی بأَنْبِجانِیَّتِه، و إِنما طَلَبها لئلا یُؤَثِّر رَدُّ الهدیَّةِ فی قلبه؛ قال: و الهمزة فیها زائدة فی قول.

نبهرج؛ ج2، ص: 373

: النَّبَهْرَجُ: كالبَهْرَجِ، و هو مذكور فی موضعه.

نتج؛ ج2، ص: 373

: النِّتاجُ: اسم یَجْمع وضْعَ جمیعِ البهائِمِ؛ قال بعضهم: هو فی الناقة و الفرس، و هو فیما سِوی ذلك نَتج، و الأَول أَصح؛ و قیل: النِّتاجُ فی جمیع الدَّوابِّ، و الوِلادُ فی الغنم، و إِذا وَلیَ الرجلُ ناقةً ماخِضاً و نِتاجَها حتی تضع، قیل: نَتَجها نَتْجاً. یقال: نَتَجْتُ الناقةَ «1» أَنْتِجُها إِذا وَلِیتَ نَتاجَها، فأَنا ناتِجٌ، و هی مَنْتُوجةٌ؛ و قال ابن حِلِّزةَ: لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها، إِنك لا تَدْرِی مَنِ الناتجُ و قد قال الكمیت بیتاً فیه لفظ لیس بالمُسْتَفِیضِ فی كلام العرب، و هو قوله: لِیَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعدَ فِتْنَةٍ و المعروف من الكلامِ لیَنْتِجُوها. التهذیب عن اللیث: لا یقال نَتَجَتِ الشاةُ إِلا أَن یكون إِنسان یَلی نَتاجَها، و لكن یقال: نُتِجَ القومُ إِذا وضَعَتْ إِبلُهم و شاؤُهم؛ قال: و منهم من یقول: أَنْتَجَتِ الناقَةُ إِذا وضَعَتْ؛ و قال الأَزهری: هذا غلط، لا یقال أَنْتَجَتْ بمعنی وَضَعَتْ؛ و‌فی الحدیث: كما تُنْتَجُ البَهیمةُ بَهِیمَةً جَمْعاءَ‌أَی تَلِدُ؛ قال: یقال نُتِجَتِ الناقةُ إِذا ولدت، فهی مَنْتُوجةٌ، و أَنْتَجَتْ إِذا حَملت، فهی نَتُوجٌ، قال: و لا یقال مُنْتِجٌ. و نَتَجْتُ الناقةَ أَنْتِجُها إِذا ولَّدْتَها. و الناتِجُ للإِبل: كالقابلة للنساء. و‌فی حدیث الأَقرع و الأَبرص: فأُنْتِجَ هذانِ، و وَلَّدَ هذا؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی الروایة أُنْتِجَ، و إِنما یقال نُتِجَ، فأَما أَنْتَجَتْ، فمعناه إِذا حمَلَت و حان نَتَاجُها؛ و منه‌حدیث أَبی الأَحوص: هل تَنْتِج إِبلَك صِحاحاً آذانُها؟أَی تُوَلِّدها و تَلی نَتاجَها. أَبو زید: أَنْتَجَتِ الفرسُ، فهی نُتوجٌ و مُنْتِجٌ إِذا دنا وِلادُها و عظم بطنها. و قال یعقوب: إِذا ظهر حملها؛ قال: و كذلك الناقة، و لا یقال مُنْتِجٌ، قال: و إِذا ولدت الناقةُ من تلقاء نفسها و لم یلِ نَتَاجَها، قیل: قد انْتَتَجَتْ، و حاجَی به بعض الشعراء فجعله للنخل، فقال أَنشده ابن الأَعرابی: إِنَّ لنَا مِن مالِنا جِمالا؛ مِنْ خَیْرِ ما تَحْوی الرجالُ مالا، نَحْلُبُها [نَحْلِبُها غُزْراً و لا بِلالا بِهِنَّ، لا علًّا و لا نِهالا، یُنْتَجْن كلَّ شتْوةٍ أَجْمالا یقول: هی بَعْلٌ لا تحتاج إِلی الماء. و قد نَتَجَها نَتْجاً و نَتَاجاً و نُتِجَتْ. و أَما أَحمد بن یحیی فجعله من باب ما لا یُتكلم به إِلا علی الصیغة الموضوعة للمفعول؛ الجوهری: نُتِجَتِ الناقةُ، علی ما لم یُسَمَّ فاعله، تُنْتَجُ نَتَاجاً، و قد نَتَجَها أَهلُها نَتْجاً؛ قال الكمیت: و قال المُذَمِّرُ للناتِجینَ: متی ذُمِّرَتْ قَبْلِیَ الأَرْجُلُ؟
(1). قوله [نتجت الناقة إلخ] هو من باب ضرب كما فی المصباح. و النتاج، بالفتح: المصدر، و بالكسر: الاسم، كما فی هامش نسخ القاموس نقلًا عن عاصم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 374
و النَّتُوجُ من الخیل و جمیعِ الحَافِرِ: الحَامِلُ، و قد أَنْتَجَتْ؛ و بعضهم یقول: نَتَجَتْ، و هو قلیل. اللیث: النَّتُوجُ الحامِلُ من الدوابِّ؛ فرس نَتُوجٌ و أَتانٌ نَتوج: فی بطنها ولد قد استبان؛ و بها نِتاجٌ أَی حَمل، قال: و بعض یقول للنَّتوج من الدواب: قد نَتَجَتْ بمعنی حملت، و لیس بعامّ. ابن الأَعرابی: نُتِجَتِ الفرسُ و الناقةُ: ولَدت، و أُنْتِجَتْ: دَنا وِلادُها، كلاهما فِعْلُ ما لم یُسَمَّ فاعله؛ و قال: لم أَسمع نَتَجَت و لا أَنْتَجَتْ علی صیغة فعل الفاعل؛ و قال كراع: نُتِجَتِ الفَرَسُ، و هی نَتُوجٌ، لیس فی الكلام فُعِلَ و هی فَعُولٌ إِلا هذا، و قولهم: بُتِلَتِ النخلةُ عن أُمِّها و هی بَتُولٌ إِذا أُفْرِدَت؛ و قال مرة: أَنْتَجَتِ الناقةُ و هی نتُوجٌ إِذا ولَدت، لیس فی الكلام أَفْعَلَ و هی فَعُولٌ إِلا هذا، و قولهم: أَخْفَدَتِ الناقةُ و هی خَفُودٌ إِذا أَلقت ولدها قبل أَن یتم، و أَعَقَّتِ الفرسُ و هی عَقُوقٌ إِذا لم تحمل، و أَشَصَّتِ الناقةُ و هی شَصُوصٌ إِذا قلَّ لبنها؛ و ناقةٌ نَتِیجٌ: كَنَتُوجٍ، حكاها كراع أَیضاً. و قال أَبو حنیفة: إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ الناسُ و وَلَّدوا و اجْتُنِیَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ، هكذا حكاه نتَّج، بتشدید التاء، یذهب فی ذلك إِلی التكثیر. و بالناقة نِتاجٌ أَی حمل. و أَنْتَجَ القومُ: نُتِجَتْ إِبلهم و شاؤُهم. و أَنْتَجَتِ الناقةُ: وضعت من غیر أَن یلیها أَحد. و الریح تُنْتِجُ السحابَ: تَمْریه حتی یخرج قطره. و فی المثل: إِن العَجْزَ و التوانی تَزاوَجا فأَنْتَجا الفَقْر. یونس: یقال للشاتین إِذا كانتا سنّاً واحدة: هما نَتیجةٌ، و كذلك غنمُ فلان نَتائِجُ أَی فی سن واحدة. و مَنْتِجُ الناقةِ: حیث تُنْتَجُ فیه، و أَتَتِ الناقةُ علی مَنْتِجِها أَی الوقتِ الذی تُنْتَجُ فیه، و هو مَفْعِلٌ، بكسر العین.

نثج؛ ج2، ص: 374

: التهذیب ابن الأَعرابی: المِنْثَجَةُ الاست، سمیت مِنْثَجةً لأَنها تَنْثِجُ أَی تُخرج ما فی البطن. غیره: و یقال لأَحد العِدْلَیْنِ إِذا استرخی: قد اسْتَنْثَجَ؛ قال هِمْیانُ: یَظَلُّ یَدْعُو نِیبَه الضَّماعِجا، بِصَفْنَةٍ تزقِی هدِیراً ناتجا أَی مسترخیاً؛ و الله أَعلم.

نجج؛ ج2، ص: 374

: نَجَّتِ القُرْحَةُ تَنِجُّ، بالكسر، نَجًّا و نَجِیجاً: رَشَحَت؛ و قیل: سالَتْ بما فیها. الأَصمعی: إِذا سال الجُرْح بما فیه، قیل: نَجَّ یَنِجُّ نَجِیجاً؛ قال القَطِران: فإِنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ و نَجَّتْ، فإِنَّ الله یَفعل ما یَشاء و هذا البیت أَورده الجوهری منسوباً لجریر، و نبه علیه ابنُ بَرِّی فی أَمالیه أَنه للقَطِران، كما ذكره ابن سیدة. یقال: خَبُثَتِ القُرْحة إِذا فسَدت و أَفْسَدت ما حَولها؛ یُرید أَنها، و إِن عَظُمَ فسَادُها. فاللهُ قادرٌ علی إِبْرَائِها. و‌فی حدیث الحجاج: سأَحْمِلُك علی صَعْبٍ حَدْباءَ «2» حِدْبارٍ یَنِجُّ ظهرُها‌أَی یسیلُ قَیْحاً، و كذلك الأُذُن إِذا سال منها الدَّمُ و القَیْحُ. و أُذُنٌ نَجَّةٌ: رافِضةٌ بما لا یُوَافِقُها من الحدیث. و یقال: جاء بِأَدْبَرَ یَنِجُّ ظهرُه. و نَجَّ الشی‌ءَ من فیه نَجًّا: كمجَّه.
(2). قوله [صعب حدباء] كذا ضبط صعب فی الأَصل بالتنوین، و كذا فیما بأیدینا من النهایة هنا و فی حدبر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 375
و نَجْنَجَ فی رأْیه و تَنَجْنَجَ: اضطرَبَ. و تَنَجْنَجَ لحمُه «1» أَی كَثُرَ و استرخَی. و نَجْنَجَ أَمْرَه إِذا ردَّد أَمْرَه و لم یُنَفِّذْه؛ و قال ذو الرمة: حتی إِذا لم یَجِدْ وَغْلًا و نَجْنَجَها مَخافةَ الرَّمْیِ، حتی كلُّها هِیمُ و النَّجْنَجَةُ: التحریك و التقلیب. و یقال: نَجْنِجْ أَمْرَك فلَعَلَّك تَجِدُ إِلی الخُرُوج سَبیلًا. و نَجْنَجَ إِذا هَمَّ بالأَمْرِ و لم یَعْزِم علیه. اللیث: النَّجْنَجةُ الجَوْلَةُ عند الفَزْعةِ؛ و قال العجاج: و نَجْنَجَتْ بالخَوْف مَن تَنَجْنَجا أَبو تراب: قال بعضُ غَنیٍّ: یقال لجْلَجْتُ اللُّقْمة و نَجْنَجْتها إِذا حَرَّكْتَها فی فِیك و ردَّدْتَها فلم تَبْتَلِعْها. شجاع السّلَمی: مَجْمَجَ بی و نَجْنَجَ إِذا ذَهَب بكَ فی الكلام مَذْهباً علی غیر الاسْتِقامة، و ردَّكَ مِنْ حالٍ إِلی حالٍ. ابن الأَعرابی: مَجَّ و نَجَّ، بمعنی واحد؛ و قال أَوس: أُحاذِرُ نَجَّ الخَیلِ فَوْقَ سَراتِها، و رَبًّا غَیُوراً، وَجْهُه یتمَعَّر نَجَّتُها: إِلْقاؤُها زَوالَها «2» عن ظهورها. و نَجْنَجَ الرجُلَ: حَرَّكَه. و نَجْنَجَه عن الأَمر: كَفَّه؛ قال: فَنَجْنَجَها عن ماءِ حَلْیَةَ، بعد ما بَدَا حاجِبُ الإِشْراق، أَو كاد یُشْرِقُ و النَّجْنَجَةُ: الحَبس عن المَرْعی. و نَجْنَجَ إِبلَه نَجْنَجَةً إِذا ردّها عن الماء. الجوهری: نَجْنَجَ إِبِلَه إِذا ردَّها علی الحَوض؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: حتی إِذا لم یجد وَغْلًا و نَجنَجَها و النَّجْنَجَةُ: تَرْدیدُ الرأْی. و نَجْنَجت عیْنُه غارت. و الیَنْجُوجُ و الأَنجُوجُ: العود الذی یُتبَخَّرُ به؛ قال أَبو دواد: یَكْتَبِینَ الأَنْجُوجَ فی كَبَّةِ المَشْتَی، و بُلْهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ و‌فی حدیث سَلْمَانَ: أُهْبِطَ آدَمُ من الجنة و علیه إِكْلِیلٌ، فَتحاتَّ منه عودُ الأَنْجُوج؛ هو لغة فی العود الذی یُتَبَخَّر به، و المشهور فیه أَلَنْجوج و یَلَنْجُوج و أَلَنْجَج، و الأَلف و النون زائدتان؛ و‌فی الحدیث: مَجامِرُهُمُ الأَلَنْجوج؛ قال ابن الأَثیر: كأَنه یَلِجُّ فی تَضَوُّعِ رائحتهِ، و هو انتشارُها.

نحج؛ ج2، ص: 375

: النَّحْج: كنایة عن النكاح، و الخاء لغة.

نخج؛ ج2، ص: 375

: نخج السیلُ فی سَنَدِ الوادی یَنْخِج نَخْجاً: صدَمه. و نَخَجَ الرجلُ المرأَة ینخُجُها «3» نَخْجاً: نكحها. و النَّخَّاجةُ: الرشّاحةُ. و النَّخْج: أَن تَضَع المرأَةُ السِّقاءَ علی رُكْبَتَیها ثم تَمْخُضه؛ و قیل: النَّخْج أَن تأْخذَ اللبنَ و قد رابَ، فتَصُبَّ لبناً حلیباً، فتخرُجَ الزُّبْدة فَشْفاشةً لیست لها صلابةٌ. ابن السكیت: و النَّخِیجَةُ زُبْدٌ رَقیقٌ یَخرُجُ من السِّقاء إِذا حُمِل علی بَعیر بعد ما نُزِعَ زُبْدُه الأَول، فیُمْخَض فیخرُجُ منه زُبْدٌ رقیق. و قال غیره: هو النَّخیجُ، بغیر هاءٍ. و فُلانٌ میمونُ
(1). قوله [و تنجنج لحمه إلخ] تبع الجوهری فیه. و الذی فی القاموس هو غلط، و إِنما هو تبجبج، بباءین‌انتهی. و فی شرحه أَصل الردّ للهروی فی الغریبین. (2). هكذا فی الأَصل. (3). قوله [ینخجها] ضبط فی الأَصل كما تری و هو مقتضی صنیع المجد. و أما نخج السیل، فضبط فیه المضارع، بالكسر، و صرح به شارح القاموس و قد سوی بینهما المجد فی الإِطلاق.
لسان العرب، ج‌2، ص: 376
العریكة و النخیجةِ و الطبیعة، بمعنًی واحد. و یقال: النجخة، بتقدیم الجیم، قال الجوهری: و لا أَدری ما صحته. و نَخَجَ الدَّلوَ فی البئر نَخْجاً و نَخَجَ بها: حَرَّكَها فی الماء لِتَمْتلئَ، لغة فی مَخَجَهَا، إِذا خَضْخَضَها، و زعم یعقوب أَن نونَ نخج بدل من میم مخج.

ندج؛ ج2، ص: 376

: فی حدیث الزُّبَیر: و قَطَع أُنْدُوجَ سَرْجِه‌أَی لِبْدَه؛ قال أَبو موسی: هكذا وجدته بالنون، قال ابن الأَثیر: و أَحسَبُه بالباء.

نرج؛ ج2، ص: 376

: النَّیْرَجُ و النَّوْرَجُ و النُّورَجُ، الأَخیرة یمانیة و لا نظیر له: كلُّ ذلك المِدْوَسُ الذی یُداسُ به الطعام، حدیداً كان أَو خشباً، و أَقْبَلَت الوَحْشُ و الدَّوابُّ نَیْرَجاً، و هی تَعْدو نَیْرَجاً: و هی سرعةٌ فی تردُّدٍ. و كلُّ سریع: نَیْرَجٌ؛ قال العجاج: ظَلَّ یُبارِیها و ظَلَّت نَیْرَجا و فی نوادر الأَعراب: النَوْرَجُ السرابُ. و النَّوْرَجُ: سِكَّة الحَرَّاث. و النِّیرَجُ: أُخَذٌ تُشْبِه السِّحْرَ، و لیست بحقیقته، و لا كالسِّحْر، إِنما هو تشبیه و تلبیس. و ریحٌ نَیْرَجٌ و نَوْرَجٌ: عاصِفٌ. و امرأَةٌ نَیْرَجٌ: داهیة مُنكرة.

نزج؛ ج2، ص: 376

: ابن الأَعرابی: نَزَجَ إِذا رَقَصَ. غیره: النَّیزَجُ جَهازُ المرأَةِ إِذا كان نازِیَ البَظْر طَویلَه؛ و أَنشد: بذاكَ أَشْفِی النَّیْزَجَ الخِجاما

نسج؛ ج2، ص: 376

: النَّسْجُ: ضَمُّ الشی‌ء إِلی الشی‌ء، هذا هو الأَصلُ. نَسَجه یَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ و نَسَجت الریحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً: سَحَبَتْ بعضَه إِلی بعض. و الریحُ تَنْسِج التراب إِذا نَسَجت المَوْرَ و الجَوْلَ علی رُسومها «1». و الریح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طرائِقُ كالحُبُكِ. و نَسَجَت الریحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِیحانِ طولًا و عَرْضاً، لأَن الناسِجَ یَعترِضُ النسیجة فیُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَی. و نَسَجَت الریحُ الماءَ: ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فیه طَرائِقُ؛ قال زهیر یصف وادیاً: مُكَلَّلٌ بعَمِیمِ النَّبْتِ، تَنْسِجُه رِیحٌ خَریقٌ، لِضاحی مائِهِ حُبُك و نَسَجت الریحُ الوَرقَ و الهَشیمَ: جَمَعَتْ بعضَه إِلی بعض؛ قال حُمید بن ثور: و عادَ خُبَّازٌ یُسَقِّیه النَّدی ذُراوَةً، تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ و النَّسْج معروف، و نَسَجَ الحائِكُ الثوبَ یَنْسِجُه و یَنْسُجُه نَسْجاً، مِن ذلك لأَنه ضَمَّ السَّدَی إِلی اللُّحْمة، و هو النَّسّاجُ، و حِرْفَته النِّساجَة، و ربما سُمِّی الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً. و‌فی حدیث جابر: فقام فی نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها؛ هی ضَرْبٌ من المَلاحِف مَنسوجة، كأَنها سُمِّیت بالمصدر. و قالوا فی الرجل المحمود: هو نَسِیجُ وحْدِه؛ و معناه أَن الثوبَ إِذا كان كریماً لم یُنْسَجْ علی مِنْوالِه غیرُه لِدِقَّتِه، و إِذا لم یكن كریماً نَفِیساً دَقِیقاً عُمِلَ علی مِنْوالِه سَدَی عِدَّةِ أَثوابٍ؛ و قال ثعلب: نَسیجُ وَحْدِه الذی لا یُعْمَلُ علی مثاله مِثْلُه؛ یُضْرَبُ مثلًا لكل مَنْ بُولِغَ فی مَدْحِه، و هو كقولك: فلان واحدُ عصرِه و قَرِیعُ قَومِه، فنَسیجُ وَحْدِه أَی لا نظیرَ له فی عِلم أَو غَیره،
(1). قوله [علی رسومها] كذا بالأَصل، و عبارة الأَساس: و من المجاز الریح تنسج رسم الدار، و التراب و الرمل و الماء إِذا ضربته فانتسجت له طرائق كالحبك.
لسان العرب، ج‌2، ص: 377
و أَصلُه فی الثوب لأَنَّ الثوبَ الرفیعَ لا یُنْسَجُ علی مِنوالِه. و‌فی حدیث عمر: مَنْ یَدُلُّنی علی نَسیجِ وَحْدِه؟یُریدُ رجلًا لا عَیْب فیه، و هو فَعِیلٌ بمعنی مفعول، و لا یقال إِلّا فی المدح. و‌فی حدیث عائشةَ أَنها ذكرت عمر تَصِفُه، فقالت: كان و اللهِ أَحْوَذِیّاً نَسِیجَ وَحْدِه؛ أَرادت: أَنه كان مُنْقَطِعَ القَرِینِ. و الموضِعُ مَنْسِجٌ و مَنْسَجٌ. الأَزهری: مِنْسَجُ الثوب، بكسر المیم، و مَنْسِجه حیث یُنْسَج، حكاه عن شمر. ابن سیدة: و المِنْسَجُ و المِنْسِج، بكسر المیم، كلُّه: الخشبة و الأَداة المستعملة فی النِّساجة التی یُمَدُّ علیها الثوب للنَّسْج؛ و قیل: المِنْسجُ، بالكسر، لا غیر: الحَفُّ خاصة. و نَسَجَ الكذَّابُ الزُّورَ: لَفَّقَه. و نَسَج الشاعرُ الشِّعْر: نَظَمَه. و الشاعرُ یَنْسِجُ الشِّعْر، و الكذَّابُ یَنْسِجُ الزُّورَ، و نَسَجَ الغَیْثُ النباتَ، كلُّه علی المَثَل. و نسَجَت الناقةُ فی سیرِها تَنْسِجُ، و هی نَسُوجٌ: أَسْرَعَتْ نَقْلَ قوائِمِها؛ و قیل: النَّسُوجُ من الإِبل التی لا یَثْبُت حِملُها و لا قَتَبُها علیها إِنما هو مضطرِبٌ. و ناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ: تَنْسِج و تَسِجُ فی سَیرها، و هو سُرعة نَقْلِها قَوائمَها. و مِنْسَجُ الدابة، بكسر المیم و فتح السین، و مَنْسِجُه: أَسْفَلُ من حارِكه، و قیل: هو ما بین العُرْف و موضع اللِّبْد؛ قال أَبو ذؤیب: مُسْتَقْبِل الرِّیحِ یَجری فَوقَ مَنْسِجِه، إِذا یُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ و العَضُد أَراد: اقْشَعَرَّ الكَشحُ و العَضُدُ منه. التهذیب: و المِنْسَجُ المُنْتَبِرُ من كاثبة الدابة عند منتهی مَنْبِت العُرْف تحتَ القَرَبوس المقَدَّم؛ و قیل: سُمِّی مِنْسَجَ الفَرَسِ لأَن عَصَبَ العُنُق یَجی‌ء قِبَلَ الظَّهْر، و عَصَبُ الظَّهْر یذهبُ قِبَلَ العُنُق فیَنْسِجُ علی الكَتِفَین. أَبو عبید: المَنْسِجُ و الحارِك ما شَخَص من فُروع الكَتِفَین إِلی أَصل العُنُق إِلی مُسْتوی الظَّهر، و الكاهِلُ خَلْف المَنْسِج. و‌فی الحدیث: بَعَث رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، زیدَ بنَ حارثة إِلی جُذامَ، فأَوّلُ من لَقِیهم رجُلٌ علی فَرَسٍ أَدْهَم كان ذَكرُه علی مَنْسج فرَسِه؛ قال: المَنْسِجُ ما بین مَغْرِز العُنُق إِلی مُنْقَطَع الحارِك فی الصُّلْب؛ و قیل: المَنْسِجُ و الحاركُ و الكاهِلُ ما شَخَص من فروع الكتِفَین إِلی أَصل العُنُق؛ و قیل: هو، بكسر المیم، للفَرَس بمنزلة الكاهِلِ من الإِنسان، و الحارِك من البعیر. و‌فی الحدیث: رجالٌ جاعِلو أَرماحِهِم علی مَناسِجِ خیولهم، هی جمع المَنْسِج. ابن شمیل: النَّسُوجُ من الإِبل التی تقدِّم جَهازَها إِلی كاهِلِها لشدّة سَیرها. ثعلب عن ابن الأَعرابی: النُّسُج السَّجَّادات.

نشج؛ ج2، ص: 377

: النَّشِیج: الصَّوت. و النَّشِیج: أَشدُّ البُكاء، و قیل: هی مَأَقَةٌ یرتفع لها النفَسُ كالفُؤَاق. و قال أَبو عبید: النَّشِیجُ مِثْلُ البُكاء للصبیِّ إِذا رَدَّدَ صوتَه فی صدرِه و لم یُخْرجه. و‌فی حدیث عمر، رحمه الله: أَنه صلی الفجرَ بالناس فقَرأَ سورة یوسف، حتی إِذا جاء ذِكرُ یوسف بَكی حتی سُمِعَ نَشِیجُه خَلْفَ الصُّفوف؛ و الفعْلُ من ذلك كلِّه نَشَجَ یَنْشِجُ. و‌فی حدیثه الآخرِ: فنَشَجَ حتی اختَلَفَتْ أَضلاعُه.و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضی الله عنهما: شَجِیّ النَّشِیجِ؛ أَرادت أَنه كان یُحْزِنُ مَن یسمعه یَقرأُ. أَبو عبید: النَّشِیجُ مِثْلُ بُكاءِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 378
الصبیِّ إِذا ضُرِبَ فلم یُخْرِجْ بكاءَه و ردَّدَه فی صدرِه، و لذلك قیل لِصَوت الحمار: نَشِیج. ابن الأَعرابی: النَّشِیجُ من الفَمِ، و الخَنِینُ و النَّخِیرُ من الأَنْفِ. و نَشَجَ الباكی یَنْشِجُ نَشْجاً و نَشِیجاً إِذا غُصَّ بالبُكاءِ فی حَلقِه من غیر انْتِحابٍ؛ و فی التهذیب: و هو إِذا غَصَّ البُكاءَ فی حَلْقِه عند الفَزْعة. و‌فی حدیث وَفاةِ النبی، صلی الله علیه و سلم: فَنَشَجَ الناسُ یبكون؛ النَّشِیجُ: صوتٌ معه تَوَجُّعٌ و بُكاءٌ كما یُرَدِّدُ الصبیُّ بُكاءَه و نَحیبَه فی صدرِه. و الطَّعْنَة تَنْشِجُ عند خروج الدَّمِ: تَسْمَعُ لها صَوتاً فی جَوفِها، و القِدْرُ تَنْشِجُ عند الغَلَیانِ. و عَبْرةٌ نُشُجٌ: لها نَشِیجٌ. و الحِمار یَنْشِجُ نَشِیجاً عند الفَزَعِ؛ و قال أَبو عبید: هو صَوتُ الحِمارِ، مِن غیر أَن یَذكُرَ فزَعاً. و نَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِیجاً: ردَّدَه فی صَدرِه؛ و كذلك نَشَجَ الزِّقُّ و الحُبُّ و القِدرُ إِذا غَلی ما فیه حتی یُسْمَع له صوتٌ. و الضِّفْدَعُ یَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه؛ قال أَبو ذؤیب یَصِفُ ماءَ مَطَر: ضَفادِعُه غَرْقَی، رِواءٌ كأَنها قِیانُ شُروبٍ، رَجْعُهنَّ نَشِیج أَی رَجْعُ الضَّفادِع، و قد یَجوز أَن یكونَ رَجْعَ القِیانِ. و نَشَجَ المُطَرِّبُ یَنْشِجُ نَشِیجاً: جاشَتْ به «2»؛ قال أَبو ذؤیب یصف قُدوراً: لَهُنَّ نَشِیجٌ بالنَّشِیلِ، كأَنها ضَرائِرُ حِرْمِیٍّ، تَفاحَش غارُها و النَّشِیجُ: مَسِیلُ الماء «3» و الجمع أَنْشاج. أَبو عمرو: الأَنْشاجُ مَجاری الماءِ، واحدها نَشَجٌ، بالتحریك؛ و أَنشد شمر: تَأَبَّدَ لأْیٌ مِنهمُ فَعُتائِدُهْ، فذو سَلَمٍ أَنْشاجُه، فسَواعِدُهْ و النَّشِیجُ: صَوتُ الماء یَنْشِجُ، و نُشُوجُه فی الأَرض أَن یُسْمَعَ له صوتٌ؛ قال همیان: حتی إِذا ما قَضَتِ الحَوائِجا، و مَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا منها، و ثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا ثَمُّوا: أَصْلَحوا. و النُّوشَجانُ: قبیلة أَو بلدٌ؛ قال ابن سیدة: و أُراه فارسیّاً.

نضج؛ ج2، ص: 378

: نَضِجَ اللحمُ قَدِیداً و شِواءً، و العِنبُ و التَّمْرُ و الثَمَرُ یَنْضَجُ نُضْجاً و نَضْجاً أَی أَدرَكَ. و النُّضْجُ: الاسم. یقال: جادَ نُضْجُ هذا اللحمِ، و قد أَنْضَجَه الطاهِی و أَنْضَجَه إِبّانُه، فهو مُنْضَجٌ و نَضِیجٌ و ناضِجٌ، و أَنْضَجْتُه أَنا، و الجمع نِضاجٌ؛ قال النَّمِر یصف الدَّجاج: و لا یَنْفَعْنَنی إِلّا نِضاجا و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فترك صِبْیَةً صِغاراً ما یُنْضِجُون كُراعاً‌أَی ما یَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم و صِغَرِهم؛ یعنی لا یَكْفُون أَنفُسَهم خدمةَ ما یأْكُلونه فكیف غیره؟ و‌فی روایة: ما تَسْتَنْضِجُ كُراعاً؛ و الكُراع: یَدُ الشاةِ. و منه‌حدیث لقمان: قریبٌ من نَضِیج، بَعیدٌ من نِی‌ءٍ؛ النضِیجُ: المَطْبُوخ، فَعِیلٌ بمعنی مفعول، أَراد أَنه یأْخُذُ ما طُبخ لإِلْفِه المنزلَ و طُول مُكْثِه فی الحیّ، و أَنه لا یأْكل النِّی‌ء كما یأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عن إِنضاج ما اتَّخذَ، و كما یأْكل مَن غزا و اصطاد.
(2). قوله: جاشت به: هكذا فی الأَصل. و فی سائر المعاجم: نشج المُطرِبُ فصَلَ بین الصوتین و مدّ؛ و قد یكون سقط شی‌ء من كلام المؤلف. (3). قوله [و النشیج مسیل الماء] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 379
قال ابن سیدة: و استعمل أَبو حنیفة الإِنْضاج فی البَرْد فی كتابه المَوْسوم بالنبات: المَهْروء الذی قد أَنضَجه البَرْدُ، قال: و هذا غریب إِذ الإِنضاج إِنما یكون فی الحرّ، فاستعمله هو فی البردِ. و رجل نَضِیجُ الرأْی: مُحْكَمُه، علی المَثَلِ. و فلان لا یُنْضِجُ الكُراعَ أَی أَنه ضَعیفٌ لا غَناءَ عنده. و نَضِجَت الناقةُ بولدها و نَضَّجَتْه، و هی مُنَضِّجٌ: جاوَزَت الحَقَّ بشهر و نحوه و لم تُنْتَج أَی زادَتْ علی وقتِ الولادة؛ قال حُمید بن ثور: و صَهْباء منها كالسَّفینة، نَضَّجَتْ به الحَمْلَ، حتی زادَ شَهْراً عَدیدُها و نوقٌ مُنَضِّجات؛ قال عُوَیف القَوافی یَصِف بعیراً له تأَخَّرتْ ولادتُه عن حِینِه بشهر أَو قِراب شهر: هو ابنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً یَزِدْن علی العَدِیدِ، قِرابَ شهر و لم یَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِی، كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر و المُنَضِّجة: التی تأَخَّرَتْ وِلادتُها عن حِینِ الولادة شهراً، و هو أَقْوَی للوَلدِ. و الضَّواحی: النَّواحی من الجسد. و غُرورُ الجِلْدِ و غیره: مَكاسِرُه، واحده غَرٌّ. الأَصمعی: إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت السَّنَةَ من یومَ لَقِحَتْ، قیل: أَدْرَجَتْ و نَضَّجَتْ، و قد جازت الحَقَّ، و حَقُّها الوقتُ الذی ضُرِبَتْ فیه، و یقال لها: مِدْراج و مُنْضِجٌ؛ و أَنشد المبرد للطرماح: أَنْضَجَتْه عشرینَ یَوماً و نِیلَتْ، حینَ نِیلَتْ، یَعارَةً فی العِراض «1» سوفَ تُدْنِیكَ من لَمِیسَ سَبَنْداةٌ، أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض قال: أَنْضَجَتْه عشرین یوماً، إِنما یُرید بعدَ الحَولِ من یومَ حَمَلتْ، فلا یَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً؛ كما قال الحطیئة: لأَدْماء منها كالسَّفینةِ، نَضَّجَتْ به الحَولَ، حتی زادَ شهراً عَدِیدُها «2» قال الأَزهری: ما ذُكِرَ فی بیت الحُطَیئة من التنضیج هو كما فسره المبرّد، و أَما بیت الطرماح فمعناه غیرُ ما ذهب إِلیه، لأَنَّ معناه فی بیته صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة، لا قُوَّة وَلدِها؛ أَراد أَنَّ الفَحْلَ ضَرَبَها یَعارةً لأَنها كانت نجِیبةً، فضَنَّ بها صاحبُها لنجابَتِها عن ضِرابِ الفحلِ إِیاها، فعارضها فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ علی مائِهِ عشرین یوماً، ثم أَلْقَتْ ذلك الماءَ قبلَ أَن یُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب مُنَّتُها، و روَی الرُّواةُ البیتَ: [أَضْمَرَتْه عشرین یوماً] لا أَنْضَجَتْه، فإِن رُوِیَ أَنضَجته، فمعناه أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ فی رحِمِها فی عشرین یوماً، ثم رَمَتْ به كما تَرْمِی بوَلَدِها التَّمامِ الخَلْقِ و بَقِیَ لها مُنَّتُها؛ و قال الشماخ: و أَشْعَث قد قدَّ السِّفارُ قَمِیصَه، و حرّ السواء بالعصا غیرُ مُنْضِج و قد استعمل ثعلب نَضَّجته فی المرأَة؛ و قال فی قوله: تَمَطَّتْ به أُمُّه فی النِّفاسِ، فلیس بِیَتْنٍ و لا تَوْأَم یرید أَنها زادت علی تسعة أَشهر حتی نَضَّجَتْه. و نَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بلغت الغایة؛ قال ابن سیدة: و أُراه وَهَماً، إِنما هو نَضَّجَت بوَلَدِها.
(1). قوله [أَنضجته إلخ] هكذا فی الأَصل بتقدیم هذا البیت علی ما بعده، و الذی فی الصحاح فی مادة كرض و فی شرح القاموس فی مادة یعر و كرض تقدیم الثانی علی الأَول. (2). قوله [لأَدماء] الذی فی الصحاح و صهباء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 380‌

نعج؛ ج2، ص: 380

: النَّعْجَة: الأُنثی من الضأْن و الظِّباءِ و البقرِ الوَحْشِیّ و الشَّاءِ الجَبَلیّ، و الجمع نِعاجٌ و نَعَجات، و العربُ تَكْنی بالنعجة و الشاة عن المرأَة، و یسمون الثَّوْرَ الوحْشِیَّ شاةً؛ قال أَبو عبید: و لا یقال لغیر البَقَرِ من الوَحْشِ نِعاج؛ و فی التنزیل فی قصَّة داود، علیه الصلاة و السلام، و قولِ أَحدِ المَلَكَینِ اللَّذَینِ احْتكَما إِلیه: إِنَّ هٰذٰا أَخِی لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِیَ نَعْجَةٌ وٰاحِدَةٌ؛ و قرأَ الحسن: و لی نِعجة واحدة، فعسی أَن یكون الكسرُ لغةً. و نِعاجُ الرَّمْلِ: هی البَقَرُ، واحدتها نَعجة؛ قال الفارسی: العربُ تُجْرِی الظباءَ مُجْری المَعَزِ، و البَقَرُ مُجری الضأْنِ، و یدل علی ذلك قول أَبی ذُؤیب: و عادیة تُلْقی الثیابَ كأَنها تُیوسُ ظِباءٍ، مَحْصها و انبِتارها فلو أَجْرَوا الظِّباءَ مُجْری الضأْنِ، لقالَ: كِباشُ ظِباءٍ؛ و مما یدل علی أَنهم یُجْرون البقرَ مُجْری الضأْنِ قولُ ذی الرمة: إِذا ما رآها راكِبُ الضِّیفِ، لم یزلْ یری نَعْجةً فی مَرْتَعٍ، فیُثِیرُها موَلَّعَة خَنْساء لیست بنَعْجةٍ، یُدَمِّنُ أَجْوافَ المِیاهِ وَقِیرُها فلم یَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الذی هو النَّعْجةُ، و لكنه نفاه بالوَصْفِ؛ و هو قوله: یُدَمِّنُ أَجواف المیاه وَقِیرُها یقول: هی نعجة وحَشِیَّةٌ لا إِنْسِیَّةٌ تأْلَفُ أَجوافَ المیاهِ أَولادُها، و ذلك نُصْبةُ الضأْنِیَّة و صِفَتُها لأَنها تأْلَفُ المِیاهَ، و لا سِیَّما و قد خَصَّها بالوَقِیرِ، و لا یقع الوقِیرُ إِلَّا علی الغنم التی فی السَّواد و الحَضَرِ و الأَریافِ. و ناقةٌ ناعِجةٌ: یُصادُ علیها نِعاجُ الوحْشِ؛ قال ابن جنّی: و هی من المَهْرِیّة؛ و استعاره نافع بنُ لقیط الفَقْعَسِیّ للبَقَرِ الأَهْلیّ فقال: كالثَّوْرِ یُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه؛ وجَبَ العِیافُ، ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِبِ و نَعِجَ الرجلُ نَعَجاً، فهو نَعِجٌ: أَكلَ لحمَ ضأْن فثَقُلَ علی قلبه؛ قال ذو الرمة: كأَنّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ، فهُمْ نَعِجُونَ قد مالت طُلاهمْ یرید أَنهم قد اتَّخَموا من كثرة أَكلِهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاهُم، و الطُّلی: الأَعْناقُ، و النَّعَجُ: الابیضاضُ الخالصُ، و نَعِجَ اللَّوْنُ الأَبیضُ یَنْعَجُ نَعَجاً و نُعوجاً، فهو نَعِجٌ: خَلَص بیاضه؛ قال العجاج یصفُ بَقَرَ الوحش: فی نَعِجاتٍ من بَیاضٍ نَعِجَا، كما رَأَیْت فی المُلاءِ البَرْدَجا یقال: نَعِجَ یَنْعَجُ نَعَجاً مثل صَخِبَ یَصْخَبُ صَخَباً، قال الجوهری: نَعَجَ یَنْعُجُ نَعَجاً مثل طَلَبَ یَطْلُبُ طَلَباً. و امرأَة ناعِجةٌ: حسنَةُ اللَّونِ. و جمَلٌ ناعِجٌ: حَسنُ اللَّونِ مُكَرَّمٌ، و الأُنثی بالهاء؛ و قیل: الناعِجةُ البَیْضاءُ من الإِبلِ، و قیل: هی التی یُصادُ علیها نِعاجُ الوحشِ، و هی النَّواعِجُ؛ و فی شعر خُفافِ بنِ ندبة: و النَّاعِجات المُسْرِعات للنَّجا یعنی الخِفافَ من الإِبِلِ، و قیل: الحِسانَ الأَلوَانِ. و أَرضٌ ناعِجةٌ: مستویةٌ سهلةٌ مُكرمةٌ للنبات تُنْبِتُ الرِّمْثَ. و النَّواعِجُ و الناعجاتُ من الإِبِلِ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 381
البیضُ الكریمةُ. و جَمَلٌ ناعِجٌ و ناقةٌ ناعجةٌ. و النَّعْجُ: ضَرْبٌ من سَیرِ الإِبِلِ، و قد نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً؛ و أَنشد: یا رَبِّ رَبِّ القُلُصِ النَّواعِجِ و النَّواعِجُ من الإِبلِ: السِّراعُ؛ و قد نَعَجَت الناقةُ فی سِیرها، بالفتح: أَسْرَعَت، لغة فی مَعَجَت. و نَعِجَت الإِبلُ تَنْعَجُ: سَمِنَتْ. و أَنْعَجَ القومُ إِنْعاجاً: نَعِجَتْ إِبِلُهُم أَی سَمِنتْ. قال الأَزهری: قال أَبو عَمْرو: و هو فی شِعْر ذی الرمة؛ قال شمر: نَعِجَتْ إِذا سَمِنَتْ حَرْفٌ غریبٌ، قال: و فتَّشْتُ شِعْرَ ذی الرُّمَّة فلم أَجِدْ هذه الكلمة فیه. قال الأَزهری: نَعِجَ بمعنی سَمِنَ حرفٌ صحیحٌ، و نظرَ إِلیَّ أَعرابیٌّ كان عهدُه بی، و أَنا ساهِمُ الوجهِ، ثم رآنی و قد ثابَتْ إِلیَّ نفسی؛ فقال لی: نَعِجْتَ أَیا فلانُ بعد ما رأَیتُك كالسَّعَفِ الیابس؛ أَراد سَمِنْتَ و صَلَحْتَ. و النَّعَجُ: السِّمَنُ؛ یقال: قد نَعِجَ هذا بَعدی أَی سَمِنَ. و النَّعَجُ: أَن یَرْبُوَ و یَنتفِخَ، و قیل: النَّهَجُ مِثلهُ. و مَنْعَجٌ، بالفتح «1»: موضع.

نفج؛ ج2، ص: 381

: نَفَجَ الأَرنَبُ إِذا ثارَ؛ و نَفَجَت، و هو أَوْحَی عَدْوِها. و أَنْفَجَها الصائدُ: أَثارها من مَجْثَمِها؛ و‌فی حدیث قَیْلةَ: فانْتَفَجَتْ منه الأَرنبُ‌أَی وَثَبَتْ. و نَفَجْتُه أَنا: أَثَرْتُه فثارَ من جُحْرِه؛ و منه‌الحدیث: فانْتَفَجْنا أَرنباً‌أَی أَثَرْناها؛ و منه‌الحدیث: أَنه ذَكر فِتْنَتَین فقال: ما الأُولی عند الآخرة إِلا كَنَفْجةِ أَرنبٍ‌أَی كَوَثْبَتِه من مَجْثَمِه؛ یُریدُ تقلیلَ مدتها. ابن سیدة: نَفَجَ الیَرْبوعُ یَنْفِجُ و یَنْفُجُ نُفوجاً، و انْتَفَجَ: عَدَا. و أَنْفَجَه الصائدُ و اسْتَنْفَجَه: استخرجه، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَسْتَنْفِجُ الخِزّانَ من أَمْكائها و كلُّ ما ارتَفَعَ: فقد نَفَجَ و انْتَفَجَ و تَنَفَّجَ. و نَفَجَه هو یَنْفُجُه نَفْجاً و نَفَجَت الفَرُّوجةُ من بَیْضَتِها أَی خرجَتْ. و نَفَجَ ثَدْیُ المرأَةِ قمیصَها إِذا رفعه. و رجلُ مُنْتَفِجُ الجَنْبینِ؛ و بعیرٌ مُنْتَفِجٌ إِذا خرجَتْ خواصِرُه. و انتفج جَنْبا البعیر: ارْتَفعا؛ و‌فی حدیث أَشراط الساعة: انْتِفاج الأَهِلَّةِ؛ روی بالجیم، مِن انتفَج جَنْبا البعیر إِذا ارتفعا و عظُما خِلْقةً. و نَفَجْتُ الشی‌ءَ فانْتفج أَی رفَعتُه و عظَّمْتُه. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: نافِجاً حِضْنَیهِ، كنی به عن التعاظُم و التكبُّر و الخُیَلاء. و نَوافجُ المِسْك؛ معرَّبةٌ «2». و نَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً: مَلأَه؛ و قوله: فأَعْجَلَتْ شَنَّتَها أَن تُنْفَجا یعنی أَن تُمْلأَ ماءً لِتُنْقی و تُغْسَلَ قبل أَن یُسْتَقی بها؛ و قیل: أَعْجَلَتْ عن أَن یُزادَ فیها ماءٌ یُوَسِّعُها و یَرْفَعُها. و صوتٌ نافجٌ: جافٍ غلیظٌ؛ قال الشاعر: تسمعُ لِلأَعبُدِ زَجْراً نافِجا، من قِیلِهم: أَیا هَجاً أَیا هَجا
(1). قوله [و منعج بالفتح إلخ] عبارة القاموس و منعج كمجلس: موضع، و وهم الجوهری فی فتحه إلی آخره. و فی یاقوت أَن المشهور أَنه كمجلس. و قد روی كمقعد. (2). قوله [و نوافج المسك إلخ] عبارة القاموس و شرحه و النافجة: وعاء المسك، معرب عن نافه. قال شیخنا: و لذلك جزم بعضهم بفتح فائها، و زعم صاحب المصباح أَنها عربیة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 382
و قیل: أَراد بالزجْرِ النافج الذی یَنْفُجُ الإِبِلَ حتی تتوسَّع فی مَراتِعِها و لا تَجتَمع؛ و یقال للإِبل التی یَرِثُها الرجلُ فتكثُرُ بها إِبِلُه: نافِجةٌ؛ و كانت العربُ تقول فی الجاهلیة للرجل إِذا وُلِدَتْ له بنتٌ: هنیئاً لك النافجةُ أَی المُعَظِّمَةُ لِمالِك، و ذلك أَنه یُزَوِّجُها فیأْخُذ مَهْرَها من الإِبِلِ، فیَضُمُّها إِلی إِبِلِه فیَنْفُجُها أَی یَرْفَعُها و یُكَثِّرُها. و النَّفْجُ: اسمُ ما نُفِجَ به. و رجل نَفَّاجٌ إِذا كان صاحبَ فَخْرٍ و كِبْرٍ؛ و قیل: نَفَّاجٌ یَفْخَرُ بما لیس عنده، و لیست بالعالِیة؛ و‌فی حدیث علیّ: إِنَّ هذا البَجْباجَ النفَّاجَ لا یدری ما الله؛ النفَّاجُ: الذی یَتَمَدَّحُ بما لیس فیه من الانْتِفاج الارتفاعِ. و رجلٌ نفَّاجٌ: ذو نَفْجٍ، یقول ما لا یَفعلُ، و یَفتخِر بما لیس له و لا فیه. و امرأَةٌ نُفُجُ الحقِیبةِ إِذا كانت ضخْمةَ الأَرْدافِ و المَأْكَمِ؛ و أَنشد: نُفُج الحَقیبةِ بَضَّة المُتَجَرَّدِ و‌فی الحدیث فی صفة الزبیر: كان نُفُجَ الحَقِیبةِ‌أَی عظیمَ العَجُزِ، و هو بضم النون و الفاء. و النِّفاجةُ: رُقْعَةٌ مُرَبَّعةٌ تحت كُمِّ الثوبِ. و تَنَفَّجَت الأَرنبُ: اقشعَرَّتْ، یمانیة، و كل ما اجْتالَ: فقد انْتَفَجَ. و النوافِجُ: مُؤَخَّراتُ الضُّلوعِ، واحدُها نافجٌ و نافجةٌ، و تُسَمَّی الدَّخارِیصُ التنافیجَ لأَنها تَنْفُجُ الثوبَ فتُوَسِّعُه. و یقال: ما الذی اسْتَنْفَجَ غضَبَكَ؟ أَی أَظْهَرَهُ و أَخرجه. ابن الأَعرابی: النِّفِّیجُ، بالجیم: الذی یَجِی‌ءُ أَجنبیّاً فیدخُل بین القَومِ و یُسْمِلُ بینهم و یُصلِحُ أَمْرَهم؛ و قال أَبو العباس: النِّفِّیجُ الذی یَعْترضُ بین القوم، لا یُصْلِحُ و لا یُفْسِد. و نَفَجَت الریحُ: جاءت بَغْتَةً؛ و قیل: النافِجةُ كلُّ رِیحٍ تَبْدَأُ بشدَّةٍ؛ و قیل أَوّلُ كلِّ رِیحٍ تَبْدأُ بشدَّةٍ؛ قال الأَصمعی: و أُری فیها بَرْداً. قال أَبو حنیفة: ربما انتفجت الشَّمالُ علی الناس بعد ما یَنامون، فتَكادُ تُهلِكُهم بالقُرِّ من آخرِ لَیْلتِهم، و قد كان أَوَّلُ لَیْلتِهم دَفِیئاً. و النافجةُ: أَوَّلُ شی‌ء یَبْدَأُ بشدَّةٍ؛ تقول: نَفَجَت الریحُ إِذا جاءت بقُوَّةٍ؛ قال ذو الرمة یصف ظلیماً: یَرْقَدُّ فی ظِلِّ عَرَّاصٍ، و یَطْرده حَفِیفُ نافِجَةٍ، عُثْنُونُها حَصِبُ قال شمر: النافجةُ من الریاحِ التی لا تَشْعُر حتی تَنْتَفِجَ علیك؛ و انتِفاجُها: خروجُها عاصِفةً علیك، و أَنت غافلٌ، قال: و قد تُسَمَّی السحابةُ الكثیرةُ المطرِ بذلك، كما یسمَّی الشی‌ءُ باسمِ غیرهِ لكونهِ منه بسببٍ؛ قال الكمیت: راحَتْ له، فی جُنُوحِ اللیلِ، نافجةٌ، لا الضَّبُّ ممتنعٌ منها، و لا الوَرَلُ ثم قال: یَسْتَخرجُ الحَشَراتِ الخُشْنَ رَیِّقُها، كأَنَّ أَرْؤُسَها فی مَوْجِه الخَشَلُ و‌فی حدیث المُستضعفَینَ بمكة: فنَفَجَتْ بهم الطریقُ‌أَی رمَتْ بهم فَجْأَةً. و النَّفِیجةُ: القَوسُ، و هی شَطیبةٌ من نَبْعٍ؛ قال الجوهری: و لم یعرِفْه أَبو سعید بالحاء؛ و قال مُلَیح الهُذَلی: أَناخُوا مُعِیداتِ الوَجِیفِ، كأَنها نفائجُ نَبْعٍ، لم تُرَیَّعْ، ذَوابِلُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 383
و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه كان یَحْلُبُ لأَهْلِه بعیراً، فیقول: أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ؟الإِنفاجُ: إِبانةُ الإِناء عن الضَّرْعِ عند الحَلْبِ حتی تَعْلُوَه الرَّغوةُ، و الإِلْبادُ: إِلصاقُه بالضَّرْعِ حتی لا تكونَ له رَغْوةٌ.

نفرج؛ ج2، ص: 383

: التهذیب فی الرباعی: عن ابن الأَعرابی: رجلٌ نِفرِجةٌ و نِفْراجَةٌ أَی جبانٌ ضعیفٌ.

نهج؛ ج2، ص: 383

: طریقٌ نَهْجٌ: بَیِّنٌ واضِحٌ، و هو النَّهْجُ؛ قال أَبو كبیر: فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ نَهْجاً، أَبانَ بذی فَریغٍ مَخْرَفِ و الجمعُ نَهجاتٌ و نُهُجٌ و نُهوجٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: به رُجُماتٌ بینهنَّ مَخارِمٌ نُهوجٌ، كلَبَّاتِ الهَجائِنِ، فِیحُ و طُرُقٌ نَهْجَةٌ، و سبیلٌ مَنْهَجٌ: كَنَهْجٍ. و مَنْهَجُ الطریقِ: وضَحُه. و المِنهاجُ: كالمَنْهَجِ. و فی التنزیل: لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً. و أَنهَجَ الطریقُ: وضَحَ و اسْتَبانَ و صار نَهْجاً واضِحاً بَیِّناً؛ قال یزیدُ بنُ الخَذَّاقِ العبدی: و لقد أَضاءَ لك الطریقُ، و أَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ، و الهُدَی تُعْدِی أَی تُعِینُ و تُقَوِّی. و المِنهاجُ: الطریقُ الواضِحُ. و اسْتَنْهَجَ الطریقُ: صار نَهْجاً. و‌فی حدیث العباس: لم یَمُتْ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، حتی تَرَكَكُم علی طریقٍ ناهِجةٍ‌أَی واضحةٍ بَیِّنَةٍ. و نَهَجْتُ الطریقَ: أَبَنْتُه و أَوضَحتُه؛ یقال: اعْمَلْ علی ما نَهَجْتُه لك. و نَهَجتُ الطریقَ: سَلَكتُه. و فلانٌ یَستَنهِجُ سبیلَ فلانٍ أَی یَسلُكُ مَسلَكَه. و النَّهْجُ: الطریقُ المستقیمُ. و نَهَجَ الأَمْرُ و أَنهَجَ، لُغتانِ، إِذا وضَحَ. و النَّهَجةُ: الرَّبْوُ یَعْلو الإِنسانَ و الدابَّةَ، قال اللیث: و لم أَسمَعْ منه فِعلًا. و قال غیره: أَنهَجَ یُنْهِجُ إِنهاجاً، و نَهَجْتُ أَنهِجُ نَهْجاً، و نهِجَ الرجلُ نَهَجاً، و أَنْهَجَ إِذا انْبَهَرَ حتی یقع علیه النَّفَسُ من البُهْرِ، و أَنهَجَه غیرُه. یقال: فلانٌ یَنْهَجُ فی النفَسِ، فما أَدری ما أَنهَجَه. و أَنهَجتُ الدابَّةَ: سِرْت علیها حتی انْبَهَرَتْ. و‌فی حدیث قُدومِ المُسْتَضعَفِینَ بمكة: فنَهِجَ بین یَدَیْ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی قَضی.النَّهَجُ، بالتحریك، و النَّهِیجُ: الرَّبْوُ، و تواتُرُ النَّفَسِ من شدَّةِ الحركةِ، و أَفعَلَ مُتَعَدٍّ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فضَرَبَه حتی أُنْهِجَ‌أَی وقع علیه الرَّبْوُ؛ یعنی عمر. و‌فی حدیث عائشة: فقادنی و إِنی لأَنْهَجُ.و‌فی الحدیث: أَنه رأَی رجلًا یَنْهَجُ‌أَی یَرْبو من السِّمَن و یَلْهَثُ. و أَنْهَجَتِ الدابةُ: صارتْ كذلك. و ضَرَبَه حتی أَنْهَجَ أَی انْبَسَط، و قیل: بَكی. و نَهَجَ الثوبُ و نَهُجَ، فهو نَهِجٌ، و أَنهَجَ: بَلِیَ و لم یَتَشَقَّقْ؛ و أَنْهَجَه البِلی، فهو مُنْهَجٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: أَنْهَجَ فیه البِلی: اسْتَطار؛ و أَنشد: كالثوبِ أَنْهَجَ فیه البِلی، أَعْیا علی ذی الحِیلَةِ الصانِع «3» و لا یقال: نَهَجَ الثوبُ، و لكن نَهِجَ. و أَنْهَجْتُ الثوبَ، فهو مُنْهَجٌ أَی أَخْلَقْتُه. أَبو عبید: المُنْهَج
(3). قوله [كالثوب إلخ] كذا بالأَصل. و الشطر الأَول منه غیر موزون و لعل الأَصل إذ أَنهج.
لسان العرب، ج‌2، ص: 384
الثوبُ الذی أَسرعَ فیه البِلَی. الجوهری: أَنْهَجَ الثوبُ إِذا أَخذ فی البِلی؛ قال عبدُ بنی الحَسْحاسِ: فما زال بُرْدی طَیِّباً من ثِیابِها إِلی الحَوْلِ، حتی أَنْهَجَ البُرْدُ بالیا و فی شعر مازِنٍ: حتی آذَنَ الجِسْمُ بالنَّهْجِ و قد نَهِجَ الثوبُ و الجسمُ إِذا بَلیَ. و أَنْهَجَه البِلی إِذا أَخْلَقَهُ. الأَزهری: نَهِجَ الإِنسانُ و الكلبُ إِذا رَبَا و انْبَهَرَ یَنْهَجُ نَهَجاً. قال ابن بزرج: طَرَدْتُ الدابةَ حتی نَهَجَتْ، فهی ناهِجٌ، فی شِدَّةِ نَفَسِها، و أَنْهَجْتُها أَنا، فهی مُنْهَجَةٌ. ابن شمیل: إِن الكلبَ لَیَنْهَجُ من الحَرِّ، و قد نَهِجَ نَهْجَةً. و قال غیرُه: نَهِجَ الفرَسُ حین أَنْهَجْتُه أَی رَبا حین صَیَّرتُه إِلی ذلك.

نوج؛ ج2، ص: 384

: ابن الأَعرابی: ناجَ یَنُوجُ إِذا راءی بِعَمَلِه. و النَّوْجةُ: الزَّوْبعةُ من الریاح.

نینلج؛ ج2، ص: 384

: النِّینَلَجُ «1»: حكاه ابن الأَعرابی و لم یفسره؛ و أَنشد: جاءتْ به مِنَ اسْتِها سفَنَّجا، سَوْداء، لم تَخْطُطْ له نِینَیْلَجا

فصل الهاء؛ ج2، ص: 384

هبج؛ ج2، ص: 384

: هَبَجَ یَهْبِجُ هَبْجاً: ضَرَبَ ضَرْباً مُتَتابعاً فیه رَخاوةٌ، و قیل: الهَبْجُ الضَّربُ بالخَشَبِ كما یُهْبَجُ الكلبُ إِذا قُتِلَ. و هَبَجَه بالعصا: ضَرَبَ منه حیث ما أَدْرَكَ، و قیل: هو الضَّربُ عامَّةً. و هَبَجَه بالعصا هَبْجاً: مثل حَبَجَه حَبْجاً أَی ضَرَبه. و الكلبُ یُهْبَجُ: یُقْتَلُ. و ظَبْیٌ هَبِیجٌ: له جُدَّتانِ فی جَنْبَیهِ بین شَعْرِ بَطْنِه و ظهرهِ، كأَنه قد أُصیبَ هنالك. و هَبِجَ وَجهُ الرجلِ، فهو هَبِجٌ: انتفَخَ و تقبَّضَ؛ قال ابن مُقْبل: لا سافِرُ النَّیِّ مَدْخولٌ و لا هَبِجٌ، عارِی العِظامِ، علیه الوَدْعُ منظومُ «2» و تَهَبَّجَ كَهَبِجَ. الجوهری: الهَبَجُ كالوَرَمِ، یكون فی ضرعِ الناقةِ، تقول: هَبَّجَه تَهْبیجاً فَتَهَبَّجَ أَی وَرَّمَه فَتَوَرَّمَ. و الهَبَجُ فی الضَّرْعِ: أَهْوَنُ الوَرَمِ، قال: و التَّهْبِیجُ شِبْهُ الوَرَمِ فی الجسدِ، یقال: أَصبَحَ فلانٌ مُهَبَّجاً أَی مُوَرَّماً. و رجلٌ مُهَبَّجٌ: ثقیلُ النَّفْس. و الهَوْبَجَةُ: الأَرضُ المُرتفِعةُ فیها حَصًی، و قیل: هو الموضع المطمئنّ من الأَرض. و أَصَبْنا هَوْبَجَةً من رِمْثٍ إِذا كان كثیراً فی بَطنِ وادٍ. الأَزهری: الهَوْبجةُ بطنٌ من الأَرض؛ قال: و لما أَراد أَبو موسی حَفْرَ ركایا الحَفَرِ، قال: دُلُّونی علی مَوضع بئرٍ یُقْطَعُ به هذه الفلاةُ، قالوا: هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَی بین فَلْجٍ و فُلَیجٍ، فَحَفَرَ الحَفَرَ، و هو حَفَرُ أَبی موسی بینه و بین البصرة خمسة أَمیالٍ «3». الهَوْبَجَةُ: بَطنٌ من الأَرضِ مُطمئنّ، و قال النضر: الهَوْبَجَةُ أَن یُحْفَرَ فی مناقِع الماءِ ثِمادٌ یُسیلُونَ
(1). قوله [النینلج] هكذا فی الأَصل مضبوطاً، و بهامشه ما نصه: الصواب النیلنج، بالكسر: و هو دخان الشحم یعالج به الوشم لیخضر؛ قال المجد: كتبه محمد مرتضی و الذی فی البیت نینیلجا. (2). قوله [لا سافر النی إلخ] كذا بالأَصل هنا. و أنشده شارح القاموس فی مادة سفر هكذا: لا سافر اللحم مدخول و لا هبج كاسی العظام لطیف الكشح مهضوم (3). قوله [خمسة أمیال] فی یاقوت خمس لیال.
لسان العرب، ج‌2، ص: 385
إِلیها الماءَ فَتَمْتَلئُ، فیَشْربون منها و تَعِینُ تلك الثِّمادُ إِذا جُعِلَ فیها الماءُ.

هبرج؛ ج2، ص: 385

: الهَبْرَجُ: الثَّوْرُ، و هو أَیضاً المُسِنُّ من الظِّباءِ. و الهَبْرَجَةُ: اختلاطٌ فی المشی؛ قال العجاج «1»: یَتْبَعْنَ ذَیَّالًا مُوشًّی هَبْرَجا الهَبْرَجُ و المُوَشَّی واحدٌ؛ قال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعی مرة: أَی شی‌ءٍ هَبْرَجٌ؟ قال: یُخَلِّطُ فی مَشْیه. الأَصمعی أَیضاً: الهَبْرَجُ المُخْتالُ الذیَّالُ، الطویلُ الذَّنَبِ.

هجج؛ ج2، ص: 385

: اللیث: هجَّجَ البعیرُ یُهَجِّجُ إِذا غارَتْ عَیْنُه فی رأْسِه من جُوعٍ أَو عَطشٍ أَو إِعْیاءٍ غیر خِلْقةٍ؛ قال: إِذا حِجَاجا مُقْلَتَیْها هَجَّجا الأَصمعی: هَجَّجَتْ عَینُه: غارَتْ؛ و قال الكمیت: كأَنَّ عُیُونَهُنَّ مُهَجِّجات، إِذا راحَتْ من الأُصُلِ الحَرُور و عَینٌ هاجَّةٌ أَی غائرةٌ. قال ابن سیدة: و أَما قولُ ابْنةِ الخُسِّ حین قیلَ لها: بِمَ تَعْرِفِینَ لِقاحَ ناقتِك؟ فقالت: أَری العینَ هاجّ، و السنامَ راجّ، و تَمْشی فَتَفاجّ؛ فإِما أَن یكونَ علی هَجَّتْ و إِن لم یُستعمَلْ، و إِما أَنها قالت هاجّاً، اتباعاً لقولهم راجّاً، قال: و هم ممن یَجْعلون للإِتْباع حُكْماً لم یكن قبل ذلك، و قالت: هاجّاً، فذكَّرتْ علی إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْفِ، و إِلَّا فقد كان حُكْمُها أَن تقول هاجَةً؛ و مِثلُه قولُ الآخرِ: و العَینُ بالإِثْمِدِ الحارِیِّ مَكْحُولُ علی أَن سیبویه إِنما یَحْملُ هذا علی الضرورة؛ قال ابن سیدة: و لَعَمْری إِنَّ فی الإِتْباع أَیضاً لَضرورةً تُشْبهُ ضرورةَ الشِّعر. و رَجلٌ هَجاجَةٌ: أَحْمَقُ؛ قال الشاعر: هَجَاجةٌ مُنْتَخَبُ الفُؤَادِ، كأَنَّه نَعامةٌ فی وادِی شمر: هَجَاجَةٌ أَی أَحَمَقُ، و هو الذی یَسْتَهِجُّ علی الرأْی، ثم یَرْكَبُه، غَوِیَ أَم رَشِدَ، و استهاجُه: أَن لا یُؤَامِرَ أَحداً و یَرْكَبَ رأْیه؛ و أَنشد: ما كان یَرْوِی فی الأُمورِ صنیعةً، أَزمانَ یَرْكَبُ فیكَ أُمَّ هَجَاجِ و الهَجاجةُ: الهَبْوَةُ التی تَدْفِنُ كلَّ شی‌ءٍ بالترابِ، و العَجاجةُ: مِثلُها. و ركِبَ فلانٌ هَجاجَ، غیرَ مُجْرًی، و هَجاجِ، مَبنیّاً علی الكسر مثل قَطامِ: ركِبَ رأْسَه؛ قال المُتَمَرِّس بنُ عبد الرحمن الصُّحاریُّ: و أَشْوَس ظالم أَوْجَیْتُ عنِّی، فأَبْصَرَ قَصْدَه بعد اعْوِجاجِ تَرَكْتُ به نُدُوباً باقِیاتٍ، و بایَعَنی علی سِلْمٍ دُماجِ فلا یَدَعُ اللِّئامُ سبیلَ غَیٍّ، و قد رَكِبُوا، علی لَوْمی، هَجاجِ قوله: أَوْجَیْت أَی مَنَعْت و كَفَفْت. و النُّدُوب: الآثارُ، واحدُها نَدْبٌ. و الدُّماجُ، بضم الدال: الصُّلْحُ الذی یُرادُ به قطْعُ الشَّرِّ. و هَجَاجَیْك هاهنا و هاهنا أَی كُفّ. اللحیانی: یقال
(1). قوله [قال العجاج إلخ] عبارة القاموس و شرحه. و الهبرج: الموشی من الثیاب. قال العجاج إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 386
للأَسدِ و الذِّئب و غیرهما، فی التسكین: هَجَاجَیْكَ و هَذَاذَیْكَ، علی تقدیر الاثنین؛ الأَصمعی: تقول للناس إِذا أَرَدْتَ أَن یَكُفُّوا عن الشی‌ء: هَجَاجَیْكَ و هَذَاذَیْكَ. شمر: الناس هَجاجَیْكَ و دَوَالَیْكَ أَی حَوَالَیْكَ؛ قال أَبو الهیثم: قولُ شمر الناس هُجَاجیك فی معنی دَوَالَیْكَ باطلٌ، و قوله معنی دَوَالَیْكَ أَی حوالیك كذلك باطلٌ؛ بل دوالیك فی معنی التَّداوُل، و حَوَالَیْكَ تثنیةُ حَوْلك. تقول: الناس حولك و حولیك و حوالیك؛ قال: فأَما رَكِبُوا فی أَمرهم هَجاجَهم أَی رأْیهم الذی لم یُرَوُّوا فیه. و هَجاجَیْهم تثنیة. قال الأَزهری: أُری أَن أَبا الهیثم نظر فی خط بعض من كتب عن شَمِرٍ ما لم یَضبِطْه، و الذی یشبه أَن شمراً قال: هَجاجَیْك مثل دَوَالَیْك و حَوالَیْك، أَراد أَنه مثله فی التثنیة لا فی المعنی. و هَجِیجُ النار: أَجِیجُها، مثل هَراقَ و أَراقَ. و هَجَّتِ النارُ تَهُجُّ هَجّاً و هَجِیجاً إِذا اتَّقَدَتْ و سمعتَ صوتَ استعارها. و هَجَّجَها هو، و هَجَّ البیتَ یَهُجُّه هَجّاً: هَدَمه؛ قال: أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لا تَزَالُ تَهُجُّه شَمالٌ، و مِسْیافُ العَشِیِّ جَنُوبُ؟ ابن الأَعرابی: الهُجُجُ الغُدْران. و الهَجِیجُ: الخَطُّ فی الأَرض؛ قال كُراع: هو الخط الذی یخط فی الأَرض للكهانة، و جمعه هُجَّانٌ؛ قال بعضهم: أَصابنا مطر سالت منه الهُجَّان؛ و قیل: الهَجِیجُ الشَّقُّ الصغیر فی الجبل، و الجمع كالجمع. و وادٍ هَجِیجٌ و إِهْجِیجٌ: عمیق، یمانیة، فهو علی هذا صفة. و قال ابن درید: الهَجِیجُ و الإِهْجِیجُ وادٍ عمیق، فكأَنه علی هذا اسم. و هَجْهَجَ الرجلَ: رَدَّه عن كل شی‌ء. و البعیر یُهاجُّ فی هدیره. یردّده. و فحل هَجْهاجٌ، فی حكایة شدَّة هدیره، و هَجْهَجَ الفحلُ فی هدیره. و هَجْهَجَ السبُعَ، و هَجْهَجَ به: صاح به و زجره لیَكُفَّ؛ قال لبید: أَو ذُو زَوائِدَ لا یُطافُ بأَرضِه، یَغْشَی المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ یعنی الأَسد یغشی مُهَجْهِجاً به فَیَنْصَبُّ علیه مُسرعاً فیفترسه. اللیث: الهَجْهَجةُ حكایة صوت الرجل إِذا صاح بالأَسد. الأَصمعی: هَجْهَجْتُ بالسبع و هَرَّجْتُ به، كلاهما إِذا صحت به؛ و یقال لزاجر الأَسد: مُهَجْهِجٌ و مُهَجْهِجةٌ. و هَجْهَجَ بالناقة و الجمل: زجرهما، فقال لهما: هِیجْ قال ذو الرمة: أَمْرَقْتُ من جَوْزِه أَعْناقَ ناجِیَةٍ تَنْجُو، إِذا قال حادِیها لها: هِیجِ قال: إِذا حَكَوْا ضاعَفوا هَجْهجَ كما یضاعفونَ الوَلْوَلَةَ من الوَیل، فیقولون وَلْوَلَتِ المرأَةُ إِذا أَكثرت من قول الوَیْل. غیره: هَجْ فی زجر الناقة؛ قال جَنْدل: فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ تَكَفُّحُ السَّمائِم الأَواجِجِ، و قِیلُ: عاجٍ؛ و أَیا أَیاهِجِ فكسر القافیة. و إِذا حكیت قلت: هَجْهَجْتُ بالناقة. الجوهری: هَجْهَجَ زجرٌ للغنم، مبنی علی الفتح «1»؛ قال الراعی و اسمه عُبید بن الحُصَین یهجو عاصم بن قیس النُّمَیریّ و لَقَبُه الحَلالُ: و عَیَّرَنی، تِلكَ، الحَلالُ، و لم یكن لیَجعَلَها لابن الخَبیثةِ خالِقُهْ
(1). قوله [مبنی علی الفتح إلخ] قال المجد مبنی علی السكون، و غلط الجوهری فی بنائه علی الفتح، و إِنما حركه الشاعر للضرورة انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 387
و لكنما أَجْدَی و أَمتَعَ جَدُّه بِفِرْقٍ یُخَشِّیهِ، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه و كان الحَلالُ قد مَرَّ بإِبل للراعی فعَیَّره بها، فقال فیه هذا الشعر. و الفِرْق: القطیع من الغنم. و یخشِّیه: یفزِعه. و الناعق: الراعی؛ یرید أَن الحَلالَ صاحب غنم لا صاحب إِبل، و منها أَثْرَی، و أَمتَع جَدُّه بالغنم و لیس له سواها، یقول له: فلِمَ تُعَیِّرُنی إِبلی، و أَنت لم تملك إِلَّا قطیعاً من غنم؟ اللحیانی: ماء هُجَهِجٌ لا عَذْب و لا ملح. و یقال: ماءُ زمزم هُجَهِجٌ. و الهَجْهَجَةُ: صوتُ الكُرْدِ عند القتال. و ظَلِیمٌ هَجْهاجٌ و هُجاهِجٌ: كثیر الصوت، و الهَجْهاجُ: النَّفور، و هو أَیضاً الجافی الأَحمق. و الهَجْهاجُ أَیضاً: المُسِنُّ. و الهَجْهاجُ و الهَجْهاجَةُ: الكثیر الشر الخفیف العقل. أَبو زید: رجل هَجْهاجةٌ، و هو الذی لا عقل له و لا رأْی. و رجل هَجْهاج: طویل، و كذلك البعیر: قال حُمَید بن ثور: بَعِیدُ العَجْبِ، حینَ تَری قَراهُ من العِرْنِینِ، هَجْهاجٌ جُلالُ و یوم هَجْهاج: كثیر الریح شدید الصوت؛ یعنی الصوت الذی یكون فیه عن الریح. و الهَجْهَجُ: الأَرض الجَدْبَةُ التی لا نباتَ بها، و الجمع هَجاهج؛ قال: فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِیعِ الهادِجِ، قُیِّدَ فی أَرامِل العَرافِجِ، فی أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجاهِجِ جمع علی إِرادة المواضع. و هَجْ هَجْ، و هَجٍ هَجٍ، و هَجَا هَجَا: زَجْرٌ للكلبِ، و أَورد الأَزهری هذه الكلمات، قال: یقال للأَسد و الذئب و غیرهما فی التسكین. قال ابن سیدة: و قد یقال هَجَا هَجَا للإِبل؛ قال هِمْیان: تَسْمَعُ للأَعْبُدِ زجْراً نافِجَا، من قِیلِهم: أَیا هَجا أَیا هَجا قال الأَزهری: و إِن شئت قلتهما مرة واحدة؛ و قال الشاعر: سَفَرَتْ فقلتُ لها: هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ، فذَكَرْتُ، حین تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا «1» و ضَبَّار: اسم كلب، و رواه اللحیانی: هَجِی. الأَزهری: و یقال فی معنی هَجْ هَجْ: جَهْ جَهْ، علی القلب. و یقال: سیر هَجَاجٌ: شدید؛ قال مُزاحمٌ العُقَیْلِیُّ: و تَحْتی من بَناتِ العِیدِ نِضْوٌ، أَضَرَّ بنِیِّه سَیْرٌ هَجاجُ الجوهری: هَجْ، مخفف، زجر للكلب یسكَّن و ینوّن كما یقال: بَخْ و بَخٍ، و وجدت فی حواشی بعض نسخ الصحاح: المُسْتَهِجُّ الذی ینطق فی كل حق و باطل.

هدج؛ ج2، ص: 387

: الهَدْجُ و الهَدَجانُ: مَشیٌ رُوَیْدٌ فی ضَعْفٍ. و الهَدَجانُ: مِشیَةُ الشیخ و نحو ذلك. و هَدَجَ الشیخُ فی مِشْیته یَهْدِجُ هَدْجاً و هَدَجاناً
(1). قوله [ضبارا] قال شارح القاموس كذا وجدته بخط أَبی زكریا. و مثله بخط الأَزهری. و أَورده أَیضاً ابن درید فی الجمهرة، و كذلك هو فی كتاب المعانی، غیر أن فی نسخة الصحاح هبارا بالهاء انتهی. و قد استشهد الجوهری بالبیت فی ه ب ر علی أن الهبار القرد الكثیر الشعر، لا علی أنه اسم كلب، و تبعه صاحب اللسان هناك. قال الشارح قال الصاغانی: و الروایة ضبارا، بالضاد المعجمة، و هو اسم كلب، و البیت للحارث بن الخزرج الخفاجی و بعده: و تزینت لتروعنی بجمالها فكأنما كسی الحمار خمارا فخرجت أعثر فی قوادم جبتی لولا الحیاء أطرتها إحضارا
لسان العرب، ج‌2، ص: 388
و هِداجاً: قارَبَ الخَطْوَ و أَسرع من غیر إِرادة؛ قال الحُطَیْئة: و یأْخُذُه الهُداجُ، إِذا هَداه ولِیدُ الحَیِّ، فی یَدِه الرِّداءُ و قال الأَصمعی: الهَدَجانُ مُداركة الخَطْو، و أَنشد: هَدَجاناً لم یكن من مِشْیَتی، هَدَجانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَیْقَتِ أَراد الهیقة فصیَّر هاءَ التأْنیث تاء فی المرور علیها: مُزَوْزِیاً لمَّا رآها زَوْزَتِ «2» و قال ابن الأَعرابی: هَدَجَ إِذا اضطرب مَشْیُه من الكِبَر، و هو الهُداجُ. و‌فی حدیث علیٍّ: إِلی أن ابْتَهَج بها الصغیر و هَدَج إِلیها الكبیر.الهَدَجان، بالتحریك: مِشْیة الشیخ؛ و منه‌الحدیث: فإِذا هو شیخ یَهْدِجُ.و قِدْرٌ هَدُوجٌ: سریعة الغَلَیان. و هَدَج الظَّلِیمُ یَهْدِجُ هَدَجاناً و اسْتَهْدَجَ، و هو مَشْیٌ و سَعْیٌ وَ عَدْوٌ، كل ذلك إِذا كان فی ارتعاش، فهو هَدَّاجٌ و هَدَجْدَجٌ؛ و أَنشد: و المُعْصِفاتِ لا یَزَلْنَ هُدَّجا و قال العجاج یصف الظلیم: أَصَكَّ نَغْضاً لا یَنی مُسْتَهْدَجا «3» و یروی: … مُسْتَهدِجا، أَی عَجْلانَ. و قال ابن الأَعرابی: مُسْتَهْدِجا أَی مستعجلًا أَی أُفْزِعَ فمرّ. و الهَدَجْدَجُ: الظلیم، سمی بذلك لَهدَجانِه فی مشیه؛ قال ابن أَحمر: لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَساعِرُه، قد عادَها شهراً إِلی شَهْرِ و إِنما قال جَرِب، لأَن ذلك الموضع من النعام لا ریش علیه. و هَدَجتِ الناقةُ و تَهَدَّجت: حَنَّتْ علی ولدها، و هی ناقة مِهْداجٌ، و الاسم الهَدَجةُ، و كذلك الریح التی لها حنین. و هَدَجَتِ الریحُ هَدْجاً أَی حَنَّت و صوّتت؛ و ریح مِهْداج. و یقال للریح الحَنُونِ: لها هَدَجةٌ مِهْداجٌ؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدی یصف حُمُرَ الوحش: ما زِلْنَ یَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ، باتتْ تُباشِرُ عُرْماً غیرَ أَزواجِ حتی سَلَكْنَ الشَّوی منهنَّ فی مَسَكٍ، من نَسْلِ جَوَّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ لأَن الریح تَسْتَدِرُّ السحابَ و تُلْقِحُه فیُمْطِر، فالماء من نسلها. و قال یعقوب: المِهْداجُ هنا من الهَدَجةِ، و هو حنین الناقة علی ولدها. و المَسَكُ: الأَسْوِرَةُ من الذَّبْلِ، شَبَّه بها الشَّعَر الذی فی قوائم الحُمُر. و قوله: من نسل جَوَّابة الآفاق؛ یرید الریح. یعنی أَن الماء من نسل الریح لأَنها الجالبة له حین یَعْصُر السحابَ الریحُ، و هذا وصف الحمر لما أَتت فی طلابِ الماء لیلًا، و أَنها أَثارت القَطا فصاحَتْ: قَطَا قَطَا، فجعلها صادقة لكونها خَبَّرَتْ باسمها كما یقال: أَصدقُ من القَطا. و قوله: تباشر عُرْماً؛ عنی به بیضَها. و الأَعْرَمُ: الذی فیه نُقَطُ بیاض و نقط سواد، و كذلك بَیْضُ القَطا. و قوله: غیر أَزواج؛ یرید أَن بیض القطا أَفراد و لا یكون أَزواجاً. و الهَدَجةُ: رَزَمةُ الناقة و حَنِینُها علی ولدها. و ناقة
(2). قوله [مزوزیاً إلخ] هكذا هو فی الأَصل، و إن صحت روایته هكذا ففیه خرم. (3). قوله [أَصك إلخ] و یروی أسك بالسین المهملة و صدره: و استبدلت رسومه سفنجا كما أنشده المؤلف فی نغض.
لسان العرب، ج‌2، ص: 389
هَدُوجٌ و مِهْداجٌ. و تَهَدُّجُ الصوت: تَقَطُّعه فی ارتعاش. و التَّهَدُّج: تَقَطُّعُ الصوت. و تَهَدَّجوا علیه و تَثانَوا علیه: أَظهروا أَلطافه. و هَدَّاجٌ: اسم قائد الأَعشی. و الهَوْدَجُ: مِن مَراكب النساء مُقَبَّبٌ و غیر مُقَبَّب، و فی المحكم: یُصْنَعُ من العِصِیِّ ثم یجعل فوقه الخشب فیُقَبَّبُ. و هَدَّجتِ الناقةُ: ارتفع سَنامُها و ضَخُمَ فصار علیها منه شبه الهَوْدَج. و بنو هَدَّاجٍ: حَیٌّ. و هَدَّاجٌ: اسم ربیعة بن صَیْدَح. و هَدَّاج: اسم فرس ربیعة بن صَیْدَحٍ. و هَدَّاج: اسم فرس كان لباهلة؛ و أَنشد الأَصمعی للحارثیة ترثی من قُتل من قومها فی یوم كان لباهلة علی بنی الحرث و مُرادٍ و خَثْعَم: شَقِیقٌ و حَرْمِیٌّ أَراقا دِماءَنا، و فارِسُ هَدَّاجٍ أَشابَ النَّواصِیا أَرادت بشقیق و حَرْمِیٍّ شقیقَ بنَ جَزْءِ بن رِیاحٍ الباهِلیَّ و حَرْمِیَّ بن ضَمْرة النَّهْشَلیَّ.

هرج؛ ج2، ص: 389

: الهَرْجُ: الاختلاط؛ هَرَجَ الناس یَهْرِجُون، بالكسر، هَرْجاً من الاختلاط أَی اختلطوا. و أَصل الهَرْج: الكثرة فی المشی و الاتساعُ. و الهَرْجُ: الفتنة فی آخر الزمان. و الهَرْجُ: شدَّة القتل و كثرته؛ و‌فی الحدیث: بین یدی الساعة هَرْج‌أَی قتال و اختلاط؛ و‌روی عن عبد الله بن قیس الأَشعری أَنه قال لعبد الله بن مسعود: أَ تعلم الأیام التی ذَكَرَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فیها الهَرْجَ؟ قال: نعم، تكون بین یدی الساعة، یرفع العلم و ینزل الجهل و یكون الهَرْجُ، قال أَبو موسی: الهَرْجُ بلسان الحبشة القتل. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: یكون كذا و كذا و یكثُر الهَرْجُ، قیل: و ما الهَرْجُ یا رسول الله؟ قال: القتل؛ و قال ابنُ قَیْس الرُّقَیَّاتِ أَیامَ فتنة ابن الزبیر: لیتَ شِعْری أَ أَوّلُ الهَرْجِ هذا، أَم زمانٌ من فتنةٍ غیرِ هَرْجِ؟ یعنی أَ أَوّل الهرج المذكور فی الحدیث هذا، أَم زمان من فتنة سوی ذلك الهرج؟ اللیث: الهَرْج القتال و الاختلاط، و أَصلُ الهَرْج الكثرةُ فی الشی‌ء؛ و منه قولهم فی الجماع: بات یَهْرِجُها لیلتَه جَمْعاء. و الهَرْجُ: كثرة النكاح. و قد هَرَجَها یَهْرُجُها و یَهْرِجها هَرْجاً إِذا نكحها. و‌فی حدیث صفة أَهل الجنة: إِنما هم هَرْجاً مَرْجاً؛ الهَرْجُ: كثرة النكاح. و منه‌حدیث أَبی الدرداء: یَتهارَجُون تهارُجَ البهائم‌أَی یتسافدون؛ قال ابن الأَثیر: هكذا خَرَّجه أَبو موسی و شَرَحَه و أَخرجه الزمخشری عن ابن مسعود، و قال: أَی یَتَساوَرُونَ. و التَّهارُج: التناكح و التسافُدُ. و الهَرْجُ: كثرة الكذب و كثرة النوم. و هَرَج القومُ یَهْرِجُون فی الحدیث إِذا أَفْضَوا به فأَكثروا. و هَرَج النومَ یَهْرِجُه: أَكثره؛ قال: و حَوْقَلٍ سِرْنا به و ناما، فما دَری إِذ یَهْرِجُ الأَحْلاما، أَ یَمَناً سِرْنا به أم شَاما؟ و الهَرْج: شی‌ء تراه فی النوم و لیس بصادق. و هَرَجَ یَهْرِجُ هَرْجاً: لم یوقن بالأَمر. و هَرِجَ الرجلُ: أَخذه البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْی. و هَرِجَ البعیر، بالكسر، یَهْرَجُ هَرَجاً: سَدِرَ من شدّة الحر و كثرة الطلاءِ بالقَطِرانِ و ثِقَلِ الحِمْل؛ قال العجاج یصف الحمار و الأَتان: و رَهِبَا من حَنْذِه أَن یَهْرَجا
لسان العرب، ج‌2، ص: 390
و‌فی حدیث ابن عمر: لأَكونَنَّ فیها مثلَ الجَمَل الرَّداح یُحْمَلُ علیه الحِمْلُ الثقیلُ فَیَهْرَجُ فَیَبْرُك، و لا یَنْبَعِثُ حتی یُنْحَر‌أَی یتحیر و یَسْدَرُ. و قد أَهْرَجَ بعیرُه إِذا وصل الحرّ إِلی جوفه. و رجل مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فطلیت بالقطران فوصل الحرُّ إِلی جوفها؛ و أَنشد: علی نار جِنٍّ یَصْطَلُونَ كأَنها طلاها «1» بالغیبة مُهْرِجُ قال الأَزهری: رأَیت بعیراً أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ و مات. الأَصمعی: یقال هَرَّجَ بعیرَه إِذا حمل علیه فی السیر فی الهاجرة. و هَرَّجَ بالسبع: صاح به و زجره؛ قال رؤْبة: هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ، فی غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِهِ قال شمر: المُتَهْتِهُ الذی تَهْتَهَ فی الباطل أَی تَرَدَّد فیه. و یقال للفَرَس: مَرَّ یَهْرِجُ و إِنه لَمِهْرَجٌ و هَرَّاج إِذا كان كثیر الجری. و‌فی حدیث عمر: فذلك حین استَهْرَجَ له الرأْیُ‌أَی قَوِیَ و اتسع. و هَرَجَ الفرسُ یَهْرِجُ هَرْجاً، و هو مِهْراجٌ، و هو مِهْرَجٌ و هَرَّاجٌ إِذا اشتدّ عَدْوُه؛ قال العجاج: غَمْرَ الأَجارِیِّ مِسَحّاً مِهْرَجا و قال الآخر: من كلِّ هَرَّاجٍ نَبِیلٍ مَحْزِمُه التهذیب: ابن مُقْبل یصف فرساً: هَرْج الوَلیدِ بخَیْطٍ مُبْرَمٍ خَلَقٍ، بینَ الرَّواجِبِ، فی عُودٍ من العُشَرِ قال: شبهه بخُذْرُوف الولید فی دُرُورِ عَدْوِه. و هَرَّجْتُ البعیر تَهْریجاً و أَهْرَجْتُه أَیضاً إِذا حملت علیه فی السیر فی الهاجرة حتی سَدِرَ. و هَرَّجَ النبیذُ فلاناً إِذا بلغ منه فانْهَرَجَ و انْهَكَّ. و قال خالد بن جَنْبَةَ: بابٌ مَهْرُوجٌ، و هو الذی لا یُسَدُّ یدخله الخلق، و قد هَرَجَه الإِنسان یَهْرِجُه أَی تركه مفتوحاً. و الهِرْجُ: الضعیف من كل شی‌ء؛ قال أَبو وَجْزَة: و الكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ له، زَوْزَی بأَلْیَتِه للذُّلِّ، و اعْتَرَفا

هردج؛ ج2، ص: 390

: الهَرْدَجةُ: سرعةُ المشی.

هزج؛ ج2، ص: 390

: الهَزَجُ: الخِفَّة و سُرعةُ وَقْعِ القوائم و وضعِها. صبی هَزِجٌ و فرس هَزِجٌ؛ قال النابغة الجَعْدی یَنْعَتُ فرساً: غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه، لَغِبْنَ، و أَصْبَحَ لم یَلْغَبِ و الهَزَجُ: الفَرَحُ. و الهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ و قیل: صوت فیه بَحَحٌ؛ و قیل: صوت دقیق مع ارتفاع. و كلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ، و الجمع أَهزاج. و الهَزَجُ: نوع من أَعاریض الشعر، و هو مفاعیلن مفاعیلن، علی هذا البناء كله أَربعة أَجزاء، سمِّی بذلك لتقارب أَجزائه، و هو مُسَدَّس الأَصل، حملًا علی صاحبیه فی الدائرة، و هما الرجز و الرمل إِذ تركیب كل واحد منهما من وتد مجموع و سببین خفیفین. و هَزَّجَ: تَغَنَّی؛ قال یزید بن الأَعور الشَّیْبی:
(1). كذا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 391
كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، و شَنَّا قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّی و تَهَزَّج: كهَزَّجَ. و الهَزَج: من الأَغانیِّ و فیه تَرَنُّم؛ و قد هَزِجَ، بالكسر، و تَهَزَّج؛ قال الشاعر: كأَنها جاریةٌ تَهَزَّجُ و قال أَبو إسحاق: التَّهَزُّج تردُّدُ التحسین فی الصوت؛ و قیل: التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غیر رفیع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنَّ صوتَ حَلْیِها المُناطِقِ تَهَزُّجُ الریاحِ بالعَشارِقِ و رَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت. و قد هَزَّجَ الصوتَ. و رَعْدٌ هَزِجٌ بالصوت؛ و أَنشد: أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ، تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ فی السِّدادِ و عُودٌ هَزِجٌ، و مُغَنٍّ هَزِجٌ: یُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزیجاً. و الهَزَجُ: تدارك الصوت فی خِفَّة و سرعة؛ یقال: هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَی مُدارِكه. قال: و لیس الهَزَجُ من التَّرَنُّم فی شی‌ء؛ و قال عنترة: و كأَنما تَنْأَی بجانِبِ دَفِّها الوَحْشِیِّ، من هَزِجِ العَشِیِّ، مُؤَوِّمِ یعنی ذباباً لطیرانه تَرَنُّمٌ، فالناقة تحذر لسعه إیاها. و تَهَزَّجت القوس إِذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمی عنها؛ قال الكمیت: لم یَعِبْ رَبُّها و لا الناسُ منها، غیرَ إِنذارها علیه الحَمِیرَا بأَهازیجَ من أَغانِیِّها الجُشْشِ، و إِتباعِها النَّحِیبَ الزَّفِیرَا و‌فی الحدیث: أَدبر الشیطان و له هَزَج، و فی روایة: وَزَجٌ.الهَزَجُ: الرَّنَّة. و الوَزَجُ: دونه، و قد استعمل ابن الأَعرابی الهَزَجَ فی معنی العُواءِ؛ و أَنشد بیت عنترة: و كأَنما تنأَی بجانب دفِّها الوحشیِّ، من هَزِج العشیِّ، مؤَوّمِ هِرٍّ جَنِیبٍ، كلَّما عَطَفَتْ له غَضْبَی، اتَّقاها بالیدین و بالفَمِ قال: هَزِجٌ كثیر العُواء باللیل، و وضع العَشِیَّ موضع اللیل لقربه منه، و أَبدل هِرًّا من هَزِجٍ؛ و رواه الشیبانی یَنْأَی، و هِرٌّ عنده رفع فاعل لینأَی. و مَرَّ هَزیجٌ من اللیل كهَزیعٍ. الجوهری: الهَزَجُ صوت الرعل و الذِّبَّانِ.

هزلج؛ ج2، ص: 390

: الهَزَلَّجُ: الظَّلِیم السریع؛ و قد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً، و قیل: كلُّ سُرْعة هَزْلَجة. و الهِزْلاجُ: السریع. و ذئب هِزْلاجٌ: سریع خفیف؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّی الحارثی: یَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ للطَّیرِ، و اللَّغاوِسِ الهَزالجِ التهذیب: و أَنشَدَ الأَصمعی لهِمْیان: تُخْرِجُ من أَفواهها هَزالِجا قال: و الهَزَالِجُ السِّراعُ من الذئاب؛ و منه قوله: للطیرِ و اللغاوسِ الهزالج و قول الحسین بن مُطَیْر: هُدْلُ المَشافِرِ، أَیْدیها مُوَثَّقَةٌ، دُفْقٌ، و أَرجُلُها زُجٌّ هَزالیجُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 392
فسره ابن الأَعرابی فقال: سریعة خفیفة. و قال كراع: الهِذْلاجُ السریعُ، مشتق من الهَزَجِ، و اللام زائدة، و هذا قول لا یُلتفت إِلیه.

هزمج؛ ج2، ص: 392

: الهَزْمَجَة: كلام متتابع. و الهَزْمَجَةُ: اختلاط الصوت. و صوت هُزامِجٌ: مختلط؛ و أَنشد الأَصمعی: أَزامِجاً و زَجَلًا هُزامِجا و الهُزامِجُ: أَدنی من الرُّغاء. و الهُزامِجُ، بالضم: الصوت المُتدارِك، بزیادة المیم.

هلج؛ ج2، ص: 392

: الهَلْجُ: ما لم یُوقَنْ به من الأَخبار. هَلَجَ یَهْلِجُ هَلْجاً إِذا أَخبر بما لا یُؤْمَنُ به. و الهَلْجُ: شی‌ءٌ تراه فی نومك مما لیس برُؤْیا صادقة. و الهَلْجُ: أَخفُّ النوم. و الهالِجُ: الكثیر الأَحلام بلا تحصیل. و الهُلْجُ فی النوم: الأَضْغاثُ. و الهَلِیلِجُ و الإِهْلِیلَجُ و الإِهْلِیلِجَة: عِقِّیرٌ من الأَدویة معروف، و هو معرّب. الجوهری: و لا تقل هَلِیلِجةٌ. قال الفراء: و هو بكسر اللام الأَخیرة، قال: و كذلك رواه الإِیادی عن شمر؛ و قیل: هو الإِهْلِیلَجُ، بفتح اللام الأَخیرة؛ قال ابن الأَعرابی: و لیس فی الكلام إِفْعِیلِل، بالكسر، و لكن إِفْعِیلَل مثل إِهْلِیلَج و إِبرِیْسَم و إِطْرِیفَل.

هلبج؛ ج2، ص: 392

: الهِلْباجُ و الهِلْباجةُ و الهُلَبِجُ و الهُلابِجُ: الأَحمق الذی لا أَحمق منه، و قیل: هو الوَخِمُ الأَحمق المائِقُ القلیل النفع الأَكُولُ الشَّرُوب، زاد الأَزهری: الثقیل من الناس. و یقال للَّبن الخاثِر: هِلْباجَة أَیضاً. و لَبَنٌ هِلْباجٌ و هُلَبِجٌ: خاثر. قال خلفٌ الأَحْمَرُ: سأَلت أَعرابیاً عن الهِلْباجة فقال: هو الأَحمقُ الضَّخمُ الفَدْمُ الأَكُولُ الذی … الذی … الذی …، ثم جعل یلقانی بعد ذلك فیزید فی التفسیر كلَّ مرة شیئاً، ثم قال لی بعد حین و أَراد الخروج: هو الذی جمع كلَّ شَرٍّ.

همج؛ ج2، ص: 392

: هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً، و هی هامِجةٌ: شربت منه فاشتكت عنه؛ و هی إِبِلٌ هَوامِجٌ. و الهَمَجُ: جمع هَمَجَةٍ، و هی ذباب صغیر كالبعوض یسقط علی وجوه الغنم و الحُمُرِ و أَعینها. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله تعالی عنه: سبحان من أَدْمَجَ قوائم الذَّرَّة و الهَمَجَةِ؛ هی واحدة الهمج ذبابٌ صغیر یسقط علی وجوه الإِبل و الغنم و الحمیر و أَعینها؛ و قیل: الهَمَجُ صغار الدواب. اللیث: الهَمَجُ كلُّ دُودٍ یَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، و یقال لرُذالَة الناس: هَمَجٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: و الهَمَجُ البَعُوضُ و الذباب. و الهَمَجُ، فی كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَجة، ثم یقال لرذال الناس: هَمَجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالویه: الهَمَجُ الجوع، و به سمِّی البعوض لأَنه إِذا جاع عاش، و إِذا شبع مات. و الهَمَجُ: الجوعُ. و هَمَجَ إِذا جاع؛ قال الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ، و إِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ و الهَمَجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ و قیل: هم الأَخلاط، و قیل: هم الهَمَلُ الذین لا نِظَامَ لهم. و كل شی‌ء ترك بعضه یَموجُ فی بعض، فهو هامجٌ. و قالوا: هَمَجٌ هامِجٌ، فإِما أَن یكون علی ذلك، و إِما أَن یكون علی المبالغة؛ قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ: یَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَیْشِه، یَعِیثُ فیه هَمَجٌ هامِجُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 393
و قولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكید له كقولك: لَیْلٌ لائِلٌ. و یقال للرَّعاع من الناس الحَمْقَی: إِنما هم هَمَجٌ هامِج؛ و قول أَبی مُحْرِز المُحارِبی: قد هلكت جارتنا من الهَمَج قالوا: سُوءُ التدبیر فی المعاش؛ و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: و سائرُ الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ شَبَّه علیٌّ، علیه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض. و الهَمَجُ: رُذالُ الناس. و یقال لأُشابَة الناس الذین لا عقول لهم و لا مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هامج. و قومٌ هَمَجٌ: لا خیر فیهم؛ قال حمید بن ثور: هَمِیجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ، نَتِیجُ ثلاثٍ، بَغِیضُ الثَّرَی یعنی الولد نتیج ثلاث بغیض. و رجل هَمَجٌ و هَمَجة: أَحمق، و الأُنثی بالهاء لا غیر، و جمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قال رؤبة: فی مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج أَبو سعید: الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذی لا یتماسك، و الهَمَجُ: جمع الهَمَجة. و الهَمَجة: الشاة المهزولة؛ و قول أَبی ذؤیب: كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِیِّ، یَومَ لقِیتُها مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَیْنِ، هَمِیجُ قالوا: ظبیةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. و یقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ: هَمَجَةٌ و عَشَمةٌ. و الهَمَجةُ: النعجة. و الهَمِیجُ من الظباء: الذی له جُدَّتانِ علی ظهره سِوَی لونه، و لا یكون ذلك إِلَّا فی الأُدْمِ منها، یعنی البِیضَ، و كذلك الأُنثی بغیر هاءِ، و قیل: هی التی لها جُدَّتانِ فی طُرَّتَیْها؛ و قیل: هی التی هَزَلَها الرَّضاعُ؛ و قیل: هی الفَتِیَّةُ الحَسَنةُ الجسم؛ قال أَبو ذؤیب یصف ظبیة: موشَّحة بالطُّرَّتَینِ همیج و معنی قوله همیج: هی التی أَصابها وجع فذَبُلَ وجهُها. یقال: اهْتَمَجَ وَجْهُه أَی ذَبُلَ. و الهَمِیجُ: الخَمِیصُ البطن. و اهْتَمَجَتْ نفْسُ الرجل: ضعفت من جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ و اهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه. و أَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً فی جَرْیه، فهو مُهْمِج ثم أَلْهَبَ فی ذلك، و ذلك إِذا اجتهد فی عَدْوِه. و قال اللحیانی: یكون ذلك فی الفرس و غیره مما یَعْدُو؛ و أَنشد شمر لأَبی حَیَّةَ النُّمَیری: و قلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَیسَتْ بِمِتْفال، و لا هَمْجَی الكَلامِ قال: یرید الشَّرارَةَ و السَّمَاجَةَ. قال: و قال ابن الأَعرابی: الإِهْماجُ و الإِسْماجُ. و هَمَجَتِ الإِبلُ من الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً، بالتسكین، إِذا شربت دَفْعَةً واحدة حتی رَوِیَتْ.

همرج؛ ج2، ص: 393

: الهَمْرَجَةُ و الهَمْرَجُ: الالتباس و الاختلاط. و قد هَمْرَجَ علیه الخبرَ هَمْرَجَةً: خَلَّطَه علیه. و قالوا: الغُولُ هَمْرَجةٌ من الجنّ. و الهَمْرَجَة: الخفة و السُّرْعة. و وقع القومُ فی هَمَرَّجة أَی اختلاط؛ قال: بینا كذلك، إِذ هاجتْ هَمَرَّجَةٌ و الهَمَرَّجُ: الاختلاط و الفتنة. الجوهری: الهَمْرَجةُ الاختلاط فی المشی.

هملج؛ ج2، ص: 393

: الهِمْلاجُ: من البراذین واحد الهَمالِیج، و مشیها الهَمْلَجَة، فارسی معرّب. و الهَمْلَجَة و الهِمْلاجُ: حُسْنُ سیر الدابة فی سُرْعة؛ و قد هَمْلَجَ. و الهِمْلاجُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 394
الحَسَنُ السیر فی سُرْعَة و بَخْتَرَةٍ؛ و قوله أَنشده ثعلب: یُحْسِنُ فی مَنْحاتِه الهَمالِجا، یُدْعی هَلُمَّ داجِناً مُدامِجَا الهَمالِجُ: جمع الهَمْلَجة فی السیر أَی إن هذا البعیر السَّانیَ یحسن المشی بین البئر و الحوض. و دابة هِمْلاج: واحد الهَمالِیج، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء؛ قال زهیر: عَهْدِی بهم یومَ باب القَرْیتَینِ، و قد زالَ الهَمالِیجُ بالفُرْسانِ و اللُّجُمِ و هِمْلاجُ الرجلِ: مَرْكَبُه و نحو ذلك. و أَمرٌ مُهَمْلَجٌ: مُنْقاد. و أَمرٌ مُهَمْلَجٌ: مُذَلَّلٌ؛ و قال العجاج: قد قَلَّدُوا أَمرَهمُ المُهَمْلَجا ابن الأَعرابی: شاة هِمْلاجٌ لا مُخَّ فیها؛ و أَنشد: أَعْطَی خَلِیلی نَعْجةً هِمْلاجَا رَجاجةً، إِنَّ لها رَجاجا و الرَّجاجةُ: الضعیفة التی لا نِقْیَ لها. و رجال رَجاجٌ: ضُعَفاء.

هوج؛ ج2، ص: 394

: الهَوَجُ كالهَوَكِ: الحُمْقُ؛ هَوِجَ هَوَجاً، فهو أَهْوَجُ، و الأُنثی هَوْجاء، و الهَوَجُ مصدر الأَهْوَجِ، و هو الأَحمق. و أَهْوَجَه: وجده أَهْوَجَ. و الأَهْوَجُ: الشجاع الذی یرمی بنفسه فی الحرب، علی التشبیه بذلك. و الأَهْوَجُ: المُفْرِطُ الطُّول مع هَوَج، و یقال للطُّوال إِذا أَفرط فی طوله: أَهْوَجُ الطُّول. و رجل أَهْوَجُ بَیِّنُ الهَوَجِ أَی طویل، و به تَسَرُّعٌ و حُمْقٌ. و‌فی حدیث عثمان: هذا الأَهْوَجُ البَجْباجُ.الأَهْوَجُ: المُسْرِعُ إِلی الأُمور كما یتفق، و قیل: الأَحمق القلیل الهدایة؛ و‌فی حدیث عمر: أَما و الله لئن شاء لَتَجِدَنَّ الأَشعثَ أَهْوَجَ جَرِیئاً.و الهَوْجاءُ من الإِبل الناقة التی كأَن بها هَوَجاً من سُرْعتها، و كذلك بعیر أَهْوَجُ؛ قال أَبو الأَسود: علی ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ دَوْسَرٍ صَنِیعٍ نَبیل، یَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ و ریح هَوْجاء: متدارِكة الهُبوب كأَن بها هَوَجاً؛ و قیل: هی التی تَحْمِلُ المُورَ و تجرُّ الذَّیل. و الهَوْجاء: الرِّیح التی تَقْلَعُ البیوت، و الجمع هُوجٌ. و قال ابن الأَعرابی: هی الشدیدة الهُبوب من جمیع الریاح؛ قال ابن الأَحمر: وَلِهَتْ علیه كلُّ مُعْصِفَةٍ هَوْجاء، لیس للُبِّها زَبْرُ قال ابن سیدة: أَنشده سیبویه برفع هوجاء علی أَنه وصف لكل، و أَنث الشاعر الوصف حملًا علی المعنی إِذِ الكل هنا ریح، و الریح أُنثی؛ و نظیره قوله تعالی: كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ الْمَوْتِ*؛ و ضَرْبةٌ هَوْجاءُ هَجَمَتْ علی الجوف. و الهَوْجاء: من صفة الناقة خاصة، و لا یقال: جمل أَهْوَجُ، قال: و هی الناقة السریعة لا تَتَعاهَدُ مَواطِئَ مَناسِمِها من الأَرض. أَبو عمرو: فی فلان عَوَجٌ و هَوَجٌ، بمعنی واحد. و‌فی حدیث مكحول: ما فَعَلْتَ فی تلك الهَاجةِ؟یرید الحاجة لأَن مكحولًا كان فی لسانه لُكْنةٌ، و كان من سَبْی كابُلَ، قال: أَو هو علی قلب الحاء هاء.

هیج؛ ج2، ص: 394

: هاجَتِ الأَرضُ تَهِیجُ هِیاجاً، و هاجَ الشی‌ءُ یَهِیج هَیْجاً و هِیاجاً و هَیَجاناً، و اهْتاجَ، و تَهَیَّجَ: ثار لمشقة
لسان العرب، ج‌2، ص: 395
أَو ضرر. تقول هاج به الدم و هاجَه غیرُه و هَیَّجَه. یتعدَّی و لا یتعدَّی. و هَیَّجَه و هایَجَه، بمعنی؛ و قوله: إِذا تَغَنَّی الحمامُ الوُرْقُ هَیَّجَنی، و لو تَعَزَّیْتُ عنها، أُمَّ عَمَّارِ اكتفی فیه بالمسبب الذی هو التهییج مِن السبب الذی هو التذكیر، لأَنه لمَّا قال هَیَّجنی، دلَّ علی ذَكَّرنی فنصبها به. و شی‌ءٌ هَیُوجٌ علی التعدِّی، و الأُنثی هَیُوجٌ أَیضاً؛ قال الراعی: قَلَی دِینَه و اهْتاجَ للشَّوْقِ، إِنها علی الشَّوْقِ، إِخوانَ العَزاءِ، هَیُوجُ و مِهْیاج كَهَیُوج. و أَهاجَتِ الریحُ النبتَ: أَیبسته. و یوم الهِیاج: یوم القتال. و تَهایَجَ الفَریقان إِذا تواثبا للقتال. و هاجَ الشَّرُّ بین القوم «2». و الهَیْجُ و الهِیاجُ و الهَیْجا و الهَیْجاءُ: الحرب، بالمد و القصر، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ. و‌فی الحدیث: لا یَنْكَلُ فی الهَیجاء‌أَی لا یتأَخر فی الحرب؛ و منه قصید كعب: من نَسْجِ داودَ فی الهَیجا سَرابیلُ و قال لبید: و أَرْبَدُ فارِسُ الهَیْجا، إِذا ما تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالفِئامِ و قال آخر: إِذا كانتِ الهَیْجاءُ و انْشَقَّتِ العَصا، فحَسْبُكَ و الضَّحَّاكَ سیفٌ مُهَنَّدُ و تقول: هَیَّجْتُ الشَّرَّ بینهم. و هاجَ الإِبلَ هَیْجاً: حركها باللیل إِلی المورد و الكلإِ. و المِهْیاجُ من الإِبل: التی تَعْطَشُ قبل الإِبل. و هاجتِ الإِبلُ إِذا عَطِشَتْ. و المِلْواحُ مثل المِهْیاج. و هاجَ هائجُه: اشتد غضبه و ثار. و هَدَأَ هائِجُه: سَكَنَتْ فَوْرَتُه. و‌فی حدیث الاعتِكاف: هاجت السماءُ فَمُطِرْنا‌أَی تَغَیَّمَتْ و كثرت ریحها. و‌فی حدیث الملاعنة: رأَی مع امرأَته رجلًا فلم یَهِجْه‌أَی لم یزعجه و لم یُنَفِّره. و هَیَّجْتُ الناقة فانبعثت، و یقال: هِجْتُه فهاجَ؛ قال الشاعر: هِیْهِ، و إِن هِجْناكَ، یا ابنَ الأَطْولِ و ناقة مِهْیاجٌ أَی نَزُوعٌ إِلی وَطَنها. و الهائجُ: الفَحْلُ الذی یشتهی الضِّرابَ. و هاجَ الفَحْلُ یَهیجُ هِیاجاً و هُیوجاً و هَیَجاناً و اهْتاجَ: هَدَرَ و أَراد الضِّرابَ. و فحْلٌ هِیَّجٌ: هائج، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی، و فی بعض النسخ هِیَّخٌ، بالخاء المعجمة، و لم یفسره أَحد؛ قال ابن سیدة: و هو خطأٌ، و‌فی حدیث الدِّیات: و إِذا هاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ و نَقَصَتْ قیمتها.هاجَ الفحلُ إِذا طلب الضِّرابَ، و ذلك مما یُهْزِلُه فیقل ثمنُه. و الهاجَةُ: النعجة التی لا تشتهی الفحل؛ قال ابن سیدة: و هو عندی علی السلب كأَنها سُلِبَتِ الهِیاجَ. و الهَیْجُ: الریح الشدیدة. و الهَیْجُ: الصُّفْرة. و الهَیْجُ: الجَفاف. و الهَیْجُ: الحَركة. و الهَیْجُ: الفتنة. و الهَیْجُ: هَیَجَانُ الدم أَو الجماع أَو الشَّوْقِ. و هاجَ البقلُ هِیاجاً، فهو هائج «3» و هَیْجٌ: یبس و اصفرَّ و طال، فهو هائج. و فی التنزیل: ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرٰاهُ مُصْفَرًّا*؛ و أَرض هائجة: یَبِسَ بَقْلُها أَو
(2). یرید أَنه یقال: هاج الشر بین القوم أی ثار. (3). قوله [فهو هائج] كذا بالأَصل، و هو مستدرك مع ما قبله.
لسان العرب، ج‌2، ص: 396
اصفرَّ؛ و‌فی الحدیث: تَصْرَعُها مرةً و تَعْدِلُها أُخری حتی تَهیجَ‌أَی تَیْبَسَ و تَصْفَرَّ؛ و منه‌الحدیث: كنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فأَمر بغُصْنٍ فقُطِعَ أَو كان مقطوعاً قد هاجَ ورَقهُ؛ و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: لا یَهِیجُ علی التقوی زَرْعُ قوم؛ أَراد: من عمل لله عملًا لم یفسد عمله و لم یبطل، كما یهیج الزرع فَیَهْلِكُ. و هاجتِ الأَرضُ هَیْجاً و هَیَجاناً: یبس بقلها. و أَهْیَجها: وجَدَها هائجة النبات؛ قال رؤبة: و أَهْیَجَ الخَلْصَاءَ من ذاتِ البُرَقْ و یقال: یومُنا یومُ هَیْجٍ أَی یوم غَیْمٍ و مطرٍ. و یومُنا یومُ هَیْجٍ أَیضاً أَی یوم ریح؛ قال الراعی: و نارِ وَدِیقَةٍ، فی یومِ هَیْجٍ من الشِّعْرَی، نَصَبْتُ له الحَنِینا و یروی: یوم ریح. الأَصمعی: یقال للسحاب أَوّل ما یَنْشَأُ: هاجَ له هَیْجٌ حَسَنٌ؛ و أَنشد للراعی: تُراوِحُها رَواغَةُ كلِّ هَیْجٍ، و أَرْواحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِینا و الهاجَةُ: الضِّفْدَعَة الأُنثی و النعامة، و الجمع هاجاتٌ، و تصغیرها بالواو و الیاء هُوَیْجَةٌ، و یقال هُیَیْجة، و جمعُ الهاجَةِ هاجاتٌ. و هِیجِ، كسر بغیر تنوین: مِن زجر الناقة خاصة؛ قال: تَنْجُو إِذا قال حادِیها لها: هِیجِ

فصل الواو؛ ج2، ص: 396

وأج؛ ج2، ص: 396

: «1»:

وتج؛ ج2، ص: 396

: المُوَتَّجُ: موضع؛ قال الشَّمَّاخُ: تَحُلُّ الشَّجا، أَو تَجْعَلُ الرملَ دونه، و أَهْلی بأَطْرَافِ اللِّوَی فالمُوَتَّجِ

وثج؛ ج2، ص: 396

: الوَثِیجُ من كل شی‌ء: الكثیفُ؛ و قد وَثُجَ الشی‌ءُ، بالضم، وَثَاجَة، و أَوثَجَ، و اسْتَوْثَجَ، و أَرض مُوثِجَةٌ: وَثُجَ كلَؤُها. النضر: الوَثِیجَةُ الأَرض الكثیرة الشجر المُلْتَفَّةُ الشجر. و یقال: بَقْل وَثِیج و كَلأٌ وَثِیجٌ و مكان وَثِیجٌ: كثیر الكلإِ. و فرس وَثِیجٌ: قویٌّ؛ و قیل: مُكْتَنِز. و الوَثاجَةُ: كثرةُ اللحم. و الوَثارَةُ: كثرة الشحم، قال: و هو الضَّخْمُ فی الحرفین جمیعاً. و وَثُجَ الفرس و البعیر وَثاجَةً: كثر لحمه، و فی التهذیب: و هو اكْتِنازُه؛ و قال العجاج یصف جیشاً: بِلَجِبٍ مثلِ الدَّبی، أَو أَوثَجا و اسْتَوْثَجَتِ المرأَةُ: ضَخُمَتْ و تمَّت، و فی التهذیب: و تَمَّ خَلْقُها. و اسْتَوْثَجَ الشی‌ءُ، و هو نَحْوٌ من التمام؛ یقال: اسْتَوثَجَ نَبتُ الأَرض إِذا عَلِقَ بعضه ببعض و تمَّ. و المُوتَثِجةُ: الأَرض الكثیرة الكلإِ. و اسْتَوْثَجَ المالُ: كثر. و اسْتَوْثَجَ من المال و استوثق إِذا استكثر منه؛ و یقال: أَوْثِجْ لنا من هذا الطعام. شمر عن باهلیّ: من الثیاب المَوْثُوجُ، و هو الرِّخْوُ الغَزْلِ و النَّسْجِ. و قال ثعلب: المُسْتَوْثِجُ الكثیر المال. و وَثُجَ النبتُ: طال و كَثُفَ؛ قال هِمْیان: من صِلِّیانٍ و نَصِیًّا واثِجا
(1). زاد فی القاموس الوأج، بفتح الواو و سكون الهمزة، و قد تحرك فی الشعر: الجوع الشدید.
لسان العرب، ج‌2، ص: 397‌

وجج؛ ج2، ص: 397

: الوَجُّ: عِیدانٌ یُتبخر بها، و فی التهذیب: یُتَداوَی بها؛ قال الأَزهری: ما أُراه عربیّاً محضاً؛ و قیل: الوَجُّ ضَرْب من الأَدویة، فارسی معرّب. و الوَجُّ: خشبة الفَدَّانِ. و وَجٌّ: موضع بالبادیة، و قیل: هی بلد بالطائف، و قیل: هی الطائف؛ قال أَبو الهِنْدِیِّ و اسمه عبد المؤمن بن عبد القدّوس: فإِن تُسْقَ من أَعْنابِ وَجٍّ فإِننا لنا العَیْنُ تَجْرِی، من كَسِیسٍ و من خَمْرِ الكَسِیسُ: نبیذ التمر؛ و قال: لَحاها اللهُ صابِئَةً بِوَجٍّ، بمكةَ أَو بأَطْرَافِ الحَجُونِ و أَنشد ابن درید: صَبَحْتُ بها وَجّاً، فكانت صَبِیحَةً علی أَهل وَجٍّ، مثلَ راغِیةِ البَكْرِ و‌فی الحدیث: صَیْدُ وَجٍّ و عِضاهُه حرامٌ مُحَرَّمٌ؛ قال: هو موضع بناحیة الطائف و یحتمل أَن یكون حَرّمه فی وقت معلوم ثم نسخ. و‌فی حدیث كعب: أَن وَجًّا مُقَدَّسٌ، منه عَرَجَ الربُّ إِلی السماء؛ و‌فی الحدیث: إِن آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بِوَجٍّ، قال: وَجٌّ هو الطائف، و أَراد بالوطأَة الغَزاةَ هاهنا، و كانت غزوة الطائف آخر غزواته، صلی الله علیه و سلم. ابن الأَعرابی: الوَجُّ السُّرعة. و الوُجُجُ: النعام السریعة العَدْوِ؛ و قال طرفة: وَرِثَتْ فی قَیسَ مَلْقَی نُمْرُقٍ، و مَشَتْ بین الحَشایَا مَشْیَ وَجّ و قیل: الوَجُّ القَطا.

ودج؛ ج2، ص: 397

: الوَدَجُ: عِرْقٌ متصل «1». الجوهری: الوَدَجُ و الوِدَاجُ عِرْقٌ فی العُنق، و هما وَدَجانِ، و فی المحكم: الوَدَجانِ عرقان متصلان من الرأْس إِلی السَّحْرِ، و الجمع أَوْداج؛ غیره: و هی عروق تكتنف الحُلْقُوم فإِذا فُصِدَ وُدِّجَ، و قیل: الأَوداجُ ما أَحاط بالحلق من العروق، و قیل: هی عروق فی أَصل الأُذنین یخرج منها الدم، و قیل: الوَدَجان عرقان غلیظان عریضان عن یمین ثُغْرَةِ النحر و یسارها، و الوَریدانِ بجنب الوَدَجَیْن، فالودجان من الجداول التی تجری فیها الدماء، و الوریدان النَّبْضُ و النَّفَس. و‌فی حدیث الشهداء: أَوْداجُهم تَشْخُبُ دماً، قیل: هی ما أَحاط بالعنق من العروق التی یقطعها الذابح؛ و‌فی الحدیث: كل ما أَفْرَی الأَودَاجَ؛ و‌الحدیث الآخر: فانتفخت أَوْداجُه.و التَّوْدِیجُ فی الدواب كالفصد فی الناس. و یقال: دِجْ دابَّتَك أَی اقطع وَدَجَها، و هُوَ لَها كالفصد للإِنسان. و وَدَجَه وَدْجاً و وِدَاجاً و وَدَّجَه: قطع وَدَجَه؛ قال عبد الرحمن بن حسان: فأَمَّا قولُكَ: الخُلَفاءُ مِنَّا، فهمْ مَنَعُوا وَرِیدَكَ مِن وِداجِ و وَدَجَ بین القوم وَدْجاً: أَصلح. و فلانٌ وَدَجِی إِلی فلان أَی وسیلتی و سببی. و الوَدَجَانِ: الأَخَوان،
(1). قوله [الودج عرق متصل] عبارة المصباح الودج، بفتح الدال و الكسر لغة: عرق الأَخدع الذی یقطعه الذابح فلا یبقی معه حیاة. و یقال فی الجسد عرق واحد حیثما قطع مات صاحبه، و له فی كل عضو اسم، فهو فی العنق الودج و الورید أیضاً، و فی الظهر النیاط و هو عرق ممتد فیه، و الأَبهر و هو عرق مستبطن الصلب و القلب متصل به، و الوتین فی البطن، و النسا فی الفخذ، و الأَبجل فی الرجل، و الأَكحل فی الید، و الصافن فی الساق.
لسان العرب، ج‌2، ص: 398
و یقال للأَخوین: هما وَدَجانِ؛ قال زیدُ الخیل: فقُبِّحْتُمُ من وَافِدَیْنِ اصْطَفَیْتُما، و من وَدَجَیْ حَرْبٍ، تَلَقَّحُ، حائِلِ «2» أَراد بوَدَجَیْ حَرْبٍ أَخَوَیْ حَرْب، و یقال: بئس وَدَجَا حَرْب هما ابن شمیل: المُوَادَجَةُ المُسَاهَلَةُ و المُلایَنةُ و حُسن الخلُق و لین الجانب. وَ وَدَجٌ: موضع.

وسج؛ ج2، ص: 398

: الوَسْجُ و الوَسِیجُ: ضَرْب من سیر الإِبل. وَسَجَ البعیرُ یَسِجُ وَسْجاً و وَسِیجاً، و قد وَسَجَتِ الناقةُ تَسِجُ وَسْجاً و وَسِیجاً و وَسَجاناً، و هی وَسُوجٌ: أَسرعت، و هو مشی سریع، و أَوسَجْتُه أَنا: حَمَلْتُه علی الوَسْجِ؛ قال ذو الرمة: و العِیسُ، من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً، یُنْحَزْنَ من جانِبَیْها، و هی تَنْسَلِبُ و بعیر وَسَّاجٌ كذلك. و قوله یُنْحَزْنَ: یُركَلْنَ بالأَعْقابِ. و الانسلابُ: المَضاءُ. و العَسْجُ: سَیْرٌ فوق الوَسْجِ. النضر و الأَصمعی: أَول السیر الدَّبِیبُ ثم العَنَقُ ثم التَّزَیُّدُ ثم الذَّمِیلُ ثم العَسْجُ و الوَسْجُ.

وشج؛ ج2، ص: 398

: وَشَجَتِ العُروقُ و الأَغصان: اشْتَبَكَتْ، و كلُّ شی‌ء یشتبك. وَشَجَ یَشِجُ وَشْجاً و وَشِیجاً، فهو واشِجٌ: تداخل و تَشابك و الْتَفَّ؛ قال إمرؤ القیس: إِلی عِرْقِ الثَّرَی وَشَجَتْ عُرُوقی، و هذا الموتُ یَسْلُبُنی شَبابی و الوَشِیجُ: شجر الرّماح، و قیل: هو ما نبت من القَنا و القَصَب معترضاً؛ و فی المحكم: مُلْتَفّاً دخل بعضُه بعضاً، و قیل: سمِّیت بذلك لأَنه تنبت عروقُها تحت الأَرض، و قیل: هی عامَّة الرِّماح واحدتها وَشِیجَةٌ، و قیل: هو من القَنا أَصْلَبُه؛ قال الشاعر: و القَراباتُ بیننا واشِجاتٌ، مُحْكَماتُ القُوَی بعَقْدٍ شَدِیدِ و‌فی حدیث خُزَیْمَة: و أَفْنَتْ أُصُولَ الوَشِیج؛ قیل: هو ما التف من الشجر؛ أَراد أَن السنة أَفنت أُصولها إِذ لم یَبْقَ فی الأَرض ثَرًی. و الوَشِیجَة: عِرْق الشجر؛ قال عبید بن الأَبرص: و لقد جَرَی لهُمُ، فلم یَتَعَیَّفُوا، تَیْسٌ قَعِیدٌ كالوَشِیجَةِ أَعْضَبُ شبه التیس من ضُمْرِه بها. و القَعِیدُ: ما مرَّ من الوحش من ورائك، فإِن جاء من قُدَّامك، فهو النَّطِیح و الجَابِهُ، و إِن جاء من علی یمینك، فهو السَّانِحُ، و إِن جاء من علی یسارك، فهو البارِحُ؛ و قبله و هو أَوّل القصیدة: نُبِّئْتُ أَن بَنِی جَدِیلَةَ أَوْعَبُوا نُفَرَاءَ من سَلْمَی لنا، و تَكَتَّبُوا وصف قوماً خرجوا من عُقْرِ دارهم لحرب بنی أَسد فاستقبلهم هذا التیس الأَعْضَبُ، و هو المكسور أَحد قرنیه، فلم یَتَعَیَّفُوا أَی لم یَزْجُروا فیعلموا أَن الدائرة علیهم، لأَن التیس الأَعضب أَتاهم من خلفهم یسوقهم و یطردهم، و شبه هذا التیس أَعنی تیس الظباء بعرق شجرة لضُمْره. و أَوعَبوا: جمعوا. و النُّفَراء: جمع نَفِیر. و الوَشائِجُ: عروق الأُذنین، واحدتها وَشِیجَةٌ.
(2). قوله [فقبحتم إلخ] هو هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 399
و الوَشِیجَةُ: لِیفٌ یُفْتَلُ ثم یُشْبَكُ بین خشبتین ینقل بهما البُرُّ المَحْصود، و كذلك ما أَشبهها من شبكة بین خشبتین، فهی وشیجة، مثل الكَسِیح و نحوه. النضر: وَشَجَ مَحْمِلَه إِذا شَبكه بِقِدٍّ أَو شَریط لئلا یسقط منه شی‌ء. و‌فی حدیث علیّ: و تمكنتْ من سُوَیْداءِ قُلُوبهم وَشِیجَةٌ خَیْفیَّة؛ الوشیجة: عرق الشجرة، و لیف یفتل ثم یشدّ به ما یُحْمَلُ. و وَشِجَتِ العُرُوق و الأَغصان: اشتبكت؛ و منه‌حدیث علیّ: و وَشَّجَ بینها و بین أَزواجها‌أَی خَلَطَ و أَلَّفَ، یقال وَشَّجَ الله بینهم تَوْشِیجاً. و رَحِمٌ واشِجةٌ و وَشِیجَةٌ: مشتبكة متصلة، الأَخیرة عن یعقوب؛ و أَنشد: تَمُتُّ بأَرْحامٍ، إِلیكَ، وَشِیجَةٍ، و لا قُرْبَ بالأَرْحامِ، ما لم تُقَرَّب و قد وَشَجَتْ بك قرابةُ فلان، و الاسم الوَشِیجُ، و قد وَشَّجَها الله تَوْشِیجاً. و الواشِجة: الرَّحِمُ المشتبكة المتصلة. و قال الكسائی: لهم وَشِیجةٌ فی قومهم و وَلِیجَة أَی حَشْوٌ. و أَمر مُوَشَّجٌ: مُداخَلٌ بعضُه فی بعض مشتبِكٌ؛ قال الشاعر: حالًا بحالٍ یَصْرِفُ المُوَشَّجا و لقد وَشَجَتْ فی قلبه أُمورٌ و هُمُومٌ، و علیه أَوشاجُ غُزُولٍ أَی أَلوان داخلة بعضها فی بعض، یعنی البرود فیها أَلوان الغُزُول. و الوَشیجُ: ضَرْبٌ من النبات، و هو من الجَنْبَةِ؛ قال رؤبة: و ملَّ مَرْعاها الوَشِیجَ البَرْوَقا

ولج؛ ج2، ص: 399

: ابن سیدة: الوُلُوجُ الدخولُ. وَلَجَ البیتَ وُلُوجاً و لِجَةً، فأَما سیبویه فذهب إِلی إِسقاط الوسط، و أَما محمد بن یزید فذهب إِلی أَنه متعد بغیر وسط؛ و قد أَولَجَه. و المَوْلَجُ: المَدْخَلُ. و الوِلاجُ: الباب. و الوِلاجُ: الغامض من الأَرض و الوادی، و الجمع وُلُجٌ و وُلُوجٌ، الأَخیرة نادرة لأَن فِعالًا لا یُكسَّر علی فُعول، و هی الوَلَجَةُ، و الجمع وَلَجٌ. ابن الأَعرابی: وِلاجُ الوادی «1» معاطفه، واحدتها وَلَجَةٌ، و الجمع الوُلُجُ؛ و أَنشد لِطُرَیْحٍ یمدح الولید بن عبد الملك: أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، و لم تَعْطِفْ علیك الحُنِیُّ و الوُلُجُ لو قلتَ للسَّیْلِ: دَعْ طَریقَكَ، و المَوْجُ علیه كالهَضْبِ یَعْتَلِجُ، لارْتَدَّ أَوْ ساخَ، أَو لكانَ له فی سائرِ الأَرضِ، عنكَ، مُنْعَرَجُ و قال: الحُنِیُّ و الوُلُجُ الأَزِقَّةُ. و الوُلُجُ: النَّواحی. و الوُلُجُ: مَغارِفُ العسلِ. و الوَلَجَةُ، بالتحریك: موضع أَو كَهْف یستتر فیه المارَّةُ من مطر أَو غیره، و الجمع وَلَجٌ وَ أَولاجٌ. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِیاكم و المُناخَ علی ظهر الطریق فإِنه منزل الوالِجَةِ، یعنی السباع و الحیات، سمِّیت والِجَةً لاستتارها بالنهار فی الأَوْلاجِ، و هو ما وَلَجْتَ فیه من شِعْب أَو كهف و غیرهما.
(1). قوله [ولاج الوادی إلخ] بكسر الواو، و قوله واحدتها ولجة، أی بالتحریك، و قوله و الجمع ولج أی جمع ولاج، بالكسر: ولج بضمتین، هكذا یفهم من شرح القاموس و من سیاق عبارة المؤلف المارة قریباً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 400
و الوَلَجُ و الوَلَجَةُ: شی‌ء یكون بین یَدَیْ فِناء القوم، فإِما أَن یكون من باب حِقٍّ و حِقَّةٍ أَو من باب تَمْر و تَمْرَةٍ. و وِلاجَا الخَلِیَّة: طَبَقاها من أَعلاها إِلی أَسفلها، و قیل: هو بابها، و كله من الدخول. و رجل خَرّاجٌ وَلّاجٌ، و خَرُوجٌ وَلُوجٌ؛ قال: قد كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَیْرَفاً، لم تَلْتَحِصْنی حَیْصَ بَیْصَ لَحَاصِ و رجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ، مثل هُمَزَة، أَی كثیر الدخول و الخروج. و وَلِیجةُ الرجل: بِطانَتُه و خاصته و دِخْلَتُه؛ و فی التنزیل: وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لٰا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً؛ قال أَبو عبیدة: الوَلِیجَة البِطانَةُ، و هی مأْخوذة من وَلَجَ یَلِجُ وُلُوجاً وَ لِجَةً إِذا دخل أَی و لم یتخذوا بینهم و بین الكافرین دَخِیلَةَ مَوَدّةٍ؛ و قال أَیضاً: ولِیجةً. كلُّ شی‌ء أَولَجْته فیه و لیس منه، فهو وَلِیجَة؛ و الرجل یكون فی القوم و لیس منهم، فهو وَلِیجَة فیهم، یقول: و لا یتخذوا أَولیاء لیسوا من المؤمنین دون الله و رسوله؛ و منه قوله: فإِن القَوافی یَتَّلِجْنَ مَوالِجاً، تَضایَقُ عنها أَنْ تَوَلَّجَها الإِبَرْ و قال الفرّاء: الوَلیجَة البطانة من المشركین، قال سیبویه: إِنما جاء مصدره وُلُوجاً، و هو من مصادر غیر المتعدی، علی معنی وَلَجْتُ فیه، و أَولَجَه: أَدخله. و‌فی حدیث علیّ: أَقَرَّ بالبَیْعَةِ و ادَّعی الوَلِیجةَ؛ وَلِیجة الرجلِ: بِطانَتُه و دُخلاؤه و خاصته. و اتَّلَجَ مَوالِج، علی افْتَعَل، أَی دخل مَداخل. و‌فی حدیث ابن عمر: أَن أَنساً كان یَتَوَلَّجُ علی النساء و هنَّ مُكَشَّفاتُ الرؤوس‌أَی یدخل علیهن، و هو صغیر، و لا یحتجبن منه. التهذیب: و فی نوادرهم: وَلَّجَ مالَه تَوْلِیجاً إِذا جعله فی حیاته لبعض وَلَده، فتسامعَ الناسُ بذلك فانْقَدَعُوا عن سؤاله. و الوالِجةُ: وجع یأْخذ الإِنسان. و قوله تعالی: یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهٰارِ وَ یُولِجُ النَّهٰارَ فِی اللَّیْلِ*: أَی یزید من هذا فی ذلك و من ذلك فی هذا. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: لا یُولِجُ الكَفَّ لیَعْلَمَ البَثَّ‌أَی لا یدخل یده فی ثوبها لیعلم منها ما یسوءُه إِذا اطلع علیه، تصفه بالكرم و حسن الصحبة، و قیل: إِنها تذمه بأَنه لا یتفقد أَحوال البیت و أَهله. و الوُلوجُ: الدخول. و‌فی الحدیث: عُرِضَ علیَّ كلُّ شی‌ء تُولَجُونَه، بفتح اللام، أَی تُدْخَلُونه و تصیرون إِلیه من جنة أَو نار. و التَّوْلَجُ: كناس الظبی أَو الوحش الذی یلج فیه، التاء فیه مبدلة من الواو، و الدَّولَجُ لغة فیه، داله عند سیبویه بدل من تاء، فهو علی هذا بدل من بدل، و عَدَّه كُراعٌ فَوْعَلًا؛ قال ابن سیدة: و لیس بشی‌ء؛ و أَنشد یعقوب: و بادَرَ العُفْر تَؤُمُّ الدَّولَجَا الجوهری: قال سیبویه التاء مبدلة من الواو، و هو فَوْعَل لأَنك لا تجد فی الكلام تَفْعَلٌ اسماً، و فَوعَل كثیر؛ و قال یصف ثوراً تَكَنَّسَ فی عِضاه، و هو لجریر یهجو البَعِیثَ: قد غَبَرَتْ أُمُّ البَعِیث حَجِجَا، علی السَّوایا ما تَحُفُّ الهَوْدَجا، فوَلَدتْ أَعْثَی ضَرُوطاً عُنْبُجا،
لسان العرب، ج‌2، ص: 401
كأَنه ذِیخٌ إِذا ما مَعَجا، مُتَّخِذاً فی ضَعَواتٍ تَوْلَجا غَبَرَت: بقیت. و السَّوایا: جمع سَوِیَّة، و هو كساء یجعل علی ظهر البعیر، و هو من مراكب الإِماء. و قوله: ما تحف الهودَجا أَی ما توطئه من جوانبه و تَفْرُشُ علیه تجلس علیه. و الذِّیخُ: ذَكَر الضِّباع. و الأَعْثی: الكثیر الشعر. و العُنْبُجُ: الثقیل الوَخِمُ. و مَعَجَ: نفش شعره. و الضَّعَواتُ: جمع ضَعَةٍ لنبتٍ معروف. و قد اتَّلَجَ الظبی فی كناسه و أَتْلَجَه فیه الحَرُّ أَی أَوْلَجه. و شَرٌّ تالِجٌ والِجٌ؛ اللیث: جاء فی بعض الرُّقَی: أَعوذ بالله من شرِّ كلِّ تالِجٍ و مالِجٍ‌

ونج؛ ج2، ص: 401

: الوَنَجُ: المِعْزَفُ، و هو المِزْهَرُ و العُودُ، و قیل: هو ضَرْبٌ من الصَّنْجِ ذو الأَوتار و غیره، فارسی معرّب أَصله وَنَهْ، و العرب قالت: الوَنُّ، بتشدید النون.

وهج؛ ج2، ص: 401

: یوم وَهِجٌ و وَهْجانٌ: شدید الحر؛ و لیلة وَهِجةٌ و وَهْجانةٌ، كذلك، و قد وَهَجا وَهْجاً و وَهَجاناً و وَهَجاً و تَوَهُّجاً. و الوَهَجُ و الوَهْجُ و الوَهَجانُ و التَّوَهُّجُ: حرارة الشمس و النار من بعید. و وَهَجانُ الجمر: اضطرام تَوَهُّجِه؛ و أَنشد: مُصْمَقِرُّ الهجیر ذُو وَهَجَانِ و الوَهْجُ، بالتسكین: مصدر وَهَجَتِ النار تَهِجُ وَهْجاً و وَهَجاناً إِذا اتَّقَدت. و قد تَوَهَّجَتِ النارُ و وَهَجَتْ تَوَهَّجُ: تَوَقَّدَتْ، و وَهَّجْتُها أَنا. و لها وَهِیج أَی تَوَقُّد، و أَوْهَجْتُها أَنا؛ و فی المحكم: و وَهَجْتُها أَنا. و المُتَوَهِّجةُ من النساء: الحارَّةُ المَتاع. و الوَهَجُ و الوَهِیجُ: تَلأْلُؤُ الشی‌ء و تَوَقُّدُه. و تَوَهَّجَ الجوهر: تلأْلأَ؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنَّ ابْنَةَ السَّهْمِیِّ دُرَّةُ غائصِ، لها، بَعْدَ تَقْطِیعِ النُّبُوحِ، وَهِیجُ و یروی: … دُرَّة قامس. و یقال للجوهر إِذا تلأْلأَ: یَتَوَهَّجُ. و نجم وَهَّاجٌ: وَقَّادٌ. و فی التنزیل: وَ جَعَلْنٰا سِرٰاجاً وَهّٰاجاً؛ قیل: یعنی الشمس. وَ وَهَجُ الطِّیب و وَهِیجُه: انتشارُه و أَرَجُهُ. و تَوَهَّجَتْ رائحة الطیب أَی توقدت.

ویج؛ ج2، ص: 401

: الوَیْجُ: خشبة الفدّان، عُمانِیَّة؛ و قال أَبو حنیفة: الوَیْجُ الخشبة الطویلة التی بین الثورین، و الله أَعلم.

فصل الیاء؛ ج2، ص: 401

یأجج؛ ج2، ص: 401

: الأَصمعی: فی الحدیث ذكر یَأْجَج؛ التهذیب: یَأْجِجُ، مهموز مكسور الجیم الأُولی: مكان من مكة علی ثمانیة أَمیال، و كان من منازل عبد الله بن الزبیر، فلما قتله الحجاج أَنزله المُجَذَّمِینَ ففیه المُجَّذَّمونَ؛ قال الأَزهری: قد رأَیتهم؛ و إِیاها أَراد الشماخ بقوله: كأَنی كَسَوتُ الرَّحْلَ أَحْقَبَ قارِحاً، من اللاءِ ما بین الجَنَابِ فَیَأْجَجِ ابن سیدة: یَأْجَجُ، مفتوح الجیم، مصروف ملحق بجَعْفَرٍ، حكاه سیبویه، قال: و إِنما نحكم علیه أَنه رباعی لأَنه لو كان ثلاثیّاً لأُدغم، فأَما ما رواه أَصحاب
لسان العرب، ج‌2، ص: 402
الحدیث من قولهم یَأْجِجُ، بالكسر، فلا یكون رباعیّاً لأَنه لیس فی الكلام مثل جعفر، فكان یجب علی هذا أَن لا یظهر، لكنه شاذ مُوَجَّهٌ علی قولهم: بَجِجَتْ عَیْنُه و قَطِطَ شَعَرُه؛ و نحو ذلك مما أُظهر فیه التضعیف، و إِلَّا فالقیاس ما حكاه سیبویه. و یاجِ و أَیاجِج: من زجر الإِبل؛ قال الراجز: فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ، تَكَفُّحُ السَّمائم الأَواجِجِ و قِیلُ: یَاجٍ وَ أَیا أَیاجِجِ عاتٍ منَ الزَّجْرِ، و قِیلُ: جاهِجِ

یرج؛ ج2، ص: 402

: الیارَجُ من حَلْیِ الیدین، فارسی. و فی التهذیب: الیارَجانُ، كأَنه فارسی، و هو من حَلْیِ الیدین. غیره: الإِیارَجَةُ دواء، و هو معروف.
لسان العرب، ج‌2، ص: 403

[ح]؛ ج2، ص: 403

ح؛ ج2، ص: 403

: قال الخلیل: الحاء حرف مخرجه من الحلق، و لو لا بُحَّةٌ فیه لأَشبه العین، و قال: و بعد الحاء الهاء و لم یأْتَلفا فی كلمة واحدة أَصلیة الحروف، و قبح ذلك علی أَلسنة العرب لقرب مخرجیهما، لأَن الحاء فی الحلق بلزق العین، و كذلك الحاء و الهاء، و لكنهما یجتمعان فی كلمتین، لكل واحد معنی علی حدة؛ كقول لبید: یَتمادَی فی الذی قلتُ له، و لقد یَسْمَعُ قَوْلی: حَیَّ هَلْ و كقول الآخر: هیهاه و حَیَهلَه، و إِنما جمعها من كلمتین: حیّ كلمة علی حدة و معناه هلمَّ، و هل حِثِّیثَی، فجعلهما كلمة واحدة؛ و كذلك ما جاء‌فی الحدیث: إِذا ذكر الصالحون، فحیَّهَلًا بعُمَرَ!یعنی إِذا ذكروا، فَأْتِ بذكر عمر. قال: و قال بعض الناس: الحَیْهَلَةُ شجرة، قال: و سأَلنا أَبا خیرة و أَبا الدقیش و عدَّةً من الأَعراب عن ذلك، فلم نجد له أَصلًا ثابتاً نطق به الشعراء، أَو روایة منسوبة معروفة، فعلمنا أَنها كلمة مولدة وضعت للمُعایاةِ. قال ابن شمیل: حَیَّهَلا بقلة تُشْبِه الشُّكاعَی، یقال: هذه حَیَّهَلا، كما تری، لا تنون فی حیَّ و لا فی هلا، الیاء من حی شدیدة و الأَلف من هلا منقوصة مثل خمسة عشر. و قال اللیث: قلت للخلیل: ما مثل هذا من الكلام أَن یجمع بین كلمتین فتصیر منهما كلمة؟ قال: قول العرب عبد شمس و عبد قیس، عبد كلمة و شمس كلمة؛ فیقولون: تَعَبْشَمَ الرجل و تَعَبْقَسَ، و رجل عَبْشَمِیٌّ و عَبْقَسِیٌّ. و روی عن الفراء أَنه قال: لم نسمع بأَسماءِ بنیت من أَفعال إِلَّا هذه الأَحرف: البسملة و السبحلة و الهیللة و الحوقلة؛ أَراد أَنه یقال: بسمل إِذا قال: بسم الله، و حوقل إِذا قال: لا حول و لا قوَّة إِلا بالله، و حمدل إِذا قال: الحمد لله، و جَعْفَلَ جَعْفَلَةً من جُعِلْتُ فداءك، و الحَیْعَلَةُ من حیّ علی الصلاة. قال أَبو العباس: هذه الثلاثة أَحرف أَعنی حَمْدَلَ و جَعْفَلَ و حَیْعَلَ عن غیر الفراء؛ و قال ابن الأَنباری: فلان یُبَرْقِل علینا، و دَعْنا من التَّبَرْقُلِ، و هو أَن یقول و لا یفعل، و یَعِدَ و لا یُنْجِز، أُخذ من البَرْقِ و القَوْل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 404‌

باب الهمزة؛ ج2، ص: 404

أحح؛ ج2، ص: 404

: أَحّ: حكایة تنحنح أَو توجع. و أَحَّ الرجلُ: رَدَّدَ التَّنَحْنُحَ فی حلقه، و قیل: كأَنه تَوَجُّعٌ مع تَنَحْنُح. و الأُحاحُ، بالضم: العَطَشُ. و الأُحاحُ: اشتداد الحرّ، و قیل: اشتداد الحزن أَو العَطش. و سمعت له أُحاحاً و أَحِیحاً إِذا سمعته یتوجع من غیظ أَو حزن؛ قال: یَطْوی الحَیازِیمَ علی أُحاحِ و الأُحَّة: كالأُحاحِ. و الأُحاحُ و الأَحِیحُ و الأَحِیحَةُ: الغیظ و الضِّغْنُ و حرارة الغم؛ و أَنشد: طَعْناً شَفَی سَرائر الأُحاحِ الفراء: فی صدره أُحاحٌ و أَحِیحَةٌ من الضِّغْن، و كذلك من الغیظ و الحقد، و به سمی أُحَیْحَةُ بن الجُلاحِ، و هو اسم رجل من الأَوْسِ، مصغَّر. و أَحَّ الرجلُ یَؤُحُّ أَحّاً: سَعَلَ؛ قال رؤْبة بن العجاج یصف رجلًا بخیلًا إِذا سئل تنحنح و سَعَلَ: یَكادُ من تَنَحْنُحٍ و أَحِّ، یَحْكی سُعالَ النَّزِقِ الأَبَحِّ و أَحَّ القومُ یَئِحُّونَ أَحّاً إِذا سمعت لهم حفیفاً عند مشیهم، و هذا شاذٌّ.

أزح؛ ج2، ص: 404

: أَزَحَ یأْزِحُ أُزُوحاً و تَأَزَّحَ: تَباطَأَ و تَخَلَّف و تَقَبَّضَ و دنا بعضه من بعض؛ و أَنشد الأَزهری: جَرَی ابنُ لَیْلی جَرْیَةَ السَّبُوحِ، جِرْیَةَ لا كابٍ و لا أَزُوحِ و یروی: أَنُوحِ. و رجل أَزُوحٌ: مُتَقَبِّضٌ داخل بعضه فی بعض. و الأَزُوحُ من الرجال: الذی یستأْخر عن المكارم، و الأَنُوحُ مثله؛ قال الشاعر: أَزُوحٌ أَنُوحٌ لا یَهَشُّ إِلی النَّدَی، قَری ما قَری للضّرْسِ بین اللَّهازِم الجوهری: الأَزُوحُ المتخلف. التهذیب: الأَزُوحُ الثقیل الذی یَزْحَرُ عند الحمْل، و قال شمر: الأَزوحُ كالمُتَقاعِس عن الأَمر؛ قال الكمیت: و لم أَكُ عند مَحْمِلها أَزُوحاً، كما یَتقاعَسُ الفَرَسُ الحَزَوَّرْ یصف حِمالَةً احتملها. الأَصمعی: أَزَحَ الإِنسانُ و غیره یَأْزِحُ أُزُوحاً و أَرَزَ یَأْرِزُ أُرُوزاً إِذا تقبَّض و دنا بعضه من بعض، و أَزَحَتْ قَدَمُه إِذا زلَّت، و كذلك أَزَحَتْ نعلُه؛ قال الطِّرِمَّاح یصف ثوراً وحشیّاً: تَزِلُّ عن الأَرضِ أَزْلامُه، كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَه

أشح؛ ج2، ص: 404

: التهذیب: أَبو عدنان: أَشِحَ الرجلُ یَأْشَحُ، و هو رجل أَشْحانُ أَی غضبان؛ قال الأَزهری: هذا حرف غریب و أَظن قولَ الطِّرِمَّاح منه: علی تُشْحَةٍ من ذائدٍ غیرِ واهِنِ أَراد علی أُشْحةٍ، فقلبت الهمزة تاء، كما قیل: تُراث و وراث، و تُكْلان و أُكْلان؛ و أَصله أُراث أَی علی غَضَبٍ، من أَشِحَ یَأْشَحُ.

أفح؛ ج2، ص: 404

: أَفِیحٌ، موضع «2» قریب من بلاد مَذْحِجٍ؛ قال تمیم بن مُقْبِل: و قد جَعَلْنَ أَفِیحاً عن شَمائِلها، بانتْ مَناكِبُه عنها، و لم تَبِنِ
(2). قوله [أَفیح موضع] ضبطه المجد بوزن أمیر و زبیر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 405‌

أكح؛ ج2، ص: 405

: الأَوْكَحُ: التراب، علی فَوْعَلٍ، عند كراع، و قیاس قول سیبویه أَن یكون أَفْعَل.

أمح؛ ج2، ص: 405

: الأَزهری: قال فی النوادر: أَمَحَ الجُرْحُ یأْمِحُ أَمَحاناً و نَبَذَ و أَزَّ و ذَرِبَ و نَتَعَ و نَبَغَ إِذا ضَرَب بوجع.

أنح؛ ج2، ص: 405

: أَنَحَ یَأْنِحُ أَنْحاً و أَنِیحاً و أُنُوحاً: و هو مثل الزَّفِیرِ یكون من الغم و الغضب و البِطْنَةِ و الغَیْرَةِ، و هو أَنُوح؛ قال أَبو ذؤیب: سَقَیْتُ به دارَها إِذْ نَأَتْ، و صَدَّقَتِ الخالَ فینَا الأَنُوحا الخال: المتكبِّر. و فرس أَنُوحٌ إِذا جَرَی فَزَفَر؛ قال العجاج: جِرْیَةَ لا كابٍ و لا أَنُوحِ و الأُنُوحُ: مثل النَّحِیطِ، قال الأَصمعی: هو صوت مع تَنَحْنُح. و رجل أَنُوحٌ: كثیر التنحنح. و أَنَحَ یَأْنِحُ أَنْحاً و أَنِیحاً و أُنوحاً إِذا تأَذَّی و زَحَر مِن ثقلٍ یجده مِن مرض أَو بُهْرٍ، كأَنه یتنحنح و لا یبین، فهو آنِحٌ. و قوم أُنَّحٌ مثل راكع و رُكَّع؛ قال أَبو حَیَّة النمیری: تَلاقَیْتُهُمْ یَوْماً علی قَطَرِیَّةٍ، و للبُزْلِ، مما فی الخُدورِ، أَنِیحُ یعنی من ثقل أَردافهن. و القَطَرِیَّة: یرید بها إِبلًا منسوبة إِلی قَطَرٍ، موضع بعمان؛ و قال آخر: یَمْشِی قلیلًا خَلْفَها و یَأْنِحُ و من ذلك قول قَطَرِیِّ بن الفُجاءَة قال یصف نسوة: ثقال الأَرداف قد أَثقلت البُزْلَ فلها أَنِیحٌ فی سیرها؛ و قبله: و نِسْوَةِ شَحْشاحٍ غَیُورٍ نَهَبْنَه، علی حَذَرٍ یَلْهُونَ، و هو مُشِیحُ و الشَّحْشاحُ و الشَّحْشَحُ: الغَیُور. و المُشِیحُ: الجادُّ فی أَمره، و الحَذِرُ أَیضاً. و‌فی حدیث عمر: أَنه رأَی رجلًا یَأْنِحُ ببطنه‌أَی یُقِلُّه مُثْقَلًا به من الأُنُوحِ، و هو صوت یسمع من الجوف معه نَفَسٌ و بُهْرٌ و نَهِیجٌ، یَعْتَری السمینَ من الرجال. و الآنِحُ، علی مثال فاعِلٍ، و الأَنُوحُ و الأَنَّاحُ، هذه الأَخیرة عن اللحیانی: الذی إِذا سُئل تنحنح بُخلًا، و الفعل كالفعل، و المصدر كالمصدر، و الهاء فی كل ذلك لغة أَو بدل، و كذلك الأُنَّحُ، بالتشدید؛ قال رؤبة: كَزُّ المُحَیَّا أُنَّحٌ إِرْزَبُّ و قال آخر: أَراكَ قَصِیراً ثائِرَ الشَّعْرِ أُنَّحاً، بعیداً عن الخیراتِ و الخُلُقِ الجَزْلِ التهذیب فی ترجمة أَزح: الأَزُوحُ من الرجال الذی یستأْخر عن المكارم، و الأَنُوحُ مثله؛ و أَنشد: أَزُوحٌ أَنُوحٌ لا یَهَشُّ إِلی النَّدَی، قَری ما قَری للضّرْسِ بین اللَّهازِمِ

أیح؛ ج2، ص: 405

: أَیْحَی: كلمة «1» تقال للرامی إِذا أَصاب، فإِذا أَخطأَ قیل: بَرْحَی. الأَزهری فی آخر حرف الحاء فی اللفیف: أَبو عمرو: یقال لبیاض البیضة التی تؤْكل: الآحُ، و لصفرتها: الماحُ، و الله أَعلم.

فصل الباء؛ ج2، ص: 405

بجح؛ ج2، ص: 405

: البَجَحُ: الفَرَحُ، بَجِحَ بَجَحاً «2»، و بَجَحَ یَبْجَحُ و ابْتَجَحَ: فَرِحَ؛ قال:
(1). قوله [أُیحی كلمة إلخ] بفتح الهمزة و كسرها مع فتح الحاء فیهما. و آح، بكسر الحاء غیر منوّن: حكایة صوت الساعل. و یقال لمن یكره الشی‌ء: آح بكسر الحاء و فتحها بلا تنوین فیهما كما فی القاموس. (2). قوله [بجح بجحاً إلخ] بابه فرح و منع‌انتهی. قاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 406
ثم اسْتَمرَّ بها شَیْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَیْنِ عنك بما یَرْآك شَنْآنا قال الجوهری: بَجِحَ بالشی‌ء، و بَجَحَ به أَیضاً، بالفتح: لغة ضعیفة فیه. و تَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ. و رجل بَجَّاحٌ. و أَبْجَحَه الأَمْرُ و بَجَّحَه: أَفرحه. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع؛ و بَجَّحَنی فَبَجَحْتُ‌أَی فَرَّحَنی فَفرِحْت، و قیل: عَظَّمنی فعَظُمَتْ نَفْسِی عندی. و بَجَّحْتُه أَنا تَبْجِیحاً فَتَبَجَّحَ أَی أَفرحته فَفَرِح. و رجل باجٍحٌ: عظیم من قومٍ بُجَّحٍ و بُجْحٍ؛ قال رؤبة: علیك سَیْبُ الخُلفاءِ البُجَّحِ و تَبَجَّحَ به: فَخَرَ. و فلان یَتَبَجَّحُ علینا و یَتَمَجَّحُ إِذا كان یَهْذی به إِعجاباً، و كذلك إِذا تَمَزَّحَ به. اللحیانی: فلان یَتَبَجَّحُ و یَتَمَجَّح أَی یفتخر و یباهی بشی‌ءٍ ما، و قیل: یتعظم، و قد بَجِحَ یَبْجَحُ؛ قال الراعی: و ما الفَقْرُ عن أَرضِ العَشِیرةِ ساقَنا إِلیكَ، و لكنَّا بِقُرباكَ نَبْجَحُ

بحح؛ ج2، ص: 406

: البُحَّة و البَحَحُ و البَحاحُ و البُحُوحةُ و البَحاحةُ: كلُّه غِلَظٌ فی الصوت و خُشُونة، و ربما كان خِلْقَةً. بَحَّ یَبَحُّ «1» و یَبُحُّ: كذا أَطلقه أَهل التَّجْنِیسِ و حَلَّه ابنُ السكیت فقال: بَحِحْتَ، بالكسر، تَبَحُّ بَحَحاً. و‌فی الحدیث: فأَخَذَتِ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، بُحَّةٌ؛ البُحَّةُ، بالضم: غِلَظٌ فی الصوت. یقال: بَحَّ یَبُحُّ بُحوحاً، و إِن كان من داء، فهو البُحاحُ. و رجل أَبَحُّ بَیِّنُ البَحَحِ إِذا كان ذلك فیه خلقة. قال الأَزهری: البَحَحُ مصدر الأَبَحِّ. قال ابن سیدة: و أُری اللحیانی حكی بَحَحْتَ تَبْحَحُ، و هی نادرة لأَن مثل هذا إِنما یدغم و لا یفك، و قال: رجل أَبَحُّ و لا یقال باحٌّ؛ و امرأَة بَحَّاءُ و بَحَّة؛ و فی صوته بُحَّة، بالضم. و یقال: ما زِلْتُ أَصِیحُ حتی أَبَحَّنی ذلك. قال الأَزهری: بحِحْتُ أَبَحُّ هی اللغة العالیة، قال: و بَحَحْتُ، بالفتح، أَبَحُّ، لغة؛ و قول الجعْدی یصف الدینار: و أَبَحَّ جُنْدِیٍّ، و ثاقِبةٍ سُبِكَتْ، كَثاقِبةٍ من الجَمْرِ أَراد بالأَبَحِّ: دیناراً أَبَحَّ فی صوته. جُنْدِیّ: ضُرِبَ بأَجْنادِ الشام. و الثاقبة: سَبِیكَة من ذهب تَثْقُبُ أَی تتقد. و البَحَحُ فی الإِبل: خُشُونة و حَشْرَجةٌ فی الصدر. بعیر أَبَحُّ و عودٌ أَبَحُّ: غلیظ الصوت. و البَمُّ یُدْعی الأَبَحَّ لغلظ صوته. و شَحِیحٌ بَحِیحٌ، إِتباع، و النون أَعلی، و سنذكره. و البُحُّ: جمع أَبَحّ. و البُحُّ: القِداحُ التی یُسْتَقْسَمُ بها؛ قال خُفافُ بنُ نُدْبَةَ السُّلَمِیُّ: إِذا الحَسْناءُ لم تَرْحَضْ یَدَیْها، و لم یُقْصَرْ لها بَصَرٌ بِسِتْرِ قَرَوْا أَضْیافَهُمْ رَبَحاً بِبُحٍّ، یَعِیشُ بفَضْلِهِنَّ الحَیُّ سُمْرِ هُمُ الأَیْسارُ، إِنْ قَحَطَتْ جُمادی، بكلِّ صَبِیرِ غادیةٍ و قَطْرِ قال: و الصبیر من السحاب الذی یصیر بعضه فوق بعض دَرَجاً، و یروی: یجی‌ء بفضلهم المَشّ أَی المَسح. أَراد بالبُحِّ القِداحَ التی لا أَصوات لها. و الرَّبح، بفتح الراء: الشحم. و كِسْرٌ أَبَحُّ: كثیر المُخِّ؛ قال: و عاذِلَةٍ هَبَّتْ بلیلٍ تَلُومُنی، و فی كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
(1). قوله [بح یبح إلخ] بابه فرح و منع كما فی القاموس. و وجد یبح بضم الباء بضبط الأَصل و النهایة و علیه فیكون من باب قعد أَیضاً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 407
ردوم: یسیل وَدَكُه. الفراء: البَحْبَحِیُّ الواسع فی النفقة، الواسع فی المنزل. و تَبَحْبَحَ فی المجدِ أَی أَنه فی مَجْدٍ واسع. و جعل الفراء التَّبَحْبُحَ مِن الباحَة، و لم یجعله من المضاعف. و یقال: القوم فی ابْتِحاحٍ أَی فی سَعَةٍ و خِصْب. و الأَبَحُّ: من شُعراء هُذَیْل و دُهاتهم. و البُحْبوحةُ: وَسَطُ المَحَلَّةِ. و بُحْبوحةُ الدار: وسطها؛ قال جریر: قَوْمِی تَمِیمٌ، هُمُ القومُ الذین هُمُ، یَنْفُونَ تَغْلِبَ عن بُحْبوحةِ الدارِ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: مَن سَرَّه أَن یَسْكُن بُحْبُوحة الجنة فَلْیَلْزَمِ الجماعَةَ، فإِن الشیطان مع الواحد، و هو من الاثنین أَبعد؛ قال أَبو عبید: أَراد بحبوحة الجنة وسطها. قال: و بُحْبُوحة كل شی‌ء وسطه و خیاره. و یقال: قد تَبَحْبَحْتُ فی الدار إِذا تَوَسَّطْتَها و تمكنت منها. و التَّبَحْبُح: التمكن فی الحلول و المُقامِ. و قد بَحْبَحَ و تَبَحْبَحَ إِذا تمكن و توسط المنزل و المقام؛ قال: و منه حدیث غناء الأَنصاریة: و أَهْدی لها أَكْبُشاً، تَبَحْبَحُ فی المِرْبَدِ و زَوْجُكِ فی النادی، و یَعْلَمُ ما فی غَدِ «1» أَی متمكنة فی المِربَد، و هو الموضع. و‌فی حدیث خزیمة: تَفَطَّرَ اللِّحاءُ و تَبَحْبَحَ الحَیاءُ‌أَی اتسع الغیث و تمكن من الأَرض. قال الأَزهری: و قال أَعرابی فی امرأَة ضربها الطلق: تركتها تَبَحْبَحُ علی أَیدی القوابل. و قال اللحیانی: زعم الكسائی أَنه سمع رجلًا من بنی عامر یقول: إِذا قیل لنا أَ بَقِیَ عِندكم شی‌ء؟ قلنا: بَحْباحِ أَی لم یَبْقَ. و ذكر الأَزهری: و البَحَّاءُ فی البادیة رابیةٌ تُعرف برابیة البَحَّاءِ؛ قال كعب: و ظَلَّ سَراةُ القومِ تُبْرِم أَمرَه، بِرابِیَةِ البَحَّاءِ، ذاتِ الأَیایِلِ

بدح؛ ج2، ص: 407

: البَدْحُ: ضَرْبُكَ بشی‌ء فیه رَخاوَة كما تأْخذ بطیخة فَتَبْدَحُ بها إِنساناً. و بَدَحَه بالعصا و كَفَحَه بَدْحاً و كَفْحاً: ضربه بها. و بَدَحَه بأَمر: مثل بَدَهه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی دُوادٍ الإِیادِیِّ: بالصَّرْمِ من شَعْثاءَ، و الحَبْلِ الذی قَطَعَتْه بَدْحا قال ابن بری: الباء فی قوله بالصرم متعلقة بقوله [أَبقیت] فی البیت الذی قبله، و هو: فَزَجَرْتُ أَوَّلَها، و قد أُبْقِیتُ، حین خَرَجْنَ، جُنْحا و قیل: إِن قوله بَدْحاً، بمعنی قَطْعاً، و یروی: بَرْحاً أَی تبریحاً و تعذیباً؛ یرید أَنه زَجَرَ علی محبوبته بالبارح و السانح فلم یكن منها وَصْلٌ لحبله؛ أَ لا تری قوله قبل البیت: بَرَحَتْ علیّ بها الظِّباءُ، و مَرَّتِ الغِرْبانُ سَنْحا بَرَحَتْ: مِن البارِح. و سَنَحَتْ: مِن السانحِ. و قال أَبو عمرو: بَدْحاً أَی علانیة. و البَدْحُ: العلانیة. و البَدْحُ من قولهم بَدَح بهذا الأَمر أَی باح به. و‌فی حدیث أُم سلمة لعائشة: قد جَمَعَ القرآنُ ذَیْلَكِ فلا تَبْدَحیه‌أَی لا تُوَسِّعِیه بالحركة و الخروج. و یروی بالنون، و سیأْتی ذكره فی موضعه. و بَدَح الشی‌ءَ یَبْدَحُه بَدْحاً: رَمی به. و تَبادَحُوا: تَرامَوْا بالبطیخ و الرُّمَّان و نحو ذلك
(1). قوله [و زوجك فی النادی] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 408
عبثاً. و تَبادَحُوا بالكُرینَ: تَرامَوْا. و‌فی حدیث بكر بن عبد الله: كان أَصحاب محمد، صلی الله علیه و سلم، یَتَمازَحُون و یَتَبادَحُون بالبطیخ، فإِذا جاءَت الحقائق كانوا هم الرجالَ، أَی یترامَون به؛ یقال: بَدَحَ یَبْدَحُ إِذا رمی. و البِدْحُ، بالكسر: الفضاء الواسع، و الجمع بُدُوحٌ و بِداحٌ. و البَداحُ، بالفتح: المُتَّسِعُ من الأَرض، و الجمع بُدُحٌ مثل قَذال و قُذُل. و البِداحُ، بالكسر: الأَرض اللَّیِّنة الواسعة. الأَصمعی: البَداحُ، علی لفظ جَناح، الأَرض اللینة الواسعة؛ و البَداحُ و الأَبْدَحُ و المَبْدوحُ: ما اتسع من الأَرض، كما یقال الأَبْطَحُ و المَبْطُوحُ؛ و أَنشد: إِذا عَلا دَوِّیَّه المَبْدُوحا رواه بالباء؛ و بُدْحةُ الجار: ساحَتُها. و تَبَدَّحَتِ الناقةُ: توسعت و انبسطت؛ قال: یَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ و قیل: كل ما تَوَسَّع، فقد تَبَدَّح. الأَزهری عن أَبی عمرو: الأَبْدَحُ العریض الجَنْبَیْن من الدواب؛ قال الراجز: حتی تُلاقِی ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ، بِمُرْهَفِ النَّصْلِ، رَغِیبِ المَجْرَحِ و بَدَحَتِ المرأَةُ تَبْدَحُ بُدُوحاً، و تَبَدَّحَتْ: حَسُنَ مَشْیُها، و مَشَتْ مِشْیَةً فیها تَفَكُّكٌ؛ و قال الأَزهری: هو جنس من مِشْیَتها، و قال: التَّبَدُّح حُسْنُ مِشْیَةِ المرأَة؛ و أَنشد: یَبْدَحْنَ فی أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها و بَدَحَ لسانَه بَدْحاً: شَقَّه، و الذال المعجمة لغة. و تَبَدَّحَ السحابُ: أَمطر. و البَدْحُ: عَجْزُ الرجل عن حَمالةٍ یَحملها. بَدَحَ الرجلُ عن حَمالته، و البعیرُ عن حِمْلِه یَبْدَحُ بَدْحاً: عجزا عنهما؛ و أَنشد: إِذا حَمَلَ الأَحْمالَ لیس بِبادِحٍ و بَدَحَنی الأَمرُ: مثل فَدَحَنی. و قال الأَصمعی فی كتابه فی الأَمثال یرویه أَبو حاتم له: یقال: أَكلَ مالَه بأَبْدَحَ و دُبَیْدَح؛ قال الأَصمعی: إِنما أَصله دُبَیْحٌ، و معناه أَنه أَكله بالباطل، و رواه ابن السكیت: أَخذ مالَه بأَبْدَحَ و دُبَیْدَح؛ یضرب مثلًا للأَمر الذی یبطل و لا یكون، و كلُّهم قال: دُبَیْدَح، بفتح الدال الثانیة. أَبو عمرو: یقال ذَبَحه و بَذَحه، و دَبَحه و بَدَحه، و منه سمِّی بُدَیْحٌ المغَنِّی، كان إِذا غنی قَطَعَ غِناءَ غیره بحُسنِ صوته.

بذح؛ ج2، ص: 408

: البَذْحُ: الشَّقُّ؛ بَذَح لسانَه. و فی التهذیب: بَذَحَ لسانَ الفصیل بَذْحاً: فلقه أَو شقه لئلَّا یرتضع. و البَذْحُ: موضع الشق، و الجمع بُذُوحٌ؛ قال: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بِعَلْطِ بِلِیتِهِ، عند بُذوحِ الشَّرْطِ قال الأَزهری: و قد رأَیت من العُرْبانِ من یشق لسان الفصیل اللّاهِج بثنایاه فیقطعه، و هو الإِحْزَاز عند العرب. أَبو عمرو: أَصابه بَذْحٌ فی رجله أَی شَقٌّ، و هو مثل الذَّبْح، و كأَنه مقلوب. و فی رِجل فلان بُذُوحٌ أَی شُقوق. و تَبَذَّح السحابُ: أَمطر.

برح؛ ج2، ص: 408

: بَرِحَ بَرَحاً و بُرُوحاً: زال. و البَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَی زال عنه و صار فی
لسان العرب، ج‌2، ص: 409
البَراحِ. و قولهم: لا بَراحَ، منصوب كما نصب قولهم لا رَیْبَ، و یجوز رفعه فیكون بمنزلة لیس؛ كما قال سعدُ بنُ ناشِبٍ فی قصیدة مرفوعة: مَنْ فَرَّ عن نِیرانِها، فأَنا ابنُ قَیْسٍ لا بَراحُ قال ابن الأَثیر: البیت لسعد بن مالك یُعَرِّضُ بالحرث بن عَبَّاد، و قد كان اعتزل حَرْبَ تَغْلِبَ و بكرٍ ابنی وائل؛ و لهذا یقول: بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا: أَولادُ یَشْكُرَ و اللِّقاحُ و أَراد باللقاح بنی حنیفة، سُمُّوا بذلك لأَنهم لا یَدِینُونَ بالطاعة للملوك، و كانوا قد اعتزلوا حرب بكر و تَغْلِبَ إِلَّا الفِنْدَ الزِّمَّانِیَّ. و تَبَرَّح: كَبَرِحَ؛ قال مُلَیحٌ الهُذَلیُّ: مَكَثْنَ علی حاجاتِهنَّ، و قد مَضَی شَبابُ الضُّحَی، و العِیسُ ما تَتَبَرَّحُ و أَبْرَحَه هو. الأَزهری: بَرِحَ الرجلُ یَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من موضعه. و ما بَرِحَ یفعل كذا أَی ما زال، و لا أَبْرَحُ أَفعل ذاك أَی لا أَزال أَفعله. و بَرِحَ الأَرضَ: فارَقَها. و فی التنزیل: فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتّٰی یَأْذَنَ لِی أَبِی؛ و قوله تعالی: لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عٰاكِفِینَ أَی لن نَزالَ. و حَبِیلُ بَراحٍ: الأَسَدُ كأَنه قد شُدّ بالحبال فلا یَبْرَح، و كذلك الشجاعُ. و البَراحُ: الظهور و البیان. و بَرِحَ الخَفاء و بَرَحَ، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: ظَهَر؛ قال: بَرَحَ [بَرِحَ الخَفاءُ فما لَدَیَّ تَجَلُّدٌ أَی وَضَحَ الأَمر كأَنه ذهب السِّرُّ و زال. الأَزهری: بَرِحَ الخَفاء معناه زال الخَفاءُ، و قیل: معناه ظهر ما كان خافیاً و انكشف، مأْخوذ من بَراحِ الأَرض، و هو البارز الظاهر، و قیل: معناه ظهر ما كنت أُخْفِی. و جاء بالكفر بَراحاً أَی بَیِّناً. و‌فی الحدیث: جاء بالكفر بَراحاً‌أَی جِهاراً، من بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظهر، و یروی بالواو. و جاءَنا بالأَمر بَراحاً أَی بَیِّناً. و أَرض بَراح: واسعة ظاهرة لا نبات فیها و لا عُمرانَ. و البَراح، بالفتح: المُتَّسِع من الأَرض لا زرع فیه و لا شجر. و بَراحُ و بَراحِ: اسم للشمس، معرفة مثل قَطامِ، سمیت بذلك لانتشارها و بیانها؛ و أَنشد قُطْرُبٌ: هذا مُقامُ قَدَمَیْ رَباحِ، ذَبَّبَ حتی دَلَكَتْ بَراحِ بَراحِ یعنی الشمس. و رواه الفراء: بِراحِ، بكسر الباء، و هی باء الجر، و هو جمع راحة و هی الكف أَی اسْتُریحَ منها، یعنی أَن الشمس قد غَرَبَتْ أَو زالت فهم یضعون راحاتهم علی عیونهم، ینظرون هل غربت أَو زالت. و یقال للشمس إِذا غربت: دَلَكَتْ بَراحِ یا هذا، علی فَعالِ: المعنی: أَنها زالت و بَرِحَتْ حین غَرَبَتْ، فَبَراحِ بمعنی بارحة، كما قالوا لكلب الصیدِ: كَسابِ بمعنی كاسِبَة، و كذلك حَذامِ بمعنی حاذِمَة. و من قال: دَلَكَتِ الشمسُ بِراحِ، فالمعنی: أَنها كادت تَغْرُبُ؛ قال: و هو قول الفراء؛ قال ابن الأَثیر: و هذان القولان، یعنی فتح الباء و كسرها، ذكرهما أَبو عبید و الأَزهریُّ و الهَرَوِیُّ و الزمخشری و غیرهم من مفسری اللغة و الغریب، قال: و قد أَخذ بعضُ المتأَخرین القولَ الثانی علی الهروی، فظن أَنه قد انفرد به، و خطَّأَه فی ذلك، و لم یعلم أَن غیره من الأَئمة قبله و بعده ذهب إِلیه؛ و قال الغَنَوِیُّ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 410
بُكْرَةَ حتی دَلَكَتْ بِراحِ یعنی برائح، فأَسقط الیاء، مثل جُرُف هارٍ و هائر. و قال المفضل: دَلَكَتْ بَراحِ و بَراحُ، بكسر الحاء و ضمها؛ و قال أَبو زید: دلكت بِراحٍ، مجرور منوَّن، و دلكت بَراحُ، مضموم غیر منوّن؛ و‌فی الحدیث: حین دلكتْ بَراحِ.و دُلوك الشمس: غروبها. و بَرَّحَ بنا فلان تَبْریحاً، و أَبْرَحَ، فهو مُبَرِّحٌ بنا و مُبْرِحٌ: آذانا بالإِلحاح، و فی التهذیب: آذاك بإِلحاح المشقة، و الاسم البَرْحُ و التَّبْریحُ، و یوصف به فیقال: أَمر بَرْحٌ؛ قال: بنا و الهَوَی بَرْحٌ علی مَنْ یُغالِبُه و قالوا: بَرْحٌ بارِحٌ و بَرْحٌ مُبْرِحٌ، علی المبالغة، فإِن دَعَوْتَ به، فالمختار النصب، و قد یرفع؛ و قول الشاعر: أَ مُنْحَدِراً تَرْمِی بك العِیسُ غُرْبَةً؟ و مُصْعِدَةً؟ بَرْحٌ لعینیك بارِحُ یكون دعاء و یكون خبراً. و البَرْحُ: الشر و العذاب الشدید. و برَّحَ به: عذبه. و التباریح: الشدائد، و قیل: هی كُلَفُ المعیشة فی مشقة. و تَبارِیحُ الشَّوْق: تَوَهُّجُه. و لقیت منه بَرْحاً بارِحاً أَی شِدَّةً و أَذیً؛ و‌فی الحدیث: لقینا منه البَرْحَ‌أَی الشدّة؛ و‌فی حدیث أَهل النَّهْرَوانِ: لَقُوا بَرْحاً؛ قال الشاعر: أَ جَدَّكَ هذا، عَمْرَك اللهَ كلما دَعاكَ الهَوَی؟ بَرْحٌ لعینیك بارِحُ و ضربه ضرباً مُبَرِّحاً: شدیداً، و لا تقل مُبَرَّحاً. و‌فی الحدیث: ضَرْباً غیر مُبَرِّح‌أَی غیر شاقٍّ. و هذا أَبْرَحُ علیّ من ذاك أَی أَشق و أَشدّ؛ قال ذو الرمة: أَنیناً و شَكْوَی بالنهارِ كثیرةً علیّ، و ما یأْتی به اللیلُ أَبْرَحُ و هذا علی طرح الزائد، أَو یكون تعجباً لا فعل له كأَحْنَك الشاتَین. و البُرَحاءُ: الشِّدَّة و المشقة، و خص بعضهم به شدّة الحُمَّی؛ و بُرَحایا، فی هذا المعنی. و بُرَحاءُ الحُمَّی و غیرها: شِدَّة الأَذی. و یقال للمحموم الشدید الحُمَّی: أَصابته البُرَحاءُ. الأَصمعی: إِذا تمدَّدَ المحمومُ للحُمَّی، فذلك المطوّی، فإِذا ثاب علیها، فهی الرُّحَضاءُ، فإِذا اشتدت الحمی، فهی البُرَحاءُ. و‌فی الحدیث: بَرَّحَتْ بی الحمی‌أَی أَصابنی منها البُرَحاءُ، و هو شِدتُها. و‌حدیث الإِفْكِ: فأَخذه البُرَحاءُ؛ هو شدّة الكرب من ثِقَلِ الوَحْیِ. و‌فی حدیث قتل أَبی رافع الیهودی: بَرَّحَتْ بنا امرأَته بالصِّیاح.و تقول: بَرَّحَ به الأَمرُ تَبْریحاً أَی جَهَدَه، و لقیت منه بَناتِ بَرْحٍ و بَنی بَرْحٍ. و البِرَحِینَ و البُرَحِینَ، بكسر الباء و ضمها، و البَرَحِینَ أَی الشدائد و الدواهی، كأَن واحد البِرَحِینَ بِرَحٌ، و لم ینطق به إِلا أَنه مقدّر، كأَن سبیله أَن یكون الواحد بِرَحة، بالتأْنیث، كما قالوا: داهیة و مُنْكَرَة، فلما لم تظهر الهاء فی الواحد جعلوا جمعه بالواو و النون، عوضاً من الهاء المقدّرة، و جری ذلك مجری أَرضٍ و أَرَضِینَ، و إِنما لم یستعملوا فی هذا الإِفرادَ، فیقولوا: بِرَحٌ، و اقتصروا فیه علی الجمع دون الإِفراد من حیث كانوا یصفون الدواهی بالكثرة و العموم و الاشتمال و الغلبة؛ و القول فی الفِتْكَرِینَ و الأَقْوَرِینَ كالقول فی هذه؛ و لقیت منه بَرْحاً بارِحاً، و لقیتُ منه ابنَ بَرِیحٍ، كذلك؛ و البَرِیحُ: التَّعَبُ أَیضاً؛ و أَنشد: به مَسِیحٌ و بَرِیحٌ و صَخَبْ و البَوارِحُ: شدّة الریاح من الشمال فی الصیف دون الشتاء، كأَنه جمع بارِحَة، و قیل: البوارح الریاح
لسان العرب، ج‌2، ص: 411
الشدائد التی تحمل التراب فی شدة الهَبَواتِ، واحدها بارِحٌ، و البارح: الریح الحارة فی الصیف. و البوارح: الأَنْواءُ، حكاه أَبو حنیفة عن بعض الرواة و رَدَّه علیهم. أَبو زید: البَوارِحُ الشَّمالُ فی الصیف خاصة؛ قال الأَزهری: و كلام العرب الذین شاهدتهم علی ما قال أَبو زید، و قال ابن كُناسَة: كل ریح تكون فی نُجُوم القَیْظ، فهی عند العرب بَوارِحُ، قال: و أَكثر ما تَهُبُّ بنُجُوم المیزان و هی السَّمائِم؛ قال ذو الرمة: لا بل هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا سَحابٌ، و مَرًّا بارِحٌ تَرِبُ فنسبها إِلی التراب لأَنها قَیْظِیَّة لا رِبْعِیَّة. و بَوارِحُ الصیف: كلها تَرِبَة. و البارِحُ من الظِّباءِ و الطیر: خلافُ السَّانح، و قد بَرَحَتْ تَبْرُحُ «2» بُرُوحاً؛ قال: فَهُنَّ یَبْرُحْنَ له بُرُوحا، و تارةً یأْتِینَه سُنُوحا و‌فی الحدیث: بَرَحَ ظَبْیٌ؛ هو من البارح ضد السانح. و البارِحُ: ما مر من الطیر و الوحش من یمینك إِلی یسارك، و العرب تتطیر به لأَنه لا یُمَكِّنُك أَن ترمیه حتی تَنْحَرِفَ، و السانح: ما مرَّ بین یدیك من جهة یسارك إِلی یمینك، و العرب تَتَیَمَّنُ به لأَنه أَمكن للرمی و الصید. و فی المثل: مَنْ لی بالسَّانح بعد البارِحِ؟ یُضرب للرجل یُسِی‌ءُ الرجلَ، فیقال له: إِنه سوف یحسن إِلیك، فیضرب هذا المثل؛ و أَصل ذلك أَن رجلًا مرت به ظِباءٌ بارِحَةٌ، فقیل له: سوف تَسْنَحُ لك، فقال: من لی بالسانح بعد البارح؟ و بَرَحَ الظبی، بالفتح، بُرُوحاً إِذا ولَّاك میاسره، یمرّ من میامنك إِلی میاسرك؛ و فی المثل: إِنما هو كبارِحِ الأُرْوِیِّ قلیلًا ما یُری؛ یضرب ذلك للرجل إِذا أَبطأَ عن الزیارة، و ذلك أَن الأُرْوِیّ یكون مساكنها فی الجبال من قِنانِها فلا یَقْدِرُ أَحد علیها أَن تَسْنَحَ له، و لا یكاد الناس یَرَوْنَها سانِحةً و لا بارِحةً إِلَّا فی الدهور مرة. و قَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَی أَعجبه؛ و‌فی حدیث عكرمة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن التَّوْلِیهِ و التَّبْرِیح؛ قال: التبریح قَتْلُ السَّوْءِ للحیوان مثل أَن یلقی السمك علی النار حیّاً، و جاء التفسیر متصلًا بالحدیث؛ قال شمر: ذكر ابن المبارك هذا الحدیث مع ما ذكره من كراهة إِلقاء السمكة إِذا كانت حیة علی النار و قال: أَما الأَكل فتؤْكل و لا یعجبنی، قال: و ذكر بعضهم أَن إِلقاء القمل فی النار مثله؛ قال الأَزهری: و رأَیت العرب یَمْلأُون الوِعاءَ من الجراد و هی تَهْتَشُّ فیه، و یحتفرون حُفْرَة فی الرمل و یوقدون فیها ثم یَكُبُّونَ الجراد من الوعاء فیها، و یُهِیلُون علیها الإِرَةَ المُوقَدَةَ حتی تموت، ثم یستخرجونها و یُشَرِّرُونها فی الشمس، فإِذا یَبِسَتْ أَكلوها. و أَصلُ التَّبْرِیحِ: المشقَّةُ و الشدّة. و بَرَّحَ به إِذا شَقَّ علیه. و ما أَبْرَحَ هذا الأَمرَ أَی ما أَعجبه قال الأَعشی: أَقولُ لها، حِینَ جَدَّ الرَّحیلُ: أَبْرَحْتِ رَبّاً، و أَبرَحْتِ جارا أَی أَعْجَبْتِ و بالغتِ؛ و قیل: معنی هذا البیت أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ أَی صادَفْتِ كریماً؛ و أَبرَحَه بمعنی أَكرمه و عظمه. و قال أَبو عمرو: بَرْحَی له و مَرْحی له إِذا تعجب منه، و أَنشد بیت الأَعشی و فسره، فقال: معناه أَعْظَمْتِ رَبّاً؛ و قال آخرون: أَعجَبتِ رَبّاً،
(2). قوله [و قد برحت تبرح] بابه نصر، و كذا برح بمعنی غضب. و أَما بمعنی زال و وضح فمن باب سمع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 412
و یقال: أَكْرمت من رَبٍّ، و قال الأَصمعی: أَبرَحْتِ بالَغْتِ. و یقال: أَبرَحْتَ لُؤْماً و أَبرَحْتَ كَرَماً أَی جئت بأَمرٍ مُفْرِطٍ. و أَبرَحَ فلانٌ رجلًا إِذا فضَّله؛ و كذلك كل شی‌ء تُفَضِّلُه. و بَرَّحَ اللهُ عنه أَی فَرَّج الله عنه؛ و إِذا غضب الإِنسان علی صاحبه، قیل: ما أَشَدَّ ما بَرَحَ علیه و العرب تقول: فعلنا البارِحَةَ كذا و كذا لِلَّیلَةِ التی قد مضت، یقال ذلك بعد زوال الشمس، و یقولون قبل الزوال: فعلنا اللیلة كذا و كذا؛ و قول ذی الرمة: تَبَلَّغَ بارِحِیَّ كَراه فیه قال بعضهم: أَراد النوم الذی شق علیه أَمره لامتناعه منه، و یقال: أَراد نومَ اللیلة البارِحَةِ. و العرب تقول: ما أَشبه اللیلة بالبارحة أَی ما أَشْبه اللیلة التی نحن فیها باللیلة الأُولی التی قد بَرِحَتْ و زالت و مضت. و البارِحَةُ: أَقربُ لیلة مضت؛ تقول: لقیته البارِحَةَ، و لقیته البارِحَةَ الأُولی، و هو من بَرِحَ أَی زال، و لا یُحَقَّرُ؛ قال ثعلب: حكی عن أَبی زید أَنه قال: تقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلی أَن تزول الشمس: رأَیت اللیلةَ فی منامی، فإِذا زالت، قلت: رأَیتُ البارِحَةَ؛ و ذكر السیرافی فی أَخبار النحاة عن یونس، قال: یقولون كان كذا و كذا اللیلةَ إِلی ارتفاع الضحی، و إِذا جاوز ذلك، قالوا: كان البارِحَةَ. الجوهری: و بَرْحَی، علی فَعلی، كلمة تقال عند الخطإِ فی الرَّمی، و مَرْحَی عند الإِصابة؛ ابن سیدة: و للعرب كلمتان عند الرمی: إِذا أَصاب قالوا: مَرْحَی، و إِذا أَخطأَ قالوا: بَرْحی. و قولٌ بَرِیحٌ: مُصَوَّبٌ به؛ قال الهذلی: أَراه یُدافِعُ قَوْلًا بَرِیحا و بُرْحةُ كل شی‌ء: خِیارُه؛ و یقال: هذه بُرْحَةٌ من البُرَحِ، بالضم، للناقة إِذا كانت من خیار الإِبل؛ و فی التهذیب: یقال للبعیر هو بُرْحَة من البُرَحِ؛ یرید أَنه من خیار الإِبل. و ابنُ بَرِیح، و أُمُّ بَرِیحٍ: اسمٌ للغراب معرفةٌ، سمِّی بذلك لصوته؛ و هُنَّ بناتُ بَرِیحٍ، قال ابن بری: صوابه أَن یقول ابنُ بَرِیح، قال: و قد یُستعمل أَیضاً فی الشِّدَّة، یقال: لقیت منه ابنَ بَریحٍ؛ و منه قول الشاعر: سَلا القلبُ عن كُبْراهما بعدَ صَبْوَةٍ، و لاقَیْتَ من صُغْراهما ابنَ بَرِیحِ و یقال فی الجمع: لَقِیتُ منه بناتِ بَرْحٍ و بَنی بَرْحٍ. و یَبْرَحُ: اسم رجل؛ و‌فی حدیث أَبی طلحة: أُحب أَموالی إِلیّ بیرحاء؛ ابن الأَثیر: هذه اللفظة كثیراً ما تختلف أَلفاظ المحدِّثین فیها فیقولون: بَیرَحاء، بفتح الباء و كسرها، و بفتح الراء و ضمها، و المد فیهما، و بفتحهما و القصر، و هو اسم مال و موضع بالمدینة، قال: و قال الزمخشری فی الفائق: إِنها فَیْعَلٌ من البراح، و هی الأَرض الظاهرة.

بربح؛ ج2، ص: 412

: بَرْبَحٌ: موضع.

برقحة؛ ج2، ص: 412

: البرقحة «1»

بطح؛ ج2، ص: 412

: البَطْحُ: البَسْطُ. بَطَحه علی وجهه یَبطَحُه بَطْحاً أَی أَلقاه علی وجهه فانْبَطَح. و تَبَطَّحَ فلان إِذا اسْبَطَرَّ علی وجهه ممتدّاً علی وجه الأَرض؛ و‌فی حدیث الزكاة: بُطِحَ لها بقاعٍ‌أَی أُلقی صاحبها علی وجهه لتطأَه. و البَطْحاءُ: مَسِیلٌ فیه دُقاقُ الحَصی. الجوهری:
(1). زاد فی القاموس البرقحة، بفتح الباء و سكون الراء المهملة، و فتح القاف و الحاء: و هی قبح الوجه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 413
الأَبْطَحُ مَسِیل واسِع فیه دُقاقُ الحَصی. ابن سیدة: و قیل بَطْحاءُ الوادی تراب لَیِّنٌ مما جَرَّتْه السُّیُولُ، و الجمع بَطْحاواتٌ و بِطاحٌ. یقال: بِطاحٌ بُطَّحٌ، كما یقال أَعوامٌ عُوَّمٌ، فإِن اتسع و عَرُضَ، فهو الأَبطَحُ، و الجمع الأَباطِحُ، كسَّروه تكسیر الأَسماء، و إِن كان فی الأَصل صفة لأَنه غلب كالأَبْرَقِ و الأَجْرَع فجری مجری أَفْكَل؛ و‌فی حدیث عمر: أَنه أَول من بَطَحَ المسجدَ، و قال: ابْطَحُوه من الوادی المبارك، أَی أَلقَی فیه البَطْحاءَ، و هو الحصی الصِّغار. قال ابن الأَثیر: و بَطْحاءُ الوادی و أَبْطَحُه حَصاه اللین فی بطن المَسِیل؛ و منه‌الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، صلَّی بالأَبْطَح؛ یعنی أَبْطَح مكة، قال: هو مسیل وادیها. الجوهری: و البَطِیحَةُ و البَطْحاءُ مثل الأَبْطَحِ، و منه بَطْحاءُ مكة. أَبو حنیفة: الأَبْطَحُ لا یُنْبِتُ شیئاً إِنما هو بطن المَسِیل النضر. الأَبْطَحُ: بَطْنُ المَیْثاء و التَّلْعَةِ و الوادی، و هو البَطْحاءُ، و هو التراب السهل فی بطونها مما قد جَرَّته السیول؛ یقال: أَتینا أَبْطَحَ الوادی فنمنا علیه، و بَطْحاؤُه مثله، و هو ترابه و حصاه السَّهْلُ اللَّیِّنُ. أَبو عمرو: البَطِحُ رمل فی بَطْحاءَ، و سمِّی المكان أَبْطَحَ لأَنَّ الماء یَنْبَطِح فیه أَی یذهب یمیناً و شمالًا. و البَطِحُ: بمعنی الأَبْطَحِ؛ و قال لبید: یَزَعُ الهَیَامَ عن الثَّرَی و یَمُدُّه بَطِحٌ یُهایِلُه عن الكُثْبانِ و‌فی الحدیث: كان عُمَرُ أَوَّلَ من بَطَحَ المسجد، و قال: ابْطَحُوه من الوادی المبارك، و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، نائماً بالعَقِیقِ، فقیل: إِنك بالوادی المبارك؛ قوله: بطح المسجد أَی أَلقی فیه الحصی و وَثَّرَه به. ابن شمیل: بَطْحاءُ الوادی و أَبطَحُه حصاه السهل اللین فی بطن المسیل. و اسْتَبْطَحَ الوادی و انْبَطَحَ فی هذا المكان أَی اسْتَوْسَعَ فیه. و تَبَطَّح المكان و غیره: انبسط و انتصبَ؛ قال: إِذا تَبَطَّحْنَ علی المَحامِلِ، تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ الساحِلِ و‌فی حدیث ابن الزبیر و بناء البیت: فأَهابَ بالناسِ إِلی بَطْحِه‌أَی تسویته. و تَبَطَّحَ السَّیلُ: اتَّسع فی البَطْحاءِ؛ و قال ابن سیدة: سال سَیْلًا عریضاً؛ قال ذو الرمة: و لا زالَ، من نَوْءِ السِّماكِ علیكما و نَوْءِ الثُّرَیَّا، وابِلٌ مُتَبَطِّحُ الأَزهری: و فی النوادر: البُطاحُ مَرَضٌ یأْخذ من الحُمَّی؛ و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: البُطاحِیُّ مأْخوذ من البُطاحِ، و هو المرض الشدید. و بَطْحاءُ مكة و أَبْطَحُها: معروفة، لانْبِطاحِها، و مِنًی من الأَبْطَحِ، و قُرَیشُ البِطاحِ: الذین ینزلون أَباطِحَ مكة و بَطْحاءَها، و قریشُ الظَّواهر: الذین ینزلون ما حول مكة؛ قال: فلو شَهِدَتْنی من قُرَیْشٍ عِصابَةٌ، قُرَیْشِ البِطاحِ، لا قُرَیشِ الظواهِر. الأَزهری ابن الأَعرابی: قریش البطاح هم الذین ینزلون الشِّعْبَ بین أَخْشَبَیْ مكة، و قریشُ الظواهر الذین ینزلون خارجَ الشِّعْب، و أَكرمُهما قریش البطاح. و یقال: بینهما بَطْحةٌ بعیدة أَی مسافة؛ و یقال: هو بَطْحةُ رجل، مثل قولك قامَةُ رجل. و البَطِیحَة: ما بین واسطَ و البَصْرة، و هو ماء مُسْتَنْقِع لا یُرَی طرفاه من سَعَته، و هو مَغِیضُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 414
ماء دِجْلَة و الفُرات، و كذلك مَغایِضُ ما بین بَصْرَةَ و الأَهْواز. و الطَّفُّ: ساحلُ البَطِیحةِ، و هی البَطائِحُ. و البُطْحانُ و بُطاحُ: موضع. و فی الحدیث ذِكْرُ بُطاحٍ، هو بضم الباءِ و تخفیف الطاء: ماء فی دیار بنی أَسد، و به كانت وقعة أَهل الرِّدة. و بَطائِحُ النَّبَطِ بین العِراقَیْنِ. الأَزهری: بُطاحٌ منزل لبنی یَربوع، و قد ذكره لبید فقال: تَرَبَّعَتِ الأَشْرافُ، ثم تَصَیَّفَتْ حِساءَ البُطاحِ، و انْتَجَعْنَ السَّلائِلا و بُطْحانُ: موضع بالمدینة. و بُطْحانَی: موضع آخر فی دیار تمیم، ذكره العجاج: أَمْسی جُمانٌ كالدَّهِینِ مُضَرَّعا بِبُطْحانَ «2» … قبلتین مُكَنَّعا جُمان: اسم جمله. مُكَنَّعاً أَی خاضعاً، و كذلك المُضَرَّعُ. و‌فی الحدیث: كان كِمامُ أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، بُطْحاً‌أَی لازِقةً بالرأْس غیر ذاهبة فی الهواء. و الكِمامُ: جمع كُمَّةٍ، و هی القلنسوة؛ و‌فی حدیث الصَّداق: لو كنتم تَغرِفُون من بَطْحانَ ما زدتم؛ بَطْحان، بفتح الباء: اسم وادی المدینة و إِلیه ینسب البَطْحانِیُّونَ، و أَكثرهم یضم الباء، قال ابن الأَثیر: و لعله الأَصح.

بقح؛ ج2، ص: 414

: البَقِیحُ: البَلَحُ، عن كراع؛ قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة.

بلح؛ ج2، ص: 414

: البَلَحُ: الخَلالُ، و هو حمل النخل ما دام أَخضر صِغاراً كحِصرِم العنب، واحدته بَلَحة. الأَصمعی: البَلَحُ هو السَّیابُ. و قد أَبْلَحَتِ النخلة إِذا صار ما علیها بَلَحاً. و‌فی حدیث ابن الزبیر: ارْجِعُوا، فقد طابَ البَلَحُ؛ ابن الأَثیر: هو أَول ما یُرْطِبُ البُسْرُ، و البَلَحُ قبل البُسْر لأَن أَوَّل التمر طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْر ثم رُطَب ثم تَمْر. و البَلَحِیَّاتُ: قلائد تصنع من البَلَح، عن أَبی حنیفة. و البُلَحُ: طائر أَعظم من النَّسْر أَبْغَثُ اللون مُحْتَرِقُ الرِّیش، یقال: إِنه لا تقع ریشة من ریشه فی وسط ریش سائر الطائر إِلا أَحرقته؛ و قیل: هو النَّسْر القدیم الهَرِمُ؛ و فی التهذیب: البُلَحُ طائر أَكبر من الرَّخَم، و الجمع بِلْحانٌ و بُلْحانٌ. و البُلُوحُ: تَبَلُّدُ الحامل من تحت الحَمْلِ من ثِقَلِه، و قد بَلَحَ یَبْلَحُ بُلُوحاً، و بَلَّحَ؛ قال أَبو النجم یصف النمل حین یَنْقُلُ الحَبَّ فی الحَرّ: و بَلَح النملُ به بُلُوحا و یقال: حمل علی البعیر حتی بَلَح؛ أَبو عبید: إِذا انقطع من الإِعیاء فلم یقدر علی التحرُّك، قیل: بَلَحَ. و البالِحُ و المُبالِحُ: الممتنع الغالبُ؛ قال: و رَدَّ علینا العَدْلُ من آلِ هاشِمٍ حَرائِبَنا، من كلِّ لِصٍّ مُبالِح و بالَحَهُمْ: خاصمهم حتی غلبهم و لیس بِمُحِقٍّ. و بَلَحَ علیَّ و بَلَّحَ أَی لم أَجد عنده شیئاً. الأَزهری: بَلَح ما علی غَریمی إِذا لم یكن عنده شی‌ء. و بَلَحَ الغَریمُ إِذا أَفلس. و بَلَحَتِ البئر تَبْلَحُ بُلوحاً، و هی بالِحٌ: ذهب ماؤُها. و بَلَحَ الماءُ بُلُوحاً إِذا ذهب، و بئر بَلُوحٌ؛ قال الراجز: و لا الصَّمارِیدُ البِكاءُ البُلْحُ ابن بُزُرجٍ: البَوالِحُ من الأَرَضین التی قد عُطِّلَتْ فلا تُزْرَعُ و لا تُعْمَر. و البالِحُ: الأَرض التی لا
(2). كذا بیاض بأَصله.
لسان العرب، ج‌2، ص: 415
تنبت شیئاً؛ و أَنشد: سَلا لی قُدُورَ الحارِثِیَّةِ: ما تَرَی؟ أَ تَبْلَحُ أَم تُعْطِی الوَفاءَ غَرِیمَها؟ التهذیب: بَلَحَتْ خَفارَتُه إِذا لم یفِ؛ و قال بِشْرُ ابن أَبی خازم: أَلا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لأْیٍ، فلا شاةً تَرُدُّ، و لا بَعیرا و بَلَح الرجلُ بشهادته یَبْلَح بَلْحاً: كتمها. و بَلَحَ بالأَمر: جَحَده. قال ابن شمیل: اسْتَبق رجلان فلما سبق أَحدهما صاحبه تَبالَحا أَی تجاحدا. و البَلْحةُ و البَلْجة: الاست، عن كراع، و الجیم أَعلی و بها بدأَ. و بَلَحَ الرجل بُلُوحاً أَی أَعیا؛ قال الأَعشی: و اشْتَكی الأَوْصالَ منه و بَلَحْ و بَلَّحَ تَبْلیحاً مثله؛ و‌فی الحدیث: لا یزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً ما لم یصب دماً حراماً، فإِذا أَصاب دماً حراماً بَلَّح؛ بَلَّح أَی أَعیا؛ و قد أَبْلَحَه السیرُ فانْقُطِع به؛ یرید وقوعه فی الهلاك بإِصابة الدم الحرام، و قد تخفف اللام؛ و منه‌الحدیث: اسْتَنْفَرْتهم فَبَلَحُوا علیَّ‌أَی أَبَوْا، كأَنهم أَعْیَوا عن الخُروج معه و إِعانته؛ و منه‌الحدیث فی الذی یدخل الجنة آخِرَ الناسِ، یقال له: اعْدُ ما بَلَغَتْ قدماك، فَیَعْدُو حتی إِذا ما بَلَّح؛ و منه‌حدیث علیَّ، رضی الله عنه، فی الفتن: إِن من ورائكم فتناً و بلاء مُكْلِحاً و مُبْلِحاً‌أَی مُعْییاً.

بلدح؛ ج2، ص: 415

: بَلْدَحَ الرجُلُ: أَعْیا و بَلَّدَ. و بَلْدَحٌ: اسم موضع. و فی المثل الذی یُرْوی لنَعامَةَ المسمی بَیْهَسَ: لكن علی بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَی؛ عَنی به البُقْعَة. و هذا المثل یقال فی التَّحَزُّن بالأَقارب، قاله نَعامة لما رأَی قوماً فی خِصْب و أَهلَه فی شدّة؛ الأَزهری: بَلْدَحٌ بَلَدٌ بعینه. و بَلْدَحَ الرجلُ و تَبَلْدَحَ: وعَدَ و لم یُنْجِزْ عِدَتَه. و رجل بَلَنْدَحٌ: لا یُنْجِزُ وعْداً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِنی إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْیَحُ ذو نَخْوَةٍ، أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ أَو كَیْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ و البَلَنْدَحُ: السمین القصیر، قال: دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ، إِذا یُرادُ شَدُّه یُكَرْمِحُ قال الأَزهری: و الأَصل بَلْدَحٌ، و قیل: هو القصیر من غیر أَن یقید بِسِمَنٍ. و البَلَنْدَحُ: الفَدْمُ الثقیل المنتفخ لا یَنْهَضُ لخیر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یا سَلْم أُلْقِیتِ علی التَّزَحْزُحِ، لا تَعْدِلِینی بامْرِئٍ بَلَنْدَحِ، مُقَصِّرِ الهَمِّ قَرِیبِ المَسْرَحِ، إِذا أَصابَ بِطْنَةً لم یَبْرَحِ، و عَدَّها رِبْحاً، و إِن لم یَرْبَحِ قال: قریب المَسرح أَی لا یسرح بإِبله بعیداً، إِنما هو قُرْبَ باب بیته یرعی إِبله. و ابْلَنْدَحَ المكانُ: عَرُضَ و اتسع؛ و أَنشد ثعلب: قد دَقَّتِ المَرْكُوَّ حتی ابْلَنْدَحا أَی عَرُضَ. و المركوُّ: الحوض الكبیر. و بَلْدَحَ الرجلُ إِذا ضرب بنفسه إِلی الأَرض، و ربما قالوا بَلْطَحَ. و ابْلَنْدَحَ الحوضُ: انهدم. الأَزهری: ابْلَنْدَحَ الحوضُ إِذا استوی بالأَرض من دَقِّ الإِبل إِیاه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 416‌

بنح؛ ج2، ص: 416

: الأَزهری خاصة: روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی قال: البُنُحُ العَطایا؛ قال أَبو منصور: كأَنه فی الأَصل مُنُحٌ جمع المَنیحَة، فقلب المیم باء، و قال: البُنُحُ.

بوح؛ ج2، ص: 416

: البَوْحُ: ظهور الشی‌ء. و باحَ الشی‌ءُ: ظهر. و باحَ به بَوْحاً و بُؤُوحا و بُؤُوحَةً: أَظهره. و باحَ ما كَتَمْتُ، و باحَ به صاحبُه، و باحَ بِسِرِّه: أَظهره. و رجل بَؤُوحٌ بما فی صدره و بَیْحانُ و بَیِّحانُ بما فی صدره، معاقبة و أَصلها الواو. و‌فی الحدیث: إِلَّا أَن یكون كُفْراً بَواحاً‌أَی جِهاراً، و یروی بالراء و قد تقدم. و أَباحَه سرّاً فباح به بَوْحاً: أَبَثَّه إِیاه فلم یَكْتُمه؛ و‌فی الحدیث: إِلا أَن یكون معصیةً بَواحاً‌أَی جِهاراً. یقال: باحَ الشی‌ءَ و أَباحَه إِذا جهر به. و بُوحُ: الشمسُ، معرفة مؤنث، سمِّیت بذلك لظهورها، و قیل: یُوحُ، بیاء بنقطتین. و أَبَحْتُك الشی‌ء: أَحللته لك. و أَباحَ الشی‌ءَ: أَطلقه. و المُباحُ: خلاف المحظور. و الإِباحةُ: شِبْهُ النُّهْبَی. و قد استباحه أَی انْتَهَبَه، و اسْتَباحوهم أَی استأْصلوهم. و‌فی الحدیث: حتی یَقْتُلَ مُقاتِلَتَكم و یَسْتبِیحَ ذَرَارِیكم‌أَی یَسبیهم و بَنِیهم و یجعلهم له مباحاً أَی لا تَبِعَة علیه فیهم؛ یقال: أَباحَه یُبِیحُه و اسْتباحه یَسْتبیحه؛ قال عنترة: حتی اسْتَباحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً بالمَشْرَفِیِّ، و بالوَشِیجِ الذُّبَّلِ و الباحةُ: باحةُ الدار، و هی ساحتها. و الباحة: عَرْصة الدار، و الجمع بُوحٌ، و بُحْبُوحة الدار، منها؛ و یقال: نحن فی باحَة الدار، و هی أَوسطها، و لذلك قیل: تَبَحْبَحَ فی المَجْدِ أَی أَنه فی مجد واسع؛ قال الأَزهری: جعل الفراء التَّبَحْبُح من الباحة و لم یجعله من المضاعف؛ و‌فی الحدیث: لیس للنساء من باحة الطریق شی‌ء‌أَی وسطه. و‌فی الحدیث: نَظِّفُوا أَفْنِیَتكم و لا تَدَعُوها كباحَة الیهود.و الباحة: النخل الكثیر، حكاه ابن الأَعرابی عن أَبی صارم البَهْدَلی من بنی بَهْدَلة؛ و أَنشد: أَعْطی فأَعطانی یَداً، و دارا، و باحةً خَوَّلها عَقَارا یداً: یعنی جماعة قومه و أَنصاره، و نصب عَقاراً علی البدل من باحة، فتَفَهَّمْ. و البُوحُ: الفَرْجُ، و فی مثل العرب: ابْنُك ابنُ بُوحِك یَشْرَبُ من صَبُوحِك؛ قیل: معناه الفَرْج، و قیل: النَّفْس، و یقال للوَطْء. و فی التهذیب: ابنُ بُوحِك أَی ابن نَفْسك لا من یُتَبَنَّی؛ ابن الأَعرابی: البُوحُ النفس، قال: و معناه ابنك من ولدته لا مَن تَبَنَّیته، و قال غیره: بُوح فی هذا المثل جمع باحة الدار؛ المعنی: ابنك من ولدته فی باحة دارك، لا من ولد فی دار غیرك فتبنیته. و وقع القوم فی دُوكَةٍ و بُوحٍ أَی فی اختلاط فی أَمرهم. و باحَهم: صَرَعهم. و تركهم بَوْحی أَی صَرْعی؛ عن ابن الأَعرابی.

بیح؛ ج2، ص: 416

: بَیَّحَ به: أَشْعَره سِرًّا. و البِیاحُ، بكسر الباء مخفف: ضرب من السمك صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ، و هو أَطیب السمك؛ قال: یا رُبَّ شَیْخٍ من بنی رَباحِ، إِذا امْتَلا البَطْنُ من البِیاحِ، صاحَ بلیلٍ أَنْكَرَ الصِّیاحِ و ربما فتح و شدّد. و البَیَّاحة: شبكة الحوت.
لسان العرب، ج‌2، ص: 417
و‌فی الحدیث: أَیُّما أَحَبُّ إِلیك كذا أَو كذا أَو بِیاحٌ مُرَبَّبٌ؛ هو ضرب من السمك، و قیل: الكلمة غیر عربیة. و المُرَبَّبُ: المعمول بالصِّباغِ. و بَیْحانُ: اسم، و الله أَعلم.

فصل التاء؛ ج2، ص: 417

تحتح؛ ج2، ص: 417

: التحتحة «1»

ترح؛ ج2، ص: 417

: التَّرَحُ: نقیض الفرح. و قد تَرِحَ تَرَحاً و تَتَرَّح و تَرَّحَه الأَمرُ تَتْریحاً أَی أَحْزَنه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: شَمْطاء أَعْلی بَزِّها مُطَرَّحُ، قد طالَ ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَی نَغَّصَها المَرْعَی؛ و الاسم التَّرْحَة، الأَزهری عن ثعلب؛ ابن الأَعرابی أَنشده: یَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ، یَقُودُها هادٍ و عَیْنٌ تَلْمَحُ، قد طالَ ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَی نَغَّصَها المَرْعی: و‌روی الأَزهری بإِسناده عن علیّ بن أَبی طالب، قال: نهانی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن لباس القَسِّیِّ المُتَرَّحِ، و أَن أَفترِشَ حِلْسَ دابتی الذی یلی ظهرها، و أَن لا أَضع حِلْسَ دابتی علی ظهرها حتی أَذكر اسم الله، فإِنَّ علی كلِّ ذِرْوَةٍ شیطاناً، فإِذا ذكرتم اسم الله ذهب.و یقال: عَقِیبَ كلِّ فَرْحةٍ تَرْحَةٌ؛ و‌فی الحدیث: ما من فَرْحَة إِلا و معها تَرْحَةٌ.قال ابن الأَثیر: التَّرَحُ ضد الفرح، و هو الهلاك و الانقطاع أَیضاً. و التَّرْحَة: المرة الواحدة. و التَّرِحُ: القلیل الخیر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدِی یمدح رجلًا: یُحَیُّونَ فَیَّاضَ النَّدَی مُتَفَضِّلًا، إِذا التَّرِحُ المَنَّاعُ لم یَتَفَضَّل ابنُ مُناذِر: و التَّرَحُ الهُبوط، و ما زِلْنا مُنْذ اللیلةِ فی تَرَحٍ؛ و أَنشد: كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ، إِذا انْتُحِی بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قال: و الانتحاء أَن یسقط هكذا، و قال بیده بعضها فوق بعض «2»، و هو فی السجود أَن یُسْقط جَبینَه إِلی الأَرض و یَشُدَّه و لا یعتمد علی راحتیه، و لكن یعتمد علی جبینه؛ قال الأَزهری: حكی شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب؛ قال شمر: و كنت سأَلت ابنَ مُناذِرٍ عن الانتحاء فی السجود فلم یعرفه؛ قال: فذكرت له ما سمعت فدعا بدواته و كتبه بیده. و التَّرَحُ: الفقرُ؛ قال الهُذَلی: كُسِرْتَ علی شَفا تَرَحٍ و لُؤْمٍ، فأَنتَ علی دَرِیسِكَ مُسْتَمِیتُ و ناقة مِتْرَاحٌ: یُسْرِعُ انقطاعُ لبنها، و الجمع المَتاریحُ.

تسح؛ ج2، ص: 417

: التُّسْحَة: الحَرَد و الغضبُ؛ عن كراع، قال ابن سیدة: و لا أُحقها.

تشح؛ ج2، ص: 417

: الأَزهری خاصة أَنشد للطِّرِمّاحِ یصف ثوراً: مَلًا بائصاً، ثم اعْتَرَتْهُ حَمِیَّةٌ علی تُشْحةٍ، من ذائدٍ غیرِ واهِن قال: و قال أَبو عمرو فی قوله علی تُشْحة: علی جِدٍّ و حَمِیَّة؛ قال الأَزهری: أَظنّ التشحة فی الأَصل أُشْحة، فقلبت الهمزة واواً ثم قلبت تاء كما قالوا تُراث
(1). زاد فی القاموس: التحتحة الحركة، و صوت حركة السیل، و ما یتتحتح من مكانه أَی ما یتحرك. (2). هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 418
و تَقْوی؛ قال شمر: أَشِحَ یَأْشَحُ إِذا غضب، و رجل أَشْحَانُ أَی غضبان؛ قال الأَزهری: و أَصل تُشْحة أُشْحة من قولك أَشِحَ.

تفح؛ ج2، ص: 418

: التَّفْحَة: الرَّائحة الطیبة. و التُّفَّاحُ: هذا الثمر معروف، واحدته تُفَّاحة، ذكر عن أَبی الخطاب أَنها مشتقة من التَّفْحة؛ الأَزهری: و جمعه تَفَافِیحُ، و تصغیر التفاحة الواحدة تُفَیْفِیحَة. و المَتْفَحَةُ: المكان الذی ینبت فیه التُفَّاحُ الكثیر؛ قال أَبو حنیفة: هو بأَرض العرب كثیر. و التُّفَّاحة: رأْس الفخذ و الوَرِك؛ عن كراع، و قال: هما تُفَّاحَتان.

تیح؛ ج2، ص: 418

: تاحَ الشی‌ءُ یَتِیحُ: تَهَیَّأَ؛ قال: تاحَ له بعدَك حِنْزابٌ وَأَی و أُتِیح له الشی‌ءُ أَی قُدِّرَ أَو هُیِّئَ له؛ قال الهذلی: أُتِیحَ لَها أُقَیْدِر ذُو حَشِیفٍ، إِذا سامتْ علی المَلَقاتِ ساما و أَتاحه اللهُ: هَیَّأَه. و أَتاحَ الله له خیراً و شرًّا. و أَتاحه له: قَدَّره له. و تاحَ له الأَمرُ: قدرَ علیه؛ قال اللیث: یقال وقع فی مَهْلَكَةٍ فتاحَ له رجلٌ فأَنقذه، و أَتاح الله له من أَنقذه. و‌فی الحدیث: فَبِی حَلَفْتُ لأُتیحَنَّهم فتنةً تَدَعُ الحلیم منهم حَیْرانَ.و أَمرٌ مِتْیاحٌ: مُتاحٌ مُقَدَّرٌ، و قَلْبٌ مِتْیَحٌ؛ قال الراعی: أَ فی أَثَرِ الأَظْعانِ عینُكَ تَلْمَحُ؟ نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْیَحُ قوله: لات هنَّا أَی لیس هنا حینُ تَشَوُّق. و رجل مِتْیَحٌ: لا یزال یقع فی بلیة. و رجلٌ مِتْیَحٌ: یَعْرِضُ فی كل شی‌ءٍ و یدخل فیما لا یعنیه، و الأُنثی بالهاء؛ قال الأَزهری: و هو تفسیر قولهم بالفارسیة [أَنْدَرُونَسْت] و قال: إِن لنا لَكَنَّه مِبَقَّةً مِفَنَّه مِتْیَحَةً مِعَنَّه و كذلك تَیِّحَان و تَیَّحان؛ قال سَوَّارُ بنُ المُضَرَّبِ السَّعْدِی: بذَبِّی الیومَ، عن حَسَبی، بمالی، و زَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَیِّحان و لا نظیر له إِلَّا فرس سَیِّبانُ و سَیَّبانُ، و رجل هَیِّبانُ و هَیَّبانُ إِذا تمایل؛ قال ابن بری: معنی زبُّونات دَفُوعات، واحدتها زبُّونة، یعنی بذلك أَحْسابه و مفاخره أَی تَدْفَعُ غیرَها، و الباء فی قوله بذبِّی متعلقة بقوله بلانی فی الذی قبله، و هو: لَخَبَّرها ذَوو أَحْسابِ قَوْمِی و أَعْدائی، فكلٌّ قد بلانی أَی خَبَرَنی قومی فعرفوا منی صلة الرحم و مواساة الفقیر و حِفْظَ الجِوار، و كونی جَلْداً صابراً علی محاربة أَعدائی و مُضْطَلِعاً بنكایتهم. و ناحَ فی مِشْیَته إِذا تمایل. و قال أَبو الهیثم: التَّیِّحان و التَّیَّحانُ الطویل؛ و قال الأَزهری: رجل تَیِّحانٌ یتعرض لكل مَكْرُمَةٍ و أَمر شدید؛ و قال العجاج: لقد مُنُوا بتَیِّحانٍ ساطی و قال غیره: أُقَوِّم دَرْءَ قومٍ تَیِّحان الأَزهری: فرس تَیِّحانٌ شدید الجری، و فرس تَیَّاحٌ: جَوَاد، و فرس مِتْیَح و تَیَّاح و تَیِّحانٌ: یعترض فی مشیه نَشاطاً و یمیل علی قُطْرَیْه؛ و تاحَ فی مشیته. التهذیب: ابن الأَعرابی: المِتْیَحُ و النِّفِّیحُ و المِنْفَحُ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 419
بالحاء: الداخل مع القوم لیس شأْنه شأْنهم. ابن الأَعرابی: التَّاحِی البُسْتَانیان «3».

فصل الثاء؛ ج2، ص: 419

ثحثح؛ ج2، ص: 419

: الثَّحْثَحَةُ: صوتٌ فیه بُحَّة عند اللَّهاةِ؛ و أَنشد: أَبَحُّ مُثَحْثِحٌ صَحِلُ الثَّحِیحِ أَبو عمرو: قَرَبٌ ثَحْثَاح شدید مثل حَثْحاثٍ.

ثعجح؛ ج2، ص: 419

: قال أَبو تراب: سمعت عُتَیِّر بن عرْوة الأَسدیّ یقول: اثْعَنْجَح المطرُ بمعنی اثْعَنْجَر إِذا سال و كثر و ركب بعضه بعضاً، فذكرته لشمر فاستغربه حین سمعه و كتبه؛ و أَنشدته فیه ما أَنشدنی عُتَیِّرٌ لعدیّ ابن علی الغاضِریِّ فی الغیث: جَوْنٌ تَرَی فیه الرَّوایا دُلَّحا، كأَنَّ حَنَّاناً و بَلْقاً صَرَّحا فیه إِذا ما جُلْبُه تَكَلَّحا، و سَحَّ سَحّاً ماؤُه فاثْعَنْجَحا حكاه الأَزهری و قال عن هذا الحرف و ما قبله و ما بعده من باب رباعی العین من كتابه: هذه حروف لا أَعرفها و لم أَجد لها أَصلًا فی كتب الثقات الذین أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم، و لم أَذكرها و أَنا أُحقها و لكنی ذكرتها استنداراً لها و تعجباً منها، و لا أَدری ما صحتها و لم أذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلَّا لئلَّا یحتاج إِلی الكشف عنها فیظن بها ما لم ینقل فی تفسیرها، و الله أَعلم.

ثلطح؛ ج2، ص: 419

: ابن سیدة: رجل ثِلْطِحٌ «4»: هَرِمٌ ذاهبُ الأَسْنَانِ.

فصل الجیم؛ ج2، ص: 419

جبح؛ ج2، ص: 419

: جَبَحُوا بكعابهم و جَبَخُوا «5» بها: رموا بها لینظروا أَیها یخرج فائزاً. و الجَبْحُ و الجُبْحُ و الجِبْحُ: حیث تُعَسِّلُ النحلُ إِذا كان غیر مصنوع، و الجمع أَجْبُحٌ و جُبُوحٌ و جِباحٌ، و فی التهذیب: و أَجْباحٌ كثیرة؛ و قیل: هی مواضع النحل فی الجبل و فیها تُعَسِّلُ؛ قال الطِّرِمَّاح یخاطب ابنه: و إِن كنتَ عندی أَنتَ أَحْلَی من الجَنَی، جَنَی النَّحلِ، أَضْحَی واتِناً بینَ أَجْبُحِ واتِناً: مقیماً؛ و قیل هی حجارة الجبل، و الواحد كالواحد، و الخاء المعجمة لغة.

جحح؛ ج2، ص: 419

: جحَّ الشی‌ءَ یَجُحُّه جَحّاً: سَحَبه، یمانیة. و الجُحُّ عندهم: كل شجر انبسط علی وجه الأَرض، كأَنهم یریدون انْجَحَّ علی الأَرض أَی انْسَحَب. و الجُحُّ: صغار البطیخ و الحنظل قبل نُضْجِه، واحدته جُحَّة، و هو الذی تسمیه أَهل نَجْدٍ الحَدَجَ. الأَزهری: جَحَّ الرجلُ إِذا أَكل الجُحَّ؛ قال: و هو البطیخ المُشَنَّجُ. و أَجَحَّتِ السَّبُعةُ و الكلبة، فهی مُجِحٌّ: حَمَلَتْ فأَقْرَبَتْ و عَظُمَ بطنها؛ و قیل: حملت فأَثْقَلَتْ. و قد یُقْتاسُ أَجَحَّتْ للمرأَة كما یُقْتاسُ حَبِلَتْ للسبعة؛ و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بامرأَة مُجِحٍّ فسَأَل عنها فقالوا: هذه أَمة لفلان؛ فقال: أَ یُلِمُّ بها؟ فقالوا: نعم؛ قال: لقد هَمَمْتُ أَن أَلعنه لعناً یدخل معه فی قبره، كیف یستخدمه و هو لا یحل له؟ أَو كیف یُوَرِّثه و هو لا یحل له؟قال أَبو عبید: المُجِحُّ
(3). قوله [التاحی البستانیان] أَی خادم البستان كما فی القاموس، و حق ذكره فی المعتل. (4). قوله [ثلطح] ضبطه شارح القاموس كزبرج. (5). قوله [جبحوا بكعابهم و جبخوا] ظاهر إطلاق القاموس أنه من باب كتب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 420
الحامل المُقْرِب؛ قال: و وجه الحدیث أَن یكون الحمل قد ظهر بها قبل أَن تُسبی، فیقول: إِن جاءت بولد و قد وطئها بعد ظهور الحمل لم یحل له أَن یجعله مملوكاً، لأَنه لا یدری لعل الذی ظهر لم یكن ظهور الحمل من وطئه، فإِن المرأَة ربما ظهر بها الحمل ثم لا یكون شیئاً حتی یحدث بعد ذلك، فیقول: لا یدری لعله ولده؛ و قوله أَو كیف یورثه؟ یقول: لا یدری لعل الحمل قد كان بالصحة قبل السِّباء فكیف یورثه؟ و معنی الحدیث: أَنه نهی عن وطء الحوامل حتی یضعن، كما قال یوم أُوطاسٍ: أَلا لا تُوطَأُ حامل حتی تَضَعَ، و لا حائلٌ حتی تُسْتَبْرَأَ بحیضة؛ قال أَبو زید: و قیس كلها تقول لكل سَبُعة، إِذا حملت فأَقْرَبَتْ و عظم بطنها، قد أَجَحَّتْ، فهی مُجِحٌّ؛ و قال اللیث: أَجَحَّتِ الكلبةُ إِذا حملت فأَقْرَبَتْ؛ و كلبة مُجِحٌّ، و الجمع مَجاحُّ. و‌فی الحدیث: أَن كلبة كانت فی بنی إِسرائیل مُجِحّاً، فَعَوَی جِراؤُها فی بطنها، و یُرْوی مُجِحَّة‌بالهاء علی أَصل التأْنیث، و أَصل الإِجْحاح للسباع.

جحجح؛ ج2، ص: 420

: الجَحْجَحُ: بَقْلَة تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَر، و كثیر من العرب مَن یسمیها الحِنْزابَ. و الجُحْجُحُ أَیضاً: الكَبْش؛ عن كراع. و الجَحْجَحُ: السید السَّمْحُ؛ و قیل: الكریم، و لا توصف به المرأَة؛ و فی حدیث سَیْفِ بن ذی یَزَنٍ: بِیضٌ مَغالِبَةٌ غُلْبٌ جَحاجِحةٌ «1». جمع جَحْجاح، و هو السید الكریم، و الهاء فیه لتأْكید الجمع. و جَحْجَحَتِ المرأَة: جاءَت بجَحْجاح. و جَحْجَح الرجلُ: ذكر جَحْجاحاً من قومه؛ قال: إِنْ سَرَّكَ العِزُّ، فَجَحْجِحْ بجُشَمْ و جمع الجَحْجَاحِ جَحاجِحُ؛ و قال الشاعر: ما ذا بِبَدْرٍ، فالعَقَنْقَلِ، من مَرازِبَةٍ جَحاجِحْ؟ و إِن شئت جَحاجِحة و إِن شئت جَحاجیح، و الهاء عوض من الیاء المحذوفة لا بد منها أَو من الیاء و لا یجتمعان. الأَزهری: قال أَبو عمرو: الجَحْجَحُ الفَسْلُ من الرجال؛ و أَنشد: لا تَعْلَقی بجَحْجَحٍ حَیُوسِ، ضَیِّقةٍ ذراعُه یَبُوسِ و جَحْجَح عنه: تأَخر. و جَحْجَح عنه: كَفَّ، مقلوبٌ من جَحْجَحَ أَو لغة فیه؛ قال العجاج: حتی رأَی رأْیَهُمُ فَجَحْجَحا و الجَحْجَحَةُ: النُّكُوصُ، یقال: حَملوا ثم جَحجَحُوا أَی نَكَصُوا. و‌فی حدیث الحسن و ذكر فتنة ابن الأَشعث فقال: و الله إِنها لعقوبة فما أَدری أَ مُسْتَأْصِلة أَم مُجَحجِحة؟أَی كافة. یقال: جَحْجَحْتُ علیه و حَجْحَجْتُ، و هو من المقلوب. و جَحْجَح الرجلُ: عَدَّدَ و تكلم؛ قال رؤبة: ما وَجَدَ العَدّادُ، فیما جَحْجَحا، أَعَزَّ منه نَجْدَةً، و أَسمَحا و الجَحْجَحَةُ: الهلاك.

جدح؛ ج2، ص: 420

: المِجْدَحُ: خشبة فی رأْسها خشبتان معترضتان؛ و قیل: المِجْدَحُ ما یُجْدَحُ به، و هو خشبة طرفها ذو جوانب. و الجَدْحُ و التَجْدِیحُ: الخَوْضُ بالمِجْدَح یكون
(1). قوله [بیض مغالبة] كذا بالأصل هنا، و مثله فی النهایة. و فی مادة غ ل ب منها: بیض مرازبة، و كل صحیح المعنی
لسان العرب، ج‌2، ص: 421
ذلك فی السویق و نحوه. و كلُّ ما خُلِطَ، فقد جُدِحَ. و جَدَحَ السویقَ و غیره، و اجْتَدَحَه: لَتَّه و شَرِبَه بالمِجْدَح. و شرابٌ مُجَدَّحٌ أَی مُخَوَّضٌ، و استعاره بعضهم للشر فقال: أَ لم تَعْلَمِی یا عصْم، كیف حَفِیظَتی إِذا الشَّرُّ خاضَتْ، جانِبیهِ، المَجادِحُ؟ الأَزهری عن اللیث: جَدَحَ السویقَ فی اللبن و نحوه إِذا خاضه بالمِجْدَح حتی یختلط؛ و‌فی الحدیث: انزل فاجْدَحْ لنا؛ الجَدْحُ: أَن یحرَّك السویقُ بالماء و یُخَوَّضَ حتی یَسْتَوی و كذلك اللبن و نحوه. قال ابن الأَثیر: و المِجْدَحُ عُودٌ مُجَنَّحُ الرَّأْس یُساطُ به الأَشْرِبةُ و ربما یكون له ثلاث شُعَب؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: جَدَحُوا بینی و بینهم شِرْباً وبیئاً‌أَی خَلَطُوا. و جَدَّحَ الشی‌ءَ خَلَطَه؛ قال أَبو ذؤیب: فنَحا لها بِمُدَلَّقَیْنِ، كأَنما بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَیْدَعُ عنی بالمُجَدَّح الدم المحرَّك. یقول: لما نطحها حَرَّك قرنه فی أَجوافها. و المَجْدُوحُ: دَم كان یخلط مع غیره فیؤكل فی الجَدْب، و قیل: المَجْدُوحُ دم الفَصید كان یستعمل فی الجَدْب فی الجاهلیة؛ قال الأَزهری: المَجْدُوح من أَطعمة الجاهلیة؛ كان أَحدهم یَعْمِدُ إِلی الناقة فتُفْصَدُ له و یأْخذ دمها فی إِناء فیشربه. و مَجادِیحُ السماء: أَنواؤُها، یقال: أَرسلت السماءُ مَجادِیحَها؛ قال الأَزهری: المِجْدَحُ فی أَمر السماء، یقال: تَرَدُّدُ رَیِّق الماء فی السحاب؛ و رواه عن اللیث، و قال: أَمّا ما قاله اللیث فی تفسیر المجادیح: إِنها تَردُّد رَیِّق الماء فی السحاب فباطل، و العرب لا تعرفه. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه: أَنه خرج إِلی الاستسقاء فصَعِدَ المِنْبَر فلم یزد علی الاستغفار حتی نزل، فقیل له: إِنك لم تستسق فقال: لقد استسقیت بمَجادیح السماء.قال ابن الأَثیر: الیاء زائدة للإِشباع، قال: و القیاس أَن یكون واحدها مِجْداح، فأَما مِجْدَح فجمعه مَجادِحُ؛ و الذی یراد من الحدیث أَنه جعل الاستغفار استسقاء بتأَوّل قول الله عز و جل: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً یُرْسِلِ السَّمٰاءَ عَلَیْكُمْ مِدْرٰاراً؛ و أَراد عمر إِبطال الأَنْواءِ و التكذیبَ بها لأَنه جعل الاستغفار هو الذی یستسقی به، لا المجادیح و الأَنواء التی كانوا یستسقون بها. و المَجادیحُ: واحدها مِجْدَحٌ، و هو نجم من النجوم كانت العرب تزعم أَنها تُمْطَرُ به كقولهم الأَنْواء، و هو المُجْدَحُ أَیضاً «1»، و قیل: هو الدَّبَرانُ لأَنه یَطْلُع آخراً و یسمی حادِیَ النُّجوم؛ قال دِرْهَمُ بن زید الأَنْصاری: و أَطْعُنُ بالقومِ شَطْرَ المُلوكِ، حتی إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ و جواب إِذا خفق المجدح فی البیت الذی بعده، و هو: أَمَرْتُ صِحابی بأَنْ یَنْزِلوا، فنامُوا قلیلًا، و قد أَصْبَحوا و معنی قوله: و أَطعُن بالقوم شطر الملوك أَی أَقصد بالقوم ناحیتهم لأَن الملوك تُحِبُّ وِفادَتَه إِلیهم؛ و رواه أَبو عمرو: و أَطْعَنُ، بفتح العین؛ و قال أَبو أُسامة: أَطعُن بالرمح، بالضم، لا غیر، و أَطعُن بالقول، بالضم و الفتح؛ و قال أَبو الحسن: لا وجه لجمع مَجادیح إِلا أَن یكون من باب طوابیق فی الشذوذ أَو یكون
(1). قوله [و هو المجدح أَیضاً] أَی بضم المیم كما صرح به الجوهری.
لسان العرب، ج‌2، ص: 422
جمعَ مِجْداحٍ، و قیل: المِجْدَحُ نجم صغیر بین الدَّبَرانِ و الثریا، حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: باتتْ و ظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ، یَلْفَحُها المِجْدَحُ أَیَّ لَفْحِ تَلُوذُ منه بِجَناء الطَّلْحِ، لها زِمَجْرٌ فوقَها ذو صَدْحِ زِمَجْرٌ: صوتٌ، كذا حكاه بكسر الزای، و قال ثعلب: أَراد زَمْجَرٌ، فسكَّن، فعلی هذا ینبغی أَن یكون زَمَجْرٌ، إِلا أَن الراجز لما احتاج إِلی تغییر هذا البناء غیّره إِلی بناء معروف، و هو فِعَلٌّ كسِبَطْرٍ و قِمَطْرٍ، و ترك فَعْلَلًا، بفتح الفاء، لأَنه بناء غیر معروف، لیس فی الكلام مثل قَمْطَرٍ، بفتح القاف. قال شمر: الدَّبَرانُ یقال له المِجْدَحُ و التالی و التابع، قال: و كان بعضهم یدعو جَناحَی الجوزاء المِجْدَحَین، و یقال: هی ثلاثة كواكب كالأَثافی، كأَنها مِجْدَحٌ له ثلاث شُعَبٍ یُعتبر بطلوعها الحَرُّ؛ قال ابن الأَثیر: و هو عند العرب من الأَنْواء الدالة علی المطر، فجعل عمر، رضی الله عنه، الاستغفار مشبهاً للأَنْواء مخاطبة لهم بما یعرفونه، لا قولًا بالأَنْواء، و جاء بلفظ الجمع لأَنه أَراد الأَنْواء جمیعاً التی یزعمون أَن من شأْنها المطر. و جِدِحْ: كجِطِحْ، سیأْتی ذكره.

جرح؛ ج2، ص: 422

: الجَرْح: الفعلُ: جَرَحه یَجْرَحُه جَرْحاً: أَثَّرَ فیه بالسلاح؛ و جَرَّحَه: أَكثر ذلك فیه؛ قال الحطیئة: مَلُّوا قِراه، و هَرَّتْه كلابُهُمُ، و جَرَّحُوه بأَنْیابٍ و أَضْراسِ و الاسم الجُرْح، بالضم، و الجمع أَجْراح و جُرُوحٌ و جِراحٌ؛ و قیل: لم یقولوا أَجْراح إِلا ما جاء فی شعر، و وجدت فی حواشی بعض نسخ الصحاح الموثوق بها: قال الشیخ، و لم یسمِّه، عنی بذلك قوله «1»: وَلَّی، و صُرِّعْنَ، من حیثُ التَبَسْنَ به، مُضَرَّجاتٍ بأَجْراحٍ، و مَقْتُولِ قال: و هو ضرورة كما قال من جهة السماع. و الجِراحَة: اسم الضربة أَو الطعنة، و الجمع جِراحاتٌ و جِراحٌ، علی حدّ دِجاجَة و دِجاج، فإِما أَن یكون مكسَّراً علی طرح الزائد، و إِما أَن یكون من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء. الأَزهری: قال اللیث الجِراحَة الواحدة من طعنة أَو ضربة؛ قال الأَزهری: قول اللیث الجراحة الواحدة خطأٌ، و لكن جُرْحٌ و جِراحٌ و جِراحة، كما یقال حجارة و جِمالة و حِبالة لجمع الحَجَرِ و الجَمَل و الحبل. و رجل جَریح من قوم جَرْحی، و امرأَة جَریح، و لا یجمع جمع السلامة لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء، و نِسْوة جَرْحی كرجال جَرْحی. و جَرَّحَه: شُدِّد للكثرة. و جَرَحَه بلسانه: شتمه؛ و منه قوله: لا تَمْضَحَنْ عِرْضی، فإِنی ماضِحُ عِرْضَك، إِن شاتمتنی، و قادِحُ فی ساقِ من شاتَمَنی، و جارِحُ و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: العَجْماءُ جَرْحُها جُبار؛ فهو بفتح الجیم لا غیر علی المصدر؛ و یقال: جَرَح الحاكمُ الشاهدَ إِذا عَثر منه علی ما تَسْقُطُ به عدالته مِن كذب و غیره؛ و قد قیل ذلك فی غیر الحاكم، فقیل: جَرَحَ الرجلَ غَضَّ شهادته؛ و قد اسْتُجْرحَ الشاهدُ. و الاستجراحُ: النقصانُ و العیب و الفساد، و هو مِنه،
(1). قوله [عنی بذلك قوله] أی قول عبدة بن الطبیب كما فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 423
حكاه أَبو عبید قال: و‌فی خطبة عبد الملك: وَعَظْتُكم فلم تَزْدادُوا علی الموعظة إِلا استجراحاً‌أَی فساداً؛ و قیل: معناه إِلا ما یُكْسِبُكُم الجَرْحَ و الطعن علیكم؛ و قال ابن عَوْن: اسْتَجْرَحَتْ هذه الأَحادیثُ؛ قال الأَزهری: و یروی عن بعض التابعین أَنه قال: كثرت هذه الأَحادیث و اسْتَجْرَحَتْ أَی فَسَدَت و قلَّ صِحاحُها، و هو اسْتَفْعَل من جَرَح الشاهدَ إِذا طعن فیه و رَدَّ قوله؛ أَراد أَن الأَحادیث كثرت حتی أَحوجت أَهل العلم بها إِلی جَرْحِ بعض رواتها، و رَدِّ روایته. و جَرَح الشی‌ءَ و اجْتَرَحَه: كَسَبه؛ و فی التنزیل: وَ هُوَ الَّذِی یَتَوَفّٰاكُمْ بِاللَّیْلِ وَ یَعْلَمُ مٰا جَرَحْتُمْ بِالنَّهٰارِ. الأَزهری: قال أَبو عمرو: یقال لإِناث الخیل جَوارِحُ، واحدتها جارِحَة لأَنها تُكسب أَربابَها نِتاجَها؛ و یقال: ما له جارِحَة أَی ما له أُنثی ذاتُ رَحِمٍ تَحْمِلُ؛ و ما له جارحة أَی ما له كاسِبٌ. و جَوارحُ المال: ما وَلَد؛ یقال: هذه الجاریة و هذه الفرس و الناقة و الأَتان من جوارح المال أَی أَنها شابَّة مُقْبِلَة الرَّحِم و الشباب یُرجَی وَلدُها. و فلان یَجْرَحُ لعیاله و یَجْتَرِحُ و یَقْرِشُ و یَقْتَرِشُ، بمعنی؛ و فی التنزیل: أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئٰاتِ؛ أَی اكتسبوها. فلان جارحُ أَهلِه و جارِحَتُهم أَی كاسِبُهم. و الجوارح من الطیر و السباع و الكلاب: ذواتُ الصید لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَی تَكْسِبُ لهم، الواحدة جارحة؛ فالبازی جارحة، و الكلب الضاری جارحة؛ قال الأَزهری: سمِّیت بذلك لأَنها كواسِبُ أَنفُسِها مِن قولك: جَرَح و اجْترَح؛ و فی التنزیل: یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّیِّبٰاتُ وَ مٰا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوٰارِحِ مُكَلِّبِینَ؛ قال الأَزهری: فیه محذوف، أَراد الله عز و جل: و أُحِلَّ لكم صیدُ ما علمتم من الجوارح، فحذف لأَن فی الكلام دلیلًا علیه. و جَوارِحُ الإِنسان: أَعضاؤُه و عَوامِلُ جسده كیدیه و رجلیه، واحدتها جارحة. لأَنهن یَجْرَحْن الخیر و الشر أَی یكسبنه. و جَرَح له من ماله: قطَع له منه قطعة؛ عن ابن الأَعرابی، و رَدَّ علیه ثعلبٌ ذلك فقال: إِنما هو جَزَح، بالزای، و كذلك حكاه أَبو عبید. و قد سَمَّوْا جَرَّاحاً، و كَنَوْا بأَبی الجَرَّاح.

جردح؛ ج2، ص: 423

: الأَزهری فی النوادر: یقال جَرادِحُ من الأَرض و جرادِحَة، و هی إِكامُ الأَرض. و غلامٌ مُجَرْدَحُ الرأْس.

جزح؛ ج2، ص: 423

: الجَزْحُ: العطیة. جَزَحَ له جَزْحاً: أَعطاه عطاء جزیلًا، و قیل: هو أَن یُعْطِی و لا یُشاوِرَ أَحداً، كالرجل یكون له شریك فیغیب عنه فیُعْطِی من ماله و لا ینتظره. و جَزَحَ لی من ماله یَجْزَحُ جَزْحاً: أَعطانی منه شیئاً؛ و أَنشد أَبو عمرو لتمیم بن مُقْبِل: و إِنی، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه، لَمُخْتَبِطٌ، من تالدِ المالِ، جازِحُ و قال بعضهم: جازح أَی قاطع أَی أَقطع له من مالی قطعة؛ و هذا البیت أَورد الجوهری عجزه: و إِنی له، من تالدِ المالِ، جازِحُ و قال ابن بری: صوابه [لمختبط من تالد المال] كما أَورده الأَزهری و ابن سیدة و غیرهما، و اسم الفاعل جازِحٌ؛ و أَنشد أَبو عُبیدة لعَدِیِّ بن صُبْحٍ یمدح بَكَّاراً: ما زِلْتَ من ثَمَرِ الأَكارِمِ تُصْطَفَی، من بینِ واضِحةٍ و قَرْمٍ واضِحِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 424
حتی خُلِقْتَ مُهَذَّباً، تَبْنی العلی، سَمْحَ الخَلائقِ، صالحاً من صالِحِ یَنْمِی بك الشَّرَفُ الرفیعُ، و تَتَّقِی عَیْبَ المَذَمَّة، بالعَطاءِ الجازِحِ و جَزَحَ الشجرةَ: ضربها لیَحُتَّ وَرَقَها. و جِزِحْ: زجر للعَنْزِ المُتَصَعِّبَة عند الحَلْب، معناه: قِرِّی.

جطح؛ ج2، ص: 424

: تقول العرب للغنم، و قال الأَزهری للعنز إِذا استَصْعَبَتْ عند الحلب: جِطِحْ أَی قرّی فتَقِرُّ، بلا اشتقاق فعْلٍ، و قال كراع: جِطِّحْ، بشَدِّ الطاء، و سكون الحاء بعدها، زجر للجَدْیِ و الحَمَلِ؛ و قال بعضهم: جِدِحْ، فكأَنَّ الدال دخلت علی الطاء أَو الطاء علی الدال، و قد تقدم ذكر جدح.

جلح؛ ج2، ص: 424

: الجَلَحُ: ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس، و قیل: هو إِذا زاد قلیلًا علی النَّزَعَة. جَلِحَ، بالكسر، جَلَحاً، و النعتُ أَجْلَحُ و جَلْحاء، و اسم ذلك الموضع الجَلَحَة. و الجَلَحُ: فوق النَّزَعِ، و هو انْحِسار الشعر عن جانبی الرأْس، و أَوّله النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ. أَبو عبید: إِذا انحَسَر الشعر عن جانبی الجبهة، فهو أَنْزَعُ، فإِذا زاد قلیلًا، فهو أَجْلَح، فإِذا بلغ النصفَ و نحوه، فهو أَجْلی، ثم هو أَجْلَه، و جمعُ الأَجْلَح جُلْح و جُلْحانٌ. و الجَلَحةُ: انْحِسارُ الشعر، و مُنْحَسِرُه عن جانبی الوجه. و‌فی الحدیث: إِن الله لیؤدی الحقوق إِلی أَهلها حتی یَقْتَصَّ للشاة الجَلْحاءِ من الشاة القَرْناءِ نَطَحَتْها.قال الأَزهری: و هذا یبین أَن الجَلْحاء من الشاء و البقر بمنزلة الجَمَّاء التی لا قرن لها؛ و‌فی حدیث الصدقة: لیس فیها عَقْصاء و لا جَلْحاء؛ هی التی لا قرن لها. قال ابن سیدة: و عَنْز جَلْحاء جَمَّاء علی التشبیه بجَلَحِ الشعر؛ و عمَّ بعضهم به نوعی الغنم، فقال: شاة جَلْحاءٌ كجَمَّاء، و كذلك هی مِن البقر، و قیل: هی من البقر التی ذهب قرناها آخراً، و هو من ذلك لأَنه كانحسار مُقَدَّم الشعر. و بقر جُلْح: لا قرون لها؛ قال قَیْسُ بن عَیزارة «2» الهذلی: فَسَكَّنْتَهم بالمالِ، حتی كأَنهم بَواقِرُ جُلْحٌ سَكَّنَتْها المَراتِعُ و قال الجوهری عن هذا البیت: قال الكسائی أَنشدنی ابن أَبی طَرْفة، و أَورد البیت. و قَرْیَةٌ جَلْحاء: لا حِصْنَ لها، و قُرًی جُلْحٌ. و‌فی حدیث كعب: قال الله لرُومِیَّةَ: لأَدَعَنَّكِ جَلْحاء‌أَی لا حِصْنَ علیك. و الحُصُون تشبه القرون، فإِذا ذهبت الحصون جَلِحَتِ القُرَی فصارت بمنزلة البقرة التی لا قرن لها. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: من بات علی سَطْحٍ أَجْلح فلا ذمة له؛ هو السطح الذی لا قرن له؛ قال ابن الأَثیر: یرید الذی لیس علیه جدار و لا شی‌ء یمنع من السقوط. و أَرضٌ جَلْحاء: لا شجر فیها. جَلِحَتْ جَلَحاً و جُلِحَتْ، كلاهما: أُكِلَ كَلَؤُها. و قال أَبو حنیفة: جُلِحَتِ الشجرة: أُكِلَتْ فروعها فَرُدَّت إِلی الأَصل و خص مرة به الجَنْبةَ. و نباتٌ مَجْلوحٌ: أُكل ثم نبت. و الثُّمامُ المَجْلوحُ و الضَّعَةُ المَجْلوحَة: التی أُكلت ثم نبتت، و كذلك غیرها من الشجر؛ قال یخاطب ناقته: أَلا ازْحَمِیهِ زَحْمةً فَرُوحِی، و جاوِزی ذا السَّحَمِ المَجْلوحِ، و كَثْرَةَ الأَصْواتِ و النُّبُوحِ
(2). قوله [قال قیس بن عیزارة] قال شارح القاموس: تتبعت شعر قیس هذا فلم أجده فی دیوانه انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 425
و المَجْلوح: المأْكولُ رأْسه. و جَلَح المالُ الشجرَ یَجْلَحُه جَلْحاً، بالفتح، و جَلَّحَه: أَكله، و قیل: أَكل أَعلاه، و قیل: رَعَی أَعالیه و قَشَرَه. و نبت إِجْلِیحٌ: جُلِحَتْ أَعالیه و أُكِلَ. و المُجَلَّح: المأْكولُ الذی ذهب فلم یَبْقَ منه شی‌ء؛ قال ابن مُقْبل یصف القَحْط: أَ لم تَعْلَمِی أَنْ لا یَذُمُّ فُجاءَتی دَخِیلی، إِذا اغْبَرَّ العضاهُ المُجَلَّحُ أَی الذی أُكل حتی لم یُترك منه شی‌ء، و كذلك كَلأٌ مُجَلَّح. قال ابن بری فی شرح هذا البیت: دَخِیلُه دُخْلُلُه و خاصته، و قوله: فُجاءتی، یرید وقت فجاءتی. و اغبرار العضاه: إِنما یكون من الجدب، و أَراد بقوله أَن لا یذم: أَنه لا یذم، فحذف الضمیر علی حدّ قوله عز و جل: أَ فَلٰا یَرَوْنَ أَلّٰا یَرْجِعُ إِلَیْهِمْ قَوْلًا، تقدیره أَنه لا یرجع. و المُجَلِّحُ: الكثیر الأَكل؛ و فی الصحاح: الرجل الكثیر الأَكل. و ناقة مُجالِحة: تأْكل السَّمُرَ و العُرْفُط، كان فیه ورق أَو لم یكن. و المَجالیح من النحل و الإِبل: اللواتی لا یبالین قُحوطَ المطر؛ قال أَبو حنیفة: أَنشد أَبو عمرو: غُلْبٌ مَجالِیحُ عند المَحْلِ كُفْأَتُها، أَشْطانُها فی عِذابِ البحرِ تَسْتَبِقُ الواحدة مِجْلاح و مُجالِحٌ. و المُجالِحُ أَیضاً من النُّوق: التی تَدِرُّ فی الشتاء، و الجمع مَجالِیحُ؛ و ضَرْع مُجالِحٌ، منه، وُصِفَ بصفة الجملة، و قد یستعمل فی الشاء. و المِجْلاحُ و المُجَلِّحَةُ: الباقیة اللبن علی الشتاء، قلَّ ذلك منها أَو كثر، و قیل: المُجالِحُ التی تَقْضِمُ عیدان الشجر الیابس فی الشتاء إِذا أَقْحَطت السنَةُ و تَسْمَنُ علیها فیبقی لبنها؛ عن ابن الأَعرابی. و سنَة مُجَلِّحة: مُجْدِبة. و المَجالِیح: السِّنُونَ التی تَذْهَبُ بالمال. و ناقة مِجْلاحٌ: جَلْدَةٌ علی السنة الشدیدة فی بقاء لبنها؛ و قال أَبو ذؤیب: المانِحُ الأُدْمَ و الخُورَ الهِلابَ، إِذا ما حارَدَ الخُورُ، و اجْتَثَّ المَجالِیحُ قال: المجالیح التی لا تبالی القحوط. و الجالِحةُ و الجَوالِحُ: ما تطایر من رؤُوس النبات فی الریح شِبْه القطن؛ و كذلك ما أَشبهه من نسج العنكبوت و قِطَعِ الثلج إِذا تهافت. و الأَجْلَح: الهَوْدَجُ إِذا لم یكن مُشْرِفَ الأَعْلی؛ حكاه ابن جنی عن خالد بن كلثوم، قال: و قال الأَصمعی هو الهودج المربع؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب: إِلّا تكنْ ظُعْناً تُبْنی هَوادِجُها، فإِنهن حِسانُ الزِّیِّ أَجْلاحُ قال ابن جنی: أَجْلاحٌ جمع أَجْلَح، و مثله أَعْزَلُ و أَعْزال، و أَفْعَلُ و أَفعالٌ قلیل جدّاً؛ و قال الأَزهری: هَوْدَجٌ أَجْلَح لا رأْس له، و قیل: لیس له رأْس مرتفع. و أَكَمَةٌ جَلْحاء إِذا لم تكن مُحَدَّدة الرأْس. و التَّجْلِیحُ: السیرُ الشدید. ابن شمیل: جَلَّحَ علینا أَی أَتی علینا. أَبو زید: جَلَّحَ علی القوم تجلیحاً إِذا حمل علیهم. و جَلَّحَ فی الأَمر: ركب رأْسه. و التَّجْلِیحُ: الإِقدام الشدید و التصمیم فی الأَمر و المُضِیُّ؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: و مِلْنا بالجِفارِ إِلی تَمیمٍ، علی شُعُثٍ مُجَلِّحَةٍ عِتاقِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 426
و الجُلاحُ، بالضم مخففاً: السیلُ الجُرافُ. و ذئب مُجَلِّحٌ: جَری‌ءٌ، و الأُنثی بالهاء؛ قال إمرؤ القیس: عَصافیرٌ و ذِبَّانٌ و دُودٌ، و أَجْرٍ من مُجَلِّحَةِ الذِّئابِ و قیل: كلُّ ماردٍ مُقْدِم علی شی‌ءٍ مُجَلِّح. و التَّجْلیحُ: المكاشَفةُ فی الكلام، و هو من ذلك؛ و أَما قول لبید: فكنَّ سَفِینها، و ضَرَبْنَ جَأْشاً، لِخَمْسٍ فی مُجَلِّحَةٍ أَرُومِ فإِنه یصف مفازة متكشفة بالسیر. و جالَحْتُ الرجلَ بالأَمر إِذا جاهرته به. و المُجالَحَة: المُكاشَفة بالعداوة. و المُجالِحُ: المُكابِرُ. و المُجالَحة: المُشارَّة مثل المُكالحةِ. و جَلَّاحٌ و الجُلاحُ و جُلَیْحة: أَسماء؛ قال اللیث: و جُلاحٌ اسم أَبی أُحَیْحة بن الجُلاح الخزرجی. و جَلِیحٌ: اسم. و‌فی حدیث عُمَرَ و الكاهن: یا جَلِیحُ أَمرٌ نجِیحٌ؛ قال ابن الأَثیر: جَلِیح اسم رجل قد ناداه. و بنو جُلَیْحة: بطن من العرب. و الجَلْحاءُ: بلد معروف، و قیل هو موضع علی فرسخین من البصرة. و جَلْمَح رأْسَه أَی حَلَقَه، و المیم زائدة.

جلبح؛ ج2، ص: 426

: الجِلْبِحُ من النساء: القصیرة؛ و قال أَبو عمرو: الجِلْبِحُ العجوز الدمیمة؛ قال الضحاك العامری: إِنی لأَقْلِی الجِلْبِحَ العجوزا، و أَمِقُ الفَتِیَّةَ العُكْمُوزا

جلدح؛ ج2، ص: 426

: الجَلْدَحُ: المُسِنُّ من الرجال. و الجَلَنْدَحُ: الثقیل الوَخِمُ. و الجُلُنْدُحةُ و الجُلَندَحة: الصُّلْبة من الإِبل. و ناقة جُلَنْدَحة: شدیدة. الأَزهری: رجل جَلَنْدَحٌ و جَلَحْمَد إِذا كان غلیظاً ضَخْماً. ابن درید: الجُلادِحُ الطویل، و جمعه جَلادِحُ؛ قال الراجز: مِثل الفَلِیقِ العُلْكُمِ الجُلادِحِ

جمح؛ ج2، ص: 426

: جَمَحَتِ المرأَةُ تَجْمَحُ جِماحاً من زوجها: خرجت من بیته إِلی أَهلها قبل أَن یطلقها، و مثله طَمَحَتْ طِماحاً؛ قال: إِذا رأَتنی ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ، و جَمَحَتْ من زوجِها و أَنَّتِ و فرسٌ جَمُوح إِذا لم یَثْنِ رأْسَه. و جَمَحَ الفرسُ بصاحبه جَمْحاً و جِماحاً: ذهب یجری جریاً غالباً و اعْتَزَّ فارسَه و غلبه. و فرس جامِحٌ و جَمُوحٌ، الذكر و الأُنثی فی جَمُوح سواء؛ و قال الأَزهری عند النعتین: الذكر و الأُنثی فیه سواء؛ و كل شی‌ءٍ مضی لشی‌ء علی وجهه، فقد جَمَحَ به، و هو جَمُوح؛ قال: إِذا عَزَمْتُ علی أَمرٍ جَمَحْتُ به، لا كالذی صَدَّ عنه، ثم لم یُنِبِ و الجَمُوحُ من الرجال: الذی یركب هواه فلا یمكن رَدُّه؛ قال الشاعر: خَلَعْتُ عِذاری جامِحاً، لا یَرُدُّنی، عن البِیضِ أَمثالِ الدُّمَی، زَجْرُ زاجِرِ و جَمَحَ إِلیه أَی أَسرع. و قوله تعالی: لَوَلَّوْا إِلَیْهِ وَ هُمْ یَجْمَحُونَ؛ أَی یُسْرعون؛ و قال الزجاج: یسرعون إِسراعاً لا یَرُدُّ وُجوهَهم شی‌ءٌ، و مِن هذا قیل: فرس جَمُوحٌ، و هو الذی إِذا حَمَلَ لم یَرُدَّه اللجام. و یقال: جَمَحَ و طَمَحَ إِذا أَسرع و لم یَرُدَّ وجهَه شی‌ءٌ. قال الأَزهری: فرس جَمُوح له معنیان: أَحدهما یوضع
لسان العرب، ج‌2، ص: 427
موضع العیب و ذلك إِذا كان من عادته ركوب الرأْس، لا یثنیه راكبه، و هذا من الجِماحِ الذی یُرَدُّ منه بالعیب، و المعنی الثانی فی الفرس الجَمُوح أَن یكون سریعاً نشیطاً مَرُوحاً، و لیس بعیب یُردّ منه، و مصدره الجُمُوح؛ و منه قول إمرئ القیس: جَمُوحاً مَرُوحاً، و إِحْضارُها كَمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ و إِنما مدحها فقال: و أَعْدَدْتُ لِلحَربِ وَثَّابةً، جَوَادَ المَحَثَّةِ و المُرْوَدِ ثم وصفها فقال: جَمُوحاً مَرُوحاً أَو سَبُوحاً أَی تُسْرع براكبها. و‌فی الحدیث: أَنه جَمَحَ فی أَثَرِه‌أَی أَسْرع إِسراعاً لا یَرُدُّه شی‌ء. و جَمَحَتِ السفینة تَجْمَحُ جُمُوحاً: تَرَكَتْ قَصْدَها فلم یَضْبِطْها الملَّاحون. و جَمَحُوا بكِعابِهم: كَجَبَحُوا. و تَجامَح الصبیانُ بالكِعابِ إِذا رَمَوْا كَعْباً بكَعْب حتی یزیله عن موضعه. و الجَمامِیحُ: رؤُوس الحَلِیِّ و الصِّلِّیانِ؛ و فی التهذیب: مثل رؤُوس الحَلِیِّ و الصِّلِّیان و نحو ذلك مما یخرج علی أَطرافه شِبْهُ السُّنْبُلِ، غیر أَنه لَیِّنٌ كأَذْنابِ الثعالب، واحدته جُمَّاحَة. و الجُمَّاح: شی‌ءٌ یُتَّخَذُ من الطین الحُرِّ أَو التمر و الرَّمادِ فَیُصَلَّبُ و یكون فی رأْس المِعْراضِ یُرْمَی به الطیر؛ قال: أَصابتْ حَبَّةَ القَلبِ، فلم تُخْطِئْ بِجُمَّاحِ و قیل: الجُمَّاحُ تمرة تجعل علی رأْس خشبة یلعب بها الصبیان، و قیل: هو سهم أَو قَصَبة یجعل علیها طین ثم یرمی به الطیر؛ قال رُقَیْعٌ الوالِبِیُّ: حَلَقَ الحوادثُ لِمَّتی، فَتَرَكْن لی رأْساً یَصِلُّ، كأَنه جُمَّاحُ أَی یُصَوِّتُ من امِّلاسِه؛ و قیل: الجُمَّاحُ سهمٌ صغیر بلا نَصْلٍ مُدَوَّرُ الرأْس یتعلم به الصِّبیانُ الرَّمْیَ، و قیل: بل یلعب به الصبیان یجعلون علی رأْسه تمرة أَو طیناً لئلا یَعْقِرَ؛ قال الأَزهری: یرمی به الطائر فیلقیه و لا یقتله حتی یأْخذه رامیه؛ و روت العربُ عن راجز من الجن زَعَمُوا: هل یُبْلِغَنِّیهمْ إِلی الصَّباحْ هَیْقٌ، كأَنَّ رأْسَه جُمَّاحْ قال الأَزهری: و یقال له جُبَّاحٌ أَیضاً؛ و قال أَبو حنیفة: الجُمَّاح سهم الصبی یجعل فی طرفه تمراً مَعْلوكاً بقَدْرِ عِفاصِ القارورة لیكون أَهْدَی له، أَمْلَسُ و لیس له رِیشٌ، و ربما لم یكن له أَیضاً فُوقٌ، قال: و جمع الجُمَّاحِ جَمامِیحُ و جَمامِحُ، و إِنما یكون الجَمامِحُ فی ضرورة الشعر كقول الحُطَیْئة: بِزُبِّ اللِّحَی جُرْدِ الخُصَی كالجَمامِحِ فأَما أَن یجمع الجُمَّاحُ علی جَمامِحَ فی غیر ضرورة الشعر فلا، لأَن حرف اللین فیه رابع، و إِذا كان حرف اللین رابعاً فی مثل هذا كان أَلفاً أَو واواً أَو یاءً، فلا بد من ثباتها یاء فی الجمع و التصغیر علی ما أَحكَمَتْه صِناعةُ الإِعراب، فإِذاً لا معنی لقول أَبی حنیفة فی جمع جُمَّاح جَمامِیحُ و جَمامِحُ، و إِنما غرّه بیت الحطیئة و قد بیَّنا أَنه اضطرار. الأَزهری: العرب تُسَمِّی ذَكَر الرَّجلِ جُمَیْحاً و رُمَیْحاً، و تُسَمِّی هَنَ المرأَةِ شُرَیْحاً، لأَنه من الرجل یَجْمَحُ فیرفع رأْسه، و هو منها یكون مشروحاً أَی مفتوحاً. ابن الأَعرابی: الجُمَّاح المنهزمون من الحرب، و أَورد
لسان العرب، ج‌2، ص: 428
ابن الأَثیر فی هذا الفصل ما صورته: و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: فَطَفِقَ یُجَمِّحُ إِلی الشاهد النَّظَرَ‌أَی یدیمه مع فتح العین، قال: هكذا جاء فی كتاب أَبی موسی و كأَنه، و الله أَعلم، سهو، فإِن الأَزهری و الجوهری و غیرهما ذكروه فی حرف الحاء قبل الجیم، و فسروه بهذا التفسیر و هو مذكور فی موضعه؛ قال: و لم یذكره أَبو موسی فی حرف الحاء. و قد سَمَّوْا جَمَّاحاً و جُمَیْحاً و جُمَحاً: و هو أَبو بطن من قریش.

جملح؛ ج2، ص: 428

: جَمْلَحَ رأْسَه: حَلَقَه.

جنح؛ ج2، ص: 428

: جَنَحَ إِلیه «3» یَجْنَحُ و یَجْنُحُ جُنُوحاً، و اجْتَنحَ: مالَ، و أَجْنَحَه هو؛ و قول أَبی ذؤیب: فَمَرَّ بالطیرِ منه فاحِمٌ كَدِرٌ، فیه الظِّباءُ و فیه العُصْمُ أَجْناحُ إِنما هو جمع جانح كشاهد و أَشهاد، و أَراد مَوائِلَ. و‌فی الحدیث: مَرِضَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فوجد خِفَّةً فاجْتَنحَ علی أُسامة حتی دخل المسجد‌أَی خرج مائلًا متكئاً علیه. و یقال: أَقمت الشی‌ء فاستقام. و اجْتَنَحْتُه أَی أَمَلته فَجَنَحَ أَی مال. و قال الله عز و جل: وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا؛ أَی إِن مالوا إِلیك «4» فَمِلْ إِلیها، و السِّلْمُ: المُصالحة، و لذلك أُنثت؛ و قول أَبی النجم یصف السحاب: و سَحَّ كلُّ مُدْجنٍ سَحَّاحِ، یَرْعُدُ فی بِیضِ [بَیضِ الذُّرَی جُنَّاحِ قال الأَصمعی: جُنَّاح دانیة من الأَرض، و قال غیره: جُنَّاح مائلة عن القصد. و جَنَحَ الرجلُ و اجْتَنَحَ: مال علی أَحد شقَّیه و انحنی فی قَوْسِه. و جُنُوح اللیل: إِقباله. و جَنَحَ الظلامُ: أَقْبلَ اللیلُ. و جَنَحَ اللیلُ یَجْنَحُ جُنُوحاً: أَقبل. و جُنْحُ اللیل و جِنْحُه: جانِبُه، و قیل: أَوَّله، و قیل: قطعة منه نحو النصف، و جُنْحُ الظلام و جِنْحُه لغتان، و یقال: كأَنه جُنْحُ [جِنْحُ لیل یُشَبَّه به العَسْكَرُ الجرّار؛ و‌فی الحدیث: إِذا اسْتَجنح اللیلُ فاكْفِتُوا صِبیانكم؛ المراد فی الحدیث أَوَّل اللیل. و جِنْحُ الطریق «5»: جانبه؛ قال الأَخْضَر بن هُبَیْرة الضَّبّی: فما أَنا یومَ الرَّقْمَتَیْنِ بِناكِلٍ، و لا السیفُ إِن جَرَّدْتُه بكَلِیلِ وما كنتُ ضَغَّاطاً، و لكنَّ ثائراً أَناخَ قلیلًا، عند جِنْحِ سَبیلِ و جِنْحُ القوم: ناحیتُهم و كَنَفُهم؛ و قال: فبات بِجِنْحِ القومِ حتی إِذا بدا له الصُّبْحُ، سام القومَ إِحدی المَهالكِ و جَناحُ الطائر: ما یَخْفِق به فی الطیران، و الجمع أَجْنِحة و أَجْنُحٌ. و جَنَحَ الطائرُ یَجْنَحُ جُنُوحاً إِذا كَسَرَ مِن جَناحَیْه ثم أَقبل كالواقع اللاجئ إِلی موضع؛ قال الشاعر: تَرَی الطیرَ العِتاقَ یَظَلْنَ منه جُنُوحاً، إِنْ سَمِعْنَ له حَسِیسا و جَناحا الطائر: یداه. و جَناحُ الإِنسان: یَدُه. و ید الإِنسان: جَناحاه. و فی التنزیل: وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ؛ أَی أَلِنْ لهما جانِبَكَ. و فیه: وَ اضْمُمْ إِلَیْكَ جَنٰاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ؛ قال
(3). قوله [جنح إِلیه إلخ] بابه منع و ضرب و نصر كما فی القاموس. (4). قوله [مالوا إلیك] هكذا فی الأَصل و الأَمر سهل. (5). قوله [و جنح الطریق إلخ] هذا و ما بعده بكسر الجیم لا غیر، كما هو ضبط الأَصل. و مفاد الصحاح والقاموس و فی المصباح: و جنح اللیل، بضم الجیم و كسرها، ظلامه و اختلاطه، ثم قال: و جنح الطریق، بالكسر، جانبه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 429
الزجاج: معنی جَنٰاحَكَ العَضُدُ، و یقال الید كلُّها جَناحٌ، و جمعه أَجْنِحة و أَجْنُحٌ، حكی الأَخیرة ابن جنی و قال: كَسَّرُوا الجَناحَ و هو مذكَّر علی أَفْعُلٍ، و هو من تكسیر المؤَنث لأَنهم ذهبوا بالتأْنیث إِلی الرِّیشَة، و كله راجع إِلی معنی المَیْل لأَن جَناحَ الإِنسان و الطائر فی أَحد شِقَّیْه. و‌فی الحدیث: إِن الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحتها لطالب العلم‌أَی تضعها لتكون وِطاءً له إِذا مَشَی؛ و قیل: هو بمعنی التواضع له تعظیماً لحقِّه؛ و قیل: أَراد بوضع الأَجنحة نزولَهم عند مجالس العلم و تَرْكَ الطیران؛ و قیل: أَراد إِظلالهم بها؛ و‌فی الحدیث الآخر: تُظِلُّهم الطیرُ بأَجنحتها.و جَناحُ الطائر: یَدُه. و جَنَحَه یَجْنِحُه جَنْحاً: أَصاب جَناحَه. الأَزهری: و للعرب أَمثال فی الجَناح، منها قولهم فی الرجل إِذا جَدَّ فی الأَمر و احتفل: رَكِبَ فلانٌ جَناحَیْ نَعامة؛ قال الشماخ: فمن یَسْعَ أَو یَرْكَبْ جَناحَیْ نَعامةٍ، لِیُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأَمْسِ، یُسْبَق و یقال: ركب القومُ جَناحَیِ الطائر إِذا فارقوا أَوطانهم؛ و أَنشد الفرَّاء: كأَنما بِجَناحَیْ طائِرٍ طاروا و یقال: فلان فی جناحی طائر إِذا كان قَلِقاً دَهِشاً، كما یقال: كأَنه علی قَرْن أَعْفَر، و یقال: نحن علی جَناح سَفَر أَی نرید السفر، و فلان فی جنَاح فلان أَی فی ذَراهُ و كنفه؛ و أَما قول الطِّرِمَّاحِ: یَبُلُّ بمَعْصورٍ جَناحَیْ ضَئِیلَةٍ أَفاوِیقَ، منها هَلَّةٌ و نُقُوعُ فإِنه یرید بالجَناحین الشفتین، و یقال: أَراد بهما جَناحَیِ اللَّهاةِ و الحَلْقِ. و جَناحا العَسْكَرِ: جانباه. و جَناحا الوادی: مَجْرَیانِ عن یمینه و شماله. و جَناحُ الرَّحَی: ناعُورُها. و جَناحا النَّصْلِ: شَفْرَتاه. و جَناحُ الشی‌ء: نَفْسُه؛ و منه قول عَدِیِّ بن زید: و أَحْوَرُ العینِ مَرْبُوبٌ، له غُسَنٌ، مُقَلَّدٌ من جَناحِ الدُّرِّ تِقْصارا و قیل: جَناحُ الدُّرِّ نَظْمٌ منه یُعَرَّضُ. و كلُّ شی‌ء جعلته فی نِظامٍ، فهو جَناحٌ. و الجَوانح: أَوائل الضُّلُوع تحت الترائب مما یلی الصدر، كالضلوع مما یلی الظهر، سمیت بذلك لجنوحها علی القلب، و قیل: الجوانح الضُّلُوع القِصارُ التی فی مُقَدَّمِ الصدرِ، و الواحدة جانحة؛ و قیل: الجوانح من البعیر و الدابة ما وقعت علیه الكتف و هو من الإِنسان الدَّئیُّ، و هی ما كان من قبل الظهر و هی ست: ثلاث عن یمینك و ثلاث عن شمالك؛ قال الأَزهری: جَوانِحُ الصَّدْرِ من الأَضلاع المتصلة رُؤُوسها فی وَسَطِ الزَّوْرِ، الواحدة جانحة؛ و‌فی حدیث عائشة: كان وَقِیذَ الجَوانِح، هی الأَضلاع مما یلی الصدر. و جُنِحَ البعیرُ: انكسرت جَوانِحُه من الحِمْل الثقیل. و جَنَحَ البعیرُ یَجْنَحُ جُنُوحاً: انكسر أَوَّلُ ضُلُوعه مما یلی الصدر. و ناقة مُجْتَنِحَة الجَنْبَینِ: واسعتهما. و جَنَحَتِ الإِبلُ: خَفَضَتْ سَوالِفَها فی السیر، و قیل: أَسرعت. ابن شمیل: الاجْتِناحُ فی الناقة كأَنَّ مُؤَخَّرَها یُسْنَدُ إِلی مُقَدَّمها من شدّة اندفاعها بحَفْزِها رجلیها إِلی صدرها؛ و قال شمر: اجْتَنَحَتِ الناقة فی سیرها إِذا أَسرعت؛ و أَنشد: من كلِّ وَرْقاء لها دَفٌّ قَرِحْ، إِذا تَبادَرْنَ الطریقَ تَجْتَنِحْ
لسان العرب، ج‌2، ص: 430
و قال أَبو عبیدة: المُجْتَنِحُ من الخیل الذی یكون حُضْرُه واحداً لأَحَدِ شِقَّیْه یَجْتَنِحُ علیه أَی یعتمده فی حُضْره؛ و الناقة الباركة إِذا مالت علی أَحد شقیها یقال: جَنَحَتْ؛ قال ذو الرمة: إِذا مالَ فوقَ الرَّحْلِ، أَحْیَیْتِ نَفْسَه بذكراكِ، و العِیسُ المَراسِیلُ جُنَّحُ و جَنَحَتِ السفینة تَجْنَحُ جُنُوحاً: انتهت إِلی الماء القلیل فَلَزِقَتْ بالأَرض فلم تَمْضِ. و اجْتَنَحَ الرجلُ فی مَقْعَده علی رحله إِذا انْكَبَّ علی یدیه كالمُتَّكِئ علی یدٍ واحدة. الأَزهری: الرجل یَجْنَحُ إِذا أَقبل علی الشی‌ء یعمله بیدیه و قد حَنَی علیه صَدْرَهُ؛ و قال لبید: جُنُوحَ الهَالِكِیّ علی یدیهِ، مُكِبّاً یَجْتَلِی نُقَبَ النِّصالِ و‌روی أَبو صالح السَّمَّانُ عن أَبی هریرة أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَمَرَ بالتَّجَنُّحِ فی الصلاة، فشَكا ناسٌ إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، الضَّعْفَةَ فأَمَرَهم أَن یستعینوا بالرُّكَبِ؛ و‌فی روایة: شكا أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الاعتمادَ فی السجود فَرَخَّصَ لهم أَن یستعینوا بمرافقهم علی رُكَبهم.قال شمر: التَّجَنُّحُ و الاجْتِناحُ كأَنه الاعتماد فی السجود علی الكفین، و الادِّعامُ علی الراحتین و ترك الافتراش للذراعین؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن یرفع ساعدیه فی السجود عن الأَرض و لا یفترشهما، و یجافیهما عن جانبیه و یعتمد علی كفیه فیصیرَان له مثل جَناحَیِ الطائر؛ قال ابن شمیل: جَنَحَ الرجل علی مِرْفَقَیْه إِذا اعتمد علیهما و قد وضعهما بالأَرض أَو علی الوسادة یَجْنَحُ جُنُوحاً و جَنْحاً. و المَجْنَحة: قطعة أَدَمٍ تُطرح علی مُقَدَّم الرحل یَجْتَنِحُ الراكب علیها. و الجُناح، بالضم: المیل إِلی الإِثم، و قیل: هو الإِثم عامّة. و الجُناحُ: ما تُحُمِّلَ من الهَمِّ و الأَذی؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لاقَیْتُ، من جُمْلٍ و أَسبابِ حُبِّها، جُناحَ الذی لاقَیْتُ من تِرْبِها قَبْلُ قال: و أَصل ذلك من الجُناح الذی هو الإِثم. و قال أَبو الهیثم فی قوله عز و جل: وَ لٰا جُنٰاحَ عَلَیْكُمْ فِیمٰا عَرَّضْتُمْ بِهِ؛ الجُناح: الجنایة و الجُرْمُ؛ و أَنشد قول ابن حِلِّزَةَ: أَ عَلینا جُناحُ كِنْدَةَ، أَن یَغْنَمَ غازیهمُ، و منا الجَزاءُ؟ وصف كندة بأَنهم غَزَوْكم فقتلوكم و تُحَمِّلوننا جزاءَ فعلهم أَی عقاب فعلهم، و الجزاء یكون ثواباً و عقاباً؛ و قیل فی قوله: لٰا جُنٰاحَ عَلَیْكُمْ أَی لا إِثم علیكم و لا تضییق. و‌فی حدیث ابن عباس فی مال الیتیم: إِنی لأَجْنَحُ أَن آكُلَ منه‌أَی أَری الأَكل منه جُناحاً و هو الإِثم؛ قال ابن الأَثیر: و قد تكرر الجُناحُ فی الحدیث، فأَین ورد فمعناه الإِثم و المیل. و یقال: أَنا إِلیك بحُناحٍ أَی متشوّق، كذا حكی بضم الجیم؛ و أَنشد: یا لَهْفَ هِنْدٍ بعدَ أُسْرَةِ واهِبٍ، ذَهَبُوا، و كنتُ إِلیهمُ بجُناحِ بالضم، أَی مُتَشَوِّقاً. و جَنَحَ الرجلُ یَجْنَحُ جُنُوحاً: أَعطی بیده. ابن شمیل: جَنَحَ الرجلُ إِلی الحَرورِیَّة، و جَنَحَ لهم إِذا تابعهم و خضع لهم. و جَناحٌ: اسم رجل، و اسم ذئب؛ قال: ما راعَنی إِلَّا جَناحٌ هابطا، علی البُیوتِ، قَوْطَه العُلابِطا
لسان العرب، ج‌2، ص: 431
و جَنَّاحٌ: اسم رجل. و جَنَّاحٌ: اسم خِباءٍ من أَخبیتهم؛ قال: عَهْدی بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا، و أَذْرَتِ الریحُ تُراباً نَزَّا، أَنْ سَوْفَ تَمْضِیهِ، وما ارْمَأَزَّا و تمضیه: تمضی علیه.

جنبح؛ ج2، ص: 431

: الجُنْبُحُ: العظیم، و قیل: الجُنْبُخُ، بالخاء.

جوح؛ ج2، ص: 431

: الجَوْحُ: الاستئصال، من الاجْتِیاح. جاحَتهم السَّنة جَوحاً و جِیاحة و أَجاحَتهم و اجتاحَتْهم: استأْصلت أَموالهم، و هی تَجُوحُهم جَوْحاً و جِیاحة، و هی سَنَة جائحة: جَدْبة؛ و جُحْتُ الشی‌ءَ أَجُوحه. و‌فی الحدیث: إِن أَبی یرید أَن یَجْتاحَ مالی‌أَی یستأْصله و یأْتی علیه أَخذاً و إِنفاقاً؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی: یشبه أَن یكون ما ذكره من اجْتِیاح والده مالَه، أَن مقدار ما یَحْتاجُ إِلیه فی النفقة شی‌ء كثیر لا یَسَعُه مالُه، إِلا أَن یَجتاحَ أَصلَه، فلم یُرَخِّصْ له فی ترك النفقة علیه، و‌قال له: أَنتَ و مالُك لأَبیك، علی معنی أَنه إِذا احتاج إِلی مالك أَخذ منه قَدْرَ الحاجة، و إِذا لم یكن لك مال و كان لك كسب لزمك أَن تكتسب و تنفق علیه؛ فأَما أَن یكون أَراد به إِباحة ماله له حتی یَجْتاحَه، و یأْتی علیه إِسرافاً و تبذیراً فلا أَعلم أَحداً ذهب إِلیه؛ و‌فی الحدیث: أَعاذَكُم اللهُ من جَوْحِ الدهر.و اجْتاحَ العَدُوُّ مالَه: أَتی علیه. و الجَوْحةُ و الجائحة: الشدّة و النازلة العظیمة التی تَجتاح المالَ من سَنَةٍ أَو فتنة. و كل ما استأْصله: فقد جاحَه و اجْتاحَه. و جاحَ اللهُ ماله و أَجاحَه، بمعنیً، أَی أَهلكه بالجائحة. الأَزهری عن أَبی عبید: الجائحة المصیبة تحلّ بالرجل فی ماله فتَجْتاحُه كُلَّه؛ قال ابن شمل: أَصابتهم جائحة أَی سَنَة شدیدة اجتاحت أَموالهم، فلم تَدَعْ لهم وِجاحاً [وَجاحاً، و الوِجاحُ [الوَجاحُ: بقیة الشی‌ء من مال أو غیره. ابن الأَعرابی: جاحَ یَجوحُ جَوْحاً إِذا هَلَكَ مالُ أَقربائه. و جاحَ یَجُوح إِذا عَدَل عن المَحَجَّة إِلی غیرها؛ و نزلت بفلان جائِحة من الجَوائِح. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن بیع السِّنین و وَضَعَ الجَوائِح؛ و فی روایة: أَنه أَمر بوضع الجَوائح؛ و منه قول الشاعر: لیْسَتْ بِسَنْهاءٍ و لا رُجَّبِیَّةٍ، و لكن عَرایا فی السِّنین الجَوائح و روی الأَزهری عن الشافعی، قال: جِماعُ الجَوائح كلُّ ما أَذهب الثمرَ أَو بعضَها من أَمر سَماوِیٍّ بغیر جنایة آدمی، قال: و إِذا اشتری الرجل ثمر نخل بعد ما یحلُّ بیعه فأُصیب الثمر بعد ما قبضه المشتری لزمه الثمن كله، و لم یكن علی البائع وضع ما أَصابه من الجائحة عنه؛ قال: و احتمل أَمره بوضع الجوائح أَن یكون حضّاً علی الخیر لا حتماً، كما أَمر بالصلح علی النصف؛ و مثله أَمره بالصدقة تطوعاً فإِذا خَلَّی البائعُ بین المشتری و بین الثمر فأَصابته جائحة، لم یحكم علی البائع بأَن یضع عنه من ثمنه شیئاً؛ و قال ابن الأَثیر: هذا أَمر ندب و استحباب عند عامة الفقهاء، لا أَمر وجوب؛ و قال أَحمد و جماعة من أَصحاب الحدیث: هو لازم یوضع بقدر ما هلك؛ و قال مالك: یوضع فی الثلث فصاعداً أَی إِذا كانت الجائحة فی دون الثلث، فهو من مال المشتری، و إِن كان أَكثر فمن مال البائع؛ قال أَبو منصور: و الجائحة تكون بالبَرَدِ یقع من السماء إِذا عَظُم حَجْمُه فكثر ضرره، و تكون بالبَرَد المُحْرِق أَو الحرّ المُفْرِط حتی یبطل الثمن؛ قال شمر: و قال إِسحاق: الجائحة إِنما هی آفة تجتاح الثمر
لسان العرب، ج‌2، ص: 432
سماویةٌ، و لا تكون إِلا فی الثمار فیخفف الثلث علی الذین اشْتَرَوْه؛ قال: و أَصل الجائحة السَّنة الشدیدة تجتاح الأَموال، ثم یقال: اجتاح العَدُوُّ مالَ فلان إِذا أَتی علیه. أَبو عمرو: الجَوْحُ الهلاك. الأَزهری فی ترجمة جحا: الجائح الجراد، عن ابن الأَعرابی. و جَوْحانُ: اسم. و مَجاحٌ: موضع؛ أَنشد ثعلب: لعن اللهُ بَطْنَ قُفٍّ مَسِیلًا، و مَجاحاً، فلا أُحِبُّ مَجاحا قال: و إِنما قضینا علی مجاح أَن أَلفه واو، لأَن العین، واواً، أَكثر منها یاء، و قد یكون مَحاج فَعالًا فیكون من غیر هذا الباب فنذكره فی موضعه.

جیح؛ ج2، ص: 432

: جاحَهم الله جَیْحاً و جائحةً: دهاهم، مصدر كالعاقبة. و جَیْحان: واد معروف؛ و فی الحدیث ذكر سَیْحان و جَیْحان، و هما نهران بالعواصم عند أَرض المَصِیصَةِ و طَرَسُوس.

فصل الحاء؛ ج2، ص: 432

حدح؛ ج2، ص: 432

: امرأَة حُدُحَّةٌ: قصیرة كحُدْحُدَة.

حرح؛ ج2، ص: 432

: الحِرُ، مخفف، و أَصله حِرْحٌ، فحذف علی حد الحذف فی شَفَةٍ، و الجمع أَحْراح لا یُكَسَّرُ علی غیر ذلك؛ قال: إِنی أَقُود جَمَلًا مِمْراحا، ذا قُبَّة مُوقَرَةٍ أَحْراحا و یروی: مملوءَة، و قالوا: حِرَةٌ؛ قال الهذلی: جُراهِمةٌ لها حِرَةٌ وَثیلٌ أَبو الهیثم: الحِرُّ حِرُ المرأَة، مشدَّد الراء كأَنَّ الأَصلَ حِرْحٌ، فثقلت الحاء الأَخیرة مع سكون الراء، فثقلوا الراء و حذفوا الحاء، و الدلیل علی ذلك جمعُهم الحِرَّ أَحْراحاً؛ و قد حَرِحَ الرجلُ «1»، و یقال: حَرَحْتُ المرأَةَ إِذا أَصبتَ حِرَها، و هی مَحْروحة، و استثقلت العرب حاءً قبلها حرف ساكن، فحذفوها و شددوا الراء. أَبو زید: من أَمثالهم: احْمِلْ حِرَكَ أَوْ دَعْ؛ قالته امرأَة أَدَلَّتْ علی زوجها عند الرحیل، تَحُثُّه علی حملها و لو شاءَت لركبت؛ و أَنشد: كلُّ امرئٍ یَحْمِی حِرَهْ: أَسْوَدَهُ و أَحْمَرَهْ، و الشَّعَراتِ المُنْفِذاتِ مَشْفَرَهْ «2» و‌فی حدیث أَشراط الساعة: یُسْتَحَلُّ الحِرُ و الحریر؛ هكذا ذكره أَبو موسی فی حرف الحاء و الراء، و قال: الحِرُ، بتخفیف الراء، و منهم من یشدد الراء و لیس بجید، و علی التخفیف یكون فی حرح، و قد روی بالخاء و الزای، و هو ضرب من ثیاب الإِبْرَیْسَم معروف، و قالوا: حِرُونَ كما قالوا فی جمع المنقوص لِدُون و مِئُونَ، و النسبة إِلیه حِرِیٌّ، و إِن شئت حِرَحِیّ، فتفتح عین الفعل كما فتحوها فی النسبة إِلی یَدٍ و غَدٍ، قالوا: غَدَوِیٌّ و یَدَوِیّ، و إِن شئت قلت: حَرِحٌ كما قالوا رجل سَتِهٌ، و رجل حَرِحٌ: یحب الأَحْراحَ؛ قال سیبویه: هو علی النسب.

حنح؛ ج2، ص: 432

: حِنْحْ، مُسَكَّنٌ: زجر للغنم.

فصل الدال؛ ج2، ص: 432

دبح؛ ج2، ص: 432

: دَبَّحَ الرجلُ: حَنَی ظهره؛ عن اللحیانی. و التَّدْبیح: تنكیس الرأْس فی المشی. و التَّدْبیح فی الصلاة: أَن یطأْطئ رأْسه و یرفع عجزه؛ و قیل:
(1). قوله [و قد حرح الرجل] أی أولع بالمرأة، و بابه فرح. و قوله: و یقال حرحت المرأة إلخ بابه منع، كما فی القاموس. (2). قوله [و الشعرات المنفذات إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 433
یبسط ظهره و یطأْطِئُ رأْسه فیكون رأْسه أَشد انحطاطاً من أَلیتیه؛ و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یُدَبِّح الرجلُ فی الركوع كما یُدَبِّحُ الحمار؛ قال أَبو عبید: معناه یطأْطئ رأْسه فی الركوع حتی یكون أَخفض من ظهره؛ ابن الأَعرابی: التَّدْبیح خَفْضُ الرأْس و تنكیسه؛ و أَنشد أَبو عمرو الشَّیْبانی: لما رَأَی هِراوَةً ذاتَ عُجَرْ، دَبَّحَ و اسْتَخْفی و نادی: یا عُمَرْ و قال بعضهم: دَبَّح طأْطأَ رأْسه فقط، و لم یذكر هل ذلك فی مَشْیٍ أَو مع رفع عَجُزٍ؛ و دَبَّح: ذلَّ، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. الأَزهری: دَبَّح الرجل ظهره إِذا ثناه فارتفع وسطه كأَنه سَنام، قال الأَزهری: رواه اللیث بالذال المعجمة، و هو تصحیف، و الصحیح بالمهملة. ابن شمیل: رملة مُدَبِّحة أَی حَدْباء، و رمالٌ مَدابِحُ. ابن الأَعرابی: ما بالدار دِبِّیحٌ و لا دِبِّیجٌ، بالحاء و الجیم، و الحاء أَفصحهما؛ و رواه أَبو عبید: ما بالدار دِبِّیج، بالجیم، قال الأَزهری: معناه من یَدِبّ؛ و قیل: دِبِّیحٌ معناه ما بها من یُدَبِّح. و قال أَبو عدنان: التَّدْبیح تَدْبیحُ الصبیان إِذا لعبوا، و هو أَن یُطَأْمِنَ أَحدُهم ظهره لیجی‌ء الآخر یَعْدُو من بعید حتی یركبه. و التَّدْبیحُ: التطأْطؤ؛ یقال: دَبّح لی حتی أَركبك. و التَّدْبیح أَیضاً: تَدْبیحُ الكَمْأَةِ و هو أَن تنفتح عنها الأَرضُ و لا تَصْلَع أَی لا تظهر. الغَنَوِیُّ: دَبَّح الحمار إِذا ركب و هو یشتكی ظهره من دَبَرِه، فَیُرْخِی قوائمَه و یُطَأْمِنُ ظهره و عَجُزَه من الأَلم.

دحح؛ ج2، ص: 433

: الدَّحُّ: شِبْه الدَّسِّ. دَحَّ الشی‌ءَ یَدُحُّه دَحّاً: وضعه علی الأَرض ثم دسه حتی لزق بها؛ قال أَبو النجم فی وصف قُتْرة الصائد: بَیْتاً خَفِیّاً فی الثَّری مَدْحُوحا و قال غیره: مَدحوحاً مُوَسَّعاً؛ و قد دَحَّه أَی وَسَّعَه؛ یعنی قُتْرة الصائد؛ و قال شمر: دَحَّ فلانٌ فلاناً یَدُحُّه دَحّاً و دَحاه یَدْحُوه إِذا دفعه و رمی به، كما قالوا: عَراه و عَرَّه إِذا أَتاه. و دَحَّ فی الثَّری بیتاً إِذا وسعه، و ینشد بیت أَبی النجم أَیضاً [و مَدْحُوحاً] أَی مُسَوّیً؛ و قال نَهْشَل: فذلك شِبْهُ الضَّبِّ، یومَ رأَیته علی الجُحْرِ، مُنْدَحّاً خَصیباً ثمائلُهْ و‌فی حدیث عطاء: بلغنی أَن الأَرض دُحَّت من تحت الكعبة، و هو مِثلُ دُحِیَتْ. و‌فی حدیث عبید الله ابن نوفل و ذكر ساعة یوم الجمعة: فنام عبید الله فَدُحَّ دَحَّةً؛ الدَّحُّ: الدفع و إِلصاق الشی‌ء بالأَرض، و هو من قریب الدَّسِّ. و الدَّحُّ: الضرب بالكف منشورة أَیَّ طوائِف الجسد أَصابت، و الفعل كالفعل. و دَحَّ فی قفاه یَدُحُّ دَحّاً و دُحُوحاً، و هو شبیه بالدَّعِّ؛ و قیل: هو مثل الدَّعِّ سواءً. و فَیشَلَةٌ دَحُوحٌ؛ قال: قَبِیحٌ بالعَجوزِ، إِذا تَغَدَّتْ من البَرْنیِّ و اللَّبَنِ الصَّریحِ، تَبَغِّیها الرجالَ، و فی صَلاها مَواقِعُ كلِّ فَیْشَلَةٍ دَحُوحِ و الدُّحُحُ: الأَرضون الممتدّة. و یقال: انْدَحَّتِ الأَرض كَلأً انْدِحاحاً إِذا اتسعت بالكَلإِ؛ قال: و انْدَحَّتْ خَواصِرُ الماشیة انْدِحاحاً إِذا تَفَتَّقَتْ من أَكل البقل. و دَحَّ الطعامُ بطنَه یَدُحُّه إِذا ملأَه حتی یسترسل إِلی أَسفل. و اندَحَّ بطنُه انْدِحاحاً: اتسع.
لسان العرب، ج‌2، ص: 434
و‌فی الحدیث: كان لأُسامة بطْنٌ مُنْدَحٌّ‌أَی متسع. قال ابن بری: أَما انْدَحَّ بطنه فصوابه أَن یُذكر فی فصل نَدح؛، لأَنه من معنی السَّعة لا مِن معنی القِصَرِ؛ و منه المُنْتَدَح أَیضاً: الأَرض الواسعة، و منه قولهم: لی عن هذا الأَمر مَنْدوحة و مُنْتَدَحٌ أَی سَعَة؛ قال: و مما یدلك علی أَن الجوهری وهَمَ فی جعله انْدَحَّ فی هذا الفصل، كونُه قد استدركه أَیضاً فذكره فی فصل ندح، قال: و هو الصحیح، و وزنه افْعَلَّ مثل احْمَرَّ، و إِذا جعلته من فصل دحح فوزنه انفعل، مثل انْسَلَّ انْسِلالًا، و كذلك انْدَحَّ انْدِحاحاً، و الصواب هو الأَول، و هذا الفصل لم ینفرد الجوهری بذكره فی هذه الترجمة، بل ذكره الأَزهری و غیره فی هذه الترجمة؛ و قال أَعرابی: مُطِرْنا للیلتین بقیتا فانْدَحَّتِ الأَرض كَلأً. و دَحَّها یَدُحُّها دَحّاً إِذا نكحها. و رجل دَحْدَحٌ و دِحْدِح و دَحْداح و دَحْداحَة و دُحادِحٌ و دُحَیْدِحَة: قصیر غلیظ البطن؛ و امرأَة دَحْدَحَة و دَحْداحَة؛ و كان أَبو عمرو قد قال: الذَّحْذاح، بالذال: القصیر، ثم رجع إِلی الدال المهملة، قال الأَزهری: و هو الصحیح؛ قال ابن بری: حكی اللحیانی أَنه بالدال و الذال معاً، و كذلك ذكره أَبو زید؛ قال: و أَما أَبو عمرو الشیبانی فإِنه تشكك فیه و قال: هو بالدال أَو بالذال. و قال اللیث: الدَّحْداحُ و الدَّحْداحَة من الرجال و النساء: المستدیر المُلَمْلَم؛ و أَنشد: أَ غَرَّكِ أَننی رجلٌ جَلِیدٌ دُحَیْدِحَةٌ، و أَنكِ عَلْطَمِیسُ؟ و فی صفة أَبْرَهَة صاحب الفیل: كان قصیراً حادِراً دَحْداحاً: هو القصیر السمین؛ و منه‌حدیث الحجاج قال لزید بن أَرْقَم: إِن مُحَمَّدِیَّكم هذا الدَّحداح.و حكی ابن جنی: دَوْدَح و لم یفسره، و كذلك حكی: دِحٍ دِحْ، قال: و هو عند بعضهم مثال لم یذكره سیبویه، و هما صوتان: الأَول منهما منوّنٌ دِحٍ، و الثانی غیر منوّن دِحْ، و كأَنَّ الأَول نُوِّنَ للأَصل و یؤكد ذلك قولُهم فی معناه: دح دح، فهذا كصَهٍ صَهٍ فی النكرة، و صَهْ صَهْ فی المعرفة فظنته الرواةُ كلمةً واحدة؛ قال ابن سیدة: و من هنا قلنا إِن صاحب اللغة إِن لم یكن له نظر، أَحال كثیراً منها و هو یری أَنه علی صواب، و لم یُؤْتَ من أَمانته و إِنما أُتِیَ من معرفته؛ قال ابن سیدة: و معنی هذه الكلمة فیما ذكر محمد بن الحسن أَبو بكر: قد أَقررت فاسكت؛ و ذكر محمد بن حبیب أَن دِحٍ دِحٍ دُوَیِّبَّة صغیرة، قال: و یقال هو أَهْوَنُ علیّ من دِحٍ دِحٍ. و حكی الفراء: تقول العرب: دَحَّا مَحَّا؛ یریدون: دَعْها مَعْها. و ذكر الأَزهری فی الخماسی: دِحِنْدِحٌ دُوَیْبَّة، و كتبها مخلوطة، كذا قال. و روی ثعلب: یقال هو أَهونُ عَلیَّ من دِحِنْدِحٍ، قال فإِذا قیل: إیش دِحِنْدِحٌ قال: لا شی‌ء.

درح؛ ج2، ص: 434

: رجل دِرْحایَة: كثیر اللحم قصیر سمین ضخم البطن لئیم الخلقة، و هو فِعْلایَة ملحق بِجِعْظارة؛ قال الراجز: إِمّا تَرَیْنی رجلًا دِعْكایَهْ عَكَوَّكاً، إِذا مَشَی دِرْحایَهْ تَحْسِبُنی لا أُحْسِنُ الحُدایَهْ، أَیا یَهٍ أَیا یَهٍ أَیا یَهْ الأَزهری: الدَّرِحُ الهَرِمُ التامُّ، و منه قیل: ناقة دِرْدِحٌ للهرمة المُسِنَّة.

دربح؛ ج2، ص: 434

: دَرْبَح الرجلُ: حنی ظهره، عن اللحیانی. و دَرْبَح: تذلل، عن كراع، و الخاء أَعرف،
لسان العرب، ج‌2، ص: 435
و سَوَّی یعقوبُ بینهما. قال الأَصمعی: قال لی صبی من أَعراب بنی أَسَد: دَلْبِحْ أَی طَأْطِئْ ظهرَك، قال: و دَرْبَحَ مثله.

دردح؛ ج2، ص: 435

: الأَزهری: الدِّرْدِحَة من النساء التی طولها و عَرْضُها سواء، و جمعها الدَّرادِحُ؛ قال أَبو وَجْزَة: و إِذْ هیَ كالبَكْر الهِجانِ، إِذا مَشَتْ، أَبَی، لا یُماشیها القِصارُ الدَّرادِحُ و قیل للعجوز: دِرْدِحٌ، و الدِّرْدِحُ: المُسِنّ، و قیل: المسنُّ الذی ذهبت أَسنانه. و شیخ دِرْدِحٌ، بالكسر، أَی كبیر. و الدِّرْدِحُ من الإِبل: التی تأَكلت أَسنانها و لصقت بحنكها من الكِبَر. الأَزهری فی ترجمة علهز: نابٌ عِلْهِزٌ و دِرْدِحٌ: هی التی فیها بقیة و قد أَسَنَّتْ «3».

دلح؛ ج2، ص: 435

: الدَّلْحُ: مَشْیُ الرجل بِحِمْلِه و قد أَثقله. دَلَحَ الرجلُ بحمله یَدْلَحُ دَلْحاً: مَرَّ به مُثْقَلًا، و ذلك إِذا مشی به غیر منبسط الخَطْوِ لثقله علیه، و كذلك البعیر. الأَزهری: الدالِحُ البعیر إِذا دَلَحَ، و هو تَثاقُلُه فی مشیه من ثِقَلِ الحِمْلِ. و تَدالَحَ الرجلان الحِمْلَ بینهما تَدالُحاً أَی حملاه بینهما. و تَدالَحا العِكْمَ إِذا أَدخلا عُوداً فی عُرَی الجُوالِق، و أَخذا بطَرَفَیِ العُود فحملاه. و‌فی الحدیث: أَن سلمان و أَبا الدرداء اشتریا لحماً فتَدالَحاه بینهما علی عودٍ‌أَی طرحاه علی عود، و احتملاه آخِذَیْن بطرفیه. و ناقة دَلُوحٌ: مُثْقَلة حِمْلًا أَو مُوقَرَة شحماً، دَلَحَتْ تَدْلَحُ دَلْحاً و دَلَحاناً. الأَزهری: السحابة تَدْلَح فی مسیرها من كثرة مائها كأَنها تتحرك انْخِزالًا. و‌فی الحدیث: كُنَّ النساءُ یَدْلَحْنَ بالقِرَب علی ظهورهنّ فی الغَزْوِ؛ المراد أَنهن كُنَّ یَسْتقین الماء و یَسْقین الرجالَ، هو من مشی المُثْقَل بالحمْلِ. و سحابة دَلُوحٌ و دالحة: مُثْقَلة بالماء كثیرة الماء، و الجمع دُلُحٌ مثل قَدُومٍ و قُدُمٍ، و دالِح و دُلَّحٌ مثل راكع و رُكَّع؛ و‌فی حدیث عَلیٍّ و وصف الملائكةَ فقال: منهم كالسحاب الدُّلَّحِ، جمع دالِحٍ؛ و سحاب دوالِحُ؛ قال البَعِیثُ: و ذی أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه ذِهابُ الصَّبا، و المُعْصِراتُ الدَّوالِحُ و دَوْلَحُ: اسم امرأَة. و فرس دُلَحٌ: یَختالُ بفارسه و لا یُتْعِبُه؛ قال أَبو دُواد: و لقد أَغْدُو بطِرْفٍ هَیْكَلٍ، سَبِطِ العُذْرَة، مَیَّاحٍ دُلَحْ الأَزهری عن النضر: الدَّلاحُ من اللبن الذی یكثر ماؤُه حتی تتبین شُبْهته. و دَلَحْتُ القومَ و دَلَحْتُ لهم: و هو نَحْوٌ من غُسالة السقاء فی الرِّقَّة أَرَقّ من السَّمارِ.

دلبح؛ ج2، ص: 435

: دَلْبَح الرجلُ: حنی ظهره؛ عن اللحیانی. الأَزهری: قال أَعرابُ بنی أَسَدٍ: دَلْبِحْ أَی طَأْطِئْ ظهرَك، و دَرْبَحَ مثلُه.

دمح؛ ج2، ص: 435

: دَمَّح الرجلُ و دَبَّحَ: طأْطأَ رأْسه؛ عن أَبی عبید. و دَمَّح: طأْطأَ ظهره و حَناه، و الخاء لغة، كلاهما عن كراع و اللحیانی؛ و فی ترجمة ضب: خُتاعَةُ ضَبٍّ دَمَّحَتْ فی مَغارَةٍ رواه أَبو عمرو: دَمَّحَتْ، بالحاء، أَی أَكَبَّتْ.

دنح؛ ج2، ص: 435

: دَنَّحَ الرجلُ: طَأْطَأَ رأْسه. و دَنَّحَ: ذل؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. قال ابن دُرَیْدٍ: الدِّنْحُ
(3). زاد فی القاموس: الدردح، بالكسر: المولع بالشی‌ء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 436
لا أَحسبها عربیة صحیحة: عید من أَعیاد النصاری، و تكلمت به العرب.

دوح؛ ج2، ص: 436

: الدَّوْحةُ: الشجرة العظیمة المتسعة من أَیّ الشجر كانت، و الجمع دَوْحٌ، و أَدْواحٌ جمع الجمع؛ و قول الراعی: غَداةً، و حَوْلَیَّ الثَّرَی فوقَ مَتْنِه، مَدَبُّ الأَتِیِّ، و الأَراكُ الدَّوائِحُ و یقال: داحَت الشجرة تَدُوحُ إِذا عَظُمَتْ، فهی دائحة. و‌فی الحدیث: كم من عَذْقٍ دَوّاحٍ فی الجنة لأَبی الدَّحْداح؟الدَّوَّاح: العظیم الشدید العُلُوِّ، و كلُّ شجرة عظیمة دَوْحةٌ؛ و العَذْق، بالفتح: النخلة؛ و منه‌حدیث الرؤیا: فأَتینا علی دَوْحة عظیمة‌أَی شجرة؛ و منه‌حدیث ابن عمر: أَن رجلًا قطع دَوْحةً من الحَرَم فأَمره أَن یعتق رقبة.قال أَبو حنیفة: الدَّوائح العِظامُ، و الواحدة دَوْحة، و كأَنه جمعُ دائحة و إِن لم یُتكلم به. و الدَّوْحة: المِظَلَّة العظیمة؛ یقال: مِظَلَّة دَوْحةٌ. و الدَّوْحُ، بغیر هاء: البیت الضخم الكبیر من الشعَر؛ عن ابن الأَعرابی. و داحَ بطنُه: عَظُم و اسْتَرْسَل إِلی أَسْفَل؛ قال الراجز: فأَصْبَحُوا حَوْلَكَ قد داحُوا السُّرَرْ، و أَكَلُوا المَأْدُومَ من بعدِ القَفَرْ أَی قد داحَتْ سُرَرُهم. و انْداحَ بطنُه: كَداحَ. و بطن مُنْداحٌ: خارج مُدَوَّر، و قیل: متسع دانٍ من السِّمَن. و دَوَّحَ ماله: فَرَّقَه كدَیَّحَه. و الدَّاحُ: نَقْشٌ یُلَوَّحُ به للصبیان یُعَلَّلونَ به؛ یقال: الدنیا داحةٌ. التهذیب عن أَبی عبد الله المَلْهوف عن أَبی حَمْزَةَ الصُّوفیّ أَنه أَنشده: لو لا حُبَّتی داحَهْ، لكان الموتُ لی راحَهْ قال فقلت له: ما داحه؟ فقال: الدنیا؛ قال أَبو عمرو: هذا حرف صحیح فی اللغة لم یكن عند أَحمد بن یحیی؛ قال: و قول الصبیان الدَّاحُ، منه.

دیح؛ ج2، ص: 436

: دَیَّحَ فی بیته: أَقام. و دَیَّحَ ماله: فرَّقه كدَوَّحه. و الدَّیْحانُ: الجراد؛ عن كُراع، لا یُعرف اشتقاقه، و هو عند كراع فَیْعالٌ، قال ابن سیدة: و هو عندنا فَعْلان.

فصل الذال المعجمة؛ ج2، ص: 436

ذأح؛ ج2، ص: 436

: ذَأَحَ السِّقاءَ ذَأْحاً: نفخه؛ عن كراع.

ذبح؛ ج2، ص: 436

: الذَّبْحُ: قَطْعُ الحُلْقُوم من باطنٍ عند النَّصِیل، و هو موضع الذَّبْحِ من الحَلْق. و الذَّبْحُ: مصدر ذَبَحْتُ الشاة؛ یقال: ذَبَحه یَذْبَحُه ذَبْحاً، فهو مَذْبوح و ذَبِیح من قوم ذَبْحَی و ذَباحَی، و كذلك التیس و الكبش من كِباشٍ ذَبْحَی و ذَباحَی. و الذَّبِیحة: الشاة المذبوحة. و شاة ذَبِیحة، و ذَبِیحٌ من نِعاج ذَبْحَی و ذَباحَی و ذَبائح، و كذلك الناقة، و إِنما جاءَت ذبیحة بالهاء لغلبة الاسم علیها؛ قال الأَزهری: الذبیحة اسم لما یذبح من الحیوان، و أُنث لأَنه ذهب به مذهب الأَسماء لا مذهب النعت، فإِن قلت: شاة ذَبیحٌ أَو كبش ذبیح أَو نعجة ذبیح لم تدخل فیه الهاء لأَن فَعِیلًا إِذا كان نعتاً فی معنی مفعول یذكَّر، یقال: امرأَة قتیل و كفٌّ خضیب؛ و قال الأَزهری: الذبیح المذبوح، و الأُنثی ذبیحة و إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم علیها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 437
و‌فی حدیث القضاء: من وَلیَ قاضیاً «1» فكأَنما ذُبِحَ بغیر سكین؛ معناه التحذیر من طلب القضاء و الحِرصِ علیه أَی من تَصَدَّی للقضاء و تولاه فقد تَعَرَّضَ للذبح فلیحذره؛ و الذبح هاهنا مجاز عن الهلاك فإِنه من أَسْرَعِ أَسبابِه، و‌قوله: بغیر سكین، یحتمل وجهین: أَحدهما أَن الذبح فی العُرْف إِنما یكون بالسكین، فعدل عنه لیعلم أَن الذی أَراد به ما یُخافُ علیه من هلاك دینه دون هلاك بدنه، و الثانی أَن الذَّبْحَ الذی یقع به راحة الذبیحة و خلاصها من الأَلم إِنما یكون بالسكین، فإِذا ذُبِحَ بغیر السكین كان ذبحه تعذیباً له، فضرب به المثل لیكون أَبلغَ فی الحَذَرِ و أَشَدَّ فی التَّوَقِّی منه. و ذَبَّحَه: كذَبَحَه، و قیل: إِنما ذلك للدلالة علی الكثرة؛ و فی التنزیل: یُذَبِّحُونَ أَبْنٰاءَكُمْ*؛ و قد قرئ: یَذْبَحُون أَبناءَكم؛ قال أَبو إِسحاق: القراءة المجتمع علیها بالتشدید، و التخفیف شاذ، و القراءة المجتمع علیها بالتشدید أَبلغ لأَن یُذَبِّحُونَ* للتكثیر، و یَذْبَحُون یَصْلُح أَن یكون للقلیل و الكثیر، و معنی التكثیر أَبلغ. و الذِّبْحُ: اسم ما ذُبِحَ؛ و فی التنزیل: وَ فَدَیْنٰاهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ؛ یعنی كبش إِبراهیم، علیه السلام. الأَزهری: معناه أَی بكبش یُذْبَحُ، و هو الكبش الذی فُدِیَ به إِسماعیلُ بن خلیل الله، صلی الله علیهما و سلم. الأَزهری: الذِّبْحُ ما أُعِدَّ للذَّبْح، و هو بمنزلة الذَّبِیح و المذبوح. و الذِّبْحُ: المذبوح، هو بمنزلة الطِّحْن بمعنی المطحون، و القِطْفِ بمعنی المَقْطُوف؛ و‌فی حدیث الضحیة: فدعا بِذِبْحٍ فذَبَحَه؛ الذبح، بالكسر: ما یُذْبَحُ من الأَضاحِیّ و غیرها من الحیوان، و بالفتح الفعل منه. و اذَّبَحَ القومُ: اتخذوا ذبیحة، كقولك اطَّبَخُوا إِذا اتخذوا طبیخاً. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: فأَعطانی من كل ذابحة زَوْجاً؛ هكذا فی روایة أَی أَعطانی من كل ما یجوز ذَبْحُه من الإِبل و البقر و الغنم و غیرها، و هی فاعلة بمعنی مفعولة، و الروایة المشهورة بالراء و الیاء من الرواح. و ذَبائحُ الجنّ: أَن یشتری الرجل الدار أَو یستخرج ماء العین و ما أَشبهه فیذبح لها ذبیحة للطِّیَرَة؛ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نهی عن ذبائح الجن؛ كانوا إِذا اشْتَرَوْا داراً أَو استخرجوا عیناً أَو بَنَوْا بُنیاناً ذبحوا ذبیحة، مخافة أَن تصیبهم الجن فأُضیفت الذبائح إِلیهم لذلك؛ معنی الحدیث أَنهم یتطیرون إِلی هذا الفعل، مخافة أَنهم إِن لم یذبحوا أَو یطعموا أَن یصیبهم فیها شی‌ء من الجن یؤذیهم، فأَبطل النبی، صلی الله علیه و سلم، هذا و نهی عنه. و‌فی الحدیث: كلُّ شی‌ء فی البحر مَذْبوحُ‌أَی ذَكِیّ لا یحتاج إِلی الذبح. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: ذَبْحُ الخَمْرِ المِلْحُ و الشمسُ و النِّینانُ؛ النِّینان: جمع نون، و هی السمكة؛ قال ابن الأَثیر: هذه صفة مُرِّیٍّ یعمل فی الشام، یؤْخذ الخَمْرُ فیجعل فیه الملح و السمك و یوضع فی الشمس، فتتغیر الخمر إِلی طعم المُرِّیِّ، فتستحیل عن هیئتها كما تستحیل إِلی الخَلِّیَّة؛ یقول: كما أَن المیتة حرام و المذبوحة حلال فكذلك هذه الأَشیاء ذَبَحَتِ الخَمْرَ فحلّت، و استعار الذَّبْحَ للإِحْلال. و الذَّبْحُ فی الأَصل: الشَّقُّ. و المِذْبَحُ: السكین؛ الأَزهری: المِذْبَحُ: ما یُذْبَحُ به الذبیحة من شَفْرَة و غیرها. و المَذْبَحُ: موضع الذَّبْحِ من الحُلْقوم. و الذَّابحُ: شعر ینبت بین النَّصِیل و المَذْبَح.
(1). قوله [من ولی قاضیاً إلخ] كذا بالأَصل و النهایة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 438
و الذُّباحُ و الذِّبَحَةُ و الذُّبَحَةُ: وَجَع الحَلْق كأَنه یَذْبَحُ، و لم یعرف الذَّبْحَة بالتسكین «2» الذی علیه العامة. الأَزهری: الذِّبَحَة، بفتح الباء، داء یأْخذ فی الحَلقِ و ربما قتل؛ یقال أَخذته الذُّبَحة و الذِّبَحة. الأَصمعی: الذُّبْحةُ، بتسكین الباء: وجع فی الحلق؛ و أَما الذُّبَحُ، فهو نبت أَحمر. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كَوی أَسْعَدَ بنَ زُرَارَة فی حَلْقِه من الذِّبْحة [الذُّبْحة؛ و قال: لا أَدَعُ فی نفسی حَرَجاً من أَسْعَدَ؛ و كان أَبو زید یقول: الذِّبَحَةُ و الذُّبَحة لهذا الداء، و لم یعرفه بإسكان الباء؛ و یقال: كان ذلك مثل الذِّبْحة علی النَّحْر؛ مثل یضرب للذی تِخالُه صدیقاً فإِذا هو عدوّ ظاهر العداوة؛ و قال ابن شمیل: الذِّبْحَة قَرْحة تخرج فی حلق الإِنسان مثل الذِّئْبَةِ التی تأْخذ الحمار؛ و‌فی الحدیث: أَنه عاد البَرَاءَ بن مَعْرُور و أَخذته الذُّبَحة فأَمر مَن لَعَطَه بالنار؛ الذُّبَحة: وجع یأْخذ فی الحلق من الدَّمِ، و قیل: هی قَرْحَة تظهر فیه فینسدّ معها و ینقطع النفَس فَتَقْتُل. و الذَّبَاح: القتل أَیّاً كان. و الذِّبْحُ: القتیل. و الذَّبْحُ: الشَّق. و كل ما شُقَّ، فقد ذُبِح؛ قال منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِیُّ: یا حَبَّذا جاریةٌ من عَكِّ تُعَقِّدُ المِرْطَ علی مِدَكِّ، شِبْه كثِیبِ الرَّمْلِ غَیْرَ رَكِّ، كأَنَّ بین فَكِّها و الفَكِّ، فَأْرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ فی سُكِّ أَی فُتِقَتْ، و قوله: غیر رَكِّ، لأَنه خالٍ من الكثیب. و ربما قالوا: ذَبَحْتُ الدَّنَّ أَی بَزَلْتُه؛ و أَما قول أَبی ذؤیب فی صفة خمر: إِذا فُضَّتْ خَواتِمُها و بُجَّتْ، یقال لها: دَمُ الوَدَجِ الذَّبیح فإِنه أَراد المذبوح عنه أَی المشقوق من أَجله، هذا قول الفارسی؛ و قول أَبی ذؤیب أَیضاً: و سِرْبٍ تَطَلَّی بالعبیرِ كأَنه دماءُ ظِباءٍ، بالنُّحورِ، ذَبِیحُ ذبیح: وصف للدماء، و فیه شیئان: أَحدهما وصف الدم بأَنه ذبیح، و إِنما الذبیح صاحب الدم لا الدم، و الآخر أَنه وصف الجماعة بالواحد؛ فأَما وصفه الدم بالذبیح فإِنه علی حذف المضاف أَی كأَنه دماء ظِباء بالنُّحور ذبیح ظباؤُه، ثم حذف المضاف و هو الظباء فارتفع الضمیر الذی كان مجروراً لوقوعه موقع المرفوع المحذوف لما استتر فی ذبیح، و أَما وصفه الدماء و هی جماعة بالواحد فلِأَن فعیلًا یوصف به المذكر و المؤَنث و الواحد و ما فوقه علی صورة واحدة؛ قال رؤبة: دَعْها فما النَّحْوِیُّ من صَدیقِها و قال تعالی: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ. و الذَّبِیحُ: الذی یَصْلُح أَن یذبح للنُّسُك؛ قال ابن أَحمر: تُهْدَی إِلیه ذِراعُ البَكْرِ تَكْرِمَةً، إِمَّا ذَبِیحاً، و إِمَّا كانَ حُلَّاما و یروی … حلَّانا. و الحُلَّانُ: الجَدْیُ الذی یؤخذ من بطن أُمه حیّاً فیذبح، و یقال: هو الصغیر من أَولاد المعز؛ ابن بری: عَرَّضَ ابنُ أَحمر فی هذا البیت برجل كان یَشْتِمه و یعیبه یقال له سفیان، و قد ذكره
(2). قوله [و لم یعرف الذبحة بالتسكین] أی مع فتح الذال. و أما بضمها و كسرها مع سكون الباء و كسرها و فتحها فمسموعة كالذباح بوزن غراب و كتاب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 439
فی أَوّل المقطوع فقال: نُبِّئْتُ سُفْیانَ یَلْحانا و یَشْتِمنا، و اللهُ یَدْفَعُ عنَّا شَرَّ سُفْیانا و تذابحَ القومُ أَی ذبَحَ بعضُهم بعضاً. یقال: التَّمادُح التَّذابُحُ. و المَذْبَحُ: شَقٌّ فی الأَرض مِقْدارُ الشِّبْر و نحوه. یقال: غادَرَ السَّیْلُ فی الأَرض أَخادیدَ و مَذابحَ. و الذَّبائِحُ: شقوق فی أُصول أَصابع الرِّجْل مما یلی الصدر، و اسم ذلك الداء الذُّباحُ، و قیل: الذُّبَّاح، بالضم و التشدید. و الذُّباحُ: تَحَزُّز و تَشَقُّق بین أَصابع الصبیان من التراب؛ و منه قولهم: ما دونه شوكة و لا ذُباح، الأَزهری عن ابن بُزُرْج: الذُّبَّاحُ حَزٌّ فی باطن أَصابع الرِّجْل عَرْضاً، و ذلك أَنه ذَبَحَ الأَصابع و قطعها عَرْضاً، و جمعه ذَبابیحُ؛ و أَنشد: حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ، به ذَبابِیحُ و نَكْبٌ یَظْلَعُهْ و كان أَبو الهیثم یقول: ذُباحٌ، بالتخفیف، و ینكر التشدید؛ قال الأَزهری: و التشدید فی كلام العرب أَكثر، و ذهب أَبو الهیثم إِلی أَنه من الأَدواء التی جاءت علی فُعَال. و المَذَابِحُ: من المسایل، واحدها مَذْبَح، و هو مَسِیل یسیل فی سَنَدٍ أَو علی قَرارِ الأَرض، إِنما هو جریُ السیل بعضه علی أَثر بعض، و عَرْضُ المَذْبَحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ، و قد تكون المَذابح خِلْقَةً فی الأَرض المستویة لها كهیئة النهر یسیل فیه ماؤُها فذلك المَذْبَحُ، و المَذَابِحُ تكون فی جمیع الأَرض فی الأَودیة و غیر الأَودیة و فیما تواطأَ من الأَرض؛ و المَذْبَحُ من الأَنهار: ضَرْبٌ كأَنه شَقٌّ أَو انشق. و المَذَابِحُ: المحاریبُ سمیت بذلك للقَرابین. و المَذْبَحُ: المِحْرَابُ و المَقْصُورة و نحوهما؛ و منه‌الحدیث: لما كان زَمَنُ المُهَلَّب أُتِیَ مَرْوانُ برجل ارْتَدَّ عن الإِسلام و كَعْبٌ شاهد، فقال كَعْبٌ: أَدْخِلوه المَذْبَحَ و ضعوا التوراة و حَلِّفوه بالله؛ حكاه الهَرَوِیُّ فی الغَریبَیْنِ؛ و قیل: المَذابحُ المقاصیر، و یقال: هی المحاریب و نحوها. و مَذَابحُ النصاری: بیُوتُ كُتُبهم، و هو المَذْبَح لبیت كتبهم. و یقال: ذَبَحْتُ فَأْرَة المِسْكِ إِذا فتقتها و أَخرجت ما فیها من المسك؛ و أَنشد شعر منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِیِّ: فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فی سُكِّ أَی فُتِقَتْ فی الطیب الذی یقال له سُكُّ المِسْك. و تُسمَّی المقاصیرُ فی الكنائس: مَذابِحَ و مَذْبَحاً لأَنهم كانوا یذبحون فیها القُرْبانَ؛ و یقال: ذَبَحَتْ فلاناً لِحْیَتُه إِذا سالت تحت ذَقَنه و بدا مُقَدَّمُ حَنكه، فهو مذبوح بها؛ قال الراعی: من كلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْیَتِه، بادِی الأَداةِ علی مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ یصف قَیِّمَ الماء مَنَعَه الوِرْدَ. و یقال: ذَبَحَتْه العَبْرَةُ أَی خَنَقَتْه. و المَذْبَحُ: ما بین أَصل الفُوق و بین الرِّیش. و الذُّبَحُ: نباتٌ «1» له أَصل یُقْشَرُ عنه قِشرٌ أَسودُ فیخرج أَبیض، كأَنه خَرَزَة بیضاءُ حُلْو طیب یؤكل، واحدته ذُبَحَةٌ و ذِبَحَةٌ؛ حكاه أَبو حنیفة عن الفراء؛ و قال أَبو حنیفة أَیضاً: قال أَبو عمرو الذِّبَحة شجرة تنبت علی ساق نَبتاً كالكُرَّاث، ثم یكون لها زَهْرة صفراء، و أَصلها مثلُ الجَزَرة، و هی حُلْوة و لونها أَحمر. و الذُّبَحُ: الجَزَر البَرِّیُّ
(1). قوله [و الذبح نبات إلخ] كصرد و عنب، و قوله: و الذبح الجزر إلخ كصرد فقط كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 440
و له لون أَحمر؛ قال الأَعشی فی صفة خمر: و شَمولٍ تَحْسِبُ العَیْنُ، إِذا صَفَقَتْ فی دَنِّها، نَوْرَ الذُّبَحْ و یروی: بُرْدَتها لون الذُّبَحْ. و بردتها: لونها و أَعلامها، و قیل: هو نبات یأْكله النعام. ثعلب: الذُّبَحَة و الذُّبَحُ هو الذی یُشبه الكَمأَةَ؛ قال: و یقال له الذِّبْحَة و الذِّبَحُ، و الضم أَكثر، و هو ضَربٌ من الكمأَة بیض؛ ابن الأَثیر: و فی شعر كعب بن مُرَّة: إِنی لأَحْسِبُ قولَه و فِعالَه یوماً، و إِن طال الزمانُ، ذُباحا قال: هكذا جاء فی روایة. و الذُّباحُ: القتل، و هو أَیضاً نبت یَقْتُل آكله، و المشهور فی الروایة ریاحا. و الذُّبَحُ و الذُّباحُ: نبات من السَّمِّ؛ و أَنشد: و لَرُبَّ مَطْعَمَةٍ تكونُ ذُباحا «1» و قال رؤبة: یَسْقِیهمُ، من خِلَلِ الصِّفاحِ، كأْساً من الذِّیفان و الذُّباحِ و قال الأَعشی: و لكنْ ماءُ عَلْقَمَةٍ بسَلْعٍ، یُخاضُ علیه من عَلَقِ الذُّباحِ و قال آخر: إِنما قولُكَ سَمٌّ و ذُبَحْ و یقال: أَصابه موت زُؤام و ذُواف و ذُباحٌ؛ و أَنشد لبید: كأْساً من الذِّیفانِ و الذُّباحِ و قال: الذُّباحُ الذُّبَحُ؛ یقال: أَخذهم بنو فلان بالذُّباحِ أَی ذَبَحُوهم. و الذُّبَحُ أَیضاً: نَوْرٌ أَحمر. و حَیَّا الله هذه الذُّبَحة أَی هذه الطلعة. و سَعْدٌ الذَّابِحُ: منزل من منازل القمر، أَحد السعود، و هما كوكبان نَیِّرَان بینهما مقدارُ ذِراعٍ فی نَحْر واحد، منهما نَجْمٌ صَغیر قریبٌ منه كأَنه یذبحه، فسمی لذلك ذابحاً؛ و العرب تقول: إِذا طلع الذابح انْحَجَر النابح. و أَصلُ الذَّبْح: الشَّق؛ و منه قوله: كأَنَّ عَینَیَّ فیها الصَّابُ مَذْبُوحُ أَی مشقوق معصور. و ذَبَّح الرجلُ: طأْطأَ رأْسه للركوع كَدبَّحَ، حكاه الهروی فی الغریبین، و المعروف الدال. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن التذبیح فی الصلاة، هكذا جاء فی روایةٍ، و المشهور بالدال المهملة؛ و‌حكی الأَزهری عن اللیث، قال: جاء عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی عن أَن یُذَبِّحَ الرجلُ فی صلاته كما یُذَبِّحُ الحمارُ، قال: و‌قوله أَن یُذَبِّحَ، هو أَن یطأْطئ رأْسه فی الركوع حتی یكون أَخفض من ظهره؛ قال الأَزهری: صحَّف اللیث الحرف، و الصحیح‌فی الحدیث: أَن یدبِّح الرجل فی الصلاة، بالدال غیر معجمة كما رواه أَصحاب أَبی عبید عنه فی غریب الحدیث، و الذال خطأٌ لا شك فیه. و الذَّابح: مِیسَمٌ علی الحَلْق فی عُرْض العُنُق. و یقال للسِّمَةِ: ذابحٌ.

ذحح؛ ج2، ص: 440

: الذَّحُّ: الشَّقُّ، و قیل: الدَّقُّ، كلاهما عن كراع. و رجل ذُحْذُحٌ و ذَحْذَاحٌ: قصیر، و قیل: قصیر عظیم البطن، و الأُنثی بالهاء؛قال یعقوب: و لمَّا دخل برأْس الحسین بن علی، علیهما السلام، علی یزید بن
(1). قوله [و لرب مطعمة إلخ] صدره كما فی الأَساس [و الیأس مما فات یعقب راحة] و الشعر للنابغة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 441
معاویة، حضره فقیه من فقهاء الشام فتكلم فی الحسین، علیه السلام، و أَعْظَمَ قَتْلَه، فلما خرج قال یزید: إِنَّ فقیهكم هذا لذَحْذاحٌ؛ عابه بالقِصَرِ و عِظَمِ البَطْنِ حین لم یجد ما یَعِیبُه به؛ قال الأَزهری: قال أَبو عمرو: الذَّحاذِحُ القِصارُ من الرجال، واحدهم ذَحْذاحٌ؛ قال: ثم رجع إِلی الدال، و هو الصحیح، و قد تقدم، و الذَّحْذَحةُ: تقارُبُ الخَطْو مع سُرْعَته. و ذَحْذَحَتِ الرِّیحُ التراب: سَفَتْه.

ذذح؛ ج2، ص: 441

: الذَّوْذَحُ: الذی یقضی شهوته قبل أَن یصل إِلی المرأَة.

ذرح؛ ج2، ص: 441

: ذَرَّحَ الشی‌ءَ فی الریح: كذَرَّاه؛ عن كراع. و ذَرَّحَ الزعفرانَ و غیره فی الماءِ تَذْریحاً: جعل فیه منه شیئاً یسیراً. و أَحْمَرُ ذَرِیحیٌّ: شدید الحمرة؛ قال: من الذَّرِیحِیَّاتِ جَعْداً آرِكا «1» و قد استشهد بهذا البیت علی معنی آخر. و الذَّرِیحِیَّاتُ من الإِبل: منسوبات إِلی فحل یقال له ذَرِیحٌ؛ و أَنشد البیت المذكور. و المُذَرَّحُ من اللبن: المَذِیقُ الذی أُكْثِرَ علیه من الماء. و ذَرَّحَ إِذا صَبَّ فی لبنه ماء لیكثر. أَبو زید: المَذِیقُ و الضَّیْحُ و المُذَرَّحُ و الذَّرَاحُ و الذُّلاحُ و المُذَرَّقُ، كلُّه: من اللبن الذی مُزِجَ بالماء. أَبو عمرو: ذَرَّحَ إِذا طَلَی إِداوته الجدیدة بالطین لتَطِیبَ رائحتُها؛ و قال ابن الأَعرابی: مَرَّخَ إِداوته، بهذا المعنی. و الذَّرِیحة: الهَضْبَة. و الذَّرِیحُ. الهِضابُ. و الذَّرَحُ: شجر تتخذ منها الرِّحالة. و بنو ذَرِیح: قومٌ، و فی التهذیب: بنو ذَرِیح من أَحیاء العرب. و أَذْرُحُ: موضع؛ و‌فی حدیث الحَوْض: بین جَنْبَیْه كما بین جَرْباءَ و أَذْرُحَ، بفتح الهمزة و ضم الراء و حاء مهملة، قریة بالشام و كذلك جَرْباءُ؛ قال ابن الأَثیر: هما قریتان بالشام بینهما مسیرة ثلاث لیال. و الذُّراحُ و الذَّرِیحة و الذُّرَحْرَحَة و الذُّرَحْرَحُ و الذُّرُحْرُحُ و الذُّرَّحْرَحُ و الذُّرُّوحَة و الذُّرُّوحُ، رواها كراع عن اللحیانی، كل ذلك: دُوَیْبَّة أَعظم من الذباب شیئاً، مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرة و سواد و صفرة، لها جناحان تطیر بهما، و هو سَمٌّ قاتل، فإِذا أَرادوا أَن یَكْسِروا حَدَّ سَمِّه خلطوه بالعَدَسِ فیصیر دواء لمن عضَّه الكَلبُ الكَلِبُ: و الجمع ذُرَّاحٌ «2» و ذَرَارِیحُ؛ قال: فلما رأَتْ أَن لا یُجِیبَ دُعاءَها، سَقَتْه، علی لَوْحٍ، دِماءَ الذَّرارِح الأَزهری عن اللحیانی: الذُّرْنُوح لغة فی الذِّرِّیح. و الذُّرَحْرَحُ أَیضاً: السم القاتل؛ قال: قالت له: وَرْیاً، إِذا تَنَحْنَحْ، یا لیتَه یُسْقَی علی الذُّرَحْرَحْ و طعام مُذَرَّح: مَسْمُوم، و فی التهذیب: طعام مَذْرُوح. و ذَرَحَ طعامَه إِذا جعل فیه الذَّراریح؛ قال سیبویه: واحد الذَّرارِیح ذُرَحْرَحٌ و لیس عنده فی الكلام فُعُّول بواحدة، و كان یقول سَبُّوح قَدُّوس، بفتح
(1). قوله [جعداً] أَنشده الجوهری ضخماً. (2). قوله [و الجمع ذرّاح] كذا بالأَصل بهذا الضبط، و الذی یظهر أَنه تحریف عن ذرارح، بدلیل الشاهد و إن ثبت فی شرح القاموس حیث قال: و الجمع ذرّاح كما فی اللسان، قال أبو حاتم: الذراریح الوجه، و إنما یقال ذرارح فی الشعر انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 442
أَولهما. و ذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ، بضم الفاء و فتح العینین، فإِذا صغَّرتَ حذفت اللام الأُولی، و قلت ذُرَیْرِحٌ، لأَنه لیس فی الكلام فَعْلَعٌ إِلَّا حَدْرَدٌ. الأَزهری عن أَبی عمرو: الذَراریح تنبسط علی الأَرض، حُمْرٌ، واحدتها ذَرِیحةٌ.

ذقح؛ ج2، ص: 442

: الأَزهری خاصة قال فی نوادر الأَعراب: فلان مُتَذَقِّحٌ للشر و مُتَفَقِّحٌ و مُتَنَقِّح و مُتَقَذِّذ و مُتَزَلِّم و مُتَشَذِّبٌ و مُتَحَذِّفٌ و مُتَلَقِّحٌ، بمعنی واحد.

ذوح؛ ج2، ص: 442

: الذَّوْحُ: السَّوْق الشدید و السیر العنیف؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ الهذلی یصف ضبعاً نبشت قبراً: فذاحَتْ بالوَتائرِ، ثم بَدَّتْ یدَیها، عندَ جانِبِهِ، تَهِیلُ قوله: فذاحت أَی مرت مرّاً سریعاً. و الوتائر: جمع وَتِیرة، الطریقة من الأَرض. و بَدَّتْ: فَرَّقت. و ذاحَ إِبله یَذُوحها ذَوْحاً: جمعها و ساقها سوقاً عنیفاً، و لا یقال ذلك فی الإنس، إِنما یقال فی المال إِذا حازه. و ذاحَتْ هی: سارت سیراً عنیفاً. و ذاحه ذَوْحاً و ذوَّحَه: فرَّقه. و ذَوَّح إِبله و غنمه: بدَّدها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَلا ابْشِری بالبیعِ و التَّذْوِیحِ فأَنتِ مالُ الشَّوهِ و القُبُوحِ و كل ما فرَّقه، فقد ذَوَّحَه؛ و أَنشد الأَزهری: علی حَقِّنا فی كلِّ یومٍ تُذَوِّحُ

ذیح؛ ج2، ص: 442

: ابن الأَثیر فی حدیث عَلیٍّ: كان الأَشعثُ ذا ذَیْحٍ؛ الذَّیحُ: الكِبْرُ.

فصل الراء المهملة؛ ج2، ص: 442

ربح؛ ج2، ص: 442

: الرِّبْح و الرَّبَحُ «3» و الرَّباحُ: النَّماء فی التَّجْر. ابن الأَعرابی: الرِّبْحُ و الرَّبَحُ مثل البِدْلِ و البَدَلِ، و قال الجوهری: مثل شِبْهٍ و شَبَهٍ، هو اسم ما رَبِحَه. و رَبِحَ فی تجارته یَرْبَحُ رِبْحاً و رَبَحاً و رَباحاً أَی اسْتَشَفَّ؛ و العرب تقول للرجل إِذا دخل فی التجارة: بالرَّباح و السَّماح. الأَزهری: رَبِحَ فلانٌ و رابَحْته، و هذا بیعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان یُرْبَحُ فیه؛ و العرب تقول: رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فیها. و تجارة رابحةٌ: یُرْبَحُ فیها. و قوله تعالی: فَمٰا رَبِحَتْ تِجٰارَتُهُمْ؛ قال أَبو إِسحاق: معناه ما رَبِحُوا فی تجارتهم، لأَن التجارة لا تَرْبَحُ، إِنما یُرْبَحُ فیها و یوضع فیها، و العرب تقول: قد خَسِرَ بیعُك و رَبِحَتْ تجارتُك؛ یریدون بذلك الاختصار و سَعَة الكلام؛ قال الأَزهری: جعل الفعل للتجارة، و هی لا تَرْبَحُ و إِنما یُربح فیها، و هو كقولهم: لیل نائم و ساهر أَی یُنام فیه و یُسْهَر؛ قال جریر: و نِمْتُ و ما لیلُ المَطِیِّ بنائِم و قوله: فَمٰا رَبِحَتْ تِجٰارَتُهُمْ؛ أَی ما رَبِحوا فی تجارتهم، و إِذا ربحوا فیها فقد رَبحَتْ، و مثله: فَإِذٰا عَزَمَ الْأَمْرُ، و إِنما یُعْزَمُ علی الأَمْرِ و لا یَعْزِمُ الأَمْرُ، و قوله: وَ النَّهٰارَ مُبْصِراً* أَی یُبْصَر فیه، و مَتْجَرٌ رابِحٌ و رَبیح للذی یُرْبَحُ فیه. و‌فی حدیث أَبی طلحة: ذاك مال رابِحٌ‌أَی ذو رِبْح كقولك لابِنٌ و تامِرٌ، قال: و یروی بالیاء. و أَرْبَحْته علی سِلْعَتِه أَی أَعطیته رِبحاً، و قد أَرْبحَه
(3). قوله [الربح إلخ] ربح ربحاً و ربحاً كعلم علماً و تعب تعباً كما فی المصباح و غیره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 443
بمتاعه، و أَعطاه مالًا مُرابَحة أَی علی الربح بینهما، و بعتُ الشی‌ءَ مُرابَحَةً. و یقال: بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة علی كل عشرة دراهم درهمٌ، و كذلك اشتریته مُرابَحة، و لا بدّ من تسمیة الرِّبْح. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن ربْح ما لم یُضْمَن؛ ابن الأَثیر: هو أَن یبیع سلعة قد اشتراها و لم یكن قبضها بِربْح، و لا یصح البیع و لا یحل الرِّبْح لأَنها فی ضمان البائع الأَوَّل و لیست من ضمان الثانی، فَرِبْحُها و خَسارتُها للأَوَّل. و الرَّبَحُ: ما اشْتُرِیَ من الإِبل للتجارة. و الرَّبَحُ: الفصالُ، واحدها رابِحٌ. و الرَّبَحُ: الفَصِیلُ، و جمعه رِباحٌ مثل جَمَل و جِمال. و الرَّبَحُ: الشَّحْم؛ قال خُفَافُ بن نُدْبَة: قَرَوْا أَضیافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ، یَعِیشُ بفضلِهِنَّ الحَیُّ، سُمْرِ البُحُّ: قِداحُ المَیْسر؛ یعنی قداحاً بُحّاً من رزانتها. و الرَّبَحُ هنا یكون الشَّحْمَ و یكون الفِصالَ، و قیل: هی ما یَرْبَحون من المَیْسِر؛ الأَزهری: یقول أَعْوَزَهم الكِبارُ فتقامروا علی الفِصال. و یقال: أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضیفانه الرَّبَحَ، و هی الفُصْلان الصغار، یقال: رابح و رَبَحٌ مثل حارس و حَرَسٍ؛ قال: و من رواه رُبَحاً، فهو ولد الناقة؛ و أَنشد: قد هَدِلَتْ أَفواه ذی الرُّبُوحِ و قال ابن بری فی ترجمة بحح فی شرح بیت خُفافِ بن نُدْبَة، قال ثعلب: الرَّبَحُ هاهنا جمع رابح كخادم خَدَم، و هی الفصال. و الرُّبَحُ: من أَولاد الغنم، و هو أَیضاً طائر یشبه الزَّاغ؛ قال الأَعشی: فتری القومَ نَشاوَی كلَّهم، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ و قیل: الرَّبَحُ، بفتح أَوله، طائر یشبه الزَّاغَ؛ عن كراع. و الرُّبَحُ و الرُّبَّاحُ، بالضم و التشدید جمیعاً: القِرْد الذكر، قاله أَبو عبید فی باب فُعَّال؛ قال بشر بن المعتمر: و إِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها، و السهلُ و النَّوْفَلُ و النَّضْرُ الإِلْقة هاهنا القِرْدَة. و رُبَّاحها: ولدها. و تُرغِثُ: تُرْضِع. و السهل: الغراب. و النوفل: البحر. و النضر: الذهب؛ و قبله: تبارك الله و سبحانه، مَنْ بیدیه النَّفْعُ و الضَّرُّ مَنْ خَلْقُه فی رزقه كلُّهم: الذِّیخُ و التَّیْتَلُ و الغُفْرُ و ساكِنُ الجَوِّ إِذا ما عَلا فیه، و مَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ و الصَّدَعُ الأَعْصَمُ فی شاهِقٍ، و جأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ و الحَیَّةُ الصَّمَّاءُ فی جُحْرِها، و التَّتْفُلُ الرائغُ و الذَّرُّ الذیخ: ذكر الضباع. و التَّیتل: المُسِنُّ من الوُعُول. و الغُفْر: ولد الأُرْوِیَّة، و هی الأُنثی من الوعول أَیضاً. و الأَعْصَم: الذی فی یدیه بیاض. و الجَأْبَةُ: بقرة الوحش، و إِذا قلت: جَأْبَةُ المِدْرَی، فهی الظبیة. و التَّتْفُل: ولد الثعلب. و رأَیت فی حواشی نسخة من حواشی ابن بری بخط سیدنا الإِمام العلامة الراویة الحافظ رَضِیِّ الدین الشاطبی، وفقه الله، و إِلیه
لسان العرب، ج‌2، ص: 444
انتهی علم اللغة فی عصره نقلًا و درایة و تصریفاً؛ قال أَول القصیدة: الناسُ دَأْباً فی طِلابِ الثَّرَی، فكلُّهمْ من شأْنِه الخَتْرُ كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ، لها عُواءٌ، و لها زَفْرُ تَراهُمُ فَوْضَی، و أَیْدِی سَبَا، كلٌّ له، فی نَفْسِهِ، سِحْرُ تبارك الله و سبحانه … و قال: بِشْرُ بن المُعْتَمِر النَّضْرِیٌّ أَبو سهل كان أَبرص، و هو أَحد رؤساء المتَكلمین، و كان راویة ناسباً له الأَشعار فی الاحتجاج للدین و فی غیر ذلك، و یقال إِن له قصیدة فی ثلاثمائة ورقة احتج فیها، و قصیدة فی الغول؛ قال: و ذكر الجاحظ أَنه لم یر أَحداً أَقوی علی المُخَمَّس المزدوج منه؛ و هو القائل: إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقول و ما أَقولُ، فأَنتَ عالِمْ أَو كنتَ تَجْهَلُ ذا و ذاك، فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ و قال: هذا من معجم الشعراء للمَرْزُبانیِّ. الأَزهری: قال اللیث: رُبَّاحٌ اسم للقرد، قال: و ضرب من التمر یقال له زُبُّ رُبَّاحٍ؛ و أَنشد شمر للبَعِیث: شَآمِیَةٌ زُرْقُ العُیون، كأَنها رَبابِیحُ تَنْزُو، أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال ابن الأَعرابی: الرُّبَّاحُ القِرْدُ، و هو الهَوْبَرُ و الحَوْدَلُ، و قیل: هو ولد القرد، و قیل: الجَدْیُ، و قیل: الرُّبَّاحُ الفصیل، و الحاشیةُ الصغیر الضَّاوِیّ؛ و أَنشد: حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلی قَعْرِ الطَّوِی، كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَنی قال أَبو الهیثم: كیف یكون فصیلًا صغیراً، و قد جعله ثَنِیّاً، و الثنیّ ابن خمس سنین؟ و أنشد شمر لِخِداش بن زهیر: و مَسَبُّكم سُفْیانَ ثم تُرِكْتُم، تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ و الرَّبَاحُ: دُوَیبَّة مثل السِّنَّوْر؛ هكذا فی الأَصل الذی نقلت منه. و قال ابن بری فی الحواشی: قال الجوهری: الرَّبَاحُ أَیضاً دُوَیبَّة كالسنور یجلب منه الكافور، و قال: هكذا وقع فی أَصلی، قال: و كذا هو فی أَصل الجوهری بخطه، قال: و هو وَهَمٌ، لأَن الكافور لا یجلب من دابة، و إِنما هو صمغ شجر بالهند. و رَباحٌ: موضع هناك ینسب إِلیه الكافور، فیقال كافور رَباحِیٌّ، و أَما الدُّوَیْبَّةُ التی تشبه السنور التی ذكر أَنها تجلب للكافور فاسمها الزَّبادة، و الذی یجلب منها من الطیب لیس بكافور، و إِنما یسمی باسم الدابة، فیقال له الزَّبادة؛ قال ابن درید: و الزبادة التی یجلب منها الطیب أَحسبها عربیة، قال: و وقع فی بعض النسخ: و الرَّباح دویبَّة، قال: و الرَّباحُ أَیضاً بلد یجلب منه الكافور؛ قال ابن بری: و هذا من زیادة ابن القطاع و إصلاحه، و خط الجوهری بخلافه. و زُبُّ الرُّبَّاح: ضرب من التمر. و الرَّبَاحُ: بلد یجلب منه الكافور. و رَبَاحٌ: اسم؛ و رَبَاح فی قول الشاعر: هذا مَقامُ قَدَمَیْ رَباحِ اسم ساقٍ. و المُرَبِّحُ: فرسُ الحرث بن دُلَفٍ. و الرُّبَحُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 445
الفصیل كأَنه لغة فی الرُّبَع، و أَنشد بیت الأَعشی: مثلما مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ قیل: إِنه أَراد الرُّبَعَ، فَأَبدل الحاء من العین. و الرَّبَحُ: ما یَرْبَحون من المَیْسِر.

رجح؛ ج2، ص: 445

: الرَّاجِحُ: الوازِنُ. و رَجَحَ الشی‌ءَ بیده: رَزَنه و نَظر ما ثِقْلُه. و أَرْجَحَ المیزانَ أَی أَثقله حتی مال. و أَرْجَحْتُ لفلان و رَجَّحْت تَرْجیحاً إِذا أَعطیته راجِحاً. و رَجَح الشی‌ءُ یَرْجَحُ و یَرْجِحُ و یَرْجُحُ رُجوحاً و رَجَحاناً و رُجْحاناً، و رَجَح المیزان یَرْجَحُ و یَرْجِحُ و یَرْجُحُ رُجْحاناً: مال. و یقال: زِنْ و أَرْجِحْ، و أَعْطِ راجِحاً. و رَجَحَ فی مجلِسه یَرْجُح: ثَقُل فلم یَخِفَّ، و هو مَثَل. و الرَّجَاحة: الحِلم، علی المَثَل أَیضاً، و هم ممن یصفون الحِلم بالثِّقَل كما یصفون ضده بالخِفَّة و العَجَل. و قوم رُجَّحٌ و رُجُحٌ و مَراجِیحُ و مَراجِحُ: حُلَماءُ؛ قال الأَعشی: من شَبابٍ تَراهُمُ غَیرَ مِیلٍ، و كُهولًا مَراجِحاً أَحْلاما واحدهم مِرْجَحٌ و مِرْجاح؛ و قیل: لا واحد للمَراجِح و لا المَراجِیح من لفظها. و الحِلْمُ الراجِحُ: الذی یَزِنُ بصاحبه فلا یُخِفُّه شی‌ء. و ناوَأْنا قوماً فَرَجَحْناهم أَی كنا أَوْزَنَ منهم و أَحلم. و راجَحْته فَرَجَحْته أَی كنتُ أَرْزَنَ منه؛ قال الجوهری: و قوم مَراجِیحُ فی الحِلم. و أَرْجَحَ الرجلَ: أَعطاه راجِحاً. و امرأَة رَجاحٌ و راجِحٌ: ثقیلة العَجیزة من نسوة رُجَّح؛ قال: إِلی رُجَّح الأَكفالِ، هِیفٍ خُصُورُها، عِذابِ الثنایا، رِیقُهُنَّ طَهُورُ الأَزهری: و یقال للجاریة إِذا ثَقُلَتْ روادفُها فَتَذَبْذَبَتْ: هی تَرْتَجِحُ علیها؛ و منه قوله: و مَأْكَماتٍ یَرْتَجِحْنَ رُزَّما و جمعُ المرأَة الرَّجاح رُجُح، مثل قَذال و قُذُل؛ قال رؤْبة: و مِنْ هَوایَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ و جِفانٌ رُجُحٌ: مَلأَی مُكْتَنِزة؛ قال أُمَیَّة بنُ أَبی الصَّلْتِ: إِلی رُجُحٍ من الشِّیزَی، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، یُلْبَكُ بالشِّهادِ و قال الأَزهری: مملوءة من الزُّبْدِ و اللحم؛ قال لبید: وَ إذا شَتَوْا، عادَتْ علی جِیرانهم رُجُحٌ یُوَفِّیها مَرابِعُ كُومُ أَی قصاع یملؤُها نُوق مَرابع. و كتائبُ رُجُحٌ: جَرَّارة ثقیلة؛ قال الشاعر: بكتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ كَبْشُها نَطْحَ الكِباشِ، كأَنهنَّ نُجُومُ و نَخِیلٌ مَراجِیحُ إِذا كانت مواقیر؛ قال الطرماح: نَخْلُ القُرَی شالَتْ مَراجِیحُه بالوِقْرِ، فانْزالَتْ بأَكْمامِها انزالت: تدلت أَكمامها حین ثقلت ثمارها. و قال اللیث: الأَراجِیحُ الفَلَواتُ كأَنها تَتَرَجَّحُ بمن سار فیها أَی تُطَوِّحُ به یمیناً و شمالًا؛ قال ذو الرمة: بِلالٍ أَبی عَمْرٍو، و قد كان بیننا أَراجیحُ، یَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّواجِیا
لسان العرب، ج‌2، ص: 446
أَی فَیافٍ تَرَجَّحُ برُكْبانها. و الأُرْجُوحَة و المَرْجُوحة: التی یُلْعَبُ بها، و هی خشبة تؤْخذ فیوضع وسطها علی تَلٍّ، ثم یجلس غلامٌ علی أَحد طرفیها و غلامٌ آخر علی الطرف الآخر، فَتَرَجَّحُ الخشبة بهما و یتحرّكان، فیمیل أَحدهما بصاحبه الآخر. و تَرَجَّحَتِ الأُرْجُوحة بالغلام أَی مالت. و یقال للحبل الذی یُرْتَجَحُ به: الرُّجَّاحةُ و النُّوَّاعةُ و النُّوَّاطةُ و الطُّوَّاحةُ. و أَراجِیحُ الإِبل: اهتزازها فی رَتَكانِها، و الفعل الارْتِجاحُ؛ قال: علی رَبِذٍ سَهْوِ الأَراجِیحِ مِرْجَمِ قال أَبو الحسن: و لا أَعرف وجه هذا لأَن الاهتزاز واحد و الأَراجیح جمع، و الواحد لا یخبر به عن الجمع، و قد ارْتَجَحَتْ. و ناقة مِرْجاحٌ، و بعیر مِرْجاحٌ. و المِرْجاحُ من الإِبل: ذو الأَرَاجِیح. و التَّرَجُّحُ: التَّذَبْذُبُ بین شیئین عامٌّ فی كل ما یشبهه.

رحح؛ ج2، ص: 446

: عَیش رَحْرَاح أَی واسع. و الرَّحَحُ: انبساطُ الحافر فی رِقَّةٍ. أَبو عمرو: الأَرَحُّ الحافر العریض و المَصْرُورُ المُتَقَبِّضُ، و كلاهما عیب؛ قال: لا رَحَحٌ فیها، و لا اصْطِرارُ، و لم یُقَلِّبْ أَرْضَها البَیْطارُ یعنی لا فیها عِرَضٌ مُفْرِط و لا انقباض و ضِیق، و لكنه وَأْبٌ، و ذلك محمود؛ و قیل: الرَّحَحُ سعة فی الحافر، و هو محمود لأَنه خلاف المُصْطَرّ، و إِذا انْبَطح جداً، فهو عیب. و الرَّحَحُ: عِرَضُ القَدَمِ فی رِقَّةٍ أَیضاً و هو أَیضاً فی الحافر عیب. و قَدَمٌ رَحَّاء: مستویة الأَخْمَصِ بصدر القَدَم حتی لا یَمَسَّ الأَرضَ. و رجل أَرَحُّ أَی لا أَخْمَصَ لقدمیه كأَرْجُلِ الزِّنْجِ؛ اللیث: الرَّحَحُ انبساطُ الحافر و عِرَضُ القدم و كل شی‌ء كذلك، فهو أَرَحُّ، و الوَعِلُ المُنْبَسِطُ الظِّلْف أَرَحُّ؛ قال الأَعشی: فلو أَنَّ عِزَّ الناسِ فی رأْسِ صَخْرةٍ مُلَمْلَمَةٍ، تُعْیی الأَرَحَّ المُخَدَّما لأَعْطاك ربُّ الناسِ مِفتاحَ بابِها، و لو لم یكنْ بابٌ، لأَعْطاك سُلَّما أَراد بالأَرَحِّ الوَعِلَ، و بالمُخَدَّمِ الأَعْصَمَ من الوُعُول، كأَنه الذی فی رجلیه خَدَمَة، و عَنَی الوَعِلَ المنبسط الظِّلْفِ؛ یصفه بانبساط أَظلافه. الأَزهری: الأَرَحّ من الرجال الذی یستوی باطن قدمیه حتی یَمَسَّ جمیعُه الأَرضَ، و امرأَة رَحَّاءُ القَدمین؛ و یستحب أَن یكون الرجلُ خَمِیصَ الأَخْمَصَینِ، و كذلك المرأَة. و بعیر أَرَحُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ، و خُفٌّ أَرَحُّ كما یقال: حافر أَرَحُّ؛ و كِرْكِرَة رَحَّاء: واسعة. و شی‌ءٌ رَحْراحٌ أَی فیه سَعة و رِقَّة. و عَیْشٌ رَحْراحٌ أَی واسع. و جَفْنة رَحَّاء واسعة كَرَوْحاء عریضة لیست بقَعِیرة، و الفعل من ذلك: رَحَّ یَرَحُّ. ابن الأَعرابی: الرُّحُحُ الجفان الواسعة. و طَسْتٌ رَحْراحٌ: منبسط لا قَعْرَ له، و كذلك كلُّ إِناءٍ نحوه. و إِناءٌ رَحْرحٌ و رَحْراحٌ و رَحْرَحانُ و رَهْرَهٌ و رَهْرَهانُ: واسع قصیر الجدار؛ قال: لیْستْ بأَصْفارٍ لمنْ یَعْفُو، و لا رُحٌّ رَحارِحْ و قال أَبو عمرو: قَصْعة رَحْرَحٌ و رَحْرَحانِیَّة، و هی
لسان العرب، ج‌2، ص: 447
المنبسِطة فی سَعَةٍ. و قال الأَصمعی: رَحْرَحَ الرجلُ إِذا لم یبالغ قَعْرَ ما یرید كالإِناء الرَّحْراح؛ و‌فی الحدیث فی صفة الجنة و بُحْبُوحَتها رَحْرَحانِیَّةٌ‌أَی وَسَطُها فَیَّاحٌ واسِع، و الأَلف و النون زیدتا للمبالغة؛ و‌فی حدیث أَنس: فأُتِیَ بِقَدَحٍ رَحْراحٍ فوضع فیه أَصابعه؛ الرَّحْراحُ: القریب القَعْر مع سَعة فیه. قال: و عَرَّضَ «1» لی فلانٌ تَعْریضاً إِذا رَحْرَحَ بالشی‌ء و لم یُبَیِّن. و تَرَحْرَحَتِ الفرسُ إِذا فَحَّجَتْ قوائمها لِتَبُولَ. و حافر أَرَحُّ: منفتح فی اتساع، و الاسم من كل ذلك الرَّحَحُ و الرَّحَّةُ: الحیة إِذا انطوت. و یقال: رَحْرَحْتُ عنه إِذا سَتَرْتَ دونه. و رَحْرَحانُ: اسم وادٍ عریض فی بلاد قیس. و قیل: رَحْرَحانُ موضع، و قیل: اسم جبل قریب من عُكاظَ؛ و منه یوم رَحْرَحان لبنی عامر علی بنی تمیم؛ قال عوف بن عطیة التمیمی: هَلَّا فَوارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ «2» عُشَراً، تَناوَحُ فی سَرارةِ وادی یقول: لهم مَنْظَر و لیس لهم مَخْبَرٌ؛ یعیر به لَقِیطَ بن زُرارة، و كان قد انهزم یومئذ.

ردح؛ ج2، ص: 447

: الرَّدْحُ و التَّرْدیحُ، بَسْطُك الشی‌ء بالأَرض حتی یستوی، و قیل: إِنما جاء التردیح فی الشعر. الأَزهری: الرَّدْحُ بسطك الشی‌ء فیستوی ظَهْرُه بالأَرض كقول أَبی النجم: بیتَ حُتُوفٍ مُكْفأً مَرْدُوحا و هذا البیت أَورده الجوهری: مُكْفَحاً مَرْدُوحا، و قال: هو لأَبی النجم یصف بیت الصائد؛ قال ابن بری: صوابه بیتَ بالنصب علی معنی سَوَّی بیتَ حُتوف، قال: و مُكْفَحاً غلطٌ و صوابه مُكْفأ، و المُكْفأُ: المُوسَّعُ فی مؤخره؛ و قبله: فی لَجَفٍ، غَمَّدَهُ الصَّفِیحا تَلْجیفُه، للمَیِّتِ، الضَّرِیحا قال: و اللَّجَفُ حفیر لیس بمستقیم، و غَمَّده الصفیح لئلا یصیبه المطر. و الصفیح: جمع صَفِیحة الحجر العریض، قال: و قد یجی‌ء فی الشعر مردحاً مثل مبسوط و مُبْسَطٍ. و امرأَة رَدَاحٌ و رَدَاحَة و رَدُوحٌ: عَجْزاء ثقیلة الأَوراك تامَّة الخَلْق، و قال الأَزهری: ضخمة العجیزة و المَآكِم؛ و قد رَدُحَتْ رَداحَةً، و كذلك ناقة رَداحٌ، و كَبْشٌ رَدَاحٌ: ضَخْم الأَلْیَة؛ قال: و مَشَی الكُماةُ إِلی الكماةِ، و قُرِّبَ الكبشُ الرَّداحْ و دوْحةٌ رَداحٌ: عظیمة. و جَفْنة رَداح: عظیمة، و الجمع رُدُحٌ؛ قال أُمَیَّةُ بن أَبی الصَّلْت: إِلی رُدُحٍ من الشِّیزَی، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، یُلْبَكُ بالشِّهادِ و كتیبة رَداحٌ: صخمةٌ مُلَمْلَمَة كثیرة الفُرْسان ثقیلة السیر لكثرتها؛ قال لبید یصف كتیبة: و مِدْرَهِ الكَتِیبةِ الرَّدَاحِ و‌روی عن علیّ، علیه السلام، أَنه قال: إِنَّ مِنْ ورائِكم أُموراً مُتَماحِلةً رُدُحاً، و بَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً؛ فالمتماحلة: المُتطاوِلة. و الرُّدُحُ: العظیمة؛ یعنی الفتن، جمعُ رَداحٍ، و هی الفتنة العظیمة. و‌روی حدیث علیّ، رضی الله عنه: إِن من ورائكم فتناً
(1). قوله [قال و عرَّض إلخ] لیس من عبارة ابن الأَثیر. (2). قوله [هجوتم] كذا بالأَصل و الصحاح، و الذی فی معجم یاقوت هجوتهم انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 448
مُرْدِحة؛ قال: و المُرْدِحُ له معنیان: أَحدهما المُثْقِلُ، و الآخر المُغَطِّی علی القلوب، من أَرْدَحْت البیت إِذا أَرسلتَ رُدْحَتَه، و هی سُتْرة فی مؤَخر البیت، قال: و من رواه فتناً رُدَّحاً، فهی جمع الرَّادِحَة، و هی الثِّقالُ التی لا تكاد تَبْرَحُ. و‌فی حدیث ابن عمر فی الفتن: لأَكُوننَّ فیها مثل الجَمل الرَّدَاح‌أَی الثقیل الذی لا انبعاث له. و الرَّادحة فی بیت الطِّرِمَّاح: هو الغَیْثُ للمُعْتَفِین، المُفِیضُ بفضلِ مَوائِدِه الرادِحهْ قال: هی العظام الثقال. و مائدة رادحة: و هی العظیمة الكثیرة الخیر؛ و‌روی عن أَبی موسی أَنه ذكر الفتن فقال: و بقیت الرَّداحُ المظلمة التی مَن أَشْرَفَ لها أَشْرَفَتْ له؛ أَراد الفتنة الثقیلة العظیمة. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: عُكُومُها رَداحٌ و بیتها فَیَاح؛ العُكُومُ: الأَحمالُ المُعَدَّلَة. و الرداح: الثقیلة الكثیرة الحشو من الأَثاثِ و الأَمتعة. و الرَّدَاحةُ و الرِّداحةُ: دِعامة بیت هی من حجارة فَیُجْعلُ علی بابه حَجَرٌ یقال له السَّهْمُ، و المُلْسِنُ یكون علی الباب، و یجعلون لَحْمة السَّبُع فی مُؤَخر البیت، فإِذا دخل السبع فتناول اللحمة سقط الحجر علی الباب فَسَدّه. و الرُّدْحة: سُتْرة فی مؤخر البیت، و قیل: قطعة تُدْخَلُ فیه؛ رَدَحَه یَرْدَحُه رَدْحاً، و أَرْدَحَه؛ و قال الأَزهری: هی قطعة تُدْخَلُ فیها بَنِیقة تزاد فی البیت؛ و أَنشد الأَصمعی: بیتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُهْ قال: و رُدْحة بیت الصائد و قُتْرَتُه حجارة ینصبها حول بیته، و هی الحَمائر، واحدتها حِمارَة. و رَدَحَ البیتَ بالطین یَرْدَحُه رَدْحاً، و أَرْدَحه: كاثَفَه علیه؛ قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ یصف صائداً: بِناءُ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بِطینِ قال ابن بری: صوابه بناءَ، بالنصب، لأَن قبله: أَعَدَّ فی مُحْتَرَسٍ كَنِینِ الأَزهری: الرُّدْحِیُّ الكاسُورُ، و هو بَقَّالُ القُرَی. و رَدَحَ بالمكان: أَقام به. و رَدَحَه: صَرَعَه. و رُدَیْحٌ و رَدْحانُ: اسمان.

رزح؛ ج2، ص: 448

: الرَّازِحُ و المِرْزاحُ من الإِبل: الشدید الهُزال الذی لا یتحرك، الهالك هُزالًا، و هو الرَّازِمُ أَیضاً، و الجمع رَوازِحُ و رُزَّحٌ و رَزْحَی و رَزاحَی و مَرازِیحُ. رَزَحَ یَرْزَحُ رَزْحاً و رَزاحاً و رُزُوحاً: سقط من الإِعیاءِ هُزالًا؛ و قد رَزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزُوحاً و رَزَّحْتُها أَنا تَرْزِیحاً؛ و قولهم رَزَحَ فلانٌ معناه ضَعُف و ذهب ما فی یده، و أَصله من رَزاحِ الإِبل إِذا ضَعُفَتْ و لَصِقَتْ بالأَرض فلم یكن بها نُهوض؛ و قیل: رَزَحَ أُخِذَ من المَرْزَحِ، و هو المطمئن من الأَرض، كأَنه ضعف عن الارتقاء إِلی ما علا منها. و المِرْزَحُ: الصوتُ، صفة غالبة. و رَزَحَ العنبَ و أَرْزَحه إِذا سقط فرفعه. و المِرْزَحَة: الخشبة التی یُرفع بها. و المِرْزَحُ، بالكسر: الخشب یرفع به الكرم عن الأَرض، و فی التهذیب: یرفع بها العنب إِذا سقط بعضه علی بعض. و المِرْزَحُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض؛ قال الطرمَّاح: كأَنَّ الدُّجَی دونَ البلادِ مُوَكَّلٌ، یَنِمُّ بِجَنْبَیْ كلِّ عُلْوٍ و مِرْزَحِ و رِزاحٌ: اسم رجل. و المَرْزَحُ: المَقْطَعُ البعید.
لسان العرب، ج‌2، ص: 449
و المِرْزِیحُ: الشدید الصوت «1»؛ و أَنشد لزیاد المِلْقَطیّ: ذَرْ ذا و لكنْ تَبَصَّرْ، هل تَرَی ظُعُناً تُحْدَی لساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزِیحُ؟ و الساقة: جمع سائق، كالباعة جمع بائع.

رسح؛ ج2، ص: 449

: الرَّسَحُ: خِفَّةُ الأَلْیَتَین و لصوقهما. رجل أَرْسَحُ بَیِّنُ الرَّسَح: قلیل لحم العجز و الفخذین، و امرأَة رَسْحاءُ؛ و قد رَسِحَ رَسَحاً. و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءت به أَرْسَحَ، فهو لفلان؛ الأَرْسَحُ: الذی لا عَجُزَ له؛ و‌فی الحدیث: لا تَسْتَرْضِعُوا أَولادكم الرُّسْحَ و لا العُمْشَ، فإِن اللبن یُورثُ الرَّسَحَ؛ اللیث: الرَّسَحُ أَن لا یكون للمرأَة عجیزة، و قد رَسِحَتْ رَسَحاً، و هی الزَّلَّاء و المِزْلاجُ. و الأَرْسَحُ: الذئب، لذلك، و كل ذئب أَرْسَحُ لأَنه خفیف الوَرِكَینِ، و قیل لامرأَةٍ من العرب: ما بالُنا نراكُنَّ رُسْحاً؟ فقالت: أَرْسَحَتْنا نارُ الزَّحْفَتَینِ. و قیل للسِّمْع الأَزَلِّ: أَرْسَحُ. و الرَّسْحاءُ: القبیحة من النساء، و الجمع رُسْحٌ.

رشح؛ ج2، ص: 449

: الرَّشْحُ: نَدَی العَرَقِ علی الجَسَدِ. یقال: رَشَحَ فلانٌ عَرَقاً؛ قال الفراء: یقال أَرْشَحَ عَرَقاً و تَرَشَّحَ عَرَقاً، بمعنی واحد. و قد رَشَحَ یَرْشَحُ رَشْحاً و رَشَحاناً: نَدِیَ بالعَرَق. و الرَّشِیحُ: العَرَق. و الرَّشْحُ: العَرَقُ نفسه؛ قال ابن مُقْبِل: یَخْدِی بِدیباجَتَیْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِع و‌فی حدیث القیامة: حتی یبلغ الرَّشْحُ آذانَهم؛ الرَّشْحُ: العَرَق لأَنه یخرج من البدن شیئاً فشیئاً كما یَرْشَحُ الإِناءُ المُتَخَلْخِلُ الأَجزاء. و المِرْشَحُ و المِرْشَحَة: البطانة التی تحت لِبْدِ السَّرْج، سمِّیت بذلك لأَنها تُنَشِّفُ الرَّشْح؛ یعنی العَرَق؛ و قیل: هی ما تحت المِیثَرَة. و بئر رَشُوحٌ: قلیلة الماء، و رَشَحَ النِّحْیُ بما فیه كذلك. و رَشَّحَتِ الأُمُّ ولدها باللبن القلیل إِذا جعلته فی فیه شیئاً بعد شی‌ء حتی یقوی علی المَصِّ، و هو الرَّشِیحُ. و رَشَحَتِ الناقةُ وَلَدَها و رَشَّحَتْه و أَرْشَحَتْهُ: و هو أَن تحك أَصل ذنبه و تدفعه برأْسها و تُقَدِّمه و تَقِفَ علیه حتی یلحقها و تُزَجِّیه أَحیاناً أَی تُقَدِّمه و تتبعه، و هی راشِحٌ و مُرْشِحٌ و مُرَشِّحٌ، كل ذلك علی النَّسَبِ. و تَرَشَّحَ هو إِذا قَوِیَ علی المشی مع أُمه. و أَرْشَحَتِ الناقةُ و المرأَة، و هی مُرْشِحٌ إِذا خالطها ولدها و مشی معها و سعی خلفها و لم یُعَنِّها؛ و قیل: إِذا قَوِیَ ولد الناقة، فهی مُرْشِحٌ و ولدها راشِحٌ، و قد رَشَح رُشُوحاً؛ قال أَبو ذؤَیب، و استعاره لصغار السحاب: ثلاثاً، فلما اسْتُحِیلَ الجَهامُ، و اسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فیه رُشوحا و الجمع رُشَّحٌ؛ قال: فلما انْتَهی نِیُّ المَرابیعِ، أَزْمَعَتْ جُفُوفاً، و أَولادُ المَصاییفِ رُشَّحُ و كل ما دَبَّ علی الأَرض من خَشاشها: راشِحٌ. قال الأَصمعی: إِذا وضعت الناقة ولدها، فهو شَلیل، فإِذا قَوِیَ و مَشَی، فهو راشح و أُمه مُرْشِحٌ، فإِذا ارتفع عن الرَّاشِح، فهو خالٌ. و التَّرَشُّحُ و التَّرْشِیحُ: لَحْسُ الأُمِّ ما علی طِفْلها من النُّدُوَّةِ حین تَلِدُه؛ قال: أُمُّ الظِّبا تُرَشِّحُ الأَطفالا
(1). قوله [و المرزیح الشدید الصوت] هذه عبارة الجوهری، قال المجد: و المرزیح، بالكسر، الصوت لا شدیده.
لسان العرب، ج‌2، ص: 450
و التَّرْشِیحُ أَیضاً: التربیة و التهیئة للشی‌ء. و رُشِّحَ للأَمر: رُبِّیَ له و أُهِّل؛ و یقال: فلان یُرَشَّح للخلافة إِذا جُعِل ولیّ العهد. و‌فی حدیث خالد بن الولید: أَنه رَشَّحَ وَلده لولایة العهد‌أَی أَهَّله لها. و فلان یُرَشَّحُ للوزارة أَی یُرَبَّی و یُؤَهَّل لها. و رَشَّحَ الغیثُ النباتَ: رَبَّاه؛ قال كثیر: یُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً، و یَزینُه نَدًی، و لَیالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ و الاسْتِرْشاحُ كذلك؛ قال ذو الرمة: یُقَلِّبُ أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَها، بمُسْتَرْشَحِ البُهْمی، من الصَّخْرِ، صَرْدَحُ أَی بحیث رَشَّحَتِ الأَرضُ البُهْمَی؛ یعنی رَبَّتها و بَلَغت بها. و‌فی حدیث ظَبْیانَ: یأْكلون حَصیدَها و یُرَشِّحُون خَضِیدَها؛ الخضید: المقطوع من شجر الثمر. و تَرْشِیحُهم له: قیامُهم علیه و إِصلاحهم له إِلی أَن تعود ثمرته تَطْلُع كما یُفْعل بشجر الأَعناب و النخیل. و الرَّشِیحُ: ما علی وجه الأَرض من النبات. و یقال: بنو فلان یَسْتَرْشِحُونَ البقلَ أَی ینتظرون أَن یطول فَیَرعَوْه. و یَسْتَرْشِحُونَ البُهْمَی: یُرَبُّونه لیَكْبُرَ، و ذلك الموضع مُسْتَرْشَح؛ و تقول: لم یَرْشَحْ له بشی‌ء إِذا لم یُعْطِه شیئاً. و الرَّاشِحُ و الرَّواشِحُ: جبال تَنْدی فربما اجتمع فی أُصولها ماء قلیل، فإِن كثر سمی وَشَلًا، و إِن رأَیته كالعَرَق یجری خِلالَ الحجارة سُمّی راشِحاً.

رصح؛ ج2، ص: 450

: الرَّصَحُ: لغة فی الرَّسَح؛ رجل أَرْصَحُ و امرأَة رَصْحاء. و روی ابن الفَرَج عن أَبی سعید الضریر أَنه قال: الأَرْصَحُ و الأَرْصَعُ و الأَزَلُّ واحدٌ. و یقال: الرَّصَعُ قُرْبُ ما بین الوَرِكَیْنِ، و كذلك الرَّصَحُ و الرَّسَحُ و الزَّلَلُ. و‌فی حدیث اللعان: إِن جاءَت به أُرَیْصِحَ؛ هو تصغیر الأَرْصَحِ، و هو النَّاتئُ الأَلْیَتین؛ قال ابن الأَثیر: و یجوز بالسین، هكذا قال الهَرَوِیُّ، و المعروف فی اللغة أَن الأَرْصَحَ و الأَرْسَح هو الخفیف لحم الأَلْیَتین، و ربما كانت الصاد بدلًا من السین، و قد تقدم ذلك فی موضعه.

رضح؛ ج2، ص: 450

: رَضَحَ رأْسَه بالحجر یَرْضَحُه رَضْحاً: رَضَّه. و الرَّضْحُ: مثل الرَّضْخ، و هو كَسْرُ الحصی أَو النَّوَی؛ قال أَبو النجم: بكلِّ وَأْبٍ للحَصَی رَضَّاحِ، لیس بمُصْطَرٍّ و لا فِرْشاحِ الوَأْبُ: الشدید القَوِیُّ، و هو یصف حافراً؛ تقدیره بكل حافر وَأْبٍ رَضَّاح للحصی. و المُصْطَرّ: الضَّیِّقُ. و الفِرْشاحُ: المُنْبَطِحُ. و رَضَح النواةَ یَرْضَحُها رَضْحاً: كَسَرَها بالحجر. و نَوًی رَضِیحٌ: مَرْضُوحٌ، و اسم الحجر المِرْضاحُ «1»، و الخاء لغة ضعیفة؛ قال: خَبَطْناهم بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ، كمِرْضاحِ النَّوی عَبْلٍ وَقاحِ المِرْضاحُ: الحجر الذی یُرْتَضَحُ به النَّوی أَی یُدَقُّ. و الرَّضِیح: النَّوَی المرضوح. و الرُّضْحُ، بالضم: النوی المرضوح. و نَوی الرَّضْح: ما نَدَرَ منه؛ قال كعب بن مالك الأَنصاری: و تَرْعَی الرَّضْحَ و الوَرَقا و تقول: رَضَحْتُ الحَصَی فَتَرَضَّحَ؛ قال جِرانُ العَوْدِ: یَكادُ الحَصَی من وَطْئِها یَتَرَضَّحُ و الرَّضْحَةُ: النواة التی تطیر من تحت الحجر. و بلغنا
(1). قوله [و اسم الحجر المرضاح] كالمرضحة، بكسر المیم، كما فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 451
رَضْحٌ من خبر أَی یسیر منه. و الرَّضْحُ أَیضاً: القلیل من العطیة.

رفح؛ ج2، ص: 451

: الأَزهری خاصة: قال أَبو حاتم: من [قرون] البقر الأَرْفَحُ، و هو الذی یذهب قرناه قِبَلَ أُذنیه فی تباعد ما بینهما، قال: و الأَرْفی الذی تأْتی أُذناه علی قرنیه. ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث: كان إِذا رَفَّحَ إِنساناً قال: بارك الله علیك؛ أَراد رَفَّأَ، أَی دعا له بالرِّفاء، فأَبدل الهمزة حاء، و بعضهم یقول: رَقَّحَ، بالقاف. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، لمَّا تزوّج أُم كلثوم بنت علی، رضی الله عنهما، قال: رَفِّحُونی؛ أَی قولوا لی ما یقال للمتزوّج؛ ذكره ابن الأَثیر فی ترجمة رفح، بالفاء.

رقح؛ ج2، ص: 451

: التَّرْقِیح و التَّرَقُّحُ: إِصلاح المعیشة؛ قال الحرثُ بن حِلِّزَة: یَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَیْشِه، یَعِیثُ فیه هَمَجٌ هامِجُ و تَرَقَّح لعیاله: كَسَبَ و طلب و احتال، هذه عن اللحیانی. و التَّرَقُّح: الاكتساب. و تَرْقِیحُ المال: إِصلاحه و القیام علیه. و یقال: فلان رَقاحِیُّ مال؛ و الرَّقاحِیّ: التاجر القائم علی ماله المصلح له؛ قال أَبو ذؤَیب یصف دُرَّةً: بِكَفَّیْ رَقاحیٍّ یُرید نَماءَها، فیُبْرِزُها للبیع، فهی قَرِیحُ یعنی: بارزة ظاهرة، و الاسم الرَّقاحةُ. و یقال: إِنه لیُرَقِّحُ معیشته أَی یصلحها. و الرَّقاحةُ: الكَسْبُ و التجارة؛ و منه قولهم فی تلبیة بعض أَهل الجاهلیة: جئناك للنَّصاحة و لم نأْت للرَّقاحة. و‌فی حدیث الغار: و الثلاثة الذین أَوَوْا إِلیه حتی كَثُرَتْ و ارْتَقَحَتْ؛ أَی زادتْ، من الرَّقاحة الكَسْبِ و التجارة. و تَرْقِیحُ المال: إِصلاحُه و القیامُ علیه؛ و‌فی الحدیث: كان إِذا رَقَّح إِنساناً؛ یرید رَفَّأَ، و قد تقدم فی الراء و الفاء.

ركح؛ ج2، ص: 451

: الرُّكْحُ، بالضم، من الجبل: الركن أَو الناحیة المُشْرِفة علی الهواء؛ و قیل: هو ما علا عن السَّفْح و اتسع. ابن الأَعرابی: رُكْحُ كلِّ شی‌ء جانبُه. و الرُّكْحُ أَیضاً: الفِناءُ، و جمعه أَرْكاحٌ و رُكُوحٌ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: و لقد نُقِیمُ، إِذا الخُصُومُ تَنافَدُوا أَحْلامَهم، صَعَرَ الخَصِیمِ المُجْنِفِ حتی یَظَلَّ كأَنه مُتَثَبِّتٌ، بِرُكُوحِ أَمْعَزَ ذی رُیُودٍ مُشْرِفِ قال: معناه یَظَلُّ من فَرَقِ أَن یتكلم فُیخْطِئَ و یَزِلَّ كأَنه یمشی بِرُكْحِ جبلٍ، و هو جانبه و حرفه، فیخاف أَن یَزِلَّ و یَسْقُط. و رُكْحة الدار و رُكْحُها: ساحتها؛ و تَرَكَّح فیها: تَوَسَّع. و یقال: إِن لفلان ساحةً یَتَرَكَّحُ فیها أَی یتوسع. و فی النوادر: تَركَّحَ فلان فی المعیشة إِذا تصرف فیها. و تَرَكَّحَ بالمكان: تَلَبَّثَ. و رَكَحَ الساقی علی الدلو إِذا اعتمد علیها نَزْعاً. و الرَّكْحُ: الاعتمادُ؛ و أَنشد الأَصمعی: فَصادَفَتْ أَهْیَفَ مثلَ القِدْحِ، أَجْرَدَ بالدَّلْوِ شَدیدَ الرَّكْحِ و الرُّكْحَة: البقیَّة من الثرید تبقی فی الجَفْنَة. و جَفْنَةٌ مُرْتَكِحَة: مُكْتَنِزة بالثرید. و رَكَح إِلی الشی‌ء رُكُوحاً: رَكَنَ و أَنابَ؛ قال:
لسان العرب، ج‌2، ص: 452
رَكَحْتُ إِلیها بعدَ ما كنت مُجْمِعاً علی وا «2» … ها، و انْسَبْتُ باللیل فائزا و أَرْكَحَ إِلیه: استند إِلیه. و أَرْكَحْتُ إِلیه: لجأْت إِلیه؛ یقال: أَرْكَحْتُ ظهری إِلیه أَی أَلجأْت ظهری إِلیه. و الرُّكُوح إِلی الشی‌ء: الركونُ إِلیه. و‌فی حدیث عمر قال لعمرو بن العاص: ما أُحب أَن أَجعل لك عِلَّةً تَرْكَحُ إِلیها‌أَی ترجع و تلجأُ إِلیها؛ یقال: رَكَحْتُ إِلیه و أَرْكَحْتُ و ارْتَكَحْتُ؛ و أَرْكَحَ إِلی غِنًی، منه علی المثل. و المِرْكاحُ من الرِّحال و السُّروج: الذی یتأَخر فیكون مَرْكَبُ الرجلِ علی آخِرَةِ الرَّحْل؛ قال: كأَنَّ فاه، و اللجامُ شاحِی، شَرْجا غَبِیطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ الجوهری: سَرْجٌ مِركاحٌ إِذا كان یتأَخر عن ظهر الفرس، و كذلك الرحل إِذا تأَخر عن ظهر البعیر. ابن سیدة: و الرُّكْحُ أَبیات النصاری، و لست منها علی ثقة. و الرَّكْحاءُ: الأَرض الغلیظة المرتفعة. و‌فی الحدیث: لا شُفْعَة فی فِناء و لا طریق و لا رُكْحٍ؛ قال أَبو عبید: الرُّكْحُ، بالضم، ناحیة البیت من ورائه كأَنه فضاء لا بناء فیه؛ قال القُطامِیُّ: أَ ما تَرَی ما غَشِیَ الأَرْكاحا؟ لم یَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا الأَركاح: الأَفنیة. و الوَجاح: السیر، بفتح الواو و ضمها و كسرها. قال ابن بری: الرُّكْحُ جمع رُكْحةٍ مثل بُسْر و بُسْرَة، و لیس الرُّكْحُ واحداً، و الأَرْكاحُ جمع رُكْحٍ لا رُكْحةٍ؛ و‌فی الحدیث: أَهلُ الرُّكْحِ أَحق برُكْحِهم؛ و قال ابن میادة: و مُضَبَّر عَرِد الزِّجاجِ، كأَنه إِرَمٌ لِعادَ، مُلَزَّزُ الأَرْكاحِ أَراد بعَرِدِ الزِّجاج أَنیابه. و إِرَمٌ: قبر علیه حجارة. و مضبر: یعنی رأْساً كأَنه قبر. و الأَرْكاحُ: الأَساسُ و الأَركان و النواحی؛ قال و روی بعضهم شعر القطامی: أَ لا تَرَی ما غَشِیَ الأَرْكاحا؟ قال: و هی بیوت الرُّهْبان؛ قال الأَزهری: و یقال لها الأُكَیْراحُ، قال: و ما أُراها عربیَّة.

رمح؛ ج2، ص: 452

: الرُّمْحُ: من السلاح معروف، واحد الرِّماحِ، و جمعه أَرْماح؛ و قیل لأَعرابی: ما الناقة القِرْواح؟ قال: التی كأَنها تمشی علی أَرماح؛ و الكثیرُ: رِماحٌ. و رجل رَمَّاحٌ: صانع للرِّماح متخذ لها و حِرْفته الرِّماحة. و رجل رامِحٌ و رَمَّاح: ذو رُمْح مثل لابنٍ و تامِرٍ، و لا فعل له. و رَمَحه یَرْمَحُه رَمْحاً: طعنه بالرُّمْح، فهو رامِح. و‌فی الحدیث: السلطانُ ظِلُّ الله و رُمْحُه؛ استوعب بهاتین الكلمتین نَوْعَیْ ما علی الوالی للرعیة: أَحدهما الانتصاف من الظالم و الإِعانة، لأَن الظل یُلجأُ إلیه من الحرارة و الشدّة، و لهذا قال فی تمامه یأْوی إِلیه كلُّ مظلوم؛ و الآخر إِرهاب العدوّ لیرتدع عن قصد الرعیة و أَذاهم فیأْمنوا بمكانه من الشر، و العرب تجعل الرُّمْح كنایة عن الدفع و المنع؛ و قول طُفَیْلٍ الغَنَوِیّ: بِرَمَّاحةٍ تَنْفِی التُّراب، كأَنها هِراقَةُ عَقٍّ، من شُعَیْبی مُعَجّلِ «3» قیل فی تفسیره: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، و لا أَعرف
(2). كذا فی بیاض بالأصل. (3). قوله [من شعیبی إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 453
لهذا مَخْرَجاً إِلا أَن یكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذی هو المرَّة الواحدة من الرَّمْحِ. و یقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سیدة: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو الرمة: و كائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ و رامِحٍ، بلادُ العِدَی لیستْ له ببلادِ «1» و ثورٌ رامِحٌ: له قرنان. و السِّماكُ الرامِحُ: أَحد السِّماكَیْن، و هو معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، لیس من منازل القمر، سمِّی بذلك لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، و قیل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا كوكب أَمامه، و الرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمی رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله العرب رُمْحَه؛ و قال الطِّرِمَّاحُ: مَحاهُنَّ صَیِّبُ نَوْءِ الرَّبیع، من الأَنْجُمِ العُزْلِ و الرامِحَهْ و السِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل. الأَزهری: الرَّامِحُ نَجْمٌ فی السماء یقال له السِّماك المِرْزَمُ. و أَخذَتِ البُهْمَی و نحوها من المراعی رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت علی الراعیة. و أَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ فی عین صاحبها، فامتنع لذلك من نحرها؛ یقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت، و كل ذلك علی المثل. الأَزهری: إِذا امتنعت البُهْمَی و نحوها من المَراعی فَیَبِسَ سَفاها، قیل: أَخذت رِماحَها؛ و رِماحُها سَفاها الیابِسُ. و یقال للناقة إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، و النُّوقُ السِّمانُ ذواتُ رِماح، و ذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلی سِمَنها و حسنها، فامتنع من نحرها نفاسة بها لما یَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ و منه قول الفرزدق: فَمَكَّنْتُ سَیْفِی من ذَواتِ رِماحِها، غِشاشاً، و لم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِیا یقول: نحرتها و أَطعمتها الأَضیاف، و لم یمنعنی ما علیها من الشحوم عن نحرها نفاسة بها. و أَخذ الشیخُ رُمَیْحَ أَبی سَعْدٍ: اتَّكَأَ علی العصا من كِبَره، و أَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، و قیل: هو لقمان الحكیم؛ قال: إِمَّا تَرَیْ شِكَّتِی رُمَیْحَ أَبی سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا و قیل: أَبو سعد كنیة الكِبَرِ. و جاء كأَنَّ عینیه فی رُمحین: و ذلك من الخوف و الفَرَق و شدَّة النظر، و قد یكون ذلك من الغضب أَیضاً. و ذو الرُّمَیْح: ضرب من الیرابیع طویل الرجلین فی أَوساط أَوْظِفَته، فی كل وَظِیف فضْلُ ظُفُر، و قیل: هو كل یَرْبوعٍ، و رُمْحُه ذَنَبُه. و رِماحُ العقارب: شَوْلاتُها. و رِماحُ الجنّ: الطاعونُ: أَنشد ثعلب: لَعَمْرُكَ، ما خَشِیتُ علی أُبَیٍّ رِماحَ بنی مُقَیِّدَةِ الحِمارِ، و لكنِّی خَشِیتُ علی أُبَیٍّ رِماحَ الجِنِّ، أَو إِیَّاكَ حارِ «2» یعنی ببَنی مُقَیَّدَة الحمار: العقارب، و إِنما سمیت بذلك لأَن الحَرَّةَ یقال لها: مُقَیِّدة الحمار؛ قال النابغة: أَ واضِع البیتِ فی سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ، تُقَیِّدُ العَیْرَ، لا یَسْرِی بها السَّارِی
(1). قوله [بلاد العدی] كذا بالأَصل، و مثله فی الصحاح. و الذی فی الأَساس: بلاد الوری. (2). قوله [أو إیاك حار] كذا بالأَصل هنا و مثله فی مادة حمر، و أَنشده فی الأَساس [أَو أَنزال جار] و قال: الأَنزال أصحاب الحمر دون الخیل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 454
و العقارب تَأْلَفُ الحَرَّة. و ذو الرُّمْحَین، قال ابن سیدة: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبی ربیعة؛ قال القُرَشِیُّون: سمی بذلك لأَنه قاتَلَ برمحین، و قیل: سمی بذلك لطول رمحه. و ابن رُمْح: رجل من هذیل، و إِیاه عنی أَبو بُثَیْنة الهُذَلیُّ بقوله: و كان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ، لَدَی القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِیرُ و یروی ابن رَوْحٍ. و ذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بنی ضَبَّة، و كانت إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ و فی ذلك یقول شاعرهم: إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا أَیامِنُ، بالطَّیْرِ الكثیرِ غَنائِمُهْ و رَمَح الفرسُ و البغلُ و الحمار و كلُّ ذی حافر یَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ برجله، و قیل: ضرب برجلیه جمیعاً، و الاسم الرِّماحُ؛ یقال: أَبْرَأُ إِلیك من الجِماحِ و الرِّماحِ؛ و هذا من باب العیوب التی یُرَدُّ المبیع بها. الأَزهری: و ربما استعیر الرَّمْحُ لذی الخُفّ؛ قال الهذلی: بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً جَواذِبُها، تَأْبَی علی المُتَغَبِّر و قد یقال: رَمَحَتِ الناقة؛ و هی رَمُوحٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تُشْلِی الرَّمُوحَ، و هیَ الرَّمُوحُ، حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ و رَمَحَ الجُنْدَبُ یَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَی برجله؛ قال ذو الرمة: و مَجْهُولةٍ من دونِ مَیَّةَ لم تَقِلْ قَلُوصِی بها، و الجُنْدَبُ الجَوْنُ یَرْمَحُ و الرَّمَّاحُ: اسم ابن مَیَّادة الشاعر. و كان یقال لأَبی بَراءٍ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فجعله لبیدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلی القافیة؛ فقال یرثیه، و هو عمه: قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ، و أَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ، أَبا بَراءٍ مِدْرَهَ الشِّیاحِ، فی السَّلَبِ السُّودِ، و فی الأَمْساحِ و بالدهناء نِقْیانٌ طوال یقال لها: الأَرماحُ. و ذكَر الرجلِ: رُمَیْحُه، و فرجُ المرأَة: شُرَیْحها.

رنح؛ ج2، ص: 454

: التَّرَنُّحُ: تَمَزُّزُ الشراب؛ عن أَبی حنیفة. و رَنَّحَ الرجلُ و غیره و تَرَنَّح: تمایل من السُّكْرِ و غیره. و تَرَنَّح إِذا مال و استدار؛ قال إمرؤ القیس یصف كلب صید طعنه الثور الوحشی بقرنه، فظل الكلب یستدیر كما یستدیر الحمار الذی قد دخلت النُّعَرة فی أَنفه، و النُّعَرُ ذباب أَزرق یَتَتَبَّع الحُمُر و یَلْسَعُها، و الغَیْطَلُ شجر، الواحدة غَیْطَلة «1»: فَظَلَّ یُرَنِّحُ فی غَیْطَلٍ، كما یَسْتَدِیرُ الحِمارُ النَّعِرْ و قیل: رُنِّح به إِذا دِیرَ به كالمَغْشِیِّ علیه. و‌فی حدیث الأَسود بن یزید: أَنه كان یصوم فی الیوم الشدید الحَرِّ الذی إِن الجَمَل الأَحمر لیُرَنَّح فیه من شدّة الحر‌أَی یُدارُ به و یختلِط؛ یقال: رُنِّح فلانٌ تَرْنِیحاً إِذا اعتراه وَهْنٌ فی عظامه من ضَرْب أَو فَزَع أَو سُكْر؛ و منه قولهم: رَنَّحه الشرابُ، و مَن رواه یُرِیح، بالیاء، أَراد یَهْلِك مِن أَراحَ الرجلُ إِذا مات، و سیأْتی ذكره؛ و منه‌حدیث یزید الرَّقاشِیِّ: المریضُ یُرَنَّحُ و العَرَق من جبینه
(1). قوله [و یلسعها و الغیطل إلخ] هكذا فی الأَصل بهذا الترتیب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 455
یَتَرَشَّحُ.و رُنِّحَ علی فلان تَرْنِیحاً، و رُنِّحَ فلان علی ما لم یُسَمَّ فاعله إِذا غُشِیَ علیه و اعتراه وَهْنٌ فی عظامه و ضَعْفٌ فی جسده عند ضرب أَو فزع، حتی یَغْشاه كالمَیْدِ، و تمایل فهو مُرَنَّحٌ، و قد یكون ذلك من هَمٍّ و حُزْنٍ؛ قال: تَرَی الجَلْدَ مغموراً یَمِیدُ مُرَنَّحاً، كأَنَّ به سُكْراً، و إِن كان صاحِیا و قال الطِّرِمَّاحُ: و ناصِرُكَ الأَدْنَی علیه ظَعِینةٌ تَمِیدُ، إِذا اسْتَعْبَرْتَ، مَیْدَ المُرَنَّحِ و قوله: و قد أَبِیتُ جائعاً مُرَنَّحا هو من هذا. الأَزهری: و المَرْنَحَة صدرُ السفینة. قال: و الدَّوطِیرَة كَوْثَلُها، و القَبُّ رأْسُ الدَّقَل، و القَرِیَّةُ خشبة مُرَبَّعَةٌ علی رأْس القَبِّ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن الحرث: أَنه كان إِذا نظر إِلی مالك ابن أَنس قال: أَعوذ بالله من شَرِّ ما تَرَنَّح له‌أَی تحرَّك له وَ طَلَبه. و المُرْنَحُ: ضرب «1» من العُود من أَجوده یُسْتَجْمَرُ به، و هو اسم و نظیره المُخْدَعُ.

روح؛ ج2، ص: 455

: الرِّیحُ: نَسِیم الهواء، و كذلك نَسیم كل شی‌ء، و هی مؤنثة؛ و فی التنزیل: كَمَثَلِ رِیحٍ فِیهٰا صِرٌّ أَصٰابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ؛ هو عند سیبویه فَعْلٌ، و هو عند أَبی الحسن فِعْلٌ و فُعْلٌ. و الرِّیحةُ: طائفة من الرِّیح؛ عن سیبویه، قال: و قد یجوز أَن یدل الواحد علی ما یدل علیه الجمع، و حكی بعضهم: رِیحٌ و رِیحَة مع كوكب و كَوكَبَةٍ و أَشعَر أَنهما لغتان، و جمع الرِّیح أَرواح، و أَراوِیحُ جمع الجمع، و قد حكیت أَرْیاحٌ و أَرایِح، و كلاهما شاذ، و أَنكر أَبو حاتم علی عُمارة بن عقیل جمعَه الرِّیحَ علی أَرْیاح، قال فقلت له فیه: إِنما هو أَرْواح، فقال: قد قال الله تبارك و تعالی: وَ أَرْسَلْنَا الرِّیٰاحَ؛ و إِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح، قال: فعلمت بذلك أَنه لیس ممن یؤْخذ عنه. التهذیب: الرِّیح یاؤُها واو صُیِّرت یاء لانكسار ما قبلها، و تصغیرها رُوَیْحة، و جمعها رِیاحٌ و أَرْواحٌ. قال الجوهری: الرِّیحُ واحدة الرِّیاح، و قد تجمع علی أَرْواح لأَن أَصلها الواو و إِنما جاءَت بالیاء لانكسار ما قبلها، و إِذا رجعوا إِلی الفتح عادت إِلی الواو كقولك: أَرْوَحَ الماءُ و تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة؛ و یقال: رِیحٌ و رِیحَة كما قالوا: دارٌ و دارَةٌ. و‌فی الحدیث: هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر؛ الأَرْواحُ جمع رِیح. و یقال: الرِّیحُ لآِل فلان أَی النَّصْر و الدَّوْلة؛ و كان لفلان رِیحٌ. و‌فی الحدیث: كان یقول إِذا هاجت الرِّیح: اللهم اجعلها رِیاحاً و لا تجعلها ریحاً؛ العرب تقول: لا تَلْقَحُ السحابُ إِلَّا من ریاح مختلفة؛ یرید: اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب و لا تجعلها عذاباً، و یحقق ذلك مجی‌ءُ الجمع فی آیات الرَّحمة، و الواحد فی قِصَصِ العذاب: ك الرِّیحَ الْعَقِیمَ؛ و رِیحاً صَرْصَراً*. و‌فی الحدیث: الرِّیحُ من رَوْحِ الله‌أَی من رحمته بعباده. و یومٌ راحٌ: شدید الرِّیح؛ یجوز أَن یكون فاعلًا ذهبت عینه، و أَن یكون فَعْلًا؛ و لیلة راحةٌ. و قد راحَ یَراحُ رَیْحاً إِذا اشتدّت رِیحُه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا حضره الموت، فقال لِأَولاده: أَحْرِقونی ثم
(1). قوله [و المرنح ضرب إلخ] كذا ضبط بالأَصل، بضم المیم و سكون الراء و فتح النون مخففة. و یؤیده قوله: و هو اسم، و نظیره المخدع، إذ المخدع بهذا الضبط، اسم للخزانة. و ضبط المجد المرنح كمعظم، و بهامش شارحه المرنح كمعظم كما فی منتهی الأرب و الأوقیانوس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 456
انظروا یوماً راحاً فأَذْرُونی فیه؛ یومٌ راحٌ أَی ذو رِیح كقولهم: رجلٌ مالٌ. و رِیحَ الغَدِیرُ و غیرُه، علی ما لم یُسَمَّ فاعله: أَصابته الرِّیحُ، فهو مَرُوحٌ؛ قال مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِیُّ یصف رَماداً: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلی ذی القُورْ؟ قد دَرَسَتْ غیرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور: جُبَیْلات صغار، واحدها قارَة. و المكفور: الذی سَفَتْ علیه الریحُ الترابَ، و مَرِیح أَیضاً؛ و قال یصف الدمع: كأَنه غُصْنٌ مَرِیح مَمْطُورْ مثل مَشُوب و مَشِیب بُنِیَ علی شِیبَ. و غُصْنٌ مَرِیحٌ و مَرُوحٌ: أَصابته الریح؛ و كذلك مكان مَریح و مَرُوحٌ، و شجرة مَرُوحة و مَریحة: صَفَقَتْها الریحُ فأَلقت ورقها. و راحَتِ الریحُ الشی‌ءَ: أَصابته؛ قال أَبو ذؤیب یصف ثوراً: و یَعُوذ بالأَرْطَی، إِذا ما شَفَّهُ قَطْرٌ، و راحَتْهُ بَلِیلٌ زَعْزَعُ و راحَ الشجرُ: وجَدَ الریحَ و أَحَسَّها؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: تَعُوجُ، إِذا ما أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ، كما انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا و یقال: رِیحَتِ الشجرةُ، فهی مَرُوحة. و شجرة مَرُوحة إِذا هبَّت بها الریح؛ مَرُوحة كانت فی الأَصل مَرْیوحة. و رِیحَ القومُ و أَراحُوا: دخلوا فی الریح، و قیل: أَراحُوا دخلوا فی الریح، و رِیحُوا: أَصابتهم الریحُ فجاحَتْهم. و المَرْوَحة، بالفتح: المَفازة، و هی الموضع الذی تَخْترقُه الریح؛ قال: كأَنَّ راكبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ، إِذا تَدَلَّتْ به، أَو شارِبٌ ثَمِلُ و الجمع المَراوِیح؛ قال ابن بری: البیت لعمر بن الخطاب، رضی الله عنه، و قیل: إِنه تمثل به، و هو لغیره قاله و قد ركب راحلته فی بعض المفاوز فأَسرعت؛ یقول: كأَنَّ راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تَخْتَرِقُ فیه الریح، كالغصن لا یزال یتمایل یمیناً و شمالًا، فشبّه راكبها بغصن هذه حاله أَو شارِبٍ ثَمِلٍ یتمایلُ من شدّة سكره، و قوله إِذا تدلت به أَی إِذا هبطت به من نَشْزٍ إِلی مطمئن، و یقال إِن هذا البیت قدیم. و راحَ رِیحَ الروضة یَراحُها، و أَراح یُریحُ إِذا وجد ریحها؛ و قال الهُذَلیُّ: و ماءٍ ورَدْتُ علی زَوْرَةٍ، كمَشْیِ السَّبَنْتَی یَراحُ الشَّفِیفا الجوهری: راحَ الشی‌ءَ یَراحُه و یَرِیحُه إِذا وجَدَ رِیحَه، و أَنشد البیت [و ماءٍ ورَدتُ] قال ابن بری: هو لصَخرْ الغَیّ، و الزَّوْرةُ هاهنا: البعد؛ و قیل: انحراف عن الطریق. و الشفیف: لذع البرد. و السَّبَنْتَی: النَّمِرُ. و المِرْوَحَةُ، بكسر المیم: التی یُتَرَوَّحُ بها، كسرت لأَنها آلة؛ و قال اللحیانی: هی المِرْوَحُ، و الجمع المَرَاوِحُ؛ و‌فی الحدیث: فقد رأَیتهم یَتَرَوَّحُون فی الضُّحَی‌أَی احتاجوا إِلی التَّرْویحِ من الحَرِّ بالمِرْوَحة، أَو یكون من الرواح: العَودِ إِلی بیوتهم، أَو من طَلَب الراحة. و المِرْوَحُ و المِرْواحُ: الذی یُذَرَّی به الطعامُ فی الریح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 457
و یقال: فلان بِمَرْوَحةٍ أَی بمَمَرِّ الریحِ. و قالوا: فلان یَمیلُ مع كل ریح، علی المثل؛ و‌فی حدیث علیّ: و رَعاعُ الهَمَج یَمیلون مع كلِّ ریح.و اسْتَرْوح الغصنُ: اهتزَّ بالریح. و یومٌ رَیِّحٌ و رَوْحٌ و رَیُوحُ: طَیِّبُ الریح؛ و مكانٌ رَیِّحٌ أَیضاً، و عَشِیَّةٌ رَیِّحةٌ و رَوْحَةٌ، كذلك. اللیث: یوم رَیِّحٌ و یوم راحٌ: ذو ریح شدیدة، قال: و هو كقولك كَبْشٌ صافٍ، و الأَصل یوم رائح و كبش صائف، فقلبوا، و كما خففوا الحائِجةَ، فقالوا حاجة؛ و یقال: قالوا صافٌ و راحٌ علی صَوِفٍ و رَوِحٍ، فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت أَلفاً. و یومٌ رَیِّحٌ: طَیِّبٌ، و لیلة رَیِّحة. و یوم راحٌ إِذا اشتدَّت ریحه. و قد راحَ، و هو یرُوحُ رُؤُوحاً و بعضهم یَراحُ، فإِذا كان الیوم رَیِّحاً طَیِّباً، قیل: یومٌ رَیِّحٌ و لیلة رَیِّحة، و قد راحَ، و هو یَرُوحُ رَوْحاً. و الرَّوْحُ: بَرْدُ نَسِیم الریح؛ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان الناسُ یسكنون العالیة فیحضُرون الجمعةَ و بهم وَسَخٌ، فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سطعت أَرواحهم فیتأَذی به الناسُ، فأُمروا بالغسل؛ الرَّوْح، بالفتح: نسیم الریح، كانوا إِذا مَرَّ علیهم النسیمُ تَكَیَّفَ بأَرْواحِهم، و حَمَلها إِلی الناس. و قد یكون الریح بمعنی الغَلَبة و القوة؛ قال تَأَبَّط شرًّا، و قیل سُلَیْكُ بنُ سُلَكَةَ: أَ تَنْظُرانِ قلیلًا رَیْثَ غَفْلَتِهمْ، أَو تَعْدُوانِ، فإِنَّ الرِّیحَ للعادِی و منه قوله تعالی: وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ؛ قال ابن بری: و قیل الشعر لأَعْشی فَهْمٍ، من قصیدة أَولها: یا دارُ بینَ غُباراتٍ و أَكْبادِ، أَقْوَتْ و مَرَّ علیها عهدُ آبادِ جَرَّتْ علیها ریاحُ الصیفِ أَذْیُلَها، و صَوَّبَ المُزْنُ فیها بعدَ إِصعادِ و أَرَاحَ الشی‌ءَ إِذا وجَد رِیحَه. و الرائحةُ: النسیم طیِّباً كان أَو نَتْناً. و الرائحة: ریحٌ طیبة تجدها فی النسیم؛ تقول لهذه البقلة رائحة طیبة. و وَجَدْتُ رِیحَ الشی‌ء و رائحته، بمعنًی. و رِحْتُ رائحة طیبة أَو خبیثة أَراحُها و أَرِیحُها و أَرَحْتُها و أَرْوَحْتُها: وجدتها. و‌فی الحدیث: من أَعانَ علی مؤمن أَو قتل مؤمناً لم یُرِحْ رائحةَ الجنة، من أَرَحْتُ، و لم یَرَحْ رائحة الجنة من رِحْتُ أَراحُ؛ و لم یَرِحْ تجعله من راحَ الشی‌ءَ یَرِیحُه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: من قتل نفساً مُعاهدةً لم یَرِحْ رائحةَ الجنة‌أَی لم یَشُمَّ ریحها؛ قال أَبو عمرو: هو من رِحْتُ الشی‌ءَ أَرِیحه إِذا وجَدْتَ ریحه؛ و قال الكسائی: إِنما هو لم یُرِحْ رائحة الجنة، مِن أَرَحْتُ الشی‌ء فأَنا أُرِیحه إِذا وجدت ریحه، و المعنی واحد؛ و قال الأَصمعی: لا أَدری هو مِن رِحْتُ أَو من أَرَحْتُ؛ و قال اللحیانی: أَرْوَحَ السبُعُ الریحَ و أَراحها و اسْتَرْوَحَها و استراحها: وَجَدَها؛ قال: و بعضهم یقول راحَها بغیر أَلف، و هی قلیلة. و اسْتَرْوَحَ الفحلُ و استراح: وجد ریح الأُنثی. و راحَ الفرسُ یَراحُ راحةً إِذا تَحَصَّنَ أَی صار فحلًا؛ أَبو زید: راحت الإِبلُ تَراحُ رائحةً؛ و أَرَحْتُها أَنا. قال الأَزهری: قوله تَرَاحُ رائحةً مصدر علی فاعلة؛ قال: و كذلك سمعته من العرب، و یقولون: سمعتُ راغِیةَ الإِبل و ثاغِیةَ الشاء أَی رُغاءَها و ثُغاءَها. و الدُّهْنُ المُرَوَّحُ: المُطَیَّبُ؛ و دُهْن مُطَیَّب مُرَوَّحُ الرائحةِ، و رَوِّحْ دُهْنَكَ بشی‌ء تجعل فیه طیباً؛ و ذَرِیرَةٌ مُرَوَّحة: مُطَیَّبة، كذلك؛ و‌فی الحدیث: أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عند النوم؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 458
و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نَهَی أَن یَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ المُرَوَّح؛ قال أَبو عبید: المُرَوَّحُ المُطَیَّبُ بالمسك كأَنه جُعل له رائحةٌ تَفُوحُ بعد أَن لم تكن له رائحة، و قال: مُرَوَّحٌ، بالواو، لأَن الیاءَ فی الریح واو، و منه قیل: تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة. و أَرْوَحَ اللحمُ: تغیرت رائحته، و كذلك الماءُ؛ و قال اللحیانی و غیره: أَخذتْ فیه الریح و تَغَیَّر. و‌فی حدیث قَتَادةَ: سُئِل عن الماء الذی قد أَروَحَ، أَ یُتَوَضَّأُ منه؟ فقال: لا بأْس.یقال: أَرْوَحَ الماءُ و أَراحَ إِذا تغیرت ریحه؛ و أَراح اللحمُ أَی أَنْتَنَ. و أَرْوَحَنِی الضَّبُّ: وجد ریحی؛ و كذلك أَرْوَحَنی الرجلُ. و یقال: أَراحَنی الصیدُ إِذا وجَدَ رِیحَ الإِنْسِیِّ. و فی التهذیب: أَرْوَحَنِی الصیدُ إِذا وجد ریحَك؛ و فیه: و أَرْوَحَ الصیدُ و اسْتَرْوَحَ و استراح إِذا وجد ریح الإِنسان؛ قال أَبو زید: أَرْوَحَنِی الصیدُ و الضبُّ إِرْواحاً، و أَنْشانی إِنشاءً إِذا وجد ریحَك و نَشْوَتَك، و كذلك أَرْوَحْتُ من فلان طِیباً، و أَنْشَیْتُ منه نَشْوَةً. و الاسْتِرْواحُ: التَّشَمُّمُ. الأَزهری: قال أَبو زید سمعت رجلًا من قَیْس و آخر من تمیم یقولان: قَعَدْنا فی الظل نلتمس الراحةَ؛ و الرَّوِیحةُ و الراحة بمعنی واحد. و راحَ یَرَاحُ رَوْحاً: بَرَدَ و طابَ؛ و قیل: یومٌ رائحٌ و لیلة رائحةٌ طیبةُ الریح؛ یقال: رَاحَ یومُنا یَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِیحهُ؛ و یوم رَیِّحٌ؛ قال جریر: محا طَلَلًا، بین المُنِیفَةِ و النَّقا، صَباً راحةٌ، أَو ذو حَبِیَّیْنِ رائحُ و قال الفراء: مكانٌ راحٌ و یومٌ راحٌ؛ یقال: افتح البابَ حتی یَراحَ البیتُ أَی حتی یدخله الریح؛ و قال: كأَنَّ عَیْنِی، و الفِراقُ مَحْذورْ، غُصْنٌ من الطَّرْفاءِ، راحٌ مَمْطُورْ و الرَّیْحانُ: كلُّ بَقْل طَیِّب الریح، واحدته رَیْحانة؛ و قال: بِرَیْحانةٍ من بَطْنِ حَلْیَةَ نَوَّرَتْ، لها أَرَجٌ، ما حَوْلها، غیرُ مُسْنِتِ و الجمع رَیاحین. و قیل: الرَّیْحانُ أَطراف كل بقلة طیبة الریح إِذا خرج علیها أَوائلُ النَّوْر؛ و‌فی الحدیث: إِذا أُعْطِیَ أَحدُكم الرَّیْحانَ فلا یَرُدَّه؛ هو كل نبت طیب الریح من أَنواع المَشْمُوم. و الرَّیْحانة: الطَّاقةُ من الرَّیحان؛ الأَزهری: الریحان اسم جامع للریاحین الطیبة الریح، و الطاقةُ الواحدةُ: رَیْحانةٌ. أَبو عبید: إِذا طال النبتُ قیل: قد تَرَوَّحتِ البُقُول، فهی مُتَرَوِّحةٌ. و الریحانة: اسم للحَنْوَة كالعَلَمِ. و الرَّیْحانُ: الرِّزْقُ، علی التشبیه بما تقدم. و قوله تعالی: فَرَوْحٌ وَ رَیْحٰانٌ أَی رحمة و رزق؛ و قال الزجاج: معناه فاستراحة و بَرْدٌ، هذا تفسیر الرَّوْح دون الریحان؛ و قال الأَزهری فی موضع آخر: قوله فَرَوْحٌ وَ رَیْحٰانٌ، معناه فاستراحة و برد و ریحان و رزق؛ قال: و جائز أَن یكون رَیحانٌ هنا تحیَّة لأَهل الجنة، قال: و أَجمع النحویون أَن رَیْحاناً فی اللغة من ذوات الواو، و الأَصل رَیْوَحانٌ «2» فقلبت الواو یاء و أُدغمت فیها الیاء الأُولی فصارت الرَّیَّحان، ثم خفف كما قالوا: مَیِّتٌ و مَیْتٌ، و لا یجوز فی الرَّیحان التشدید إِلَّا علی بُعْدٍ لأَنه قد زید
(2). قوله [و الأَصل ریوحان] فی المصباح، أصله ریوحان، بیاء ساكنة ثم واو مفتوحة، ثم قال و قال جماعة: هو من بنات الیاء و هو وزان شیطان، و لیس تغییر بدلیل جمعه علی ریاحین مثل شیطان و شیاطین.
لسان العرب، ج‌2، ص: 459
فیه أَلف و نون فخُفِّف بحذف الیاء و أُلزم التخفیف؛ و قال ابن سیدة: أَصل ذلك رَیْوَحان، قلبت الواو یاء لمجاورتها الیاء، ثم أُدغمت ثم خففت علی حدّ مَیْتٍ، و لم یستعمل مشدَّداً لمكان الزیادة كأَنَّ الزیادة عوض من التشدید فَعْلاناً علی المعاقبة «1» لا یجی‌ء إِلا بعد استعمال الأَصل و لم یسمع رَوْحان. التهذیب: و قوله تعالی: فَرُوحٌ وَ رَیْحٰانٌ؛ علی قراءة من ضم الراء، تفسیره: فحیاة دائمة لا موت معها، و من قال فَرَوْحٌ فمعناه: فاستراحة، و أَما قوله: وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ؛ فمعناه برحمة منه، قال: كذلك قال المفسرون؛ قال: و قد یكون الرَّوْح بمعنی الرحمة؛ قال الله تعالی: لٰا تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّٰهِ أَی من رحمة الله؛ سماها رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ و الراحةَ بها؛ قال الأَزهری: و كذلك قوله فی عیسی: وَ رُوحٌ مِنْهُ أَی رحمة منه، تعالی ذكره. و العرب تقول: سبحان الله و رَیْحانَه؛ قال أَهل اللغة: معناه و استرزاقَه، و هو عند سیبویه من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر، تقول: خرجت أَبتغی رَیْحانَ الله؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: سلامُ الإِله و رَیْحانُه، و رَحْمَتُه و سَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ یُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ، فأَحْیا البلادَ، و طابَ الشَّجَرْ قال: و معنی قوله و ریحانه: و رزقه؛ قال الأَزهری: قاله أَبو عبیدة و غیره؛ قال: و قیل الرَّیْحان هاهنا هو الرَّیْحانُ الذی یُشَمّ. قال الجوهری: سبحان الله و رَیْحانَه نصبوهما علی المصدر؛ یریدون تنزیهاً له و استرزاقاً. و‌فی الحدیث: الولد من رَیْحانِ الله.و‌فی الحدیث: إِنكم لتُبَخِّلُون «2» و تُجَهِّلُون و تُجَبِّنُونَ و إِنكم لمن رَیْحانِ الله؛ یعنی الأَولادَ. و الریحان یطلق علی الرحمة و الرزق و الراحة؛ و بالرزق سمی الولد رَیْحاناً. و‌فی الحدیث: قال لعلیّ، رضی الله عنه: أُوصیك بِرَیْحانَتَیَّ خیراً قبل أَن یَنهَدَّ رُكناك؛ فلما مات رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: هذا أَحدُ الركنین، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الآخر؛ و أَراد بریحانتیه الحسن و الحسین، رضی الله تعالی عنهما. و قوله تعالی: وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحٰانُ؛ قیل: هو الوَرَقُ؛ و قال الفراء: ذو الوَرَق و الرِّزقُ، و قال الفرّاء: العَصْفُ ساقُ الزرعِ و الرَّیْحانُ ورَقهُ. و راحَ منك معروفاً و أَرْوَحَ، قال: و الرَّواحُ و الراحةُ و المُرایَحةُ و الرَّوِیحَةُ و الرَّواحة: وِجْدَانُك الفَرْجَة بعد الكُرْبَة. و الرَّوْحُ أَیضاً: السرور و الفَرَحُ، و استعاره علیّ، رضی الله عنه، للیقین‌فقال: فباشِرُوا رَوْحَ الیقین؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد الفَرْحة و السرور اللذین یَحْدُثان من الیقین. التهذیب عن الأَصمعی: الرَّوْحُ الاستراحة من غم القلب؛ و قال أَبو عمرو: الرَّوْحُ الفَرَحُ، و الرَّوْحُ؛ بَرْدُ نسیم الریح. الأَصمعی: یقال فلان یَراحُ للمعروف إِذا أَخذته أَرْیَحِیَّة و خِفَّة. و الرُّوحُ، بالضم، فی كلام العرب: النَّفْخُ، سمی رُوحاً لأَنه رِیحٌ یخرج من الرُّوحِ؛ و منه قول ذی الرمة فی نار اقْتَدَحَها و أَمر صاحبه بالنفخ فیها، فقال:
(1). قوله [فعلاناً علی المعاقبة إلخ] كذا بالأَصل و فیه سقط و لعل التقدیر و كون أصله روحاناً لا یصح لأن فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك. (2). قوله [إنكم لتبخلون إلخ] معناه أن الولد یوقع أباه فی الجبن خوفاً من أن یقتل، فیضیع ولده بعده، و فی البخل إبقاء علی ماله، و فی الجهل شغلًا به عن طلب العلم. و الواو فی و إنكم للحال، كأنه قال: مع أنكم من ریحان الله أی من رزق الله تعالی. كذا بهامش النهایة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 460
فقلتُ له: ارْفَعْها إِلیك، و أَحْیِها برُوحكَ، و اجْعَله لها قِیتَةً قَدْرا أَی أَحیها بنفخك و اجعله لها؛ الهاء للرُّوحِ، لأَنه مذكر فی قوله: و اجعله، و الهاء التی فی لها للنار، لأَنها مؤنثة. الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: یقال خرج رُوحُه، و الرُّوحُ مذكر. و الأَرْیَحِیُّ: الرجل الواسع الخُلُق النشیط إِلی المعروف یَرْتاح لما طلبت و یَراحُ قَلْبُه سروراً. و الأَرْیَحِیُّ: الذی یَرْتاح للنَّدی. و قال اللیث: یقال لكل شی‌ء واسع أَرْیَحُ؛ و أَنشد: و مَحْمِل أَرْیَح جَحاحِی قال: و بعضهم یقول و محمل أَرْوَح، و لو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح، و هو عیب فی المَحْمِلِ. قال: و الأَرْیَحِیُّ مأْخوذ من راحَ یَرَاحُ، كما یقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتِیٌّ، و للمُجْتَنِبِ: أَجْنَبِیٌّ، و العرب تحمل كثیراً من النعت علی أَفْعَلِیّ فیصیر كأَنه نسبة. قال الأَزهری: و كلام العرب تقول رجل أَجْنَبُ و جانِبٌ و جُنُبٌ، و لا تكاد تقول أَجْنَبِیٌّ. و رجل أَرْیَحِیٌّ: مُهْتَزٌّ للنَّدی و المعروف و العطیة واسِعُ الخُلُق، و الاسم الأَرْیَحِیَّة و التَّرَیُّح؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن التَّرَیُّح مصدر تَریَّحَ، و سنذكره؛ و فی شعر النابغة الجعدی یمدح ابن الزبیر: حَكَیْتَ لنا الصِّدِّیقَ لمّا وَلِیتَنا، و عُثمانَ و الفارُوقَ، فارْتاحَ مُعْدِمُ أَی سَمَحَت نفسُ المُعْدِم و سَهُلَ علیه البَذل. یقال: رِحْتُ للمعروف أَراحُ رَیْحاً و ارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِیاحاً إِذا مِلْتَ إِلیه و أَحببته؛ و منه قولهم: أَرْیَحِیٌّ إِذا كان سخیّاً یَرْتاحُ للنَّدَی. و راحَ لذلك الأَمر یَراحُ رَواحاً و رُؤُوحاً، و راحاً و راحةً و أَرْیَحِیَّةً و رِیاحةً: أَشْرَق له و فَرِحَ به و أَخَذَتْه له خِفَّةٌ و أَرْیَحِیَّةٌ؛ قال الشاعر: إِنَّ البخیلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه، و تَرَی الكریمَ یَراحُ كالمُخْتالِ و قد یُستعارُ للكلاب و غیرها؛ أَنشد اللحیانی: خُوصٌ تَراحُ إِلی الصِّیاحِ إِذا غَدَتْ فِعْلَ الضِّراءِ، تَراحُ للكَلَّابِ و یقال: أَخذته الأَرْیَحِیَّة إِذا ارتاح للنَّدَی. و راحتْ یَدُه بكذا أَی خَفَّتْ له. و راحت یده بالسیف أَی خفت إِلی الضرب به؛ قال أُمَیَّةُ بنُ أَبی عائذ الهذلی یصف صائداً: تَراحُ یَداه بِمَحْشُورة، خَواظِی القِداحِ، عِجافِ النِّصال أَراد بالمحشورة نَبْلَا، للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لها فی الرمی عن القوس. و الخواظی: الغلاظ القصار. و أَراد بقوله عجاف النصال: أَنها أُرِقَّتْ. اللیث: راحَ الإِنسانُ إِلی الشی‌ء یَراحُ إِذا نَشِطَ و سُرَّ به، و كذلك ارتاحَ؛ و أَنشد: و زعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلی النِّسا، و سَمِعْتَ قِیلَ الكاشِحِ المُتَرَدِّدِ و الرِّیاحَة: أَن یَراحَ الإِنسانُ إِلی الشی‌ء فیَسْتَرْوِحَ و یَنْشَطَ إِلیه. و الارتیاح: النشاط. و ارْتاحَ للأَمر: كراحَ؛ و نزلت به بَلِیَّةٌ فارْتاحَ اللهُ له برَحْمَة فأَنقذه منها؛ قال رؤبة: فارْتاحَ رَبی، و أَرادَ رَحْمَتی، و نِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد: فارتاح نظر إِلیَّ و رحمنی. قال الأَزهری: قول
لسان العرب، ج‌2، ص: 461
رؤبة فی فعل الخالق قاله بأَعرابیته، قال: و نحن نَسْتَوْحِشُ من مثل هذا اللفظ لأَن الله تعالی إِنما یوصف بما وصف به نفسه، و لو لا أَن الله، تعالی ذكره، هدانا بفضله لتمجیده و حمده بصفاته التی أَنزلها فی كتابه، ما كنا لنهتدی لها أَو نجترئ علیها؛ قال ابن سیدة: فأَما الفارسی فجعل هذا البیت من جفاء الأَعراب، كما قال: لا هُمَّ إِن كنتَ الذی كعَهْدِی، و لم تُغَیِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِی و كما قال سالمُ بنُ دارَةَ: یا فَقْعَسِیُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟ لو خافَكَ اللهُ علیه حَرَّمَهْ، فما أَكلتَ لَحْمَه و لا دَمَهْ و الرَّاحُ: الخمرُ، اسم لها. و الراحُ: جمع راحة، و هی الكَفُّ. و الراح: الارْتِیاحُ؛ قال الجُمَیحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِیُّ: و لَقِیتُ ما لَقِیَتْ مَعَدٌّ كلُّها، و فَقَدْتُ راحِی فی الشَّبابِ و خالی و الخالُ: الاختیال و الخُیَلاءُ، فقوله: و خالی أَی و اختیالی. و الراحةُ: ضِدُّ التعب. و اسْتراحَ الرجلُ، من الراحة. و الرَّواحُ و الراحة مِن الاستراحة. و أَراحَ الرجل و البعیر و غیرهما، و قد أَراحَنی، و رَوَّح عنی فاسترحت؛ و یقال: ما لفلان فی هذا الأَمر من رَواح أَی من راحة؛ و وجدت لذلك الأَمر راحةً أَی خِفَّةً؛ و أَصبح بعیرك مُرِیحاً أَی مُفِیقاً؛ و أَنشد ابن السكیت: أَراحَ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ، إِراحةَ الجِدَایةِ النَّفُوزِ اللیث: الراحة وِجْدانُك رَوْحاً بعد مشقة، تقول: أَرِحْنی إِراحةً فأَسْتَریحَ؛ و قال غیره: أَراحهُ إِراحةً و راحةً، فالإِراحةُ المصدرُ، و الراحةُ الاسم، كقولك أَطعته إِطاعة و طاعة و أَعَرْتُه إِعَارَةً و عارَةً. و‌فی الحدیث: قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لمؤذنه بلال: أَرِحْنا بها‌أَی أَذّن للصلاة فنَسْتَریحَ بأَدائها من اشتغال قلوبنا بها؛ قال ابن الأَثیر: و قیل كان اشتغاله بالصلاة راحة له، فإِنه كان یَعُدُّ غیرها من الأَعمال الدنیویة تعباً، فكان یستریح بالصلاة لما فیها من مناجاة الله تعالی، و لهذا‌قال: و قُرَّة عینی فی الصلاة، قال: و ما أَقرب الراحة من قُرَّة العین. یقال: أَراحَ الرجلُ و اسْتراحَ إِذا رجعت إِلیه نفسه بعد الإِعیاء؛ قال: و منه‌حدیث أُمِّ أَیْمَنَ أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً فی یوم شدید الحرّ فَدُلِّیَ إِلیها دَلْوٌ من السماء فشربت حتی أَراحتْ.و قال اللحیانی: أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ و رجعت إِلیه نفسه بعد الإِعیاء، و كذلك الدابة؛ و أَنشد: تُرِیحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَی تَسترِیحُ. و أَراحَ: دخل فی الرِّیح. و أَراحَ إِذا وجد نسیم الریح. و أَراحَ إِذا دخل فی الرَّواحِ. و أَراحَ إِذا نزل عن بعیره لِیُرِیحه و یخفف عنه. و أَراحه الله فاستَراحَ، و أَراحَ تنفس؛ و قال إمرؤ القیس یصف فرساً بسَعَةِ المَنْخَرَیْنِ: لها مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع، فمنه تُریحُ إِذا تَنْبَهِرْ و أَراحَ الرجلُ: ماتَ، كأَنه استراحَ؛ قال العجاج: أَراحَ بعد الغَمِّ و التَّغَمْغُمِ «3» و‌فی حدیث الأَسود بن یزید: إِن الجمل الأَحمر لَیُرِیحُ فیه من الحرّ؛ الإِراحةُ هاهنا: الموتُ
(3). قوله [و التغمغم] فی الصحاح و مثله بهامش الأَصل و التغمم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 462
و الهلاك، و یروی بالنون، و قد تقدم. و التَّرْوِیحةُ فی شهر رمضان: سمِّیت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات؛ و فی الحدیث: صلاة التراویح؛ لأَنهم كانوا یستریحون بین كل تسلیمتین. و التراویح: جمع تَرْوِیحة، و هی المرة الواحدة من الراحة، تَفْعِیلة منها، مثل تسلیمة من السَّلام. و الراحةُ: العِرْس لأَنها یُسْتراح إِلیها. و راحةُ البیت: ساحتُه. و راحةُ الثوب: طَیُّه. ابن شمیل: الراحة من الأَرض: المستویةُ، فیها ظُهورٌ و اسْتواء تنبت كثیراً، جَلَدٌ من الأَرض، و فی أَماكن منها سُهُولٌ و جَراثیم، و لیست من السَّیْل فی شی‌ء و لا الوادی، و جمعها الرَّاحُ، كثیرة النبت. أَبو عبید: یقال أَتانا فلان و ما فی وجهه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ، و ما فی وجهه رائحةُ دَمٍ أَی شی‌ء. و المطر یَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَی یُحْییه؛ قال: یَسْتَرْوِحُ العِلمُ مَنْ أَمْسَی له بَصَرٌ و كان حَیّاً كما یَسْتَرْوِحُ المَطَرُ و الرَّوْحُ: الرحمة؛ و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة قال: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: الریحُ من رَوْحِ الله تأْتی بالرحمة و تأْتی بالعذاب، فإِذا رأَیتموها فلا تَسُبُّوها و اسأَلوا من خیرها، و استعذوا بالله من شرِّها؛ و قوله: من روح الله أَی من رحمة الله، و هی رحمة لقوم و إِن كان فیها عذاب لآخرین. و فی التنزیل: وَ لٰا تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّٰهِ؛ أَی من رحمة الله، و الجمع أَرواحٌ. و الرُّوحُ: النَّفْسُ، یذكر و یؤنث، و الجمع الأَرواح. التهذیب: قال أَبو بكر بنُ الأَنْباریِّ: الرُّوحُ و النَّفْسُ واحد، غیر أَن الروح مذكر و النفس مؤنثة عند العرب. و فی التنزیل: وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی؛ و تأْویلُ الروح أَنه ما به حیاةُ النفْس. و‌روی الأَزهری بسنده عن ابن عباس فی قوله: وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ؛ قال: إِن الرُّوح قد نزل فی القرآن بمنازل، و لكن قولوا كما قال الله، عز و جل: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی وَ مٰا أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلّٰا قَلِیلًا.و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن الیهود سأَلوه عن الروح فأَنزل الله تعالی هذه الآیة.و روی عن الفراء أَنه قال فی قوله: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی؛ قال: من عِلم ربی أَی أَنكم لا تعلمونه؛ قال الفراء: و الرُّوح هو الذی یعیش به الإِنسان، لم یخبر الله تعالی به أَحداً من خلقه و لم یُعْطِ عِلْمَه العباد. قال: و قوله عز و جل: وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی*؛ فهذا الذی نَفَخَه فی آدم و فینا لم یُعْطِ علمه أَحداً من عباده؛ قال: و سمعت أَبا الهیثم یقول: الرُّوحُ إِنما هو النَّفَسُ الذی یتنفسه الإِنسان، و هو جارٍ فی جمیع الجسد، فإِذا خرج لم یتنفس بعد خروجه، فإِذا تَتامَّ خروجُه بقی بصره شاخصاً نحوه، حتی یُغَمَّضَ، و هو بالفارسیة [جان] قال: و قول الله عز و جل فی قصة مریم، علیها السلام: فَأَرْسَلْنٰا إِلَیْهٰا رُوحَنٰا فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِیًّا؛ قال: أَضافَ الروحَ المُرْسَلَ إِلی مریم إِلی نَفْسه كما تقول: أَرضُ الله و سماؤه، قال: و هكذا قوله تعالی للملائكة: فَإِذٰا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی*؛ و مثله: وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلیٰ مَرْیَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ؛ و الرُّوحُ فی هذا كله خَلْق من خَلْق الله لم یعط علمه أَحداً؛ و قوله تعالی: یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلیٰ مَنْ یَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ؛ قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَن الرُّوح الوَحْیُ أَو أَمْرُ النبوّة؛ و یُسَمَّی القرآنُ روحاً. ابن الأَعرابی: الرُّوحُ الفَرَحُ. و الرُّوحُ: القرآن. و الرُّوح: الأَمرُ. و الرُّوح: النَّفْسُ. قال أَبو العباس «1»:
(1). قوله [قال أبو العباس] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 463
و قوله عز و جل: یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلیٰ مَنْ یَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ و یُنَزِّلُ الْمَلٰائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ؛ قال أَبو العباس: هذا كله معناه الوَحْیُ، سمِّی رُوحاً لأَنه حیاة من موت الكفر، فصار بحیاته للناس كالرُّوح الذی یحیا به جسدُ الإِنسان؛ قال ابن الأَثیر: و قد تكرر ذكر الرُّوح فی الحدیث كما تكرَّر فی القرآن و وردت فیه علی معان، و الغالب منها أَن المراد بالرُّوح الذی یقوم به الجسدُ و تكون به الحیاة، و قد أُطلق علی القرآن و الوحی و الرحمة، و علی جبریل فی قوله: الرُّوحُ الْأَمِینُ؛ قال: و رُوحُ القُدُس یذكَّر و یؤنث. و‌فی الحدیث: تَحابُّوا بذكر الله و رُوحِه؛ أَراد ما یحیا به الخلق و یهتدون فیكون حیاة لكم، و قیل: أَراد أَمر النبوَّة، و قیل: هو القرآن. و قوله تعالی: یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلٰائِكَةُ صَفًّا؛ قال الزجاج: الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ و لیس هو بالإِنس، و‌قال ابن عباس: هو ملَك فی السماء السابعة، وجهه علی صورة الإِنسان و جسده علی صورة الملائكة؛ و جاء فی التفسیر: أَن الرُّوحَ هاهنا جبریل؛ و رُوحُ الله: حكمُه و أَمره. و الرُّوحُ: جبریل علیه السلام. و‌روی الأَزهری عن أَبی العباس أَحمد بن یحیی أَنه قال فی قول الله تعالی: وَ كَذٰلِكَ أَوْحَیْنٰا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا؛ قال: هو ما نزل به جبریل من الدِّین فصار تحیا به الناس‌أَی یعیش به الناس؛ قال: و كلُّ ما كان فی القرآن فَعَلْنا، فهو أَمره بأَعوانه، أَمر جبریل و میكائیل و ملائكته، و ما كان فَعَلْتُ، فهو ما تَفَرَّد به؛ و أَما قوله: وَ أَیَّدْنٰاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ*، فهو جبریل، علیه السلام. و الرُّوحُ: عیسی، علیه السلام.و الرُّوحُ: حَفَظَةٌ علی الملائكة الحفظةِ علی بنی آدم، و یروی أَن وجوههم مثل وجوه الإِنس.و قوله: تَنَزَّلُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ؛ یعنی أُولئك. و الرُّوحانیُّ من الخَلْقِ: نحوُ الملائكة ممن خَلَقَ اللهُ رُوحاً بغیر جسد، و هو من نادر معدول النسب. قال سیبویه: حكی أَبو عبیدة أَن العرب تقوله لكل شی‌ء كان فیه رُوحٌ من الناس و الدواب و الجن؛ و زعم أَبو الخطاب أَنه سمع من العرب من یقول فی النسبة إِلی الملائكة و الجن رُوحانیٌّ، بضم الراء، و الجمع روحانِیُّون. التهذیب: و أَما الرُّوحانی من الخلق‌فإِنَّ أَبا داود المَصاحِفِیَّ روی عن النَّضْر فی كتاب الحروف المُفَسَّرةِ من غریب الحدیث أَنه قال: حدثنا عَوْفٌ الأَعرابی عن وَرْدانَ بن خالد قال: بلغنی أَن الملائكة منهم رُوحانِیُّون، و منهم مَن خُلِقَ من النور، قال: و من الرُّوحانیین جبریل و میكائیل و إِسرافیل، علیهم السلام؛ قال ابن شمیل: و الرُّوحانیون أَرواح لیست لها أَجسام، هكذا یقال؛ قال: و لا یقال لشی‌ء من الخلق رُوحانیٌّ إِلا للأَرواح التی لا أَجساد لها مثل الملائكة و الجن و ما أَشبههما، و أَما ذوات الأَجسام فلا یقال لهم رُوحانیون؛ قال الأَزهری: و هذا القول فی الرُّوحانیین هو الصحیح المعتمد لا ما قاله ابن المُظَفَّر إن الرُّوحانیّ الذی نفخ فیه الرُّوح. و‌فی الحدیث: الملائكة الرُّوحانِیُّونَ، یروی بضم الراء و فتحها، كَأَنه نسب إِلی الرُّوح أَو الرَّوْح، و هو نسیم الریح، و الأَلف و النون من زیادات النسب، و یرید به أَنهم أَجسام لطیفة لا یدركها البصر. و‌فی حدیث ضِمامٍ: إِنی أُعالج من هذه الأَرواح؛ الأَرواح هاهنا: كنایة عن الجن سمُّوا أَرواحاً لكونهم لا یُرَوْنَ، فهم بمنزلة الأَرواح. و مكان رَوْحانیٌّ، بالفتح، أَی طَیِّب. التهذیب: قال شَمرٌ: و الرِّیحُ عندهم قریبة من الرُّوح كما قالوا: تِیهٌ و تُوهٌ؛ قال أَبو الدُّقَیْش: عَمَدَ مِنَّا رجل إِلی قِرْبَةٍ فملأَها من
لسان العرب، ج‌2، ص: 464
رُوحِه أَی من رِیحِه و نَفَسِه. و الرَّواحُ: نقیضُ الصَّباح، و هو اسم للوقت، و قیل: الرَّواحُ العَشِیُّ، و قیل: الرَّواحُ من لَدُن زوال الشمس إِلی اللیل. یقال: راحوا یفعلون كذا و كذا و رُحْنا رَواحاً؛ یعنی السَّیْرَ بالعَشِیِّ؛ و سار القوم رَواحاً و راحَ القومُ، كذلك. و تَرَوَّحْنا: سِرْنا فی ذلك الوقت أَو عَمِلْنا؛ و أَنشد ثعلب: و أَنتَ الذی خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ، غَداةَ غَدٍ، أَو رائحٌ بهَجِیرِ و الرواح: قد یكون مصدر قولك راحَ یَرُوحُ رَواحاً، و هو نقیض قولك غدا یَغْدُو غُدُوًّا. و تقول: خرجوا بِرَواحٍ من العَشِیِّ و رِیاحٍ، بمعنًی. و رجل رائحٌ من قوم رَوَحٍ اسم للجمع، و رَؤُوحٌ مِن قوم رُوحٍ، و كذلك الطیر. و طیر رَوَحٌ: متفرقة؛ قال الأَعشی: ما تَعِیفُ الیومَ فی الطیرِ الرَّوَحْ، من غُرابِ البَیْنِ، أَو تَیْسٍ سَنَحْ و یروی: الرُّوُحُ؛ و قیل: الرَّوَحُ فی هذا البیت: المتفرّقة، و لیس بقوی، إِنما هی الرائحة إِلی مواضعها، فجمع الرائح علی رَوَحٍ مثل خادم و خَدَمٍ؛ التهذیب: فی هذا البیت قیل: أَراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرَة و الفَجَرة، فطرح الهاء. قال: و الرَّوَحُ فی هذا البیت المتفرّقة. و رجل رَوَّاحٌ بالعشی، عن اللحیانی: كَرَؤُوح، و الجمع رَوَّاحُون، و لا یُكَسَّر. و خرجوا بِرِیاحٍ من العشیّ، بكسر الراءِ، و رَواحٍ و أَرْواح أَی بأَول. و عَشِیَّةٌ: راحةٌ؛ و قوله: و لقد رأَیتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً، و علیَّ، من سَدَفِ العَشِیِّ، رِیاحُ بكسر الراء، فسره ثعلب فقال: معناه وقت. و قالوا: قومُك رائحٌ؛ عن اللحیانی حكاه عن الكسائی قال: و لا یكون ذلك إِلَّا فی المعرفة؛ یعنی أَنه لا یقال قوم رائحٌ. و راحَ فلانٌ یَرُوحُ رَواحاً: من ذهابه أَو سیره بالعشیّ. قال الأَزهری: و سمعت العرب تستعمل الرَّواحَ فی السیر كلَّ وقت، تقول: راحَ القومُ إِذا ساروا و غَدَوْا، و یقول أَحدهم لصاحبه: تَرَوَّحْ، و یخاطب أَصحابه فیقول: تَرَوَّحُوا أَی سیروا، و یقول: أَ لا تُرَوِّحُونَ؟ و نحو ذلك ما جاء فی الأَخبار الصحیحة الثابتة، و هو بمعنی المُضِیِّ إِلی الجمعة و الخِفَّةِ إِلیها، لا بمعنی الرَّواح بالعشی.فی الحدیث: مَنْ راحَ إِلی الجمعة فی الساعة الأُولی‌أَی من مشی إِلیها و ذهب إِلی الصلاة و لم یُرِدْ رَواحَ آخر النهار. و یقال: راحَ القومُ و تَرَوَّحُوا إِذا ساروا أَیَّ وقت كان. و قیل: أَصل الرَّواح أَن یكون بعد الزوال، فلا تكون الساعات التی عدَّدها فی الحدیث إِلَّا فی ساعة واحدة من یوم الجمعة، و هی بعد الزوال كقولك: قعدت عندك ساعة إِنما ترید جزءاً من الزمان، و إِن لم یكن ساعة حقیقة التی هی جزء من أَربعة و عشرین جزءاً مجموع اللیل و النهار، و إِذا قالت العرب: راحت الإِبل تَرُوحُ و تَراحُ رائحةً، فَرواحُها هاهنا أَن تأْوِیَ بعد غروب الشمس إِلی مُراحِها الذی تبیت فیه. ابن سیدة: و الإِراحةُ رَدُّ الإِبل و الغنم من العَشِیِّ إِلی مُرَاحها حیث تأْوی إِلیه لیلًا، و قد أَراحها راعیها یُرِیحُها. و فی لغة: هَراحَها یُهْرِیحُها. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: رَوَّحْتُها بالعشیّ‌أَی رَدَدْتُها إِلی المُراحِ. و سَرَحَتِ الماشیة بالغداة و راحتْ بالعَشِیِّ أَی رجعت. و تقول: افعل ذلك فی سَراحٍ و رَواحٍ أَی فی یُسرٍ بسهولة؛ و المُراحُ: مأْواها
لسان العرب، ج‌2، ص: 465
ذلك الأَوانَ، و قد غلب علی موضع الإِبل. و المُراحُ، بالضم: حیث تأْوی إِلیه الإِبل و الغنم باللیل. و قولهم: ما له سارِحةٌ و لا رائحةٌ أَی شی‌ء؛ و راحتِ الإِبلُ و أَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلی المُراحِ؛ و‌فی حدیث سَرِقَة الغنم: لیس فیه قَطْعٌ حتی یُؤْوِیَهُ المُراح؛ المُراحُ، بالضم: الموضع الذی تَرُوحُ إِلیه الماشیة أَی تأْوی إِلیه لیلًا، و أَما بالفتح، فهو الموضع الذی یروح إِلیه القوم أَو یَروحُونَ منه، كالمَغْدَی الموضع الذی یُغْدَی منه. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: و أَراحَ عَلَیَّ نَعَماً ثَرِیّاً‌أَی أَعطانی، لأَنها كانت هی مُراحاً لِنَعَمِه، و‌فی حدیثها أَیضاً: و أَعطانی من كل رائحة زَوْجاً‌أَی مما یَرُوحُ علیه من أَصناف المال أَعطانی نصیباً و صِنْفاً، و یروی: ذابِحةٍ، بالذال المعجمة و الباء، و قد تقدم. و‌فی حدیث أَبی طلحة: ذاك مالٌ رائحٌ‌أَی یَرُوحُ علیك نَفْعُه و ثوابُه یعنی قُرْبَ وُصوله إِلیه، و یروی بالباء و قد تقدم. و المَراحُ، بالفتح: الموضع الذی یَرُوحُ منه القوم أَو یَرُوحُون إِلیه كالمَغْدَی من الغَداةِ؛ تقول: ما ترك فلانٌ من أَبیه مَغدًی و لا مَراحاً إِذا أَشبهه فی أَحوالِه كلها. و التَّرْوِیحُ: كالإِراحةِ؛ و قال اللحیانی: أَراحَ الرجل إِراحةً و إِراحاً إِذا راحت علیه إِبلُه و غنمه و ماله و لا یكون ذلك إِلّا بعد الزوال؛ و قول أَبی ذؤیب: كأَنَّ مَصاعِیبَ، زُبَّ الرُّؤُوسِ، فی دارِ صِرْمٍ، تُلاقی مُرِیحا یمكن أَن یكون أَراحتْ لغة فی راحت، و یكون فاعلًا فی معنی مفعول، و یروی: تُلاقی مُرِیحاً أَی الرجلَ الذی یُرِیحُها. و أَرَحْتُ علی الرجل حَقَّه إِذا رددته علیه؛ و قال الشاعر: أَ لا تُرِیحی علینا الحقَّ طائعةً، دونَ القُضاةِ، فقاضِینا إِلی حَكَمِ و أَرِحْ علیه حَقَّه أَی رُدَّه. و‌فی حدیث الزبیر: لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ و فرائضُ حُدَّتْ تُراحُ علی أَهلها‌أَی تُرَدُّ إِلیهم و أَهلُها هم الأَئمة، و یجوز بالعكس و هو أَن الأَئمة یردُّونها إِلی أَهلها من الرعیة؛ و منه‌حدیث عائشة: حتی أَراحَ الحقَّ علی أَهله.و رُحْتُ القومَ رَوْحاً و رَواحاً و رُحْتُ إِلیهم: ذهبت إِلیهم رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم. و راحَ أَهلَه و رَوَّحَهم و تَرَوَّحَهم: جاءهم رَواحاً. و‌فی الحدیث: علی رَوْحةٍ من المدینة‌أَی مقدار رَوْحةٍ، و هی المرَّة من الرَّواح. و الرَّوائح: أَمطار العَشِیّ، واحدتُها رائحة، هذه عن اللحیانی. و قال مرة: أَصابتنا رائحةٌ أَی سَماء. و یقال: هما یَتَراوحان عَمَلًا أَی یتعاقبانه، و یَرْتَوِحان مثلُه؛ و یقال: هذا الأَمر بیننا رَوَحٌ و رِوَحٌ و عِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه و تَعاوَرُوه. و المُراوَحَةُ: عَمَلانِ فی عَمَل، یعمل ذا مرة و ذا مرة؛ قال لبید: و وَلَّی عامِداً لَطَیاتِ فَلْجٍ، یُراوِحُ بینَ صَوْنٍ و ابْتِذالِ یعنی یَبْتَذِل عَدْوَه مرة و یصون أُخری أَی یكُفُّ بعد اجتهاد. و الرَّوَّاحةُ: القطیعُ «2» من الغنم. و رَواحَ الرجلُ بین جنبیه إِذا تقلب من جَنْب إِلی جَنْب؛ أَنشد یعقوب: إِذا اجْلَخَدَّ لم یَكَدْ یُراوِحُ، هِلْباجةٌ حَفَیْسَأٌ دُحادِحُ
(2). قوله [و الرواحة القطیع إلخ] كذا بالأَصل بهذا الضبط.
لسان العرب، ج‌2، ص: 466
و راوَحَ بین رجلیه إِذا قام علی إِحداهما مرَّة و علی الأَخری مرة. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُراوِحُ بین قدمیه من طول القیام‌أَی یعتمد علی إِحداهما مرة و علی الأُخری مرة لیُوصِلَ الراحةَ إِلی كلٍّ منهما؛ و منه‌حدیث ابن مسعود: أَنه أَبْصَرَ رجلًا صافًّا قدمیه، فقال: لو راوَحَ كان أَفضلَ؛ و منه‌حدیث بكر بن عبد الله: كان ثابتٌ یُراوِحُ بین جَبْهَتِه و قَدَمَیه‌أَی قائماً و ساجداً، یعنی فی الصلاة؛ و یقال: إِن یدیه لتَتراوَحانِ بالمعروف؛ و فی التهذیب: لتَتَراحانِ بالمعروف. و ناقة مُراوِحٌ: تَبْرُكُ من وراء الإِبل؛ الأَزهری: و یقال للناقة التی تبركُ وراءَ الإِبلِ: مُراوِحٌ و مُكانِفٌ، قال: كذلك فسره ابن الأَعرابی فی النوادر. و الرَّیِّحةُ من العضاه و النَّصِیِّ و العِمْقَی و العَلْقی و الخِلْبِ و الرُّخامَی: أَن یَظْهَر النبتُ فی أُصوله التی بقیت من عامِ أَوَّلَ؛ و قیل: هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غیر مطر، و حكی كراع فیه الرِّیحة علی مثال فِعْلَة، و لم یحك مَنْ سِواه إِلَّا رَیِّحة علی مِثال فَیِّحة. التهذیب: الرَّیِّحة نبات یَخْضَرُّ بعد ما یَبِسَ ورَقُه و أَعالی أَغصانه. و تَرَوَّحَ الشجرُ و راحَ یَراحُ: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غیر مطر، و قال الأَصمعی: و ذلك حین یَبْرُدُ اللیل فیتفطر بالورق من غیر مطر؛ و قیل: تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصیف؛ قال الراعی: و خالَفَ المجدَ أَقوامٌ، لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به، و العِرْقُ مَدْخولُ و روی الأَصمعی: و خادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ أَی مال. و خادَعَ: تَرَكَ، قال: و رواه أَبو عمرو: و خادَعَ الحمدَ أَقوام أَی تركوا الحمد أَی لیسوا من أَهله، قال: و هذه هی الروایة الصحیحة. قال الأَزهری: و الرَّیِّحة التی ذكرها اللیث هی هذه الشجرة التی تَتَرَوَّحُ و تَراحُ إِذا بَرَدَ علیها اللیلُ فتتفطرُ بالورق من غیر مطر، قال: سمعت العرب تسمِّیها الرَّیِّحة. و تَرَوُّحُ الشجر: تَفَطُّره و خُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ فی استقبال الشتاء، قال: و راحَ الشجر یَراحُ إِذا تفطر بالنبات. و تَرَوَّحَ النبتُ و الشجر: طال. و تَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِیحَ غیره لقربه منه. و تَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ و تَرَوَّحَ أَی راحَ من الرَّواحِ. و الرَّوَحُ، بالتحریك: السَّعَةُ؛ قال المتنخل الهُذَلیّ: لكنْ كبیرُ بنُ هِنْدٍ، یومَ ذَلِكُمُ، فُتْخُ الشَّمائل، فی أَیْمانِهِم رَوَحُ و كبیر بن هند: حیٌّ من هذیل. و الفتخ: جمع أَفْتَخَ، و هو اللَّیِّنُ مَفْصِلِ الیدِ؛ یرید أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ، و كذلك قوله: فی أَیمانهم رَوَح؛ و هو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسیف، و بعده: تَعْلُو السُّیوفُ بأَیْدِیهِم جَماجِمَهُم، كما یُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ و الرَّوَحُ: اتساعُ ما بین الفخذین أَو سَعَةٌ فی الرجلین، و هو دون الفَحَج، إِلَّا أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدمیه و تَتَدانی عَقِباه. و كل نعامة رَوْحاء؛ قال أَبو ذؤیب: و زَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِیِّ، كما زَفَّ النَّعامُ إِلی حَفَّانِه الرُّوحِ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كان أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ و الناس یمشونَ؛ الأَروَحُ: الذی تتدانی
لسان العرب، ج‌2، ص: 467
عَقِباه و یتباعد صدرا قدمیه؛ و منه‌الحدیث: لكأَنِّی أَنْظُرُ إِلی كِنانةَ بن عبدِ یالِیلَ قد أَقبلَ یضرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَیْ رجلیه.و الرَّوَحُ: انقلابُ القَدَمِ علی وَحْشِیِّها؛ و قیل: هو انبساط فی صدر القدم. و رجل أَرْوَحُ، و قد رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً، و هی رَوْحاءُ. ابن الأَعرابی: فی رجله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ، و هو أَشدّها؛ قال اللیث: الأَرْوَحُ الذی فی صدر قدمیه انبساط، یقولون: رَوِحَ الرجلُ یَرْوَحُ رَوَحاً. و قصعة رَوْحاءُ: قریبة القَعْر، و إِناءٌ أَرْوَحُ. و‌فی الحدیث: أَنه أُتیَ بقدحٍ أَرْوَحَ‌أَی مُتَّسع مبطوح. و اسْتراحَ إِلیه أَی اسْتَنامَ، و فی الصحاح: و اسْتَرْوَحَ إِلیه أَی استنام. و المُسْتَراحُ: المَخْرَجُ. و الرَّیْحانُ: نبت معروف؛ و قول العجاج: عالَیْتُ أَنْساعِی و جَلْبَ الكُورِ، علی سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ یرید بالرائِح: الثورَ الوحشی، و هو إِذا مُطِرَ اشتدَّ عَدْوُه. و ذو الراحة: سیف كان للمختار بن أَبی عُبَیْد. و قال ابن الأَعرابی فی قوله دَلَكَتْ بِراحِ، قال: معناه استُریح منها؛ و قال فی قوله: مُعاوِیَ، من ذا تَجْعَلُونَ مَكانَنا، إِذا دَلَكَتْ شمسُ النهارِ بِراحِ یقول: إِذا أَظلم النهار و اسْتُریحَ من حرّها، یعنی الشمس، لما غشیها من غَبَرة الحرب فكأَنها غاربة؛ كقوله: تَبْدُو كَواكِبُه، و الشمسُ طالعةٌ، لا النُّورُ نُورٌ، و لا الإِظْلامُ إِظْلامُ و قیل: دَلَكَتْ براح أَی غَرَبَتْ، و الناظرُ إِلیها قد تَوَقَّی شُعاعَها براحته. و بنو رَواحةَ: بطنٌ. و رِیاحٌ: حَیٌّ من یَرْبُوعٍ. و رَوْحانُ: موضع. و قد سَمَّتْ رَوْحاً و رَواحاً. و الرَّوْحاءُ: موضع، و النسب إِلیه رَوْحانیٌّ، علی غیر قیاس: الجوهری: و رَوْحاء، ممدود، بلد.

ریح؛ ج2، ص: 467

: الأَرْیَحُ: الواسعُ من كل شی‌ء. و الأَرْیَحِیُّ: الواسعُ الخُلُق المنبسِطُ إِلی المعروف، و العرب تحمل كثیراً من النعت علی أَفْعَلیٍّ كأَرْیَحِیٍّ و أَحْمَرِیّ، و الاسم الأَرْیَحِیَّةُ. و أَخَذَتْه لذلك أَرْیَحیَّة أَی خِفَّةٌ و هَشَّةٌ؛ و زعم الفارسی أَنَّ یاء أَرْیَحیَّة بَدَلٌ من الواو، فإِن كان هذا فبابه روح. و‌الحدیث المَرْوِیُّ عن جعفر: ناوَلَ رجلًا ثوباً جدیداً فقال: اطْوِه علی راحته‌أَی طَیِّه الأَوّلِ. و الرَّیاحُ، بالفتح: الرَّاحُ، و هی الخمر، و كلُّ خمر رَیاحٌ و راحٌ، و بذلك عُلم أَن أَلفها منقلبة عن یاء؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ مَكاكِیَّ الجِواء، غُدَیَّةً، نَشاوی، تَساقَوْا بالرِّیاحِ المُفَلْفَلِ «1» و قال بعضهم: سمِّیت راحاً لأَن صاحبها یَرْتاحُ إِذا شربها، و ذلك مذكور فی روح. و أَرْیَحُ: موضع بالشام؛ قال صَخْر الغَیّ یصف سیفاً: فَلَوْتُ عنه سُیُوفَ أَرْیَحَ، إِذ باءَ بِكَفِّی، فلم أَكَدْ أَجِدُ و أَورد الأَزهری هذا البیت، فقال: قال الهذلی: فَلَوتُ عنه سیوف أَرْیحَ، حَتَّی باءَ كفی، و لم أَكد أَجد
(1). فی معلقة إمرئ القیس: [صبِحنَ سُلافاً من رحیقٍ مُفَلفل]
لسان العرب، ج‌2، ص: 468
و قال: أَرْیَحُ حَی من الیمنِ. باءَ كفی له مَباءَةً أَی مَرجِعاً. و كفی: موضع؛ نصب لم أَكد أَجد لعِزَّته. و الأَرْیَحِیُّ: السیفُ، إِما أَن یكون منسوباً إِلی هذا الموضع الذی بالشام، و إِما أَن یكون لاهتزازه؛ قال: و أَرْیَحِیّاً عَضْباً و ذا خُصَلٍ، مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ، سابِحاً نَزِقا و أَرِیحاءُ و أَرْیَحاءُ: بلد، النسب إِلیه أَرْیَحِیٌّ، و هو من شاذ معدول النسب. و فی الحدیث ذكر الرِّیحِ و الرِّیاحِ، و أَصلها الواو و قد ذكرت فی روح، و الله أَعلم.

فصل الزای؛ ج2، ص: 468

زحح؛ ج2، ص: 468

: قال الله تعالی: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فٰازَ؛ زُحْزِحَ أَی نُحِّیَ و بُعِّدَ. و زَحَّ الشی‌ءَ یَزُحُّه زَحّاً: جذبه فی عَجَلَة. و زَحَّه یَزُحُّه زَحّاً، و زَحْزَحه فتَزَحْزَحَ: دَفَعه و نَحَّاه عن موضعه فَتَنَحَّی و باعَدَه منه؛ قال ذو الرمة: یا قابِضَ الرُّوحِ عن جِسْمٍ عَصَی زَمَناً، و غافِرَ الذَّنْبِ، زَحْزِحْنِی عن النارِ و یقال: هو بِزَحْزَحٍ عن ذلك أَی ببُعْدٍ منه. الأَزهری: قال بعضهم هذا مكرَّر من باب المعتل، و أَصله من زاحَ یَزیحُ إِذا تأَخَّر؛ قال: و منه قول لبید: زاحَ عن مِثْلِ مَقامِی و زَحَلْ و منه یقال: زاحتْ علته و أَزَحْتُها، و قیل: هو مأْخوذ من الزَّوْحِ، و هو السَّوْقُ الشدید، و كذلك الذَّوْحُ. و‌فی الحدیث: من صام یوماً فی سبیل الله زَحْزَحَه اللهُ عن النار سبعین خَریفاً؛ زحزحه أَی نَحَّاه عن مكانه و باعده منه. یعنی باعده عن النار مسافة تُقطع فی سبعین سنة، لأَنه كلما مَرَّ خریف فقد انقضت سنة؛ و منه‌حدیث علیّ: أَنه قال لسلیمان بن صُرَدٍ لما حضره بعد فراغه من الجَمَلِ: تَزَحْزَحْتَ و تَرَبَّصْتَ فكیف رأَیتَ اللهَ صَنَع؛ و منه‌حدیث الحسن بن علی: كان إِذا فرغ من الفجر لم یتكلم حتی تطلع الشمس و إِن زُحْزِحَ‌أَی و إِن أُرید تنحیته عن ذلك و أُزْعِجَ و حُمِلَ علی الكلام. و الزَّحْزاحُ: موضع؛ قال: یُوعِدُ خَیْراً، و هو بالزَّحْزاحِ و قد یجوز أَن یكون الزَّحْزاحُ هنا اسماً من التَّزَحْزُحِ أَی التباعد و التَّنَحِّی. و تَزَحْزَحْتُ عن المكان و تَحَزْحَزْتُ، بمعنی واحد.

زرح؛ ج2، ص: 468

: زَرَحَه بالرُّمحِ: شَجَّه؛ قال ابن دُرَیْد: لیس بِثَبَتٍ. و الزَّرْوَحُ: الرابیة الصغیرة؛ و قیل: الأَكَمَةُ المنبسِطةُ، و الجمع الزَّراوِحُ؛ ابن شمیل: الزَّراوِحُ من التِّلال منبسِطٌ لا یُمْسِكُ الماءَ، رأْسُهُ صَفاةٌ؛ قال ذو الرمة: و تَرْجاف «1» أَلْحِیها، إِذا ما تَنَصَّبَتْ، علی رافِعِ الآلِ، التِّلالُ الزَّراوِحُ قال: و الحَزاوِرُ مثلها، و سیأْتی ذكره. الأَزهری: ابن الأَعرابی: الزُّرَّاحُ النَّشِیطُو الحركات. و الزَّرْوَحَةُ: مثل السَّرْوَعةِ یكون من الرَّمَل و غیره.

زقح؛ ج2، ص: 468

: ابن سیدة: زَقَحَ القِرْدُ زَقْحاً: صَوَّتَ؛ عن كراع.

زلح؛ ج2، ص: 468

: الزَّلْحُ: الباطلُ. و زَلَحَ الشی‌ءَ یَزْلَحُه زَلْحاً، و تَزَلَّحه: تَطَعَّمَه.
(1). هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 469
و خُبْزَةٌ زَلَحْلَحَة، كذلك «1». و الزُّلُحُ: من قولك قصعة زَلَحْلَحَة أَی منبسطة لا قعر لها، و قیل: قریبة القعر؛ قال: ثُمَّتَ جاؤُوا بقِصاعٍ مُلْسِ، زَلَحْلَحاتٍ ظاهراتِ الیُبْسِ، أُخِذْنَ فی السُّوق بفَلْسِ فَلْسِ قال: و هی كلمة علی فَعْلَلٍ، أَصله ثلاثی أُلحق ببناء الخماسی. و ذكر ابن شمیل عن أَبی خَیْرَةَ أَنه قال: الزَّلَحْلَحاتُ فی باب القِصاع، واحدتها زَلَحْلَحَةٌ، و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الزُّلُحُ الصِّحافُ الكبار، حذف الزیادة فی جمعها. و وادٍ زَلَحْلَحٌ: غیرُ عَمِیق.

زلنقح؛ ج2، ص: 469

: الأَزهری: الزَّلَنْقَحُ السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ.

زمح؛ ج2، ص: 469

: الزُّمَّحُ من الرجال: الضعیفُ، و قیل: القصیر الدمیم، و قیل: اللئیم. و الزُّمَّحُ و الزَّوْمَحُ من الرجال: الأَسودُ القبیحُ الشَّرِیرُ؛ و أَنشد شمر: و لم تَكُ شِهْدارةَ الأَبْعَدین، و لا زُمَّحَ الأَقْرَبین الشَّرِیرا و قیل: الزُّمَّحُ القصیر السَّمْجُ الخِلْقَة السَّیِّ‌ءُ الأَدَمُّ المَشْؤُوم. و الزِّمَحْنُ و الزِّمَحْنةُ: السیِّ‌ءُ الخُلْق. و الزَّامِحُ: الدُّمَّلُ، اسمٌ كالكاهِلِ و الغارِبِ، لأَنَّا لم نجد له فِعْلًا. و الزُّمَّاحُ: طین یجعل علی رأْس خشبة یرمی بها الطیر، و أَنكرها بعضهم و قال: إِنما هو الجُمَّاحُ. و الزُّمَّاحُ: طائر كان یَقِفُ بالمدینة فی الجاهلیة علی أُطُمٍ فیقول شیئاً، و قیل: كان یسقط فی بعض مَرابِدِ المدینة فیأْكل تَمْره، فَرَمَوْه فقتلوه فلم یأْكل أَحد من لحمه إِلا مات؛ قال: أَ عَلی العهدِ أَصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرٍو، لیتَ شِعْرِی أَم غالها الزُّمَّاحُ؟ الأَزهری: الزُّمَّاحُ طائر كانت الأَعراب تقول إِنه یأْخذ الصبی من مَهْدِه. و زَمَّحَ الرجلُ إِذا قتل الزُّمَّاحَ، و هو هذا الطائر الذی یأْخذ الصبی.

زنح؛ ج2، ص: 469

: أَبو خَیْرَةَ: إِذا شرب الرجلُ الماء فی سُرْعةِ إِساغةٍ، فهو التَّزْنِیحُ؛ قال الأَزهری: و سماعی من العرب التَّزَنُّحُ. یقال: تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إِذا شربته مرة بعد أُخری. و تَزَنَّح الرجل إِذا ضایق إِنساناً فی معاملة أَو دَیْن. و زَنَحه یَزْنَحُه زَنْحاً: دَفَعه. و‌فی حدیث زیاد: قال عبد الرحمن بن السائب: فَزَنَجَ شی‌ءٌ، أَقبل، طویلُ العُنُقِ، فقلت: ما أَنتَ؟ فقال: أَنا النَّقَّادُ ذو الرَّقَبة، قال: لا أَدری ما زَنَجَ، لعله بالحاء؛ و الزَّنْحُ: الدفعُ، كأَنه یرید هجومَ هذا الشخص و إِقبالَه، و یحتمل أَن یكون زَلَج، باللام و الجیم، و هو سرعةُ ذهاب الشی‌ء و مُضِیُّه؛ و قیل: هو بالحاء بمعنی سَنَحَ و عَرَضَ. و التَّزَنُّحُ: التَّفَتُّحُ فی الكلام و رَفْعُ الإِنسان نفْسَه فوق قَدْرِه؛ قال أَبو الغَریبِ: تَزَنّحُ بالكلام علیَّ جَهْلًا كأَنك ماجدٌ من أَهلِ بَدْرِ و التَّزَنُّحُ فی الكلام: فوق الهَذْرِ. و الزُّنُح: المكافئونَ علی الخیر و الشر «2».
(1). قوله [و خبزة زلحلحة كذلك] كذا بالأَصل. و فی القاموس: و الزلحلح الخفیف الجسم، و الوادی الغیر العمیق، و بالهاء الرقیقة من الخبز. و قوله و الزلح أی بضمتین: القصاع الكبار، جمع زلحلحة، حذفت الزیادة من جمعها. (2). زاد المجد: الزنوح، كرسول: الناقة السریعة، و المزانحة الممادحة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 470‌

زوح؛ ج2، ص: 470

: التهذیب: الزَّوْحُ تفریق الإِبل، و یقال: الزَّوْحُ جَمْعُها إِذا تفرّقت؛ و الزَّوْحُ: الزَّوَلانُ. شمر. زاحَ و زاخَ، بالحاء و الخاء، بمعنی واحد إِذا تَنَحَّی؛ و منه قول لبید: لو یقومُ الفِیلُ أَو فَیَّالُه، زاحَ عن مثلِ مَقامی و زَحَلْ قال: و منه زاحتْ علَّته، و أَزَحْتُها أَنا. و زاحَ الشی‌ءَ زَوْحاً، و أَزاحَه: أَزاغه عن موضعه و نَحَّاه. و زاحَ هو یَزُوحُ، و زاحَ الرجلُ زَوْحاً: تباعد. و الزَّواحُ: الذهابُ؛ عن ثعلب: و أَنشد: إِنی زعیمٌ یا نُوَیْقَةُ، إِنْ نَجَوْتِ من الزَّواحْ

زیح؛ ج2، ص: 470

: زاحَ الشی‌ءُ یَزیحُ زَیْحاً و زُیُوحاً و زِیُوحاً و زَیَحاناً، و انْزاحَ: ذهب و تباعد؛ و أَزَحْتُه و أَزاحَه غیرُه. و فی التهذیب: الزَّیْحُ ذهابُ الشی‌ء، تقول: قد أَزَحْتُ علته فزاحتْ، و هی تَزیحُ؛ و قال الأَعْشی: و أَرْمَلَةٍ تَسْعَی بشُعْثٍ، كأَنها و إِیاهمُ، رُبْدٌ أَحَثَّتْ رِئالَها هَنَأْنا، فلم تَمْنُنْ علینا، فأَصْبَحتْ رَخیَّةَ بالٍ، قد أَزَحْنا هُزالَها ابن بری: قوله: هنأْنا أَی أَطعمنا. و الشعْثُ: أَولادُها. و الرُّبْدُ: النعامُ. و الرُّبْدَةُ: لونها. و الرِّئالُ: جمع رَأْلٍ، و هو فَرْخُ النعام. و‌فی حدیث كعب بن مالك: زاحَ عنی الباطلُ‌أَی زال و ذهب. و أَزاحَ الأَمرَ: قضاه.

فصل السین؛ ج2، ص: 470

سبح؛ ج2، ص: 470

: السَّبْحُ و السِّباحة: العَوْمُ. سَبَحَ بالنهر و فیه یَسْبَحُ سَبْحاً و سِباحةً، و رجل سابِحٌ و سَبُوح من قوم سُبَحاء، و سَبَّاحٌ من قوم سَبَّاحین؛ و أَما ابن الأَعرابی فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح؛ و به فسر قول الشاعر: و ماءٍ یَغْرَقُ السُّبَحاءُ فیه، سَفِینتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ قال: السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ. و یعنی بالماء هنا السَّرابَ. و المُواشِكةُ: الجادَّةُ فی سیرها. و الخَبُوب، من الخَبَب فی السیر؛ جعل الناقة مثل السفینة حین جعل السَّرابَ كالماء. و أَسْبَح الرجلَ فی الماء: عَوَّمَه؛ قال أُمیة: و المُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها، فی الیَمِّ جَرْیَتُها، كأَنها عُوَمُ و سَبْحُ الفَرَسِ: جَرْیُه. و فرس سَبُوحٌ و سابِحٌ: یَسْبَحُ بیدیه فی سیره. و السَّوابِحُ: الخیل لأَنها تَسْبَح، و هی صفة غالبة. و‌فی حدیث المقداد: أَنه كان یوم بدرٍ علی فرس یقال له سَبْحَة؛ قال ابن الأَثیر: هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ الیدین فی الجَرْی؛ و قوله أَنشده ثعلب: لقد كانَ فیها للأَمانةِ موضِعٌ، و للعَیْنِ مُلْتَذٌّ، و للكَفِّ مَسْبَحُ فسره فقال: معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فیها جمیع ما ترید. و النجوم تَسْبَحُ فی الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت فی دَوَرانها. و السَّبْحُ: الفَراغُ. و قوله تعالی: إِنَّ لَكَ فِی النَّهٰارِ سَبْحاً طَوِیلًا؛ إِنما یعنی به فراغاً طویلًا و تَصَرُّفاً؛ و قال اللیث: معناه فراغاً للنوم؛ و قال أَبو عبیدة: مُنْقَلَباً طویلًا؛ و قال المُؤَرِّجُ: هو الفَراغ و الجَیئَة و الذهاب؛ قال أَبو الدُّقَیْش: و یكون
لسان العرب، ج‌2، ص: 471
السَّبْحُ أَیضاً فراغاً باللیل؛ و قال الفراء: یقول لك فی النهار ما تقضی حوائجك؛ قال أَبو إِسحاق: من قرأَ سَبْخاً فمعناه قریب من السَّبْح، و قال ابن الأَعرابی: من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً و معاشاً، و من قرأَ سَبْخاً أَراد راحة و تخفیفاً للأَبدان. قال ابنُ الفَرَج: سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِیَّ یقول: سَبَحْتُ فی الأَرض و سَبَخْتُ فیها إِذا تباعدت فیها؛ و منه قوله تعالی: وَ كُلٌّ فِی فَلَكٍ یَسْبَحُونَ أَی یَجْرُونَ، و لم یقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من یعقل؛ و كذلك قوله: وَ السّٰابِحٰاتِ سَبْحاً؛ هی النجوم تَسْبَحُ فی الفَلَكِ أَی تذهب فیها بَسْطاً كما یَسْبَحُ السابحُ فی الماء سَبْحاً؛ و كذلك السابح من الخیل یمدّ یدیه فی الجری سَبْحاً؛ و قال الأَعشی: كم فیهمُ من شَطْبَةٍ خَیْفَقٍ، و سابِحٍ ذی مَیْعَةٍ ضامِرِ و قال الأَزهری فی قوله عز و جل: وَ السّٰابِحٰاتِ سَبْحاً فَالسّٰابِقٰاتِ سَبْقاً؛ قیل: السابحاتُ السُّفُنُ، و السابقاتُ الخیلُ، و قیل: إِنها أَرواح المؤمنین تخرج بسهولة؛ و قیل: الملائكة تَسْبَحُ بین السماء و الأَرض. و سَبَحَ الیَرْبُوعُ فی الأَرض إِذا حفر فیها، و سَبَحَ فی الكلام إِذا أَكثر فیه. و التَّسبیح: التنزیه. و سبحان الله: معناه تنزیهاً لله من الصاحبة و الولد، و قیل: تنزیه الله تعالی عن كل ما لا ینبغی له أَن یوصف، قال: و نَصْبُه أَنه فی موضع فعل علی معنی تسبیحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبیحاً له أَی نزهته تنزیهاً، قال: و كذلك روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم؛ و قال الزجاج فی قوله تعالی: سُبْحٰانَ الَّذِی أَسْریٰ بِعَبْدِهِ لَیْلًا؛ قال: منصوب علی المصدر؛ المعنی أُسبِّح الله تسبیحاً. قال: و سبحان فی اللغة تنزیه الله، عز و جل، عن السوء؛ قال ابن شمیل: رأَیت فی المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لی سبحان الله، فقال: أَ ما تری الفرس یَسْبَحُ فی سرعته؟ و قال: سبحان الله السرعةُ إِلیه و الخِفَّةُ فی طاعته، و جِماعُ معناه بُعْدُه، تبارك و تعالی، عن أَن یكون له مِثْلٌ أَو شریك أَو ندٌّ أَو ضدّ؛ قال سیبویه: زعم أَبو الخطاب أَن سبحان الله كقولك براءَةَ الله أَی أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً؛ و قیل: قوله سبحانك أَی أُنزهك یا رب من كل سوء و أُبرئك. و‌روی الأَزهری بإِسناده أَن ابن الكَوَّا سأَل علیّاً، رضوان الله تعالی علیه، عن سُبْحٰانَ اللّٰهِ*، فقال: كلمة رضیها الله لنفسه فأَوصی بها.و العرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه؛ و زعم أَن قول الأَعشی فی معنی البراءة أَیضاً: أَقولُ لمَّا جاءنی فَخْرُه: سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ أَی براءةً منه؛ و كذلك تسبیحه: تبعیده؛ و بهذا استدل علی أَن سبحان معرفة إِذ لو كان نكرة لانصرف. و معنی هذا البیت أیضاً: العجب منه إِذ یَفْخَرُ، قال: و إِنما لم ینوّن لأَنه معرفة و فیه شبه التأْنیث؛ و قال ابن بری: إِنما امتنع صرفه للتعریف و زیادة الأَلف و النون، و تعریفه كونه اسماً علماً للبراءة، كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول، و شَتَّانَ اسم علم للتفرّق؛ قال: و قد جاء فی الشعر سبحان منوّنة نكرة؛ قال أُمیة: سُبْحانَه ثم سُبْحاناً یَعُودُ له، و قَبْلَنا سَبَّح الجُودِیُّ و الجُمُدُ و قال ابن جنی: سبحان اسم علم لمعنی البراءة و التنزیه بمنزلة عُثْمانَ و عِمْرانَ، اجتمع فی سبحان التعریف و الأَلف و النون، و كلاهما علة تمنع من الصرف. و سَبَّح الرجلُ: قال سبحان الله؛ و فی التنزیل: كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلٰاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ؛ قال رؤبة:
لسان العرب، ج‌2، ص: 472
سَبَّحْنَ و اسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ و سَبَحَ: لغة، حكی ثعلب سَبَّح تسبیحاً و سُبْحاناً، و عندی أَن سُبْحاناً لیس بمصدر سَبَّح، إِنما هو مصدر سَبَح، و فی التهذیب: سَبَّحْتُ الله تسبیحاً و سُبْحاناً بمعنی واحد، فالمصدر تسبیح، و الاسم سُبْحان یقوم مقام المصدر. و أَما قوله تعالی: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰاوٰاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِیهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَیْ‌ءٍ إِلّٰا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لٰكِنْ لٰا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ؛ قال أَبو إِسحاق: قیل إِن كل ما خلق الله یُسَبِّحُ بحمده، و إِن صَریرَ السَّقْف و صَریرَ الباب من التسبیح، فیكون علی هذا الخطابُ للمشركین وحدهم: وَ لٰكِنْ لٰا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ؛ و جائز أَن یكون تسبیح هذه الأَشیاء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه، قال: و قال قوم وَ إِنْ مِنْ شَیْ‌ءٍ إِلّٰا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أَی ما من دابة إلا و فیه دلیل أَن الله، عز و جل، خالقه و أَن خالقه حكیم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء و لكنكم، أَیها الكفار، لا تفقهون أَثر الصَّنْعة فی هذه المخلوقات؛ قال أَبو إِسحاق: و لیس هذا بشی‌ء لأَن الذین خوطبوا بهذا كانوا مقرّین أَن الله خالقُهم و خالقُ السماء و الأَرض و من فیهن، فكیف یجهلون الخِلْقَة و هم عارفون بها؟ قال الأَزهری: و مما یدلك علی أَن تسبیح هذه المخلوقات تسبیح تَعَبَّدَتْ به قولُ الله عز و جل للجبال: یٰا جِبٰالُ أَوِّبِی مَعَهُ وَ الطَّیْرَ؛ و معنی أَوِّبِی سَبِّحی مع داود النهارَ كلَّه إِلی اللیل؛ و لا یجوز أَن یكون معنی أَمر الله عز و جل للجبال بالتأْویب إِلا تَعَبُّداً لها؛ و كذلك قوله تعالی: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبٰالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ كَثِیرٌ مِنَ النّٰاسِ، فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبیحها؛ و كذلك قوله: وَ إِنَّ مِنَ الْحِجٰارَةِ لَمٰا یَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهٰارُ وَ إِنَّ مِنْهٰا لَمٰا یَشَّقَّقُ فَیَخْرُجُ مِنْهُ الْمٰاءُ وَ إِنَّ مِنْهٰا لَمٰا یَهْبِطُ مِنْ خَشْیَةِ اللّٰهِ؛ و قد عَلِم اللهُ هُبوطَها من خشیته و لم یعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا و لا نَدَّعِی بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كیفیةً نَحُدُّها. و من صفات الله عز و جل: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ؛ قال أَبو إِسحاق: السُّبُّوح الذی یُنَزَّه عن كل سُوء، و القُدُّوسُ: المُبارَك، و قیل: الطاهر؛ و قال ابن سیدة: سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز و جل، لأَنه یُسَبَّحُ و یُقَدَّسُ، و یقال: سَبُّوحٌ قَدُّوسٌ؛ قال اللحیانی: المجتمع علیه فیها الضم، قال: فإِن فتحته فجائز؛ هذه حكایته و لا أَدری ما هی. قال سیبویه: إِنما قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة و الروح؛ فلیس بمنزلة سُبْحان لأَن سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة، كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته علی إِضمار الفعل المتروك إِظهاره، كأَنه خطر علی باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ، فقال سُبُّوحاً أَی ذَكرت سبوحاً، أَو ذَكَره هو فی نفسه فأَضمر مثل ذلك، فأَما رَفْعُه فعلی إِضمار المبتدإِ و تَرْكُ إِظهارِ ما یَرْفع كترك إظهار ما یَنْصِب؛ قال أَبو إِسحاق: و لیس فی كلام العرب بناءٌ علی فُعُّول، بضم أَوّله، غیر هذین الاسمین الجلیلین و حرف آخر «3» و هو قولهم للذِّرِّیحِ، و هی دُوَیْبَّةٌ: ذُرُّوحٌ، زادها ابن سیدة فقال: و فُرُّوجٌ، قال: و قد یفتحان كما یفتح سُبُّوح و قُدُّوسٌ، روی ذلك كراع. و قال ثعلب: كل اسم علی فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلَّا السُّبُّوحَ و القُدُّوسَ، فإِن الضم فیهما
(3). قوله [و حرف آخر إلخ] نقل شارح القاموس عن شیخه قال: حكی الفهری عن اللحیانی فی نوادره اللغتین فی قولهم ستوق و شبوط لضرب من الحوت و كلوب انتهی ملخصاً. قوله و الفتح فیهما إلخ عبارة النهایة. و فی حدیث الدعاء سبوح قدّوس یرویان بالفتح و الضم، و الفتح فیهما إِلی قوله و المراد بهما التنزیه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 473
أَكثر؛ و قال سیبویه: لیس فی الكلام فُعُّول بواحدة، هذا قول الجوهری؛ قال الأَزهری: و سائر الأَسماء تجی‌ء علی فَعُّول مثل سَفُّود و قَفُّور و قَبُّور و ما أَشبهها، و الفتح فیهما أَقْیَسُ، و الضم أَكثر استعمالًا، و هما من أَبنیة المبالغة و المراد بهما التنزیه. و سُبُحاتُ وجهِ الله، بضم السین و الباء: أَنوارُه و جلالُه و عظمته. و‌قال جبریل، علیه السلام: إِن لله دون العرش سبعین حجاباً لو دنونا من أَحدها لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا؛ رواه صاحب العین، قال ابن شمیل: سُبُحاتُ وجهه نُورُ وجهه. و‌فی حدیث آخر: حجابُه النورُ و النارُ، لو كشفه لأَحْرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شی‌ء أَدركه بصَرُه؛ سُبُحاتُ وجه الله: جلالُه و عظمته، و هی فی الأَصل جمع سُبْحة؛ و قیل: أَضواء وجهه؛ و قیل: سُبُحاتُ الوجه محاسنُه لأَنك إِذا رأَیت الحَسَنَ الوجهِ قلت: سبحان الله و قیل: معناه تنزیهٌ له أَی سبحان وجهه؛ و قیل: سُبُحاتُ وجهه كلام معترض بین الفعل و المفعول أَی لو كشفها لأَحرقت كل شی‌ء أَدركه بصره، فكأَنه قال: لأَحرقت سُبُحاتُ الله كل شی‌ء أَبصره، كما تقول: لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل، و العِیاذُ بالله، كلَّ من فیه؛ قال: و أَقرب من هذا كله أَن المعنی: لو انكشف من أَنوار الله التی تحجب العباد عنه شی‌ء لأَهلك كلَّ من وقع علیه ذلك النورُ، كما خَرَّ موسی، علی نبینا و علیه السلام، صَعِقاً و تَقَطَّعَ الجبلُ دَكّاً، لمَّا تجلی الله سبحانه و تعالی؛ و یقال: السُّبُحاتُ مواضع السجود. و السُّبْحَةُ: الخَرَزاتُ التی یَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبیحه، و هی كلمة مولَّدة. و قد یكون التسبیح بمعنی الصلاة و الذِّكر، تقول: قَضَیْتُ سُبْحَتی. و‌روی أَن عمر، رضی الله عنه، جَلَدَ رجلین سَبَّحا بعد العصر‌أَی صَلَّیا؛ قال الأَعشی: و سَبِّحْ علی حین العَشِیَّاتِ و الضُّحَی، و لا تَعْبُدِ الشیطانَ، و اللهَ فاعْبُدا یعنی الصلاة بالصَّباح و المَساء، و علیه فسر قوله: فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ؛ یأْمرهم بالصلاة فی هذین الوَقتین؛ و قال الفراء: حِینَ تُمْسُونَ المغرب و العشاء، وَ حِینَ تُصْبِحُونَ صلاة الفجر، وَ عَشِیًّا العصر، وَ حِینَ تُظْهِرُونَ الأُولی. و قوله: وَ سَبِّحْ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكٰارِ أَی و صَلِّ. و قوله عز و جل: فَلَوْ لٰا أَنَّهُ كٰانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ؛ أَراد من المصلین قبل ذلك، و قیل: إِنما ذلك لأَنه قال فی بطن الحوت: لٰا إِلٰهَ إِلّٰا أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظّٰالِمِینَ. و قوله: یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهٰارَ لٰا یَفْتُرُونَ؛ یقال: إِن مَجْرَی التسبیح فیهم كمَجری النَّفَسِ منا لا یَشْغَلُنا عن النَّفَسِ شی‌ء. و قوله: أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لٰا تُسَبِّحُونَ أَی تستثنون، و فی الاستثناء تعظیمُ الله و الإِقرارُ بأَنه لا یشاء أَحدٌ إِلَّا أَن یشاء الله، فوضع تنزیه الله موضع الاستثناء. و السُّبْحةُ: الدعاء و صلاةُ التطوع و النافلةُ؛ یقال: فرغ فلانٌ من سُبْحَته أَی من صلاته النافلة، سمِّیت الصلاة تسبیحاً لأَن التسبیح تعظیم الله و تنزیهه من كلِّ سوء؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما خُصت النافلة بالسُّبْحة، و إِن شاركتها الفریضة فی معنی التسبیح، لأَن التسبیحات فی الفرائض نوافلُ، فقیل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبیحات و الأَذكار فی أَنها غیر واجبة؛ و قد تكرر ذكر السُّبْحة فی الحدیث كثیراً‌فمنها: اجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً‌أَی نافلة، و‌منها: كنا إِذا نزلنا منزلًا لا نُسَبِّحُ حتی نَحُلَّ الرِّحال؛ أَراد صلاة الضحی، بمعنی أَنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا یباشرونها حتی یَحُطُّوا الرحال و یُریحوا الجمالَ
لسان العرب، ج‌2، ص: 474
رفقاً بها و إِحساناً. و السُّبْحَة: التطوُّع من الذِّكر و الصلاة؛ قال ابن الأَثیر: و قد یطلق التسبیح علی غیره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحمید و التمجید و غیرهما. و سُبْحَةُ الله: جلالُه. و قیل فی قوله تعالی: إِنَّ لَكَ فِی النَّهٰارِ سَبْحاً طَوِیلًا أَی فراغاً للنوم، و قد یكون السَّبْحُ باللیل. و السَّبْحُ أَیضاً: النوم نفسه. و قال ابن عرفة الملقب بنفطویه فی قوله تعالی: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِیمِ* أَی سبحه بأَسمائه و نزهه عن التسمیة بغیر ما سمَّی به نفسه، قال: و من سمی الله تعالی بغیر ما سمی به نفسه، فهو مُلْحِدٌ فی أَسمائه، و كلُّ من دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له و أَوصافاً؛ قال الله تعالی: وَ لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنیٰ فَادْعُوهُ بِهٰا، و هی صفاته التی وصف بها نفسه، و كل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه و مدحه و لَحِقَه ثوابُه. و‌روی عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ما أَحدٌ أَغْیَرَ من الله و لذلك حَرَّمَ الفواحشَ، و لیس أَحدٌ أَحبَّ إِلیه المَدْحُ من الله تعالی.و السَّبْحُ أَیضاً: السكون. و السَّبْحُ: التقَلُّبُ و الانتشار فی الأَرض و التَّصَرُّفُ فی المعاش، فكأَنه ضِدٌّ. و‌فی حدیث الوضوء: فأَدخل إصْبُعَیْه السَّبَّاحَتَیْنِ فی أُذنیه؛ السَّبَّاحةُ و المُسَبِّحةُ: الإِصبع التی تلی الإِبهام، سمیت بذلك لأَنها یشار بها عند التسبیح. و السَّبْحَةُ، بفتح السین: ثوب من جُلُود، و جمعها سِباحٌ؛ قال مالك بن خالد الهذلی: و سَبَّاحٌ و مَنَّاحٌ و مُعْطٍ، إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ و صحَّف أَبو عبیدة هذه الكلمة فرواها بالجیم؛ قال ابن بری: لم یذكر، یعنی الجوهری، السَّبْحَة، بالفتح، و هی الثیاب من الجلود، و هی التی وقع فیها التصحیف، فقال أَبو عبیدة: هی السُّبْجة، بالجیم و ضم السین، و غلط فی ذلك، و إِنما السُّبْجَة كساء أَسود، و استشهد أَبو عبیدة علی صحة قوله بقول مالك الهذلی: إِذا عاد المسارح كالسباج فصحَّف البیت أَیضاً، قال: و هذا البیت من قصیدة حائیة مدح بها زهیرَ بنَ الأَغَرِّ اللحیانی، و أَوَّلها: فَتًی ما ابنُ الأَغَرِّ، إِذا شَتَوْنا، و حُبَّ الزَّادُ فی شَهْرَیْ قُماحِ [قِماحِ و المسارح: المواضع التی تسرح إِلیها الإِبل، فشبهها لمَّا أَجدبت بالجلود المُلْسِ فی عدم النبات، و قد ذكر ابن سیدة فی ترجمة سبج، بالجیم، ما صورته: و السِّباجُ ثیاب من جلود، واحدتها سُبْجَة، و هی بالحاء أَعلی، علی أَنه أَیضاً قد قال فی هذه الترجمة: إِن أَبا عبیدة صحَّف هذه الكلمة و رواها بالجیم كما ذكرناه آنفاً، و من العجب وقوعه فی ذلك مع حكایته عن أَبی عبیدة أَنه وقع فیه، اللهم إِلا أَن یكون وجد نقلًا فیه، و كان یتعین علیه أَنه لو وجد نقلًا فیه أَن یذكره أَیضاً فی هذه الترجمة عند تخطئته لأَبی عبیدة و نسبته إِلی التصحیف لیسلم هو أَیضاً من التهمة و الانتقاد. أَبو عمرو: كساءٌ مُسبَّح، بالباء، قوی شدید، قال: و المُسَبَّحُ، بالباء أَیضاً، المُعَرَّضُ، و قال شمر: السِّباحُ، بالحاء، قُمُصٌ للصبیان من جلود؛ و أَنشد: كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها جَواری الهِنْدِ، مُرْخِیةَ السِّباحِ قال: و أَما السُّبْجَة، بضم السین و الجیم، فكساء أَسود. و السُّبْحَة: القطعة من القطن. و سَبُوحةُ، بفتح السین مخففة: البلدُ الحرامُ، و یقال:
لسان العرب، ج‌2، ص: 475
وادٍ بعرفات؛ و قال یصف نُوقَ الحجیج: خَوارِجُ من نَعْمانَ، أَو من سَبُوحةٍ إِلی البیتِ، أَو یَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ

سجح؛ ج2، ص: 475

: السَّجَحُ: لِینُ الخَدِّ. و خَدٌّ أَسْجَحُ: سهلٌ طویل قلیل اللحم واسع؛ و قد سَجِحَ سَجَحاً و سَجاحةً. و خُلُقٌ سَجِیح: لَیِّنٌ سهل؛ و كذلك المِشْیةُ، بغیر هاء، یقال: مَشی فلان مشیاً سُجُحاً و سَجِیحاً. و مِشْیةٌ سُجُحٌ أَی سهلة؛ و‌ورد فی حدیث علیّ، رضی الله عنه، یُحَرِّضُ أَصحابه علی القتال: و امْشُوا إِلی الموت مِشْیةً سُجُحاً؛ قال حسان: دَعُوا التَّخاجُؤَ، و امْشُوا مِشْیَةً سُجُحاً، إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ و تَذْكِیرِ قال الأَزهری: هو أَن یعتدل فی مشیه و لا یتمایَل فیه تَكَبُّراً. و وجهٌ أَسْجَحُ بَیِّنُ السَّجَحِ أَی حَسَنٌ معتدل؛ قال ذو الرمة: لها أُذُنٌ حَشْرٌ و ذِفْرَی أَسِیلةٌ، و وجهٌ، كَمِرآةِ الغَرِیبةِ، أَسْجَحُ و أَورد الأَزهری هذا البیت شاهداً علی لین الخد، و أَنشده: [و خدٍّ كمرآة الغریبة] قال ابن بری: خص مرآة الغریبة، و هی التی لم تتَزوَّج فی قومها، فلا تجد فی نساء ذلك الحی من یُعْنی بها و یُبَیِّن لها ما تحتاج إِلی إِصلاحه من عیب و نحوه، فهی محتاجة إِلی مرآتها التی تری فیها ما یُنْكِرُه فیها من رآها، فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة؛ قال: و الروایة المشهورة فی البیت [و خَدّ كمرآة الغریبة]. الأَزهری: و فی النوادر یقال: سَجَحْتُ له بشی‌ء من الكلام و سَرَحْتُ و سَجَّحْتُ و سَرَّحْتُ و سَنَحْتُ و سَنَّحْتُ إِذا كان كلام فیه تعریض بمعنی من المعانی. و سُجُحُ الطریق و سُجْحُه: مَحَجَّتُه لسهولتها. و بَنَوْا بیوتهم علی سُجُحٍ واحد و سُجْحةٍ واحدةٍ و عِذارٍ واحد أَی قدْرٍ واحد. و یقال: خَلِّ له عن سُجحِ الطریق، بالضم، أَی وَسَطه و سَنَنه. و السَّجِیحة و المَسْجُوحُ الخُلُق؛ و أَنشد: هُنا و هَنَّا و علی المَسْجُوحِ قال أَبو الحسن: هو كالمَیْسُور و المَعْسُور و إِن لم یكن له فِعْلٌ أَی إِنه من المصادر التی جاءت علی مثال مفعول. أَبو عبید: السَّجِیحة السَّجِیَّة و الطبیعة. أَبو زید: یقال ركب فلان سَجِیحَةَ رأْسه، و هو ما اختاره لنفسه من الرأْی فركبه. و الأَسْجَح من الرجال: الحَسَنُ المعتدل. الأَزهری: قال أَبو عبید: الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن. اللیث: سَجَحَتِ الحمامةُ و سَجَعَت. قال: و ربما قالوا مُزْجِح فی مُسْجِحٍ كالأَسْدِ و الأَزْدِ. و السَّجْحاء من الإِبل: التامَّة طولًا و عظماً. و الإِسْجاحُ: حُسْنُ العفو؛ و منه المثل السائر فی العفو عند المَقْدُرَةِ [المَقْدِرَةِ: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ و هو‌مرویٌّ عن عائشة، قالته لعلی، رضی الله عنهما، یوم الجمل حین ظَهَرَ علی الناس، فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام فأَجابته: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَی ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ و قَدَرْتَ فَسَهِّلْ و أَحْسِنِ العَفْوَ؛ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلی المدینة؛ و‌قالها أَیضاً ابنُ الأَكْوَعِ فی غزوة ذی قَرَدٍ: ملكت فأَسْجِحْ؛ و یقال: إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَی سَهِّلْ أَلفاظَكَ و ارْفُقْ. و مِسْجَحٌ: اسم رجل. و سَجاحِ: اسم المرأَة المُتَنَبِّئة، بكسر الحاء، مثل حَذامِ و قَطامِ، و هی من بنی یَرْبُوعٍ؛ قال:
لسان العرب، ج‌2، ص: 476
عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً و قَیْسا، و لَقِیَتْ من النكاحِ وَیْسا، قد حِیسَ هذا الدِّینُ عندی حَیْسا قال الأَزهری: كانت فی تمیم امرأَة كذابة أَیام مسیلمة المُتَنَبِّئ فتَنَبَّأَتْ هی أَیضاً، و اسمها سَجاحِ، و خطبها مسیلمة و تزوَّجته و لهما حدیث مشهور.

سحح؛ ج2، ص: 476

: السَّحُّ و السُّحُوحُ: هما سِمَنُ الشاةِ. سَحَّتِ الشاةُ و البقرة تَسِحُّ سَحّاً و سُحُوحاً و سُحُوحةً إِذا سمنت غایة السِّمَن؛ و قیل: سَمِنَتْ و لم تَنْتَهِ الغایةَ؛ و قال: اللحیانی سَحَّتْ تَسُحُّ، بضم السین؛ و قال أَبو مَعَدٍّ الكِلابیُّ: مهزولٌ ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قلیلًا ثم شَنُونٌ ثم سَمِینٌ ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّمٌ، و هو الذی انتهی سِمَناً؛ و شاة ساحَّةٌ و ساحٌّ، بغیر هاء، الأَخیرة علی النسب. قال الأَزهری: قال الخلیل هذا مما یُحتج به أَنه قول العرب فلا نَبْتَدِعُ فیه شیئاً. و غنمٌ سِحاحٌ و سُحاحٌ: سِمانٌ، الأَخیرة من الجمع العزیز كظُؤَارٍ و رُخالٍ؛ و كذا روی بیت ابن هَرْمة: و بَصَّرْتَنی، بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ، هذی العِجافَ، و هذی السِّحاحا و السِّحَاحُ و السُّحاحُ، بالكسر و الضم، و قد قیل: شاةٌ سُحاحٌ أَیضاً، حكاها ثعلب. و‌فی حدیث الزبیر: و الدنیا أَهْوَنُ عَلَیَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ‌أَی شاة ممتلئة سِمَناً، و یروی: سَحْساحة، و هو بمعناه؛ و لحمٌ ساحٌّ؛ قال الأَصمعی: كأَنه من سِمَنِه یَصُبُّ الوَدَكَ. و‌فی حدیث ابن عباس: مررتُ علی جزورٍ ساحٍّ‌أَی سمینة؛ و‌حدیث ابن مسعود: یَلْقَی شیطانُ المؤمن شیطانَ الكافر شاحباً أَغْبَر مَهْزُولًا و هذا ساحٌّ‌أَی سمین؛ یعنی شیطان الكافر. و سحابة سَحُوحٌ، و سَحَّ الدَّمْعُ و المطرُ و الماءُ یَسُحُّ سَحّاً و سُحُوحاً أَی سال من فوق و اشتدَّ انصبابُه. و ساحَ یَسِیحُ سَیْحاً إِذا جَرَی علی وجه الأَرض. و عینٌ سَحْساحة: كثیرة الصب للدُّموع. و مطر سَحْسَحٌ و سَحْساحٌ: شدید یَسُحُّ جدّاً یَقْشِرُ وجهَ الأَرض. و تَسَحْسَحَ الماءُ و الشی‌ءُ: سال. و انْسَحَّ إِبطُ البعیر عَرَقاً، فهو مُنْسَحُّ أَی انْصَبَّ. و‌فی الحدیث: یمینُ الله سَحَّاءُ لا یَغِیضُها شی‌ءٌ اللیلَ و النهارَ‌أَی دائمة الصَّبِّ و الهَطْلِ بالعطاء. یقال: سَحَّ یَسُحُّ سَحّاً، فهو ساحٌّ، و المؤنثة سَحَّاءُ، و هی فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها، كهَطْلاء؛ و‌فی روایة: یَمِینُ الله ملأَی سَحّاً، بالتنوین علی المصدر، و الیمین هاهنا كنایة عن محل عطائه و وصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعین الثَّرَّةِ لا یَغِیضُها الاستقاءُ و لا ینقُصُها الامْتِیاحُ، و خَصَّ الیمین لأَنها فی الأَكثر مَظِنَّة للعطاء علی طریق المجاز و الاتساعِ، و اللیلَ و النهار منصوبان علی الظرف. و‌فی حدیث أَبی بكر أَنه قال لأُسامة حین أَنْفَدَ جَیْشَه إِلی الشام: أَغِرْ علیهم غارَةً سَحَّاءَ‌أَی تَسُحُّ علیهم البَلاءَ دَفْعَةً من غیر تَلَبُّثٍ. و فرس مِسَحٌّ، بكسر المیم: جَوادٌ سریع كأَنه یَصُبُّ الجَرْیَ صَبّاً، شُبِّه بالمطر فی سرعة انصبابه. و سَحَّ الماءَ و غیره یَسُحُّه سَحّاً: صَبَّه صَبّاً متتابعاً كثیراً؛ قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّةِ: و رُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فیها، كسَحِّ الخَزْرَجِیِّ جَرِیمَ تَمْرِ معناه أَی صَبَبْتُ علی أَعدائی كَصَبِّ الخَزْرَجِیِّ جریم التمر، و هو النوی. و حَلِفٌ سَحٌّ: مُنْصَبٌّ متتابع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لو نَحَرَتْ فی بیتها عَشْرَ جُزُرْ
،لسان العرب، ج‌2، ص: 477
لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ، بِحَلِفٍ سَحٍّ و دَمْعٍ مُنْهَمِرْ و سَحَّ الماءُ سَحّاً: مَرَّ علی وجه الأَرض. و طعنة مُسَحْسِحةٌ: سائلة؛ و أَنشد: مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ الأَزهری: الفراء قال: هو السَّحَاحُ و الإِیَّارُ و اللُّوحُ و الحالِقُ للهواء. و السُّحُّ و السَّحُّ: التمر الذی لم یُنْضَح بماء، و لم یُجْمَعْ فی وعاء، و لم یُكْنَزْ، و هو منثور علی وجه الأَرض؛ قال ابن درید: السُّحُّ تمر یابس لا یُكْنَز، لغة یمانیة؛ قال الأَزهری: و سَمعت البَحْرانِیِّینَ یقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح، و بالنِّباجِ عین یقال لها عُرَیْفِجان تَسْقی نَخْلًا كثیراً، و یقال لتمرها: سُحُّ عُرَیْفِجانَ، قال: و هو من أَجود قَسْبٍ رأَیت بتلك البلاد. و أَصاب الرجلَ لَیلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً. و السَّحْسَحة و السَّحْسَحُ: عَرْصَة الدار و عَرْصَة المحَلَّة. الأَحمر: اذهبْ فلا أَرَیَنَّك بسَحْسَحِی و سَحایَ و حَرایَ و حَراتی و عَقْوتی و عَقاتی. ابن الأَعرابی: یقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَی بناحیته و ساحته. و أَرض سَحْسَحٌ: واسعة؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صحتُها. و سَحَّه مائةَ سَوْطٍ یَسُحُّه سَحّاً أَی جَلَده.

سدح؛ ج2، ص: 477

: السَّدْحُ: ذَبْحُك الشی‌ءَ و بَسْطُكَه علی الأَرض و قد یكون إِضْجاعَك للشی‌ءِ؛ و قال اللیث: السَّدْحُ ذَبْحُك الحیوان ممدوداً علی وجه الأَرض، و قد یكون إِضْجاعُك الشی‌ءَ علی وجه الأَرض سَدْحاً، نحو القِرْبة المملوءة المَسْدوحة؛ قال أَبو النجم یصف الحیة: یأْخُذُ فیه الحَیَّةَ النَّبُوحا، ثم یَبِیتُ عنده مَذْبُوحا، مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا قال الأَزهری: السَّدْحُ و السَّطْحُ واحد، أُبدلت الطاء فیه دالًا، كما یقال: مَطَّ و مَدَّ و ما أَشبهه. و سَدَحَ الناقةَ سَدْحاً: أَناخها كسَطَحَها، فإِما أَن یكون لغة، و إِما أَن یكون بدَلًا. و سادِحٌ: قبیلة أَو حیّ؛ قال أَبو ذؤیب: و قد أَكثرَ الواشُونَ بینی و بینه، كما لم یَغِبْ، عن عَیِّ ذُبیانَ، سادِحُ و عَلَّق أَكثر ببینی لأَنه فی معنی سَعَی. و سَدَحه، فهو مَسْدُوحٌ و سَدِیحٌ: صَرَعه كسَطَحه. و السَّادِحةُ: السحابةُ الشدیدة التی تَصْرَعُ كلَّ شی‌ء. و انْسَدح الرجلُ: استلقی و فرَّج رجلیه. و السَّدْحُ: الصَّرْعُ بَطْحاً علی الوجه أَو إِلقاءً علی الظهر، لا یقع قاعداً و لا متكوِّراً؛ تقول: سَدَحه فانْسَدَح، فهو مَسْدوح و سَدِیحٌ؛ قال خِداشُ بنُ زهیر: بین الأَراكِ و بینَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ، فی أَكرافِها شَبَمُ و رواه المُفَضَّل تَشْدَخُهم، بالخاء و الشین المعجمتین، فقال له الأَصمعی: صارت الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ «4» تَشْدَخ الرؤوس، إِنما هو تَسْدَحُهم، و كان الأَصمعی یَعِیبُ من یرویه تشدخهم، و یقول: الأَسنة لا تَشْدَخ إِنما ذلك یكون بحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نحو ذلك مما لا قطع له؛ و قبل هذا البیت: قد قَرَّت العینُ إِذ یَدْعُونَ خَیْلَهُمُ لكَی تَكُرَّ، و فی آذانها صَمَمُ أَی یطلبون من خیلهم أَن تكرّ فلا تطیعهم. و فلان سادِحٌ أَی مُخْصِبٌ.
(4). هكذا فی الأَصل و لم نجد لهذه اللفظة أثراً فی المعاجم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 478
و سَدَحَ القِرْبَة یَسْدَحُها سَدْحاً: ملأَها و وضعها إِلی جنبه. و سَدَحَ بالمكان: أَقام. ابن الأَعرابی: سَدَحَ بالمكان و رَدَحَ إِذا أَقام بالمكان أَو المَرْعی. و قال ابن بُزُرْج: سَدَحَتِ المرأَةُ و رَدَحَتْ إِذا حَظِیَتْ عند زوجها و رُضِیَتْ.

سرح؛ ج2، ص: 478

: السَّرْحُ: المالُ السائم. اللیث: السَّرْحُ المالُ یُسامُ فی المرعی من الأَنعام. سَرَحَتِ الماشیةُ تَسْرَحُ سَرْحاً و سُرُوحاً: سامتْ. و سَرَحها هو: أَسامَها، یَتَعَدَّی و لا یتعدی؛ قال أَبو ذؤَیب: و كانَ مِثْلَیْنِ: أَن لا یَسْرَحُوا نَعَماً، حیثُ اسْتراحَتْ مَواشِیهم، و تَسْرِیحُ تقول: أَرَحْتُ الماشیةَ و أَنْفَشْتُها و أَسَمْتُها و أَهْمَلْتُها و سَرَحْتُها سَرْحاً، هذه وحدها بلا أَلف. و قال أَبو الهیثم فی قوله تعالی: حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ؛ قال: یقال سَرَحْتُ الماشیةَ أَی أَخرجتها بالغَداةِ إلی المرعی. و سَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَی بالغَداةِ إِلی الضحی. و السَّرْحُ: المالُ السارحُ، و لا یسمی من المال سَرْحاً إِلَّا ما یُغْدَی به و یُراحُ؛ و قیل: السَّرْحُ من المال ما سَرَحَ علیك. یقال: سَرَحَتْ بالغداة و راحتْ بالعَشِیِّ، و یقال: سَرَحْتُ أَنا أَسْرَحُ سُرُوحاً أَی غَدَوْتُ؛ و أَنشد لجریر: و إِذا غَدَوْتَ فَصَبَّحَتْك تحِیَّةٌ، سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ قال: و السَّرْحُ المال الراعی. و قول أَبی المُجِیبِ و وصف أَرضاً جَدْبَةً: و قُضِمَ شَجرُها و التَقی سَرْحاها؛ یقول: انقطع مَرْعاها حتی التقیا فی مكان واحد، و الجمع من كل ذلك سُرُوحٌ. و المَسْرَحُ، بفتح المیم: مَرْعَی السَّرْح، و جمعه المَسارِحُ؛ و منه قوله: إِذا عاد المَسارِحُ كالسِّباحِ و‌فی حدیث أُم زرع: له إِبلٌ قلیلاتُ المسارِحِ؛ هو جمع مَسْرَح، و هو الموضع الذی تَسْرَحُ إِلیه الماشیةُ بالغَداة للرَّعْیِ؛ قیل: تصفه بكثرة الإِطْعامِ و سَقْیِ الأَلبان أَی أَن إِبله علی كثرتها لا تغیب عن الحیِّ و لا تَسْرَحُ فی المراعی البعیدة، و لكنها باركة بفِنائه لیُقَرِّب للضِّیفان من لبنها و لحمها، خوفاً من أَن ینزل به ضیفٌ، و هی بعیدة عازبة؛ و قیل: معناه أَن إَبله كثیرة فی حال بروكها، فإِذا سَرَحت كانت قلیلة لكثرة ما نُحِرَ منها فی مَباركها للأَضیاف؛ و منه‌حدیث جریر: لا یَعْزُب سارِحُها‌أَی لا یَبْعُدُ ما یَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعی. و السارحُ: یكون اسماً للراعی الذی یَسْرَحُ الإِبل، و یكون اسماً للقوم الذین لهم السَّرْحُ كالحاضِرِ و السَّامِر و هما جمیعٌ. و ما له سارحةٌ و لا رائحة أَی ما له شی‌ءٌ یَرُوحُ و لا یَسْرَحُ؛ قال اللحیانی: و قد یكون فی معنی ما له قومٌ. و‌فی كتاب كتبه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، لأُكَیْدِر دُومةِ الجَنْدَلِ: لا تُعْدَلُ سارِحَتُكم و لا تُعَدُّ فارِدَتُكم.قال أَبو عبید: أَراد أَن ماشیتهم لا تُصْرَفُ عن مَرْعًی تریده. یقال عَدَلْتُه أَی صرفته، فَعَدَلَ أَی انصرف. و السارحة: هی الماشیة التی تَسْرَحُ بالغداة إِلی مراعیها. و‌فی الحدیث الآخر: و لا یُمْنَعُ سَرْحُكم؛ السَّرْحُ و السارحُ و السارحة سواء: الماشیة؛ قال خالد بن جَنْبَةَ: السارحة الإِبل و الغنم. قال: و السارحة الدابة الواحدة، قال: و هی أَیضاً الجماعة. و السَّرْحُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 479
انفجار البول بعد احتباسه. و سَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ و تَسَرَّحَ: فَرَّجَ. و إِذا ضاق شی‌ءٌ فَفَرَّجْتَ عنه، قلت: سَرَّحْتُ عنه تسریحاً؛ قال العجاج: و سَرَّحَتْ عنه، إِذا تَحَوَّبا، رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِیلَ الصُّلَّبا و وَلَدَتْه سُرُحاً أَی فی سُهولة. و‌فی الدعاء: اللهم اجعَلْه سهلًا سُرُحاً.و‌فی حدیث الفارعة: أَنها رأَت إِبلیس ساجداً تسیل دموعه كسُرُحِ الجَنِینِ؛ السُّرُحُ: السهل. و إِذا سَهُلت ولادة المرأَة، قیل: وَلَدَتْ سُرُحاً. و السُّرُحُ و السَّرِیحُ: إِدْرارُ البول بعد احتباسه؛ و منه‌حدیث الحسن: یا لها نِعْمَةً، یعنی الشَّرْبة من الماء، تُشْرَبُ لذةً و تخرج سُرُحاً‌أَی سهلًا سریعاً. و التسریحُ: التسهیل. و شی‌ءٌ سریح: سهل. و افْعَل ذلك فی سَراحٍ وَ رواحٍ أَی فی سهولة. و لا یكون ذلك إِلَّا فی سَریح أَی فی عَجَلة. و أَمرٌ سَرِیحٌ: مُعَجَّلٌ و الاسم منه السَّراحُ، و العرب تقول: إِن خَیْرَك لفی سَرِیح، و إِن خَیْرَك لَسَریحٌ؛ و هو ضد البطی‌ء. و یقال: تَسَرَّحَ فلانٌ من هذا المكان إِذا ذهب و خرج. و سَرَحْتُ ما فی صدری سَرْحاً أَی أَخرجته. و سمی السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه یُسْرَحُ فیخرُجُ؛ و أَنشد: و سَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ و التسریحُ: إِرسالك رسولًا فی حاجة سَراحاً. و سَرَّحْتُ فلاناً إِلی موضع كذا إِذا أَرْسلته. و تَسْرِیحُ المرأَة: تطلیقُها. و الاسم السَّراحُ، مثل التبلیغ و البلاغ. و تَسْرِیحُ دَمِ العِرْقِ المفصود: إِرساله بعد ما یسیل منه حین یُفْصَد مرة ثانیة. و سمی الله، عز و جل، الطلاق سَراحاً، فقال: وَ سَرِّحُوهُنَّ سَرٰاحاً جَمِیلًا؛ كما سماه طلاقاً من طَلَّقَ المرأَة، و سماه الفِرَاقَ، فهذه ثلاثة أَلفاظ تجمع صریح الطلاق الذی لا یُدَیَّنُ فیها المُطَلِّقُ بها إِذا أَنكر أَن یكون عنی بها طلاقاً، و أَما الكنایات عنها بغیرها مثل البائنة و البتَّةِ و الحرام و ما أَشبهها، فإِنه یُصَدَّق فیها مع الیمین أَنه لم یرد بها طلاقاً. و فی المثل: السَّراحُ من النَّجاح؛ إِذا لم تَقْدِرْ علی قضاء حاجة الرجل فأَیِّسْه فإِن ذلك عنده بمنزلة الإِسعاف. و تَسْرِیحُ الشَّعر: إِرساله قبل المَشْطِ؛ قال الأَزهری: تَسْرِیحُ الشعر ترجیله و تخلیص بعضه من بعض بالمشط؛ و المشط یقال له: المِرجل و المِسرح، بكسر المیم. و المَسْرَحُ، بفتح المیم: المرعی الذی تَسْرَحُ فیه الدواب للرّعی. و فرسٌ سَریح أَی عُرْیٌ، و خیل سُرُحٌ و ناقةٌ سُرُحٌ و مُنْسَرِحة فی سیرها أَی سریعة؛ قال الأَعشی: بجُلالةٍ سُرُحٍ، كأَنَّ بغَرْزِها هِرّاً، إِذا انتَعَل المَطِیُّ ظِلالَها و مِشْیَةٌ سُرُحُ مثل سُجُح أَی سهلة. و انْسَرَحَ الرجلُ إِذا استلقی و فَرَّجَ بین رجلیه: و أَما قول حُمَیْد بن ثور: أَبی اللهُ إِلَّا أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ، علی كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ، تَرُوقُ فإِنما كنی بها عن امرأَة. قال الأَزهری: العرب تكنی عن المرأَة بالسَّرْحةِ النابتة علی الماء؛ و منه قوله: یا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ موارِدُه، أَ ما إِلیكِ طریقٌ غیرُ مسْدُودِ لحائمٍ حامَ حتی لا حَراكَ به، مُحَلَّإٍ عن طریقِ الوِرْدِ، مَرْدودِ كنی بالسَّرْحةِ النابتة علی الماء عن المرأَة لأَنها حینئذٍ
لسان العرب، ج‌2، ص: 480
أَحسن ما تكون؛ و سَرْحةٌ فی قول لبید: لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَیالُ؟ هو اسم موضع «5». و السَّرُوحُ و السُّرُحُ من الإِبل: السریعةُ المشی. و رجل مُنْسَرِحٌ: متجرِّد؛ و قیل: قلیل الثیاب خفیف فیها، و هو الخارج من ثیابه؛ قال رؤبة: مُنْسَرِحٌ إِلَّا ذَعالیب الخِرَقْ و المُنْسَرِحُ: الذی انْسَرَحَ عنه وَبَرُه. و المُنْسَرِحُ: ضربٌ من الشِّعْر لخفته، و هو جنس من العروض تفعیله: مستفعلن مفعولات مستفعلن ست مرات. و مِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ: مُنْسَرِحٌ للذهاب و المجی‌ء؛ یعنی بالملاط الكَتِفَ، و فی التهذیب: العَضُد؛ و قال كراع: هو الطین؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هذا. ابن شمیل: ابنا مِلاطَی البعیر هما العَضُدانِ، قال: و الملاطان ما عن یمین الكِرْكِرَةِ و شمالها. و المِسْرَحةُ: ما یُسَرَّحُ به الشعَر و الكَتَّان و نحوهما. و كل قطعة من خرقة متمزقة أَو دم سائل مستطیل یابس، فهو و ما أَشبهه سَرِیحة، و الجمع سَرِیحٌ و سَرائِحُ. و السَّریحة: الطریقة من الدم إِذا كانت مستطیلة؛ و قال لبید: بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصیمِ قال: و السَّریحُ السیرُ الذی تُشَدُّ به الخَدَمَةُ فوق الرُّسْغ. و السَّرائح و السُّرُح: نِعالُ الإِبل؛ و قیل: سُیُورُ نِعالها، كلُّ سَیرٍ منها سَریحة؛ و قیل: السیور التی یُخْصَفُ بها، واحدتها سَرِیحة، و الخِدامُ سُیُورٌ تُشَدُّ فی الأَرْساغ، و السَّرائِحُ: تُشَدُّ إِلی الخَدَم. و السَّرْحُ: فِناءُ الباب. و السَّرْحُ: كل شجر لا شوك فیه، و الواحدة سَرْحة؛ و قیل: السَّرْحُ كلُّ شجر طال. و قال أَبو حنیفة: السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ یَحُلُّ تحتها الناسُ فی الصیف، و یَبْتَنُون تحتها البیوت، و ظلها صالح؛ قال الشاعر: فیا سَرْحةَ الرُّكْبانِ، ظِلُّك بارِدٌ، و ماؤُكِ عَذْب، لا یَحِلُّ لوارِدِ «6» و السَّرْحُ: شجر كبار عظام طِوالٌ لا یُرْعَی و إِنما یستظل فیه. و ینبت بنَجدٍ فی السَّهْل و الغَلْظ، و لا ینبت فی رمل و لا جبل، و لا یأْكله المالُ إِلَّا قلیلًا، له ثمر أَصفر، واحدته سَرْحة، و یقال: هو الآءُ، علی وزن العاعِ، یشبه الزیتون، و الآءُ ثمرةُ السَّرْح؛ قال: و أَخبرنی أَعرابی قال: فی السَّرْحة غُبْرَةٌ و هی دون الأَثْلِ فی الطول، و وَرَقُها صغار، و هی سَبْطَة الأَفْنان. قال: و هی مائلة النِّبتة أَبداً و مَیلُها من بین جمیع الشجر فی شِقّ الیمین، قال: و لم أَبْلُ علی هذا الأَعرابی كذباً. الأَزهری عن اللیث: السَّرْحُ شجر له حَمْل و هی الأَلاءَة، و الواحدة سرحة؛ قال الأَزهری: هذا غلط لیس السرح من الأَلاءَة فی شی‌ء. قال أَبو عبید: السَّرْحة ضرب من الشجر، معروفة؛ و أَنشد قول عنترة: بَطَلٌ، كأَنَّ ثِیابَه فی سَرْحةٍ، یُحْذَی نِعالَ السِّبْتِ، لیس بتَوْأَمِ یصفه بطول القامة، فقد بیَّن لك أَن السَّرْحَة من كبار الشجر، أَ لا تری أَنه شبه به الرجل لطوله، و الأَلاء لا ساق له و لا طول؟ و‌فی حدیث ابن عمر أَنه قال:
(5). قوله [هو اسم موضع] مثله فی الجوهری و یاقوت. و قال المجد: الصواب شرجة، بالشین و الجیم المعجمتین. و الحِبال، بكسر الحاء المهملة و الباء الموحدة. (6). قوله [لا یحل لوارد] هكذا فی الأَصل بهذا الضبط و شرح القاموس و انظره فلعله لا یمل لوارد.
لسان العرب، ج‌2، ص: 481
إِنَّ بمكان كذا و كذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ و لم تُعْبَلْ، سُرَّ تحتها سبعون نبیّاً؛ و هذا یدل علی أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر؛ و رواه ابن الأَثیر: لم تُجْرَدْ و لم تُسْرَحْ، قال: و لم تُسْرَحْ لم یصبها السَّرْحُ فیأْكل أَغصانها و ورقها، قال: و قیل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة، أَراد: لم یؤْخذ منها شی‌ء، كما یقال: شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ بعضَها. و‌فی حدیث ظَبْیانَ: یأْكلون مُلَّاحها و یَرْعَوْنَ سِراحَها.ابن الأَعرابی: السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ، و الذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ العَسالیح. أَبو سعید: سَرَحَ السیلُ یَسْرَحُ سُرُوحاً و سَرْحاً إِذا جری جریاً سهلًا، فهو سیلٌ سارحٌ؛ و أَنشد: و رُبَّ كلِّ شَوْذَبِیٍّ مُنْسَرِحْ، من اللباسِ، غیرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ «1» و الجَرْدُ: الخَلَقُ من الثیاب. و ما نُصِحَ أَی ما خیط. و السَّرِیحةُ من الأَرض: الطریقة الظاهرة المستویة فی الأَرض ضَیِّقةً؛ قال الأَزهری: و هی أَكثر نبْتاً و شجراً مما حولها و هی مُشرفة علی ما حولها، و الجمع السَّرائح، فتراها مستطیلة شَجِیرة و ما حولها قلیل الشجر، و ربما كانت عَقَبة. و سَرائحُ السهم: العَقَبُ الذی عُقِبَ به؛ و قال أَبو حنیفة: هی العَقَبُ الذی یُدْرَجُ علی اللِّیطِ، واحدته سَرِیحة. و السَّرائحُ أَیضاً: آثار فیه كآثار النار. و سُرُحٌ: ماءٌ لبنی عَجْلَانَ ذكره ابن مقبل فقال: قالت سُلَیْمَی ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ و سَرَحَه اللهُ و سَرَّحه أَی وَفَّقه الله؛ قال الأَزهری: هذا حرف غریب سمعته بالحاء فی المؤلف عن الإِیادی. و المَسْرَحانِ: خشبتانِ تُشَدَّانِ فی عُنُق الثور الذی یحرث به؛ عن أَبی حنیفة. و سَرْحٌ: اسمٌ؛ قال الراعی: فلو أَنَّ حَقَّ الیوم منكم أَقامَه، و إِن كان سَرْحٌ قد مَضَی فَتَسَرَّعا و مَسْرُوحٌ: قبیلة. و المَسْرُوحُ: الشرابُ، حكی عن ثعلب و لیس منه علی ثقة. و سِرْحانُ الحَوْضِ: وَسَطُه. و السِّرْحانُ: الذِّئبُ، و الجمع سَراحٍ «2» و سَراحِینُ و سَراحِی، بغیر نونٍ، كما یقالُ: ثَعَالِبٌ و ثَعَالِی. قال الأَزهری: و أَما السِّراحُ فی جمع السِّرْحان فغیر محفوظ عندی. و سِرْحانٌ: مُجْرًی من أَسماء الذئب؛ و منه قوله: و غارةُ سِرْحانٍ و تقریبُ تَتْفُلِ و الأُنثی بالهاء و الجمع كالجمع، و قد تجمع هذه بالأَلف و التاء. و السِّرْحانُ و السِّیدُ الأَسدُ بلغة هذیل؛ قال أَبو المُثَلَّمِ یَرْثی صَخْر الغَیّ: هَبَّاطُ أَوْدِیَةٍ، حَمَّالُ أَلْوِیَةٍ، شَهَّادُ أَنْدِیَةٍ، سِرْحانُ فِتْیانِ و الجمع كالجمع؛ و أَنشد أَبو الهیثم لطُفَیْلٍ: و خَیْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ، ذَخائِرَ ما أَبقی الغُرابُ و مُذْهَبُ قال أَبو منصور: و قد جاء فی شعر مالك بن الحرث الكاهلی: و یوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً، فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ شَفْعاً أَی ضِعف ما قتلوا و قِیسَ علی ضِبْعانٍ و ضِباعٍ؛
(1). قوله [و أَنشد و رب كل إلخ] حق هذا البیت أَن ینشد عند قوله فیما مر و رجل منسرح متجرد كما استشهد به فی الأَساس علی ذلك و هو واضح. (2). قوله [و الجمع سراح] كثمان فیعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 482
قال الأَزهری: و لا أَعرف لهما نظیراً. و السِّرْحانُ: فِعْلانٌ من سَرَحَ یَسْرَحُ؛ و‌فی حدیث الفجر الأَول: كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ؛ هو الذئب، و قیل: الأَسد. و فی المثل: سَقَط العَشاءُ «1» به علی سِرْحانٍ؛ قال سیبویه: النون زائدة، و هو فِعْلانٌ و الجمع سَراحینُ؛ قال الكسائی: الأُنثی سِرْحانة. و السِّرْحالُ: السِّرْحانُ، علی البدل عند یعقوب؛ و أَنشد: تَرَی رَذایا الكُومِ فوقَ الخالِ عِیداً لكلِّ شَیْهمٍ طِمْلالِ، و الأَعْوَرِ العینِ مع السِّرحالِ و فرس سِرْیاحٌ: سریع: قال ابن مُقْبل یصف الخیل: من كلِّ أَهْوَجَ سِرْیاحٍ و مُقْرَبةٍ، نفات یوم لكال الورْدِ فی الغُمَرِ «2» قالوا: و إِنما خص الغُمَرَ و سَقْیَها فیه لأَنه وصفها بالعِتْق و سُبُوطة الخَدِّ و لطافة الأَفواه، كما قال: و تَشْرَبُ فی القَعْب الصغیر، و إِن فُقِدْ، لمِشْفَرِها یوماً إِلی الماء تنقد «3» و السِّرْیاحُ من الرجال: الطویلُ. و السِّریاح: الجرادُ. و أُم سِرْیاحٍ: امرأَةٌ، مشتق منه؛ قال بعض أُمراء مكة، و قیل هو لدرَّاج بن زُرْعة: إِذا أُمُّ سِریاحٍ غَدَتْ فی ظَعائِنٍ جَوَالِسَ نَجْداً، فاضتِ العینُ تَدْمَعُ قال ابن بری: و ذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم سِرْیاح فی غیر هذا الموضع كنیة الجرادة. و السِّریاحُ: اسم الجراد. و الجالسُ: الآتی نَجْداً.

سرتح؛ ج2، ص: 482

: أَرض سِرتاحٌ: كریمة.

سرجح؛ ج2، ص: 482

: هم علی سُرْجُوحةٍ واحدة إِذا استوت أَخلاقهم.

سردح؛ ج2، ص: 482

: السِّرْداحُ و السِّرْداحةُ: الناقة الطویلة، و قیل: الكثیرة اللحم؛ قال: إِن تَرْكَبِ النَّاجِیَةَ السِّرْداحا و جمعها السَّرادِحُ. و السِّرداحُ أَیضاً: جماعة الطَّلح، واحدته سِرْداحةٌ. و السِّرْداحُ: مكانٌ لَیِّنٌ یُنْبِتُ النَّجْمَةَ و النَّصِیَّ و العِجْلَة، و هی السَّرادِحُ؛ و أَنشد الأَزهری: علیك سِرداحاً من السَّرادِحِ، ذا عِجْلَة، و ذا نَصِیٍّ واضِحِ أَبو خیرة: هی أَماكن مستویة تُنْبِتُ العِضاهَ، و هی لَینة. و‌فی حدیث جُهَیْشٍ: و دَیْمُومَةٍ سَرْدَحٍ؛ قال: السَّرْدَحُ الأَرض اللینة المستویة؛ قال الخطابی: الصَّرْدَحُ، بالصاد، هو المكان المستوی، فأَما بالسین، فهو السِّرْداحُ و هی الأَرض اللینة. و أَرض سِرْداحٌ: بعیدة. و السِّرْداحُ: الضخْمُ؛ عن السیرافی و فی التهذیب؛ و أَنشد الأَصمعی: و كأَنی فی فَحْمةِ ابنِ جَمِیرٍ، فی نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ الأُسامة: الأَسد. و نقابه: جلده. و السِّرْداح، من نعته: و هو القوی الشدید التامُّ.

سطح؛ ج2، ص: 482

: سَطَحَ الرجلَ و غیره یَسطَحه، فهو مسْطوحٌ و سَطِیح: أَضْجَعَه و صرعه فبسطه علی الأَرض. و رجل مَسْطُوحٌ و سَطِیحٌ: قَتیلٌ منبَسِطٌ؛ قال اللیث: السَّطِیحُ المَسْطُوحُ هو القتیل: و أَنشد: حتی یَراه وَجْهها سَطِیحا و السَّطِیح: المنبسط، و قیل: المنبسط البطی‌ء القیام من الضعف. و السَّطِیح: الذی یولد ضعیفاً لا یقدر
(1). قوله [و فی المثل سقط العشاء إلخ] قال أَبو عبید أصله أن رجلًا خرج یلتمس العشاء فوقع علی ذئب فأكله انتهی. من المیدانی. (2). یحرر هذا الشطر و البیت الذی بعده فلم نقف علیهما. (3). هكذا فی الأَصل و لعله: و إن تُقد بمشفرها تَنقد.
لسان العرب، ج‌2، ص: 483
علی القیام و القعود، فهو أَبداً منبسط. و السَّطِیح: المستلقی علی قفاه من الزمانة. و سَطِیحٌ: هذا الكاهن الذِّئْبیُّ، من بنی ذِئْب، كان یتكهن فی الجاهلیة، سمی بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فیما زعموا؛ و قیل: سمی بذلك لأَنه لم یكن له بین مفاصله قَصَبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً مُنْسَطِحاً علی الأَرض لا یقدر علی قیام و لا قعود، و یقال: كان لا عظم فیه سوی رأْسه.روی الأَزهری بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومی عن أَبیه: و أَتت له خمسون و مائة سنة؛ قال: لما كانت اللیلة التی ولد فیها سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ارْتَجَسَ إِیوانُ كِسْری و سقطت منه أَربع عشرة شُرْفةً، و خَمِدَتْ نار فارِسَ و لم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، و غاضت بُحَیْرَة ساوَةَ؛ و رأَی المُوبِذانُ إِبلًا صِعاباً تقود خیلًا عِراباً قد قطعت دِجْلَة و انتشرت فی بلادها، فلما أَصبح كسری أَفزعه ما رأَی فلبس تاجه و أَخبر مرازِبَتَه بما رأَی، فورد علیه كتاب بخمود النار؛ فقال المُوبِذانُ: و أَنا رأَیت فی هذه اللیلة، و قَصَّ علیه رؤیاه فی الإِبل، فقال له: و أَیُّ شی‌ء یكون هذا؟ قال: حادث من ناحیة العرب. فبعث كسری إِلی النعمان بن المنذر: أَنِ ابْعَثْ إِلیَّ برجل عالم لیخبرنی عما أَسأَله؛ فَوَجَّه إِلیه بعبد المَسیح بن عمرو بن نُفَیلَة الغسَّانیّ، فأَخبره بما رأَی؛ فقال: علم هذا عند خالی سَطِیح، قال: فأْتِه و سَلْه و أْتنِی بجوابه؛ فَقَدِمَ علی سَطِیح و قد أَشْفی علی الموت، فأَنشأَ یقول: أَصَمّ أَم یَسْمَعُ غِطرِیفُ الیَمنْ؟ أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ؟ یا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْیَتْ مَنْ و مَنْ «1»، أَتاكَ شَیْخُ الحَیِّ من آلِ سَنَنْ رسولُ قَیْلِ العُجْمِ یَسْری للوَسَنْ، و أُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ أَبْیضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ و البَدَنْ، تَجُوبُ بی الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ، تَرْفَعُنِی وَجْناً و تَهْوِی بی وَجَنْ «2»، حتی أَتی عارِی الجآجی و القَطَنْ، لا یَرْهَبُ الرَّعْدَ و لا رَیْبَ الزَّمَنْ، تَلُفُّهُ فی الرِّیحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ «3»، كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَیْ ثَكَنْ «4» قال: فلما سمع سطیح شعره رفع رأْسه، فقال: عبدُ المسیح، علی جَمَل مُسیح، إِلی سَطیح، و قد أَوْفی علی الضَّریح، بعثك مَلِكُ بنی ساسان، لارتجاس الإِیوان، و خُمُود النیران، و رُؤیا المُوبِذان، رَأَی إِبلًا صِعاباً، تَقُود خَیْلًا عِراباً، یا عَبْدَ المسیح إِذا كثرت التِّلاوَة، و بُعِثَ صاحب الهِراوة، و غاضَتْ بُحَیْرَة ساوة، فلیس الشام لسطیح شاماً «5»، یملك منهم مُلوكٌ و مَلِكات، علی عددِ الشُّرُفاتِ، و كل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطیحٌ مكانه، و نهض عبد المسیح إِلی راحلته و هو یقول:
(1). قوله [یا فاصل إلخ] فی بعض الكتب، بین هذین الشطرین، شطر، و هو: [و كاشف الكربة فی الوجه الغضن]. (2). قوله [ترفعنی وجناً إلخ] الوجن، بفتح فسكون، و بفتحتین: الأَرض الغلیظة الصلبة كالوجین، كأمیر. و یروی وجناً، بضم الواو و سكون الجیم، جمع وجین انتهی. نهایة. (3). قوله [بوغاء الدمن] البوغاء: التراب الناعم. و الدمن، جمع دمنة، بكسر الدال: ما تدمّن أی تجمع و تلبد، و هذا اللفظ كأنه من المقلوب تقدیره تلفه الریح فی بوغاء الدمن، و تشهد له الروایة الأَخری: [تلفه الریح ببوغاء الدمن] انتهی. من نهایة ابن الأَثیر. (4). قوله [كأَنما حثحث] أی حثّ و أسرع من حضنی، تثنیة حضن، بكسر الحاء: الجانب. و ثكن، بمثلثة محركاً: جبل انتهی. (5). قوله [فلیس الشام لسطیح شاما] هكذا فی الأَصل و فی عبارة غیره فلیست بابل للفرس مقاماً و لا الشام إلخ انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 484
شَمِّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّیرُ لا یُفْزِعَنَّك تَفْریقٌ و تَغْییرُ إِن یُمْسِ مُلْكُ بنی ساسانَ أَفْرَطَهُمْ، فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِیرُ فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ، تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِیرُ منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، و إِخْوَتُهُمْ، و هُرْمُزانٌ، و سابورٌ، و سَابُورُ و الناسُ أَوْلادُ عَلَّاتٍ، فمن عَلِمُوا أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ و مَحْقُورُ و هم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً، فذاكَ بالغَیْبِ محفوظٌ و منصورُ و الخیرُ و الشَّرُّ مَقْرُونانِ فی قَرَنٍ، فالخَیرُ مُتَّبَعٌ و الشَّرُّ مَحْذورُ فلما قدم علی كسری أَخبره بقول سطیح؛ فقال كسری: إِلی أَن یملك منا أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة فی أَربع سنین، و ملك الباقون إِلی زمن عثمان، رضی الله عنه؛ قال الأَزهری: و هذا الحدیث فیه ذكر آیة من آیات نبوّة سیدنا محمد، صلی الله علیه و سلم، قبل مبعثه، قال: و هو حدیث حسن غریب. و انْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ علی قفاه و لم یتحرك. و السَّطْحُ: سَطْحُك الشی‌ءَ علی وجه الأَرض كما تقول فی الحرب: سَطَحُوهم أَی أَضْجَعُوهم علی الأَرض. و تَسَطَّحَ الشی‌ءُ و انْسَطَحَ: انبسط. و‌فی حدیث عمر، رضی الله تعالی عنه، قال للمرأَة التی معها الصبیان: أَطْعِمِیهم و أَنا أَسْطَحُ لك‌أَی أَبْسُطه حتی یَبْرُدَ. و السَّطْحُ: ظهر البیت إِذا كان مستویاً لانبساطه؛ معروف، و هو من كل شی‌ء أَعلاه، و الجمع سُطوح، و فعلُك التَّسطیحُ. و سَطَحَ البیتَ یَسْطَحُه سَطْحاً و سَطَّحه سوَّی سَطْحه. و رأَیت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَی بها: شبهت بالبیوت المسطوحة. و السُّطَّاحُ من النبت: ما افْتَرَشَ فانبسط و لم یَسْمُ؛ عن أَبی حنیفة. و سَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها. و تَسطِیحُ القبر: خلاف تَسْنِیمِه. و أَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جدًّا. و السُّطَّاحُ، بالضم و التشدید: نَبتَةٌ سُهْلِیَّة تَنسَطِح علی الأَرض، واحدته سُطَّاحة. و قیل: السُّطَّاحة شجرة تنبت فی الدیار فی أَعطان المیاه مُتَسَطِّحَة، و هی قلیلة، و لیست فیها منفعة؛ قال الأَزهری: و السُّطَّاحة بقلة ترعاها الماشیة و یُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس. و سَطَحَ الناقة: أَناخها. و السَّطیحة و السَّطیح: المَزادة التی من أَدِیمَیْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، و تكون صغیرة و تكون كبیرة، و هی من أَوانی المیاه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان فی بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل علیّاً و فلاناً یَبْغِیان الماء فإِذا هما بامرأَة بین سَطِیحَتَیْن؛ قال: السَّطِیحة المَزادة تكون من جلدین أَو المَزادة أَكبر منها. و المِسْطَحُ: الصَّفاة یحاط علیها بالحجارة فیجتمع فیها الماء؛ قال الأَزهری: و المِسْطَحُ أَیضاً صَفِیحة عریضة من الصَّخْر یُحَوَّط علیها لماء السماء؛ قال: و ربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِیَّة صَفاةً مَلْساء مستویة فَیُحَوَّطُ علیها بالحجارة و تُسْقَی فیها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛ و منه قول الطِّرِمَّاح: فی جنبی مریٍّ و مِسْطَحِ «1»
(1). قوله [فی جنبی مری و مسطح] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 485
و المِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، یتخذ للسفر. و المِسْطَحُ و المِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة لیست بمربعة، و المِسْطَحُ [المَسْطَحُ، تفتح میمه و تكسر: مكان مستوٍ یبسط علیه التمر و یجفف و یُسَمَّی الجَرِینَ، یمانیة. و المِسْطَحُ: حصیر یُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ و منه قول تمیم بن مقبل: إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه، من الحَرِّ فی حَدِّ الظهیرة، مِسْطَحُ الأَزهری: قال الفراء هو المِسْطَحُ «1» و المِحْوَرُ و الشُّوبَقُ. و المِسْطَحُ: عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ و الفُسْطاط؛ و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: كنت بین جارتین لی فضربتْ إِحداهما الأُخری بمسْطَح، فأَلقت جنیناً میتاً و ماتت، فقضی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بدیة المقتولة علی عاقلة القاتلة؛ و جعل فی الجنین غُرَّة؛ و قال عوف بن مالك النَّضْرِیُّ، و فی حواشی ابن بری مالك بن عوف النضری: تَعرَّضَ ضَیطارُو خُزاعَةَ دونَنا، و ما خَیرُ ضَیطارٍ یُقَلِّبُ مِسْطَحا یقول: لیس له سلاح یقاتل به غیر مِسْطَح. و الضَّیْطارُ: الضخم الذی لا غَناءَ عنده. و المِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة علی دِعامَتَیِ الكَرْم بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَیْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلی دعائم یحفر لها فی الأَرض، لكل دِعامةٍ شُعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ علی الدِّعامَتین، و تسمَّی هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، و یجعل علی المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلی أَقصاها؛ تسمی المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.

سفح؛ ج2، ص: 485

: السَّفْحُ: عُرْضُ الجبل حیث یَسْفَحُ فیه الماءُ، و هو عُرْضُه المضطجِعُ؛ و قیل: السَّفْح أَصل الجبل؛ و قیل: هو الحضیض الأَسفل، و الجمع سُفوح؛ و السُّفوحُ أَیضاً: الصخور اللینة المتزلقة. و سَفَح الدمعَ یَسْفَحُه سَفْحاً و سُفوحاً فَسَفَح: أَرسله؛ و سَفَح الدمعُ نفسُه سَفَحاناً؛ قال الطرماح: مُفَجَّعة، لا دَفْعَ للضَّیْم عندها، سوی سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح و دُموعٌ سَوافِحُ، و دمع سَفُوحٌ سافِحٌ و مَسْفُوح. و السَّفْحُ للدم: كالصَّبّ. و رجل سَفَّاح للدماء: سَفَّاك. و سَفَحْتُ دمه: سَفَكته. و یقال: بینهم سِفاحٌ أَی سَفْك للدماء. و‌فی حدیث أَبی هلال: فقتل علی رأْس الماء حتی سَفَحَ الدمُ الماءَ؛ جاء تفسیره فی الحدیث: أَنه غَطَّی الماءَ؛ قال ابن الأَثیر: و هذا لا یلائم اللغة لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ، فیحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه، كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فیه شی‌ء أَثقل مما فیه فإِنه یخرج مما فیه بقدر ما صُبَّ فیه، فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذی كان فی ذلك الموضع فخلفه الدم. و سَفَحْتُ الماءَ: هَرَقْتُه. و التَّسافُحُ و السِّفاح و المُسافحة: الزنا و الفجور؛ و فی التنزیل: مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسٰافِحِینَ*؛ و أَصل ذلك من الصبِّ، تقول: سافَحْته مُسافَحة و سِفاحاً، و هو أَن تقیم امرأَةٌ مع رجل علی فجور من غیر تزویج صحیح؛ و یقال لابن البَغیِّ: ابنُ المُسافِحةِ؛ و فی الحدیث: أَوّلُه سِفاحٌ و آخرُه نِكاح، و هی المرأَة تُسافِحُ رجلًا مدة، فیكون بینهما اجتماع علی فجور ثم یتزوّجها بعد ذلك، و كره بعض الصحابة ذلك، و أَجازه أَكثرهم. و المُسافِحة: الفاجرة؛ و قال تعالی: مُحْصَنٰاتٍ غَیْرَ مُسٰافِحٰاتٍ؛ و قال أَبو إِسحاق: المُسافِحة التی لا تمتنع
(1). قوله [هو المسطح إلخ] كذا بالأَصل، و فی القاموس: المسطح المحور، یبسط به الخبز. و قال فی مادة شبق: الشوبق، بالضم، خشبة الخباز، معرب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 486
عن الزنا؛ قال: و سمی الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غیر عقد، كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذی لا یحبسه شی‌ء؛ و قال غیره: سمی الزنا سفاحاً لأَنه لیس ثَمّ حرمة نكاح و لا عقد تزویج. و كل واحد منهما سَفَحَ مَنْیَتَه أَی دَفَقَها بلا حرمة أَباحت دَفْقَها؛ و یقال: هو مأْخوذ من سَفَحْت الماء أَی صببته؛ و كان أَهل الجاهلیة إِذا خطب الرجل المرأَة، قال: أَنكحینی، فإِذا أَراد الزنا، قال: سافحینی. و رجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء، من ذلك، و هو أَیضاً الفصیح. و رجل سَفَّاح أَی قادر علی الكلام. و السَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خلیفة من بنی العباس. و إِنه لمَسْفُوح العُنُق أَی طویله غلیظه. و السَّفِیحُ: الكساء الغلیظ. و السَّفِیحان: جُوالِقانِ كالخُرْج یجعلان علی البعیر؛ قال: یَنْجُو، إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفِیحان، نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَیْحان و السَّفِیحُ: قِدْحٌ من قداح المَیسِر، مما لا نصیب له؛ قال طَرَفَةُ: و جامِلٍ خَوَّعَ من نِیبهِ زَجْرُ المُعَلَّی، أُصُلًا، و السَّفیحْ قال اللحیانی: السَّفِیحُ الرابعُ من القِداح الغُفْلِ التی لیست لها فروض و لا أَنصباء و لا علیها غُرْم، و إِنما یُثَقَّلُ بها القداح اتقاء التهمة؛ قال اللحیانی: یدخل فی قداح المیسر قداح یتكثر بها كراهة التهمة، أَولها المُصَدَّر ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِیح ثم السَّفِیح، لیس لها غُنْم و لا علیها غُرْم؛ و قال غیره: یقال لكل من عَمِلَ عَمَلًا لا یُجْدی علیه: مُسَفِّحٌ، و قد سَفَّح تَسْفیحاً؛ شبه بالقِدْح السَّفِیح؛ و أَنشد: و لَطالَما أَرَّبْتُ غیرَ مُسَفِّحٍ، و كَشَفْتُ عن قَمَعِ الذُّری بحُسامِ قوله: أَرَّبْتُ أَی أَحكمت، و أَصله من الأُرْبة و هی العُقدة و هی أَیضاً خیر نصیب فی المیسر؛ و قال ابن مقبل: و لا تُرَدُّ علیهم أُرْبَةُ الیَسَرِ و ناقة مسفوحةُ الإِبطِ أَی واسعة الإِبط؛ قال ذو الرمة: بمَسْفُوحةِ الآباط عُرْیانةِ القَری، نِبالٌ تَوالیها، رِحابٌ جُنُوبُها و جمل مَسْفُوح الضلوع: لیس بكَّزِّها؛ و قول الأَعشی: تَرْتَعِی السَّفْحَ فالكَثِیبَ، فذا قارٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ هو اسم موضع بعینه.

سقح؛ ج2، ص: 486

: السَّقَحَة: الصَّلَعُ، یمانیة. رجل أَسْقَحُ، و سیذكر فی الصاد.

سلح؛ ج2، ص: 486

: السِّلاحُ: اسم جامع لآلة الحرب، و خص بعضهم به ما كان من الحدید، یؤنث و یذكَّر، و التذكیر أَعلی لأَنه یجمع علی أَسلحة، و هو جمع المذكر مثل حمار و أَحمرة و رداء و أَردیة، و یجوز تأْنیثه، و ربما خص به السیف؛ قال الأَزهری: و السیف وحده یسمی سلاحاً؛ قال الأَعشی: ثلاثاً و شَهْراً، ثم صارت رَذِیَّةً طَلِیحَ سِفارٍ، كالسِّلاحِ المُقَرَّدِ یعنی السیف وحده. و العصا تسمَّی سلاحاً؛ و منه قول ابن أَحمر: و لَسْتُ بعِرْنةٍ عَرِكٍ، سِلاحِی عَصًا مثقوبةٌ، تَقِصُ الحِمارا و قول الطرماح یذكر ثوراً یهز قرنه للكلاب لیطعنها به: یَهُزُّ سِلاحاً لم یَرِثْها كَلالةً، یَشُكُّ بها منها أُصولَ المَغابِنِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 487
إِنما عنی رَوْقَیْهِ، سمَّاهما سلاحاً لأَنه یَذُبُّ بهما عن نفسه، و الجمع أَسْلِحة و سُلُحُ و سُلْحانٌ. و تَسَلَّح الرجلُ: لبس السِّلاح. و‌فی حدیث عُقْبة بن مالك: بعث رسول الله، صلی الله علیه و سلم، سَرِیَّة، فَسَلّحْتُ رجلًا منهم سیفاً‌أَی جعلته سِلاحَه؛ و‌فی حدیث عمر، رضی الله تعالی عنه: لما أُتی بسیف النُّعمان بن المنذر دعا جُبَیْرَ بن مُطْعِم فسَلَّحه إِیاه؛ و‌فی حدیث أُبَیٍّ قال له: من سَلَّحك هذه القوسَ؟قال طُفَیل: و رجل سالح ذو سلاح كقولهم تامِرٌ و لابنٌ؛ و مُتَسَلِّح: لابس السلاح. و المَسْلَحة: قوم ذو سلاح. و أَخذت الإِبلُ سِلاحَها: سمنت؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ: أَیامَ لم تأْخُذْ إِلیّ سِلاحَها إِبِلی بِجِلَّتها، و لا أَبْكارِها و لیس السِّلاح اسماً للسِّمَن، و لكن لما كانت السمینة تَحْسُن فی عین صاحبها فیُشْفِق أَن ینحرها، صار السِّمَن كأَنه سلاح لها، إِذ رفع عنها النحر. و المَسْلَحة: قوم فی عُدَّة بموضع رَصَدٍ قد وُكِّلوا به بإِزاء ثَغْر، واحدهم مَسْلَحِیٌّ، و الجمع المَسالح؛ و المَسْلَحِیُّ أَیضاً: المُوَكَّلُ به و المُؤَمَّر. و المَسْلَحة: كالثَّغْر و المَرْقَب. و‌فی الحدیث: كان أَدْنی مَسالِح فارسَ إِلی العرب العُذَیْب؛ قال بشر: بكُلِّ قِیادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ، أَضَرَّ بها المَسالِحُ و الغِوارُ ابن شمیل: مَسْلَحة الجُنْد خطاطیف لهم بین أَیدیهم ینفضون لهم الطریق، و یَتَجَسَّسُون خبر العدوّ و یعلمون علمهم، لئلا یَهْجُم علیهم، و لا یَدَعَون واحداً من العدوّ یدخل بلاد المسلمین، و إِن جاء جیش أَنذروا المسلمین؛ و‌فی حدیث الدعاء: بعث الله له مَسْلَحة یحفظونه من الشیطان؛ المَسلحة: القوم الذین یحفظون الثغور من العدوّ، سموا مَسْلَحة لأَنهم یكونون ذوی سلاح، أَو لأَنهم یسكنون المَسْلَحة، و هی كالثغر و المَرْقَب یكون فیه أَقوام یَرْقُبون العدوَّ لئلا یَطْرُقَهم علی غَفْلة، فإِذا رأَوه أَعلموا أَصحابهم لیتأَهبوا له. و المَسالِحُ: مواضع المخافة؛ قال الشماخ: تَذَكَّرْتُها وَهْناً، و قد حالَ دونها قُری أَذْرَبِیجانَ: المَسالِحُ و الجالُ و السَّلْحُ: اسم لذی البَطْنِ، و قیل: لما رَقَّ منه من كل ذی بطن، و جمعه سُلُوح و سُلْحانٌ؛ قال الشاعر فاستعاره للوَطْواطِ: كأَنَّ برُفْغَیْها سُلُوحَ الوَطاوِطِ و أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة رجل: مُمْتَلِئاً ما تحته سُلْحانا و السُّلاحُ، بالضم: النَّجْوُ؛ و قد سَلَح یَسْلَحُ سَلْحاً، و أَسْلَحه غیرُه، و غالَبَه السُّلاحُ، و سَلَّح الحشیشُ الإِبل و هذه الحشیشة تُسَلِّح الإِبل تسلیحاً. و ناقة سالح: سَلَحَتْ من البقل و غیره. و الإِسْلِیحُ: شجرة تَغْزُر علیها الإِبل؛ قالت أَعرابیة، و قیل لها: ما شجرةُ أَبیك؟ فقالت: شجرة أَبی الإِسْلِیح، رَغْوَة و صریح، و سَنام إِطْریح؛ و قیل: هی بقلة من أَحرار البقول تنبت فی الشتاء، تَسْلَح الإِبلُ إِذا استكثرت منها؛ و قیل: هی عُشْبة تشبه الجِرجِیرَ تنبت فی حُقُوف الرمل؛ و قیل: هو نبات سُهْلی ینبت ظاهراً و له ورقة دقیقة لطیفة و سَنِفَة مَحْشُوَّة حَبّاً كحب الخَشْخاش، و هو من نبات
لسان العرب، ج‌2، ص: 488
مطر الصیف یُسْلِح الماشیةَ، واحدته إِسْلِیحة؛ قال أَبو زیاد: منابتُ الإِسْلِیح الرمل، و همزة إِسْلِیح مُلْحِقة له ببناء قِطْمِیر بدلیل ما انضاف إِلیها من زیادة الیاء معها، هذا مذهب أَبی علی؛ قال ابن جنی: سأَلته یوماً عن تِجْفافٍ أَ تاؤُه للإِلحاق بباب قِرْطاس، فقال: نعم، و احتج فی ذلك بما انضاف إِلیها من زیادة الأَلف معها؛ قال ابن جنی: فعلی هذا یجوز أَن یكون ما جاء عنهم من باب أُمْلود و أُظْفور ملحقاً بعُسْلوج و دُمْلُوح، و أَن یكون إِطْریح و إِسْلیح ملحقاً بباب شِنْظیر و خِنْزیر، قال: و یَبْعُد هذا عندی لأَنه یلزم منه أَن یكون بابُ إِعصار و إِنسام ملحقاً ببابِ حِدْبار و هِلْقام، و بابْ إِفعال لا یكون ملحقاً، أَ لا تری أَنه فی الأَصل للمصدر نحو إِكرام و إِنعام؟ و هذا مصدر فعل غیر ملحق فیجب أَن یكون المصدر فی ذلك علی سَمْتِ فعله غیر مخالف له، قال: و كأَنّ هذا و نحوه إِنما لا یكون ملحقاً من قِبَل أَن ما زید علی الزیادة الأُولی فی أَوله إِنما هو حرف لین، و حرف اللین لا یكون للإِلحاق، إِنما جی‌ءَ به بمعنی، و هو امتداد الصوت به، و هذا حدیث غیر حدیث الإِلحاق، أَ لا تری أَنك إِنما تقابل بالمُلْحَق الأَصلَ، و باب المدّ إِنما هو الزیادة أَبداً؟ فالأَمران علی ما تری فی البعد غایتان. و المَسْلَح: منزل علی أَربع منازل من مكة. و المَسالح: مواضع، و هی غیر المَسالح المتقدّمة الذكر. و السَّیْلَحُون: موضع، منهم من یجعل الإِعراب فی النون و منهم من یجریها مجری مسلمین، و العامة تقول سالِحُون. اللیث: سَیْلَحِین موضع، یقال: هذه سَیْلَحُون و هذه سیلحینُ، و مثله صَرِیفُون و صَریفینُ؛ قال: و أَكثر ما یقال هذه سَیْلَحونَ و رأَیت سَیلحین، و كذلك هذه قِنَّسْرُونَ و رأَیت قِنَّسْرین. و مُسَلحة: موضع: قال: لهم یومُ الكُلابِ، و یومُ قَیْسٍ أَراقَ علی مُسَلَّحةَ المَزادا «2» و سَلِیحٌ: قبیلة من الیمن. و سَلاحِ: موضع قریب من خیبر؛ و‌فی الحدیث: حتی تكون أَبعدَ مَسالِحهم سَلاح.و السُّلَحُ: ولد الحَجَلِ مثل السُّلَك و السُّلَف، و الجمع سِلْحان؛ أَنشد أَبو عمرو لِجُؤَیَّةَ: و تَتْبَعُه غُبْرٌ إِذا ما عَدا عَدَوْا، كسِلْحانِ حَجْلی قُمْنَ حین یَقومُ و فی التهذیب: السُّلَحَة و السُّلَكَةُ فرخُ الحَجَل و جمعه سِلْحان و سِلْكان. و العرب تسمی السِّماك الرامِحَ: ذا السِّلاح، و الآخرَ الأَعْزَلَ. و قال ابن شمیل: السَّلَحُ ماء السماء فی الغُدْران و حیثما كان؛ یقال: ماء العِدّ و ماء السَّلَح؛ قال الأَزهری: سمعت العرب تقول لماء السماء ماء الكَرَع و لم أَسمع السلَح.

سلطح؛ ج2، ص: 488

: الاسْلِنْطاحُ: الطُّول و العَرْضُ؛ یقال: قد اسْلَنْطَح؛ قال ابن قیس الرُّقَیَّاتِ: أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، و لم تَعْطِفْ علیك الحُنِیُّ و الوُلُجُ قال الأَزهری: الأَصل السَّلاطح، و النون زائدة. و جاریة سَلْطَحة: عریضة، و السُّلاطِحُ: العریض؛ و أَنشد: سُلاطِحٌ یُناطِحُ الأَباطِحا و السَّلَنْطَحُ: الفَضاء الواسع، و سیذكر فی الصاد.
(2). قوله [أَراق علی مسلحة المزادا] فی یاقوت: [أَقام علی مسلحة المزارا].
لسان العرب، ج‌2، ص: 489
و اسْلَنْطَحَ: وقع علی ظهره كاسْحَنْطَرَ، و سنذكره فی موضعه. و رجل مُسْلَنْطِحٌ إِذا انْبَسَطَ. و اسْلَنْطَحَ الوادی: اتسع. و اسْلَنْطَحَ الشی‌ءُ: طال و عَرُضَ. و اسْلَنْطَحَ: وقع علی وجهه كاسْحَنْطَرَ. و السَّلَوْطَحُ: موضع بالجزیرة موجود فی شعر جریر مُفَسَّراً عن السُّكَّریّ؛ قال: جَرَّ الخلیفةُ بالجُنُودِ و أَنْتُمُ، بین السَّلَوْطَحِ و الفُراتِ، فُلُولُ

سمح؛ ج2، ص: 489

: السَّماحُ و السَّماحةُ: الجُودُ. سَمُحَ سَماحَةً «1» و سُمُوحة و سَماحاً: جاد؛ و رجلٌ سَمْحٌ و امرأة سَمْحة من رجال و نساء سِماح و سُمَحاء فیهما، حكی الأَخیرة الفارسی عن أَحمد بن یحیی. و رجل سَمِیحٌ و مِسْمَح و مِسْماحٌ: سَمْح؛ و رجال مَسامِیحُ و نساء مَسامِیحُ؛ قال جریر: غَلَبَ المَسامِیحَ الوَلِیدُ سَماحةً، و كَفی قُریشَ المُعضِلاتِ، وَ سادَها و قال آخر: فی فِتْیَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، عندَ الفِضالِ نَدِیمُهم لم یَدْثُرِ و‌فی الحدیث: یقول الله عز و جل: أَسْمِحُوا لعبدی كإِسماحه إِلی عبادی؛ الإِسماح: لغة فی السَّماحِ؛ یقال: سَمَحَ و أَسْمَحَ إِذا جاد و أَعطی عن كَرَمٍ و سَخاءٍ؛ و قیل: إِنما یقال فی السَّخاء سَمَح، و أَما أَسْمَح فإِنما یقال فی المتابعة و الانقیاد؛ و یقال: أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انقادت، و الصحیح الأَول؛ و سَمَح لی فلان أَی أَعطانی؛ و سَمَح لی بذلك یَسْمَحُ سَماحة. و أَسْمَح و سامَحَ: وافَقَنی علی المطلوب؛ أَنشد ثعلب: لو كنتَ تُعْطِی حین تُسْأَلُ، سامَحَتْ لك النَّفسُ، و احْلَولاكَ كلُّ خَلیلِ و المُسامَحة: المُساهَلة. و تَسامحوا: تَساهَلوا. و‌فی الحدیث المشهور: السَّماحُ رَباحٌ‌أَی المُساهلة فی الأَشیاء تُرْبِحُ صاحبَها. و سَمَحَ و تَسَمَّحَ: فَعَلَ شیئاً فَسَهَّل فیه؛ أَنشد ثعلب: و لكنْ إِذا ما جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ به النفسُ یوماً، كان للكُرْه أَذْهَبا ابن الأَعرابی: سَمَح له بحاجته و أَسْمَح أَی سَهَّل له. و‌فی الحدیث: أَن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبناً مَحْضاً أَ یَتَوَضَّأُ؟ قال: اسْمَحْ یُسْمَحْ لك؛ قال شمر: قال الأَصمعی معناه سَهِّلْ یُسَهَّلْ لك و علیك؛ و أَنشد: فلما تنازعْنا الحدیثَ و أَسْمَحتْ قال: أَسْمَحتْ أَسهلت و انقادت؛ أَبو عبیدة: اسْمَحْ یُسْمَحْ لك بالقَطْع و الوصل جمیعاً. و‌فی حدیث عطاء: اسْمَحْ یُسْمَحْ بك.و قولهم: الحَنِیفِیَّة السَّمْحة؛ لیس فیها ضیق و لا شدة. و ما كان سَمْحاً، و لقد سَمُحَ، بالضم، سَماحة و جاد بما لدیه. و أَسْمَحَتِ الدابة بعد استصعاب: لانت و انقادت. و یقال: سَمَّحَ البعیر بعد صُعوبته إِذا ذلَّ، و أَسْمَحتْ قَرُونَتُه لذلك الأَمر إِذا أَطاعت و انقادت.
(1). قوله [سمح سماحة] نقل شارح القاموس عن شیخه ما نصه: المعروف فی هذا الفعل أنه كمنع، و علیه اقتصر ابن القطاع و ابن القوطیة و جماعة. و سمح ككرم معناه: صار من أهل السماحة، كما فی الصحاح و غیره، فاقتصار المجد علی الضم قصور، و قد ذكرهما معاً الجوهری و الفیومی و ابن الأَثیر و أرباب الأَفعال و أئمة الصرف و غیرهم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 490
و یقال: أَسْمَحَتْ قَرِینتُه إِذا ذلَّ و استقام، و سَمَحَتِ الناقة إِذا انقادت فأَسرعت، و أَسْمَحَتْ قَرُونَتُه و سامحت كذلك أَی ذلت نفسه و تابعت. و یقال: فلانٌ سَمِیحٌ لَمِیحٌ و سَمْحٌ لَمْحٌ. و المُسامحة: المُساهَلة فی الطِّعان و الضِّراب و العَدْو؛ قال: و سامَحْتُ طَعْناً بالوَشِیجِ المُقَوَّم و تقول العرب: علیك بالحق فإِن فیه لَمَسْمَحاً أَی مُتَّسَعاً،. كما قالوا: إِن فیه لَمَندُوحةً؛ و قال ابن مُقْبل: و إِنی لأَسْتَحْیِی، و فی الحَقِّ مَسْمَحٌ، إِذا جاءَ باغِی العُرْفِ، أَن أَتَعَذَّرا قال ابن الفرج حكایةً عن بعض الأَعراب قال: السِّباحُ و السِّماحُ بیوت من أَدَمٍ؛ و أَنشد: إِذا كان المَسارِحُ كالسِّماحِ و عُودٌ سَمْح بَیِّنُ السَّماحةِ و السُّموحةِ: لا عُقْدَة فیه. و یقال: ساجةٌ سَمْحة إِذا كان غِلَظُها مُسْتَویَ النِّبْتَةِ و طرفاها لا یفوتان وَسَطَه، و لا جمیعَ ما بین طرفیه من نِبْتته، و إِن اختلف طرفاه و تقاربا، فهو سَمْحٌ أَیضاً؛ قال الشافعی «1»: و كلُّ ما استوت نِبتته حتی یكون ما بین طرفیه منه لیس بأَدَقَّ من طرفیه أَو أَحدهما؛ فهو من السَّمْح. و تَسْمِیح الرُّمْحِ: تَثْقِیفُه. و قوس سَمْحَةٌ: ضِدُّ كَزَّةٍ؛ قال صخر الغَیّ: و سَمْحة من قِسِیِّ زارَةَ حَمْراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ و رُمْحٌ مُسَمَّح: ثُقِّفَ حتی لانَ. و التَّسْمیح: السُّرعة؛ قال: سَمَّحَ و اجْتابَ بلاداً قِیَّا و قیل: التَّسْمِیحُ السیر السهل. و قیل: سَمَّحَ هَرَب.

سنح؛ ج2، ص: 490

: السانِحُ: ما أَتاكَ عن یمینك من ظبی أَو طائر أَو غیر ذلك، و البارح: ما أَتاك من ذلك عن یسارك؛ قال أَبو عبیدة: سأَل یونُسُ رُؤْبةَ، و أَنا شاهد، عن السانح و البارح، فقال: السانح ما وَلَّاكَ مَیامنه، و البارح ما وَلَّاك میَاسره؛ و قیل: السانح الذی یجی‌ء عن یمینك فتَلِی میَاسِرُه مَیاسِرَك؛ قال أَبو عمرو الشَّیبانی: ما جاء عن یمینك إِلی یسارك و هو إِذا وَلَّاك جانبه الأَیسر و هو إِنْسِیُّه، فهو سانح، و ما جاء عن یسارك إِلی یمینك وَ ولَّاك جانبه الأَیمنَ و هو وَحْشِیُّه، فهو بارح؛ قال: و السانحُ أَحْسَنُ حالًا عندهم فی التَّیَمُّن من البارح؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب: أَرِبْتُ لإِرْبَتِه، فانطلقت أُرَجِّی لِحُبِّ اللِّقاءِ سَنِیحا یرید: لا أَتَطَیَّرُ من سانح و لا بارح؛ و یقال: أَراد أَتَیَمَّنُ به؛ قال: و بعضهم یتشاءم بالسانح؛ قال عمرو بن قَمِیئَة: و أَشْأَمُ طیر الزاجِرِین سَنِیحُها و قال الأَعشی: أَجارَهُما بِشْرٌ من الموتِ، بعدَ ما جَرَی لهما طَیرُ السَّنِیحِ بأَشْأَمِ بِشر هذا، هو بشر بن عمرو بن مَرْثَدٍ، و كان مع المُنْذرِ بن ماء السماء یتصید، و كان فی یوم بُؤْسِه الذی یقتل فیه أَولَ من یلقاه، و كان قد أَتی فی ذلك الیوم رجلان من بنی عم بِشْرٍ، فأَراد المنذر قتلهما، فسأَله بشر فیهما فوهبهما له؛ و قال رؤبة:
(1). قوله [قال الشافعی إلخ] لعله قال أبو حنیفة، كذا بهامش الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 491
فكم جَرَی من سانِحٍ یَسْنَحُ «1»، و بارحاتٍ لم تحر تبرح بطیر تخبیب، و لا تبرح قال شمر: و رواه ابن الأَعرابی تَسْنَحُ. قال: و السُّنْحُ الیُمْنُ و البَرَكَةُ؛ و أَنشد أَبو زید: أَقول، و الطیرُ لنا سانِحٌ، یَجْرِی لنا أَیْمَنُه بالسُّعُود قال أَبو مالك: السَّانِحُ یُتبرك به، و البارِحُ یُتشَاءَمُ به؛ و قد تشاءم زهیر بالسانح، فقال: جَرَتْ سُنُحاً، فقلتُ لها: أَجِیزی نَوًی مَشْمولةً، فمتَی اللِّقاءُ؟ مشمولة أَی شاملة، و قیل: مشمولة أُخِذَ بها ذاتَ الشِّمالِ. و السُّنُحُ: الظباء المَیامِین. و السُّنُح: الظباء المَشائیمُ؛ و العرب تختلف فی العِیافَةِ، فمنهم من یَتَیَمَّنُ بالسانح و یتشاءم بالبارح؛ و أَنشد اللیث: جَرَتْ لكَ فیها السانِحاتُ بأَسْعَد و فی المثل: مَنْ لی بالسَّانِحِ بعد البارِحِ. و سَنَحَ و سانَحَ، بمعنًی؛ و أَورد بیت الأَعشی: جَرَتْ لهما طیرُ السِّناحِ بأَشْأَمِ و منهم من یخالف ذلك، و الجمع سَوانحُ. و السَّنیحُ: كالسانح؛ قال: جَرَی، یومَ رُحْنا عامِدینَ لأَرْضِها، سَنِیحٌ، فقال القومُ: مَرَّ سَنیحُ و الجمع سُنُحٌ، قال: أَ بِالسُّنُحِ الأَیامِنِ أَم بنَحْسٍ، تَمُرُّ به البَوارِحُ حین تَجْرِی؟ قال ابن بری: العرب تختلف فی العیافة؛ یعنی فی التَّیَمُّنِ بالسانح، و التشاؤم بالبارح، فأَهل نجد یتیمنونَ بالسانح، كقول ذی الرمة، و هو نَجْدِیٌّ: خَلِیلَیَّ لا لاقَیْتُما، ما حَیِیتُما، من الطیرِ إِلَّا السَّانحاتِ و أَسْعَدا و قال النابغة، و هو نجدی فتشاءم بالبارح: زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غَداً، و بذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ و قال كثیر، و هو حجازی ممن یتشاءم بالسانح: أَقول إِذا ما الطیرُ مَرَّتْ مُخِیفَةً: سَوانِحُها تَجْری، و لا أَسْتَثیرُها فهذا هو الأَصل، ثم قد یستعمل النجدی لغة الحجازی؛ فمن ذلك قول عمرو بن قمیئة، و هو نجدی: فبِینی علی طَیرٍ سَنِیحٍ نُحوسُه، و أَشْأَمُ طیرِ الزاجِرینَ سَنِیحُها و سَنَحَ علیه یَسْنَحُ سُنُوحاً و سُنْحاً و سُنُحاً، و سَنَحَ لی الظبیُ یَسْنَحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ من مَیاسرك إِلی میَامنك؛ حكی الأَزهری قال: كانت فی الجاهلیة امرأَة تقوم بسُوقِ عُكاظَ فتنشدُ الأَقوالَ و تَضربُ الأَمثالَ و تُخْجِلُ الرجالَ؛ فانتدب لها رجل، فقالت المرأَة ما قالت، فأَجابها الرجل: أَسْكَتَاكِ جامِحٌ و رامِحُ، كالظَّبْیَتَیْنِ سانِحٌ و بارِحُ «2» فَخَجِلَتْ و هَرَبَتْ. و سَنَح لی رأْیٌ و شِعْرٌ یَسْنَحُ: عرض لی أَو تیسر؛ و‌فی حدیث عائشة و اعتراضها بین یدیه فی الصلاة، قالت: أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه‌أَی أَكره أَن أَستقبله بیدیَّ فی صلاته، مِن
(1). قوله [فكم جری إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [أسكتاك إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 492
سَنَحَ لی الشی‌ءُ إِذا عرض. و‌فی حدیث أَبی بكر قال لأُسامة: أَغِرْ علیهم غارةً سَنْحاءَ، مِن سَنَحَ له الرأْیُ إِذا اعترضه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و المعروف سَحَّاء، و قد ذكر فی موضعه؛ ابن السكیت: یقال سَنَحَ له سانحٌ فَسَنَحه عما أَراد أَی رَدَّه و صرفه. و سَنَحَ بالرجل و علیه: أَخرجه أَو أَصابه بشرّ. و سَنَحْتُ بكذا أَی عَرَّضْتُ و لَحَنْتُ؛ قال سَوَّارُ بن المُضَرّب: و حاجةٍ دونَ أُخْرَی قد سَنَحْتُ لها، جعلتها، للتی أَخْفَیتُ، عُنْوانا و السَّنِیحُ: الخَیْطُ الذی ینظم فیه الدرُّ قبل أَن ینظم فیه الدر، فإِذا نظم، فهو عِقْد، و جمعه سُنُح. اللحیانی: خَلِّ عن سُنُحِ الطریق و سُجُح الطریق، بمعنی واحد؛ الأَزهری: و قال بعضهم السَّنِیحُ الدُّرُّ و الحَلْیُ؛ قال أَبو دواد یذكر نساء: و تَغَالَیْنَ بالسَّنِیحِ و لا یَسْأَلْنَ غِبَّ الصَّباحِ: ما الأَخبارُ؟ و فی النوادر: یقال اسْتَسْنَحْته عن كذا و تَسَنَّحْته و استنحسته عن كذا و تَنَحَّسْته، بمعنی استفحصته. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث علیّ: سَنَحْنَحُ اللیل كأَنی جِنِّی «1» أَی لا أَنام اللیل أَبداً فأَنا متیقظ، و یروی سَمَعْمَعُ، و سیأْتی ذكره فی موضعه؛ و‌فی حدیث أَبی بكر: كان منزلُه بالسُّنُح، بضم السین، قیل: هو موضع بعوالی المدینة فیه منازل بنی الحرث بن الخَزْرَج، و قد سَمَّتْ سُنَیْحاً و سِنْحاناً.

سنطح؛ ج2، ص: 492

: التهذیب: السِّنْطاحُ من النُّوقِ الرَّحِیبةُ الفَرْج؛ و قال: یَتْبَعْنَ سَمْحاءَ من السَّرادِحِ، عَیْهَلَةً حَرْفاً من السَّناطِحِ

سوح؛ ج2، ص: 492

: السَّاحةُ: الناحیة، و هی أَیضاً فَضاء یكون بین دُور الحَیِّ. و ساحةُ الدار: باحَتُها، و الجمع ساحٌ و سُوحٌ و ساحاتٌ، الأُولی عن كراع؛ قال الجوهری: مثل بَدَنةٍ و بُدْنٍ و خَشَبَةٍ و خُشْبٍ و التصغیر سُوَیْحَةٌ.

سیح؛ ج2، ص: 492

: السَّیْحُ: الماءُ الظاهر الجاری علی وجه الأَرض، و فی التهذیب: الماء الظاهر علی وجه الأَرض، و جمعُه سُیُوح. و قد ساحَ یَسیح سَیْحاً و سَیَحاناً إِذا جری علی وجه الأَرض. و ماءٌ سَیْحٌ و غَیْلٌ إِذا جری علی وجه الأَرض، و جمعه أَسْیاح؛ و منه قوله: لتسعة أَسیاح و سیح العمر «2» و أَساحَ فلانٌ نهراً إِذا أَجراه؛ قال الفرزدق: و كم للمسلمین أَسَحْتُ بَحْری، بإِذنِ اللهِ من نَهْرٍ و نَهْرِ «3» و‌فی حدیث الزكاة: ما سُقِی بالسَّیْح ففیه العُشْرُ‌أَی الماء الجاری. و‌فی حدیث البراء فی صفة بئرٍ: فلقد أُخْرِجَ أَحدُنا بثوب مخافة الغرق ثم ساحتْ‌أَی جری ماؤها و فاضت. و السِّیاحةُ: الذهاب فی الأَرض للعبادة و التَّرَهُّب؛ و ساح فی الأَرض یَسِیح سِیاحةً و سُیُوحاً و سَیْحاً
(1). قوله [سنحنح إلخ] هو و السمعمع مما كرر عینه و لامه معاً، و هما من سنح و سمع؛ فالسنحنح: العرّیض الذی یسنح كثیراً، و أَضافه إِلی اللیل، علی معنی أَنه یكثر السنوح فیه لأَعدائه، و التعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهایة. (2). قوله [لتسعة أَسیاح إلخ] هكذا فی الأَصل. (3). قوله [أَسحت بحری] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و الذی فی الأَساس أَسحت فیهم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 493
و سَیَحاناً أَی ذهب؛ و‌فی الحدیث: لا سِیاحة فی الإِسلام؛ أَراد بالسِّیاحة مفارقةَ الأَمصار و الذَّهابَ فی الأَرض، و أَصله من سَیْح الماء الجاری؛ قال ابن الأَثیر: أَراد مفارقةَ الأَمصار و سُكْنی البَراری و تَرْكَ شهود الجمعة و الجماعات؛ قال: و قیل أَراد الذین یَسْعَوْنَ فی الأَرض بالشرِّ و النمیمة و الإِفساد بین الناس؛ و قد ساح، و منه‌المَسیحُ بن مریم، علیهما السلام؛ فی بعض الأَقاویل: كان یذهب فی الأَرض فأَینما أَدركه اللیلُ صَفَّ قدمیه و صلی حتی الصباح؛ فإِذا كان كذلك، فهو مفعول بمعنی فاعل. و المِسْیاحُ الذی یَسِیحُ فی الأَرض بالنمیمة و الشر؛ و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أُولئك أُمَّةُ الهُدی لَیْسُوا بالمَساییح و لا بالمَذاییع البُذُرِ؛ یعنی الذین یَسِیحون فی الأَرض بالنمیمة و الشر و الإِفساد بین الناس، و المذاییع الذین یذیعون الفواحش. الأَزهری: قال شمر: المساییح لیس من السِّیاحة و لكنه من التَّسْییح؛ و التَّسْییح فی الثوب: أَن تكون فیه خطوط مختلفة لیست من نحو واحد. و سِیاحةُ هذه الأُمة الصیامُ و لُزُومُ المساجد. و قوله تعالی: الْحٰامِدُونَ السّٰائِحُونَ؛ و قال تعالی: سٰائِحٰاتٍ ثَیِّبٰاتٍ وَ أَبْكٰاراً؛ السائحون و السائحات: الصائمون؛ قال الزجاج: السّٰائِحُونَ فی قول أَهل التفسیر و اللغة جمیعاً الصائمون، قال: و مذهب الحسن أَنهم الذین یصومون الفرض؛ و قیل: إِنهم الذین یُدِیمونَ الصیامَ، و هو مما فی الكتب الأُوَل؛ و قیل: إِنما قیل للصائم سائح لأَن الذی یسیح متعبداً یسیح و لا زاد معه إِنما یَطْعَمُ إِذا وجد الزاد. و الصائم لا یَطْعَمُ أَیضاً فلشبهه به سمی سائحاً؛ و‌سئل ابن عباس و ابن مسعود عن السائحین، فقال: هم الصائمون.و السَّیْح: المِسْحُ المُخَطَّطُ؛ و قیل: السَّیْح مِسْح مخطط یُسْتَتَرُ به و یُفْتَرَش؛ و قیل: السَّیْحُ العَباءَة المُخَطَّطة؛ و قیل: هو ضرب من البُرود، و جمعه سُیُوحٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و إِنی، و إِن تُنْكَرْ سُیُوحُ عَباءَتی، شِفاءُ الدَّقَی یا بِكْرَ أُمِّ تَمیمِ الدَّقَی: البَشَمُ و عَباءَة مُسَیَّحة؛ قال الطِّرِمَّاحُ: من الهَوْذِ كَدْراءُ السَّراةِ، و لونُها خَصِیفٌ، كَلَوْنِ الحَیْقُطانِ المُسَیَّحِ ابن بری: الهَوْذُ جمع هَوْذَةٍ، و هی القَطاة. و السَّراة: الظهر. و الخَصِیفُ: الذی یجمع لونین بیاضاً و سواداً. و بُرْدٌ مُسَیَّح و مُسَیَّر: مخطط؛ ابن شمیل: المُسَیَّحُ من العَباء الذی فیه جُدَدٌ: واحدة بیضاء، و أُخری سوداء لیست بشدیدة السواد؛ و كل عباءَة سَیْحٌ و مُسَیَّحَة، و یقال: نِعْمَ السیْحُ هذا و ما لم یكن جُدَد فإِنما هو كساء و لیس بعباء. و جَرادٌ مُسَیَّحٌ: مخطط أَیضاً؛ قال الأَصمعی: المُسَیَّح من الجراد الذی فیه خطوط سود و صفر و بیض، واحدته مُسَیَّحة؛ قال الأَصمعی: إِذا صار فی الجراد خُطوط سُودٌ و صُفْر و بیض، فهو المُسَیَّحُ، فإِذا بدا حَجْمُ جَناحه فذلك الكُتْفانُ [الكِتْفانُ لأَنه حینئذ یُكَتِّفُ المَشْیَ، قال: فإِذا ظهرت أَجنحته و صار أَحمر إِلی الغُبْرة، فهو الغَوْغاءُ، الواحدة غَوْغاءَة، و ذلك حین یموجُ بعضه فی بعض و لا یتوجه جهةً واحدةً، قال الأَزهری: هذا فی روایة عمرو بن بَحْرٍ. الأَزهری: و المُسَیَّحُ من الطریق المُبَیَّنُ شَرَكُه، و إِنما سَیَّحَه كثرةُ شَرَكه، شُبِّه بالعباء المُسَیَّح؛ و یقال للحمار الوحشیّ: مُسَیَّحٌ لجُدَّة تفصل بین بطنه و جنبه؛ قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌2، ص: 494
تَهاوَی بیَ الظَّلْماءَ حَرْفٌ، كأَنها مُسَیَّحُ أَطرافِ العَجیزة أَسْحَمُ «4» یعنی حماراً وحشیّاً شبه الناقة به. و انْساحَ الثوبُ و غیره: تشقق، و كذلك الصُّبْحُ. و‌فی حدیث الغار: فانْساحت الصخرة‌أَی اندفعت و اتسعت؛ و منه ساحَة الدار، و یروی بالخاء و بالصاد. و انْساحَ البطنُ: اتسع و دنا من السمن. التهذیب، ابن الأَعرابی: یقال للأَتان قد انْساحَ بطنها و انْدالَ انْسِیاحاً إِذا ضَخُمَ و دنا من الأَرض. و انْساحَ بالُه أَی اتسع؛ و قال: أُمَنِّی ضمیرَ النَّفْسِ إِیاك، بعد ما یُراجِعُنی بَثِّی، فَیَنْساحُ بالُها و یقال: أَساحَ الفَرَسُ ذكَره و أَسابه إِذا أَخرجه من قُنْبِه. قال خلیفة الحُصَیْنی: و یقال سَیَّبه و سَیَّحه مثله. و ساح الظِّلُّ أَی فاءَ. و سَیْحٌ: ماء لبنی حَسَّان بن عَوْف؛ و قال: یا حَبَّذا سَیْحٌ إِذا الصَّیْفُ الْتَهَبْ و سَیْحانُ: نهر بالشام؛ و فی الحدیث ذكْرُ سَیْحانَ، هو نهر بالعَواصِم من أَرض المَصِیصَةِ قریباً من طَرَسُوسَ، و یذكر مع جَیْحانَ. و ساحِینُ: نهر بالبصرة. و سَیْحُونُ: نهر بالهند.

فصل الشین؛ ج2، ص: 494

شبح؛ ج2، ص: 494

: الشَّبَحُ: ما بدا لك شخصُه من الناس و غیرهم من الخلق. یقال: شَبَحَ لنا أَی مَثَلَ؛ و أَنشد: رَمَقْتُ بعینی كلَّ شَبْحٍ و حائلٍ الشَّبْحُ و الشَّبَحُ: الشخص، و الجمع أَشباح و شُبوح. و قال فی التصریف: أَسماءُ الأَشباحِ «5» و هو ما أَدركته الرؤیة و الحِسُّ. و الشَّبْحانُ: الطویلُ. و رجل شَبْحُ الذراعین، بالتسكین، و مَشْبُوحُهما أَی عریضهما. و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان مَشْبُوحَ الذراعین‌أَی طویلَهما، و قیل: عریضهما؛ و‌فی روایة: كان شَبْح الذراعین؛ قال ذو الرمة: إِلی كل مَشْبُوحِ الذِّراعَیْنِ، تُتَّقَی به الحربُ، شَعْشاعٍ و أَبیضَ فَدْغَمِ تقول منه: شَبُحَ الرجل، بالضم. و شَبَّحَ الشی‌ءَ: عَرَّضَه، و تشْبِیحُه: تعریضه. و شَبَحْتُ العُود شَبْحاً إِذا نَحَتَّه حتی تُعَرِّضَه. و یقال: هلك أَشْباحُ ماله إِذا هلك ما یُعْرَف من إِبله و غنمه و سائر مواشیه؛ و قال الشاعر: و لا تَذْهَبُ الأَحْسابُ من عُقْرِ دارِنا، و لكنَّ أَشباحاً من المالِ تَذْهَبُ و المَشْبُوح: البعید ما بین المنكبین. و الشَّبْحُ: مَدُّك الشی‌ءَ بین أَوتاد، أَو الرجلَ بین شیئین، و المضروبُ یُشْبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْدِ. و شَبَحَه یَشْبَحُه: مَدَّه لیجلده. و شَبَحه: مَدَّه كالمصلوب؛ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: مَرَّ ببلال و قد شُبِحَ فی الرَّمْضاءِ‌أَی مُدَّ فی الشمس علی الرمضاء لیُعَذَّبَ؛ و‌فی حدیث الدجال: خذوه
(4). قوله [تهاوی بی] الذی فی الأَساس: به. و قوله: أسحم، الذی فیه أصحر، و كل صحیح. (5). قوله [أسماء الأَشباح إلخ] عبارة الأَساس: الأَسماء ضربان: أسماء الأَشباح، و هی التی أَدركتها الرؤیة و الحس، و أسماء الأَعمال، و هی التی لا تدركها الرؤیة و لا الحس، و هو كقولهم أسماء الأَعیان و أسماء المعانی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 495
فاشْبَحُوه؛ و فی روایة: فشُجُّوه.و شَبَحَ یدیه یَشْبَحُهما: مدَّهما؛ یقال: شَبَحَ الداعی إِذا مَدَّ یده للدعاء؛ و قال جریر: و علیك من صَلَواتِ رَبِّكَ، كلما شَبَحَ الحَجِیجُ المُبْلِدُون، و غاروا «1» و تَشَبَّح الحِرْباءُ علی العُود: امْتَدَّ؛ و الحِرباءُ تَشَبَّحَ علی العود. و‌فی الحدیث: فَنَزَعَ سَقْفَ بیتی شَبْحَةً شَبْحَةً‌أَی عوداً عوداً. و كساء مُشَبَّح: قویّ شدید. و شبح لك الشی‌ءُ: بدا. و شَبَح رأْسَه شَبْحاً: شَقَّه، و قیل: هو شَقُّك أَیَّ شی‌ء كان.

شجح؛ ج2، ص: 495

: قال ابن بری فی ترجمة عقق عند قول الجوهری: و العَقْعَقُ طائر معروف و صوته العَقْعَقة؛ قال ابن بری: قال ابن خالویه روی ثعلب عن إسحاق الموصلی أَن العَقْعَقَ یقال له الشَّجَحَی «2».

شحح؛ ج2، ص: 495

: الشُّحُّ و الشَّحُّ: البُخْلُ، و الضم أَعلی؛ و قیل: هو البخل مع حِرْصٍ؛ و‌فی الحدیث: إِیاكم و الشُّحَّ‌الشُّحُّ أَشدُّ البخل، و هو أَبلغ فی المنع من البخل؛ و قیل: البخل فی أَفراد الأُمور و آحادها، و الشح عام؛ و قیل: البخل بالمال، و الشح بالمال و المعروف؛ و قد شَحَحْتَ تَشُحُّ و شَحِحْتَ، بالكسر، و رجل شَحیحٌ و شَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ و أَشِحَّاء و شِحَاح؛ قال سیبویه: أَفْعِلَةٌ و أَفْعِلاءُ إِنما یَغْلِبانِ علی فَعِیل اسماً كأَرْبِعَةٍ و أَرْبِعاءَ، و أَخْمِسة و أَخْمِساءَ، و لكنه قد جاء من الصفة هذا و نحوه. و قوله تعالی: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدٰادٍ أَشِحَّةً عَلَی الْخَیْرِ أَی خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ و هم أَشِحَّةٌ علی المال و الغنیمة؛الأَزهری: نزلت فی قوم من المنافقین كانوا یؤذون المسلمین بأَلسنتهم فی الأَمر، و یَعُوقُونَ عند القتال، و یَشِحُّون عند الإِنفاق علی فقراء المسلمین؛ و الخیرُ: المالُ هاهنا. و نفس شَحَّة: شَحِیحة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لسانُك مَعْسُولٌ، و نَفْسُك شَحَّةُ، و عند الثُّرَیَّا من صَدِیقِك مالُكا و أَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هی أَرسَلَتْ یَمینُك شیئاً، أَمْسَكَتْه شِمالُكا و تَشاحُّوا فی الأَمر و علیه: شَحَّ به بعضهم علی بعض و تَبادروا إِلیه حَذَرَ فَوْتِه؛ و یقال: هما یَتَشاحّان علی أَمر إِذا تنازعاه، لا یرید كل واحد منهما أَن یفوته، و النعت شَحِیح، و العدد أَشِحَّةٌ. و تَشاحَّ الخَصْمانِ فی الجَدَلِ، كذلك، و هو منه؛ و ماء شَحَاحٌ: نَكِدٌ غیرُ غَمْرٍ، منه أَیضاً؛ أَنشد ثعلب: لَقِیَتْ ناقتی به و بِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً، و ماءً شَحاحا و زَنْدٌ شَحاحٌ: لا یُورِی كأَنه یَشِحُّ بالنار؛ قال ابن هَرْمَة: و إِنی و تَرْكی نَدَی الأَكْرَمِین، و قَدْحِی بِكَفِّیَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَیْضَها بالعَراء، و مُلْبِسَةٍ بَیْضَ أُخْرَی جَناحا
(1). قوله [الحجیج المبلدون إلخ] الذی فی الأَساس الحجیج مبلدین إلخ. قال: و غاروا هبطوا غور تهامة. (2). قوله [یقال له الشجحی] كذا بضبط الأَصل. و نقل هذه العبارة شارح القاموس مستدركاً بها علی المجد، لكن المجد ذكره فی ش ج ج بجیمین، فقال: و الشججی كجمزی أی محرّكاً: العقعق، و ذكره فی المعتل، فقال: و الشجوجی الطویل، ثم قال و العقعق؛ و ضبط بالشكل بفتح الشین و الجیمین و سكون الواو مقصوراً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 496
یضرب مثلًا لمن ترك ما یجب علیه الاهتمام به و الجِدُّ فیه، و اشتغل بما لا یلزمه و لا منفعة له فیه. و شَحِحْت بك و علیك سواء ضَنَنْتُ، علی المثل. و فلان یُشاحُّ علی فلان أَی یَضِنُّ به. و أَرضٌ شَحاحٌ: تسیلٌ من أَدْنی مطرة كأَنها تَشِحُّ علی الماء بنفسها؛ و قال أَبو حنیفة: الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ فی إِحداهن قِرْبة أَسالته، و هو من الأَول. و أَرضٌ شَحاحٌ: لا تَسیل إِلّا من مطر كثیر «1». و أَرضٌ شَحْشَحٌ، كذلك. و الشُّحُّ: حِرْصُ النفس علی ما ملكت و بخلها به، و ما جاء فی التنزیل من الشُّحِّ، فهذا معناه كقوله تعالی: وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*؛ و قوله: وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ؛ قال الأَزهری فی قوله: وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*؛ أَی من أَخرج زكاته و عف عن المال الذی لا یحل له، فقد وُقِیَ شُحَّ نفسه؛ و‌فی الحدیث: بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّی الزكاة و قَرَی الضَّیْفَ و أَعطی فی النائبة؛ و‌فی الحدیث: أَن تتصدق و أَنت شَحِیح صَحیح تَأْمُلُ البقاء و تَخْشی الفقر؛ و‌فی حدیث ابن عمر: أَن رجلًا قال له: إِنی شَحِیح، فقال: إِن كان شُحُّكَ لا یحملك علی أَن تأْخذ ما لیس لك فلیس بشُحِّكَ بأْسٌ؛ فی حدیث ابن مسعود: قال له رجل: ما أُعْطِی ما أَقْدِرُ علی منعه، قال: ذاك البخلُ، و الشح أَن تأْخذ مال أَخیك بغیر حقه.و‌فی حدیث ابن مسعود أَنه قال: الشح منع الزكاة و إِدخال الحرام.و شَحَّ بالشی‌ء و علیه یَشِحُّ، بكسر الشین، قال: و كذلك كل فَعِیل من النعوت إِذا كان مضاعفاً علی فَعَلَ یَفْعِل، مثل خفیف و دَفِیف و عَفِیف، و قال بعض العرب: تقول شَحَّ یَشِحُّ، و قد شَحِحْتَ تَشَحُّ، و مثله ضَنَّ یَضَنُّ، فهو ضنین، و القیاس هو الأَول ضَنَّ یَضِنُّ، و اللغة العالیة ضَنَّ یَضَنُّ. و الشَّحْشَحُ و الشَّحْشاحُ: الممسك البخیل؛ قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِیّ: فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَی ما بخل بهدیره؛ و بعده: یمیلُ عَلْخَدَّیْنِ میْلًا مُصْفَحا أَی یمیل علی الخَدَّین، فحذف. و الشَّحْشَحُ و الشَّحْشاحُ: المواظب علی الشی‌ء الجادّ فیه الماضی فیه. و الشَّحْشَحُ یكون للذكر و الأُنثی؛ قال الطِّرِمَّاحُ: كأَنَّ المَطایا لیلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابةٍ، تَنْضُو الرَّواسِمَ، شَحْشَحِ و الشَّحْشَحُ و الشَّحْشاحُ: الغَیُورُ و الشجاع أَیضاً. و فلاةٌ شَحْشَحٌ: واسعة بعیدة مَحْلٌ لا نبت فیها؛ قال مُلَیْح الهُذَلیُّ: تَخْدِی إِذا ما ظَلامُ اللیلِ أَمْكَنها من السُّرَی، و فلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ و الشَّحْشَحُ و الشَّحْشاح أَیضاً: القویُّ. و خطیب شَحْشح و شَحْشاحٌ: ماضٍ، و قیل: هما كل ماضٍ فی كلام أَو سَیْر؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غَدْوةً، حتی إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَی، و حَثَّ القَطِینَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ یعنی الحادی. و‌فی حدیث علیّ: أَنه رأَی رجلًا یَخطُبُ، فقال: هذا الخطیب الشَّحْشَحُ، هو الماهر بالخطبة الماضی فیها. و رجل شَحْشَحٌ: سَیِّ‌ءُ الخُلُق؛ و قال
(1). قوله [لا تسیل إلا من مطر كثیر] لا منافاة بینه و بین ما قبله، فهو من الأَضداد كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 497
نُصَیْبٌ: نُسَیَّةُ شَحْشاحٍ غَیُورٍ یَهَبْنَه، أَخِی حَذَرٍ یَلْهُونَ، و هو مُشِیحُ «1» و حمار شَحْشَحٌ: خفیف، و منهم من یقول سَحْسَح؛ قال حُمید: تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ لماءٍ قَعِیرٍ، یُریدُ القِرَی جائز: یجوز إِلی الماء. و شَحْشَحَ البعیر فی الهَدْر: لم یُخَلِّصْه؛ و أَنشد بیت سلمة بن عبد الله العدوی. و شَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قال ملیح الهذلی: مُهْتَشَّةٌ لدَلِیجِ اللیلِ، صادقةٌ وَقْعَ الهَجِیرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ و غراب شَحْشَحٌ: كثیر الصوت. و شَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات. و الشَّحْشحة: الطیرانُ السریع؛ یقال: قَطاة شَحْشَحٌ أَی سریعة.

شدح؛ ج2، ص: 497

: المَشْدَحُ: متاع المرأَة؛ قال الأَغْلَبُ: و تارةً یَكُدُّ، إِنْ لم یَجْرَحِ عُرْعُرَةَ المُتْكِ، و كَیْنَ المَشْدَحِ و هو المَشْرَحُ بالراء. و انْشَدَحَ الرجلُ انْشِداحاً: استلقی و فَرَّجَ رجلیه. و ناقة شَوْدَحٌ: طویلة علی وجه الأَرض؛ قال الطِّرِمَّاح: قَطَعْتُ إِلی معروفِه مُنْكَراتِها، بفَتْلاءِ أَمْرارِ الذِّراعَیْنِ شَوْدَحِ و یقال: لك عن هذا الأَمر مُشْتَدَحٌ و مُرْتَدَحٌ و مُرْتَكَحٌ و مَشْدَح و شُدْحَةٌ و بُدْحةٌ و رُكْحَةٌ و رُدْحةٌ و فُسْحة، بمعنی واحد. و كَلأٌ شادِحٌ و سادِحٌ و رادِحٌ أَی واسع كثیر.

شذح؛ ج2، ص: 497

: ناقة شَوْذَحٌ: طویلة؛ عن كراع حكاها فی باب فَوْعَلٍ.

شرح؛ ج2، ص: 497

: الشَّرْحُ و التَّشْریح: قَطْعُ اللحم عن العضو قَطْعاً، و قیل: قَطْعُ اللحم علی العظم قطعاً، و القِطْعَةُ منه شَرْحة و شَرِیحة، و قیل: الشَّرِیحةُ القِطعةُ من اللحم المُرَقَّقَةُ. ابن شمیل: الشَّرْحة من الظِّباء الذی یُجاء به یابِساً كما هو، لم یقَدَّدْ؛ یقال: خُذْ لنا شَرْحة من الظِّباء، و هو لحم مَشْرُوح؛ و قد شَرَحْتُه و شَرَّحْتُه؛ و التَّصْفِیفُ نَحْوٌ من التَّشْریح، و هو تَرْقِیقُ البَضْعة من اللحم حتی یَشِفَّ من رِقَّتِه ثم یُلْقَی علی الجَمْر. و الشَّرْحُ: الكَشْفُ؛ یقال: شَرَحَ فلان أَمره أَی أَوضحه، و شَرَح مسأَلة مشكلة: بَیَّنها، و شَرَح الشی‌ءَ یَشْرَحُه شَرْحاً، و شَرَّحَه: فتحه و بَیَّنَه و كَشَفه. و كل ما فُتح من الجواهر، فقد شُرِحَ أَیضاً. تقول: شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته؛ و منه تَشْریحُ اللحم؛ قال الراجز: كم قد أَكلتُ كَبِداً و إِنْفَحهْ، ثم ادَّخَرْتُ أَلْیَةً مُشَرَّحه و كل سمین من اللحم ممتدّ، فهو شَرِیحة و شَرِیح. و شَرَح اللهُ صدرَه لقبول الخیر یَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح: وَسَّعَه لقبول الحق فاتَّسَع. و فی التنزیل: فَمَنْ یُرِدِ اللّٰهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلٰامِ. و‌فی حدیث الحسن، قال له عطاء: أَ كان الأَنبیاءُ یَشْرَحُون إِلی الدنیا مع علمهم بربهم؟ فقال له: نعم إِن لله تَرائك فی خَلْقِه؛ أَراد: كانوا ینبسطون إِلیها و یَشْرَحُونَ صدورَهم و یرغبون فی اقتنائها
(1). قوله [و قال نصیب نسیة إلخ] الذی تقدم فی مادة أنح، و قال أبو حیة النمیری: و نسوة إلخ. و قوله أخی حذر: الذی تقدم علی حذر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 498
رَغْبَةً واسعة. و المَشْرَحُ: متاع المرأَة؛ قال: قَرِحَتْ عَجِیزَتُها و مَشْرَحُها، من نَصِّها دَأْباً علی البُهْرِ و ربما سمی شُرَیْحاً، و أُراه علی ترخیم التصغیر. و المَشْرَحُ: الراشق الاسْتُ «1» و شَرَحَ جاریته إِذا سَلَقها علی قفاها ثم غَشِیَها؛قال ابن عباس: كان أَهل الكتاب لا یأْتون نساءهم إِلّا علی حَرْفٍ و كان هذا الحیّ من قریش یَشْرَحون النساءَ شَرْحاً؛ شَرَحَ جاریته إِذا وطئها نائمة علی قفاها. و المَشْرُوحُ: السَّرابُ؛ عن ثعلب، و السین لغة. قال أَبو عمرو: قال رجل من العرب لفتاه: أَبْغِنی شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ و إِنی أَخاف علیه الطَّمْلَ؛ قال أَبو عمرو: الشارح الحافظ، و المُغَوَّسُ المُشَنَّخُ؛ قال الأَزهری: تَشْنِیخُ النخل تَنْقِیحُه من السُّلَّاء. و الأَشاءُ: صِغارُ النخل؛ قال ابن الأَعرابی: الشَّرْحُ الحفظ، و الشَّرْح الفتح، و الشَّرْح البیان، و الشَّرْح الفَهْم، و الشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار؛ و شاهدُ الشارح بمعنی الحافظ قولُ الشاعر: و ما شاكرٌ إِلّا عصافیرُ قریةٍ، یقومُ إِلیها شارِحٌ فَیُطیرُها و الشارحُ فی كلام أَهل الیمن: الذی یحفظ الزرع من الطیور و غیرها. و شُرَیْحٌ و مِشْرَحُ بن عاهانَ: اسمان. و بنو شُرَیح: بَطْنٌ. و شَراحِیلُ: اسم، كأَنه مضاف إِلی إِیل، و یقال شَراحِینُ أَیضاً بإِبدال اللام نوناً، عن یعقوب.

شردح؛ ج2، ص: 498

: ابن الأَعرابی: رجل شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كان عریضها غلیظها.

شرنفح؛ ج2، ص: 498

: الشرنفح «2»

شطح؛ ج2، ص: 498

: شطح «3»

شفح؛ ج2، ص: 498

: المشفح «4»

شرمح؛ ج2، ص: 498

: الشَّرْمَحُ و الشَّرْمَحِیُّ من الرجال: القوی الطویل؛ و أَنشد الأَخفش: و لا تَذْهَبَنْ عیناكَ فی كل شَرْمَحٍ طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِینَ أَمازِرُهْ «5» التهذیب: و هم الشَّرامِحُ، و یقال: شَرامِحة. و الشَّرْمَحة من النساء: الطویلة الخفیفة الجسم؛ قال ابن الأَعرابی: هی الطویلة الجسم؛ و أَنشد: و الشَّرْمَحاتُ عندها قُعُودُ یقول: هی طویلة حتی إِن النساء الشَّرامِحَ لیَصِرْنَ قُعوداً عندها بالإِضافة إِلیها، و إِن كنّ قائمات. و الشَّرَمَّحُ: كالشَّرْمَحِ؛ قال: أَظَلَّ علینا، بعد قَوْسَیْنِ، بُرْدَه، أَشَمُّ طویلُ الساعِدَیْن شَرَمَّحُ

شفلح؛ ج2، ص: 498

: الشَّفَلَّح: الحِرُ الغلیظ الحروف المسترخی. و الشَفَلَّح أَیضاً: الغلیظ الشَّفَةِ المُسْتَرْخِیها، و قیل: هو من الرجال الواسع المنخرین العظیم الشفتین، و من النساء: الضَّخْمةُ الإِسْكَتَینِ الواسعة المَتاع؛ و أَنشد أَبو الهیثم: لَعَمْرُ التی جاءتْ بكم من شَفَلَّحٍ، لَدَی نَسَیَیْها ساقِطَ الاسْتِ أَهْلَبا
(1). قوله [و المشرح الراشق الاست] كذا بالأَصل. (2). زاد فی القاموس، و الشرداح، بكسر فسكون: الرجل اللحیم الرخو، و الطویل العظیم من الإِبل و النساء انتهی. قال الشارح: و مثله السرداح، بالسین المهملة، كما تقدم. و زاد المجد أیضاً الشرنفح، أی بفتح الشین و الراء و سكون النون و فتح الفاء: الخفیف القدمین. و زاد أیضاً شطح، بكسر أوله و ثانیه المشدد: زجر للعریض من أولاد المعز؛ و زاد أیضاً المشفح كمعظم: المحروم الذی لا یصیب شیئاً. (3). زاد فی القاموس، و الشرداح، بكسر فسكون: الرجل اللحیم الرخو، و الطویل العظیم من الإِبل و النساء انتهی. قال الشارح: و مثله السرداح، بالسین المهملة، كما تقدم. و زاد المجد أیضاً الشرنفح، أی بفتح الشین و الراء و سكون النون و فتح الفاء: الخفیف القدمین. و زاد أیضاً شطح، بكسر أوله و ثانیه المشدد: زجر للعریض من أولاد المعز؛ و زاد أیضاً المشفح كمعظم: المحروم الذی لا یصیب شیئاً. (4). زاد فی القاموس، و الشرداح، بكسر فسكون: الرجل اللحیم الرخو، و الطویل العظیم من الإِبل و النساء انتهی. قال الشارح: و مثله السرداح، بالسین المهملة، كما تقدم. و زاد المجد أیضاً الشرنفح، أی بفتح الشین و الراء و سكون النون و فتح الفاء: الخفیف القدمین. و زاد أیضاً شطح، بكسر أوله و ثانیه المشدد: زجر للعریض من أولاد المعز؛ و زاد أیضاً المشفح كمعظم: المحروم الذی لا یصیب شیئاً. (5). قوله [فإن الأَقصرین أمازره] یرید أَمازرهم أی أَقویاءهم قلوباً كما یأتی فی مزر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 499
و شَفَةٌ شَفَلَّحة: غلیظة. و لِثَة شَفَلَّحة: كثیرة اللحم عریضة. ابن شمیل: الشَّفَلَّح شِبْه القِثَّاء یكون علی الكَبَر. و الشَّفَلَّحُ: ثمر الكَبَر إِذا تفتح، واحدته شَفَلَّحة، و إِنما هذا تشبیه. و الشَّفَلَّح: شجر؛ عن كراع و لم یُحَلِّه «1».

شقح؛ ج2، ص: 499

: الشَّقْحةُ و الشُّقْحة: البُسْرَة المتغیرة إِلی الحُمْرة؛ و‌فی الحدیث: كان علی حیَیِّ بن أَخْطَبَ حُلَّةٌ شُقَحِیَّة‌أَی حمراء. الأَصمعی: إِذا تغیرت البُسْرة إِلی الحُمْرة، قیل: هذه شُقْحة. و قد أَشْقَحَ النخلُ، قال: و هو فی لغة أَهل الحجاز الزَّهْوُ. و أَشْقَحَ النخل: أَزْهَی. و أَشْقَحَ البُسْرُ و شَقَّح: لَوَّنَ و احْمَرَّ و اصْفَرَّ، و قیل: إِذا اصفرّ و احمرّ، فقد أَشْقَح؛ و قیل: هو أَن یَحْلُوَ. و شَقَّحَ النخلُ: حَسُنَ بأَحماله، و كذلك التَّشْقِیح، و نُهی عن بیعه قبل أَن یُشَقِّح؛ و‌فی حدیث البیع: نهی عن بیع الثمر حتی یُشَقِّحَ؛ هو أَن یَحْمَرّ أَو یَصْفَرّ. یقال: أَشْقَحت البُسْرَة و شَقَّحَتْ إِشْقاحاً و تَشْقِیحاً؛ أَبو حاتم: یقال للأَحْمَر الأَشْقَر: إِنه لأَشْقَحُ؛ و قد یستعمل التَّشْقِیحُ فی غیر النخل؛ قال ابن أَحمر: كَبانِیةٍ، أَوتادُ أَطْناب بَیْتِها أَراكٌ، إِذا صاقتْ به المَرْدُ شَقَّحا فجعل التَّشْقِیحَ فی الأَراك إِذا تلوَّن ثمره. و الشَّقِیح: النَّاقِهُ من المرض، و لذلك قیل: فلان قبیحٌ شَقِیحٌ. و الشَّقْحُ: رَفْعُ الكلب رجله لیبول. و الشَّقْحة: ظَبْیَة الكلْبةِ «2»، و قیل: مَسْلَكُ القَضیب من ظَبْیَتِها؛ قال الفراء: یقال لِحَیاءِ الكَلْبَةِ ظَبْیَةٌ و شَقْحةٌ، و لذوات الحافر وَظْبَة. و الشُّقَّاحُ: اسْتُ الكلب. و أَشْقاحُ الكلاب أَدبارُها، و قیل: أَشْداقُها. و یقال: شاقَحْتُ فلاناً و شاقَیْتُه و باذَیْتُه إِذا لاسَنْتَه بالأَذِیَّة. و الشَّقْحُ: الكَسْرُ. و شَقَح الشی‌ءَ: كَسَرَه شَقْحاً. و شَقَحَ الجَوْزة شَقْحاً: استخرج ما فیها. و لأَشْقَحَنَّه شَقْح الجَوْزة بالجَنْدَلِ أَی لأَكْسِرَنه، و قیل: لأَسْتَخْرجَنَّ جمیع ما عنده. و العرب تقول: قُبْحاً له و شُقْحاً و قَبْحاً له و شَقْحاً كلاهما إِتباع، و قیل: هما واحد. و قَبیح شَقیح. قال الأَزهری: و لا تكاد العرب تقول الشُّقْح من القُبْح؛ و قَبُحَ الرجلُ و شَقُحَ قَباحةً و شَقاحةً. و قد أَومأَ سیبویه إِلی أَن شَقِیحاً لیس بإِتباع، فقال: و قالوا شَقِیحٌ و دمیم، و جاء بالقَباحة و الشَّقاحة. قال أَبو زید: شَقَحَ اللهُ فلاناً و قَبَحَه، فهو مَشْقُوحٌ، مثل قَبَحه الله، فهو مَقْبُوحٌ. و الشَّقْحُ: البُعْدُ. و الشَّقْحُ: الشُّحُّ. و‌فی حدیث عَمَّار: سمع رجلًا یَسُبُّ عائشة، فقال له بعد ما لكَزَه لَكَزاتٍ: أَ أَنت تَسُبُّ حَبِیبة رسول الله، صلی الله علیه و سلم؟ اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً‌المَشْقُوحُ المكسور أَو المُبْعَدُ؛ و‌فی حدیثه الآخر: قال لأُم سَلَمة: دَعِی هذه المَقْبوحة المَشْقوحة؛ یعنی بنتها زینبَ، و أَخذها من حَجْرها و كانت طِفْلةً.
(1). قوله [و لم یحله] قد حلاه المجد، فقال: و الشفلح شجرة لساقها أَربعة أَحرف، إن شئت ذبحت بكل حرف شاة، و ثمرته كرأس زنجی. (2). قوله [و الشقحة ظبیة الكلبة] كذا بالأَصل، بالظاء المعجمة المفتوحة، و هی فرج الكلبة، كما فی الصحاح فی فصل الظاء المعجمة من المعتل. و قال المجد: هنا الشقحة حیاء الكلبة، و بالضم: طبیتها انتهی. قال الشارح: و قیل مسلك القضیب من طبیتها انتهی. و الطاء مهملة متناً و شرحاً لكنها فی نسخ الطبع مضبوطة بالشكل بضمة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 500
و الشُّقَّاحُ: نَبتُ الكَبَر.

شلح؛ ج2، ص: 500

: الشَّلْحاء: السیف بلغة أَهل الشَّحْر و هی بأَقصی الیمن. ابن الأَعرابی: الشُّلْحُ السیوفُ الحِدادُ؛ قال الأَزهری: ما أُرَی الشَّلْحاءَ و الشُّلْحَ عربیةً صحیحة، و كذلك التَّشْلِیح الذی یتكلم به أَهل السواد، سمعتهم یقولون: شُلِّحَ فلانٌ إِذا خرج علیه قُطَّاع الطریق فسلبوه ثیابه و عَرَّوْه، قال: و أَحْسِبُها نَبَطِیَّة. و‌فی الحدیث: الحاربُ المُشَلِّح؛ هو الذی یُعَرِّی الناسَ ثیابهم؛ قال ابن الأَثیر عن الهروی: هی لغة سَوادِیَّة؛ و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه، فی وصف الشُّراة: خرجوا لُصُوصاً مُشَلِّحین؛ قال ابن سیدة: قال ابن درید أَما قول العامة شَلَّحه فلا أَدری ما اشتقاقه.

شنح؛ ج2، ص: 500

: الأَزهری، اللیث: الشَّناحِیُّ ینعت به الجمل فی تمام خَلْقه؛ و أَنشد: أَعَدُّوا كلَّ یَعْمَلةٍ ذَمُولٍ، و أَعْیَسَ بازِلٍ قَطِمٍ شَناحِی الأَصمعی: الشَّناحِیُّ الطویل، و یقال: هو شَناحٌ، كما تری. ابن الأَعرابی قال: الشُّنُح الطِّوالُ. و الشُّنُحُ: السُّكارَی. ابن سیدة: الشَّناحُ و الشَّناحِیُّ «1» و الشَّناحِیَةُ من الإِبل: الطویلُ الجسیم، و الأُنثی شَناحِیَةٌ لا غیر. و بَكْرٌ شَناحٍ: و هو الفَتِیُّ من الإِبل، و بَكْرَةٌ شَناحِیةٌ. و رجل شَناحٍ و شَناحِیةٌ: طویل، حذفت الیاء من شَناحٍ مع التنوین لاجتماع الساكنین. و صَقْرٌ شانِحٌ: متطاوِلٌ فی طیرانه؛ عن الزجاج، قال: و منه اشتقاق الطویل، قال: و لست منها علی ثقة «2».

شیح؛ ج2، ص: 500

: الشِّیحُ و الشائِحُ و المُشِیحُ: الجادُّ و الحَذِرُ. و شَایَح الرجلُ: جدَّ فی الأَمر؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی یرثی رجلًا من بنی عمه و یصف مواقفه فی الحرب: وزَعْتَهُمُ، حتی إِذا ما تَبَدَّدُوا سِراعاً، و لاحَتْ أَوْجُهٌ و كُشُوحُ، بَدَرْتَ إِلی أُولاهُمُ فَسَبَقْتَهُمْ، و شایَحْتَ قبلَ الیومِ، إِنكَ شِیحُ و قال الأَفْوه: و برَوْضةِ السُّلَّانِ منا مَشْهَدٌ، و الخیلُ شائحةٌ، و قد عَظُمَ الثُّبَی و أَشاحَ: مثل شایَحَ؛ قال أَبو النجم: قُبًّا أَطاعتْ راعِیاً مُشِیحا، لا مُنْفِشاً رِعْیاً، و لا مُرِیحا القُبُّ: الضامرة. و المُنْفِشُ: الذی یتركها لیلًا تَرْعَی. و المُرِیحُ: الذی یُریحها علی أَهلها. و‌فی حدیث: سطیح علی جَمَل مُشِیح‌أَی جادّ مُسْرِع؛ الفراء: المُشِیح علی وجهین: المُقْبِلُ إِلیك، و المانع لما وراء ظهره. ابن الأَعرابی: و الإِشاحةُ الحَذَرُ؛ و أَنشد لأَوْسٍ: فی حَیْثُ لا تَنْفَعُ الإِشاحةُ من أَمْرٍ لمن قد یُحاوِلُ البِدَعا و الإِشاحةُ: الحَذَر و الخوف لمن حاول أَن یدفع الموت، و محاوَلَتُه دَفْعَه بِدْعةٌ؛ قال: و لا یكون الحَذِرُ بغیر جدّ مُشِیحاً؛ و قول الشاعر:
(1). قوله [الشناحیّ] بزیادة الیاء للتأكید لا للنسب. و قوله و الشناحیة بتخفیف الیاء انتهی. القاموس و شرحه. (2). زاد المجد شوّح علی الأَمر تشویحاً: أنكر، انتهی. مع زیادة من الشرح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 501
تُشِیحُ علی الفَلاةِ، فَتَعْتَلیها بنَوْعِ القَدْرِ، إِذ قَلِقَ الوَضِینُ أَی تدیم السیر. و المُشِیحُ: المُجِدُّ؛ و قال ابن الإِطْنابَة: و إِقْدامی علی المَكْرُوهِ نَفْسِی، و ضَرْبی هامةَ البَطَلِ المُشِیحِ و أَشاحَ علی حاجته و شایَحَ مُشَایَحَةً و شِیاحاً. و الشِّیاحُ: الحِذارُ و الجِدُّ فی كل شی‌ء. و رجل شائح: حَذِرٌ. و شایَحَ و أَشاحَ، بمعنی حَذِرَ؛ و قال أَبو السَّوْداء العِجْلی: إِذا سَمِعْنَ الرِّزَّ من رَباحِ، شایَحْنَ منه أَیَّما شِیاحِ أَی حَذَرٍ. و شایَحْنَ: حَذِرْنَ. و الرِّزُّ: الصوت. و رَباح: اسم راع؛ و تقول: إِنه لَمُشِیحٌ حازِمٌ حَذِرٌ؛ و أَنشد: أَمُرُّ مُشِیحاً معی فِتْیَةٌ، فمن بینِ مُودٍ، و من خاسِرِ و الشائح: الغَیُورُ، و كذلك الشَّیْحانُ لحَذَرِه علی حُرَمِه؛ و أَنشد المُفَضَّل: لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَیْحانُ مُبْتَجِحٌ، بالبَیْنِ عنك بها یَرْآكَ شَنْآنا «1» الأَزهری: شایَحَ أَی قاتل؛ و أَنشد: و شایَحْتَ قبلَ الیوم، إِنك شِیحُ و الشَّیْحانُ: الطویلُ الحَسَن الطُّولِ؛ و أَنشد شمر: مُشِیحٌ فوقَ شَیْحانٍ، یَدِرُّ، كأَنه كَلْبُ قال شمر: و رُوِی … فوق شِیحانٍ، بكسر الشین. الأَزهری: قال خالد بن جَنْبَة: الشَّیْحانُ الذی یَتَهَمَّسُ عَدْواً؛ أَراد السرعة. ابن الأَعرابی: شَیَّحَ إِذا نظر إِلی خَصْمِه فضایقه. و أَشاحَ بوجهه عن الشی‌ء: نَحَّاه. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم، إِذا غَضِبَ أَعْرَضَ و أَشاحَ؛ و قال ابن الأَعرابی: أَعرض بوجهه و أَشاحَ أَی جَدَّ فی الإِعراض. قال: و المُشِیحُ الجادُّ؛ قال و أَقرأَنا لطرفة: أَدَّتِ الصنعةُ فی أَمتُنِها، فهیَ، من تحتُ، مُشِیحَاتُ الحُزُمْ یقول: جَدَّ ارتفاعُها فی الحُزُم؛ و قال: إِذا ضمَّ و ارتفع حزامه، فهو مُشیح، و إِذا نَحَّی الرجلُ وجهَه عن وَهَجٍ أَصابه أَو عن أَذًی، قیل: قد أَشاح بوجهه؛ و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: اتقوا النار و لو بشِقِّ تمرة، ثم أَعرض و أَشاح؛ قال ابن الأَثیر: المُشِیح الحَذِرُ و الجادُّ فی الأَمر، و قیل: المقبل إِلیك المانع لما وراء ظهره، فیجوز أَن یكون أَشاحَ أَحدَ هذه المعانی أَی حَذِرَ النارَ كأَنه ینظر إِلیها، أَو جَدَّ علی الإِیصاء باتقائها، أَو أَقبل إِلیك بخطابه. التهذیب، اللیث: إِذا أَرْخَی الفَرَسُ ذَنَبَه قیل: قد أَشاح بذنبه؛ قال أَبو منصور: أَظن الصواب أَساحَ، بالسین، إِذا أَرْخاه، و الشین تصحیف. و هم فی مَشِیحَی و مَشْیُوحاءَ من أَمرهم أَی اختلاط. و المَشْیُوحاء: أَن یكون القوم فی أَمر یَبْتَدِرُونه. قال شمر: المُشِیحُ لیس من الأَضداد، إِنما هی كلمة جاءَت بمعْنَیَین. و الشِّیحُ: ضَرْبٌ من بُرودِ الیمن، یقال له الشِّیح و المُشِیحُ، و هو المخطط؛ قال الأَزهری: لیس فی البرود و الثیاب شِیحٌ و لا مُشَیَّحٌ، بالشین معجمة من فوق، و الصواب السِّیحُ و المُسَیَّحُ، بالسین و الیاء
(1). قوله [لما استمر إلخ] الذی تقدم فی بجح: ثم استمر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 502
فی باب الثیاب، و قد ذكر ذلك فی موضعه. و الشِّیحُ: نبات سُهْلِیٌّ یتخذ من بعضه المَكانِسُ، و هو من الأَمْرار، له رائحة طیبة و طعم مُرٌّ، و هو مَرْعًی للخیل و النَّعَم و مَنابتُه القِیعانُ و الرِّیاض؛ قال: فی زاهر الرَّوْضِ یُغَطِّی الشِّیحا و جمعه شِیحانٌ؛ قال: یَلُوذُ بشِیحانِ القُرَی من مُسَفَّةٍ [مُسِفَّةٍ شَآمِیَةٍ، أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ و قد أَشاحت الأَرضُ. و المَشْیُوحاءُ: الأَرض التی تُنْبِت الشِّیح، یقصر و یمدّ؛ و قال أَبو حنیفة إِذا كثر نباته بمكان قیل: هذه مَشْیُوحاء. و ناقة شَیْحانة أَی سریعة.

فصل الصاد؛ ج2، ص: 502

صبح؛ ج2، ص: 502

: الصُّبْحُ: أَوّل النهار. و الصُّبْحُ: الفجر. و الصَّباحُ: نقیص المَساء، و الجمع أَصْباحٌ، و هو الصَّبیحةُ و الصَّباحُ و الإِصْباحُ و المُصْبَحُ؛ قال الله عز و جل: فٰالِقُ الْإِصْبٰاحِ؛ قال الفراء: إِذا قیل الأَمْسَاء و الأَصْباح، فهو جمع المَساء و الصُّبْح، قال: و مثله الإِبْكارُ و الأَبْكارُ؛ و قال الشاعر: أَفْنَی رِیاحاً و ذَوِی رِیاحِ، تَناسُخُ الإِمْساءِ و الإِصْباحِ یرید به المَساء و الصُّبْحَ. و حكی اللحیانی: تقول العربُ إِذا تَطَیَّرُوا من الإِنسان و غیره: صباحُ الله لا صَباحُك قال: و إِن شئت نصبتَ. و أَصْبَحَ القومُ: دخلوا فی الصَّباح، كما یقال: أَمْسَوْا دخلوا فی المساء؛ و‌فی الحدیث: أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر‌أَی صلوها عند طلوع الصُّبْح؛ یقال: أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل فی الصُّبْح؛ و فی التنزیل: وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِینَ وَ بِاللَّیْلِ؛ و قال سیبویه: أَصْبَحْنا و أَمْسَینا أَی صرنا فی حین ذاك، و أَما صَبَّحْنا و مَسَّیْنا فمعناه أَتیناه صَباحاً و مساء؛ و قال أَبو عدنان: الفرق بین صَبَحْنا و صَبَّحْنا أَنه یقال صَبَّحْنا بلد كذا و كذا، و صَبَّحْنا فلاناً، فهذه مُشَدَّدة، و صَبَحْنا أَهلَها خیراً أَو شرّاً؛ و قال النابغة: و صَبَّحَه فَلْجاً فلا زال كَعْبُه، علی كلِّ من عادی من الناسِ، عالیا و یقال: صَبَّحَه بكذا و مسَّاه بكذا؛ كل ذلك جائز؛ و یقال للرجل یُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة: أَصْبِحْ أَی انْتَبِهْ و أَبْصِرْ رُشْدَك و ما یُصْلِحُك؛ و قال رؤبة: أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَی بَشَرٍ مَعِیبٍ. و قول الله، عز من قائل: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ مُصْبِحِینَ أَی أَخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم فی الصباح. و أَصْبَحَ فلان عالماً أَی صار. و صَبَّحك الله بخیر: دُعاء له. و صَبَّحْته أَی قلت له: عِمْ صَباحاً؛ و قال الجوهری: و لا یُرادُ بالتشدید هاهنا التكثیر. و صَبَّحَ القومَ: أَتاهم غُدْوَةً و أَتیتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول لِمُسْیِ خامسةٍ، و صِبْحِ خامسة، بالكسر، أَی لِصَباحِ خمسة أَیام. و حكی سیبویه: أَتیته صَباحَ مَساءَ؛ من العرب من یبنیه كخمسة عشر، و منهم من یضیفه إِلا فی حَدِّ الحال أَو الظرف، و أَتیته صَباحاً و ذا صَباحٍ؛ قال سیبویه: لا یستعمل إِلَّا ظرفاً، و هو ظرف غیر متمكن، قال: و قد جاء فی لغة لِخَثْعَم اسماً؛ قال
لسان العرب، ج‌2، ص: 503
أَنس ابنُ نُهَیْكٍ: عَزَمْتُ علی إِقامةِ ذی صباحٍ، لأَمْرٍ ما یُسَوَّدُ ما یَسُودُ و أَتیته أُصْبُوحةَ كل یوم و أُمْسِیَّةَ كلِّ یوم. قال الأَزهری: صَبَحْتُ فلاناً أَتیته صباحاً؛ و أَما قول بُجَیْر بن زُهیر المزنیِّ، و كان أَسلم: صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَیْمٍ، و سَبْعٍ من بنی عُثمانَ وافی فمعناه أَتیناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُلیم؛ و قال الراجز: نحْنُ صَبَحْنا عامراً فی دارِها جُرْداً، تَعادَی طَرَفَیْ نَهارِها یرید أَتیناها صباحاً بخیل جُرْد؛ و قول الشَّمَّاخ: و تَشْكُو بعَیْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها، و قیلَ المُنادِی: أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِی قال الأَزهری: یسأَل السائل عن هذا البیت فیقول: الإِدلاج سیر اللیل، فكیف یقول: أَصبح القوم، و هو یأْمر بالإِدلاج؟ و الجواب فیه: أَن العرب إِذا قربت من المكان تریده، تقول: قد بلغناه، و إِذا قربت للساری طلوعَ الصبح و إِن كان غیر طالع، تقول: أَصْبَحْنا، و أَراد بقوله أَصبح القومُ: دنا وقتُ دخولهم فی الصباح؛ قال: و إِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره علی غیر ما هو علیه. و الصُّبْحة و الصَّبْحة: نوم الغداة. و التَّصَبُّحُ: النوم بالغداة، و قد كرهه بعضهم؛ و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن الصُّبْحة‌و هی النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر، ثم وقت طلب الكسب. و فلان ینام الصُّبْحة و الصَّبْحة أَی ینام حین یُصْبح، تقول منه: تَصَبَّح الرجلُ،؛ و‌فی حدیث أُم زرع أَنها قالت: و عنده أَقول فلا أُقَبَّح و أَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ؛ أَرادت أَنها مَكفِیَّة، فهی تنام الصُّبْحة. و الصُّبْحة: ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً. و المِصْباحُ من الإِبل: الذی یَبْرُك فی مُعَرَّسه فلا یَنْهَض حتی یُصبح و إِن أُثیر، و قیل: المِصْبَحُ و المِصْباحُ من الإِبل التی تُصْبِحُ فی مَبْرَكها لا تَرْعَی حتی یرتفع النهار؛ و هو مما یستحب من الإِبل و ذلك لقوَّتها و سمنها؛ قال مُزَرِّد: ضَرَبْتُ له بالسیفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً، فشُبَّتْ علیها النارُ، فهی عَقِیرُ و الصَّبُوحُ: كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً، و هو خلاف الغَبُوقِ. و الصَّبُوحُ: ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه، و حكی الأَزهری عن اللیث: الصَّبُوحُ الخمر؛ و أَنشد: و لقد غَدَوْتُ علی الصَّبُوحِ، مَعِی شَرْبٌ كِرامٌ من بنی رُهْمِ و الصَّبُوحُ من اللبن: ما حُلب بالغداة. و الصَّبُوحُ و الصَّبُوحةُ: الناقة المحلوبة بالغداة؛ عن اللحیانی. حكی عن العرب: هذه صَبُوحِی و صَبُوحَتی. و الصَّبْحُ: سَقْیُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن. و الصَّبُوح: ما شرب بالغداة فما دون القائلة و فعلُكَ الإِصطباحُ؛ و قال أَبو الهیثم: الصَّبُوح اللبن یُصْطَبَحُ، و الناقة التی تُحْلَبُ فی ذلك الوقت: صَبُوح أَیضاً؛ یقال: هذه الناقة صَبُوحِی و غَبُوقِی؛ قال: و أَنشدنا أَبو لَیْلَی الأَعرابی: ما لِیَ لا أَسْقِی حُبیْباتی صَبائِحی غَبَائقی قَیْلاتی؟ و القَیْلُ: اللبن الذی یشرب وقت الظهیرة. و اصْطَبَحَ القومُ: شَرِبُوا الصَّبُوحَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 504
و صَبَحَه یَصْبَحُه صَبْحاً، و صَبَّحَه: سقاه صَبُوحاً، فهو مُصْطَبحٌ؛ و قال قُرْطُ بن التُّؤْم الیَشكُری: كان ابنُ أَسماءَ یَعْشُوه و یَصْبَحُه من هَجْمةٍ، كفَسِیلِ النَّخْل، دُرَّارِ یَعشوه: یطعمه عشاء. و الهَجْمة: القطعة من الإِبل. و دُرَّار: من صفتها. و‌فی الحدیث: و ما لنا صَبِیٌّ یَصْطَبِحُ‌أَی لیس لنا لبن بقدر ما یشربه الصبی بُكْرَة من الجَدْب و القحط فضلًا عن الكثیر، و یقال: صَبَحْتُ فلاناً أَی ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر؛ و منه قول طرفة: متی تَأْتِنِی أَصبَحْكَ كأْساً رَوِیَّةً أَی أَسقیك كأْساً؛ و قیل: الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا. و من أَمثالهم السائرة فی وصف الكذاب قولهم: أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ؛ قال شمر: هكذا قال ابن الأَعرابی، قال: و هو الحُوَارُ الذی قد شرب فَرَوِیَ، فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ به أُمه لم یشرب لِرِیِّه دِرَّتها، قال: و یقال أَیضاً: أَكذب من الأَخِیذِ الصَّبْحانِ؛ قال أَبو عدنان: الأَخِیذُ الأَسیرُ. و الصَّبْحانُ: الذی قد اصْطَبَحَ فَرَوِیَ؛ قال ابن الأَعرابی: هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتی نَهَض عنهم شاخصاً، فأَخذه قوم و قالوا: دُلَّنا علی حیث كنت، فقال: إِنما بِتُّ بالقَفْر، فبینما هم كذلك إِذ قعد یبول، فعلموا أَنه بات قریباً عند قوم، فاستدلوا به علیهم و اسْتَباحوهم، و المصدرُ الصَّبَحُ، بالتحریك. و فی المثل: أَ عن صَبُوحٍ تُرَقِّق؟ یُضْرَبُ مثلًا لمن یُجَمْجِمُ و لا یُصَرِّح، و قد یضرب أَیضاً لمن یُوَرِّی عن الخَطْب العظیم بكنایة عنه، و لمن یوجب علیك ما لا یجب بكلام یلطفه؛ و أَصله أَن رجلًا من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً، فلما رَویَ عَلِقَ یحدّث أُمَّ مَثْواه بحدیث یُرَقِّقه، و قال فی خِلال كلامه: إِذا كان غداً اصطبحنا و فعلنا كذا، فَفَطِنَ له المنزولُ علیه و قال: أَ عن صَبُوح تُرَقِّق؟ و‌روی عن الشَّعْبیِّ أَنَّ رجلًا سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته، فقال له الشعبی: أَ عن صبوح ترقق؟ حرمت علیه امرأَته؛ ظن الشعبی أَنه كنی بتقبیله إِیاها عن جماعها؛ و قد ذكر أَیضاً فی رقق. و رجل صَبْحانُ و امرأَة صَبْحَی: شربا الصَّبُوحَ مثل سكران و سَكْرَی. و‌فی الحدیث أَنه سئل: متی تحلُّ لنا المیتة؟ فقال: ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلًا فشأْنكم بها؛ قال أَبو عبید: معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ و هو الغداء، و الغَبُوقُ و هو العَشاء؛ یقول: فلیس لكم أَن تجمعوهما من المیتة؛ قال: و منه‌قول سَمُرة لبنیه: یَجْزی من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ؛ قال الأَزهری و قال غیر أَبی عبید: معناه لما سئل: متی تحل لنا المیتة؟ أَجابهم فقال: إِذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به و لا غَبُوقاً تَجْتزِئون به، و لم تجدوا مع عَدَمكم الصَّبُوحَ و الغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها و یَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم المیتة حینئذ، و كذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له المیتة؛ قال: و هذا التفسیر واضح بَیِّنٌ، و الله الموفق. و صَبُوحُ الناقة و صُبْحَتُها: قَدْرُ ما یُحْتَلَب منها صُبْحاً. و لقیته ذاتَ صَبْحة و ذا صبُوحٍ أَی حین أَصْبَحَ و حین شرب الصَّبُوحَ؛ ابن الأَعرابی: أَتیته ذاتَ الصَّبُوح و ذات الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً و عَشِیَّةً؛ و ذا صَباح و ذا مَساءٍ و ذاتَ الزُّمَیْنِ و ذاتَ العُوَیمِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 505
أَی مذ ثلاثة أَزمان و أَعوام. و صَبَحَ القومَ شَرًّا یَصْبَحُهم صَبْحاً: جاءَهم به صَباحاً. و صَبَحَتهم الخیلُ و صَبَّحَتهم: جاءَتهم صُبْحاً. و‌فی الحدیث: أَنه صَبَّح خَیْبَر‌أَی أَتاها صباحاً؛ و‌فی حدیث أَبی بكر: كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ فی أَهله، و الموتُ أَدْنی من شِراك نَعْلِه أَی مَأْتیٌّ بالموت صباحاً لكونه فیهم وقتئذ. و یوم الصَّباح: یوم الغارة؛ قال الأَعشی: به تُرْعَفُ الأَلْفُ، إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ، إِذا النَّقْعُ ثارا یقول: بهذا الفرس یتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخیل یوم الغارة. و العرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخیل تَفْجَؤُهم صَباحاً: یا صَباحاه یُنْذِرونَ الحَیَّ أَجْمَعَ بالنداء العالی. و‌فی الحدیث: لما نزلت. وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ؛ صَعَّدَ علی الصفا، و قال: یا صباحاه‌هذه كلمة تقولها العرب إِذا صاحوا للغارة، لأَنهم أَكثر ما یُغِیرون عند الصباح، و یُسَمُّونَ یومَ الغارة یوم الصَّباح، فكأَنَّ القائلَ یا صباحاه یقول: قد غَشِیَنا العدوُّ؛ و قیل: إِن المتقاتلین كانوا إِذا جاءَ اللیل یرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا، فكأَنه یرید بقوله یا صباحاه: قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال. و‌فی حدیث سَلَمة بن الأَكْوَع: لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، نادَی: یا صَباحاه‌و صَبَح الإِبلَ یَصْبَحُها صَبْحاً: سقاها غُدْوَةً. و صَبَّحَ القومَ الماءَ: وَرَده بهم صباحاً. و الصَّابِحُ: الذی یَصْبَح إِبلَه الماءَ أَی یسقیها صباحاً؛ و منه قول أَبی زُبَیْدٍ: حِینَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء و تلك السَّقْیة تسمیها العرب الصُّبْحَةَ، و لیست بناجعة عند العرب، و وقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر. و‌فی حدیث جریر: و لا یَحْسِرُ صابِحُها‌أَی لا یَكِلُّ و لا یَعْیا، و هو الذی یسقیها صباحاً لأَنه یوردها ماء ظاهراً علی وجه الأَرض. قال الأَزهری: و التَّصْبِیحُ علی وجوه، یقال: صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَیْتَ بهم حتی توردهم الماءَ صباحاً؛ و منه قوله: و صَبَّحْتُهم ماءً بفَیْفاءَ قَفْرَةٍ، و قد حَلَّقَ النجمُ الیمانیُّ، فاستوی أَرادَ سَرَیْتُ بهم حتی انتهیتُ بهم إِلی ذلك الماء؛ و تقول: صَبَّحْتُ القوم تصبیحاً إِذا أَتیتهم مع الصباح؛ و منه قول عنترة یصف خیلًا: و غَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً، یَهْدِی أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَی أَتینا الجِفارَ صباحاً؛ یعنی خیلًا علیها فُرْسانها؛ و یقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقیتهم الصَّبُوحَ. و التَّصْبیح: الغَداء؛ یقال: قَرِّبْ إِلیَّ تَصْبِیحِی؛ و‌فی حدیث المبعث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یَتِیماً فی حجْر أَبی طالب، و كان یُقَرَّبُ إِلی الصِّبْیان تَصْبِیحُهم فیختلسون و یَكُفّ‌أَی یُقَرَّبُ إِلیهم غداؤهم؛ و هو اسم بُنی علی تَفْعِیل مثل التَرْعِیب للسَّنام المُقَطَّع، و التنبیت اسم لما نَبَتَ من الغِراس، و التنویر اسم لنَوْر الشجر. و الصَّبُوح: الغَداء، و الغَبُوق: العَشاء، و أَصلهما فی الشرب ثم استعملا فی الأَكل. و‌فی الحدیث: من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة، هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ إِذا سقیتهم الصَّبُوحَ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 506
و صَبَّحْتُ، بالتشدید، لغة فیه. و الصُّبْحةُ و الصَّبَحُ: سواد إِلی الحُمْرَة، و قیل: لون قریب إِلی الشُّهْبَة، و قیل: لون قریب من الصُّهْبَة، الذكَرُ أَصْبَحُ و الأُنثی صَبْحاء، تقول: رجل أَصْبَحُ و أَسَد أَصْبَح بَیِّنُ الصَّبَح. و الأَصْبَحُ من الشَّعَر: الذی یخالطه بیاض بحمرة خِلْقَة أَیّاً كانَ؛ و قد اصْباحَّ. و قال اللیث: الصَّبَحُ شدّة الحمرة فی الشَّعَر، و الأَصْبَحُ قریب من الأَصْهَب. و روی شمر عن أَبی نصر قال: فی الشعَر الصُّبْحَة و المُلْحَة. و رجل أَصْبَحُ اللحیة: للذی تعلو شعرَه حُمْرةٌ، و من ذلك قیل: دَمٌ صُباحِیٌّ لشدَّة حمرته؛ قال أَبو زُبید: عَبِیطٌ صُباحِیٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا و قال شمر: الأَصْبَحُ الذی یكون فی سواد شعره حمرة؛ و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ؛ الأَصْبَحُ: الشدید حمرة الشعر، و منه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح؛ قال الأَزهری: و لونُ الصُّبْحِ الصادق یَضْرِب إِلی الحمرة قلیلًا كأَنها لون الشفَق الأَوّل فی أَوَّل اللیل. و الصَّبَحُ: بَریقُ الحدید و غیره. و المِصْباحُ: السراج، و هو قُرْطُه الذی تراه فی القِندیل و غیره، و القِراطُ لغة، و هو قول الله، عز و جل: الْمِصْبٰاحُ فِی زُجٰاجَةٍ الزُّجٰاجَةُ كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ. و المِصْبَحُ: المِسْرَجة. و اسْتَصْبَح به: اسْتَسْرَجَ. و‌فی الحدیث: فأَصْبِحی سِراجَك‌أَی أَصْلِحیها. و‌فی حدیث جابر فی شُحوم المیتة: و یَسْتَصْبِحُ بها الناسُ‌أَی یُشْعِلونَ بها سُرُجَهم. و‌فی حدیث یحیی بن زكریا، علیهما السلام: كان یَخْدُم بیتَ المقدِس نهاراً و یُصْبِحُ فیه لیلًا‌أَی یُسْرِجُ السِّراح. و المَصْبَح، بالفتح: موضع الإِصْباحِ و وقتُ الإِصْباح أَیضاً؛ قال الشاعر: بمَصْبَح الحمدِ و حیثُ یُمْسِی و هذا مبنی علی أَصل الفعل قبل أَن یزاد فیه، و لو بُنی علی أَصْبَح لقیل مُصْبَح، بضم المیم؛ قال الأَزهری: المُصْبَحُ الموضع الذی یُصْبَحُ فیه، و المُمْسی المكان الذی یُمْسَی فیه؛ و منه قوله: قریبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها و المُصْبَحُ أَیضاً: الإِصباحُ؛ یقال: أَصْبَحْنا إِصباحاً و مُصْبَحاً؛ و قول النمر بن تَوْلَبٍ: فأَصْبَحْتُ و اللیلُ مُسْتَحْكِمٌ، و أَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فسره ابن الأَعرابی فقال: أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ؛ و قال غیره: شبه البَرْقَ باللیل بالمِصْباح، و شدَّ ذلك قولُ أَبی ذؤَیب: أَ مِنْك بَرْقٌ أَبِیتُ اللیلَ أَرْقُبُه؟ كأَنه، فی عِراصِ الشامِ، مِصْباحُ فیقول النمر بن تولب: شِمْتُ هذا البرق و اللیلُ مُسْتَحْكِم، فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابیح إِنما توقد فی الظُّلَم، و أَحسن من هذا أَن یكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتی كأَنه صُبْح، فیكون أَصبحت حینئذ من الصَّباح؛ قال ثعلب: معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغیم؛ و الشَّمَعُ مما یُصْطَبَحُ به أَی یُسْرَجُ به. و المِصْبَحُ و المِصْباحُ: قَدَحٌ كبیر؛ عن أَبی حنیفة. و المَصابیح: الأَقْداح التی یُصْطبح بها؛ و أَنشد: نُهِلُّ و نَسْعَی بالمَصابِیحِ وَسْطَها، لها أَمْرُ حَزْمٍ لا یُفَرَّقُ، مُجْمَعُ و مَصابیحُ النجوم: أَعلام الكواكب، واحدها مِصْباح. و المِصْباح: السِّنانُ العریضُ. و أَسِنَّةٌ صُباحِیَّةٌ،
لسان العرب، ج‌2، ص: 507
كذلك؛ قال ابن سیدة: لا أَدری إِلامَ نُسِبَ. و الصَّباحةُ: الجَمال؛ و قد صَبُحَ، بالضم، یَصْبُح صَباحة. و أَما من الصَّبَح فیقال صَبِحَ «2» یَصْبَحُ صَبَحاً، فهو أَصْبَحُ الشعر. و رجل صَبِیحٌ و صُباحٌ، بالضم: جمیل، و الجمع صِباحٌ؛ وافق الذین یقولون فُعال الذین یقولون فَعِیل لاعتِقابهما كثیراً، و الأُنثی فیهما، بالهاء، و الجمع صِباحٌ، وافق مذكره فی التكسیر لاتفاقهما فی الوصفیة؛ و قد صَبُحَ صَباحة؛ و قال اللیث: الصَّبِیح الوَضِی‌ءُ الوجه. و ذو أَصْبَحَ: مَلِكٌ من ملوك حِمْیَر «3» و إِلیه تنسب السِّیاطُ الأَصْبَحِیَّة. و الأَصْبَحِیُّ: السوط. و صَباحٌ: حیّ من العرب، و قد سَمَّتْ صُبْحاً و صَباحاً و صُبَیْحاً و صَبَّاحاً و صَبِیحاً و مَصْبَحاً. و بنو صُباح: بطون، بطن فی ضَبَّة و بطن فی عبد القَیْس و بطن فی غَنِیٍّ. و صُباحُ: حیّ من عُذْرَة و من عبد القَیْسِ. و صُنابِحُ: بطن من مُراد.

صحح؛ ج2، ص: 507

: الصُّحُّ و الصِّحَّةُ «4». و الصَّحاحُ: خلافُ السُّقْمِ، و ذهابُ المرض؛ و قد صَحَّ فلان من علته و اسْتَصَحَّ؛ قال الأَعشی: أَمْ كما قالوا سَقِیمٌ، فلئن نَفَضَ الأَسْقامَ عنه، و اسْتَصَحّ لَیُعِیدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها، دَلَجَ اللیلِ و تأْخاذَ المِنَحْ یقول: لئن نَفَضَ الأَسْقامَ التی به و بَرَأَ منها و صَحَّ، لَیُعِیدَنَّ لمَعَدٍّ عَطْفَها أَی كَرَّها و أَخْذَها المِنَحَ. و صَحَّحه الله، فهو صَحِیح و صَحاح، بالفتح، و كذلك صَحِیحُ الأَدیم و صَحاحُ الأَدیم، بمعنی، أَی غیر مقطوع، و هو أَیضاً البراءَة من كل عیب و ریب؛ و‌فی الحدیث: یُقاسِمُ ابنُ آدم أَهلَ النار قِسْمَةً صَحاحاً؛ یعنی قابیلَ الذی قتل أَخاه هابیل أَی أَنه یقاسمهم قسمة صحیحة، فله نصفها و لهم نصفها؛ الصَّحاحُ، بالفتح: بمعنی الصَّحیح؛ یقال: دِرْهَم صحیح و صَحاحٌ، و یجوز أَن یكون بالضم كطُوال فی طویل، و منهم مَن یرویه بالكسر و لا وجه له. و حكی ابن درید عن أَبی عبیدة: كان ذلك فی صُحِّه و سُقْمه؛ قال: و من كلامهم: ما أَقرب الصَّحاحَ من السَّقَم و قد صَحَّ یَصِحُّ صِحَّةً، و رجل صَحاحٌ و صَحیحٌ من قوم أَصِحَّاءَ و صِحاحٍ فیهما، و امرأَة صحیحة من نِسوة صِحاح و صَحائِحَ. و أَصَّحَ الرجلُ، فهو مُصِحٌّ: صَحَّ أَهلُه و ماشیته، صحیحاً كان هو أَو مریضاً. و أَصَحَّ القومُ أَیضاً، و هم مُصِحُّون إِذا كانت قد أَصابت أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعت. و‌فی الحدیث: لا یُورِدُ المُمْرِضُ علی المُصِحّ؛ المُصِحُّ الذی صَحَّتْ ماشیته من الأَمراض و العاهات، أَی لا یُورِدُ مَن إِبله مَرْضَی علی مَن إِبله صِحاح و یسقیها معها، كأَنه كره ذلك أَن یظهر «5» بمال المُصِح ما ظهر بمال المُمْرِض، فیظن أَنها أَعْدَتها فیأْثم بذلك؛ و قد‌قال، صلی الله علیه و سلم: لا عَدْوی؛ و‌فی الحدیث الآخر: لا یورِدَنَّ ذو عاهة علی مُصِحٍّ‌أَی أَن الذی قد مرضت ماشیته لا یستطیع أَن یُورِدَ علی الذی ماشیته صِحاحٌ. و‌فی الحدیث: الصَّوْم مَصَحَّةٌ و مَصِحَّةٌ، بفتح الصاد و كسرها، و الفتح أَعلی، أَی یصح علیه؛ هو
(2). قوله [فیقال صبح إلخ] أی من باب فرح، كما فی القاموس. (3). قوله [ملك من ملوك حمیر] من أَجداد الإِمام مالك بن أنس. (4). قوله [الصح و الصحة] قال شارح القاموس: قد وردت مصادر علی فعل، بالضم، و فعلة، بالكسر، فی أَلفاظ هذا منها، و كالقل و القلة، و الذل و الذلة، قاله شیخنا (5). قوله [كره ذلك أن یظهر] لفظ النهایة كره ذلك مخافة أن یظهر إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 508
مَفْعَلة من الصِّحَّة العافیة، و هو كقوله‌فی الحدیث الآخر: صُومُوا تَصِحُّوا.و السَّفَر أَیضاً مَصَحَّة [مَصِحَّة. و أَرض مَصَحَّة و مَصِحَّةٌ: بریئة من الأَوْباء صحیحة لا وَباءَ فیها، و لا تكثر فیها العِلَلُ و الأَسقامُ. و صَحاحُ الطریق: ما اشتدَّ منه و لم یَسْهُلْ و لم یُوطَأْ. و صَحاحُ الطریق: شدَّته؛ قال ابن مُقْبل یصف ناقة: إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطریقِ، تَیَمَّمَتْ صَحاحَ الطریقِ، عِزَّةً أَن تَسَهَّلا و صَحَّ الشی‌ءَ: جعله صحیحاً. و صَحَّحْتُ الكتابَ و الحسابَ تصحیحاً إِذا كان سقیماً فأَصلحت خطأَه. و أَتیتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَی وجدته صحیحاً. و الصحیح من الشِّعْر: ما سَلِمَ من النقص، و قیل: كل ما یمكن فیه الزِّحافُ فَسَلِمَ منه، فهو صحیح؛ و قیل: الصحیح كل آخر نصف یسلم من الأَشیاء التی تقع عِللًا فی الأَعاریض و الضروب و لا تقع فی الحشو. و الصَّحْصَحُ و الصَّحْصاحُ و الصَّحْصَحان: كله ما استوی من الأَرض و جَرِدَ، و الجمع الصَّحاصِحُ. و الصَّحْصَحُ: الأَرضُ الجَرْداءُ المستویة ذاتُ حَصًی صِغار. و أَرض صَحاصِحُ و صَحْصَحانٌ: لیس بها شی‌ء و لا شجر و لا قرار للماء، قال: و قلَّما تكون إِلَّا إِلی سَنَدِ وادٍ أَو جبل قریب من سَنَدِ وادٍ؛ قال: و الصَّحْراءُ أَشدُّ استواء منها؛ قال الراجز: تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ، كالسَّیفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ و قال آخر: و كم قَطَعْنا من نِصابِ عَرْفَجِ، و صَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ، به الرَّذایا كالسَّفِینِ المُخْرَجِ و نِصابُ العَرْفَج: ناحیته. و القُذُفُ: التی لا مَرْتَعَ بها. و المُخَرَّجُ: الذی لم یصبه مطر؛ أَرضٌ مُخَرَّجة. فشبه شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَی بشُخُوصِ السُّفُن؛ و یقال: صَحْصاحٌ؛ و أَنشد: حیثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ فی الصَّحْصاحِ و‌فی حدیث جُهَیْشٍ: و كائِنْ قَطَعْنا إِلیك من كذا و كذا و تَنُوفةٍ صَحْصَحٍ؛ و الصَّحْصَحُ و الصَّحْصحة و الصَّحْصَحانُ: الأَرض المستویة الواسعة. و التَّنُوفةُ: البَرِّیَّةُ؛ و منه‌حدیث ابن الزبیر لما أَتاه قَتْلُ الضحاك، قال: إِنَّ ثَعْلَبَ بن ثَعْلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ، فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ؛ و هذا مثل للعرب تضربه فیمن لم یصب موضع حاجته، یعنی أَن الضحاك طلب الإِمارة و التقدُّمَ فلم ینلها. و رجل صُحْصُحٌ و صُحْصُوحٌ: یَتَتَبَّعُ دقائق الأُمور فیُحْصِیها و یَعْلمُها؛ و قول مُلَیْحِ الهذلی: فَحُبُّكَ لَیْلی حین یَدْنُو زَمانه، و یَلْحاكَ فی لَیْلی العَرِیفُ المُصَحْصِحُ قیل: أَراد الناصِحَ، كأَنه المُصَحِّحُ فكره التضعیف. و التَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ «1»: هی الباطل، و كذلك الترهات البَسابِسُ، و هما بالإِضافة أَجودُ؛ قال ابن مقبل: و ما ذِكْرُه دَهْماءَ، بعدَ مَزارِها بنَجْرانَ، إِلَّا التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ و یقال للذی یأْتی بالأَباطیل: مُصَحْصِحٌ.

صدح؛ ج2، ص: 508

: صَدَحَ الرجلُ یَصْدَحُ صَدْحاً و صُداحاً، و هو صَدَّاحٌ و صَدُوحٌ و صَیْدَحٌ: رفع صوته بغناء أَو غیره. و القَیْنَةُ الصادحة: المغنیة.
(1). قوله [و الترهات الصحاصح إلخ] عبارة الجوهری: و الترهات الصحاصح هی الباطل؛ هكذا حكاه أَبو عبید، و كذلك الترهات البسابس، و هما بالإِضافة أجود عندی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 509
و الصَّیْدَحُ و الصَّدُوحُ و المِصْدَحُ: الصَّیَّاحُ. و صَدَحَ الطائرُ و الغُرابُ و الدِّیكُ یَصْدَحُ صَدْحاً و صُداحاً. صاحَ، و اسم الفاعل منه صَدَّاحٌ؛ قال لبید یرثی عامِرَ بنَ مالك بن جعفر مُلاعِبَ الأَسِنَّة: و فِتْیَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ، باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ و راحِ، و زَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ، و قَیْنَةٍ و مِزْهَرٍ صَدَّاحِ الرَّسَلُ: القطعة من الإِبل. و القِماحُ: الرافعة رؤُوسها. و الأَذْباحُ: جمع ذِبْحٍ، و هو ما ذُبِحَ؛ و قال حُمَیْدُ بن ثور: مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كلما دنا الصیفُ، و انْزاحَ الربیعُ فأَنجَما و الصَّدْحُ أَیضاً: شدّة الصوت و حِدَّته و الفعل كالفعل، و المصدر كالمصدر. و الصَّدُوحُ و الصَّیْداحُ: الشدید الصوت؛ قال: و ذُعِرَتْ من زاجرٍ وَحْواحِ، مُلازمٍ آثارَها، صَیْداحِ و الصَّیْدَحُ: الفرس الشدید الصوت. و صَدَحَ الحمارُ، و هو صَدُوحٌ: صَوَّتَ؛ قال أَبو النجم: مُحَشْرِجاً و مَرَّةً صَدُوحا و قال الأَزهری: قال اللیث الصَّدْحُ من شدة صوت الدیك و الغراب و نحوهما. و حكی عن ابن الأَعرابی: الصَّدَحُ الأَسْوَدُ، و قال: قال ابن شمیل الصَّدَحُ أَنْشَزُ من العُنَّاب قلیلًا و أَشدُّ حُمْرَةً، و حُمْرَتُه تضرب إِلی السواد. و ذكر الأَزهری: الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة، واحدها صَدَحٌ. و الصَّدْحةُ و الصَّدَحةُ و الصُّدْحةُ: خرزة یُسْتَعْطَفُ بها الرجال؛ و قال اللحیانی: هی خَرَزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ. و الصَّدَحُ: حجر عریض. و صَیْدَحُ: اسم ناقة ذی الرمة، و فیها یقول: سَمِعْتُ: الناسُ یَنْتَجِعُونَ غَیْثاً، فقلتُ لِصَیْدَحَ: انْتَجِعِی بِلالا «1»

صرح؛ ج2، ص: 509

: الصَّرَحُ و الصَّرِیحُ و الصَّراحُ و الصِّراح و الصُّراحُ، و الكسر أَفصح: المَحْضُ الخالصُ من كل شی‌ء؛ رجل صَرِیحٌ و صُرَحاء، و هی أَعلی «2»، و الاسم الصَّراحةُ و الصُّرُوحةُ. و صَرُحَ الشی‌ءُ: خَلُصَ. و كل خالص: صَریح. و الصَّریحُ من الرجال و الخیل: المَحْضُ، و یجمع الرجال علی الصُّرَحاء، و الخیل علی الصَّرائح؛ قال ابن سیدة: الصَّریح الرجل الخالص النسب، و الجمع الصُّرَحاء؛ و قد صَرُحَ، بالضم، صَراحة و صُرُوحة؛ تقول: جاء بنو تمیم صَرِیحةً إِذا لم یخالطهم غیرهم؛ و قول الهذلی: و كَرَّمَ ماءً صَریحا أَی خالصاً، و أَراد بالتكریم التكثیر، قال: و هی لغة هذلیة. و‌فی الحدیث: حدیث الوسوسة ذاك صریح الإِیمان كراهتكم له صریحُ الإِیمان.و الصریحُ: الخالص من كل شی‌ء، و هو ضِدُّ الكنایة؛ یعنی أَن صریح الإِیمان هو الذی یمنعكم من قبول ما یلقیه الشیطان فی قلوبكم حتی یصیر ذلك وسوسة لا یتمكن فی قلوبكم،
(1). قوله [سمعت الناس إلخ] برفع الناس. هكذا ضبطه غیر واحد. و وجدت بخط الجوهری: رأیت بدل سمعت، و هو خطأ، و الصواب ما هنا فتأَمل؛ كذا بخط السید مرتضی بهامش الأَصل. (2). قوله [رجل صریح و صرحاء و هی أَعلی] كذا بالأَصل، و لعل فیه سقطاً. و الأَصل: رجل صریح من قوم صرائح و صرحاء و هی أَعلی. و عبارة القاموس و شرحه: و هو أی الرجل الخالص النسب الصریح من قوم صرحاء، و هی أعلی، و صرائح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 510
و لا تطمئنُّ إِلیه نفوسكم؛ و لیس معناه أَن الوسوسة نفسها صریح الإِیمان لأَنها إِنما تتولد من فعل الشیطان و تسویله فكیف تكون إِیماناً صَریحاً؟ و صَریحٌ: اسم فحلٍ مُنْجِبٍ؛ و قال أَوْسُ بن غَلْفاء الهُجَیْمِی: و مِرْكَضَةٍ صَرِیحیٍّ أَبوها، یُهانُ لها الغُلامةُ و الغُلامُ قال ابن بری: صواب إِنشاده و مِرْكَضَةٌ صَرِیحِیٌّ، لأَن قبله: أَعانَ علی مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ مُضاعَفَةٌ، لها حَلَقٌ تُؤامُ و فرس صریحٌ من خیل صَرائِحَ؛ و الصَّریحُ: فحل من خیل العرب معروف؛ قال طُفیل: عَناجِیجُ فیهنَّ الصَّریحُ و لاحِقٌ، مَغاوِیرُ فیها للأَرِیبِ مُعَقَّبُ و یروی من آل الصَّریح و أَعْوَجٍ، غلبت الصفة علی هذا الفحل فصارت له اسماً. و أَتاه بالأَمر صُراحِیةً أَی خالصاً. و خَمْر صُراح و صُراحِیة: خالصة. و كأْسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمَزْج؛ و‌فی حدیث أُم مَعْبَدٍ: دَعاها بِشاةٍ حائلٍ، فَتَحَلَّبَتْ له بصَرِیحٍ، ضَرَّةُ الشاةِ، مُزْبِدِ أَی لبن خالص لم یُمْذَقْ. و الضَّرَّة: أَصل الضَّرْع. و‌فی حدیث ابن عباس: سئل متی یَحِلُّ شِراءُ النخل؟ قال: حین یُصَرِّحُ، قیل: و ما التصریح؟ قال: حین یَسْتَبین الحُلْوُ من المُرِّ؛ قال الخطابی: هكذا یُرْوَی و یُفَسر، و الصواب یُصَوِّحُ، بالواو، و سیذكر فی موضعه. و الصُّراحِیَّة: آنیةٌ للخمر؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته. و الصَّرَح، بالتحریك: الأَبیض الخالص من كل شی‌ء؛ قال المتنخل الهذلی: تَعْلُو السُّیُوفُ بأَیدیهم جَماجِمَهم، كما یُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ و أَورد الأَزهری و الجوهری هذا البیت مستشهداً به علی الخالص من غیر تقیید بالأَبیض. و أَبْیَضُ صَرَاحٌ، كَلَیاحٍ: خالصٌ ناصعٌ. و الصَّریحُ: اللبن إِذا ذهبت رَغْوَتُه. و لبن صَریح: ساكن الرَّغْوَةِ خالص. و فی المثل: بَرَزَ الصریحُ بجانب المَتْنِ؛ یضرب هذا للأَمر الذی وَضَحَ. و ناقة مِصْراح: قلیلة الرغوة خالصة اللبن؛ الأَزهری: یقال للناقة التی لا تُرَغِّی: مِصْراح یَفْتُرُ شَخْبُها و لا تُرَغِّی أَبداً. و بول صَرِیحٌ: خالص لیس علیه رغوة؛ قال الأَزهری: یقال للَّبن و البول صریح إِذا لم یكن فیه رغوة؛ قال أَبو النجم: یَسُوفُ من أَبْوالِها الصَّریحا و صَرِیحُ النُّصْحِ: مَحْضُه. و یوم مُصَرِّحٌ أَی لیس فیه سحاب؛ و هو فی شعر الطِّرِمَّاح فی قوله یصف ذئباً: إِذا امْتَلَّ یَهْوِی، قلتَ: ظِلُّ طَخاءةٍ، ذَرَی الرِّیحُ فی أَعْقابِ یومٍ مُصَرِّحِ امْتَلَّ: عدا. و طَخاءَة: سحابة خفیفة أَی ذراه الرِّیح فی یوم مُصْحٍ؛ شبه الذئب فی عدوه فی الأَرض بسحابة خفیفة فی ناحیة من نواحی السماء. و صَرَّحَتِ الخَمْر تصریحاً: انجلی زَبَدُها فَخَلَصَتْ، و هو التصریحُ؛ تقول: قد صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارٍ و إِزْبادٍ. و تَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها: انْجَلَی فَخَلَصَ؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 511
قال الأَعشی: كُمَیْتاً تَكَشَّفُ عن حُمْرَةٍ، إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها و انْصَرَحَ الحقُّ أَی بانَ، و كَذِبٌ صُرْحانٌ: خالِصٌ؛ عن اللحیانی. و لقیته مُصارَحةً و مُقارَحةً و صُراحاً و صِراحاً و كِفاحاً بمعنی واحد إِذا لقیته مواجهة؛ قال: قد كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ عَمْراً، و عَمْرٌو عُرْضةُ الصُّرَاحِ و شَتَمْتُ فلاناً مُصارَحة و صُراحاً و صِراحاً أَی كِفاحا و مواجهة، و الاسم الصُّراحُ، بالضم. و كَذِبٌ صُراحِیَةٌ و صُراحِیٌّ و صُراحٌ: بَیِّنٌ یعرفه الناسُ. و تكلم بذلك صُراحاً و صِراحاً أَی جهاراً. و یقال: جاء بالكفر صُراحاً خالصاً أَی جهاراً؛ قال الأَزهری: كأَنه أَراد صَریحاً. و صَرَّحَ فلانٌ بما فی نفسه و صارَحَ: أَبداه و أَظهره؛ و أَنشد أَبو زیاد: و إِنی لأَكْنُو عن قَذُورٍ بغیرها، و أُعْرِبُ أَحیاناً بها، فأُصارِحُ أَ مُنْحَدِراً تَرْمی بكَ العِیسُ غُرْبَةً، و مُصْعِدَة بَرْحٌ لعینیكَ بارِحُ؟ و فی المثل: صَرَّحَ الحقُّ عن مَحْضِهِ أَی انكشف. الأَزهری: و صَرَحَ الشی‌ءَ و صَرَّحه و أَصْرَحه إِذا بَیَّنه و أَظهره؛ و یقال: صَرَّحَ فلانٌ ما فی نَفْسِه تصریحاً إِذا أَبداه. و التصریحُ: خلافُ التعریض؛ و من أَمثال العرب: صَرَّحَتْ بِجِدَّان و جِلْدانَ «1» إِذا أَبدی الرجلُ أَقْصَی ما یریده. و الصُّراحُ: اللبن الرقیق الذی أُكْثِرَ ماؤُه فَتَری فی بعضه سُمْرَة من مائه و خُضْرَةً. و الصُّراحُ: عَرَق الدابة یكون فی الید؛ كذا حكاه كراع، بالراء، و المعروف الصُّمَاحُ. و الصَّرْحُ: بیت واحد یُبْنی منفرداً ضَخْماً طویلًا فی السماء؛ و قیل: هو القَصْرُ؛ و قیل: هو كل بناء عال مرتفع؛ و فی التنزیل: إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوٰارِیرَ؛ و الجمع صُرُوحٌ؛ قال أَبو ذؤیب: علی طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّباءِ، تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا و قال الزجاج فی قوله تعالی: قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ؛ قال: الصَّرْحُ، فی اللغة، القَصْرُ و الصَّحْنُ؛ یقال: هذه صَرْحةُ الدار و قارِعَتُها أَی ساحتها و عَرْصَتُها؛ و قال بعضُ المُفَسرین: الصَّرْحُ بَلاطٌ اتُّخِذَ لها من قَواریر. و الصَّرْحُ: الأَرض المُمَلَّسةُ. و الصَّرْحةُ: مَتْنٌ من الأَرض مُسْتَوٍ. و الصَّرْحةُ من الأَرض: ما استوی و ظهر؛ یقال: هم فی صَرْحةِ المِرْبَدِ و صَرْحةِ الدار، و هو ما استوی و ظهر؛ و إِن لم یظهر، فهو صَرْحة بعد أَن یكون مستویاً حسناً، قال: و هی الصحراء فیما زعم أَبو أِسلم؛ و أَنشد للراعی: كأَنها، حینَ فاضَ الماءُ و اخْتَلَفَتْ، فَتْخاءُ، لاحَ لها، بالصَّرْحةِ، الذِّیبُ و الصَّرْحةُ: موضع.و صِرْواحُ: حِصْن بالیمن؛ أَمر سلیمان، علیه السلام، الجنَّ فَبَنَوْه لِبَلْقِیسَ، و هو فی الصحاح معرَّف بالأَلف و اللام. و تقول: صَرَّحَتْ كَحْلُ أَی أَجْدَبَت و صارت صریحة أَی خالصة فی الشدَّة؛ و كذلك تقول: صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظهرت جُدُوبَتُها؛ قال سَلامة بنُ جَنْدل:
(1). قوله [صرحت بجدان و جلدان] الضمیر فی صرحت للقصة، و روی إعجام الدال و إهمالها، و انظر یاقوت و المیدانی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 512
قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ، بُیوتُهُمُ مَأْوَی الضُّیوفِ، و مأْوی كلِّ قُرْضوبِ «1» القُرْضُوبُ: الفقیرُ. و الصُّمارِحُ، بالضم: الخالصُ من كل شی‌ء، و المیم زائدة. و یروی الصُّمادِحُ، بالدال، قال الجوهری: و لا أَظنه محفوظاً.

صردح؛ ج2، ص: 512

: الصَّرْدَحَةُ: الصحراء التی لا تنبت، و هی غَلْظٌ من الأَرض مُسْتَوٍ. و الصَّرْدَحُ: المكان المستوی، و الصِّرْداحُ مثله. و الصَّرْدَحُ و الصِّرْداحُ: المكانُ الصُّلْبُ؛ و قیل: الصَّرْدح المكان الواسع الأَمْلَسُ المستوی؛ و قیل: الصِّرْداحُ الفلاة التی لا شی‌ء فیها؛ عن كراع. ابن شمیل: الصَّرادِحُ واحدتها صَرْدَحة، و هی الصحراء التی لا شجر بها و لا نبت، و هی غَلْظٌ من الأَرض، و هی مستویة. أَبو عمرو: الصَّرادِحُ الأَرضُ الیابسة التی لا شی‌ء بها. و‌فی حدیث أَنس: رأَیت الناسَ فی إِمارة أَبی بكر جُمِعوا فی صَرْدَح یَنْفُذُهم البَصَرُ و یُسْمِعُهم الصوتُ؛ الصَّرْدح: الأَرض الملساء، و جمعها صَرادِحُ. و ضَرْبٌ صُرادِحِیٌّ و صُمادِحِیٌّ: شدید بَیِّنٌ.

صرطح؛ ج2، ص: 512

: الصَّرْطَحُ: المكان الصُّلْبُ، و كذلك الصِّرْداحُ «2»، و السین لغة.

صرفح؛ ج2، ص: 512

: الصَّرَنْفَحُ: الشدید الخصومة و الصوت كالصَرَنْقَح، و صَرَّحَ ثعلب بأَن المعروف إِنما هو بالفاء.

صرقح؛ ج2، ص: 512

: الصَّرَنْقَحُ: الماضی الجَری‌ء؛ و قال ثعلب: الصَّرَنْقَحُ الشدید الخصومة و الصوت، و أَنشد لِجَرانِ العَوْدِ فی وصف نساء ذكرهن فی شعر له فقال: إِنَّ من النِّسْوانِ من هی رَوْضةٌ، تَهِیجُ الرِّیاضُ قُبْلَها، و تَصَوَّحُ و منهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ، ما یَفُكُّهُ من الناسِ إِلا الأَحْوَذِیُّ الصَّرَنْقَحُ و فی التهذیب: … إِلا الشَّحْشحانُ الصَّرَنْقَحُ؛ قال شمر: و یقال صَرَنْقَحٌ و صَلَنْقَحٌ، بالراء و اللام. و الصَّرَنْقَحُ أَیضاً: المحتال؛ الأَزهری: الصَّرَنْقَحُ من الرجال الشدید الشَّكیمة الذی له عزیمة لا یُطْمَع فیما عنده و لا یُخْدَعُ؛ و قیل: الصَّرَنْقَحُ الظریف.

صفح؛ ج2، ص: 512

: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. و صَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. و صَفْحُ كل شی‌ءٍ: جانبه. و صَفْحاه: جانباه. و‌فی حدیث الاستنجاء: حَجَرَین للصَّفْحَتین و حَجَراً للمَسْرُبةِ‌أَی جانبی المَخْرَج. و صَفْحُه: ناحیته. و صَفْحُ الجبلِ: مُضْطَجَعُه، و الجمع صِفاحٌ. و صَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. و نظر إِلیه بصَفْحِ وجهه و صُفْحِه أَی بعُرْضِه. و‌فی الحدیث: غیرَ مُقْنِعٍ رأْسَه و لا صافحٍ بِخَدّه‌أَی غیرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه و لا مائلٍ فی أَحد الشِّقَّیْن؛ و فی شعر عاصم بن ثابت: تَزِلُّ عن صَفْحتِیَ المَعابِلُ أَی أَحد جانِبَی وجهه. و لقیه صِفاحاً أَی استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحیانی. و صَفْحُ السیف و صُفْحُه: عُرْضُه، و الجمع أَصفاح. و صَفْحَتا السیف: وجهاه. و ضَرَبه بالسیف مُصْفَحاً و مَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابی
(1). قوله [مأوی الضیوف] أنشده الجوهری مأوی الضریك، و الضریك و القرضوب واحد، فعلی ما أنشده المؤلف هنا یكون عطف القرضوب علی الضیوف من عطف الخاص بخلافه علی ما أنشده الجوهری. (2). قوله [و كذلك الصرداح إلخ] كذا بالأَصل بالدال المهملة، و الذی فی شرح القاموس المطبوع: و كذلك الصرطاح، و السین لغة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 513
أَی مُعَرَّضاً؛ و ضربه بصُفْح السیف، و العامة تقول بصَفْحِ السیف، مفتوحة، أَی بعُرْضه؛ و قال الطِّرِمّاح: فلما تنَاهتْ، و هی عَجْلی كأَنها علی حَرْفِ سیفٍ، حَدُّه غیرُ مُصْفَحِ و‌فی حدیث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلًا لضربته بالسیف غیرَ مُصْفَحٍ [مُصْفِحٍ؛ یقال: أصْفَحه بالسیف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ، و السیف مُصْفَحٌ، یُرْوَیان معاً. و‌قال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم بالسیوف غیرَ مُصْفَحات؛ یقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ و قال الشاعر: بحیثُ مَناط القُرْطِ من غیرِ مُصْفَحٍ، أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ «1» و صَفَحْتُ فلاناً و أَصْفَحْته جمیعاً، إِذا ضربته بالسیف مُصْفِحاً [مُصْفَحاً أَی بعُرْضه. و سیف مُصْفَح و مُصَفَّح: عریض؛ و تقول: وَجْهُ هذا السیف مُصْفَح أَی عریض، مِن أَصْفَحْتُه؛ قال الأَعشی: أَ لَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا، و أَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟ یعنی العِراض؛ و أَنشد: و صَدْری مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ، إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ و قال بعضهم: المُصْفَحُ العریض الذی له صَفَحاتٌ لم تستقم علی وجه واحد كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. و رجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛ عن اللحیانی: و صَفِیحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده. و الصَّفْحانِ و الصَّفْحتانِ: الخَدَّان، و هما اللَّحْیانِ. و الصَّفْحانِ من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العین «2» من جانبیهما، و الجمع صِفاحٌ. و صَفْحَتا العُنُق: جانباه. و صَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان یُكتبان. و الصَّفِیحة: السیف العریض؛ و قال ابن سیدة: الصَّفیحة من السیوف العریضُ. و صَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفیحة. و الصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض، و الواحد كالواحد. و الصُّفَّاحُ، بالضم و التشدید: العَرِیضُ؛ قال: و الصُّفَّاح من الحجارة كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و صُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِیقِ، مَنَحْتُها عِیالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. و ابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ و الشِّدَّة. و وَجْهُ كل شی‌ء عریض: صَفِیحةٌ. و كل عریض من حجارة أَو لوح و نحوهما: صُفَّاحة، و الجمع صُفَّاحٌ، و صَفِیحةٌ و الجمع صفائح؛ و منه قول النابغة: و یُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهری: و یقال للحجارة العریضة صَفائح، واحدتها صَفِیحة و صَفِیحٌ؛ قال لبید: و صَفائِحاً صُمّاً، رَواسیها یُسَدِّدْنَ الغُضُونا و صَفائح الباب: أَلواحه. و الصُّفَّاحُ من الإِبل: التی عظمت أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة یأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ و صَفافیح. و صَفْحَة الرجل: عُرْضُ صدرِه. و المُصَفَّحُ من الرؤوس الذی ضُغِطَ من قِبَلِ
(1). قوله [بحیث مناك القرط إلخ] هكذا هو فی الأَصل بهذا الضبط. (2). قوله [ما انحدر عن العین] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس، و لعله العنق.
لسان العرب، ج‌2، ص: 514
صُدْغَیْه، فطال ما بین جبهته و قفاه؛ و قیل: المُصَفَّح الذی اطمأَنَّ جنبا رأْسه و نَتَأَ جبینه فخرجت و ظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زید: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً، و هو الذی مُسِحَ جنبا رأْسه و نَتَأَ جبینه فخرج و ظهرت قَمَحْدُوَتُه، و الأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، و لا یقال: رُؤَاسِیّ؛ و قال ابن الأَعرابی: فی جبهته صَفَحٌ أَی عِرَضٌ فاحش؛ و‌فی حدیث ابن الحَنَفِیَّة: أَنه ذكر رجلًا مُصْفَحَ الرأْس‌أَی عریضه. و تَصْفِیحُ الشی‌ء: جَعْلُه عریضاً؛ و منه قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَی عریضها. و المُصَفَّحاتُ: السیوف العریضة، و هی الصَّفائح، واحدتها صَفِیحةٌ و صَفیحٌ؛ و أَما قول لبید یصف سحاباً: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فی ذُراهُ، و أَنْواحاً علیهنَّ المَآلی قال الأَزهری: شبَّه البرق فی ظلمة السحاب بسیوفٍ عِراضٍ؛ و قال ابن سیدة: المُصَفَّحاتُ السیوف لأَنها صُفِّحَتْ حین طُبِعَتْ، و تَصْفِیحها تعریضها و مَطُّها؛ و یروی بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغیث إِذا لمَعَ منه البَرْق فانفرج، ثم التقی بعد خُبُوِّه بتصفیح النساء إِذا صَفَّقْنَ بأَیدیهن. و التَّصفیح مثل التصفیق. و صَفَّحَ الرجلُ بیدیه: صَفَّق. و التَّصْفیح للنساء: كالتصفیق للرجال؛ و‌فی حدیث الصلاة: التسبیح للرجال و التصفیح للنساء، و یروی أَیضاً بالقاف؛ التصفیح و التصفیق واحد؛ یقال: صَفَّحَ و صَفَّقَ بیدیه؛ قال ابن الأَثیر: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ علی صفحة الكف الأُخری، یعنی إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلًا قال: سبحان الله و إِن كانت امرأَة ضربت كفها علی كفها الأُخری عِوَضَ الكلام؛ و روی بیت لبید: كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ فی ذُراهُ جعل المُصَفِّحات نساءً یُصَفِّقْن بأَیدیهن فی مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ الرعد بتصفیقهن، و مَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السیوف العریضة؛ شبه بَرِیقَ البَرْقِ ببریقها. و المُصافَحةُ: الأَخذ بالید، و التصافُحُ مثله. و الرجل یُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه فی صُفْح كفه؛ و صُفْحا كفیهما: وَجْهاهُما؛ و منه حدیث المُصافَحَة عند اللِّقاء، و هی مُفاعَلة من إِلصاق صُفْح الكف بالكف و إِقبال الوجه علی الوجه. و أَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِیها بالجَبْهة. و صَفَحَ الكلبُ ذراعیه للعظم صَفْحاً یَصْفَحهما: نصبهما؛ قال: یَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا، صَفْحَ ذِراعَیْهِ لعَظْمٍ كَلْبا أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعیه، فَقَلَبَ؛ و قیل: هو أَن یبسطهما و یُصَیِّرَ العظم بینهما لیأْكله؛ و هذا البیت أَورده الأَزهری، قال: و أَنشد أَبو الهیثم و ذكره، ثم قال: وصف حَبْلًا عَرَّضه فاتله حتی فتله فصار له وجهان، فهو مَصْفُوح أَی عریض، قال: و قوله صَفْحَ ذراعیه أَی كما یَبْسُط الكلبُ ذراعیه علی عَرَقٍ یُوَتِّدُه علی الأَرض بذراعیه یَتَعَرَّقه، و نصب كلباً علی التفسیر؛ و قوله أَنشده ثعلب: صَفُوحٌ بخَدَّیْها إِذا طالَ جَرْیُها، كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ عنی أَنها تنصبهما و تُقَلِّبهما. و صَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم واحداً واحداً، و كذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. و تَصَفَّحَ الأَمرَ و صَفَحَه: نظر فیه؛ قال اللیث: صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. و صَفَحَ القومَ و تَصَفَّحَهم: نظر إِلیهم طالباً لإِنسان. و صَفَحَ
لسان العرب، ج‌2، ص: 515
وُجُوهَهم و تَصَفَّحَها: نظرها مُتَعَرِّفاً لها. و تَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم تنظر إِلی حِلاهم و صُوَرهم و تَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ، فلم یَكُ إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ أَی تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. و تَصَفَّحْت الشی‌ء إِذا نظرت فی صَفَحاته. و صَفَحْتُ الإِبلَ علی الحوضِ إِذا أَمررتها علیه؛ و فی التهذیب: ناقة مُصَفَّحة و مُصَرّاة و مُصَوّاة و مُصَرَّبَةٌ، بمعنی واحد. و صَفَحَتِ الشاةُ و الناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّی لَبَنُها، ابن الأَعرابی: الصافح الناقة التی فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ و ذهب لبنها؛ و قد صَفَحَتْ صُفُوحاً. و صَفَح الرجلَ یَصْفَحُهُ صَفْحاً و أَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛ قال: و من یُكْثِرِ التَّسْآلَ یا حُرّ، لا یَزَلْ یُمَقَّتُ فی عَینِ الصدیقِ، و یُصْفَحُ و یقال: أَتانی فلان فی حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها فمَنَعْتَه. و‌فی حدیث أُم سلمة: أُهْدِیَتْ لی فِدْرَةٌ من لحم، فقلت للخادم: ارفعیها لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، فإِذا هی قد صارت فِدْرَةَ حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: لعله وقف علی بابكم سائل فأَصْفَحْتموه‌أَی خَیَّبْتُموه. قال ابن الأَثیر: یقال صَفَحْتُه إِذا أَعطیته، و أَصْفَحْتُه إِذا حَرَمْتَه. و صَفَحه عن حاجته یَصْفَحُه صَفْحاً و أَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. و صَفَحَ عنه یَصْفَح صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه. و هو صَفُوحٌ و صَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. و الصَّفُوحُ: الكریم، لأَنه یَصْفَح عمن جَنی علیه. و استْصْفَحَه ذنبه: استغفره إِیاه و طلب أَن یَصْفَحَ له عنه. و أَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز و جل، فمعناه العَفُوُّ؛ یقال: صَفَحْتُ عن ذنب فلان و أَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ و ضربت عن فلان صَفْحاً إِذا أَعرضت عنه و تركته؛ فالصَّفُوحُ فی صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. و الصَّفُوحُ فی نعت المرأَة: المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. و نصب قوله صَفْحاً فی قوله: أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟ علی المصدر لأَن معنی قوله أَ نُعْرِضُ «1» عنكم الصَّفْحَ؛ و ضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه و كَفُّه؛ و قد أَضْرَبَ عن كذا أَی كف عنه و تركه؛ و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلین‌أَی الصَّفْح و العفوِ و التَّجاوُزِ عنهم؛ و أَصله من الإِعراض بصَفْحَة وجهه كأَنه أَعرض بوجهه عن ذنبه. و الصَّفُوحُ من أَبنیة المبالغة. و قال الأَزهری فی قوله تعالی: أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنی أَ فَنُعْرِضُ عن أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم علی أَنفسكم فی كفركم؟ یقال صَفَح عنی فلانٌ أَی أَعرض عنه مُوَلِّیاً؛ و منه قول كثیر یصف امرأَة أَعرضت عنه: صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِیلةً، فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ و صَفَح الرجلَ یَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَیَّ شَراب كان و متی كان. و المُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ و‌فی الحدیث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ علی الحق‌أَی مُمالٌ علیه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَی جانبه علیه؛ و‌فی حدیث حذیفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغْلَفُ فذلك قلب الكافر، و قلب منكوس فذلك قلب رجع إِلی الكفر
(1). قوله [لأَن معنی قوله أ نعرض إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 516
بعد الإِیمان، و قلب أَجْرَدُ مثل السِّراج یَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، و قلب مُصْفَحٌ اجتمع فیه النفاق و الإِیمان، فمَثَلُ الإِیمان فیه كمَثَل بقلة یُمِدُّها الماءُ العذبُ، و مَثَل النفاق فیه كمثل قَرْحة یُمِدُّها القَیْحُ و الدمُ، و هو لأَیهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذی له وجهان: یلقی أَهلَ الكفر بوجه و أَهل الإِیمان بوجه. و صَفْحُ كل شی‌ء: وجهه و ناحیته، و هو معنی‌الحدیث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهین، الذی یأْتی هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه و هو المنافق.و جعل حذیفةُ قلب المنافق الذی یأَتی الكفار بوجه و أَهل الإَیمان بوجه آخر ذا وجهین؛ قال الأَزهری: و قال شمر فیما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذی فیه غِلٌّ الذی لیس بخالص الدین؛ و قال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ المقلوب؛ یقال: قلبت السیف و أَصْفَحْتُه و صابَیْتُه؛ و المُصْفَحُ: المُصابَی الذی یُحَرَّف علی حدّه إِذا ضُرب به و یُمالُ إِذا أَرادوا أَن یَغْمِدُوه. و یقال: صَفَح فلان عنی أَی أَعرض بوجه و وَلَّانی وَجْهَ قَفاه؛ و قوله أَنشده ثعلب: و نادَیْتُ شِبْلًا فاسْتَجابَ، و ربما ضَمِنَّا القِرَی عَشْراً لمن لا نُصافِحُ و یروی: ضَمِنَّا قِرَی عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح أَی لمن لا نعرف، و قیل: للأَعداء الذین لا یحتمل أَن نُصافحهم. و المُصْفَحُ من سهام المَیْسر: السادسُ، و یقال له: المُسْبِلُ أَیضاً؛ أَبو عبید: من أَسماء قداح المَیْسِر المُصْفَحُ و المُعَلَّی. و صَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، و له حدیث عند العرب معروف؛ و أَما قول بشر: رَضِیعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ، لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ «1» فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بنی عامر فقتلوه غَدْراً؛ یقول: غَدْرَتُكم بزَیْدِ بن ضَباء الأَسَدِیّ أُخْتُ غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبیِّ. و صِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل و تصادفه؛ و نَعْمانُ: جبل بین مكة و الطائف؛ و فی الحدیث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد و تخفیف الفاء، موضع بین حُنَین و أَنصابِ الحَرَم یَسْرَةَ الداخل إِلی مكة. و ملائكةُ الصَّفیح الأَعْلی: هو من أَسماء السماء، و‌فی حدیث علیّ و عمار: الصَّفِیحُ الأَعْلی من مَلَكُوته.

صقح؛ ج2، ص: 516

: الصُّقْحةُ «2»: الصَّلَعةُ. و رجل أَصْقَحُ: أَصْلَعُ، یَمانِیةٌ.

صلح؛ ج2، ص: 516

: الصَّلاح: ضدّ الفساد؛ صَلَح یَصْلَحُ و یَصْلُح صَلاحاً و صُلُوحاً؛ و أَنشد أَبو زید: فكیفَ بإِطْراقی إِذا ما شَتَمْتَنی؟ و ما بعدَ شَتْمِ الوالِدَیْنِ صُلُوحُ و هو صالح و صَلِیحٌ، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و الجمع صُلَحاءُ و صُلُوحٌ؛ و صَلُح: كصَلَح، قال ابن درید: و لیس صَلُحَ بثَبَت. و رجل صالح فی نفسه من قوم صُلَحاء و مُصْلِح فی أَعماله و أُموره، و قد أَصْلَحه الله، و ربما كَنَوْا بالصالح عن الشی‌ء الذی هو إِلی الكثرة كقول یعقوب: مَغَرَتْ فی الأَرض مَغْرَةٌ من مطر؛ و هی مَطَرَةٌ صالحة، وكقول
(1). قوله [بالجباه] كذا بالأصل بهذا الضبط. و فی یاقوت الجباة، بفتح الجیم و نقط الهاء، و الخراسانیون یروونه الجباه بكسر الجیم و آخره هاء محضة: و هو ماء بالشام بین حلب و تدمر. (2). قوله [الصقحة إلخ] كذا بالأصل بهذا الضبط. و عبارة المجد و شرحه: الصقح، محركة، الصلع، و النعت أصقح، و هی صقحاء و الاسم الصقحة، محركة، و الصقحة، بالضم، لغة یمانیة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 517
بعض النحویین، كأَنه ابن جنی: أُبدلت الیاء من الواو إِبدالًا صالحاً. و هذا الشی‌ء یَصْلُح لك أَی هو من بابَتِك. و الإِصلاح: نقیض الإِفساد. و المَصْلَحة: الصَّلاحُ. و المَصلَحة واحدة المصالح. و الاسْتِصْلاح: نقیض الاستفساد. و أَصْلَح الشی‌ءَ بعد فساده: أَقامه. و أَصْلَحَ الدابة: أَحسن إِلیها فَصَلَحَتْ. و فی التهذیب: تقول أَصْلَحْتُ إِلی الدابة إِذا أَحسنت إِلیها. و الصُّلْحُ: تَصالُح القوم بینهم. و الصُّلْحُ: السِّلْم. و قد اصْطَلَحُوا و صالحوا و اصَّلَحُوا و تَصالحوا و اصَّالحوا، مشدّدة الصاد، قلبوا التاء صاداً و أَدغموها فی الصاد بمعنی واحد. و قوم صُلُوح: مُتصالِحُون، كأَنهم وصفوا بالمصدر. و الصِّلاحُ، بكسر الصاد: مصدر المُصالَحةِ، و العرب تؤنثها، و الاسم الصُّلح، یذكر و یؤنث. و أَصْلَح ما بینهم و صالَحهم مُصالَحة و صِلاحاً؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: یَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ، و ما فیها لهمْ سَلَعٌ و قارُ و قوله: و ما فیها أَی و ما فی المُصالَحة، و لذلك أَنَّث الصِّلاح. و صَلاحِ و صَلاحٌ: من أَسماء مكة، شرفها الله تعالی، یجوز أَن یكون من الصُّلْح لقوله عز و جل: حَرَماً آمِناً*؛ و یجوز أَن یكون من الصَّلاحِ، و قد یصرف؛ قال حَرْبُ بن أُمیة یخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِیَّ؛ و قیل هو للحرث بن أُمیة: أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلی صَلاحٍ، فَتَكْفِیكَ النَّدَامَی من قُرَیْشِ و تَأْمَنُ وَسْطَهُمْ و تَعِیشُ فیهم، أَبا مَطَرٍ، هُدِیتَ بخَیْرِ عَیْشِ و تَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً، و تأْمَنُ أَن یَزُورَك رَبُّ جَیْشِ قال ابن بری: الشاهد فی هذا الشعر صرف صلاح؛ قال: و الأَصل فیها أَن تكون مبنیة كقطام. و یقال: حَیٌّ لَقاحٌ إِذا لم یَدینوا للمَلِك؛ قال: و أَما الشاهد علی صلاحِ بالكسر من غیر صَرْف، فقول الآخر: مِنَّا الذی بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً، لم یَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ و تَنَمُّرِ یعنی خُبَیْبَ بنَ عَدِیٍّ. قال ابن بری: و صَلاحِ اسم علم لمكة. و قد سمَّت العربُ صالحاً و مُصْلِحاً و صُلَیحاً. و الصِّلْحُ: نهر بمَیْسانَ.

صلنبح؛ ج2، ص: 517

: الصلنباح «3»:

صلدح؛ ج2، ص: 517

: الصَّلَوْدَحُ: الصُّلْبُ. و الصَّلَنْدَحةُ «4»: الصُّلْبة. الأَزهری عن اللیث: الصَّلْدَحُ هو الحجر العریضُ؛ و جاریة صَلْدَحة. ابن درید: ناقة جَلَنْدَحة شدیدة، و صَلَنْدَحة: صُلْبة، و لا یوصف بهما إِلا الإِناث.

صلطح؛ ج2، ص: 517

: الصَّلْطَحة: العریضة من النساء. و اصْلَنطَحت البَطْحاءٌ: اتسعت؛ قال طُرَیْحٌ: أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ، و لم تَعْطِفْ علیك الحُنِیُّ و الوُلُجُ یمدحه بأَنه من صَمِیم قریش، و هم أَهل البَطْحاء. و نَصْلٌ مُصَلْطَحٌ: عریض. و مكان سُلاطِحٌ: عریض؛ و منه قول الساجع: صُلاطِح بُلاطِح؛
(3). زاد المجد الصلنباح، أَی بكسرتین و سكون النون: سمك طویل. (4). قوله [و الصلندحة] هذه بفتح الصاد و ضمها مع فتح اللام فیهما كما فی القاموس و شرحه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 518
بلاطح إِتباعٌ. و الصَّلَوْطَحُ: موضع «1» قال: إنِّی بعَیْنی إِذا أَمَّتْ حُمُولُهُمُ بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ، لا یَنْظُرْن من تَبِعا

صلقح؛ ج2، ص: 518

: صَلْقَح الدراهم «2»: قَلَّبَها. و الصَّلاقِحُ: الدراهم؛ عن كراع و لم یذكر واحدها. و الصَّلَنْقَحُ: الصَّیَّاحُ، و كذلك الأُنثی، بغیر هاء. و قال بعضهم: إِنها لَصَلَنْقَحةُ الصَّوت صُمادِحِیَّة، فأَدخل الهاء.

صمح؛ ج2، ص: 518

: صَمَحَتْه الشمسُ «3» تَصْمَحُه و تَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ علیه حَرُّها حتی كادتْ تُذِیبُ دِماغَه؛ قال أَبو زُبَیْدٍ الطائیّ: من سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ، صَمَحَتْها ظَهیرةٌ غَرَّاءُ اللیث: صَمَحَه الصیف إِذا كادَ یُذیبُ دماغه من شدَّة الحر؛ و قال الطِّرِمَّاحُ یصف كانساً من البقر: یَذیلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ، و یُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه و الصَّرَّة: شدّة الحرّ. و الصَّامِحةُ: التی تُؤلم الدماغ بشدة حرها. و شمسٌ صَمُوحٌ: حارة متغیرة؛ قال: شمسٌ صَمُوحٌ و حَرُورٌ كالَّهَبْ و یوم صَمُوحٌ و صامِحٌ: شدید الحرّ. و الصُّماحُ: العَرَقُ المنتن؛ و قیل: خُبْثُ الرائحة من العَرَقِ، و المَعْنَیان متقاربان. و الصُّماحیُّ: مأَخوذ من الصُّماحِ، و هو الصُّنان؛ و أَنشد: ساكناتُ العَقیقِ أَشهی، إِلی النَّفْسِ، من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ یَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمسكِ، صُماحاً، كأَنه رِیحُ مَرْقِ المَرْقُ: الجِلْد الذی لم یَسْتَحكم دِباغُه، و هو الإهاب المُنْتِنُ؛ و أَنشد الأَصمعیّ فی صفة ماتح: إذا بدا منه صُماحُ الصَّمْحِ، و فاضَ عِطْفَاه بماء سَمْحِ و الصُّماحُ: الكَیُّ؛ عن كراع. أَبو عمرو: الأَصْمَحُ الذی یَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ و الضرب لشجاعته؛ قال العَجَّاجُ: ذوقِی، عُقَیْدُ، وَقْعَةَ السِّلاحِ، و الدَّاءُ قد یُطْلَبُ بالصُّماحِ و یروی یُبْرَأُ فی تفسیره. عُقَیْدُ: قبیلة من بَجیلة فی بَكْرِ بنِ وائل. و قوله بالصُّماح أَی بالكَیّ؛ یقول: آخِرُ الدواء الكَیُّ؛ قال أَبو منصور: و الصُّماحُ أُخِذَ من قولهم صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بشدّة حَرِّها. و الصِّمْحاءُ و الصِّمْحاءَةُ و الحِرْباءَةُ: الأَرض الغلیظة، و جمعها الصِّمْحاء و الحِرْباء. و صَمَحَ یَصْمَحُ: غَلَّظَ له فی مسأَلة و نحوها؛ قال أَبو وجْزَة: زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح یقول: من شادَّهم شادُّوه فغلبوه. و صَمَحْتُ فلاناً أَصْمَحه صَمْحاً إذا غَلَّظْت له فی مسأَلة أَو غیر
(1). قوله [و الصلوطح موضع] ذكره المجد هنا و فی سلطح أیضاً بالسین كالمؤلف. و یاقوت اقتصر علیه بالسین، و أنشد البیت بالسین، فقال: قال لقیط بن یعمر الأَزدی: إنی بعینی … إلخ و بعده: طوراً أراهم و طوراً لا أَبینهم إذا تواضع خدر ساعة لمعا (2). قوله [صلقح الدراهم إلخ] أورده المؤلف بالقاف، و أَورده المجد بالفاء، و نبه علیهما الشارح و زاد المجد الصلنقح أَی بالقاف كسفرجل الشدید الشكیمة أَو الظریف. (3). قوله [صمحته الشمس إلخ] بابه منع و ضرب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 519
ذلك، و صَمَحه بالسوط صَمْحاً: ضربه. و حافر صَمُوحٌ أَی شدید، و قد صَمَح صُمُوحاً؛ قال أَبو النجم: لا یَتَشَكَّی الحافِرَ الصَّمُوحا، یَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحصی مَلْتُوحا و قیل: حافر صَمُوح شدید الوَقْع؛ عن كراع. و الصَّمَحْمَحُ و الصَّمَحْمَحِیُّ من الرجال: الشدیدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح، و كذلك الدَّمَكْمَكُ، قال: و هو فی السِّنِّ ما بین الثلاثین و الأَربعین؛ و قیل: هو القصیر، و قیل: الغلیظ القصیر، و قیل: الأَصلع، و قیل: المَحلوق الرأْس؛ عن السیرافی، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء؛ قال: صَمَحْمَحةٌ لا تَشْتَكِی الدهرَ رأْسها، و لو نَكَزَتْها حَیَّةٌ لأَبَلَّتِ و قال ثعلب: رأْس صَمَحْمَحٌ أَی أَصْلَعُ غلیظ شدید، و هو فَعَلْعَلٌ، كُرِّرَ فیه العین و اللام. و بعیر صَمَحْمَحٌ: شدید قویّ؛ قال ابن جنی: الحاء الأُولی من صَمَحْمَحٍ زائدة، و ذلك أَنها فاصلة بین العینین، و العینان متی اجتمعتا فی كلمة واحدة مفصولًا بینهما، فلا یكون الحرف الفاصل بینهما إِلا زائداً، نحو عَثَوْثَلٍ و عَقَنْقَلٍ و سُلالِمٍ و حَفَیْفَدٍ «1»، و قد ثبت أَن العین الأُولی هی الزائدة، فثبت إِذاً أَن المیم و الحاء الأَوَّلَتَیْن فی صَمَحْمَحٍ هما الزائدتان، و المیم و الحاء الأَخیرتین هما الأَصلِیتان، فاعرف ذلك. و صَوْمَحٌ و صَوْمَحان: موضع؛ قال: و یومٌ بالمَجَازةِ و الكَلَنْدَی، و یومٌ بین ضَنْكَ و صَوْمَحانِ هذه كلها مواضع.

صمدح؛ ج2، ص: 519

: الصُّمادِحُ و الصُّمادِحِیُّ: الصُّلْب الشدید. و صوت صُمادِحٌ و صُمادِحِیٌّ و صَمَیْدَحٌ: شدید؛ قال: ما لی عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَیْدَحا و قال أَبو عمرو: الصُّمادِحُ الشدیدُ من كل شی‌ء؛ و أَنشد: فَشامَ فیها مُدْلِغاً صُمادِحا و رجل صَمَیْدَحٌ: صُلْبٌ شدید. و ضرب صُرَادِحِیٌّ و صُمادِحیٌّ: شدید بَیِّنٌ؛ أَبو عمرو: الصُّمادِحُ الخالص من كل شی‌ء. الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ ببعیر فشُكَّ فیها أَ بَثْر أَم جَرَبٌ: هذا خاقٌ صُمادِحٌ: الجَرَب. و الصَّمَیْدَحُ: الخیار «2»؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد بیتاً فیه: وسَطُوا الصَّمَیْدَحَ وایما «3» و نبیذ صُمادِحِیٌّ: قد أَدْرَكَ و خَلَصَ.

صنبح؛ ج2، ص: 519

: صُنابِح: اسم، و هو أَبو بطن من العرب، منهم صَفْوانُ بن عَسَّالٍ الصُّنابِحِیُّ صحب النبی، صلی الله علیه و سلم؛ و قیل: صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ.

صوح؛ ج2، ص: 519

: تَصَوَّحَ البَقْلُ و صَوَّحَ: تَمّ یُبْسُه؛ و قیل: إِذا أَصابته آفة و یبس؛ قال ابن بری: و قد جاء صَوَّحَ البَقْلُ غیر متعد بمعنی تَصَوَّح إِذا یبس؛ و علیه قول أَبی علیّ البَصِیر: و لكنَّ البلادَ، إِذا اقْشَعَرَّتْ و صَوَّحَ نَبْتُها، رُعِیَ الهَشِیمُ
(1). قوله [و حفیفد] هكذا بالأصل و الذی فی شرح القاموس حفدفد. (2). قوله [و الصمیدح الخیار إلخ] كذا بالأَصل. و نقله شارح القاموس فی المستدركات، لكن فی القاموس الصمیدح كسمیدع: الیوم الحار انتهی. (3). هكذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 520
و صَوَّحَتْه الریحُ: أَیْبَسَتْه؛ قال ذو الرمة: و صَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِی‌ءُ به هَیْفٌ یَمانِیةٌ، فی مَرِّها نَكَبُ و قیل: تَصَوَّحَ البقلُ إِذا یبس أَعلاه و فیه نُدُوَّةٌ؛ و أَنشد للراعی: و حارَبَت الهَیْفُ الشَّمالَ، و آذَنَتْ مَذانِبُ، منها اللَّدْنُ و المُتَصَوِّحُ و تَصَوَّحَتِ الأَرضُ من الیُبْسِ و من البَرْدِ: یَبِسَ نَباتُها. و الانْصِیاحُ: كالتَّصَوُّحِ. و الصَّاحَةُ من الأَرض: التی لا تُنْبِتُ شیئاً أَبداً. الأَصمعی: إِذا تَهَیَّأَ النباتُ للیُبْسِ قیل: قد اقْطارَّ، فإِذا یَبِسَ و انْشَقَّ قیل: قد تَصَوَّحَ؛ قال الأَزهری: و تَصَوُّحُه من یُبْسِه زمانَ الحرِّ لا من آفَةٍ تُصیبه. و‌فی الحدیث: نهی عن بیع النخل قبل أَن یُصَوِّحَ‌أَی قبل أَن یستبین صلاحُه و جَیِّدُه من رَدیئه. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه سئل متی یَحِلُّ شِراءُ النخل؟ فقال: حین یُصَوِّحُ، و یروی بالراء، و قد تقدم. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم انْصاحتْ جِبالُنا‌أَی تَشَققت و جَفَّتْ لعدم المطر. یقال: صاحَه یَصُوحُه، فهو مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه. و صَوَّحَ النباتُ إِذا یَبِسَ و تَشَقَّقَ؛ و‌فی حدیث علیّ: فبادِرُوا العِلم من قبل تَصْوِیح نَبْتِه؛ و‌فی حدیث ابن الزبیر: فهو یَنْصاحُ علیكم بوابل البَلایا‌أَی یَنْشَقُّ علیكم؛ قال الزمخشری: ذكره الهروی بالصاد و الحاء، قال: و هو تصحیف. و انْصاحَ الثوبُ انْصِیاحاً: تشقق من قِبَلِ نَفْسه؛ و منه قول عَبیدٍ یصف مطراً قد ملأَ الوِهادَ و القَرارات: فأَصْبَحَ الرَّوْضُ و القِیعانُ مُتْرَعَةً، ما بین مُرْتَتِقٍ منها و مُنْصاحِ قال شمر: و رواه ابن الأَعرابی: من بین مُرْتَفِقٍ منها و مُنْصاحِ و فَسَّرَ: المُنْصاحُ الفائض الجاری علی وجه الأَرض، قال: و المُرْتَفِقُ الممتلئ. و المُرْتَتِقُ من النبات: الذی لم یخرج نَوْرُهُ و زَهْرُه من أَكمامه. و المُنْصاحُ: الذی قد ظهر زَهْرُه. و قوله: منها، یرید من نبتها فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه؛ قال: و روی عن أَبی تَمَّام الأَسَدِیِّ أَنه أَنشده: من بین مُرْتَفِقٍ منها و من طاحی و قال: الطاحی الذی فاضَ و سالَ و ذهب. و تَصَایَحَ غِمْدُ السیف إِذا تشقق. و فی النوادر: صَوَّحَتْه الشمسُ و لَوَّحَتْه و صَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ و آذَتْهُ. و التَّصَوُّحُ: التَّشقُّق فی الشَّعَر و غیره. و تَصَوُّحُ الشعر: تشقُّقُه من قِبَلِ نفسه و تَناثره؛ و قد صَوَّحَه الجُفُوفُ. و صُحْتُ الشی‌ءَ فانْصاحَ أَی شققته فانشقَّ. و انْصاحَ القمر: استنار. و انْصاحَ الفجرُ انْصِیاحاً إِذا استنار و أَضاءَ، و أَصله الانشقاق. و الصُّوَّاحةُ، علی تقدیر فُعَّالة: من تشقق الصُّوف «1»؛ و قد صَوَّحه. و الصُّوَاحُ: عَرَقُ الخیل خاصةً، و قد یُعَمُّ به؛ و أَنشد الأَصمعی: جَلَبْنَ الخَیْلَ دامِیةً كُلاها، یُسَنُّ علی سَنابِكِها الصُّواحُ و یروی‌یسیل …؛ و مثله قوله: تُسَنُّ علی سَنابِكِها القُرُونُ و‌فی الحدیث: أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ اللیثی قتل رجلًا یقول: لا إِله إِلَّا الله؛ فلما مات هو دفنوه فلفظته
(1). قوله [من تشقق الصوف] عبارة القاموس ما تشقق من الشعر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 521
الأَرض فأَلقته بین صَوْحَیْنِ «1» فأَكلته السباع؛ ابن الأَعرابی: الصَّوْحُ، بفتح الصاد: الجانب من الرأْس و الجبل؛ و یقال: صُوحٌ لوجه الجبل القائم كأَنه حائط، و هما لغتان صحیحتان؛ و صُوحا الوادی: حائطاه و یفرد، فیقال: صُوحٌ، و وجه الجبل القائم «2» تراه كأَنه حائط؛ و أَلْقَوْه بین الصُّوحَیْنِ حتی أَكلته السباع أَی بین الجبلین، فأَما ما أَنشده بعضهم: و شِعْبٍ كَشَكِّ الثوب شَكْسٍ طریقُه، مَدارِجُ صُوحَیْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ تَعَسَّفْتُهُ باللیْلِ، لم یَهْدِنی له دَلِیلٌ، و لم یَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ فإِنما عَنَی فَماً قَبَّله، فجعله كالشِّعْبِ لصغره، و مَثَّلَه بشَك الثوب، و هی طریقة خیاطته، لاستواء منابت أَضراسه و حسن اصطفافها و تَراصُفِها، و جعل رِیقَه كالماء، و ناحِیَتَیِ الأَضراس كصُوحَیِ الوادی. و صُوحُ الجبل: أَسفله. و الصُّواحُ: الطَّلْعُ حین یَجِفُّ فیتناثَرُ؛ عن أَبی حنیفة. و صُوحانُ: اسم؛ قال: قتلت عِلْباءَ و هِنْدَ الجَمَلِ، و ابْناً لِصُوحانَ علی دِینِ عَلِی و بنو صُوحانَ: من بنی عبد القیس. و الصُّواحُ: الجِصُّ. الأَزهری عن الفراء قال: الصُّواحِیُّ مأْخوذ من الصُّواحِ، و هو الجِصُّ؛ و أَنشد: جَلَبْنا الخیلَ من تَثْلِیتَ، حتی كأَنَّ علی مَناسِجِها صُوَاحا قال: شَبَّه عَرَق الخیل لما ابیضَّ بالصُّواح، و هو الجِصُّ؛ قال ابن بری: فی هذا البیت شاهد علی أَن الصُّواحَ العرق كما ذكر الجوهری، و فیه أَیضاً شاهد علی الجصِّ علی ما رواه ابن خالویه هنا منصوباً، و البیت مجهول القائل فلهذا وقع الاختلاف فی روایته؛ أَبو سعید: الصُّواحُ من اللبن ما غلب علیه الماء، و هو الضَّیاحُ و الشَّهابُ؛ و الصُّواحُ: النَّجْوَةُ من الأَرض «3». و صاحةُ: موضع؛ قال بشر بن أَبی خازم: تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَی خَذُولٍ بصاحةَ، فی أَسِرَّتِها السِّلامُ و قیل: صاحةُ اسم جبل؛ و فی الحدیث ذِكْرُ الصاحة؛ قال ابن الأَثیر: هی بتخفیف الحاء هِضابٌ حُمْرٌ بقرب عَقِیق المدینة.

صیح؛ ج2، ص: 521

: الصِّیاحُ: الصوتُ؛ و فی التهذیب: صوتُ كل شی‌ء إِذا اشتدّ. صاحَ یَصِیحُ صَیْحة و صِیاحاً و صُیاحاً، بالضم، و صَیْحاً و صَیَحاناً، بالتحریك، و صَیَّحَ: صَوَّتَ بأَقصی طاقته، یكون ذلك فی الناس و غیرهم؛ قال: و صاحَ غُرابُ البَیْنِ، و انْشَقَّتِ العَصا، كما ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِیلُ المُعاهِدُ و المُصایَحَةُ و التصایُحُ: أَن یَصِیحَ القومُ بعضهم ببعض. و الصَّیْحَةُ: العذابُ، و أَصله من الأَوّل؛ قال الله عز و جل: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ*؛ یعنی به العذاب؛ و یقال: صِیحَ فی آلِ فلان إِذا هَلَكُوا. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ* أَی أَهلكتهم. و الصَّیحةُ: الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحیُّ بها. و الصائِحةُ: صَیْحَةُ المَناحةِ؛ یقال: ما
(1). قوله [فأَلقته بین صوحین] الذی فی النهایة فألقوه. (2). قوله [و وجه الجبل القائم تراه إلخ] عبارة الجوهری و وجه الجبل القائم تراه كأنه حائط. و فی الحدیث: و ألقوه بین الصوحین. (3). قوله [و الصواح النجوة من الأَرض] أی ما ارتفع منها. و فی القاموس: و الصواح الرخوة من الأَرض.
لسان العرب، ج‌2، ص: 522
ینتظرون إِلَّا مثلَ صَیْحةِ الحُبْلی أَی شَرًّا سَیعاجِلُهم؛ قال الله عز و جل: وَ أَخَذَ الَّذِینَ ظَلَمُوا الصَّیْحَةُ؛ فذكر الفعل لأَن الصیحة مصدر أُرید به الصِّیاحُ، و لو قیل: أَخذت الذین ظلموا الصیحةُ بالتأْنیث، كان جائزاً یذهب به إِلی لفظ الصَّیْحة؛ و قال إمرؤ القیس: دَعْ عنكَ نَهْباً صِیحَ فی حَجَراتِهِ، و لكنْ حَدیثاً، ما حدیثُ الرَّواحِلِ؟ و لقیته قبل كل صَیْح و نَفْرٍ؛ الصَّیْحُ: الصِّیاحُ، و النفر: التفرق؛ و كذلك إِذا لقیته قبل طلوع الفجر. و غَضِبَ من غیر صَیْحٍ و لا نَفْر أَی من غیر شی‌ء صِیحَ به؛ قال: كذوبٌ مَحولٌ، یجعلُ اللهَ جُنَّةً لأَیْمانِه، من غیر صَیْحٍ و لا نَفْرِ أَی من غیر قلیل و لا كثیر. و صاحَ العُنقُودُ یَصِیح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه من أَكِمَّته و طال، و هو فی ذلك غَضٌّ؛ و قول رؤبة: كالكَرْم إِذ نادَی من الكافُورِ إِنما أَراد صاحَ فیما زعم أَبو حنیفة فلم یستقم له، فإِن كان إِنما فرَّ إِلی نادَی من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ مَطْوِیّاً، فأَراد رؤبة أَن یسلمه من الطَیِّ فقال نادَی، فتم الجزء. و تَصَیَّحَ البقلُ و الخَشَبُ و الشَّعَرُ و نحو ذلك: لغة فی تَصَوَّحَ تَشَقَّق و یَبِسَ. و صَیَّحَتْه الریحُ و الحرّ و الشمس: مثل صَوَّحَته؛ و أَنشد أَعرابی لذی الرمة: و یوم من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَی، تَكادُ صَیاحِی العینِ منه تَصَیَّحُ «4» و تَصَیَّحَ الشی‌ءُ: تكسر و تشقق، و صَیَّحْتُه أَنا. و انْصاحَ الثوبُ: تشقق من قِبَلِ نفسه. و انْصاحَت الأَرض: تَغَطَّی بعضُها بالنبات و بقی بعضها فكانت كالثوب المُنْشَقِّ؛ قال عبید: و أَمْسَتِ الأَرضُ و القِیعانُ مُثْرِیَةً، من بَینِ مُرْتَتِقٍ منها و مُنْصاحِ و قد تقجم هذا البیت فی صوح أَیضاً. و الصَّیْحانیُّ: ضَرْبٌ من تمر المدینة؛ قال الأَزهری: الصَّیْحانیُّ ضرب من التمر أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة، و سمی صَیْحانِیّاً لأَن صَیْحانَ اسم كبش كان ربط إِلی نخلة بالمدینة، فأَثمرت تمراً صَیْحانِیّاً «5» فَنُسِبَ إِلی صَیْحانَ.

فصل الضاد؛ ج2، ص: 522

ضبح؛ ج2، ص: 522

: ضَبَحَ العُودَ بالنار یَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحرق شیئاً من أَعالیه، و كذلك اللحم و غیره؛ الأَزهری: و كذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ. و ضَبَحَ القِدْحَ بالنار: لَوَّحَه. و قِدْحٌ ضَبِیحٌ و مَضْبوحٌ: مُلَوَّح؛ قال: و أَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه علی النارِ، و اسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر: قِدْحٌ، و ذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فیه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتی یستوی. و المَضْبوحةُ: حجارة القَدّاحَةِ التی كأَنها محترقة؛ قال رؤبة بن العجاج یصف أُتُناً و فَحْلَها: یَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّیَقْ، و المَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ
(4). قوله [صیاحی العین] هكذا فی الأَصل. (5). قوله [فأثمرت تمراً صیحانیاً] كذا بالأَصل و لفظ صیحانیاً هنا لا حاجة إلیه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 523
و الصِّیَقُ: الغُبار. و جنونه: تطایره. و المَضْبُوحُ: حجر الحَرَّة لسواده. و الضِّبْحُ: الرَّمادُ، و هو من ذلك؛ الأَزهری: أَصله من ضَبَحته النار. و ضَبَحَتْه الشمسُ و النار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ: لَوَّحته و غیَّرته؛ و فی التهذیب: و غَیَّرَتْ لونَه؛ قال: عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْنی، و جُبْتُ لَمَّاعاً بعیدَ البَوْنِ و الانْضِباحُ: تغیر اللون؛ و قیل: ضَبَحَتْهُ النارُ غیرته و لم تبالغ فیه؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسدیُّ: فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِیحا، خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ بماءِ سَحابةٍ، خَضِلًا نَضُوحا و المُلَهْوَجُ من الشواء: الذی لم یَتِمَّ نُضْجُه. و اللَّهَبانُ: اتِّقادُ النار و اشْتِعالُها. و انْضَبَحَ لونُه: تغیر إلی السواد قلیلًا. و ضَبَحَ الأَرنبُ و الأَسودُ من الحیات و البُومُ و الصَّدَی و الثعلبُ و القوسُ یَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت؛ أَنشد أَبو حنیفة فی وصف قوس: حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ، تَضْبَحُ فی الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قال الأَزهری: قال اللیث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة: سَباریتُ یَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ و‌فی حدیث ابن الزبیر: قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب و قَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ؛ قال: و الهامُ تَضْبَح أَیضاً ضُباحاً؛ و منه قول العَجَّاج: من ضابِحِ الهامِ و بُومٍ بَوَّام و‌فی حدیث ابن مسعود: لا یَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلی ضَبْحةٍ بلیل‌أَی صَیْحة یسمعها فلعله یصیبه مكروه، و هو من الضُّباحِ صوت الثعلب؛ و یروی صیحة، بالصاد المهملة و الیاء المثناة تحتها؛ و فی شعر أَبی طالب: فإِنی و الضَّوابحِ كلَّ یومٍ جمع ضابح. یرید القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، و هو جمع شاذ فی صفة الآدمی كفَوارس. و ضَبَحَ یَضْبَحُ ضَبْحاً و ضُباحاً: نَبَحَ. و الضُّباحُ: الصَّهیل. و ضَبَحَت الخیلُ فی عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً لیس بصهیل و لا حَمْحَمَة؛ و قیل: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، و هو صوت أَنفاسها إِذا عدون؛ قال عنترة: و الخیلُ تَعْلَمُ، حین تَضْبَحُ فی حِیاضِ الموتِ ضَبْحا «1» و قیل: هو سیر، و قیل: هو عَدْوٌ دون التقریب؛ و فی التنزیل: وَ الْعٰادِیٰاتِ ضَبْحاً؛كان ابن عباس یقول: هی الخیل تَضْبَحُ، و كان، رضوان الله علیه، یقول: هی الإِبل؛ یذهب إِلی وقعة بدر، و قال: ما كان معنا یومئذ إِلَّا فرس كان علیه المِقْداد.و الضَّبْح فی الخیل أَظهر عند أَهل العلم؛قال ابن عباس، رضی الله تعالی عنهما: ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس؛ و قال بعض أَهل اللغة: من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنی ضَبْعاً؛ یقال: ضَبَحَت الناقة فی سیرها و ضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَیها فی السیر؛ و قال أَبو إِسحاق: ضَبْحُ
(1). قوله [و الخیل تعلم] كذا بالأَصل و الصحاح. و أَنشده صاحب الكشاف؛ و الخیل تكدح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 524
الخیل صوت أَجوافها إِذا عَدَت؛ و قال أَبو عبیدة: ضَبَحَتِ الخیلُ و ضَبَعَتْ إِذا عدت، و هو السیر؛ و قال فی كتاب الخیل: هو أَن یَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَیْه إِذا عدا حتی كأَنه علی الأَرض طولًا؛ یقال: ضَبَحَتْ و ضَبَعَتْ؛ و أَنشد: إِنَّ الجِیادَ الضَّابِحاتِ فی العَدَدْ و قال ابن قتیبة‌فی حدیث أَبی هریرة: تَعِسَ عبدُ الدینار و الدرهم الذی إِن أُعْطِیَ مَدَحَ و ضَبَحَ، و إِن مُنع قَبَحَ و كَلَحَ، تَعِسَ فلا انْتَعَشَ و شِیكَ فلا انْتَقَش؛ معنی ضَبَحَ: صاح و خاصم عن مُعْطیه، و هذا كما یقال: فلان یَنْبَحُ دونك، ذهب إِلی الاستعارة؛ و قیل: الضَّبْحُ الخَضِیعة تُسْمَعُ من جوف الفرس؛ و قیل: الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو؛ و قیل: هو الحَمْحَمة؛ و قیل: هو كالبَحَحِ؛ و قیل: الضَّبْحُ فی السیر كالضَّبْعِ. و ضُبَیْح و مَضْبوحٌ: اسمان.

ضحح؛ ج2، ص: 524

: الضِّحُّ: الشمس، و قیل: هو ضوؤها، و قیل: هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض، و قیل: هو قَرْنُها یصیبك، و قیل: كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ؛ و‌فی الحدیث: لا یَقْعُدَنَّ أَحدُكم بین الضِّحِّ و الظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشیطان‌أَی نصفه فی الشمس و نصفه فی الظل؛ قال ذو الرمة یصف الحِرْباء: غدا أَكْهَبَ الأَعلی و راحَ كأَنه، من الضِّحِّ و استقبالهِ الشمسَ، أَخْضَرُ أَی و استقباله عینَ الشمس. الأَزهری: قال أَبو الهیثم: الضِّحُّ نقیض الظل، و هو نور الشمس الذی فی السماء علی وجه الأَرض، و الشمس هو النور الذی فی السماء یَطْلُعُ و یَغْرُب، و أَما ضوؤه علی الأَرض فضِحٌّ؛ قال: و أَصله الضِّحْیُ فاستثقلوا الیاء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها، و قالوا الضِّحُّ، قال: و مثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْیٌ، من القِنْیَةِ؛ و من أَمثال العرب: جاء بالضِّحِّ و الرّیحِ. و ضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبین؛ قال الأَصمعی: هو مثلُ الضَّحْضاح یَنْتَشِر علی وجه الأَرض. و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه قال: الضِّحُّ كان فی الأَصل الوِضْحُ، و هو نور النهار و ضَوْءُ الشمس، فحذفت الواو و زیدت حاءٌ مع الحاء الأَصلیة فقیل: الضِّحُّ؛ قال الأَزهری: و الصواب أَن أَصله الضِّحْیُ مِن ضَحِیَتِ الشمسُ؛ قال الأَزهری فی كتابه: و كذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الواو و بُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَین. و جاء فلان بالضِّحِّ و الریح إِذا جاء بالمال الكثیر؛ یعنون إِنما جاء بما طلعت علیه الشمس و جَرَت علیه الریح یعنی من الكثرة، و من قال: الضِّیح و الریح فی هذا المعنی فلیس بشی‌ء و قد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة، و إِنما قلنا عند أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زید قد حكاه، و إِنما الضِّیحُ عند أَهل اللغة لغة فی الضِّحِّ الذی هو الضوء و سیذكر؛ و‌فی حدیث أَبی خَیْثَمة: یكون رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی الضِّحِّ و الریح و أَنا فی الظل‌أَی یكون بارزاً لحرّ الشمس و هبوب الریاح؛ قال: و الضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض، و هو كالقَمْراء للقمر؛ قال ابن الأَثیر: هكذا هو أَصل الحدیث و معناه، و ذكر الهروی فقال: أَراد كثرة الخیل و الجیش؛ ابن الأَعرابی: الضِّحُّ ما ضَحا للشمس، و الریحُ ما نالته الریحُ. و قال الأَصمعی: الضِّحُّ الشمس بعینها؛ و أَنشد: أَبیَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه، مُقَلَّد قُضُبَ الرَّیْحانِ مَفْغُوم و‌فی حدیث عَیَّاش بن أَبی ربیعة: لما هاجر أَقْسَمَتْ
لسان العرب، ج‌2، ص: 525
أُمُّه بالله لا یُظِلُّها ظِلٌّ و لا تزال فی الضِّحِّ و الریح حتی یرجع إِلیها؛ و‌فی الحدیث: لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ و الریحِ لَوَرِثَه الزبیر؛ أَراد: لو مات عما طلعت علیه الشمس و جرت علیه الریح، كَنَی بهما عن كثرة المال؛ و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، قد آخَی بین الزبیر و بین كعب بن مالك. قال ابن الأَثیر: و یروی عن الضِّیح و الریح. و الضِّحُّ: ما بَرَزَ من الأَرض للشمس. و الضِّحُّ: البَراز الظاهرُ من الأَرض، و لا جمع لكل شی‌ء من ذلك. و الضَّحْضَحُ و الضَّحْضاحُ: الماء القلیل یكون فی الغدیر و غیره، و الضَّحْلُ مثله، و كذلك المُتَضَحْضِحُ؛ و أَنشد شمر لساعدة بن جُؤَیَّة: و اسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ، و المُحْصَناتِ و أَوزاعاً من الصِّرَمِ «1» و قیل: هو الماء الیسیر؛ و قیل: هو ما لا غَرَقَ فیه و لا له غَمْرٌ؛ و قیل: هو الماءُ إِلی الكعبین إِلی أَنصاف السُّوقِ؛ و قول أَبی ذؤیب: یَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ، یَتْبَعُه أُدْمٌ، تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ، ضَحْضاحُ قال خالد بن كُلْثوم: ضَحْضاحٌ فی لغة هذیل كثیر لا یعرفها غیرهم؛ یقال: عنده إِبل ضَحْضاحٌ، قال الأَصمعی: غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ و إِبلٌ ضَحْضاحٌ كثیرة؛ و قال الأَصمعی: هی المنتشرة علی وجه الأَرض؛ و منه قوله: تُرَی بُیوتٌ، و تُرَی رِماحُ، و غَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قال: الأَصمعی: هو القلیل علی كل حال، و أَراد هنا جماعة إِبل قلیلة. و قد تَضَحْضَحَ الماءُ؛ قال ابن مُقْبل: و أَظْهَر فی عِلانِ رَقْدٍ، و سَیْلُه عَلاجِیمُ، لا ضَحْلٌ و لا مُتَضَحْضِحُ «2» و ماء ضَحْضاحٌ أَی قریب القعر. و‌فی حدیث أَبی المِنْهال: فی النار أَودیةٌ فی ضَحْضاح؛ شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فیه؛ و منه‌الحدیث الذی یروی فی أَبی طالب: وجدته فی غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلی ضَحْضاحٍ!؛ و فی روایة: إِنه فی ضَحْضاحٍ من نار یَغْلی منه دِماغُه!.و الضَّحْضاحُ فی الأَصل: ما رَقَّ من الماء علی وجه الأَرض ما یبلغ الكعبین و استعاره للنار. و الضَّحْضَحُ و الضَّحْضَحةُ و التَّضَحْضُحُ: جَرْیُ السَّراب. و ضَحْضَحَ السَّراب و تَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ.

ضرح؛ ج2، ص: 525

: الضَّرْحُ: التنحیةُ. و قد ضَرَحَه أَی نحاه و دفعه، فهو مُضْطَرحٌ أَی رَمَی به فی ناحیة؛ قال الشاعر: فلما أَن أَتَیْنَ علی أُضاخٍ، ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِینا و ضَرَحَ عنه شهادة القوم یَضْرَحُها ضَرْحاً: جَرَّحَها و أَلقاها عنه لئلا یشهدوا علیه بباطل. و الضَّرْحُ: أَن یؤخذ شی‌ء فیرمی به فی ناحیة؛ قال الهذلی: تعلو السیوفُ بأَیدیهم جَماجِمَهُمْ، كما یُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ أَراد الضَّرْح، فحرك للضرورة.
(1). قوله [و استدبروا] أی استاقوا. و الضحضاح: الإِبل الكثیرة. و المدفئة ذات الدف‌ء. و الأَوزاع: الضروب المتفرقة، كما فسره صاحب الأَساس. و الصرم جمع صرمة: القطعة من الإِبل نحو الثلاثین. فحینئذ حق البیت أن ینشد عند قوله الآتی قریباً و إِبل ضحضاح كثیرة. (2). قوله [و أَظهر فی علان إلخ] أَی نزل السحاب فی هذا المكان وقت الظهر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 526
و اضْطَرَحُوا فلاناً: رَمَوْه فی ناحیة، و العامة تقول: اطَّرَحُوه، یظنونه من الطَّرْح، و إِنما هو من الضَّرْح. قال الأَزهری: و جائز أَن یكون اطَّرَحُوه افتعالًا من الطَّرْح، قلبت التاء طاء ثم أُدغمت الضاد فیها فقیل اطَّرَحَ. قال المُؤَرِّجُ: و فلان ضَرَحٌ من الرجال أَی فاسد. و أَضْرَحْتُ فلاناً أَی أَفسدته. و أَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حتی ضَرَحَتْ ضُرُوحاً و ضَرْحاً أَی أَكْسَدَها حتی كَسَدَتْ. و قوسٌ ضَرُوحٌ: شدیدة الحَفْزِ و الدفع للسهم؛ عن أَبی حنیفة. و الضَّرُوحُ: الفرس النَّفُوحُ برجله، و فیها ضِراحٌ، بالكسر. و ضَرَحَتِ الدابة «1» برجلها تَضْرَحُ ضَرْحاً و ضِراحاً، الأَخیرة عن سیبویه، فهی ضَرُوحٌ؛ رَمَحَتْ؛ قال العجاج: و فی الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ و قیل: ضَرْحُ الخیل بأَیدیها و رَمْحُها بأَرجُلها. و الضَّرْحُ و الضَّرْجُ، بالحاء و الجیم: الشَّقُّ. و قد انْضَرَحَ الشی‌ءُ و انْضَرَجَ إِذا انشق. و كل ما شُقَّ، فقد ضُرِحَ؛ قال ذو الرمة: ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ، و عن أَعْیُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ و قال الأَزهری: قال أَبو عمرو فی هذا البیت: ضَرَحْنَ البُرود أَی أَلقَین، و من رواه بالجیم فمعناه شَقَقْنَ، و فی ذلك تغایر. و الضَّرِیحُ: الشَّقُّ فی وسط القبر، و اللحدُ فی الجانب؛ و قال الأَزهری فی ترجمة لحد: و الضریح و الضَّرِیحةُ ما كان فی وسطه، یعنی القبر؛ و قیل: الضریح القبر كلُّه؛ و قیل: هو قبر بلا لحد. و الضَّرْحُ: حَفْرُكَ الضَّرِیحَ للمیت. و ضَرَحَ الضَّرِیحَ للمیت یَضْرَحُه ضَرْحاً: حفر له ضَرِیحاً؛ قال الأَزهری: سمی ضریحاً لأَنه یُشَقُّ فی الأَرض شقّاً. و‌فی حدیث دَفْنِ النبی، صلی الله علیه و سلم: نُرْسِلُ إِلی اللاحد و الضارح فأَیُّهما سَبَقَ تركناه؛ و‌فی حدیث سَطِیح: أَوْفَی علی الضَّرِیح.و رجل ضَریح: بعید، فعیل بمعنی مفعول؛ قال أَبو ذؤیب: عَصانی الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ، و لم أَكُ مما عَناهُ ضَرِیحا و قد ضَرَحَ: تباعد. و انضَرَحَ ما بین القوم: مثل انْضَرَجَ إِذا تباعد ما بینهم، و أَضرحه عنك أَی أَبعده. و بینی و بینهم ضَرْحٌ أَی تباعُد و وحْشة. و ضارَحْته و رامَیْته و سابَبْته واحد. و قال عَرَّام: نِیَّةٌ ضَرَحٌ و طَرَحٌ أَی بعیدة؛ و قال غیره: ضَرَحَه و طَرَحه بمعنی واحد؛ و قیل: نِیَّةٌ نَزَحٌ و نَفَحٌ و طَوَحٌ و ضَرَحٌ و مَصَحٌ و طَمَحٌ و طَرَحٌ أَی بعیدة؛ و أَحال ذلك علی نوادر الأَعراب. و الانْضِراحُ: الاتساع. و المَضْرَحِیُّ من الصُّقور: ما طال جناحاه و هو كریم؛ و قال غیره: المَضْرَحِیُّ النَّسْرُ و بجناحیه شبه طرف ذنب الناقة و ما علیه من الهُلْبِ؛ قال طرفة: كأَنَّ جَناحَیْ مَضْرَحِیٍّ تَكَنَّفا حِفافَیْهِ، شُكَّا فی العَسِیبِ بِمِسْرَدِ شبَّه ذنب الناقة فی طوله و ضُفُوِّه بجناحی الصقر؛ و قد یقال للصقر مَضْرَحٌ، بغیر یاء؛ قال: كالرَّعْنِ وافاه القَطامُ المَضْرَحُ و الأَكثر المَضْرَحِیُّ؛ قال أَبو عبید: الأَجْدَلُ
(1). قوله [و ضرحت الدابة إلخ] بابه منع و كتب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 527
و المَضْرَحِیُّ و الصَّقْرُ و القَطَامِیُّ واحِدٌ. و المَضْرَحِیُّ: الرجل السید السَّرِیُّ الكریم؛ قال عبد الرحمن بن الحكم یمدح معاویة: بأَبْیَضَ من أُمَیَّةَ مَضْرَحِیٍّ، كأَنَّ جَبِینَه سَیْفٌ صَنِیعُ و من هذه القصیدة: أَتَتْكَ العِیسُ تَنْفَحُ فی بُراها، تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ و رجل مَضْرَحِیٌّ: عتیقُ النِّجارِ. و المَضْرَحِیُّ أَیضاً: الأَبیض من كل شی‌ء. و المَضارِحُ: مواضع معروفة.و الضُّراحُ، بالضم: بیت فی السماء مُقابِلُ الكعبة فی الأَرض؛ قیل: هو البیت المعمور؛ عن ابن عباس.و‌فی الحدیث: الضُّراحُ بیت فی السماء حِیالَ الكعبة؛ و یروی الضَّرِیح، و هو البیت المعمور من المُضارَحة، و هی المقابلة و المُضارَعة، و قد جاء ذكره فی حدیث علیّ و مجاهد؛ قال ابن الأَثیر: و من رواه بالصاد فقد صحَّف. و ضَراحٌ و مُضَرِّحٌ و ضارِحٌ و ضُرَیْحٌ و مَضْرَحِیٌّ: كلها أَسماء.

ضیح؛ ج2، ص: 527

: الضَّیْحُ و الضَّیَاحُ: اللبن الرقیق الكثیر الماء؛ قال خالد بن مالك الهذلی: یَظَلُّ المُصْرِمُونَ لهم سُجُوداً، و لو لم یُسْقَ عندهُمُ ضَیاحُ و فی التهذیب: الضَّیاحُ اللبن الخاثر یصبّ فیه الماء ثم یُجَدَّحُ. و قد ضاحَه ضَیْحاً و ضَیَّحه تَضْییحاً: مزجه حتی صار ضَیْحاً؛ قال ابن درید: ضِحْتُه مُماتٌ و كل دواء أَو سَمٍّ یُصَبّ فیه الماء ثم یُجَدَّح ضَیاحٌ و مُضَیَّحٌ و قد تَضَیَّح. و ضَیَّحْتُ الرجلَ: سقیتُه الضَّیْحَ؛ و یقال: ضَیَّحْتُه فتَضَیَّحَ؛ الأَزهری عن اللیث: و لا یسمی ضَیَاحاً إِلا اللبن. و تَضَیُّحه: تَزَیُّده. قال: و الضَّیاحُ و الضَّیْح عند العرب أَن یُصَبَّ الماءُ علی اللبن حتی یَرِقَّ، سواء كان اللبن حلیباً أَو رائباً؛ قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول: ضَوِّحْ لی لُبَیْنَةً، و لم یقل ضَیِّحْ، قال: و هذا مما أَعلمتك أَنهم یُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَی اللِّین علی الآخر، كما یقال حَیَّضَه و حَوَّضَه و تَوَّهَه و تَیَّهَه. الأَصمعی: إِذا كثر الماء فی اللبن، فهو الضَّیْح و الضیَّاحُ؛ و قال الكسائی: قد ضَیَّحه من الضَّیاحِ. و‌فی حدیث عَمَّار؛ إِن آخِرَ شَرْبةٍ تَشْرَبُها ضَیاحٌ؛ الضَّیَاحُ و الضَّیْحُ، بالفتح: اللبن الخاثر یُصَبُّ فیه الماء ثم یخلط، رواه یوم قُتِلَ بصِفِّینَ و قد جی‌ء بلبن فشربه؛ و منه‌حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: فسَقَتْه ضَیْحةً حامِضةً‌أَی شربة من الضَّیْح. و جاء بالریحِ و الضِّیح؛ عن أَبی زید؛ الضِّیح إِتباع للریحِ فإِذا أُفرد لم یكن له معنی؛ و قال ابن درید: العامة تقول جاء بالضِّیح و الریح و هذا ما لا یُعرف؛ و قال اللیث: الضِّیح تقویة للفظ الریح؛ قال الأَزهری: و غیره لا یُجِیز الضِّیح؛ قال أَبو عبید: معنی الضِّیح الشمسُ أَی إِنما جاء بمثل الشمس و الریح فی الكثرة؛ و قال أَبو عبید: العامة تقول جاء بالضِّیح و الریح و لیس الضِّیحُ بشی‌ء؛ و‌فی حدیث كعب بن مالك: لو مات یومئذ عن الضِّیحِ و الریح لوَرِثه الزُّبیر؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و المشهور الضِّحُّ، و هو ضوء الشمس، قال: و إِن صحت الروایة، فهو مقلوب من ضُحَی الشمس، و هو إِشراقها؛ و قیل: الضِّیحُ قریب من الریح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 528
و ضاحَتِ البلادُ: خلت؛ و‌فی دعاء الاستسقاء: اللهم ضاحت بلادُنا‌أَی خلت جَدْباً. و المُتَضَیِّحُ: الذی یجی‌ء آخر الناس فی الوِرْدِ؛ و‌فی الحدیث: من لم یَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِلیه، صادقاً كان أَو كاذباً، لم یَرِدْ عَلیَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَیِّحاً؛ التفسیر لأَبی الهیثم حكاه الهروی فی الغریبین؛ و قال ابن الأَثیر: معناه أَی متأَخراً عن الواردین یجی‌ء بعد ما شربوا ماء الحوض إِلا أَقله، فیبقی كدراً مختلطاً بغیره كاللبن المخلوط بالماء؛ و أَنشد شمر: قد علمتْ یوم وَرَدْنا سَیْحا، أَنی كَفَیْتُ أَخَوَیْها المَیْحا، فامْتَحَضا و سَقَّیانی ضَیْحا و المُتَضَیِّحُ: موضع؛ قال تَوْبَةُ: تَرَبَّعَ لَیْلِی بالمُضَیَّحِ فالحِمَی‌

فصل الطاء؛ ج2، ص: 528

طبح؛ ج2، ص: 528

: المُطَبَّحُ، بشدّ الباء و فتحها: السمین؛ عن كراع.

طحح؛ ج2، ص: 528

: الطَّحُّ: البَسْطُ. طَحَّه یَطُحُّه طَحًّا إِذا بسطه فانْطَحَّ؛ قال: قد رَكِبَتْ مُنْبَسِطاً مُنْطَحَّا، تَحْسَبُه تحتَ السَّرابِ المِلْحا یصف خَرْقاً قد علاه السراب. و الطَّحُّ أَیضاً: أَن تَضَعَ عَقِبَك علی شی‌ء ثم تَسْحَجَه؛ قال الكسائی: طَحَّانُ فَعْلانُ من الطَّحِّ، ملحق بباب فَعْلانَ و فَعْلی، و هو السَّحْجُ. ابن الأَعرابی: الطُّحُحُ المَساحِجُ، و المِطَحَّة من الشاة مُؤَخَّرُ ظِلْفها، و تحت الظِّلْف فی موضع المِطَحَّةِ عُظَیم كالفَلَكَةِ؛ و قال أَحمد بن یحیی: یقال لهَنَةٍ مثل الفَلَكَةِ تكون فی رِجْل الشاة تَسْحَجُ بها: المِطَحَّةُ. و طَحْطَحَ الشی‌ءَ فتَطَحْطَحَ: فرّقه و كسره إِهلاكاً. و طَحْطَحَ بهم طَحْطَحَةً و طِحْطاحاً، بكسر الطاء، إِذا بَدَّدهم. اللیث: الطَّحْطَحةُ تفریق الشی‌ء إِهلاكاً؛ و أَنشد: فتُمْسِی نابِذاً سُلْطانَ قَسْرٍ، كضَوْءِ الشمسِ طَحْطَحه الغُرُوبُ و یروی طخطخه، بالخاء؛ و قال رؤبة: طَحْطَحه آذِیُّ بَحْرٍ مِتْأَقِ و روی أَبو العباس عن عمرو عن أَبیه قال: یقال طَحْطَحَ فی ضَحِكه و طَخْطَخَ و طَهْطَهَ و كَتْكَتَ و كَدْكَدَ و كَرْكَرَ بمعنی واحد. و جاءنا و ما علیه طِحْطِحةٌ: كما تقول طِحْرِیَةٌ؛ عن اللحیانی. أَبو زید: ما علی رأْسه طِحْطِحة أَی ما علیه شعرة.

طرح؛ ج2، ص: 528

: ابن سیدة: طَرَحَ بالشی‌ء و طَرَحَه یَطْرَحُه طَرْحاً و اطَّرَحَه و طَرَّحه: رمی به؛ أَنشد ثعلب: تَنَحَّ یا عَسِیفُ عن مَقامِها، و طَرِّح الدَّلْوَ إِلی غُلامِها الأَزهری: و الطِّرْحُ الشی‌ء المطروحُ لا حاجة لأَحد فیه. الجوهری: و طَرَّحَه تَطْریحاً إِذا أَكثر من طَرْحه. و یقال: اطَّرَحَه أَی أَبعده، و هو افْتَعله؛ و شی‌ء طَریح و طُرَّحٌ: مطروح. و طَرَحَ علیه مسأَلةً: أَلقاها، و هو مثل ما تقدّم؛ قال ابن سیدة: و أُراه مولَّداً. و الأُطْرُوحةُ: المسأَلة تَطْرَحُها. و الطَّرَحُ، بالتحریك: البُعْدُ و المكانُ البعید؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 529
قال الأَعشی: تَبْتَنِی الحمدَ و تَسْمُو للعُلی، و تُرَی نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ و الطَّرُوحُ من البلاد: البعیدُ. و بلد طَرُوحٌ: بعید. و طَرَحَتِ النَّوَی بفلان كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ به. و طَرَحَ به الدهرُ كلَّ مَطْرَح إِذا نأَی عن أَهله و عشیرته. و نِیَّةٌ طَرُوحٌ: بعیدة و فی التهذیب: نِیَّة طَرَحٌ أَی بعیدة. و قوس طَرُوحٌ مثل ضَرُوحٍ: شدیدة الحَفْزِ للسهم؛ و قیل: قوس طَرُوحٌ بعیدةُ مَوْقِع السهم یَبْعُد ذهابُ سهمها؛ قال أَبو حنیفة: هی أَبعد القِیاسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ؛ قال: تقول طَروحٌ مَرُوح، تُعَجِّلُ الظَّبْیَ أَن یَرُوح؛ و أَنشد: و سِتِّینَ سهماً صِیغةً یَثْرَبِیَّةً، و قَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غیرَ لَباثِ و سیأْتی ذكر المَرُوح. و نخلة طَرُوحٌ: بعیدة الأَعلی من الأَسفل، و قیل: طویلة العَراجین، و الجمع طُرُحٌ. و طَرْفٌ مِطْرَح: بعید النظر. و فحل مِطْرَحٌ: بعید موقع الماء فی الرَّحِم. الأَزهری عن اللحیانی قال: قالت امرأَة من العرب: إِن زوجی لَطَرُوح؛ أَرادت أَنه إِذا جامع أَحبل. و رُمْح مِطْرَحٌ: بعید طویل. و سَنامٌ إِطْرِیح: طال ثم مال فی أَحد شقیه؛ و منه قول تلك الأَعرابیة: شجرة أَبی الإِسْلِیح رَغْوةٌ و صَریح و سَنامٌ إِطْریح؛ حكاه أَبو حنیفة، و هو الذی ذهب طَرْحاً، بسكون الراء، و لم یفسره، و أَظنه طَرَحاً أَی بُعْداً لأَنه إِذا طال تباعد أَعلاه من مركزه. ابن الأَعرابی: طَرِحَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقُه و طَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسعاً. و طَرَّحَ الشی‌ءَ: طَوّله، و قیل: رَفَعه و أَعلاه، و خص بعضهم به البناء فقال: طَرَّح بناءه تَطْریحاً طوَّله جِدًّا؛ قال الجوهری: و كذلك طَرْمَح، و المیم زائدة. و التَّطْریح: بُعْدُ قَدْرِ الفرس فی الأَرض إِذا عدا. و مَشَی مُتَطَرِّحاً أَی متساقطاً؛ و قد سَمَّت مُطَرَّحاً و طَرَّاحاً و طُرَیحاً. و سَیْرٌ طُراحِیٌّ، بالضم، أَی بعید، و قیل: شدید؛ و أَنشد الأَزهری لمُزاحِم العُقَیْلیِّ: بسَیْرٍ طُراحِیٍّ تَرَی، من نَجائه، جُلُودَ المَهارَی، بالنَّدَی الجَوْنِ، تَنْبَعُ [تَنْبِعُ و مُطارَحة الكلام معروف.

طرشح؛ ج2، ص: 529

: الطَّرْشحةُ: استرخاءٌ؛ و قَد طَرْشَح، و ضربه حتی طَرْشَحه؛ قال أَبو زید: هذا الحرف فی كتاب الجَمْهَرة لابن درید مع غیره، و ما وجدته لأَحد من الثقات، و ینبغی للناظر أَن یَفْحَصَ عنه فما وجده لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعی، و ما لم یجده لثقة كان منه علی رِیبة و حَذَرٍ.

طرمح؛ ج2، ص: 529

: طَرْمَح البناءَ و غیره: عَلَّاه و رفعه، و المیم زائدة؛ و قال یصف إِبلًا مَلأَها شحماً عُشْبُ أَرض نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَد: طَرْمَحَ أَقْطارَها أَحْوَی لوالِدةٍ صَحْماءَ، و الفَحْلُ للضِّرْغامِ یَنْتَسبُ و منه سمی الطِّرِمَّاح بنُ حكیم الشاعر؛ و سُمِّیَ الطِّرِمَّاحُ فی بنی فلان إِذا كان عالیَ الذكر و النسب. أَبو زید یقال: إنك لَطِرِمَّاح و إِنهما لَطرِمَّاحانِ، و ذاك إِذا طَمَحَ فی الأَمر. و الطِّرِمَّاحُ: المرتفِع، و هو أَیضاً الطویل لا یكاد یوجد فی الكلام علی مثال فِعِلَّالٍ إِلا هذا، و قولُهم: السِّجِلَّاط لضرب من
لسان العرب، ج‌2، ص: 530
النبات؛ و قیل: هو بالرومیة سِجِلَّاطُسْ، و قالوا سِنِمَّار، و هو أَعجمی أَیضاً. و الطِّرِمَّاحُ: الرافع رأْسه زَهْواً؛ عن أَبی العَمَیْثَلِ الأَعرابی. و الطِّرِمَّاحُ و الطُّرْمُوح: الطویل. و الطُّرْحُومُ: نحو الطُّرْمُوحِ، قال ابن درید: أَحسبه مقلوباً.

طفح؛ ج2، ص: 530

: طَفَحَ الإِناءُ و النهر یَطْفَحُ طَفْحاً و طُفُوحاً: امْتَلأَ و ارتفع حتی یفیض. و طَفَحه طَفْحاً و طَفَّحَه تَطْفِیحاً و أَطْفَحَه: مَلأَه حتی ارتفع. و طَفَحَ عَقْلُه: ارتفع. و رأَیته طافِحاً أَی ممتلئاً. الأَزهری عن أَبی عبیدة: الطافِحُ و الدِّهاقُ و المَلآنُ واحد. قال: و الطافِحُ الممتلئ المرتفع، و منه قیل للسكران: طافِحٌ أَی أَن الشراب قد مَلأَه حتی ارتفع؛ و منه سَكرانُ طافِحٌ؛ و یقال: طَفَحَ السَّكْرانُ فهو طافِحٌ؛ أَی مَلأَه الشرابُ؛ الأَزهری: یقال للذی یشرب الخمر حتی یمتلئ سُكْراً: طافِحٌ. و الطُّفاحَةُ: زَبَدُ القِدْرِ. و كلُّ ما علا: طُفاحةٌ كَزَبَدِ القِدْرِ و ما علا منها. و اطَّفَحَ الطُّفاحةَ علی وزن افتعل: أَخذها؛ و أَنشد: أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَی تَطَّفِحْ، طُفاحةَ الإِثْرِ، و طَوْراً تَجْتَدِحْ و قال غیره: طُفَّاحةُ القوائم «2» أَی سریعتها؛ و قال ابن أَحمر: طُفَّاحةُ الرِّجلَین مَیْلَعةٌ، سُرُحُ المِلاطِ، بعیدةُ القَدْرِ الأَصمعی: الطافِحُ الذی یَعْدُو. و قد طَفَحَ یَطْفَحُ إِذا عَدا؛ و قال المُتَنَخِّلُ یصف المنهزمین: كانوا نَعائِمَ حَفَّانٍ مُنَفَّرةً، مُعْطَ الحُلُوقِ، إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا أَی ذهبوا فی الأَرض یَعْدُونَ. و الریح تَطْفَحُ القُطْنَة: تَسْطَعُ بها؛ قال أَبو النجم: مُمَزَّقاً فی الرِّیح أَو مَطْفُوحا و اطْفَحْ عَنی أَی اذهبْ عنی. الأَزهری فی ترجمة طحف: و‌فی الحدیث: من قال كذا و كذا غفر له، و إِن كان علیه طِفاحُ الأَرض ذنوباً؛ و هو أَن تمتلئَ حتی تَطْفَحَ أَی تَفیض؛ قال: و منه أُخِذَ طُفاحةُ القِدر. و یقال لما تؤْخذ به الطُّفاحة: مِطْفَحة، و هو كِفْكِیر بالفارسیة.

طلح؛ ج2، ص: 530

: الطَّلاحُ: نقیض الصَّلاح. و الطالِحُ: خلاف الصالح. طَلَحَ یَطْلُح طَلاحاً: فسد. الأَزهری: قال بعضهم رجل طالح أَی فاسد لا خیر فیه. ابن السكیت: الطَّلْحُ مصدر طَلِحَ البعیرُ یَطْلَحُ طَلْحاً إِذا أَعیا و كَلَّ؛ ابن سیدة: و الطَّلْحُ و الطَّلاحة الإِعیاء و السقوط من السفر؛ و قد طَلَح طَلْحاً و طُلِحَ؛ و بعیر طَلْحٌ و طَلِیح و طِلْحٌ و طالِحٌ، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: عَرَضْنا فقلنا: إِیه سِلمٌ فَسَلَّمَتْ، كما انْكَلَّ بالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ و قالت لنا أَبصارُهُنَّ تَفَرُّساً: فَتًی غیرُ زُمَّیْلٍ، و أَدْماءُ طالِحُ یقول: لما سلَّمْنا علیهن بدت ثغورهن كبرق فی جانب غمام، و رضیننا فقلن: فَتًی غیرُ زُمَّیْلٍ، و جمع طِلْحٍ أَطْلاحٌ و طِلاحٌ، و جمع طَلِیح طَلائِحُ و طَلْحَی، الأَخیرة علی غیر قیاس لأَنها بمعنی فاعلة،
(2). قوله [و قال غیره طفاحة القوائم إلخ] عبارة القاموس و ناقة طفاحة القوائم إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 531
و لكنها شبهت بمریضة، و قد یُقْتَاسُ ذلك للرجل. الأَزهری عن أَبی زید قال: إِذا أَضمره الكَلالُ و الإِعیاءُ قیل: طَلَحَ یَطْلَحُ طَلْحاً، قال و قال شمر: یقال سار علی الناقة حتی طَلَحَها و طَلَّحَها. و حكی عن ابن الأَعرابی: إِنه لَطَلِیحُ سفر و طِلْحُ سفر و رجیعُ سفر و رَذِیَّةُ سفر بمعنی واحد. قال و قال اللیث: بعیر طَلِیح و ناقة طَلِیح. الأَزهری: أَطلحته أَنا و طَلَّحته حَسَرْتُه؛ و یقال: ناقة طَلِیحُ أَسفار إِذا جَهَدَها السیرُ و هَزَلها؛ و إِبل طُلَّحٌ و طَلائحُ. و من كلام العرب: راكبُ الناقة طَلِیحانِ أَی و الناقةُ، لكنه حذف المعطوف لأَمرین: أَحدهما تقدّم ذكر الناقة، و الشی‌ء إِذا تقدم دل علی ما هو مثله؛ و مثلُه من حذف المعطوف قولُ الله عز و جل: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصٰاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ أَی فضرب فانفجرت، فحذف فضرب، و هو معطوف علی قوله فقلنا؛ و كذلك قول التَّغْلَبی: إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِینا أَی فَشَرِبْناها سَخِیناً، فإِن قلت: فهلا كان التقدیر علی حذف المعطوف علیه أَی الناقةُ و راكبُ الناقةِ طَلیحانِ، قیل لبُعْدِ ذلك من وجهین: أَحدهما أَن الحذف اتساع، و الاتساع بابه آخِرُ الكلام و أَوسطُه، لا صدره و أَوّله، أَ لا تری أَن من اتسع بزیادة كان حشواً أَو آخراً لا یجیز زیادتها أَوّلًا؛ و الآخر أَنه لو كان تقدیره [الناقة و راكب الناقة طلیحان] لكان قد حذف حرف العطف و بَقَاء المعطوفِ به، و هذا شاذ، إِنما حكی منه أَبو عثمان: أَكلت خبزاً سمكاً تمراً؛ و الآخر أَن یكون الكلام محمولًا علی حذف المضاف أَی راكب الناقة أحد طَلیحین، فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه. الأَزهری: المُطَّلِحُ فی الكلام البَهَّاتُ. و المُطَّلِحُ فی المال: الظالِمُ. و الطِّلْحُ: القُرادُ، و قیل: هو المهزول؛ قال الطِّرِمَّاحُ: و قد لَوَی أَنْفَه، بِمشْفَرِها، طِلْحٌ قَراشِیمُ، شَاحِبٌ جَسَدُهْ و یروی: … قراشین …؛ و قیل: الطِّلْح العظیم من القِردان. الجوهری: و ربما قیل للقُراد طِلْح و طَلِیح؛ و فی قصید كعب: و جِلْدُها من أَطُومٍ لا یُؤَیِّسُه طِلْحٌ، بضاحِیَةِ المَتْنَیْنِ، مَهزُولُ أَی لا یؤثر القُرادُ فی جلدها لمَلاسَته؛ و قول الحطیئة: إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها، هَداه لها أَنفاسُها و زَفِیرُها قیل: الطِّلحُ هنا القُرادُ؛ و قیل: الراعی المُعْیی؛ یقول: إِن هذه الإِبل تتنفس من البِطْنَة تَنَفُّساً شدیداً فیقول: إِذا نام راعیها عنها و نَدَّت تنفست فوقع علیها و إِن بعدت. الأَزهری: و الطُّلُح التَّعِبون. و الطُّلُح: الرُّعاةُ. الجوهری: و الطِّلْحُ، بالكسر، المُعْیِی من الإِبل و غیرها یَسْتَوی فیه الذكر و الأُنثی، و الجمع أَطلاح؛ و أَنشد بیت الحطیئة، و قال: قال الحطیئة یذكر إِبلًا و راعیها [إِذا نام طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ] و‌فی حدیث إِسلام عمر: فما بَرِحَ یقاتلُهم حتی طَلَح‌أَی أَعیا؛ و منه‌حدیث سَطِیح علی جمل طَلِیح‌أَی مُعْیٍ. و الطَّلَحُ، بالفتح: النِّعْمةُ «3»؛ قال الأَعشی: كم رأَینا من أُناسٍ هَلَكوا، و رأَینا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ
(3). قوله [و الطلح، بالفتح: النعمة] عبارة المختار و القاموس و الطلح، بالتحریك: النعمة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 532
قاعداً یُجْبَی إِلیه خَرْجُه، كلُّ ما بینَ عُمَانٍ فالمَلَحْ قال ابن بری: یرید بعمرو هذا عمرو بن هند؛ حكی الأَزهری عن ابن السكیت أَیضاً قال: قیل طَلَحٌ فی بیت الأَعشی موضع. قال و قال غیره: أَتی الأَعشی عمراً و كان مسكنه بموضع یقال له ذو طَلَحٍ، و كان عمرو ملكاً ناعما فاجتزأَ الشاعر بذكر طَلَحٍ دلیلًا علی النعمة، و علی طَرْح ذی منه، قال: و ذو طَلَح هو الموضع الذی ذكره الحطیئة، فقال و هو یخاطب عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: ماذا تقول لأَفْراخٍ بذی طَلَحٍ، حُمْرِ الحواصِلِ، لا ماءٌ و لا شجرُ؟ أَلْقَیْتَ كاسِبَهم فی قَعْرِ مُظْلِمةٍ، فاغْفِرْ، علیك سلامُ الله، یا عُمَرُ و الطَّلْحُ، ما بقی فی الحوض من الماءِ الكَدِرِ. و الطَّلْحُ: شجرة حجازیة جَناتها كجَناةِ السَّمُرَةِ، و لها شَوْك أَحْجَنُ و منابتها بطون الأَودیة؛ و هی أَعظم العِضاه شوكاً و أَصْلَبُها عُوداً و أَجودها صَمْغاً؛ الأَزهری: قال اللیث: الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَیْلانَ و وصفه بهذه الصفة، و قال: قال ابن شمیل: الطَّلْحُ شجرة طویلة لها ظل یستظل بها الناس و الإِبل، و ورقها قلیل و لها أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تنادی السماء من طولها، و لها شوك كثیر من سُلَّاء النخل، و لها ساق عظیمة لا تلتقی علیه یدا الرجل، تأْكل الإِبل منها أَكلًا كثیراً، و هی أُم غَیْلانَ تنبت فی الجبل، الواحدة طَلْحَة؛ و أَنشد: یا أُمَّ غَیْلانَ لَقِیتِ شَرَّا، لقد فَجَعْتِ أَمِناً مُغْبَرَّا، یَزُورُ بیتَ اللهِ فِیمَنْ مَرَّا، لاقَیْتِ نَجَّاراً یَجُرُّ جَرَّا، بالفأْسِ لا یُبْقِی علی ما اخْضَرَّا یقال: إِنه لیجرّ بفأْسه جرّاً إِذا كان یقطع كل شی‌ء مَرَّ به، و إِن كان واضعها علی عُنُقِه؛ و قال: یا أُمَّ غَیْلانَ، خُذِی شَرَّ القومْ، و نَبِّهِیهِ و امْنَعِی منه النَّوْم و قال أَبو حنیفة: الطَّلْح أَعظم العِضاه و أَكثره ورقاً و أَشدَّه خُضْرة، و له شوك ضِخامٌ طِوالٌ و شوكه من أَقل الشوك أَذًی، و لیس لشوكته حرارة فی الرِّجْل، و له بَرَمَةٌ طیبة الریح، لیس فی العِضاه أَكثر صمغاً منه و لا أَضْخَمُ، و لا یَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غلیظة شدیدة خِصبَة، واحدته طَلْحَة، و بها سمی الرجل؛ قال ابن سیدة: و جَمْعُها، عند سیبویه، طلُوح كصَخْرة و صُخُور، و طِلاحٌ؛ قال: شبهوه بقصْعَة و قِصاع یعنی أن الجمع الذی هو علی فِعال إِنما هو للمصنوعات كالجِرار و الصِّحافِ، و الاسم الدال علی الجمع أَعنی الذی لیس بینه و بین واحده إِلا هاء التأْنیث إِنما هو للمخلوقات نحو النخل و التمر، و إِن كان كل واحد من الحَیِّزَیْنِ داخلًا علی الآخر؛ قال: إِنی زَعِیمٌ یا نُوَیْقةُ، إِن نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ أَن تَهْبِطِینَ بلادَ قَوْمٍ، یَرْتَعُونَ من الطِّلاحْ و أَن هاهنا یجوز أَن تكون أَن الناصبة للاسم مخففة منها غیر أَنه أَولاها الفعل بلا فصل. و جمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ. و أَرض طَلِحَة: كثیرة الطَّلْح علی النسب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 533
و إِبل طِلاحِیَّة و طُلاحِیَّة: ترعی الطَّلْح. و طَلاحَی و طَلِحَة: تشتكی بطونَها من أَكل الطَّلْح؛ و قد طَّلِحَت طَلَحاً «1»؛ قال الأَزهری: و رجل نِباطِیٌّ و نُباطِیّ: منسوب إِلی النَّبَط؛ و أَنشد: كیف تَرَی وَقْعَ طِلاحِیَّاتِها بالغَضَوِیَّاتِ، علی عِلَّاتِها؟ و یروی بالحَمَضِیَّاتِ؛ و أَنكر أَبو سعید: إِبل طَلاحَی إِذا أَكلت الطَّلْح؛ قال: و الطَّلاحَی هی الكالَّةُ المُعْیِیَةُ؛ قال: و لا یُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْیَ الطَّلْح ناجعٌ فیها، قال: و الأَراكُ لا تَمْرَضُ عنه الإِبلُ؛ ابن سیدة: و الطَّلْحُ لغة فی الطَّلْع، و قوله تعالی: وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ؛ فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ و فُسِّرَ بأَنه المَوْزُ، قال: و هذا غیر معروف فی اللغة. الأَزهری: قال أَبو إسحاق فی قوله تعالی: وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ؛ جاء فی التفسیر أَنه شجر الموز، قال: و الطَّلْحُ شجر أُمِّ غَیْلان أَیضاً، قال: و جائز أَن یكون عنی به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طیب الرائحة جدّاً، فَخُوطِبُوا به و وُعِدُوا بما یحبون مثله، إِلا أَن فضله علی ما فی الدنیا كفضل سائر ما فی الجنة علی سائر ما فی الدنیا، و قال مجاهد: أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ و حُسْنُه، فقیل لهم: وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ. و الطِّلاحُ: نبت. و طَلْحَةُ الطَّلَحات: طَلْحَةُ ابن عبید الله بن خلف الخُزاعی؛ و رأَیت فی بعض حواشی نسخ الصحاح بخط من یوثق به: الصواب طلحة بن عبد الله بن بری، رحمه الله؛ ذكر ابن الأَعرابی فی طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّی طَلْحة الطلحات بسبب أُمه، و هی صَفِیَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبی طلحة؛ زاد الأَزهری: ابن عبد مناف، قال: و أَخوها أَیضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما تری و قبره بسِجِسْتانَ؛ و فیه یقول ابن قَیس الرُّقَیَّاتِ: رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها بسِجِسْتانَ: طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ ابن الأَثیر قال: و فی بعض الحدیث ذكر طلحة الطَّلحات، قال: هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة بن عبید الله بن خلف، قال: و هو غیر طلحة بن عبید الله التَّیْمِیّ الصحابیّ، قیل: إِنه جمع بین مائة عربی و عربیة بالمَهْر و العطاء الواسعین فولد لكل واحد منهم ولد فسمی طلحة فأُضیف إِلیهم. قال ابن بری: و من الطَّلَحات طلحة بن عبید الله بن عوف الزُّهْرِیّ و قبره بالمدینة، و منهم طلحة بن عمر بن عبید الله بن مَعْمَرٍ التَّیْمِیُّ، و یقال له طلحة الجُودِ، و منهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبی بكر الصدّیق، رضی الله تعالی عنه، و یقال له طلحة الدراهم؛ و مدح سَحْبانُ وائلٍ الباهلیُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ، فقال: یا طَلْحُ، أَكرمَ من مَشَی حَسَباً، و أَعْطاهُمْ لِتالِدْ منكَ العَطاءُ، فأَعْطِنِی، و علیَّ مَدْحُك فی المَشاهِدْ فقال له طلحة: احْتَكِمْ، فقال: بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ و غُلامَكَ الخَبَّازَ و قَصْرَك الذی بمكان «2» كذا و عشرة آلاف درهم؛ فقال طلحة: أفٍّ لك سأَلتنی علی قدرك لم تسأَلنی علی قدری، لو سأَلتنی كل عبد و كل دابة و كل قصر لی لأَعطیتك، و أَما طلحة بن عبید الله بن عثمان من الصحابة فتَیْمِیٌّ؛
(1). قوله [و قد طلحت طلحاً] كفرح فرحاً و زاد فی القاموس كعنی أَیضاً. (2). قوله [و قصرك الذی بمكان إلخ] عبارة شرح القاموس: و قصرك الذی بزرنج، إِلی أَن قال: و إِنما سألتنی علی قدرك و قدر قبیلتك باهلة. و الله لو سألتنی كل فرس و قصر و غلام لی لأَعطیتكه. ثم أمر له بما سأل، و قال: و الله ما رأیت مسألة محتكم ألأَم منها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 534
حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: كان یقال لطلحة بن عبید الله: طلحة الخیر، و كان من أَجواد العرب و ممن‌قال له النبی، صلی الله علیه و سلم، یوم أُحُد: إِنه قد أَوجَبَ.روی الأَزهری بسنده عن موسی بن طلحة عن أَبیه قال: سمانی النبی، صلی الله علیه و سلم، یوم أُحد: طلحة الخَیْر، و یوم غزوة ذات العُشَیْرةِ: طلحة الفَیَّاض، و یوم حُنَیْن: طلحة الجودِ.و الطُّلَیْحَتانِ: طُلَیْحَة بن خُوَیْلِدٍ الأَسَدِیُّ و أَخُوه. و طَلْحٌ و ذو طَلَحٍ و ذو طُلُوح: أَسماء مواضع.

طلفح؛ ج2، ص: 534

: الطَّلَنْفَحُ: الخالی الجَوْف، و یقال: المُعْیی التَّعِبُ؛ و قال رجل من بنی الحِرْمازِ: و نُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شی‌ءٍ، و نُمْسِی بالعَشِیِّ طَلَنْفَحِینا و‌فی حدیث عبد الله: إِذا ضَنُّوا علیك بالمُطَلْفَحَة فكُلْ رغیفَكَ‌أَی إِذا بخل الأُمراء علیك بالرُّقاقة التی هی من طعام المُتْرَفِین و الأَغنیاء، فاقْنَعْ برغیفك. یقال: طَلْفَحَ الخُبْزَ و فَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه و بَسَطه، و قال بعض المتأَخرین: أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ، و الأَوّل أَشبه لأَنه قابله بالرغیف.

طمح؛ ج2، ص: 534

: طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً، و هی طامحٌ: نَشَزَت ببعلها. و الطِّماحُ مثل الجِماحِ. و طَمَحَت المرأَة مثل جَمَحَتْ، فهی طامح، أَی تَطْمَح إِلی الرجال.فی حدیث قَیْلَةَ: كنت إِذا رأَیت رجلًا ذا قِشْرٍ طَمَحَ بصری إِلیه‌أَی امتدَّ و علا. و‌فی الحدیث: فَخَرَّ إِلی الأَرض فَطَمَحَت عیناه «1». الأَزهری عن أَبی عمرو الشَّیبانی: الطامحُ من النساء التی تُبْغِضُ زوجَها و تنظر إِلی غیره؛ و أَنشد: بَغَی الوُدَّ من مَطْروفةِ العینِ طامِح قال: و طَمَحَت بعینها إِذا رمت ببصرها إِلی الرجل، و إِذا رفعت بصرها یقال: طَمَحَت. و امرأَة طَمَّاحة: تَكُرُّ بنظرها یمیناً و شمالًا إِلی غیر زوجها. و طَمَحَ ببصره یَطْمَحُ طَمْحاً: شَخَصَ، و قیل: رمی به إِلی الشی‌ء. و أَطْمَحَ فلانٌ بصره: رفعه. و رجل طَمّاح: بعید الطرف، و قیل: شَرِهٌ. و طَمَحَ بَصَرُه إِلی الشی‌ء: ارتفع. و فرس طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر، و طَمُوحه مرتفعه؛ یقال: فرس فیه طِماحٌ؛ و أَنشد الأَزهری لأَبی دُوادٍ: طویلٌ طامِحُ الطَّرْفِ، إِلی مِقْرَعةِ الكلبِ و طَمَحَ الفرسُ یَطْمَحُ طِماحاً و طُمُوحاً: رفع یدیه؛ الأَزهری: یقال للفرس إِذا رفع یدیه قد طَمَّحَ تَطْمیحاً. و كل مرتفع مُفْرِط فی تَكَبُّر: طامحٌ، و ذلك لارتفاعه. و الطَّماحُ: الكِبْرُ و الفخرُ لارتفاع صاحبه. و بَحْر طَمُوح الموج: مرتفعه. و بئر طَمُوح الماء: مرتفعةُ الجُمَّة، و هو ما اجتمع من مائها؛ أَنشد ثعلب فی صفة بئر: عادِیَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ، جِیبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ، تُبْذَلُ للجارِ و لابن العَمِّ، إِذا الشَّرِیبُ كان كالأَصَمِّ، و عَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِّ
(1). قوله [فطمحت عیناه] زاد فی النهایة إلی السماء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 535
و طَمَّح بَوْلَه: باله فی الهواء. و طَمَّحَ ببوله و بالشی‌ء: رمی به فی الهواء؛ الأَزهری: إِذا رمیت بشی‌ء فی الهواء قلت طَمَّحْتُ به تَطْمیحاً. و طَمَح به: ذَهَب به؛ قال ابن مقبل: قُوَیْرِحُ أَعْوامٍ، رَفیعٌ قَذالُه، یَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ و الكَهْلِ یَطْمَحُ قال: یَطْمَحُ أَی یجری و یذهب بالكهل و بَزِّه. و طَمَح الرجلُ فی السَّوْم إِذا استام بسِلْعَته و تباعد عن الحق؛ عن اللحیانی. و طَمَح أَی أَبْعَدَ فی الطلب. و طَمَحاتُ الدهر: شدائده؛ قال الأَزهری: و ربما خفف؛ قال الشاعر: باتت هُمومی فی الصَّدْرِ تَخْطاها طَمْحاتُ دَهْرٍ، ما كنتُ أَدراها سكن المیم ضرورة؛ قال الأَزهری: ما هاهنا صلة. و بنو الطَّمَحِ: بُطَیْنٌ. و الطَّمَّاحُ: من أَسماء العرب. و الطَّمّاحُ: اسم رجل من بنی أَسد بعثوه إِلی قَیْصَرَ فَمَحَلَ بإمرئ القیس حتی سُمَّ؛ قال الكُمَیْتُ: و نحن طَمَحْنا لإمرئ القَیْسِ، بَعْدَ ما رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ، نَكْباً علی نَكْبِ و أَبو الطَّمَحان القَیْنِیُّ: اسم شاعر.

طنح؛ ج2، ص: 535

: طَنِحَت الإِبلُ طَنَحاً و طَنِخَتْ: بَشِمَتْ؛ و قیل: طَنِحَتْ، بالحاء، سمنت و طَنِخَتْ، بالخاء معجمة، بَشِمَتْ؛ حكی ذلك الأَزهری عن الأَصمعی، و قال: و غیره یجعلهما واحداً.

طوح؛ ج2، ص: 535

: طاحَ یَطُوحُ و یَطِیحُ طَوْحاً: أَشرف علی الهلاك، و قیل: هلك و سقط أَو ذهب، و كذلك إِذا تاه فی الأَرض. و الطائح: الهالك المُشْرِفُ علی الهلاك؛ و كل شی‌ء ذَهَبَ و فَنیَ: فقد طاحَ یَطِیحُ طَوْحاً و طَیْحاً، لغتان. و طَوَّحَه هو و طَوَّحَ به: تَوَّهَه و ذهب به هاهنا و هاهنا، فَتَطوَّح فی البلاد إِذا رَمَی بنفسه هاهنا و هاهنا، أَو حَمَلهُ علی ركوب مفازة یُخافُ فیها هلاكُه؛ قال أَبو النجم: یُطَوِّحُ الهادی به تَطْوِیحا و الطَّیْحُ: الهلاك. و المُطَوَّحُ: الذی طُوِّحَ به فی الأَرض أَی ذُهِبَ به. و طَوَّحَه: بعث به إِلی أَرض لا یرجع منها؛ قال: و لكنَّ البُعُوث جَرَتْ علینا، فَصِرْنا بین تَطْوِیحٍ و غُرْمِ و تَطَوَّحَ إِذا ذهب و جاء فی الهواء؛ قال ذو الرمة یصف رجلًا علی البعیر، فی النوم یتطوَّح أَی یجی‌ء و یذهب فی الهواء: و نَشْوانَ من كأْسِ النُّعاسِ كأَنه، بحَبْلَینِ فی مَشْطونَةٍ، یَتَطَوَّحُ قال سیبویه فی طاحَ یَطِیحُ: إِنه فَعِل یَفْعِل لأَن فَعَل یَفْعِلُ لا یكون فی بنات الواو، كراهیة الالتباس ببنات الیاء، كما أَن فَعَلَ یَفْعُل لا یكون فی بنات الیاء، كراهیة الالتباس ببنات الواو أَیضاً، فلما كان ذلك عَدَماً البَتَّةَ، و وجدوا فَعِل یَفْعِلُ فی الصحیح كَحَسِبَ یَحْسِبُ و أَخواتها، و فی المعتل كَوَلی یَلی و أَخواته حملوا طاح یَطِیحُ علی ذلك، و له نظائر كتاه یَتِیه و ماهَ یَمِیهُ، و هذا كله فیمن لم یقل إِلَّا طَوَّحه و تَوَّهَه، و ماهَتِ الرَّكِیَّة مَوْهاً، و أَما مَن قال طَیَّحَه و تَیَّهه و ماهَتِ الرَّكِیَّةُ مَیْهاً فقد كُفِینا القولَ فی لغته، لأَن طاحَ یَطِیحُ و أَخواته علی هذه اللغة من بنات الیاء، كبَاع یَبیعُ و نحوها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 536
و طَوَّحَ بثوبه: رمی به فی مَهْلَكة؛ و طَیَّح به مثله؛ الفراء: یقال طَیَّحْتُه و طَوَّحْتُه و تَضَوَّعَ رِیحُه و تَضَیَّع، و المَیاثِقُ و المواثِقُ. و طاحَ به فرسُه إِذا مضی یَطِیحُ طَیْحاً و ذلك كذهاب السهم بسرعة. و یقال: أَین طُیِّحَ بك؟ أَی أَین ذُهب بك؟ قال الجَعْدی یذكر فرساً: یَطِیحُ بالفارِس المُدَجَّج، ذی الْقَوْنَسِ، حتی یَغِیبَ فی القَتَمِ القَتَمُ الغُبار. أَبو سعید: أَصابت الناسَ طَیْحةٌ أَی أُمورٌ فَرَّقت بینهم، و كان ذلك فی زمن الطَّیْحةِ. ابن الأَعرابی: أَطاحَ مالَه و طَوَّحه أَی أَهلكه. و طَوَّحَ بالشی‌ء: أَلقاه فی الهواء. و‌فی حدیث أَبی هریرة فی یوم الیَرْمُوك: فما رُؤِیَ مَوْطِنٌ أَكثرُ قِحْفاً ساقطاً و كفّاً طائحةً‌أَی طائرة من مِعْصَمها. و طوَّحَ نفسَه: تَوَّهها. و تَطاوَح: تَرامَی. و طاوَحه: راماه؛ قال: فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّی، فمَنْ لِیَدٍ تُطاوِحُها أَیادی؟ تُطاوِحُها أَی ترامی بها. و الأَیادی: جمع أَیْدٍ التی هی جمع یَدٍ أَی أَكفیك واحداً فإِذا كثرت الأَیادِی فلا طاقة لی بها. و تَطاوحت بهم النَّوَی أَی ترامت. و المَطاوِحُ: المَقاذِفُ. و طَوَّحَتْه الطَّوائِح: قَذَفَتْه القَواذِفُ. و لا یقال المُطَوِّحاتُ، و هو من النَّوادر كقوله تعالی: وَ أَرْسَلْنَا الرِّیٰاحَ لَوٰاقِحَ؛ علی أَحد التأْویلین. و طَوَّح الشی‌ءَ و طَیَّحه: ضیَّعه.

طیح؛ ج2، ص: 536

: طاحَ طَیْحاً: تاه، و طَیَّح نفْسَه. و طاحَ الشی‌ءُ طَیْحاً: فَنیَ و ذهب. و أَطاحَه هو: أَفناه و أَذهبه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: نَضْرِبُهمْ، إِذا اللِّواءُ رَنَّقا، ضَرْباً یُطِیحُ أَذْرُعاً و أَسْوُقا و أَنشد سیبویه: لِیُبْكَ یزیدٌ ضارِعٌ لخُصُومةٍ، و مُخْتبِطٌ مما تُطِیحُ الطَّوائِحُ و قال: الطوائح، علی حذف الزائد أَو علی النسب؛ قال ابن جنی: أَوَّل البیت مبنی علی اطِّراح ذكر الفاعل، فإِن آخره قد عُووِدَ فیه الحدیثُ علی الفاعل لأَن تقدیره فیما بعدُ لیَبْكِه مُخْتَبِطٌ مما تُطِیحُ الطوائح، فدل قوله لِیُبْكَ علی ما أَراد من قوله لِیَبْكِ. و الطَّائِحُ: المُشرِفُ علی الهلاك، و الفعل كالفعل. و طَوَّحَتْهم طَیْحاتٌ: أَهلكتهم خُطوبٌ. و ذهبت أَموالُهم طَیْحاتٍ أَی متفرّقةً بعیدةً. و المُطَیَّحُ: الفاسد. و طَیَّحَ بثوبه: رمی به.

فصل الفاء؛ ج2، ص: 536

فتح؛ ج2، ص: 536

: الفَتْحُ: نقیض الإِغلاقِ، فَتَحه یَفْتَحه فَتْحاً و افْتَتَحه و فتَّحَه فانْفَتَحَ و تَفَتَّحَ. الجوهری: فُتِّحَت الأَبواب، شدّد للكثرة، فتَفَتَّحتْ هی، و قوله تعالی: لٰا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوٰابُ السَّمٰاءِ، قرئت بالتخفیف و التشدید و بالیاء و التاء، أَی لا تَصْعَدُ أَرواحُهم و لا أَعمالهم، لأَن أَعمال المؤمنین و أَرواحهم تصعد إِلی السماء، قال اللَّه تعالی: إِنَّ كِتٰابَ الْأَبْرٰارِ لَفِی عِلِّیِّینَ، و قال جلَّ ثناؤه: إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ، و قال بعضهم: أَبواب السماء أَبواب الجنة لأَن الجنة فی السماء، و الدلیل علی
لسان العرب، ج‌2، ص: 537
ذلك قوله تعالی: وَ لٰا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فكأَنه قال: لا تُفتح لهم أَبواب الجنة. و قوله تعالی: مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوٰابُ، قال أَبو علی مرة: معناه مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ منها، و قال مرة: إِنما هو مرفوع علی البدل من الضمیر الذی فی مفتحة. و قال: العرب تقول فُتِّحَت الجِنانُ، ترید فُتِّحَت أَبوابُ الجنان، قال تعالی: وَ فُتِحَتِ السَّمٰاءُ فَكٰانَتْ أَبْوٰاباً، و اللَّهُ أَعلم. و قوله تعالی: مٰا یَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلٰا مُمْسِكَ لَهٰا وَ مٰا یُمْسِكْ فَلٰا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ، قال الزجاج: معناه ما یأْتیهم به اللَّه من مطر أَو رزق فلا یقدر أَحد أَن یمسكه، و ما یمسك من ذلك فلا یقدر أَحد أَن یرسله. و المِفْتَحُ، بكسر المیم، و المِفْتاحُ: مِفْتاحُ الباب و كل ما فُتِحَ به الشی‌ء، قال الجوهری: و كل مُسْتَغْلَق، قال سیبوبه: هذا الضرب مما یعتمل مكسور الأَول، كانت فیه الهاء أَو لم تكن، و الجمع مَفاتِیحُ و مَفاتح أَیضاً، قال الأَخْفش: هو مثل قولهم أَمانی و أَمانیّ، یخفف و یشدَّد، و قوله تعالی: وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَیْبِ لٰا یَعْلَمُهٰا إِلّٰا هُوَ، قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنه عنی قوله: إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ مٰا فِی الْأَرْحٰامِ وَ مٰا تَدْرِی نَفْسٌ مٰا ذٰا تَكْسِبُ غَداً وَ مٰا تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، قال: فمن ادَّعی أَنه یعلم شیئاً من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأَنه قد خالفه، و‌فی الحدیث: أُوتِیتُ مَفاتِیحَ الكَلِم، و فی روایة: مَفاتِحَ، هما جمع مِفْتاح و مِفْتَح و هما فی الأَصل مما یتوصل به إِلی استخراج المُغْلَقات التی یتعذر الوصول إِلیها، فأَخبر أَنه أُوتی مفاتیح الكلام، و هو ما یسَّر اللَّه له من البلاغة و الفصاحة، و الوصول إِلی غوامض المعانی و بدائع الحكم و محاسن العبارات، و الأَلفاظ التی أُغلقت علی غیره و تعذرت علیه، و من كان فی یده مفاتیح شی‌ء مخزون سهل علیه الوصول إلیه. و بابٌ فُتُحٌ أَی واسِع مُفَتَّحٌ، و‌فی حدیث أَبی الدرداء: و من یأْت باباً مُغْلَقاً یَجِدْ إِلی جنبه باباً فُتُحاً‌أی واسعاً، و لم یُرِد المفتوحَ، و أَراد بالباب الفُتُحِ: الطَّلَب إِلی اللَّه و المسأَلة. و قارورةٌ فُتُحٌ: واسعة الرأْس بلا صِمامٍ و لا غِلاف، لأَنها تكون حینئذ مفتوحة، و هو فُعُلٌ بمعنی مفعول. و الفَتْحُ: الماء المُفَتَّحُ إِلی الأَرض لیُسقَی به. و الفَتْحُ: الماء الجاری علی وجه الأَرض، عن أبی حنیفة. الأَزهری: و الفَتْحُ النهر. و جاء‌فی الحدیث: ما سُقِیَ فتحا و ما سُقِیَ بالفَتْح ففیه العُشْر، المعنی ما فتِحَ إِلیه ماءُ النهر فَتْحاً من الزروع و النخیل ففیه العشر. و الفَتْحُ: الماء یجری من عین أَو غیرها. و المَفْتَحُ و المِفْتَح «2»: قَناةُ الماء. و كلُّ ما انكشف عن شی‌ء فقد انفتح عنه و تفتح. و تَفَتُّحُ الأَكَمة عن النَّوْر: تَشَقُّقُها. و الفَتْحُ: افتتاح دار الحرب، و جمعه فُتُوحٌ. و الفَتْحُ: النصر. و‌فی حدیث الحدیبیة: أَ هو فَتْحٌ‌أَی نصر. و اسْتَفْتَحْتُ الشی‌ءَ و افْتَتَحْتُه، و الاستفتاح: الاستنصار. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَسْتَفْتِحُ بصعالیك المهاجرین‌أَی یستنصر بهم، و منه قوله تعالی: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جٰاءَكُمُ الْفَتْحُ. و اسْتَفْتَحَ الفَتْحَ: سأَله. و‌قال الفراء: قال أَبو جهل یوم بدر: اللهم انْصُرْ أَفضلَ الدینین و أَحَقَّه بالنصر، فقال اللَّه عز و جل: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جٰاءَكُمُ الْفَتْحُ، قال أَبو إِسحاق: معناه إِن تستنصروا فقد جاءكم النصر، قال: و یجوز أَن یكون معناه: إِن تَسْتَقْضُوا فقد جاءكم القَضاءُ،
(2). 1 قوله" و المفتح" ضبط بالأصل بفتح المیم و كسرها بمعنی مكان الفتح أَی الماء الجاری أَو آلته.
لسان العرب، ج‌2، ص: 538
و قد جاء التفسیر بالمعنیین جمیعاً.روی أَن أَبا جهل قال یومئذ: اللهم أَقْطَعُنا للرحم و أَفْسَدُنا للجماعة فأَحِنْه الیومَ! فسأَل اللَّه أَن یَحْكُمَ بحَیْنِ من كان كذلك، فنصر النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و ناله هو الحَیْنُ و أَصحابُه، و قال اللَّه عز و جل: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جٰاءَكُمُ الْفَتْحُ، أَراد إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، و قیل إِنه قال: اللهم انْصُرْ أَحَبَّ الفِئَتَینِ إِلیك، فهذا یدل أَن معناه إِن تستنصروا، و كلا القولین جَیِّدٌ. و قوله تعالی: إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً،قال الزجاج: جاء فی التفسیر قضینا لك قضاءً مبیناً أَی حكمنا لك بإِظهار دین الإِسلام و بالنصر علی عدوِّكَ، قال الأَزهری: قال قتادة أَی قضینا لك قضاءً فیما اختار اللَّه لك من مُهادَنةِ أَهل مكة و موادعتهم عام الحدیبیة، ابن سیدة قال: و أَكثر ما جاء فی التفسیر أَنه فَتْحُ الحُدَیْبیة، و كانت فیه آیة عظیمة من آیات النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و كان هذا الفتح عن غیر قتال شدید،قیل: إِنه كان عن تراض بین القوم، و كانت هذه البئر اسْتُقِیَ جمیعُ ما فیها من الماء حتی نَزَحَتْ و لم یبق فیها ماء، فتمضمض رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، ثم مَجَّه فیها فَدَرَّتِ البئرُ بالماء حتی شرب جمیع من كان معه.و قوله تعالی: إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ، قیل عنی فتح مكة، و‌جاء فی التفسیر أَنه نُعِیَتْ إلی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، نَفْسُه فی هذه السورة، فأُعْلِمَ أَنه إِذا جاء فتح مكة و دخل الناس فی الإِسلام أَفواجاً فقد قرب أَجله، فكان یقول: إِنه قد نُعِیَتْ إِلیَّ نفسی فی هذه السورة، فأَمر اللَّه أَن یكثر التسبیح و الاستغفار.الأَزهری: و قول اللَّه تعالی: وَ یَقُولُونَ مَتیٰ هٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ قُلْ یَوْمَ الْفَتْحِ لٰا یَنْفَعُ الَّذِینَ كَفَرُوا إِیمٰانُهُمْ وَ لٰا هُمْ یُنْظَرُونَ،قال مجاهد: یوم الفتح هاهنا یوم القیامة، و كذلك قال قتادة و الكلبی، و‌قال قتادة: كان أَصحاب رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، یقولون: إن لنا یوماً أَوْشَكَ أَن نستریح فیه و نَنْعَمَ، فقال الكفار: مَتیٰ هٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ‌و قال الفراء: یوم الفتح عنی به فتح مكة، قال الأَزهری: و التفسیر جاء بخلاف ما قال، و قد نَفَعَ الكفارَ من أَهل مكة إِیمانُهم یوم الفتح، و قال الزجاج: جاء أَیضاً فی قوله" وَ یَقُولُونَ مَتیٰ هٰذَا الْفَتْحُ" متی هذا الحكم و القضاء فأَعلم اللَّه أَن یوم ذلك الفتح لٰا یَنْفَعُ الَّذِینَ كَفَرُوا إِیمٰانُهُمْ أَی ما داموا فی الدنیا فالتوبة مُعَرَّضة و لا توبة فی الآخرة. و قوله تعالی: فَفَتَحْنٰا أَبْوٰابَ السَّمٰاءِ، أَی فأَجَبْنا الدعاء. و اسْتَفْتَحَ اللَّهَ علی فلانٍ: سأَله النصر علیه و نحو ذلك. و الفَتَاحَةُ: النُّصْرَةُ. الجوهری: الفُتاحة، بالضم، الحُكمُ. و الفُتاحةُ و الفِتاحةُ: أَن تحكم بین خصمین، و قیل: الفُتاحة الحكومة، قال الأَشْعَرُ الجُعْفِیُّ: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رسولًا، فإِنی عن فُتاحَتِكم غَنِیٌّ الأَزهری: الفَتْحُ أَن تحكم بین قوم یختصمون إِلیك، كما قال سبحانه مخبراً عن شعیب: رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنٰا وَ بَیْنَ قَوْمِنٰا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفٰاتِحِینَ. الأَزهری: و الفُتاح [الفِتاح الحكومة. و یقال للقاضی: الفَتَّاحُ لأَنه یَفْتَحُ مواضع الحق، و قوله تعالی: رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنٰا، أَی اقْض بیننا. و‌فی حدیث الصلاة: لا یُفْتَحُ علی الإِمام، أَراد إِذا أُرتِجَ علیه فی القراءة و هو فی الصلاة لا یَفْتَحُ له المأْموم ما أُرْتِجَ علیه أَی لا یُلَقِّنُه، و یقال: أَراد بالإِمام السلطان، و بالفَتْحِ الحكمَ، أَی إِذا حكم بشی‌ء فلا یُحْكَمُ بخلافه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 539
و الفَتَّاحُ: الحاكِمُ، الأَزهری: الفَتَّاحُ فی صفة اللَّه تعالی الحاكم، قال: و أَهل الیمن یقولون للقاضی الفَتَّاحُ، و یقول أَحدهم لصاحبه: تعال حتی أُفاتحكَ إِلی الفَتَّاح، و یقول: افْتَحْ بیننا أَی احكم، و فی التنزیل: وَ هُوَ الْفَتّٰاحُ الْعَلِیمُ. و فاتَحه مُفاتحة و فِتاحاً: حاكمه. و‌فی حدیث ابن عباس: ما كنت أَدری ما قوله عز و جل: رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنٰا وَ بَیْنَ قَوْمِنٰا، حتی سمعت بنتَ ذِی یَزَنَ تقول لزوجها: تعالَ أُفاتِحْكَ‌أَی أُحاكمكَ، و منه: لا تُفاتِحوا أَهل القَدَر‌أَی لا تحاكموهم، و قیل: لا تَبْدَأُوهم بالمجادلة و المناظرة. و فی أَسماء اللَّه تعالی الحسنی: الْفَتّٰاحُ، قال ابن الأَثیر: هو الذی یفتح أَبواب الرزق و الرحمة لعباده، و قیل: معناه الحاكم بینهم، یقال: فَتَحَ الحاكم بین الخصمین إِذا فصل بینهما. و الفاتحُ: الحاكم. و الفَتَّاحُ مِن أَبنیة المبالغة. و تَفَتَّحَ بما عنده من مال أَو أَدب: تطاول به، و هی الفُتْحة، تقول: ما هذه الفُتْحَةُ التی أَظهرتها و تَفَتَّحْتَ بها علینا؟ قال ابن درید: و لا أَحسبه عربیّاً. و فاتَحَ الرجلَ: ساوَمَه و لم یعطه شیئاً، فإِن أَعطاه، قیل: فاتَكه، حكاه ابن الأَعرابی. الأَزهری عن ابن بُزُرْجٍ: الفَتْحَی الریح، و أَنشد: أَ كُلُّهُمُ، لا بارك اللَّهُ فیهمُ! إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَی، من البَیْع عاجِبُ فَتْحَی علی فَعْلَی. و فاتحة الشی‌ء: أَوَّله. و افتتاحُ الصلاة: التكبیرة الأَولی. و فَواتحُ القرآن: أَوائل السور، الواحدة فاتحة. و أُم الكتاب یقال لها: فاتحة القرآن. و الفتح: أَن تفتح علی من یستقرئك. و المَفْتَحُ: الخِزانة، الأَزهری: و كلُّ خزانة كانت لصِنْفٍ من الأَشیاء، فهی مَفْتَحٌ، و المَفْتَحُ: الكَنز، و قوله تعالی: مٰا إِنَّ مَفٰاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِی الْقُوَّةِ، قیل: هی الكنوز و الخزائن،قال الزجاج: روی أَن مفاتحه خزائنه.الأَزهری: و المعنی ما إِن مفاتحه لتُنِی‌ءُ العُصْبَةَ أَی تمیلهم من ثِقَلها. و‌روی عن أَبی صالح: مٰا إِنَّ مَفٰاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ، قال: ما فی الخزائن من مال تَنُوءُ به العُصْبةُ، الأَزهری: و الأَشبه فی التفسیر أَن مفاتحه خزائن ماله، و اللَّهُ أَعلم بما أَراد. و قال: قال اللیث: جمع المِفْتاح الذی یُفتح به المِغْلاقُ مَفاتِیحُ، و جمع المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ، و‌جاء فی التفسیر أَیضاً أَن مفاتحه كانت من جلود علی مقدار الإِصبع، و كانت تحمل علی سبعین بغلًا أَو ستین، قال: و هذا لیس بقوی. و‌روی الأَزهری عن أَبی رَزین قال: مفاتحه خزائنه إِن كان لكافیاً مِفْتاحٌ واحد خَزائنَ الكوفة إِنما مفاتحه المال، و‌فی الحدیث: أُوتِیت مفاتیحَ خزائنِ الأَرض، أَراد ما سَهَّل اللَّهُ له و لأُمَّته من افتتاح البلاد المتعذرات و استخراج الكنوز الممتنعات. و الفَتُوحُ من الإِبل: الناقة الواسعة الأَحالیل، و قد فَتَحَت «1» و أَفتَحَتْ، بمعنیً. و النَّزُور: مثل الفَتُوح. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ‌أَی واسعة الأَحالیل. و الفَتْحُ: أَوَّل مطر الوَسْمِیِّ، و قیل: أَول المطر، و جمعه فَتُوحٌ، بفتح الفاء، «2» قال:
(1). 1 قوله" و قد فتحت" من باب منع كما فی القاموس. (2). 2 قوله" و جمعه فتوح، بفتح الفاء" قال شارح القاموس أنكر ذلك شیخنا و شدّد فیه و قال: لا قائل به. و لا یعرف فی العربیة جمع فعل بالفتح علی فعول بالفتح، بل لا یعرف فی أوزان الجموع فعول بالفتح مطلقا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 540
كأَنّ تحتی مُخْلِفاً قَرُوحا، رَعَی غُیُوثَ العَهْدِ و الفَتُوحا و یروی جَمِیمَ العَهْدِ، و هو الفَتْحةُ أَیضاً. و الفَتْحُ: الماءُ الجاری فی الأَنهار. و ناقةٌ مَفاتِیحُ و أَیْنُقٌ مَفاتِیحاتٌ: سِمَانٌ، حكاها السیرافی. و الفَتْحُ: مُرَكَّبُ النَّصْلِ فی السَّهْم، و جمعه فُتُوح. و الفَتْحُ: جَنَی النَّبْعِ، و هو كأَنه الحَبَّةُ الخضراء إِلَّا أَنه أَحمر حُلو مُدَحْرَجٌ یأْكله الناس. الأَزهری: فاتَحَ الرجلُ امرأَتَه إِذا جامعها. و تَفاتَحَ الرجلان إِذا تَفاتَحا كلاماً بینهما و تَخافَتا دون الناس. و الفُتْحَةُ: الفُرْجةُ فی الشی‌ء. و الفُتَاحةُ: طُوَیْرَة مُمَشَّقة بحمرة «1». و الفَتَّاح: طائر أَسود یكثر تحریك ذنبه أَبیض أَصل الذنب من تحته و منها أَحمر، و الجمع فَتاتِیحُ، و لا یجمع بالأَلف و التاء.

فحح؛ ج2، ص: 540

: فَحِیحُ الأَفْعَی: صوتُها من فیها، و الكَشِیشُ: صوتها من جلدها. الأَصمعی: تَفُحُّ و تَفِحُّ و تَحُفُّ، و الحَفِیفُ من جلدها و الفَحِیح من فیها. و فَحَّتِ الأَفْعَی تَفِحُّ و تَفُحُّ فَحّاً و فَحِیحاً، و هو صوتها من فیها شبیه بالنَّفْخِ فی نَضْنَضةٍ؛ و قیل: هو تَحَكُّكُ جلدها بعضِه ببعض، و عم بعضهم به جمیع الحیات؛ قال: یا حَیَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّی، أَو أَن تَرَحِّی كَرَحَی المُرَحِّی و خص به بعضهم أُنثی الأَساود. و كل ما كان من المضاعف لازماً فالمستقبل منه یجی‌ءُ علی یَفْعِل، بالكسر، إِلَّا سبعة أَحرف جاءت بالضم و الكسر، و هی: تَعُلُّ [تَعِلُّ و تَشُحُّ [تَشِحُّ و تَجُدُّ [تَجِدُّ فی الأَمر و تَصُدُّ أَی تَضِجُّ و تَجُمُّ [تَجِمُّ من الجمام و الأَفْعَی تَفُحُّ [تَفِحُّ و الفرس تَشُبُّ [تَشِبُّ، و ما كان متعدیاً فمستقبله یجی‌ءُ بالضم إِلَّا خمسة أَحرف جاءت بالضم و الكسر و هی: تَشُدُّه [تَشِدُّه و تَعُلُّه [تَعِلُّه و یَبُثُّ [یَبِثُّ الشی‌ءَ و یَنُمُّ [یَنِمُّ الحدیث و رَمَّ الشی‌ء یَرُمُّه [یَرِمُّه. و الفُحُحُ: الأَفاعِی، و فَحِیحُ الحیات بعد الأَفْعَی «2» من أَصوات أَفواهها. و فَحَّ الرجل فی نومه یَفُحُّ فَحِیحاً و فَحْفَحَ: نَفَخَ؛ قال ابن درید: هو علی التشبیه بِفَحِیح الأَفْعَی. و الفَحْفَحَةُ: تَرَدُّد الصوت فی الحَلْق شبیه بالبُحَّة. و الفَحْفاحُ: الأَبَحُّ؛ زاد الأَزهری: من الرجال. و الفَحْفَحَة: الكلامُ؛ عن كراع. و رجل فَحْفاحٌ: مُتكلم، و قیل: هو الكثیر الكلام. ابن الأَعرابی: فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة و أَخلصها. و حَفْحَفَ إِذا ضاقت معیشته. و الفَحْفاحُ: اسم نهر فی الجنة.

فدح؛ ج2، ص: 540

: الفَدْحُ: إِثقالُ الأَمرِ و الحِمْلِ صاحبَه. فَدَحَه الأَمرُ و الحِمْلُ و الدَّینُ یَفْدَحُه فَدْحاً: أَثقله، فهو فادح؛ و‌فی حدیث ابن جُرَیج: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: و علی المسلمین أَن لا یتركوا فی الإِسلام مَفْدُوحاً فی فِداءٍ أَو عَقْل؛ قال أَبو عبید: هو الذی فَدَحَه الدَّین أَی أَثقله؛ و‌فی حدیث غیره: مُفْدَحاً. فأَما قول بعضهم فی المفعول مُفْدَح فلا وجه له لأَنَّا لا نعلم أَفْدَحَ. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَنَ: لكَشْفِكَ الكَرْبَ الذی فَدَحَنا‌أَی أَثقلنا. و الفادِحةُ: النازلة؛ تقول: نزل به أَمرٌ فادح إِذا غاله و بَهَظه. و لم یُسمع أَفْدَحه الدَّین ممن یوثق بعربیته.
(1). 1 قوله" و الفتاحة طویرة" عبارة المجد و الفتاحیة، بزیادة یاء تحتیة. قال الشارح: و الذی فی اللسان و غیره و الفتاحة بدون یاء. (2). قوله [بعد الأَفعی] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 541‌

فذح؛ ج2، ص: 541

: تَفَذَّحت الناقة و انْفَذَحَتْ إِذا تَفاجَّت لتبُول، و لیست بثَبَتٍ؛ قال الأَزهری: لم أَسمع هذا الحرف لغیر ابن درید، و المعروف فی كلامهم بهذا المعنی تَفَشَّجَتْ و تَفَشَّحَت، بالجیم و الحاء.

فرح؛ ج2، ص: 541

: الفَرَحُ: نقیض الحُزْن؛ و قال ثعلب: هو أَن یجد فی قلبه خِفَّةً؛ فَرِحَ فَرَحاً، و رجل فَرِحٌ و فَرُحٌ و مفروح، عن ابن جنی، و فَرحانُ من قوم فَراحَی و فَرْحَی و امرأَةٌ فَرِحةٌ و فَرْحَی و فَرحانة؛ قال ابن سیدة: و لا أَحُقُّه. و الفَرَحُ أَیضاً: البَطَرُ. و قوله تعالی: لٰا تَفْرَحْ إِنَّ اللّٰهَ لٰا یُحِبُّ الْفَرِحِینَ؛ قال الزجاج: معناه، و الله أَعلم: لٰا تَفْرَحْ بكثرة المال فی الدنیا لأَن الذی یَفْرَحُ بالمال یصرفه فی غیر أَمر الآخرة؛ و قیل: لٰا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ، و المعنیان متقاربان لأَنه إِذا سُرَّ ربما أَشِرَ. و المِفْراحُ: الذی یَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ، و هو الكثیر الفَرَح؛ و قد أَفْرَحه و فَرَّحَه. و الفُرْحَة و الفَرْحة: المَسَرَّة. و فَرِحَ به: سُرَّ. و الفُرْحة أَیضاً: ما تعطیه المُفَرِّحَ لك أَو تثیبه به مكافأَة له. و‌فی حدیث التوبة: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده؛ الفَرَحُ هاهنا و فی أَمثاله كنایة عن الرضا و سرعة القبول و حسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح علی الله تعالی. و أَفْرَحه الشی‌ءُ و الدَّینُ: أَثقله؛ و المُفْرَحُ: المُثْقَلُ بالدَّین؛ و أَنشد أَبو عبیدة لبَیْهَسٍ العُذْرِیّ: إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلَّاءَ، صادَفَتْ بهم حاجةٌ بعضَ الذی أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّی أَمانةً، و تَحْمِلُ أُخْرَی، أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ و رجل مُفْرَحٌ: محتاج مغلوب؛ و قیل: فقیر لا مال له. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لا یُتْرَكُ فی الإِسلام مُفْرَحٌ‌أَی لا یترك فی أَخلافِ المسلمین حتی یُوَسَّعَ علیه و یُحْسَنَ إِلیه؛ قال أَبو عبید: المُفْرَحُ الذی قد أَفْرَحه الدَّین و الغُرْمُ أَی أَثقله و لا یجد قضاءه؛ و قیل: أَثْقَلَ الدَّیْنُ ظهره.قال الزُّهریُّ: كان فی الكتاب الذی كتبه سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین المهاجرین و الأَنصار: أَن لا یتركوا مُفْرَحاً حتی یعینوه علی ما كان من عَقْل أَو فِداء؛ قال: و المُفْرَحُ المَفْدُوحُ، و كذلك قال الأَصمعی قال: هو الذی أَثقله الدین؛ یقول: یُقْضَی عنه دینُه من بیت المال و لا یُتْرَكُ مَدِیناً، و أَنكر قولهم مُفْرَج، بالجیم؛ الأَزهری: من قال مُفْرَحٌ، فهو الذی أَثقله العیال و إِن لم یكن مُداناً. و المُفْرَح: الذی لا یُعرف له نسب و لا وَلاءٌ، و روی بعضهم هذه بالجیم. و أَفْرَحه: سَرَّه، یقال: ما یَسُرُّنی بهذا الأَمر مُفْرِحٌ و مَفْرُوحٌ به، و لا تقل مَفْرُوحٌ. الأَزهری: یقال ما یَسُرُّنی به مَفْرُوحٌ و مُفْرِحٌ، فالمَفْرُوح الشی‌ء الذی أَنا به أَفْرَحُ، و المُفْرِحُ الشی‌ء الذی یُفْرِحُنی؛ و روی عن الأَصمعی: یقال ما یَسُرُّنی به مُفْرِحٌ و لا یجوز مَفْرُوح، قال: و هذا عنده مما تَلْحَنُ فیه العامة؛ قال أَبو عبید: و من قال مُفْرَجٌ، فهو الذی یُسْلِمُ و لا یوالی أَحداً فإِذا جنی جنایةً كانت جنایته علی بیت المال لأَنه لا عاقلة له. و التَفْریح: مثل الإِفراح؛ و تقول: لك عندی فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَنی، و فُرْحةٌ. قال ابن الأَثیر: و أَفْرَحَه إِذا غَمَّه، و حقیقته أَزَلْتُ عنه الفَرَح كأَشْكَیْته إِذا أَزلت شَكْواه، و المُثْقَلُ بالحقوق مغموم مكروب إِلی أَن یخرج عنها، و یروی بالجیم، و قد تقدم ذكره؛ و‌فی حدیث عبد الله بن جعفر:
لسان العرب، ج‌2، ص: 542
ذكرتْ أُمُّنا یُتْمَنا و جعلت تُفْرِحُ له؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی: كذا وجدته بالحاء المهملة، قال: و قد أَضْرَبَ الطبرانی عن هذه اللفظة فتركها من الحدیث، فإِن كانت بالحاء، فهو من أَفْرَحَه إِذا غَمَّه و أَزال عنه الفَرَحَ و أَفْرَحَه الدَّینُ إِذا أَثقله، و إِن كانت بالجیم، فهو من المُفْرَجِ الذی لا عشیرة له، فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّیَ و لا عشیرة لهم،فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: أَ تَخافِینَ العَیْلَةَ و أَنا وَلِیُّهم؟و المُفْرَحُ: القتیل یوجد بین القریتین، و رویت بالجیم أَیضاً. و روی ابن الأَعرابی: أَفْرَحَنی الشی‌ءُ سَرَّنی و غَمَّنی. و الفُرْحانةُ «1»: الكَمْأَةُ البیضاء؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة و الذی رویناه قرحان، بالقاف، و سنذكره. و المُفَرِّحُ: دواء معروف.

فرسح؛ ج2، ص: 542

: الأَزهری عن أَبی زید: الفِرْساحُ الأَرض العریضة الواسعة؛ قال الأَزهری: هكذا أَقْرَأَنِیه الإِیادِیُّ ثم قال شمر: هذا تصحیف، و الصواب الفِرْشاح، بالشین المعجمة، من فَرْشَح فی جِلْسَتِه. و فَرْسَح الرجلُ إِذا وَثَبَ وَثْباً متقارباً؛ قال الأَزهری: هذا الحرف من الجَمْهَرة و لم أَجده لأَحد من الثقات فلْیُفْحَصْ عنه.

فرشح؛ ج2، ص: 542

: الفِرْشاحُ من النساء: الكبیرة السَّمِجَة، و كذلك هی من الإِبل؛ قال: سَقَیْتُكمُ الفِرْشاحَ، نَأْیاً لأُمِّكُمْ تَدِبُّونَ للمَوْلی دَبیبَ العَقارِب و الفِرْشاحُ من السحاب: الذی لا مطر فیه. و الفِرْشاحُ: الأَرض الواسعة العریضة. و حافر فِرْشاحٌ: مُنْبَطِح؛ قال أَبو النجم فی صفة الحافر: بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَی رَضَّاحِ، لیس بمُصْطَرٍّ و لا فِرْشاحِ الوَأْبُ: المُقَعَّبُ الشدید. و المُصْطَرُّ: الضَّیِّق. و فَرْشَحَتِ الناقة: تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ و فَرْطَشَتْ للبول؛ قال الأَزهری: هكذا وجدته فی كتاب، و الصواب فَطْرَشَتْ، إِلا أَن یكون مقلوباً. و فَرشحَ الرجلُ: وَثَبَ وَثْباً متقارباً، و قد تقدّم فی الحاء أَیضاً. و الفَرْشَحة: أَن یَقْعُد مسترخیاً فَیُلْصِقَ فخذیه بالأَرض كالفَرْشَطَة سواء؛ و قال اللحیانی: هو أَن یقعد و یفتح ما بین رجلیه؛ و قال أَبو عبید: الفَرْشَحة أَن یَفْرِشَ بین رجلیه و یُباعِدَ إِحداهما من الأُخری؛ و قال الكسائی: فَرْشَحَ الرجلُ فی صلاته، و هو أَن یُفَحِّجَ بین رجلیه جِدًّا و هو قائم؛ و منه‌حدیث ابن عمر: أَنه كان لا یُفَرْشِحُ رجلیه فی الصلاة و لا یُلْصِقُهما و لكن بین ذلك.

فرطح؛ ج2، ص: 542

: رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَی عریض. و فَرْطَحَ القُرْصَ و فَلْطَحه إِذا بسطه؛ و أَنشد لرجل من بَلْحَرِثِ بن كعب یصف حیة ذكراً، و هو ابن أَحمر البَجَلِیّ لیس الباهِلیَّ: خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِینَ، و رأْسُه كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِینِ شَعیرِ قال ابن بری: صوابه فُلْطِح، باللام، قال: و كذلك أَنشد الآمِدِیّ؛ و بعده: و یُدِیرُ عَیناً للوَداعِ، كأَنها سَمْراءُ طاحتْ من نَقِیصِ بَریرِ
(1). قوله [و الفرحانة] بضم الفاء بضبط الأَصل، و بفتحها بضبط المجد، و اتفقا علی ضبط القرحان بالقاف مضمومة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 543
و كأَنَّ شِدْقَیْهِ، إِذا اسْتَقْبَلْتَه، شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ و كل شی‌ء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه.

فرقح؛ ج2، ص: 543

: الفَرْقَحُ «1»: الأَرضُ المَلْساءُ.

فركح؛ ج2، ص: 543

: الفَرْكَحة: تَباعُدُ ما بین الأَلْیَتَینِ؛ عن كراع. و الفِرْكاحُ: الرجل الذی ارتفع مِذْرَوا اسْتِه و خرج دُبُره، و هو المُفَرْكَحُ؛ و أَنشد: جاءتْ به مُفَرْكَحاً فِرْكاحا

فسح؛ ج2، ص: 543

: الفُساحةُ: السَّعةُ الواسعةُ «2» فی الأَرض. و الفُسْحةُ: السَّعةُ؛ فَسُحَ المكانُ فَساحةً و تَفَسَّحَ و انْفَسَحَ، و هو فَسِیحٌ و فُسُحٌ. و‌فی حدیث علیّ: اللهم افْسَحْ له مُنْفَسَحاً «3» فی عَدْلِك‌أَی أَوسِع له سَعَةً فی دار عَدْلك یوم القیامة؛ و‌یروی: فی عَدْنِك، بالنون، یعنی جنةَ عَدْنٍ. و مَجْلِسٌ فُسُحٌ، علی فُعُل، و فُسْحُمٌ: واسع. و بلد فَسِیحٌ و مَفازة فَسِیحة و منزل فَسِیح أَی واسع. و‌فی حدیث أُم زَرْع: و بیتُها فُساحٌ‌أَی واسع. یقال: بیت فَسیح و فُساح مثل طَویل و طُوال و یروی فَیَّاح بمعناه. و فَسَحَ له فی المجلس یَفْسَحُ فَسْحاً و فُسُوحاً و تَفَسَّح: وَسَّع له. و فی التنزیل: إِذٰا قِیلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْمَجٰالِسِ فَافْسَحُوا یَفْسَحِ اللّٰهُ لَكُمْ؛ قال الفراء: قرأَها الناس تَفَسَّحُوا، بغیر أَلف، و قرأَها الحسن تَفاسَحُوا، بأَلف؛ قال: و تَفاسَحُوا و تَفَسَّحُوا متقاربٌ فی المعنی مثل تَعَهَّدْتُه و تَعاهَدْتُه، و صَعَّرْتُ و صاعَرْتُ. و القومُ یَتَفَسَّحُون إِذا مَكَنُوا. و رجل فُسُحٌ و فُسْحُمٌ: واسع الصدر، و المیم زائدة. و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فَسِیحُ ما بین المَنْكِبَینِ‌أَی بعید ما بینهما، یصفه، صلی الله علیه و سلم، بسعة صدره. و أَمر فَسِیحٌ و فُسُحٌ: واسع، و مفازة فُسُحٌ كذلك. و فی هذا الأَمر فُسْحةٌ أَی سَعة. و انْفَسَح طَرْفُه إِذا لم یردّه شی‌ء عن بُعْدِ النظر. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً من بنی عُقَیْل یسمی شَمْلَة یقول لخَرَّازٍ كان یَخْرِزُ له قربةً فقال له: إِذا خَرَزْت فأَفْسِحِ الخُطی لئلا یَنْخَرِم الخَرْزُ، یقول باعِدْ بین الخُرْزَتین. و الفُسْحتانِ: ما لا شعر علیه من جانِبَی العَنْفَقَةِ. و حكی اللحیانی: فلانٌ ابنُ فُسْحُمٍ، و قال: نُرَی أَنه من الفُسْحةِ و الانْفِساحِ، قال: و لا أَدری ما هذا. و انْفَسَحَ صدرُه: انشرحَ. قال الأَصمعی: مُراحٌ مُنْفَسِحٌ إِذا كثرت نَعَمُه، و هو ضد قَرِعَ المُراحُ. و قد انْفَسَح مُراحُهم إِذا كثرت إِبلهم؛ قال الهذلی: سَأُغْنِیكُمْ إِذا انْفَسَحَ المُراحُ و قال الأَزهری فی آخر هذه الترجمة: و جمل مَفْسُوحُ الضُّلُوع بمعنی مَسْفُوحٍ یَسْفَح فی الأَرض سَفْحاً؛ قال حُمَیْدُ بن ثور: فَقَرَّبْتُ مَسْفوحاً لِرَحْلی، كأَنه قَرَی ضِلَعٍ، قَیْدامُها و صَعُودُها

فشح؛ ج2، ص: 543

: تَفَشَّحتِ الناقةُ و انْفَشَحَتْ: تَفاجَّتْ؛ قال: إِنكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحْتِ، و حَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ
(1). قوله [الفرقح] كذا بالأَصل بفاء فقاف، و فی القاموس بفاءین، و نبه علیه شارحه. (2). قوله [الفساحة السعة الواسعة] كذا بالأَصل و لعله الفساحة الساحة الواسعة. (3). قوله [منفسحاً] كذا بالأَصل. و الذی فی النهایة مفتسحاً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 544
و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: فَشَحَ و فَشَجَ و فَشَّحَ و فَشَّجَ إِذا فَرَّجَ ما بین رجلیه، بالحاء و الجیم.

فصح؛ ج2، ص: 544

: الفَصاحةُ: البَیان؛ فَصُحَ الرجلُ فَصاحة، فهو فَصِیح من قوم فُصَحاء و فِصاحٍ و فُصُحٍ؛ قال سیبویه: كسروه تكسیر الاسم نحو قضیب و قُضُب؛ و امرأَة فَصِیحةٌ من نِسوة فِصاحٍ و فَصائحَ. تقول: رجل فَصِیح و كلام فَصِیح أَی بَلِیغ، و لسان فَصِیح أَی طَلْقٌ. و أَفْصَحَ الرجلُ القولَ، فلما كثر و عرف أَضمروا القول و اكتفوا بالفعل مثل أَحْسَنَ و أَسْرَعَ و أَبْطَأَ، و إِنما هو أَحْسَنَ الشی‌ءَ و أَسرعَ العملَ، قال: و قد یجی‌ء فی الشعر فی وصف العُجْم أَفْصَحَ یرید به بیان القول، و إن كان بغیر العربیة؛ كقول أَبی النجم: أَعْجَمَ فی آذانِها فَصِیحا یعنی صوت الحمار إنه أَعجم، و هو فی آذان الأُتُن فصیح بَیِّنٌ. و فَصُح الأَعجمیُّ، بالضم فَصاحة: تكلم بالعربیة و فُهِمَ عنه، و قیل: جادت لغته حتی لا یَلْحَنُ، و أَفْصَح كلامه إِفْصاحاً. و أَفْصَح: تكلم بالفَصاحةِ؛ و كذلك الصبی؛ یقال: أَفْصَحَ الصبیُّ فی مَنْطِقِه إِفْصاحاً إِذا فَهِمْتَ ما یقول فی أَوّل ما یتكلم. و أَفْصَحَ الأَغْتَمُ إِذا فهمت كلامه بعد غُتْمَتِه. و أَفْصَح عن الشی‌ء إِفصاحاً إِذا بَیَّنه و كَشَفَه. و فَصُح الرجلُ و تَفَصَّح إِذا كان عربیّ اللسان فازداد فَصاحة؛ و قیل تَفَصَّح فی كلامه. و تَفاصَح: تكلَّف الفَصاحةَ. یقال: ما كان فَصِیحاً و لقد فَصُحَ فَصاحة، و هو البَیِّنُ فی اللسان و البَلاغة. و التَّفَصُّحُ: استعمال الفصاحة، و قیل: التَّشَبُّه بالفُصَحاء، و هذا نحو قولهم: التَّحَلُّم الذی هو إِظهار الحِلْم. و قیل: جمیعُ الحیوان ضربان: أَعجَمُ و فَصِیح، فالفصیح كلُّ ناطق، و الأَعجمُ كلُّ ما لا ینطق. و‌فی الحدیث: غُفِر له بعدد كل فَصِیح و أَعْجَم؛ أَراد بالفصیح بنی آدم، و بالأَعجم البهائم. و الفَصِیحُ فی اللغة: المنطلق اللسان فی القول الذی یَعْرف جَیِّدَ الكلام من ردیئه، و قد أَفْصَح الكلامَ و أَفْصَحَ به و أَفْصَح عن الأَمر. و یقال: أَفْصِحْ لی یا فلان و لا تُجَمْجِمْ؛ قال: و الفصیح فی كلام العامة المُعْرِبُ. و یوم مُفْصِح: لا غَیْمَ فیه و لا قُرَّ. الأَزهری: قال ابن شمیل: هذا یومٌ فِصْحٌ كما تری إِذا لم یكن فیه قُرّ. و الفِصْحُ: الصَّحْو من القُرّ، قال: و كذلك الفَصْیَةُ، و هذا یومٌ فَصْیةٌ كما تری، و قد أَفْصَیْنا من هذا القُرّ أَی خرجنا منه. و قد أَفْصَی یومُنا و أَفْصَی القُرّ إِذا ذهب. و أَفصح اللبَنُ: ذهب اللِّبأُ عنه؛ و المُفْصِحُ من اللبن كذلك. و فَصُحَ اللبن إِذا أُخِذَتْ عنه الرَّغْوةُ؛ قال نَضْلَةُ السُّلَمِیُّ: رَأَوْهُ فازْدَرَوْهُ، و هو خِرْق، و یَنْفَعُ أَهلَه الرجلُ القَبِیحُ فلم یَخْشَوْا مَصالَتَه علیهم، و تحت الرَّغْوَةِ، اللبَنُ الفَصِیحُ و یروی: اللبن الصریح. قال ابن بری: و الرَّغوة، بالضم و الفتح و الكسر. و أَفْصَحَتِ الشاةُ و الناقة: خَلَصَ لَبَنُهما؛ و قال اللحیانی: أَفْصَحَتِ الشاةُ إِذا انقطع لِبَؤُها و جاء اللبنُ بَعْدُ و الفِصْحُ، و ربما سمی اللبن فِصْحاً و فَصِیحاً. و أَفْصَحَ البَوْلُ: كأَنه صَفا، حكاه ابن الأَعرابی، قال: و قال رجل من غَنِیٍّ مَرِضَ: قد أَفْصَحَ بولی الیومَ و كان أَمسِ مثلَ الحِنَّاء، و لم یفسره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 545
و الفِصْحُ، بالكسر: فِطْرُ النصارَی، و هو عِیدٌ لهم. و أَفْصَحُوا: جاء فِصْحُهم، و هو إِذا أَفْطَرُوا و أَكلوا اللحم. و أَفْصَحَ الصُّبحُ: بدا ضوءُه و استبان. و كلُّ ما وَضَحَ، فقد أَفْصَحَ. و كلُّ واضح: مُفْصِحٌ. و یقال: قد فَصَحَكَ الصُّبح أَی بان لك و غَلبَك ضوءُه، و منهم من یقول: فَضَحَكَ، و حكی اللحیانی: فَصَحه الصبحُ هجم علیه. و أَفْصَح لك فلانٌ: بَیَّن و لم یُجَمْجِمْ. و أَفْصَح الرجل من كذا إِذا خرج منه.

فضح؛ ج2، ص: 545

: الفَضْحُ: فعلُ مجاوز من الفاضح إِلی المَفْضُوح، و الاسم الفَضِیحةُ، و یقال للمُفْتَضِح: یا فَضُوح؛ قال الراجز: قومٌ، إِذا ما رَهِبُوا الفَضائِحا علی النساءِ، لَبِسُوا الصَّفائِحا و یقال: افْتَضَحَ الرجلُ یَفْتَضِحُ افْتِضاحاً إِذا ركب أَمراً سَیِّئاً فاشتهر به. و یقال للنائم وقت الصباح. فَضَحك الصُّبح فقُمْ معناه أَن الصُّبح قد استنار و تبین حتی بَیَّنك لمن یَراك و شَهَرَكَ. و قد یقال أَیضاً: فَصَحك الصبح، بالصاد، و معناهما مقارب؛ و‌فی الحدیث: أَن بلالًا أَتی لیُؤَذِّنَ بالصبح فَشَغَلَت عائشةُ بلالًا حتی فَضَحَه الصبح‌أَی دَهَمَتْه فُضْحةُ الصُّبح، و هی بیاضه؛ و قیل: فَضَحَه كشفه و بَیَّنَه للأَعْیُن بضوئه، و یروی بالصاد المهملة، و هو بمعناه؛ و قیل معناه: إِنه لما تبین الصبح جِدًّا ظهرت غفلته عن الوقت فصار كما یَفْتَضح بعیب ظهر منه. و فضَحَ الشی‌ءَ یَفْضَحُه فَضْحاً فافْتَضَح إِذا انكشفت مساویه، و الاسم الفَضاحَة و الفُضُوحُ و الفُضُوحَة و الفَضِیحة. و رجل فَضَّاحٌ و فَضُوح: یَفْضَحُ الناسَ. و فَضَحَ القمرُ النجومَ: غلب ضوءُه ضوءَها فلم یتبین. و فَضَّحَ الصُّبْحُ و أَفْضَحَ: بدا. و الأَفْضَحُ: الأَبیضُ، و لیس بشدید البیاض؛ قال ابن مقبل: فأَضْحَی له جُلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمةٍ، أَجَشُّ سِماكِیٌّ من الوَبْلِ أَفْضَحُ الأَجَشُّ: الذی فی رعده غِلَظٌ. و السِّماكِیّ: الذی مُطِرَ بِنَوْءِ السِّماكِ. و شُرمة: موضع بعینه. و أَكنافها: نواحیها. و الجُلْب: السحابُ. و الاسم الفُضْحةُ؛ و قیل: الفُضْحة و الفَضَحُ غُبْرَةٌ فی طُحلةِ یخالطها لونٌ قبیح یكون فی أَلوان الإِبل و الحمام، و النعت أَفْضَحُ و فَضْحاءُ، و هو أَفْضَحُ و قد فَضِحَ فَضَحاً. و الأَفْضَحُ: الأَسد للونه، و كذلك البعیر، و ذلك من فَضَحِ اللونِ. قال أَبو عمرو: سأَلت أَعرابیّاً عن الأَفْضَح، فقال: هو لون اللحم المطبوخ. و أَفْضَحَ البُسْرُ إِذا بدت الحمرة فیه. و أَفْضَح النخل: احمرَّ و اصفرَّ؛ قال أَبو ذؤَیب الهذلی: یا هلْ رأَیتَ حُمُولَ الحَیِّ عادِیَةً، كالنخل، زَیَّنَها. یَنْعٌ و إِفْضاحُ و سئل بعضُ الفقهاء عن فضِیح البُسْر، فقال: لیس بالفَضِیح و لكنه الفَضُوح؛ أَراد أَنه یُسْكِر فَیَفضَحُ شاربه إِذا سكر منه. و الفَضِیحة: اسم من هذا لكل أَمر سَیّ‌ءٍ یَشْهَرُ صاحبَه بما یسوءُ.

فطح؛ ج2، ص: 545

: الفَطَحُ: عِرَضٌ فی وسط الرأْس و الأَرْنَبةِ حتی تَلْتَزِقَ بالوجه كالثور الأَفْطَحِ؛ قال أَبو النجم یصف الهامة: قَبْضاء لم تُفْطَحْ و لم تُكَتَّلِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 546
و رجل أَفْطَحُ: عریض الرأْس بَیِّنُ الفَطَحِ، و التَّفْطِیحُ مثله. و رأْس أَفْطَحُ و مُفَطَّحٌ: عَریض، و أَرْنَبَةٌ فَطْحاء. و الأَفْطَحُ: الثور، لذلك، صفة غالبة. و یقال: فَطَّحْتُ الحدیدةَ إِذا عَرَّضْتها و سَوَّیتَها لمِسْحاة أَو مِعْزَقٍ أَو غیره؛ قال جریر: هو القَیْنُ و ابنُ القَیْنِ، لا قَیْنَ مثلُه لفَطْحِ المَساحی، أَو لجَدْلِ الأَداهِمِ الجوهری: فَطَحَه فَطْحاً جعله عریضاً؛ قال الشاعر: مَفْطُوحةُ السِّیَتَیْنِ تُوبِعَ بَرْیُها، صَفْراءُ ذاتُ أَسِرَّةِ و سَفاسِقِ و فَطَحَ العُودَ و غیره یَفْطَحُه فَطْحاً، و فَطَّحَه: بَراه و عَرَّضَه؛ أَنشد ثعلب: أَلْقَی علی فَطْحائها مَفْطُوحا، غادَرَ جُرْحاً و مَضَی صحِیحا قال: یعنی السهم وقع فی الرمیة فَجَرَحها و مضی و هو سلیم. و عَنی بالفَطْحاءِ الموضع المنبسط منها كالفَریصة و الصُّفْح. و فَطَحَ ظهره یَفْطَحُه فَطْحاً: ضربه بالعصا. و الأَفْطَحُ: الحِرْباءُ الذی تَصْهَر الشمسُ ظهره و لونَه فیَبْیَضُّ من حَمْوِها. و فُطِّحَ النخلُ: لُقِّحَ «4»؛ عن كراع.

فقح؛ ج2، ص: 546

: الأَزهری: التَّفَقُّحُ التَّفَتُّح فی الكلام، و منهم من عَمَّ فقال: التَفَقُّحُ التَّفَتُّح. و فَقَحَ الجِرْوُ و فَقَّحَ: و ذلك أَوّلَ ما یَفْتَحُ عینیه، و هو صغیر؛ یقال: فَقَّحَ الجِرْوُ و جَصَّصَ إِذا فتح عینیه، و صَأْصأَ إِذا لم یفتح عینیه. قال أَبو عبید: و‌فی حدیث عبید الله بن جحش أَنه تَنَصَّر بعد إِسلامه، فقیل له فی ذلك، فقال: إِنا فَقَّحْنا و صَأْصأْتم‌أَی وَضَحَ لنا الحقُّ و عَشِیتُمْ عنه؛ و قال ابن بری أَی أَبْصَرْنا رُشْدَنا و لم تبصروا، و هو مستعار. و فَقَّحَ الوَرْدُ إِذا تَفَتَّحَ. و فَقَّحَ الشجرُ: انشقت عُیونُ وَرَقه و بدت أَطرافه. و الفُقَّاحُ: عُشْبَةٌ نحو الأُقْحُوانِ فی النباتِ و المَنْبِتِ، واحدته فُقَّاحة، و هو من نبات الرمل؛ و قیل: الفُقَّاح أَشدُّ انضمام زهره من الأُقحوان یَلْزَقُ به التراب كما یَلْزَقُ بالتَّرِبةِ و الحَمَصِیصِ؛ و قیل: فُقَّاح كل نبت زَهْرُه حین یتفتح علی أَیِّ لون كان، واحدته فُقَّاحة؛ قال عاصم بن منظور: كأَنكَ فُقَّاحةُ نَوَّرَتْ، مع الصُّبْحِ، فی طَرَفِ الحائِر و قیل: الفُقَّاحُ نَوْرُ الإِذْخِر. الأَزهری: الفُقَّاح من العِطْرِ و قد یجعل فی الدواء، یقال له فُقَّاح الإِذْخِر، و الواحدة فُقَّاحة، قال: و هو من الحشیش؛ و قال الأَزهری: هو نَور الإِذْخِر إِذا تَفَتَّحَ بُرعومه. و كلُّ نَوْرٍ تَفَتَّحَ، فقد تَفَقَّح، و كذلك الوَرْدُ و ما أَشبهه من بَراعِیمِ الأَنوارِ. و تَفَقَّحَتِ الوَرْدَةُ: تفتحت. و علی فلان حُلَّةٌ فُقاحِیَّة: و هی علی لون الوَرْدِ حین هَمَّ أَن یَتَفَتَّحَ. و امرأَة فُقَّاحٌ، بغیر هاء؛ عن كراع: حَسَنةُ الخَلْقِ حادِرَتُه. و فُقَّاحةُ الیَدِ و فَقْحَتُها: راحَتُها، یمانیة سمیت بذلك لاتساعها. و الفَقْحةُ: مِنْدِیلُ الإِحرام، كل ذلك بلغتهم. و الفَقْحةُ: معروفة، قیل: هی حَلْقَةُ الدُّبُر، و قیل: الدبر الواسع، و قیل: هی الدُّبُر بجُمْعِها ثم كثر حتی سُمِّیَ كلُّ دُبُرٍ فَقْحَةً؛ قال جریر:
(4). قوله [و فطح النخل لقح] كذا یضبط بالأَصل، و فی القاموس: و فطح النخل لقح من باب فرح فیهما انتهی. و لا مانع منهما.
لسان العرب، ج‌2، ص: 547
و لو وُضِعَتْ فِقاحُ بنی نُمَیْرٍ علی خَبَثِ الحَدِیدِ، إِذاً لذابا و الجمع الفِقَاحُ: و هم یَتَفاقَحُون إِذا جعلوا ظهورهم لظهورهم، كما تقول: یتقابلون و یتظاهرون. و فَقَحَ الشی‌ءَ یَفْقَحُه فَقْحاً: سَفَّهُ كما یُسَفُّ الدواء، یمانیة.

فلح؛ ج2، ص: 547

: الفَلَح و الفَلاحُ: الفوز و النجاة و البقاء فی النعیم و الخیر؛ و‌فی حدیث أَبی الدَّحْداحِ: بَشَّرَك الله بخیر و فَلَحٍ‌أَی بَقاءٍ و فَوْز، و هو مقصور من الفلاح، و قد أَفلح. قال الله عَزَّ من قائل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أَی أُصِیرُوا إِلی الفلاح؛ قال الأَزهری: و إِنما قیل لأَهل الجنة مُفْلِحون لفوزهم ببقاء الأَبَدِ. و فَلاحُ الدهر: بقاؤُه، یقال: لا أَفعل ذلك فَلاحَ الدهر؛ و قول الشاعر: و لكن لیس فی الدنیا فَلاحُ «1» أَی بقاء. التهذیب: عن ابن السكیت: الفَلَح و الفَلاح البقاء؛ قال الأَعشی: و لئن كُنَّا كقومٍ هَلَكُوا ما لِحَیٍّ، یا لَقَوْمٍ، من فَلَحْ «2» و قال عَدِیٌّ: ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ و الرُّشْدِ و الأُمَّةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ و الفَلَحُ و الفَلاحُ: السَّحُورُ لبقاء غَنائه؛ و‌فی الحدیث: صلینا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی خَشِینا أَن یَفُوتَنا الفَلَحُ أَو الفَلاحُ؛ یعنی السَّحُور.أَبو عبید فی حدیثه: حتی خشینا أَن یفوتنا الفلاح، قال: و فی الحدیث قیل: و ما الفَلاحُ؟ قال السَّحُور؛ قال: و أَصل الفَلاح البقاء؛ و أَنشد للأَضْبَطِ بن قُرَیْعٍ السَّعْدِیّ: لكُلِّ هَمٍّ منَ الهُمُومِ سَعَهْ، و المُسْیُ و الصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعهْ یقول: لیس مع كَرِّ اللیل و النهار بَقاءٌ، فَكأَنَّ معنی السَّحُور أَن به بقاء الصوم. و الفَلاحُ: الفوز بما یُغْتَبَطُ به و فیه صلاح الحال. و أَفْلَحَ الرجلُ: ظَفِرَ. أَبو إِسحاق فی قوله عز و جل: أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*؛ قال: یقال لكل من أَصاب خیراً مُفْلح؛ و قول عبید: أَفْلِحْ بما شِئْتَ، فقد یُبْلَغُ بالنَّوكِ، و قد یُخَدَّعُ الأَرِیبُ و یروی: … فقد یُبْلَغ بالضَّعْفِ، معناه: فُزْ و اظْفَرْ؛ التهذیب: یقول: عِشْ بما شئت من عَقْلٍ و حُمْقٍ، فقد یُرْزَقُ الأَحْمَقُ و یُحْرَمُ العاقل. اللیث فی قوله تعالی: وَ قَدْ أَفْلَحَ الْیَوْمَ مَنِ اسْتَعْلیٰ أَی ظَفِرَ بالمُلْكِ من غَلَبَ. و من أَلفاط الجاهلیة فی الطلاق: اسْتَفْلِحِی بأَمرِك أَی فوزی به؛ و‌فی حدیث ابن مسعود أَنه قال: إِذا قال الرجل لامرأَته اسْتَفْلِحی بأَمرك فقَبِلَتْه فواحدةٌ بائنة؛ قال أَبو عبید: معناه اظْفَری بأَمرك و فوزی بأَمرك و اسْتَبِدّی بأَمرك. و قومٌ أَفلاح: مُفْلِحُون فائزون؛ قال ابن سیدة: لا أَعرف له واحداً؛ و أَنشد: بادُوا فلم تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ، و هل یُثَمّرُ أَفْلاحٌ بأَفْلاحِ؟ و قال: كذا رواه ابن الأَعرابی: فلم تك أُولاهم كآخرهم،
(1). قوله [و لكن لیس فی الدنیا إلخ] الذی فی الصحاح: للدنیا، باللام. (2). قوله [یا لقوم] كذا بالأَصل و الصحاح. و شرح القاموس بحذف یاء المتكلم.
لسان العرب، ج‌2، ص: 548
و خَلِیقٌ أَن یكون: فلم تك أُخراهم كأَوَّلهم، و معنی قوله: و هل یُثمر أَفلاح بأَفلاح؛ أَی قلما یُعْقِبُ السَّلَفُ الصالح إِلَّا الخَلَفَ الصالحَ؛ و قال ابن الأَعرابی: معنی هذا أَنهم كانوا مُتَوافِرِینَ من قبل، فانقرضوا، فكان أَوّلُ عیشهم زیادةً و آخره نقصاناً و ذهاباً. التهذیب: و‌فی حدیث الأَذان: حَیّ علی الفلاح؛ یعنی هَلُمَّ علی بقاء الخیر؛ و قیل: حیّ أَی عَجِّلْ و أَسْرِع علی الفلاح، معناه إِلی الفوز بالبقاء الدائم؛ و قیل: أَی أَقْبِلْ علی النجاة؛ قال ابن الأَثیر: و هو من أَفْلَحَ، كالنجاح من أَنجَحَ، أَی هَلُمُّوا إِلی سبب البقاء فی الجنة و الفوز بها، و هو الصلاة فی الجماعة. و‌فی حدیث الخیل: مَنْ رَبَطَها عُدَّةً فی سبیل الله فإِنَّ شِبَعَها و جُوعَها و رِیَّها و ظَمَأَها و أَرواثها و أَبوالها فَلاحٌ فی موازینه یوم القیامة‌أَی ظَفَرٌ و فَوزٌ. و‌فی الحدیث: كل قوم علی مَفْلَحَةٍ من أَنفسهم؛ قال ابن الأَثیر: قال الخَطَّابیُّ: معناه أَنهم راضون بعلمهم یَغْتَبِطُون به عند أَنفسهم، و هی مَفعلة من الفَلاح، و هو مثل قوله تعالی: كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ*. و الفَلْحُ: الشَّقُّ و القطع. فَلَح الشی‌ءَ یَفْلَحُه فَلْحاً: شَقَّه؛ قال: قد عَلِمَتْ خَیْلُكَ أَنی الصَّحْصَحُ، إِنَّ الحَدِیدَ بالحدید یُفْلَحُ أَی یُشَقُّ و یُقطع؛ و أَورد الأَزهری هذا الشعر شاهداً علی فَلَحْتُ الحدیث إِذا قطعته. و فَلَحَ رأَسه فَلْحاً: شَقَّه. و الفَلْحُ: مصدر فَلَحْتُ الأَرض إِذا شققتها للزراعة. و فَلَح الأَرضَ للزراعة یَفْلَحُها فَلْحاً إِذا شقها للحرث. و الفَلَّاح: الأَكَّارُ، و إِنما قیل له فَلَّاحٌ لأَنه یَفْلَحُ الأَرضَ أَی یَشقها، و حِرْفَتُه الفِلاحة، و الفِلاحةُ، بالكسر: الحِراثة؛ و‌فی حدیث عمر: اتقوا الله فی الفَلَّاحینَ؛ یعنی الزَّرَّاعین الذین یَفْلَحونَ الأَرض أَی یشقُّونها. و فَلَح شَفَته یَفْلَحها فَلْحاً: شقها. و الفَلَحُ: شَقٌّ فی الشفة السفلی، و اسم ذلك الشَّقِّ الفَلَحةُ مثل القَطَعةِ، و قیل: الفَلَحُ شق فی الشفة فی وسطها دون العَلَمِ؛ و قیل: هو تَشَقُّق فی الشفة و ضِخَمٌ و استرخاء كما یُصِیبُ شِفاهَ الزِّنْجِ؛ رجل أَفْلَحُ و امرأَة فَلْحاء؛ التهذیب: الفَلَحُ الشق فی الشفة السفلی، فإِذا كان فی العُلْیا، فهو عَلَم؛ و‌فی الحدیث: قال رجل لسُهَیلِ بن عمرو: لو لا شی‌ء یَسُوءُ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، لضَرَبْتُ فَلَحَتك‌أَی موضع الفَلَح، و هو الشَّق فی الشفة السفلی. و‌فی حدیث كعب: المرأَة إِذا غاب عنها زوجها تَفَلَّحَتْ و تَنَكَّبَتِ الزینةَ‌أَی تشَقَّقَت و تَقَشَّفَت؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی: أُراه تَقَلَّحَتْ، بالقاف، من القَلَحِ، و هو الصُّفْرَة التی تعلو الأَسنان؛ و كان عَنْتَرَةُ العَبْسِیُّ یُلَقَّبُ الفَلْحاءَ لفَلَحةٍ كانت به و إِنما ذهبوا به إِلی تأْنیث الشَّفَة؛ قال شُرَیْحُ بن بُجَیْرِ بن أَسْعَدَ التَّغْلَبیّ: و لو أَن قَوْمی قومُ سَوْءٍ أَذِلَّةٌ، لأَخْرَجَنی عَوْفُ بنُ عَوْفٍ و عِصْیَدُ و عَنْتَرَةُ الفَلْحاءُ جاءَ مُلأَّماً، كأَنه فِنْدٌ، من عَمایَةَ، أَسْوَدُ أَنث الصفة لتأْنیث الاسم: قال الشیخ ابن بری: كان شریح قال هذه القصیدة بسبب حرب كانت بینه و بین بنی مُرَّة بن فَزارةَ و عَبْسٍ. و الفِنْدُ: القطعة العظیمة
لسان العرب، ج‌2، ص: 549
الشَّخْصِ من الجبل. و عَمایة: جبل عظیم. و المُلأَّمُ: الذی قد لَبِسَ لأْمَتَه، و هی الدرع؛ قال: و ذكر النحویون أَن تأْنیث الفلحاء إِتباع لتأْنیث لفظ عنترة؛ كما قال الآخر: أَبوكَ خَلِیفةٌ ولَدَتْه أُخْری، و أَنتَ خلِیفَةٌ ذاك الكَمالُ و رأَیت فی بعض حواشی نسخ الأُصول التی نقلت منها ما صورته فی الجمهرة لابن درید: عِصْیدٌ لقب حِصْنِ بن حذیفة أَو عُیَیْنَة بن حِصْنٍ. و رجل مُتَفَلِّح الشَّفَة و الیدین و القدمین: أَصابه فیهما تَشَقُّقٌ من البَرْد. و فی رِجْل فلان فُلُوحٌ أَی شُقُوق، و بالجیم أَیضاً. ابن سیدة: و الفَلَحَة القَراح الذی اشْتُقَّ للزرع؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد لِحَسَّانَ: دَعُوا فَلَحَاتِ الشَّأْمِ قد حال دونها طِعانٌ، كأَفْواهِ المَخاضِ الأَوارِكِ «1» یعنی المَزارِعَ؛ و من رواه فَلَجات الشأْم، بالجیم، فمعناه ما اشتق من الأَرض للدیار، كل ذلك قول أَبی حنیفة. و الفَلَّاحُ: المُكارِی؛ التهذیب: و یقال للمُكاری فَلَّاحٌ، و إِنما قیل الفَلَّاح تشبیهاً بالأَكَّارِ؛ و منه قول عمرو بن أَحْمَر الباهِلِیّ: لها رِطْلٌ تَكِیلُ الزَّیْتَ فیه، و فَلَّاحٌ یسُوقُ لها حِمارا و فَلَحَ بالرجل یَفْلَحُ فَلْحاً، و ذلك أَن یطمئن إِلیك، فیقولَ لك: بِعْ لی عبداً أَو متاعاً أَو اشتره لی، فتأْتی التُّجارَ فتشتریه بالغلاء و تبیع بالوكْسِ و تصیب من التَّاجِرِ، و هو الفَلَّاحُ. و فَلَحَ بالقوم و للقوم یَفْلَحُ فَلاحَةً: زَیَّنَ البیعَ و الشراء للبائع و المشتری. و فَلَّح بهم تَفْلِیحاً: مَكَرَ و قال غیر الحق. التهذیب: و الفَلْحُ النَّجْشُ، و هو زیادة المكتری لیزید غیرُه فیُغْریه. و التَّفْلیحُ: المكر و الاستهزاء، و قال أَعرابی: قد فَلَّحوا به أَی مَكَرُوا به. و الفَیْلَحانیُّ: تِینٌ أَسْوَدُ یَلِی الطُّبّارَ فی الكِبَر، و هو یَتَقَلَّع إِذا بَلَغ، مُدَوَّرٌ شدید السواد، حكاه أَبو حنیفة، قال: و هو جید الزبیب؛ یعنی بالزبیب یابسه. و قد سَمَّت: أَفلَح و فُلَیْحاً و مُفْلِحاً.

فلطح؛ ج2، ص: 549

: رأْس مُفَلْطَحٌ و فِلْطاحٌ: عریضٌ، و مثله فِرْطاحٌ، بالراء. و كلّ شی‌ء عَرَّضْتَه، فقد فَلْطَحْته و فَرْطَحْته؛ ابن الفَرَج: فَرْطَح القُرْصَ و فَلْطَحه إِذا بسطه؛ و أَنشد لرجل من بَلْحرِثِ بن كعب یصف حیَّةً: خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِینَ، و رأْسُه كالقُرْصِ فُلْطِحَ من طَحِینِ شَعِیرِ و قد تقدم هذا البیت بعینه فی فرطح، بالراء، و ذكره الأَزهری باللام. ابن الأَعرابی: رغیف مُفَلْطَحٌ: واسع؛ و‌فی حدیث القیامة: علیه حَسَكة مُفَلْطَحة لها شوكة عَقِیفَةٌ.المُفَلْطَحُ: الذی فیه عِرَضٌ و اتساع، و ذكر ابن بری فی ترجمة فرطح قال: هذا الحرف،
(1). قوله [كأَفواه المخاض] أَنشده فی فلج، بالجیم، كأبوال المخاض. ثم إن قوله: ما اشتق من الأَرض للدیار، كذا بالأَصل و شرح القاموس، لكنهما أَنشداه فی الجیم شاهداً علی أَن الفلجات المزارع. و علی هذا، فمعنی الفلجات، بالجیم، و الفلحات، بالحاء، واحد و لم نجد فرقاً بینهما إلا هنا.
لسان العرب، ج‌2، ص: 550
أَعنی قوله مُفَلْطَح، الصحیح فیه عند المحققین من أَهل اللغة أَنه مُفَلْطَحٌ، باللام. و‌فی الخبر: أَن الحسن البصری مَرَّ علی باب ابن هُبَیرة و علیه القُرَّاء فَسَلَّم ثم قال: ما لی أَراكم جُلوساً قد أَحْفَیتم شوارِبكم و حلقتم رؤوسكم و قَصَّرْتم أَكمامكم و فَلْطَحْتم نعالكم؟ أَما و الله لو زهدتم فیما عند الملوك لرغبوا فیما عندكم، و لكنكم رغبتم فیما عندهم فزهدوا فیما عندكم، فَضَحْتم القُرَّاء فَضَحَكم الله.و‌فی حدیث ابن مسعود: إِذا ضَنُّوا علیك بالمُفَلْطَحَة‌قال الخطابی: هی الرُّقاقة التی قد فُلْطِحَتْ أَی بُسِطَتْ، و قال غیره: هی الدراهم؛ و یروی المُطَلْفَحة، و قد تقدم. و فِلْطاحُ: موضع.

فلقح؛ ج2، ص: 550

: «2»:

فنح؛ ج2، ص: 550

: فَنَحَ الفرسُ من الماء: شَرِبَ دون الرِّیِّ؛ قال: و الأَخْذُ بالغَبُوقِ و الصَّبُوحِ، مُبَرِّداً، لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ المِقْأَبُ: الكثیر الشُّرب.

فنطح؛ ج2، ص: 550

: فُنْطُحٌ «3»: اسم.

فوح؛ ج2، ص: 550

: الفَوْحُ: وِجْدانك الریحَ الطیبة. فاحَتْ ریح المسكِ تَفُوحُ و تَفِیحُ فَوْحاً و فَیْحاً و فُؤُوحاً و فَوَحاناً و فَیَحاناً: انتشرت رائحته، و عمَّ بعضهم به الرائحتین مَعاً. و فاحَ الطِّیبُ یَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ؛ الفراء: یقال فاحتْ ریحه و فاختْ، أَما فاختْ فمعناه أَخذتْ بنفسِه، و فاحتْ دون ذلك. و قال أَبو زید: الفَوْحُ من الریح و الفَوْخُ إِذا كان لها صوت. و فَوْحُ الحرّ: شدّة سُطوعِه؛ و‌فی الحدیث: شِدَّةُ الحرِّ من فَوْحِ جهَنَّم‌أَی شدَّةِ غَلَیانها و حَرِّها، و یروی بالیاء و سیذكر؛ و‌فی الحدیث: كان یأْمرنا فی فَوْح حَیْضِنا أَن نَأْتَزِرَ‌أَی معظمه و أَوّله. و أَفِحْ عنك من الظهیرة أَی أَقِمْ حتی یَسْكُنَ حَرُّ النهار و یَبْرُدَ؛ قال ابن سیدة: و سنذكر هذه الكلمة بعد هذا لأَن الكلمة واویة و یائیة.

فیح؛ ج2، ص: 550

: فاحَ الحرُّ یَفِیحُ فَیْحاً: سَطَعَ و هاجَ. و‌فی الحدیث: شدّة القَیْظ من فَیْح جهنم: الفَیْح: سُطُوع الحرّ و فَوَرانُه، و یقال بالواو، و قد ذكر قبل هذه الترجمة؛ و فاحت القِدْرُ تَفِیحُ و تَفُوحُ إِذا غَلَتْ، و قد أَخرجه مَخْرَجَ التشبیه أَی كأَنه نار جهنم فی حرِّها. و أَفِحْ عنك من الظهیرة أَی أَقم حتی یسكن عنك حر النهار و یبرد. ابن الأَعرابی: یقال أَرِقْ عنك من الظهیرة و أَهْرِقْ و أَهْرئ و أَنْجِ و بَخْبِخْ و أَفِحْ إِذا أَمرته بالإِبْرَاد. و فاحَتِ الریح الطیبة خاصة فَیْحاً و فَیَحاناً: سَطَعَت و أَرِجَتْ، و خص اللحیانی به المِسْكَ؛ و لا یقال: فاحت ریح خبیثة إِنما یقال للطَّیِّبة، فهی تَفِیحُ. و فاحت القِدْرُ و أَفَحْتُها أَنا: غَلَتْ. و فاحَ الدمُ فَیْحاً و فَیَحاناً، و هو فاحٍ: انْصَبَّ. و أَفاحَه: هَراقه؛ و قال أَبو حَرْب بن عُقَیْلٍ الأَعْلَمُ جاهِلیٌّ: نَحْنُ قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا، و لم نَدَعْ لسَارِحٍ مُراحا،
(2). زاد فی القاموس: فلقح ما فی الإِناء: شربه أَو أَكله أجمع. و رجل فلقحی، أی كحضرمی، یضحك فی وجوه الناس و یتفلقح أی یستبشر إلیهم. (3). قوله [فنطح] كذا بضبط الأَصل كقنفذ. و كذا فی بعض نسخ القاموس و فی بعضها كجعفر، نبه علیه الشارح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 551
إِلا دِیاراً، أَو دَماً مُفاحا الجَحْجَاح: العظیمُ السُّؤددِ و المُراحُ: الذی تأْوی إِلیه النَّعَم؛ أَراد لم نَدَع لهم نَعَماً تحتاج إِلی مُراح. و أَفاحَ الدماءَ أَی سَفَكَها. و شَجَّةٌ تَفِیحُ بالدم: تَقْذِفُ. و فاحت الشَّجَّةُ، فهی تَفِیحُ فَیْحاً: نَفَحَتْ بالدم أَیضاً؛ و‌فی حدیث أَبی بكر: مُلْكاً عَضُوضاً و دَماً مُفاحاً‌أَی سائلًا؛ مُلْكٌ عَضُوضٌ یَنال الرعِیَّةَ منه ظُلْمٌ و عَسْفٌ كأَنهم یُعَضُّونَ عَضّاً. و أَفَحْتُ الدم: أَسَلْتُه. و الفَیْحُ و الفَیَحُ: السَّعَةُ و الانتشار. و الأَفْیَحُ و الفَیَّاحُ: كل موضع واسع. بحرٌ أَفْیَحُ بَیِّنُ الفَیَحِ: واسعٌ، و فَیَّاحٌ، أَیضاً، بالتشدید. و روضة فَیْحاء: واسعة، و الفعل من كل ذلك فاحَ یَفاحُ فَیْحاً، و قیاسه فَیِحَ یَفْیَحُ. و دارٌ فَیْحاءُ: واسعة؛ و‌فی حدیث أُمّ زَرْعٍ: و بَیتُها فَیَّاحٌ‌أَی واسعٌ؛ رواه أَبو عبید مشدّداً؛ و قال غیره: الصواب التخفیف؛ و‌فی الحدیث: اتَّخَذَ رَبُّك فی الجنة وادیاً أَفْیَحَ من مِسْكٍ؛ كلُّ موضع واسع یقال له أَفیَحُ و فَیَّاح. اللیث: الفَیَحُ مصدر الأَفْیَح، و هو كل موضع واسع؛ أَبو زید: یقال لو مَلَكْتُ الدنیا لَفَیَّحْتُها فی یوم واحد أَی أَنفَقْتُها و فرَّقتها فی یوم واحد. و رجل فَیَّاح نَفَّاح: كثیر العطایا؛ و إِنه لَجَواد فَیَّاحٌ و فَیَّاضٌ بمعنی. و فاحت الغارَةُ تَفِیح: اتَّسَعَتْ. و فَیَاحِ مثل قطامِ: اسم للغارة.، و كان یقال للغارة فی الجاهلیة فِیحِی فَیَاحِ، و ذلك إِذا دَفَعَتِ الخیلُ المُغِیرة فاتسعت؛ و قال شَمِرٌ: فِیحِی أَی اتسعی علیهم و تَفَرَّقی؛ قال غَنِیُّ بن مالك، و قیل هو لأَبی السَّفَّاح السَّلُولیّ: دَفَعْنا الخیلَ شائلةً علیهم، و قُلْنا بالضُّحی: فیحِی فَیاحِ الأَزهری: قولهم للغارة فِیحِی فَیَاحِ؛ الغارة هی الخیل المُغِیرة تَصْبَح حَیّاً نازلین، فإِذا أَغارت علی ناحیة من الحَیِّ تَحَرَّزَ عُظْمُ الحَیِّ، لَجَأُوا إِلی وَزَرٍ یَلُوذون، و إِذا اتسعوا و انتشروا أَحْرَزوا الحَیَّ أَجمع؛ و معنی فیحی انتشری أَیتها الخیل المغیرة؛ و قیل: معْناه اتسعی علیهم یا غارة و خذیهم من كل وجه، و سماها فَیَاحِ لأَنها جماعة مؤَنثة خُرِّجَتْ مَخْرَج قَطَامِ و حَذَامِ و كَسَابِ و ما أَشبهها. و الشائلة: المرتفعة؛ یعنی أَن أَذنابها ارتفعت، و إِنما ترتفع أَذنابها إِذا عدت، و ذلك یدل علی شدة ظهورها؛ كما قال المُفَضَّلُ البَكْرِی: تَشُقُّ الأَرضَ شائلةَ الذُّنابَی، و هادِیها كأَنْ جِذعٌ سَحُوقُ و الفَیْحُ: خِصْبُ الربیع فی سَعَةِ البلادِ، و الجمع فُیُوحٌ؛ قال: تَرْعَی السحابَ العَهْدَ و الفُیُوحا قال الأَزهری: رواه ابن الأَعرابی: و الفُتُوحا، بالتاء؛ و الفَتْحُ و الفُتُوح من الأَمطار؛ قال: و هذا هو الصحیح و قد ذكرناه فی مكانه «1» و ناقة فَیَّاحة إِذا كانت ضَخْمَة الضَّرْع غزیرة اللبن؛ قال: قد نَمْنَحُ الفَیَّاحةَ الرَّفُودا، تَحْسِبُها خالِیةً صَعُودا
(1). قوله [و قد ذكرناه فی مكانه] لكنه قال هناك جمعه فتوح، بفتح الفاء. و كتبنا علیه بالهامش إنكار محشی القاموس علیه، و یؤیده ضبط الفتوح هنا بضم الفاء مع المثناة الفوقیة أو التحتیة، و هو القیاس. فلعل قوله هناك بفتح الفاء تحریف من الناسخ عن بضم الفاء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 552
و فَیْحَانُ: اسم أَرض؛ قال الراعی: أَو رَعْلَةٌ من قَطا فَیْحانَ حَلَّأَها، عن ماءِ یَثْرَبَةَ، الشُّبَّاكُ و الرَّصَدُ و الفَیحَاءُ: حَساءٌ مع تَوَابِلَ.

فصل القاف؛ ج2، ص: 552

قبح؛ ج2، ص: 552

: القُبْحُ: ضد الحُسْنِ یكون فی الصورة؛ و الفعل قَبُحَ یَقْبُح قُبْحاً و قُبُوحاً و قُباحاً و قَباحةً و قُبوحة، و هو قبیح، و الجمع قِباحٌ و قَباحَی و الأُنْثَی قَبیحة، و الجمع قَبائِحُ و قِباحٌ؛ قال الأَزهری: هو نقیض الحُسْنِ، عامّ فی كل شی‌ء. و‌فی الحدیث: لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ؛ معناه: لا تقولوا إِنه قبیح فإِن الله مصوّره و قد أَحسن كل شی‌ء خَلَقَه؛ و قیل: أَی لا تقولوا قَبَح اللهُ وَجْه فلان. و‌فی الحدیث: أَقْبَحُ الأَسماء حَربٌ و مُرَّة؛ هو من ذلك، و إِنما كان أَقبحها لأَن الحرب مما یُتَفَاءل بها و تكره لما فیها من القتل و الشرّ و الأَذی، و أَما مُرَّة فَلأَنه من المَرارة، و هو كریه بغیض إِلی الطِّباع، أَو لأَنه كنیة إِبلیس، لعنه الله، و كنیته أَبو مرة. و قَبَّحهُ الله: صیَّره قَبیحاً؛ قال الحُطَیئة: أَری لك وَجْهاً قَبَّح اللهُ شَخْصَه فَقُبِّحَ من وَجْهٍ، و قُبِّحَ حاملُهْ و أَقْبَح فلان: أَتی بقبیح. و اسْتَقْبَحه: رآه قبیحاً. و الاسْتِقْباح: ضد الاستحسان. و حكی اللحیانی: اقْبُحْ إِن كنتَ قابِحاً؛ و إِنه لقَبیح و ما هو بقابِح فوق ما قَبُحَ، قال: و كذلك یفعلون فی هذه الحروف إِذا أَرادوا افْعَلْ ذاك إِن كنتَ ترید أَن تفعل. و قالوا: قُبْحاً له و شُقْحاً و قَبْحاً له و شَقْحاً، الأَخیرة إِتباع. أَبو زید: قَبَحَ اللهُ فلاناً قَبْحاً و قبوحاً أَی أَقصاه و باعده من كل خیر كقُبُوح الكلب و الخِنزیر. و فی النوادر: المُقَابَحةُ و المُكابَحَة المُشَاتمة. و فی التنزیل: وَ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِینَ أَی من المُبْعَدِین عن كل خیر؛ و أَنشد الأَزهری للجَعْدِیّ: و لَیْسَت بشَوْهاءَ مَقْبُوحةٍ، تُوافی الدِّیارَ بِوجْهٍ غَبِرْ قال أُسَیْدٌ: المَقْبُوح الذی یُرَدُّ و یُخْسَأُ. و المَنْبُوحُ: الذی یُضْرَبُ له مَثَلُ الكلب. و‌روی عن عَمَّار أَنه قال لرجل نال بحضرته من عائشة، رضی الله عنها: اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنبوحاً؛ أَراد هذا المعنی؛ أَبو عمرو: قَبَحتُ له وجهَه، مُخففة، و المعنی قلت له: قَبَحه الله و هو من قوله تعالی: وَ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِینَ، أَی من المُبْعَدین الملعونین، و هو من القَبْح و هو الإِبعاد. و قَبَّحَ له وجهَه: أَنْكَرَ علیه ما عمل؛ و قَبَّح علیه فعله تَقْبیحاً؛ و‌فی حدیث أُمّ زَرْع: فعنده أَقولُ فلا أُقَبَّح‌أَی لا یَرُدُّ علیّ قولی لمیله إِلیَّ و كرامتی علیه؛ یقال: قَبَّحْتُ فلاناً إِذا قلت له قَبَحه الله، من القَبْحِ، و هو الإِبعاد؛ و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِن مُنِع قَبَّحَ و كَلَحَ‌أَی قال له قَبَحَ الله وجهك و العرب تقول: قَبَحَه اللهُ و أُمًّا زَمَعَتْ به أَی أَبعده الله و أَبعد والدته. الأَزهری: القَبِیح طَرَفُ عَظْمِ المِرْفَقِ، و الإِبرة عُظَیْم آخر رأْسه كبیر و بقیته دقیق مُلَزَّز بالقبیح؛ و قال غیره: القَبیح طَرَفُ عظم العَضُدِ مما یلی
لسان العرب، ج‌2، ص: 553
المِرْفَق بین القبیح و بین إِبرة الذراع «1»، و إِبرة الذراع من عندها یَذرَعُ الذراع، و طَرَفُ عظم العضد الذی یلی المَنْكِبَ یُسمَّی الحَسَنَ لكثرة لحمه؛ و الأَسفلُ القَبِیحَ؛ و قال الفراء: أَسلفُ العَضُدِ القبیحُ و أَعلاها الحسَنُ؛ و قیل: رأْس العضد الذی یلی الذراع، و هو أَقل العِظام مُشاشاً و مُخًّا؛ و قیل: القَبِیحان الطَرَفانِ الدقیقان اللذان فی رؤُوس الذراعین، و یقال لطرف الذراع الإِبرة؛ و قیل: القبیحان مُلْتَقَی الساقین و الفخذین؛ قال أَبو النجم: حیث تُلاقی الإِبْرَةُ القَبیحا و یقال له أَیضاً: القَباحُ «2»؛ و قال أَبو عبید: یقال لعظم الساعد مما یلی النِّصْفَ منه إِلی المِرْفَق: كِسْرُ [كَسْرُ قَبیح؛ قال: و لو كنتَ عَیْراً، كنتَ عَیْرَ مَذَلَّةٍ، و لو كنتش كَسْراً [كِسْراً، كنتَ كِسْرَ [كَسْرَ قبیحِ و إِنما هجاه بذلك لأَنه أَقل العِظام مُشاشاً، و هو أَسرعُ العِظام انكساراً، و هو لا ینجبر أَبداً، و قوله: كسر قبیح هو من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه لأَن ذلك العظم یقال له كسر. الأَزهری: یقال قَبَحَ فلانٌ بَثْرَةً خرجت بوجهه، و ذلك إِذا فَضَخَها لیُخْرج قَیْحَها، و كل شی‌ء كسرته فقد قَبَحْته. ابن الأَعرابی: یقال قد اسْتَكْمَتَ العُرُّ فاقْبَحْهُ، و العُرُّ: البَثْرة، و اسْتِكْماتُه: اقترابه للانفقاء. و القُبَّاحُ: الدُّبُّ «3» الهَرِمُ. و المَقابِحُ: ما یُسْتَقْبَح من الأَخلاق، و المَمادِحُ: ما یُسْتَحْسَنُ منها.

قحح؛ ج2، ص: 553

: القُحُّ: الخالص من اللُّؤْم و الكَرَم و من كل شی‌ء؛ یقال: لَئیم قُحٌّ إِذا كان مُعْرِقاً فی اللؤم، و أَعرابی قُحٌّ و قُحاحٌ أَی مَحْضُ خالص؛ و قیل: هو الذی لم یدخل الأَمصار و لم یختلط بأَهلها، و قد‌ورد فی الحدیث: و عَرَبیَّةٌ قُحَّةٌ، و قال ابن درید: قُحٌّ مَحْضٌ فلم یخص أَعرابیّاً من غیره؛ و أَعراب أَقْحاحٌ، و الأُنثی قُحَّةٌ، و عبد قُحٌّ: محض خالص بَیِّنُ القَحاحة و القُحُوحةِ خالص العُبودة؛ و قالوا: عربیّ كُحٌّ و عربیة كُحَّة، الكاف فی كُحٍّ بدل من القاف فی قُحٍّ لقولهم أَقْحاح و لم یقولوا أَكحاح. یقال: فلان من قُحّ العرب و كُحِّهم أَی من صِمیمهم؛ قال ذلك ابن السكیت و غیره. و صار إِلی قُحاحِ الأَمر أَی أَصله و خالصه. و القُحاح أَیضاً، بالضم: الأَصل؛ عن كراع؛ و أَنشد: و أَنتَ فی المَأْرُوكِ من قُحاحِها و لأَضْطَرَّنَّك إِلی قُحاحِك أَی إِلی جُهْدِك؛ و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: لأَضْطَرَّنَّك إِلی تُرِّك و قُحاحِك أَی إِلی أَصلك. قال: و قال ابن بزرج: و الله لقد وَقعْتُ بقُحَاحِ قُرِّك و وَقَعْتُ بقُرِّك؛ و هو أَن یعلم علمه كله و لا یخفی علیه شی‌ء منه. و القُحُّ: الجافی من الناس كأَنه خالص فیه؛ قال: لا أَبْتَغِی سَیْبَ اللئیمِ القُحِّ، یَكادُ من نَحْنَحةٍ و أُحِّ، یَحْكی سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ اللیث: و القُحُّ أَیضاً الجافی من الأَشیاء حتی إِنهم یقولون للبِطِّیخة التی لم تَنْضَجْ: قُحٌّ، و قیل: القُحُّ البطیخ
(1). قوله [بین القبیح و بین إبرة الذراع] هكذا بالأَصل و لعله بین المرفق و بین إبرة الذراع. (2). قوله [و یقال له أَیضاً القباح] كسحاب كما فی القاموس. (3). قوله [و القباح الدب] بوزن رمان كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 554
آخِرَ ما یكون؛ و قد قَحَّ یَقُحُّ قُحوحةً؛ قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث فی تفسیر القُحِّ، و فی قوله للبطیخة التی لم تَنْضَجْ إِنها لَقُحٌّ و هذا تصحیف، قال: و صوابه الفِجُّ، بالفاء و الجیم. یقال ذلك لكل ثمر لم یَنْضَجْ، و أَما القُحُّ، فهو أَصل الشی‌ء و خالصه، یقال: عربیّ قُحّ و عربیّ مَحْضٌ و قَلْبٌ إِذا كان خالصاً لا هُجْنة فیه. و القَحِیحُ: فوقَ الجَرْعِ.

قحقح؛ ج2، ص: 554

: القَحْقَحةُ: تَرَدُّدُ الصوت فی الحَلْق، و هو شبیه بالبُحَّةِ، و یقال لضَحِك القِرْدِ: القَحْقَحة، و لصوته: الخَنْخَنة. و القُحْقُح، بالضم: العظم المحیط بالدُّبر؛ و قیل: هو ما أَحاط بالخَوْرانِ؛ و قیل: هو مُلْتَقَی الوركین من باطن؛ و قیل: هو داخل بین الوركین، و هو مُطِیف بالخَوْرانِ، و الخَوْرانُ بین القُحْقُح و العُصْعُصِ؛ و قیل: هو أَسفل العَجْبِ فی طِباقِ الوركین؛ و قیل: هو العظم الذی علیه مَغْرِزُ الذكر مما یلی أَسفلَ الرَّكَبِ؛ و قیل: هو فوق القَبِّ شیئاً؛ الأَزهری: القُحْقُحُ لیس من طرف الصلب فی شی‌ء و ملتقاه من ظاهر العُصْعُص، قال: و أَعلی العُصْعُصِ العَجْبُ و أَسفلُه الذنَبُ؛ و قیل: القُحْقُحُ مُجْتَمَعُ الوركین، و العُصْعُصُ طرفُ الصُّلْبِ الباطنُ، و طرفه الظاهرُ العَجْبُ، و الخَوْرانُ هو الدبر. ابن الأَعرابی: هو القُحْقُح و الفَنِیك و العِضْرِطُ و الحراه «1» و البَوْصُ و النَّاقُ و العُكْوَةُ و العُزَیزی و العُصْعُصُ.

قدح؛ ج2، ص: 554

: القَدَحُ من الآنیة، بالتحریك: واحد الأَقداحِ التی للشرب، معروف؛ قال أَبو عبید: یُرْوِی الرجلین و لیس لذلك وقت؛ و قیل: هو اسم یَجْمَعُ صغارها و كبارها، و الجمع أَقْداح، و مُتَّخِذُها: قَدَّاحٌ، و صِناعَتُه: القِداحةُ. و قَدَحَ بالزَّنْدِ یَقْدَحُ قَدْحاً و اقْتَدَح: رام الإِیراءَ به. و المِقْدَحُ و المِقْداحُ و المِقْدَحَةُ و القَدَّاحُ، كله: الحدیدة التی یُقْدَحُ بها؛ و قیل: القَدَّاحُ و القَدَّاحة الحجر الذی یُقْدَحُ به النار؛ و قَدَحْتُ النارَ. الأَزهری: القَدَّاحُ الحجر الذی یُوری منه النار؛ قال رؤبة: و المَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ و القَدْحُ: قَدْحُك بالزَّنْد و بالقَدَّاح لتُورِیَ؛ الأَصمعی: یقال للذی یُضْرَبُ فتخرج منه النار قَدَّاحة. و قَدَحْتُ فی نسبه إِذا طعنت؛ و منه قول الجُلَیْح یهجو الشَّمَّاخَ: أَ شَمَّاخُ لا تَمْدَحْ بِعِرْضِكَ و اقْتَصِدْ، فأَنتَ امْرٌؤٌ زَنْداكَ للمُتَقادِحِ أَی لا حَسَبَ لك و لا نَسَب یصح؛ معناه: فأَنت مثل زَنْدٍ من شجر مُتَقادِح أَی رِخْوِ العیدان ضعیفها، إِذا حركته الریح حك بعضه بعضاً فالتهب ناراً، فإِذا قُدِحَ به لمنفعة لم یُورِ شیئاً. قال أَبو زید: و من أَمثالهم: اقْدَحْ بِدِفْلی فی مَرْخٍ؛ مَثَلٌ یضرب للرجل الأَریبِ الأَدیب؛ قال الأَزهری: و زِنادُ الدِّفْلی و المَرْخِ كثیرة النار لا تَصْلِدُ. و قَدَحَ الشی‌ءُ فی صدری: أَثَّر، من ذلك؛ و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: یَقْدَحُ الشكُّ فی قلبه بأَوَّلِ عارِضةٍ من شُبْهةٍ؛ و هو من ذلك. و اقْتَدَحَ الأَمرَ: دَبَّره و نظر فیه، و الاسم القِدْحة؛قال عمرو بن العاص: یا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً و قِدْحَتَه أَبْدی، لَعَمْرُكَ، ما فی النَّفْسِ، وَرْدانُ
(1). قوله [و الحراه] كذا بأصله و لم نجده فیما بأیدینا من كتب اللغة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 555
وَرْدانُ: غلام كان لعمرو بن العاص و كان حَصِیفاً، فاستشاره عمرو فی أَمر علی، رضی الله عنه، و أَمر معاویة إِلی أَیهما یذهب، فأَجابه وَرْدانُ بما كان فی نفسه، و قال له: الآخرة مع علی و الدنیا مع معاویة و ما أُراك تختار علی الدنیا، فقال عمرو هذا البیت؛ و مَن رواه: … و قَدْحَتَه؛ أَراد به مرة واحدة؛ و كذلك جاء فی حدیث عمرو بن العاص، و قال ابن الأَثیر فی شرحه ما قلناه، و قال: القِدْحةُ اسم الضرب بالمِقْدَحَةِ، و القَدْحةُ المَرَّة، ضربها مثلًا لاستخراجه بالنظر حقیقةَ الأَمرِ. و‌فی حدیث حذیفة: یكون علیكم أَمیر لو قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَیْتُموه‌أَی لو استخرجتم ما عنده لظهر لضعفه كما یَستخرِجُ القادحُ النار من الزَّند فیُوری؛ فأَما‌قوله فی الحدیث: لو شاء الله لجعل للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحةَ نُورٍ، فمشتقٌّ من اقتداح النار؛ و قال اللیث فی تفسیره: القِدْحةُ اسم مشتق من اقتداح النار بالزَّنْد؛ قال الأَزهری و أَما قول الشاعر: و لأَنْتَ أَطْیَشُ، حین تَغْدُو سادِراً رَعِشَ الجَنانِ، من القَدُوحِ الأَقْدَحِ فإِنه أَراد قول العرب: هو أَطیش من ذُباب؛ و كل ذُباب أَقْدَحُ، و لا تراه إِلا و كأَنه یَقْدَحُ بیدیه؛ كما قال عنترة: هَزِجاً یَحُكُّ ذِراعَه بِذراعِه، قَدْحَ المُكِبِّ علی الزِّنادِ الأَجْذَمِ و القَدْحُ و القادحُ: أَكالٌ یَقَعُ فی الشجر و الأَسنان. و القادحُ: العَفَنُ، و كلاهما صفة غالبة. و القادحةُ: الدودة التی تأْكل السِّنّ و الشجر؛ تقول: قد أَسرعت فی أَسنانه القَوادحُ؛ الأَصمعی: یقال وقع القادحُ فی خشبة بیته، یعنی الآكِلَ؛ و قد قُدِحَ فی السنّ و الشجرة، و قُدِحتا قَدْحاً، و قَدَح الدودُ فی الأَسنان و الشجر قَدْحاً، و هو تَأَكُّل یقع فیه. و القادحُ: الصَّدْعُ فی العُود، و السَّوادُ الذی یظهر فی الأَسنان؛ قال جَمِیلٌ: رَمَی اللهُ فی عَیْنَیْ بُثَیْنَةَ بالقَذَی، و فی الغُرِّ من أَنیابها بالقَوادِحِ و یقال: عُود قد قُدِحَ فیه إِذا وَقَعَ فیه القادحُ؛ و یقال فی مَثَل: صَدَقَنی وَسْمُ قِدْحِه أَی قال الحَقَّ؛ قاله أَبو زید. و یقولون: أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَی اعرِف نَفْسَك؛ و أَنشد: و لكنْ رَهْطُ أُمِّكَ من شُیَیْمٍ، فأَبْصِرْ وَسْم قِدْحِكَ فی القِداحِ و قَدَحَ فی عِرْض أَخیه یَقْدَحُ قَدْحاً: عابه. و قَدَحَ فی ساقِ أَخیه: غَشَّه و عَمِلَ فی شی‌ء یكرهه. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: تقول فلان یَفُتُّ فی عَضُدِ فلان و یَقْدَحُ فی ساقِه؛ قال: و العَضُدُ أَهل بیته، و ساقُه: نفسه. و القَدیحُ: ما یبقَی فی أَسفل القِدْرِ فیُغْرَفُ بجَهْد؛ و‌فی حدیث أُم زرع: تَقْدَحُ قِدْراً و تَنْصِبُ أُخری‌أَی تَغْرِفُ؛ یقال: قَدَحَ القِدْرَ إِذا غرف ما فیها؛ و‌فی حدیث جابر: ثم قال ادْعِی خابِزَةً فلْتَخْبِزْ معك و اقْدَحِی من بُرْمَتِكِ‌أَی اغْرِفی. و قَدَحَ ما فی أَسفل القِدْرِ یَقْدَحُه قَدْحاً، فهو مَقْدُوحٌ و قَدیحٌ، إِذا غَرَفَه بجَهْدٍ؛ قال النابغة الذُّبْیانیّ: یَظَلُّ الإِماءُ یَبْتَدِرْنَ قَدیحَها، كما ابْتَدَرَتْ كلبٌ مِیاهَ قَراقِرِ و هذا البیت أَورده الجوهری: فظَلَّ الإِماءُ، قال ابن بری: و صوابه یظل، بالیاء كما أَوردناه؛ و قبله:
لسان العرب، ج‌2، ص: 556
بَقِیَّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ، كابِراً بعدَ كابِرِ أَی یَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلی قَدیح هذه القِدْر كأَنها ملكهم، كما یبتدر كلبٌ إِلی میاه قَراقِر لأَنه ماؤهم؛ و رواه أَبو عبیدة: كما ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ، قال: و قَراقِرُ هو لسعدِ هُذَیْمٍ و لیس لكلب. و اقتِداحُ المَرَقِ: غَرْفُه. و فی الإِناء قَدْحةٌ و قُدْحة أَی غُرْفةٌ؛ و قیل: القَدْحة المرّة الواحدة من الفعل. و القُدْحَةُ: ما اقْتُدِحَ. یقال: أَعطنی قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ أَی غُرْفةً. و یقال: یَبْذُلُ قَدیحَ قِدْرِه یعنی ما غَرَفَ منها؛ و القَدیحُ: المَرَقُ. و المِقْدَحُ و المِقْدَحة: المِغْرَفَة؛ و قال جریر: إِذا قِدْرُنا یوماً عن النارِ أُنْزِلَتْ، لنا مِقْدَحٌ منها، و للجارِ مِقْدَحُ و رَكِیٌّ قَدُوحٌ: تُغْتَرَفُ بالید. و القِدْحُ، بالكسر: السهمُ قبل أَن یُنَصَّلَ و یُراشَ؛ و قال أَبو حنیفة: القِدْحُ العُودُ إِذا بلغ فَشُذِّبَ عنه الغُصْنُ و قُطِعَ علی مقدار النَّبْل الذی یراد من الطُّول و القِصَر؛ قال الأَزهری: القِدْحُ قِدْحُ السهم، و جمعه قِداح، و صانعه قَدَّاحٌ أَیضاً. و یقال: قَدَحَ فی القِدْحِ یَقْدَحُ و ذلك إِذا خَرَق فی السهم بسِنْخِ النَّصْل. و‌فی الحدیث: أَن عمر كان یُقَوِّمُهم فی الصف كما یُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ؛ قال: و أَوّل ما یُقْطَع و یُقْضَبُ یسمی قِطْعاً، و الجمع القُطُوعُ، ثم یُبْرَی فیُسَمَّی بَرِیّاً و ذلك قبل أَن یُقَوَّمَ، فإِذا قُوِّمَ و أَنَی له أَن یُراشَ و یُنْصَلَ، فهو القِدْحُ، فإِذا رِیشَ و رُكِّبَ نَصْلُه فیه صار نَصْلًا؛ و قِدْحُ المَیْسِر، و الجمع أَقْدُحٌ و قِداحٌ و أَقادیحُ، الأَخیرة جمع الجمع؛ قال أَبو ذؤیب یصف إِبلًا: أَمَّا أُولاتُ الذُّرَی منها فعاصِبَةٌ، تَجُولُ، بین مَناقِیها، الأَقادِیحُ و الكثیر قِداحٌ. و قوله فعاصبة أَی مجتمعة. و الذُّری: الأَسْنِمة. و قُدُوحُ الرحْلِ: عِیدانُه، لا واحد لها؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: لها قَرَدٌ، كجَثْوِ النَّمْل، جَعْدٌ، تَعَضُّ بها العَراقِی و القُدُوحُ و‌حدیث أَبی رافع: كنت أَعْمَلُ الأَقْداحَ، هو جمع قَدَحٍ، و هو الذی یؤْكل فیه، و قیل: جمع قِدْحٍ، و هو السهم الذی كانوا یَسْتَقْسِمون أَو الذی یُرْمی به عن القوس. و‌فی الحدیث: إِنه كان یُسَوِّی الصفوف حتی یَدَعها مثل القِدْحِ أَو الرَّقِیمِ‌أَی مثل السهم أَو سَطْرِ الكتابة. و‌حدیث أَبی هریرة: فَشَرِبْتُ حتی استوی بطنی فصار كالقِدْح‌أَی انتصبَ بما حصل فیه من اللبن و صار كالسهم، بعد أَن كان لَصِقَ بظهره من الخُلُوِّ. و‌حدیث عمر: أَنه كان یُطْعِمُ الناس عام الرَّمادة، فاتخذ قِدْحاً فیه فَرْضٌ، أَی أَخذ سهماً و حَزَّ فیه حَزًّا عَلَّمَهُ به، فكان یَغْمِزُ القِدْحَ فی الثرید، فإِن لم یَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطعام و عَنَّفَه. و‌فی الحدیث: لا تَجْعَلونی كَقَدَح الراكب‌أَی لا تُؤَخِّرُونی فی الذِّكْرِ، لأَن الراكب یُعَلِّقُ قَدَحَه فی آخر رَحْلِه عند فراغه من تَرْحاله و یجعله خلفه؛ قال حَسَّان: كما نِیطَ، خَلْفَ الراكبِ، القَدَحُ الفَرْدُ و قَدَحْتُ العینَ إِذا أَخرجتَ منها الماءَ الفاسِدَ. و قَدَحَتْ عینُه و قَدَّحتْ: غارت، فهی مُقَدِّحةٌ، و خیل مُقَدِّحةٌ: غائرة العیون، و مُقَدَّحةٌ، علی صیغة المفعول: ضامرة كأَنها ضُمِّرَتْ، فُعِلَ ذلك بها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 557
و قَدَّحَ فرسَه تَقْدِیحاً: ضَمَّره، فهو مُقَدَّحٌ. و قَدَحَ خِتامَ الخابیة قَدْحاً: فَضَّه؛ قال لبید: أَغْلِی السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ، أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، و فُضَّ خِتامُها و القَدَّاحُ: نَوْرُ النبات قبل أَن یَتَفَتَّح، اسم كالقَذَّاف. و القَدَّاحُ: الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ، عِراقِیَّةٌ، الواحدة قَدَّاحة؛ و قیل: هی أَطراف النبات من الورق الغَضِّ؛ الأَزهری: القَدَّاحُ أَرْآدٌ رَخْصَةٌ من الفِصْفِصة. و دارَةُ القَدَّاح: موضع؛ عن كراع.

قذح؛ ج2، ص: 557

: الأَزهری خاصة: قال ابن الفَرَج سمعت خلیفةَ الحُصَیْنیَّ قال: یقال المُقاذَحةُ المُقاذَعة المُشاتَمة. و قاذَحَنی فلانٌ و قابَحَنی أَی شاتمنی.

قرح؛ ج2، ص: 557

: القَرْحُ و القُرْحُ، لغتان: عَضُّ السلاح و نحوه مما یَجْرَحُ الجسدَ و مما یخرج بالبدن؛ و قیل: القَرْحُ الآثارُ، و القُرْحُ الأَلَمُ؛ و قال یعقوب: كأَنَّ القَرْحَ الجِراحاتُ بأَعیانها، و كأَنَّ القُرْحَ أَلَمُها؛ و فی حدیث أُحُدٍ: بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ؛ هو بالفتح و بالضم: الجُرْحُ؛ و قیل: هو بالضم الاسم، و بالفتح المصدر؛ أَراد ما نالهم من القتل و الهزیمة یومئذ. و‌فی حدیث جابر: كنا نَخْتَبِطُ بقِسیِّنا و نأْكلُ حتی قَرِحَتْ أَشداقُنا‌أَی تَجَرَّحَتْ من أَكل الخَبَطِ. و رجل قَرِحٌ و قَرِیحٌ: ذو قَرْحٍ و به قَرْحةٌ دائمة. و القَرِیحُ: الجریح من قوم قَرْحَی و قَراحَی؛ و قد قَرَحه إِذا جَرَحه یَقْرَحُه قَرْحاً؛ قال المتنخل الهذلی: لا یُسْلِمُونَ قَرِیحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ، یومَ اللِّقاءِ، و لا یُشْوُونَ من قَرَحُوا قال ابن بری: معناه لا یُسْلِمُونَ من جُرِحَ منهم لأَعدائهم و لا یُشْوُونَ من قَرَحُوا أَی لا یُخْطِئُون فی رمی أَعدائهم. و قال الفراء فی قوله عز و جل: إِنْ یَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ و قُرْحٌ؛ قال و أَكثر القراء علی فتح القاف، و كأَنَّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراحِ، و كأَنَّ القَرْحَ الجِراحُ بأَعیانها؛ قال: و هو مثلُ الوَجْدِ و الوُجْد و لٰا یَجِدُونَ إِلّٰا جُهْدَهُمْ و جَهْدَهم. و قال الزجاج: قَرِحَ الرجلُ «2» یَقْرَحُ قَرْحاً، و قیل: سمِّیت الجراحات قَرْحاً بالمصدر، و الصحیح أَن القَرْحةَ الجِراحةُ، و الجمع قَرْحٌ و قُروح. و رجل مَقْروح: به قُرُوح. و القَرْحة: واحدة القَرْحِ و القُروح. و القَرْحُ أَیضاً: البَثْرُ إِذا تَرامَی إِلی فساد؛ اللیث: القَرْحُ جَرَبٌ شدید یأْخذ الفُصْلانَ فلا تكاد تنجو؛ و فَصِیل مَقْرُوح؛ قال أَبو النجم: یَحْكِی الفَصِیلَ القارِحَ المَقْرُوحا و أَقْرَحَ القومُ: أَصاب مواشِیَهم أَو إِبلهم القَرْحُ. و قَرِحَ قلبُ الرجل من الحُزْنِ، و هو مَثَلٌ بما تقدَّم. قال الأَزهری: الذی قاله اللیث من أَن القَرْحَ جَرَبٌ شدید یأْخذ الفُصْلانَ غلط، إِنما القَرْحة داءٌ یأْخذ البعیر فَیَهْدَلُ مِشْفَرُه منه؛ قال البَعِیثُ: و نحْنُ مَنَعْنا بالكُلابِ نِساءَنا، بضَرْبٍ كأَفْواهِ المُقَرِّحة الهُدْلِ ابن السكیت: و المُقَرِّحةُ الإِبل التی بها قُروح فی أَفواهها فَتَهْدَلُ مَشافِرُها؛ قال: و إِنما سَرَقَ البَعِیثُ هذا المعنی من عمرو بن شاسٍ: و أَسْیافُهُمْ، آثارُهُنَّ كأَنها مَشافِرُ قَرْحَی، فی مَبارِكِها، هُدْلُ
(2). قوله [و قال الزجاج قرح الرجل إلخ] بابه تعب كما فی المصباح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 558
و أَخذه الكُمَیْتُ فقال: تُشَبِّهُ فی الهامِ آثارَها، مَشافِرَ قَرْحَی، أَكَلْنَ البَرِیرا الأَزهری: و قَرْحَی جمع قَرِیح، فعیل بمعنی مفعول. قُرِحَ البعیرُ، فهو مَقْرُوحٌ و قَرِیح، إِذا أَصابته القَرْحة. و قَرَّحَتِ الإِبلُ، فهی مُقَرِّحة. و القَرْحةُ لیست من الجَرَب فی شی‌ء. و قَرِحَ جِلْدُهُ، بالكسر، یَقْرَحُ قَرَحاً، فهو قَرِحٌ، إِذا خرجت به القُروح؛ و أَقْرَحه اللهُ. و قیل لإمرئ القیس: ذو القُرُوحِ، لأَن ملك الروم بعث إِلیه قمیصاً مسموماً فَتَقَرَّحَ منه جسده فمات. و قَرَحه بالحق «1» قَرْحاً: رماه به و استقبله به. و الاقتراحُ: ارتِجالُ الكلام. و الاقتراحُ: ابتداعُ الشی‌ء تَبْتَدِعُه و تَقْتَرِحُه من ذات نَفْسِك من غیر أَن تسمعه، و قد اقْتَرَحه فیهما. و اقْتَرَحَ علیه بكذا: تَحَكَّم و سأَل من غیر رَوِیَّة. و اقْترح البعیرَ: ركبه من غیر أَن یركبه أَحد. و اقْتُرِحَ السهمُ و قُرِحَ: بُدِئَ عَمَلُه. ابن الأَعرابی: یقال اقْتَرَحْتُه و اجْتَبَیْتُه و خَوَّصْتُه و خَلَّمْتُه و اخْتَلَمْتُه و اسْتَخْلَصْتُه و اسْتَمَیْتُه، كلُّه بمعنی اخْتَرْتُه؛ و منه یقال: اقْتَرَحَ علیه صوتَ كذا و كذا أَی اختاره. و قَرِیحةُ الإِنسانِ: طَبِیعَتُه التی جُبِلَ علیها، و جمعها قَرائح، لأَنها أَول خِلْقَتِه. و قَرِیحةُ الشَّبابِ: أَوّلُه، و قیل: قَرِیحة كل شی‌ء أَوّلُه. أَبو زید: قُرْحةُ الشِّتاءِ أَوّلُه، و قُرْحةُ الربیع أَوّلُه، و القَرِیحة و القُرْحُ أَوّل ما یخرج من البئر حین تُحْفَرُ؛ قال ابن هَرْمَةَ: فإِنكَ كالقَریحةِ، عامَ تُمْهَی شَرُوبُ الماءِ، ثم تَعُودُ مَأْجا المَأْجُ: المِلْحُ؛ و رواه أَبو عبید بالقَرِیحة، و هو خطأٌ؛ و منه قولهم لفلان قَریحة جَیِّدة، یراد استنباط العلم بِجَوْدَةِ الطبع. و هو فی قُرْحِ سِنِّه أَی أَوَّلِها؛ قال ابن الأَعرابی: قلت لأَعرابی: كم أَتی علیك؟ فقال: أَنا فی قُرْحِ الثلاثین. یقال: فلان فی قُرْحِ الأَربعین أَی فی أَوّلها. ابن الأَعرابی: الاقتراحُ ابتداء أَوّل الشی‌ء؛ قال أَوْسٌ: علی حین أَن جدَّ الذَّكاءُ، و أَدْرَكَتْ قَرِیحةُ حِسْیٍ من شُرَیحٍ مُغَمِّم یقول: حین جدَّ ذكائی أَی كَبِرْتُ و أَسْنَنْتُ و أَدركَ من ابنی قَریحةُ حِسْیٍ: یعنی شعر ابنه شریح بن أَوس، شبهه بماءٍ لا ینقطع و لا یَغَضْغَضُ. مُغَمِّم أَی مُغْرِق. و قَرِیحُ السحاب: ماؤُه حین ینزل؛ قال ابن مُقْبل: و كأَنما اصْطَبَحَتْ قَرِیحَ سَحابةٍ و قال الطرماح: ظَعائنُ شِمْنَ قَرِیحَ الخَرِیف، من الأَنْجُمِ الفُرْغِ و الذابِحَهْ و القریحُ: السحاب أَوّلَ ما ینشأُ. و فلان یَشْوِی القَراحَ أَی یُسَخِّنُ الماءَ. و القُرْحُ: ثلاث لیال من أَوّل الشهر. و القُرْحانُ، بالضم، من الإِبل: الذی لم یصبْه جَرَبٌ قَطُّ، و من الناس: الذی لم یَمَسَّه القَرْحُ، و هو الجُدَرِیّ، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث؛ إِبل قُرْحانٌ و صَبیٌّ قُرْحانٌ، و الاسم القَرْحُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن أَصحاب رسول الله، صلی
(1). قوله [و قرحه بالحق إلخ] بابه منع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 559
الله علیه و سلم، قَدِمُوا معه الشام و بها الطاعون، فقیل له: إِن معك من أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قُرْحانٌ فلا تُدْخِلْهُمْ علی هذا الطاعون؛ فمعنی قولهم له قُرْحانٌ أَنه لم یصبهم داء قبل هذا؛ قال شمر: قُرْحانٌ إِن شئت نوّنتَ و إِن شئتَ لم تُنَوِّنْ، و قد جمعه بعضهم بالواو و النون، و هی لغة متروكة، و‌أَورده الجوهری حدیثاً عن عمر، رضی الله عنه، حین أَراد أَن یدخل الشام و هی تَسْتَعِرُ طاعوناً، فقیل له: إِن معك من أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قُرْحَانِینَ فلا تَدْخُلْها؛ قال: و هی لغة متروكة. قال ابن الأَثیر: شبهوا السلیم من الطاعون و القَرْحِ بالقُرْحان، و المراد أَنهم لم یكن أَصابهم قبل ذلك داء. الأَزهری: قال بعضهم القُرْحانُ من الأَضداد: رجل قُرْحانٌ للذی مَسَّهُ القَرْحُ، و رجل قُرْحانٌ لم یَمَسَّه قَرْحٌ و لا جُدَرِیّ و لا حَصْبة، و كأَنه الخالص من ذلك. و القُراحِیُّ و القُرْحانُ: الذی لم یَشْهَدِ الحَرْبَ. و فرس قارِحٌ: أَقامت أَربعین یوماً من حملها و أَكثر حتی شَعَّرَ ولَدُها. و القارحُ: الناقةُ أَوّلَ ما تَحْمِلُ، و الجمع قَوارِحُ و قُرَّحٌ؛ و قد قَرَحَتْ تَقْرَحُ قُرُوحاً و قِراحاً؛ و قیل: القُرُوح فی أَوّلِ ما تَشُول بذنبها؛ و قیل: إِذا تم حملها، فهی قارِحٌ؛ و قیل: هی التی لا تشعر بلَقاحِها حتی یستبین حملها، و ذلك أَن لا تَشُولَ بذنبها و لا تُبَشِّرَ؛ و قال ابن الأَعرابی: هی قارحٌ أَیام یَقْرَعُها الفحل، فإِذا استبان حملها فهی خَلِفة، ثم لا تزال خَلِفة حتی تدخل فی حَدِّ التعشیر. اللیث: ناقة قارحٌ و قد قَرَحَتْ تَقْرحُ قُرُوحاً إِذا لم یظنوا بها حملًا و لم تُبَشِّرْ بذنبها حتی یستبین الحمل فی بطنها. أَبو عبید: إِذا تمَّ حملُ الناقة و لم تُلْقِه فهی حین یستبین الحمل بها قارح؛ و قد قَرَحَتْ قُرُوحاً. و التقریحُ: أَول نبات العَرْفَج؛ و قال أَبو حنیفة: التقریح أَوّل شی‌ء یخرج من البقل الذی یَنْبُتُ فی الحَبِّ. و تقریحُ البقل: نباتُ أَصله، و هو ظهور عُوده. قال: و قال رجل لآخر ما مَطَرُ أَرضك؟ فقال: مُرَكِّكةٌ فیها ضُرُوسٌ، و ثَرْدٌ یَذُرُّ بَقْلُه و لا یُقَرِّحُ أَصلُه، ثم قال ابن الأَعرابی: و یَنْبُتُ البقلُ حینئذ مُقْتَرِحاً صُلْباً، و كان ینبغی أَن یكون مُقَرِّحاً إِلَّا أَن یكون اقْتَرَحَ لغة فی قَرَّحَ، و قد یجوز أَن یكون قوله مُقْتَرِحاً أَی مُنْتصباً قائماً علی أَصله. ابن الأَعرابی: لا یُقَرِّحُ البقلُ إِلا من قدر الذراع من ماء المطر فما زاد، قال: و یَذُرُّ البقلُ من مطر ضعیف قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ. و التقریحُ: التشویكُ. و وَشْمٌ مُقَرَّح: مُغَرَّز بالإِبرة. و تَقْرِیحُ الأَرض: ابتداء نباتها. و طریق مَقْرُوح: قد أُثِّرَ فیه فصار مَلْحُوباً بَیِّناً موطوءًا. و القارحُ من ذی الحافر: بمنزلة البازل من الإِبل؛ قال الأَعشی فی الفَرس: و القارح العَدَّا و كل طِمِرَّةٍ، لا تَسْتَطِیعُ یَدُ الطویلِ قَذالَها و قال ذو الرمة فی الحمار: إِذا انْشَقَّتِ الظَّلْماءُ، أَضْحَتْ كأَنها وَأًی مُنْطَوٍ، باقی الثَّمِیلَةِ، قارِحُ و الجمع قَوارِحُ و قُرَّحٌ، و الأُنثی قارحٌ و قارحةٌ، و هی بغیر هاء أَعلی. قال الأَزهری: و لا یقال قارحة؛ و أَنشد بیت الأَعشی: و القارح العَدَّا؛ و قول أَبی ذؤیب: جاوَرْتُه، حین لا یَمْشِی بعَقْوَتِه، إِلا المَقانِیبُ و القُبُّ المَقارِیحُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 560
قال ابن جنی: هذا من شاذ الجمع، یعنی أَن یُكَسَّرَ فاعل علی مفاعیل، و هو فی القیاس كأَنه جمع مِقْراح كمِذْكار و مَذاكیر و مِئْناث و مآنیث؛ قال ابن بری: و معنی بیت أَبی ذؤَیب: أَی جاورت هذا المرثِیَّ حین لا یمشی بساحة هذا الطریق المخوف إِلا المَقانِیبُ من الخیل، و هی القُطُعُ منها، و القُبُّ: الضُّمْرُ. و قد قَرَحَ الفرسُ یَقْرَحُ قُرُوحاً، و قَرِحَ قَرَحاً إِذا انتهت أَسنانه، و إِنما تنتهی فی خمس سنین لأَنه فی السنة الأُولی حَوْلِیّ، ثم جَذَعٌ ثم ثَنِیّ ثم رَباعٌ ثم قارح، و قیل: هو فی الثانیة فِلْوٌ، و فی الثالثة جَذَع. یقال: أَجْذَع المُهْرُ و أَثْنَی و أَرْبَعَ و قَرَحَ [قَرِحَ، هذه وحدها بغیر أَلف. و الفرس قارحٌ، و الجمع قُرَّحٌ و قُرحٌ، و الإِناثُ قَوارِح، و فی الأَسْنان بعد الثَّنایا و الرَّباعِیات أَربعةٌ قَوارِحُ. قال الأَزهری: و من أَسنان الفرس القارحانِ، و هما خَلْفَ رَباعِیَتَیْهِ العُلْیَیَیْنِ، و قارِحانِ خلف رَباعِیَتَیْه السُّفْلَیَیْن، و كل ذی حافر یَقْرَحُ. و‌فی الحدیث: و علیهم السالغُ و القارحُ‌أَی الفرسُ القارح، و كل ذی خُفٍّ یَبْزُلُ و كل ذی ظِلْف یَصْلَغُ. و حكی اللحیانی: أَقْرَحَ، قال: و هی لغة رَدِیَّة. و قارِحُه: سنُّه التی قد صار بها قارحاً؛ و قیل: قُرُوحه انتهاء سنه؛ و قیل: إِذا أَلقی الفرسُ أَقصی أَسنانه فقد قَرَحَ، و قُرُوحُه وقوعُ السِّنّ التی تلی الرَّباعِیَةَ، و لیس قُرُوحه بنباتها، و له أَربع أَسنان یتحَوَّل من بعضها إِلی بعض: یكون جَذَعاً ثم ثَنِیّاً ثم رَباعِیاً ثم قارِحاً؛ و قد قَرِحَ [قَرَحَ نابُه. الأَزهری: ابن الأَعرابی: إِذا سقطت رَباعِیَةُ الفرس و نبتَ مكانَها سِنٌّ، فهو رَباعٍ [رَباعٌ، و ذلك إِذا استتم الرابعة، فإِذا حان قُروحه سقطت السِّن التی تلی رَباعِیَتَه و نَبَت مكانَها نابُه، و هو قارِحُه، و لیس بعد القُرُوح سقوط سِنّ و لا نَباتُ سِنّ. قال: و إِذا دخل الفرس فی السادسة و استتم الخامسة فقد قَرِحَ. الأَزهری: القُرْحةُ الغُرَّة فی وَسَطِ الجَبْهة. و القُرْحةُ فی وجه الفرس: ما دون الغُرَّةِ؛ و قیل: القُرْحةُ كل بیاض یكون فی وجه الفرس ثم ینقطع قبل أَن یَبْلُغَ المَرْسِنَ، و تنسب القُرْحة إِلی خِلْقتها فی الاستدارة و التثلیث و التربیع و الاستطالة و القلة؛ و قیل: إِذا صغُرت الغُرَّة، فهی قُرْحة؛ و أَنشد الأَزهری: تُباری قُرْحةً مثلَ الوَتِیرةِ، لم تكن مَغْدا یصف فرساً أُنثی. و الوتیرة: الحَلْقَةُ الصغیرة یُتَعَلَّمُ علیها الطَّعْنُ و الرّمی. و المَغْدُ: النَّتْفُ؛ أَخبر أَن قُرْحَتَها جِبِلَّة لم تَحْدُثْ عن عِلاجِ نَتْفٍ. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الخَیْلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ؛ هو ما كان فی جبهته قُرحة، بالضم، و هی بیاض یسیر فی وجه الفرس دون الغرّة. فأَما القارح من الخیل فهو الذی دخل فی السنة الخامسة، و قد قَرِحَ یَقْرَحُ قَرَحاً، و أَقْرَحَ و هو أَقْرَحُ و هی قرْحاءُ؛ و قیل: الأَقْرَحُ الذی غُرَّته مثل الدرهم أَو أَقل بین عینیه أَو فوقهما من الهامة؛ قال أَبو عبیدة: الغُرَّةُ ما فوق الدرهم و القُرْحة قدر الدرهم فما دونه؛ و قال النضر: القُرْحة بین عینی الفرس مثل الدرهم الصغیر، و ما كان أَقْرَحَ، و لقد قَرِحَ یَقْرَحُ قَرَحاً. و الأَقْرَحُ: الصبحُ، لأَنه بیاض فی سواد؛ قال ذو الرمة: و سُوح، إِذا اللیلُ الخُدارِیُّ شَقَّه عن الرَّكْبِ، معروفُ السَّمَاوَةِ أَقْرَحُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 561
یعنی الفجر و الصبح. و روضة قَرْحاءُ: فی وَسَطها نَوْرٌ أَبیضُ؛ قال ذو الرمة یصف روضة: حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِیَّةٌ، و كَفَتْ فیها الذِّهابُ، و حَفَّتْها البَراعِیمُ و قیل: القَرْحاءُ التی بدا نَبْتُها. و القُرَیْحاءُ: هَنَةٌ تكون فی بطن الفرس مثل رأْس الرجلِ؛ قال: و هی من البعیر لَقَّاطةُ الحَصی. و القُرْحانُ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ بیضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ؛ قال أَبو النجم: و أَوقَرَ الظَّهْرَ إِلیَّ الجانی، من كَمْأَةٍ حُمْرٍ، و من قُرْحانِ واحدته قُرْحانة، و قیل: واحدها أَقْرَحُ. و القَراحُ: الماءُ الذی لا یُخالِطه ثُفْلٌ من سَویق و لا غیره، و هو الماءُ الذی یُشْرَبُ إِثْر الطعام؛ قال جریر: تُعَلِّلُ، و هی ساغِبةٌ، بَنِیها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ و‌فی الحدیث: جِلْفُ الخُبْزِ و الماءِ القَراحِ؛ هو، بالفتح، الماءُ الذی لم یخالطه شی‌ءٌ یُطَیَّب به كالعسل و التمر و الزبیب. و قال أَبو حنیفة: القَریحُ الخالص كالقَراح؛ و أَنشد قول طَرَفَةَ: من قَرْقَفٍ شِیبَتْ بماءٍ قَرِیح و یروی قَدیح أَی مُغْتَرف، و قد ذُكِرَ. الأَزهری: القَریح الخالصُ؛ قال أَبو ذؤَیب: و إِنَّ غُلاماً، نِیلَ فی عَهْدِ كاهِلٍ، لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمْهَریِّ، قَریحُ نیل أَی قتل. فی عَهْد كاهِلٍ أَی و له عهد و میثاق. و القَراح من الأَرضین: كل قطعة علی حِیالِها من منابت النخل و غیر ذلك، و الجمع أَقْرِحة كقَذال و أَقْذِلة؛ و قال أَبو حنیفة: القَراحُ الأَرض المُخَلَّصةُ لزرع أَو لغرس؛ و قیل: القَراحُ المَزْرَعة التی لیس علیها بناءٌ و لا فیها شجر. الأَزهری: القَراحُ من الأَرض البارزُ الظاهر الذی لا شجر فیه؛ و قیل: القَراحُ من الأَرض التی لیس فیها شجر و لم تختلط بشی‌ء. و قال ابن الأَعرابی: القِرْواحُ الفَضاءُ من الأَرض التی لیس بها شجرٌ و لم یختلط بها شی‌ء؛ و أَنشد قول ابن أَحمر: و عَضَّتْ من الشَّرِّ القَراحِ بمُعْظَمٍ «2» و القِرْواحُ و القِرْیاحُ و القِرْحِیاءُ: كالقَراحِ؛ ابن شمیل: القِرْواحُ جَلَدٌ من الأَرض وقاعٌ لا یَسْتَمْسِكُ فیه الماءُ، و فیه إِشرافٌ و ظهرهُ مُسْتو و لا یستقر فیه ماءٌ إِلا سال عنه یمیناً و شمالًا. و القِرْواحُ: یكون أَرضاً عریضة و لا نبت فیه و لا شجر، طینٌ و سَمالِقُ. و القِرْواحُ أَیضاً: البارز الذی لیس یستره من السماءِ شی‌ءٌ، و قیل: هو الأَرض البارزة للشمس؛ قال عَبید: فَمَنْ بنَجْوتِه كمن بعَقْوتِه، و المُسْتَكِنُّ كمن یَمْشِی بقِرْواحِ و ناقة قِرْواحٌ: طویلة القوائم؛ قال الأَصمعی: قلت لأَعرابی: ما الناقة القِرْواحُ؟ قال: التی كأَنها تمشی علی أَرماح. أَبو عمرو: القِرواح من الإِبل التی
(2). قوله [و عضت من الشر إلخ] صدره كما فی الأَساس: [نأت عن سبیل الخیر إلا أقله] ثم إنه لا شاهد فیه لما قبله، و لعله سقط بعد قوله و لم یختلط بها شی‌ء: و القراح الخالص من كل شی‌ء.
لسان العرب، ج‌2، ص: 562
تَعاف الشربَ مع الكِبارِ فإِذا جاءَ الدَّهْداه، و هی الصغار، شربت معهنّ. و نخلة قِرْواحٌ: مَلْساء جَرْداءُ طویلة، و الجمع القَراویح؛ قال سُوَیْدُ بنُ الصامت الأَنصاری: أَدِینُ، و ما دَیْنی علیكم بمَغْرَمٍ، و لكن علی الشُّمِّ الجِلادِ القَراوح أَراد القراویح، فاضطرّ فحذف، و هذا یقوله مخاطباً لقومه: إِنما آخُذ بدَیْنٍ علی أَن أُؤَدِّیَه من مالی و ما یَرْزُقُ الله من ثمره، و لا أُكلفكم قضاءَه عنی. و الشُّمُّ: الطِّوالُ من النخل و غیرها. و الجِلادُ: الصوابر علی الحرِّ و العَطَشِ و علی البرد. و القَراوِحُ: جمع قِرْواح، و هی النخلة التی انْجَرَدَ كَرَبُها و طالت؛ قال: و كان حقه القراویح، فحذف الیاء ضرورة؛ و بعده: و لیستْ بسَنْهاءٍ، و لا رُجَّبِیَّةٍ، و لكن عَرایا فی السِّنینَ الجَوائِحِ و السَّنْهاءُ: التی تحمل سنة و تترك أُخری. و الرُّجَّبیَّةُ: التی یُبْنی تحتها لضعفها؛ و كذلك هَضْبَةٌ قِرْواح، یعنی ملساء جرداء طویلة؛ قال أَبو ذؤَیب: هذا، و مَرْقَبَةٍ غَیْطاءَ، قُلَّتُها شَمَّاءُ، ضَحْیانةٌ للشمسِ، قِرْواحُ أَی هذا قد مضی لسبیله و رُبَّ مَرْقبة. و لقیه مُقارَحةً أَی كِفاحاً و مواجهة. و القُراحِیّ: الذی یَلْتزم القریة و لا یخرج إِلی البادیة؛ و قال جریر: یُدافِعُ عنكم كلَّ یومِ عظیمةٍ، و أَنتَ قُراحیٌّ بسِیفِ الكَواظِمِ و قیل: قُراحِیّ منسوب إِلی قُراحٍ، و هو اسم موضع؛ قال الأَزهری: هی قریة علی شاطئِ البحر نسبه إِلیها الأَزهری. أَنت قُرْحانٌ من هذا الأَمر و قُراحِیّ أَی خارج، و أَنشد بیت جریر [یدافع عنكم] و فسره، أَی أَنت خِلْوٌ منه سلیم. و بنو قَریح: حیّ. و قُرْحانُ: اسم كلب. و قُرْحٌ و قِرْحِیاء: موضعان؛ أَنشد ثعلب: و أَشْرَبْتُها الأَقْرانَ، حتی أَنَخْتُها بقُرْحَ، و قد أَلْقَیْنَ كلَّ جَنِین هكذا أَنشده غیر مصروف و لك أَن تصرفه؛ أَبو عبیدة: القُراحُ سِیفُ القَطِیفِ؛ و أَنشد للنابغة: قُراحِیَّةٌ أَلْوَتْ بِلِیفٍ كأَنها عِفاءُ قَلُوصٍ، طارَ عنها تَواجِرُ قریة بالبحرین «1». و تَواجِرُ: تَنْفُقُ فی البیع لحسنها؛ و قال جریر: ظَعائِنُ لم یَدِنَّ مع النصاری، و لم یَدْرینَ ما سَمَكُ القُراحِ و فی الحدیث ذِكْرُ قُرْح، بضم القاف و سكون الراء، و قد یجرّك فی الشعر: سُوقُ وادی القُری صلی به رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و بُنِیَ به مسجد؛ و أَما قول الشاعر: حُبِسْنَ فی قُرْحٍ و فی دارتِها، سَبْعَ لَیالٍ، غیرَ مَعْلوفاتِها فهو اسم وادی القُری.

قردح؛ ج2، ص: 562

: القُرْدُحُ و القَرْدَحُ: ضرب من البُرُود. و قَرْدَحَ الرجلُ، أَقرَّ بما یُطلب إِلیه أَو یطلب منه. ابن الأَعرابی: القَرْدَحَةُ الإِقرارُ علی الضیم، و الصبرُ علی الذل. و المُقَرْدِحُ: المتذلل المتصاغر؛ عن ابن الأَعرابی.
(1). قوله [قریة بالبحرین]: یرید أَن قُراحیةً نسبة إِلی قراح، و هی قریة بالبحرین.
لسان العرب، ج‌2، ص: 563
قال: و أَوصی عبدُ الله بنُ خازم بَنِیه عند موته فقال: یا بَنِیَّ إِذا أَصابتكم خُطَّة ضَیْم لا تُطِیقون دَفْعَها فَقَرْدِحُوا لها فإِن اضطرابكم منه أَشدّ لرُسُوخكم فیه؛ ابن الأَثیر: لا تضطربوا له فیزیدكم خَبالًا. الفراءُ: القَرْدَعة و القَرْدَحة الذلُّ. و قال فی الرباعی: القُرْدُحُ الضخم من القِرْدان.

قرزح؛ ج2، ص: 563

: القُرْزُحة من النساء: الدمیمة القصیرة، و الجمع القَرازِح؛ قال: عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَوامِلِ دَلُّها، و لا زِیُّها زِیُّ القِباحِ القَرازِحِ و القُرْزُحُ: ثوبٌ كان نساءُ الأَعراب یَلْبَسْنَه. و القُرْزُحُ و القُرْزُوحُ: شجر، واحدته قُرْزُحةٌ؛ و قال أَبو حنیفة: القُرْزُحةُ شُجَیْرَةٌ جَعْدَة لها حب أَسود. و القُرْزُحَة: بقلة؛ عن كراع، و لم یُحَلِّها، و الجمع قُرْزُحٌ. و قُرْزُحٌ: اسم فرس.

قزح؛ ج2، ص: 563

: القِزْحُ: بِزْرُ البصل، شامیةٌ. و القِزْحُ و القَزْحُ: التابَلُ، و جمعهما أَقْزاحٌ؛ و بائعه قَزَّاح. ابن الأَعرابی: هو القِزْحُ و القَزْحُ و الفِحا و الفَحا. و المِقْزَحةُ: نحوٌ من المِمْلَحة. و التقازیح: الأَبازیر. و قَزَحَ القِدْرَ و قَزَّحها تقزیحاً: جعل فیها قِزْحاً و طرح فیها الأَبازیرَ. و‌فی الحدیث: إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنیا مثلًا، و ضَرَبَ الدنیا لمطْعَمِ ابن آدم مثلًا، و إِن قَزَّحه و مَلَّحه‌أَی تَوْبَلَه، من القِزْح، و هو التابَلُ الذی یُطرح فی القِدْر كالكَمُّون و الكُزْبَرَةِ و نحو ذلك، و المعنی: أَن المَطْعَمَ و إِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ فی صنعته و تطییبه فإِنه عائد إِلی حال تُكره و تستقذر، فكذلك الدنیا المَحْرُوصُ علی عِمارَتِها و نظم أَسبابها راجعة إِلی خراب و إِدبار. و إِذا جعلت التَّوابلَ فی القِدْرِ، قلت: فَحَّیْتُها و تَوْبَلْتُها و قَزَحْتُها، بالتخفیف. الأَزهری: قال أَبو زید قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً و قَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها، و مَلیح قَزیحٌ؛ فالمَلِیحُ من المِلْحِ و القَزیحُ من القِزْح. و قَزَّحَ الحدیثَ: زَیَّنه و تَمَّمه من غیر أَن یكذب فیه، و هو من ذلك. و الأَقْزاحُ، خُرْءُ الحَیَّات، واحدها قِزْحٌ. و قَزَحَ الكلبُ «1» ببوله، و قَزِحَ یَقْزَحُ فی اللغتین جمیعاً قَزْحاً، بالفتح، و قُزوحاً: بالَ، و قیل: رَفَعَ رجله و بالَ، و قیل: رَمَی به و رَشَّه، و قیل: هو إِذا أَرسله دفعاً. و قَزَّحَ أَصلَ الشجرة: بَوَّلَه. و القازحُ: ذَكَرُ الإِنسان، صفة غالبة. و قوسُ قُزَحَ: طرائق متقوسةٌ تَبْدو فی السماءِ أَیام الربیع، زاد الأَزهری: غِبَّ المَطر بحمرة و صُفْرة و خُضْرة، و هو غیر مصروف، و لا یُفْصَلُ قُزَحُ من قوس؛ لا یقال: تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْیَنَ قوسه؛ و‌فی الحدیث عن ابن عباس: لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شیطان، و قولوا: قوس الله عز و جل؛ قیل: سمی به لتسویله للناس و تحسینه إِلیهم المعاصی من التقزیح، و هو التحسین؛ و قیل: من القُزَحِ، و هی الطرائق و الأَلوان التی فی القوس، الواحدة قُزْحة، أَو من قَزَحَ الشی‌ءُ إِذا ارتفع، كأَنه كره ما كانوا علیه من عادات الجاهلیة و أَن یقال قوسُ الله «2» فَیُرْفَعَ قدرُها، كما یقال بیت الله،
(1). قوله [و قزح الكلب إلخ] بابه منع و سمع كما فی القاموس. (2). قوله [و أن یقال قوس الله] كذا فی النهایة و بهامشها قال الجاحظ: كأنه كره ما كانوا علیه من عادات الجاهلیة، و كأنه أحب أن یقال قوس الله إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 564
و قالوا: قوسُ الله أَمانٌ من الغرق؛ و القُزْحة: الطریقة التی فی تلك القَوس. الأَزهری: أَبو عمرو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ. و سئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ، فقال: من جعله اسم شیطان أَلحقه بزُحَل؛ و قال المبرد: لا ینصرف زُحل لأَن فیه العلتین: المعرفة و العدل؛ قال ثعلب: و یقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة، و هی خطوط من صفرة و حمرة و خضرة، فإِذا كان هذا، أَلحقته بزید، قال: و یقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به، قال؛ فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر؛ قال الأَزهری: و عمر لا ینصرف فی المعرفة و ینصرف فی النكرة. الأَزهری: و قَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التی تنتفخ فتذهب؛ قال أَبو وَجْزَة: لهم حاضِرٌ لا یُجْهَلُونَ، و صارِخٌ كسَیْل الغَوادِی، تَرْتَمِی بالقَوازِحِ و أَما قول الأَعشی یصف رجلًا: جالساً فی نَفَرٍ قد یَئِسُوا فی مَحیلِ القَدِّ من صَحْبٍ، قُزَحْ فإِنه عَنی بقُزَحَ لَقَباً له، و لیس باسم، و قیل: هو اسم. و التقزیح: رأْسُ نَبْتٍ «3» أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب، و هو اسم كالتَّمْتِینِ و التَّنْبیتِ؛ و قد قَزَّحتْ. و‌فی حدیث ابن عباس: نهی عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة؛ هی التی تشعبت شُعَباً كثیرة؛ و قد تَقَزَّح الشجر و النبات؛ و قیل: هی شجرة علی صورة التِّین لها أَغصان قِصارٌ فی رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب؛ و قیل: أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ و السباع بأَبوالها علیها؛ یقال: قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله و بال. قال ابن الأَعرابی: من غریب شجر البرِّ المُقَزَّحُ، و هو شجر علی صورة التین له غِصَنَة قِصار فی رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب؛ و منه‌خبر الشَّعْبی: كره أَن یصلی الرجل فی الشجرة المُقَزَّحة و إِلی الشجرة المُقَزَّحة.و قَزَّحَ العَرْفَجُ: و هو أَول نباته. و قُزَحُ أَیضاً: اسم جبل بالمزدلفة؛ ابن الأَثیر: و‌فی حدیث أَبی بكر: أَنه أَتی علی قُزَحَ و هو یَخْرِشُ بعیره بِمِحْجَنِه؛ هو القَرْنُ الذی یقف عنده الإِمام بالمزدلفة، و لا ینصرف للعدل و العلمیة كعُمَرَ؛ قال: و كذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق، فهو جمع قُزْحةٍ، و قد ذكرناه آنفاً.

قسح؛ ج2، ص: 564

: القَسْحُ و القُساحُ و القُسوحُ: بقاء الإنعاظ؛ و قیل: هو شدّة الإنعاظ و یُبْسُه. قَسَحَ یَقْسَحُ قُسوحاً، و أَقْسَحَ: كَثُر إنعاظُه، و هو قاسِحٌ و قُساحٌ و مَقْسُوحٌ، هذه حكایة أَهل اللغة؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری للفظ مفعولٍ هنا وجهاً إِلا أَن یكون موضوعاً موضع فاعل كقوله تعالی: كٰانَ وَعْدُهُ مَأْتِیًّا أَی آتیاً. الأَزهری: إِنه لَقُساح مَقْسوح. و قاسَحَه: یابَسه. و رُمح قاسِحٌ: صُلْب شدید. و القُسوحُ: الیُبْسُ. و قَسَحَ الشی‌ءُ قَساحةً و قُسوحةً إِذا صَلُبَ.

قفح؛ ج2، ص: 564

: الأَزهری: قَفَح فلانٌ عن الشی‌ء إِذا امتنع عنه. و قَفَحَتْ نَفْسُه عن الطعام إِذا تركه؛ و أَنشد: یَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنابِ، حتی تَرَی نَفْسَه قافِحَهْ قال شمر: قافِحَةٌ أَی تاركة؛ قال: و الخُراطَة ما انخرط عِیدانُه و ورقه؛ و قال ابن درید: قَفَحْتُ الشی‌ء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته.
(3). قوله [رأس نبت إلخ] عبارة القاموس شی‌ء علی رأْس نبت إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 565‌

قلح؛ ج2، ص: 565

: القَلَحُ و القُلاحُ: صُفْرة تعلو الأَسنانَ فی الناس و غیرهم؛ و قیل: هو أَن تكثر الصُّفْرة علی الأَسنان و تَغْلُظَ ثم تَسْوَدَّ أَو تخضَرّ؛ الأَزهری: و هو اللُّطاخُ الذی یَلْزَقُ بالثغر؛ و قد قَلِحَ قَلَحاً، فهو قَلِحٌ و أَقْلَحُ، و المرأَةُ قَلْحاء و قَلِحَة، و جمعها قُلْحٌ؛ قال الأَعشی: قد بَنَی اللُّؤْمُ علیهم بَیْتَه، و فَشَا فیهم، مع اللُّؤْم، القَلَحْ قال: و یُسَمَّی الجُعَلُ أَقْلَح؛ و قال ابن سیدة: الأَقْلَح الجُعَل لقَذَرٍ فی فیه، صفة غالبة؛ و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لأَصحابه: ما لی أَراكم تدخلون علیَّ قُلْحاً؟قال أَبو عبید: القَلَحُ صُفْرة فی الأَسنان و وسخ یركبها من طول ترك السواك. و قال شمر: الحَبْرُ [الحِبْرُ صُفْرة فی الأَسنان فإِذا كَبُرَتْ و غَلُظَتْ و اسودّت و اخضرّت، فهو القَلَح؛ و الرجل أَقْلَح، و الجمع قُلْحٌ، من قولهم للمُتَوَسِّخ الثیابِ قِلْح، و هو حَثٌّ علی استعمال السواك. و‌فی حدیث كعب: المرأَةُ إِذا غاب زوجها تَقَلَّحَتْ‌أَی توسخت ثیابُها و لم تتعهد نفسها و ثیابها بالتنظیف، و یروی بالفاء، و هو مذكور فی موضعه. و قَلَّحَ الرجلَ و البعیر: عالج قَلَحَهما؛ و فی المثل: عَوْدٌ یُقَلَّح أَی تنقی أَسنانه. و هو فی مذهبه مثل مَرَّضْتُ الرجلَ إِذا قمت علیه فی مرضه. و قرّدْت البعیر: نَزَعْتَ عنه قُراده، و طَنَّیْتُه إِذا عالجته من طَناهُ. و رجل مُقَلَّح: مُذَلَّل مجرَّب. و فی النوادر: تَقَلَّح فلانٌ البلادَ تَقَلُّحاً و تَرَقَّعَها؛ فالتَّرَقُّع فی الخِصْب، و التَّقَلُّحُ فی الجَدْب.

قلفح؛ ج2، ص: 565

: ابن درید: قَلْفَحَ ما فی الإِناء إِذا شربه أَجْمَع.

قمح؛ ج2، ص: 565

: القَمْحُ: البُرُّ حین یجری الدقیقُ فی السُّنْبُل؛ و قیل: من لَدُنِ الإِنضاج إِلی الاكتناز؛ و قد أَقمَح السُّنْبُل. الأَزهری: إِذا جری الدقیق فی السُّنْبُل تقول قد جری القَمْحُ فی السنبل، و قد أَقْمَح البُرُّ. قال الأَزهری: و قد أَنْضَجَ و نَضِج. و القَمْحُ: لغة شامیة، و أَهل الحجاز قد تكلموا بها. و‌فی الحدیث: فَرَضَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ؛ البُرُّ و القَمْحُ: هما الحنطة، و أَو للشك من الراوی لا للتخییر، و قد تكرَّر ذكر القمح فی الحدیث. و القَمِیحةُ: الجوارِشُ. و القمْحُ مصدر قَمِحْتُ السویقَ. و قَمِحَ الشی‌ءَ و السویقَ و اقْتَمَحه: سَفَّه. و اقْتَمَحه أَیضاً: أَحذه فی راحته فَلَطَعه. و الاقتماحُ: أَخذ الشی‌ء فی راحتك ثم تَقْتَمِحه فی فیك، و الاسم القُمْحة كاللُّقْمة. و القُمْحةُ: ما ملأَ فمك من الماء. و القَمِیحة: السَّفوفُ من السویق و غیره. و القُمْحةُ و القُمُّحانُ و القُمَّحانُ: الذَّرِیرة؛ و قیل: الزعفران؛ و قیل: الوَرْسُ؛ و قیل: زَبَدُ الخمر؛ و قیل: طِیبٌ؛ قال النابغة: إِذا فُضَّتْ خواتِمُه، عَلاهُ یَبِیسُ القُمَّحانِ من المُدامِ یقول: إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتیقة رأَیت علیها بیاضاً یَتَغَشَّاها مثلَ الذریرة؛ قال أَبو حنیفة: لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غیر النابغة؛ قال: و كان النابغة یأْتی المدینة و یُنْشِدُ بها الناسَ و یَسْمَعُ منهم، و كانت بالمدینة جماعة الشعراء؛ قال: و هذه روایة البصریین، و رواه غیرهم [علاه یبیس القُمُّحان]. و تَقَمَّحَ الشرابَ: كرهه لإِكثار منه أَو عیافة له
لسان العرب، ج‌2، ص: 566
أَو قلة ثُفْلٍ فی جوفه أَو لمرض. و القامِحُ: الكاره للماء لأَیَّةِ علة كانت. الجوهری: و قَمَحَ البعیرُ، بالفتح، قُمُوحاً و قامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض و امتنع من الشرب، فهو بعیر قامِحٌ. یقال: شرِبَ فَتَقَمَّح و انْقَمَح بمعنی إِذا رقع رأْسه و ترك الشرب رِیًّا. و قد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت و لم تشرب و رفعت رؤوسها من داء یكون بها أَو برد، و هی إِبل مُقامِحةٌ؛ أَبو زید: تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء و هو متكاره؛ و ناقة مُقامِحٌ، بغیر هاء، من إِبل قِماحٍ، علی طَرْحِ الزائد؛ قال بشر بن أَبی خازم یذكر سفینة و ركبانها: و نحن علی جَوانِبِها قُعُودٌ، نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ و الاسم القُماح و القامِحُ. و المُقامِحُ أَیضاً من الإِبل: الذی اشتدّ عطشه حتی فَتَرَ لذلك فُتُوراً شدیداً. و ذكر الأَزهری فی ترجمة حمم الإِبل: إِذا أَكلت النَّوَی أَخذها الحُمامُ و القُماحُ؛ فأَما القُماحُ فإِنه یأْخذها السُّلاحُ و یُذْهب طِرْقها و رِسْلها و نَسْلها؛ و أَما الحُمامُ فسیأْتی فی بابه. و شَهْرا قِماحٍ و قُماحٍ: شهرا الكانون لأَنهما یكره فیهما شرب الماء إِلا علی ثُفْلٍ؛ قال مالك بن خالد الهُذَلیّ: فَتًی، ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا، و حُبَّ الزادُ فی شَهْرَیْ قِماحِ و یروی: … قُماح، و هما لغتان، و قیل: سمِّیا بذلك لأَن الإِبل فیهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه؛ الأَزهری: هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سمیا شَهْرَیْ قُماحٍ [قِماحٍ لكراهة كل ذی كَبِدٍ شُرْبَ الماء فیهما، و لأَن الإِبل لا تشرب فیهما إِلا تعذیراً؛ قال شمر: یقال لشهری قُماح [قِماح: شَیْبانُ و مِلْحان؛ قال الجوهری: سمیا شهری قُماحٍ [قِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ. و بعیرٌ مُقْمِحٌ: لا یكاد یرفع بصره. و المُقْمَحُ: الذلیل. و فی التنزیل: فَهِیَ إِلَی الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ؛ أَی خاشعون أَذلاء لا یرفعون أَبصارهم. و المُقْمَحُ: الرافع رأْسه لا یكاد یضعه فكأَنه ضِدُّ. و الإِقْماحُ: رفع الرأْس و غض البصر: یقال: أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضیقه. قال الأَزهری: قال اللیث: القامِحُ و المُقامِحُ من الإِبل الذی اشتدّ عطشه حتی فَتَرَ. و بعیر مُقْمَحٌ، و قد قَمَح یَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً، و أَقْمَحَه العطشُ، فهو مُقْمَحٌ. قال الله تعالی: فَهِیَ إِلَی الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ خاشعون لا یرفعون أَبصارهم؛ قال الأَزهری: كل ما قاله اللیث فی تفسیر القامح و المُقامِح و فی تفسیر قوله عز و جل [فَهُمْ مُقْمَحُونَ] فهو خطأٌ و أَهل العربیة و التفسیر علی غیره. فأَما المُقامِح فإِنه روی عن الأَصمعی أَنه قال: بعیر مُقامِحٌ و كذلك الناقة، بغیر هاء، إِذا رفع رأْسه عن الحوض و لم یشرب، قال: و جمعه قِماحٌ، و أَنشد بیت بشر یذكر السفینة و رُكبانَها؛ و قال أَبو عبید: قَمَحَ البعیر یَقْمَحُ قُموحاً، و قَمَه یَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه و لم یشرب الماء؛ و روی عن الأَصمعی أَنه قال: التَّقَمُّح كراهةُ الشرب. قال: و أَما قوله تعالی: فَهُمْ مُقْمَحُونَ؛ فإِن سلمة روی عن الفراء أَنه قال: المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه؛ و قال الزجاج: المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، قال له النبی، صلی الله علیه و سلم: سَتَقْدَمُ علی الله تعالی أَنت و شِیعَتُك راضین مَرْضِیِّین، و یَقْدَمُ علیك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحین؛ ثم جمع یده إِلی عنقه یریهم كیف الإِقْماحُ؛ الإِقماح: رفع الرأْس و غض
لسان العرب، ج‌2، ص: 567
البصر. یقال: أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضیقه. و قیل: للكانونَیْنِ شهرا قُماح [قِماح لأَن الإِبل إِذا وردت الماء فیهما ترفع رؤُوسها لشدة برده؛ قال: و قوله [فَهِیَ إِلَی الْأَذْقٰانِ] هی كنایة عن الأَیدی لا عن الأَعناق، لأَن الغُلَّ یجعل الیدَ تلی الذَّقَنَ و العُنُقَ، و هو مقارب للذقن. قال الأَزهری: و أَراد عز و جل، أَن أَیدیهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم و رؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها. قال اللیث: یقال فی مَثَلٍ: الظَّمَأُ القامِح خیر من الرِّیِّ الفاضح؛ قال الأَزهری: و هذا خلاف ما سمعناه من العرب، و المسموع منهم: الظمأُ الفادح خیر من الرِّیِّ الفاضح؛ و معناه العطشُ الشاق خیر من رِیٍّ یفْضَحُ صاحبه، و قال أَبو عبید فی‌قول أُمِّ زرع: و عنده أَقول فلا أُقَبَّحُ و أَشرب فأَتَقَمَّحُ‌أَی أَرْوَی حتی أَدَعَ الشربَ؛ أَرادت أَنها تشرب حتی تَرْوَی و تَرْفَعَ رأْسَها؛ و یروی بالنون. قال الأَزهری: و أَصل التَّقَمُّح فی الماء، فاستعارته للبن. أَرادت أَنها تَرْوَی من اللبن حتی ترفع رأْسها عن شربه كما یفعل البعیر إِذا كره شرب الماء. و قال ابن شمیل: إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبیذ أَی شَرُوب له و إِنه لَقَحُوفٌ للنبیذ. و قد قَمِحَ الشرابَ و النبیذ و الماء و اللبن و اقْتَمَحه؛ و هو شربه إِیاه؛ و قَمِحَ السویقَ قَمحاً، و أَما الخبز و التمر فلا یقال فیهما قَمِحَ إِنما یقال القَمْحُ فیما یُسَفُّ. و‌فی الحدیث: أَنه كان إِذا اشتكی تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء.یقال: قَمِحْتُ السویقَ، بكسر المیم «1»، إِذا استففته. و القِمْحَی و القِمْحاة: الفَیْشة «2».

قنح؛ ج2، ص: 567

: قَنَحَ یَقْنَحُ قَنْحاً، و تَقَنَّح: تكارَه علی الشراب بعد الرِّیِّ، و الأَخیرة أَعلی. و قال أَبو حنیفة: قَنَح من الشراب یَقْنَح قَنْحاً: تَمَزَّزه. الأَزهری: تَقَنَّحْتُ من الشراب تَقَنُّحاً، قال: و هو الغالب علی كلامهم؛ و قال أَبو الصَّقْر: قَنَحْتُ أَقْنَحُ قَنْحاً. و‌فی حدیث أُم زرع: و عنده أَقول فلا أُقَبَّحُ و أَشربُ فأَتَقَنَّح‌أَی أَقطع الشرب و أَتَمَهَّلُ فیه؛ و قیل: هو الشرب بعد الرِّیِّ؛ قال شمر: سمعت أَبا عبید یسأَل أَبا عبد الله الطُّوال النحویَّ عن معنی قولها فأَتَقَنَّحُ، فقال أَبو عبد الله: أَظنها ترید أَشرب قلیلًا قلیلًا؛ قال شمر: فقلت لیس التفسیر هكذا، و لكن التَّقَنُّح أَن تشْرَبَ فوقَ الرِّیِّ، و هو حرفٌ روی عن أَبی زید. قال الأَزهری: و هو كما قال شمر، و هو التَّقَنُّح و التَّرَنُّح، سمعت ذلك من أَعراب بنی أَسد. و قَنَحَ العُودَ و الغصن یَقْنَحُه قَنْحاً إِذا عطفه حتی یصیر كالصَّوْلجانِ، و هو القُنَّاحُ و القُنَّاحةُ. و القِنْحُ: اتخاذك قُنَّاحة تشُدُّ بها عِضادَة بابك و نحوها، و تسمیها الفُرْسُ: قانه؛ قال ابن سیدة: حكاه صاحبُ العین و لا أَدری كیف ذلك لأَن تعبیره عنه لیس بحسن، قال: وعندی أَن القِنْح هاهنا لغة فی القُنَّاح. ابن الأَعرابی: یقال لدَرَوَنْدِ الباب النِّجافُ و النَّجْرانُ، و لمِتْرَسِه القُنَّاحُ، و لعتبته النَّهْضةُ. الأَزهری: قنَحْتُ البابَ قَنْحاً، فهو مَقْنوح، و هو أَن تَنْحَتَ خشبة ثم ترفعَ البابَ بها؛ تقول للنَّجار: اقْنَحْ بابَ دارنا فیصنع ذلك، و تلك الخشبة هی القُنَّاحة؛ و كذلك كل خشبة تُدْخِلُها تحت أُخری لتحركها. الجوهری: القُنَّاحة، بالضم مشدَّدة، مفتاح مُعْوَجٌّ طویل. و قَنَّحتُ البابَ إِذا أَصلحتَ ذلك علیه.
(1). قوله [بكسر المیم] و بابه سمع كما فی القاموس. (2). زاد فی القاموس القمحانة، بالكسر: ما بین القمحدوة إِلی نقرة القفا. و قمحه تقمیحاً: دفعه بالقلیل عن كثیر یجب له انتهی. زاد فی الأَساس كما یفعل الأمیر الظالم بمن یغزو معه یرضخه أَدنی شی‌ء و یستأثر علیه بالغنیمة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 568‌

قوح؛ ج2، ص: 568

: قاحَ الجُرْحُ یَقُوح: انْتَبَرَ، و سیذكر فی الیاء؛ قال ابن سیدة: لأَن الكلمة یائیة واویة. و قاحَ البیتَ قَوْحاً و قَوَّحه: لغة فی حاقَه أَی كنسه؛ عن كراع.ابن الأَثیر: فی الحدیث: إِن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، احتجم بالقاحةِ و هو صائم؛ هو اسم موضع بین مكة و المدینة علی ثلاث مراحل منها، و هو من قاحة الدار أَی وسطها مثل ساحتها و باحتها.

قیح؛ ج2، ص: 568

: القَیْحُ: المِدَّةُ الخالصة لا یخالطها دم؛ و قیل: هو الصدید الذی كأَنه الماء و فیه شُكْلَةُ دَمٍ؛ قاحَ الجُرْحُ یَقِیحُ قَیْحاً، و أَقاحَ. و‌فی الحدیث: لأَنْ یَمْتَلئَ جوفُ أَحدكم قَیْحاً حتی یَرِیَه خیرٌ له من أَن یمتلئ شعراً؛ القَیْحُ: المِدَّة؛ و قد قاحت القَرْحةُ و تَقَیَّحَتْ، و قَیَّح الجُرْحُ و تَقَیَّح الجُرْحُ. و یقال للجُرْحِ إِذا انْتَبَرَ: قد تَقَوَّحَ. قال: و قاح الجُرْحُ یَقِیحُ، و قَیَّح و أَقاح. ابن الأَعرابی: أَقاحَ الرجل إِذا صَمَّمَ علی المنع بعد السؤال. و‌روی عن عمر أَنه قال: من ملأَ عینیه من قاحةِ بیت قبل أَن یؤذن له فقد فَجَر.قال ابن الفرج: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِیَّ یقول: هذا باحةُ الجار و قاحَتُها؛ و مثله: طین لازبٌ و لازقٌ، و نَبِیثة البئر و نَقِیثَتُها، و قد نَبَثَ عن الأَمر و نَقَثَ، عاقبت القافُ الباء. ابن زیاد: مررت علی دَوْقَرَةٍ فرأَیت فی قاحَتها دَعْلَجاً شَظِیظاً؛ قال: قاحة الدار وسطها، و قاحة الدار ساحتها. و الدَّعْلج: الجُوالِقُ. و الدَّوْقَرة: أَرض نَقِیَّةٌ بین جبال أَحاطت بها. ابن الأَعرابی: القُوحُ الأَرضون التی لا تُنْبِتُ شیئاً، یقال: قاحةٌ و قُوحٌ مثل ساحةٍ و سُوحٍ، و لابةٍ و لُوبٍ، و قارةٍ و قُورٍ.

فصل الكاف؛ ج2، ص: 568

كبح؛ ج2، ص: 568

: الكَبْحُ: كَبْحُك الدابةَ باللجام. كَبَحَ الدابةَ یَكْبَحُها كَبْحاً و أَكْبَحَها، الأَخیرة عن یعقوب: جذبها إِلیه باللجام و ضرب فاها به كی تَقِفَ و لا تجری. یقال: أَكْمَحْتها و أَكْفَحْتها و كَبَحْتُها، قال الجوهری: هذه وحدها عن الأَصمعی بلا أَلف. و‌فی حدیث الإِفاضة من عرفات: و هو یَكْبَحُ راحلَته، هو من ذلك. كَبَحْتُ الدابةَ: إِذا جذبت رأْسها إِلیك و أَنت راكب و منعتها من الجِماحِ و سرعة السیر. و كَبَحَه عن حاجته كَبْحاً إِذا رَدَّه عنها. و كَبَحَ الحائطُ السهمَ إِذا أَصاب الحائطَ حین رُمِیَ به و رَدَّه عن وجهه و لم یرْتَزَّ فیه. قال الأَزهری: و قیل لأَعرابی: ما للصقر یحب الأَرنب ما لا یحب الخَرَبَ؟ فقال: لأَنه یَكْبَحُ سَبَلَتَه بذَرْقِه فیردّه؛ حكی ذلك الأَصمعی قال: رأَیت صقراً كأَنما صُبَّ علیه وِخافُ خِطْمِیٍّ یعنی من ذَرْق الحُباری. قال: و الكابحُ مَن استقبلك مما یُتَطَیَّرُ منه من تَیْسٍ و غیره و جمعه كوابِحُ؛ قال البَعِیثُ: و مُغْتَدِیات بالنُّحوسِ كَوابِح و كَبَحه بالسیف كَبْحاً: و هو ضَرْبٌ فی اللحم دون العظم.

كتح؛ ج2، ص: 568

: الكَتْحُ: دون الكَدْحِ من الحَصَی و الشی‌ء یصیب الجلد فیؤثر فیه و لا یبلغ الكَدْحَ؛ قال أَبو النجم یصف الحمیر: یَكْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَی مَكْتُوحا، و مَرَّةً بحافرٍ مَكْبُوحا
لسان العرب، ج‌2، ص: 569
و قال الآخر: فأَهْوِنْ بذئبٍ یَكْتَحُ الریحُ باسْتِه أَی یضربه الریح بالحصی؛ قال: و من رواه … یَكْثَحُ …، بالثاء، فمعناه یكشف. و كَتَحَتْه الریحُ و كَثَحَتْه: سَفَتْ علیه الترابَ أَو نازَعَتْه ثوبَه. و كَتَح الدَّبی الأَرضَ: أَكلَ ما علیها من نبات أَو شجر؛ قال: لهُمْ أَشَدُّ علیكم یومَ ذُلِّكُمُ من الكَواتِحِ، من ذاك الدَّبی السُّودِ و كتَحَه كَتْحاً: رَمَی جسمه بما أَثر فیه، و الطعامَ: أَكل منه حتی شبع.

كثح؛ ج2، ص: 569

: الكَثْحُ: كشف الریح الشی‌ءَ عن الشی‌ء. یقال منه: كَثَحَتِ الریحُ الشی‌ءَ كَثْحاً و كَثَّحَتْه كشَفته. قال: و تَكَثَّحَ بالتراب و بالحصی أَی تَضَرَّب به. و الكَثْحُ: كشف الرجل ثوبه عن اسْتِه، عربی صحیح. و كَثَحَتْه الریح: سفت علیه التراب أَو نازعته ثوبه ككَتَحَتْه. و كَثَح الشی‌ءَ: جمعه و فرَّقه، ضِدٌّ. قال المُفَضَّل: كَثَحَ من المال ما شاء مثلُ كَسَحَ.

كحح؛ ج2، ص: 569

: الكُحُّ: الخالص من كل شی‌ء كالقُحِّ، و الأُنثی كُحَّة كقُحَّة. و عبد كُحٌّ: خالصُ العُبودةِ. و عربیٌّ كُحٌّ و أَعراب أَكْحاحٌ إِذا كانوا خُلَصاءَ؛ و زعم یعقوب أَنَّ الكاف فی كل ذلك بدل من القاف. و الأَكَحُّ: الذی لا سِنَّ له. و أُمُّ كُحَّةَ: امرأَة نزلت فی شأْنها الفرائض.

كحكح؛ ج2، ص: 569

: الكُحْكُحُ [الكِحْكِحُ «3» من الإِبل و البقر و الشاء: الهَرِمةُ التی لا تُمْسِكُ لُعابَها؛ و قیل: هی التی قد أُكِلَتْ أَسْنانُها. و الكُحْكُحُ [الكِحْكِحُ: العجوز الهرمة، و الناقة الهرمةُ؛ و ناقة كُحْكُحٌ [كِحْكِحٌ و قُحْقُحٌ و عَزُومٌ و عَوْزَمٌ إِذا هَرِمَت. و الكُحُحُ: العجائز الهرمات؛ و أَنشد الأَزهری لراجز یذكر راعیاً و شفقته علی إِبله: یَبكی علی إثْرِ فَصیلٍ فی بَحَرْ، و الكُحْكُحِ [الكِحْكِحِ اللِّطْلِطِ ذاتِ المُختَبَرْ و إِذا أَسَنَّتِ الناقةُ و ذهبت أَسنانها فهی: ضِرْزِمٌ و لِطْلِطٌ و كِحْكِحٌ و عِلْهِزٌ و هِرْهِرٌ و دِرْدِحٌ.

كدح؛ ج2، ص: 569

: الكَدْح: العمل و السعیُ و الكسبُ و الخَدْشُ. و الكَدْحُ: عمل الإِنسان لنفسه من خیر أَو شر. كَدَحَ یَكْدَحُ كَدْحاً و كَدَحَ لأَهله كَدْحاً: و هو اكتسابه بمشقة. الأَزهری: یَكْدَحُ لنفسه بمعنی یسعی لنفسه؛ و منه قوله تعالی: إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلیٰ رَبِّكَ كَدْحاً أَی ناصِبٌ إِلی ربك نَصْباً؛ و قال الجوهری: أَی تسعی. قال أَبو إِسحاق: الكَدْحُ فی اللغة السَّعْیُ و الحِرْصُ و الدُّؤُوبُ فی العمل فی باب الدنیا و باب الآخرة؛ قال ابن مقبل: و ما الدَّهرُ إِلا تارَتانِ: فمنهما أَموتُ، و أُخْری أَبْتَغی العَیْشَ أَكْدَحُ أَی تارة أَسعی فی طلب العیش و أَدْأَبُ. و یقال: هو یَكْدَحُ فی كذا أَی یَكُدّ. الجوهری: یَكْدَحُ لعیاله و یَكْتَدِحُ أَی یكتسب لهم؛ قال الأَغْلَبُ العِجْلِیُّ: أَبو عیال یَكْدَحُ المَكادِحا و الكَدْحُ بالسنّ: دون الكَدْم بالأَسنان، و الفعل كالفعل؛ و قیل: الكَدْحُ قَشْرُ الجلد یكون بالحجر و الحافر. و كَدَحَ جِلْدَه و كَدَّحه فَتَكَدَّحَ،
(3). قوله [الكحكح إلخ] كهدهد و زبرج ما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 570
كلاهما: خَدَّشَه فتَخَدَّشَ. و تَكَدَّحَ الجِلْدُ: تَخَدَّش. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: من سأَل و هو غَنِیٌّ جاءَت مسأَلتُه یوم القیامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً أَو كُدُوحاً فی وجهه.ابن الأَثیر: الكُدُوحُ الخُدُوشُ. و كلُّ أَثَرٍ من خَدْشٍ أَو عَضٍّ فهو كَدْح؛ و یجوز أَن یكون مصدراً سمی به الأَثر، و أَصابه شی‌ء فكَدَحَ وجهه. و حمار مُكَدَّحٌ: مُعَضَّضٌ. و الكُدُوح: آثار العض، واحدها كَدْحٌ، و عَمَّ بعضهم به الأَثر. قال أَبو عبید: الكُدُوح آثار الخُدوش. و كل أَثر من خَدْش أَو عض فهو كَدْح؛ و منه قیل للحمار الوحشی: مُكَدَّح لأَن الحُمُر یَعْضَضْنَه؛ و أَنشد: یَمْشُونَ حَوْل مُكَدَّمٍ، قد كَدَّحتْ مَتْنَیْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ و قِلالِ و كَدَح فلانٌ وجه فلان إِذا عمل به ما یَشِینُه. و كَدَحَ وجهَ أَمرِه إِذا أَفسده. و به كَدْحٌ و كُدوح أَی خُدُوش؛ و قیل: الكَدْحُ أَكبر من الخَدْش. و‌فی الحدیث: فی وجهه كُدُوحٌ‌أَی خدوش. و التكدیح: التخدیش. و‌فی الحدیث: المَسائلُ كُدُوحٌ یَكْدَحُ بها الرجل وجهه.و وقع من السطح فَتَكَدَّحَ أَی تَكَسَّر، و تبدل الهاء من كل ذلك. و كَدَحَ رأْسه بالمُشْطِ: فَرَّجَ شعره به. و كَوْدَحٌ: اسم.

كذح؛ ج2، ص: 570

: كَذَحَتْه الریحُ: ككَتَحَتْه.

كرح؛ ج2، ص: 570

: الأُكَیْراحُ «1»: بُیوتٌ و مواضع تخرج إِلیها النصاری فی بعض أَعیادهم، و هو معروف؛ قال: یا دَیْرَ حَنَّةَ من ذاتِ الأُكَیْراحِ، من یَصْحُ عنكَ، فإِنی لَسْتُ بالصاحی قال ابن درید: أَحسب أَن الكارحة و الكارخة حلق الإِنسان أَو بعض ما یكون فی الحلق منه.

كربح؛ ج2، ص: 570

: الكَرْبَحة و الكَرْمَحة: عَدْوٌ دون الكَرْدَمة، و لا یُكَرْدِمُ إِلا الحمار و البغل.

كرتح؛ ج2، ص: 570

: كَرْتَحه: صَرَعَه. و كَرْتَح فی مشیه: أَسرع.

كردح؛ ج2، ص: 570

: الأَصمعی: سقط من السطح فَتَكَرْدَح أَی تدحرج. و الكَرْدَحة: الإِسراع فی العَدْو. و الكَرْدَحة: من عَدْو القصیر المتقارب الخَطْو المجتهد فی عَدْوه؛ و أَنشد: یَمُرّ مَرَّ الریحِ لا یُكَرْدِحُ ابن الأَعرابی: هو سَعْیٌ فی نَطٍّ، و قد كَرْدَحَ، و هی الكَرْدَحاءُ. و الكَرْدَحة: عَدْوُ القصیر یُقَرْمِطُ و یُسْرع، و كذلك الكَرْتَحة و الكَرْمَحة.
(1). قوله [الأكیراح] بصیغة تصغیر جمع كرح، بالكسر، قال یاقوت نقلًا عن الخالدی: الأكیراح رستاق نزه بأرض الكوفة، و بیوت صغار تسكنها الرهبان الذین لا قلالی لهم. بالقرب منها دیران یقال لأَحدهما: دیر عبد، و للآخر دیر حنة، و هو موضع بظاهر الكوفة كثیر البساتین و الریاض و فیه یقول أَبو نواس: یا دیر حنة إلخ، قال أَبو سعید السكری: رأیت الأكیراح، و هو علی سبعة فراسخ من الحیرة، و قد وهم فیه الأَزهری فسماه الأكیراخ، بالخاء المعجمة؛ و فیه یقول بكر بن خارجة: دع البساتین من آس و تفاح و اقصد إلی الشیح من ذات الأكیراح إلی الدساكر فالدیر المقابلها لدی الأكیراح أو دیر ابن وضاح منازل لم أزل حیناً ألازمها لزوم غادٍ إلی اللذات روّاح انتهی باختصار.
لسان العرب، ج‌2، ص: 571
یقال: كرمَحْنا فی آثار القوم: عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل. و كَرْدَمَ الحمار و كَرْدَح إِذا عدا علی جَنْب واحد. و المُكَرْدَحُ: المتذلل المتصاغر. و الكِرْداحُ: المتقارِبُ المشی. و كَرْدَحه: صرعه. و الكُرادِحُ: القصیر. و كِرْداحٌ: موضع.

كرمح؛ ج2، ص: 571

: الكَرْمَحة و الكَرْتَحة: عَدْوٌ دون الكَرْدَمة. قال أَبو عمرو: كَرْمَحْنا فی آثار القوم: عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل.

كسح؛ ج2، ص: 571

: الكَسْحُ: الكَنْسُ؛ كَسَحَ البیتَ و البئر یَكْسَحُه كَسْحاً: كَنَسه. و المِكْسَحة: المِكْنَسةُ؛ قال سیبویه: هذا الضرب مما یُعْتَمل مكسور الأَوّل، كانت الهاء فیه أَو لم تكن. الجوهری: المِكْسَحة ما یُكْنَس به الثَّلْجُ و غیره. و الكُساحة مثل الكُناسة؛ قال ابن سیدة: و الكُساحة الكُناسة، و قال اللحیانی: كُساحةُ البیت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِیَ بعضُه علی بعض. و الكُساحة: تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ. و اكْتَسَح أَموالَهم: أَخذها كلها؛ یقال: أَغاروا علیهم فاكْتَسَحُوهم أَی أَخذوا مالهم كله، و یقال: أَتینا بنی فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَی لم نُبْق لهم شیئاً؛ قال المُفَضَّل: كَسَحَ و كَثَح بمعنی واحد. و الكُساحُ: الزَّمانةُ فی الیدین و الرجلین و أَكثر ما یستعمل فی الرجلین. الأَزهری: الكَسَحُ ثِقَل فی إِحدی الرجلین إِذا مَشَی جَرَّها جَرّاً. و كَسِحَ كَسَحاً، و هو أَكْسَحُ و كَسْحانُ و كَسِیحٌ و مكَسَّحٌ؛ و قیل: الأَكْسَحُ الأَعرجُ و المُقْعَدُ أَیضاً؛ قال الأَعشی: كُل وَضَّاحٍ كَریمٍ جَدُّه، و خَذولِ الرِّجْلِ، من غیرِ كَسَحْ و هذا البیت أَورده الجوهری و غیره و ابن بری: بین مغلوب نبیل جدّه، و قال: هو یصف قوماً نَشاوی ما بین مغلوب قد غلبه السكر، و خَذُولِ الرجل من غیر كَسَح. قال ابن بری: و یروی تلیل خدّه، بالخاء المعجمة و الدال المهملة. و الكَسَحُ: داء یأْخذ فی الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل. و قد كَسِحَ الرجلُ كَسَحاً إِذا ثقلت إِحدی رجلیه فی المشی، فإِذا مشی كأَنه یَكْسَحُ الأَرضَ أَی یَكْنُسُها، و‌فی حدیث قتادة فی تفسیر قوله: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَمَسَخْنٰاهُمْ عَلیٰ مَكٰانَتِهِمْ أَی جعلناهم كُسْحاً‌یعنی مُقْعَدین، جمع أَكْسَحَ كأَحْمر و حُمْرٍ. و الأَكسح: المُقْعَدُ، و الفعل كالفعل. و‌فی حدیث ابن عمر: سئل عن مال الصدقة فقال: إِنها شَرُّ مال، إِنما هی مال الكُسْحانِ و العُورانِ؛ هی جمع الأَكْسَحِ، و هو المُقْعَد، و معنی الحدیث أَنه كره الصدقة إِلّا لأَهل الزَّمانَة؛ و أَنشد اللیث للأَعشی: و لقد أَمْنَحُ مَنْ عادَیْتُه كلَّ ما یَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ قال: و یروی بالشین. و قال أَبو سعید: الكُساح من أَدواء الإِبل. جمل مَكْسُوح: لا یمشی من شدّة الضَّلَع. قال: و عُود مُكَسَّح و مُكَشَّح أَی مَقْشُور مُسَوًّی؛ قال: و منه قول الطِّرِمَّاح: جُمالِیَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَدیلِها، شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِیِّ المُكَسَّحِ و یروی … المكشح بالشین؛ أَراد بالشَّناحِی عُنُقَها لطوله. و المُكاسَحة: المُشارَّة الشدیدة. و كَسَحَتِ الریح الأَرضَ: قشرت عنها التراب.

كشح؛ ج2، ص: 571

: الكَشْحُ: ما بین الخاصرة إِلی الضِّلَعِ الخَلف، و هو من لَدُن السرة إِلی المَتْن؛ قال طَرَفَةُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 572
و آلَیْتُ لا یَنْفَكُّ كَشْحِی بِطانَةً لعَضْبٍ، رَقیقِ الشَّفْرَتَیْنِ، مُهَنَّدِ قال الأَزهری: هما كَشْحانِ و هو موقِع السیف من المُتَقَلَّد؛ و‌فی حدیث سعد: إِن أَمیركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَین‌أَی دقیق الخَصْرین؛ قال ابن سیدة: و قیل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر و باطن و هما من الخیل كذلك؛ و قیل: الكَشْحُ ما بین الحَجَبَة إِلی الإِبط؛ و قیل: هو الخَصْر؛ و قیل: هو الحشی، و الكَشْحُ: أَحد جانِبَیِ الوِشاحِ؛ و قیل: إِن الكَشْحَ من الجسم إِنما سمی بذلك لوقوعه علیه، و جمع كل ذلك كُشوح لا یُكَسَّر إِلَّا علیه؛ قال أَبو ذؤَیب: كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّساءِ، یَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا «1» شبه بیاضَ الظباء ببیاض الوَدَع. و كَشِحَ كَشَحاً: شَكا كَشْحَه. و الكَشَحُ: داء یصیب الكَشْحَ. و طَوی كَشْحَه علی أَمر: استمر علیه؛ و كذلك الذاهب القاطع الرحم؛ قال: طَوی كَشْحاً خلیلُك و الجَناحا، لبَیْنٍ منكَ، ثم غَدا صُراحا و كذلك إِذا عاداك و فاسَدَك، یقال: طوی كَشْحاً علی ضِغْن إِذا أَضمره؛ قال زهیر: و كانَ طَوی كَشْحاً علی مُسْتكِنَّةٍ، فلا هو أَبْداها، و لم یَتَجَمْجَمِ و الكاشِحُ: المتولی عنك بِوُدّه. و یقال: طَوی فلانٌ كَشْحَه إِذا قطعك و عاداك؛ و منه قول الأَعشی: و كانَ طَوی كَشْحاً و أَبَّ لیَذْهَبا قال الأَزهری: یحتمل قوله‌و كان طوی كَشْحاً … أَی عزم علی أَمر و استمرت عزیمته. و یقال: طوی كشحه عنه إِذا أَعرض عنه. و قال الجوهری: طویتُ كَشْحی علی الأَمر إِذا أَضمرته و سترته. و الكاشحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ. و الكاشح: الذی یضمر لك العداوة. یقال: كَشَحَ له بالعداوة و كاشَحه بمعنًی. قال ابن سیدة: و الكاشح العدوّ الباطنُ العداوة كأَنه یطویها فی كَشْحه، أَو كأَنه یُوَلِّیك كَشْحَه و یُعْرِض عنك بوجهه، و الاسم الكُشاحة. و‌فی الحدیث: أَفضل الصدقة علی ذی الرَّحِم الكاشِحِ؛ الكاشح: العدوُّ الذی یضمر عداوته و یطوی علیها كَشْحه أَی باطنه. و الكَشْحُ: الخَصْر. و الذی یَطْوی عنك كَشْحَه و لا یأْلفك. و سمی العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلَّاك كَشْحَه و أَعرض عنك؛ و قیل: لأَنه یَخْبَأُ العداوة فی كَشْحه و فیه كَبِدُه، و الكَبِدُ بیت العداوة و البَغْضاء؛ و منه قیل للعدوّ: أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ؛ و كاشَحه بالعداوة مكاشحة و كِشاحاً. قال المُفَضَّل: الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ، و هو الفأْس. و الكُشاحة: المُقاطعة. و كَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها بین رجلیها؛ و أَنشد: یأْوی، إِذا كَشَحتْ إِلی أَطْبائِها، سَلَبُ العَسِیبِ كأَنه ذُعْلُوقُ الأَزهری: كَشَحَ عن الماء إِذا أَدبر عنه. و كَشَحَ القومُ عن الماء و انْكَشَحوا إِذا ذهبوا عنه و تفرّقوا. و رجل مَكْشُوحٌ: وُسِمَ بالكِشاح فی أَسفل الضلوع. و الكِشاحُ: سِمَةٌ فی موضع الكَشْح.
(1). قال أبو سعید السكری جامع أشعار الهذلیین: الكشح وشاح من ودع فأراد كأن الظباء فی بیاضها ودع یطفون فوق ذری الماء و جنوح مائلة، شبه الظباء و قد ارتفعن فی هذا السیل بكشوح النساء علیهن الودع، ثم قال: و كانت الأَوشحة تعمل من ودع أبیض انتهی. القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 573
و كَشَحَ البعیرَ و كَشَّحَه: وَسَمَه هنالك، التشدید عن كراع. و الكَشْحُ: الكَیُّ بالنار؛ و إِبل مُكَشَّحة و مُحَنَّبة «2». قال الجوهری: و الكَشَحُ، بالتحریك، داء یصیب الإِنسانَ فی كَشْحِه فیُكْوی. و قد كُشِحَ الرجلُ كَشْحاً إِذا كُوِیَ منه، و مِنه سمی المَكْشُوحُ المرادیّ. و كَشَحَ العُودَ كَشْحاً: قشره. و مَرَّ فلانٌ یَكْشَح القومَ و یَشُلُّهم و یَشْحَنُهم أَی یُفَرِّقُهم و یطردهم.

كفح؛ ج2، ص: 573

: المُكافَحةُ: مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة. كَفَحه كَفْحاً و كافَحَه مُكافَحة و كِفاحاً: لقیه مواجهة. و لقیه كَفْحاً و مكافَحةً و كِفاحاً أَی مواجهة، جاء المصدر فیه علی غیر لفظ الفعل؛ قال ابن سیدة: و هو موقوف عند سیبویه مطرد عند غیره؛ و أَنشد الأَزهری فی كتابه: أَ عاذِل من تُكْتَبْ له النارُ یَلْقَها كِفاحاً، و من یُكْتَبْ له الخُلْدُ یَسْعَدِ و المُكافَحةُ فی الحرب: المضاربة تلقاء الوجوه. و‌فی الحدیث أَنه قال لحسان: لا تزال مُؤَیَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله؛ المُكافَحَةُ: المضاربة و المدافعة تلقاء الوجه، و یروی نافَحْتَ، و هو بمعناه. و كَفَحه بالعصا كَفْحاً: ضربه بها. الفراء: أَكْفَحْته بالعصا أَی ضربته، بالحاء. و قال شمر: كَفَخْتُه، بالخاء المعجمة. قال الأَزهری: كَفَحْتُه بالعصا و السیف إِذا ضربته مواجهة، صحیح. و كَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا غیر. و كَفِحَ عنه «3» كَفْحاً: جَبُنَ. و أَكْفَحْتُه عنی أَی رددتُه و جَنَّبْته عن الإِقدام علیَّ. الجوهری: كافَحُوهم إِذا استقبلوهم فی الحرب بوجوههم لیس دونها تُرْسٌ و لا غیره. و الكَفِیحُ: الكُفْؤ. و المُكافِحُ: المباشر بنفسه. و فلان یُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه. و‌فی حدیث جابر: إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً‌أَی مواجهةً لیس بینهما حجابٌ و لا رسول. و أَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً: تَلَقَّی فاها باللجام یضربه به لیلتقمه، و هو من قولهم لقیته كِفاحاً أَی استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ. و كَفَحها باللجام كَفْحاً: جذبها. و تقول فی التقبیل: كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً. و كَفَحَ المرأَة یَكْفَحُها و كافَحها: قبلها غفلة. و‌فی الحدیث: إِنی لأَكْفَحُها و أَنا صائم‌أَی أُواجهها بالقُبْلة. و كافَحَتْه أَی قَبَّلَتْه؛ قال الأَزهری: و‌فی حدیث أَبی هریرة أَنه سئل: أَ تُقَبِّل و أَنت صائم؟ فقال: نعم و أَكْفَحُها‌أَی أَتمكن من تقبیلها و أَستوفیه من غیر اختلاس، مِن المُكافَحَة و هی مصادفة الوجه، و بعضهم یَرْویه: و أَقْحَفُها؛ قال أَبو عبید: فمن رواه و أَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ و المباشرة للجلد، و كلُّ من واجهته و لقیته كَفَّةَ كَفَّةَ، فقد كافَحْتَه كِفاحاً و مُكافحةً؛ قال ابن الرِّقاع: یُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحی، مكافَحَةً للمَنْخَرَیْنِ، و للفَمِ قال: و من رواه: و أَقْحَفُها أَراد شرب الریق مِن قَحَفَ الرجلُ ما فی الإِناء إِذا شرب ما فیه. و كَفِیحُ المرأَة: زوجُها، و هو من ذلك. و كَفَحْته كَفْحاً: كَلَوَّحْتُه.
(2). قوله [و إبل مكشحة و محنبة] أی أصابها الكشح و الحنب بالتحریك. (3). قوله [و كفح عنه إلخ] بابه سمع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 574
و تَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها: كَفَحَ بعضها بعضاً؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّی الحارثی: فَرَّجَ عنها، حَلَقَ الرَّتائِجِ، تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففك التضعیف للضرورة؛ و كقوله: تشْكُو الوَجَی من أَظْلَلٍ و أَظْلَلِ أَراد من أَظَلَّ و أَظَلَّ. ابن شمیل فی تفسیر‌قوله: أَعْطَیْتُ محمداً كِفاحاً‌أَی كثیراً من الأَشیاء فی الدنیا و الآخرة. و فی النوادر: كَفْحةٌ من الناس و كَثْحَةٌ أَی جماعة لیست بكثیرة. و كَفَحَ الشی‌ءَ و كَثَحه: كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه. و الأَكْفَحُ: الأَسودُ.

كلح؛ ج2، ص: 574

: الكُلُوحُ: تَكَشُّرٌ فی عُبوس؛ قال ابن سیدة: الكُلُوحُ و الكُلاحُ بُدُوُّ الأَسنان عند العُبوس. كَلَحَ یَكْلَحُ كُلُوحاً و كُلاحاً و تَكَلَّحَ؛ و أَنشد ثعلب: و لَوَی التَّكَلُّحَ، یَشْتَكی سَغَباً، و أَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِلُ السَّغَبِ التكلح هنا یجوز أَن یكون مفعولًا من أَجله و یجوز أَن یكون مصدراً للوی لأَن لوی یكون فی معنی تَكلَّحَ، و قد أَكلحه الأَمرُ؛ قال لبید یصف السهام: رَقَمِیَّات علیها ناهِضٌ، تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منها و الأَیَلّ و فی التنزیل: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّٰارُ وَ هُمْ فِیهٰا كٰالِحُونَ: قال أَبو إِسحاق: الكالحُ الذی قد قَلَصَتْ شَفَتُه عن أَسنانه نحو ما تری من رؤوس الغنم إِذا برزت الأَسنانُ و تَشَمَّرت الشِّفاه. و الكُلاحُ، بالضم: السنة المُجْدِبة؛ قال لبید: كانَ غِیاثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ، و عِصْمةً فی الزَّمَنِ الكُلاحِ و‌فی حدیث علیّ: إِن من ورائكم فِتَناً و بَلاءً مُكْلِحاً‌أَی یُكْلِحُ الناسَ بشدَّته؛ الكُلُوحُ: العُبُوس. یقال: كَلَحَ الرجلُ و أَكْلَحه الهَمُّ و دهرٌ كالحٌ علی المَثَل. و كَلاحِ معدولٌ: السنة الشدیدة؛ قال الأَزهری: و دهر كالح و كُلاحٌ شدید؛ و أَنشد للبید: و عِصْمةً فی السَّنةِ الكُلاحِ و سنة كَلاحِ، علی فَعالِ بالكسر، إِذا كانت مُجْدِبة، قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول لجمل یَرْغو و قد كَشَر عن أَنیابه: قَبَحَ الله كَلَحَته یعنی فمه؛ و قال ابن سیدة: قَبَحَ اللهُ كَلَحَته یعنی الفم و ما حوله. و رجل كَوْلَحٌ: قبیح. و المكالَحة: المُشارَّةُ. و تَكَلَّحَ البرقُ: تَتابَعَ. و تَكَلَّحَ البرقُ تَكَلُّحاً: و هو دوام برقه و اسْتِسْراره فی الغمامة البیضاء، و هذا مثل قولهم: تَكَلَّحَ إِذا تَبَسَّمَ؛ و تَبَسَّمَ البرقُ مثله. قال الأَزهری: و فی بیضاء بنی جَذِیمةَ ماء یقال له كلح، و هو شَروبٌ علیه نخل بَعْلٌ قد رَسَختْ عروقها فی الماء.

كلتح؛ ج2، ص: 574

: الكَلْتَحةُ: ضَرْبٌ من المَشْی. و كَلْتَحٌ: اسم. و رجل كَلْتَحٌ: أَحمق.

كلدح؛ ج2، ص: 574

: الكَلْدَحة: ضرب من المشی. و الكِلْدِح: الصُّلْب «1». و الكِلْدِح: العجوز.
(1). قوله [و الكلدح الصلب إلخ] كذا بضبط الأَصل بكسر الكاف و الدال، و ضبطه القاموس بفتحهما. ونبه شارحه علی الضبطین انتهی.
لسان العرب، ج‌2، ص: 575‌

كلمح؛ ج2، ص: 575

: بفیه الكِلْحِمُ و الكِلْمِحُ: الترابُ، و سیذكر فی كلحم.

كنتح؛ ج2، ص: 575

: رجل كَنْتَح و كَنْثَحٌ، بالتاء و الثاء: و هو الأَحمق.

كنثح؛ ج2، ص: 575

: رجل كَنْتَح و كَنْثَحٌ، بالتاء و الثاء، و هو الأَحمق.

كنسح؛ ج2، ص: 575

: الكِنْسِحُ «1»: أَصل الشی‌ء و مَعْدِنُه.

كمح؛ ج2، ص: 575

: الكَمْحُ: رَدُّ الفرس باللجام. و الكَمَحةُ: الراضَة. ابن سیدة: كَمَحْتُ الدابةَ باللجام كَمْحاً إِذا جذبته إِلیك لیَقِفَ و لا یجری. و أَكْمَحَه إِذا جَذَب عِنانَه حتی یَنْتَصِبَ رأْسُه؛ و منه قول ذی الرمة: تَمُورُ بضَبْعَیْها و تَرْمِی بِحَوْزِها، حِذاراً من الإِیعادِ، و الرأْسُ مُكْمَحُ و یروی: تموج ذراعاها، و عزاه أَبو عبید لابن مقبل، و قال: كَمَحه و أَكْمَحه و كَبَحه و أَكْبَحه بمعنی؛ و أَراد الشاعر بقوله الإِیعاد ضَرْبَه لها بالسَّوْطِ، فهی تَجتَهِدُ فی العَدْوِ لخوفها من ضربه و رأْسها مُكْمَحٌ، و لو ترك رأْسها لكان عَدْوُها أَشَدَّ. و أُكْمِحَ الرجلُ: رفع رأْسه من الزُّهُوّ كأُكْمِخَ؛ عن اللحیانی، و الحاء أَعلی؛ و یقال: إِنه لَمُكْمَحٌ و مُكْبَحٌ أَی شامخ. و قد أُكْبِحَ و أُكْمِحَ إِذا كان كذلك. و أَكْمَحَتِ الزَّمَعَةُ إِذا ما ابیضت و خرج علیها مثل القُطْنِ، و ذلك الإِكْماحُ، و الزَّمَعُ الأُبَنُ فی مَخارِج العناقید، ذكره عن الطائفیّ. الجوهری: أَكْمَح الكرمُ إِذا تحرك للإِیراق. أَبو زید: الكَیْمُوحُ و الكِیحُ التُّرابُ، قال: الكِیحُ الترابُ و الكَیْمُوحُ المُشْرِفُ، و العرب تقول احْثُ فی فیه الكَوْمَحَ یَعْنُون التراب؛ و أَنشد: أُهْجُ القُلاحَ، و احْشُ فاه الكَوْمَحا تُرْباً، فأَهْلٌ هو أَن یُقَلَّحا ابن درید: الكوْمَحُ الرجل المتراكب الأَسنان فی الفم حتی كأَنَّ فاه قد ضاق بأَسنانه. و فم كَوْمَحٌ: ضاق من كثرة أَسنانه و وَرَمِ لِثاتِه. و رجل كَوْمَحٌ و كُومَحٌ: عظیم الأَلْیَتَیْنِ؛ قال: أَشْبَهه فجاء رِخْواً كَوْمَحا، و لم یَجِئْ ذا أَلْیَتَیْنِ كَوْمحا و الكَوْمَحُ: الفَیْشَلَةُ. و الكَوْمَحانِ: موضع؛ قال ابن مقبل یصف السحاب: أَناخَ برَمْلِ الكَوْمَحَینِ إِناخةَ الیمانی قِلاصاً، حَطَّ عنهنَّ أَكْوُرا الأَزهری: الكَوْمَحانِ هما حَبْلان من حبال الرمل؛ و أَنشد البیت.

كوح؛ ج2، ص: 575

: الأَزهری: كاوَحْتُ فلاناً مكاوَحةً إِذا قاتلته فغلبته؛ و رأَیتهما یَتَكاوَحانِ، و المُكاوَحة أَیضاً فی الخصومة و غیرها. ابن الأَعرابی: أَكاحَ زیداً و كَوَّحه إِذا غلبه، و أَكاح زیداً إِذا أَهلكه. ابن سیدة: كاوَحه فكاحَه كَوْحاً: قاتله فغلبه. و كاحَه كَوْحاً: غَطَّه فی ماء أَو تراب. و كَوَّحَ الرجلَ: أَذَلَّه. و كَوَّحه: رَدَّه. الأَزهری: التكویحُ التغلیب؛ و أَنشد أَبو عمرو: أَعْدَدْته للخَصْمِ ذی التَّعَدِّی، كَوَّحْته منك بدونِ الجَهْدِ
(1). قوله [الكنسح] هو و الكنسیح بكسر فسكون، بمعنی كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 576
و كَوَّحَ الزِّمامُ البعیرَ إِذا ذَلَّله؛ و قال الشاعر: إِذا رامَ بَغْیاً أَو مِراحاً أَقامَه زِمامٌ، بمَثْناه خِشاشٌ مُكَوِّحُ و رجع إِلی كُوحه إِذا فعل شیئاً من المعروف ثم رجع عنه. و الأَكْواحُ: نواحی الجبال؛ قال ابن سیدة: و سنذكره فی كیح و إِنما ذكرته هاهنا لظهور الواو فی التكسیر. الجوهری: كاوَحْتُه إِذا شاتمته و جاهرته. و تَكاوَحَ الرجلان إِذا تَمارَسا و تَعالَجا الشَّرَّ بینهما.

كیح؛ ج2، ص: 576

: ذكره الجوهری مع كوح فی ترجمة واحدة؛ قال ابن سیدة: الكِیحُ و الكاحُ عُرْضُ الجبل. و قال غیره: عُرْضُ الجبل و أَغْلَظُه، و قیل: هو سَفْحُه و سَفْحُ سَنَده، و الجمع أَكیاح و كُیُوح؛ و قال الأَزهری: قال الأَصمعی الكِیحُ ناحیةُ الجبل؛ و قال رؤبة: عن صَلدٍ من كِیحنا لا تَكْلُمُهْ قال: و الوادی ربما كان له كِیحٌ إِذا كان فی حرف غلیظ، فحرفه كِیحُه، و لا یُعَدُّ الكِیحُ إِلا ما كان من أَصلب الحجارة و أَخشنها. و كلُّ سَنَدِ جبلٍ غلیظٍ: كِیحٌ؛ و إِنما كُوحُه خُشْنَتُه و غِلَظُه و الجماعة الكِیحة؛ و قال اللیث: أَسنانٌ كِیحٌ؛ و أَنشد: ذا حَنَكٍ كِیحٍ كحَبِّ القِلْقِل و الكِیحُ: صُقْعُ الحرف و صُقْعُ سَنَدِ الجبل. و‌فی قصة یونس، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: فوجده فی كِیحٍ یُصَلِّی؛ الكِیحُ، بالكسر، و الكاح: سَفْحُ الجبل و سَنَدُه.

فصل اللام؛ ج2، ص: 575

لبح؛ ج2، ص: 576

: الأَزهری: قال ابن الأَعرابی: اللَّبَحُ الشجاعة و به سمی الرجل لَبَحاً؛ و منه‌الخبر: تباعدَتْ شَعُوبُ من لَبَحٍ فعاش أَیاماً.

لتح؛ ج2، ص: 576

: اللَّتْحُ: ضَرْبُ الوجه و الجسد بالحصی حتی یؤثر فیه من غیر جَرْح شدید، قال أَبو النجم یصف عانة طردها مِسْحَلُها و هی تعدو و تُثیر الحصی فی وجهه: یَلْتَحْنَ وجهاً بالحصی مَلْتوحا و لَتَحه یَلْتَحُه و لَتَح عینه: ضربها ففقأَها. و فلان أَلْتَحُ شِعراً من فلان أَی أَوقع علی المعنی. و اللَّتْحانُ: الجائع، و الأُنثی لَتْحَی. و اللَّتَحُ، بالتحریك: الجُوع. و قد لَتِحَ، بالكسر، فهو لَتْحانُ. و لَتَحها لَتْحاً إِذا نحكها و جامعها، و هو لاتحٌ و هی مَلْتُوحةٌ. و روی عن أَبی الهیثم أَنه قال: لَتَحْتُ فلاناً ببصری أَی رمیته، حكاه عن أَبی الحسن الأَعرابی الكلابی و كان فصیحاً. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: رجل لاتحٌ و لُتاحٌ و لُتَحةٌ و لَتِحٌ إِذا كان عاقلًا داهیاً. و قومٌ لِتاحٌ: و هم العقلاء من الرجال الدُّهاةُ.

لجح؛ ج2، ص: 576

: اللُّجْحُ، بالجیم قبل الحاء بالضم: الشی‌ء یكون فی الوادی نحوٌ من الدَّحْلِ كاللُّحْجِ، و یكون فی أَسفل البئر و الجبل كأَنه نَقْبٌ؛ قال شمر: بادٍ نواحِیهِ شَطُون اللُّجْحِ قال الأَزهری: و القصیدة علی الحاء، قال: و أَصله اللُّحْج، الحاء قبل الجیم، فقلب. و لُجْحُ العین: كِفَّتُها كَلُحْجِها، و الجمع من كل ذلك أَلْجاحٌ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 577‌

لحح؛ ج2، ص: 577

: اللَّحَحُ فی العین: صُلاقٌ یصیبها و التصاق؛ و قیل: هو التزاقُها من وجع أَو رَمَص؛ و قیل: هو لزُوق أَجفانها لكثرة الدموع؛ و قد لَحِحَتْ عینُه تَلْحَحُ لَحَحاً، بإِظهار التضعیف، و هو أَحد الأَحرف التی أُخرجت علی الأَصل من هذا الضرب منبهة علی أَصلها و دلیلًا علی أَوّلیة حالها و الإِدغام لغة؛ الأَزهری عن ابن السكیت قال: كل ما كان علی فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعیف، فهو مدغم، نحو صَمَّتِ المرأَةُ و أَشباهها إِلا أَحرفاً جاءت نوادر فی إِظهار التضعیف، و هی: لَحِحَتْ عینُه إِذا التصقت، و مَشِشَت الدابة و صَكِكَت، و ضَبِبَ البلدُ إِذا كثر ضَبابه، و أَلِلَ السِّقاءُ إِذا تغیرت ریحه، و قَطِطَ شَعره. و لَحَّتْ عینُه كَلَخَّتْ: كثرت دموعها و غَلُظَتْ أَجفانها. و هو ابن عَمٍّ لَحٍّ، فی النكرة بالكسر لأَنه نعت للعم؛ و ابن عمی لَحّاً فی المعرفة أَی لازقُ النسب من ذلك، و نصب لَحًّا علی الحال، لأَن ما قبله معرفة، و الواحد و الاثنان و الجمع و المؤَنث فی هذا سواء بمنزلة الواحد. و قال اللحیانی: هما ابنا عَمٍّ لَحٍّ و لَحًّا، و هما ابنا خالة، و لا یقال: هما ابنا خال لَحًّا، و لا ابنا عمة لَحًّا، لأَنهما مفترقان إِذ هما رجل و امرأَة، و إِذا لم یكن ابن العم لَحًّا و كان رجلًا من العشیرة قلت: هو ابن عَمِّ الكلالةِ، و ابنُ عَمٍّ كلالةً. و الإِلْحاحُ: مثل الإِلْحافِ. أَبو سعید: لَحَّت القرابةُ بین فلان و بین فلان إِذا صارت لَحّاً، و كَلَّتْ تَكِلُّ كلالةً إِذا تباعدت. و مكانٌ لَحِحٌ لاحٌّ: ضَیِّقٌ، و روی بالخاء المعجمة. و وادٍ لاحٌّ: ضیق أَشِبٌ یَلْزَقُ بعضُ شجره ببعض. و‌فی حدیث ابن عباس فی قصة إِسماعیل، علیه السلام، و أُمِّه هاجَرَ: و إِسكان إِبراهیم إِیاهما مكة و الوادی یومئذ لاحٌّ‌أَی ضَیِّقٌ ملتف بالشجر و الحجر أَی كثیر الشجر؛ قال الشماخ: بخَوْصاوَیْنِ فی لِحَحٍ كَنِین أَی فی موضع ضیق یعنی مَقَرَّ عینی ناقته، و‌رواه شمر: و الوادی یومئذ لاخٌّ، بالخاء، و سیأْتی ذكره فی موضعه. و أَلَحَّ علیه بالمسأَلة و أَلَحَّ فی الشی‌ء: كثر سؤالُه إِیاه كاللاصق به. و قیل: أَلَحَّ علی الشی‌ء أَقبل علیه لا یَفْتُرُ عنه، و هو الإِلحاحُ، و كله من اللُّزوق. و رجل مِلْحاحٌ: مُدِیمٌ للطلب. و أَلَحَّ الرجل علی غریمه فی التقاضی إِذا وَظَبَ. و المِلحاحُ من الرحال: الذی یَلْزَق بظهر البعیر فَیَعَضُّه و یَعْقِره، و كذلك هو من الأَقْتاب و السروج. و قد أَلَحَّ القَتَبُ علی ظهر البعیر إِذا عقره؛ قال البَعِیثُ المُجاشِعِیُّ: أَلَدُّ إِذا لاقیتُ قوماً بخُطَّةٍ، أَلَحَّ علی أَكْتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ و رَحی مِلْحاحٌ علی ما یَطْحَنُه. و أَلَحَّ السحابُ بالمطر: دام؛ قال إمرؤ القیس: دِیارٌ لسَلْمی عافِیاتٌ بذی خالِ، أَلَحَّ علیها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ و سحابٌ مِلْحاحٌ: دائم. و أَلح السحابُ بالمكان: أَقام به مثل أَلَثَّ، و أَنشد بیت البعیث المجاشعی؛ قال ابن بری: وصف نفسه بالحِذْق فی المخاصمة و أَنه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لم ینفصل منه حتی یؤثر كما یؤثر القتب فی ظهر الدابة. و أَلَحَّت المَطِیُّ: كَلَّتْ فأَبطأَت. و كلُّ بطی‌ء: مِلْحاحٌ. و دابة مُلِحٌّ إِذا بَرَك ثَبَتَ و لم ینبعث. و أَلَحَّت الناقة و أَلَحَّ الجمل إِذا لزما مكانهما
لسان العرب، ج‌2، ص: 578
فلم یَبْرَحا كما یَحْرُنُ الفرسُ؛ و أَنشد: كما أَلحَّتْ علی رُكْبانِها الخُورُ الأَصمعی: حَرَنَ الدابةُ و أَلَحَّ الجملُ و خَلأَتِ الناقةُ. و المُلِحُّ: الذی یقوم من الإِعیاء فلا یبرح. و أَجاز غیرُ الأَصمعی: و أَلحَّت الناقةُ إِذا خَلأَتْ؛ و أَنشد الفراء لامرأَة دعت علی زوجها بعد كبره: تقولُ: وَرْیاً، كُلَّما تَنَحْنَحا، شَیْخاً، إِذا قَلَبْتَه تَلَحْلَحا و لَحْلَح القومُ و تَلَحْلَحَ القوم: ثبتوا مكانهم فلم یبرحوا؛ قال ابن مقبل: بحَیٍّ إِذا قیل: اظْعَنُوا قد أُتِیتُمُ، أَقامُوا علی أَثقالهم، و تَلَحْلَحوا یرید أَنهم شُجْعان لا یزولون عن موضعهم الذی هم فیه إِذا قیل لهم: أُتیتم، ثقةً منهم بأَنفسهم. و تَلَحْلَحَ عن المكان: كتزحزح، و یقول الأَعرابی إِذا سئل: ما فعل القوم؟ یقول تَلَحْلَحُوا أَی ثَبَتُوا؛ و یقال: تَحَلْحَلُوا أَی تفرّقوا؛ قال: و قولها فی الأُرجوزة تَلَحْلَحا، أَرادت تَحلْحَلا فقلبت، أَرادت أَن أَعضاءه قد تفرّقت من الكبر. و‌فی الحدیث: أَن ناقة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تَلَحْلَحَتْ عند بیت أَبی أَیوبَ و وضعت جِرانَها‌أَی أَقامت و ثبتت و أَصله من قولك أَلَحَّ یُلِحُّ. و أَلَحَّت الناقة إِذا بَرَكَت فلم تَبْرح مكانها. و‌فی حدیث الحدیبیة: فركب ناقته فزَجَرها المسلمون فأَلَحَّت‌أَی لزمت مكانها، من أَلَحَّ علی الشی‌ء إِذا لزمه و أَصَرَّ علیه. و أَما التَّحَلْحُلُ: فالتحرك و الذهابُ. و خُبْزةٌ لَحَّةُ و لَحْلَحةٌ و لَحْلَحٌ: یابسة؛ قال: حتی اتَّقَتْنا بقُرَیْصٍ لَحْلَحِ، و مَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ

لدح؛ ج2، ص: 578

: اللَّدْحُ: الضرب بالید. لَدَحَه یَلْدَحُه لَدْحاً: ضربه بیده؛ قال الأَزهری: و المعروف اللَّطْحُ و كأَن الطاء و الدال تعاقبا فی هذا الحرف.

لزح؛ ج2، ص: 578

: التَّلَزُّحُ: تَحَلُّب فمك من أَكل رمَّانة أَو إِجَّاصة تَشَهِّیاً لذلك.

لطح؛ ج2، ص: 578

: اللَّطْحُ: كاللَّطْخ إِذا جَفَّ و حُكَّ و لم یبق له أَثر. و قد لَطَحه و لَطَخه یَلْطَحُه لَطْحاً: ضربه بیده منشورة ضرباً غیر شدید: الأَزهری: اللَّطْح كالضرب بالید. یقال منه: لَطَحْتُ الرجلَ بالأَرض؛ قال: و هو الضرب لیس بالشدید ببطن الكف و نحوه؛ و منه‌حدیث ابن عباس: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یَلْطَحُ أَفخاذ أُغَیْلِمة بنی عبد المطلب لیلة المُزْدَلفة و یقول: أَ بَنِیَّ لا ترموا جمرة العَقَبة حتی تطلُع الشمس.ابن سیدة: و لَطَحَ به الأَرضَ یَلْطَحُها لَطْحاً: ضرب. الجوهری: اللَّطْحُ مثل الحَطْءِ، و هو الضرب اللَّیِّنُ علی الظهر ببطن الكف، قال: و یقال: لَطَحَ به إِذا ضرب به الأَرض.

لفح؛ ج2، ص: 578

: لَفَحَتْه النارُ تَلْفَحُه لَفْحاً و لَفَحاناً: أَصابت وجهه إِلَّا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثیراً منه؛ و كذلك لَفَحَتْ وجهه. و قال الأَزهری: لَفَحَتْه النارُ إِذا أَصابت أَعلی جسده فأَحرقته. الجوهری: لَفَحَتْه النارُ و السَّمُومُ بحرِّها أَحرقته. و فی التنزیل: تَلْفَحُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 579
وُجُوهَهُمُ النّٰارُ؛ قال الزجاج فی ذلك: تَلْفَحُ و تَنْفَحُ بمعنی واحد إِلَّا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثیراً منه؛ قال أَبو منصور: و مما یؤَید قولَه قولُه تعالی: وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذٰابِ رَبِّكَ. و‌فی حدیث الكسوف: تأَخَّرْتُ مَخافَة أَن یصیبنی من لَفْحها؛ لَفْحُ النار: حَرُّها و وَهَجُها. و السَّمُوم تَلْفَحُ الإِنسانَ، و لَفَحَتْه السموم لفحاً: قابلت وجهه. و أَصابه لَفْحٌ من سَمُوم و حَرُورٍ. الأَصمعی: ما كان من الریاح لَفْحٌ، فهو حَرٌّ، و ما كان نَفْحٌ، فهو بَرْدٌ. ابن الأَعرابی: اللَّفْحُ لكل حارٍّ و النَّفْحُ لكل بارد؛ و أَنشد أَبو العالیة: ما أَنتِ یا بَغْدادُ إِلَّا سَلْحُ، إِذا یَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ، و إِن جَفَفْتِ، فتُرابٌ بَرْحُ بَرْحٌ: خالص دقیق. و لَفَحه بالسیف: ضربه به، لَفْحَةً: ضربة خفیفة. و اللُّفَّاحُ: نبات یَقْطِینِیٌّ أَصفر شبیه بالباذنجانِ طیب الرائحة؛ قال ابن درید: لا أَدری ما صحته. الجوهری: اللُّفَّاح هذا الذی یُشَمُّ شبیه بالباذنجانِ إِذا اصفر. و لَفَحَه: مقلوب عن لَحَفَه، و الله أَعلم.

لقح؛ ج2، ص: 579

: اللِّقاحُ: اسم ماء الفحل «2» من الإِبل و الخیل؛ و‌روی عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً و أَرضعت الأُخری جاریة: هل یتزوَّج الغلامُ الجاریة؟ قال: لا، اللِّقاح واحد؛ قال الأَزهری: قال اللیث: اللِّقاح اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذی حملتا منه واحد، فاللبن الذی أَرضعت كل واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل، فصار المُرْضَعان ولدین لزوجهما لأَنه كان أَلْقَحهما. قال الأَزهری: و یحتمل أَن یكون اللِّقاحُ فی حدیث ابن عباس معناه الإِلْقاحُ؛ یقال: أَلْقَح الفحل الناقة إِلقاحاً و لَقاحاً، فالإِلقاح مصدر حقیقی، و اللَّقَاحُ: اسم لما یقوم مقام المصدر، كقولك أَعْطَی عَطاء و إِعطاء و أَصلح صَلاحاً و إِصلاحاً و أَنْبَت نَباتاً و إِنباتاً. قال: و أَصل اللَّقاح للإِبل ثم استعیر فی النساء، فیقال: لَقِحَت إِذا حَمَلَتْ، و قال: قال ذلك شمر و غیره من أَهل العربیة. و اللَّقاحُ: مصدر قولك لَقِحَتْ الناقة تَلْقَحُ إِذا حَمَلَتْ، فإِذا استبان حملها قیل: استبان لَقاحُها. ابن الأَعرابی: ناقة لاقِحٌ و قارِحٌ یوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها، فهی خَلِفَةٌ. قال: و قَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً و لَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً و لَقْحاً و هی أَیام نَتاجِها عائذ. و قد أَلقَح الفحلُ الناقةَ، و لَقِحَتْ هی لَقاحاً و لَقْحاً و لَقَحاً: قبلته. و هی لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح و لُقَّحٍ، و لَقُوحٌ من إِبل لُقُحٍ. و فی المثل: اللَّقُوحُ الرِّبْعِیَّةُ مالٌ و طعامٌ. الأَزهری: و اللَّقُوحُ اللَّبُونُ و إِنما تكون لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرین ثم ثلاثة أَشهر، ثم یقع عنها اسم اللَّقوحِ فیقال لَبُونٌ، و قال الجوهری: ثم هی لبون بعد ذلك، قال: و یقال ناقة لَقُوحٌ و لِقْحَةٌ، و جمع لَقُوحٍ: لُقُحٌ و لِقاحٌ و لَقائِحُ، و من قال لِقْحةٌ، جَمَعها لِقَحاً. و قیل: اللَّقُوحُ الحَلُوبة. و المَلْقوح
(2). قوله [اللقاح اسم ماء الفحل] صنیع القاموس، یفید أَن اللقاح بهذا المعنی، بوزن كتاب، و یؤیده قول عاصم: اللقاح كسحاب مصدر، و ككتاب اسم، و نسخة اللسان علی هذه التفرقة. لكن فی النهایة اللقاح، بالفتح: اسم ماء الفحل انتهی. و فی المصباح: و الاسم اللقاح، بالفتح و الكسر.
لسان العرب، ج‌2، ص: 580
و الملقوحة: ما لَقِحَتْه هی من الفحلِ؛ قال أَبو الهیثم: تُنْتَجُ فی أَوَّل الربیع فتكون لِقاحاً واحدتُها لِقْحة و لَقْحةٌ و لَقُوحٌ، فلا تزال لِقاحاً حتی یُدْبِرَ الصیفُ عنها. الجوهری: اللِّقاحُ، بكسر اللام. الإِبلُ بأَعیانها، الواحدة لَقُوح، و هی الحَلُوبُ مثل قَلُوصٍ و قِلاصٍ. الأَزهری: المَلْقَحُ یكون مصدراً كاللَّقاحِ؛ و أَنشد: یَشْهَدُ منها مَلْقَحاً و مَنْتَحا و قال فی قول أَبی النجم: و قد أَجَنَّتْ عَلَقاً ملقوحا یعنی لَقِحَتْه من الفَحل أَی أَخذته. و قد یقال للأُمَّهات: المَلاقِیحُ؛ و نهی عن أَولادِ المَلاقِیح و أَولاد المَضامِین فی المبایعة لأَنهم كانوا یتبایعون أَولاد الشاء فی بطون الأُمهات و أَصلاب الآباء. و المَلاقِیحُ فی بطون الأُمهات، و المَضامِینُ فی أَصلاب الآباء. قال أَبو عبید: الملاقیح ما فی البطون، و هی الأَجِنَّة، الواحدة منها مَلْقُوحة من قولهم لُقِحَتْ كالمحموم من حُمَّ و المجنونِ من جُنَّ؛ و أَنشد الأَصمعی: إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خیراً من التَّأْنانِ و المَسائِلِ و عِدَةِ العامِ، و عامٍ قابلِ، مَلْقوحةً فی بطنِ نابٍ حائِلِ یقول: هی مَلْقوحةٌ فیما یُظْهِرُ لی صاحبُها و إِنما أُمُّها حائل؛ قال: فالمَلْقُوح هی الأَجِنَّة التی فی بطونها، و أَما المضامین فما فی أَصلاب الفُحُول، و كانوا یبیعون الجَنینَ فی بطن الناقة و یبیعون ما یَضْرِبُ الفحلُ فی عامه أَو فی أَعوام. و‌روی عن سعید بن المسیب أَنه قال: لا رِبا فی الحیوان، و إِنما نهی عن الحیوان عن ثلاث: عن المَضامِین و المَلاقِیح و حَبَلِ الحَبَلَةِ؛ قال سعید: فالملاقِیحُ ما فی ظهور الجمال، و المضامین ما فی بطون الإِناث، قال المُزَنِیُّ: و أَنا أَحفظ أَن الشافعی یقول المضامین ما فی ظهور الجمال، و الملاقیح ما فی بطون الإِناث؛ قال المزنی: و أَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدنی شاهداً له من شعر العرب: إِنَّ المَضامِینَ، التی فی الصُّلْبِ، ماءَ الفُحُولِ فی الظُّهُورِ الحُدْبِ، لیس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ و أَنشد فی الملاقیح: منیَّتی مَلاقِحاً فی الأَبْطُنِ، تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعد أَزْمُنِ «1» قال الأَزهری: و هذا هو الصواب. ابن الأَعرابی: إِذا كان فی بطن الناقة حَمْلٌ، فهی مِضْمانٌ و ضامِنٌ و هی مَضامِینُ و ضَوامِنُ، و الذی فی بطنها مَلْقوح و مَلْقُوحة، و معنی الملقوح المحمول و معنی اللاقح الحامل. الجوهری: المَلاقِحُ الفُحولُ، الواحد مُلقِحٌ، و المَلاقِحُ أَیضاً الإِناث التی فی بطونها أَولادها، الواحدة مُلْقَحة، بفتح القاف. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن بیع الملاقیح و المضامین؛ قال ابن الأَثیر: الملاقیح جمع مَلْقوح، و هو جنین الناقة؛ یقال: لَقِحَت الناقةُ و ولدها مَلْقُوحٌ به إِلَّا أَنهم استعملوه بحذف الجار و الناقة ملقوحة، و إِنما نهی عنه لأَنه من بیع الغَرَر، و سیأْتی ذكره فی المضامین مستوفی.
(1). قوله [منیتی ملاقحاً إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 581
و اللِّقْحَةُ: الناقة من حین یَسْمَنُ سَنامُ ولدها، لا یزال ذلك اسمها حتی یمضی لها سبعة أَشهر و یُفْصَلَ ولدها، و ذلك عند طلوع سُهَیْل، و الجمع لِقَحٌ و لِقاحٌ، فأَما لِقَحٌ فهو القیاس، و أَما لِقاحٌ فقال سیبویه كَسَّروا فِعْلَة علی فِعالٍ كما كسَّروا فَعْلَة علیه، حتی قالوا: جَفْرَةٌ و جِفارٌ، قال: و قالوا لِقاحانِ أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ، أَ لا تَرَی أَنهم یقولون لِقاحة واحدة كما یقولون قِطعة واحدة؟ قال: و هو فی الإِبل أَقوی لأَنه لا یُكَسَّر علیه شی‌ء. و قیل: اللِّقْحة و اللَّقحة الناقة الحلوب الغزیرة اللبن و لا یوصف به، و لكن یقال لَقْحة فلان و جمعه كجمع ما قبله؛ قال الأَزهری: فإِذا جعلته نعتاً قلت: ناقة لَقُوحٌ. قال: و لا یقال ناقة لَقْحة [لِقْحة إِلا أَنك تقول هذه لِقْحة [لَقْحة فلان؛ ابن شمیل: یقال لِقْحةٌ و لِقَحٌ و لَقُوحٌ و لَقائح. و اللِّقاحُ: ذوات الأَلبان من النوق، واحدها لَقُوح و لِقْحة؛ قال عَدِیُّ بن زید: من یكنْ ذا لِقَحٍ راخِیاتٍ، فَلِقاحِی ما تَذُوقُ الشَّعِیرا بل حَوابٍ فی ظِلالِ فَسِیلٍ، مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِیرا فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً، ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا و‌فی الحدیث: نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة‌اللقحة، بالفتح و الكسر: الناقة القریبة العهد بالنَّتاج. و ناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملًا؛ و قوله: و لقد تَقَیَّلَ صاحبی من لَقْحةٍ [لِقْحةٍ لَبناً یَحِلُّ، و لَحْمُها لا یُطْعَمُ عنی باللِّقْحة فیه المرأَة المُرْضِعَة و جعل المرأَة لِقْحة لتصح له الأُحْجِیَّة. و تَقَیَّلَ: شَرِبَ القَیْل، و هو شُربُ نصف النهار؛ و استعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضین المُجْدِبة؛ فقال یصف سحاباً: لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ، فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِینا یقول: قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل. و قد أَسَرَّت الناقة لَقَحاً و لَقاحاً و أَخْفَتْ لَقَحاً و لَقاحاً؛ قال غَیْلان: أَسَرَّتْ لَقَاحاً، بعدَ ما كانَ راضَها فِراسٌ، و فیها عِزَّةٌ و مَیاسِرُ أَسَرَّتْ: كَتَمَتْ و لم تُبَشِّر به، و ذلك أَن الناقة إِذا لَقِحَتْ شالت بذنبها و زَمَّت بأَنفها و استكبرت فبان لَقَحُها و هذه لم تفعل من هذا شیئاً. و مَیاسِرُ: لِینٌ؛ و المعنی أَنها تضعف مرة و تَدِلُّ أُخری؛ قال: طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ، فَبَشَّرتْ بأَسْحَمَ رَیَّان العَشِیَّة، مُسْبَلِ قوله: مثل السِّرار أَی مثل الهلال فی لیلة السِّرار. و قیل: إِذا نُتِجَتْ بعضُ الإِبل و لم یُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها و لم یضع بعضها، فهی عِشارٌ، فإِذا نُتِجَت كلُّها و وضَعَت، فهی لِقاحٌ. و یقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بیدیه: تَلَقَّحتْ یداه؛ یُشَبَّه بالناقة إِذا شالت بذنبها تُرِی أَنها لاقِحٌ لئلا یَدْنُوَ منها الفحلُ فیقال تَلَقَّحتْ؛ و أَنشد: تَلَقَّحُ أَیْدِیهم، كأَن زَبِیبَهُمْ زَبِیبُ الفُحولِ الصِّیدِ، و هی تَلَمَّحُ أَی أَنهم یُشیرون بأَیدیهم إِذا خَطَبُوا. و الزبیبُ:
لسان العرب، ج‌2، ص: 582
شِبْهُ الزَّبَدِ یظهر فی صامِغَی الخَطِیب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه. و تَلَقَّحَت الناقة: شالت بذنبها تُرِی أَنها لاقِحٌ و لیست كذلك. و اللَّقَحُ أَیضاً: الحَبَلُ. یقال: امرأَة سَریعة اللَّقَحِ و قد یُستعمل ذلك فی كل أُنثی، فإِما أَن یكون أَصلًا و إِما أَن یكون مستعاراً. و قولهم: لِقاحانِ أَسودان كما قالوا: قطیعان، لأَنهم یقولون لِقاحٌ واحدة كما یقولون قطیع واحد، و إِبل واحد. قال الجوهری: و اللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ، و الجمع لِقَحٌ مثل قِرْبَة و قِرَبٍ. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه أَوصی عُمَّاله إِذ بعثهم فقال: و أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمین؛ قال شمر: قال بعضهم أَراد بِلِقْحة المسلمین عطاءهم؛ قال الأَزهری: أَراد بِلِقْحةِ المسلِمین دِرَّةَ الفَیْ‌ءِ و الخَراج الذی منه عطاؤهم و ما فُرض لهم، و إِدْرارُه: جِبایَتُه و تَحَلُّبه، و جمعُه مع العَدْلِ فی أَهل الفی‌ء حتی یَحْسُنَ حالُهُم و لا تنقطع مادّة جبایتهم. و تلقیح النخل: معروف؛ یقال: لَقَّحُوا نخلَهم و أَلقحوها. و اللَّقاحُ: ما تُلْقَحُ به النخلة من الفُحَّال؛ یقال: أَلْقَح القومُ النخْلَ إِلقاحاً و لَقَّحوها تلقیحاً، و أَلْقَحَ النخل بالفُحَّالةِ و لَقَحه، و ذلك أَن یَدَعَ الكافورَ، و هو وِعاءُ طَلْع النخل، لیلتین أَو ثلاثاً بعد انفلاقه، ثم یأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال؛ قال: و أَجودُه ما عَتُقَ و كان من عام أَوَّلَ، فیَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ فی جَوْفِ الطَّلْعة و ذلك بقَدَرٍ، قال: و لا یفعل ذلك إِلا رجل عالم بما یفعل، لأَنه إِن كان جاهلًا فأَكثر منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده، و إِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثیرَ الصِّیصاء، یعنی بالصیصاء ما لا نَوَی له، و إِن لم یُفعل ذلك بالنخلة لم ینتفع بطلعها ذلك العام؛ و اللَّقَحُ: اسم ما أُخذَ من الفُحَّال لیُدَسَّ فی الآخر؛ و جاءنا زَمَنُ اللَّقَاح أَی التلْقیحِ. و قد لُقِّحَتِ النخیلُ، و یقال للنخلة الواحدة: لُقِحتْ، بالتخفیف، و اسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَی آن لها أَن تُلْقَح. و أَلْقَحَتِ الریحُ السحابةَ و الشجرة و نحو ذلك فی كل شی‌ء یحمل. و اللَّواقِحُ من الریاح: التی تَحْمِلُ النَّدَی ثم تَمُجُّه فی السحاب، فإِذا اجتمع فی السحاب صار مطراً؛ و قیل: إِنما هی مَلاقِحُ، فأَما قولهم لواقِحُ فعلی حذف الزائد؛ قال الله سبحانه: وَ أَرْسَلْنَا الرِّیٰاحَ لَوٰاقِحَ؛ قال ابن جنی: قیاسه مَلاقِح لأَن الریح تُلْقِحُ السحابَ، و قد یجوز أَن یكون علی لَقِحَت، فهی لاقِح، فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ فیكون هذا مما اكتفی فیه بالسبب من المسبب، و ضِدُّه قول الله تعالی؛ فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّیْطٰانِ الرَّجِیمِ؛ أَی فإِذا أَردت قراءة القرآن، فاكتفِ بالمُسَبَّب الذی هو القراءة من السبب الذی هو الإِرادة؛ و نظیره قول الله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذٰا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلٰاةِ؛ أَی إِذا أَردتم القیام إِلی الصلاة، هذا كله كلام ابن سیدة؛ و قال الأَزهری: قرأَها حمزة: وَ أَرْسَلْنَا الرِّیٰاحَ لَوٰاقِحَ، فهو بَیِّنٌ و لكن یقال: إِنما الریح مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشجر، فقیل: كیف لواقح؟ ففی ذلك معنیان: أَحدهما أَن تجعل الریح هی التی تَلْقَحُ بمرورها علی التراب و الماء فیكون فیها اللِّقاحُ فیقال: ریح لاقِح كما یقال ناقة لاقح و یشهد علی ذلك أَنه وصف ریح العذاب بالعقیم فجعلها عقیماً إِذ لم تُلْقِحْ، و الوجه الآخر وصفها باللَّقْح و إِن كانت تُلْقِح كما قیل لیلٌ نائمٌ و النوم فیه و سِرٌّ كاتم، و كما قیل المَبْرُوز و المحتوم فجعله مبروزاً و لم یقل مُبْرِزاً، فجاز مفعول لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل،
لسان العرب، ج‌2، ص: 583
إِذ لم یَزِدِ البناءُ علی الفعل كما قال: ماء دافق؛ و قال ابن السكیت: لواقح حوامل، واحدتها لاقح؛ و قال أَبو الهیثم: ریح لاقح أَی ذات لقاح كما یقال درهم وازن أَی ذو وَزْن، و رجل رامح و سائف و نابل، و لا یقال رَمَحَ و لا سافَ و لا نَبَلَ، یُرادُ ذو سیف و ذو رُمْح و ذو نَبْلٍ؛ قال الأَزهری: و معنی قوله: أَرْسَلْنَا الرِّیٰاحَ لَوٰاقِحَ أَی حوامل، جعل الریح لاقحاً لأَنها تحمل الماء و السحاب و تقلِّبه و تصرِّفه، ثم تَسْتَدِرُّه فالریاح لواقح أَی حوامل علی هذا المعنی؛ و منه قول أَبی وَجْزَةَ: حتی سَلَكْنَ الشَّوَی منهنّ فی مَسَكٍ، من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ، مِهْداجِ سَلَكْنَ یعنی الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَی قوائمهن فی مَسَكٍ أَی فیما صار كالمَسَكِ لأَیدیها، ثم جعل ذلك الماء من نسل ریح تجوب البلاد، فجعل الماء للریح كالولد لأَنها حملته، و مما یحقق ذلك قوله تعالی: هو الذی یُرْسِلُ الریاحَ نُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ حَتّٰی إِذٰا أَقَلَّتْ سَحٰاباً ثِقٰالًا أَی حَمَلَتْ، فعلی هذا المعنی لا یحتاج إِلی أَن یكون لاقِحٌ بمعنی ذی لَقْحٍ، و لكنها تَحْمِلُ السحاب فی الماء؛ قال الجوهری: ریاحٌ لَواقِحُ و لا یقال ملاقِحُ، و هو من النوادر، و قد قیل: الأَصل فیه مُلْقِحَة، و لكنها لا تُلْقِحُ إِلا و هی فی نفسها لاقِحٌ، كأَن الریاحَ لَقِحَت بخَیْرٍ، فإِذا أَنشأَتِ السحابَ و فیها خیرٌ وصل ذلك إِلیه. قال ابن سیدة: و ریح لاقحٌ علی النسب تَلْقَحُ الشجرُ عنها، كما قالوا فی ضِدِّهِ عَقِیم. و حَرْب لاقحٌ: مثل بالأُنثی الحامل؛ و قال الأَعشی: إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ، عَوانٌ شدیدٌ هَمْزُها، و أَظَلَّتِ یقال: هَمَزَتْه بناب أَی عضَّتْه؛ و قوله: وَیْحَكَ یا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ هل لك فی اللَّواقِحِ الجَوائِزِ؟ قال: عنی باللَّواقح السِّیاط لأَنه لصٌّ خاطب لِصّاً. و شَقِیحٌ لَقِیحٌ: إِتباع. و اللِّقْحةُ و اللَّقْحةُ: الغُراب. و قوم لَقَاحٌ و حَیٌّ لَقاحٌ لم یدِینُوا للملوك و لم یُمْلَكُوا و لم یُصِبهم فی الجاهلیة سِباءٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لَعَمْرُ أَبیكَ و الأَنْبَاءُ تَنْمِی، لَنِعْمَ الحَیُّ فی الجُلَّی رِیاحُ أَبَوْا دِینَ المُلُوكِ، فهم لَقاحٌ، إِذا هِیجُوا إِلی حَرْبٍ، أَشاحوا و قال ثعلب: الحیُّ اللَّقاحُ مشتق من لَقاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا لَقِحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ، و لیس بقویّ. و‌فی حدیث أَبی موسی و مُعاذٍ: أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ‌أَی أَقرؤه مُتَمَهِّلًا شیئاً بعد شی‌ء بتدبر و تفكر، كاللَّقُوحِ تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها، فإِذا أَتی علیها ثلاثة أَشهر حُلِبتْ غُدْوَةً و عشیًّا. الأَزهری: قال شمر و تقول العرب: إِن لی لَقْحَةً [لِقْحَةً تُخْبرنی عن لِقاحِ الناس؛ یقول: نفسی تخبرنی فَتَصدُقنی عن نفوسِ الناس، إِن أَحببت لهم خیراً أَحَبُّوا لی خیراً و إِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لی شرًّا؛ و قال یزید بن كَثْوَة: المعنی أَنی أَعرف ما یصیر إِلیه لِقاح الناس بما أَری من لَقْحَتی [لِقْحَتی، یقال عند التأْكید للبصیر بخاصِّ أُمور الناس و عوامِّها. و‌فی حدیث رُقْیة العین: أَعوذ بك من شر كل
لسان العرب، ج‌2، ص: 584
مُلْقِحٍ و مُخْبل‌تفسیره‌فی الحدیث: أَن المُلْقِح الذی یولَد له، و المُخْبِل الذی لا یولَدُ له، مِن أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها. و قال الأَزهری فی ترجمة صَمْعَر، قال الشاعر: أَ حَیَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِیَّةٌ أَحَبُّ إِلیكم، أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟ قال: أَراد باللَّواقِح العقارب.

لكح؛ ج2، ص: 584

: لَكَحَه یَلْكَحُه لَكْحاً: ضربه بیده، و هو شبیه بالوَكْزِ؛ قال: یَلْهَزُه طَوراً، و طوراً یَلكَحُه و أَورد الأَزهری هذا غیر مُرْدَفٍ فقال: یلهزه طوراً، و طوراً یَلْكَحُ، حتی تَراه مائلًا یُرَنَّحُ

لمح؛ ج2، ص: 584

: لَمَحَ إِلیه یَلْمَحُ لَمْحاً و أَلْمَحَ: اختلس النظر؛ و قال بعضهم: لَمَح نَظر و أَلمحَه هو، و الأَول أَصح. الأَزهری: أَلمحتِ المرأَةُ من وجهها إِلماحاً إِذا أَمكنت من أَن تُلْمَحَ، تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِی محاسِنها من یَتَصَدَّی لها ثم تُخْفیها؛ قال ذو الرمة: و أَلْمَحْنَ لَمْحاً من خُدودٍ أَسِیلةٍ رِواءٍ، خَلا ما أن تُشَفَّ المَعَاطِسُ و اللَّمْحَةُ: النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ؛ الفراء فی قوله تعالی: كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ؛ قال: كخَطْفَة بالبصر. و لَمَحَ البصَرُ و لَمَحه ببصره، و التَّلْماحُ تَفْعالٌ منه، و لَمَحَ البرقُ و النجم یَلْمَحُ لَمْحاً و لَمَحاناً: كلمَع. و بَرْقٌ لامِحٌ و لَمُوحٌ و لَمَّاحٌ؛ قال: فی عارِضٍ كَمُضِی‌ءِ الصبحِ لَمَّاحِ و قیل: لا یكون اللَّمْحُ إِلا من بعید. الأَزهری: و اللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِیَّةُ، قاله ابن الأَعرابی. الجوهری: لَمَحَه و أَلْمَحَه و التَمَحَه إِذا أَبصره بنظر خفیف، و الاسم اللَّمْحة. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَلْمَحُ فی الصلاة و لا یلتفت.و مَلامِحُ الإِنسان: ما بدا من مَحاسِن وجهه و مَساویه؛ و قیل: هو ما یُلْمَحُ منه واحدتها لَمْحةٌ علی غیر قیاس و لم یقولوا مَلْمَحة؛ قال ابن سیدة: قال ابن جنی اسْتَغْنَوْا بِلَمْحَة عن واحد مَلامِح؛ الجوهری: تقول رأَیت لَمْحةَ البرق؛ و فی فلان لَمْحة من أَبیه، ثم قالوا: فیه مَلامِحُ من أَبیه أَی مَشابِهُ فجمعوه علی غیر لفظه، و هو من النوادر. و قولهم: لأُرِیَنَّك لَمْحاً باصِراً أَی أَمراً واضحاً «2».

لوح؛ ج2، ص: 584

: اللَّوْحُ: كلُّ صَفِیحة عریضة من صفائح الخشب؛ الأَزهری: اللَّوْحُ صفیحة من صفائح الخشب، و الكَتِف إِذا كتب علیها سمیت لَوْحاً. و اللوحُ: الذی یكتب فیه. و اللوح: اللوح المحفوظ. و فی التنزیل: فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ؛ یعنی مُسْتَوْدَع مَشِیئاتِ الله تعالی، و إِنما هو علی المَثَلِ. و كلُّ عظم عریض: لَوْحٌ، و الجمع منهما أَلواحٌ، و أَلاوِیحُ جمع الجمع؛ قال سیبویه: لم یُكَسَّرْ هذا الضرب علی أَفْعُلٍ كراهیةَ الضم علی الواو [و قوله عز و جل:] وَ كَتَبْنٰا لَهُ فِی الْأَلْوٰاحِ؛ قال الزجاج: قیل فی التفسیر إِنهما كانا لَوْحَیْن، و یجوز فی اللغة أَن یقال لِلَّوْحَیْنِ أَلواح، و یجوز أَن یكون أَلواحٌ جمعَ أَكثر من اثنین. و أَلواحُ الجسد: عظامُه ما خلا قَصَبَ الیدین، و الرجلین، و یُقال: بل الأَلواحُ من الجسد كلُّ عظم فیه عِرَضٌ.
(2). زاد المجد: الأَلمحی: مَن یلمح كثیراً.
لسان العرب، ج‌2، ص: 585
و المِلْواحُ: العظیم الأَلواح؛ قال: یَتْبَعْنَ إِثْرَ بازِلٍ مِلْواحِ و بعیر مِلْواحٌ و رجل مِلْواحٌ. و لَوْحُ الكَتِف: ما مَلُسَ منها عند مُنْقَطَعِ غیرها من أَعلاها؛ و قیل: اللوحُ الكَتفُ إِذا كتب علیها. و اللَّوْحُ، و اللُّوحُ أَعْلی: أَخَفُّ العَطَشِ، و عَمَّ بعضهم به جنس العطش؛ و قال اللحیانی: اللُّوحُ سرعة العطش. و قد لاحَ یَلُوحُ لَوْحاً و لُواحاً و لُؤُوحاً، الأَخیرة عن اللحیانی، و لَوَحاناً و الْتَاحَ: عَطِشَ؛ قال رؤبة: یَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ و بَقّ و لَوَّحه: عَطَّشه. و لاحَه العَطَشُ و لَوَّحَه إِذا غَیَّره. و المِلْواحُ: العطشانُ. و إِبلٌ لَوْحَی أَی عَطْشَی. و بعیر مِلْوَحٌ و مِلْواحٌ و مِلْیاحٌ: كذلك، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، فأَما مِلْواحٌ فعلی القیاس، و أَما مِلْیاحٌ فنادر؛ قال ابن سیدة: و كأَنَّ هذه الواو إِنما قلبت یاء عندی لقرب الكسرة، كأَنهم توهموا الكسرة فی لام مِلْواح حتی كأَنه لِواحٌ، فانقلبت الواو یاء لذلك. و مَرْأَة ملْواحٌ: كالمذكر؛ قال ابن مُقْبِل: بِیضٌ مَلاوِیحُ، یومَ الصَّیْفِ، لا صُبُرٌ علی الهَوانِ، و لا سُودٌ، و لا نُكُعُ أَبو عبید: المِلْواحُ من الدواب السریعُ العطشِ؛ قال شمر و أَبو الهیثم: هو الجَیِّدُ الأَلواح العظیمها. و قیل: أَلواحه ذراعاه و ساقاه و عَضُداه. و لاحَه العطشُ لَوْحاً و لَوَّحَه: غَیَّرَه و أَضمره؛ و كذلك السفرُ و البردُ و السُّقْمُ و الحُزْنُ؛ و أَنشد: و لم یَلُحْها حَزَنٌ علی ابْنِمِ، و لا أَخٍ و لا أَبٍ، فَتَسْهُمِ و قِدْحٌ مُلَوَّحٌ: مُغَیَّر بالنار، و كذلك نَصْلٌ مُلَوَّحٌ. و كل ما غَیَّرته النارُ، فقد لَوَّحَته، و لَوَّحَته الشمسُ كذلك غَیَّرته و سَفَعَتْ وجْهَه. و قال الزجاج فی قوله عز و جل: لَوّٰاحَةٌ لِلْبَشَرِ أَی تُحْرِقُ الجلدَ حتی تُسَوِّده؛ یقال: لاحَه و لَوَّحَه. و لَوَّحْتُ الشی‌ءَ بالنار: أَحمیته؛ قال جِرانُ العَوْدِ و اسمه عامر بن الحرث: عُقابٌ عَقَنْباةٌ، كَأَنَّ وَظِیفَها و خُرْطُومَها الأَعْلی، بنارٍ مُلَوَّحُ و فی حدیث سَطِیح فی روایة: یَلوحُه فی اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ اللُّوحُ: الهواء. و لاحَه یَلوحُه: غَیَّرَ لونَه. و المِلْواحُ: الضامر، و كذلك الأُنثی؛ قال: من كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ و امرأَة مِلْواحٌ و دابة مِلواحٌ إِذا كان سریع الضُّمْر. ابن الأَثیر: و‌فی أَسماء دوابه، علیه السلام، أَن اسم فرسه مُلاوِحٌ، و هو الضامر الذی لا یَسْمَنُ، و السریع العطش و العظیمُ الأَلواح، و هو المِلْواحُ أَیضاً. و اللَّوْحُ: النظرة كاللَّمْحة. و لاحَه ببصره لَوْحةً: رآه ثم خَفِیَ عنه؛ و أَنشد: و هل تَنْفَعَنِّی لَوْحةٌ لو أَلُوحُها؟ و لُحْتُ إِلی كذا أَلُوحُ إِذا نظرت إِلی نار بعیدة؛ قال الأَعشی: لَعَمْری لقد لاحتْ عُیُونٌ كثیرةٌ، إِلی ضَوْءِ نارٍ، فی یَفاعٍ تُحَرَّقُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 586
أَی نَظَرَتْ. و لاحَ البرقُ یَلوح لَوْحاً و لُؤُوحاً و لَوَحاناً أَی لمَحَ. و أَلاحَ البرقُ: أَوْمَضَ، فهو مُلِیح؛ و قیل: أَلاحَ أَضاءَ ما حَوْله؛ قال أَبو ذؤیب: رأَیتُ، و أَهْلی بِوادِی الرَّجِیع من نَحْوِ قَیْلَةَ، بَرْقاً مُلِیحا و أَلاحَ بالسیف و لَوَّحَ: لمَعَ به و حَرَّكه. و لاحَ النجمُ: بدا. و أَلاحَ: أَضاء و بدا و تلأْلأَ و اتسع ضَوْءُه؛ قال المُتَلَمِّسُ: و قد أَلاحَ سُهَیْلٌ، بعد ما هَجَعُوا، كأَنه ضَرَمٌ، بالكَفِّ، مَقْبُوسُ ابن السكیت: یقال لاحَ سُهَیْلُ إِذا بدا، و أَلاحَ إِذا تلأْلأَ؛ و یقال: لاحَ السیفُ و البرقُ یَلُوحُ لَوْحاً. و یقال للشی‌ء إِذا تلأْلأَ: لاحَ یَلوحُ لَوْحاً و لُؤُوحاً. و لاح لی أَمرُك و تَلَوَّحَ: بانَ و وَضَحَ. و لاحَ الرجلُ یَلُوح لُؤُوحاً: برز و ظهر. أَبو عبید: لاحَ الرجلُ و أَلاحَ، فهو لائح و مُلِیحٌ إِذا برز و ظهر؛ و قول أَبی ذؤیب: وزَعْتَهُمُ حتی إِذا ما تَبَدَّدوا سِراعاً، و لاحَتْ أَوْجُهٌ و كُشُوحُ إِنما یرید أَنهم رُمُوا فسقطت تِرَسَتُهم و مَعابِلُهُمْ، و تفرّقوا فأَعْوَرُوا لذلك و ظهرتْ مَقاتِلُهم. و لاحَ الشیبُ یَلوح فی رأْسه: بدا. و لَوَّحه الشیبُ: بَیَّضَه؛ قال: من بَعْدِ ما لَوَّحَكَ القَتیرُ و قال الأَعشی: فلئن لاحَ فی الذُّؤابةِ شَیْبٌ، یا لَبَكْرٍ و أَنْكَرَتْنی الغَوانی و قول خُفافِ بن نُدْبَةَ أَنشده یعقوب فی المقلوب: فإِمَّا تَرَیْ رأْسِی تَغَیَّرَ لَوْنُه، و لاحتْ لَواحِی الشیبِ فی كلِّ مَفْرَقِ قال: أَراد لوائحَ فقَلَبَ. و أَلاحَ بثوبه و لَوَّح به، الأَخیرة عن اللحیانی: أَخذ طَرَفَه بیده من مكان بعید، ثم أَداره و لمَع به لیُرِیَهُ من یحبُّ أَن یراه. و كلُّ من لمَع بشی‌ء و أَظهره، فقد لاحَ به و لَوَّح و أَلاحَ، و هما أَقل. و أَبیضُ یَقَقٌ و یَلَقٌ، و أَبیضُ لِیاحٌ و لَیاحٌ إِذا بُولِغَ فی وصفه بالبیاض، قلبت الواو فی لَیاح یاء استحساناً لخفة الیاء، لا عن قوّة علة. و شی‌ء لِیاحٌ [لَیاحٌ: أَبیض؛ و منه قیل للثور الوحشی لِیاحٌ [لَیاحٌ لبیاضه؛ قال الفراء: إِنما صارت الواو فی لیاح یاء لانكسار ما قبلها؛ و أَنشد: أَقَبُّ البَطْنِ خَفَّاقُ الحَشایا، یُضِی‌ءُ اللیلَ كالقَمَرِ اللِّیاحِ قال ابن بری: البیت لمالك بن خالد الخُناعِی یمدح زُهَیرَ بنَ الأَغَرّ، قال: و الصواب أَن یقول فی اللِّیاحِ إِنه الأَبیض المتلأْلئ؛ و منه قولهم: أَلاحَ بسیفه إِذا لمع به. و الذی فی شعره خَفَّاقٌ حشاه، قال: و هو الصحیح أَی یَخْفِقُ حَشاه لقلة طُعْمِه؛ و قبله: فَتًی ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا، و حُبَّ الزادُ فی شَهْرَیْ قُماحِ [قِماحِ و شهْرا قُماحٍ [قِماحٍ هما شهرا البرد. و اللِّیاحُ و اللَّیاحُ: الثور الوحشی و ذلك لبیاضه. و اللَّیاحُ أَیضاً: الصبح. و لقیته بِلَیاحٍ إِذا لقیته عند العصر و الشمس بیضاء، الیاء فی كل ذلك منقلبة عن واو للكسرة قبلها؛ و أَما لَیاحٌ فشاذ انقلبت واوه
لسان العرب، ج‌2، ص: 587
یاء لغیر علة إِلَّا طلب الخفة.و كان لحمزة بن عبد المطلب، رضی الله عنه، سیف یقال له لِیاحٌ [لَیاحٌ؛ و منه قوله: قد ذاقَ عُثْمانُ، یومَ الجَرِّ من أُحُدٍ، وَقْعَ اللَّیاحِ، فأَوْدَی و هو مَذموم قال ابن الأَثیر: هو من لاحَ یَلوح لِیاحاً إِذا بدا و ظهر. و الأَلواحُ: السِّلاحُ ما یَلوحُ منه كالسیف و السِّنان؛ قال ابن سیدة: و الأَلواحُ ما لاحَ من السلاح و أَكثر ما یُعْنی بذلك السیوفُ لبیاضِها؛ قال عمرو بن أَحمر الباهلی: تُمْسِی كأَلْواحِ السلاحِ، و تُضْحِی كالمَهاةِ، صَبِیحةَ القَطْرِ قال ابن بری: و قیل فی أَلواح السلاح إِنها أَجفانُ السیوف لأَن غِلافَها من خشب، یراد بذلك ضمورها؛ یقول: تمسی ضامرة لا یضرها ضُمْرُها، و تصبح كأَنها مَهاةٌ صبیحةَ القطر، و ذلك أَحسن لها و أَسرع لعَدْوها. و أَلاحَه: أَهلكه. و اللُّوحُ، بالضم: الهواء بین السماء و الأَرض؛ قال: لطائر ظَلَّ بنا یخُوتُ، یَنْصَبُّ فی اللُّوحِ، فما یَفوتُ و قال اللحیانی: هو اللُّوحُ و اللَّوْحُ، لم یحك فیه الفتح غیره. و یقال: لا أَفعل ذلك و لو نَزَوْتَ فی اللُّوحِ أَی و لو نَزَوْتَ فی السُّكاك، و السُّكاكُ: الهواءُ الذی یلاقی أَعْنانَ السماء. و لَوَّحه بالسیف و السَّوْط و العصا: علاه بها فضربه. و أَلاحَ بَحقی: ذهب به. و قلت له قولًا فما أَلاحَ منه أَی ما استحی. و أَلاحَ من الشی‌ء: حاذر و أَشْفَقَ؛ قال: یُلِحْنَ من ذی دَأَبٍ شِرْواطِ، مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ و یروی: … ذی زَجَلٍ … و أَلاحَ من ذلك الأَمر إِذا أَشفق؛ و منه یُلِیحُ إِلاحةً؛ قال و أَنشدنا أَبو عمرو: إِنّ دُلَیْماً قد أَلاحَ بِعَشی، و قال: أَنْزِلْنِی فلا إِیضاعَ بی أَی لا سیر بی؛ و هذا فی الصحاح: إِنَّ دُلَیماً قد أَلاح من أَبی قال ابن بری: دُلَیم اسم رجل. و الإِیضاعُ: سیر شدید. و قوله فلا إِیضاع بی أَی لست أَقدر علی أَن أَسیرَ الوُضْعَ، و الیاء رَوِیُّ القصیدة بدلیل قوله بعد هذا: و هُنَّ بالشُّقْرةِ یَفْرِینَ الفَرِی هنّ ضمیر الإِبل. و الشُّقْرة: موضع. و یَفْرِینَ الفَرِی أَی یأْتین بالعجب فی السیر. و أَلاحَ علی الشی‌ء: اعتمد. و‌فی حدیث المغیرة: أَ تحلف عند مِنبر رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ فأَلاحَ من الیمین‌أَی أَشفق و خاف. و المِلْواحُ: أَن یَعْمِدَ إِلی بُومةٍ فیَخِیطَ عینها، و یَشُدَّ فی رجلها صوفة سوداء، و یَجعلَ له مِرْبَأَةً و یَرْتَبِئَ الصائدُ فی القُتْرةِ و یُطِیرها ساعةً بعد ساعة، فإِذا رآها الصقر أَو البازی سقط علیها فأَخذه الصیاد، فالبومة و ما یلیها تسمی مِلْواحاً.

لیح؛ ج2، ص: 587

: اللَّیَاحُ و اللِّیاحُ: الثور الأَبیض. و یقال للصبح أَیضاً: لَیاحٌ [لِیاحٌ، و یبالغ فیه فیقال: أَبیضُ لِیاحٌ [لَیاحٌ، قال الفارسی: أَصل هذه الكلمة الواو، و لكنها شذت؛ فأَما لِیاحٌ فیاؤُه منقلبة للكسرة التی قبلها كانقلابها فی قِیامٍ و نحوه، و أَما رجل مِلْیاحٌ فی مِلْواح فإِنما قلبت فیه الواو یاء للكسرة التی فی المیم فتوهَّموها علی اللام حتی كأَنهم قالوا لِواحٌ، فقلبوها یاء لذلك؛ قال ابن سیدة: و لیس هذا بابه إِنما ذكرناه لنُحَذِّرَ منه، و قد ذكر فی باب الواو.
لسان العرب، ج‌2، ص: 588‌

فصل المیم؛ ج2، ص: 588

متح؛ ج2، ص: 588

: المَتْحُ: جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بید و تأْخذ بید علی رأْس البئر؛ مَتَحَ الدلوَ یَمْتَحُها مَتْحاً و مَتَح بها. و قیل: المَتْحُ كالنزع غیر أَن المَتْحَ بالقامة، و هی البَكْرَةُ؛ قال: و لو لا أَبو الشَّقْراءِ، ما زالَ ماتِحٌ یُعالجُ خَطَّاءً بإِحدی الجَرائِر و قیل: الماتِحُ المُسْتَقِی، و المائحُ: الذی یملأُ الدلو من أَسفل البئر؛ تقول العرب: هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح؛ تعنی أَن الماتح فوق المائح، فالمائح یَرَی الماتحَ و یری اسْتَه. و یقال: رجل ماتح و رجال مُتَّاحٌ و بعیر ماتحٌ و جِمالٌ مَواتح؛ و منه قول ذی الرمة: ذِمامُ الرَّكایا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ الجوهری: الماتحُ المستقی، و كذلك المَتُوحُ. یقال: مَتَحَ الماءَ یَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نزعه؛ و‌فی حدیث جریر: ما یُقامُ ماتِحُها.الماتحُ المستقی من أَعلی البئر؛ أَراد أَن ماءها جارٍ علی وجه الأَرض فلیس یقامُ بها ماتح، لأَن الماتح یحتاج إِلی إِقامته علی الآبار لیستقی. و تقول: مَتَح الدَّلْوَ یَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها مستقیاً بها. و ماحَها یَمیحُها إِذا ملأَها. و بئر مَتُوح: یُمْتَحُ منها علی البَكْرَةِ، و قیل: قریبة المَنْزَعِ؛ و قیل: هی التی یُمدُّ منها بالیدین علی البَكْرَةِ نَزْعاً، و الجمع مُتُحٌ. و الإِبل تَتَمَتَّحُ فی سیرها: تُراوِحُ أَیدیها؛ قال ذو الرمة: لأَیْدی المَهاری خَلْفَها مُتَمَتَّحُ و بیننا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَی مَدّاً. و فرسخ ماتحٌ و مَتَّاحٌ: ممتدّ، و فی الأَزهری: مَدَّادٌ. و‌سئل ابن عباس عن السفر الذی تُقْصَرُ فیه الصلاةُ فقال: لا تقصر إِلا فی یوم مَتَّاحٍ إِلی اللیل؛ أَراد: لا تقصر الصلاة إِلا فی مسیرة یوم یمتدّ فیه السیر إِلی المَساءِ بلا وَتِیرةٍ و لا نزول. الأَصمعی: یقال مَتَحَ النهارُ و مَتَحَ اللیلُ إِذا طالا. و یوم مَتَّاح: طویل تامّ. یقال ذلك لنهار الصیف و لیل الشتاء. و مَتَحَ النهارُ إِذا طال و امتدّ؛ و كذلك أَمْتَحَ، و كذلك اللیلُ. و قولهم: سِرْنا عُقْبَةً مَتُوحاً أَی بعیدة. الجوهری: و مَتَحَ النهار لغة فی مَتَعَ إِذا ارْتفع. و لیل مَتَّاح أَی طویل. و مَتَح بسَلْحِه و مَتَخَ به: رمی به. و مَتَحَ بها: ضَرَطَ. و مَتَحَ الخمسین: قارَبَها، و الخاءُ أَعلی. و مَتَحَه عشرین سوطاً؛ عن ابن الأَعرابی: ضربه. أَبو سعید: المَتْحُ القَطْع؛ یقال: مَتَحَ الشی‌ءَ و مَتَخَه إِذا قطعه من أَصله. و‌فی حدیث أُبَیٍّ: فلم أَر الرجالَ مَتَحَتْ أَعناقَها إِلی شی‌ء مُتُوحَها إِلیه‌أَی مدت أَعناقها نحوه؛ و قوله: مُتُوحَها مصدر غیر جار علی فعله، أَو یكون كالشُّكور و الكُفور. الأَزهری فی ترجمة نَتَحَ: روی أَبو تراب عن بعض العرب: امتَتَحْتُ الشی‌ءَ و انْتَتَحْته و انتزعته بمعنی واحد. و یقال للجراد إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه لیَبیضَ: مَتَحَ و أَمْتَح و مَتَّحَ، و بَنَّ و أَبَنَّ و بَنَّنَ، و قَلَزَ و أَقْلَزَ و قَلَّزَ. الأَزهری: و مَتَخَ الجرادُ، بالخاء: مثل مَتَح.

مجح؛ ج2، ص: 588

: التَّمَجُّحُ و التَّبَجُّحُ، بالمیم و الباء: البَذْخ و الفخرُ؛ و هو یَتَمَجَّحُ و یَتَبَجَّحُ. و مَجَحَ یَمْجَحُ مَجْحاً: كَبَجَحَ. و رجل مَجَّاحٌ بَجَّاحٌ بما لا یملك، یمانیة. و مَجِحَ [مَجَحَ
لسان العرب، ج‌2، ص: 589
مَجْحاً «3» و مَجَحاً: تَكَبَّر؛ و الدلوَ فی البئر: خَضْخَضَها كذلك.

محح؛ ج2، ص: 589

: المَحُّ: الثوبُ الخَلَقُ البالی. مَحَّ یَمِحُّ و یَمُحُّ و یَمَحُّ مُحُوحاً و مَحَحاً و أَمَحَّ یُمِحُّ إِذا أَخْلَقَ؛ و كذلك الدار إِذا عَفَتْ؛ و أَنشد: أَلا یا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَدِیدُ، و حُبُّكِ ما یُمِحُّ و ما یَبِیدُ و ثوب ماحٌّ. و‌فی الحدیث: فلن تأْتِیَكَ حجة إِلا دَحَضَتْ و لا كتاب زُخْرُفٌ إِلا ذهب نوره و مَحَّ لونُه؛ مَحَّ الكتابُ و أَمحَّ أَی دَرَس. و ثوب مَحٌّ: خَلَقٌ. و‌فی حدیث المُنَعَّمةِ. و ثوبی مَحٌّ‌أَی خَلَقٌ بالٍ. و مُحُّ كل شی‌ءٍ: خالصه. و المُحُّ و المُحَّةُ: صُفْرة البیض، قال ابن سیدة: و إِنما یریدون فَصَّ البیضة لأَن المُحَّ جوهر و الصفرة عرض، و لا یعبر بالعرض عن الجوهر، اللهم إِلا أَن تكون العرب قد سمت مُحَّ البیضة صُفْرَةً، قال: و هذا ما لا أَعرفه و إِن كانت العامّة قد أُولِعَتْ بذلك؛ و أَنشد الأَزهری لعبد الله بن الزِّبَعْری: كانت قُرَیشٌ بَیْضَةً فتَفَلَّقَتْ، فالمُحُّ خالِصُها لعبدِ مَنافِ قال ابن بری: من روی خالصة، بالتاء، فهو فی الأَصل مصدر كالعافیة؛ و منه قوله تعالی: إِنّٰا أَخْلَصْنٰاهُمْ بِخٰالِصَةٍ ذِكْرَی الدّٰارِ، فذكری فاعلة بخالصة، تقدیره بأَن خلصت لهم ذكری الدار، و قد قرئَ بالإِضافة، و هی فی القِراءَتین مصدر؛ و من روی خالصه بالهاء فلا إِشكال فیه. و قال ابن شُمَیْل: مُحُّ البیض ما فی جوفه من أَصفر و أَبیض، كلُّه مُحٌّ، قال: و منهم من قال: المُحَّةُ الصفراء، و الغِرْقئُ البیاضُ الذی یؤْكل. أَبو عمرو: یقال لبیاض البیض الذی یؤْكل الآحُ، و لصفرتها الماحُ. و المُحاحُ: الجوعُ. و رجل مَحَّاحٌ: كذاب یُرْضِی الناسَ بالقول دون الفعل؛ و فی التهذیب: یرضی الناسَ بكلامه و لا فعل له و هو الكذوب؛ و قیل: هو الكذاب الذی لا یصدقك أَثره یكذبك من أَین جاءَ؛ قال ابن درید: أَحسبهم رووا هذه الكلمة عن أَبی الخطاب الأَخفش؛ و یقال: مَحَّ الكذاب یَمُحُّ مَحاحَةً. و رجل مَحْمَحٌ و مُحامِحٌ «4»: خفیف نَذْلٌ، و قیل: ضَیِّقٌ بخیل. قال اللحیانی: و زعم الكسائی أَنه سمع رجلًا من بنی عامر یقول: إِذا قیل لنا أَ بَقِیَ عندكم شی‌ءٌ؟ قلنا: مَحْماح أَی لم یبق شی‌ءٌ. الأَزهری: مَحْمَحَ الرجلُ إِذا أَخلص مودته.

مدح؛ ج2، ص: 589

: المَدْح: نقیض الهجاءِ و هو حُسْنُ الثناءِ؛ یقال: مَدَحْتُه مِدْحَةً واحدة و مَدَحَه یَمْدَحُه مَدْحاً و مِدْحَةً، هذا قول بعضهم، و الصحیح أَن المَدْحَ المصدر، و المِدْحَةَ الاسم، و الجمع مِدَحٌ، و هو المَدِیحُ و الجمع المَدائحُ و الأَمادیح، الأَخیرة علی غیر قیاس، و نظیره حَدیثٌ و أَحادیثُ؛ قال أَبو ذؤَیب: لو كان مِدْحةُ حَیٍّ مُنْشِراً أَحداً، أَحْیا أَباكُنَّ، یا لَیْلی، الأَمادیحُ
(3). قوله [و مجح مجحاً إلخ] من بابی منع و فرح كما صرح به شارح القاموس. (4). قوله [و محامح] الذی فی القاموس: المحمح و المحماح أی بفتح فسكون فیهما، لكن الشارح أقر ما هنا، فیكون ثلاث لغات، و زاد المجد أیضاً. المحاح كسحاب الأَرض القلیلة الحمض. و الأَمح: السمین، كالأَبج. و تمحمح: تبحبح، و تمحمحت المرأَة دنا وضعها.
لسان العرب، ج‌2، ص: 590
قال ابن بری: الروایة الصحیحة ما رواه الأَصمعی، و هو: لو أَن مِدْحةَ حَیٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، أَحیا، أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ، الأَمادیحُ و أَنشرت أَحسنُ من منشراً، لأَنه ذكر المؤَنث، و كان حقه أَن یقول منشرة ففیه ضرورة من هذا الوجه، و أَما قوله أَحیا أُبُوَّتك فإِنه یخاطب به رجلًا من أَهله یرثیه كان قتل بالعَمْقاءِ؛ و قبله بأَبیات: أَلْفَیْته لا یَذُمُّ القِرْنُ شَوْكَتَه، و لا یُخالِطُه، فی البأْسِ، تَسْمِیحُ و التسمیحُ: الهروب. و البأْس: بأْس الحرب. و المَدائِح: جمع المدیح من الشعر الذی مُدِحَ به كالمِدْحة و الأُمْدُوحةِ؛ و رجل مادِحٌ من قوم مُدَّح و مَدیحٌ مَمْدوح. و تَمَدَّحَ الرجلُ: تكلَّف أَن یُمْدَحَ. و رجل مُمَدَّح أَی مَمْدوحٌ جدّاً، و مَدَحَ للمُثْنِی لا غیر. و مَدَح الشاعرُ و امْتَدَح. و تَمَدَّح الرجل بما لیس عنده: تَشَبَّع و افتخر. و یقال: فلان یَتَمَدَّحُ إِذا كان یُقَرِّظُ نفسه و یثنی علیها. و المَمادِحُ: ضدّ المَقابح. و امْتَدَحتِ الأَرض و تَمَدَّحَتْ: اتسعت، أُراه علی البدل من تَنَدَّحَتْ و انْتَدَحَتْ. و امْدَحَّ بطنُه: لغة فی انْدَحَّ أَی اتسَع. و تَمَدَّحتْ خواصر الماشیة: اتسعت شِبَعا مثل تَنَدَّحَتْ؛ قال الراعی یصف فرساً: فلما سَقَیْناها العَكِیسَ، تَمَدَّحَتْ خَواصِرُها، و ازداد رَشْحاً وَریدُها یروی بالدال و الذال جمیعاً؛ قال ابن بری: الشعر للراعی یصف امرأَة، و هی أُمُّ خَنْزَرِ بن أَرْقَمَ، و كان بینه و بین خَنْزَرٍ هِجاءٌ فهجاه بكون أُمه تَطْرُقُهُ و تطلب منه القِری، و لیس یصف فرساً كما ذكر، لأَن شعره یدل علی أَنه طرقته امرأَة تطلب ضیافته، و لذلك قال قبله: فلما عَرَفْنا أَنها أُمُّ خَنْزَرٍ، جَفاها مَوالیها، و غابَ مُفِیدُها رَفَعْنا لها ناراً تُثَقَّبُ للقِری، و لِقْحَةَ أَضیافٍ طَویلًا رُكُودُها و لما قَضَتْ من ذی الإِناءِ لُبانةً، أَرادتْ إِلینا حاجةً لا نُریدُها و العكیس: لبن یخلط بمرق.

مذح؛ ج2، ص: 590

: المَذَحُ: التواءٌ فی الفخذین إِذا مشی انسَحجت إِحداهما بالأُخری. و مَذِحَ الرجلُ یَمْذَحُ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فخذاه و التوتا حتی تَسَحَّجتا و مَذِحَتْ فخذاه؛ قال الشاعر: إِنكِ لو صاحبتِنا مَذِحْتِ، و حَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ الأَصمعی: إِذا اصْطَكَّتْ أَلیتا الرجل حتی تَنْسَحِجا قیل: مَشِقَ مَشَقاً، قال: و إِذا اصطكت فخذاه قیل: مَذِحَ یَمْذَحُ مَذَحاً. و رجل أَمْذَحُ بَیِّنُ المَذَحِ و قد مَذِحَ: للذی تصطك فخذاه إِذا مشی؛ قال الأَعشی: فَهُمُ سُودٌ قِصارٌ سَعْیُهُمْ، كالخُصَی أَشْعَلَ فیهنَّ المَذَحْ
لسان العرب، ج‌2، ص: 591
و الذی فی شعره أَشعل علی ما لم یُسَمَّ فاعله، و فَسَّرَ المَذَحَ بأَنه الحكة فی الأَفخاذ؛ و قیل: إِنه جزء من السَّحْج. و‌فی حدیث عبد الله بن عمرو: قال و هو بمكة: لو شِئتُ لأَخَذْتُ سِبَّتی فَمَشَیتُ بها ثم لم أَمْذَحْ حتی أَطأَ المكانَ الذی تخرجُ منه الدابةُ؛ قال: المَذَحُ أَن تَصْطَكَّ الفَخِذانِ من الماشی و أَكثر ما یَعْرِضُ للسمین من الرجال، و كان ابن عمرو كذلك. یقال: مَذِحَ یَمْذَحُ مَذَحاً، و أَراد قرب الموضع الذی تخرج منه؛ و قیل: المَذَح احتراق ما بین الرُّفْغَیْنِ و الأَلْیَتَیْن. و مَذِحَتِ الضأْنُ مَذَحاً: عَرِقَتْ أَرفاغُها. و مَذِحَتْ خُصْیةُ التَّیْسِ مَذَحاً إِذا احْتَكَّ بشی‌ءٍ فتشققت منه؛ و قیل: المَذَحُ أَن یَحْتَكَّ الشی‌ءُ بالشی‌ءِ فیتشَقَّقَ. قال ابن سیدة: و أُری ذلك فی الحیوان خاصة. و تَمَذَّحَتْ خاصرته: انتفخت؛ قال الراعی: فلما سقیناها العَكیسَ تَمَذَّحَتْ خواصرُها، و ازدادَ رَشْحاً وَریدُها و التَّمَذُّحُ: التَّمَدُّدُ؛ یقال: شَرِبَ حتی تَمَذَّحَت خاصرته أَی انْتَفَخَتْ من الرِّیِّ.

مرح؛ ج2، ص: 591

: المَرَحُ: شدَّة الفَرَحِ و النشاط حتی یجاوزَ قَدْرَه؛ و قد أَمْرَحَه غیره، و الاسم المِراحُ، بكسر المیم؛ و قیل: المَرَحُ التبختر و الاختیالُ. و فی التنزیل: وَ لٰا تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً* أَی متبختراً مختالًا؛ و قیل: المَرَحُ الأَشَرُ و البَطَرُ؛ و منه قوله تعالی: بِمٰا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ. و قد مَرِحَ مَرَحاً و مِراحاً، و رجل مَرِحٌ من قوم مَرْحی و مَراحی؛ و مِرِّیحٌ، بالتشدید، مثل سِكِّیرٍ، من قوم مِرِّیحینَ، و لا یُكَسَّرُ؛ و مَرِحَ، بالكسر، مَرَحاً: نَشِطَ. و‌فی حدیث علیّ: زَعَمَ ابن النابغة أَنی تِلْعابَةٌ‌تِمْراحة؛ قال ابن الأَثیر: هو من المَرَح، و هو النَّشاطُ و الخِفَّة، و التاءُ زائدة، و هو من أَبنیة المبالغة، و أَتی به فی حرف التاءِ حملًا علی ظاهر لفظه. و فَرَسٌ مَرُوحٌ و مِمْرَحٌ و مِمْراحٌ: نَشِیطٌ، و قد أَمْرَحه الكَلأُ. و ناقة مِمْراحٌ و مَرُوحٌ: كذلك؛ قال: تَطْوی الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِیَم و قال الأَعشی یصف ناقة: مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّومِیِّ، تَفْرِی الهَجیرَ بالإِرْقالِ ابن سیدة: المَرُوحُ الخَمْرُ، سمیت بذلك لأَنها تَمْرَحُ فی الإِناءِ؛ قال عُمارة: من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح و قول أَبی ذؤیب: مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ شَآمِیَةٌ، إِذا جُلِیتْ، مَرُوحُ أَی لها مِراحٌ فی الرأْس و سَوْرَةٌ یَمْرَحُ مَن یشربها. و قَوْسٌ مَرُوحٌ: یَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها؛ و قیل: هی التی تَمْرَح فی إِرسالها السهم؛ تقول العرب: طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْیَ أَن یَرُوَح؛ الجوهری: قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها السهمَ. و مَرْحَی: كلمة تقال للرامی إِذا أَصاب؛ قال ابن مقبل: أَقولُ، و الحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه: مَرْحَی له إِن یَفُتْنا مَسْحُه یَطِرِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 592
أَبو عمرو بنُ العَلاءِ: إِذا رمی الرجل فأَصاب قیل: مَرْحَی له و هو تعجب من جَوْدة رمیه؛ و قال أُمَیَّة بن أَبی عائذ: یُصِیبُ القَنِیصَ، و صِدْقاً یقولُ: مَرْحی و أَیحَی إِذا ما یُوالی مَرْحی و أَیْحی: كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ، و إِذا أَخطأَ قیل له: بَرْحی و مَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً: أَخرجته. و أَرض مِمْراح إِذا كانت سریعة النبات حین یصیبها المطر؛ الأَصمعی: المِمْراح من الأَرض التی حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها. و مَرِحَ الزرع یَمْرَحُ: خرج سُنْبُله. و مَرِحَتِ العینُ مَرَحاناً: اشتدّ سَیَلانُها؛ قال: كأَنَّ قَذًی فی العین قد مَرِحتْ به، و ما حاجةُ الأُخْرَی إِلی المَرَحانِ و قیل: مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت؛ قال ابن بری: هذا البیت ینسب إِلی النابغة الجَعْدی، و قبله: تَواهَسَ أَصحابی حدیثاً فَقِهْتُه خَفِیًّا، و أَعْضادُ المَطِیِّ عَوانی التواهُسُ: التسارُرُ؛ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحدیث حَرْبه. و الغوانی هنا: العوامل. و قد قیل فی مَرِحَت العین إِنها بمعنی أَسْبلت الدَّمْعَ، و كذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ، و المعنی: أَنه لما بكی أَلمَتْ عینُه، فصارت كأَنها قَذِیَّة، و لما أَدام البكاء قَذِیَتِ الأُخْرَی؛ و هذا كقول الآخر: بَكَتْ عَیْنیَ الیُمْنی؛ فلما زَجَرْتُها عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ، أَسْبَلَتَا مَعَا و قال شمر: المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر؛ و قال عَدِیّ بن زید: مَرِحٌ وَبْلُه یَسُحُّ سُیُوبَ الماءِ سَحًّا، كأَنَّه مَنْحُورُ و عین مِمْراح: سریعة البكاء. و مَرِحَتْ عینه مَرَحاناً: فَسَدَتْ و هاجتْ. و عین مِمْراحٌ: غزیرة الدمع. و مَرَّحَ الطعامَ: نَقَّاه من الغَبا «5» بالمَحاوِق أی المكانس. و مَرَّحَ جِلْدَه: دَهَنَه؛ قال: سَرَتْ فی رَعِیلٍ ذی أَداوَی، مَنُوطةٍ بِلَبَّاتِها، مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ قوله: سرت یعنی قطاة. فی رَعیل أَی فی جماعة قَطاً. ذی أَداوَی یعنی حواصلها. منوطة: معلقة. بلَبَّاتها یعنی مواضع المَنْحَر؛ و قیل: التمریح أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تُخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتی تمتلئ خروزها و تنتفخ، و الاسم المَرَحُ، و قد مَرِحَتْ مَرَحاناً. قال أَبو حنیفة: و مَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ. و یقال: قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت عیونها و لم یسل منها شی‌ء؛ ابن الأَعرابی: التمریح تطییب القربة الجدیدة بأَذْخِرٍ أَو شیح، فإِذا طُیِّبَتْ بطین فهو التشریب، و بعضهم جعل تمریح المزادة أَن تملأَها ماء حتی تَبْتَلَّ خُرُوزها و یكثر سیلانها قبل انتفاخها، فذلك مَرَحُها. و مَرَّحْتُ القِرْبةَ: شَرَّبْتُها، و هو أَن تملأَها ماء لتَنْسَدَّ عیونُ الخُرَز. و المِراحُ: موضع؛ قال: تَرَكنا، بالمِراحِ و ذی سُحَیْمٍ، أَبا حَیَّانَ فی نَفَرٍ مَنافی
(5). قوله [نقاه من الغبا] عبارة القاموس و شرحه: و التمریح تنقیة الطعام من العفا. هكذا فی سائر النسخ. و فی بعض الأَمهات من الغبا انتهی. و لم نجد للعفا بالعین المهملة و الفاء و لا للغبا بالغین المعجمة و الباء الموحدة معنی یناسب هنا، و لعله الغفا بالغین المعجمة و الفاء، شی‌ء كالزؤان أو التبن كما نص علیه المجد و غیره.
لسان العرب، ج‌2، ص: 593
و مَرَحَیَّا: زَجْرٌ عن السیرافی. و مَرْحَی ناقة بعینها عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: ما بالُ مَرْحَی قد امْسَتْ، و هی ساكنةٌ، باتتْ تَشَكَّی إلیَّ الأَیْنَ و النَّجَدا

مزح؛ ج2، ص: 593

: المَزْحُ: الدُّعابةُ، و فی المحكم: المَزْحُ نقیضُ الجِدِّ؛ مَزَحَ یَمْزَحُ مَزْحاً و مِزاحاً و مُزاحاً و مُزاحةً «1» و قد مازَحه مُمازَحةً و مِزاحاً و الاسم المُزاح، بالضم، و المُزاحة أَیضاً. و أُرَی أَبا حنیفة حكی: أَمْزِحْ كرْمَك، بقطع الأَلف، بمعنی عَرِّشْه. الجوهری: المِزاح، بالكسر: مصدر مازَحه. و هما یَتَمازَحانِ. الأَزهری: المُزَّحُ من الرجال الخارجون من طَبْعِ الثُّقَلاء، المتمیزون من طبع البُغَضاء.

مسح؛ ج2، ص: 593

: المَسْحُ: القول الحَسَنُ من الرجل، و هو فی ذلك یَخْدَعُكَ، تقول: مَسَحَه بالمعروف أَی بالمعروف من القول و لیس معه إِعطاء، و إِذا جاء إِعطاء ذهب المَسْحُ؛ و كذلك مَسَّحْتُه. و المَسْحُ: إِمراركَ یدك علی الشی‌ء السائل أَو المتلطخ، ترید إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء و جبینك من الرَّشْح، مَسَحَه یَمْسَحُه مَسْحاً و مَسَّحَه، و تَمَسَّح منه و به.فی حدیث فَرَسِ المُرابِطِ: أَنَّ عَلَفَه و رَوْثه و مَسْحاً عنه فی میزانه؛ یرید مَسْحَ الترابِ عنه و تنظیف جلده. و قوله تعالی: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ؛ فسره ثعلب فقال: نزل القرآن بالمَسْح و السنَّةُ بالغَسْل، و قال بعض أَهل اللغة: مَنْ خفض و أَرجلِكم فهو علی الجِوارِ؛ و قال أَبو إِسحاق النحوی: الخفض علی الجوار لا یجوز فی كتاب الله عز و جل، و إِنما یجوز ذلك فی ضرورة الشعر، و لكن المسح علی هذه القراءة كالغسل، و مما یدل علی أَنه غسل أَن المسح علی الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس، لم یجز تحدیده إِلی الكعبین كما جاز التحدید فی الیدین إِلی المرافق؛ قال الله عز و جل: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ؛ بغیر تحدید فی القرآن؛ و كذلك فی التیمم: فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَیْدِیكُمْ، مِنْهُ، من غیر تحدید، فهذا كله یوجب غسل الرجلین. و أَما من قرأَ: وَ أَرْجُلَكُمْ، فهو علی وجهین: أَحدهما أَن فیه تقدیماً و تأْخیراً كأَنه قال: فاغسلوا وجوهكم و أَیدیكم إِلی المرافق، و أَرْجُلَكم إِلی الكعبین، و امسحوا برؤُوسكم، فقدَّمَ و أَخَّرَ لیكون الوضوءُ وِلاءً شیئاً بعد شی‌ء، و فیه قول آخر: كأَنه أَراد: و اغسلوا أَرجلكم إِلی الكعبین، لأَن قوله إِلَی الْكَعْبَیْنِ قد دل علی ذلك كما وصفنا، و یُنْسَقُ بالغسل كما قال الشاعر: یا لیتَ زَوْجَكِ قد غَدَا مُتَقَلِّداً سَیْفاً و رُمْحا المعنی: متقلداً سیفاً و حاملًا رمحاً. و‌فی الحدیث: أَنه تَمَسَّحَ و صَلَّی‌أَی توضأ. قال ابن الأَثیر: یقال للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ، و المَسْحُ یكون مَسْحاً بالید و غَسْلًا. و‌فی الحدیث: لما مَسَحْنا البیتَ أَحْللنا‌أَی طُفْنا به، لأَن من طاف بالبیت مَسَحَ الركنَ، فصار اسماً للطواف. و فلان یُتَمَسَّحُ بثوبه أَی یُمَرُّ ثوبُه علی الأَبدان فیُتقرَّبُ به إِلی الله. و فلان یُتَمَسَّحُ به لفضله و عبادته كأَنه یُتَقَرَّبُ إِلی الله بالدُّنُوِّ منه. و تماسَحَ القومُ إِذا تبایعوا فتَصافَقُوا. و‌فی حدیث الدعاء للمریض: مَسَحَ الله عنك ما بك‌أَی أَذهب. و المَسَحُ: احتراق باطن الركبة من خُشْنَةِ الثوب؛ و قیل: هو أَن یَمَسَّ باطنُ
(1). قوله [و مزاحة] بضم المیم كما ضبطه المجد، و فتحها الفیومی. نقل شارح القاموس: أن المزاح المباسطة إلی الغیر علی جهة التلطف و الاستعطاف دون أذیة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 594
إِحدی الفخذین باطنَ الأُخْرَی فیَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ و تَشَقُّقٌ؛ و قد مَسِحَ. قال أَبو زید: إِذا كانت إِحدی رُكْبَتَی الرجل تصیب الأُخری قیل: مَشِقَ مَشَقاً و مَسِحَ، بالكسر، مَسَحاً. و امرأَة مَسْحاء رَسْحاء، و الاسم المَسَحُ؛ و الماسِحُ من الضاغِطِ إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غیر أَن یَعْرُكَه عَرْكاً شدیداً، و إِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعیر فأَدماه قیل: به حازٌّ، و إِن لم یُدْمِه قیل: به ماسِحٌ. و الأَمْسَحُ: الأَرْسَحُ؛ و قوم مُسْحٌ رُسْحٌ؛ و قال الأَخطل: دُسْمُ العَمائمِ، مُسْحٌ، لا لُحومَ لهم، إِذا أَحَسُّوا بشَخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا و‌فی حدیث اللِّعانِ: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال فی ولد الملاعنة: إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْیَتَینِ؛ قال شمر: هو الذی لَزِقَتْ أَلْیَتاه بالعظم و لم تَعْظُما؛ رجل أَمْسَحُ و امرأَة مَسْحاءُ و هی الرَّسْحاء. و خُصًی مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِیرُه. و المَسَحُ أَیضاً: نَقْصٌ و قِصَرٌ فی ذنب العُقابِ. و عَضُدٌ مَمْسوحة: قلیلة اللحم. و رجل أَمْسَحُ القَدَم و المرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستویةً لا أَخْمَصَ لها. و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: مَسِیحُ القدمین؛ أَراد أَنهما مَلْساوانِ لَیِّنَتانِ لیس فیهما تَكَسُّرٌ و لا شُقاقٌ، إِذا أَصابهما الماء نَبا عنهما. و امرأَة مَسْحاءُ الثَّدْی إِذا لم یكن لثدیها حَجْم. و رجل مَمْسوح الوجه و مَسِیحٌ: لیس علی أَحد شَقَّیْ وجهِه عین و لا حاجبٌ. و المَسِیحُ الدَّجَّالُ: منه علی هذه الصفة؛ و قیل: سمی بذلك لأَنه مَمْسوحُ العین. الأَزهری: المَسِیحُ الأَعْوَرُ و به سمی الدجال، و نحو ذلك قال أَبو عبید. و مَسَحَ فی الأَرض یَمْسَحُ مُسُوحاً: ذهب، و الصاد لغة، و هو مذكور فی موضعه. و مَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ یومها دَأْباً أَی سارت فیها سیراً شدیداً. و المَسیحُ: الصِّدِّیقُ و به سمی عیسی، علیه السلام؛ قال الأَزهری: و روی عن أَبی الهیثم أَن المَسِیحَ الصِّدِّیقُ؛ قال أَبو بكر: و اللغویون لا یعرفون هذا، قال: و لعل هذا كان یستعمل فی بعض الأَزمان فَدَرَسَ فیما دَرَسَ من الكلام؛ قال: و قال الكسائی: قد دَرَسَ من كلام العرب كثیر.قال ابن سیدة: و المسیح عیسی بن مریم، صلی الله علی نبینا و علیهما، قیل: سمی بذلك لصدقه، و قیل: سمی به لأَنه كان سائحاً فی الأَرض لا یستقرّ، و قیل: سمی بذلك لأَنه كان یمسح بیده علی العلیل و الأَكمه و الأَبرص فیبرئه بإِذن الله؛ قال الأَزهری: أُعرب اسم المسیح فی القرآن علی مسح، و هو فی التوراة مَشیحا، فعُرِّبَ و غُیِّرَ كما قیل مُوسَی و أَصله مُوشَی؛ و أَنشد: إِذا المَسِیحُ یَقْتُل المَسِیحا یعنی عیسی بن مریم یقتل الدجال بنَیْزَكه؛ و قال شمر: سمی عیسی المَسِیحَ لأَنه مُسِحَ بالبركة؛ و قال أَبو العباس: سمی مَسِیحاً لأَنه كان یَمْسَحُ الأَرض أَی یقطعها. و‌روی عن ابن عباس: أَنه كان لا یَمْسَحُ بیده ذا عاهة إِلَّا بَرأَ، و‌قیل: سمی مسیحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل لیس لرجله أَخْمَصُ؛ و قیل: سمی مسیحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن؛ و قول الله تعالی: بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ؛ قال أَبو منصور: سَمَّی اللهُ ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقی إِلیها الكلمةَ، ثم كَوَّنَ الكلمة بشراً، و معنی الكلمة معنی الولد، و المعنی: یُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسیح. و المسیحُ: الكذاب الدجال، و سمی الدجال، مسیحاً لأَن عینه ممسوحة عن أَن یبصر بها، و سمی عیسی مسیحاً اسم خصَّه الله به، و لمسح زكریا إِیاه؛ و‌روی عن أَبی الهیثم
لسان العرب، ج‌2، ص: 595
أَنه قال: المسیح بن مریم الصِّدِّیق، و ضدُّ الصِّدِّیق المسیحُ الدجالُ أَی الضِّلِّیلُ الكذاب. خلق الله المَسِیحَیْنِ: أَحدهما ضد الآخر، فكان المسِیحُ بن مریم یبرئ الأَكمه و الأَبرص و یحیی الموتی بإِذن الله، و كذلك الدجال یُحْیی المیتَ و یُمِیتُ الحَیَّ و یُنْشِئُ السحابَ و یُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله، فهما مسیحان: مسیح الهُدَی و مسیح الضلالة؛ قال المُنْذِرِیُّ: فقلت له بلغنی أَن عیسی إِنما سمی مسیحاً لأَنه مسح بالبركة، و سمی الدجال مسیحاً لأَنه ممسوح العین، فأَنكره، و قال: إِنما المسِیحُ ضدُّ المسِیحِ؛ یقال: مسحه الله أَی خلقه خلقاً مباركاً حسناً، و مسحه الله أَی خلقه خلقاً قبیحاً ملعوناً. و المسِیحُ: الكذاب؛ ماسِحٌ و مِسِّیحٌ و مِمْسَحٌ و تِمْسَحٌ؛ و أَنشد: إِنی، إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْیَحُ ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ، بَلَنْدَحُ، أَو كَیْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ و‌فی الحدیث: أَمَّا مَسِیحُ الضلالة فكذا؛ فدلَّ هذا الحدیث علی أَن عیسی مَسِیحُ الهُدَی و أَن الدجَّال مسیح الضلالة. و روی بعض المحدّثین: المِسِّیح، بكسر المیم و التشدید، فی الدجَّال بوزن سِكِّیتٍ. قال ابن الأَثیر: قال أَبو الهیثم: إِنه الذی مُسِحَ خَلْقُه أَی شُوِّه، قال: و لیس بشی‌ء. و‌روی عن ابن عمر قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَرانی اللهُ رجلًا عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَیتُ، فقیل لی: هو المسیح بن مریم، قال: و إِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور العین الیمنی كأَنها عِنَبَةٌ طافیة، فسأَلت عنه فقیل: المِسِّیحُ الدجَّال؛ علی فِعِّیل. و الأَمْسَحُ من الأَرض: المستوی؛ و الجمع الأَماسِح؛ و قال اللیث: الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ، و جمع المَسْحاء من الأَرض مَساحی؛ و قال أَبو عمرو: المَسْحاء أَرض حمراء و الوحْفاء السوداء؛ ابن سیدة: و المَسْحاء الأَرض المستویة ذاتُ الحَصَی الصِّغارِ لا نبات فیها، و الجمع مِساحٌ و مسَاحِی «1»، غلب فكُسِّرَ تكسیر الأَسماء؛ و مكان أَمْسَحُ. قال الفراء: یقال مررت بخَرِیق من الأَرض بین مَسْحاوَیْنِ؛ و الخَرِیقُ: الأَرض التی تَوَسَّطَها النباتُ؛ و قال ابن شمیل: المَسْحاء قطعة من الأَرض مستویة جَرْداء كثیرة الحَصَی لیس فیها شجر و لا تنبت غلیظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلی الصلابة، مثل صَرْحة المِرْبَدِ لیست بقُفٍّ و لا سَهْلة؛ و مكان أَمْسَحُ. و المَسِیحُ: الكثیر الجماع و كذلك الماسِحُ. و المِساحةُ: ذَرْعُ الأَرض؛ یقال: مَسَحَ یَمْسَحُ مَسْحاً. و مَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَی ذَرَعَها. و مَسَحَ المرأَة یَمْسَحُها مَسْحاً و مَتَنَها مَتْناً: نكحها. و مَسَحَ عُنُقَه و بها یَمْسَحُ مَسْحاً: ضربها، و قیل: قطعها، و قوله تعالی: رُدُّوهٰا عَلَیَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ؛ یفسر بهما جمیعاً. و روی الأَزهری عن ثعلب أَنه قیل له: قال قُطْرُبٌ یَمْسَحُها ینزل علیها، فأَنكره أَبو العباس و قال: لیس بشی‌ء، قیل له: فإِیْش هو عندك؟ فقال: قال الفراء و غیره: یَضْرِبُ أَعناقَها و سُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه؛ قال الأَزهری: و نحو ذلك قال الزجاج و قال: لم یَضْرِبْ سُوقَها و لا أَعناقَها إِلَّا و قد أَباح الله له ذلك، لأَنه لا یجعل التوبة من الذنب بذنب عظیم؛ قال: و قال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها و سوقها بالماء بیده، قال: و هذا لیس یُشْبِه شَغْلَها
(1). قوله [و الجمع مساح و مساحی] كذا بالأَصل مضبوطاً و مقتضی قوله غلب فكسر إلخ أن یكون جمعه علی مساحی و مساحَی، بفتح الحاء و كسرها كما قال ابن مالك و بالفعالی و الفعالی جمعا صحراء و العذراء إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 596
إِیاه عن ذكر الله، و إِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً، و ما أَباحه الله فلیس بمنكر، و جائز أَن یبیح ذلك لسلیمان، علیه السلام، فی وقتهِ و یَحْظُرَه فی هذا الوقت؛ قال ابن الأَثیر: و فی حدیث سلیمان، علیه السلام: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ؛قیل: ضَرَبَ أَعناقَها و عَرْقَبها.یقال: مَسَحه بالسیف أَی ضربه. و مَسَحه بالسیف: قَطَعَه؛ و قال ذو الرمة: و مُسْتامةٍ تُسْتامُ، و هی رَخِیصةٌ، تُباعُ بساحاتِ الأَیادِی، و تُمْسَحُ مستامة: یعنی أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ. و تُباعُ: تَمُدُّ فیها أَبواعَها و أَیدیَها. و تُمْسَحُ: تُقْطَع. و الماسحُ: القَتَّال؛ یقال: مَسَحَهم أَی قتلهم. و الماسحة: الماشطة. و التماسُحُ: التَّصادُق. و المُماسَحَة: المُلاینَة فی القول و المعاشرة و القلوبُ غیر صافیة. و التِّمْسَحُ: الذی یُلایِنُك بالقول و هو یَغُشُّك. و التِّمْسَحُ و التِّمْساحُ من الرجال: المارِدُ الخبیث؛ و قیل: الكذاب الذی لا یَصْدُقُ أَثَرَه یَكْذِبُكَ من حیث جاء؛ و قال اللحیانی: هو الكذاب فَعَمَّ به. و التَّمْساحُ: الكذب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ، بالإِفْكِ و التَّكْذابِ و التَّمْساحِ و التِّمْسَحُ و التِّمْساحُ: خَلْقٌ علی شَكْل السُّلَحْفاة إِلَّا أَنه ضَخْم قویّ طویل، یكون بنیل مصر و بعض أَنهار السِّنْد؛ و قال الجوهری: یكون فی الماء. و المَسِیحةُ: الذُّؤَابةُ، و قیل: هی ما نزل من الشَّعَرِ فلم یُعالَجْ بدهن و لا بشی‌ء، و قیل: المَسِیحةُ من رأْس الإِنسان ما بین الأُذن و الحاجب یَتَصَعَّد حتی یكون دون الیافُوخ، و قیل: هو ما وَقَعَتْ علیه یَدُ الرجل إِلی أُذنه من جوانب شعره؛ قال: مَسائِحُ فَوْدَیْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ، جَری مِسْكُ دارِینَ الأَحَمُّ خِلالَها و قیل: المَسائح موضعُ یَدِ الماسِح. الأَزهری عن الأَصمعی: المَسائح الشعر؛ و قال شمر: هی ما مَسَحْتَ من شعرك فی خدّك و رأْسك. و‌فی حدیث عَمَّار: أَنه دخل علیه و هو یُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره؛ قیل: هی الذوائب و شعر جانبی الرأْس. و المَسائحُ: القِسِیُّ الجِیادُ، واحدتها مَسِیحة؛ قال أَبو الهیثم الثعلبی: لها مَسائحُ زُورٌ، فی مَراكِضِها لِینٌ، و لیس بها وَهْنٌ و لا رَقَقُ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌لنا مَسائح … أَی لنا قِسِیٌّ. و زُورٌ: جمع زَوْراء و هی المائلة. و مَراكِضُها: یرید مِرْكَضَیْها و هما جانباها من عن یمین الوَتَرِ و یساره. و الوَهْنُ و الرَّقَقُ: الضَّعْف. و المِسْحُ: البِلاسُ. و المِسْحُ: الكساء من الشَّعَر و الجمع القلیل أَمْساح؛ قال أَبو ذؤَیب: ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ، و الجِمالُ كأَنَّ الرَّشْحَ، منهنَّ بالآباطِ، أَمْساحُ و الكثیر مُسُوح. و علیه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَی شی‌ء منه؛ قال ذو الرمة: علی وَجْهِ مَیٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ، و تحتَ الثِّیابِ الخِزْیُ، لو كان بادِیا و‌فی الحدیث عن إِسماعیل بن قیس قال: سمعت جَریراً یقول: ما رآنی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم فی وجهی؛ قال: و یَطْلُع علیكم رجل من خیار ذی یَمَنٍ علی وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ.و‌هذا الحدیث فی النهایة لابن الأَثیر: یطلُع
لسان العرب، ج‌2، ص: 597
علیكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خیر ذی یَمَنٍ علیه مَسْحةُ مُلْك؛ فطلع جریر بن عبد الله.یقال: علی وجهه مَسْحَة مُلْك و مَسْحةُ جَمال أَی أَثر ظاهر منه. قال شمر: العرب تقول هذا رجل علیه مَسْحةُ جَمال و مَسْحة عِتْقٍ و كَرَم، و لا یقال ذلك إِلا فی المدح؛ قال: و لا یقال علیه مَسْحةُ قُبْح. و قد مُسِح بالعِتْقِ و الكَرَم مَسْحاً؛ قال الكمیت: خَوادِمُ أَكْفاءٌ علیهنَّ مَسْحَةٌ من العِتْقِ، أَبداها بَنانٌ و مَحْجِرُ و قال الأَخطل یمدح رجلًا من ولد العباس كان یقال له المُذْهَبُ: لَذٌّ، تَقَیَّلَهُ النعیمُ، كأَنَّما مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ الأَزهری: العرب تقول به مَسْحَة من هُزال و به مَسْحَة من سِمَنٍ و جَمال. و الشی‌ءُ المَمْسوحُ: القبیح المَشؤُوم المُغَیَّر عن خلقته. الأَزهری: و مَسَحْتُ الناقةَ و مَسَّحْتُها أَی هَزَلْتُها و أَدْبَرْتُها. و المَسِیحُ: المِنْدیلُ الأَخْشَنُ. و المَسیح: الذِّراع. و المَسِیحُ و المَسِیحةُ: القِطْعَةُ من الفضةِ. و الدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِیحٌ. و یقال: امْتَسَحْتُ السیفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه؛ و قال سَلَمة بن الخُرْشُبِ یصف فرساً: تَعادَی، من قوائِمها، ثَلاثٌ، بتَحْجِیلٍ، و واحِدةٌ بَهِیمُ كأَنَّ مَسیحَتَیْ وَرِقٍ علیها، نَمَتْ قُرْطَیْهما أُذُنٌ خَدیمُ قال ابن السكیت: یقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِیحةَ فِضَّةٍ من حُسْن لَوْنها و بَریقِها، قال: و قوله نَمَتْ قُرْطَیْهما أَی نَمَتِ القُرْطَیْنِ اللذین من المَسیحَتَین أَی رفعتهما، و أَراد أَن الفضة مما یُتَّخَذُ للحَلْیِ و ذلك أَصْفَی لها. و أُذُنٌ خَدیمٌ أَی مثقوبة؛ و أَنشد لعبد الله ابن سلمة فی مثله: تَعْلی علیه مَسائحٌ من فِضَّةٍ، و تَری حَبابَ الماءِ غیرَ یَبِیسِ أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه و قِصَرَها؛ یقول: إِذا عَرِقَ فهو هكذا و تَری الماءَ أَوَّلَ ما یبدو من عَرَقه. و المَسیح: العَرَقُ؛ قال لبید: فَراشُ المَسِیحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ الأَزهری: سمی العَرَق مَسِیحاً لأَنه یُمْسَحُ إِذا صُبَّ؛ قال الراجز: یا رَیَّها، و قد بَدا مَسِیحی، و ابْتَلَّ ثَوْبایَ من النَّضِیحِ و الأَمْسَحُ: الذئب الأَزَلُّ. و الأَمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تكون عینه بِلَّوْرَةً. و الأَمْسَحُ: السَّیَّارُ فی سِیاحتِه. و الأَمْسَحُ: الكذاب. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَغِرْ علیهم غارَةً مَسْحاءَ؛ هو فَعْلاء من مَسَحَهم یَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفیفاً لا یقیم فیه عندهم.أَبو سعید فی بعض الأَخبار: نَرْجُو النَّصْرَ علی من خالَفَنا و مَسْحَةَ النِّقْمةِ علی من سَعَی؛ مَسْحَتُها: آیَتُها و حِلْیَتُها؛ و قیل: معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَی تُقْطَفُ. و‌فی الحدیث: تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ؛ أَراد به التیمم، و قیل: أَراد مباشرة ترابها بالجِباه فی السجود من غیر حائل، و یكون هذا أَمر تأْدیب و استحباب لا وجوب. و‌فی حدیث ابن عباس: إِذا كان الغلام یتیماً فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلی مُقَدَّمِه،
لسان العرب، ج‌2، ص: 598
و إِذا كان له أَب فامسحوا من مُقَدَّمه إِلی قفاه؛ و قال: قال أَبو موسی هكذا وجدته مكتوباً، قال: و لا أَعرف الحدیث و لا معناه. و‌فی حدیث خیبر: فخرجوا بمَساحِیهم و مَكاتِلِهم؛ المَساحِی: جمعُ مِسْحاةٍ و هی المِجْرَفَة من الحدید، و المیم زائدة، لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ و الإِزالة، و الله أَعلم.

مصح؛ ج2، ص: 598

: مَصَحَ الكِتابُ یَمْصَحُ مُصُوحاً: دَرَسَ أَو قارب ذلك. و مَصَحَتِ الدارُ: عَفَتْ. و الدارُ تَمْصَحُ أَی تَدْرُسُ؛ قال الطِّرِمَّاحُ: قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه، و هل هی، إِن سُئِلَتْ، بائحه؟ و مَصَحَ الثوبُ: أَخْلَقَ و دَرَسَ. و مَصَحَ الضَّرْعُ یَمْصَحُ مُصُوحاً: غَرَزَ و ذهب لبنه. و مَصَحَ لبنُ الناقة، وَلَّی و ذهب. و مَصَحَ بالشی‌ء یَمْصَحُ مَصْحاً و مُصُوحاً: ذهب؛ قال ذو الرمة: و الهَجْرُ بالآل یَمْصَح و مَصَعَ لبنُ الناقة و مَصَحَ إِذا ولَّی مُصُوحاً و مُصُوعاً. و مَصَحَ الشی‌ء مُصُوحاً: ذهب و انقطع؛ و قال: قد كادَ من طُولِ البِلی أَن یَمْصَحا و قال الجوهری أَیضاً: مَصَحْتُ بالشی‌ء ذهبت به؛ قال ابن بری: هذا یدل علی غلط النضر بن شمیل فی قوله مَصَحَ الله ما بك، بالصاد، و وجه غلطه أَن مَصَح بمعنی ذهب لا یتعدّی إِلا بالباء أَو بالهمزة، فیقال: مَصَحْتُ به أَو أَمْصَحْتُه بمعنی أَذهبته، قال: و الصواب فی ذلك ما رواه الهَرَوِیُّ فی الغریبین، قال یقال: مَسَحَ الله ما بك، بالسین، أَی غسلك و طهرك من الذنوب، و لو كان بالصاد لقالَ: مَصَح الله بما بك أَو أَمْصَحَ الله ما بك. قال ابن سیدة: و مَصَحَ الله بك مَصْحاً و مَصَّحَهُ: أَذهبه. و مَصَحَ النباتُ: ولَّی لَوْنُ زَهْرِه. و مَصَحَ الزهرُ یَمْصَحُ مُصوحاً: ولَّی لونه، عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: یُكْسَیْنَ رَقْمَ الفارِسِیِّ، كأَنه زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه، لم یَمْصَحِ و مَصَحَ النَّدی یَمْصَحُ مُصُوحاً: رَسَخَ فی الثَّری. و مَصَح الثَّرَی مُصُوحاً إِذا رَسَخَ فی الأَرض. و مَصَحت أَشاعِرُ الفرس إِذا رَسَخَت أُصولها؛ و قول الشاعر: عَبْل الشَّوی ماصِحَة أَشاعِرُهْ معناه رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حتی أَمِنَتْ أَن تنتتف أَو تَنْحَصَّ. و الأَمْصَحُ الظلّ: الناقص «2». و مَصَحَ الظلُّ مُصوحاً: قَصُر. و مَصَحَ فی الأَرض مَصْحاً: ذهَب؛ قال ابن سیدة: و السین لغة.

مضح؛ ج2، ص: 598

: یقال: مَضَحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخیه یَمْضَحه مَضْحاً و أَمْضَحه إِذا شانَه و عابه؛ قال الفرزدق: و أَمْضَحْتَ عِرْضِی فی الحیاة، و شِنْتَنی، و أَوْقَدْتَ لی ناراً بكلّ مكانِ قال ابن بری: صواب إِنشاده: و أَمْضَحْتِ، بكسر التاء، لأَنه یخاطب النَّوارَ امرأَته؛ و قبله: و لو سُئلتْ عَنِّی النَّوارُ و رَهْطُها، إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان لَعَمْری، لقد رَقَقْتِنی قبلَ رِقَّتِی، و أَشْعَلْتِ فِیَّ الشَّیْبَ قبلَ أَوان قال الأَزهری: و أَنشدنا أَبو عمرو فی مَضَح لبكر بن
(2). قوله [و الأَمصح الظل الناقص إلخ] و بابه فرح و منع كما صرح به القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 599
زید القُشَیْری: لا تَمْضَحَنْ عِرْضِی فإِنی ماضِحُ عِرْضَكَ، إِن شاتمتَنی، و قادِحُ فی ساقِ مَن شاتَمنی، و جارحُ و القادح: عیب یُصیب الشجرة فی ساقها. و ساقُ الشجرة: عَمُودُها الذی تتفرّع فیه الأَغصانُ؛ یرید: أَنه یُهْلك من شاتمه و یفعل به ما یؤدی إِلی عَطَبه كالقادح فی الشجرة. و فی نوادر الأَعراب: مَضَحت الإِبلُ و نَضَحت و رَفَضَت إِذا انتشرت. و مَضَحت الشمس و نَضَحت إِذا انتشر شعاعُها علی الأَرض.

مطح؛ ج2، ص: 599

: المَطْحُ: الضرب بالید و ربما كنی به عن النكاح. و مَطَح الرجلُ جاریتَه إِذا نكحها. قال الأَزهری: أَما الضرب بالید مبسوطة، فهو البَطْح، قال: و ما أَعْرِفُ المَطْح، بالمیم، إِلا أَن تكون الباء أُبدلت میماً.

ملح؛ ج2، ص: 599

: المِلْح: ما یطیب به الطعام، یؤنث و یذكر، و التأْنیث فیه أَكثر. و قد مَلَحَ القِدْرَ «1» یَمْلِحُها و یَمْلَحُها مَلْحاً و أَملَحَها: جعل فیها مِلْحاً بقَدَرٍ. و مَلَّحها تَمْلیحاً: أَكثر مِلْحها فأَفسدها، و التملیح مثله. و‌فی الحدیث: إِن الله تعالی ضرب مَطْعَم ابن آدم للدنیا مثلًا و إِن مَلَحه‌أَی أَلقی فیه المِلْح بقَدْر الإِصلاح. ابن سیدة عن سیبویه: مَلَحْتُه و مَلَّحْته و أَمْلَحْته بمعنیً؛ و مَلَح اللحمَ و الجلدَ یَمْلَحُه مَلْحاً، كذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تُشْلی الرَّمُوحَ، و هِیَ الرَّمُوحُ، حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ و قال أَبو ذؤیب: یَسْتَنُّ فی عُرُضِ الصحراء فائِرُه، كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ یعنی البحر شبّه السَّرابَ به. و تقول: مَلَحْتُ الشی‌ءَ و مَلَّحْته، فهو مملوح مُمَلَّحٌ مَلِیحٌ. و المِلْحُ و المَلِیح خلاف العَذْب من الماء، و الجمع مِلْحَةٌ و مِلاح و أَمْلاح و مِلَح؛ و قد یقال: أَمواهٌ مِلْح و رَكیَّة مِلْحة و ماء مِلْح، و لا یقال مالح إِلَّا فی لغة ردیئة. و قد مَلُحَ مُلُوحة و مَلاحة و مَلَح یَمْلَح مُلوحاً، بفتح اللام فیهما؛ عن ابن الأَعرابی، فإِن كان الماء عذباً ثم مَلُحَ قال: أَمْلَحَ؛ و بقلة مالِحة. و حكی ابن الأَعرابی: ماء مالحٌ كمِلْحٍ، و إِذا وصفت الشی‌ءَ بما فیه من المُلوحة قلت: سمك مالح و بقلة مالحة. قال ابن سیدة: و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، و أَنا أَشرب ماءَ المِلْح‌أَی الشدیدَ المُلوحة. الأَزهری عن أَبی العباس: أَنه سمع ابن الأَعرابی قال: ماء أُجاجٌ و قُعاع و زُعاق و حُراق، و ماءٌ یَفْقَأُ عینَ الطائر، و هو الماء المالح؛ قال و أَنشدنا: بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ، ما أَعَقَّهُ رَبُّك، و المَحْرُومُ من لم یُسْقَهُ أَراد: ما أَقَعَّه من القُعاع، و هو الماء المِلْحُ فقلَب. ابن شمیل: قال یونس: لم أَسمع أَحداً من العرب یقول ماء مالح، و یقال سَمك مالح، و أَحسن منهما: سَمك مَلِیح و مَمْلوح؛ قال الجوهری: و لا یقال مالح، قال: و قال أَبو الدُّقَیْش: یقال ماء مالِح و مِلْحٌ؛ قال أَبو منصور: هذا و إِن وُجد فی كلام العرب قلیلًا لغة لا تنكر؛ قال ابن بری: قد جاء المالِح فی أَشعار الفصحاء كقول الأَغْلَبِ العِجْلِیِّ یصف أُتُناً و حماراً:
(1). قوله [و قد ملح القدر إلخ] بابه منع و ضرب و أَما ملح الماء فبابه كرم و منع و نصر كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 600
تخالُه من كَرْبِهِنَّ كالِحا، و افْتَرَّ صاباً و نَشُوقاً مالِحا و قال غَسَّان السَّلِیطیّ: و بِیضٍ غِذاهُنَّ الحَلیبُ، و لم یكنْ غِذاهُنَّ نِینانٌ من البحر مالِحُ أَحَبُّ إِلینا من أُناسٍ بقَرْیةٍ، یَموجُونَ مَوْجَ البحرِ، و البحرُ جامحُ و قال عمر بن أَبی ربیعة: و لو تَفلتْ فی البحرِ، و البحرُ مالحٌ، لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ من رِیقها عَذْبا قال ابن بری: وجدت هذا البیت المنسوب إِلی عمر ابن أَبی ربیعة فی شعر أَبی عُیَیْنَةَ محمد بن أَبی صُفْرة فی قصیدة أَوّلها: تَجَنَّی علینا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا، و كانوا لنا سِلْماً، فصاروا لنا حَرْبا و قال أَبو زِیاد الكلابی: صَبَّحْنَ قَوًّا، و الحِمامُ واقِعُ، و ماءُ قَوٍّ مالِحٌ و ناقِعُ و قال جریر: إِلی المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ أَمْسَوا رَماداً، فلا أَصلٌ و لا طَرَفُ كانوا إِذا جَعَلوا فی صِیرِهِمْ بَصَلًا، ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفوا قال و قال ابن الأَعرابی: یقال شی‌ء مالح كما یقال حامض؛ قال ابن بری: و قال أَبو الجَرَّاحِ: الحَمْضُ المالح من الشجر. قال ابن بری: و وجه جواز هذا من جهة العربیة أَن یكون علی النسب، مثل قولهم ماء دافق أَی ذو دَفْق، و كذلك ماء مالح أَی ذو مِلْح، و كما یقال رجل تارِسٌ أَی ذو تُرْس، و دارِع أَی ذو دِرْع؛ قال: و لا یكون هذا جاریاً علی الفعل؛ ابن سیدة: و سَمك مالح و مَلیح و مَمْلوح و مُمَلَّح و كره بعضهم مَلیحاً و مالحاً، و لم یَرَ بیتَ عُذافِرٍ حُجَّةً؛ و هو قوله: لو شاءَ رَبی لم أَكُنْ كَرِیَّا، و لم أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِیَّا بِصْرِیَّةٍ تزوَّجت بِصْرِیَّا، یُطْعِمُها المالحَ و الطَّرِیَّا و قد عارض هذا الشاعرَ رجلٌ من حنیفة فقال: أَكْرَیْتُ خَرْقاً ماجداً سَرِیَّا، ذا زوجةٍ كان بها حَفِیَّا، یُطْعِمُها المالِحَ و الطَّرِیَّا و أَمْلَح القومُ: وَرَدُوا ماء مِلْحاً. و أَملَحَ الإِبلَ: سقاها ماء مِلْحاً. و أَمْلَحَتْ هی: وردت ماء مِلْحاً. و تَمَلَّحَ الرجلُ: تَزَوَّدَ المِلْحَ أَو تَجَرَ به؛ قال ابن مقبل یصف سحاباً: تَرَی كلَّ وادٍ سال فیه، كأَنما أَناخَ علیه راكبٌ مُتَمَلِّحُ و المَلَّاحَةُ: مَنْبِتُ المِلْح كالبَقَّالة لمنبت البَقْل. و المَمْلَحةُ: ما یجعل فیه الملح. و المَلَّاح: صاحب المِلْح؛ حكاه ابن الأَعرابی و أَنشد: حتی تَرَی الحُجُراتِ كلَّ عَشِیَّةٍ ما حَوْلَها، كمُعَرَّسِ المَلَّاحِ و یروی الحَجَرات. و المَلَّاحُ: النُّوتیّ؛ و فی التهذیب: صاحب السفینة لملازمته الماءَ المِلْح، و هو أَیضاً الذی یتعهد فُوهَةَ النهر لیُصْلحه و أَصله من ذلك، و حِرْفَتُه المِلاحَةُ و المُلَّاحِیَّةُ؛ و أَنشد الأَزهری للأَعشی:
لسان العرب، ج‌2، ص: 601
تَكافَأَ مَلَّاحُها وَسْطَها، من الخَوْفِ، كَوْثَلَها یَلتَزِمْ ابن الأَعرابی: المِلاحُ الریح التی تجری بها السفینة و به سمی المَلَّاحُ مَلَّاحاً، و قال غیره: سمی السَّفَّانُ مَلَّاحاً لمعالجته الماءَ المِلْحَ بإِجراء السفن فیه؛ و یقال للرجل الحدید: مِلْحُه علی رُكْبتیه؛ قال مِسكینٌ الدَّارِمیّ: لا تَلُمْها، إِنها من نِسْوَةٍ مِلحُها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ قال ابن سیدة: أَنث فإِما أَن یكون جمعَ مِلْحة، و إِما أَن یكون التأْنیث فی المِلْح لغة؛ و قال الأَزهری: اختلف الناس فی هذا البیت فقال الأَصمعی: هذه زِنجِیَّة و المِلْح شحمها هاهنا و سِمَنُ الزِّنْج فی أَفخاذها؛ و قال شمر: الشحم یسمی مِلْحاً؛ و قال ابن الأَعرابی فی قوله: ملحُها موضوعة فوق الرُّكَبْ قال: هذه قلیلة الوفاء، و المِلْحُ هاهنا یعنی المِلْحَ. یقال: فلان مِلْحُه علی ركبتیه إِذا كان قلیل الوفاء. قال: و العرب تحلف بالمِلْح و الماء تعظیماً لهما. و مَلَحَ الماشیةَ مَلْحاً و مَلَّحها: أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح، و هو مِلْح و تُراب، و الملح أَكثر، و ذلك إِذا لم یقدر علی الحَمْضِ فأَطعمها هذا مكانه. و المُلَّاحَة: عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ و ورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ، و هی مالحة الطعم ناجعة فی المال، و الجمع مُلَّاحٌ. الأَزهری عن اللیث: المُلَّاحُ من الحَمْضِ؛ و أَنشد: یَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كذاوی القَرْمَلِ قال أَبو منصور: المُلَّاحُ من بقول الریاض، الواحدة مُلَّاحة، و هی بقلة غَضَّة فیها مُلُوحة مَنابِتُها القِیعانُ؛ و حكی ابن الأَعرابی عن أَبی النَّجِیبِ الرَّبَعِیِّ فی وصفه روضةً: رأَیتُها تَنْدی من بُهْمَی و صُوفانَةٍ و یَنَمَةٍ و مُلَّاحةٍ و نَهْقَةٍ. و المُلَّاحُ، بالضم و التشدید: من نبات الحَمْضِ؛ و‌فی حدیث ظَبْیانَ: یأْكلون مُلَّاحَها و یَرْعَوْنَ سِراحَها: المُلَّاح: ضرب من النبات، و السِّراحُ: جمع سَرْح، و هو الشجرُ؛ و قال ابن سیدة: قال أَبو حنیفة: المُلَّاحُ حَمْضَة مثل القُلَّام فیه حمرة یؤكل مع اللبن یُتَنَقَّلُ به، و له حب یجمع كما یجمع الفَثُّ و یُخْبز فیؤكل، قال: و أَحْسِبُه سمی مُلَّاحاً للَّوْن لا للطعم؛ و قال مَرَّةً: المُلَّاحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك سمی به لطعمه، كأَن فیه من حرارته مِلْحاً، و یقال: نبتٌ مِلْح و مالح للحَمْضِ. و قَلِیبٌ مَلیح أَی ماؤه مِلْح؛ قال عنترة یصف جُعَلًا: كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَینِ حَجْلًا، هَدُوجاً بین أَقْلِبةٍ مِلاحِ و المِلْحُ: الحُسْنُ من المَلاحة. و قد مَلُحَ یَمْلُحُ مُلُوحةً و مَلاحةً و مِلْحاً أَی حَسُنَ، فهو مَلیح و مُلاحٌ و مُلَّاح. و المُلَّاحُ أَمْلَحُ من المَلیح؛ قال: تَمْشی بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلَّاحِ، أُجِمَّ حتی هَمَّ بالصِّیاحِ یعنی فرجها، و هذا المثال لما أَرادوا المبالغة، قالوا: فُعَّال فزادوا فی لفظه لزیادة معناه؛ و جمع المَلِیحِ مِلاحٌ و جمع مُلاحٍ و مُلَّاحٍ مُلاحُون و مُلَّاحُونَ، و الأُنثی مَلِیحة. و استَمْلَحه: عَدَّه مَلِیحاً؛ و قیل: جمع المَلِیح مِلاحٌ و أَمْلاح؛ عن أَبی عمرو، مثل شَرِیف و أَشْراف. و‌فی حدیث جُوَیریة: و كانت امرأَة مُلاحةً‌أَی شدیدة المَلاحة، و هو من أَبنیة المبالغة. و فی كتاب
لسان العرب، ج‌2، ص: 602
الزمخشری: و كانت امرأَة مُلاحة أَی ذات مَلاحة، و فُعالٌ مبالغة فی فعیل مثل كریم و كُرام و كبیر و كُبارٍ، و فُعَّالٌ مَشدّداً أَبلغ منه. التهذیب: و المُلَّاحُ أَمْلَحُ من المَلیح. و قالوا: ما أُمَیْلِحَه فَصَغَّروا الفعل و هم یریدون الصفة حتی كأَنهم قالوا مُلَیْحٌ، و لم یصغروا من الفعل غیره و غیر قولهم ما أُحَیْسِنَه؛ قال الشاعر: یا ما أُمَیْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا، من هؤُلَیَّاءِ، بین الضَّالِ و السَّمُرِ و المُلْحة و المُلَحةُ: الكلمة المَلیحة. و أَمْلَح: جاء بكلمة مَلیحة. اللیث: أَمْلَحْتَ یا فلانُ بمعنیین أَی جئت بكلمة مَلِیحة و أَكثرت مِلْحَ القِدْرِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، قالت لها امرأَة: أَزُمُّ جَمَلی هل علیَّ جُناحٌ؟ قالت: لا، فلما خرجت قالوا لها: إِنها تعنی زوجها، قالت: رُدُّوها علیَّ، مُلْحةٌ فی النار اغسلوا عنی أَثرها بالماء و السِّدْرِ؛ المُلْحَة: الكلمة الملیحة، و قیل: القبیحة. و قولها: اغسلوا عنی أَثرها تعنی الكلمة التی أَذِنَتْ لها بها، ردُّوها لأُعلمها أَنه لا یجوز. قال أَبو منصور: الكلام الجید مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها، بالتشدید، و مَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتی بشی‌ء مَلِیح. و المُلْحَةُ، بالضم: واحدة المُلَحِ من الأَحادیث. قال الأَصمعی: بَلَغْتُ بالعلم و نِلْتُ بالمُلَح؛ و المَلْح: المُلَحُ من الأَخبار، بفتح المیم. و المِلْحُ: العلم. و المِلْحُ: العلماء. و أَمْلِحْنی بنفسك: زَیِّنِّی؛ التهذیب: سأَل رجل آخر فقال: أُحِبُّ أَن تُمْلِحَنی عند فلان بنفسك أَی تُزَیِّنَنی و تُطْریَنی. الأَصمعی: الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بسواد و بیاض. و المُلْحة من الأَلوان: بیاض تشوبه شعرات سود. و الصفة أَمْلَح و الأُنثی مَلْحاء. و كل شعر و صوف و نحوه كان فیه بیاض و سواد: فهو أَمْلح، و كبش أَمْلَحُ: بَیِّنُ المُلْحةِ و المَلَح. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أُتیَ بكبشین أَمْلَحَینِ فذبحهما؛ و فی التهذیب: ضَحَّی بكبشین أَملحین؛ قال الكسائی و أَبو زید و غیرهما: الأَمْلَح الذی فیه بیاض و سواد و یكون البیاض أَكثر. و قد امْلَحَّ الكبش امْلِحاحاً: صار أَمْلَح؛ و‌فی الحدیث: یُؤْتی بالموت فی صورة كبش أَمْلَح؛ و یقال: كبش أَمْلَحُ إِذا كان شعره خَلِیساً. قال أَبو دُبْیانَ ابنُ الرَّعْبَلِ: أَبْغَضُ الشیوخ إِلیَّ الأَقْلَحُ الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ. و‌فی حدیث خَبَّاب: لكنْ حمزةُ لم یكن له إِلَّا نَمِرةٌ مَلْحاءُ‌أَی بُرْدَة فیها خطوط سود و بیض، و منه‌حدیث عبید بن خالد «2»: خرجت فی بردین و أَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقلت: إِنما هی مَلْحاء، قال: و إِن كانت مَلْحاء أَ ما لك فیَّ أُسْوَةٌ؟و المَلْحاء من النِّعاج: الشَّمطاءُ تكون سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بیضاء. و الأَمْلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح و جعل بعضهم الأَمْلَح الأَبیضَ النقیَّ البیاض و قیل: المُلْحة بیاض إِلی الحمرة ما هو كلون الظبی؛ أَبو عبیدة: هو الأَبیض الذی لیس بخالص فیه عُفْرة. و رجل أَمْلَحُ اللحیة إِذا كان یعلو شعرَ لحیته بیاضٌ من خِلْقةٍ، لیس من شیب، و قد یكون من شیب و لذلك وصف الشیب بالمُلحَة؛ أَنشد ثعلب: لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا،
(2). قوله [و منه حدیث عبید بن خالد إلخ] نصه كما بهامش النهایة: كنت رجلًا شاباً بالمدینة فخرجت فی بردین و أَنا مسبلهما فطعننی رجل من خلفی، إما بإصبعه و إما بقضیب كان معه، فالتفت إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 603
حتی اكتَسَی الشیبُ قِناعاً أَشْهَبا، أَمْلَح لا لَذًّا و لا مُحَبَّبا و قیل: هو الذی بیاضه غالب لسواده و به فسر بعضهم هذا البیت. و المُلْحة و المَلَحُ: فی جمیع شعر الجسد من الإِنسان و كلِّ شی‌ء بیاضٌ یعلو السواد. و المُلْحة: أَشدُّ الزَّرَق حتی یَضْرِب إِلی البیاض؛ و قد مَلِح مَلَحاً و امْلَحَّ و أَمْلَح؛ الأَزهری: الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتی تضرب إِلی البیاض قیل: هو أَمْلَحُ العین، و منه كتیبة مَلْحاءُ؛ و قال حَسانُ بن ربیعة الطائی: و إِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حتی تُوَلِّیَ، و السُّیُوفُ لنا شُهودُ قال ابن بری: المشهور من الروایة: و أَنا نضرب الملحاء، بفتح الهمزة؛ و قبله: لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومی ذَوو حَدٍّ، إِذا لُبِسَ الحَدیدُ قال: و معنی قوله حتی تولی أَی حتی تفرّ مولیة یعنی كتیبة أَعدائه، و جعل تفلیل السیوف شاهداً علی مقارعة الكتائب و یروی: لها شهود، فمن روی لنا شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة، و من روی لها أَراد أَن السیوف شهود علی مقارعتها، و ذلك تفلیلها. و مَلْحانُ [مِلْحانُ: جُمادَی الآخرة؛ سمی بذلك لابیضاضه بالثلج؛ قال الكمیت: إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها، لِشَیْبانَ أَو مَلْحانَ، و الیومُ أَشْهَبُ شِیْبانُ [شَیْبانُ: جُمادَی الأُولی و قیل: كانون الأَول. و مَلْحانُ [مِلْحانُ: كانون الثانی، سمی بذلك لبیاض الثلج. الأَزهری: عمرو بن أَبی عمرو: شِیبانُ، بكسر الشین، و مِلْحان [مَلْحان من الأَیام إِذا ابیضت الأَرض من الجَلِیتِ و الصَّقِیعِ. الجوهری: یقال لبعض شهور الشتاء مِلْحانُ [مَلْحانُ لبیاض ثلجه. و المُلَّاحِیُّ، بالضم و تشدید اللام: ضرب من العنب أَبیض فی حبه طول، و هو من المُلْحة؛ و قال أَبو قیس ابنُ الأَسْلَت: و قد لاحَ فی الصبحِ الثرَیَّا كما تری، كعُنْقودِ مُلَّاحِیَّةٍ، حین نَوَّرا ابن سیدة: عنب مُلاحِیٌّ أَبیض؛ قال الشاعر: و من تَعاجیبِ خَلْقِ اللهِ غاطِیَةٌ، یُعْصَرُ منها مُلاحِیٌّ و غِرْبِیبُ قال: و حكی أَبو حنیفة مُلَّاحِیّ، و هی قلیلة. و قال مرة: إِنما نسبه إِلی المُلَّاحِ، و إِنما المُلَّاحُ فی الطَّعْم، و المُلاحِیُّ من الأَراك الذی فیه بیاض و شُهْبة و حُمْرة؛ و أَنشد لمُزاحِمٍ العُقیْلِیّ: فما أُمُّ أَحْوَی الطُّرَّتَیْنِ خَلا لَها، بقُرَّی، مُلاحِیٌّ من المَرْدِ ناطِفُ و المُلاحِیُّ: تِینٌ صِغار أَمْلَحُ صادق الحلاوة و یُزَبَّبُ. و امْلاحَّ النخلُ: تلوَّن بُسْرُه بحمرة و صفرة. و شجرةٌ مَلْحاء: سقط ورقها و بقیت عیدانها خُضْراً. و المَلْحاء من البعیر: الفِقَرُ التی علیها السَّنامُ؛ و یقال: هی ما بین السَّنامِ إِلی العَجُز؛ و قیل: المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلی العجز؛ قال العجاج: موصولة المَلْحاءِ فی مُسْتَعْظمِ، و كَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ و المَلْحاءُ: ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلی الصلب؛ و قوله: رَفَعُوا رایةَ الضِّرابِ و مَرُّوا، لا یبالونَ فارسَ المَلْحاءِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 604
یعنی بفارس المَلْحاءِ ما علی السَّنام من الشحم. التهذیب: و المَلْحاءُ وَسَط الظهر بین الكاهل و العجز، و هی من البعیر ما تحت السَّنام، قال: و فی المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ و الجمع مَلْحاوات. الفرّاء: المَلِیحُ الحلیم و الراسِبُ و المِرَبُّ الحلیم. ابن الأَعرابی: المِلاحُ المِخْلاة. و‌جاء فی الحدیث: أَن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأْسه فی مِلاح و عَلَّقه؛ المِلاحُ: المِخْلاة بلغة هذیل؛ و قیل: هو سِنانُ الرمح، قال: و المِلاحُ السُّترة. و المِلاحُ: الرمح. و المِلاحُ: أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال. و یقال: أَصبنا مُلْحةً من الربیع أَی شیئاً یسیراً منه. و أَصاب المالُ مُلْحَةً من الربیع: لم یستمكن منه فنال منه شیئاً یسیراً. و المِلْحُ: السِّمَنُ القلیل. و أَمْلَحَ البعیرُ إِذا حمل الشحم، و مُلِح، فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن. و یقال: كان ربیعنا مَمْلوحاً، و كذلك إِذا أَلْبَنَ القومُ و أَسْمَنُوا. و مُلِّحَت الناقة، فهی مُمَلَّحٌ: سمنَت قلیلًا؛ و منه قول عروة بن الورد: أَقَمْنا بها حِیناً، و أَكثرُ زادِنا بقیةُ لَحْمٍ من جَزُورٍ مُمَلَّحِ و جَزُورٌ مُمَلَّحٌ: فیها بقیة من سمن؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و رَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً، فی الرأْسِ منها و فی الرِّجْلَیْنِ تَمْلِیحُ أَی سِمَنٌ؛ یقول: لا شحم لها إِلا فی عینها و سُلاماها؛ كما قال: ما دام مُخٌّ فی سُلامَی أَو عَیْن قال: أَول ما یبدأُ السِّمَنُ فی اللسان و الكَرِش، و آخر ما یبقی فی السُّلامَی و العین. و تَمَلَّحتِ الإِبلُ: كَمَلَّحَتْ، و قیل: هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَی سمنت، و هو قول ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و لا أُری للقلب هنا وجهاً، قال: و أُری مَلَحتِ الناقةُ، بالتخفیف، لغة فی مَلَّحتْ. و تَمَلَّحَت الضِّبابُ: كَتَحَلَّمت أَی سمنت. و مَلَّحَ القِدْرَ: جعل فیها شیئاً من شحم. التهذیب عن أَبی عمرو: أَمْلَحْتُ القِدْرَ، بالأَلف، إِذا جعلت فیها شیئاً من شحم. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: الصادقُ یُعْطی ثلاثَ خصال: المُلْحَةَ و المَهابةَ و المحبةَ؛ الملحة، بالضم: البركة. یقال: كان ربیعنا مَمْلُوحاً فیه أَی مُخْصِباً مباركاً، و هی من مَلَّحَتِ الماشیةُ إِذا ظهر فیها السِّمَنُ من الربیع، و المِلْحُ: البركة؛ یقال: لا یُبارِك الله فیه و لا یُمَلِّحُ، قاله ابن الأَنباری. و قال ابن بُزُرْجٍ: مَلَحَ الله فیه فهو مَمْلوحٌ فیه أَی مبارك له فی عیشه و ماله؛ قال أَبو منصور: أَراد بالمُلْحة البركة. و إِذا دُعِیَ علیه قیل: لا مَلَّحَ الله فیه و لا بارك فیه و قال ابن سیدة‌فی قوله: الصادق یُعْطی المُلْحةَ، قال: أُراه من قولهم تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه یرید الفضل و الزیادة. و‌فی حدیث عمرو بن حُرَیْثٍ «1»: عَناقٌ قد أُجیدَ تَمْلِیحُها و أُحْكِمَ نُضْجُها؛ ابن الأَثیر: التملیح هاهنا السَّمْطُ، و هو أَخذ شعرها و صوفها بالماء؛ و قیل: تملیحها تسمینها من الجزور المُمَلَّح و هو السمین؛ و منه‌حدیث الحسن: ذكرت له التوراة فقال: أَ تریدون أَن یكون جلدی
(1). قوله [و فی حدیث عمرو بن حریث إلخ] صدره كما بهامش النهایة، قال عبد الملك لعمرو بن حریث: أی الطعام أَكلت أحب الیك؟ قال: عناق قد أجید إلخ.
لسان العرب، ج‌2، ص: 605
كجلد الشاة المَمْلوحة؟یقال: مَلَحْتُ الشاةَ و مَلَّحْتها إِذا سَمَطْتها. و المِلْحُ: الرَّضاعُ؛ قال أَبو الطَّمَحانِ و كانت له إِبل یَسْقِی قوماً من أَلبانها ثم أَغاروا علیها فأَخذوها: و إِنی لأَرْجُو مِلْحها فی بُطُونِكم، و ما بَسَطَتْ من جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا و ذلك أَنه كان نزل علیه قوم فأَخذوا إِبله فقال: أَرجو أَن تَرْعَوْا ما شَرِبْتُم من أَلبان هذه الإِبل و ما بَسَطتْ من جلود قوم كأَنَّ جلودهم قد یبست فسمنوا منها؛ قال ابن بری: صوابه أَغبر بالخفض و القصیدة مخفوضة الروی و أَوَّلها: أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ و اشْتاقَ رَبُّها؟ تَذَكَّرُ أَرْماماً، و أَذْكُرُ مَعْشَرِی قال: یقول إِنی لأَرجو أَن یأْخذكم الله بحرمة صاحبها و غَدْرِكم به، و كانوا استاقوا له نَعماً كان یسقیهم لبنها؛ و رأَیت فی بعض حواشی نسخ الصحاح أَن ابن الأَعرابی أَنشد هذا البیت فی نوادره: و ما بَسَطتْ من جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ الجوهری: و المَلْح، بالفتح، مصدر قولك مَلَحْنا لفلان مَلْحاً أَرْضعناه؛ و قول الشاعر: لا یُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبادِ و المِلْح ما وَلَدَت خالِدَهْ یعنی بالمِلْح الرَّضاع؛ قال أَبو سعید: المِلْحُ فی قول أَبی الطَّمَحانِ الحرمة و الذِّمامُ. و یقال: بین فلان و فلان مِلْحٌ و مِلْحَةٌ إِذا كان بینهما حرمة، فقال: أَرجو أَن یأْخذكم الله بحرمة صاحبها و غَدْرِكم بها. قال أَبو العباس: العرب تُعَظِّمُ أَمر المِلح و النار و الرماد. الأَزهری: و قولهم مِلْح فلان علی رُكْبَتیه فیه قولان: أَحدهما أَنه مُضَیِّعٌ لحقِّ الرضاع غیر حافظ له فأَدنی شی‌ء یُنْسیه ذِمامَه كما أَن الذی یضع المِلْح علی ركبتیه أَدنی شی‌ء یُبَدِّدُه؛ و القول الآخر أَنه سَی‌ء الخلق یغضب من أَدنی شی‌ء كما أَنَّ المِلح علی الرُّكْبة یَتَبَدَّدُ من أَدنی شی‌ء. و روی قوله: و المِلح ما ولدت خالده، بكسر الحاء، عطفه علی قوله لا یبعد الله و جعل الواو واو القسم. ابن الأَعرابی: المِلْحُ اللبنُ. ابن سیدة: مَلَحَ رَضعَ. الأَزهری یقال: مَلَحَ یَمْلَحُ و یَمْلُحُ إِذا رضع، و مَلَح الماءُ و مَلُحَ یَمْلُحُ مَلاحةً. و المِلاحُ: المُراضَعة؛ اللیث: المِلاحُ الرَّضاعُ، و‌فی حدیث وَفْدِ هَوازِنَ: أَنهم كلموا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی سَبْیِ عَشائرهم فقال خطیبُهم: إِنا لو كنا مَلَحْنا للحرث بن أَبی شَمِر أَو للنعمان بن المنذِرِ ثم نزل مَنْزِلك هذا منا لحفظ ذلك لنا، و أَنت خیر المكفولین فاحفظ ذلك؛ قال الأَصمعی: فی قوله مَلَحْنا أَی أَرْضَعْنا لهما، و إِنما قال الهَوازِنیُّ ذلك لأَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان مُسْتَرضَعاً فیهم أَرضعته حلیمة السعدیة. و المُمَالَحة: المُراضعة و المُواكلة. قال ابن بری: قال أَبو القاسم الزجاجی لا یصح أَن یقال تَمالَحَ الرجلان إِذا رضع كل واحد منهما صاحبه، هذا مُحال لا یكون، و إِنما المِلْحُ رَضاع الصبی المرأَةَ و هذا ما لا تصح فیه المفاعلة، فالمُمَالحة لفظة مولَّدة و لیست من كلام العرب، قال: و لا یصح أَن یكون بمعنی المواكلة و یكون مأْخوذاً من المِلْح لأَن الطعام لا یخلو من الملح، و وجه فساد هذا القول أَن المفاعلة إِنما تكون مأْخوذة من مصدر مثل المُضاربة و المقاتلة، و لا تكون مأْخوذة من الأَسماء غیر المصادر، أَ لا تری أَنه لا یحسن أَن یقال فی الاثنین إِذا أَكلا خبزاً
لسان العرب، ج‌2، ص: 606
بینهما مُخَابزَة، و لا إِذا أَكلا لحماً بینهما مُلاحَمة؟ و‌فی الحدیث: لا تُحَرِّمُ المَلْحةُ و المَلْحتان‌أَی الرَّضْعة و الرَّضْعتان، فأَما بالجیم، فهو المصَّة و قد تقدمت. و المِلْح [المَلْح، بالفتح و الكسر: الرَّضْعُ. و المَلَحُ: داء و عیب فی رجل الدابة؛ و قد مَلِحَ مَلَحاً، فهو أَمْلَحُ. و المَلَحُ، بالتحریك. وَرَم فی عُرْقوب الفرس دون الجَرَدِ، فإِذا اشتدَّ، فهو الجَرَدُ. و المَلْحُ: سرعة «1» خَفَقانِ الطائر بجناحیه؛ قال: مَلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْیِنِ قال أَبو حاتم: قلت للأَصمعی أَ تراه مقلوباً من اللَّمْح؟ قال: لا، إِنما یقال لَمَحَ الكوكَبُ و لا یقال مَلَح، فلو كان مقلوباً لَجَاز أَن یقال مَلَح. و الأَمْلاحُ: موضع؛ قال طَرَفَةُ بن العَبْد: عَفا من آلِ لَیْلَی السَّهْبُ، فالأَمْلاحُ، فالغَمْرُ و هذه كلها أَسماء أَماكن. ابن سیدة: و مُلَیْح و المُلَیْحُ و مُلَیْحَةُ و أَمْلاحٌ و مَلَحٌ و الأُمَیْلِحُ و الأَمْلَحانِ و ذاتُ مِلْحٍ: كلها مواضع؛ قال جریر: كأَنَّ سَلِیطاً فی جَواشِنِها الحَصی، إِذا حَلَّ، بینَ الأَمْلَحَیْنِ، وَقِیرُها قوله فی جواشِنِها الحصی أَی كأَنَّ أَفْهاراً فی صدورهم، و قیل: أَراد أَنهم غلاظ كأَنَّ فی قلوبهم عُجَراً؛ قال الأَخطل: بمُرْتَجِزٍ دانی الرِّبابِ كأَنه، علی ذاتِ مِلْحٍ، مُقْسِمٌ ما یَرِیمُها و بنو مُلَیْحٍ: بطن، و بنو مِلْحانَ كذلك. و الأُمَیْلِحُ: موضع فی بلاد هُذَیل كانت به وقعة؛ قال المتنخل: لا یَنْسَأُ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا یومَ الأُمَیْلِح، لا غابُوا و لا جَرَحوا یقول: لم یغیبوا فنُكْفَی أَن یُؤْسَرُوا أَو یُقْتَلوا، و لا جَرَحوا أَی و لا قاتلوا إِذ كانوا معنا. و یقال للنَّدَی الذی یسقط باللیل علی البَقْل: أَمْلَحُ، لبیاضه؛ و قول الراعی یصف إِبلًا: أَقامتْ به حَدَّ الربیعِ، وَ جارُها أَخُو سَلْوَةٍ، مَسَّی به اللیلُ، أَمْلَحُ یعنی الندی؛ یقول: أَقامت بذلك الموضع أَیام الربیع، فما دام الندی، فهو فی سلوة من العیش، و إِنما قال مَسَّی به لأَنه یسقط باللیل؛ أَراد بجارها ندی اللیل یجیرها من العطش. و المَلْحاءُ و الشَّهْباء: كتیبتان كانتا لأَهل جَفْنَة؛ قال الجوهری: و المَلْحاء كتیبة كانت لآل المُنْذِر؛ قال عمرو بن شاسٍ الأَسَدِیّ: یُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ، بعدَ ما تَدُورُ رَحَی المَلْحاءِ فی الأَمرِ ذی البَزْلِ و الكوكبُ: الرئیسُ المُقَدَّم. و البَزْل: الشدة. و مُلْحةُ: اسم رجل. و مُلْحةُ الجَرْمِیّ: شاعر من شعرائهم. و مُلَیْحٌ، مصغراً: حَیّ من خُزاعة و النسبة إِلیهم مُلَحِیٌّ مثال هُذَلیٍّ. التهذیب: و المِلاحُ أَن تشتكی الناقة حَیاءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ و یُطْلی علیها دواء ثم تُلْصَقَ علی الحیاء فیَبرَأَ. و قال أَبو الهیثم: تقول العرب للذی یَخْلِطُ كذباً بصِدْقٍ: هو یَخْصف حِذاءَه و هو یَرْتَثِئُ إِذا خَلَط
(1). قوله [و الملح سرعة إلخ] یقال ملح الطائر كمنع كثرت سرعة خفقانه كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 607
كذباً بحق، و یَمْتَلِحُ مثله، فإِذا قالوا فلان یَمْتَلِح، فهو الذی لا یُخْلِصُ الصدق، و إِذا قالوا عند فلان كذب قلیل، فهو الصَّدُوق الذی لا یكذب، و إِذا قالوا إِن فلاناً یَمْتَذِقُ، فهو الكذوب.

منح؛ ج2، ص: 607

: مَنَحَه الشاةَ و الناقَةَ یَمْنَحه و یَمْنِحُه: أَعاره إِیاها؛ الفراء: مَنَحْته أَمْنَحُه و أَمْنِحُه فی باب یَفْعَلُ و یَفْعِلُ. و قال اللحیانی: مَنَحَه الناقةَ جعل له وَبَرَها و وَلدَها و لبنها، و هی المِنْحة و المَنِیحة. قال: و لا تكون المَنِیحةُ إِلَّا المُعارَةَ للبن خاصة، و المِنْحةُ: منفعته إِیاه بما یَمْنَحُه. و مَنَحَه: أَعطاه. قال الجوهری: و المَنِیحة مِنْحةُ اللبن كالناقة أَو الشاة تعطیها غیرك یحتلبها ثم یردّها علیك. و‌فی الحدیث: هل من أَحد یَمْنَحُ من إِبله ناقةً أَهلَ بیتٍ لا دَرَّ لهم؟و‌فی الحدیث: و یَرْعَی علیهما مِنْحةً من لبن‌أَی غنم فیها لبن؛ و قد تقع المِنْحةُ علی الهبة مطلقاً لا قَرْضاً و لا عاریة. و‌فی الحدیث: أَفضلُ الصدقة المَنِیحةُ تَغْدُو بعِشاء و تروح بعِشاء.و‌فی الحدیث: من مَنَحه المشركون أَرضاً فلا أَرض له، لأَن من أَعاره مُشْرِكٌ أَرضاً لیزرعها فإِن خَراجها علی صاحبها المشرك، لا یُسْقِطُ الخَراجَ عنه مِنْحَتُه إِیاها المسلمَ و لا یكون علی المسلم خَراجُها؛ و قیل: كل شی‌ء تَقْصِد به قَصْدَ شی‌ء فقد مَنَحْتَه إِیاه كما تَمْنَحُ المرأَةُ وجهَها المرأَةَ، كقول سُوَیْدِ بن كُراع: تَمْنَحُ المرأَةَ وَجْهاً واضِحاً، مثلَ قَرْنِ الشمسِ فی الصَّحْوِ ارْتَفَعْ قال ثعلب: معناه تُعطی من حسنها للمرأَة، هكذا عدّاه باللام؛ قال ابن سیدة: و الأَحسن أَن یقول تُعْطی من حسنها المرأَةَ. و أَمْنَحَتِ الناقة دنا نَتاجُها، فهی مُمْنِحٌ، و ذكره الأَزهری عن الكسائی و قال: قال شمر لا أَعرف أَمْنَحَتْ بهذا المعنی؛ قال أَبو منصور: هذا صحیح بهذا المعنی و لا یضره إِنكار شمر إِیاه. و‌فی الحدیث: من مَنَح مِنْحةَ ورِق أَو مَنَح لَبَناً كان كعتق رقبة؛ و فی النهایة لابن الأَثیر: كان له كعَدْلِ رقبة؛ قال أَحمد بن حنبل: مِنْحةُ الوَرِق القَرْضُ؛ قال أَبو عبید: المِنْحَةُ عند العرب علی معنیین: أَحدهما أَن یعطی الرجلُ صاحبه المال هبة أَو صلة فیكون له، و أَما المِنْحةُ الأُخری فأَن یَمْنَح الرجلُ أَخاه ناقة أَو شاة یَحْلُبها زماناً و أَیاماً ثم یردّها، و هو تأْویل قوله‌فی الحدیث الآخر: المِنْحَة مردودة و العاریة مؤداة.و المِنْحة أَیضاً تكون فی الأَرض یَمْنَحُ الرجلُ آخر أَرضاً لیزرعها؛ و منه‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: من كانت له أَرض فلیزرعْها‌أَی یَمْنَحْها أَخاه أَو یدفعها إِلیه حتی یزرعَها، فإِذا رَفَع زَرْعَها ردّها إِلی صاحبها. و رجل مَنَّاح فَیَّاح إِذا كان كثیر العطایا. و‌فی حدیث أُم زرع: و آكُلُ فأَتَمَنَّحُ‌أَی أُطْعِمُ غیری، و هو تَفَعُّل من المَنْحِ العطیة. قال: و الأَصل فی المَنِیحة أَن یجعل الرجلُ لبنَ شاته أَو ناقته لآخر سنة ثم جعلت كل عطیة منیحة. الجوهری: المَنْحُ: العطاء. قال أَبو عبید: للعرب أَربعة أَسماء تضعها مواضع العاریة: المَنِیحةُ و العَرِیَّةُ و الإِفْقارُ و الإِخْبالُ. و اسْتَمْنَحه: طلب مِنْحته أَی اسْتَرْفَدَه. و المَنِیحُ: القِدْحُ المستعار، و قیل: هو الثامن من قِداح المَیْسِر، و قیل: المَنِیحُ منها الذی لا نصیب له، و قال اللحیانی: هو الثالث من القِداح الغُفْل التی لیست لها فُرُضٌ و لا أَنصباء و لا علیها غُرْم، و إِنما یُثَقَّل بها القِداحُ كراهیةَ التُّهمةِ؛ اللحیانی: المَنِیحُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 608
أَحد القِداح الأَربعة التی لیس لها غُنْم و لا غُرْم: أَوّلها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِیح ثم السَّفِیح. قال: و المَنِیح أَیضاً قِدْحُ من أَقداح المیسر یُؤْثَرُ بفوزه فیستعار یُتَیَمَّنُ بفوزه. و المَنِیح الأَوّل: من لَغْوِ القِداح، و هو اسم له، و المَنِیحُ الثانی المستعار؛ و أَما‌حدیث جابر: كنتُ مَنِیحَ أَصحابی یوم بدر‌فمعناه أَی لم أَكن ممن یُضْرَبُ له بسهم مع المجاهدین لصغری فكنت بمنزلة السهم اللغو الذی لا فوز له و لا خُسْرَ علیه؛ و قد ذكر ابن مُقْبل القِدْحَ المستعار الذی یتبرك بفوزه: إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدٍّ عِصابةٌ، غَدا رَبُّه، قبل المُفِیضِینَ، یَقْدَحُ یقول: إِذا استعاروا هذا القِدْحَ غدا صاحبُه یَقْدَحُ النارَ لثِقَتِه بفوزه و هذا هو المَنِیحُ المستعار؛ و أَما قوله: فمَهْلًا یا قُضاعُ، فلا تكونِی مَنِیحاً فی قِداحِ یَدَیْ مُجِیلِ فإِنه أَراد بالمنیح الذی لا غُنْمَ له و لا غُرْمَ علیه. قال الجوهری: و المَنِیحُ سهم من سهام المیسر مما لا نصیب له إِلَّا أَن یُمْنَحَ صاحبُه شیئاً. و المَنُوحُ و المُمانِحُ من النوق مثل المُجالِح: و هی التی تَدِرُّ فی الشتاء بعد ما تذهب أَلبانُ الإِبل، بغیر هاء؛ و قد مانَحَتْ مِناحاً و مُمانَحةً، و كذلك مانَحَتِ العینُ إِذا سالتْ دموعُها فلم تنقطع. و المُمانِحُ من المطر: الذی لا ینقطع؛ قال ابن سیدة: و المُمانِحُ من الإِبل التی یبقی لبنها بعد ما تذهب أَلبان الإِبل، و قد سمَّت مانِحاً و مَنَّاحاً و مَنِیحاً؛ قال عبد الله بن الزبیر یَهْجُو طَیِّئاً: و نحنُ قَتَلْنا بالمَنِیحِ أَخاكُمُ وَكِیعاً، و لا یُوفی من الفَرَسِ البَغْلُ أَدخل الأَلف و اللام فی المنیح و إِن كان علماً لأَن أَصله الصفة؛ و المَنِیحُ هنا: رجل من بنی أَسد من بنی مالك. و المَنِیحُ: فرس قیس بن مسعود. و المَنِیحةُ: فرسِ دثار بن فَقْعَس الأَسَدِیّ.

میح؛ ج2، ص: 608

: ماحَ فی مِشْیته یَمِیحُ مَیْحاً و مَیْحُوحة: تَبَخْتر، و هو ضرب حسن من المشی فی رَهْوَجة حَسَنةٍ، و هو مشی كمشی البَطَّة؛ و امرأَة مَیَّاحة؛ قال: مَیَّاحة تَمِیحُ مَشْیاً رَهْوَجا و المَیْحُ: مشی البطة، قال: صادَتْكَ بالأُنْسِ و بالتَّمَیُّحِ التهذیب: البطة مَشْیُها المَیْحُ؛ قال رؤبة: من كلِّ مَیَّاحٍ تَراه هَیْكَلا، أَرْجَلَ خِنْذِیذٍ و عینٍ أَرْجَلا و تَمایَح السكرانُ و الغصنُ: تمایل. و ماحَتِ الریحُ الشجرةَ: أَمالتها؛ قال المَرَّارُ الأَسَدِیُّ: كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغِیلٍ، یَكادُ ببعضِه بعضٌ یَمِیلُ و تَمَیَّح الغصنُ: تَمَیَّلَ یمیناً و شمالًا. و المَیْحُ: أَن یدخل البئر فیملأَ الدلو، و ذلك إِذا قل ماؤها؛ و رجل مائحٌ من قوم ماحة، الأَزهری عن اللیث: المَیْحُ فی الاستقاء أَن ینزل الرجلُ إِلی قرار البئر إِذا قل ماؤها، فیملأ الدلو بیده یَمیحُ فیها بیده و یَمیحُ أَصحابه، و الجمع ماحة؛ و‌فی حدیث جابر: أَنهم وردوا بئراً ذَمَّةً‌أَی قلیلًا ماؤها، قال: فنزلنا فیها ستةً
لسان العرب، ج‌2، ص: 609
ماحةً؛ و أَنشد أَبو عبیدة: یا أَیُّها المائحُ دَلوِی دُونَكا، إِنی رأَیتُ الناسَ یَحْمَدُونَكا و العرب تقول: هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح؛ تعنی أَن الماتح فوق المائح فالمائح یری الماتح و یری استه، و قد ماحَ أَصحابَه یَمِیحُهم؛ و قول صَخْر الغَیّ: كأَنَّ بَوانِیَه، بالمَلَا، سَفائنُ أَعْجَمَ مایَحْنَ رِیفا قال السكری: مایَحْنَ امْتَحْنَ أَی حَمَلْنَ من الرِّیفِ، هذا تفسیره. و ماحَه مَیْحاً: أَعطاه. و المَیْحُ یجری مَجْرَی المنفعة. و كلُّ من أَعْطی معروفاً، فقد ماحَ. و مِحْتُ الرجلَ: أَعطیته، و اسْتَمَحْتُه: سأَلته العطاء. و مِحْتُه عند السلطان: شَفَعْتُ له. و اسْتَمَحْتُه: سأَلته أَن یشفع لی عنده. و الامْتِیاحُ: مثل المَیْحِ. و السائل: مُمْتاحٌ و مُسْتَمِیح، و المسؤول: مُسْتَماحٌ. و یقال: امْتاحَ فلانٌ فلاناً إِذا أَتاه یطلب فضله، فهو مُمْتاحٌ؛ و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما، فقالت: و امْتاحَ من المَهْواة‌أَی استقی؛ هو افْتَعَلَ من المَیْح العطاء. و امْتاحت الشمسُ ذِفْرَی البعیر إِذا اسْتَدَرَّتْ عَرَقَه؛ و قال ابن فَسْوة یذكر ناقته و مُعَذِّرَها: إِذا امْتاحَ حَرُّ الشمسِ ذِفْراه، أَسْهَلَتْ بأَصْفَرَ منها قاطِراً كلَّ مَقْطَرِ الهاء فی ذفراه للمُعَذِّرِ؛ و قول العُجَیْرِ السَّلولیّ: و لی مائحٌ، لم یُورَدِ الماءُ قَبْلَه، یُعَلِّی، و أَشْطانُ الدِّلاءِ كثیرُ إِنما عنی بالمائح لسانه لأَنه یَمیحُ من قلبه، و عنی بالماء الكلام، و أَشطان الدلاء أَی أَسبابُ الكلام كثیر لدیه غیر متعذر علیه، و إِنما یصف خصوماً خاصمهم فغلبهم أَو قاومهم. و المَیْحُ: المنفعة، و هو من ذلك. ابن الأَعرابی: ماحَ إِذا استاك، و ماحَ إِذا تبختر، و ماحَ إِذا أَفضل؛ و ماحَ فاه بالسواك یَمیحُ مَیْحاً: شاصه و سَوَّكه؛ قال: یَمِیحُ بعُودِ الضَّرْوِ إِغْرِیضَ ثَغْبِه، جَلا ظَلْمَه من دونِ أَن یَتَهَمَّما و قیل: هو استخراج الریق بالمسواك؛ و قول الراعی یصف امرأَة: و عَذْب الكَرَی یَشْفِی الصَدَی بعد هَجْعةٍ، له، من عُرُوقِ المُسْتَظَلَّةِ، مائحُ یعنی بالمائح السواك لأَنه یَمِیح الریقَ، كما یَمِیحُ الذی ینزل فی القَلِیبِ فیَغْرِفُ الماء فی الدلو، و عنی بالمستظلة الأَراكة. و مَیَّاحٌ: اسم. و مَیَّاحٌ: اسم فرس عُقْبَة بن سالم.

فصل النون؛ ج2، ص: 609

نبح؛ ج2، ص: 609

: النَّبْحُ: صوت الكلب؛ نَبَحَ الكلبُ و الظبی و التیس و الحیة یَنْبِحُ و یَنْبَحُ نَبْحاً و نَبِیحاً و نُباحاً، بالضم، و نِباحاً، بالكسر، و نُبُوحاً و تَنْباحاً. التهذیب: و الظبی یَنْبَحُ فی بعض الأَصوات؛ و أَنشد لأَبی دُواد: و قُصْرَی شَنِج الأَنْساءِ، نَبَّاحٍ من الشُّعْبِ رواه الجاحظ نَبَّاح من الشَّعْبِ و فسره: یعنی من جهة الشَّعْبِ، و أَنشد: و یَنْبَحُ بینَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه نُبَاحُ سَلُوقٍ، أَبْصَرتْ ما یَرِیبُها و قال الظبی: إِذا أَسَنَّ و نبتت لقرونه شُعَبٌ نَبَحَ؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 610
قال أَبو منصور، و الصواب الشُّعْبُ جمع الأَشْعَبِ، و هو الذی انشعب قرناه. الأَزهری: التیس عند السِّفاد یَنْبَحُ و الحیة تَنْبَحُ فی بعض أَصواتها؛ و أَنشد: یأْخُذُ فیه الحَیَّةَ النَّبُوحا و النَّوابِحُ و النُّبُوحُ: جماعة النابح من الكلاب. أَبو خَیْرَةَ: النُّباحُ صوت الأَسْود یَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو. أَبو عمرو: النَّبْحاء الصَّیَّاحة من الظِّباء. ابن الأَعرابی: النَّبَّاحُ الظبی الكثیر الصِّیاح. و النَّبَّاحُ: الهُدْهُد الكثیرُ القَرْقَرةِ. و یقول الرجلُ لصاحبه إِذا قُضِیَ له علیه: وَكَلْتُكَ العامَ من كلب بتَنْباح؛ و كلب نابح و نَبَّاح؛ قال: ما لَكَ لا تَنْبَحُ یا كَلْبَ الدَّوْمْ قد كنتَ نَبَّاحاً فما لَكَ الیَوْمْ؟ قال ابن سیدة: هؤلاء قوم انتظروا قوماً فانتظروا نُباحَ [نِباحَ الكلب لیُنْذِرَ بهم. و كلابٌ نَوابِحُ و نُبَّحٌ و نُبُوحٌ. و أَنْبَحَه: جعله یَنْبَحُ؛ قال عبدُ بن حَبیب الهُذَلی: فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا، خِلالَ الدارِ، دامِیةَ العُجُوبِ و أَنْبَحْتُ الكلبَ و اسْتَنْبَحْتُه بمعنًی. و اسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كان فی مَضِلَّة فأَخرج صوته علی مثل نُباح الكلب، لیسمعه الكلب فیتوهمه كلباً فَیَنْبَح فیستدل بِنُباحِه فیهتدی؛ قال: قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ، قالوا لأُمِّهِمُ: بُولِی علی النارِ «2» و كلب نَبَّاح و نَبَّاحِیٌّ: ضَخْمُ الصوت؛ عن اللحیانی. و رجل مَنْبُوح: یُضْرَبُ له مثل الكلب و یُشَبَّه به؛ و منه‌حدیث عَمَّار، رضی الله تعالی عنه، فیمن تناول من عائشة، رضی الله عنها: اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً، حكاه الهروی فی الغریبین. و المَنْبُوحُ: المَشْتُوم. یقال: نَبَحَتْنی كِلابُك أَی لَحِقَتْنی شَتائِمُكَ، و أَصله من نُباح الكلب، و هو صیاحه. التهذیب عن شمر: یقال نَبَحه الكلب و نَبَحَتْ علیه «3» … و نابَحَه؛ قال إمرؤُ القیس: و ما نَبَحَتْ كلابُك طارقاً مثلی و یقال فی مَثَلٍ: فلان لا یُعْوَی و لا یُنْبَحُ؛ یقول: من ضعفه لا یُعْتَدُّ به و لا یكلم بخیر و لا شر. و رجل نَبَّاح: شدید الصوت، و قد حكیت بالجیم. و قد نَبَحَ نَبْحاً و نَبِیحاً. و نَبَحَ الهُدْهُدُ یَنْبَحُ نُباحاً: أَسَنَّ فَغَلُظَ صوته. و النبوحُ: أَصوات الحی؛ قال الجوهری: و النُّبُوحُ ضَجَّةُ الحیِّ و أَصوات كلابهم؛ قال أَبو ذؤیب: بأَطْیَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَیُّوقُ، و اكْتَتَمَ النُّبُوحُ و النُّبُوح: الجماعة الكثیرة من الناس؛ قال الجوهری: ثم وضع موضع الكثرة و العِزِّ؛ قال الأَخطل: إِنَّ العَرارةَ و النُّبُوحَ لدارِمٍ، و العِزّ عند تَكامُلِ الأَحْسابِ و هذا البیت أَورده ابن سیدة؛ و غیره: إِنَّ العَرارةَ و النُّبُوحَ لدارِمٍ، و المُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا و قال ابن بری عن البیت الذی أَورده الجوهری إِنه للطِّرِمَّاح قال: و لیس للأَخطل كما ذكره الجوهری، و صواب إِنشاده و النُّبُوح لطیئٍ؛ و قبله:
(2). قوله [إِذا استنبح الأَقوام] كذا بالأَصل، و المشهور الأَضیاف. (3). كذا بیاض بالأَصل و راجع عبارة التهذیب.
لسان العرب، ج‌2، ص: 611
یا أَیُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَیِّئاً، أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَیَّما إِغرابِ قال: و أَما بیت الأَخطل فهو ما أَورده ابن سیدة، و بعده: المانعینَ الماءَ حتی یَشْرَبوا عَفَواتِه، و یُقَسِّموه سِجالا مدح الأَطلُ بنی دارم بكثرة عددهم و حملهم الأُمور الثقال التی یَعْجِزُ غیرهم عن حملها؛ و یروی المستخف، بالرفع و النصب، فمن نصبه عطفه علی اسم إِن، و أَخوهم خبر إِن، و الأَثقال مفعول بالمستخف، تقدیره: إِنَّ المستخف الأَثقال أَخوهم، ففصل بین الصلة و الموصول بخبر إِن للضرورة، و قد یجوز أَن ینتصب بإِضمار فعل دل علیه المستخف تقدیره إِن الذی استخف الأَثقال أَخوهم، و یجوز أَن یرتفع أَخوهم بالمستخف و الأَثقال منصوبة به، و یكون العائد علی الأَلف و اللام الضمیر الذی أُضیف إِلیه الأَخ، و یكون الخبر محذوفاً تقدیره إِن الذی استخف أَخوهم الأَثقال هم، فحذف الخبر لدلالة الكلام علیه، و أَما من رفع المستخف فإِنه رفعه بالعطف علی موضع إِنَّ، و یكون الكلام فی رفع الأَخ من الوجهین المذكورین كالكلام فیمن نصب المستخف. و النَّبَّاح: صَدَفٌ بیض صغار، و فی التهذیب: مَناقِفُ یُجاءُ بها من مكة تجعل فی القلائد و الوُشُح، و یُدْفَعُ بها العینُ، الواحدة نَبَّاحة. و النَّوابح: موضع؛ قال مَعْنُ بن أَوس: إِذا هیَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً، فَجَوْزَ العُذَیْبِ دونها، فالنَّوابِحا

نتح؛ ج2، ص: 611

: النَّتْحُ: العَرَقُ، و قیل: خروج العَرَق من الجلد و الدَّسَمِ من النِّحْیِ و النَّدَی من الثَّرَی؛ و قال الأَزهری: النَّتْحُ خروج العرق من أُصول الشعر و هو نَتْحُه الجلد؛ نَتَحَ یَنْتَحُ [یَنْتِحُ نَتْحاً و نُتُوحاً. الجوهری: النَّتْحُ الرَّشْحُ، و مَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه من الجلد؛ و أنشد: جَوْنٌ، كأَنَّ العَرَقَ المَنْتُوحا لَبَّسَه القَطْرانَ و المُسُوحا و نَتَحه الحَرُّ و غیره. و نَتَحَ النِّحْیُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ. و ذِفْرَی البعیر تَنْتِحُ عَرَقاً إِذا سار فی یوم صائف شدید الحر فقَطَرَ ذِفْرَیاه عرقاً. و نَتَحَت المَزادةُ تَنْتِحُ نَتْحاً و نُتُوحاً، و كذلك خروج العَرق؛ قال الراجز: تَنْتِحُ ذِفْراها بمثل الدِّرْیاقْ و المِنْتَحة: الاستُ. و النُّتُوحُ: صُمُوغ الأَشجار و لا یقال نُتُوع. و الانْتِیاحُ: مثل النَّتْح؛ قال ذو الرمة یصف بعیراً یَهْدِرُ فی الشِّقْشِقَة: رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا، دَوَّمَ فیها رِزَّه و أَرْعَدا و الیَنْتُوح: طائر أَقرع الرأْس یكون فی الرمل. الأَزهری: روی أَبو أَیوب عن بعض العرب: امْتَتحتُ الشی‌ءَ و انْتَتحته و انتزعْتُه بمعنی واحد.

نجح؛ ج2، ص: 611

: النُّجحُ و النَّجاحُ: الظَّفَرُ بالشی‌ءِ. و قد أَنْجَحَ و قد نَجَحَتْ حاجتی «4» و أَنْجَحَتْ و أَنْجَحْتُها لك، و أَنْجَحَها الله تعالی: أَسْعَفَنی بإِدراكها. و أَنْجَحَ الرجلُ: صار ذا نُجْح، فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِح و مَناجِیح. و قد أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قضیتها له؛ و‌فی خطبة عائشة، رضی الله عنها: و أَنْجَحَ إِذا أَكْدَیْتُم.یقال: نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه و نَجَحَتْ طَلِبَتُه و أَنْجَحَتْ، و ما
(4). قوله [و قد نجحت حاجتی إلخ] بابه منع كما فی القاموس و المصباح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 612
أَفْلَحَ فلان و لا أَنْجَحَ. و تَنَجَّحْتُ الحاجةَ و اسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها. و نَجَحَتْ هی و نَجَحَ أَمْرُ فلان: تَیَسَّرَ و سَهُل، فهو ناجح؛ و قول أَبی ذؤیب: فیهنَّ أُمُّ الصَّبِیَّیْنِ التی تَبَلَتْ قَلبی، فلیس لها، ما عِشْتُ، إِنْجاحُ أَراد: فلیس لحُبِّی لها و سَعْیی فیها إِنجاح ما عشت. و سار فلان سیراً نَجِیحاً أَی وَشِیكاً. و سَیرٌ ناجِحٌ و نَجِیحٌ: وَشِیكٌ، و كذلك المكان؛ قال: یَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِیحا و قال لبید: فَمَضَیْنا، فَقَرَینا ناجِحاً مَوْطِناً، نَسْأَلُ عنه ما فَعَلْ و نَهْضٌ نَجِیحٌ: مُجِدٌّ؛ قال أَبو خراشٍ الهُذَلیّ: یُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِیحُ لما به، و منه بُدُوٌّ تارَةً و مَثِیلُ «1» و رجل نَجِیحٌ: مُنْجحُ الحاجات؛ قال أَوس: نَجِیحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ، نِقابٌ یُحَدِّثُ بالغائبِ و رأْیٌ نَجِیحٌ: صوابٌ. و‌فی حدیث عمر مع المُتَكَهِّن: یا جَلِیحُ أَمرٌ نَجِیح، رجل فَصِیح، یقول لا إِله إِلا الله.و یقال للنائم إِذا تتابعت علیه رُؤْیا صِدْقٍ: تناجَحَتْ أَحلامُه. قال ابن سیدة: و تَناجَحَتْ علیه أَحلامُه تتابع صدقُها. و یقال: أَنْجَحَ بك الباطلُ أَی غَلَبك الباطِلُ. و كلُّ شی‌ءٍ غلبك، فقد أَنْجَحَ بك. و إِذا غَلَبْتَه، فقد أَنْجَحْتَ به. و النَّجاحةُ: الصبر. و یقال: ما نَفْسِی عنه بنَجِیحة أَی بصابرة؛ و قال ابن مَیَّادة: و ما هَجْرُ لَیْلی أَن تكونَ تَباعدَتْ علیكَ، و لا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولی و لا أَن تَكون النفسُ عنها نَجِیحةً بشی‌ءٍ، و لا. «2» … ببدیلِ و قد سَمَّوْا نَجِیحاً و نُجَیْحاً و مُنْجِحاً و نَجاحاً.

نحح؛ ج2، ص: 612

: النَّحِیحُ: صوت یُرَدِّدُه الرجلُ فی جوفه. و قد نَحَّ یَنِحُّ نَحِیحاً و نَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ ردّاً قبیحاً. و شَحِیحٌ نَحِیحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كراهةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لذلك. و التَّنَحْنُح و النَّحْنَحة: كالنَّحِیح و هو أَشدّ من السُّعال. الأَزهری عن اللیث: النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح و هو أَسهل من السُّعال و هی عِلَّة البخیل؛ و أَنشد: یَكادُ من نَحْنَحةٍ و أَحِّ، یَحْكی سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ و النَّحْنَحَةُ أَیضاً: صوتُ الجَرْع من الحلق، یقال منه: تَنَحْنَحَ الرجلُ؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة و أُراها بالخاءِ، قال: و قال بعض اللغویین النَّحْنَحَةُ أَن یُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً، كما أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ فی أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فقال كَهْ كَهْ اشْتُقَّ منه المصدر ثم
(1). قوله [و منه بدو تارة و مثیل] كذا بالأَصل و لم یظهر لنا معناه و لعله محرف عن: و منه نزو تارة و نئیل، فالنزو: بوزن الوثوب و معناه. و النئیل، كرحیم: مصدر نأَل نئیلًا إذا مشی و نهض برأسة یحركه إلی فوق، كما فی القاموس. (2). كذا بیاض بالأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 613
الفعل فقیل: كَهْكَهَ كَهْكَهةً، فاشتقوا من الصوت؛ و ذكر ابن بری فی الحواشی فی فصل وَغَبَ: كَزِّ المُحَیَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ قال: الأُنَّحُ البخیلُ الذی إِذا سُئل تَنَحْنَحَ‌

ندح؛ ج2، ص: 613

: النَّدْحُ: الكثرةُ. و النَّدْحُ و النُّدْحُ: السَّعةُ و الفُسْحةُ. و النَّدْحُ: ما اتسع من الأَرض. تقول: إِنك لفی نَدْحةٍ من الأَمْر و منْدُوحةٍ منه، و الجمع أَنداحٌ؛ و كذلك النَّدْحةُ و النُّدْحة و المندوحةُ. و أَرض مندوحةٌ: واسعة بعیدة؛ قال أَبو النجم: یُطَوِّحُ الهادی به تَطْوِیحا، إِذا عَلا دَوِّیَّه المَنْدُوحا الدَّوُّ: بلد مستوٍ أَحدُ طرفیه یُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلی أَبی موسی و ما صاقَبه من الطریق، و طَرَفُه الآخر یُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة و طُوَیْلِع و أَمْواهاً غیرَهما. و قالوا: لی عن هذا الأَمر مَنْدوحة أَی مُتَّسَعٌ؛ ذهب أَبو عبید إِلی أَنه من انْداحَ بَطْنُه أَی اتسع، و لیس هذا من غلط أَهل الصناعة، و ذلك أَن انْداحَ انفعل و تركیبه من دوح، و إِنما مَنْدُوحة مفعولة فكیف یجوز أَن یشتق أَحدهما من صاحبه؟ و تَنَدَّحتِ الغنمُ فی مرابضها و مَسارحها و انْتَدَحَتْ: كلاهما تَبَدَّدتْ و انتشرت و اتسعت من البِطْنةِ؛ و منه قیل: لی عنه مَنْدُوحة و مُنْتَدَحٌ أَی سَعَة. و إِنك لفی نُدْحةٍ و مَنْدُوحةٍ من كذا أَی سَعَةٍ؛ یعنی أَن فی التعریض بالقول من الاتساع ما یغنی الرجلَ عن تَعَمُّدِ ذلك. و‌فی حدیث الحجاج: وادٍ نادِحٌ‌أَی واسع. الجوهری: النُّدْحُ، بالضم، الأَرض الواسعة. و المَنادِحُ: المَفاوِزُ. و المُنْتَدَحُ: المكان الواسع. و‌فی حدیث عمران بن حُصَیْن: إِن فی المَعاریضِ لمَنْدوحةً عن الكذب؛ قال أَبو عبید: أَی سعة و فُسْحة، الجوهری: و لا تقل مَمْدوحة، قال: و منه قیل للرجل إِذا عظم بطنه و اتسع: قد انْداحَ بطنه و انْدَحی، لغتان، فأَراد أَن فی المَعاریض ما یستغنی به الرجل عن الاضطرار إِلی الكذب المحض؛ قال الأَزهری: أَصاب أَبو عبید فی تفسیر المَنْدُوحة أَنه بمعنی السَّعة و الفُسْحة، و غلط فیما جعله مشتقاً حین قال: و منه قیل انْداحَ بطنه و انْدَحی، لأَن النون فی المندوحة أَصلیة و النون فی انداح و اندحی من الدَّحْوِ، فبینهما و بین النَّدْح فُرْقانٌ كبیر، لأَن المندوحة مأْخوذة من أَنْداح الأَرض واحدها نَدْحٌ، و هو ما اتسع من الأَرض؛ و منه قول رؤْبة: صِیرانُها فَوْضَی بكلِّ نَدْحِ و من هذا قولهم: لك مُنْتَدَحٌ فی البلاد أَی مذهبٌ واسع عریض. و انْدَحَّ بطن فلان انْدِحاحاً: اتسع من البِطْنةِ. و انْداحَ بطنُه انْدِیاحاً إِذا انتفخ و تَدَلَّی، من سِمَنٍ كان ذلك أَو علة. و‌فی حدیث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضی الله عنهما، حین أَرادت الخروج إِلی البَصْرة: قد جمع القرآن ذیْلَكِ فلا تَنْدَحِیه‌أَی لا تُوَسِّعِیه و لا تُفَرّقیه بالخروج إِلی البصرة، و الهاءُ للذیل، و یروی‌لا تَبْدَحیه، بالباءِ، أَی لا تَفْتَحِیه من البَدْح و هو العلانیة؛ أَرادت قوله تعالی: وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَ لٰا تَبَرَّجْنَ؛ قال الأَزهری: من قاله بالباءِ ذهب إِلی البَداحِ، و هو ما اتسع من الأَرض، و من قاله بالنون ذهب به إِلی النَّدْح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 614
و یقال: نَدَحْتُ الشی‌ءَ نَدْحاً إِذا وسعته؛ الأَزهری: و النَّدْحُ الكثرة فی قول العجاج حیث یقول: صِید تَسامی وُرَّماً رِقابُها، بِنَدْحِ وَهْمٍ، قَطِمٍ قَبْقابُها و نادِحٌ و مُنادِحٌ: اسمان، و بنو مُنادِح: بُطَیْنٌ.

نزح؛ ج2، ص: 614

: نَزَحَ الشی‌ءُ یَنْزَحُ «1» نَزْحاً و نُزوحاً: بَعُدَ. و شی‌ءٌ نُزُحٌ و نَزُوحٌ: نازحٌ؛ أَنشد ثعلب: إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ عن دار قَوْمِكِ، فاتْرُكی شَتْمِی و نَزَحت الدارُ فهی تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ. و قوم مَنازیحُ؛ قال ابن سیدة و قول أَبی ذؤیب: و صَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنهمُ جُرْبٌ، یُدافِعُها الساقی، مَنازیحُ إِنما هو جمع مِنْزاح و هی التی تأْتی إِلی الماءِ عن بُعْدٍ؛ و نَزَحَ به و أَنْزَحَه. و بلد نازحٌ، و وَصْلٌ نازحٌ: بعید. و‌فی حدیث سَطیح: عبدُ المَسِیح جاءَ من بلدٍ نَزیحٍ‌أَی بعیدٍ، فعیل بمعنی فاعل. و نَزَحَ البئرَ یَنْزِحُها و یَنْزَحُها نَزْحاً و أَنْزَحها إِذا استقی ما فیها حتی یَنْفَدَ؛ و قیل: حتی یَقِلَّ ماؤُها. و نَزَحَتِ البئرُ و نَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً و نُزُوحاً فهی نازح و نُزُحٌ و نَزُوحٌ: نَفِدَ ماؤُها؛ قال اللیث: و الصواب عندنا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِیَ ماؤُها. و‌فی الحدیث: أَنه نزل الحُدَیْبِیة و هی نَزَحٌ؛ النَزَح، بالتحریك: البئر التی أُخذ ماؤُها. یقال: نَزَحتِ البئرُ و نَزَحْتُها، لازم و متعدّ؛ و منه‌حدیث ابن المُسَیّب قال لقتادة: ارْحَلْ عنی فلقد نَزَحْتَنی‌أَی أَنْفَدْتَ ما عندی، و‌فی روایة نَزَفْتَنی.الجوهری: و بئر نَزُوح قلیلة الماءِ، و رَكایا نُزُح. و النَّزَحُ، بالتحریك: البئر التی نُزِحَ أَكثر مائها؛ قال الراجز: لا یَستَقِی فی النَّزَحِ المَضْفُوفِ، إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ و جمع النَّزَحِ أَنْزاحٌ و جمع النَّزوحِ نُزُحٌ. و ماءٌ لا یَنْزِحُ و لا یَنْزَحُ أَی لا یَنْفَدُ. و أَنْزَحَ القومُ «2»: نَزَحَتْ میاه آبارهم. و النَّزَحُ: الماءُ الكَدِرُ. و قد نُزِحَ بفلان إِذا بَعُدَ عن دیاره غَیبَةً بعیدة؛ و أَنشد الأَصمعی: و من یُنْزَحْ به، لا بُدَّ یوماً یَجی‌ءُ به نَعِیٌّ أَو بَشِیرُ و أَنت بمُنْتَزَحٍ من كذا أَی ببعد منه؛ قال ابن هَرْمَة یَرْثی ابنه: فأَنتَ، من الغَوائلِ، حین تُرْمی، و من ذَمِّ الرجالِ، بمُنْتَزاحِ إِلا أَنه أَشبع فتحة الزای فتولدت الأَلف.

نسح؛ ج2، ص: 614

: اللیث: النَّسْحُ و النُّساحُ ما تَحاتَّ عن التمر من قشره و فُتاتِ أَقماعه و نحو ذلك مما یبقی فی أَسفل الوعاءِ. و المِنساحُ: شی‌ء یُدْفَعُ به الترابُ و یُذْری به. و نِساحٌ [نَساحٌ: واد «3» بالیمامة؛ قال الأَزهری: ما ذكره اللیث فی النَّسْح لم أَسمعه لغیره، قال: و أَرجو
(1). قوله [نزح الشی‌ء ینزح إلخ] بابه منع و ضرب كما فی القاموس. (2). قوله [و أَنزح القوم إلخ] كذا بالأَصل كبعض نسخ القاموس و فی بعضها نزح بدون همزة كما نبه علیه شارحه. (3). قوله [و نساح واد إلخ] كسحاب و كتاب، كما فی القاموس و یاقوت.
لسان العرب، ج‌2، ص: 615
أَن یكون محفوظاً. الجوهری: نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه، و نَسِحَ نَسَحاً: طَمِعَ. و نَساحٌ: جبل؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: یُوعِدُ خَیْراً، و هو بالزَّحْزاحِ أَبْعَدُ من زُهْرَةَ من نَساحِ

نشح؛ ج2، ص: 615

: نَشَحَ الشاربُ یَنْشَحُ نَشْحاً و نُشُوحاً و انْتَشَح إِذا شرب حتی امتلأَ؛ و قیل: نَشَحَ شَرب شُرْباً قلیلًا دون الریّ؛ قال ذو الرمة: فانْصاعتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها، و قد نَشَحْنَ، فلا رِیٌّ و لا هِیمُ و‌فی حدیث أَبی بكر قال لعائشة، رضی الله عنهما: انْظُری ما زاد من مالی فَرُدِّیه إِلی الخلیفة بعدی، فإِنی كنت نَشَحْتُها جُهْدی‌أَی أَقللت من الأَخذ منها. و النَّشْحُ: الشرب القلیل. و نَشَحَ بعیرَه: سقاه ماء قلیلًا، و الاسم النَّشُوحُ من قولك نَشَحَ إِذا شرب شُرْباً دون الرِّیِّ؛ قال أَبو النجم یصف الحمیر: حتی إِذا ما غَیَّبتْ نَشُوحا و أَورد الجوهری هذا البیت علی النَّشُوح الماء القلیل. و قال: معناه أَی أَدخلت أَجوافها شراباً غَیَّبَتْه فیه؛ و قیل: النَّشُوح، بالفتح، الماءُ القلیل. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً یقول لأَصحابه: أَلا و انْشَحُوا خیلَكم نَشْحاً أَی اسقوها سَقْیاً یَفْثَأُ غُلَّتَها و إِن لم یُرْوِها؛ قال الراعی یذكر ماءً وَرَدَه: نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجافی أَظَلُّها عن الأُكْمِ، إِلا ما وَقَتْها السَّرائِحُ و النَّشْحُ: العرق؛ عن كراع. و سِقاءٌ نَشَّاحٌ: رَشَّاح نَضَّاح.

نصح؛ ج2، ص: 615

: نَصَحَ الشی‌ءُ: خَلَصَ. و الناصحُ: الخالص من العسل و غیره. و كل شی‌ءٍ خَلَصَ، فقد نَصَحَ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ الهذلی یصف رجلًا مزج عسلًا صافیاً بماءٍ حتی تفرق فیه: فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبیضَ ناصِحٍ، من ماءِ أَلْهابٍ، بهنَّ التَّأْلَبُ و قال أَبو عمرو: الناصح الناصع فی بیت ساعدة، قال: و قال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها و ردیئها بأَبیض مُفْرِطٍ أَی بماء غدیر مملوء. و النُّصْح: نقیض الغِشّ مشتق منه نَصَحه و له نُصْحاً و نَصِیحة و نَصاحة و نِصاحة و نَصاحِیةً و نَصْحاً، و هو باللام أَفصح؛ قال الله تعالی: وَ أَنْصَحُ لَكُمْ. و یقال: نَصَحْتُ له نَصیحتی نُصوحاً أَی أَخْلَصْتُ و صَدَقْتُ، و الاسم النصیحة. و النصیحُ: الناصح، و قوم نُصَحاء؛ و قال النابغة الذبیانی: نَصَحْتُ بنی عَوْفٍ فلم یَتَقَبَّلوا رَسُولی، و لم تَنْجَحْ لدیهم وَسائِلی و یقال: انْتَصَحْتُ فلاناً و هو ضدّ اغْتَشَشْتُه؛ و منه قوله: أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ، و مُنْتَصِحٍ بادٍ علیك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه: تَعْتَدُّه غاشّاً لك. و تَنْتَصِحُه: تَعْتَدُّه ناصحاً لك. قال الجوهری: و انْتَصَحَ فلان أَی قبل النصیحة. یقال: انْتَصِحْنی إِننی لك ناصح؛ و أَنشده
لسان العرب، ج‌2، ص: 616
ابن بری: تقولُ انْتَصِحْنی إِننی لك ناصِحٌ، و ما أَنا، إِن خَبَّرْتُها، بأَمِینِ قال ابن بری: هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنی قبل النصیحة لا یتعدَّی لأَنه مطاوع نصحته فانتصح، كما تقول رددته فارْتَدَّ، و سَدَدْتُه فاسْتَدَّ، و مَدَدْتُه فامْتَدَّ، فأَما انتصحته بمعنی اتخذته نصیحاً، فهو متعدّ إِلی مفعول، فیكون قوله انتصحْنی إِننی لك ناصح، یعنی اتخذنی ناصحاً لك؛ و منه قولهم: لا أُ رید منك نُصْحاً و لا انتصاحاً أَی لا أُرید منك أَن تنصحنی و لا أَن تتخذنی نصیحاً، فهذا هو الفرق بین النُّصْح و الانتصاح. و النُّصْحُ: مصدر نَصَحْتُه. و الانتصاحُ: مصدر انْتَصَحْته أَی اتخذته نصیحاً، و مصدر انْتَصَحْتُ أَیضاً أَی قبلت النصیحة، فقد صار للانتصاح معنیان. و‌فی الحدیث: إِن الدِّینَ النصیحةُ لله و لرسوله و لكتابه و لأَئمة المسلمین و عامّتهم؛ قال ابن الأَثیر: النصیحة كلمة یعبر بها عن جملة هی إِرادة الخیر للمنصوح له، فلیس یمكن أَن یعبر عن هذا المعنی بكلمة واحدة تجمع معناها غیرها. و أَصل النُّصْحِ: الخلوص. و معنی النصیحة لله: صحة الاعتقاد فی وحدانیته و إِخلاص النیة فی عبادته. و النصیحة لكتاب الله: هو التصدیق به و العمل بما فیه. و نصیحة رسوله: التصدیق بنبوّته و رسالته و الانقیاد لما أَمر به و نهی عنه. و نصیحة الأَئمة: أَن یطیعهم فی الحق و لا یری الخروج علیهم إِذا جاروا. و نصیحة عامّة المسلمین: إِرشادهم إِلی المصالح؛ و فی شرح هذا الحدیث نظرٌ و ذلك فی قوله نصیحة الأَئمة أَن یطیعهم فی الحق و لا یری الخروج علیهم إِذا جاروا، فأَیّ فائدة فی تقیید لفظه بقوله یطیعهم فی الحق مع إِطلاق قوله و لا یری الخروج علیهم إِذا جاروا؟ و إِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن یطیعهم فی غیر الحق. و تَنَصَّح أَی تَشَبَّه بالنُّصَحاء. و اسْتَنْصَحه: عَدَّه نصیحاً. و رجل ناصحُ الجَیْب: نَقِیُّ الصدر ناصح القلب لا غش فیه، كقولهم طاهر الثوب، و كله علی المثل؛ قال النابغة: أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَنی ناصِحُ الجَیْبِ، بازِلٌ للثوابِ و قومٌ نُصَّح و نُصَّاحٌ. و التَّنَصُّح: كثرة النُّصْحِ؛ و منه‌قول أَكْثَمَ بن صَیْفِیٍّ: إِیاكم و كثرةَ التَّنَصُّح فإِنه یورث التُّهَمَة.و التوبة النَّصُوح: الخالصة، و قیل: هی أَن لا یرجع العبد إِلی ما تاب عنه؛ قال الله عز و جل: تَوْبَةً نَصُوحاً؛ قال الفراء: قرأَ أَهل المدینة نَصُوحاً، بفتح النون، و ذكر عن عاصم نُصُوحاً، بضم النون؛ و قال الفراء: كأَنّ الذین قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود، و الذین قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة؛ و المعنی أَن یُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا یعود إِلیه أَبداً، و‌فی حدیث أُبیّ: سأَلت النبی، صلی الله علیه و سلم، عن التوبة النصوح فقال: هی الخالصة التی لا یُعاوَدُ بعدها الذنبُ؛ و فَعُول من أَبنیة المبالغة یقع علی الذكر و الأُنثی، فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ فی نُصْحِ نفسه بها، و قد تكرّر فی الحدیث ذكر النُّصْح و النصیحة. و سئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال: لا أَعرفه؛ قال الفراء و قال المفضَّل: بات عَزُوباً و عُزُوباً و عَرُوساً و عُرُوساً؛ و قال أَبو إِسحاق: توبةٌ نَصُوح بالغة فی النُّصْح، و من قرأَ نُصُوحاً فمعناه یَنْصَحُون فیها نُصوحاً. و قال أَبو زید: نَصَحْتُه أَی صَدَقْتُه؛
لسان العرب، ج‌2، ص: 617
و منه التوبة النصوح، و هی الصادقة. و النِّصاحُ: السِّلكُ یُخاط به. و قال اللیث: النِّصاحة السُّلوك التی یخاط بها، و تصغیرها نُصَیِّحة. و قمیص مَنْصُوح أَی مَخِیط. و یقال للإِبرة: المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ، فهی الشعیرة. و النُّصْحُ: مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه. قال الجوهری: و منه التوبة النصوح اعتباراً‌بقوله، صلی الله علیه و سلم: من اغتابَ خَرَقَ و من استغفر الله رَفَأَ.و نَصَحَ الثوبَ و القمیص یَنْصَحُه نَصْحاً و تَنَصَّحه: خاطه. و رجل ناصح و ناصِحِیٌّ و نَصَّاحٌ: خائط. و النِّصاحُ: الخَیْطُ و به سمی الرجل نِصاحاً، و الجمع نُصُحٌ و نِصاحةٌ، الكسرة فی الجمع غیر الكسرة فی الواحد، و الأَلف فیه غیر الأَلف، و الهاء لتأْنیث الجمع. و المِنْصَحة: المِخْیَطة. و المِنْصَحُ: المِخْیَطُ. و فی ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم یُصلحه أَی موضع إِصلاح و خیاطة، كما یقال: إِن فیه مُتَرَقَّعاً؛ قال ابن مقبل: و یُرْعِدُ إِرعادَ الهجِینِ أَضاعه، غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ و قال أَبو عمرو: المُتَنَصَّحُ المَخیطُ، و أَنشد بیت ابن مقبل. و أَرض مَنْصوحة: متصلة بالغیت كما یُنْصَحُ الثوبُ، حكاه ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و هذه عبارة ردیئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض، كأَنَّ تلك الجُوَبَ التی بین أَشخاص النبات خیطت حتی اتصل بعضها ببعض. قال النضر: نَصَحَ الغیثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم یكن فیه فَضاء و لا خَلَلٌ؛ و قال غیره: نَصَحَ الغیثُ البلادَ و نَضَرها بمعنی واحد؛ و قال أَبو زید: الأَرض المنصوحة هی المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً. و نَصَحَ الرجلُ الرِّیَّ نَصْحاً إِذا شرب حتی یَرْوی؛ و كذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً: صَدَقَتْه. و أَنْصَحْتُها أَنا: أَرویتها؛ قال: هذا مَقامِی لكِ حتی تَنْصَحِی رِیّاً، و تَجْتازی بَلاطَ الأَبْطَحِ و یروی: … حتی تَنْضَحِی، بالضاد المعجمة، و لیس بالعالی. البَلاطُ: القاعُ. و أَنْصَح الإِبلَ: أَرْواها. و النِّصاحاتُ: الجلودُ؛ قال الأَعشی یصف شَرْباً: فتَری القومَ نَشاوی كلَّهُمْ، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهری: أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ فی قول بعضهم؛ و قال ابن سیدة: الرُّبَحُ من أَولاد الغنم، و قیل: هو الطائر الذی یسمی بالفارسیة زاغ؛ و قال المُؤَرِّج: النِّصاحاتُ حبال یجعل لها حَلَقٌ و تنصب للقُرود إِذا أَرادوا صیدها: یَعْمدُ رجل فیجعلُ عِدّة حبال ثم یأْخذ قرداً فیجعله فی حبل منها، و القرود تنظر إِلیه من فوق الجبل، ثم یتنحی الحابل فتنزل القرود فتدخل فی تلك الحبال و هو ینظر إِلیها من حیث لا تراه، ثم ینزل إِلیها فیأْخذ ما نَشِبَ فی الحبال؛ قال و هو قول الأَعشی: مثلما مدّت نصاحات الربح قال: و الرُّبَحُ القرود و أَصلها الرُّباح. و شَیْبَةُ بن نِصاحٍ: رجل من القرّاء. و النَّصْحاء و مَنْصَح: موضعان؛ قال ساعدة بن جؤیة «4»:
(4). قوله [قال ساعدة بن جؤیة لهن إلخ] قبله: و لو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من یخفی و من یتودّد و الأصاغی، بالصاد المهملة و الغین المعجمة: موضع، كما أنشده یاقوت فی مادته.
لسان العرب، ج‌2، ص: 618
لهنَّ بما بین الأَصاغِی و مَنْصَحٍ تَعاوٍ، كما عَجَّ الحَجِیحُ المُبَلِّدُ

نضح؛ ج2، ص: 618

: النَّضْحُ: الرَّشُّ. نَضَح علیه الماءَ یَنْضَحُه «1» نَضْحاً إِذا ضربه بشی‌ء فأَصابه منه رَشاشٌ. و نَضَح علیه الماءُ: ارْتَشَّ. و‌فی حدیث قتادة: النَّضْحُ من النَّضْحِ؛ یرید من أَصابه نَضْحٌ من البول و هو الشی‌ء الیسیر منه فعلیه أَن یَنْضَحَه بالماء و لیس علیه غسله؛ قال الزمخشری: هو أَن یصیبه من البول رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ؛ و قال الأَصمعی: نَضَحْتُ علیه الماءَ نَضْحاً و أَصابه نَضْحٌ من كذا. و قال ابن الأَعرابی: النَّضْح ما كان علی اعتماد و هو ما نَضَحْته بیدك معتمداً، و الناقة تَنْضَحُ ببولها. و النَّضْخُ: ما كان علی غیر اعتماد، و قیل: هما لغتان بمعنی واحد، و كله رش. و القربةُ تَنْضَحُ من غیر اعتماد … فَوطِئَ «2» علی ماء فنَضَح علیه و هو لا یرید ذلك؛ و منه نَضْحُ البول‌فی حدیث إِبراهیم: أَنه لم یكن یری بنَضْح البول بأْساً.و حكی الأَزهری عن اللیث: النَّضْح كالنَّضْخ ربما اتفقا و ربما اختلفا. و یقولون: النَّضْح ما بقی له أَثر كقولك علی ثوبه نَضْحُ دَمٍ، و العین تَنْضَحُ بالماء نَضْحاً إِذا رأَیتها تفور، و كذلك تَنْضَخُ العین؛ و قال أَبو زید: یقال نَضَخَ علیه الماءُ یَنْضَخُ، فهو ناضخٌ؛ و‌فی الحدیث: یَنْضَخُ البحرُ ساحلَه.و قال الأَصمعی: لا یقال من الخاء فَعَلْتُ، إِنما یقال أَصابه نَضْخ من كذا؛ و قال أَبو الهیثم: قول أَبی زید أَصح، و القرآن یدل علیه، قال الله تعالی: فِیهِمٰا عَیْنٰانِ نَضّٰاخَتٰانِ؛ فهذا یشهد به. یقال: نَضَخَ علیه الماء لأَن العین النَّضَّاخة هی الفَعَّالة، و لا یقال لها: نَضَّاخة حتی تكون ناضحة؛ قال ابن الفرج: سمعت جماعة من قیس یقولون: النَّضح و النَّضْخُ واحد؛ و قال أَبو زید: نَضَحْتُه و نَضَخْته بمعنی واحد؛ قال: و سمعت الغَنَوِیّ یقول: النَّضْح و النَّضْخُ و هو فیما بان أَثره و ما رق بمعنی واحد. قال: و قال الأَصمعی: النَّضْح الذی لیس بینه فُرَجٌ، و النَّضْخُ أَرَقّ منه؛ و قال أَبو لَیْلی: النَّضْحُ و النَّضْخُ ما رَقَّ و ثَخُن بمعنی واحد. و نَضَحَ البیتَ یَنْضِحُه، بالكسر، نَضْحاً: رَشَّه؛ و قیل: رشه رشّاً خفیفاً. و انْتَضَح علیهم الماء أَی تَرَشَّش. و‌فی الحدیث: المدینة كالكِیر تَنْفی خَبَثَها و تَنْضَحُ طِیبَها، روی بالضاد و الخاء المعجمتین و بالحاء المهملة، من النَّضْح و هو رش الماء، و هو مذكور فی بضع. و نَضَح الماءُ العطشَ یَنْضِحُه: رَشَّه فذهب به أَو كاد یذهب به. و نَضَح الماءُ المالَ یَنْضِحُه: ذهب بعطشه أَو قارب ذلك. و النَّضَحُ، بفتح الضاد، و النضیح: الحوض لأَنه یَنْضَح العطش أَی یَبُلُّه؛ و قیل: هما الحوض الصغیر، و الجمع أَنضاح و نُضُحٌ. و قال اللیث: النضیح من الحیاض ما قَرُب من البئر حتی یكون الإِفراغ فیه من الدلو و یكون عظیماً؛ و قال الأَعشی: فَغَدَوْنا علیهمُ بُكْرَةَ الوِرْدِ، كما تُورِدُ النَّضِیحَ الهِیاما قال ابن الأَعرابی: سمی بذلك لأَنه یَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَی یَبُلُّه. قال أَبو عبید و قال أَبو عمرو: نَضَحْتُ الرِّیَّ، بالضاد؛ و قال الأَصمعی: فإِن شرب حتی یَرْوَی قال نَصَحْتُ، بالصاد، نَصْحاً و نَصَعْتُ به و نَقَعْتُ. قال: و النَّضْحُ و النَّشْحُ واحد، و هو أَن یشرب دون
(1). قوله [نضح علیه الماء ینضحه إلخ] بابه ضرب و منع و كذلك نضخ بالخاء المعجمة كما فی المصباح. (2). قوله [اعتماد … فوطئ] هو هكذا مع البیاض فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 619
الرِّیّ. و النَّضْحُ: سقی الزرع و غیره بالسانیة. و نَضَحَ زرعَه: سقاه بالدَّلْو. و الناضحُ: البعیر أَو الثور أَو الحمار الذی یستقی علیه الماء، و الأُنثی بالهاء، ناضحة و سانیة. و‌فی الحدیث: ما سُقِیَ من الزرع نَضْحاً ففیه نصف العشر؛ یرید ما سقی بالدِّلاءِ و الغُروب و السَّوانی و لم یُسْقَ فَتْحاً. و النواضح من الإِبل: التی یستقی علیها، واحدها ناضح؛ و منه‌الحدیث: أَتاه رجل فقال: إِن ناضح بنی فلان قد أَبَدَ علیهم.و‌فی حدیث معاویة قال للأَنصار و قد قعدوا عن تلقیه لما حج: ما فَعَلَتْ نَواضِحُكم؟كأَنه یُقَرِّعُهم بذلك لأَنهم كانوا أَهل حَرْثٍ و زَرْعٍ و سَقْیٍ، و قد تكرر ذكره فی الحدیث مفرداً و مجموعاً. و النَّضَّاح: الذی یَنْضَحُ علی البعیر أَی یسوق السانیة و یسقی نخلًا؛ قال أَبو ذؤیب: هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط و اعْتَصَبْنَ، كما یَسْقِی الجُذُوعَ، خِلالَ الدُّورِ، نَضَّاحُ و هذه نخل تُنْضَحُ أَی تُسْقَی. و یقال: فلان یَسْقی بالنَّضْحِ، و هو مصدر. و النَّضْحاتُ: الشی‌ء الیسیر المتفرق من المطر. قال شمر: و قد قالوا فی نَضَحَ المطرُ، بالحاء و الخاء. و الناضحُ: المطر؛ و قد نَضَحَتْنا السماء. و النَّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ: و هو قَطْرٌ بین قَطْرَیْن. قال: و یقال لكل شی‌ء یَتَحَلَّب من ماء أَو عَرَقٍ أَو بول: یَنْضَحُ: و أَنشد: یَنْضَحْنَ فی حافاته بالأَبْوال و نَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً: فَضَّ به، و كذلك الفرس. و النَّضِیحُ و التَّنْضاحُ: العرق؛ قال الراجز: تَنْضَحُ ذِفْراه بماء صَبِّ و النَّضُوحُ: الوَجُور فی أَیّ الفم كان. و نَضَحَتِ العین تَنْضَحُ نَضْحاً و انْتَضَحَت: فارت بالدمع؛ و عیناه تَنْضَحانِ. و النَّضْحُ یدعوه الهَمَلانُ: و هو أَن تمتلئ العین دمعاً ثم تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لا ینقطع. و نَضَحَتِ الخابیة و الجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كانت رقیقة فخرج الماء من الخَزَف و رشَحَتْ؛ و كذلك الجبل الذی یتحلب الماء بین صخوره. و مَزادةٌ نَضُوح: تَنْضَح [تَنْضِح الماءَ؛ و نَضَحَتْ ذِفْرَی البعیر بالعَرَق نَضْحاً؛ و قال القَطامِیّ: حَرَجاً كأَنَّ، من الكُحَیْلِ، صُبابةً، نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانا قال: و رواه المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ. و اسْتَنْضَح الرجلُ و انْتَضَح: نَضَح شیئاً من ماء علی فرجه بعد الوضوء؛ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ من السنَّة و ذكر فیها الانتضاحَ بالماءِ، و هو أَن یأْخذ ماء قلیلًا فیَنْضَحَ به مذاكیره و مُؤْتَزَرَه بعد فراغه من الوضوء، لینفی بذلك عنه الوَسْواس: و‌فی خبر آخر: انْتِفاض الماء، و معناهما واحد. و‌فی حدیث عطاء: و سئل عن نَضَحِ الوضوء؛ هو بالتحریك، ما یَتَرَشَّشُ منه عند التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ. و نَضَح بالبول علی فخذیه: أَصابهما به؛ و كذلك نَضَحَ بالغبار. و نَضَحَ الجُلَّة یَنْضِحُها نَضْحاً: رَشَّها بالماء لیَتَلازَب تَمْرُها و یلزم بعضُه بعضاً. و نَضَحَ الجُلَّة أَیضاً: نثر ما فیها؛ و قول الشاعر: یَنْضَحُ بالبَوْلِ، و الغُبارُ علی فَخْذَیْه، نَضْحَ العِیدِیَّةِ الجُلَلا یفسر بكل واحد من هاتین. و نَضَحَ الرِّیّ نَضْحاً:
لسان العرب، ج‌2، ص: 620
شَرِبَ دونه؛ و قیل: هو أَن یشرب حتی یَرْوَی، فهو من الأَضداد؛ و قال شمر: یقال نَضَحْتُ الأَدِیمَ بللته أَن لا ینكسر؛ قال الكمیت: نَضَحْتُ أَدِیمَ الوُدِّ بینی و بینكم بِآصِرةِ الأَرْحامِ، لو تَتَبَلَّلُ نَضَحْتُ أَی وَصَلْتُ. و النَّضُوحُ، بالفتح: ضرب من الطیب؛ و قد انْتَضَحَ به. و النَّضْحُ: منه ما كان رقیقاً كالماء، و الجمع نُضُوح و أَنْضِحَة، و النَّضْخُ ما كان منه غلیظاً كالخَلُوق و الغالیة. و‌فی حدیث الإِحرام: ثم أَصبح محرماً یَنْضَحُ طِیباً‌أَی یفوح. النَّضُوح: ضرب من الطیب تفوح رائحته، و أَصل النَّضْح الرَّشْح فشبه كثرة ما یفوح من طیبه بالرشح؛ و منه‌حدیث علیّ: وجد فاطمة و قد نَضَحَتِ البیتَ بنَضُوح‌أَی طَیَّبته و هی فی الحج. و أَرض مُنْضِحة: واسعة. و نَضَّحَتِ الغنم: شَبِعَت. و نَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً: رمیناهم و رَشَقْناهم. و نَضَحْناهم نَضْحاً: و ذلك إِذا فرَّقوها فیهم. و‌فی حدیث هجاء المشركین: كما تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل.و یقال: انِضَحْ عَنَّا الخیلَ أَی ارْمِهم. و‌فی الحدیث أَنه قال للرُّماة یوم أُحُد: انْضَحوا عنا الخیل لا نُؤْتَی من خَلْفِنا‌أَی ارموهم بالنُّشَّاب. و نَضَحَ عنه: ذَبَّ و دفع. و نَضَح الرجل: ردَّ عنه؛ عن كراع. و نَضَحَ الرجلُ عن نفسه إِذا دفع عنها بحُجَّة. و هو یَنْضَح عن فلان أَی یَذُبُّ عنه و یدفع. و رأَیته یَتَنَضَّحُ مما قُرِف به أَی ینتفی و یَتَنَصَّل منه. و قال شُجاعٌ: مَضَحَ عن الرجل و نَضَح عنه و ذَبَّ بمعنی واحد. و یقال: هو یناضِحُ عن قومه و یُنافِحُ عنهم أَی یذب عنهم؛ و أَنشد: و لو بَلا، فی مَحْفِلٍ، نِضاحِی أَی ذَبِّی و نَضْحِی عنه. و قَوْس نَضُوح: شدیدة الدفع و الحَفْز للسهم، حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد لأَبی النجم: أَنْحَی شِمالًا هَمَزَی نَضُوحا أَی مدَّ شماله فی القوس. هَمَزَی یعنی القوسَ أَنها شدیدة. و النَّضُوحُ: من أَسماء القوس كما تَنْضَحُ بالنبل. و النَّضَّاحة: الآلة التی تُسَوَّی من النحاس أَو الصُّفْر للنَّفْطِ و زَرْقِه؛ ابن الأَعرابی: المِنْضَحَة و المَنْضَحة الزَّرَّاقة؛ قال الأَزهری: و هی عند عوامِّ الناس النَّضَّاحة و معناهما واحد. و قال ابن الفرج: سمعت شُجاعاً السُّلَمِیّ یقول: أَمْضَحْتَ عِرْضِی و أَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته؛ و قال خَلیفة: أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه الناس. و انْتَضَحَ من الأَمر: أَظهر البراءة منه. و الرجل یُرْمَی أَو یُقْرَف بتُهَمَة فیَنْتَضِح منه أَی یُظْهِرُ التَبَرِّی منه. و إِذا ابتدأَ الدقیق فی حب السُّنْبُل و هو رطب فقد نَضَحَ و أَنْضَح، لغتان؛ قال ابن سیدة: و أَنْضَحَ الدقیقُ بدأَ فی حَبِّ السنبل و هو رَطْبٌ. و نَضَح الغَضا نَضْحاً: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ و النبات و عَمَّ بعضُهم به الشجر؛ قال أَبو طالب بن عبد المطلب: بُورِكَ المَیِّتُ الغَرِیبُ، كما بُورِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ و الزَّیْتُونِ فأَما قول أَبی حنیفة نُضُوح الشجر فلا أَدری أَ رآه للعرب أَم هو أَقْدَمَ فجمع نَضْحَ الشجر علی نُضُوح، لأَن بعض المصادر قد یجمع كالمرض و الشُّغْل و العقل،
لسان العرب، ج‌2، ص: 621
قالوا: أَمراض و أَشغال و عُقُول. و نَضَح الزَّرعُ: غَلُظَت جثته.

نطح؛ ج2، ص: 621

: النَّطْحُ: للكِبَاشِ و نحوها؛ نَطَحه یَنْطِحُه «3» و یَنْطَحُه نَطْحاً. و كَبْشٌ نَطَّاح، و قد انتَطَحَ الكبشان و تَناطَحا، و یُقْتاس من ذلك تَناطَحَتِ الأَمواجُ و السیول و الرجال فی الحرب: و أَنشد: اللیلُ داجٍ و الكِباشُ تَنْتَطِحْ و كبشٌ نَطِیحٌ من كباش نَطْحَی و نَطائح، الأَخیرة عن اللحیانی. و نَعْجة نَطِیحٌ و نَطِیحةٌ من نِعاجٍ نَطْحی و نَطائِحَ. و فی التنزیل: وَ الْمُتَرَدِّیَةُ وَ النَّطِیحَةُ؛ یعنی ما تَنَاطَحَ فمات؛ الأَزهری: و أما النَّطِیحَةُ فی سورة المائدة؛ فهی الشاة المَنْطوحة تموت فلا یحل أَكلها، و أُدخلت الهاء فیها لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً؛ قال الجوهری: إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم علیها، و كذلك الفَریسة و الأَكِیلة و الرَّمِیَّة لأَنه لیس هو علی نَطَحتها، فهی منطوحة، و إِنما هو الشی‌ء فی نفسه مما یُنْطَحُ و الشی‌ء مما یُفْرَسُ و مما یؤكل. و قولهم: ما له ناطح و لا خابط: فالناطح الكبش و التیس و العَنْزُ، و الخابط: البعیر. و ما نَطَحَتْ فیه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ؛ یقال ذلك فیمن ذهب هَدَراً؛ عن ابن الأَعرابی، ابن سیدة: و النَّطِیحُ و الناطِحُ ما یستقبلك و یأْتیك من أَمامك من الطیر و الظباءِ و الوحش و غیرها مما یُزْجَرُ، و هو خلاف القَعِید. و رجل نَطِیحٌ: مَشْؤُوم؛ قال أَبو ذؤیب: فأَمْكَنَّه مما یُرِیدُ، و بعضُهم شَقِیٌّ، لَدَی خَیْراتِهِنَّ، نَطِیحُ و فرسٌ نَطِیحٌ إِذا طالت غُرَّتُه حتی تسیل تحت إِحدی أُذنیه و هو یُتشَاءم به؛ و قیل: النطیح من الخیل الذی وسَطَ جَبْهته دائرتان، و إِن كانت واحدة، فهی اللَّطْمةُ و هو اللَّطِیمُ، و دائرة الناطح من دوائر الخیل و كل ذلك شُؤْم؛ الأَزهری: قال أَبو عبید: من دوائر الخیل دائرة اللَّطَاةِ و هی التی وسط الجبهة؛ قال: و إِن كانت دائرتان قالوا: فرس نَطِیح، قال: و تكره دائرتا النَّطِیح؛ و قال الجوهری: دائرة اللَّطَاةِ لیست تكره. و یقال للشَّرَطَیْنِ: النَّطْحُ و الناطحُ و هما قَرْنا الحَمل. ابن سیدة: النَّطْحُ نجم من منازل القمر یتشاءم به أَیضاً؛ قال ابن الأَعرابی: ما كان من أَسماء المنازل، فهو یأْتی بالأَلف و اللام و بغیر أَلف و لام، كقولك نَطْحٌ و النَّطْحُ، و غَفْرٌ و الغَفْرُ. الجوهری: و نَواطِحُ الدهر شدائده. و یقال: أَصابه ناطِحٌ أَی أَمر شدید ذو مشقة؛ قال الراعی: و قد مَسَّه مِنَّا و منهنَّ ناطِحُ و‌فی الحدیث: فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثم لا فارسَ بعْدها أَبداً؛ قال أَبو بكر: معناه فارسُ تقاتل المسلمین مرة أَو مرتین؛ و قیل: معناه فارس تَنْطِحُ [تَنْطَحُ مرة أَو مرتین فیبطل ملكها و یزول أَمرها، فحذف تنطح لبیان معناه؛ كما قال الشاعر: رأَتْنی بحَبْلَیْها فَصَدَّتْ مخافةً، و فی الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد: رأَتْنی أَقبلتُ بحبلیها فحذف الفعل. و‌فی الحدیث: لا یَنْتَطِحُ فیها عَنْزانِ‌أَی لا یَلْتَقِی فیها اثنان ضعیفان، لأَن النِّطاحَ من شأْن التیوس و الكباش لا العَتُود، و هو إِشارة إِلی قضیة مخصوصة لا یجری فیها خُلْفٌ و نِزاعٌ.
(3). قوله [نطحه ینطحه] بابه ضرب و منع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 622

نظح؛ ج2، ص: 622

: الأَزهری خاصة حكی عن اللیث: أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَیت الدقیق فی حبه؛ قال الأَزهری: الذی حفظناه و سمعناه من الثقات: نَضَحَ السُّنبل و أَنْضَح، بالضاد، قال: و الظاء بهذا المعنی تصحیف إِلا أَن یكون محفوظاً عن العرب فیكون لغة من لغاتهم؛ كما قالوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها.

نفح؛ ج2، ص: 622

: نَفَح الطِّیبُ یَنْفَحُ نَفْحاً و نُفُوحاً: أَرِجَ و فاحَ، و قیل: النَّفْحةُ دُفْعَةُ الریح، طَیِّبَةً كانت أَو خبیثة؛ و له نَفْحة طیبة و نَفْحة خبیثة. و فی الصحاح: و له نَفْحة طیبة. و نَفَحَتِ الریحُ: هَبَّت. و‌فی الحدیث: إِن لربكم فی أَیام دهركم نَفَحاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لها.و‌فی حدیث آخر: تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رحمة الله.و ریحٌ نَفُوحٌ: هَبُوبٌ شدیدة الدفع؛ قال أَبو ذؤیب: و لا مُتَحَیِّرٌ باتتْ علیه، ببَلْقَعَةٍ، شَآمیةٌ نَفُوحُ و نَفَحَتِ الدابة تَنْفَح نَفْحاً و هی نَفُوحٌ: رَمحتْ برجلها و رمت بحدّ حافرها و دَفَعَتْ؛ و قیل: النَّفْحُ بالرِّجل الواحدة و الرَّمْحُ بالرجلین معاً. الجوهری: نَفَحَتِ الناقةُ ضربت برجلها. و‌فی حدیث شُرَیْح: أَنه أَبطل النَّفْحَ؛ أَراد نَفْحَ الدابة برجلها و هو رَفْسُها، كان لا یُلْزِم صاحبَها شیئاً. و قوسٌ نَفُوحٌ: شدیدة الدفع و الحفز للسهم، حكاه أَبو حنیفة، و قیل: بعیدة الدفع للسهم. التهذیب: و یقال للقوس النَّفِیحةُ و هی المِنفَحة؛ ابن السكیت: النَّفِیحةُ للقوس و هی شَطِیبَةٌ من نَبْع؛ و قال مُلَیحٌ الهذلی: أَناخُوا مُعِیداتِ الوَجیفِ كأَنها نَفائِحُ نَبْعٍ، لم تَرَبَّعْ، ذَوابِلُ و النَّفائحُ: القِسِیُّ، واحدتها نَفیحة. و نَفَحه بشی‌ء أَی أَعطاه. و نَفَحه بالمال نَفْحاً: أَعطاه. و‌فی الحدیث: المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلَّا من نَفَح فیه یمینَه و شمالَه‌أَی ضرب یدیه فیه بالعطاء. النَّفْحُ: الضربُ و الرمی؛ و منه‌حدیث أَسماء: قال لی رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَنْفِقی و انْضَحی و انْفَحِی و لا تُحْصِی فیُحْصِیَ اللهُ علیكِ.و لا یزال لفلان من المعروف نَفَحاتٌ أَی دَفعاتٌ؛ قال الشاعر: لما أَتَیْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم، نَفَحْتَنی نَفْحَةً، طابتْ لها العَرَبُ أَی طابتْ لها النفس؛ قال ابن بری: هذا البیت للرَّمَّاحِ بن مَیَّادة و اسم أَبیه أَبْرَدُ المُرِّیُّ و میادة اسم أُمه، و مدح بهذا البیت الولید بن یزید بن عبد الملك، و قبله: إِلی الولیدِ أَبی العباسِ ما عَمِلَتْ، و دونَها المُعْطُ، من تُبانَ، و الكُثُبُ الكُثُبُ: جمع كثیب. و العَرب: جمع عَرَبة و هی النفس. و المُعْطُ: اسم موضع «1»، و كذلك تُبانُ. قال ابن بری: و قول الجوهری طابت لها العرب أَی طابت لها النفس لیس بصحیح، و صوابه أَن یقول طابت لها النفوس إِلا أَن یجعل النفس جنساً لا یخص واحداً بعینه؛ و یروی البیت: لما أَتَیْتُك من نَجْدٍ و ساكِنه
(1). قوله [و المعط اسم موضع إلخ] أَما تبان، بضم المثناة و تخفیف الموحدة، فموضع كما قال و نص علیه المجد و یاقوت. و أَما المعط فلم نر فیما بیدنا من الكتب أَنه اسم موضع، بل هو اما جمع أمعط أو معطاء، رمال معط، و أَرضون معط: لا نبات فیهما كما نص علیه المجد و غیره و المعنی فی البیت صحیح علی ذلك فتأمل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 623
الصحاح: و نَفْحَةٌ من العذاب قطعة منه. ابن سیدة: و نَفْحَةُ العذاب دفعةٌ منه. و قال الزجاج: النَّفحُ كاللفح إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثیراً من اللَّفْح. ابن الأَعرابی: اللَّفْحُ لكل حار و النَّفحُ لكل بارد؛ و أَنشد أَبو العالیة: ما أَنتِ یا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ، إِذا یَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ، و إِن جَفَفْتِ، فترابٌ بَرْحُ و النَّفْحةُ: ما أَصابك من دُفْعَة البرد. الجوهری: ما كان من الریاح نَفْحٌ فهو بَرْدٌ، و ما كان لَفْحٌ فهو حر؛ و قول أَبی ذؤیب: و لا مُتَحَیِّرٌ باتتْ علیه ببَلْقَعةٍ یمانِیةٌ نَفُوحُ یعنی الجَنُوب تَنْفَحُه ببردها، قال ابن بری: متحیِّر یرید ماء كثیراً قد تحیر لكثرته و لا مَنْفَذ له؛ یصف طیب فم محبوبته و شبهه بخمر مُزِجَتْ بماء؛ و بعده: بأَطْیَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَیُّوقُ، و اكْتَتَم النُّبُوحُ قال: و النُّبوح ضَجَّة الحی و أَصوات الكلاب. اللیث عن أَبی الهیثم: أَنه قال فی قول الله عز و جل: وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذٰابِ رَبِّكَ؛ یقال: أَصابتنا نَفْحةٌ من الصَّبا أَی رَوْحةٌ و طِیبٌ لا غَمَّ فیه. و أَصابتنا نَفْحةٌ من سَمُوم أَی حَرٌّ و غَمٌّ و كَرْبٌ؛ و أَنشد فی طِیب الصَّبا: إِذا نَفَحَتْ من عن یَمینِ المَشارِقِ و نَفَحَ الطِّیبُ إِذا فاحَ ریحه؛ و قال جِرانُ العَوْدِ یذكر امرأَته: لقد عالجَتْنی بالقَبیح، و ثوبُها جَدیدٌ، و من أَرْدانها المِسكُ یَنفَحُ أَی یَفوحُ طِیبُه فجعل النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز و جل: وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذٰابِ رَبِّكَ؛ و جعله مرةً رِیحَ مِسْكٍ؛ قال الأَصمعی: ما كان من الریح سَمُوماً فله لَفْحٌ، باللام، و ما كان بارداً فله نَفْحٌ، رواه أَبو عبید عنه. و طَعْنة نَفَّاحة: دَفَّاعة بالدم، و قد نَفَحتْ به. التهذیب: طعنة نَفُوحٌ یَنْفَحُ دَمُها سریعاً. و‌فی الحدیث: أَوّلُ نَفْحةٍ من دَمِ الشهیدِ؛ قال خالد بن جَنْبة: نَفْحةُ الدم أَوّل فَوْرة تَفور منه و دُفْعةٍ؛ قال الراعی: یَرْجُو سِجالًا من المعروفِ یَنْفَحُها لسائلیه، فلا مَنٌّ و لا حَسَدُ أَبو زید: من الضُّروع النَّفُوحُ، و هی التی لا تَحْبِسُ لَبَنَها. و النَّفُوح من النوق: التی یخرج لبنها من غیر حلب. و نَفَح العِرْقُ یَنْفَح نَفْحاً إِذا نزا منه الدم. التهذیب: ابن الأَعرابی: النَّفْحُ الذَّبُّ عن الرجل؛ یقال: هو یُنافِحُ عن فلان؛ قال و قال غیره: هو یُناضِحُ. و نافَحْتُ عن فلان: خاصَمْتُ عنه. و نافَحُوهم: كافَحوهم. و‌فی الحدیث: إِن جبریل مع حَسَّان ما نافَحَ عنی‌أَی دافع؛ و المُنافَحة و المُكافَحة: المُدافعة و المُضاربة. و نَفَحْتُ الرجلَ بالسیف: تناولته به؛ یرید بمنافحته هجاء المشركین و مجاوبتهم علی أَشعارهم. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، فی صِفِّین: نافِحوا بالظُّبی‌أَی قاتلوا بالسیوف، و أَصله أَن یَقرُبَ أَحد المقاتلین من الآخر بحیث یصل نَفْحُ كل واحد
لسان العرب، ج‌2، ص: 624
منهما إِلی صاحبه، و هی ریحه و نَفَسُه. و نَفْحُ الریح: هُبوبها. و نَفَحه بالسیف: تناوله من بعید شَزْراً. و‌فی الحدیث: رأَیت كأَنه وضع فی یَدَیَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِیَ إِلیَّ أَنِ انْفُخْهما‌أَی ارْمِهما و أَلقهما كما تَنْفُخ الشی‌ءَ إِذا دفعته عنك؛ قال ابن الأَثیر: و إِن كانت بالحاء المهملة، فهو من نَفَحْتُ الشی‌ء إِذا رمیته؛ و نَفَحَتِ الدابةُ برجلها. التهذیب: و الله تعالی هو النَّفَّاحُ المُنْعِمُ علی عباده؛ قال الأَزهری: لم أَسمع النَّفَّاح فی صفات الله عز و جل، التی جاءت فی القرآن و السُّنة، و لا یجوز عند أَهل العلم أَن یوصف الله تعالی بما لیس فی كتابه، و لم یبینها علی لسان نبیه، صلی الله علیه و سلم؛ و إِذا قیل للرجل: إِنه نَفَّاح فمعناه الكثیر العطایا. و النَّفِیحُ و النِّفِّیحُ؛ الأَخیرة عن كراع، و المِنْفَحُ و المِعَنُّ: كلُّه الداخل علی القوم، و فی التهذیب: مع القوم و لیس شأْنُه شأْنهم؛ و قال ابن الأَعرابی: النَّفِیح الذی یجی‌ء أَجنبیّاً فیدخل بین القوم و یُسْمِلُ بینهم و یُصْلِح أَمرهم. قال الأَزهری: هكذا جاء عن ابن الأَعرابی فی هذا الموضع: النَّفِیح، بالحاء، و قال فی موضع آخر: النَّفِیجُ، بالجیم، الذی یعترض بین القوم لا یصلح و لا یفسد. قال: هذا قول ثعلب. و نَفَحَ جُمَّتَه: رَجَّلَها. و الإِنفَحة، بكسر الهمزة و فتح الفاء مخففة: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْی ما لم یأْكل، فإِذا أَكلَ، فهو كرش، و كذلك المِنْفَحة، بكسر المیم؛ قال الراجز: كم قد أَكلْتُ كَبِداً و إِنْفَحَه، ثم ادَّخَرْتُ أَلْیَةً مُشَرَّحه الأَزهری عن اللیث: الإِنْفَحة لا تكون إِلَّا لذی كرش، و هو شی‌ء یستخرج من بطن ذیه، أَصفرُ یُعْصَرُ فی صوفة مبتلة فی اللبن فیَغْلُظُ كالجُبْنِ؛ ابن السكیت: هی إِنْفَحَة الجَدْی و إِنْفَحَّته، و هی اللغة الجیدة و لم یذكرها الجوهری بالتشدید، و لا تقل أَنْفَحَة؛ قال: و حضرنی أَعرابیان فصیحان من بنی كلاب، فقال أَحدهما: لا أَقول إِلَّا إِنْفَحَة، و قال الآخر: لا أَقول إِلا مِنْفَحة، ثم افترقا علی أَن یسأَلا عنهما أَشیاخ بنی كلاب، فاتفقت جماعة علی قول ذا و جماعة علی قول ذا فهما لغتان. قال ابن الأَعرابی: و یقال مِنْفَحة و بِنْفَحة. قال أَبو الهیثم: الجَفْرُ من أَولاد الضأْن و المَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ و فُطِمَ بعد خمسین یوماً من الولادة و شهرین أَی صارت إِنْفَحَتُه كَرِشاً حین رَعَی النبت، و إِنما تكون إِنْفَحة ما دامت تَرْضَعُ. ابن سیدة: و إِنْفَحة الجَدْی و إِنْفِحَتَه و إِنْفَحَّتُه و مِنْفَحَتُه شی‌ءٌ یخرج من بطنه أَصفر یعصر فی صوفة مبتلة فی اللبن فیغلظ كالحُبْن، و الجمع أَنافِحُ: قال الشَّمَّاخُ: و إِنَّا لمن قومٍ علی أَن ذَمَمْتهم، إِذا أَولَمُوا لم یُولِمُوا بالأَنافِحِ و جاءت الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بالغوا فی امتلائها و ارتوائها، حكاها ابن الأَعرابی. و نَفَّاحُ المرأَة: زوجها؛ یمانیة عن كراع.

نقح؛ ج2، ص: 624

: التَّنْقِیح، و فی التهذیب النَّقْحُ: تَشْذِیبُك عن العصا أُبَنَها حتی تَخْلُصَ. و تَنْقِیحُ الجِذْع: تَشْذِیبه. و كلُّ ما نَحَّیْتَ عنه شیئاً، فقد نَقَّحْته؛ قال ذو الرمة: من مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّیدِ، نَقَّحْنَ جِسْمی عن نُضارِ العُودِ
لسان العرب، ج‌2، ص: 625
و نَقَّح الشی‌ءَ: قَشَّره؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لغُلَیِّم من بنی دُبَیْر: إِلیكَ أَشكو الدَّهْرَ و الزَّلازِلا، و كلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا یقول: نَقَّحوا حَمائل سیوفهم أَی قشَرُوها فباعوها لشدة زمانهم. ابن الأَعرابی: أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قلع حِلْیَةَ سیفه فی الجَدْبِ و الفقر. و أَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه و حَكَّكَه. و نَقَّحَ النخلَ أَصلحه و قَشَره. و تَنقیحُ الشِّعر: تهذیبه. یقال: خیرُ الشِّعر الحَوْلیُّ المُنَقَّحُ. و تَنَقَّحَ شَحمُ الناقة أَی قلَّ. و نقَّحَ الكلامَ: فتَّشه و أَحسن النظر فیه؛ و قیل: أَصلحه و أَزال عیوبه. و المُنَقَّحُ: الكلام الذی فُعل به ذلك. و روی اللیث عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه قال فی مَثَلٍ: اسْتَغْنَتِ السُّلَّاءَةُ عن التنقیح؛ و ذلك أَن العصا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ و تَخْلُقَ، و السُّلّاءة: شوكة النخلة و هی فی غایة الاستواء و المَلاسَة، فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ منها خَشُنَتْ؛ یضرب مثلًا لمن یرید تجوید شی‌ء هو فی غایة الجَوْدة من شِعْر أَو كلام أَو غیره مما هو مستقیم؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدی: طَوْراً و طَوراً یَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ، أَكْبادُه هِیمٌ هَراكیلُ أَراد بها البیض من حبال الرمل. و النَّقَحُ: الخالص من الرمل. و السَّنْدُ: ثیابٌ بیض. و أَكباد الرمل: أَوساطه. و الهَراكیل: الضِّخامُ من كُثْبانه. و‌فی حدیث الأَسْلَمیّ: إِنه لَنِقْحٌ‌أَی عالم مُجَرَّب. یقال: نَقَّحَ العظمَ إِذا استخرج مُخَّه. و نَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه و أَحْسَنَ أَوصافَه. و رجل مُنَقَّحٌ: أَصابته البلایا؛ عن اللحیانی؛ و قال بعضهم: هو مشتق من ذلك. و نَقَحَ العظمَ یَنْقَحُه نَقْحاً و انْتَقَحَه: اسْتخرج مُخَّه، و الخاء لغة، و كأَنه بالخاء استخراج المخ و استئصاله، و كأَنه بالحاء تخلیصه. و النَّقْحُ: سحاب أَبیض صَیْفِیّ؛ قال العُجَیْرُ السَّلُولیُّ: نَقْحٌ بَواسِقُ یجْتَلی أَوْساطَها بَرْقٌ، خِلالَ تَهلُّل و رَبابِ

نكح؛ ج2، ص: 625

: نَكَحَ فلان «2» امرأَة یَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. و نَكَحَها یَنْكِحُها: باضعها أَیضاً، و كذلك دَحَمَها و خَجَأَها؛ و قال الأَعشی فی نَكَحَ بمعنی تزوج: و لا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّها علیك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهری: و قوله عز و جل: الزّٰانِی لٰا یَنْكِحُ إِلّٰا زٰانِیَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزّٰانِیَةُ لٰا یَنْكِحُهٰا إِلّٰا زٰانٍ أَوْ مُشْرِكٌ؛ تأْویله لا یتزوج الزانی إِلا زانیة، و كذلك الزانیة لا یتزوجها إِلا زان؛ و قد قال قومٌ: معنی النكاح هاهنا الوطء، فالمعنی عندهم: الزانی لا یطأُ إِلا زانیة و الزانیة لا یطؤُها إِلا زان؛ قال: و هذا القول یبعد لأَنه لا یعرف شی‌ء من ذكر النكاح فی كتاب الله تعالی إِلا علی معنی التزویج؛ قال الله تعالی: وَ أَنْكِحُوا الْأَیٰامیٰ مِنْكُمْ؛ فهذا تزویج لا شك فیه؛ و قال تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذٰا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنٰاتِ؛ فاعلم أَن عقد التزویج یسمی النكاح، و أَكثر التفسیر أَن هذه الآیة نزلت فی قوم من المسلمین فقراء بالمدینة، و كان بها بغایا یزنین و یأْخذن الأُجرة، فأَرادوا التزویج بهنَّ
(2). قوله [نكح فلان إلخ] بابه منع و ضرب كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌2، ص: 626
و عَوْلَهنَّ، فأَنزل الله عز و جل تحریم ذلك. قال الأَزهری: أَصل النكاح فی كلام العرب الوطء، و قیل للتزوّج نكاح لأَنه سبب للوطء المباح. الجوهری: النكاح الوطء و قد یكون العَقْدَ، تقول: نَكَحْتُها و نَكَحَتْ هی أَی تزوَّجت؛ و هی ناكح فی بنی فلان أَی ذات زوج منهم. قال ابن سیدة: النِّكاحُ البُضْعُ، و ذلك فی نوع الإِنسان خاصة، و استعمله ثعلب فی الذُّباب؛ نَكَحَها یَنكِحُها نَكْحاً و نِكاحاً، و لیس فی الكلام فَعَلَ یَفْعِلُ «1» مما لام الفعل منه حاء إِلا یَنْكِحُ و یَنْطِحُ و یَمْنِحُ و یَنْضِحُ و یَنْبِحُ و یَرْجِحُ و یَأْنِحُ و یَأْزِحُ و یَمْلِحُ. و رجل نُكَحَةٌ و نَكَحٌ: كثیر النكاح. قال: و قد یجری النكاح مجری التزویج؛ و‌فی حدیث معاویة: لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ‌أَی كثیر التزویج و الطلاق، و المعروف أَن یقال نُكَحَة و لكن هكذا روی، و فُعَلَةٌ من أَبنیة المبالغة لمن یكثر منه الشی‌ء. و أَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِیاها. و أَنْكَحَها: زوَّجها، و الاسم النُّكْحُ و النِّكْحُ؛ و كان الرجل فی الجاهلیة یأْتی الحیَّ خاطباً فیقوم فی نادیهم فیقول: خِطْبٌ أَی جئت خاطباً، فیقال له: نِكْحٌ أَی قد أَنكحناك إِیاها؛ و یقال: نُكْحٌ إِلَّا أَن نِكْحاً هنا لیوازن خِطْباً، و قصر أَبو عبید و ابن الأَعرابی قولهم خِطْبٌ، فیقال نِكْحٌ علی خبر أُمِّ خارجة؛ كان یأْتیها الرجل فیقول: خِطْبٌ، فتقول هی: نِكْحٌ، حتی قالوا: أَسرعُ من نكاح أُمِّ خارجة. قال الجوهری: النِّكْحُ و النُّكْحُ لغتان، و هی كلمة كانت العرب تتزوَّج بها. و نِكْحُها: الذی یَنْكِحُها، و هی نِكْحَتُه؛ كلاهما عن اللحیانی. قال أَبو زید: یقال: إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شدید النكاح. و یقال: نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد علیها. و نَكَحَ النُّعاسُ عینَه، و ناكَ المطرُ الأَرضَ، و ناك النُّعاسُ عینَه إِذا غَلب علیها. و امرأَة ناكح، بغیر هاء: ذات زوج؛ قال: أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَیامی، و طُلِّقتْ، غَداةَ غَدٍ، منهنَّ من كان ناكِحا و قد جاء فی الشعر ناكِحةٌ علی الفعل؛ قال الطِّرِمَّاحُ: و مِثْلُكَ ناحتْ علیه النساءُ، من بینِ بِكْرٍ إِلی ناكِحه و یقوِّیه قول الآخر: لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ أَحبُّ إِلیَّ من أَن تَنْكِحِینی و‌فی حدیث قَیْلَة: انطلقتُ إِلی أُخت لی ناكحٍ فی بنی شَیْبَانَ‌أَی ذاتِ نكاح یعنی متزوجة، كما یقال حائض و طاهر و طالق أَی ذات حیض و طهارة و طلاق؛ قال ابن الأَثیر: و لا یقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل فیقال: نَكَحتْ، فهی ناكح؛ و منه‌حدیث سُبَیْعةَ: ما أَنتِ بناكح حتی تنقضیَ العدَّة.و اسْتَنْكَحَ فی بنی فلان: تزوَّج فیهم، و حكی الفارسی اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها؛ و أَنشد: و همْ قَتَلوا الطائیَّ، بالحِجْرِ عَنْوَةً، أَبا جابرٍ، و اسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ
(1). قوله [و لیس فی الكلام فعل یفعل إلخ] الحصر إِضافی و إلا فقد فاته ینتح و ینزح و یصمح و یجنح و یأمح.
لسان العرب، ج‌2، ص: 627‌

نوح؛ ج2، ص: 627

: النَّوْحُ: مصدر ناحَ یَنُوحُ نَوْحاً. و یقال: نائحة ذات نِیاحة. و نَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ. و المَناحةُ: الاسم و یجمع علی المَناحاتِ و المَناوِح. و النوائحُ: اسم یقع علی النساء یجتمعن فی مَناحة و یجمع علی الأَنْواحِ؛ قال لبید: قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ و نساء نَوْحٌ و أَنْواحٌ و نُوَّحٌ و نَوائح و نائحاتٌ؛ و یقال: كنا فی مَناحةِ فلان. و ناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً و نُواحاً و نِیاحاً و نِیاحةً و مَناحةً و ناحَتْه و ناحتْ علیه. و المَناحةُ و النَّوْحُ: النساء یجتمعن للحُزْن؛ قال أَبو ذؤیب: فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَریمِ، قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَی و قوله أَنشده ثعلب: أَلا هَلَكَ امرُؤٌ، قامت علیه، بجَنْبِ عُنَیْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه، فظَهَرْنَ نَوْحاً قِیاماً، ما یَحِلُّ لهنَّ عُودُ صیر البقر نَوْحاً علی الاستعارة، و جمعُ النَّوْحِ أَنواح؛ قال لبید: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فی ذَراه، و أَنْواحاً علیهنَّ المَآلِی و نَوْحُ الحمامة: ما تُبْدِیه من سَجْعِها علی شكل النَّوْحِ، و الفعل كالفعل؛ قال أَبو ذؤیب: فواللهِ لا أَلْقَی ابنَ عَمٍّ كأَنه نُشَیْبَةُ، ما دامَ الحَمامُ یَنُوحُ «1» و حمامة نائحة و نَوَّاحة. و اسْتَناحَ الرجلُ كناحَ. و استناحَ الرجلُ: بَكَی حتی اسْتَبْكَی غیره؛ و قول أَوس: و ما أَنا ممن یَسْتَنِیحُ بشَجْوِه، یُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ و جَدْوَلِ معناه: لست أَرضی أَن أُدْفَعَ عن حقی و أُمنع حتی أُحْوجَ إِلی أَن أَشكو فأَستعینَ بغیری، و قد فسر علی المعنی الأَوّل، و هو أَن یكون یستنیح بمعنی یَنُوحُ. و استناحَ الذئبُ: عَوَی فأَدْنَتْ له الذئابُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مُقْلِقَة للمُسْتَنِیح العَسَّاس یعنی الذئب الذی لا یستقرّ. و التَّناوُحُ: التَّقابُلُ؛ و منه تَناوُحُ الجبلین و تناوُحُ الریاح، و منه سمیت النساء النوائحُ نَوائِحَ، لأَن بعضهن یقابل بعضاً إِذا نُحْنَ، و كذلك الریاح إِذا تقابلت فی المَهَبِّ لأَن بعضها یُناوِحُ بعضاً و یُناسِجُ، فكلّ ریح استطالت أَثَراً فهبتْ علیه ریحٌ طُولًا فهی نَیِّحَتُه، فإِن اعترضته فهی نَسِیجَته؛ و قال الكسائی فی قول الشاعر: لقد صَبَرَتْ حَنیفةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ، تحت أَظْلالِ النَّواحِی أَراد النوائح فقلب و عَنَی بها الرایات المتقابلةَ فی الحروب، و قیل: عنی بها السیوفَ؛ و الریاح إِذا اشتدَّ هُبوبها یقال: تناوَحَتْ؛ و قال لبید یمدح قومه: و یُكَلِّلُونَ، إِذا الریاحُ تَناوَحتْ، خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَیتامُها و الریاح النُّكْبُ فی الشتاء: هی المُتناوِحة، و ذلك أَنها لا تَهُبُّ من جهة واحدة، و لكنها تَهُبُّ من
(1). قوله [نشیبة] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌2، ص: 628
جهات مختلفة، سمیت مُتناوِحةً لمقابلة بعضها بعضاً، و ذلك فی السَّنة و قلة الأَنْدیَةِ و یُبْس الهواء و شدة البرد. و یقال: هما جبلان یَتَناوَحانِ و شجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا متقابلتین؛ و أَنشد: كأَنك سَكْرانٌ یَمیلُ برأْسِه مُجاجةُ زِقٍّ، شَرْبُها مُتناوِحُ أَی یقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها. و النَّوْحَةُ: القوة، و هی النَّیْحة أَیضاً. و تَنَوَّحَ الشی‌ءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك و هو مُتَدَلٍّ. و نُوحٌ: اسم نبی معروف ینصرف مع العُجْمَةِ و التعریف، و كذلك كل اسم علی ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلین. و‌فی حدیث ابن سَلام: لقد قلتَ القولَ العظیم یوم القیامة فی الخلیفة من بعد نوح؛ قال ابن الأَثیر: قیل أَراد بنوح عمر، رضی الله عنه، و ذلك‌لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، استشار أَبا بكر و عمر، رضی الله عنهما، فی أَساری بدر فأَشار علیه أَبو بكر، رضی الله عنه، بالمَنِّ علیهم، و أَشار علیه عمر، رضی الله عنه، بقتلهم، فأَقبل النبی، صلی الله علیه و سلم، علی أَبی بكر، رضی الله عنه، و قال: إِن إِبراهیم كان أَلْیَنَ فی الله من الدُّهْنِ اللَّیِّنِ «1»، و أَقبل علی عمر، رضی الله عنه، و قال: إِن نوحاً كان أَشدَّ فی الله من الحَجَر!؛ فشبه أَبا بكر بإِبراهیم حین قال: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصٰانِی فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ، و شبه عمر، رضی الله عنه، بنوح حین قال: رَبِّ لٰا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِینَ دَیّٰاراً؛ و أَراد ابن سلام أَن عثمان، رضی الله عنه، خلیفة عمر الذی شُبه بنوح، و أَراد بیوم القیامة یوم الجمعة لأَن ذلك القول كان فیه. و‌عن كعب: أَنه رأَی رجلًا یظلم رجلًا یوم الجمعة، فقال: ویحك تظلم رجلًا یوم القیامة، و القیامة تقوم یوم الجمعة؟و قیل: أَراد أَن هذا القول جزاؤه عظیم یوم القیامة.

نیح؛ ج2، ص: 628

: ناحَ الغُصْنُ نَیْحاً و نَیَحاناً: مال. و النَّیْحُ: اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبیر و الصغیر. و إِنه لعظم نَیِّحٌ: شدید. و ناحَ العظمُ یَنِیحُ نَیْحاً: صَلُبَ و اشتدَّ بعد رُطوبة، یكون ذلك فی الكبیر و الصغیر. و عظم نَیِّحٌ: شدید. و النَّوْحةُ: القوة و هی النَّیْحة أَیضاً. و نَیَّحَ اللهُ عظمَك: یدعو له بذلك. و‌فی الحدیث: لا نَیَّحَ الله عِظامَه‌أَی لا صَلَّبَها و لا شَدَّ منها. و ما نَیَّحه بخیر أَی ما أَعطاه شیئاً.

فصل الواو؛ ج2، ص: 628

وتح؛ ج2، ص: 628

: طعام وَتْحٌ: لا خیر فیه كَوَحْتٍ. و الوَتْحُ و الوَتِحُ و الوَتِیحُ: القلیل من كل شی‌ء. و شی‌ءٌ وَتْحٌ و وَتِحٌ أَی قلیل تافِهٌ. و قد وَتُحَ، بالضم، یَوْتُحُ وَتاحةً. و یقال: أَعْطَی عطاءً وَتْحاً؛ و وَتُحَ عطاؤُه، و قد وَتَحَ عطاءَه و أَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً و وُتُوحة و وَتْحَةً. و أَوْتَحَ الرجلُ: قلَّ مالُه. و تَوَتَّحَ الشرابَ: شربه قلیلًا قلیلًا. و ما أَغْنی عنی وَتَحَةً، بفتح التاء، كقولك ما أَغنی عنی عَبَكَةً، و قیل: معناه ما أَغنی عنی شیئاً. و أَوتَحَ الرجلَ: جَهَدَه و بَلَغ منه؛ قال: معها كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا
(1). قوله [من الدهن اللین] كذا بالأَصل و الذی فی النهایة من الدهن باللبن.
لسان العرب، ج‌2، ص: 629
دَرادِقاً، و هی الشُّیُوخُ قُرَّحا، قَرْقَمَهم عَیْشٌ خَبِیثٌ أَوْتَحا هذه روایة ثعلب، و رواه ابن الأَعرابی: أَوْتَخا، و فسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا؛ و احتمل ابن الأَعرابی الخاء مع الحاء لاقترابهما فی المخرج، و قال الأَزهری فی تفسیر هذا الشعر أَی یأْكلون أَكل الكبار و هم صغار. قال: و أَوْتَحَ جَهَدَهُمْ و بَلَغَ منهم. و أَوتَحْتَ منی: بَلَغْتَ منی و كأَنه أَبدل الحاء من الخاء. و شی‌ء وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَی نَزْرٌ قلیل. و وَتِحٌ و وَعِرٌ، و هی الوُتُوحةُ و الوُعُورةُ، و رجل وَتِحٌ: بكسر التاء، أَی خسیس. و أَوْتَحَ فلانٌ عطیَّته أَی أَقَلَّها، و كذلك التَّوْتِیحُ. و أَوْتَحَ له الشی‌ءَ إِذا قلله. و تَوَتَّحْتُ من الشراب: شربت شیئاً قلیلًا.

وجح؛ ج2، ص: 629

: وَجَحَ الطریقُ: ظهر و وَضَحَ. و أَوْجَحَتِ النارُ: أَضاءَت و بدت. و أَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِیجاحاً: اتَّضَحَتْ. و لیس دونه وِجاحٌ و وَجاحٌ و وُجاجٌ أَی سِتْرٌ، و اختار ابن الأَعرابی الفتح، و حكی اللحیانی: ما دونه أُجاح و إِجاح؛ عن الكسائی. و حكی: ما دونه أَجاحٌ؛ عن أَبی صفوان، و كل ذلك علی إِبدال الهمزة من الواو. و جاء فلان و ما علیه وَجاحٌ أَی شی‌ء یستره، و تبنی هذه الكلمة علی الكسر فی بعض اللغات؛ قال: أُسُودُ شَرًی لَقِینَ أُسُودَ غابٍ ببَرْزٍ، لیس بینهمُ وَجاحِ و المعروف وَجاحٌ و إِن كانت القوافی مجرورة. و المُوجَحُ: المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلی موضع یستره. و الوَجَحُ: المَلْجَأُ، و كذلك الوَجِیحُ؛ و أَنشد: فلا وَجَحٌ یُنْجِیكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا، و لا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآیِلِ و قال حمید بن ثور: نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا، ساعةَ لا یَنْفَعُها منه وَجَعْ قال: و قد وَجَحَ یَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ، كذلك قرئ بخط شمر. و أَوْجَحه البولُ: ضَیَّقَ علیه. و‌روی عن عمر، رضی الله تعالی عنه، أَنه صلی صلاة الصبح فلما سَلَّم قال: من استطاع منكم فلا یُصَلِّیَنَّ و هو مُوجِحٌ [مُوجَحٌ، و فی روایة: فلا یصلِّ مُوجَحاً [مُوجِحاً، قیل: و ما المُوجحُ؟ قال: المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ، یعنی مُضَیَّقاً علیه؛ قال شمر: هكذا روی بكسر الجیم، و قال بعضهم: مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه؛ قال: و سمعت أَعرابیّاً سأَلته عنه، فقال: هو المُجِحُّ ذهب به إِلی الحامل. و أَوْجَحَ البیتَ: سَتَرَه؛ قال ساعدة بن حؤیة الهذلی: و قد أَشْهَدُ البیتَ المُحَجَّبَ، زانَه فِراشٌ، و خِدْرٌ مُوجَحٌ، و لَطائمُ و أَورد الأَزهری هذا البیت فی التهذیب و قال: المُوجَحُ الكثیفُ الغلیظُ، و ثوب متین كثیف. و ثوب مُوجَحٌ: كثیر الغزل كثیف. و ثوب وَجِیحٌ و مُوجَحٌ: قوی، و قیل: ضَیِّق مَتِین؛ قال شمر: كأَنه شبه ما یجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء و الانتفاخ بذلك. قال: و یكون من أَوْجَحَ الشی‌ءُ إِذا ظهر؛ و قد أَوجَحَه بوله، فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه و ضَیَّقَ علیه. و المُوجِحُ: الذی یُخْفی الشی‌ء و یستره،
لسان العرب، ج‌2، ص: 630
مِن الوِجاحِ و هو السِّتْر فشبه به ما یجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء. و روی عن أَبی معاذ النحوی: ما بینی و بینه جَاحٌ بمعنی وِجاح. الفراء: لیس بینی و بینه وِجاحٌ و إِجاحٌ و أُجاحٌ و أَجاحٌ أَی لیس بینی و بینه سِتْر؛ قال أَبو خَیْرَةَ: جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ فی مُوجَحٍ مَغِصٍ، أَضیافُه جُوَّعٌ منه مَهازِیلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ. و أَضیافه: قِرْدانُه. الجوهری: الوِجاحُ و الوُجاحُ و الوَجاحُ السِّتْرُ: قال القَطَامِیُّ: لم یَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا قال: و ربما قلبوا الواو أَلفاً و قالوا: أُجاح و إِجاح و أَجاح. الأَزهری فی ترجمة جوح: و الوِجاحُ [الوَجاحُ بقیة الشی‌ء من مال و غیره؛ و طریق مُوجِحٌ مَهْیَعٌ. قال الأَزهری: المحفوظ فی المُلْجإِ تقدیم الحاء علی الجیم فإِن صحت الروایة فلعلهما لغتان، و روی الحدیث بفتح الجیم و كسرها علی المفعول و الفاعل. و المُوجِحُ: الذی یُوجِحُ الشی‌ءَ و یُمْسِكُه و یمنعه من الوَجَحِ و هو المَلْجَأُ؛ قال الأَزهری: و أَقرأَنی إِبراهیم بن سعد الواقدی: أَ تَتْرُكُ أَمرَ القومِ فیهم بَلابِلٌ، و تَتْرُكُ غیظاً كان فی الصدرِ مُوجِحا؟ قال شمر: رواه موجحاً، بكسر الجیم. و الوَجَحُ: شبه الغار؛ و قال: بكلِّ أَمْعَزَ منها غیر ذی وَجَحٍ، و كلِّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَی ذاتِ غِیرانٍ. و الوَجاحُ: الصَّفا الأَمْلَسُ؛ قال الأَفْوَهُ: و أَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ و بِیضٌ، كأَن مُتُونَها فیها الوَجاحُ و یقال للماء فی أَسفل الحوض إِذا كان مقدار ما یستره: وَجاحٌ: و یقال: لقیته أَدنی وَجاحٍ «2» لأَوّلِ شی‌ء یُرَی. و باب موجوحٌ أَی مردود. و یقال: حَفَرَ حتی أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة.

وحح؛ ج2، ص: 630

: الوَحْوَحَة: صوت مع بَحَحٍ. و وَحْوَحَ الثوبُ: صَوَّت. و وَحْ وَحْ: زجر للبقر. و وَحْوَحَ البقرَ: زَجَرها، و كذلك وَحْوَحَ بها. و إِذا طردت الثورَ قلت له: قَعْ قَعْ، و إِذا زجرته قلت له: وَحْ وَحْ. و وَحْوَحَ الرجلُ من البرد إِذا ردَّد نَفَسه فی حَلْقه حتی تسمع له صوتاً؛ قال الكُمَیْتُ: و وَحْوَحَ فی حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِیعُها، و لم یَكُ فی النُّكْدِ المَقالیتِ مَشْخَبُ و وَحْوَحَ الرجلُ إِذا نفخ فی یده من شدَّة البرد. و رجل وَحْواحٌ أَی خفیف؛ قال أَبو الأَسود العِجْلی: مُلازٍمِ آثارَها صَیداحِ، و اتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ «3»
(2). قوله [لقیته أَدنی وجاح] كذا بضبط الأَصل بفتح الواو، و بهامش القاموس ما نصه: ضبطه الشارح بالضم و عاصم بالفتح انتهی. (3). قوله [و اتسقت لزاجر إلخ] أنشده فی مادة ص د ح علی غیر هذا الوجه.
لسان العرب، ج‌2، ص: 631
و الصَّیْداحُ و الصَّیْدَحُ: الشدید الصوت، و كذلك الوَحْوَحُ؛ قال الجعدی یرثی أَخاه: و مِنْ قَبْلِه ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ، و كان ابنَ أُمِّی و الخلیلَ المُصافِیا قال ابن بری: وَحْوَح فی البیت اسم علم لأَخیه و لیس بصفة، و رَثی فی هذه القصیدة مُحارِبَ بن قیس بن عَدَسٍ من بنی عمه و وَحْوَحاً أَخاه؛ و قبله: أَ لم تَعْلَمِی أَنی رُزِئْتُ مُحارِباً؟ فما لك فیه الیومَ شی‌ءٌ و لا لِیا فَتیً كمُلَتْ أَخلاقُه، غیرَ أَنه جَوادٌ، فلا یُبْقِی من المالِ باقِیا و من قبله ما قد رزئت بوحوح، و كانَ ابنَ أُمی و الخلیلَ المصافیا و رجل وَحْوَحٌ: شدید القوّة یَنْحِمُ عند عمله لنشاطه و شدته؛ و رجال وَحاوِحُ. و الأَصل فی الوَحْوَحة الصوت من الحلق؛ و كلب وَحْواحٌ و وَحْوَحٌ. و تَوَحْوَح الظَّلِیمُ فوق البیض إِذا رَئِمَها و أَظهر وُلوعَه؛ قال تمیم بن مقبل: كبَیْضَةِ أُدْحِیٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ، مِرْیاعا الضُّحَی، وَحَدانِ و تركها تُوَحْوِحُ و تَوَحْوَحُ: تُصَوِّت من البَرْدِ من الطَّلْق بین القَوابل. و الوَحْوَحُ و الوَحْواحُ: المُنْكَمِشُ الحدیدُ النَّفْسِ؛ قال: یا رُبَّ شَیْخٍ من لُكَیْزٍ وَحْوَحِ، عَبْلٍ، شَدِیدٍ أَسْرُه، صَمَحْمَحِ یَغْدو بدَلْوٍ و رِشاءٍ مُصْلَحِ، حتی أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَی جاءت صافیةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة؛ و قال: و ذُعِرَت من زاجرٍ وَحْواحِ ابن الأَثیر: و فی شعر أَبی طالب یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم: حتی تُجالِدكم عنه وَحاوِحةٌ، شِیبٌ صَنادِیدُ، لا یَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هو جمع وَحْواح و هو السید، و الهاء فیه لتأْنیث الجمع؛ و منه‌حدیث الذی یَعْبُر الصراطَ حَبْواً: و هم أَصحابُ وَحْوَحٍ‌أَی أَصحاب من كان فی الدنیا سیداً، و هو‌كالحدیث الآخر: هَلَك أَصحابُ العُقْدة‌یعنی الأُمراء؛ و یجوز أَن یكون من الوَحْوَحةِ و هو صوت فیه بُحُوحة كأَنه یعنی أَصحاب الجدال و الخصام و الشَّغَبِ فی الأَسواق و غیرها. و منه‌حدیث علیّ: لقد شَفَی وَحاوِحَ صَدْری حَسُّكم إِیاهم بالنِّصال.و الوَحْوَحُ: ضرب من الطیر؛ قال ابن درید: و لا أَعرف ما صِحَّتُها. و وَحْوَحٌ: اسم. ابن الأَعرابی: الوَحُّ الوَتِدُ؛ یقال: هو أَفقر من وَحٍّ و هو الوَتِدُ، و هذا قول المفَضَّل، و قال غیره: وَحٌّ كان رجلًا زَجَرَ فقیراً فضرب به المثل فی الحاجة.

ودح؛ ج2، ص: 631

: أَوْدَحَ الرجلُ: أَقَرَّ، و فی التهذیب: أَقَرَّ بالباطل، حكاه ابن السكیت؛ و أَنشد: أَوْدَحَ لما أَن رأَی الجَدَّ حَكَمْ و أَوْدَحَ الرجلُ: أَذعَنَ و خَضَع، و ربما قالوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا توقف و لم یَنْزُ. الأَزهری، أَبو زید:
لسان العرب، ج‌2، ص: 632
الإِیداحُ الإِقرار بالذل و الانقیادُ لمن یقوده؛ و أَنشد: و أَكْوِی علی قَرْنَیْهِ، بعد خِصائِه، بنارِی، و قد یُخْصَی العَتُودُ فَیُودِحُ و أَودَحَتِ الإِبلُ: سَمِنَتْ و حَسُنتْ حالُها. أَبو عمرو: یقال ما أَغْنی عنه وَدَحَةً و لا وَتَحةً و لا وَذَحةً و لا وَشَمَةً و لا رَشَمَةً أَی ما أَغنی عنه شیئاً. و وَدْحانُ: موضع، و قد سَمَّوا به رجلًا.

وذح؛ ج2، ص: 632

: الوَذَحُ: ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ و البول؛ و قال ثعلب: هو ما یتعلق من القَذَر بأَلیة الكبش، الواحدة منه وَذَحة و قد وَذِحَتْ وَذَحاً، و الجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ و بُدْنٍ؛ قال جریر: و التَّغْلَبِیَّةُ فی أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثیرٌ، و فی أَكتافِها الوَضَرُ و یقال منه: وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ و تَیْذَحُ وَذَحاً. الأَزهری، أَبو عمرو: ما أَغنی عنه وَدَحةً و لا وَذَحةً أَی ما أَغنی عنه شیئاً؛ و قال فی ترجمة وذح: ما أَغنی عنی وَتَحَةً و لا وَذَحةً أَی ما أَغنی شیئاً. أَبو عبیدة: الوَذَحُ ما یتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فیَجِفّ علیه؛ و قال الأَعشی: فَتَری الأَعْداءَ حَوْلی شُزَّراً، خاضِعِی الأَعْناقِ، أَمْثالَ الوَذَحْ و قال النضر: الوَذَحُ احتراقٌ و انْسِحاجٌ یكون فی باطن الفَخِذَین؛ قال: و یقال له المَدَحُ أَیضاً. و عبدٌ أَوْذَحُ إِذا كان لئیماً؛ و قال بعض الرُّجَّاز یَهْجو أَبا وَجْزَة: مَوْلی بنی سَعْدٍ هَجِیناً أَوذَحا، یَسُوقُ بَكْرَیْنِ و ناباً كُحْكُحا [كِحْكِحا قال أَبو منصور: كأَنه مأْخوذ من الوَذَح. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَما و الله لیُسَلَّطَنَّ علیكم غلامُ ثَقِیف الذَّیَّالُ المَیَّالُ، إِیهٍ أَبا وَذَحةَ‌الوَذَحة، بالتحریك: الخُنْفُساء من الوَذَحِ و هو ما یتعلق بأَلیة الشاة من البعر فیجف، و بعضهم یقوله بالخاء. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه رأَی خُنْفُساءَة فقال قاتلَ اللهُ أَقواماً یزعمون أَن هذه من خلق الله، فقیل: مِمَّ هی؟ قال: من وَذَحِ إِبلیس.

وشح؛ ج2، ص: 632

: الوِشاحُ و الإِشاحُ علی البدل كما یقال وِكافٌ و إِكافٌ و الوُشاحُ: كله حَلْیُ النساءِ، كِرْسانِ من لؤلؤ و جوهر منظومان مُخالَفٌ بینهما معطوف أَحدُهما علی الآخر، تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به، و منه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه، و الجمع أَوشِحةٌ و وُشُحٌ و وَشائِحُ؛ قال ابن سیدة: و أُری الأَخیرة علی تقدیر الهاء؛ قال كثیر عَزَّةَ: كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا، نِیطَتْ علیها الوَشائِحُ و وَشَّحْتُها تَوْشِیحاً فَتَوَشَّحَتْ هی أَی لبسته؛ و تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه و بسیفه، و قد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ و اتَّشَحَتْ. الجوهری: الوِشاحُ یُنْسَجُ من أَدیم عریضاً و یرَصَّعُ بالجواهر و تَشُدُّه المرأَة بین عاتقیها و كَشْحَیْها؛ و قولُ دَهْلَب بن قُرَیْع یخاطب ابناً له: أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ، و موضعَ اللَّبَّةِ و القُرْطُنِّ یعنی الوُشاحَ، و إِنما یزیدون هذه النون المشدّدة فی ضرورة الشعر؛ و أَورده الأَزهری: و موضعَ الإِزارِ و القَفَنِّ
لسان العرب، ج‌2، ص: 633
و قال: فإِنه زاد نوناً فی الوُشُح و القفا. ابن سیدة: و التوشُّح أَن یَتَّشِحَ بالثوب، ثم یُخرجَ طَرَفه الذی أَلقاه علی عاتقه الأَیسر من تحت یده الیمنی، ثم یَعْقِدَ طرفیهما علی صدره؛ و قد أَشَّحَه الثوبَ؛ قال مَعْقِلُ بن خویلد الهذلی: أَبا مَعْقِلٍ، إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً، أَبا مَعْقِلٍ، فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِی قال أَبو منصور: التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط و الاضطباع، و هو أَن یُدخل الثوب من تحت یده الیمنی فیُلْقِیَه علی مَنْكِبه الأَیسر كما یفعل المُحْرِمُ؛ و كذلك الرجل یَتَوَشَّح بحمائل سیفه فتقع الحمائل علی عاتقه الیسری و تكون الیمنی مكشوفة؛ و منه قول لبید فی تَوَشُّحِه بلجامه: و لقد حَمَیْتُ الحَیَّ تَحْمِلُ شِكَّتِی فُرُطٌ وِشاحِی، إِذ غَدَوْتُ، لِجامُها أَخبر أَنه یخرج رَبِیئَةً أَی طلیعة لقومه علی راحلته و قد اجتنب إِلیها فرسَه و تَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته، فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها و ركبها تَحَوُّزاً من العدوّ، و غاوَلهم إِلی الحیّ مُنْذِراً. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَتَوَشَّحُ بثوبه‌أَی یَتَغَشَّی به، و الأَصل فیه من الوشاح. و منه‌حدیث عائشة: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَتَوَشَّحُنی و یَنالُ من رأْسی‌أَی یُعانقنی و یُقَبِّلنی. و‌فی حدیث آخر: لا عَدِمْتَ رجلًا وَشَّحَك هذا الوِشاحَ‌أَی ضَرَبك هذه الضربة فی موضع الوُشاحِ؛ و منه حدیث المرأَة السَّوْداء: و یومُ الوِشاحِ من تَعاجِیبِ رَبِّنا، أَلا إِنه من بلدة الكفر نجانی «1» قال ابن الأَثیر: كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به، و كانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِلیهم؛ و فیه‌كان للنبی، صلی الله علیه و سلم، دِرْعٌ تسمی ذاتَ الوِشاحِ.ابن سیدة: و الوِشاحُ و الوِشاحةُ السیف مثل إِزار و إِزارة؛ قال أَبو كبیر الهذلی: مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً، عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غیرَ مُفَلَّلِ و الوِشاحُ: القوسُ. و المُوَشَّحةُ من الظباء و الشاء و الطیر: التی لها طرّتان من جانبیها؛ قال: أَو الأُدْم المُوَشَّحة، العَواطِی بأَیدیهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ و الوَشْحاء من المَعَز: السوداء المُوَشَّحة ببیاض. و دیكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ؛ قال الطرماح: و نَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ و ثوب مُوَشَّحٌ: و ذلك لوَشْیٍ فیه، حكاه ابن سیدة عن اللحیانی. و وَشْحَی: موضع؛ قال: صَبَّحْنَ من وَشْحَی قَلَیْباً سُكَّا و دارةُ وَشْحاءَ: موضعٌ هنالك؛ عن كراع. و واشِحُ: قبیلة من الیمن.
(1). قوله [ألا إِنه من بلدة] كذا بالأَصل و الذی فی النهایة علی أنه من دارة.
لسان العرب، ج‌2، ص: 634

وضح؛ ج2، ص: 634

: الوَضَحُ: بیاضُ الصبح و القمرُ و البَرَصُ و الغرةُ و التحجیلُ فی القوائم و غیر ذلك من الأَلوان. التهذیب: الوَضَحُ بیاض الصُّبْح؛ قال الأَعشی: إِذْ أَتَتْكُمْ شَیْبانُ، فی وَضَحِ الصُّبحِ، بكبشٍ تَرَی له قُدَّاما و العرب تسمی النهار الوَضَّاحَ، و اللیلَ الدُّهْمانَ؛ و بِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة، و ثِنْیُ دُهْمانَ: العِشاءُ الآخرة؛ قال الراجز: لو قِسْتَ ما بینَ مَناحِی سَبَّاحْ، لِثِنْیِ دُهْمانَ و بِكْرِ الوَضَّاح، لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح: بعیره. و الأَبْداحُ: جوانبه، و الوَضَحُ: بیاض غالب فی أَلوان الشاء قد فشا فی جمیع جسدها، و الجمع أَوضاح؛ و فی التهذیب: فی الصدر و الظهر و الوجه، یقال له: تَوْضیح شدید، و قد تَوَضَّح. و یقال: بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِیَةٌ، و قد یكنی به عن البَرَصِ، و منه قیل لِجَذِیمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ؛ و‌فی الحدیث: جاءه رجل بكَفِّه وَضَح‌أَی بَرَصٌ. و قد وَضَحَ الشی‌ءُ یَضِحُ وُضُوحاً وَ ضَحَةً و ضِحَةً و اتَّضَحَ: أَی بان، و هو واضع و وَضَّاح. و أَوضَحَ و تَوَضَّح ظهر؛ قال أَبو ذؤیب: و أَغْبَرَ لا یَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الرجالِ، كفَرْق العامِرِیِّ یَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح من الرجال: الذی یظهر نفسه فی الطریق و لا یدخل فی الخَمَرِ. و وَضَّحه هو و أَوضَحَه و أَوضَحَ عنه و تَوَضَّح الطریقُ أَی استبان. و الوَضَحُ: الضَّوْءُ و البیاضُ. و‌فی الحدیث: أَنه كان یرفع یدیه فی السجود حتی یَبینَ وَضَحُ إبْطَیْهِ‌أَی البیاضُ الذی تحتهما، و ذلك للمبالغة فی رفعهما و تجافیهما عن الجنبین. و الوَضَحُ: البیاضُ من كل شی‌ء؛ و منه‌حدیث عمر: صوموا من الوَضَح إِلی الوَضَحِ‌أَی من الضَّوء إِلی الضوء؛ و قیل: من الهلال إِلی الهلال؛ قال ابن الأَثیر: و هو الوجه لأَن سیاق الحدیث یدل علیه، و‌تمامه: فإِن خَفِیَ علیكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثین یوماً؛ و‌فی الحدیث: غَیِّرُوا الوَضَحَ‌أَی الشَّیْب یعنی اخْضِبُوه. و الواضحةُ: الأَسْنانُ التی تبدو عند الضحك، صفة غالبة؛ و أَنشد: كلُّ خَلیلٍ كنتُ صافَیْتُه، لا تَرَكَ الله له واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ، ما أَشْبَه اللیلةَ بالبارِحه و‌فی الحدیث: حتی ما أَوضَحُوا بضاحكة‌أَی ما طَلَعوا بضاحكة و لا أَبْدَوْها، و هی إِحدی ضواحِكِ الإِنسان التی تبدو عند الضحك. و إِنه لواضح الجَبینِ إِذا ابیضَّ و حَسُنَ و لم یكن غلیظاً كثیر اللحم. و رجل وَضَّاحٌ: حَسَنُ الوجه أَبیضُ بَسَّامٌ. و الوَضَّاحُ: الرجلُ الأَبیضُ اللون الحَسَنُه. و أَوضَحَ الرجلُ و المرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بیضٌ؛ و قال ثعلب: هو منكَ أَدنی واضحةٍ إِذا وَضَحَ لك و ظهر حتی كأَنه مُبْیَضُّ. و رجل واضحُ
لسان العرب، ج‌2، ص: 635
الحَسَبِ و وَضَّاحُه: ظاهره نَقِیُّه مبیضه، علی المثل. و درهم وَضَحٌ: نَقِیّ أَبیض، علی النسب. و الوَضَحُ: الدِّرْهم الصحیح. و الأَوضاحُ: حَلْیٌ من الدراهم الصحاح. و حكی ابن الأَعرابی: أَعطیته دراهم أَوضاحاً، كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ؛ مالك: رمل بعینه و قلما ترعی الإِبل هنالك إِلا الحَلِیَّ و هو أَبیض، فشبه الدراهم فی بیاضها بأَلبان الإِبل التی لا ترعی إِلا الحَلِیَّ. و وَضَحُ القَدَم: بیاضُ أَخْمَصِه؛ و قال الجُمَیْحُ: و الشَّوْكُ فی وَضَحِ الرجلینِ مَرْكُوزُ و قال النضر: المتوضِّحُ و الواضح من الإِبل الأَبیض، و لیس بالشدید البیاض، أَشدُّ بیاضاً من الأَعْیَصِ و الأَصْهَبِ و هو المتوضِّحُ الأَقْراب؛ و أَنشد: مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ، فیه شُهْلَةٌ، شَنِجُ الیدین تَخالُه مَشْكُولا و الأَواضِحُ: الأَیامُ البیض، إِما أَن یكون جمعَ الواضح فتكون الهمزة بدلًا من الواو الأُولی لاجتماع الواوین، و إِما أَن یكون جمع الأَوْضَح. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَمر بصیام الأَواضِحِ؛ حكاه الهروی فی الغریبین. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث أَمر بصیام الأَوْضاحِ‌یرید أَیامَ اللیالی الأَواضِح أَی البیض جمع واضحة، و هی ثالث عشر و رابع عشر و خامس عشر، و الأَصل وَواضِح، فقلبت الواو الأُولی همزة. و الواضِحة من الشِّجاج: التی تُبْدی وَضَحَ العظم؛ ابن سیدة: و المُوضِحةُ من الشِّجاج التی بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه؛ و قیل: هی التی تَقْشِر الجلدةَ التی بین اللحم و العظم أَو تشقها حتی یبدو وَضَحُ العظم، و هی التی یكون فیها القصاص خاصة، لأَنه لیس من الشجاج شی‌ء له حدَّ ینتهی إِلیه سواها، و أَما غیرها من الشجاج ففیها دیتها، و ذكر المُوضِحة فی أَحادیث كثیرة و هی التی تبدی العظم أَی بَیاضَه، قال: و الجمع المَواضِح؛ و التی فُرِضَ فیها خمس من الإِبل: هی ما كان منها فی الرأْس و الوجه، فأَما المُوضِحة فی غیرهما ففیها الحكومة، و یقال للنَّعَم: وَضِیحةٌ و وَضائِحُ؛ و منه قول أَبی وَجْزَة: لقَوْمِیَ، إِذ قَوْمی جمیعٌ نَواهُمُ، و إِذ أَنا فی حَیٍّ كثیر الوَضائِح و الوَضَحُ: اللبنُ؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: عَقَّوْا بسَهْمٍ فلم یَشْعُرْ به أَحدٌ، ثم اسْتَفاؤوا و قالوا: حَبَّذا الوَضَحُ أَی قالوا: اللبنُ أَحبُّ إِلینا من القَوَد، فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدیة و أَلبانها علی دم قاتل صاحبهم؛ قال ابن سیدة: و أُراه سمی بذلك لبیاضه؛ و قیل: الوَضَحُ من اللبن ما لم یُمْذَقْ؛ و یقال: كثر الوَضَحُ عند بنی فلان إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم. أَبو زید: من أَین وَضَحَ الراكبُ؟ أَی من أَین بدا؛ و قال غیره: من أَین أَوضَح، بالأَلف. ابن سیدة: وَضَحَ الراكبُ طَلَع. و من أَین أَوضَحْتَ، بالأَلف، أَی من أَین خرجت، عن ابن الأَعرابی؛ التهذیب: من أَین أَوضَح الراكبُ، و من أَین أَوضَعَ، و من أَین بدا وضَحُك؟ و أَوضَحْتُ قوماً: رأَیتهم. و استوضَحَ عن الأَمر: بحث. أَبو عمرو: استوضَحْتُ الشی‌ءَ و استشرفْته و استكفَفْتُه و ذلك إِذا وضعت یدك علی عینیك فی الشمس تنظر هل تراه، تُوَقّی
لسان العرب، ج‌2، ص: 636
بكفك عینَك شُعاعَ الشمس؛ یقال: اسْتَوْضِحْ عنه یا فلان. و استوضَحْتُ الأَمرَ و الكلامَ إِذا سأَلته أَن یُوَضِّحَه لك. و وَضَحُ الطریق: مَحَجَّتُه و وَسَطُه. و الواضحُ: ضدّ الخامل لوُضُوح حاله و ظهور فضله؛ عن السَّعْدی. و الوَضَحُ: حَلْیٌ من فضة، و الجمع أَوضاح، سمیت بذلك لبیاضها، واحدها وَضَح؛ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَقاد من یهودی قَتَلَ جُوَیْرِیةً علی أَوْضاح لها؛ و قیل: الوَضَحُ الخَلْخالُ، فَخَصَّ. و الوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضیئة من كواكب المنازل؛ اللیث: إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضیئة من كواكب المنازل سُمِّین جمیعاً الوُضَّحَ؛ اللحیانی: یقال فیها أَوْضاحٌ من الناس و أَوْباش و أَسْقاطٌ یعنی جماعات من قبائل شَتَّی؛ قالوا: و لم یُسْمَعْ لهذه الحروف بواحد. قال الأَصمعی: یقال فی الأَرض أَوضاح من كَلإٍ إِذا كان فیها شی‌ء قد ابیضَّ؛ قال الأَزهری: و أَكثر ما سمعتهم یذكرون الوَضَحَ فی الكلإِ للنَّصِیِّ و الصِّلِّیانِ الصَّیْفِیِّ الذی لم یأْت علیه عامٌ و یَسْوَدُّ. و وَضَحُ الطریقة من الكلإِ: صغارها؛ و قال أَبو حنیفة: هو ما ابیض منها، و الجمع أَوضاحٌ؛ قال ابن أَحمر و وصف إِبلًا: تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ یَذْبُلٍ، و تَرْعی هَشِیماً، من حُلَیْمةَ، بالِیا و قال مرة: هی بقایا الحَلِیّ و الصِّلِّیان لا تكون إِلّا من ذلك. و رأَیت أَوضاحاً أَی فِرَقاً قلیلة هاهنا و هاهنا، لا واحد لها. و تُوضِحُ: موضع معروف. و‌فی حدیث المبعث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یلعب و هو صغیر مع الغلمان بعَظْمِ وَضَّاحٍ؛ و هی لُعْبَة لصبیان الأَعراب یَعْمِدُون إِلی عظم أَبیض فیرمونه فی ظلمة اللیل، ثم یتفرّقون فی طلبه، فمن وجده منهم فله القَمْرُ؛ قال: و رأَیت الصبیان یصغرونه فیقولون عُظَیْمُ وَضَّاحٍ؛ قال: و أَنشدنی بعضهم: عُظَیْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللیله، لا تَضِحَنَّ بعدها من لَیْله قوله: ضِحَنَّ أَمرٌ من وَضَحَ یَضِحُ، بتثقیل النون المؤَكدة، و معناه اظْهِرَنَّ كما تقول من الوصل: صِلَنّ. و وَضَّاحٌ: فَعَّال من الوُضوح، الظهور.

وطح؛ ج2، ص: 636

: الوَطَحُ، و فی التهذیب الوَطْحُ، بجزم الطاء: ما تعلق بالأَظلاف و مخالب الطیر من العُرَّة و الطین و أَشباه ذلك، واحدته وَطْحة بجزم الطاء. و الوَطْح: الدفع بالیدین فی عُنْف. و تَواطَحَ القومُ: تَداوَلُوا الشرَّ بینهم؛ قال الحَكَمُ الحَضْرَمیّ: و أَبی، جَمالُ لقد رَفَعْتُ ذِمارَها، بشَبابِ كلِّ مُحَبَّرٍ سَیَّارِ لَذٍّ بأَفواهِ الرُّواةِ، كأَنما یَتَواطَحُونَ به علی دِینارِ قال ابن بری: جَمالُ اسم امرأَة. و ذِمارها: ما یلزم لها من الحفظ و الصیانة. و لَذّ: یَسْتَلِذُّه الراوی المنشدُ له. و المُحَبَّرُ: البیت المُحَسَّنُ من الشِّعْر. و السیّار: الذی سار و تناشده الناس. و قوله بشباب
لسان العرب، ج‌2، ص: 637
كلِّ محبَّر أَی لم یَخْلَقْ عند الرواة بل هو جدید. یتواطحون أَی یتقابلون؛ و قال أَبو وَجْزَة: و أَكْبَر منهم قائلًا بمقالة، تُفَرِّجُ بین العَسْكَرِ المتواطِحِ و تَواطَحَتِ الإِبلُ علی الحوض إِذا ازْدَحَمَتْ علیه. و الوَطِیحُ: حِصْنٌ بخیبر؛ و فی حدیث غزوة خیبر ذكر الوَطیح؛ هو بفتح الواو و كسر الطاء و بالحاء المهملة، حصن من حصون خیبر.

وقح؛ ج2، ص: 637

: حافر وَقاحٌ: صُلْبٌ باق علی الحجارة، و النعت وَقاحٌ، الذكر و الأُنثی فیه سواء، و جمعه وُقُح و وُقَّحٌ؛ و قد وَقُح یَوْقُح وَقاحةً و وُقوحة و قِحةً وَ قَحَةً، الأَخیرتان نادرتان؛ قال ابن جنی: الأَصل وِقْحة حذفوا الواو علی القیاس كما حذفت من عِدَة و زِنةٍ، ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعْلَة إِلی فَعْلة فأَقروا الحرفَ بحاله، و إِن زالت الكسرة التی كانت موجبة له، فقالوا: القَحَةُ فَتَدَرَّجوا بالقِحةِ إِلی القَحة، و هی وَقْحَةٌ كجَفْنَةٍ لأَن الفاء فتحت قبل الحرف الحلقی، كما ذهب إِلیه محمد بن یزید؛ و أَبی الأَصْمَعِیُّ فی القحة إِلَّا الفتح؛ و وَقِحَ وَقَحاً و وَقَح، فهو واقحٌ و استوقَحَ و أَوقَحَ، و كذلك الخُفُّ و الظَّهْرُ؛ و وَقُحَ الفرسُ وَقاحةً و قِحَةً. و التوقیح: أَن یُوَقَّحَ الحافرُ بشحمة تُذابُ، حتی إِذا تَشَیَّطتِ الشحمةُ و ذابت كُوِیَ بها مواضع الحَفا و الأَشاعِرِ. و اسْتَوْقَح الحافر إِذا صَلُبَ. و قال غیره: وَقِّحْ حوضَك أَی امْدُرْه حتی یَصْلُبَ فلا یُنَشِّفَ الماءَ، و قد یُوَقَّحُ بالصفائح؛ و قال أَبو وَجْزَة: أَفْرِغْ لها من ذی صَفِیحٍ أَوْقَحا، من هَزْمةٍ جابتْ صَمُوداً أَبْدَحا أَی من بئر خَسِیفٍ نُقِّیت. أَبْدَحا: واسعاً. و وَقَّحَ الحافرَ: كَوی موضع الحَفا و الأَشاعِرِ منه بشحمة مذابة. و رجل وَقِیحُ الوجه و وَقاحُه: صُلْبُه قلیل الحیاء، و الأُنثی وَقاحٌ، بغیر هاء، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر، و زاد اللحیانی فی الوجه: بَیِّنُ الوَقَحِ و الوُقُوحِ. وَقُحَ [وَقِحَ الرجل إِذا صار قلیل الحیاء، فهو وَقِحٌ و وَقاحٌ. و امرأَة وَقاحُ الوجه و رجل وَقاحُ الذَّنَب: صبور علی الركوب؛ عن ابن الأَعرابی. و رجل مُوَقَّح: أَصابته البلایا فصار مُجَرَّباً؛ عن اللحیانی.

وكح؛ ج2، ص: 637

: وَكَحَه برجله وَكْحاً: وَطِئَه وَطْأً شدیداً. و استوكَحَتْ مَعِدَتُه: اشتدّت. و استوكَحَتِ الفِراخُ، و هی وُكُحٌ: غَلُظَتْ؛ و أُرَی وُكُحاً علی النسب كأَنه جمع واكِح أَو وَكُوحٍ، إِذ لا یسوغ أَن یكون جمع مُسْتَوكِح. و أَوكَحَ الرجلُ: مَنَع و اشتدّ علی السائل؛ قال رؤْبة: إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قال المُفَضَّل: سأَلته فاستوكَح استِیكاحاً أَی أَمسك و لم یُعْطِ. الأَزهری عن أَبی زید: أَوكَحَ عَطِیَّتَه إِیكاحاً إِذا قطعها؛ الأَصمعی: حَفَر فأَكْدی و أَوكَحَ إِذا بلغ المكانَ الصُّلْبَ؛ الأَزهری: أَراد أَمراً
لسان العرب، ج‌2، ص: 638
فأَوكَحَ عنه إِذا كَفَّ عنه و تركه. و الأَوكَحُ: الترابُ، و قد ذكر فی أَول الباب لأَنه عند كراع فَوْعَلٌ، و قیاس قول سیبویه أَن یكون أَفْعَل.

ولح؛ ج2، ص: 638

: الوَلِیحُ و الوَلِیحةُ: الضخم الواسع من الجُوالق؛ و قیل: هو الجُوالِقُ ما كان، و الجمع الوَلِیحُ. و الوَلِیحة: الغِرارةُ. و الوَلِیحُ و الوَلائح: الغَرائر و الجِلالُ و الأَعْدال یُحْمَل فیها الطِّیبُ و البَزُّ و نحوه؛ قال أَبو ذؤَیب یصف سحاباً: یُضِی‌ءُ رَباباً كدُهْمِ المَخاضِ، جُلِّلْنَ فوقَ الوَلایا الوَلیحا و قال اللحیانی: الولیحة الغِرارةُ. و المِلاحُ: المِخْلاةُ؛ قال ابن سیدة: و أُراه مقلوباً من الوَلِیح إِذ لم أَجد ما أَستدل به علی میمه، أَ هی زائدة أَم أَصل، و حملها علی الزیادة أَكثر. و‌فی حدیث المختار: لما قَتَلَ عمر بن سعد جعل رأْسَه فی مِلاحٍ و علقه؛ حكی اللفظة الهروی فی الغریبین.

ومح؛ ج2، ص: 638

: الأَزهری خاصة، ابن الأَعرابی: الوَمْحَة الأَثَرُ من الشمس؛ قال: و قرأْت بخط شمر أَن أَبا عمرو الشَّیْبانیّ أَنشده هذه الأَبیات: لما تَمَشَّیْتُ بُعَیْدَ العَتَمَه، سَمِعْتُ من فوقِ البُیوتِ كَدَمَه إِذا الخَریعُ العَنْقَفِیرُ الحُذَمه، یَؤُزُّها فَحْلٌ شدیدُ الضَّمْضَمه أَزّاً بعَیَّارٍ إِذا ما قَدَّمَه، فیها انْفَرَی وَمَّاحُها و خَزَمَه قال: وَمَّاحُها صَدْعُ فرجها. انْفَرَی: انفتح و انْفَتَقَ لإِیلاجه الذكر فیه؛ قال الأَزهری: لم أَسمع هذا الحرف إِلَّا فی هذه الأُرجوزة، و أَحسبها فی نوادره.

ونح؛ ج2، ص: 638

: ابن سیدة: وانَحْتُ الرجلَ: وافَقْتُه.

ویح؛ ج2، ص: 638

: وَیْح: كلمة تقال رحمةً، و كذلك وَیْحَما؛ قال حُمَیْدُ بن ثور: أَلا هَیّما مما لَقِیتُ وَ هَیّما، و وَیْحٌ لمن لم یَدْرِ ما هنَّ وَیْحَما اللیث: وَیْحَ یقال إِنه رحمة لمن تنزل به بلیَّة، و ربما جعل مع ما كلمة واحدة و قیل وَیْحَما. و وَیْحٌ: كلمة تَرَحُّم و تَوَجُّع، و قد یقال بمعنی المدح و العجب، و هی منصوبة علی المصدر، و قد ترفع و تضاف و لا تضاف؛ یقال: وَیْحَ زیدٍ، و وَیْحاً له، و وَیْحٌ له الجوهری: وَیْح كلمة رحمة، و وَیْلٌ كلمة عذاب؛ و قیل: هما بمعنی واحد، و هما مرفوعتان بالابتداء؛ یقال: وَیْحٌ لزید و وَیْلٌ لزید، و لك أَن تقول: ویحاً لزید و ویلًا لزید، فتنصبهما بإِضمار فعل، و كأَنك قلت أَلْزَمَهُ اللهُ وَیْحاً و وَیْلًا و نحو ذلك؛ و لك أَن تقول وَیْحَكَ و وَیْحَ زید، و وَیْلَكَ و وَیْلَ زید، بالإِضافة، فتنصبهما أَیضاً بإِضمار فعل؛ و أَما قوله: فَتَعْساً لهم و بُعْداً لثمود، و ما أَشبه ذلك فهو منصوب أَبداً، لأَنه لا تصح إِضافته بغیر لام، لأَنك لو قلت فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لم یصلح فلذلك افترقا. الأَصمعی: الوَیْلُ قُبُوحٌ، و الوَیحُ تَرَحُّمٌ، و وَیْسٌ تصغیرها أَی هی دونها. أَبو زید: الوَیْلُ هَلَكةٌ، و الوَیْحُ قُبُوحٌ، و الوَیْسُ ترحم. سیبویه: الوَیْلُ یقال لمن وقع فی الهَلَكَة،
لسان العرب، ج‌2، ص: 639
و الوَیْحُ زجر لمن أَشرف علی الهَلَكة، و لم یذكر فی الوَیْس شیئاً. ابن الفرج: الوَیْحُ و الوَیْلُ و الوَیْسُ واحد. ابن سیدة: وَیْحَه كَوَیْلَه، و قیل: وَیْح تقبیح. قال ابن جنی: امتنعوا من استعمال فِعْل الوَیْحِ لأَن القیاس نفاه و منع منه، و ذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوَعَدَ، و عینه كباع، فتَحامَوا استعماله لما كان یُعْقِبُ من اجتماع إِعلالین، قال: و لا أَدری أَ أُدْخِلَ الأَلفُ و اللام علی الوَیْح سماعاً أَم تَبَسُّطاً و إِدْلالًا؟ الخلیل: وَیْس كلمة فی موضع رأْفة و استملاح، كقولك للصبی: وَیْحَهُ ما أَمْلَحَه و وَیْسَه ما أَملحه نصر النحوی قال: سمعت بعضَ من یَتَنَطَّعُ بقول الوَیحُ رحمة؛ قال: و لیس بینه و بین الویل فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْیَنُ قلیلًا، قال: و من قال هو رحمة؛ یعنی أَن تكون العرب تقول لمن ترحمه: وَیْحَه، رِثایَةً له. و‌جاءَ عن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لعَمَّارٍ: وَیْحَكَ یا ابن سُمَیَّةَ بُؤْساً لك تقتلك الفئةُ الباغیة.الأَزهری: و قد قال أَكثر أَهل اللغة إِن الویل كلمة تقال لكل من وقع فی هَلَكَة و عذاب، و الفرق بین ویح و ویل أَن وَیْلًا تقال لمن وقع فی هَلَكَة أَو بلیة لا یترحم علیه، و وَیْح تقال لكل من وقع فی بلیة یُرْحَمُ و یُدْعی له بالتخلص منها، أَ لا تری أَن الویل فی القرآن لمستحقی العذاب بجرائمهم: وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ویْلٌ للذین لا یؤتون الزكاة وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ و ما أَشبهها؟ ما جاءَ ویل إِلا لأَهلِ الجرائم، و أَما وَیح فإِن النبی، صلی الله علیه و سلم، قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما یُبْتَلی به من القتل، فَتَوَجَّعَ له و ترحم علیه؛ قال: و أَصل وَیْح و وَیْس و وَیْل كلمة كله عندی [وَیْ] وُصِلَتْ بحاءٍ مرة و بسین مرة و بلام مرة. قال سیبویه: سأَلت الخلیل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَیْ، و معناها التندیم و التنبیه. ابن كَیْسانَ: إِذا قالوا له: وَیْلٌ له، و وَیْحٌ له، و وَیْسٌ له، فالكلامُ فیهن الرفعُ علی الابتداءِ و اللام فی موضع الخبر، فإِن حذفت اللام لم یكن إِلا النصب كقوله وَیْحَه و وَیْسَه.

فصل الیاء؛ ج2، ص: 639

یدح؛ ج2، ص: 639

: رأَیت فی بعض نسخ الصحاح: الأَیْدَحُ اللهو و الباطل. تقول العرب: أَخذته بأَیْدَحَ و دُبَیْدَحَ علی الإِتباع، و أَیْدَحُ أَفْعَلُ لا فَیْعَلٌ. قال ابن بری: لم یذكر الجوهری فی فصل الیاءِ شیئاً.

یوح؛ ج2، ص: 639

: ابن سیدة: یُوحُ الشمسُ؛ عن كراع، لا یدخله الصرف و لا الأَلف و اللام، و الذی حكاه یعقوب: بُوحُ. قال ابن بری: لم یذكر الجوهری فی فصل الیاء شیئاً و قد جاءَ منه قولهم یُوحُ اسم للشمس؛ قال: و كان ابن الأَنباری یقول: هو بُوحُ بالباءِ، و هو تصحیف، و ذكره أَبو علی الفارسی فی الحَلَبِیَّات عن المبرد، بالیاءِ المعجمة باثنتین؛ و كذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سلیمان فی شعره فقال: و أَنت مَتی سَفَرْتَ رَدَدْتَ یُوحا قال: و لما دخل بغداد اعترض علیه فی هذا البیت فقیل له: صحفته و إِنما هو بوح، بالباءِ، و احتجوا علیه بما ذكره ابن السكیت فی أَلفاظه، فقال لهم: هذه النسخ التی بأَیدیكم غیّرها شیوخكم و لكن أَخرجوا النسخ العتیقة، فأَخرجوا النسخ العتیقة فوجدوها
لسان العرب، ج‌2، ص: 640
كما ذكره أَبو العلاء؛ و قال ابن خالویه: هو یُوحُ، بالیاء المعجمة باثنتین، و صحفه ابن الأَنباری فقال: بُوح، بالباء المعجمة بواحدة، و جری بین ابن الأَنباری و بین أَبی عمر الزاهد كل شی‌ءٍ حتی قالت الشعراء فیهما، ثم أَخرجنا كتاب الشمس و القمر لأَبی حاتم السجستانی فإِذا هو یوح، بالیاء المعجمة باثنتین؛ و أَما البُوحُ، بالباءِ، فهو النَّفْس لا غیر؛ و‌فی حدیث الحسن بن علی، علیهما السلام: هل طلعت یُوحِ؟یعنی الشمس، و هو من أَسمائها كبَراحِ، و هما مبنیان علی الكسر. قال ابن الأَثیر: و قد یقال فیه یُوحی علی مثال فعلی، و قد یقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم: باحَ بالأَمر یَبُوحُ.

الجزء الثالث‌

خ؛ ج3، ص: 3

اشارة

باب الخاء المعجمة‌

خ؛ ج3، ص: 3

: قال ابن كَیْسانَ: من الحروف المجْهُورُ و المهْمُوسُ، و المهموسُ عشرة: الهاء و الحاء و الخاء و الكاف و الشین و السین و التاء و الصاد و الثاء و الفاء، و معنی المهموس أَنه حرف لأن فی مخرجه دون المجهور و جری معه النفس، فكان دون المجهور فی رفع الصوت. و قال الخلیل بن أَحمد: حروف العربیة تسعة و عشرون حرفاً، منها خمسة و عشرون صِحاحٌ لها أَحیاز و مَدارِجُ، فالخاءُ و الغین فی حیز واحد، و الخاء من الحروف الحلقیة، و قد ذكر ذلك فی بابه أَول الكتاب.

فصل الهمزة؛ ج3، ص: 3

أبخ؛ ج3، ص: 3

: أَبَّخَه: لامه و عَذلَه، لغة فی وَبَّخَه؛ قال ابن سیدة: حكاها ابن الأَعرابی و أُری همزته إِنما هی بدل من واو وبخه، علی أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قلیل كَوَناة و أَناة، و وَحَدٍ و أَحَدٍ.

أخخ؛ ج3، ص: 3

: أَخُّ: كلمةُ توجع و تأَوُّه من غیظ أَو حزن؛ قال ابن درید: و أَحسبها مُحْدَثةً. و یقال للبعیر: إِخْ، إذا زُجر لیَبْرُكَ و لا فعل له. و لا یقال: أَخَخْتُ الجملَ و لكن أَنَخْته. و الأَخُّ: القَذَر؛ قال: و انْثَنَتِ الرجلُ فصارت فَخَّا، و صار وَصْلُ الغانیاتِ أخَّا أی قَذَراً. و أَنشده أبو الهیثم: إِخَّا، بالكسر، و هو الزجر. و الأَخِیخةُ: دقیق یصب علیه ماء فیُبْرَقُ بزیت أَو سمن فیُشْرَبُ و لا یكون إِلا رقیقاً؛ قال: تَصْفِرُ فی أَعْظُمِه المَخِیخَه، تَجَشُّؤَ الشَّیْخِ علی الأَخِیخَه شبَّه صوت مصه العظامَ التی فیها المخ بجُشاءِ الشیخ لأَنه مسترخی الحنك و اللَّهَواتِ، فلیس لجُشائِه صوت؛ قال أَبو منصور: هذا الذی قیل فی الأَخیخة صحیح، سمیت أَخیخة لحكایة صوت المُتَجَشِّئِ إذا تَجَشَّأَها لرقتها. و الأَخُّ و الأَخَّةُ: لغة فی الأَخِ و الأُخْتِ، حكاه ابن الكلبی؛ قال ابن دُرَیْدٍ: و لا أَدری ما صحة ذلك.
لسان العرب، ج‌3، ص: 4‌

أرخ؛ ج3، ص: 4

: التَّأْریخُ: تعریف الوقت، و التَّوْریخُ مثله. أَرَّخَ الكتابَ لیوم كذا: وَقَّته و الواو فیه لغة، و زعم یعقوب أَن الواو بدل من الهمزة، و قیل: إِن التأْریخ الذی یُؤَرِّخُه الناس لیس بعربی محض، و إِن المسلمین أَخذوه عن أَهل الكتاب، و تأْریخ المسلمین أُرِّخَ من زمن هجرة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ كُتِبَ فی خلافة عمر، رضی الله عنه، فصار تاریخاً إلی الیوم. ابن بُزُرْج: آرَخْتُ الكتابَ فهو مُؤَارخ و فَعَلْتُ منه أَرَخْتُ أَرْخاً و أَنا آرِخٌ. اللیث: و الأَرْخُ و الإِرْخُ و الأُرْخِیُّ البقر، و خص بعضهم به الفَتِیّ منها، و الجمع آراخٌ و إِراخ، و الأُنثی أَرْخَة و إِرْخَة، و الجمع إِراخٌ لا غیر. و الأَرْخُ: الأُنثی من البقر البِكْرُ التی لم یَنْزُ علیها الثیران؛ قال ابن مقبل: أَو نعجة من إِراخ الرملِ أَخْذَلها، عن إِلْفِها، واضِحُ الخَدَّینِ مَكْحولُ قال ابن بری: هذا البیت یقوی قول من یقول إِن الأَرخ الفتیة، بكراً كانت أَو غیر بكر، أَ لا تراه قد جعل لها ولداً بقوله واضح الخَدّین مكحول؟ و العرب تُشَبّه النساءَ الخَفِرات فی مشیهن بالإِراخ؛ كما قال الشاعر: یَمْشِینَ هَوْناً مِشْیَةَ الإِراخِ و الأُرْخِیَّةُ: ولد الثَّیْتَل. قال أَبو حنیفة: الأَرْخُ و الإِرْخُ الفتیة من بقر الوحش، فأَلقی الهاءَ من الأَرْخَة و الإِرْخَة و أَثبته فی الفتیَّة، و خص بالأَرْخ الوَحْشَ كما تری، و قد ذكر أَنه الأَزْخُ بالزای. و قال ابن السكیت: الأَرْخُ بقر الوحش فجعله جنساً فیكون الواحد علی هذا القول أَرْخَة، مثل بَطٍّ و بَطَّةٍ، و تكون الأَرْخَة تقع علی الذكر و الأُنثی. یقال: أَرْخَة ذكر و أَرْخَة أُنثی، كما یقال بَطَّةٌ ذكر و بَطَّة أَنثی، و كذلك ما كان من هذا النوع جنساً و فی واحده تاء التأْنیث نحو حمام و حمامة، تقول: حمامة ذكر و حمامة أُنثی؛ قال ابن بری: و هذا ظاهر كلام الجوهری لأَنه جعل الإِراخ بقر الوحش، و لم یجعلها إِناث البقر، فیكون الواحد أَرْخة، و تكون منطلقة علی المذكر و المؤَنث. الصَّیْداویّ: الإِرْخُ ولد البقرة الوحشیة إِذا كان أُنثی. مصعب بن عبد الله الزُّبَیْریّ: الأَرخ ولد البقرة الصغیر؛ و أَنشد الباهلیّ لرجل مَدَنیّ كان بالبصرة: لیتَ لی فی الخَمیسِ خَمْسین عَیْناً، كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْیاخِ «2». مسجدٍ، لا تزال تَهْوی إِلیه أُمُّ أَرْخٍ، قِناعُها مُتَراخِی و قیل: إِن التأْریخ مأْخوذ منه كأَنه شی‌ء حَدَث كما یَحْدُثُ الولد؛ و قیل: التاریخ مأْخوذ منه لأَنه حدیث. الأَزهری: أَنشد محمد بن سَلام لأُمَیَّة بن أَبی الصَّلْت: وما یَبْقی علی الحِدْثانِ غُفْرٌ بشاهقةٍ، لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِیتُ اللیلَ حانِیةً علیه، كما یَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُومُ قال: الغُفْرُ ولد الوَعِلِ، و الأَرْخُ: ولد البقرة.
(2). قوله [عیناً] كذا بالأَصل و الذی فی شرح القاموس عاماً
لسان العرب، ج‌3، ص: 5
و یَخْرَمِّسُ أَی یَسْكُتُ. و الأَطُومُ: الضَّمَّامُ بین شفتیه. ابن الأَعرابی: من أَسماءِ البقرة الیَفَنَة و الأَرخ، بفتح الهمزة، و الطَّغْیا و اللِّفْتُ. قال أَبو منصور؛ الصحیح الأَرْخ، بفتح الأَلف، و الذی حكاه الصیداوی فیه نظر، و الذی قاله اللیث إِنه یقال له الأُرْخیّ لا أَعرفه. و قالوا من الأَرْخِ ولدِ البقرة: أَرَخْتُ أَرْخاً. و أَرَخَ إِلی مكانه یأْرَخُ «1» أُرُوخاً: حَنَّ إِلیه؛ و قد قیل: إِن الأَرْخَ من البقر مشتق من ذلك لحنینه إِلی مكانه و مأْواه.

أزخ؛ ج3، ص: 5

: الأَزْخ: الفَتِیُّ من بقر الوحش كالأَرْخ، رواهما جمیعاً أَبو حنیفة، و أَما غیره من أَهل اللغة فإِنما روایته الأَرْخُ بالراءِ، و الله أَعلم.

أضخ؛ ج3، ص: 5

: أُضاخُ، بالضم: جبل یذكر و یؤَنث، و قیل: هو موضع بالبادیة یصرف و لا یصرف؛ قال إمرؤ القیس یصف سحاباً: فلما أَن دَنا لِقَفا أُضاخٍ، وَهَتْ أَعْجازُ رَیِّقه فحارا و كذلك أُضایخ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: صَوادِراً عن شُوكَ أَو أُضایخا

أفخ؛ ج3، ص: 5

: الیأْفوخ: حیث التقی عظم مقدَّم الرأْس و عظم مؤخره، و هو الموضع الذی یتحرك من رأْس الطفل؛ و قیل: هو حیث یكون لَیِّناً من الصبی، قبل أَن یتلاقی العظمان السَّمَّاعةُ و الرَّمَّاعةُ و النَّمَغَةَ؛ و قیل: هو ما بین الهامة و الجبهة. قال اللیث: من همز الیأْفُوخ فهو علی تقدیر یَفْعُول. و رجل مأْفوخ إذا شُجَّ فی یأْفوخه، و من لم یهمز فهو علی تقدیر فاعُول من الیَفْخ، و الهمز أَصوب و أَحسن، و جمع الیأْفوخ یآفِیخُ. و فی حدیث العقیقة: و یوضع علی یافوخ الصبی؛ هو الموضع الذی یتحرك من رأْس الطفل، و یجمع علی یآفیخ، و الیاء زائدة. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: و أَنتم لَهامِیمُ العرب و یآفیخُ الشرف؛ استعار للشرف رؤُوساً و جعلهم وسطها و أَعلاها. و أَفَخَه یأْفِخُه «2» أَفْخاً: ضرب یأْفوخه. أَبو عبید: أَفَخْتُه و أَذَنْتُه أَصبت یأْفُوخَه و أُذنه. و یأْفوخ اللیل: معظمه.

ألخ؛ ج3، ص: 5

: ائْتَلَخَ علیهم أَمرُهم ائْتِلاخاً: اختلط. و یقال: وقعوا فی ائْتِلاخ أَی فی اختلاط. اللیث: ائْتَلَخَ العُشْبُ یأْتَلِخُ، و ائْتِلاخُه: عِظمُه و طوله و التفافه. و أَرض مؤْتَلِخة: مُعْشِبة، و یقال: أَرض مُؤْتَلِخة و مُلْتَخَّة و مُعْتَلِجة و هادِرَةٌ. و یقال: ائْتَلَخَ ما فی البطن إِذا تحرّك و سمعت له قَراقِر.

فصل الباء؛ ج3، ص: 5

بخخ؛ ج3، ص: 5

: بَخٍ: كلمةُ فَخْرٍ. و دِرْهَمٌ بَخِّیٌّ: كتب علیه بَخْ. و درهم مَعْمَعِیّ إِذا كتب علیه مع مضاعفاً لأَنه منقوص، و إِنما یضاعف إِذا كان فی حال إِفراده مخففاً، لأَنه لا یتمكن فی التصریف و فی حال تخفیفه، فیحتمل طُول التضاعف، و من ذلك ما یُثَقَّل فیكتفی بتثقیله، و إِنما
(1). قوله [و أَرخ إلی مكانه یأرخ] كذا بضبط الأَصل من باب منع و مقتضی إطلاق القاموس أنه من باب كتب. (2). قوله [و أفخه یأفخه] كذا بضبط الأصل من باب ضرب و مقتضی إطلاق القاموس أنه من باب كتب
لسان العرب، ج‌3، ص: 6
حمل ذلك علی ما یجری علی أَلسنة الناس فوجدوا بَخ مثقلًا فی مستعمل الكلام، و وجدوا مع مخففاً، و جَرْسُ الخاء أَمتن من جَرْس العین فكرهوا تثقیل العین، فافهم ذلك. الأَصمعی: درهم بَخِیّ خفیفة لأَنه منسوب إِلی بَخْ، و بَخْ خفیفة الخاء، و هو كقولهم ثوب یَدِیٌّ للواسع و یقال للضَّیِّق، و هو من الأَضداد؛ قال: و العامة تقول: بَخِّیٌّ، بتشدید الخاء، و لیس بصواب. و بَخْبَخَ الرجلُ: قال بَخٍ بَخٍ. و‌فی الحدیث: أَنه لما قرأَ: وَ سٰارِعُوا إِلیٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ؛ قال: بَخٍ بَخٍ‌و قال الحجاجُ لأَعْشَی هَمْدانَ فی قوله: بینَ الأَشَجِّ و بین قَیْسٍ باذِخٌ، بَخْبِخْ لوالدهِ و للمَوْلودِ و الله لا بَخْبَخْتَ بعدها. ابن الأَعرابی: إِبل مُخَبْخَبة عظیمة الأَجواف، و هی المُبَخْبَخة مقلوب مأْخوذ من بَخْ بَخْ. و العرب تقول للشی‌ء تمدحه: بَخْ بَخْ و بَخٍ بَخْ قال: فكأَنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا: ما أَحسنها قال: و البَخُّ السَّرِیُّ من الرجال. قال ابن الأَنباری: معنی بَخْ بَخْ تعظیم الأَمر و تفخیمه، و سكنت الخاء فیه كما سكنت اللام فی هل و بل. قال ابن السكیت: بَخٍ بَخٍ و بَهٍ بَهٍ [بَهْ بَهْ بمعنی واحد؛ قال ابن سیدة: و إِبل مُبَخْبَخة یقال لها بَخٍ بَخٍ إِعجاباً بها و قد عللنا قوله: حتی تجی‌ء الخَطَبَه بإبلٍ مُخَبْخَبه و ذكرنا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فقلب. و بَخْبَخَةُ البعیر و بَخْباخُه: هدیر یملأُ فمه بشِقْشِقَته، و هو جمل بَخْباخ الهدیر؛ قال: بَخٍ و بَخْباخُ الهَدِیر الزَّغْدِ یقال: بَخْبَخَ البعیر إِذا هَدَرَ؛ قال: و بَخْبَخَةُ البعیر هَدِیرٌ یملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه؛ و قیل: بَخْباخُ الجمل أَولُ هَدِیره. و تَبَخْبَخَ لحمه: صَوَّتَ من الهُزال و ربما شُدِّدت كالاسم؛ و قد جمعهما الشاعر فقال یصف بیتاً: روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ، بَخٍ لكَ بَخٍّ لبحر خِضَمْ و تَبَخْبَخَ لحمه: هو الذی تسمع له صوتاً من هُزال بعد سِمَن. الأَصمعی: رجل وَخْواخ و بَخْباخ إِذا استرخی بطنُه و اتسع جلده. و تَبَخْبَخَ الحرُّ: كتَخَبْخَبَ. و باخَ: سكن بعضُ فَوْرَتِه. و بَخْبِخوا عنكم من الظهیرة: أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا، و هو مقلوب منه. و تَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ: سكنت أَینما كانت. و بخْ بَخْ و بَخٍ بَخٍ؛ بالتنوین، و بَخٍ بَخْ: كقولك غاقٍ غاقْ و نحوه: كل ذلك كلمة تقال عند تعظیم الإِنسان، و عند التعجب من الشی‌ء، و عند المدح و الرضا بالشی‌ء، و تكرر للمبالغة فیقال بَخْ بَخْ. فإِن فصلت خففت و نوِّنت فقلت بَخٍ. التهذیب: و بَخ كلمة تقال عند الإِعجاب بالشی‌ء، تخفف و تثقل؛ و قال: بَخْ بَخْ لهذا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ. أَبو الهیثم: بَخْ بَخْ كلمة تتكلم بها عند تفضیلك الشی‌ء؛ و كذلك بَدَخْ و جَخْ بمعنی بخ؛ قال العجاج: إِذا الأَعادی حَسَبُونا بَخْبَخُوا أَی قالوا: بَخْ بَخْ و بَخٍ بَخٍ. قال أَبو حاتم: لو نسب إِلی بَخٍ علی الأَصل قیل: بَخَوِیّ كما إِذا نسب إِلی دَمٍ قیل: دَمَوِیّ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 7
أَبو عمرو: بَخَّ إِذا سكن من غضبه، و خَبَّ من الخَبَب.

بدخ؛ ج3، ص: 7

: امرأَة بَیْدَخة: تارَّة، لغة حِمْیَریَّة. و بَیْدَخُ: اسم امرأَة؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ لآلِ بَیْدَخا؟ جَرَّتْ علیها الریحُ ذیْلًا أَنْبَخا یقال: فلان یَتَبَدَّخُ علینا و یَتَمَدَّخُ أَی یتعظم و یتكبر. و البُدَخاء: العِظامُ الشُّؤُون؛ و أَنشد لساعدة: بُدَخَاءُ كلُّهمُ إِذا ما نُوكِرُوا الأَزهری: بَخٍ بَخٍ تتكلم بها عند تفضیلك الشی‌ء و كذلك بَدَخْ مثل قولهم عَجَباً و بَخْ بَخْ؛ و أَنشد: نحنُ بنو صَعْبٍ، و صَعبٌ لأَسَدْ، فبَدَخٌ هل تُنْكِرَنْ ذاكَ مَعَدْ؟

بذخ؛ ج3، ص: 7

: البَذَخ: الكبر. و البَذَخ: تطاول الرجل بكلامه و افتخاره؛ بَذَخَ یَبْذَخُ و یَبْذُخُ، و الفتح أَعلی، بَذَخاً و بُذُوخاً. و تَبَذَّخَ: تطاول و تكبر و فَخَر و علا. و شَرَفٌ باذِخٌ أَی عال، و رجل باذِخٌ، و الجمع بُذَخاءُ؛ و نظیره ما حكاه سیبویه من قولهم عالم و علماء و هو مذكور فی موضعه؛ و قال ساعدة بن جؤیة: بُذَخاءُ كلُّهُمُ إِذا ما نُوكِرُوا، یُتْقَی كما یُتْقَی الطَّلِیُّ الأَجْرَبُ و بَذَّاخ كباذِخ؛ قال طرفة: أَنتَ ابنُ هِنْدٍ فَقُلْ لی: من أَبوك إِذاً؟ لا یُصْلِحُ المُلْكَ إِلَّا كلُّ بَذَّاخِ و یروی: لا یَصْلُح المُلْكَ أَی للملك. و باذَخَه: فاخَرَه، و الجمع البَواذِخُ و الباذِخاتُ. التهذیب: و فی الكلام هو بَذَّاخٌ، و فی الشعر هو باذِخٌ؛ و أَنشد: أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِی البُذَّخُ و فلان یَتَبَذَّخُ أَی یتعظم و یتكبر. و‌فی حدیث الخیل: و الذی یتخذها أَشَراً و بَطَراً و بَذَخاً؛ البَذَخ، بالتحریك: الفخر و التطاول. و الباذخ: العالی، و یجمع علی بُذَّخ؛ و منه‌كلام علیّ، رضی الله عنه: و حَمَّل الجِمالَ البُذَّخَ علی أَكتافِها.و الباذخُ و الشامخُ: الجبل الطویل، صفة غالبة، و الجمع البَواذخُ. و قد بَذَخَ بُذُوخاً؛ و بَذَخَ البعیرُ یَبْذُخ بَذَخاناً، فهو باذخٌ و بَذَّاخٌ: اشتدّ هَدْرُه فلم یكن فوقه شی‌ء، و إِنه لَبَذَّاخٌ. و تقول إِذا زجرته عن ذلك أَو حكیتَه: بِذِخْ بِذِخْ. و البَیْذَخُ: معروفة بهذا الاسم. و امرأَة بَیْذَخٌ أَی بادِنٌ.

بذلخ؛ ج3، ص: 7

: بَذْلَخَ الرجلُ: طَرْمَذَ؛ و رجل بِذْلاخٌ.

برخ؛ ج3، ص: 7

: البَرْخُ: الكبیر الرَّخْصُ، عُمَانِیَّة، و قیل: هی بالعِبرانیة أَو السُّریانیة. یقال: كیف أَسعارُهم؟ فیقال: بَرْخٌ أَی رخیص. و التَّبرِیخُ: التَّبرِیكُ؛ قال: و لو یُقالُ: بَرِّخُوا، لَبَرَّخُوا لِمارِ سَرْجِیسَ، و قد تَدَخْدَخُوا أَی ذَلُّوا و خَضَعُوا. بَرِّخُوا: بَرِّكُوا، بالنَّبَطِیَّة؛ و قال غیره: بَرِّخُوا أَی اجعلوا لنا شِقْصاً، و أَصله بالفارسیة البَرْخُ، و هو النصیب. و قال أَبو عمرو: بَزِّخوا، بالزای، قال: هكذا رأَیته أَی اسْتَخْذُوا، و هو من كلام النصاری؛ قال أَبو منصور: و هو
لسان العرب، ج‌3، ص: 8
بالزای أَشبه من تَبازَخَ و هو الأَبْزَخُ. و البَرْخُ: أَن تقطع بعض اللحم بالسیف. و البَرْخُ: الحَرْبُ. و البَزْخُ: الجَرْفُ، بلغة عُمَانَ؛ قال الأَزهری: و رویَ البَرْخ، بالراء.

بربخ؛ ج3، ص: 8

: البَرْبَخة: الإِرْدَبَّةُ. و بَرْبَخُ البولِ: مَجْراه.

برزخ؛ ج3، ص: 8

: البَرْزَخُ: ما بین كل شیئین، و فی الصحاح: الحاجز بین الشیئین. و البَرْزَخُ: ما بین الدنیا و الآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلی البعث، فمن مات فقد دخل البَرْزَخَ. و‌فی حدیث المبعث عن أَبی سعید: فی بَرْزَخِ ما بین الدنیا و الآخرة؛ قال: البَرْزَخُ ما بین كل شیئین من حاجز، و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ مِنْ وَرٰائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلیٰ یَوْمِ یُبْعَثُونَ؛ قال: البَرْزَخُ من یوم یموت إِلی یوم یبعث. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: أَنه صلی بقوم فأَسْوَی بَرْزَخاً!؛ قال الكسائی: قوله فأَسْوَی بَرْزَخاً أَجْفَلَ و أَسْقَط؛ قال: و البَرْزَخ ما بین كل شیئین؛ و منه قیل للمیت: هو فی بَرْزخ لأَنه بین الدنیا و الآخرة؛ فأَراد بالبَرْزَخ ما بین الموضع الذی أَسقط علیٌّ منه ذلك الحرف إِلی الموضع الذی كان انتهی إِلیه من القرآن. و بَرازِخُ الإِیمان: ما بین الشك و الیقین؛ و قیل: هو ما بین أَول الإِیمان و آخره. و‌فی حدیث عبد الله: و سئل عن الرجل یجد الوسوسة، فقال: تلك بَرازِخُ الإِیمانِ؛ یرید ما بین أَوّله و آخره، و أَوَّلُ الإِیمان الإِقرار بالله عز و جل، و آخره إماطة الأَذَی عن الطریق. و البَرازخ جمع بَرْزَخ، و قوله تعالی: بَیْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لٰا یَبْغِیٰانِ؛ یعنی حاجزاً من قدرة الله سبحانه و تعالی؛ و قیل: أَی حاجز خفیّ. و قوله تعالی: وَ جَعَلَ بَیْنَهُمٰا بَرْزَخاً أَی حاجزاً. قال: و البرزخ و الحاجز و المُهْلَة متقاربات فی المعنی، و ذلك أَنك تقول بینهما حاجزٌ أَن یَتزاوَرا، فتنوی بالحاجز المسافةَ البعیدة، و تنوی الأَمر المانع مثل الیمین و العداوة، فصار المانع فی المسافة كالمانع من الحوادث، فوَقَعَ علیها البَرْزَخُ.

بزخ؛ ج3، ص: 8

: البَزَخُ: تَقاعُسُ الظهر عن البطن؛ و قیل: هو أَن یدخل البطنُ و تَخْرُجَ الثُّنَّةُ وما یلیها؛ و قیل: هو أَن یخرج أَسفل البطن و یدخل ما بین الوركین؛ و قیل: هو خروج الصدر و دخول الظهر؛ و امرأَة بَزْخاءُ، و فی وركه بَزَخٌ. و ربما یمشی الإِنسان مُتَبازِخاً كمِشیة العجوز: أَقامت صلبها فتَقاعَسَ كاهلُها و انْحَنَی ثَبَجُها. و من العرب من یقول: تَبازَخْتُ عن هذا الأَمر أَی تَقاعَسْتُ عنه. و فی صدره بَزَخٌ أَی نُتُوءٌ؛ و كذلك الفرس إِذا اطمأَنت قَطاتُه و صُلْبه. و تَبازَختِ المرأَةُ إِذا أَخرجت عَجیزتها. و تَبازَخَ عن الأَمر أَی تقاعس. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دعا بفَرَسین هَجین و عَربیّ للشُّرْب، فتطاول العتیقُ فشرب بطول عُنُقه و تَبازَخَ الهَجِینُ؛ التبازُخُ: أَن یَثْنیَ حافره إِلی بطنه لقِصَر عنقه. ابن سیدة: البَزَخُ فی الفرس تَطامُنُ ظهره و إِشرافُ قَطاتِه و حارِكِه، و الفعل من ذلك كله بَزِخَ بَزَخاً و هو أَبْزَخُ، و انْبَزَخَ كبَزَخَ؛ عن ابن الأَعرابی. و بِرْذَوْنٌ أَبْزَخُ إِذا كان فی ظهره تَطامُن و قد أَشرف حارِكُه. و البَزَخُ فی الظهر: أَن یطمئن وَسَطُ الظهر و یخرج أَسفل البطن. و البَزْخاء من الإِبل: التی فی عجزها وَطْأَة. و بَزَخَه بَزْخاً: ضربه فدخل ما بین وركیه و خرجت سُرَّته.
لسان العرب، ج‌3، ص: 9
و البِزْخُ: الوِطاءُ من الرمل، و الجمع أَبْزاخ. و تَبازَخَ الرجلُ: مشی مِشْیةَ الأَبْزَخ أَو جلس جِلْسَتَه؛ قال عبد الرحمن بن حسان: فتبازَتْ فَتبازَخْتُ لها، جِلْسةَ الجازِرِ یَسْتَنجِی الوَتَرْ. و روی أَبو عمرو قول العجاج: و لو أَقولُ: بَزِّخُوا، لَبَزَّخُوا و قال: بَزِّخُوا اسْتَخْذُوا، و رواه غیره بَرّخوا بالراء، و الزای أَفصح. و بَزَخَ القوسَ: حَناها؛ قالت بعض نساء مَیْدَعان: لو مَیْدَعانُ دَعا الصَّرِیخَ لقد بَزَخَ القِسِیَّ شمائلُ شُعْرُ و بَزَخَ ظهرَه بالعصا یَبْزَخُه بَزْخاً: ضربه. و عَصاً بَزُوخ و عِزَّة بَزُوخ: كلاهما شدیدة؛ قال: أَبتْ لی عِزَّةٌ بَزَرَی، بَزُوخُ، إِذا ما رامَها عِزٌّ یَدُوخُ و بَزَخَه یَبْزَخُه بَزْخاً: فَضَحه. و بُزاخة و بُزاخ: موضعان؛ قال النابغة الذبیانی یصف نخلًا: بُزَاخِیَّة أَلْوَتْ بِلیفٍ كأَنه عِفاءُ قِلاصٍ، طار عنها، تَواجِرِ «3» التهذیب: اللیث: البَزْخ الجَرْف بلغة عُمان. قال أَبو منصور و قال غیره: هو البَرْخ، بالراء. و یومُ بُزاخةَ: یومٌ معروف؛ و فی الحدیث ذكر وَفْد بُزاخةَ، هی بضم الباء و تخفیف الزای، موضع كانت به وقعة للمسلمین فی خلافة أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه.

بزمخ؛ ج3، ص: 9

: ابن درید: بَزْمَخَ الرجلُ إِذا تكبر.

بطخ؛ ج3، ص: 9

: البِطِّیخُ و الطِّبِّیخُ، لغتان، و البِطِّیخُ من الیَقْطِین الذی لا یعلو، و لكن یذهب حبالًا علی وجه الأَرض، واحدته بِطِّیخة. و المَبْطَخة و المَبْطُخة: مَنْبِتُ البطیخ. و أَبْطَخَ القومُ: كثر عندهم البطیخ. أَبو حمزة: قال أَبو زید: المَطْخُ و البَطْخُ اللَّعْقُ، و لم أَسمعه من غیره.

بلخ؛ ج3، ص: 9

: البَلَخُ: مصدر الأَبْلَخ و هو العظیم فی نفسه، الجَری‌ء علی ما أَتی من الفجور، و المرأَة بَلْخاء. و البَلَخُ: التكبر. ابن سیدة: البِلْخُ و البَلْخُ الرجل المتكبر فی نفسه. بَلِخَ بَلَخاً و تَبَلَّخَ أَی تكبر، و هو أَبْلَخُ بَیِّنُ البَلَخِ؛ قال أَوسُ بن حَجَر: یَجُودُ و یُعْطِی المالَ عن غیر ضِنَّةٍ، و یَضْرِبُ رأْسَ الأَبْلَخِ المُتَهَكِّمِ و الجمع البُلْخُ. و البَلْخاءُ من النساء: الحمقاء. و بَلْخٌ: كُورَة بخراسان. و البَلِیخُ: موضع؛ قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً. و البَلْخُ: الطُّول. و البَلْخُ: شجر السِّنْدِیان. أَبو العباس: البُلاخُ شجر السندیان و هو الشجر الذی یقطع منه كدینات القصارین؛ و الله أَعلم «4».

بوخ؛ ج3، ص: 9

: باخَتِ النارُ و الحربُ تَبُوخُ بَوْخاً و بُؤُوخاً و بَوَخاناً: سكنتْ و فَتَرَت، و كذلك الحرُّ و الغضب
(3). صحح بیت الشعر الوارد فی الصفحة 562 علی ما هو علیه هذا هنا. (4). زاد فی القاموس و شرحه: و نسوة بلاخ، بالكسر، أی ذوات أعجاز. و البلاخیة، بالضم: العظیمة فی نفسها، الجریئة علی الفجور، أو الشریفة فی قومها. و بلخان، محركة: بلد قرب أبی ورد. و البلخیة، محركة: شجر یعظم كشجر الرمان، له زهر حسن إلی آخره. و قوله: و نسوة بلاخ إلخ، ذكره المصنف فی مادة دلخ فی حل قول الشاعر: أسقی دیار خلد بلاخ
لسان العرب، ج‌3، ص: 10
و الحُمَّی؛ قال رؤبة: حتی یَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِیتُ و أَباخَها الذی یُخْمِدُها، و أَبَخْتُ الحَرْبَ إِباخةً. و باخَ الرجلُ یَبوخُ: سكَنَ غَضَبُه. و باخَ الحَرُّ یبوخُ إِذا فَتَر؛ و قیل: باخَ الحرّ إِذا سكنَ فَوْرُه. و أَبِخْ عنك من الظهیرة أَی أَقم حتی یسكن حر النهار و یَبرُدَ. و عَدا حتی باخَ أَی أَعیا و انْبهَرَ. و هم فی بُوخٍ من أَمرهم أَی فی اختلاط.

فصل التاء؛ ج3، ص: 10

تخخ؛ ج3، ص: 10

: التَّخُّ: العجین الحامض؛ تَخَّ العجینُ یَتُخُّ تُخوخاً و أَتَخَّه صاحبه إِتْخاخاً. و التَّخُّ: العجین المسترخی. و تَخَّ العجینُ تَخّاً إِذا أُكْثِرَ ماؤه حتی یَلِینَ، و كذلك الطینُ إِذا أُفْرِطَ فی كثرة مائه حتی لا یمكن أَن یُطَیَّنَ به، و أَتَخَّهما هو فعل بهما ذلك. و التَّخْتَخَة: فی بعض حكایة الأَصوات كأَصوات الجنّ، و به سمی التَّخْتاخ. و التَّخْتَخة: اللُّكْنَة. و رجل تَخْتاخ و تَخْتَخانیٌّ: أَلْكَنُ. و التَّخُّ: الكُسْبُ «1».

ترخ؛ ج3، ص: 10

: ابن الأَعرابی: التَّرْخُ الشَّرْطُ اللَّیِّنُ. یقال: أُرْتِخَ شَرْطی و أُتْرِخَ شَرْطی؛ قال الأَزهری: فهما لغتان: التَّرْخُ و الرَّتْخُ مثل الجَبْذِ و الجذْب. ابن سیدة: تُراخ موضع.

تنخ؛ ج3، ص: 10

: تَنَخَ بالمكان و تَنَأَ تُنُوخاً و تَنَّخَ إِذا أَقام به، فهو تانِخٌ و تانئٌ أَی مقیم. و‌فی حدیث عبد الله بن سلام: أَنه آمن و من معه من یَهُودَ فتَنَخُوا علی الإِسلام‌أَی ثبتوا و أَقاموا، و یروی بتقدیم النون علی التاء أَی رَسَخوا. و تَنُوخُ: حیّ من العرب أَو من الیمن أَو قبیلة مشتق من ذلك لأَنهم اجتمعوا و تحالفوا فتَنَخُوا. و تَنَخَ فی الأَمر: رَسَخَ فیه، فهو تانخٌ. و تَنِخَتْ نفسه تَنَخاً: خَبُثَتْ من شِبَع أَو غیره كطَنِخَتْ. و تَنِخَ و طنِخَ إِذا اتَّخَم.

توخ؛ ج3، ص: 10

: اللیث: تاخت الإِصْبَع فی الشی‌ء الوارم الرِّخْو؛ و أَنشد بیت أَبی ذؤَیب: بالنِّیِّ فهی تَتُوخُ فیه الإِصْبَعُ قال و یروی: فهی تَثُوخُ، بالثاء، و سیأْتی ذكره؛ قال الأَزهری: ثاخَ و ساخَ معروفان بهذا المعنی، و أَما تاخَ بمعناهما فما رواه غیر اللیث. أَبو زید: یقال للعصا المِتْیَخة؛ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أُتیَ بسكران فقال: اضربوه، فضربوه بالنعال و الثیاب و المِتْیَخةِ؛ و هذه لفظة قد اختلف فی ضبطها، فقیل: هی بكسر المیم و تشدید التاء مِتِّیخة؛ و قیل: هی بفتح المیم مع التشدید مَتِّیخة؛ و قیل: هی بكسر المیم و سكون التاء قبل الیاء مِتْیخة؛ و قیل: هی بكسر المیم و تقدیم الیاء الساكنة علی التاء مِیتَخَة؛ قال الأَزهری: و هذه كلها أَسماء لجرائد النخل و أَصل العُرْجُون، فمن قال مِیتَخة، فهو من وَتَخَ یَتِخُ، و من قال مِتْیَخة، فهو من تاخَ یَتِیخُ، و من قال مِتِّیخة، فهو فِعِّیلة من مَتَخَ، و قیل: المِتْیَخة جرائد رطبة؛ و قیل: هی اسم للعصا؛ و قیل: للقضیب الدقیق اللین؛ و قیل: كل ما ضرب به من جرید أَو عصا أَو دِرَّة و غیر ذلك، و ترجم علیها ابن الأَثیر فی متخ، قال: و أَصلها فیما قیل من مَتَخَ اللَّهُ رقبته و مَتَخه بالسَّهم إِذا ضربه؛
(1). زاد المجد: و أصبح تاخاً أی لا یشتهی الطعام. و تخ تخ، بالكسر: زجر للدجاج
لسان العرب، ج‌3، ص: 11
و قیل: من تَیَّخَه العذابُ و طَیَّخه إِذا أَلَحَّ علیه، فأُبدلت التاء من الطاء؛ و‌فی الحدیث أَنه خرج و فی یده مِتْیَخة فی طرفها خوص معتمداً علی ثابت بن قیس.

فصل الثاء؛ ج3، ص: 11

ثخخ؛ ج3، ص: 11

: ثَخَّ الطینُ و العجینُ إِذا كثر ماؤهما كتَخَّ و أَثخَّه كأَتَخَّه، و هی أَقل اللغتین، و قد ذكر ذلك فی التاء أَیضاً.

ثلخ؛ ج3، ص: 11

: ثَلَخَ البقرُ یَثْلَخُ ثَلْخاً: خَثَی و هو خُرْؤُه أَیام الربیع؛ و قیل: إِنما یَثْلَخُ إِذا كان الربیعُ و خالطه الرُّطْبُ. و یقال: ثَلَّخْتُه تَثْلِیخاً إِذا لَطَّخْته بقذر فَثَلَخَ ثَلْخاً.

ثوخ؛ ج3، ص: 11

: ثاخَ الشی‌ءُ ثَوْخاً: ساخ. و ثاخَت قَدَمُه فی الوَحَلِ تَثُوخُ و تَثِیخ: خاضت و غابت فیه؛ قال المتنخل الهذلی یصف سیفاً: أَبیضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ، إِذا ما ثاخَ فی مُحْتَفَلٍ یَخْتَلی أَراد بالأَبیض السیف، و الرَّجْع: الغَدیر، شبه السیف به فی بیاضه. و الرَّسُوبُ: الذی یَرْسُب فی اللحم. و المُحْتَفَل: أَعظم موضع فی الجسد. و یختلی: یَقْطَعُ. و ثاخَ و ساخَ: ذهب فی الأَرض سُفْلًا. و ثاختِ الإِصْبَعُ فی الشی‌ء الوارم: ساخت؛ قال أَبو ذؤیب: قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنِّیِّ، فهی تَثُوخُ فیها الإِصْبَعُ و روی هذا البیت بالتاء و قد تقدم، و هذه الكلمة یائیة و واویة.

ثیخ؛ ج3، ص: 11

: ثاخَتْ رجلُه تَثِیخ مثل ساخت، و الواو فیه لغة، و قد تقدم؛ و زعم یعقوب أَن ثاء ثاخت بدل من سین ساخت، و الله أَعلم.

فصل الجیم؛ ج3، ص: 11

جبخ؛ ج3، ص: 11

: جَبَخَ جَبْخاً: تكبر. و جَبَخَ القِداحَ و الكِعابَ جَبْخاً: حركها و أَجالها. و الجَبْخُ: صوت الكِعاب و القِداح إِذا أَجلتها. و الجَمْخُ: مثل الجَبْخ فی الكِعاب إِذا أُجیلت. و الجَبْخُ و الجِبْخُ [الجُبْخُ جمیعاً: حیث تَعْسِلُ النحلُ، لغة فی الجِبْح «1».

جخخ؛ ج3، ص: 11

: جَخَّ ببوله: رَمی به؛ و قیل: جَخَّ به إِذا رَغَّاه حتی یَخُدَّ به الأَرض، كذا حكاه ابن درید بتقدیم الجیم علی الخاء؛ قال ابن سیدة: و أُری عكسَ ذلك لغة. و جَخَّ برجله: نَسَفَ بها التراب فی مشیه كَخَجَّ، حكاهما ابن درید معاً، قال: و جَخَّ أَعلی. و جَخَّت النجومُ تَجْخِیَةً و خَوَّتْ تَخْوِیَةً إِذا مالت للمغیب. و جَخَّ الرجلُ: تَحوَّل من مكان إِلی مكان. و جَخْجَخَ: لم یُبْدِ ما فی نفسه كخَجْخَجَ. و جَخْجَخَ: صاح و نادی؛ و‌فی الحدیث: إِن أَردت العِزَّ فجَخْجِخْ فی جُشَم؛ و قال الأَغلبُ العِجْلیّ: إِن سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ فی جُشَمْ، أَهلِ النَّباهِ و العَدیدِ و الكَرَمْ. قال اللیث: الجَخْجَخَة الصیاح و النداء؛ و معنی الحدیث: صِحْ و ناد فیهم و تحوَّل إِلیهم. و قال أَبو الهیثم فی معنی قول الأَغلب: فَجَخْجِخْ بجشم أَی ادْعُ بها تُفاخِرْ معك. و فی الحواشی: الجَخْجَخة التعریض.
(1). زاد المجد: و الأَجباخ أمكنة فیها نخیل و فی قول طرفة الحجارة
لسان العرب، ج‌3، ص: 12
معناه أَی عَرِّضْ بها و تعرَّضْ لها؛ و یقال: بل جَخْجِخْ بها أَی ادخل بها فی معظمها و سوادها الذی كأَنه لیل. و قد تَجَخْجَخَ إِذا تراكب و اشتدّت ظلمته؛ قال و أَنشد أَبو عبد الله: لمن خَیالٌ زارنا من مَیْدَخا طافَ بنا، و اللیلُ قد تَجَخْجَخا؟ «1» قال أَبو الفضل: و سمعت أَبا الهیثم یقول: جَخْجَخَ أَصله من جَخْ جَخْ، كما تقول بَخْ بَخْ عند تفضیلك الشی‌ء. و الجَخْجَخَةُ: صوت تكثیر الماء. و جَخْ: زجر للكبش. و جَخْ جَخْ: حكایة صوت البطن؛ قال: إِن الدقیقَ یَلْتَوی بالجُنْبُخِ، حتی یقولَ بطنُه: جَخٍ جَخِ و جَخْجَخْتُ الرجلَ: صَرَعْتُه. و جَخْجَخَ و تَجَخْجَخَ إِذا اضطجع و تمكن و استرخی. و‌فی حدیث البراء بن عازب: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا سجد جَخَّ؛ قال شمر: یقال: جَخَّ الرجل فی صلاته إِذا رفع بطنه، فمعناه أَی فتح عضدیه عن جنبیه و جافاهما عنهما؛ أَبو عمرو: جَخَّ إِذا تفتَّح فی سجوده و غیره؛ و قیل فی تفسیر حدیث البراء: معنی جَخَّ إِذا فتح عضدیه فی السجود؛ و كذلك جَخَّی و اجلَخَّ، كله إِذا فتح عضدیه فی السجود، و قال الفراء: جَخَّ تحوَّل من مكان إِلی مكان؛ قال الأَزهری: و القول ما قال أَبو عمرو. وجَخَّی تَجْخِیةً إِذا جلس مستوفزاً فی الغائط؛ و قال ابن الأَعرابی: ینبغی له أَن یُجَخِّیَ و یُخَوِّیَ. قال: والتَّجْخِیة إِذا أَراد الركوع رفع ظهره. قال أَبو السَّمَیْدَع: المُجَخِّی الأَفْحَجُ الرجلین.

جرفخ؛ ج3، ص: 12

: جَرْفَخ الشی‌ءَ إِذا أَخذه بكثرة؛ و أَنشد: جَرْفَخَ مَیَّارُ أَبی تُمامه «2».

جفخ؛ ج3، ص: 12

: الأَصمعی: الجَمْخُ و الجَفْخُ الكِبْرُ. و جَفَخَ الرجلُ یَجْفَخُ و یَجْفِخُ جَفْخاً كجَخَف: فَخَرَ و تكبر، و كذلك جَمَخَ، فهو جَفَّاخٌ و جمَّاخٌ و ذو جَفْخٍ و ذو جَمْخٍ؛ و جافَخَه و جامَخَه.

جلخ؛ ج3، ص: 12

: جَلَخَ السیلُ الوادیَ یَجْلَخُه جَلْخاً: قطع أَجرافه و ملأَه. و سیل جُلاخ و جُراف: كثیر. و الجُلاح، بالحاء غیر معجمة: الجُرافُ. و الجَلْخُ: ضرب من النكاح؛ و قیل: الجَلْخُ إِخراجها و الدَّعْسُ إِدخالها. و الجَلیخُ: صوت الماء. و الجُلاخُ: اسم شاعر. و الجِلْواخُ: الواسع الضخم الممتلئ من الأَودیة؛ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: أَخذنی جبریل و میكائیل فَصَعِدا بی فإِذا بنهرین جِلْواخَیْنِ، فقلت: ما هذان النهران؟ قال جبریل: سُقْیا أَهل الدنیا؛ جِلواخَین أَی واسعین. و الجُلاخُ: الوادی العَمیقُ؛ و أَنشد أَبو عمرو بن العلاء: أَلا لیتَ شعْری، هل أَبِیتَنَّ لیلةً بأَبْطح جِلْواخٍ، بأَسْفله نَخْلُ؟ و الجِلْواخ: التَّلَعَةُ التی تعظم حتی تصیر مثل نصف الوادی أَو ثلثیه. و الجِلْواخ: ما بان من الطریق و وضَحَ.
(1). قوله [من میدخا] كذا بضبط الأَصل و لم نجد هذه اللفظة فی مظانها مما بأیدینا من الكتب (2). قوله [تمامه] كذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 13
و جَلَوَّخٌ: اسم. ابن الأَنباری: اجْلَخَّ الشیخُ أَی ضَعُفَ و فَترت عظامُه و أَعضاؤه؛ و أَنشد: لا خیرَ فی الشَّیْخ إِذا ما اجْلَخَّا، و اطْلَخَّ ماءُ عینِه و لَخَّا اطْلَخَّ أَی سال؛ قال ابن الأَنباری: اجْلَخَّ معناه سقط فلا ینبعث و لا یتحرّك. أَبو العباس: جَخَّ و جَخَّی و اجْلَخَّ إِذا فتح عضدیه فی السجود.

جمخ؛ ج3، ص: 13

: الجَمْخُ و الجَفْخُ: الكبر. جَمَخَ یَجمَخُ جَمْخاً: فَخَر. و رجل جامخ و جَمُوخ و جِمِّیخ: فِخِّیر. و جامَخَه جِماخاً: فاخَره. و جَمَخَ الخیلَ و الكِعابَ یجْمَخُها جَمْخاً و جَمَخَ بها: أَرسلها و دفعها؛ قال: و إِذا ما مَرَرْتَ فی مُسْبَطِرٍّ، فاجْمَخِ الخیلَ مثلَ جَمْخِ الكِعابِ و الجَمْخُ مثل الجَبْخِ فی الكعاب إِذا أُجیلت. و جَمَخَ الصبیان بالكِعاب مثل جَبَخُوا أَی لعِبُوا مُتطارحین لها. و جَمَخَ الكَعْبُ و انْجَمَخَ: انتصب. و جَمَخَ جَمْخاً: قفَزَ. و الجَمْخ: السَّیَلانُ. و جَمَخَ اللحمُ: تغیر كَخَمَج.

جنبخ؛ ج3، ص: 13

: اللیث: الجُنْبُخُ الضخم بلغة مصر؛ قال: و القملة الضخمة جُنْبُخَة. و الجُنْبُخُ: الكبیر العظیم؛ و عِزٌّ جُنْبُخٌ؛ قال أَعرابی: یأْبی لیَ اللَّهُ و عِزٌّ جُنْبُخُ ابن السكیت: الجُنْبُخُ: الطویل؛ و أَنشد: إِنَّ القَصِیر یَلْتَوِی بالجُنْبُخِ، حتی یَقولَ بطنُه: جَخٍ جَخِ

جوخ؛ ج3، ص: 13

: جاخَ السیلُ الوادیَ یَجُوخُه جَوْخاً: جَلَخَه و قلَع أَجرافه: قال الشاعر: فللصخرِ من جَوْخِ السُّیُولِ وَجِیبُ و جاخَه یَجِیخُه جَیْخاً: أَكل أَجرافه، و هو مثل جَلَخَه، و الكلمة یائیة و واویة. و جَوَّخَ السیلُ الوادیَ تجْویخاً إِذا كسر جَنَبَتَیْه، و هو الجَوْخُ؛ قال حمید بن ثور: أَلَثَّتْ علینا دِیمَةٌ بعدَ وابِلٍ، فللجِزْعِ من جَوْخِ السُّیولِ قَسیبُ و هذا البیت استشهد الجوهری بعجزه، و تَمَّمه ابن بری بصدره و نسبه إِلی النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ. و تَجَوَّخَتِ البئر و الرَّكِیَّةُ تَجَوُّخاً: انهارتْ؛ و سَمَّی جریرٌ مُجاشِعاً بنی جَوْخا فقال: تَعَشَّی بنو جَوْخا الخَزِیرَ، و خَیْلُنا تُشَظِّی قِلالَ الحَزْنِ، یومَ تُناقِلُهْ و جَوْخا: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی «3»: و قالوا: علیكم حَبَّ جَوْخا و سُوقَها، وما أَنا، أَمْ ما حَبُّ جَوخا و سُوقُها؟ و الجَوْخانُ: بَیْدَرُ القمح و نحوه، بصریة، و جمعها جَواخِینُ علی أَن هذا قد یكون فَوْعالًا؛ قال أَبو حاتم: تقول العامَّة الجَوْخانُ، و هو فارسی معرَّب، و هو بالعربیة الجَرِینُ و المِسْطَحُ. و یقال: تَجَوَّخَتْ قَرْحَتُه إِذا انفجرت بالمِدَّة، و الله أَعلم.
(3). قوله [أنشد ابن الأعربی] أی لزیاد بن خلیفة الغنوی و قبله كما فی یاقوت: هبطنا بلاداً ذات حمی و حصبة و موم و إخوان مبین عقوقها سوی أن أقواماً من الناس وطشوا بأشیاء لم یذهب ضلالًا طریقها قال الفراء: و طش له إذا هیأ له وجه الكلام أو العلم أو الرأی
لسان العرب، ج‌3، ص: 14‌

جیخ؛ ج3، ص: 14

: جاخَ السیلُ الوادیَ یَجِیخُه جَیْخاً: أَكلَ أَجرافَه، و الكلمة یائیة و واویة، و قد تقدم ذكره.

فصل الخاء؛ ج3، ص: 14

خوخ؛ ج3، ص: 14

: الخَوْخَةُ: واحدة الخَوخِ. و الخَوْخَةُ: كُوَّة فی البیت تؤَدِّی إلیه الضوء. و الخَوْخة: مُخْتَرَقُ ما بین كل دارین لم ینصب علیها باب، بلغة أَهل الحجاز، و عم به بعضهم فقال: هی مُخْتَرَقُ ما بین كل شیئین؛ و‌فی الحدیث: لا تَبْقی خَوخةٌ فی المسجد إِلْا سُدَّتْ غیر خَوخةِ أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه؛ و فی حدیث آخر: إلَّا خَوْخةَ علیّ، رضوان الله علیه، هی باب صغیر كالنافذة الكبیرة تكون بین بیتین ینصب علیها باب. قال اللیث: و ناس یسمون هذه الأَبواب التی تسمیها العجم بنحرقات خَوْخاتٍ. و الخَوْخةُ: الدُّبُر. و الخَوْخةُ: ثمرة معروفة و جمعها خَوْخٌ. و الخَوْخة: ضرب من الثیاب الخُضْر؛ قال الأَزهری: و ضرب من الثیاب أَخْضَرُ یسمیه أَهل مكة الخَوْخة. و الخَوْخاةُ: الرجل الأَحمق. ابن سیدة: الخَوْخاء، ممدود، الأَحمق، و الجمع خَوْخاؤون؛ قال الأَزهری: الذی أَعرفه لأَبی عبید الهَوْهاة الجبان الأَحمق، بالهاء، و لعل الخاء لغة فیه. أَبو عمرو: و الخُوَیْخِیَة الداهیة، و الیاء مخففة؛ قال لبید: و كلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بینهمْ خُوَیْخِیَةٌ، تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ و یروی بیتهم. قال شمر: لم أَسمع خُوَیخِیَة إِلَّا للبید، و أَبو عمرو ثقة؛ و قال الأَزهری: هذا حرف غریب، و رواه بعضهم دُوَیْهِیَة؛ قال: و من الغریب أَیضاً ما روی عن ابن الأَعرابی، قال: الصُّوصِیَة و الصُّواصِیَة الداهیة. التهذیب: و اسم موضع یقال له رَوْضةُ خاخٍ بین الحرمین، و كانت المرأَة التی أَدركها علیّ و الزبیر، رضی الله عنهما، و أَخذا منها كتاباً كتبه حاطب بن أَبی بَلْتَعةَ إِلی أَهل مكة، إِنما أَلْفَیاها بروضَةِ خاخٍ؛ ففَتَّشاها و أَخذا منها الكتاب.

فصل الدال المهملة؛ ج3، ص: 14

دبخ؛ ج3، ص: 14

: دَبَّخَ الرجلُ تَدْبیخاً إِذا قَبَّبَ ظهره و طأْطأَ رأْسه؛ بالخاء و الحاء جمیعاً؛ عن أَبی عمرو و ابن الأَعرابی.

دخخ؛ ج3، ص: 14

: الدَّخُّ و الدُّخُّ و الطَّسْلُ و النُّحاسُ: الدُّخانُ، و حكاه ابن درید بالضم فقط؛ قال الشاعر: لا خیرَ فی الشَّیْخِ إِذا ما اجْلَخَّا، و سالَ غَرْبُ عینِه فاطْلَخَّا، و الْتَوَتِ الرِّجْلُ فصارتْ فَخَّا، و صارَ وَصْلُ الغانِیاتِ أَخّا، عند سُعارِ النارِ یَغْشَی الدُّخَّا أَراد الدُّخَانَ. و‌فی الحدیث: قال لابن صَیَّادٍ ما خَبَأْتُ لك؟ قال: هو الدُّخُّ؛ الدَّخُّ، بفتح الدال و ضمها: الدُّخَانُ؛ قال الشاعر: عند رِوَاق البیتِ یَغْشَی الدُّخَّا و فسر فی الحدیث أَنه أَراد بذلك: یَوْمَ تَأْتِی السَّمٰاءُ بِدُخٰانٍ مُبِینٍ. و‌قیل: إِن الدجال یقتله عیسی بن مریم بجبل الدُّخَانِ‌فیحتمل أَن یكون أَراده تعریضاً بقتله، لأَن ابن صَیَّادٍ كان یظن أَنه الدجال. و الدَّخَخُ: سواد و كُدْرة. و الدَّخْدَخةُ: مثل التَّدْوِیخ؛ و دَخْدَخَهُم: دَوَّخهم. و الدَّخْدَخة: تَقاربُ الخَطوِ فی عَجَلةٍ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 15
و فی النوادر: مَرَّ فلان مُدَخْدِخاً و مُزَخْزِخاً إِذا مر مسرعاً. و تَدَخْدَخَ اللیلُ إِذا اختلط ظَلامه. و تَدَخْدَخَتْ. و الدُّخْدُخُ: دُوَیْبَّةٌ؛ قال المُؤَرِّج: الدَّخْداخ دویبة صفراء كثیرة الأَرجل؛ قال الفَقْعَسِیّ: ضَحِكَتْ ثم أَغْرَبَتْ أَن رأَتنی، لاقْتِطاعِی قَوائمَ الدَّخْداخِ و رجل دُخْدُخٌ و دُخادِخٌ: قصیر. و تَدَخْدَخَ الرجلُ: انقبض، لغة مرغوبٌ عنها. و دُخْدُخْ و دُخْدُوخْ: كلمة یُسَكَّتُ بها الإِنسانُ و یُقْدَعُ، و معناه قد أَقررت فاسكت. و دَخْدَخْنا القومَ: ذللناهم و وَطِئناهم؛ قال الشاعر: و دَخْدَخَ العَدُوَّ حتی اخْرَمّسَا و كذلك دُخْنا البلادَ. و الدَّخْدَخةُ: الإِعْیاءُ. و دَخْدَخ البعیرُ إِذا رُكِبَ حتی أَعیا و ذَلَّ؛ قال الراجز: و العَوْدُ یشكو ظَهْرَه قد دَخْدَخا

دربخ؛ ج3، ص: 15

: دَرْبَخَتِ الحمامةُ لذَكرها: خَضَعت له و طاوعته للسِّفاد، و كذلك الرجلُ إِذا طأْطأَ رأْسه و بسط ظهره؛ قال: و لو نقولُ: دَرْبِخُوا، لدَرْبَخُوا لفَحْلِنا، إِذ سَرَّه التَّنَوُّخُ یقول: إِنی سید الشعراء. و الدَّرْبَخَة: الإِصغاء إِلی الشی‌ء و التذلل؛ قال ابن درید: أَحسبها سریانیة. و دَرْبَخَ: ذَلَّ؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یَعْتذر له؛ و كذلك حكاه یعقوب، و الحاء المهملة لغة، و قد تقدم ذكره. و دَرْبَخَ الرجلُ: حَنی ظهره؛ عن اللحیانی.

دلخ؛ ج3، ص: 15

: الدَّلَخُ: السِّمَنُ. أَبو عمرو: دَلِخَ یَدْلَخُ دَلَخاً، فهو دَلِخٌ و دَلوخ أَی سَمِینٌ؛ و أَنشد: تُسائِلُنا: من ذا أَضَرَّ به التَّنَخْ؟ فقلتُ: الذی لأْیاً یقومُ من الدَّلَخْ و دَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخُ دَلْخاً و دَلَخاً، فهی دَوالِخ و دُلَّخ و دُلُخٌ: سمنت؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ لم تَرَیا عِشارَ أَبی حُمَیْدٍ، یُعَوِّدها التَّذَبُّلَ بالرِّحالِ؟ و كانت عندَه دُلُخاً سِماناً، فأَضْحَتْ ضُمَّراً مثلَ السَّعالی الفراء: امرأَة دُلَخَة أَی عَجْزاءُ؛ و أَنشد: أَسْقَی دِیارَ خُلَّدٍ بِلاخِ، من كلِّ هَیْفاءِ الحَشا دِلاخِ بِلاخٌ: ذواتُ أَعجاز. و دِلاخٌ للواحدة و الجمع. و الدالِخُ: المُخْصِبُ من الرجال؛ و قوم دالِخون. و دلِخَ الإِناءُ دَلَخاً إِذا امتلأَ حتی یَفِیضَ؛ هذه وحدها عن كراع.

دمخ؛ ج3، ص: 15

: دَمَّخَ الرجلُ: طأْطأَ ظهرَه، و الحاء لغة و قد تقدم. و دَمَّخَ و دَنَّخَ إِذا طأْطأَ رأْسه. و دَمْخٌ: اسم جبل؛ قال طَهْمانُ بن عمرو الكلابی: كَفَی حَزَناً أَنی تَطالَلْتُ كی أَرَی ذُرَی قُلَّتَیْ دَمْخٍ، فما تُرَیانِ تطاللت أَی مددت عُنُقی لأَنظر. و دَمْخٌ: جبل بین أَجبال ضِخامٍ فی ناحیة ضَرِیَّةَ. یقال: أَثقلُ من دَمْخِ الدِّماخ؛ ابن سیدة: و الدِّماخُ موضع؛ قال أَبو رِیاشٍ: إِنما هو دَمْخ فجمعه بما حوله؛ و قال آخر:
لسان العرب، ج‌3، ص: 16
تركتُه أَركانَ دَمْخٍ لا بقَعْر ابن الأَعرابی: الدَّمْخ الشَّدْخُ. یقال: دَمَخه دَمْخاً إِذا شَدَخه.

دنخ؛ ج3، ص: 16

: دنَّخ الرجلُ ظهرَه: طأْطأَه؛ عن اللحیانی. و التَّدْنِیخ: خضوعٌ و ذِلَّة و تنكیس الرأْس. یقال: لما رآنی دَنَّخَ؛ و دَنَّخ الرجلُ: خَضَع. و یقال للرجل إِذا لم یَبْرَحْ بیته: قد دَنَّخَ. و دَنَّخ الرجلُ فی بیته: أَقام فلم یبرح؛ قال العجاج: و إِن رآنی الشعراءُ دَنَّخُوا، و لو أَقولُ: بَزِّخُوا، لَبَزَّخُوا و دَنَّخَت البطیخةُ: خرج بعضُها و انهزم بعضُها. و رجل مُدَنِّخ الرأْس إِذا كان فی رأْسه ارتفاع و انخفاض. و دَنَّخَتْ ذِفْراه: أَشْرَفتْ قَمَحْدُوَتُه علیها؛ و دخلت الذِّفْری خَلْفَ الخُشَشاوَیْنِ. و رجل مُدَنِّخٌ: فَحَّاشٌ «1».

دوخ؛ ج3، ص: 16

: داخَ یَدُوخُ دَوْخاً: ذَلَّ و خَضَع. و دَوَّخَ الرجلُ و البعیر: ذَلَّله، یائیة و واویة. و‌فی حدیث وَفْد ثَقِیفٍ: أَداخَ العَرَبَ و دانَ له الناسُ‌أَی أَذَلَّهم؛ و أَدَخْتُه أَنا فداخَ. و دَوَّخَ المكانَ: جالَ فیه. و دَوَّخَ الوجعُ رأْسَه: أَداره. و داخَ البلادَ یَدُوخُها: قهرها و استولی علی أَهلها؛ و كذلك الناس دخْناهم دَوْخاً و دَوَّخْناهم تَدْوِیخاً: وَطِئناهم. و دَوَّخَ فلانٌ البلادَ إِذا سار فیها حتی عرفها و لم تخف علیه طُرقُهُا.

دیخ؛ ج3، ص: 16

: الدِّیخُ: القِنْوُ، و جمعهُ دِیَخَة مثل دِیكٍ و دِیَكةٍ، و الذال أَعلی، و إِیاها قَدَّم أَبو حنیفة. و داخَ یَدِیخُ دَیْخاً و دَیَّخَه هو: ذلله كدَوَّخه، یائیة و واویة. قال الأَزهری: دَیَّخْته و ذَیَّخْته، بالدال و الذال: ذللته، و هو مُدَیَّخ أَی مذلل، و حكاه أَبو عبید عن الأَحمر بالذال المعجمة، فأَنكره شمر؛ قال الأَزهری: و هو صحیح لا شك فیه. و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی الله عنهما: ففَنَّخَ الكَفَرَةَ و دَیَّخَها‌أَی أَذلها و قهرها. یقال: دَیَّخَ و دَوَّخَ بمعنی واحد؛ و‌فی حدیث الدعاء: بعد أَن یُدَیِّخَهم الأَسْرُ، و بعضهم یرویه بالذال المعجمة، و هی لغة شاذة.

فصل الذال المعجمة؛ ج3، ص: 16

ذخخ؛ ج3، ص: 16

: رجل ذَخْذاخٌ: یُنْزِلُ قبل الخِلاطِ. ابن الأَعرابی: رجل ذَوْذَخٌ، و هو الزُّمَلِقُ الذی یُنْزِلُ قبل أَن یُفْضِیَ إِلی المرأَة.

ذوخ؛ ج3، ص: 16

: ابن الأَعرابی: الذَّوْذَخُ و الوَخْواخُ العِذْیَوْطُ.

ذیخ؛ ج3، ص: 16

: الذِّیخُ: الذكرُ من الضّباع الكثیر الشعر، و الجمع أَذْیاخ و ذُیوخٌ و ذِیَخَةٌ، و الأُنثی ذِیخة؛ و الجمع ذِیخات و لا یُكَسَّر؛ قال جریر: مثل الضِّباعِ یَسُفْنَ ذِیخاً ذائخا و‌فی حدیث القیامة: و ینظر الخلیل، علیه السلام، إِلی أَبیه فإِذا هو بذِیخٍ مُتَلَطِّخٍ؛ الذِّیخُ ذَكَرُ الضِباعِ، و أَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ برجیعه أَو بالطین، كما قال‌فی الحدیث الآخر: بِذِیخٍ أَمْدَرَ‌أَی متلطخٍ بالمَدَرِ. و‌فی حدیث خُزَیمة: و الذِّیخ مُحْرَنْجِماً‌أَی أَن السَّنَة تركت ذكر الضباع مجتمعاً مُتَقَبِّضاً من شدّة الجَدْب. و الذِّیخُ: قِنْوُ النخلة، حكاه كراع فی الذال المعجمة و جمعه ذِیَخَةٌ، و قد تقدّم
(1). زاد المجد الدنفخ، كجعفر: الضخم، و اسم رجل
لسان العرب، ج‌3، ص: 17
فی الدال. و یقال: ذَیَّخَتِ النخلةُ إِذا لم تقبل الإِبارَ و لم تَعْقِدْ شیئاً. و ذَیَّخَه تَذْییخاً: ذلله، حكاها أَبو عبید وحده، و الصواب الدال. و كان شمر یقول: دَیَّخْته ذللته، بالدال، من داخَ یَدِیخ إِذا ذل. و الذِّیخُ: الكِبْرُ. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: كان الأَشْعَث ذا ذِیخٍ، حكاه الهروی فی الغریبین. و یقال: فی فلان ذِیخٌ أَی كِبْرٌ. و المَذْیَخَةُ: الذِّئابُ. بلسان خَوْلانَ.

فصل الراء؛ ج3، ص: 17

ربخ؛ ج3، ص: 17

: الرَّبْخُ و التَّرَبُّخُ: الاسترخاء، حكی عن بعض العرب: مَشَی حتی تَرَبَّخَ أَی استرخی. و الرَّبیخُ من الرجال: العظیم المسترخی. و رَبَخَتِ [رَبِخَتِ المرأة «1» تَرْبَخُ رَبَخاً و رُبوخاً و رَباخاً، و هی رَبوخ: غُشِیَ علیها عند الجماع. و رَحْل رَبیخٌ: ضَخْم، قال: فلما اعْتَرَتْ طارِقاتُ الهُموم، رفَعْتُ الوَلِیَّ و كَوْراً رَبیخا أَی ضَخْماً و أَرض رابخ: تأْخذ اللُّؤَمَة و لا حجارةَ فیها و لا نَقَل. و رابخٌ: موضع بنجد، قال ابن درید: أَحسب ذلك، و لم یتیقنه. و مُرْبِخٌ: جبل من جبال زَرُودَ أَو رملة بالبادیة، قال أَبو الهیثم: سمی جبل مُرْبِخٍ مُرْبِخاً لأَنه یَرْبَخ الماشی فیه من التعب و المشقة أَی یذهب عقلُه كالرَّبوخِ التی یغشی علیها من شدة الشهوة، قال الشاعر: أَطْیَبُ لَذَّاتِ الفَتَی: نَیْكُ رَبُوخٍ غَلِمَه و‌روی عن علیّ، علیه السلام، أَن رجلًا خاصم إِلیه أَبا امرأَته، فقال: زَوَّجَنی ابنته و هی مجنونة، فقال: ما بدا لك من جنونها فقال: إذا جامعتها غشی علیها، فقال: تلك الرَّبُوخُ لست لها بأهل، أَراد أَن ذلك یحمد منها. و أصل الرَّبُوخِ من تَرَبَخَّ فی مشیه إِذا استرخی. و أَرْبَخَ الرجلُ إِذا اشتری جاریة رَبوخاً و هی التی تَنْخِرُ عند الجماع و تضطرب كأَنها مجنونة. و رَبِخَتِ الإِبلُ فی المُرْبِخِ أَی فَتَرَتْ فی ذلك الرمل من الكَلال، و أَنشد: أَ مِنْ حِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّیْن، لا بُدَّ منه فانْحَدِرْنَ و ارْقَیْن، أَو یَقْضِیَ اللَّهُ ذُباباتِ الدَّیْن قال ابن سیدة: و لا أَعرف مثل هذا یشتق من الأَعلام إِنما ذلك فی إِتیان المواضع كأَنْجَدَ و أَتْهَمَ. ابن الأَعرابی: أَرْبَخَ الرجلُ إِذا وقع فی الشدائد، و أَرْبَخَ الرملُ إِذا تكاثف، و أَرْبَخ الماشی فیه. و بنو رُبَخة: حیٌّ.

رتخ؛ ج3، ص: 17

: الرَّتْخُ: قِطَعٌ صغار فی الجِلْدِ خاصةً. و قُرادٌ راتِخٌ: یابس الجلد؛ قال اللیث: قُراد رَتْخٌ و هو الذی شَقَّ أَعلی الجلد فَلَزِقَ به رُتوخاً؛ و أَنشد فی ترجمة زنخ: فَقُمْنا، و زیدٌ راتِخٌ فی خِبائِها، رُتوخَ القُرادِ، لا یَرِیمُ إِذا زَنَخْ و یقال: رَتَخَ بالمكان رُتُوخاً إِذا ثبت. و أَرْتَخَ الحَجَّامُ: لم یبالغ فی الشَّرْط، و الاسم الرَّتْخُ؛ قال: رَشْحاً من الشَّرْطِ و رَتْخاً واشِلا
(1). قوله" و ربخت المرأة إلخ" بابه فرح و منع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 18
ابن الأَعرابی: التَّرْخُ الشرطُ اللَّیِّنُ؛ یقال: ارْتَخْ شَرْطِی و اتْرَخْ شَرْطِی؛ قال الأَزهری: هما لغتان: التَّرْخُ و الرَّتْخُ مثل الجَبْذِ و الجَذْبِ. و رَتَخَ العجینُ رَتْخاً إِذا رَقَّ فلم یَنْخَبِزْ، و كذلك الطین، فهو راتخٌ زَلِقٌ. و الرُّتُوخُ: اللُّصُوق.

رجخ؛ ج3، ص: 18

: رُجَّخ: اسم كُورَةٍ.

رخخ؛ ج3، ص: 18

: رَخَّه الشی‌ءُ رَخّاً: شَدَخَه و أَرْخاه؛ قال ابن مقبل: فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ، و رَخَّه نِعاجُ رُؤافٍ، قبل أَن یَتَشَدَّدا «1». و روی: … و رَجَّه، بالجیم، و الأَوّل أَكثر. و فی التهذیب: رَخَّه و وَطِئَه فأَرْخاه. و رخَّ العجینُ یَرِخُّ رَخّاً: كثر ماؤُه؛ و أَرَخَّه هو. ابن الأَعرابی: ارْتَخَّ العجینُ ارْتِخاخاً إِذا استرخی. و ارْتَخَّ رأْیه إِذا اضطرب. و سكران مُرْتَخٌّ و مُلْتخٌّ، بالراء و اللام. و رَخَخْتُ الشرابَ: مَزَجْتُه. و الرَّخَخُ: السهولة و اللین. و أَرضٌ رَخَّاءُ: منتفخة تُكْسَرُ تحت الوَطء، و الجمع رَخاخِیُّ، و النَّفْخاءُ مثلها؛ و هی الرَّخَّاءُ و السَّخَّاء و المَسْوَخةُ و السُّوَّاخَی. أَبو عمرو: الرَّخاخُ هو الرِّخْوُ من الأَرض؛ ابن الأَعرابی: أَرض رَخَّاء رِخْوَة لینة، و أَرض رَخاخٌ: لینة واسعة؛ و قیل: هی الرِّخْوَةُ. و رَخاخُ الثَّری: ما لانَ منه؛ قال ابن مقبل: رَبِیبَةُ حُرٍّ دافعتْ، فی حُقُوفِها، رَخاخَ الثَّرَی و الأُقْحُوانَ المُدَیَّما «2». أَی أَنه لم یصبها من الرَّخاخِ شی‌ء. و ربیبة: لعوة. و قوله و الأُقْحُوانَ أَی و ثَغْراً كالأُقحوان. و رَخاخُ العیش: خَفْضُه و رَغَدُه و سعَتُه و یوصف به فیقال: عَیْشٌ رَخاخٌ أَی واسع ناعم؛ و‌فی الحدیث: یأْتی علی الناس زمان أَفضلُهم رَخَاخاً أَقصدُهم عیشاً؛ قال: الرَّخَاخُ لینُ العَیْشِ؛ ابن شمیل: رَخَاخُ الأَرض ما اتسع منها و لانَ و لا یضرك أَسْتَوی أَو لم یَسْتَوِ. و طینٌ رَخْرَخٌ: رقیق. و الرَّخَاخُ: نبات لَیِّن هَشٌّ؛ قال ابن سیدة: و أَحسب الرُّخَّ لغة فیه؛ و قال أَبو حنیفة: الرُّخُّ، بالضم، نبات هَشّ، و الرُّخُّ من أَداة الشطرنج و الجمع رِخاخ؛ اللیث: الرُّخّ معرب من كلام العجم من أَدوات لُعْبَة لهم.

ردخ؛ ج3، ص: 18

: المَرْدَخُ: الشَّدْخ. و الرَّدَخُ: مثل الرَّدغ، عُمانِیَّة.

رزخ؛ ج3، ص: 18

: رَزَخه بالرمح یَرْزَخُه رَزْخاً: زَجَّه به. و المِرْزَخَةُ: كل ما رُزِخَ به.

رسخ؛ ج3، ص: 18

: رَسَخَ الشی‌ءُ یَرْسَخُ رُسُوخاً: ثبت فی موضعه، و أَرسخه هو. و الراسخ فی العلم: الذی دخل فیه دخولًا ثابتاً. و كل ثابت: راسخ؛ و منه الرّٰاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ. و أَرْسَخْته إِرساخاً كالحِبْرِ رَسَخَ فی الصحیفة. و العِلم یَرْسَخُ فی قلب الإِنسان. و الرّٰاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ فی كتاب الله: المُدارسون؛ ابن الأَعرابی: هم الحُفَّاظُ المذاكرون؛قال مَسْرُوقٌ: قَدِمْتُ المدینة فإِذا زید بن ثابت من الراسخین فی العلم.خالد بن جَنْبَة: الراسخ فی العلم البعید العلم. و رَسَخ الدِّمْنُ: ثبت. و رَسَخَ الغدیرُ رُسُوخاً:
(1). قوله [فلبده مس] الذی فی یاقوت: مرّ، بالراء بدل مس، و رؤاف، بضم الراء: جبل (2). قوله [ربیبة حر إلخ] كذا بالأَصل هنا و أنشده فی دوم كشارح القاموس ربیبة رمل دافعت فی حقوقها إلخ. و قوله و ربیبة لعوة كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 19
نَضَب ماؤه. و رَسَخ المَطَرُ رُسوخاً إِذا نَضَبَ نداه فی داخل الأَرض فالتَقی الثَّرَیَانِ.

رصخ؛ ج3، ص: 19

: رَصَخَ الشی‌ءُ ثَبَت مثل رَسَخ بمعنی واحد.

رضخ؛ ج3، ص: 19

: الرَّضْخُ مثل «3» الرَّضْح، و الرَّضْخُ: كسر الرأْس، و یستعمل الرَّضْخُ فی كسر النَّوَی و الرأْس للحیات و غیرها؛ وَ رَضَخْتُ رأْسَ الحیة بالحجارة. و رَضَخ النوی و الحصی و العظم و غیرها من الیابس یَرْضَخُه رضخاً: كسره. و الرَّضْخُ: كسر رأس الحیة. و‌فی الحدیث: فَرَضَخ رأْسَ الیهودی قاتِلها بین حجرین.و‌فی حدیث بدر: شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو من تحت المَراضِخ؛ هی جمع مِرْضَخَة و هی حجر یُرْضَخ به النوی و كذلك المِرْضاخُ. و ظَلُّوا یَتَرَضَّخُون أَی یكسرون الخُبْز فیأْكلونه و یتناولونه. و هم یَتراضَخُون بالسهام أَی یَتَرامَوْنَ، و راضَخْته: رَامَیْتُه بالحجارة. و التَّراضُخُ: تَرامِی القوم بینهم بالنُّشَّاب، و الحاء فی جمیع ذلك جائزة إِلا فی الأَكل، یقال: كنا نَتَرَضَّخُ. و‌فی حدیث العَقَبةِ قال لهم: كیف تقاتلون؟ قالوا: إذا دنا القومُ منا كانت المُراضَخَةُ، و هی المراماة بالسهام من الرَّضْخِ الشَّدْخ. و الرَّضْخُ أَیضاً: الدَّقُّ و الكسر و كذلك العطاء. یقال: فیه الرَّضْخُ، بالخاء المعجمة، و رَضَخَ له من ماله یَرْضَخُ رَضْخاً: أَعطاه. و یقال: رَضَخْت له من مالی رَضِیخَةً و هو القلیل. و الرَّضِیخةُ و الرُّضاخة: العطیة؛ و قیل: الرَّضْخُ و الرضِیخةُ العطیة المُقارَبة. و‌فی الحدیث: أَمَرْتُ له برَضْخٍ.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَمرنا لهم برَضْخٍ؛ الرَّضْخُ: العطیة القلیلة. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و تَرْضَخُ له علی ترك الدِّینِ رَضِیخَةً؛ هی فعیلة من الرَّضْخ أَی عطیةً. و یقال: راضَخَ فلانٌ شیئاً إِذا أَعطی و هو كاره. و راضَخْنا منه شیئاً: أَصبنا و نلنا؛ و قیل: المراضَخة العطاء علی كُرْه. و الرَّضْخُ و الرَّضْخة: الشی‌ء الیسیر تسمعه من الخَبَر من غیر أَن تَسْتَبینه. المبرد: یقال فلان یَرْتَضِخُ لُكْنَةً عجمیةً إِذا نشأَ مع العجم یسیراً ثم صار مع العرب، فهو یَنْزِعُ إِلی العجم فی أَلفاظ من أَلفاظهم لا یستمر لسانه علی غیرها و لو اجتهد؛ قال و‌فی حدیث صُهَیْب: كان یَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِیَّةً، و كان سَلْمان یَرْتَضِخُ لُكْنَةً فارسیة‌أی كان هذا ینزع فی لفظه إِلی الروم و هذا إِلی الفُرْسِ، و لا یستمر لسانهما علی العربیة استمراراً، و كان صُهَیْبٌ سُبِیَ و هو صغیر، سباه الروم فبقیت لُكْنَة فی لسانه، و كان عَبْدُ بنی الحسحاس یَرْتَضِخُ لُكْنَة حبشیة مع جَوْدةِ شِعْره.

رفخ؛ ج3، ص: 19

: «4»:

رمخ؛ ج3، ص: 19

: شمر: هو السَّدا و السَّداءُ، ممدود، بلغة أَهل المدینة، و هو السَّیَابُ بلغة وادی القُرَی، و هو الرُّمْخ بلغة طیئ، واحدته رُمْخَةٌ، و الخَلالُ بلغة أَهل البصرة؛ قال الطائی: تحت أَفانینِ وَدِیٍّ مُرْمِخ و الرِّمْخُ: الشجر المجتمع. و الرِّمَخُ و الرُّمَخُ. البَلَحُ، واحدته رِمَخَة، لغة طائیة؛ و منه أَرْمَخَ النخلُ و هو ما سقط من البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج.
(3). قوله [الرضخ مثل إلخ] و بابه ضرب و منع كما فی القاموس (4). زاد المجد: الرفوخ، بالضم، الدواهی. و عیش رافخ: رافغ
لسان العرب، ج‌3، ص: 20
ابن الأَعرابی: و الرَّمْخاءُ الشاة الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ. و رُماخُ: موضع. رمخ: «1»

رنخ؛ ج3، ص: 20

: رَنَّخَ الرجلَ: ذَلَّله.

ریخ؛ ج3، ص: 20

: راخَ یَریخ رَیْخاً و رُیُوخاً و رَیَخاناً: ذَلَّ، و قیل: لانَ و استرخی، و كذلك داخَ. و رَیَّخه: أَوْهَنه و أَلانه. و التَّرْیِیخُ: ضَعْفُ الشی‌ء و وَهْنُه. و یقال: ضربوا فلاناً حتی رَیَّخُوه أَی أَوهَنُوه؛ و أَنشد: بِوَقْعِها یُرَیَّخُ المُرَیَّخُ، و الحَسَبُ الأَوْفَی و عزٌّ جُنْیُخُ و المُرَیَّخُ: العظم الهَش فی جَوف القَرْن؛ اللیث: و یسمی العُظَیمُ الهَش الداخل فی جوف القرن مُرَیَّخَ القَرْنِ. و المُرَیَّخُ: المُرْداسَنْجُ، ذكره الأَزهری هاهنا؛ قال الأَزهری: أَما العظیم الهش الوالج فی جوف القرن فإِن أَبا خیرة قال: هو المَرِیخُ و المَریج القَرْنُ الداخل، و یجمعان أَمْرِخَةً و أَمْرِجَةً، حكاه أَبو تراب فی كتاب الإعتقاب، قال: و سأَلت عنهما أَبا سعید فلم یعرفهما، قال: و عرف غیره المَرِیخ القَرْن الأَبیض الذی یكون فی جوف القرن؛ قال الأَزهری: و ذكر اللیث هذا الحرف فی ترجمة مرخ فجعله مَریخاً و جَمَعَه أَمْرِخَةً و جعله فی هذا الباب مُرَیَّخاً، بتشدید الیاء؛ قال: و لم أَسمعه لغیره؛ و أَما التَّرْییخ بمعنی التلیین، فهو صحیح. ابن سیدة: و راخَ رَیْخاً: جارَ، كذلك رواه كراع و روایة ابن السكیت و ابن درید و أَبی عبید فی مصنفه: زاخَ، بالزای، و سیأْتی ذكره. و راخَ الرجلُ یَرِیخُ إِذا باعد ما بین الفخذین منه و انْفَرَجتا حتی لا یقدرَ علی ضمهما؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: أَمْسی حبِیبٌ كالفُرَیْخِ رائِخا، بات یُماشِی قُلُصاً مخَائِخا، صَوَادِراً عن شُوكَ أَو أُضایِخا

فصل الزای؛ ج3، ص: 20

زخخ؛ ج3، ص: 20

: زَخَّه یَزُخُّه زَخّاً: دفعه فی وَهْدة. و زَخَّ فی قفاه یَزُخُّ زَخّاً: دفع، و قال ابن درید: كل دَفْع زَخٌّ؛ و‌فی حدیث أَبی موسی الأَشعری أَنه قال: اتَّبِعُوا القرآنَ و لا یَتَّبِعَنَّكم القرآنُ، فإِنه من یَتَّبِعِ القرآنَ یَهْبِطْ به علی ریاضِ الجنَّةِ، و مَنْ یَتَّبِعُه القرآنُ یَزُخُّ فی قفاه‌أَی یدفعه حتی یَقْذِفَ به فی نار جهنم. و‌فی الحدیث: مَثَلُ أَهلِ بیتی مَثَلُ سفینة نوح من تَخَلَّف عنها زُخَّ به فی النار‌أَی دُفِعَ و رُمِیَ. یقال: زَخَّه یَزُخُّه زَخّاً؛ و منه‌حدیث أَبی بَكْرَةَ و دُخُولِهم علی معاویة قال: فَزَخَّ فی أَقفائنا‌أَی دَفَعَنا و أَخْرَجَنا. و زخَّ المرأَةَ یَزُخُّها زَخّاً و زَخْزَخَها: نكحها، و هو من ذلك لأَنه دفعٌ. و المَزَخَّة، بالفتح: المرأَة. و زَخَّةُ الإِنسان و مَزَخَّته و مِزَخَّته: امرأَته؛ قال اللحیانی: هو من الزَّخِّ الذی هو الدفع. و‌روی عن علی بن أَبی طالب، علیه السلام، فی الحدیث أَنه قال: أَفلح من كانت له مِزَخَّه یَزُخُّها ثم ینامُ الفَخَّه الفخة: أَن ینام فَیَنْفُخَ فی نومه؛ أَراد ینام حتی یصیر له فَخیخٌ أَی غطیط. و المزَخَّة، بالكسر: الزوجة، و روی مَزَخَّة، بنصب المیم، كأَنها موضع الزَّخِّ أَی الدفع فیها لأَنه یَزُخُّها أَی یجامعها، و سمیت المرأَة مِزَخَّة لأَن الرجل یجامعها. و زَخَّتِ المرأَةُ بالماء تَزُخُّ و زَخَّتْه: دفعته.
(1). زاد المجد: و أرمخ الرجل: لان وذل و الدابة أخذت فی السن
لسان العرب، ج‌3، ص: 21
و امرأَة زَخَّاخة و زَخَّاء: تَزُخُّ عند الجماع. و زخَّ ببوله زَخّاً: دفع مثلَ ضَخَّ. و الزَّخُّ: السُّرعة. و زخَّ الإِبلَ یَزُخُّها زَخّاً: ساقها سوقاً سریعاً و احْتَثَّها. و المِزَخُّ: السریع السَّوْق؛ قال: إِنَّ علیك حادیاً مِزَخَّا، أَعْجَمَ لا یُحْسِنُ إِلَّا نَخَّا، و النَّخُّ لا یُبْقی لهنَّ مُخَّا و الزَّخُّ و النَّخُّ: السیر العنیف؛ و‌فی حدیث علی، علیه السلام: كتب إِلی عثمان بن حُنیف: لا تأْخُذنَّ من الزُّخَّةِ و النُّخَّةِ شیئاً؛ الزُّخَّة: أَولاد الغنم لأَنها تُزَخُّ أَی تُساقُ و تدفع من ورائها، هی فُعْلَة بمعنی مفعول، كالقُبْضَةِ و الغُرْفَة، و إِنما لا تؤخذ منها الصدقة إِذا كانت منفردة، فإِذا كانت مع أُمهاتها اعتدّ بها فی الصدقة و لا تؤخذ. و لعل مذهبه قد كان لا یأْخذ منها شیئاً؛ و ربما وضَع الرجلُ مِسْحاتَه فی وسط نهر ثم یَزُخُّ بنفسه أَی یَثِبُ. و الزَّخُّ و الزَّخَّةُ: الحِقْدُ و الغیظ و الغضب؛ قال صَخْر الغَیّ: فلا تَقْعُدَنَّ علی زَخَّةٍ، و تُضْمِرَ فی القلبِ وَجْداً و خِیفَا و یقال: زَخَّ الرجلُ زَخّاً إِذا اغتاظ؛ قال ابن سیدة: و ذكروا أَنه لم یُسْمَعِ الزَّخَّةُ التی هی الحقد و الغضب إِلا فی هذا البیت. و الزَّخِیخُ: النار، یمانیة؛ و قیل: هی شدَّة بریق الجمر و الحرّ و الحَرِیر لأن الحَریرَ یَبْرُق من الثیاب؛ و قد زَخَّ یَزُخُّ زَخِیخاً؛ قال: فعند ذاكَ یَطْلُعُ المِرِّیخُ، فی الصبح یَحْكی لونَهُ زَخِیخُ، من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِیخُ

زرنخ؛ ج3، ص: 21

: الزِّرْنِیخُ: أَعْجَمِیٌّ.

زلخ؛ ج3، ص: 21

: الزَّلْخُ: رَفْعُك یدك فی رمی السهم إِلی أَقصی ما تَقدر علیه ترید بُعْدَ الغَلْوَةِ؛ و أَنشد: من مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّیخٍ غال الأَزهری: و سئل أَبو الدُّقَیْش عن تفسیر هذا البیت بعینه فقال: الزَّلْخُ أَقْصی غایةِ المُغالی. و الزَّلْخ: غَلْوَةُ سَهْمٍ؛ قال الأَزهری: الذی قاله اللیث إِنّ الزَّلْخَ رَفعك یدك فی رمی السهم، حرف لم أَسمعه لغیره؛ قال: و أَرجو أَن یكون صحیحاً. و زَلِخَتِ الإِبلُ «1». تَزْلَخُ زَلَخاً: سمنت. و عَنَقٌ زَلَّاخٌ: شدید؛ قال: یَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ بِدَلَجٍ، و عَنَقٍ زَلَّاخِ و ناقة زَلُوخٌ: سریعة. و قال خلیفة الضِّبابیّ: الزَّلَجَانُ و الزَّلخَان فی المشی التَّقَدُّم فی السُّرْعَة. و الزَّلْخُ: المَزَلَّة «2». تَزِلُّ منها الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ. و عَقَبَةٌ زَلُوخٌ: طویلة بعیدة. و رَكِیَّة زَلُوخ و زَلْخٌ: ملساء أَعلاها مَزَلَّة یَزْلَقُ فیها من قام علیها؛ و قال الشاعر: كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُوَّةٍ زَلُوخِ النَّواحِی، عَرْشُها مُتَهَدِّمُ و بئر زلوخ و زَلُوجٌ: و هی المُتَزَلِّقَة الرأْس؛ و مكان زَلِخٌ، بكسر اللام، و یقال: زَلْخٌ، و مقَامٌ زَلْخٌ مثل زَلْجٍ أَی دَخْضٌ [مَزَلَّة مَزِلَّة، وصف بالمصدر، و مَزِلَّة زَلْخٌ. كذلك؛ قال:
(1). قوله [و زلخت الإبل إلخ] بابه فرح كما فی القاموس (2). قوله [و الزلخ المزلة] بسكون اللام و كسرها كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌3، ص: 22
قامَ علی مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زید: زَلَخَتْ رِجْلُه و زَلَجَتْ؛ قال الشاعر: فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دُونی، غَداةَ الشِّعْبِ فی زَلْخِ المَقامِ و زَلَخ رأْسَه «1». زَلْخاً: شَجَّه؛ هذه عن كراع. و الزُّلَّخَة، بتشدید اللام: وجع یَعْرِضُ فی الظهر؛ و قال ابن سیدة: هو داء یأْخذ فی الظهر و الجنب؛ قال: كأَنَّ ظَهْرِی أَخَذَتْه زُلَّخَه، لمَّا تَمَطَّی بالفَرِیِّ المِفْضَخه الزُّلَّخة: مثل القُبَّرة الزُّحْلُوقة یَتَزَلَّجُ منها الصبیان؛ و أَنشد أَبو عمرو: و صِرْتُ من بعدِ القوامِ أَبْزَخا، و زَلَّخَ الدهرُ بظَهْری زُلَّخا قال أَبو الهیثم: اعْتَلَّتْ أُمُّ الهیثم الأَعرابیةُ فزارها أَبو عبیدة و قال لها: عَمَّ كانت عِلَّتُكِ؟ فقالت: كنت وَحْمَی سَدِكَةً، فَشَهِدْتُ مأْدُبة، فأَكلتُ جُبْجُبَة، من صَفِیفٍ هِلَّعَة، فاعْتَرَتْنی زُلَّخة؛ قلنا لها: ما تقولین یا أُم الهیثم؟ فقالت: أَ و للناس كلامان؟ و‌فی الحدیث: إِن فلاناً المُحارِبیَّ أَراد أَن یَفْتِكَ بالنبی، صلی الله علیه و سلم، فلم یَشْعُرْ به إِلا و هو قائم علی رأْسه و معه السیف، فقال: اللهم اكْفِنِیه بما شئت فانْكَبَّ لوجهه من زُلَّخة زُلِّخَها بین كتفیه و نَدَر سیفُه؛ یقال: رمی اللهُ فلاناً بالزُّلَّخة، بضم الزای و تشدید اللام و فتحها، و هو وجع یأْخذ فی الظهر لا یتحرّك الإِنسان من شدته، و اشتقاقها من الزَّلْخِ، و هو الزَّلْقُ و یروی بتخفیف اللام؛ قال الخطابی: و رواه بعضهم فَزُلِجَ بین كتفیه، بالجیم، قال: و هو غلط. و كانت صاحبةُ یوسف الصِّدِّیق، علیه السلام، تسمی زَلِیخا فیما زعم المفسرون.

زمخ؛ ج3، ص: 22

: زَمَخَ الرجلُ بأَنفه زَمْخاً و شَمَخَ: تكبر و تاه. و أُنُوفٌ زُمَّخٌ: شُمَّخٌ. و عَقَبة زَمُوخٌ: بعیدة، قال أَبو زید: عَقَبَةٌ زَمُوخٌ و حَجُون شدیدة؛ و قال ابن الأَعرابی: زَمُوخ و بَزُوخ أَی عَسِرَة نَكِدَة؛ و أَنشد: أَبَتْ لی عِزَّةٌ بَزَرَی زَمُوخ و یروی بَزُوخ و معناهما واحد. و الزامِخُ: الشامخُ بأَنفه؛ و أَنشد: أَجْوازُهُنَّ و الأُنوفُ و الزُّمَّخُ یعنی بالأَجْواز أَوساطَ الجبال و أُنوفَها الطِّوالَ، و الله أَعلم.

زنخ؛ ج3، ص: 22

: زَنِخَ الدُّهْنُ و السَّمْنُ، بالكسر، یَزْنَخُ زَنَخا تغیرت رائحته فهو زَنِخٌ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، دعاه رجل فَقَدَّم إِلیه إِهالَةً زَنِخةً فیها عرق «2» أَی متغیرة الرائحة. و یقال سَنِخةٌ، بالسین. و إِبل زَنِخةٌ إِذا عطشت مرة بعد مرة فضاقت بطونها، عن كراع. و زَنِخَ الطعامُ و سَنِخَ إِذا تغیر. أَبو عمرو: زَنَخ القُرادُ زُنُوخاً و رَتَخَ رُتُوخاً إِذا تَشَبَّثَ بمن عَلِقَ به، و أَنشد: فقُمْنا، و زَیْدٌ راتِخٌ فی خِبائها، رُتُوخَ القُرادِ لا یَرِیم إِذا زَنَخْ و یروی: … إِذا رَتَخَ و معناهما واحد.

زوخ؛ ج3، ص: 22

: زُوَاخ: موضع، یصرف و لا یصرف.
(1). قوله [و زلخ رأسه] بابه ضرب كما فی القاموس (2). قوله [فیها عرق] كذا بالأصل و الذی فی النهایة فیها قزح انتهی. و القزح بكسر القاف و فتحها مع سكون الزای: التابل
لسان العرب، ج‌3، ص: 23‌

زیخ؛ ج3، ص: 23

: زَاخَ یَزِیخُ زَیْخاً و زَیَخاناً: جار؛ قال شمر: زاح و زاخ، بالحاء و الخاء، بمعنی. و حكی عن أَعرابی من قیس أَنه قال: حَمَلُوا علیهم فأَزاخُوهم عن موضعهم أَی نَحَّوْهم؛ قال و یروی بیت لبید: لو یَقومُ الفِیلُ أَو فَیَّالُه، زاخَ عن مِثْلِ مَقامی و زَحَل قال أَبو الهیثم: زاح، بالحاء، أَی ذهب، و زاحت علته، و أَما زاخ، بالخاء، فهو بمعنی جار لا غیر.

فصل السین المهملة؛ ج3، ص: 23

سبخ؛ ج3، ص: 23

: التَّسْبِیخُ: التخفیف، و فی الدعاء: سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدّة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن سارقاً سرق من بیت عائشة، رضی الله عنها، شیئاً فدعت علیه فقال لها النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تُسَبِّخِی عنه بدعائك علیه؛ أَی لا تُخَفِّفی عنه إِثمه الذی استحقه بالسرقة بدعائك علیه؛ یرید أَن السارق إِذا دعا علیه المسروق منه خفف ذلك عنه؛ قال الشاعر: فَسَبِّخْ علیك الهَمَّ، و اعلم بأَنه إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شیئاً فكائِنُ و هذا كما‌قال فی الحدیث الآخر: من دعا علی من ظلمه فقد انتصر؛ و كذلك كل من خُفِّفَ عنه شی‌ء فقد سُبِّخَ عنه. و یقال: اللهم سَبِّخْ عنی الحُمَّی أَی خَفِّفْها و سُلَّها، و لهذا قیل لِقِطَعِ القُطْن إِذا نُدِفَ: سَبائخ؛ و منه قول الأَخطل یذكر الكلاب: فأَرْسَلُوهُنَّ یُذْرِینَ الترابَ، كما یُذْرِی سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ و یقال: سَبِّخْ عنا الأَذَی یعنی اكْشِفْه و خففه. و التسبیخ أَیضاً: التسكین و السكونُ جمیعاً. قال بعض العرب: الحمد لله علی نوم اللیل و تسبیخ العروق؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لما رَمَوْا بی و النَّقانِیقُ تَكِشْ، فی قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ، سَبَّخْتُ و الماءُ بِعِطْفَیْها یَنِشْ ابن الأَعرابی: سمعت أَعرابیّاً یقول: الحمد لله علی تسبیخ العروق و إِساغة الریق، بمعنی سكون العروق من ضَرَبانِ أَلم فیها. و السَّبْخُ و التَّسْبِیخُ: النوم الشدید؛ و قیل: هو رُقادُ كل ساعة. و سَبَّخْتُ أَی نمت. و فی التنزیل: إِن لك فی النهار سَبْخاً طویلًا، قرأَ بها یحیی بن یَعْمُرَ و قیل: معناه فَراغاً طویلًا. الفراء: هو من تَسْبیخ القطن و هو توسعته و تنفیشه. یقال: سَبِّخِی قُطْنك أَی نَفِّشِیه و وَسِّعیه. ابن الأَعرابی: من قرأَ سَبْحاً، فمعناه اضطراباً و معَاشاً، و من قرأَ سَبْخاً أَراد راحة و تخفیفاً للأَبدان و النوم. أَبو عمرو: السَّبْخُ النوم و الفراع. الزجاج: السَّبْحُ و السَّبْخ قریبان من السَّواء. و تَسَبَّخَ الحَرُّ و الغَضبُ و سَبَخَ: سكن و فتر، و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أَمْهِلْنا یُسَبَّخْ عنا الحَرُّ‌أَی یَخِفَّ. و السَّبِیخة: القُطْنة؛ و قیل: هی القطعة من القطن تُعَرَّضُ لیوضع فیها دواء و تُوضَعَ فوق جُرْحٍ؛ و قیل: هی القطن المنفوش المَنْدُوفُ و جمعها سَبائخ و سَبِیخٌ؛ و أَنشد: سَبَائخُ من بُرْسٍ و طُوطٍ و بَیْلَمٍ، و قُنْفُعَةٌ فیها أَلِیلُ وَحِیحِها البُرْسُ: القطنُ. و الطُّوطُ: قطنُ البَرْدِیّ. و البَیْلَمُ: قطن القصب. و القُنْفُعَة: القُنْفُذة. و الوحیح: ضرب من الوَحْوَحة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 24
و السبیخ من القطن: ما یُسَبَّخُ بعد النَّدْفِ أَی یلف لتغزله المرأَة، و القِطْعة منه سَبِیخة، و كذلك من الصوف و الوبر. و قطن سَبِیخٌ و مُسَبَّخٌ: مُفَدَّك، و هو ما یلف لتغزله المرأَة بعد النَّدْفِ. و السَّبْخُ: شِبْه الاستلال. و السَّبْخُ: سَلُّ الصوف و القطن؛ و أَنشد فی ترجمة سخت: و لو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمِیتا، و بِعْتَهم طَحِینَكَ السِّخْتِیتا، إِذاً رَجَوْنا لك أَن تَلُوتا تقول: سَبِیخةٌ من قطن و عَمِیتةٌ من صوف و فَلِیلة من شعر. و یقال لریش الطائر الذی یَسْقُط: سَبِیخٌ لأَنه یَنْسَلُّ فیسقط عنه. و سبائخ الریش و سَبِیخه: ما تناثر منه و هو المُسَبَّخُ. و السَّبَخَةُ: أَرض ذات ملح و نَزٍّ، و جمعها سِباخٌ؛ و قد سَبِخَتْ سَبَخاً فهی سَبِخةٌ و أَسْبَخَتْ. و تقول: انتهینا إِلی سَبَخة یعنی الموضع، و النعت أَرض سَبِخة. و السَّبَخةُ: الأَرض المالحة. و السَّبَخُ: المكان یَسْبَخُ فَیُنْبِتُ المِلْحَ و تَسُوخُ فیه الأَقدام؛ و قد سَبِخَ سَبَخاً، و أَرض سَبِخة: ذات سِباخ. و‌فی الحدیث أَنه قال لأَنس و ذكر البصرة: إِن مررت بها و دخلتها فإِیاك و سِباخَها، هو جمع سَبَخَة و هی الأَرض التی تعلوها الملوحة و لا تكاد تُنْبِتُ إِلَّا بعضَ الشجر. و السَّبَخَة: ما یعلو الماءَ من طُحْلُب و نحوه؛ و یقال: قد علت هذا الماء سَبَخَةٌ شدیدة كأَنه الطُّحْلُب من طول الترك. و حَفَروا فأَسْبَخُوا: بلغوا السِّباخَ؛ تقول: حَفَر بئراً فأَسْبَخَ إِذا انتهی إِلی سَبَخة.

سخخ؛ ج3، ص: 24

: السَّخَاخ، بالفتح: الأَرض الحُرَّة اللَّیِّنَةُ؛ قال أَبو منصور: و قد جمعها القَطامِیُّ سَخاسِخَ؛ قال یصف سحاباً ماطراً: تَواضَعَ بال سَّخاسِخِ من مُنِیمٍ، و جادَ العینَ، و افْتَرشَ الغِمارا و سَخَّتِ الجرادة: غَرَزَتْ ذَنَبَها فی الأَرض؛ و فی النَّوادر: یقال سُخَّ فی أَسفل البئر أَی احْفِرْ. و سَخَّ فی الأَرض و زَخَّ فی الحَفْرِ و الإِمعانِ فی السیرِ جمیعاً؛ و یقال: لَخَّ فی البئر مثل سَخَّ.

سدخ؛ ج3، ص: 24

: ضربه حتی انْسَدَخَ أَی انبسط.

سربخ؛ ج3، ص: 24

: السَّرْبَخُ: الأَرض الواسعة؛ و قیل: هی الأَرض البعیدة؛ و قیل: هی المَضِلَّة التی لا یُهْتَدَی فیها لطریق؛ و‌فی حدیث جُهَیْشٍ: و كائنْ قَطَعْنا إِلیك من دَویَّة سَرْبَخٍ‌أَی مفازة واسعة بعیدة الأَرجاء؛ قال عمرو بن معدیكرب: و أَرض قد قَطَعْتُ بها القَواهِی من الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِیعُ «3». و قال أَبو دُواد: أَسْأَدَتْ لیْلةً و یوماً، فلما دَخَلَتْ فی مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ قال: المَرْدُون المنسوج بالسراب. و الرَّدَنُ: الغَزْلُ. و السَّرْبَخَة: الخِفَّة و النَّزَقُ. و فی النوادر: ظَلِلْتُ الیومَ مُسَرْبَخاً و مُسَنْبَخاً أَی ظَلِلْتُ أَمشی فی الظهیرة.

سلخ؛ ج3، ص: 24

: السَّلْخُ: كَشْطُ الإِهابِ عن ذِیهِ. سَلَخَ الإِهابَ یَسْلُخه و یَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه. و السَّلْخُ: ما سُلِخَ عنه. و‌فی حدیث سلیمان، علیه
(3). قوله [قطعت بها القواهی] كذا بالأَصل بالقاف، و لعله جمع قاه، و هو الحدید الفؤاد. و قوله من الجنان: بیان له جمع جان كحائط و حیطان، و الذی فی الصحاح الهواهی، بهاءین
لسان العرب، ج‌3، ص: 25
السلام، و الهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كما یُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء‌أَی حفروا حتی وجدوا الماء. و شاة سَلِیخٌ: كُشِطَ عنها جلدُها فلا یزال ذلك اسمَها حتی یُؤكل منها، فإِذا أُكل منها سمی ما بقیَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر. و المَسْلوخ: الشاة سُلِخَ عنها الجلد. و المَسْلوخة: اسم یَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا بُطونٍ و لا جُزارة. و المِسْلاخُ: الجِلْد. و السَّلِیخة: قضیب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها؛ عن أَبی حنیفة. و كل شی‌ء یُفْلَقُ عن قِشْر، فقد انْسَلَخَ. و مِسْلاخ الحیة و سَلْخَتها: جِلْدَتها التی تَنْسَلِخُ عنها؛ و قد سَلَخَتِ الحیةُ تسلَخُ سَلْخاً، و كذلك كل دابة تَنْسَرِی من جِلْدَتها كالیُسْرُوعِ و نحوه. و‌فی حدیث عائشة: ما رأَیت امرأَة أَحبُّ إِلیَّ أَن أَكونَ فی مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْیها و طریقتها.و السِّلْخُ، بالكسر: الجِلْد. و السالخُ: الأَسْوَدُ من الحیات شدیدُ السواد و أَقْتَلُ ما یكون من الحیات إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قال الكمیت یصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً: فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ، شَوَی ما أَصابَ به مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِیقَتِه فی الغُطَاطْ، به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابن بُزُرْج: ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غیر مسأَلة. و أَسْوَدُ سالخٌ: غیرَ مضاف لأَنه یَسْلَخ جلده كلَّ عام، و لا یقال للأُنثی سالخة، و یقال لها أَسْوَدَةُ و لا توصف بسالخة، و أَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنی الصفة فی قول الأَصمعی و أَبی زید، و قد حكی ابن درید تثنیتها، و الأَول أَعرف، و أَساوِدُ سالخةٌ و سَوالخُ و سُلَّخٌ و سُلَّخةٌ، الأَخیرة نادرة. و سَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان و سَلَّخه فانْسَلَخ و تَسَلَّخ. و سَلَخَت المرأَة عنها دِرْعَها: نزعته؛ قال الفرزدق: إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها، و أَعْجَبها رابی المَجَسَّةِ مُشْرِفُ و السالخُ: جَرَبٌ یكون بالجمل یُسْلَخُ منه و قد سُلِخَ، و كذلك الظلیم إِذا أَصاب ریشَه داءٌ. و اسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع. و قد اسْلَخَخْتُ أَی اضطجعت؛ و أَنشد: إِذا غَدا القومُ أَبی فاسْلَخَّا و انْسَلَخَ النهار من اللیل: خرج منه خروجاً لا یبقی معه شی‌ء من ضوئه لأَن النهار مُكَوَّر علی اللیل، فإِذا زال ضوؤه بقی اللیل غاسقاً قد غَشِیَ الناسَ؛ و قد سَلَخ اللهُ النهارَ من اللیل یَسْلخُه. و فی التنزیل: وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهٰارَ فَإِذٰا هُمْ مُظْلِمُونَ. و سَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه و نَسْلُخُه سَلْخاً و سلوخاً: خرجنا منه و صِرْنا فی آخر یومه؛ و سَلَخَ هو و انسَلخ. و جاءَ سَلْخَ الشهر أَی مُنْسَلَخَه. التهذیب: یقال سَلَخْنا الشهر أَی خرجنا منه فسَلَخْنا كل لیلة عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثین جزءاً حتی تكاملت لیالیه فسلَخناه عن أَنفسنا كلَّه. قال: و أَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَی دخلنا فیه و لبسناه فنحن نزداد كل لیلة إِلی مضیِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا كلَّه؛ و منه قوله: إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه، كَفَی قاتِلًا سَلْخِی الشُّهورَ و إِهْلالی
لسان العرب، ج‌3، ص: 26
و قال لبید: حتی إِذا سَلَخا جُمادَی ستَّةً، جَزْءاً فطالَ صیامُه و صیامُها قال: و جمادی ستة هو جمادی الآخرة و هی تمام ستة أَشهر من أَول السنة. و سَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضیته و صرت فی آخره؛ و انسلَخَ الشهرُ من سَنته و الرجلُ من ثیابه و الحیةُ من قشرها و النهارُ من اللیل. و النبات إِذا سَلَخ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه، فهو سالخٌ من الحَمْض و غیره؛ ابن سیدة: سَلَخَ النباتُ عاد بعد الهَیْج و اخْضَرَّ. و سَلِیخ العَرْفَج: ما ضَخُمَ من یَبِیسه. و سَلِیخةُ الرِّمْثِ و العَرْفَج: ما لیس فیه مَرْعیً إِنما هو خشب یابس. و العرب تقول للرِمْث و العَرْفَج إِذا لم یبق فیهما مَرْعیً للماشیة: ما بقی منهما إِلا سَلِیخة. و سَلِیخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قبل أَن یُربَّبَ بأفاویه الطِّیب، فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك و الطیب ثم اعْتُصِر، فهو مَنْشُوشٌ؛ و قد نُشَّ نَشّاً أَی اختلط الدهنُ بروائح الطیب. و السَّلِیخة: شی‌ء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ. و الأَسْلخُ: الأَصْلَعُ، و هو بالجیم أَكثر. و المِسْلاخُ: النخلة التی یَنْتَثِر بُسْرُها و هو أَخضر. و‌فی حدیث ما یَشْتَرِطُه المشتری علی البائع: إِنه لیس له مِسْلاخ و لا مِحْضار؛ المِسْلاخ: الذی ینتثر بُسْرُه. و سَلِیخٌ مَلِیخٌ: لا طعم له؛ و فیه سَلاخَة و مَلاخة إِذا كان كذلك؛ عن ثعلب.

سمخ؛ ج3، ص: 26

: السِّماخ: الثَّقْبُ الذی بین الدُّجْرَیْنِ من آلة الفَدَّان. و السِّماخ: لغة فی الصِّماخ و هو والِجُ الأُذُن عند الدماغ. و سَمَخَه یَسْمَخُه «1» سَمْخاً: أَصاب سِماخَه فعَقره. و یقال: سَمَخَنِی بِحِدَّةِ صوته و كثرة كلامه، و لغة تمیم الصَّمْخُ.

سملخ؛ ج3، ص: 26

: السَّمالِخِیّ من الطعام و اللبن: ما لا طعم له. و السَّمالِخِیُّ: اللبَنُ یترك فی سِقاءٍ فیُحْقَنُ و طعمهُ طَعْمُ مَخْضٍ. و سُمْلُوخ النَّصِیِّ: ما تنتزعه من قُضْبانه الرَّخْصة؛ و قال النضر: صُمْلُوخ الأُذُنِ و سُمْلُوخُها وَسَخها وما یخرج من قشورها؛ و سَمالیخُ النَّصِیِّ، أَماصِیخُه و هو ما تَنْزِعُه منه مثلَ القضیب.

سنخ؛ ج3، ص: 26

: السِّنْخُ: الأَصل من كل شی‌ء. و الجمع أَسْناخ و سُنُوخ. و سِنْخُ كل شی‌ء: أَصله؛ و قول رؤبة: غَمْرُ الأَجارِیّ، كریمُ السِّنْحِ، أَبْلَجُ لم یُولَدْ بَنجْمِ الشُّحِّ إِنما أَراد السِنّخ فأَبدل من الخاء حاء لمكان الشُّحِّ و بعضهم یرویه بالخاء، و جمع بینها و بین الحاء لأَنهما جمیعاً حرفا حَلْق؛ و رجع فلان إِلی سِنْخِ الكَرَم و إِلی سِنْخِه الخبیث. و سِنْخُ الكلمة: أَصلُ بنائها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و لا یَظْمَأُ علی التقوی سِنْخُ أَصلٍ؛ و السِّنْخُ و الأَصل واحد فلما اختلف اللفظان أَضاف أَحدهما إِلی الآخر. و‌فی حدیث الزُّهْری: أَصلُ الجهاد و سِنْخُه الرِّباطُ فی سبیل الله‌یعنی المُرابَطة علیه؛ و فی النوادر: سِنْخُ الحُمَّی. و بلد سَنِخٌ: مَحَمَّةٌ. و سِنْخُ السكین: طَرَف سِیلانِه الداخلُ فی النصاب. و سِنْخُ النَّصْل: الحدیدة التی تدخل فی رأْس السهم. و سِنْخُ السیف: سِیلانُه. و أَسْناخُ الثنایا و الأَسْنانِ: أُصولها. و السَّناخَةُ:
(1). قوله [و سمخه یسمخه] بابه منع. و سمخ الزرع: طلع أولًا، و أنه لحسن السمخة، بالكسر، كأنه مأخوذ من السماخ العفاص
لسان العرب، ج‌3، ص: 27
الریح المُنْتِنة و الوَسَخُ و آثار الدباغ؛ و یقال: بَیْتٌ له سَنْخَةٌ و سنَاخة؛ قال أَبو كبیر: فَدَخَلْتُ بیتاً غیرَ بیتِ سَناخة، و ازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَریمِ المِفْضَلِ یقول: لیس ببیت دِباغٍ و لا سَمْن. و سَنِخَ الدُّهْنُ و الطعامُ و غیرهما سَنَخاً: تغیر، لغةٌ فی زَنِخَ یَزْنَخُ إِذا فسد و تغیرت ریحه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم،: أَن خَیَّاطاً دعاه إِلی طعام فقدّم إِلیه إهالة سَنِخةً و خُبْزَ شعیر؛ الإِهالَةُ: الدسم ما كان، و السَّنِخةُ: المتغیرة، و یقال بالزای و قد تقدم. و سَنِخَ من الطعام: أَكْثَر. و سَنَخَ فی العلم یَسْنَخُ سُنُوخاً: رَسَخ فیه و علا. و أَسْناخ النجوم: التی لا تَنْزِلُ بنُجومِ الأَخْذِ، حكاه ثعلب؛ قال ابن سیدة: فلا أَحقّ أَعَنی بذلك الأُصولَ أَم غیرها. و قال بعضهم: إِنما هی أَشیاخ النجوم. أَبو عمرو: صَنِخَ الوَدَكُ و سَنِخَ.

سنبخ؛ ج3، ص: 27

: فی النوادر: ظَلِلْتُ الیومَ مُسَرْبَخاً و مُسنَبخاً أَی ظَلِلْتُ أَمشی فی الظهیرة.

سوخ؛ ج3، ص: 27

: ساخت بهم الأَرضُ تَسُوخ سَوْخاً و سُؤُوخاً و سَوَخاناً إِذا انْخَسَفَت؛ و كذلك الأَقدام تَسُوخ فی الأَرض و تَسیخ: تدخل فیها و تَغِیبُ مثل ثاخَتْ. و‌فی حدیث سُراقَةَ و الهِجْرَةِ: فساخَتْ یَدُ فَرَسی‌أَی غاصت فی الأَرض. و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: فَساخَ الجبلُ وَ خَرَّ مُوسیٰ صَعِقاً.و‌فی حدیث الغارِ: فانْساختِ الصخرةُ، كذا روی بالخاء، أَی غاصت فی الأَرض؛ قال: و إِنما هو بالحاء المهملة و قد تقدم؛ و ساختِ الرِّجلُ تَسیخُ، كذلك مثل ثاختْ. و صارت الأَرض سُواخاً و سُوَّاخی أَی طِیناً. و ساخ الشی‌ءُ یَسُوخُ: رَسَبَ؛ و یقال: مُطِرْنا حتی صارت الأَرض سَواخی، علی فَعالی بفتح الفاء و اللام؛ و فی التهذیب: حتی صارت الأَرض سُوَّاخی، علی فُعَّالی بضم الفاء و تشدید العین، و ذلك إِذا كثرت رِداغُ المَطَر. و یقال: بَطْحاءُ سُوَّاخی و هی التی تَسُوخ فیها الأَقدام؛ و وصف بعیراً یُراضُ قال: فأَخذ صاحبه بذنبه فی بَطْحاء سُوَّاخی، و إِنما یُضْطَرُّ إِلیها الصَّعْبُ لیَسُوخَ فیها. و السُّوّاخی: طین كثر ماؤُهُ من رِداغ المطر؛ یقال؛ إِن فیه لسُوَّاخِیَةً شدیدة أَی طین كثیر، و التصغیر سُوَیْوِخَة كما یقال كُمَیثرة. و فی النوادر: تَسَوَّخْنا فی الطین و تَزَوَّخْنا أَی وقعنا فیه.

سیخ؛ ج3، ص: 27

: ساخَ الشی‌ءُ سَیَخاناً: رَسَخَ. و الساخةُ: لغة فی السَّخاةِ و هی البَقْلَةُ الرَّبیعیة. و‌فی حدیث یوم الجمعة: ما من دابة إِلا و هی مُسیخة‌أَی مُصْغِیة مُسْتَمعة، و یروی بالصاد و هو الأَصل.

فصل الشین المعجمة؛ ج3، ص: 27

شبخ؛ ج3، ص: 27

: الشَّبْخُ: صوت اللبن عند الحَلْب كالشَّخْبِ؛ عن كراع.

شخخ؛ ج3، ص: 27

: شَخَّ ببوله یَشُخُّ شَخّاً: مَدّ به و صَوّت؛ و قیل: دَفَع. و شَخَّ الشیخُ ببوله یَشُخُّ شَخّاً: لم یقدر أَن یحبسه فغلبه؛ عن ابن الأَعرابی، و عَمَّ به كُراعٌ فقال: شَخَّ ببوله شَخّاً إذا لم یقدر علی حبسه. و الشَّخُّ: صوت الشُّخْب إِذا خرج من الضَّرْع. و الشَّخْشَخة: صوت السلاح و الیَنْبُوتِ كالخَشْخَشة، و هی لغة ضعیفة. و الشَّخْشَخة و الخَشْخَشة: حركة القِرْطاسِ و الثوب الجدید. و شَخْشَختِ الناقةُ: رفعت صدرها و هی باركة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 28

شدخ؛ ج3، ص: 28

: الشَّدْخُ: الكسرُ فی كل شی‌ء رَطْب؛ و قیل: هو التَّهْشِیم یعنی به كَسْرَ الیابس و كلِّ أَجوفَ؛ شَدَخَه یَشْدَخُه شَدْخاً فانْشَدَخ و تَشَدَّخ. اللیث: الشَّدْخ كسرك الشی‌ءَ الأَجْوَفَ كالرأْس و نحوه؛ شَدَخَ رأْسَه فانْشَدَخَ و شُدِّختِ الرُؤُوس، شُدِّدَ للكثرة. و‌فی الحدیث: فَشَدَخُوه بالحجارة؛ الشَّدْخُ: كسر الشی‌ء الأَجْوَفِ و كذلك كل شی‌ء رَخْصٍ كالعَرْفَجِ وما أَشبهه. و المُشَدَّخُ: بُسْرٌ یُغْمَز حتی یَنْشَدِخ. ابن سیدة: و عَجَلَةٌ شَدْخَةٌ رَطْبَة رَخْصَةٌ، أَعنی بالعَجَلَة ضرباً من النبات. و طِفْلٌ شَدَخٌ: رَخْصٌ. و غلام شادِخٌ: شابٌّ. الجوهری: المُشَدَّخُ البُسْر یُغْمَز حتی یَنْشَدخ ثم یُیَبَّسُ فی الشتاء؛ قال أَبو منصور: المُشَدَّخ من البُسْرِ ما افْتُضِخ، و الفَضْخ و الشَّدْخ واحد؛ و قول جریر: و رَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّله یعنی ركب فِعْلَة مشهورة قبیحة من قِبَلِ أَبیه؛ و قال ابن بری: الشعر للعَیِّفِ العَبْدِیِّ یهجو به الحرث بن أَبی شمر الغسانی. ابن الأَعرابی: یقال للغلام جَفْر ثم یافِعٌ ثم شَدَخ ثم مُطَبَّخ ثم كَوْكَبٌ. و‌روی فی حدیث ابن عمر أَنه قال فی السِّقْطِ: إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه فی بیتك؛ الشَّدَخ، بالتحریك: الذی یسقط من جوف أُمه رَطْباً رَخصاً لم یَشْتَدَّ. و شَدَخَتِ الغُرّة تَشْدَخُ شَدْخاً و شُدُوخاً: انتشرت و سالت سُفْلًا فملأَت الجبهة و لم تبلغ العینین؛ و قیل: غَشِیَتِ الوجهَ من أَصل الناصیة إِلی الأَنف؛ قال: غُرَّتُنا بالمَجْدِ شادِخَةٌ للناظرین، كأَنها البَدْرُ و فرس أَشْدَخُ، و الأُنثی شَدْخاء: ذو شادِخَةٍ. قال أَبو عبیدة یقال لغُرَّة الفرس إِذا كانت مستدیرة: وَتِیرة، فإِذا سالت و طالت، فهی شادِخَة، و قد شَدَخَتْ شُدُوخاً: اتسعت فی الوجه؛ و أَنشد أَبو عبید: سَقْیاً لكم یا نُعْمُ سَقْیَیْنِ اثْنَیْن، شادِخَة الغُرَّة نَجْلاء العَیْن و قال الراجز: شَدَخَتْ غُرَّة السَّوابقِ فیهم، فی وُجوهٍ إِلی الكِمامِ الجِعَادِ و الشُّدَّاخُ [الشِّدَّاخُ: أَحد حُكَّام كنانة، و هو لقب له و اسمه یَعْمَرُ بنُ عَوْف؛ قال الأَزهری: كان یَعْمَرُ الشِّدَّاخُ [الشُّدَّاخُ أَحد حكام العرب فی الجاهلیة، سمی شُدَّاخاً لأَنه حكم بین خُزاعة و قُصَیّ حین حَكَّموه فیما تنازعوا فیه من أَمر الكعبة، و كثر القتلُ فَشَدَخَ دِماء خزاعة تحت قدمه و أَبطلها و قضی بالبیت لِقُصَیّ؛ و خُرِّجَ شِدَّاخٌ [شُدَّاخٌ نعتاً مخرج رجل طُوَّال و ماء طِیَّاب. و من العرب من یقول: یَعْمَرُ الشَّدَّاخُ. و أَمْرٌ شادِخٌ أَی مائل عن القصد؛ و قد شَدَخَ یَشْدَخُ شَدْخاً، فهو شادخ؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا الحرف و لا أَحقه؛ ثم قال: صححه قول أَبی النجم: مُقْتَدِرُ النَّفْسِ علی تَسْخِیرِها، بأَمْرِه الشادِخِ عن أُمُورِها أَی یَعْدِلُ عن سَنَنها و یَمِیل؛ و قال الراجز: شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِها قال أَبو عبیدة: أَی تَعْدِلُ عن طریقها. و بنو الشَّدَّاخِ: بطنٌ. و الأَشْداخُ: وادٍ من أَودیة تِهامَةَ؛ قال حسان
لسان العرب، ج‌3، ص: 29
بن ثابت: أَ لم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَدیدَ التَّكَلُّما، بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما

شرخ؛ ج3، ص: 29

: الشَّرْخُ و السِّنْخُ: الأَصْلُ و العِرْقُ. و شَرْخ كل شی‌ءٍ: حرفه الناتئُ كالسهم و نحوه. و شَرْخا الفُوق: حرفاه المُشْرِفانِ اللذان یقع بینهما الوَتر؛ ابن شمیل: زَنَمَتا السهم شَرْخا فُوقِه و هما اللذان الوَتَرُ بینهما، و شَرْخا السهم مِثْلُه؛ قال الشاعر یصف سهماً رمی به فأَنْفَذَ الرَّمِیَّة و قد اتصل به دَمُها: كأَنَّ المَتْنَ و الشَّرْخَیْنِ منه خِلاف النَّصْل، سِیطَ به مُشِیحُ و شَرْخُ الأَمر و الشباب: أَوله. و شَرْخا الرَّحْل: حرفاه و جانباه؛ و قیل: خشبتاه من وراء و مُقَدَّم. و شَرْخُ الشباب: أَوَّله و نَضارته و قُوَّته و هو مصدر یقع علی الواحد و الاثنین و الجمع؛ و قیل: هو جمع شارخ مثل شارب و شَرْبٍ؛ و فی التهذیب: شَرْخا الرحل آخِرَتُه و واسطته؛ قال ذو الرمة: كأَنه بین شَرْخَیْ رَحْل ساهِمةٍ حَرْفٍ، إِذا ما اسْتَرَقَّ اللیلُ، مَأْمُومُ و قال العجاج: شَرْخا غَبیطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ ابن حَبِیبٍ: نَجْلُ الرجل و شَلْخُهُ و شَرْخُه واحدٌ. و‌فی حدیث عبد الله بن رَواحة قال لابن أَخیه فی غزوة مُؤْتَةَ: لعلك تَرْجِعُ بین شَرْخَی الرَّحْل‌أَی جانبیه؛ أَراد أَنه یُسْتَشْهَدُ فیرجع ابن أَخیه راكباً موضعه علی راحلته فیستریح، و كذا كان استشهد ابن رواحة فیها. و منه‌حدیث ابن الزبیر مع أَزَبَّ: جاءَ و هو بین الشَّرْخَیْنِ‌أَی جانبی الرحْلِ. شمر: الشَّرْخُ الشَّابُّ و هو اسم یقع موقع الجمع؛ قال لبید: شَرْخاً صُقُوراً یافِعاً و أَمْرَدا و شَرْخُ الشَّباب: قُوَّتُه و نَضارته؛ و قال المُبَرِّدُ: الشَّرْخُ الشَّبابُ لأَن الشَّرْخَ الحَدُّ؛ و أَنشد: إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ تَأْلَفُه البیضُ، و شَیْبُ القَذالِ شَی‌ءٌ زَهِیدُ و الشَّرْخُ: أَوَّل الشَّبابِ. و الشارِخُ: الشَّابُّ، و الشَّرْخُ: اسم للجمع؛ و‌فی الحدیث: اقْتُلوا شُیُوخَ المشركین و اسْتَحْیُوا شَرْخَهم؛ قال أَبو عبید: قیه قولان: أَحدهما أَنه أَراد بالشُّیوخ «2» الرجال المَسانَّ أَهلَ الجَلَدِ و القُوَّة علی القتال و لا یرید الهَرْمی الذین إِذا سُبُوا لم ینتفع بهم فی الخدمة، و أَراد بالشَّرْخِ الشَّباب أَهل الجلد الذین ینتفع بهم فی الخدمة؛ و قیل: أَراد بهم الصِّغارَ فصار تأْویل الحدیث اقتلوا الرجال البالغین و استحیوا الصبیان؛ قال حسان بن ثابت: إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ و الشَّعَرَ الأَسْوَدَ، ما لم یُعاضَ، كان جُنُونا و جمع الشَّرْخ شُروخٌ و شُرَّخٌ، و شُروخ شُرَّخٌ علی المبالغة؛ قال العجاج: صِیدٌ تَسامی و شُروخٌ شُرَّخُ و الشَّرْخُ: نِتاجُ كل سنة من أَولاد الإِبل؛ قال
(2). قوله [أراد بالشیوخ إلخ] عبارة النهایة: أراد بالشیوخ الرجال المسانّ أهل الجلد و القوة علی القتال، و لم یرد الهرمی. و الشرخ: الصغار الذین لم یدركوا. و قیل أراد بالشیوخ الهرمی الذین إذا سبوا لم ینتفع بهم فی الخدمة. و أراد بالشرخ الشبان أهل الجلد الذین ینتفع بهم فی الخدمة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 30
ذو الرمة یصف فحلًا: سِبَحْلًا أَبا شَرْخَیْنِ، أَحْیا بناتِه مقَالِیتُها. فهی اللُّبابُ الحَبائشُ أَبو عبیدة: الشَّرْخُ النِّتَاجُ؛ یقال: هذا من شَرْخِ فلان أَی من نِتاجه؛ و قیل: الشَّرْخُ نِتاجُ سَنَة ما دام صغاراً. و الشَّرْخُ: نابُ البعیر. و شَرَخَ نابُ البعیر یَشْرُخُ شُرُوخاً: شَقَّ البَضْعَة و خرج؛ قال الشاعر: فلما اعَتَرَتْ طارقاتُ الهُموم، رَفَعْتُ الولیَّ و كَوْراً رَبیخا علی بازلٍ لم یَخُنْها الضِّراب، و قد شَرَخَ النابُ منها شُرُوخا و فی الصحاح: شَرَخ نابُ البعیر شَرْخاً و شَرَخ الصَّبیُّ شُروخاً. و الشَّرْخُ: النَّصْل الذی لم یُسْقَ بَعْدُ و لم یُرَكَّبْ علیه قائمُه، و الجمع شُرُوخٌ. و هما شَرْخان أَی مِثْلان و الجمع شُرُوخٌ و هم الأَتراب. قال أَبو بكر: فی الشَّرْخِ قولان: یقال الشَّرْخُ أَول الشباب فهو واحد یكفی من الجمع كما تقول رجلٌ صَوْمٌ و رجلان صَوْمٌ، و الشَّرْخُ جمع شارِخٍ مثل طائر و طیرٍ و شاربٍ و شَرْبٍ؛ و قال أَبو منصور: یقال هو شَرْخِی و أَنا شَرْخُه أَی تِرْبی و لِدَتی. و فِقَعَةٌ شِرْیاخٌ: لا خیر فیها. و‌فی حدیث أَبی رُهْمٍ: لهم نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ؛ هو بفتح الشین و سكون الراءِ، موضع بالحجاز، و بعضهم یقوله بالدال. و الشِّرْیاخُ: الكَمْأَة الفاسدة التی قد اسْتَرْخَتْ، و قد ذكرها بعضهم فی الرباعی.

شردخ؛ ج3، ص: 30

: رجل شِرْداخُ القدمین: عریضهما؛ و فی النوادر: قَدَمٌ شِرْداخة أَی عریضة؛ و فی بعض حواشی نسخ الصحاح قال أَبو سهل: الذی أَحفظه شِرْداح القدم، بالحاءِ المهملة.

شلخ؛ ج3، ص: 30

: الشَّلْخُ: الأَصلُ و العِرْقُ؛ قال ابن حبیب: شَلْخُ الرجل و شَرْخُه و نَجْلُه و نَسْلُه و زَكْوَتُه و زَكْیَتُه واحد. قال أَبو عدنان: قال لی كِلابیٌّ فلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ و خَلْفُ سَوْءٍ؛ و أَنشد بیت لبید: و بَقِیتُ فی شَلْخٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ و الشَّلْخُ: حُسْنُ الرجل؛ عن ابن الأَعرابی. و شالَخُ: جَدُّ إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام.

شمخ؛ ج3، ص: 30

: شَمَخَ الجَبَلُ یَشْمَخُ شُموخاً: علا و ارتفع. و الجبال الشَّوامخُ: الشواهق. و جبل شامخٌ و شَمَّاخٌ: طویل فی السماء، و منه قیل للمتكبر: شامخ. و الشامخ: الرافع أَنفه عِزّاً و تكبراً و الجمع شُمَّخٌ. و قد شَمَخَ أَنفه و بأَنفه یَشْمَخُ شُموخاً: تكبر و تعظم. و‌فی حدیث قُسٍّ: شامخُ الحَسَب؛ الشامخ: العالی. و‌فی الحدیث: فَشَمَخَ بأَنفه‌ارتفع و تكبر؛ و أُنُوف شُمَّخٌ. و شَمَخ فلانٌ بأَنفه و شَمَخَ أَنْفُه لی إِذا رفع رأْسه عزّاً و كبراً؛ و الأُنُوفُ الشُّمَّخ مثل الزُّمَّخ، و رجل شَمَّاخ: كثیر الشُّمُوخ؛ قال أَبو تراب: قال عَرَّام: نِیَّة زَمَخٌ و شَمَخٌ و زَمُوخ و شَمُوخ أَی بعیدة. و الشَّمَّاخ بن ضِرار: اسم شاعر، و اسم الشَّمَّاخ مَعْقِلٌ و كنیته أَبو سعید. و شَمْخٌ: اسم. و بنو شَمْخ: بَطْنٌ؛ قال: و شَمْخُ بن فَزارة بطنٌ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 31‌

شمرخ؛ ج3، ص: 31

: الشِّمْراخُ و الشُّمْروخ: العِثْكالُ الذی علیه البُسْرُ، و أَصله فی العِذْق و قد یكون فی العنب. التهذیب: الشِّمْراخُ عِسْقَبَةٌ من عِذْقِ عُنْقُودٍ. و‌فی الحدیث: أَن سَعْدَ بن عُبادة أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، برجل فی الحیّ مُخْدَجٍ سقیم وُجِدَ علی أَمَة من إِمائهم یَخْبُثُ بها، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: خذوا له عِثْكالًا فیه مائة شِمْراخ فاضربوه به ضربة ما بین خمس مرات إِلی عشر مرات.و الشُّمْروخ: غُصْنٌ دقیق رَخْصٌ یَنْبُتُ فی أَعلی الغصن الغلیظ خرج فی سَنَتِه رَخْصاً. و الشِّمْراخُ: رأْسٌ مستدیر طویل دقیق فی أَعلی الجبل. الأَصمعی: الشَّماریخُ رؤُوس الجبال و هی الشَّناخِیبُ، واحدتها شُنْخُوبة. و الشِّمْراخ من الغُرَر: ما استَدَقَّ و طال و سال مُقْبِلًا حتی جَلَّلَ الخَیْشُومَ و لم یبلغ الجَحْفَلَة، و الفرس شِمْراخٌ؛ قال حُرَیْثُ بنُ عَتَّاب النَّبْهانیُّ: تَری الجَوْنَ ذا الشِّمْراخِ و الوَرْدَ یُبْتَغَی لَیالِیَ عَشْراً، وَسْطَنا، و هو عائرُ و قال اللیث: الشِّمْراخ من الغُرَرِ ما سال علی الأَنف. و شِمْراخُ السحاب: أَعالیه. و شَمْرَخَ النخلةَ: خَرَط بُسْرَها. و قال أَبو صَبْرَةَ السَّعْدیُّ: شَمْرِخ العِذْقَ أَی اخْرُطْ شَماریخه بالمِخْلَب قَعْطاً «1» و الشِّمْراخیة: صنف من الخوارج أَصحاب عبد الله بن شِمْراخ.

شنخ؛ ج3، ص: 31

: الشِّناخُ: أَنف الجبل؛ قال ذو الرمة یصف الجبال: إِذا شِناخُ أَنْفِه تَوَقَّدا و فی التهذیب: إِذا شِناخا قُورِها تَوَقَّدا أَراد شَناخِیب قُورِها و هی رؤُوسها، الواحدة شَنْخَة كأَن الباءَ زیدت. الأَزهری: المُشَنَّخُ من النخل الذی نُقِّحَ سُلَّاؤه و قد شَنَّخَ نَخْلَه تَشْنِیخاً.

شندخ؛ ج3، ص: 31

: الشُّنْدُخُ: الوَقَّادُ من الخیل؛ و أَنشد أَبو عبیدة قول المَرَّار: شُنْدُخٌ أَشْدَفُ ما وَزَّعْتَه، و إِذا طُؤْطِئَ طَیَّارٌ طِمِرُّ و رواه غیره: شُنْدُفٌ …؛ و قیل: هو العظیم الشدید. التهذیب: الشُّنْدُخ من الخیل و الإِبل و الرجال الشدید الطویل المكتنز اللحم؛ و أَنشد: بشُنْدُخٍ یَقْدُم أُولی الأُنُفِ و قال طالق بن عَدِیّ: و لا یَری، الفَرْسَخَ بعد الفَرْسَخ، شیئاً، علی أَقَبَّ طاوٍ شُنْدُخِ و الشُّنْدُخُ و الشُّنْدُخِیُّ: ضرب من الطعام. الفراء: الشُّنْدَاخیُّ الطعام یجعله الرجل إِذا ابتنی داراً أو عمل بیتاً.

شیخ؛ ج3، ص: 31

: الشیْخُ: الذی استبانتْ فیه السن و ظهر علیه الشیبُ؛ و قیل: هو شَیْخٌ من خمسین إِلی آخره؛ و قیل: هو من إِحدی و خمسین إِلی آخر عمره؛ و قیل: هو من الخمسین إِلی الثمانین، و الجمع أَشیاخ و شِیخانٌ و شُیوخٌ و شِیَخَة و شِیخةٌ و مَشْیَخَة و مِشْیَخَة و مَشِیخة و مَشْیُوخاء و مَشایِخُ، و أَنكره ابن درید. و فی الحدیث ذكر شِیخانِ قریش، جمع شَیْخ كضَیْف
(1). قوله [قعطاً] كذا بالأَصل بتقدیم العین علی الطاء و فی القاموس قطعاً بتأخیر العین قال شارحه و انظره
لسان العرب، ج‌3، ص: 32
و ضِیفانٍ، و الأُنثی شَیْخَة؛ قال عَبِیدُ بنُ الأَبرَص: كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ، تَیْبَسُ فی وَكْرِها القُلُوبُ باتتْ علی أُرَّمٍ عَذُوباً، كأَنها شَیْخةٌ رَقُوبُ قال ابن بری: و الضمیر فی باتت یعود علی اللِّقْوَة و هی العُقاب، شبه بها فرسه إِذا انقضت للصید. و عَذُوبٌ: لم تأْكل شیئاً. و الرَّقُوبُ: التی تَرْقُبُ وَلَدَها خوفاً أَن یموت. و قد شاخَ یَشِیخُ شَیَخاً، بالتحریك، و شُیُوخة و شُیُوخِیَّةً [شِیُوخِیَّةً؛ عن اللحیانی، و شَیْخُوخة و شَیْخوخِیَّة، فهو شَیْخ. و شَیَّخَ تَشْیِیخاً أَی شاخَ، و أَصل الیاءِ فی شیخوخة متحرّكة فسكنت لأَنه لیس فی الكلام فَعْلُولٌ، وما جاءَ علی هذا من الواو مثل كَیْنُونة و قَیْدودة و هَیْعُوعة فأَصله كَیَّنُونة، بالتشدید، فخفف و لو لا ذلك لقالوا كَوْنُونة و قَوْدُودة و لا یجب ذلك فی ذوات الیاءِ مثل الحَیْدُودة و الطَّیْرورة و الشَّیْخوخة. و شَیَّخْته: دَعَوْتُه شَیْخاً للتبجیل؛ و تصغیر الشَّیخ شُیَیْخٌ و شِیَیْخٌ أَیضاً، بكسر الشین، و لا تقل شُوَیْخ. أَبو زید: شَیَّخْتُ الرجل تَشْییخاً و سَمَّعت به تَسْمیعاً و نَدَّدت به تَنْدیداً إِذا فضحته. و شَیَّخَ علیه: شنَّع؛ أَبو العباس: شَیْخٌ بَیّن التَّشَیُّخ و التشییخ و الشَّیْخُوخة. و أَشیاخُ النجوم: هی الدراریُّ؛ قال ابن الأَعرابی: أَشیاخُ النجوم هی التی لا تنزل فی منازل القمر المسماة بنجوم الأَخْذِ؛ قال ابن سیدة: أُری أَنه عنی بالنجوم الكواكب الثابتة؛ و قال ثعلب: إِنما هی أَسْناخُ النجوم و هی أُصولها التی علیها مدار الكواكب و سِرُّها؛ و قوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابی: یَحْسَبُه الجاهلُ، ما لم یَعْلَما، شَیْخاً، علی كُرْسِیِّه، مُعَمَّما لو أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما، لكان إِیَّاه، و لكن أَعْجَما و فسره فقال یصف وَطْبَ لبن شبهه برجل مُلَفَّفٍ بكسائه و قال: ما لم یعلم، فلما أَطلق المیم رَدَّها إِلی اللام، و أَما سیبویه فقال: هو علی الضرورة و إِنما أَراد یعلمنْ؛ قال: و نظیره فی الضرورة قول جَذیمَة الأَبْرَص: ربما أَوفَیْتُ فی عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوْبی شَمالاتُ و قول الشاعر: مَتی مَتی تُطَّلَعُ المَثابا؟ لَعَلَّ شَیْخاً مُهْتَراً مُصابا قال: عنی بالشیخ الوَعِلَ. و الشِّیخَةُ: نَبْتَةٌ لبیاضها، كما قالوا فی ضرب من الحَمْضِ الهَرْمُ. و الشاخةُ: المعتدِلُ؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَن أَلف شاخة یاء لعدم [ش و خ] و إِلا فقد كان حقها الواو لكونها عیناً. قال أَبو زید: و من الأَشجار الشَّیْخُ و هی شجرة یقال لها شجرة الشُّیُوخِ، و ثمرتها جِرْوٌ كجِرْوِ الخِرِّیعِ، قال: و هی شجرة العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّیاضُ و القُرْیانُ. و‌فی حدیث أُحُدٍ ذكر شَیْخانِ «1». بفتح الشین: هو موضع بالمدینة عَسْكَرَ به سیدُنا رسول الله، صلی
(1). قوله [ذكر شیخان] قال ابن الأَثیر: بفتح الشین و كسر النون. و قال یاقوت شیخان بلفظ تثنیة شیخ، ثم قال: و شیخة رملة بیضاء فی بلاد أسد و حنظلة علی الصحیح
لسان العرب، ج‌3، ص: 33
الله علیه و سلم، لیلة خَرَجَ إِلی أُحُدٍ و به عَرَضَ الناسَ، و الله أَعلم.

فصل الصاد المهملة؛ ج3، ص: 33

صبخ؛ ج3، ص: 33

: الصَّبَخَةُ: لغة فی السَّبَخَة، و السین أَعلی. و الصَّبِیخَة لغة فی سَبِیخةِ القطن، و السین فیه أَفشی.

صخخ؛ ج3، ص: 33

: الصخُّ: الضرب بالحدید علی الحدید، و العصا الصلبة علی شی‌ءٍ مُصمتٍ. وَ صَخُّ الصخرة وَ صَخِیخُها: صوتُها إِذا ضربتها بحجر أَو غیره. و كلُّ صوت من وقع صخرة علی صخرة و نحوه: صَخٌّ و صَخیخٌ، و قد صَخَّت تصخُّ؛ تقول: ضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صَخَّةً. و الصاخَّةُ: القیامة، و به فسر أَبو عبیدَة قوله تعالی: فَإِذٰا جٰاءَتِ الصَّاخَّةُ؛ فإِما أَن یكون اسمَ الفاعل من صخ یصخ، و إِما أَن یكون المصدَر؛ و قال أَبو إِسحاق: الصاخة هی الصیحة التی تكون فیها القیامة تصُخُّ الأَسماعَ أَی تُصِمُّها فلا تسمع إِلَّا ما تدعی به للإِحیاء. و تقول: صخَّ الصوتُ الأُذُنَ یَصُخُّها صخّاً. و فی نسخة من التهذیب أَصخ إِصخاخاً، و لا ذكر له فی الثلاثی. و‌فی حدیث ابن الزبیر و بناء الكعبة: فخاف الناس أَن یصیبهم صاخة من السماء؛ هی الصیحة التی تَصُخُّ الأَسماع أَی تقرعها و تصمها. قال ابن سیدة: الصاخة صیحة تصخ الأُذن أَی تطعنها فتصمها لشدتها؛ و منه سمیت القیامة الصاخة، یقال كأَنها فی أُذنه صاخة أَی طعنة. و الغرابُ یصُخُّ بمنقاره فی دَبَرِ البعیر أَی یطعن؛ تقول منه صخ یصخ. و الصاخة: الداهیة.

صرخ؛ ج3، ص: 33

: الصَّرْخَةُ: الصیحة الشدیدة عند الفزع أَو المصیبة. و قیل الصُّراخُ الصوت الشدید ما كان؛ صرخ یصرُخُ صُراخاً. و من أَمثالهم: كانَتْ كَصَرْخَةِ الحُبْلی؛ للأَمر یفجَؤُك. و الصارخ و الصریخ: المستغیث. و فی المثل: عَبْدٌ صَریخُهُ أَمَةٌ أَی ناصره أَذل منه و أَضعف؛ و قیل: الصارخ المستغیث و المصرخ المغیث،؛ و قیل: الصارخ المستغیث و الصارخ المغیث؛ قال الأَزهری: و لم أَسمع لغیر الأَصمعی فی الصارخ أَن یكون بمعنی المغیث. قال: و الناس كلهم علی أَن الصارخ المستغیث، و المصرخ المغیث، و المستصرخ المستغیث أَیضاً. و روی شمر عن أَبی حاتم أَنه قال: الاستصراخ الاستغاثة، و الاستصراخ الإغاثة. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه استصرخ علی امرأَته صفیة استصراخ الحیّ علی المیت‌أَی استعان به لیقوم بشأْن المیت فیعینهم علی ذلك، و الصراخ صوت استغاثتهم؛ قال ابن الأَثیر: اسْتُصْرِخ الإِنسان إِذا أَتاه الصارخ، و هو الصوت یعلمه بأَمر حادث لیستعین به علیه، أَو ینعی له میتاً. و اسْتَصْرَخْتُهُ إِذا حملته علی الصراخ. و فی التنزیل: مٰا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ مٰا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِیَّ. و الصریخُ: المغیث، و الصریخ المستغیث أَیضاً، من الأَضداد؛ قال أَبو الهیثم: معناه ما أَنا بمغیثكم. قال: و الصریخ الصارخ، و هو المغیث مثل قدیر و قادر. و اصْطَرَخَ القَومُ و تصارخوا و استصرخوا: استغاثوا. و الاصطراخ: التصارخ، افتعال. و التصرّخ: تكلف الصراخ. و یقال: التصرّخ به حمق أَی بالعطاس. و المستصرخ: المستغیث؛ تقول منه: استصرخنی فأَصرخته. و الصَّریخُ: صوتُ المستصرخ. و یقال: صرخ فلان یصرخُ صراخاً إِذا استغاث فقال: وا غَوثاهْ وا صَرْخَتاهْ قال: و الصریخ یكون فعیلًا بمعنی مُفعِل مثل نذیر بمعنی منذر و سمیع بمعنی مسمع؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 34
قال زهیر: إِذا ما سمعنا صارخاً، مَعَجَتْ بِنا إِلی صوتهِ وُرْقُ المَراكلِ، ضُمَّرُ و سمعت صارخة القوم أَی صوت استغاثتهم، مصدر علی فاعلة. قال: و الصارخة بمعنی الإغاثة، مصدر؛ و أَنشد: فكانوا مُهلِكِی الأَبناءِ، لولا تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِیقِ قال اللیث: الصارخة بمعنی الصریخ المغیث؛ و صرخ صرخَة و اصطرخ بمعنی. ابن الأَعرابی: الصرَّاخُ الطاووس، و النَّبَّاحُ الهدهد. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یقوم من اللیل إِذا سمع صوت الصارخ، یعنی الدیك لأَنه كثیر الصیاح فی اللیل.

صلخ؛ ج3، ص: 34

: الأَصْلَخُ: الأَصَمُّ، كذلك قال الفراء و أَبو عبید؛ قال ابن الأَعرابی: فهؤلاء الكوفیون أَجمعوا علی هذا الحرف بالخاء المعجمة، و أَمَّا أَهل البصرة و من فی ذلك الشق من العرب فإِنهم یقولون الأَصلج، بالجیم، قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً یقول: فلان یتصالج علینا أَی یتصامم. قال: و رأَیت أَمة صماء كانت تعرف بالصلجاء، قال: فهما لغتان جیدتان بالخاءِ و الجیم. و قد صَلِخَ سَمعُهُ و صَلِج؛ الأَخیرةُ عن ابن الأَعرابی: ذهب فلا یسمع شیئاً البتة. و رجل أَصلخ بَیِّن الصَّلَخِ، قال ابن الأَعرابی: فإِذا بالغوا بالأَصم قالوا: أَصم أَصلخ؛ قال الشاعر: لو أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمی أَصلَخا إِذاً لَسَمَّی، و اهتَدی أَنَّی وَخَی أَی أَنَّی توجه. یقال: وخَی یَخِی وَخْیاً. و إِذا دُعی علی الرجل قیل: صَلْخاً كصَلْخِ النعام لأَن النعام كله أَصلخُ، و كان الكمیت أَصم أَصلخ. و جَمَلٌ أَصلخ و ناقة صلخاء و إِبل صلخی: و هی الجُرب. و الجرَب الصالِخُ: و هو الناخس الذی یقع فی دَبَرِه فلا یشك أَنه سیصلخه، و صلخه إِیاه أَی أَنه یشمل بدنه. و العرب تقول للأَسود من الحیات: صالِخٌ و سالِخٌ، حكاه أَبو حاتم بالصاد و السین؛ غیره: أَقْتَلُ ما یكونُ من الحیات إِذا صَلَخَتْ جلدها. و یقال للأَبرص الأَصلخ.

صمخ؛ ج3، ص: 34

: الصِّماخُ من الأُذن: الخرقُ الباطن الذی یُفضی إِلی الرأْس، تمیمیة، و السماخ لغة فیه. و یقال: إِن الصماخ هو الأُذن نفسها؛ قال العجاج: حتی إِذا صرَّ الصماخَ الأَصمعَا و‌فی حدیث‌الوضوء: فأَخذ ماء فأَدخل أَصابعه فی صماخ أُذنیه؛ قال: الصماخ ثقب الأُذن؛ و قول العجاج: أُمّ الصَّدی عن الصَّدی و أَصْمُخُ أَصْمُخُ: أَصُكُّ الصماخ، و هو ثقب الأُذن الماضی إِلی داخل الرأْس. و أُمُّ الصدی: الهامَةُ. و أُمُّها: الجلدة التی تجمع الدماغ، و الجمع أَصمخة و صُمُخٌ، و هو الأُصْموخُ، و بالسین لغة. و صَمَخَه یصمُخُه صمخاً: أَصاب صماخه. و صمخت فلاناً إِذا عقرت صماخ أُذنه بعود أَو غیره. ابن السكیت: صَمَخْت عینه أَصمُخُها صمْخاً، و هو ضربك العین بجمع یدك، ذكره بعقب: صمخت صماخه. و صَمَخ أَنْفَهُ: دقَّهُ؛ عن اللحیانی. و یقال للعطشان: إِنه لَصادِی الصُّماخ. و الصُّماخ: البئر القلیلة الماء، و جمعه صُمُخ. و الصَّمْخُ: كل ضربة أَثرت؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 35
قال أَبو زید: كل ضربة أَثرت فی الوجه فهی صمْخ. أَبو عبید: صمخته الشمس أَصابته. شمر: صمخته، بالخاء، أَصابت صماخه. و یقال: صمخ الصوتُ صِماخَ فلان. و یقال: ضرب الله علی صماخه إِذا أَنامه. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: فضرب الله علی أَصمختنا فما انتبهنا حتی أَضحینا؛ و هو كقوله عز و جل: فَضَرَبْنٰا عَلَی آذٰانِهِمْ فِی الْكَهْفِ؛ و معناه أَنمناهم؛ و‌قول أَبی ذرّ: فضرب الله علی أَصمختنا؛ هو جمع قلة للصماخ أَی أَن الله أَنامهم. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: أَصختُ لاستراق صمائخ الأَسماع؛ هی جمع صماخ كشمال و شمائل. و صمخته الشمس: اشتدّ وقعها علیه. أَبو عبید: الشاة إِذا حلبت عند ولادها یوجد فی أَحالیل ضرعها شی‌ء یابس یسمی الصَّمْخَ و الصمغَ، الواحدة صَمْخَة و صَمْغَة، فإِذا قطر ذلك أَفصَحَ لبَنُها بعد ذلك و احْلَوْلَی؛ و یقال للحالب إِذا حلب الشاة: ما ترك فیها قَطْراً.

صملخ؛ ج3، ص: 35

: الصِّمْلاخُ و الصُّمْلُوخُ: وسخ صماخ الأُذن وما یخرج من قشورها، و الجمع الصمالیخ؛ و قال النضر: صُمْلوخُ الأُذن و سُمْلُوخُها. و لبنٌ صُمالِخ و صُمالِخیٌّ، خاثر متلبد؛ و قال ابن شمیل فی باب اللبن: الصُّمالخیّ و السُّمالخیّ من اللبن الذی حقنَ فی السقاء ثم حفر له حفرة و وضع فیها حتی یروب، یقال سقانی لبناً صمالخیاً؛ و قال ابن الأَعرابی: الصمالخی من الطعام و اللبن الذی لا طعم له. و الصُّمْلُوخُ: أُمْصُوخُ النَّصِیِّ، و هو ما ینتزع منه مثل القضیب، حكاه أَبو حنیفة؛ و العرب تقول لأَصل النَّصِیِّ و الصِّلِّیانِ من الورق الرقیق إِذا یبس: صملوخ، و الجمع الصمالیخ؛ قال الطرمَّاح: سماوِیَّةٌ زُغْبٌ، كأَنّ شكِیرَها صَمالِیخُ مَعْهودِ النَّصِیِّ المُجَلَّخِ و هو ما رقَّ من نبات أُصولها.

صنخ؛ ج3، ص: 35

: أَبو عمرو: صَنِخَ الوَدكُ و سَنِخَ و هو الوضَحُ و الوسَخُ. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: نعم البیت الحمَّام یذهب الصَّنخَة و یذكر النار‌یعنی الدرن و الوسخ. یقال: صنخ بدنه و سنخ، و السین أَشهر.

صیخ؛ ج3، ص: 35

: أَصاخ لهُ یصِیخُ إِصاخة: استمع و أَنصت لصوت؛ قال أَبو دواد: و یصیخ أَحیاناً، كما استمع المضلّ لصوت ناشد و‌فی حدیث ساعة الجمعة: ما من دابة إِلا و هی مُصیخة‌أَی مستمعة منصتة، و یروی بالسین و قد تقدم. و الصاخَة، خفیفٌ: ورم یكون فی العظم من صدمة أَو كدمة یبقی أَثرها كالمَشَشِ، و الجمع صاخات و صاخٌ: و أَنشد: بلَحْییهِ صاخٌ من صِدامِ الحوافر و‌فی حدیث‌الغار: فانصاخت الصخرة‌هكذا؛ روی بالخاء المعجمة و إِنما هو بالمهملة بمعنی انشقت. و یقال: انصاخ الثوب إِذا انشق من قبل نفسه، و أَلفها منقلبة عن واو، و قد رویت بالسین و هی مذكورة فیما تقدم؛ قال ابن الأَثیر: و لو قیل إِن الصاد فیها مبدلة من السین لم تكن الخاء غلطاً، یقال: ساخ فی الأَرض یسوخ و یسیخ إِذا دخل فیها، و الله أَعلم.

فصل الضاد المعجمة؛ ج3، ص: 35

ضخخ؛ ج3، ص: 35

: الضَّخُّ: امتداد البول. و المضخة: قصبة فی جوفها خشبة یرمی بها الماء من الفم. قال أَبو منصور: الضخ مثل النضخ للماء؛ و قد ضَخَّه ضخّاً إِذا نضحه بالماء.
لسان العرب، ج‌3، ص: 36‌

ضردخ؛ ج3، ص: 36

: نخلة ضِرْداخٌ: صَفیٌّ كریمة؛ قال بعض الطائیین: غَرَسْتَ فی جَبَّانَةٍ لم تَسْنَخِ كلَّ صَفِیٍّ ذات فرعٍ ضِرْدَخِ، تَطَّلبُ الماءَ متی ما ترسخ و قیل: الضردخ العظیم من كل شی‌ء.

ضمخ؛ ج3، ص: 36

: الضَّمْخُ: لطخ الجسد بالطیب حتی كأَنما یقطر؛ و أَنشد: تَضَمَّخْنَ بالجادیّ حتی كأَنما الأُنوفُ، إِذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ، رواعِفُ ابن سیدة: ضَمَخَه بالطیب یضمَخُه ضَمخاً و ضمَّخه تضمیخاً: لطخه. و تضمخ به: تلطخ به؛ و‌فی الحدیث: كان یُضَمِّخ رأْسه بالطیب؛ التضمخ: التلطخ بالطیب و غیره و الإِكثار منه. و‌فی الحدیث: كان متضمخاً بالخَلوق؛ و اضَّمخ و اضطمخ و المضخ لغة شنعاء فی الضمخ. و ضمخَ عینه و وجهه و أَنفه یضمخه ضمخاً: ضربه بجمعه. و قیل: الضمخ ضرب الأَنف، رعَفَ أَو لم یرعُفْ؛ و قیل: هو كل ضرب مؤثر فی أَنف أَو عین أَو وجه،. و ضمخه فلان: أَتعبه.

ضیخ؛ ج3، ص: 36

: ابن الأَثیر فی حدیث الزبیر: إِنَّ الموت قد تغشَّاكم سحابه و هو منضاخٌ علیكم بوابل البلایا؛ یقال: انضاخ الماء و انضخَّ إِذا انصبَّ، و مثله فی التقدیر انقاض الحائط و انقضّ إِذا سقط؛ شبه المنیة بالمطر و انسیابه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره الهروی و شرحه و ذكره الزمخشری فی الصاد و الحاء المهملتین و أَنكر ما ذكره الهروی.

فصل الطاء المهملة؛ ج3، ص: 36

طبخ؛ ج3، ص: 36

: الطَّبْخُ: إنضاج اللحم و غیره اشتواء و اقتداراً. طبخَ القِدْرَ و اللحمَ یطبُخُهُ و یَطبخُه طَبخاً و اطَّبخه؛ الأَخیرة عن سیبویه، فانطبخ و اطَّبَخ أَی اتخذ طبیخاً، افتعل، و یكون الاطّباخ اشتواء و اقتداراً. یقال: هذه خبزة جیدة الطبخ، و آجُرَّة جیدة الطبخ. و طابِخَةُ: لقب عامر بن إلیاس بن مضر، لقبه بذلك أَبوه حین طبخ الضَّب، و ذلك أَن أباه بعثه فی بغاء شی‌ء فوجد أَرنباً «2» فطبخها و تشاغل بها عنه فسمی طابخة. و تمیمُ بنُ مرّ و مزینة و ضبة بنو أَدّ بن طابخة بن خِندِف، و كأَنه إِنما أَثبت الهاء فی طابخة للمبالغة. و المِطبخ: الموضع الذی یطبخ فیه؛ و فی التهذیب: المَطبخ بیت الطَّباخ، و المِطبخ، بكسر المیم؛ قال سیبویه: لیس علی الفعل مكاناً و لا مصدراً و لكنه اسم كالمربد. و المِطْبخ آلة الطبخ. و الطَّبَّاخ: معالج الطبخ و حرفته الطِّباخة؛ و قد یكون الطبخ فی القرص و الحنطة. و یقال: أَ تقدرُونَ أَم تشوُون؟ و هذا مُطَّبَخ القوم و مُشْتواهم. و یقال: اطَّبِخُوا لنا قُرصاً. و‌فی حدیث جابر: فاطَّبخنا‌هو افتعلنا من الطبخ فقلبت التاء لأَجل الطاء قبلها. و الاطّباخ: مخصوص بمن یطبخ لنفسه، و الطبخ عام لنفسه و لغیره. و الطِّبْخُ: اللحمُ المطبوخ. و الطبیخ: كالقدیر، و قیل: القدیر ما كان بِفِحیً و توابِلَ، و الطبیخ: ما لم یفَحَّ. و اطَّبَخنا: اتخذنا طبیخاً؛ و هذا مُطَّبَخ القوم و هذا مُشْتواهم. و الطُّباخَة: الفُوارَة، و هو ما فار من رغوة القِدر
(2). هكذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 37
إِذا طبخ فیها. و طبُاخَة كل شی‌ء: عصارته المأْخوذة منه بعد طَبْخِه كعصارة البَقَّمِ و نحوه. التهذیب: الطُّباخَة ما تحتاج إِلیه مما یُطبَخ نحو البَقَّمِ تأَخذ طُباخَتَه للصبغ و تطرح سائره؛ و قول الشاعر: و الله لو لا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِیَ الجَحِیمَ، حیث لا مُسْتَصْرَخُ یعنی بالطُّبَّخ الملائكة الموكلین بالعذاب یعنی عذاب الكفار، و الطُّبَّخ جمع طابخ. و الطبیخ: ضرب من الأَشربة؛ ابن سیدة: و الطبیخ ضرب من المُنَصَّف. و طَبَخ الحَرُّ الثمر: أنضجه؛ و منه قول أَبی حَثْمة قی صفة التمر: تُحفةُ الصائم و تَعِلَّةُ الصبیِّ و نُزُلُ مریمَ، علیها السلام، و تُطبَخُ و لا تُعَنِّی صاحبهَا. و طبائخ الحر: سمائمها فی الهواجر، واحدتها طبیخة؛ قال الطرماح: و مستأْنس بالقَفرِ، باتت تلُفُّه طبائخُ حرٍّ، وقعُهُنَّ سَفُوعُ و الطابخة: الهاجرة. و الطابخُ: الحمَّی الصالِبُ. و الطّبَاخُ: القوَّة. و رجل لیس به طباخ أَی لیس به قوّة و لا سِمن، و وجد بخط الأَزهری طُباخ، بضم الطاء، و وجد بخط الإِیادی طَباخ، بفتح الطاء؛ قال حسان بن ثابت: المالُ یَغْشَی رجالًا لا طَباخَ بهم، كالسَّیل یَغْشَی أُصولَ الدِّندِن البالی و معناه: لا عقل لهم. و الدِّنْدِنُ: ما بلی و عفِنَ من أُصول الشجر، الواحدة دِنْدِنَة، و قد جاء هذا البیت فی شعر لِحَیَّةَ بن خلف الطائی یخاطب امرأَة من بنی شمحَی بن جرم یقال لها أَسماءُ، و كانت تقول ما لِحَیَّة مال فقال مجاوباً لها: تقول أَسماء لما جئت خاطبها: یا حیُّ ما أَرَبی إِلَّا لذی مالِ أَسماءُ لا تفعلیها، رُبّ ذی إِبل یغشی الفَواحش، لا عَفّ و لا نال الفقر یزری بأَقوام ذوی حسب، و قد یسوّد، غیرَ السید، المالُ «1» و المال یغشی أُناساً، لا طَبَاخ لهم، كالسیل یغشی أُصول الدِّندِن البالی أَصون عرضی بمالی لا أُدنسه، لا بارك الله بعد العرض فی المال أَحتال للمال، إِن أَودی، فأَكسبه و لست للعرض، إن أودی، بمحتال قوله نال من النوال و أَصله نَوِلَ مثل قولهم كبش صافٍ و أَصله صَوِفٌ؛ و‌فی حدیث ابن المسیب: و وقعت الثالثة فلم ترتفع، و فی الناس طباخ: أَصل الطباخ القوّة و السمن ثم استعمل فی غیره، فقیل: لا طباخ له أَی لا عقل له و لا خیر عنده؛ أَراد أَنها لم تبق فی الناس من الصحابة أَحداً؛ و علیه یبنی حدیث الأَطبخ الذی ضرب أُمّه عند من رواه بالخاء. و‌فی الحدیث: إِذا أَراد الله بعبد سوءاً جعل ماله فی الطبیخین؛ قیل: هما الجص و الآجرّ، فعیل بمعنی مفعول. و امرأَة طباخیة مثل علانیة: شابة ممتلئة مكتنزة اللحم؛ قال الأَعشی: عبْهَرةُ الخَلْقِ طَباخِیَّةٌ، تَزینه بالخُلُق الطاهر «2». و یروی لُباخِیَّة. و قیل: امرأَة طباخیة عاقلة ملیحة،
(1). فی هذا البیت إقواء (2). قوله [طباخیة] فی خط المؤلف بتشدید الیاء و إن كان ما قبله یقتضی التخفیف، و فی القاموس ككراهیة و غرابیة، بتشدید الیاء ففیه التخفیف و التشدید
لسان العرب، ج‌3، ص: 38
و فی كلامه طباخ إِذا كان محكماً. و المُطَبَّخُ: الشابُّ الممتلئ؛ ابن الأَعرابی: یقال للصبی إِذا ولد: رضیع و طفل ثم فطیم ثم دارِجٌ ثم جَفْر ثم یافع ثم شَدَخ ثم مطبخ ثم كوكب. و طبَّخ: ترعرع و عقل. ابن سیدة: و المُطبِّخ، بكسر الباء مشدّدة: من أَولاد الضأْن أَملأُ ما یكون؛ و قیل: هو الذی كاد یلحق بأَبیه و أَوّله حِسْل ثم غَیْداق ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضَرِم ثم ضبّ. و قد طَبَّخَ الحِسلُ تطبیخاً: كبر. و رجل طبْخَةُ: أَحمق، و المعروف طیخة. و الأَطبخ: المستحكم الحمق كالطبخة بیِّن الطبَخ. و‌فی الحدیث: كان فی الحی رجل له زوجة و أُم ضعیفة فشكت زوجتُه إِلیه أُمه فقام الأَطبخ إِلی أُمه فأَلقاها فی الوادی؛ حكاه الهروی فی الغریبین. و الطِّبِّیخُ بلغة أَهل الحجاز: البطیخ، و قیده أَبو بكر بفتح الطاء.

طخخ؛ ج3، ص: 38

: طخ الشی‌ءَ یَطُخُّه طخّاً: أَلقاه من یده فأَبعَد. و المِطَخَّةُ: خشبة یُحدَّد أَحد طرفیها و یلعب بها الصبیان. و الطَّخُّ كنایة عن النكاح؛ و قد طخّ المرأَة یطخّها طَخّاً؛ و‌روی عن یحیی بن یَعْمَر أَنه اشتری جاریة خُراسانیة ضخمةً فدخل علیه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال: نعم المِطَخَّة و الطخُوخ: الشرِسُ فی الخلق و سوء العشرة و المعاملة؛ طخَّ طخّاً: شرس فی معاملته. و الطَّخْطَخة: استواء الشی‌ء و تسویته كنحو السحاب یكون فیه جُوَبٌ ثم یتَطخطخ أَی ینضم بعضه إِلی بعض. و تطخطخ السحابُ إِذا كانت فیه جُوَب ثم انضم و استوی؛ و سحاب طخطاخ. أَبو عبید: المتطخطخ من الغیم الأَسودُ. و تطخطخ اللیل: أَظلم و تراكم یكون بغیم و بغیر غیم، و مثله تدخدخ، و ذلك إِذا كان غیم یستر ضوء النجوم، و ذلك إِذا لم یكن فیه قمر، و لا أَدری ما طخطخه؛ و لیل طُخاطِخ و قد طخطخَه السحاب. و یقال للرجل الضعیف النظر: متطخطخ، و الجمع متطخطخون. ابن سیدة: و المُطَخْطِخ الضعیف البصر. و قد طخطخ اللیل بصره إِذا حجبته الظلمة عن انفساح النظر. و الطخطخة: حكایة بعض الضحك. و طخطخ الضاحك قال: طیخ طیخ، و هو أَقبح القهقهة، و ربما حكی صوت الحلی و نحوه به. و الطَّخطاخ: اسم رجل.

طرخ؛ ج3، ص: 38

: الطَّرخَة: ماجِلٌ یتخذ كالحوض الواسع عند مخرج القناة یجتمع فیها الماء ثم یتفجر منها إِلی المزرعة، و هو دخیل لیست فارسیة لكناء و لا عربیة محضة. و طَرْخان: اسم للرجل الشریف، بلغة أَهل خراسان، و الجمع الطَّراخِنة.

طلخ؛ ج3، ص: 38

: الطلْخ: اللطخ بالقذَر و إِفساد الكتابِ و نحوه، و اللطخ أَعم. و‌روی عن النبیّ، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان فی جنازة فقال: أَیكم یأْتی المدینة فلا یدع فیها وثناً إِلّا كسره، و لا صورة إِلَّا طلَخها، و لا قبراً إِلَّا سوّاه؟و قال شمر: أَحسب قوله طلخها أَی لطخها بالطین حتی یطمسها، مِن الطلَخ و هو الذی یبقی فی أَسفل الحوض و الغدیر؛ معناه یسوّدها و كأَنه مقلوب. قال: و یكون طلخته أَی سوّدته، و منه اللیلة المطلخِمّة، و المیم زائدة. و امرأَة طلْخاء إِذا كانت حمقاء؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌3، ص: 39
فكَمْ مثلُ زوجِ طَلْخاء خِرملٍ أَقلَّ عِیاناً فی السَّداد، و أَشْكَعا «3». و یروی … طلخاء لطخة. و الطَّلْخُ: بقیة الماء فی الحوض و الغدیر. و فی التهذیب: الطَّلْخُ و الطَّمْحُ العَرِینُ الذی فیه الدَّعامِیصُ لا یُقْدَر علی شربه. و اطْلَخَّ دمع عینه أَی تفرق؛ و أَنشد الأَزهری فی ترجمة جلخ: لا خیرَ فی الشَّیْخ إِذا ما اجْلَخَّا، و اطْلَخَّ ماءُ عَینِه و لَخَّا و فی التهذیب: و سالَ غَرْبُ مائِه فاطْلَخَّا و اطلخ دمع عینه إِذا سال.

طمخ؛ ج3، ص: 39

: الطِّمْخُ: شجر یدبغ به یجی‌ء أَدیمه أَحمَر، و یقال له أَیضاً: العِرْنَةُ.

طنخ؛ ج3، ص: 39

: طَنِخَ الرجل یَطْنَخُ طَنَخاً و تَنِخ یتنخ تَنَخاً، فهو طَنِخٌ و طانخٌ: غلب الدسم علی قلبه و اتَّخَمَ منه؛ و طنَّخ الدسمُ قلبه، و طَنِخَتْ نفسُه: خبثت، و هو من ذلك. و طُنِّخَت الناقةُ و الدابة: اشتدّ سِمَنُها. و مَرَّ طِنْخٌ من اللیل كَعِنْكٍ، قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته. و الطَّنَخُ: البَشَم؛ قال شمر: سمعت ابن الفقعسی یقول: نشرب هذه الأَلبانَ فتطنخنا عن الطعام أَی تغنینا.

طیخ؛ ج3، ص: 39

: ابن سیدة: طاخَ الأَمرَ طَیْخاً: أَفسده؛ و قال أَحمد بن یحیی: هو مِن تَواطَخَ القومُ؛ قال: و هذا من الفساد بحیث تراه؛ قال ابن جنی: و قد یجوز أَن یحسن الظنّ به فیقال إِنه أَراد كأَنه مقلوب منه. ابن الأَعرابی: المُطَیَّخُ الفاسد. و طاخ یَطِیخُ طَیْخاً: تلطخ بقبیح من قول أَو فعل. و طاخَه هو و طَیَّخَه: لطخه به؛ یتعدّی و لا یتعدی؛ و أَنشد الأَزهری: و لَسْتَ بطیَّاخَةٍ فی الرجال، و لَسْتَ بِخِزْرافَة أَحْدَبا اللحیانی: طاخ فلان فلاناً یطیخه و یطوخه: رماه بقبیح من قول أَو فعل. و طَیَّخَه بشرّ: لطخهُ. أَبو زید: طیَّخه العذاب أَلحَّ علیه فأَهلكه، و طیخه السمَن: امتلأَ سِمَناً. أَبو مالك: طیخ أَصحابه إِذا شتمهم فأَلحَّ علیهم. و رجل طائخ و طیَّاخة و طَیْخَة: أَحمقُ لا خیر فیه؛ و قیل: أَحمق قذر، و جمع الطَّیْخَة طیخات؛ قال: و لم نسمعه مكسراً. و الطِّیخ و الطَّیْخ: الجهل. و الطَّیْخُ: الكِبر. و طاخ: تكبر؛ قال الحرث بن حِلزة: فاتركوا الطَّیْخَ و التعدّی، و إِما تتعاشوا، ففی التعاشی الداءُ و زمن الطَّیخة: زمن الفتنة و الحرب؛ یقال: أَتانا فلان زمن الطیخة. و ناقة طیوخ: تذهب یمیناً و شمالًا و تأْكل من أَطراف الشجر. و طِیخِ: حكایةُ صوت الضحك، حكاه سیبویه؛ اللیث: یقول الناس طِیخِ طِیخِ أَی قهقهوا. و طَیْخٌ: موضعٌ بینَ ذی خَشَبٍ و وادی القری؛ قال كثیر عزة: فوالله ما أَدری، أَ طَیْخاً تواعدوا لتمٍّ ظمٍ، أَم ماءَ حَیْدَةَ أَوردوا
(3). قوله [فكم مثل زوج … إلخ] هكذا فی نسخة المؤلف و هی مكسورة و لعل أصله: فكم مثل زوج زوج طلخاء خرمل. إلخ فیكون زوج الثانی بدلًا من الأَول
لسان العرب، ج‌3، ص: 40‌

فصل الظاء المعجمة؛ ج3، ص: 40

ظمخ؛ ج3، ص: 40

: الظِّمْخُ: شجر السُّمَّاقِ. التهذیب: أَبو عمرو: الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخَةٌ شجرة علی صورة الدُّلْب، یقطع منها خشب القصارین التی تُدفن، و هی العِرْنُ أَیضاً، الواحدة عِرْنَةٌ، و العِرْنة و العَرَنْتَنُ أَیضاً: خشبه الذی یدبغ به، و السَّفع طلعه.

فصل العین المهملة؛ ج3، ص: 40

عهعخ؛ ج3، ص: 40

: قال الأَزهری: قال الخلیل بن أَحمد سمعنا كلمة شنعاء لا تجوز فی التأْلیف، سئل أَعرابی عن ناقته فقال: تركتها ترعی العُهْعُخَ، قال: و سأَلنا الثقات من علمائهم فأَنكروا أَن یكون هذا الاسم من كلام العرب. قال و قال الفذ منهم: هی شجرة یتداوی بها و بورقها. قال و قال أَعرابی آخر: إِنما هو الخُعْخُع؛ قال اللیث: و هذا موافق لقیاس العربیة و التأْلیف.

فصل الفاء؛ ج3، ص: 40

فتخ؛ ج3، ص: 40

: الفَتْخَةُ و الفَتَخَةُ: خاتم یكون فی الید و الرجل بفص و غیر فص؛ و قیل: هی الخاتم أَیّاً كان؛ و قیل: هی حَلَقَةٌ تلبس فی الإِصبع كالخاتم و كانت نساء الجاهلیة یتخذنها فی عَشْرِهنّ، و الجمع فَتَخٌ و فُتُوخ و فَتَخات، و ذكر فی جمعه فِتاخٌ؛ و قیل: الفَتْخة حلقة من فضة لا فص فیها فإِذا كان فیها فص فهی الخاتم؛ قال الشاعر: تَسْقُطُ مِنْها فَتَخِی فی كُمِّی قال ابن برّی: هذا الشعر. للدَّهْناء بنتِ مِسْحَلٍ زوج العجاج، و كانت رَفَعته إِلی المغیرة بن شعبة فقالت له: أَصلحك الله إِنی منه بِجُمْع أَی لم یفتضنی، فقال العجاج: الله یعلم، یا مغیرة، أَننی قد دُسْتُها دَوْسَ الحِصانِ المُرْسَل و أَخذتُها أَخذَ المقصِّب شاتَهُ، عَجْلانَ یذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ فقالت الدهناء: و الله لا تَخْدَعُنی بشَمٍّ، و لا بتقبیلٍ و لا بِضَمٍّ، إِلَّا بِزَعْزاعٍ یُسَلِّی هَمِّی، تَسْقُط منه فَتَخِی فی كُمِّی «1». قال: و حقیقة الفتخة أَن تكون فی أَصابع الرجلین. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة أَتته و فی یدها فِتَخٌ كثیرة، و فی روایة فُتوخ، هكذا روی، و إِنما هو فتخ، بفتحتین، جمع فتخة، و هی خواتیم تكاد تلبس فی الأَیدی؛ قال: و ربما وضعت فی أَصابع الأَرجل. و‌فی حدیث عائشة فی قوله تعالی: وَ لٰا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلّٰا مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا؛ قال: القُلْبُ و الفَتَخَةُ.و معنی شعر الدهناء: أَن النساء كن یتختَّمْن فی أَصابع أَرجلهن فتصف هذه أَنه إِذا شالَ برجلیها سقطت خواتیمها فی كمها، و إِنما تمنت شدّة الجماع؛ و قیل: الفتوخ خواتم بلا فصوص كأَنها حلَق. و‌روی عن عائشة، رضی الله عنها، أَنها قالت: الفتخ حلق من فضة یكون فی أَصابع الرجلین، قالته فی قوله تعالی: إِلّٰا مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا؛ قالت: القُلْب و الفَتَخة.و الفَتَخ: كل خَلخال لا یَجْرِس. و الفَتَخُ و الفَتَخَة: باطن ما بین العضد و الذراع. و الفَتَخُ: استرخاء المفاصل و لینُها و عرْضُها؛ و قیل: هو اللِّین فی المفاصل و غیرها؛ فَتِخَ فَتَخاً و هو أَفَتْخُ. و عُقاب فَتْخاءُ: لیِّنة الجناح لأَنها إِذا انحطت
(1). قوله [منه] هكذا فی نسخة المؤلف و لعله روی بالتذكیر و التأنیث
لسان العرب، ج‌3، ص: 41
كسرت جناحیها و غمزتهما، و هذا لا یكون إِلَّا من اللین. و الفَتَخُ: عَرْض الكف و القدم و طولهما. و أَسد أَفْتَخُ: عَریض الكف. و الفتَخ: عرض مخالب الأَسد و لین مفاصلها. و الأَفْتَخُ: اللیِّنُ مفاصلِ الأَصابع مع عرض. و الفتَخ فی الرجلین: طول العظم و قلة اللحم؛ قال الشاعر: علی فَتْخاءَ تعلَم حیثُ تَنْجُو، و ما إِنْ حیثُ تَنْجُو من طَریق قال: عنی بالفتخاء رجله، قال: و هذا صفة مُشتار العسل. الأَصمعی: فتخاء قدم لینة؛ و قال أَبو عمرو: فیها عوج. و فَتَخَ الرجل أَصابعه فَتْخاً و فَتَّخَها: عرَّضها و أَرخاها؛ و قیل: فَتَخَ أَصابع رجلیه فی جلوسه فَتْخاً ثناها و لیَّنها؛ قال أَبو منصور: یثنیهما إِلی ظاهر القدم لا إِلی باطِنها. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان إِذا سجد جافَی عضدیه عن جنبیه و فَتَخَ أَصابع رجلیه؛ قال یحیی بن سعید: الفَتْخُ أَن یصنع هكذا، و نصب أَصابعه، ثم غمز موضع المفاصل منها إِلی باطن الراحة و ثناها إِلی باطن الرجل؛ یعنی أَنه كان یفعل ذلك بأَصابع رجلیه فی السجود. قال الأَصمعی: و أَصل الفتخ اللین، و یقال للبراجِم إِذا كان فیها لین و عرض: إِنها لفُتْخ؛ و منه قیل للعقاب: فتخاء؛ و أَنشد: كأَنی بفَتْخاءِ الجَناحَیْنِ لَقْوةٍ، دَفُوفٍ منَ العِقْبان، طَأْطأْتُ شِمْلالی و تقول: رجل أَفتخ بیِّن الفتخ إِذا كان عریض الكف و القدم مع اللین؛ قال الشاعر: فُتْخُ الشمائل فی أَیمانهم رَوَحُ و الفَتَخ فی الإِبل: كالطَّرَق. و ناقة فتخاء الأَخْلافِ: ارتفعت أَخلافها قِبَل بطنها، و كذلك المرأَة، و هو فیها مدح و فی الرجل ذم، و هو الفَتَخ. و الفتخاء: شی‌ء مرتفع من خشب یجلس علیه الرجل و یكون لمشتار العسل؛ و قیل: الفتخاء شبه مِلبن من خشب یقعد علیه المشتار ثم یمدّ من فوق حتی یبلغ موضع العسل؛ و یقال للفاتر الطرف: أَفتخ الطرف؛ قال: وهْی تَتْلو رَخْصَ الظُّلوفِ ضَئِیلًا، أَفْتَخَ الطَّرْفِ فی قوله إِشْرافُ «1». و الأَفاتِیخ من الفُقُوعِ: هَناةٌ تخرج فی أَوّله فیحسبها الناس كَمْأَةً حتی یستخرجوها فیعرفوها، حكاه أَبو حنیفة و لم یحك للأَفاتیخ واحداً. و فُتَیْخ و فَتَّاخ: دَحْلانِ بأَطراف الدهناء مما یلی الیمامة؛ عن الهجری. و فَتَّاخ: اسم موضع.

فخخ؛ ج3، ص: 41

: الفَخُّ: المصْیَدَة التی یصاد بها، معروف؛ و قیل: هو معرّب من كلام العجم، و الجمع فُخوخ و فِخاخ؛ قال أَبو منصور: و العرب تسمی الفَخَّ الطَّرَقَ. قال الفراء: الحَضْبُ سرعة أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ، قال: و الطرق الفخ. و الفَخَّة و الفَخُّ فی النوم: دون الغطیط؛ تقول: سمعت له فَخیخاً. و‌فی حدیث صلاة اللیل: أَنه نام حتی سمعت فَخیخَه‌أَی غطیطه؛ و قیل: الفَخَّةُ و الفَخُّ أَن ینام الرجل و ینفخ فی نومه؛ و فَخَّ النائمُ یَفِخُّ، و اسم هذه النومة الفَخَّة. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أَفْلَح مَن كانت له مِزَخَّهْ، یَزُخُّها، ثم یَنامُ الفَخَّهْ أَی ینام نومة یسمع فخیخه فیها. و قال أَبو العباس فی قوله ثم ینام الفخة، قال ابن الأَعرابی الفخة أَن ینام
(1). قوله [فی قوله إشراف] كذا فی نسخة المؤلف و هو مكسور و لعله بحذف فی لیتزن
لسان العرب، ج‌3، ص: 42
علی قفاه و ینفخ من الشبع؛ و‌فی حدیث بلال: أَلا لیتَ شِعری، هل أَبیتَنَّ لَیلَةً بفَخٍّ، و حَوْلی إِذْخِرٌ و جَلِیلُ؟ فخٌّ: موضع بمكة، و قیل: واد دفن به عبد اللّٰه بن عمر، و هو أیضا ما أَقطعه النبی، صلی اللّٰه علیه و سلم، عُظَیْمَ بن الحرث المحاربیَّ.و الأَفعی له فخیخ، قال ابن سیدة: الفخیخ من أَصوات الحیات شبیه بالنفخ، و قد یقال بالحاء غیر معجمة، و هی أَعلی. قال أَبو منصور: أَما الأَفعی فإِنه یقال فی فعله فح یفح فحیحاً، بالحاء، قاله الأَصمعی و أَبو خیرة الأَعرابی، و قال شمر: الفحیح لما سوی الأَسود من الحیات، بفیه، كأَنه نفس شدید، قال: و الحفیف من جرش بعضه ببعض. قال أَبو منصور: و لم أَسمع لأَحد فی الأَفعی و سائر الحیات فخیخا، بالخاء، و هذا غلط، اللهم إِلا أَن یكون لغة لبعض العرب لا أَعرفها فإِن اللغات أَكثر من أَن یحیط بها رجل واحد. و قال الأَصمعی: فحَّت الأَفعی تَفِحُّ إِذا سمعتَ صوتها من فمها، فأَما الكشیش فصوتها من جلدها. و امرأَة فَخٌّ و فَخَّةٌ: قذرة، قال جریر: و أُمُّكُمُ فَخٌّ قُذامٌ و خِنْدفٌ و أَنشد الأَزهری للعین المنقری: أَ لَسْتَ ابنَ سَوْداءِ المَحاجِرِ فَخَّةٍ، لها عُلْبَةٌ لَحْوَی، و رَطْبٌ مُجَزَّم المُفَضَّل: فَخْفَخَ الرجل إِذا فاخَرَ بالباطل. و الخَفْخَفَة و الفَخْفَخَة: حركة القرطاس و الثوب الجدید.

فدخ؛ ج3، ص: 42

: فدَخَه یفْدَخُه فَدْخاً: شدخه و هو رطب. و الفَدْخ: الكسر. و فَدَخت الشی‌ء فدخاً: كسرته.

فرخ؛ ج3، ص: 42

: الفَرْخ: ولد الطائر، هذا الأَصل، و قد استعمل فی كل صغیر من الحیوان و النبات و الشجر و غیرها، و الجمع القلیل أَفرُخ و أَفراخ و أَفرِخَةٌ نادرة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِیرِ، كأَنَّها أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ و الكثیر فُرُخٌ و فِراخٌ و فِرْخانٌ؛ قال: مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا دَرادِقاً، وهْیَ الشُّیوخُ فُرَّخَا یقول: إِن هؤلاء و إِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشیوخ. و الأُنثی فرخة. و أَفْرَخَت البیضة و الطائرة و فرّخت، و هی مُفْرِخٌ و مُفَرِّخٌ: طار لها فَرْخ. و أَفرخ البیضُ: خرج فرخه. و أَفرخ الطائر: صار ذا فرخ؛ و فرَّخ كذلك. و اسْتَفْرَخُوا الحَمامَ: اتخذوها للفراخ. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: أَتاه قوم فاستأْمروه فی قتل عثمان، رضی الله عنه، فنهاهم و قال: إِن تفعلوه فَبَیْضاً فَلْیُفْرِخَنَّه؛ أَراد إِن تقتلوه تهیجوا فتنة یتولی منها شی‌ء كثیر؛ كما قال بعضهم: أَری فتنةً هاجت و باضت و فرّخت، و لو تُركت طارت إِلیها فراخُها قال ابن الأَثیر: و نصب بیضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور علیه تقدیره فَلْیُفْرِخَنَّ بَیْضاً فَلْیُفْرِخَنَّه، كما تقول زیداً أَضرب ضربت «1». أَی ضربت زیداً، فحذف الأَول و إِلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدیر، لأَن الفاء الثانیة لا بدَّ لها من معطوف علیه، و لا تكون لجواب الشرط لكون الأُولی كذلك. و یقال أَفرخت البیضة إِذا خلت من الفرخ و أَفرختها أُمّها. و‌فی حدیث
(1). قوله [أضرب ضربت] كذا فی نسخة المؤلف
لسان العرب، ج‌3، ص: 43
عمر: یا أَهل الشام، تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشیطان قد باض فیهم و فرّخ‌أَی اتخذهم مقرّاً و مسكناً لا یفارقهم كما یلازم الطائر موضع بیضه و أَفراخه. و فَرْخُ الرأْسِ: الدماغُ علی التشبیه كما قیل له العصفور؛ قال: و نحن كشَفْنا عن مُعاویةَ التی هی الأُمُّ، تَغْشَی كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق و قول الفرزدق: و یومَ جَعَلْنا البِیضَ فیه، لعامِرٍ، مُصَمَّمَةً، تَفْأَی فِراخَ الجَماجِمِ یعنی به الدماغ. و الفَرْخُ: مقدَّمُ دماغ الفرس. و الفَرْخُ: الزرع إِذا تهیأَ للانشقاق بعد ما یطلُع؛ و قیل: هو إِذا صارت له أَغصان؛ و قد فرّخ و أَفرخ تفریخاً. اللیث: الزرع ما دام فی البَذر فهو الحب، فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ؛ فإذا طلع رأْسه فهو الحَقْل. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن بیع الفَرُّوخ بالمَكِیل من الطعام؛ قال: الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته و انعقد حبه و هو مِثلُ نهیه عن المُخاضَرة و المُحاقَلة. و أَفرخَ الأَمر و فرّخ: استبانت عاقبته بعد اشتباه. و أَفرخَ القومُ بیضَهم إِذا أَبدوا سرهم؛ یقال ذلك للذی أَظْهرَ أَمرَهُ و أَخرج خبره لأَن إفراخَ البیض أَن یخرج فرخه. و فَرَّخَ الرَّوْعُ و أَفْرَخَ: ذهب الفَزَع؛ یقال: لِیُفْرِخْ رَوْعُكَ أَی لیخرج عنك فَزَعُك كما یخرج الفرخ عن البیضة؛ و أَفْرِخْ رَوْعَك یا فلان أَی سَكِّنْ جأْشَك. الأَزهری، أَبو عبید: من أَمثالهم المنتشرة فی كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم: أَفْرِخْ رَوْعَك؛ یقول: لِیَذْهَبْ رُعْبُك و فَزَعك فإن الأَمر لیس علی ما تحاذر. و‌فی الحدیث: كتب معاویة إلی ابن زیاد: أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد ولیناك الكوفة؛ و كان یخاف أَن یولیها غیره. و أَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه و انكشف عنه الفزع كما تفرخ البیضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها؛ و أَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ من إِفراخ البیض إِذا انقاض عن الفرخ فخرج منها؛ قال و قلبه ذو الرمة لمعرفته فی المعنی فقال: جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال: و الرَّوْعُ فی الفؤاد كالفرخ فی البیضة؛ و أَنشد: فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً من الخَوْفِ: أَفرِخْ، أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه و قال أَبو عبید: أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دعی له أَن یسكن رَوْعُه و یذهب. و فُرِّخَ الرِّعْدِیدُ: رُعِبَ و أُرْعِدَ، و كذلك الشیخ الضعیف. الأَزهری: و یقال للفَرِقِ الرِّعْدِیدِ، قد فرَّخَ تَفْریخاً؛ و أَنشد: و ما رأَینا من معشر یَنْتَخوا من شَنا إِلا فَرَّخُوا «2». أبو منصور: معنی فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم؛ و قیل: معناه ذلوا. الهوازنی: إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ و الطَّحنَ فَرِخَ إِلی الأَرض أَی لزق بها یفرخ فرخاً. و فَرِخَ الرجل إِذا زال فزعه و اطمأَن. و الفَرِخُ: المدغدغ من الرجال. و الفَرْخَة: السنان العریض. و الفُرَیْخُ علی لفظ التصغیر: قَیْنٌ كان فی الجاهلیة تنسب إلیه النصال الفُرَیْخِیَّة؛ و منه قول الشاعر:
(2). قوله [و ما رأینا من معشر إلخ] كذا فی نسخة المؤلف و شطره الثانی ناقص و لهذا تركه السید مرتضی كعادته فیما لم یهتد إلی صحته من كلام المؤلف
لسان العرب، ج‌3، ص: 44
و مَقْذوذَیْنِ من بَرْیِ الفُرَیْخِ و قولهم: فلان فُرَیخ قریش، إِنما هو علی وجه المدح كقول الحُباب بن المنذر [أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّكُ و عُذَیْقُها المُرَجَّبُ] و العرب تقول: فلان فُریخ قومه إذا كانوا یعظمونه و یكرمونه، و صغر علی وجه المبالغة فی كرامته. و فَرّوخ: من ولد إِبراهیم، علیه السلام. و‌فی حدیث أَبی هریرة: یا بنی فَرّوخ؛ قال اللیث: بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهیم، علیه السلام، ولد بعد إِسحاق و إسماعیل و كثر نسله و نما عدده فولد العجم الذین هم فی وسط البلاد؛ و أَما قول الشاعر: فإِنْ یَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ، و لو كانت خَنانیصاً صغاراً فإنه جعله أَعجمیّاً فلم یصرفه لمكان العجمة و التعریف.

فرسخ؛ ج3، ص: 44

: الفَرْسَخُ: السكون؛ و قالت الكلابیة: فراسخ اللیل و النهار ساعاتهما و أَوقاتهما؛ و قال خالد بن جنبة: هؤلاء قوم لا یعرفون مواقیت الدهر و فراسخ الأَیام؛ قال: حیث یأْخذ اللیل من النهار، و الفرسخ من المسافة المعلومة فی الأَرض مأْخوذ منه. و الفرسخ: ثلاثة أَمیال أَو ستة، سمی بذلك لأَن صاحبه إِذا مشی قعد و استراح من ذلك كأَنه سكن، و هو واحد الفراسخ؛ فارسی معرب. و‌فی حدیث حذیفة: ما بینكم و بین أَن یُرْسَلَ علیكم الشرُّ إِلَّا فَراسِخُ من ذلك، حكاه ابن الأَعرابی؛ و‌فی روایة: ما بینكم و بین أَن یُصَبَّ علیكم الشرّ فَراسِخَ إِلّا موتُ رجلٍ، یعنی عمرَ بنَ الخطاب، رضی الله عنه، فلو قد مات صُبَّ علیكم الشرّ.قال ابن شمیل: كل شی‌ءٍ دائم كثیر لا ینقطع فرسخ. و الفرسخ: الراحة و الفرجة؛ و یقال للشی‌ء الذی لا فرجة فیه: فرسخ، كأَنه علی السلب. و انتظرتك فرسخاً من اللیل أَو من النهار أَی طویلًا، و كأَن الفرسخ أُخذ من هذا. و فَرْسَخَتْ عنه الحمَّی و تَفَرْسَخَتْ و افْرَنْسَخَتْ: انكسرت و بعدت، و كذلك غیرها من الأَمراض. و الفرسخ: الساعة من النهار؛ قال أَبو زیاد: ما مُطِرَ الناسُ من مطر بین نَوْأَیْنِ إِلا كان بینهما فَرْسَخٌ. قال: و الفرسخ انكسار البرد. و قال بعض العرب: أَعصبت السماء أَیاماً بعَین ما فیها فرسخ؛ و العَین: أن یدوم المطر أَیاماً. و قوله: ما فیها فرسخ یقول: لیس فیها فرجة و لا إِقلاع. قال: و إِذا احتبس المطر اشتدَّ البرد فإِذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أَی سكون، من قولك فَرْسَخَ عنی المرض، و افْرَنْسَخَ أَی تباعد.

فرضخ؛ ج3، ص: 44

: الفِرْضاخُ: العریض؛ یقال: فرس فِرْضاخَةٌ و قَدم فِرْضاخَة و فِرْضاخٌ. و الفِرْضاخُ: النخلة الفتیة؛ و قیل: هو ضرب من الشجر. و رجل فرضاخ: عریض غلیظ كثیر اللحم. و یقال: رجل فرضاخ و امرأَة فرضاخِیَّة، و الیاء للمبالغة. و امرأَة فرضاخة: لَحِیمَة عریضة. و‌فی حدیث الدجال: أَن أُمه كانت فرضاخة‌أَی ضخمة عریضة الثدیین. و من أَسماء العقرب: الفِرْضخ و الشَّوْشَبُ و تَمْرَةُ، لا ینصرف.

فرفخ؛ ج3، ص: 44

: الفَرْفَخُ و الفَرْفَخَةُ: البَقْلة الحمقاء و لا تنبت بنجد و تسمی الرجلة؛ قال أَبو حنیفة: و هی فارسیة عرّبت؛ قال العجاج: و دُسْتُهُم كما یُداسُ الفَرْفَخُ، یُؤكلُ أَحْیاناً، و حِیناً یُشْدَخُ

فسخ؛ ج3، ص: 44

: فسَخَ الشی‌ءَ یفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ: نَقَضَه فانتَقَض. و تفاسَخَت الأَقاویل: تَناقَضَت. و الفَسْخُ:
لسان العرب، ج‌3، ص: 45
زوال المَفْصِل عن موضعه. و فسختُ یدَه أَفسَخُها فسخاً، بغیر أَلف، إِذا فككت مَفْصِله من غیر كسر. و فسخَ المَفْصلَ یفسَخه فسْخاً و فَسَّخَه فانْفَسَخَ و تفسَّخ: أَزاله عن موضعه. و یقال: وقع فلان فانفسخت قدمه و فسخته أَنا و تفسخ عن العظم و تفسخ الجلد عن العظم، و لا یقال إِلَّا لشَعر المیتة و جلدها. و تفسخت الفأْرة فی الماء: تقطعت. و الفَسْخ: الضعیف الذی ینفسخ عند الشدة. و اللحم إِذا أَصَلَّ انفَسَخ، و انفَسَخَ اللحمُ و تفسخ: انخَضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ. و تفسخ الشعر عن الجلد: زال و تطایر، و لا یقال إِلّا لشعر المیتة. و فَسِخَ رأْیُه فَسَخاً فهو فَسِخٌ: فسد. و فَسَخَه فَسْخاً: أَفسده: و یقال: فسخت البَیْعَ بین البیِّعَین و النكاحَ فانفسخ البیعُ و النكاحُ أَی نقضته فانتقض؛ و‌فی الحدیث: كان فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو أَن یكون نوی الحج أَوَّلًا ثم یبطله و ینقضه و یجعله عمرة و یحل ثم یعود یحرم بحجة، و هو التمتع أَو قریب منه. و فیه فَسْخ و فَسْخة إِذا كان ضعیف العقل و البدن. و الفَسْخ: الذی لا یظفر بحاجته. و فسَخَ الشی‌ءَ: فرَّقه. و أَفْسَخَ القرآنَ: نسیه. و تفسَّخَ الرُّبَعُ تحت الحِمل الثقیل، و ذلك إِذا لم یطقه. و فَسَخْتُ عنی ثوبی إِذا طرحته.

فشخ؛ ج3، ص: 45

: الفَشْخُ: اللطم و الصفع فی لعب الصبیان و الكذب فیه؛ فشَخه یفشَخه فشْخاً. و فشَخَ الصبیان فی لعبهم فشْخاً: كذبوا فیه و ظلموا. و فَنْشَخَ و فَشَخَ: أَعیا.

فصخ؛ ج3، ص: 45

: ابن شمیل: الفَصْخُ التغابی عن الشی‌ء و أَنت تعلمه. یقال: فَصَخْتُ عن ذلك الأَمر فصْخاً؛ و یقال: فَصَخَ یده و فسخها إِذا أَزال عن مفصله؛ حكَی الصادَ عن أَبی الدُّقیش. أَبو حاتم: فصَخَ النعامُ بصومه إِذا رمی به.

فضخ؛ ج3، ص: 45

: الفضْخ: كسر كل شی‌ء أَجوف نحو الرأْس و البطیخ؛ فَضَخَه یفْضَخُه فضْخاً و افتضخه. و فضخ رأْسه: شدخه. و انفَضَخَ سَنامُ البعیر: انشدخ. و أَفضَخ العنقودُ: حان و صلح أَن یفتضخ و یُعْتَصر ما فیه. و فضَخ الرُّطَبة و نحوها من الرطْب یفضَخها فضخاً: شدخها. و الفَضِیخُ: عصیر العنَب، و هو أَیضاً شراب یتخذ من البُسر المفضوخ وحده من غیر أَن تمسه النار، و هو المشدوخ. و فضَخْتُ البسر و افتَضَخْته؛ قال الراجز: بالَ سُهَیْلٌ فی الفَضیخ فَفسَد یقول: لما طلع سهیل ذهب زمن البسر و أَرطب فكأَنه بال فیه؛ و قال بعضهم: هو المفضوخ لا الفضیخ؛ المعنی: أَنه یُسْكِرُ شاربه فیفضخه. و‌سئل ابن عمر عن الفضیخ فقال: لیس بالفضیخ و لكن هو الفضوخ، فعول من الفضیخة، أَراد یُسْكِر شاربَه فیفضَخه، و قد تكرر ذكر الفضیخ فی الحدیث. و المِفْضَخَة: حجر یفضخ به البسر و یجفف. و المفاضخ: الأَوانی التی ینبذ فیها الفضیخ. و كل شی‌ء اتسعَ و عَرُض، فقد انفضخ. و انفَضَخَت القُرْحة و غیرُها: انفَتَحَت و انعصرت. و دلو مِفْضَخَةٌ: واسعة؛ قال: كأَنّ ظَهْرِی أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ، مِمَّا تَمطَّی بالفَرِیِّ المِفْضَخَهْ و قد قیل فی الدلو: انفضجت، بالجیم. و انفضخ العرق. و یقال: انفضخت العین، بالخاء، إِذا انفقأَت.
لسان العرب، ج‌3، ص: 46
أَبو زید: فضَخْتُ عینَه فَضْخة و فقأْتها فَقْأً و هما واحد للعین و البطن، و كل وعاء فیه دهن أو شراب.. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه، أَنه قال: كنت رجلًا مَذَّاءً فسأَلت المقداد أَن یسأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: إِذا رأَیت المذی فتوضأْ و اغسل مَذاكِیرَك، و إِذا رأَیت فَضْخَ الماءِ فاغتسل؛ یرید المنیّ. و فَضْخُ الماءِ: دَفْقُه. و انفضخ الدلو إِذا دفق ما فیه من الماء. قال: و الدلو یقال لها المِفْضَخة. و حكی عن بعضهم أَنه قیل له ما الإِناء؟ فقال: حیث تَفْضَخ الدلوْ أَی تدفق فتفیض فی الإِناء. و یقال: بینَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ؛ و هو شدة البكاء و كثرة الدمع. و القارورة تنفضخ إِذا تكسرت فلم یبق فیها شی‌ء. و السقاء ینفضخ و هو ملآن فینشق و یسیل ما فیه. أَبو حاتم: یقال للبن الذی أُكثر ماؤه حتی رق، هو أَبیض مثل السَّمار؛ و مثله الضَّیْح و الخَضار و الشِّجاج و الفَضِیخُ و الشُّهابة مثله، بضم الشین، و كذلك البِراح و هُو المِزْرَح و الدِّلاحُ و المَذْقُ، و قیل: هو الشُّهابُ.

فقخ؛ ج3، ص: 46

: فَقَخَه فَقْخاً: كقفخه، و الله أَعلم.

فلخ؛ ج3، ص: 46

: شمر: فَلَخْتُه و قَفَخْتُه إِذا أَوضَحتَه و سَلَعْته أَیضاً. و الفَیْلَخ: أَحَدُ رَحَیَیِ الماءِ و الید السفلی منهما؛ و منه قوله: و دُرْنا كما دارَتْ علی القُطْبِ فَیْلَخُ.

فلذخ؛ ج3، ص: 46

: الفَلْذَخُ: اللَّوْزِینَج.

فنخ؛ ج3، ص: 46

: فَنَخَه یفنَخُه فَنْخاً و فُنوخاً: أَثخنه. و فَنَخَ رأْسَه بالشی‌ء یفنَخه فَنْخاً علی ذلك المثال: فتَّ عظمه من غیر شقّ یبین و لا إِدْماء، و قیل: هو ضربك إِیاه بالعصا، شقه أَو لم یشقه. و الفَنْخ: الغلَبة و القهر، و قیل: هو أَقبح الذلِّ و القهر، فَنَخه یَفنَخه فَنْخاً، و هو فَنَیخ، و فَنَّخه و تَفَنَّخه، قال رؤْبة: لمَّا تَفَنَّخْنا بهنَّ المَجْدا و فَنَّخه الأَمر: قهره و ذلله، و كذلك التفنیخ. و‌فی حدیث عائشة، و ذكرت عمر، رضی اللّٰه عنهما: ففنَخ الكفَرة‌أَی أَذَلَّها و قهرها. و الفنیخ: الرِّخو الضعیف، و قالت امرأَة: ما لی و للشیوخ، یمشون كالفروخ، و الحَوْقَل الفَنِیخ. و یقال للشیخ أَیضاً: فنیخ. و‌فی حدیث المتعةِ: بُرْدُ هذا غیر مَفْنُوخٍ‌أَی غیر خَلَق و لا ضعیف. یقال: فَنَخْت رأْسَه و فنَّخْتُه أَی شدخته و ذللته. و رجل مِفْنَخ، بكسر المیم، إِذا كان ممن یذل أَعداءه و یَشُج رأْسهم كثیراً، قال العجاج: تاللّٰه لو لا أَن یحُشَّ الطُّبَّخُ بیَ الجحیمَ، حَیْثُ لا مُسْتَصْرَخ لعلم الأَقوامُ أَنی مِفنَخ لِهامِهم، أَرُضُّه و أَنْقَخُ أَمَّ الصَّدَی عن الصَّدَی و أَصمُخُ و فنَّختُه تفنیخاً، و فنّخته أَی أَذللته.

فنشخ؛ ج3، ص: 46

: التهذیب: یقال فَنْشَخَه فِنْشاخاً و زلزله زلزالًا بمعنی واحد.

فنقخ؛ ج3، ص: 46

: التهذیب الفراء: داهِیَةٌ فِنْقَخٌ؛ قال الراوی: هكذا أَسمعنیه المنذری فی نوادر الفراء.

فوخ؛ ج3، ص: 46

: فاخ المسك یفوخ وَ یفیخ فَوخاناً: سطع مثل فاح. الفراء: فاحت ریحه و فاخت أَخذت بنفسه و فاحت دون ذلك. الأَصمعی: فاخت منه ریح طیبة تفوخ و تفیخ مثل فاحت. و فاخ الرجل یفوخ فَوْخاً
لسان العرب، ج‌3، ص: 47
و أَفاخ یُفیخ: خرجت منه ریح، و هو مذكور فی الیاء أَیضاً. و فاخ الحَدَثُ نفسُه یفوخ: صوّت. و فاخت الریح تَفُوخ إِذا كان لها صوت. الفراء: أَفَخْتُ الزِّق إِفاخَة إِذا فتحت فاه لیفُش ریحه، قال: و سمعت شیخاً من أَهل العربیة یقول أَفخت الزق إِذا طلیت داخله بِرُبّ. و أَفِخْ عنك من الظهیرة أَی أَقم حتی یسكن حر النهار و یَبْرُدَ، و هو أَیضاً مذكور فی الیاء. و أَفاخ الإِنسان یُفیخ إفاخة؛ و‌فی الحدیث: أَنه خرج یرید حاجة فاتبعه بعض أَصحابه فقال: تنح عنی فإِن كل بائلة یُفِیخ.الإِفاخَةُ الحدَث من خروج الریح خاصة؛ و قوله بائلة أَی نفس بائلة. اللیث: إِفاخَةُ الریح بالدبر. قال أَبو زید: إِذا جعلت الفعل للصوت قلت فاخ یفوخ. و فاخت الریح تفوخ فوخاً إِذا كان مع هبوبها صوت. و أَما الفوح، بالحاء، فمن الریح تجدها لا من الصوت. و قال النضر بن شمیل: إِذا بال الإِنسان أَو الدابة فخرج منه ریح، قیل: أَفاخ؛ و أَنشد لجریر: ظَلَّ اللَّهازِمُ یَلْعَبون بِنِسْوَة بالجَوِّ، یومَ یُفِخْنَ بالأَبْوالِ و أَفاخ ببوله إِذا اتسع مخرجه؛ و أَفاخت الناقة ببولها و أَشاعَتْ و أَوْزَغَتْ؛ و أَنشد بیت جریر أَیضاً.

فیخ؛ ج3، ص: 47

: الفَیْخة: السُّكُرُّجَة. و فَیَّخ العجینَ: جعله كالسُّكُرُّجة، و أَنشد اللیث: و نَهِیدَةٍ فی فَیْخةٍ معَ طِرْمَةٍ، أَهدَیْتُها لِفتًی أَراد الزَّغْبَدا التهذیب: و الإِفاخة أَنْ یُسْقَط فی یده، قال الفرزدق: أَفاخَ و أَلْقَی الدرْعَ عنه، و لم أَكُنْ لأُلْقِیَ دِرْعِی عن كَمِیٍّ أُقاتِلُه و أفاخَ الرجلُ: صُدَّ عنه فسُقِط فی یده. التهذیب: أَفاخ فلان من فلان إِذا صدّ عنه، و أَنشد: أَفاخوا من رِماح الخَطِّ، لمَّا رأَوْنا قد شَرَعْناها نِهالا و فاخ الرجل و أَفاخ یفیخ أَی ضرط. و قیل: الإِفاخة الحدث مع خروج الریح خاصة. ابن الأَعرابی: فَیْخة البول اتساع مخرجه و كثرته. و فاخت الرائحة الطیبة تَفیخ فَیْخاً و فیخاناً: كفاحت. و فَیخة الحر: شدته و غُلَواؤُه. و فاخ الحر: سكن، و كذلك كل ما سكن بعدُ، و أَفِخْ عنك من الظهیرة أَی أَقم حتی یسكن حر النهار و یبرد. وَ فَیْخة النبات: التفافه و كثرته. و الفَیْخ: الانتشار كالفیح، عن كُراع، قال ابن سیدة: و لست منها علی ثقة.

فصل القاف؛ ج3، ص: 47

قفخ؛ ج3، ص: 47

: قَفَخَ الشی‌ءَ قَفْخاً و قفاخاً: ضربه، و لا یكون القَفْخ إلّا علی شی‌ء صُلب أَو علی شی‌ء أَجوف أَو علی الرأْس، فإِن ضربه علی شی‌ء مصمت یابس قال: صفقته و صقعته. و قفخ رأْسه بالعصا یَقْفَخه قفخاً كذلك. الأَصمعی: قفَخت الرجل أَقفخه قفخاً إِذا صككته علی رأْسه بالعصا. و القفخ أَیضاً: كسر الشی‌ء عرضاً. اللیث: القفخ كسر الرأْس شدخاً، قال: و كذلك إِذا كسرت العَرْمَض علی وجه الماء قلت: قفخته قفخاً؛ و أَنشد: قَفْخاً علی الهام و بَجًّا وخْضا و قفخَ العرمضَ قفْخاً: كسره عن وجه الماء. و أَهل الیمن یسمون الصَّقْعَ القَفْخَ. و القَفیخة: طعام یصنع من إهالة و تمر یُصبّ علی حشیشة. و القُفَّاخ: المرأَة الحسنة الحادرة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 48
و القَفْخة: البقرة المستحرمة. و أَقْفَخَتِ البقرةُ: استحرمت، و كذلك الذئب. یقال: أَقْفَخَت أَرخُهم أَی استحرمت بَقَرتُهم، و كذلك الذئبة إِذا أَرادت السفاد.

قلخ؛ ج3، ص: 48

: القَلْخ: الضرب بالیابس علی الیابس. و القَلْخ و القَلِیخُ: شدَّة الهَدیر؛ و أَنشد: قَلخ الهَدیرِ مِرْجَس رعَّاد و قَلَخَ البعیرُ هدیره یقلَخه قلْخاً و هو قلَّاخ: قطَّعه؛ و قیل: قلَخ یقلَخُ قلْخاً و قُلاخاً و قَلیخاً؛ الأَخیرة عن سیبویه، و هو قَلَّاخ و قُلَّاخ: جعل یهدر هدراً كأَنه یقلعه من جوفه؛ و قیل: قلْخُه أَوَّل هدیره؛ قال الفراء: أَكثر الأَصوات بنی علی فعیل مثل هدر هدیراً و صهل صهیلًا و نبح نبیحاً و قلخ قلیخاً. و القَلْخ: الحمار المُسِنّ. و القَلْخ و القُلاخ: الضخم الهامَة. و قَلَّخَه بالسَّوطِ تقلیخاً: ضربه. و یقال للفحل عند الضراب: قَلَخْ قَلَخْ مجزوم. و یقال للحمار المسن: قلْخ و قلْح، بالخاء و الحاء؛ و أَنشد اللیث: أَ یحكُمُ فی أَموالنا و دمائنا قُدَامَة قَلْخُ العَیرِ، عَیرِ ابنِ جَحْجَب؟ الأَصمعی: الفحل من الإِبل إِذا هدر فجعل كأَنه یقلع الهدیر قلعاً، قیل: قلَخَ یقلَخُ قلخاً؛ و أَنشد الأَصمعی: قَلْخَ الفحولِ الصِّیدِ فی أَشوالها و القُلاخ، بالضم: اسم شاعر، و هو قلاخ بن حزن السعدی؛ و هو القائل: أَنا القُلاخُ فی بغائی مِقْسَماً، أَقسَمْتُ لا أَسأَمُ حتی یسأَما و القُلاخ بن جَنَاب بن جلا الراجز، شبه بالفحل فلقب بالقلاخ؛ و هو القائل: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جلا، أَبو خَناثیرَ، أَقودُ الجَمَلا أَراد: إِنی مشهور معروف. و كل من قاد الجَمَل فإِنه یری من كل مكان. قال ابن برّی: الذی ذكره الجوهری لیس هو القلاخ بن حزن كما ذكر، و إنما هو القلاخ العنبری، و مِقْسَم غلام القلاخ هذا العنبری، و كان قد هرب فخرج فی طلبه فنزل بقوم فقالوا: من أَنت؟ قال: أَنا القلاخ جئتُ أَبْغِی مِقْسَما

قمخ؛ ج3، ص: 48

: الأَصمعی: أَقْمَخَ بأَنفه إِقْماخاً و أَكْمخ إِكماخاً إِذا شمخ بأَنفه و تكبر.

قنفخ؛ ج3، ص: 48

: القَنْفَخُ: ضرب من النبت، و الله أَعلم.

قوخ؛ ج3، ص: 48

: قاخَ جوفُ الإِنسان قَوْخاً و قَخاً، مقلوب: فسد من داء. و لیلة قاخٌ: مظلمة سوداء؛ و أَنشد: كم لیلة طَخیاءَ قاخاً حِنْدِسا، تَری النجومَ من دُجاها طُمَّسا و لیس نهار قاخ كذلك: عن كراع.

فصل الكاف؛ ج3، ص: 48

كخخ؛ ج3، ص: 48

: كَخَّ یَكِخُّ كخًّا و كَخِیخاً: نامَ فَغَطَّ. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة: أَكل الحسن أَو الحسین، رضی الله عنهما، تمرة من الصدقة فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: كخ كخ، أَ ما علمت أَنَّا أَهلُ بیت لا تحلُّ لنا الصدقة؟

كرخ؛ ج3، ص: 48

: الكَرْخُ: سوق ببغداد، نبطیة؛ و فی التهذیب: كَرْخ بغیر تعریف و أُكَیْراخُ موضع آخر فی السواد.
لسان العرب، ج‌3، ص: 49
و الكُراخیَّةُ: الشُّقَّة من البواری. و فی التهذیب: الكَراخة و الكارِخُ الرجل الذی یسوق الماء إلی الأَرض، سوادیة. و الكارِخَة: الحَلق أَو شی‌ء منه، و قد قیلت بالحاء المهملة.

كشخ؛ ج3، ص: 49

: الكَشْخانُ: الدَّیُّوث، و هو دخیل فی كلام العرب؛ و یقال للشاتم: لا تَكْشِخْ فلاناً؛ قال اللیث: الكشخان لیس من كلام العرب، فإِن أُعرب قیل كِشْخَانُ علی فِعلال. قال الأَزهری: إن كان الكشخ صحیحاً فهو حرف ثلاثی، و یجوز أَن یقال فلان كَشْخان علی فَعلان، و إِن جعلت النون أَصلیة فهو رباعی، و لا یجوز أَن یكون عربیّاً لأَنه یكون علی مثال فعلال، و فعلال لا یكون فی غیر المضاعف، فهو بناء عقیم فافهمه. و الكشخنة: مولَّدة لیست عربیة.

كشمخ؛ ج3، ص: 49

: الكَشْمَخَة و الكُشْمَخة: بقلة تكون فی رمال بنی سعد تؤكل طیبة رخصة؛ قال الأَزهری أقمت فی رمال بنی سعد فما رأَیت كَشْمَخة و لا سمعت بها، قال: و أَحسبها نبطیة و ما أُراها عربیة. و ذكر الدینوری الكشمخة و فسرها كذلك ثم قال: و هی المُلَّاحُ و أَهل البصرة یسمون المُلَّاح الكُشْمَلَخَ، و الله أَعلم.

كشملخ؛ ج3، ص: 49

: الكُشْمَلَخُ بِصریة: المُلَّاحُ، حكاها أَبو حنیفة قال: و أَحسبها نبطیة، قال: و أَخبرنی بعض البصریین أَن الكُشْمَلَخ الیَنَمَةُ.

كفخ؛ ج3، ص: 49

: الكَفْخَة: الزبدة المجتمعة البیضاء من أَجود الزبد؛ قال: لها كَفْخَةٌ بَیْضا تَلُوحُ كأَنها تَرِیكَةُ قَفْرٍ، أُهْدِیَتْ لأَمیر قال أَبو تراب: كَفَخَه كَفْخاً إِذا ضربه.

كمخ؛ ج3، ص: 49

: أَقْمَخَ بأَنْفه إِقماخاً و أَكْمخ إِكماخاً إِذا شمَخ بأَنفه و تكبر. و كمَخه باللجام: قَدَعه. و قیل: الإِكماخ رفع الرأْس تكبراً؛ و قیل: الإِكماخ جلوس المتعظم فی نفسه؛ أَكمخ إِكماخاً. حكی أَبو الدقیش: فلبس كساء له ثم جلس جلوس العروس علی المنَصَّة و قال: هكذا یكْمَخون من البأْو و العظمة. و قال أَبو العباس: الكُماخ الكبرُ و التعظم؛ و قوله: إِذا ازدَهاهُم یوم هَیْجا، أَكْمَخوا بأْواً، و مَدَّتْهمْ جبالٌ شُمَّخ قیل: معناه عمروا و زادوا، و قیل: ترادوا. و مَلِكٌ كَیْمَخ: رفع رأْسه تكبراً. و فی الصحاح: كمخ بأَنفه تكبر. و أَكْمَخَ الكرم: بدت زَمَعاته، و ذلك حین یتحرك للإِیراق؛ هذه عن أَبی حنیفة. و الكَمْخ: السلْح. و كَمَخ البعیرُ بسَلْحه یكمَخُ كَمْخاً إِذا أَخرجه رقیقاً. و الكامَخُ: نوع من الأُدْم معرّب، و قرّب إلی أَعرابیّ خبز و كامَخٌ فلم یعرفه فقال: ما هذا؟ فقیل: كامَخٌ، فقال: قد علمت أَنه كامَخٌ و لكن أَیُّكم كمَخَ به؟ یرید سلَح به.

كوخ؛ ج3، ص: 49

: لیلةٌ كاخٌ: مظلمة. و یقال للبیت المسنَّم: كُوخٌ، و هو فارسیٌّ معرّب. و الكُوخ، بالضم: بیت من قصب بلا كوة، و الجمع الأَكْواخ. الأَزهری: الكُوخ و الكاخ دخیلان فی العربیة. و الكُوخ: كل موضع یتخذه الزارع علی زرعه و یكون فیه یحفظ زروعه، و كذلك الناطور یتخذه یحفظ ما فی البستان، و أَهل مرو یقولون كاخٌ للقصر الذی یتخذ فی البستان و المواضع.
لسان العرب، ج‌3، ص: 50‌

فصل اللام؛ ج3، ص: 50

لبخ؛ ج3، ص: 50

: اللبْخُ الاحتیال للأَخذ. و اللبْخ: الضرب و القتل. و اللُّبوخ: كثرة اللحم فی الجسد. رجل لَبیخٌ و امرأَة لُباخیَّة: كثیرة اللحم ضخمة الرَّبلة تامَّة كأَنها منسوبة إِلی اللُّباخ. و یقال للمرأَة الطویلة العظیمة الجسم: خرْباقٌ و لُباخیَّة. و اللّبَاخ: اللّطام و الضراب. و اللبَخَة: شجرة عظیمة مثل الأَثابَة أَو أَعظم، ورقها شبیه بورق الجوز، و لها أَیضاً جَنًی كجَنی الحَماطِ مُرٌّ إِذا أُكل أَعطش، و إِذا شرب علیه الماءُ نفخ البطن؛ حكاه أَبو حنیفة و أَنشد: مَن یشرب الماءَ، و یأْكل اللَّبخْ، تَرِمْ عروقُ بطنِه و یَنتَفِخْ قال: و هو من شجر الجبال؛ قال: و أَخبرنی العالِم به أَن بانْصنا من صعید مصر، و هی مدینة السحرة فی الدور، الشجرة بعد الشجرة تسمی اللبخ؛ قال: و هو بالفتح؛ قال: و هو شجر عظام أمثال الدُّلْب و له ثمر أَخضر یشبه التمر حلو جدّاً، إِلا أَنه كریه و هو جید لوجع الأَضراس، و إِذا نشر شجره أَرعف ناشره؛ قال: و ینشر أَلواحاً فیبلغ اللوح منها خمسین دیناراً، یجعله أصحاب المراكب فی بناءِ السفن، و زعم أَنه إِذا ضم منه لوحان ضمّاً شدیداً و جعلا فی الماء سنة التحما فصارا لوحاً واحداً، و لم یذكر فی التهذیب أَن یجعلا فی الماءِ سنة و لا أَقل و لا أَكثر؛ و هذه الشجرة رأَیتها أَنا بجزیرة مصر و هی من كبار الشجر، و أَعجب ما فیها أَن قوماً زعموا أَن هذه الشجرة كانت تَقتل فی بلاد الفرس، فلما نقلت إلی مصر صارت تؤكل و لا تضر، ذكره ابن البیطار العشاب فی كتابه الجامع. و اللَّبیخة: نافجة المسك. و تَلبَّخ بالمسك: تطیب به؛ كلاهما عن الهجری؛ و أَنشد: هَدانی إِلیها ریحُ مسكٍ تَلَبَّخَتْ به فی دُخانِ المَنْدَلیّ المُقَصَّدِ

لتخ؛ ج3، ص: 50

: اللتْخُ: لغة فی اللطخ. و تلتخ: كتلطخ. و رجل لَتِخَة: داهیة منكر، هكذا حكاه كراع، و قد نفی سیبویه هذا المثال فی الصفات. و اللَّتْخان: الجائع؛ عن كراع، و المعروف عند أَبی عبید الحاء، و قد تقدم. اللیث: اللتْخ الشق؛ یقال: لَتَخه بالسوط أَی سحله و قشر جلده.

لخخ؛ ج3، ص: 50

: لَخِخَتْ عینه و لَحِحَتْ إِذا التزقت من الرمص. و لَخَّتْ عینه تَلِخُّ لخّاً و لَخیخاً: كثرت دموعها و غلظت أَجفانها؛ أَنشد ابن درید: لا خیرَ فی الشیخ إِذا ما اجلَخَّا، و سال غَرب عینه فَلَخَّا أَی رَمِصَ. و اللَّخَّة: الأَنف؛ قال: حتی إِذا قالتْ له: إِیه إِیهْ و جَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنّیه تغنیه: أَراد تُغَنِّنُه من الغنة. و واد لاخٌّ و ملْتَخٌّ: كثیر الشجر مؤْتَشب.قال الأَزهری: و روینا عن ابن عباس قصة إسماعیل و أُمِّه هاجر و إِسكان إِبراهیم إِیاه فی الحرم، قال: و الوادی یومئذ لاحٌّ، قال شمر فی كتابه إِنما هو لاخٌ، خفیف، أَی معوجُّ الفم ذهب به إِلی الإِلخاءِ «3». و اللخواء، و هو المعوجُّ الفم؛ قال الأَزهری: و الروایة لاخٌّ، بالتشدید.
(3). قوله [إلی الإلخاء إلخ] فی شرح القاموس: ذهب فی أخذه من الألخی، هكذا عندنا بالنسخة بالألف المقصورة، و الذی فی الأمهات من الإلخاء إلخ انتهی و الظاهر أنه بالألف المقصورة علی أفعل بدلیل اللخواء و لقوله و هو المعوج إلخ
لسان العرب، ج‌3، ص: 51
روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: جوف لاخ أَی عمیق؛ قال: و الجوف الوادی، و معنی قوله: الوادی لاخّ أَی متضایق متلاخّ لكثرة شجره و قلة عمارته؛ قال ابن الأَثیر: أَثبته ابن معین بالخاءِ المعجمة و قال: من قال غیر هذا فقد صحَّف فإِنه یروی بالحاءِ المهملة. و سكران مُلْتخٌّ و مُلْطخٌّ أَی مختلط لا یفهم شیئاً لاختلاط عقله؛ و منه یقال التَخَّ علیهم أَمرُهم أَی اختلط. فأَما قولهم مُلْطخٌّ فغیر مأْخوذ به لأَنه لیس بعربی؛ قال الجوهری: سكران مُلْتَخٌّ و العامة تقول ملطَخٌّ، و لا یقال سكران مُتَلَطِّخٌ، قال الأَصمعی: هو مأْخوذ من واد لاخّ إِذا كان ملتفّاً بالشجر. و التَخَّ العُشب: التَفَّ. و اللَّخْلَخانیَّةُ: العجمة فی المنطق؛ رجل لَخْلَخانیٌّ و امرأَة لخلخانیة إِذا كانا لا یفصحان. و‌فی الحدیث: فأَتانا رجل فیه لَخْلَخانیَّة؛ قال أَبو عبیدة: اللخلخانیة العُجمة؛ قال البعیث: سیترُكُها، إِن سلَّم الله جارَها، بنو اللَّخْلَخانیَّات، وهْی رُتُوع و‌فی حدیث معاویة قال: أَیّ الناس أَفصح؟ فقال رجل: قوم ارتفعوا عن لَخْلَخانیَّة العراق، قال: و هی اللكنة فی الكلام و العجمة؛ و قیل: هو منسوب إِلی لَخْلَخان و هی قبیلة؛ و قیل: موضع؛ و منه‌الحدیث: كنا بموضع كذا و كذا فأَتی رجل فیه لَخْلَخانیَّة.و اللَّخْلَخَة: ضرب من الطیب؛ و قد لخلخه.

لطخ؛ ج3، ص: 51

: لطخه بالشی‌ء یَلْطَخه لطخاً و لطَّخه، و لطختُ فلاناً بأَمر قبیح: رمیته به. و تلطَّخ فلان بأَمر قبیح: تدنس، و هو أَعم من الطَّلْخ. و اللُّطاخَة: بقیة اللَّطْخ. و رجل لَطِخٌ: قذر الأَكل. و لَطَخَه بشرٍّ یلطَخُه لطْخاً أَی لوَّثه به فتلوَّث و تلطخ به فعله. و‌فی حدیث أَبی طلحة: تركتْنی حتی تلطَّخْت‌أَی تنجست و تقذرت بالجماع. یقال: رجل لَطِخ أَی قذر، و رجل لُطَخَة: أَحمق لا خیر فیه، و الجمع لطَخات. و اللَّطخ: كل شی‌ءٍ لُطِّخ بغیر لونه. و فی السماء لَطْخٌ من سحاب أَی قلیل. و سمعت لَطْخاً من خَبَرٍ أَی یسیراً. و یقال: اغنُوا عنا لَطْختكم.

لفخ؛ ج3، ص: 51

: لَفَخَه علی رأْسه و فی رأْسه یلْفَخه لفْخاً، و هو ضرب جمیع الرأْس؛ و قیل: هو كالقَفْح، و خص بعضهم به ضرب الرأْس بالعصا. و لفَخَه البعیر یلفَخُه لفْخاً علی لفظ ما تقدّم: ركضه برجله من ورائه.

لمخ؛ ج3، ص: 51

: اللِّماخ: اللطام. و لَمَخ یلمَخ لَمْخاً: لَطَم. و لامَخَه لماخاً: لاطمه؛ و أَنشد: فَأَوْرَخَتْه أَیَّما إِیرَاخِ، قَبْلَ لِمَاخٍ أَیَّما لِمَاخ و لَمَخه: لطَمه. و یقال: لامَخه و لاخَمَه أَی لاطمه.

لوخ؛ ج3، ص: 51

: وادٍ لاخٌ: عمیق؛ عن أَبی حنیفة. قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَن أَلفه واو لأَن الواو عیناً أَكثر منها لاماً. التهذیب: و أَودیة لاخَةٌ، قال: و أَصله لاخٌ ثم نقلت إلی بنات الثلاثة فقیل: لائخٌ، ثم نقصت منه عین الفعل؛ قال: و معناه السعة و الاعوجاج. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: واد لاخّ، بالتشدید، و هو المتضایق الكثیر الشجر، و قد ذكر فی باب المضاعف.
لسان العرب، ج‌3، ص: 52‌

فصل المیم؛ ج3، ص: 52

متخ؛ ج3، ص: 52

: مَتَخَ الشی‌ء یَمْتَخُه و یَمْتُخُه مَتْخاً: انتزعه من موضعه. و متخ بالدلو: جبذها. و المتْخ: الارتفاع؛ متَخْتُه: رفعته. و مَتَخ: رفع. و مَتَخ المرأَة یمتَخها متْخاً: نكحها. و متَخ الجرادُ إِذا رزَّ ذنَبه فی الأَرض. و متَخَتِ الجرادة: غرزت ذنبها لتبیض. و متَخ الخمسین: قاربها، و الحاءُ المهملة لغة، و قد تقدم.

مخخ؛ ج3، ص: 52

: المُخُّ: نِقْیُ العظم؛ و فی التهذیب: نِقْیُ عظام القصب؛ و قال ابن درید: المُخُّ ما أُخرج من عظم، و الجمع مَخَخة و مخاخ، و المُخَّة: الطائفة منه، و إذا قلت مُخَّة فجمعها المُخُّ. و تقول العرب: هو أَسمح من مُخَّة الوبَر أَی أَسهل، و قالوا: اندَرَع اندِراعَ المُخَّة و انقصف انقصاف البَرْوَقَة فاندرع، یذكر فی موضعه. و انقصف: انكسر بنصفین. و‌فی حدیث أُمّ معبد فی روایة: فجاءَ یسوق أَعْنُزاً عجافاً مِخاخُهنّ قلیل؛ المخاخ جمع مُخ مثل حِباب و حُب و كمام و كمّ، و إِنما لم یقل قلیلة لأَنه أَراد أَن مخاخَهن شی‌ء قلیل. و تَمَخَّخ العظمَ و امْتَخخَه و تَمَكَّكه و مَخْمَخَه: أَخرج مخه. و المُخاخَة: ما تُمُصِّص منه. و عظم مَخیخ: ذو مخ؛ و شاة مَخیخة و ناقة مخیخة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: باتَ یُماشی قُلُصاً مَخائِخا و أَمَخَّ العظمُ: صار فیه مُخّ؛ و فی المثل: شَرٌّ ما یُجِیئُكَ إِلی مُخَّةِ عُرْقُوبٍ. و أَمَخَّتِ الدابة و الشاة: سَمِنت. و أَمَخَّت الإِبل أَیضاً: سَمِنَت؛ و قیل: هو أَوّل السِّمَن فی الإِقبال و آخر الشحم فی الهُزال. و فی المثل: بین المُمِخَّة و العَجْفاءِ. و أَمَخَّ العود: ابتَلَّ و جری فیه الماءُ، و أَصل ذلك فی العظم. و أَمَخَّ حب الزرع: جری فیه الدقیق، و أَصل ذلك العظم. و المخ: الدماغ؛ قال: فلا یَسْرقُ الكلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنا، و لا نَنْتَقی المُخَّ الذی فی الجَماجم و یروی السروّ و هو فعول من السُّری، وصف بهذا قوماً فذكر أَنهم لا یلبسون من النعال إِلا المدبوغة و الكلب لا یأْكلها، و لا یستخرجون ما فی الجماجم لأَن العرب تعیر بأَكل الدماغ كأَنه عندهم شَرَهٌ و نَهَم. و مُخُّ العین: شحمتها، و أَكثر ما یستعمل فی الشعر. التهذیب: و شحم العین قد سمی مخّاً؛ قال الراجز: ما دام مُخٌّ فی سُلامی أَو عَیْن و مخ كل شی‌ء: خالصه. و غیره یقال: هذا من نُخّ قَلْبی و نُخاخة قلبی و من مُخَّة قلبی و من مُخِّ قلبی أَی من صافیه. و‌فی الحدیث: الدعاءُ مُخُّ العبادة؛ مخّ الشی‌ء: خالصه، و إِنما كان مُخّاً لأَمرین: أَحدهما أَنه امتثال أَمر الله تعالی حیث قال ادعونی فهو محض العبادة و خالصها، الثانی أَنه إِذا رأَی نجاح الأُمور من الله قطع أَمله عن سواه و دعاه لحاجته وحده، و هذا هو أَصل العبادة و لأَن الغرض من العبادة الثواب علیها و هو المطلوب بالدعاءِ. و أَمْرٌ مُمِخٌّ إِذا كان طائلًا من الأُمور. و إِبل مخائخ إِذا كانت خیاراً. أَبو زید؛ جاءَته مُخَّة من الناس أَی نخبتهم؛ و أَنشد أَبو عمرو: أَمسی حَبیبٌ كالفُرَیجِ رائِخا، یقول: هذا الشرُّ لیس بائخا، بات یماشی قلصاً مخائخا
لسان العرب، ج‌3، ص: 53
و نعجة فَریج إِذا ولدت فانْفَرج وَرِكاها. و الرائخ: المسترخی. و المخ: فرس الغراب بن سالم.

مدخ؛ ج3، ص: 53

: المَدْخُ: العظَمة. و رجل مادخٌ و مَدِیخ: عظیم عزیز؛ و روی بیت ساعدة بن جُؤَیَّة الهذلی: مُدَخاء كُلُّهمُ، إِذا ما نُوكرُوا یُتقَوا، كما یُتقَی الطَّلِیُّ الأَجْرَبُ و متمادخ و مدّیخ: كمادخ. و تَمَدَّخَت الناقةُ: تلوّت و تعكست فی سیرها. و تَمَدَّخَت الإِبل: سَمنت. و تمدَّخت الإِبل: تقاعست فی سیرها، و بالذال معجمة أَیضاً. و التمادُخ: البغی؛ و أَنشد: تَمادَخُ بالحِمَی جَهْلًا علینا؛ فهَلًّا بالقیان تُمادِخِینا و قال الزَّفَیَانُ: فلا تَری فی أَمرنا انْفساخا، من عُقَد الحَیّ، و لا امتداخا ابن الأَعرابی: المدخ المعونة التامة. و قد مَدَخَه یمدَخُه مَدْخاً و مادَخه یمَادخُه إِذا عاونه علی خیر أَو شرّ.

مذخ؛ ج3، ص: 53

: المَذْخُ، بسكون الذال: عسل یظهر فی جُلّنار المَظّ و هو رمَّان البرّ؛ عن أَبی حنیفة، و یكثر حتی یَتَمَذَّخه الناس. و تمذَّخه الناس: امتصُّوه، عنه أَیضاً؛ قال الدینوری: یمتص الإِنسان حتی یمتلئ وَ تجْرِسه النَّحل. و تمذَّخَت الناقةُ فی مشیها: تقاعست كتمدَّخت «4».

مرخ؛ ج3، ص: 53

: مرَخَه بالدهن یمرُخُه «5». مرخاً و مرَّخه تمریخاً: دهنه. و تمرَّخ به: ادّهن. و رجل مَرَخٌ و مِرِّیخ: كثیر الادّهان. ابن الأَعرابی: المَرْخُ المزاح، و‌روی عن عائشة، رضی الله عنها: أَن النبیّ، صلی الله علیه و سلم، كان عندها یوماً و كان متبسطاً فدخل علیه عمر، رضی الله عنه، فَقَطَّبَ و تَشَزَّن له، فلما انصرف عاد النبی، صلی الله علیه و سلم، إِلی انبساطه الأَوّل، قالت: فقلت یا رسول الله كنت متبسطاً فلما جاء عمر انقبضت، قالت فقال لی: یا عائشة إِن عمر لیس ممن یُمْرَخُ معه!أَی یمزح؛ و روی عن‌جابر بن عبد الله قال: كانت امرأَة تغنی عند عائشة بالدف فلما دخل عمر جعلت الدفّ تحت رجلها، و أَمرت المرأَة فخرجت، فلما دخل عمر قال له رسول الله، صلی الله علیه و سلم، هل لك یا ابن الخطاب فی ابنة أَخیك فعلت كذا و كذا؟ فقال عمر: یا عائشة؛ فقال: دع عنك ابنة أَخیك. فلما خرج عمر قالت عائشة: أَ كان الیوم حلالًا فلما دخل عمر كان حراماً؟ فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لیس كل الناس مُرَخّاً علیه؛ قال الأَزهری: هكذا رواه عثمان مرخّاً، بتشدید الخاء، یمرخ معه؛ و قیل: هو من مَرَخْتُ الرجل بالدهن إِذا دهنت به ثم دلكته. و أَمْرَخْتُ العجین إِذا أَكثرت ماءه؛ أَراد لیس ممن یستلان جانبه. و المَرْخُ: من شجر النار، معروف. و المَرْخُ: شجر كثیر الوَرْی سریعه. و فی المثل: فی كلِّ شَجَرٍ نار، و اسْتَمْجَدَ المَرْخُ و العَفَار؛ أَی دهنا بكثرة دلك «6». و اسْتمجَد: استفضل؛ قال أَبو حنیفة: معناه اقتدح
(4). قوله [كتمدخت] هو بالدال و الخاء فی نسخة المؤلف، و هو الذی یؤخذ من المادة فوقه. و قال فی شرح القاموس كتمذحت، بالحاء المهملة (5). قوله [یمرخه] هو فی خط المؤلف، بضم الراء، و قال فی القاموس و مرخ كمنع (6). قوله [أی دهنا بكثرة دلك] هكذا فی نسخة المؤلف
لسان العرب، ج‌3، ص: 54
علی الهوینا فإِن ذلك مجزئ إِذا كان زنادك مرخاً؛ و قیل: العفار الزند، و هو الأَعلی، و المرخ: الزندة، و هو الأَسفل؛ قال الشاعر: إِذا المَرْخُ لم یُورِ تحتَ العَفَارِ، و ضُنَّ بقدْر فلم تُعْقبِ و قال أَعرابی: شجر مرِّیخ و مَرِخ و قطِف، و هو الرقیق اللین. و قالوا: أَرْخِ یَدَیْكَ و اسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ من مَرْخْ؛ یقال ذلك للرجل الكریم الذی لا یحتاج أَن تكرّه أَو تلجّ علیه؛ فسره ابن الأَعرابی بذلك؛ و قال أَبو حنیفة؛ المَرْخ من العضاه و هو ینفرش و یطول فی السماء حتی یستظلّ فیه؛ و لیس له ورق و لا شوك، و عیدانه سلِبة قضبان دقاق، و ینبت فی شعب و فی خَشب، و منه یكون الزناد الذی یقتدح به، واحدته مرخة؛ و قول أَبی جندب: فلا تَحْسِبَنْ جاری لَدَی ظلّ مَرْخَةٍ؛ و لا تَحْسِبَنْه نَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ خص المرخة لأَنها قلیلَة الورق سخیفة الظل. و فی النوادر: عود مِتِّیخٌ و مِرِّیخٌ طویل لیِّن؛ و المِرِّیخ: السهم الذی یغالی به؛ و المرِّیخ: سهم طویل له أَربع قذذ یقتدر به الغِلاء؛ قال الشماخ: أَرِقْتُ له فی القَوْم، و الصُّبْحُ ساطع، كما سَطَعَ المرِّیخُ شَمَّرَه الغَالی قال ابن برّی: وصف رفیقاً معه فی السفر غلبه النعاس فأَذن له فی النوم، و معنی شمَّره أَی أَرسَلَه، و الغالی الذی یغلو به أَی ینظر كَمْ مَدَی ذهابه؛ و قال الراجز: أَو كمرِّیخ علی شِرْیانَةٍ أَی علی قوس شریانة؛ و قال أَبو حنیفة، عن أَبی زیاد: المِرِّیخ سهم یصنعه آل الخفة و أَكثر ما یُغلُون به لإِجراء الخیل إِذا استبقوا؛ و قول عمرو ذی الكلب: یا لَیتَ شعری عنْكَ، و الأَمرُ عَمَمْ، ما فَعَل الیومَ أُوَیْسٌ فی الغَنمْ؟ صَبَّ لها فی الرِّیحِ مرِّیخٌ أَشَمْ إِنما یرید ذئباً فكنی عنه بالمرِّیخ المحدّد، مثله به فی سرعته و مضائه؛ أَ لا تراه یقول بعد هذا: فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هزَمْ اجتال: اختار، فدل ذلك علی أَنه یرید الذئب لأَنَّ السهم لا یختار. و المرِّیخ: الرجل الأَحمق، عن بعض الأَعراب. أَبو خیرة: المرِّیخ و المرِّیجُ، بالخاء و الجیم جمیعاً، القَرْن و یجمعان أَمْرِخَةً و أَمْرِجة؛ و قال أَبو تراب: سأَلت أَبا سعید عن المریخ و المریج فلم یعرفهما، و عرف غیره المرّیخ و المرّیج: كوكب من الخُنَّس فی السماءِ الخامسة و هو بَهرام؛ قال: فعندَ ذاك یطلُعُ المرِّیخُ بالصُّبْح، یَحكی لَوْنَه زَخِیخُ، من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِیخُ قال ابن الأَعرابی: ما كان من أَسماء الدراری فیه أَلف و لام، و قد یجی‌ء بغیر أَلف و لام، كقولك مرِّیخ فی المرِّیخ، إِلا أَنك تنوی فیه الأَلف و اللام. و أَمْرَخَ العجینَ إِمْراخاً: أَكثَرَ ماءَه حتی رق. و مَرِخ العَرْفَجُ مَرَخاً، فهو مَرِخٌ: طاب و رقَّ و طالت عیدانه. و المَرِخ: العَرْفج الذی تظنه یابساً فإِذا كسرته وجدت جوفه رطباً. و المُرْخَة: لغة فی الرُّمْخَةِ، و هی البَلَحة. و المرِّیخُ: المرْدَاسَنْجُ. و ذو المَمْرُوخِ: موضع. و فی الحدیث ذكر ذی
لسان العرب، ج‌3، ص: 55
مُراخٍ، هو بضم المیم، موضع قریب من مزدلفة؛ و قیل: هو جبل بمكة، و یقال بالحاء المهملة. و مارخَة: اسم امرأَة. و فی أَمثالهم: هذا خِباءُ مارخَةَ «1». قال: مارخة اسم امرأَة كانت تتفخر ثم عثر علیها و هی تنبش قبراً.

مسخ؛ ج3، ص: 55

: المَسْخُ: تحویل صورة إِلی صورة أَقبح منها؛ و فی التهذیب: تحویل خلْق إِلی صورة أُخری؛ مَسَخه الله قرداً یَمْسَخه و هو مَسْخ و مَسیخٌ، و كذلك المشوّه الخلق. و‌فی حدیث ابن عباس: الجانّ مَسِیخُ الجنّ كما مسخت القردة من بنی إِسرائیل؛ الجانّ: الحیات الدقاق. و مسیخ: فعیل بمعنی مفعول من المسخ، و هو قلب الخلقة من شی‌ء إِلی شی‌ء؛ و منه‌حدیث الضباب: إِن أُمَّة من الأُمم مُسِخَت و أَخشی أَن تكونَ منها.و المسیخ من الناس: الذی لا مَلاحَة له، و من اللحم الذی لا طعم له، و من الطعام الذی لا ملح له و لا لون و لا طعم؛ و قال مدرك القیسی: هو الملیخ أَیضاً، و من الفاكهة ما لا طعم له، و قد مَسُخَ مَساخة، و ربما خصوا به ما بین الحلاوة و المرارة؛ قال الأَشعر الرقبان، و هو أَسدی جاهلی، یخاطب رجلًا اسمه رضوان: بحسبك، فی القوم، أَن یعلموا بأَنك فیهم غَنیّ مُضِر و قد علم المعشر الطارقوك بأَنك، للضیف، جُوعٌ وقُر إِذا ما انْتَدَی القومُ لم تأْتهم، كأَنك قد ولَدَتْك الحُمُر مَسِیخٌ ملِیخٌ كلحم الحُوارِ، فلا أَنت حُلْوٌ، و لا أَنت مُرْ و قد مَسَخَ كذا طَعْمَه أَی أَذهبه. و فی المثل: هو أَمْسَخ من لَحْم الحُوار أَی لا طعم له. أَبو عبید: مسخْتُ الناقة أَمْسَخُها مَسْخاً إِذا هزلتها و أَدبرتها من التعب و الاستعمال؛ قال الكمیت یصف ناقة: لم یَقْتَعِدْها المُعَجِّلُون، و لم یمسَخ مَطاها الوُسُوق و القَتَبُ قال: و مسحت، بالحاء، إِذا هزلتها؛ یقال بالحاء و الخاء. و أَمسخ الورم: انحلّ. و فرس ممسوخ: قلیل لحم الكفل؛ و یُكره فی الفرس انْمساخُ حَماتِه أَی ضُمورُه. و امرأَة ممسوخة: رسحاء، و الحاء أعلی. و امَّسَخَتِ العضدُ: قلّ لحمها، و الاسم المَسَخ. و ماسِخةُ: رجل من الأَزد؛ و الماسِخِیَّة: القِسِی، منسوبة إِلیه لأَنه أَوّل من عملها؛ قال الشاعر: كقوسِ الماسِخِیّ أَرَنَّ فیها، من الشَّرْعِیِّ، مَرْبُوعٌ مَتِینُ و الماسخیُّ: القوّاس؛ و قال أَبو حنیفة: زعموا أَن ماسخة رجل من أَزد السراة كان قوَّاساً؛ قال ابن الكلبی: هو أَول من عمل القسیّ من العرب. قال: و القوّاسون و النبَّالون من أَهل السراة كثیر لكثرة الشجر بالسراة؛ قالوا: فلما كثرت النسبة إِلیه و تقادم ذلك قیل لكل قوَّاس ماسخیّ؛ و فی تسمیة كل قوّاس ماسخیّاً؛ قال الشماخ فی وصف ناقته:
(1). قوله [هذا خباء مارخة] بخاء معجمة مكسورة ثم باء موحدة، و قوله كانت تتفخر بفاء ثم خاء معجمة كذا فی نسخة المؤلف. و الذی فی القاموس مع الشرح: و مارخة اسم امرأَة كانت تتخفر ثم وجدوها تنبش قبراً، فقیل هذا حیاء مارخة فذهبت مثلًا إلخ. و تتخفر بتقدیم الخاء المعجمة علی الفاء من الخفر، و هو الحیاء، و قوله هذا حیاء إلخ، بالحاء المهملة ثم المثناة التحتیة
لسان العرب، ج‌3، ص: 56
عَنْسٌ مُذَكَّرَة، كأَن ضُلوعَها أُطُرٌ حَناها الماسِخِیُّ بیَثْرِب و الماسخیات: القسِیّ، منسوبة إِلی ماسخة؛ قال الشماخ بن ضرار: فَقرّبْتُ مُبْراةً، تخالُ ضُلوعَها، من الماسخِیَّات، القسیّ المُوَتَّرا أَراد بالمبراة ناقة فی أَنفها برة.

مصخ؛ ج3، ص: 56

: المَصْخ: اجتذابك الشی‌ء عن جوف شی‌ءٍ آخر. مصخ الشی‌ءَ یمصَخُه مَصْخاً و امْتَصَخه و تمصَّخه: جذبه من جوف شی‌ء آخر. و امْتَصخ الشی‌ءُ من الشی‌ء: انفصل. و الأُمْصوخَة: أُنبوب الثُّمام؛ اللیث: و ضرب من الثمام لا ورق له إِنما هی أَنابیب مركب بعضها فی بعض، كل أُنبوبة منها أُمْصوخَة إِذا اجتذبْتَها خرجت من جوف أُخری، كأَنها عفاص أُخرج من المكحلة، و اجتذابه المَصْخُ و الإِمْصاخ. و أَمْصَخ الثمامُ: خرجت أَماصیخُه، و أَحْجَن: خرجت حجنَته، و كلاهما خوص الثمام؛ و قال أَبو حنیفة: الأُمصوخة و الأُمصوخ كلاهما ما تنزعه من النَّصیّ مثلَ القضیب؛ قال: و الأُمْصُوخة أَیضاً شحمة البردی البیضاء؛ و تمصَّخها: نزع لبها؛ و المُصُوخ: جُدُر الثُّمام بعد شهرین. و الأُمصوخة: خوصة الثمام و النَّصیّ، و الجمع الأُمصوخ و الأَماصیخ؛ و مصختها و امتصختها إِذا انتزعتها منه و أَخذتها. و‌فی الحدیث: لو ضربك بأُمصُوخِ عَیْشُومَةٍ لَقَتَلَك؛ الأُمصوخ: خوص الثمام، و هو أَضعف ما یكون؛ قال الأَزهری: رأَیت فی البادیة نباتاً یقال له المُصَّاخ و الثُّدَّاءُ، له قشور بعضها فوق بعض كلما قشرت أُمصوخة ظهرت أُخری، و قشوره تقوِّی جیداً و أَهل هراة یسمونه دلیزاذ. و المَصُوخة من الغنم: المسترخیة أَصل الضرع. التهذیب: المَصُوخة من الغنم ما كان ضرعها مسترخی الأَصل، كما امْتَصَخَت ضرَّتها فأَمصَخَت عن البطْن أَی انفصلت. و المصخ: لغة فی المسخ مضارعة.

مضخ؛ ج3، ص: 56

: المَضْخُ: لغة شنعاء فی الضمخ.

مطخ؛ ج3، ص: 56

: مطَخَ عِرضَه یَمْطَخه مطخاً: دنَّسه. و المَطْخ: اللعق. و مطخ الشی‌ءَ یَمطَخُه مَطْخاً: لعِقَه؛ و من أَمثال العرب: أَحْمَقُ ممن یَمْطَخُ الماءَ؛ و أَحمق یَمطَخُ الماءَ: لا یحسن أَن یشربه من حُمقهِ و لكن یلعقه؛ و أَنشد شمر: و أَحْمَقَ ممن یَمْطَخُ الماءَ قال لی: دعِ الخَمْر و اشرَبْ من نُقاخٍ مُبَرَّدِ و یروی: یَنْطَخُ، و یروی: … ممن یلعق الماء … و مَطَخَ بالدلو: جذب. و المَطْخُ: مَتْخ الماء بالدلو من البئر؛ و قد مَطَخْتُ مَطْخاً؛ و أَنشد: أَما و رَبِّ الراقصات الزُّمَّخِ، یزُرْن بیتَ اللَّهِ عِندَ المَصْرخِ، لیَمْطَخَنَّ بالرَّشَا المُمَطَّخِ و اللطْخ و المَطْخ: ما یبقی فی الحوض و الغدیر من الماءِ الذی فیه الدعامیص لا یقدر علی شربه. و مَطْخ الفرس: تنزیَتُه، و قد مطَخَ یمطَخُ؛ عن الهجری. و یقال للكذاب: مَطْخ مَطْخ «1». أَی قولك باطل و مَین، و المَطَّاخ: الفاحش البذیّ.

ملخ؛ ج3، ص: 56

: المَلْخ: قبضك علی عضَلَة عضًّا و جذباً؛ یقال: امتلخ الكلب عضلته و امتلخ یده من ید القابض علیه.
(1). قوله [مطخ مطخ] فی نسخة المؤلف بفتح المیم و سكون الطاء و فی القاموس مطخ مطخ بكسرتین أی و سكون الخاء
لسان العرب، ج‌3، ص: 57
و ملخ الشی‌ءَ یملَخُه مَلْخاً و امتَلَخه: اجتذبه فی استلال، یكون ذلك قبضاً و عضّاً. و امتلخ اللجامَ من رأْس الدابة: انتزعه؛ و امتلخ الرُّطَبَة من قشرها و اللحمة عن عظمها، كذلك. و امتلَخْتُ الشی‌ءَ إِذا سللته رُوَیْداً. و‌فی حدیث أَبی رافع: ناوَلَنی الذراع فامتَلَخْتُ الذراعَ‌أَی استخرجتها. و الخافِلُ: الهارِبُ، و كذلك الماخِلُ و المالِخُ؛ قال الأَزهری: سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول ملَخَ فلان إِذا هرب. و عبد مُلاخٌ «1» إِذا كان كثیر الإباق. ابن الأَعرابی: المَلْخ الفرار، و المَلْخ: التكبر، و المَلْخ: ریح الطعام. و رجل ممتَلَخ العقل: ذاهبهُ مستلَبُهُ. و امتَلَخَ عینَه: اقتلعها؛ عن اللحیانی. و ملَخَتِ العُقاب عینَه و امتَلَخَتْها إِذا انتزعَتها. و ملَخ فی الأَرض: ذهب فیها. و المَلْخ: أَن یمرّ مرّاً سریعاً. و قال ابن هانئ: المَلْخُ مدُّ الضَّبُعَیْنِ فی الحُضْر علی حالاته كلها، محسناً أَو مسیئاً. و المَلْخُ: السیر الشدید. قال ابن سیدة: الملخ كل سیر سهل، و قد یكون الشدید. مَلَخَ یمْلَخُ و مَلَخَ القومُ مَلْخَة صالحة إِذا أَبعدوا فی الأَرض؛ قال رؤبة یصف الحمار: مُعْتَزِمُ التَّجْلِیخِ مَلَّاخُ المَلَق و المَلَق: ما استوی من الأَرض. و امتَلَخْت السیفَ انتضیته؛ و قیل انتضیته مسرعاً من مشع. و امتَلَخ فلان ضرسه أَی نزعه. و المَلْخُ و المَلَخ: التثنِّی و التكسر. و المِلاخُ و المُمالخَة: الممالقة. و المَلَّاخ: الملَّاق؛ و أَنشد الأَزهری هنا بیت رؤبة یصف الحمار: مُقْتَدِر التَّجلیخِ مَلَّاخ المَلَق و قد مالخه و هو یملَخ بالباطل مَلْخاً أَی یتلهی و یَلجُّ فیه؛ و قیل: فلان یملَخُ فی الباطل مَلْخاً یتردَّد فیه و یكثر؛ و قال شمر: یملخ فی الباطل هو التثنِّی و التكسر؛ و قیل: یملَخ فی الباطل أَی یمرُّ مرّاً سریعاً سهلًا؛ و‌فی حدیث الحسن: یملَخُ فی الباطل مَلْخاً‌أَی یمرّ فیه مرّاً سهلًا. و مالَخها إِذا مالَقَها و لاعَبها. و ملَخَ الفرسُ و غیره: لعب. و ملَخ المرأَةَ ملْخاً، و هو من شدة الرَّطْم. و ملَخ الضِّبْعانُ الضَّبُعَ مَلْخاً: نزا علیها؛ عن ابن الأَعرابی، و الحافر نزواً. و ملَخ الفحلُ یملَخ مَلْخاً و مُلوخاً و مَلاخة و هو مَلیخٌ: جفر عن الضراب. ابن الأَعرابی: إِذا ضرب الفحل الناقة فلم یلقحها، فهو مَلیخ. و المَلیخُ: البطی‌ءُ الإِلقاح؛ و قیل: هو الذی لا یلقح الضّبْعَی «2» و قیل هو الذی لا یلقح أَصلًا و إِن ضرب، و الجمع أَمْلِخَة. أَبو عبید: فرس مَلِیخٌ و نَزُورٌ و صَلُود إِذا كان بطی‌ء الإِلقاح، و جمعه مُلُخ. و المَلِیخ؛ الضعیف. و المَلیخ: الذی لا طعم له مثل المَسیخ؛ و قد مَلُخ، بالضم، ملاخة. و خص بعضهم الحُوار الذی یُنحر حین یقع من بطن أُمه فلا یوجد له طعم، و فیه مَلاخَة. و المَلِیخ: الفاسد؛ و قیل: كل طعام فاسد ملیخ، حكاه ابن الأَعرابی؛ و قال مرّة: هو من الرجال الذی لا تشتهی أَن تراه عینك فلا تجالسه و لا تسمع أُذنك حدیثه. و المَلیخ: اللبن الذی لا ینسلُّ من الید. و مَلَخَ التیسُ یَمْلَخُ مَلْخاً: شرِبَ بَوْلَهُ.

موخ؛ ج3، ص: 57

: اللیث: ماخَ یَمیخ مَیْخاً و تمیَّخَ تمیُّخاً، و هو التبختر فی الأَمر؛ قال الأَزهری: هذا غلط و الصواب ماحَ یَمیحُ، بالحاء، إِذا تبختر، و قد تقدم فی الحاء؛ و أَما ماخ فإِن أَحمد بن یحیی روی عن ابن الأَعرابی
(1). قوله [و عبد ملاخ] بضم المیم و تخفیف اللام، و فی القاموس مع الشرح: و عبد ملاخ ككتان. (2). قوله [الضبعی] كذا فی نسخة المؤلف
لسان العرب، ج‌3، ص: 58
أَنه قال: المَاخُ سكون اللَّهبِ، ذكره فی باب الخاء؛ و قال فی موضع آخر: ماخَ الغضَبُ و غیرُه إِذا سكن؛ قال الأَزهری: و المیم فیه مبدَلة من الباء؛ یقال: باخ حرُّ اللهب و ماخ إِذا سكن و فتر حرّه، و الله أَعلم.

فصل النون؛ ج3، ص: 58

نبخ؛ ج3، ص: 58

: رجل نابِخَة: جَبَّار؛ قال ساعدة الهذلی: تُخْشَی علیه من الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ من النَّوابِخِ، مثلُ الحادِرِ الرَّزِم و یروی … نَابِجَةٌ «1» من النَّوابِجِ … من النَّبَجة، و هی الرابیة؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده بالیاء لأَن فیه ضمیراً یعود علی ابن جُعْشُم فی بیت قبله و هو: یَهْدی ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم، لا مُنْتَأَی عن حِیاضِ الموتِ و الحُمَم ابن جُعْشُم هذا: هو سراقة بن مالك بن جعشم من بنی مدلج. و الحمم جمع حُمَّة، و هی القَدَر. و الحادِر: الغَلِیظ و أَراد به الأَسد. و الرزم: الذی قد رزم بمكانه. و رجل أَنْبَخُ إِذا كان جافیاً. و نَبَخَ العجینُ ینبُخُ نُبُوخاً: انتَفَخَ و اخْتَمَرَ؛ و عجین أَنْبَخانٌ و أَنْبَخانیٌّ: منتفخ مختمر؛ و قیل: هو الفاسد الحامض. و أَنْبَخَ: عَجَن عجیناً أَنْبَخانیًّا، و هو المسترخی؛ و خُبْز أَنْبَخَانیَّة كأَنها كُوَرُ الزنابیر؛ و قیل: خُبْزَة أَنْبَخَانِیَّة؛ و قیل: الأَنْبَخَانُ العجین النَّبَّاخُ یعنی الفاسدَ الحامض. أَبو مالك: ثَرِیدٌ أَنْبَخَانِیٌّ إِذا كان له بخار و سخونة؛ و قال غیره: ثرید أَنبخانیّ إِذا سُوِّیَ من الكعك و الزیت فانتفخ حین صب علیه الماء و استرخی؛ و‌فی حدیث عبد الملك بن عمیر: خبزة أَنبخانیة‌أَی لینة هشة. یقال: نَبَخَ العجینُ ینبُخُ إِذا اختمر. و عجین أَنبخان: لین مختمر، و قیل: حامض، و الهمزة زائدة. و النَّبْخُ: ما نفَطَ من الید عن العمل فخرج علیه شبه قرح ممتلئ ماء، فإِذا تَفَقَّأَ أَو یبس مجَلَت الیَدُ فصلبت علی العمل، و كذلك من الجُدَریّ، و قیل: هو الجُدَریّ، و قیل: هو جُدَریُّ الغنم، و قیل: النَّبْخُ الجدریّ و كل ما یتنفط و یمتلئ ماء؛ قال كعب بن زهیر: تحَطَّمَ عنها قَیْضُها عن خَراطِمٍ، و عن حَدَقٍ كالنَّبْخِ لم تَتَفَتَّقِ یصف حدقة الرأْلِ أَو حدقة فرخ القطا، الواحدة من كل ذلك نبْخة؛ قال ابن بری: البیت لزهیر بن أَبی سُلمی یصف فراخ النعام و قد تحطَّم عنها بیضها و ظهرت خراطمها و ظهرت أَعینها كالنَّبْخِ و هی غیر مفتحة؛ و قیل: النَّبْخُ، بسكون الباء: الجدری؛ و النَّبَخُ، بفتح الباء: ما نَفِطَ من الید عن العمل؛ و النَّبَخُ: آثار النار فی الجسد. و النَّبْخَة و النَّبَخَة: بَرْدِیّ یجعل بین كل لوحین من أَلواح السفینة؛ الفتح عن كراع. ابن الأَعرابی: أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ، و هو أَصل البَرْدِیّ یؤْكل فی القحط؛ و یقال للكبریتة التی تثقب بها النار: النَّبَخَة و النَّبْخَة و النُّبْخَة كالنكتة. و تراب أَنْبَخ: أَكدر اللون كثیر. و النَّبْخَاء: الأَكمة أَو الأَرض المرتفعة؛ و منه قول ابنة الخُسّ حین قیل لها: ما أَحسنُ شی‌ءٍ؟ فقالت: غَادِیَةٌ فی إِثْرِ سَارِیَةٍ فی نَبْخاءَ قَاوِیَة؛ و إِنما اختارت النبخاء لأَن المعروف أَن النبات فی الموضع المشرف أَحسن. و قد قیل: فی نفخاء رابیة أَی لیس
(1). قوله [نابجة إلخ] كذا فی الأَصل، و هو المناسب لقوله من النبجة إلخ. و فی الصحاح و یروی بائجة من البوائج انتهی و هو الأَولی، فإنه قال فی القاموس: و النابجة الداهیة. قال شارحه و الصواب أنه البائجة، و قد تقدم فی الموحدة فإنی لم أجده فی الأمهات.
لسان العرب، ج‌3، ص: 59
فیها رمل و لا حِجارة، و سیأْتی ذكره. و روی اللحیانی: فی مَیْثَاءَ رابیة؛ و المَیْثاء: الأَرض السهلة اللَّیِّنة. و أَنْبَخَ: زَرَعَ فی أَرض نَبْخاءَ، و هی الرخوة؛ و النَّبْخاءُ من الأَرض: المكان الرخو، و لیس من الرمل و هو من جلد الأَرض ذی الحجارة.

نتخ؛ ج3، ص: 59

: النَّتْخ: النَّزْع و القلْع؛ نَتَخَ البازیُّ ینتِخُ نَتْخاً: نسرَ اللَّحمَ بمنْسَره، و كذلك النسر، و كذلك الغراب ینتِخُ الدَّبَرة علی ظهر البعیر؛ قال الشاعر: یَنْتِخُ أَعیُنها الغربانُ و الرَّخَمُ و النَّتْخُ: إزالةُ الشی‌ء عن موضعه. و نَتَخ الضرسَ و الشوكَة ینتِخُها: استخرجها؛ و قیل: النتْخُ الاستخراج عامَّة. و المِنْتَاخ: المنقاش؛ الأَزهری: و النتْخُ إِخراجُكَ الشَّوكَ بالمنْتَاخَیْن، و هما المنقاش ذو الطرفین. و النتْخ: النسْج؛ و منه‌حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: إِن فی الجنة بساطاً مَنْتُوخاً بالذهب‌أَی منسوجاً. و الناتخ: الناسج. و نَتَخْته: نتفته. و نتَخْته: نقشته. و نتَخْته: أَهنته. و نتَّخَ بالمكان تَنْتیخاً: كتَنَّخَ؛ و‌فی حدیث عبد الله بن سلام: أَنه آمن و من معه من یهود فتَنَّخُوا علی الإِسلام‌أَی ثبتوا و أَقاموا؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بتقدیم النون علی التاء، أَی رسخوا.

نجخ؛ ج3، ص: 59

: النَّجْخُ: نَجْخُ السیلِ، و هو أَن ینْجَخَ فی سَنَدِ الوادی فیحرفه فی وسط البحر؛ و أَنشد: ذُو ناجِخٍ یَضربُ ضَوْحَیْ مَخْرِم و قال آخر: مُفْعَوْعِمٌ یَنْجَخُ فی أَمواجِهِ قال: و نجیخُه صوته و صدمه. و سیل ناجِخٌ: شدید الجَرْیة الذی یحفر الأَرض حفراً شدیداً. و ناجِخَةُ الماء و نجیخُه: صوته. و الناجخ و النَّجوخ: البحر المصوّت؛ قال: أَظَلُّ من خوفِ النَّجُوخِ الأَخضرْ، كأَننی فی هُوَّةٍ أُحَدَّرْ و قال ثعلب: الناجِخُ صوت اضطراب الماء علی الساحل، اسمٌ كالغارب و الكاهل. و تناجَخَت الأَمواج إِذا اضطربت فی أُصول الأَجراف حتی تؤثر فیها. و أَصبَحَ ناجِخاً و مُنَجِّخاً إِذا غلُظ صوته من زكام أَو سعال. و امرأَة نَجَّاخة: و هی الرشَّاحة التی تمسح الابتلال؛ قال: و امرأَة نَجَّاخة لحیائِها صوت عند الجماع؛ و قیل: هی التی لا تشبع من الجماع. و النَّجْخ: أَن یُسمع فی حیائها صوت دفع من الماء إِذا جومعت. و النَّجْخُ: أَن تدفع بالماء. و نَجَخات الماء: دُفَعُه. و النجَّاخة من النساء: التی یَنْتَجخ سُرْمُها كانتجاخ بطن الدابة إِذا صوّتَ. و قال بعض العرب: مررنا ببعیر و قد شَبَّكَتْ نَجَخاتُ السِّماكِ بین ضلوعه؛ یعنی ما أَنبت الله عن إِمطار نَوْءِ السِّماكِ. و نَجَخَ البعیرُ نَجَخاً، فهو نجِخٌ: بشمَ، و یقتاس من ذلك للرجل فیقال: نجخ علی مثال ضرب. و النَّجْخُ فی مخض السقاء، كالنَّخْج. و مُنْجِخٌ و مَنْجِخ: جبل من جبال الدهناء.

نخخ؛ ج3، ص: 59

: النَّخَّة و النُّخَّة: اسم جامع للحُمُر؛ و قیل: النُّخَّة البقر العوامل، و النَّخَّة: الرقیق من الرجال و النساء، یعنی بالرقیق الممالیك. و النَّخة، بالفتح: أَن یأْخذ المصدّق دیناراً لنفسه بعد فراغه من الصدقة؛ قال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 60
عَمِّی الذی منع الدینارَ ضاحِیةً، دینارَ نَخَّةِ كلبٍ، و هو مشهود و قیل: النَّخَّة الدینار الذی یأْخذه و بكل ذلك فسر‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لیس فی النَّخَّة صدقة.و كان الكسائی یقول: إِنما هو النُّخة، بالضم، و هو البقر العوامل. قال الأَزهری: قال أَبو عبیدة النَّخَّةُ الرقیق؛ قال: و قال قوم: الحمیر؛ و قال ثعلب: الصواب هو البقر العوامل لأَنه من النَّخّ، و هو السوق الشدید؛ و قال قوم: النخَّة الربا؛ و قال قوم: النخة الرعاء؛ و قال قوم: النخَّة الجمَّالون؛ و قال بعضهم: یقال لها فی البادیة النُّخة، بضم النون؛ و اختار ابن الأَعرابی من هذه الأَقاویل: النُّخة الحمیر؛ قال: و یقال لها الكُسْعة؛ و قال أَبو سعید؛ كل دابة استعملت من إِبل و بقر و حمیر و رقیق، فهی نَخَّة و نُخة، و إِنما نَخَّخَها استعمالها؛ و قال الراجز یصف حادیین للإِبل: لا تضرِبَا ضَرْباً و نُخَّا نخَّا، ما ترك النَّخُّ لهنّ مُخَّا قال: و إِذا قهر الرجل قوماً فاستأْداهم ضریبة صاروا نُخَّة له؛ قال و قوله: دینارَ نخَّةِ كلب، و هو مشهود كان أَخذ الضریبة من كلب نخًّا لهم أَی استعمالًا. و النَّخُّ: أَن تناخ النعم قریباً من المُصَدّق حتی یصدّقها، و قد نخَّها و نَخَّ بها؛ قال الراجز: أَكرمْ أَمیر المؤمنین النَّخَّا و النَّخُّ: سوق الإِبل و زجرها و احتثاثُها، و قد نخها ینُخُّها؛ قال همَیانُ بن قحافة: إِن لها لسائقاً مِزَخَّا، أَعجمَ إِلا أَنْ ینُخَّ نخَّا، و النخُّ لم یترك لهنّ مُخَّا المِزَخُّ: الذی یدفع الإِبل فی سیرها. و الأَعجم: الذی لا یحسن الحداء. و النخ: السیر العنیف؛ و استعمل بعضهم النخ فی الإِنسان فقال؛إِذا ما نَخَخْتَ العامریَّ وجدتَه، إِلی حسب، یعلو علی كلّ فاخر و كذلك النَّخْنَخَةُ، و قد نخنخها فتنخنخت: زجرها فقال لها: إِخْ إِخْ، علی غیر قیاس، هذا قول أَهل اللغة و لیس بقوی. و نَخْنَخْت الناقةَ فَتَنَخْنَخَتْ: أَبركتها فبركَت؛ قال: و لو أَنخْنا جمعهم تنخنخوا التهذیب: و النخ أَن تقول لسیِّقتِكَ و أَنت تحثها: إِخْ إِخْ، فهذا النخ. قال أَبو مسعود: و سمعت غیر واحد من العرب یقول: نَخْنِخْ بالإِبل أَی ازجرها بقولك إِخْ إِخْ حتی تبرك. قال اللیث: النَّخْنَخَة من قولك أَنخت الإِبل فاستناخت أَی بركت و نَخْنَخْتها فتنخنخت من الزجر. و أَما الإِناخة، فهو الإِبراك لم یشتق من حكایة صوت، أَ لا تری أَن الفحل یستنیخ الناقة فَتَنَخْنَخُ له؟ و النخُّ من الزجر: من قولك إِخْ؛ یقال: نخَّ بها نخًّا شدیداً و نخّةً شدیدة، و هو النائخُ أَیضاً. ابن الأَعرابی: نَخْنَخَ إِذا سار سیراً شدیداً. و تنَخْنَخَ البعیر: برك ثم مكَّن لثَفِناتِه من الأَرض. و تنَخْنَخَت الناقة إِذا رفعت صدرها عن الأَرض و هی باركة. ابن شمیل: هذه نَخَّة بنی فلان أَی عبد بنی فلان. و یقال: هذا من نُخِّ قلبی و نُخَاخةِ قلبی و من مُخَّة قلبی و من مُخّ قلبی أَی من صافیه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 61
و النَّخیخَة: زُبْد رقیق یخرج من السقاء إِذا حُمل علی بعیر بعد ما خرج زُبده الأَوّل فیمخض فیخرج منه زبد رقیق. و النُّخُّ: بساط طوله أَكثر من عرضه، و هو فارسی معرّب و جمعه نخاخ، و الله أَعلم.

ندخ؛ ج3، ص: 61

: رجل مُنَدَّخٌ: لا یبالی ما قال من الفحش و لا ما قیل له. و تنَدَّخَ الرجل: تشبَّع بما لیس عنده، و الله أَعلم.

نسخ؛ ج3، ص: 61

: نسخ الشی‌ءَ ینسَخُه نَسْخاً و انتسَخَه و استنسَخَه: اكتتبه عن معارضه. التهذیب: النَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف، و الأَصل نُسخةٌ، و المكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه، و الكاتب ناسخ و منتسخ. و الاستنساخ: كتب كتاب من كتاب؛ و فی التنزیل: إِنّٰا كُنّٰا نَسْتَنْسِخُ مٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؛ أَی نستنسخ ما تكتب الحفظة فیثبت عند الله؛ و فی التهذیب: أَی نأْمر بنسخه و إِثباته. و النَّسْخ: إِبطال الشی‌ء و إِقامة آخر مقامه؛ و فی التنزیل: مٰا نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا نَأْتِ بِخَیْرٍ مِنْهٰا أَوْ مِثْلِهٰا؛ و الآیة الثانیة ناسخة و الأُولی منسوخة. و قرأَ عبد الله بن عامر: ما نُنسخ، بضم النون، یعنی ما ننسخك من آیة، و القراءَة هی الأُولی. ابن الأَعرابی: النسخ تبدیل الشی‌ء من الشی‌ء و هو غیره، و نَسْخ الآیة بالآیة: إِزالة مثل حكمها. و النسخ: نقل الشی‌ء من مكان إِلی مكان و هو هو؛ قال أَبو عمرو: حضرت أَبا العباس یوماً فجاء رجل معه كتاب الصلاة فی سطر حرّ و السطر الآخر بیاض، فقال لثعلب: إِذا حولت هذا الكتاب إِلی الجانب الآخر أَیهما كتاب الصلاة؟ فقال ثعلب: كلاهما جمیعاً كتاب الصلاة، لا هذا أَولی به من هذا و لا هذا أَولی به من هذا. الفرّاء و أَبو سعید: مَسَخه الله قرداً و نسخه قرداً بمعنی واحد. و نسخ الشی‌ء بالشی‌ء ینسَخه و انتسخه: أَزاله به و أَداله؛ و الشی‌ء ینسخ الشی‌ء نَسْخاً أَی یزیله و یكون مكانه. اللیث: النسْخ أَن تزایل أَمراً كان من قبلُ یُعْمَل به ثم تنسخه بحادث غیره. الفرّاء: النسخ أَن تعمل بالآیة ثم تنزل آیة أُخری فتعمل بها و تترك الأُولی. و الأَشیاء تَناسَخ: تَداوَل فیكون بعضها مكان بعض كالدوَل و المُلْك؛ و‌فی الحدیث: لم تكن نبوّةٌ إِلَّا تَناسَخَت‌أَی تحولت من حال إِلی حال؛ یعنی أَمر الأُمة و تغایر أحوالها و العرب تقول: نسَخَت الشمسُ الظلّ و انتسخته أَزالته، و المعنی أَذهبت الظلّ و حلّت محله؛ قال العجاج: إِذا الأَعادی حَسَبونا، نَخْنَخوا بالحَدْرِ و القَبْضِ الذی لا یُنْسَخ أَی لا یَحُول. و نسَخَت الریح آثار الدیار: غیرتها. و النُّسخة، بالضم: أَصل المنتسخ منه. و التناسخ فی الفرائض و المیراث: أَن تموت ورثة بعد ورثة و أَصل المیراث قائم لم یقسم، و كذلك تناسخ الأَزمنة و القرن بعد القرن.

نضخ؛ ج3، ص: 61

: نضَخَ علیه الماءَ یَنْضَخ نَضْخاً، و هو دون النضح؛ و قیل: النضخ ما كان علی غیر اعتماد، و النضح ما كان علی اعتماد؛ قال الأَصمعی: ما كان من فَعَلَ الرجلُ، فهو بالحاء غیرَ معجمة؛ و أَصابه نَضْخٌ من كذا، بالخاء معجمة، و هو أَكثر من النَّضْح؛ قال أَبو عبید: و هو أَعجب إِلیّ من القول الأَول و لا یقال منه فَعِل و لا یَفْعِل. و النَّضْخ: شدّة فور الماء فی جَیَشانه و انفجاره من یَنْبوعه؛ قال أَبو علی: ما كان من سُفْل إِلی علْو، فهو نَضْخ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 62
و عین نضَّاخة: تَجیش بالماء. و فی التنزیل: فِیهِمٰا عَیْنٰانِ نَضّٰاخَتٰانِ أَی فوّارتان. التهذیب: و النَّضْخ من فور الماء من العین و الجیشان، ینضَخان بكل خیر؛ و فی قصید كعب: مِن كُل نضَّاخة الذِّفْرَی إِذا عَرِقَتْ یقال: عین نضاخة أَی كثیرة الماء فوارة؛ أَراد أَن ذِفْرَی الناقة كثیر النضخ بالعرق. و انضَجَّ الماءُ و انضاخ: انْصَبَّ؛ و‌قال ابن الزبیر: إن الموت تغشَّاكم سحابه، فهو مُنضاخ علیكم بوابل البلایا؛ قال: حكاه الهروی فی الغریبین. و النَّضْخ: الرَّدْع و اللَّطْخ یبقی فی الجسد أَو الثوب من الطیب و نحوه. و النَّضْخُ: كاللَّطْخ مما یبقی له أَثر؛ و نضخ ثوبه بالطیب. أَبو عمرو: النَّضْخ ما كان من الدم و الزعفران و الطین و ما أَشبهه، و النضخ بالماء و بكل ما رقَّ مثل الخل و ما أَشبهه؛ و أَنشد أَبو عبیدة لجریر: ثِیابُكُمُ و نَضْخ دمِ القتیل أَبو عثمان التوزی: النضخ: الأَثر یبقی فی الثوب و غیره، و النَّضْحُ، بالحاء غیر معجمة، الفعل. و‌فی الحدیث: ینضَخ البحرُ ساحِلَه؛ النَّضْخ: قریب من النضح و قد اختلف فی أَیهما أَكثر، و الأَكثر أَنه بالمعجمة أَقل من المهملة؛ و قیل: هو بالمعجمة الأَثر یبقی فی الثوب و الجسد، و بالمهملة الفعل نفسه؛ و قیل: هو بالمعجمة ما فعل تعمداً، و بالمهملة من غیر تعمد؛ و‌فی حدیث النخعی: لم یكن یری بنَضْخ البول بأْساً‌یعنی نَشْرَه و ما ترشش منه، ذكره الهروی بالخاء المعجمة و النِّضاخ: المُناضَخَةُ. و نضَخْناهُم بالنبل: لغة فی نضَحْناهم إِذا فرّقوها فیهم. و انْتَضَخَ الماءُ: ترشَّشَ. أَبو زید: النَّضْخ الرش مثل النَّضْحِ، و هما سواء، تقول: نضَخْت أَنْضَخ، بالفتح؛ قال الشاعر: به من نَضاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه نُقاعَةُ حِنَّاءٍ بماء الصَّنَوْبَرِ و قال القطامی: و إِذا تَضَیَّفُنی الهُمومُ، قَرَیْتُها سُرُحَ الیَدَیْن تُخالسُ الخَطَرانا حرَجاً كأَنَّ من الكُحَیلِ صُبابَةً، نُضخَتْ مَغابنُها بِها نَضَخَانَا و‌فی الحدیث: المدینة كالكیر تَنْفی خَبَثَها و یَنْضَخُ طِیبُها، بالضاد و الخاء المعجمتین و بالحاء المهملة، من النَّضْخ، و هو رش الماء. و غَیثٌ نضّاخ: غزیر؛ و قال جِران العَوْد: و مِنْهُ علی قَصْرَیْ عُمانَ سَخیفَةٌ، و بالخَطِّ نضَّاخُ العَثَانین واسعُ السخیفة: المطرة الشدیدة. و عُثْنونَ المَطر: أَوله. و النَّضْخَة: المَطرة. یقال: وقعت نضْخة بالأَرض أَی مطرة؛ و أَنشد أَبو عمرو: لا یَفْرَحُون إِذا ما نَضْخَةٌ وقَعَتْ، و هُمْ كرامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازیبُ جمعِ ملْزابٍ، و هی الشدّة؛ و أَنشد أَیضاً: فقلتُ: لعلَّ الله یُرْسِلُ نَضْخَةً، فَیُضْحِی كِلانا قَائِماً یَتَذَمَّرُ و أَكثر ما ورد فی هذا الباب بالحاء و الخاء المعجمة، و قد تقدّم ذكر نضح فی بابه مستوفی.

نفخ؛ ج3، ص: 62

: النَّفْخ: معروف، نَفَخ فیه فانْتَفَخ. ابن سیدة: نَفَخ بفمه یَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج منه الریح یكون ذلك فی الاستراحة و المعالجة و نحوهما؛ و‌فی الخَبر: فإِذا هو مُغْتاظٌ یَنْفُخُ؛ و نَفخ النارَ و غیرها ینفُخها
لسان العرب، ج‌3، ص: 63
نَفْخاً و نَفِیخاً. و النَّفیخُ: الموكل بنَفْخ النار؛ قال الشاعر: فی الصبْح یَحْكی لَوْنَهُ زَخِیخُ، مِنْ شُعْلَةٍ، ساعَدَها النَّفیخُ قال: صار الذی ینفُخ نَفیخاً مثل الجلیس و نحوه لأَنه لا یزال یتعهدُه بالنفخ. و المنفاخ: كیر الحدّاد. و المِنْفاخ: الذی یُنْفَخ به فی النار و غیرها. و ما بالدَّارِ نافخُ ضَرْمَةٍ أَی ما بها أَحد. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: ودَّ معاویة أَنه ما بقی من بنی هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ‌أَی أَحد لأَن النار ینفخها الصغیر و الكبیر و الذكر و الأُنثی؛ و قول أبی النجم: إِذا نَطَحْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا، سَمِعْت لِلمَرْوِ بهِ ضَبِیحا، یَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفُوحا إنما أَراد منفوخاً فأَبدل الحاء مكان الخاء، و ذلك لأَن هذه القصیدة حائیة و أَوّلها: یا ناقُ، سِیری عَنَقاً فَسیحا إِلی سُلَیْمَانَ، فَنَسْتَرِیحا و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن النَّفْخِ فی الشراب؛ إِنما هو من أَجل ما یخاف أَن یبدُرَ من ریقه فیقع فیه فربما شرب بعده غیره فیتأَذی به. و‌فی الحدیث: رأَیت كأَنه وُضع فی یَدیَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحی إِلیّ أَنِ انْفُخْهُما‌أَی ارْمهما و أَلقهما كما تنفُخ الشی‌ءَ إِذا دفعته عنك، و إِن كانت بالحاء المهملة، فهو من نفحت الشی‌ء إِذا رَمَیته؛ و نفَحَت الدابةُ إِذا رَمَحَتْ بِرِجلها. و یروی‌حدیث المستضعفین: فَنَفَخَت بهم الطریق، بالخاء المعجمة، أَی رمت بهم بغتة مِنْ نَفَخَت الریح إِذا جاءَت بغتة. و‌فی حدیث عائشة: السُّعوط مكانَ النفخ؛ كانوا إِذا اشتكی أَحدهم حَلْقَه نَفَخوا فیه فجعلوا السعوط مكانَه. و نفَخ الإِنسانُ فی الیراع و غیره. و النفْخة: نفخةُ یومِ القیامة. و فی التنزیل: فَإِذٰا نُفِخَ فِی الصُّورِ*. و فی التنزیل: فَأَنْفُخُ فِیهِ فَیَكُونُ طَیْراً بِإِذْنِ اللّٰهِ. و یقال: نُفخ الصورُ و نُفخ فیه، قاله الفراء و غیره؛ و قیل: نفخه لغة فی نفخ فیه، قال الشاعر: لو لا ابنُ جَعْدَةَ لم یُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ، و لا خُراسانُ، حتی یُنْفَخَ الصُورُ «2». و قول القطامی: أَ لم یُخْزِ التفَرُّقُ جُنْدَ كِسْرَی، و نُفْخوا فی مدائِنهمْ فَطاروا أَراد: و نفخوا فخفف. و نَفخ بها: ضَرَط؛ قال أَبو حنیفة: النفْخة الرائحة الخفیفة الیسیرة، و النفخة: الرائحة الكثیرة؛ قال ابن سیدة: و لم أَر أَحداً وصف الرائحة بالكثرة و لا القلة غیر أَبی حنیفة. قال: و قال أَبو عمرو بن العلاء دخلت محراباً من محاریب الجاهلیة فنَفَخ المسكُ فی وجهی. و النفْخة و النُّفَّاخ: الورَم. و بالدابة نَفَخٌ: و هو ریح تَرِمُ منه أَرساغُها فإِذا مَشَت انْفَشَّت. و النُّفْخة: داء یصیب الفرس تَرِمُ منه خُصْیاه؛ نفخ نَفَخاً، و هو أَنْفَخُ. و رجل أَنفخ بیّن النفْخ: للذی فی خُصْیَیه نَفْخ؛ التهذیب: النُّفَّاخ نفْخة الورم من داء یأْخذ حیث أَخَذَ. و النفْخَة: انتفاخ البَطن من طعام
(2). قوله [قهندزكم] بضم القاف و الهاء و الدال المهملة كذا فی القاموس. و فی معجم البلدان لیاقوت: قهندز بفتح أوله و ثانیه و سكون النون و فتح الدال و زای: و هو فی الأَصل اسم الحصن أو القلعة فی وسط المدینة، و هی لغة كأنها لأَهل خراسان و ما وراء النهر خاصة. و أكثر الرواة یسمونه قُهندز یعنی بالضم إلخ. ثم قال: و لا یقال فی القلعة إذا كانت مفردة فی غیر مدینة مشهورة، و هو فی مواضع كثیرة منها سمرقند و بخارا و بلخ و مرو و نیسابور
لسان العرب، ج‌3، ص: 64
و نحوه. و نَفَخه الطعام ینفُخه نفْخاً فانتفَخ: مَلأَه فامتَلأَ. یقال: أَجِدُ نُفْخَة و نَفْخة و نِفْخة إِذا انتفخ بطنه. و المنتفخ أَیضاً: الممتلئ كِبراً و غضباً. و رجل ذو نَفْخ و ذو نفج، بالجیم، أَی صاحب فخر و كِبْر. و النفْخ: الكبْر فی قوله: أَعوذ بك من هَمْزهِ و نَفْثه و نَفْخهِ، فنَفْثُه الشعر، و نَفْخُه الكبْرُ، و همزُه المُوتَةُ لأَن المتكبر یتعاظم و یجمع نفْسَه و نفَسَه فیحتاج أن ینفُخ. و‌فی حدیث أشراط الساعة: انتفاخُ الأَهلَّه‌أَی عِظمها و قد انتُفخ علیه. و‌فی حدیث علیّ: نافخٌ حِضْنَیه‌أَی منتَفخ مستعدّ لأَن یعمل عمله من الشر. و من مسائل الكتاب: و قصدتُ قصدَه إِذ انتَفَخ علیّ أَی لایَنْتُه و خادَعْتُه حین غضب علیّ. و انتفخ النهار: علا قبل الانتصاف بساعة؛ و انتفخ الشی‌ءُ. و النفخ: ارتفاع الضُّحی. و نفْخَة الشباب: معظمه، و شاب نُفُخ و جاریة نُفُخٌ: ملأَتهما نفخة الشباب. و أَتانا فی نفخة الربیع أَی حین أَعشب و أَخصب. أَبو زید: هذه نُفخة الربیع، و نِفْخته: انتهاء نبته. و النُّفُخ: للفتی الممتلئ شباباً، بضم النون و الفاء، و كذلك الجاریة بغیر هاء. و رجل منتفخ و منفوخ أَی سمین. ابن سیدة: و رجل منفوخ و أُنْفُخان و إِنْفِخان و الأُنثی أُنْفُخانة و إِنْفِخانة: نفَخَهما السِّمَن فلا یكون إِلَّا سِمَناً فی رخاوة. و قوم منفوخون، و المنفوخ: العظیم البطن، و هو أَیضاً الجبان علی التشبیه بذلك لأَنه انتفَخَ سَحْرُه. و النُّفَّاخة: هنَةٌ منتفخة تكون فی بطن السمكة و هو نصابها فیما زعموا و بها تستقلّ فی الماء و تردّد. و النُّفَّاخة: الحجاة التی ترتفع فوق الماء. و النَّفْخاء من الأَرض: مثل النَّبْخاء؛ و قیل: هی أَرض مرتفعة مكرّمة لیس فیها رمل و لا حجارة تنبت قلیلًا من الشجر، و مثلها النَّهْداء غیر أَنها أَشد استواء و تَصَوُّباً فی الأَرض؛ و قیل: النَّفخاء أَرض لینة فیها ارتفاع؛ و قیل لابنة الخُسّ: أَیُّ شی‌ء أَحسن؟ فقالت: أَثَرُ غادیَة «1»، فی إِثْرِ سارِیَة، فی بلاد خاویة، فی نَفْخاء رابیة؛ و قیل: النفْخاء من الأَرضین كالرَّخَّاء و الجمع النَّفاخَی، كسّر تكسیر الأَسماء لأَنها صفة غالبة. و النفْخاء: أَعلی عظم الساق.

نقخ؛ ج3، ص: 64

: النُّقَاخ «2»: الضرب علی الرأْس بشی‌ء صلب؛ نَقَخ رأْسه بالعصا و السیف یَنْقَخُه نَقْخاً: ضربه؛ و قیل: هو الضرب علی الدماغ حتی یخرج مخه؛ قال الشاعر: نَقْخاً علی الهامِ و بَخًّا وخْضا و النُّقاخ: استخراج المخّ. و نَقَخَ المخَّ من العظم و انتقخه: استخرجه. أَبو عمرو: ظَلیمٌ أَنقخ قلیل الدماغ؛ و أَنشد لطلق بن عدیّ: حتی تَلاقَی دَفُّ إِحدی الشُّمَّخ، بالرُّمح من دون الظَّلیم الأَنْقَخ، فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المُنَوَّخ و النقخ: النقف و هو كسر الرأْس عن الدماغ؛ قال العجاج: لَعَلِمَ الأَقوامُ أَنی مِفْنَخُ لِهامِهمْ، أَرُضُّه و أَنْقَخُ بفتح القاف. و النُّقاخُ: الماء البارد العذب الصافی الخالص الذی یكاد ینقخ الفؤَاد ببرده؛ و قال ثعلب: هو الماء الطیب فقط؛ و أَنشد للعَرْجی و اسمه عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان و نسب إِلی العَرْج و هو موضع ولد به:
(1). قوله [أثر غادیة إلخ] تقدم فی نبخ غادیة فی إثر إلخ (2). یقول الشیخ إبراهیم الیازجی: الصواب فی هذه اللفظة: النقخ علی مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح
لسان العرب، ج‌3، ص: 65
فإِن شئت أَحْرَمْتُ النساءَ سواكُمُ، و إِن شئت لم أَطْعَمْ نُقاخاً و لا بَرْدا و یروی: حرَّمت النساء أَی حرمتهن علی نفسی. و البرد هنا: الریق. التهذیب: و النُّقاخ الخالص و لم یعین شیئاً. الفراء: یقال هذا نُقاخ العربیة أَی خالصها؛ و روی عن أَبی عبیدة: النُّقاخ الماء العذب؛ و أَنشد شمر: و أَحْمَقَ ممن یلْعَق الماءَ قال لی: دع الخمر و اشْرَبْ من نُقاخ مُبَرَّدِ قال أَبو العباس: النُّقاخُ النوم فی العافیة و الأَمن. ابن شمیل: النُّقاخ الماء الكثیر یَنْبِطُه الرجل فی الموضع الذی لا ماء فیه. و‌فی الحدیث: أَنه شرب من رُومة فقال: هذا النُّقاخ؛ هو الماء العذب البارد الذی ینقَخ العطش أَی یكسره ببرده، و رومة: بئر معروفة بالمدینة.

نكخ؛ ج3، ص: 65

: نكخَه فی حلقه نكْخاً: لهَزَه، یمانیة.

نوخ؛ ج3، ص: 65

: أَنَخْتُ البعیرَ فاستناخ و نوَّخته فتنوَّخ و أَناخَ الإِبلَ: أَبركها فبركت، و استناخت: بركت. و الفحلُ یَتَنَوَّخُ الناقةَ إِذا أَراد ضرابها. و استناخ الفحل الناقة و تنوَّخها: أَبركها ثم ضربها. و المُناخ: الموضع الذی تُناخ فیه الإِبل. ابن الأَعرابی: یقال تنوَّخ البعیرُ و لا یقال ناخ و لا أَناخ. و قولهم: نَوَّخ اللَّهُ الأَرض طروقَةً للماء أَی جعلها مما تطیقه. و النَّوْخة: الإِقامة. و تَنُوخُ: حیٌّ من الیمن، و لا تشدّد النون.

فصل الهاء؛ ج3، ص: 65

هبخ؛ ج3، ص: 65

: قال اللیث: أُهْملت الهاء مع الخاء فی الثلاثی الصحیح إِلّا فی مواضع هَبَخَ منها. ابن سیدة: الهَبَیَّخة المرضعة، و هی أَیضاً الجاریة التارَّة الممتلئة، و كل جاریة بالحمیریة هَبَیَّخة. و الهَبَیَّخ، فَعَیَّل بتشدید الیاء: الغلام، بلغتهم أَیضاً. و الهَبَیَّخ: الرجل الذی لا خیر فیه. و الهَبَیَّخ: الأَحمق المسترخی. و فی النوادر: امرأَةَ هَبَیَّخة و فتًی هَبَیَّخ إِذا كان مخصباً فی بدنه حسناً. قال الأَزهری: و كل ما فی هذا الباب فالباء قبل الیاء من هبیخ. و الهَبَیَّخ: الوادی العظیم أَو النهر العظیم؛ عن السیرافی. و الهَبَیَّخ: واد بعینه؛ عن كراع. و الهَبَیَّخَی: مشیة فی تبختر و تهاد، و قد اهبیَّخت المرأَة؛ و أَنشد الأَزهری: جرَّتْ علیه الریحُ ذَیْلًا أَنْبَخا، جَرَّ العَرُوس ذَیْلها الهَبَیَّخا و یقال: اهْبَیَّخت فی مشیها اهْبِیَّاخاً، و هی تَهبَیَّخ.

هخخ؛ ج3، ص: 65

: هِخْ: حكایة المتَنَخِّم، و لا یصرَّف منه فعل لثقله علی اللسان و قبحه فی المنطق إِلا أَن یضطر شاعر.

هیخ؛ ج3، ص: 65

: هَیَّخَ الهَریسَةَ: أَكثَر ودَكَها؛ عن كُراع؛ و أَنشد محمد بن سهل للكُمیتِ: إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها كِشافاً، و هَیَّخَت الأَفحلُ الابتسار: أَن یضرب الفحل الناقة علی غیر ضَبَعَةٍ. قال: و أَحلامها أَصحابها. و هَیَّخت: أُنیخت، و هو أَن یقال لها عند الإِناخة: هخ هخ إِخ إِخ؛ یقول: ذللت هذه الحرب للفحولة فأَناختها. و قیل: التهییخ دعاءُ الفحل للضراب، و هیخ هیخ لغة. قال محمد بن سهل: هَیَّخت الناقة إِذا أُنیخت لیقرعها الفحل، و هَیَّخ الفحلُ إِذا أُنیخ لیبرك علیها فیضربها، و الهاءُ مبدلة من الهمزة فی هیخت.

فصل الواو؛ ج3، ص: 65

وبخ؛ ج3، ص: 65

: وبَّخَه: لامَه و عذله، و أَبَّخَهُ لغة فیه؛ عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: أُری همزته بدلًا من
لسان العرب، ج‌3، ص: 66
الواو، و هو مذكور فی الهمزة. و التوبیخ: التهدید و التأَنیب و اللوم؛ یقال: وبَّخت فلاناً بسوءِ فعله توبیخاً. ابن الأَعرابی: الوَمْخَة العَذْلة المحرقة؛ قال أَبو منصور: الأَصل فی الوَبْخَة الومْخَة؛ فقلبت الباء «3» میماً لقرب مخرجیهما.

وتخ؛ ج3، ص: 66

: الوَتَخَة، بفتح التاء: الوحل. و أَوتخه: جَهَدَهُ و بلغ منه؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: دَرادقاً، وهْی السَّبوحُ قُرَّحا، قَرْقَمَهُمْ عَیْشٌ خَبیثٌ أَوْتَخا قال ثعلب: استجاز ابن الأَعرابی الجمع بین الحاءِ و الخاءِ هنا لتقارب المخرجین، قال: و الصواب أَوتحا، بالحاءِ، أَی قلل أَو أَقلّ. ابن الأَعرابی: یقال ما أَغنی عنی وَتَحَة، بالحاءِ، و الوَتَخَة، بالخاءِ: الوحل.

وثخ؛ ج3، ص: 66

: الأَزهری فی النوادر: یقال لما اختلط من أَجناس العشب الغض: وَثیغة و وَثیخَة، بالغین و الخاءِ. ابن الأَعرابی: یقال فی الحوض بَلَّةٌ و هَلَّة و وَثْخَة «4».

وخخ؛ ج3، ص: 66

: الوَخْوَخَة: حكایة بعض أَصوات الطیر. و رجل وَخْواخٌ: سمین كثیر اللحم مضطربه، و قیل: هو الجبان الضعیف؛ قال الزفیان: إِنی، و مَنْ شاءَ ابتَغَی قِفاخا، لم أَكُ فی قَوْمی امْرَأً وَخْواخا و قیل: الوَخْواخ الكسل الثقیل؛ و أَنشد: لَیْسَ بوَخْواخ و لا مُسْتَطل و الوَخْواخ: الكسلان عن العمل. و یقال للرجل العنین: وَخْواخ و ذَوْذَخ و بَخْباخ؛ و رجل وَخْواخ و بخباخ إِذا استرخی بطنه و اتسع جلده. ابن الأَعرابی: الذَّوْذَخ و الوَخْواخ العذْیَوْط. و تَمْرٌ وخواخ: لا حلاوة له و لا طعم، قیل: مسترخی اللحی، و كل مسترخ وَخواخ، و ذكر فی هذه الترجمة عن ابن الأَعرابی: الوَخُّ الأَلم، و الوخ: القصد.

ورخ؛ ج3، ص: 66

: الوَرْخُ: شجر شبیه بالمَرْخ فی نباته غیر أَنه أَغبر له ورق دقیق مثل ورق الطَّرْخون أَو أَكبر. و الوَریخَة: المسترخی من العجین لكثرة الماءِ؛ و قد وَرِخَ یَوْرَخُ وَرَخاً وَ تَوَرَّخَ. و أَورَخَت العَجینَ: أَكثَرَتْ ماءَه حتی یسترخی. و ورَّخ الكتابَ بیوم كذا: لغة فی أَرَّخه؛ عن یعقوب.

وسخ؛ ج3، ص: 66

: الوسَخ: ما یعلو الثوب و الجلد من الدرَن و قلة التعهد بالماءِ؛ وسِخَ الجلدُ یَوْسَخ وسَخاً و تَوَسَّخ و اتَّسَخ و استوسخ؛ و كذلك الثوب، و أَوسخه و وسَّخه و وسَّخْته أَنا.

وشخ؛ ج3، ص: 66

: الوَشْخُ: الضعیف الردی‌ء.

وصخ؛ ج3، ص: 66

: الوَصَخ لغة فی الوَسَخ مضارعة.

وضخ؛ ج3، ص: 66

: الوَضُوخ، بالفتح: الماءُ یكون فی الدَّلو شبیه بالنّصْف؛ و قد وَضَخ الدلو و أَوضَخَها؛ و قال: فی أَسْفل الغَرْب وَضوخ أُوضخا و الوَضوخ: دون المِلْ‌ءِ. و أَوضَخ بالدلو إِذا استقی فنفَح بها نَفْحاً شدیداً؛ و قیل: استقی بها ماء قلیلًا. و أَوْضَخْت له إِذا استقیت له قلیلًا، و اسم ذلك الشی‌ءِ الذی یُستقی به الوَضوخ. قال: و المواعدة مثل المُواضَخَة. و تواضخ الرجلان إِذا قاما جمیعاً علی البئر یتباریان فی السقی. و تواضخت الإِبل: تبارت فی السیر. و تواضخ الفرسان: تباریا.
(3). قوله [فقلبت الباء إلخ] كذا بالأَصل و مقتضی كلامه العكس (4). قوله [و وثخة] فی نسخة المؤلف بسكون المثلثة، و الذی فی القاموس الوثخة، محركة: البلة من الماء
لسان العرب، ج‌3، ص: 67
و المواضخة و الوِضاخ: المباراة فی العدو و المبالغة فیه، و قیل: هو أَن تسیر مثل سیر صاحبك و لیس هو بالشدید، و كذلك هو فی الاستقاءِ، و قیل: هو تباری المستقین ثم استعیر فی كل متباریین، و قد واضخه السیرَ؛ قال العجاج: تُواضخُ التقریبَ قِلْواً مِقْلَخا أَی أَن هذه الأَتان تواضخ السیر هذا العَیر، فهی تشتدّ و تجدّ؛ قال الأَزهری: المواضخَة عندَ العرب المعارضة و المباراة و إِن لم یكن مع ذلك مبالغة فی العدو، و أَصله من الوضوخ كما قال الأَصمعی. و وُضاخ: جبل معروف، و الهمزة أَكثر، یصرف و لا یصرف؛ قال الأَزهری: أُضاخ اسم جبل ذكره إمرؤ القیس فی شعر له یصف برقاً شامه من بعید: فلما أَن علا كَنَفَیْ أُضاخ، وهَتْ أَعجازُ رَیِّقهِ فحارا

ولخ؛ ج3، ص: 67

: الوَلَخُ من العُشب: الطویل. و أَولَخَ العشبُ: طال و عظم. و أَرض ولِخَة و ولیخة و ورِخَة: مؤتَلخة من النبت. و ولَخَه وَلْخاً: ضربه بباطن كفه. و ائتَلخ الأَمرُ: اختلط.

ومخ؛ ج3، ص: 67

: التهذیب، ابن الأَعرابی: الوَمْخَة العَذْلة المحرقة؛ قال الأَزهری: و الأَصل فی الوَمْخةِ الوَبْخَة فقلبت الباءُ میماً لقرب مخرجیهما.

فصل الیاء؛ ج3، ص: 67

یثخ؛ ج3، ص: 67

: المیثخة: الدِّرة التی یضرب بها؛ عن ثعلب.

یفخ؛ ج3، ص: 67

: الیافوخ: ملتقی عظم مقدم الرأْس و مؤخره، و هو مذكور فی الهمزة؛ قال ابن سیدة: لم یشجعنا علی وضعه فی هذا الباب إِلَّا أَنَّا وجدنا جمعه یوافیخ فاستدللنا بذلك علی أَن یاءه أَصل، و قد ذكرناه نحن فی أَفخ.

ینخ؛ ج3، ص: 67

: الیَنْخ: من قولك أَینخ الناقة دعاها للضِّراب فقال لها: إِینَخ إِینَخ؛ قال الأَزهری: هذا زجر لها كقولك: إِخْ‌إِخْ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 68

د؛ ج3، ص: 68

اشارة

حرف الدال المهملة‌

د؛ ج3، ص: 68

: الدال حرف من الحروف المجهورة و من الحروف النِّطْعیَّة و هی و الطاءُ و التاء فی حیز واحد.

فصل الهمزة؛ ج3، ص: 68

أبد؛ ج3، ص: 68

: الأَبَدُ: الدهر، و الجمع آباد و أُبود؛ و‌فی حدیث الحج قال سراقة بن مالك: أَ رأَیت مُتْعَتَنا هذه أَ لِعامنا أَم للأَبد؟ فقال: بل هی للأَبد؛ و فی روایة: أَ لعامنا هذا أَم لأَبَدٍ؟ فقال: بل لأَبَدِ أَبَدٍ؛ و فی أُخری: بل لأَبَدِ الأَبَد‌أَی هی لآخر الدهر. و أَبَدٌ أَبید: كقولهم دهر دَهیر. و لا أَفعل ذلك أَبد الأَبید و أَبَد الآباد و أَبَدَ الدَّهر و أَبید الأَبید و أَبَدَ الأَبَدِیَّة؛ و أَبدَ الأَبَدین لیس علی النسب لأَنه لو كان كذلك لكانوا خلقاء أَن یقولوا الأَبدیّینِ؛ قال ابن سیدة: و لم نسمعه؛ قال: و عندی أَنه جمع الأَبد بالواو و النون، علی التشنیع و التعظیم كما قالوا أَرضون، و قولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدین كما تقول دهرَ الداهرین و عَوضَ العائضین، و قالوا فی المثل: طال الأَبَدُ علی لُبَد؛ یضرب ذلك لكل ما قدُمَ. و الأَبَدُ: الدائم و التأْبید: التخلید. و أَبَدَ بالمكان یأْبِد، بالكسر، أُبوداً: أَقام به و لم یَبْرَحْه. و أَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً؛ كذلك. و أَبَدَت البهیمةُ تأْبُد و تأْبِدُ أَی توحشت. و أَبَدَت الوحش تأْبُد و تأْبِدُ أُبوداً و تأْبَّدت تأَبُّداً: توحشت. و التأَبُّد: التوحش. و أَبِدَ الرجلُ، بالكسر: توحش، فهو أَبِدٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمْ‌ءِ، ناجیةً، مثل الهراوة ثِنْیاً، بَكْرُها أَبِدُ أَی ولدها الأَوّل قد توحش معها. و الأَوابد و الأُبَّدُ: الوحش، الذكَر آبد و الأُنثی آبدة، و قیل: سمیت بذلك لبقائها علی الأَبد؛ قال الأَصمعی: لم یمت وَحْشیّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة و كذلك الحیة فیما زعموا؛ و قال عدیّ بن زید: و ذی تَناویرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ، یغذُو أَوابد قد أَفْلَیْنَ أَمْهارا
لسان العرب، ج‌3، ص: 69
یعنی بالأَمهار جحاشها. و أَفلین: صرن إِلی أَن كبر أَولادهن و استغنت عن الأُمهات. و الأُبود: كالأَوابد؛ قال ساعدة بن جؤَیة: أَری الدهر لا یَبْقی، علی حَدَثانه، أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدُ قال رافع بن خدیج: أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعیر فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الوحش، فإِذا غلبكم منها شی‌ءٌ فافعلوا به هكذا؛ الأَوابد جمع آبدة؛ و هی التی قد توحشت و نفرَت من الإِنس؛ و منه قیل للدار إِذا خلا منها أَهلها و خلفتهم الوحش بها؛ قد تأَبدت؛ قال لبید: بِمِنًی، تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها و تأَبد المنزل أَی أَقفر و أَلفته الوحوش. و‌فی حدیث أُم زرع: فأَراح علیّ من كل سائمةٍ زَوْجَیْن، و من كل آبِدَةٍ اثنتین؛ ترید أَنواعاً من ضروب الوحش؛ و منه قولهم: جاءَ بآبدة أَی بأَمر عظیم یُنْفَرُ منه و یُستوحش. و تأَبَّدت الدار: خلت من أَهلها و صار فیها الوحش ترعاه. و أَتان أَبِدٌ: وحشیة. و الآبدة: الداهیة تبقی علی الأَبد. و الآبدة: الكلمة أَو الفعلة الغریبة. و جاءَ فلان بآبدة أَی بداهیة یبقی ذكرها علی الأَبد. و یقال للشوارد من القوافی أَوابد؛ قال الفرزدق: لَنْ تُدْرِكوا كَرَمی بِلُؤْمِ أَبیكُمُ، و أَوابِدِی بتَنَحُّل الأَشعارِ و یقال للكلمة الوحشیة: آبدة، و جمعها الأَوابد. و یقال للطیر المقیمة بأَرضٍ شتاءَها و صیفها: أَوابد من أَبَدَ بالمكان یأْبِدُ فهو آبد، فإِذا كانت تقطع فی أَوقاتها فهی قواطع، و الأَوابد ضد القواطع من الطیر. و أَتان أَبِد: فی كل عام تلد. قال: و لیس فی كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ و أَبِلٌ و بلِحٌ و نَكِحٌ و خَطِبٌ إِلا أَن یتكلف متكلف فیبنی علی هذه الأَحرف ما لم یسمع عن العرب؛ ابن شمیل: الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام؛ قال أَبو منصور: أَبِلٌ و أَبِد مسموعان، و أَما نَكِحٌ و خَطِبٌ فما سمعتهما و لا حفظتهما عن ثقة و لكن یقال نِكْحٌ و خِطْبٌ. و قال أَبو مالك: ناقة أَبِدَةٌ إِذا كانت ولوداً، قیَّد جمیع ذلك بفتح الهمزة؛ قال الأَزهری: و أَحسبهما لغتین أَبِد و إِبِدٌ. الجوهری: الإِبِد علی وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان؛ و قولهم: لن یُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ، إِلا بِجَدِّ ذی الإِبِدْ، فی كلِّ ما عامٍ تَلِدْ و الإِبِد هاهنا: الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان و لیس بجدّ أَی لا تزداد إِلا شرّاً. و الإِبِدُ: الجوارح من المال، و هی الأَمة و الفرس الأُنثی و الأَتان یُنْتَجن فی كل عام. و قالوا: لن یبلغ الجدّ النكِد، إِلا الإِبِد، فی كل عام تلد؛ یقول: لن یصل إِلیه فیذهب بنكده إِلا المال الذی یكون منه المال. و یقال: وقف فلان أَرضه وقفاً مؤَبَّداً إِذا جعلها حبیساً لا تُباع و لا تورث. و قال عبید بن عمیر: الدنیا أَمَدٌ و الآخرة أَبَدٌ. و أَبِدَ علیه أَبَداً: غضب كَعَبِد و أَمِدَ و وبِدَ و ومِدَ عَبَداً و أَمَداً و وَبَداً و ومَداً. و أَبیدَةُ: موضع؛ قال: فما أَبِیدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها، و إِن تَجاوَرَ فیها الماءُ و الشجر
لسان العرب، ج‌3، ص: 70
و مأْبِد: موضع؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه مابِد علی فاعل، و ستذكره فی مبد. و الأُبَیْدُ: نبات مثل زرع الشعیر سواء و له سنبلة كسنبلة الدُّخْنة فیها حب صغیر أصغر من الخردل و هی مسمنة للمال جداً.

أجد؛ ج3، ص: 70

: الإِجادُ و الأُجادُ: طاق قصیر. و بناءٌ مُؤَجَّد: مقوًّی وثیق محكم، و قد أَجَّدَه و أَجَدَهُ. و ناقة مُؤجَدَة: مُوثقة الخلق، و أُجُدٌ: مُتصلة الفَقار تراها كأَنها عظم واحد. و ناقة أُجُد أَی قویة موثقة الخلق. و الأُجُدُ: اشتقاقه من الإِجاد، و الإِجاد كالطاق القصیر؛ یقال: عَقْدٌ مؤجد و ناقة مؤجدة القَری، و ناقة أُجُدٌ و هی التی فقار ظَهرها متصل؛ و آجدها الله فهی مُؤجدة القَری أَی موثقة الظهر. و‌فی حدیث خالد بن سنان: وجدت أُجُداً تحثها؛ الأُجُدُ، بضم الهمزة و الجیم: الناقة القویة الموثقة الخلق، و لا یقال للجمل أُجُدٌ؛ و یقال: الحمد لله الذی آجدنی بعد ضعف أَی قوّانی. و إِجدْ، بالكسر: من زجر الخیل.

أحد؛ ج3، ص: 70

: فی أَسماءِ الله تعالی: الأَحد و هو الفرد الذی لم یزل وحده و لم یكن معه آخر، و هو اسم بنی لنفی ما یذكر معه من العدد، تقول: ما جاءَنی أَحد، و الهمزة بدل من الواو و أَصله وَحَدٌ لأَنه من الوَحْدة. و الأَحَد: بمعنی الواحد و هو أَوَّل العدد، تقول أَحد و اثنان و أَحد عشر و إِحدی عشرة. و أَما قوله تعالی: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ؛ فهو بدل من الله لأَن النكرة قد تبدل من المعرفة كما قال الله تعالی: لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ نٰاصِیَةٍ؛ قال الكسائی: إِذا أَدخلت فی العدد الأَلف و اللام فأدخلهما فی العدد كله، فتقول: ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدرهم. و البصریون یدخلونهما فی أَوّله فیقولون: ما فعلت الأَحد عشر أَلف درهم. و تقول لا أَحد فی الدار و لا تقول فیها أَحد. و قولهم ما فی الدار أَحد فهو اسم لمن یصلح أَن یخاطب یستوی فیه الواحد و الجمع و المؤَنث و المذكر. و قال الله تعالی: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسٰاءِ؛ و قال: فَمٰا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حٰاجِزِینَ. و جاؤُوا أُحادَ أُحادَ غیر مصروفین لأَنهما معدولان فی اللفظ و المعنی جمیعاً. و حكی عن بعض الأَعراب: معی عشرة فأَحِّدْهن أَی صیرهن أَحد عشر. و‌فی الحدیث: أَنه قال لرجل أَشار بسبابتیه فی التشهد: أَحِّدْ أَحِّدْ.و‌فی حدیث سعد فی الدعاء: أَنه قال لسعد و هو یشیر فی دعائه بإصبعین: أَحِّدْ أَحِّدْ‌أَی أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذی تدعو إِلیه واحد و هو الله تعالی. و الأَحَدُ من الأَیام، معروف، تقول مضی الأَحد بما فیه؛ فیفرد و یذكر؛ عن اللحیانی، و الجمع آحاد و أُحْدانٌ. و استأْحد الرجل: انفرد. و ما استأحد بهذا الأَمر: لم یشعر به، یمانیة. و أُحُد: جبل بالمدینة. و إِحْدی الإِحَدِ: الأَمر المنكر الكبیر؛ قال: بعكاظٍ فعلوا إِحدی الإِحَدْ و‌فی حدیث ابن عباس: و سئل عن رجل تتابع علیه رمضانان فقال: إِحدی من سبع؛ یعنی اشْتدّ الأَمر فیه و یرید به إِحدی سنی یوسف النبی، علی نبینا محمد و علیه الصلاة و السلام، المجدبة فشبه حاله بها فی الشدة أَو من اللیالی السبع التی أَرسل الله تعالی العذاب فیها علی عاد.

أخد؛ ج3، ص: 70

: قال الأَزهری: روی اللیث فی هذا الباب أَخذ و قال المُسْتأْخِد المُسْتكین؛ قال: و مریض مُسْتأخِد أَی مستكِین لمرضه؛ قال أَبو منصور: هذا حرف مُصَحَّف و الصواب المُستأْخِذُ، بالذال، و هو الذی یسیل
لسان العرب، ج‌3، ص: 71
الدَّم من أَنفه، و یقال للذی بعینه رمد: مستأْخِذ أَیضاً. والمُستأْخِذُ: المُطاطئ رأْسه من الوجع، قال: هذا كله بالذال و موضعها باب الخاء و الذال.

أدد؛ ج3، ص: 71

: الإِدُّ و الإِدَّةُ: العَجبُ و الأَمر الفظیع العظیم و الداهیة، و كذلك الآدّ مثل الفاعل، و جمع الإِدِّ إِدادٌ و جمعُ الإِدَّة إِدَدٌ؛ و أَمر إِدٌّ وصف به؛ هذه عن اللحیانی. و فی التزیل العزیز: لَقَدْ جِئْتُمْ شَیْئاً إِدًّا؛ قراءة القراء إِدًّا، بكَسر الأَلف، إِلا ما روی عن أَبی عمرو أَنه قرأَ: أَدّاً. قال: و من العرب من یقول لَقد جئت بشی‌ء آدّ مثل مادّ، قال: و هو فی الوجوه كلها بشی‌ء عظیم؛ و أَنشد ابن درید: یا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا، رأَیتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا، فنِلتُ منه رَشْفَاً و بَرْدا و الإِدّ: الداهیة تئدّ و تؤدّ أَدّاً. قال ابن سیدة: و أُری اللحیانی حكی تأَدُّ، فإِما أَن یكون بنی ماضیه علی فعل، و إِما أَن یكون من باب أَبی یأْبی. و أَدّه الأَمر یؤُدّه و یئدّه إِذا دهاه. اللیث: یقال أَدّت فلاناً داهیة تؤده أَدّاً، بالفتح؛ قال رؤبة: و الإِدَدَ الإِدادَ و العَضائِلا و الإِدّ، بكسر الهمزة: الشدَّة. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله تعالی عنه، قال: رأَیت النبی، صلی الله علیه و سلم، فی المنام فقلت: ما لقیت بعدك من الإِدَدِ و الأَوَدِ؛ الإِدد، بكسر الهمزة: الدواهی العظام، واحدتها إِدّة، بالكسر و التشدید، والأَوَدُ: العوج. و الأَدُّ: الغلبةُ و القوّةُ؛ قال: نَضَوْنَ عنّی شدّةً و أَدّا، من بعدِ ما كنتُ صُمُلًّا نَهْدا و أَدّت الناقة: و الإِبل تؤدّ أَدّاً: رجَّعت الحنین فی أَجوافها. و أَدُّ الناقة: حنینها و مدّها لصوتها؛ عن كراع. و أَدّ البعیرُ یؤدّ أَدّاً: هَدَرَ. و أَدّ الشی‌ءَ و الحبل یؤدّه أَدّاً: مدّه. و أَدّ فی الأَرض یؤدّ أَدّاً: ذهب. و أَدَدُ الطریق: دَررُه. و الأَدُّ: صوت الوطء؛ قال الشاعر: یَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها یُهوّلُ، أَدٌّ و سَجْعٌ و نَهِیمٌ هَتْمَلُ و الأَدید: الجلبة. و شدیدٌ أَدیدٌ: إِتباع له. و أُدُد و أُدَد: أَبو عدنان و هو أُدّ بن طابخة «5» بن إلیاس بن مضر؛ قال الشاعر: أُدُّ بن طابِخةٍ أَبونا، فانسبُوا یومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ، تُنْفَروا قال ابن درید: أَحسب أَنّ الهمزة فی أُدّ واو لأَنه من الودّ أَی الحب، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا أقتت و أَرخ الكتاب. و أُدَد: أَبو قبیلة من الیمن و هو أُدَدُ بن زید بن كهلان بن سبأ بن حمیر؛ و العرب تقول أُدَداً، جعلوه بمنزلة ثُقَب و لم یجعلوه بمنزلة عمر؛ الأَزهری: و كان لقریش صنم یدعونه وُدّاً و منهم من یهمز فیقول أُدّ.

أزد؛ ج3، ص: 71

: الأَزْدُ: لغة فی الأَسْد تجمع قبائل و عمائر كثیرة فی الیمن. و أَزْدٌ: أَبو حیّ من الیمن، و هو أَزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سبا، و هو أَسْدٌ، بالسین، أَفصح یقال: أَزد شَنُوءة و أَزْدُ عُمان و أَزْدُ السراة، قال النجاشی و اسمه قیس بن عمرو،
(5). قوله [و هو أدّ بن طابخة إلی قوله بمنزلة عمر] كذا فی نسخة المؤلف و عبارة القاموس و شرحه و أدد كعمر مصروفا و أدد، بضمتین، لغة فیه عن سیبویه أبو قبیلة من حمیر و هو أدد، بن زید بن كلان بن سبأ بن حمیر و أدّ، بالضم، ابن طابخة بن إلیاس بن مضر أبو قبیلة أخری.
لسان العرب، ج‌3، ص: 72
و كان عاهد أَزد شنوءة، و أَزد عمان أَن لا یحولا علیه فثبتت أَزد شنوءة علی عهده دون أَزد عمان؛ فقال: و كنتُ كذی رِجلیْنِ: رجلٍ صحیحةٍ، و رجْلٍ بها رَیبٌ من الحَدَثانِ، فأَما التی صحَّتْ فأَزْدُ شنوءَةٍ، و أَما التی شُلَّت فأَزْدُ عُمَانِ

أسد؛ ج3، ص: 72

: الأَسَد: من السباع معروف، و الجمع آساد و آسُد، مثل أَجبال و أَجبل، و أُسُود و أُسُد، مقصور مثقل، و أَسْدٌ مخفف، و أُسْدانٌ، و الأُنثی أَسَدة، و أَسَدٌ آسد علی المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و أَسَدٌ بَیّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بیّن الحقَّةِ. و أَرض مأْسَدة: كثیرة الأُسود؛ و المأْسدة له موضعان: یقال لموضعِ الأَسدِ مأْسدة: و یقال لجمع الأَسَد مأْسدة أَیضاً، كما یقال مَشْیَخة لجمع الشیخ و مَسْیَفة للسیوف و مَجَنَّة للجن و مَضَبَّة للضباب. و استأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل: إِنی وجدت زُهیراً فی مآثِرِهم شبْهَ اللیوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا و أَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد فی جراءَته و أَخلاقه. و‌قیل لامرأَة من العرب: أَیّ الرجال زوجك؟ قالت: الذی إِن خرج أَسِدَ، و إِن دخل فهِدَ، و لا یسأَل عما عهِدَ؛ و فی حدیث أُم زرع كذلك أَی صار كالأَسد فی الشجاعة. یقال: أَسِد و استأْسد إِذا اجترأَ. و أَسِد الرجل، بالكسر، یأْسَدُ أَسَداً إِذا تحیر، و رأَی الأَسد فدهِش من الخَوف. و استأْسد علیه: اجترأَ. و‌فی حدیث لقمان بن عاد: خذ منی أَخی ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد یأْسَدُ أَی ذو القوّة الأَسدیة. و أَسد علیه: غضب؛ و قیل: أَسد علیه سفه. و استأْسد النبت: طال و عظم، و قیل: هو أَن ینتهی فی الطول و یبلغ غایته، و قیل: هو إِذا بلغ و التف و قوی؛ و أَنشد الأَصمعی لأَبی النجم: مستأْسِدٌ أَذْنابُه فی عَیْطلِ، یقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ و قال أَبو خراش الهذلی: یُفَحّین بالأَیدی علی ظهرِ آجنٍ، له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ و نَجیل قوله: یفحّین أَی یفرّجن بأَیدیهن لینال الماء أَعناقهن لقصرها، یعنی حُمُراً وردت الماء. و العَرمَض: الطحلب، و جعله مستأْسداً كما یستأْسد النبت. و النجیل: النزّ و الطین. و آسَدَ بین القوم «1»: أَفسد. و آسد الكلبَ بالصید إِیساداً: هیجه و أَغراه، و أَشلاه دعاه. و آسَدْتُ بین الكلاب إِذا هارشت بینها؛ و قال رؤْبة: تَرمِی بنا خِندِفُ یوم الإِیساد و المؤسِدُ: الكلَّاب الذی یُشْلی كلبه للصید یدعوه و یغریه. و آسدت الكلْبَ و أَوسدته: أَغریته بالصید، و الواو منقلبة عن الأَلف. و آسدَ السیرَ كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جنی؛ قال ابن سیدة: و عسی أَن یكون مقلوباً عن أَسأَد. و یقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح. و أُسَیْد و أَسِیدٌ: اسمان. و الأَسَدُ: قبیلة؛ التهذیب: و أَسَد أَبو قبیلة من مضر، و هو أَسَد بن خزیمة بن مدركة بن إلیاس بن مضر. و أَسَد أَیضاً: قبیلة من ربیعة، و هو أَسَد بن ربیعة بن نزار. و الأَسْد: لغة فی الأَزد؛ یقال: هم الأَسْد أَسْد شنوءة. و الأَسْدیّ، بفتح
(1). قوله [و آسد بین القوم] كذا بالأَصل و فی القاموس مع الشرح و أسد كضرب أفسد بنی القوم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 73
الهمزة: ضرب من الثیاب، و هو فی شعر الحطیئة یصف قفراً: مُستهلكُ الوِرْدِ كالأَسْدِیّ، قد جعَلَتْ أَیدی المَطِیِّ به عادِیَّةً رُغُبا مستهلك الورد أَی یهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّی فی استوائه، و العادیة: الآبار. و الرغب: الواسعة، الواحد رغیب؛ قال ابن بری: صوابه الأُسْدِیُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثیاب. قال: و وهم من جعله فی فصل أَسد، و صوابه أَن یذكر فی فصل سدیَ؛ قال أَبو علی: یقال أُسْدیّ و أُسْتیٌّ، و هو جمع سَدیً و ستیً للثوب المُسَدَّی كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: و لیس بجمع تكسیر، و إِنما هو اسم واحد یراد به الجمع، و الأَصل فیه أُسْدُویٌّ فقلبت الواو یاء لاجتماعهما و سكون الأَوّل منهما علی حد مرمیّ و مخشیّ.

أصد؛ ج3، ص: 73

: الأُصْدَةُ، بالضم: قمیص صغیر یلبس تحت الثوب؛ قال الشاعر: و مُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه، لم یَسْتَعِن، و حوامی الموتِ تغْشاه ثعلب: الأُصْدَةُ الصُّدْرة؛ قال الشاعر: مثلَ البرام غدا فی أُصْدَةٍ خلَقٍ، لم یَسْتَعِنْ، و حوامی الموتِ تغشاه و یقال: أَصَّدْتُه تأْصیداً. ابن سیدة: الأَصْدَة و الأَصیدَة و المُؤَصَّدُ صدَارٌ تلبسه الجاریة فإِذا أَدركت دَرّعت؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لكثیر: و قد دَرَّعوها، و هْی ذات مُؤَصَّدٍ مَجُوبٍ، و لما تلبَسِ الدرعَ رِیدُها و قیل: الأُصدَة ثوب لا كُمَّیْ له تلبسه العروس و الجاریة الصغیرة. و الأَصیدة كالحظیرة یعمل: لغة فی الوصیدة. و أَصَدَ البابَ: أَطبقه كأَوْصده إِذا أَغلقه؛ و منه قرأَ أَبو عمرو: إِنَّهٰا عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ؛ بالهمز، أَی مطبقة. و أَصَدَ القدر: أَطبقها و الاسم منها الإِصادُ و الأَصاد، و جمعه أُصُد. أَبو عبیدة: آصدت و أَوصدت إِذا أَطبقت؛ اللیث: الإِصادُ و الإِصد هما بمنزلة المطبق؛ یقال: أَطبق علیهم الإِصادَ و الوصادَ و الإِصدة؛ و قال أَبو مالك: أَصَدْتنا مُذ الیومِ إِصادةً. و الأَصیدُ: الفناء، و الوصید أَكثر. و ذات الإِصادِ: موضع؛ قال: لطمن علی ذاتِ الإِصادِ، و جمعُكم یَرَون الأَذی من ذِلَّةٍ و هوان و كان مجری داحس و الغَبْراء من ذاتِ الإِصاد، و هو موضع؛ و كانت الغایةُ مائة غلوةٍ. و الإِصادُ: هی رَدْهة بین أَجْبُلٍ.

أصفعد؛ ج3، ص: 73

: الإِصْفَعْدُ: من أَسماء الخمر؛ قال أَبو المنیع الثعلبی: لها مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَهُ، بُعَیْدَ كَراها، إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق قال المفسر: أَنشدنی البیت أَبو المبارك الأَعرابی القحذمیّ عن أَبی المنیع لنفسه، قال: و ما سمعت بهذا الحرف من أَحد غیره، قال: و رأَیته فی شعره بخط ابن قطرب؛ قال ابن سیدة: و إِنما أَثبته فی الخماسی و لم أَحكم بزیادة النون لأَنه نادر لا مادة له و لا نظیر فی الأَبنیة المعروفة، و أَحْرِ بهِ أَن یكون فی الخماسی كانقحل فی الثلاثی.

أطد؛ ج3، ص: 73

: الأَطَد: العَوْسَج؛ عن كراع.
لسان العرب، ج‌3، ص: 74‌

أفد؛ ج3، ص: 74

: أَفِدَ الشی‌ءُ یأْفَدُ أَفَداً، فهو أَفِدٌ: دنا و حضر و أَسرع. و الأَفِد: المستعجِلُ. و أَفِدَ الرجل، بالكسر، یأْفَد أَفَداً أَی عجل فهو أَفِدٌ علی فَعِل أَی مستعجل. و الأَفَد: العَجَلة. و قد أَفد تَرحُّلنا و استأفَد أَی دنا و عجل و أَزِف؛ و‌فی حدیث الأَحنف: قد أَفِدَ الحجُّ‌أَی دنا وقته و قرب. و قال النضر: أَسرِعُوا فقد أَفِدتم أی أَبطأْتم. قال: و الأَفْدة التأْخیر. الأَصمعی: امرأَة أَفِدة أَی عجلة.

أكد؛ ج3، ص: 74

: أَكَّد العهدَ و العقدَ: لغة فی وكَّده؛ و قیل: هو بدل، و التأْكید لغة فی التوكید، و قد أَكَّدْت الشی‌ء و وكَدْته. ابن الأَعرابی: دستُ الحنطة و درستها و أَكَدْتها.

ألد؛ ج3، ص: 74

: تأَلَّد: كتبلَّد «1».

أمد؛ ج3، ص: 74

: الأَمَدُ: الغایة كالمَدَی؛ یقال: ما أَمدُك؟ أَی منتهی عمرك. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یَكُونُوا كَالَّذِینَ أُوتُوا الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلُ فَطٰالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ؛ قال شمر: الأَمَدُ منتهی الأَجل، قال: و للإِنسان أَمَدانِ: أَحدهما ابتداء خلقه الذی یظهر عند مولده، و الأَمد الثانی الموت؛ و من الأَول‌حدیث الحجاج حین سأَل الحسن فقال له: ما أَمَدُكَ؟ قال: سنتان من خلافة عمر؛ أَراد أَنه ولد لسنتین بقیتا من خلافة عمر، رضی الله عنه. و الأَمَدُ: الغضب؛ أَمِدَ علیه و أَبِدَ إِذا غضب علیه. و آمِدُ: بلد «2» معروف فی الثغور؛ قال: بآمِدَ مرَّةً و برأْسِ عینٍ، و أَحیاناً بِمَیَّافارِقینا ذهب إِلی الأَرض أَو البقعة فلم یصرف. و الإِمِّدانُ: الماءُ علی وجه الأَرض؛ عن كراع. قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة. و أَمَدُ الخیل فی الرهان: مَدافِعُها فی السباق و منتهی غایاتها الذی تسبق إِلیه؛ و منه قول النابغة: سَبْقَ الجوادِ، إِذا استولی علی الأَمَدِ أَی غلب علی منتهاه حین سبق وسیلة إِلیه. أَبو عمرو: یقال للسفینة إِذا كانت مشحونة عامِدٌ و آمِدٌ و عامدة و آمِدَة، و قال: السامدُ العاقل، و الآمِدُ: المملوء من خیر أَو شرّ.

أندرورد؛ ج3، ص: 74

: الأَزهری فی الرباعی روی بسنده عن أَبی نجیح قال: كان أَبی یلبس أَنْدرَاوَرْدَ، قال: یعنی التُّبَّان. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: أَنه أَقبل و علیه أَنْدَرْوَرْدِیَّة؛ قیل: هی نوع من السراویل مُشَمَّر فوقَ التُّبَّان یغطی الركبة. و‌قالت أُم الدرداء: زارنا سلمان من المدائن إِلی الشام ماشیاً و علیه كساء و أَنْدَرَاوَرْدُ؛ یعنی سراویل مشمرة؛ و‌فی روایة: و علیه كساء أَنْدَرْوَرْد‌قال ابن الأَثیر: كأَن الأَول منسوب إِلیه. قال أَبو منصور: و هی كلمة عجمیة لیست بعربیة.

أود؛ ج3، ص: 74

: آدَه الأَمرُ أَوْداً و أُوُوداً: بلغ منه المجهود و المشقة؛ و فی التزیل العزیز: وَ لٰا یَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا؛ قال أَهل التفسیر و أَهل اللغة معاً: معناه و لا یكرثه و لا یثقله و لا یشق علیه مِن آده یؤُوده أَوْداً؛ و أَنشد: إِذا ما تَنُوءُ به آدَهَا و أَنشد ابن السكیت: إِلی ماجدٍ لا ینبَحُ الكلبُ ضیفَه، و لا یَتَآداه احتمالُ المغارِمِ
(1). قوله [كتبلد] عبارة القاموس و الشرح كتبلد إذا تحیر (2). قوله [و آمد بلد إلخ] عبارة شرح القاموس و آمد بلد بالثغور فی دیار بكر مجاورة لبلاد الروم ثم قال: و نقل شیخنا عن بعض ضبطه بضم المیم، قلت و هو المشهور علی الأَلسنة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 75
قال: لا یتآداه لا یثقله أَراد یتأَوَّد فقلبه. و‌فی صفة عائشة أَباها، رضی الله عنهما، قالت: و أَقام أَوَدَهُ بثقافِه؛ الأَوَدُ: العوج، و الثقاف: هو تقویم المعوج. و‌فی حدیث نادبة عمر، رضی الله عنه: وا عُمَراه أَقام الأَوَدَ، و شفی العَمَدَ.و المآوِد و الموائد: الدواهی و هو من المقلوب. و رماه بإِحدی المآود أَی الدواهی؛ عن ابن الأَعرابی. و حكی أَیضاً: رماه بإِحدی الموائد فی هذا المعنی كأَنه مقلوب عن المآود. أَبو عبید: المَوْئدُ، بوزن معبد، الأَمر العظیم؛ و قال طرفة: أَ لَسْتَ تری أَنْ قد أَتَیْت بمَوْئدٍ «3». و جمعه غیره علی مآوِدَ جعله من آده یؤُوده أَوْداً إِذا أَثقله. و التأَوّد: التثنی. و أَوِدَ الشی‌ءُ، بالكسر، یأْوَدُ أَوَداً، فهو آودٌ: اعوجَّ، و خص أَبو حنیفة به القِدْحَ. و تأَوّد الشی‌ءُ: تعوّج. و أُدْتُ العود و غیره أَوْداً فانْآد و أَوَّدتُه فتأَوّد: كلاهما عجته و عطفته. و تأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تثنی؛ قال الشاعر: تأَوّد عُسْلُوجٌ علی شطّ جعفرٍ و آد العودَ یؤوده أَوداً إِذا حناه. و قد انآد العودُ ینآد انئیاداً، فهو مُنآد إِذا انثنی و اعوجَّ. و الانْئِیاد: الانحناء؛ قال العجاج: من أَن تَبَدّلتُ بآدی آدا، لم یكُ یَنْآد فَأَمْسَی انْآدا أَی قد انْآد فجعل الماضی حالًا بإِضمار قد، كقوله تعالی: أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ. و یقال: آد النهارُ یَؤود أَوْداً إِذا رجع فی العشیّ؛ و أَنشد: ثم ینوشُ، إِذا آدَ النهارُ له، علی الترقُّبِ، مِن هَمٍّ و مِن كَتْمِ و آد العشیُّ إِذا مال. و آد الشی‌ءُ أَوْداً: رجع؛ قال ساعدة بن العجلان یصف أَنه لقی رجلًا من خصومه ففرّ منه و استتر، فی موضع نهارَه إِلی قریب من آخره ثم أَسرع فی الفرار: أَقمتَ بها نهارَ الصیْفِ، حتی رأَیتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ منه، و ثوبُك فی عَباقِیَةٍ هرِیدُ أَی ترجع و تمیل إِلی ناحیة المشرق و شواحط: موضع. و عباقیة: شجرة. و هرید: مشقوق؛ و قال المرقش: و العَدْوُ بین المجلسَینِ، إِذا آدَ العشیُّ، و تَنادی العَمّ و قال آخر یمدح امرأَة مالت علیها المیرة بالتمر: خُذامِیَّةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَی، فتأْكل بِالمأْقُوط حَیْساً مُجَعَّدا و آد علیه: عطف. و آده: بمعنی حناه و عطفه، و أَصلهما واحد. اللیث فی التؤدة بمعنی التأَنی قال: یقال اتَّئِد و توَأّد، فاتَّئِد علی افتعل و تَوَأَّد علی تفعَّل، قال: و الأَصل فیهما الوأْد إِلَّا أَن یكون مقلوباً من الأَود، و هو الإِثقال، فیقال آدنی یؤُودنی أَی أَثقلنی و آدنی الحمل أَوْداً أَی أَثقلنی، و أَنا مَؤُود مثل مقول. و یقال: ما آدَكَ فهو لی آیِدٌ. و یقال: تأَوَّدتِ المرأَة فی قیامها إِذا تثنت لتثاقلها، ثم قالوا: تَوَأَّد و اتَّأَد إِذا تَرَزَّن و تمهل. قال الأَزهری: و المقلوبات فی كلام العرب كثیرة و نحن ننتهی إِلی ما ثبت لنا عنهم، و لا نحدث فی كلامهم ما لم ینطقوا به، و لا نقیس علی كلمة نادرة جاءت مقلوبة. و أَوْدُ: قبیلة، غیر مصروف، زاد الأَزهری: من الیمن. و أُود، بالضم: موضع بالبادیة، و قیل: رملة
(3). فی معلقة طرفة: بمُؤیدِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 76
معروفة؛ قال الراعی: فأَصْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ، و أَصبحتْ فِراخُ الكثیبِ ضُلَّعاً و خَرانِقُه و أَود، بالفتح: اسم رجل؛ قال الأَفوه الأَودی: مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ، و أَبونا من بنی أَوْدٍ خیار

أید؛ ج3، ص: 76

: الأَیْدُ و الآدُ جمیعاً: القوة؛ قال العجاج: من أَن تبدّلت بآدِی آدا یعنی قوّة الشباب. و‌فی خطبة علی، كرم الله وجهه: و أَمسكها من أَن تمور بأَیْدِه‌أَی بقوّته؛ و قوله عز و جل: وَ اذْكُرْ عَبْدَنٰا دٰاوُدَ ذَا الْأَیْدِ؛ أَی ذا القوة؛ قال الزجاج: كانت قوّته علی العبادة أَتم قوة، كان یصوم یوماً و یفطر یوماً، و ذلك أَشدّ الصوم، و كان یصلی نصف اللیل؛ و قیل: أَیْدُه قوّته علی إِلانةِ الحدید بإِذن الله و تقویته إِیاه. و قد أَیَّده علی الأَمر؛ أَبو زید: آد یَئِید أَیداً إِذا اشتد و قوی. و التأْیید: مصدر أَیَّدته أَی قوّیته؛ قال الله تعالی: إِذْ أَیَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ؛ و قرئ: إِذ آیَدْتُك أَی قوّیتك، تقول منه: آیَدْته علی فاعَلْته و هو مؤیَد. و تقول من الأَیْد: أَیَّدته تأْییداً أَی قوَّیته، و الفاعل مؤَیِّدٌ و تصغیره مؤَیِّد أَیضاً و المفعول مُؤَیَّد؛ و فی التنزیل العزیز: وَ السَّمٰاءَ بَنَیْنٰاهٰا بِأَیْدٍ؛ قال أَبو الهیثم: آد یئید إِذا قوی، و آیَدَ یُؤْیِدُ إِیآداً إِذا صار ذا أَید، و قد تأَیَّد. و أُدت أَیْداً أَی قوِیتُ. و تأَید الشی‌ء: تقوی. و رجل أَیِّدٌ. بالتشدید، أَی قویّ؛ قال الشاعر: إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَیِّدٌ، رَمَی فأَصاب الكُلی و الذُّرَا یقول: إِذا الله تعالی وتَّر القوسَ التی فی السحاب رمی كُلی الإِبل و أَسنمتَها بالشحم، یعنی من النبات الذی یكون من المطر. و‌فی حدیث حسان بن ثابت: إن روح القدس لا تزال تُؤَیِّدُك‌أَی تقویك و تنصرك و الآد: الصُّلب. و المؤیدُ: مثال المؤمن: الأَمر العظیم و الداهیة؛ قال طرفة: تقول و قد، تَرَّ الوظیفُ و ساقُها: أَ لستَ تَری أَنْ قد أَتیتَ بمُؤْیِدِ؟ و روی الأَصمعی بمؤیَد، بفتح الیاء، قال: و هو المشدّد من كل شی‌ء؛ و أَنشد للمثَقِّب العَبْدی: یَبْنی، تَجَالیدی و أَقْتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْیَدِ یرید بالناوی: سنامها و ظهرها. و الفدَن: القصر. و تجالیده: جسمه. و الإِیادُ: ما أُیِّدَ به الشی‌ء؛ اللیث: و إِیادُ كل شی‌ء ما یقوّی به من جانبیه، و هما إِیاداه. و إِیاد العسكر: المیمنة و المیسرة؛ و یقال لمیمنة العسكر و میسرته: إِیاد؛ قال العجاج: عن ذی إِیادَینِ لَهَامٍ، لو دَسَرْ برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ، لانْقَعَرْ و قال یصف الثور: متخذاً منها إِیاداً هدَفا و كل شی‌ء كان واقیاً لشی‌ء، فهو إِیادُه. و الإِیاد: كل مَعْقل أَو جبل حصین أَو كنف و ستر و لجأ؛ و قد قیل: إِن قولهم أَیده الله مشتق من ذلك؛ قال ابن سیدة: و لیس بالقوی، و كل شی‌ء كَنَفَك و سترك: فهو إِیاد. و كل ما یحرز به: فهو إِیاد؛ و قال إمرؤ القیس یصف نخیلًا:
لسان العرب، ج‌3، ص: 77
فأَثَّتْ أَعالیه و آدتْ أُصولُه، و مال بِقِنْیانٍ من البُسْرِ أَحمرا آدت أُصوله: قویت، تَئیدُ أَیْداً. و الإِیادُ: التراب یجعل حول الحوض أَو الخباءِ یقوی به أَو یمنع ماء المطر؛ قال ذو الرمة یصف الظلیم: دفعناه عن بَیضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ، حَوَی حَوْلَها من تُرْبهِ بإِیادِ یعنی طردناه عن بیضه. و یقال: رماه الله بإِحدی الموائد و المآود أَی الدواهی. و الإِیاد: ماحَنا من الرمل. و إِیاد: اسم رجل، هو ابن معدّ و هم الیوم بالیمن؛ قال ابن درید: هما إِیادانِ: إِیاد بن نزار، و إِیاد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو. الجوهری: إِیادُ حیّ من معدّ؛ قال أَبو دُواد الإِیادی: فی فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ، من إِیاد بن نِزار بن مُضر.

فصل الباء الموحدة؛ ج3، ص: 77

بترد؛ ج3، ص: 77

: بَتْرَدُ: موضع.

بجد؛ ج3، ص: 77

: بَجَدَ بالمكان یَبْجُدُ بُجوداً و بَجَداً؛ الأَخیرة عن كراع: كلاهما أَقام به؛ و بَجَّدَ تَبْجیداً أَیضاً، و بَجَدَت الإِبل بُجُوداً و بَجَّدَت: لزمت المرتع. و عنده بَجْدَة ذلك، بالفتح، أَی علمه؛ و منه یقال: هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشی‌ءِ المتقن له الممیز له، و كذلك یقال للدلیل الهادی؛ و قیل: هو الذی لا یبرح، من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام. و هو عالم ببُجْدَة أَمرك و بَجْدة أَمرك و بُجُدَة أَمرك، بضم الباء و الجیم، أَی بدخیلته و بطانته. و جاءَنا بَجْدٌ من الناس أَی طَبَقٌ. و علیه بَجْدٌ من الناس أَی جماعة، و جمعه بُجُودٌ؛ قال كعب بن مالك: تلوذ البُجودُ بأَدرائنا، من الضُّرّ، فی أَزَمات السّنینا و یقال للرجل المقیم بالموضع: إِنه لَباجِدٌ؛ و أَنشد: فكیف و لم تَنْفِطْ عَناقٌ، و لم یُرَعْ سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِدُ و البَجْدُ من الخیل: مائة فأَكثر؛ عن الهجری. و البِجاد: كساءٌ مخطط من أَكسیة الأَعراب، و قیل: إِذا غزل الصوف بسرة و نسج بالصِّیصَة، فهو بِجاد، و الجمع بُجُدٌ؛ و یقال للشُّقَّة من البُجُد: قَلیحٌ، و جمعه قُلُح، قال: و رَفُّ البیت: أَن یَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فیوصل بخرقة من البُجُد أَو غیرها لیبلغ الأَرض، و جمعه رُفوف. أَبو مالك: رفائف البیت أَكسیة تعلق إِلی الآفاق حتی تلحق بالأَرض، و منه‌ذو البِجادین و هو دلیل النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو عنبسة بن نهم «1». المزنی. قال ابن سیدة: أُراه كان یلبس كساءَین فی سفره مع سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و قیل: سماه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بذلك لأَنه حین أَراد المصیر إِلیه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتین، فارتدی بإِحداهما و ائتزر بالأُخری.و‌فی حدیث جبیر بن مطعم: نظرت و الناس یقتتلون یوم حنین إِلی مثل البِجاد الأَسود یهوی من السماءِ؛ البجاد: الكساءُ، أَراد الملائكة الذین أَیدهم الله بهم. و أَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود. و‌فی حدیث معاویة: أَنه مازح الأَحنف بن قیس فقال له: ما الشی‌ءُ الملفف فی البِجاد؟ قال: هو السخینة
(1). قوله [و هو عنبسة بن نهم إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و منه عبد الله بن عبد نهم بن عفیف إلخ
لسان العرب، ج‌3، ص: 78
یا أَمیر المؤمنین؛ الملفف فی البِجاد: وطْبُ اللبن یلف فیه لیحمی و یدرك، و كانت تمیم تعیر بها، فلما مازحه معاویة بما یعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله. و بِجاد: اسم رجل، و هو بِجاد بن رَیْسان. التهذیب: بُجُودات فی دیار سعد مواضع معروفة و ربما قالوا بُجُودة؛ و قد ذكرها العجاج فی شعره فقال: [بَجَّدْن للنوح] أَی أَقمن بذلك المكان.

بخند؛ ج3، ص: 78

: البَخَنْداةُ كالخَبَنْداة، و بعیر مُبْخَنْدٌ كمُخْبَنْدٍ، و البَخَنْداة و الخَبَنْداة من النساءِ: التامة القَصب الرَّیَّاءُ،؛ و‌فی حدیث أَبی هریرة أَن العجّاج أَنشده: قامت تُریك، خَشْیَةَ أَن تَصرِما، ساقاً بَخَنْداةً، و كَعْباً أَدْرَما و كذلك البَخَنْدی و الخَبَنْدی، و الیاء للإِلحاق بسفرجل؛ قال العجاج: إِلی خَبَنْدی قصَبٍ ممكور

بدد؛ ج3، ص: 78

: التبدید: التفریق؛ یقال: شَملٌ مُبَدَّد. و بَدَّد الشی‌ءَ فتَبَدَّدَ: فرّقه فتفرّق. و تبدّد القوم إِذا تفرّقوا. و تبدّد الشی‌ءُ: تفرّق. و بَدَّه یَبُدُّه بدّاً: فرّقه. و جاءَت الخیل بَدادِ أَی متفرقة متبدّدة؛قال حسان بن ثابت، و كان عیینة بن حصن بن حذیفة أَغار علی سَرْح المدینة فركب فی طلبه ناس من الأَنصار، منهم أَبو قتادة الأَنصاریّ و المقداد بن الأَسود الكِندی حلیف بنی زهرة، فردّوا السرح، و قتل رجل من بنی فزارة یقال له الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبد الله بن مَسعَدَةَ؛ فقال حسان: هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِیطةِ أَننا سِلمٌ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ؟ كنا ثمانیةً، و كانوا جَحْفَلًا لَجِباً، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَی متبدّدین. و ذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَی واحداً واحداً، مبنی علی الكسر لأَنه معدول عن المصدر، و هو البَدَدُ. قال عوف بن الخَرِع التیمیّ، و اسم الخرع عطیة، یخاطب لَقیطَ بن زُرارةَ و كان بنو عامر أَسروا معبداً أَخا لقیط و طلبوا منه الفداء بأَلف بعیر، فأَبی لقیط أَن یفدیه و كان لقیط قد هجا تیماً و عدیاً؛ فقال عوف بن عطیة التیمیّ یعیره بموت أَخیه معبد فی الأَسر: هلَّا فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً، تَناوَحُ فی شَرارةِ وادی أَی لهم مَنْظَر و لیس لهم مَخْبَر.أَلّا كرَرتَ علی ابن أُمِّك مَعْبَدٍ، و العامریُّ یقودُه بِصِفاد و ذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً، و الخیلُ تغدو فی الصعید بَدادِ و تفرَّق القوم بَدادِ أَی متبددة؛ و أَنشد أَیضاً: فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ قال الجوهری: و إِنما بنی للعدل و التأْنیث و الصفة فلما منع بعلتین من الصرف بنی بثلاث لأَنه لیس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب؛ و حكی اللحیانی: جاءت الخیل بَدادِ بَدَادِ یا هذا، و بَدادَ بَدادَ، و بَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر، و بَدَداً بَدَداً علی المصدر، و تَفرَّقوا بَدَداً. و‌فی الدعاء: اللهم أَحصهم عدداً و اقتلهم بَدَداً؛ قال ابن الأَثیر: یروی بكسر الباء، جمع بِدَّة و هی الحصة و النصیب، أَی اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته و نصیبه، و یروی بالفتح، أَی متفرقین فی القتل واحداً بعد واحد من التبدید. و‌فی حدیث خالد بن سنان: أَنه انتهی إِلی النار و علیه مِدرَعَةُ صوف فجعل یفرّقها بعصاه و یقول: بَدّاً
لسان العرب، ج‌3، ص: 79
بَدّاً‌أَی تبدّدی و تفرَّقی؛ یقال: بَدَدْتُ بدّاً و بَدَّدْتُ تبدیداً؛ و هذا خالد هو الذی‌قال فیه النبیّ، صلی الله علیه و سلم: نبیّ ضیعه قومه.و العرب تقول: لو كان البَدادُ لما أَطاقونا، البَداد، بالفتح: البراز؛ یقول: لو بارزونا، رجل لرجل؛ قال: فإِذا طرحوا الأَلف و اللام خفضوا فقالوا یا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتین أَی لیأْخذ كل رجل رجلًا. و قد تبادّ القوم یتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم. و یقال أَیضاً: لقوا قوماً أَبْدَادَهُمْ، و لقیهم قوم أَبدادُهم أَی أَعدادهم لكل رجل رجل. الجوهری: قولهم فی الحرب یا قوم بَدادِ بَدادِ أَی لیأْخذ كل رجل قِرنه، و إِنما بنی هذا علی الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر و هو مبنی، و یقال إِنما كسر لاجتماع الساكنین لأَنه واقع موقع الأَمر. و البَدِیدة: التفرق؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: بلِّغ بنی عَجَبٍ، و بَلِّغْ مَأْرِباً قَوْلًا یُبِدُّهُمُ، و قولًا یَجْمَعُ فسره فقال: یبدُّهم یفرِّق القول فیهم؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف فی الكلام أَبددته فرَّقته. و بدَّ رجلیه فی المِقطَرة: فرَّقهما. و كل من فرَّج رجلیه، فقد بَدَّهما؛ قال: جاریةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها، قد سَمَّنَتْها بالسَّویق أُمُّها، فبَدَّتِ الرجْلَ، فما تَضُمُّها و هذا البیت فی التهذیب: جاریةٌ یَبُدّها أَجمها و ذهبوا عَبَادِیدَ یَبادِیدَ و أَبادید أَی فرقاً متبدِّدین. الفراء: طیر أَبادِید و یَبَادِید أَی مفترق؛ و أَنشد «1»: كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، ینظرون متی یروننی خارجاً، طیرٌ یَبَادِیدُ و یقال: لقی فلان و فلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَی أَخذاه من ناحیتیه. و السبعان یَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتیاه من جانبیه. و الرضیعان التوأَمان یَبْتَدّان أُمهما: یرضع هذا من ثدی و هذا من ثدی. و یقال: لو أَنهما لقیاه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه؛ و یقال: لما أَطاقه أَحدهما، و هی المُبادّة، و لا تقل: ابْتَدّها ابنها و لكن ابْتَدّها ابناها. و یقال: إِن رضاعها لا یقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخری؛ فیقال: قد أَبْدَدْتُهما. و یقال فی السخلتین: أَبِدَّهما نعجتین أَی اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة؛ و‌فی حدیث وفاة النبیّ، صلی الله علیه و سلم: فأَبَدَّ بصره إِلی السواك‌أَی أَعطاه بُدَّته من النظر أَی حظه؛ و منه‌حدیث ابن عباس: دخلت علی عمر و هو یُبدُّنی النظر استعجالًا بخبر ما بعثنی إِلیه.و‌فی حدیث عكرمة: فَتَبَدَّدوه بینهم‌أَی اقتسموه حصصاً علی السواء. و البَدَدُ: تباعد ما بین الفخذین فی الناس من كثرة لحمهما، و فی ذوات الأَربع فی الیدین. و یقال للمصلی: أَبِدَّ ضَبْعَیْك؛ و إِبدادهما تفریجهما فی السجود، و یقال: أَبَدَّ یده إِذا مدَّها؛ الجوهری: أَبَدَّ یده إِلی الأَرض مدَّها؛ و‌فی الحدیث: أَنه كان یُبِدُّ ضَبْعَیْه فی السجود‌أَی یمدُّهما و یجافیهما.
(1). قوله [و أنشد إلخ] تبع فی ذلك الجوهری. و قال فی القاموس: و تصحف علی الجوهری فقال طیر یبادید، و أَنشد یروننی إلخ و إنما هو طیر الینادید، بالنون و الإضافة، و القافیة مكسورة و البیت لعطارد بن قران
لسان العرب، ج‌3، ص: 80
ابن السكیت: البَدَدُ فی الناس تباعد ما بین الفخذین من كثرة لحمهما، تقول منه: بدِدتَ یا رجل، بالكسر، فأَنت أَبَدُّ؛ و بقرة بَدَّاء. و الأَبَدُّ: الرجل العظیم الخَلق؛ و المرأَة بَدَّاءُ؛ قال أَبو نخیلة السعدی: من كلِّ ذاتِ طائفٍ و زُؤْدِ، بدَّاءَ، تمشی مشْیةَ الأَبَدِّ و الطائف: الجنون. و الزؤد: الفزع. و رجل أَبدُّ: متباعد الیدین عن الجنبین؛ و قیل: بعید ما بین الفخذین مع كثرة لحم؛ و قیل: عریض ما بین المنكبین؛ و قیل: العظیم الخلق متباعد بعضه من بعض، و قد بَدَّ یَبَدُّ بَدَداً. و البَدَّاءُ من النساء: الضخمة الإِسْكَتَین المتباعدة الشفرین؛ و قیل: البَدّاء المرأَة الكثیرة لحم الفخذین؛ قال الأَصمعی: قیل لامرأَة من العرب: علام تمنعین زوجك القِضَّة؟ قالت: كذب و الله إِنی لأُطأْطئ له الوساد و أُرخی له البادّ؛ ترید أَنها لا تضم فخذیها؛ و قال الشاعر: جاریةٌ یَبُدُّها أَجَمُّها، قد سَمَّنَتْها بالسویق أُمُّها و قیل للحائك أَبَدُّ لتباعد ما بین فخذیه، و الحائك أَبَدُّ أَبَداً. و رجل أَبَدُّ و فی فخذیه بَدَدٌ أَی طول مفرط. قال ابن الكلبی: كان دُرید بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخیل أَعراء؛ و بادّاه: ما یلی السرج من فخذیه؛ و قال القتیبی: یقال لذلك الموضع من الفرس بادّ. و فرس أَبَدُّ بَیِّنُ البَدَد أَی بعید ما بین الیدین؛ و قیل: هو الذی فی یدیه تباعد عن جنبیه، و هو البَدَدُ. و بعیر أَبَدُّ: و هو الذی فی یدیه فَتَل؛ و قال أَبو مالك: الأَبَدُّ الواسع الصدر. و الأَبَدُّ الزنیمُ: الأَسَدُ، وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد فی یدیه، و بالزنیم لانفراده. و كتف بَدَّاء: عریضة متباعدة الأَقطار. و البادّان: باطنا الفخذین. و كل من فرَّج بین رجلیه، فقد بَدَّهما؛ و منه اشتقاق بِدادِ السرج و القتب، بكسر الباء، و هما بِدادان و بَدِیدان، و الجمع بدائدُ و أَبِدَّةٌ؛ تقول: بَدَّ قَتَبَهُ یَبُدُّه و هو أَن یتخذ خریطتین فیحشوهما فیجعلهما تحت الأَحناء لئلا یُدْبِر الخشبُ البعیرَ. و البَدِیدانِ: الخُرْجان. ابن سیدة: البادّ باطن الفخذ؛ و قیل: البادّ ما یلی السرج من فخذ الفارس؛ و قیل: هو ما بین الرجلین؛ و منه قول الدهناءِ بنت مِسحل: إِنی لأُرْخِی له بادّی؛ قال ابن الأَعرابی: سمی بادّاً لأَن السرج بَدَّهما أَی فرَّقهما، فهو علی هذا فاعل فی معنی مفعول و قد یكون علی النسب؛ و قد ابْتَدَّاه. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب؛ البادُّ أَصل الفخذ؛ و البادَّانِ أَیضاً من ظهر الفرس: ما وقع علیه فخذا الراكب، و هو من البَدَدِ تباعد ما بین الفخذین من كثرة لحمهما. و البِدَادان للقتب: كالكَرِّ للرحل غیر أَن البِدادین لا یظهران من قدّام الظَّلِفَة، إِنما هما من باطن. و البِدادُ للسرج: مثله للقتب. و البِدادُ: بطانة تحشی و تجعل تحت القتب وقایة للبعیر أَن لا یصیب ظهره القتب، و من الشق الآخر مثله، و هما محیطان مع القتب و الجَدَیات من الرحل شبیه بالمِصْدَعة، یبطن به أَعالی الظَّلِفات إِلی وسط الحِنْوِ؛ قال أَبو منصور: البِدادانِ فی القتب شبه مخلاتین یحشیان و یشدّان بالخیوط إِلی ظلِفات القتب و أَحْنائه، و یقال لها الأَبِدَّة، واحدها بِدٌّ و الاثنان بِدَّان، فإِذا شدت إِلی القتب، فهی مع القتب حِداجَةٌ حینئذ. و البِداد: لِبد یُشدُّ مَبْدوداً علی الدابة الدَّبِرَة. و بَدَّ عن دَبَرِها أَی شق، و بَدَّ صاحبه عن الشی‌ء:
لسان العرب، ج‌3، ص: 81
أَبعده و كفه. و بَدَّ الشی‌ءَ یَبُدُّه بَدّاً: تجافی به. و امرأَة متبدّدة: مهزولة بعیدة بعضها من بعض. و اسْتَبَدَّ فلان بكذا أَی انفرد به؛ و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: كنا نُرَی أَن لنا فی هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علینا؛ یقال: استبَدَّ بالأَمر یستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غیره. و استبدَّ برأْیه: انفرد به. و ما لك بهذا بَدَدٌ و لا بِدَّة و لا بَدَّة أَی ما لك به طاقة و لا یدان. و لا بُدَّ منه أَی لا محالة، و لیس لهذا الأَمر بُدٌّ أَی لا محالة. أَبو عمرو: البُدُّ الفراق، تقول: لا بُدَّ الیوم من قضاء حاجتی أَی لا فراق منه؛ و منه‌قول أُم سلمة: إِنّ مساكین سأَلوها فقالت: یا جاریة أَبِدِّیهم تَمْرَةً تمرة‌أَی فرقی فیهم و أَعطیهم. و البِدَّة، بالكسر «2»: القوة. و البَدُّ و البِدُّ و البِدَّة، بالكسر، و البُدَّة، بالضم، و البِدَاد: النصیب من كل شی‌ء؛ الأَخیرتان عن ابن الأَعرابی؛ و روی بیت النَّمِر بن تولب: فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقیباً جانِحاً قال ابن سیدة: و المعروف بُدْأَتَها، و جمع البُدَّةِ بُدَدٌ و جمع البِدَادِ بُدد؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابی. و أَبَدَّ بینهم العطاءَ و أَبَدَّهم إِیاه: أَعطی كل واحد منهم بُدَّته أَی نصیبه علی حدة، و لم یجمع بین اثنین یكون ذلك فی الطعام و المال و كل شی‌ء؛ قال أَبو ذؤیب یصف الكلاب و الثور؛فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ: فَهارِبٌ بذَمائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قیل: إِنه یصف صیاداً فرّق سهامه فی حمر الوحش، و قیل: أَی أَعطی هذا من الطعن مثل ما أَعطی هذا حتی عمهم. أَبو عبید: الإِبْدادُ فی الهبة أَن تعطی واحداً واحداً، و القرانُ أَن تعطی اثنین اثنین. و قال رجل من العرب: إِنَّ لی صِرْمَةً أُبِدُّ منها و أَقرُنُ. الأَصمعی: یقال أَبِدَّ هذا الجزور فی الحیّ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَی نصیبه؛ و قال ابن الأَعرابی: البُدَّة القسم؛ و أَنشد: فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفیقاً جامحاً، و النارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَی أَطعمته بعضها أَی قطعة منها. ابن الأَعرابی: البِدادُ أَن یُبِدَّ المالَ القومَ فیَقْسِمَ بینهم، و قد أَبْدَدْتهم المالَ و الطعام، و الاسم البُدَّة و البِدادُ. و البُدَدُ جمع البُدَّة، و البُدُد جمع البِدادِ؛ و قول عمر بن أَبی ربیعة: أَ مُبدٌّ سؤَالَكَ العالمینا قیل: معناه أَ مقسم أَنت سؤَالك علی الناس واحداً واحداً حتی تعمهم؛ و قیل: معناه أَ ملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ. و المُبادَّة فی السفر: أَن یخرج كل إِنسان شیئاً من النفقة ثم یجمع فینفقونه بینهم، و الاسم منه البِدادُ، و البَدادُ لغة؛ قال القطامی: فَثَمَّ كَفیناه البَدادَ، و لم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما یَضِنُّ به الصَّدْرُ و یروی البِداد، بالكسر. و أَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَی أَدفعه عنك. و تبادّ القوم: مروا اثنین اثنین یَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه. و البَدُّ: التعب. و بَدَّدَ الرجلُ: أَعیا و كلَّ؛ عن
(2). قوله [و البدة بالكسر إلخ] عبارة القاموس و شرحه و البدة، بالضم، و خطئ الجوهری فی كسرها. قال الصاغانی: البدة، بالضم، النصیب؛ عن ابن الأَعرابی، و بالكسر خطأ
لسان العرب، ج‌3، ص: 82
ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لما رأَیت مِحْجَماً قد بَدَّدَا، و أَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا، دعوتُ عَوْنی، و أَخَذتُ المَسَدا و بینی و بینك بُدَّة أَی غایة و مُدّة. و بایعه بَدَداً و بادَّهُ مُبَادَّةً: كلاهما عارضه بالبیع؛ و هو من قولك: هذا بِدُّهُ و بَدِیدُه أَی مثله. و البُدُّ: العوض. ابن الأَعرابی: البِداد و العِدادُ المناهدة. و بَدَّدَ: تعب. و بَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ. و البَدید: النظیر؛ یقال: ما أَنت بِبَدید لی فتكلمنی. و البِدّانِ: المثلان. و یقال: أَضعف فلان علی فلان بَدَّ الحصی أَی زاد علیه عدد الحصی؛ و منه قول الكمیت: مَن قال: أَضْعَفْتَ أَضعافاً علی هَرِمٍ، فی الجودِ، بَدَّ الحصی، قِیلت له: أَجلُ و قال ابن الخطیم: كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلی جَوادٍ، أَجْوافُه جَلَف یقال: تَبَدَّد الحلی صدر الجاریة إِذا أَخذه كله. و یقال: بَدَّد فلان تبدیداً إِذا نَعَسَ و هو قاعد لا یرقد. و البَدیدة: المفازة الواسعة. و البُدُّ: بیت فیه أَصنام و تصاویر، و هو إِعراب بُت بالفارسیة؛ قال: لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِیرِی، غَداةَ البُدِّ، أَنی هِبْرِزِیُّ و قال ابن درید: البُدُّ الصنم نفسه الذی یعبد، لا أَصل له فی اللغة، فارسی معرّب، و الجمع البدَدَةُ. و فلاة بَدید: لا أَحد فیها. و الرجل إِذا رأَی ما یستنكره فأَدام النظر إِلیه یقال: أَبَدَّهُ بصره. و یقال: أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه، و أَبْدَتْته بصری. و أَبددت یدی إِلی الأَرض فأَخذت منها شیئاً أَی مددتها. و‌فی حدیث یوم حنین: أَن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَبَدَّ یده إِلی الأَرض فأَخذ قبضة‌أَی مدّها. و بَدْبَدُ: موضع، و الله أَعلم.

برد؛ ج3، ص: 82

: البَرْدُ: ضدُّ الحرّ. و البُرودة: نقیض الحرارة؛ بَرَدَ الشی‌ءُ یبرُدُ بُرودة و ماء بَرْدٌ و بارد و بَرُودٌ و بِرادٌ، و قد بَرَدَه یَبرُدُه بَرْداً و بَرَّدَه: جعله بارداً. قال ابن سیدة: فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر: عافَتِ الماءَ فی الشتاء، فقلنا: بَرِّدیه تُصادفیه سَخِینا فغالط، إِنما هو: بَلْ رِدِیه، فأَدغم علی أَن قُطْرباً قد قاله. الجوهری: بَرُدَ الشی‌ءُ، بالضم، و بَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود و بَرّدته تبریداً، و لا یقال أَبردته إِلّا فی لغة ردیئة؛ قال مالك بن الریب، و كانت المنیة قد حضرته فوصی من یمضی لأَهله و یخبرهم بموته، و أَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه فی الركاب فلا یركبَها أَحد لیُعْلم بذلك موت صاحبها و ذلك یسرّ أَعداءه و یحزن أَولیاءه؛ فقال: و عَطِّلْ قَلُوصی فی الركاب، فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً، و تُبْكِی بَواكیا و البَرود، بفتح الباء: البارد؛ قال الشاعر: فبات ضَجیعی فی المنام مع المُنَی بَرُودُ الثَّنایا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ و بَرَدَه یَبْرُدُه: خلطه بالثلج و غیره، و قد جاء فی الشعر. و أَبْرَدَه: جاء به بارداً. و أَبْرَدَ له: سقاهُ بارداً. و سقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَی بَرَّدَتْه. و یقال: اسقنی سویقاً أُبَرِّد به كبدی.
لسان العرب، ج‌3، ص: 83
و یقال: سقیته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقیته بارداً. و سقیته شربةً بَرَدْت بها فؤَادَه من البَرود؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إِنِّی اهْتَدَیْتُ لِفِتْیة نَزَلُوا، بَرَدُوا غَوارِبَ أَیْنُقٍ جُرْب أَی وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها. و‌فی الحدیث: إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فلیأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما فی نفسه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الروایة فمعناه أَن إِتیانه امرأَته یُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَی تسكنه و تجعله بارداً، و المشهور فی غیره یردّ، بالیاء، من الرد أَی یعكسه. و‌فی عمر: أَنه شرب النبیذ بعد ما بَرَدَ‌أَی سكن و فَتَر. و یُقال: جدّ فی الأَمر ثم بَرَدَ أَی فتر. و‌فی الحدیث: لما تلقاه بُرَیْدَةُ الأَسلمی قال له: من أَنت؟ قال: أَنا بریدة، قال لأَبی بكر: بَرَدَ أَمرنا و صلح «1».أَی سهل. و‌فی حدیث أُم زرع: بَرُودُ الظل‌أَی طیب العشرة، و فعول یستوی فیه الذكر و الأُنثی. و البَرَّادة: إِناء یُبْرِد الماء، بنی علی أَبْرَد؛ قال اللیث: البَرَّادةُ كوارَةٌ یُبَرَّد علیها الماء، قال الأَزهری: و لا أَدری هی من كلام العرب أَم كلام المولدین. و إِبْرِدَةُ الثری و المطر: بَرْدُهما. و الإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ فی الجوف. و البَرَدَةُ: التخمة؛ و‌فی حدیث ابن مسعود: كل داء أَصله البَرَدة و كله من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحریك: التخمة و ثقل الطعام علی المعدة؛ و قیل: سمیت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ و لا تُنْضِجُه. و‌فی الحدیث: إِن البطیخ یقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة و الراء: علة معروفة من غلبة البَرْد و الرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، و همزتها زائدة. و رجل به إِبْرِدَةٌ، و هو تقطِیر البول و لا ینبسط إِلی النساء. و ابْتَرَدْتُ أَی اغتسلت بالماء البارد، و كذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال الراجز.لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ، فَخَلِّیاها و السِّجالَ تَبْتَرِدْ، مِنْ حَرِّ أَیامٍ و مِنْ لَیْلٍ وَمِدْ و ابْتَرَد الماءَ: صَبَّه علی رأَسه بارداً؛ قال: إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ فی كَبِدی، أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِی بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ، فمَنْ لِحَرٍّ علی الأَحْشاءِ یَتَّقِدُ؟ و تَبَرَّدَ فیه: استنقع. و البَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به. و البَرُودُ من الشراب: ما یُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ و أَنشد: و لا یبرِّد الغلیلَ الماءُ و الإِنسان یتبرّد بالماء: یغتسل به. و هذا الشی‌ء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعی: قلت لأَعرابی ما یحملكم علی نومة الضحی؟ قال: إِنها مَبْرَدَةٌ فی الصیف مَسْخَنَةٌ فی الشتاء. و البَرْدانِ و الأَبرَدانِ أَیضاً: الظل و الفی‌ء، سمیا بذلك لبردهما؛ قال الشماخ بن ضرار: إِذا الأَرْطَی تَوَسَّدَ أَبْرَدَیْهِ خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِینِ سیأْتی فی ترجمة جزأَ «2»؛ و قول أَبی صخر الهذلی: فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَی، ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ
(1). قوله [برد أمرنا و صلح] كذا فی نسخة المؤلف و المعروف و سلم، و هو المناسب للأَسلمی فإنه، صلی الله علیه و سلم، كان یأخذ الفأل من اللفظ (2). و هی متأخرة عن هذا الحرف فی تهذیب الأَزهری.
لسان العرب، ج‌3، ص: 84
یجوز أَن یكون جمع الأَبردین اللذین هما الظل و الفی‌ء أَو اللذین هما الغداة و العشیّ؛ و قیل: البردان العصران و كذلك الأَبردان، و قیل: هما الغداة و العشی؛ و قیل: ظلَّاهما و هما الرّدْفانِ و الصَّرْعانِ و القِرْنانِ. و‌فی الحدیث: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فیح جهنم؛ قال ابن الأَثیر: الإِبراد انكسار الوَهَج و الحرّ و هو من الإِبراد الدخول فی البَرْدِ؛ و قیل: معناه صلوها فی أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، و هو أَوّله. و أَبرد القومُ: دخلوا فی آخر النهار. و قولهم: أَبرِدوا عنكم من الظهیرة أَی لا تسیروا حتی ینكسر حرّها و یَبُوخ. و یقال: جئناك مُبْرِدین إِذا جاؤوا و قد باخ الحر. و قال محمد بن كعب: الإِبْرادُ أَن تزیغ الشمس، قال: و الركب فی السفر یقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر: فی مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد قال الأَزهری: لا أَعرف محمد بن كعب هذا غیر أَنّ الذی قاله صحیح من كلام العرب، و ذلك أَنهم ینزلون للتغویر فی شدّة الحر و یقیلون، فإِذا زالت الشمس ثاروا إِلی ركابهم فغیروا علیها أَقتابها و رحالها و نادی منادیهم: أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال اللیث: یقال أَبرد القوم إِذا صاروا فی وقت القُرِّ آخر القیظ. و‌فی الحدیث: من صلی البَرْدَیْنِ دخل الجنة؛ البردانِ و الأَبْرَدانِ: الغداةُ و العشیّ؛ و منه‌حدیث ابن الزبیر: كان یسیر بنا الأَبْرَدَیْنِ؛ و‌حدیثه الآخر مع فَضالة بن شریك: و سِرْ بها البَرْدَیْن.و بَرَدَنا اللیلُ یَبْرُدُنا بَرْداً و بَرَدَ علینا: أَصابنا برده. و لیلة باردة العیش و بَرْدَتُه: هنیئته؛ قال نصیب: فیا لَكَ ذا وُدٍّ، و یا لَكِ لیلةً، بَخِلْتِ و كانت بَرْدةَ العیشِ ناعِمه و أَما قوله: لٰا بٰارِدٍ وَ لٰا كَرِیمٍ؛ فإِن المنذری روی عن ابن السكیت أَنه قال: و عیش بارد هنی‌ء طیب؛ قال: قَلِیلَةُ لحمِ الناظرَیْنِ، یَزِینُها شبابٌ، و مخفوضٌ من العیشِ بارِدُ أَی طاب لها عیشها. قال: و مثله قولهم نسأَلك الجنة و بَرْدَها أَی طیبها و نعیمها. قال ابن شمیل: إِذا قال: وا بَرْدَه «3» علی الفؤاد إِذا أَصاب شیئاً هنیئاً، و كذلك وا بَرْدَاه علی الفؤاد. و یجد الرجل بالغداة البردَ فیقول: إِنما هی إِبْرِدَةُ الثری و إِبْرِدَةُ النَّدَی. و یقول الرجل من العرب: إِنها لباردة الیوم فیقول له الآخر: لیست بباردة إِنما هی إِبْرِدَةُ الثری. ابن الأَعرابی: الباردة الرباحة فی التجارة ساعة یشتریها. و الباردة: الغنیمة الحاصلة بغیر تعب؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: الصوم فی الشتاء الغنیمة الباردة‌لتحصیله الأَجر بلا ظمإٍ فی الهواجر أَی لا تعب فیه و لا مشقة. و كل محبوب عندهم: بارد؛ و قیل: معناه الغنیمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لی علی فلان حق أَی ثبت؛ و منه‌حدیث عمر: وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لنا عملُنا.ابن الأَعرابی: یقال أَبرد طعامه و بَرَدَهُ و بَرَّدَهُ. و المبرود: خبز یُبْرَدُ فی الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ یقال: بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت علیه الماء فبللته، و اسم ذلك الخبز المبلول: البَرُودُ و المبرود. و البَرَدُ: سحاب كالجَمَد، سمی بذلك لشدة برده. و سحاب بَرِدٌ و أَبْرَدُ: ذو قُرٍّ و بردٍ؛ قال: یا هِندُ هِندُ بَیْنَ خِلْبٍ و كَبِدْ، أَسْقاك عنی هازِمُ الرَّعْد برِدْ
(3). قوله [قال ابن شمیل إِذا قال وا برده إلخ] كذا فی نسخة المؤلف و المناسب هنا أن یقال: و یقول وا برده علی الفؤاد إذا أصاب شیئاً هنیئاً إلخ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 85
و قال: كأَنهُمُ المَعْزاءُ فی وَقْع أَبْرَدَا شبههم فی اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد علی المَعْزاء، و هی حجارة صلبة، و سحابة بَرِدَةٌ علی النسب: ذات بَرْدٍ، و لم یقولوا بَرْداء. الأَزهری: أَما البَرَدُ بغیر هاء فإِن اللیث زعم أَنه مطر جامد. و البَرَدُ: حبُّ الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض. و بُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ، و أَرض مبرودة كذلك. و قال أَبو حنیفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها. الأَزهری: و أَما قوله عز و جل: وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّمٰاءِ مِنْ جِبٰالٍ فِیهٰا مِنْ بَرَدٍ فَیُصِیبُ بِهِ؛ ففیه قولان: أَحدهما و ینزل من السماء من أَمثال جبال فیها من بَرَدٍ، و الثانی و ینزل من السماء من جبال فیها بَرَداً؛ و من صلة؛ و قول الساجع: و صِلِّیاناً بَرِدَا أَی ذو برودة. و البَرْد. النوم لأَنه یُبَرِّدُ العین بأَن یُقِرَّها؛ و فی التنزیل العزیز: لٰا یَذُوقُونَ فِیهٰا بَرْداً وَ لٰا شَرٰاباً؛ قال العَرْجی: فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ، و إِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً و لا بَرْدا قال ثعلب: البرد هنا الریق، و قیل: النقاخ الماء العذب، و البرد النوم. الأَزهری فی قوله تعالی: لٰا یَذُوقُونَ فِیهٰا بَرْداً وَ لٰا شَرٰاباً؛روی عن ابن عباس قال: لا یذوقون فیها برد الشراب و لا الشراب، قال: و‌قال بعضهم لٰا یَذُوقُونَ فِیهٰا بَرْداً، یرید نوماً، و إِن النوم لیُبَرِّد صاحبه، و إِن العطشان لینام فَیَبْرُدُ بالنوم؛ و أَنشد الأَزهری لأَبی زُبید فی النوم: بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْتُ علی مُصطلاه أَیَّ برود قال أَبو الهیثم: بَرَدَ الموتُ علی مُصْطلاه أَی ثبت علیه. و بَرَدَ لی علیه من الحق كذا أَی ثبت. و مصطلاه: یداه و رجلاه و وجهه و كل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته و صار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلی النار لیسخنه. و ناجذاه: السنَّان اللتان تلیان النابین. و قولهم: ضُرب حتی بَرَدَ معناه حتی مات. و أَما قولهم: لم یَبْرُدْ منه شی‌ء فالمعنی لم یستقر و لم یثبت؛ و أَنشد: الیومُ یومٌ باردٌ سَمومه قال: و أَصله من النوم و القرار. و یقال: بَرَدَ أَی نام؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: أُحِبُّ أُمَّ خالد و خالدا حُبّاً سَخَاخِینَ، و حبّاً باردا قال: سخاخین حب یؤْذینی و حباً بارداً یسكن إِلیه قلبی. و سَمُوم بارد أَی ثابت لا یزول؛ و أَنشد أَبو عبیدة: الیومُ یومٌ باردٌ سَمومه، مَن جَزِعَ الیومَ فلا تلومه و بَرَدَ الرجل یَبْرُدُ بَرْداً: مات، و هو صحیح فی الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح؛ و‌فی حدیث عمر: فهَبَره بالسیف حتی بَرَدَ‌أَی مات. و بَرَدَ السیفُ: نَبا. و بَرَدَ یبرُدُ بَرْداً: ضعف و فتر عن هزال أَو مرض. و أَبْرَده الشی‌ءُ: فتَّره و أَضعفه؛ و أَنشد بن الأَعرابی: الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامی، الماءُ و الفتُّ ذوا أَسقامی ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعیاء، یقال: به بُرادٌ. و قد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه. و البَرْد: تبرِید العین. و البَرود: كُحل یُبَرِّد العین: و البَرُود: كل ما بَرَدْت به شیئاً نحو بَرُود
لسان العرب، ج‌3، ص: 86
العینِ و هو الكحل. و بَرَدَ عینَه، مخففاً، بالكُحل و بالبَرُود یَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها به و سكَّن أَلَمها؛ و بَرَدت عینُه كذلك، و اسم الكحل البَرُودُ، و البَرُودُ كحل تَبْردُ به العینُ من الحرِّ؛ و‌فی حدیث الأَسود: أَنه كان یكتحل بالبَرُود و هو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح: كحل فیه أَشیاء باردة. و كلُّ ما بُرِدَ به شی‌ءٌ: بَرُود. و بَرَدَ علیه حقٌّ: وجب و لزم. و برد لی علیه كذا و كذا أَی ثبت. و یقال: ما بَرَدَ لك علی فلان، و كذلك ما ذَابَ لكَ علیه أَی ما ثبت و وجب. و لی علیه أَلْفٌ بارِدٌ أَی ثابت؛ قال: الیومُ یومٌ باردٌ سَمُومه، مَنْ عجز الیومَ فلا تلومُه أَی حره ثابت؛ و قال أَوس بن حُجر: أَتانی ابنُ عبدِ اللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه، و كان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِیَ بارِدُ و بَرَد فی أَیدیهم سَلَماً لا یُفْدَی و لا یُطْلَق و لا یُطلَب. و إِن أَصحابك لا یُبالون ما بَرَّدوا علیك أَی أَثبتوا علیك. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله تعالی عنها: لا تُبَرِّدی عنه‌أَی لا تخففی. یقال: لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، و‌فی الحدیث: لا تُبَرِّدوا عن الظالم‌أَی لا تشتموه و تدعوا علیه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه. و البَرِیدُ: فرسخان، و قیل: ما بین كل منزلین بَرِید. و البَریدُ: الرسل علی دوابِّ البرید، و الجمع بُرُد. و بَرَدَ بَرِیداً: أَرسله. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: إِذا أَبْرَدْتم إِلیَّ بَرِیداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِید: الرسول و إِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز: رأَیتُ للموت بریداً مُبْردَا و‌قال بعض العرب: الحُمَّی بَرِید الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به. و سِكَكُ البرِید: كل سكة منها اثنا عشر میلًا. و‌فی الحدیث: لا تُقْصَرُ الصلاةُ فی أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، و هی ستة عشر فرسخاً، و الفرسخ ثلاثة أَمیال، و المیل أَربعة آلاف ذراع، و السفر الذی یجوز فیه القصر أَربعة برد، و هی ثمانیة و أَربعون میلًا بالأَمیال الهاشمیة التی فی طریق مكة؛ و قیل لدابة البرید: بَریدٌ، لسیره فی البرید؛ قال الشاعر: إِنِّی أَنُصُّ العیسَ حتی كأَنَّنی، علیها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِیدا و قال ابن الأَعرابی: كل ما بین المنزلتین فهو بَرِید. و‌فی الحدیث: لا أَخِیسُ بالعَهْدِ و لا أَحْبِسُ البُرْدَ‌أَی لا أَحبس الرسل الواردین علیّ؛ قال الزمخشری: البُرْدُ، ساكناً، یعنی جمعَ بَرِید و هو الرسول فیخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ و رُسْل، و إِنما خففه هاهنا لیزاوج العهد. قال: و البَرِید كلمة فارسیة یراد بها فی الأَصل البَرْد، و أَصلها [بریده دم] أَی محذوف الذنَب لأَن بغال البرید كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت و خففت، ثم سمی الرسول الذی یركبه بریداً، و المسافة التی بین السكتین بریداً، و السكة موضع كان یسكنه الفُیُوجُ المرتبون من بیت أَو قبة أَو رباط، و كان یرتب فی كل سكة بغال، و بُعد ما بین السكتین فرسخان، و قیل أَربعة. الجوهری: البرید المرتب یقال حمل فلان علی البرید؛ و قال إمرؤ القیس: علی كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَی مُعاودٍ بَرِیدَ السُّرَی باللیلِ، من خیلِ بَرْبَرَا و قال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار یمدح عَرابَة الأَوسی:
لسان العرب، ج‌3، ص: 87
فدتْك عَرابَ الیومَ أُمِّی و خالتی، و ناقتیَ النَّاجی إِلیكَ بَرِیدُها أَی سیرها فی البرِید. و صاحب البَرِید قد أَبردَ إِلی الأَمیر، فهو مُبْرِدٌ. و الرسول بَرِید؛ و یقال للفُرانِق البَرِید لأَنه ینذر قدَّام الأَسد. و البُرْدُ من الثیابِ، قال ابن سیدة: البُرْدُ ثوب فیه خطوط و خص بعضهم به الوشی، و الجمع أَبْرادٌ و أَبْرُد و بُرُودٌ. و البُرْدَة: كساء یلتحف به، و قیل: إِذا جعل الصوف شُقة و له هُدْب، فهی بُرْدَة؛ و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان علیه یوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصیرة؛ قال شمر: رأَیت أَعرابیّاً بِخُزَیْمِیَّةَ و علیه شِبْه مندیل من صوف قد اتَّزَر به فقلت: ما تسمیه؟ قال: بُرْدة؛ قال الأَزهری: و جمعها بُرَد، و هی الشملة المخططة. قال اللیث: البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب و الوَشْی، قال: و أَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فیه صغر تلبسه الأَعراب؛ و أَما قول یزید بنِ مُفَرّغ الحمیری: و شَرَیْتُ بُرْداً لیتنی، من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد. و شریت أَی بعت. و قولهم: هما فی بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابی فقال: معناه أَنهما یفعلان فعلًا واحداً فیشتبهان كأَنهما فی بُرَدة، و الجمع بُرَد علی غیر ذلك؛ قال أَبو ذؤیب: فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها، كأَنَّهُنَّ، لَدَی إِنْسَائِهِ، البُرَد یرید أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ و قول یزید بن المفرّغ: مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا، طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا قال ابن سیدة: یحتمل أَن یكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ و بِرام، و أَن یكون جمع بُرْد كقُرطٍ و قِراطٍ. و ثوب بَرُودٌ: لیس فیه زِئبِرٌ. و ثوب بَرُودٌ إِذا لم یكن دفِیئاً و لا لَیِّناً من الثیاب. و ثوب أَبْرَدُ: فیه لُمَعُ سوادٍ و بیاض، یمانیة. و بُرْدَا الجراد و الجُنْدُب: جناحاه؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ رِجْلَیْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ، إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَیْه تَرْنِیمُ و قال الكمیت یهجو بارقاً: تُنَفِّضُ بُرْدَیْ أُمِّ عَوْفٍ، و لم یَطِرْ لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعیدِ و للرَّهْبِ و أُم عوف: كنیة الجراد. و هی لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَی خالصة. و قال أَبو عبید: هی لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَی خالصاً فلم یؤَنث خالصاً. و هی إِبْرِدَةُ یَمِینی؛ و قال أَبو عبید: هو لِی بَرْدَةُ یَمِینی إِذا كان لك معلوماً. و بَرَدَ الحدِیدَ بالمِبْرَدِ و نحوَه من الجواهر یَبْرُدُه: سحله. و البُرادة: السُّحالة؛ و فی الصحاح: و البُرادة ما سقط منه. و المِبْرَدُ: ما بُرِدَ به، و هو السُّوهانُ بالفارسیة. و البَرْدُ: النحت؛ یقال: بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها. و البُرْدِیُّ، بالضم: من جید التمر یشبه البَرْنِیَّ؛ عن أَبی حنیفة. و قیل: البُرْدِیّ ضرب من تمر الحجاز جید معروف؛ و‌فی الحدیث: أَنه أَمر أَن یؤْخذ البُرْدِیُّ فی الصدقة، و هو بالضم، نوع من جید التمر. و البَرْدِیُّ، بالفتح: نبت معروف واحدته بَرْدِیَّةٌ؛ قال الأَعشی: كَبَرْدِیَّةِ الغِیلِ وَسْطَ الغَریفِ، ساقَ الرِّصافُ إِلیه غَدیرا
لسان العرب، ج‌3، ص: 88
و فی المحكم: كَبَرْدِیَّةِ الغِیلِ وَسْطَ الغَریفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّریرا و قال فی المحكم: السریر ساقُ البَرْدی، و قیل: قُطْنُهُ؛ و ذكر ابن برّیّ عجز هذا البیت: إِذا خالط الماء منها السُّرورا و فسره فقال: الغِیل، بكسر الغین، الغیضة، و هو مغیض ماء یجتمع فینبت فیه الشجر. و الغریف: نبت معروف. قال: و السرور جمع سُرّ، و هو باطن البَرْدِیَّةِ. و الأَبارِدُ: النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ یقال للنَّمِرِ الأُنثی أَبْرَدُ و الخَیْثَمَةُ. و بَرَدَی: نهر بدمشق؛ قال حسان: یَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَریصَ علیهِمُ بَرَدَی، تُصَفَّقُ بالرَّحِیقِ السَّلْسَلِ أَی ماء بَرَدَی و البَرَدانِ، بالتحریك: موضع؛ قال ابن مَیَّادة: ظَلَّتْ بنِهْیِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ و تَعِلْ و بَرَدَیَّا: موضع أَیضاً، و قیل: نهر، و قیل: هو نهر دمشق و الأَعرف أَنه بَرَدَی كما تقدم. و الأُبَیْرِد: لقب شاعر من بنی یربوع؛ الجوهری: و قول الشاعر: بالمرهفات البوارد قال: یعنی السیوف و هی القواتل؛ قال ابن برّی صدر البیت: و أَنَّ أَمیرَ المؤمنین أَغَصَّنی مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَیت بخط الشیخ قاضی القضاة شمس الدین بن خلكان فی كتاب ابن برّی ما صورته: قال هذا البیت من جملة أَبیات للعتابی كلثوم بن عمرو یخاطب بها زوجته؛ قال و صوابه: و أَنَّ أَمیرَ المؤمنین أَغصَّنی مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قال: و إِنما وقع الشیخ فی هذا التحریف لاتباعه الجوهری لأَنه كذا ذكره فی الصحاح فقلده فی ذلك، و لم یعرف بقیة الأَبیات و لا لمن هی فلهذا وقع فی السهو. قال محمد بن المكرّم: القاضی شمس الدین بن خلكان، رحمه الله، من الأَدب حیث هو، و قد انتقد علی الشیخ أَبی محمد بن برّی هذا النقد، و خطأَه فی اتباعه الجوهری، و نسبه إلی الجهل ببقیة الأَبیات، و الأَبیات مشهورة و المعروف منها هو ما ذكره الجوهری و أَبو محمد بن بری و غیرهما من العلماء،و هذه الأَبیات سبب عملها أَن العتابی لما عمل قصیدته التی أَوّلها: ما ذا شَجاكَ بِحَوَّارینَ من طَلَلٍ و دِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصیرُ؟ بلغت الرشید فقال: لمن هذه؟ فقیل: لرجل من بنی عتاب یقال له كلثوم، فقال الرشید: ما منعه أَن یكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَیْنٍ فوافی الرشِیدَ و علیه قمیص غلیظ و فروة و خف، و علی كتفه مِلحفة جافیة بغیر سراویل، فأَمر الرشید أَن یفرش له حجرة، و یقام له وظیفة، فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة و ملحاً و خلط الملح بالتراب و أَكله، و إِذا كان وقت النوم نام علی الأَرض و الخدم یفتقدونه و یعجبون من فعله، و أُخْبِرَ الرشِیدُ بأَمره فطرده، فمضی إِلی رأْس عَیْنٍ و كان تحته امرأَة من باهلة فلامته و قالت: هذا منصور النمریّ قد أَخذ الأَموال فحلی نساءه و بنی داره و اشتری ضیاعاً و أَنت. كما تری؛ فقال: تلومُ علی تركِ الغِنی باهِلیَّةٌ، زَوَی الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ و تالدِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 89
رأَتْ حولَها النّسوانَ یَرْفُلْن فی الثَّرا، مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد أَ سَرَّكِ أَنی نلتُ ما نال جعفرٌ من العَیْش، أَو ما نال یحْیَی بنُ خالدِ؟ و أَنَّ أَمیرَ المؤمنین أَغَصَّنِی مَغَصَّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟ دَعِینِی تَجِئْنِی مِیتَتِی مُطْمَئِنَّةً، و لم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ فإنَّ رَفیعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ، فی بُطونِ الأَساوِدِ

برجد؛ ج3، ص: 89

: أَبو عمرو: البُرْجُد كساء من صوف أَحمر؛ و قیل: البُرْجُد كساء غلیظ، و قیل: البُرْجُد كساء مخطط ضخم یصلح للخباء و غیره. و بَرْجَدُ: لقب رجل. و البَرْجَدُ: السَّبْیُ، و هو دخیل، و الله أَعلم.

برخد؛ ج3، ص: 89

: قال ابن سیدة: أَری اللحیانی حكی: امرأَةٌ بَرَخْداةٌ فی بخَنْداة.

برقعد؛ ج3، ص: 89

: الأَزهری فی الخماسی العین: بَرْقَعِیدُ موضع.

برند؛ ج3، ص: 89

: سیف بِرِنْدٌ: علیه أَثرٌ قدیمٌ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: أَحْمِلُها و عِلْجَةً و زادَا، و صارِماً ذا شُطَبٍ جَدَّادَا، سَیْفاً بِرِنْداً لم یكُنْ مِعْضادا و المُبَرْنِدَةُ من النساء: التی یكثُرُ لحمُها.

بعد؛ ج3، ص: 89

: البُعْدُ: خلاف القُرْب. بَعُد الرجل، بالضم، و بَعِد، بالكسر، بُعْداً و بَعَداً، فهو بعید و بُعادٌ؛ عن سیبویه، أَی تباعد، و جمعهما بُعَداءُ، وافق الذین یقولون فَعیل الذین یقولون فُعال لأَنهما أُختان، و قد قیل بُعُدٌ؛ و ینشد قول النابغة: فتِلْكَ تُبْلِغُنی النُّعْمانَ أَنَّ له فَضْلًا علی الناسِ، فی الأَدْنی و فی البُعُدِ و فی الصحاح: و فی البَعَد، بالتحریك، جمع باعِدٍ مثل خادم و خَدَم، و أَبْعده غیره و باعَدَه و بَعَّده تبعیداً؛ و قول إمرئ القیس: قَعَدْتُ له و صُحْبَتی بَیْنَ ضارِجٍ، و بَیْنَ العُذَیْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ إِنما أَراد: یا بُعْدَ مُتَأَمَّل، یتأَسف بذلك؛ و مثله قول أَبی العیال: … رَزیَّةَ قَوْمِهِ لم یأْخُذوا ثَمَناً و لم یَهَبُوا «4». أَراد: یا رزیة قومه، ثم فسر الرزیة ما هی فقال: لم یأْخذوا ثمناً و لم یهبوا. و قیل: أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلی. و قوله عز و جل، فی سورة السجدة: أُولٰئِكَ یُنٰادَوْنَ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛قال ابن عباس: سأَلوا الردّ حین لا ردّ؛ و‌قیل: مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ، من الآخرة إِلی الدنیا؛ و‌قال مجاهد: أَراد مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ من قلوبهم یبعد عنها ما یتلی علیهم لأَنهم إِذا لم یعوا فَهُمْ بمنزلة من كان فی غایة البعد، و قوله تعالی: وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛ قال قولهم: ساحر كاهن شاعر. و تقول: هذه القریة بعید و هذه القریة قریب لا یراد به النعت و لكن یراد بهما الاسم، و الدلیل علی أَنهما اسمان قولك: قریبُه قریبٌ و بَعیدُه بَعیدٌ؛ قال الفراءُ: العرب إِذا قالت دارك منا بعیدٌ أَو قریب، أَو قالوا فلانة منا قریب أَو بعید، ذكَّروا القریب و البعید لأَن المعنی هی فی مكان قریب أَو بعید، فجعل القریب و البعید خلفاً من المكان؛ قال الله عز و جل: وَ مٰا هِیَ مِنَ الظّٰالِمِینَ بِبَعِیدٍ؛
(4). قوله [رزیة قومه إلخ] كذا فی نسخة المؤلف بحذف أول البیت
لسان العرب، ج‌3، ص: 90
و قال: وَ مٰا یُدْرِیكَ لَعَلَّ السّٰاعَةَ تَكُونُ قَرِیباً؛ و قال: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ؛ قال: و لو أُنثتا و ثنیتا علی بعدت منك فهی بعیدة و قربت فهی قریبة كان صواباً. قال: و من قال قریب و بعید و ذكَّرهما لم یثنّ قریباً و بعیداً، فقال: هما منك قریب و هما منك بعید؛ قال: و من أَنثهما فقال هی منك قریبة و بعیدة ثنی و جمع فقال قریبات و بعیدات؛ و أَنشد: عَشِیَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَریبةٌ فَتَدْنو، و لا عَفْراءُ مِنكَ بَعیدُ و ما أَنت منا ببعید، و ما أَنتم منا ببعید، یستوی فیه الواحد و الجمع؛ و كذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ و ما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَی بعید. قال: و إِذا أَردت بالقریب و البعید قرابة النسب أَنثت لا غیر، لم تختلف العرب فیها. و قال الزجاج فی قول الله عز و جل: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ؛ إِنما قیل قریب لأَن الرحمة و الغفران و العفو فی معنی واحد، و كذلك كل تأْنیث لیس بحقیقی؛ قال و قال الأَخفش: جائز أَن تكون الرحمة هاهنا بمعنی المطر؛ قال و قال بعضهم: یعنی الفراءُ هذا ذُكِّرَ لیفصل بین القریب من القُرب و القَریب من القرابة؛ قال: و هذا غلط، كلُّ ما قَرُب فی مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ علی ما یصیبه من التذكیر و التأْنیث؛ و بیننا بُعْدَةٌ من الأَرض و القرابة؛ قال الأَعشی: بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ، و لا تَنْأَ منْ ذِی بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا و فی الدعاءِ: بُعْداً له نصبوه علی إِضمار الفعل غیر المستعمل إِظهاره أَی أَبعده الله. و بُعْدٌ باعد: علی المبالغة و إِن دعوت به فالمختار النصب؛ و قوله: مَدّاً بأَعْناقِ المَطِیِّ مَدَّا، حتی تُوافی المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد، ثم أَجراه فی الوصل مجراه فی الوقف، و هو مما یجوز فی الشعر؛ كقوله: ضَخْماً یحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا و قال اللیث: یقال هو أَبْعَد و أَبْعَدُونَ و أَقرب و أَقربون و أَباعد و أَقارب؛ و أَنشد: منَ الناسِ مَنْ یَغْشی الأَباعِدَ نَفْعُه، و یشْقی به، حتی المَماتِ، أَقارِبُهْ فإِنْ یَكُ خَیراً، فالبَعیدُ یَنالُهُ، و إِنْ یَكُ شَرّاً، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ و البُعْدانُ، جمع بعید، مثل رغیف و رغفان. و یقال: فلان من قُرْبانِ الأَمیر و من بُعْدانِه؛ قال أَبو زید: یقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان الأَمیر فكن من بُعْدانِه؛ یقول: إِذا لم تكن ممن یقترب منه فتَباعَدْ عنه لا یصیبك شره. و‌فی حدیث مهاجری الحبشة: و جئنا إِلی أَرض البُعَداءِ؛ قال ابن الأَثیر: هم الأَجانب الذین لا قرابة بیننا و بینهم، واحدهم بعید. و قال النضر فی قولهم هلك الأَبْعَد قال: یعنی صاحبَهُ، و هكذا یقال إِذا كنی عن اسمه. و یقال للمرأَة: هلكت البُعْدی؛ قال الأَزهری: هذا مثل قولهم فلا مَرْحباً بالآخر إِذا كنی عن صاحبه و هو یذُمُّه. و یقال: أَبعد الله الآخر، قال: و لا یقال للأُنثی منه شی‌ء. و قولهم: كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفیه أَی أَلقاه لوجهه؛ و الأَبْعَدُ: الخائنُ. و الأَباعد: خلاف الأَقارب؛ و هو غیر بَعِیدٍ منك و غیر بَعَدٍ. و باعده مُباعَدَة و بِعاداً و باعد الله ما بینهما و بَعَّد؛ و یُقرأُ: رَبَّنٰا بٰاعِدْ بَیْنَ أَسْفٰارِنٰا، و بَعِّدْ؛ قال الطرمَّاح: تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ، و تَجْمَعُ مِنَّا بین أَهل الضَّغائِنِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 91
و رجل مِبْعَدٌ: بعید الأَسفار؛ قال كثیّر عزة: مُناقِلَةً عُرْضَ الفَیافی شِمِلَّةً، مَطِیَّةَ قَذَّافٍ علی الهَوْلِ مِبْعَدِ و قال الفراءُ فی قوله عز و جل، مخبراً عن قوم سبا: رَبَّنٰا بٰاعِدْ بَیْنَ أَسْفٰارِنٰا؛ قال: قرأَه العوام بٰاعِدْ، و یقرأُ علی الخبر: ربُّنا باعَدَ بین أَسفارنا، و بَعَّدَ. و بَعِّدْ جزم؛ و قرئَ: ربَّنا بَعُدَ بَیْنُ أَسفارنا، و بَیْنَ أَسْفٰارِنٰا؛ قال الزجاج: من قرأَ بٰاعِدْ و بَعِّدْ فمعناهما واحد، و هو علی جهة المسأَلة و یكون المعنی أَنهم سئموا الراحة و بطروا النعمة، كما قال قوم موسی: فَادْعُ لَنٰا رَبَّكَ یُخْرِجْ لَنٰا مِمّٰا تُنْبِتُ الْأَرْضُ «1»؛ و من قرأَ: بَعُدَ بینُ أَسفارنا؛ فالمعنی ما یتَّصِلُ بسفرنا؛ و من قرأَ بالنصب: بَعُدَ بینَ أَسفارنا؛ فالمعنی بَعُدَ ما بَیْنَ أَسفارنا و بَعُدَ سیرنا بین أَسفارنا؛ قال الأَزهری: قرأَ أَبو عمرو و ابن كثیر: بَعِّد، بغیر أَلف، و قرأَ یعقوب الحضرمی: ربُّنا باعَدَ، بالنصب علی الخبر، و قرأَ نافع و عاصم و الكسائی و حمزة: بٰاعِدْ، بالأَلف، علی الدعاءِ؛ قال سیبویه: و قالوا بُعْدَك یُحَذِّرُهُ شیئاً من خَلْفه. و بَعِدَ بَعَداً و بَعُد: هلك أَو اغترب، فهو باعد. و البُعْد: الهلاك؛ قال تعالی: أَلٰا بُعْداً لِمَدْیَنَ كَمٰا بَعِدَتْ ثَمُودُ؛ و قال مالك بن الریب المازنی: یَقولونَ لا تَبْعُدْ، وَ هُمْ یَدْفِنونَنی، و أَینَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِیا؟ و هو من البُعْدِ. و قرأَ الكسائی و الناس: كَمٰا بَعِدَتْ، و كان أَبو عبد الرحمن السُّلمی یقرؤها بَعُدَت، یجعل الهلاك و البُعْدَ سواء و هما قریبان من السواء، إِلا أَن العرب بعضهم یقول بَعُدَ و بعضهم یقول بَعِدَ مثل سَحُقَ و سَحِقَ؛ و من الناس من یقول بَعُد فی المكان و بَعِدَ فی الهلاك، و قال یونس: العرب تقول بَعِدَ الرجل و بَعُدَ إِذا تباعد فی غیر سبّ؛ و یقال فی السب: بَعِدَ و سَحِقَ لا غیر. و البِعاد: المباعدة؛ قال ابن شمیل: راود رجل من العرب أَعرابیة فأَبت إِلا أَن یجعل لها شیئاً، فجعل لها درهمین فلما خالطها جعلت تقول: غَمْزاً و دِرْهماكَ لَكَ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ؛ رفعت البعد، یضرب مثلًا للرجل تراه یعمل العمل الشدید. و البُعْدُ و البِعادُ: اللعن، منه أَیضاً. و أَبْعَدَه الله: نَحَّاه عن الخیر و أَبعده. تقول: أَبعده الله أَی لا یُرْثَی له فیما یَزِلُّ به، و كذلك بُعْداً له و سُحْقاً و نَصَبَ بُعْداً علی المصدر و لم یجعله اسماً. و تمیم ترفع فتقول: بُعْدٌ له و سُحْقٌ، كقولك: غلامٌ له و فرسٌ. و‌فی حدیث شهادة الأَعضاء یوم القیامة فیقول: بُعْداً لكَ و سُحقاً‌أَی هلاكاً؛ و یجوز أَن یكون من البُعْد ضد القرب. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَی، معناه المتباعد عن الخیر و العصمة. و جَلَسْتُ بَعیدَةً منك و بعیداً منك؛ یعنی مكاناً بعیداً؛ و ربما قالوا: هی بَعِیدٌ منك أَی مكانها؛ و فی التنزیل: وَ مٰا هِیَ مِنَ الظّٰالِمِینَ بِبَعِیدٍ. و أَما بَعیدَةُ العهد، فبالهاء؛ و مَنْزل بَعَدٌ بَعِیدٌ. و تَنَحَّ غیرَ بَعِید أَی كن قریباً، و غیرَ باعدٍ أَی صاغرٍ. یقال: انْطَلِقْ یا فلانُ غیر باعِدٍ أَی لا ذهبت؛ الكسائی: تَنَحَّ غیرَ باعِدٍ أَی غیر صاغرٍ؛ و قول النابغة الذبیانی: فَضْلًا علی الناسِ فی الأَدْنَی و فی البُعُدِ قال أَبو نصر: فی القریب و البعید؛ و رواه ابن الأَعرابی: فی الأَدنی و فی البُعُد، قال: بعید و بُعُد. و البَعَد، بالتحریك: جمع باعد مثل خادم و خَدَم. و یقال: إِنه لغیر أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَی لا خیر فیه، و لا
(1). الآیة
لسان العرب، ج‌3، ص: 92
له بُعْدٌ: مَذْهَبٌ؛ و قول صخر الغیّ: المُوعِدِینا فی أَن نُقَتِّلَهُمْ، أَفْنَاءَ فَهْمٍ، و بَیْنَنا بُعَدُ أَی أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم. بُعَد جَمع بُعْدةٍ. و قال الأَصمعی: أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَی من أَرض بَعیدة. و یقال: إِنه لذو بُعْدة أَی لذو رأْی و حزم. یقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْی ذا غَوْر و ذا بُعْدِ رأْی. و ما عنده أَبْعَدُ أَی طائل؛ قال رجل لابنه: إِن غدوتَ علی المِرْبَدِ رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغیر أَبْعَدَ أَی بغیر منفعة. و ذو البُعْدة: الذی یُبْعِد فی المُعاداة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لرؤبة: یَكْفِیكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ الیَبِیسَا، و یَعْتَلِی ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا و بَعْدُ: ضدّ قبل، یبنی مفرداً و یعرب مضافاً؛ قال اللیث: بعد كلمة دالة علی الشی‌ء الأَخیر، تقول: هذا بَعْدَ هذا، منصوب. و حكی سیبویه أَنهم یقولون من بَعْدٍ فینكرونه، و افعل هذا بَعْداً. قال الجوهری: بعد نقیض قبل، و هما اسمان یكونان ظرفین إِذا أُضیفا، و أَصلهما الإِضافة، فمتی حذفت المضاف إِلیه لعلم المخاطب بَنَیْتَهما علی الضم لیعلم أَنه مبنی إِذ كان الضم لا یدخلهما إِعراباً، لأَنهما لا یصلح وقوعهما موقع الفاعل و لا موقع المبتدإِ و لا الخبر؛ و قوله تعالی: لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ أَی من قبل الأَشیاء و بعدها؛ أَصلهما هنا الخفض و لكن بنیا علی الضم لأَنهما غایتان، فإِذا لم یكونا غایة فهما نصب لأَنهما صفة؛ و معنی غایة أَی أَن الكلمة حذفت منها الإِضافة و جعلت غایة الكلمة ما بقی بعد الحذف، و إِنما بنیتا علی الضم لأَن إِعرابهما فی الإِضافة النصب و الخفض، تقول رأَیته قبلك و من قبلك، و لا یرفعان لأَنهما لا یحدَّث عنهما، استعملا ظرفین فلما عدلا عن بابهما حركا بغیر الحركتین اللتین كانتا له یدخلان بحق الإِعراب، فأَما وجوبُ بنائهما و ذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرِّفا من غیر جهة التعریف، لأَنه حذف منهما ما أُضیفتا إِلیه، و المعنی: لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم و من بعد ما غلبت. و حكی الأَزهری عن الفراء قال: القراءة بالرفع بلا نون لأَنهما فی المعنی تراد بهما الإِضافة إِلی شی‌ء لا محالة، فلما أَدَّتا غیر معنی ما أُضیفتا إِلیه وُسِمَتا بالرفع و هما فی موضع جر، لیكون الرفع دلیلًا علی ما سقط، و كذلك ما أَشبههما؛ كقوله: إِنْ یَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِیْهِ من عَلُ و قال الآخر: إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَیْكَ، و لم یكنْ لِقَاؤُك إلّا من وَرَاءُ ورَاءُ فَرَفَعَ إِذ جعله غایة و لم یذكر بعده الذی أُضیف إِلیه؛ قال الفراء: و إِن نویت أَن تظهر ما أُضیف إِلیه و أَظهرته فقلت: لله الأَمر من قبلِ و من بعدِ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذی أَضفت إِلیه قبل و بعد؛ قال ابن سیدة: و یقرأُ لله الأَمر من قبلٍ و من بعدٍ یجعلونهما نكرتین، المعنی: لله الأَمر من تقدُّمٍ و تأَخُّرٍ، و الأَوّل أَجود. و حكی الكسائی: لله الأَمر من قبلِ و من بعدِ، بالكسر بلا تنوین؛ قال الفراء: تركه علی ما كان یكون علیه فی الإِضافة، و احتج بقول الأَوّل: بَیْنَ ذِراعَیْ وَ جَبْهَةِ الأَسَدِ قال: و هذا لیس كذلك لأَن المعنی بین ذراعی الأَسد و جبهته، و قد ذكر أَحد المضاف إِلیهما، و لو كان: لله الأَمر من قبل و من بعد كذا، لجاز علی هذا و كان
لسان العرب، ج‌3، ص: 93
المعنی من قبل كذا و من بعد كذا؛ و قوله: و نحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِیَّةٍ، فما شربوا بَعْدٌ علی لَذَّةٍ خَمْرا إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة؛ و رواه بعضهم بعدُ علی احتمال الكف؛ قال اللحیانی و قال بعضهم: ما هو بالذی لا بَعْدَ له، و ما هو بالذی لا قبل له، قال أَبو حاتم: و قالوا قبل و بعد من الأَضداد، و قال فی قوله عز و جل: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحٰاهٰا، أَی قبل ذلك. قال الأَزهری: و الذی قاله أَبو حاتم عمن قاله خطأٌ؛ قبلُ و بعدُ كل واحد منهما نقیض صاحبه فلا یكون أَحدهما بمعنی الآخر، و هو كلام فاسد. و أَما قول الله عز و جل: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحٰاهٰا؛ فإِن السائل یسأَل عنه فیقول: كیف قال بعد ذلك و الأرض أَنشأَ خلقها قبل السماء و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: قُلْ أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِی خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض و ما خلق فیها قال: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ، و ثم لا یكون إِلا بعد الأَول الذی ذكر قبله، و لم یختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء، و الجواب فیما سأَل عنه السائل أَن الدَّحو غیر الخلق، و إِنما هو البسط، و الخلق هو الإِنشاءُ الأَول، فالله عز و جل، خلق الأَرض أَولًا غیر مدحوّة، ثم خلق السماء، ثم دحا الأَرض أَی بسطها، قال: و الآیات فیها متفقة و لا تناقض بحمد الله فیها عند من یفهمها، و إِنما أَتی الملحد الطاعن فیما شاكلها من الآیات من جهة غباوته و غلظ فهمه و قلة علمه بكلام العرب. و قولهم فی الخطابة: أَما بعدُ؛ إِنما یریدون أَما بعد دعائی لك، فإِذا قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضیفه إِلی شی‌ء و لكنك تجعله غایة نقیضاً لقبل؛ و‌فی حدیث زید بن أَرقم: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، خطبهم فقال: أَما بعدُ؛ تقدیر الكلام: أَما بعدَ حمد الله فكذا و كذا. و‌زعموا أَن داود، علیه السلام، أَول من قالها؛ و یقال: هی فصل الخطاب و لذلك قال جل و عز: وَ آتَیْنٰاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطٰابِ؛ و زعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤی. أَبو عبید: یقال لقیته بُعَیْداتِ بَیْنٍ إِذا لقیته بعد حین؛ و قیل: بُعَیْداتِ بَیْنٍ أَی بُعَید فراق، و ذلك إِذا كان الرجل یمسك عن إِتیان صاحبه الزمانَ، ثم یأْتیه ثم یمسك عنه نحوَ ذلك أَیضاً، ثم یأْتیه؛ قال: و هو من ظروف الزمان التی لا تتمكن و لا تستعمل إلا ظرفاً؛ و أَنشد شمر: و أَشْعَثَ مُنْقَدّ القیمصِ، دعَوْتُه بُعَیْداتِ بَیْنٍ، لا هِدانٍ و لا نِكْسِ و یقال: إِنها لتضحك بُعَیْداتِ بَیْنٍ أَی بین المرَّة ثم المرة فی الحین. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد، و فی آخر: یَتَبَعَّدُ؛ و‌فی آخر: أَنه، صلی الله علیه و سلم، كان یُبْعِدُ فی المذهب‌أَی الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه فی ذهابه إِلی الخلاء. و أَبعد فلان فی الأَرض إِذا أَمعن فیها. و‌فی حدیث قتل أَبی جهل: هَلْ أَبْعَدُ من رجل قتلتموه؟قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی سنن أَبی داود معناها أَنهی و أَبلغ، لأَن الشی‌ء المتناهی فی نوعه یقال قد أَبعد فیه، و هذا أَمر بعید لا یقع مثله لعظمه، و المعنی: أَنك استعظمت شأْنی و استبعدت قتلی فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال: و الروایات الصحیحة أَعمد، بالمیم.

بغدد؛ ج3، ص: 93

: بَغْدادُ و بغداذ و بغذاد و بغذاذ و بَغْدِینُ و بغدان و مَغْدان: كلها اسم مدینة السلام، و هی
لسان العرب، ج‌3، ص: 94
فارسیة معناه عطاء صنم، لأَن بغ صنم، و داد و أَخواتها عطیة، یذكر و یؤنث؛ و أَنشد الكسائی: فیا لَیْلَةً، خُرْسَ الدَّجاجِ، طَویلةً ببغدانَ، ما كانت عن الصُّبح تَنْجَلی قال: یعنی خُرْساً دَجاجُها؛ قال الأَزهری: الفصحاء یقولون بغداد، بدالین، و قالوا بغ صنم، و داد بمعنی دوّد، و حرَّفوه عن الذال إِلی الدال لأَن داذ بالفارسیة معناه أُعطی، و كرهوا أَن یجعلوا للصنم عطاء و قالوا داد. و من قال: دان فمعناه ذل و خضع، و قولهم تَبَغْدَدَ «2» فلانٌ: مُوَلَّد.

بغذد؛ ج3، ص: 94

: بغذاد: مدینة السلام، بذال معجمة أَوّلًا و دال مهملة آخراً، و قد تقدّم ذكرها، و الاختلاف فی اسمها.

بلد؛ ج3، ص: 94

: البَلْدَةُ و البَلَدُ: كل موضع أَو قطعة مستحیزة، عامرة كانت أَو غیر عامرة. الأَزهری: البلد كل موضع مستحیز من الأَرض، عامر أَو غیر عامر، خال أَو مسكون، فهو بلد و الطائفة منها بَلْدَةٌ. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من ساكن البَلَدِ؛ البلد من الأَرض: ما كان مأْوی الحیوان و إِن لم یكن فیه بناء، و أَراد بساكنه الجنّ لأَنهم سكان الأَرض، و الجمع بلاد و بُلْدانٌ؛ و البُلدانُ: اسم یقع علی الكُوَر. قال بعضهم: البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق و الشام. و البَلدةُ: الجزءُ المخصصُ منه كالبصرة و دمَشق. و البلدُ: مكةُ تفخیماً لها كالنجم للثریا، و العودُ للمَنْدَل. و البَلَدُ و البَلْدةُ: الترابُ. و البلَدُ: ما لم یُحفَر من الأَرض و لم یوقد فیه؛ قال الراعی: و مُوقِد النارِ قد بادتْ حمامتُه، ما إِن تَبَیَّنُه فی جُدَّةِ البَلَد و بیضةُ البلَدِ: الذی لا نظیر له فی المدح و الذم. و بَیْضَةُ البلد: التُّومَةُ تتركها النعامةُ فی الأُدْحِیِّ أَو القَیِّ من الأَرض؛ و یقال لها: البَلَدِیَّةُ و ذاتُ البلدِ. و فی المثل: أَذلُّ من بَیْضةِ البلدِ، و البلدُ أُدْحِیُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بیضة النعام التی تتركها. و البَلْدَةُ: الأَرضُ، یقال: هذه بَلدتُنا كما یقال بَحْرَتُنا. و البَلَدُ: المقبرة، و قیل: هو نفس القبر؛ قال عدیّ بن زید: مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ، أَصبحوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ و الجمع كالجمع. و البَلَدُ: الدارُ، یمَانیةٌ. قال سیبویه: هذه الدارُ نعمت البلدُ، فأَنَّثَ حیث كان الدار؛ كما قال الشاعر أَنشده سیبویه: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ یُعَفِّیها المُورْ؟ الدَّجْنُ یَوْماً و السحابُ المَهْمُورْ، لكلِّ ریحٍ فیه ذَیلٌ مَسْفُورْ و بَلدُ الشی‌ءِ: عُنْصُرهُ؛ عن ثعلب. و بَلَدَ بالمكانِ: أَقام، یَبْلُدُ بُلُوداً اتخذه بَلَداً و لزمه. و أَبْلَدَهُ إِیاه: أَلزمه. أَبو زید: بَلَدْتُ بالمكان أَبْلُدُ بُلوداً و أَبَدْتُ به آبُدُ أُبُوداً: أَقمت به. و‌فی الحدیث: فهی لهم تالِدَةٌ بالِدَةٌ؛ یعنی الخلافة لأَولاده؛ یقال للشی‌ء الدائم الذی لا یزول: تالِدٌ بالِدٌ، فالتالِدُ القدیمُ، و البالِدُ إِتباعٌ له؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی یصف حوضاً: و مُبْلِدٍ بَیْنَ مَوْماةٍ بِمَهْلَكَةٍ، جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ، عِلْیانِ قال: المُبْلِدُ الحوضُ القدیمُ هاهنا؛ قال: و أَراد مُلْبِد فَقَلَبَ، و هو اللاصق بالأَرض. و منه‌قول
(2). قوله [و قولهم تبغدد إلخ] عبارة شرح القاموس: تبغدد علیه إذا تكبر و افتخر، مولدة
لسان العرب، ج‌3، ص: 95
علیّ، رضوان الله علیه، لرجلین جاءَا یسأَلانه: أَلْبِدَا بالأَرض حتی تفهما.و قال غیره: حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك و لم یُستعمل فتداعی، و قد أَبْلَدَ إِبْلَاداً؛ و قال الفرزدقُ یصف إِبلًا سقاها فی حوض داثر: قَطَعْتُ لِأُلْخِیهِنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ، یَنِشُّ بِذِی الدَّلْوِ المُحِیلِ جَوانِبُهْ أَراد: بذی الدلو المحیل الماء الذی قد تغیر فی الدلو. و المُبالَدَةُ: المبالَطَةُ بالسیوف و العِصِیِّ إِذا تجالدوا بها. و بَلِدوا و بَلَّدوا: لَزِموا الأَرضَ یقاتلون علیها؛ و یقال: اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض. و بَلَّدَ تَبْلیداً: ضرب بنفسه الأَرض. و أَبْلَدَ: لَصِق بالأَرض. و البَلْدَةُ: بَلْدةُ النحر، و هی ثُغرةُ النحر و ما حولها، و قیل: وسطها، و قیل: هی الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس و هی ستة؛ و قیل: هو رحی الزَّوْرِ، و قیل: هو الصدر من الخُفِّ و الحافر، قال ذو الرمة: أُنِیخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ، قلیلٍ بها الأَصواتُ إِلَّا بُغامُها یقول: بركت الناقة و أَلقت صدرَها علی الأَرض، و أَراد بالبَلْدَةِ الأُولی ما یقع علی الأَرض من صدرها، و بالثانیة الفلاة التی أَناخ ناقَته فیها، و قوله إِلا بغامها صفة للأَصوات علی حدّ قوله تعالی: لَوْ كٰانَ فِیهِمٰا آلِهَةٌ إِلَّا اللّٰهُ؛ أَی غیر الله. و البُغامُ: صوتُ الناقة، و أَصله للظبی فاستعاره للناقة. الصحاح: و البَلْدَةُ الصدرُ؛ یقال: فلانٌ واسعُ البلدة أَی واسع الصدر؛ و أَنشد بیتَ ذی الرمة. و بَلْدَةُ الفَرَسِ: مُنْقَطَعُ الفَهْدَتین من أَسافِلِهما إِلی عَضُده؛ قال النابغةُ الجعدی: فی مِرْفَقَیْهِ تَقارُبٌ، و له بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ و یُرْوَی بِرْكَةُ زَوْرٍ، و هو مذكور فی موضعه. و هی بلدةُ بینی و بینك: یعنی الفراق. و لقیته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ، و هی القَفْرُ التی لا أَحدَ بها؛ و إِعراب إِصْمِتَ مذكور فی موضعه. و الأَبْلَدُ من الرجال: الذی لیس بمقرون. و البَلْدةُ و البُلدةُ: ما بین الحاجبین. و البُلْدةُ: فوق الفُلْجَةِ، و قیل: قَدْرُ البُلْجَةِ، و قیل: البَلْدَةُ و البُلْدةُ نَقاوةُ ما بین الحاجبین؛ و قیل: البَلدةُ و البُلدةُ أَن یكون الحاجبان غیر مقرونین. و رجل أَبْلَدُ بَیِّنُ البَلَدِ أَی أَبْلَجُ و هو الذی لیس بمقرون، و قد بَلِدَ بَلَداً. و حكی الفارسی: تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج. و تَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ: نَوَّرَتْ. و البَلْدةُ: راحةُ الكف. و البَلْدةُ: من منازل القمر بین النعائم و سَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ، و قیل: لا نَجومَ فیها البتةَ؛ التهذیبُ: البَلْدَةُ فی السماء موضعٌ لا نجوم فیه لیست فیه كواكبُ عظامٌ، یكون عَلَماً و هو آخر البروج، سمیت بَلدةً، و هی من بُرْج القَوْس؛ الصحاحُ: البَلدةُ من منازل القمر، و هی ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ فی أَقصر یوم فی السنة. و البَلَدُ: الأَثر، و الجمعُ أَبلادٌ؛ قال القطامی: لیست تُجَرَّحُ، فُرَّاراً، ظُهورهُمُ، و فی النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ و قال ابن الرقاع: عَرَفَ الدِّیارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها، مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلی أَبْلادَها اعتادها: أَعاد النظر إِلیها مرةً بعد أُخری لِدُروسها حتی عرفها. و شمل: عمّ؛ و مما یُستحسن من هذه القصیدة قولُه فی صفة أَعلی قَرْنِ ولَدِ الظبیة:
لسان العرب، ج‌3، ص: 96
تُزْجِی أَغَنَّ، كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ، أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها و بَلِدَ جِلْدُه: صارت فیه أَبْلادٌ. أَبو عبید: البَلَدُ الأَثَرُ بالجسد، و جمعه أَبْلادٌ. و البُلْدَةُ و البَلْدَةُ و البَلادَةُ: ضِدُّ النَّفاذِ و الذَّكاءِ و المَضاءِ فی الأُمور. و رجلٌ بلیدٌ إِذا لم یكن ذكیّاً، و قد بَلُدَ، بالضم، فهو بلید. و تَبَلَّدَ: تكلف البَلادَةَ؛ و قول أَبی زُبید: مِن حَمِیمٍ یُنْسِی الحَیاءَ جَلِیدَ القَوْمِ، حتی تَراه كالمَبْلودِ قال: المَبْلودُ الذی ذهب حیاؤه أَو عقلُه، و هو البَلیدُ، یقال للرجل یُصاب فی حَمِیمه فیجزع لموته و تنسیه مصیبتُه الحیاءَ حتی تراه كالذاهب العقل. و التَّبَلُّدُ: نقیضُ التَّجَلد، بَلُدَ بَلادَةً فهو بلید، و هو استكانة و خضوع؛ قال الشاعر: أَلا لا تَلُمْهُ الیومَ أَنْ یَتَبَلَّدا، فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ یَتَجَلَّدا و تَبَلَّدَ أَی تردّد متحیراً. و أَبْلَدَ وَ تَبَلَّدَ: لحقته حَیْرَةٌ. و المَبْلُودُ: المتحیرُ لا فِعلَ له؛ و قال الشیبانی: هو المعتوه؛ قال الأَصمعی: هو المُنْقَطَعُ به، و كل هذا راجع إِلی الحَیْرَة، و أَنشد بیت أَبی زبید [حتی تراه كالمبلود] و المُتَبَلِّدُ: الذی یَتَرَدَّدُ متحیراً؛ و أَنشد للبید: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فی نِهاءِ صَعائِدٍ، سَبْعاً تُواماً، كامِلًا أَیَّامُها و قیل للمتحیر: مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذی یتحیر فی فلاة من الأَرض لا یهتدی فیها، و هی البَلْدَةُ. و كل بلد واسع: بَلْدَةٌ، قال الأَعشی یذكر الفلاة: و بَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ، للجِنِّ، بِاللیلِ فی حافاتِها، شُعَلُ و بَلَّدَ الرجلُ إِذا لم یتجه لشی‌ء. و بَلَّدَ إِذا نَكَّسَ فی العمل و ضَعُف حتی فی الجَرْیِ؛ قال الشاعر: جَرَی طَلَقاً حتی إِذا قُلْتُ سابِقٌ، تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا و التَّبَلُّدُ: التصفیقُ. و التَّبَلُّدُ: التلهف؛ قال عدیّ بن زید: سأَكْسِبُ مالًا، أَو تَقُومَ نَوائِحٌ علیَّ بِلَیْلٍ، مُبْدِیاتِ التَّبَلُّدِ و تَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نزل ببلد لیس به أَحدٌ یُلَهِّفُ نفسه. و المُتَبَلِّد: الساقط إِلی الأَرض؛ قال الراعی: و لِلدَّارِ فِیها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها عَقِیرٌ، و لِلْبَاكی بها المُتَبلِّدِ و كله من البَلادة. و البَلیدُ من الإِبل: الذی لا ینشّطه تحریك. و أَبْلَدَ الرجلُ: صارت دوابه بلیدةً؛ و قیل: أَبْلَدَ إِذا كانت دابته بَلیدَةً. و فرس بَلیدٌ إِذا تأَخر عن الخیل السوابق، و قد بَلُدَ بَلادَةً. و بَلَّدَ السحابُ: لم یمطر. و بَلَّدَ الإِنسانُ: لم یَجُدْ. و بَلَّدَ الفَرَسُ: لم یَسْبِق. و رجلٌ أَبْلَدُ: غلیظ الخَلْقِ. و یقال للجبال إِذا تقاصرت فی رأْی العین لظلمة اللیل: قد بَلَّدَتْ؛ و منه قول الشاعر: إِذا لم یُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَی و بَلَّدَتِ الأَعْلامُ باللیلِ كالأَكَمْ و البَلَنْدَی: العَریضُ. و البَلَنْدَی و المَلَنْدَی: الكثیر لحم الجنبین. و المُبْلَنْدی من الجمال الصلب الشدید: و بَلْدٌ: اسمُ موضع؛ قال الراعی
لسان العرب، ج‌3، ص: 97
یصف صقراً: إِذا ما انْجَلَتْ عنه غَدَاةُ صُبَابَةٍ، رأَی، و هو فی بَلْدٍ، خَرانِقَ مُنْشِدِ «1». و فی الحدیث ذكرُ بُلَیْدٍ؛ هو بضم الباء و فتح اللام، قریة لآل علیّ بواد قریب من یَنْبُع.

بند؛ ج3، ص: 97

: البَنْدُ: العَلمُ الكبیر معروف، فارسی معرّب؛ قال الشاعر: و أَسیافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ و‌فی حدیث أَشراط الساعةِ: أَنْ تَغْزو الرومُ فتسیر بثمانین بَنْداً؛ البَنْدُ: العَلمُ الكبیر، و جمعه بُنُود و لیس له جمعُ أَدْنی عَدَدٍ. و البَنْدُ: كل عَلَم من الأَعلام. و فی المحكم: من أَعلام الروم یكون للقائد، یكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر. و قال الهجیمیّ: البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ و أَنشد للمفضل: جاؤُوا یَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر: سمی العلم الضخم و اللواءُ الضخمُ البَنْدَ. و البَنْدُ: الذی یُسكِر من الماء؛ قال أَبو صخر: و إِنَّ مَعاجی لِلخِیامِ، و مَوْقِفی بِرابِیةِ البَنْدَینِ، بالٍ ثُمَامُها یعنی بیوتاً أُلقی علیها ثُمامٌ و شجر ینبت. اللیث: البَنْدُ حِیَلٌ مستعملة؛ یقال: فلان كثیر البُنود أَی كثیر الحیل. و البَنْدُ: بَیْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِرْزانٍ.

بهد؛ ج3، ص: 97

: بَهْدَی و ذو بَهْدَی: موضعان.

بود؛ ج3، ص: 97

: بادَ الشی‌ءُ بَواداً: ظهر، و سنذكره فی الیاء أَیضاً. و البَوْدُ: البئر.

بید؛ ج3، ص: 97

: بادَ الشی‌ءُ یَبیدُ بَیْداً وَ بیاداً و بُیوداً و بَیْدودَةً، الأَخیرة عن اللحیانی: انقطع و ذهب. و بَادَ یَبِیدُ بَیْداً إِذا هلك. و بادت الشمسُ بُیُوداً: غَرَبَتْ، منه، حكاه سیبویه. و أَباده اللَّه أَی أَهلكه. و‌فی الحدیث: فإِذا هم بِدِیَارٍ بادَ أَهلُها‌أَی هلكوا و انقرضوا. و‌فی حدیث الحور العین: نحن الخالداتُ فلا نَبِیدُ‌أَی لا نَهْلِكُ و لا نموت. و البَیْداءُ: الفلاة. و البَیْداءُ: المفازة المستویة یُجْری فیها الخیل، و قیل: مفازة لا شی‌ء فیها، ابن جنی: سمیت بذلك لأَنها تُبِیدُ من یَحِلُّها. ابن شمیل: البَیْداءُ المكان المستوی المُشْرِفُ، قلیلة الشجر جَرْداءُ تَقُودُ الیومَ و نِصْفَ یوم و أَقلَّ، و إِشرافها شی‌ء قلیل لا تراها إِلا غلیظة صُلْبَةً، لا تكون إِلا فی أَرضِ طِینٍ، و‌فی حدیث الحج: بَیْداؤُكم هذه التی یَكْذبون فیها علی رسول اللَّه، صلی الله علیه و آله و سلم، البَیْداءُ: المفازة لا شی‌ء بها، و هی هاهنا اسم موضع مخصوص بین مكة و المدینة، و أَكثر ما تَرِدُ و یراد بها هذه، و منه‌الحدیث: إِن قوماً یغزون البیت فإِذا نزلوا بالبیداء بعث اللَّه جبریل فیقول: یا بَیْداءُ أَبِیدیهِم فتخسف بهم‌أَی أَهلكیهم. و فی ترجمة قُطْرُبٍ: المُتْلِفُ القفر سمی بذلك لأَنه یتلف سالكه فی الأَكثر، كما سموا الصحراء بَیْداءَ لأَنها تُبید سالكها، و الإِبادَةُ: الإِهلاك، و الجمع بِیدٌ. كسَّروه تكسیر الصفات لأَنه فی الأَصل صفة، و لو كسَّروه تكسیر الأَسماء فقیل بَیْداوات لكان قیاساً، فأَما ما أنشده أَبو زید فی نوادره: هلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بِبَیْدَا، إِنَّهْ دَارٌ لِلَیْلی قد تَعَفَّتْ، إِنَّهْ قال ابن سیدة: إِن قال قائل ما تقول فی قوله بَیْدَا إِنَّهْ؟ هل یجوز أَن یكون صرف بیداءَ ضرورة
(1). قوله [غداة صبابة] كذا فی نسخة المؤلف برفع غداة مضافة إلی صبابة، بضم الصاد المهملة. و كذا هو فی شرح القاموس بالصاد مهملة من غیر ضبط، و قد خطر بالبال أنه غداة ضبابة بنصب غداة بالغین المعجمة علی الظرفیة و رفع ضبابة بالضاد المعجمة فاعل انجلت
لسان العرب، ج‌3، ص: 98
فصارت فی التقدیر بِبَیْداءٍ ثم إِنه شدّد التنوین ضرورة علی حدّ التثقیل فی قوله: ضَخْمٌ یُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا فلما ثقل التنوین و اجتمع ساكنان فتح الثانی من الحرفین لالتقائهما، ثم أَلحق الهاءَ لبیان الحركة كإِلحاقها فی هُنَّهْ؟ فالجواب أَن هذا غیر جائز فی القیاس و ذلك أَن هذا التثقیل إِنما أَصله أَن یلحق فی الوقف، ثم إِن الشاعر اضطر إِلی إِجراء الوصل مجری الوقف كما حكاه سیبویه من قولهم فی الضرورة" سَبْسَبَّا و كَلْكَدَّا و نحوه، فأَما إِذا كان الحرف مما لا یثبت فی الوقف البتة مخففاً، فهو من التثقیل فی الوصل أَو فی الوقف أَبعد، أَ لا تری أَن التنوین مما یحذفه الوقف فلا یوجد فیه البتة، فإِذا لم یوجد فی الوقف أَصلًا فلا سبیل إِلی تثقیله، لأَنه إِذا انتفی الأَصل الذی هو التخفیف هنا، فالفرع الذی هو التثقیل أَشدّ انتفاء، و أَجاز أَبو علی فی هذا ثلاثة أَوجه: فأَحدها أَن یكون أَراد ببَیْدا ثم أَلحق إِن الخفیفة و هی التی تلحق الإِنكار، نحو ما حكاه سیبویه من قول بعضهم و قیل له: أَ تخرج إِن أَخصبت البادیة؟ فقال: أَ أَنا إِنِّیَهْ؟ منكراً لرأْیه أَن یكون علی خلاف أَن یخرج، كما تقول: أَ لمثلی یقال هذا؟ أَنا أَول خارج إِلیها، فكذلك هذا الشاعر أَراد: أَ مثلی یُعَرَّف ما لا ینكره، ثم إِنه شدد النون فی الوقف ثم أَطلقها و بقی التثقیل بحاله فیها علی حدّ سَبْسَبَّا، ثم أَلحق الهاء لبیان الحركة نحو كتابیه و حسابیه و اقتده، و الوجه الآخر أَن یكون أَراد إِنّ التی بمعنی نعم فی قوله: و یَقُلْنَ شَیْبٌ قد عَلاكَ، و قد كبِرْتَ، فَقُلْتُ إِنَّهْ أَی نعم، و الوجه الثالث أَن یكون أَراد إِن التی تنصب الاسم و ترفع الخبر و تكون الهاء فی موضع نصب لأَنها اسم إِنّ، و یكون الخبر محذوفاً كأَنه قال: إنّ الأَمر كذلك، فیكون فی قوله بَیْدا إِنَّهْ قد أَثبت أَن الأَمر كذلك فی الثلاثة الأَوجه، لأَن إِنّ التی للإِنكار مؤكدة موجبة، و نعم أَیضاً كذلك، «2» و إِن الناصبة أَیضاً كذلك، و یكون قصر ببیداء فی هذه الثلاثة الأَوجه كما قصر الآخر ما مدّته للتأْنیث فی نحو قوله: لا بُدّ مِن صَنْعَا، و إِنْ طالَ السَّفَرْ قال أَبو علی: و لا یجُوز أَن تكون الهمزة فی بَیْدا إِنَّهْ هی همزة بیداء لأَنه إِذا جرّ الاسم «3» غیر المنصرف و لم یكن مضافاً و لا فیه لامُ المَعْرفة وجب صرفه و تنوینه، و لا تنوین هنا لأَن التنوین إِنما یفعل ذلك بحرف الإِعراب دون غیره، و أَجاز أَیضاً فی تَعَفَّتْ إِنَّهْ هذه الأَوجه الثلاثة التی ذكرناها. و البَیْدانَةُ: الحمارة الوحشیة أُضیفت إِلی البیداء، و الجمعُ البیدانات و أَتانٌ بَیْدانَةٌ: تَسْكُن البَیْداءَ. و البَیْدانَةُ: الأَتان اسم لها، قال الشاعر: و یَوْماً علی صَلْتِ الجَبِینِ مُسَحَّجٍ، و یوماً علی بَیْدانَةٍ أُمِّ تَوْلَبِ یرید حمار وحش. و الصلت: الواضح الجبین. و المسحج: المُعَضَّضُ، و یروی: فیوْماً علی سِرْبٍ نَقِیٍّ جُلُودُه یعنی بالسرب القطیع من بقر الوحش، یرید یوماً أُغِیرُ بهذا الفرس علی بقر وحش أَو حمیر وحش. و فی تسمیة
(2). قوله" و نعم أیضاً كذلك" كذا فی نسخة المؤلف و الأولی و التی بمعنی نعم أیضاً كذلك. (3). قوله" إذا جرّ الاسم" أی كسر، و قوله وجب صرفه أی تنوینه فعطفه علیه تفسیر، و هذا كله للضرورة. و قوله: لأن التنوین إنما یفعل ذلك إلخ كذا فی نسخة المؤلف و لعل الأولی لأن التنوین إنما یكون فی حرف الإعراب إلخ یعنی و حرف الإعراب و هو الهمزة قد حذف.
لسان العرب، ج‌3، ص: 99
الأَتان البَیْدانَةَ قولان: أَحدهما إِنها سمیت بذلك لسكونها البَیْداءَ، و تكون النون فیها زائدة و علی هذا القول جمهور أَهل اللغة، و القول الثانی: إِنها العظیمة البدن، و تكون النون فیها أَصلیةً. و بَیْدَ: بمعنی غیر، یقال: رجل كثیر المال بَیْدَ أَنَّه بخیل، معناه غیر أَنه بخیل، حكاه ابن السكیت، و قیل: هی بمعنی علی، حكاه أَبو عبید. قال ابن سیدة: و الأَول أَعلی، و أَنشد الأُمَوِیُّ لرجل یخاطب امرأَةً: عَمْداً فَعَلْتُ ذاك، بَیْدَ أَنِّی إِخالُ إِن هَلَكْتُ، لم تَرِنِّی یقول علی أَنی أَخاف ذلك. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: أَنا أَفصح العرب بَیْدَ أَنِّی من قریش و نشأْت فی بنی سعد، بَیْدَ: بمعنی غیر. و‌فی حدیث آخر: نحن الآخرون السابقون یوم القیامة بَیْدَ أَنهم أُوتوا الكتابَ من قبلنا و أُوتیناه من بعدهم، قال الكسائی: قوله بَیْدَ معناه غیر، و قیل: معناه علی أَنهم، و‌قد جاء فی بعض الروایات بَایْدَ أَنَّهُمْ، قال ابن الأَثیر: و لم أَره فی اللغة بهذا المعنی. و قال بعضهم: إِنها بأَید أَی بقوة، و معناه نحن السابقون إِلی الجنة یوم القیامة بقوة أَعطاناها اللَّه و فضلنا بها، قال أَبو عبید: و فیه لغة أُخری مَیْدَ، بالمیم، كما قالوا أَغْمَطَتْ علیه الحمّی و أَغْبَطَتْ، و سَبَّدَ رأْسه و سمَّدَهُ. و بَیْدانُ: اسم رجل، حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد: مَتی أَنْفَلِتْ من دَیْنِ بَیْدانَ، لا یَعُدْ لِبَیْدانَ دَیْنٌ فی كرائِم مَالِیَا علی أَننی قد قلتُ منْ ثِقَةٍ به: أَلا إِنَّما باعتْ یمینی شمالیا و بَیْداءُ: موضع بین مكة و المدینة، قال الأَزهری: و بین المسجدین أَرضٌ ملساءُ اسمها البَیْداءُ، و‌فی الحدیث: إِن قوماً یغزون البیت فإِذا نزلوا البیداءَ بعث اللَّه علیهم جبریل، علیه السلام، فیقول: یا بَیْداءُ بِیدِی بِهِم، و فی روایة: أبِیدِیهِم، فتخسف بهم.و بَیْدانُ: موضع، قال: أَ جَدَّك لَنْ تَرَی بِثُعَیْلَباتٍ، و لا بَیْدانَ، ناجِیَةً ذَمُولا استعمل لن فی موضع لا.

فصل التاء؛ ج3، ص: 99

تقد؛ ج3، ص: 99

: ابن سیدة: التِّقْدَةُ، بكسر التاء، و التَّقْدَةُ؛ الأَخیرة عن الهروی: الكُسْبَرَةُ. و التقدة: الكَرَوْیاءُ؛ و فی حدیث عطاء: و ذكر الحبوب التی تجب فیها الصدقة و عدّ التَّقْدَة هی الكُزْبَرَةُ؛ و قیل: الكرویا، و قد تفتح التاء و تكسر القاف؛ و قال ابن درید: هی التِّقْرِدَةُ، و أَهل الیمن یسمون الأَبزار التِّقْرِدَةَ. و التَّقِیدَةُ: موضع.

تقرد؛ ج3، ص: 99

: التِّقْرِدَةُ: الكسبرة؛ عن ابن درید؛ قال: و التِّقْرِدَةُ الأَبزار كلها عند أَهل الیمن. التهذیب فی الرباعی: التِّقْرِدُ الكرویا، قال الأَزهری: و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: التِّقْدَةُ الكزبرة و التِّقْدَةُ الكرویا. قال الأَزهری: و هذا هو الصحیح، و أَما التِّقْرِدُ فلا أَعرفه فی كلام العرب.

تلد؛ ج3، ص: 99

: التالد: المال القدیم الأَصلِیُّ الذی وُلد عندك، و هو نقیض الطارف. ابن سیدة: التَّلْدُ و التُّلْدُ و التِّلادُ و التَّلِیدُ و الإِتْلادُ كالإِسْنامِ و المُتْلَدُ، الأَخیرة عن ابن جنی: ما وُلد عندك من مالك أَو نُتج، و لذلك حكم یعقوب أَن تاءه بدل من الواو، و هذا لا یقوی، لأَنه لو كان ذلك لَرُدَّ فی بعض تصاریفه إِلی الأَصل. و قال بعض النحویین: هذا كله من الواو فإِذا كان
لسان العرب، ج‌3، ص: 100
ذلك، فهو معتل؛ و قیل: التِّلاد كل مال قدیم من حیوان و غیره یورث عن الآباء، و هو التالد و التلید و المُتْلَدُ؛ قال الشاعر یصف خیلًا: تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَیْنا هُنَّهْ، نِعْمَ الحُصُونُ و العَتادُ هُنَّهْ و تَلَدَ المالُ یَتْلِدُ و یَتْلُدُ تُلوداً و أَتْلَدَه هو و أَتلد الرجلُ إِذا اتخذ مالًا. و مال مُتْلَد و خُلُقٌ مُتْلَد: قدیم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ما ذا رُزِینا مِنْكِ. أُمَّ مَعْبَدِ، مِنْ سَعَةِ الحِلْم و خُلْقٍ مُتْلَدِ و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود أَنه قال فی سورة بنی إِسرائیل و الكهف و مریم و طه و الأَنبیاء: هنّ من العتاق الأُوَلِ و هن من تِلادِی‌یعنی السور أَی من قدیم ما أَخذتُ من القرآن، شبههن بِتلاد المال. و‌فی روایة أُخری: آل حم من تِلادِی‌أَی من أَوّل ما أَخذته و تعلمتُه بمكة. و‌فی حدیث العباس: فهی لهم تالِدةٌ بالِدةٌ‌یعنی الخلافة، و البالدُ إِتباع التَّالِد. و قال اللحیانی: رجل تلید فی قوم تُلَداءَ و امرأَة تلِید فی نسوة تَلائِدَ و تُلُدٍ. و تَلِدَ فیهم یَتْلَدُ: أَقام. ابن الأَعرابی: تَلَّدَ الرجلُ إِذا جمع و منع. و جاریة تلِیدة إِذا ورثها الرجل فإِذا وُلِدتْ عنده فهی وَلِیدَة. و‌روی عن شریح: أَن رجلًا اشتری جاریة و شرط أَنها مُوَلَّدةٌ فوجدها تَلیدَةً فردّها شریح.قال القتیبی: التَّلیدة هی التی وُلدت ببلاد العجم و حُملت فنشأَت ببلاد العرب، و المُوَلَّدة بمنزلة التِّلاد: و هو الذی وُلد عندك؛ و قیل: المُوَلَّدَةُ التی وُلدت فی بلاد الإِسلام، و الحكم فیه إِن كان هذا الاختلاف یؤثر فی الغرض أَو القیمة وجب له الرَّد، و إِلَّا فلا؛ و روی عن الأَصمعی أَنه قال: التلید ما ولد عند غیرك ثم اشتریته صغیراً فثبت عندك، و التِّلادُ ما وَلَدْتَ أَنت؛ قال أَبو منصور: سمعت رجلًا من أَهل مكة یقول: تلادی بمكة أَی میلادی. ابن شمیل: التلید الذی وُلد عندك، و هو المُوَلَّد و الأُنثی المُوَلَّدةُ، و المُوَلَّد و المُوَلَّدةُ و التلید واحد عندنا، رواه المصاحفی عنه. و روی شمر عنه أَنه قال: تِلادُ المال ما تَوالَدَ عندك فتَلِدَ من رقیق أَو سائمة. وَ تَلِدَ فلان عندنا أَی وَلَدْنا أُمه و أَباه؛ قال الأَعشی: تَدِرُّ، علی غیر أَسمائها، مُطَرَّفَةٌ بعد إِتْلادِها یقول: كانت من تِلادِهم فصارت طارفاً عندك حین أَخذتها. و تَلَدَ فلان فی بنی فلان یَتْلُد: أَقام فیهم، و تَلَدَ بالمكان تلوداً أَی أَقام به. و أَتْلَدَ أَی اتخذ المال. و التلید: الذی وُلد ببلاد العجم ثم حمل صغیراً فثبت فی بلاد الإِسلام. و‌فی حدیث عائشة: أَنها أَعتقت عن أَخیها عبد الرحمن تِلاداً من تِلادها، فإِنه مات فی منامه؛ و فی نسخة تِلاداً من أَتلاده. و الأَتْلادُ: بطون من عبد القیس، یقال لهم أَتْلادُ عُمانَ، و ذلك لأَنهم سكنوها قدیماً. و التُّلْدُ: فرخ العُقاب.

تمرد؛ ج3، ص: 100

: التهذیب فی الرباعی، ابن الأَعرابی: یقال لبُرج الحمام: التِّمرادُ، و جمعه التَّمارید؛ و قیل: التَّمارید محاضین الحمام فی برج الحمام، و هی بیوت صغار یبنی بعضها فوق بعض.

تود؛ ج3، ص: 100

: التُّودُ: شجر؛ و به فسر قول أَبی صخر الهذلی: عَرَفْت من هِنْدَ أَطْلالًا بذی التُّودِ قَفْراً، و جاراتِها البِیضِ الرَّخاوِیدِ الأَزهری: و أَما التَّوادِی فواحدتها تَوْدِیَةٌ، و هی
لسان العرب، ج‌3، ص: 101
الخشبات التی تُشدّ علی أَخلاف الناقة إِذا صُرَّتْ لئلَّا یرضعها الفصیل؛ قال: و لم أَسمع لها بفعل، و الخیوط التی تُصَرُّ بها هی الأَصِرَّةُ واحدها صِرارٌ؛ قال: و لیست التاء بأَصلیة فی هذا و لا فی التُّؤَدَةِ بمعنی التأَنی فی الأَمر.

تید؛ ج3، ص: 101

: ابن الأَعرابی: التَّیْدُ الرفق؛ یقال: تَیْدَك یا هذا أَی اتَّئِدْ. و قال ابن كیسان: بَلْهَ و رُوَیْدَ و تَیْدَ یخفضن و ینصبن، رُوَیْدَ زیداً و زیدٍ، و بَلْهَ زیداً و زید، و تَیْدَ زیداً و زید؛ قال: و ربما زید فیها الكاف للخطاب فیقال رُوَیْدَكَ زیداً، و تَیْدَك زیداً، فإِذا أَدخلت الكاف لم یكن إِلا النصبُ، و إِذا لم تدخل الكافَ فالخفض علی الإِضافة لأَنها فی تقدیر المصدر، كقوله عز و جل: فَضَرْبَ الرِّقٰابِ.

فصل الثاء؛ ج3، ص: 101

ثأد؛ ج3، ص: 101

: الثَّأَدُ: الثری. و الثَّأَدُ: النَّدَی نفسُه. و الثَّئِید: المكان النَّدِیُّ: و ثَئِدَ النبتُ ثَأَداً، فهو ثَئِدٌ: نَدِیَ؛ قال الأَصمعی: قیل لبعض العرب: أَصِبْ لنا موضعاً أَی اطْلُبْ، فقال رائدهم: وجدتُ مكاناً ثَئِداً مَئِداً. و قال زید بن كُثْوَةَ: بعثوا رائداً فجاء و قال: عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأَنه أَسْوُقُ نساء بنی سَعد؛ و قال رائد آخر: سَیْلٌ و بَقْلٌ و بَقِیلٌ، فوجدوا الأَخیر أَعقلهما. ابن الأَعرابی: الثَّأْدُ النَّدَی و القذر و الأَمر القبیح؛ الصحاح: الثأْدُ النَّدَی و القُرُّ؛ قال ذو الرمة: فَباتَ یُشْئِزُهُ ثَأْدٌ، و یُسْهِرُهُ تَذَؤُّبُ الریحِ، و الوَسْواسُ و الهَضَبُ قال: و قد یحرّك. و مكان ثَئِدٌ أَی ندٍ. و رجل ثَئِدٌ أَی مَقْرورٌ؛ و قیل: الأَثْآدُ العُیوبُ، و أَصله البَلَلُ. ابن شمیل: یقال للمرأَة إِنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أَی كثیرة اللحم. و فیها ثَآدَةٌ مثل سعادة. و فخذٌ ثَئِدَةٌ: رَیَّاء ممتلئة. و ما أَنا بابن ثَأْداءَ و لا ثَأَداء أَی لستُ بعاجز؛ و قیل: أَی لم أَكن بخیلًا لئیماً. و هذا المعنی أَراد الذی‌قال لعمر بن الخطاب، رضی الله تعالی عنه، عامَ الرَّمادَة: لقد انكشفتْ و ما كنتَ فیها ابنَ ثَأْداءَ أَی لم تكن فیها كابن الأَمة لئیماً، فقال: ذلك لو كنتُ أُنفق علیهم من مال الخطاب؛ و قیل فی الثأْداء ما قیل فی الدَّأْثاءِ من أَنها الأَمة و الحمقاء جمیعاً. و ما لَهُ ثَئِدَت أُمُّه كما یقال حَمِقَتْ [حَمُقَتْ. الفراء: الثَّأَداءُ و الدَّأَثاءُ الأَمة، علی القلب؛ قال أَبو عبید: و لم أَسمع أَحداً یقول هذا بالفتح غیرَ الفراء، و المعروف ثَأْداءُ و دَأْثاءُ؛ قال الكمیت: و ما كُنَّا بنی ثَأْدَاءَ، لَمَّا شَفَیْنا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ و رواه یعقوب: حتی شفینا. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال فی عام الرمادة: لقد هممتُ أَن أَجعل مع كل أَهل بیت من المسلمین مثلَهُم فإِن الإِنسان لا یَهْلِكُ علی نصف شِبَعِه، فقیل له: لو فعلتَ ذلك ما كنتَ فیها بابن ثَأْدَاءَ؛ یعنی بابن أَمة أَی ما كنت لئیماً؛ و قیل: ضعیفاً عاجزاً. و كان الفراء یقول: دَأَثاءَ و سَحَناء لمكان حروف الحلق؛ قال ابن السكیت: و لیس فی الكلام فَعَلاءُ، بالتحریك، إِلَّا حرف واحد و هو الثَّأَدَاءُ، و قد یسكن یعنی فی الصفات؛ قال: و أَما الأَسماء فقد جاءَ فیه حرفان قَرَماءُ و جَنَفَاءُ، و هما موضعان؛ قال الشیخ أَبو محمد بن بری: قد جاء علی فَعَلاءَ ستة أَمثلة و هی ثَأَداءُ و سَحَناءُ و نَفَساءُ لغة فی نُفَساء، و جَنَفاءُ و قَرَماءُ و حَسَداءُ، هذه الثلاثة أَسماء مواضعَ؛ قال الشاعر فی جَنَفاءَ:
لسان العرب، ج‌3، ص: 102
رَحَلْتُ إِلَیْكَ من جَنَفاءَ، حتی أَنَخْتُ فِناءَ بَیْتِك بالمَطَالی و قال السُّلَیْكُ بنُ السُّلَكَةِ فی قَرَماءَ: علی قَرَماءَ عالِیَة شواه، كَأَنَّ بیاضَ غُرَّته خِمارُ و قال لبید فی حَسَداءَ: فَبِتْنا حیثُ أَمْسَیْنا ثلاثاً علی حَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ

ثرد؛ ج3، ص: 102

: الثَّرِیدُ معروف. و الثَّرْدُ: الهَشْمُ؛ و منه قیل لما یُهشم من الخبز و یُبَلُّ بماء القِدْرِ و غیره: ثَریدة. و الثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ یَثْرُدُهُ ثَرْداً، فهو ثرید. و ثَرَدْتُ الخبز ثَرْداً: كسرته، فهو ثَریدٌ و مَثْرُود، و الاسم الثُّردة، بالضم. و الثَّریدُ و الثَّرودَةُ: ما ثُرِدَ من الخبز. و اثَّرَدَ ثریداً و اتَّرَدَه: اتخذه. و هو مُتَّرِد، قلبت الثاء تاء لأَن الثاء أُخت التاء فی الهمس، فلما تجاورتا فی المخرج أَرادوا أَن یكون العمل من وجه فقلبوها تاء و أَدغموها فی التاء بعدها، لیكون الصوت نوعاً واحداً، كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفیفاً أَبدلوها إِلی لفظ الدال بعدها فقالوا وَدٌّ. غیره: اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ علی افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان فی كلمة واحدة وجب الإِدغام، إِلَّا أَن الثاء لما كانت مهموسة و التاء مجهورة «4» لم یصح ذلك، فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه فی مثله، و ناس من العرب یبدلون من التاء ثاء فیقولون: اثَّرَدْتُ، فیكون الحرف الأَصلی هو الظاهر؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَلا یا خُبْزَ یا ابْنَةَ یَثْرُدانٍ، أَبَی الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا یَنامُ و بَرْقٍ لِلعَصیدَةِ لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْت فی القِدْرِ السَّناما «5». قال: یَثْرُدانٍ غلامان كانا یثردان فَنَسَب الخُبزة إِلیهما و لكنه نوّن و صرف للضرورة، و الوجه فی مثل هذا أَن یحكی، و رواه الفراء أُثْرُدانٍ فعلی هذا لیس بفعل سمی به إِنما هو اسم كأُسْحُلان و أُلْعُبانٍ؛ فحكمه أَن ینصرف فی النكرة و لا ینصرف فی المعرفة؛ قال ابن سیدة: و أَظن أُثْرُدانَ اسماً للثرید أَو المثرود معرفةً، فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ینصرف لكن صرفه للضرورة، و أَراد أَبی صاحب الحلقوم بعدك لا ینام لأَن الحلقوم لیس هو وحده النائم، و قد یجوز أَن یكون خص الحلقوم هاهنا لأَن ممرّ الطعام إِنما هو علیه، فكأَنه لما فقده حنَّ إِلیه فلا یكون فیه علی هذا القول حذف. و قوله: و برقٍ للعصیدة لاح وهناً، إِنما عنی بذلك شدّة ابیضاض العصیدة فكأَنما هی برق، و إِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلی العصیدة كتطلع المجدب إِلی البرق أَو كتطلع العاشق إِلیه إِذا أَتاه من ناحیة محبوبه. و قوله: كما شققت فی القِدر السناما، یرید أَن تلك العصیدة بیضاء تلوح كما یلوح السنام إِذا شقق، یعنی بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم. و یقال: أَكلنا ثَریدة دَسِمَةً، بالهاء، علی معنی الاسم أَو القطعة من الثرید. و‌فی الحدیث: فضل عائشة علی النساء كفضل الثرید علی سائر الطعام!؛ قیل: لم یرد عین الثرید و إِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم و الثَّریدِ معاً لأَن الثرید غالباً لا یكون إِلَّا من لحم، و العرب قلما تتخذ طبیخاً و لا سیما بلحم. و یقال: الثرید أَحد اللحمین بل اللذة و القوَّة إِذا كان اللحم نضیجاً فی المرق أَكثر ما یكون فی نفس اللحم. و التَّثْریدُ فی الذبح: هو الكسر قبل أَن یَبْرُدَ، و هو
(4). قوله [و التاء مجهورة] المشهور أن التاء مهموسة. (5). فی هذا البیت إقواء
لسان العرب، ج‌3، ص: 103
منهیٌّ عنه. و ثَرَدَ الذَّبِیحَة: قَتَلها من غیر أَن یَفْرِیَ أَوْداجَها؛ قال ابن سیدة: و أُری ثَرَّدَه لغة. و قال ابن الأَعرابی: المُثَرِّدُ الذی لا تكون حدیدته حادَّة فهو یفسخ اللحم؛ و‌فی الحدیث؛ سئل ابن عباس عن الذبیحة بالعُودِ فقال: ما أَفْرَی الأَوْداجَ غیرُ المُثَرِّدِ، فكُلْ.المُثَرِّدُ: الذی یقتُلُ بغیر ذكاة. یقال: ثَرَّدْتَ ذَبیحَتَك. و قیل: التَّثْریدُ أَن یَذْبَحَ الذبیحةَ بشی‌ء لا یُنْهِرُ الدَّمَ و لا یُسیلُهُ فهذا المُثَرِّدُ. و ما أَفْرَی الأَوداجَ من حدید أَو لِیطَةٍ أَو طَرِیرٍ أَو عود له حد، فهو ذكیٌّ غیرُ مُثَرِّدٍ، و یروی غیرُ مُثَرَّدٍ، بفتح الراء، علی المفعول، و الروایة كُلْ: أَمْرٌ بالأَكلِ، و قد ردَّها أَبو عبید و غیره. و قالوا: إِنما هی كلُّ ما أَفْرَی الأَوْداجَ أَی كلُّ شی‌ءٍ أَفْرَی، و الفَرْیُ القطع. و‌فی حدیث سعید و سئل عن بعیر نحروه بعود فقال: إِن كانَ مارَ مَوْراً فكلوه، و إِن ثَرَدَ فلا.و قیل: المُثَرِّدُ الذی یذبح ذبیحته بحجر أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك، و قد نُهِیَ عنه، و المِثْرادُ: اسم ذلك الحجر؛ قال: فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ابن الأَعرابی: ثَرِدَ الرجلُ إِذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً. و ثوبٌ مَثْرُودٌ أَی مغموس فی الصِّبْغ؛ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران‌أَی صبغته؛ و ثوب مَثْرُود. و الثَّرَدُ، بالتحریك: تشقق فی الشفتین. و الثَّرْدُ: المطر الضعیف؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال: و قیل لأَعرابی ما مَطَرُ أَرضك؟ قال: مُرَكَّكَةٌ فیها ضُروس، و ثَرْدٌ یَذُرُّ بقلُه و لا یُقَرِّحُ أَصْلُه؛ الضروس: سحائب متفرقة و غیوث یفرق بینها رَكاكٌ، و قال مرة: هی الجَوْدُ. و یَذُرُّ: یطلعُ و یظهر، و ذلك أَنه یَذُرُّ من أَدنی مطر، و إِنما یَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف. و لا یُقَرِّحُ البَقْلُ إِلَّا مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد، و تقریحه نبات أَصله، و هو ظهور عوده. و الثَّرِیدُ القُمُّحانُ؛ عن أَبی حنیفة، یعنی الذی یعلو الخمر كأَنه ذریرة. و اثْرَنْدَی الرجل: كثر لحم صدره.

ثرمد؛ ج3، ص: 103

: ثَرْمَدَ اللحمَ: أَساء عمله؛ و قیل: لم یُنْضِجْه. و أَتانا بشِواءٍ قد ثَرْمده بالرَّماد؛ ابن درید: الثَّرْمَدُ من الحَمْض و كذلك القُلَّامُ و الباقلاء. و قال أَبو حنیفة: الثَّرْمَدَةُ من الحَمْضِ تسمو دون الذراع، قال: و هی أَغلظ من القُلَّامِ أَغصانٌ بلا ورق، خضراءُ شدیدةُ الخُضْرةِ، و إِذا تقادمت سنتین غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذَت أَمشاطاً لِجَوْدَتِها و صلابَتِها، تصْلُب حتی تكاد تُعْجِز الحدید، و یكونُ طول ساقها إِذا تقادمت شبراً. و ثَرْمَدُ و ثَرْمَداءُ «1» موضعان؛ قال حاتم طی‌ء: إِلی الشِّعْبِ من أَعلی مَشارٍ فَثَرْمَدٍ، فَیَلْدَةَ مَبْنَی سِنْبِسٍ لابنَة الغَمْرِ و قال علقمة: و ما أَنت أَمَّا ذِكْرُها رَبَعِیَّةٌ، یُخَطُّ لها من ثَرْمَداءَ قَلِیبُ قال أَبو منصور: و رأَیت ماء فی دیار بنی سعد یقال له ثَرْمَداءُ، و رأَیت حوالیه القاقُلَّی و هو من الحمْضِ معروف؛ و قد ذكره العجاج فی شعره:
(1). قوله [و ثرمداء] فی القاموس و شرحه بالفتح و المد: موضع خصیب یضرب به المثل فی خصبه و كثرة عشبه، فیقال: نعم مأوی المعزی ثرمداء، كذا فی مجمع الأَمثال، و فی معجم البكری هو موضع فی دیار بنی نمیر أو بنی ظالم من الوشم بناحیة الیمامة. و قال علقمة: و ما أنت إلخ أو ماء فی دیار بنی سعد و ثمرد كجعفر شعب بأجأ أحد جبلی طی‌ء لبنی ثعلبة:
لسان العرب، ج‌3، ص: 104
لِقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحِی، بِثَرْمَداءَ جَهْرَةَ الفِصاحِ أَی علانیة. وحاه: قضاه و كتبه. قال أَبو منصور: ثَرْمَداءُ ماء لبنی سعد فی وادی السِّتاریْن قد وردتُه، یُسْتَقَی منه بالعقال لقرب قعره. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كتب لحُصَین بن نَضلة الأَسدی: إِن له تَرْمُدَ و كَشْفَةَ؛ هو بفتح التاء المثناة و ضم المیم، موضع فی دیار بنی أَسد، و بعضهم یقوله بفتح الثاء المثلثة و المیم و بعد الدال المهملة أَلف، و أَما تِرمِذ، بكسر التاء و المیم، فالبلد المعروف بخراسان.

ثرند؛ ج3، ص: 104

: اللحیانی: اثْرَنْدَی الرجلُ إِذا كثر لحم صدره، و ابْلَنْدَی إِذا كثر لحم جنبیه و عظما، و ادْلَنْظَی إِذا سمن و غَلُظَ. و رجل مُثْرَنْدٍ و مُثْرَنْتٍ: مُخْصِبٌ.

ثعد؛ ج3، ص: 104

: الثَّعْدُ: الرُّطَبُ، و قیل: البُسْرُ الذی غلبه الإِرطاب؛ قال: لَشَتَّانَ ما بینی و بین رُعاتِها، إِذا صَرْصَرَ العصفورُ فی الرُّطَبِ الثَّعْدِ الواحدة ثَعْدَةٌ. و رطبة ثَعْدَةٌ مَعْدَةٌ: طریة؛ عن ابن الأَعرابی. قال الأَصمعی: إِذا دخل البسرةَ الإِرْطابُ و هی صُلبة لم تنهضم بعدُ فهی خَمْسة، فإِذا لانت فهی ثَعْدَةٌ، و جمعها ثُعْدٌ. و‌فی حدیث بَكَّار بن داود قال: مر رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بقوم ینالون من الثَّعْد و الحُلْقان و أَشْلٍ من لحم و ینالون من أَسقیة لهم قد علاها الطُّحْلُبُ، فقال: ثكلتكم أُمهاتكم أَ لهذا خلقتم أَو بهذا أُمرتم؟ ثم جاز عنهم فنزل الروح الأَمین و قال: یا محمد، ربك یقرئك السلام و یقول: إِنما بعثتك مؤلفاً لأُمتك و لم أَبعثك منفراً، ارجع إِلی عبادی فقل لهم: فلیعملوا و لیسددوا و لییسروا؛ الثَّعد: الزُّبْدُ. و الحُلْقان: البسرُ الذی قد أَرْطَبَ بعضه. و أَشل: من لحم الخروف المشوی؛ قال ابن الأَثیر: كذا فسره إِسحق بن إِبراهیم القرشی أَحد رواته، فأَما الثَّعْدُ فی اللغة فهو ما لان من البُسر. و بقل ثَعْدٌ مَعْدٌ: غَضٌّ رَطْبٌ رَخْصٌ، و المعد إِتباع لا یفرد و بعضهم یفرده؛ و قیل: هو كالثَّعْدِ من غیر إِتباع. و حكی بعضهم: اثْمَعَدَّ الشی‌ءُ لانَ و امتدّ، فإِما أَن یكون من باب قُمارِص فیكون هذا بابه؛ قال ابن سیدة: و لا ینبغی أَن یُهجم علی هذا من غیر سماع، و إِما أَن تكون المیم أَصلیة فیكون فی الرباعی. و ما لَهُ ثَعْدٌ و لا مَعْدٌ «1» أَی قلیل و لا كثیر. و ثَرًی ثَعْدٌ و جَعْدٌ إِذا كان لیناً.

ثفد؛ ج3، ص: 104

: ابن الأَعرابی: الثَّفافِیدُ سحائبُ بیضٌ بعضها فوق بعض. و الثَّفافِیدُ: بطائن كل شی‌ء من الثیاب و غیرها. و قد ثَفَّدَ درعه بالحدید أَی بَطَّنَهُ؛ قال أَبو العباس و غیره: تقول فَثافِیدُ. غیره: المَثافِدُ و المثافیدُ ضرب من الثیاب؛ و قیل: هی أَشیاء خفیة توضع تحت الشی‌ء؛ أَنشد ثعلب: یُضِی‌ءُ شَماریخَ قَدْ بُطِّنَتْ مَثافِیدَ بِیضاً، و رَیْطاً سِخانَا و إِنما عنی هنا بطائن سحاب أَبیض تحت الأَعلی، واحدها مُثْفَدٌ فقط؛ قال ابن سیدة: و لم نسمع مِثْفاداً فأَمَّا مثافید، بالیاء، فشاذ.

ثكد؛ ج3، ص: 104

: ثُكُدٌ «2» اسم ماء؛ قال الأَخطل:
(1). قوله [و ما له ثعد و لا معد إلخ] كذا أورده صاحب القاموس بالعین المهملة. قال الشارح و هو تصحیف و ضبطه الصاغانی بإعجام الغین فیهما. (2). قوله [ثكد] فی القاموس و شرحه بفتح فسكون و یروی بضم فسكون: ماء لبنی تمیم، و نص التكملة لبنی نمیر. و ثكد، بضمتین: ماء آخر بین الكوفة و الشام، قال الأَخطل إلخ:
لسان العرب، ج‌3، ص: 105
حَلَّتْ صُبَیْرَةُ أَمْواهَ العِدادِ، و قدْ كانتْ تَحُلُّ، و أَدْنَی دارِها ثُكُدُ

ثمد؛ ج3، ص: 105

: الثَّمْدُ و الثَّمَدُ: الماء القلیل الذی لا مادّ له، و قیل: هو القلیل یبقی فی الجَلَد، و قیل: هو الذی یظهر فی الشتاء و یذهب فی الصیف. و فی بعض كلام الخطباء: و مادَّةٌ من صحة التَّصَوُّرِ ثَمِدَةٌ بَكِئَةٌ، و الجمع أَثْمادٌ. و الثِّمادُ: كالثَّمَدِ؛ و‌فی حدیث طَهْفَة: و افْجُرْ لهم الثَّمَدَ،و هو بالتحریك، الماء القلیل أَی افْجُرْهُ لهم حتی یصیر كثیراً؛ و منه‌الحدیث: حتی نزل بأَقصی الحدیبیة علی ثَمَدٍ؛ و قیل: الثِّمادُ الحُفَرُ یكون فیها الماءُ القلیل؛ و لذلك قال أَبو عبید: سُجِرَتِ الثِّمادُ إِذا ملئت من المطر، غیر أَنه لم یفسرها. قال أَبو مالك: الثَّمْدُ أَن یعمد إِلی موضع یلزم ماء السماءِ یجعَلُه صَنَعاً، و هو المكان یجتمع فیه الماء، و له مسایل من الماءِ، و یحفِرَ فی نواحیه ركایا فیملؤُها «1» من ذلك الماءِ، فیشرب الناس الماءَ الظاهر حتی یجف إِذا أَصابه بَوارِحُ القَیظ و تبقی تلك الركایا فهی الثِّمادُ؛ و أَنشد: لَعَمْرُكَ، إِنَّنی و طِلابَ سَلْمَی لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا و الظَّنون: الذی لا یوثق بمائه. ابن السكیت: اثْتَمَدْتُ ثَمَداً أَی اتخذت ثَمَداً، و اثَّمَدَ بالإِدغام أَی ورد الثَّمَدَ؛ ابن الأَعرابی: الثَّمَدُ قَلْتٌ یجتمع فیه ماءُ السماءِ فیشرب به الناس شهرین من الصیف، فإِذا دخل أَول القیظ انقطع فهو ثَمَدٌ، و جمعه ثِماد. و ثَمَدَهُ یَثْمِدُه ثَمْداً و اثَّمَدَهُ و اسْتَثْمَدَهُ: نَبَثَ عنه التراب لیخرج. و ماءٌ مَثْمود: كثر علیه الناس حتی فنی و نَفِدَ إِلا أَقلَّه. و رجل مثمود: أُلِحَّ علیه فی السؤَال فأَعطی حتی نَفِدَ ما عنده. و ثَمَدَتْهُ النساء: نَزَفْنَ ماءه من كثرة الجماع و لم یبق فی صلبه ماءٌ. و الإِثْمِدُ: حجر یتخذ منه الكحْل، و قیل: ضرب من الكحل، و قیل: هو نفس الكحل، و قیل شبیه به؛ عن السیرافی؛ قال أَبو عمرو: یقال للرجل یَسْهَرُ لیله ساریاً أَو عاملًا فلانٌ یجعل اللیل إِثْمِداً أَی یسهر فجعل سواد اللیل لعینیه كالإِثمد لأَنه یسیر اللیل كله فی طلب المعالی؛ و أَنشد أَبو عمرو: كَمِیشُ الإِزارِ یَجْعَلُ اللیلَ إِثْمِداً، و یَغْدُو علینا مُشْرِقاً غیرَ واجِمِ و الثامِدُ من البَهْمِ حینَ قَرِمَ أَی أَكل. و روضةُ الثَّمدِ: موضعٌ. و ثمودُ: قبیلة من العرب الأُول، یصرف و لا یصرف؛ و یقال: إِنهم من بقیة عاد و هم قوم صالح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، بعثه الله إِلیهم و هو نبی عربی، و اختلف القراءُ فی إِعرابه فی كتاب الله عز و جل، فمنهم من صرفه و منهم من لم یصرفه، فمن صرفه ذهب به إِلی الحیّ لأَنه اسم عربی مذكر سمی بمذكر، و من لم یصرفه ذهب به إِلی القبیلة، و هی مؤنثة. ابن سیدة: و ثمودُ اسم؛ قال سیبویه: یكون اسماً للقبیلة و الحی و كونه لهما سواء. قال و فی التنزیل العزیز: وَ آتَیْنٰا ثَمُودَ النّٰاقَةَ مُبْصِرَةً؛ و فیه: أَلٰا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ.

ثمعد؛ ج3، ص: 105

: الأَزهری، ابن الأَعرابی: المُثْمَعِدُّ المُمْتَلئُ المُخْصِبُ؛ و أَنشد: یا ربّ من أَنْشَدَنی الصِّعادا، فهَبْ له غزائِراً أَرادا فیهنَّ خُودٌ تَشْعَفُ الفؤَادا، قد اثْمَعَدَّ خَلْقُها اثْمِعْدادا
(1). قوله [فیملؤها] كذا فی نسخة المؤلف بالرفع و الأَحسن النصب.
لسان العرب، ج‌3، ص: 106
و الصعاد: اسم ناقته. ابن شمیل: هو المُثْمَعِدُّ والمُثْمَئِدُّ الغلام الریان الناهدُ السمین.

ثند؛ ج3، ص: 106

: الثُّنْدُوَةُ: لحم الثَّدْی، و قیل: أَصله، و قال ابن السكیت: هی الثَّنْدُوَة للحم الذی حول الثَّدْی، غیر مهموز، و من همزها ضم أَوّلها فقال: ثُنْدُؤَة، و من لم یهمز فتحه؛ و قال غیره: الثُّنْدُوَةُ للرجل، و الثدی للمرأَة؛ و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: عاری الثُّنْدُوَتَیْنِ؛ أَراد أَنه لم یكن علی ذلك الموضع لحم. و‌فی حدیث ابن عمرو بن العاص: فی الأَنف إِذا جُدعَ الدیة كاملة، و إِن جدعت ثُنْدُوَتُه فنصف العقل.قال ابن الأَثیر: أَراد بالثندوة فی هذا الموضع رَوْثَةَ الأَنف، و هی طرفه و مقدمه.

ثهد؛ ج3، ص: 106

: الثَّوْهَدُ و الفَوْهَدُ: الغلام السمین التام الخلق الذی قد راهقَ الحُلُمَ. غلام ثَوْهَدٌ: تام الخلق جسیم، و قیل: ضخم سمین ناعم. و جاریة ثَوْهَدَةٌ و فَوْهَدَةٌ إِذا كانت ناعمة؛ قال ابن سیدة: جاریة ثَوْهَدَةٌ و ثَوْهَدَّة؛ عن یعقوب، و أَنشد: نَوَّامَةٌ وقتَ الضُّحی ثَوْهَدَّهْ، شفاؤها، من دائها، الكُمْهَدَّه

ثهمد؛ ج3، ص: 106

: ثَهْمَدُ: موضع. و بَرْقَةُ ثَهْمَد: موضع معروف فی بلاد العرب و قد ذكره الشعراءُ؛ قال طرفة: لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ

فصل الجیم؛ ج3، ص: 106

جحد؛ ج3، ص: 106

: الجَحْدُ و الجُحُود: نقیض الإِقرار كالإِنكار و المعرفة، جَحَدَهُ یَجْحَدُه جَحْداً و جُحوداً. الجوهری: الجُحودُ الإِنكار مع العلم. جَحَدَه حقَّه و بحقه. و الجَحْدُ و الجُحْدُ، بالضم، و الجحود: قلة الخیر. و جَحِدَ جَحَداً، فهو جَحِدٌ و جَحْدٌ و أَجْحَدُ إِذا كان ضیقاً قلیل الخیر. الفراء: الجَحْدُ و الجُحْدُ الضیق فی المعیشة. یقال: جَحِدَ عَیْشُهم جَحَداً إِذا ضاق و اشتدَّ؛ قال: و أَنشدنی بعض الأَعراب فی الجَحد: لئن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَیْدَیْنِ مائراً، لقد غَنِیَتْ فی غیر بُوسٍ و لا جَحْدِ و الجَحَدُ، بالتحریك: مثله؛ یقال: نَكَداً له و جَحَداً و أَرض جَحْدَة: یابسة لا خیر فیها. و قد جَحِدَت و جَحِدَ النبات: قلَّ و نكد. و الجَحْد: القلة من كل شی‌ءٍ، و قد جُحِدَ. و رجل جَحِدٌ و جَحْدٌ: كقولهم نَكِدٌ و نَكْدٌ. و نَكْداً له و جَحْدَاً: دعاءٌ علیه. و عام جَحِدٌ قلیل المطر. و جَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ و لم یَطُلْ. أَبو عمرو: أَجْحَدَ الرجل و جَحَدَ إِذا أَنْفَضَ و ذهب ماله؛ و أَنشد الفرزدق: و بَیْضاءَ من أَهل المدینة لم تَذُقْ یَبِیساً، و لم تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ قال ابن بری: أَورده شاهداً علی مُجْحِدٍ للقلیل الخیر، و صوابه: لبیضاء من أَهل المدینة؛ و قبله: إِذا شئتُ غَنَّانی، من العاج، قاصِفٌ علی مِعْصَمٍ رَیَّانَ لم یَتَخَدَّدِ و فرس جَحْدٌ و الأُنثی جَحْدَةٌ، و هو الغلیظ القصیر، و الجمع جِحاد. شمر: الجُحادیَّة قربة ملئت لبناً أَو غَرارة ملئت تمراً أَو حنطة؛ و أَنشد: و حتی تری أَن العَلاة تُمِدُّها جُحادیَّةٌ، و الرائحاتُ الرواسمُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 107
و قد مضی تفسیره فی ترجمة عَلأَ. و جُحادةُ: اسم رجل. و الجُحادیُّ: الضخم، حكاه یعقوب، قال و الخاء لغة.

جخد؛ ج3، ص: 107

: الجُخَادیُّ: الضخم كالجُحادیِّ، حكاه یعقوب و عدَّه فی البدل، و هو مذكور فی الحاء.

جدد؛ ج3، ص: 107

: الجَدُّ، أَبو الأَب و أَبو الأُم معروف، و الجمع أَجدادٌ و جُدود. و الجَدَّة: أُم الأُم و أُم الأَب، و جمعها جَدّات. و الجَدُّ: البَخْتُ و الحِظْوَةُ [الحُظْوَةُ. و الجَدُّ: الحظ و الرزق؛ یقال: فلان ذو جَدٍّ فی كذا أَی ذو حظ؛ و‌فی حدیث القیامة: قال، صلی الله علیه و سلم: قمت علی باب الجنة فإِذا عامّة من یدخلها الفقراء، و إِذا أَصحاب الجدِّ محبوسون‌أَی ذوو الحظ و الغنی فی الدنیا؛ و‌فی الدعاء: لا مانع لما أَعطیت و لا معطی لما منعت و لا ینفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ‌أَی من كان له حظ فی الدنیا لم ینفعه ذلك منه فی الآخرة، و الجمع أَجدادٌ و أَجُدٌّ و جُدودٌ؛ عن سیبویه. و قال الجوهری: أَی لا ینفع ذا الغنی عندك غناه و إنما ینفعه العمل بطاعتك و منك معناه عندك أی لا ینفع ذا الغنی منك غناه «2»؛ و قال أَبو عبید: فی هذا الدعاءُ الجدّ، بفتح الجیم لا غیر، و هو الغنی و الحظ؛ قال: و منه قیل لفلان فی هذا الأَمر جَدٌّ إِذا كان مرزوقاً منه فتأَوَّل قوله: لا ینفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ أَی لا ینفع ذا الغنی عنك غناه، إِنما ینفعه الإِیمان و العمل الصالح بطاعتك؛ قال: و هكذا قوله: یَوْمَ لٰا یَنْفَعُ مٰالٌ وَ لٰا بَنُونَ إِلّٰا مَنْ أَتَی اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ؛ و كقوله تعالی: وَ مٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ لٰا أَوْلٰادُكُمْ بِالَّتِی تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنٰا زُلْفیٰ؛ قال عبد الله محمد بن المكرم: تفسیر أَبی عبید هذا الدعاء بقوله أَی لا ینفع ذا الغنی عنك غناه فیه جراءة فی اللفظ و تسمح فی العبارة، و كان فی قوله أَی لا ینفع ذا الغنی غناه كفایة فی الشرح و غنیة عن قوله عنك، أَو كان یقول كما قال غیره أَی لا ینفع ذا الغنی منك غناه؛ و أَما قوله: ذا الغنی عنك فإِن فیه تجاسراً فی النطق و ما أَظن أَن أَحداً فی الوجود یتخیل أَن له غنی عن الله تبارك و تعالی قط، بل أَعتقد أَن فرعون و النمروذ و غیرهما ممن ادعی الإِلهیة إِنما هو یتظاهر بذلك، و هو یتحقق فی باطنه فقره و احتیاجه إِلی خالقه الذی خلقه و دبره فی حال صغر سنه و طفولیته، و حمله فی بطن أُمه قبل أَن یدرك غناه أَو فقره، و لا سیما إِذا احتاج إِلی طعام أَو شراب أَو اضطرّ إِلی إخراجهما، أَو تأَلم لأَیسر شی‌ء یصیبه من موتِ محبوب له، بل من موت عضو من أَعضائه، بل من عدم نوم أَو غلبة نعاس أَو غصة ریق أَو عضة بق، مما یطرأُ أَضعاف ذلك علی المخلوقین، فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِینَ؛ قال أَبو عبید: و قد زعم بعض الناس أَنما هو و لا ینفع ذا الجِدِّ منك الجِدّ، و الجدّ إِنما هو الاجتهاد فی العمل؛ قال: و هذا التأْویل خلاف ما دعا إِلیه المؤمنین و وصفهم به لأَنه قال فی كتابه العزیز: یٰا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّبٰاتِ وَ اعْمَلُوا صٰالِحاً؛ فقد أَمرهم بالجدّ و العمل الصالح و حمدهم علیه، فكیف یحمدهم علیه و هو لا ینفعهم؟ و فلان صاعدُ الجَدِّ: معناه البخت و الحظ فی الدنیا. و رجل جُدّ، بضم الجیم، أَی مجدود عظیم الجَدّ؛ قال سیبویه: و الجمع جُدّون و لا یُكَسَّرُ و كذلك جُدٌّ و جُدِّیّ و مَجْدُودٌ و جَدیدٌ. و قد جَدَّ و هو أَجَدُّ منك أَی أَحظ؛ قال ابن سیدة: فإِن كان هذا من مجدود فهو غریب لأَن التعجب فی معتاد الأَمر إِنما هو من الفاعل لا من المفعول، و إِن كان من جدید و هو حینئذ فی معنی مفعول فكذلك أَیضاً، و أَما إِن كان من جدید فی معنی فاعل فهذا هو الذی یلیق
(2). قوله [لا ینفع ذا الغنی منك غناه] هذه العبارة لیست فی الصحاح و لا حاجة لها هنا إلّا أنها فی نسخة المؤلف
لسان العرب، ج‌3، ص: 108
بالتعجب، أَعنی أَن التعجب إِنما هو من الفاعل فی الغالب كما قلنا. أَبو زید: رجل جدید إِذا كان ذا حظ من الرزق، و رجل مَجدودٌ مثله. ابن بُزُرْج: یقال هم یَجِدُّونَ بهم و یُحْظَوْن بهم أَی یصیرون ذا حظ و غنی. و تقول: جَدِدْتَ یا فلان أَی صرت ذا جدّ، فأَنت جَدید حظیظ و مجدود محظوظ. و جَدَّ: حَظَّ. و جَدِّی: حَظِّی؛ عن ابن السكیت. و جَدِدْتُ بالأَمر جَدًّا: حظیتُ به، خیراً كان أَو شرّاً. و الجَدُّ: العَظَمَةُ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنَّهُ تَعٰالیٰ جَدُّ رَبِّنٰا؛قیل: جَدُّه عظمته، و قیل: غناه، و قال مجاهد: جَدُّ رَبِّنٰا جلالُ ربنا، و قال بعضهم: عظمة ربنا؛ و هما قریبان من السواء.قال ابن عباس: لو علمت الجن أَن فی الإِنس جَدًّا ما قالت: تَعٰالیٰ جَدُّ رَبِّنٰا؛ معناه: أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب فی الإِنس یدعی جَدًّا، ما قالت الذی أخبر الله عنه فی هذه السورة عنها؛ و‌فی حدیث الدعاء: تبارك اسمك و تعالی جَدُّك‌أَی علا جلالك و عظمتك. و الجَدُّ: الحظ و السعادة و الغنی: و‌فی حدیث أَنس: أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة و آل عمران جَدَّ فینا‌أَی عظم فی أَعیننا و جلَّ قدره فینا و صار ذا جَدّ، و خص بعضهم بالجَدّ عظمة الله عزّ و جلّ، و قول أَنس هذا یردّ ذلك لأَنه قد أَوقعه علی الرجل. و العرب تقول: سُعِیَ بِجَدِّ فلانٍ و عُدِیَ بجدّه و أُحْضِرَ بِجدِّه و أُدْرِكَ بِجَدِّه إِذا كان جَدُّه جَیِّداً. و جَدَّ فلان فی عینی یَجِدُّ جَدًّا، بالفتح: عظم. و جِدَّةُ النهر و جُدَّتُه: ما قرب منه من الأَرض، و قیل: جِدَّتُه و جُدَّتُه و جُدُّه و جَدُّه ضَفَّته و شاطئه؛ الأَخیرتان عن ابن الأَعرابی. الأَصمعی: كنا عند جُدَّةِ النهر، بالهاء، و أَصله نبطیٌّ أَعجمی كُدٌّ فأُعربت؛ و قال أَبو عمرو: كنا عند أَمیر فقال جَبَلَةُ بن مَخْرَمَةَ: كنا عند جُدِّ النهر، فقلت: جُدَّةُ النهر، فما زلت أَعرفهما فیه. و الجُدُّ و الجُدَّةُ: ساحل البحر بمكة. و جُدَّةُ: اسم موضع قریب من مكة مشتق منه. و‌فی حدیث ابن سیرین: كان یختار الصلاة علی الجُدَّ إِن قدر علیه؛ الجُدُّ، بالضم: شاطئ النهر و الجُدَّة أَیضاً و به سمِّیت المدینة التی عند مكة جُدَّةَ. و جُدَّةُ كل شی‌ء: طریقته. و جُدَّتُه: علامته؛ عن ثعلب. و الجُدَّةُ: الطریقة فی السماء و الجبل، و قیل: الجُدَّة الطریقة، و الجمع جُدَدٌ؛ و قوله عز و جل: جُدَدٌ بِیضٌ وَ حُمْرٌ؛ أَی طرائق تخالف لون الجبل؛ و منه قولهم: ركب فلان جُدَّةً من الأَمر إِذا رأَی فیه رأْیاً. قال الفراء: الجُدَدُ الخِطَطُ و الطُّرُق، تكون فی الجبال خِطَطٌ بیض و سود و حمر كالطُّرُق، واحدها جُدَّةٌ؛ و أَنشد قول إمرئ القیس: كأَن سَراتَهُ و جُدَّةَ مَتْنِه كنائِنُ یَجْرِی، فَوقَهُنَّ، دَلِیصُ قال: و الجُدَّة الخُطَّةُ السوداء فی متن الحمار. و فی الصحاح: الجدة الخطة التی فی ظهر الحمار تخالف لونه. قال الزجاج: كل طریقة جُدَّةٌ و جادَّة. قال الأَزهری: و جادَّةُ الطریق سمیت جادَّةً لأَنها خُطَّة مستقیمة مَلْحُوبَة، و جمعها الجَوادُّ. اللیث: الجادُّ یخفف و یثقل، أَمَّا التخفیف فاشتقاقه من الجوادِ إِذا أَخرجه علی فِعْلِه، و المشدَّد مخرجه من الطریق الجدید الواضح؛ قال أَبو منصور: قد غلط اللیث فی الوجهین معاً. أَما التخفیف فما علمت أَحداً من أَئمة اللغة أَجازه و لا یجوز أَن یكون فعله من الجواد بمعنی السخی، و أَما قوله إِذا شدِّد فهو من الأَرض الجَدَدِ، فهو غیر صحیح، إِنما سمیت المَحَجَّة المسلوكة جادَّة
لسان العرب، ج‌3، ص: 109
لأَنها ذات جُدَّةٍ و جُدودٍ، و هی طُرُقاتُها و شُرُكُها المُخَطَّطَة فی الأَرض، و كذلك قال الأَصمعی؛ و قال فی قول الراعی: فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ، و قد بَدا لهنَّ المَنارُ، و الجوادُ اللَّوائحُ قال: أَخطأَ الراعی حین خفف الجوادَّ، و هی جمع الجادَّةِ من الطرق التی بها جُدَدٌ. و الجُدَّة أَیضاً: شاطئ النهر إِذا حذفوا الهاء كسروا الجیم فقالوا جِدٌّ، و منه الجُدَّةُ ساحل البحر بحذاء مكة. و جُدُّ كل شی‌ء: جانبه. و الجَدُّ و الجِدُّ و الجَدیدُ و الجَدَدُ: كله وجه الأَرض؛ و‌فی الحدیث: ما علی جدید الأَرض‌أَی ما علی وجهها؛ و قیل: الجَدَدُ الأَرض الغلیظة، و قیل: الأَرض الصُّلْبة، و قیل: المستویة. و فی المثل: من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العثارَ؛ یرید من سلك طریق الإِجماع فكنی عنه بالجَدَدِ. و أَجدَّ القومُ إِذا صاروا إِلی الجَدَدِ. و أَجدَّ الطریقُ إِذا صار جَدَداً. و جدیدُ الأَرض: وجهها؛ قال الشاعر: حتی إِذا ما خَرَّ لم یُوَسَّدِ، إِلَّا جَدیدَ الأَرضِ، أَو ظَهْرَ الیَدِ الأَصمعی: الجَدْجَدُ الأَرض الغلیظة. و قال ابن شمیل: الجَدَدُ ما استوی من الأَرض و أَصْحَرَ؛ قال: و الصحراء جَدَدٌ و الفضاء جَدَدٌ لا وعث فیه و لا جبل و لا أَكمة، و یكون واسعاً و قلیل السعة، و هی أَجْدادُ الأَرض؛ و‌فی حدیث ابن عمر: كان لا یبالی أَن یصلی فی المكان الجَدَدِ‌أَی المستوی من الأَرض؛ و‌فی حدیث أَسْرِ عُقبة بن أَبی معیط: فَوَحِلَ به فرسُه فی جَدَدٍ من الأَرض.و یقال: ركب فلان جُدَّةً من الأَمر أَی طریقة و رأْیاً رآه. و الجَدْجَدُ: الأَرض الملساء. و الجدجد: الأَرض الغلیظة. و الجَدْجَدُ: الأَرض الصُّلبة، بالفتح، و فی الصحاح: الأَرض الصلبة المستویة؛ و أَنشد لابن أَحمر الباهلی: یَجْنِی بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها، صُمِّ السَّنابك، لا تَقِی بالجَدْجَدِ و أَورد الجوهری عجزه صُمُّ السنابك، بالضم؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاده صمِّ، بالكسر. و الوظائف: مستدق الذراع و الساق. و أَسرها: شدة خلقها. و قوله: لا تقی بالجدجد أَی لا تتوقاه و لا تَهَیَّبُه. و قال أَبو عمرو: الجَدْجَدُ الفَیْفُ الأَملس؛ و أَنشد: كَفَیْضِ الأَتِیِّ علی الجَدْجَدِ و الجَدَدُ من الرمل: ما استرق منه و انحدر. و أَجَدَّ القومُ: علوا جَدیدَ الأَرض أَو ركبوا جَدَدَ الرمل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَجْدَدْنَ و اسْتَوَی بهن السَّهْبُ، و عارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ النعب: السریعة المَرِّ؛ عن ابن الأَعرابی. و الجادَّة: معظم الطریق، و الجمع جَوادُّ، و‌فی حدیث عبد الله بن سلام: و إِذا جَوادُّ منهج عن یمینی، الجَوادُّ: الطُّرُقُ، واحدها جادَّة و هی سواء الطریق، و قیل: معظمه، و قیل: وسطه، و قیل: هی الطریق الأَعظم الذی یجمع الطُّرُقَ و لا بد من المرور علیه. و یقال للأَرض المستویة التی لیس فیها رمل و لا اختلاف: جَدَدٌ. قال الأَزهری: و العرب تقول هذا طریق جَدَد إِذا كان مستویاً لا حَدَب فیه و لا وُعُوثة. و هذا الطریق أَجَدّ الطریقین أَی أَوْطؤهما و أَشدهما استواء و أَقلهما عُدَاوءَ. و أَجَدَّتْ لك الأَرض إِذا انقطع عنك الخَبارُ و وضَحَتْ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 110
و جادَّة الطریق: مسلكه و ما وضح منه؛ و قال أَبو حنیفة: الجادَّة الطریق إِلی الماء، و الجَدُّ، بلا هاء: البئر الجَیِّدَةُ الموضع من الكلإِ، مذكر؛ و قیل: هی البئر المغزرة؛ و قیل: الجَدُّ القلیلة الماء. و الجُدُّ، بالضم: البئر التی تكون فی موضع كثیر الكلإِ؛ قال الأَعشی یفضل عامراً علی علقمة: ما جُعِلَ الجَدُّ الظَّنونُ، الذی جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ مِثْلَ الفُرَاتِیِّ إِذا ما طَمَی، یَقْذِفُ بالبُوصِیِّ و الماهِرِ و جُدَّةُ: بلد علی الساحل. و الجُدُّ: الماء القلیل؛ و قیل: هو الماء یكون فی طرف الفلاة؛ و قال ثعلب: هو الماء القدیم؛ و به فسر قول أَبی محمد الحذلمی: تَرْعَی إِلی جُدٍّ لها مَكِینِ و الجمع من ذلك كله أَجْدادٌ. قال أَبو عبید: و‌جاء فی الحدیث فأَتَیْنا علی جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ؛ قیل: الجُدجُد، بالضم: البئر الكثیرة الماء. قال أَبو عبید: الجُدْجُد لا یُعرف إِنما المعروف الجُدُّ و هی البئر الجَیِّدَةُ الموضع من الكلإِ. الیزیدی: الجُدْجُدُ الكثیرة الماء؛ قال أَبو منصور: و هذا مثل الكُمْكُمَة للكُمّ و الرَّفْرَف للرَّف. و مفازة جدّاءُ: یابسة، قال: و جَدَّاءَ لا یُرْجی بها ذو قرابة لِعَطْفٍ، و لا یَخْشَی السُّماةَ رَبیبُها السُّماةُ: الصیادون. و ربیبها: وحشها أَی أَنه لا وحش بها فیخشی القانص، و قد یجوز أَن یكون بها وحش لا یخاف القانص لبعدها و إِخافتها، و التفسیران للفارسی. و سَنَةٌ جَدَّاءُ: مَحْلَةٌ، و عامٌ أَجَدُّ. و شاةٌ جَدَّاءُ: قلیلةُ اللبن یابسة الضَّرْعِ، و كذلك الناقة و الأَتان؛ و قیل: الجدَّاءُ من كل حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عن عَیبٍ، و الجَدودَةُ: القلیلةُ اللبنِ من غیر عیب، و الجمع جَدائدُ و جِدادٌ. ابن السكیت: الجَدودُ النعجة التی قلَّ لبنُها من غیر بأْس، و یقال للعنز مَصُورٌ و لا یقال جَدودٌ. أَبو زید: یُجْمَع الجَدودُ من الأُتُنِ جِداداً؛ قال الشماخ: من الحَقْبِ لاخَتْه الجِدادُ الغَوارزُ و فلاةٌ جَدَّاءُ: لا ماءَ بها. الأَصمعی: جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَصابها شی‌ء یقطع أَخلافَها. و ناقةٌ جَدودٌ، و هی التی انقطع لبنُها. قال: و المجَدَّدة المصَرَّمة الأَطْباءِ، و أَصل الجَدِّ القطعُ. شَمِر: الجدَّاءُ الشاةُ التی انقطعت أَخلافها، و قال خالد: هی المقطوعة الضَّرْعِ، و قیل: هی الیابسة الأَخلافِ إِذا كان الصِّرار قد أَضرَّ بها؛ و‌فی حدیث الأَضاحی: لا یضحی بِجَدَّاءَ؛ الجَدَّاءُ: لا لَبَن لها من كلِّ حَلوبةٍ لآفةٍ أَیْبَسَتْ ضَرْعَها. و تَجَدّد الضَّرْع: ذهب لبنه. أَبو الهیثم: ثَدْیٌ أَجَدُّ إِذا یبس، و جدّ الثدیُ و الضرعُ و هو یَجَدُّ جَدَداً. و ناقة جَدَّاءُ: یابسة الضَّرع و من أَمثالهم: «3» … و لا تر … التی جُدَّ ثَدْیاها أَی یبسا. الجوهری: جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَضرَّ بها الصِّرار و قطعها فهی ناقة مُجَدَّدَةُ الأَخلاف. و تَجَدَّدَ الضرع: ذهب لبنُه. و امرأَةٌ جَدَّاءُ: صغیرةُ الثدی. و‌فی حدیث علی فی صفة امرأَة قال: إِنها جَدَّاءُ‌أَی قصیرة الثدیین. و جَدَّ الشی‌ءَ یَجُدُّهُ جدّاً: قطعه. و الجَدَّاءُ من الغنم و الإِبل: المقطوعة الأُذُن. و فی التهذیب: و الجدَّاء الشاةُ المقطوعة الأُذُن. و جَدَدْتُ الشی‌ءَ أَجُدُّه،
(3). هنا بیاض فی نسخة المؤلف و لعله لم یعثر علی صحة المثل و لم نعثر علیه فیما بأیدینا من النسخ
لسان العرب، ج‌3، ص: 111
بالضم، جَدّاً: قَطَعْتُه. و حبلٌ جدیدٌ: مقطوع؛ قال: أَبَی حُبِّی سُلَیْمَی أَن یَبیدا، و أَمْسی حَبْلُها خَلَقاً جدیدا أَی مقطوعاً؛ و منه: مِلْحَفَةٌ جدیدٌ، بلا هاءٍ، لأَنها بمعنی مفعولة. ابن سیدة: یقال مِلحفة جدید و جدیدة حین جَدَّها الحائكُ أَی قطعها. و ثوبٌ جدید، و هو فی معنی مجدودٍ، یُرادُ به حین جَدَّهُ الحائك أَی قطعه. و الجِدَّةُ: نَقِیض البِلی؛ یقال: شی‌ءٌ جدید، و الجمع أَجِدَّةٌ و جُدُدٌ و جُدَدٌ؛ و حكی اللحیانی: أَصبَحَت ثیابُهم خُلْقاناً و خَلَقُهم جُدُداً؛ أَراد و خُلْقانُهم جُدُداً فوضَع الواحدَ موضعَ الجمع، و قد یجوز أَراد: و خَلَقُهم جدیداً فوضَع الجمع موضع الواحدِ، و كذلك الأُنثی. و قد قالوا: مِلْحفَةٌ جدیدةٌ، قال سیبویه: و هی قلیلة. و قال أَبو علیّ و غیرهُ: جَدَّ الثوبُ و الشی‌ءُ یجِدُّ، بالكسر، صار جدیداً، و هو نقیض الخَلَقِ و علیه وُجِّهَ قولُ سیبویه: مِلْحَفة جدیدة، لا علی ما ذكرنا من المفعول. و أَجَدَّ ثَوْباً و اسْتَجَدَّه: لَبِسَه جدیداً؛ قال: و خَرْقِ مَهارِقَ ذی لُهْلُهٍ، أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْؤُهُ «1». هو من ذلك أَی جَدَّد، و أَصل ذلك كله القطع؛ فأَما ما جاءَ منه فی غیر ما یقبل القطع فعلی المثل بذلك كقولهم: جَدَّد الوضوءَ و العهدَ. و كساءٌ مُجَدَّدٌ: فیه خطوط مختلفة. و یقال: كَبِرَ فلانٌ ثم أَصاب فرْحَةً و سروراً فجدَّ جَدُّه كأَنه صار جدیداً. قال: و العرب تقول مُلَاءةٌ جدیدٌ، بغیر هاءٍ، لأَنها بمعنی مجدودةٍ أَی مقطوعة. و ثوب جدید: جُدَّ حدیثاً أَی قطع. و یقال للرجل إِذا لبس ثوباً جدیداً: أَبْلِ و أَجِدَّ و احْمَدِ الكاسِیَ. و یقال: بَلی بیتُ فلانٍ ثم أَجَدَّ بیتاً، زاد فی الصحاح: من شعر؛ و قال لبید: تَحَمَّلَ أَهْلُها، و أَجَدَّ فیها نِعاجُ الصَّیْفِ أَخْبِیَةَ الظِّلالِ و الجِدَّةُ: مصدر الجَدِیدِ. و أَجَدَّ ثوباً و اسْتَجَدَّه. و ثیابٌ جُدُدٌ: مثل سَریرٍ و سُرُرٍ. و تجدَّد الشی‌ءُ: صار جدیداً. و أَجَدَّه و جَدَّده و اسْتَجَدَّه أَی صَیَّرَهُ جدیداً. و‌فی حدیث أَبی سفیان: جُدَّ ثَدْیا أُمِّك‌أَی قطعا من الجَدِّ القطعِ، و هو دُعاءٌ علیه. الأَصمعی: یقال جُدَّ ثدیُ أُمِّهِ، و ذلك إِذا دُعِیَ علیه بالقطیعة؛ و قال الهذلی: رُوَیْدَ عَلِیّاً جُدَّ ما ثَدْیُ أُمِّهِ إِلینا، و لكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ قال الأَزهری: و تفسیر البیت أَن علیّاً قبیلة من كنانة، كأَنه قال رُوَیْدَكَ عَلِیّاً أَی أَرْوِدْ بِهِمْ و ارفق بهم، ثم قال جُدَّ ثدیُ أُمِّهِمْ إِلینا أَی بیننا و بینهم خُؤُولةُ رَحِمٍ و قرابةٌ من قِبَلِ أُمِّهِم، و هم منقطعون إِلینا بها، و إِن كان فی وِدِّهِمْ لنا مَیْنٌ أَی كَذِبٌ و مَلَق. و الأَصمعی: یقال للناقة إِنها لَمِجَدَّةٌ بالرَّحْلِ إِذا كانت جادَّة فی السیر. قال الأَزهری: لا أَدری أَ قال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة؛ فمن قال مِجَدَّة، فهی من جَدَّ یَجِدُّ، و من قال مُجِدَّة، فهی من أَجَدَّت. و الأَجَدَّانِ و الجدیدانِ: اللیلُ و النهارُ، و ذلك لأَنهما لا یَبْلَیانِ أَبداً؛ و یقال: لا أَفْعَلُ ذلك ما اختلف الأَجَدَّانِ و الجدیدانِ أَی اللیلُ و النهارُ؛
(1). قوله [مظؤه] هكذا فی نسخة الأَصل و لم نجد هذه المادة فی كتب اللغة التی بأیدینا و لعلها محرفة و أصلها مظه یعنی أن من تعاطی عسل المظ الذی فی هذا الموضع اشتد به العطش
لسان العرب، ج‌3، ص: 112
فأَما قول الهذلی: و قالت: لن تَری أَبداً تَلِیداً بعینك، آخِرَ الدَّهْرِ الجَدیدِ فإِن ابن جنی قال: إِذا كان الدهر أَبداً جدیداً فلا آخر له، و لكنه جاءَ علی أَنه لو كان له آخر لما رأَیته فیه. و الجَدیدُ: ما لا عهد لك به، و لذلك وُصِف الموت بالجَدید، هُذَلِیَّةٌ؛ قال أَبو ذؤیب: فقلتُ لِقَلْبی: یا لَكَ الخَیْرُ إِنما یُدَلِّیكَ، للْمَوْتِ الجَدیدِ، حَبابُها و قال الأَخفش و المغافص الباهلی: جدیدُ الموت أَوَّلُه. و جَدَّ النخلَ یَجُدُّه جَدّاً و جِداداً و جَداداً؛ عن اللحیانی: صَرَمَهُ. و أَجَدَّ النخلُ: حان له أَن یُجَدَّ. و الجَدادُ و الجِدادُ: أَوانُ الصِّرامِ. و الجَدُّ: مصدرُ جَدَّ التمرَ یَجُدُّه؛ و‌فی الحدیث: نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن جَدادِ اللیلِ؛ الجَدادُ: صِرامُ النخل، و هو قطع ثمرها؛ قال أَبو عبید: نهی أَن تُجَدَّ النخلُ لیلًا و نَهْیُه عن ذلك لمكان المساكین لأَنهم یحضرونه فی النهار فیتصدق علیهم منه لقوله عز و جل: وَ آتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصٰادِهِ؛ و إِذا فعل ذلك لیلًا فإِنما هو فارّ من الصدقة؛ و قال الكسائی: هو الجَداد و الجِداد و الحَصادُ و الحِصادُ و القَطافُ و القِطافُ و الصَّرامُ و الصِّرام، فكأَنَّ الفَعال و الفِعالَ مُطَّرِدانِ فی كل ما كان فیه معنی وقت الفِعْلِ، مُشبَّهانِ فی معاقبتهما بالأَوانِ و الإِوانِ، و المصدر من ذلك كله علی الفعل، مثل الجَدِّ و الصَّرْمِ و القَطْفِ. و‌فی حدیث أَبی بكر أَنه قال لابنته عائشة، رضی الله تعالی عنهما: إِنی كنت نَحَلْتُكِ جادَّ عشرین وَسْقاً من النخل و تَوَدِّین أَنكِ خَزَنْتِهِ فأَما الیوم فهو مال الوارث؛ و تأْویله أَنه كان نَحَلَها فی صحته نخلًا كان یَجُدُّ منها كلَّ سنة عشرین وَسْقاً، و لم یكن أَقْبَضها ما نَحَلَها بلسانه، فلما مرض رأَی النحل و هو غیرُ مقبوض غیرَ جائز لها، فأَعْلَمَها أَنه لم یصح لها و أَن سائر الورثة شركاؤها فیها. الأَصمعی: یقال لفلان أَرض جادُّ مائة وَسْقٍ أَی تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زرعت، و هو كلام عربی. و‌فی الحدیث: أَنه أَوصی بِجادِّ مائة وَسْقٍ للأَشعریین و بِجادِّ مائةِ وَسْقٍ للشَّیْبِیِّین؛ الجادُّ: بمعنی المجدود أَی نخلًا یُجَدُّ منه ما یبلغ مائةَ وَسْقٍ. و‌فی الحدیث: من ربط فرساً فله جادُّ مائةٍ و خمسین وسقاً؛ قال ابن الأَثیر: كان هذا فی أَوّل الإِسلام لعزة الخیل و قلتها عندهم. و قال اللحیانی: جُدادَةُ النخل و غیره ما یُسْتأْصَل. و ما علیه جِدَّةٌ و جُدَّةٌ أَی خِرْقَةٌ. و الجِدَّةُ: قِلادةٌ فی عنق الكلب، حكاه ثعلب؛ و أَنشد: لو كنت كَلْبَ قَبِیصٍ كنتَ ذا جِدَدٍ، تكون أُرْبَتُهُ فی آخر المَرَسِ و جَدیدَتا السرج و الرَّحْلِ: اللِّبْدُ الذی یَلْزَقُ بهما من الباطن. الجوهری: جَدیدَةُ السَّرْج ما تحت الدَّفَّتین من الرِّفادة و اللِّبْد المُلْزَق، و هما جدیدتان؛ قال: هذا مولَّد و العرب تقول جَدْیَةُ السَّرْجِ. و‌فی الحدیث: لا یأْخذنَّ أَحدكم متاع أَخیه لاعباً جادّاً‌أَی لا یأْخذْه علی سبیل الهزل یرید لا یحبسه فیصیر ذلك الهزلُ جِدّاً. و الجِدُّ: نقیضُ الهزلِ. جَدَّ فی الأَمر یَجِدُّ و یَجُدُّ، بالكسر و الضم، جِدّاً و أَجَدَّ: حقق. و عذابٌ جِدٌّ: محقق مبالغ فیه. و فی القنوت: و نَخْشی عذابَكَ الجِدَّ. و جَدَّ فی أَمره یَجِدُّ و یَجُدُّ جَدّاً و أَجَدَّ: حقق. و المُجادَّة: المُحاقَّةُ. و جادَّهُ فی الأَمر أَی حاقَّهُ. و فلانٌ
لسان العرب، ج‌3، ص: 113
محسِنٌ جِدّاً، و هو علی جِدِّ أَمر أَی عَجَلَةِ أَمر. و الجِدُّ: الاجتهادُ فی الأُمور. و‌فی الحدیث: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِذا جَدَّ فی السَّیر جَمع بین الصَّلاتینِ‌أَی اهتمّ به و أَسرع فیه. و جَدَّ به الأَمرُ و أَجَدَّ إِذا اجتهد. و‌فی حدیث أُحُدٍ: لئن أَشهَدَنی الله مع النبی، صلی الله علیه و سلم، قتلَ المشركین لیَرَیَنَّ اللَّهُ ما أَجِدُّ‌أَی ما أَجتهِدُ. الأَصمعی: یقال أَجَدَّ الرجل فی أَمره یُجِدُّ إِذا بلغ فیه جِدَّه، و جَدَّ لغةٌ؛ و منه یقال: فلان جادٌّ مُجِدٌّ أَی مجتهد. و قال: أَجَدَّ یُجِدٌّ إِذا صار ذا جِدٍّ و اجتهاد. و قولهم أَجَدَّ بها أَمراً أَی أَجَدَّ أَمرَه بها، نصبٌ علی التمییز كقولك: قررْتُ به عیناً أَی قرَّت عینی به؛ و قولهم: فی هذا خطرٌ جِدُّ عظیمٍ أَی عظیمٌ جِدّاً. و جَدَّ به الأَمرُ: اشتد؛ قال أَبو سهم: أَ خالِدُ لا یَرضی عن العبدِ ربُّه، إِذا جَدَّ بالشیخ العُقوقُ المُصَمِّمُ الأَصمعی: أَجَدَّ فلان أَمره بذلك أَی أَحكَمَه؛ و أَنشد: أَجَدَّ بها أَمراً، و أَیقَنَ أَنه، لها أَو لأُخْری، كالطَّحینِ تُرابُها قال أَبو نصر: حكی لی عنه أَنه قال أَجَدَّ بها أَمراً، معناه أَجَدَّ أَمرَه؛ قال: و الأَوّل سماعی، منه. و یقال: جدَّ فلانٌ فی أَمرِه إِذا كان ذا حقیقةٍ و مَضاءٍ. و أَجَدَّ فلانٌ السیرَ إِذا انكمش فیه. أَبو عمرو: أَ جِدَّكَ وأَ جَدَّكَ معناهما ما لَكَ أَ جِدّاً منك، و نصبهما علی المصدر؛ قال الجوهری: معناهما واحد و لا یُتكلم به إِلا مضافاً. الأَصمعی: أَ جدَّكَ معناه أَ بِجِدٍّ هذا منك، و نصبُهما بطرح الباءِ؛ اللیث: من قال أَ جِدَّكَ، بكسر الجیم، فإِنه یستحلفه بِجِدِّه و حقیقته، و إِذا فتح الجیم، استحلفه بجَدِّه و هو بخته. قال ثعلب: ما أَتاك فی الشعر من قولك أَ جِدَّك، فهو بالكسر، فإِذا أَتاك بالواو و جَدِّك، فهو مفتوح؛ و فی حدیث قس: أَ جِدَّكُما لا تَقْضیانِ كَراكُما أَی أَ بِجِدٍّ منكما، و هو نصب علی المصدر. وأَ جِدَّك لا تفعل كذا، و أَ جَدَّك، إِذا كسر الجیم استحلفه بِجِدِّه و بحقیقته، و إِذا فتحها استحلفه بِجَدِّه و ببخته؛ قال سیبویه: أَ جِدَّكَ مصدر كأَنه قال أَ جِدّاً منك، و لكنه لا یستعمل إِلا مضافاً؛ قال: و قالوا هذا عربیٌّ جدًّا، نصبُه علی المصدر لأَنه لیس من اسم ما قبله و لا هو هو؛ قال: و قالوا هذا العالمُ جِدُّ العالِمِ، و هذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، یرید بذلك التناهی و أَنه قد بلغ الغایة فیما یصفه به من الخلال. و صَرَّحْت بِجِدٍّ و جِدَّانَ و جِدَّاءَ و بِجِلْدانَ و جِلْداءَ؛ یضرب هذا مثلًا للأَمر إِذا بان و صَرُحَ؛ و قال اللحیانی: صرّحت بِجِدَّانَ و جِدَّی أَی بِجِدٍّ. الأَزهری: و یقال صرّحت بِجِدَّاءَ غیرَ منصرف و بِجِدٍّ منصرف و بِجِدَّ غیر مصروف، و بِجِدَّانَ و بِجَذَّان و بِقِدَّان و بِقَذَّانَ و بقِرْدَحْمَة و بقِذَحْمَة، و أَخرج اللبن رغوته، كل هذا فی الشی‌ء إِذا وضَح بعد التباسه. و یقال: جِدَّانَ و جِلْدانَ صحراءَ، یعنی برز الأَمر إِلی الصحراء بعد ما كان مكتوماً. و الجُدَّادُ: صغار الشجر، حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد للطرِمَّاح: تَجْتَنی ثامِرَ جُدَّادِه، من فُرادَی بَرَمٍ أَو تُؤامْ و الجُدَّادُ: صِغارُ العضاهِ؛ و قال أَبو حنیفة: صغار
لسان العرب، ج‌3، ص: 114
الطلح، الواحدة من كل ذلك جُدَّادةٌ. و جُدَّادُ الطلح: صغارُه. و كلُّ شی‌ء تَعَقَّد بعضُه فی بعضٍ من الخیوط و أَغصانِ الشجر، فهو جُدَّادٌ؛ و أَنشد بیت الطرماح. و الجَدَّادُ: صاحب الحانوت الذی یبیع الخمر و یعالجها، ذكره ابن سیدة، و ذكره الأَزهری عن اللیث؛ و قال الأَزهری: هذا حاقُّ التصحیف الذی یستحیی من مثله من ضعفت معرفته، فكیف بمن یدعی المعرفة الثاقبة؟ و صوابه بالحاءِ. و الجُدَّادُ: الخُلقانُ من الثیاب، و هو معرّب كُداد بالفارسیة. و الجُدَّادُ: الخیوط المعقَّدة یقال لها كُدَّادٌ بالنبطیة؛ قال الأَعشی یصف حماراً: أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسراجِ، و اللیلُ غامرُ جُدَّادِها الأَزهری: كانت فی الخیوط أَلوان فغمرها اللیل بسواده فصارت علی لون واحد. الأَصمعی: الجُدَّادُ فی قول المسیَّب «1» بن عَلس: فِعْلَ السریعةِ بادَرتْ جُدَّادَها، قَبْلَ المَساءِ، یَهُمُّ بالإِسراعِ السریعة: المرأَة التی تسرع. و جَدودٌ: موضع بعینه، و قیل: هو موضع فیه ماء یسمی الكُلابَ، و كانت فیه وقعة مرتین، یقال للكُلابِ الأَوّلِ: یَوْمُ جَدود و هو لِتغْلِب علی بكرِ بن وائل؛ قال الشاعر: أَری إِبِلِی عافَتْ جَدودَ فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً، إِلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ و جُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فلو أَنها كانت لِقاحِی كثیرةً، لقد نَهِلتْ من ماءِ جُدٍّ وَ علَّتِ قال: و یروی … من ماء حُدٍّ …، و هو مذكور فی موضعه. و جَدَّاءُ: موضع؛ قال أَبو جندب الهذلی: بَغَیْتُهُمُ ما بین جَدَّاءَ و الحَشَی، و أَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَیْلِ و عاصِمَا و الجُدْجُدُ: الذی یَصِرُّ باللیل، و قال العَدَبَّس: هو الصَّدَی. و الجُنْدُبُ: الجُدْجُدُ، و الصَّرصَرُ: صَیَّاحُ اللیل؛ قال ابن سیدة: و الجُدْجُدُ دُوَیْبَّةٌ علی خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَیْداءُ قصیرة، و منها ما یضرب إِلی البیاض و یسمی صَرْصَراً، و قیل: هو صرَّارُ اللیلِ و هو قَفَّاز و فیه شَبه من الجراد، و الجمع الجَداجِدُ؛ و قال ابن الأَعرابی: هی دُوَیْبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه؛ و أَنشد: تَصَیَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ غُدافٍ، و تَصطادینَ عُشّاً و جُدْجُدا و‌فی حدیث عطاء فی الجُدْجُدِ یموت فی الوَضوءِ قال: لا بأْس به؛ قال: هو حیوان كالجراد یُصَوِّتُ باللیل، قیل هو الصَّرْصَرُ. و الجُدجُدُ: بَثرَة تخرُج فی أَصل الحَدَقَة. و كلُّ بَثْرَةٍ فی جفنِ العین تُدْعی: الظَّبْظاب. و الجُدْجُدُ: الحرُّ؛ قال الطرمَّاح: حتی إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ نَوْرَ الربیع، و لاحَهُنَّ الجُدْجُدُ و الأَجْدادُ: أَرض لبنی مُرَّةَ و أَشجعَ و فزارة؛ قال عروة بن الورد: فلا وَ أَلَتْ تلك النفُوسُ، و لا أَتَتْ علی رَوْضَةِ الأَجْدادِ، وَ هْیَ جمیعُ و فی قصة حنین: كإِمرار الحدید علی الطست «2»، و هی
(1). قوله [الأصمعی الجدَّاد فی قول المسیَّب إلخ] كذا فی نسخة الأصل و هو مبتدأ بغیر خبر و إن جعل الخبر فی قول المسیب كان سخیفاً (2). قوله [علی الطست] و هی مؤنثة إلخ كذا فی النسخة المنسوبة إلی المؤلف و فیها سقط. قال فی المواهب: و سمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحدید علی الطست الجدید. قال فی النهایة وصف الطست و هی مؤنثة بالجدید و هو مذكر إما لأَن تأنیثها إلخ
لسان العرب، ج‌3، ص: 115
مؤنثة بالجدید، و هو مذكر إِما لأَن تأْنیثها غیر حقیقی فأَوله علی الإِناء و الظرف، أَو لأن فعیلًا یوصف به المؤنث بلا علامة تأْنیث كما یوصف المذكر، نحو امرأَة قتیل و كفّ خَضیب، و كقوله عز و جل: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ. و‌فی حدیث الزبیر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له: احبس الماء حتی یبلغ الجَدَّ، قال: هی هاهنا المُسَنَّاةُ و هو ما وقع حول المزرعة كالجدار، و قیل: هو لغة فی الجدار، و یروی الجُدُر، بالضم. جمع جدار، و یروی بالذال و سیأْتی ذكره.

جرد؛ ج3، ص: 115

: جَرَدَ الشی‌ءَ یجرُدُهُ جَرْداً و جَرَّدَهُ: قشَره؛ قال: كأَنَّ فداءَها، إِذْ جَرَّدُوهُ و طافوا حَوْله، سُلَكٌ یَتِیمُ و یروی حَرَّدُوهُ، بالحاء المهملة و سیأْتی ذكره. و اسمُ ما جُرِدَ منه: الجُرادَةُ. و جَرَدَ الجِلْدَ یَجْرُدُه جَرْداً: نزع عنه الشعر، و كذلك جَرَّدَه؛ قال طَرَفَةُ: كسِبْتِ الیمانی قِدُّهُ لم یُجَرَّدِ و یقال: رجل أَجْرَدُ لا شعر علیه. و ثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ، و قیل: هو الذی بین الجدید و الخَلَق؛ قال الشاعر: أَ جَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِیئَةً؟ هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَیَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ أَی لا تَرْقَع الأَخْلاق و تَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَیُّ … تُصِلحُ «3» بَعْدَهُ. و الجَرْدُ: الخَلَقُ من الثیاب، و أَثْوابٌ جُرُودٌ؛ قال كُثَیِّرُ عزة: فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّریحةِ أَعْظُمٌ رَمیمٌ، و أَثوابٌ هُناكَ جُرودُ و شَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك؛ قال الهذلی: و أَشْعَثَ بَوْشِیٍّ، شَفَیْنا أُحاحَهُ غَدَاتَئِذٍ، فی جَرْدَةٍ، مُتَماحِلِ بَوْشِیٌّ: كثیر العیال. متماحِلٌ: طویل: شفینا أُحاحَهُ أَی قَتَلْناه. و الجَرْدَةُ، بالفتح: البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ. و انْجَرَدَ الثوبُ أَی انسَحَق و لانَ، و قد جَرِدَ و انْجَرَدَ؛ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: لیس عندنا من مال المسلمین إِلَّا جَرْدُ هذه القَطِیفَةِ‌أَی التی انجَرَدَ خَمَلُها و خَلَقَتْ. و‌فی حدیث عائشة، رضوان الله علیها: قالت لها امرأَة: رأَیتُ أُمی فی المنام و فی یدها شَحْمَةٌ و علی فَرْجِها جُرَیْدَةٌ، تصغیر جَرْدَة، و هی الخِرْقة البالیة. و الجَرَدُ من الأَرض: ما لا یُنْبِتُ، و الجمع الأَجاردُ. و الجَرَدُ: فضاءٌ لا نَبْتَ فیه، و هذا الاسم للفضاء؛ قال أَبو ذؤیب یصف حمار وحش و أَنه یأْتی الماء لیلًا فیشرب: یَقْضِی لُبَانَتَهُ باللیلِ، ثم إِذا أَضْحَی، تَیَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ و الجُرْدَةُ، بالضم: أَرض مسْتویة متجرِّدة. و مكانٌ جَرْدٌ و أَجْرَدُ و جَرِدٌ، لا نبات به، و فضاءٌ أَجْرَدُ. و أَرض جَرْداءُ و جَرِدَةٌ، كذلك، و قد جَرِدَتْ جَرَداً و جَرَّدَها القحطُ تَجْریداً. و السماءُ جَرْداءُ إِذا لم یكن فیها غَیْم من صَلَع. و‌فی حدیث أَبی موسی: و كانت فیها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ‌أَی مواضعُ منْجَرِدَة من النبات؛ و منه‌الحدیث:
(3). قوله [فأی تصلح] كذا بنسخة الأَصل المنسوبة إلی المؤلف ببیاض بین أیّ و تصلح و لعل المراد فأی أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك.
لسان العرب، ج‌3، ص: 116
تُفْتَتحُ الأَریافُ فیخرج إِلیها الناسُ، ثم یَبْعَثُون إِلی أَهالیهم إِنكم فی أَرض جَرَدیَّة؛ قیل: هی منسوبة إِلی الجَرَدِ، بالتحریك، و هی كل أَرض لا نبات بها. و‌فی حدیث أَبی حَدْرَدٍ: فرمیته علی جُرَیداءِ مَتْنِهِ‌أَی وسطه، و هو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغیرُ الجَرْداء. و سنة جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شدیدة المَحْلِ. و رجلٌ جارُودٌ: مَشؤُومٌ، منه، كأَنه یَقْشِر قَوْمَهُ. و جَرَدَ القومَ یجرُدُهُم جَرْداً: سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهین. و الجَرْدُ، مخفف: أَخذُك الشی‌ءَ عن الشی‌ءِ حَرْقاً و سَحْفاً، و لذلك سمی المشؤوم جاروداً، و الجارودُ العَبْدِیُّ: رجلٌ من الصحابة و اسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القیس، و سمی الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلی أَخواله من بنی شیبان و بإِبله داء، ففشا ذلك الداء فی إِبل أَخواله فأَهلكها؛ و فیه یقول الشاعر: لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ و معناه: شُئِمَ علیهم، و قیل: استأْصل ما عندهم. و للجارود حدیث، و قد صحب النبی، صلی الله علیه و سلم، و قتل بفارس فی عقبة الطین. و أَرض جَرْداءُ: فضاء واسعة مع قلة نبت. و رجل أَجْرَدُ: لا شعر علی جسده. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ؛ قال ابن الأَثیر: الأَجرد الذی لیس علی بدنه شعر و لم یكن، صلی الله علیه و سلم، كذلك و إِنما أَراد به أَن الشعر كان فی أَماكن من بدنه كالمسربة و الساعدین و الساقین، فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ، و هو الذی علی جمیع بدنه شعر. و‌فی حدیث صفة أَهل الجنة: جُرْدٌ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون، و خَدٌّ أَجْرَدُ، كذلك. و‌فی حدیث أَنس: أَنه أَخرج نعلین جَرْداوَیْن فقال: هاتان نعلا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی لا شعر علیهما. و الأَجْرَدُ من الخیلِ و الدوابِّ كلِّها: القصیرُ الشعرِ حتی یقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم. و فرس أَجْرَدُ: قصیر الشعر، و قد جَرِدَ و انْجَرَدَ، و كذلك غیره من الدواب و ذلك من علامات العِتْق و الكَرَم؛ و قولهم: أَجردُ القوائم إِنما یریدون أَجردُ شعر القوائم؛ قال: كأَنَّ قتودِی، و القِیانُ هَوَتْ به من الحَقْبِ، جَردَاءُ الیدین وثیقُ و قیل: الأَجردُ الذی رقَّ شعره و قصر، و هو مدح. و تَجَرَّد من ثوبه و انجَرَدَ: تَعرَّی. سیبویه: انجرد لیست للمطاوعة إِنما هی كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ، و قد جَرَّده من ثوبه؛ و حكی الفارسیُّ عن ثعلب: جَرَّدهُ من ثوبه و جرَّده إِیاه. و یقال أَیضاً: فلان حسنُ الجُرْدةِ و المجرَّدِ و المتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُریةِ و المعَرّی، و هما بمعنی. و التجریدُ: التعریة من الثیاب. و تجریدُ السیف: انتضاؤه. و التجریدُ: التشذیبُ. و التجرُّدُ: التعرِّی. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان أَنورَ المتجرِّدِ‌أَی ما جُرِّدَ عنه الثیاب من جسده و كُشِف؛ یرید أَنه كان مشرق الجسد. و امرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ و المتجرِّدِ و المتجرَّدِ، و الفتح أَكثر، أَی بَضَّةٌ عند التجرُّدِ، فالمتجرَّدِ علی هذا مصدر؛ و مثل هذا فلان رجلُ حرب أَی عند الحرب، و من قال بضة المتجرِّد، بالكسر، أَراد الجسمَ. التهذیب: امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها. أَبو زید: یقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْییاً و لم یكن بالمنبسِطِ فی الظهور: ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ. و المتجرِّدةُ: اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَیرةِ. و‌فی حدیث الشُّراةِ: فإِذا ظهروا بین النَّهْرَینِ لم یُطاقوا ثم یَقِلُّون حتی یكون آخرهُم لُصوصاً
لسان العرب، ج‌3، ص: 117
جرَّادین‌أَی یُعْرُون الناسَ ثیابهم و یَنْهَبونها؛ و منه‌حدیث الحجاج؛ قال لأَنس: لأُجَرِّدَنَّك كما یُجَرَّدُ الضبُّ‌أَی لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ، لأَنه إِذا شوی جُرِّدَ من جلده، و یروی: لأَجْرُدَنَّك، بتخفیف الراء. و الجَرْدُ: أَخذ الشی‌ء عن الشی‌ء عَسْفاً و جَرْفاً؛ و منه سمی الجارودُ و هی السنة الشدیدة المَحْل كأَنها تهلك الناس؛ و منه‌الحدیث: و بها سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سبعون نبیّاً لم تُقْتَلْ و لم تُجَرَّدْ‌أَی لم تصبها آفة تهلك ثَمرها و لا ورقها؛ و قیل: هو من قولهم جُرِدَتِ الأَرضُ، فهی مجرودة إِذا أَكلها الجرادُ. و جَرَّدَ السیفَ من غِمْدِهِ: سَلَّهُ. و تجرَّدَتِ السنبلة و انجَرَدَتْ: خرجت من لفائفها، و كذلك النَّورُ عن كِمامِهِ. و انجردت الإِبِلُ من أَوبارها إِذا سقطت عنها. و جَرَّدَ الكتابَ و المصحفَ: عَرَّاه من الضبط و الزیادات و الفواتح؛ و منه‌قول عبد الله بن مسعود و قد قرأَ عنده رجل فقال أَستعیذ بالله من الشیطان الرجیم، فقال: جَرِّدوا القرآنَ لِیَرْبُوَ فیه صغیركم و لا یَنْأَی عنه كبیركم، و لا تَلبِسوا به شیئاً لیس منه؛ قال ابن عیینة: معناه لا تقرنوا به شیئاً من الأَحادیث التی یرویها أَهل الكتاب لیكون وحده مفرداً، كأَنه حثَّهم علی أَن لا یتعلم أَحد منهم شیئاً من كتب الله غیره، لأَن ما خلا القرآن من كتب الله تعالی إِنما یؤخذ عن الیهود و النصاری و هم غیر مأْمونین علیها؛ و كان إِبراهیم یقول: أَراد بقوله جَرِّدوا القرآنَ من النَّقْط و الإِعراب و التعجیم و ما أَشبهها، و اللام فی لیَرْبُوَ من صلة جَرِّدوا، و المعنی اجعلوا القرآن لهذا و خُصُّوه به و اقْصُروه علیه، دون النسیان و الإِعراض عنه لینشأَ علی تعلیمه صغاركم و لا یبعد عن تلاوته و تدبره كباركم. و تجرَّدَ الحِمارُ: تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها. و تجَرَّدَ الفرسُ و انجرَدَ: تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها و لذلك قیل: نَضَا الفرسُ الخیلَ إِذا تقدّمها، كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ینضو الإِنسانُ ثوبَه عنه. و الأَجْرَدُ: الذی یسبق الخیلَ و یَنْجَرِدُ عنها لسرعته؛ عن ابن جنی. و رجلٌ مُجْرَد، بتخفیف الراء: أُخْرِجَ من ماله؛ عن ابن الأَعرابی. و تجَرَّدَ العصیر: سكن غَلَیانُه. و خمرٌ جَرداءُ: منجردةٌ من خُثاراتها و أَثفالها؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد للطرماح: فلما فُتَّ عنها الطینُ فاحَتْ، و صَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافی و تجَرَّدَ للأَمر: جَدَّ فیه، و كذلك تجَرَّد فی سیره و انجَرَدَ، و لذلك قالوا: شَمَّرَ فی سیره. و انجرَدَ به السیرُ: امتَدَّ و طال؛ و إِذا جَدَّ الرجل فی سیره فمضی یقال: انجرَدَ فذهب، و إِذا أَجَدَّ فی القیام بأَمر قیل: تجَرَّد لأَمر كذا، و تجَردَّ للعبادة؛ و‌روی عن عمر: تجرَّدُوا بالحج و إِن لم تُحرِموا. قال إِسحاق بن منصور: قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا بالحج؟ قال: تَشَبَّهوا بالحاج و إِن لم تكونوا حُجَّاجاً، و قال إِسحاق بن إِبراهیم كما قال؛ و قال ابن شمیل: جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ و تجَرَّدَ بالحج إِذا أَفرده و لم یُقْرِنْ. و الجرادُ: معروف، الواحدةُ جَرادة تقع علی الذكر و الأُنثی. قال الجوهری: و لیس الجرادُ بذكر للجرادة و إِنما هو اسم للجنس كالبقر و البقرة و التمر و التمرة و الحمام و الحمامة و ما أَشبه ذلك، فحقُّ مذكره أَن لا یكون مؤنثُه من لفظه لئلا یلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع؛ قال أَبو عبید: قیل هو سِرْوَةٌ ثم دبی ثم غَوْغاءُ ثم خَیْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم جَراد، و قیل: الجراد الذكر و الجرادة الأُنثی؛ و من كلامهم: رأَیت جَراداً علی جَرادةٍ كقولهم: رأَیت نعاماً علی نعامة؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 118
قال الفارسی: و ذلك موضوعٌ علی ما یحافظون علیه، و یتركون غیرَه بالغالب إِلیه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنیث، و إِن كان أَیضاً غیر ذلك من كلامهم واسعاً كثیراً، یعنی المؤَنث الذی لا علامة فیه كالعین و القدْر و العَناق و المذكر الذی فیه علامةُ التأْنیث كالحمامة و الحَیَّة؛ قال أَبو حنیفة: قال الأَصمعی إِذا اصفَرَّت الذكورُ و اسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء إِلا الجرادَ یعنی أَنه اسم لا یفارقها؛ و ذهب أَبو عبید فی الجراد إِلی أَنه آخر أَسمائه كما تقدم. و قال أَعرابی: تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة. و جُردت الأَرضُ، فهی مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها. و جَرَدَ الجرادُ الأَرضَ یَجْرُدُها جَرْداً: احْتَنَكَ ما علیها من النبات فلم یُبق منه شیئاً؛ و قیل: إِنما سمی جَراداً بذلك؛ قال ابن سیدة: فأَما ما حكاه أَبو عبید من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ، من الجراد، فالوجه عندی أَن یكون مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم، و للآخر أَن یعنی بها كثرةَ الجراد، كما قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثیرةُ الوحش، فیكون علی صیغة مفعول من غیر فعل إِلا بحسب التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَی حدث فیها الجراد، أَو كأَنها رُمیَتْ بذلك، فأَما الجرادةُ اسم فرس عبد الله بن شُرَحْبیل، فإِنما سمیت بواحد الجراد علی التشبیه لها بها، كما سماها بعضهم خَیْفانَةً. و جَرادةُ العَیَّار: اسم فرس كان فی الجاهلیة. و الجَرَدُ: أَن یَشْرَی جِلْدُ الإِنسان من أَكْلِ الجَرادِ. و جُردَ الإِنسانُ، بصیغة ما لم یُسَمَّ فاعلهُ، إِذا أَكل الجرادَ فاشتكی بطنَه، فهو مجرودٌ. و جَرِدَ الرجلُ، بالكسر، جَرَداً، فهو جَرِدٌ: شَرِیَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ. و جُرِدَ الزرعُ: أَصابه الجرادُ. و ما أَدری أَیُّ الجرادِ عارَه أَی أَیُّ الناس ذهب به. و فی الصحاح: ما أَدری أَیُّ جَرادٍ عارَه. و جَرادَةُ: اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالًا بعثهم عاد إِلی البیت یستسقون فأَلهتهم عن ذلك؛ و إِیاها عنی ابن مقبل بقوله: سِحْراً كما سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها، بِغُرورِ أَیامٍ و لَهْوِ لیالِ و الجَرادَتان: مغنیتان للنعمان؛ و فی قصة أَبی رغال: فغنته الجرادَتان. التهذیب: و كان بمكة فی الجاهلیة قینتان یقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت و الغناء. و خیلٌ جریدة: لا رَجَّالَةَ فیها؛ و یقال: نَدَبَ القائدُ جَریدَةً من الخیل إِذا لم یُنْهِضْ معهم راجلًا؛ قال ذو الرمة یصف عَیْراً و أُتُنَه: یُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَریدةً، تَرامَی به قِیعانُهُ و أَخاشِبُه قال الأَصمعی: الجَریدةُ التی قد جَرَدَها من الصِّغار؛ و یقال: تَنَقَّ إِبلًا جریدة أَی خیاراً شداداً. أَبو مالك: الجَریدةُ الجماعة من الخیل. و الجارودیَّةُ: فرقة من الزیدیة نسبوا إِلی الجارود زیاد بن أَبی زیاد. و یقال: جَریدة من الخیل للجماعة جردت من سائرها لوجه. و الجَریدة: سَعفة طویلة رطبة؛ قال الفارسی: هی رطبةً سفعةٌ و یابسةً جریدةٌ؛ و قیل: الجریدة للنخلة كالقضیب للشجرة، و ذهب بعضهم إِلی اشتقاق الجریدة فقال: هی السعفة التی تقشر من خوصها كما یقشر القضیب من ورقه، و الجمع جَریدٌ و جَرائدُ؛ و قیل: الجریدة السعَفة ما كانت، بلغة أَهل الحجاز؛ و قیل: الجرید اسم واحد كالقضیب؛ قال ابن سیدة: و الصحیح أَن الجرید جمع جریدة كشعیر و شعیرة، و‌فی حدیث عمر: ائْتنی بجریدة.و‌فی الحدیث:
لسان العرب، ج‌3، ص: 119
كتب القرآن فی جَرائدَ، جمع جریدة؛ الأَصمعی: هو الجَرید عند أَهل الحجاز، واحدته جریدة، و هو الخوص و الجردان. الجوهری: الجرید الذی یُجْرَدُ عنه الخوص و لا یسمی جریداً ما دام علیه الخوص، و إِنما یسمی سَعَفاً. و كل شی‌ء قشرته عن شی‌ء، فقد جردته عنه، و المقشور: مجرود، و ما قشر عنه: جُرادة. و‌فی الحدیث: القلوب أَربعة: قلب أَجرَدُ فیه مثلُ السراج یُزْهِرُ‌أَی لیس فیه غِلٌّ و لا غِشٌّ، فهو علی أَصل الفطرة فنور الإِیمان فیه یُزهر. و یومٌ جَرید و أَجْرَدُ: تامّ، و كذلك الشهر؛ عن ثعلب. و عامٌ جَرید أَی تامّ. و ما رأَیته مُذْ أَجْرَدانِ و جَریدانِ و مُذْ أَبیضان: یریدُ یومین أَو شهرین تامین. و المُجَرَّدُ و الجُردانُ، بالضم: القضیب من ذوات الحافر؛ و قیل: هو الذكر معموماً به، و قیل هو فی الإِنسان أَصل و فیما سواه مستعار؛ قال جریر: إِذا رَوِینَ علی الخِنْزِیر من سَكَرٍ، نادَیْنَ: یا أَعظَمَ القِسِّین جُرْدانا الجمع جَرادین. و الجَرَدُ فی الدواب: عیب معروف، و قد حكیت بالذال المعجمة، و الفعل منه جَرِدَ جَرَداً. قال ابن شمیل: الجَرَدُ ورم فی مؤَخر عرقوب الفرس یعظم حتی یمنعَه المشیَ و السعیَ؛ قال أَبو منصور: و لم أَسمعه لغیره و هو ثقة مأْمون. و الإِجْرِدُّ: نبت یدل علی الكمأَة، واحدته إِجْرِدَّةٌ؛ قال: جَنَیْتُها من مُجْتَنیً عَویصِ، من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ و القَصیصِ النضر: الإِجْرِدَّ بقل یقال له حب كأَنه الفلفل، قال: و منهم من یقول إِجْرِدٌ، بتخفیف الدال، مثل إِثمد، و من ثقل، فهو مثل الإِكْبِرِّ، یقال: هو إِكْبِرُّ قومه. و جُرادُ: اسم رملة فی البادیة. و جُراد و جَراد و جُرادَی: أَسماء مواضع؛ و منه قول بعض العرب: تركت جَراداً كأَنها نعامة باركة. و الجُراد و الجُرادة: اسم رملة بأَعلی البادیة. و الجارد و أُجارد، بالضم: موضعان أَیضاً، و مثله أُباتر. و الجُراد: موضع فی دیار تمیم. یقال: جَرَدُ القَصِیم و الجارود و المجرد و جارود أَسماء رجال. و دَرابُ جِرْد: موضع. فأَما قول سیبویه: فدراب جرد كدجاجة و دراب جردین كدجاجتین فإِنه لم یرد أَن هنالك دراب جِرْدین، و إِنما یرید أَن جِرْد بمنزلة الهاء فی دجاجة، فكما تجی‌ء بعلم التثنیة بعد الهاء فی قولك دجاجتین كذلك تجی‌ء بعلم التثنیة بعد جرد، و إِنما هو تمثیل من سیبویه لا أَن دراب جردین معروف؛ و قول أَبی ذؤیب: تدلَّی علیها بین سِبٍّ و خَیْطَةٍ بِجَرْداءَ، مِثْلِ الوَكْفِ یَكْبُو غُرابُها یعنی صخرة ملساء؛ قال ابن بری یصف مشتاراً للعسل تدلی علی بیوت النحل. و السبّ: الحبل. و الخیطة: الوتد. و الهاء فی قوله علیها تعود علی النحل. و قوله: بجرداء یرید به صخرة ملساء كما ذكر. و الوكف: النطع شبهها به لملاستها، و لذلك قال: یكبو غرابها أَی یزلق الغراب إِذا مشی علیها؛ التهذیب: قال الریاشی أَنشدنی الأَصمعی فی النون مع المیم: أَلا لها الوَیْلُ علی مُبین، علی مبین جَرَدِ القَصِیم قال ابن بری: البیت لحنظلة بن مصبح، و أَنشد صدره: یا رِیَّها الیومَ علی مُبین
لسان العرب، ج‌3، ص: 120
مبین: اسم بئر، و فی الصحاح: اسم موضع ببلاد تمیم. و القَصِیم: نبت. و الأَجاردة من الأَرض: ما لا یُنْبِتُ؛ و أَنشد فی مثل ذلك: یطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم، تحت الذُّنابی فی مكانٍ سُخْن و قیل: القَصیم موضع بعینه معروف فی الرمال المتصلة بجبال الدعناء. و لبن أَجْرَدُ: لا رغوة له؛ قال الأَعشی: ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا، مِل‌ءَ المراجِلِ، و الصریحَ الأَجْرَدا

جرهد؛ ج3، ص: 120

: الجَرْهَدة: الوحَی فی السیر. و اجْرَهَدَّ فی السیر: استمر. و اجْرَهَدّ القومُ: قصدوا القصدَ. و اجرهدّ الطریقُ: استمرّ و امتد؛ قال الشاعر: علی صَمود النَّقْب مُجْرَهدّ و اجرهدّ اللیلُ: طال. و اجرهدّت الأَرضُ: لم یوجد فیها نبت و لا مرعی. و اجرهدّت السنة: اشتدّت و صعبت؛ قال الأَخطل: مَسامیحُ الشتاءِ إِذا اجرهدّت، و عزَّت عند مَقْسَمِها الجَزُور أَی اشتدّت و امتدّ أَمرها. و المُجَرْهِدُ: المُسْرِعُ فی الذهاب؛ قال الشاعر: لم تُراقبْ هُناك ناهِلَة الواشِین، لما اجْرَهَدَّ ناهلُها أَبو عمرو: الجُرْهُدُ السَّیار النشیط. و جَرْهَدُ: اسم.

جسد؛ ج3، ص: 120

: الجسد: جسم الإِنسان و لا یقال لغیره من الأَجسام المغتذیة، و لا یقال لغیر الإِنسان جسد من خلق الأَرض. و الجَسَد: البدن، تقول منه: تَجَسَّد، كما تقول من الجسم: تجسَّم. ابن سیدة: و قد یقال للملائكة و الجنّ جسد؛ غیره: و كل خلق لا یأْكل و لا یشرب من نحو الملائكة و الجنّ مما یعقل، فهو جسد. و كان عجل بنی إِسرائیل جسداً یصیح لا یأْكل و لا یشرب و كذا طبیعة الجنّ؛ قال عز و جل: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوٰارٌ؛ … جَسَداً بدل من عجل لأَن العجل هنا هو الجسد، و إِن شئت حملته علی الحذف أَی ذا جسد، و قوله: لَهُ خُوٰارٌ، یجوز أَن تكون الهاء راجعة إِلی العجل و أَن تكون راجعة إِلی الجسد، و جمعه أَجساد؛ و قال بعضهم فی قوله عِجْلًا جَسَداً، قال: أَحمر من ذهب؛ و قال أَبو إِسحق فی تفسیر الآیة: الجسد هو الذی لا یعقل و لا یمیز إِنما معنی الجسد معنی الجثة. فقط. و قال فی قوله: وَ مٰا جَعَلْنٰاهُمْ جَسَداً لٰا یَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ؛ قال: جسد واحد یُثْنَی علی جماعة، قال: و معناه و ما جعلناهم ذوی أَجساد إِلَّا لیأْكلوا الطعام، و ذلك أَنهم قالوا: مٰا لِهٰذَا الرَّسُولِ یَأْكُلُ الطَّعٰامَ؟ فأُعلموا أَن الرسل أَجمعین یأْكلون الطعام و أَنهم یموتون. المبرد و ثعلب: العرب إِذا جاءت بین كلامین بجحدین كان الكلام إِخباراً، قالا: و معنی الآیة إِنما جعلناهم جسداً لیأْكلوا الطعام، قالا: و مثله فی الكلام ما سمعت منك و لا أَقبل منك، معناه إِنما سمعت منك لأَقبل منك، قالا: و إِن كان الجحد فی أَول الكلام كان الكلام مجحوداً جحداً حقیقیاً، قالا: و هو كقولك ما زید بخارج؛ قال الأَزهری: جعل اللیث قول الله عز و جل: وَ مٰا جَعَلْنٰاهُمْ جَسَداً لٰا یَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ كالملائكة، قال: و هو غلط و معناه الإِخبار كما قال النحویون أَی جعلناهم جسداً لیأْكلوا الطعام؛ قال: و هذا یدل علی أَن ذوی الأَجساد یأْكلون الطعام، و أَن الملائكة روحانیون لا یأْكلون الطعام و لیسوا جسداً، فإِن ذوی الأَجساد یأْكلون الطعام. و حكی اللحیانی: إِنها لحسنة الأَجساد،
لسان العرب، ج‌3، ص: 121
كأَنهم جعلوا كل جزء منها جسداً ثم جمعوه علی هذا. و الجاسد من كل شی‌ءٍ: ما اشتدّ و یبس. و الجَسَدُ و الجَسِدُ و الجاسِدُ و الجَسِید: الدم الیابس، و قد جَسِدَ؛ و منه قیل للثوب: مُجَسَّدٌ إِذا صبغَ بالزعفران. ابن الأَعرابی: یقال للزعفران الرَّیْهُقانُ و الجادیُّ و الجِساد؛ اللیث: الجِساد الزعفران و نحوه من الصبغ الأَحمر و الأَصفر الشدید الصفرة؛ و أَنشد: جِسادَیْنِ من لَوْنَیْنِ، ورْسٍ و عَنْدَم و الثوب المُجَسَّد، و هو المشبع عصفراً أَو زعفراناً. و المُجَسَّد: الأَحمر. و یقال: علی فلان ثوب مشبع من الصبغ و علیه ثوب مُفْدَم، فإِذا قام قیاماً من الصبغ قیل: قد أُجسِدَ ثَوْبُ فلان إِجساداً فهو مُجْسَد؛ و‌فی حدیث أَبی ذر: إِنَّ امرأَته لیس علیها أَثر المجاسد؛ ابن الأَثیر: هو جمع مُجسد، بضم المیم، و هو المصبوغ المشبع بالجَسَد و هو الزعفران و العصفر. و الجسد و الجساد: الزعفران أَو نحوه من الصبغ. و ثوب مُجْسَد و مُجَسَّد: مصبوغ بالزعفران، و قیل: هو الأَحمر. و المجسد: ما أُشبع صبغه من الثیاب، و الجمع مجاسد؛ و أَما قول ملیح الهذلی: كأَنَّ ما فوقَها، مما عُلِینَ به، دِماءُ أَجوافِ بُدْنٍ، لونُها جَسِد أَراد مصبوغاً بالجساد؛ قال ابن سیدة: و هو عندی علی النسب إِذ لا نعرف لجَسِدٍ فعلًا. و المجاسد جمع مجسد، و هو القمیص المشبع بالزعفران. اللیث: الجسد من الدماء ما قد یبس فهو جامد جاسد؛ و قال الطرماح یصف سهاماً بنصالها: فِراغٌ عَواری اللِّیطِ، تُكْسَی ظُباتُها سَبائبَ، منها جاسِدٌ و نَجِیعُ قوله: فراغ هو جمع فریغ للعریض؛ یصف سهاماً و أَن نصالها عریضة. و اللیط: القشر، و ظباتها: أَطرافها. و السبائب: طرائق الدم. و النجیع: الدم نفسه. و الجاسد: الیابس. الجوهری: الجسد الدم؛ قال النابغة: و ما هُریقَ علی الأَنْصابِ من جَسَد و الجسد: مصدر قولك جسِد به الدم یجسَد إِذا لصق به، فهو جاسد و جسِد؛ و أَنشد بیت الطرماح: [منها جاسد و نجیع] و أَنشد لآخر: بساعدیه جَسِدٌ مُوَرَّسُ، من الدماء، مائع وَ یَبِسُ و المِجْسَد: الثوب الذی یلی جسد المرأَة فتعرق فیه. ابن الأَعرابی: المجاسد جمع المِجسد، بكسر المیم، و هو القمیص الذی یلی البدن. الفرّاء: المِجْسَدُ و المُجْسَد واحد، و أَصله الضم لأَنه من أُجسد أَی أُلزق بالجسد، إِلَّا أَنهم استثقلوا الضم فكسروا المیم، كما قالوا للمُطْرف مِطْرف، و المُصْحف مِصْحف. و الجُساد: وجع یأْخذ فی البطن یسمی بیجیدق «4». و صوت مُجَسَّد: مرقوم علی محسنة و نغم «5». الجوهری: الجَلْسَد، بزیادة اللام، اسم صنم و قد ذكره غیره فی الرباعی و سنذكره.

جضد؛ ج3، ص: 121

: روی أَبو تراب رجل جَلْد، و یبدلون اللام ضاداً فیقولون: رجلٌ جَضْد.

جعد؛ ج3، ص: 121

: الجعد من الشعر: خلاف السبط، و قیل هو القصیر؛ عن كراع. شعر جعْد: بَیِّنُ الجُعودة، جَعُد جُعُودة و جَعادة و تَجَعَّد و جَعَّده صاحبه تجعیداً، و رجل جعد الشعر: من الجعودة، و الأُنثی جعْدة، و جمعهما جعاد؛ قال معقل بن خویلد:
(4). لم نجد هذه اللفظة فی اللسان، و لعلها فارسیة (5). قوله [مرقوم علی محسنة و نغم] عبارة القاموس و صوت مجسد كعظم مرقوم علی نغمات و محنة. قال شارحه: هكذا فی النسخ، و فی بعضها علی محسنة و نغم و هو خطأ
لسان العرب، ج‌3، ص: 122
… و سُود جعاد الرقابِ، مثْلَهُمُ یرهَبُ الراهِبُ «1». عنی من أَسرت هذیل من الحبشة أَصحاب الفیل، و جمع السلامة فیه أَكثر. و الجَعْد من الرجال: المجتمع بعضه إِلی بعض، و السبط: الذی لیس بمجتمع، و أَنشد: قالت سلیمی: لا أُحب الجَعْدِین، و لا السِّباطَ، إِنهم مَناتِین و أَنشد ابن الأَعرابی لفُرعان التمیمی فی ابنه مَنازل حین عقه: و ربَّیْتُه حتی إِذا ما تركتُه أَخا القوم، و استغنی عن المسح شاربُه و بالمَحْض حتی آضَ جَعْداً عَنَطْنَطاً، إِذا قام ساوی غاربَ الفَحْل غارِبُه فجعله جعداً، و هو طویل عنطنط؛ و قیل: الجَعْدُ الخفیف من الرجال، و قیل: هو المجتمع الشدید؛ و أَنشد بیت طرفة: أَنا الرجلُ الجَعْدُ الذی تعرفونه «2». و أَنشد أَبو عبید: یا رُبَّ جَعْدٍ فیهمُ، لو تَدْرِینْ، یَضْرِبُ ضَرْبَ السّبطِ المقادِیمْ قال الأَزهری: إِذا كان الرجل مداخَلًا مُدْمَج الخلق أَی معصوباً فهو أَشد لأَسره و أَخف إِلی منازلة الأَقران، و إِذا اضطرب خلقه و أَفرط فی طوله فهو إِلی الاسترخاءِ ما هو. و‌فی الحدیث: علی ناقة جَعْدة‌أَی مجتمعة الخلق شدیدة. و الجَعْد إِذا ذهب به مذهب المدح فله معنیان مستحبان: أَحدهما أَن یكون معصوب الجوارح شدید الأَسر و الخلق غیر مسترخ و لا مضطرب، و الثانی أَن یكون شعره جعداً غیر سبط لأَن سبوطة الشعر هی الغالبة علی شعور العجم من الروم و الفرس، و جُعودة الشعر هی الغالبة علی شعور العرب، فإِذا مدح الرجل بالجعد لم یخرج عن هذین المعنیین. و أَما الجعد المذموم فله أَیضاً معنیان كلاهما منفی عمن یمدح: أَحدهما أَن یقال رجل جعد إِذا كان قصیراً متردد الخلق، و الثانی أَن یقال رجل جعد إِذا كان بخیلًا لئیماً لا یَبِضُّ حَجَره، و إِذا قالوا رجل جعد السبوطة فهو مدح، إِلَّا أَن یكون قَطِطاً مُفَلْفَلًا كشعر الزَّنج و النُّوبة فهو حینئذ ذم؛ قال الراجز: قد تَیَّمَتْنِی طَفْلَةٌ أُمْلُودُ بِفاحِمٍ، زَیَّنَهُ التَّجْعِیدُ و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءت به جَعْداً؛ قال ابن الأَثیر: الجعد فی صفات الرجال یكون مدحاً و ذمّاً، و لم یذكر ما أَراده النبی، صلی الله علیه و سلم، فی حدیث الملاعنة هل جاء به علی صفة المدح أَو علی صفة الذم. و‌فی الحدیث: أَنه سأَل أَبا رُهْمٍ الغِفاریّ: ما فَعلَ النَّفَرُ السودُ الجِعاد؟و یقال للكریم من الرجال: جعد، فأَما إِذا قیل فلان جَعْد الیدین أَو جعد الأَنامل فهو البخیل، و ربما لم یذكروا معه الید؛ قال الراجز: لا تَعْذُلِینی بِضُرُبٍّ جَعْد «3». و رجل جَعْد الیدین: بخیل. و رجل جعد الأَصابع: قصیرها؛ قال: من فائض الكفین غیر جعد و قَدَمٌ جَعْدَةٌ: قصیرة من لؤمها؛ قال العجاج:
(1). قوله [و سود] كذا فی الأَصل بحذف بعض الشطر الأَول (2). فی معلقة طرفة: الرجل الضَّرب (3). قوله [بضربّ] كذا بالأَصل بالضاد المعجمة، و هذا الضبط. و لعل الصواب بظرب، بالظاء المعجمة، كعتلّ و هو القصیر كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌3، ص: 123
لا عاجِز الهَوْءِ و لا جَعْد القَدَمْ قال الأَصمعی: زعموا أَن الجعد السخی، قال: و لا أَعرف ذلك. و الجعد: البخیل و هو معروف؛ قال كثیر فی السخاء یمدح بعض الخلفاء: إِلی الأَبیضِ الجَعْدِ ابن عاتِكةَ الذی له فَضْلُ مُلْكٍ، فی البریة، غالب قال الأَزهری: و فی شعر الأَنصار ذكر الجعد، وضع موضع المدح، أَبیات كثیرة، و هم من أَكثر الشعراء مدحاً بالجعد. و تراب جعد نَدٍ، و ثَریً جعد مثل ثَعْد إِذا كان لیناً. و جَعُدَ الثری و تجعَّد: تقبض و تعقد. و زَبَد جعد: متراكب مجتمع و ذلك إِذا صار بعضه فوق بعض علی خطم البعیر أَو الناقة، یقال: جعد اللُّغام؛ قال ذو الرمة: تَنْجُو إِذا جَعَلت تَدْمَی أَخِشَّتُها، و اعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطیمُ تنجو: تسرع السیر. و النجاء: السرعة. و أَخشتها جمع خِشاش، و هی حَلْقة تكون فی أَنف البعیر. و حَیس جَعْد و مُجَعَّد: غلیظ غیر سبط؛ أَنشد ابن الأَعرابی: خِذامِیَّةٌ أَدَتْ لها عَجْوَةُ القُری، و تَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَیْساً مُجَعَّدا رماها بالقبیح یقول: هی مخلطة لا تختار من یواصلها؛ و صِلِّیانٌ جَعْدٌ و بُهْمَی جعدة بالغوا بهما. الصحاح: و الجعد نبت علی شاطئِ الأَنهار. و الجعدة: حشیشة تنبت علی شاطئِ الأَنهار و تجَعَّدُ. و قیل: هی شجرة خضراء تنبت فی شعاب الجبال بنجد، و قیل: فی القیعان؛ قال أَبو حنیفة: الجعدة خضراء و غبراء تنبت فی الجبال، لها رعْثَة مثل رعثة الدیك طیبة الریح تنبت فی الربیع و تیبس فی الشتاء، و هی من البقول یحشی بها المرافق؛ قال الأَزهری: الجعدة بقلة بریة لا تنبت علی شطوط الأَنهار و لیس لها رعثة؛ قال: و قال النضر بن شمیل هی شجرة طیبة الریح خضراء، لها قضب فی أَطرافها ثمر أَبیض تحشی بها الوسائد لطیب ریحها إِلی المرارة ما هی، و هی جَهیدة یَصْلُح علیها المال، واحدتها و جماعتها جَعْدة؛ قال: و أَجاد النضر فی صفتها؛ و قال النضر: الجعادید و الصَّعاریر أَوَّل ما تنفتح الأَحالیل باللبَإِ، فیخرج شی‌ء أَصفر غلیظ یابس فیه رخاوة و بلل، كأَنه جبن، فَیَنْدَلِصُ من الطُّبْی مُصَعْرَراً أَی یخرج مدحرجاً، و قیل: یخرج اللبأُ أَول ما یخرج مصمغاً؛ الأَزهری: الجَعْدة ما بین صِمْغَی الجدی من اللبإِ عند الولادة. و الجعودة فی الخد: ضد الأَسالة، و هو ذم أَیضاً. و خدٌّ جعد: غیر أَسیل. و بعیر جعد: كثیر الوبر جعْده. و قد كنی بأَبی الجعد و الذئب یكنی أَبا جَعْدة و أَبا جُعادة و لیس له بنت تسمی بذلك؛ قال الكمیت یصفه: و مُسْتَطْعِمٍ یُكْنی بغیرِ بناته، جَعَلْت له حظّاً من الزادِ أَوفرا و قال عبید بن الأَبرص: و قالوا هی الخمر تُكْنی الطلا، كما الذئبُ یُكْنی أَبا جَعْدَه أَی كنیته حسنة و عمله منكر. أَبو عبید یقول: الذئب و إِن كنی أَبا جعدة و نوِّه بهذه الكنیة فإِن فعله غیر حسن، و كذلك الطلا و إِن كان خاثراً فإِن فعله فعل الخمر لإِسكاره شاربه، أَو كلام هذا معناه. و بنو جَعْدة: حیّ من قیس و هو أَبو حیّ من العرب هو جعدة بن كعب بن ربیعة بن عامر بن صعصعة، منهم النابغة الجعدی. و جُعادة: قبیلة؛ قال جریر:
لسان العرب، ج‌3، ص: 124
فَوارِسُ أَبْلَوْا فی جُعادة مَصْدَقاً، و أَبْكَوْا عُیوناً بالدُّموع السَّواجِمِ و جُعَیْد: اسم، و قیل: هو الجعید بالأَلف و اللام فعاملوا الصفة «4».

جلد؛ ج3، ص: 124

: الجِلْدُ و الجَلَد: المَسْك من جمیع الحیوان مثل شِبْه و شَبَه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، حكاها ابن السكیت عنه؛ قال: و لیست بالمشهورة، و الجمع أَجلاد و جُلود و الجِلْدَة أَخص من الجلد؛ و أَما قول عبد مناف بن ربع الهذلی: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه، ضرباً أَلیماً بِسِبْتٍ یَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن یحرك الساكن فی القافیة بحركة ما قبله؛ كما قال: علَّمنا إِخوانُنا بنو عِجِلْ شُربَ النبیذ، و اعتقالًا بالرِّجِلْ. و كان ابن الأَعرابی یرویه بالفتح و یقول: الجِلْد و الجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ و مَثَلٍ و شِبْه و شَبَه؛ قال ابن السكیت: و هذا لا یُعرف، و قوله تعالی ذاكراً لأَهل النار: حین تشهد علیهم جوارحهم وَ قٰالُوا لِجُلُودِهِمْ؛ قیل: معناه لفروجهم كنی عنها بالجُلود؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الجلود هنا مُسوكهم التی تباشر المعاصی؛ و قال الفرّاءُ: الجِلْدُ هاهنا الذكر كنی الله عز و جل عنه بالجلد كما قال عز و جل: أَوْ جٰاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغٰائِطِ*؛ و الغائط: الصحراء، و المراد من ذلك: أَو قضی أَحد منكم حاجته. و الجِلْدة: الطائفة من الجِلْد. و أَجلاد الإِنسان و تَجالِیده: جماعة شخصه؛ و قیل: جسمه و بدنه و ذلك لأَن الجلد محیط بهما؛ قال الأَسود بن یعفر: أَ ما تَرَیْنی قد فَنِیتُ، و غاضنی ما نِیلَ من بَصَری، و من أَجْلادی؟ غاضنی: نقصنی. و یقال: فلان عظیم الأَجْلاد و التجالید إِذا كان ضخماً قوی الأَعضاءِ و الجسم، و جمع الأَجلاد أَجالد و هی الأَجسام و الأَشخاص. و یقال: فلان عظیم الأَجلاد و ضئیل الأَجلاد، و ما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبیه أَی شخصه و جسمه؛ و‌فی حدیث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غیرهم فقال: ردُّوا الأَیمان علی أَجالِدِهم‌أَی علیهم أَنفسهم، و كذلك التجالید؛ و قال الشاعر: یَنْبی، تَجالِیدی و أَقتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤیَدِ و‌فی حدیث ابن سیرین: كان أَبو مسعود تُشْبه تجالیدُه تجالیدَ عمر‌أَی جسمُه جسمَه. و‌فی الحدیث: قوم من جِلْدتنا‌أَی من أَنفسنا و عشیرتنا؛ و قول الأَعشی: و بَیْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رجالَ إِیادٍ بأَجلادِها قال الأَزهری: هكذا رواه الأَصمعی، قال: و یقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبیه أَی شخصه بشخوصهم أَی بأَنفسهم، و من رواه بأَجیادها أَراد الجودیاء بالفارسیة الكساءَ. و عظم مُجَلَّد: لم یبق علیه إِلا الجلد؛ قال: أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّیْرُ نَحْضَها، فلم یُبْق منها غیر عظم مُجَلَّد: خِدی بی ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ و الهَوَی، و شاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ و جَلَّدَ الجزور: نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة، و خص بعضهم به البعیر. التهذیب: التجلید للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ. و تجلید الجزور مثل سلخ الشاة؛
(4). قوله [فعاملوا الصفة] كذا بالأَصل و المناسب فعاملوه معاملة الصفة
لسان العرب، ج‌3، ص: 125
یقال جَلَّدَ جزوره، و قلما یقال: سلخ. ابن الأَعرابی: أَحزرت «1» الضأْن و حَلَقْتُ المعزی و جلَّدت الجمل، لا تقول العرب غیر ذلك. و الجَلَدُ: أَن یُسلَخَ جلد البعیر أَو غیره من الدواب فیُلْبَسَه غیره من الدواب؛ قال العجاج یصف أَسداً: كأَنه فی جَلَدٍ مُرَفَّل و الجَلَد: جِلْد البوّ یحشی ثُماماً و یخیل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك علی ولد غیرها. غیره: الجَلَد أَن یسلخ جِلْد الحوار ثم یحشی ثماماً أَو غیره من الشجر و تعطف علیه أُمه فترأَمه. الجوهری: الجَلَد جِلْد حوار یسلخ فیلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه؛ قال العجاج: و قد أَرانی للغَوانی مِصْیَدا مُلاوَةً، كأَنَّ فوقی جَلَدا أَی یرأَمننی و یعطفن علیَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ. و جلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد. التهذیب: الجِلْد غشاءُ جسد الحیوان، و یقال: جِلْدة العین. و المِجْلدة: قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بیدها و تلْطِم بها وجهها و خدها، و الجمع مجالید؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن المجالید جمع مِجلاد لأَن مِفْعلًا و مِفْعالًا یعتقبان علی هذا النحو كثیراً. التهذیب: و یقال لمیلاء النائحة مِجْلَد، و جمعه مجالد؛ قال أَبو عبید: و هی خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَیدیهنّ؛ و قال عدی بن زید: إِذا ما تكرّهْتَ الخلیقةَ لامْرئٍ، فلا تَغْشَها، و اجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَی خذ طریقاً غیر طریقها و مذهباً آخر عنها، و اضرب فی الأَرض لسواها. و الجَلْد: مصدر جَلَده بالسوط یَجْلِدُه جَلْداً ضربه. و امرأَة جَلِید و جلیدة؛ كلتاهما عن اللحیانی، أَی مجلودة من نسوة جَلْدی و جلائد؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن جَلْدی جمع جَلید، و جلائد جمع جلیدة. و جَلَدَه الحدّ جلداً أَی ضربه و أَصاب جِلْده كقولك رأَسَه و بَطَنَه. و فرس مُجَلَّد: لا یجزع من ضرب السوط. و جَلَدْتُ به الأَرضَ أَی صرعته. و جَلَد به الأَرض: ضربها. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا طَلَبَ إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یُصَلِّی معه باللیل فأَطال النبی، صلی الله علیه و سلم، فی الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً‌أَی سقط من شدة النوم. یقال: جُلِدَ به أَی رُمیَ إِلی الأَرض؛ و منه‌حدیث الزبیر: كنت أَتشدّد فیُجلَدُ بی‌أَی یغلبنی النوم حتی أَقع. و یقال: جَلَدْته بالسیف و السوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه. و المُجالَدَة: المبالطة، و تجالد القوم بالسیوف و اجْتَلدوا. و‌فی الحدیث: فنظر إِلی مُجْتَلَدِ القوم فقال: الآن حَمِیَ الوَطِیسُ، أَی إِلی موضع الجِلاد، و هو الضرب بالسیف فی القتال. و‌فی حدیث أَبی هریرة فی بعض الروایات: أَیُّما رجُلٍ من المسلمین سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه، هكذا رواه بإِدغام التاءِ فی الدال، و هی لغة. و جالَدْناهم بالسیوف مُجالدة و جِلاداً: ضاربناهم. و جَلَدَتْه الحیة: لدغته، و خص بعضهم به الأَسود من الحیات، قالوا: و الأَسود یَجْلِدُ بذنبه. و الجَلَد: القوة و الشدة. و‌فی حدیث الطواف: لِیَری المشركون جَلَدَهم؛ الجَلَد القوّة و الصبر؛ و منه‌حدیث عمر: كان أَخْوفَ جَلْداً‌أَی قویاً فی نفسه و جسده. و الجَلَدُ: الصلابة و الجَلادة؛ تقول
(1). قوله [أحزرت] كذا بالأَصل بحاء فراء مهملتین بینهما معجمة، و فی شرح القاموس أجرزت بمعجمتین بینهما مهملة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 126
منه: جَلُد الرجل، بالضم، فهو جَلْد جَلِید و بَیِّنُ الجَلَدِ و الجَلادَة و الجُلودة. و المَجْلود، و هو مصدر: مثل المحلوف و المعقول؛ قال الشاعر: و اصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا قال: و ربما قالوا رجل جَضْد، یجعلون اللام مع الجیم ضاداً إِذا سكنت. و قوم جُلْد و جُلَداءُ و أَجلاد و جِلاد، و قد جَلُدَ جَلادَة و جُلودة، و الاسم الجَلَدُ و الجُلودُ. و التَّجَلُّد: تكلف الجَلادة. و تَجَلَّدَ: أَظهر الجَلَدَ؛ و قوله: و كیف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه، و لم یُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِیم؟ عداه بعن لأَن فیه معنی تصبر. أَبو عمرو: أَحْرَجْتُهُ لكذا و كذا و أَوْجَیْتُهُ و أَجْلَدْتُه و أَدْمَغْتُهُ و أَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِلیه. و الجَلَد: الغلیظ من الأَرض. و الجَلَد: الأَرض الصُّلْبَة؛ قال النابغة: إِلَّا الأَواریَ لأْیاً ما أُبَیِّنُها، و النُّؤیُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ و كذلك الأَجْلَد؛ قال جریر: أَجالتْ علیهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا دُقاقَ الحصی، من كلِّ سَهْلٍ، و أَجْلَدا و‌فی حدیث الهجرة: حتی إِذا كنا بأَرض جَلْدة‌أَی صُلْبة؛ و منه‌حدیث سراقة: وحل بی فرسی و إِنی لفی جَلَد من الأَرض.و أَرض جَلَد: صلبة مستویة المتن غلیظة، و الجمع أَجلاد؛ قاله أَبو حنیفة: أَرض جَلَدٌ، بفتح اللام، و جَلْدة، بتسكین اللام، و قال مرة: هی الأَجالد، واحدها جَلَد؛ قال ذو الرمة: فلما تَقَضَّی ذاك من ذاك، و اكتَسَت مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ اللیث: هذه أَرض جَلْدَة و مكان جَلَدَةٌ «1» و مكان جَلَد، و الجمع الجلَدات. و الجلاد من النخل: الغزیرة، و قیل هی التی لا تبالی بالجَدْب؛ قال سوید بن الصامت الأَنصاری: أَدِینُ و ما دَیْنی علیكم بِمَغْرَم، و لكن علی الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سیدة: كذا رواه أَبو حنیفة، قال: و رواه ابن قتیبة علی الشم، واحدتها جَلْدَة. و الجِلادُ من النخل: الكبار الصِّلاب، و‌فی حدیث علیّ، كرَّم الله تعالی وجهه: كنت أَدْلُو بتَمْرة اشترطها جَلْدة؛ الجَلْدة، بالفتح و الكسر: هی الیابسة اللحاءِ الجیدة. و تمرة جَلْدَة: صُلْبة مكتنزة؛ و أَنشد: و كنتُ، إِذا ما قُرِّب الزادُ، مولَعاً بكلّ كُمَیْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ و الجِلادُ من الإِبِلِ: الغزیرات اللبن، و هی المَجالید، و قیل: الجِلادُ التی لا لبن لها و لا نِتاح؛ قال: و حارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، و لم یكنْ لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعیر بن مُعْقِب و الجَلَد: الكبار من النوق التی لا أَولاد لها و لا أَلبان، الواحدة بالهاءِ؛ قال محمد بن المكرم: قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا أَولاد لها صغار تدر علیها، و لا یدخل فی ذلك الأَولاد الكبار، و الله أَعلم. و الجَلْد، بالتسكین: واحدة الجِلاد و هی أَدسم الإِبل لبناً. و ناقة جَلْدة: مِدْرار؛ عن ثعلب، و المعروف أَنها الصلبة الشدیدة. و ناقة جَلْدة
(1). قوله [و مكان جلدة] كذا بالأَصل و عبارة شرح القاموس؛ و قال اللیث هذه أرض جلدة و جلدة و مكان جلد.
لسان العرب، ج‌3، ص: 127
و نوق جَلَدات، و هی القویة علی العمل و السیر. و یقال للناقة الناجیة: جَلْدَة و إِنها لذات مَجْلود أَی فیها جَلادَة؛ و أَنشد: من اللواتی إِذا لانَتْ عریكَتُها، یَبْقی لها بعدَها أَلٌّ و مَجْلود قال أَبو الدقیش: یعنی بقیة جلدها. و الجَلَد من الغنم و الإِبِل: التی لا أَولاد لها و لا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع؛ و قیل: إِذا مات ولد الشاة فهی جَلَدٌ و جمعها جِلاد و جَلَدَة، و جمعها جَلَد؛ و قیل: الجَلَدُ و الجلَدة الشاة التی یموت ولدها حین تضعه. الفراء: إِذا ولدت الشاة فمات ولدها فهی شاة جَلَد، و یقال لها أَیضاً جَلَدَة، و جمع جَلَدَة جَلَد و جَلَدات. و شاة جَلَدة إِذا لم یكن لها لبن و لا ولد. و الجَلَد من الإِبل: الكبار التی لا صغار فیها؛ قال: تَواكَلَها الأَزْمانُ حتی أَجاءَها إِلی جَلَدٍ منها قلیلِ الأَسافِل قال الفراء: الجَلَدُ من الإِبل التی لا أَولاد معها فتصبر علی الحر و البرد؛ قال الأَزهری: الجَلَد التی لا أَلبان لها و قد ولی عنها أَولادها، و یدخل فی الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن، و یجمع الجَلَدَ أَجْلادٌ و أَجالیدُ، و یدخل فیها المخاض و العشار و الحیال فإِذا وضعت أَولادها زال عنها اسم الجَلَدِ و قیل لها العشار و اللقاح، و ناقة جَلْدة: لا تُبالی البرد؛ قال رؤبة: و لم یُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِیسا و قال العجاج: كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال، یَنْضَحْنَ فی حَمْأَتِهِ بالأَبوال، من صفرة الماءِ و عهد محتال أَی متغیر من قولك حال عن العهد أَی تغیر عنه. و یقال: جَلَدات المخاض شدادها و صلابها. و الجَلید: ما یسقط من السماءِ علی الأَرض من الندی فیجمد. و أَرض مَجْلُودة: أَصابها الجلید. و جُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِید، و أُجْلِد الناسُ و جَلِدَ البَقْلُ، و یقال فی الصّقِیعِ و الضَّریب مِثْله. و الجلید: ما جَمَد من الماء و سقط علی الأَرض من الصقیع فجمد. الجوهری: الجلید الضَّریب و السَّقیطُ، و هو ندی یسقط من السماء فیَجْمُد علی الأَرض. و‌فی الحدیث: حُسْنُ الخُلُق یُذیبُ الخطایا كما تُذیبُ الشمس الجلیدَ؛ هو الماء الجامد من البرد. و إِنه لیُجْلَدُ بكل خیر أَی یُظَن به، و رواه أَبو حاتم یُجْلَذُ، بالذال المعجمة. و‌فی حدیث الشافعی: كان مُجالد یُجْلَد‌أَی كان یتهم و یرمی بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة. و اجْتَلَد ما فی الإِناء: شربه كله. أَبو زید: حملت الإِناء فاجتلدته و اجْتَلَدْتُ ما فیه إِذا شربت كل ما فیه. سلمة: القُلْفَة و القَلَفَة و الرُّغْلَة و الرَّغَلَة و الغُرْلَة «1» و الجُلْدَة: كله الغُرْلة؛ قال الفرزدق: مِنْ آلِ حَوْرانَ، لم تَمْسَسْ أُیورَهُمُ مُوسَی، فَتُطْلِعْ علیها یابِسَ الْجُلَد قال: و قد ذكر الأُرْلَة؛ قال: و لا أَدری بالراء أَو بالدال كله الغرلة؛ قال: و هو عندی بالراء. و المُجلَّدُ: مقدار من الحمل معلوم المكیلة و الوزن. و صرحت بِجِلْدان و جِلْداء؛ یقال ذلك فی الأَمر إِذا بان. و قال اللحیانی: صرحت بِجِلْدان أَی بِجدٍّ. و بنو جَلْد: حیّ.
(1). قوله [و الغرلة] كذا بالأصل و المناسب حذفه كما هو ظاهر.
لسان العرب، ج‌3، ص: 128
و جَلْدٌ و جُلَیْدٌ و مُجالِدٌ: أَسماء؛ قال: نَكَهْتُ مُجالداً و شَمِمْتُ منه كَریح الكلب، مات قَریبَ عَهْدِ فقلت له: متی استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابنی فی جَوْفِ مَهْدِی و جَلُود: موضع بأَفْریقیَّة؛ و منه: فلان الجَلودیّ، بفتح الجیم، هو منسوب إِلی جَلود قریة من قری أَفریقیة، و لا تقل الجُلودی، بضم الجیم، و العامة تقول الجُلُودی. و بعیر مُجْلَنْدٌ: صلب شدید. و جُلَنْدی: اسم رجل؛ و قوله: و جُلَنْداء فی عُمان مقیما «1» إِنما مده للضرورة، و قد روی: و جُلَنْدی لَدی عُمانَ مُقیما الجوهری: و جُلَنْدی، بضم الجیم مقصور، اسم ملك عمان.

جلحد؛ ج3، ص: 128

: الأَزهری فی الخماسی عن المفضل: رجل جَلَنْدَحٌ و جَلَحْمَد إِذا كان غلیظاً ضخماً.

جلخد؛ ج3، ص: 128

: اللیث: المُجْلَخِدُّ المضطجع. الأَصمعی: المُجْلَخِدُّ المستلقی الذی قد رمی بنفسه و امتدّ؛ قال ابن أَحمر: یَظَلُّ أَمامَ بَیْتِك مُجْلَخِدّاً، كما أَلْقَیْتَ بالسَّنَد الوضِینا و أَنشد یعقوب لأَعرابیة تهجو زوجها: إِذا اجْلَخَدَّ لم یَكَدْ یُراوِحُ، هِلْباجَةٌ جَفَیْسأٌ دُحادِحُ أَی ینام إِلی الصبح لا یراوح بین جنبیه أَی لا ینقلب من جنب إِلی جنب. و الجَلْخَدِیُّ: الذی لا غَناء عنده.

جلسد؛ ج3، ص: 128

: جَلْسَد و الجَلْسَد: صنم كان یُعبد فی الجاهلیة؛ قال: … كما كَبَّرَ مَنْ یَمْشی إِلی الجَلْسَد و ذكر الجوهری فی ترجمة جسد قال: الجلسد بزیادة اللام اسم صنم؛ قال الشاعر: فباتَ یَجْتابُ شُقارَی، كما بَیْقَرَ مَنْ یَمْشی إِلی الجَلْسَدِ قال ابن بری: البیت للمثقب العبدی، قال: و ذكر أَبو حنیفة أَنه لعدیّ بن الرقاع.

جلعد؛ ج3، ص: 128

: حمار جَلْعَدٌ: غلیظ. و ناقة جَلْعَد: قویة ظهیرة شدیدة، و بعیر جُلاعِد، كذلك. و امرأَة جَلْعد: مسنة كبیرة. و الجَلْعَد: الصلب الشدید. الأَزهری: الجمل الشدید یقال له الجُلاعد؛ و أَنشد للفقعسی: صَوَّی لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا، لم یَرْعَ بالأَصیافِ إِلَّا فارِدا و الجُلاعِدُ: الشدید الصلب، و الجمع الجَلاعِدُ، بالفتح؛ و فی شعر حمید بن ثور: فحمل الهمَّ كباراً جَلْعَدا الجَلْعَدُ: الصلب الشدید. قال: و فی النوادر یقال رأَیته مُجْرَعِبّاً و مُجْلَعِبّاً و مُجْلَعِدّاً و مُسْلَحِدّاً إِذا رأَیته مصروعاً ممتدّاً. و اجْلَعَدَّ الرجل إِذا امتد صریعاً، و جَلْعَدْته أَنا؛
(1). قوله [و جلنداء إلخ] كذا فی الأَصل بهذا الضبط. و فی القاموس و جلنداء، بضم أَوله و فتح ثانیه ممدودة و بضم ثانیه مقصورة: اسم ملك عمان، و وهم الجوهری فقصره مع فتح ثانیه، قال الأَعشی و جلنداء انتهی بل سیأتی للمؤلف فی جلند نقلًا عن ابن درید أنه یمد و یقصر.
لسان العرب، ج‌3، ص: 129
و قال جندل: كانوا إِذا ما عاینونی جُلْعِدُوا، و صَمَّهم ذُو نَقِمات صِنْدِدُ و الصِّنْدِد: السید. و جَلْعَد: موضع ببلاد قیس.

جلمد؛ ج3، ص: 129

: الجَلْمَدُ و الجُلْمود: الصخر، و فی المحكم: الصخرة: و قیل: الجَلْمَد و الجُلْمُود أَصغر من الجَنْدل قدر ما یرمی بالقَذَّاف؛ قال الشاعر: وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجُلْمود و قیل: الجلامد كالجَراول. و أَرض جَلْمَدَة: حَجِرة. ابن شمیل: الجُلْمود مثل رأْس الجدی و دون ذلك شی‌ء تحمله بیدك قابضاً علی عرضه و لا یلتقی علیه كفاك جمیعاً، یدق به النوی و غیره؛ و قال الفرزدق: فجاءَ بِجُلْمودٍ له مِثل رأْسِهِ، لِیَسْقِی علیه الماءَ بین الصَّرائِم ابن الأَعرابی: الجِلْمِد أَتانُ الضَّحْل، و هی الصخرة التی تكون فی الماء القلیل. و رجل جَلْمد و جُلْمد: شدید الصوت. و الجَلْمد: القطیع الضخم من الإِبل؛ و قوله أَنشده أَبو إِسحق: أَو مائِه تَجْعَلُ أَولادَها لغواً، و عُرْضُ المائِهِ الجَلْمَدُ أَراد: ناقة قویة أَی الذی یعارضها فی قوتها الجلمد، و لا تجعل أَولادها من عددها. و ضأْن جَلْمد: تزید علی المائة. و أَلقی علیه جَلامِیدَه أَی ثقله؛ عن كراع. أَبو عمرو: الجَلْمَدَةُ البقرة، و الجَلْمَد: الإِبل الكثیرة و البقر. و ذات الجَلامِیدِ: موضع.

جلند؛ ج3، ص: 129

: التهذیب فی الرباعی: رجل جَلَنْدَدٌ أَی فاجر یتبع الفجور؛ و أَنشد: قامت تُناجِی عامراً فأَشْهَدا، و كان قِدْماً ناجیاً جَلَنْدَدا، قد انتهی لَیْلَتَه حتی اغْتدی ابن درید: جُلَنْداء اسم ملك عُمان، یمدّ و یقصر، ذكره الأَعشی فی شعره.

جمد؛ ج3، ص: 129

: الجَمَد، بالتحریك: الماء الجامد. الجوهری: الجَمْد، بالتسكین، ما جَمَد من الماء، و هو نقیض الذوب، و هو مصدر سمی به. و الجَمَدُ، بالتحریك، جمع جامد مثل خادم و خدم؛ یقال: قد كثر الجمد. ابن سیدة: جمَدَ الماء و الدم و غیرهما من السیالات یَجْمُد جُموداً و جَمْداً أَی قام، و كذلك الدم و غیره إِذا یبس، و قد جمد، و ماء جَمْد: جامد. و جَمَد الماءُ و العصارة: حاول أَن یَجْمُد. و الجَمَد: الثلج. و لَكَ جامدُ المال و ذائبُه أَی ما جَمَد منه و ما ذاب؛ و قیل: أَی صامته و ناطقه؛ و قیل: حجره و شجره. و مُخَّةٌ جامدة أَی صُلْبة. و رجلٌ جامدُ العین: قلیل الدمع. الكسائی: ظلت العین جُمادَی أَی جامدةً لا تَدْمَع؛ و أَنشد: من یَطْعَمِ النَّوْمَ أَو یَبِتْ جَذِلًا، فالعَیْنُ مِنِّی للهمّ لم تَنَمِ تَرْعی جُمادَی، النهارَ، خاشعةً، و اللیلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ أَی ترعی النهار جامدة فإِذا جاء اللیل بكت. و عین جَمود: لا دَمْع لها. و الجُمادَیان: اسمان معرفة لشهرین، إِذا أَضفت قلت: شهر جمادی و شهرا جمادی. و روی عن أَبی الهیثم: جُمادی ستَّةٍ هی جمادی الآخرة، و هی تمام ستة أَشهر من أَول السنة و رجب هو السابع، و جمادی خمسَةٍ هی جمادی الأُولی، و هی الخامسة من أَول شهور السنة؛ قال لبید:
لسان العرب، ج‌3، ص: 130
حتی إِذا سَلَخا جمادی ستة هی جمادی الآخرة. أَبو سعید: الشتاء عند العرب جمادی لجمود الماء فیه؛ و أَنشد للطرماح: لیلة هاجت جُمادِیَّةً، ذاتَ صِرٍّ، جِرْبیاءَ النسام أَی لیلة شتویة. الجوهری: جمادی الأُولی و جمادی الآخرة، بفتح الدال فیهما، من أَسماء الشهور، و هو فعالی منَ الجمَد «2». ابن سیدة: و جمادی من أَسماء الشهور معرفة سمیت بذلك لجمود الماء فیها عند تسمیة الشهور؛ و قال أَبو حنیفة: جمادی عند العرب الشتاء كله، فی جمادی كان الشتاء أَو فی غیرها، أَ وَ لا تری أَن جمادی بین یدی شعبان، و هو مأْخوذ من التشتت و التفرق لأَنه فی قبَل الصیف؟ قال: و فیه التصدع عن المبادی و الرجوع إِلی المخاض. قال الفراء: الشهور كلها مذكرة إِلا جمادیین فإِنهما مؤَنثان؛ قال بعض الأَنصار: إِذا جُمادَی مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جِنانی عَطَنٌ مُغْضِفُ «3» یعنی نخلًا. یقول: إِذا لم یكن المطر الذی به العشب یزین مواضع الناس فجنانی تزین بالنخل؛ قال الفراء: فإِن سمعت تذكیر جمادی فإِنما یذهب به إِلی الشهر، و الجمع جُمادیات علی القیاس، قال: و لو قیل جِماد لكان قیاساً. و شاة جَماد: لا لبن فیها. و ناقة جماد، كذلك لا لبن فیها؛ و قیل: هی أَیضاً البطیئة، قال ابن سیدة: و لا یعجبنی: التهذیب: الجَمادُ البَكیئَة، و هی القلیلة اللبن و ذلك من یبوستها، جَمَدَت تَجْمُد جموداً. و الجَماد: الناقة التی لا لبن بها. و سنة جَماد: لا مطر فیها؛ قال الشاعر: و فی السنة الجَمادِ یكون غیثاً، إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ التهذیب: سنة جامدة لا كلأَ فیها و لا خصب و لا مطر. و ناقة جَماد: لا لبن لها. و الجماد، بالفتح: الأَرض التی لم یصبها مطر. و أَرض جماد: لم تمطر؛ و قیل: هی الغلیظة. التهذیب: أَرض جَماد یابسة لم یصبها مطر و لا شی‌ء فیها؛ قال لبید: أَمْرَعَتْ فی نَداهُ، إِذ قَحَطَ القطرُ، فَأَمْسَی جَمادُها مَمْطُورَا ابن سیدة: الجُمْد و الجُمُد و الجَمَد ما ارتفع من الأَرض، و الجمع أَجْماد و جِماد مثل رُمْح و أَرْماح و رِماح. و الجُمْد و الجُمُد مثل عُسْر و عُسُر: مكان صلب مرتفع؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ الصِّوارَ، إِذ یُجاهِدْنَ غُدْوة علی جُمُدٍ، خَیْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ و رجل جَماد الكف: بخیل، و قد جَمَد یَجْمُد: بخل؛ و منه‌حدیث محمد بن عمران التیمی: إِنا و الله ما نَجْمُد عند الحق و لا نَتَدَفَّقُ عند الباطل، حكاه ابن الأَعرابی. و هو جامد إِذا بخل بما یلزمه من الحق. و الجامد: البخیل؛ و قال المتلمس: جَمادِ لها جَمادِ، و لا تَقُولَنْ لها أَبداً إِذا ذُكِرت: حَمادِ و یروی و لا تقولی. و یقال للبخیل: جَمادِ له أَی لا زال جامد الحال، و إِنما بنی علی الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَی الجمود كقولهم فَجارِ أَی الفجرة، و هو نقیض قولهم حَمادِ، بالحاء، فی المدح؛ و أَنشد بیت المتلمس، و قال: معناه أَی قولی لها جُموداً، و لا
(2). قوله [فعالی من الجمد] كذا فی الأصل بضبط القلم، و الذی فی الصحاح فعالی من الجمد مثل عسر و عسر (3). قوله [عطن] كذا بالأَصل و لعله عطل باللام أی شمراخ النخل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 131
تقولی لها: حمداً و شكراً؛ و فی نسخة من التهذیب: حَمادِ لها حَمادِ، و لا تَقُولی طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت: جَمادِ و فسر فقال: احمدها و لا تذمها. و المُجْمِدُ: البَرِمُ و ربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِیسار. قال ابن سیدة: و المجمد البخیل المتشدّد؛ و قیل: هو الذی لا یدخل فی المیسر و لكنه یدخل بین أَهل المیسر، فیضرب بالقداح و توضع علی یدیه و یؤتمن علیها فیلزم الحق من وجب علیه و لزمه؛ و قیل: هو الذی لم یفز قدحه فی المیسر؛ قال طرفة بن العبد فی المجمد یصف قِدْحاً: و أَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَویرَه علی النار، و اسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قال ابن بری: و یروی هذا البیت لعدی بن زید؛ قال و هو الصحیح، و أَراد بالأَصفر سهماً. و المضبوح: الذی غیرته النار. و حویرُه: رجوعه؛ یقول: انتظرت صوته علی النار حتی قوّمته و أَعلمته، فهو كالمحاورة منه، و كان الأَصمعی یقول: هو الداخل فی جمادی، و كان جمادی فی ذلك الوقت شهر برد. و قال ابن الأَعرابی: سمی الذی یدخل بین أَهل المیسر و یضرب بالقداح و یؤتمن علیها مُجْمِداً لأَنه یُلْزِمُ الحق صاحبه؛ و قیل: لأَنه یَلْزم القداح؛ و قیل: المجمد هنا الأَمین: التهذیب: أَجْمَدَ یُجْمِدُ إِجْماداً، فهو مُجْمد إِذا كان أَمیناً بین القوم. أَبو عبید: رجل مُجْمِد أَمین مع شح لا یخدع. و قال خالد: رجل مُجْمِد بخیل شحیح؛ و قال أَبو عمرو فی تفسیر بیت طَرفة: استودعت هذا القدح رجلًا یأْخذه بكلتا یدیه فلا یخرج من یدیه شی‌ء. و أَجْمَد القوم: قلَّ خیرهم و بخلوا. و الجَماد: ضرب من الثیاب؛ قال أَبو دواد: عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشیة، و غَمَرْنَ ما یَلْبَسْنَ غَیْرَ جَماد ابن الأَعرابی: الجوامد الأُرَفُ و هی الحدود بین الأَرضین، واحدها جامد، و الجامد: الحد بین الدارین، و جمعه جَوامد. و فلان مُجامدی إِذا كان جارك بیتَ بیتَ، و كذلك مُصاقِبی و مُوارِفی و مُتاخِمِی. و‌فی الحدیث: إِذا وقعت الجَوامِدُ فلا شُفْعَة، هی الحدود. الفراء: الجِماد الحجارة، واحدها جَمَد. أَبو عمرو: سیف جَمَّاد صارم؛ و أَنشد: و الله لو كنتم بأَعْلَی تَلْعَة من رأْسِ قُنْفُذٍ، آو رؤوسِ صِماد، لسمعتم، من حَرِّ وَقْعِ سیوفنا، ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد و الجُمُدُ: مكان حزن؛ و قال الأَصمعی: هو المكان المرتفع الغلیظ؛ و قال ابن شمیل: الجُمُد قارة لیست بطویلة فی السماء و هی غلیظة تغلظ مرة و تلین أُخری، تنبت الشجر و لا تكون إِلا فی أَرض غلیظة، سمیت جُمُداً من جُمُودها أَی من یبسها. و الجُمُد: أَصغر الآكام یكون مستدیراً صغیراً، و القارة مستدیرة طویلة فی السماء، و لا ینقادان فی الأَرض و كلاهما غلیظ الرأْس و یسمیان جمیعاً أَكمة. قال: و جماعة الجُمُد جِماد ینبت البقل و الشجر؛ قال: و أَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد و أَشد مخالطة للسهول، و یكون الجُمُود فی ناحیة القُفِّ و ناحیة السهول، و تجمع الجُمُد أَجْماداً أَیضاً؛ قال لبید: فأَجْمادُ ذی رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق و الجُمُد: جبل، مثل به سیبویه و فسره السیرافی؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت:
لسان العرب، ج‌3، ص: 132
سُبحانه ثم سبحاناً یَعود له، و قَبْلَنا سَبَّحَ الجُودیُّ و الجُمُد و الجُمُد، بضم الجیم و المیم و فتحهما: جبل معروف؛ و نسب ابن الأَثیر عجز هذا البیت لورقة بن نوفل. و دارة الجُمُد: موضع؛ عن كراع. و جُمْدان: موضع بین قُدَیْد و عُسْفان؛ قال حسان: لقد أَتی عن بنی الجَرْباءِ قولُهُمُ، و دونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ و فی الحدیث ذكر جُمْدان، بضم الجیم و سكون المیم، و فی آخره نون: جبل علی لیلة من المدینة مر علیه سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: هذا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون.

جمعد؛ ج3، ص: 132

: الجَمْعَد: حجارة مجموعة؛ عن كراع، و الصحیح الجَمْعَرَة.

جند؛ ج3، ص: 132

: الجُنْد: معروف. و الجُنْد الأَعوان و الأَنصار. و الجُنْد: العسكر، و الجمع أَجناد. و قوله تعالی: إِذْ جٰاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ رِیحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهٰا؛ الجنود التی جاءَتهم: هم الأَحزاب و كانوا قریشاً و غَطَفَان و بنی قُریظة تحزبوا و تظاهروا علی حرب النبی، صلی الله علیه و سلم، فأَرسل الله علیهم ریحاً كفأَت قدورهم و قلعت فساطیطهم و أَظعنتهم من مكانهم، و الجنود التی لم یروها الملائكة. و جند مُجَنَّد: مجموع؛ و كل صنف علی صفة من الخلق جند علی حدة، و الجمع كالجمع، و فلان جَنَّدَ الجنود. و‌فی الحدیث: الأَرواح جنود مُجَنَّدة فما تعارف منها ائْتَلف و ما تناكر منها اختلف؛ و المجندة: المجموعة، و هذا كما یقال أَلْف مؤَلفة و قَناطِیرُ مُقَنطَرَةٌ أَی مُضَعَّفة، و معناه الإِخبار عن مبدإِ كون الأَرواح و تقدمها الأَجساد أَی أَنها خلقت أَوّل خلقها علی قسمین من ائتلاف و اختلاف، كالجنود المجموعة إِذا تقابلت و تواجهت، و معنی تقابل الأَرواح ما جعلها الله علیه من السعادة و الشقاوة و الأَخلاق فی مبدإِ الخلق، یقول: إِن الأَجساد التی فیها الأَرواح تلتقی فی الدنیا فتأْتلف و تختلف علی حسب ما خلقت علیه، و لهذا تری الخَیِّرَ یحب الخَیِّر و یمیل إِلی الأَخیار، و الشِّرِّیر یحب الأَشرار و یمیل إِلیهم. و یقال: هذا جند قد أَقبل و هؤلاء جنود قد أَقبلوا؛ قال الله تعالی: جُنْدٌ مٰا هُنٰالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزٰابِ، فوحَّد النعت لأَن لفظ الجند «1» … و كذلك الجیش و الحزب. و الجند: المدینة، و جمعها أَجناد، و خص أَبو عبیدة به مدن الشام، و أَجناد الشام خمس كور؛ ابن سیدة: یقال الشام خمسة أَجناد: دِمَشْق و حِمْص و قِنَّسْرِین و الأُرْدُنُّ و فِلَسْطِین، یقال لكل مدینة منها جند؛ قال الفرزدق: فقلت ما هو إِلا الشام نركبه، كأَنما الموتُ فی أَجناده البَغَر البَغَر: العطش یصیب الإِبل فلا تروی و هی تموت عنه. و‌فی حدیث عمر: أَنه خرج إِلی الشام فلقیه أُمراء الأَجناد،و هی هذه الخمسة أَماكن، كل واحد منها یسمی جُنْداً أَی المقیمین بها من المسلمین المقاتلین. و‌فی حدیث سالم: سترنا البیت بِجُنادیٍّ أَخضر، فدخل أَبو أَیوب فلما رآه خرج إِنكاراً له؛ قیل: هو جنس من الأَنماط أَو الثیاب یستر بها الجدران. و الجَنَد: الأَرض الغلیظة، و قیل: هی حجارة تشبه الطین. و الجَنَد: موضع بالیمن، و هی أَجود كورها، و فی الصحاح: و جَنَد، بالتحریك، بلد بالیمن. و فی الحدیث ذكر الجَنَد، بفتح الجیم و النون، أَحد
(1). هنا بیاض بالأَصل و لعل الساقط منه مفرد أو واحد
لسان العرب، ج‌3، ص: 133
مَخالیف الیمن؛ و قیل: هی مدینة معروفة بها. و جُنَیْد و جَنَّاد و جُنادة: أَسماء. و جُنادة أَیضاً: حیّ. و جُنْدَیْسابُورُ: موضع، و لفظه فی الرفع و النصب سواء لعجمته. و أَجنادانُ و أَجنادَیْنُ: موضع، النونُ معربة بالرفع؛ قال ابن سیدة: و أُری البناء قد حكی فیها. و یوم أَجنادَیْنِ: یوم معروف كان بالشام أَیام عمر، و هو موضع مشهور من نواحی دمشق، و كانت الوقعة العظیمة بین المسلمین و الروم فیه. و‌فی الحدیث: كان ذلك یوم أَجْیادِینَ، و هو بفتح الهمزة و سكون الجیم و بالیاء تحتها نقطتان، جبل بمكة و أَكثر الناس یقولونه بالنون و فتح الدال المهملة و قد تكسر.

جهد؛ ج3، ص: 133

: الجَهْدُ و الجُهْدُ: الطاقة، تقول: اجْهَد جَهْدَك؛ و قیل: الجَهْد المشقة و الجُهْد الطاقة. اللیث: الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو أَمر شاق، فهو مجهود؛ قال: و الجُهْد لغة بهذا المعنی. و‌فی حدیث أُمِّ معبد: شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم؛ قال ابن الأَثیر: قد تكرر لفظ الجَهْد و الجُهْد فی الحدیث، و هو بالفتح، المشقة، و قیل: المبالغة و الغایة، و بالضم، الوسع و الطاقة؛ و قیل: هما لغتان فی الوسع و الطاقة، فأَما فی المشقة و الغایة فالفتح لا غیر؛ و یرید به فی حدیث أُم معبد فی الشاة الهُزال؛ و من المضموم‌حدیث الصدقة أَیُّ الصدقة أَفضل، قال: جُهْدُ المُقِلِّ‌أَیْ قدر ما یحتمله حال القلیل المال. و جُهِدَ الرجل إِذا هُزِلَ؛ قال سیبویه: و قالوا طلبتَه جُهْدَك، أَضافوا المصدر و إِن كان فی موضع الحال، كما أَدخلوا فیه الأَلف و اللام حین قالوا: أَرسَلَها العِراكَ؛ قال: و لیس كل مصدر مضافاً كما أَنه لیس كل مصدر تدخله الأَلف و اللام. و جَهَدَ یَجْهَدُ جَهْداً و اجْتَهَد، كلاهما: جدَّ. و جَهَدَ دابته جَهْداً و أَجْهَدَها: بلغ جَهْدها و حمل علیها فی السیر فوق طاقتها. الجوهری: جَهَدْته و أَجْهَدْته بمعنی؛ قال الأَعشی: فجالتْ و جالَ لها أَرْبعٌ، جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها و جَهْدٌ جاهد: یریدون المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شَاعر و لَیْل لائل؛ قال سیبویه: و تقول جَهْدوای أَنك ذاهب؛ تجعل جَهْد «2» ظرفاً و ترفع أَن به علی ما ذهبوا إِلیه فی قولهم حقاً أَنك ذاهب. و جُهِد الرجل: بلغ جُهْده، و قیل: غُمَّ. و‌فی خبر قیس بن ذریح: أَنه لما طلق لُبْنَی اشتدّ علیه و جُهِدَ و ضَمِنَ.و جَهَد بالرجل: امتحنه عن الخیر و غیره. الأَزهری: الجَهْد بلوغك غایة الأَمر الذی لا تأْلو علی الجهد فیه؛ تقول: جَهَدْت جَهْدی و اجْتَهَدتُ رأْیی و نفسی حتی بلغت مَجهودی. قال: و جهدت فلاناً إِذا بلغت مشقته و أَجهدته علی أَن یفعل كذا و كذا. ابن السكیت: الجَهْد الغایة. قال الفراء: بلغت به الجَهْد أَی الغایة. و جَهَدَ الرجل فی كذا أَی جدَّ فیه و بالغ. و‌فی حدیث الغسل: إِذا جلس بین شعبها الأَربع ثم جَهَدَها‌أَی دفعها و حفزها؛ و قیل: الجَهْد من أَسماء النكاح. و جَهَده المرض و التعب و الحب یَجْهَدُه جَهْداً: هزله. و أَجْهَدَ الشیبُ: كثر و أَسرع؛ قال عدی بن زید: لا تؤاتیكَ إِنْ صَحَوْتَ، و إِنْ أَجهَدَ فی العارِضَیْن منك القَتِیرُ و أَجْهَدَ فیه الشیب إِجْهاداً إِذا بدا فیه و كثر. و الجُهْدُ: الشی‌ء القلیل یعیش به المُقِلُّ علی جهد العیش. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ لٰا یَجِدُونَ إِلّٰا جُهْدَهُمْ؛
(2). قوله [تجعل جهد إلخ] كذا بالأَصل و لم یتكلم علی بقیة الكلمة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 134
علی هذا المعنی. و قال الفراء: الجُهْدُ فی هذه الآیة الطاقة؛ تقول: هذا جهدی أَی طاقتی؛ و قرئ: وَ الَّذِینَ لٰا یَجِدُونَ إِلّٰا جُهْدَهُمْ و جَهدَهم، بالضم و الفتح؛ الجُهْد، بالضم: الطاقة، و الجَهْد، بالفتح: من قولك اجْهَد جَهْدك فی هذا الأَمر أَی ابلغ غایتك، و لا یقال اجْهَد جُهْدك. و الجَهاد: الأَرض المستویة، و قیل: الغلیظة و توصف به فیقال أَرض جَهاد. ابن شمیل: الجَهاد أَظهر الأَرض و أَسواها أَی أَشدّها استواء، نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُتْ، لیس قربه جبل و لا أَكمة. و الصحراء جَهاد؛ و أَنشد: یَعُودُ ثَرَی الأَرضِ الجَهادَ، و یَنْبُتُ الجَهادُ بها، و العُودُ رَیَّانُ أَخضر أَبو عمرو: الجَماد و الجَهاد الأَرض الجدبة التی لا شی‌ء فیها، و الجماعة جُهُد و جُمُد؛ قال الكمیت: أَمْرَعَتْ فی نداه إِذ قَحَطَ القطرُ، فأَمْسی جَهادُها ممطورا قال الفراء: أَرض جَهاد و فَضاء و بَراز بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، نزل بأَرضٍ جَهادٍ؛ الجَهاد، بالفتح، الأَرض الصلبة، و قیل: هی التی لا نبات بها؛ و قول الطرمَّاح: ذاك أَمْ حَقْباءُ بَیْدانة، غَرْبَةُ العَیْنِ جَهادُ السَّنام جعل الجهاد صفة للأَتان فی اللفظ و إِنما هی فی الحقیقة للأَرض، أَ لا تری أَنه لو قال غربة العین جهاد لم یجز، لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة و لا أَرضاً غلیظة؟ و أَجْهَدَتْ لك الأَرض: برزت. و فلان مُجهِد لك: محتاط. و قد أَجْهَد إِذا احتاط؛ قال: نازَعْتُها بالهَیْنُمانِ و غَرَّها قِیلِی: و مَنْ لكِ بالنَّصِیح المُجْهِدِ؟ و یقال: أَجْهَدَ لك الطریقُ و أَجهَدَ لك الحق أَی برز و ظهر و وضح. و قال أَبو عمرو بن العلاء: حلف بالله فَأَجْهد و سار فَأَجْهَد، و لا یكون فَجَهَد. و قال أَبو سعید: أَجْهَدَ لك الأَمر أَی أَمكنك و أَعرض لك. أَبو عمرو: أَجْهَدَ القوم لی أَی أَشرفوا؛ قال الشاعر: لما رأَیتُ القومَ قد أَجهَدوا، ثُرْت إِلیهم بالحُسامِ الصَّقِیلْ الأَزهری عن الشعبی قال: الجُهْدُ فی الغُنْیَة و الجَهْدُ فی العمل. ابن عرفة: الجُهد، بضم الجیم، الوُسع و الطاقة، و الجَهْدُ المبالغة و الغایة؛ و منه قوله عزّ و جل: جَهْدَ أَیْمٰانِهِمْ*؛ أَی بالغوا فی الیمین و اجتهدوا فیها. و‌فی الحدیث: أَعوذ بالله من جَهْد البلاء؛ قیل: إِنها الحالة الشاقة التی تأْتی علی الرجل یختار علیها الموت. و یقال: جَهْد البلاء كثرة العیال و قلة الشی‌ء. و‌فی حدیث عثمان: و الناس فی جیش العسرة مُجْهِدون‌أَی معسرون. یقال: جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة، و جُهِدَ الناس فهم مَجْهودون إِذا أَجدبوا؛ فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ، بالكسر، فمعناه ذو جَهْد و مشقة، أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل علیها فی السیر فوق طاقتها. و رجل مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعیفة من التعب، فاستعاره للحال فی قلة المال. و أُجْهِد فهو مُجْهَد، بالفتح، أَی أَنه أُوقع فی الجهد المشقة. و‌فی حدیث الأَقرع و الأَبرص: فوالله لا أُجْهَدُ الیومَ بشی‌ء أَخذته لله، لا أَشُقُّ علیك و أَرُدُّك فی شی‌ء تأْخذه من مالی لله عز و جل.و المجهود: المشتهَی من الطعام و اللبن؛ قال الشماخ یصف إِبلًا بالغزارة: تَضْحَی، و قد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً من ناصِعِ اللون، حُلْوِ الطَّعْمِ، مَجْهودِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 135
فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود: المشتهی الذی یلح علیه فی شربه لطیبه و حلاوته، و من رواه حلو غیر مجهود فمعناه: أَنها غزار لا یجهدها الحلب فینهك لبنها؛ و فی المحكم: معناه غیر قلیل یجهد حلبه أَو تجهد الناقة عند حلبه؛ و قال الأَصمعی فی قوله غیر مجهود: أَی أَنه لا یمذق لأَنه كثیر. قال الأَصمعی: كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود. و جَهَدت اللبن فهو مجهود أَی أَخرجت زبده كله. و جَهدْتُ الطعامَ: اشتهیته. و الجاهد: الشهوان. و جُهِدَ الطعام و أُجْهِد أَی اشتُهِیَ. و جَهَدْتُ الطعامَ: أَكثرت من أَكله. و مرعی جَهِید: جَهَدَه المال. و جُهِدَ الرجل فهو مجهود من المشقة. یقال: أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شدیداً. و جَهِدَ عیشهم، بالكسر، أَی نكد و اشتد. و الاجتهاد و التجاهد: بذل الوسع و المجهود. و‌فی حدیث معاذ: اجْتَهَدَ رَأْیَ الاجْتِهادِ؛ بذل الوسع فی طلب الأَمر، و هو افتعال من الجهد الطاقة، و المراد به رد القضیة التی تعرض للحاكم من طریق القیاس إِلی الكتاب و السنة، و لم یرد الرأْی الذی رآه من قبل نفسه من غیر حمل علی كتاب أَو سنة. أَبو عمرو: هذه بقلة لا یَجْهَدُها المال أَی لا یكثر منها، و هذا كَلأٌ یَجْهَدُه المال إِذا كان یلح علی رعیته. و أَجْهَدوا علینا العداوة: جدُّوا. و جاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة و جِهاداً: قاتله و جاهَد فی سبیل الله. و‌فی الحدیث: لا هِجرة بعد الفتح و لكن جِهاد و نِیَّةٌ؛ الجهاد محاربة الأَعداء، و هو المبالغة و استفراغ ما فی الوسع و الطاقة من قول أَو فعل، و المراد بالنیة إِخلاص العمل لله أَی أَنه لم یبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار إِسلام، و إِنما هو الإِخلاص فی الجهاد و قتال الكفار. و الجهاد: المبالغة و استفراغ الوسع فی الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شی‌ء. و‌فی حدیث الحسن: لا یَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم یقعد یسأَل الناس؛ قال النضر: قوله لا یجهد ماله أَی یعطیه و یفرقه جمیعه هاهنا و هاهنا؛ قال الحسن ذلك فی قوله عز و جل: یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ. ابن الأَعرابی: الجَهاض و الجَهاد ثمر الأَراك. و بنو جُهادة: حیّ، و الله أَعلم.

جود؛ ج3، ص: 135

: الجَیِّد: نقیض الردی‌ء، علی فیعل، و أَصله جَیْوِد فقلبت الواو یاء لانكسارها و مجاورتها الیاء، ثم أُدغمت الیاء الزائدة فیها، و الجمع جِیاد، و جیادات جمع الجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كم كان عند بَنی العوّامِ من حَسَب، و من سُیوف جِیاداتٍ و أَرماحِ و فی الصحاح فی جمعه جیائد، بالهمز علی غیر قیاس. و جاد الشی‌ءُ جُودة و جَوْدة أَی صار جیِّداً، و أَجدت الشی‌ءَ فجاد، و التَّجوید مثله. و قد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا: أَطال و أَطْوَلَ و أَطاب و أَطْیَبَ و أَلان و أَلْیَن علی النقصان و التمام. و یقال: هذا شی‌ء جَیِّدٌ بَیِّن الجُودة و الجَوْدة. و قد جاد جَوْدة و أَجاد: أَتی بالجَیِّد من القول أَو الفعل. و یقال: أَجاد فلان فی عمله و أَجْوَد و جاد عمله یَجود جَوْدة، و جُدْت له بالمال جُوداً. و رجل مِجْوادٌ مُجِید و شاعر مِجْواد أَی مُجید یُجید كثیراً. و أَجَدْته النقد: أَعطیته جیاداً. و استجدت الشی‌ء: أَعددته جیداً. و استَجاد الشی‌ءَ: وجَده جَیِّداً أَو طلبه جیداً. و رجل جَواد: سخیّ، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و الجمع أَجواد، كسَّروا فَعالًا علی أَفعال حتی كأَنهم إِنما كسروا فَعَلًا. و جاودت فلاناً فَجُدْته أَی غلبته بالجود، كما یقال ماجَدْتُه من المَجْد. و جاد الرجل
لسان العرب، ج‌3، ص: 136
بماله یجُود جُوداً، بالضم، فهو جواد. و قوم جُود مثل قَذال و قُذُل، و إِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة، و أَجواد و أَجاودُ و جُوُداء؛ و كذلك امرأَة جَواد و نسوة جُود مثل نَوارٍ و نُور؛ قال أَبو شهاب الهذلی: صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بشَكرِها، جَوادٌ بقُوت البَطْن، و العِرْقُ زاخِر قوله: العرق زاخر، قال ابن برّی: فیه عدّة أَقوال: أَحدها أَن یكون المعنی أَنها تجود بقوتها عند الجوع و هیجان الدم و الطبائع؛ الثانی ما قاله أَبو عبیدة یقال: عرق فلان زاخر إِذا كان كریماً ینمی فیكون معنی زاخر أَنه نامٍ فی الكرم؛ الثالث أَن یكون المعنی فی زاخر أَنه بلغ زُخارِیَّه، یقال بلغ النبت زخاریه إِذا طال و خرج زهره؛ الرابع أَن یكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق فی الكرم. و‌فی الحدیث: تجَوَّدْتُها لك‌أَی تخیرت الأَجود منها. قال أَبو سعید: سمعت أَعرابیّاً قال: كنت أَجلس إِلی قوم یتجاوبون و یتجاودون فقلت له: ما یتجاودون؟ فقال: ینظرون أَیهم أَجود حجة. و أَجواد العرب مذكورون، فأَجواد أَهل الكوفة: هم عكرمة بن ربعی و أَسماء بن خارجة و عتاب بن ورقاء الریاحی؛ و أَجواد أَهل البصرة: عبید الله بن أَبی بكرة و یكنی أَبا حاتم و عمر بن عبد الله بن معمر التیمی و طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعی و هؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة؛ و أَجواد الحجاز: عبد الله بن جعفر بن أَبی طالب و عبید الله بن العباس بن عبد المطلب و هما أَجود من أَجواد أَهل البصرة، فهؤلاء الأَجواد المشهورون؛ و أَجواد الناس بعد ذلك كثیر، و الكثیر أَجاود علی غیر قیاس، و جُود و جُودة، أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِلیه سیبویه فی الخؤُولة، و قد جاد جُوداً؛ و قول ساعدة: إِنی لأَهْواها و فیها لامْرِئٍ، جادت بِنائلها إِلیه، مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلی لأَنه فی معنی مالت إِلیه. و نساء جُود؛ قال الأَخطل: و هُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ و لا جُود و استجاده: طلب جوده. و یقال: جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً؛ و قال الفرزدق: قوم أَبوهم أَبو العاصی، أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِیبٌ لجدّاتٍ مَناجِیبِ و أَجاده درهماً: أَعطاه إِیاه. و فرس جواد: بَیِّنُ الجُودة، و الأُنثی جواد أَیضاً؛ قال: نَمَتْهُ جَواد لا یُباعُ جَنِینُها و‌فی حدیث التسبیح: أَفضل من الحمل علی عشرین جواداً.و‌فی حدیث سلیم بن صرد: فسرت إِلیه جواداً‌أَی سریعاً كالفرس الجواد، و یجوز أَن یرید سیراً جواداً، كما یقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَی بعیدة. و جاد الفرس أَی صار رائعاً یجود جُودة، بالضم، فهو جواد للذكر و الأُنثی من خیل جیاد و أَجیاد و أَجاوید. و أَجیاد: جبل بمكة، صانها الله تعالی و شرّفها، سمی بذلك لموضع خیل تبع، و سمی قُعَیْقِعان لموضع سلاحه. و‌فی الحدیث: باعده الله من النار سبعین خریفاً للمُضَمِّرِ المُجِید؛ المجید: صاحب الجواد و هو الفرس السابق الجید، كما یقال رجل مُقْوٍ و مُضْعِف إِذا كانت دابته قویة أَو ضعیفة. و‌فی حدیث الصراط: و منهم من یمر كأَجاوید الخیل، هی جمع أَجواد، و أَجواد جمع جواد؛ و قول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب:
لسان العرب، ج‌3، ص: 137
و إِنك إِنْ حُمِلتَ علی جَواد، رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه: إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك؛ شبهها بالفرس أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ینفر الفرس الذی لا یطاوع و توصف الأَتان بذلك؛ أَنشد ثعلب: إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِیرْ، أَصْلَقَ ناباهُ صِیاحَ العُصْفورْ «1» و الجمع جیاد و كان قیاسه أَن یقال جِواد، فتصح الواو فی الجمع لتحركها فی الواحد الذی هو جواد كحركتها فی طویل، و لم یسمع مع هذا عنهم جِواد فی التكسیر البتة، فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجری الساكن الذی هو واو ثوب و سوط فقالوا جیاد، كما قالوا حیاض و سیاط، و لم یقولوا جواد كما قالوا قوام و طوال. و قد جاد فی عدوه و جوّد و أَجود و أَجاد الرجل و أَجود إِذا كان ذا دابة جواد و فرس جواد؛ قال الأَعشی: فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها و أَرضٍ مَهَامِهَ، لا یَقودُ بها المُجِیدُ و استَجادَ الفرسَ: طلبه جَواداً. و عدا عَدْواً جَواداً و سار عُقْبَةً جَواداً أَی بعیدة حثیثة، و عُقْبَتَین جوادین و عُقَباً جیاداً و أَجواداً، كذلك إِذا كانت بعیدة. و یقال: جوّد فی عدوه تجویداً. و جاد المطر جَوْداً: وبَلَ فهو جائد، و الجمع جَوْد مثل صاحب و صَحْب، و جادهم المطر یَجُودهم جَوْداً. و مطر جَوْد: بَیِّنُ الجَوْد غزیر، و فی المحكم یروی كل شی‌ء. و قیل: الجود من المطر الذی لا مطر فوقه البتة. و‌فی حدیث الاستسقاء: و لم یأْت أَحد من ناحیة إِلا حدَّث بالجَوْد‌و هو المطر الواسع الغزیر. قال الحسن: فأَما ما حكی سیبویه من قولهم أَخذتنا بالجود و فوقه فإِنما هی مبالغة و تشنیع، و إِلَّا فلیس فوق الجَوْد شی‌ء؛ قال ابن سیدة: هذا قول بعضهم، و سماء جَوْد وصفت بالمصدر، و فی كلام بعض الأَوائل: هاجت بنا سماء جَوْد و كان كذا و كذا، و سحابة جَوْد كذلك؛ حكاه ابن الأَعرابی. و جِیدَت الأَرضُ: سقاها الجَوْد؛ و منه‌الحدیث: تركت أَهل مكة و قد جِیدُوا‌أَی مُطِروا مَطَراً جَوْداً. و تقول: مُطِرْنا مَطْرَتین جَوْدَین. و أَرض مَجُودة: أَصابها مطر جَوْد؛ و قال الراجز: و الخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا و قال الأَصمعی: الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتی یلتقی الثریان؛ و قول صخر الغیّ: یلاعِبُ الریحَ بالعَصْرَینِ قَصْطَلُه، و الوابِلُونَ و تَهْتانُ التَّجاوید یكون جمعاً لا واحد له كالتَّعاجیب و التَّعاشیب و التباشیر، و قد یكون جمع تَجْواد، و جادت العین تَجُود جَوْداً و جُؤُوداً: كثر دمعها؛ عن اللحیانی. و حتف مُجِیدٌ: حاضر، قیل: أُخذ من جَوْدِ المطر؛ قال أَبو خراش: غَدَا یَرتادُ فی حَجَراتِ غَیْثٍ، فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِیدُ و أَجاده: قتله. و جاد بنفسه عند الموت یَجُودُ جَوْداً و جُؤُوداً: قارب أَن یَقْضِیَ؛ یقال: هو یجود بنفسه إِذا كان فی السیاق، و العرب تقول: هو یَجُود بنفسه، معناه یسوق بنفسه، من قولهم: إِن فلاناً لَیُجاد إِلی فلان أَی یُساق إِلیه. و‌فی الحدیث: فإِذا ابنه إِبراهیم، علیه السلام، یَجُود بنفسه‌أَی یخرجها و یدفعها كما یدفع الإِنسان ماله یجود به؛ قال: و الجود الكرم
(1). قوله [زل فوه] هكذا بالأَصل و الذی یظهر أنه زلقوه أی أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه علی الأخری مصوتاً غیظاً.
لسان العرب، ج‌3، ص: 138
یرید أَنه كان فی النزع و سیاق الموت. و یقال: جِیدَ فلان إِذا أَشرف علی الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده؛ و أَنشد: و قِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدی مِكَرٍّ، إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا و یقال: إِنی لأُجادُ إِلی لقائك أَی أَشتاق إِلیك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَی مطره؛ و إِنه لَیُجاد إِلی كل شی‌ءٍ یهواه، و إِنی لأُجادُ إِلی القتال: لأَشتاق إِلیه. و جِیدَ الرجلُ یُجادُ جُواداً، فهو مَجُود إِذا عَطِش. و الجَوْدة: العَطشة. و قیل: الجُوادُ، بالضم، جَهد العطش. التهذیب: و قد جِیدَ فلان من العطش یُجاد جُواداً و جَوْدة؛ و قال ذو الرمة: تُعاطِیه أَحیاناً، إِذا جِیدَ جَوْدة، رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجبِیل المُعَسَّل أَی عطش عطشة؛ و قال الباهلی: و نَصْرُكَ خاذِلٌ عنی بَطِی‌ءٌ، كأَنَّ بِكُمْ إِلی خَذْلی جُواداً أَی عطشاً. و یقال للذی غلبه النوم: مَجُود كأَن النوم جاده أَی مطره. قال: و المَجُود الذی یُجْهَد من النعاس و غیره؛ عن اللحیانی؛ و به فسر قول لبید: و مَجُودٍ من صُباباتِ الكَری، عاطِفِ النُّمْرُقِ، صَدْقِ المُبْتَذَل أَی هو صابر علی الفراش الممهد و عن الوطاءِ، یعنی أَنه عطف نمرقه و وضعها تحت رأْسه؛ و قیل: معنی قوله و مجود من صبابات الكری، قیل معناه شَیِّق، و قال الأَصمعی: معناه صبّ علیه من جَوْد المطر و هو الكثیر منه. و الجُواد: النعاس. و جادَه النعاس: غلبه. و جاده هواها: شاقه. و الجُود: الجوع؛ قال أَبو خراش: تَكادُ یَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود، لما استَقْبلته الشَّمائلُ یرید جمع الشَّمال، و قال الأَصمعی: من الجُود أَی من السخاءِ. و وقع القوم فی أَبی جادٍ أَی فی باطل. و الجُودیُّ: موضع، و قیل جبل، و قال الزجاج: هو جبل بآمد، و قیل: جبل بالجزیرة استوت علیه سفینة نوح، علی نبینا محمد و علیه الصلاة و السلام؛ و فی التنزیل العزیز: وَ اسْتَوَتْ عَلَی الْجُودِیِّ؛ و قرأَ الأَعمش: و استوت علی الجودی، بإِرسال الیاء و ذلك جائز للتخفیف أَو یكون سمی بفعل الأُنثی مثل حطی، ثم أُدخل علیه الأَلف و اللام؛ عن الفراءِ؛ و قال أُمیة ابن أَبی الصلت: سبحانه ثم سبحاناً یعود له، و قَبلنا سبَّح الجُودیُّ و الجُمُدُ و أَبو الجُودیّ: رجل؛ قال: لو قد حداهنّ أَبو الجُودِیّ، بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِیّ، مُسْتَوِیاتٍ كَنَوی البَرْنیِّ و قد روی أَبو الجُوذیّ، بالذال، و سنذكره. و الجُودِیاء، بالنبطیة أَو الفارسیة: الكساء؛ و عربه الأَعشی فقال: و بَیْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِیادٍ بأَجْیادِها و جَودان: اسم. الجوهری: و الجادیُّ الزعفران؛ قال كثیر عزة: یُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فی كلِّ مَهْجَع، و یُشْرِقُ جادِیٌّ بِهِنَّ مَفِیدُ المَفِیدُ: المَدوف.
لسان العرب، ج‌3، ص: 139‌

جید؛ ج3، ص: 139

: الجِیدُ: العنق، و قیل: مُقَلَّده، و قیل: مقدَّمه، و قد غلب علی عنق المرأَة؛ قال سیبویه: یجوز أَن یكون فِعلًا و فُعْلًا، كسرت فیه الجیم كراهیة الیاءِ بعد الضمة، فأَما الأَخفش فهو عنده فِعْل لا غیر، و الجمع أَجیاد و جُیود؛ و حكی اللحیانی أَنها للینة الأَجْیاد جعلوا كل جزءٍ منه جیداً ثم جمع علی ذلك، و قد یكون فی الرجل؛ قال: و لقد أَرُوحُ إِلی التِّجار مُرَجِّلًا، مَذِلًا بمالی، لیِّناً أَجْیادی قال: و الجَیَد، بالتحریك، طول العنق و حسنه، و قیل: دقتها مع طول؛ جَیِدَ جَیَداً و هو أَجْیَدُ. و حكی اللحیانی: ما كان أَجیَد، و لقد جَیِدَ جَیَداً یذهب إِلی النقلة؛ قال: قد یوصف العنق نفسه بالجَیَد فیقال عُنُق أَجْید كما یقال عنق أَوْقَصُ. التهذیب: امرأَة جَیْداءُ إِذا كانت طویلة العنق حسنة لا ینعت به الرجل؛ و قال العجاج: تَسْمَعُ للحَلْیِ، إِذا ما وَسْوَسا و ارْتَجَّ فی أَجْیادها و أَجْرسا جمع الجِیَد بما حوله، و الجمع جُود. و امرأَة جَیْدانَة: حسنة الجید. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كأَن عُنُقَه جِیدُ دُمْیَةٍ فی صفاءِ الفضة؛ الجید: العنق. و أَجیادُ: أَرض بمكة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَیامَ أَبْدَتْ لنا عیناً و سالِفَةً، فقلتُ: أَنَّی لها جِیدُ ابنِ أَجیادِ؟ أَی كیف أُعطیت جیدَ هذا الظبی الذی بالحرم؛ و قال الأَعشی: و لا جعَلَ الرحمنُ بیتَك فی الذُّری بأَجْیادَ، غَرْبیَّ الصَّفا و المُحَطَّمِ التهذیب: و أَجیادٌ جبل بمكة أَو مكان و قد تكرر ذكره فی الحدیث، و هو بفتح الهمزة و سكون الجیم و بالیاء تحتها نقطتان: جبل بمكة؛ قال ابن الأَثیر: و أَكثر الناس یقولونه جِیاد، بكسر الجیم و حذف الهمزة؛ قال: جِیاد موضع بأَسفل مكة معروف من شعابها؛ أَبو عبیدة فی قول الأَعشی: و بَیْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِیادٍ بأَجْیادِها قال: أَراد الجودیاء و هو الكساءُ بالفارسیة؛ و أَنشد شمر لأَبی زبید الطائی فی صفة الأَسد: حتی إِذا ما رأَی الأَنْصارَ قد غَفَلَتْ، و اجتاب من ظِلِّهِ جُودِیَّ سمُّورِ قال: جُودیّ بالنبطیة أَراد جودیاء أَراد جبة سَمُّور. و أَجیاد: اسم شاة.

فصل الحاء المهملة؛ ج3، ص: 139

حتد؛ ج3، ص: 139

: حَتَد بالمكان یَحْتِدُ حَتْداً: أَقام به و ثبت، مُماتة. و عین حُتُد كجُشُد: لا ینقطع ماؤُها من عیون الأَرض، و فی التهذیب: لا ینقطع ماؤُها؛ قال الأَزهری: لم یرد عین الماءِ و لكنه أَراد عین الرأْس. و روی عن ابن الأَعرابی: الحُتُد العیونُ المُنْسَلِقَة، واحدها حَتَد و حَتُود. و المَحْتِدُ: الأَصل و الطبع. و رجع إِلی مَحْتِدِه إِذا فعل شیئاً من المعروف ثم رجع عنه؛ و قول الشاعر: و شَقُّوا بِمَنْحوض القِطاع فُؤَادَه، له قُتُراتٌ قد بُنِینَ مَحاتِدُ قال: إِنّها قدیمة ورثها عن آبائه فهی له أَصل. و یقال: فلان من مَحْتِدِ صِدق، قال ابن الأَعرابی: المحتد و المَحْفِد و المَحقِد و المَحْكِد الأَصل؛ یقال: إِنه
لسان العرب، ج‌3، ص: 140
لكریم المحتد؛ قال الأَصمعی فی قول الراعی: حتی أُنیخت لدی خَیْرِ الأَنام معاً، من آلِ حَرْب، نماه مَنْصِبٌ حَتِد الحَتِد: الخالص من كل شی‌ء. و قد حَتِدَ یَحْتَدُ حَتَداً، فهو حَتِدٌ و حَتَّدْتُه تَحْتِیداً أَی اخترته لخلوصه و فضله.

حدد؛ ج3، ص: 140

: الحَدُّ: الفصل بین الشیئین لئلا یختلط أَحدهما بالآخر أَو لئلا یتعدی أَحدهما علی الآخر، و جمعه حُدود. و فصل ما بین كل شیئین: حَدٌّ بینهما. و منتهی كل شی‌ء: حَدُّه؛ و منه: أَحد حُدود الأَرضین و حُدود الحرم؛ و‌فی الحدیث فی صفة القرآن: لكل حرف حَدّ و لكل حَدّ مطلع؛ قیل: أَراد لكل منتهی نهایة. و منتهی كل شی‌ءٍ: حَدّه. و فلان حدیدُ فلان إِذا كان داره إِلی جانب داره أَو أَرضه إِلی جنب أَرضه. و داری حَدیدَةُ دارك و مُحادَّتُها إِذا كان حدُّها كحدها. و حَدَدْت الدار أَحُدُّها حدّاً و التحدید مثله؛ و حدَّ الشی‌ءَ من غیره یَحُدُّه حدّاً و حدَّدَه: میزه. و حَدُّ كل شی‌ءٍ: منتهاه لأَنه یردّه و یمنعه عن التمادی، و الجمع كالجمع. و حَدُّ السارق و غیره: ما یمنعه عن المعاودة و یمنع أَیضاً غیره عن إِتیان الجنایات، و جمعه حُدُود. و حَدَدْت الرجل: أَقمت علیه الحدّ. و المُحادَّة: المخالفة و منعُ ما یجب علیك، و كذلك التَّحادُّ؛ و‌فی حدیث عبد الله بن سلام: إِن قوماً حادّونا لما صدقنا الله و رسوله؛ المُحادَّة: المعاداة و المخالفة و المنازعة، و هو مُفاعلة من الحدّ كأَنّ كل واحد منهما یجاوز حدّه إِلی الآخر. و حُدُود الله تعالی: الأَشیاء التی بیَّن تحریمها و تحلیلها، و أَمر أَن لا یُتعدی شی‌ء منها فیتجاوز إِلی غیر ما أَمر فیها أَو نهی عنه منها، و منع من مخالفتها، واحِدُها حَدّ؛ و حَدَّ القاذفَ و نحوَه یَحُدُّه حدّاً: أَقام علیه ذلك. الأَزهری: و الحدّ حدّ الزانی و حدّ القاذف و نحوه مما یقام علی من أَتی الزنا أَو القذف أَو تعاطی السرقة. قال الأَزهری: فَحُدود الله، عز و جل، ضربان: ضرب منها حُدود حَدَّها للناس فی مطاعمهم و مشاربهم و مناكحهم و غیرها مما أَحل و حرم و أَمر بالانتهاء عما نهی عنه منها و نهی عن تعدّیها، و الضرب الثانی عقوبات جعلت لمن ركب ما نهی عنه كحد السارق و هو قطع یمینه فی ربع دینار فصاعداً، و كحد الزانی البكر و هو جلد مائة و تغریب عام، و كحدّ المحصن إِذا زنی و هو الرجم، و كحد القاذف و هو ثمانون جلدة، سمیت حدوداً لأَنها تَحُدّ أَی تمنع من إِتیان ما جعلت عقوبات فیها، و سمیت الأُولی حدوداً لأَنها نهایات نهی الله عن تعدّیها؛ قال ابن الأَثیر: و فی الحدیث ذكر الحَدِّ و الحدُود فی غیر موضع و هی محارم الله و عقوباته التی قرنها بالذنوب، و أَصل الحَدِّ المنع و الفصل بین الشیئین، فكأَنَّ حُدودَ الشرع فَصَلَت بین الحلال و الحرام فمنها ما لا یقرب كالفواحش المحرمة، و منه قوله تعالی: تِلْكَ حُدُودُ اللّٰهِ فَلٰا تَقْرَبُوهٰا؛ و منه ما لا یتعدی كالمواریث المعینة و تزویج الأَربع، و منه قوله تعالی: تِلْكَ حُدُودُ اللّٰهِ فَلٰا تَعْتَدُوهٰا؛ و منها‌الحدیث: إِنی أَصبت حدّاً فأَقمه علیّ‌أَی أَصبت ذنباً أَوجب علیّ حدّاً أَی عقوبة. و‌فی حدیث أَبی العالیة: إِن اللَّمَمَ ما بین الحَدَّیْن حَدِّ الدنیا و حَدِّ الآخرة؛ یرید بِحَدِّ الدنیا ما تجب فیه الحُدود المكتوبة كالسرقة و الزنا و القذف، و یرید بِحَدِّ الآخرة ما أَوعد الله تعالی علیه العذاب كالقتل و عقوق الوالدین و أَكل الربا، فأَراد أَن اللمم من الذنوب ما كان بین هذین مما لم یُوجِبْ علیه حدّاً فی الدنیا و لا تعذیباً فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 141
الآخرة. و ما لی عن هذا الأَمر حَدَدٌ أَی بُدٌّ. و الحدید: هذا الجوهر المعروف لأَنه منیع، القطعة منه حدیدة، و الجمع حدائد، و حَدائدات جمع الجمع؛ قال الأَحمر فی نعت الخیل: و هن یَعْلُكْن حَدائِداتها و یقال: ضربه بحدیدة فی یده. و الحدّاد: معالج الحدید؛ و قوله: إِنِّی و إِیَّاكمُ، حتی نُبِی‌ءَ بهِ مِنْكُمُ ثمانِیةً، فی ثَوْبِ حَدَّادِ أَی نغزوكم فی ثیاب الحَدید أَی فی الدروع؛ فإِما أَن یكون جعل الحدّاد هنا صانع الحدید لأَن الزرّاد حَدّادٌ، و إِما أَن یكون كَنَی بالحَدَّادِ عن الجوهر الذی هو الحدید من حیث كان صانعاً له. و الاستِحْداد: الاحتلاق بالحدید. و حَدُّ السكین و غیرها: معروف، و جمعه حُدودٌ. و حَدَّ السیفَ و السِّكِّینَ و كلَّ كلیلٍ یَحُدُّها حدّاً و أَحَدَّها إِحْداداً و حَدَّدها: شَحَذَها و مَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ، و حَدَّده فهو مُحدَّد، مثله؛ قال اللحیانی: الكلام أَحدَّها، بالأَلف، و قد حَدَّتْ تَحِدُّ حِدَّةً و احتَدَّتْ. و سكین حدیدة و حُدادٌ و حَدیدٌ، بغیر هاء، من سكاكین حَدیداتٍ و حَدائدَ و حِدادٍ؛ و قوله: یا لَكَ من تَمْرٍ و من شِیشاءِ، یَنْشَبُ فی المَسْعَلِ و اللَّهاءِ، أَنْشَبَ من مآشِرٍ حِداءِ فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الحرف الثانی و بینهما الأَلف حاجزة، و لم یكن ذلك واجباً، و إِنما غیر استحساناً فساغ ذلك فیه؛ و إِنها لَبَیِّنَةُ الحَدِّ. و حَدَّ نابُهُ یَحِدُّ حِدَّة و نابٌ حدیدٌ و حدیدةٌ كما تقدّم فی السكین و لم یسمع فیها حُدادٌ. و حَدّ السیفُ یَحِدُّ حِدَّة و احتدّ، فهو حادّ حدیدٌ، و أَحددته، و سیوفٌ حِدادٌ و أَلْسِنَةٌ حِدادٌ، و حكی أَبو عمرٍو: سیفٌ حُدّادٌ، بالضم و التشدید، مثل أَمر كُبَّار. و تحدیدُ الشَّفْرة و إِحْدادُها و استِحْدادُها بمعنی. و رجل حَدیدٌ و حُدادٌ من قوم أَحِدَّاءَ وَ أَحِدَّةٍ و حِدادٍ: یكون فی اللَّسَنِ و الفَهم و الغضب، و الفعل من ذلك كله حَدَّ یَحِدُّ حِدّةً، و إِنه لَبَیِّنُ الحَدِّ أَیضاً كالسكین. و حَدَّ علیه یَحِدُّ حَدَداً، و احْتَدَّ فهو مُحْتَدٌّ و استَحَدَّ: غَضِبَ. و حاددته أَی عاصیته. و حادَّه: غاضبه مثل شاقَّه، و كأَن اشتقاقه من الحدِّ الذی هو الحَیّزُ و الناحیة كأَنه صار فی الحدّ الذی فیه عدوّه، كما أَن قولهم شاقَّه صار فی الشّق الذی فیه عدوّه. و فی التهذیب: استحَدَّ الرجلُ و احْتَدَّ حِدَّةً، فهو حدید؛ قال الأَزهری: و المسموع فی حِدَّةِ الرَّجلِ و طَیْشِهِ احْتَدَّ؛ قال: و لم أَسمع فیه استَحَدَّ إِنما یقال استحدّ و استعان إِذا حلق عانته. قال الجوهری: و الحِدَّةُ ما یعتری الإِنسان من النَّزقِ و الغضب؛ تقول: حَدَدْتُ علی الرجل أَحِدُّ حِدَّةً و حَدّاً؛ عن الكسائی: یقال فی فلان حِدَّةٌ؛ و‌فی الحدیث: الحِدَّةُ تعتری خیار أُمتی؛ الحِدَّةُ كالنشاط و السُّرعة فی الأُمور و المَضاء فیها مأْخوذ من حَدِّ السیف، و المراد بالحِدَّةِ هاهنا المَضاءُ فی الدین و الصَّلابة و المَقْصِدُ إِلی الخیر؛ و منه‌حدیث عمر: كنت أُداری من أَبی بكر بعضَ الحَدِّ؛ الحَدُّ و الحِدَّةُ سواء من الغضب، و بعضهم یرویه بالجیم، من الجِدِّ ضِدِّ الهزل، و یجوز أَن یكون بالفتح من الحظ. و الاستحدادُ: حلقُ شعر العانة. و‌فی حدیث خُبیبٍ: أَنه استعار موسی استحدّ بها لأَنه كان أَسیراً عندهم
لسان العرب، ج‌3، ص: 142
و أَرادوا قتله فاستَحَدَّ لئلا یظهر شعر عانته عند قتله.و‌فی الحدیث الذی جاء فی عَشْرٍ من السُّنَّةِ: الاستحدادُ من العشر، و هو حلق العانة بالحدید؛ و منه‌الحدیث حین قدم من سفر فأَراد الناس أَن یطرقوا النساء لیلًا فقال: أَمْهِلوا كی تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ و تَسْتَحِدَّ المُغِیبَةُ‌أَی تحلق عانتها؛ قال أَبو عبید: و هو استفعال من الحدیدة یعنی الاستحلاق بها، استعمله علی طریق الكنایة و التوریة. الأَصمعی: استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحدیدة و غیرها. و رائحة حادَّةٌ: ذَكِیَّةٌ، علی المثل. و ناقة حدیدةُ الجِرَّةِ: توجد لِجِرَّتها ریح حادّة، و ذلك مما یُحْمَدُ. وَ حَدُّ كل شی‌ء: طَرَفُ شَبَاتِهِ كَحَدِّ السكین و السیف و السّنان و السهم؛ و قیل: الحَدُّ من كل ذلك ما رق من شَفْرَتِهِ، و الجمع حُدُودٌ. و حَدُّ الخمر و الشراب: صَلابَتُها؛ قال الأَعشی: و كأْسٍ كعین الدیك باكَرْت حَدَّها بِفتْیانِ صِدْقٍ، و النواقیسُ تُضْرَبُ و حَدُّ الرجُل: بأْسُه و نفاذُهُ فی نَجْدَتِهِ؛ یقال: إِنه لذو حَدٍّ؛ و قال العجاج: أَم كیف حدّ مطر الفطیم و حَدَّ بَصَرَه إِلیه یَحُدُّه و أَحَدَّه؛ الأُولی عن اللحیانی: كلاهما حَدَّقَهُ إِلیه و رماه به. و رجل حدید الناظر، علی المثل: لا یتهم بریبة فیكون علیه غَضاضَةٌ فیها، فیكون كما قال تعالی: یَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ؛ و كما قال جریر: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك من نُمَیْرٍ قال ابن سیدة: هذا قول الفارسی. و حَدَّدَ الزرعُ: تأَخر خروجه لتأَخر المطر ثم خرج و لم یَشْعَبْ. و الحَدُّ: المَنْعُ. و حدَّ الرجلَ عن الأَمر یَحُدُّه حَدّاً: منعه و حبسه؛ تقول: حَدَدْتُ فلاناً عن الشر أَی منعته؛ و منه قول النابغة: إِلَّا سُلَیْمانَ إِذْ قال الإِلهُ لَهُ: قُمْ فی البریة فاحْدُدْها عن الفَنَدِ و الْحَدَّادُ: البَوَّابُ و السَّجَّانُ لأَنهما یمنعان من فیه أَن یخرج؛ قال الشاعر: یقول لیَ الحَدَّادُ، و هو یقودنی إِلی السجن: لا تَفْزَعْ، فما بك من باس قال ابن سیدة: كذا الروایة بغیر همز باس علی أَن بعده: و یترك عُذْری و هو أَضحی من الشمس و كان الحكم علی هذا أَن یهمز بأْساً لكنه خفف تخفیفاً فی قوّة التحقیق حتی كأَنه قال فما بك من بأْس، و لو قلبه قلباً حتی یكون كرجل ماش لم یجز مع قوله و هو أَضحی من الشمس، لأَنه كان یكون أَحد البیتین بردف، و هو أَلف باس، و الثانی بغیر ردف، و هذا غیر معروف؛ و یقال للسجان: حَدَّادٌ لأَنه یمنع من الخروج أَو لأَنه یعالج الحدید من القیود. و‌فی حدیث أَبی جهل لما قال فی خزَنة النار و هم تسعة عشر ما قال، قال له الصحابة: تقیس الملائكة بالْحَدَّادین؛ یعنی السجانین لأَنهم یمنعون المُحْبَسینَ من الخروج، و یجوز أَن یكون أَراد به صُنَّاع الحدید لأَنهم من أَوسخ الصُّنَّاع ثوباً و بدناً؛ و أَما قول الأَعشی یصف الخمر و الخَمَّار: فَقُمْنَا، و لمَّا یَصِحْ دیكُنا، إِلی جُونَةٍ عند حَدَّادِها فإِنه سمی الخَمَّار حَدَّاداً، و ذلك لمنعه إِیاها و حفظه لها و إِمساكه لها حتی یُبْدَلَ له ثمنها الذی یرضیه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 143
و الجونة: الخابیة. و هذا أَمر حَدَدٌ أَی منیع حرام لا یحل ارتكابه. و حُدَّ الإِنسانُ: مُنِعَ من الظفَر. و كلُّ محروم. محدودٌ. و دون ما سأَلت عنه حَدَدٌ أَی مَنْعٌ. و لا حَدَدَ عنه أَی لا مَنْعَ و لا دَفْعَ؛ قال زید بن عمرو بن نفیل: لا تَعْبُدُنّ إِلهاً غیرَ خالقكم، و إِن دُعِیتُمْ فقولوا: دونَهُ حَدَدُ أَی مَنْعٌ. و أَما قوله تعالی: فَبَصَرُكَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ؛ قال: أَی لسان المیزان. و یقال: فَبَصَرُكَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ أَی فرأْیك الیوم نافذ. و قال شمر: یقال للمرأَة الحَدَّادَةُ. و حَدَّ اللَّه عنا شر فلان حَدّاً: كفه و صرفه؛ قال: حَدَادِ دون شرها حَدادِ حداد فی معنی حَدَّه؛ و قول معقل بن خویلد الهذلی: عُصَیْمٌ و عبدُ اللَّه و المرءُ جابرٌ، و حُدِّی حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم أَراد: اصرفی عنا شر أَجنحة الرخم، یصفه بالضعف، و استدفاع شر أَجنحة الرخم علی ما هی علیه من الضعف؛ و قیل: معناه أَبطئی شیئاً، یهزأُ منه و سماه بالجملة. و الحَدُّ: الصرف عن الشی‌ء من الخیر و الشر. و المحدود: الممنوع من الخیر و غیره. و كل مصروف عن خیر أَو شر: محدود. و ما لك عن ذلك حَدَدٌ و مَحْتَدٌّ أَی مَصْرَفٌ و مَعْدَلٌ. أَبو زید: یقال ما لی منه بُدُّ و لا محتدٌّ و لا مُلْتَدٌّ أَی ما لی منه بُدٌّ. و ما أَجد منه مَحتدّاً و لا مُلْتَدّاً أَی بُدّاً. اللیث: و الحُدُّ الرجلُ المحدودُ عن الخیر. و رجل محدود عن الخیر: مصروف؛ قال الأَزهری: المحدود المحروم؛ قال: و لم أَسمع فیه رجل حُدٌّ لغیر اللیث و هو مثل قولهم رجل جُدٌّ إِذا كان مجدوداً. و یدعی علی الرجل فیقال: اللهم احْدُدْهُ أَی لا توفقه لإِصابة. و فی الأَزهری: تقول للرامی اللهم احْدُدْهُ أَی لا توفقه للإِصابة. و أَمر حَدَدٌ: ممتنع باطل، و كذلك دعوة حَدَدٌ. و أَمر حَدَدٌ: لا یحل أَن یُرْتَكَبَ. أَبو عمرو: الحُدَّةُ العُصبةُ. و قال أَبو زید: تَحَدَّدَ بهم أَی تَحَرَّشَ بهم. و دعوةٌ حَدَدٌ أَی باطلة. و الحِدادُ: ثیاب المآتم السُّود. و الحادُّ و المُحِدُّ من النساء: التی تترك الزینة و الطیب؛ و قال ابن درید: هی المرأَة التی تترك الزینة و الطیب بعد زوجها للعدة. حَدَّتْ تَحِدُّ و تَحُدُّ حدّاً و حِداداً، و هو تَسَلُّبُها علی زوجها، و أَحَدَّتْ، و أَبی الأَصمعی إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ، و هی مُحِدٌّ، و لم یَعْرِفْ حَدَّتْ؛ و الحِدادُ: تركُها ذلك. و‌فی الحدیث: لا تُحِدُّ المرأَةُ فوق ثلاث و لا تُحِدُّ إِلَّا علی زوج.و‌فی الحدیث: لا یحل لأَحد أَن یُحِدَّ علی میت أَكثر من ثلاثة أَیام إِلا المرأَة علی زوجها فإِنها تُحِدُّ أَربعة أَشهر و عشراً.قال أَبو عبید: و إِحدادُ المرأَة علی زوجها ترك الزینة؛ و قیل: هو إِذا حزنت علیه و لبست ثیاب الحزن و تركت الزینة و الخضاب؛ قال أَبو عبید: و نری أَنه مأْخوذ من المنع لأَنها قد منعت من ذلك، و منه قیل للبوّاب: حدّادٌ لأَنه یمنع الناس من الدخول. قال الأَصمعی: حَدَّ الرجلُ یَحُدُّ حَدَّاً إِذا جعل بینه و بین صاحبه حَدّاً، و حَدّه یَحُدُّه إِذا ضربه الحد و حَدَّه یَحُدُّه إذا صرفه عن أَمر أَراده. و معنی حَدَّ یَحدُّ: أَنه أَخذته عجلة و طَیْشٌ. و‌روی عنه، علیه السلام، أَنه قال: خیار أُمتی أَحِدّاؤها؛ هو جمع حدید كشدید و أَشداء. و یقال: حَدَّد فلان بلداً أَی قصد حُدودَه؛ قال
لسان العرب، ج‌3، ص: 144
القطامی: مُحدِّدینَ لِبَرْقٍ صابَ مِن خَلَلٍ، و بالقُرَیَّةِ رَادُوه بِرَدَّادِ أَی قاصدین. و یقال: حدداً أَن یكون كذا كقوله معاذ اللَّه؛ قال الكمیت: حَدَداً أَن یكون سَیْبُك فینا وتَحاً، أَو مُجَبَّناً مَمْصُورَا أَی حراماً كما تقول: معاذ اللَّه قد حَدَّدَ اللَّه ذلك عنا. و الحَدَّادُ: البحر، و قیل: نهر بعینه، قال إِیاس بن الأَرَتِّ: و لم یكونُ علی الحَدَّادِ یملكه، لم یَسْقِ ذا غُلَّةٍ من مائه الجاری و أَبو الحَدیدِ: رجل من الحروریة قتل امرأَة من الإِجْماعِیین كانت الخوارج قد سبتها فغالوا بها لحسنها، فلما رأَی أَبو الحَدید مغالاتهم بها خاف أَن یتفاقم الأَمر بینهم فوثب علیها فقتلها؛ ففی ذلك یقول بعض الحروریة یذكرها: أَهابَ المسلمون بها و قالوا، علی فَرْطِ الهوی: هَلْ مِنْ مَزِیدٍ؟ فزاد أَبو الحَدِیدِ بِنَصْل سیف صقیل الحَدّ، فِعْلَ فَتیً رشید و أُم الحَدیدِ: امرأَةُ كَهْدَلٍ الراجز؛ و إِیاها عنی بقوله: قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَدیدِ كَهْدَلا، و ابتدر البابَ فكان الأَوّلا، شَلَّ السَّعالی الأَبلقَ المُحَجَّلا، یا رب لا ترجع إِلیها طِفْیَلا، و ابعث له یا رب عنا شُغَّلا، وَسْوَاسَ جِنٍّ أَو سُلالًا مَدْخَلا، و جَرَباً قشراً و جوعاً أَطْحَلا طِفْیَلٌ: صغیر، صغره و جعله كالطفل فی صورته و ضعفه، و أَراد طُفَیْلًا، فلم یستقم له الشعر فعدل إِلی بناء حِثْیَلٍ، و هو یرید ما ذكرنا من التصغیر. و الأَطْحَلُ: الذی یأْخذه منه الطحل، و هو وجع الطحال. و حُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فلو أَنها كانت لِقَاحِی كَثِیرةً، لقد نَهِلَتْ من ماء حُدٍّ وَ عَلَّت وَ حُدَّانُ: حَیٌّ من الأَزد؛ و قال ابن درید: الحُدَّانُ حی من الأَزد فَأُدْخِلَ علیه اللامُ؛ الأَزهری: حُدَّانُ قبیلة فی الیمن. و بنو حُدَّان، بالضم «2»: من بنی سعد. و بنو حُدَّاد: بطن من طیّ. و الحُدَّاء: قبیلة؛ قال الحرث بن حِلِّزة: لیس منا المُضَرّبُون، و لا قَیس، و لا جَنْدَلٌ، و لا الحُدَّاءُ و قیل: الحُدَّاء هنا اسم رجل، و یحتمل الحُدَّاء أَن یكون فُعَّالًا من حَدَأَ، فإِذا كان ذلك فبابه غیر هذا. و رجل حَدْحَدٌ: قصیر غلیظ.

حدبد؛ ج3، ص: 144

: لَبَنٌ حُدَبِدٌ: خاثر كهُدَبِدٍ، عن كُراع.

حدرد؛ ج3، ص: 144

: حَدْرَدٌ: اسم رجل، و لم یجئ علی فعلع بتكریر العین غیره، و لو كان فَعْلَلًا لكان من المضاعف لأَن العین و اللام من جنس واحد و لیس هو منه.

حرد؛ ج3، ص: 144

: الحَرْدُ: الجِد و القصد. حَرَدَ یَحْرِد، بالكسر، حَرْداً: قصد. و فی التنزیل: وَ غَدَوْا عَلیٰ حَرْدٍ قٰادِرِینَ؛ و الحَرْدُ: المنع، و قد فسرت الآیة علی
(2). قوله [و بنو حدان بالضم إلخ] كذا بالأَصل و الذی فی القاموس ككتان. و قوله و بنو حداد بطن إلخ كذا به أیضاً و الذی فی الصحاح و بنو أحداد بطن إلخ
لسان العرب، ج‌3، ص: 145
هذا، و حَرَّد الشی‌ءَ: منعه؛ قال: كأَن فِداءها، إِذا حَرَّدوُه أَطافوا حولَه، سلَكٌ یتیم و یروی: جَرَّدوه أَی نقوه من التبن. ابن الأَعرابی: الحَرْدُ: القصد، و الحَرْدُ: المنع، و الحَرْدُ الغیظ و الغضب، قال: و یجوز أَن یكون هذا كله معنی قوله: وَ غَدَوْا عَلیٰ حَرْدٍ قٰادِرِینَ؛ قال: و‌روی فی بعض التفسیر أَن قریتهم كان اسمها حَرْدَ؛ و قال الفراء: وَ غَدَوْا عَلیٰ حَرْدٍ، یرید علی حَدٍّ و قُدْرة فی أَنفسهم. و تقول للرجل: قد أَقبلتُ قِبَلَكَ و قصدت قصدك و حَرَدْتُ حَرْدَكَ؛ قال و أَنشدت: و جاء سیْل كان من أَمر اللَّهْ، یَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ یرید: یقصد قصدها. قال و قال غیره: وَ غَدَوْا عَلیٰ حَرْدٍ قٰادِرِینَ، قال: منعوا و هم قادرون أَی واجدون، نصب قادرین علی الحال. و قال الأَزهری فی كتاب اللیث: وَ غَدَوْا عَلیٰ حَرْدٍ، قال: علی جدّ من أَمرهم، قال: و هكذا وجدته مقیداً و الصواب علی حَدٍّ أَی علی منع؛ قال: هكذا قاله الفراء. و رجل حَرْدانُ: متنحٍّ معتزل، و حَرِدٌ من قوم حِرادٍ و حَریدٌ من قوم حُرَداءَ. و امرأَة حَریدَةٌ، و لم یقولوا حَرْدَی. و حیّ حَرید: منفرد معتزل من جماعة القبیلة و لا یخالطهم فی ارتحاله و حلوله، إِما من عزتهم و إِما من ذلتهم و قلتهم. و قالوا: كل قلیل فی كثیر: حَریدٌ؛ قال جریر: نَبنی علی سَنَنِ العَدُوِّ بیوتنا، لا نستجیر، و لا نَحُلُّ حَریدَا یعنی إِنَّا لا ننزل فی قوم من ضعف و ذلة لما نحن علیه من القوة و الكثرة. و قد حَرَدَ یَحْرِدُ حُروداً، الصحاح: حَرَدَ یَحْرِدُ حُروداً أَی تنحی و تحوّل عن قومه و نزل منفرداً لم یخالطهم؛ قال الأَعشی یصف رجلًا شدید الغیرة علی امرأَته، فهو یبعد بها إِذا نزل الحیُّ قریباً من ناحیته: إِذا نزل الحیُّ حَلَّ الجَحِیشُ حَرِیدَ المَحَلِّ، غَویّاً غَیُورا و الجَحِیش: المتنحی عن الناس أَیضاً. و قد حَرَدَ یَحْرِدُ حُروداً إِذا ترك قومه و تحوّل عنهم. و‌فی حدیث صعصعة: فرفع لی بیت حَریدٌ‌أَی منتبذ متنح عن الناس، من قولهم: تحرّد الجمل إِذا تنحی عن الإِبل فلم یبرك، و هو حرید فرید. و كَوْكَبٌ حریدٌ: طلع منفرداً، و فی الصحاح: معتزل عن الكواكب، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر؛ قال ذو الرمة: یعتسفان اللیلَ ذا السُّدودِ، أَمّاً بكل كوكب حَرِیدِ و رجل حَرید: فَرید وحیدٌ. و المُنحَرِد: المنفرد، فی لغة هذیل؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنه كوكب فی الجوّ منحرد و رواه أَبو عمرو بالجیم و فسره منفرد، و قال: هو سهیل؛ و منه التحرید فی الشعر و لذلك عُدَّ عیباً لأَنه بُعْدٌ و خلاف للنظیر، و حَرِدَ علیه حَرَداً و حَرَد یَحْرِدُ حَرْداً: كلاهما غضب؛ قال ابن سیدة: فأَما سیبویه فقال حَرِدَ حَرْداً. و رجل حَرِدٌ و حارد: غضبان. الأَزهری: الحَرْدُ جَزْمٌ، و الحَرَدُ لغتان. یقال: حَرِدَ الرجل، فهو حَرِدٌ إِذا اغتاظ فتحرش بالذی غاظه و هَمَّ به، فهو حارد؛ و أَنشد: أُسودُ شَرًی لاقتْ أُسُودَ خَفِیَّةٍ، تَساقَیْن سُمّاً، كلُّهُنَّ حَوارِدُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 146
قال أَبو العباس، و قال أَبو زید و الأَصمعی و أَبو عبیدة: الذی سمعنا من العرب الفصحاء فی الغضب حَرِدَ یَحْرَدُ حَرَداً، بتحریك الراء؛ قال أَبو العباس: و سأَلت ابن الأَعرابی عنها فقال: صحیحة، إِلا أَن المفضَّل أَخبر أَن من العرب من یقول حَرِدَ حَرَداً و حَرْداً، و التسكین أَكثر و الأُخری فصیحة؛ قال: و قلما یلحن الناس فی اللغة. الجوهری: الحَرَدُ الغضب؛ و قال أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعی: هو مخفف؛ و أَنشد للأَعرج المغنی: إِذا جیاد الخیل جاءت تَرْدِی، مملوءةً من غَضَبٍ و حَرْدِ و قال الآخر: یَلُوكُ من حَرْدٍ علیَّ الأُرَّمَا قال ابن السكیت: و قد یحرك فیقال منه حَرِدَ، بالكسر، فهو حارد و حَرْدَانُ؛ و منه قیل: أَسد حارد و لیوث حوارد؛ قال ابن بری: الذی ذكره سیبویه حَرِدَ یَحْرَدُ حَرْداً، بسكون الراء، إِذا غضب. قال: و كذلك ذكره الأَصمعی و ابن درید و علی بن حمزة؛ قال: و شاهده قول الأَشهب بن رمیلة: أُسُودُ شرًی لاقتْ أُسُودَ خَفِیَّةٍ، تَسَاقَوْا علی حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ و حارَدَتِ الإِبل حِراداً أَی انقطعت أَلبانها أَو قلَّت؛ أَنشد ثعلب: سَیَرْوِی عقیلًا رجْلُ ظَبْیٍ و عُلْبةٌ، تَمَطَّتْ به، مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ مصلوبة: موسومة. و ناقة مُحارِدٌ و مُحارِدَة: بَیِّنَةُ الحِرادِ؛ و استعاره بعضهم للنساء فقال: و بِتْنَ علی الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها؛ و حارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْنَ الحَمائما یقول: انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن یشربن الحمیم و هو الماء یُسَخِّنَّه فیشربنه، و إِنما یُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً علی غیر مأْكول عَقَر أَجوافهن. و ناقة مُحارِدٌ، بغیر هاء: شدیدة الحِراد؛ و قال الكمیت: و حَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، و لم یكن، لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعیرینَ، مُعْقِبُ النكد: التی ماتت أَولادها. و الجلاد: الغلاظ الجلود، القصار الشعور، الشداد الفصوص، و هی أَقوی و أَصبر و أَقل لبناً من الخُورِ، و الخُورُ أَغزر و أَضعف. و الحارد: القلیلة اللَّبن من النُّوق. و الحَرُودُ من النوق: القلیلة الدرِّ. و حاردت السنة: قلّ ماؤها و مطرها، و قد استعیر فی الآنیة إِذا نَفِدَ شرابها؛ قال: و لنا باطیةٌ مملوءةٌ، جَونَةٌ یتبعها بِرْزِینُها فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ، فُتّ عن حاجِبِ أُخری طِینُها البرزین: إِناء یتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ یشرب به. و الحَرَدُ: داء فی القوائم إِذا مشی البعیرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثیراً؛ و قیل: هو داء یأْخذ الإِبل من العِقالِ فی الیدین دون الرجلین. بعیر أَحْرَدُ و قد حَرِدَ حَرَداً، بالتحریك لا غیر؛ و بعیر أَحْرَدُ: یخبط بیدیه إِذا مِشی خلفه؛ و قیل: الحَرَدُ أَن ییبس عَصَبُ إِحدی الیدین من العِقال و هو فصیل، فإِذا مَشی ضرب بهما صدرَه؛ و قیل: الأَحْرَدُ الذی إِذا مشی رفع قوائمه رفعاً شدیداً و وضعها مكانها من شدة قَطافَتِه، یكون فی الدواب و غیرها، و الحَرَدُ مصدره. الأَزهری: الحَرَدُ فی البعیر حادث لیس بخلقة. و قال ابن شمیل: الحَرَدُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 147
أَن تنقطع عَصَبَةُ ذراع البعیر فَتَسترخی یده فلا یزال یخفق بها أَبداً، و إِنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إِذا مشی البعیر كأَنها تَمُدُّ مَدّاً من شدة ارتفاعها من الأَرض و رخاوتها، و الحَرَدُ إِنما یكون فی الید، و الأَحْرَدُ یُلَقِّفُ؛ قال: و تلقیفه شدّة رفعه یده كأَنما یَمُدّ مدّاً كما یَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خشبته التی یدُق بها، فذلك التلقیف. یقال: جمل أَحْرَدُ و ناقة حَرْداءُ؛ و أَنشد: إِذا ما دُعیتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ، كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِیَةٌ حُرْدُ الجوهری: بعیر أَحرد و ناقة حرداء، و ذلك أَن یسترخی عصب إِحدی یدیه من عِقال أَو یكون خلقة حتی كأَنه ینفضها إِذا مشی؛ قال الأَعشی: و أَذْرَتْ برجلیها النَّفیَّ، و راجَعَتْ یَداها خِنافاً لَیِّناً غیرَ أَحْردِ و رجل أَحرد إِذا ثقلت علیه الدرع فلم یستطع الانبساطَ فی المشی، و قد حَرِدَ حَرَداً؛ و أَنشد الأَزهری: إِذا ما مشی فی درعه غیرَ أَحْرَدِ و المُحَرَّدُ من كل شی‌ء: المُعَوَّجُ. و تَحْرِید الشی‌ء: تعویجه كهیئة الطاق. و حَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فصارت له حروف لاعوجاجه. و حَرَّدَ حبله: أَدرج فَتْلَه فجاء مستدیراً، حكاه أَبو حنیفة. و قال مرة: حبل حَرِدٌ من الحَرَدِ غیر مُستوی القُوَی. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول للحبل إِذا اشتدت غارةُ قُواه حتی تتعقد و تتراكب: جاء بحبل فیه حُرُودٌ، و قد حرّد حبله. و الحُرْدِیُّ و الحُرْدِیَّةُ: حیاصة الحظیرة التی تُشَدُّ علی حائط القصب عَرْضاً؛ قال ابن درید: هی نبطیة و قد حَرَّده تحریداً، و الجمع الحَرادیُّ. الأَزهری: حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوی إِلی كوخ. ابن الأَعرابی: یقال لخشب السقف الرَّوافِدُ، و یقال لما یلقی علیها من أَطیان القصب حَرادِیُّ. و غُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ: فیها حرادیّ القصب عَرْضاً. و بیت مُحَرّد: مسنَّم، و هو الذی یقال له بالفارسیة كُوخ، و الحُرْدِیُّ من القصب، نَبَطِیٌّ معرَّب، و لا یقال الهُرْدِیُّ. و حَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً، فهو حَرِدٌ إِذا كان بعضُ قُواه أَطولَ من بعض. و المُحَرَّدُ من الأَوتار: الحَصَدُ الذی یظهر بعض قواه علی بعض و هو المُعَجَّرُ. و الحِرْدُ: قطعة من السَّنام؛ قال الأَزهری: لم أَسمع بهذا لغیر اللیث و هو خطأٌ إِنما الحِرْدُ المعی. حكی الزهری: أَن بَریداً من بعض الملوك جاء یسأَله عن رجل معه ما مع المرأَة كیف یُوَرَّثُ؟ قال: من حیث یخرج الماء الدافق؛ فقال فی ذلك قائلهم: و مُهِمَّةٍ أَعیا القضاةَ قضاؤها، تَذَرُ الفقیهَ یَشُكُّ مِثلَ الجاهل عَجَّلْتَ قبل حنیذها بِشِوائها، و قطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فاصل المحرَدُ: المُقَطَّعُ. یقال: حردت من سَنام البعیر حَرْداً إِذا قطعت منه قطعة؛ أَراد أَنك عجلت الفتوی فیها و لم تستأْن فی الجواب، فشبهه برجل نزل به ضیف فعجل قراه بما قطع له من كَبِد الذبیحة و لحمها، و لم یحبسه علی الحنیذ و الشواء؛ و تعجیل القری عندهم محمود و صاحبه ممدوح. و الحِرْدُ، بالكسر: مَبْعَرُ البعیر و الناقة، و الجمع حُرود. و أَحرادُ الإِبل: أَمعاؤها، و خلیق أَن یكون واحدها حِرْداً لواحد الحُرود التی هی مباعرها لأَن
لسان العرب، ج‌3، ص: 148
المباعر و الأَمعاء متقاربة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها، إِنْ مُتَغَنَّاةً و إِنْ حادِیَهْ تنبض: تضطرب. متغناة: متغنیة و هذا كقولهم الناصاة فی الناصیة، و القاراة فی القاریة. الأَصمعی: الحُرود مباعر الإِبل، واحدها حِرْدٌ و حِرْدَة، بكسر الحاء. قال شمر و قال ابن الأَعرابی: الحُرود الأَمعاء؛ قال و أَقرأَنا لابن الرِّقَاع: بُنِیَتْ علی كَرِشٍ، كأَنَّ حُرودَها مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ، أُمِرَّ قُواها و رجل حُرْدِیٌّ: واسع الأَمعاء. و قال یونس: سمعت أَعرابیّاً یسأَل یقول: مَن یتصدّق علی المسكین الحَرِد؟ أَی المحتاج. و تحرّد الأَدیمُ: أَلقی ما علیه من الشعر. و قَطاً حُرْدٌ: سِراعٌ؛ قال الأَزهری: هذا خطأٌ و القطا الحُرْدُ القصارُ الأَرجل و هی موصوفة بذلك؛ قال: و من هذا قیل للبخیل أَحْرَدُ الیدین أَی فیهما انقباض عن العطاء؛ قال: و من هذا قول من قال فی قوله تعالی: وَ غَدَوْا عَلیٰ حَرْدٍ قٰادِرِینَ، أَی علی منع و بخل. و الحَرید: السمك المُقَدَّد؛ عن كراع. و أَحراد، بفتح الهمزة و سكون الحاء و دال مهملة: بئر قدیمة بمكة لها ذكر فی الحدیث. أَبو عبیدة: حرداء، علی فعلاء ممدودة، بنو نهشل بن الحرث لقب لقبوا به: و منه قول الفرزدق: لَعَمْرُ أَبیك الخیْرِ، ما زَعْمُ نَهْشَل و أَحْرادها، أَن قد مُنُوا بِعَسِیر «3» فجمعهم علی الأَحراد كما تری.

حرفد؛ ج3، ص: 148

: الحَرافِدُ: كِرامُ الإِبل.

حرقد؛ ج3، ص: 148

: الحَرْقَدَةُ: عُقْدة الحُنْجُور، و الجمع الحَراقِدُ. و الحراقد: النُّوقُ النجیبة. ابن الأَعرابی: الحَرْقَدَةُ أَصل اللسان «4».

حرمد؛ ج3، ص: 148

: الحِرمِدُ، بالكسر: الحَمْأَةُ، و قیل: هو الطین الأَسود؛ و قیل: الطین الأَسود الشدید السواد؛ و قیل: الحِرمِدُ الأَسود من الحَمْأَةِ و غیرها؛ و قیل: الحَرْمَدُ المتغیر الریح و اللون؛ قال أُمیة: فرأَی مغیبَ الشمس، عند مَسائها، فی عین ذی خُلُبٍ، و ثَأْطٍ حَرْمَدِ ابن الأَعرابی: یقال لطین البحر الحَرْمدُ. أَبو عبید: الحَرْمَدَةُ الحَمْأَةُ؛ قال تبَّع: فی عین ذی خُلُب و ثَأْطٍ حَرْمَدِ و عین مُحَرْمِدَةٌ: كثر فیها الحمأَة. و الحِرْمِدَةُ: الغَرِینُ و هو التَّفْنُ فی أَسفل الحوض. الأَزهری: و الحَرْمَدَةُ فی الأَمر اللَّجَاجُ و المَحْكُ فیه.

حزد؛ ج3، ص: 148

: ابن سیدة: الحَزْدُ: لغة فی الحَصْدِ مضارعة.

حسد؛ ج3، ص: 148

: الحسد: معروف، حَسَدَه یَحْسِدُه و یَحْسُدُه حَسَداً و حَسَّدَه إِذا تمنی أَن تتحول إِلیه نعمته و فضیلته أَو یسلبهما هو؛ قال: و تری اللبیبَ مُحَسَّداً لم یَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال، و عِرْضُه مَشْتوم الجوهری: الحسد أَن تتمنی زوال نعمة المحسود إِلیك. یقال: حَسَدَه یَحْسُدُه حُسوداً؛ قال الأَخفش:
(3). قوله [لعمر أبیك إلخ] كذا بالأَصل و الذی فی شرح القاموس: لعمر أبیك الخیر ما زعم نهشل علیّ و لا حردانها بكبیر و قد علمت یوم القبیبات نهشل و أحرادها أن قد منوا بعسیر (4). قوله [الحرقدة أصل إلخ] كذا فی الأَصل و الذی فی القاموس مع شرحه و الحرقد كزبرج كالحرقدة أصل اللسان؛ قاله ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌3، ص: 149
و بعضهم یقول یحسِده، بالكسر، و المصدر حسَداً، بالتحریك، و حَسادَةً. و تحاسد القوم، و رجل حاسد من قوم حُسَّدٍ و حُسَّادٍ و حَسَدة مثل حامل و حَمَلَة، و حَسودٌ من قوم حُسُدٍ، و الأُنثی بغیر هاء، و هم یتحاسدون. و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحَسْدَلُ القُراد، و منه أُخذ الحسد یقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا حسد إِلَّا فی اثنتین: رجل آتاه الله مالًا فهو ینفقه آناء اللیل و النهار، و رجل آتاه الله قرآناً فهو یتلوه؛ الحسد: أَن یری الرجل لأَخیه نعمة فیتمنی أَن تزول عنه و تكون له دونه، و الغَبْطُ: أَن یتمنی أَن یكون له مثلها و لا یتمنی زوالها عنه؛ و سئل أَحمد بن یحیی عن معنی هذا الحدیث فقال: معناه لا حسد لا یضر إِلَّا فی اثنتین؛ قال الأَزهری: الغبط ضرب من الحسد و هو أَخف منه، أَ لا تری‌أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما سئل: هل یضر الغَبْط؟ فقال: نعم كما یضر الخَبْطُ، فأَخبر أَنه ضار و لیس كضرر الحسد الذی یتمنی صاحبه زوال النعمة عن أَخیه، و الخبط: ضرب ورق الشجر حتی یتحاتَّ عنه ثم یستخلف من غیر أَن یضر ذلك بأَصل الشجرة و أَغصانها؛ و‌قوله، صلی الله علیه و سلم، لا حسد إِلَّا فی اثنتین‌هو أَن یتمنی الرجل أَن یرزقه الله مالًا ینفق منه فی سبیل الخیر، أَو یتمنی أَن یكون حافظاً لكتاب اللَّه فیتلوه آناء اللیل و أَطراف النهار، و لا یتمنی أَن یُرزأَ صاحب المال فی ماله أَو تالی القرآن فی حفظه. و أَصل الحسد: القشر كما قال ابن الأَعرابی، و حَسَده علی الشی‌ء و حسده إِیاه؛ قال یصف الجن مستشهداً علی حَسَدْتُك الشی‌ءَ بإِسقاط علی: أَتَوْا ناری فقلتُ: مَنُونَ أَنتم، فقالوا: الجِنُّ، قلتُ: عِمُوا ظَلاماً فقلتُ: إِلی الطعام، فقال منهم زَعِیمٌ: نَحْسِدُ الإِنس الطعاما و قد یجوز أَن یكون أَراد علی الطعام فحذف و أَوصل؛ قال ابن بری: الشعر لشمر بن الحرث الضبی و ربما روی لتأَبط شرّاً، و أَنكر أَبو القاسم الزجاجی روایة من روی … عِموا صباحاً، و استدل علی ذلك بأَن هذا البیت من قطعة كلها علی رویّ المیم؛ قال و كذلك قرأْتها علی ابن درید و أَولها: و نارٍ قد حَضَأْتُ بُعَیْدَ وَهْنٍ بدارٍ، ما أُریدُ بها مُقاما قال ابن بری: قد وهم أَبو القاسم فی هذا، أَو لم تبلغه هذه الروایة لأَن الذی یرویه … عِموا صباحاً یذكره مع أَبیات كلها علی روی الحاء، و هی لِخَرِع بن سنان الغسانی، ذكر ذلك فی كتاب خبر سَدّ مَأْرِبَ، و من جملة الأَبیات: نزلتُ بِشعْبِ وادی الجنِّ، لَمَّا رأَیتُ اللیلَ قد نَشَرَ الجناحا أَتانی قاشِرٌ و بَنُو أَبیه، و قد جَنَّ الدُّجی و النجمُ لاحا و حدَّثنی أُموراً سوف تأْتی، أَهُزُّ لها الصَّوارمَ و الرِّماحا قال: و هذا كله من أَكاذیب العرب؛ قال ابن سیدة: و حكی اللحیانی عن العرب حسدنی الله إِن كنت أَحسدك، و هذا غریب، و قال: هذا كما یقولون نَفِسَها الله علیَّ إِن كنت أَنْفَسُها علیك، و هو كلام شنیع، لأَن الله، عز و جل، یجل عن ذلك، و الذی یتجه هذا علیه أَنه أَراد: عاقبنی الله علی الحسد أَو جازانی علیه كما قال: وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 150‌

حشد؛ ج3، ص: 150

: حَشَدَ القومَ یَحْشِدُهم و یَحْشُدُهم: جمعهم. و حَشَدوا و تحاشدوا: خفوا فی التعاون أَو دُعُوا فأَجابوا مسرعین، هذا فعل یستعمل فی الجمع، و قلما یقولون للواحد حَشَد، إِلَّا أَنهم یقولون للإِبل: لها حالب حاشد، و هو الذی لا یَفْتُرُ عن حَلْبها و القیام بذلك. و حَشَدوا یَحْشِدون، بالكسر، حَشْداً أَی اجتمعوا، و كذلك احتشدوا و تحشدوا. و حَشَدَ القوم و أَحْشَدوا: اجتمعوا لأَمر واحد، و كذلك حَشَدوا علیه و احْتَشَدوا و تحاشدوا. و الحَشْدُ و الحَشَدُ: اسمان للجمع؛ و‌فی حدیث سورة الإِخلاص: احشِدوا فإِنی سأَقرأُ علیكم ثلث القرآن‌أَی اجتمعوا. و الحشْد: الجماعة. و‌حدیث عمر قال فی عثمان، رضی الله عنهما: إِنی أَخاف حَشْدَه؛ و‌حدیث وَفْدِ مَذْحِج: حُشَّدٌ وُفَّدٌ.الحُشَّد، بالضم و التشدید، جمع حاشد. و‌حدیث الحجاج: أَمنَ أَهلُ المَحاشد و المَخاطب‌أَی مواضع الحَشْدِ و الخَطْب، و قیل: هما جمع الحشد و الخطب علی غیر قیاس كالمَشابه و المَلامح أَی الذین یجمعون الجموع للخروج، و قیل: المَخْطَبَةُ الخُطْبَةُ، و المخاطبة مفاعلة من الخطاب و المشاورة. و یقال: جاء فلان حافلًا حاشداً و محتفلًا محتشداً أَی مستعداً متأَهباً. و عند فلان حَشْدٌ من الناس أَی جماعة قد احتشدوا له. قال الجوهری: و هو فی الأَصل مصدر. و رجل محشود: عنده حَشَدٌ من الناس أَی جماعة. و رجل محشود إِذا كان الناس یَحُفُّون بخدمته لأَنه مطاع فیهم. و‌فی حدیث أُم معبد: محفود محشود‌أَی أَن أَصحابه یخدمونه و یجتمعون إِلیه. و الحَشِدُ و المحتَشِدُ: الذی لا یدع عند نفسه شیئاً من الجَهْدِ و النُّصْرَة و المال، و كذلك الحاشد، و جمعه حُشُدٌ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: سَجْراء نفسی غیرَ جَمْعِ أُشابَةٍ حُشُداً، و لا هُلْك المفارش عُزَّل قال ابن جنی: روی حُشُداً بالنصب و الرفع و الجر، أَما النصب فعلی البدل من غیر، و أَما الرفع فعلی أَنه خبر متبدإٍ محذوف، و أَما الجر فعلی جوار أُشابة و لیس فی الحقیقة وصفاً لها و لكنه للجوار نحو قول العرب هذا جُحْرُ ضَبٍّ خربٍ. و یقال للرجل إِذا نزل بقوم فأَكرموه و أَحسنوا ضیافته، قد حَشَدوا، و قال الفراء: حَشَدوا له و حَفَلوا له إِذا اختلطوا له و بالغوا فی إِلطافه و إِكرامه. و الحاشدُ: الذی لا یُفَتِّرُ حَلْبَ الناقة و القیامَ بذلك. الأَزهری: المعروف فی حلب الإِبل حاشك، بالكاف، لا حاشد، بالدال، و سیأْتی ذكره فی موضعه. إِلا أَن أَبا عبید قال: حَشَدَ القومُ و حَشَكوا و تحرّشوا بمعنی واحد، فجمع بین الدال و الكاف فی هذا المعنی. و‌فی حدیث صفة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الذی یروی عن أُم معبد الخزاعیة: محفود محشود‌أَی أَن أَصحابه یخدمونه و یجتمعون علیه. و یقال: احتشد القوم لفلان إِذا أَردت أَنهم تجمعوا له و تأَهبوا. و حَشَدَت الناقةُ فی ضرعها لبناً تَحْشُده حُشوداً: حَفَّلته. و ناقة حَشود: سریعة جمع اللبن فی الضرع. و أَرض حَشاد: تسیل من أَدنی مطر. و واد حَشِدٌ: یُسیله القلیل الهَیِّن من الماء. و عین حُشُدٌ: لا ینقطع ماؤها. قال ابن سیدة: و قیل إِنما هی حُتُدٌ، قال: و هو الصحیح. قال ابن السكیت: أَرض نَزْلةٌ «1» تسیل من أَدنی مطر، و كذلك أَرض حَشاد و زَهادٌ
(1). قوله [أرض نزلة] كذا فی الأَصل بهذا الضبط. و الذی فی القاموس بهذا الضبط أیضاً: و أرض نزلة زاكیة الزرع، و ككتف: المكان الصلب السریع السیل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 151
و سَحَاح؛ و قال النضر: الحَشادُ من المسایل إِذا كانت أَرض صُلْبة سریعة السیل و كثرت شعابها فی الرَّحَبة و حَشَدَ بعضها بعضاً؛ قال الجوهری: أَرض حَشاد لا تسیل إِلا عن مطر كثیر، و هذا یخالف ما ذكره ابن سیدة و غیره فإِنه قال حَشاد تسیل من أَدنی مطر. و حاشِدٌ: حیّ من هَمْدان.

حصد؛ ج3، ص: 151

: الحَصْدُ: جزك البر و نحوه من النبات. حَصَدَ الزرع و غیره من النبات یَحْصِدُه و یَحْصُدُه حَصْداً و حَصاداً و حِصاداً؛ عن اللحیانی: قطعه بالمِنْجَلِ؛ و حَصَده و احتصده بمعنی واحد. و الزرع محصود و حَصِیدٌ و حَصِیدَةٌ و حَصَدٌ، بالتحریك؛ و رجل حاصد من قوم حَصَدةٍ و حُصَّاد. و الحَصَاد و الحِصاد: أَوانُ الحَصْد. و الحَصَادُ و الحَصِیدُ و الحَصَد: الزرع و البر المحصود بعد ما یحصد؛ و أَنشد: إِلی مُقْعَدات تَطْرَحُ الریحُ بالضحی، علیهنَّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلاقل و حَصاد كل شجرة: ثمرتها. و حَصاد البقول البریة: ما تناثر من حبتها عند هَیْجها. و القلاقل: بقلة بریة یشبه حبها حب السمسم و لها أَكمام كأَكمامها؛ و أَراد بحصاد القلاقل ما تناثر منه بعد هیجه. و‌فی حدیث ظبیانَ: یأْكلون حَصِیدَها؛ الحصید المحصود فعیل بمعنی مفعول. و أَحْصَدَ البر و الزرع: حان له أَن یُحصد؛ و اسْتَحْصَد: دعا إِلی ذلك من نفسه. و قال ابن الأَعرابی: أَحصد الزرع و استحصد سواء. و الحَصِید: أَسافل الزرع التی تبقی لا یتمكن منها المِنْجل. و الحَصِید: المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد؛ الأَزهری: الحصیدة المزرعة إِذا حصدت كلها، و الجمع الحصائد. و الحصیدُ: الذی حَصَدَتْه الأَیدی؛ قاله أَبو حنیفة، و قیل هو الذی انتزعته الریاح فطارت به. و المُحْصدُ: الذی قد جف و هو قائم. و الحَصَدُ: ما أَحصَدَ من النبات و جف؛ قال النابغة: یَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ، فیه رُكام من الیَنْبوتِ و الحَصَدِ «2». و قوله عز و جل: وَ آتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصٰادِهِ؛ یرید، و الله أَعلم، یوم حَصْده و جزازه. یقال: حِصاد و حَصاد و جِزاز و جَزاز و جِداد و جَداد و قِطاف و قَطاف، و هذان من الحِصاد و الحَصاد. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نهی عن حَصاد [حِصاد اللیل و عن جداده؛ الحَصاد [الحِصاد، بالفتح و الكسر: قَطْعُ الزرع؛ قال أَبو عبید: إِنما نهی عن ذلك لیلًا من أَجل المساكین لأَنهم كانوا یحضرونه فیتصدق علیهم؛ و منه قوله تعالی: وَ آتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصٰادِهِ؛ و إِذا فعل ذلك لیلًا فهو فرار من الصدقة؛ و یقال: بل نهی عن ذلك لأَجل الهوام أَن تصیب الناس إِذا حَصَدوا لیلًا. قال أَبو عبید: و القول الأَول أَحبُّ إِلیّ. و قول الله تعالی: وَ حَبَّ الْحَصِیدِ؛ قال الفراء: هذا مما أُضیف إِلی نفسه و هو مثل قوله تعالی: إِنَّ هٰذٰا لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ؛ و مثله قوله تعالی: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ؛ و الحبل: هو الورید فأُضیف إِلی نفسه لاختلاف لفظ الاسمین. و قال الزجاج: نصب قوله وَ حَبَّ الْحَصِیدِ أَی و أَنبتنا فیها حب الحصید فجمع بذلك جمیع ما یقتات من حب الحنطة و الشعیر و كل ما حصد، كأَنه قال: و حب النبت الحصید؛ و قال اللیث: أَراد حب البر المحصود، قال الأَزهری: و قول الزجاج أَصح لأَنه أَعم. و المِحْصَدُ، بالكسر: المنجل. و حَصَدَهم یَحْصِدُهم [یَحْصُدُهم حَصْداً: قتلهم؛ قال الأَعشی:
(2). فی دیوان النابغة: و الخَضَد
لسان العرب، ج‌3، ص: 152
قالوا البَقِیَّةَ، و الهنْدِیُّ یَحْصُدُهم، و لا بَقِیَّةَ إِلَّا الثَّارُ، و انكَشَفوا و قیل للناس: حَصَدٌ، و قوله تعالی: حَتّٰی جَعَلْنٰاهُمْ حَصِیداً خٰامِدِینَ، مِن هذا؛ هؤلاء قوم قتلوا نبیّاً بعث إِلیهم فعاقبهم الله و قتلهم ملك من ملوك الأَعاجم فقال الله تعالی: حَتّٰی جَعَلْنٰاهُمْ حَصِیداً خٰامِدِینَ؛ أَی كالزرع المحصود. و‌فی حدیث الفتح: فإِذا لقیتموهم غداً أَن تحْصُدوهم حَصْداً‌أَی تقتلوهم و تبالغوا فی قتلهم و استئصالهم، مأْخوذ من حَصْدِ الزرع؛ و كذلك قوله: یزرعها اللَّهُ من جَنْبٍ و یَحْصُدُها، فلا تقوم لما یأْتی به الصُّرَمُ كأَنه یخلقها و یمیتها، و حَصَدَ الرجلُ حَصْداً؛ حكاه اللحیانی عن أَبی طیبة و قال: هی لغتنا، قال: و إِنما قال هذا لأَن لغة الأَكثر إِنما هو عَصَدَ. و الحَصَدُ: اشتداد الفتل و استحكام الصناعة فی الأَوتار و الحبال و الدروع؛ حبل أَحْصَدُ و حَصِدٌ و مُحْصَدٌ و مُسْتَحْصِدٌ؛ و قال اللیث: الحَصَدُ مصدرُ الشی‌ء الأَحْصَدِ، و هو المحكم فتله و صنعته من الحبال و الأَوتار و الدروع. و حبل مُحْصَدٌ أَی محكم مفتول. و حَصِد، بكسر الصاد، و أَحصدت الحبل: فتلته. و رجل مُحْصَدُ الرأْی: محكمه سدیده، علی التشبیه بذلك، و رأْی مُسْتَحْصَدٌ: محكم؛ قال لبید: و خَصْمٍ كنادی الجنِّ، أَسقطت شَأْوَهم بمُسْتَحْصَدٍ ذی مِرَّة و ضُروع أَی برأْی محكم وثیق. و الصُّروع و الضُّروع: الضُّروب و القُوَی. و استحصد أَمر القوم و استحصف إِذا استحكم. و استَحْصَل الحبل أَی استحكم. و یقال للخَلْقِ الشدید: أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد؛ و كذلك وتَرٌ أَحصد: شدید الفتل؛ قال الجعدی: مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَی شدید محكم؛ و قال آخر: خُلِقْتَ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا و اسْتَحْصَدَ حَبْله: اشتدّ غضبه. و درع حَصداء: صلبة شدیدة محكمة. و استحصد القوم أَی اجتمعوا و تضافروا. و الحَصَادُ: نبات ینبت فی البَرَّاق علی نِبْتَة الخافورِ یُخْبَطُ للغَنَم. و قال أَبو حنیفة: الحَصادُ یشبه السَّبَطَ؛ قال ذو الرمة فی وصف ثور وحشی: قاظَ الحَصادَ و النَّصِیَّ الأَغْیَدا و الحَصَدُ: نبات أَو شجر؛ قال الأَخطل: تَظَلُّ فیه بناتُ الماءِ أَنْجِیَةً، و فی جَوانبه الیَنْبوتُ و الحَصَدُ الأَزهری: و حَصاد البَرْوَق حبة سوداء؛ و منه قول ابن فَسْوَة: كأَنَّ حَصادَ البَرْوَق الجَعْدِ حائلٌ بِذِفْرَی عِفِرْناةٍ، خلافَ المُعَذَّرِ شبه ما یقطر من ذفراها إِذا عرقت بحب البروَق الذی جعله حصاده، لأَن ذلك العرق یتحبب فیقطر أَسود. و روی عن الأَصمعی: الحصاد نبت له قصب ینبسط فی الأَرض وُرَیْقُه علی طَرَف قَصَبه؛ و أَنشد بیت ذی الرمة فی وصف ثور الوحش. و قال شمر: الحَصَدُ شجر؛ و أَنشد: فیه حُطام من الیَنْبُوت و الحَصَد و یروی: و الخَضَد و هو ما تثنی و تكسر و خُضِدَ. الجوهری: الحَصادُ و الحَصَدُ نبتان، فالحصاد كالنَّصِیِّ و الحصد شجر، واحدته حَصَدَةٌ. و حصائد الأَلسنة التی فی الحدیث: هو ما قیل فی الناس باللسان
لسان العرب، ج‌3، ص: 153
و قطع به علیهم. قال الأَزهری: و‌فی الحدیث: و هل یكبّ الناس علی مناخرهم فی النار إِلَّا حصائد أَلسنتهم؟أَی ما قالته الأَلسنة و هو ما یقتطعونه من الكلام الذی لا خیر فیه، واحدتها حَصیدَةٌ تشبیهاً بما یُحْصَدُ من الزرع إِذا جذ، و تشبیهاً للسان و ما یقتطعه من القول بحد المنجل الذی یحصد به. و حكی ابن جنی عن أَحمد بن یحیی: حاصود و حواصید و لم یفسره، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هو.

حفد؛ ج3، ص: 153

: حَفَدَ یَحْفِدُ حَفْداً و حَفَداناً و احتفد: خفَّ فی العمل و أَسرع. و حَفَدَ یَحْفِدُ حَفْداً: خَدَم. الأَزهری: الحَفْدُ فی الخدمة و العمل الخفة؛ و أَنشد: حَفَدَ الولائدُ حولهن، و أَسلمتْ بأَكُفِّهِنَّ أَزمَّةَ الأَجْمالِ و‌روی عن عمر أَنه قرأَ فی قنوت الفجر: و إِلیك نسعی و نَحْفِدُ‌أَی نسرع فی العمل و الخدمة. قال أَبو عبید: أَصل الحَفْد الخدمة و العمل؛ و قیل: معنی‌و إِلیك نسعی و نحفد‌نعمل لله بطاعته. اللیث: الاحتفاد السرعة فی كل شی‌ء؛ قال الأَعشی یصف السیف: و مُحْتَفِدُ الوقعِ ذو هَبَّةٍ، أَجاد جِلاه یَدُ الصَّیْقَل قال الأَزهری: رواه غیره و محتفل الوقع، باللام، قال: و هو الصواب. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، و ذكر له عثمان للخلافة قال: أَخشی حفْدَه‌أَی إِسراعه فی مرضاة أَقاربه. و الحَفْدُ: السرعة. یقال: حَفَدَ البعیرُ و الظلیم حَفْداً و حَفَداناً، و هو تدارك السیر، و بعیر حَفَّادٌ. قال أَبو عبید: و فی الحفد لغة أُخری أَحْفَدَ إِحْفاداً. و أَحفدته: حملته علی الحَفْدِ و الإِسراع؛ قال الراعی: مَزایدُ خَرْقاءِ الیَدَینِ مُسِیفَةٍ، أَخَبَّ بهن المُخْلِفانِ و أَحْفَدا أَی أَحفدا بعیریهما. و قال بعضهم: أَی أَسرعا، و جعل حَفَدَ و أَحفد بمعنی. و فی التهذیب: أَحفدا خدما، قال: و قد یكون أَحفدا غیرهما. و الحَفَدُ و الحَفَدَة: الأَعوان و الخدَمة، واحدهم حافد. و حفَدة الرجل: بناته، و قیل: أَولاد أَولاده، و قیل: الأَصهار. و الحفید: ولد الولد، و الجمع حُفَداءُ. و روی عن مجاهد فی قوله بَنِینَ وَ حَفَدَةً أَنهم الخدم، و‌روی عن عبد الله أَنهم الأَصهار، و قال الفرّاء: الحَفَدة الأَختان و یقال الأَعوان، و لو قیل الحَفَدُ كان صواباً، لأَن الواحد حافد مثل القاعد و القَعَد. و‌قال الحسن: البنون بنوك و بنو بنیك، و أَما الحفدة فما حفدك من شی‌ء و عمل لك و أَعانك. و‌روی أَبو حمزة عن ابن عباس، رضی الله عنهما، فی قوله تعالی: بَنِینَ وَ حَفَدَةً، قال: من أَعانك فقد حفدك؛ أَ ما سمعت قوله: حَفَدَ الولائدُ حولهنَّ و أَسلمت و‌قال الضحاك: الحفدة بنو المرأَة من زوجها الأَوَّل.و‌قال عكرمة: الحفدة من خدمك من ولدك و ولد ولدك.و‌قال اللیث: الحفدة ولد الولد.و‌قیل: الحفدة البنات و هنَّ خدم الأَبوین فی البیت.و قال ابن عرفة: الحفَدُ عند العرب الأَعوان، فكل من عمل عملًا أَطاع فیه و سارع فهو حافد؛ قال: و منه‌قوله و إِلیك نسعی و نحفد.قال: و الحَفَدانُ السرعة. و‌روی عاصم عن زرّ قال: قال عبد الله: یا زرّ هل تدری ما الحفدة؟ قال: نعم، حُفَّادُ الرجل من ولده و ولد ولده، قال: لا و لكنهم الأَصهار؛ قال عاصم: و زعم الكلبی أَن زرّاً قد أَصاب؛ قال سفیان: قالوا و كذب الكلبی. و قال ابن شمیل: قال الحفدة الأَعوان فهو أَتبع لكلام العرب ممن قال الأَصهار؛ قال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 154
فلو أَن نفسی طاوعتنی، لأَصبحت لها حَفَدٌ مما یُعَدُّ كثیر أَی خَدَم حافد و حَفَدٌ و حَفَدَةٌ جمیعاً. و رجل محفود أَی مخدوم. و‌فی حدیث أُم معبد: محفود محشود؛ المحفود: الذی یخدمه أَصحابه و یعظمونه و یسرعون فی طاعته. یقال: حَفَدْتُ و أَحْفَدْتُ و أَنا حافد و محفود. و حَفَدٌ و حَفَدة جمع حافد. و منه‌حدیث أُمیة: بالنعم محفود.و قال: الحَفْدُ و الحَفدان و الإِحفاد فی المشی دون الخَبَبِ؛ و قیل: الحَفَدان فوق المشی كالخبب، و قیل: هو إِبطاء الرَّكَكِ، و الفعل كالفعل. و المَحْفِدُ و المِحْفَدُ: شی‌ء تعلف فیه الإِبل كالمِكْتَلِ؛ قال الأَعشی یصف ناقته: بناها الغَوادی الرضِیخُ مع الخَلا، و سَقْیِی و إِطعامی الشعیرَ بِمَحْفِدِ «1» الغوادی: النَّوَی. و الرضیخ: المرضوخ و هو النوی یبل بالماء ثم یرضخ، و قیل: هو مكیال یكال به، و قد روی بیت الأَعشی بالوجهین معاً: بناها السوادیّ الرضیخُ مع النوی، و قَتٍّ و إِعطاء الشعیرِ بِمِحْفَدِ و یروی بِمَحْفِد، فمن كسر المیم عده مما یعتمل به، و من فتحها فعلی توهم المكان أَو الزمان. ابن الأَعرابی: أَبو قیس مكیال و اسمه المِحْفَدُ و هو القَنْقَلُ. و مَحافِدُ الثوب: وشْیُهُ، واحدها مَحْفِدٌ. ابن الأَعرابی: الحَفَدَةُ صُناع الوشی و الحفد الوَشْیُ. ابن شمیل: یقال لطرف الثوب مِحفد، بكسر المیم، و المَحْفِد: الأَصل عامّة؛ عن ابن الأَعرابی، و هو المَحْتِدُ و المَحفِد و المَحْكِد و المَحْقِدُ: الأَصل. و مَحْفِدُ الرجل: مَحْتِدُه و أَصله. و المحفد: السنام. و فی المحكم: أَصل السنام؛ عن یعقوب؛ و أَنشد لزهیر: جُمالِیَّة لم یُبْقِ سیری و رِحْلَتی علی ظهرها، من نَیِّها، غیرَ مَحْفِد و سیف مُحتفِدٌ: سریع القطع.

حفرد؛ ج3، ص: 154

: الحِفْرِدُ حب الجوهر؛ عن كراع. و الحِفْرِدُ: نبت.

حفلد؛ ج3، ص: 154

: ابن الأَعرابی: الحَفَلَّدُ البخیل و هو الذی لا تراه إِلا و هو یُشارُّ الناس و یفحش علیهم؛ و أَنشد لزهیر: تقیّ نقیّ لم یُكَثِّر غنیمةً بِنَكْهَةِ ذی قُرْبَی، و لا بِحَفَلَّدِ ذكره الأَزهری فی ترجمة حقلَد بالقاف، قال: و رواه بالفاء.

حقد؛ ج3، ص: 154

: الحِقْدُ: إِمساك العداوة فی القلب و التربص لِفُرْصَتِها. و الحِقْدُ: الضِّغْنُ، و الجمع أَحقاد و حُقود، و هو الحقِیدَةُ، و الجمع حقائد؛ قال أَبو صخر الهذلی: و عَدِّ إِلی قوم تَجِیشُ صُدورُهم بِغِشِّیَ، لا یُخْفُونَ حَمْلَ الحَقائِدِ و حَقَدَ علیَّ یَحْقِدُ حَقْداً و حَقِد، بالكسر، حَقَداً و حِقْداً فیهما فهو حاقد، فالحَقْدُ الفعل، و الحِقْدُ الاسم. و تَحَقَّدَ كَحَقَدَ؛ قال جریر: یا عَدْنَ إِنَّ وِصالهنَّ خِلابَة، و لقد جَمَعْنَ مع البِعادِ تَحَقُّدَا و رجل حقود: كثیر الحقد علی ما یوجب هذا الضرب من الأَمثلة. و أَحقَدَه الأَمرُ: صَیَّرَه حاقداً و أَحقده غیره. و حَقِدَ المطرُ حَقَداً و أَحقد: احتبس، و كذلك المعدن إِذا انقطع فلم یُخرج شیئاً. قال ابن الأَعرابی: حَقِدَ
(1). قوله [الغوادی الرضیخ إلخ] كذا بالأَصل الذی بأیدینا، و كذا فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌3، ص: 155
المعدنُ و أَحقَدَ إِذا لم یخرج منه شی‌ء و ذهبت مَنالته. و معدن حاقد إِذا لم یُنل شیئاً. الجوهری: و أَحقد القومُ إِذا طلبوا من المعدن شیئاً فلم یجدوا؛ قال: و هذا الحرف نقلته من كلام و لم أَسمعه. و المَحْقِدُ: الأَصل؛ عن ابن الأَعرابی.

حقلد؛ ج3، ص: 155

: الحَقَلَّدُ: عَمَلٌ فیه إِثم، و قیل: هو الآثم بعینه؛ قال زهیر؛تقیّ نقیّ لم یُكَثِّر غنیمةً بنَكْهَةِ ذی قُرْبَی، و لا بِحَقَلَّدِ و الحقلَّد: البخیل السیّ‌ء الخلق، و قیل: السیّ‌ء الخلق من غیر أَن یقید بالبخل؛ الجوهری: هو الضیق الخُلُق البخیل؛ غیره: هو الضیق الخلق و یقال للصغیر. قال الأَصمعی: الحَقَلَّد الحِقْدُ و العداوة فی قول زهیر، و القول من قال إِنه الآثم، و قول الأَصمعی ضعیف، و رواه ابن الأَعرابی: و لا بِحَفَلَّد، بالفاء، و فسره أَنه البخیل و هو الذی لا تراه إِلا و هو یُشارُّ الناس و یفحش علیهم.

حكد؛ ج3، ص: 155

: المَحْكِدُ: الأَصل؛ و فی المثل: حُبِّبَ إِلی عبد سَوْء مَحْكِدُه؛ یضرب له ذلك عند حرصه علی ما یهینه و یسوءه. و رجع إِلی مَحكِدِه إِذا فعل شیئاً من المعروف ثم رجع عنه. و المَحْكِدُ: الملجأُ، حكاه ثعلب؛ و أَنشد: لیس الإِمامُ بالشحیح المُلْحِدِ، و لا بِوَبْرٍ بالحجازِ مُقْرِدِ إِنْ یُرَ یوماً بالفضاء یُصْطَدِ، أَو یَنْجَحِرْ، فالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ ابن الأَعرابی: هو فی محكِد صِدْق و مَحتِد صِدْقٍ.

حلقد؛ ج3، ص: 155

: الأَزهری: الحِلْقِدُ السیّ‌ء الخُلُق الثقیل الروح.

حمد؛ ج3، ص: 155

: الحمد: نقیض الذم؛ و یقال: حَمدْتُه علی فعله، و منه المَحْمَدة خلاف المذمّة. و فی التنزیل العزیز: الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ*. و أَما قول العرب: بدأْت بالحمدُ لله، فإِنما هو علی الحكایة أَی بدأْت بقول: الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ*؛ و قد قرئ الحمدَ لله علی المصدر، و الحمدِ لله علی الإِتباع، و الْحَمْدُ لِلّٰهِ علی الإِتباع؛ قال الفراء: اجتمع القراء علی رفع الْحَمْدُ لِلّٰهِ، فأَما أَهل البدو فمنهم من یقول الحمدَ لله، بنصب الدال، و منهم من یقول الحمدِ لله، بخفض الدال، و منهم من یقول الحمدُ لُلَّه، فیرفع الدال و اللام؛ و‌روی عن ابن العباس أَنه قال: الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور، و هو الاختیار فی العربیة؛ و قال النحویون: من نصب من الأَعراب الحمدَ لله فعلی المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله، و أَما من قرأَ الحمدِ لله فإِن الفراء قال: هذه كلمة كثرت علی الأَلسن حتی صارت كالاسم الواحد، فثقل علیهم ضمة بعدها كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة؛ قال و قال الزجاج: لا یلتفت إِلی هذه اللغة و لا یعبأُ بها، و كذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه فی غیر القرآن، فهی لغة ردیئة؛ قال ثعلب: الحمد یكون عن ید و عن غیر ید، و الشكر لا یكون إِلا عن ید و سیأْتی ذكره؛ و قال اللحیانی: الحمد الشكر فلم یفرق بینهما. الأَخفش: الْحَمْدُ لِلّٰهِ* الشكر لله، قال: و الْحَمْدُ لِلّٰهِ* الثناء. قال الأَزهری: الشكر لا یكون إِلا ثناء لید أَولیتها، و الحمد قد یكون شكراً للصنیعة و یكون ابتداء للثناء علی الرجل، فحمدُ الله الثناءُ علیه و یكون شكراً لنعمه التی شملت الكل، و الحمد أَعم من الشكر. و قد حَمِدَه حَمْداً و مَحْمَداً و مَحْمَدة و مَحْمِداً و مَحْمِدَةً، نادرٌ، فهو محمود و حمید و الأُنثی حمیدة، أَدخلوا فیها الهاء و إِن كان فی المعنی مفعولًا تشبیهاً لها برشیدة، شبهوا ما هو فی معنی مفعول بما هو بمعنی
لسان العرب، ج‌3، ص: 156
فاعل لتقارب المعنیین. و الْحَمِیدُ*: من صفات الله تعالی و تقدس بمعنی المحمود علی كل حال، و هو من الأَسماء الحسنی فعیل بمعنی محمود؛ قال محمد بن المكرم: هذه اللفظة فی الأُصول فعیل بمعنی مفعول و لفظة مفعول فی هذا المكان ینبو عنها طبع الإِیمان، فعدلت عنها و قلت حمید بمعنی محمود، و إِن كان المعنی واحداً، لكن التفاصح فی التفعیل هنا لا یطابق محض التنزیه و التقدیس لله عز و جل؛ و الحمد و الشكر متقاربان و الحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان علی صفاته الذاتیة و علی عطائه و لا تشكره علی صفاته؛ و منه‌الحدیث: الحمد رأْس الشكر؛ ما شكر الله عبد لا یحمده، كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِیمان، و إِنما كان رأْس الشكر لأَن فیه إِظهار النعمة و الإِشادة بها، و لأَنه أَعم منه، فهو شكر و زیادة. و‌فی حدیث الدعاء: سبحانك اللهم و بحمدك‌أَی و بحمدك أَبتدئ، و قیل: و بحمدك سبحت، و قد تحذف الواو و تكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَی التسبیح مسبب بالحمد أَو ملابس له. و رجل حُمَدَةٌ كثیر الحمد، و رجل حَمَّادٌ مثله. و یقال: فلان یتحمد الناس بجوده أَی یریهم أَنه محمود. و من أَمثالهم: من أَنفق ماله علی نفسه فلا یَتَحَمَّد به إِلی الناس؛ المعنی أَنه لا یُحْمَدُ علی إِحسانه إِلی نفسه، إِنما یحمد علی إِحسانه إِلی الناس؛ و حَمَدَه و حَمِدَهُ و أَحمده: وجده محموداً؛ یقال: أَتینا فلاناً فأَحمدناه و أَذممناه أَی وجدناه محموداً أَو مذموماً. و یقال: أَتیت موضع كذا فأَحمدته أَی صادفته محموداً موافقاً، و ذلك إِذا رضیت سكناه أَو مرعاه. و أَحْمَدَ الأَرضَ: صادفها حمیدة، فهذه اللغة الفصیحة، و قد یقال حمدها. و قال بعضهم: أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضی فعله و مذهبه و لم ینشره. سیبویه: حَمِدَه جزاه و قضی حقه، و أَحْمَدَه استبان أَنه مستحق للحمد. ابن الأَعرابی: رجل حَمْد و امرأَة حَمْد و حَمْدة محمودان و منزل حَمْد؛ و أَنشد: و كانت من الزوجات یُؤْمَنُ غَیْبُها، و تَرْتادُ فیها العین مُنْتَجَعاً حَمْدا و منزلة حَمْد؛ عن اللحیانی. و أَحْمَد الرجلُ: فعل ما یُحْمد علیه. و أَحْمَدَ الرجلُ: صار أَمره إِلی الحمد. و أَحمدته: وجدته محموداً؛ قال الأَعشی: و أَحْمَدْتَ إِذ نَجَّیْتَ بالأَمس صِرْمَة، لها غُدَداتٌ و اللَّواحِقُ تَلْحَق و أَحْمَد أَمرَه: صار عنده محموداً. و طعام لَیْسَت مَحْمِدة «2». أَی لا یحمد. و التحمید: حمدك الله عز و جل، مرة بعد مرة. الأَزهری: التحمید كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة، و التحمید أَبلغ من الحمد. و إِنه لَحَمَّاد لله، و محمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة بعد أُخری. و أَحْمَد إِلیك الله: أَشكره عندك؛ و قوله: طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه أَی حُمد بعضهم عند بعض. الأَزهری: و قول العرب أَحْمَد إِلیك اللَّهَ أَی أَحمد معك اللَّهَ؛ و قال غیره: أَشكر إِلیك أَیادیَه و نعمه؛ و قال بعضهم: أَشكر إِلیك نعمه و أُحدثك بها. هل تَحْمد لهذا الأَمر أَی ترضاه؟ قال الخلیل: معنی قولهم فی الكتب احمد إِلیك الله أَی احمد معك الله؛ كقول الشاعر: و لَوْحَیْ ذراعین فی بِرْكَة، إِلی جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب
(2). قوله [و طعام لیست محمدة إلخ] كذا بالأَصل و الذی فی شرح القاموس و طعام لیست عنده محمدة أی لا یحمده آكله، و هو بكسر المیم الثانیة
لسان العرب، ج‌3، ص: 157
یرید مع بركة إِلی جؤجؤ أَی مع جؤجؤ. و‌فی كتابه، علیه السلام: أَما بعد فإِنی أَحمد إِلیك الله‌أَی أَحمده معك فأَقام إِلی مُقام مع؛ و قیل: معناه أَحمد إِلیك نعمة الله عز و جل، بتحدیثك إِیاها. و‌فی الحدیث: لواء الحمد بیدی یوم القیامة؛ یرید انفراده بالحمد یوم القیامة و شهرته به علی رؤوس الخلق، و العرب تضع اللواء فی موضع الشهرة؛ و منه‌الحدیث: و ابعثه المقام المحمود: الذی یحمده فیه جمیع الخلق لتعجیل الحساب و الإِراحة من طول الوقوف؛ و قیل: هو الشفاعة. و فلان یَتَحَمَّد علیّ أَی یمتن، و رجل حُمَدة مثل هُمَزة: یكثر حمد الأَشیاء و یقول فیها أَكثر مما فیها.ابن شمیل فی حدیث ابن عباس: أَحْمد إِلیكم غَسْل الإِحْلیل‌أَی أَرضاه لكم و أتقدم فیه إِلیكم، أَقام إِلی مقام اللام الزائدة كقوله تعالی: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحیٰ لَهٰا؛ أَی إِلیها. و فی النوادر: حَمِدت علی فلان حَمْداً و ضَمِدت له ضَمَداً إِذا غضبت؛ و كذلك أَرِمْت أَرَماً. و قول المصلی: سبحانك اللهم و بحمدك؛ المعنی و بحمدك أَبتدئ، و كذلك الجالب للباء فی بسم الله الابتداء كأَنك قلت: بدأْت بسم الله، و لم تحتج إِلی ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك مبتدئ. و قولهم: حَمادِ لفلان أَی حمداً له و شكراً و إِنما بنی علی الكسر لأَنه معدول عن المصدر. و حُماداك أَن تفعل كذا و كذا أَی غایتك و قصاراك؛ و قال اللحیانی: حُماداكَ أَن تفعل ذلك و حَمْدُك أَی مبلغ جهدك؛ و قیل: معناه قُصاراك و حُماداك أَن تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَی قَصْرُك و غایتك. و حُمادی أَن أَفعل ذاك أَی غایتی و قُصارایَ؛ عن ابن الأَعرابی. الأَصمعی: حنانك أَن تفعل ذلك، و مثله حُماداك. و‌قالت أُم سلمة: حُمادَیاتُ النساء غَضُّ الطرف و قَصْر الوهادة؛ معناه غایة ما یحمد منهن هذا؛ و قیل: غُناماك بمعنی حُماداك، و عُناناك مثله. و محمد و أَحمد: من أَسماء سیدنا المصطفی رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ و قد سمت محمداً و أَحمد و حامداً و حَمَّاداً و حَمِیداً و حَمْداً و حُمَیْداً. و المحمَّد: الذی كثرت خصاله المحمودة؛ قال الأَعشی: إِلیك، أَبَیتَ اللعنَ، كان كَلالُها، إِلی الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد قال ابن بری: و من سمی فی الجاهلیة بمحمد سبعة: الأَول محمد بن سفیان بن مجاشع التمیمی، و هو الجد الذی یرجع إِلیه الفرزدق همام بن غالب و الأَقرع بن حابس و بنو عقال، و الثانی محمد بن عتوارة اللیثی الكنانی، و الثالث محمد بن أُحَیْحة بن الجُلاح الأَوسی أَحد بنی جَحْجَبَی، و الرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفی المعروف بالشُّوَیْعِر؛ لقب بذلك لقول إمرئ القیس فیه و قد كان طلب منه أَن یبیعه فرساً فأَبی فقال: بَلِّغَا عَنِّی الشُّوَیْعِرَ أَنی، عَمْدَ عَیْن، بَكَّیْتُهنّ حَریما و حریم هذا: اسم رجل؛ و قال الشویعر مخاطباً لإمرئ القیس: أَتتنی أُمور فكذبْتها، و قد نُمِیَتْ لیَ عاماً فعاما بأَنّ إمرأَ القیسِ أَمسی كئیبا علی أَلَهٍ، ما یذوقُ الطَّعاما لعمرُ أَبیكَ الذی لا یُهانُ، لقد كان عِرْضُك منی حراما و قالوا: هَجَوْتَ، و لم أَهْجُه، و هَلْ یَجِدَنْ فیكَ هاجٍ مراما؟ و لیس هذا هو الشویعر الحنفی و أَما الشویعر الحنفی
لسان العرب، ج‌3، ص: 158
فاسمه هانئ بن توبة الشیبانی و سمی الشویعر لقوله هذا البیت: و إِنّ الذی یُمْسِی، و دنیاهُ هَمُّه، لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور و أَنشد له أَبو العباس ثعلب: یُحیّی الناسُ كلَّ غنیّ قوم، و یُبْخَلُ بالسلام علی الفقیر و یوسَع للغنیّ إِذا رأَوه، و یُحْبَی بالتحیة كالأَمیر و الخامس محمد بن مسلمة الأَنصاری أَخو بنی حارثة، و السادس محمد بن خزاعی بن علقمة، و السابع محمد بن حرماز بن مالك التمیمی العمری. و قولهم فی المثل: العَود أَحمد أَی أَكثر حمداً؛ قال الشاعر: فلم تَجْرِ إِلا جئت فی الخیر سابقاً، و لا عدت إِلا أَنت فی العود أَحمد و حَمَدَة النار، بالتحریك: صوت التهابها كَحَدمتها؛ الفراء: للنار حَمَدة. و یوم مُحْتَمِد و مُحْتَدِم: شدید الحرّ. و احْتَمَد الحرُّ: قَلْب احتَدَم. و محمود: اسم الفیل المذكور فی القرآن. و یَحْمَد: أَبو بطن من الأَزد. و الیَحامِدُ جَمْعٌ: قبیلة یقال لها یَحْمد، و قبیلة یقال لها الیُحْمِد؛ هذه عبارة عن السیرافی؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی أَن الیحامد فی معنی الیَحْمَدیین و الیُحْمِدیین، فكان یجب أَن تلحقه الهاء عوضاً من یاءَی النسب كالمهالبة، و لكنه شذ أَو جعل كل واحد منهم یَحمد أَو یُحمد، و ركبوا هذا الاسم فقالوا حَمْدَوَیْه، و تعلیل ذلك مذكور فی عمرویه.

حمرد؛ ج3، ص: 158

: الحِمْرِدُ «1»: الحمأَة؛ و قیل: الحِمْرِد بقیة الماء الكدر یبقی فی الحوض.

حند؛ ج3، ص: 158

: الأَزهری: روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی قال: الحُنُد الأَحساء، واحدها حَنود؛ قال: و هو حرف غریب؛ قال: و أَحسبها الحُتُدَ من قولهم عین حُتُد لا ینقطع ماؤها.

حنجد؛ ج3، ص: 158

: الحُنْجُود: وعاء كالسَّفَط الصغیر؛ و قیل: دُوَیْبَّة و لیس بثبت. و حُنْجُودٌ: اسم؛ أَنشد سیبویه: أَ لیس أَكرمَ خلقِ الله، قد علموا عند الحِفاظِ، بَنُو عَمْرو بن حُنْجود أَبو عمرو: الحُنْجُد الحَبْل من الرمل الطویل.

حود؛ ج3، ص: 158

: الحُمَّی تُحاوِدُه أَی تَعَهَّدُه؛ و هو یحاودنا بالزیارة أَی یزورنا بین الأَیام. و حاوِدٌ: اسم.

حید؛ ج3، ص: 158

: الحَیْد: ما شخص من نواحی الشی‌ء، و جمعه أحیاد و حُیود. و حَیْد الرأْس: ما شخص من نواحیه؛ و قال اللیث: الحَیْد كل حرف من الرأْس. و كل نُتوء فی القَرْن و الجبل و غیرهما: حَیْد، و الجمع حُیود؛ قال العجاج یصف جملًا: فی شَعْشَعانٍ عُنُق یَمْخُور، حابی الحُیُود فارِضِ الحنْجُور و حِیَد أَیضاً: مثل بَدْرة و بِدَرٍ؛ قال مالك بن خالد الخُناعی الهذلی: تاللَّهِ یَبْقَی علی الأَیام ذو حِیَد، بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ أَی لا یبقی. و حُیود القرن: ما تلوی منه. و الحَیْد، بالتسكین: حرف شاخص یخرج من الجبل. ابن سیدة: حَیْدُ الجبل شاخصٌ یخرج منه فیتقدم
(1). قوله [الحمرد] كذا بالأَصل و فی القاموس كسلسلة
لسان العرب، ج‌3، ص: 159
كأَنه جَناح؛ و فی التهذیب: الحَیْد ما شخَص من الجبل و اعوجَّ. یقال: جبل ذو حُیود و أَحیاد إِذا كانت له حروف ناتئة فی أَعراضه لا فی أَعالیه. و حُیود القرن: ما تلوی منه. و قرن ذو حِیَد أَی ذو أَنابیب ملتویة. و یقال: هذا نِدُّه و نَدِیدُه و بِدُّه و بَدِیدُه و حَیْدُه و حِیدُه أَی مثله. و حایدَه مُحایدة: جانبه. و كل ضلع شدیدة الاعوجاج: حَیْد، و كذلك من العظم، و جمعه حُیود. و الحِیَد و الحُیُود: حروف قرن الوعل، و أَنشد بیت مالك بن خالد الخُناعی. و حاد عن الشی‌ءِ یَحِید حَیْداً و حَیَداناً و مَحِیداً و حَیْدُودة: مال عنه و عدل؛ الأَخیرة عن اللحیانی؛ قال: یَحِیدُ حذارَ الموت من كل رَوْعة، و لا بُدَّ من موت إِذا كان أَو قَتْلِ و‌فی الحدیث: أَنه ركب فرساً فمرَّ بشجرة فطار منها طائر فحادت فَنَدَرَ عنها؛ حاد عن الطریق و الشی‌ء یَحِیدُ إِذا عدل؛ أَراد أَنها نفرت و تركت الجادَّة. و‌فی كلام علی، كرّم الله وجهه، یذم الدنیا: هی الجَحُود الكَنود الحَیود المَیُود، و هذا البناء من أَبنیة المبالغة. الأَزهری: و الرجل یحید عن الشی‌ء إِذا صدَّ عنه خوفاً و أَنفة، و مصدره حُیودة و حَیَدانٌ و حَیْدٌ؛ و ما لَك مَحِید عن ذلك. و حُیود البعیر: مثل الوركین و الساقین؛ قال أَبو النجم یصف فحلًا: یَقودُها صافی الحُیودِ هَجْرَعُ، مُعْتدِلٌ فی ضَبْرِه هَجَنَّعُ أَی یقود الإِبل فحل هذه صفته. و یقال: اشتكت الشاة حَیَداً إِذا نَشِبَ ولدها فلم یسهل مخرجه. و یقال: فی هذا العود حُیود و حُرود أَی عُجَرٌ. و یقال: قدّ فلان السیر فحرَّده و حَیَّده إِذا جعل فیه حُیوداً. الجوهری فی قوله حاد عن الشی‌ءِ حَیْدُودة، قال: أَصل حَیْدُودة حَیَدودة، بتحریك الیاء، فسكنت لأَنه لیس فی الكلام فَعْلُول غیرُ صَعْفوق. و قولهم: حِیدِی حَیادِ هو كقولهم: فِیحِی فَیَاحِ؛ و‌فی خطبة علیّ، كرَّم الله وجهه: فإِذا جاء القتال قلتم: حِیدِی حَیادِ؛ حِیدی أَی میلی و حَیاد بوزن قَطَامِ، هو من ذلك، مثل فیحِی فَیاح أَی اتسعی، و فیاح: اسم للغارة. و الحَیْدَة: العقدة فی قَرْن الوعِل، و الجمع حُیود. و الحَیْدان: ما حاد من الحصی عن قوائم الدابة فی السیر، و أَورده الأَزهری فی حدر و قال الحیدار، و استشهد علیه ببیت لابن مقبل و سنذكره. و الحَیَدی: الذی یَحید. و حمار حَیَدی أَی یحید عن ظله لنشاطه. و یقال: كثیر الحیود عن الشی‌ء، و لم یجئ فی نعوت المذكر شی‌ء علی فَعَلی غیره؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: أَو آصْحَمَ حامٍ جَرامِیزَه، حَزابِیَةٍ حَیَدی بالدِّحال المعنی: أَنه یحمی نفسه من الرماة؛ قال ابن جنی: جاء بِحَیَدی للمذكر، قال: و قد حكی غیره رجل دَلَظَی للشدید الدفع إِلا أَنه قد روی موضع حیدی حَیِّد، فیجوز أَن یكون هكذا رواه الأَصمعی لا حَیَدی؛ و كذلك أَتان حَیَدی؛ عن ابن الأَعرابی. سیبویه: حادانُ فَعلانُ منه ذهب به إِلی الصفة، اعتلت یاؤه لأَنهم جعلوا الزیادة فی آخره بمنزلة ما فی آخره الهاء و جعلوه معتلًا كاعتلاله و لا زیادة فیه، و إِلا فقد كان حكمه أَن یصح كما صح الجَوَلان؛ قال الأَصمعی: لا أَسمع فَعَلی إِلا فی المؤنث إِلا فی قول
لسان العرب، ج‌3، ص: 160
الهذلی؛ و أَنشد: كأَنِّی و رَحْلِی، إِذا رُعْتُها، علی جَمَزی جازئ بالرمال و قال: أَنشدَناه أَبو شعیب عن یعقوب زُعْتُها؛ و سمی جدّ جریر الخَطَفَی ببیت قاله: و عَنَقاً بعد الكَلالِ خَطَفَی و یروی … خَیْطَفَی. و الحَیاد: الطعام «1»؛ قال الشاعر: و إِذا الركابُ تَرَوَّحَتْ ثم اغْتَدَتْ بَعْدَ الرَّواح، فلم تَعُجْ لحَیَاد و حَیْدَةُ: اسم: قال: حَیْدَةُ خالی، و لَقیطٌ وعَلی، و حاتِمُ الطَّائِیُّ وهَّابُ المِئِی أَراد: حاتمٌ الطائیّ فحذف التنوین. و حیدة: أَرض؛ قال كثیر: و مرَّ فَأَرْوی یَنْبُعاً فَجُنُوبَه، و قد حِیدَ مِنه حَیْدَةٌ فعَباثِرُ و بنو حَیْدانَ: بطن؛ قال ابن الكلبی: هو أبو مَهْرة بن حَیْدان.

فصل الخاء المعجمة؛ ج3، ص: 160

خبند؛ ج3، ص: 160

: الخَبَنْداة من النساء: التَّارَّة الممتلئة كالبَخَنداة؛ و قیل: التامة القَصب؛ و قیل: التامة الخَلْق كله؛ و قیل: الثقیلة الوركین؛ قال العجاج: فقد سَبَتْنی غیرَ ما تَعْذِیر، تَمْشِی، كمشْیِ الوَحِلِ المَبْهُور، علی خَبَنْدی قَصَب مَمْكور خَبَنْدَی فعنلل و هو واحد و الفعل اخْبَنْدَی. و اخْبَنْدَد إِذا تمَّ قصبه؛ و اخْبَدَّتِ الجاریة و اخْبَنْدَت، و ساق خَبَنْداة: مستدیرة ممتلئة. و قصب خَبندی: ممتلئ ریان. و بعیر مُخْبَنْدٍ: عظیم، و قیل: صلب شدید.

خدد؛ ج3، ص: 160

: الخَدُّ فی الوجه، و الخدان: جانبا الوجه، و هما ما جاوز مؤخر العین إِلی منتهی الشدق؛ و قیل: الخد من الوجه من لدن المحْجِر إِلی اللَّحْی من الجانبین جمیعاً و منه اشتق اسم المِخَدَّة، بالكسر، و هی المِصْدَغة لأَن الخد یوضع علیها، و قیل: الخدان اللذان یكتنفان الأَنف عن یمین و شمال؛ قال اللحیانی: هو مذكر لا غیر، و الجمع خدود لا یكسر علی غیر ذلك؛ و استعار بعض الشعراء الخدّ للیل فقال: بَناتُ وَطَّاءٍ علی خَدِّ اللَّیْلِ، لِأُمِّ مَنْ لم یَتَّخِذْهُنَّ الْوَیْل یعنی أَنهنّ یذللن اللیل و یملكنه و یتحكمن علیه، حتی كأَنهنَّ یصرعنه فیذللن خدّه و یفللن حدّه. الأَصمعی: الخدود فی الغُبُط و الهوادج جوانب الدَّفتین عن یمین و شمال و هی صفائح خشبها، الواحد خَدّ. و الخَدّ و الخُدَّة و الأُخْدود: الحفرة تحفرها فی الأَرض مستطیلة. و الخُدَّة، بالضم: الحفرة؛ قال الفرزدق: و بِهِنَّ نَدْفَع كَرْب كلِّ مُثَوِّب، و تری لها خُدَداً بكُلِّ مَجَال المثوِّب: الذی یدعو مستغیثاً مرة بعد مرة. التهذیب: الخَدّ جَعْلُكَ أُخْدُوداً فی الأَرض تَحْفِره مستطیلًا؛ یقال: خَدَّ خَدّاً، و الجمع أَخادید؛ و أَنشد: رَكِبْنَ مِن فَلْجٍ طَریقاً ذا قُحَمْ، ضاحِی الأَخادیدِ إِذا اللیلُ ادْلَهَمْ أَراد بالأَخادید شَرَك الطریق، و كذلك أَخادید
(1). قوله [و الحیاد الطعام] كذا بالأَصل بوزن سحاب و فی القاموس الحید، محركة، الطعام فهما مترادفان.
لسان العرب، ج‌3، ص: 161
السیاط فی الظهر: ما شقت منه. و الخَدُّ و الأُخْدود: شقان فی الأَرض غامضان مستطیلان؛ قال ابن درید: و به فسر أَبو عبید قوله تعالی: قُتِلَ أَصْحٰابُ الْأُخْدُودِ؛ و كانوا قوماً یعبدون صنماً، و كان معهم قوم یعبدون الله عز و جل و یوحدونه و یكتمون إِیمانهم، فعلموا بهم فَخَدُّوا لهم أُخْدوداً و ملأُوه ناراً و قذفوا بهم فی تلك النار، فتقحموها و لم یرتدُّوا عن دینهم ثبوتاً علی الإِسلام، و یقیناً أَنهم یصیرون إِلی الجنة،فجاء فی التفسیر إن آخر من أُلقی فی النار منهم امرأَة معها صبی رضیع، فلما رأَت النار صدّت بوجهها و أَعرضت فقال لها: یا أُمَّتاه قِفی و لا تُنافقی و قیل: إِنه قال لها ما هی إِلا غُمَیْضَة فصبرت، فأُلقیت فی النار، فكان النبی، صلی الله علیه و سلم، إِذا ذكر أَصحاب الأُخدود تعوّذ بالله من جَهْد البلاء؛ و‌قیل: كان أَصحاب الأُخدود خَدُّوا فی الأَرض أَخادیدَ و أَوقدوا علیها النیران حتی حمیت ثم عرضوا الكفر علی الناس فمن امتنع أَلقَوْه فیها حتی یحترق.و الأُخدود: شق فی الأَرض مستطیل. قال ابن سیدة: و الخَدُّ و الخُدة الأُخدود، و قد خدَّها یَخُدُّها خَدّاً. و أَخادیدُ الأَرْشیة فی البئر: تأْثیر جرّها فیه. و خَدَّ السیل فی الأَرض إِذا شقها بجریه. و‌فی حدیث مسروق: أَنهار الجنة تجری فی غیر أُخْدود‌أَی فی غیر شق فی الأَرض. و الخد: الجدول، و الجمع أَخدّة علی غیر قیاس و الكثیر خِداد و خِدَّان. و المِخَدَّة: حدیدة تُخَدُّ بها الأَرض أَی تُشق. و خَدَّ الدمع فی خده: أَثَّر. و خَدَّ الفرس الأَرضَ بحوافره: أَثر فیها. و أَخادید السیاط: آثارها. و ضربة أُخدودٌ أَی خَدَّت فی الجِلد. و خَدَّدَ لحمُه و تَخَدَّدَ: هُزل و نقص؛ و قیل: التَّخَدُّد أَن یضطرب اللحم من الهزال. و التخدیدُ من تخدید اللحم إِذا ضُمِّرَتِ الدواب؛ قال جریر یصف خیلًا هزلت: أَجْری قَلائِدَها و خَدَّدَ لحمَها، أَن لا یَذُقنَ مع الشكائم عُودا و المُتَخَدِّدُ: المهزول. رجل مُتَخَدِّد و امرأَة مُتَخَدِّدة: مهزول قلیل اللحم. و قد خَدَّد لحمُه و تَخَدَّد أَی تَشَنَّج. و امرأَة مُتَخَدِّدة إِذا نقص جسمها و هی سمینة. و الخَدُّ: الجمع من الناس. و مضی خَدٌّ من الناس أَی قَرْن. و رأَیت خدّاً من الناس أَی طبقاً و طائفة. و قتلهم خَدّاً فخدّاً أَی طبقة بعد طبقة؛ قال الجعدی: شَراحِیلُ، إِذ لا یَمنعون نساءَهم، و أَفناهُمُ خَدّاً فخدّاً تَنَقُّلا و یقال: تخدد القوم إِذا صاروا فرقاً. و خَدَدُ الطریق: شَرَكُه، قاله أَبو زید. و المِخَدَّان: النابان؛ قال: بَیْنَ مِخَدَّیْ قَطِمٍ تَقَطَّما و إِذا شق الجمل بنابه شیئاً قیل: خدَّه؛ و أَنشد: قَدّاً بِخَدَّادٍ و هذّاً شَرْعَبا ابن الأَعرابی: أَخَدَّه فَخَدَّه إِذا قطعه؛ و أَنشد: و عَضُّ مَضَّاغٍ مُخِدٍّ مَعْذِمُه أَی قاطع. و قال: ضربةٌ أُخْدُودٌ شدیدة قد خَدَّتْ فیه. و الخِدادُ: مِیسَم فی الخد و البعیر مَخْدود. و الخُدْخُود: دوَیْبَّة. ابن الأَعرابی: الخد الطریق. و الدَّخ: الدخان، جاء به بفتح الدال.
لسان العرب، ج‌3، ص: 162

خرد؛ ج3، ص: 162

: الخَرِیدَة و الخَرِید و الخَرُود من النساء: البكر التی لم تُمْسَسْ قط، و قیل: هی الحییة الطویلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد جاوزت الإِعْصار و لم تَعنَس، و الجمع خرائد و خُرُد و خُرَّد، الأَخیرة نادرة لأَن فعیلة لا تجمع علی فُعَّل، و قد خَرِدَت خَرَداً و تَخَرَّدت؛ قال أَوس یذكر بنت فضالة التی وكلها أَبوها بإِكرامه حین وقع من راحلته فانكسر: و لم تُلْهِها تلك التكالِیفُ، إِنها كما شئتَ من أُكْرُومَةٍ و تَخَرُّد و صوت خَریدٌ: لین علیه أَثر الحیاء؛ أَنشد ابن الأَعرابی: من البیض، أَما الدَّلُّ منها فكامل مَلیح، و أَما صَوْتُها فَخریدُ و الخَرَد: طول السكوت. و المُخْرِد: الساكت. و أَخْرَد: أَطال السكوت. أَبو عمرو: الخارد الساكت من حیاء لا ذل، و المُخْرِد: الساكت من ذُلٍّ لا حیاء. ابن الأَعرابی: خَرِدَ إِذا ذَلَّ، و خَرِدَ إِذا استحیا، و أَخْرَدَ إِلی اللهو: مال؛ عن ابن الأَعرابی: و كل عذراء: خَریدة. و الخَریدة: اللؤْلؤَة قبل ثقبها؛ قال اللیث: سمعت أَعرابیّاً من كلب یقول: الخریدة التی لم تثقب و هی من النساء البكر، و قد أَخْرَدتْ إِخراداً. ابن الأَعرابی: لؤلؤَة خرید لم تثقب.

خرمد؛ ج3، ص: 162

: المُخَرْمِدُ: المقیم فی منزله؛ عن كراع.

خضد؛ ج3، ص: 162

: الخَضْد: الكسر فی الرطب و الیابس ما لم یَبِن. خَضَدَ الغُصْنَ و غیره یَخْضِدُهُ خَضْداً فهو مخضود و خَضِید و قد انْخَضَد و تَخَضَّد، و إِذا كسرت العود فلم تبنه قلت: خَضَدْته؛ و خَضَدت العود فانْخَضد أَی ثنیته فانثنی من غیر كسر. أَبو زید: انخضدَّ العود انخضاداً و انعَطَّ انعِطاطاً إِذا تثنی من غیر كسر یبین. و الخَضَدُ: ما تكسر و تراكم من البَرْدِیِّ و سائر العیدان الرطبة؛ قال النابغة: فیه رُكام من الیَنْبوتِ و الخَضَد و یقال: انخَضَدتِ الثمار الرطبة إِذا حُملت من موضع إِلی موضع فتشدَّخت؛ و منه قول الأَحنف بن قیس حین ذكر الكوفة و ثمار أَهلها فقال: تأْتیهم ثمارهم لم تُخْضَد؛ أَراد أَنها تأْتیهم بطراءتها لم یصبها ذبول و لا انعصار، لأَنها تحمل فی الأَنهار الجاریة فتؤَدیها إِلیهم؛ و قیل: صوابه لم تَخْضَد، بفتح التاء، علی أَن الفعل لها یقال: خَضِدَتِ الثمرةُ تَخْضَد إِذا غبَّت أَیاماً فضمرت و انزوت. و الخَضَد: وجع یصیب الإِنسان فی أَعضائه لا یبلغ أَن یكون كسراً؛ قال الكمیت: حتی غدا، و رُضابُ الماءِ یتبعه، طَیَّانَ لا سَأَمٌ فیه و لا خَضَد و خَضَدُ البَدَنِ: تَكَسُّرُه و توجعه مع كسل. و خَضَدَ البعیرُ عنق صاحبه یَخْضِدُها: كسرها. قال اللیث: الفحل یَخْضِدُ عنق البعیر إِذا قاتله؛ قال رؤبة: و لَفْت كَسَّارٍ لهنَّ خَضَّاد و خَضَد الإِنسانُ یَخْضِد خَضْداً إِذا أَكل شیئاً رطباً نحو القثاء و الجزر و ما أَشبههما. و خَضَدَ الشی‌ءَ یَخْضِدُهُ خَضْداً: أَكله رطباً. و الخَضْد: الأَكل الشدید. و قیل لأَعرابی و كان معجباً بالقثاء: ما یعجبك منه؟ قال: خَضْدُه. و رجل مِخْضَد؛ و‌فی الخبر: أَن معاویة رأَی رجلًا یُجید الأَكل فقال: إِنه لَمِخْضَد.الخَضْد: شدَّة
لسان العرب، ج‌3، ص: 163
الأَكل؛ و مِخْضَد مِفْعل منه كأَنه آلة للأَكل؛ و منه‌حدیث مسلمة بن مخلد أَنه قال لعمرو بن العاص: إِن ابن عمك هذا لَمِخْضَد‌أَی یأْكل بجفاء و سرعة؛ و قال إمرؤ القیس: و یَخْضِدُ فی الآریّ حتی كأَنما به عَرَّة، أَو طائِف غیرُ مُعْقِب و خَضَدَ الفرسُ یَخْضِدُ خَضْداً: مثل خَضَمَ [خَضِمَ، و قیل: خَضَدَ خَضْداً أَكل؛ قال؛أَوَیْنَ إِلی مُلاطِفَةٍ خَضودٍ لِمَأْكَلِهِنَّ، طَفْطافَ الرُّبول «2» و اخْتَضَد البعیرَ: أَخذه من الإِبل و هو صعب لم یذلل فخطمه لیذل و ركبه؛ حكاها اللحیانی؛ و قال الفارسی: إِنما هو اختضر. و الخَضاد: من شجر الجَنْبَة و هو مثل النَّصِیِّ و لورقه حروف كحروف الحلفاء تجرّ بالید كما تجرُّ الحلفاء. و الخَضَد: شجر رخو بلا شوك. و الخَضْد: القطع، و كل رطب قضبته فقد خَضَدْته، و كذلك التَّخْضِید؛ قال طرفة: كأَن البُرِینَ و الدَّمالیجَ عُلِّقَتْ علی عُشَر، أَو خِرْوَعٍ لم یُخَضَّد و خَضَدت الشجر: قطعت شوكه فهو خَضید و مخضود. و الخَضْد: نزع الشوك عن الشجر. قال الله عز و جل: فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ؛ هو الذی خُضِدَ شوكه فلا شوك فیه؛ الزجاج و الفراء: قد نزع شوكه. و‌فی حدیث ظبْیان: یُرَشِّحونَ خَضِیدَها‌أَی یصلحونه و یقومون بأَمره، و الخَضِیدُ: فعیل بمعنی مفعول، و الخَضَد: ما خُضِدَ من الشجر و نحی عنه. و الخَضَد، بفتح الخاءِ و الضاد: كل ما قطع من عود رطب؛ قال الشاعر: أَوجَرْتُ حُفْرته حرصاً فمال به، كما انثَنی خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّال و الخَضاد: شجر رخو بلا شوك. و‌فی إِسلام عروة بن مسعود: ثم قالوا السفر و خَضَده‌أَی تعبه و ما أَصابه من الإِعیاء. و أَصل الخَضْد كسر الشی‌ء اللین من غیر إِبانة له، و قد یكون بمعنی القطع؛ و منه‌حدیث الدعاء: یُقْطَعُ به دابرُهم و یُخضَد به شَوْكَتُهم.و‌فی حدیث علیّ: حرامها عند أَقوام بمنزلة السدر المخضود الذی قطع شوكه.و‌فی حدیث أُمیة بن أَبی الصلت: بالنعم مَحْفود و بالذنب مَخْضود؛ یرید به هاهنا أَنه منقطع الحجة كأَنه منكسر.

خفد؛ ج3، ص: 163

: خَفِدَ خَفَداً و خَفَدَ یَخْفِدُ خَفْداً و خَفَداناً: كلاهما أَسرع فی مشیه. و الخَفَیْفَدُ و الخَفَیْدَدُ: السریع، مثل بهما سیبویه صفتین و فسرهما السیرافی. و الخَفَیْدَدُ: الظلیم الخفیف، و الجمع خَفاددُ و خَفَیْدَدات؛ قال اللیث: إِذا جاء اسم علی بناء فَعالل مما آخره حرفان مثلان فإِنهم یمدونه نحو قَرْدَد و قَرادیدَ و خَفَیْدَد و خَفادید؛ و قیل: هو الظلیم الطویل الساقین؛ قیل للظلیم خَفَیْدَد لسرعته، و فیه لغة أُخری خَفَیْفَد و هو ثلاثی من خفد أُلحق بالرباعی. ابن الأَعرابی: إِذا أَلقت المرأَة ولدها بزَحْرَةٍ قیل:
(2). قوله [قال أوین إلخ] أورد المصنف كما تری شاهداً علی الخضد بمعنی الخضم الذی هو الأَكل بمل‌ء الفم أو نحوه. و لم یذكره الصحاح و لا شرح القاموس و لا غیرهما شاهد الخضد بهذا المعنی بل الشاعر یصف قطاة تكسر لأَولادها أطراف الشجر كما نبه علیه الصحاح فی غیر موضع فالمناسب أن یكون شاهد الخضد بمعنی كسر.
لسان العرب، ج‌3، ص: 164
زَكَبَتْ به و أَزْلَخَتْ به و أَمصَعَت به و أَخْفَدت به و أَسهدت به و أَمهدت به. و الخَفَیْدد: فرس الأَسود بن حُمْران. و الخُفْدُدُ: الخُفَّاش. و الخُفْدود: ضرب من الطیر. و أَخْفَدت الناقة فهی مُخْفِد إِذا أَظهرت أَنها حملت و لم یكن بها حمل. و أَخْفَدت الناقة فهی خَفود: أَلقت ولدها لغیر تمام قبل أَن یستبین خلقه؛ و نظیره أُنْتِجَت فهی نَتُوج إِذا حملت، و أَعَقَّت الفرس فهی عَقوق إِذا لم تحمل، و أَشَصَّت الناقة فهی شَصوص إِذا قل لبنها، و قد قیل: شَصَّت فإِن كان شَصوص علیه فلیس بشاذ، و خَفَدان: موضع.

خلد؛ ج3، ص: 164

: الخُلْد: دوام البقاء فی دار لا یخرج منها. خَلَدَ یَخْلُدُ خُلْداً و خُلوداً: بقی و أَقام. و دار الخُلْد: الآخرة لبقاءِ أَهلها فیها. و خَلَّده الله و أَخْلَده تخلیداً؛ و قد أَخْلَد الله أَهلَ دار الخُلْد فیها و خَلَّدهم، و أَهل الجنة خالدون مُخَلَّدون آخر الأَبد، و أَخلد الله أَهل الجنة إِخلاداً، و قوله تعالی: یَحْسَبُ أَنَّ مٰالَهُ أَخْلَدَهُ؛ أَی یعمل عمل من لا یظن مع یساره أَنه یموت، و الخُلْد: اسم من أَسماءِ الجنة؛ و فی التهذیب: من أَسماءِ الجنان؛ و خَلَد بالمكان یَخْلُد خُلوداً، و أَخْلَد: أَقام، و هو من ذلك؛ قال زهیر: لِمَن الدیارُ غَشِیتَها بالغَرْقَد، كالوَحْیِ فی حَجَر المسِیل المُخْلِد؟ و المُخلِد من الرجال: الذی أَسن و لم یَشِب كأَنه مُخَلَّد لذلك، و خَلَد یَخْلِد و یخْلُدُ خَلْداً و خُلوداً: أَبطأَ عنه الشیب كأَنما خلق لِیَخْلُد. التهذیب: و یقال للرجل إِذا بقی سواد رأْسه و لحیته علی الكبر: إِنه لمخلِد، و یقال للرجل إِذا لم تسقط أَسنانه من الهرم: إِنه لمخلِد، و الخوالد: الأَثافی فی مواضعها، و الخوالد: الجبال و الحجارة و الصخور لطول بقائها بعد دروس الأَطلال؛ و قال: إِلَّا رَماداً هامداً دَفَعَتْ، عنه الریاحَ، خَوالِدٌ سُحْمُ الجوهری: قیل لأَثافی الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الأَطلال؛ و قوله: فتأْتیك حَذَّاءَ محمولةً، یَفُضُّ خَوالِدُها الجَنْدلا الخوالد هنا: الحجارة، و المعنی القوافی. و خَلَدَ إِلی الأَرض و أَخْلَد: أَقام فیها، و فی التنزیل العزیز: وَ لٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَوٰاهُ؛ أَی ركن إِلیها و سكن، و أَخْلَد إِلی الأَرض و إِلی فلان أَی ركن إِلیه و مال إِلیه و رضی به، و یقال: خَلَدَ إِلی الأَرض، بغیر أَلف، و هی قلیلة؛ الكسائی: خَلَدَ و أَخْلَد و خَلَّد إِلی الأَرض و هی قلیلة؛ أبو عمرو: أَخْلَد بهِ إِخلاداً و أَعْصَمَ به إِعصاماً إِذا لزمه. و‌فی حدیث علی، كرّم الله وجهه، یَذُمُّ الدنیا: من دان لها و أَخلد إِلیها‌أَی ركن إِلیها و لزمها. ابن سیدة: أَخلد الرجل بصاحبه لزمه. و الخِلَدة: جماعة الحلی. و قوله تعالی: یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدٰانٌ مُخَلَّدُونَ*؛ قال الزجاجی: محلَّون، و قال أَبو عبید: مسوّرون، یمانیة؛ و أَنشد: و مُخَلَّدات باللُّجَین، كأَنما أَعجازهن أَقاوِزُ الكُثْبان و قیل: مقرَّطون بالخِلَدَة، و قیل: معناه یخدمهم وصفاء لا یجوز واحد منهم حد الوِصافة. و قال الفراء فی قوله مُخَلَّدُونَ* یقول: إِنهم علی سن واحد لا یتغیرون. أَبو عمرو: خَلَّد جاریته إِذا حلاها بالخَلَدة و هی
لسان العرب، ج‌3، ص: 165
القِرَطة «1» و جمعها خلَد. و الخَلَد، بالتحریك: البال و القلب و النفس، و جمعه أَخلاد؛ یقال: وقع ذلك فی خَلَدی أَی فی رُوعی و قلبی. أَبو زید: من أَسماء النفس الروع و الخَلَد. و قال: البال النفس فإِذاً التفسیر متقارب. و الخُلْد و الخَلْد: ضرب من الفِئَرة، و قیل: الخَلد الفأْرة العمیاء، و جمعها مَناجذ علی غیر لفظ الواحد، كما أَنَّ واحدة المخاض من الإِبل: خَلِفة؛ ابن الأَعرابی: من أَسماءِ الفأْر الثُّعْبة و الخَلد و الزَّبابة. و قال اللیث: الخُلد ضرب من الجُرْذان عُمْی لم یخلق لها عیون، واحدها خِلْد، بكسر الخاء، و الجمع خِلدان؛ و فی التهذیب: واحدتها خِلدة، بكسر الخاء، و الجمع خِلدان، و هذا غریب جدّاً. و قد سمَّت خالداً و خُویلِداً و مَخْلداً و خُلَیداً و یَخْلُد و خَلَّاداً و خَلْدة و خالِدة و خُلَیدة. و الخالدیّ: ضرب من المكاییل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: علیَّ إِن لم تَنْهَضِی بِوِقْری، بأَربعین قُدِّرَتْ بِقَدْر، بالخالِدِیِّ لا تُضاع حَجری و الخُوَیلِدیة من الإِبل: نسبة إِلی خویلد من بنی عقیل. غیره: و بنو خُویلِد بطن من عقیل. و الخالدان من بنی أَسد: خالد بن نَضْلة بن الأَشتر بن جَحْوان بن فقعس، و خالد بن قیس بن المُضَلَّل بن مالك بن الأَصغر بن منقذ بن طریف بن عمرو بن قعین؛ قال الأَسود بن یعفر: و قَبْلیَ مات الخالدان كلاهما: عَمیدُ بنی جَحْوان و ابن المُضَلَّل قال ابن بری: صواب إِنشاده فقبلی، بالفاء، لأَنها جواب الشرط فی البیت الذی قبله و هو: فإِن یكُ یومی قد دنا، و إِخاله كوارِدَة یوماً إِلی ظِمْ‌ءِ مَنْهَل

خمد؛ ج3، ص: 165

: خَمَدَت النار تَخْمُد خُموداً: سكن لهبها و لم یُطْفأْ جمرها. و همَدت هموداً إِذا أُطفئَ جمرها البتة، و أَخْمد فلان نارَه. و قوم خامدون: لا تسمع لهم حساً، من ذلك، و فی التنزیل العزیز: إِنْ كٰانَتْ إِلّٰا صَیْحَةً وٰاحِدَةً فَإِذٰا هُمْ خٰامِدُونَ؛ قال الزجاج: فإِذا هم ساكتون قد ماتوا و صاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد؛ قال لبید: وجَدْتُ أَبی ربیعاً للیتامی و للضیفان، إِذ خَمدَ الفَئید الفَئید: النار أَی سكن لهبها باللیل لئلا یَضْوِیَ إِلیها ضیف أَو طارق؛ و فیه: حَتّٰی جَعَلْنٰاهُمْ حَصِیداً خٰامِدِینَ. و الخَمُّود علی وزن التَّنُّور: موضع تدفن فیه النار حتی تَخْمُد. و خَمَدَت الحُمَّی: سكن فورانها، و خَمِدَ المریض: أُغمی علیه أَو مات. و فی نوادر الأَعراب: تقول رأَیته مُخْمِداً و مُخْبِتاً و مُخْلِداً و مُخْبِطاً و مُسْبِطاً و مُهْدِیاً إِذا رأَیته ساكناً لا یتحرك. و المُخْمِد: الساكن الساكت؛ قال لبید: مِثْل الذی بالغِیل یَقْرُو مُخْمِدا قال: مخمد ساكن قد وطن نفسه علی الأَمر.

خود؛ ج3، ص: 165

: الخَوْدُ: الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً؛ و قیل: الجاریة الناعمة، و الجمع خَوْدات و خُود، بضم الخاء، مثل رمح لَدْن و رِماح لُدْن و لا فعل له.
(1). قوله [و هی القرطة] كذا بالأَصل، و المناسب و هی القرط بالإِفراد أو تأخیرها عن قوله و جمعها خلد انتهی.
لسان العرب، ج‌3، ص: 166
و التَّخْوید: سرعة السیر، و قیل: سرعة سیر البعیر. و خَوَّدَ البعیرُ: أَسرع و زج بقوائمه، و قیل: هو أَن یهتز كأَنه یضطرب، و كذلك الظلیم، و قد یستعمل فی الإِنسان؛ و‌فی الحدیث: طاف عمر، رضی الله عنه، بین الصفا و المروة فَخَوَّد‌أَی أَسرع. و خَوَّد الفحلَ فی الشوك تَخْویداً: أَرسله؛ و أَنشد اللیث: و خَوِّدْ فحلَها من غیر شَلٍّ، بدار الریح، تَخْویدَ الظَّلِیم قال أَبو منصور: غلط اللیث فی تفسیر التخوید و فی تفسیر هذا البیت، و البیت للبید إِنما یقال خَوَّدَ البعیرُ تَخْویداً إِذا أَسرع؛ و الروایة: و خَوَّدَ فحلُها من غیر شل یصف برد الزمان و انتزاع الفحل إِلی مراحه مبادراً هبوب الریح الباردة بالعشی، كما یُخَوِّد الظلیم إِذا راح إِلی بیضه و أُدْحِیِّه. و فی ترجمة بقَّم: تَوَّجُ موضع، و كذلك خَوَّدُ؛ قال ذو الرمة: و أَعیُن العِین بأَعلی خَوَّدا حكاه ابن بری عن ابن الجوالیقی.

خید؛ ج3، ص: 166

: قال اللیث: الخِید فارسیة حوّلوا الذال دالًا، قال أَبو منصور: یعنی به الرطبة.

فصل الدال المهملة؛ ج3، ص: 166

دد؛ ج3، ص: 166

: هذه ترجمة ذكرها الجوهری هنا، و قال ابن بری: صوابها أَن تذكر فی فصل ددن أَو فی فصل دَدا من المعتل، و سنذكره نحن فی ترجمة دَدا فی المعتل، إِن شاء اللَّه تعالی.

درد؛ ج3، ص: 166

: الدَّرَد: ذهاب الأَسنان، دَرِدَ دَرَداً. و رجل أَدْرَدُ: لیس فی فمه سن، بیّن الدَّرَد، و الأُنثی دَرْداء، و‌فی الحدیث: أمرت بالسواك حتی خفت لأَدْرَدَنَّ؛ أَراد بالخوف الظن و العرب تذهب بالظن مذهب الیقین فتجاب بجوابها فتقول: ظننت لعبد الله خیر منك؛ و‌فی روایة: لزمت السواك حتی خشیت أَن یُدْرِدَنی‌أَی یذهب بأَسنانی، و الدِّرْدِمُ كالإِدْرِدِ میمه زائدة، و الدَّرْداءُ من الإِبل: التی لحقت أَسنانُها بدُرْدُرها من الكبَر، و الدِّرْدِم، بالكسر: الناقة المسنة و هی الدَّرداءُ، و المیم زائدة، كما قالوا للدَّلْقاءِ دِلْقِم، و للدَّقْعاءِ دِقْعِم علی فِعْلِم؛ و قول النابغة الجعدی: و نحن رَهَنَّا بالإِفاقة عامراً، بما كان فی الدَّرداءِ، رَهْناً فَأُبْسِلا قال أَبو عبیدة: الدَّرداءُ كتیبة كانت لهم. و الدَّرَدُ، الحَرَدُ، و رجل دَرِدٌ: حَرِدٌ. و دُرَیْدٌ: اسم، و دُرَیْدٌ: تصغیر أَدرد مرخماً. و دُرْدِیُّ الزیت و غیره: ما یبقی فی أَسفله. و‌فی حدیث الباقر: أَ تجعلون فی النبیذ الدُّرْدِیَّ؟ قیل: و ما الدردی؟ قال: الرَّوْبَةُ؛ أَراد بالدردی الخمیرة التی تترك علی العصیر و النبیذ لیتخمر، و أَصله ما یركد فی أَسفل كل مائع كالأَشربة و الأَدهان.

دعد؛ ج3، ص: 166

: دَعْدُ: اسم امرأَة معروف، و الجمع دَعداتُ و أَدْعُدٌ و دُعودٌ، یصرف و لا یصرف؛ قال جریر: یا دارُ أَقْوَتْ بجانب اللَّبَبِ، بین تلاع العقیق فالكُثُبِ حیث استقرَّت نَواهمُ، فسُقوا صَوْبَ غمام مُجَلْجِلٍ لَجِبِ لم تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِها دَعْدٌ، و لم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَب التلفع: الاشتمال بالثوب كلبسة نساءِ الأَعراب،
لسان العرب، ج‌3، ص: 167
و العلب: أَقداح من جلود، الواحد عُلْبَةٌ، یحلب فیه اللبن و یشرب أَی لیست دعد هذه ممن تشتمل بثوبها و تشرب اللبن بالعلبة كنساءِ الأَعراب الشقیات، و لكنها ممن نشأَ فی نعمة و كَسی أَحسنَ كسوة. و حكی عن بعض الأَعراب: یقال لأُمِّ خُبَینٍ دَعْدٌ؛ قال أَبو منصور: و لا أَعرفه.

دود؛ ج3، ص: 167

: الدُّودُ: واحدته دُودَة، التهذیب: دودة واحدة و دُود كثیر ثم دُودَان جمع، و جمع الدود دِیدان، و التصغیر دُوید و قیاسه دُویدة، قال ابن بری: قاله الجوهری و هو وهم منه و قیاسه دُوید كما صغرته العرب، لأَنه جنس بمنزلة تمر و قمح جمع تمرة و قمحة فكما تقول فی تصغیرهما تمیر و قمیح كذلك تقول فی تصغیر دود دوید، و قد دَادَ الطعام یدادُ دَوْداً، و أَداد یُدِیدُ، و دَوَّد یُدَوِّدُ و دِیدَ: صار فیه الدود فهو مَدُودٌ كله بمعنی إِذا وقع فیه السوس، و‌فی الحدیث: إِنَّ المؤذنین لا یدادُون‌أَی لا یأْكلهم الدود، و قال زُرارَةُ بن صَعب بن دهر یخاطب العامریة و كانت خرجت من الیمامة فی سفر تمتار طعاماً، فخرج معها زرارة بن صعب فأَخذه بطنه فكاد یتخلف خلف القوم فقالت العامریة: لقد رأَیتُ رجلًا دَهْرِیَّا، یمشی وراءَ القوم سَیْتَهِیَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صبیَّا فقال زرارة یعنیها: قد أَطعَمَتْنی دَقَلًا حَوْلِیَّا، مُسَوَّساً مُدَوَّداً حَجْریَّا السیتهیّ: الذی یجی‌ءُ خلف القوم فینظر أَستاههم، و اضطغنت الشی‌ءَ إِذا حملته تحت حِضْنِك، و الدقل: أَردأُ التمر، و الحَجریُّ: المنسوب إلی حَجْر، قَصَبة بالیمامة. ابن الأَعرابی: الدُّوَادیُّ مأْخوذ من الدُّوَاد و هو الخَضْفُ الذی یخرج من الإِنسان، و به كنی أَبو دُوادٍ الإِیادی. و دُودانُ: قبیلة من بنی أَسد و هو دُودانُ بن أَسد بن خزیمة، الأَصمعی: الدَّوَادی آثار أَراجیح الصبیان، واحدتها دَوْداة، قال: كأَننی فوق دَوْداةٍ تقلبنی «2» و أَبو دواد: شاعر من إِیاد. و داود: اسم أَعجمی لا یهمز. و‌فی حدیث سفیان الثوری: منعتهم أَن یبیعوا الدَّادِیَّ «3»؛ هو حب یطرح فی النبیذ فیشتد حتی یسكر‌

فصل الذال المعجمة؛ ج3، ص: 167

ذرود؛ ج3، ص: 167

: ذِرْوَدٌ: اسم جبل.

ذود؛ ج3، ص: 167

: الذَّوْد: السَّوق و الطرد و الدفع. تقول: ذُدْتُه عن كذا، و ذاده عن الشی‌ءِ ذَوْداً و ذِیاداً، و رجل ذائد أَی حامی الحقیقة دفاع، من قوم ذُوَّدٍ و ذُوَّادٍ؛ و ذَادَه و أَذاده: أَعانه علی الذِّیادِ. و‌فی حدیث الحوض: إِنی لَبِعُقْرِ حوضی أَذُودُ الناس عنه لأَهل الیمن‌أَی أَطردهم و أَدفعهم؛ و‌فی الحدیث: لَیُذادَنَّ رجال عن حوضی‌أَی لیُطْرَدَنَّ، و‌یروی فلا تُذادُنَّ‌أَی لا تفعلوا فعلًا یوجب طردكم عنه؛ قال ابن أَثیر: و الأَول أَشبه، و‌فی الحدیث: و أَما إِخواننا بنو أُمیة فقادة ذادَةٌ!؛ الذادة جمع
(2). قوله [الدوادی آثار إلخ] عبارة القاموس و شرحه الدوداة الجلبة و الأرجوحة و قیل: هی صوت الأرجوحة فقول الشاعر فوق دوداة أی أرجوحة. (3). قوله [و فی حدیث سفیان إلخ] المناسب ذكره فی باب الذال المعجمة كما ذكره فی النهایة و القاموس إلا أن یكون روی بالدالین المهملتین.
لسان العرب، ج‌3، ص: 168
ذائد و هو الحامی الدافع؛ قیل: أَراد أَنهم یذودون عن الحرم. و المِذْوَدُ: اللسانُ لأَنه یذاد به عن العِرض؛ قال عنترة: سیأْتیكمُ منی، و إِن كنت نائیاً، دخانُ العَلَنْدی دون بیتی، و مِذودی قال الأَصمعی: أَراد بمذوده لسانه، و ببیته شَرَفَه؛ و قال حسان بن ثابت: لسانی و سیفی صارمان كلاهما، و یبلغ ما لا یبلغ السیفُ مِذْوَدِی و مِذْوَدُ الثور: قرنه؛ و قال زهیر یذكر بقرة: و یَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ و یقال: ذُدت فلاناً عن كذا أَذُودُه أَی طردته فأَنا ذائد و هو مَذُود. و مَعْلَفُ الدابة: مِذْوَدُه؛ قال ابن الأَعرابی: المَذادُ و المَراد المَرْتَع؛ و أَنشد: لا تَحْبِسا الحَوْساءَ فی المَذادِ و ذُدت الإِبل أَذودها ذَوْذاً إِذا طردتها و سقتها، و التذوید مثله، و المُذِیدُ: المُعِین لك علی ما تَذُودُ، و هذا كقولك: أَطلبت الرجل إِذا أَعنته علی ما طلبته، و أَحلبته أَعنته علی حلب ناقته؛ قال الشاعر: نادیتُ فی القوم: أَ لا مُذِیدا؟ و الذَّوْدُ: للقطیع من الإِبل الثلاث إِلی التسع، و قیل: ما بین الثلاث إِلی العشر؛ قال أَبو منصور: و نحو ذلك حفظته عن العرب، و قیل: من ثلاث إِلی خمس عشرة، و قیل: إِلی عشرین و فُوَیقَ ذلك، و قیل: ما بین الثلاث إِلی الثلاثین، و قیل: ما بین الثنتین و التسع، و لا یكون إِلّا من الإِناث دون الذكور؛ و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: لیس فیما دون خمس ذَوْدٍ من الإِبل صدقة، فأَنثها فی قوله خمس ذود. قال ابن سیدة: الذَّود مؤَنث و تصغیره بغیر هاء علی غیر قیاس توهموا به المصدر؛ قال الشاعر: ذَوْدُ صَفایا بینها و بینی، ما بین تسع و إِلی اثنتین، یُغْنِینَنا من عَیْلة و دَین و قولهم: الذَّوْدُ إِلی الذَّود إِبل یدل علی أَنها فی موضع اثنتین لأَن الثنتین إِلی الثنتین جمع؛ قال: و الأَذوادُ جمع ذَوْدٍ، و هی أَكثر من الذود ثلاث مرات؛ و قال أَبو عبیدة: قد جعل النبی، صلی الله علیه و سلم،فی قوله لیس فی أَقل من خمس ذود صدقة، جعل الناقة الواحدة ذوداً؛ ثم قال: و الذود لا یكون أَقل من ناقتین؛ قال: و كان حدّ خمس ذود عشراً من النوق و لكن هذا مثل ثلاثة فئة یعنون به ثلاثة، و كان حدّ ثلاثة فئة أَن یكون جمعاً لأَن الفئة جمع؛ قال أَبو منصور: و هو مثل قولهم: رأَیت ثلاثة نفر و تسعة رهط و ما أَشبهه؛ قال أَبو عبید: و الحدیث عام لأَن من ملك خمسة من الإِبل وجبت علیه فیها الزكاة ذكوراً كانت أَو إِناثاً، و قد تكرر ذكر الذود فی الحدیث، و الجمع أَذواد؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و ما أَبْقَت الأَیامُ مِ المالِ عِنْدَنا، سوی حِذْم أَذواد مُحَذَّفَة النَّسل معنی محذفة النسل: لا نسل لها یبقی لأَنهم یعقرونها و ینحرونها، و قالوا: ثلاث أَذواد و ثلاث ذَوْد، فأَضافوا إِلیه جمیع أَلفاظ أَدنی العدد جعلوه بدلًا من أَذواد؛ قال الحطیئة: ثلاثةُ أَنُفسٍ و ثلاثُ ذَوْدٍ، لقد جار الزمانُ علی عیالی و نظیره: ثلاثة رَحْلَة جعلوه بدلًا من أَرحال؛ قال ابن سیدة: هذا كله قول سیبویه و له نظائر. و قد
لسان العرب، ج‌3، ص: 169
قالوا: ثلاث ذود یعنون ثلاث أَینق؛ قال اللغویون: الذود جمع لا واحد له من لفظه كالنعم؛ و قال بعضهم: الذود واحد و جمع. و فی المثل: الذود إِلی الذود إبل، و قولهم إِلی بمعنی مع أَی القلیل یضم إِلی القلیل فیصیر كثیراً. و ذَیَّاد و ذوّاد: اسمان. و المَذَاد: موضع بالمدینة. و الذائد: اسم فرس نجیب جدّاً من نَسْلِ الحَرُون؛ قال الأَصمعی: هو الذائد بن بُطَینِ بن بطان بن الحَرُون.

فصل الراء؛ ج3، ص: 169

رأد؛ ج3، ص: 169

: غُصن رَؤودٌ: و هو أَرطب ما یكون و أَرخصه، و قد رَؤُدَ و تَرَأَّدَ و قیل: تَرَؤُّدُه تَفَیُّؤه و تذبُّله و تراؤده، كقولك تَواعُدُه: تمیُّلُه و تمیُّحه یمیناً و شمالًا. و الرَّأْدَةُ، بالهمز، و الرُّؤْدَة و الرَّؤُدَةُ، علی وزن فَعُولة: كله الشابة الحسنة السریعة الشباب مع حسن غذاء و هی الرُّؤْدُ أَیضاً، و الجمع أَرآد. و تَرَأَّدَت الجاریة تَرَؤُّداً: و هو تثنیها من النعمة. و المرأَة الرَّؤُود: الشابة الحسنة الشباب. و امرأَة رَادة: فی معنی رُؤْد. و الجاریة الممشوقة قد تَرَأَّدُ فی مشیها، و یقال للغصن الذی نبت من سنته أَرطب ما یكون و أَرخصه: رُؤْدٌ، و الواحدة رُؤْدَةٌ، و سمیت الجاریة الشابة رُؤْداً تشبیهاً به. الجوهری: الرأْدُ و الرُّؤْدُ من النساء الشابة الحسنة؛ قال أَبو زید: هما مهموزان، و یقال أَیضاً: رَأْدَة و رُؤْدَةٌ. و التَّرؤُّد: الاهتزاز من النعمة، تقول منه: تَرَأَّدَ و ارْتَأَدَ بمعنی: و الرِّئْدُ: التِّرْبُ، یقال: هو رِئْدُها أَی تِرْبُها، و الجمع أَرْآد؛ و قال كثیر فلم یهمز: و قد دَرَّعُوها و هی ذاتُ مؤَصَّدٍ مَجُوبٍ، و لمَّا یَلْبَسِ الدِّرْعَ رِیدُها و الرِّئْدُ: فَرْخُ الشجرة، و قیل: هو ما لان فی أَغصانها، و الجمع رِئْدانٌ، و رِئْدُ الرجل: تِرْبُه و كذلك الأُنثی و أَكثر ما یكون فی الإِناث؛ قال: قالت سُلَیمی قَوْلةً لِرِیدِها أَراد الهمز فخفف و أَبدل طلباً للرِّدف و الجمع أَرْآدٌ، و الرَّأْدُ: رونق الضحی، و قیل: هو بعد انبساط الشمس و ارتفاع النهار، و قد تَراءَدَ و تَرَأَّدَ؛ و قیل: رَأْدُ الضحی ارتفاعه حین یعلو النهار، أَو الأَكثر: أَن یمضی من النهار خُمسه، و فَوْعَةُ النهار بعد الرَّأْدِ، و أَتیته غُدْوَةَ غیر مُجْرًی ما بین صلاة الغداة إِلی طلوع الشمس و بكرةَ نحوها، و جاءَنا حَدَّ الظهیرة: وقتها، و عندها أَی عند حضورها، و نحْرُ الظهیرة: أَوَّلها، و قال اللیث: الرَّأْدُ رأْدُ الضحی و هو ارتفاعها؛ یقال: تَرَجَّلَ رَأْدَ الضحی، و ترَأَّدَ كذلك، و الرَّأْدُ و الرُّؤْدُ أَیضاً رَأْدُ اللَّحْیِ و هو أَصل اللَّحْیِ الناتئ تحت الأُذن؛ و قیل: أَصل الأَضراس فی اللَّحْیِ، و قیل: الرَّأْدانِ طَرَفا اللَّحْیَینِ الدقیقان اللذان فی أَعلاهما و هما المحدَّدانِ الأَحْجَنانِ المعلقان فی خُرْتَینِ دون الأُذنین؛ و قیل: طرفُ كل غضن رُؤْدٌ و الجمع أَرآد و أَرَائد نادر، و لیس بجمع جمع إِذ لو كان ذلك لقیل أَرائید؛ أَنشد ثعلب: تری شؤُونَ رأْسه العَوارِدا: الخَطْمَ و اللَّحیین و الأَرائدا و الرُّؤْدُ: التُّؤَدَةُ؛ قال: كأَنه ثَمِلٌ یمشی علی رُودِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 170
احتاج إِلی الردف فخفف همزة الرؤْد، و من جعله تكبیر رُوَیْد لم یجعل أَصله الهمز؛ و رواه أَبو عبید: كأَنها مِثلُ من یمشی علی رُود فقلب ثمل و غیر بناءَه؛ قال ابن سیدة: و هو خطأٌ، و ترَأَّدَ الرجل فی قیامه تَرَؤُّداً: قام فأَخذته رِعْدَةٌ فی قیامه حتی یقوم، و ترأَّدت الحیة: اهتزت فی انسیابها؛ و أَنشد: كأَنَّ زمامها أَیمٌ شُجاع، تَرَأَّدَ فی غُصونٍ مُغْطَئِلَّه و تَرَأَّدَ الشی‌ءُ: التوی فذهب و جاءَ، و قد تَرَأَّدَ إِذا تفیأَ و تثنی، و تَرَأَّدَ و تَمایحَ إِذا تمیَّل یمیناً و شمالًا، و الرِّئْدُ: التِّرب، و ربما لم یهمز و سنذكره فی رید.

ربد؛ ج3، ص: 170

: الرُّبْدَةُ: الغُبرة؛ و قیل: لون إِلی الغبرة، و قیل: الرُّبْدَةُ و الرُّبْدُ فی النعام سواد مختلط، و قیل هو أَن یكون لونها كله سواداً؛ عن اللحیانی، ظلیم أَرْبَدُ و نعامة ربداءُ و رَمْداءُ: لونها كلون الرماد و الجمع رُبْدٌ؛ و قال اللحیانی: الرَّبداءُ السوداء؛ و قال مرة: هی التی فی سوادها نقط بیض أَو حمر؛ و قد ارْبَدَّ ارْبِداداً. و رَبَّدَتِ الشاة و رَمَّدَت و ذلك إِذا أَضرعت فتری فی ضرعها لُمَعَ سوادٍ و بیاض، و ترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَیت فیه لُمَعاً من سواد ببیاض خفی. و الرَّبْداءُ من المعزی: السوادءُ المنقطة بحمرة و هی المنقطة الموسومة موضعَ النِّطاق منها بحمرة، و هی من شِیَاتِ المعز خاصة، و شاة ربداء: منقطة بحمرة و بیاض أَو سواد. و ارْبَدَّ وجهه و تَرَبَّدَ: احمرَّ حمرة فیها سواد عند الغضب، و الرُّبْدَةُ: غُبرة فی الشفة؛ یقال: امرأَة رَبْداءُ و رجل أَرْبَدُ، و یقال للظلیم: الأَرْبَدُ للونه. و الرُّبْدَةُ و الرُّمْدَة: شبه الورقة تضرب إِلی السواد، و‌فی حدیث حذیفة حین ذكر الفتنة: أَیُّ قلب أُشرِبَها صار مُرْبَدّاً، و فی روایة: مُرْبادّاً، هما من ارْبَدَّ و ارْبادَّ و تَرَبَّد؛ ارْبِدادُ القلب من حیث المعنی لا الصورة، فإِن لون القلب إِلی السواد ما هو، قال أَبو عبیدة: الرُّبْدَةُ لَون بین السواد و الغبرة، و منه قیل للنعام: رُبْدٌ جمع رَبْداءَ. و قال أَبو عدنان: المُرَبَّد المُوَلَّع بسواد و بیاض، و قال ابن شمیل: لما رآنی تَرَبَّد لونه، و تربُّده: تلونه، تراه أَحمر مرة و مرة أَخضر و مرة أَصفر، و یَترَبَّد لونه من الغضب أَی یتلوّن، و الضرع یتربد لونه إِذا صار فیه لُمَعٌ؛ و أَنشد اللیث فی تَرَبَّدَ الضرع: إِذا والد منها تَرَبَّد ضَرعُها، جعلتُ لها السكینَ إِحدی القلائد و تَرَبَّد وجهه أَی تغیر من الغضب، و قیل: صار كلون الرماد، و یقال ارْبَدَّ لونه كما یقال احمرَّ و احمارّ، و إِذا غضب الإِنسان تَرَبَّد وجهه كأَنه یسودّ منه مواضع، و ارْبَدَّ وجهه و ارْمَدَّ إِذا تغیر، و داهیة رَبْداءُ أَی منكرة، و تَرَبَّد الرجل: تَعَبَّس، و‌فی الحدیث: كان إِذا نزل علیه الوحی ارْبَدَّ وجهه‌أَی تغیر إِلی الغُبرة؛ و قیل: الرُّبْدة لون من السواد و الغبرة، و‌فی حدیث عمرو بن العاص: أَنه قام من عند عمر مُرْبَدَّ الوجه فی كلام أُسمعه، و ترَبَّدت السماءُ: تغیمت. و الأَرْبَدُ: ضرب من الحیات خبیث، و قیل: ضرب من الحیات یَعَضُّ الإِبل. وَ رَبدَ الإِبل یَرْبُدُها رَبْداً: حبسها، و المِرْبَدُ: مَحْبِسُها، و قیل: هی خشبة أَو عصا تعترض صدور الإِبل فتمنعها عن الخروج؛ قال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 171
عواصِیَ إِلَّا ما جعلْتُ وراءَها عَصَا مِرْبَدٍ، تَغْشَی نُحوراً و أَذْرُعا قیل: یعنی بالمربد هاهنا عصا جعلها معترضة علی الباب تمنع الإِبل من الخروج، سماها مربداً لهذا؛ قال أَبو منصور: و قد أَنكر غیره ما قال، و قال: أَراد عصا معترضة علی باب المربد فأَضاف العصا المعترضة إِلی المربد لیس أَن العصا مربد. و قال غیره: الرَّبْد الحبس، و الرابد: الخازن، و الرابدة: الخازنة، و المِربد: الموضع الذی تحبس فیه الإِبل و غیرها. و‌فی حدیث صالح بن عبد الله بن الزبیر: أَنه كان یعمل رَبَداً بمكة.الربد، بفتح الباء: الطین، و الرَّبَّادُ: الطیَّان أَی بناءٌ من طین كالسِّكْر، قال: و یجوز أَن یكون من الرَّبْد الحبس لأَنه یحبس الماءَ و یروی بالزای و النون، و سیأْتی ذكره؛ و مِرْبَد البصرة: مِن ذلك سمی لأَنهم كانوا یحبسون فیه الإِبل؛ و قول الفرزدق: عَشِیَّةَ سال المِرْبَدان، كلاهما، عَجاجَة مَوْتٍ بالسیوفِ الصوارم فإِنما سماه مجازاً لما یتصل به من مجاوره، ثم إِنه مع ذلك أَكده و إِن كان مجازاً، و قد یجوز أَن یكون سمی كل واحد من جانبیه مربداً. و قال الجوهری فی بیت الفرزدق: إِنه عنی به سكة المربد بالبصرة، و السكة التی تلیها من ناحیة بنی تمیم جعلهما المربدین، كما یقال الأَحْوصان و هما الأَحْوص و عوف بن الأَحوص. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن مسجده كان مِرْبَداً لیتیمین فی حَجْر معاذ بن عَفْراء، فجعله للمسلمین فبناه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مسجداً.قال الأَصمعی: المِرْبد كل شی‌ء حبست به الإِبل و الغنم، و لهذا قیل مِرْبد النعم الذی بالمدینة، و به سمی مِرْبَد البصرة، إِنما كان موضع سوق الإِبل و كذلك كل ما كان من غیر هذه المواضع أَیضاً إِذا حُبست به الإِبل، و هو بكسر المیم و فتح الباء، من رَبَد بالمكان إِذا أَقام فیه؛ و‌فی الحدیث: أَنه تَیَمَّمَ بِمِرْبد الغنم.و رَبَدَ بالمكان یَرْبُدُ ربوداً إِذا أَقام به؛ و قال ابن الأَعرابی: ربده حبسه. و المِرْبد: فضاء وراء البیوت یرتفق به. و المِرْبد: كالحُجرة فی الدار. و مِرْبد التمر: جَرِینه الذی یوضع فیه بعد الجداد لییبس؛ قال سیبویه: هو اسم كالمَطْبَخ و إِنما مثله به لأَن الطبخ تیبیس؛ قال أَبو عبید: و المربد أَیضاً موضع التمر مثل الجرین، فالمربد بلغة أَهل الحجاز و الجرین لهم أَیضاً، و الأَنْدَر لأَهل الشام، و البَیْدَر لأَهل العراق؛ قال الجوهری: و أَهل المدینة یسمون الموضع الذی یجفف فیه التمر لینشف مربداً، و هو المِسْطَح و الجرین فی لغة أَهل نجد، و المربد للتمر كالبیدَر للحنطة؛ و‌فی الحدیث: حتی یقوم أَبو لبابة یسد ثعلب مِربده بإِزاره؛ یعنی موضع تمره. و رَبد الرجلُ إِذا كنز التمر فی الربائد و هو الكراحات «4» و تمر رَبِید: نُضِّدَ فی الجرار أَو فی الحُب ثم نضح بالماء. و الرُّبَد: فِرِنْد السیف. و رُبْد السیف: فرنده، هذلیة؛ قال صخر الغی: و صارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِیبَتُه، أَبیضَ مَهْوٍ، فی مَتْنِهِ رُبَد و سیف ذو رُبَد، بفتح الباء، إِذا كنت تری فیه شبه غبار أَو مَدَبّ نمل یكون فی جوهره، و أَنشد بیت صخر الغی الهذلی و قال: الخشیبة الطبیعة أَخلصتها
(4). قوله [الكراحات إلخ] كذا بالأصل و لم نجده فیما بأیدینا من كتب اللغة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 172
المداوس و الصقل. و مهو: رقیق. و أَربَدَ الرجل: أَفسد ماله و متاعه. و أَرْبَد: اسم رجل. و أَربد بن ربیعة: أَخو لبید الشاعر. و الرُّبیدان: نبت.

رثد؛ ج3، ص: 172

: الرَّثْد: مصدر رَثَد المتاع یَرْثُدُه رَثْداً فهو مَرْثود و رَثید: نَضَّده و وضع بعضه فوق بعض أَو إِلی جنب بعض و تركه مُرْتَثِداً ما تَحَمَّل بعد أَی ناضداً متاعه. یقال: تركت بنی فلان مُرْتَثِدین ما تحملوا بعد أَی ناضدین متاعهم. الكسائی: أَرثَدَ القوم أَی أَقاموا. و احتفر القوم حتی أَرثدوا أَی بلغوا الثری؛ قال ابن السكیت: و منه اشتق مَرْثَد و هو اسم رجل. و المَرْثَد: اسم من أَسماءِ الأَسد. و الرَّثَد: ما رُثِدَ من المتاع، و طعام مَرْثود و رَثِید؛ و قال ثعلبة بن صُعَیر المازنی و ذكر الظلیم و النعامة و أَنهما تذكرا بیضهما فی أُدْحِیِّهما فأَسرعا إِلیه: فَتَذكَّرا ثَقَلًا رَثِیداً، بَعد ما أَلْقَتْ ذُكاءُ یَمِینَها فی كافِر و الرثَد: بالتحریك: متاع البیت المنضود بعضه فوق بعض، و المتاع رَثید و مَرْثود. و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا ناداه فقال: هل لك فی رجل رَثَدْت حاجته و طال انتظاره؟أَی دافعْتَ بحوائجه و مَطَلْتَه، من قولك رَثَدْتُ المتاع إِذا وضعت بعضه فوق بعض، و أَراد بحاجته حوائجه فأَوقع المفرد موقع الجمع كقوله تعالی: فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ، أَی بذنوبهم. و رَثَدُ البیت: سَقَطُه. و رُثِدَتِ القصعة بالثَّرید: جمع بعضه إِلی بعض و سُوّی. و رَثَدَت الدجاجة بیضها: جمعته؛ عن ابن الأَعرابی. و الرِّثْدَة و اللثدة، بالكسر: الجماعة الكثیرة من الناس و هم المقیمون و لا یظعنون. و الرَّثَدُ: ضَعَفَة الناس. یقال: تركنا علی الماء رَثَداً ما یطیقون تحملًا، و أَما الذین لیس عندهم ما یتحملون علیه فهم مرتثدون و لیسوا بِرَثَدٍ. و مَرْثَدٌ: اسم. و أَرْثَدُ: موضع؛ قال: أَ لا نَسْأَلُ الخَیْماتِ من بَطْنِ أَرْثَدٍ، إِلی النخلِ من وَدَّانَ: ما فَعَلَتْ نُعْمُ؟

رجد؛ ج3، ص: 172

: الإِرجادُ: الإِرعادُ. و قد أُرجِدَ إِرجاداً إِذا أُرعِدَ. و أُرجِدَ و أُرعِدَ بمعنی؛ قال: أُرجدَ رأْسُ شیخه عَیْصوم و یروی عیضوم و سیأْتی ذكره. ابن الأَعرابی: رُجِدَ رأْسُه و أُرجِدَ و رُجِّدَ بمعنی. و الرَّجْدُ: الارتعاش.

رخد؛ ج3، ص: 172

: الرِّخْوَدُّ من الرجال: اللَّیِّنُ العظام الرِّخْوُها الكثیر اللحم. یقال: رجل رِخْوَدُّ الشباب ناعمه. و امرأَة رِخوَدَّةٌ ناعمة، و جمعُها رَخاوِیدُ؛ قال أَبو صخر الهذلی: عَرَفْتُ من هِنْدَ أَطلالًا بذی البِیدِ قَفْراً، و جاراتها البیضِ الرَّخاوِیدِ قال أَبو الهثیم: الرِّخْوَدُّ الرِّخْوُ، زیدت فیه دال و شددت، كما یقال فَعْمٌ و فَعْمَدّ.

ردد؛ ج3، ص: 172

: الرد: صرف الشی‌ء و رَجْعُه. و الرَّدُّ: مصدر رددت الشی‌ء. و رَدَّهُ عن وجهه یَرُدُّه رَدّاً و مَرَدّاً و تَرْداداً: صرفه، و هو بناء للتكثیر؛ قال ابن سیدة: قال سیبویه هذا باب ما یكثر فیه المصدر من فَعَلْتُ فتلحق الزائد و تبنیه بناء آخر، كما أَنك قلت فی فَعَلْتُ فَعَّلْتُ حین كثرت الفعل، ثم ذكر المصادر التی جاءت علی التَّفْعال كالترداد و التلعاب و التهذار و التصفاق و التقتال و التسیار و أَخواتها؛ قال: و لیس شی‌ء من
لسان العرب، ج‌3، ص: 173
هذا مصدر أَفعلت، و لكن لما أَردتَ التكثیر بنیت المصدر علی هذا كما بنیت فَعَلْتُ علی فَعَّلْتُ. و المَرَدُّ: كالردّ. و ارْتَدَّه: كَرَدَّه؛ قال ملیح: بَعَزْمٍ كوَقْعِ السیف لا یستقله ضعیفٌ، و لا یَرْتَدُّه، الدهرَ، عاذِلُ و ردَّه عن الأَمر و لَدَّه أَی صرفه عنه برفق. و أَمر الله لا مردَّ له، و فی التنزیل العزیز: فَلٰا مَرَدَّ لَهُ؛ و فیه: یَوْمٌ لٰا مَرَدَّ لَهُ*؛ قال ثعلب: یعنی یوم القیامة لأَنه شی‌ءٌ لا یُرَدُّ. و‌فی حدیث عائشة: من عمل عملًا لیس علیه أَمرنا فهو رَدٌّ‌أَی مردودٌ علیه. یقال: أَمْرٌ رَدٌّ إذا كان مخالفاً لما علیه السنَّة، و هو مصدر وصف به. و شی‌ءٌ رَدِیدٌ: مَرْدودٌ؛ قال: فَتیً لم تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ قریبةٌ فَیَضْوَی، و قد یَضْوَی رَدِیدُ الغَرائب و قد ارتدَّ و ارتدَّ عنه: تحوّل. و فی التنزیل: مَنْ یَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِینِهِ؛ و الاسم الرِّدّة، و منه الردَّة عن الإِسلام أَی الرجوع عنه. و ارتدَّ فلان عن دینه إِذا كفر بعد إِسلامه. و ردَّ علیه الشی‌ء إِذا لم یقبله، و كذلك إِذا خَطَّأَه. و تقول: رَدَّه إِلی منزله و رَدَّ إِلیه جواباً أَی رجع. و الرِّدّة، بالكسر: مصدر قولك ردَّه یَرُدُّه رَدّاً و رِدَّة. و الرِّدَّةُ: الاسم من الارتداد. و‌فی حدیث القیامة و الحوض فیقال: إِنهم لم یزالوا مُرْتَدِّین علی أَعقابهم‌أَی متخلفین عن بعض الواجبات. قال: و لم یُرِدْ رِدَّةَ الكفر و لهذا قیده بأَعقابهم لأَنه لم یَرْتَدَّ أَحد من الصحابة بعده، إِنما ارتد قوم من جُفاة الأَعراب. و استَرَدَّ الشی‌ءَ و ارْتَدَّه: طلب رَدَّه، علیه؛ قال كثیر عزة: و ما صُحْبَتی عبدَ العزیز و مِدْحتی بِعارِیَّةٍ، یَرتدُّها مَن یُعِیرُها و الاسم: الرَّداد و الرِّداد؛ قال الأَخطل: و ما كلُّ مَغْبونٍ، و لو سَلْفَ صَفْقَةٍ، یُراجِعُ ما قد فاته بِرَدادِ و یروی بالوجهین جمیعاً، و رُدُود الدراهم: ما رُدَّ، واحدها رَدٌّ، و هو ما زِیفَ فَرُدَّ علی ناقده بعد ما أُخذ منه، و كل ما رُدَّ بغیر أَخذ: رَدٌّ. و الرِّدُّ: ما كان عماداً للشی‌ء یدفعه و یَرُدُّه؛ قال: یا رب أَدعوك إِلهاً فَرْداً، فكن له من البلایا رِدَّا أَی مَعْقِلًا یَرُدُّ عنه البلاء. و الرِّدُّ: الكهف؛ عن كراع. و قوله تعالی: فأَرسله معی رِدّاً یصدّقنی؛ فیمن قرأَ به یجوز أَن یكون من الاعتماد و من الكهف، و أَن یكون علی اعتقاد التثقیل فی الوقف بعد تحفیف الهمز. و یقال: وهب هبة ثم ارتدَّها أَی استردَّها. و‌فی الحدیث: أَسأَلك إِیماناً لا یَرْتَدُّ‌أَی لا یرجع. و المردودة: المطلقة و كله من الرَّدّ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لسراقة بن جُعْشُمٍ: أَ لا أَدلك علی أَفضل الصدقة؟ ابنتك مردودة علیك لیس لها كاسب غیرك؛ أَراد أَنها مطلقة من زوجها فترد إِلی بیت أَبیها فأَنفق علیها، و أَراد: أَ لا أَدلك علی أَفضل أَهل الصدقة؟ فحذف المضاف. و‌فی حدیث الزبیر فی دارٍ له وقفها فكتب: و للمردودة من بناتی أَن تسكنها؛ لأَن المطلقة لا مسكن لها علی زوجها. و قال أَبو عمرو: الرُّدَّی المرأَة المردودة المطلقة. و المردودة: المُوسَی لأَنها ترد فی نصابها. و المردود: الردّ، و هو مصدر مثل المحلوف و المعقول؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌3، ص: 174
لا یَعْدَمُ السائلون الخیرَ أَفْعَلُه، إِمَّا نَوالًا، و إِمَّا حُسْنَ مَرْدودِ و قوله‌فی الحدیث: رُدُّوا السائل و لو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ‌أَی أَعطوه و لو ظلفاً محرقاً. و لم یُرِدْ رَدَّ الحِرْمان و المنع كقولك سَلَّم فردَّ علیه أَی أَجابه. و‌فی حدیث آخر: لا تردوا السائل و لو بِظِلفٍ‌أَی لا تردّوه ردَّ حرمات بلا شی‌ء و لو أَنه ظلف؛ و قول عروة بن الورد: و زَوَّد خیراً مالكاً، إِنَّ مالكاً له رَدَّةٌ فینا، إِذا القوم زُهَّدُ قال شمر: الرَّدَّةُ العَطْفَة علیهم و الرغبة فیهم. و ردَّده تردیداً و تَرْداداً فتردد. و رجل مُردِّدٌ: حائر بائر. و‌فی حدیث الفتن: و یكون عند ذلكم القتال رَدَّةٌ شدیدة، و هو بالفتح، أَی عطفة قویة. و بحر مُرِدٌّ أَی كثیر الموج. و رجل مُرِدٌّ أَی شَبِق. و الارتداد: الرجوع، و منه المُرْتَدّ. و استردَّه الشی‌ء: سأَله أَن یَرُدَّه علیه. و الرِّدِّیدَی: الرد. و تَرَدَّدَ و تَرادَّ: تراجع. و ما فیه رِدِّیدَی أَی احتباس و لا تَرْداد. و‌روی عن عمر بن عبد العزیز أَنه قال: لا رِدِّیدَی فی الصدقة؛ یقول لا تردّ، المعنی أَن الصدقة لا تؤْخذ فی السنة مرتین‌لقوله، علیه السلام: لا ثِنی فی الصدقة.أَبو عبید: الرِّدِّیدَی من الردِّ فی الشی‌ء. و رِدِّیدَی، بالكسر و التشدید و القصر: مصدر من رد یرد كالقِتِّیتی و الخِصِّیصی. و الرِّدُّ: الظهر و الحَمُولة من الإِبل؛ قال أَبو منصور: سمیت رِدّاً لأَنها تُردُّ من مرتعها إِلی الدار یوم الظعن؛ قال زهیر: رَدَّ القِیانُ جِمالَ الحیِّ، فاحتُمِلوا إِلی الظَّهیرَةِ، أَمرٌ بینهم لَبِكُ و رادَّه الشی‌ءَ أَی رده علیه. و هما یتَرادَّان البیعَ: من الرد و الفسخ. و هذا الأَمر أَرَدُّ علیه أَی أَنفع له. و هذا الأَمر لا رادَّة له أَی لا فائدة له و لا رجوع. و‌فی حدیث أَبی إِدریسَ الخولانی: قال لمعاویة إِن كان دَاوَی مَرْضاها و رَدَّ أُولاها علی أُخْراها‌أَی إِذا تقدمت أَوائلها و تباعدت عن الأَواخر، لم یَدَعْها تتفرق، و لكن یحبس المتقدمة حتی تصل إِلیها المتأَخرة. و رجلٌ مُتردِّد: مجتمع قصیر لیس بِسَبْطِ الخَلْقِ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: لیس بالطویل البائن و لا القصیر المتردِّد‌أَی المتناهی فی القصر، كأَنه تردد بعض خَلْقه علی بعض و تداخلت أَجزاؤُه. و عُضْو رِدِّیدٌ: مكتنز مجتمع، قال أبو خراش: تَخاطَفهُ الحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ، كِنازُ اللحْمِ، فائلُهُ رَدِیدُ و الرَّدَد و الرِّدَّة: أَن تشرب الإِبل الماء عَلَلًا فترتد الأَلبان فی ضروعها. و كل حامل دنت ولادتها فعظم بطنها و ضرعها: مُرِدّ. و الرِّدَّة: أَن یُشْرِقَ ضرع الناقة و یقع فیه اللبن، و قد أَردّتْ. الكسائی: ناقة مُرْمِدٌ علی مثال مُكرِم، و مُرِدٌّ مثال مُقِلّ إِذا أَشْرَقَ ضرعها و وقع فیه اللبن. و أَردّت الناقة: بركت علی نَدًی فَورِم ضرعها و حیاؤها، و قیل: هو ورم الحیاء من الضَّبَعَة، و قیل: أَرَدَّتِ الناقة و هی مُردّ وَرمت أَرفاغها و حیاؤها من شرب الماء. و الرَّدَدُ و الرَّدَّة: ورم یصیبها فی أَخلافها، و قیل: ورمها من الحَفْل. الجوهری: الرِّدَّة امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج؛ عن الأَصمعی؛ و أَنشد لأَبی النجم: تَمْشِی من الرِّدَّة مَشْیَ الحُفَّل، مَشْیَ الرَّوایا بالمَزادِ المُثْقِل و یروی … بالمزاد الأَثقل، و تقول منه: أَردَّتِ الشاة
لسان العرب، ج‌3، ص: 175
و غیرها، فهی مُرِدّ إِذا أَضرعت. و ناقة مُرِدٌّ إِذا شربت الماء فورم ضرعها و حیاؤها من كثرة الشرب. یقال: نوق مَرادُّ، و كذلك الجمال إِذا أَكثرت من الماء فثقلت. و رجل مُرِدٌّ إِذا طالت عُزْبَتُه فترادّ الماء فی ظهره. و یقال: بحر مُرِدٌّ أَی كثیر الماء؛ قال الشاعر: ركِبَ البحر إِلی البحرِ، إِلی غَمَراتِ الموتِ ذی المَوْجِ المُرِدّ و أَردّ البحر: كثرت أَمواجه و هاج. و جاء فلان مُرِدَّ الوجه أَی غضبانَ. و أَرَدَّ الرجلُ: انتفخ غضباً، حكاه صاحب الأَلفاظ؛ قال أَبو الحسن: و فی بعض النسخ اربَدَّ. و الرِّدَّة: البقیة؛ قال أَبو صخر الهذلی: إِذا لم یكن بین الحَبِیبَیْنِ رِدَّةٌ، سِوی ذِكر شی‌ء قد مَضی، دَرَسَ الذِّكر و الرَّدَّة: تَقاعُس فی الذقن إِذا كان فی الوجه بعض القباحة و یعتریه شی‌ء من جمال؛ و قال ابن درید: فی وجهه قبح و فیه رَدَّة أَی عیب. و شی‌ء رَدٌّ أَی ردی‌ء. ابن الأَعرابی: یقال للإِنسان إِذا كان فیه عیب: فیه نَظْرة و رَدَّة و خَبْلَة؛ و قال أَبو لیلی: فی فلان رَدَّة أَی یرتد البصر عنه من قبحه؛ قال: و فیه نَظْرَة أَی قبح. اللیث: یقال للمرأَة إِذا اعتراها شی‌ء من خبال و فی وجهها شی‌ء من قباحة: هی جمیلة و لكن فی وجهها بعض الرَّدَّة. و فی لسانه رَدٌّ أَی حُبسة. و فی وجهه رَدَّة أَی قبح مع شی‌ء من الجمال. ابن الأَعرابی: الرُّدُدُ القباح من الناس. یقال: فی وجهه ردَّة، و هو رادّ. و رَدَّادٌ: اسم رجل، و قیل: اسم رجل كان مُجَبِّراً نسب إِلیه المُجَبِّرون، فكل مُجَبِّر یقال له ردَّاد. و رُؤِیَ رجل یوم الكُلاب یَشُدُّ علی قوم و یقول: أَنا أَبو شدَّاد، ثم یردّ علیهم و یقول: أَنا أَبو رَدَّاد. و رجل مِرَدٌّ: كثیر الردّ و الكرّ؛ قال أَبو ذؤَیب: مِرَدٌّ قد نَری ما كان منه، و لكن إِنما یُدْعی النجیب

رشد؛ ج3، ص: 175

: فی أَسماء الله تعالی الرشیدُ: هو الذی أَرْشَد الخلق إِلی مصالحهم أَی هداهم و دلهم علیها، فَعِیل بمعنی مُفْعل؛ و قیل: هو الذی تنساق تدبیراته إِلی غایاتها علی سبیل السداد من غیر إِشارة مشیر و لا تَسْدید مُسَدِّد. الرُّشْد و الرَّشَد و الرَّشاد: نقیض الغیّ. رَشَد الإِنسان، بالفتح، یَرْشُد رُشْداً، بالضم، و رَشِد، بالكسر، یَرْشَد رَشَداً و رَشاداً، فهو راشِد و رَشید، و هو نقیض الضلال، إِذا أَصاب وجه الأَمر و الطریق. و‌فی الحدیث: علیكم بسنتی و سنة الخلفاء الراشدین من بعدی؛ الراشدُ اسم فاعل من رَشَد یَرْشُد رُشْداً، و أَرْشَدته أَنا. یرید بالراشدین أَبا بكر و عمر و عثمان و علیّاً، رحمة الله علیهم و رضوانه، و إِن كان عامّاً فی كل من سار سِیرَتَهم من الأَئمة. و رَشِدَ أَمرَه: رَشِدَ فیه، و قیل: إنما ینصب علی توهم رَشَدَ أَمرَه، و إِن لم یستعمل هكذا. و نظیره: غَبِنْتَ رأْیَك و أَلِمْتَ بطنَك و وفِقْتَ أَمرَك و بَطِرْتَ عیشك و سَفِهْتَ نفسَك. و أَرشَدَه الله و أَرشَدَه إِلی الأَمر و رشَّده: هداه. و استَرْشَده: طلب منه الرشد. و یقال: استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدی له، و أَرشَدْتُه فلم یَسْتَرْشِد. و‌فی الحدیث: و إِرشاد الضال‌أَی هدایته الطریقَ و تعریفه. و الرَّشَدی: اسم للرشاد. إِذا أَرشدك إِنسان الطریق فقل: لا یَعْمَ «5» علیك الرُّشْد. قال
(5). قوله [لا یعم إلخ] فی بعض الأَصول لا یعمی؛ قاله فی الأساس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 176
أَبو منصور: و منهم من جعل رَشَدَ یَرْشُدُ و رَشِدَ یَرْشَد بمعنی واحد فی الغیّ و الضلال. و الإرشاد: الهدایة و الدلالة. و الرَّشَدی: من الرشد؛ و أَنشد الأَحمر: لا نَزَلْ كذا أَبدا، ناعِمین فی الرَّشَدی و مثله: امرأَة غَیَری من الغَیْرَة و حَیَری من التحیر. و قوله تعالی: یٰا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِیلَ الرَّشٰادِ، أَی أَهدكم سبیلَ القصدِ سبیلَ الله و أُخْرِجْكم عن سبیل فرعون. و المَراشِدُ: المقاصد؛ قال أُسامة بن حبیب الهذلی: تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ، و من لم یكن له من الله واقٍ، لم تُصِبْه المَراشِد و لیس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ و ملامِحَ. و المراشِدُ: مقاصِدُ الطرق. و الطریقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد. و هو لِرِشْدَة، و قد یفتح، و هو نقیض زِنْیَة. و‌فی الحدیث: من ادعی ولداً لغیر رِشْدَة فلا یرِث و لا یورث.یقال: هذا ولد رِشْدَة إِذا كان لنكاح صحیح، كما یقال فی ضده: وَلد زِنْیة، بالكسر فیهما، و یقال بالفتح و هو أَفصح اللغتین؛ الفراء فی كتاب المصادر: ولد فلان لغیر رَشْدَةٍ، و ولد لِغَیَّةٍ و لِزَنْیةٍ، كلها بالفتح؛ و قال الكسائی: یجوز لِرِشْدَة و لِزَنْیةٍ؛ قال: و هو اختیار ثعلب فی كتاب الفصیح، فأَما غَیَّة، فهو بالفتح. قال أَبو زید: قالوا هو لِرَشْدة و لِزِنْیة، بفتح الراء و الزای منهما، و نحو ذلك؛ قال اللیث و أَنشد: لِذِی غَیَّة من أُمِّهِ و لِرَشْدة، فَیَغْلِبها فَحْلٌ علی النَّسْلِ مُنْجِبُ و یقال: یا رِشْدینُ بمعنی یا راشد؛ و قال ذو الرمة: و كائنْ تَری من رَشْدة فی كریهة، و من غَیَّةٍ یُلْقَی علیه الشراشرُ یقول: كم رُشد لقیته فیما تكرهه و كم غَیّ فیما تحبه و تهواه. و‌بنو رَشدان: بطن من العرب كانوا یسمَّوْن بنی غَیَّان فأَسماهم سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بنی رَشْدان؛ و رواه قوم بنو رِشْدان، بكسر الراء؛و قال لرجل: ما اسمك؟ فقال: غَیَّان، فقال: بل رَشدان، و إِنما قال النبی، صلی الله علیه و سلم، رَشْدان علی هذه الصیغة لیحاكی به غَیَّان؛ قال ابن سیدة: و هذا واسع كثیر فی كلام العرب یحافظون علیه و یَدَعون غیره إِلیه، أَعنی أَنهم قد یؤثرون المحاكاة و المناسبة بین الأَلفاظ تاركین لطریق القیاس،كقوله، صلی الله علیه و سلم: ارجِعْنَ مأْزورات غیر مأْجورات، و كقولهم: عَیْناء حَوراء من الحیر العین، و إِنما هو الحُور فآثَروا قلب الواو یاء فی الحور إِتباعاً للعین، و كذلك قولهم: إِنی لآتیه بالغدایا و العشایا، جمعوا الغداة علی غدایا إِتباعاً للعشایا، و لولا ذلك لم یجز تكسیر فُعْلة علی فَعائل، و لا تلتفتنّ إِلی ما حكاه ابن الأَعرابی من أَن الغدایا جمع غَدِیَّة فإِنه لم یقله أَحد غیره، إِنما الغدایا إِتباع كما حكاه جمیع أَهل اللغة، فإِذا كانوا قد یفعلون مثل ذلك محتشمین من كسر القیاس، فأَن یفعلوه فیما لا یكسر القیاس أَسوغ، أَ لا تراهم یقولون: رأَیت زیداً، فیقال: من زیداً؟ و مررت بزید، فیقال: من زید؟ و لا عذر فی ذلك إِلا محاكاة اللفظ؛ و نظیر مقابلة غَیَّان بِرَشْدان لیوفق بنی الصیغتین استجازتهم تعلیق فِعْل علی فاعِل لا یلیق به ذلك الفعل، لتقدم تعلیق فِعْل علی فاعل یلیق به ذلك الفِعْل، و كل ذلك علی سبیل المحاكاة، كقوله تعالی: إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ، اللّٰهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 177
و الاستهزاء من الكفار حقیقة، و تعلیقه بالله عز و جل مجاز، جل ربنا و تقدس عن الاستهزاء بل هو الحق و منه الحق؛ و كذلك قوله تعالی: یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ، وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ؛ و المُخادَعة من هؤلاء فیما یخیل إِلیهم حقیقة، و هی من الله سبحانه مجاز، إِنما الاستهزاء و الخَدع من الله عز و جل، مكافأَة لهم؛ و منه قول عمرو بن كلثوم: أَلا لا یَجْهَلَنْ أَحدٌ علینا، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلینا أَی إِنما نكافئهُم علی جَهْلهم كقوله تعالی: فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ؛ و هو باب واسع كبیر. و كان قوم من العرب یسمَّوْن بنی زِنْیة فسماهم النبی، صلی الله علیه و سلم، ببنی رِشْدة. و الرَّشاد و حب الرشاد: نبت یقال له الثُّفَّاء؛ قال أَبو منصور: أَهل العراق یقولون للحُرْف حب الرشاد یتطیرون من لفظ الحُرْف لأَنه حِرْمان فیقولون حب الرشاد؛ قال: و سمعت غیر واحد من العرب یقول للحجر الذی یملأُ الكف الرَّشادة، و جمعها الرَّشاد، قال: و هو صحیح. و راشِدٌ و مُرْشِد و رُشَیْد و رُشْد و رَشاد: أَسماء.

رصد؛ ج3، ص: 177

: الراصِدُ بالشی‌ء: الراقب له. رَصَدَه بالخیر و غیره یَرْصُدُه رَصْداً و رَصَداً: یرقبه، و رصَدَه بالمكافأَة كذلك. و التَّرَصُّدُ: الترقب. قال اللیث: یقال أَنا لك مُرْصِدٌ بإِحسانك حتی أُكافئك به؛ قال: و الإِرصاد فی المكافأَة بالخیر، و قد جعله بعضهم فی الشر أَیضاً؛ و أَنشد: لاهُمَّ، رَبَّ الراكب المسافر، احْفَظْه لی من أَعیُنِ السواحر، و حَیَّةٍ تُرْصِدُ بالهواجر فالحیة لا تُرْصِدُ إِلا بالشر. و یقال للحیة التی تَرْصُد المارة علی الطریق لتلسع: رصید. و الرَّصِیدُ: السبع الذی یَرْصُد لِیَثِب. و الرَّصُود من الإِبل: التی تَرْصُد شرب الإِبل ثم تشرب هی. و الرَّصَدُ: القوم یَرْصُدون كالحَرَس، یستوی فیه الواحد و الجمع و المؤنث، و ربما قالوا أَرصاد. و الرُّصْدَة، بالضم: الزُّبْیة. و قال بعضهم: أَرصَدَ له بالخیر و الشر، لا یقال إِلا بالأَلف، و قیل: تَرَصَّدَه ترقبه. و أَرصَدَ له الأَمر: أَعدّه. و الارتصاد: الرَّصْد. و الرَّصَد: المرتَصِدُون، و هو اسم للجمع. و قال الله عز و جل: وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرٰاراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِیقاً بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِرْصٰاداً لِمَنْ حٰارَبَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ؛قال الزجاج: كان رجل یقال له أَبو عامر الراهب حارَب النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، و مضی إِلی هِرَقْلَ و كان أَحد المنافقین، فقال المنافقون الذین بنوا مسجد الضرار: نبنی هذا المسجد و ننتظر أَبا عامر حتی یجی‌ء و یصلی فیه.و الإِرصاد: الانتظار. و قال غیره: الإِرصاد الإِعداد، و كانوا قد قالوا نَقْضی فیه حاجتنا و لا یعاب علینا إِذا خلونا، و نَرْصُده لأَبی عامر حتی مجیئه من الشام أَی نعدّه؛ قال الأَزهری: و هذا صحیح من جهة اللغة. روی أَبو عبید عن الأَصمعی و الكسائی: رصَدْت فلاناً أَرصُدُه إِذا ترقبته. و أَرْصَدْت له شیئاً أُرْصِدُه: أَعددت له. و‌فی حدیث أَبی ذر: قال له النبی، صلی الله علیه و سلم: ما أُحِبُّ عِندی «1». مِثلَ أُحُدٍ ذهباً فَأُنفِقَه فی سبیل الله، و تُمسی ثالثةٌ و عندی منه دینارٌ إِلَّا دینار أُرْصِدُه‌أَی أُعِدُّه لدین؛ یقال: أَرصدته إِذا قعدت له علی طریقه ترقبه. و أَرْصَدْتُ له العقوبة إِذا أَعددتها له، و حقیقتُه جعلتها له علی طریقه كالمترقبة له؛ و منه
(1). قوله [ما أحب عندی] كذا بالأصل و لعله ما أحب أن عندی و الحدیث جاء بروایات كثیرة
لسان العرب، ج‌3، ص: 178
الحدیث: فأَرْصَدَ الله علی مَدْرجته ملَكاً‌أَی وكله بحفظ المدرجة، و هی الطریق. و جعله رَصَداً أَی حافظاً مُعَدّاً. و‌فی حدیث الحسن بن علی و ذكر أَباه فقال: ما خَلَّف من دنیاكم إِلا ثلثمائة درهم كان أَرصَدَها لشراء خادم.و‌روی عن ابن سیرین أَنه قال: كانوا لا یَرْصُدون الثمار فی الدَّیْن و ینبغی أَن یُرْصَد العینُ فی الدَّیْن؛ قال: و فسره ابن المبارك فقال إِذا كان علی الرجل دین و عنده من العین مثله لم تجب الزكاة علیه، و إِن كان علیه دین و أَخرجت أَرضه ثمرة یجب فیها العشر لم یسقط العشر عنه من أَجل ما علیه من الدین، لاختلاف حكمهما و فیه خلاف. قال أَبو بكر: قولهم فلان یَرْصُد فلاناً معناه یقعد له علی طریقه. قال: و المَرْصَدُ و المِرْصادُ عند العرب الطریق؛ قال الله عز و جل: وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ؛ قال الفراء: معناه و اقعدوا لهم علی طریقهم إِلی البیت الحرام، و قیل: معناه أَی كونوا لهم رَصَداً لتأْخذوهم فی أَیّ وجه توجهوا؛ قال أَبو منصور: علی كل طریق؛ و قال عز و جل: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصٰادِ؛ معناه لبالطریق أَی بالطریق الذی ممرّك علیه؛ و قال عدیّ: و إِنَّ المنایا للرجالِ بِمَرْصَد و قال الزجاج: أَی یرصد من كفر به و صدّ عنه بالعذاب؛ و قال ابن عرفة: أَی یَرْصُد كل إِنسان حتی یجازِیَه بفعله. ابن الأَنباری: المِرصاد الموضع الذی ترصد الناس فیه كالمضمار الموضع الذی تُضَمَّر فیه الخیل من میدان السباق و نحوه، و المَرْصَدُ: مثل المِرصاد، و جمعه المراصد، و قیل: المرصاد المكان الذی یُرْصَدُ فیه العدوّ. و قال الأَعمش فی قوله: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصٰادِ؛ قال: المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط: جسر علیه الأَمانة، و جسر علیه الرحم، و جسر علیه الربّ؛ و قال تعالی: إِنَّ جَهَنَّمَ كٰانَتْ مِرْصٰاداً، أَی تَرْصُد الكفار. و فی التنزیل العزیز: فَإِنَّهُ یَسْلُكُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً أَی إِذا نزل الملَك بالوحی أَرسل الله معه رصداً یحفظون الملك من أَن یأْتی أَحد من الجنّ، فیستمع الوحی فیخبر به الكهنة و یخبروا به الناس، فیساووا الأَنبیاء. و المَرْصَد: كالرصَد. و المرصاد و المَرْصَد: موضع الرصد. و مراصد الحیات: مكامنها؛ قال الهذلی: أَبا مَعْقَلٍ لا یُوطِئَنْكَ بغاضَتی رُؤوسَ الأَفاعی فی مَراصِدِها العُرْم و لیث رصید: یَرْصُدُ لیثب؛ قال: أَ سلیم لم تعد، أَم رصِیدٌ أَكلَكْ؟ و الرَّصْد و الرَّصَد: المطر یأْتی بعد المطر، و قیل: هو المطر یقع أَوّلًا لما یأْتی بعده، و قیل: هو أَوّل المطر. الأَصمعی: من أَسماء المطر الرصْد. ابن الأَعرابی: الرصَد العهاد تَرْصُد مطراً بعدها، قال: فإِن أَصابها مطر فهو العشب، واحدتها عِهْدَة، أَراد: نَبَت العُشْب أَو كان العشب. قال: و ینبت البقل حینئذ مقترحاً صُلْباً، واحدته رَصَدَة و رَصْدة؛ الأَخیرة عن ثعلب؛ قال أَبو عبید: یقال قد كان قبل هذا المطر له رَصْدَة؛ و الرَّصْدة، بالفتح: الدُّفعة من المطر، و الجمع رصاد، و تقول منه: رُصِدَت الأَرض، فهی مرصودة. و قال أَبو حنیفة: أَرض مُرصِدة مطرت و هی ترجی لأَن تنبت، و الرصد حینئذ: الرجاء لأَنها ترجی كما ترجی الحائل «2» و جمع الرصد أَرصاد. و أَرض مرصودة و مُرْصَدة: أَصابتها الرَّصْدة. و قال بعض أَهل اللغة: لا یقال مرصودة و لا مُرْصَدَة، إِنما یقال أَصابها رَصْد و رَصَد. و أَرض مُرصِدة إِذا كان بها شی‌ء
(2). قوله [ترجی الحائل] مرة قالها بالهمز و مرة بالمیم، و كلاهما صحیح.
لسان العرب، ج‌3، ص: 179
من رصَد. ابن شمیل: إِذا مُطرت الأَرض فی أَوّل الشتاء فلا یقال لها مَرْت لأَنّ بها حینئذ رصداً، و الرصد حینئذ الرجاء لها كما ترجی الحامل. ابن الأَعرابی: الرَّصْدة ترصد وَلْیاً من المطر. الجوهری: الرصَد، بالتحریك، القلیل من الكلإِ و المطر. ابن سیدة: الرصد القلیل من الكلإِ فی أَرض یرجی لها حَیَا الربیع. و أَرض مُرْصِدة: فیها رَصَدٌ من الكلإِ. و یقال: بها رصد من حیا. و قال عرّام: الرصائد و الوصائد مصائدُ تُعدّ للسباع.

رضد؛ ج3، ص: 179

: الأَزهری: قرأْت فی نوادر الأَعرابی رضَدْت المتاح فارتَضَد و رَضَمْتُه فارتَضَم إِذا نَضَدْته.

رعد؛ ج3، ص: 179

: الرِّعْدَة: النافض یكون من الفزع و غیره، و قد أُرْعِدَ فارتَعَدَ. و تَرَعْدَد: أَخَذته الرعدة. و الارتعاد: الاضطراب، تقول: أَرعده فارتعد. و أُرْعِدَت فرائصه عند الفزع. و‌فی حدیث زید بن الأَسود: فجی‌ء بهما تُرْعَد فرائصهما‌أَی ترجف و تضطرب من الخوف. و رجل تِرْعِید و رِعْدید و رِعْدیدَة: جبان یُرْعَدُ عند القتال جبناً؛ قال أَبو العیال: و لا زُمَّیْلَةٌ رِعْدیدَةٌ رَعِشٌ، إِذا ركبوا و رجل رِعْشیش: مثل رعْدید، و الجمع رعادید و رعاشِیشُ، و هو یَرْتَعِدُ و یَرْتَعِشُ. و نبات رعدید: ناعم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و الخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعدیدا و قد تَرَعَّد. و امرأَة رِعدیدة: یترجرج لحمها من نَعْمتها و كذلك كلُّ شی‌ءٍ مترجرج كالقَریس و الفالوذ و الكثیب و نحوه، فهو یَتَرَعدَد كما تترعدد الأَلیَة؛ قال العجاج: فهو كَرِعْدیدِ الكَثیب الأَیْهم و الرِّعدید المرأَة الرَّخْصة. و قیل لأَعرابی: أَ تعرف الفالوذ؟ قال: نعم أَصفر رِعْدید. و جاریة رِعْدیدة: تارّة ناعِمة، و جَوارٍ رعادیدُ. ابن الأَعرابی: و كثیب مُرْعِد أَی مُنْهال، و قد أُرْعِدَ إِرْعاداً؛ و أَنشد: و كفَلٌ یَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ، كالغُصْن بین المُهَدات المُرْعَد أَی ما تمهد من الرمل. و الرعد: الصوت الذی یسمع من السحاب. و أَرْعَد القوم و أَبرَقوا: أَصابهم رعد و برق. و رعَدت السماء تَرْعُد و ترعَد رعْداً و رُعوداً و أَرْعَدت: صوّتت للإِمطار. و فی المثل: رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة؛ یضرب للذی یكثر الكلام و لا خیر عنده. و سحابة رعَّادة: كثیرة الرعد. و قال اللحیانی: قال الكسائی: لم نسمعهم قالوا رعادة. و أَرْعَدنا: سمعنا الرَّعْدَ. و رُعِدْنا: أَصابنا الرعد. و قال اللحیانی: لقد أَرْعَدنا أَی أَصابنا رَعد. و قوله تعالی: یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلٰائِكَةُ مِنْ خِیفَتِهِ؛ قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنه ملك یزجر السحاب؛ قال: و جائز أَن یكون صوت الرعد تسبیحه لأَن صوت الرعد من عظیم الأَشیاء. و‌قال ابن عباس: الرعد ملك یسوق السحاب كما یسوق الحادی الإِبل بحُدائه.و سئل وهب بن منبه عن الرعد فقال: الله أَعلم.و‌قیل: الرعد صوت السحاب و البرق ضوءٌ و نور یكونان مع السحاب.قالوا: و ذكر الملائكة بعد الرعد فی قوله عز و جل: وَ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلٰائِكَةُ، یدل علی أَن الرعد لیس بملك. و قال الذین قالوا الرعد ملك: ذكر الملائكة بعد الرعد و هو من الملائكة، كما یذكر الجنس بعد النوع.
لسان العرب، ج‌3، ص: 180
و‌سئل علیّ، رضی الله عنه، عن الرعد فقال: مَلَك، و عن البرق فقال: مَخاریقُ بأَیدی الملائكة من حدید.و‌قال اللیث: الرعد ملك اسمه الرعد یسوق السحاب بالتسبیح؛ قال: و من صوته اشتق فعل رَعَدَ یَرْعُد و منه الرِّعْدَة و الارتعاد. و قال الأَخفش: أَهل البادیة یزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب و الفقهاء یزعمون أَنه ملك. و رَعَدت المرأَة و أَرْعدَت: تحسنت و تعرّضت. و رَعَدَ لی بالقول یَرْعُد رَعْداً، و أَرْعَد: تهدَّدَ و أَوعد. و إِذا أَوْعد الرجل قیل: أَرْعَدَ و أَبرَقَ و رَعَدَ و برَقَ؛ قال ابن أَحمر: یا جَلَّ ما بَعُدَت علیك بِلادُنا و طِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك و ارْعُد الأَصمعی: یقال رَعَدت السماء و بَرَقت و رعَدَ له و برق له إِذا أَوعده، و لا یجیز أَرعَدَ و لا أَبرَقَ فی الوعید و لا السماء؛ و كان أَبو عبیدة یقول: رَعَدَ و أَرعَدَ و برق و أَبرَقَ بمعنی واحد، و یحتج بقول الكمیت: أَرْعِدْ و أَبرِقْ یا یزیدُ، فما وعِیدُك لی بضائر و لم یكن الأَصمعی یحتج بشعر الكمیت. و قال الفراء: رعَدَت السماءُ و بَرَقَت رعْداً و رُعوداً و بَرْقاً و بُروقاً بغیر أَلف. و‌فی حدیث أَبی ملیكة: إِن أُمَّنا ماتت حین رعَد الإِسلامُ و بَرَق‌أَی حین جاء بوعیده و تَهَدُّده. و یقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد و البرق قبل المطر: قد أَرعدت و أَبرقت؛ و یقال فی ذلك كله: رعَدَت و بَرَقَت. و یقال: هو یُرَعْدِدُ أَی یُلحف فی السؤال. و رجل رَعَّادة و رَعَّاد: كثیر الكلام. و الرُّعَیْداءُ: ما یرمی من الطعام إِذا نُقِّی كالزؤانِ و نحوه، و هی فی بعض نسخ المصنف رُغَیْداء، و الغین أَصح «1» و الرَّعَّاد: ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ یده و عضده حتی یَرْتَعِدَ ما دام السمك حیّاً. و قولهم: جاء بذاتِ الرَّعْدِ و الصَّلِیلِ، یعنی بها الحرب. و ذاتُ الرَّواعِدِ: الداهیة. و بنو راعِد: بطن، و فی الصحاح: بنو راعِدة.

رغد؛ ج3، ص: 180

: عیش رغْد: كثیر. و عیش رَغَد و رَغِدٌ و رغِید و راغِد و أَرغدُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی: مُخْصِبٌ رفِیهٌ غزیر. قال أَبو بكر: فی الرَّغْد لغتان: رَغْد و رَغَد؛ و أَنشد: فیا ظَبْیُ كُلْ رَغْداً هنیئاً و لا تَخَف، فإِنِّی لكم جارٌ، و إِن خِفْتُمُ الدَّهرا و قوم رَغَد و نسوة رَغَد: مُخْصبون مغزرون. تقول: رَغِدَ عیشُهم و رَغُد، بكسر الغین و ضمها، و أَرغَد فلان: أَصاب عیشاً واسعاً. و أَرغد القوم: أَخْصَبوا. و أَرغَد القوم: صاروا فی عیش رغد. و أَرغد ماشیته: تركها و سَوْمَها. و عیشَة رَغْد و رَغَد أَی واسعة طیبة. و الرغْدُ: الكثیر الواسع الذی لا یُعییك من مال أَو ماء أَو عیش أَو كلإٍ. و المَرْغَدة: الروضة. و الرَّغِیدة: اللبن الحلیب یُغْلی ثم یذر علیه الدقیق حتی یختلط و یُساط فیلعق لعقاً. و ارْغادَّ اللبن ارْغیداداً أَی اختلط بعضه ببعض و لم تتم خُثورتُه بعدُ. و المُرْغادُّ: اللبن الذی لم تتم خُثورته. و رجل مُرْغادٌّ: استیقظ، و لم یقض كراه ففیه ثَقلة.
(1). قوله [و الغین أصح] كذا بالأصل بإعجام الغین، و فی شرح القاموس و العین أصح بإهمالها و نسبها للفراء.
لسان العرب، ج‌3، ص: 181
و المُرْغادُّ: الشاك فی رأْیه لا یدری كیف یُصْدِرُه، و كذلك الإِرغِیداد فی كل مختلط. و المُرْغادُّ: الغضبان المتغیر اللون غضباً؛ و قیل: هو الذی لا یجیبك من الغیظ. و المُرْغادُّ: الذی أَجهده المرض؛ و قیل: هو إِذا رأَیت فیه خَمْصاً و فتوراً فی طَرْفه و ذلك فی بَدْءِ مرضه. و تقول ارغادَّ المریض إِذا عرفت فیه ضعضعة من هزال؛ و قال النضر: ارغادَّ الرجل ارغِیداداً، فهو مُرغادٌّ و هو الذی بدأَ به الوجع فأَنت تری فیه خَمصاً و یُبْساً و فَتْرة؛ و قیل: ارغادَّ ارغیداداً، و هو المریض الذی لم یُجْهد و النائم الذی لم یَقْضِ كراه، فاستیقظ و فیه ثقلة.

رفد؛ ج3، ص: 181

: الرِّفْد، بالكسر: العطاء و الصلة. و الرَّفْد، بالفتح: المصدر. رَفَدَه یَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، و رَفَدَه و أَرْفَده: أَعانه، و الاسم منهما الرِّفْد. و ترافدوا: أَعان بعضهم بعضاً. و المَرْفَدُ و المُرْفَدُ: المعونة؛ و فی الحواشی لابن برّی قال دُكین: خیر امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ من بعدِهْ الرافد: هو الذی یلی المَلِك و یقوم مقامه إِذا غاب. و الرِّفادة: شی‌ء كانت قُرَیش تترافد به فی الجاهلیة، فیُخْرج كل إِنسان مالًا بقدر طاقته فیجمعون من ذلك مالًا عظیماً أَیام الموسم، فیشترون به للحاج الجُزر و الطعام و الزبیب للنبیذ، فلا یزالون یُطْعِمون الناس حتی تنقضی أَیام موسم الحج؛ و كانت الرِّفادَة و السِّقایة لبنی هاشم، و السِّدانة و اللِّواء لبنی عبد الدار، و كان أَوّلَ من قام بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف و سمی هاشماً لهَشْمِه الثرید. و‌فی الحدیث: من اقتراب الساعة أَن یكون الفی‌ءُ رِفْداً‌أَی صلة و عطیة؛ یرید أَن الخراج و الفَی‌ء الذی یحْصُل، و هو لجماعة المسلمین أَهلِ الفَی‌ء، یصیر صلات و عطایا، و یُخَص به قوم دون قوم علی قدر الهوی لا بالاستحقاق و لا یوضع مواضعه. و الرِّفْدُ: الصلة؛ یقال: رَفَدْتُه رَفْداً، و الاسم الرِّفْد. و الإِرْفاد: الإِعطاء و الإِعانة. و المرافَدة: المُعاونة. و التَّرافد: التعاون. و الاستِرفاد: الاستعانة. و الارتفاد: الكسب. و التَّرفیدُ: التَّسویدُ. یقال: رُفِّدَ فلان أَی سُوِّدَ و عظم. و رَفَّد القومُ فلاناً: سَوَّدوه و مَلَّكوه أَمرهم. و الرِّفادة: دِعامة السرج و الرحل و غیرهما، و قد رَفَده و علیه یَرْفِده رَفْداً. و كلُّ ما أَمسك شیئاً: فقد رَفده. أَبو زید: رَفَدتُ علی البعیر أَرْفِدُ رَفْداً [رِفْداً إِذا جعلت له رِفادة؛ قال الأَزهری: هی مثل رفادة السرج. و الرَّوافِدُ خشب السقف؛ و أَنشد الأَحمر: رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ، بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم و ارتَفَد المالَ: اكتسبه؛ قال الطرماح: عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ المالِ، یُباهی به و یَرْتَفِدُه و یُضِیعُ الذی قد أَوْجَبَه اللّٰهُ علیه، فلیس یَعْتَمِدُه «1». و الرَّفْد و الرِّفْد و المِرْفَد و المَرْفِدُ: العُسُّ الضخم؛ و قیل: القدح العظیم الضخم. و العُسُّ: القَدَح الضخم یروی الثلاثة و الأَربعة و العِدَّة، و هو أَكبر من الغُمَر، و الرَّفْدُ أَكبر منه، و عمَّ بعضهم به القدَح أَی
(1). قوله [فلیس یعتمده] الذی فی الأَساس: یعتهده أی یتعهده، و كل صحیح
لسان العرب، ج‌3، ص: 182
قَدْرٍ كان. و الرَّفودُ من الإِبل: التی تملَؤُه فی حلبة واحدة؛ و قیل: هی الدائمة علی مِحْلَبها؛ عن ابن الأَعرابی. و قال مرة: هی التی تُتابِعُ الحَلَب. و ناقة رَفُود: تَمْلأُ مِرْفَدها؛ و‌فی حدیث حفر زمزم: أَ لم نَسْقِ الحَجِیجَ، و نَنْحَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ، بالضم: جمع رَفُود و هی التی تملأُ الرَّفْد فی حلبة واحدة. الصحاح: و المِرْفَدُ الرَّفْد و هو القدح الضخم الذی یقری فیه الضیف. و جاء‌فی الحدیث: نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ و تَغْدُو بِرِفْدٍ‌قال ابن المبارك: الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة فی قدح، قال: و لیس من المعونة؛ و قال شمر: قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذی یحتلب فیه؛ و قال الأَصمعی: الرَّفد، بالفتح؛ و قال شمر: رَفْد و رِفْد القدح؛ قال: و الكسر أَعرب. ابن الأَعرابی: الرَّفْد أَكبر من العُسِّ. و یقال: ناقة رَفُود تَدُوم علی إِنائها فی شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر. و قال الكسائی: الرَّفْد و المِرْفَد الذی تُحْلَبُ فیه. و قال اللیث: الرَّفد المعونة بالعطاء و سقْی اللبن و القَوْل و كلِّ شی‌ءٍ. و‌فی حدیث الزكاة: أَعْطَی زكاةَ ماله طَیِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً علیه؛ الرَّافدة، فاعلة؛ من الرِّفْد و هو الإِعانة. یقال: رَفَدْته أَی أَعَنْتُه؛ معناه أَن تُعِینَه نَفْسُه علی أَدائها؛ و منه‌حدیث عُبادة: أَ لا ترون أَن لا أَقُوم إِلَّا رِفْداً‌أَی إِلا أَن أُعان علی القیام؛ و یروی رَفْداً، بفتح الراء، و هو المصدر. و‌فی حدیث ابن عباس: و الذین عاقدت أَیمانُكم من النصرة و الرِّفادة‌أَی الإِعانة. و‌فی حدیث وَفْد مَذْحِج: حَیّ حُشَّد رُفَّد، جمع حاشد و رافد. و الرَّفْد: النصیب. و قال أَبو عبیدة فی قوله تعالی: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ؛ قال: مجازُه مجازُ العون المجاز، یقال: رَفَدْتُه عند الأَمیر أَی أَعنته، قال: و هو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد. و قال الزجاج: كل شی‌ء جعلته عوناً لشی‌ء أَو استمددت به شیئاً فقد رَفَدْته. یقال: عَمَدْت الحائط و أَسْنَدْته و رَفَدْته بمعنی واحد. و قال اللیث: رفدت فلاناً مَرْفَداً: قال: و من هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتی یرتفع. و الرِّفْدَة: العُصبة من الناس؛ قال الراعی: مُسَأَّل یَبْتَغِی الأَقْوامُ نائلَه، من كل قَوْم قَطین، حَوْلَه، رِفَدُ و المِرْفَد: العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء. و الرِّفادة: خرقة یُرْفَدُ بها الجُرْح و غیره. و التَّرْفِیدُ: العجیزة: اسم كالتَّمْتِین و التَّنْبیت؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها، ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِیدُها: مَتی تَرانا قائِمٌ عَمُودُها؟ أَی نقیم فلا نظعن، و إِذا قاموا قامت عمد أَخبیتهم، فكأَنّ هذه الخَوْد ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت: متی تكون الإِقامة و الخفض؟ و الترفید: نحو من الهَمْلَجة؛ و قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: و إِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ وشیجاً، و أَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذنبها. و المرافید: الشاءُ لا ینقطع لبنها صیفاً و لا شتاء. و الرَّافدَان: دجلة و الفرات؛ قال الفرزدق یعاتب یزید بن عبد الملك فی تقدیم أَبی المثنی عمر بن هبیرة الفزاری علی العراق و یهجوه:
لسان العرب، ج‌3، ص: 183
بَعَثْتَ إِلی العراقِ و رافِدَیْه فَزَاریّاً، أَحَذَّ یَدِ القَمِیص أَراد أَنه خفیف، نسبه إِلی الخیانة. و بنو أَرْفِدَة الذی فی الحدیث: جنس من الحبش یرقصون. و‌فی الحدیث أَنه قال للحبشة: دونكم یا بنی أَرْفِدَة؛ قال ابن الأَثیر. هو لقب لهم؛ و قیل: هو اسم أَبیهم الأَقدم یعرفون به، و فاؤه مكسورة و قد تفتح. و رُفَیدة: أَبو حیّ من العرب یقال لهم الرفیدات، كما یقال لآل هُبَیْرة الهُبَیْرات.

رقد؛ ج3، ص: 183

: الرُّقاد: النَّوْم. و الرَّقْدَة: النومة. و فی التهذیب عن اللیث: الرُّقود النوم باللیل، و الرُّقادُ: النوم بالنهار؛ قال الأَزهری: الرُّقاد و الرُّقُود یكون باللیل و النهار عند العرب؛ و منه قوله تعالی: قٰالُوا یٰا وَیْلَنٰا مَنْ بَعَثَنٰا مِنْ مَرْقَدِنٰا؛ هذا قول الكفار إِذا بعثوا یوم القیامة و انقطع الكلام عند قوله مِنْ مَرْقَدِنٰا، ثم قالت لهم الملائكة: هٰذٰا مٰا وَعَدَ الرَّحْمٰنُ، و یجوز أَن یكون هذا من صفة المَرْقَد، و تقول الملائكة: حق ما وعَد الرحمن؛ و یحتمل أَن یكون المَرْقَد مصدراً، و یحتمل أَن یكون موضعاً و هو القبر، و النوم أَخو الموت. و رَقَدَ یَرْقُدُ رَقْداً و رُقُوداً و رُقاداً: نام. و قوم رُقُود أَی رُقَّد. و المَرْقَد، بالفتح: المضجع. و أَرْقَدَهُ: أَنامه. و الرَّقُود و المِرْقِدَّی: الدائم الرُّقاد؛ أَنشد ثعلب: و لقد رَقَیْتَ كِلابَ أَهلِكَ بالرُّقَی، حتی تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودا و رجل مِرْقِدَّی مثل مِرْعِزَّی أَی یَرْقَدُّ فی أُموره. و المُرْقِدُ: شی‌ء یُشرب فینوِّم مَن شربه و یُرْقِدُه. و الرَّقْدَة: هَمْدة ما بین الدنیا و الآخرة. و رَقَدَ الحَرُّ: سكن. و الرَّقْدَة: أَن یصیبك الحرّ بعد أَیام ریح و انكسار من الوَهَج. و رَقَدَ الثوبُ رَقْداً و رُقاداً: أَخلق. و حكی الفارسی عن ثعلب: رَقَدَتِ السوقُ كَسَدت، و هو كقولهم فی هذا المعنی نامت. و أَرْقَد بالمكان: أَقام به. ابن الأَعرابی: أَرْقَدَ الرجل بأَرض كذا إِرْقاداً إِذا أَقام بها. و الارقِدادُ و الارْمِدادُ: السیر، و كذلك الإِغْذاذُ. ابن سیدة: الارقداد سرعة السیر؛ تقول منه: ارْقَدَّ ارْقِداداً أَی أَسرع؛ و قیل: الارقداد عدو الناقِزِ كأَنه نَفَرَ من شی‌ء فهو یَرْقَدُّ. یقال: أَتیتك مُرْقَدّاً؛ و قیل: هو أَن یذهب علی وجهه؛ قال العجاج یصف ثوراً: فظلَّ یَرْقَدُّ من النَّشاط، كالبَرْبَریّ لَجَّ فی انخِراط و قول ذی الرمة یصف ظلیماً: یَرْقَدُّ فی ظِلِّ عَرَّاصٍ، و یَتْبَعُه حَفِیفُ نافجَة، عُثْنُونها حَصِب یرقدّ: یسرع فی عدوه؛ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون من السرعة و من النقاز و من الذهاب علی الوجه. و الرَّاقَدانُ: طَفْرُ الجَدْی و الحَمَل و نحوهما من النشاط. المُرْقَدُّ: الطریق الواضح؛ قال ابن سیدة: و روی عن الأَصمعی المُرْقِدُ مخفف، قال: و لا أَدری كیف هو. و الراقُودُ: دَنٌّ طویل الأَسفل كهیئة الإِرْدَبَّة یُسَیَّع داخله بالقار، و الجمع الرواقید معرَّب، و قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً. و‌فی حدیث عائشة: لا یشرب فی راقود و لا جرَّة؛ الراقُود: إِناءُ خزف مستطیل مقیَّر، و النهی عنه كالنهی عن الشرب فی الحناتم
لسان العرب، ج‌3، ص: 184
و الجرار المقیرة. و رُقاد و الرُّقاد: اسم رجل؛ قال: أَلا قُلْ للأَمیر: جُزِیتَ خیراً أَجِرْنا من عُبَیدةَ و الرُّقادِ و رَقْد: موضع، و قیل: واد فی بلاد قیس، و قیل: جبل وراء إِمَّرَةَ فی بلاد بنی أَسد؛ قال ابن مقبل: و أَظْهَرَ فی عِلانِ رَقْدٍ، و سَیْلُه عَلاجِیمُ، لا ضَحْلٌ و لا مُتَضَحْضِحُ و قیل: هو جبل تنحت منه الأَرْحِیة؛ قال ذو الرمة یصف كِرْكِرَة البعیر و مَنْسِمَه: تَفُضُّ الحَصَی عن مُجْمِرات وَقِیعِه، كَأَرْحاءِ رَقْدٍ، زَلَّمَتْها المَناقِرُ قال ابن بری: إِنما وصف ذو الرمة مناسم الإِبل لا كركرة البعیر كما ذكر الجوهری. و تَفُضُّ: تفرّق أَی تفرق الحصی عن مناسمها. و المجمرات: المجتمعات الشدیدات. و زَلَّمَتها المناقر: أَخَذت من حافاتها. و الرُّقادُ: بطن من جَعْدة؛ قال: مُحافَظَةً علی حَسَبی، و أَرْعَی مَساعِی آلِ ورْدٍ و الرُّقاد

ركد؛ ج3، ص: 184

: ركد القوم یَرْكُدون رُكوداً: هدأُوا و سكنوا؛ قال الطرماح: لها، كُلَّما رِیعَتْ، صلاةٌ و رَكْدَةٌ بِمُصْدانَ، أَعْلی اثْنَیْ شمام البوائن و رَكَدَ الماءُ و الریحُ و السفینةُ و الحرُّ و الشمسُ إِذا قامَ قائمُ الظهیرة. و كل ثابت فی مكان: فهو راكد. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی أَن یُبالَ فی الماء الراكد ثم یُتوضأَ منه؛ قال أَبو عبید: الراكد هو الدائم الساكن الذی لا یجری. یقال: رَكَدَ الماءُ رُكُوداً إِذا سكن؛ و منه‌حدیث الصلاة: فی ركوعها و سجودها و رُكودها؛ هو السكون الذی یفصل بین حركاتها كالقیام و الطمأْنینة بعد الركوع و القَعْدة بین السجدتین و فی التشهد؛ و منه‌حدیث سعد ابن أَبی وقاص: أَركُدُ بهم فی الأُولَیَیْن و أَحْذِفُ فی الأَخیرَتَیْن‌أَی أَسكن و أُطیل القیام فی الركعتین الأُولَیین من الصلاة الرباعیة، و أُخفِّف فی الأَخیرتین. و رَكَدت الریح إِذا سكنت فهی راكدة. و ركَد المیزان إِذا استوی؛ و أَنشد: و قوّم المیزان حین یَرْكُد، هذا سمیریٌّ، و هذا مولد قال: هما درهمان. و رَكَد العَصیر من العنب: سَكَن غَلَیانه. و كل ما ثبت فی شی‌ء، فقد رَكَد. و الرواكِدُ: الأَثافی، مشتق من ذلك لثباتها. و رَكَدت البكرة: ثبتت و دارت، و هو ضد؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطِیَ حُكْمَه بها القَیْنُ من عُودٍ، تَعَلَّلَ جاذبه ثم فسره فقال: ركدت؛ و تكون بمعنی وقفت، یعنی بَكْرة من عود. و القین: العامل. و المَراكِدُ: المواضع التی یَرْكُدُ فیها الإِنسان و غیره. و المراكد: مَغامِض الأَرض؛ قال أُسامة بن حبیب الهذلی یصف حماراً طردته الخیل فَلَجأَ إِلی الجبال فی شعابها و هو یری السماء طرائق: أَرَتْهُ من الجَرْباء فی كلِّ موطن طِباباً، فَمثْواهُ، النهارَ، المراكِدُ و جفنة رَكُود: ثقیلة مملوءة؛ و أَنشد: المُطْعِمِینَ الجَفْنَةَ الرَّكُودا، و مَنعُوا الرَّیْعانَة الرَّفودا یعنی بالرَّیْعانة الرَّفود: ناقة فَتِیَّة تُرِفدُ أَهلها بكثرة لبنها.
لسان العرب، ج‌3، ص: 185‌

رمد؛ ج3، ص: 185

: الرَّمَدُ: وجع العین و انتفاخُها. رَمِدَ، بالكسر، یَرْمَدُ رَمَداً و هو أَرْمَدُ و رَمِدٌ، و الأُنثی رَمْداء: هاجَتْ عَینُه؛ و عین رَمْداء و رَمِدَة، و رَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً، و قد أَرمَدَها الله فهی رَمِدة. و الرَّمادُ: دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار و ما هَبا من الجَمْر فطار دُقاقاً، و الطائفة منه رَمادة؛ قال طُریح: فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما خاوِیةً، كالتِّلال دامِرُها و‌فی حدیث أُم زرع: زَوْجی عظِیمُ الرَّماد‌أَی كثیر الأَضیاف لأَن الرماد یكثر بالطبخ، و الجمع أَرْمِدَة و أَرْمِداءُ و إِرْمِداءُ؛ عن كراع، الأَخیرة اسم للجمع؛ قال ابن سیدة: و لا نظیر لإِرْمِداءَ البتة؛ و قیل: الأَرْمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد. و رَمادٌ أَرمَدُ و رِمْدِدٌ و رِمْدَد و رِمْدِیدٌ: كثیر دقیق جداً. الجوهری: رَمادٌ رِمْدِدٌ أَی هالك جعلوه صفة؛ قال الكمیت: رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا و‌فی الحدیث: وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً، لا تَذَرُ من عادٍ أَحداً؛ الرِّمْدِد، بالكسر: المتناهی فی الاحتراق و الدِّقة؛ یقال: یَوْم أَیْوَمُ إِذا أَرادوا المبالغة. سیبویه: إِنما ظهر المثْلان فی رِمْدِد لأَنه ملحق بِزهْلِق، و صار الرّمادُ رِمْدِداً إِذا هَبا و صار أَدَقَّ ما یكون. و الرمْدِداءُ، مكسور ممدود: الرماد. و رَمَّد الشِّواءَ: أَصابه بالرماد. و فی المثل: شَوی أَخُوك حتی إِذا أَنضَجَ رَمَّدَ؛ یُضْرب مثلًا للرجل یعود بالفساد علی ما كان أَصلحه، و قد ورد ذلك فی حدیث عمر، رضی الله عنه؛ قال ابن الأَثیر: و هو مثل یضرب للذی یصنع المعروف ثم یفسده بالمنة أَو یقطعه. و التَّرْمِیدُ: جعل الشی‌ءِ فی الرماد. و رَمَّد الشِّواءَ: مَلَّه فی الجمر. و المُرَمَّدُ من اللحم: المشوِیّ الذی یملُّ فی الجمر. أَبو زید: الأَرْمِداءُ الرَّماد؛ و أَنشد: لم یُبْقِ هذا الدَّهْرُ، من ثَرْیائه، غیرَ أَثافِیه و أَرمِدائِه و ثیاب رُمْدٌ: و هی الغُبْر فیها كدورة، مأْخوذ من الرَّماد، و من هذا قیل لضرب من البعوض: رُمْدٌ؛ قال أَبو وجزة یصف الصائد: تَبِیتُ جارَتَه الأَفعی، و سامِرُه رُمْدٌ، به عاذِرٌ منهن كالجَرَب و الأَرْمَدُ: الذی علی لون الرَّماد و هو غُبرة فیها كُدرَة؛ و منه قیل للنعامة رَمداءُ، و للبعوض رُمْدٌ. و الرمدة: لون إِلی الغُبْرَة. و نعامة رَمْداءُ: فیها سواد منكسف كلَون الرّماد. و ظلیم أَرمد كذلك، و زعم اللحیانی أَن المیم بدل من الباءِ فی ربد و قد تقدم. و‌روی عن قتادة أَنه قال: یَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّمِدِ و بالماءِ الطَّرِدِ؛ فالطرد الذی خاضته الدواب، و الرَّمِدُ الكَدِر الذی صار علی لون الرماد. و‌فی حدیث المعراج: و علیهم ثیاب رُمْد‌أَی غبر فیها كدرة كلون الرماد، واحدها أَرمد. و الرَّمادیُّ: ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر. و الرَّمْد: الهلاك. و الرَّمادة: الهلاك. و رَمَدَ القوم رَمْداً: هلكوا؛ قال أَبو وجزة السعدی: صبَبْتُ علیكم حاصِبی فتَرَكْتُكم كأَصْرام عادٍ، حین جَلَّلها الرَّمْدُ و أَرمَدوا كَرَمَدُوا. و رمَّدَهم الله و أَرمَدَهم: أَهلكهم، و قد رَمَدَهم یَرْمِدُهم فجعله متعدیاً؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 186
قال ابن السكیت: یقال قد رَمَدْنا القوم نَرْمِدُهم و نَرْمُدُهم رَمْداً أَی أَتینا علیهم. و أَرمدَ الرجل إِرماداً: افتقر. و أَرمد القوم إِذا جهدوا. و الرَّمادة: الهلكة. و‌فی الحدیث: سأَلت ربی أَن لا یسلط علی أُمتی سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانیها‌أَی تهلكهم. یقال: رَمَدَه و أَرمَدَه إِذا أَهلكه و صیره كالرماد. و رَمِدَ و أَرمَدَ إِذا هلك. و عام الرَّمادة: معروف سمی بذلك لأَن الناس و الأَموال هلكوا فیه كثیراً؛ و قیل: هو لجدب تتابع فصیر الأَرض و الشجر مثل لون الرماد، و الأَول أَجود؛ و قیل: هی أَعوام جَدْب تتابعت علی الناس فی أَیام عمر بن الخطاب، رضی الله عنه. و‌فی حدیث عمر: أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة‌و كانت سنة جَدْب و قَحْط فی عهده فلم یأْخذها منهم تخفیفاً عنهم؛ و قیل: سمی به لأَنهم لما أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد. و یقال: رَمِدَ عیشُهم إِذا هلكوا. أَبو عبید: رَمِدَ القوم، بكسر المیم، و ارمَدُّوا، بتشدید الدال؛ قال: و الصحیح رَمَدُوا و أَرْمَدوا. ابن شمیل: یقال للشی‌ء الهالك من الثیاب: خَلوقة قد رَمَدَ و هَمَدَ و بادَ. و الرامد: البالی الذی لیس فیه مَهاهٌ أَی خیر و بقیة، و قد رَمَدَ یَرْمُدُ رُمودة. و رمَدت الغنم تَرْمِدُ رَمْداً: هلكت من برد أَو صقیع. رمَّدت الشاة و الناقة و هی مُرَمِّد: استبان حملها و عظم بطنها و ورم ضَرْعها و حیاؤها؛ و قیل: هو إِذا أَنزلت شیئاً عند النَّتاج أَو قُبیله؛ و فی التهذیب: إِذا أَنزلت شیئاً قلیلًا من اللبن عند النتاج. و التَّرْمیدُ: الإِضراع. ابن الأَعرابی: و العرب تقول رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ، رَمَّدَتِ المعْزَی فَرنِّقْ رَنِّقْ أَی هَیّ‌ءْ للإِرباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ علی رأْس الولد. و أَرمَدتِ الناقةُ: أَضرعت، و كذلك البقرة و الشاة. و ناقة مُرْمِد و مُرِدٌّ إِذا أَضرعت. اللحیانی: ماء مُرمِدٌ إِذا كان آجناً. و الارْمِداد: سرعة السیر، و خص بعضهم به النعام. و الارْمِیداد: الجِدُّ و المَضاءُ. أَبو عمرو: ارقَدَّ البعِیرُ ارقِداداً و ارْمَدَّ ارمِداداً، و هو شدة العدو. قال الأَصمعی: ارقَدّ و ارمَدّ إِذا مضی علی وجهه و أَسرع. و بالشَّواجِن ماء یُقال له: الرَّمادة؛ قال الأَزهری: و شربت من مائها فوجدته عذباً فراتاً. و بنو الرَّمْدِ و بنو الرَّمداء: بطنان. و رَمادانُ: اسم موضع؛ قال الراعی: فحَلَّتْ نَبِیّاً أَو رَمادانَ دونَها رِعانٌ و قِیعانٌ، من البِیدِ، سَمْلَق و‌فی الحدیث ذكر رَمْد، بفتح الراء، و هو ماء أَقطعه سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، جمیلًا العُذری حین وفد علیه.

رند؛ ج3، ص: 186

: الرَّنْد: الآس؛ و قیل: هو العود الذی یُتبخر به، و قیل: هو شجر من أَشجار البادیة و هو طیب الرائحة یستاك به، و لیس بالكبیر، و له حب یسمی الغارَ، واحدته رَنْدَة؛ و أَنشد الجوهری: و رَنْداً و لُبْنَی و الكِباءَ المُقَتِّرا قال أَبو عبید: ربما سموا عود الطیب الذی یتبخر به رنداً، و أَنكر أَن یكون الرند الآس. و روی عن أَبی العباس أَحمد بن یحیی أَنه قال: الرند الآس عند جماعة أَهل اللغة إِلا أَبا عمرو الشیبانی و ابن الأَعرابی، فإِنهما قالا: الرند الحَنْوَة و هو طیب الرائحة. قال الأَزهری: و الرَّند عند أَهل البحرین شبه جُوالَق [جِوالَق [جُوالِق [جِوالِق واسع الأَسفل مخروط الأَعلی، یُسَفُّ من خوص
لسان العرب، ج‌3، ص: 187
النخل، ثم یُخَیَّط و یضرب بالشُّرُط المفتولة من اللیف حتی یَتَمَتَّن، فیقوم قائماً و یُعَرَّی بعُریً وثیقة ینقل فیه الرطب أَیام الخِراف، یحمل منه رندان علی الجمل القَویّ، قال: و رأَیت هَجَریّاً یقول له النَّرْد، و كأَنه مقلوب، و یقال له القَرْنة أَیضاً. و الرِّیْوَندُ «2» الصینی: دواء بارد جید للكبد، و لیس بعربی محض.

رهد؛ ج3، ص: 187

: رَهَّدَ الرجلُ إِذا حَمُقَ حماقة مُحكَمَة. و رهَدَ الشی‌ءَ یَرْهَدُه رَهْداً: سحقه سحقاً شدیداً، و الكاف أَعرف. و الرَّهادة: الرَّخاصَة. و الرَّهِیدُ: الناعم الرَّخْصُ. و فتاة رَهِیدة: رَخْصة. و الرَّهیدة: بُرٌّ یدق و یصب علیه لبن.

رود؛ ج3، ص: 187

: الرَّوْدُ: مصدر فعل الرائد، و الرائد: الذی یُرْسَل فی التماس النُّجْعَة و طلب الكلإِ، و الجمع رُوَّاد مثل زائر و زُوَّار. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، فی صفة الصحابة، رضوان الله علیهم أَجمعین: یدخلون رُوَّاداً و یخرجون أَدلة‌أَی یدخلون طالبین للعلم ملتمسین للحلم من عنده و یخرجون أَدلة هُداة للناس. و أَصل الرائد الذی یتقدّم القوم یُبْصِر لهم الكلأَ و مساقط الغیث؛ و منه‌حدیث الحجاج فی صفة الغیث: و سمعت الرُّوَّاد یدعون إِلی ریادتها‌أَی تطلب الناس إِلیها، و‌فی حدیث وفد عبد القیس: إِنَّا قوم رادَةٌ؛ و هو جمع رائد كحاكة و حائك، أَی نرود الخیر و الدین لأَهلنا. و فی شعر هذیل: رادَهم رائدهم «3»، و نحو هذا كثیر فی لغتها، فإِما أَن یكون فاعلًا ذهبت عینه، و إِما أَن یكون فَعَلًا، إِلا أَنه إِذا كان فَعَلًا فإِنما هو علی النسَب لا علی الفعل؛ قال أَبو ذؤیب یصف رجلًا حاجّاً طلب عسلًا: فباتَ بِجَمْعٍ، ثم تمَّ إِلی مِنًی، فأَصبح راداً یَبتغِی المزْجَ بالسَّحْل أَی طالباً؛ و قد راد أَهله منزلًا و كلأً، و راد لهم رَوْداً و رِیاداً و ارتاد و استراد. و‌فی حدیث معقل بن یسار و أُخته: فاستَراد لأَمر الله‌أَی رجع و لان و انقاد، و ارتاد لهم یرتاد. و رجل رادٌ: بمعنی رائد، و هو فَعَل، بالتحریك، بمعنی فاعل كالفَرَط بمعنی الفارط. و یقال: بعثنا رائداً یرود لنا الكلأَ و المنزل و یرتاد و المعنی واحد أَی ینظر و یطلب و یختار أَفضله. قال و جاءَ فی الشعر: بعثوا رادهم أَی رائدهم؛ و من أَمثالهم: الرائدُ لا یَكْذب أَهلَه؛ یضرب مثلًا للذی لا یكذب إِذا حدّث، و إِنما قیل له ذلك لأَنه إِن لم یَصْدُقهم فقد غرّر بهم. و راد الكلأَ یَرُوده رَوْداً و رِیاداً و ارتاده ارتیاداً بمعنی أَی طلبه. و یقال: راد أَهلَه یرودهم مَرْعیً أَو منزلًا ریاداً و ارتاد لهم ارتیاداً؛ و منه‌الحدیث: إِذا أَراد أَحدكم أَن یبول فلیَرتَدْ لبوله‌أَی یرتاد مكاناً دَمِثاً لیناً منحدراً، لئلا یرتد علیه بوله و یرجع علیه رَشاشُه. و الرائد: الذی لا منزل له. و‌فی الحدیث: الحمی رائدُ الموت‌أَی رسول الموت الذی یتقدّمه، كالرائد الذی یبعث لیَرتاد منزلًا و یتقدم قومه؛ و منه‌حدیث المولد: أُعیذُك بالواحد، من شر كلِّ حاسد و كلِّ خَلْقٍ رائد‌أَی یتقدم بمكروه. و قولهم: فلان مُسترادٌ لمثله، و فلانة مستراد لمثلها أَی مِثلُه و مثلها یُطلب و یُشَحُّ به لنفاسته؛ و قیل: معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها، و اللام زائدة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی:
(2). قوله [و الریوند] فی القاموس و الروند كسجل، یعنی بكسر ففتح فسكون، و الأَطباء یزیدونها أَلفاً، فیقولون راوند. (3). قوله [رادهم رائدهم] كذا بالأصل و كتب السید مرتضی بالهامش صوابه راد رادهم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 188
و لكنَّ دَلًّا مُستراداً لمِثلِه، و ضرباً للَیْلی لا یُری مِثلُه ضربا و رادَ الدارَ یَرُودُها: سأَلها؛ قال یصف الدار: وقفت فیها رائداً أَرُودُها و رادت الدوابُّ رَوْداً وَ رَوَداناً و استرادتْ: رَعَتْ؛ قال أَبو ذؤیب: و كان مِثلَینِ أَن لا یَسرحَوا نَعَماً، حیثُ استرادَتْ مواشیهمْ، و تسریحُ و رُدْتُها أَنا و أَردتها. و الروائدُ: المختلفة من الدواب؛ و قیل: الروائدُ منها التی ترعی من بینها و سائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط. التهذیب: و الروائد من الدواب التی ترتع؛ و منه قول الشاعر: كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها و رائدُ العین: عُوَّارُها الذی یَرُودُ فیها. و یقال: رادَ وِسادُه إِذا لم یستقرّ. و الرِّیادُ و ذَبُّ الرِّیاد: الثور الوحشی سمی بالمصدر؛ قال ابن مقبل: یُمَشِّی بها ذَبُّ الرِّیادِ، كأَنه فتًی فارسیٌّ فی سراویلِ رامح و قال أَبو حنیفة: رادتِ الإِبلُ ترودُ رِیاداً اختلفت فی المرعی مقبلة و مدبرة و ذلك رِیادُها، و الموضع مَرادٌ؛ و كذلك مَرادُ الریح و هو المكان الذی یُذهَبُ فیه و یُجاء؛ قال جندل: و الآلُ فی كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ و فی حدیث قس: و مَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَی موضعاً یحشر فیه الخلق، و هو مَفْعل من رادَ یَرْودُ. و إِن ضُمَّت المیم، فهو الیوم الذی یُرادُ أَن یحشر فیه الخلق. و یقال: رادَ یَرودُ إِذا جاء و ذهب و لم یطمئن. و رجل رائد الوِسادِ إِذا لم یطمئن علیه لِهَمٍّ أَقلَقَه و بات رائدَ الوساد؛ و أَنشد: تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه: «4» أَ هذا رئیسُ القومِ رادَ وِسادُها؟ دعا علیها بأَن لا تنام فیطمئن وسادها. و امرأَة رادٌ و رَوادٌ، بالتخفیف غیر مهموز، و رَؤُود؛ الأَخیرة عن أَبی علی: طوّافة فی بیوت جاراتها، و قد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَ روَدَاناً و رُؤوداً، فهی رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلی بیوت جاراتها. الأَصمعی: الرادَة من النساء؛ غیر مهموز، التی تَرودُ و تطوف، و الرَّأَدة، بالهمز. السریعة الشباب، مذكور فی موضعه. و رادت الریحُ تَرودُ رَوْداً و رُؤوداً و روَدَاناً: جالت؛ و فی التهذیب: إِذا تحركت، و نَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفیفاً. و أَراد الشی‌ءَ: شاءَه؛ قال ثعلب: الإِرادَة تكون مَحَبَّة و غیر محبة؛ فأَما قوله: إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ، فَحَسْبُكَ ما تریدُ إِلی الكلام فإِنما عدّاه بإِلی لأَن فیه معنی الذی یحوجك أَو یجیئك إِلی الكلام؛ و مثله قول كثیر: أُریدُ لأَنسی ذِكرَها، فكأَنما تَمثَّلُ لی لَیْلی بكلِّ سبیلِ أَی أُرید أَن أَنسی. قال ابن سیدة: و أُری سیبویه قد حكی إِرادتی بهذا لك أَی قصدی بهذا لك. و قوله عز و جل: فَوَجَدٰا فِیهٰا جِدٰاراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ فَأَقٰامَهُ؛ أَی أَقامه الخَضِرُ. و قال: یرید و الإِرادة إِنما تكون
(4). قوله [تقول له لما رأت جمع رحله] كذا بالأَصل و مثله فی شرح القاموس. و الذی فی الأَساس: لما رأت خمع رجله، بفتح الخاء المعجمة و سكون المیم أی عرج رجله.
لسان العرب، ج‌3، ص: 189
من الحیوان، و الجدارُ لا یرید إِرادَة حقیقیة لأَنَّ تَهَیُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المریدین، فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة؛ و مثل هذا كثیر فی اللغة و الشعر؛ قال الراعی: فی مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها، قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا و قال آخر: یُریدُ الرمحُ صدرَ أَبی بَراء، و یَعدِلُ عن دِماءِ بَنی عَقیل و أَرَدْتُه بكلِ ریدَة أَی بكل نوع من أَنواع الإِرادة. و أَراده علی الشی‌ء: كأَداره. و الرَّودُ و الرُّؤْدُ: المُهْلَة فی الشی‌ء. و قالوا: رُوَیْداً أَی مَهلًا؛ قال ابن سیدة: هذه حكایة أَهل اللغة، و أَما سیبویه فهو عنده اسم للفعل. و قالوا رُوَیداً أَی أَمهِلْه و لذلك لم یُثن و لم یُجْمع و لم یؤنث. و فلان یمشی علی رُودٍ أَی علی مَهَل؛ قال الجَموحُ الظَّفَرِیُّ: تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها، كأَنها ثَمِلٌ یَمِشی علی رُودِ و تصغیره رُوَید. أَبو عبید عن أَصحابه: تكبیر رویدٍ رَوْدٌ و تقول منه أَرْوِدْ فی السیرِ إِرْواداً و مُرْوَداً أَی ارفق؛ و قال إمرُؤ القیس: جَوَادُ المَحَصَّةِ و المُرْوَدِ و بفتح المیم أَیضاً مثل المُخْرَج و المَخرج؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده جوادَ، بالنصب، لأَن صدرَه: و أَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً و الجَواد هنا الفرس السریعة. و المَحَثَّة: من الحث؛ یقول إِذا استحثثتها فی السیر أَو رفقت بها أَعطتك ما یرضیك من فعلها. و قولهم: الدهرُ أَرودُ ذُو غِیَرٍ أَی یَعمل عمله فی سكون لا یُشَعر به. و الإِرواد: الإِمهال، و لذلك قالوا رُوَیداً بدلًا من قولهم إِرْواداً التی بمعنی أَرْوِدْ، فكأَنه تصغیر الترخیم بطرح جمیع الزوائد، و هذا حكم هذا الضرب من التحقیر؛ قال ابن سیدة: و هذا مذهب سیبویه فی روید لأَنه جعله بدلًا من أَرْوِدْ، غیر أَن رُویداً أَقرب إِلی إِرْوادٍ منها إِلی أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد، و ذهب غیر سیبویه إِلی أَن رُویداً تصغیر رُود؛ و أَنشد بیت الجموح الظفری: كأَنها ثَمِلٌ یمشی علی رُود قال: و هذا خطأٌ لأَن رُوداً لم یوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدلیل أَرود. و قالوا: رُویدك زیداً فلم یجعلوا للكاف موضعاً، و إِنما هی للخطاب و دلیل ذلك قولهم: أَ رَأَیتك زیداً أَبو من؟ و الكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَ رأَیت زیداً أَبو من هو لا یستغنی الكلام؛ قال سیبویه: و سمعنا من العرب من یقول: و الله لو أَردتَ الدراهم لأَعطیتك رُوَیْدَ ما الشِّعرِ؛ یرید أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِیَنَّك فدع الشعر؛ قال الأَزهری: فقد تبین أَن رُوید فی موضع الفعل و مُتَصَرَّفِهِ یقول رُویدَ زیداً، و إِنما یقول أَرود زیداً؛ و أَنشد: رُویدَ عَلِیًّا، جُدَّ ما ثَدْیُ أُمِّهم إِلینا، و لكن وُدُّهم مُتَماینُ قال: رواه ابن كیسان [و لكن بعضهم مُتیامِنُ] و فسره أَنه ذاهب إِلی الیمن. قال: و هذا أَحب إِلیّ من متماین. قال ابن سیدة: و من العرب من یقول روید زید كقوله غَدْرَ الحی و ضَرْبَ الرِّقاب؛ قال: و علی هذا أَجازوا رُویدك نفسك زیداً. قال سیبویه: و قد یكون روید صفة فیقولون ساروا سیراً رُویداً، و یحذفون السیر فیقولون ساروا رُویداً یجعلونه حالًا
لسان العرب، ج‌3، ص: 190
له، وصف كلامه و اجتزأَ بما فی صدر حدیثه من قولك سار عن ذكر السیر؛ قال الأَزهری: و من ذلك قول العرب ضعه رویداً أَی وضعاً رویداً، و من ذلك قول الرجل یعالج الشی‌ء إِنما یرید أَن یقول علاجاً رویداً، قال: فهذا علی وجه الحال إِلا أَن یظهر الموصوف به فیكون علی الحال و علی غیر الحال. قال: و اعلم أَن رویداً تلحقها الكاف و هی فی موضع أَفعِلْ، و ذلك قولك رویدك زیداً و رویدكم زیداً، فهذه الكاف التی أُلحقت لتبیین المخاطب فی رویداً، و لا موضع لها من الإِعراب لأَنها لیست باسم، و روید غیر مضاف إِلیها، و هو متعد إِلی زید لأَنه اسم سمی به الفعل یعمل عمل الأَفعال، و تفسیر روید مهلًا، و تفسیر رویدك أَمهِلْ، لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنی أَفعِل دون غیره، و إِنما حركت الدال لالتقاء الساكنین فنُصبَ نَصْبَ المصادر، و هو مصغر مأمور به لأنه تصغیر الترخیم من إرواد، و هو مصدر أَرْوَدَ یُرْوِد، و له أَربعة أَوجه: اسم للفعل و صفة و حال و مصدر، فالاسم نحو قولك روید عمراً أَی أَروِدْ عمراً بمعنی أَمهِلْه، و الصفة نحو قولك ساروا سیراً رُویداً، و الحال نحو قولك سار القومُ رُویداً لما اتصل بالمعرفة صار حالًا لها، و المصدر نحو قولك روید عَمْرٍو بالإِضافة، كقوله تعالی: فَضَرْبَ الرِّقٰابِ. و‌فی حدیث أَنْجَشَةَ: رُویدَك رِفْقاً بالقواریر‌أَی أَمهل و تأَنّ و ارفُق؛ و قال الأَزهری عند قوله: فهذه الكاف التی أُلحقت لتبیین المخاطب فی رویداً، قال: و إِنما أُلحقت المخصوص لأَن رویداً قد یقع للواحد و الجمع و الذكر و الأُنثی، فإِنما أَدخل الكاف حیث خِیف التباس من یُعْنی ممن لا یُعْنی، و إِنما حذفت فی الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا یعنی غیره. و قد یقال رویداً لمن لا یخاف أَن یلتبس بمن سواه توكیداً، و هذا كقولك النَّجاءَكَ و الوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورین و المنهبین. قال و قال اللیث: إِذا أَردت بِرُوَید الوعید نصبتها بلا تنوین؛ و أَنشد: رُویدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِیادَنا، كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه قال ابن سیدة، و قال بعض أَهل اللغة: و قد یكون رویداً للوعید، كقوله: رُویدَ بنی شیبانَ، بعضَ وَعیدِكم تُلاقوا غداً خَیْلی علی سَفَوانِ فأَضاف رویداً إِلی بنی شیبان و نصب بعضَ وعیدكم بإِضمار فعل، و إِنما قال روید بنی شیبان علی أَن بنی شیبان فی موضع مفعول، كقولك روید زیدٍ و كأَنه أَمر غیرهم بإِمهالهم، فیكون بعض وعیدكم علی تحویل الغیبة إِلی الخطاب؛ و یجوز أَن یكون بنی شیبان منادی أَی أَمهلوا بعضَ وعیدكم، و معنی الأَمر هاهنا التأْهیر و التقلیل منه، و من رواه رویدَ بنی شیبانَ بعضَ وعیدهم كان علی البدل لأَن موضع بنی شیبان نصب، علی هذا یتجه إِعراب البیت؛ قال: و أَما معنی الوعید فلا یلزم و إِنما الوعید فیه بحسب الحال لأَنه یتوعدهم باللقاء و یتوعدونه بمثله. قال الأَزهری: و إِذا أَردت برُوید المهلة و الإِرواد فی الشی‌ء فانصب و نوّن، تقول: امش رویداً، قال: و تقول العرب أَروِدْ فی معنی رویداً المنصوبة. قال ابن كیسان فی باب رویداً: كأَنّ رویداً من الأَضداد، تقول رویداً إِذا أَرادوا دَعْه و خَلِّه، و إِذا أَرادوا ارفق به و أَمسكه قالوا: رویداً زیداً أَیضاً، قال: و تَیْدَ زیداً بمعناها، قال: و یجوز إِضافتها إِلی زید لأَنهما مصدران كقوله تعالی: فَضَرْبَ الرِّقٰابِ. و‌فی حدیث علی: إِن لبنی أُمیة مَرْوَداً یَجرون إِلیه، هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التی هم فیها بالمضمار الذی
لسان العرب، ج‌3، ص: 191
یجرون إِلیه، و المیم زائدة. التهذیب: و الرِّیدة اسم یوضع موضع الارتیاد و الإِرادة، و أَراد الشی‌ء: أَحبه و عُنِیَ به، و الاسم الرِّیدُ. و‌فی حدیث عبد الله: إِن الشیطان یرید ابن آدَم بكل ریدة‌أَی بكل مَطْلَب و مُراد. یقال: أَراد یرید إِرادة، و الریدة الاسم من الإِرادة. قال ابن سیدة: فأَما ما حكاه اللحیانی من قولهم: هَرَدْتُ الشی‌ء أُهَریدُه هِرادةً، فإِنما هو علی البدل، قال سیبویه: أُرید لأَن تفعل معناه إِرادتی لذلك، كقوله تعالی: وَ أُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِینَ. الجوهری و غیره: و الإِرادة المشیئة و أَصله الواو، كقولك راوده أَی أَراده علی أَن یفعل كذا، إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلی ما قبلها فانقلبت فی الماضی أَلفاً و فی المستقبل یاء، و سقطت فی المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة و عوّض منها الهاء فی آخره. قال اللیث: و تقول راوَدَ فلان جاریته عن نفسها و راوَدَتْه هی عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء و الجماع؛ و منه قوله تعالی: تُرٰاوِدُ فَتٰاهٰا عَنْ نَفْسِهِ؛ فجعل الفعل لها. و راوَدْتُه علی كذا مُراوَدَةً و رِواداً أَی أَردتُه. و‌فی حدیث أَبی هریرة: حیث یُراوِدُ عمَّه أَبا طالب علی الإِسلام‌أَی یُراجعه و یُرادُّه؛ و منه‌حدیث الإِسراء: قال له موسی، صلی الله علیهما و سلم: قد و الله راودْتُ بنی إِسرائیل علی أَدنی من ذلك فتركوه.و راودْته عن الأَمر و علیه: داریته. و الرائد: العُود الذی یقبض علیه الطاحن إِذا أَداره. قال ابن سیدة: و الرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحی. و رائدُ الرحی: مَقْبِضُها. و الرائد: ید الرحی. و المِرْوَدُ: المیل و حدیدة تدور فی اللجام و مِحورُ البكرة إِذا كان من حدید. و‌فی حدیث ماعز: كما یدخل المِرْوَدُ فی المكحُلةِ؛ المِرْوَدُ، بكسر المیم: المیل الذی یكتحل به، و المیم زائدة. و المِرْوَدُ أَیضاً: المَفْصِل. و المِرْوَدُ: الوَتِدُ؛ قال: داوَیْتُه بالمَحْضِ حتی شتا، یَجتذِبُ الأَرِیَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد. و یقال: ریح رَوْدٌ لینة الهُبوب. و یقال: ریح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجی‌ءُ و تذهب. و ریح رائدة: مثل رادة، و كذلك رُواد؛ قال جریر: أَ صَعْصَعَ إِن أُمَّكَ، بعد لیلی، رُوادُ اللیلِ، مُطْلَقَةُ الكِمام و كذلك امرأَة رواد و رَادة و رائدة.

رید؛ ج3، ص: 191

: الرَّیْد: حرف من حروف الجبل. ابن سیدة: الرَّیْدُ الحَیْدُ فی الجبل كالحائط، و هو الحرف الناتئُ منه؛ قال أَبو ذؤیب، و قیل صخر الغیّ، یصف عُقاباً: فمرّت علی رَیْدٍ و أَعْنَتْ ببعضِها، فخرّت علی الرجلین أَخیَبَ خائبِ و الجمع أَریاد؛ قال صخر الغی: بِنا إِذا اطَّرَدَت شهراً أَزِمَّتُها، و وازنَتْ من ذُری فَوْدٍ بأَرْیادِ و الجمع الكثیر رُیود. و الرِّئْدُ: التِّرْبُ، بالهمز؛ یقال: هو رئِدُها أَی تِرْبُها؛ قال: و ربما لم یهمز؛ قال كثیر فلم یهمز: و قد دَرَّعوها و هی ذاتُ مُؤَصَّد مَجُوبٍ، و لمَّا یَلْبَسِ الدِّرْعَ رِیدُها و الرِّیدُ، بلا همز: الأَمر الذی تُریدُه و تزاوله. و الرَّیْدانة: الریح اللینة؛ و أَنشد: هاجتْ به رَیْدانَةٌ مُعَصْفَرُ و الرَّیْدَة: الریح اللینة أَیضاً. و ریح رَیْدة و رادة
لسان العرب، ج‌3، ص: 192
و ریَدانة: لَیِّنَة الهبوب؛ قال: و هبَّت له ریحُ الجَنُوبِ، و أَنشرت له رَیْدَةٌ، یُحیی المُماتَ نَسِیمُها و أَنشد اللیث: إِذا رَیدة من حیثما نَفَحَتْ له، أَتاه بریَّاها خَلیلٌ یُواصله و أَنشد الجوهری لهمیان بن قحافة: جرت علیها كلُّ ریحٍ رَیْدَه، هَوْجاءَ سَفْواءَ، نَؤُوجِ العَوْدَه قال ابن بری: البیت لعلقمة التیمی و لیس لهمیان بن قحافة. و قیل: ریح رَیْدة كثیرة الهبوب، و ریح رادة إِذا كانت هوجاء تجی‌ء و تذهب. و ریح رائدة: مثل رادة و كذلك رُواد. و التَّرییدُ فی الحرب: رفع الأَعضاد بالمِجْنَب. التهذیب: و الرَّیدة اسم یوضع موضع الارتیاد و الإِرادة. و فی الحدیث ذِكْرُ رَیدان، بفتح الراءِ و سكون الیاءِ، أُطُم من آطام المدینة لآل حارثة بن سهل.

فصل الزای؛ ج3، ص: 192

زأد؛ ج3، ص: 192

: زأَده یزْأَدُه زَأْداً و زَأَداً و زُؤْداً؛ مخفف؛ عن اللحیانی، و زُؤُوداً أَی أَفزعه، و قیل: استخفه. الكسائی: زُئِدَ الرجلُ زُؤْداً فهو مزْؤُود أَی مذعور إِذا فزع. و‌فی الحدیث: فَزُئِدَ‌أَی فزع، و سُئِف الرجلُ سَأْفاً مثله، و هو الزُّؤْدُ الزُّؤُدُ؛ و أَنشد: یضحی إِذا العِیسُ أَدركْنا نكایَتها، خرقاءَ یَعْتادُها الطوفانُ و الزُّؤُدُ

زبد؛ ج3، ص: 192

: الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن یُسْلأَ، و القطعة منه زُبْدَة و هو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ، و زَبَدُ اللبن: رغْوتَه. ابن سیدة: الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللبن، واحدته زُبْدَة یذهب بذلك إِلی الطائفة، و الزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فیها عجوزٌ لا تُساوی فَلْسا، لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا یعنی أَنه لیس فی فمها سن فهی تَنْهَس الزبدة، و الزبدة لا تُنهس لأَنها أَلین من ذلك، و لكن هذا تهویل و إِفراط، كقول الآخر: لو تَمْضَغُ البَیْضَ إِذاً لم یَنْفَلِقْ و قد زَبَّدَ اللبنَ و زَبَدَه یَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ. و أَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحیانی: و كذلك كل شی‌ءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغیر أَلف، و إِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا. و قوم زابدون: ذَوُو زُبْد، و قال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن سیدة: و لیس بشی‌ء. و تَزَبَّدَ الزُّبْدَة: أَخذها. و كل ما أُخِذ خالصه، فقد تُزُبِّد. و إِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشی‌ءِ قیل: تَزَبَّده. و من أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ یعنون بالزَّبَد رغوة اللبن. و الصریح: اللبن الذی تحته المحْضُ؛ یضرب مثلًا للصدق یحصل بعد الخبر المظنون. و یقال: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ و إِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان، یضرب هذا مثلًا للأَمر المشكل لا یُهتدی لإِصلاحه. و زَبَدَت المرأَة سقاءَها أَی مَخَضَته حتی یخرج زُبْدُه. و زُبَّاد اللبن، بالضم و التشدید: ما لا خیر فیه. و الزُّبَّادُ: الزُّبْدُ. و قالوا فی موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَی اختلط الخیر بالشر و الجید
لسان العرب، ج‌3، ص: 193
بالردی‌ء و الصالح بالطالح، و ذلك إِذا ارتجن؛ یضرب مثلًا لاختلاط الحق بالباطل. اللیث: أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ و تَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب و ظهر علی صِماغَیْه زَبدَتان. و زَبَّدَ شِدْق فلان و تَزَبَّد بمعنی. و الزَّبَد: زَبَد الجمل الهائج و هو لُغامُه الأَبیض الذی تتلطخ به مشافره إِذا هاج. و للبحر زَبَد إِذا هاج موجُه. الجوهری: الزَّبَدُ زَبَد الماءِ و البعیر و الفضةِ و غیرها، و الزُّبْدة أَخص منه، تقول: أَزبَد الشرابُ. و بَحْرٌ مُزْبِدٌ أَی مائج یقذف بالزَّبَد، و زَبَدُ الماءِ و الجِرَّةِ و اللُّعاب: طُفاوتُه و قَذاه، و الجمع أَزْباد. و الزَّبْدة: الطائفة منه. و زَبَد و أَزْبَدَ و تَزَبَّدَ: دفع بزَبَدِه. و زَبَدَه یَزْبِدُه زَبْداً: أَعطاه و رضخ له من مال. و الزَّبْدُ، بسكون الباءِ: الرِّفْد و العطاء. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من المشركین أَهدی إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، هدیة فردَّها و قال: إِنا لا نقبل زَبْد المشركین‌أَی رِفْدَهم. الأَصمعی: یقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً إِذا أَعطیته، فإن أَعطیته زُبداً قلت: أَزبُدُه زَبْداً، بضم الباءِ، من أَزْبُده أَی أَطعمته الزُّبْد؛ قال ابن الأَثیر: یشبه أَن یكون هذا الحدیث منسوخاً لأَنه قد قبل هدیة غیر واحد من المشركین: أَهدی له المقوقس مارِیَة و البغلة، و أَهدی له أُكَیْدِرُ دومةَ فقبل منهما، و قیل: إِنما ردَّ هدیته لِیَغِیظَه بردها فیحمله ذلك علی الإِسلام، و قیل: ردها لأَن للهدیة موضعاً من القلب و لا یجوز علیه أَن یمیل إِلیه بقلبه فردها قطعاً لسبب المیل؛ قال: و لیس ذلك مناقضاً لقبول هدیة النجاشی و أُكیدر دومة و المقوقس لأَنهم أَهل كتاب. و الزَّبْدُ: العَونُ و الرِّفْد. أَبو عمرو: تَزَبَّدَ فلان یمیناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف بها و أَسرع إِلیها؛ و أَنشد: تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، یَعلم أَنه هو الكاذبُ الآتی الأُمور البُجاریا الحذَّاءُ: الیمین المنكرة. و تَزَبَّدَها: ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة، و هذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَیر الصِّلِّیانة. و الزُّبَّاد: نبت معروف. قال ابن سیدة: و الزُّبَّادُ و الزُّبَّادی و الزُّباد كله نبات سُهْلی له ورق عراض و سِنْفَة، و قد ینبت فی الجَلَدَ یأْكله الناس و هو طیب؛ و قال أَبو حنیفة: له ورق صغیر منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه. قال و قال أَبو زید: الزُّبَّادُ من الأَحرار. و قد زَبَّد القَتادُ و أَزبَد: نَدَرت خُوصتُه و اشتدّ عُوده و اتصلت بَشَرته و أَثمر. قال أَعرابی: تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِیصَة رَقْطاء و عَرْفَجَة خاصِبة و قَتادة مُزْبِدَة و عوسج كأَنه النعام من سواده، و كل ذلك مفسر فی مواضعه. و أَزْبَدَ السِّدرُ أَی نوَّر. و تَزْبیدُ القطن: تنفیشه. و زَبَّدت المرأَة القطنَ: نفشته و جوَّدته حتی یصلح لأَن تغزله. و الزَّباد: مثل السِّنَّوْر «5». الصغیر یجلب من نواحی الهند و قد یأْنس فیقتنی و یحتلب شیئاً شبیهاً بالزُّبْد، یظهر علی حلمته بالعصر مثل ما یظهر علی أُنوف الغلمان المراهقین فیجتمع، و له رائحة طیبة و هو یقع فی الطیب؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة. و زُبَیْدة: لقب امرأَة قیل لها زُبَیْدة لنعمة كانت فی
(5). قوله [و الزباد مثل السنور] صریحه أنه دابة مثل السنور. و قال فی القاموس: و غلط الفقهاء و اللغویون فی قولهم الزباد دابة یحلب منها الطیب، و إنما الدابة السنور، و الزباد الطیب إلی آخر ما قال. قال شارحه: قال القرافی: و لك أن تقول إنما سموا الدابة باسم ما یحصل منها و مثل ذلك لا یعد غلطاً و إنما هو مجاز
لسان العرب، ج‌3، ص: 194
بدنها و هی أُم الأَمین محمد بن هرون، و قد سمت زُبَیْداً و زابِداً و مُزَبِّداً و زَبْداً. التهذیب: و زُبَیْدُ قبیلة من قبائل الیمن. و زُبَید، بالضم: بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معدیكرب الزُّبَیدی. و زَبِیدُ، بفتح الزای: موضع بالیمن. و زَبْیَدان: موضع.

زبرجد؛ ج3، ص: 194

: الزَّبَرْجَدُ و الزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذ؛ و أَنشد: تأْوی إِلی مِثْلِ الغزال الأَغْیَد، خُمْصانَة كالرَّشَإِ المُقَلَّدِ دُرّاً مع الیاقوتِ و الزَّبَرْجَدِ، أَحْصَنَها فی یافِع مُمَرَّدِ أَراد بالیافع حصناً طویلًا.

زرد؛ ج3، ص: 194

: الزَّرْد و الزَّرَد: حِلَقُ المِغْفَر و الدرع. و الزَّرَدةُ: حَلْقَة الدرع و السَّرْدُ ثقْبها، و الجمع زرود. و الزَّرَّادُ: صانعها، و قیل: الزای فی ذلك كله بدل من السین فی السَّرْد و السَّرَّاد. و الزَّرْد مثل السَّرْد، و هو تداخل حلق الدرع بعضها فی بعض. و الزرَد، بالتحریك: الدرع المزرودة. و زرده: أَخذ عنقه. وَ زرَده، بالفتح، یَزْرِدُه و یَزْرُده زَرْداً: خنقه فهو مَزْرُود، و الحَلْق مَزْرُود. و الزِّرادُ: خیط یُخْنَق به البعیر لئلا یَدْسَع بِجِرَّته فیملأَ راكبه. و زَرِدَ الشی‌ءَ و اللقمة، بالكسر، زَرَداً و زَرَده و ازدَرَده زَرْداً: ابتلعه. أَبو عبید: سَرَطْتُ الطعام و زَرَدْتُه و ازدَرَدْتُه ازْدِراداً. نوادر الأَعراب: طعام زَمِطٌ و زَرِدٌ أَی لین سریع الانحدار. و الازدرادُ: الابتلاع. و المَزْرَدُ، بالفتح: الحلق. و المَزْرَدُ: البُلْعُوم. و یقال لِفَلْهَم المرأَة: إِنه لَزَرَدَان، لازْدِرادِه الأَیْرَ إِذا ولج فیه؛ و قالت جلفة من نساءِ العرب: إِنّ هَنی لَزَرَدَانٌ مُعتدل؛ و قال بعضهم؛ سمی الفَلهم زَرَداناً لأَنه یَزْدَرِدُ الأُیور أَی یخنقها لضیقه. و مُزَرِّدُ بن ضرار: أَخو الشماخ الشاعر. و زَرُودُ: موضع، و قیل: زرود اسم رمل مؤنث؛ قال الكَلْحَبَة الیربوعی: فقُلْتُ لِكَأْسٍ: أَلْحمیها فإِنما حَلَلتُ الكَثِیبَ من زَرُودَ لأَفْزعا

زعد؛ ج3، ص: 194

: الزَّعْدُ: الفَدْم العَیِیُّ.

زغد؛ ج3، ص: 194

: زَغَد سِقاءَه یَزْغَدُه زَغْداً إِذا عصره حتی تخرُجَ الزُّبْدَةُ من فمه و قد تضایق بها، و كذلك العُكَّة، و الزُّبْدُ زَغِید. و زَغَدَه أَی عصر حلقه. و یقال للزُّبْدَة: الزَّغیدة و النَّهیدة. و یقال: زَغَدَ الزُّبْدَ إِذا علا فَمَ السّقاءِ فعصره حتی یخرج، و الزَّغْدُ: الهدیرُ و هو الزُّغادِبُ و الزَّغْدَب؛ و أَنشد اللیث: بِرَجْسِ بَغْباغِ الهدیر الزَّغْدِ و زغَدَ البعیرُ یَزْغَدُ زَغْداً: هَدَر هَدیراً كأَنه یَعْصِرُهُ أَو یَقْلَعهُ، مشتق من ذلك؛ قال: یَزْغَدْنَ بَخْباخَ الهَدِیر زَغْدا و قیل: الزَّغْدُ من الهدیر الذی لا یكاد ینقطع، و قیل: هو الشدید، و قیل: ما رُدِّد فی الغَلصمة؛ قال ابن سیدة و قوله: بَخٍ و بَخْباخ الهَدیر الزَّغْد یتوجه علی هذا كله؛ قال أَبو نخیلة: قَلْخاً و بَخْباخ الهَدیرِ الزَّغْدِ قال ابن بری: كذا أَورده الجوهری، و الذی فی شعره: جاؤُوا بِوِرْدٍ فَوْق كلِّ وِرْد،
لسان العرب، ج‌3، ص: 195
بعَدَدٍ عاتٍ علی المُعْتَدِّ، بَخٍ و بَخْباخِ الهَدیرِ الزَّغْدِ أَی جاؤُوا بإِبل واردة فوق كل وِرْد. و العاتی: الذی یعتو علی من یعدّه لكثرته. و بخ: كلمة تقال عند المدح للشی‌ء و تكرر للمبالغة فیه، و أَصلها التخفیف، و قد تشدد، كما قال الشاعر: رَوافِدُهُ أَكرَمُ الرافدات؛ بَخٍ لك بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ و بخ فی البیت فی صفة العدد أَی جاؤُوا بعدد ذی بخ أَی یقول فیه العادّ إِذا عَدّه: بخ بخ. الأَزهری: الزَّغْدُ تَعْصیر الفحْل هدِیرَه، و هَدیرٌ زغَّاد؛ قال رؤْبة: داری و قَبْقاب الهَدیر الزَّغَّاذ و قال أَیضاً: و زَبَداً من هَدْرِه زُغادِبا، یُحْسَبُ فی أَرآدِه غَنادِبا و الغُنْدُبَة: لحمة صُلْبة حول الحلقوم. الأَصمعی: إِذا أَفصح الفحل بالهدیر قیل هَدَر یَهْدِرُ هَدْراً، قال: فإِذا جعل یهدر هدیراً كأَنه یَعصِرُه قیل: زَغَد یَزْغَد زَغْداً؛ و قول العجاج: یَمُدُّ زأْراً و هَدِیراً زَغْدَبا قال ابن سیدة: ذهب أَحمد بن یحیی إِلی أَن الباءَ فیه زائدة، و ذلك أَنه لما رآهم یقولون هدیر زَغْد و زَغْدَب اعتقد زیادة الباء فی زغدب؛ قال ابن جنی: و هذا تعجرف منه و سوء اعتقاد و یلزم من هذا أَن تكون الراء فی سِبَطْدٍ و دِمَثْر زائدة لقولهم سَبِط و دَمِث، قال: و سبیل من كانت هذه حاله أَن لا یُحْفل به. و تَزَغَّدَتِ الشِّقْشِقة فی الفم: ملأَته، و قیل: ذهبت و جاءَت، و الاسم الزَّغد. التهذیب: و الزَّغد تَزَغُّد الشقشقة و هو الزَّغْدَب و رجل زَغْدٌ: فَدْم عَیِیّ. و نهر زَغَّاد: كثیر الماءِ، و قد زَغَدَ و زَخَر و زغر بمعنی واحد؛ قال أَبو الصخر: كأَنّ من حَلَّ فی أَعْیاصِ دَوْحَتِه، إِذا توالَجَ فی أَعْیاص آسادِ إِن خاف ثَمّ رَوایاهُ علی فَلَج، من فضْلِه، صَخِبِ الآذیِّ زَغَّادِ

زغبد؛ ج3، ص: 195

: الزَّغْبَدُ: الزُّبْد؛ التهذیب: و أَنشد أَبو حاتم: صَبَّحُونا بِزَغْبَدٍ و حَتِیٍّ، بعد طِرْمٍ، و تامِكٍ و ثُمالِ الزَّغْبَدُ: الزُّبْدُ. و الحَتیُّ: قِرْفُ المُقْلِ. و التامِك: ما تَمَك من السَّنام و ارتفع. و الثمال من الحلیب: الرغوة، و من الحامض: الفُلاقُ الذی یبقی فی أَسفل الإِناءِ؛ و أَنشد: و قِمَعاً یكْسی ثُمالًا زَغْبَدا

زغرد؛ ج3، ص: 195

: الزَّغْرَدَةُ: هدیر یردده الفحل فی حلقه.

زفد؛ ج3، ص: 195

: التهذیب فی نوادر الأَعراب: یقال صَمَّمْتُ الفرس «1» فانْصَمَّ سمناً، و حَشَوْتُه إِیاه، وَ زَفَدتُه إِیاه، و زكَتُّه إِیاه، و كله معناه المل‌ء.

زند؛ ج3، ص: 195

: الزَّنْدُ و الزَّنْدَةُ: خشبتان یستقدح بهما، فالسفلی زَنْدَةٌ و الأَعلی زَنْدٌ؛ ابن سیدة: الزَّنْدُ العود الأَعلی الذی یقتدح به النار، و الجمع أَزْنُدٌ و أَزْنادٌ و زُنودٌ و زِنادٌ، و أَزانِدُ جمع الجمع؛ قال أَبو ذؤیب: أَقَبَّا الكُشُوح أَبیضانِ، كلاهما كَعَالِیَةِ الخَطِّیِّ، واری الأَزانِدِ
(1). قوله [صممت الفرس إلخ] عبارة القاموس صمم الفرس العلف أمكنه منه فاحتقن فیه الشحم انتهی. و به یظهر مرجع الضمیر هنا و هو قوله إیاه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 196
و الزَّنْدَةُ: العود الأَسفل الذی فیه الفُرْضَة، و هی الأُنثی، و إِذا اجتمعا قیل زَندان و لم یقل زندتان. و الزِّناد: كالزَّنْدِ؛ عن كراع. و إِنه لواری الزَّنْدِ و وَرِیُّه: یكون ذلك فی الكرَم و غیره من الخصال المحمودة؛ قال ابن سیدة: و قول الشاعر: یا قاتَلَ اللهُ صبیاناً نباتُهُمُ أُمُّ الهُنَیْدِیِّ من زَنْدٍ لها واری عن رحمها و إِنما هو علی المثل. و تقول لمن أَنجدك و أَعانك: ورَتْ بِكَ زِنادی. و ملأَ سقاءه حتی صار مثل الزَّنْدِ أَی امتلأَ. و زَنَدَ السِّقَاءَ و الإِناءَ زَنْداً و زَنَّدَهُما: ملأَهما، و كذلك الحوض. و زَنَدَتِ الناقةُ زَنْداً، و ذلك أَن تخرج رحمها عند الولادة. و الزَّندُ أَیضاً: حجر تلف علیه خرق و یحشی به حیاءُ الناقة و فیه خیط، فإِذا أَخذها لذلك كرب جروه فأَخرجوه فتظن أَنها ولدت، و ذلك إِذا أَرادوا أَن یَظْأَرُوها علی ولد غیرها، فإِذا فعل ذلك بها عطفت. أَبو عبیدة: یقال للدُّرْجَةِ التی تدس فی حیاء الناقة الزَّنْدُ و البَداهُ. ابن شمیل: زندت الناقة إِذا كان فی حیائها قَرَنٌ فثقبوا حیاءها من كل ناحیة، ثم جعلوا فی تلك الثقب سیوراً و عقدوها عقداً شدیداً فذلك التزنید؛ و قال أَوس: أَ بَنی لُبَیْنَی، إِنَّ أُمَّكُمُ دَحَقَتْ، فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ و ثوب مُزَنَّدٌ: قلیل العَرْضِ. و أَصل التزنید: أَن تخلّ أَشاعر الناقة بأَخلة صغار ثم تشد بشعر، و ذلك إِذا اندحقت رحمها بعد الولادة؛ عن ابن درید بالنون و الباء. و ثوب مُزَنَّدٌ: مضیق. و رجل مُزَنَّدٌ إِذا كان بخیلًا ممسكاً. و رجل مُزنَّد: لئیم، و قیل: هو الدَّعِیُّ. و عطاءٌ مُزَنَّدٌ: قلیل. و زَنَّدَ علی أَهله: شَدَّ علیهم. ابن الأَعرابی: زَنَدَ الرجلُ إِذا كذب، و زَنَدَ إِذا بخل، و زَنَدَ إِذا عاقب فوق ما لَهُ. أَبو عمرو: ما یُزْنِدُك أَحد علی فضل زِند، و لا یُزْنِدُك و لا یُزَنِّدُك أَیضاً، بالتشدید، أَی لا یَزِیدُك. و یقال: تَزَنَّد فلان إِذا ضاق صدره. و رجل مُزَنَّدٌ: سریع الغضب. و المُزَنَّدُ: الضیق البخیل. و التَّزَنُّد: التَّحَزُّق و التَّغَضُّب؛ قال عدی: إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرجال فلا تَلَعْ، و قُلْ مِثلَ ما قالوا، و لا تَتَزَنَّدِ و قد روی بالیاء و سیأْتی ذكره. و الزَّنْدان: طرفا عظمی الساعدین مذكران. غیره: و الزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر، فطرف الزند الذی یلی الإِبهام هو الكوع، و طرف الزند الذی یلی الخنصر كرسوع، و الرسغ مجتمع الزندین و من عندهما تقطع ید السارق. و الزند: موصل طرف الذراع فی الكف و هما زندان: الكوع و الكرسوع. و زِنادٌ: اسم. و‌فی حدیث صالح بن عبد الله بن الزبیر: أَنه كان یعمل زَنَداً بمكة؛ الزنَد، بفتح النون، المُسَنَّاةُ من خشب و حجارة یضم بعضها إِلی بعض؛ قال ابن الأَثیر: و قد أَثبته الزمخشری بالسكون و شبهها بِزَنْدِ الساعد، و یروی بالراء و الباء، و قد تقدم. و فی الحدیث ذكر زَنْدَوَرْدَ، هو بسكون النون و فتح النون و الراء: ناحیة فی أَواخر العراق، و لها ذكر كبیر فی الفتوح.

زهد؛ ج3، ص: 196

: الزُّهد و الزَّهادة فی الدنیا و لا یقال الزُّهد إِلَّا فی الدین خاصة، و الزُّهد: ضد الرغبة و الحرص علی الدنیا، و الزهادة فی الأَشیاء كلها: ضد الرغبة. زَهِدَ
لسان العرب، ج‌3، ص: 197
و زَهَدَ، و هی أَعلی، یَزْهَدُ فیهما زُهْداً و زَهَداً؛ بالفتح عن سیبویه، و زهادة فهو زاهد من قوم زُهَّاد، و ما كان زهیداً و لقد زَهَدَ و زَهِدَ یَزْهَدُ منهما جمیعاً، و زاد ثعلب: و زَهُد أَیضاً، بالضم. و التزهید فی الشی‌ء و عن الشی‌ء: خلاف الترغیب فیه. و زَهَّدَه فی الأَمر: رَغَّبَه عنه. و‌فی حدیث الزهری و سئل عن الزهد فی الدنیا فقال: هو أَن لا یغلب الحلال شكره و لا الحرام صبره؛ أَراد أَن لا یعجز و یقصر شكره علی ما رزقه الله من الحلال، و لا صبره عن ترك الحرام؛ الصحاح: یقال زهد فی الشی‌ء و عن الشی‌ء. و فلان یتزهد أَی یتعبد، و قوله عز و جل: وَ كٰانُوا فِیهِ مِنَ الزّٰاهِدِینَ؛ قال ثعلب: اشتروه علی زُهْدٍ فیه. و الزَّهِید: الحقیر. و عطاء زَهِیدٌ: قلیل. و ازْدَهَدَ العطاءَ: استقلَّه. ابن السكیت: یقولون فلان یزدهد عطاء من أَعطاه أَی یعدُّه زهیداً قلیلًا. و المُزْهِدُ: القلیل المال. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَفضل الناس مؤمن مُزْهِدٌ؛ المُزْهِد: القلیل الشی‌ء و إِنما سمی مُزْهِداً لأَن ما عنده من قلته یُزْهَدُ فیه. و شی‌ء زَهید: قلیل؛ قال الأَعشی یمدح قوماً بحسن مجاورتهم جارة لهم: فلن یطلبوا سِرَّهَا للغِنَی، و لن یتركوها لإِزْهَادِها یقول: لن یتركوها لقلة مالها و هو الإِزهاد؛ قال أَبو منصور: المعنی أَنهم لا یسلمونها إِلی من یرید هتك حرمتها لقلة مالها. و‌فی الحدیث: لیس علیه حساب و لا علی مؤمن مُزْهِد.و منه‌حدیث ساعة الجمعة: فجعل یُزَهِّدُها‌أَی یقللها. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: إِنك لَزَهِیدٌ.و‌فی حدیث خالد: كتب إِلی عمر، رضی الله عنه: أَن الناس قد اندفعوا فی الخمر و تزاهدوا الحدّ‌أَی احتقروه و أَهانوه و رأَوه زهیداً. و رجل مُزْهِدٌ: یُزْهَدُ فی ماله لقلته. و أَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كان مُزْهِداً لا یُرْغَبُ فی ماله لقلته. و رجل زهید و زاهد: لئیم مزهود فیما عنده؛ و أَنشده اللحیانی: یا دَبْلُ ما بِتُّ بلیل هاجدا، و لا عَدَوْتُ الركعتین ساجدا، مخافةً أَن تُنْفِدی المَزاوِدا، و تَغْبِقی بعدی غَبُوقاً باردا، و تسأَلی القَرْضَ لئیماً زاهِدا و یقال: خذ زَهْدَ ما یكفیك أَی قدر ما یكفیك؛ و منه یقال: زَهَدْتُ النخلَ و زَهَّدْتُه إِذا خَرَصْتَه. و أَرض زَهاد: لا تسیل إِلا عن مطر كثیر. أَبو سعید: الزَّهَدُ الزكاة، بفتح الهاء، حكاه عن مبتكر البدوی؛ قال أَبو سعید: و أَصله من القلة لأَن زكاة المال أَقل شی‌ء فیه. الأَزهری: رجل زهید العین إِذا كان یقنعه القلیل، و رغیب العین إِذا كان لا یقنعه إِلا الكثیر؛ قال عدیّ بن زید: و لَلْبَخْلَةُ الأُولی، لمن كان باخلًا، أَعفُّ، و من یَبْخَلْ یُلَمْ و یُزَهَّد یُزَهَّد أَی یُبَخَّل و ینسب إِلی أَنه زهید لئیم. و رجل زهید و امرأَة زهید: قلیلا الطُّعْمِ. و فی التهذیب: رجل زهید و امرأَة زهیدة و هما القلیلا الطُّعْم؛ و فیه فی موضع آخر: و امرأَة زهیدة قلیلة الأَكل، و رغیبة: كثیرة الأَكل، و رجل زهید الأَكل. و زَهَاد التِّلاع و الشِّعاب: صغارها؛ یقال: أَصابنا مطر أَسال زَهَاد الغُرْضانِ، الغرضان: الشعاب الصغار من الوادی؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف لها واحداً.
لسان العرب، ج‌3، ص: 198
و واد زهید: قلیل الأَخذ من الماء. و زهید الأَرض: ضیقها لا یخرج منها كثیر ماء، و جمعه زُهْدان. ابن شمیل: الزَّهید من الأَودیة القلیلُ الأَخذ للماء، النَّزِلُ الذی یُسیله الماءُ الهین، لو بالت فیه عَناق سال لأَنه قاعٌ صُلْبٌ و هو الحَشَادُ و النَّزِلُ. و رجل زَهید: ضیق الخُلُق، و الأُنثی زهیدة. و فی التهذیب: اللحیانی: امرأَة زَهیدٌ ضیقة الخلق، و رجل زهید من هذا. و الزَّهْدُ: الحَزْرُ. و زَهَدَ النخلَ یَزْهَدُه زَهْداً: خرصه و حزره.

زود؛ ج3، ص: 198

: الزَّوْد: تأْسیس الزاد و هو طعام السفر و الحضر جمیعاً، و الجمع أَزواد. و‌فی الحدیث: قال لوفد عبد القیس: أَ معكم من أَزْوِدَتِكم شی‌ء؟ قالوا: نعم؛ الأَزودة جمع زاد علی غیر القیاس؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: ملأْنا أَزْوِدَتَنا، یرید مَزاوِدَنا، جمع مِزْوَدٍ حملًا له علی نظیره كالأَوعیة فی وعاء، مثل ما قالوا الغدایا و العشایا و خزایا و نَدامی. و تَزَوَّد: اتخذ زاداً، و زوَّده بالزاد و أَزاده؛ قال أَبو خراش: و قد یأْتیك بالأَخبار من لا تُجَهِّزُ بالحِذاءِ، و لا تُزِیدُ و المِزْوَدُ: وعاء یجعل فیه الزاد. و كلُّ عمل انقلب به من خیر أَو شر، عمل أَو كسب: زادٌ علی المثل. و فی التنزیل العزیز: وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَیْرَ الزّٰادِ التَّقْویٰ؛ قال جریر: تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أَبیك فینا، فنعم الزادُ زادُ أَبیكَ زادا قال ابن جنی: زادَ الزادَ فی آخر البیت توكیداً لا غیر؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن زاداً فی آخر البیت بدل من مثل. و زوَّدت فلاناً الزاد تزویداً فتزوَّده تَزَوُّداً. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: فأَمرنا نبی الله فجمعنا تَزاوُدَنا‌أَی ما تَزَوَّدْناه فی سفرنا من طعام. و أَزْوادُ الركب من قریش: أَبو أُمیة بن المغیرة و الأَسود بن المطلب بن أَسد بن عبد العزی و مسافر بن أَبی عمرو بن أُمیة عم عقبة، كانوا إِذا سافروا فخرج معهم الناس فلم یتخذوا زاداً معهم و لم یوقدوا یكْفُونهم و یُغْنُونهم. و زادُ الركب: فرس معروف من خیل سلیمان بن داود، علیهما الصلاة و السلام، التی وصفها الله، عز و جل، بالصافنات الجیاد، و إِیاه عنی الشاعر بقوله: فلما رأَوا ما قد رأَتهُ شُهودُه، تنادوا: أَلا هذا الجوادُ المؤَمَّل أَبوه ابنُ زاد الركب، و هو ابنُ أُخته، مُعَمٌّ لَعَمْری فی الجیاد و مُخْوَل و زُوَیْدَةُ: اسم امرأَة من المَهالبة. و العرب تلقب العجم برقاب المَزاوِد. و المَزادَةُ: مَفْعَلَةٌ من الزاد تتزوَّد فیها الماء و سنذكرها فی زید.

زید؛ ج3، ص: 198

: الزِّیادة: النُّموّ، و كذلك الزُّوادَةُ. و الزیادة: خلاف النقصان. زَاد الشی‌ءُ یزیدُ زَیْداً و زِیداً و زیادة و زیاداً و مَزِیداً و مَزاداً أَی ازدَاد. و الزَّیْدُ و الزِّیدُ: الزیادة. و هم زِیدٌ علی مائة و زَیْدٌ، قال ذو الأُصبع العدوانی: و أَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَیْدٌ علی مائة، فأَجْمِعُوا أَمرَكم طُرًّا، فكیدونِی یروی بالكسر و الفتح. و زدته أَنا أَزیده زیادة: جعلت فیه الزیادة. و استزدته: طلبت منه الزیادة. و استزاده أَی استَقْصَرَه. و استزاد فلان فلاناً إِذا عتب علیه فی أَمر لم یرضه،
لسان العرب، ج‌3، ص: 199
و إِذا أَعطی رجلًا شیئاً فطلب زیادة علی ما أَعطاه قیل: قد استزاده. یقال للرجل یُعْطَی شیئاً: هل تزدادُ؟ المعنی هل تطلب زیادة علی ما أَعطیتك؟ و تزاید أَهل السوق علی السلعة إِذا بیعت فیمن یزید، و زاده اللَّه خیراً و زاد فیما عنده. و الْمَزِیدُ: الزیادة، و تقول: افعل ذلك زِیادةً، و العامة تقول: زائدةً. و تَزَیَّدَ السِّعْرُ: غلا. و‌فی حدیث القیامة: عشر أَمثالها و أَزِیدُ، هكذا یروی بكسر الزای علی أَنه فعل مستقبل، و لو روی بسكون الزای و فتح الیاء علی أَنه اسم بمعنی أَكثر لجاز. و تَزَیَّدَ فی كلامه و فِعْله و تزاید: تكلف الزیادة فیه. و إنسان یَتَزیَّدُ فی حدیثه و كلامه إِذا تكلف مجاوزة ما ینبغی، و أَنشد: إِذا أَنتَ فاكهتَ الرجالَ فلا تَلَعْ، و قل مثل ما قالوا، و لا تَتَزَیَّدِ و یروی و لا تتزند، بالنون، و قد تقدم. و التَّزَیُّد فی الحدیث: الكذبُ. و تَزَیَّدت الإِبلُ فی سیرها: تكلفت فوق طوقها. و الناقة تتزید فی سیرها إِذا تكلفت فوق قدرها. و التَّزَیُّد فی السیر: فوق العَنَقِ. و التزید: أَن یرتفع الفرسُ أَو البعیر عن العَنَقِ قلیلًا، و هو من ذلك. و إنها لكثیرة الزَّیاید أَی كثیرة الزیادات، قال: بِهَجْمَةٍ تَمْلأُ عین الحاسدِ، ذاتِ سُروحٍ جَمَّة الزَّیایدِ و من قال الزوائد فإِنما هی جماعة الزائدة، و إنما قالوا الزوائد فی قوائم الدابة. و الأَسد ذو زوائد: یعنی به أَظفاره و أَنیابه و زئیره و صولته. و المَزادة: الراویة، قال أَبو عبید: لا تكون إِلا من جلدین تُفْأَمُ بجلد ثالث بینهما لتتسع، و كذلك السطیحة و الشَّعیب، و الجمع المزاد و المزاید. ابن سیدة: و المزادة التی یحمل فیها الماء و هی ما فُئم بجلد ثالث بین الجلدین لیتسع، سمیت بذلك لمكان الزیادة، و قیل: هی المشعوبة من جانب واحد فإن خرجت من وجهین فهی شَعیبٌ، و قالوا: البعیر یحمل الزادَ و المَزادَ أَی الطعام و الشراب. و المزادة: بمنزلة راویة لا عزْلاءَ لها. قال أَبو منصور: المَزادُ، بغیر هاء، هی الفَرْدَةُ التی یحتقبها الراكب برحله و لا عَزْلاءَ لها، و أَما الراویة فإِنها تجمع المزادتین یعكمان علی جنبی البعیر و یُرَوَّی علیهما بالرِّواءِ، و كل واحدة منهما مزادة، و الجمع المَزاید و ربما حذفوا الهاء فقالوا مزاد، قال: و أَنشدنی أَعرابی: تَمِیمیٌّ رفِیقٌ بالمَزادِ قال ابن شمیل: السَّطیحة جلدان مقابلان. قال: و المَزادَة تكون من جلدین و نصف و ثلاثة جلود، سمیت مزادة لأَنها تزید علی السطیحتین و هما المزادتان، و قد تكرر ذكر المزادة غیر مرة فی الحدیث، و هی الظرف الذی یحمل فیه الماء كالراویة و القربة و السطیحة، قال: و الجمع المزاود، و المیم زائدة، و المزادة مَفْعَلَة من الزیادة، و الجمع المزاید، قال أَبو منصور: المزادة مَفْعَلَة من الزاد یتزوَّد فیها الماء. ابن سیدة: و یقال للأَسد إِنه ذو زوائد لتزیده فی هدیره و زئیره و صوته، قال: أَو ذی زوائد لا یُطافُ بأَرضه، یَغْشَی المُهَجْهِجَ كالذَّنُوب المُرْسَلِ و الزوائد: الزَّمَعات اللواتی فی مؤخر الرحل لزیادتها. و زیادة الكبد: هَنَةٌ متعلقة منها لأَنها تزید علی سطحها، و جمعها زیائد، و هی الزائدة و جمعها زوائد. فی التهذیب: زائدة الكبد جمعها زیائد. غیره: و زائدة
لسان العرب، ج‌3، ص: 200
الكبد هُنَیَّة منها صغیرة إِلی جنبها متنحیة عنها. و زائدة الساق: شَظیَّتُها. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول للرجل یخبر عن أَمر أَو یستفهم فیحقق المخبر خبره و استفهامه قال له: و زاد و زاد، كأَنه یقول و زاد الأَمر علی ما وصفت و أَخبرت. و كان سعید بن عثمان یلقب بالزوائدی لأَنه كان له ثلاث بیضات، زعموا. و حروف الزوائد عشرة و هی: الهمزة و الأَلف و الیاء و الواو و المیم و النون و السین و الیاء و التاء و اللام و الهاء، و یجمعها قولك فی اللفظ" الیوم تنساه" و إن شئت" هویت السمان" و أَخرج أَبو العباس الهاء من حروف الزیادة و قال: إِنما تأْتی منفصلة لبیان الحركة و التأْنیث، و إِن أَخرجت من هذه الحروف السین و اللام و ضممت إِلیها الطاء و الثاء و الجیم صارت أَحد عشر حرفاً تسمی حروف البدل. و زَیْدٌ و یَزِیدُ: اسمان سموه بالفعل المستقبل مُخَلًّی من الضمیر كیشكر و یعصر، و أَما قول ابن میادة: وجدنا الولید بن الیزید مباركاً، شدیداً بأَحْناء الخلافة كاهِلُه فإِنه زاد اللام فی یزید بعد خلع التعریف عنه كقوله: و لقد نَهَیْتُك عن بنات الأَوبر أَراد عن بنات أَوبر، قال ابن سیدة: و مما یؤكد علمك بجواز خلع التعریف عن الاسم قول الشاعر: علا زیدُنا یومَ النَّقا رأْسَ زیدكم، بأَبیضَ من ماءِ الحدید یمانی فأَضافه للاسم علی أَنه قد كان خلع عنه ما كان فیه من تعرّفه و كساه التعریف بإِضافته إِیاه إِلی الضمیر، فجری تعریفه مجری أَخیك و صاحبك و لیس بمنزلة زید إِذا أَردت العلم، فأَما قوله: نُبِّئْتُ أَخوالی بنی یَزیدُ، بَغْیاً علینا، لهم فَدِیدُ قال ابن سیدة: فعلی أَنه ضمن الفعل الضمیر فصار جملة فاستوجبت الحكایة، لأَن الجمل إِذا سمی بها فحكمها أَن تحكی، فافهم، و نظره ثعلب بقوله: بنو یَدُرُّ إِذا مشی، و بنو یَهِرُّ علی العَشا و قوله: لا ذَعَرتُ السَّوامَ فی فلق الصبح مغیراً، و لا دُعِیتُ: یَزِیدُ أَی لا دُعیتُ الفاضلَ، المعنی هذا یزید و لیس یتمدح بأَن اسمه یزید لأَن یزید لیس موضوعاً بعد النقل له عن الفعلیة إِلا للعلمیة. و زَیْدَلٌ: اسم كزید، اللام فیه زائدة كزیادتها فی عَبْدَلٍ للفعلیة، قال الفارسی: و صححوه لأَن العلم یجوز فیه ما لا یجوز فی غیره، أَ لا تری أَنهم قالوا مریم و مَكْوَزَةٌ، و قالوا فی الحكایة من زیداً؟ و زیدویه: اسم مركب كقولهم عمرویه و سیأْتی ذكره. و الزیادة: فرس لأَبی ثعلبة. و تزیدُ: أَبو قبیلة و هو تزید بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة و إِلیه تنسب البرود التزیدیة، قال علقمة: رَدَّ القِیانُ جِمال الحَیِّ فاحتَملوا، فكلها بالتَّزِیدِیَّات مَعْكُومُ و هی برود فیها خطوط تشبه بها طرائق الدم، قال أَبو ذؤیب: یَعْثُرْنَ فی حدِّ الظُّبات، كأَنما كُسِیَتْ بُرُودَ بنی تَزیدَ الأَذْرُعُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 201

فصل السین المهملة؛ ج3، ص: 201

سأد؛ ج3، ص: 201

: السأْد: المشی؛ قال رؤبة: من نضْوِ أَورامٍ تَمَشَّتْ سأْدا و الإِسْآد: سیر اللیل كله لا تعریس فیه، و التأْویب: سیر النهار لا تعریج فیه؛ و قیل: الإِسْآد أَن تسیر الإِبل باللیل مع النهار؛ و قول ساعدة بن جؤیة الهذلی یصف سحاباً: سادٍ تَجَرَّمَ فی البَضِیعِ ثمانیاً، یَلْوی بِعَیْقاتِ البحارِ و یَجْنَبُ قیل: هو من الإِسْآد الذی هو سیر اللیل كله؛ قال ابن سیدة: و هذا لا یجوز إِلا أَن یكون علی قلب موضع العین إِلی موضع اللام كأَنه سائد أَی ذو إِسآد، كما قالوا تامر و لابن أَی ذو تمر و ذو لبن، ثم قلب فقال سادئ فبالغ، ثم أَبدل الهمزة إِبدالًا صحیحاً فقال سادی، ثم أَعل كما أُعل قاض و رام؛ قال: و إِنما قلنا فی سادٍ هنا إِنه علی النسب لا علی الفعل لأَنَّا لا نعرف سأَد البتة، و إِنما المعروف أَسأَد، و قیل: ساد هنا مهمل فإِذا كان ذلك فلیس بمقلوب عن شی‌ءٍ، و هو مذكور فی موضعه. قال: و قد جاء السأد إِلا أَنی لم أَرَ له فعلًا؛ قال الشماخ: حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَی، إِلَّا تَلَفُّتَها باللیل فی سأَدٍ منها و إِطْراق و أَسْأَد السَّیْرَ: أَدْأَبه؛ أَنشد اللحیانی: لم تَلْقَ خَیْلٌ قبلها ما قد لَقَت من غِبِّ هاجرة و سیر مُسْأَدِ أَراد: لقِیَتْ و هی لغة طیّ‌ء. الجوهری: الإِسآد الإِغْذاذُ فی السیر و أَكثر ما یستعمل ذلك فی سیر اللیل؛ و قال لبید: یُسْئِدُ السیرَ علیها راكبٌ، رابِطُ الجأْش علی كل وَجَلْ الأَحمر: المُسْأَدُ من الزِّقاقِ أَصغر من الحَمِیت؛ و قال شمر: الذی سمعناه المُسْأَبُ، بالباء، الزِّقُّ العظیم. الجوهری: و المِسأَد نِحْیُ السمن أَو العسل یهمز و لا یهمز فیقال مِساد، فإِذا همز فهو مِفْعَل، و إِذا لم یهمز فهو فِعالٌ. أَبو عمرو: السَّأْدُ، بالهمز، انتِقاضُ الجُرْحِ؛ یقال: سَئِدَ جُرْحُه یَسْأَدُ سَأَداً، فهو سَئیدٌ؛ و أَنشد: فَبِتُّ من ذاك ساهراً أَرِقاً، أَلقَی لِقاءَ اللاقی من السَّأَدِ و یعتریه سُؤَادٌ: و هو داء یأْخذ الناس و الإِبل و الغنم علی الماء الملح، و قد سُئِدَ، فهو مسؤود. و یقال للمرأَة: إِن فیها لَسُؤْدة أَی بقیة من شباب و قوة. و سَأَده سَأْداً و سَأَداً: خنقه.

سبد؛ ج3، ص: 201

: السَّبَدُ: ما یطلع من رؤوس النبات قبل أَن ینتشر، و الجمع أَسباد؛ قال الطرماح: أَو كأَسبادِ النَّصِیَّةِ، لم تَجْتَدِلْ فی حاجر مُسْتَنامْ و قد سَبَّدَ النباتُ. یقال: بأَرض بنی فلان أَسبادٌ أَی بقایا من نبت، واحدها سَبَدٌ؛ و قال لبید: سَبَداً من التَّنُّومِ یَخْبِطُه النَّدَی، و نَوادراً من حَنْظلٍ خُطْبَانِ و قال غیره: أَسبَدَ النَّصِیُّ إِسباداً، و تسبد تسبداً إِذا نبت منه شی‌ء حدیث فیما قَدُمَ منه، و أَنشد بیت الطرماح و فسره فقال: قال أَبو سعید: إِسباد النَّصِیَّةِ سَنَمَتها و تسمیها العرب الفوران لأَنها تفور؛ قال أَبو
لسان العرب، ج‌3، ص: 202
عمرو: أَسبادُ النَّصِیِّ رؤُوسه أَوّل ما یَطلع، جمع سَبَدٍ؛ قال الطرماح یصف قِدحاً فائزاً: مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ، خَصْلُ الجَوارِی، طرائفٌ سَبَدُهْ أَراد أَنه مُسْتَطْرَف فَوْزه و كسبه. و السُّبَدُ: الشُّؤْم؛ حكاه اللیث عن أَبی الدُّقیش فی قوله: إمرُؤُ القیس بن أَرْوَی مولیاً، إِن رآنی لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ قلت: بحراً قلت: قولًا كاذباً، إِنما یمنعنی سیفی و یَدْ و السَّبَدُ: الوَبَر، و قیل: الشعر. و العرب تقول: ما له سَبَدٌ و لا لَبَدٌ أَی ما له ذو وبر و لا صوف متلبد، یكنی بهما عن الإِبل و الغنم؛ و قیل یكنی به عن المعز و الضأْن؛ و قیل: یكنی به عن الإِبل و المعز، فالوبر للإِبل و الشعر للمعز؛ و قال الأَصمعی: ما له سَبَدٌ و لا لَبَدٌ أَی ما له قلیل و لا كثیر؛ و قال غیر الأَصمعی: السبد من الشعر و اللبد من الصوف، و بهذا الحدیث سمی المال سبَداً. و السَّبُّود: الشعر. و سَبَّدَ شعره: استأْصله حتی أَلزقه بالجلد و أَعفاه جمیعاً، فهو ضد؛ و قوله: بأَنَّا وقعنا من ولیدٍ و رَهْطهِ خِلافَهمُ، فی أُمِّ فَأْرٍ مُسَبَّدِ عنی بأُم فأْر الداهیة، و یقال لها: أُم أَدراص. و الدِّرْصُ یقع علی ابن الكلبة و الذِّئبة و الهرة و الجُرَذ و الیَرْبُوع فلم یستقم له الوزن؛ و هذا كقوله: عَرَق السِّقاء علی القَعودِ اللاغِبِ أَراد عَرَقَ القِرْبَة فلم یستقم له. و قوله مُسَبَّد إِفراط فی القول و غلوّ، كقول الآخر: و نحن كشفنا من معاویةَ التی هی الأُمُّ، تغشی كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ عنی الدماغ لأَن الدماغ یقال لها فرخ، و جعله منقنقاً علی الغلوِّ. و التسبید: أَن ینبت الشعر بعد أَیام. و قیل: سَبَّدَ الشعرُ إِذا نبت بعد الحلق فبدا سواده. و التسبید: التشعیث. و التسبید: طلوع الزَّغَب؛ قال الراعی: لَظَلَّ قُطامیٌّ و تحتَ لَبانِه نَواهِضُ رُبْدٌ، ذاتُ ریشٍ مُسَبَّدِ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه ذكر الخوارج فقال: التسبید فیهم فاشٍ.قال أَبو عبید: سأَلت أَبا عبیدة عن التسبید فقال: هو ترك التدهن و غسل الرأْس؛ و قال غیره: هو الحلق و استئصال الشعر؛ و قال أَبو عبید؛ و قد یكون الأَمران جمیعاً. و‌فی حدیث آخر: سیماهم التحلیق و التسبید.و سَبَّدَ الفرخُ إِذا بدا ریشه و شوّك؛ و قال النابغة الذبیانی فی قصر الشعر: مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قوادِمُه فی حاجب العین، من تسْبیدِه، زَبَبُ یصف فرخ قطاة حَمَّمَ و عنی بتسبیده طلوع زغبه. و المنهرت: الواسع الشدق. و قوادمه: أَوائل ریش جناحه. و الزبب: كثرة الزغب؛ قال: و قد روی فی الحدیث ما یثبت قول أَبی عبیدة؛روی عن ابن عباس أَنه قدم مكة مُسَبِّداً رأْسه فأَتی الحجر فقبله؛ قال أَبو عبید: فالتسبید هاهنا ترك التدهن و الغسل، و بعضهم یقول التسمید، بالمیم، و معناهما واحد؛ و قال غیره: سَبَّدَ شعرُه و سَمَّدَ إِذا نبت بعد الحلق حتی یظهر. و قال أَبو تراب: سمعت سلیمان بن المغیرة یقول: سَبَّدَ الرجل شعره إِذا سَرَّحَه و بله و تركه،
لسان العرب، ج‌3، ص: 203
قال: لا یُسَبِّدُ و لكنَّه یُسَبِّدُ «2». و قال أَبو عبید: سَبَّدَ شعرَه و سَمَّدَه إِذا استأْصله حتی أَلحقه بالجلد. قال: و سَبَّدَ شعرَه إِذا حلقه ثم نبت منه الشی‌ء الیسیر. و قال أَبو عمرو: سَبَدَ شعرَه و سَبَّده و أَسْبَدَه و سَبَتَه و أَسبَتَه و سَبَّتَه إِذا حلقه. و السُّبَدُ: طائر إِذا قَطَرَ علی ظهره قطرةٌ من ماء جَری؛ و قیل: هو طائر لین الریش إِذا قطر الماء علی ظهره جری من فوقه للینه؛ قال الراجز: أَ كُلَّ یوم عرشُها مَقِیلی، حتی تری المِئْزَرَ ذا الفُضولِ، مِثلَ جناح السُّبَدِ الغسیلِ و العرب تسمی الفرس به إِذا عرق؛ و قیل: السُّبَدُ طائر مثل العُقاب؛ و قیل: هو ذكر العقبان، و إِیاه عنی ساعدة بقوله: كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ، غَدَاةَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسِیلُ و جمعه سِبْدانٌ؛ و حكی أَبو منجوف عن الأَصمعی قال: السُّبَدُ هو الخُطَّاف البَرِّیُّ، و قال أَبو نصر: هو مثل الخطاف إِذا أَصابه الماء جری عنه سریعاً، یعنی الماء؛ و قال طفیل الغنوی: تقریبُه المَرَطَی و الجَوزُ مُعْتَدِلٌ، كأَنه سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ المرطی: ضرب من العدو. و الجوز: الوسط. و السُّبَدُ: ثوب یُسَدُّ به الحوضُ المَرْكُوُّ لئلا یتكدر الماء یفرش فیه و تسقی الإِبل علیه و إِیاه عنی طفیل؛ و قول الراجز یقوی ما قال الأَصمعی: حتی تری المئزر ذا الفضول، مثل جناح السُّبَدِ المغسول و السُّبَدَةُ: العانة «3». و السِّبَدَةُ: الداهیة. و إِنه لَسِبْدُ أَسباد أَی داه فی اللصوصیة. و السَّبَنْدَی و السِّبِنْدَی و السَّبَنْتی: النمر، و قیل الأَسد؛ و أَنشد یعقوب: قَرْمٌ جَوادٌ من بنی الجُلُنْدی، یمشی إِلی الأَقران كالسَّبَنْدَی و قیل: السبندی الجری‌ء من كل شی‌ء، هذلیة؛ قال الزَّفَیَان: لمَّا رأَیتُ الظُّعْنَ شالتْ تُحْدَی، أَتبعْتُهُنَّ أَرْحَبِیّاً مَعْدَا أَعیَسَ جَوّابَ الضُّحَی سَبَنْدَی، یَدَّرِعُ اللیلَ إِذا ما اسْوَدَّا و قیل: هو الجری‌ء من كل شی‌ء علی كل شی‌ء، و قیل: هی اللَّبْوَةُ الجریئة، و قیل: هی الناقة الجریئة الصدر و كذلك الجمل؛ قال: علی سَبَنْدَی طالما اعْتَلی به الأَزهری فی الرباعی: السَّبَنْدی الجری‌ء، و فی لغة هذیل: الطویل، و كل جری‌ء سَبَنْدی و سَبَنْتی. و قال أَبو الهیثم: السَّبَنْتاةُ النَّمِرُ و یوصف بها السبع؛ و قول المُعَذَّلِ بن عبد الله: من السُّحِّ جَوَّالًا كأَنَّ غُلامَه یُصَرِّفُ سِبْداً، فی العِیانِ، عَمَرَّدا و یروی سِیداً. قوله من السح یرید من الخیل التی تسح الجری أَی تصب. و العمرَّد: الطویل، و ظن
(2). قوله [لا یسبد و لكنه یسبد] كذا بالأَصل. و لعل معناه: لا یستأصل شعره بالحلق و لا یترك دهنه و لكنه یسرحه و یغسله و یتركه فیكون بینهما الجناس التام (3). قوله [و السبدة العانة] و كذلك السبد كصرد كما فی القاموس و شرحه
لسان العرب، ج‌3، ص: 204
بعضهم أَن هذا البیت لجریر و لیس له، و بیت جریر هو قوله: علی سابِحٍ نَهْدٍ یُشَبَّهُ بالضُّحَی، إِذا عاد فیه الركضُ سِیداً عَمرَّدا

سبرد؛ ج3، ص: 204

: سَبْردَ شعرَه إِذا حلقه، و الناقةُ إِذا أَلقت ولدها لا شعر علیه، فهو المُسَبْرَدُ.

سجد؛ ج3، ص: 204

: الساجد: المنتصب فی لغة طیّ‌ء، قال الأَزهری: و لا یحفظ لغیر اللیث. ابن سیدة: سَجَدَ یَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض، و قوم سُجَّدٌ و سجود. و قوله عز و جل: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً؛ هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن بنی یعقوب لم یكونوا یسجدون لغیر الله عز و جل. قال الزجاج: إِنه كان من سنة التعظیم فی ذلك الوقت أَن یُسْجَد للمعظم، قال و قیل: خَرُّوا لَهُ سُجَّداً أَی خروا لله سجداً؛ قال الأَزهری: هذا قول الحسن و الأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم سجدوا لیوسف، دل علیه رؤْیاه الأُولی التی رآها حین قال: إِنِّی رَأَیْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَیْتُهُمْ لِی سٰاجِدِینَ؛ فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا لیوسف تعظیماً له من غیر أَن أَشركوا بالله شیئاً، و كأَنهم لم یكونوا نهوا عن السجود لغیر الله عز و جل، فلا یجوز لأَحد أَن یسجد لغیر الله؛ و فیه وجه آخر لأَهل العربیة: و هو أَن یجعل اللام فی قوله: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً، و فی قوله: رَأَیْتُهُمْ لِی سٰاجِدِینَ، لام من أَجل؛ المعنی: و خروا من أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله علیهم حیث جمع شملهم و تاب علیهم و غفر ذنبهم و أَعز جانبهم و وسع بیوسف، علیه السلام؛ و هذا كقولك فعلت ذلك لعیون الناس أَی من أَجل عیونهم؛ و قال العجاج: تَسْمَعُ لِلجَرْعِ، إِذا استُحِیرا، للماء فی أَجوافها، خَریرَا أَراد تسمع للماء فی أَجوافها خریراً من أَجل الجرع. و قوله تعالی: وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلٰائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ*؛ قال أَبو إِسحق: السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله، عز و جل، إِنما خلق ما یعقل لعبادته. و المسجَد و المسجِد: الذی یسجد فیه، و فی الصحاح: واحد المساجد. و قال الزجاج: كل موضع یتعبد فیه فهو مسجَد [مسجِد، أَ لا تری‌أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: جعلت لی الأَرض مسجداً و طهوراً.و قوله عز و جل: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسٰاجِدَ اللّٰهِ؛ المعنی علی هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام؟ قال: و قد كان حكمه أَن لا یجی‌ء علی مَفْعِل و لكنه أَحد الحروف التی شذت فجاءَت علی مَفْعِل. قال سیبویه: و أَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبیت و لم یأْت علی فَعَلَ یَفْعُلُ كما قال فی المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود، یعنی أَنه لیس علی الفعل، و لو كان علی الفعل لقیل مِدَقٌّ لأَنه آلة، و الآلات تجی‌ء علی مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ و مِكنَسٍ و مِكسَحٍ. ابن الأَعرابی: مسجَد، بفتح الجیم، محراب البیوت؛ و مصلی الجماعات مسجِد، بكسر الجیم، و المساجد جمعها، و المساجد أَیضاً: الآراب التی یسجد علیها و الآراب السبعة مساجد. و یقال: سَجَدَ سَجْدَةً و ما أَحسن سِجْدَتَه أَی هیئة سجوده. الجوهری: قال الفراء كل ما كان علی فَعَلَ یَفْعُل مثل دخل یدخل فالمفعل منه بالفتح، اسماً كان أَو مصدراً، و لا یقع فیه الفرق مثل دخل مَدْخَلًا و هذا مَدْخَلُه، إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العین، من ذلك المسجِد و المطلِع و المغرب و المشرق و المَسْقِط و المَفْرِق و المَجْزِر و المَسْكِن و المَرْفِق مِن رَفَقَ یَرْفُقُ و المَنْبِت و المَنْسِك من نَسَك ینسُك، فجعلوا الكسر علامة الاسم، و ربما فتحه بعض العرب فی الاسم، فقد روی
لسان العرب، ج‌3، ص: 205
مسكَن و مسكِن و سمع المسجِد و المسجَد و المطلِع و المطلَع، قال: و الفتح فی كله جائز و إِن لم نسمعه. قال: و ما كان من باب فَعَل یفعِل مثل جلس یجلِسُ فالموضع بالكسر و المصدر بالفتح للفرق بینهما، تقول: نزل منزَلًا بفتح الزای، ترید نزل نزولًا، و هذا منزِله، فتكسر، لأَنك تعنی الدار؛ قال: و هو مذهب تفرد به هذا الباب من بین أَخواته، و ذلك أَن المواضع و المصادر فی غیر هذا الباب ترد كلها إِلی فتح العین و لا یقع فیها الفرق، و لم یكسر شی‌ء فیما سوی المذكور إِلا الأَحرف التی ذكرناها. و المسجدان: مسجد مكة و مسجد المدینة، شرفهما الله عز و جل؛ و قال الكمیت یمدح بنی أُمیة: لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ، و الحَصَی لكم قِبْصُه من بین أَثرَی و أَقتَرا القِبْصُ: العدد. و قوله: … من بین أَثری و أَقترا یرید من بین رجل أَثری و رجل أَقتر أَی لكم العدد الكثیر من جمیع الناس، المُثْری منهم و المُقْتِر. و المِسْجَدَةُ و السَّجَّادَةُ: الخُمْرَةُ المسجود علیها. و السَّجَّادةُ: أَثر السجود فی الوجه أَیضاً. و المَسْجَدُ، بالفتح: جبهة الرجل حیث یصیبه نَدَبُ السجود. و قوله تعالی: وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ؛ قیل: هی مواضع السجود من الإِنسان: الجبهة و الأَنف و الیدان و الركبتان و الرجلان. و قال اللیث فی قوله: وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ، قال: السجود مواضعه من الجسد و الأَرض مساجد، واحدها مسجَد، قال: و المسجِد اسم جامع حیث سجد علیه، و فیه حدیث لا یسجد بعد أَن یكون اتخذ لذلك، فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه؛ و قیل فی قوله: وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ، أَراد أَن السجود لله، و هو جمع مسجد كقولك ضربت فی الأَرض. أَبو بكر: سجد إِذا انحنی و تطامن إِلی الأَرض. و أَسجَدَ الرجلُ: طأْطأَ رأْسه و انحنی، و كذلك البعیر؛ قال الأَسدی أَنشده أَبو عبید: و قلنَ له أَسجِدْ لِلَیْلی فأَسجَدَا یعنی بعیرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه؛ و قال حمید بن ثور یصف نساء: فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ سجودَ النصاری لأَرْبابِها یقول: لما ارتحلن و لوین فضول أَزمَّة جمالهن علی معاصمهن أَسْجدت لهن؛ قال ابن بری صواب إِنشاده: فلما لَوَیْنَ علی مِعْصَمٍ، و كَفٍّ خضیبٍ و أَسوارِها، فُضولَ أَزِمَّتِها، أَسْجدت سجودَ النصاری لأَحْبارِها و سجدَت و أَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ. و‌فی الحدیث: كان كسری یسجد للطالع‌أَی یتطامن و ینحنی؛ و الطالِعُ: هو السهم الذی یجاوز الهَدَفَ من أَعلاه، و كانوا یعدونه كالمُقَرْطِسِ، و الذی یقع عن یمینه و شماله یقال له عاصِدٌ؛ و المعنی: أَنه كان یسلم لرامیه و یستسلم؛ و قال الأَزهری: معناه أَنه كان یخفض رأْسه إِذا شخص سهمه، و ارتفع عن الرَّمِیَّة لیتَقَوَّم السهم فیصیب الدارَةَ. و الإِسجادُ: فُتورُ الطرفِ. و عین ساجدة إِذا كانت فاترة. و الإِسجادُ: إِدامة النظر مع سكون؛ و فی الصحاح: إِدامة النظر و إِمراضُ الأَجفان؛ قال كثیر: أَ غَرَّكِ مِنِّی أَنَّ دَلَّكِ، عندنا، و إِسجادَ عیْنَیكِ الصَّیودَیْنِ، رابحُ ابن الأَعرابی: الإِسجاد، بكسر الهمزة، الیهودُ؛ و أَنشد
لسان العرب، ج‌3، ص: 206
الأَسود: وافی بها كدراهم الإِسجاد «1». أَبو عبیدة: یقال أعطونا الإِسجاد أَی الجزیة، و روی بیت الأَسود بالفتح كدراهم الأَسجاد. قال ابن الأَنباری: دراهم الأَسجاد هی دراهم ضربها الأَكاسرة و كان علیها صُوَرٌ، و قیل: كان علیها صورة كسری فمن أَبصرها سجد لها أَی طأْطأَ رأْسه لها و أَظهر الخضوع. قاله فی تفسیر شعر الأَسود بن یعفر روایة المفضل مرقوم فیه علامة أَی «2» … و نخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها. و سجدت النخلة إِذا مالت. و نخل سواجد: مائلة؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد للبید: بین الصَّفا و خَلِیج العینِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ، لم یدخل بها الخَصَرُ قال: و زعم ابن الأَعرابی أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة؛ قال و أَنشد فی وصف بعیر سانیة: لو لا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ، أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجدا قال ابن سیدة: كذا حكاه أَبو حنیفة لم أُغیر من حكایته شیئاً. و سجد: خضع؛ قال الشاعر: تری الأُكْمَ فیها سُجَّداً للحوافِرِ و منه سجود الصلاة، و هو وضع الجبهة علی الأَرض و لا خضوع أَعظم منه. و الاسم السجدة، بالكسر، و سورة السجدة، بالفتح. و كل من ذل و خضع لما أُمر به، فقد سجد؛ و منه قوله تعالی: یَتَفَیَّؤُا ظِلٰالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمٰائِلِ سُجَّداً لِلّٰهِ وَ هُمْ دٰاخِرُونَ أَی خضعاً متسخرة لما سخرت له. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدٰانِ؛ معناه یستقبلان الشمس و یمیلان معها حتی ینكسر الفی‌ء. و یكون السجود علی جهة الخضوع و التواضع كقوله عز و جل: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ «3» و یكون السجود بمعنی التحیة؛ و أَنشد: مَلِكٌ تَدِینُ له الملوكُ و تَسْجُدُ قال و من قال فی قوله عز و جل: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً، سجود تحیة لا عبادة؛ و قال الأَخفش: معنی الخرور فی هذه الآیة المرور لا السقوط و الوقوع. ابن عباس و قوله، عز و جل: وَ ادْخُلُوا الْبٰابَ سُجَّداً*، قال: باب ضیق، و قال: سُجَّداً* ركعاً، و سجود الموات محمله فی القرآن طاعته لما سخر له؛ و منه قوله تعالی: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ، إِلی قوله: وَ كَثِیرٌ حَقَّ عَلَیْهِ الْعَذٰابُ؛ و لیس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشیة الله، و علینا التسلیم لله و الإِیمان بما أَنزل من غیر تطلب كیفیة ذلك السجود و فقهه، لأَن الله، عز و جل، لم یفقهناه، و نحو ذلك تسبیح الموات من الجبال و غیرها من الطیور و الدواب یلزمنا الإِیمان به و الاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه، كما قال الله عز و جل: وَ إِنْ مِنْ شَیْ‌ءٍ إِلّٰا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لٰكِنْ لٰا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ.

سخد؛ ج3، ص: 206

: السُّخْدُ: دم و ماء فی السَّابِیَاء، و هو السَّلی الذی یكون فیه الولد. ابن أَحمر: السُّخْدُ الماء الذی یكون علی رأْس الولد. ابن سیدة: السُّخْدُ ماء أَصفر ثخین یخرج مع الولد، و قیل: هو ماء یخرج مع المشیمة، قیل: هو للناس خاصة، و قیل: هو للإِنسان و الماشیة، و منه قیل: رجل مُسَخَّدٌ. و رجل مُسَخِّدٌ: مورَّم مصفر ثقیل من مرض أَو
(1). قوله [وافی بها إلخ] صدره كما فی القاموس: من خمر ذی نطق أغن منطق (2). قوله [علامة أی] فی نسخة الأَصل التی بأیدینا بعد أی حروف لا یمكن أَن یهتدی الیها أحد (3). الآیة
لسان العرب، ج‌3، ص: 207
غیره لأَن السُّخْدَ ماء ثخین یخرج مع الولد. و‌فی حدیث زید بن ثابت: كان یحیی لیلة سبع عشرة من رمضان فیصبح و كأَن السُّخْدَ علی وجهه؛ هو الماء الغلیظ الأَصفر الذی یخرج مع الولد إِذا نُتخ، شبه ما بوجهه من التَّهَیُّج بالسُّخْدِ فی غلظه من السهر. و أَصبح فلان مُسَخَّداً إِذا أَصبح و هو مصفر مورم. و قیل: السُّخْدُ هَنَة كالكبد أَو الطحال مجتمعة تكون فی السَّلی و ربما لعب بها الصبیان؛ و قیل: هو نفس السَّلی. و السُّخْدُ: بول الفصیل فی بطن أُمه. و السُّخْدُ: الرَّهَلُ و الصُّفرة فی الوجه، و الصاد فی كل ذلك لغة علی المضارعة، و الله أَعلم.

سدد؛ ج3، ص: 207

: السَّدُّ: إِغلاق الخَلَلِ و رَدْمُ الثَّلْمِ. سَدَّه یَسُدُّه سَدّاً فانسدّ و استدّ و سدّده: أَصلحه و أَوثقه، و الاسم السُّدُّ. و حكی الزجاج: ما كان مسدوداً خلقة، فهو سُدٌّ، و ما كان من عمل الناس، فهو سَدٌّ، و علی ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بین السُّدَّیْنِ و السَّدَّیْنِ. التهذیب: السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشی‌ء سَدّاً. و السَّدُّ و السُّدّ: الجبل و الحاجز. و قرئ قوله تعالی: حَتّٰی إِذٰا بَلَغَ بَیْنَ السَّدَّیْنِ، بالفتح و الضم. و روی عن أَبی عبیدة أَنه قال: بین السُّدّین، مضموم، إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله، و إِن كان من فعل الآدمیین، فهو سَدٌّ، بالفتح، و نحو ذلك قال الأَخفش. و قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو: بَیْنَ السَّدَّیْنِ و بَیْنَهُمْ سَدًّا، بفتح السین. و قرأَ فی یس: مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سُدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا، بضم السین، و قرأَ نافع و ابن عامر و أَبو بكر عن عاصم و یعقوب، بضم السین، فی الأَربعة المواضع، و قرأَ حمزة و الكسائی بین السُّدَّین، بضم السین. غیره: ضم السین و فتحها، سواء السَّدُّ و السُّدُّ؛ و كذلك قوله: وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا، فتح السین و ضمها. و السَّد، بالفتح و الضم: الردم و الجبل؛ و منه سدّ الرَّوْحاءِ و سدّ الصهباء و هما موضعان بین مكة و المدینة. و‌قوله عز و جل: وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا؛ قال الزجاج: هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبی، صلی الله علیه و سلم، سوءاً فحال الله بینهم و بین ذلك، و سدّ علیهم الطریق الذی سلكوه‌فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ یدُه و سُدَّ طریقه من بین یدیه و من خلفه و جُعل علی بصره غشاوة؛ و قیل فی معناه قول آخر: إِن الله وصف ضلال الكفار فقال سَددْنا علیهم طریقَ الهدی كما قال خَتَمَ اللّٰهُ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ. و السِّدادُ: ما سُدَّ به، و الجمع أَسِدَّة. و قالوا: سِدادٌ من عَوَزٍ و سِدادٌ من عَیْشٍ أَی ما تُسَدُّ به الحاجة، و هو علی المثل. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، فی السؤال أَنه قال: لا تحل المسأَلة إِلا لثلاثة، فذكر منهم رجلًا أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فیسأَل حتی یصیب سِداداً من عَیْشٍ أَو قِواماً‌أَی ما یكفی حاجته؛ قال أَبو عبیدة: قوله سِداداً من عیش أَی قواماً، هو بكسر السین، و كل شی‌ء سَدَدْتَ به خَلَلًا، فهو سِداد بالكسر، و لهذا سمی سِداد القارورة، بالكسر، و هو صِمامُها لأَنه یَسُدُّ رأْسَها؛ و منها سِدادُ الثَّغْرِ، بالكسر، إِذا سُدَّ بالخیل و الرجال؛ و أَنشد العرجی: أَضاعونی، و أَیَّ فتًی أَضاعوا لیومِ كریهةٍ، و سِدادِ ثَغْرِ بالكسر لا غیر و هو سَدُّه بالخیل و الرجال. الجوهری: و أَما قولهم فیه سِدادٌ من عَوَز و أَصبت به سِداداً من عَیْش أَی ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ، فیكسر و یفتح، و الكسر أَفصح. قال: و أَما السَّداد، بالفتح، فإِنما معناه الإِصابة فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 208
المنطق أَن یكون الرجل مُسَدَّداً. و یقال: إِنه لذو سَدادٍ فی منطقه و تدبیره، و كذلك فی الرمی. یقال: سَدَّ السَّهْمُ یَسِدُّ إِذا استقام. و سَدَّدْتُه تسدیداً. و اسْتَدَّ الشی‌ءُ إِذا استقام؛ و قال: أُعَلِّمُه الرِّمایَةَ كلَّ یومٍ، فلما اسْتَدَّ ساعِدُه رَمانی قال الأَصمعی: اشتد، بالشین المعجمة، لیس بشی‌ء؛ قال ابن بری: هذا البیت ینسب إِلی مَعْن بن أَوس قاله فی ابن أُخت له، و قال ابن درید: هو لمالك بن فَهْم الأَزْدِیِّ، و كان اسم ابنه سُلَیْمَةَ، رماه بسهم فقتله فقال البیت؛ قال ابن بری: و رأَیته فی شعر عقیل بن عُلَّفَةَ یقوله فی ابنه عُمیس حین رماه بسهم، و بعده: فلا ظَفِرَتْ یمینك حین تَرْمی، و شَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ و‌فی الحدیث: كان له قوس تسمی السَّدادَ‌سمیت به تفاؤُلًا بإِصابة ما رمی عنها. و السَّدُّ: الرَّدْمُ لأَنه یُسدُّ به، و السُّدُّ و السَّدُّ: كل بناء سُدَّ به موضع، و قد قرئ: تَجْعَلَ بَیْنَنٰا وَ بَیْنَهُمْ سَدًّا و سُدّاً، و الجمع أَسِدَّةٌ و سُدودٌ، فأَما سُدودٌ فعلی الغالب و أَما أَسدة فشاذ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه جمع سداد؛ و قوله: ضَرَبَتْ علیَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ یقول: سُدَّتْ علیَّ الطریقُ أَی عمیت علیَّ مذاهبی، و واحد الأَسْدادِ سُدٌّ. و السُّدُّ: ذهاب البصر، و هو منه. ابن الأَعرابی: السَّدُودُ العُیون المفتوحة و لا تبصر بصراً قویاً، یقال منه: عین سادَّة. و قال أَبو زید: عین سادَّة و قائمة إِذا ابیضت لا یبصر بها صاحبها و لم تنفقئ بعدُ. أَبو زید: السُّدُّ من السحاب النَّش‌ءُ الأَسود من أَی أَقطار السماء نشأَ. و السُّدُّ واحد السُّدودِ، و هو السحائب السُّودُ. ابن سیدة: و السُّدّ السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق، و الجمع سُدودٌ؛ قال: قَعَدْتُ له و شَیَّعَنی رجالٌ، و قد كَثُرَ المَخایلُ و السُّدودُ و قد سَدَّ علیهم و أَسدَّ. و السُّدُّ: القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ؛ قال الراجز: سَیْلُ الجَرادِ السُّدِّ یرتادُ الخُضَرْ فإِما أَن یكون بدلًا من الجراد فیكون اسماً، و إِما أَن یكون جمع سَدودٍ، و هو الذی یَسُدُّ الأُفُقَ فیكون صفة. و یقال: جاءَنا سُدٌّ من جراد. و جاءَنا جراد سُدٌّ إذا سَدَّ الأُفق من كثرته. و أَرض بها سَدَدَةٌ، و الواحدة سُدَّةٌ: و هی أَودیة فیها حجارة و صخور یبقی فیها الماءُ زماناً؛ و فی الصحاح: الواحد سُدٌّ مثل جُحْرٍ و جِحَرَةٍ. و السُّدُّ و السَّدُّ: الجبل، و قیل: ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ و سُدٌّ. و منه قولهم فی المِعْزَی: سَدٌّ یُرَی من ورائه الفقر، و سُدٌّ أَیضاً، أَی أَن المعنی لیس إِلا منظرها و لیس له كبیر منفعة. ابن الأَعرابی قال: رماه فی سَدِّ ناقته أَی فی شخصها. قال: و السَّدُّ و الدَّرِیئة و الدَّرِیعةُ الناقة التی یستتر بها الصائد و یختل لیرمی الصید؛ و أَنشد لأَوس: فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ علیهمُ، و لكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ و تَسْفَعُ قال الأَزهری: قرأْت بخط شمر فی كتابه: یقال سَدَّ علیك الرجلُ یَسِدُّ سَدّاً إِذا أَتی السَّدادَ. و ما كان هذا الشی‌ء سدیداً و لقد سَدَّ یَسدُّ سَداداً و سُدوداً، و أَنشد بیت أَوس و فسره فقال: لم یجبنوا
لسان العرب، ج‌3، ص: 209
من الإِنصاف فی القتال و لكن حشرنا علیهن فلقونا و نحن كالنار التی لا تبقی شیئاً؛ قال الأَزهری: و هذا خلاف ما قال ابن الأَعرابی. و السَّدُّ: سَلَّة من قضبان، و الجمع سِدادٌ و سُدُدٌ. اللیث: السُّدودُ السِّلالُ تتخذ من قضبان لها أَطباق، و الواحدة سَدَّة؛ و قال غیره: السَّلَّة یقال لها السَّدَّة و الطبل. و السُّدَّة أَمام باب الدار، و قیل: هی السقیفة. التهذیب: و السُّدَّة باب الدار و البیت؛ یقال: رأَیته قاعداً بَسُدَّةِ بابه و بسُدَّة داره. قال أَبو سعید: السُّدَّة فی كلام العرب الفِناء، یقال لبیت الشَّعَر و ما أَشبهه، و الذین تكلموا بالسُّدَّة لم یكونوا أَصحاب أَبنیة و لا مَدَرٍ، و من جعل السُّدَّة كالصُّفَّة أَو كالسقیفة فإِنما فسره علی مذهب أَهل الحَضَر. و قال أَبو عمرو: السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بین یدی البیت، و الظُّلَّة تكون بباب الدار؛ قال أَبو عبید: و منه‌حدیث أَبی الدرداء أَنه أَتی باب معاویة فلم یأْذن له، فقال: من یَغْشَ سُدَد السلطان یقم و یقعد.و‌فی الحدیث أَیضاً: الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذین لا تُفتح لهم السُّدَدُ.و سُدَّة المسجد الأَعظم: ما حوله من الرُّواق، و سمی إِسماعیل السُّدِّیُّ بذلك لأَنه كان تاجراً یبیع الخُمُر و المقانع علی باب مسجد الكوفة، و فی الصحاح: فی سُدَّة مسجد الكوفة. قال أَبو عبید: و بعضهم یجعل السُّدَّة الباب نفسه. و قال اللیث: السدیُّ رجل منسوب إِلی قبیلة من الیمن؛ قال الأَزهری: إن أَراد إِسماعیل السدیّ فقد غلط، لا نعرف فی قبائل الیمن سدّاً و لا سدّة. و‌فی حدیث المغیرة بن شعبة: أَنه كان یصلی فی سُدَّة المسجد الجامع یوم الجمعة مع الإِمام، و فی روایة: كان لا یصلی، و سُدَّة الجامع: یعنی الظلال التی حوله. و‌فی الحدیث أَنه قیل له: هذا علیٌّ و فاطمة قائمین بالسُّدَّة؛ السدة: كالظلة علی الباب لتقی الباب من المطر، و قیل: هی الباب نفسه، و قیل: هی الساحة بین یدیه؛ و منه‌حدیث واردی الحوض: هم الذین لا تفتح لهم السُّدَدُ و لا یَنكحِون المُنَعَّمات‌أَی لا تفتح لهم الأَبواب. و‌فی حدیث أُم سلمة: أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلی البصرة: إِنك سُدَّة بین رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و بین أُمته‌أَی باب فمتی أُصیب ذلك الباب بشی‌ء فقد دخل علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی حریمه و حَوْنَته و استُبیحَ ما حماه، فلا تكونی أَنت سبب ذلك بالخروج الذی لا یجب علیك فتُحْوِجی الناس إِلی أَن یفعلوا مثلك. و السُّدَّة جرید یُشدّ بعضه الی بعض ینام علیه. و السُّدَّة و السُّداد، مثل العُطاس و الصُّداع: داء یسدُّ الأَنف یأْخذ بالكَظَم و یمنع نسیم الریح. و السَّدُّ: العیب، و الجمع أَسِدَّة، نادر علی غیر قیاس و قیاسه الغالب علیه أَسُدٌّ أَو سُدود، و فی التهذیب: القیاس أَن یجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو سُدُوداً. الفراء: الوَدَس و السَّدُّ، بالفتح، العیب مثل العَمی و الصمَم و البَكم و كذلك الأَیه و الأَبه «1» أَبو سعید: یقال ما بفلان سَدادة یَسُدُّ فاه عن الكلام أَی ما به عیب، و منه قولهم: لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَی لا تُضَیِّقَنَ صدرك فتسكت عن الجواب كمن به صمم و بكم؛ قال الكمیت: و ما بِجَنْبیَ من صَفْح و عائدة، عند الأَسِدَّةِ، إِنَّ العِیَّ كالعَضَب یقول: لیس بی عِیُّ و لا بَكَم عن جواب الكاشح، و لكنی أَصفح عنه لأَن العِیَّ عن الجواب كالعَضْب، و هو قطع ید أَو ذهاب عضو. و العائدة: العَطْف.
(1). قوله [و كذلك الأَیه و الأَبه] كذا بالأصل و لعله محرف عن الآهة و الماهة أَو نحو ذلك، و الآهة و الماهة الحصبة و الجدری.
لسان العرب، ج‌3، ص: 210
و‌فی حدیث الشعبی: ما سدَدْتُ علی خصم قط‌أَی ما قطعت علیه فأَسُدَّ كلامه. و صببت فی القربة ماء فاسْتَدَّت به عُیون الخُرَز و انسدت بمعنی واحد. و السَّدَد: القصْد فی القول و الوَفْقُ و الإِصابة، و قد تَسَدَّد له و استَدَّ. و السَّدیدُ و السَّداد: الصواب من القول. یقال: إِنه لَیُسِدُّ فی القول و هو أَن یُصِیبَ السَّداد یعنی القصد. و سَدَّ قوله یَسِدُّ، بالكسر، إِذا صار سدیداً. و إِنه لَیُسِدُّ فی القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان یصیب السداد أَی القصد. و السَّدَد: مقصور، من السَّداد، یقال: قل قولًا سَدَداً و سَداداً و سَدیداً أَی صواباً؛ قال الأَعشی: ما ذا علیها؟ و ما ذا كان ینقُصها یومَ الترحُّل، لو قالت لنا سَدَدا؟ و قد قال سَداداً من القول. و التَّسدیدُ: التوفیقُ للسداد، و هو الصواب و القصد من القول و العمل. و رجل سَدیدٌ و أَسَدُّ: من السداد و قصد الطریق، و سدَّده الله: وفقه. و أَمر سدید و أَسَدُّ أَی قاصد. ابن الأَعرابی: یقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ و سَلِمَةٌ و سَدِرَةٌ و سَدِمَةٌ. و السِّدادُ: الشی‌ء من اللَّبَن یَیْبَسُ فی إِحلیل الناقة. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الإِزار فقال: سَدِّدْ و قارِبْ؛ قال شمر: سَدِّدْ من السداد و هو المُوَفَّقُ الذی لا یعاب، أَی اعمل به شیئاً لا تعاب علی فعله، فلا تُفْرِط فی إِرساله و لا تَشْمیره، جعله الهروی من حدیث أَبی بكر، و الزمخشری من حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، سأَله؛ و الوَفْق: المِقْدار. اللهم سدِّدْنا للخیر أَی وَفِّقْنا له؛ قال: و قوله و قارِب، القِرابُ فی الإِبل أَن یُقارِبَها حتی لا تَتَبَدَّد. قال الأَزهری: معنی قوله قارِبْ أَی لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ فی إِسباله، و لا تُقَلِّصه فتفرط فی تشمیره و لكن بین ذلك. قال شمر: و یقال سَدِّدْ صاحِبَكَ أَی علمه و اهده، و سَدِّد مالك أَی أَحسن العمل به. و التسدید للإِبل: أَن تیسرها لكل مكانِ مَرْعی و كل مكان لَیانٍ و كل مكان رَقَاق. و رجل مُسَدَّدٌ: مُوَفَّق یعمل بالسَّدادِ و القصْد. و المُسَدَّدُ: المُقوَّم. و سَدَّد رمحه: و هو خلاف قولك عرّضه. و سهم مُسَدَّد: قویم. و یقال: أَسِدَّ یا رجل و قد أَسدَدْتَ ما شئت أَی طلبت السَّدادَ و القصدَ، أَصبته أَو لم تُصِبْه؛ قال الأَسود بن یعفر: أَسِدِّی یا مَنِیُّ لِحِمْیَری یُطَوِّفُ حَوْلَنا، و له زَئِیرُ یقول: اقصدی له یا منیة حتی یموت. و السَّداد، بالفتح: الاستقامة و الصواب؛ و‌فی الحدیث: قاربوا و سَدِّدوا‌أَی اطلبوا بأَعمالكم السَّداد و الاستقامة، و هو القصد فی الأَمر و العدل فیه؛ و منه‌الحدیث: قال لعلیّ، كرم الله وجهه: سلِ اللهَ السَّداد، و اذكر بالسَّداد تَسدیدَك السهم‌أَی إِصابةَ القصد به. و‌فی صفة متعلم القرآن: یغفر لأَبویه إِذا كانا مُسَدَّدَیْن‌أَی لازمی الطریقة المستقیمة؛ و یروی بكسر الدال و فتحها علی الفاعل و المفعول. و‌فی الحدیث: ما من مؤْمن یؤْمن بالله ثم یُسَدِّدُ‌أَی یقتصد فلا یغلو و لا یسرف. قال أَبو عدنان: قال لی جابر البَذِخُ الذی إِذا نازع قوماً سَدَّد علیهم كل شی‌ء قالوه، قلت: و كیف یُسَدِّدُ علیهم؟ قال: ینقض علیهم كل شی‌ء قالوه. و‌روی الشعبی أَنه قال: ما سَددتُ علی خَصْم قط؛ قال شمر: زعم العِتْرِیفِیُّ أَن معناه ما قطعت علی
لسان العرب، ج‌3، ص: 211
خصم قط. و السُّدُّ: الظِّلُّ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: قعدْتُ له فی سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ، لذلك، فی صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِینُها أَی جعلته سترة لی من أَن یرانی. و قوله جِذْم دَرینها أَی قدیم لأَن الجذم الأَصل و لا أَقدم من الأَصل، و جعله صفة إِذ كان فی معنی الصفة. و الدرین من النبات: الذی قد أَتی علیه عام. و المُسَدُّ: موضع بمكة عند بستان ابن عامر و ذلك البستان مأْسَدَة؛ و قیل: هو موضع بقرب مكة، شرفها الله تعالی؛ قال أَبو ذؤَیب: أَلفَیْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حدیدَ النَّابِ، أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِیحُ قال الأَصمعی: سأَلت ابن أَبی طرفة عن المُسَدّ فقال: هو بستان ابن مَعْمَر الذی یقول له الناس بستان ابن عامر. و سُدّ: قریة بالیمن.و السُّد، بالضم: ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بسدّه.

سرد؛ ج3، ص: 211

: السَّرْدُ فی اللغة: تَقْدِمَةُ شی‌ء إِلی شی‌ء تأْتی به متَّسقاً بعضُه فی أَثر بعض متتابعاً. سَرَد الحدیث و نحوه یَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه. و فلان یَسْرُد الحدیث سرداً إِذا كان جَیِّد السیاق له. و‌فی صفة كلامه، صلی الله علیه و سلم: لم یكن یَسْرُد الحدیث سرداً‌أَی یتابعه و یستعجل فیه. و سَرَد القرآن: تابع قراءَته فی حَدْر منه. و السَّرَد: المُتتابع. و سرد فلان الصوم إِذا والاه و تابعه؛ و منه‌الحدیث: كان یَسْرُد الصوم سَرْداً؛ و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال لرسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِنی أَسْرُد الصیام فی السفر، فقال: إِن شئت فصم و إِن شئت فأَفطر.و قیل لأَعرابی: أَ تعرف الأَشهر الحرم؟ فقال: نعم، واحد فَرْدٌ و ثلاثة سَرْد، فالفرد رجَبٌ و صار فرداً لأَنه یأْتی بعده شعبانُ و شهر رمضانَ و شوّالٌ، و الثلاثة السَّرْد: ذو القَعْدة و ذو الحجة و المُحرّم. و سَرَد الشی‌ء سَرْداً و سرَّده و أَسْرَده: ثقبه. و السِّراد و المِسْرَد: المِثْقَب. و المِسْرَدُ: اللسان. و المِسْرَدُ: النعل المخصوفة اللسان. و السَّرْدُ: الخرزُ فی الأَدیم، و التَّسْرید مثله. و السِّراد و المِسْرَد: المِخْصَف و ما یُخْرز به، و الخرز مَسْرودٌ و مُسَرَّد، و قیل: سَرْدُها «2» نَسْجُها، و هو تداخل الحَلَق بَعْضِها فی بعض. و سَرَدَ خُفَّ البعیر سَرْداً: خصفه بالقِدِّ. و السَّرد: اسم جامع للدروع و سائر الحَلَق و ما أَشبهها من عمل الخلق، و سمی سَرْداً لأَنه یُسْرَد فیثقب طرفا كل حلقة بالمسمار فذلك الحَلَق المِسْرَد. و المِسْرَد: هو المِثْقَب، و هو السِّراد؛ و قال لبید: كما خرج السِّرادُ من النِّقال أَراد النِّعال؛ و قال طرفة: حِفافَیْه شُكَّا فی العَسِیبِ بِمسْرَد و السَّرْد: الثَّقْب. و المسرودة: الدرع المثقوبة؛ و قیل: السَّرْد السَّمْر. و السَّرْد: الحَلَق. و قوله عز و جل: وَ قَدِّرْ فِی السَّرْدِ؛ قیل: هو أَن لا یجعل المسمار غلیظاً و الثقْب دقیقاً فیَفْصِم الحلق، و لا یجعل المسمار دقیقاً و الثقبَ واسعاً فیتقلقل أَو ینخلع أَو یتقصف، اجْعَلْه علی القصد و قَدْر الحاجة. و قال الزجاج: السرْد السمْر، و هو غیر خارج من اللغة لأَن السَّرْد تقدیرك طرَف الحَلْقة إِلی طرفها الآخر.
(2). قوله [و الخزز مسرود إلخ] كذا بالأَصل. و عبارة الصحاح: و الخرز مسرود و مسرد، و كذلك الدرع مسرود و مسردة، و قیل سردها إلخ انتهی.
لسان العرب، ج‌3، ص: 212
و السَّرادة: الخَلالة الصُّلْبة. و السَّرَّاد: الزرَّاد. و السَّرادَةُ: البُسْرة تَحْلو قبل أَن تُزْهِیَ و هی بلَحة. و قال أَبو حنیفة: السَّراد الذی یسقط من البُسْر قیل أَن یدرك و هو أَخضر، الواحدة سَرادة. و السَّراد من الثمر: ما أَضرَّ به العطش فیبس قبل یَنْعِه، و قد أَسرَدَ النخلُ. أَبو عمرو: السارِدُ الخَرَّاز و الإِشْفی یقال له السِّراد و المِسْرَد و المِخْصَف. و السَّرْد: موضع. و سُرْدُد: موضع؛ قال ابن سیدة: هكذا حكاه سیبویه متمثلًا به بضم الدال و عدله بشُرْنُب، قال: و أَما ابن جنی فقال سُرْدَد، بفتح الدال؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: تَصَیَّفْتُ نَعمانَ، و اصَّیَفَتْ جبالَ شَرَوْرَی إِلی سُرْدَد قال ابن جنی: إِنما ظهر تضعیف سُرْدَد لأَنه ملحق بما لم یجئ و قد علمنا أَن الإِلحاق إِنما هو صنعة لفظیة، و مع هذا فلم یظهر ذلك الذی قدره هذا ملحقاً فیه، فلولا أَن ما یقوم الدلیل علیه بما لم یَظهر إِلی النطق بمنزلة الملفوظ به لما أَلحقوا سُرْدَداً و سودَداً بما لم یفوهوا به و لا تجشموا استعماله. و السَّرَنْدی: الجری‌ء، و قیل: الشدید، و الأُنثی سَرَنداة. و السَّرَنْدی: اسم رجل؛ قال ابن أَحمر: فَخَرَّ و جالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه، كَسَیْفِ السَّرَنْدی لاحَ فی كَفِّ صاقِل قال سیبویه: رجل سَرَنْدی مشتق من السرد و معناه الذی یمضی قُدُماً. قال: و السَّرَد الحَلَق، و هو الزَّرَد و منه قیل لصانعها: سَرَّاد و زَرَّاد. و المُسْرَنْدی: الذی یعلوك و یَغْلِبك. و اسْرَنداه الشی‌ءُ: غلبه و علاه؛ قال: قد جَعل النعاسُ یَغْرَنْدینی، أَدْفعه عنِّی و یَسْرَنْدینی و الاسْرِنْداء و الاغْرِنْداء واحد، و الیاء للإِلحاق بافْعَنْلل.

سربد؛ ج3، ص: 212

: حاجب مُسَرْبَدٌ: لا شعر علیه؛ عن كراع.

سرمد؛ ج3، ص: 212

: السرْمَدُ: دوام الزمان من لیل أَو نهار. و لیل سرمد: طویل. و فی التنزیل العزیز: قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللّٰهُ عَلَیْكُمُ النَّهٰارَ سَرْمَداً؟ قال الزجاج: السرمد الدائم فی اللغة. و‌فی حدیث لقمان: جَوّابُ لیل سَرْمَد؛ السرمد: الدائم الذی لا ینقطع.

سرند؛ ج3، ص: 212

: السرَنْدی: الشدید. و السرَنْدی: الجری‌ء علی أَمره لا یَفْرَق من شی‌ء. و قد اسْرَنْداه و اغرنداه إِذا جهل علیه. و سیف سرَنْدَی: ماض فی الضریبة و لا یَنْبُو؛ قال ابن أَحمر یصف رجلًا صرع فخرّ قتیلًا: فخرّ و جال المُهْرُ ذاتَ یمِینه، كسیفٍ سَرَنْدی لاح فی كف صَیْقلِ و من جعل سَرَنْدی فَعَنْللًا صرفه، و من جعله فعنلی لم یصرفه. و قال أَبو عبید: اسْرَنْداه و اغْرَنْداه إِذا علاه و غلبه. و السَّرَنْدی: القویُّ الجری‌ء من كل شی‌ء، و الأُنثی بالهاء. و المُسْرندی: الذی یغلبك و یعلوك؛ قال الشاعر: قد جعل النعاس یغرندینی، أَدفعه عنی و یسرندینی

سرهد؛ ج3، ص: 212

: المُسَرْهَد: المُنَعَّم المُغَذَّی. و امرأَة مُسَرْهَدة: سمینة مصنوعة و كذلك الرجل. و سنَام مُسَرْهَدٌ: مقطع قطعاً، و قیل: سنام مُسَرهد أَی سمین. و ماء سَرْهد أَی كثیر. و سَرهدت الصبیَّ سَرْهَدَة: أَحسنت غذاءه و المُسَرْهَدُ: الحسنُ الغِذاء، و ربما قیل لشحم السنام سَرْهَد.
لسان العرب، ج‌3، ص: 213‌

سعد؛ ج3، ص: 213

: السَّعْد: الیُمْن، و هو نقیض النَّحْس، و السُّعودة: خلاف النحوسة، و السعادة: خلاف الشقاوة. یقال: یوم سَعْد و یوم نحس. و فی المثل: فی الباطل دُهْدُرَّیْنْ سَعْدُ القَیْنْ، و معناهما عندهم الباطل؛ قال الأَزهری: لا أَدری ما أَصله؛ قال ابن سیدة: كأَنه قال بَطَلَ سعدُ القینِ، فَدُهْدُرَّیْن اسم لِبَطَلَ و سعد مرتفع به و جمعه سُعود. و‌فی حدیث خلف: أَنه سمع أَعرابیّاً یقول دهدرّین ساعد القین؛ یرید سعد القین فغیره و جعله ساعداً. و قد سَعِدَ یَسْعَدُ سَعْداً و سَعادَة، فهو سعید: نقیض شَقی مثل سَلِم فهو سَلیم، و سُعِد، بالضم، فهو مسعود، و الجمع سُعداء و الأُنثی بالهاء. قال الأَزهری: و جائز أَن یكون سعید بمعنی مسعود من سَعَده الله، و یجوز أَن یكون من سَعِد یَسْعَد، فهو سعید. و قد سعَده الله و أَسعده و سَعِد جَدُّه و أَسعَده: أَنماه. و یومٌ سَعْد و كوكبٌ سعد وُصِفا بالمصدر؛ و حكی ابن جنی: یومٌ سَعْد و لیلةٌ سعدة، قال: و لیسا من باب الأَسْعد و السُّعْدی، بل من قبیل أَن سَعْداً و سَعْدَةً صفتان مسوقتان علی منهاج و استمرار، فسَعْدٌ من سَعْدَة كجَلْد من جَلْدة و نَدْب من نَدْبة، أَ لا تراك تقول هذا یوم سَعْدٌ و لیلة سعدة، كما تقول هذا شَعر جَعْد و جُمَّة جعدة؟ و تقول: سَعَدَ یومُنا، بالفتح، یَسْعَد سُعودا. و أَسعده الله فهو مسعود، و لا یقال مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عنه بمسعود. و السُّعُد و السُّعود، الأَخیرة أَشهر و أَقیس: كلاهما سعود النجوم، و هی الكواكب التی یقال لها لكل واحد منها سَعْدُ كذا، و هی عشرة أَنجم كل واحد منها سعد: أَربعة منها منازلُ ینزل بها القمر، و هی: سعدُ الذابِح و سعدُ بُلَع و سعد السُّعود و سعدُ الأَخْبِیَة، و هی فی برجی الجدی و الدلو، و ستة لا ینزل بها القمر، و هی: سعد ناشِرَة و سعد المَلِك و سعْدُ البِهامِ و سعدُ الهُمامِ و سعد البارِع و سعد مَطَر، و كل سعد منها كوكبان بین كل كوكبین فی رأْی العین قدر ذراع و هی متناسقة؛ قال ابن كناسة: سعد الذابح كوكبان متقاربان سمی أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغیراً غامضاً، یكاد یَلْزَقُ به فكأَنه مُكِبٌّ علیه یذبحه، و الذابح أَنور منه قلیلًا؛ قال: و سعدُ بُلَع نجمان معترِضان خفیان. قال أَبو یحیی: و زعمت العرب أَنه طلع حین قال الله: یٰا أَرْضُ ابْلَعِی مٰاءَكِ وَ یٰا سَمٰاءُ أَقْلِعِی؛ و یقال إِنما سمی بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه یكاد أَن یَبْلَعَه؛ قال: و سعد السعود كوكبان، و هو أَحمد السعود و لذلك أُضیف إِلیها، و هو یشبه سعد الذابح فی مَطْلَعِه؛ و قال الجوهری: هو كوكب نَیِّرٌ منفرد. و سعد الأَخبیة ثلاثة كواكب علی غیر طریق السعود مائلة عنها و فیها اختلاف، و لیست بخفیة غامضة و لا مضیئة منیرة، سمیت سعد الأَخبیة لأَنها إِذا طلعت خرجت حشَراتُ الأَرض و هوامُّها من جِحَرتها، جُعِلَتْ جِحَرتُها لها كالأَخبیة؛ و فیها یقول الراجز: قد جاء سعدٌ مُقْبِلًا بِحَرِّه، واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه فجعل هوامَّ و الأَرض جنوداً لسعد الأَخبیة؛ و قیل: سعد الأَخبیة ثلاثة أَنجم كأَنها أَثافٍ و رابع تحت واحد منهن، و هی السعود، كلها ثمانیة، و هی من نجوم الصیف و منازل القمر تطلع فی آخر الربیع و قد سكنت ریاح الشتاء و لم یأْت سلطان ریاح الصیف فأَحسن ما تكون الشمس و القمر و النجوم فی أَیامها، لأَنك لا تری فیها غُبْرة، و قد ذكرها الذبیانی فقال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 214
قامت تَراءَی بین سِجْفَیْ كِلَّةٍ، كالشمسِ یوم طُلوعِها بالأَسعَد و الإِسْعاد: المعونة. و المُساعَدة: المُعاونة. و ساعَدَه مُساعدة و سِعاداً و أَسعده: أَعانه. و استَسْعد الرجلُ برؤیة فلان أَی عدّه سَعْداً. و سعْدَیك من قوله لَبَّیك و سعدیك أَی إِسعاداً لك بعد إِسعادٍ.روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان یقول فی افتتاح الصلاة: لبیك و سعدیك، و الخیر فی یدیك و الشر لیس إِلیك؛ قال الأَزهری: و هو خبر صحیح و حاجة أَهل العلم إِلی معرفة تفسیره ماسة، فأَما لبَّیْك فهو مأخوذ من لبَّ بالمكان و أَلبَّ أَی أَقام به لَبّاً و إِلباباً، كأَنه یقول أَنا مقیم علی طاعتك إِقامةً بعد إِقامةٍ و مُجیب لك إِجابة بعد إِجابة؛ و حكی عن ابن السكیت فی قوله لبیك و سعدیك تأْویله إِلباباً بك بعد إِلباب أَی لزوماً لطاعتك بعد لزوم و إِسعاداً بعد إِسعاد، و قال أَحمد بن یحیی: سعدیك أَی مُساعدةً لك ثم مساعدة و إِسعاداً لأَمرك بعد إِسعاد، قال ابن الأَثیر أَی ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة و إِسعاداً بعد إِسعاد و لهذا ثنی، و هو من المصادر المنصوبة بفعل لا یظهر فی الاستعمال؛ قال الجَرْمیّ: و لم نَسْمَع لسعدیك مفرداً. قال الفراء: لا واحد للبیك و سعدیك علی صحة؛ قال ابن الأَنباری: معنی سعدیك أَسعدك الله إِسعاداً بعد إِسعاد؛ قال الفراء: و حنَانَیْك رحِمَك الله رحمة بعد رحمة، و أَصل الإِسعاد و المساعدة متابعةُ العبد أَمرَ ربه و رضاه. قال سیبویه: كلام العرب علی المساعدة و الإِسعاد، غیر أَن هذا الحرف جاء مثنی علی سعدیك و لا فعل له علی سعد، قال الأَزهری: و قد قرئ قوله تعالی: وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا؛ و هذا لا یكون إِلا من سعَدَه اللهُ و أَسعَدَه «1» أَی أَعانه و وفَّقَه، لا من أَسعده الله، و منه سمی الرجل مسعوداً. و قال أَبو طالب النحوی: معنی قوله لبیك و سعدیك أَی أَسعَدَنی الله إِسعاداً بعد إِسعاد؛ قال الأَزهری: و القول ما قاله ابن السكیت و أَبو العباس لأَن العبد یخاطب ربه و یذكر طاعته و لزومه أَمره فیقول سعدیك، كما یقول لبیك أَی مساعدة لأَمرك بعد مساعدة، و إِذا قیل أَسعَدَ الله العبد و سعَدَه فمعناه وفقه الله لما یرضیه عنه فَیَسْعَد بذلك سعادة. و ساعِدَةُ الساق: شَظِیَّتُها. و الساعد: مُلْتَقی الزَّنْدَین من لدن المِرْفَق إِلی الرُّسْغ. و الساعِدُ: الأَعلی من الزندین فی بعض اللغات، و الذراع: الأَسفلُ منهما؛ قال الأَزهری: و الساعد ساعد الذراع، و هو ما بین الزندین و المرفق، سمی ساعداً لمساعدته الكف إِذا بَطَشَت شیئاً أَو تناولته، و جمع الساعد سَواعد. و الساعد: مَجری المخ فی العظام؛ و قول الأَعلم یصف ظلیماً: علی حَتِّ البُرایَةِ زَمْخَرِیِّ السَّواعِدِ، ظَلَّ فی شَریٍ طِوالِ عنی بالسواعد مجری المخ من العظام، و زعموا أَن النعام و الكری لا مخ لهما؛ و قال الأَزهری فی شرح هذا البیت: سواعد الظلیم أَجنحة لأَن جناحیه لیسا كالیدین. و الزَّمْخَرِیُّ فی كل شی‌ء: الأَجْوف مثل القصب و عظام النعام جُوف لا مخ فیها. و الحتُّ: السریع. و البُرَایَةُ: البقِیة؛ یقول: هو سریع عند ذهاب برایته أَی عند انحسار لحمه و شحمه. و السواعد: مجاری الماء إِلی النَّهر أَو البَحْر. و الساعدة:
(1). قوله [إلا من سعده الله و أسعده إلخ] كذا بالأَصل و لعل الأَولی إلّا من سعده الله بمعنی أسعده.
لسان العرب، ج‌3، ص: 215
خشبة تنصب لِتُمْسِكَ البَكْرَة، و جمعها السواعد. و الساعد: إِحْلِیلُ خِلْف الناقة و هو الذی یخرج منه اللبن؛ و قیل: السواعد عروق فی الضَّرْع یجی‌ء منها اللبن إِلی الإِحلیل؛ و قال الأَصمعی: السواعد قَصَب الضرع؛ و قال أَبو عمرو: هی العروق التی یجی‌ء منها اللبن شبهت بسواعد البحر و هی مجاریه. و ساعد الدَّرّ: عرق ینزل الدَّرُّ منه إِلی الضرع من الناقة و كذلك العرق الذی یؤدی الدَّرَّ إِلی ثدی المرأَة یسمی ساعداً؛ و منه قوله: أَ لم تعلمی أَنَّ الأَحادیثَ فی غَدٍ و بعد غَدٍ یا لُبن، أَلْبُ الطَّرائدِ و كنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابنُها إِلیها، فما دَرَّتْ علیه بساعِدِ رواه المفضل: ظعن ابنها، بالظاء، أَی شخص برأْسه إِلی ثدیها، كما یقال ظعن هذا الحائط فی دار فلان أَی شخص فیها. و سَعِیدُ المَزْرَعَة: نهرها الذی یسقیها. و‌فی الحدیث: كنا نُزَارِعُ علی السَّعِیدِ.و الساعِدُ: مَسِیلُ الماء لی الوادی و البحر، و قیل: هو مجری البحر إِلی الأَنهار. و سواعد البئر: مخارج مائها و مجاری عیونها. و السعید: النهر الذی یسقی الأَرض بظواهرها إِذا كان مفرداً لها، و قیل: هو النهر، و قیل: النهر الصغیر، و جمعه سُعُدٌ؛ قال أَوس بن حجر: و كأَنَّ ظُعْنَهُمُ، مُقَفِّیَةً، نخلٌ مَواقِرُ بینها السُّعُد و یروی: حوله. أَبو عمرو: السواعد مجاری البحر التی تصب إِلیه الماء، واحدها ساعد بغیر هاء؛ و أَنشد شمر: تأَبَّدَ لأْیٌ منهمُ فَعُتائِدُه، فذو سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُه و الأَنشاجُ أَیضاً: مَجَارِی الماء، واحدها نَشَجٌ. و‌فی حدیث سعد: كنا نَكْرِی الأَرض بما علی السَّواقی و ما سَعِدَ من الماء فیها فنهانا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن ذلك؛ قوله: ما سعد من الماء أَی ما جاء من الماء سَیْحاً لا یحتاج إِلی دالیة یَجِیئُه الماء سیحاً، لأَن معنی ما سعد: ما جاء من غیر طلب. و السَّعیدة: اللِّبْنَةُ لِبْنةُ القمیص. و السعیدة: بیت كان یَحُجه ربیعة فی الجاهلیة. و السَّعْدانة: الحمامة؛ قال: إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحت و السَّعدانة: الثَّنْدُوَة، و هو ما استدار من السواد حول الحَلَمةِ. و قال بعضهم: سعدانة الثدی ما أَطاف به كالفَلْكَة. و السَّعْدانة: كِرْكِرَةُ البعیر، سمیت سعدانة لاستدارتها. و السعدانة: مَدْخل الجُرْدان من ظَبْیَةِ الفرس. و السَّعْدانة: الاست و ما تَقبَّضَ من حَتَارِها. و السعدانة: عُقْدة الشِّسع مما یلی الأَرض و القِبالَ مثلُ الزِّمام بین الإِصبع الوسطی و التی تلیها. و السعدانة: العقدة فی أَسفل كفَّة المیزان و هی السعدانات. و السَّعْدانُ: شوك النخل؛ عن أَبی حنیفة، و قیل: هو بقلة. و السعدان: نبت ذو شوك كأَنه فَلْكَةٌ یَسْتَلْقِی فینظر إِلی شوكه كالحاً إِذا یبس، و مَنْبتُهُ سُهول الأَرض، و هو من أَطیب مراعی الإِبل ما دام رطباً، و العرب تقول: أَطیب الإِبل لبناً ما أَكلَ السَّعْدانَ و الحُرْبُثَ. و قال الأَزهری فی ترجمة صفع: و الإِبل تسمن علی السعدان و تطیب علیه أَلبانها، واحدته سَعْدانَة؛ و قیل: هو نبت و النون فیه زائدة لأَنه لیس فی الكلام فَعْلال غیر خزعال و قَهْقار إِلا من المضاعف، و لهذا النبت شوك یقال له حَسَكَةُ السعدان و یشبه به حَلَمَةُ الثدی،
لسان العرب، ج‌3، ص: 216
یقال سعدانة الثُّنْدُوَة. و أَسفلَ العُجایَة هنَاتٌ كأَنها الأَظفار تسمی: السعدانات. قال أَبو حنیفة: من الأَحرار السعدان و هی غبراء اللون حلوة یأْكلها كل شی‌ء و لیست بكبیرة، و لها إِذا یبست شوكة مُفَلطَحَة كأَنها درهم، و هو من أَنجع المرعی؛ و لذلك قیل فی المثل: مَرْعًی و لا كالسَّعدان؛ قال النابغة: الواهِب المائَة الأَبكار، زَیَّنها سَعدانُ تُوضَح فی أَوبارها اللِّبَد قال: و قال الأَعرابی لأَعرابی أَ ما ترید البادیة؟ فقال: أَما ما دام السعدان مستلقیاً فلا؛ كأَنه قال: لا أُریدها أَبداً. و سئلت امرأَة تزوّجت عن زوجها الثانی: أَین هو من الأَول؟ فقالت: مرعی و لا كالسعدان، فذهبت مثلًا، و المراد بهذا المثل أَن السعدان من أَفضل مراعیهم. و خلط اللیث فی تفسیر السعدان فجعل الحَلَمَة ثمرَ السعدان و جعل له حَسَكاً كالقُطْب؛ و هذا كله غلط، و القطب شوك غیر السعدان یشبه الحسَك؛ و أَما الحَلَمة فهی شجرة أُخری و لیست من السعدان فی شی‌ء. و‌فی الحدیث فی صفة من یخرج من النار: یهتز كأَنه سَعدانة؛ هو نبت ذو شوك. و‌فی حدیث القیامة و الصراط: علیها خَطاطیف و كلالیبُ و حَسَكَةٌ لها شوكة تكون بنجد یقال لها السعدان؛ شَبَّه الخطاطیف بشوك السعدان. و السُّعْد، بالضم: من الطیب، و السُّعادی مثله. و قال أَبو حنیفة: السُّعدة من العروق الطیبة الریح و هی أَرُومَة مُدحرجة سوداء صُلْبَة، كأَنها عقدة تقع فی العِطر و فی الأَدویة، و الجمع سُعْد؛ قال: و یقال لنباته السُّعَادَی و الجمع سُعادَیات. قال الأَزهری: السُّعد نبت له أَصل تحت الأَرض أَسود طیب الریح، و السُّعادی نبت آخر. و قال اللیث: السُّعادَی نبت السُّعد. و یقال: خرج القوم یَتَسَعَّدون أَی یرتادون مرعی السعدان. قال الأَزهری: و السّعدان بقل له ثمر مستدیر مشوك الوجه إِذا یبس سقط علی الأَرض مستلقیاً، فإِذا وطئه الماشی عقَر رجله شوْكُه، و هو من خیر مراعیهم أَیام الربیع، و أَلبان الإِبل تحلو إِذا رعت السَّعْدانَ لأَنه ما دام رطباً حُلْوٌ یتمصصه الإِنسان رطباً و یأْكله. و السُّعُد: ضرب من التمر؛ قال: و كأَنَّ ظُعْنَ الحَیِّ، مُدْبِرةً، نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ و‌فی خطبة الحجاج: انج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَیْد؛ هذا مثل سائر و أَصله أَنه كان لِضَبَّة بن أُدٍّ ابنان: سَعْدٌ و سُعَیْدٌ، فخرجا یطلبان إِبلًا لهما فرجع سعد و لم یرجع سعید، فكان ضبةُ إِذا رأَی سواداً تحت اللیل قال: سَعْد أَم سُعَیْد؟ هذا أَصل المثل فأُخذ ذلك اللفظ منه و صار مما یتشاءَم به، و هو یضرب مثلًا فی العنایة بذی الرحم و یضرب فی الاستخبار عن الأَمرین الخیر و الشر أَیهما وقع؛ و قال الجوهری فی هذا المكان: و فی المثل: أَ سعد أَم سعید إِذا سئل عن الشی‌ء أَ هو مما یُحَبّ أَو یُكْرَه. و‌فی الحدیث أَنه قال: لا إِسعادَ و لا عُفْرَ فی الإِسلام؛ هو إِسعاد النساء فی المَناحات تقوم المرأَة فتقوم معها أُخری من جاراتها فتساعدها علی النیاحة تأویله أن نساء الجاهلیة كنَّ إِذا أُصیبت إِحداهنَّ بمصیبة فیمن یَعِزُّ علیها بكت حولًا، و أَسْعَدها علی ذلك جاراتها و ذواتُ قراباتها فیجتمعن معها فی عِداد النیاحة و أَوقاتها و یُتابِعْنها و یُساعِدْنها ما دامت تنوح علیه و تَبْكیه، فإِذا أُصیبت صواحباتها بعد ذلك بمصیبة أَسعدتهن فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن هذا
لسان العرب، ج‌3، ص: 217
الإِسعاد. و‌قد ورد حدیث آخر: قالت له أُم عطیة: إِنَّ فلانة أَسْعَدَتْنی فأُرید أُسْعِدُها، فما قال لها النبی، صلی الله علیه و سلم، شیئاً. و فی روایة قال: فاذْهَبی فأَسْعِدِیها ثم بایعینی؛ قال الخطابی: أَما الإِسعاد فخاص فی هذا المعنی، و أَما المُساعَدَة فعامَّة فی كل معونة. یقال إِنما سُمِّیَ المُساعَدَةَ المُعاونَةُ من وضع الرجل یدَه علی ساعد صاحبه، إِذا تماشیا فی حاجة و تعاونا علی أَمر. و یقال: لیس لبنی فلان ساعدٌ أَی لیس لهم رئیس یعتمدونه. و ساعِدُ القوم: رئیسهم؛ قال الشاعر: و ما خَیرُ كفٍّ لا تَنُوءُ بساعد و ساعدا الإِنسان: عَضُداه. و ساعدا الطائر: جناحاه. و ساعِدَةُ: قبیلة. و ساعِدَةُ: من أَسماء الأَسد معرفة لا ینصرف مثل أُسامَةَ. و سَعِیدٌ و سُعَیْد و سَعْد و مَسْعُود و أَسْعَدُ و ساعِدَةُ و مَسْعَدَة و سَعْدان: أَسماءُ رجال، و من أَسماءِ النساء مَسْعَدَةُ. و بنو سَعْد و بنو سَعِیدٍ: بطنان. و بنو سَعْدٍ: قبائل شتی فی تمیم و قیس و غیرهما؛ قال طرفة بن العبد: رأَیتُ سُعوداً من شُعوبٍ كَثیرة، فلم ترَ عَیْنی مثلَ سَعدِ بنِ مالك الجوهری: و فی العرب سعود قبائل شتی منها سَعْدُ تَمیم و سَعْد هُذیل و سعد قَیْس و سَعد بَكر، و أَنشد بیت طرفة؛ قال ابن بری: سعود جمع سُعد اسم رجل، یقول: لم أَرَ فیمن سمی سعداً أَكرم من سعد بن مالك بن ضَبیعة بن قیَس بن ثَعْلبة بن عُكابَة، و الشُّعوبُ جمع شَعْب و هو أَكبر من القبیلة. قال الأَزهری: و السعود فی قبائل العرب كثیر و أَكثرها عدداً سَعْدُ بن زید مَناةَ بن تَمیم بن ضُبَیعة بن قیس بن ثعلبة، و سَعْدُ بن قیس عَیْلان، و سعدُ بنُ ذُبْیانَ بن بَغِیضٍ، و سعدُ بن عَدِیِّ بن فَزارةَ، و سعدُ بن بكر بن هَوازِنَ و هم الذین أَرضعوا النبی، صلی الله علیه و سلم، و سعد بن مالك بن سعد بن زید مناة؛ و فی بنی أَسد سَعْدُ بن ثعلبة بن دُودان، و سَعْد بن الحرث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دُودان؛ قال ثابت: كان بنو سعد بن مالك لا یُری مثلُهم فی بِرِّهم و وفائهم، و هؤُلاء أَرِبَّاءُ النبی، صلی الله علیه و سلم، و منها بنو سعد بن بكر فی قیس عَیلان، و منها بنو سَعْدِ هُذَیم فی قُضاعة، و منها سعد العشیرة. و فی المثل: فی كل واد بنو سعد؛ قاله الأَضْبطُ بن قُریع السَّعدی لما تحوَّل عن قومه و انتقل فی القبائل فلما لم یُحْمِدهم رجع إِلی قومه و قال: فی كل وادٍ بنو سعد، یعنی سعد بن زید مناة بن تمیم. و أَما سعد بكر فهم أَظآر سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. قال اللحیانی: و جمعُ سَعِید سَعِیدون و أَساعِدُ. قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ عَنی له الاسم أَم الصفة غیر أَن جمع سَعیدٍ علی أَساعد شاذ. و بنو أَسعَد: بطن من العرب، و هو تذكیر سُعْدَی. و سعُادُ: اسم امرأَة، و كذلك سُعْدی. و أَسعدُ: بطن من العرب و لیس هو من سُعْدی كالأَكبر من الكبری و الأَصغر من الصغری، و ذلك أَن هذا إِنما هو تَقاوُدُ الصفة و أَنت لا تقول مررت بالمرأَة السعدی و لا بالرجل الأَسعد، فینبغی علی هذا أَن یكون أَسعدُ من سُعْدی كأَسْلَمَ من بُشْری، و ذهب بعضهم إِلی أَن أَسعد مذكر سعدی؛ قال ابن جنی: و لو كان كذلك حَریَ أَن یجی‌ءَ به سماع و لم نسمعهم قط وصفوا بسعدی، و إِنما هذا تَلاقٍ وقع بین هذین الحرفین المتفقی اللفظ كما یقع هذان المثالان فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 218
المُخْتَلِفَیْه نحو أَسلم و بشری. و سَعْدٌ: صنم كانت تعبده هذیل فی الجاهلیة. و سُعْدٌ: موضع بنجد، و قیل وادٍ، و الصحیح الأَول، و جعله أَوْسُ بن حَجَر اسماً للبقعة، فقال: تَلَقَّیْنَنی یوم العُجَیرِ بِمَنْطِقٍ، تَرَوَّحَ أَرْطَی سُعْدَ منه، و ضَالُها و السَّعْدِیَّةُ: ماءٌ لعمرو بن سَلَمَة؛ و‌فی الحدیث: أَن عمرو بن سَلَمَةَ هذا لما وَفَد علی النبی، صلی الله علیه و سلم، استقطعه ما بین السَّعدیة و الشَّقْراء.و السَّعْدان: ماء لبنی فزارة؛ قال القتال الكلابی: رَفَعْنَ من السَّعدینِ حتی تفَاضَلَت قَنابِلُ، من أَولادِ أَعوَجَ، قُرَّحُ و السَّعِیدِیَّة: من برود الیمن. و بنو ساعدَةَ: قوم من الخزرج لهم سقیفة بنی ساعدة و هی بمنزلة دار لهم؛ و أَما قول الشاعر: و هل سَعدُ إِلَّا صخرةٌ بتَنُوفَةٍ من الأَرضِ، لا تَدْعُو لِغَیٍّ و لا رُشْدِ؟ فهو اسم صنم كان لبنی مِلْكانَ بن كنانة. و‌فی حدیث البَحِیرة: ساعدُ اللهِ أَشَدُّ و مُوسَاه أَحدُّ‌أَی لو أَراد الله تحریمها بشقِّ آذانها لخلقها كذلك فإِنه یقول لها: كونی فتكون.

سغد؛ ج3، ص: 218

: السُّغْدُ: جیل معروف. التهذیب: فی النوادر فِصالٌ مُمْغَدَةٌ و مَماغِیدُ و مُسْمَغِدَّةٌ و مُسْغَدَةٌ و مُساغَدَةٌ إِذا كانت رِواء من اللبن؛ و قد سَغَدَت أُمَّهاتها و مَغَدَتها إِذا رضعتها، و الله أَعلم.

سفد؛ ج3، ص: 218

: السِّفادُ: نَزْوُ الذكر علی الأُنثی. الأَصمعی: یقال للسباع كلها: سَفَدَ و سَفِدَ أُنْثاه، و للتیس و الثور و البعیر و الطیر مثلها. و تسافدت السباع و قد سَفِدَها، بالكسر، یَسْفَدُها و سَفَدَها، بالفتح، یَسْفِدُها سَفْداً و سِفاداً فیهما جمیعاً، یكون فی الماشی و الطائر، و قد جاء فی الشعر فی السابح. و أَسْفَدَه غیرُه و أَسْفِدْنی تَیْسَك؛ عن اللحیانی، أَی أَعِرْنی إِیاه لیُسْفِدَ عَنزی؛ و استعاره أُمیة بن أَبی الصلت للزند فقال: و الأَرض صَیَّرها الإِلهُ طَرُوقةً للماء، حتی كلُّ زَنْدٍ مُسْفِدُ و فی ترجمة جعر لُعْبة یقال لها سَفْدُ اللِّفاح، و ذلك انتظام الصبیان بعضهم فی إِثر بعض كلُّ واحد آخِذٌ بحُجْزة صاحبه من خلفه. الأَصمعی: إِذا ضرب الجمل الناقة قیل: قَعَا و قاعَ و سَفِدَ یَسْفَدُ، و أَجاز غیره سَفَدَ یَسْفِدُ. ابن الأَعرابی: اسْتَسْفَدَ فلانٌ بعیره إِذا أَتاه من خلفه فركبه؛ و قال أَبو زید: أَتاه فَتَسَفَّده و تعَرْقَبَه مثله. و السُّفُود من الخیل: التی قُطِعَ عنها السِّفادُ حتی تمت مُنْیَتُها، و مُنیتها عشرون یوماً؛ عن كراع. و تَسَفَّدَ فرسَه و اسْتسْفَدها؛ الأَخیرة عن الفارسی: ركبها من خلف. و السَّفُّودُ و السُّفُّود، بالتشدید: حدیدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف یُشْوی به اللحم، و جمعه سفافید.

سقد؛ ج3، ص: 218

: السّقْدُ: الفرَسُ المُضَمَّر. و قد أَسقَد فرَسَه و سقده یَسْقِدُهُ سَقْداً و سَقَّده: ضَمَّره؛ و‌فی حدیث أَبی وائل: فخرجت فی السحر أَسْقِدُ فرساً‌أَی أُضَمِّرُهُ، و یروی بالفاء و الراء، و سیأْتی ذكره. و‌فی حدیث ابن مُعَیزٍ: خرجت بفرس لأُسَقِّدَه‌أَی لأُضَمِّرَه.

سقدد؛ ج3، ص: 218

: التهذیب فی الرباعی: السُّقْدُد الفرس المُضَمَّر؛ و قد أَسقَد فرسَه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 219‌

سلغد؛ ج3، ص: 219

: رجل سِلَّغْدٌ: لئیم؛ عن كراع. و السِّلَّغْدُ من الرجال: الرِّخْو. و أَحمر سِلَّغْد: شدید الحمرة؛ عن اللحیانی. و من الخیل أَشقر سِلَّغْد، و هو الذی خلصت شُقْرته؛ و أَنشد: أَشقَرُ سِلَّغْد و أَحْوَی أَدعَجُ و الأُنثی سِلَّغْدة. و السِّلَّغد: الأَحمق، و یقال الذئبُ؛ قال الكمیت یهجو بعض الولاة.وِلایَةُ سِلَّغْدٍ أَلفَّ كأَنه، من الرَّهَقِ المخلوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَلُ و هو فی الصحاح السِّلْغَدُّ؛ یقول: كأَنه من حُمْقه و ما یتناوله من الخمر تیس مجنون. ابن الأَعرابی: السِّلَّغْدُ الأَكول الشَّرُوب الأَحمق من الرجال.

سلقد؛ ج3، ص: 219

: التهذیب فی الرباعی: السِّلْقِدُ الضاوی المَهزول؛ و منه قول ابن مُعیز: خرجْتُ أُسَلْقِدُ فرسی أَی أُضمِّره.

سمد؛ ج3، ص: 219

: سَمَدَ یَسْمُد سُموداً: علا. و سَمَدت الإِبل تَسْمُدُ سُموداً: لم تعرِف الإِعیاء. و یقال للفحل إِذا اغتلم. قد سمَد. و السَّمْد من السَّیر: الدأْب. و السَّمْدُ: السیر الدائم. و سَمَدت الإِبل فی سیرها: جَدَّت. و سَمَدَ: ثبت فی الأَرض و دام علیه. و هو لك أَبداً سَمْداً سَرْمَداً؛ عن ثعلب بمعنی واحد. و لا أَفعل ذلك أَبداً سمداً سرمداً. و السُّمود: اللهو. و سَمَد سُمُوداً: لها. و سمَّده: أَلهاه. و سمَد سُموداً: غَنَّی؛ قال ثعلب: و هی قلیلة؛ و قوله عز و جل: وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ؛ فُسِّرَ باللهو و فسر بالغِناء؛ و‌قیل: سٰامِدُونَ لاهُون؛ و‌قال ابن عباس: سٰامِدُونَ مستكبرون؛ و‌قال اللیث: سٰامِدُونَ ساهون.و السُّمود فی الناس: الغفلة و السَّهْوُ عن الشی‌ء. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: السُّمود الغناء بلغة حِمْیَر؛ یقال: اسْمُدی لنا أَی غَنِّی لنا. و یقال لِلقَیْنَةِ: أَسمِدِینا أَی أَلهِینا بالغناء؛ و قیل: السُّمود یكون سروراً و حزناً؛ و أَنشد: رمَی الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ حَزْبٍ بأَمْرٍ، قد سَمَدْنَ له سُمودا فَرَدَّ شُعورَهُنَّ السُّودَ بِیضاً، و رَدَّ وُجوهَهُن البِیضَ سُودا ابن الأَعرابی: السامِدُ اللاهی، و السامِدُ الغافلُ، و السامد الساهی، و السامد المُتَكَبِّر، و السامد القائم، و السامد المُتَحیر بَطَراً و أَشَراً، و السامد الغبیُّ. و‌فی حدیث علیّ أَنه خرج إِلی المسجد و الناسُ ینتظرونه للصلاة قیاماً فقال ما لی أَراكم سامدین، قال أَبو عبید قوله سامدین یعنی القیام؛ قال المبرد: السامد القائم فی تَحیُّر، و أَنشد: قیل: قُمْ فانظُرْ إِلیهم، ثم دَعْ عنك السُّمودا قال ابن الأَثیر: السامد المنتصب إِذا كان رافعاً رأْسه ناصباً صدره، أَنكر علیهم قیامهم قبل أَن یَرَوا إِمامهم؛ و منه‌الحدیث الآخر: ما هذا السُّمودُ؛ و قیل: هو الغفلة و الذَّهابُ عن الشی‌ء. و سَمَدَ سُموداً: رفع رأْسه تكبُّراً. و كلُّ رافعٍ رأْسَه، فهو سامد. و قد سَمِدَ یَسْمَدُ و یَسْمُد سموداً؛ قال رؤْبة بن العجاج یصف إِبلًا.سَوامِدُ اللیلِ خِفافُ الأَزوادْ أَی دَوائبُ. و قوله خِفافُ الأَزواد أَی لیس فی بطونها علَف؛ و قیل: لیس علی ظهورها زاد للراكب، و سَمَدَ الرجلُ سُموداً: بُهِتَ، و سَمَدَه سَمْداً: قصده كصَمَده.
لسان العرب، ج‌3، ص: 220
و تسمیدُ الأَرض: أَن یُجْعَل فیها السَّمادُ و هو سِرجِینٌ و رَماد. و سَمَدَ الأَرض سَمْداً: سهلها. و سمَّدها: زبَّلها. و السَّمادُ: تراب قَوِیٌّ یُسَمَّدُ به النبات. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا كان یُسَمِّدُ أَرضَه بعَذِرَة الناس، فقال: أَ ما یَرضی أَحدُكم حتی یُطِعمَ الناس ما یَخرج منه؟السَّماد ما یُطرح فی أُصول الزرع و الخُضَر من العذرة و الزِّبْل لیَجود نَباتُه. و المِسْمَد: الزَّبیلُ؛ عن اللحیانی. قال: و لا یقال و تَسْمیدُ الرأْس: استئصالُ شَعَره، لغة فی التسبیدِ. و سَمَّد شعره: استأْصله و أَخذه كله. و السَّمیدُ: الطعام؛ عن كراع؛ قال: هی بالدال غیر المعجمة. و الإِسمیدُ: الذی یسمی بالفارسیة سَمِدْ معرّب؛ قال ابن سیدة: لا أَدری أَ هو هذا الذی حكاه كراع أَم لا. و المُسْمَئِدُّ: الوارم. و اسْمَأَدَّ، بالهمز، اسمِئْداداً: وَرِمَ؛ و قیل: ورِمَ غضباً. و قال أَبو زید: وَرِمَ ورَماً شدیداً. و اسمأَدَّت یده: ورِمَت. و فی حدیث بعضهم: اسمأَدَّت رجلها أَی انَتَفَخَت و ورِمَت. و كلُّ شی‌ءٍ ذهب أَو هَلَك، فقد اسْمدَّ و اسمَأَدَّ. و اسْمادَّ من الغضب كذلك. و اسْمادَّ الشی‌ءُ: ذهب.

سمعد؛ ج3، ص: 220

: الأَزهری: اسمَعَدَّ الرجلُ و اسمَغَدَّ إِذا امتلأَ غَضَباً، و كذلك اسْمَعَطَّ و اشمَعَطَّ، و یقال ذلك فی ذَكَر الرجل إِذا اتمَهَلَّ.

سمغد؛ ج3، ص: 220

: السِّمَّغْدُ «2» الطویلُ. و السِّمَّغْدُ: الأَحْمق الضعیف. و المُسمَغِدُّ: المُنَتَفخ، و قیل: النَّاعم، و قیل: الذاهب. و المُسْمَغِدُّ: الشدید القَبْض حتی تنتفخ. الأَنامل. و المُسْمَغِدُّ: الوارم، بالغین معجمة. یقال: اسْمَغَدَّت أَنامله إِذا تَوَرَّمَت. و اسمَغَدَّ الرجل أَی امتلأَ غضباً. و‌فی الحدیث: أَنه صلی حتی اسمَغَدَّت رجلاه‌أَی تورَّمَتا و انتفختا. و المُسْمَغِدُّ: المتكبر المنتفِخُ غضباً. و اسْمَغَدَّ الجرح إِذا وَرِمَ. و قیل: المُسْمَغِدُّ من الرجال الطویلُ الشدیدُ الأَركان؛ قاله أَبو عمرو و أَنشد: حتی رأَیت العَزَبَ السِّمَّغْدا، و كان قد شبَّ شَباباً مَغْداً ابن السكیت: رأَیته مُغِدّاً مُسْمَغِدّاً إِذا رأَیته وارماً من الغضَب؛ و قال أَبو سواج: إِنَّ المَنِیَّ، إِذا سَری فی العبد، أَصْبَحَ مُسْمَغِدّا

سمهد؛ ج3، ص: 220

: السَّمْهَدُ: الكثیر اللحم الجسیم من الإِبل. و اسمَهَدَّ سنَامُه إِذا عَظُم. و السَّمْهَدُ: الشی‌ءُ الصُّلْب الیابس.

سند؛ ج3، ص: 220

: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض فی قُبُل الجبل أَو الوادی، و الجمع أَسْنادٌ، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و كلُّ شی‌ءٍ أَسندتَ إِلیه شیئاً، فهو مُسْنَد. و قد سنَدَ إِلی الشی‌ءِ یَسْنُدُ سُنوداً و استَنَدَ و تسانَد و أَسْنَد و أَسنَدَ غیرَه. و یقال: سانَدته إِلی الشی‌ء فهو یتَسانَدُ إِلیه أَی أَسنَدتُه إِلیه؛ قال أَبو زید: سانَدُوه، حتی إِذا لم یَرَوْه شُدَّ أَجلادُه علی التسنید و ما یُسْنَدُ إِلیه یُسَمَّی مِسْنَداً و مُسْنَداً، و جمعه المَسانِدُ. الجوهری: السَّنَدُ ما قابلك من الجبل و علا عن السفح. و السَّنَدُ: سنود القوم فی الجبل. و‌فی حدیث أُحُد: رأَیت النساءَ یُسْنِدْن فی الجبل
(2). قوله [السمغد إلخ] هو كقرشب بضبط القلم فی الأَصل و صوّبه شارح القاموس معترضاً علی جعله كحضجر، و عزاه لخط الصاغانی.
لسان العرب، ج‌3، ص: 221
أَی یُصَعِّدْن، و یروی بالشین المعجمة و سنذكره. و‌فی حدیث عبد الله بن أَنیس: ثم أَسنَدوا إِلیه فی مَشْرُبة‌أَی صَعِدوا. و خُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد للكثرة. و تَسانَدْتُ إِلیه: استَنَدْتُ. و ساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ و كانَفْتَه. و سَنَدَ فی الجبل یَسْنُدُ سُنوداً و أَسنَد: رَقِیَ. و‌فی خبر أَبی عامر: حتی یُسْنِدَ عن یمین النُّمَیرةِ بعد صلاة العصر.و المُسْنَد و السَّنِید: الدَّعِیُّ. و یقال للدعِیِّ: سَنِیدٌ؛ قال لبید: كریمٌ لا أَجدُّ و لا سَنِیدُ و سَنَد فی الخمسین مثلَ سُنود الجبل أَی رَقیَ، و فلانٌ سَنَدٌ أَی معتَمَدٌ. و أَسنَد فی العَدْو: اشتدّ و جَمَّد. و أَسنَد الحدیثَ: رفعه. الأَزهری: و المُسْنَد من الحدیث ما اتصل إِسنادُه حتی یُسْنَد إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و المُرْسَل و المُنْقَطِع ما لم یتصل. و الإِسنادِ فی الحدیث: رَفْعُه إِلی قائله. و المُسْنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابی: یقال لا آتیه یَدَ الدهر و یَدَ المُسْنَد أَی لا آتِیهِ أَبداً. و ناقة سِنادٌ: طویلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام، و قیل: ضامرة؛ أَبو عبیدة: الهَبِیطُ الضامرة؛ و قال غیره: السِّنادُ مثله، و أَنكره شمر. و ناقة مُسانَدةُ القَری: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب: مُذَكَّرَةُ الثُّنْیا مُسانِدَةُ القَرَی، جُمالِیَّة تَخْتَبُّ ثم تُنیبُ و یروی‌مُذَكِّرة ثنیا … أَبو عمرو: ناقة سناد شدیدة الخَلْق؛ و قال ابن برزج: السناد من صفة الإِبل أَن یُشْرِفَ حارِكُها. و قال الأَصمعی فی المُشْرِفة الصدر و المُقَدَّم و هی المُسانِدَة، و قال شمر أَی یُساند بعض خلقها بعضاً؛ الجوهری: السِّناد الناقة الشدیدة الخلق؛ قال ذو الرمة: جُمالِیَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، یُشِلُّها وظِیفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ جُمالِیَّة: ناقة عظیمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها. و الحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. و أَزَجُّ الخَطْوِ: واسِعُه. و ظَمآنُ: لیس بِرَهِلٍ، و یروی رَیَّانُ مكان ظمآنُ، و هو الكثیر المخ، و الوَظِیفُ: عظم الساق، و السَّهْوَقُ: الطویل. و الإِسنادُ: إِسناد الراحلة فی سیرها و هو سیر بین الذّمِیلِ و الهَمْلَجَة. و یقال: سَنَدْنا فی الجَبل و أَسنَدْنا جَبَلَها فیها «1». و‌فی حدیث عبد الله بن أَنیس: ثم أَسنَدُوا إِلیه فی مَشْرُبَة‌أَی صَعِدوا إِلیه. یقال: أَسنَدَ فی الجبل إِذا ما صَعَّدَه. و السنَدُ: أَن یَلْبَسَ قمیصاً طویلًا تحت قمیص أَقصَرَ منه. ابن الأَعرابی: السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی علی عائشة، رضی الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، و هو واحد و جمع؛ قال اللیث: السَّندُ ضرب من الثیاب قمیص ثم فوقه قمیص أَقصر منه، و كذلك قُمُص قصار من خِرَق مُغَیَّب بعضها تحت بعض، و كلُّ ما ظهر من ذلك یسمی: سِمْطاً؛ قال العجاج یصف ثوراً وحشیّاً: كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ و قال ابن بُزُرج: السنَدُ الأَسنادُ «2» من الثیاب و هی
(1). قوله [جبلها فیها] كذا بالأَصل المعوّل علیه و لعله محرف عن خیلنا فیه أو غیر ذلك (2). قوله [السند الأَسناد] كذا بالأَصل و لعله جمعه الأسناد أی بناء علی أن السند مفرد، و حینئذ فقوله: جبة أسناد أی من أسناد.
لسان العرب، ج‌3، ص: 222
من البرود، و أَنشد: جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِیٌّ لونُها، لم یَضْرِبِ الخیَّاطُ فیها بالإِبَرْ قال: و هی الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابی: سَنَّدَ الرجلُ إِذا لَبِس السَّنَد و هو ضرب من البرود. و خرجوا مُتسانِدینَ إِذا خرجوا علی رایاتٍ شَتَّی. و‌فی حدیث أَبی هریرة: خرج ثُمامة بن أُثال و فلان مُتسانِدَین‌أَی مُتعاوِنَین، كأَنَّ كل واحد منهما یُسْنِدُ علی الآخر و یستعین به. و المُسْنَدُ: خط لحمیر مخالف لخطنا هذا، كانوا یكتبونه أَیام ملكهم فیما بینهم، قال أَبو حاتم: هو فی أَیدیهم إِلی الیوم بالیمن. و‌فی حدیث عبد الملك: أَن حَجَراً وُجد علیه كتاب بالمسند؛ قال: هی كتابة قدیمة، و قیل: هو خط حمیر؛ قال أَبو العباس: المُسْنَدُ كلام أَولاد شیث. و السِّنْد: جیل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، و النسبة إِلیهم سِنْدیّ. أَبو عبیدة: من عیوب الشعر السِّنادُ و هو اختلاف الأَرْدادِ، كقول عَبِید بن الأَبرص: فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ علی جَوارٍ، كأَنَّ عُیونَهُنَّ عُیونُ عِینِ ثم قال: فإِنْ یكُ فاتَنی أَسَفاً شَبابی و أَضْحَی الرأْسُ مِنی كاللُّجَینِ و هذا العجز الأَخیر غیره الجوهری فقال: و أَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَینِ و الصواب فی إِنشادهما تقدیم البیت الثانی علی الأَول. و روی عن ابن سلام أَنه قال: السِّنادُ فی القوافی مثل شَیْبٍ و شِیبٍ؛ و ساندَ فلان فی شعره. و من هذا یقال: خرج القوم مُتسانِدین أَی علی رایات شَتی إِذا خرج كل بنی أَب علی رایة، و لم یجتمعوا علی رایة واحدة، و لم یكونوا تحت رایة أَمیر واحد. قال ابن بُزُرج: یقال أَسنَد فی الشعر إِسناداً بمعنی سانَدَ مثل إِسناد الخبر، و یقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة: و شِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَریبٍ أُجانِبُه المَسانِدَ و المُحالا ابن سیدة: سانَدَ شعره سِناداً و سانَدَ فیه كلاهما: خالف بین الحركات التی تلی الأَرْدافَ فی الروی، كقوله: شَرِبنا مِن دِماءِ بَنی تَمیمٍ بأَطرافِ القَنا، حتی رَوِینا و قوله فیها: أَ لم تر أَنَّ تَغْلِبَ بَیْتُ عِزٍّ، جبالُ مَعاقِلٍ ما یُرْتَقَیْنا؟ فكسر ما قبل الیاء فی رَوِینا و فتح ما قبلها فی یُرْتَقَیْنا، فصارت قَیْنا مع وِینا و هو عیب. قال ابن جنی: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة و الفتحة قبل الرِّدْفِ عیب، إِلَّا أَنَّ الذی استهوی فی استجازتهم إِیاه أَن الفتحة عندهم قد أُجریَتْ مُجْری الكسرة و عاقَبتها فی كثیر من الكلام، و كذلك الیاء المفتوح ما قبلها قد أُجریت مجری الیاء المكسور ما قبلها، أَما تَعاقُبُ الحركتین ففی مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فیما لا ینصرف إِلی لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة راء عُمَر عاقبت ما كان یجب فیها من الكسرة لو صرف الاسم فقیل مررت بعُمرٍ، و أَما مشابهة الیاء المكسور ما قبلها للیاء المفتوح ما قبلها فلأَنهم قالوا
لسان العرب، ج‌3، ص: 223
هذا جیب بَّكر فأَدغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعید دَّاود، و قالوا شیبان و قیس عیلان فأَمالوا كما أَمالوا سِیحان و تِیحان، و قال الأَحفش بعد أَن خصص كیفیة السناد: أَما ما سمعت من العرب فی السناد فإِنهم یجعلونه كل فساد فی آخر الشعر و لا یحدّون فی ذلك شیئاً و هو عندهم عیب، قال: و لا أَعلم إِلَّا أَنی قد سمعت بعضهم یجعل الإِقواءَ سناداً؛ و قد قال الشاعر: فیه سِنادٌ و إِقْواءٌ و تحْریدُ فجعل السناد غیر الإِقْواء و جعله عیباً. قال ابن جنی: وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البیت المخالف لبقیة الأَبیات كالمسند إِلیها لم یمتنع أَن یشیع ذلك فی كل فساد فی آخر البیت فیسمی به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمی بهذا الاسم لمكان قیامه لم یمتنع أَن یسمی كل من حدث عنه القیام قائماً؛ قال: و وجه من خص بعض عیوب القافیة بالسناد أَنه جار مجری الاشتقاق، و الاشتقاق علی ما قدمناه غیر مقیس، إِنما یستعمل بحیث وضع إِلَّا أَن یكون اسم فاعل أَو مفعول علی ما ثبت فی ضارب و مضروب؛ قال و قوله: فیه سناد و إِقواءٌ و تحرید الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غیر الإِقواء لعطفه إِیاه علیه، و لیس ممتنعاً فی القیاس أَن یكون السناد یعنی به هذا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه، إِلَّا أَنه عطف الإِقواءَ علی السناد لاختلاف لفظیهما كقول الحطیئة: و هِنْد أَتی مِن دونِها النَّأْیُ و البُعْدُ قال: و مثله كثیر. قال: و قول سیبویه هذا باب المُسْنَد و المُسْنَد إِلیه؛ المسند هو الجزء الأَول من الجملة، و المسند إِلیه الجزء الثانی منها، و الهاء من إِلیه تعود علی اللام فی المسند الأَول، و اللام فی قوله و المسند إِلیه و هو الجزءُ الثانی یعود علیها ضمیر مرفوع فی نفس المسند، لأَنه أُقیم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمیر قلت: هذا باب المُسْنَدِ و المُسْنَدِ هُو إِلیه. قال الخلیل: الكلام سَنَدٌ و مُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك «3». عبد اللهِ رجل صالح، فعبد الله سَنَدٌ، و رجل صالح مُسْنَدٌ إِلیه؛ التهذیب فی ترجمة قسم قال الریاشی: أَنشدنی الأَصمعی فی النون مع المیم: تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم، تحتَ الذُّنابی، فی مكانٍ سُخْن قال: و یسمی هذا السناد. قال الفراءُ: سمی الدال و الجیم الإِجادة؛ رواه عن الخلیل. الكسائی: رجل سِنْدَأْوَةٌ و قِنْدَأْوةٌ و هو الخفیفُ؛ و قال الفراءُ: هی من النُّوق الجریئَة. أَبو سعید: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقایَةً تحت العمامة من الدُّهْن. و الأَسْنادُ: شجر. و السَّندانُ: الصَّلاءَةُ. و السِّنْدُ: جِیل معروف، و الجمع سُنودٌ و أَسْنادٌ. و سِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْدیٌّ للواحد و سِندٌ للجماعة، مثل زِنجیٍّ و زِنْجٍ. و المُسَنَّدَةُ و المِسْنَدیَّةُ: ضَرْب من الثیاب. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنه رأَی علیها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قیل: هو نوع من البرود الیمانِیة و فیه لغتان: سَنَدٌ و سَنْد، و الجمع أَسناد. و سَنْدادٌ [سِنْدادٌ: موضع. و السَّنَدُ: بلد معروف فی البادیة؛ و منه قوله: یا دارَ مَیَّةَ بالعَلْیاءِ فالسَّنَدِ و العَلیاءُ: اسم بلد آخر. و سِنداد: اسم نهر؛ و منه
(3). قوله [فالسند كقولك إلخ] كذا بالأَصل المعوّل علیه و لعل الأَحسن سقوط فالسند أَو زیادة و المسند
لسان العرب، ج‌3، ص: 224
قول الأَسْوَدِ بنِ یَعْفُر: و القَصْرِ ذِی الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

سهد؛ ج3، ص: 224

: اللیث: السُّهْدُ و السُّهادُ نَقیضُ الرُّقاد؛ قال الأَعشی: أَرِقتُ و ما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ الجوهری: السُّهادُ الأَرَقُ. و السُّهُدُ، بضم السین و الهاء: القلیل من النوم. و سَهِدَ، بالكسر، یَسْهَدُ سَهَداً و سُهْداً و سُهاداً: لم یَنَمْ. و رجل سُهُدٌ: قلیلُ النوم؛ قال أَبو كبیر الهذلی: فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً، سُهُداً، إِذا ما نامَ لیلُ الهَوْجَلِ وَ عَینٌ سُهُدٌ كذلك. و قد سَهَّدَه الهمُّ و الوجعُ. و ما رأَیتُ من فلان سَهْدَةً أَی أَمراً أَعْتَمِدُ علیه من خیر أَو بركة أَو خَبرٍ أَو كلام مُقْنِع. و فلان ذُو سَهْدَةٍ أَی ذُو یَقَظَةٍ. و هو أَسْهَدُ رَأْیاً منك. و فی باب الإِتباع: شی‌ءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَی حَسَن. و السَّهْوَدُ: الطویلُ الشدید؛ شمر: یقال غلام سَهْوَدٌ إِذا كان غَضّاً حَدَثاً؛ و أَنشد: و لَیْتَه كان غلاماً سَهْوَدا، إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا و سَهَّدْتُه أَنا فهو مُسَهَّدٌ. و فلان یُسَهَّدُ أَی لا یُتْرَكُ أَن ینام؛ و منه قول النابغة: یُسَهَّدُ من نومِ العشاءِ سَلیمُها، لِحَلْیِ النساءِ فی یدیه قَعاقِعُ ابن الأَعرابی: یقال للمرأَة إِذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة واحدة: قد أَمْصَعَتْ به و أَخْفَدَتْ به و أَسْهَدَتْ به و أَمْهَدَتْ به و حَطَأَتْ به. و سُهْدُد: اسم جبل لا ینصرف كأَنهم یذهبون به إِلی الصخرة أَو البقعة.

سود؛ ج3، ص: 224

: السَّواد: نقیضُ البیاض؛ سَوِدَ وَ سادَ و اسودَّ اسْوِداداً و اسْوادّ اسْوِیداداً، و یجوز فی الشعر اسْوَأَدَّ، تحرك الأَلف لئلَّا یجمع بین ساكنین؛ و هو أَسودُ، و الجمع سُودٌ و سُودانٌ. و سَوَّده: جعله أَسودَ، و الأَمر منه اسْوادَدْ، و إِن شئت أَدغمْتَ، و تصغیرُ الأَسود أُسَیِّدٌ، و إِن شئت أُسَیْوِدٌ أَی قد قارب السَّوادَ، و النسْبَةُ إِلیه أُسَیْدِیٌّ، بحذف الیاء المتحركة، و تَصغیر الترخیم سُوَیْدٌ. و ساوَدْتُ فلاناً فَسُدْتُه أَی غَلَبْتُه بالسواد من سواد اللونِ و السُّودَدِ جمیعاً. و سَوِدَ الرجلُ: كما تقول عَوِرَت عَیْنُه وَ سَوِدْتُ أَنا؛ قال نُصَیْبٌ: سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادی، و تحتَه قمیص من القُوهِیِّ، بیضٌ بَنائقُهْ و یُرْوَی: سَوِدْتُ فلم أَملك و تحتَ سَوادِه و بعضهم یقول: سُدْتُ؛ قال أَبو منصور: و أَنشد أَعرابی لِعنترةَ یَصِفُ نفسَه بأَنه أَبیضُ الخُلُق و إِن كان أَسودَ الجلدِ: علیّ قمیصٌ من سَوادٍ و تحتَه قمیصُ بَیاضٍ، … بنَائقُه «1» و كان عنترةُ أَسْوَدَ اللون، و أَراد بقمیصِ البیاضِ قَلْبَه. و سَوَّدْتُ الشی‌ءَ إِذا غَیَّرْتَ بَیاضَه سَوَاداً. و أَسوَدَ الرجُلُ و أَسأَدَ: وُلِدَ له ولد أَسود. و ساوَدَه سِواداً: لَقِیَه فی سَوادِ اللیلِ. و سَوادُ القومِ: مُعْظَمُهم. و سوادُ الناسِ:
(1). لم نجد هذا البیت فی ما لدینا من شعر عنترة المطبوع.
لسان العرب، ج‌3، ص: 225
عَوامُّهُم و كلُّ عددٍ كثیر. و یقال: أَتانی القومُ أَسوَدُهم و أَحمرُهم أَی عَرَبُهم و عَجَمُهم. و یقال: كَلَّمُتُه فما رَدَّ علیَّ سوداءَ و لا بیضاءَ أَی كلمةً قبیحةً و لا حَسَنَةً أَی ما رَدَّ علیّ شیئاً. و السواد: جماعةُ النخلِ و الشجرِ لِخُضْرَته و اسْوِدادِه؛ و قیل: إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ. و سوادُ كلِّ شی‌ءٍ: كُورَةُ ما حولَ القُرَی و الرَّساتیق. و السَّوادُ: ما حَوالَی الكوفةِ من القُرَی و الرَّساتیقِ و قد یقال كُورةُ كذا و كذا و سوادُها إِلی ما حَوالَیْ قَصَبَتِها و فُسْطاطِها من قُراها و رَساتیقِها. و سوادُ الكوفةِ و البَصْرَة: قُراهُما. و السَّوادُ و الأَسْوِداتُ و الأَساوِدُ: جَماعةٌ من الناس، و قیل: هُم الضُّروبُ المتفرِّقُون. و‌فی الحدیث: أَنه قال لعمر، رضی الله عنه: انظر إِلی هؤلاء الأَساوِدِ حولك‌أَی الجماعاتِ المتفرقة. و یقال: مرّت بنا أَساودُ من الناسِ و أَسْوِداتٌ كأَنها جمع أَسْوِدَةٍ، و هی جمعُ قِلَّةٍ لسَوادٍ، و هو الشخص لأَنه یُرَی من بعیدٍ أَسْوَدَ. و السوادُ: الشخص؛ و صرح أَبو عبید بأَنه شخص كلِّ شی‌ء من متاع و غیره، و الجمع أَسْودةٌ، و أَساوِدُ جمعُ الجمعِ. و یقال: رأَیتُ سَوادَ القومِ أَی مُعْظَمَهم. و سوادُ العسكرِ: ما یَشتملُ علیه من المضاربِ و الآلات و الدوابِّ و غیرِها. و یقال: مرت بنا أَسْوِداتٌ من الناس و أَساوِدُ أَی جماعاتٌ. و السَّوادُ الأَعظمُ من الناس: هُمُ الجمهورُ الأَعْظمُ و العدد الكثیر من المسلمین الذین تَجمعوا علی طاعة الإِمام و هو السلطان. و سَوادُ الأَمیر: ثَقَلُه. و لفلانٍ سَوادٌ أَی مال كثیرٌ. و السِّوادُ: السِّرارُ، و سادَ الرجلُ سَوْداً و ساوَدَه سِواداً، كلاهما: سارَّه فأَدْنی سوادَه من سَوادِه، و الاسم السِّوادُ و السُّوادُ؛ قال ابن سیدة: كذلك أَطلقه أَبو عبید، قال: و الذی عندی أَن السِّوادَ مصدر ساوَد و أَن السُّوادَ الاسم كما تقدّم القول فی مِزاحٍ و مُزاحٍ. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له: أُذُنَكَ علی أَن تَرْفَعَ الحجاب و تَسْمَعَ سِوادِی حتی أَنهاك؛ قال الأَصمَعی: السِّوادُ، بكسر السین، السِّرارُ، یقال منه: ساوَدْتُه مُساودَة و سِواداً إِذا سارَرْتَه، قال: و لم نَعْرِفْها بِرَفْع السین سُواداً؛ قال أَبو عبیدة: و یجوز الرفع و هو بمنزلة جِوارٍ و جُوارٍ، فالجُوارُ الاسمُ و الجِوارُ المصدرُ. قال: و قال الأَحمر: هو من إِدْناء سَوادِكَ من سَوادِه و هو الشخْص أَی شخْصِكَ من شخصه؛ قال أَبو عبید: فهذا من السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لا یكون إِلا من إِدْناءِ السَّوادِ؛ و أَنشد الأَحمر: مَن یَكُنْ فی السِّوادِ و الدَّدِ و الإِعْرامِ زیراً، فإِننی غیرُ زِیرِ و قال ابن الأَعرابی فی قولهم لا یُزایِلُ سَوادی بَیاضَكَ: قال الأَصمعی معناه لا یُزایِلُ شخصی شخصَكَ. السَّوادُ عند العرب: الشخصُ، و كذلك البیاضُ. و قیل لابنَةِ الخُسِّ: ما أَزناكِ؟ أَو قیل لها: لِمَ حَمَلْتِ؟ أَو قیل لها: لِمَ زَنَیْتِ و أَنتِ سیِّدَةُ قَوْمِكِ؟ فقالت: قُرْبُ الوِساد، و طُولُ السِّواد؛ قال اللحیانی: السِّوادُ هنا المُسارَّةُ، و قیل: المُراوَدَةُ، و قیل: الجِماعُ بعینه، و كله من السَّوادِ الذی هو ضدّ البیاض. و‌فی حدیث سلمان الفارسی حین دخل علیه سعد یعوده فجعل یبكی و یقول: لا أَبكی خوفاً من الموت أَو حزناً علی الدنیا، فقال: ما یُبْكِیك؟ فقال: عَهِد إِلینا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لیَكْف أَحدَكم مثلُ زاد الراكب
لسان العرب، ج‌3، ص: 226
و هذه الأَساوِدُ حَوْلی؛ قال: و ما حَوْلَه إِلَّا مِطْهَرَةٌ و إِجَّانَةٌ و جَفْنَةٌ؛ قال أَبو عبید: أَراد بالأَساودِ الشخوصَ من المتاع الذی كان عنده، و كلُّ شخص من متاع أَو إِنسان أَو غیرِه: سوادٌ، قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یُریدَ بالأَساودِ الحیاتِ، جَمْعَ أَسودَ، شَبَّهَها بها لاسْتضرارِه بمكانها. و‌فی الحدیث: إِذا رأَی أَحدكم سواداً بلیل فلا یكن أَجْبنَ السَّوادَینِ فإِنه یخافُك كما تخافُه‌أَی شخصاً. قال: و جمع السَّوادِ أَسوِدةٌ ثم الأَساودُ جمع الجمع؛ و أَنشد الأَعشی: تناهَیْتُمُ عنا، و قد كان فیكُمُ أَساوِدُ صَرْعَی، لم یُسَوَّدْ قَتِیلها یعنی بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلی. و‌فی الحدیث: فجاء بعُودٍ و جاءَ بِبَعرةٍ حتی زعموا فصار سواداً‌أَی شخصاً؛ و منه‌الحدیث: و جعلوا سَواداً حَیْساً‌أَی شیئاً مجتمعاً یعنی الأَزْوِدَة. و‌فی الحدیث: إِذا رأَیتم الاختلاف فعلیكم بالسَّواد الأَعظم؛ قیل: السواد الأَعظمُ جُمْلَة الناس و مُعْظَمُهم التی اجْتَمَعَتْ علی طاعة السلطان و سلوك المنهج القویم؛ و قیل: التی اجتمعت علی طاعة السلطان و بَخِعَت لها، بَرّاً كان أَو فاجراً، ما أَقام الصلاةَ؛ و قیل لأَنَس: أَین الجماعة؟ فقال: مع أُمرائكم. و الأَسْوَدُ: العظیمُ من الحیَّات و فیه سوادٌ، و الجمع أَسْوَدات و أَساوِدُ و أَساویدُ، غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء، و الأُنثی أَسْوَدَة نادرٌ؛ قال الجوهری فی جمع الأَسود أَساوِد قال: لأَنه اسم و لو كان صفة لَجُمِع علی فُعْلٍ. یقال: أَسْوَدُ سالِخٌ غیر مضاف، و الأُنثی أَسْوَدَة و لا توصف بسالخةٍ. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم، حین ذكر الفِتَنَ: لَتَعُودُنَّ فیها أَساوِدَ صُبّاً یَضِربُ بعضكم رقاب بعض؛ قال الزهری: الأَساودُ الحیاتُ؛ یقول: یَنْصَبُّ بالسیف علی رأْس صاحِبِه كما تفعلُ الحیةُ إِذا ارتفعت فَلَسعت من فَوْقُ، و إِنما قیل للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه یَسْلُخُ جِلْدَه فی كلِّ عام؛ و أَما الأَرقم فهو الذی فیه سواد و بیاض، و ذو الطُّفْیَتَیْنِ الذی له خَطَّان أَسودان. قال شَمِر: الأَسودُ أَخْبثُ الحیات و أَعظمها و أَنكاها و هی من الصفة الغالبة حتی استُعْمِل استِعْمال الأَسماءِ و جُمِعَ جَمْعَها، و لیس شی‌ءٌ من الحیات أَجْرَأَ منه، و ربما عارض الرُّفْقَةَ و تَبَعَ [تَبِعَ الصَّوْتَ، و هو الذی یطلُبُ بالذَّحْلِ و لا یَنْجُو سَلِیمُه، و یقال: هذا أَسود غیر مُجْرًی؛ و قال ابن الأَعرابی: أَراد بقوله لَتَعُودُنَّ فیها أَساوِدَ صُبّاً یعنی جماعاتٍ، و هی جمع سوادٍ من الناس أَی جماعة ثم أَسْوِدَة، ثم أَساوِدُ جمع الجمع. و‌فی الحدیث: أَنه أَمر بقتل الأَسوَدَین فی الصلاة؛ قال شَمِر: أَراد بالأَسْوَدَینِ الحیةَ و العقربَ. و الأَسْوَدان: التمر و الماء، و قیل: الماء و اللبن و جعلهما بعض الرُّجَّاز الماءَ و الفَثَّ، و هو ضرب من البقل یُختَبَزُ فیؤكل؛ قال: الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامی، الماءُ و الفَثُّ دَوا أَسقامی و الأَسْودانِ: الحَرَّةُ و اللیل لاسْوِدادهما، و ضافَ مُزَبِّداً المَدَنیَّ قومٌ فقال لهم: ما لكم عندنا إِلا الأَسْوَدانِ فقالوا: إِن فی ذلك لمَقْنَعا التمر و الماءِ، فقال: ما ذاك عَنَیْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ و اللیل. فأَما‌قول عائشة، رضی الله عنها: لقد رأَیْتُنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ما لنا طعام إِلا الأَسْودان؛ ففسره أَهل اللغة بأَنه التمر و الماءُ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنها إِنما أَرادت الحرة و اللیلَ، و ذلك أَن وجود التمر و الماء عندهم شِبَعٌ و رِیٌّ
لسان العرب، ج‌3، ص: 227
و خِصْبٌ لا شِصْبٌ، و إِنما أَرادت عائشة، رضی الله عنها، أَن تبالغ فی شدة الحال و تَنْتَهیَ فی ذلك بأَن لا یكون معها إِلا الحرة و اللیل أَذْهَبَ فی سوء الحال من وجود التمر و الماء؛ قال طرفة: أَلا إِننی شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً، أَلا بَجَلی من الشرابِ، أَلا بَجَلْ قال: أَراد الماء؛ قال شَمِرٌ: و قیل أَراد سُقِیتُ سُمَّ أَسوَدَ. قال الأَصمعی و الأَحمر: الأَسودان الماء و التمر، و إِنما الأَسود التمر دون الماءِ و هو الغالب علی تمر المدینة، فأُضیف الماءُ إِلیه و نعتا جمیعاً بنعت واحد إِتباعاً، و العرب تفعل ذلك فی الشیئین یصطحبان یُسَمَّیان معاً بالاسم الأَشهر منهما كما قالوا العُمَران لأَبی بكر و عمر، و القمران للشمس و القمر. و الوَطْأَة السَّوْداءُ: الدارسة، و الحمراء: الجدیدة. و ما ذقت عنده من سُوَیْدٍ قَطْرَةً، و ما سقاهم من سُوَیْدٍ قَطْرةً، و هو الماءُ نفسه لا یستعمل كذا إِلا فی النفی. و یقال للأَعداءِ: سُودُ الأَكباد؛ قال: فما أَجْشَمْتُ من إِتْیان قوم، هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ و یقال للأَعداء: صُهْبُ السِّبال و سود الأَكباد، و إِن لم یكونوا كذلك فكذلك یقال لهم. و سَواد القلب و سَوادِیُّه و أَسْوَده و سَوْداؤُه: حَبَّتُه، و قیل: دمه. یقال: رمیته فأَصبت سواد قلبه؛ و إِذا صَغَّروه ردّوه إِلی سُوَیْداء، و لا یقولون سَوْداء قَلْبه، كما یقولون حَلَّق الطائر فی كبد السماء و فی كُبَیْد السماء. و‌فی الحدیث: فأَمر بسواد البَطن فشُوِیَ له الكبد.و السُّوَیْداءُ: الاسْت. و السَّوَیْداء: حبة الشُّونیز؛ قال ابن الأَعرابی: الصواب الشِّینِیز. قال: كذلك تقول العرب. و قال بعضهم: عنی به الحبة الخضراء لأَن العرب تسمی الأَسود أَخضر و الأَخضر أَسود. و‌فی الحدیث: ما من داءٍ إِلا فی الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام؛ أَراد به الشونیز. و السَّوْدُ: سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ فی الأَرض خَشِنٌ أَسود، و الجمع أَسوادٌ، و القِطْعَةُ منه سَوْدةٌ و بها سمیت المرأَة سَوْدَةَ. اللیث: السَّوْدُ سَفْحٌ مستو بالأَرض كثیر الحجارة خشنها، و الغالب علیها أَلوان السواد و قلما یكون إِلا عند جبل فیه مَعْدِن؛ و السَّود، بفتح السین و سكون الواو، فی شعر خداش بن زهیر: لهم حَبَقٌ، و السَّوْدُ بینی و بینهم، یدی لكُمُ، و الزائراتِ المُحَصَّبا هو جبال قیس؛ قال ابن بری: رواه الجرمیُّ‌یدی لكم …، بإِسكان الیاءِ علی الإِفراد و قال: معناه یدی لكم رهن بالوفاءِ، و رواه غیرهُ‌یُدیَّ لكم … جمع ید، كما قال الشاعر: فلن أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بصالح، فإِن له عندی یُدِیّاً و أَنعُما و رواه أَبو شریك و غیره: یَدیّ بكم … مثنی بالیاءِ بدل اللام، قال: و هو الأَكثر فی الروایة أَی أَوقع الله یدیّ بكم. و‌فی حدیث أَبی مجلز: و خرج إِلی الجمعة و فی الطریق عَذِرات یابسة فجعل یتخطاها و یقول: ما هذه الأَسْوَدات؟هی جمع سَوْداتٍ، و سَوْداتٌ جمع سودةٍ، و هی القِطعة من الأَرض فیها حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ، شَبَّهَ العَذِرةَ الیابسة بالحجارة السود. و السَّوادِیُّ: السُّهْریزُ. و السُّوادُ: وجَع یأْخُذُ الكبد من أَكل التمر و ربما
لسان العرب، ج‌3، ص: 228
قَتل، و قد سُئِدَ. و ماءٌ مَسْوَدَةٌ یأْخذ علیه السُّوادُ، و قد سادَ یسودُ: شرب المَسْوَدَةَ. و سَوَّدَ الإِبل تسویداً إِذا دَقَّ المِسْحَ البالیَ من شَعَر فداوی به أَدْبارَها، یعنی جمع دَبَر؛ عن أَبی عبید. و السُّودَدُ: الشرف، معروف، و قد یُهْمَز و تُضم الدال، طائیة. الأَزهری: السُّؤدُدُ، بضم الدال الأُولی، لغة طی‌ء؛ و قد سادهم سُوداً و سُودُداً و سِیادةً و سَیْدُودة، و استادهم كسادهم و سوَّدهم هو. و المسُودُ: الذی ساده غیره. و المُسَوَّدُ: السَّیّدُ. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: اتقوا الله و سَوِّدوا أَكبَرَكم.و‌فی حدیث ابن عمر: ما رأَیت بعد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَسْوَدَ من معاویة؛ قیل: و لا عُمَر؟ قال: كان عمر خیراً منه، و كان هو أَسودَ من عمر؛ قیل: أَراد أَسخی و أَعطی للمال، و قیل: أَحلم منه. قال: و السَّیِّدُ یطلق علی الرب و المالك و الشریف و الفاضل و الكریم و الحلیم و مُحْتَمِل أَذی قومه و الزوج و الرئیس و المقدَّم، و أَصله من سادَ یَسُودُ فهو سَیْوِد، فقلبت الواو یاءً لأَجل الیاءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت. و‌فی الحدیث: لا تقولوا للمنافق سَیِّداً، فهو إِن كان سَیِّدَكم و هو منافق، فحالكم دون حاله و الله لا یرضی لكم ذلك.أَبو زید: اسْتادَ القومُ اسْتِیاداً إِذا قتلوا سیدهم أَو خطبوا إِلیه. ابن الأَعرابی: استاد فلان فی بنی فلان إِذا تزوّج سیدة من عقائلهم. و استاد القوم بنی فلان: قتلوا سیدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِلیه. و استادَ القومَ و استاد فیهم: خطب فیهم سیدة؛ قال: تَمنَّی ابنُ كُوزٍ، و السَّفاهةُ كاسْمِها، لِیَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَیالِیا أَی أَراد یتزوجُ منا سیدة لأَن أَصابتنا سنة. و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا؛ قال شَمِر: معناه تعلَّموا الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصیروا أَرباب بیوت فَتُشْغَلوا بالزواج عن العلم، من قولهم استاد الرجلُ، یقول: إِذا تَزوّج فی سادة؛ و قال أَبو عبید: یقول تعلموا العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصیروا سادَةً رُؤَساءَ منظوراً إِلیهم، فإِن لم تَعَلَّموا قبل ذلك استحیتم أَن تَعَلَّموا بعد الكبر، فبقِیتم جُهَّالًا تأْخذونه من الأَصاغر، فیزری ذلك بكم؛ و هذا شبیه‌بحدیث عبد الله بن عمر، رضی الله عنهما: لا یزال الناس بخیر ما أَخذوا العلم عن أَكابرهم، فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا، و الأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان و الأَصاغرُ الأَحْداث؛ و قیل: الأَكابر أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و الأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعین؛ و قیل: الأَكابر أَهل السنة و الأَصاغر أَهل البدع؛ قال أَبو عبید: و لا أُری عبد الله أَراد إِلا هذا. و السَّیِّدُ: الرئیس؛ و قال كُراع: و جمعه سادةٌ، و نظَّره بقَیِّم و قامة و عَیِّل و عالةٍ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن سادةً جمع سائد علی ما یكثر فی هذا النحو، و أَما قامةٌ و عالةٌ فجمْع قائم و عائل لا جمعُ قَیِّمٍ و عیِّلٍ كما زعم هو، و ذلك لأَنَّ فَعِیلًا لا یُجْمَع علی فَعَلةٍ إِنما بابه الواو و النون، و ربما كُسِّر منه شی‌ء علی غیر فَعَلة كأَموات و أَهْوِناء؛ و استعمل بعض الشعراء السید للجن فقال: جِنٌّ هَتَفْنَ بلیلٍ، یَنْدُبْنَ سَیِّدَهُنَّهْ قال الأَخفش: هذا البیت معروف من شعر العرب و زعم بعضهم أَنه من شعر الولید و الذی زعم ذلك أَیضاً. «2» … ابن شمیل: السید الذی فاق غیره
(2). بیاض بالأَصل المعول علیه قبل ابن شمیل بقدر ثلاث كلمات
لسان العرب، ج‌3، ص: 229
بالعقل و المال و الدفع و النفع، المعطی ماله فی حقوقه المعین بنفسه، فذلك السید. و قال عكرمة: السید الذی لا یغلبه غَضَبه. و قال قتادة: هو العابد الوَرِع الحلیم. و قال أَبو خیرة: سمی سیداً لأَنه یسود سواد الناس أَی عُظْمهم. الأَصمعی: العرب تقول: السید كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه، و قیل: السید الكریم. و‌روی مطرّف عن أَبیه قال: جاءَ رجل إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: أَنت سید قریش؟ فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: السیدُ الله، فقال: أَنت أَفضلُها قولًا و أَعْظَمُها فیها طَوْلًا، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: لِیَقُلْ أَحدكم بقوله و لا یَسْتَجْرِئَنَّكُم؛ معناهُ هو الله الذی یَحِقُّ له السیادة، قال أَبو منصور: كره النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یُمْدَحَ فی وجهه و أَحَبَّ التَّواضع لله تعالی، و جَعَلَ السیادة للذی ساد الخلق أَجمعین، و لیس هذا بمخالف‌لقوله لسعد بن معاذ حین قال لقومه الأَنصار: قوموا إِلی سیدكم، أَراد أَنه أَفضلكم رجلًا و أَكرمكم، و أَما صفة الله، جل ذكره، بالسید فمعناه أَنه مالك الخلق و الخلق كلهم عبیده، و كذلك‌قوله: أَنا سیّدُ ولد آدم یوم القیامة و لا فَخْرَ، أَراد أَنه أَوَّل شفیع و أَول من یُفتح له باب الجنة، قال ذلك إِخباراً عما أَكرمه الله به من الفضل و السودد، و تحدُّثاً بنعمة الله عنده، و إِعلاماً منه لیكون إِیمانهم به علی حَسَبهِ و مُوجَبهِ، و لهذا أَتبعه‌بقوله و لا فخر‌أَی أَن هذه الفضیلة التی نلتها كرامة من الله، لم أَنلها من قبل نفسی و لا بلغتها بقوَّتی، فلیس لی أَن أَفْتَخِرَ بها؛ و قیل فی معنی‌قوله لهم لما قالوا له أَنت سَیِّدُنا: قولوا بِقَوْلِكُم‌أَی ادْعونی نبیاً و رسولًا كما سمانی الله، و لا تُسَمُّونی سَیِّداً كما تُسَمُّونَ رؤَساءكم، فإِنی لست كأَحدهم ممن یسودكم فی أَسباب الدنیا. و‌فی الحدیث: یا رسولَ الله مَنِ السیِّد؟ قال: یوسفُ بن إِسحقَ بن یعقوبَ بن إِبراهیم، علیه السلام، قالوا: فما فی أُمَّتِك من سَیِّدٍ؟ قال: بلی من آتاه الله مالًا و رُزِقَ سَماحَةً، فأَدّی شكره و قلَّتْ شِكایَتهُ فی النَّاس.و‌فی الحدیث: كل بنی آدم سَیِّدٌ، فالرجل سید أَهل بیته، و المرأَة سیدة أَهل بیتها.و‌فی حدیثه للأَنصار قال: من سیدكم؟ قالوا: الجَدُّ بنُ قَیس علی أَنا نُبَخِّلُه، قال: و أَی داءٍ أَدْوی من البخل؟و‌فی الحدیث أَنه قال للحسن بن علی، رضی الله عنهما: إِن ابْنی هذا سیدٌ؛ قیل: أَراد به الحَلیم لأَنه‌قال فی تمامه: و إِن الله یُصْلِحُ به بین فئتین عظیمتین من المسلمین.و‌فی حدیث: قال لسعد بن عبادة: انظروا إِلی سیدنا هذا ما یقول؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه الخطابی. و قیل: انظروا إِلی من سَوَّدْناه علی قومه و رأَّسْناه علیهم كما یقول السلطانُ الأَعظم: فلان أَمیرُنا قائدُنا أَی من أَمَّرناه علی الناس و رتبناه لقَوْد الجیوش. و‌فی روایة: انظروا إِلی سیدكم‌أَی مُقَدَّمِكُم. و سمی الله تعالی یحیی سَیِّداً وَ حَصُوراً؛ أَراد أَنه فاق غیره عِفَّة و نزاهة عن الذنوب. الفراء: السَّیِّدُ الملك و السید الرئیس و السید السخیُّ و سید العبد مولاه، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء. و سید المرأَة: زوجها. و فی التنزیل: وَ أَلْفَیٰا سَیِّدَهٰا لَدَی الْبٰابِ؛ قال اللحیانی: و نظنّ ذلك مما أَحدثه الناس، قال ابن سیدة: و هذا عندی فاحش، كیف یكون فی القرآن ثم یقول اللحیانی: و نظنه مما أَحدثه الناس؛ إِلا أَن تكون مُراوِدَةُ یوسف مَمْلُوكَةً؛ فإِن قلت: كیف یكون ذلك و هو یقول: وَ قٰالَ نِسْوَةٌ فِی الْمَدِینَةِ امْرَأَتُ الْعَزِیزِ؟ فهی إِذاً حرّة، فإِنه «1». قد
(1). قوله [فإنه إلخ] كذا بالأَصل المعوّل علیه و لعله سقط من قلم مبیض مسودة المؤلف قلت لا ورود فإنه إلخ أو نحو ذلك و الخطب سهل
لسان العرب، ج‌3، ص: 230
یجوز أَن تكون مملوكة ثم یُعْتِقُها و یتزوّجها بعد كما نفعل نحن ذلك كثیراً بأُمهات الأَولاد؛ قال الأَعشی: فكنتَ الخلیفةَ من بَعْلِها، و سَیِّدَتِیَّا، و مُسْتادَها أَی من بعلها، فكیف یقول الأَعشی هذا و یقول اللحیانی بعد: إِنَّا نظنه مما أَحدثه الناس؟ التهذیب: وَ أَلْفَیٰا سَیِّدَهٰا معناه أَلفیا زوجها، یقال: هو سیدها و بعلها أَی زوجها. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَن امرأَة سأَلتها عن الخضاب فقالت: كان سیدی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یكره ریحه؛ أَرادت معنی السیادة تعظیماً له أَو ملك الزوجیة، و هو من قوله: وَ أَلْفَیٰا سَیِّدَهٰا لَدَی الْبٰابِ؛ و منه‌حدیث أُم الدرداء: حدثنی سیدی أَبو الدرداء … أَبو مالك: السَّوادُ المال و السَّوادُ الحدیث و السواد صفرة فی اللون و خضرة فی الظفر تصیب القوم من الماء الملح؛ و أَنشد: فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا و تسَوِّدوا، فكونوا نَعَایَا فی الأَكُفِّ عِیابُها «1» یعنی عیبة الثیاب؛ قال: تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا. و سیِّد كلِّ شی‌ء: أَشرفُه و أَرفَعُه؛ و استعمل أَبو إِسحق الزجاج ذلك فی القرآن فقال: لأَنه سید الكلام نتلوه، و قیل فی قوله عز و جل: وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً، السید: الذی یفوق فی الخیر. قال ابن الأَنباری: إِن قال قائل: كیف سمی الله، عز و جل، یحیی سَیِّداً وَ حَصُوراً، و السید هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعین و لا مالك لهم سواه؟ قیل له: لم یُرِد بالسید هاهنا المالك و إِنما أَراد الرئیسَ و الإِمامَ فی الخیر، كما تقول العرب فلان سیدنا أَی رئیسنا و الذی نعظمه؛ و أَنشد أَبو زید: سَوَّارُ سیِّدُنا و سَیِّدُ غیرِنا، صَدْقُ الحدیث فلیس فیه تَماری و سادَ قومَه یَسُودُهم سیادَةً و سُوْدَداً و سَیْدُودَةً، فهو سیِّدٌ، و هم سادَةٌ، تقدیره فَعَلَةٌ، بالتحریك، لأَن تقدیر سَیِّدٍ فَعْیِلٌ، و هو مثل سَرِیٍّ و سَراةٍ و لا نظیر لهما، یدل علی ذلك أَنه یُجمعُ علی سیائدَ، بالهمز، مثلَ أَفیل و أَفائلَ و تَبیعٍ و تَبائعَ؛ و قال أَهل البصرة: تقدیر سَیِّدٍ فَیْعِلٌ و جُمِعَ علی فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً، مِثلَ قائدٍ و قادةٍ و ذائدٍ و ذادةٍ؛ و قالوا: إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَیِّد و السَّیِّدَ علی جَیائِدَ و سَیائدَ، بالهمز علی غیر قیاس، لأَنّ جَمْعَ فَیْعِلٍ فیاعلُ بلا همز، و الدال فی سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ، مِثلِ جُندَبٍ وَ بُرْقُعٍ. و تقول: سَوَّدَه قومه و هو أَسودُ من فلان أَی أَجلُّ منه: قال الفراء: یقال هذا سَیِّدُ قومِه الیوم، فإِذا أَخبرت أَنه عن قلیل یكون سیدَهم قلت: هو سائدُ قومِه عن قلیل. و سید «2» … و أَساد الرجلُ و أَسْوَدَ بمعنی أَی وَلدَ غلاماً سیداً؛ و كذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون. و السَّیِّد من المعز: المُسِنُّ؛ عن الكسائی. قال: و منه‌الحدیث: ثَنِیٌّ من الضأْن خیر من السید من المعز؛ قال الشاعر: سواء علیه: شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِیَذْبَحَها للضیف، أَم شاةُ سَیِّدِ كذا رواه أَبو علی عنه؛ المُسِنُّ من المعز، و قیل: هو المسنّ، و قیل: هو الجلیل و إِن لم یكن مسنّاً. و الحدیث الذی‌جاء عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن جبریل قال لی: اعلم یا محمد أَن ثنیة من الضأْن خیر من السیِّد من الإِبل و البقر، یدل علی أَنه
(1). قوله [فكونوا نعایا] هذا ما فی الأَصل المعوّل علیه و فی شرح القاموس بغایا (2). هنا بیاض بالأَصل المعوّل علیه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 231
معموم به. قال: و عند أَبی علی فَعْیِل من [س و د] قال: و لا یمتَنع أَن یكون فَعِّلًا من السَّیِّد إِلا أَن السیدَ لا معنی له هاهنا. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أُتِیَ بكبش یطَأُ فی سواد و ینْظرُ فی سواد و یَبْرُكُ فی سواد لِیُضَحِّیَ به؛ قوله: ینظر فی سواد، أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العین فیها؛ قال كثیر: و عن نَجْلاءَ تَدْمَعُ فی بیاضٍ، إِذا دَمَعَتْ و تَنظُرُ فی سوادِ قوله: تدمع فی بیاض و تنظر فی سواد، یرید أَن دموعها تسیل علی خدٍّ أَبیض و نظرها من حدقة سوداء، یرید أَنه أَسوَدُ القوائم «1»، و یَبْرُك فی سواد یرید أَن ما یلی الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ؛ و المعنی أَنه أَسود القوائم و المَرابض و المحاجر. الأَصمعیُّ: یقال جاءَ فلان بغنمه سُودَ البطون، و جاءَ بها حُمرَ الكُلَی؛ معناهما مهازِیل. و الحمارُ الوحْشِیُّ سَیِّد عانَته، و العرب تقول: إِذا كثر البیاض قلَّ السواد؛ یعنون بالبیاض اللبن و بالسواد التمر؛ و كل عام یكثر فیه الرِّسْلُ یقلّ فیه التمر. و فی المثل: قال لی الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَی اصبر. و أُمُّ سُویْدٍ: هی الطِّبِّیجَةُ. و المِسْأَدُ: نِحْیُ السمن أَو العسل، یُهْمَز و لا یُهمز، فیقال مِسادٌ، فإِذا همز، فهو مِفْعَلٌ، و إِذا لم یُهْمَز، فهو فِعَالٌ؛ و یقال: رمی فلان بسهمه الأَسودِ و بسهمه المُدْمَی و هو السهم الذی رُمِیَ به فأَصاب الرمِیَّةَ حتی اسودّ من الدم و هم یتبركون به؛ قال الشاعر: قالَتْ خُلَیْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها: هَلَّا رَمَیْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ؟ قال بعضهم: أَراد بالأَسهم السود هاهنا النُّشَّابَ، و قیل: هی سهام القَنَا؛ قال أَبو سعید: الذی صح عندی فی هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بنی ظَفَر بَیَّتَ بنی لِحْیان فَهُزم أَصحابُه، و فی كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد، فقالت له امرأَته: أَین النبل الذی كنتَ ترمی به؟ فقال هذا البیت: قالت خُلَیْدَةُ. و السُّودانیَّةُ و السُّودانةُ: طائر من الطیر الذی یأْكل العنب و الجراد، قال: و بعضهم یسمیها السُّوادِیَّةَ. ابن الأَعرابی: المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فیها الناقةُ و تُشَدّ رأْسُها و تُشْوَی و تؤكل. و أَسْوَدُ: اسم جبل. و أَسْوَدَةُ: اسم جبل آخر. و الأَسودُ: عَلَمٌ فی رأْس جبل؛ و قول الأَعشی: كَلَّا، یَمِینُ اللَّهِ حتی تُنزِلوا، من رأْس شاهقةٍ إِلینا، الأَسْوَدا و أَسْودُ العَیْنِ: جبل؛ قال: إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العینِ كنْتُمُ كِراماً، و أَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ قال الهَجَرِیُّ: أَسْوَدُ العینِ فی الجَنُوب من شُعَبَی. و أَسْوَدَةُ: بِئر. و أَسوَدُ و السَّودُ: موضعان. و السُّوَیْداء: موضعٌ بالحِجاز. و أَسْوَدُ الدَّم: موضع؛ قال النابغةُ الجعدی: تَبَصَّرْ خَلِیلِی، هل تَرَی من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف اللیلِ، من أَسْوَدِ الدَّمِ؟ و السُّوَیْداءُ: طائرٌ. و أَسْودانُ: أَبو قبیلة و هو نَبْهانُ. و سُوَیْدٌ و سَوادةُ: اسمان. و الأَسْوَدُ: رجل.

سید؛ ج3، ص: 231

: السِّیدُ: الذئبُ، و یقال: سِیدُ رمْل، و فی لغة هُذَیْل: الأَسَدُ، قال الشاعر: كالسِّیدِ ذی اللِّبْدَةِ المُستَأْسِدِ الضَّارِی
(1). قوله [یرید أنه أسود القوائم] كذا بالأَصل المعوّل علیه و لعله سقط قبله و یطأ فی سواد كما هو واضح
لسان العرب، ج‌3، ص: 232
قال ابن سیدة: حمله سیبویه علی أَنَّ عینه یاء فقال فی تحقیره سُیَیْد كَذُیَیْلٍ، قال: و ذلك أَنَّ عین الفعل لا یُنْكَر أَن تكون یاء و قد وجدت فی سیدیاء، فهی علی ظاهر أَمرها إِلی أَن یَرِدَ ما یَسْتَنْزِلُ عن بادئ حالها، فإِن قیل: فإِنا لا نعرف فی الكلام تركیب" س‌ی‌د" فلما لم نجد ذلك حُمِلت الكَلِمَةُ علی ما فی الكلام مثلُه و هو مما عینه من هذا اللفظ واو، و هو السَّوادُ و السُّود و نحو ذلك، قیل: هذا یدل علی قوّة الظاهر عندهم، و أَنه إذا كان مما تحتمله القسمة و تنتظمه القضیة حكم به و صار أَصلًا علی بابه، فإِن قیل: فإِن سیداً مما یمكن أَن یكون من باب رِیح و دِیمَة فهلا توَقفت عن الحكم بكون عینه یاء لأَنه لا یؤمن أَن یكون من الواو؟ و أَما الظاهر «1» فهو ما تراه و لسنا ندع حاضراً له وجه من القیاس لغائب مجَوَّز لیس علیه دلیل، قال: فإِن قیل كثرة عین الفعل واواً تقود إِلی الحكم بذلك، قیل: إِنما یحكم بذلك مع عدم الظاهر، فأَما و الظاهر معك فلا معدل عنه بذا، لكن لعمری إِن لم یكن معك ظاهر احتجت إِلی التعدیل، و الحكم بالأَلیق و الحكم علی الأَكثر، و ذلك إِذا كانت العین أَلفاً مجهولة فحینئذ ما یحتاج إِلی [كذا بیاض بالأصل.] الأَمر فیحمل علی الأَكثر، و قد ذكره الجوهری فی ترجمة سود، و الجمع سِیدانٌ و الأُنثی سِیدةٌ. و‌فی حدیث مسعود بن عمرو: لَكَأَنِّی بِجُنْدَبِ بْنِ عَمْرٍو أَقبل كالسِّید‌أَی الذئب. قال: و قد یسمی به الأَسد. و امرأَة سِیدانَةٌ: جریئَة. و السِّیدانُ: اسم أَكمة، قال ابن الدُّمَیْنَة: كأَن قَرَی السِّیدانِ فی الآلِ غُدْوَةً، قَرَی حَبَشِیٍّ فی رِكابَیْنِ واقِفِ و بنو السِّید: بطنٌ من ضَبَّة. و سِیدانُ: اسم رجل.

فصل الشین المعجمة؛ ج3، ص: 232

شحد؛ ج3، ص: 232

: اللیث: الشُّحْدُودُ السَّیّ‌ءُ الخُلُقِ. قالت أَعرابیة و أَرادَتْ أَنْ تَرْكَبَ بغلًا: لعله حَیُوصٌ أَو قَمُوصٌ أَو شُحْدُودٌ؛ قال: و جاء به غیر اللیث.

شدد؛ ج3، ص: 232

: الشِّدَّةُ: الصَّلابةُ، و هی نَقِیضُ اللِّینِ تكون فی الجواهر و الأَعراض، و الجمع شِدَدٌ؛ عن سیبویه، قال: جاء علی الأَصل لأَنه لم یُشْبِهِ الفعل، و قد شَدَّه یَشُدُّه و یَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ؛ و كلُّ ما أُحْكِمَ، فقد شُدَّ و شُدِّدَ؛ و شَدَّدَ هو و تشَادّ: و شی‌ء شَدِیدٌ: بَیِّنُ الشِّدَّةِ. و شی‌ء شَدیدٌ: مُشتَدٌّ قَوِیٌّ. و‌فی الحدیث: لا تَبیعُوا الحَبَّ حتی یَشْتَدَّ؛ أَراد بالحب الطعام كالحنطة و الشعیر، و اشتدَادُه قُوَّتُه و صلابَتُه. قال ابن سیدة: و من كلام یعقوب فی صفة الماء: و أَما ما كان شدیداً سَقْیُهُ غلیظاً أَمرُهُ؛ إِنما یرِیدُ به مُشْتَدّاً سَقْیُه أَی صعباً. و تقول: شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه: و شَدَّدَه: قَوَّاه. و التشدید: خلاف التخفیف. و قوله تعالی: وَ شَدَدْنٰا مُلْكَهُ أَی قوَّیناه،و كان من تقویة ملكِه أَنه كان یَحْرسُ محرابه فی كل لیلة ثلاثة و ثلاثون أَلفاً من الرجال؛ و قیل: إِن رجلًا اسْتَعْدَی إِلیه علی رجل، فادّعی علیه أَنه أَخذ منه بقراً فأَنكر المدّعَی علیه، فسأَل داودُ، علیه السلام، المدّعیَ البینة فلم یُقِمْها، فرأَی داودُ فی منامه أَن الله، عز و جل، یأْمره أَن یقتل
(1). قوله" و أَما الظاهر إلخ" كذا بالأصل المعوّل علیه و لا یخفی أنه من روح الجواب، فهنا سقط و لعل الأصل قیل أما الظاهر إلخ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 233
المَدّعَی علیه، فتثبت داود، علیه السلام، و قال: هو المنام، فأَتاه الوحی بعد ذلك أَن یقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله یأْمرُه بقتله، فقال المدّعَی علیه: إِن الله ما أَخَذَنی بهذا الذنب و إِنی قتلت أَبا هذا غِیلَة، فقتله داود، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و ذلك مما عظَّمَ الله به هَیْبَتَه و شدَّدَ ملْكه.و شدَّ علی یده: قوَّاه و أَعانه؛ قال: فإِنی، بحَمْدِ اللَّهِ، لا سَمَّ حَیَّةٍ سَقَتْنی، و لا شَدَّتْ علی كفِّ ذابح و شَدَدْتُ الشی‌ءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه. قال الله تعالی: فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ. و قال تعالی: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی. ابن الأَعرابی: یقال حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَی استعَنْتَ بمن یقومُ بأَمرك و یُعْنی بحاجتك. و قال أَبو عبید: یقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَی حین لم أَقْدِر علی الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ و الشِّدَّةِ؛ و مثلُه قوله مُجاهرَةً إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلی. و من أَمثالهم فی الرجل یحرز بعض حاجته و یَعْجِز عن تمامها: بَقِیَ أَشَدُّه. قال أَبو طالب: یقال إِنه كان فیما یحكی عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنی الجُرْذان، فاجتمع بقیتها و قلن: تعالَیْن نحتال بحیلة لهذا الهرّ، فأَجمع رأْیُهن علی تعلیق جُلْجُل فی رقبته، فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه، فجئن بجلجل و شددنه فی خیط ثم قلن: من یعلقه فی عنقه؟ فقال بعضهن: بقی أَشَدُّه؛ و قد قیل فی ذلك: أَلا امْرُؤٌ یَعْقِدُ خَیْطَ الجُلْجُلِ و رجل شدیدٌ: قویٌّ، و الجمع أَشِدّاءُ و شِدادٌ و شُددٌ: عن سیبویه، قال: جاء علی الأَصل لأَنه لم یشبه الفعل. و قد شَدَّ یشِدّ، بالكسر لا غیر، شِدَّةً إِذا كان قویّاً، و شادَّه مُشادَّة و شِداداً: غالبه. و‌فی الحدیث: مَن یُشادّ هذا الدِّینَ یَغْلِبُه؛ أَراد یَغْلِبُه الدینُ، أَی من یُقاویه و یُقاوِمُه و یُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته. و المُشادَدَة: المُغالَبَة، و هو مثل‌الحدیث الآخر: إِن هذا الدینَ مَتِینٌ فأَوْغِلْ فیه برفق.و أَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً. و المُشادَّة فی الشی‌ء: التَّشَدُّد فیه. و یقال للرجل «2» إِذا كُلِّفَ عملًا: ما أَملك شَدّاً و لا إِرخاءً أَی لا أَقدر علی شی‌ء. و شَدَّ عَضُدَه أَی قَوَّاه. و اشْتَدَّ الشی‌ءُ: من الشِّدَّة. أَبو زید: أَصابَتْنی شُدَّی علی فُعْلَی أَی شِدَّة. و أَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شدیدة. و‌فی الحدیث: یَرُدُّ مُشِدُّهُمْ علی مُضْعِفِهِمْ؛ المُشِدُّ: الذی دوابه شَدیدة قویة، و المُضْعِفُ: الذی دوابه ضعیفة. یرید أَن القویّ من الغُزاة یُساهِمُ الضعیف فیما یَكْسِبه من الغنیمة. و الشَّدیدُ من الحروف ثمانیة أَحرف و هی: الهمزة و القاف و الكاف و الجیم و الطاء و الدال و التاء و الباء، قال ابن جنی: و یجمعها فی اللفظ قولك: [أَجَدْتَ طَبَقَكَ، و أَجِدُكَ طَبَقْتَ]. و الحروف التی بین الشدیدة و الرخوة ثمانیة و هی: الأَلف و العین و الیاء و اللام و النون و الراء و المیم و الواو یجمعها فی اللفظ قولك: [لم یُرَوِّعْنا] و إِن شئت قلت [لم یَرَ عَوْناً] و معنی الشدید أَنه الحرف الذی یمنع الصوت أَن یجْرِیَ فیه، أَ لا تری أَنك لو قلت الحق و الشرط ثم رمت مدّ صوتك فی القاف و الطاء لكان ممتنعاً؟ و مِسْكٌ شَدیدُ الرائحة: قویها ذَكِیُّها. و رجل شدید العین: لا یغلبه النوم، و قد یستعار ذلك فی الناقة؛ قال الشاعر: باتَ یقاسی كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ، شَدیدةِ جَفْنِ العَینِ، ذاتِ ضَرِیرِ
(2). قوله [و یقال للرجل] كذا بالأَصل و لعل الأَولی و یقول الرجل
لسان العرب، ج‌3، ص: 234
و قوله تعالی: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلیٰ أَمْوٰالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ؛ أَی اطبع علی قلوبهم. و الشِّدَّة: المَجاعة. و الشَّدائِدُ: الهَزاهِزُ. و الشِّدَّة: صعوبة الزمن؛ و قد اشتدَّ علیهم. و الشِّدَّة و الشَّدِیدَةُ من مكاره الدهر، و جمعها شَدائد، فإِذا كان جمع شدیدة فهو علی القیاس، و إِذا كان جمع شدّة فهو نادر. و شِدَّة العیْش: شَظَفُه. و رجل شَدِید: شحیح. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ؛ قال أَبو إِسحاق: إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخیل. و المُتَشَدِّدُ: البخیل كالشدید؛ قال طرفة: أَری المَوْتَ یَعْتامُ الكِرامَ، و یَصْطَفی عَقِیلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ و قول أَبی ذؤَیب: حَدَرْناهُ بالأَثوابِ فی قَعْرِ هُوَّةٍ شدیدٍ، علی ما ضُمَّ فی اللَّحْدِ، جُولُها أَراد شَحِیحٍ علی ذلك. و شَدَّدَ الضَّرْبَ و كلَّ شی‌ء: بالَغَ فیه. و الشَّدُّ: الحُضْرُ و العَدْوُ، و الفعل اشْتَدَّ أَی عدا. قال ابن رُمَیْضٍ العنبری، و یقال رُمَیْصٍ، بالصاد المهملة: هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّی زِیَمْ. و زِیَم: اسم فرسه؛ و‌فی حدیث الحجاج: هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّی زِیَمْ هو اسم ناقته أَو فرسه. و‌فی حدیث القیامة: كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ الرجل الشَّدیدِ العَدْوِ؛ و منه‌حدیث السَّعْی: لا یَقْطَع الوادی إِلَّا شَدّاً‌أَی عَدْواً. و‌فی حدیث أُحد: حتی رأَیت النساء یَشْتَدِدْنَ فی الجبل‌أَی یَعْدُون؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءت اللفظة فی كتاب الحمیدی، و الذی جاء فی كتاب البخاری یشْتَدْنَ، بدال واحدة، و الذی جاء فی غیرهما یُسْنِدْنَ، بسین مهملة و نون، أَی یُصَعِّدْنَ فیه، فإِن صحت الكلمة علی ما فی البخاری، و كثیراً ما یجی‌ءُ أَمثالها فی كتب الحدیث، و هو قبیح فی العربیة لأَن الإِدغام إِنما جاز فی الحرف المُضَعَّفِ، لما سكن الأَول و تحرك الثانی، فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعیف یظهر لأَن ما قبل نون النساء لا یكون إِلا ساكناً فیلتقی ساكنان، فیحرك الأَوّل و ینفك الإِدغام فتقول یشتددن، فیمكن تخریجه علی لغة بعض العرب من بكر بن وائل، یقولون رَدْتُ و رَدْتِ وَ رَدْنَ، یریدون رَدَدْتُ و رَدَدْتِ و رَدَدْنَ، قال الخلیل: كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء و النون، فیكون لفظ الحدیث یَشْتَدْنَ. و شدّ فی العَدْوِ شدّاً و اشْتَدَّ: أَسْرَعَ و عَدَا. و فی المثل: رُبَّ شَدٍّ فی الكُرْزِ؛ و ذلك أَنّ رجلًا خرج یركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها فأَلقاها فی كُرْزٍ بین یدیه، و الكرز الجُوالِقُ، فقال له إِنسان: لِمَ تحمله، ما تصنع به؟ فقال: رُبَّ شَدٍّ فی الكُرْزِ؛ یقول: هو سریع الشدِّ كأُمه؛ یُضْرَبُ للرجل یُحْتَقَرُ عندك و له خَبَرٌ قد علمته أَنت؛ قال عمرو ذو الكلب: فَقُمْتُ لا یَشْتَدُّ شَدِّی ذو قَدَم جاء بالمصدر علی غیر الفعل و مثله كثیر؛ و قول مالك بن خالد الخُناعی: بأَسَرعِ الشَّدِّ منی، یومَ لا نِیَةٌ، لَمَّا عَرَفْتُهم، و اهْتَزَّتِ اللِّمَمُ یرید بأَسَرعَ شدّاً منی، فزاد اللام كَزیادتها فی بنات الأَوبر، و قد یجوز أَن یرید بأَسرعَ فی الشد فحذف الجار و أَوصَلَ الفِعْلَ. قال سیبویه: و قالوا شَدَّ ما
لسان العرب، ج‌3، ص: 235
أَنَّكَ ذاهب، كقولك: حَقّاً أَنك ذاهب، قال: و إِن شئت جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول: نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ. و الشِّدَّة: النَّجْدَة و ثَباتُ القلب. و كلُّ شَدیدٍ شُجاعٌ. و الشَّدة، بالفتح: الحملة الواحدة. و الشَّدُّ. الحَمْل. و شَدَّ علی القوم فی القتال یَشِدُّ و یَشُدُّ شَدّاً و شُدوداً: حَمَلَ. و‌فی الحدیث: أَ لا تَشِدُّ فَنَشِدَّ معك؟یقال: شَدَّ فی الحرب یَشِد، بالكسر؛ و منه‌الحدیث: ثم شَدَّ علیه فكان كأَمْسِ الذاهب‌أَی حَمَلَ علیه فقتله. و شَدَّ فلان علی العدوِّ شَدَّة واحدة، و شدَّ شَدَّاتٍ كثیرة. أَبو زید: خِفْتُ شُدَّی فلانٍ أَی شِدَّته؛ و أَنشد: فإِنی لا أَلِینُ لِقَوْلِ شُدَّی، و لو كانتْ أَشَدَّ من الحَدیدِ و یقال: أَصابَتْنی شُدَّی بعدك أَی الشِّدَّةُ مُدَّةً. و شَدَّ الذئب علی الغنم شَدّاً و شُدُوداً: كذلك. و رُؤِیَ فارس یومَ الكُلابِ من بنی الحرث یَشِدُّ علی القوم فیردّهم و یقول: أَنا أَبو شَدّادٍ، فإِذا كرُّوا علیه رَدَّهم و قال: أَنا أَبو رَدَّاد. و‌فی حدیث قیام شهر رمضان: أَحْیا اللیلَ و شَدَّ المِئْزر؛ و هو كنایة عن اجتناب النساء، أَو عن الجِدِّ و الاجتهاد فی العمل أَو عنهما معاً. و الأَشُدُّ: مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ و المَعْرِفَةَ؛ قال الله عز و جل: حَتّٰی إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ؛ قال الفراء: الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ فی القیاس، قال: و لم أَسمع لها بواحد؛ و أَنشد: قد سادَ، و هْو فَتیً، حتی إِذا بَلَغَتْ أَشُدُّه، و عَلا فی الأَمْرِ و اجْتَمَعا أَبو الهیثم: واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ و واحدة الأَشُدِّ شِدَّة. قال: و الشِّدَّة القُوَّة و الجَلادَة. و الشَّدیدُ: الرجل القَوِیّ، و كأَنّ الهاء فی النعمة و الشِّدَّة لم تكن فی الحرف إِذ كانت زائدة، و كأَنّ الأَصلَ نِعْمَ و شَدَّ فجمعا علی أَفْعُل كما قالوا: رجُل و أَرجُل، و قَدَح و أَقْدُح، و ضِرْسٌ و أَضْرُس. ابن سیدة: و بلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل. و قال الزجاج: هو من نحو سبع عشرة إِلی الأَربعین. و قال مرة: هو ما بین الثلاثین و الأَربعین، و هو یذكر و یؤَنث؛ قال أَبو عبید: واحدها شَدٌّ فی القیاس؛ قال: و لم أَسمع لها بواحدة؛ و قال سیبویه: واحدتها شِدَّة كنِعْمَة و أَنْعُم؛ ابن جنی: جاء علی حذف التاء كما كان ذلك فی نِعْمَة و أَنْعُم. و قال ابن جنی: قال أَبو عبید: هو جمع أَشَدّ علی حذف الزیادة؛ قال: و قال أَبو عبیدة: ربما استكرهوا علی حذف هذه الزیادة فی الواحد؛ و أَنشد بیت عنترة: عَهْدِی به شَدَّ النَّهارِ، كأَنَّما خُضِبَ اللَّبانُ و رأْسُه بالعِظْلِمِ أَی أَشَدَّ النهار، یعنی أَعلاه و أَمْتَعَه. قال ابن سیدة: و ذهب أَبو عثمان فیما رویناه عن أَحمد بن یحیی عنه أَنه جمع لا واحد له. و قال السیرافی: القیاس شَدٌّ و أَشُدّ كما یقال قَدٌّ و أَقُدٌّ، و قال مرة أُخری: هو جمع لا واحد له، و قد یقال بلغ أَشَدَّه، و هی قلیلة؛ قال الأَزهری: الأَشُدُّ فی كتاب الله تعالی فی ثلاثة معان یقرب اختلافها، فأَما قوله فی قصة یوسف، علیه السلام: وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ؛ فمعناه الإِدْراكُ و البلوغ و حینئذ راودته امرأَة العزیز عن نفسه؛ و كذلك قوله تعالی: وَ لٰا تَقْرَبُوا مٰالَ الْیَتِیمِ إِلّٰا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتّٰی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ*؛ قال الزجاج: معناه احفظوا علیه ماله حَتّٰی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِلیه ماله؛ قال: و بُلُوغُه أَشُدَّه أَن یُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع
لسان العرب، ج‌3، ص: 236
أَن یكون بالغاً؛ قال: و قال بعضهم: حَتّٰی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ؛ حتی یبلغ ثمانیَ عَشْرَة سنة؛ قال أَبو إِسحاق: لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثمانی عَشْرَة سنة و قد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِلیه وجب له ذلك؛ قال الأَزهری: و هذا صحیح و هو قول الشافعی و قول أَكثر أَهل العلم. و فی الصحاح: حَتّٰی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ أَی قوته، و هو ما بین ثمانی عَشْرة إِلی ثلاثین، و هو واحد جاء علی بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ و هو الأُسْرُبُّ، و لا نظیر لهما، و یقال: هو جمع لا واحد له من لفظه، مِثْلُ آسالٍ و أَبابِیلَ و عَبادِیدَ و مَذاكِیرَ. و كان سیبویه یقول: واحده شِدَّة و هو حسن فی المعنی لأَنه یقال بلغ الغلام شِدَّته، و لكن لا تجمع فِعْلة علی أَفْعُل؛ و أَما أَنْعُم فإِنه جمع نُعْم من قولهم یوم بُؤْس و یومُ نُعْم. و أَما من قال واحده شَدٌّ مثل كلب و أَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب و أَذؤب فإِنما هو قیاس، كما یقولون فی واحد الأَبابیلِ إِبَّوْل قیاساً علی عِجَّولٍ، و لیس هو شیئاً سُمِعَ من العرب. و أَما قوله تعالی فی قصة موسی، صلوات الله علی نبینا و علیه: وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَویٰ؛ فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ، و هو أَن یجتمع أَمره و قوته و یكتهل و یَنْتَهِیَ شَبابُه. و أَما قول الله تعالی فی سورة الأَحقاف: حَتّٰی إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً؛ فهو أَقصی نهایة بلوغ الأَشُدِّ و عند تمامها بُعِثَ محمد، صلی الله علیه و سلم، نبیّاً و قد اجتمعت حُنْكَتُه و تمامُ عَقْلِه، فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ النِّهایةِ غیر مَحْصُورِ ما بین ذلك. و شَدَّ النهارُ أَی ارتفع. و شَدُّ النهار: ارتفاعُه، و كذلك شَدُّ الضُّحَی. یقال: جئتك شَدَّ النهارِ و فی شَدِّ النهارِ، و شَدَّ الضُّحَی و فی شَدِّ الضحی. و یقال: لقِیتُه شَدَّ النهار و هو حین یرتفع، و كذلك امتدَّ. و أَتانا مَدَّ النهار أَی قبل الزوال حین مَضَی من النهار خَمْسَةٌ. و‌فی حدیث عِتْبانَ بنِ مالك: فَغَدا علیَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بعْدَ ما اشْتَدَّ النهارُ‌أَی علا و ارتفعت شمسه؛ و منه قول كعب: شَدَّ النهارِ ذراعَیْ عَیْطَلٍ نَصَفٍ قامَتْ، فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِیلُ أَی وقْتَ ارتفاعِه و عُلُوِّه. و شَدَّه أَی أَوثقه، یَشُدُّه و یَشِدُّه أَیضاً، و هو من النوادر. قال الفراء: ما كان من المضاعف علی فَعَلْتُ غیرَ واقع، فإِنّ یَفْعِلُ منه مكسور العین، مثل عفَّ یعِفُّ و خَفَّ یَخِفُّ و ما أَشبهه، و ما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ یَفْعُل منه مضموم إِلا ثلاثة أَحرف، شَدَّه یَشُدُّه و یَشِدُّهُ، و عَلَّه یَعُلُّه و یَعِلُّه من العَلَلِ و هو الشُّرْب الثانی، و نَمَّ الحدیثَ یَنُمُّه و یَنِمُّه، فإِنْ جاء مثل هذا أَیضاً مما لم نسمعه فهو قلیل، و أَصله الضم. قال: و قد جاء حرف واحد بالكسر من غیر أَن یَشْركَه الضم، و هو حَبَّهُ یَحِبُّهُ. و قال غیره: شَدَّ فلان فی حُضْرِه. و تَشَدَّدَتِ القَیْنَةُ إِذا جَهَدَتْ نفسَها عند رفع الصوت بالغناء؛ و منه قول طرفة: إِذا نحنُ قُلْنا: أَسْمِعِینا، انْبَرَتْ لنا علی رِسْلِها مَطْرُوقَةً، لم تَشَدَّدِ و شَدَّاد: اسم. و بنو شَدَّادٍ و بنو الأَشَدِّ: بطنان.

شرد؛ ج3، ص: 236

: شَرَدَ البعیرُ و الدابة یَشْرُدُ شَرْداً و شِراداً و شُروداً: نَفَرَ، فهو شارِدٌ، و الجمع شَرَدٌ. و شَرُودٌ فی المذكر و المؤَنث، و الجمع شُرُودٌ؛ قال: و لا أُطیق البَكَراتِ الشَّرَدا
لسان العرب، ج‌3، ص: 237
قال ابن سیدة: هكذا رواه ابن جنی شَرَدا علی مثال عَجَلٍ و كُتُبٍ استَعْصَی و ذَهَبَ علی وجْهه؛ الجوهری: الجمع شَرَدٌ علی مثال خادِمٍ و خَدَم و غائِب و غَیَب، و جمع الشَّرُود شُرُدٌ مِثْلُ زَبُورٍ وَ زُبُر؛ و أَنشد أَبو عبیدة لعبد مناف بن ربیع الهذلی: حتی إِذا أَسْلَكوهُمْ فی قُتائِدَةٍ شَلًّا، كما تَطْرُد الجمَّالةُ الشُّرُدا و یروی الشَّرَدا. و التَّشْریدُ: الطَّرْد. و‌فی الحدیث: لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجمعون أَكتعون إِلا من شَرَدَ علی الله‌أَی خرج عن طاعته و فارق الجماعة من شَرَدَ البعیرُ إِذا نفر و ذهب فی الأَرض. و فرس شَرُود: و هو المُسْتَعْصی علی صاحبه. و قافِیَةٌ شَرُودٌ: عائِرَةٌ سائِرَةٌ فی البلاد تَشْرُدُ كما یشرد البعیر؛ قال الشاعر: شَرُودٌ، إِذا الرَّاؤُونَ حَلُّوا عِقالَها، مُحَجَّلةٌ، فیها كلامٌ مُحَجَّلُ و شَرَدَ الجمل شُروداً، فهو شارد، فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَرید طَرید. و تقول: أَشْرَدْتُه و أَطْرَدْتُهُ إِذا جعلته شَریداً طَریداً لا یُؤْوی. و شَرَدَ الرجلُ شُروداً: ذهب مَطْرُوداً. و أَشْرَدَه و شَرَّدَه: طَردَه. و شَرَّدَ به: سَمَّع بعیوبه؛ قال: أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ یَوْم، مَخافةَ أَنْ یُشَرِّدَ بِی حَكِیمُ معناه أَن یُسَمِّعَ بی. و أُطَوِّفُ: أَطُوفُ. و حَكِیمٌ: رجل من بنی سُلَیْم كانت قریش ولته الأَخذ علی أَیدی السفهاء. و رجل شَریدٌ: طَرِیدٌ. و قوله عز و جل: فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ؛ أَی فَرِّق و بَدِّدْ جمعهم. و قال الفراء: یقول إِن أَسرتهم یا محمد فَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم ممن تَخافُ نَقْضَهُ العهد لَعَلَّهُمْ یَذَّكَّرُونَ فلا ینقضون العهد. و أَصل التشرید التَّطْریدُ، و قیل: معناه سَمِّعْ بهم من خَلْفَهم، و قیل: فَزِّعْ بهم مَنْ خلفهم. و قال أَبو بكر فی قولهم: فلان طرید شرید: أَمَّا الطَّریدُ فمعناه المَطْرود، و الشرید فیه قولان: أَحدهما الهارب من قولهم شَرَدَ البعیر و غیرُه إِذا هرب؛ و قال الأَصمعی: الشرید المُفْرَدُ؛ و أَنشد الیمامی: تَراهُ أَمامَ النَّاجِیاتِ كأَنه شَریدُ نَعامٍ، شَذَّ عَنه صَواحِبُه قال: و تَشَرَّدَ القَوْمُ ذَهبوا. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لخَوَّات بن جُبَیْر: ما فَعَلَ شِرادُك؟یُعَرِّضُ بقضیّته مع ذات النِّحْیَیْن فی الجاهلیة، و أَراد بشِراده أَنه لما فزع تَشَرَّد فی الأَرض خوفاً من التَّبَعة؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه الهرویّ و الجوهریّ فی الصحاح و ذكر القصة؛ و قیل: إِن هذا وهمٌ من الهروی و الجوهری، و من فَسَّرَه بذلك قال: و الحدیث له قصة مَرْویَّةٌ‌عن خَوَّات أَنه قال: نزلت مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بِمَرِّ الظَّهْرانِ فخرجت من خِبائی فإِذا نسوة یتَحَدّثن فأَعجبننی، فرجعت فأَخرجت حُلَّةً من عَیْبَتی فَلبسْتُها ثم جلست إِلیهن، فمرّ رسول الله صلی الله علیه و سلم، فهِبتُه فقلت: یا رسول الله جمل لی شَرُود و أَنا أَبْتَغِی له قَیْداً فمضی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و تَبِعْتُه فأَلقی إِلیَّ رداءه ثم دخل الأَراكَ فقضی حاجته و توضأَ، ثم جاء فقال: یا أَبا عبد الله ما فعل شَرُودُك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا یلحقنی إِلا قال: السلام علیكم، یا أَبا عبد الله، ما فعل شِرادُ جَملك؟ قال: فتعجلت إِلی المدینة و اجتنبت
لسان العرب، ج‌3، ص: 238
المسجدَ و مُجالَسة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فلما طال ذلك علیّ تَحَیّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتیت المسجد فجعلت أُصلی، فخرج رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من بعض حُجَرِه فجاء فصلی ركعتین خفیفتین و طوّلت الصلاة رجاءَ أَن یذهبَ و یدَعَنی، فقال: طوِّلْ یا أَبا عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتی تنصرف، فقلت: و الله لأَعتذرن إِلیه، فانصرفت، فقال: السلام علیكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل؟ فقلت: و الذی بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت، فقال: رحمك الله مرتین أَو ثلاثاً ثم أَمسك عنی فلم یعد.و الشَّریدُ: البقیة من الشی‌ء. و یقال: فی إِداواهُمْ شَریدٌ من ماء أَی بقیة. و أَبْقَتِ السَّنَةُ علیهم شَرائِدَ من أَموالهم أَی بقایا، فإِما أَن یكون شَرائِدُ جمع شَرید علی غیر قیاس كَفیلٍ «3» و أَفائِلَ، و إِما أَن یكون شَریدَةٌ لغة فی شَرید. و بنو الشَّریدِ: حَیٌّ، منهم صخر أَخو الخنساء؛ و فیهم یقول: أَ بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّریدِ، حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها و بنو الشَّریدِ: بَطْنٌ مِنْ سُلَیْم.

شعبد؛ ج3، ص: 238

: المُشَعْبِدُ: الهازِی‌ءُ كالمُشَعْوِذ.

شقد؛ ج3، ص: 238

: اللیث: الشِّقْدَةُ حَشِیشَةٌ كثیرة اللبن و الإِهالة كالقِشْدَةِ، إِما مقلوبة و إِما لغة. قال الأَزهری: لم أَسمع الشقدة لغیر اللیث، قال: و كأَنه فی الأَصل القِشْدَة و القِلْدَة.

شكد؛ ج3، ص: 238

: الشُّكْدُ، بالضم: العَطاءُ، و بالفتح: المصدر، شَكَدَه یَشْكُدُه و یَشْكِدُه شَكْداً: أَعطاه أَو منحه، و أَشْكَدَ لغة؛ قال ابن سیدة: و لیست بالعالیة؛ قال ثعلب: العرب تقول منا من یَشْكُدُ و یَشْكُمُ، و الاسم الشُّكْد و جمعه أَشْكادٌ. و الشُّكْدُ: ما یُزَوَّدُه الإِنسان من لبن أَو أَقط أَو سمن أَو تمر فیخرج به من منازلهم. و جاء یَسْتَشْكِدُ أَی یطلب الشُّكْدَ. و أَشْكَدَ الرجلَ: أَطْعمه أَو سقاه من اللبن بعد أَن یكون موضوعاً. و الشُّكْدُ: ما كان موضوعاً فی البیت من الطعام و الشراب. و الشُّكْدُ: ما یعطی من التمر عند صرامه، و من البر عند حَصادِه، و الفِعْلُ كالفِعْل. و الشُّكْدُ: الجزاء. و الشُّكْدُ: كالشُّكْرِ، یمانیة. یقال: إِنه لشاكر شاكد. قال: و الشُّكْد بلغتهم أَیضاً ما أَعْطَیْتَ من الكُدْس عند الكیل، و من الحُزُم عند الحَصْدِ. یقال: جاء یَسْتَشْكِدُنی فأَشْكَدْتُه. ابن الأَعرابی: أَشْكَدَ الرجلُ إِذا اقْتَنَی ردی‌ءَ المالِ؛ و كذلك أَسْوَكَ و أَكْوَسَ و أَقْمَزَ و أَغْمَزَ.

شمعد؛ ج3، ص: 238

: الأَزهری: اسْمَعَدَّ الرجلُ و اشْمَعَدَّ إِذا امتلأَ غضباً، و كذلك اسْمَعَطَّ و اشْمَعَطَّ، و یقال ذلك فی ذكر الرجل إِذا اتْمَهَلَّ.

شمهد؛ ج3، ص: 238

: الشَّمْهَدُ من الكلام: الخَفیفُ؛ و قیل: الحَدیدُ؛ قال الطرماح یصف الكلاب: شَمْهَدٌ أَطْرافُ أَنْیابِها، كمَنَاشیلِ طُهاةِ اللِّحام أَبو سعید: كلبة شَمْهَدٌ أَی خَفِیفةٌ حَدیدَةُ أَطْراف الأَنْیابِ. و الشَّمْهَدَةُ: التَّحْدیدُ. یقال شَمْهَدَ حدیدته إِذا رَقَّقَها و حَدَّدَها.

شهد؛ ج3، ص: 238

: من أَسماء الله عز و جل: الشهید. قال أَبو إِسحق: الشهید من أَسماء الله الأَمین فی شهادته. قال: و قیل الشهیدُ الذی لا یَغیب عن عِلْمه شی‌ء. و الشهید:
(3). قوله [كفیل] كذا بالأَصل المعوّل علیه، و لعل الأَولی كأفیل بالهمز، و هو الفصیل من الإِبل كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 239
الحاضر. و فَعِیلٌ من أَبنیة المبالغة فی فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً، فهو العلیم، و إِذا أُضیف فی الأُمور الباطنة، فهو الخبیر، و إِذا أُضیف إِلی الأُمور الظاهرة، فهو الشهید، و قد یعتبر مع هذا أَن یَشْهَدَ علی الخلق یوم القیامة. ابن سیدة: الشاهد العالم الذی یُبَیِّنُ ما عَلِمَهُ، شَهِدَ شهادة؛ و منه قوله تعالی: شَهٰادَةُ بَیْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنٰانِ؛ أَی الشهادةُ بینكم شهادَةُ اثنین فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه. و قال الفراء: إِن شئت رفعت اثنین بحین الوصیة أَی لیشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غیر دینكم من الیهود و النصاری، هذا للسفر و الضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر علی مسلم إِلا فی هذا. و رجل شاهِدٌ، و كذلك الأُنثی لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو فی المذكر، و الجمع أَشْهاد و شُهود، و شَهیدٌ و الجمع شُهَداء. و الشَّهْدُ: اسم للجمع عند سیبویه، و قال الأَخفش: هو جمع. و أَشْهَدْتُهُم علیه. و اسْتَشْهَدَه: سأَله الشهادة. و فی التنزیل: وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ. و الشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه: شَهِدَ الرجلُ علی كذا، و ربما قالوا شَهْدَ الرجلُ، بسكون الهاء للتخفیف؛ عن الأَخفش. و قولهم: اشْهَدْ بكذا أَی احْلِف. و التَّشَهُّد فی الصلاة: معروف؛ ابن سیدة: و التَّشَهُّد قراءَة التحیاتُ للهِ و اشتقاقه من [أَشهد أَن لا إِله إِلا الله و أَشهد أَن محمداً عبده و رسوله] و هو تَفَعُّلٌ من الشهادة. و‌فی حدیث ابن مسعود: كان یُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما یعلمنا السورة من القرآن؛ یرید تشهد الصلاة التحیاتُ. و قال أَبو بكر بن الأَنباری فی قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله و أُبَیِّنُ أَن لا إِله إِلا الله. قال: و قوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم و أُبیِّن أَنَّ محمداً رسول الله. و قوله عز و جل: شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ؛ قال أَبو عبیدة: معنی شَهِدَ اللّٰهُ قضی الله أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ، و حقیقته عَلِمَ اللهُ و بَیَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذی یبین ما علمه، فالله قد دل علی توحیده بجمیع ما خَلَق، فبیَّن أَنه لا یقدر أَحد أَن یُنْشِئَ شیئاً واحداً مما أَنشأَ، و شَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاینت من عظیم قدرته، و شَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم و تَبَیَّنَ من خلقه الذی لا یقدر علیه غیره. و قال أَبو العباس: شَهِدَ اللّٰهُ، بیَّن الله و أَظهر. و شَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَی بین ما یعلمه و أَظهره، یدل علی ذلك قوله: شٰاهِدِینَ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ؛ و ذلك أَنهم یؤمنون بأَنبیاءٍ شعَروا بمحمد و حَثُّوا علی اتباعه، ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فبینوا بذلك الكفر علی أَنفسهم و إِن لم یقولوا نحن كفار؛ و قیل: معنی قوله شٰاهِدِینَ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ معناه: أَن كل فِرْقة تُنسب إِلی دین الیهود و النصاری و المجوس سوی مشركی العرب فإِنهم كانوا لا یمتنعون من هذا الاسم، فَقَبُولهم إِیاه شَهادَتهم علی أَنفسهم بالشرك، و كانوا یقولون فی تلبیتهم: لبَّیْكَ لا شَریكَ لك إِلَّا شریكٌ هو لكَ تَمْلِكُه و ما ملك. و سأَل المنذریّ أَحمدَ بن یحیی عن قول الله عز و جل: شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ، فقال: كُلُّ ما كان شَهِدَ اللّٰهُ فإِنه بمعنی علم الله. قال و قال ابن الأَعرابی: معناه قال الله، و یكون معناه علم الله، و یكون معناه كتب الله؛ و قال ابن الأَنباری: معناه بیَّن الله أَن لا إِله إِلا هو. و شَهِدَ فلان علی فلان بحق، فهو شاهد و شهید. و اسْتُشْهِدَ فلان، فهو شَهِیدٌ. و المُشاهَدَةُ: المعاینة. و شَهِدَه شُهوداً أَی حَضَره، فهو شاهدٌ. و قَوْم شُهُود أَی حُضور، و هو فی الأَصل مصدر، و شُهَّدٌ أَیضاً مثل راكِع و رُكّع. و شَهِدَ له
لسان العرب، ج‌3، ص: 240
بكذا شَهادةً أَی أَدّی ما عنده من الشَّهادة، فهو شاهِد، و الجمع شَهْدٌ مثل صاحِب و صَحْب و سافر و سَفْرٍ، و بعضهم یُنْكره، و جمع الشَّهْدِ شُهود و أَشْهاد. و الشَّهِیدُ: الشَّاهِدُ، و الجمع الشُّهَداء. و أَشْهَدْتُه علی كذا فَشَهِدَ علیه أَی صار شاهداً علیه. و أَشْهَدْتُ الرجل علی إِقرار الغریم و اسْتَشْهَدتُه بمعنًی؛ و منه قوله تعالی: وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ؛ أَی أَشْهِدُوا شاهِدَیْن. یقال للشاهد: شَهید و یُجمع شُهَداءَ. و أَشْهَدَنی إِمْلاكَه: أَحْضَرنی. و اسْتَشْهَدْتُ فلاناً علی فلان إِذا سأَلته إِقامة شهادة احتملها. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الشُّهَداءِ الذی یأْتی بِشهَادَتِه قبل أَنْ یُسْأَلَها؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی لا یعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً؛ و قیل: هی فی الأَمانة و الوَدیعَة و ما لا یَعْلَمُه غیره؛ و قیل: هو مثَلٌ فی سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا یُؤَخِّرَها و یَمْنَعَها؛ و أَصل الشهادة: الإِخْبار بما شاهَدَه. و منه: یأْتی قوم یَشْهَدون و لا یُسْتَشْهَدون، هذا عامّ فی الذی یُؤدّی الشهادَةَ قبل أَن یَطْلُبها صاحبُ الحق منه و لا تُقبل شهادَتُه و لا یُعْمَلُ بها، و الذی قبله خاص؛ و قیل: معناه هم الذین یَشْهَدون بالباطل الذی لم یَحْمِلُوا الشهادَةَ علیه و لا كانت عندهم. و‌فی الحدیث: اللّعَّانون لا یكونون شهداء‌أَی لا تُسْمَعُ شهادتهم؛ و قیل: لا یكونون شهداء یوم القیامة علی الأُمم الخالیة. و‌فی حدیث اللقطة: فَلْیُشْهِدْ ذا عَدْل؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْدیب و إِرْشادٍ لما یُخافُ من تسویلِ النفس و انْبِعاثِ الرَّغْبة فیها، فیدعوه إِلی الخِیانة بعد الأَمانة، و ربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه و جعلوها فی جملة تَرِكَتِه. و‌فی الحدیث: شاهداك أَو یَمِینُه؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ؛ و حكی اللّحیانی: إِنَّ الشَّهادةَ لیَشْهَدونَ بكذا أَی أَهلَ الشَّهادَة، كما یقال: إِن المجلس لَیَشْهَدُ بكذا أَی أَهلَ المجلس. ابن بُزُرج: شَهِدْتُ علی شَهادَة سَوْءٍ؛ یرید شُهَداءَ سوء. و كُلًّا تكون الشَّهادَة كَلاماً یُؤَدَّی و قوماً یَشْهَدُون. و الشاهِدُ و الشَّهید: الحاضر، و الجمع شُهَداء و شُهَّدٌ و أَشْهادٌ و شُهودٌ؛ و أَنشد ثعلب: كأَنی، و إِن كانَتْ شُهوداً عَشِیرَتی، إِذا غِبْتَ عَنّی یا عُثَیْمُ، غَریبُ أَی إِذا غِبْتَ عنی فإِنی لا أُكلِّم عشیرتی و لا آنَسُ بهم حتی كأَنی غریب. اللیث: لغة تمیم شِهید، بكسر الشین، یكسرون فِعِیلًا فی كل شی‌ء كان ثانیه أَحد حروف الحلق، و كذلك سُفْلی مُضَر یقولون فِعِیلًا، قال: و لغة شَنْعاءُ یكسرون كل فِعِیل، و النصب اللغة العالیة. و شَهِدَ الأَمرَ و المِصْرَ شَهادَةً، فهو شاهدٌ، من قوْم شُهَّد، حكاه سیبویه. و قوله تعالی: وَ ذٰلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ، أَی محضور یَحضُره أَهل السماءِ و الأَرض. و مثله: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كٰانَ مَشْهُوداً؛ یعنی صلاة الفجر یَحْضُرها ملائكة اللیل و ملائكة النهار. و قوله تعالی: أَوْ أَلْقَی السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِیدٌ؛ أَی أَحْضَرَ سمعه و قلبُهُ شاهدٌ لذلك غَیْرُ غائب عنه. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: و شَهِیدُكَ علی أُمَّتِك یوم القیامة‌أَی شاهِدُك. و‌فی الحدیث: سیدُ الأَیام یوم الجمعة هو شاهد‌أَی یَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه. و قوله: فَشَهٰادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهٰادٰاتٍ بِاللّٰهِ؛ الشهادة معناها الیمین هاهنا. و قوله عز و جلّ: إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ شٰاهِداً*؛ أَی علی أُمتك بالإِبْلاغ و الرسالة، و قیل: مُبَیِّناً. و قوله: وَ نَزَعْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً؛ أَی اخْتَرْنا منها نبیّاً، و كلُّ نبی شَهِیدُ أُمَّتِه. و قوله، عز و جل:
لسان العرب، ج‌3، ص: 241
تَبْغُونَهٰا عِوَجاً وَ أَنْتُمْ شُهَدٰاءُ؛ أی أَنتم تشهدون و تعلمون أَن نبوة محمد، صلی الله علیه و سلم، حق لأَن الله، عز و جل، قد بینه فی كتابكم. و قوله عز و جل: یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهٰادُ؛ یعنی الملائكة، و الأَشهادُ: جمع شاهد مثل ناصر و أَنصار و صاحب و أَصحاب، و قیل: إِن الأَشْهاد هم الأَنبیاءُ و المؤمنون یَشْهدُون علی المكذبین بمحمد، صلی الله علیه و سلم، قال مجاهد وَ یَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ أَی حافظٌ مَلَكٌ. و‌روی شمِر فی حدیث أَبی أَیوب الأَنصاری: أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال: و لا صَلاةَ بعدها حتی یُری الشَّاهِدُ قال: قلنا لأَبی أَیوب: ما الشَّاهِدُ؟ قال: النَّجمُ كأَنه یَشْهَدُ فی اللیل‌أَی یحْضُرُ و یَظْهَر. و صلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ المغرب، و هو اسمها؛ قال شمر: هو راجع إِلی ما فسره أَبو أَیوب أَنه النجم؛ قال غیره: و تسمی هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ فی وقته نجوم السماء فالبَصَرُ یُدْرِكُ رؤْیةَ النجم؛ و لذلك قیل له «4» صلاةُ البصر، و قیل فی صلاةِ الشاهد: إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر یصلیها كالشاهد لا یَقْصُرُ منها؛ قال: فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَیْماء، و الصُّبْحُ كَسَیْفِ الصَّیْقَل، قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل و‌روی عن أَبی سعید الضریر أَنه قال: صلاة المغرب تسمی شاهداً‌لاستواءِ المقیم و المسافر فیها و أَنها لا تُقْصَر؛ قال أَبو منصور: و القَوْلُ الأَوَّل، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَیضاً و یستوی فیها الحاضر و المسافر و لم تُسَمَّ شاهداً. و قوله عز و جل: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ؛ معناه من شَهِد منكم المِصْرَ فی الشهر لا یكون إِلا ذلك لأَن الشهر یَشْهَدُهُ كلُّ حَیٍّ فیه؛ قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة و لم ینصبه بوقوع الفعل علیه؛ المعنی: فمن شَهِدَ منكم فی الشهر أَی كان حاضراً غیر غائب فی سفره. و شاهَدَ الأَمرَ و المِصر: كَشهِدَه. و امرأَة مُشْهِدٌ: حاضرة البعل، بغیر هاءٍ. و امرأَة مُغِیبَة: غاب عنها زوجها. و هذه بالهاءِ، هكذا حفظ عن العرب لا علی مذهب القیاس. و‌فی حدیث عائشة: قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون و قد تَرَكَت الخضاب و الطِّیبَ: أَ مُشْهِدٌ أَم مُغِیبٌ؟ قالت: مُشْهِدٌ كَمُغِیبٍ؛ یقال: امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كان زوجها حاضراً عندها، و مُغِیبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها. و یقال فیه: مُغِیبَة و لا یقال مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا یَقْرَبُها فهو كالغائب عنها. و الشهادة و المَشْهَدُ: المَجْمَعُ من الناس. و المَشْهَد: مَحْضَرُ الناس. و مَشاهِدُ مكة: المَواطِنُ التی یجتمعون بها، من هذا. و قوله تعالی: وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ؛ الشاهِدُ: النبی، صلی الله علیه و سلم، و المَشْهودُ: یومُ القیامة. و قال الفراءُ: الشاهِدُ یومُ الجمعة، و المشهود یوم عرفةَ لأَن الناس یَشْهَدونه و یَحْضُرونه و یجتمعون فیه. قال: و یقال أَیضاً: الشاهد یومُ القیامة فكأَنه قال: وَ الْیَوْمِ الْمَوْعُودِ و الشاهد، فجعل الشاهد من صلة الموعود یتبعه فی خفضه. و‌فی حدیث الصلاة: فإِنها مَشْهودة مكتوبة‌أَی تَشْهَدُها الملائكة و تَكتُبُ أَجرها للمصلی. و‌فی حدیث صلاة الفجر: فإِنها مَشْهودة مَحْضورة یَحْضُرها ملائكة اللیل و النهار، هذه صاعِدةٌ و هذه نازِلَةٌ.قال ابن سیدة: و الشاهِدُ من الشهادة عند السلطان؛ لم یفسره كراع بأَكثر من هذا.
(4). قوله [قیل له] أی المذكور صلاة إلخ فالتذكیر صحیح و هو الموجود فی الأَصل المعول علیه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 242
و الشَّهِیدُ: المقْتول فی سبیل الله، و الجمع شُهَداء. و‌فی الحدیث: أَرواحُ الشهَداءِ فی حَواصِل طَیْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق «1» الجنة، و الاسم الشهادة. و اسْتُشْهِدَ: قُتِلَ شهِیداً. و تَشَهَّدَ: طلب الشهادة. و الشَّهِیدُ: الحیُّ؛ عن النضر بن شمیل فی تفسیر الشهید الذی یُسْتَشْهَدُ: الحیّ أَی هو عند ربه حیّ. ذكره أَبو داود «2» أَنه سأَل النضر عن الشهید فلان شَهِید یُقال: فلان حیّ أَی هو عند ربه حیّ؛ قال أَبو منصور: أُراه تأَول قول الله عز و جل: وَ لٰا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْیٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ؛ كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحیاءً، و أَرواح غَیْرِهِم أُخِّرَتْ إِلی البعث؛ قال: و هذا قول حسن. و قال ابن الأَنباری: سمی الشهید شهیداً لأَن اللهَ و ملائكته شُهودٌ له بالجنة؛ و قیل: سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن یُسْتَشْهَدُ یوم القیامة مع النبی، صلی الله علیه و سلم، علی الأُمم الخالیة. قال الله عز و جل: لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَی النّٰاسِ وَ یَكُونَ الرَّسُولُ عَلَیْكُمْ شَهِیداً؛ و‌قال أَبو إِسحاق الزجاج: جاءَ فی التفسیر أَن أُمم الأَنبیاء تُكَذِّبُ فی الآخرة من أُرْسِلَ إِلیهم فیجحدون أَنبیاءَهم، هذا فیمن جَحَدَ فی الدنیا منهم أَمْرَ الرسل، فتشهَدُ أُمة محمد، صلی الله علیه و سلم، بصدق الأَنبیاء و تشهد علیهم بتكذیبهم، و یَشْهَدُ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، لهذه بصدقهم.قال أَبو منصور: و الشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، فأَفضلهم من قُتِلَ فی سبیل الله، مُیِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ و بیَّن الله أَنهم أَحْیٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَرِحِینَ بِمٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ؛ ثم یتلوهم فی الفضل من عدّه النبی، صلی الله علیه و سلم، شهیداً فإِنه‌قال: المَبْطُونُ شَهید، و المَطْعُون شَهِید. قال: و منهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمْع.و دل خبر عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً و أَقام حَقّاً و لم یَخَفْ فی الله لَومَة لائم أَنه فی جملة الشهداء،لقوله، رضی الله عنه: ما لكم إِذا رأَیتم الرجل یَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا علیه؟ قالوا: نَخافُ لسانه، فقال: ذلك أَحْرَی أَن لا تكونوا شهداء.قال الأَزهری: معناه، و الله أَعلم، أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا و تُقَبِّحوا علی من یَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمین مخافة لسانه، لم تكونوا فی جملة الشهداء الذین یُسْتَشهَدُون یوم القیامة علی الأُمم التی كذبت أَنبیاءَها فی الدنیا. الكسائی: أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد فی سبیل الله، فهو مُشْهَدٌ، بفتح الهاءِ؛ و أَنشد: أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً و‌فی الحدیث: المبْطُونُ شَهِیدٌ و الغَریقُ شَهیدٌ؛ قال: الشهیدُ فی الأَصل من قُتِلَ مجاهداً فی سبیل الله، ثم اتُّسِعَ فیه فأُطلق علی من سماه النبی، صلی الله علیه و سلم، من المَبْطُون و الغَرِق و الحَرِق و صاحب الهَدْمِ و ذات الجَنْب و غیرِهم، و سُمِّیَ شَهیداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة؛ و قیل: لأَنه حَیُّ لم یمت كأَنه شاهد أَی حاضر، و قیل: لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، و قیل: لقیامه بشهادَة الحق فی أَمْرِ الله حتی قُتِلَ، و قیل: لأَنه یَشْهَدُ
(1). قوله [تعلق من ورق إلخ] فی المصباح علقت الإِبل من الشجر علقاً من باب قتل و علوقاً: أكلت منها بأفواهها. و علقت فی الوادی من باب تعب: سرحت. و قوله، علیه السلام: أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة، قیل: یروی من الأَول، و هو الوجه إذ لو كان من الثانی لقیل تعلق فی ورق، و قیل من الثانی، قال القرطبی و هو الأَكثر. (2). قوله [ذكره أبو داود إلی قوله قال أبو منصور] كذا بالأَصل المعول علیه و لا یخفی ما فیه من غموض. و قوله [كأن أرواحهم] كذا به أیضاً و لعله محرف عن لأن أرواحهم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 243
ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل، و قیل غیر ذلك، فهو فَعیل بمعنی فاعل و بمعنی مفعول علی اختلاف التأْویل. و الشَّهْدُ و الشُّهْد: العَسَل ما دام لم یُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة و شُهْدَة و یُكَسَّر علی الشِّهادِ؛ قال أُمیة: إِلی رُدُحٍ، من الشِّیزی، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، یُلْبَكُ بالشِّهادِ «1» أَی من لباب البر یعنی الفالوذَق. و قیل: الشَّهْدُ و الشُّهْدُ و الشَّهْدَة و الشُّهْدَة العَسَلُ ما كان. و أَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. و أَشْهَدَ: اشْقَرَّ و اخْضَرَّ مِئْزَرُه. و أَشْهَدَ: أَمْذَی، و المَذْیُ: عُسَیْلَةٌ. أَبو عمرو: أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَی و أَدرَك. و أَشْهَدت الجاریةُ إِذا حاضت و أَدْركتْ؛ و أَنشد: قامَتْ تُناجِی عامِراً فأَشْهَدا، فَداسَها لَیْلَتَه حتی اغْتَدَی و الشَّاهِدُ: الذی یَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سیدة: و الشُّهودُ ما یخرجُ علی رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حمید بن ثور الهلالی: فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِیِّ، تَعَجَّبوا له، و الثَّری ما جَفَّ عنه شُهودُها و نسبه أَبو عبید إِلی الهُذَلی و هو تصحیف. و قیل: الشُّهودُ الأَغراس التی تكون علی رأْس الحُوار. و شُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًی أَو دَمٍ. و الشَّاهِدُ: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَی عبارة جمیلة. و الشاهد: المَلَك؛ قال الأَعشی: فلا تَحْسَبَنِّی كافِراً لك نَعْمَةً علی شاهِدی، یا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ و قال أَبو بكر فی قولهم ما لفلان رُواءٌ و لا شاهِدٌ: معناه ما له مَنْظَرٌ و لا لسان، و الرُّواءُ المَنظَر، و كذلك الرِّئْیُ. قال الله تعالی: أَحْسَنُ أَثٰاثاً وَ رِءْیاً؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لله دَرُّ أَبیكَ رَبّ عَمَیْدَرٍ، حَسَن الرُّواءِ، و قلْبُه مَدْكُوكُ قال ابن الأَعرابی: أَنشدنی أَعرابی فی صفة فرس: له غائِبٌ لم یَبْتَذِلْه و شاهِدُ قال: الشاهِدُ مِن جَرْیِهِ ما یشهد له علی سَبْقِه و جَوْدَتِهِ، و قال غیره: شاهِدُه بذله جَرْیَه و غائبه مصونُ جَرْیه.

شود؛ ج3، ص: 243

: أَشاد بالضالَّة: عَرَّفَ. و أَشَدْتُ بها: عَرَّفْتُها. و أَشَدْتُ بالشی‌ءِ: عَرَّفْتُه. و أَشادَ ذِكْرَه و بذِكْرِه: أَشاعَه. و الإِشادَةُ: التَّنْدیدُ بالمكروه؛ و قال اللیث: الإِشادَة شِبْه التندید و هو رَفْعُك الصَّوْتَ بما یَكره صاحبُكَ. و یقال: أَشادَ فلان بذكْر فلان فی الخیر و الشر و المدح و الذم إِذا شَهَّرَه و رفعه، و أَفْرَدَ به الجوهری الخیرَ فقال: أَشاد بذكره أَی رفع من قَدْره. و‌فی الحدیث: من أَشادَ علی مسلم عَوْرَةً یَشِینُه بها بغیر حق شانه الله یومَ القیامة.و یقال: أَشادَه و أَشادَ به إِذا أَشاعَه و رفَعَ ذِكره من أَشَدْتُ البنیان، فهو مُشادٌ. و شَیَّدْتُه إِذا طَوَّلْتَه فاستعیر لرفع صوتك بما یكرهه صاحبك. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: أَیُّما رجُلٍ أَشاد علی مسلم كلمة هو منها بَرِی‌ء، و سنذكر شَیَّدَ. و قال الأَصمعی: كلُّ شی‌ء رفَعْتَ به صَوْتَك، فقد أَشدتَ به، ضالة كانت أَو غیر ذلك.
(1). قوله [ملاء] ككتاب، و روی بدله علیها.
لسان العرب، ج‌3، ص: 244
و قال اللیث: التَّشْویدُ طلوع الشمس و ارتفاعُها. الصحاح: الإِشادة رَفْعُ الصوت بالشی‌ءِ. و شَوَّدَتِ الشمسُ: ارتفعت. قال أَبو منصور: و هذا تصحیف، و الصواب بالذال المعجمة، من المِشْوَذ و هو العمامة، و علیه بیت أُمیة و سنذكره فی حرف الذال المعجمة.

شید؛ ج3، ص: 244

: الشِّیدُ، بالكسر: كلُّ ما طُلیَ به الحائطُ من جِصٍّ أَو بَلاط، و بالفتح: المصدر، تقول: شاده یَشِیدُه شَیْداً: جَصَّصَه. و بناءٌ مَشِیدٌ: معمول بالشِّید. و كل ما أُحْكِمَ من البناءِ، فقد شُیِّدَ. و تَشْییدُ البناء: إِحكامُه و رَفْعُه. قال: و قد یُسَمِّی بعض العرب الحَضَرَ شَیْداً. و المَشِیدُ: المبنی بالشِّید؛ و أَنشد: شادَه مَرْمَراً، وَ جَلَّلَه كِلْساً، فللطَّیْرِ فی ذَراهُ وكُورُ قال أَبو عبید: البناء المشَیَّد، بالتشدید، المطوّل. و قال الكسائی: المَشِیدُ للواحد، و المُشَیَّد للجمع؛ حكاه أَبو عبید عنه؛ قال ابن سیدة: و الكسائی یجل عن هذا. غیره: المَشِیدُ المعمول بالشِّید. قال الله تعالی: وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ. و قال سبحانه: فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ؛ قال الفراء: یشدّد ما كان فی جمع مثل قولك مررت بثیاب مُصَبَّغة و كباش مُذَبَّحة، فجاز التشدید لأَن الفعل متفرق فی جمع، فإِذا أَفردت الواحد من ذلك، فإِن كان الفعل یترددُ فی الواحد و یكثر جاز فیه التشدید و التخفیف، مثل قولك مررت برجل مُشَجَّج و بثوب مُخَرَّق، و جاز التشدید لأَن الفعل قد تردَّد فیه و كَثُر. و یقال: مررت بكبش مذبوح، و لا تقل مُذَبَّح، فإِن الذبح لا یتردد كتردُّد التَّخَرُّق. و قوله: وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ؛ یجوز فیه التشدید لأَن التشیید بناء و البناء یتطاول و یتردّد، و یقاس علی هذا ما ورد. و حكی الجوهری أَیضاً قول الكسائی فی أَن المَشیدَ للواحد و المُشَیَّد للجمع، و ذكر قوله تعالی: وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ للواحد، و بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ للجمع؛ قال ابن بری: هذا وهمٌ من الجوهری علی الكسائی لأَنه إِنما قال مُشَیَّدة، بالهاء، فأَما مُشَیَّد فهو من صفة الواحد و لیس من صفة الجمع؛ قال: و قد غلط الكسائی فی هذا القول فقیل المَشِیدُ المعمول بالشِّید، و أَما المُشَیَّدُ فهو المطوّل؛ یقال: شَیَّدت البناء إِذا طوّلته؛ قال: فالمُشَیَّدَة علی هذا جمع مَشِید لا مُشَیَّد؛ قال: و هذا الذی ذكره الراد علی الكسائی هو المعروف فی اللغة؛ قال: و قد یتجه عندی قول الكسائی علی مذهب من یری أَن قولهم مُشَیَّدَة أَی مُجَصَّصَة بالشِّید فیكون مُشَیَّدٌ و مَشِیدٌ بمعنًی، إِلا أَن مَشِیداً لا تدخله الهاء للجماعة فیقال قصور مَشیدة، و إِنما یقال قصور مُشَیَّدَة، فیكون من باب ما یستغنی فیه عن اللفظة بغیرها، كاستغنائهم بتَرَك عن وَدَعَ، و كاستغنائهم عن واحدة المَخاضِ بقولهم خَلِفَة، فعلی هذا یتجه قول الكسائی.

فصل الصاد المهملة؛ ج3، ص: 244

صخد؛ ج3، ص: 244

: الصَّخْدُ: صوت الهام و الصُّرَد. و قد صَخَدَ الهامُ و الصُّرد یَصْخَدُ صَخْداً و صَخِیداً: صَوَّت؛ و أَنشد: و صاحَ من الإِفراطِ هامٌ صَواخِدُ و الصَّیْخَدُ: عین الشمس، سمی به لشدة حرها؛ و أَنشد: بَعْدَ الهَجِیر إِذا اسْتَذابَ الصَّیْخَدُ و حَرٌّ صاخِدٌ: شَدید. و یقال: أَصْخَدْنا كما یقال أَظْهَرْنا، و صَهَدَهم الحرّ و صَخَدَهم. و الإِصْخادُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 245
و الصَّخَدانُ: شدّة الحرّ. و قد صَخَدَ یومُنا یَصْخَدُ صَخَداناً، و صَخِدَ صَخَداً، فهو صاخِدٌ و صَیْخُود. و صَیْخَد و صَخَدان و صَخْدان، الأَخیرة عن ثعلب: شَدیدُ الحرّ، و لیلة صَخْدانةٌ. و صَخَدَتْه الشمس تَصْخَدُه صَخْداً: أَصابته و أَحرقته أَو حَمیت علیه. و یقال: أَتیته فی صَخَدان الحرّ و صَخْدانِه أَی فی شدَّته. و الصَّاخِدَة: الهاجرة. و هاجرة صَیْخُودٌ: مُتَّقِدة. و أَصْخَدَ الحِرْباءُ: تَصَلَّی بحرِّ الشمس و استقبلها؛ و قول كعب: یوماً یَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً، كأَنَّ ضاحِیَه بالنارِ مَمْلُول المصْطَخِدُ: المنتصب؛ و كذلك المصْطَخِم، یصف انتصاب الحرباء إِلی الشمس فی شدة الحرِّ. و صَخْرة صَیْخُودٌ: صَمَّاء راسِیَة شدیدة. و الصَّیْخُود: الصخرة الملساء الصُّلْبة لا تحرَّك من مكانها و لا یعمل فیها الحدید؛ و أَنشد: حمراءُ مِثْلُ الصَّخْرَة الصَّیْخُود و هی الصَّلُود. و الصَّیْخُود: الصخرة العظیمة التی لا یرفعها شی‌ء و لا یأْخُذ فیها مِنْقارٌ و لا شی‌ء؛ قال ذو الرمة: یَتْبَعْنَ مِثْلَ الصخرة الصَّیْخودِ و قیل: صخرة صَیْخود و هی الصُّلبة التی یشتدّ حرّها إِذا حمیت علیها الشمس. و‌فی حدیث علیّ، كرَّم الله وجهه: ذوات الشَّناخِیب الصُّمِّ من صَیاخِیدِها، جمع صَیْخُود و هی الصخرة الشدیدة، و الیاء زائدة. و صَخَد فلان إِلی فلان یَصْخَد صُخوداً إِذا استَمع منه و مال إِلیه، فهو صاخد؛ قال الهذلی: هلَّا عَلِمْتَ، أَبا إِیاسٍ، مَشْهَدی، أَیَّامَ أَنتَ إِلی المَوالی تَصْخَدُ؟ و السُّخْدُ: دَمٌ و ما فی السَّابِیاءِ، و هو السَّلَی الذی یكون فیه الولد. و السَّخْد: الرَّهَل و الصُّفْرَة فی الوجه، و الصاد فیه لغة علی المضارعة.

صدد؛ ج3، ص: 245

: الصَّدّ: الإِعْراضُ و الصُّدُوف. صَدَّ عنه یَصِدُّ و یَصُدُّ صَدّاً و صُدُوداً: أَعرض. و رجل صادٌّ من قوم صُدَّاد،، و امرأَة صادَّةٌ من نِسوة صَوادَّ و صُدَّادٍ أَیضاً؛ قال القطامی: أَبْصارُهُنَّ إِلی الشُّبَّانِ مائِلَةٌ، و قد أَراهُنَّ عنهم غَیْرَ صُدَّادِ «2». و یقال: صدّه عن الأَمر یَصُدُّه صَدّاً منعه و صرفه عنه. قال الله عز و جل: وَ صَدَّهٰا مٰا كٰانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللّٰهِ؛ یقال عن الإِیمان، العادةُ التی كانت علیها لأَنها نشأَت و لم تعرف إِلا قوماً یعبدون الشمس، فصَدَّتها العادةُ، و هی عادتها، بقوله: إِنَّهٰا كٰانَتْ مِنْ قَوْمٍ كٰافِرِینَ؛ المعنی صَدَّها كونُها من قوم كافرین عن الإِیمان. و‌فی الحدیث: فلا یَصُدَّنَّكم ذلك.و صدَّه عنه و أَصَدَّه: صرفه. و فی التنزیل: فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ*؛ و قال إمرؤ القیس: أَصَدَّ نِشاصَ ذی القَرْنَیْنِ، حتی تَوَلَّی عارِضُ المَلِكِ الهُمام و صَدَّدَه: كأَصَدَّه؛ و أَنشد الفراء لذی الرمة: أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّیْفِ عنهمُ، صُدُود السَّواقی عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ و هذا البیت أَنشده الجوهری و غیره علی هذا النص؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاده: صُدُودَ السَّواقی عن رؤُوسِ المخارِم و السَّواقی: مَجاری الماء. و المَخْرِم: مُنْقَطَعُ
(2). قوله [و قد أراهن عنهم] المشهور: عنی
لسان العرب، ج‌3، ص: 246
أَنفِ الجبل. یقول: صَدُّوا الناسَ عنهم بالسیفِ كما صُدَّتْ هذه الأَنهارُ عن المَخارِم فلم تستطع أَن ترتفع إِلیها. و حكی اللحیانی: لا صَدَّ عن ذلك؛ قال: و التأْویل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذاك. و صَدَّ یَصِدُّ صَدّاً: اسْتَغْرَب ضَحِكاً. و صَدَّ یَصِدُّ صَدّاً: ضَجَّ و عَجَّ. و فی التنزیل وَ لَمّٰا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ؛ و قرئ: یَصُدُّون، فَ یَصِدُّونَ یَضِجُّون و یَعِجُّون كما قدَّمنا، و یَصُدُّون یُعْرِضون، و الله أَعلم. الأَزهری: تقول صَدَّ یَصِدُّ و یَصُدُّ مثل شدَّ یَشِدُّ و یَشُدُّ، و الاختیار یصِدون، بالكسر، و هی قراءة ابن عباس،. و فسره یَضِجُّون و یَعِجُّون [یَعُجُّون. و قال اللیث: إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ، أَی یضحكون؛ قال الأَزهری: و علی قول ابن عباس فی تفسیره العمل. قال أَبو منصور: یقال صَدَدْتُ فلاناً عن أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ یَصُدُّ، یستوی فیه لفظ الواقع و اللازم، فإِذا كان المعنی یَضِجُّ و یَعِجُّ فالوجه الجید صَدَّ یَصِدَّ مثل ضَجَّ یَضِجُّ، و منه قوله عز و جل: وَ مٰا كٰانَ صَلٰاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلّٰا مُكٰاءً وَ تَصْدِیَةً، فالمُكاءُ الصَّفِیر و التَّصْدیة التصفیق، و قیل للتَّصْفِیق تَصْدیَةٌ لأَن الیدین تتصافقان فیقابل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخری، و صدُّ هذه صَدَّ الأُخری و هما وَجْهاها. و الصَّدُّ: الهِجْرانُ؛ و منه فَیَصدُّ هذا و یَصُدُّ هذا أَی یُعرِض بوجهه عنه. ابن سیدة: التصدیة التَّصفیقُ و الصَّوتُ علی تحویل التضعیف. قال: و نظیره قَصَّیْتُ أَظفاری فی حروف كثیرة. قال: و قد عمل فیه سیبویه باباً، و قد ذكر منه یعقوبُ و أَبو عبید أَحرفاً. الأَزهری: یقال صَدَّی یُصَدِّی تَصْدِیَةً إِذا صَفَّق، و أَصله صَدَّدَ یُصَدِّد فكثرت الدالات فقلبت إِحداهن یاء، كما قالوا قصیت أَظفاری و الأَصل قصَّصتُ أَظفاری. قال: قال ذلك أَبو عبید و ابن السكیت و غیرهما. و صَدِیدُ الجُرْحِ: ماؤُه الرقیقُ المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة. و‌فی الحدیث: یُسْقَی من صَدِیدِ أَهلِ النارِ؛ هو الدم و القیح الذی یسیل من الجسد؛ و منه‌حدیث الصدِّیق فی الكفن: إِنما هو للمُهْلِ و الصَّدِیدِ؛ ابن سیدة: الصدید القَیْح الذی كأَنه ماء و فیه شُكْلةٌ. و قد أَصَدَّ الجرحُ و صَدَّدَ أَی صار فیه المِدَّة. و الصَّدِیدُ فی القرآن: ما یَسِیلُ من جلود أَهل النار، و قیل: هو الحَمِیم إِذا أُغْلِیَ حتی خَثُرَ. و صدید الفِضَّةِ: ذؤابَتُها، علی التشبیه، و بذلك سُمِّی المُهْلَةُ. و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: وَ یُسْقیٰ مِنْ مٰاءٍ صَدِیدٍ: یَتَجَرَّعُه؛ قال: الصدید ما یسیل من أَهل النار من الدم و القیح. و قال اللیث: الصدید الدمُ المختلط بالقیح فی الجُرْح. و فی نوادر الأَعراب: الصِّدادُ ما اضْطَرَبَ «1». و هو السِّتْرُ. ابنُ بُزُرج: الصَّدُودُ ما دَلَكْتَه علی مِرْآةٍ ثم كَحَلْتَ به عیناً. و الصَّدُّ و الصُّدُّ: الجبل؛ قالت لیلی الأَخیلیة: أَنابِغَ، لم تَنْبَغْ و لم تَكُ أَوّلا، و كنتَ صُنَیّاً بین صَدَّین، مَجْهَلا و الجمع أَصْداد و صُدُود، و السین فیه لغة. و الصَّدُّ: المرتفع من السحاب تراه كالجبل، و السین فیه أَعلی. و صُدَّا الجبل: ناحیتاه فی مَشْعَبِه. و الصَّدَّان: ناحیتا الشِّعْب أَو الجبل أَو الوادی، الواحد صَدٌّ، و هما الصَّدَفان أَیضاً؛ و قال حمید: تَقَلْقَلَ قِدْحٌ، بین صَدَّین، أَشْخَصَتْ له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا یُریدُها قال: و یقال للجبل صَدٌّ و سَدٌّ. قال أَبو عمرو: یقال
(1). قوله [ما اضطرب إلخ] صوابه ما اصطدت به المرأة و هو إلخ كتبه السید مرتضی بهامش الأَصل المعول علیه و هو نص القاموس
لسان العرب، ج‌3، ص: 247
لكل جبل صَدٌّ و صُدٌّ و سَدٌّ و سُدٌّ. قال أَبو عمرو: الصُّدَّان الجبلان، و أَنشد بیت لیلی الأَخیلیة. و قال: الصُّنَیُّ شِعْبٌ صغیر یَسِیل فیه الماء، و الصَّدُّ الجانب. و الصَّدَدُ: الناحیة. و الصَّدَدُ: ما اسْتَقْبَلك. و هذا صَدَدَ هذا و بصَدَدِه و علی صَدَده أَی قُبَالَتَه. و الصَّدَدُ: القُرْب. و الصَّدَدُ: القَصْد. قال ابن سیدة: قال سیبویه هو صَدَدُك و معناه القصْدُ. قال: و هی من الحروف التی عَزَلَها لیفسر معانیها لأَنها غرائب. و یقال: صَدَّ السبیلُ «1» إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها و أَخَذتَ غیرها؛ قال الشاعر: إِذا رأَیْنَ علَماً مُقْوَدَّا، صَدَدْنَ عن خَیْشُومِها و صَدَّا و قول أَبی الهَیْثم: فكُلُّ ذلكَ مِنَّا و المَطِیُّ بنا، إِلیكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ قال: صَدَدٌ قَصْدٌ. و صَدَدُ الطریق: ما استقبلك منه. و أَما قول الله عز و جل: أَمّٰا مَنِ اسْتَغْنیٰ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰی؛ فمعناه تتعرّض له و تَمِیل إِلیه و تُقْبِل علیه. یقال: تَصَدّی فلان لفلان یَتَصَدّی إِذا تَعَرَّض له، و الأَصل فیه أَیضاً تَصَدَّد یتَصَدَّد. یقال: تَصَدَّیت له أَی أَقْبَلْتُ علیه؛ و قال الشاعر: لمَّا رَأَیْتُ وَلَدی فیهم مَیَلْ إِلی البُیوتِ، و تَصَدَّوْا لِلحَجَلْ قال الأَزهری: و أَصله من الصَّدَد و هو ما اسْتَقبلكَ و صار قُبالَتَكَ. و قال الزجاج: معنی قوله عز و جل: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰی؛ أَی أَنت تُقْبِلُ علیه، جعله من الصَّدَدِ و هو القُبالَةُ. و قال اللیث: یقال هذه الدارُ علی صَدَدِ هذه أَی قُبالَتَها. و داری صَدَدَ دارِه أَی قُبالَتَها، نَصْب علی الظرف. قال أَبو عبید: قال ابن السكیت: الصَّدَدُ و الصَّقَبُ القُرْبُ. قال الأَزهری: فجائز أَن یكون معنی قوله تعالی: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰی؛ أَی تَتَقَرَّب إِلیه علی هذا التأْویل. و الصُّدّاد، بالضم و التشدید: دُوَیْبَّةٌ و هی من جنس الجُرْذانِ؛ قال أَبو زید: هو فی كلام قیس سامُّ أَبْرَصَ. ابن سیدة: الصُّدَّادُ سامُّ أَبْرَصَ، و قیل: الوَزَغ؛ أَنشد یعقوب: مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ ثم فسره بالوزغ، و الجمع منهما الصَّدائدُ، علی غیر قیاس؛ و أَنشد الأَزهری: إِذا ما رَأَی إِشْرافَهُنَّ انْطَوَی لَها خَفِیٌّ، كَصُدَّادِ الجَدیرَةِ، أَطْلَسُ و الصَّدّی، مقصورٌ: تِینٌ أَبیضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أُریدَ تزبیبهُ فُلْطِح، فیجی‌ءُ كأَنه الفَلَكُ، و هو صادق الحلاوة؛ هذا قول أَبی حنیفة. و صَدّاءُ: اسم بئر، و قیل: اسم رَكِیَّة عذبة الماء، و روی بعضهم هذا المَثَل: ماءٌ و لا كَصَدَّاء؛ أَنشد أَبو عبید: و إِنِّی و تَهْیامِی بِزَیْنَبَ كالذی یُحاوِلُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا و قیل لأَبی علیّ النحوی: هو فَعْلاءُ من المضاعف، فقال: نعم؛ و أَنشد لضرار بن عُتْبَةَ العبشمی: كأَنِّیَ، مِنْ وَجْدٍ بزَیْنَبَ، هائمٌ، یُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا یَرَی دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلًا و ذادَةً، إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ یَتَحَبَّبَا
(1). قوله [صد السبیل إلخ] عبارة الأَساس صد السبیل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غیرها فأخذت فی غیره
لسان العرب، ج‌3، ص: 248
و بعضهم یقول: صَدْآءُ، بالهمز، مثل صَدْعاءَ؛ قال الجوهری: سأَلت عنه رجلًا فی البادیة فلم یهمزه. و الصُّدَّادُ: «1»: الطریق إِلی الماء.

صدصد؛ ج3، ص: 248

: صَدْصَدُ: اسم امْرأَة. و الصَّدْصَدَةُ: ضَرْبُ المُنْخُلِ بیدك «2»

صرد؛ ج3، ص: 248

: الصَّرْدُ و الصَّرَدُ: البَرْدُ، و قیل: شِدَّتُهُ، صَرِدَ، بالكسر، یَصْرَدُ صَرَداً، فهو صَرِدٌ، من قوم صَرْدَی. اللیث: الصَّرَدُ مصدر الصَّرِدِ من البرد. قال: و الاسم الصَّرْد مجزوم؛ قال رؤبة: بِمَطَرٍ لَیْسَ بِثَلْجٍ صَرْد و‌فی الحدیث: ذاكِرُ الله فی الغافلین مثلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسَطَ الشَّجر الذی تَحَاتَّ وَرَقه من الصَّرِید؛ هو البرد، و‌یروی: من الجَلِید.و‌فی الحدیث: سُئِلَ ابن عمر عما یموت فی البحر صَرْداً، فقال: لا بأْس به، یعنی السمك الذی یموت فیه من البَرْد. و یومٌ صَرِدٌ و لَیلَةٌ صَرِدَةٌ: شدیدة البرد. أَبو عمرو: الصَّرْد مكان مُرْتَفع من الجبال و هو أَبردها؛ قال الجعدی: أَسَدِیَّةٌ تُدْعَی الصِّرادَ، إِذا نَشِبوا، و تَحْضُر جانِبَیْ شِعْر «3» قال: شِعْر جَبَل: الجوهری: الصَّرْدُ البرد، فارسی معرَّب. و الصُّرُودُ مِن البلاد: خلاف الجُرُوم أَی الحارَّة. و رَجُلٌ مِصْراد: لا یصبر علی البرد؛ و فی التهذیب: هو الذی یَشْتَدُّ علیه البرد و یقل صَبْرُه علیه؛ و فی الصحاح: هو الذی یجد البرد سریعاً؛ قال الساجع: أَصْبَحَ قَلْبی صَرِدا، لا یَشْتَهی أَن یَرِدَا و‌فی حدیث أَبی هریرة سأَله رجل فقال: إِنی رجل مِصْرادٌ؛ هو الذی یشتدّ علیه البرد و لا یُطیقُه. و المِصرادُ أَیضاً: القَویُّ علی البرد؛ فهو من الأَضداد. و الصُّرَّادُ: ریح بارِدَةٌ مع نَدًی. و ریحٌ مِصرادٌ: ذاتُ صَرَد أَو صُرَّادٍ؛ قال الشاعر: إِذا رأَیْنَ حَرْجَفاً مِصرادَا، وَلَّیْنَها أَكْسِیَةً حِدادا و الصُّرَّادُ و الصُّرَّیْدُ و الصَّرْدَی: سحاب بارد تسْفِرُه الریح. الأَصمعی: الصُّرَّادُ سحاب بارد نَدِیٌّ لیس فیه ماء؛ و فی الصحاح: غَیْم رقیق لا ماء فیه. ابن الأَعرابی: الصَّرِیدَة النعجة التی قد أَنحلها البرد و أَضَرَّ بها، و جمعها الصَّرائِدُ؛ و فی المحكم: الصَّرِیدَة التی أَنحلها البرد و أَضَرَّ بها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لَعَمْرُكَ، إِنی و الهِزَبْرَ و عارماً و ثَوْرَةَ عِشْنا فی لُحوم الصَّرائدِ و یروی: [فَیا لَیْتَ أَنِّی و الهزبر] و أَرضٌ صَرْدٌ: باردة، و الجمع صُرُود. و صَرِدَ عن الشی‌ءِ صَرَداً و هو صَرِدٌ: انتهی؛ الأَزهری: إِذا انْتَهَی القلب عن شی‌ء صَرِدَ عنه، كما قال: أَصْبَحَ قلبی صَرِدا قال: و قد یوصف الجیش بالصَّرَد. و جیشٌ صَرَدٌ
(1). هو كرمان و كتاب كما فی القاموس. (2). زاد فی القاموس الصداصد كعلابط جبل لهذیل. (3). قوله [تدعی] و لعله تدع أی تترك. و قوله [شعر جبل] كذا بالأَصل، بكسر الشین، و سكون العین، و إن صح هذا الضبط فهو جبل ببلاد بنی جشم، أما بفتح الشین، فهو جبل لبنی سلیم أو بنی كلاب كما فی القاموس. و هناك شعر، بضم الشین و سكون العین أیضاً، جبل آخر ذكره یاقوت.
لسان العرب، ج‌3، ص: 249
و صَرْدٌ، مجزوم: تراه من تُؤَدَتِه كأَنه «1» سَیْرُه جامد، و ذلك لكثرته، و هو معنی قول النابغة الجعدی: بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تحْسَبُ أَنَّهُم وُقُوفٌ لِحَاجٍ، و الرِّكابُ تُهَمْلِج و قال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ: صَرَدٌ تَوَقَّصَ بالأَبْدان جُمْهُور و التَّوَقُّصُ: ثِقَل الوَطْءِ علی الأَرض. و التَّصریدُ: سَقْیٌ دون الرَّیِّ؛ و قال عمر یرثی عروة بن مسعود: یُسْقَوْنَ منها شَراباً غَیْرَ تَصْرِید و فی التهذیب: شُرْبٌ دون الریّ. یقال: صَرَّدَ شُرْبه أَی قطعَه. و صَرِدَ السِّقاءُ صَرَداً أَی خرج زُبْدُه متقطعاً فَیُداوی بالماء الحارِّ، و من ذلك أُخِذَ صَرْدُ البرد. و التَّصْرِیدُ فی العطاء: تَقْلیله، و شراب مُصَرَّدٌ أَی مُقَلَّل، و كذلك الذی یُسقَی قَلِیلًا أَو یُعْطی قلیلًا. و‌فی الحدیث: لن یدخل الجنة إِلا تَصرِیداً‌أَی قلیلًا. و صَرَّدَ العطاء: قَلَّله. و الصَّرْدُ: الطعنُ النافذُ. و صَرِد الرمحُ و السَّهم یَصْرَدُ صَرَداً: نَفَذَ حدُّه. و صَرَدَه هو و أَصْرده: أَنْفَذَه من الرَّمیَّة، و أَنا أَصْرَدْتُه؛ و قال اللَّعِینُ المِنْقَریُّ یخاطب جَریراً و الفرزدق: فما بُقْیا علیَّ تَرَكْتُمانی، و لكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال و أَصْرَدَ السهمُ: أَخْطَأَ. و قال أَبو عبیدة فی بیت اللعین: من أَراد الصواب قال: خفتما أَن تُصِیبَ نِبالی، و من أَراد الخَطَأَ قال: خفْتما إِخْطاءَ نبالكما. و الصَّرَدُ و الصَّرْدُ: الخَطَأُ فی الرمح و السهم و نحوهما، فهو علی هذا ضدّ. و سهم مِصْرادٌ و صاردٌ أَی نافذ. و قال قطرب: سهم مُصَرِّد مصیب، و سهم مُصْرِدٌ أَی مُخْطِئ؛ و أَنشد فی الإِصابة: علی ظَهْرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصَرِّد أَی مُصِیب؛ و قال الآخر: أَصْرَدَه الموتُ و قد أَطَلَّا أَی أَخْطَأَه. و الصُّرَدُ: طائر فوق العصفور، و قال الأَزهری: یَصِیدُ العصافیر؛ و قول أَبی ذؤیب: حتی اسْتَبانتْ مع الإِصْباحِ رَامَتُها، كأَنَّه فی حَواشِی ثَوْبِه صُرَد أَراد: أَنه بین حاشِیتی ثوبه صُرَدٌ من خِفته و تضاؤله، و الجمع صِرْدانٌ؛ قال حمید الهلالی: كأَنّ، وَحَی الصِّرْدانِ فی جَوْفِ ضَالَةٍ، تَلَهْجُمَ لَحْیَیْهِ، إِذا ما تَلَهْجَما «2» و‌فی الحدیث: نُهِی المحرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَدِ.و‌فی حدیث آخر: نَهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن قتل أَربع: النملةِ و النحلة و الصُّرَدِ و الهُدهد؛ و‌روی عن إِبراهیم الحَرْبی أَنه قال: أَراد بالنملة الكُبَّارَ الطویلة القوائم التی تكون فی الخَرِبات و هی لا تؤذی و لا تضر، و نهی عن قتل النحلة لأَنها تُعَسِّلُ شراباً فِیهِ شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ و منه الشمع، و نَهَی عن قتل الصُّرَدِ لأَن العرب كانت تَطَّیَّرُ من صوته و تتشاءَم بصوته و شَخْصِه؛ و قیل: إِنما كرهوه من اسمه من التصرید و هو التقلیل، و هو الواقِی عندهم، و نهی عن
(1). قوله [من تؤدته كأَنه إلخ] عبارة الأَساس كأَنه من تؤدة سیره جامد. (2). قوله [كأن وحی إلخ] وحی خبر كأن مقدم و تلهجم اسمها مؤخر كما هو صریح حل الصحاح فی مادة لهجم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 250
قتله رَدّاً للطِّیَرة، و نهی عن قتل الهدهد لأَنه أَطاع نبیّاً من الأَنبیاءِ و أَعانه؛ و فی النهایة: أَما نهیه عن قتل الهدهد و الصرد فلتحریم لحمهما لأَن الحیوان إِذا نُهِی عن قتله، و لم یكن ذلك لاحترامه أَو لضرر فیه، كان لتحریم لحمه، أَ لا تری أَنه نُهِیَ عن قتل الحیوان لغیر مأْكلة؟ و یقال: إِن الهدهد منتن الریح فصار فی معنی الجَلَّالَةِ؛ و قیل: الصُّرَدُ طائر أَبقع ضخم الرأْس یكون فی الشجر، نصفه أَبیض و نصفه أَسود؛ ضخم المِنقار له بُرْثُنٌ عظیم نَحْوٌ مِنَ القارِیة فی العِظَمِ و یقال له الأَخْطَب «1» لاختلاف لونیه، و الصُّرَد لا تراه إِلا فی شُعْبَة أَو شجرة لا یقدر علیه أَحد. قال سُكَیْنٌ النُّمَیری: الصُّرَدُ صُرَدان: أَحدهما أَسْبَدُ یسمیه أَهل العراق العَقْعَقَ، و أَما الصُّرَدُ الهَمْام، فهو البَرِّیُّ الذی یكون بنجد فی العضاه، لا تراه إِلا فی الأَرض یقفز من شجر إِلی شجر، قال: و إِن أَصْحَر و طُرِدَ فأُخذَ؛ یقول: لو وقع إِلی الأَرض لم یستقل حتی یؤخذ، قال: و یصرصر كالصقر؛ و‌روی عن مجاهد قال: لا یُصاد بكلب مجوسیٍّ و لا یؤكل من صید المجوسی إِلا السمك، و كُرِه لحم الصُّرَد، و هو من سباع الطیر.و‌روی عن مجاهد فی قوله: سَكِینَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، قال: أَقبلت السكینة و الصرد و جبریل مع إِبراهیم من الشام.و الصَّرْدُ: البَحْتُ الخالصُ من كل شی‌ء. أَبو زید: یقال أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَی خالصاً، و شراب صَرْدٌ. و سقاه الخمر صَرْداً أَی صِرفاً؛ و أَنشد: فإِنَّ النَبِیذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ، علی غَیْرِ شَی‌ءٍ، أَوجَعَ الكِبْدَ جُوعها و ذهَبٌ صَرْدٌ: خالص. و جیش صَرْدٌ: بنو أَب واحد لا یخالطهم غیرهم. و قال أَبو عبیدة: یقال معه جَیْش صَرْدٌ أَی كلهم بنو عمه؛ و كَذِبٌ صَرْدٌ. أَبو عبیدة: الصَّرَدُ أَن یخرج وبَرٌ أَبیضُ فی موضع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ، فیقال لذلك الموضِع صُرَدٌ و جمعه صِرْدانٌ؛ و إِیاهما عنی الراعی یصف إِبلًا: كأَنَّ مَوَاضِعَ الصِّرْدانِ منها مناراتٌ بُدِینَ علی خِمارِ جعل الدَّبَرَ فی أَسنمة شبهها بالمنار. الجوهری: الصُّرَدُ بیاض یكون علی ظهر الفرس من أَثر الدَّبَرِ. ابن سیدة: و الصُّرَدُ بیاض یكون فی سنام البعیر و الجمع كالجمع. و الصُّرَدُ كالبیاض یكون علی ظهر الفرس من السَّرْج. یقال: فرسٌ صَرِدٌ إِذا كان بموضع السرج منه بیاضٌ من دَبَر أَصابه یقال له الصُّرَدُ؛ و قال الأَصمعی: الصُّرَدُ من الفرسِ عِرْقٌ تحت لسانه؛ و أَنشد: خَفِیفُ النَّعامَةِ ذُو مَیْعَة، كَثِیفُ الفَراشَةِ ناتِی الصُّرَدْ ابن سیدة: و الصُّرَدُ عِرْقٌ فی أَسْفل لسان الفرس. و الصُّرَدَانِ: عِرْقان أَخضران یستبطنان اللسانَ، و قیل: هما عظمان یقیمانه، و قیل: الصُّرَدَانِ عرقان مُكْتَنِفانِ اللسانَ؛ و أَنشد لیزید بن الصَّعِق: و أَیُّ الناسِ أَعْذَرُ مِنْ شَآمٍ، له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللِّسانِ؟ أَی ذَرِبانِ. قال اللیث: الصُّرَدانِ عِرْقانِ أَخضران أَسْفَلَ اللسان فیهما یدور اللسان؛ قاله الكسائی. و الصُّرَدُ: مسمار یكون فی سِنان الرُّمح؛ قال الراعی: منها صَریعٌ و ضاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ، كما ضَغا تَحْتَ حَدِّ العامِلِ الصُّرَدُ
(1). قوله [و یقال له الأَخطب إلخ] عبارة المصباح: و یسمی المجوّف لبیاض بطنه، و الأَخطب لخضرة ظهره، و الأخیل لاختلاف لونه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 251
و صَرَّدَ الشَّعِیرُ و البُرُّ: طلع سَفاهما و لم یَطْلُع سُنْبُلُهما و قد كاد؛ قال ابن سیدة: هذه عن الهَجَریّ. قال شمر: تقول العرب للرجل: افْتَحْ صُرَدَك «2» تَعْرِفْ عُجَرَك و بُجَرَك؛ قال: صُرَدُه نفسه، یقول: افتح صُردَكَ تَعْرِفْ لُؤمَكَ من كرمك و خیرك من شَرِّك. و یقال: لو فتح صُرَدَه عرف عُجَره و بُجَره أَی عرف أَسرار ما یكتم. الجوهری: و الصِّمْرِدُ، بالكسر، الناقة القلیلة اللبن. و بنو الصارِدِ: حیٌّ من بنی مرة بن عوف بن غطفان.

صرخد؛ ج3، ص: 251

: صَرْخَدُ: موضع نسب إِلیه الشراب فی قول الراعی: و لَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدیِّ طَرَحْتُه، عَشِیَّةَ خِمْسِ القومِ، و العینُ عاشِقُه و اللَّذُّ: النومُ. قال ابن بری: و رواه ابن القطاع و العین عاشقَه؛ قال: و الرفع أَصح لأَن قبله: و سِرْبالِ كَتَّانٍ لَبِسْتُ جَدِیدَه علی الرَّحْلِ، حتی أَسْلَمَتْه بَنَائِقُهْ و قوله: و لَذٍّ، یرید وَ رُبَّ نوم لذیذ، و الهاء فی عاشقه تعود علی النوم، و ذكَّرَ العینَ علی معنی الطَّرْف، كقول طفیل: إِذ هی أَحْوی من الرِّبْعیِّ خاذِلَةٌ، و العینُ بالإِثمدِ الحارِیِّ مَكْحُولُ

صعد؛ ج3، ص: 251

: صَعِدَ المكانَ و فیه صُعُوداً و أَصْعَدَ و صَعَّدَ: ارتقی مُشْرِفاً؛ و استعاره بعض الشعراء للعرَض الذی هو الهوی فقال: فأَصْبَحْنَ لا یَسْأَلْنَهُ عنْ بِما بِهِ، أَ صَعَّدَ، فی عُلْوَ، الهَوَی أَمْ تَصَوَّبَا أَراد عما به، فزاد الباء و فَصَل بها بین عن و ما جرَّته، و هذا من غریب مواضعها، و أَراد أَ صَعَّدَ أَم صوّب فلما لم یمكنه ذلك وضع تَصوَّب موضع صَوَّبَ. و جَبَلٌ مُصَعِّد: مرتفع عال؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: یأْوِی إِلی مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدَةٍ شُمٍّ، بِهِنَّ فُرُوعُ القَانِ و النَّشَمِ و الصَّعُودُ: الطریق صاعداً، مؤنثة، و الجمع أَصْعِدةٌ و صُعُدٌ. و الصَّعُودُ و الصَّعُوداءُ، ممدود: العَقَبة الشاقة، قال تمیم بن مقبل: و حَدَّثَهُ أَن السبیلَ ثَنِیَّةٌ صَعُودَاءُ، تدعو كلَّ كَهْلٍ و أَمْرَدا و أَكَمَة صَعُودٌ و ذاتُ صَعْداءَ: یَشتدّ صُعودها علی الراقی؛ قال: و إِنَّ سِیاسَةَ الأَقْوامِ، فاعْلَم، لهَا صَعْدَاءُ، مَطْلَعُها طَوِیلُ و الصَّعُودُ: المشقة، علی المثل. و فی التنزیل: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً؛ أَی علی مشقة من العذاب. قال اللیث و غیره: الصَّعُودُ ضد الهَبُوط، و الجمع صعائدُ و صُعُدٌ مثل عجوز و عجائز و عُجُز. و الصَّعُودُ: العقبة الكؤود، و جمعها الأَصْعِدَةُ. و یقال: لأُرْهِقَنَّكَ صَعُوداً أَی لأُجَشِّمَنَّكَ مَشَقَّةً من الأَمر، و إِنما اشتقوا ذلك لأَن الارتفاع فی صَعُود أَشَقُّ من الانحدار فی هَبُوط؛ و قیل فیه: یعنی مشقة من العذاب، و یقال بل جَبَلٌ فی النار من جمرة واحدة یكلف الكافرُ ارتقاءَه و یُضرب بالمقامع، فكلما وضع علیه رجله ذابت إِلی أَسفلِ وَرِكِهِ ثم تعود مكانها صحیحة؛ قال: و منه اشتق تَصَعَّدَنی ذلك الأَمرُ أَی شق علیّ. و قال
(2). قوله [افتح صردك] هكذا بالأَصل المعتمد علیه بأَیدینا و الذی فی المیدانی صررك، بالراء، جمع صرة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 252
أَبو عبید فی‌قول عمر، رضی الله عنه: ما تَصَعَّدَنی شی‌ءٌ ما تَصَعَّدَتْنی خِطْبَةُ النكاح‌أَی ما تكاءَدتْنی و ما بَلَغَتْ منی و ما جَهَدَتْنی، و أَصله من الصَّعُود، و هی العقبة الشاقة. یقال: تَصَعَّدَهُ الأَمْرُ إِذا شق علیه و صَعُبَ؛ قیل: إِنما تَصَعَّبُ علیه لقرب الوجوه من الوجوه و نظَرِ بعضهم إِلی بعض، و لأَنهم إِذا كان جالساً معهم كانوا نُظَراءَ و أَكْفاءً، و إِذا كان علی المنبر كانوا سُوقَةً و رعیة. و الصَّعَدُ: المشقة. و عذاب صَعَدٌ، بالتحریك، أَی شدید. و قوله تعالی: یَسْلُكْهُ عَذٰاباً صَعَداً؛ معناه، و الله أَعلم، عذاباً شاقّاً أَی ذا صَعَد و مَشَقَّة. و صَعَّدَ فی الجبل و علیه و علی الدرجة: رَقِیَ، و لم یعرفوا فیه صَعِدَ. و أَصْعَد فی الأَرض أَو الوادی لا غیر: ذهب من حیث یجی‌ء السیل و لم یذهب إِلی أَسفل الوادی؛ فأَما ما أَنشده سیبویه لعبد الله بن همام السلولی: فإِمَّا تَرَیْنی الیومَ مُزْجِی مَطِیَّتی، أُصَعِّدُ سَیْراً فی البلادِ و أُفْرِعُ فإِنما ذهب إِلی الصُّعود فی الأَماكن العالیة. و أُفْرِعُ هاهنا: أَنْحَدِرُ لأَنّ الإِفْراع من الأَضْداد، فقابل التَّصَعُّدَ بالتَّسَفُّل؛ هذا قول أَبی زید؛ قال ابن بری: إِنما جعل أُصَعِّدُ بمعنی أَنحدر لقوله فی آخر البیت و أُفرع، و هذا الذی حمل الأَخفشَ علی اعتقاد ذلك، و لیس فیه دلیل لأَن الإِفراع من الأَضداد یكون بمعنی الانحدار، و یكون بمعنی الإِصعاد؛ و كذلك صَعَّدَ أَیضاً یجی‌ء بالمعنیین. یقال: صَعَّدَ فی الجبل إِذا طلع و إِذا انحدر منه، فمن جعل قوله. أُصَعِّدُ فی البیت المذكور بمعنی الإِصعاد كان قوله أُفْرِعُ بمعنی الانحدار، و من جعله بمعنی الانحدار كان قوله أُفرع بمعنی الإِصعاد؛ و شاهد الإِفراع بمعنی الإِصعاد قول الشاعر: إِنی امْرُؤٌ مِن یَمانٍ حین تَنْسُبُنی، و فی أُمَیَّةَ إِفْراعِی و تَصْویبی فالإِفراع هاهنا: الإِصعاد لاقترانه بالتصویب. قال: و حكی عن أَبی زید أَنه قال: أَصْعَدَ فی الجبل، و صَعَّدَ فی الأَرض، فعلی هذا یكون المعنی فی البیت أُصَعِّدُ طَوْراً فی الأَرض و طَوْراً أُفْرِعُ فی الجبل، و یروی: [و إِذ ما ترینی الیوم …] و كلاهما من أَدوات الشرط، و جواب الشرط فی قوله‌إِمَّا ترینی … فی البیت الثانی: فَإِنیَ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ، و إِنما رِجالیَ فَهْمٌ بالحجاز و أَشْجَعُ و إِنما انتسب إِلی فَهْمٍ و أَشجع، و هو من سَلول بن عامر، لأَنهم كانوا كلهم من قیس عیلان بن مضر؛ و من ذلك قول الشماخ: فإِنْ كَرِهْتَ هِجائی فاجْتَنِبْ سَخَطِی، لا یَدْهَمَنَّكَ إِفْراعِی و تَصْعِیدِی و فی الحدیث فی رَجَزٍ: فهو یُنَمِّی صُعُداً أَی یزیدُ صُعوداً و ارتفاعاً. یقال: صَعِدَ إِلیه و فیه و علیه. و‌فی الحدیث: فَصَعَّدَ فِیَّ النَّظَرَ و صَوَّبه‌أَی نظر إِلی أَعلای و أَسفلی یتأَملنی. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كأَنما یَنْحَطُّ فی صَعَد؛ هكذا جاءَ فی روایة یعنی موضعاً عالیاً یَصْعَدُ فیه و ینحطّ، و‌المشهور: كأَنما ینحط فی صَبَبٍ.و الصُّعُدُ، بضمتین: جمع صَعُود، و هو خلاف الهَبُوط، و هو بفتحتین، خلاف الصَّبَبِ. و قال ابن الأَعرابی: صَعِدَ فی الجبل و استشهد بقوله تعالی: إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ؛ و قد رجع أَبو زید إِلی ذلك فقال: اسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ إِذا نَفَرَت
لسان العرب، ج‌3، ص: 253
فَصَعِدَتِ الجبال، ذَكره فی الهمز. و فی التنزیل: إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لٰا تَلْوُونَ عَلیٰ أَحَدٍ؛ قال الفراء: الإِصْعادُ فی ابتداء الأَسفار و المخارج، تقول: أَصْعَدْنا من مكة، و أَصْعَدْنا من الكوفة إِلی خُراسان و أَشباه ذلك، فإِذا صَعِدْتَ فی السُّلَّمِ و فی الدَّرَجَةِ و أَشباهه قُلْتَ: صَعِدْتُ، و لم تقل أَصْعَدْتُ. و قرأَ الحسن: إِذ تَصْعَدُون؛ جعل الصُّعودَ فی الجبل كالصُّعُود فی السلم. ابن السكیت: یقال صَعِدَ فی الجبل و أَصْعَدَ فی البلاد. و یقال: ما زلنا فی صَعود، و هو المكان فیه ارتفاع. و قال أَبو صخر: یكون الناس فی مَبادیهم، فإِذا یَبِسَ البقل و دخل الحرّ أَخذوا إِلی حاضِرِهِم، فمن أَمَّ القبلة فهو مُصْعِدٌ، و من أَمَّ العراق فهو مُنْحَدِرٌ؛ قال الأَزهری: و هذا الذی قاله أَبو صخر كلام عربی فصیح، سمعت غیر واحد من العرب یقول: عارَضْنا الحاجَّ فی مَصْعَدِهم أَی فی قَصْدِهم مكةَ، و عارَضْناهم فی مُنْحَدَرِهم أَی فی مَرْجِعهم إِلی الكوفة من مكة. قال ابن السكیت: و قال لی عُمارَة: الإِصْعادُ إِلی نجد و الحجاز و الیمن، و الانحدار إِلی العراق و الشام و عُمان. قال ابن عرفة: كُلُّ مبتدئ وجْهاً فی سفر و غیره، فهو مُصْعِدٌ فی ابتدائه مُنْحَدِرٌ فی رجوعه من أَیّ بلد كان. و قال أَبو منصور: الإِصْعادُ الذهاب فی الأَرض؛ و فی شعر حسان: یُبارینَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ أَی مقبلات متوجهات نحوَكم. و قال الأَخفش: أَصْعَدَ فی البلاد سار و مضی و ذهب؛ قال الأَعشی: فإِنْ تَسْأَلی عنی، فَیَا رُبَّ سائِلٍ حَفِیٍّ عَن الأَعشی، به حَیْثُ أَصْعَدا و أَصْعَدَ فی الوادی: انحدر فیه، و أَما صَعِدَ فهو ارتقی. و یقال: أَصْعَدَ الرجلُ فی البلاد حیث توجه. و أَصْعَدَتِ السفینةُ إِصْعاداً إِذا مَدَّت شِراعَها فذهبت بها الریح صَعَداً. و قال اللیث: صَعِدَ إِذا ارتقی، و أَصْعَدَ یُصْعِدُ إِصْعاداً، فهو مُصْعِدٌ إِذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَر أَو واد، أَو أَرْفَعَ «1»: من الأُخری؛ قال: و صَعَّدَ فی الوادی یُصَعّدُ تَصْعِیداً و أَصْعَدَ إِذا انحدر فیه. قال الأَزهری: و الاصِّعَّادُ عندی مثل الصُّعُود. قال الله تعالی: كَأَنَّمٰا یَصَّعَّدُ فِی السَّمٰاءِ. یقال: صَعِدَ و اصَّعَّدَ و اصَّاعَدَ بمعنی واحد. و رَكَبٌ مُصْعِدٌ: و مُصَّعِّدٌ: مرتفع فی البطن منتصب؛ قال: تقول ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ: لا خافضٍ جِدّاً، و لا مُصَّعِّد و تصَعَّدنی الأَمرُ و تَصاعَدنی: شَقَّ علیَّ. و الصُّعَداءُ، بالضم و المدّ: تنفس ممدود. و تصَعَّدَ النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُه، و هو الصُّعَداءُ؛ و قیل: الصُّعَداءُ النفَسُ إِلی فوق ممدود، و قیل: هو النفَسُ بتوجع، و هو یَتَنَفَّسُ الصُّعَداء و یتنفس صُعُداً. و الصُّعَداءُ: هی المشقة أَیضاً. و قولهم: صَنَعَ أَو بَلَغَ كذا و كذا فَصاعِداً أَی فما فوق ذلك. و‌فی الحدیث: لا صلاةَ لمن لم یقرأْ بفاتحة الكتاب فَصاعِداً‌أَی فما زاد علیها، كقولهم: اشتریته بدرهم فصاعداً. قال سیبویه: و قالوا أَخذته بدرهم فصاعداً؛ حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إِیاه، و لأَنهم أَمِنوا أَن یكون علی الباء، لأَنك لو قلت أَخذته بِصاعِدٍ كان قبیحاً، لأَنه صفة و لا یكون فی موضع الاسم، كأَنه قال أَخذته بدرهم فزاد الثمنُ صاعِداً
(1). قوله [أو أرفع إلخ] كذا بالأصل المعوّل علیه، و لعل فیه سقطاً و الأَصل أو أرض أَرفع بقرینة قوله الأخری و قال الأَساس أصعد فی الأَرض مستقبل أرض أخری
لسان العرب، ج‌3، ص: 254
أَو فذهب صاعداً. و لا یجوز أَن تقول: و صاعداً لأَنك لا ترید أَن تخبر أَن الدرهَم مع صاعِدٍ ثَمَنٌ لشی‌ء كقولك بدرهم و زیادة، و لكنك أَخبرت بأَدنی الثمن فجعلته أَولًا ثم قَرَّرْتَ شیئاً بعد شی‌ء لأَثْمانٍ شَتَّی؛ قال: و لم یُرَدْ فیها هذا المعنی و لم یُلْزِم الواوُ الشیئین أَن یكون أَحدهما بعد الآخر؛ و صاعِدٌ بدل من زاد و یزید، و ثم مثل الفاء إِلَّا أَنّ الفاء أَكثر فی كلامهم؛ قال ابن جنی: و صاعداً حال مؤكدة، أَ لا تری أَن تقدیره فزاد الثمنُ صاعِداً؟ و معلوم أَنه إِذا زاد الثمنُ لم یمكن إِلا صاعِداً؛ و مثله قوله: كَفی بالنَّأْیِ من أَسْماءَ كافٍ غیر أَن للحال هنا مزیة أَی فی قوله فصاعداً لأَن صاعداً ناب فی اللفظ عن الفعل الذی هو زاد، و كاف لیس نائباً فی اللفظ عن شی‌ء، أَ لا تری أَن الفعل الناصب له، الذی هو كفی ملفوظ به معه؟ و الصعیدُ: المرتفعُ من الأَرض، و قیل: الأَرض المرتفعة من الأَرض المنخفضةِ، و قیل: ما لم یخالطه رمل و لا سَبَخَةٌ، و قیل: وجه الأَرض لقوله تعالی: فَتُصْبِحَ صَعِیداً زَلَقاً؛ و قال جریر: إِذا تَیْمٌ ثَوَتْ بِصَعِید أَرْضٍ، بَكَتْ من خُبْثِ لُؤْمِهِم الصَّعیدُ و قال فی آخرین: و الأَطْیَبِینَ من التراب صَعیدا و قیل: الصَّعِیدُ الأَرضُ، و قیل: الأَرض الطَّیِّبَةُ، و قیل: هو كل تراب طیب. و فی التنزیل: فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً*؛ و قال الفراء فی قوله: صَعِیداً جُرُزاً: الصعید التراب؛ و قال غیره: هی الأَرض المستویة؛ و قال الشافعی: لا یَقع اسْمُ صَعید إِلّا علی تراب ذی غُبار، فأَما البَطْحاءُ الغلیظة و الرقیقة و الكَثِیبُ الغلیظ فلا یقع علیه اسم صعید، و إِن خالطه تراب أَو صعید «1» أَو مَدَرٌ یكون له غُبار كان الذی خالطه الصعیدَ، و لا یُتَیَمَّمُ بالنورة و بالكحل و بالزِّرْنیخ و كل هذا حجارة. و قال أَبو إِسحاق: الصعید وجه الأَرض. قال: و علی الإِنسان أَن یضرب بیدیه وجه الأَرض و لا یبالی أَ كان فی الموضع ترابٌ أَو لم یكن لأَن الصعید لیس هو الترابَ، إِنما هو وجه الأَرض، تراباً كان أَو غیره. قال: و لو أَن أَرضاً كانت كلها صخراً لا تراب علیه ثم ضرب المتیمم یدَه علی ذلك الصخر لكان ذلك طَهُوراً إِذا مسح به وجهه؛ قال الله تعالی: فَتُصْبِحَ صَعِیداً؛ لأَنه نهایة ما یصعد إِلیه من باطن الأَرض، لا أَعلم بین أَهل اللغة خلافاً فیه أَن الصعید وجه الأَرض؛ قال الأَزهری: و هذا الذی قاله أَبو إِسحاق أَحسَبه مذهَبَ مالك و من قال بقوله و لا أَسْتَیْقِنُه. قال اللیث: یقال للحَدیقَةِ إِذا خَرِبت و ذهب شَجْراؤُها: قد صارت صعیداً أَی أَرضاً مستویة لا شَجَرَ فیها. ابن الأَعرابی: الصعیدُ الأَرضُ بعینها. و الصعیدُ: الطریقُ، سمی بالصعید من التراب، و الجمع من كل ذلك صُعْدانٌ؛ قال حمید بن ثور: و تِیهٍ تَشابَهَ صُعْدانُه، و یَفْنی بهِ الماءُ إِلَّا السَّمَلْ و صُعُدٌ كذلك، و صُعُداتٌ جمع الجمع. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: إِیاكم و القُعُودَ بالصُّعُداتِ إِلَّا مَنْ أَدَّی حَقَّها؛ هی الطُّرُقُ، و هی جمع صُعُدٍ و صُعُدٌ جمعُ صَعِید، كطریق و طرُق و طُرُقات، مأْخوذ من الصَّعیدِ و هو التراب؛ و قیل: هی جمع صُعْدَةٍ كظُلْمة، و هی فِناءُ باب الدار
(1). قوله [تراب أو صعید إلخ] كذا بالأَصل و لعل الأَولی تراب أو رمل أو نحو ذلك
لسان العرب، ج‌3، ص: 255
و مَمَرُّ الناس بین یدیه؛ و منه‌الحدیث: و لَخَرَجْتم إِلی الصُّعْداتِ تَجْأَرُونَ إِلی الله.و الصَّعِیدُ: الطریقُ یكون واسعاً و ضَیِّقاً. و الصَّعیدُ: الموضعُ العریضُ الواسعُ. و الصَّعیدُ: القبر. و أَصْعَدَ فی العَدْو: اشْتَدَّ. و یقال: هذا النبات یَنْمی صُعُداً أَی یزداد طولًا. و عُنُقٌ صاعِدٌ أَی طویل. و یقال فلان یتتبع صُعَداءَه أَی یرفع رأْسه و لا یُطأْطِئُه. و یقال للناقة: إِنها لفی صَعِیدَةِ بازِلَیْها أَی قد دنت و لمَّا تَبْزُل؛ و أَنشد: سَدیسٌ فی صَعِیدَةِ بازِلَیْها، عَبَنَّاةٌ، و لم تَسْقِ الجَنِینا و الصَّعْدَةُ: القَناة، و قیل: القناة المستویة تنبت كذلك لا تحتاج إِلی التثقیف؛ قال كعب بن جُعَیْل یصف امرأَةً شَبَّهَ قَدَّها بالقَناة: فإِذا قامتْ إِلی جاراتِها، لاحَتِ السَّاقُ بِخَلْخالٍ زجِلْ صَعْدَةٌ نابِتَةٌ فی حائرٍ، أَیْنَما الرِّیحُ تُمَیِّلْها تَمِلْ و قال آخر: خَریرُ الرِّیحِ فی قَصَبِ الصِّعادِ و كذلك القَصَبَةُ، و الجمع صِعادٌ، و قیل: هی نحو من الأَلَّةِ، و الأَلَّةُ أَصغر من الحَرْبَةِ؛ و‌فی حدیث الأَحنف: إِنَّ علی كُلِّ رَئِیسٍ حَقَّا. أَن یَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَو تَنْدَقَّا قال: الصَّعْدةُ القناة التی تنبت مستقیمة. و الصَّعْدَةُ من النساء: المستقیمةُ القامة كأَنها صَعْدَةُ قَناةٍ. و جوارٍ صَعْداتٌ، خفیفةٌ لأَنه نعت، و ثلاثُ صَعَداتٍ للقنا، مُثَقَّلة لأَنه اسم. و الصَّعُودُ من الإِبل: التی وَلَدَتْ لغیر تمام و لكنها خَدَجَتْ لستة أَشهر أَو سبعة فَعَطَفَتْ علی ولدِ عامِ أَوَّلَ، و قیل: الصَّعُود الناقة تُلْقی ولَدها بعد ما یُشْعِرُ، ثم تَرْأَمُ ولدَها الأَوّل أَو وَلَدَ غیرها فَتَدِرُّ علیه. و قال اللیث: الصَّعُود الناقة یموت حُوارُها فَتَرْجِعُ إِلی فصیلها فَتَدِرُّ علیه، و یقال: هو أَطیب للبنها؛ و أَنشد لخالد بن جعفر الكلابی یصف فرساً: أَمَرْتُ لها الرِّعاءَ، لیُكْرِمُوها، لها لَبَنُ الخلِیَّةِ و الصَّعُودِ قال الأَصمعی: و لا تكون صَعُوداً حتی تكون خادِجاً. و الخَلِیَّةُ: الناقة تَعْطِف مع أُخری علی ولد واحد فَتَدِرَّانِ علیه، فَیَتَخلی أَهلُ البیت بواحدة یَحْلُبُونها، و الجمع صَعائد و صُعُدٌ؛ فأَما سیبویه فأَنكر الصُّعُدَ. و أَصْعَدَتِ الناقةُ و أَصْعَدَها، بالأَلف، و صَعَّدَها: جعلها صَعُوداً؛ عن ابن الأَعرابی. و الصُّعُد: شجر یُذاب منه القارُ. و التَّصْعِیدُ: الإِذابة، و منه قیل: خلٌّ مُصَعَّدٌ و شرابٌ مُصَعَّدٌ إِذا عُولج بالنار حتی یحول عما هو علیه طعماً و لوناً. و بَناتُ صَعْدَةَ: حَمیرُ الوَحْش، و النسبة إِلیها صاعِدیّ علی غیر قیاس؛ قال أَبو ذؤَیب: فَرَمَی فأَلحَق صاعِدِیّاً مِطْحَراً بالكَشْحِ، فاشتملتْ علیه الأَضْلُعُ و قیل: الصَّعْدَةُ الأَتان. و‌فی الحدیث: أَنه خرج علی صَعْدَةٍ یَتْبَعُها حُذاقیٌّ، علیها قَوْصَفٌ لم یَبْق منها إِلا قَرْقَرُها؛ الصَّعْدَةُ: الأَتان الطویلة الظهر. و الحُذاقِیُّ: الجَحْشُ. و القَوْصَفُ: القَطیفة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 256
و قَرْقَرُها: ظَهْرُها. و صعَیدُ مصر: موضعٌ بها. و صَعْدَةُ: موضع بالیمن، معرفة لا یدخلها الأَلف و اللام. و صُعادی و صُعائدُ: موضعان؛ قال لبید: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ، فی نِهاءِ صُعائِدٍ، سَبْعاً تؤَاماً كاملًا أَیامُها

صغد؛ ج3، ص: 256

: الصُّغْدُ: جبل معروف؛ و أَنشد أَبو إِسحق: و وَتَّرَ الأَساوِرُ القِیاسا صُغْدِیَّةً، تَنْتَزِعُ الأَنْفاسا

صفد؛ ج3، ص: 256

: الصَّفَدُ و الصَّفْدُ: العَطاءُ، و قد أَصْفَدَهُ، و یُعَدَّی إِلی مفعولین؛ قال الأَعشی فی العطِیة یَمْدح رجلًا: تضَیَّفْتُه یَوْماً فَقَرَّبَ مَقْعَدِی، و أَصْفَدَنی علی الزَّمانةِ قائِدا یُرید وهَبَ لی قائداً یَقُودُنی. و الصَّفْد و الصَّفادُ: الشَّدُّ. و‌فی حدیث عمر: قال له عبد الله بن أَبی عمار: لقَدْ أَرَدْتُ أَن آتیَ به مَصْفُوداً‌أَی مُقَیَّداً. و‌فی الحدیث: نَهی عن صلاة الصَّافِدِ؛ هُوَ أَنْ یَقْرُنَ بین قَدَمَیْهِ معاً كأَنهما فی قَید. و صَفَده یَصْفِدُه صَفْداً و صُفُوداً و صَفَّدَه: أَوْثَقَه و شده و قَیَّده فی الحدیث و غیره، و یكون من نِسْع أَو قِدٍّ؛ و أَنشد: هلا كرَرتَ علی ابن أُمِّك مَعْبَدٍ، و العامریُّ یقوده بصِفادِ و كذلك التَّصفِید. و الصَّفد: الوَثاقُ، و الاسم الصَّفادُ. و الصِّفادُ: حَبْلٌ یُوثَقُ به أَو غُلٌّ، و هو الصَّفْد و الصَّفَدُ، و الجمع الأَصْفادُ؛ قال ابن سیدة: لا نعلمه كُسِّر علی غیر ذلك، قصروه علی بناء أَدنی العدد. و فی التنزیل العزیز: وَ آخَرِینَ مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفٰادِ، قیل: هی الأَغلال، و قیل: القیود، واحدها صَفَد. یقال: صَفَدْتُه بالحدید و فی الحدید و صَفَّدْتُه، مخفف و مثقل؛ و قیل: الصَّفَد القید، و جمعها أَصفاد. الجوهری: الصِّفادُ ما یُوثَقُ به الأَسیر من قِدٍّ و قَیْدٍ و غُلٍّ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِذا دخل شهر رمضان صُفِّدَت الشیاطین؛ صُفِّدَت یعنی شُدَّت و أُوثِقَت بالأَغْلال. یقال منه: صَفَدْت الرجل، فهو مَصْفود، و صَفَّدْته فهو مُصَفَّد، فأَما أَصْفَدْته، بالأَلف، إِصْفاداً فهو أَن تُعْطِیَه و تَصِلَه، و الاسم من العطیة الصَّفَد و كذلك من الوَثاق؛ قال النابغة: فَلَمْ أُعَرِّضْ، أَبَیْتَ اللَّعْنَ، بالصَّفَدِ یقول: لم أَمْدَحْك لتُعطِیَنی، و الجمع منها أَصْفاد، و المصدر من العَطِیَّةِ الإِصْفاد، و من الوَثاق الصَّفْد و التَّصْفیدُ. و أَصْفَدْته إِصْفاداً أَی أَعْطَیْتُه مالًا أَو وَهَبْت له عبداً؛ و قول الشاعر یصف روضة: و بَدا لكَوْكَبِها سَعِیطٌ، مِثْلَ ما كُبِسَ العَبِیرُ علی المَلابِ الأَصْفَد قال: إِنما أَراد الإِصْفَنْط‌

صفرد؛ ج3، ص: 256

: الصِّفْرِدُ: طائر أَعظم من العُصفور. و فی المثل: أَجْبَنُ من صِفْرِدٍ؛ ابن الأَعرابی: هو طائر جَبان یَفْزَعُ من الصَّعْوَة و غیرها؛ و قال اللیث: هو طائر یَأْلَفُ البیوت و هو أَجْبَنُ طائر، و الله أَعلم.

صلد؛ ج3، ص: 256

: حَجر صَلْد و صَلُود: بیِّن الصَّلادة و الصُّلُودِ صُلْب أَمْلَسُ، و الجمع من كل ذلك أَصْلاد. و حجر أَصْلَد: كذلك؛ قال المُثَقَّبُ العَبْدی: یَنْمِی بنُهَّاضٍ إِلی حارِكٍ ثَمَّ، كَرُكْنِ الحجَر الأَصْلدِ قال الله عز و جل: فَتَرَكَهُ صَلْداً؛ قال اللیث:
لسان العرب، ج‌3، ص: 257
یقال حجر صَلْد و جَبین صلد أَی أَمْلَسُ یابس، فإِذا قلت صَلْت فهو مُسْتَوٍ. ابن السكیت: الصَّفا العَریضُ منَ الحجارة الأَمْلَسُ. قال: و الصَّلْداء و الصَّلْداءَةُ الأَرض الغَلیظة الصُّلْبة. قال: و كلُّ حَجَر صُلْبٍ فكل ناحیة منه صَلْدٌ، و أَصْلادٌ جمع صَلْد؛ و أَنشَد لرؤبة: بَرَّاق أَصْلادِ الجَبینِ الأَجْلَه أَبو الهیثم: أَصلادُ الجبین الموضع الذی لا شعر علیه، شُبِّهَ بالحجر الأَملس. و جَبین صَلْد و رأْس صَلْد و رأْس صُلادِمٌ كَصَلْد، فُعالِمٌ عند الخلیل و فُعالِلٌ عند غیره؛ و كذلك حافر صَلْد و صُلادِمٌ و سنذكره فی المیم. و مكان صَلْد: لا یُنْبِت، و قد صَلَد المكان و أَصْلَدَ. و أَرض صَلْد و صَلَدَت الأَرضُ و أَصْلَدَتْ. و مكان صَلْدٌ: صُلْبٌ شدیدٌ. و امرأَة صَلُود: قلیلة الخیر؛ قال جمیل: أَ لَمْ تَعْلَمِی، یا أُمَّ ذی الوَدْعِ، أَنَّنی أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، و أَنت صَلُود؟ و قیل: صَلُود هاهنا صُلْبة لا رَحْمَة فی فؤَادِها. و رجل صَلْد و صَلُود و أَصْلَدُ: بخیل جدّاً؛ صَلَدَ یَصْلِدُ صَلْداً، و صلُدَ صَلادَةً. و الأَصْلَدُ: البخیل. أَبو عمرو: و یقال للبخیل صَلَدَتْ زِنادُه؛ و أَنشد: صَلَدَتْ زِنادُكَ یا یَزیدُ، و طالَما ثَقَبَتْ زِنادُكَ للضَّریكِ المُرْمِلِ و ناقةٌ صَلُودٌ و مِصْلاد أَی بكیئَة. و بئْرٌ صَلُود: غَلَبَ جَبَلُها فامْتَنَعَتْ علی حافِرها؛ و قد صَلَدَ علیه یَصْلِدُ صَلْداً و صَلُد صَلادَة و صُلُودَة و صُلُوداً، و سأَله فأَصْلَدَ أَی وجَدَه صَلْداً؛ عن ابن الأَعرابی هكذا حكاه؛ قال ابن سیدة: و إِنما قیاسه فأَصْلَدْتُه كما قالوا أَبْخَلْتُه و أَجْبَنْتُه أَی صادَفْتُه بخیلًا و جباناً. و فرس صَلُودٌ: بَطی‌ءُ الإِلْقاحِ، و هو أَیضاً القَلیلُ الماءِ، و قیل: هو البَطی‌ءُ العَرَق؛ و كذلك القِدْرُ إِذا أَبطأَ غَلْیُها. التهذیب: فرس صَلُود و صَلَدٌ إِذا لم یَعْرَقْ، و هو مذموم. و یقالُ: عُودٌ صَلَّادٌ لا یَنْقَدِحُ منه النارُ. و صَلَد الزَّنْدُ یَصْلِدُ صَلْداً، فهو صالد و صَلَّاد و صَلُود و مِصْلاد، و أَصْلَدَ: صوَّتَ و لم یُورِ، و أَصْلَدَه هو و أَصْلَدْتُه أَنا، و قَدَحَ فُلان فأَصْلَدَ. و حَجَرٌ صَلْدٌ: لا یُوری ناراً، و حَجَر صَلُود مثله. و حكی الجوهری: صَلِدَ الزند، بكسر اللام «2» یَصْلَدُ صُلُوداً إِذا صوّت و لم یُخْرِجْ ناراً. و أَصْلَدَ الرجلُ أَی صَلَدَ زَنْدُه. و صَلَدَ المَسْؤُولُ السائِلَ إِذا لم یُعْطه شَیْئاً؛ و قال الراجز: تَسْمَعُ، فی عُصْلٍ لها صَوالِدا، صَلَّ خطاطِیفَ علی جَلامِدا و یقال: صَلَدَتْ أَنْیابه، فهی صالدة و صوَالِدُ إِذا سُمِعَ صَوْتُ صَریفِها. و صَلَدَ الوَعِلُ یَصْلِدُ صَلْداً، فهو صَلُودٌ: تَرَقَّی فی الجبل. و صَلَدَ الرجل بیَدَیْه صَلْداً: مثل صَفَقَ سواء. و الصَّلُود الصُّلْب: بناء نادر. التهذیب فی ترجمة صَلَتَ: و جاءَ بِمَرَقٍ یَصْلِتُ و لَبَنٍ یَصْلِتُ إِذا كان قلیل الدَّسَم كثیر الماء، و یجوز یَصْلِدُ بهذا المعنی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه لما طُعِنَ سقاه الطبیبُ لبناً فخرج من موضع الطعنة أَبیضَ
(2). قوله [صلد الزند بكسر اللام إلخ] كذا بالأَصل المنقول من مسودة المؤلف، و الذی فی نسخ بأیدینا من الصحاح طبع و خط: صلد الزند یصلد، بكسر اللام، فمفاده أنه من باب جلس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 258
یصْلِد‌أَی یَبْرُق و یَبِصُّ. و‌فی حدیث عطاء بن یسار قال له بعض القوم: أَقسمت علیك لما تَقَیَّأْتَ، فقاءَ لَبناً یَصْلد.و‌فی حدیث ابن مسعود یرفعه: ثم لَحا قَضیبَه فإِذا هو أَبیضُ یَصْلِد.و صَلَدَت صَلَعة الرجل إِذا بَرَقَت؛ و قال الهذلی یصف بقرة وحشیة: و شَقَّتْ مقَاطِیعُ الرُّماةِ فُؤَادَها، إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ المُغَرِّد تَصْلِدُ و المقَاطِیع: النِّصالُ. و قوله تَصْلِدُ أَی تنتصب. و الصَّلُودُ: المُنْفَرد؛ قال ذلك الأَصمعی، و أَنشد: تالله یَبْقی علی الأَیامِ ذُو حِیَدٍ، إِذْ ما صَلُودٌ مِنَ الأَوْعالِ ذُو خَذَمِ أَراد بالحِیَدِ عُقَد قَرْنه، الواحدة حَیْدَة.

صلخد؛ ج3، ص: 258

: الصَّلْخَدُ و الصِّلَخْدُ و الصِّلْخَدُّ و الصُّلاخِدُ و الصِّلْخادُ و الصَّلَخْدی كله: الجمل المُسِنُّ الشَّدیدُ الطَّویلُ، و قیل: هو الماضی من الإِبل، و قیل للفحْل الشدید صَلَخْدًی، بالتنوین، و الأُنثی صَلَخْداة و صَیْلَخود. و المُصْلَخِدُّ: المُنْتَصِبُ القائم. و اصْلَخَدَّ اصْلِخْداداً: انتَصَبَ قائماً. الجوهری: الصَّلَخْدی القوی الشدید مثل الصَّلَخْدم، الیاء و المیم زائدتان. و یقال: جمل صَلَخْدًی، بتحریك اللام، و ناقة صَلْخَداة و جمل صُلاخِدٌ، بالضم، و الجمع صَلاخِدُ، بالفتح.

صلغد؛ ج3، ص: 258

: الصِّلْغَدُّ من الرجال: اللئیم، و قیل: الطویل، و قیل: اللَّحِمُ الأَحمر الأَقْشَر، و قیل: الأَحْمَق المُضْطربُ، و قیل: هو الذی یأْكل ما قَدَرَ علیه.

صمد؛ ج3، ص: 258

: صَمَدَه یَصْمِدُه صَمْداً و صَمَد إِلیه كلاهما: قَصَدَه. و صَمَدَ صَمْدَ الأَمْر: قَصَدَ قَصْدَه و اعتمده. و تَصَمَّد له بالعصا: قَصَدَ. و‌فی حدیث معاذ بن الجَمُوح فی قتل أَبی جهل: فَصَمَدْت له حتی أَمكنَتنی منه غِرَّة‌أَی وثَبْتُ له و قَصَدْته و انتظرت غفلته. و‌فی حدیث علی: فَصَمْداً صَمْداً حتی یَتَجلی لكم عمود الحق.و بیت مُصَمَّد، بالتشدید، أَی مَقْصود. و تَصَمَّدَ رأْسَه بالعصا: عَمَد لمعْظَمه. و صَمَده بالعَصا صَمْداً إِذا ضربه بها. و صَمَّدَ رأْسه تَصْمیداً: و ذلك إِذا لف رأْسه بخرقة أَو ثوب أَو مِنْدیلٍ ما خلا العمامةَ، و هی الصِّمادُ. و الصِّمادُ: عِفاصُ القارورة؛ و قد صَمَدَها یَصْمِدُها. ابن الأَعرابی: الصِّمادُ سِدادُ القارُورة؛ و قال اللیث: الصمادَةُ عِفاص القارورة. و أَصْمَدَ إِلیه الأَمرَ: أَسْنَدَه. و الصَّمَد، بالتحریك: السَّیِّدُ المُطاع الذی لا یُقْضی دونه أَمر، و قیل: الذی یُصْمَدُ إِلیه فی الحوائج أَی یُقْصَدُ؛ قال: أَلا بَكَّرَ النَّاعی بخَیْرَیْ بَنی أَسَدْ، بعَمْرو بنِ مَسْعُود، و بالسَّید الصَّمَدْ و یروی بِخَیْرِ بنی أَسد؛ و أَنشد الجوهری: عَلَوْتُه بِجُسامٍ، ثم قُلْتُ له: خُذْها حُذَیفُ، فأَنْتَ السَّیِّدُ الصَّمَدُ و الصَّمَدُ: من صفاته تعالی و تقدّس لأَنه أُصْمِدَتْ إِلیه الأُمور فلم یَقْضِ فیها غیره؛ و قیل: هو المُصْمَتُ الذی لا جَوْفَ له، و هذا لا یجوز علی الله، عز و جل. و المُصْمَدُ: لغة فی المُصْمَت و هو الذی لا جَوف له، و قیل: الصَّمَدُ الذی لا یَطْعَم، و قیل: الصَّمَدُ السیِّد الذی ینتهی إِلیه السُّودَد، و قیل: الصَّمَدُ السید الذی قد انتهی سُودَدُه؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌3، ص: 259
أَما الله تعالی فلا نهایة لسُودَدِه لأَن سُودَدَه غیر مَحْدود؛ و قیل: الصَّمَدُ الدائم الباقی بعد فناء خَلقه؛ و قیل: هو الذی یُصمَد إِلیه الأَمر فلا یُقْضَی دونه، و هو من الرجال الذی لیس فوقه أَحد، و قیل: الصَّمَدُ الذی صَمَد إِلیه كل شی‌ء أَی الذی خَلق الأَشیاءَ كلها لا یَسْتَغْنی عنه شی‌ء و كلها دالّ علی وحدانیته. و‌روی عن عمر أَنه قال: أَیها الناس إِیاكم و تَعَلُّمَ الأَنساب و الطَّعْن فیها، فوَالذی نفسُ محمد بیده، لو قلت: لا یخرج من هذا الباب إِلا صَمَدٌ، ما خرج إِلا أَقَلُّكم؛ و قیل: الصَّمَدُ هو الذی انتهی فی سَوْدَدِه و الذی یُقْصَد فی الحوائج؛ و قال أَبو عمرو: الصمد من الرجال الذی لا یَعْطَشُ و لا یَجوع فی الحرب؛ و أَنشد: و سَاریةٍ فَوْقَها أَسْوَدُ بِكَفِّ سَبَنْتَی ذَفیفٍ صَمَدْ قال: الساریة الجبل المُرْتَفِعُ الذاهبُ فی السماء كأَنه عمود. و الأَسود: العلم بِكَفِّ رجل جَرِی‌ء. و الصَّمَدُ: الرَّفِیعُ من كل شی‌ء. و الصَّمَدُ: المَكانُ الغلیظ المرتفع من الأَرض لا یبلغ أَن یكون جبلًا، و جمعه أَصْمادٌ و صِماد؛ قال أَبو النجم: یُغادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْر الأَجْزَل و المُصَمَّدُ: الصُّلْب الذی لیس فیه خَوَر. أَبو خیرة: الصَّمْد و الصِّماد ما دَقَّ من غلَظِ الجبل و تواضَعَ و اطْمأَنَّ و نَبَتَ فیه الشجر. و قال أَبو عمرو: الصَّمْدُ الشدید من الأَرض. بناءٌ مُصْمَدٌ أَی مُعَلًّی. و یقال لما أَشرَفَ من الأَرض الصَّمْدُ، بإِسكان المیم. و رَوْضاتُ بنی عُقَیْل یقال لها الصِّمادُ و الرّبابُ. و الصَّمْدَة و الصُّمْدة: صَخْرة راسیة فی الأَرض مُسْتَوِیَةٌ بِمَتْنِ الأَرض و ربما ارتفعت شیئاً؛ قال: مُخالِفُ صُمْدَةٍ و قَرِینُ أُخری، تَجُرُّ علیه حاصِبَهَا الشَّمالُ و ناقة صَمْدَة و صَمَدة: حُمِلَ علیها فلم تَلْقَحْ؛ الفتح عن كراع. و یقال: ناقة مِصْمادٌ و هی الباقیة علی القُرِّ و الجَدْبِ الدائمةُ الرِّسْلِ؛ و نوقٌ مَصامِدُ و مَصامِیدُ؛ قال الأَغلب: بَیْنَ طَرِیِّ سَمَكٍ و مالحِ، و لُقَّحٍ مَصامِدٍ مَجالِحِ و الصَّمْدُ: ماء للرّباب و هو فی شاكلةٍ فی شقِّ ضَرِیَّةَ الجنوبیِّ.

صمخد؛ ج3، ص: 259

: الصَّمَخْدَدُ: الخالص من كل شی‌ء؛ عن السیرافی.

صمرد؛ ج3، ص: 259

: الصِّمْرِدُ، بالكسر، من الإِبل: الناقة القلیلة اللبن؛ قال الجوهری: و أُری المیم زائدة. غیره: و الصِّمْرِدُ الناقة الغَزیرة اللبن. و قال فی موضع آخر: الصَّمارِدُ الغَنم المهازِیل. و الصَّمارِیدُ: الغنم السِّمانُ. و الصَّمارِیدُ: الأَرَضُون الصِّلاب. و بئرٌ صِمْرِدٌ: قلیة الماء؛ و أَنشد: جُمَّةُ بِئر من بِئارٍ مُتَّحِ، لیْسَتْ بِثَمْدٍ للشِّباك الرُّشَّحِ و لا الصَّمارِیدِ البِكاءِ البُلَّحِ

صمعد؛ ج3، ص: 259

: رجل صِمَعْدٌ: صُلب، و الغین لغة. و المُصْمَعِدُّ: الذاهب. و اصْمَعَدّ فی الأَرض: ذهَبَ فیها و أَمْعَن؛ قال الأَزهری: الأَصل أَصْعَد فزادوا المیم و قالوا اصْمَعَدّ فشدّدوا. و المُصْمَعِدُّ: الوارم إِمَّا من شَحْمٍ و إِما من مرض. و‌فی الحدیث: أَصْبَحَ و قد اصْمَعَدَّتْ قدماهُ‌أَی انتفَختا و وَرِمَتا. و المُصْمَعِدُّ: المستقیم من الأَرض؛ قال رؤبة: علی ضَحُوك النَّقْبِ مُصْمَعِدّ
لسان العرب، ج‌3، ص: 260
و الاصْمِعْداد: الانطلاق السریع؛ قال الزَّفَیانُ: تَسْمَعُ للرِّیح إِذا اصْمَعَدّا، بَیْنَ الخُطی منه إِذا ما ارْقَدّا، مِثلَ عَزِیفِ الجِنِّ هَدَّتْ هَدّا

صمغد؛ ج3، ص: 260

: رجل صِمَغْدٌ: صُلْب، لغة فی صِمَعْد بالعین المهملة.

صند؛ ج3، ص: 260

: الصِّنْدِیدُ: الملك الضَّخْم الشریف. الأَصمعی: الصِّنْدِیدُ و الصِّنْتِیتُ السَّیِّدُ الشریف، و قیل: السید الشجاع. و الصَّنادِیدُ: الشدائد من الأُمور و الدواهی. و كان الحسن یقول: نعوذ بالله من صنَادِیدِ القَدَر أَی من دَواهیه و نَوائبه العِظامِ الغوالِبِ، و من جُنون العمل و هو الإِعْجاب، و من مَلْخِ الباطل و هو التَّبَخْتُرُ فیه. و صنادِیدُ السحاب: ما كثر وَبْلُه. و صنادید السحاب: عِظامه؛ قال أَبو وَجْزة السعدی: دَعَتْنا بِمَسْرَی لیْلةٍ رَحَبِیَّة، جَلا بَرْقُها جَوْنَ الصنادیدِ مُظْلِما و بَرْدٌ صِنْدِیدٌ: شدید. و مطر صندید: وابل. و غَیْثٌ صِندِیدٌ: عظیم القطر؛ و حكی عن ثعلب: یومٌ حامی الصِّنْدید أَی شَدیدُ الحرّ؛ قال: لاقَیْنَ مِن أَعْفَرَ یوماً صَیْهَبَا، حامی الصَّنادِیدِ یُعَنِّی الجُندبا و الصِّنْدد: السید؛ و أَنشد الأَزهری لجندل فی ترجمة جلعد: كانوا، إِذا ما عایَنُونی، جُلْعِدُوا، و ضَمَّهُم ذو نَقِماتٍ صِنْدِدُ ابن الأَعرابی: الصَّنادِیدُ الساداتُ و هم الأَجواد و هم الحُلَماء و هم حُماة العسكر. و فی الحدیث ذكر صنادید قریش و هم أَشْرافُهُم و عُظماؤُهم، الواحد صندید. و كل عظیم غالب: صِنْدِید. و صِنْدِیدٌ «3»: اسم جَبَل معروف.

صهد؛ ج3، ص: 260

: صَهَدَتُه الشمسُ: لغة فی صَخَدَتْه. ابن سیدة: صَهَدَتْه الشَّمْسُ تَصْهَدُه صَهْداً و صَهَداناً: أَصابَتْه و حَمِیَتْ علیه. و الصَّیْهَدُ: شدّة الحَرِّ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: فأَوْرَدَها فَیْحُ نَجْمِ الفُرُوعِ، من صَیْهَدِ الصَّیفِ، بَردَ الشمال و قال أَبو عبید: الصَّیْهَد هنا السَّرابُ؛ قال ابن سیدة: و هو خطأٌ. و فی التهذیب: الصَّیْهَدُ السرابُ الجاری؛ و أَورد بیت أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: من صیهد الصیف برد الشمال قال: و أَنكَرَ شمر الصَّیْهَد السراب، و قال: صَیْهَدُ الحرّ شدّته؛ و یوم صَیْهَدٌ و صَیْهَبٌ و صَیْخُود. و قد صَهَدَهم الحر و صَخَدَهم بمعنی واحد؛ و هاجِرَةٌ صَیْهَدٌ و صَیْهُود: حارَّة. و الصَّیْهَدُ: الطویل. و الصَّیْهُود: الجَسیم. و فلاة صَیْهَدٌ: لا یُنالُ ماؤُها؛ و قال مُزاحِمٌ العُقَیْلی: إِذا عَرَضَتْ مَجْهُولة صَیْهَدِیَّةٌ، مَخُوفٌ رَدَاها من سَرابٍ و مِغْوَل و ما غالَك و أَهْلَكَكَ، فهو مِغْوَل.

صود؛ ج3، ص: 260

: الصاد حرف هجاء و هو حرف مهموس یكون أَصلًا و بدلًا لا زائداً، و الصاد أَحد الحروف المستعلیة التی تمنع الإِمالة؛ قال ابن سیدة: و أَلفها منقلبة عن واو لأَن عینها أَلف.

صید؛ ج3، ص: 260

: صاد الصَّیْدَ یَصِیدُه و یَصادُه صَیْداً إِذا أَخذه و تَصَیَّدَه و اصْطادَه و صادَه إِیاه. یقال: صِدْتُ
(3). قوله [و صندید] كذا بالأَصل المعول علیه، و هو صریح شارح القاموس، و قد استدرك علیه بأنه فی الجمهرة كزبرج، و الذی فی معجم البلدان لیاقوت كما فی الجمهرة و استشهد علیه بعدة شواهد
لسان العرب، ج‌3، ص: 261
فلاناً صَیْداً إِذا صِدْتَه له، كقولك بَغیتُه حاجة أَی بَغَیْتُها له. صادَ المكانَ و اصْطادَه: صادَ فیه؛ قال: أَحَبُّ ما اصْطادَ مكانُ تَخْلِیَه و قیل: إِنه جَعَلَ المكانَ مُصْطاداً كما یُصْطادُ الوَحْش. قال سیبویه: و من كلام العرب صِدْنا قَنَوَیْن؛ یرید صدنا وحْشَ قَنَوَیْن، و إِنما قَنوان اسم أَرض. و الصَّیْدُ: ما تُصُیِّدَ. و قوله تعالی: أُحِلَّ لَكُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَ طَعٰامُهُ؛ یجوز أَن یُعْنَی به عَیْنُ المُتَصیَّد، و یجوز أَن یكون علی قوله صِدْنا قَنَوَین أَی صِدْنا وَحش قنوین. قال ابن سیدة: قال ابن جنی: وُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَ المَفْعُول، و قیل: كلُّ وحش صَیْدٌ، صِیدَ أَو لم یُصَدْ؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و هذا قول شاذ. و قد تكرر فی الحدیث ذِكْر الصَّیْد اسماً و فِعْلًا و مصدراً، یقال: صادَ یَصِیدُ صَیْداً، فهو صائِد و مَصِید. و قد یَقَعُ الصَّیْدُ علی المَصِید نَفْسِه تَسْمِیَةً بالمصدر؛ كقوله تعالی: لٰا تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ؛ قیل: لا یقال للشی‌ء صَیْدٌ حتی یكون ممتنعاً حلالًا لا مالك له. و‌فی حدیث أَبی قتادة قال له: أَصَدْتُمْ؛ یقال: أَصَدْتُ غیری إِذا حَمَلْتَه علی الصَّیْدِ و أَغْرَیْتَه به. و‌فی الحدیث: إِنا اصَّدْنا حِمار وَحْش؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی بصاد مشدّدة، و أَصلُه اصْطَدنْا فقلبت الطاء صاداً و أُدغمت مثل اصَّبَر فی اصْطَبر، و أَصل الطاء مبدلة من تاء افْتَعَل. و المَصِیدَةُ و المِصْیَدَةُ و المَصْیَدَة كله: التی یُصادُ بها، و هی من بنات الیاء المعتلة، و جمعها مَصایِدُ، بلا همز، مثل معایِشَ جمع مَعِیشَة. المِصیَدُ و المِصْیَدة، بالكسر: ما یُصادُ به. و بخط الأَزهری: المَصْیَدُ و المَصْیَدَة، بالفتح. و حكی ابن الأَعرابی: صِدْنا كَمْأَةً، قال: و هو من جید كلام العرب، و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَنه یرید استَثَرْنا كما یُسْتَثارُ الوحش. و حكی ثعلب: صِدْنا ماءَ السماءِ أَی أَخَدْناه. التهذیب: و العرب تقول خَرَجْنا نَصِیدُ بَیْضَ النعام و نَصِیدُ الكَمْأَةَ و الافْتِعالُ منه الاصْطِیادُ. یقال: اصْطادَ یَصْطادُ فهو مُصْطاد، و المَصِیدُ مُصْطادٌ أَیضاً. و خرج فلان یَتَصَیَّدُ الوَحْش أَی یطلب صیدها؛ قال ابن سیدة: و أَما قول الشاعر: إِلی العَلَمَیْن أَدْهَمَ الهَمُّ و المُنی، یُرِیدُ الفُؤَادُ وَحْشَها فُیصَادُها قال: فسره ثعلب فقال: العَلَمان اسم امرأَة؛ یقول: أُرید أَن أَنساها فلا أَقْدِرُ علی ذلك، و لم یزد علی هذا التفسیر. و كلب و صقر صَیُود و كذلك الأُنثی و الجمع صُیُد. قال: و حكی سیبویه عن یونس صِیدٌ أَیضاً، و كذلك فیمن قال رُسْل مخففاً؛ قال: و هی اللغة التمیمیة و تُكْسَرُ الصاد لتسلم الیاء. و الصَّیُودُ من النساء: السیئة الخُلُق. و‌فی حدیث الحجاج: قال لامرأَةٍ: إِنَّك كَنُونٌ كَفُوتٌ صَیُودٌ؛ أَراد أَنها تَصِیدُ شیئاً من زوجها، و فَعُولٌ من أَبْنِیة المُبالغة. و الأَصْیَد: الذی لا یَسْتَطِیعُ الالتفاتَ، و قد صَیِدَ صَیَداً و صادَ، و مَلِكٌ أَصْیَدُ، و أَصْیَدَ الله بَعیرَهُ؛ قال ابن سیدة: قال سیبویه: لم یُعِلُّوا الیاء حین لحقته الزیادة و إِن لم یقولوا اصْیَدَّ تشبیهاً له بعَوِرَ. و الصادُ: عِرْق بین الأَنف و العین. ابن السكیت: الصادُ و الصِّید و الصَّیَدُ داءٌ یصیب الإِبل فی رؤُوسها فیسیل من أُنوفِها مِثْلُ الزَّبَد و تَسْمُو عند ذلك
لسان العرب، ج‌3، ص: 262
برؤُوسها. و‌فی الحدیث أَنه قال لعلیّ: أَنتَ الذائِدُ عن حَوْضِی یومَ القیامةِ، تَذُودُ عنه الرجال كما یُذادُ البَعِیرُ الصادُ؛ یعنی الذی به الصَّیَدُ و هو داء یصیب الإِبل فی رؤُوسها فَتَسِیلُ أُنوفها و ترفَعُ رؤُوسَهَا و لا تقدر أَن تَلْوِیَ معه أَعناقها. یقال: بعیر صادٌ أَی ذو صادٍ، كما یقال: رجل مالٌ و یومٌ راحٌ أَی ذو مالٍ و ریح. و قیل: أَصلُ صادٍ صَیِد، بالكسر. قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یروی صادٍ، بالكسر، علی أَنه اسم فاعل من الصَّدَی العطش. قال: و الصِّیدُ أَیضاً جمع الأَصْیَدِ. و قال اللیث و غیره: الصَّیَدُ مصْدَر الأَصْیَد، و هو الذی یرفع رأْسه كِبْراً؛ و منه قیل للمَلِك: أَصْیَدُ لأَنه لا یلتفت یمیناً و لا شمالًا، و كذلك الذی لا یستطیع الالتفات من داء، و الفعل صَیِدَ، بالكسر، یَصْیدُ؛ قال: و أَهل الحجاز یُثْبتون الیاء و الواو نحو صَیِدَ و عَوِرَ، و غیرهم یقول صادَ یَصادُ و عار یعار. قال الجوهری: و إِنما صحت الیاء فیه لصحتها فی أَصله لتدل علیه، و هو اصْیَدَّ، بالتشدید، و كذلك اعْوَرَّ لأَن عَوِرَ و اعْوَرَّ معناهما واحد، و إِنما حذفت منه الزوائد للتخفیف و لو لا ذلك لقلت صادَ و عارَ و قَلَبْتَ الواو أَلفاً كما قلبتها فی خاف؛ قال: و الدلیل علی أَنه افْعَلَّ مجی‌ءُ أَخواته علی هذا فی الأَلوان و العیوب نحو اسْوَدَّ و احْمَرَّ، و لذا قالوا عَوِرَ و عَرِجَ للتخفیف، و كذلك قیاس عَمِیَ و إِن لم یسمع، و لهذا لا یقال من هذا الباب ما أَفعله فی التعجب، لأَن أَصله یزید علی الثلاثیّ و لا یمكن بناء الرباعیّ من الرباعیّ، و إِنما یبنی الوزن الأَكثر من الأَقل. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: قلت لرسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِنی رجل أَصْیَدُ، أَ فَأُصَلِّی فی القمیص الواحد؟ قال: نعم و ازْرُره علیك و لو بشَوْكَةٍ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة و هو الذی فی رقبته علة لا یمكنه الالتفات معها. قال: و المشهور إِنی رجل أَصْیَدُ من الاصطیاد. قال: و دواءُ الصَّیَد أَن یُكْوَی مَوْضِعٌ بین عینیه فیذهب الصَّیَد؛ و أَنشد: أَشْفی المَجانِینَ و أَكْوی الأَصْیَدا و الصَّادُ: النحاسُ؛ قال أَبو عبید: الصادُ قدُور الصُّفْرِ و النحاس؛ قال حسان بن ثابت: رَأَیْتُ قُدوُرَ الصادِ حَوْلَ بُیُوتِنا، قبَائِلَ سُحْماً فی المَحِلة صُیَّما «1» و الجمع صِیدانٌ، و الصادِیُّ منسوب إِلیه، و قیل: الصادُ الصُّفْرُ نَفْسُه. و قال بعضهم: الصَّیْدانُ النُّحاس؛ و قال كعب: و قِدْراً تَغْرَقُ الأَوْصالُ فِیه، من الصَّیْدانِ، مُتْرَعَةً رَكودا و الصَّیْدانُ و الصَّیْداءُ: حجر أَبیض تُعْمَلُ منه البِرامُ. غیره: و الصَّیْدان، بالفتح، بِرامُ الحجارة؛ قال أَبو ذؤیب: و سُودٍ منَ الصَّیْدانِ فیها مَذانِبٌ نُضارٌ، إِذا لم نَسْتَفِدها نُعارُها قال ابن بری: و یروی هذا البیت بفتح الصاد من الصَّیْدان و كسرها، فمن فتحها جعل الصَّیْدان جمع صَیْدانة، فیكون من باب تمر و تمرة، و من كسرها جعلها جمع صاد للنحاس، و یكون صادٌ و صیدانٌ بمنزلة تاج و تیجان. و قوله فیها مذانِبُ نُضارٌ، یرید فیها مغارِفُ معمولة من النُّضار، و هو شجر معروف. قال: و أَما الحجارة التی تُعمل منها القُدور فهی
(1). قوله [قبائل] فی الأَساس قنابل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 263
الصَّیْداءُ، بالمدّ. و قال النضر: الصَّیداءُ الأَرض التی تُرْبتها حمراء غلیظة الحجارة مستویة بالأَرض. و قال أَبو وَجْزةَ: الصَّیْداء الحصی؛ قال الشماخ: حَذاها مِنَ الصَّیْداءِ نَعْلًا طِراقُها حَوامی الكُراع المُؤْیَداتِ المعاور أَی حذاها حوّة «1» نِعالها الصخور. أَبو عمرو: الصَّیْداءُ الأَرض المستویة إِذا كان فیها حصر فهی قاع؛ قال: و یكون فی البُرْمَةِ صَیْدانٌ و صیداء یكون فیها كهیئة بریق الذهب و الفضة، و أَجوده ما كان كالذهب؛ و أَنشد: طِلْحٌ كَضاحِیَة الصَّیْداء مَهْزُولُ و صَیْدان الحصی: صغارها. و الصَّیْداء: أَرْضٌ غَلیظَةٌ ذاتُ حجارة. و بنو الصَّیْداءِ: حیّ من بنی أَسَد. و صَیْداء: موضع؛ و قیل: ماء بعینه. و الصائد: السّاقُ بلغة أَهل الیمن. ابن السكیت: و الصَّیْدانَةُ الغول. و الصَّیْدانَةُ من النساء: السَّیّئَةُ الخُلُق الكثیرة الكلام. و‌فی حدیث جابر: كان یحلف أَنَّ ابنَ صَیَّادٍ الدجالُ، و قد اختلف الناس فیه كثیراً. و هو رجل من الیهود أَو دَخِیلٌ فیهم، و اسمه صافُ فیما قیل، و كان عنده شی‌ء من الكَهانَة أَو السِّحْر، و جملة أَمره أَنه كان فِتْنَةً امْتَحَن اللهُ به عباده المؤمنین لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْییٰ مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ، ثم إِنه مات بالمدینة فی الأَكثر، و قیل إِنه فُقِدَ یوم الحَرَّة فلم یجدوه، و الله أَعلم.

فصل الضاد المعجمة؛ ج3، ص: 263

ضأد؛ ج3، ص: 263

: الضُّؤْد و الضُّؤْدة: الزكام. ضُئِدَ الرجلُ ضُؤْاداً و ضؤْوداً: زُكِمَ، و الاسْم الضّؤْدَةُ. و قد أَضْأَدَه الله أَی أَزْكَمَه، فهو مَضْؤُودٌ و مُضْأَدٌ؛ قال ابن سیدة: و أُری مَضْؤُوداً علی طَرْحِ الزَّائِدِ أَو كأَنه جعل فیه ضَأَدَ. قال: و أَباها أَبو عبید، و حكی أَبو زید ضَأَدْتُ الرجلَ ضَأْداً إِذا خَصَمْتَه. و ضَئِیدَةُ: اسم موضع؛ قال الراعی: جَعَلْنَ حُبَیّا بالیَمِینِ، و نَكَّبَتْ كُبَیْشاً لِوِرْدٍ، من ضَئِیدَةَ، باكر

ضبد؛ ج3، ص: 263

: الضَّبَدُ: الغَیْظ. و ضَبَدْتُه: ذكرته بما یَغِیظُه.

ضدد؛ ج3، ص: 263

: اللیث: الضِّدُّ كُلُّ شی‌ءٍ ضادَّ شیئاً لیغلبه، و السّوادُ ضِدّ البیاض، و الموتُ ضِدُّ الحیاة، و اللیل ضِدُّ النهار إِذا جاء هذا ذهب ذلك. ابن سیدة: ضدُّ الشی‌ءِ و ضدَیدُه و ضَدیدَتُه خلافُه؛ الأَخیرة عن ثعلب؛ و ضِدُّه أَیضاً مِثْلُه؛ عنه وحْدَه، و الجمع أَضداد. و قد ضادَّه و هما متضادّانِ، و قد یكون الضِّدُّ جماعةً، و القوم علی ضِدٍّ واحِدٍ إِذا اجتمعوا علیه فی الخصومة. و فی التنزیل: وَ یَكُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا؛ قال الفراء: یكونون علیهم عَوْناً؛ قال أَبو منصور: یعنی الأَصْنامَ التی عَبَدَها الكُفَّار تكون أَعْواناً علی عابِدیها یوم القیامة. و‌روی عن عِكْرمة: یكونون علیهم أَعداء، و قال الأَخفش فی قوله، عز و جل: وَ یَكُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا؛ قال: الضِّدّ یكون واحداً و جماعة مثل الرَّصَدِ و الأَرْصاد، و الرَّصَدُ یكون للجماعة؛ و قال الفراء: معناه فی التفسیر و یكونون علیهم عَوْناً فلذلك وَحَّدَ. قال ابن السكیت: حكی لنا أَبو عمرو الضد مِثْلُ الشی‌ءِ، و الضّدُّ خلافه. و الضَّدُّ المملوءُ، قال الجوهری: الضَّدُّ، بالفتح، المَلْ‌ء؛ عن أَبی عمرو. یقال: ضَدَّ القِرْبَةَ یَضُدُّها أَی مَلأَها. و أَضَدَّ الرجلُ: غَضِبَ. أَبو زید:
(1). قوله [حوة] كذا بالأصل المعوّل علیه و الذی لیاقوت فی معجمه حرة، بالراء.
لسان العرب، ج‌3، ص: 264
ضَدَدْتُ فلاناً ضَدّاً أَی غَلَبْتُه و خَصَمْتُه. و یقال: لَقِیَ القومُ أَضْدادَهُم و أَنْدادَهُم أَی أَقْرانَهُم. أَبو الهیثم: یقال ضادَّنی فلان إِذا خالفك، فأَرَدْتَ طولًا و أَراد قِصَراً، و أَردْتَ ظُلْمة و أَراد نوراً، فهو ضِدُّك و ضَدیدُك، و قد یقال إِذا خالفك فأَردت وجهاً تذهب فیه و نازعك فی ضده. و فلان نِدِّی و نَدیدی: للذی یرید خلافَ الوجْه الذی تُریده، و هو مُسْتَقِلٌّ من ذلك بمثل ما تَسْتَقِلُّ به. الأَخفش: النِّدُّ الضد و الشِّبْهُ؛ و یجعلون له أَنْداداً أَی أَضداداً و أَشْباهاً. ابن الأَعرابی: نِدُّ الشی‌ء مِثْلُه و ضِدُّه خِلافُه. و یقال: لا ضدّ له و لا ضدید له أَی لا نظیر له و لا كُفْ‌ءَ له. قال أَبو تراب: سمعت زائدة یقول: صَدَّه عن الأَمْر و ضَدَّه أَی صَرَفَه عنه برفق. أَبو عمرو: الضُّدَدُ الذین یَمْلؤُون للناس الآنِیةَ إِذا طَلَبُوا الماء، واحِدُهم ضادٌّ؛ و یقال: ضادِدٌ و ضَدَد. و بنو ضِدٍّ: بطن؛ قال ابن درید: هم قبیلة من عاد؛ و أَنشد: و ذُو النُّونَیْنِ من عَهْدِ ابْنِ ضِدٍّ، تَخَیَّرَه الفَتی مِنْ قَوْمِ عادِ یعنی سیفاً.

ضرغد؛ ج3، ص: 264

: قال فی ترجمة ضرغط: ضَرْغَطُ اسم جبل، و قیل: هو موضع ماء و نخل، و یقال له أَیضاً: ذو ضَرْغَد؛ قال: إِذا نَزَلُوا ذا ضَرْغَدٍ فَقُتائِداً، یُغَنِّیهِمُ فیها نَقِیقُ الضَّفادِعِ و قیل: ضَرْغَد جبل؛ قال عامر بن الطفیل: فَلأَبْغِیَنَّكُمُ قَناً و عُوارِضاً، و لأُقْبِلَنَّ الخَیْلَ لابَةَ ضَرْغَدِ و یقال: مَقْبُرَةٌ تُصْرفُ من الأَوّل و لا تُصْرفُ من الثانی. و معنی قوله: لأَبْغِیَنَّكُمُ قَناً و عُوارِضاً أَی لأَطْلُبَنَّكُم بِقَناً و عُوارِضٍ، و هما مكانان معروفان، فأَسقط الباء فلما سَقَط الخافضُ تَعَدَّی الفعلُ إِلیهما فَنصبهما، و أُقْبِلُ فِعْل یتعدّی إِلی مفعولین منقول من قولهم قَبَلَ الدابةُ الوادِیَ إِذا استقبله. و اللَّابَةُ: الحَرَّة. التهذیب: اللیث: ضَرْغَد اسم جبل.

ضغد؛ ج3، ص: 264

: الضَّغْدُ مثل الزَّغْد: و هو عَصْر الحَلْق و قد ضَغَده.

ضفد؛ ج3، ص: 264

: ضَفَدْتُه أَضْفِدُه ضَفْداً: ضَرَبْتَه ببطن كَفِّكَ. و الضَّفْدُ: الكَسْعُ، و هو ضَرْبُكَ اسْتَه بباطنِ رِجْلَیْك. و امرأَة ضَفَنْدَدٌ، بغیر هاء: ضَخْمَة الخاصرةُ مُسترخیة اللحم. و رجل ضَفَنْدَد: كثیرُ اللحم ثقیلٌ مع حُمْق؛ و ضَفِدَ و اضْفَأَدَّ: صار كذلك، و جعل ابن جنی اضْفَأَدّ رباعیاً؛ قال ابن شمیل: المُضْفَئِدُّ من الناس و الإِبل المُنْزَوی الجِلْد البَطِینُ البادِنُ؛ و قال الأَصمعی: اضفأَدّ الرجل یَضْفَئِدُّ اضْفِئْداداً إِذا انتفخ من الغَضَب. الجوهری: الضَّفَنْدَدُ الضَّخْم الأَحمق، قال: و هو ملحق بالخماسی بتكریر آخره.

ضفند؛ ج3، ص: 264

: التهذیب فی الرباعی: امرأَة ضَفَنْدَدَة رخوة، و الذكر ضَفَنْدَد. الفراء: إِذا كان مع الحُمْقِ فی الرجل كثرة لحم و ثِقَلٌ قیل: رجل ضَفَنْدَدٌ ضِفَنٌّ خُجَأَة. و قال اللیث: رجل ضَفَنَّدٌ رِخْو ضَخْم، و قد ذكر عامة ذلك فی ترجمة ضفد.

ضمد؛ ج3، ص: 264

: ضَمَدْتُ الجرح و غیره أَضْمِدُه ضَمْداً، بالإِسكان: شَدَدْتُه بالضِّمادِ و الضِّمادَة، و هی العِصابَةُ، و عَصَّبْتُه و كذلك الرأْس إِذا مَسَحْت علیه بِدُهْن أَو ماء ثم
لسان العرب، ج‌3، ص: 265
لففت علیه خِرْقَة، و اسم ما یلزق بهما الضماد؛ و قد تَضَمَّد. اللیث: ضَمَّدْت رأْسه بالضِّماد، و هی خرقة تُلَفُّ علی الرأْس عند الادّهانِ و الغَسْل و نحو ذلك، و قد یوضع الضِّمادُ علی الرأْس للصُّداع یُضَمَّد به، و المِضَدُّ لغة یمانیة. و ضَمَّدَ فلان رأْسَه تَضْمِیداً أَی شَدَّه بعصابة أَو ثوب ما خلا العمامة، و قد ضُمِّدَ به فَتَضَمَّد. و‌فی حدیث طلحة: أَنه ضَمَّدَ عَیْنَیْه بالصَّبِرِ و هو مُحْرم‌أَی جعله علیهما و داواهما به. و أَصل الضَّمْد الشَّدُّ مِنْ ضَمَدَ رأْسَه و جُرْحَه إِذا شدّه بالضِّماد، و هی خرقة یُشَدّ بها العُضْو المَؤُوفُ، ثم قیل لِوَضْع الدواءِ علی الجُرح و غیره، و إِنْ لم یُشدّ. و یقال: ضَمَّدْت الجرح إِذا جعلت علیه الدواء. قال: و ضَمَّدْتُه بالزَّعْفَران و الصَّبِرِ أَی لَطَخْتُه. و ضَمَّدت رأْسه إِذا لفَفْته بخرقة. و قال ابن هانئ: هذا ضِماد، و هو الدواء الذی یُضَمَّدُ به الجرحُ، و جمعه ضَمائِدُ. و یقال: ضَمِدَ الدّمُ علیه أَی یبس وَ قَرَتَ؛ و قول النابغة أَنشده ابن الأَعرابی: و ما هُریقَ علی غَرِیِّكَ الضَّمَدُ فقد فسره فقال: الضَّمَدُ الذی ضُمِّدَ بالدم؛ و قال الهروی: یقال ضَمدَ الدمُ علی حلق الشاة إِذا ذُبحت فسالَ الدمُ و یَبِس علی جِلْدها. و یقال: رأَیت علی الدابة ضَمَداً من الدَّم، و هو الذی قَرَتَ علیه و جَفَّ، و لا یقال الضَّمَدُ إِلا علی الدابة لأَنه یجی‌ء منه فَیَجْمُد علیه. قال: و الغَرِیُّ فی بیت النابغة مُشَبَّه بالدابة. أَبو مالك: اضْمُدْ [اضْمِدْ علیك ثیابَك أَی شُدَّها. و أَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ. و ضَمَدْتُ رأْسَه بالعصا: ضربته و عَمَّمْتُه بالسیف. و الضَّمْدُ: الظُّلْم. و الضَّمَدُ، بالتحریك: الحِقْدُ اللازِقُ بالقلب، و قیل: هو الحِقْدُ ما كان. و قد ضَمِدَ علیه، بالكسر، ضَمَداً أَی أَحِنَ علیه؛ قال النابغة: و مَنْ عَصاكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً تَنْهی الظَّلومَ، و لا تَقْعُدْ علی الضَّمَد و أَنشده الجوهری: و لا تَقْعُدْ علی ضَمَد، بغیر تعریف. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، و قیل له: أَنت أَمَرْتَ بقتلِ عثمان، رضی الله عنه، فَضَمِدَ‌أَی اغتاظ. یقال: ضَمِدَ یَضْمَدُ ضَمَداً، بالتحریك، إِذا اشتدّ غَیْظُه و غضبه. و فَرَق قوم بین الضَّمَد و الغَیْظِ فقالوا: الضَّمَد أَن یغتاظ علی مَنْ یَقْدِر علیه، و الغیظُ أَن یَغتاط علی مَنْ یَقْدِرُ علیه و من لا یقدِرُ. یقال: ضَمِدَ علیه إِذا غَضِبَ علیه؛ و قیل: الضَّمَدُ شدّة الغیظ. و أَنا علی ضِمادَةٍ من الأَمْر أَی أَشْرَفْتُ علیه. و الضَّمْدُ: المُداجاةُ. و الضَّمْدُ: رَطْبُ الشجر و یابسُه قَدیمُه و حَدیثُه؛ و قیل: الضَّمْدُ رطب النبت و یابسه إِذا اختلطا. یقال: الإِبل تأْكل من ضَمْدِ الوادی أَی من رَطْبِه و یابسهِ إِذا اخْتَلَطا. و فی صفة مكة، شرفها الله تعالی: من خُوصٍ و ضَمْدٍ؛ الضَّمدُ، بالسكون، رَطْبُ الشجر و یابسُه. و قال رجل لآخر: فِیمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ؟ قال: تَرَكْتُهمْ فی أَرض قد شَبِعَتْ غَنَمُها من سَوادِ نَبْتها، و شبِعت إِبلُها من ضَمْدها و لَقِحَ نَعَمُها؛ قوله ضَمْدها قال: لیس فیها عُود إِلَّا و قد ثَقَبَه النبْت أَی أَوْرَق. و أَضْمَدَ العَرْفَجُ: تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ و لم تَبْدُرْ منه أَی كانت فی جوفه و لم تظهر. و الضَّمْدُ: خِیارُ الغَنمِ و رُذالُها. و أُعطیكَ مِنْ ضَمْدِ هذه الغنم أَی من صَغیرَتِها و كبیرتِها و صالِحَتها و طالِحَتِها و دَقِیقها و جَلِیلها. و الضَّمْدُ: أَنْ یُخالَّ الرجلُ المرأَة و معها زوج؛ و قد ضَمَدَتْه تَضْمِدُه و تَضْمُده. و الضَّمْد أَیضاً: أَن یُخالَّها خَلِیلانِ، و الفِعْل كالفِعل؛ قال أَبو ذؤیب:
لسان العرب، ج‌3، ص: 266
تُریدینَ كَیْما تَضْمُدینی و خالداً، و هل یُجْمَعُ السَّیْفانِ ویْحَكِ فی غِمْدِ؟ و الضِّمادُ كالضَّمْد. قال: و الضَّمْد أَن تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزوج رجلًا غیر زوجها أَو رجلین؛ عن أَبی عمرو؛ قال مدرك: لا یُخْلِصُ، الدَّهْرَ، خَلِیلٌ عَشْرَا ذاتَ الضِّماد أَو یَزُورَ القَبْرا، إِنی رَأَیْتُ الضَّمْدَ شیئاً نُكْرا قال: لا یَدومُ رجل علی امرأَته و لا امرأَةٌ علی زوجها إِلا قَدْرَ عَشْرِ لیال للعُذْر فی الناس فی هذا العام، فوصف ما رأَی لأَنه رأَی الناس كذلك فی ذلك العام؛ و أَنشد: أَرَدْتِ لِكَیْما تَضْمُدینی و صاحِبی، أَلا لا، أَحِبِّی صاحِبی و دَعِینی الفراء: الضِّمادُ أَن تُصادِقَ المرأَةُ اثنین أَو ثلاثة فی القحط لتأْكل عند هذا و هذا لتشبع. قال أَبو یوسف: سمعت منتجعاً الكلابیّ و أَبا مَهْدِیّ یقولان: الضَّمَدُ الغابر الباقی من الحق؛ تقول: لنا عند بنی فلان ضَمَد أَی غابِرٌ من حقٍّ من مَعْقُلَةٍ أَو دَیْن. و المِضْمَدَةُ: خَشَبَة تجعل علی أَعْناقِ الثَّوْرَیْنِ فی طَرَفِها ثَقبانِ، فی كل واحدة منها ثُقْبَة بینهما فرض فی ظهرها ثم یجعل فی الثقبین خیط یُخْرج طرفاه من باطن المِضْمَدَة، و یُوثَقُ فی طَرفِ كلِّ خَیْطٍ عُودٌ یُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْرِ بَیْنَ العُودَیْنِ. و الضَّامِدُ: اللازم؛ عن أَبی حنیفة. و عَبْدٌ ضَمَدَة: ضَخْمٌ غلِیظٌ؛ عن الهَجَریِّ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سأَل رَسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، عن البَداوَة، فقال: اتَّقِ اللهَ و لا یَضُرُّك أَن تَكُونَ بجانِب ضَمَدٍ؛ هو بفتح الضاد و المیم: موضع بالیمن.

ضهد؛ ج3، ص: 266

: ضَهَدَه یَضْهَدُه ضَهْداً و اضْطَهَدَه: ظَلَمه و قَهرَه. و أَضْهَدَ به: جارَ علیه. و رجلٌ مَضْهُودٌ و مُضْطَهَد: مَقْهُور ذلیل مضطر. و‌فی حدیث شریح: كان لا یُجیزُ الاضْطِهادَ؛ هو الظلمُ و القَهْرُ. یقال: ضَهَدَه و اضْطَهَده، و الطاء بدل من تاء الافتعال؛ المعنی: كان لا یُجیزُ البیع و الیمِینَ و غیرها فی الإِكْراه و القَهْر. و روی ابن الفرج لأَبی زید: أَضْهَدتُ بالرجل إِضْهاداً، و أَلْهَدْتُ به إِلهاداً، و هو أَنْ تَجُورَ علیه و تسْتَأْثِرَ. ابن شمیل: اضْطَهَدَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَعَفَه و قَسَرَه. و هی الضُّهْدَة؛ یقال: ما نخاف بهذا البَلَدِ الضُّهْدَة أَی الغَلَبَة و القَهْر. و فلان ضُهْدَة لكل أَحَدٍ أَی كلُّ مَنْ شاءَ أَن یَقْهَرَه فَعَلَ. و رجل ضَهِیدٌ: صُلْبٌ شدیدٌ. و ضَهْیَدٌ: موضع، لیس فی الكلام فَعْیَلٌ غیرُه، و ذكر الخلیل أَنه مصنوع.

ضود؛ ج3، ص: 266

: الضاد حرف هجاء و هو حرف مَجْهُور، و هو أَحد الحروف المُسْتَعْلیة یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً. و الضاد للعَرَب خاصة و لا توجد فی كلام العجم إِلا فی القلیل؛ و لذلك قیل فی قول أَبی الطیب: و بِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ، و عَوْذُ الجانی، و غَوْثُ الطَّریدِ ذهب به إِلی أَنها للعرب خاصة. قال ابن جنی: و لا یعترض بمثل هذا علی أَصحابنا؛ قال: و عینها منقلبة عن واو. و الضَّوادی: ما یُتَعَلَّلُ به من الكلام و لا یحقق له فعل؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت: و ما لِیَ لا أُحَیِّیه، و عندی قَلائِصُ یَطَّلِعْنَ مِنَ النِّجادِ؟
لسان العرب، ج‌3، ص: 267
إِلیَّ و إِنَّه للناسِ نَهْیٌ، و لا یُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِ قال ابن سیدة: و هذه الكلم لم یحكها إِلا ابن درستویه، قال: و لا أَصل لها فی اللغة. التهذیب: ابن الأَعرابی: الضَّوادِی الفُحْش. و قال ابن بُزُرج: یقال ضادَی فلانٌ فلاناً، و ضادَّه بمعنی واحد. و إِنه لصاحِبُ ضَدًی مِثْلُ قَفاً: من المُضَادَّة أَخرجه من التضعیف.

فصل الطاء المهملة؛ ج3، ص: 267

طرد؛ ج3، ص: 267

: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه یَطْرُدُه طَرْداً و طَرَداً و طَرَّده؛ قال: فأُقْسِمُ لو لا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ علیَّ، و لم أَبْرَحْ بِدَیْنٍ مُطَرَّدا حُدْباً: یعنی دَواهِیَ، و كذلك اطَّرَدَه؛ قال طریح: أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، و أَصْبَحَتْ زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَی بِحِباب و الطَّرِیدُ: المَطْرُودُ من الناس، و فی المحكم المَطْرُود، و الأُنثی طَریدٌ و طَریدة؛ و جمعهما مَعاً طَرائِدُ. و ناقة طَریدٌ، بغیر هاء: طُرِدَتْ فَذُهِبَ بها كذلك، و جمعها طَرائِدُ. و یقال: طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ، و لا یقال فاطَّرَدَ. قال الجوهری: لا یُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ و لا افْتَعَلَ إِلا فی لغة ردیئة. و الطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، و كذلك الطَّرَدُ، بالتحریك. و الرجل مَطْرُودٌ و طَریدٌ. و مرَّ فُلانٌ یَطْرُدُهم أَی یَشُلُّهم و یَكْسَؤهُمْ. و طَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً و طَرَداً أَی ضَمَمْتُها من نواحیها، و أَطْرَدْتُها أَی أَمرتُ بِطَرْدِها. و فلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده. قال ابن السكیت: أَطْرَدْتُه إِذا صَیَّرْتَه طریداً، و طَرَدْتُه إِذا نَفَیْتَه عنك و قلتَ له: اذهب عنا. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَطْرَدْنا المُعْتَرفِینَ.یقال: أَطْرَدَه السلطانُ و طَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه، و حَقِیقَتُه أَنه صیَّره طریداً. و طَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته، و طَرَدْتُ القومَ إِذا أَتَیْتَ علیهم و جُزْتَهُم. و‌فی حدیث قیام اللیل: هو قُرْبَةٌ إِلی الله تعالی و مَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد‌أَی أَنها حالةٌ من شأْنها إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ یَخْتَصُّ به و یُعْرَفُ، و هی مَفْعَلة من الطَّرْدِ. و الطَّریدُ: الرجل یُولَدُ بعدَ أَخیه فالثانی طَریدُ الأَول؛ یقال: هو طریدُه. و اللیل و النهار طَریدان، كلُّ واحد منهما طرید صاحبه؛ قال الشاعر: یُعیدانِ لی ما أَمضیا، و هما معاً طَریدانِ لَا یَسْتَلْهِیان قَرارِی و بَعِیرٌ مُطَّرِدٌ: و هو المتتابع فی سیره و لا یَكْبو؛ قال أَبو النجم: فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْدیّ و طَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّیْتَهُ. و أَطْرَدَ الرجلَ: جعله طَریداً و نفاه. ابن شمیل: أَطرَدْتُ الرجل جعلته طریداً لا یأْمن. و طَرَدْتُه: نَحَّیْتُه ثم یَأْمَنُ. و طَرَدَتِ الكِلابُ الصَّیْدَ طَرْداً: نَحَّتْه و أَرهَقَتْه. قال سیبویه: یقال طَرَدْتُه فذهب، لا مضارع له من لفظه. و الطریدة: ما طَرَدْتَ من صَیْدٍ و غیره. و بَلَد طَرَّادٌ: واسع یَطَّرِدُ فیه السَّرابُ. و مكان طَرَّادٌ أَی واسعٌ. و سَطْحُ طَرَّادٌ: مستو واسع؛ و منه قول العجاج: و كم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ،
لسان العرب، ج‌3، ص: 268
غُبْرِ الرِّعانِ و رِمالٍ دُهْسِ، و صَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ، وعْرٍ، نُسامِیها بِسَیْرٍ وَهْسِ، و الوَعْسِ و الطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ قوله نُسامِیها أَی نُغالبها. بسَیْرٍ وهْسٍ أَی ذی وَطْءٍ شدید. یقال: وهسه أَی وَطِئَه وَطْأً شدیداً یَهِسُه و كذلك وعَسَه؛ و خَرَج فلان یَطْرُد حمر الوحش. و الریح تَطْرُد الحصَی و الجَوْلانَ علی وجْه الأَرض، و هو عَصْفُها و ذَهابُها بِها. و الأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛ قال ذو الرمة: كأَنه، و الرَّهاءُ المَرْتُ یَطْرُدُه، أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الریح مَنْتوج و اطَّرَدَ الشی‌ءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً و جری. و اطَّرَدَ الأَمرُ: استقامَ. و اطَّرَدَتِ الأَشیاءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً. و اطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع. و اطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَیَلانُه؛ قال قیس بن الخطیم: أَ تَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط یری بعضها فی إِثر بعض فكأَنها مُتَتابعَة؛ و قولُ الراعی یصف الإِبل و اتِّباعَها مواضع القطر: سیكفیكَ الإِلهُ و مُسْنَماتٌ، كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا أَی تَتَتابَعُ إِلی الأَرَضِین الممطورة لتشرب منها فهی تُسْرِعُ و تَسْتَمرُّ إِلیها، و حذَفَ فأَوْصَلَ الفعل و أَعْمَلَه. و الماءُ الطَّرِدُ: الذی تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فیه و تدفعه أَی تتتابع. و‌فی حدیث قتادة فی الرجل یَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ و الماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذی تَخُوضه الدوابُّ. و رَمْلٌ مُتَطارِد: یَطْرُدُ بعضُه بعضاً و یتبعه؛ قال كثیر عزة: ذَكَرتُ ابنَ لیْلی و السَّماحَةَ، بعدَ ما جَرَی بینَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد و جَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سریعُ الجَرْیَة. و الأَنهارُ تطَّرِدُ أَی تَجْری. و‌فی حدیث الإِسراء: و إِذا نَهْران یَطَّرِدان‌أَی یَجْرِیان و هما یَفْتَعِلان. و أَمرٌ مُطَّردٌ: مستقیم علی جهته. و فلان یَمْشی مَشْیاً طِراداً أَی مستقیماً. و المُطارَدَة فی القتال: أَن یَطْرُدَ بعضُهم بعضاً. و الفارس یَسْتَطْرِدُ لِیَحْمِلَ علیه قِرْنُه ثم یَكُرُّ علیه، و ذلك أَنه یَتَحَیَّزُ فی اسْتِطْرادِه إِلی فئته و هو یَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، و قد اسْتَطْرَدَ له و ذلك ضَرْب من المَكِیدَة. و‌فی الحدیث: كنت أُطارِدُ حیَّةً‌أَی أَخْدَعُها لأَصِیدَها؛ و منه طِرادُ الصَّیْد. و مُطارَدَة الأَقران و الفُرْسان و طِرادُهم: هو أَن یَحْمِلَ بعضهم علی بعض فی الحرب و غیرها. یقال: هم فرسان الطِّرادِ. و المِطْرَدُ: رُمْحٌ قصیر تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ و قال ابن سیدة: المِطْرَد، بالكسر، رمح قصیر یُطْرَد به، و قیل: یُطْرَد به الوحش. و الطِّرادُ: الرمح القصیر لأَن صاحبه یُطارِدُ به. ابن سیدة: و المِطْرَدُ من الرمح ما بین الجُبَّةِ و العالیة. و الطَّرِیدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش و نحوه. و‌فی حدیث مجاهد: إِذا كان عند اطِّراد الخیل و عند سَلِّ السیوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ تكبیراً.الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، و هو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَیْل، و هو عَدْوُها و تتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلیة ضاداً. و الطَّریدة: قَصَبَة فیها حُزَّة تُوضَع علی المَغازِلِ و العُودِ و القِداح
لسان العرب، ج‌3، ص: 269
فَتُنْحَتُ علیها و تُبْرَی بها؛ قال الشماخُ یصف قوساً: أَقامَ الثِّقافُ و الطَّرِیدَةُ دَرْأَها، كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ أَبو الهیثم: الطَّرِیدَةُ السَّفَن و هی قَصَبة تُجَوَّفُ ثم یُفْغَرُ منها مواضع فَیُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم. و قال أَبو حنیفة: الطَّرِیدَة قِطْعَةُ عُودٍ صغیرة فی هیئة المِیزابِ كأَنها نصف قَصَبة، سَعَتُها بقدر ما یَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. و الطَّرِیدَةُ: الخِرْقَة الطویلة من الحریر. و‌فی حدیث مُعاویة: أَنه صَعِدَ المنبر و بیده طَرِیدَةٌ؛ التفسیر لابن الأَعرابی حكاه الهرویّ فی الغریبین. أَبو عمرو: الجُبَّةُ الخِرْقَة المُدَوَّرَة، و إِن كانت طویلة، فهی الطَّرِیدَة. و یقال للخِرْقَة التی تُبَلُّ و یُمْسَحُ بها التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ و الطَّرِیدَة. و ثَوْبٌ طَرائد، عن اللحیانی، أَی خَلَقٌ. و یوم طَرَّادٌ و مُطَرَّدٌ: كاملٌ مُتَمَّم؛ قال: إِذا القَعُودُ كَرَّ فیها حَفَدَا یَوْماً، جَدیداً كُلَّه، مُطَرَّدا و یقال: مَرَّ بنا یومٌ طَرِیدٌ و طَرَّادٌ أَی طویلٌ. و یومٌ مُطَرَّدٌ أَی طَرَّادٌ؛ قال الجوهری: و قول الشاعر یصف الفرس: و كأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِیم، إِذا جری بَعْدَ الكَلالِ، خَلِیَّتَا زُنْبُورِ یعنی به الأَنْفَ. و الطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، و الجمع طُرُود؛ حكاه أَبو حنیفة. و الطَّرِیدَةُ: أَصلُ العِذْق. و الطَّرِیدُ: العُرْجُون. و الطَّرِیدَةُ: بُحَیْرَةٌ من الأَرضِ قلِیلَة العَرْضِ إِنما هی طَریقَة. و الطَّرِیدَةُ: شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولًا. و الطَّرِیدَة: الوَسیقَة من الإِبل یُغِیرُ علیها قومٌ فَیَطْرُدُونها؛ و فی الصحاح: و هو ما یُسْرَقُ من الإِبل. و الطَّرِیدَة: الخُطَّة بین العَجْبِ و الكاهِلِ؛ قال أَبو خراش: فَهَذَّبَ عنها ما یَلی البَطْنَ، و انْتَحَی طَرِیدَةَ مَتْنٍ بَیْنَ عَجْبٍ و كاهِلِ و الطَّریدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْیانِ، صِبْیانِ الأَعراب، یقال لها المَاسَّةُ و المَسَّةُ، و لیست بِثَبَت؛ و قال الطِّرِمَّاح یَصِفُ جَواری أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار و الأَحداث: قَضَتْ من عَیَافٍ و الطَّریدَةِ حاجةً، فهُنَّ إِلی لَهْوِ الحدیث خُضُوعُ و أَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قال له إِن سَبَقْتَنی فلك علیّ كذا. و‌فی الحدیثِ: لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه و یُطْرِدْك.قال الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَنی فلك علیّ كذا، و إِن سَبَقْتُكَ فلی علیك كذا. قال ابن بُزُرج: یقال أَطْرِدْ أَخاك فی سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ فإِن ظَفِرَ كان قد قضی ما علیه، و إِلا لَزِمَه الأَوَّلُ و الآخِرُ. ابن الأَعرابی: أَطْرَدْنا الغَنَم و أَطْرَدْتُمْ أَی أَرْسَلْنا التُّیوس فی الغنم. قال الشافعی: و ینبغی للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل علی آخر أَن یُحْضِرَ الخَصْم، و یَقْرأَ علیه ما شهدوا به علیه، و یُنْسِخَه أَسماءَهم و أَنسابهم و یُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم یأْتِ به حَكَمَ علیه؛ قال أَبو منصور: معنی قوله یُطْرِدَه جرحهم أَن یقول له: قد عُدِّلَ هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بجرحهم و إِلا حَكَمْتُ علیك بما شهدوا به علیك؛ قال: و أَصله من الإِطْرادِ فی السِّباق و هو أَن یقول أَحد المتسابقین لصاحبه: إِن سبقْتنی فلك علیّ كذا،
لسان العرب، ج‌3، ص: 270
و إِن سَبَقْتُ فلی علیك كذا، كأَنَّ الحاكم یقول له: إِن جئت بجرح الشُّهودِ و إِلا حكمت علیك بشهادتهم. و بنو طُرُودٍ: بَطْن و قد سَمَّتْ طَرَّاداً و مُطَرِّداً.

طود؛ ج3، ص: 270

: الطَّوْدُ: الجبل العظیم. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: ذاك طَودٌ مُنِیفٌ‌أَی جبل عال. و الطَّوْدُ: الهَضْبَةُ؛ عن ابن الأَعرابی، و الجمع أَطْوادٌ؛ و قوله أَنشده ثعلب: یا مَنْ رأَی هامَةً تَزْقُو علی جَدَثٍ، تُجِیبُها خَلِفاتٌ ذاتُ أَطْوادِ فسره فقال: الأَطوادُ هنا الأَسْنِمَة، شبهها فی ارتفاعها بالأَطواد التی هی الجبال، یصف إِبِلَا أُخِذَت فی الدیة فَعَیَّرَ صاحِبَها بها. و التَّطْوادُ: التَّطْوافُ؛ ابن الأَعرابی: طَوَّدَ إِذا طَوَّفَ بالبِلادِ لطلب المعاش. و المَطاوِدُ: مثل المَطَاوِحِ. و الطادِی: الثابت؛ و قال أَبو عبید فی قول القطامی: … و ما تُقْضَی بَواقی دَیْنِها الطَّادِی قال: یُرادُ به الواطِدُ فأَخَّر الواو و قلبها أَلفاً «2» الفراء: طاد إِذا ثبت، و داطَ إِذا حَمُق، و وَطَد إِذا حَمُق، و وطَدَ إِذا سار. و طَوَّد فلان بفلان تَطْویداً و طَوَّحَ به تَطْوِیحاً و طَوَّد بنفسه فی المَطاوِدِ و طَوَّح بها فی المطاوِح و هی المَذاهب؛ قال ذو الرمة: أَخُو شُقَّةٍ جابَ البلادَ بنفْسِه، علی الهَوْلِ حتی لَوَّحَتْه المَطاوِدُ و ابنُ الطَّوْدِ: الجُلْمُودُ الذی یَتَدَهْدی من الطَّوْدِ؛ قال الشاعر: دَعَوْتُ جُلَیْداً دَعْوَةً فَكأَنما دَعَوْتُ بِه ابنَ الطَّوْدِ، أَو هُوَ أَسْرَع «3». و طَوْدٌ و طُوَیْد: اسمان.

فصل العین المهملة؛ ج3، ص: 270

عبد؛ ج3، ص: 270

: العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقیقاً، یُذْهَبُ بذلك إِلی أَنه مربوب لباریه، جل و عز. و‌فی حدیث عمر فی الفداء: مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ، كان من مذهب عمر، رضی الله عنه، فیمن سُبیَ من العرب فی الجاهلیة و أَدركه الإِسلام، و هو عند من سباه، أَن یُرَدَّ حُرّاً إِلی نسبه و تكون قیمته علیه یؤَدّیها إِلی من سباه، فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقیق؛ و أَما‌قوله: و فی ابن الأَمة عَبْدان، فإِنه یرید الرجل العربی یتزوّج أَمة لقوم فتلد منه ولداً فلا یجعله رقیقاً، و لكنه یُفْدَی بعبدین، و إِلی هذا ذهب الثوری و ابن راهویه، و سائرُ الفقهاء علی خلافه. و العَبْدُ: المملوك خلاف الحرّ؛ قال سیبویه: هو فی الأَصل صفة، قالوا: رجل عَبْدٌ، و لكنه استُعمل استعمال الأَسماء، و الجمع أَعْبُد و عَبِید مثل كَلْبٍ و كَلیبٍ، و هو جَمْع عَزیزٌ، و عِبادٌ و عُبُدٌ مثل سَقْف و سُقُف؛ و أَنشد الأَخفش: انْسُبِ العَبْدَ إِلی آبائِه، أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ و منه قرأَ بعضُهم: و عُبُدَ الطاغوتِ؛ و من الجمع أَیضاً عِبْدانٌ، بالكسر، مثل جِحْشانٍ. و‌فی حدیث علیّ: هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم.و عُبْدانٌ، بالضم: مثل تَمْرٍ و تُمْرانٍ. و عِبِدَّان،
(2). قوله [و قلبها ألفاً] كذا بالأَصل المعتمد و المناسب قلبها یاء كما هو ظاهر. (3). قوله [جلیدا] كذا بالأصل، و فی شرح القاموس خلیداً، و فی الأَساس كلیباً
لسان العرب، ج‌3، ص: 271
مشدّدة الدال، و أَعابِدُ جمع أَعْبُدٍ؛ قال أَبو دواد الإِیادی یصف ناراً: لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ، بالْعَلْیاءِ، تُذْكیها الأَعابِدْ و یقال: فلان عَبْدٌ بَیِّن العُبُودَة و العُبودِیَّة و العَبْدِیَّةِ؛ و أَصل العُبودِیَّة الخُضوع و التذلُّل. و العِبِدَّی، مقصور، و العبدَّاءُ، ممدود، و المَعْبوداء، بالمد، و المَعْبَدَة أَسماءُ الجمع. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لا یَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدی و أَمَتی و لیقل فتایَ و فتاتی؛ هذا علی نفی الاستكبار علیهم و أَنْ یَنْسُب عبودیتهم إِلیه، فإِن المستحق لذلك الله تعالی هو رب العباد كلهم و العَبیدِ، و جعل بعضهم العِباد لله، و غیرَه من الجمع لله و المخلوقین، و خص بعضهم بالعِبِدَّی العَبیدَ الذین وُلِدوا فی المِلْك، و الأُنثی عَبْدة. قال الأَزهری: اجتمع العامة علی تفرقة ما بین عِباد الله و الممالیك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله، و هؤُلاء عَبیدٌ ممالیك. قال: و لا یقال عَبَدَ یَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن یَعْبُد الله، و من عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرین. قال: و أَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه فلا یقال عَبَدَه. قال اللیث: و یقال للمشركین هم عَبَدَةُ الطاغوت، و یقال للمسلمین عِبادُ الله یعبدون الله. و العابد: المُوَحِّدُ. قال اللیث: العِبِدَّی جماعة العَبِید الذین وُلِدوا فی العُبودِیَّة تَعْبِیدَةٌ ابن تعبیدة أَی فی العُبودة إِلی آبائه، قال الأَزهری: هذا غلط، یقال: هؤلاء عِبِدَّی الله أَی عباده. و‌فی الحدیث الذی جاء فی الاستسقاء: هؤلاء عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك؛ العِبِدَّاءُ، بالمد و القصر، جمع العبد. و‌فی حدیث عامر بن الطفیل: أَنه قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: ما هذه العِبِدَّی حوْلَك یا محمد؟أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة، و كانوا یقولون اتَّبَعَه الأَرذلون. قال شمر: و یقال للعبید مَعْبَدَةٌ؛ و أَنشد للفرزدق: و ما كانت فُقَیْمٌ، حیثُ كانت بِیَثْرِبَ، غیرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ قال الأَزهری: و مثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْیَخَةٌ جمع الشیْخ، و مَسْیَفة جمع السَّیْفِ. قال اللحیانی: عَبَدْتُ الله عِبادَة و مَعْبَداً. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلّٰا لِیَعْبُدُونِ، المعنی ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلی عبادتی و أَنا مرید للعبادة منهم، و قد علم الله قبل أن یخلقهم من یعبده ممن یكفر به، و لو كان خلقهم لیجبرهم علی العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنین؛ قال الأَزهری: و هذا قول أَهل السنَّة و الجماعة. و الَعبْدَلُ: العبدُ، و لامه زائدة. و التِّعْبِدَةُ: المُعْرِقُ فی المِلْكِ، و الاسم من كل ذلك العُبودةُ و العُبودِیَّة و لا فعل له عند أَبی عبید؛ و حكی اللحیانی: عَبُدَ عُبودَة و عُبودِیة. اللیث: و أَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِیاه؛ قال الأَزهری: و المعروف عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَی استَعْبَدْتُه؛ قال: و لست أُنْكِرُ جواز ما قاله اللیث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع فی اللغات أَولی بنا من خَبْطِ العَشْواءِ، و القَوْلِ بالحَدْس و ابتداعِ قیاساتٍ لا تَطَّرِدُ. و تَعَبَّدَ الرجلَ و عَبَّده و أَعْبَدَه: صیَّره كالعَبْد، و تَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَی استعبده؛ و قال الشاعر: حَتَّامَ یُعْبِدُنی قَوْمی، و قد كَثُرَت فیهمْ أَباعِرُ، ما شاؤوا، و عِبْدانُ؟ و عَبَّدَه و اعْتَبَده و استعبده؛ اتخذه عَبْداً؛ عن اللحیانی؛ قال رؤبة: یَرْضَوْنَ بالتَّعْبِیدِ و التَّأَمِّی
لسان العرب، ج‌3، ص: 272
أَراد: و التَّأْمِیَةِ. یقال: تَعَبَّدْتُ فلاناً أَی اتخذْتُه عَبْداً مثل عَبَّدْتُه سواء. و تأَمَّیْتُ فلانة أَی اتخذْتُها أَمَة. و‌فی الحدیث: ثلاثة أَنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، و فی روایة: أَعبَدَ مُحَرَّراً‌أَی اتخذه عبداً، و هو أَن یُعْتِقَه ثم یكْتمه إِیاه، أَو یَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَیَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو یأْخذ حُرًّا فیدَّعیه عبداً و یتملكه؛ و القیاس أَن یكون أَعبَدْتُه جعلته عَبداً. و فی التنزیل: وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهٰا عَلَیَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِی إِسْرٰائِیلَ؛ قال الأَزهری: و هذه آیة مشكلة و سنذكر ما قیل فیها و نخبر بالأَصح الأَوضح. قال الأَخفش فی قوله تعالی: وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ، قال: یقال هذا استفهام كأَنه قال أَو تلك نعمة تمنها علیّ ثم فسر فقال: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِی إِسْرٰائِیلَ، فجعله بدلًا من النعمة؛ قال أَبو العباس: و هذا غلط لا یجوز أَن یكون الاستفهام مُلْقًی و هو یُطْلَبُ، فیكون الاستفهام كالخبر؛ و قد استُقْبِحَ و معه أَمْ و هی دلیل علی الاستفهام، استقبحوا قول إمرئ القیس: تروحُ مِنَ الحَیِّ أَم تَبْتَكِرْ قال بعضهم: هو أَ تَروحُ مِنَ الحَیِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام أَولی و النفی تام؛ و قال أَكثرهم: الأَوّل خبر و الثانی استفهام فأَما و لیس معه أَم لم یقله إِنسان. قال أَبو العباس: و قال الفراء: وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهٰا عَلَیَّ، لأَنه قال وَ أَنْتَ مِنَ الْكٰافِرِینَ لنعمتی أَی لنعمة تربیتی لك فأَجابه فقال: نعم هی نعمة علیّ أَن عبَّدْت بنی إسرائیل و لم تستعبدنی، فیكون موضع أَن رفعاً و یكون نصباً و خفضاً، من رفع ردّها علی النعمة كأَنه قال و تلك نعمة تمنها علیّ تَعْبِیدُك بنی إِسرائیل و لم تُعَبِّدْنی، و من خفض أَو نصب أَضمر اللام؛ قال الأَزهری: و النصب أَحسن الوجوه؛ المعنی: أَن فرعون لما قال لموسی: أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِینٰا وَلِیداً وَ لَبِثْتَ فِینٰا مِنْ عُمُرِكَ سِنِینَ، فاعْتَدَّ فرعون علی موسی بأَنه ربَّاه ولیداً منذُ وُلدَ إِلی أَن كَبِرَ فكان من جواب موسی له: تلك نعمة تعتدّ بها علیّ لأَنك عبَّدْتَ بنی إِسرائیل، و لو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَنی أَهلی و لم یُلْقُونی فی الیمّ، فإِنما صارت نعمة لما أَقدمت علیه مما حظره الله علیك؛ قال أَبو إِسحاق: المفسرون أَخرجوا هذه علی جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة، كأَنه قال: و أَیّ نعمة لك علیّ فی أَن عَبَّدْتَ بنی إِسرائیل، و اللفظ لفظ خبر؛ قال: و المعنی یخرج علی ما قالوا علی أَن لفظه لفظ الخبر و فیه تبكیت المخاطب، كأَنه قال له: هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بنی إِسرائیلَ عَبیداً و لم تتخذنی عبداً. و عَبُدَ الرجلُ عُبودَةً و عُبودِیَّة و عُبِّدَ: مُلِكَ هو و آباؤَه من قبلُ. و العِبادُ: قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّی من بطونِ العرب اجتمعوا علی النصرانیة فأَنِفُوا أَن یَتَسَمَّوْا بالعَبِیدِ و قالوا: نحن العِبادُ، و النَّسَبُ إِلیه عِبادِیّ كأَنصارِیٍّ، نزلوا بالحِیرَة، و قیل: هم العَباد، بالفتح، و قیل لِعَبادِیٍّ: أَیُّ حِمَارَیْكَ شَرٌّ؟ فقال: هذا ثم هذا. و ذكره الجوهری: العَبادی، بفتح العین؛ قال ابن بری: هذا غلط بل مكسور العین؛ كذا قال ابن درید و غیره؛ و منه عَدِیُّ بن زید العِبادی، بكسر العین، و كذا وجد بخط الأَزهری. و عَبَدَ اللَّهَ یَعْبُدُه عِبادَةً و مَعْبَداً و مَعْبَدَةً: تأَلَّه له؛ و رجل عابد من قوم عَبَدَةٍ و عُبُدٍ و عُبَّدٍ و عُبَّادٍ. و التَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ. و العِبادَةُ: الطاعة. و قوله تعالی: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللّٰهِ مَنْ لَعَنَهُ اللّٰهُ وَ غَضِبَ عَلَیْهِ وَ جَعَلَ
لسان العرب، ج‌3، ص: 273
مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنٰازِیرَ وَ عَبَدَ الطّٰاغُوتَ؛ قرأَ أَبو جعفر و شیبة و نافع و عاصم و أَبو عمرو و الكسائی وَ عَبَدَ الطّٰاغُوتَ، قال الفراء: و هو معطوف علی قوله عز و جل: وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنٰازِیرَ و مَن عَبَدَ الطاغوتَ؛ و قال الزجاج: قوله: وَ عَبَدَ الطّٰاغُوتَ، نسق علی مَنْ لَعَنَهُ اللّٰهُ؛ المعنی من لعنه الله و من عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز و جل، قال و تأْویلُ عبدَ الطاغوتَ أَی أَطاعه یعنی الشیطانَ فیما سَوّلَ له و أَغواه؛ قال: و الطاغوتُ هو الشیطان. و قال فی قوله تعالی: إِیّٰاكَ نَعْبُدُ؛ أَی نُطِیعُ الطاعةَ التی یُخْضَعُ معها، و قیل: إِیاك نُوَحِّد، قال: و معنی العبادةِ فی اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ، و منه طریقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان مذللًا بكثرة الوطءِ. و قرأَ یحیی بن وَثَّاب و الأَعمش و حمزة: و عَبُدَ الطاغوتِ، قال الفراء: و لا أَعلم له وجهاً إِلا أَن یكون عَبُدَ بمنزلة حَذُرٍ و عَجُلٍ. و قال نصر الرازی: عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه و لسنا نعرف ذلك فی العربیة. قال اللیث: و عَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ یُعْبَدُ كما یقال ظَرُفَ الرجل و فَقُه؛ قال الأَزهری: غلط اللیث فی القراءة و التفسیر، ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار و غیرهم و عَبُدَ الطاغوتُ، برفع الطاغوت، إِنما قرأَ حمزة و عَبُدَ الطاغوتِ و هی مهجورة أَیضاً؛ قال الجوهری: و قرأَ بعضهم و عَبُدَ الطاغوتِ و أَضافه؛ قال: و المعنی فیما یقال خَدَمُ الطاغوتِ، قال: و لیس هذا بجمع لأَن فَعْلًا لا یُجْمَعُ علی فَعُلٍ مثل حَذُرٍ و نَدُسٍ، فیكون المعنی و خادِمَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهری: و ذكر اللیث أَیضاً قراءة أُخری ما قرأَ بها أَحد قال و هی: و عابدو الطاغوتِ جماعة؛ قال: و كان رحمه الله قلیل المعرفة بالقراآت، و كان نَوْلُه أَن لا یَحكی القراآتِ الشاذَّةَ و هو لا یحفظها، و القارئ إِذا قرأَ بها جاهل، و هذا دلیل أَن إِضافته كتابه إِلی الخلیل بن أَحمد غیر صحیح، لأَن الخلیل كان أَعقل من أَن یسمی مثل هذه الحروف قراآت فی القرآن و لا تكون محفوظة لقارئ مشهور من قراء الأَمصار، و نسأَل الله العصمة و التوفیق للصواب؛ قال ابن سیدة: و قُرِئَ و عُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ؛ قال الزجاج: هو جمع عَبیدٍ كرغیف و رُغُف؛ و روی عن النخعی أَنه قرأَ: و عُبْدَ الطاغوتِ، بإِسكان الباء و فتح الدال، و قرئ و عَبْدَ الطاغوتِ و فیه وجهان: أَحدهما أَن یكون مخففاً من عَبُدٍ كما یقال فی عَضُدٍ عَضْدٌ، و جائز أَن یكون عَبْدَ اسم الواحد یدل علی الجنس و یجوز فی عبد النصب و الرفع، و ذكر الفراء أَن أُبَیًّا و عبد الله قرآ: و عَبَدوا الطاغوتَ؛ و روی عن بعضهم أَنه قرأَ: و عُبَّادَ الطاغوتِ، و بعضهم: و عابِدَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهری: و روی عن ابن عباس: و عُبِّدَ الطاغوتُ، و روی عنه أَیضاً: و عُبَّدَ الطاغوتِ، و معناه عُبَّاد الطاغوتِ؛ و قرئ: و عَبَدَ الطاغوتِ، و قرئ: و عَبُدَ الطاغوتِ. قال الأَزهری: و القراءة الجیدة التی لا یجوز عندی غیرها هی قراءة العامّة التی بها قرأَ القرّاء المشهورون، وَ عَبَدَ الطّٰاغُوتَ علی التفسیر الذی بینته أَوّلًا؛ و أَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر: أَ بَنِی لُبَیْنَی، لَسْتُ مُعْتَرِفاً، لِیَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ أَ بَنی لُبَیْنی، إِنَّ أُمَّكُمُ أَمَةٌ، و إِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ فإِنه أَراد و إِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة، فقال عَبُدُ لأَن القصیدة من الكامل و هی حَذَّاء. و قول الله تعالی: وَ قَوْمُهُمٰا لَنٰا عٰابِدُونَ؛ أَی دائنون. و كلُّ من دانَ لملك فهو عابد له. و قال ابن الأَنباری: فلان عابد
لسان العرب، ج‌3، ص: 274
و هو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره. و قوله عز و جل: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ*؛ أَی أَطیعوا ربكم. و المتعبد: المنفرد بالعبادة. و المُعَبَّد: المُكَرَّم المُعَظَّم كأَنه یُعْبَد؛ قال: تقولُ: أَ لا تُمْسِكْ علیكَ، فإِنَّنی أَری المالَ عندَ الباخِلِینَ مُعَبَّدَا؟ سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ «4» مَنْ تُمْسِكُ علیكَ بِناءً فیه ضمة بعد كسرة، و ذلك مستثقل فسكن، كقول جریر: سِیروا بَنی العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم و نَهْرُ تِیرَی، و لا تَعْرِفْكُمُ العَربُ و المُعَبَّد: المُكَرَّم فی بیت حاتم حیث یقول: تقولُ: أَ لا تُبْقِی علیك، فإِنَّنی أَری المالَ عند المُمْسِكینَ مُعَبَّدا؟ أَی مُعَظَّماً مخدوماً. و بعیرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّم. و العَبَدُ: الجَرَبُ، و قیل: الجربُ الذی لا ینفعه دواء؛ و قد عَبِدَ عَبَداً. و بعیر مُعَبَّد: أَصابه ذلك الجربُ؛ عن كراع. و بعیرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران؛ قال طرفة: إِلی أَن تَحامَتْنی العَشِیرَةُ كُلُّها، و أُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعیرِ المُعَبَّدِ قال شمر: المُعَبَّد من الإِبل الذی قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران؛ و یقال: المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذی قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن الإِبل لِیُهْنَأَ، و یقال: هو الذی عَبَّدَه الجَرَبُ أَی ذَلَّلَهُ؛ و قال ابن مقبل: و ضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِیادِ مُعَبَّداً، إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا یُرَنِّحُ قال: المُعَبَّد هاهنا الوَتِدُ. قال شمر: قیل للبعیر إِذا هُنِئَ بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه یتذلل لِشَهْوَتِه القَطِرانَ و غیره فلا یمتنع. و قال أَبو عدنان: سمعت الكلابیین یقولون: بعیر مُتَعَبِّدٌ و مُتَأَبِّدٌ إِذا امتنع علی الناس صعوبة و صار كآبِدَةِ الوحش. و المُعَبَّدُ: المذلل. و التعبد: التذلل، و یقال: هو الذی یُترَك و لا یركب. و التعبید: التذلیل. و بعیرٌ مُعَبَّدٌ: مُذَلَّلٌ. و طریق مُعَبَّد: مسلوك مذلل، و قیل: هو الذی تَكْثُرُ فیه المختلفة؛ قال الأَزهری: و المعبَّد الطریق الموطوء فی قوله: وَظِیفاً وَظِیفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ و أَنشد شمر: و بَلَدٍ نائی الصُّوَی مُعَبَّدِ، قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ قال: أَنشدنیه أَبو عدنانَ و ذكر أَن الكلابیة أَنشدته و قالت: المعبَّد الذی لیس فیه أَثر و لا علَم و لا ماء و المُعَبَّدة: السفینة المُقَیَّرة؛ قال بشر فی سفینة ركبها: مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ، مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ قال أَبو عبیدة: المُعَبَّدةُ المَطْلِیَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار؛ و قول بشر: تَری الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن یَدَیها، لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ الطَّرَقُ: اللِّینُ فی الیَدَینِ. و عنی بالمعبَّد الطَّرَق الذی لا یُبْس یحدث عنه و لا جُسُوءَ فكأَنه طریق مُعَبَّد قد سُهِّلَ و ذُلِّلَ. و التَّعْبِیدُ: الاسْتِعْبَادُ و هو أَن یَتَّخِذَه عَبْداً و كذلك الاعْتِبادُ. و‌فی الحدیث: و رجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، و الإِعبادُ مِثْلُه و كذلك التَّعَبُّد؛ و قال: تَعَبَّدَنی نِمْرُ بن سَعْدٍ، و قد أُرَی و نِمْرُ بن سَعْدٍ لی مُطیعٌ و مُهْطِعُ
(4). هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 275
و عَبِدَ علیه عَبَداً و عَبَدَةً فهو عابِدٌ و عَبدٌ: غَضِب؛ و عدّاه الفرزدق بغیر حرف فقال: علام یَعْبَدُنی قَوْمی، و قد كَثُرَتْ فیهم أَباعِرُ، ما شاؤُوا، و عُبْدانُ [عِبْدانُ؟ أَنشده یعقوب و قد تقدّمت روایة من روی یُعْبِدُنی؛ و قیل: عَبِدَ عَبَداً فهو عَبِدٌ و عابِدٌ: غَضِبَ و أَنِفَ، و الاسم العَبَدَةُ. و العَبَدُ: طول الغضب؛ قال الفراء: عَبِد علیه و أَحِنَ علیه و أَمِدَ و أَبِدَ أَی غَضِبَ. و قال الغَنَوِیُّ: العَبَدُ الحُزْن و الوَجْدُ؛ و قیل فی قول الفرزدق: أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَونی هَجَوتُهم، و أَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَیْباً بِدارِمِ أَعبَدُ أَی آنَفُ؛ و قال ابن أَحمر یصف الغَوَّاص: فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَیها، و كان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِینا قیل: معنی قوله عَبَداً أَی أَنَفاً. یقول: أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة. و فی التنزیل: قُلْ إِنْ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِینَ، و یُقْرأُ: العَبِدینَ؛ قال اللیث: العَبَدُ، بالتحریك، الأَنَفُ و الغَضَبُ و الحَمِیَّةُ من قَوْلٍ یُسْتَحْیا منه و یُسْتَنْكَف، و من قرأَ العَبِدِینَ فهو مَقْصُورٌ من عَبِدَ یَعْبَدُ فهو عَبِدٌ؛ و قال الأَزهری: هذه آیة مشكلة و أَنا ذاكر أَقوال السلف فیها ثم أُتْبِعُها بالذی قال أَهل اللغة و أُخبر بأَصحها عندی؛ أَما القول الذی قاله اللیث فی قراءَة العبدین، فهو قول أَبی عبیدة علی أَنی ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدین، و لو قرئَ مقصوراً كان ما قاله أَبو عبیدة محتملًا، و إِذ لم یقرأْ به قارئ مشهور لم نعبأْ به، و القول الثانی ما‌روی عن ابن عیینة أَنه سئل عن هذه الآیة فقال: معناه إِنْ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِینَ، یقول: فكما أَنی لست أَول من عبد الله فكذلك لیس لله ولد؛ و‌قال السدی: قال الله لمحمد: قل إِن كان علی الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من یطیعه و یعبده؛ و‌قال الكلبی: إِن كان ما كان‌و‌قال الحسن و قتادة إِنْ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ علی معنی ما كان، فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِینَ أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة؛ قال الكسائی: قال بعضهم إِنْ كٰانَ أَی ما كان لِلرَّحْمٰنِ … فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِینَ أَی الآنفین، رجل عابدٌ و عَبِدٌ و آنِف و أَنِفٌ أَی الغِضاب الآنفین من هذا القول، و قال فأَنا أَول الجاحدین لما تقولون، و یقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده علی الوحدانیة مُخالَفَةً لكم. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه، و قیل له: أَنت أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ علی قتله فَعَبِدَ و ضَمِدَ‌أَی غَضِبَ غَضَبَ أَنَفَةٍ؛ عَبِدَ، بالكسر، یَعْبَدُ عَبَداً، بالتحریك، فهو عابِدٌ و عَبِدٌ؛ و‌فی روایة أُخری عن علی، كرم الله وجهه، أَنه قال: عَبِدْتُ فصَمَتُّ‌أَی أَنِفْتُ فسَكَتُّ؛ و قال ابن الأَنباری: ما كان للرحمن ولد، و الوقف علی الولد ثم یبتدئ: فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِینَ له، علی أَنه لا ولد له و الوقف علی الْعٰابِدِینَ تامّ. قال الأَزهری: قد ذكرت الأَقوال و فیه قول أَحْسَنُ من جمیع ما قالوا و أَسْوَغُ فی اللغة و أَبْعَدُ من الاستكراه و أَسرع إِلی الفهم.روی عن مجاهد فیه أَنه یقول: إِن كان لله ولد فی قولكم فأَنا أَوّل من عبد الله وحده و كذبكم بما تقولون؛ قال الأَزهری: و هذا واضح، و مما یزیده وضوحاً أَن الله عز و جل قال لنبیِّه: قُلْ یا محمد للكفار إِنْ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فی زعمكم فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِینَ إِلهَ الخَلْق أَجمعین الذی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ، و أَوّل المُوَحِّدِین للرب الخاضعین
لسان العرب، ج‌3، ص: 276
المطیعین له وحده لأَن من عبد الله و اعترف بأَنه معبوده وحده لا شریك له فقد دفع أَن یكون له ولد فی دعواكم، و الله عز و جل واحد لا شریك له، و هو معبودی الذی لا ولَدَ له و لا والِدَ؛ قال الأَزهری: و إِلی هذا ذهب إِبراهیم بن السریِّ و جماعة من ذوی المعرفة؛ قال: و هو الذی لا یجوز عندی غیره. و تَعَبَّدَ كَعَبِدَ؛ قال جریر: یَرَی المُتَعَبَّدُونَ علیَّ دُونی حِیاضَ المَوْتِ، و اللُّجَجَ الغِمارا و أَعْبَدُوا به: اجتمعوا علیه یضربونه. و أُعْبِدَ بِفُلانٍ: ماتَتْ راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به، و كذلك أُبْدِعَ به. و عَبَّدَ الرجلُ: أَسْرعَ. و ما عَبَدَك عَنِّی أَی ما حَبَسَك؛ حكاه ابن الأَعرابی. و عَبِدَ به: لَزِمَه فلم یُفارِقْه؛ عنه أَیضاً. و العَبَدَةُ: البَقاءُ؛ یقال: لیس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَی بَقاءٌ و قوّة؛ عن اللحیانی. و العَبَدَةُ: صَلاءَةُ الطِّیب. ابن الأَعرابی: العَبْدُ نَبات طَیِّبُ الرائحة؛ و أَنشد: حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ، فالیَوْمُ منها یومُ أَرْوَنانِ قال: و العَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ، و هو حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء. و العَبَدَةُ: الناقة الشدیدة؛ قال معن بن أَوس: تَرَی عَبَداتِهِنَّ یَعُدْنَ حُدْباً، تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلی الفلاةِ و ناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَی ذاتُ قوَّةٍ شدیدةٍ و سِمَنٍ؛ و قال أَبو دُوادٍ الإِیادِیُّ: إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ، لهَا عَبَدَه و الدراهمُ العَبْدِیَّة: كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم و أَكثر وزناً. و یقال: عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ علی شی‌ء یفوته یلوم نفسه علی تقصیر ما كان منه. و المِعْبَدُ: المِسْحاةُ. ابن الأَعرابی: المَعَابِدُ المَساحی و المُرورُ؛ قال عَدِیّ بن زید العِبَادِی: إِذ یَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ «1» و قال أَبو نصر: المَعَابِدُ العَبیدُ. و تَفَرَّقَ القومُ عَبادِیدَ و عَبابیدَ؛ و العَبادیدُ و العَبابیدُ: الخیل المتفرقة فی ذهابها و مجیئها و لا واحد له فی ذلك كله، و لا یقع إِلا فی جماعة و لا یقال للواحد عبْدِیدٌ. الفراء: العبادیدُ و الشَّماطِیطُ لا یُفْرَد له واحدٌ؛ و قال غیره: و لا یُتكلم بهما فی الإِقبال إِنما یتكلم بهما فی التَّفَرُّق و الذهاب. الأَصمعیُّ: یقال صاروا عَبادِیدَ و عَبابیدَ أَی مُتَفَرِّقِین؛ و ذهبوا عَبادیدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقین. و لا یقال أَقبلوا عَبادِیدَ. قالوا: و النسبة إِلیهم عَبَادِیدِیُّ؛ قال أَبو الحسن ذهَبَ إِلی أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ فی النسب إِلیه. و العبادِیدُ: الآكامُ. و العَبادِیدُ: الأَطرافُ البعیدة؛ قال الشماخ: و القَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم، كالسَّیْلِ یَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِیدِ و بَهْزٌ: حیٌّ من سُلَیمٍ. قال: هی الأَطرافُ البعیدة و الأَشیاء المتفَرِّقةُ. قال الأَصمعی: العَبابیدُ الطُّرُقُ المختلفة. و التَّعْبیدُ: من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَی ما لَبِثَ؛ و ما عَتَّمَ و ما كَذَّبَ كُلُّه: ما لَبِثَ. و یقال انثَلَّ یَعْدُو و انْكَدَرَ یَعْدُو
(1). قوله [إذ یحرثنه إلخ] فی شرح القاموس: و ملك سلیمان بن داود زلزلت دریدان إذ یحرثنه بالمعابد
لسان العرب، ج‌3، ص: 277
و عَبَّدَ یَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ. و العَبْدُ: واد معروف فی جبال طی‌ء. و عَبُّودٌ: اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقیل: نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ، و كان رجلًا تَماوَتَ علی أَهله و قال: انْدُبِینی لأَعلم كیف تَنْدبیننی، فندبته فمات علی تلك الحال؛ قال المفضل بن سلمة: كان عَبُّودٌ عَبْداً أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر فی مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ینم، ثم انصرف و بقی أُسبوعاً نائماً، فضرب به المثل و قیل: نام نومةَ عَبُّودٍ. و أَعْبُدٌ و مَعْبَدٌ و عُبَیْدَةُ و عَبَّادٌ و عَبْدٌ و عُبادَةُ و عابِدٌ و عُبَیْدٌ و عِبْدِیدٌ و عَبْدانُ و عُبَیْدانُ، تصغیرُ عَبْدانَ، و عَبِدَةُ و عَبَدَةُ: أَسماءٌ. و منه علقمةُ بن عَبَدَة، بالتحریك، فإِما أَن یكون من العَبَدَةِ التی هی البَقاءُ، و إِما أَن یكون سمی بالعَبَدَة التی هی صَلاءَةُ الطِّیبِ، و عَبْدة بن الطَّبیب، بالتسكین. قال سیبویه: النَّسب إِلی عَبْدِ القیس عَبْدِیٌّ، و هو من القسم الذی أُضیف فیه إِلی الأَول لأَنهم لو قالوا قیسی، لالتبس بالمضاف إِلی قَیْس عَیْلانَ و نحوه، و ربما قالوا عَبْقَسِیٌّ؛ قال سوید بن أَبی كاهل: و هُمْ صَلَبُوا العَبْدِیَّ فی جِذْعِ نَخْلَةٍ، فلا عَطَسَتْ شَیْبانُ إِلَّا بِأَجْدَعَا قال ابن بری: قوله بِأَجْدَعَا أَی بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف و أَقام صفته مكانه. و العَبیدتانِ: عَبیدَةُ بنُ معاویة و عَبیدَةُ بن عمرو. و بنو عَبیدَة: حیٌّ، النسب إِلیه عُبَدِیٌّ، و هو من نادر معدول النسب. و العُبَیْدُ، مُصَغَّرٌ: اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ؛ و قال: أَ تَجْعَلُ نَهْبی و نَهْبَ العُبَیْدِ بَیْنَ عُیَیْنَةَ و الأَقْرَعِ؟ و عابِدٌ: موضع. و عَبُّودٌّ: موضع أَو جبلٌ. و عُبَیْدانُ: موضع. و عُبَیْدانُ: ماءٌ منقطع بأَرض الیمن لا یَقْرَبُه أَنِیسٌ و لا وَحْشٌ؛ قال النابغة: فهَلْ كنتُ إِلَّا نائیاً إِذْ دَعَوْتَنی، مُنادَی عُبَیْدانَ المُحَلَّاءِ باقِرُهْ و قیل: عُبَیْدانُ فی البیت رجل كان راعیاً لرجل من عاد ثم أَحد بنی سُوَیْدٍ و له خبر طویل؛ قال الجوهری: و عُبَیْدانُ اسم واد یقال إِن فیه حیَّة قد مَنَعَتْه فلا یُرْعَی و لا یؤتی؛ قال النابغة: لِیَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَیْتُمْ بُیوتَنا، مُنَدَّی عُبَیْدانَ المُحَلَّاءِ باقِرُهْ یقول: نفیتم بیوتنا إِلی بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَیْدانَ؛ و قیل: عبیدان هنا الفلاة. و قال أَبو عمرو: عبیدان اسم وادی الحیة؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده: المُحَلِّئِ باقِرَه، بكسر اللام من المُحَلِّئِ و فتح الراء من باقِرَه، و أَوّل القصیدة: أَلا أَبْلِغَا ذُبیانَ عَنِّی رسالة، فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ و قال: قال ابن الكلبی: عُبَیْدانُ راع لرجل من بنی سُوَیْدِ بن عاد و كان آخر عاد، فإِذا حضر عبیدان الماء سَقَی ماشیته أَوّل الناس و تأَخر الناس كلهم حتی یسقی فلا یزاحمه علی الماء أَحد، فلما أَدرك لقمان بن عاد و اشتدّ أَمره أَغار علی قوم عبیدان فقتل منهم حتی ذلوا، فكان لقمان یورد إِبلهُ فَیَسْقِی و یَسْقِی عُبَیْدانُ ماشیته بعد أَن یَسْقِیَ لقمان فضربه الناس مثلًا. و المُنَدَّی: المَرْعَی یكون قریباً من الماء یكون فیه الحَمْضُ، فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُحِّیَتْ إِلی المُنَدَّی لترعی فیه، ثم تعاد إِلی الشرب فتشرب حتی تَرْوَی و ذلك أَبقی للماءِ فی أَجوافها.
لسان العرب، ج‌3، ص: 278
و الباقِرُ: جماعة البَقَر. و المُحَلِّئُ: المانع. الفرَّاء: یقال صُكَّ به فی أُمِّ عُبَیْدٍ، و هی الفلاةُ، و هی الرقَّاصَةُ. قال: و قلت للعتابی: ما عُبَیْدٌ؟ فقال: ابن الفلاة؛ و عُبَیْدٌ فی قول الأَعشی: لم تُعَطَّفْ علی حُوارٍ، و لم یَقْطَعْ عُبَیْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ اسم بَیْطارٍ. و قوله عز و جل: فَادْخُلِی فِی عِبٰادِی وَ ادْخُلِی جَنَّتِی؛ أَی فی حِزْبی. و العُبَدِیُّ: منسوب إِلی بَطْنٍ من بنی عَدِیِّ بن جَنابٍ من قُضاعَةَ یقال لهم بنو العُبَیْدِ، كما قالوا فی النسبة إِلی بنی الهُذَیْل هُذَلِیٌّ، و هم الذین عناهم الأَعشی بقوله: بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم، و لَسْتَ من الكِرامِ بَنی العُبَیْدِ قال ابن بَرِّیٍّ: سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِیِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ، و معه أُساری، و كان قد لقی الأَعشی فأَخذه فی جملة الأُساری، ثم سار عمرو حتی نزل عند شُرَیْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادیاء فأَحسن نزله، فسأَل الأَعشی عن الذی أَنزله، فقیل له هو شریح بن حِصْنٍ، فقال: و الله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل و بینی و بینه خلَّةٌ، فأَرسل الأَعشی إِلی شریح یخبره بما كان بینه و بین أَبیه، و مضی شریح إِلی عمرو بن ثعلبة فقال: إِنی أُرید أَنْ تَهَبَنِی بعضَ أُساراكَ هؤلاء، فقال: خذ منهم مَنْ شِئتَ، فقال: أَعطنی هذا الأَعمی، فقال: و ما تصنع بهذا الزَّمِنِ؟ خذ أَسیراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل، فقال: ما أُریدُ إِلا هذا الأَعمی فإِنی قد رحمته، فوهبه له، ثم إِنَّ الأَعشی هجا عمرو بن ثعلبة ببیتین و هما هذا البیت [بنو الشهر الحرام] و بعده: و لا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ، و لا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَیْدِ فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلی شریح أَنْ رُدَّ علیَّ هِبَتی، فقال له شریح: ما إِلی ذلك سبیل، فقال: إِنه هجانی، فقال شُرَیْحٌ: لا یهجوك بعدها أَبداً؛ فقال الأَعشی یمدح شریحاً: شُرَیْحُ، لا تَتْرُكَنِّی بعد ما عَلِقَتْ، حِبالَكَ الیومَ بعد القِدِّ، أَظْفارِی یقول فیها: كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به فی جَحْفَلٍ، كَسَوادِ اللیلِ، جَرَّارِ بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَیْماءَ مَنْزِلهُ، حِصْنٌ حَصِینٌ، و جارٌ غیرُ غدَّارِ خَیَّرَه خُطَّتَیْ خَسْفٍ، فقال له: مَهْمَا تَقُلْه فإِنی سامِعٌ حارِی فقال: ثُكْلٌ و غَدْرٌ أَنتَ بینهما، فاخْتَرْ، و ما فیهما حَظٌّ لمُخْتارِ فَشَكَّ غیرَ طویلٍ ثم قال له: اقْتُلْ أَسِیرَكَ إِنی مانِعٌ جاری و بهذا ضُرِبَ المثلُ فی الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقیل: أَوفی مِنَ السَّمَوْأَل. و كان الحرث الأَعرج الغسانی قد نزل علی السموأَل، و هو فی حصنه، و كان ولده خارج الحصن فأَسره الغسانی و قال للسموأَل: اختر إِمّا أَن تُعْطِیَنی السِّلاحَ الذی أَوْدَعك إِیاه إمرُؤُ القیس، و إِمّا أَن أَقتل ولدك؛ فأَبی أَن یعطیه فقتل ولده. و العَبْدانِ فی بنی قُشَیْرٍ: عبد الله بن قشیر، و هو الأَعور، و هو ابن لُبَیْنی، و عبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَیر، و هو سَلَمَةُ الخیر. و العَبیدَتانِ: عَبیدَةُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 279
ابن معاویةَ بن قُشَیْر، و عَبیدَةُ بن عمرو بن معاویة. و العَبادِلَةُ: عبد الله بن عباس، و عبد الله بن عمر، و عبد الله بن عمرو بن العاص.

عبرد؛ ج3، ص: 279

: غصن عُبَرِّدٌ: مهتز ناعم لین. و شحم عُبَرِّدٌ: یرتج من رطوبته. و العُبَرِّدَةُ «2»: البیضاء من النساء الناعمة. و جاریة عُبَرِّدَةٌ: ترتج من نعمتها. و عشب عُبَرِّدٌ و رُطَبٌ عُبَرِّدٌ: رقیق ردی‌ء.

عتد؛ ج3، ص: 279

: عَتُدَ الشی‌ءُ عَتاداً، فهو عَتِیدٌ: جَسُمَ. و العَتِیدَةُ: وعاءُ الطِّیب و نحوهُ، منه. قال الأَزهری: و العَتِیدَةُ طَبْلُ العَرائس أُعْتِدَتْ لِما تحتاج إِلیه العَرُوسُ من طیب و أَداة و بَخُور و مِشْط [مُشْط و غیره، أُدخل فیها الهاء علی مذهب الأَسماء. و‌فی حدیث أُم سلیم: فَفَتَحَتْ عَتِیدَتَها؛ هی كالصندوق الصغیر الذی تترك فیه المرأَة ما یَعِزُّ علیها من متاعها. و أَعْتَدَ الشی‌ءَ: أَعَدَّه؛ قال الله عز و جل: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً أَی هَیَّأَتْ و أَعَدَّت. و حكی یعقوب أَن تاء أَعْتَدْتُه بدل من دال أَعْدَدْتُه. یقال: أَعْتَدْتُ الشی‌ءَ و أَعْدَدْتُه، فهو مُعْتَدٌ و عَتِیدٌ؛ و قد عَتَّدَه تَعْتِیداً. و فی التنزیل: إِنّٰا أَعْتَدْنٰا لِلظّٰالِمِینَ نٰاراً؛ و قال الشاعر: أَعْتَدْتُ للغُرَماءِ كَلْباً ضارِیاً عِنْدی، و فَضْلَ هِراوَةٍ مِن أَزرَقِ و شی‌ء عَتِیدٌ: مُعَدٌّ حاضِرٌ. و عَتُدَ الشی‌ءُ عَتادَةً، فهو عَتِیدٌ: حاضر. قال اللیث: و من هناك سُمِّیَتِ العَتِیدَةُ التی فیها طِیبُ الرجل و أَدْهانُه. و قوله عز و جل: هٰذٰا مٰا لَدَیَّ عَتِیدٌ؛ فی رفعها ثلاثة أوجه عند النحویین: أَحدها أَنه علی إِضمار التكریر كأَنه قال: هذا ما لدی هذا عتید، و یجوز أَن ترفعه علی أَنه خبر بعد خبر، كما تقول هذا حلو حامض، فیكون المعنی هذا شی‌ء لدیّ عتید، و یجوز أَن یكون بإِضمار هو كأَنه قال: هذا ما لدیّ هو عتید، یعنی ما كتبه من عمله حاضر عندی، و قال بعضهم قریب. و العَتادُ: العُدَّةُ، و الجمع أَعْتِدَةٌ و عُتُدٌ. قال اللیث: و العتاد الشی‌ء الذی تُعِدُّه لأَمْرٍ ما و تُهَیِّئُه له، یقال: أَخذ للأَمر عُدَّتَه و عَتادَه أَی أُهْبَتَه و آلته. و‌فی حدیث صفته، علیه السلام: لكل حالٍ عنده عَتادٌ‌أَی ما یَصْلُحُ لكلّ ما یقع من الأُمور. و یقال: إِنَّ العُدَّةَ إِنما هی العُتْدَةُ، و أَعَدَّ یُعِدُّ إِنما هو أَعْتَدَ یُعْتِدُ، و لكن أُدغمت التاء فی الدال؛ قال: و أَنكر الآخرون فقالوا اشتقاق أَعَدَّ من عین و دالین لأَنهم یقولون أَعددناه فیظهرون الدالین؛ و أَنشد: أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صارماً ذَكَراً، مُجَرَّبَ الوقْع، غیرَ ذی عَتَبِ و لم یقل أَعْتَدْتُ. قال الأَزهری: و جائز أَن یكون عَتَدَ بِناءً علی حِدَةٍ و عَدَّ بناء مضاعفاً؛ قال: و هذا هو الأَصوب عندی. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نَدَب الناسَ إِلی الصَّدقةِ فقیل له: قد مَنَعَ خالدُ بنُ الولیدِ و العباسُ عَمُّ النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَمّا خالد فإِنهم یَظْلِمون خالداً، إِنَّ خالداً جَعَل رقیقَه و أَعْتُدَه حُبُساً فی سبیل الله، و أَما العباس فإِنها علیه و مثلُها معها؛ الأَعْتُدُ: جمع قلة للعَتاد، و هو ما أَعدّه الرجل من السلاح و الدواب و آلة الحرب
(2). قوله [غصن عبرد] كذا فی الأَصل المعوّل علیه بهذا الضبط، و الذی فی القاموس غصن عبرود و عبارد انتهی یعنی كعصفور و علابط و قوله و شحم عبرد كذا فیه أیضاً و فی القاموس و شحم عبرود إِذا كان یرتج انتهی یعنی كعصفور؛ و قوله [و العبردة إلخ] كذا فیه أَیضاً و الذی فی القاموس جاریة عبرد كقنفذ و علبط و علبطة و علابط بیضاء ناعمة ترتج من نعمتها؛ و قوله و عشب عبرد كذا فیه أیضاً و الذی فی القاموس عشب عبرد انتهی یعنی كقنفذ
لسان العرب، ج‌3، ص: 280
للجهاد، و یجمع علی أَعْتِدَةٍ أَیضاً. و‌فی روایة: أَنه احْتَبَسَ أَدْراعَهُ و أَعْتادَه؛ قال الدارقطنی، قال أَحمد بن حنبل، قال علی بن حفص: و أَعْتادَه و أَخطأَ فیه و صحَّف و إِنما هو أَعْتُدَه، و جاء فی روایة أَعْبُدَه، بالباء الموحدة، جمع قلة للعبد؛ و فی معنی الحدیث قولان: أَحدهما أنه كان قد طولب بالزكاة عن أَثمان الدروع و الأَعْتُدِ علی معنی أَنها كانت عنده للتجارة فأَخبرهم النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه لا زكاة علیه فیها و أَنه قد جعلها حُبساً فی سبیل الله، و الثانی أَن یكون اعتذر لخالد و دافع عنه؛ یقول: إِذا كان خالد قد جعل أَدراعه و أَعتاده فی سبیل الله تبرعاً و تقرباً إِلی الله، و هو غیر واجب علیه، فكیف یستجیز منع الصدقة الواجبة علیه؟ و فرس عَتَدٌ و عَتِدٌ، بفتح التاء و كسرها: شدید تامّ الخلق سریع الوثبة مُعَدٌّ للجَرْیِ لیس فیه اضطِرابٌ و لا رَخاوَةٌ، و قیل: هو العتید الحاضر المُعَدُّ للركوب، الذكر و الأُنثی فیهما سواء؛ قال الأَشْعَرُ الجُعْفِیُّ: راحُوا بَصائِرُهُم علی أَكتافِهِمْ، و بَصِیرَتی یَعْدُو بها عَتَدٌ [عَتِدٌ وَأَی و قال سلامة بن جندل: بِكُلِّ مُجَنَّب كالسِّیدِ نَهْدٍ، و كلِّ طُوالَةٍ عَتَدٍ [عَتِدٍ نِزاقِ و مثله رجل سَبِطٌ و سَبَطٌ، و شعَرٌ رَجِلٌ و رَجَلٌ، و ثَغْرٌ رَتِلٌ و رَتَلٌ أَی مُفَلَّج. و العَتُودُ: الجَدْیُ الذی استَكْرَشَ، و قیل: هو الذی بلغ السِّفادَ، و قیل: هو الذی أَجْذَعَ. و العَتُودُ من أَولاد المَعَز: ما رَعی و قَوِیَ و أَتی علیه حَوْل. و‌فی حدیث الأُضحیة: و قد بقی عندی عَتُودٌ.و‌فی حدیث عمر و ذكَرَ سِیاسَتَهُ فقال: وَ أَضُمُّ العَتُودَ‌أَی أَرُدُّه إِذا نَدَّ و شَرَدَ، و الجمع أَعْتِدَةٌ و عِدَّانٌ، و أَصله عِتْدانٌ إِلا أَنه أُدغم؛ و أَنشد أَبو زید: و اذْكُرْ غُدانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ، تُبْنی حَوْلها الصِّیَرُ و هو العَریضُ أَیضاً. ابن الأَعرابی: العَتادُ القَدَحُ، و هو العَسْفُ و الصَّحْنُ، و العَتادُ: العُسُّ من الأَثل؛ عن أَبی حنیفة. قال الجوهری: و ربما سَمَّوُا القَدَحَ الضَّخْم عَتاداً؛ و أَنشد أَبو عمرو: فكُلْ هَنِیّاً ثم لا تُزَمِّلِ، و ادْعُ هُدیتَ بِعَتادٍ جُنْبُلِ قال شمر: أَنشد ابن عدنان و ذكر أَن أَعرابیّاً مِنْ بَلْعَنْبَرِ أَنشده هذه الأُرجوزة: یا حمزُ هل شَبِعْتَ من هذا الخَبَطْ؟ «3»؟ أَو أَنتَ فی شَكٍّ فهذا مُنْتَفَدْ، صَقْبٌ جَسِیمٌ و شَدیدُ المُعْتَمَدْ: یَعْلُو به كلُّ عَتُودٍ ذاتِ وَدْ، عرُوقُها فی البحر تَرْمی بالزَّبَدْ قال: العَتُودُ السِّدْرَة أَو الطَّلْحَةُ. و عَتائِد: موضع، و ذهب سیبویه إِلی أَنه رباعی. و عَتْیَدٌ و عِتْوَدٌ: واد أَو موضع؛ قال ابن جنی: عَتْیَدٌ مصنوع كَصَهْیَدٍ، و عِتْوَدٌ دُوَیْبَّةٌ مثل بها سیبویه و فسرها السیرافی. وَ عَتْوَدٌ علی بِناء جَهْورٍ «4»: مَأْسَدَةٌ؛ قال ابن مقبل:
(3). [الخبط] كذا بالأَصل (4). قوله [علی بناء جهور] فی المعجم لیاقوت و قال العمرانی: عتود، بفتح أوله، واد، قال و یروی بكسر العین، قال ابن مقبل: جلوساً به الشعب الطوال كأَنهم
لسان العرب، ج‌3، ص: 281
جُلوساً به الشُّمُّ العِجافُ كأَنَّه أُسودٌ بِتَرْجٍ، أَو أُسودٌ بِعَتْوَدا و عِتْوَدٌ: اسم واد، و لیس فی الكلام فِعْوَلٌ غیره، و غیر خِرْوَعٍ.

عتبد؛ ج3، ص: 281

: عُتابِدٌ: موضع.

عجد؛ ج3، ص: 281

: العَجَدُ: الغِرْبانُ، الواحدة عَجَدَة؛ قال صخر الغیّ یصف الخیل: فَأَرْسَلُوهُنَّ یَهْتَلِكْنَ بهم شَطْرَ سَوامٍ، كأَنها العَجَدُ و العُجْدُ: الزَّبیبُ. و العُجْدُ و العُنْجُدُ: حَبُّ العِنَبِ، و قیل: حبُّ الزبیب، و قیل: هو أَرْدَؤُه، و قیل: هو ثَمَرٌ یشبهه و لیس به.

عجرد؛ ج3، ص: 281

: العَجْرَدُ و العُجارِدُ: ذَكَرُ الرجل؛ و فی التهذیب: الذكر من غیر تخصیص؛ و أَنشد شمر: فَشامَ فی وَمَّاحِ سَلْمی العَجْرَدا و المُعَجْرِدُ: العُرْیانُ. قال شمر: هو بكسر الراء «1». و كأَنَّ اسم عَجْرَدٍ منه مأْخوذ. و شجر عَجْرَدٌ و مُعَجْرِدٌ: عارٍ من ورقه. و العَجْرَدُ: الخفیف السریع. و عَجْرَدٌ: اسم رجل من الحَرُوریَّة. و العَجْرَدِیَّة من الحروریة: ضَرْب ینسبون إِلیه. و العَجْرَدُ: الغلیظ الشدید. و ناقة عجرد: منه، و منه سمی حَمَّادُ عَجْرَدٍ. الجوهری: العَجارِدَةُ صنف من الخوارج أَصحاب عبد الكریم بن العَجْرَدِ.

عجلد؛ ج3، ص: 281

: لَبَنٌ عُجَلِدٌ: كَعُجَلِطٍ، و العُجالِدُ و العُجَلِدُ: اللَّبَنُ الخاثِرُ.

عدد؛ ج3، ص: 281

: العَدُّ: إِحْصاءُ الشی‌ءِ، عَدَّه یَعُدُّه عَدّاً و تَعْداداً و عَدَّةً و عَدَّدَه. و العَدَدُ فی قوله تعالی: وَ أَحْصیٰ كُلَّ شَیْ‌ءٍ عَدَداً؛ له معنیان: یكون أَحصی كل شی‌ء معدوداً فیكون نصبه علی الحال، یقال: عددت الدراهم عدّاً و ما عُدَّ فهو مَعْدود و عَدَد، كما یقال: نفضت ثمر الشجر نَفْضاً، و المَنْفُوضُ نَفَضٌ، و یكون معنی قوله: أَحْصیٰ كُلَّ شَیْ‌ءٍ عَدَداً؛ أَی إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه، و الاسم العدد و العدید. و‌فی حدیث لقمان: و لا نَعُدُّ فَضْلَه علینا‌أَی لا نُحْصِیه لكثرته، و قیل: لا نعتده علینا مِنَّةً له. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سئل عن القیامة متی تكون، فقال: إِذا تكاملت العِدَّتان؛ قیل: هما عِدّةُ أَهل الجنة و عِدَّةُ أَهلِ النار أَی إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِلیه قامت القیامة؛ و حكی اللحیانی: عَدَّه مَعَدّاً؛ و أَنشد: لا تَعْدِلِینی بِظُرُبٍّ جَعْدِ، كَزِّ القُصَیْری، مُقْرِفِ المَعَدِّ «2». قوله: مقرف المعد أَی ما عُدَّ من آبائه؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن المَعَدَّ هنا الجَنْبُ لأَنه قد قال كز القصیری، و القصیری عُضْو، فمقابلة العضو بالعضو خیر من مقابلته بالعِدَّة. و قوله عز و جل: وَ مَنْ كٰانَ مَرِیضاً أَوْ عَلیٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیّٰامٍ أُخَرَ؛ أَی فأَفطر فَعلیه كذا فاكتفی بالمسبب الذی هو قوله فَعِدَّةٌ مِنْ أَیّٰامٍ أُخَرَ عن السبب الذی هو الإِفطار. و حكی اللحیانی أَیضاً عن العرب: عددت الدراهم أَفراداً وَ وِحاداً، و أَعْدَدْت الدراهم أَفراداً و وِحاداً، ثم قال: لا أَدری أَ من العدد أَم من العدة، فشكه فی ذلك یدل علی أَن أَعددت لغة فی عددت و لا أَعرفها؛ و قول أَبی ذؤیب:
(1). قوله [هو بكسر الراء] فی القاموس الفتح أیضاً (2). قوله [لا تعدلینی] بالدال المهملة، و مثله فی الصحاح و شرح القاموس أی لا تسوّینی و تقدم فی ج ع د لا تعذلینی بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف فی المحلین و إن كان الظاهر ما هنا
لسان العرب، ج‌3، ص: 282
رَدَدْنا إِلی مَوْلی بَنِیها فَأَصْبَحَتْ یُعَدُّ بها، وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه فی معنی احْتُسِبَ بها. و العَدَدُ: مقدار ما یُعَدُّ و مَبْلغُه، و الجمع أَعداد و كذلك العِدّةُ، و قیل: العِدّةُ مصدر كالعَدِّ، و العِدّةُ أَیضاً: الجماعة، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ تقول: رأَیت عِدَّةَ رجالٍ و عِدَّةَ نساءٍ، و أَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَی جماعة كتب. و العدیدُ: الكثرة، و هذه الدراهمُ عَدیدُ هذه الدراهم أَی مِثْلُها فی العِدّة، جاؤوا به علی هذا المثال لأَنه منصرفٌ إِلی جِنْسِ العَدیل، فهو من باب الكَمِیعِ و النَّزیعِ. ابن الأَعرابی: یقال هذا عِدادُه و عِدُّه و نِدُّهُ و نَدیدُه و بِدُّه و بَدیدُه و سِیُّهُ و زِنُه و زَنُه و حَیْدُه و حِیدُه و عَفْرُه و غَفْرُه و دَنُّه «1» أَی مِثْلُه و قِرْنُه، و الجمع الأَعْدادُ و الأَبْدادُ؛ و العَدائدُ النُّظَراءُ، واحدُهم عَدیدٌ. و یقال: ما أَكْثَرَ عَدیدَ بنی فلان و بنو فلان عَدیدُ الحَصی و الثَّری إِذا كانوا لا یُحْصَوْن كثرة كما لا یُحْصی الحَصی و الثَّری أَی هم بعدد هذین الكثیرین. و هم یَتَعادُّونَ و یَتَعَدَّدُونَ علی عَدَدِ كذا أَی یزیدون علیه فی العَدَد، و قیل: یَتَعَدَّدُونَ علیه یَزیدون علیه فی العدد، و یَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فیما یُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم. و فی التنزیل: وَ اذْكُرُوا اللّٰهَ فِی أَیّٰامٍ مَعْدُودٰاتٍ. و‌فی الحدیث: فَیَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا یجدون بَقِیَ منهم إِلا الرجل الواحِدَ‌أَی یَعُدُّ بعضُهم بعضاً. و‌فی حدیث أَنس: إِن وَلدِی لَیَتعَادُّون مائة أَو یزیدون علیها؛ قال: و كذلك یَتَعدّدون. و الأَیام المعدودات: أَیامُ التشریق و هی ثلاثة بعد یوم النحر، و أَما الأَیام المعلوماتُ فعشر ذی الحِجة، عُرِّفَتْ تلك بالتقلیل لأَنها ثلاثة، و عُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة، و إِنما قُلِّلَ بمعدودة لأَنها نقیض قولك لا تحصی كثرة؛ و منه وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرٰاهِمَ مَعْدُودَةٍ أَی قلیلة. قال الزجاج: كل عدد قل أَو كثر فهو معدود، و لكن معدودات أَدل علی القِلَّة لأَن كل قلیل یجمع بالأَلف و التاء نحو دُرَیْهِماتٍ و حَمَّاماتٍ، و قد یجوز أَن تقع الأَلف و التاء للتكثیر. و العِدُّ: الكَثْرَةُ. یقال: إِنهم لذو عِدٍّ و قِبْصٍ. و‌فی الحدیث: یَخْرُجُ جَیْشٌ من المشرق آدَی شی‌ءٍ و أَعَدُّه‌أَی أَكْثَرُه عِدَّةً و أَتَمُّه و أَشَدُّه استعداداً. و عَدَدْتُ: من الأَفعال المتعدیة إِلی مفعولین بعد اعتقاد حذف الوسیط. یقولون: عددتك المالَ، و عددت لك المال؛ قال الفارسی: عددتك و عددت لك و لم یذكر المال. و عادَّهُم الشی‌ءُ: تَساهَموه بینهم فساواهم. و هم یَتَعادُّون إِذا اشتركوا فیما یُعادُّ فیه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غیر ذلك من الأَشیاء كلها. و العدائدُ: المالُ المُقْتَسَمُ و المِیراثُ. ابن الأَعرابی: العَدِیدَةُ الحِصَّةُ، و العِدادُ الحِصَصُ فی قول لبید: تَطِیرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَ وِتْراً، و الزَّعامَةُ للغُلام یعنی من یَعُدُّه فی المیراث، و یقال: هو من عِدَّةِ المال؛ و قد فسره ابن الأَعرابی فقال: العَدائد المالُ و المیراثُ. و الأَشْراكُ: الشَّرِكةُ؛ یعنی ابن الأَعرابی بالشَّرِكة جمعَ شَریكٍ أَی یقتسمونها بینهم شَفْعاً وَ وِتْراً: سهمین سهمین، و سهماً سهماً، فیقول:
(1). قوله [و زنه و زنه و عفره و غفره و دنه] كذا بالأَصل مضبوطاً و لم نجدها بمعنی مثل فیما بأیدینا من كتب اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التی بأیدینا
لسان العرب، ج‌3، ص: 283
تذهب هذه الأَنصباء علی الدهر و تبقی الریاسة للولد. و قول أَبی عبید: العَدائدُ من یَعُدُّه فی المیراث، خطأٌ؛ و قول أَبی دواد فی صفة الفرس: و طِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْزَابِ، لیسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال: شبهها بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ، و إِن كان هو لم یفسرها. و قال الأَزهری: معناه لیس لها نظائر. و فی التهذیب: العدائد الذین یُعادُّ بعضهم بعضاً فی المیراث. و فلانٌ عَدِیدُ بنی فلان أَی یُعَدُّ فیهم. و عَدَّه فاعْتَدَّ أَی صار معدوداً و اعْتُدَّ به. و عِدادُ فلان فی بنی فلان أَی أَنه یُعَدُّ معهم فی دیوانهم، و یُعَدُّ منهم فی الدیوان. و فلان فی عِدادِ أَهل الخیر أَی یُعَدُّ منهم. و العِدادُ و البِدادُ: المناهَدَة. یقال: فلانٌ عِدُّ فلان و بِدُّه أَی قِرْنُه، و الجمع أَعْدادٌ و أَبْدادٌ. و العَدِیدُ: الذی یُعَدُّ من أَهلك و لیس معهم. قال ابن شمیل: یقال أَتیت فلاناً فی یوم عِدادٍ أَی یوم جمعة أَو فطر أَو عید. و العرب تقول: ما یأْتینا فلان إِلا عِدادَ القَمَرِ الثریا و إِلا قِرانَ القمرِ الثریا أَی ما یأْتینا فی السنة إِلا مرة واحدة؛ أَنشد أَبو الهیثم لأُسَیْدِ بنِ الحُلاحِل: إِذا ما قارَنَ القَمَرُ الثُّرَیَّا لِثَالِثَةٍ، فقد ذَهَبَ الشِّتاءُ قال أَبو الهیثم: و إِنما یقارنُ القمرُ الثریا لیلةً ثالثةً من الهلال، و ذلك أَول الربیع و آخر الشتاء. و یقال: ما أَلقاه إِلا عِدَّة الثریا القمرَ، و إِلا عِدادَ الثریا القمرَ، و إِلا عدادَ الثریا من القمر أَی إِلا مَرَّةً فی السنة؛ و قیل: فی عِدَّةِ نزول القمر الثریا، و قیل: هی لیلة فی كل شهر یلتقی فیها الثریا و القمر؛ و فی الصحاح: و ذلك أَن القمر ینزل الثریا فی كل شهر مرة. قال ابن بری: صوابه أَن یقول: لأَن القمر یقارن الثریا فی كل سنة مرة و ذلك فی خمسة أَیام من آذار؛ و علی ذلك قول أُسید بن الحلاحل: إِذا ما قارن القمر الثریا البیت؛ و قال كثیر: فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَی، إِنما تُسْعِفُ النوی قِرانَ الثُّرَیَّا مَرَّةً، ثمّ تَأْفُلُ [تَأْفِلُ رأَیت بخط القاضی شمس الدین أَحمد بن خلكان: هذا الذی استدركه الشیخ علی الجوهری لا یرد علیه لأَنه قال إِن القمر ینزل الثریا فی كل شهر مرة، و هذا كلام صحیح لأَن القمر یقطع الفلك فی كل شهر مرة، و یكون كل لیلة فی منزلة و الثریا من جملة المنازل فیكون القمر فیها فی الشهر مرة، و ما تعرض الجوهری للمقارنة حتی یقول الشیخ صوابه كذا و كذا. و یقال: فلان إِنما یأْتی أَهلَه العِدَّةَ و هی من العِدادِ أَی یأْتی أَهله فی الشهر و الشهرین. و یقال: به مرضٌ عِدادٌ و هو أَن یَدَعَه زماناً ثم یعاوده، و قد عادَّه مُعادَّة و عِداداً، و كذلك السلیم و المجنون كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور و الأَیام أَی أَن الوجع كأَنه یَعُدُّ ما یمضی من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ. و العِدادُ: اهتیاجُ وجع اللدیغ، و ذلك إِذا تمت له سنة مذ یوم لُدِغَ هاج به الأَلم، و العِدَدُ، مقصور، منه، و قد جاء ذلك فی ضرورة الشعر. یقال: عادّتهُ اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ. و‌فی الحدیث: ما زالت أُكْلَةُ خَیْبَرَ تُعادُّنی فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَری‌أَی تراجعنی و یعاودنی أَلَمُ سُمِّها فی أَوقاتٍ معلومة؛ قال الشاعر: یُلاقی مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَی، كما یَلْقَی السَّلِیمُ مِنَ العِدادِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 284
و قیل: عِدادُ السلیم أَن تَعُدَّ له سبعة أَیام، فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ، و ما لم تمض قیل: هو فی عِدادِه. و معنی‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: تُعادُّنی‌تُؤْذینی و تراجعنی فی أَوقاتٍ معلومة و یعاودنی أَلمُ سمها؛ كما قال النابغة فی حیة لدغت رجلًا: تُطَلِّقُهُ حِیناً و حِیناً تُراجِعُ و یقال: به عِدادٌ من أَلَمٍ أَی یعاوده فی أَوقات معلومة. و عِدادُ الحمی: وقتها المعروفُ الذی لا یكادُ یُخْطِیئُه؛ و عَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال: هو الشی‌ءُ یأْتیك لوقته مثل الحُمَّی الغِبِّ و الرِّبْعِ، و كذلك السمّ الذی یَقْتُلُ لِوَقْتٍ، و أَصله من العَدَدِ كما تقدم. أَبو زید: یقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضی أَجَلُه، و جَمْعُها العِدَدُ؛ و مثله: انقضت مُدَّتُه، و جمعها المُدَدُ. ابن الأَعرابی قال: قالت امرأَة و رأَت رجلًا كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً: أَین شَبابُك و جَلَدُك؟ فقال: من طال أَمَدُه، و كَثُر ولَدُه، و رَقَّ عَدَدُه، ذهب جَلَدُه. قوله: رق عدده أَی سِنُوه التی بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه و قَلَّ ما بقی فكان عنده رقیقاً؛ و أَما قول الهُذَلِیِّ فی العِدادِ: هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِی؟ فمعناه: هل تعرفین وقت وفاتی؟ و قال ابن السكیت: إِذا كان لأَهل المیت یوم أَو لیلة یُجْتَمع فیه للنیاحة علیه فهو عِدادٌ لهم. و عِدَّةُ المرأَة: أَیام قُروئها. و عِدَّتُها أَیضاً: أَیام إِحدادها علی بعلها و إِمساكها عن الزینة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها. و قد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِیاها، و جمعُ عِدَّتِها عِدَدٌ و أَصل ذلك كله من العَدِّ؛ و قد انقضت عِدَّتُها. و‌فی الحدیث: لم تكن للمطلقة عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالی العِدَّة للطلاق.و عِدَّةُ المرأَة المطلقة و المُتَوَفَّی زَوْجُها: هی ما تَعُدُّه من أَیام أَقرائها أَو أَیام حملها أَو أَربعة أَشهر و عشر لیال. و‌فی حدیث النخعی: إِذا دخلت عِدَّةٌ فی عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما؛ یرید إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد فی حال واحدة، كفت إِحداهما عن الأُخری كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات و هی فی عدتها فإِنها تعتد أَقصی العدتین، و خالفه غیره فی هذا، و كمن مات و زوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها تنقضی بالوضع عند الأَكثر. و فی التنزیل: فَمٰا لَكُمْ عَلَیْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهٰا؛ فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنیت، و حذف الوسیط أَی تعتدون بها. و إِعْدادُ الشی‌ء و اعتِدادُه و اسْتِعْدادُه و تَعْدادُه: إِحْضارُه؛ قال ثعلب: یقال: اسْتَعْدَدْتُ للمسائل و تَعَدَّدْتُ، و اسم ذلك العُدَّة. یقال: كونوا علی عُدَّة، فأَما قراءةُ من قرأَ: وَ لَوْ أَرٰادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً، فعلی حذف علامة التأْنیث و إِقامة هاء الضمیر مُقامها لأَنهما مشتركتان فی أَنهما جزئیتان. و العُدَّةُ: ما أَعددته لحوادث الدهر من المال و السلاح. یقال: أَخذ للأَمر عُدَّتَه و عَتادَه بمعنیً. قال الأَخفش: و منه قوله تعالی: جَمَعَ مٰالًا وَ عَدَّدَهُ. و یقال: جعله ذا عَدَدٍ. و العُدَّةُ: ما أُعِدَّ لأَمر یحدث مثل الأُهْبَةِ. یقال: أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه. و أَعَدّه لأَمر كذا: هیَّأَه له. و الاستعداد للأَمر: التَّهَیُّؤُ له. و أَما قوله تعالی: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً، فإِنه إِن كان كما ذهب إِلیه قوم من أَنه غُیِّرَ بالإِبْدالِ كراهیةَ المثلین، كما یُفَرُّ منها إِلی الإِدغام، فهو من هذا الباب، و إِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه لیس منه، و مذهب الفارسی أَنه علی الإِبدال. قال
لسان العرب، ج‌3، ص: 285
ابن درید: و العُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه، خص به السلاح لفظاً فلا أَدری أَ خصه فی المعنی أَم لا. و‌فی الحدیث: أَن أَبیض بن حمال المازنی قدم علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذی بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِیاه، فلما ولی قال رجل: یا رسول الله، أَ تدری ما أَقطعته؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ؛ قال: فرَجَعه منه؛ قال ابن المظفر: العِدُّ موضع یتخذه الناس یجتمع فیه ماء كثیر، و الجمع الأَعْدادُ، ثم قال: العِدُّ ما یُجْمَعُ و یُعَدُّ؛ قال الأَزهری: غلط اللیث فی تفسیر العِدِّ و لم یعرفه؛ قال الأَصمعی: الماء العِدُّ الدائم الذی له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العین و ماء البئر، و جمعُ العِدِّ أَعْدادٌ. و‌فی الحدیث: نزلوا أَعْدادَ میاه الحُدَیْبِیَةِ‌أَی ذَوات المادة كالعیون و الآبار؛ قال ذو الرمة یذكر امرأَة حضرت ماء عِدّاً بَعْدَ ما نَشَّتْ میاهُ الغُدْرانِ فی القَیْظِ فقال: دَعَتْ مَیَّةَ الأَعْدادُ، و اسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِیلُ آجالٍ مِنَ العِینِ خُذَّلُ استبدلت بها: یعنی منازلها التی ظعنت عنها حاضرة أَعداد المیاه فخالفتها إِلیها الوحش و أَقامت فی منازلها؛ و هذا استعارة كما قال: و لقدْ هَبَطْتُ الوَادِیَیْنِ، وَ وَادِیاً یَدْعُو الأَنِیسَ بها الغَضِیضُ الأَبْكَمُ و قیل: العِدُّ ماء الأَرض الغَزِیرُ، و قیل: العِدُّ ما نبع من الأَرض، و الكَرَعُ، ما نزل من السماء، و قیل: العِدُّ الماءُ القدیم الذی لا یَنْتَزِحُ؛ قال الراعی: فی كلِّ غَبْراءَ مَخْشِیٍّ مَتالِفُها، دَیْمُومَةٍ، ما بها عِدٌّ و لا ثَمَدُ قال ابن بری: صوابه خفض دیمومة لأَنه نعت لغبراء، و یروی جَدَّاءَ بدل غبراء، و الجداء: التی لا ماء بها، و كذلك الدیمومة. و العِدُّ: القدیمة من الرَّكایا، و هو من قولهم: حَسَبٌ عِدٌّ قَدیمٌ؛ قال ابن درید: هو مشتق من العِدِّ الذی هو الماء القدیم الذی لا ینتزح هذا الذی جرت العادة به فی العبارة عنه؛ و قال بعضُ المُتَحَذِّقِینَ: حَسَبٌ عِدٌّ كثیر، تشبیهاً بالماء الكثیر و هذا غیر قوی و أَن یكون العِدُّ القَدِیمَ أَشْبَهُ؛ قال الشاعر: فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ مِنْ عادٍ و قَوْمِ عادِ و قال الحطیئة: أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْیٍ، و إِنما أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ و الحَسَبُ العِدُّ قال أَبو عدنان: سأَلت أَبا عبیدة عن الماءِ العِدِّ، فقال لی: الماءُ العِدُّ، بلغة تمیم، الكثیر، قال: و هو بلغة بكر بن وائل الماءُ القلیل. قال: بنو تمیم یقولون الماءُ العِدُّ، مثلُ كاظِمَةٍ [كاظِمَةَ، جاهِلِیٌّ إِسلامِیٌّ لم ینزح قط، و قالت لی الكُلابِیَّةُ: الماءُ العِدُّ الرَّكِیُّ؛ یقال: أَ مِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ؟ و أَنشدتنی: و ماءٍ، لَیْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكایا و لا جَلْبِ السماءِ، قدِ اسْتَقَیْتُ و قالت: ماءُ كلِّ رَكِیَّةٍ عِدٌّ، قَلَّ أَو كَثُرَ. و عِدَّانُ الشَّبابِ و المُلْكِ: أَوّلُهما و أَفضلهما؛ قال العجاج: و لی علی عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ و العِدَّانُ: الزَّمانُ و العَهْدُ؛ قال الفرزدق یخاطب مسكیناً الدارمی و كان قد رثی زیاد بن أَبیه فقال: أَ مِسْكِینُ، أَبْكَی اللَّهُ عَیْنَكَ إِنما جری فی ضَلالٍ دَمْعُها، فَتَحَدَّرَا
لسان العرب، ج‌3، ص: 286
أَقولُ له لمَّا أَتانی نَعِیُّهُ: به لا بِظَبْیٍ بالصَّرِیمَةِ أَعْفَرَا أَ تَبْكِی امْرأً من آلِ مَیْسانَ كافِراً، كَكِسری علی عِدَّانِه، أَو كَقَیْصَرا؟ قوله: به لا بظبی، یرید: به الهَلَكَةُ، فحذف المبتدأَ. معناه: أَوقع الله به الهلكة لا بمن یهمنی أَمره. قال: و هو من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ له و هُیِّئَ. و أَنا علی عِدَّانِ ذلك أَی حینه و إِبَّانِه؛ عن ابن الأَعرابی. و كان ذلك علی عَدَّانِ فلان و عِدَّانِه أَی علی عهده و زمانه، و أَورده الأَزهری فی عَدَنَ أَیضاً. و جئت علی عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك و عَدَّان تَفْعَلُ ذلك أَی حینه. و یقال: كان ذلك فی عِدَّانِ شبابه و عِدَّانِ مُلْكِه و هو أَفضله و أَكثره؛ قال: و اشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَیَّأً مُعَدّاً. و عِدادُ القوس: صوتها و رَنِینُها و هو صوت الوتر؛ قال صخر الغیّ: و سَمْحَةٍ مِنْ قِسِیِّ زارَةَ حَمْراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ و العُدُّ: بَثرٌ یكون فی الوجه؛ عن ابن جنی؛ و قیل: العُدُّ و العُدَّةُ البَثْرُ یخرج علی وجوه المِلاح. یقال: قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه أَی ابْیَضَّ رأْسه من القَیْح فافْضَخْه حتی تَمْسَحَ عنه قَیْحَهُ؛ قال: و القَبْحُ، بالباء، الكَسْرُ. ابن الأَعرابی: العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ. و عَدْعَدَ فی المشی و غیره عَدْعَدَةً: أَسرع. و یوم العِدادِ: یوم العطاء؛ قال عتبة بن الوعل: و قائِلَةٍ یومَ العِدادِ لبعلها: أَری عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِی تَغَیَّرا قال: و العِدادُ یومُ العَطاءِ؛ و العِدادُ یومُ العَرْض؛ و أَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ: مِنَ البیضِ العَقَائِلِ، لم یُقَصِّرْ بها الآباءُ فی یَوْمِ العِدادِ قال شمر: أَراد یومَ الفَخَارِ و مُعادَّة بعضِهم بعضاً. و یقال: بالرجل عِدادٌ أَی مَسٌّ من جنون، و قیده الأَزهری فقال: هو شِبهُ الجنونِ یأْخذُ الإِنسانَ فی أَوقاتٍ مَعلومة. أَبو زید: یقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ، قال: و عَدَسْ مثلُه. و العَدْعَدةُ: صوتُ القطا و كأَنه حكایة؛ قال طرفة: أَری الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ، و لا أَری بَعِیداً غَداً، ما أَقْرَبَ الیومَ مِن غَدِ یقول: لكل إِنسان مِیتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت مِیَتُهُم كلها. و أَما العِدّانُ جمع العتُودِ، فقد تقدّم فی موضعه. و فی المثل: أَنْ تَسْمَع بالمُعَیدِیِّ خیرٌ من أَن تراه؛ و هو تصغیر مَعَدِّیٍّ مَنْسوب إِلی مَعَدّ، و إِنما خففت الدال استثقالًا للجمع بین الشدیدتین مع یاء التصغیر، یُضْرَب للرجُل الذی له صیتٌ و ذِكْرٌ فی الناس، فإِذا رأَیته ازدریتَ مَرآتَه. و قال ابن السكیت: تسمع بالمعیدی لا أَنْ تراهُ؛ و كأَن تأْویلَه تأْویل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به و لا تَرَه. و المَعَدَّانِ: موضعُ دَفَّتَی السَّرْجِ. و مَعَدٌّ: أَبو العرب و هو مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ، و كان سیبویه یقول المیم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ فی الكلام، و قد خولِفَ فیه. و تَمَعْدَدَ الرجلُ أَی تزَیَّا بِزیِّهم، أَو انتسب إِلیهم، أَو تَصَبَّرَ علی عَیْش مَعَدّ. و‌قال عمر، رضی الله عنه: اخْشَوْشِنُوا و تَمَعْدَدُوا؛ قال أَبو عبید: فیه قولان: یقال هو من الغِلَظِ و منه قیل للغلام
لسان العرب، ج‌3، ص: 287
إِذا شبَّ و غلُظ: قد تَمَعْدَدَ؛ قال الراجز: رَبَّیْتُه حتی إِذا تَمَعْدَدا و یقال: تَمَعْدَدوا أَی تشبَّهوا بعَیْش مَعَدّ، و كانوا أَهلَ قَشَفٍ و غِلَظ فی المعاش؛ یقول: فكونوا مثلَهم و دعوا التَّنَعُّمَ و زِیَّ العَجم؛ و هكذا هو‌فی حدیث آخر: علیكم باللِّبْسَة المَعَدِّیَّة؛ و فی الصحاح: و أَما قول معن بن أَوس: قِفَا، إِنها أَمْسَت قِفاراً و مَن بها، و إِن كان مِن ذی وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه یرید تباعد، قال ابن بری: صوابه أَن یذكر تمعدد فی فصل مَعَدَ لأَن المیم أَصلیة. قال: و كذا ذكر سیبویه قولَهم مَعَدٌّ فقال المیم أَصلیة لقولهم تَمَعْدَدَ. قال: و لا یحمل علی تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته و نَزَارَتِه، و تمعدد فی بیت ابن أَوْس هو من قولهم مَعَدَ فی الأَرض إِذا أَبعد فی الذهاب، و سنذكره فی فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًی؛ و علیه قول الراجز: أَخْشَی علیه طَیِّئاً و أَسَدَا، و خارِبَیْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَی أَبْعَدَا فی الذهاب؛ و معنی البیت: أَنه یقول لصاحبیه: قفا علیها لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا و إِن كانت الآن خالیةً، و اسمُ كان مضمراً فیها یعود علی مَن، و قبل البیت: قِفَا نَبْكِ، فی أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ، تُثابَا و تُحْمَدَا

عرد؛ ج3، ص: 287

: عَرَدَ النابُ یَعْرُدُ عُرُوداً: خرج كلُّه و اشتدّ و انتصب، و كذلك النباتُ. و كلُّ شی‌ءٍ مُنْتَصِبٍ شدیدٍ: عَرْدٌ؛ قال العجاج: و عُنُقاً عَرْداً و رأْساً مِرْأَساً قال الأَصمعی: عَرْداً غلیظاً. مِرْأَساً: مِصَكّاً للرؤوس. و عَرَدَتْ أَنیابُ الجمل: غَلُظَتْ و اشتدَّت. و عَرَدَ الشی‌ءُ یَعْرُدُ عُرُوداً: غلُظ. و العُرُدُّ و العُرُنْدُ: الشدیدُ من كل شی‌ء، نونه بدل من الدال. الفراء: رُمْحٌ مِتَلٌّ و رمح عُرُدٌّ و وتَرٌ عُرُدٌّ، بالضم و التشدید: شدیدٌ؛ و أَنشد: و القَوْسُ فیها وَتَرٌ عُرُدُّ، مثِلُ جِران الفِیلِ أَو أَشَدُّ و یروی: مثل ذراع البكر …؛ شَبَّه الوَتَرَ بذراع البعیر فی تَوَتُّرِه. و ورد هذا أَیضاً‌فی خطبة الحجاج: و القَوْسُ فیها وتَرٌ عُرُدٌّ؛ العُرُدُّ، بالضم و التشدید: الشدید من كل شی‌ء. و یقال: إِنه لَقَویٌّ شدید عُرُدٌّ. و حكی سیبویه: وَتَرٌ عُرُنْد أَی غلیظ؛ و نظیره من الكلام تُرُنْجٌ. و العَرْدُ: ذَكَر الإِنسان، و قیل: هو الذكر الصُّلْبُ الشدید، و جمعه أَعْراد، و قیل: العَرْدُ الذكر إِذا انتشر و اتْمَهَلَّ و صَلُبَ. قال اللیث: العَرْدُ الشدید من كل شی‌ء الصُّلْبُ المنتصبُ؛ یقال: إِنه لعَرْدُ مَغْرِزِ العُنُق؛ قال العجاج: عَرْدَ التَّراقِی حَشْوَراً مُعَقْرَبا و عَرَّدَ الرجلُ إِذا قَوِیَ جسمُه بعد المرض. و عَرَدَتِ الشجرةُ تعردُ عُرُوداً و نَجَمَتْ نُجُوماً: طَلَعَتْ، و قیل: اعْوَجَّتْ. و قال أَبو حنیفة: عَرَدَ النبتُ یَعْرُدُ عُرُوداً طَلَعَ و ارتفع، و قیل: خَرَجَ عن نَعْمَتِه و غُضُوضَتِه فاشتدَّ؛ قال ذو الرمة: یُصَعِّدْن رُقْشاً بَیْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا، منها نَجِیمٌ و عارِدُ و فی النوادر: عَرَدَ الشجرُ و أَعْرَدَ إِذا غَلُظَ و كَبُرَ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 288
و العارِدُ: المُنْتَبِذُ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی محمد الفَقْعَسِی: صَوَّی لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا، لم یَرْعَ بالأَصْیافِ إِلا فارِدا تَرَی شُؤونَ رأْسِهِ العَوارِدَا، مَضْبورَةً إِلی شَبَا حَدائِدَا أَی مُنْتَبِذَةً بعضُها من بعض. قال ابن بری: و هذا الرجز أَورده الجوهری: تری شؤون رأْسها و الصواب شؤون رأْسه لأَنه یصف فحلًا. و معنی صَوَّی لها أَی اختار لها فحلًا. و الكِدْنَةُ: الغِلَظُ. و الجُلاعِدُ: الشدیدُ الصلْبُ. و عَرَّدَ الرجل عن قِرْنِه إِذا أَحْجَمَ و نَكَلَ. و التَّعْرِیدُ: الفِرارُ، و قیل: التَّعْرِیدُ سرعةُ الذهاب فی الهزیمة؛ قال الشاعر یذكر هزیمة أَبی نَعَامَة الحَرُورِیِّ: لمَّا اسْتَباحُوا عَبْدَ رَبٍّ، عَرَّدَتْ بأَبی نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَیْفَقُ و عَرَّدَ الرجلُ تَعْرِیداً أَی فَرَّ. و عَرِدَ الرجلُ إِذا هَرَبَ؛ و فی قصید كعب: ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابیلُ أَی فَرُّوا و أَعْرَضُوا، و یروی بالغین المعجمة، من التَّغْرِیدِ التَّطْریب. و عَرَّدَ السهمُ تعریداً إِذا نَفَذَ من الرَّمِیة؛ قال ساعدة: فجَالَتْ و خَالَتْ أَنه لم یَقَعْ بها، و قد خَلَّها قِدْحٌ صَویبٌ مُعَرِّدُ مُعَرِّدٌ أَی نافِذٌ. و خَلَّها أَی دخل فیها. و صویبٌ: صائبٌ قاصِد. و عَرَّدَ: تَرَك القصدَ و انهزم؛ قال لبید: فمَضَی و قَدَّمها، و كانت عادةً منه إِذا هی عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَنَّثَ الإِقدامَ لتعلقه بها، كقوله: مَشَیْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِیَها مَرُّ الرِّیاحِ النَّواسِمِ و عَرَدَ الحَجَرَ یَعْرُدُهُ عَرْداً: رماه رَمْیاً بعیداً. و العَرَّادَةُ: شِبْهُ المَنْجَنِیقِ صغیرة، و الجمع العَرَّاداتُ. و العَرادُ و العَرادَةُ: حشیشٌ طیب الریح، و قیل: حَمْضٌ تأْكله الإِبل و منابته الرمل و سهول الرمل؛ و قال الراعی و وصف إِبله: إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِیعِ؛ وَصَالهَا عَرادٌ و حاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَحْرَعَا «2». و قیل: هو من نَجِیل العَذاة، واحدته عَرادَةٌ و به سُمِّیَ الرجل. قال الأَزهری: رأَیتُ العَرادَةَ فی البادیة و هی صُلْبةُ العُود منتشرة الأَغصان لا رائحة لها؛ قال: و الذی أَراد اللیث العرادة فیما أَحْسَبُ و هی بَهارُ البَرِّ، و عَرادٌ عَرِدٌ علی المبالغة. قال أَبو الهیثم: تقول العرب قیل للضب: وِرْداً وِرْداً؛ فقال: أَصْبَحَ قَلْبی صَرِدَا، لا یَشْتَهِی أَن یَرِدَا، إِلَّا عَراداً عَرِدَا، و صِلِّیاناً بَرِدَا، و عَنْكَثاً مُلْتَبِدَا و إِنما أَراد عارداً و بارداً فحذف للضرورة. و العَرادةُ: شجرة صُلْبَةُ العُود، و جمعها عَرادٌ. و عَرادٌ: نبتٌ صُلْبٌ منتصب. و عَرَّدَ النجمُ إِذا مال للغروب بَعْدَ ما یُكَبِّدُ السماءَ؛ قال ذو الرمة: و هَمَّتِ الجَوْزَاءُ بالتَّعْریدِ
(2). قوله [وصالها] كذا رسم هنا بألف بین الصاد و اللام و فی ح و ذ أَیضاً بالأَصل المعول علیه و لعله وصی بالیاء بمعنی اتصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 289
و نِیقٌ مُعَرِّدٌ: مرتفع طویل؛ قال الفرزدق: و إِنی، و إِیَّاكم و مَن فی حِبالِكُمْ، كَمَنْ حَبْلُه فی رأْسِ نِیقٍ مُعَرِّدِ و قال شمر فی قول الراعی: بأَطْیَبَ مِنْ ثَوْبَیْنِ تَأْوی إِلیهما سُعادُ، إِذا نجْمُ السِّماكَیْنِ عَرَّدَا أَی ارتفع؛ و قال أَیضاً: فجاءَ بأَشْوَالٍ إِلی أَهلِ خُبَّةٍ طَرُوقاً، و قد أَقْعَی سُهَیْلٌ فَعَرَّدا قال: أَقعی ارتفع ثم لم یبرح. و یقال: عَرَّدَ فلان بحاجتنا إِذا لم یقضها. و العَرادة: الجَرادة الأُنثی. و العَرِیدَ: البعید، یمانیة. و ما زال ذلك عَرِیدَه أَی دَأْبَه و هِجِّیراهُ؛ عن اللحیانی. و عَرادةُ: اسم رجل؛ قال جریر: أَتانی عن عَرادةَ قَوْلُ سَوْءٍ، فَلا و أَبی عَرادَةُ ما أَصابا عَرادَةُ مِن بَقِیَّةِ قومِ لوطٍ، أَلا تَبّاً لما صَنَعوا تَبَابا و العَرادة: اسم فرس من خیل الجاهلیة؛ قال كَلْحَبَةُ و اسمه هُبَیرَةُ بن عبد مناف: تُسائِلُنی بَنُو جُشَمِ بنِ بكرٍ: أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَم بَهِیمُ؟ كُمَیْتٌ غیرُ مُحْلِفَةٍ، و لكن كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ به الأَدِیمُ و العَرّادةُ، بتشدید الراء: فَرَسُ أَبی دُوادٍ. و فلان فی عَرادة خَیرٍ أَی فی حال خیر. و العَرَنْدَدُ: الصُّلْبُ، و هو ملحق بسفرجل.

عربد؛ ج3، ص: 89

: العِرْبِدُ: الحیَّةُ الخفیفة؛ عن ثعلب. و العِرْبِدُّ و العِرْبَدُّ كلاهما: حیة تَنْفُخ و لا تؤْذِی، مثال سِلْغَدّ ملحق بِجِرْدَحْلٍ، و المعروف أَنها الحیَّة الخبیثة، لأَن ابن الأَعرابی قد أَنشد: إِنِّی، إِذا ما الأَمرُ كان جِدَّا، و لم أَجِدْ مِنَ اقتِحامٍ بُدَّا، لاقِی العِدی فی حَیَّةٍ عِرْبَدَّا فكیف یصف نفسه بأَنه حیة ینفخ العدی و لا یؤذیهم؟ الأُفْعُوانُ یسمی العِرْبَدّ: و هو الذكر من الأَفاعی، و یقال: بل هی حیة حمراء خبیثة، و منه اشتقت عَرْبَدَةُ الشارب؛ و أَنشد: مُولَعَة بِخُلُقِ العِرْبَدِّ و قد قیل: العربدُّ الشدید؛ و أَنشد: لقدْ غَضِبْنَ غَضَباً عِرْبَدَّا أَبو خیرة و ابن شمیل: العربدّ، الدال شدیدة: حیة أَحمر أَرقشُ بِكُدْرة و سواد لا یزال ظاهراً عندنا و قلما یَظْلِمُ إِلا أَن یؤذی، لا صغیر و لا كبیر. و یقال للمُعَرْبِدِ: عِرْبیدٌ كأَنه شبه بالحیة. و العِرْبیدُ و المُعَربِدُ: السَّوَّار فی السُّكْر، منه. و رجل عِرْبَدٌّ و عِرْبِیدٌ و معربدٌ: شِرِّیر مُشارٌّ. و العِرْبِدُ: الأَرض الخَشِنَةُ. الجوهری: العَرْبَدَة سُوءُ الخُلُق. و رجل معربد: یؤْذی ندیمه فی سكره.

عرجد؛ ج3، ص: 289

: العُرْجُود: أَصل العِذْقِ من التمر و العنب حتی یُقطفا. الأَزهری: العرجود ما یخرج من العنب أَوّل ما یخرج كالثآلیل. و العرجود: العُرْجُون و هو من العنب عرجون صَغُر؛ قال ابن الأَعرابی: هو العُرْجُدُ و العُرْجُدُّ. و العُرْجود: لعُرْجون النخل.

عرقد؛ ج3، ص: 289

: العَرْقَدَة: شدة فتل الحبل و نحوه من الأَشیاء كلها.
لسان العرب، ج‌3، ص: 290‌

عزد؛ ج3، ص: 290

: العَزْدُ و العَصْدُ: الجماع. عَزَدَها یَعْزِدُها عَزْداً: جامعها.

عسد؛ ج3، ص: 290

: عَسَدَ الحبْلَ یَعْسِدُه عَسْداً: أَحكم فتله. و العَسْدُ: لغة فی العَزْد، و هو الجماع، كالأَسْد و الأَزْد. یقال: عَسَدَ فلانٌ جاریتَه و عزَدَها و عَصَدَها إِذا جامعها. و جمل عِسْوَدٌّ: قوی شدید، و كذلك الرجل. و العِسْوَدَّةُ: دُوَیبَّة بیضاء كأَنها شحمة یقال لها بنت النَّقا تكون فی الرمل، یشبه بها بَنانُ الجواری، و یجمع عَساوِدَ و عِسْوَدّاتٍ. قال ابن شمیل: العسودُّ، بتشدید الدال: العَضْرَفوطُ. و قال الأَزهری: بنت النقا غیر العضرفوط لأَن بنت النقا تشبه السمكة، و العَضْرفُوطُ من العِظاءِ و لها قوائم؛ و قیل: العِسْوَدَّة تشبه الحُكَأَة أَصغر منها و أَدق رأْساً سوداء غبراء؛ و قیل: العِسْوَدُّ دَسَّاسٌ یكون فی الأَنقاء. ابن الأَعرابی: العسودّ و العربدّ الحیة. قال الأَزهری و قال بعضهم: العَسْدُ هو البَبْر و أَنا لا أَعرفه. و تفرَّق القومُ عُسادَیاتٍ أَی فی كل وجه.

عسجد؛ ج3، ص: 290

: العَسْجَدُ: الذهب؛ و قیل: هو اسم جامع للجوهر كله من الدرّ و الیاقوت. و قال ثعلب: اختلف الناس فی العسجد؛ فروی أَبو نصر عن الأَصمعی فی قوله: إِذا اصْطَكّتْ بِضیقٍ حُجْرَتاها، تلاقی العَسْجَدِیَّةُ و اللَّطیمُ قال: العسجدیة منسوبة إِلی سوق یكون فیها العسجد و هو الذهب؛ و روی ابن الأَعرابی عن المفضل أَنه قال: العسجدیة منسوبة إِلی فحل كریم یقال له عَسْجَد؛ قال و أَنشده الأَصمعی: بَنونَ و هَجْمَةٌ، كأَشاءِ بُسٍّ، تحلّی العَسْجَدِیَّة و اللَّطِیمِ «3». قال: العسجد الذهب، و كذلك العِقْیانُ، و العَسْجَدیة ركاب الملوك، و هی إِبل كانت تزین للنعمان. و قال أَبو عبیدة: العسجدیة ركاب الملوك التی تحمل الدِّقَّ الكثیر الثمن لیس بجاف. و اللَّطیمةُ: سوق فیها بَزُّ و طِیبٌ. و یقال: أَعظمُ لَطِیمَةٍ من مِسْك أَی قطعة. و قال المازنی: فی العسجدیة قولان: أَحدهما تلاقی أَولادُ عَسْجَدٍ و هو البعیر الضخم؛ و یقال: الإِبل تَحْمِل العسجد و هو الذهب؛ و یقال: اللطیم الصغیر من الإِبل سمی لطیماً لأَن العرب كانت تأْخذ الفصیل إِذا صار له وقت من سنه، فتقبلُ به سهیلًا إِذا طلع ثم تَلْطِمُ خدَّه، و یقال له: اذهب لا تذق بعدها قطرة. و العَسْجَدِیَّةُ: العِیرُ التی تحمل الذهب و المال، و قیل: هی كبار الإِبل. و العَسْجَدُ: من فحول الإِبل، معروف، و هو العسجدی أَیضاً كأَنه من إِضافة الشی‌ءِ إِلی نفسه؛ قال النابغة: فِیهمْ بَناتُ العَسْجَدِیّ و لاحِقٍ، وُرْقاً مراكِلُها من المِضْمارِ الجوهری: العسجدیة فی قول الأَعشی: فالعَسْجَدِیَّةُ فالأَبْواءُ فالرِّجَلُ اسم موضع. الأَزهری: العسجدی اسم فرس لبنی أَسَدٍ من نِتاج الدِّیناریّ بن الهُمَیْسِ بن زاد الركب. الجوهری: العسجد هو أَحد ما جاءَ من الرباعی بغیر حرْف ذَوْلَقیٍّ، و الحروف الذَّوْلَقِیَّةُ ستة: ثلاثة من طَرف اللسان و هی الراء و اللام و النون، و ثلاثة شَفَهِیَّة و هی الباء و الفاء و المیم، و لا نجد كلمة رباعیة أَو خماسیة إِلا و فیها حرف أَو حرفان
(3). قوله [بنون إلخ] بیاقوت بدل المصراع الثانی ما نصه [صفایا كنة الآبار كوم] فالظاهر أَن ما هنا عجز بیت آخر
لسان العرب، ج‌3، ص: 291
من هذه الستة أَحرف، إِلا ما جاءَ نحو عسجد و ما أَشبهه.

عسقد؛ ج3، ص: 291

: العُسْقُد: الرجلُ الطُّوالُ فیه لَوْثَةٌ؛ عن الزجاجی. الأَزهری: العُسْقُدُ الطویلُ الأَحمقُ.

عشد؛ ج3، ص: 291

: عَشَدَه یَعْشِدُه عَشْداً: جَمَعَه.

عصد؛ ج3، ص: 291

: العَصْدُ: اللَّیُّ. عَصَدَ الشی‌ءَ یَعْصِدُه عَصْداً، فهو مَعْصُود و عَصیدٌ: لواه؛ و العَصِیدَةُ منه، و المِعْصَدُ ما تُعْصَدُ به. قال الجوهری: و العصیدَةُ التی تَعْصِدُها بالمسواط فَتُمِرُّها به، فتنقلب و لا یَبْقَی فی الإِناءِ منها شی‌ء إِلا انقلب. و‌فی حدیث خَوْلَةَ: فقَرَّبْتُ له عَصِیدَةً؛ هو دقیق یُلَتُّ بالسمن و یطبخ. یقال: عَصَدْتُ العصیدة و أَعْصَدْتُها أَی اتخذتها. و عَصَدَ البعیر عنقه: لواه نحو حارِكِه للموت؛ یَعْصدُه عُصُوداً، فهو عاصد، و كذلك الرجل. یقال: عَصَدَ فلان «1» یَعْصُدُ عُصُوداً مات؛ و أَنشد شمر: علی الرَّحْلِ ممَّا مَنَّه السیْرُ عاصِدُ و قال اللیث: العاصد هاهنا الذی یَعْصِدُ العصِیدة أَی یدیرها و یقلبها بالمِعْصَدَة؛ شبَّه الناعسَ به لخفقان رأْسه. قال: و من قال إِنه أَراد المیت بالعاصد فقد أَخطأَ. و عَصَدَ السهم: التوی فی مَرٍّ و لم یَقْصِد الهَدَف. و فی نوادر الأَعراب: یومٌ عَطُودٌ «2» و عَطَوَّدٌ و عَصَوَّدٌ أَی طویل. و رَكِبَ فلان عِصْوَدَّه أَی رأْیه و عِرْبَدَّهُ إِذا رَكِبَ رأْیَه. و العَصْدُ و العَزْدُ: النكاحُ لا فعل له. و قال كراع: عصَدَ الرجلُ المرأَة یَعْصِدُها عَصْداً و عزَدَها عَزْداً: نكحها، فجاءَ له بفعل. و أَعْصِدْنی عَصْداً من حمارك و عَزْداً، علی المضارعة، أَی أَعِرْنی إِیاه لأُنْزِیَه علی أَتانی؛ عن اللحیانی. و رجل عَصِیدٌ مَعْصودٌ: نعت سوء. و عَصَدْتُه علی الأَمر عَصْداً إِذا أَكرهته علیه؛ و قد روی بعضهم لعنترة: فهَلَّا و فی الفَغْواءَ عَمْرُو بن جابِرٍ بِذِمَّتِهِ، و ابنُ اللَّقِیطَةِ عِصْیَدُ قال بعضهم: عصید بوزن حِذْیَم و هو المأْبون؛ قال الأَزهری: و قرأْت بخط أَبی الهیثم فی شعر المتلمس یهجو عمرون بن هند: فإِذا حَلَلْتُ و دُونَ بَیْتی غاوَةٌ، فابْرُقْ بأَرضِك ما بدا لكَ و ارْعُدِ أَ بَنِی قِلابَة، لم تكُنْ عاداتُكُم أَخْذَ الدَّنِیَّةِ قَبْلَ خُطَّةِ مِعْصَدِ قال أَبو عبیدة: یعنی عُصِدَ عمرو بن هِند من العَصْدِ و العَزْدِ یعنی منكوحاً. و العِصْوادُ و العُصْوادُ: الجَلَبة و الاختلاطُ فی حرب أَو خصومة، قال: و تَرامی الأَبْطالُ بالنَّظَرِ الشَّزْرِ، و ظَلَّ الكُماةُ فی عِصْوادِ و تَعَصْوَدَ القومُ: جَلَّبوا و اختلطوا. و عَصْوَدُوا عَصْوَدَةً منذ الیوم أَی صاحوا و اقتتلوا. اللیث: العِصْوادُ جَلَبة فی بَلِیَّة، و عَصَدَتْهُم العَصاویدُ: أَصابتهم بذلك. و عِصْوادُ الظلام: اختلاطُه و تراكُبه. و جاءَت الإِبلُ عَصاویدَ إِذا رَكِبَ بعضها بعضاً، و كذلك عَصاویدُ الكلام. و العصاویدُ: العِطاشُ من الإِبل. و رجل عِصْوادٌ: عَسِر شدید. و امرأَة
(1). قوله [عصد فلان] فی القاموس و كعلم و نصر عصوداً مات. (2). قوله [عطود] كذا فی الأَصل بهذا الضبط. و فی شرح القاموس عن نوادر الأَعراب عطرد، براء مهملة مشددة بدل الواو الساكنة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 292
عِصواد: كثیرة الشر؛ قال: یا مَیُّ ذاتَ الطَّوْقِ و المِعْصادِ، فدَتْكِ كلُّ رَعْبَلٍ عِصْوادِ، نَافِیَةٍ للبَعْلِ و الأَوْلادِ و قومٌ عَصاویدُ فی الحرب: یلازمون أَقرانهم و لا یفارقونهم؛ و أَنشد: لمَّا رَأَیْتُهُمُ، لا دَرْءَ دُونَهُمُ، یَدْعونَ لِحْیانَ فی شُعْثٍ عَصاویدِ و قولهم: وقعوا فی عِصْوادٍ أَی فی أَمر عظیم. و یقال: تركتهم فی عِصْوادٍ و هو الشر من قَتْل أَو سِباب أَو صَخَب. و هم فی عِصْوادٍ بینهم: یعنی البلایا و الخصومات. و رجلٌ عِصْوادٌ: مُتعِب؛ و أَنشد: و فی القَرَبِ العِصْوادُ للعِیسِ سائقُ

عصلد؛ ج3، ص: 292

: العَصْلَدُ و العُصْلُودُ: الصُّلْب الشدید.

عضد؛ ج3، ص: 292

: العَضُدُ و العَضْدُ و العُضُدُ و العُضْدُ و العَضِدُ من الإِنسان و غیره؛ الساعدُ و هو ما بین المرفق إِلی الكتف، و الكلام الأَكثر العَضُدُ: و حكی ثعلب: العَضَد، بفتح العین و الضاد، كلٌّ یذكر و یؤْنث. قال أَبو زید: أَهل تِهامة یقولون العُضُد و العُجُزُ و یُذكرون. قال اللحیانی: العضد مؤنثة لا غیر، و هما العَضُدانِ، و جمعها أَعضادٌ، لا یُكَسَّرُ علی غیر ذلك. و‌فی حدیث أُمّ زرع: و ملأَ من شَحْمٍ عَضُدَیَّ؛ العضد ما بین الكَتِفِ و المِرْفَقِ و لم ترده خاصة، و لكنها أَرادت الجسد كله فإِنه إِذا سَمِن العضد سمن سائر الجسد؛ و منه‌حدیث أَبی قتادة و الحمارِ الوحشی: فناولْتُه العضدَ فأَكلها، یرید كتفه. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان أَبیض مُعَضَّداً؛ هكذا رواه یحیی بن معین و هو المُوَثَّقُ الخَلْق؛ و المحفوظ‌فی الروایة: مُقَصّداً؛ و استعمل ساعدةُ بنُ جؤیَّةَ الأَعضاد للنحل، فقال: و كأَنَّ ما جَرَسَتْ علی أَعضادِها، حَیْثُ اسْتَقَلَّ بها الشرائعُ مَحْلَبُ شبه ما علی سوقها من العسل بالمحلب. و رجل «1» عُضِادیٌّ: عظیم العضد، و أَعْضَدُ: دَقیق العضد. و عَضَدَه یَعْضِدُه عَضْداً: أَصاب عَضُدَه؛ و كذلك إِذا أَعَنْتَه و كنتَ له عضداً. و عَضِدَ عَضَداً: أَصابه داءٌ فی عَضُدِه. و عُضِدَ عَضْداً: شكا عَضُدَه، یطَّرد علی هذا بابٌ فی جمیع الأَعضاءِ. و أَعْضَدَ المطرُ و عَضَّدَ: بلغ ثراه العَضُدَ و عَضُدٌ عَضِدَةٌ: قصیرة. و یَدٌ عَضِدَةٌ: قصیرة العَضُد. و العِضادُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ فی العضد عرضاً؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علیّ. و إِبِلٌ مُعَضَّدَةٌ: موسومة فی أَعضادها. و ناقةٌ عَضادٌ: و هی التی لا تَرِدُ النَّضیحَ حتی یَخْلو لهَا، تَنْصرِمُ عن الإِبل و یقال لها القَذُورُ. و العِضادُ و المِعْضَدُ: ما شُدَّ فی العَضُدِ من الحِرْزِ؛ و قیل: المِعْضَدَةُ و المِعْضَد الدُّمْلُجُ لأَنه علی العضد یكون؛ حكاه اللحیانی، و الجمع مَعاضِدُ. و اعْتَضَدْتُ الشی‌ء: جعلته فی عضدی. و المِعْضَدَةُ أَیضاً: التی یشدّها المسافرُ علی عضده و یجعل فیها نفقته، عنه أَیضاً. و ثوب مُعَضَّدٌ: مخطط علی شكل العضد؛ و قال اللحیانی: هو الذی وَشْیُه فی جوانبه. و المُعَضَّدُ: الثوب الذی له عَلَم فی موضع العضد من لابسه؛ قال زهیر یصف بقرة:
(1). قوله [و رجل إلخ] فی القاموس و رجل عضادی مثلثة إلخ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 293
فجالَتْ علی وحْشِیِّها، و كأَنَّها مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِیٍّ مُعَضَّدِ و العَضُدُ: القوة لأَن الإِنسان إِنما یَقْوی بعضده فسمیت القوّة به. و فی التنزیل: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ؛ قال الزجاج: أَی سنعینك بأَخیك. قال: و لفظ العضد علی جهة المثل لأَن الید قِوامُها عَضُدُها. و كل مُعین، فهو عَضُدٌ. و العَضُدُ: المُعین علی المثل بالعضد من الأَعضاءِ. و فی التنزیل: وَ مٰا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً؛ أَی أَعضاداً و إِنما أَفرد لتعتدل رؤوس الآی بالإِفراد. وَ مٰا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً؛ أَی ما كنت یا محمد لتتخذ المضلین أَنصاراً. و عَضُدُ الرجلِ: أَنصاره و أَعوانه. و العرب تقول: فلانٌ یَفُتُّ فی عضد فلان و یقدح فی ساقه؛ فالعضد أَهل بیته و ساقه نفسه. و الاعْتِضادُ: التَّقَوِّی و الاستعانة. و فلان یَعْضُدُ فلاناً أَی یُعِینه. و یقال: فلان عَضُدُ فلانٍ و عِضادَتُه و مُعاضِدُه إِذا كان یعاونه و یرافقه؛ و قال لبید: أَوْ مِسْحَل سَنِق عِضادَة سَمْحَجٍ، بِسَراتها نَدَبٌ له و كُلومُ و اعتضدت بفلان: استعنت. و عَضَدَه یَعْضُدُه عَضْداً و عاضَدَه: أَعانه. و عاضدنی فلان علی فلان أَی عاوننی. و المُعاضدَة: المُعاونة. و عَضُدُ البِناء و غیره و عَضَدُه و أَعْضاده: ما شُدَّ من حوالیه كالصفائح المنصوبة حول شَفِیر الحوض. و عَضُدُ الحوض: من إِزائه إِلی مُؤَخّره، و إِزاؤُه مَصَبُّ الماء فیه، و قیل: عضده جانباه؛ عن ابن الأَعرابی، و الجمع أَعضاد؛ قال لبید یصف الحوض الذی طال عهده بالواردة: راسِخُ الدِّمْنِ علی أَعْضادِه، ثَلَمَتْه كلُّ رِیحٍ و سَبَلْ و عُضود؛ قال الراجز: فَارْفَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ و العُضودُ مِنْ عَكَراتٍ، وَطْؤُها وئِیدُ و عَضُدُ الركائبِ: ما حوالیها. و عَضَدَ الركائبَ یَعْضُدُها عَضْداً: أَتاها من قبَلِ أَعْضادِها فضمَّ بعضها إِلی بعض؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا مَشی لم یَعْضُدِ الرَّكائبا و العاضِدُ: الذی یمشی إِلی جانب دابة عن یمینه أَو یساره. و تقول: هو یَعْضُدُها یكون مرة عن یمینها و مرة عن یسارها لا یفارقها، و قد عَضَدَ یَعْضُدُ عُضُوداً، و البعیرُ معضود؛ قال الراجز: ساقَتُها أَربعةٌ بالأَشْطانْ، یَعْضُدُها اثْنانِ، و یَتْلوها اثنانْ یقال: اعْضُدْ بَعِیرَك و لا تَتْلُه. و عَضَدَ البعیرُ البعیرَ إِذا أَخذ بِعَضُدِه فَصَرَعَه، و ضَبَعَه إِذا أَخذ بِضَبْعَیْهِ. و العاضِدُ: الجمل یأْخُذُ عَضُدَ الناقة فَیَتَنَوَّخُها. و حِمارٌ عَضِدٌ و عاضِدٌ إِذا ضَمَّ الأُتنَ من جوانبها. و عَضُدُ الطریقِ و عِضادَتُه: ناحیته. و عَضُدُ الإِبْطِ و عَضَدُه: ناحیته؛ و قیل: كلُّ ناحیة عَضُدٌ و عَضَدٌ. و أَعْضادُ البیت: نواحِیه. و یقال: إِذا نَخَرَتِ الرِّیحُ من هذه العَضُدِ أَتاك الغیثُ، یعنی ناحیةَ الیمن. و عضُدُ الرَّحْلِ: خشبتان تَلزقان بواسطته؛ و قیل: بأَسفل واسطته. و عضَدَ القَتَبُ البعیرَ عَضْداً: عَضَّه فَعَقَرَه؛ قال ذو الرمة: و هُنَّ علی عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ و عَضَدَتْها الرِّحالُ إِذا أَلَحَّتْ علیها. أَبو زید: یقال لأَعْلی ظَلِفَتَی الرَّحْلِ مما یَلی العَراقی: العَضُدان، و أَسْفَلِهما: الظَّلِفَتانِ، و هما ما سَفَلَ من الحِنْوَین: الواسِط و المُؤخَّرَةِ. و عَضُدُ النعل و عِضادَتاها:
لسان العرب، ج‌3، ص: 294
اللتان تقعان علی القدم. و عِضادتا البابِ و الإِبْزیمِ: ناحیتاه. و ما كان نحو ذلك، فهو العِضادة. و عِضادَتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن یمین الداخل منه و شماله. و العِضادتان: العُودان اللذان فی النِّیر الذی یكون علی عنق ثور العجلة، و الواسِطُ: الذی یكون وسط النیر. و العاضِدان: سَطْران من النخل علی فَلَج. و العَضُدُ من النخل: الطریقة منه. و‌فی الحدیث: أَنّ سَمُرة كانت له عَضُدٌ من نخل فی حائط رجل من الأَنصار؛ حكاه الهرویّ فی الغریبین؛ أَراد طریقة من النخل، و قیل: إِنما هو عَضِیدٌ من النخل. و رجل عَضُدٌ و عَضِدٌ و عَضْدٌ؛ الأَخیرة عن كراع. و امرأَة عَضادٌ «1» قصیرة؛ قال الهذلی: ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِه جَیْدَرِیَّةٌ عَضادٌ، و لا مَكْنوزَةُ اللحمِ ضَمْزَرُ الضمزرُ: الغلیظة اللئیمة. قال المؤرّج: و یقال للرجل القصیر عَضادٌ. و عضَدَ الشجرَ یَعْضِدُه، بالكسر، عَضْداً، فهو مَعْضود و عَضِیدٌ، و اسْتَعْضَدَه: قطعه بالمِعْضَد؛ الأَخیرة عن الهرویّ؛ قال: و منه‌حدیث طهفة: و نَسْتَعْضِدُ البَریرَ‌أَی نقطعه و نَجْنِیه من شجره للأَكل. و العَضَدُ: ما عُضِدَ من الشجر أَو قطع بمنزلة المعضود؛ قال عبد مناف بن ربع الهُذَلی: الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، و الضَّرْبُ هَیْقَعَةٌ، ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّیمَةِ العَضَدَا الشغشغة: صوت الطَّعْن. و الهیقعة: صوت الضرب بالسیف. و المُعَوِّلُ: الذی یبنی العالَةَ، و هی ظُلَّةٌ من الشجر یُسْتَظَلُّ بها من المطر. و‌فی حدیث تحریم المدینة: نهی أَن یُعْضَدَ شجرُها‌أَی یقطع. و‌فی الحدیث: لوَدِدْتُ أَنی شجرةٌ تُعْضَد.و‌فی حدیث ظبیان: و كان بنو عمرو بن خالد من جَذیمَةَ یخبِطون عَضِیدَها و یأْكلون حَصِیدَها؛ العَضِیدُ و العَضَدُ: ما قُطِع من الشجر أَی یضربونه لیسقط ورقه فیتخذوه عَلَفاً لإِبلهم. و عَضَدَ الشجرَ: نَثَر ورَقَها لإِبله؛ عن ثعلب، و اسم ذلك الورَقِ العَضَدُ. و المِعْضَدُ و المِعْضادُ من السیوف: المُمْتَهَنُ فی قطع الشجر؛ أَنشد ثعلب: سَیْفاً بِرِنْداً لم یكن مِعْضاداً قال: و المِعْضادُ سیف یكون مع القصّابین تقطع به العظام. و المعضاد: مثل المِنْجل لیس لها أُشُرٌ «2». یُرْبَط نِصابُها إِلی عصا أَو قناة ثم یَقْصِمُ الراعی بها علی غنمه أَو إِبله فُروعَ غُصونِ الشجر؛ قال: كأَنما تُنْحی، علی القَتادِ و الشَّوْكِ، حَدَّ الْفَأْسِ و المِعْضادِ و قال أَبو حنیفة: كل ما عُضِد به الشجر فهو مِعْضَد. قال: و قال أَعرابی: المِعْضَدُ عندنا حدیدة ثقیلة فی هیئة المِنْجل یقطع بها الشجر. و العَضِیدُ: النخلة التی لها جِذْعٌ یَتناولُ منه المتناول، و جمعه عِضْدانٌ؛ قال الأَصمعی: إِذا صار للنخلة جذع یتناول منه المتناول فتلك النخلة العَضِیدُ، فإِذا فأَتت الید فهی جَبَّارَةٌ. و العَواضِدُ: ما ینبت من النخل علی جانبی النهر. و بُسْرَةٌ مُعَضِّدة، بكسر الضاد: بدا الترطیب فی أَحد جانبیها. و قال النضر: أَعضادُ المزارع حدودها یعنی الحدود التی تكون فیما بین الجار و الجار كالجُدْران فی الأَرضین. و العضد، بالتحریك: داء یأْخذ الإِبل فی أَعضادها
(1). قوله [و امرأة عضاد] فی القاموس و العضاد كسحاب القصیر من الرجال و النساء و الغلیظة العضد. (2). قوله [أشر] كشطب و شطب، بفتح الشین و ضمها كما فی الصحاح و القاموس، و قوله نصابها كذا فیه و فی شرح القاموس و لعله نصالها باللام لا بالباء
لسان العرب، ج‌3، ص: 295
فَتُبَطُّ، تقول منه: عَضِدَ البعیر، بالكسر؛ قال النابغة: شَكَّ الفَریصَةَ بالمِدْری فَأَنْفَذَها، شَكَّ المُبَیْطِر إِذ یَشفِی من العَضَدِ و الیَعْضِیدُ: بقلة، و هو الطَّرْخَشْقوق، و فی التهذیب: التَّرْخَجْقوق. قال ابن سیدة: و الیعضید بقلة زهرها أَشد صفرة من الوَرْس، و قیل: هی من الشجر، و قیل: هی بقلة من بقول الربیع فیها مَرارة. و قال أَبو حنیفة: الیعضید بقلة من الأَحرار مرة، لها زهرة صفراء تشتهیها الإِبل و الغنم و الخیل أَیضاً تُعْجِبُ بها و تُخْصِبُ علیها؛ قال النابغة و وصف خیلًا: یَتَحَلَّبُ الیَعْضِیدُ من أَشْداقِها، صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ

عطد؛ ج3، ص: 295

: العَطْدُ: الشدّة. و العَطَوَّدُ: الشدید الشاقُّ من كل شی‌ء. و سَفَرٌ عَطَوَّدٌ: شاق شدید، و قیل: بعید؛ قال: فقد لَقِینا سَفَراً عَطَوَّدا، یَتْرُكُ ذا اللَّوْنِ البَصیصِ أَسْودا و العَطَوَّدُ: الانطلاقُ السریع؛ قال: إِلیك أَشْكُو عَنَقاً عَطَوَّدا و قد حكی كل ذلك بالراء مكان الواو و سنذكره فی الرباعی. و یومٌ عَطَوَّدٌ: تامّ. قال الأَزهری: و ذهب یوماً عطوَّداً أَی یوماً أَجمعَ؛ و أَنشد: أَتْمٌ، أُدِیمَ یومَها عَطَوّدا، مِثْلَ سُری لَیْلَتِها، أَو أَبْعَدا و العَطَوَّدُ: الطویلُ. و العطوّد: المرتفع. و جبل عَطَوَّدٌ و عَطَرَّدٌ و عَصَوَّدٌ أَی طویل. و قال ابن شمیل: هذا طریق عَطَوَّدٌ أَی بیّن یَذْهَبُ فیه حیثما شاء.

عطرد؛ ج3، ص: 295

: ناقة عَطَرَّدَةٌ: مرتفعة. و رجل عَطَرَّد، بتشدید الراء: طویل. و سیر عَطَرَّد: كعطوَّد. و یوم عطرَّدٌ و عطوَّدٌ: طویل. و طریق عطرَّد: ممتدّ طویل، و شأْوٌ عَطَرَّدٌ. و یقال: عَطْرِدْ لنا عندك هذا یا فلان أَی صَیِّره لنا عندك كالعِدَة و اجعله لنا عُطْروداً مِثْلُه؛ قال: و منه اسم عُطارِدٍ. و عُطارِدٌ: كوكب لا یفارق الشمس. قال الأَزهری: و هو كوكبُ الكتاب. و قال الجوهری: هو نجم من الخُنَّسِ. و عُطارِدٌ: حَیٌّ من سَعْد، و قیل: عُطارِدٌ بطنٌ من تَمیمٍ رَهْطُ أَبی رَجاءٍ العُطاردی.

عطود؛ ج3، ص: 295

: العَطَوَّدُ: السیر السریع؛ قال: و هو ملحق بالخماسی بتشدید الواو؛ قال الراجز: إِلیك أَشكُو عَنَقاً عَطَوَّدا و یوم عَطَرَّد و عَطَوَّدٌ: طویل.

عفد؛ ج3، ص: 295

: عَفَدَ یَعْفِد عَفْداً و عَفَداناً: طَفَرَ، یمانیة، و قیل: هو إِذا صف رجلیه فوثب من غیر عَدْو. و العَفْد: طائر یشبه الحَمام، و قیل: هو الحمام بعینه، و الجمع عُفْدانٌ. أَبو عمرو: الاعْتِفادُ أَن یُغْلِقَ الرجل بابَهُ علی نفسه فلا یسأَل أَحداً حتی یموت جوعاً؛ و أَنشد: و قائلةٍ: ذَا زَمانُ اعْتِفادِ، و مَن ذاكَ یَبْقی علی الاعْتِفاد؟ و قد اعْتَفَدَ یَعْتَفِدُ اعتِفاداً. قال محمد بن أَنس: كانوا إِذا اشتدّ بهم الجوع و خافوا أَن یموتوا أَغْلَقوا علیهم باباً، و جعلوا حظیرة من شجرة یدخلون فیها لیموتوا جوعاً. قال: و لقی رجل جاریة تبكی فقال لها: ما لك؟ قالت: نرید أَن نعتفد؛ قال: و قال النظار بن هاشم الأَسدی:
لسان العرب، ج‌3، ص: 296
صاحَ بِهِم، علی اعتِفادٍ، زَمانْ مُعْتَفَدٌ قَطَّاعُ بَیْنِ الأَقْرانْ قال شمر: و وجدته فی كتاب ابن بُزُرْج اعْتَقَدَ الرجلُ، بالقاف، و آطَمَ و ذلك أَن یُغْلق علیه باباً إِذا احتاج حتی یموت.

عقد؛ ج3، ص: 296

: العَقْد: نقیض الحَلِّ؛ عَقَدَه یَعْقِدُه عَقْداً و تَعْقاداً و عَقَّده؛ أَنشد ثعلب: لا یَمْنَعَنَّكَ، مِنْ بِغاءِ الخَیْرِ، تَعْقادُ التمائمْ و اعتَقَدَه كعَقَدَه؛ قال جریر: أَسِیلَةُ معْقِدِ السِّمْطَیْنِ منها، وَ رَیَّا حیثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا و قد انعَقَد و تعَقَّدَ. و المعاقِدُ: مواضع العَقْد. و العَقِیدُ: المُعَاقِدُ. قال سیبویه: و قالوا هو منی مَعْقِدَ الإِزار أَی بتلك المنزلة فی القرب، فحذفَ و أَوْصَلَ، و هو من الحروف المختصة التی أُجریت مُجْری غیر المختصة لأَنه كالمكان و إِن لم یكن مكاناً، و إِنما هو كالمثل، و قالوا للرجل إِذا لم یكن عنده غناء: فلان لا یَعْقِدُ الحَبْلَ أَی أَنه یَعْجِزُ عن هذا علی هَوانِهِ و خفَّته؛ قال: فإِنْ تَقُلْ یا ظَبْیُ حَلًّا حَلَّا، تَعْلَقْ و تَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا أَی تجِدُّ و تَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه و إِرْغامِهِ حتی كأَنها تَعْقِدُ علی نفسه الحبْل. و العُقْدَةُ: حَجْمُ العَقْد، و الجمع عُقَد. و خیوط معقَّدة: شدّد للكثرة. و یقال: عقدت الحبل، فهو معقود، و كذلك العهد؛ و منه عُقْدَةُ النكاح؛ و انعقَدَ عَقْدُ الحبل انعقاداً. و موضع العقد من الحبل: مَعْقِدٌ، و جمعه مَعاقِد. و‌فی حدیث الدعاء: أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِك‌أَی بالخصال التی استحق بها العرشُ العِزَّ أَو بمواضع انعقادها منه، و حقیقة معناه: بعز عرشك؛ قال ابن الأَثیر: و أَصحاب أَبی حنیفة یكرهون هذا اللفظ من الدعاء. و جَبَرَ عَظْمُه علی عُقْدَةٍ إِذا لم یَسْتَوِ. و العُقْدَةُ: قلادة. و العِقْد: الخیط ینظم فیه الخرز، و جمعه عُقود. و قد اعتقَدَ الدرَّ و الخرَزَ و غیره إِذا اتخذ منه عِقْداً، قال عدیَّ بن الرقاع: و ما حُسَیْنَةُ، إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا لِلبَیْنِ، و اعَتَقَدتْ شَذْراً و مَرْجاناً و المِعْقادُ: خیط ینظم فیه خرزات و تُعَلَّق فی عنق الصبی. و عقَدَ التاجَ فوق رأْسه و اعتقده: عَصَّبَه به؛ أَنشد ثعلب لابن قیس الرقیات: یَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه علی جَبینٍ، كأَنه الذَّهَبُ و‌فی حدیث قیس بن عَبَّاد قال: كنتُ آتی المدینةَ فأَلقی أَصحابَ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، و أَحَبُّهم إِلیّ عمرُ بن الخطاب، رضی الله عنه، و أُقیمت صلاة الصبح فخرج عمر و بین یدیه رجل، فنظر فی وجوه القوم فعرفهم غیری، فدفعنی من الصف و قام مقامی ثم قعد یحدّثنا، فما رأَیت الرجال مدت أَعناقها متوجهةً إِلیه فقال: هلَك أَهلُ العُقَدِ و ربِّ الكعبةِ، قالها ثلاثاً، و لا آسَی علیهم إِنما آسی علی من یَهْلِكون من الناس؛ قال أَبو منصور: العُقَدُ الوِلایاتُ علی الأَمصار، و‌رواه غیره: هلك أَهلُ العَقَدِ، و قیل: هو من عَقْدِ الولایة للأُمراء. و‌فی حدیث أُبَیّ: هلكَ أَهلُ العُقْدَة و ربِّ الكعبة؛ یرید البَیْعَة المعقودة للولایة. و عَقَدَ العَهْدَ و الیمین یَعْقِدهما عَقْداً و عَقَّدهما: أَكدهما. أَبو زید فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 297
قوله تعالی: وَ الَّذِینَ عَقَدَتْ أَیْمٰانُكُمْ و عاقدت أَیمانكم؛ و قد قرئ عَقَّدَتْ بالتشدید، معناه التوكید و التغلیظ، كقوله تعالی: وَ لٰا تَنْقُضُوا الْأَیْمٰانَ بَعْدَ تَوْكِیدِهٰا، فی الحلف أَیضاً. و‌فی حدیث ابن عباس فی قوله تعالی: و الذین عاقَدَت أَیمانُكم المُعاقَدَة: المُعاهَدة و المیثاق. و الأَیمانُ: جمع یمین القَسَمِ أَو الید.فأَما الحرف فی سورة المائدة: وَ لٰكِنْ یُؤٰاخِذُكُمْ بِمٰا عَقَّدْتُمُ الْأَیْمٰانَ، بالتشدید فی القاف قراءة الأَعمش و غیره، و قد قرئ عَقَدْتُمُ بالتخفیف؛ قال الحطیئة: أُولئك قوم، إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البنا، و إِن عاهدوا أَوفَوْا، و إِن عاقَدوا شَدُّوا و قال آخر: قوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم و قال فی موضع آخر: عاقدوا، و فی موضع آخر: عَقَّدوا، و الحرف قرئ بالوجهین؛ و عَقَدْتُ الحبْلَ و البیع و العهد فانعقد. و العَقْد: العهد، و الجمع عُقود، و هی أَوكد العُهود. و یقال: عَهِدْتُ إِلی فلانٍ فی كذا و كذا، و تأْویله أَلزمته ذلك، فإِذا قلت: عاقدته أَو عقدت علیه فتأْویله أَنك أَلزمته ذلك باستیثاق. و المعاقدة: المعاهدة. و عاقده: عهده. و تعاقد القوم: تعاهدوا. و قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ؛ قیل: هی العهود، و قیل: هی الفرائض التی أُلزموها؛ قال الزجاج: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، خاطب الله المؤمنین بالوفاءِ بالعقود التی عقدها الله تعالی علیهم، و العقُودِ التی یعقِدها بعضهم علی بعض علی ما یوجبه الدین. و العَقِیدُ: الحَلیفُ؛ قال أَبو خراش الهذلی: كم مِن عَقِیدٍ و جارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ، و مِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قد قَتَلُوا و عَقَدَ البِناءَ بالجِصِّ یَعْقِدُه عَقْداً: أَلْزَقَهُ. و العَقْدُ: ما عَقَدْتَ من البِناءِ، و الجمع أَعْقادٌ و عُقودٌ. و عَقَدَ: بنی عَقْداً. و العَقْدُ: عَقْدُ طاقِ البناءِ، و قد عَقَّدَه البَنَّاءُ تَعْقِیداً. و تَعَقَّدَ القوْسُ فی السماء إِذا صار كأَنه عَقْد مَبْنّی. و تَعَقَّدَ السَّحابُ: صار كالعقد المبنی. و أَعقادُه: ما تعَقَّدَ منه، واحدها عَقْد. و المَعْقِدُ: المَفْصِلُ. و الأَعْقَدُ من التُّیوس: الذی فی قَرْنِه الْتِواء، و قیل: الذی فی قرنه عُقْدة، و الاسم العَقَد. و الذئبُ الأَعْقَدُ: المُعْوَجُّ. و فحل أَعْقَدُ إِذا رفع ذَنَبَه، و إِنما یفعل ذلك من النشاط. و ظبیة عاقد: انعقد طرَفُ ذنبها، و قیل: هی العاطف، و قیل: هی التی رفعت رأْسها حذراً علی نفسها و علی ولدها. و العَقْداءُ من الشاء: التی ذنبها كأَنه معقود. و العَقَدُ: التواءٌ فی ذنَب الشاة یكون فیه كالعُقْدة؛ شاةٌ أَعْقَدُ و كَبْشٌ أَعْقد و كذلك ذئب أَعقد و كلب أَعقد؛ قال جریر: تَبُول علی القَتادِ بناتُ تَیْمٍ، مع العُقَدِ النَّوابحِ فی الدِّیار و لیس شی‌ءٌ أَحَبَّ إِلی الكلب من أَن یبول علی قَتادةٍ أَو علی شُجَیْرَةٍ صغیرة غیرها. و الأَعْقَدُ: الكلب لانعقاد ذنبه جعلوه اسماً له معروفاً. و كلُّ مُلْتَوی الذنَب أَعْقَدُ. و عُقْدَة الكلب: قضیبه و إِنما قیل عُقدة إِذا عَقَدَت علیه الكلبةُ فانتفخ طَرَفه. و العَقَدُ: تَشبُّثُ ظبیةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِیبِ الثَّمْثَم، و الثمثمُ كلب الصَّیْد، و اللعوة: الأُنثی، و ظَبْیَتُها: حَیاؤُها. و تعاقدت الكلابُ: تَعاظَلَتْ؛ و سمی جریر الفرزدقَ عُقْدانَ، إِما علی التشبیه له بالكلب الأَعْقَدِ الذنبِ، و إِما علی التشبیه بالكلب المُتعَقِّدِ مع الكلبة إِذا عاظَلَها، فقال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 298
و ما زِلْتَ یا عُقْدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ، تُناجِی بها نَفْساً لَئِیماً ضَمِیرُها و قال أَبو منصور: لقبه عُقْدانَ لِقِصَرِه؛ و فیه یقول: یا لَیْتَ شِعْری ما تَمَنَّی مُجاشِعٌ، و لم یَتَّرِكْ عُقْدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا أَی أَعرَقَ فی النَّزْع و لم یَدَعْ للصلح موضعاً. و إِذا أَرْتَجَتِ الناقةُ علی ماءِ الفحل فهی عاقِدٌ، و ذلك حین تَعْقِدُ بذنبها فَیُعْلَمُ أَنها قد حملت و أَقرت باللِّقاحِ. و ناقة عاقد: تعقد بذَنَبِها عند اللِّقاح؛ أَنشد ابن الأَعرابی: جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ، و بُزْلٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً و حُولُ و ظَبْیٌ عاقِدٌ: واضِعٌ عُنُقَه علی عَجُزه، قد عطَفَه للنوم؛ قال ساعدة بن جؤیة: و كأَنما وافاكَ، یومَ لَقِیتَها، من وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ و الجمع العَواقِدُ؛ قال النابغة الذبیانی: حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد و هی العواطِفُ أَیضاً. و جاءَ عاقِداً عُنُقَه أَی لاویاً لها من الكِبْر. و‌فی الحدیث: من عَقَدَ لِحْیَتَه فإِن محمداً بَرِی‌ءٌ منه؛ قیل: هو معالجتها حتی تَنْعَقِد و تَتَجَعَّد، و قیل: كانوا یَعْقِدونها فی الحروب فأَمرهم بإِرسالها، كانوا یفعلون ذلك تكبراً و عُجْباً. و عقدَ العسلُ و الرُّبُّ و نحوُهما یَعْقِدُ و انعَقَدَ و أَعْقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ و عَقِید: غَلُظَ؛ قال المتلمس فی ناقة له: أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مُعْقَدِ و كذلك عَقیدُ عَصیر العنب. و روی بعضهم: عَقَّدْتُ العسلَ و الكلامَ أَعْقَدْتُ؛ و أَنشد: و كان رُبًّا أَوْ كُحَیْلًا مُعْقَدا قال الكسائی: و یقال للقطران و الربّ و نحوه: أَعْقَدْتُه حتی تَعَقَّد. و الیَعْقِیدُ: عسل یُعْقَدُ حتی یَخْثُرَ، و قیل: الیَعْقِیدُ طعامٌ یُعْقَدُ بالعسل. و عُقْدَةُ اللسان. ما غلُظَ منه. و فی لسانه عُقْدَةٌ و عَقَدٌ أَی التِواء. و رجل أَعْقَدُ و عَقِدٌ: فی لسانه عُقْدَة أَو رَتَجٌ؛ و عَقِدَ لسانهُ یَعْقَدُ عَقَداً. و عَقَّد كلامَه: أَعوَصَه و عَمَّاه. و كلامٌ مُعَقَّدٌ أَی مُغَمَّضٌ. و قال إِسحاق بن فرج: سمعت أَعرابیّاً یقول: عَقَدَ فلانُ بن فلان عُنقَه إِلی فلان إِذا لجأَ إِلیه و عَكَدَها. و عَقَدَ قَلْبه علی الشی‌ء: لَزِمَه، و العرب تقول: عَقَد فلان ناصیته إِذا غضب و تهیأَ للشر؛ و قال ابن مقبل: أَثابُوا أَخاهُمْ، إِذْ أَرادُوا زِیالَه بأَسْواطِ قِدٍّ، عاقِدِینَ النَّواصِیا و‌فی حدیث: الخیلُ مَعقودٌ فی نواصیها الخیْرُ‌أَی ملازم لها كأَنه معقود فیها. و‌فی حدیث الدعاء: لك من قلوبنا عُقْدَةُ النَّدم؛ یرید عَقْدَ العزم علی الندامة و هو تحقیق التوبة. و‌فی الحدیث: لآمُرَنَّ براحلتی تُرْحَلُ ثم لا أَحُلُّ لها عُقْدةً حتی أَقدَمَ المدینة‌أَی لا أَحُلُّ عزمی حتی أَقدَمَها؛ و قیل: أَراد لا أَنزل عنها فأَعقلها حتی أَحتاج إِلی حل عقالها. و عُقْدَة النكاحِ و البیعِ: وجوبهما؛ قال الفارسی: هو من الشدّ و الربط، و لذلك قالوا: إِمْلاكُ المرأَةِ، لأَن أَصل هذه الكلمة أَیضاً العَقْدُ، فقیل إِملاك المرأَة كما قیل عقدة النكاح؛ و انعَقدَ النكاحُ بین الزوجین و البیعُ بین المتبایعین. و عُقْدَةُ كلِّ شی‌ءٍ: إِبرامه. و‌فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 299
الحدیث: مَن عقدَ الجِزْیة فی عنقه فقد بَرِی‌ءَ مما جاءَ به رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ عَقْدُ الجِزْیةِ كنایة عن تقریرها علی نفسه كما تعقد الذمة للكتابی علیها. و اعتقدَ الشی‌ءُ: صَلُبَ و اشتد. و تَعَقَّد الإِخاءُ: استحكم مثل تَذَلَّلَ. و تَعَقَّدَ الثَّرَی: جَعُدَ. و ثَرًی عَقِدٌ علی النسَبِ: مُتَجَعِّدٌ. و عقدَ الشحمُ یعقِدُ: انبنی و ظهر. و العَقِدُ: المتراكِمُ من الرمل، واحده عَقِدَة و الجمع أَعقادٌ. و العَقَدُ لغة فی العَقِدِ؛ و قال همیان: یَفْتَحُ طُرْقَ العَقِدِ الرَّواتِجا لكثرة المطر. و العَقدُ: ترطُّبُ الرمل من كثرة المطر. و جمل عَقِدٌ: قویّ. ابن الأَعرابی: العَقِدُ الجمل القصیر الصبور علی العمل. و لئیم أَعقد: عسر الخُلُق لیس بسهل؛ و فلان عَقِیدُ الكرَم و عَقِیدُ اللُّؤْمِ. و العَقَدُ فی الأَسنان كالقادِحِ. و العاقِدُ: حریم البئر و ما حوله. و التَّعَقُّدُ فی البئر: أَن یَخْرخَ أَسفَلُ الطیِّ و یدخل أَعلاه إِلی جِرابها، و جِرابُها اتساعها. و ناقة مَعْقُودَةُ القَرا: مُوَثَّقَهُ الظهر؛ و جمل عَقْدٌ؛ قال النابغة: فكیْفَ مَزارُها إِلا بِعَقْدٍ مُمَرٍّ، لیس یَنْقُضُه الخَؤُون؟ المراد الحَبْلُ و أَراد به عَهْدَها. و العُقْدَةُ: الضَّیْعَةُ. و اعتَقَدَ أَیضاً: اشتراها. و العُقْدة: الأَرض الكثیرة الشجر و هی تكون من الرِّمْثِ و العَرْفَجِ، و أَنكرها بعضهم فی العرفج، و قیل: هو المكان الكثیر الشجر و النخل؛ و‌فی الحدیث: فعدلت عن الطریق فإِذا بعقدة من شجر‌أَی بقعة كثیرة الشجر؛ و قیل: العقدة من الشجر ما یكفی الماشیة؛ و قیل: هی من الشجر ما اجتمع و ثبت أَصله یرید الدوامَ. و قولهم؛ آلَفُ من غُرابِ عُقْدَة؛ قال ابن حبیب: هی أَرض كثیرة النخیل لا یطیرُ غُرابُها. و فی الصحاح: آلفُ من غُراب عُقْدة لأَنه لا یُطَیَّرُ. و العُقْدَة: بقیة المَرْعَی، و الجمع عُقَدٌ و عِقادٌ. و فی أَرض بنی فلان عُقْدة تكفیهم سنتهم، یعنی مكاناً ذا شجر یرعونه. و كل ما یعتقده الإِنسان من العقار، فهو عقدة له. و اعتقد ضَیْعة و مالًا أَی اقتناهما. و قال ابن الأَنباری: فی قولهم لفلان عُقْدة، العقدة عند العرب الحائط الكثیر النخل. و یقال للقَرْیة الكثیرة النخل: عُقْدة، و كأَنّ الرجل إِذا اتخذ ذلك فقد أَحكم أَمره عند نفسه و استوثق منه، ثم صیروا كل شی‌ء یستوثق الرجل به لنفسه و یعتمد علیه عُقْدة. و یقال للرجل إِذا سكن غضبه: قد تحللت عُقَدُه. و اعتقد كذا بقلبه و لیس له معقودٌ أَی عقدُ رأْی. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان یبایع و فی عُقْدته ضعف‌أَی فی رأْیه و نظره فی مصالح نفسه. و العَقَدُ و العَقَدانُ: ضرب من التمر. و العَقِدُ، و قیل العَقَد: قبیلة من الیمن ثم من بنی عبد شمس بن سعد. و بنو عَقِیدَةَ: قبیلة من قریش. و بنو عَقِیدَةَ: قبیلة من العرب. و العُقُدُ: بطون من تمیم. و قیل: العَقَدُ قبیلة من العرب یُنْسَبُ إِلیهم العَقَدِیُّ. و العَقَدُ: من بنی یربوع خاصة؛ حكاه ابن الأَعرابی. قال: و اللَّبكُ بنو الحرث بن كعب ما خلا مِنْقَراً، و ذِئابُ الغضا بنو كعب بن مالك بن حَنْظَلَة. و العُنْقُودُ: واحد عناقِیدِ العنب، و العِنقادُ لغة فیه؛ قال الراجز: إِذ لِمَّتی سَوْداء كالعِنْقادِ و العُقْدَةُ من المَرْعَی: هی الجَنْبَةُ ما كان فیها من مَرْعَی عام أَوّلَ، فهو عُقْدَةٌ و عُرْوَةٌ فهذا من الجَنْبَة، و قد یضطرُّ المالُ إلی الشجر، و یسمی عقدة
لسان العرب، ج‌3، ص: 300
و عروة فإِذا كانت الجنبة لم یقل للشجر عقدة و لا عروة؛ قال: و منه سمیت العُقْدَة؛ و قال الرقاع العاملی: خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبینَها، مِن عَرْكِها عَلَجانَها و عَرادَها و‌فی حدیث ابن عمرو: أَ لم أَكن أَعلم السباعَ هاهنا كثیراً؟ قیل: نعم و لكنها عُقِدَت فهی تخالط البهائم و لا تَهِیجُها‌أَی عُولِجَتْ بالأُخَذِ و الطلسمات كما یعالج الرومُ الهوامَّ ذواتِ السموم، یعنی عُقِدت و مُنِعتْ أَن تضر البهائم. و‌فی حدیث أَبی موسی: أَنه كسا فی كفَّارة الیمین ثوبین ظَهْرانِیًّا و مُعَقَّداً؛ المُعَقَّدُ: ضرب من برودِ هَجَرَ.

عكد؛ ج3، ص: 300

: العُكْدَةُ و العَكَدَةُ: أَصل اللسان و الذنب و عُقْدَتُه، و الجمع عُكَدٌ و عَكَد. و‌فی الحدیث: إِذا قطع اللسان من عُكْدَتِه ففیه كذا؛ العُكْدَةُ عُقْدَةُ أَصل اللسان، و قیل: معظمه، و قیل: وَسَطُه. و عَكْدُ كلِّ شی‌ءٍ: وسَطُه. و عَكَدَة القلب: أَصله بین الرئتین. و عَكِدَ الضبّ یَعْكَدُ عَكَداً، فهو عَكِدٌ، و استَعْكَدَ: سَمِنَ و صَلُبَ لحمُه. و استَعْكَدَ الضبُّ بحجر أَو شجر إِذا تَعَصَّرَ به مخافةَ عُقابٍ أَو بازٍ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی یصف الضب: إِذا اسْتَعْكَدَتْ منه بكلِّ كُدایَةٍ من الصَّخْرِ، وافاها لَدی كلِّ مسرح و ناقة عَكِدَةٌ: سمینة. و اسْتَعْكَدَ الماءُ: اجتمع؛ و یروی بیت إمرئِ القیس: تَری الفَأْرَ فی مُسْتَعْكِدِ الماءِ لاحِباً علی جَدَدِ الصَّحْراءِ، مِن شَدِّ مَلْهَبِ و عَكْدُكَ هذا الأَمْرُ. و حَبابُك و شَبابُكَ و مجهودُك و معكودُك أَن تفعل كذا معناه كلِّه: غایتُك و آخِرُ أَمْرِكَ أَی قُصاراكَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: سَنُصْلی بها القَوْمَ الذین اصْطَلَوْا بها، و إِلَّا فمَعكودٌ لَنا أُمُّ جُندُبِ ثم فسره فقال: مَعْكود لنا أَی قُصاری أَمْرِنا و آخره أَن نَظْلِمَ فنَقْتُلَ غیرَ قاتِلِنا. و أُم جندب هنا: الغَدْرُ و الداهیةُ، و هذا معكودٌ أَی عَتِیدٌ. و المَعْكُودُ: المحبوس؛ عن یعقوب. و لبن عُكالِدٌ و عُكَلِدٌ أَی خاثر، بزیادة اللام. و العِلْكِدُ: القَصیرةُ اللَّحِیمةُ.

عكرد؛ ج3، ص: 300

: غلام عُكْرُدٌ و عُكْرُودٌ و عُكَرِدٌ: سمین. و قد عَكْرَدَ الغلامُ و البعیر یُعَكْرِدُ عَكْرَدَة إِذا سمن. و قد یكون ذلك فی غیر الإِنسان. و‌فی حدیث العُرنیین: فسَمِنوا و عَكْرَدُوا‌أَی غَلُظوا و اشتدوا. یقال للغلام الغلیظ المشتدّ: عَكْرَدٌ و عُكْرُود.

عكلد؛ ج3، ص: 300

: لبنٌ عُكَلِدٌ كَعُكَلِطٍ: خاثر. و العُكَلِدُ و العُلَكِدُ كله: الغلیظُ الشدید العنق و الظهر من الإِبل و غیرها، و قیل: هو الشدید عامَّةً، الذكر فیه و الأُنثی سواء، و الاسم العَكْلَدَة.

علد؛ ج3، ص: 300

: العَلْدُ: عَصَبُ العُنُق، و جمعه أَعلادٌ. و الأَعْلاد: مَضائغُ فی العُنُقِ من عَصَبٍ، واحدها عَلْدٌ؛ قال رؤْبة یصف فحلًا: قَسْبُ العَلابیِّ جُراز الأَعْلادْ قال ابن الأَعرابی: یرید عصَبَ عنقه. و القَسْبُ: الشدیدُ الیابس. قال أَبو عبیدة: كان مجاشِعُ بن دارمٍ عِلْودَّ العُنق. قال أَبو عمرو: العِلْوَدُّ من الرجال الغلیظ الرقَبَة. و العَلْدُ: الصُّلْبُ الشدیدُ من كل شی‌ءٍ كأَن فیه
لسان العرب، ج‌3، ص: 301
یُبساً من صلابته، و هو أَیضاً: الراسی الذی لا یَنقادُ و لا یَنْعَطِفُ، و قد عَلِدَ عَلَداً. و رجل عِلْوَدٌّ و امرأَة عِلْوَدَّةٌ: و هو الشدید ذو القَسْوة. و العِلْوَدُّ و العَلْوَدُّ من الرجال و الإِبل: المُسِنُّ الشدید، و قیل: الغلیظ؛ قال الدُّبَیْرِیُّ یصف الضب: كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّا عَرادَةٍ، كَبیران عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشاهُما علْوَدَّان: ضَخْمان. و اعْلَوَّدَ الرجلُ إِذا غلط. و العِلْوَدُّ، بتشدید الدال: الكبیر الهرم؛ و وصف الفرزدق بَظْرَ أُم جریر بالعلودّ فقال: بِئْسَ المُدافِعُ عنكمُ عِلْوَدُّها، و ابنُ المَراغَةِ كانَ شَرّ مُجِیر و إِنما عنی به عِظَمَه و صَلابَتَه. و ناقة عِلْوَدَّة: هَرِمة. و سید عِلْوَدٌّ: رزین ثخین؛ و وقع فی بعض نسخ الكتاب: العِلوَدُ، بالتخفیف، فزعم السیرافی أَنها لغة. و اعْلَوَّدَ: لَزِمَ مَكانه فلم یُقْدَر علی تحریكه؛ قال رؤبة: و عِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا، تَثاقلتْ أَركانُه و اعْلَوَّدا و عَلْوَدَ یُعَلْوِدُ إِذا لزم مكانه فلم یُقْدَرْ علی تحریكه. قال ابن شمیل: العِلْوَدَّةُ من الخیل التی تَنْقادُ بقوائمها و تَجْذِبُ بِعُنُقِها القائد جَذْباً شدیداً، و قلما یقودها حتی یسوقها سائق من ورائها، و هی غیر طَیِّعَةِ القِیادة و لا سَلِسَةٍ؛ و أَما قول الأَسود بن یعفر: و غُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطاوِلٌ، نَبیلٌ كَجُثْمانِ الجُرادَةِ ناشِرُ فإِنه أَراد بِعِلْوَدِّها عُنُقَها، أَراد الناقة. و الجُرادَةُ: اسم رملةٍ بعینها؛ و قال الراجز: أَیُّ غُلامٍ لَشَ عِلَوَدِّ العُنُقْ لیس بِكَبَّاسٍ و لا جَدٍّ حَمِقْ «3». قوله لَشَ أَراد لك، لغة لبعض العرب. و العُلادی و العَلَنْدی و العُلَنْدی: البعیر الضخم الشدید، و قیل: الضخم الطویل و كذلك الفرس، و قیل: هو الغلیط من كل شی‌ء، و الأُنثی عَلَنْداة، و الجمع عَلادی، و حكی سیبویه عَلَدْنی. و فی التهذیب: عَلانِدُ علی تقدیر قَلانِسَ. و قال النضر: العَلَنْداة من الإِبل العظیمة الطویلة، و لا یقال جمَلٌ عَلَنْدی؛ قال: و العَفَرْناة مثلها و لا یقال جمل عَفَرْنی، و ربما قالوا جمل عُلُنْدی؛ قال أَبو السَّمَیْدَع: اعْلَنْدی الجملُ و اكْلَنْدی إِذا غلظ و اشتدّ. و العَلَنْدَدُ: الفرس الشدید. و ما لی عنه عَلَنْدَدٌ و مُعْلَنْدَدٌ أَی بدٌّ. و قال اللحیانی: ما وجدت إِلی ذلك مَعْلَنْدَداً و مُعْلَنْدَداً أَی سبیلًا؛ و حكی أَیضاً: ما لی عن ذلك مُعْلُنْدُدٌ و مُعُلَنْدَدٌ أَی مَحِیص. و العَلَنْدَی، بالفتح: الغلیظ من كل شی‌ء. و العَلَنْدی: ضرب من شجر الرمل و لیس بحَمْض یهیج له دخان شدید؛ قال عنترة: سَیَأْتِیكُمُ مِنِّی، و إِنْ كنتُ نائیاً، دُخانُ العَلَنْدَی دونَ بَیْتَی مِذْوَدُ أَی سیأْتی مذْوَدٌ یذودكم یعنی الهجاء. و قوله: دخان العَلَنْدی دون بیتی أَی منابتُ العلندی بینی و بینكم. قال الأَزهری: قال اللیث: العَلَنْداةُ شجرة طویلة لا شوك لها من العِضاه؛ قال الأَزهری: لم یصب
(3). قوله [بكباس] كذا فی شرح القاموس بباء موحدة قبل الألف و فی الأَصل بلا نقط
لسان العرب، ج‌3، ص: 302
اللیث فی وصف العلنداة لأَن العلنداة شجرة صلبة العیدان جاسیَة لا یجهدها المال، و لیست من العضاه، و كیف تكون من العضاه و لا شوك لها؟ و العضاهُ من الشجر: ما كان له شوك صغیراً كان أَو كبیراً، و العلنداة لیست بطویلة و أَطولها علی قدر قِعْدة الرجل، و هی مع قصرها كثیفة الأَغصان مجتمعة.

علكد؛ ج3، ص: 302

: العِلْكِدُ و العُلَكِدُ و العَلْكَدُ و العُلْكُدُ و العُلاكِدُ و العِلَّكْد، كله: الغلیظ الشدید العنق و الظهر من الإِبل و غیرها، و قیل: هو الشدید عامَّةً، الذكرُ و الأُنثی فیه سواء، و الاسم العَلْكَدَةُ. و العِلْكِد و العلَّكْد كلتاهما: العجوز الصَّخَّابة، و قیل هی المرأَة القصیرة اللَّحِیمةُ الحقیرة القلیلة الخیر؛ و أَنشد الأَزهری: و عِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ، قالت و هی تُوعِدُنی بالكَفِّ: أَلا امْلأَنَّ وَطْبَنا و كَفِّی قال أَبو الهیثم: العِلْكِدُ الداهیة؛ و أَنشد اللیث: أَعْیَسَ مَضْبُورَ القَرا عِلْكَدَّا قال: شدد الدال اضطراراً. قال: و منهم من یشدد اللام. و قال النضر: فی فلان عَلْكَدَةٌ و جَساةٌ فی خَلْقه أَی غِلَظٌ. الأَزهری: العَلاكِدُ الإِبل الشداد؛ قال دكین: یا دِیلُ ما بِتَّ بِلَیْلٍ جاهِدا، و لا رَحَلْتَ الأَیْنُقَ العَلاكِدا

علند؛ ج3، ص: 302

: العَلَنْدی: البَعِیر الضخم الطویل، و الأُنثی عَلَنداة، و الجمع العَلانِدُ و العَلادی و العَلَنْداةُ أَو العلاند. و العلنداة: العظیمة الطویلة، و رجل عَلَنْدی و العَفَرْناة مثلها. و اعْلَنْدی البعیر إِذا غلظ. و یقال: ما لی عنه مُعْلَنْدِدٌ، بكسر الدال، أَی لیس دونه مُناخٌ و لا مَقِیلٌ إِلا القصد نحوه؛ قال الشاعر: كم دونَ مَهْدِیَّةَ مِنْ مُعْلَنْدِدِ قال: المُعْلَنْدِدُ البلد الذی لیس به ماءٌ و لا مرْعی. و یقال: ما لی عنه عُنْدُدٌ و لا مُعْلَنْدَدٌ و لا احتیال أَی ما لی عنه بُدٌّ. و قال اللحیانی: ما وجدت إِلی ذلك عُنْدُداً و عَنْدَداً و مُعْلَنْدداً أَی سبیلًا، و قد مر أَكثر هذه الترجمة فی علد.

علنكد؛ ج3، ص: 302

: الأَزهری: رجل عَلَنْكَدٌ صلب شدید.

علهد؛ ج3، ص: 302

علهد‌

عمد؛ ج3، ص: 302

: العَمْدُ: ضدّ الخطإِ فی القتل و سائر الجنایات. و قد تَعَمَّده و تعمَّد له و عَمَده یعْمِده عَمْداً و عَمَدَ إِلیه و له یَعْمِد عمداً و تعمَّده و اعتَمَده: قصده، و العمد المصدر منه. قال الأَزهری: القتل علی ثلاثة أَوجه: قتل الخطإِ المحْضِ و هو أَن یرمی الرجل بحجر یرید تنحیته عن موضعه و لا یقصد به أَحداً فیصیب إِنساناً فیقلته، ففیه الدیة علی عاقلة الرامی أَخماساً من الإِبل و هی عشرون ابنة مَخاض، و عشرون ابنة لَبُون، و عشرون ابن لبون، و عشرون حِقَّة و عشرون جَذَعة؛ و أَما شبه العمد فهو أَن یضرب الإِنسان بعمود لا یقتل مثله أَو بحجر لا یكاد یموت من أَصابه فیموت منه فیه الدیة مغلظة؛ و كذلك العمد المحض فیه ثلاثون حقة و ثلاثون جذعة و أَربعون ما بین ثَنِیَّةٍ إِلی بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ؛ فأَما شبه العمد فالدیة علی عاقلة القاتل، و أَما العمد المحض فهو فی مال القاتل. و فعلت ذلك عَمْداً علی عَیْن و عَمْدَ عَیْنٍ أَی بِجدٍّ و یقین؛ قال خفاف بن ندبة: إِنْ تَكُ خیلی قد أُصِیبَ صَمیمُها. فعَمْداً علی عَیْنٍ تَیَمَّمْتُ مالِكا
لسان العرب، ج‌3، ص: 303
و عَمَد الحائط یَعْمِدُه عَمْداً: دعَمَه؛ و العمود الذی تحامل الثِّقْلُ علیه من فوق كالسقف یُعْمَدُ بالأَساطینِ المنصوبة. و عَمَد الشی‌ءَ یَعْمِدُه عمداً: أَقامه. و العِمادُ: ما أُقِیمَ به. و عمدتُ الشی‌ءَ فانعَمَد أَی أَقمته بِعِمادٍ یَعْتَمِدُ علیه. و العِمادُ: الأَبنیة الرفیعة، یذكر و یؤَنث، الواحدة عِمادة؛ قال الشاعر: و نَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَیِّ خَرَّتْ علی الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ یَلِینا و قوله تعالی: إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ؛ قیل: معناه أَی ذات الطُّولِ، و قیل أَی ذات البناءِ الرفیع؛ و قیل أَی ذات البناءِ الرفیع المُعْمَدِ، و جمعه عُمُدٌ و العَمَدُ اسم للجمع. و قال الفراء: ذٰاتِ الْعِمٰادِ إِنهم كانوا أَهل عَمَدٍ ینتقلون إِلی الكَلإِ حیث كان ثم یرجعون إِلی منازلهم؛ و قال اللیث: یقال لأَصحاب الأَخبِیَة الذین لا ینزلون غیرها هم أَهل عَمود و أَهل عِماد. المبرد: رجل طویلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَی طویلًا. و فلان طویلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائریه. و‌فی حدیث أُم زرع: زوجی رفیعُ العِمادِ؛ أَرادت عِمادَ بیتِ شرفه، و العرب تضع البیت موضع الشرف فی النسب و الحسب. و العِمادُ و العَمُود: الخشبة التی یقوم علیها البیت. و أَعمَدَ الشی‌ءَ: جعل تحته عَمَداً. و العَمِیدُ: المریض لا یستطیع الجلوس من مرضه حتی یُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَی یُقامَ. و‌فی حدیث الحسن و ذكر طالب العلم: و أَعْمَدَتاه رِجْلاه‌أَی صَیَّرَتاه عَمِیداً، و هو المریض الذی لا یستطیع أَن یثبت علی المكان حتی یُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده فی القیام علیها، و قوله: أَعمدتاه رجلاه، علی لغة من قال أَكلونی البراغیثُ، و هی لغة طی‌ء. و قد عَمَدَه المرضُ یَعْمِدُه: فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و منه اشتق القلبُ العَمِیدُ. یَعْمِدُه: یسقطه و یَفْدَحُه و یَشْتَدُّ علیه. قال: و دخل أَعرابی علی بعض العرب و هو مریض فقال له: كیف تَجدُك؟ فقال: أَما الذی یَعْمِدُنی فَحُصْرٌ و أُسْرٌ. و یقال للمریض مَعمود، و یقال له: ما یَعْمِدُكَ؟ أَی ما یُوجِعُك. و عَمَده المرض أَی أَضناه؛ قال الشاعر: أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ اللیل عامِدِ معناه: موجع. روی ثعلب أن ابن الأَعرابی أَنشده لسماك العاملیّ: أَلا مَنْ شَجَتْ لیلةٌ عامِدَه، كما أَبَداً لیلةٌ واحِدَه و قال: ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً علی خروجه من المعرفة كان جائزاً «4». قال الأَزهری: و قوله لیلة عامدة أَی مُمْرضة موجعة. و اعْتَمَد علی الشی‌ء: توكّأَ. و العُمْدَةُ: ما یُعتَمَدُ علیه. و اعْتَمَدْتُ علی الشی‌ء: اتكأْتُ علیه. و اعتمدت علیه فی كذا أَی اتَّكَلْتُ علیه. و العمود: العصا؛ قال أَبو كبیر الهذلی: یَهْدی العَمُودُ له الطریقَ إِذا هُمُ ظَعَنُوا، و یَعْمِدُ للطریق الأَسْهَلِ و اعْتَمَد علیه فی الأَمر: تَوَرَّك علی المثل. و الاعتماد: اسم لكل سبب زاحفته، و إِنما سمی بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها علی الأَوْتاد. و العَمود: الخشبة القائمة فی وسط الخِباء، و الجمع أَعْمِدَة و عُمُدٌ، و العَمَدُ اسم للجمع. و یقال: كل خباء مُعَمَّدٌ؛ و قیل: كل خباء كان طویلًا فی الأَرض
(4). قوله [و قال ما معرفة إلی قوله كان جائزاً] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 304
یُضْرَبُ علی أَعمدة كثیرة فیقال لأَهْلِه: علیكم بأَهْل ذلك العمود، و لا یقال: أَهل العَمَد؛ و أَنشد: و ما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ، و لا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ و قال فی قول النابغة: یَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح و العَمَدِ قال: العمد أَساطین الرخام. و أَما قوله تعالی: إِنَّهٰا عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِی عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ؛ قرئت فی عُمُدٍ، و هو جمع عِمادٍ و عَمَد، و عُمُد كما قالوا إِهابٌ و أَهَبٌ وَ أُهُبٌ و معناه أَنها فی عمد من النار؛ نسب الأَزهری هذا القول إِلی الزجاج، و قال: و قال الفراء: العَمَد و العُمُد جمیعاً جمعان للعمود مثل أَدیمٍ و أَدَمٍ و أُدُمٍ و قَضیم و قَضَمٍ و قُضُمٍ. و قوله تعالی: خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهٰا؛ قال الزجاج: قیل فی تفسیره إِنها بعمد لا ترونها أَی لا ترون تلك العمد، و قیل خلقها بغیر عمد و كذلك ترونها؛ قال: و المعنی فی التفسیر یؤول إِلی شی‌ء واحد، و یكون تأْویل بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهٰا التأْویل الذی فسر بعمد لا ترونها، و تكون العمد قدرته التی یمسك بها السماوات و الأَرض؛ و قال الفراء: فیه قولان: أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد و لا یحتاجون مع الرؤیة إِلی خبر، و القول الثانی أنه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد؛ و قیل: العمد التی لا تری قدرته، و قال اللیث: معناه أَنكم لا ترون العمد و لها عمد، و احتج بأَن عمدها جبل قاف المحیط بالدنیا و السماء مثل القبة، أَطرافها علی قاف من زبرجدة خضراء، و یقال: إِن خضرة السماء من ذلك الجبل فیصیر یوم القیامة ناراً تحشر الناس إِلی المحشر. و عَمُودُ الأُذُنِ: ما استدار فوق الشحمة و هو قِوامُ الأُذن التی تثبت علیه و معظمها. و عمود اللسان: وسَطُه طولًا، و عمودُ القلب كذلك، و قیل: هو عرق یسقیه، و كذلك عمود الكَبِد. و یقال للوَتِینِ: عَمُودُ السَّحْر، و قیل: عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَی السُّرة یمیناً و شمالًا. و یقال: إِن فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع. و العمودُ: الوَتِینُ. و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، فی الجالِبِ قال: یأْتی به أَحدهم علی عمود بَطْنِه؛ قال أَبو عمرو: عمود بطنه ظهره لأَنه یمسك البطن و یقوِّیه فصار كالعمود له؛ و قال أَبو عبید: عندی أَنه كنی بعمود بطنه عن المشقة و التعب أَی أَنه یأْتی به علی تعب و مشقة، و إِن لم یكن علی ظهره إِنما هو مثل، و الجالب الذی یجلب المتاع إِلی البلاد؛ یقولُ: یُتْرَكُ و بَیْعَه لا یتعرض له حتی یبیع سلعته كما شاء، فإِنه قد احتمل المشقة و التعب فی اجتلابه و قاسی السفر و النصَب. و العمودُ: عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلی السَّحْرِ. و قال اللیث: عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلی دُوَیْنِ السّرّة فی وسطه یشق من بطن الشاة. و دائرة العمود فی الفرس: التی فی مواضع القلادة، و العرب تستحبها. و عمود الأَمر: قِوامُه الذی لا یستقیم إِلا به. و عمود السِّنانِ: ما تَوَسَّط شَفْرتَیْهِ من غیره الناتئ فی وسطه. و قال النضر: عمود السیف الشَّطِیبَةُ التی فی وسط متنه إِلی أَسفله، و ربما كان للسیف ثلاثة أَعمدة فی ظهره و هی الشُّطَبُ و الشَّطائِبُ. و عمودُ الصُّبْحِ: ما تبلج من ضوئه و هو المُسْتَظهِرُ منه، و سطع عمودُ الصبح علی التشبیه بذلك. و عمودُ النَّوَی: ما استقامت علیه السَّیَّارَةُ من بیته علی المثل. و عمود الإِعْصارِ: ما یَسْطَعُ منه فی السماء أَو یستطیل علی وجه الأَرض.
لسان العرب، ج‌3، ص: 305
و عَمِیدُ الأَمرِ: قِوامُه. و العمیدُ: السَّیِّدُ المُعْتَمَدُ علیه فی الأُمور أَو المعمود إِلیه؛ قال: إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ إِلی رَمْلِها، و الجُلْهُمِیُّ عَمِیدُها و الجمع عُمَداءُ، و كذلك العُمْدَةُ، الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث فیه سواء. و یقال للقوم: أَنتم عُمْدَتُنا الذین یُعْتَمد علیهم. و عَمِیدُ القوم و عَمُودُهم: سیدهم. و فلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا یعتمدونه فیما یَحْزُبُهم، و كذلك هو عُمْدتنا. و العَمِیدُ: سید القوم؛ و منه قول الأَعشی: حتی یَصِیرَ عَمِیدُ القومِ مُتَّكِئاً، یَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ و یقال: استقامَ القومُ علی عمود رأْیهم أَی علی الوجه الذی یعتمدون علیه. و اعتمد فلان لیلته إِذا ركبها یسری فیها؛ و اعتمد فلان فلاناً فی حاجته و اعتمد علیه. و العَمِیدُ: الشدید الحزن. یقال: ما عَمَدَكَ؟ أَی ما أَحْزَنَك. و العَمِیدُ و المَعْمُودُ: المشعوف عِشْقاً، و قیل: الذی بلغ به الحب مَبْلَغاً. و قَلبٌ عَمِیدٌ: هدّه العشق و كسره. و عَمِیدُ الوجعِ: مكانه. و عَمِدَ البعَیرُ عَمَداً، فهو عَمِدٌ و الأُنثی بالهاء: وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ القَتَب و الحِلْس و انْشدَخَ؛ قال لبید یصف مطراً أَسال الأَودیة: فَبَاتَ السَّیْلُ یَرْكَبُ جانِبَیْهِ، مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَالِ قال الأَصمعی: یعنی أَن السیل یركب جانبیه سحابٌ كالعَمِد أَی أَحاط به سحاب من نواحیه بالمطر، و قیل: هو أَن یكون السنام واریاً فَیُحْمَلَ علیه ثِقْلٌ فیكسره فیموت فیه شحمه فلا یستوی، و قیل: هو أَن یَرِمَ ظهر البعیر مع الغُدَّةِ، و قیل: هو أَن ینشدخ السَّنَامُ انشداخاً، و ذلك أَن یُرْكَب و علیه شحم كثیر. و العَمِدُ: البعیر الذی قد فَسَدَ سَنَامُه. قال: و منه قیل رجل عَمِیدٌ و مَعْمُودٌ أَی بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذی انشدخ انشداخاً. و عَمِدَ البعیرُ إِذا انفضخ داخلُ سَنَامِه من الركوب و ظاهره صحیح، فهو بعیر عَمِدٌ. و‌فی حدیث عمر: أَنّ نادبته قالت: وا عُمراه أَقام الأَودَ و شفی العَمَدَ.العمد، بالتحریك: ورَمٌ و دَبَرٌ یكون فی الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن السیاسة؛ و منه‌حدیث علیّ: لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ و دَاوَی العَمَدَ؛ و‌فی حدیثه الآخر: كم أُدارِیكم كما تُدارَی البِكارُ العَمِدَةُ؟البِكار جمع بَكْر و هو الفَتیُّ من الإِبل، و العَمِدَةُ من العَمَدِ: الورَمِ و الدَّبَرِ، و قیل: العَمِدَةُ التی كسرها ثقل حملها. و العِمْدَةُ: الموضع الذی ینتفخ من سنام البعیر و غاربه. و قال النضر: عَمِدَتْ أَلْیَتَاهُ من الركوب، و هو أَن تَرِمَا و تَخْلَجَا. و عَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه عَمْداً إِذا «1» ضربته بالعمود. و عَمَدْتُه إِذا ضربت عمود بطنه. و عَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن یَنْضَجَ فَوَرِمَ و لم تخرج بیضته، و هو الجرح العَمِدُ. و عَمِدَ الثَّری یَعْمَدُ عَمَداً: بَلَّلَه المطر، فهو عَمِدٌ، تقَبَّضَ و تَجَعَّدَ و نَدِیَ و تراكب بعضه علی بعض، فإِذا قبضت منه علی شی‌ء تَعَقَّدَ و اجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعی یصف بقرة وحشیة: حتی غَدَتْ فی بیاضِ الصُّبْحِ طَیِّبَةً، رِیحَ المَباءَةِ تَخْدِی، و الثَّرَی عَمِدُ
(1). قوله [أعمده عمداً إذا إلخ] كذا ضبط بالأَصل و مقتضی صنیع القاموس أنه من باب كتب.
لسان العرب، ج‌3، ص: 306
أَراد طیبة ریِحِ المباءَةِ، فلما نَوَّنَ طیبةً نَصبَ ریح المباءة. أَبو زید: عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رسخ فیها المطر إِلی الثری حتی إِذ قَبَضْتَ علیه فی كفك تَعَقَّدَ و جَعُدَ. و یقال: إِن فلاناً لعَمِدُ الثَّرَی أَی كثیر المعروف. و عَمَّدْتُ السیلَ تَعْمیداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَریته حتی یجتمع فی موضع بتراب أَو حجارة. و العمودُ: قضِیبُ الحدید. و أَعْمَدُ: بمعنی أَعْجَبُ، و قیل: أَعْمَدُ بمعنی أَغْضبُ من قولهم عَمِدَ علیه إِذا غَضِبَ؛ و قیل: معناه أَتَوَجَّعُ و أَشتكی من قولهم عَمَدَنی الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَی أَوجعنی فَوَجِعتُ. الغَنَویُّ: العَمَدُ و الضَّمَدُ و الغَضَبُ؛ قال الأَزهری: و هو العَمَدُ و الأَمَدُ أَیضاً. و عَمِدَ علیه: غَضب كَعَبِدَ؛ حكاه یعقوب فی المبدل. و من كلامهم: أَعْمَدُ من كَیلِ مُحِقٍّ أَی هل زاد علی هذا. و روی عن أَبی عبید مُحِّقَ، بالتشدید. قال الأَزهری: و رأَیت فی كتاب قدیم مسموع من كَیْلٍ مُحِقَ، بالتخفیف، من المَحْقِ، و فُسِّر هل زاد علی مكیال نُقِصَ كَیْلُه أَی طُفِّفَ. قال: و حسبت أَن الصواب هذا؛ قال ابن بری: و منه قول الراجز: فاكْتَلْ أُصَیَّاعَكَ مِنْهُ و انْطَلِقْ، وَیْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَیْلٍ مُحِقْ و قال: معناه هل أَزید علی أَن مُحِقَ كَیْلی؟ و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه أَتی أَبا جهل یوم بدر و هو صریع، فوضع رجله علی مُذَمَّرِهِ لِیُجْهِزَ علیه، فقال له أَبو جهل: أَعْمَدُ من سید قتله قومه‌أَی أَعْجَبُ؛ قال أَبو عبید: معناه هل زاد علی سید قتله قومه، هل كان إِلا هذا؟ أَی أَن هذا لیس بعار، و مراده بذلك أَن یهوّن علی نفسه ما حل به من الهلاك، و أَنه لیس بعار علیه أَن یقتله قومه؛ و قال شمر: هذا استفهام أَی أَعجب من رجل قتله قومه؛ قال الأَزهری: كأَن الأَصل أَ أَعْمَدُ من سید فخففت إِحدی الهمزتین؛ و قال ابن مَیَّادة و نسبه الأَزهری لابن مقبل: تُقَدَّمُ قَیْسٌ كلَّ یومِ كَرِیهَةٍ، و یُثْنی علیها فی الرَّخاءِ ذُنوبُها و أَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ صِدامَ الأَعادِی، حیثُ فُلَّتْ نُیُوبُها یقول: هل زدنا علی أَن كَفَینَا إخوتنا. و المُعْمَدُ و العُمُدُّ و العُمُدَّان و العُمُدَّانیُّ: الشابُّ الممتلئ شباباً، و قیل هو الضخم الطویل، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء، و الجمع العُمَدَّانِیُّونَ. و امرأَة عُمُدَانِیَّة: ذاتُ جسم و عَبَالَةٍ. ابن الأَعرابی: العَمودُ و العِمادُ و العُمْدَةُ و العُمْدانُ رئیس العسكر و هو الزُّوَیْرُ. و یقال لرِجْلَی الظلیم: عَمودانِ. و عَمُودانُ: اسم موضع؛ قال حاتم الطائی: بَكَیْتَ، و ما یُبْكِیكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ، بِسُقفٍ إِلی وادی عَمُودانَ فالغَمْرِ؟ ابن بُزُرج: یقال: حَلِسَ به و عَرِسَ به و عَمِدَ به و لَزِبَ به إِذا لَزِمَه. ابن المظفر: عُمْدانُ اسم جبل أَو موضع؛ قال الأَزهری: أُراه أَراد غُمْدان، بالغین، فصحَّفه و هو حصن فی رأْس جبل بالیمن معروف و كان لآل ذی یزن؛ قال الأَزهری: و هذا تصحیف كتصحیفه یوم بُعاث و هو من مشاهیر أیام العرب أَخرجه فی الغین و صحفه.

عمرد؛ ج3، ص: 306

: العُمْرُودُ و العَمَرَّدُ: الطویل. یقال ذئبٌ عَمَرَّدٌ و سَبْسَبٌ عَمَرَّدٌ طویل؛ عن ابن الأَعرابی؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 307
و أَنشد: فَقَامَ وَسْنَانَ و لم یُوَسَّدِ، یَمْسَحُ عَیْنَیْهِ كَفِعلِ الأَرْمَدِ إِلی صَناعِ الرِّجْلِ خَرْقاءِ الیَدِ، خَطّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرَّدِ و یقال: العَمَرّدُ الشرِسُ الخُلُقِ القَوِیُّ. و یقال: فرس عَمَرَّد؛ قال المُعَذَّلُ بنُ عبد اللهِ: من السُّحِّ جَوَّالًا، كأَنَّ غُلامَه یُصَرِّفُ سِبْداً فی العِنانِ عَمَرَّدَا قوله من السح یرید من الخیل التی تَصُبُّ الجَرْی. و السِّبْدُ: الداهِیةُ. یقال: هو سِبدُ أَسْبادٍ. أَبو عمرو: شَأْوٌ عَمَرَّدٌ؛ قال عوف بن الأَحوص: ثارَتْ بِهِمْ قتلی حَنِیفَةَ، إِذْ أَبَتْ بِنِسْوَتِهِمْ إِلا النَّجاءَ العَمَرَّدَا و العَمَرَّدُ: الذئبُ الخبیثُ؛ قال جریر یصف فرساً: علی سابِحٍ نَهْدٍ یُشَبَّه، بالضُّحَی، إِذا عاد فیه الرَّكْضُ، سِیداً عَمَرَّدا قال أَبو عَدْنانَ: أَنشدتنی امرأَة شدَّادٍ الكِلابیة لأَبیها: علی رِفَلٍّ ذِی فُضُولٍ أَقْوَدِ، یَغْتَالُ نِسْعَیْهِ بِحَوْزٍ مُوفِدِ، صافی السَّبِیبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ فسأَلتها عن العَمَرَّد فقالت: النجیبةُ الرحیلُ من الإِبل، و قالت: الرحیل الذی یرتحله الرجل فیركبه. و العمرَّد: السیر السریع الشدید؛ و أَنشد: فلم أَرَ لِلْهَمِّ المُنِیخِ كَرِحْلَةٍ، یَحُثُّ بها القومُ النَّجاءَ العَمَرَّدا

عند؛ ج3، ص: 307

: قال الله تعالی: أَلْقِیٰا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّٰارٍ عَنِیدٍ.قال قتادة: العنیدُ المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالی.و قال تعالی: وَ خٰابَ كُلُّ جَبّٰارٍ عَنِیدٍ. عَنَدَ الرجلُ یَعْنُد عَنْداً و عُنُوداً و عَنَداً: عتا و طَغَا و جاوزَ قَدْرَه. و رجل عَنِیدٌ: عانِدٌ، و هو من التجبُّرِ. و‌فی خطبة أَبی بكر، رضی الله عنه: و ستَرَوْن بعدی مُلْكاً عَضُوضاً و مَلِكاً عَنوداً؛ العَنُودُ و العَنِیدُ بمعنیً و هما فَعِیلٌ و فَعُولٌ بمعنی فاعل أَو مُفاعَل. و‌فی حدیث الدعاء: فَأَقْصِ الأَدْنَیْنَ علی عُنُودِهِم عنك‌أَی مَیْلِهم و جَوْرِهِم. و عنَدَ عن الحق و عن الطریق یَعْنُدُ و یَعْنِدُ: مالَ. و المُعانَدَةُ و العِنادُ: أَن یَعْرِفَ الرجلُ الشی‌ء فیأْباه و یمیل عنه؛ و كان كفر أَبی طالب مُعاندة لأَنه عرف و أَقرَّ و أَنِفَ أَن یقال: تَبِعَ ابن أَخیه، فصار بذلك كافراً. و عانَدَ مُعانَدَةً أَی خالف و ردَّ الحقَّ و هو یعرفه، فهو عَنِیدٌ و عانِدٌ. و‌فی الحدیث: إِن الله جعلنی عبداً كریماً و لم یجعلنی جَبَّاراً عنیداً؛ العنید: الجائر عن القصد الباغی الذی یردّ الحق مع العلم به. و تعاند الخصمان: تجادلا. و عندَ عن الشی‌ء و الطریق یَعْنِدُ و یَعْنُدُ عُنُوداً، فهو عَنُود، و عَنِدَ عَنَداً: تَباعَدَ و عَدل. و ناقة عَنُودٌ: لا تخالطُ الإِبل تَباعَدُ عن الإِبل فترعی ناحیة أَبداً، و الجمعُ عُنُدٌ و عانِدٌ و عانِدَةٌ، و جمعهما جمیعاً عَوانِدُ و عُنَّدٌ؛ قال: إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلونی وسَطَا، إِنی كَبیرٌ لا أُطِیقُ العُنَّدَا جمع بین الطاء و الدال، و هو إِكفاءٌ. و یقال: هو یمشی وسَطاً لا عَنَداً. و‌فی حدیث عمر یذكر سیرته یصف نفسه بالسیاسة فقال: إِنی أَنهَرُ اللَّفُوت و أَضُمُّ العَنُود و أُلْحِقُ القَطُوف و أَزْجُرُ العَرُوض؛ قال: العنود هو من
لسان العرب، ج‌3، ص: 308
الإِبل الذی لا یخالطها و لا یزال منفرداً عنها، و أَراد: من خرج عن الجماعة أَعدته إِلیها و عطفته علیها؛ و قیل: العَنُود التی تباعَدُ عن الإِبل تطلب خیار المَرْتَع تتأَنَّفُ، و بعض الإِبل یرتع ما وجد؛ قال ابن الأَعرابی، و أَبو نصر: هی التی تكون فی طائفة الإِبل أَی فی ناحیتها. و قال القیسی: العنود من الإِبل التی تعاند الإِبل فتعارضها، قال: فإِذا قادتهن قُدُماً أَمامهنَّ فتلك السَّلوف. و العاند: البعیر الذی یَجُورُ عن الطریق و یَعْدِلُ عن القَصْد. و رجلٌ عَنُودٌ: یُحَلُّ عِنْده و لا یخالط الناس؛ قال: و مَوْلًی عَنُودٌ أَلْحَقَتْه جَریرَةٌ، و قد تَلْحَقُ المَوْلی العنودَ الجرائرُ الكسائی: عنَدَتِ الطَّعْنَةُ تَعْنِدُ و تَعْنُد إِذا سال دمها بعیداً من صاحبها؛ و هی طعنة عاندة. و عَنَدَ الدمُ یَعْنِد [یَعْنُد إِذا سال فی جانب. و العَنودُ من الدوابّ: المتقدّمة فی السیر، و كذلك هی من حمر الوحش. و ناقة عنود: تَنْكُبُ الطریقَ من نشاطها و قوّتها، و الجمع عُنُدٌ و عُنَّدٌ. قال ابن سیدة: و عندی أَن عُنَّداً لیس جمع عَنُودٍ لأَن فعولًا لا یكسر علی فُعَّل، و إِنما هی جمع عانِدٍ، و هی مماتة. و عانِدَةُ الطریق: ما عُدِلَ عنه فَعَنَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فإِنَّكَ، و البُكا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو، لَكَالسَّاری بِعانِدَة الطریقِ یقول: رُزِئْتَ عظیماً فبكاؤك علی هالك بعده ضلال أَی لا ینبغی لك أَن تبكی علی أَحد بعده. و یقال: عانَدَ فلان فلاناً عِناداً: فَعَلَ مِثْلَ فعله. یقال: فلان یُعانِدُ فلاناً أَی یفعل مثل فعله، و هو یعارضه و یُباریهِ. قال: و العامة یفسرونه یُعانِدُه یَفْعَلُ خِلافَ فعله؛ قال الأَزهری: و لا أَعرف ذلك و لا أَثبته. و العَنَدُ: الاعتراض؛ و قوله: یا قومِ، ما لی لا أُحِبُّ عَنْجَدَهْ؟ و كلُّ إِنسانٍ یُحِبُّ وَلَدَهْ، حُبَّ الحُبارَی و یَزِفُّ عَنَدَهْ و یروی یَدُقُّ أَی معارَضةَ الولد؛ قال الأَزهری: یعارضه شفقة علیه. و قیل: العَنَدُ هنا الجانب؛ قال ثعلب: هو الاعتراض. قال: یعلمه الطَّیَرانَ كما یعلم العُصْفُورُ ولَدَه، و أَنشده ثعلب: و كلُّ خنزیرٍ. قال الأَزهری: و المُعانِدُ هو المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ، و هذا الذی تعرفه العوام، و قد یكون العِنادُ معارضةً لغیر الخلاف، كما قال الأَصمعی و استخرجه من عَنَدِ الحُباری، جعله اسماً من عانَدَ الحُباری فَرْخَه إِذا عارضه فی الطیران أَوّلَ ما ینهض كأَنه یعلمه الطیران شفقة علیه. و أَعْنَدَ الرجلُ: عارَضَ بالخلاف. و أَعْنَدَ: عارَض بالاتفاق. و عانَدَ البعیرُ خِطامَه: عارضَه. و عانَدَه معانَدَةً و عِناداً: عارَضَه؛ قال أَبو ذؤیب: فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ و ماؤُه بَثْرٌ، و عانَدَه طریقٌ مَهْیَعُ «2» افتنهن من الفَنّ، و هو الطرْدُ، أَی طَرَدَ الحِمارُ أُتُنَه من السَّواءِ، و هو موضع، و كذلك بَثْرٌ. و المَهْیَعُ: الواسع. و عَقَبَةٌ عَنُودٌ: صَعْبَةُ المُرْتَقی. و عَنَدَ العِرْقُ و عَنِدَ و عَنُدَ و أَعْنَدَ: سال فلم یَكَدْ یَرْقَأُ، و هو عِرْقٌ عاندٌ؛ قال عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ:
(2). قوله [و ماؤه بثر] تفسیر البثر بالموضع لا یلاقی الإِخبار به عن قوله ماؤه، و لیاقوت فی حل هذا البیت أنه الماء القلیل و هو من الأَضداد انتهی. و لا ریب أن بثراً اسم موضع إلا أنه غیر مراد هنا
لسان العرب، ج‌3، ص: 309
بِطَعْنَةٍ یَجْری لَها عانِدٌ، كالماءِ مِنْ غائِلَةِ الجابِیَهْ و فسر ابن الأَعرابی العانِدَ هنا بالمائل، و عسی أَن یكون السائل فصحفه الناقل عنه. و أَعْنَدَ أَنْفُه: كَثُرَ سَیَلانُ الدمِ منه. و أَعْنَدَ القَیْ‌ءَ و أَعْنَدَ فیه إِعناداً: تابعه. و‌سئل ابن عباس عن المستحاضة فقال: إِنه عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ من الشیطان؛ قال أَبو عبید: العِرْقُ العانِدُ الذی عَنَدَ و بَغی كالإِنسان یُعانِدُ، فهذا العرق فی كثرة ما یخرج منه بمنزلته، شُبِّهَ به لكثرة ما یخرج منه علی خلاف عادته؛ و قیل: العانِدُ الذی لا یرقأُ؛ قال الراعی: و نحنُ تَرَكْنا بالفَعالیِّ طَعْنَةً، لها عانِدٌ، فَوقَ الذِّراعَینِ، مُسْبِل «1» و أَصله من عُنودِ الإِنسان إِذا بَغی و عَنَدَ عن القصد؛ و أَنشد: و بَخَّ كلُّ عانِدٍ نَعُورِ و العَنَدُ، بالتحریك: الجانب. و عانَدَ فلانٌ فلاناً إِذا جانبه. و دَمٌ عانِدٌ: یسیل جانباً. و قال ابن شمیل: عَنَدَ الرجل عن أَصحابه یَعْنُدُ عُنُوداً إِذا ما تركهم و اجتاز علیهم. و عَنَدَ عنهم إِذا ما تركهم فی سفر و أَخَذَ فی غیرِ طریقهم أَو تخلف عنهم. و العُنُودُ: كأَنه الخِلافُ و التَّباعُدُ و الترك؛ لو رأَیت رجلًا بالبصرة من أَهل الحجاز لقلت: شَدَّ ما عَنَدْتَ عن قومك أَی تباعدت عنهم. و سحابة عَنُودٌ: كثیرة المطر، و جمعه عُنُدٌ؛ و قال الراعی: دِعْصاً أَرَذَّ عَلَیْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ و قِدْحٌ عَنُودٌ: و هو الذی یخرج فائزاً علی غیر جهة سائرِ القداح. و یقال: اسْتَعْنَدَنی فلان من بین القوم أَی قَصَدَنی. و أَما عِنْدَ: فَحُضُورُ الشی‌ءِ و دُنُوُّه و فیها ثلاث لغات: عِنْدَ و عَنْدَ و عُنْدَ، و هی ظرف فی المكان و الزمان، تقول: عِنْدَ اللیلِ و عِنْدَ الحائط إِلا أَنها ظرف غیر متمكن، لا تقول: عِنْدُك واسعٌ، بالرفع؛ و قد أَدخلوا علیه من حروف الجر مِنْ وحدها كما أَدخلوها علی لَدُنْ. قال تعالی: رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا*. و قال تعالی: مِنْ لَدُنّٰا*. و لا یقال: مضیت إِلی عِنْدِك و لا إِلی لَدُنْكَ؛ و قد یُغْری بها فیقال: عِنْدَكَ زیداً أَی خُذْه؛ قال الأَزهری: و هی بلغاتها الثلاث أَقْصی نِهایاتِ القُرْبِ و لذلك لم تُصَغَّرْ، و هو ظرف مبهم و لذلك لم یتمكن إِلا فی موضع واحد، و هو أَن یقول القائل لشی‌ء بلا علم: هذا عِنْدی كذا و كذا، فیقال: و لَكَ عِنْدٌ؛ زعموا أَنه فی هذا الموضع یراد به القَلْبُ و ما فیه مَعْقُولٌ من اللُّبِّ، و هذا غیر قوی. و قال اللیث: عِنْد حَرْفٌ صِفَةٌ یكون مَوْضعاً لغیره و لفظه نصب لأَنه ظرف لغیره، و هو فی التقریب شبه اللِّزْقِ و لا یكاد یجی‌ء فی الكلام إِلا منصوباً لأَنه لا یكون إِلا صفةً معمولًا فیها أَو مضمراً فیها فِعْلٌ إِلا فی قولهم: و لَكَ عندٌ، كما تقدم؛ قال سیبویه: و قالوا عِنْدَكَ: تُحَذّرُه شیئاً بین یدیه أَو تأْمُرُه أَن یتقدم، و هو من أَسماء الفعل لا یتعدی؛ و قالوا: أَنت عِنْدی ذاهبٌ أَی فی ظنی؛ حكاها ثعلب عن الفراء. الفراء: العرب تأْمر من الصفات بِعَلَیْكَ و عِنْدَك و دُونَك و إِلَیْكَ، یقولون: إِلیكَ إِلیكَ عنی، كما یقولون: وراءَكَ وراءك، فهذه الحروف كثیرة؛ و زعم الكسائی أَنه سمع: بَیْنَكما البعیرَ فخذاه، فنصب البعیر و أَجاز ذلك فی كل الصفات التی تفرد و لم یجزه فی اللام و لا
(1). قوله [بالفعالی] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 310
الباء و لا الكاف؛ و سمع الكسائی العرب تقول: كما أَنْتَ و زَیْداً و مكانَكَ و زیْداً؛ قال الأَزهری: و سمعت بعض بنی سلیم یقول: كما أَنْتَنی، یقول: انْتَظِرْنی فی مكانِكَ. و ما لی عنه عُنْدَدٌ و عُنْدُدٌ أَی بُدٌّ؛ قال: لَقَدْ ظَعَنَ الحَیُّ الجمیعُ فأَصْعَدُوا، نَعَمْ لَیْسَ عَمَّا یَفْعَلُ اللَّهُ عُنْدُدُ و إِنما لم یُقْضَ علیها أَنها فُنْعُلٌ لأَن التكریر إِذا وقع وجب القضاء بالزیادة إِلا أَن یجی‌ء ثَبَتٌ، و إِنما قضی علی النون هاهنا أَنها أَصل لأَنها ثانیة و النون لا تزاد ثانیة إِلا بثَبَتٍ. و ما لی عنه مُعْلَنْدَدٌ أَیضاً و ما وجدت إِلی كذا مُعْلَنْدَداً أَی سبیلًا. و قال اللحیانی: ما لی عن ذاك عُنْدَدٌ و عُنْدُدٌ أَی مَحِیص. و قال مرة: ما وجدت إِلی ذلك عُنْدُداً و عُنْدَداً أَی سبیلًا و لا ثَبَتَ هنا. أَبو زید: یقال إِنَّ تَحْتَ طریقتك لَعِنْدَأْوَةً، و الطریقةُ: اللّینُ و السكونُ، و العِنْدَأْوَةُ: الجَفْوَةُ و المَكْرُ؛ قال الأَصمعی: معناه إِن تحت سكونك لَنَزْوَةً و طِماحاً؛ و قال غیره: العِنْدَأْوَةُ الالتواء و العَسَرُ، و قال: هو من العَداء، و همزه بعضهم فجعل النون و الهمزة زائدتین «1» علی بِناءِ فِنْعَلْوة، و قال غیره: عِنْداوَةٌ فِعْلَلْوَة. و عانِدانِ: وادیان معروفان؛ قال: شُبَّتْ بِأَعْلی عانِدَیْنِ من إِضَمْ و عانِدینَ و عانِدونَ: اسمُ وادٍ أَیضاً. و فی النصب و الخفض عاندین؛ حكاه كراع و مثّله بِقاصِرینَ و خانِقِینَ و مارِدین و ماكِسِین و ناعِتِین، و كل هذه أَسماء مواضع؛ و قول سالم بن قحفان: یَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ، لاحِقَةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ یعنی بعیدة المِرْفَقِ من الزَّوْرِ. و العَوْهَقُ: الخُطَّافُ الجَبَلِیُّ، و قیل: الغراب الأَسود، و قیل: الثَّوْرُ الأَسود، و قیل: اللَّازَوَرْدُ. و طَعْنٌ عَنِدٌ، بالكسر، إِذا كان یَمْنَةً و یَسْرَةً. قال أَبو عمرو: أَخَفُّ الطَّعْن الوَلْقُ، و العانِدُ مثله.

عنجد؛ ج3، ص: 310

: العُنْجُدُ: حبُّ العنب. و العَنْجَدُ و العُنْجَدُ: رَدی‌ءُ الزَّبیب، و قیل: نواه. و قال أَبو حنیفة: العُنْجُدُ و العُنْجَدُ الزبیبُ، و زعم عن ابن الأَعرابی أَنه حب الزبیب؛ قال الشاعر: غَدا كالعَسَلَّسِ، فی حُذْلِهِ رُؤُوسُ العَظارِیِّ كالعُنْجُدِ و العَظارِیُّ: ذكورُ الجراد، و ذكر عن بعض الرواة أَن العنجُد، بضم الجیم، الأَسود من الزبیب. قال و قال غیره: هو العَنْجَدُ، بفتح العین و الجیم؛ قال الخلیل: رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجَدِ شبَّه رؤُوس الجراد بالزبیب، و من رواه خَناظِب فهی الخنافِسُ. أَبو زید: یقال للزبیب العَنْجَدُ و العُنْجَدُ و العُنْجُدُ، ثلاث لغات. و حاكم أَعرابی رجلا إِلی القاضی فقال: بعت به عُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عنی؛ قال ابن الأَعرابی: الجهر قِطْعَةٌ من الدَّهْرِ. و عَنْجَدٌ و عَنْجَدَةُ: اسمان؛ قال: یا قومِ، ما لی لا أُحِبُّ عَنْجَدَه؟ و كلُّ إِنسانٍ یُحِبُّ وَلَدَه، حُبَّ الحُباری، و یَذُبُّ عَنَدَه
(1). قوله [النون و الهمزة زائدتین] كذا بالأَصل و فیه یكون بناء عندأوة فنعالة لا فنعلوة
لسان العرب، ج‌3، ص: 311‌

عنجرد؛ ج3، ص: 311

: الأَزهری، الفراء: امرأَة عَنْجَرِدٌ: خبیثةٌ سیئةُ الخُلُق؛ و أَنشد: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِینَ أَحْلِفُ، كَمِثْلِ شَیْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ و قال غیره: امرأَة عنجرد سَلِیطَةٌ.

عندد؛ ج3، ص: 311

: الأَزهری: یقال ما لی عنه عُنْدُدٌ و لا مُعْلَنْدَدٌ أَی ما لی عنه بُدٌّ. و قال اللحیانی: ما وجدت إِلی ذلك عُنْدُداً و عُنْدَداً و مُعْلَنْدَداً أَی سبیلًا.

عنقد؛ ج3، ص: 311

: العُنْقُودُ و العِنقادُ من النخل و العنبِ و الأَراكِ و البُطْم و نحوها؛ قال: إِذْ لِمَّتی سَوْداءُ كالعِنْقادِ، كَلِمَّةٍ كانتْ علی مَصادِ و عُنْقُود: اسم ثور؛ قال: یا ربِّ سَلِّمْ قَصَباتِ عُنْقُودْ

عنكد؛ ج3، ص: 311

: العَنْكَدُ: ضَرْبٌ من السمك البحری.

عهد؛ ج3، ص: 311

: قال الله تعالی: وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كٰانَ مَسْؤُلًا؛ قال الزجاج: قال بعضهم: ما أَدری ما العهد، و قال غیره: العَهْدُ كل ما عُوهِدَ اللَّهُ علیه، و كلُّ ما بین العبادِ من المواثِیقِ، فهو عَهْدٌ. و أَمْرُ الیتیم من العهدِ، و كذلك كلُّ ما أَمَرَ الله به فی هذه الآیات و نَهی عنه. و‌فی حدیث الدُّعاءِ: و أَنا علی عَهْدِكَ و وَعْدِكَ ما استَطَعْتُ‌أَی أَنا مُقِیمٌ علی ما عاهَدْتُك علیه من الإِیمان بك و الإِقرار بوَحْدانیَّتِك لا أَزول عنه، و استثنی بقوله ما استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ فی أَمره أَی إِن كان قد جری القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ یوماً ما فإِنی أُخْلِدُ عند ذلك إِلی التَّنَصُّلِ و الاعتذار، لعدم الاستطاعة فی دفع ما قضیته علی؛ و قیل: معناه إِنی مُتَمَسِّكٌ بما عَهِدْتَه إِلیّ من أَمرك و نهیك و مُبْلی العُذْرِ فی الوفاءِ به قَدْرَ الوُسْع و الطاقة، و إِن كنت لا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الواجب فیه. و العَهْدُ: الوصیة، كقول سعد حین خاصم عبد بن زمعة فی ابن أَمَتِهِ فقال: ابن أَخی عَهِدَ إِلیّ فیه أَی أَوصی؛ و منه‌الحدیث: تمَسَّكوا بعهد ابن أُمِّ عَبْدٍ‌أَی ما یوصیكم به و یأْمرُكم، و یدل علیه‌حدیثه الآخر: رضِیتُ لأُمَّتی ما رضیَ لها ابنُ أُمِّ عَبْدٍ‌لمعرفته بشفقته علیهم و نصیحته لهم، و ابنُ أُم عَبْدٍ: هو عبد الله بن مسعود. و یقال: عهِد إِلی فی كذا أَی أَوصانی؛ و منه‌حدیث علیّ، كرم الله وجهه: عَهِدَ إِلیّ النبیُّ الأُمّیُّ‌أَی أَوْصَی؛ و منه قوله عز و جل: أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ یٰا بَنِی آدَمَ؛ یعنی الوصیةَ و الأَمر. و العَهْدُ: التقدُّم إِلی المرءِ فی الشی‌ءِ. و العهد: الذی یُكتب للولاة و هو مشتق منه، و الجمع عُهودٌ، و قد عَهِدَ إِلیه عَهْداً. و العَهْدُ: المَوْثِقُ و الیمین یحلف بها الرجل، و الجمع كالجمع. تقول: علیّ عهْدُ الله و میثاقُه، و أَخذتُ علیه عهدَ الله و میثاقَه؛ و تقول: عَلَیَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كذا؛ و منه قول الله تعالی: وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللّٰهِ إِذٰا عٰاهَدْتُمْ؛ و قیل: ولیُّ العهد لأَنه ولیَ المیثاقَ الذی یؤْخذ علی من بایع الخلیفة. و العهد أَیضاً: الوفاء. و فی التنزیل: وَ مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ؛ أَی من وفاء؛ قال أَبو الهیثم: العهْدُ جمع العُهْدَةِ و هو المیثاق و الیمین التی تستوثقُ بها ممن یعاهدُك، و إِنما سمی الیهود و النصاری أَهلَ العهدِ: للذمة التی أُعْطُوها و العُهْدَةِ المُشْتَرَطَةِ علیهم و لهم. و العَهْدُ و العُهْدَةُ واحد؛ تقول: بَرِئْتُ إِلیك من عُهْدَةِ هذا العبدِ أَی مما یدركُك فیه من عَیْب كان معهوداً فیه عندی. و قال شمر: العَهْد الأَمانُ، و كذلك الذمة؛ تقول: أَنا أُعْهِدُك من هذا الأَمر
لسان العرب، ج‌3، ص: 312
أَی أُؤَمِّنُك منه أَو أَنا كَفیلُك، و كذلك لو اشتری غلاماً فقال: أَنا أُعْهِدُك من إِباقه، فمعناه أَنا أُؤَمِّنُك منه و أُبَرِّئُكَ من إِباقه؛ و منه اشتقاق العُهْدَة؛ و یقال: عُهْدَتُه علی فلان أَی ما أُدْرِك فیه من دَرَكٍ فإِصلاحه علیه. و قولهم: لا عُهْدَة أَی لا رَجْعَة. و‌فی حدیث عقبة بن عامر: عُهْدَةُ الرقیقِ ثلاثة أَیامٍ؛ هو أَن یَشْتَرِی الرقیقَ و لا یَشْترِطَ البائعُ البَراءَةَ من العیب، فما أَصاب المشتری من عیب فی الأَیام الثلاثة فهو من مال البائع و یردّ إِن شاء بلا بینة، فإِن وجد به عیباً بعد الثلاثة فلا یرد إِلا ببینة. و عَهِیدُك: المُعاهِدُ لك یُعاهِدُك و تُعاهِدُه و قد عاهده؛ قال: فَلَلتُّرْكُ أَوفی من نِزارٍ بعَهْدِها، فلا یَأْمَنَنَّ الغَدْرَ یَوْماً عَهِیدُها و العُهْدةُ: كتاب الحِلْفِ و الشراءِ. و استَعْهَدَ من صاحبه: اشترط علیه و كتب علیه عُهْدة، و هو من باب العَهد و العُهدة لأَن الشرط عَهْدٌ فی الحقیقة؛ قال جریر یهجو الفرزدق حین تزوّج بنت زِیقٍ: و ما استَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذی خُتُونَةٍ من الناسِ إِلَّا مِنْكَ، أَو مِنْ مُحارِبِ و الجمعُ عُهَدٌ. و فیه عُهْدَةٌ لم تُحْكَمْ أَی عیب. و فی الأَمر عُهْدَةٌ إِذا لم یُحْكَمْ بعد. و فی عَقْلِه عُهْدَةٌ أَی ضعف. و فی خَطِّه عُهدة إِذا لم یُقِم حُروفَه. و العَهْدُ: الحِفاظُ و رعایةُ الحُرْمَة. و‌فی الحدیث أَن عجوزاً دخلت علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فسأَل بها و أَحفی و قال: إِنها كانت تأْتینا أَیام خدیجة و إِن حُسن العهد من الإِیمان.و‌فی حدیث أُم سلمة: قالت لعائشة: و تَرَكَتْ عُهَّیْدَی «1» العُهَّیْدَی، بالتشدید و القصر، فُعَّیْلی من العَهْدِ كالجُهَّیْدَی من الجَهْدِ، و العُجَّیْلی من العَجَلة. و العَهْدُ: الأَمانُ. و فی التنزیل: لٰا یَنٰالُ عَهْدِی الظّٰالِمِینَ، و فیه: فَأَتِمُّوا إِلَیْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلیٰ مُدَّتِهِمْ. و عاهَدَ الذِّمِّیَّ: أَعطاهُ عَهْداً، و قیل: مُعَاهَدَتُه مُبایَعَتُه لك علی إِعطائه الجزیة و الكفِّ عنه. و المُعَاهَدُ: الذِّمِّیُّ. و أَهلُ العهدِ: أَهل الذمّة، فإِذا أَسلموا سقط عنهم اسم العهد. و تقول: عاهدْتُ اللَّهَ أَن لا أَفعل كذا و كذا؛ و منه الذمی المعاهَدُ الذی فُورِقَ فَأُومِرَ علی شروط استُوثِقَ منه بها، و أُوِمن علیها، فإِن لم یفِ بها حلّ سَفْكُ دمِه. و‌فی الحدیث: إِنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإِیمانِ‌أَی رعایة المَوَدَّة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: لا یُقْتَلُ مُؤمنٌ بكافِرٍ، و لا ذو عهْد فی عَهْدِه؛ معناه لا یُقتل مؤمن بكافر، تمّ الكلام، ثم قال: و لا یُقْتَلُ أَیضاً ذو عهد أَی ذو ذِمَّة و أَمان ما دام علی عهده الذی عُوهِدَ علیه، فنهی، صلی الله علیه و سلم، عن قتل المؤْمن بالكافر، و عن قتل الذمی المعاهد الثابت علی عهده. و فی النهایة: لا یقتل مؤمن بكافر و لا ذو عهد فی عهده أَی و لا ذو ذمة فی ذمته، و لا مشرك أُعْطِیَ أَماناً فدخل دار الإِسلام، فلا یقتل حتی یعودَ إِلی مَأْمَنِه. قال ابن الأَثیر: و لهذا الحدیث تأْویلان بمقتضی مذهبی الشافعی و أَبی حنیفة: أَما الشافعی فقال لا یقتل المسلم بالكافر مطلقاً معاهداً كان أَو غیر معاهد حربیّاً كان أَو ذمیّاً مشركاً أَو كتابیاً، فأَجری اللفظ علی ظاهره و لم یضمر له شیئاً فكأَنه نَهَی عن قتل المسلم بالكافر و عن قتل المعاهد، و فائدة ذكره بعد قوله لا یقتل مسلم بكافر لئلا یَتَوهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنه قد نَفَی عنه القَوَدَ بقَتْله الكافرَ، فیَظُّنَّ أَنَّ المعاهَدَ لو قَتَلَ كان حكمه كذلك
(1). قوله [و تركت عهیدی] كذا بالأَصل و الذی فی النهایة و تركت عهیداه
لسان العرب، ج‌3، ص: 313
فقال: و لا یقتل ذُو عَهْدٍ فی عهدِه، و یكون الكلام معطوفاً علی ما قبله منتظماً فی سلكه من غیر تقدیر شی‌ء محذوف؛ و أَما أَبو حنیفة فإِنه خَصَّصَ الكافرَ فی الحدیث بالحرْبیِّ دون الذِّمِّی، و هو بخلاف الإِطلاق، لأَن من مذهبه أَن المسلم یقتل بالذمی فاحتاج أَن یضمر فی الكلام شیئاً مقدراً و یجعلَ فیه تقدیماً و تأْخیراً فیكون التقدیر: لا یقتل مسلم و لا ذو عهد فی عهده بكافر أَی لا یقتل مسلم و لا كافر معاهد بكافر، فإِن الكافرَ قد یكون معاهداً و غیر معاهد. و‌فی الحدیث: مَن قَتَلَ مُعَاهَداً [مُعَاهِداً لم یَقْبَلِ اللَّهُ منه صَرْفاً و لا عَدلًا؛ یجوز أَن یكون بكسر الهاء و فتحها علی الفاعل و المفعول، و هو فی الحدیث بالفتح أَشهر و أَكثر. و المعاهدُ: مَن كان بینك و بینه عهد، و أَكثر ما یطلق فی الحدیث علی أَهل الذمة، و قد یطلق علی غیرهم من الكفار إِذا صُولحوا علی ترك الحرب مدَّة ما؛ و منه‌الحدیث: لا یحل لكم كذا و كذا و لا لُقَطَةُ مُعَاهد‌أَی لا یجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُه الموجودة من ماله لأَنه معصوم المال، یجری حكمه مجری حكم الذمی. و العهد: الالتقاء. و عَهِدَ الشی‌ءَ عَهْداً: عرَفه؛ و من العَهْدِ أَن تَعْهَدَ الرجلَ علی حال أَو فی مكان، یقال: عَهْدِی به فی موضع كذا و فی حال كذا، و عَهِدْتُه بمكان كذا أَی لَقِیتُه و عَهْدِی به قریب؛ و قول أَبی خراش الهذلی: و لم أَنْسَ أَیاماً لَنا و لَیالِیاً بِحَلْیَةَ، إِذْ نَلْقَی بها ما نُحاوِلُ فَلَیْسَ كعَهْدِ الدارِ، یا أُمَّ مالِكٍ، و لكِنْ أَحاطَتْ بالرِّقابِ السَّلاسِلُ أَی لیس الأَمر كما عَهِدْتِ و لكن جاء الإِسلامُ فهدم ذلك، و أَراد بالسلاسل الإِسلامَ و أَنه أَحاط برقابنا فلا نسْتَطِیعُ أَن نَعْمَلَ شیئاً مكروهاً. و‌فی حدیث أُم زرع: و لا یَسْأَلُ عمَّا عَهِدَ‌أَی عما كان یَعْرِفُه فی البیت من طعام و شراب و نحوهما لسخائه و سعة نفسه. و التَّعَهُّدُ: التَّحَفُّظُ بالشی‌ء و تجدیدُ العَهْدِ به، و فلان یَتَعَهَّدُه صَرْعٌ. و العِهْدانُ: العَهْدُ. و العَهْدُ: ما عَهِدْتَه فَثافَنْتَه. یقال: عَهْدِی بفلان و هو شابٌّ أَی أَدركتُه فرأَیتُه كذلك؛ و كذلك المَعْهَدُ. و المَعْهَدُ: الموضعُ كنتَ عَهِدْتَه أَو عَهِدْت هَویً لك أَو كنتَ تَعْهَدُ به شیئاً، و الجمعُ المَعَاهِدُ. و المُعاهَدَةُ و الاعْتِهادُ و التعاهُدُ و التَّعَهُّدُ واحد، و هو إِحداثُ العَهْدِ بما عَهِدْتَه. و یقال للمحافظ علی العَهْدِ: مُتَعَهِّدٌ؛ و منه قول أَبی عطاء السندیّ و كان فصیحاً یرثی ابن هُبَیرَة: و إِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِناءِ فَرُبَّما أَقامَ به، بَعْدَ الوُفُودِ، وُفُودُ فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ علی مُتعَهِّدٍ، بَلی كلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ بعِیدُ أَراد: محافظ علی عَهْدِكَ بِذِكْرِه إِیای «2». و یقال: متی عَهْدُكَ بفلان أَی متی رُؤْیَتُك إِیاه. و عَهْدُه: رؤیتُه. و العَهْدُ: المَنْزِلُ الذی لا یزال القوم إِذا انْتَأَوْا عنه رجعوا إِلیه، و كذلك المَعْهَدُ. و المعهودُ: الذی عُهِدَ و عُرِفَ. و العَهْدُ: المنزل المعهودُ به الشی‌ء، سمی بالمصدر؛ قال ذو الرمة: هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِیلَ رَسْمُه و تعَهَّدَ الشی‌ء و تَعَاهَدَه و اعْتَهَدَه: تَفَقَّدَهُ و أَحْدَثَ العَهْدَ به؛ قال الطرماح:
(2). قوله [بذكره إیای] كذا بالأَصل و لعله بذكره إیاه
لسان العرب، ج‌3، ص: 314
و یُضِیعُ الذی قدَ اوجبه الله عَلَیْه، و لیس یَعْتَهِدُهْ و تَعَهَّدْتُ ضَیْعَتی و كل شی‌ء، و هو أَفصح من قولك تَعاهَدْتُه لأَن التعاهدَ إِنما یكون بین اثنین. و فی التهذیب: و لا یقال تعاهَدتُه، قال: و أَجازهما الفراء. و رجل عَهِدٌ، بالكسر: یتَعاهَدُ الأُمورَ و یحب الولایاتِ و العُهودَ؛ قال الكمیت یمدح قُتَیْبَة بن مسلم الباهلیّ و یذكر فتوحه: نامَ المُهَلَّبُ عنها فی إِمارتِه، حتی مَضَتْ سَنَةٌ، لم یَقْضِها العَهِدُ و كان المهلب یحب العهود؛ و أَنشد أَبو زید: فَهُنَّ مُناخاتٌ یُجَلَّلْنَ زِینَةً، كما اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحَوَّفُ، المُحَوَّفُ: الذی قد نَبَتَتْ حافتاه و استدارَ به النباتُ. و العِهادُ: مواقِعُ الوَسْمِیّ من الأَرض. و قال الخلیل: فِعْلٌ له مَعْهُودٌ و مشهودٌ و مَوْعودٌ؛ قال: مَشْهود یقول هو الساعةَ، و المعهودُ ما كان أَمْسِ، و الموعودُ ما یكون غداً. و العَهْدُ، بفتح العین: أَوَّل مَطَرٍ و الوَلیُّ الذی یَلِیه من الأَمطار أَی یتصل به. و فی المحكم: العَهْدُ أَوَّل المطر الوَسْمِیِّ؛ عن ابن الأَعرابی، و الجمع العِهادُ. و العَهْدُ: المطرُ الأَوَّل. و العَهْدُ و العَهْدَةُ و العِهْدَةُ: مطرٌ بعد مطرٍ یُدْرِك آخِرُهُ بَلَلَ أَوّله؛ و قیل: هو كل مطرٍ بعد مطر، و قیل: هو المَطْرَةُ التی تكون أَوّلًا لما یأْتی بعْدها، و جمعها عِهادُ و عُهودٌ؛ قال: أَراقَتْ نُجُومُ الصَّیْفِ فیها سِجالَها، عِهاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قال أَبو حنیفة: إِذا أَصاب الأَرضَ مطر بعد مطر، و ندی الأَوّل باق، فذلك العَهْدُ لأَن الأَوّل عُهِدَ بالثانی. قال: و قال بعضهم العِهادُ: الحدیثةُ من الأَمطارِ؛ قال: و أَحسبه ذهب فیه إِلی قول الساجع فی وصف الغیث: أَصابَتْنا دِیمَةٌ بعد دِیمَةٍ علی عِهادٍ غیرِ قَدِیمةٍ؛ و قال ثعلب: علی عهاد قدیمة تشبع منها النابُ قبل الفَطِیمَةِ؛ و قوله: تشبعُ منها الناب قبل الفطیمة؛ فسره ثعلب فقال: معناه هذا النبت قد علا و طال فلا تدركه الصغیرة لطوله، و بقی منه أَسافله فنالته الصغیرة. و قال ابن الأَعرابی: العِهادُ ضعیفُ مطرِ الوَسْمِیِّ و رِكاكُه. و عُهِدَتِ الرَّوْضَةُ: سَقَتْها العَهْدَةُ [العِهْدَةُ، فهی معهودةٌ. و أَرض معهودةٌ إِذا عَمَّها المطر. و الأَرض المُعَهَّدَةُ تَعْهِیداً: التی تصیبها النُّفْضَةُ من المطر، و النُّفْضَةُ المَطْرَةُ تُصِیبُ القِطْعة من الأَرض و تخطئ القطعة. یقال: أَرض مُنَفَّضَةٌ تَنْفیضاً؛ قال أَبو زبید: أَصْلَبیٌّ تَسْمُو العُیونُ إِلیه، مُسْتَنیرٌ، كالبَدْرِ عامَ العُهودِ و مطرُ العُهودِ أَحسن ما یكونُ لِقِلَّةِ غُبارِ الآفاقِ؛ قیل: عامُ العُهودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار. و من أَمثالهم فی كراهة المعایب: المَلَسَی لا عُهْدَةَ له؛ المعنی ذُو المَلَسَی لا عهدة له. و المَلَسَی: ذهابٌ فی خِفْیَةٍ، و هو نَعْتٌ لِفَعْلَتِه، و المَلَسی مؤنثة، قال: معناه أَنه خرج من الأَمر سالماً فانقضی عنه لا له و لا علیه؛ و قیل: المَلَسی أَن یَبیعَ الرجلُ سِلْعَةً یكون قد سرَقَها فَیَمَّلِس و یَغِیب بعد قبض الثمن، و إِن استُحِقَّتْ فی یَدَیِ المشتری لم یتهیأْ له أَن یبیعَ البائعُ بضمان عُهْدَتِها لأَنه امَّلَسَ هارباً، و عُهْدَتُها أَن یَبیعَها و بها عیب أَو فیها استحقاق لمالكها. تقول: أَبیعُك المَلَسی لا عُهْدَة أَی تنملسُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 315
و تَنْفَلتُ فلا ترجع إِلیّ. و یقال فی المثل: متی عهدكَ بأَسفلِ فیكَ؟ و ذلك إِذا سأَلته عن أَمر قدیم لا عهد له به؛ و مِثْلُه: عَهْدُك بالفالیاتِ قدیمٌ؛ یُضْرَبُ مثلًا للأَمر الذی قد فات و لا یُطْمَعُ فیه؛ و مثله: هیهات طار غُرابُها بِجَرادَتِك؛ و أَنشد: و عَهْدی بِعَهْدِ الفالیاتِ قَدیمُ و أَنشد أَبو الهیثم: و إِنی لأَطْوی السِّرَّ فی مُضْمَرِ الحَشا، كُمونَ الثَّرَی فی عَهْدَةٍ ما یَریمُها أَراد بالعَهْدَةِ مَقْنُوءَةً لا تَطْلُعُ علیها الشمسُ فلا یریمها الثری. و العَهْدُ: الزمانُ. و قریةٌ عَهِیدَةٌ أَی قدیمة أَتی علیها عَهْدٌ طویلٌ. و بنو عُهادَةَ: بُطَیْنٌ من العرب.

عود؛ ج3، ص: 315

: فی صفات الله تعالی: المبدِئُ المعِیدُ؛ قال الأَزهری: بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحیاءً ثم یمیتُهم ثم یعیدُهم أَحیاءً كما كانوا. قال الله، عز و جل: وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ. و قال: إِنَّهُ هُوَ یُبْدِئُ وَ یُعِیدُ؛ فهو سبحانه و تعالی الذی یُعِیدُ الخلق بعد الحیاة إِلی المماتِ فی الدنیا و بعد المماتِ إِلی الحیاةِ یوم القیامة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ النَّكَلَ علی النَّكَلِ، قیل: و ما النَّكَلُ علی النَّكَلِ؟ قال: الرجل القَوِیُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعیدُ علی الفرس القَوِیِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعیدِ؛ قال أَبو عبید: و قوله المبدئ المعِیدُ هو الذی قد أَبْدَأَ فی غَزْوِهِ و أَعاد أَی غزا مرة بعد مرة، و جرَّب الأُمور طَوْراً بعد طَوْر، و أَعاد فیها و أَبْدَأَ، و الفرسُ المبدئُ المعِیدُ هو الذی قد رِیضَ و أُدِّبَ و ذُلِّلَ، فهو طَوْعُ راكبِهِ و فارِسِه، یُصَرِّفه كیف شاء لِطَواعِیَتِه و ذُلِّه، و أَنه لا یستصعب علیه و لا یمْنَعُه رِكابَه و لا یَجْمَحُ به؛ و قیل: الفرس المبدئ المعید الذی قد غزا علیه صاحبه مرة بعد أُخری، و هذا كقولهم لَیْلٌ نائِمٌ إِذا نِیمَ فیه و سِرٌّ كاتم قد كتموه. و قال شمر: رجل مُعِیدٌ أَی حاذق؛ قال كثیر: عَوْمُ المُعِیدِ إِلی الرَّجا قَذَفَتْ به فی اللُّجِّ داوِیَةُ المَكانِ، جَمُومُ و المُعِیدُ من الرجالِ: العالِمُ بالأُمور الذی لیس بغُمْرٍ؛ و أَنشد: كما یَتْبَعُ العَوْد المُعِید السَّلائِب و العود ثانی البدء؛ قال: بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَیْتُ جاهِداً، فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَیْتُ، و العَوْدُ أَحْمَدُ قال الجوهری: و عاد إِلیه یَعُودُ عَوْدَةً و عَوْداً: رجع. و فی المثل: العَوْدُ أَحمدُ؛ و أَنشد لمالك بن نویرة: جَزَیْنا بنی شَیْبانَ أَمْسِ بِقَرْضِهِمْ، و جِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ، و العَوْدُ أَحمدُ قال ابن بری: صواب إِنشاده: و عُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ؛ قال: و كذلك هو فی شعره، أَ لا تری إِلی قوله فی آخر البیت: … و العود أَحمد؟ و قد عاد له بعد ما كان أَعرَضَ عنه؛ و عاد إِلیه و علیه عَوْداً و عِیاداً و أَعاده هو، و اللّٰهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ، من ذلك. و استعاده إِیاه: سأَله إِعادَتَه. قال سیبویه: و تقول رجع عَوْدُه علی بَدْئِه؛ ترید أَنه لم یَقْطَعْ ذَهابَه حتی وصله برجوعه، إِنما أَردْتَ أَنه رجع فی حافِرَتِه أَی نَقَضَ مَجِیئَه برجوعه، و قد یكون أَن یقطع مجیئه ثم یرجع فتقول: رجَعْتُ عَوْدی علی بَدْئی أَی رجَعْتُ كما
لسان العرب، ج‌3، ص: 316
جئت، فالمَجِی‌ءُ موصول به الرجوعُ، فهو بَدْءٌ و الرجوعُ عَوْدٌ؛ انتهی كلام سیبویه. و حكی بعضهم: رجع عَوْداً علی بدء من غیر إِضافة. و لك العَوْدُ و العَوْدَةُ و العُوادَةُ أَی لك أَن تعودَ فی هذا الأَمر؛ كل هذه الثلاثة عن اللحیانی. قال الأَزهری: قال بعضهم: العَوْد تثنیة الأَمر عَوْداً بعد بَدْءٍ. یقال: بَدَأَ ثم عاد، و العَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ. و قوله تعالی: كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِیقاً هَدیٰ وَ فَرِیقاً حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلٰالَةُ؛ یقول: لیس بَعْثُكم بأَشَدَّ من ابتِدائِكم، و قیل: معناه تَعُودون أَشقِیاءَ و سُعداءَ كما ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم فی سابق علمه، و حین أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فیهم و هم فی أَرحام أُمهاتهم. و قوله عز و جل: وَ الَّذِینَ یُظٰاهِرُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمٰا قٰالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ؛ قال الفراء: یصلح فیها فی العربیة ثم یعودون إِلی ما قالوا و فیما قالوا، یرید النكاح و كلٌّ صوابٌ؛ یرید یرجعون عما قالوا، و فی نَقْض ما قالوا قال: و یجوز فی العربیة أَن تقول: إِن عاد لما فعل، ترید إِن فعله مرة أُخری. و یجوز: إِن عاد لما فعل، إِن نقض ما فعل، و هو كما تقول: حلف أَن یضربك، فیكون معناه: حلف لا یضربك و حلف لیضربنك؛ و قال الأَخفش فی قوله: ثُمَّ یَعُودُونَ لِمٰا قٰالُوا إِنا لا نفعله فیفعلونه یعنی الظهار، فإِذا أَعتق رقبة عاد لهذا المعنی الذی قال إِنه علیّ حرام ففعله. و قال أَبو العباس: المعنی فی قوله: یَعُودُونَ لِمٰا قٰالُوا، لتحلیل ما حرّموا فقد عادوا فیه. و روی الزجاج عن الأَخفش أَنه جعل لِمٰا قٰالُوا من صلة فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ، و المعنی عنده و الذین یظاهرون ثم یعودون فتحریر رقبة لما قالوا، قال: و هذا مذهب حسن. و قال الشافعی فی قوله: وَ الَّذِینَ یُظٰاهِرُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمٰا قٰالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ، یقول: إِذا ظاهر منها فهو تحریم كان أَهل الجاهلیة یفعلونه و حرّم علی المسلمین تحریم النساء بهذا اللفظ، فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ الظِّهارَ طلاقاً، فهو تحریم أَهل الإِسلام و سقطت عنه الكفارة، و إِن لم یُتْبِع الظهار طلاقاً فقد عاد لما حرم و لزمه الكفارة عقوبة لما قال؛ قال: و كان تحریمه إِیاها بالظهار قولًا فإِذا لم یطلقها فقد عاد لما قال من التحریم؛ و قال بعضهم: إِذا أَراد العود إِلیها و الإِقامة علیها، مَسَّ أَو لم یَمَسَّ، كَفَّر. قال اللیث: یقول هذا الأَمر أَعْوَدُ علیك أَی أَرفق بك و أَنفع لأَنه یعود علیك برفق و یسر. و العائدَةُ: اسم ما عادَ به علیك المفضل من صلة أَو فضل، و جمعه العوائد. قال ابن سیدة: و العائدة المعروفُ و الصِّلةُ یعاد به علی الإِنسان و العَطْفُ و المنْفَعَةُ. و العُوادَةُ، بالضم: ما أُعید علی الرجل من طعام یُخَصُّ به بعدما یفرُغُ القوم؛ قال الأَزهری: إِذا حذفت الهاء قلت عَوادٌ كما قالوا أَكامٌ و لمَاظٌ و قَضامٌ؛ قال الجوهری: العُوادُ، بالضم، ما أُعید من الطعام بعد ما أُكِلَ منه مرة. و عَوادِ: بمعنی عُدْ مثل نَزالِ و تَراكِ. و یقال أَیضاً: عُدْ إِلینا فإِن لك عندنا عَواداً حَسَناً، بالفتح، أَی ما تحب، و قیل: أَی برّاً و لطفاً. و فلان ذو صفح و عائدة أَی ذو عفو و تعطف. و العَوادُ: البِرُّ و اللُّطْف. و یقال للطریق الذی أَعاد فیه السفر و أَبدأَ: معید؛ و منه قول ابن مقبل یصف الإِبل السائرة: یُصْبِحْنَ بالخَبْتِ، یَجْتَبْنَ النِّعافَ علی أَصْلابِ هادٍ مُعِیدٍ، لابِسِ القَتَمِ أَراد بالهادی الطریقَ الذی یُهْتَدی إِلیه، و بالمُعِیدِ الذی لُحِبَ. و العادَةُ: الدَّیْدَنُ یُعادُ إِلیه، معروفة و جمعها عادٌ و عاداتٌ و عِیدٌ؛ الأَخیرةُ عن كراع، و لیس بقوی، إِنما العِیدُ ما عاد إِلیك من الشَّوْقِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 317
و المرض و نحوه و سنذكره. و تَعَوَّدَ الشی‌ءَ و عادَه و عاوَدَه مُعاوَدَةً و عِواداً و اعتادَه و استعاده و أَعادَه أَی صار عادَةً له؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدی، و الفَتی آلِفٌ لِما یَسْتَعِیدُ و قال: تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ، إِنی رأَیتُ المَرْءَ یَأْلَفُ ما اسْتَعادا و قال أَبو كبیر الهذلی یصف الذئاب: إِلَّا عَواسِلَ، كالمِراطِ، مُعِیدَةً باللَّیْلِ مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَی وردت مرات فلیس تنكر الورود. و عاوَدَ فلانٌ ما كان فیه، فهو مُعاوِدٌ. و عاوَدَتْه الحُمَّی و عاوَدَهُ بالمسأَلة أَی سأَله مرة بعد أُخری، و عَوَّدَ كلبه الصیْدَ فَتَعَوّده؛ و عوّده الشی‌ءَ: جعله یعتاده. و المُعاوِدُ: المُواظِبُ، و هو منه. قال اللیث: یقال للرجل المواظبِ علی أَمْرٍ: معاوِدٌ. و فی كلام بعضهم: الزموا تُقی اللَّهِ و اسْتَعِیدُوها أَی تَعَوَّدُوها. و اسْتَعَدْتُه الشی‌ء فأَعادَه إِذا سأَلتَه أَن یفعله ثانیاً. و المُعاوَدَةُ: الرجوع إِلی الأَمر الأَول؛ یقال للشجاع: بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا یَمَلُّ المِراسَ. و تعاوَدَ القومُ فی الحرب و غیرها إِذا عاد كل فریق إِلی صاحبه. و بطل مُعاوِد: عائد. و المَعادُ: المَصِیرُ و المَرْجِعُ، و الآخرة: مَعادُ الخلقِ. قال ابن سیدة: و المعاد الآخرةُ و الحج. و قوله تعالی: إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرٰادُّكَ إِلیٰ مَعٰادٍ؛ یعنی إِلی مكة، عِدَةٌ للنبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یفتحها له؛ و قال الفراء: إِلیٰ مَعٰادٍ حیث وُلِدْتَ؛ و قال ثعلب: معناه یردّك إِلی وطنك و بلدك؛ و‌ذكروا أَن جبریل قال: یا محمد، اشْتَقْتَ إِلی مولدك و وطنك؟ قال: نعم، فقال له: إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرٰادُّكَ إِلیٰ مَعٰادٍ؛ قال: و المَعادُ هاهنا إِلی عادَتِك حیث وُلِدْتَ و لیس من العَوْدِ، و قد یكون أَن یجعل قوله لَرٰادُّكَ إِلیٰ مَعٰادٍ لَمُصَیِّرُكَ إِلی أَن تعود إِلی مكة مفتوحة لك، فیكون المَعادُ تعجباً إِلی معادٍ أَیِّ معادٍ لما وعده من فتح مكة. و‌قال الحسن: معادٍ الآخرةُ، و‌قال مجاهد: یُحْییه یوم البعث، و‌قال ابن عباس: أَی إِلی مَعْدِنِك من الجنة، و قال اللیث: المَعادَةُ و المَعاد كقولك لآل فلان مَعادَةٌ أَی مصیبة یغشاهم الناس فی مَناوِحَ أَو غیرها یتكلم به النساء؛ یقال: خرجت إِلی المَعادةِ و المَعادِ و المأْتم. و المَعادُ: كل شی‌ء إِلیه المصیر. قال: و الآخرة معاد للناس، و أَكثر التفسیر فی قوله [لَرٰادُّكَ إِلیٰ مَعٰادٍ] لباعثك. و علی هذا كلام الناس: اذْكُرِ المَعادَ أَی اذكر مبعثك فی الآخرة؛ قاله الزجاج. و قال ثعلب: المعاد المولد. قال: و قال بعضهم: إِلی أَصلك من بنی هاشم، و قالت طائفة و علیه العمل: إِلیٰ مَعٰادٍ أَی إِلی الجنة. و‌فی الحدیث: و أَصْلِحْ لی آخِرتی التی فیها مَعادی‌أَی ما یعودُ إِلیه یوم القیامة، و هو إِمّا مصدر و إِمّا ظرف. و‌فی حدیث علیّ: و الحَكَمُ اللَّهُ و المَعْوَدُ إِلیه یومَ القیامة‌أَی المَعادُ. قال ابن الأَثیر: هكذا جاء المَعْوَدُ علی الأَصل، و هو مَفْعَلٌ من عاد یعود، و من حق أَمثاله أَن تقلب واوه أَلفاً كالمَقام و المَراح، و لكنه استعمله علی الأَصل. تقول: عاد الشی‌ءُ یعودُ عَوْداً و مَعاداً أَی رجع، و قد یرد بمعنی صار؛ و منه‌حدیث معاذ: قال له النبی، صلی الله علیه و سلم: أَ عُدْتَ فَتَّاناً یا مُعاذُ‌أَی صِرتَ؛ و منه‌حدیث خزیمة: عادَ لها النِّقادُ مُجْرَنْثِماً‌أَی
لسان العرب، ج‌3، ص: 318
صار؛ و منه‌حدیث كعب: وَدِدْتُ أَن هذا اللَّبَنَ یعودُ قَطِراناً أَی یصیر، فقیل له: لِمَ ذلك قال: تَتَبَّعَتْ قُرَیشٌ أَذْنابَ الإِبلِ و تَرَكُوا الجماعاتِ.و المَعادُ و المَعادة: المأْتَمُ یُعادُ إِلیه؛ و أَعاد فلان الصلاةَ یُعِیدها. و قال اللیث: رأَیت فلاناً ما یُبْدِی‌ءُ و ما یُعِیدُ أَی ما یتكلم ببادئَة و لا عائِدَة. و فلان ما یُعِیدُ و ما یُبدئ إِذا لم تكن له حیلة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و كنتُ امْرَأً بالغَورِ مِنِّی ضَمانَةٌ، و أُخْری بِنَجْد ما تُعِیدُ و ما تُبْدی یقول: لیس لِما أَنا فیه من الوجد حیلة و لا جهة. و المُعِیدُ: المُطِیقُ للشی‌ءِ یُعاوِدُه؛ قال: لا یَسْتَطِیعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ إِلا المُعِیداتُ به النَّواهِضُ و حكی الأَزهری فی تفسیره قال: یعنی النوق التی استعادت النهض بالدَّلْوِ. و یقال: هو مُعِیدٌ لهذا الشی‌ء أَی مُطِیقٌ له لأَنه قد اعْتادَه؛ و أَما قول الأَخطل: یَشُولُ ابنُ اللَّبونِ إِذا رآنی، و یَخْشانی الضُّواضِیَةُ المُعِیدُ قال: أَصل المُعیدِ الجمل الذی لیس بِعَیایاءٍ و هو الذی لا یضرب حتی یخلط له، و المعِیدُ الذی لا یحتاج إِلی ذلك. قال ابن سیدة: و المعید الجمل الذی قد ضرب فی الإِبل مرات كأَنه أَعاد ذلك مرة بعد أُخری. و عادنی الشی‌ءُ عَوْداً و اعتادنی، انْتابَنی. و اعتادنی هَمٌّ و حُزْنٌ؛ قال: و الاعتِیادُ فی معنی التَّعوُّدِ، و هو من العادة. یقال: عَوَّدْتُه فاعتادَ و تَعَوَّدَ. و العِیدُ: ما یَعتادُ من نَوْبٍ و شَوْقٍ و هَمٍّ و نحوه. و ما اعتادَكَ من الهمِّ و غیره، فهو عِیدٌ؛ قال الشاعر: و القَلْبُ یَعْتادُه من حُبِّها عِیدُ و قال یزید بن الحكم الثقفی یمدح سلیمان بن عبد الملك: أَمْسَی بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا، إِذا أَقولُ: صَحا، یَعْتادُه عِیدا كأَنَّنی، یومَ أُمْسِی ما تُكَلِّمُنی، ذُو بُغْیَةٍ یَبْتَغی ما لیسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذی بَقَرٍ، أَهْدَی لنا سُنَّةَ العَیْنَیْنِ و الجِیدَا و كان أَبو علی یرویه شبه العینین و الجیدا، بالشین المعجمة و بالباء المعجمة بواحدة من تحتها، أَراد و شبه الجید فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مُقامه؛ و قد قیل إِن أَبا علی صحفه یقول فی مدحها: سُمِّیتَ باسمِ نَبِیٍّ أَنتَ تُشْبِهُه حِلْماً و عِلْماً، سلیمان بنِ داودا أَحْمِدْ به فی الوری الماضِین من مَلِكٍ، و أَنتَ أَصْبَحتَ فی الباقِینَ مَوْجُوداً لا یُعذَلُ الناسُ فی أَن یَشكُروا مَلِكاً أَوْلاهُمُ، فی الأُمُورِ، الحَزْمَ و الجُودا و قال المفضل: عادنی عِیدی أَی عادتی؛ و أَنشد: عادَ قَلْبی من الطویلةِ عِیدُ أَراد بالطویلة روضة بالصَّمَّانِ تكون ثلاثة أَمیال فی مثلها؛ و أَما قول تأَبَّطَ شَرّاً: یا عیدُ ما لَكَ من شَوْقٍ و إِیراقِ، و مَرِّ طَیْفٍ، علی الأَهوالِ طَرَّاقِ قال ابن الأَنباری فی قوله‌یا عید ما لك …: العِیدُ ما یَعْتادُه من الحزن و الشَّوْق، و قوله ما لك من شوق أَی ما أَعظمك من شوق، و یروی: یا هَیْدَ ما لكَ …، و المعنی: یا هَیْدَ ما حالُك و ما شأْنُك. یقال: أَتی
لسان العرب، ج‌3، ص: 319
فلان القومَ فما قالوا له: هَیْدَ ما لَك أَی ما سأَلوه عن حاله؛ أَراد: یا أَیها المعتادُنی ما لَك من شَوْقٍ كقولك ما لَكَ من فارس و أَنت تتعجَّب من فُروسیَّته و تمدحه؛ و منه قاتله الله من شاعر. و العِیدُ: كلُّ یوم فیه جَمْعٌ، و اشتقاقه من عاد یَعُود كأَنهم عادوا إِلیه؛ و قیل: اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه، و الجمع أَعیاد لزم البدل، و لو لم یلزم لقیل: أَعواد كرِیحٍ و أَرواحٍ لأَنه من عاد یعود. و عَیَّدَ المسلمون: شَهِدوا عِیدَهم؛ قال العجاج یصف الثور الوحشی: و اعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِیُّ، كما یَعُودُ العِیدَ نَصْرانیُّ فجعل العید من عاد یعود؛ قال: و تحوَّلت الواو فی العید یاء لكسرة العین، و تصغیر عِید عُیَیْدٌ تركوه علی التغییر كما أَنهم جمعوه أَعیاداً و لم یقولوا أَعواداً؛ قال الأَزهری: و العِیدُ عند العرب الوقت الذی یَعُودُ فیه الفَرَح و الحزن، و كان فی الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو و انكسر ما قبلها صارت یاء، و قیل: قلبت الواو یاء لیَفْرُقوا بین الاسم الحقیقی و بین المصدریّ. قال الجوهری: إِنما جُمِعَ أَعیادٌ بالیاء للزومها فی الواحد، و یقال للفرق بینه و بین أَعوادِ الخشب. ابن الأَعرابی: سمی العِیدُ عیداً لأَنه یعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد. و عادَ العَلِیلَ یَعُودُه عَوْداً و عِیادة و عِیاداً: زاره؛ قال أَبو ذؤیب: أَلا لَیْتَ شِعْرِی، هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ عِیادی علی الهِجْرانِ، أَم هوَ یائِسُ؟ قال ابن جنی: و قد یجوز أَن یكون أَراد عیادتی فحذف الهاء لأَجل الإِضافة، كما قالوا: لیت شعری؛ و رجل عائدٌ من قَوْم عَوْدٍ و عُوَّادٍ، و رجلٌ مَعُودٌ و مَعْوُود، الأَخیرة شاذة، و هی تمیمیة. و قال اللحیانی: العُوادَةُ من عِیادةِ المریض، لم یزد علی ذلك. و قَوْمٌ عُوَّادٌ و عَوْدٌ؛ الأَخیرة اسم للجمع؛ و قیل: إِنما سمی بالمصدر. و نِسوةٌ عوائِدُ و عُوَّدٌ: و هنَّ اللاتی یَعُدْنَ المریض، الواحدة عائِدةٌ. قال الفراء: یقال هؤلاء عَودُ فلان و عُوَّادُه مثل زَوْرِه و زُوَّاره، و هم الذین یَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ. و‌فی حدیث فاطمة بنت قیس: فإِنها امرأَة یكثُرُ عُوَّادُها‌أَی زُوَّارُها. و كل من أَتاك مرة بعد أُخری، فهو عائد، و إِن اشتهر ذلك فی عیادة المریض حتی صار كأَنه مختص به. قال اللیث: العُودُ كل خشبة دَقَّتْ؛ و قیل: العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ، دقّ أَو غَلُظ، و قیل: هو ما جری فیه الماء من الشجر و هو یكون للرطْب و الیابس، و الجمع أَعوادٌ و عِیدانٌ؛ قال الأَعشی: فَجَرَوْا علی ما عُوِّدوا، و لكلِّ عِیدانٍ عُصارَهْ و هو من عُودِ صِدْقٍ أَو سَوْءٍ، علی المثل، كقولهم من شجرةٍ صالحةٍ. و‌فی حدیث حُذَیفة: تُعْرَضُ الفِتَنُ علی القلوبِ عَرْضَ الحُصْرِ عَوْداً عَوْداً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا الروایة، بالفتح، أَی مرة بعد مرةٍ، و یروی بالضم، و هو واحد العِیدان یعنی ما ینسج به الحُصْرُ من طاقاته، و یروی بالفتح مع ذال معجمة، كأَنه استعاذ من الفتن. و العُودُ: الخشبة المُطَرَّاةُ یدخَّن بها و یُسْتَجْمَرُ بها، غَلَبَ علیها الاسم لكرمه. و‌فی الحدیث: علیكم بالعُودِ الهِندِیّ؛ قیل: هو القُسْطُ البَحْرِیُّ، و قیل: هو العودُ الذی یتبخر به. و العُودُ ذو الأَوْتارِ الأَربعة: الذی یضرب به غلب علیه أَیضاً؛ كذلك
لسان العرب، ج‌3، ص: 320
قال ابن جنی، و الجمع عِیدانٌ؛ و مما اتفق لفظه و اختلف معناه فلم یكن إِیطاءً قولُ بعض المولّدین: یا طِیبَ لَذَّةِ أَیامٍ لنا سَلَفَتْ، و حُسْنَ بَهْجَةِ أَیامِ الصِّبا عُودِی أَیامَ أَسْحَبُ ذَیْلًا فی مَفارِقِها، إِذا تَرَنَّمَ صَوْتُ النَّایِ و العُودِ و قهْوَةٍ من سُلافِ الدَّنِّ صافِیَةٍ، كالمِسْكِ و العَنبَرِ الهِندِیِّ و العُودِ تستَلُّ رُوحَكَ فی بِرٍّ و فی لَطَفٍ، إِذا جَرَتْ منكَ مجری الماءِ فی العُودِ قوله أَوَّلَ وهْلَةٍ عُودی: طَلَبٌ لها فی العَوْدَةِ، و العُودُ الثانی: عُودُ الغِناء، و العُودُ الثالث: المَنْدَلُ و هو العُودُ الذی یتطیب به، و العُودُ الرابع: الشجرة، و هذا من قَعاقعِ ابن سیدة؛ و الأَمر فیه أَهون من الاستشهاد به أَو تفسیر معانیه و إِنما ذكرناه علی ما وجدناه. و العَوَّادُ: متخذ العِیدانِ. و أَما ما ورد‌فی حدیث شریح: إِنما القضاء جَمْرٌ فادفعِ الجمرَ عنك بعُودَیْنِ؛ فإِنه أَراد بالعودین الشاهدین، یرید اتق النار بهما و اجعلهما جُنَّتَك كما یدفع المُصْطَلی الجمرَ عن مكانه بعود أَو غیره لئلا یحترق، فمثَّل الشاهدین بهما لأَنه یدفع بهما الإِثم و الوبال عنه، و قیل: أَراد تثبت فی الحكم و اجتهد فیما یدفع عنك النار ما استطعت؛ و قال شمر فی قول الفرزدق: و مَنْ وَرِثَ العُودَیْنِ و الخاتَمَ الذی له المُلْكُ، و الأَرضُ الفَضاءُ رَحْیبُها قال: العودانِ مِنْبَرُ النبی، صلی الله علیه و سلم، و عَصاه؛ و قد ورد ذكر العودین فی الحدیث و فُسِّرا بذلك؛ و قول الأَسود بن یعفر: و لقد عَلِمْت سوَی الذی نَبَّأْتنی: أَنَّ السَّبِیلَ سَبِیلُ ذی الأَعْوادِ قال المفضل: سبیل ذی الأَعواد یرید الموت، و عنی بالأَعواد ما یحمل علیه المیت؛ قال الأَزهری: و ذلك أَن البوادی لا جنائز لهم فهم یضمون عُوداً إِلی عُودٍ و یحملون المیت علیها إِلی القبر. و ذو الأَعْواد: الذی قُرِعَتْ له العَصا، و قیل: هو رجل أَسَنَّ فكان یُحمل فی مِحَفَّةٍ من عُودٍ. أَبو عدنان: هذا أَمر یُعَوِّدُ الناسَ علیَّ أَی یُضَرِّیهم بِظُلْمی. و قال: أَكْرَهُ تَعَوُّدَ الناسِ علیَّ فَیَضْرَوْا بِظُلْمی أَی یَعْتادُوه. و قال شمر: المُتَعَیِّدُ الظلوم؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لطرفة: فقال: أَلا ما ذا تَرَوْنَ لِشارِبٍ شَدِیدٍ علینا سُخطُه مُتَعَیِّدِ؟ «3». أَی ظلوم؛ و قال جریر: یَرَی المُتَعَیِّدُونَ علیَّ دُونی أُسُودَ خَفِیَّةَ الغُلْبَ الرِّقابا و قال غیره: المُتَعَیِّدُ الذی یُتَعَیَّدُ علیه بوعده. و قال أَبو عبد الرحمن: المُتَعَیِّدُ المُتجَنِّی فی بیت جریر؛ و قال ربیعة بن مقروم: علی الجُهَّالِ و المُتَعَیِّدِینا قال: و المُتَعَیِّدُ الغَضْبانُ. و قال أَبو سعید: تَعَیِّدَ العائنُ علی ما یَتَعَیَّنُ إِذا تَشَهَّقَ علیه و تَشَدَّدَ لیبالغ فی إِصابته بعینه. و حكی عن أَعرابی: هو لا یُتَعَیَّنُ علیه و لا یُتَعَیَّدُ؛ و أَنشد ابن السكیت: كأَنها و فَوْقَها المُجَلَّدُ، و قِرْبَةٌ غَرْفِیَّةٌ و مِزْوَدُ،
(3). فی دیوان طرفة: شدید علینا بغیُه متعمِّدِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 321
غَیْرَی علی جاراتِها تَعَیَّدُ قال: المُجَلَّدُ حِمْل ثقیل فكأَنها، و فوقها هذا الحمل و قربة و مزود، امرأَة غَیْرَی. تعید أَی تَنْدَرِئُ بلسانها علی ضَرَّاتها و تحرّك یدیها. و العَوْدُ: الجمل المُسِنُّ و فیه بقیة؛ و قال الجوهری: هو الذی جاوَزَ فی السنِّ البازِلَ و المُخْلِفَ، و الجمع عِوَدَةٌ، قال الأَزهری: و یقال فی لغة عِیَدَةَ و هی قبیحة. و فی المثل: إنْ جَرْجَرَ العَوْدُ فَزِدْه وقْراً، و فی المثل: زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَی استعن علی حربك بأَهل السن و المعرفة، فإِنَّ رأْی الشیخ خیر من مَشْهَدِ الغلام، و الأُنثی عَوْدَةٌ و الجمع عِیادٌ؛ و قد عادَ عَوْداً و عَوَّدَ و هو مُعَوِّد. قال الأَزهری: و قد عَوَّدَ البعیرُ تَعْوِیداً إِذا مضت له ثلاث سنین بعد بُزُولِه أَو أَربعٌ، قال: و لا یقال للناقة عَوْدَةٌ و لا عَوَّدَتْ؛ قال: و سمعت بعض العرب یقول لفرس له أُنثی عَوْدَةٌ. و‌فی حدیث حسان: قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا إِلی هذا العَوْدِ؛ هو الجمل الكبیر المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به. و‌فی حدیث معاویة: سأَله رجل فقال: إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة، فقال: بُلَّها بعَطائكَ حتی تَقْرُبَ،أَی برَحِمٍ قدیمةٍ بعیدة النسب. و العَوْد أَیضاً: الشاة المسن، و الأُنثی كالأُنثی. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، دخل علی جابر بن عبد الله منزلَهُ قال: فَعَمَدْتُ إِلی عَنْزٍ لی لأَذْبَحَها فَثَغَتْ، فقال، علیه السلام: یا جابر لا تَقْطَعْ دَرًّا و لا نَسْلًا، فقلت: یا رسول الله إِنما هی عَوْدَة علفناها البلح و الرُّطَب فسمنت؛ حكاه الهروی فی الغریبین.قال ابن الأَثیر: و عَوَّدَ البعیرُ و الشاةُ إِذا أَسَنَّا، و بعیر عَوْد و شاة عَوْدَةٌ. قال ابن الأَعرابی: عَوَّدَ الرجلُ تَعْویداً إِذا أَسن؛ و أَنشد: فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا أَی صار عَوْداً كبیراً. قال الأَزهری: و لا یقال عَوْدٌ لبعیر أَو شاة، و یقال للشاة عَوْدة و لا یقال للنعجة عَوْدة. قال: و ناقة مُعَوِّد. و قال الأَصمعی: جمل عَوْدٌ و ناقة عَوْدَةٌ و ناقتان عَوْدَتان، ثم عِوَدٌ فی جمع العَوْدة مثل هِرَّةٍ و هِرَرٍ و عَوْدٌ و عِوَدَةٌ مثل هِرٍّ و هِرَرَةٍ، و فی النوادر: عَوْدٌ و عِیدَة؛ و أَما قول أَبی النجم: حتی إِذا اللیلُ تَجَلَّی أَصْحَمُه، و انْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه، و تَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ یَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح، و أَراد بالعود الشمس. و العَوْدُ: الطریقُ القدیمُ العادِیُّ؛ قال بشیر بن النكث: عَوْدٌ علی عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ، یَمُوتُ بالتَّركِ، و یَحْیا بالعَمَلْ یرید بالعود الأُول الجمل المسنّ، و بالثانی الطریق أَی علی طریق قدیم، و هكذا الطریق یموت إِذا تُرِكَ و یَحْیا إِذا سُلِكَ؛ قال ابن بری: و أَما قول الشاعر: عَوْدٌ عَلی عَوْدٍ عَلی عَوْدٍ خَلَقْ فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ، و العَوْدُ الثانی جمل مسنّ، و العود الثالث طریق قدیم. و سُودَدٌ عَوْدٌ قدیمٌ علی المثل؛ قال الطرماح: هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ و النَّدی، وَ رَأْبُ الثَّأَی، و الصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ؟ و عادَنی أَنْ أَجِیئَك أَی صَرَفَنی، مقلوب من عَدانی؛ حكاه یعقوب. و عادَ فِعْلٌ بمنزلة صار؛ و قول ساعدة بن جؤیة: فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِیبَلَة، قد عادَ رَهْباً رَذِیّاً طائِشَ القَدَمِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 322
لا یكون عاد هنا إِلا بمعنی صار، و لیس یرید أَنه عاود حالًا كان علیها قبل، و قد جاء عنهم هذا مجیئاً واسعاً؛ أَنشد أَبو علی للعجاج: و قَصَباً حُنِّیَ حَتَّی كادَا یَعُودُ، بَعْدَ أَعْظُمٍ، أَعْوادَا أَی یصیر. و عاد: قبیلة. قال ابن سیدة: قضینا علی أَلفها أَنها واو للكثرة و أَنه لیس فی الكلام [ع ی د] و أَمَّا عِیدٌ و أَعْیادٌ فبدل لازم. و أَما ما حكاه سیبویه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا یدل ذلك أَن أَلفها من یاء لما قدّمنا، و إِنما أَمالوا لكسرة الدال. قال: و من العرب من یدَعُ صَرْفَ عاد؛ و أَنشد: تَمُدُّ علیهِ، منْ یَمِینٍ و أَشْمُلٍ، بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد و تُبَّعا جعلهما اسمین للقبیلتین. و بئر عادِیَّةٌ، و العادِیُّ الشی‌ء القدیم نسب إِلی عاد؛ قال كثیر: و ما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَیِّبٌ، به قُلُبٌ عادِیَّةٌ و كُرُورُ «4». و عاد: قبیلة و هم قومُ هودٍ، علیه السلام. قال اللیث: و عاد الأُولی هم عادُ بن عادیا بن سام بن نوح الذین أَهلكهم الله؛ قال زهیر: و أُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ و عادِیا و أَما عاد الأَخیرة فهم بنو تمیم ینزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسخُوا نَسْناساً، لكل إِنسان منهم یَدٌ و رجل من شِقّ؛ و ما أَدْری أَیُّ عادَ هو، غیر مصروف «5» أَی أَیّ خلق هو. و العِیدُ: شجر جبلی یُنْبِتُ عِیداناً نحو الذراع أَغبر، لا ورق له و لا نَوْر، كثیر اللحاء و العُقَد یُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطری فیلتئم، و إِنما حملنا العید علی الواو لأَن اشتقاق العید الذی هو الموسم إِنما هو من الواو فحملنا هذا علیه. و بنو العِیدِ: حی تنسب إِلیه النوق العِیدِیَّةُ، و العیدِیَّة: نجائب منسوبة معروفة؛ و قیل: العِیدیة منسوبة إِلی عاد بن عاد، و قیل: إلی عادِیّ بن عاد إِلا أَنه علی هذین الأَخیرین نَسَبٌ شاذٌّ، و قیل: العیدیة تنسب إِلی فَحْلٍ مُنْجِب یقال له عِیدٌ كأَنه ضرب فی الإِبل مرات؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بقویّ؛ و أَنشد الجوهری لرذاذ الكلبی: ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِیَةٌ عِیدِیَّةٌ، أُرْهِنَتْ فیها الدَّنانِیرُ و قال: هی نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلی فحل منجب. قال شمر: و العِیدِیَّة ضَرْب من الغنم، و هی الأُنثی من البُرْقانِ [البِرْقانِ، قال: و الذكر خَرُوفٌ فلا یَزالُ اسمَه حتی یُعَقَّ عَقِیقَتُه؛ قال الأَزهری: لا أَعرف العِیدِیَّة فی الغنم و أَعرف جنساً من الإِبل العُقَیْلِیَّة یقال لها العِیدِیَّة، قال: و لا أَدری إِلی أَی شی‌ء نسبت. و حكی الأَزهری عن الأَصمعی: العَیْدانَةُ النخلة الطویلة، و الجمع العَیْدانُ؛ قال لبید: و أَبْیَض العَیْدانِ و الجَبَّارِ قال أَبو عدنان: یقال عَیْدَنَتِ النخلةُ إِذا صارت عَیْدانَةً؛ و قال المسیب بن علس: و الأُدْمُ كالعَیْدانِ آزَرَها، تحتَ الأَشاءِ، مُكَمَّمٌ جَعْلُ قال الأَزهری: من جعل العیدان فَیْعالًا جعل النون
(4). قوله [و كرور] كذا بالأَصل هنا و الذی فیه فی مادة ك ر ر و كرار بالألف و أورد بیتاً قبله علی هذا النمط و كذا الجوهری فیها (5). قوله [غیر مصروف] كذا بالأصل و الصحاح و شرح القاموس و لو أرید بعاد القبیلة لا یتعین منعه من الصرف و لذا ضبط فی القاموس الطبع بالصرف.
لسان العرب، ج‌3، ص: 323
أَصلیة و الیاء زائدة، و دلیله علی ذلك قولهم عیْدَنَتِ النخلةُ، و من جعله فَعْلانَ مثل سَیْحانَ من ساحَ یَسِیحُ جعل الیاء أَصلیة و النون زائدة. قال الأَصمعی: العَیْدانَةُ شجرة صُلْبَة قدیمة لها عروق نافذة إِلی الماء، قال: و منه هَیْمانُ و عَیْلانُ؛ و أَنشد: تَجاوَبْنَ فی عَیْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ مِنَ السِّدْرِ، رَوَّاها، المَصِیفَ، مَسِیلُ و قال: بَواسِق النخلِ أَبكاراً و عَیْدانا قال الجوهری: و العَیدان، بالفتح، الطِّوالُ من النخل، الواحدة عیْدانَةٌ، هذا إِن كان فَعْلان، فهو من هذا الباب، و إِن كان فَیْعالًا، فهو من باب النون و سنذكره فی موضعه. و العَوْدُ: اسم فرَس مالك بن جُشَم. و العَوْدُ أَیضاً: فرس أُبَیّ بن خلَف. و عادِیاءُ: اسم رجل؛ قال النمر بن تولب: هَلَّا سَأَلْت بِعادیاءَ وَ بَیْتِه و الخلِّ و الخمرِ، الذی لم یُمْنَعِ؟ قال: و إِن كان تقدیره فاعلاء، فهو من باب المعتل، یذكر فی موضعه.

عید؛ ج3، ص: 323

: هذه ترجمة انفرد بها ابن سیدة وحده و قال: العَیْدانَةُ أَطول ما یكون من النخل و لا تكون عَیْدانَةً حتی یسقط كَرَبُها كله، و یصیر جذعها أَجرد من أَعلاه إِلی أَسفله، عن أَبی حنیفة، و قال أَبو عبید: هی كالرَّقْلة.

فصل الغین المعجمة؛ ج3، ص: 323

غدد؛ ج3، ص: 323

: الغُدَّةُ و الغُددَةُ: كل عُقْدَةٍ فی جسد الإِنسان أَطاف بها شَحْم. و الغُدَدُ: التی فی اللحم، الواحدة غُدَّةٌ و غُدَدَةٌ. و الغُدٌةُ و الغُدَدَة: كل قِطعة صُلْبة بین العصَب. و الغُدَّةُ: السِّلْعَة یركبها الشحم. و الغُدَّة: ما بین الشحم و السنام. و الغُدَّة و الغُدَدُ: طاعون الإِبل. و غُدَّ البعیر فأَغَدَّ، فهو مُغِدٌّ أَی به غُدَّة و الأُنثی مُغِدٌّ بغیر هاء. و لما مَثَّل سیبویه قولهم أَ غُدَّةً كَغُدَّةِ البعیر قال: أُغَدُّ غُدَّةً، فجاءَ به علی صیغة فِعل المفعول. و أَغَدَّ القومُ: أَصابت إِبِلَهم الغُدَّةُ. و أَغَدَّتِ الإِبِلُ: صارت لها غُدَد من اللحم و الجلد من داء؛ و أَنشد اللیث: لا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا قال: و الغُدّة أَیضاً تكون فی الشحم؛ قال الأَصمعی: من أَدواء الإِبل الغُدَّةُ، و هو طاعونها. یقال: بعیر مُغِدٌّ. قال ابن الأَعرابی: الغُدَّةُ لا تكون إِلا فی البطن فإِذا مضت إِلی نحره و رُفْغِه قیل: بعیر دابر. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول غُدَّتِ الإِبلُ، فهی مَغْدُودةٌ من الغُدَّةِ. و غُدَّتِ الإِبلُ، فهی مُغَدَّدَة «1». و بنو فلان مُغِدُّون إِذا ظهرت الغُدَّةُ فی إِبلهم. و قال ابن بزرج: أَغَدَّتِ الناقة و أُغِدَّت. و یقال: بعیر مَغْدُود و غادٌّ و مُغِدٌّ و مُغَدٌّ، و إِبل مَغادُّ؛ و أَنشد فی الغادّ: عَدِمْتُكُمُ و نَظْرَتَكُمْ إِلینا، بِجَنْبِ عُكاظَ، كالإِبِلِ الغِدادِ و‌فی الحدیث: أَنه ذكَرَ الطاعونَ فقال: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعیر تأْخذهم فی مَراقِّهم‌أَی فی أَسفلِ بطونهم؛ الغُدَّةُ: طاعونُ الإِبل و قلما تسلم منه. و‌فی حدیث عامر بن الطفیل: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعیر و مَوْتٌ فی بیت سَلُولِیَّةٍ.و منه‌حدیث عمر: ما
(1). قوله [و غدت الإِبل فهی مغددة] كذا بالأَصل و لیس الوصف جاریاً علی الفعل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 324
هی بمُغِدٍّ فَیَسْتَحْجِیَ «1» لحمُها؛ یعنی الناقة و لم یُدْخِلها تاء التأْنیث لأَنه أَراد ذات غدّة. و الغِدادُ جمع الغادّ؛ و أَنشد أَبو الهیثم: و أَحْمَدْتَ إِذ نَجَّیْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً، لها غُدَداتٌ و اللَّواحِقُ تَلْحَقُ قال: و الغُدَداتُ فُضولُ السِّمَنِ و ما كان من فضول وَبَرٍ حسن. و أَغَدَّ علیه: انتفخ و غَضِبَ، و أَصله من ذلك. و المُغِدُّ: الغَضْبانُ. و رجل مِغْدادٌ: كثیر الغضَب. و رأَیت فلاناً مُغِدّاً و مُسْمَغِدّاً إِذا رأَیتَه وارماً من الغضب. و امرأَة مِغْدادٌ إِذا كان من خُلُقِها الغضبُ؛ قال الشاعر: یا رَبِّ مَنْ یَكْتُمُنی الصِّعادا، فَهَبْ له حَلِیلَةً مِغْدادا الأَصمعی: أَغَدَّ الرجلُ، فهو مُغِدٌّ، أَی غَضِبَ، و أَضَدَّ، فهو مُضِدٌّ أَی غضبان. و رجل مِغْدادٌ: كثیر الغضب. و علیه غُدَّةٌ من مال أَی قِطْعة، و الجمع غَدائِدُ كَحُرَّة و حَرائِرَ؛ و یروی بیت لبید: تَطِیرُ غَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَ وِتْراً، و الزَّعامَةُ للغلامِ و الاعْرَفُ عدائد. و فی التهذیب فی شرح البیت: الغدائد الفُضول. و قال الفراء: الغَدائدُ و الغِدادُ الأَنْصِباء فی قول لبید.

غرد؛ ج3، ص: 324

: الغَرَدُ، بالتحریك: التَّطْرِیبُ فی الصوت و الغِناء. و التَّغَرُّدُ و التغریدُ: صوت معه بَحَحٌ؛ و قد جمعهما إمرؤ القیس فی قوله یصف حماراً: یُغَرِّدُ بالأَسْحارِ فی كلِّ سُدْفَةٍ، تَغَرُّدَ مِرِّیحِ النَّدامی المُطرِّبِ قال اللیث: كل صائت طَرَّبَ فی الصَّوْت غَرِدٌ، و الفعل غَرَّدَ یُغَرِّدُ تَغْرِیداً. الأَصمعی: التغرید الصَّوْتُ. و غَرِدَ الطائر، فهو غَرِدٌ، و التغرید مثله؛ قال سوید بن كراع العكلی: إِذا عَرَضَتْ داوِیَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، و غَرَّدَ حادیها، فَرَیْنَ بها فَلْقا و غَرَّدَ الإِنسانُ: رفع صوتَه و طَرَّبَ، و كذلك الحَمامةُ و المُكَّاءُ و الدِّیكُ و الذُّبابُ. و حكی الهجری: سمعت قُمْرِیّاً فأَغْرَدَنی أَی أَطْرَبَنی بتغریده، و قیل: كل مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ و غِرِّیدٌ و غَریدٌ و غَرِدٌ و غِرْدٌ، فَغَرِدٌ علی النسب؛ قال ابن سیدة: و غِرْدٌ أُراهُ متغیراً منه؛ و قول ملیح الهذلی: سُدْساً و بُزْلًا إِذا ما قامَ راحِلُها، تَحَصَّنَتْ بِشَباً، أَطْرافُه غَرِدُ وحَّدَ غَرِداً و إِن كان خبراً عن الأَطراف حملًا علی المعنی كأَنه كلُّ طَرَف منها غَرِد؛ فأَما قول الهذلی: یُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ حُوصٍ سَواهِمٍ، بها كلُّ مُنْجابِ القَمِیصِ شَمَرْدَل ففیه دلالة علی أَن یُغَرِّدُ یتعدی كتعدی یُغَنِّی، و قد یجوز أَن یكون علی حذف الجر و إِیصال الفعل؛ و قوله: لا أَشْتَهِی لَبَنَ البعیرِ، و عِندنَا غَرِدُ الزجاجةِ واكِفُ المِعْصارِ معناه: و عندنا نبیذ یحمل صاحبه علی أَن یتغنی إِذا شربه. و تَغَرَّدَ كَغَرَّدَ؛ قال النابغة الجعدی: تَعالَوْا نُحالِفْ صامِتاً و مُزاحِماً علیهم نِصاراً، ما تَغَرَّدَ راكِبُ
(1). قوله [فیستحجی] معناه یتغیر كما فی النهایة و إن أغفله الصحاح و القاموس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 325
و استَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ: دعاه بنَعْمَتِه إِلی أَن یُغَنِّیَ فَیُغَرِّدَ؛ قال أَبو نخیلة: و استَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا و غَرَّدَت القَوْسُ: صَوَّتَتْ؛ عن أَبی حنیفة. و الغِرْدُ، بالكسر، و الغَرْدُ، بالفتح، و الغِرْدَةُ و الغَرْدَةُ و الغَرَدَةُ و الغَرادَةُ: ضرب من الكَمْأَةِ، و قیل: هی الصغار منها، و قیل: هی الردیئةُ منها، و الجمع غِرَدَةٌ و غِرادٌ، و جمع الغَرادةِ غَرادٌ، و هی المَغاریدُ، واحدها مُغْرود؛ قال: یَحُجُّ مأْمُومَةً فی قَعْرِها لَجَفٌ، فاسْتُ الطَّبِیبِ قَذاها كالمَغارِیدِ قال أَبو عمرو: الغَرادُ الكَمْأَةُ، واحدتها غَرادَةٌ، و هی أَیضاً الغِرادَةُ، واحدتها غَرَدَةٌ «1» و قال أَبو عبید: هی المُغْرُودةُ فرد ذلك علیه؛ و قیل: إِنما هو المُغْرُودُ، و رواه الأَصمعی المَغْرودُ من الكمأَة، بفتح المیم؛ و قال أَبو الهیثم: الغَرَدُ و المُغْرُودُ، بضم المیم، الكمأَة و هو مُفعول نادر؛ و أَنشد: لو كنْتُمُ صُوفاً لكنْتُمْ قَرَدا، أَو كنْتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا قال الفراء: لیس فی كلام العرب مُفْعُولٌ، مضموم المیم، إِلا مُغْرُودٌ لضرب من الكمأَة، و مُغْفُورٌ واحد المَغافِر، و هو شی‌ء ینضحه العُرفُطُ حلو كالناطف. و یقال: مُغْثُورٌ و مُنْخُورٌ للمُنْخُرِ و مُعْلُوقٌ لواحد المعالیق. و الجمع المَغاریدُ. و المَغْرُوداءُ: الأَرض الكثیرةُ المغاریدِ.

غرقد؛ ج3، ص: 325

: الغَرْقَدُ: شجر عظام و هو من العضاه، واحدته غَرْقَدَةٌ و بها سمی الرجل. قال أَبو حنیفة: إِذا عظمت العَوْسَجَةُ فهی الغرقدة. و قال بعض الرواة: الغَرْقَدُ من نبات القُفِّ. و الغَرْقَدُ: كبار العوسج، و به سمی بَقِیعُ الغَرْقَدِ لأَنه كان فیه غرقد، و قال الشاعر: أَلِفْنَ ضالًا ناعماً و غَرْقَدا و‌فی حدیث أَشراط الساعة: إِلا الغَرْقَد فإِنه من شجر الیهود؛ و فی روایة: إِلا الغرْقَدَة؛ هو ضرب من شجر العِضاه و شجر الشَّوْكِ، و الغَرْقَدَة واحدته؛ و منه قیل لمقبرة أَهل المدینة بقیع الغرقد لأَنه كان فیه غرقد و قطع؛ قال ابن سیدة: و بقیع الغرقد مقابر بالمدینة و ربما قیل له الغرقد؛ قال زهیر: لِمَنِ الدِّیارُ غَشِیتَها بالغَرْقَدِ، كالوَحْیِ فی حَجَرِ المسِیلِ المُخْلِدِ؟

غرند؛ ج3، ص: 325

: أَبو عبید: تَثَوَّلَ علیَّ القومُ تَثَوُّلًا و اغْرَنْدَوُا اغْرِنْداءً و اغْلَنْتَوُا اغْلِنْتاءً إِذا عَلَوْهُ بالشَّتْمِ و الضَّرْب و القهر. الأَصمعی: اغْرَنْداهُ و اسْرَنْداهُ إِذا عَلاه، و اغْرَنْداهُ و اغْرَنْدَی علیه و اغْرَنْدَوْا علیه: عَلَوْه بالشتم و الضرب و القهر. و المُغْرَنْدِی و المُسْرَنْدِی: الذی یَغْلِبُكَ و یَعْلُوكَ؛ قال: قد جَعَلَ النُّعاسُ یَغْرَنْدِینی، أَدْفَعُهُ عنِّی و یَسْرَنْدِینی قال ابن جنی: إِن شئت جعلت رویه النون و هو الوجه، و إِن شئت جعلته الیاء و لیس بالوجه، فإِن جعلت النون هی الرویّ فقد أُلْزِمَ الشاعرُ فیها أَربعةَ أَحرف غیر واجبة و هی الراء و النون و الدال و الیاء، أَ لا تری أَنه یجوز معها یُعْطینی و یُرضینی و یَدْعُونی و یَغْزونی؟ و إِن أَنت جعلت الیاء الروی فقد أُلْزِمَ فیه خمسةَ أَحرف غیر لازمة و هی الراء و النون و الدال و الیاء و النون، أَ لا تری أَنك إِذا جعلت الیاء هی الروی
(1). قوله [و هی أَیضاً الغرادة واحدتها غردة] كذا فی الأصل بهذا الضبط.
لسان العرب، ج‌3، ص: 326
فقد زالت الیاء أَن تكون رِدفاً لبعدها عن الروی؟ قال: نعم و كذلك لما كانت النون رویّاً كانت الیاء غیر لازمة لأَن الواو یجوز معها، أَ لا تری أَنه یجوز معها فی القولین جمیعاً یغزونی و یدعونی؟ أَبو زید: اغْرَنْدَوْا علیه اغْرِنْداءً أَی علوه بالشتم و الضرب و القهر مثل اغْلَنْتَوْا.

غزد؛ ج3، ص: 326

: «1»: الغِزْیَدُ: الشدید الصوت. و الغِزْیَدُ: الناعِمُ اللَّیِّنُ الرطب من النبات؛ قال: هَزَّ الصَّبا ناعِمَ ضالٍ غِزْیَدا قال الأَزهری: لا أَعرف الغِزْیَدَ الشدیدَ الصوتِ، قال: و أَحسبه غِرِّیداً، بالراء، من غَرَّدَ تَغْریداً. و الغِزْیَدُ من النبات: الناعم، لیس بمنكر. قال بعضهم: غُصْن سَرَعْرَعٌ و غِزْیَدٌ و خُرْعُوبٌ: ناعِم.

غلد؛ ج3، ص: 326

: سُمٌّ [سِمٌّ مُتَغَلِّدٌ: مُتَعَتِّقٌ، و قیل: غیر مُلْبِثٍ لصاحبه؛ قال عبید بن الأَبرص: و قد أَوْرَثَتْ فی القلبِ سُقْماً تَعُدُّه عِداداً، كَسُمِّ الحَیَّةِ المُتَغَلِّد

غمد؛ ج3، ص: 326

: الغِمْدُ: جَفْنُ السیف، و جمعه أَغمادٌ و غُمودٌ و هو الغُمُدَّانُ؛ قال ابن درید: لیس بِثَبَت. غَمَدَ السیفَ یَغْمِدُه غَمْداً و أَغْمَدَه: أَدْخَلَهُ فی غِمْدِهِ، فهو مُغْمَدٌ و مَغْمُودٌ. قال أَبو عبید فی باب فعلت و أَفعلت: غَمَدْتُ السیفَ و أَغْمَدتُه بمعنی واحد و هما لغتان فصیحتان. و غَمَدَ العُرْفُطُ غُمُوداً إِذا اسْتَوفَرَتْ خُصْلَتُه ورَقاً حتی لا یُری شَوْكُها كأَنه قد أُغْمِدَ. و تَغَمَّدَه اللَّهُ بِرَحْمَتِه: غَمَده فیها و غَمَرَه بها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: ما أَحَدٌ یَدْخُلُ الجنَّة بِعَمَلِه، قالوا: و لا أَنت؟ قال: و لا أَنا إِلَّا أَن یَتَغَمَّدَنی اللَّهُ بِرَحْمَتِه.قال أَبو عبید: قوله یتغمدنی یُلْبِسَنی و یَتَغَشَّانی و یَسْتُرَنی بها؛ قال العجاج: یُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوْناً مِرْدَسا قال: یعنی أَنه یلقی نفسه علیهم و یركبهم و یُغشِّیهم، قال: و لا أَحسب هذا مأْخوذاً إِلّا من غِمْدِ السیف و هو غلافه لأَنك إِذا أَغْمَدْتَه فقد أَلبسته إِیاه و غَشَّیْتَه به. و قال الأَخفش: أَغْمَدْتُ الحِلْس إِغْماداً، و هو أَن تجعله تحت الرحل تقی به البعیر من عقر الرحل؛ و أَنشد: وَ وَضْعِ سِقاءٍ و إِخْفائِه، و حَلِّ حُلُوسٍ و إِغْمادِها «2». و تَغَمَّدْتُ فلاناً: سَتَرْتُ ما كان منه و غَطَّیْتُه. و تَغَمَّدَ الرجل و غَمَّدَه إِذا أَخَذَه بِخَتْل حتی یغطیه؛ قال العجاج: یُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوناً مِرْدَسَا قال: و كله من الأَول. و غَمَدَتِ الرَّكیّةُ تَغْمُدُ غُمُوداً: ذهَبَ ماؤُها. و غامِدٌ: حَیٌّ من الیمن، قال: أَلا هَلْ أَتاها، علی نَأْیِها، بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدُ؟ حمله علی القبیلة، و قد اختلف فی اشتقاقه فقال ابن الكلبی: سُمِّیَ غامِداً لأَنه تَغَمَّدَ أَمراً كان بینه و بین عشیرته فستره فسماه ملك من ملوك حِمْیر غامداً؛ و أَنشد لغامد: تَغَمَّدْتُ أَمراً كان بَینَ عَشِیرَتی، فَسَمَّانیَ القَیْلُ الحَضُورِیُّ غامِدا «3».
(1). فی القاموس مع شرحه الغزید كحزیم، قال اللیث: هو الشدید الصوت أو هو تصحیف غرید بالراء. قال الأَزهری: لا أعرف الغزید الشدید الصوت، قال و أحسبه غریداً أَو غرّیداً، بالراء، من غرّد تغریداً. انتهی بتصرف (2). قوله [و إخفائه] فی الأَساس و إحقابه (3). قوله [أَمراً] فی الصحاح شراً. و قوله [فسمانی] فیه أیضاً فأسمانی
لسان العرب، ج‌3، ص: 327
و الحَضُور: قبیلة من حمیر؛ و قیل: هو من غُمُودِ البئر. قال الأَصمعی: لیس اشتقاق غامد مما قال ابن الكلبی إِنما هو من قولهم غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كثر ماؤُها. و قال أَبو عبیدة: غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها. و قال ابن الأَعرابی: القبیلة غامدة، بالهاء؛ و أَنشد: أَلا هَلْ أَتاها، علی نَأْیِها، بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَهْ؟ و یقال للسفینة إِذا كانت مشحونة: غامِدٌ و آمِدٌ، و یقال: غامِدَةٌ و آمِدَةٌ؛ قال: و الخِنُّ الفارغةُ من السُّفُنِ و كذلك الحَفَّانَة «1». و غُمْدان: حِصْن فی رأْس جبل بناحیة صنعاء؛ و فیه یقول: فی رأْسِ غُمْدانَ داراً منكَ مِحْلالا و غُمْدانُ: قُبَّةُ سَیْفِ بن ذی یَزَن، و قیل: قصر معروف بالیمن. و غُمْدانُ: موضع. و الغُمادُ و بَرْكُ الغُمادِ: موضع. قال ابن بری: أَهمل الجوهری فی هذا الفصل ذكر الغُمادِ مع شهرته و هو موضع بالیمن، و قد اختلف فیه فی ضم الغین و كسرها رواه قوم بالضم و آخرون بالكسر؛قال ابن خالویه: حضرت مجلس أَبی عبد الله محمد بن إِسمعیل القاضی المحاملی و فیه زُهاء أَلف، فَأَمَلَّ علیهم أَن الأَنصار قالوا للنبی، صلی الله علیه و سلم: و الله ما نقول لك ما قال قوم موسی لموسی: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلٰا إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ، بل نَفْدِیك بآبائنا و أَبنائنا، و لو دعوتنا إِلی بَرْك الغِماد، بكسر الغین، فقلت للمستملی: قال النحوی الغُماد، بالضم، أَیها القاضی، قال: و ما بَرْكُ الغُماد؟ قال: سأَلت ابن درید عنه فقال هو بقعة فی جهنم، فقال القاضی: و كذا فی كتابی علی الغین ضمة؛ قال ابن خالویه: و أَنشدنی ابن درید لنفسه: و إِذا تَنَكَّرَتِ البِلادُ، فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِینَ، و لا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ و اجْعَلْ مُقامَكَ، أَو مَقَرَّك، جانِبَیْ بَرْكِ الغِمادِ [الغُمادِ قال ابن خالویه: و سأَلت أَبا عُمَر عن ذلك فقال: یروی برك الغِماد، بالكسر، و الغُماد، بالضم، و الغِمار، بالراء مكسورة الغین. و قد قیل: إِن الغماد موضع بالیمن، و هو بَرَهُوت، و هو الذی جاء‌فی الحدیث: أَن أَرواح الكافرین تكون فیه.و ورد فی الحدیث ذكر غُمْدانَ، بضم الغین و سكون المیم: البِناء العظیم بناحیة صَنْعاءِ الیمن؛ قیل: هو من بناءِ سلیمان، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، له ذكر فی حدیث سیف بن ذی یَزَن. و اغْتَمدَ فلان اللیل: دخل فیه كأَنه صار كالغِمْدِ له كما یقال: ادَّرَعَ اللیلَ؛ و ینشد: لَیْسَ لِوِلْدانِكَ لَیْلٌ فاغْتَمِدْ أَی اركب اللیل و اطلُبْ لهم القُوتَ.

غید؛ ج3، ص: 327

: غَیِدَ غَیَداً و هو أَغْیَدُ: مالت عنقُه و لانَتْ أَعْطافُه، و قیل: استرخت عنقه. و ظبی أَغْیَدُ كذلك؛ و الأَغْیَدُ: الوَسنانُ المائلُ العنق. و یقال: هو یَتَغایدُ فی مَشْیِه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: و لَیْلٍ هَدَیْتُ به فِتْیَةً، سُقُوا بِصُبابِ الكَرَی الأَغْیدِ فإِنما أَرادَ الكَرَی الذی یَعُودُ منه الرَّكْبُ غِیداً،
(1). قوله [الحفانة] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 328
و ذلك لِمَیَلانهم علی الرحال من نَشْوَة الكَری طَورْاً كذا و طَورْاً كذا، لا لأَن الكَری نفسَه أَغْیَدُ لأَن الغَیَدَ إِنما یكون فی مُتَجَسِّم و الكری لیس بجسم. و الغَیَدُ: النُّعومةُ. و الأَغْیَدُ من النبات: الناعم المتثنی. و الغَیْداء: المرأَة المتثنیة من اللین، و قد تغایدت فی مَشْیِها. و الغادَةُ: الفتاة الناعمة اللینة؛ و كذلك الغَیْداءُ بَیِّنَةُ الغَیَدِ، و كلُّ خُوطٍ ناعمٍ مادَ غادٌ. و شجرة غادَةٌ: رَیَّا غَضَّةٌ، و كذلك الجاریةُ الرَّطْبَةُ الشِّطْبَةُ؛ قال: و ما جَأَبَةُ المِدْرَی خَذولٌ خِلالُها أَراكٌ بِذِی الرَّیَّانِ، غادٌ صَرِیمُها و غادَةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة الهذلی: فما راعَهُمْ إِلا أَخوهم، كأَنه، بِغادَةَ، فتخاءُ العِظامِ تَحومُ «1». قال ابن سیدة: و هو بالیاء لأَنا لم نجد فی الكلام [غ و د] قال: و كلمة لأَهل الشِّحْرِ یقولون غِیدِ غِیدِ أَی اعْجَلْ، و الله أَعلم.

فصل الفاء؛ ج3، ص: 328

فأد؛ ج3، ص: 328

افْتَأَدَه فیه: شواه. و المِفْأَد و المِفْأَدَةُ: السَّفُّودُ، و هو من فأَدت اللحم و افتأَدته إِذا شویته. و لحم فَئِیدٌ أَی مشویٌّ. و الفئِید: الخبز المفؤُود و اللحم المَفْؤُود. قال مرضاوی یخاطب خویلة: أَجارَتَنا، سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ علیَّ، و تَشْهادُ النَّدامَی مع الخمرِ كذاكَ و أَفْلاذُ الفَئیدِ، و ما ارتمتْ به بین جالَیْها الوَئِیَّةُ مِلْوَذْرِ «2». و المِفْأَدُ: ما یُخْتَبَزُ و یُشْتَوَی به؛ قال الشاعر: یَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَینِ رافِعاً مع الذئْبِ، یَعْتَسَّانِ ناری و مِفْأَدی و یقال له المِفْآدُ علی مِفْعالٍ. و یقال: فَحَصْت للخُبزَةِ فی الأَرض و فَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً، و الاسم أُفْحُوصٌ و أُفْؤودٌ، علی أُفْعُول، و الجمع أَفاحیصُ و أَفائِیدُ. و یقال: فَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت لها موضعاً فی الرماد و النار لتضعها فیه. و الخشبة التی یحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ، و الجمع مفائِدُ «3» و افْتَأَدُوا: أَوقدوا ناراً. و الفئِیدُ: النارُ نفسُها؛ قال لبید: وجَدْتُ أَبی رَبیعاً للیَتَامَی، و للضِّیفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِیدُ و المُفْتَأَدُ: موضع الوَقُود؛ قال النابغة: سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفْتَأَدِ و التَّفَؤُّدُ: التَّوَقُّد. و الفؤاد: القلبُ لِتَفَؤُّدِه و توقُّدِه، مذكر لا غیر؛ صرح بذلك اللحیانی، یكون ذلك لنوع الإِنسان و غیره من أَنواع الحیوان الذی له قلب؛ قال یصف ناقة:
(1). قوله [فتخاء العظام] كذا بالأَصل و شرح القاموس. و الذی بیاقوت فی معجمه: فتخاء الجناح بدل العظام و هو المعروف فی الأَشعار و كتب اللغة، یقال عقاب فتخاء لأَنها إذا انحطت كسرت جناحیها و غمزتهما و هذا لا یكون إلا من اللین (2). قوله [ملوذر] أراد من الوذر (3). قوله [و الجمع مفائد] فی القاموس و الجمع مفائید.
لسان العرب، ج‌3، ص: 329
كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فُؤادُها فَصَعْبٌ، و أَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ و الفؤادُ: القلب، و قیل: وسَطُه، و قیل: الفؤاد غِشاءُ القلبِ، و القلبُ حبته و سُوَیْداؤُه؛ و قول أَبی ذؤیب: رآها الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه، نِیافاً من البیضِ الحِسانِ العَطائِلِ رأَی هاهنا من رؤیة القلب و قد بینه بقوله رآها الفؤاد و المفعول الثانی نیافاً، و قد یكون نیافاً حالًا كأَنه لما كانت محبتها تلی القلب و تدخله صار كأَن له عینین یراها بهما؛ و قول الهذلی: فقامَ فی سِیَتَیْها فانْحَنی فَرَمی، و سَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ یعنی ببنات الجَوْف الأَفئدةَ، و الجمع أَفئدةٌ؛ قال سیبویه: و لا نعلمه كُسِّر علی غیر ذلك. و‌فی الحدیث: أَتاكم أَهلُ الیمن هم أَرقُّ أَفئِدةً و أَلْیَنُ قلوباً.و فأَده یَفْأَدُه فَأْداً: أَصاب فؤاده. و فَئِدَ فَأَداً: شكا فُؤَادَه و أَصابه داء فی فؤَاده، فهو مَفؤُودٌ. و‌فی الحدیث: أَنه عاد سعداً و قال إِنك رجل مَفْؤُودٌ.المفؤُودُ: الذی أُصیب فؤادُه بوجه. و‌فی حدیث عطاء: قیل له: رجل مَفؤُودٌ یَنْفُثُ دماً أَ حَدَثٌ هو؟ قال: لا؛ أَی یُوجعهُ فُؤَادُه فَیَتَقَیَّأُ دماً. و رجل مَفْؤُودٌ: جبان ضعیف الفؤاد مثل المَنْخُوبِ و رجل مَفْؤُودٌ و فَئِیدٌ: لا فؤَادَ له؛ و لا فِعْل له. قال ابن جنی: لم یُصَرِّفُوا منه فِعلًا، و مفعول الصفة إِنما یأْتی علی الفعل نحو مَضْرُوب من ضُرِب و مقتول من قُتِلَ. التهذیب: فأَدْت الصیْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه.

فثد؛ ج3، ص: 329

: فی ترجمة ثفد: الثَّفافِیدُ بَطائِنُ كلِّ شی‌ء من الثیاب و غیرها. و قد ثَفَّدَ دِرْعَه بالحریر إِذا بَطَّنَها. قال أَبو العباس: و غیره یقول فَثافِیدُ.

فحد؛ ج3، ص: 329

: الأَزهری: ابن الأَعرابی: واحد فاحِدٌ؛ قال الأَزهری: هكذا رواه أَبو عمرو، بالفاء؛ قال: و قرأْت بخط شمر لابن الأَعرابی: القَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الذی لا أَخَ له و لا وَلَد. یقال: واحِدٌ قاحِدٌ صاخِدٌ و هو الصُّنْبُورُ. قال الأَزهری: أَنا واقف فی هذا الحرف و خط شمر أَقربهما إِلی الصواب كأَنه مأْخوذ من قَحَدَة السَّنامِ و هو أَصله.

فدد؛ ج3، ص: 329

: الفَدیدُ: الصوتُ، و قیل: شدته، و قیل: الفَدِیدُ و الفَدْفَدَة صوت كالحفیفِ. فَدَّ یَفِدُّ فَدّاً و فَدیداً و فَدْفَدَ إِذا اشتدَّ صوتُه؛ و أَنشد: أُنْبِئْتُ أَخْوالی بَنی یَزِیدُ، ظُلْماً عَلَیْنا لَهُمُ فَدِیدُ و منه الفَدْفَدَةُ؛ قال النابغة: أَوابِدُ كالسَّلامِ إِذا استمرَّتْ، فَلَیْس یَرُدُّ فَدْفَدَها التَّظَنِّی «1». و رجل فَدَّادٌ: شدیدُ الصوتِ جافی الكلامِ. و حكی اللحیانی: رجل فُدْفُدٌ و فُدَفِدٌ. و فدَّ یَفِدُّ فدًّا و فَدیداً و فَدْفَدَ: اشتدّ وطؤُه فوق الأَرض مَرَحاً و نشاطاً. و رجل فَدَّادٌ: شدید الوَطْءِ. و‌فی الحدیث حكایة عن الأَرض: و قد كنت تَمْشی فوقی فَدَّاداً‌أَی شدیدَ الوَطءِ. و‌فی الحدیث: أَن الأَرض إِذا دُفِنَ فیها الإِنسانُ قالت له: ربما مَشَیْتَ علیَّ فَدَّاداً ذا مالٍ كثیر و ذا أَمَلٍ كبیر و ذا خیلاءَ و سَعْیٍ دائمٍ.ابن الأَعرابی: فَدَّدَ الرجلُ إِذا مشی علی الأَرض كِبراً و بَطَراً. و فَدَّدَ الرجلُ إِذا صاح فی بیعه و شرائه. و فَدَّتِ الإِبل فَدِیداً: شَدَخَتِ الأَرضَ بِخِفافِها من شدة وطئها؛ قال المعلوّط السعدی:
(1). فی دیوان النابغة: قوافی كالسِّلام إذا استمرتْ فلیس یردُّ مذهبها التظنّی
لسان العرب، ج‌3، ص: 330
أَ عاذِلَ، ما یُدْرِیكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتانِ، فَدِیدُ؟ و رواه ابن درید: فوق الفَلاةِ فَدِید، قال: و یروی وئیدُ، قال: و المعنیان متقاربان. و فدَّ الطائرُ یَفِدُّ فَدِیداً: حَثَّ جناحَیْه بسطاً و قبضاً. و الفَدِید: كثرة الإِبل. و إِبل فَدیدٌ: كثیرة. و الفدّادون: أَصحاب الإِبل الكثیرة الذین یملك أَحدهم المائتین من الإِبل إِلی الأَلف؛ یقال له: فَدَّادٌ إِذا بلغ ذلك و هم مع ذلك جُفاةٌ أَهلُ خُیَلاء. و‌فی الحدیث: هلك الفدَّادون إِلَّا من أَعطی فی نَجْدَتها و رِسْلِها،أَراد الكثیری الإِبل، كان أَحدهم إِذا ملَكَ المِئین من الإِبل إِلی الأَلف قیل له: فَدَّادٌ و هو فی معنی النَّسَب كَسَرّاجٍ و عَوَّاجٍ؛ یقول: إِلا من أَخْرَجَ زكاتَها فی شدتِها و رخائها. و قال ثعلب: الفَدَّادون أَصحاب الوبر لغلظ أَصواتِهم و جفَائِهم، یعنی بأَصحاب الوبر أَهل البادیة، و الفدَّادون: الفلَّاحون. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن الجفاء و القَسْوة فی الفَدَّادِین.قال أَبو عمرو: هی الفَدادِینُ، مخففة، واحدها فَدَّانٌ، بالتشدید؛ عن أَبی عمرو، و هی البقر التی یحرث بها، و أَهلُها أَهلُ جَفَاء و غِلظة. و قال أَبو عبید: لیس الفَدادِینُ من هذا فی شی‌ء و لا كانت العرب تعرفها إِنما هذه للرومِ و أَهلِ الشام، و إِنما افتتحت الشام بعد النبی، صلی الله علیه و سلم، و لكنهم الفَدَّادون، بتشدید الدال، واحدهم فَدّادٌ؛ قال الأَصمعی: و هم الذین تعلو أَصواتهم فی حُروثِهم و أَموالهم مواشیهم و ما یعالجون منها، و كذلك قال الأَحمر؛ و قیل: هم المكثرون من الإِبل، و قال أَبو العباس: فی قوله الجَفاءُ، و القَسْوَةُ فی الفَدَّادِینَ؛ هم الجَمَّالون و الرُّعْیان و البقَّارون و الحَمَّارون. و فَدْفَدَ إِذا عدا هارباً من سبع أَو عدوّ «1» و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه رأَی رجلین یُسْرِعانِ فی الصلاة فقال: ما لكما تَفِدَّانِ فَدِیدَ الجمل؟ یقال: فَدْفَدَ الإِنسان و الجمل إِذا علا صوته؛ أَراد أَنهما كانا یَعْدُوان فیسمع لعدوهما صوت. و الفُدادُ: ضرب من الطیر، واحدته فُدَادَة. و رجل فَدَّادَة و فَدادَةٌ: جبان؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ فَدادَةٌ عِندَ اللقاءِ، و قَیْنَةٌ عِندَ الإِیابِ، بِخَیبَةٍ و صُدُودِ؟ و اختار ثعلب فَدَّادَةٌ عند اللقاء أَی هو فَدّادَةٌ، و قال: هذا الذی أَختاره.

فدفد؛ ج3، ص: 330

: الفَدْفَدُ: الفلاة التی لا شی‌ء بها، و قیل: هی الأَرض الغلیظة ذاتُ الحصی، و قیل: المكان الصُّلب؛ قال: تَری الحَرّةَ السَّوداءَ یَحْمَرُّ لَوْنُها، و یَغْبَرُّ منها كلُّ رِیعٍ و فَدْفَدِ و الفدفد: المكان المرتفع فیه صلابة، و قیل: الفدفد الأَرض المستویة؛ و‌فی الحدیث: فَلَجؤَوا إِلی فدفد فأَحاطوا بهم؛ الفَدْفَدُ: الموضع الذی فیه غِلظٌ و ارتفاع. و‌فی الحدیث: كان إِذا قفل من سفر فمرّ بِفَدفَدٍ أَو نَشْزٍ كبَّر ثلاثاً؛ و منه‌حدیث قُسٍّ: و أَرْمُقُ فَدْفَدَها، و جمعه فَدافِدُ. و الفدفدة: صوت كالحَفِیف. و رجل فُدْفُدٌ و فُدَفِدٌ: شدید الوطءِ علی الأَرض. و فَدفَد إِذا عدا هارباً من سبع أَو عدوّ. الأَزهری فی الرباعی: لبن هُدَبِدٌ و فُدَفِدٌ،
(1). قوله [و فدفد إذا عدا هارباً من سبع أو عدوّ] و ساق الحدیث و قال بعده: یقال فدفد إلخ سابق الكلام و لاحقه یقتضی أن الحدیث تفدفدان و أنت تراه تفدّان هنا و شرح القاموس فلعل أصل العبارة و فدّ یفد و فدفد إذا إلخ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 331
و هو الحامض الخاثر. ابن الأَعرابی: یقال للبن الثخین فُدَفِدٌ. و فَدْفَدُ: اسم امرأَة؛ قال الأَخطل: و قُلْتُ لِحادِیهِنَّ: وَیْحَكَ غَنِّنا لِجَلْداءَ أَو بنْتِ الكِنانیِّ فَدْفَدا

فرد؛ ج3، ص: 331

: الله تعالی و تقدس هو الفَرْدُ، و قد تَفَرَّدَ بالأَمر دون خلقه. اللیث: و الفَرْد فی صفات الله تعالی هو الواحد الأَحد الذی لا نظیر له و لا مثل و لا ثانی. قال الأَزهری: و لم أَجده فی صفات الله تعالی التی وردت فی السنَّة، قال: و لا یوصف الله تعالی إِلا بما وصف به نفسه أَو وصفه به النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: و لا أَدری من أَین جاء به اللیث. و الفرد: الوتر، و الجمع أَفراد و فُرادَی، علی غیر قیاس، كأَنه جمع فَرْدانَ. ابن سیدة: الفَرْدُ نصف الزَّوْج، و الفرد: المَنْحَرُ «2» و الجمع فِرادٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ و الفرد أَیضاً: الذی لا نظیر له، و الجمع أَفراد. یقال: شی‌ء فَرْدٌ و فَرَدٌ و فَرِدٌ و فُرُدٌ و فارِدٌ. و المُفْرَدُ: ثورُ الوَحْشِ؛ و فی قصیدة كعب: تَرْمِی الغُیوبَ بِعَیْنَی مُفْرَدٍ لَهِقٍ المفرد: ثور الوحش شبَّه به الناقة. و ثور فُرُدٌ و فارِدٌ و فَرَدٌ و فَرِدٌ و فَرِید، كله بمعنی مُنْفَرِدٍ. و سِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انفردت عن سائر السِّدْر. و‌فی الحدیث: لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم؛ یعنی الزائدة علی الفریضة أَی لا تضم إِلی غیرها فتعد معها و تُحْسَب. و‌فی حدیث أَبی بكر: فمنكم المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة؛ إِنما قیل له ذلك لأَنه كان إِذا ركب لم یَعْتَمّ معه غیرُه إِجلالًا له. و‌فی الحدیث: جاءه رجل یشكو رجلًا من الأَنصار شَجَّه فقال: یا خَیْرَ مَنْ یَمْشی بِنَعْلٍ فَرْدِ، أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ و نَهْدِ «3» أَراد النعل التی هی طاق واحد و لم تُخْصَفْ طاقاً علی طاق و لم تُطارَقْ، و هم یمدحون برقَّة النعال، و إِنما یلبسها ملوكهم و ساداتهم؛ أَراد: یا خیر الأَكابر من العرب لأَنَّ لبس النَّعال لهم دون العجم. و شجرة فارِدٌ و فَارِدَةٌ: متَنَحِّیة؛ قال المسیب بن علس: فی ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ و ظبیة فاردٌ: منفردة انقطعت عن القطیع. قوله: لا بَغُلَّ فارِدَتكم؛ فسره ثعلب فقال: معناه من انفرد منكم مثل واحد أَو اثنین فأَصاب غنیمة فلیردَّها علی الجماعة و لا یَغُلَّها أَی لا یأْخذها وحده. و ناقة فارِدَةٌ و مِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ فی المراعی، و الذكر فاردٌ لا غیر. و أَفرادُ النجوم: الدَّرارِیُّ التی تطلع فی آفاق السماء، سمیت بذلك لَتَنَحِّیها و انفرادها من سائر النجوم. و الفَرُودُ من الإِبل: المتنحیة فی المرعی و المشرب؛ و فَرَدَ بالأَمر یَفْرُد و تَفَرَّدَ و انْفَرَدَ و اسْتَفْرَدَ؛ قال ابن سیدة: و أُرَی اللحیانی حكی فَرِدَ و فَرُدَ و اسْتَفْرَدَ فلاناً: انَفَردَ به. أَبو زید: فَرَدْتُ بهذا الأَمرِ أَفْرُدُ به فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ به. و یقال: اسْتَفْرَدْتُ الشی‌ء إِذا أَخذته فَرْداً لا ثانی له و لا مِثْلَ؛ قال الطرماح یذكر قِدْحاً من قِداحِ المیسر: إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً، حال بَریحاً و اسْتَفْرَدَتْهُ یَدُه
(2). قوله [المنحر] كذا بالأَصل و كتب بهامشه السید مرتضی صوابه المتحد و فی القاموس الفرد المتحد. (3). قوله [أوهبه] كذا بألف قبل الواو هنا و فی النهایة أیضاً فی مادة ن ه د و سیأتی للمؤلف فیها وهبه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 332
و الفارِدُ و الفَرَدُ: الثور؛ و قال ابن السكیت فی قوله: طاوِی المَصِیرِ كَسَیْفِ الصَّیْقَلِ الفَرَدِ قال: الفَرَدُ و الفُرُدُ، بالفتح و الضم، أَی هو منقطع القَرِینِ لا مثل له فی جَوْدَتِه. قال: و لم أَسمع بالفَرَدِ إِلا فی هذا البیت. و اسْتَفْرَدَ الشی‌ءَ: أَخرجه من بین أَصحابه. و أَفرده: جعله فَرْداً. و جاؤوا فُرادَی و فِرادَی أَی واحداً بعد واحد. أَبو زید عن الكلابیین: جئتمونا فرادی و هم فُرادٌ و أَزواجٌ نَوَّنُوا. قال: و أَما قوله تعالی: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادیٰ؛ فإِن الفراء قال: فرادی جمع. قال: و العرب تقول قومٌ فرادی، و فُرادَ یا هذا فلا یجرونها، شبهت بِثُلاثَ و رُباعَ. قال: و فُرادَی واحدها فَرَدٌ و فَرِیدٌ و فَرِدٌ و فَرْدانُ، و لا یجوز فرْد فی هذا المعنی؛ قال و أَنشدنی بعضهم: تَرَی النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه، فُرادَ و مَثْنی، أَضعَفَتْها صَواهِلُهْ و قال اللیث: الفَرْدُ ما كان وحده. یقال: فَرَدَ یَفْرُدُ و أَفْرَدْتُه جعلته واحداً. و یقال: جاء القومُ فُراداً و فُرادَی، منوناً و غیر منون، أَی واحداً واحداً. و عددت الجوز أَو الدارهم أَفراداً أَی واحداً واحداً. و یقال: قد استطرد فلان لهم فكلما استفرد رجلًا كرّ علیه فَجدَّله. و الفَرْدُ: الجانِب الواحد من اللَّحْی كأَنه یتوهم مُفْرداً، و الجمع أَفراد. قال ابن سیدة: و هو الذی عناه سیبویه بقوله: نحو فَرْدٍ و أَفْرادٍ، و لم یعن الفرد الذی هو ضد الزوج لأَن ذلك لا یكاد یجمع. و فَرْدٌ: كَثِیبٌ منفرد عن الكثبانِ غَلب علیه ذلك، و فیه الأَلف و اللام «1»، حتی جعل ذلك اسماً له كزید، و لم نسمع فیه الفرد؛ قال: لَعَمْری لأَعْرابیَّة فی عَباءَةٍ تَحُلُّ الكَثِیبَ من سُوَیْقَةَ أَو فَرْداً و فَرْدَةُ أَیضاً: رملة معروفة؛ قال الراعی: إِلی ضَوءِ نارٍ بَیْنٍ فَرْدَةَ و الرَّحَی و فَرْدَةُ: ماء من میاه جَرْم. و الفَریدُ و الفَرائِدُ: المَحالُ التی انفردت فوقعت بین آخر المَحالاتِ السِّتِّ التی تلی دَأْیَ العُنُق، و بین الست التی بیت العَجْبِ و بین هذه، سمیت به لانفرادها، واحدتها فَریدَة؛ و قیل: الفَریدة المَحالةُ التی تَخْرُجُ من الصَّهْوَة التی تَلی المَعاقِمَ و قد تَنْتَأُ من بعض الخیل، و إِنما دُعِیت فَریدَة لأَنها وقَعَتْ بین فِقارِ الظهر و بین مَحال الظهر «2» و معَاقِمِ العَجُزِ؛ و المَعاقِمُ: مُلْتَقی أَطراف العِظامِ و معاقِمِ العجز. و الفَریدُ و الفَرائدُ: الشَّذْرُ الذی یَفْصِل بین اللُّؤْلؤ و الذهب، واحدته فَریدَةٌ، و یقال له: الجاوَرْسَقُ بلسان العجم، و بَیَّاعُه الفَرَّادُ. و الفَریدُ: الدُّرُّ إِذا نُظمَ و فُصِلَ بغیره، و قیل: الفَریدُ، بغیر هاء، الجوهرة النفیسة كأَنها مفردة فی نوعِها، و الفَرَّادُ صانِعُها. و ذَهَبٌ مُفَرَّدٌ: مَفَصَّلٌ بالفرید. و قال إِبراهیم الحربی: الفَریدُ جمع الفَریدَة و هی الشَّذْرُ من فضة كاللؤْلؤَة. و فَرائِدُ الدرِّ: كِبارُها. ابن الأَعرابی: و فَرَّدَ الرجلُ إِذا تَفَقَّه و اعتزل الناس و خلا بمراعاة الأَمر و النهی. و قد‌جاء فی الخبر: طوبی للمفرِّدین‌و قال القتیبی فی هذا الحدیث: المُفَرِّدون الذین قد هلَك لِداتُهُم من الناس و ذهَب
(1). قوله: و فیه الأَلف و اللام یخالف قوله فیما بعد: و لم نسمع فیه الفرد. (2). قوله [و بین محال الظهر] كذا فی الأَصل المعتمد و هی عین قوله بین فقار الظهر فالأَحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس حین نقل عبارته.
لسان العرب، ج‌3، ص: 333
القَرْنُ الذی كانوا فیه و بَقُوا هم یذكرون الله؛ قال أَبو منصور: و قول ابن الأَعرابی فی التفرید عندی أَصوب من قول القتیبی. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان فی طریق مكة علی جبل یقال له بُجْدانُ فقال: سیروا هذا بُجْدانُ، سَبَقَ المُفَرِّدون، و فی روایة: طوبی للمُفَرِّدین، قالوا: یا رسول الله، و من المُفَرِّدون؟ قال: الذاكرون الله كثیراً و الذاكراتُ، و فی روایة قال: الذین اهتزوا فی ذكر الله.و یقال: فَرَدَ «1» برأْیه و أَفْرَدَ و فَرَّد و استَفْرَدَ بمعنی انْفَرَد به. و‌فی حدیث الحدیبیة: لأُقاتِلَنَّهم حتی تَنْفَرِدَ سالِفَتی‌أَی حتی أَموتَ؛ السالفة: صفحة العنق و كنی بانفرادها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما یلیها إِلا به. و أَفْرَدْتُه: عزلته، و أَفْرَدْتُ إِلیه رسولًا. و أَفْرَدَتِ الأُنثی: وضعت واحداً فهی مُفْرِدٌ و مُوحِدٌ و مُفِذٌّ؛ قال: و لا یقال ذلك فی الناقة لأَنها لا تلد إِلَّا واحداً؛ و فَرِدَ و انْفَرَدَ بمعنی؛ قال الصمة القشیری: و لم آتِ البُیوتَ مُطَنَّباتٍ، بأَكْثِبَةٍ فَرِدْنَ من الرَّغامِ و تقول: لِقیتُ زیداً فَرْدَیْنِ إِذا لم یكن معكما أَحد. و تَفَرَّدْتُ بكذا و استَفْرَدْتُه إِذا انفَرَدْتَ به. و الفُرُودُ: كواكِبُ «2» زاهِرَةٌ حَولَ الثُّرَیَّا. و الفُرودُ: نجوم حولَ حَضارِ، و حَضارِ هذا نَجم و هو أَحد المُحْلِفَیْنِ؛ أَنشد ثعلب: أَری نارَ لَیْلی بالعَقِیقِ كأَنَّها حَضارِ، إِذا ما أَعرضَتْ، و فُرودُها و فَرُودٌ و فَرْدَةُ: اسما مَوْضِعَیْنِ؛ قال بعض الأَغفال: لَعَمْرِی لأَعْرابِیَّةٌ فی عَباءَةٍ تَحُلُّ الكَثِیبَ مِنْ سوُیْقَةَ أَو فرْدا، أَحَبّ إِلی القَلْبِ الذی لَجَّ فی الهَوَی، من اللَّابِساتِ الرَّیْطَ یُظْهِرْنَه كَیْدا أَرْدَفَ أَحَدَ البیتین و لم یُرْدِفِ الآخر. قال ابن سیدة: و هذا نادر؛ و مثله قول أَبی فرعون: إِذا طَلَبْتُ الماءَ قالَتْ: لَیْكا، كأَنَّ شَفْرَیْها، إِذا ما احتَكَّا، حَرْفا بِرامٍ كُسِرا فاصْطَكَّا قال: و یجوز أَن یكون قوله أَو فَرْداً مُرَخَّماً من فَرْدَة، رخمه فی غیر النداءِ اضطراراً، كقول زهیر: خُذوا حَظَّكُم، یا آلَ عِكْرِمَ، و اذْكُروا أَواصِرنا، و الرِّحْمُ بالغَیْبِ تُذْكَرُ أَراد عِكرمةَ: و الفُرُداتُ: اسم موضع؛ قال عمرو بن قمِیئَة: نَوازِع للخالِ، إِنْ شِمْنَه علی الفُرُداتِ یَسِحُّ السِّجالا

فرصد؛ ج3، ص: 333

: الفِرْصِدُ و الفِرْصِیدُ و الفِرْصاد: عَجْمُ الزبیب و العنب و هو العُنْجُدُ أَیضاً. و الفِرْصادُ: التُّوت، و قیل حَمْلُه و هو الأَحمر منه. و الفِرْصادُ: الحُمْرَة؛ قال الأَسود بن یعفر: یَسْعَی بها ذو تُومَتَیْنِ مُنَطَّقٌ، قَنَأَتْ أَنامِلُه من الفِرْصادِ و الهاء فی قوله بها تعود علی سُلافَةٍ ذكرها فی بیت
(1). قوله [و یقال فرد] هو مثلث الراء. (2). قوله [و الفرود كواكب] كذا بالأَصل و فی القاموس و الفردود، زاد شارحه كسرسور كما هو نص التكملة، و فی بعض النسخ الفرود.
لسان العرب، ج‌3، ص: 334
قبله و هو: و لقَدْ لَهَوْتُ، و للشَّبابِ بَشاشةٌ. بِسُلافَةٍ مُرِجَتْ بماءِ غَوادِی و التُّومَةُ: الحَبَّةُ من الدُّرِّ. و السُّلافَةُ: أَولُ الخمر. و الغَوادی: جمع غادیةٍ و هی السحابة التی تأْتی غُدْوَة. اللیث: الفِرْصادُ شجر معروف؛ و أَهل البصرة یسمون الشجر فِرْصاداً و حمله التوت؛ و أَنشد: كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمال ذاوِیَةً، علی جَوانِبِهِ الفِرْصادُ و العِنَبُ أَراد بالفرصاد و العنب الشجرتین لا حملهما. أَراد: كأَنما نَفَضَ الفِرْصادُ أَحمالَه ذاویَةً، نصب علی الحال، و العنب كذلك؛ شبَّه أَبعارَ البقر بحب الفِرصادِ و العنب.

فرقد؛ ج3، ص: 334

: الفَرْقَدُ: ولد البقرة، و الأُنثی فَرْقَدَة؛ قال طرفة یصف عینی ناقته: طَحُورانِ عُوَّارَ القَذی، فَتراهُما كَمَكْحُولَتَیْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فرْقَدِ طَحُورانِ: رامیتانِ. و عُوَّارُ القَذی: ما أَفْسَدَ العین، و حكی ثعلب فیه الفُرْقُود؛ و أَنشد: و لَیْلَةٍ خامِدَةٍ خُمودا، طَخْیاءَ تُعْشِب الجَدْیَ و الفُرقودا، إِذا عُمْیرٌ هَمَّ أَن یَرْقُودا و أَراد یَرْقُد فأَشبع الضمة. و الفَرْقدانِ: نجمان فی السماء لا یغرُبانِ و لكنهما یطوفان بالجدی، و قیل: هما كوكبان قریبان من القُطْب، و قیل: هما كوكبان فی بنات نَعْش الصغری. یقال: لأَبْكِیَنَّكَ الفَرْقَدَیْن؛ حكاه اللحیانی عن الكسائی، أَی طولَ طلوعهما، قال: و كذلك النجوم كلها تنتصب علی الظرف كقولك لأَبكینَّك الشمسَ و القَمرَ و النِّسرَ الواقِعَ: كل هذا یُقیمونَ فیه الأَسماء مُقام الظروف؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنهم یریدون طول طلوعهما فیحذفون اختصاراً و اتساعاً و قد قالوا فیهما الفَراقِد كأَنهم جعلوا كل جزء منهما فَرْقَداً؛ قال: لقد طالَ، یا سَوْداءُ، منكِ المواعِدُ، و دونَ الجَدَا المأْمِولِ منكَ الفَراقِدُ قال: و ربما قالت العرب لهما الفَرْقد؛ قال لبید: حالَفَ الفَرْقَدُ شرْباً فی الهُدی، خُلَّةً باقیةً دُونَ الخَلَل «1».

فرند؛ ج3، ص: 334

: الفِرِندُ: وَشْیُ السیف، و هو دخیل. و فرند السیف: وَشْیُه. قال أَبو منصور: فِرِنْدُ السیف جوهره و ماؤُه الذی یجری فیه، و طرائقه یقال لها الفِرِنْد و هی سَفاسِقُه. الجوهری: فِرِنْدُ السیف و إِفْرِنْدُه رُبَدُهُ و وَشْیُه. و الفِرِنْد: السیف نفسُه؛ قال جریر: و قد قَطَعَ الحَدِیدَ، فلا تُمارُوا، فِرِنْدٌ لا یُفَلُّ و لا یَذُوبُ قال: و یجوز أَن یكون أَراد ذو فرند فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه. و الفِرِنْدُ: الورد الأَحمر. و فِرنْد، دخیل معرّب: اسم ثوب. ابن الأَعرابی: الفِرِنْدُ علی فِعْلِلٍ الأَبزارُ و جمعه الفرانِدُ. و الفِرِنْدادُ: موضِعٌ و یقال اسم رملة. ابن سیدة: الفِرِنْدادُ شجر، و قیل: رملة مشرفة فی بلاد بنی تمیم و یزعمون أَن قبر ذی الرمة فی ذِرْوَتها؛ قال ذو الرمة: و یافِعٌ من فِرِنْدادَیْنِ مَلْمُومُ ثناه ضرورة، كما قال:
(1). قوله [فی الهدی] كذا بالأَصل و لعلها فی الهوی
لسان العرب، ج‌3، ص: 335
لِمَنِ الدِّیارُ بِرامَتَیْنِ فَعاقِلٍ دَرَسَتْ، و غیَّر آیَها القَطْرُ و فی التهذیب: فِرِنْدادٌ جبل بناحیة الدَّهْناء و بحذائه جبل آخر، و یقال لهما معاً الفِرِنْدادانِ، و أَنشد بیت ذی الرمة ذكره فی الرباعی.

فرهد؛ ج3، ص: 335

: الفُرْهُدُ، بالضم: الحادرُ الغلیظ من الغلمان. ابن سیدة: الفُرْهُودُ الحادِرُ الغلیظ و هو الناعم التارُّ؛ و یقال: غلام فُلْهُدٌ، باللام أَیضاً، أَی ممتلئ، و قیل: القُرْهد الناعم التارُّ الرَّخْصُ، و قال: إِنما هو الفُرْهد، بالفاء و ضم الهاءِ و القاف فیه تصحیف. و الفُرْهُدُ و الفُرْهُودُ: ولد الأَسد؛ عُمانِیَّة؛ و زعم كراع أَن جمع الفُرْهُدِ فَراهِیدُ كما جمع هُدْهُدٌ علی هَداهِیدَ؛ قال ابن سیدة: و لا یؤمن كراع علی مثل هذا إِنما یؤمن علیه سیبویه و شبهه؛ و قیل: الفرهود ولد الوَعلِ. و فَراهِیدُ: حیّ من الیمن من الأَزد. و فُرْهُود: أَبو بطن. الصحاح: الفُرْهُود حیّ من یَحْمَد «2». و هم بطن من الأَزد یقال لهم الفراهید منهم الخلیل بن أَحمد العروضی. یقال: رجل فراهیدیّ و كان یونس یقول فُرْهُودی.

فزد؛ ج3، ص: 335

: الأَصمعی: تقول العرب لمن یَصِلُ إِلی طَرَفٍ من حاجته و هو یطلب نهایتها: لم یُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ له، و بعضهم یقول: مَن فُصْدَ له، و هو الأَصل فقلبت الصاد زایاً، فیقال له: اقْنَعْ بما رزقت منها فإِنك غیر محروم. أَصل قولهم: مَن فُصْدَ له أَو فُزْدَ له فُصِدَ لَهُ، ثم سكنت الصاد فقیل فُصْد، و أَصله من الفصید و هو أَن یؤخذ مصیر فیلقم عرقاً مفصوداً فی ید البعیر حتی یمتلئ دماً ثم یشوی و یؤكل، و كان هذا من مآكل العرب فی الجاهلیة، فلما نزل تحریم الدم انتهوا عنه، و سنذكره فی ترجمة فصد إِن شاءَ الله.

فسد؛ ج3، ص: 335

: الفسادُ: نقیض الصلاح، فَسَدَ یَفْسُدُ و یَفْسِدُ و فَسُدَ فَساداً و فُسُوداً، فهو فاسدٌ و فَسِیدٌ فیهما، و لا یقال انْفَسَد و أَفْسَدْتُه أَنا. و قوله تعالی: وَ یَسْعَوْنَ فِی الْأَرْضِ فَسٰاداً*؛ نصب فَسٰاداً لأَنه مفعول له أَراد یَسْعَوْن فی الأَرض للفساد. و قوم فَسْدَی كما قالوا ساقِطٌ و سَقْطَی، قال سیبویه: جمعوه جمع هَلْكی لتقاربهما فی المعنی. و أَفَسَدَه هو و اسْتَفْسَد فلان إِلی فلان. و تَفَاسَدَ القومُ: تدابَرُوا و قطعوا الأَرحام؛ قال: یَمْدُدْنَ بالثُّدِیِّ فی المَجَاسِدِ إِلی الرجالِ، خَشْیَةَ التَّفاسُدِ یقول؛ یُخْرِجن ثُدِیَّهُنَّ یقلن: نَنشدكم الله أَلا حمیتمونا، یحرضن بذلك الرجال. و استفسد السلطانُ قائدَه إِذا أَساء إِلیه حتی استعصی علیه. و المَفْسَدَةُ: خلاف المصْلَحة. و الاستفسادُ: خلاف الاستصلاح. و قالوا: هذا الأَمر مَفْسَدَةٌ لكذا أَی فیه فساد؛ قال الشاعر: إِنَّ الشبابَ و الفَراغَ و الجِدَهْ مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ، أَیُّ مَفْسَدَهْ و‌فی الخبر: أَن عبد الملك بن مروان أَشرف علی أَصحابه و هم یذكرون سیرة عمر فغاظه ذلك، فقال: إِیهاً عن ذكر عمر فإِنه إِزْراءٌ علی الوُلاةِ مَفْسَدَةٌ للرعیة.و عدَّی إِیهاً بعن لأَن فیه معنی انْتَهُوا. و قوله عز و جل: ظَهَرَ الْفَسٰادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ؛ الفساد هنا: الجَدْب فی البرّ و القحط فی البحر أَی فی المُدُن التی علی الأَنهار؛ هذا قول الزجاجِیِّ. و یقال: أَفْسَدَ فلان المالَ یُفْسِدُه إِفْساداً و فَساداً، وَ اللّٰهُ لٰا یُحِبُّ
(2). قوله [یحمد] كیمنع و كیعلم مضارع أعلم أبو قبیلة، الجمع الیحامد
لسان العرب، ج‌3، ص: 336
الْفَسٰادَ. و فَسَّدَ الشی‌ءَ إِذا أَبَارَه؛ و قال ابن جندب: و قلتُ لهم: قد أَدْرَكَتْكُمْ كَتِیبَةٌ مُفَسِّدَةُ الأَدْبارِ، ما لم تُخَفَّرِ أَی إِذا شَدَّت علی قَوْمٍ قَطَعَتْ أَدبارَهم ما لم تُخَفَّرِ الأَدبارُ أَی لم تمنع. و‌فی الحدیث: كره عشر خِلال منها إِفسادُ الصَّبِیِّ غیرَ مُحَرِّمِهِ؛ هو أَن یَطأَ المرأَة المرضع فإِذا حملت فسد لبنها و كان من ذلك فساد الصبی و تسمی الغِیلَة؛ و قوله غیر محرّمه أَی أَنه كرهه و لم یبلغ به حد التحریم.

فصد؛ ج3، ص: 336

: الفصدُ: شَقُّ العِرْقِ؛ فَصَدَه یَفْصِدُه فَصْداً و فِصاداً، فهو مَفْصُودٌ و فَصِیدٌ. و فَصَدَ الناقةَ: شَقَّ عِرْقَها لیستخرِجَ دَمَهَ فیشرَبَه. و قال اللیث: الفَصْدُ قطع العُروق. و افْتَصَدَ فلانٌ إِذا قطعَ عرْقَه فَفَصَد، و قد فَصَدَتْ و افْتَصدَتْ. و من أَمثالهم فی الذی یُقْضَی له بعضُ حاجته دون تمامها: لم یُحْرَمْ من فُصْدَ له، بإِسكان الصاد، مأْخوذ من الفَصیدِ الذی كان یُصْنَعُ فی الجاهلیة و یؤْكل، یقول: كما یتبلغ المضطر بالفصید فاقنع أَنت بما ارتفع من قضاء حاجتك و إِن لم تُقْضَ كلُّها. ابن سیدة: و فی المثل: لم یُحْرَمْ من فُصْد له، و یروی: لم یحرم من فُزْدَ له أَی فُصِدَ له البعیر، ثم سكنت الصاد تخفیفاً، كما قالوا فی ضُرِبَ: ضُرْبَ، و فی قُتِلَ: قُتْلَ؛ كقول أَبی النجم.لو عُصْرَ منه البانُ و المِسْكُ انعَصَرْ فلما سكنت الصاد و ضَعُفَتْ ضارَعوا بها الدال التی بعدها بأَن قلبوها إِلی أَشبه الحروف بالدال من مخرج الصاد، و هو الزای لأَنها مجهورة كما أَن الدال مجهورة، فقالوا؛ فُزْد، فإِن تحركت الصاد هنا لم یجز البدل فیها و ذلك نحو صَدَرَ و صَدَفَ لا تقول فیه زَدَرَ و لا زَدَفَ، و ذلك أَن الحركة قوّت الحرف و حصنته فأَبعدته من الانقلاب، بل قد یجوز فیها إِذا تحركت إِشمامها رائحة الزای، فأَما أَن تخلُص زایاً و هی متحركة كما تخلص و هی ساكنة فلا، و إِنما تقلب الصاد زایاً و تشم رائحتها إِذا وقعت قبل الدال، فإِن وقعت قبل غیرها لم یجز ذلك فیها، و كل صاد وقعت قبل الدال فإِنه یجوز أَن تشمها رائحة الزای إِذا تحركت، و أَن تقلبها زایاً محضاً إِذا سكنت، و بعضهم یقول: قُصْدَ له، بالقاف، أَی من أُعْطِیَ قَصْداً أَی قلیلًا، و كلام العرب بالفاء؛ قال یعقوب: و المعنی لم یحرم من أَصاب بعض حاجته و إِن لم ینلها كلها، و تأْویل هذا أَن الرجل كان یضیف الرجل فی شدة الزمان فلا یكون عنده ما یَقْرِیه، و یَشِحُّ أَن ینحر راحلته فیفصدها فإِذا خرج الدم سَخَّنَه للضیف إِلی أَن یَجْمُد و یَقْوَی فیطعمه إِیاه فجری المثل فی هذا فقیل: لم یحرم من فَزْدَ له أَی لم یحرم القِرَی من فُصِدت له الراحلة فَحَظِیَ بدمها، یستعمل ذلك فیمن طلب أَمراً فنال بعضه. و الفَصِیدُ: دَمٌ كان یوضع فی الجاهلیة فی مِعًی من فَصْدِ عِرْقِ البعیر و یُشْوی، و كان أَهل الجاهلیة یأْكلونه و یطعمونه الضیف فی الأَزْمة. ابن كُبْوَةَ: الفَصیدَة تمرٌ یُعْجَنُ و یُشابُ بشی‌ء من دم و هو دواء یُداوَی به الصبیان، قاله فی تفسیر قولهم: ما حُرِمَ من فُصْد له. و‌فی حدیث أَبی رجاء العُطاردی أَنه قال: لما بلغنا أَن النبی، صلی الله علیه و سلم. أَخذ فی القتل هرَبْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَفیناً و فَصَدْنا علیها فلا أَنسی تلك الأُكْلَةَ؛ قوله: فَصَدْنا علیها یعنی الإِبل و كانوا یَفْصِدونها و یعالِجون ذلك الدمَ و یأْكلونه عند الضرورة أَی فصدنا علی شلو الأَرنب بعیراً و أَسلنا علیه دمه و طبخناه و أَكلنا.
لسان العرب، ج‌3، ص: 337
و أَفْصَدَ الشجرُ و انفَصَدَ: انشقت عُیون ورقه و بَدَتْ أَطرافُه. و المُنْفَصِدُ: السائل و كذلك المُتَفَصِّدُ. یقال: تَفَصَّدَ جبینُه عَرَقاً، إِنما یریدون تَفَصَّد عَرَقُ جبینِه، و كذلك هذا الضرب من التمییز إِنما هو فی نیة الفاعل. و انفَصَدَ الشی‌ءُ و تَفصَّدَ: سالَ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا نزل علیه الوحیُ تَفَصَّدَ عَرَقاً.یقال: هو یتفصد عرقاً و یَتَبَضَّعُ عرقاً أَی یسیلُ عرقاً. معناه أَی سالَ عَرَقُهُ تشبیهاً فی كثرته بالفِصاد، و عَرَقاً منصوب علی التمییز. و قال ابن شمیل: رأَیت فی الأَرض تفصیداً من السیل أَی تَشَقُّقاً و تَخَدُّداً. و قال أَبو الدُّقَیْشِ: التفصیدُ أَن یُنْقَع بشی‌ءٍ من ماءٍ قلیل. و یقال: فصَد له عطاءً أَی قَطع له و أَمضاهُ یَفْصِدُه فَصْداً.

فقد؛ ج3، ص: 337

: فَقَدَ الشی‌ءَ یَفْقِدُه فَقْداً و فِقْداناً و فقُوداً، فهو مَفْقُودٌ و فَقِیدٌ: عَدِمَه؛ و أَفْقَدَه الله إِیاه. و الفاقِدُ من النساءِ: التی یموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حمیمها. أَبو عبید: امرأَة فاقِدٌ و هی الثكول؛ و أَنشد اللیث: كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ ناحَتْ، و جاوَبَها نُكْدٌ مَناكِیدُ و قال اللحیانی: هی التی تتزوج بعد ما كان لها زوج فمات. قال: و العرب تقول: لا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً و تزوج مطلقة. و ظَبْیَةٌ فاقِدٌ و بقرةٌ فاقِدٌ: شبع ولدها؛ و كذلك حَمامَة فاقِدٌ؛ و أَنشد الفارسی: إِذا فاقِدٌ، خَطْباءُ، فَرْخَینِ رَجَّعَتْ، ذَكَرْتُ سُلَیْمَی فی الخَلِیطِ المُبایِن قال ابن سیدة: هكذا أَنشده سیبویه بتقدیم خَطْباءُ علی فَرْخَینِ مُقَوِّیاً بذلك أَن اسم الفاعل إِذا وُصِفَ قَرُب من الاسم، و فارق شبَهَ الفعل. و التفقُّدُ: تَطَلُّبُ ما غاب من الشی‌ء. و‌روی عن أَبی الدرداء أَنه قال: من یَتَفَقَّدْ یَفْقِدْ، و من لا یُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور یَعْجِزْ؛ فالتَّفقُّدُ: تَطَلُّب ما فَقَدْتَه، و معنی قول أَبی الدرداء أَن من تَفَقَّدَ الخیرَ و طلبه فی الناس فَقَدَه و لم یَجِدْه، و ذلك أَنه رأَی الخیر فی النادر من الناس و لم یجده فاشیاً موجوداً. غیره: أَی من یَتَفَقَّدْ أَحوالَ الناس و یَتَعَرَّفْها فإِنه لا یجد ما یُرضِیه. و افتَقَدَ الشی‌ءَ: طَلبه؛ قال: فلا أُخْتٌ فَتَبْكِیهِ، و لا أُمٌّ فَتَفْتَقِده و كذلك تَفَقَّدَه. و فی التنزیل: وَ تَفَقَّدَ الطَّیْرَ فَقٰالَ مٰا لِیَ لٰا أَرَی الْهُدْهُدَ؛ و كذلك الافتقادُ؛ و قیل: تَفَقَّدْتُه أَی طَلَبْتُه عند غیبته. و تفاقَدَ القومُ أَی فَقَدَ بعضُهم بعضاً؛ و قال ابن میادة: تَفَاقَدَ قَوْمی إِذ یَبیعونَ مُهْجَتی بِجارِیةٍ، بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا بَهْراً قیل فیه: تَبّاً، و قیل: خیبة، و قیل: تَعْساً لهم، و قیل: أَصابهم شَرٌّ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: افتقَدْتُ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، لیلة‌أَی لم أَجِدْه؛ هو افتَعَلْتُ من فَقَدْتُ الشی‌ءَ أَفقِدُه إِذا غاب عنك. و‌فی حدیث الحسن: أُغَیْلِمَةٌ حَیارَی تفاقَدُوا؛ یَدْعُو علیهم بالموت و أَن یَفْقِدَ بعضُهم بعضاً. و یقال: أَفقدَه الله كلَّ حمیمٍ. و یقال: مات فلانٌ غیرَ فَقِیدٍ و لا حَمِیدٍ أَی غیرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقدانِه. و الفَقَد: شرابٌ یُتَّخَذُ من الزبیب و العسل. و یقال: إِن العسل ینبذ ثم یلقی فیه الفَقَد فیُشَدِّدُه؛ قال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 338
و هو نبت شبه الكَشُوث. و الفَقَدُ: نباتٌ یشبه الكَشوث ینبذ فی العسل فیقویه و یجید إِسكاره؛ قال أَبو حنیفة: ثم یقال لذلك الشراب: الفَقَدُ. ابن الأَعرابی: الفَقْدَةُ: الكُشُوث.

فقدد؛ ج3، ص: 338

: التهذیب فی الرباعی: أَبو عمرو: الفقْدُدُ نبیذُ الكشوث.

فلهد؛ ج3، ص: 338

: غلام فُلْهُدٌ، باللام: یملأُ المَهْد؛ عن كراع. أَبو عمرو: الفَلْهَدُ و الفُرْهُدُ الغلام السمین الذی قد راهقَ الحُلُمَ. و یقال: غلام فُلْهُدٌ إِذا كان ممتلئاً.

فند؛ ج3، ص: 338

: الفَنَدُ: الخَرَفُ و إِنكار العقل من الهَرَم أَو المَرضِ، و قد یستعمل فی غیر الكِبَر و أَصله فی الكبر، و قد أَفند؛ قال: قد عَرَّضَتْ أَرْوَی بِقَوْلٍ إِفْناد إِنما أَراد بقَوْلٍ ذی إِفناد و قَوْلٍ فیه إِفناد، و شیخ مُفْنِدٌ و لا یقال للأُنثی عجوز مُفْنِدَة لأَنها لم تكن ذات رأْی فی شبابها فَتُفَنَّدَ فی كِبَرها. و الفَنَدُ: الخطأُ فی الرأْی و القول. و أَفْنَدَه: خطَّأَ رَأْیَه. و فی التنزیل العزیز حكایة عن یعقوب، علیه السلام: لَوْ لٰا أَنْ تُفَنِّدُونِ؛ قال الفراء: یقول لو لا أَن تُكَذِّبونی و تُعَجِّزُونی و تُضَعِّفُونی. ابن الأَعرابی: فَنَّدَ رأْیه إِذا ضَعَّفَه. و التَّفْنیدُ: اللَّوْمُ و تضعیفُ الرأْی. الفراء: المُفَنَّدُ الضعیفُ الرأْی و إِن كان قویَّ الجسم. و المُفَنَّدُ: الضعیفُ الجسم و إِن كان رأْیه سدیداً. قال: و المفند الضعیف الرأْی و الجسم معاً. و فَنَّدَه: عَجَّزَه و أَضْعَفَه. و روی شمر‌فی حدیث واثلة بن الأَسقع أَنه قال: خرج رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: أَ تزعمون أَنِّی من آخِرِكم وفاةً؟ أَلا إِنی من أَوَّلِكم وفاةً، تتبعوننی أَفْناداً یُهْلِكُ بعضُكم بعضاً؛ قوله تتبعوننی أَفناداً یضرِبُ «1» بعضُكم رقاب بعض أَی تتبعوننی ذوی فَنَدٍ أَی ذوی عَجْزٍ و كُفْرٍ للنعمة، و فی النهایة: أَی جماعات متفرّقین قوماً بعد قوم، واحدهم فَنَد. و یقال: أَفْنَدَ الرجلُ فهو مُفْنِدٌ إِذا ضَعُفَ عقله. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: أَسْرَعُ الناس بی لُحوقاً قَوْمی، تَسْتَجْلِبُهم المَنایا و تتنافس علیهم أُمَّتُهم و یعیشُ الناسُ بعدهم أَفناداً یقتل بعضُهم بعضاً؛ قال أَبو منصور: معناه أَنهم یَصیرون فِرَقاً مختلفین یَقْتُلُ بعضُهم بعضاً؛ قال: هم فِنْدٌ علی حدة أَی فِرْقَة علی حدة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: إِنی أُرید أَن أُفَنِّدَ فرساً، فقال: علیك به كُمَیْتاً أَو أَدْهَم أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلًا طَلْقَ الیمنی.قال شمر: قال هارون بن عبد الله، و منه كان سُمِع هذا الحدیث: أُفَنِّدَ أَی أَقْتَنی. قال: و روی أَیضاً من طریق آخر: و قال أَبو منصور قوله أُفَنِّدَ فرساً أَی أَرْتَبِطَه و أَتخذه حصناً أَلجأُ إِلیه، و مَلاذاً إِذا دَهَمنی عدوّ، مأْخوذ من فِنْدِ الجبل و هو الشِّمْراخ العظیم منه، أَی أَلجأُ إِلیه كما یُلجأُ إِلی الفِنْدِ من الجبل، و هو أَنفه الخارج منه؛ قال: و لست أَعرف أُفَنِّد بمعنی أَقتنی. و قال الزمخشری: یجوز أَن یكون أَراد بالتفنید التضمیر من الفِنْدِ و هو الغُصْنُ من أَغصان الشجرة أَی أُضمره حتی یصیر فی ضُمْرِه كالغصن. و الفِنْدُ، بالكسر: القطعة العظیمة من الجبل، و قیل: الرأْس العظیم منه، و الجمع أَفناد. و الفِنْدفِنْد: الجبل. و فَنَّدَ الرجلُ إِذا جلس علی فِنْد، و به سمی الفِنْدُ الزِّمَّانِیُّ الشاعر، و هو رجل من فرسانهم، سمی بذلك لعظم شخصه، و اسمه شهل بن شیبان و كان یقال له عدید الأَلف؛ و قیل: الفِنْد، بالكسر، قطعة من
(1). قوله [یضرب] أفاد شارح القاموس أَنها روایة أخری بدل یهلك
لسان العرب، ج‌3، ص: 339
الجبل طولًا. و‌فی حدیث علیّ: لو كان جبلًا لكان فِنداً، و قیل: هو المنفرد من الجبال. و الفَنَدُ: الكذب. و أَفْنَدَ إِفناداً: كذب. و فَنَّدَه: كذبه … و الفَنَدُ: ضعف الرأْی من هَرَم. و أَفْنَدَ الرجلُ: أُهتِرَ، و لا یقال: عجوز مُفْنِدَة لأَنها لم تكن فی شبیبتها ذات رأْی. و قال الأَصمعی: إِذا كثر كلام الرجل من خَرَف، فهو المُفْنِدُ و المُفْنَدُ. و‌فی الحدیث: ما ینتظر أَحدكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مرضاً مُفْسِداً؛ الفَنَدُ فی الأَصل: الكَذب. و أَفْنَدَ: تكلم بالفَنَد. ثم قالوا للشیخ إِذا هَرِمَ: قد أَفْنَدَ لأَنه یتكلم بالمُحَرَّف من الكلام عن سَنَن الصحة. و أَفنده الكِبَرُ إِذا أَوقعه فی الفَنَد. و‌فی حدیث التنوخی رسول هِرَقْل: و كان شیخاً كبیراً قدْ بلغ الفَنَد أَو قَرُب.و‌فی حدیث أُم معبد: لا عابس و لا مُفْنَد [مُفْنِدٌ‌أَی لا فائدة فی كلامه لكبرٍ أَصابه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما تُوُفِّیَ و غُسِّلَ صَلَّی علیه الناسُ أَفناداً أَفناداً؛ قال أَبو العباس ثعلب: أَی فِرْقاً بعد فِرْق، فُرادی بلا إِمام. قال: و حُزِرَ المصلون فكانوا ثلاثین أَلفاً و من الملائكة ستین أَلفاً لأَن مع كل مؤْمن ملكین؛ قال أَبو منصور: تفسیر أَبی العباس لقوله صلوا علیه أَفناداً أَی فرادی لا أَعلمه إِلا من الفِنْدِ من أَفْناد الجبل. و الفِنْدُ: الغصن من أَغصان الشجر، شبه كل رجل منهم بِفِنْدٍ من أَفناد الجبل، و هی شماریخه. و الفِنْدُ: الطائفةُ من اللیل. و یقال: هم فِنْدٌ علی حِدَة أَی فئة. و فَنَّدَ فی الشراب: عكَفَ علیه؛ هذه عن أَبی حنیفة. و الفِنْدَأْیَةُ: الفَأْسُ، و قیل: الفِنْدَأْیَةُ الفأْس العریضة الرأْس؛ قال: یَحْمِلُ فَأْساً معه فِنْدَأْیَة و جمعه فنادید علی غیر قیاس. الجوهری: قَدُومٌ فِنْداوةٌ أَی حادّةٌ. و الفِنْدُ: أَرض لم یصبها المطر، و هی الفِنْدِیَةُ. و یقال: لقینا بها فِنْداً من الناس أَی قوماً مجتمعین. و أَفنادُ اللیلِ: أَركانه. قال: و بأَحد هذه الوجوه سمی الزِّمَّانیُّ فِنْداً. و أَفنادٌ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: بَرْقاً قَعَدْتُ له باللیلِ مُرْتَفِقاً ذاتَ العِشاءِ، و أَصحابی بأَفْنادِ

فهد؛ ج3، ص: 339

: الفَهْدُ: معروف سبُع یصاد به. و فی المثل: أَنْوَمُ من فَهْدٍ، و الجمع أَفهُد و فُهُودٌ و الأُنثی فَهْدَةٌ، و الفَهَّادُ صاحبها. قال الأَزهری: و یقال للذی یُعَلِّم الفَهْدَ الصید: فَهَّاد. و رجل فَهْد: یشبه بالفهد فی ثقل نومه. و فَهِدَ الرجلُ فَهَداً: نام و أَشبه الفهد فی كثرة نومه و تمَدُّدِه و تغافلَ عما یجب علیه تَعَهُّدُه. و‌فی حدیث أُم زرع: وصفَتْ امرأَةٌ زوجَها فقالت: إِن دخل فَهِدَ، و إِن خرج أَسِدَ، و لا یَسْأَلُ عما عَهِدَ؛ قال الأَزهری: وصفت زوجها باللین و السكون إِذا كان معها فی البیت؛ و یوصف الفهد بكثرة النوم فیقال: أَنوم من فهد، شبهته به إِذا خلا بها، و بالأَسد إِذا رأَی عَدُوَّه. قال ابن الأَثیر: أَی نام و غفل عن معایب البیتِ التی یلزمنی إِصلاحُها، فهی تصفه بالكرَمِ و حسن الخلق فكأَنه نائم عن ذلك أَو ساهٍ، و إِنما هو مُتناوم و مُتغافِل. الأَزهری: و فی النوادر: یقال فَهَد فلان لفلان و فَأَدَ و مَهد إِذا عمل فی أَمره بالغیب جمیلًا. و الفَهْدُ: مِسْمارٌ یُسْمَرُ به فی واسِطِ الرَّحل و هو الذی یسمی الكلبَ؛ قال الشاعر یصف صریف نابی الفحل بصریر هذا المسمار: مُضَبَّرٌ، كأَنَّما زَئِیرُه صَریرُ فَهْدٍ واسِطٍ صَریرُه
لسان العرب، ج‌3، ص: 340
و قال خالد: واسِطُ الفَهْدِ مِسْمارٌ یُجْعل فی واسط الرحل. و فَهْدَتا الفَرَس: اللحمُ الناتِئُ فی صدره عن یمینه و شماله؛ قال أَبو دواد: كأَنَّ الغُصُون، مِنَ الفَهْدَتَیْن إِلی طَرَفِ الزَّوْرِ، حُبْكُ العَقَدْ أَبو عبیدة: فَهْدتا صَدْرِ الفَرَسِ لحْمتانِ تَكْتَنِفانِه. الجوهری: الفهدتان لحمتان فی زَوْرِ الفَرَس ناتئتان مثل الفِهْرَیْنِ. و فهدتا البعیر: عظمان ناتئان خلف الأُذنین و هما الخُشَشاوانِ. و الفَهْدة: الاسْتُ. و غلام فَوْهَدٌ: تامٌّ تارٌّ ناعِمٌ كَثَوْهَدٍ، و جاریةٌ فَوْهَدَةٌ و ثَوْهَدَة؛ قال الراجز: تُحِبُّ مِنَّا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدَا، عِجْزَةَ شَیْخَیْنِ، غُلاماً أَمْرَدا و زعم یعقوب أَن فاءَ فَوْهَدٍ بدل من ثاء ثَوْهَدٍ، أَو بعكس ذلك. و الفَوْهَدُ: الغلام السمین الذی راهق الحلم. و غلام ثَوْهد و فَوْهد: تامّ الخلق؛ قال أَبو عمرو: و هو الناعم الممتلئُ. أَبو عمرو: الفَلْهَدُ و الفَوْهَد الغلام السمین الذی قد راهَقَ الحُلُمَ.

فود؛ ج3، ص: 340

: الفَوْدُ: مُعظم شعر الرأْس مما یلی الأُذن. و فَوْدا الرأْس: جانباه، و الجمع أَفوادٌ. و فَوْدا جناحَیِ العُقاب: ما أَثَّ منهما؛ و قال خفاف: مَتی تُلْقِ فَوْدَیْها علی ظَهْرِ ناهِضٍ الفَوْدان: واحدهما فود، و هو معظم شعر اللِّمَّة مما یلی الأُذن. و الفَوْدُ و الحَیْدُ: ناحیة الرأْس؛ قال الأَغلب: فانْطَحْ بِفَوْدَیْ رأْسِه الأَرْكانا و الفَوْدانِ: قَرْنا الرأْس و ناحیتاه. و یقال: بدا الشیب بِفَوْدَیْهِ. قال ابن السكیت: إِذا كان للرجل ضَفِیرتان یقال للرجل فَوْدان. و‌فی الحدیث: كان أَكثر شیبه فی فَوْدَیْ رأْسه‌أَی ناحیتیه، كل واحد منهما فَوْد. و الفَوْدان: الناحیتان. و الفودان: العِدْلانِ كل واحد منهما فَوْد. و قعد بین الفَوْدینِ أَی بین العِدْلَیْنِ. و‌قال معاویة للبید: كَمْ عطاؤكَ؟ قال أَلفان و خمسمائة، قال: ما بال العِلاوةِ بین الفَوْدَینِ؟و الفَوْدُ: المَوْتُ. و فادَ یَفُودُ فَوْداً: مات؛ و منه قول لبید بن ربیعة یذكر الحرث بن أَبی شمر الغسانی و كان كلُّ ملِك منهم كلما مضت علیه سنة زادَ فی تاجه خَرَزَةً فأَراد أَنه عمر حتی صار فی تاجه خرزات كثیرة: رَعی خَرَزاتِ المُلْكِ سِتِّینَ حِجَّةً و عشرینَ حتی فاد، و الشَّیْبُ شامِلُ و فی حدیث سطیح: أَمْ فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ یقال: فادَ یَفُودُ إِذا مات، و یروی بالزای بمعناه. و فَوْدا الخِباءِ: ناحیتاهُ. و یقال: تَفَوَّدَتِ الأَوْعالُ فوق الجبال أَی أَشْرَفَت. و استفاده: اقْتَناه. و أَفَدْتُه أَنا: أَعطیْتُه إِیاه و سیأْتی بعض ذلك فی ترجمة فید لأَن الكلمة یائیة و واویة. و فُدْتُ الزعفرانَ: خلَطْتُه، مقلوب عن دُفْتُ حكاه یعقوب. و فادَه یَفُودُه: مثل دافَه؛ و أَنشد الأَزهری لكثیر یصف الجواری: یُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فی كلِّ مَهْجَعٍ، و یُشْرِقُ جادِیٌّ بِهِنَّ مَفُودُ أَی مَدُوفٌ. و فادَ الزعفرانَ و الوَرْسَ فَیْداً إِذا دَقَّه ثم أَمَسَّه ماء و فَیَداناً.

فید؛ ج3، ص: 340

: الفائدةُ: ما أَفادَ اللَّهُ تعالی العبدَ من خیرٍ یَسْتَفیدُه و یَسْتَحْدِثُه، و جمعها الفَوائِدُ. ابن شمیل: یقال
لسان العرب، ج‌3، ص: 341
إِنهما لَیَتَفایَدانِ بالمال بینهما أَی یُفِیدُ كل واحد منهما صاحبه. و الناس یقولون: هما یتفاودان العِلْمَ أَی یُفیدُ كل واحد منهما الآخر. الجوهری: الفائدة ما استفدت من علم أَو مال، تقول منه: فادَتْ له فائدةٌ. الكسائی: أَفَدْتُ المالَ أَی أَعطیته غیری. و أَفَدْتُه: استَفَدْتُه؛ و أَنشد أَبو زید للقتال: ناقَتُهُ تَرْمُلُ فی النِّقالِ، مُهْلِكُ مالٍ و مُفِیدُ مالِ أَی مُسْتَفِیدُ مال. و فادَ المالُ نفسُه لفلانٍ یَفِیدُ إِذا ثبت له مالٌ، و الاسم الفائدةُ. و‌فی حدیث ابن عباس فی الرجل یستفید المال بطریق الربح أَو غیره قال: یزكیه یوم یَسْتَفِیدُه‌أَی یوم یَمْلِكُه؛ قال ابن الأَثیر: و هذا لعله مذهب له و إِلا فلا قائل به من الفقهاء إِلا أَن یكون للرجل مال قد حال علیه الحول، و استفادَ قَبْلَ وجوبِ الزكاة فیه مالًا فیُضِیفُه إِلیه و یجعلُ حولهما واحداً و یزكی الجمیع، و هو مذهب أَبی حنیفة و غیره. و فادَ یَفِیدُ فَیْداً و تَفَیَّد: تَبَخْتَرَ، و قیل: هو أَن یَحْذَرَ شیئاً فَیَعْدِلَ عنه جانباً؛ و رجل فَیَّادٌ و فَیَّادةٌ. و التَّفَیُّدُ: التبخْتُرُ. و الفَیَّادُ: المتبخْتِرُ؛ و هو رجل فَیَّادٌ و مُتَفَیِّدٌ. و فَیَّدَ مِن قِرْنِه: ضَرَبَ «2» عن ثعلب؛ و أَنشد: نُباشِرُ أَطرافَ القَنا بِصُدُورِنا، إِذا جَمْعُ قَیْسٍ، خَشْیَةَ المَوْتِ، فَیَّدُوا و الفَیَّادُ و الفَیَّادَةُ: الذی یَلُفُّ ما یَقْدِرُ علیه فیأْكلُه؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی النجم: لیس بِمُلْتاثٍ و لا عَمَیْثَلِ، و لیس بالفَیَّادَةِ المُقَصْمِلِ أَی هذا الراعی لیس بالمُتَجَبِّرِ الشدیدِ العَصا. و الفَیَّادَةُ: الذی یَفیدُ فی مِشْیَتِه، و الهاء دخلت فی نعت المذكر مبالغة فی الصفة. و الفَیَّادُ: ذَكَرُ البُومِ، و یقال الصَّدَی. و فَیَّد الرجل إِذا تَطَیَّرَ من صوت الفَیَّادِ؛ و قال الأَعشی: و بَهْماء باللیلِ عَطْشَی الفَلاةِ، یؤْنِسُنی صَوْتُ فَیَّادِها و الفَیْدُ: الموْتُ. و فادَ یَفِیدُ إِذا مات. و فاد المالُ نفسُه یَفِیدُ فَیْداً: مات؛ و قال عمرو بن شأْس فی الإِفادة بمعنی الإِهلاك: و فِتْیانِ صِدْقٍ قد أَفَدْتُ جَزُورَهم، بِذِی أَوَدٍ خَیْسِ المَتاقَةِ مُسْبِلِ أَفَدْتُها: نَحَرْتُها و أَهلكتُها من قولك فادَ الرجلُ إِذا مات، و أَفَدْتُه أَنا، و أَراد بقوله بِذِی أَوَدٍ قِدْحاً من قِداح المَیْسِرِ یقالُ له مُسْبِلٌ. خَیْسِ المتاقَةِ: خفیفِ التَّوَقانِ إِلی الفَوْزِ. و فادتِ المرأَةُ الطِّیبَ فَیْداً: دَلَكَتْه فی الماء لِیَذوبَ؛ و قال كثیر عزة: یُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فی كلِّ مَشْهَدٍ، و یُشْرِقُ جادِیٌّ بِهِنَّ مَفِیدُ أَی مَدُوف. و فادَه یَفِیدُه أَی دافَه. و الفَیْدُ: الزعفرانُ المَدُوفُ. و الفَیْدُ: ورقُ الزعفران. و الفَیدُ: الشَّعَر الذی علی جَحْفَلَة الفَرس. و فَیْد: ماء، و قیل: موضع بالبادیة؛ قال زهیر: ثم اسْتَمَرُّوا و قالوا: إِنَّ مَشْرَبَكم ماءٌ بِشَرْقیِّ سَلْمَی: فَیْدُ أَو رَكَكُ و قال لبید: مُرِّیَّةٌ حَلَّتْ بِفَیْدَ، و جاوَرَتْ أَرضَ الحِجازِ، فَأَیْنَ مِنْكَ مَرامُها؟
(2). قوله [ضرب] كذا بالأَصل و شرح القاموس و لعل الأَظهر هرب:
لسان العرب، ج‌3، ص: 342
و فَیْد: منزل بطریق مكة، شرفها الله تعالی؛ قال عبید الله بن محمد الیزیدی: قلت للمؤَرّج: لم اكتنیت بأَبی فید؟ فقال: الفَیْدُ منزل بطریق مكة، و الفَیْدُ: وردُ الزعفران.

فصل القاف؛ ج3، ص: 342

قتد؛ ج3، ص: 342

: القَتادُ: شجر شاكٍ صُلْب له سِنْفَة و جَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ینبُتُ بِنَجْد و تِهامَةَ، واحدته قَتادة. قال أَبو حنیفة: القتادة ذات شَوْك، قال: و لا یُعَدُّ من العِضاهِ. و قال مرة: القتاد شجر له شَوْك أَمثالُ الإِبَر و له وُرَیْقة غبراء و ثمرة تنبت معها غبراء كأَنها عَجْمة النوی. و القتادُ: شجر له شوك، و هو الأَعظم. و قال عن الأَعراب القُدُمِ: القَتادُ لیست بالطویلة تكون مِثْلَ قِعْدةِ الإِنسان لها ثمرةٌ مِثْلُ التُّفَّاح. قال و قال أَبو زیاد: من العضاه القَتادُ، و هو ضربان: فأَما القَتادُ الضِّخامُ فإِنه یخرج له خشب عظام و شَوكة حجناء قصیرة، و أَما القتاد الآخر فإِنه یَنْبُتُ صُعُداً لا یَنْفَرِشُ منه شی‌ء، و هو قُضْبان مجتمعة كل قضیب منها ملآنُ ما بین أَعلاه و أَسْفَلِه شَوْكاً. و فی المثل: من دون ذلك خَرْطُ القَتادِ؛ و هو صنفان: فالأَعظم هو الشجر الذی له شوك، و الأَصغر هو الذی ثمرته نَفَّاخَةٌ كَنَفَّاخَةِ العُشر. قال أَبو حنیفة: إِبل قَتادِیَّةٌ تأْكل القَتادَ. و التَّقْتِیدُ: أَن تَقْطع القَتادَ ثم تُحْرِقَ شَوْكَه ثم تَعْلِفَه الإِبل فتسمن علیه، و ذلك عند الجدب؛ قال: یا رب سَلّمنی من التَّقْتِیدِ قال الأَزهری: و القتادُ شجر ذو شوك لا تأْكله الإِبل إِلا فی عام جدب فیجی‌ء الرجل و یضرم فیه النار حتی یحرق شوكه ثم یرعیه إِبله، و یسمی ذلك التقتید. و قد قُتِّدَ القَتادُ إِذا لُوِّحَتْ أَطرافُه بالنار؛ قال الشاعر یصف إِبله و سَقْیَه للناس أَلبانَها فی سنَةِ المحل: و تری لها زَمَنَ القَتادِ علی الشَّری رَخَماً، و لا یَحْیا لَها فُصُلُ قوله: و تری لها رخَماً علی الشَّری یعنی الرَّغْوَة شبَّهها فی بیاضها بالرخم، و هو طیر أَبیض، و قوله: لا یحیا لها فصل لأَنه یُؤْثِرُ بأَلبانها أَضیافَه و ینحر فُصْلانها و لا یَقْتَنِیها إِلی أَن یَحْیا الناسُ. و قَتِدَتِ الإِبلُ قَتَداً، فهی قَتادَی و قَتِدَةٌ: اشتكت بطونَها من أَكلِ القَتادِ كما یقال رَمِثَةٌ وَ رَماثی. و القَتَدُ و القِتْدُ، الأَخیرة عن كراع: خشب الرحل، و قیل: القَتَدُ من أَدوات الرَّحْلِ، و قیل: جمیع أَداتِه، و الجمع أَقْتادٌ وَ أَقْتُدٌ و قُتود؛ قال الطرماح: قُطِرَتْ و أَدْرَجَها الوَجِیفُ، و ضَمَّها شَدُّ النُّسُوعِ إِلی شُجُورِ الأَقْتُدِ و قال النابغة: و انْمِ القُتُودَ علی عَیرانَةٍ أُجُدِ و قال الراجز: كأَنَّنی ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا، أَقتادَ رَحْلِی أَو كُدُرّاً مُحْنِقا و قُتائِدةُ: ثَنِیَّةٌ معروفة، و قیل: اسم عَقَبة؛ قال عبد منافٍ بن رِبْعٍ الهذلّی: حتی إِذا أَسْلَكُوهم فی قُتائدةٍ شَلًّا، كما تَطْرُدُ الجمَّالَةُ الشُّرُدا أَی أَسلكوهم فی طریق فی قُتائدة. و الشُّرُد: جمع شَرُودٍ مثل صَبُورٍ و صُبُرٍ. و الشَّرَد، بفتح الشین و الراء: جمع شارد مثل خادم و خَدَم. قال: و جواب إِذا محذوف دل علیه قوله شلًّا كأَنه قال شَلُّوهم شلًّا، و قیل: قتائدة موضع بعینه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 343
و تَقْتَدُ «1»: اسم ماء، حكاها الفارسی بالقاف و الكاف، و كذلك روی بیت الكتاب بالوجهین، قال: تَذَكَّرَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائها و قیل: هی ركیة بعینها، و نَصب بَرْدَ لأَنه جعله بدلًا من تَقْتَدَ.

قترد؛ ج3، ص: 343

: قَتْرَد الرجلُ: كثُر لبَنُه و أَقِطُه. و علیه قِتْرِدَةُ مالٍ أَی مالٌ كثیر. و القِتْرِدُ: ما تَرَك «2» القومُ فی دارهم من الوَبَرِ و الشَّعَرِ و الصوفِ. و القِتْرِدُ: الردی‌ء من متاع البیت. و رجل قِتْرِدٌ و قُتارِدٌ و مُقَتْرِدٌ: كثیر الغنمِ و السِّخالِ.

قثد؛ ج3، ص: 343

: القَثَدُ: الخیار و هو ضرب من القِثَّاءِ، واحدته قَثَدَةٌ، و قیل: هو نبت یشبه القِثَّاء. التهذیب: القَثَدُ خیار باذْرَنْق؛ و قال ابن درید: هو القِثَّاء المُدَوَّرُ؛ قال خَصِیب الهذلی: تُدْعَی خُثَیْمُ بنُ عَمْروٍ فی طوائِفِها، فی كلِّ وجْهِ رَعِیلٍ ثم یُقْتَثَدُ أَی یُقْطَع كما یُقْطَعُ القَثَدُ و هو الخیار، و یروی یَفْتَنِدُ أَی یفنی من الفَنَد و هو الهرم. و‌فی الحدیث: أَنه كان یأْكل القِثَّاءِ أَو القَثَدَ بالمُجاجِ؛ القَثَدُ، بفتحتین: نبت یشبه القِثَّاء، و المُجاجُ: العسل.

قثرد؛ ج3، ص: 343

: أَبو عمرو: القِثْرِدُ قماش البیت؛ و غیره یقول: القِثْرِدُ و القُثارِدُ و هو القرنشوش؛ قاله ابن الأَعرابی.

قحد؛ ج3، ص: 343

: القَحَدَةُ، بالتحریك: أَصل السنام، و الجمع قِحادٌ مثل ثَمَرةٍ و ثِمارٍ، و قیل: هی ما بین المَأْنَتَیْنِ من شحْمِ السَّنامِ، و قیل: هی السنام. و قَحَدَتِ الناقَةُ و أَقْحَدَتْ: صارت مِقْحاداً؛ و قال ابن سیدة: صارت لها قَحَدَة، و قیل: الإِقْحادُ أَن لا یزالَ لها قَحَدَةٌ و إِن هُزِلَتْ، و قیل: هو أَن تعظم قَحَدَتُها بعد الصغر و كل ذلك قریب بعضه من بعض. و ناقة مِقْحاد: ضَخْمة القَحَدَة؛ قال: المُطْعِم القومِ الخِفافِ الأَزْواد، مِن كلِّ كَوْماءَ شَطُوطٍ مِقْحاد الجوهری: بكرة قَحْدَةٌ و أَصله قَحِدَةٌ فسكنت؛ مثل عَشْرَة و عَشِرة. و قال الأَزهری فی تفسیر البیت: المِقْحادُ الناقة العظیمةُ السنام، و یقال للسنام القَحَدَة. و الشَّطُوطُ: العظیمة جَنَبَتَی السنام؛ و‌فی حدیث أَبی سفیان: فقمت إِلی بَكْرَةٍ قَحِدَةٍ أُرید أَن أُعَرْقِبها؛ القَحِدَةُ: العَظیمة السنام. و یقال: بكرة قَحِدَة، بكسر الحاء، ثم تسكن تخفیفاً كفَخِذ و فَخْذ. و ذكر ابن الأَعرابی: المَحْفِدُ أَصل السنام، بالفاء؛ و عن أَبی نصر مثله. ابن الأَعرابی: المَحْتِدُ و المَحْقِدُ و المَحْفِدُ و المَحْكِدُ كلُّه الأَصل، قال الأَزهری: و لیس فی كتاب أَبی تراب المحقد مع المحتد. شمر عن ابن الأَعرابی: و القَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الذی لا أَخ له و لا ولد. یقال: واحد قاحِدٌ و صاخِدٌ و هو الصُّنْبُورُ. قال الأَزهری: روی أَبو عمرو عن أَبی العباس هذا الحرف بالفاء فقال: واحد فاحد؛ قال: و الصواب ما رواه شمر عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: و واحدٌ قاحِدٌ إِتباع. و بنو قُحَادَة: بطن، منهم أُم یزیدَ بنِ القُحادِیَّةِ أَحد فرسان بنی یربوعٍ. و القَمَحْدُوَةُ، بزیادة المیم: ما خَلْفَ الرأْسِ، و الجمع قَماحِدُ.
(1). قوله [تقتد] هو بهذا الضبط لیاقوت و نسب للزمخشری ضم التاء الثانیة (2). قوله [و القترد ما ترك إلخ] ذكره المؤلف هنا تبعاً للجوهری قال فی القاموس و الكل تصحیف و الصواب بالثاء المثلثة كما صرح به أَبو عمرو و ابن الأَعرابی و غیرهما.
لسان العرب، ج‌3، ص: 344

قدد؛ ج3، ص: 344

: القَدُّ: القطع المستأْصِلُ و الشَّقُّ طولًا. و الانْقِدادُ: الانشقاق. و قال ابن درید: هو القطع المستطیل، قَدَّه یَقُدُّه قَدَّا. و القَدُّ: مصدر قَدَدْتُ السَّیْرَ و غیرَه أَقُدُّهُ قَدَّا. و القَدُّ: قطع الجلد و شَقُّ الثوب و نحو ذلك، و ضربَه بالسیف فقَدَّه بنصفین. و‌فی الحدیث: أَن علیّا، علیه السلام، كان إِذا اعْتَلی قَدَّ و إِذا اعترَض قطَّ، و‌فی روایة: كان إِذا تطاول قَدَّ و إذا تَقاصَر قَطَّ‌أَی قطع طولًا و قطع عَرْضاً. و اقْتَدَّه و قَدَّدَه، كذلك، و قد انقدَّ و تقَدَّدَ. و القِدُّ: الشی‌ء المَقْدُودُ بعینه. و القِدَّةُ: القطعة من الشی‌ء. و القِدَّةُ: الفِرْقَةُ و الطریقةُ من الناس مشتق من ذلك إِذا كان هوَی كلِّ واحِدٍ علی حِدة. و فی التنزیل: كُنّٰا طَرٰائِقَ قِدَداً. و تَقَدَّدَ القومُ: تَفَرَّقوا قِدداً و تقطعوا. قال الفراء یقول حكایة عن الجنّ: كنا فِرَقاً مختلفةً أَهواؤنا. و قال الزجاج فی قوله: وَ أَنّٰا مِنَّا الصّٰالِحُونَ وَ مِنّٰا دُونَ ذٰلِكَ كُنّٰا طَرٰائِقَ قِدَداً، قال: قِدَداً متفرقین أَی كنا جماعات متفرقین مسلمین و غیر مسلمین. قال: و قوله: و أَنّٰا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقٰاسِطُونَ، هذا تفسیر قولهم: كُنّٰا طَرٰائِقَ قِدَداً، و قال غیره: قِدَداً جمع قِدّة مثل قِطَعٍ و قِطْعَةٍ. و صار القوم قدداً: تفرَّقت حالاتهم و أَهواؤهم. و القدِیدُ: اللحم المُقَدَّدُ. و القدید: ما قُطِعَ من اللحم و شُرِّرَ، و قیل: هو ما قطع منه طوالًا. و‌فی حدیث عروة: كان یَتَزَوَّدُ قدِیدَ الظِّباءِ و هو مُحْرِم، القدید: اللحم المَمْلُوحُ المُجَفَّف فی الشمس، فَعِیل بمعنی مفعول. و القدِیدُ: الثوب الخَلَقُ أَیضاً. و التَّقْدِیدُ: فِعْلُ القَدِید. و القِدُّ: السیر الذی یُقَدُّ من الجلد. و القِدُّ، بالكسر: سَیْرٌ یُقَدُّ من جلد غیر مدبوغ، و قال یزید بن الصعق: فَرَغْتُمْ لِتَمْرِینِ السِّیاطِ، و كُنتُمُ یُصَبُّ علیكُمْ بالقَنا كلَّ مَرْبَعِ فأَجابه بعض بنی أَسد: أَ عِبْتُمْ علینا أَن نُمَرِّنَ قِدَّنا؟ و مَنْ لم یُمَرِّنْ قِدَّهُ یَتَقَطَّعِ و الجمع أَقُدٌّ. و القِدُّ: الجلد أَیضاً تُخْصَفُ به النِّعالُ. و القِدُّ: سُیور تُقَدُّ من جلد فَطِیرٍ غیرِ مدبوغ، فتشدّ بها الأَقتاب و المحامل، و القِدَّةُ أَخص منه. و‌فی الحدیث: لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم و موضع قِدِّه فی الجنة خیرٌ من الدنیا و ما فیها، القِدّ، بالكسر: السَّوط و هو فی الأَصل سیر یُقَدُّ من جلد غیر مدبوغ، أَی قدْرُ سَوْطِ أَحَدِكم و قدرُ الموضع الذی یَسَعُ سوطَه من الجنة خیر من الدنیا و ما فیها. و المِقَدَّةُ: الحدیدة التی یُقَدُّ بها. و قال بعضهم: یجوز أَن یكون القِدُّ النعْلَ سمیت قِدّاً لأَنها تُقَدُّ من الجلد، قال و روی ابن الأَعرابی: كَسِبْتِ الیَمانی قِدُّهُ لم یُجَرَّد بالجیم و قِدُّه بالقاف، و قال: القِدُّ النعل لم تجرّد من الشعر فتكون أَلیَن له، و من روی قَدّه لم یُحَرَّد، أَراد مِثالَه لم یُعَوَّجِ، و التحرید: أَن تجعل بعض السیر عریضاً و بعضه دقیقاً. و قَدَّ الكلامَ قَدًّا: قطعه و شقه. و‌فی حدیث سَمُرَةَ: نَهَی أَن یُقَدَّ السیر بین إِصْبَعَیْنِ‌أَی یُقْطَع و یُشَقَّ لئلا یَعْقِرَ الحدیدُ یده، و هو شبیه نهیه أَن یُتعاطَی السیفُ مسلولًا. و القَدُّ: القطع طولًا كالشق. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللَّه عنه، یوم السَّقیفَةِ: الأَمر بیننا و بینكم كَقَدِّ الأُبْلُمَة‌أَی
لسان العرب، ج‌3، ص: 345
كشق الخوصة نصفین. و اقَتَدَّ الأُمورَ: اشتقَّها و میزها و تدبرها، و كلاهما علی المثل. و قَدَّ المُسافِرُ المفازَةَ و قَدَّ الفَلاةَ و اللیلَ قَدًّا: خَرَقهما و قطعهما. و قَدَّتْه الطرِیقُ تَقُدُّه قدًّا: قطعَتْه. و المَقَدُّ، بالفتح: القاعُ و هو المكان المستوی. و المَقَدُّ: مَشْقُ القُبُلِ. و القَدُّ: القامةُ. و القَدُّ: قَدْرُ الشی‌ء و تقطیعه، و الجمع أَقُدٌّ و قُدُود، و‌فی حدیث جابر: أُتِیَ بالعباس یومَ بَدْرٍ أَسیراً و لم یكن علیه ثوب فنظر له النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قمیصاً فوجدوا قمیصَ عبدِ الله بن أُبَیٍّ یُقَدَّدُ علیه فكساه إِیاه‌أَی كان الثوبُ علی قَدْرِه و طولهِ. و غلام حسنُ القَدِّ أَی الاعتدال و الجسم. و شی‌ء حسَن القَدِّ أَی حسنُ التقطیع. یقال: قُدَّ فلانٌ قَدَّ السیف أَی جُعِلَ حسَنَ التقطیع، و قول النابغة: و لِرَهْطِ حَرَّابٍ و قَدٍّ سَوْرَةٌ فی المَجْدِ، لیس غُرابُها بِمُطارِ قال أَبو عبید: هما رجلان من أَسد. و القَدُّ: جلد السَّخْلَةِ، و قیل: السخلةُ الماعِزةُ، و قال ابن درید: هو المَسْكُ الصغیر فلم یعین السخلة، و الجمع القلیل أَقُدٌّ، و الكثیر قِدادٌ و أَقِدَّةٌ، الأَخیرة نادرة. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة أَرسَلَت إِلی رسولِ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، بِجَدْیَیْنِ مَرْضُوفَیْن و قَدٍّ، أَراد سِقاءً صغیراً متخذاً من جلد السخلة فیه لَبن، و هو بفتح القاف. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: كانوا یأْكلون القَدَّ، یرید جلد السخلةِ فی الجَدْب. و فی المثل: ما یجعل قدَّك إِلی أَدِیمِك أَی ما یجعل الشی‌ء الصغیر إِلی الكبیر، و معنی هذا المثل: أَی شی‌ء یحملك علی أَن تجعلَ أَمرَكَ الصغیر عظیماً، یضرب «3» للرجل یَتَعَدَّی طَوْرَه أَی ما یجعل مَسْكَ السخلة إِلی الأَدیم و هو الجلد الكامل، و قال ثعلب: القَدُّ هاهنا الجلد الصغیر أَی ما یجعل الكبیر مثل الصغیر. و‌فی حدیث أُحد: كان أَبو طلحة شدید القِدِّ، إِن روی بالكسر فیرید به وتر القوس، و إِن روی بالفتح فهو المَدُّ و النزع فی القوس. و ما له قَدٌّ و لا قِحْفٌ، القَدُّ الجِلدُ و القِحْفُ الكِسْرَةُ من القَدَح، و قیل: القَدُّ إِناء من جلود، و القِحْفُ إِناء من خشب. و القُدادُ: الحَبْنُ، و منه‌قول عمر، رضی اللَّه عنه، إِنا لَنَعْرِفُ الصِّلاءَ بالصِّناب و الفَلائقَ و الأَفْلاذَ و الشِّهادَ بالقُدادِ، و القُدادُ: وجع فی البطن، و قَدْ قُدَّ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: قال لمعاویة فی جواب: رُبَّ آكلِ عَبِیطٍ سَیُقَدُّ علیه و شارِبِ صَفْوٍ سَیَغَصُّ به، هو من القُدادِ و هو داء فی البطن، و یدعو الرجل علی صاحبه فیقول: حَبَناً قُداداً. و الحَبَنُ: مصدر الأَحْبَنِ و هو الذی به السِّقْیُ. و‌فی الحدیث: فجعله اللَّه حَبَناً و قُداداً، و الحَبَنُ: الاستسقاء. ابن شمیل: ناقة مُتَقَدِّدَةٌ إِذا كانت بین السِّمَن و الهُزال، و هی التی كانت سمینة فخفت، أَو كانت مهزولة فابتدأَت فی السمن، یقال: كانت مهزولة فتَقَدَّدَتْ أَی هُزِلَتْ بعضَ الهزال. و‌روی عن الأَوزاعی فی الحدیث أَنه قال: لا یُقْسَمُ من الغنیمةِ للعبدِ و لا للأَجیرِ و لا للقَدِیدِیِّینَ، فالقَدِیدِیون هم تُبَّاعُ العسكرِ و الصُّناعُ كالحدَّادِ و البَیْطارِ، معروف فی كلام أَهل الشام، صانه اللَّه تعالی، قال ابن الأَثیر: هكذا یُرْوَی بالقاف و كسر الدال، و قیل: هو بضم القاف و فتح الدال، كأَنهم لخستهم یَكْتَسُونَ القَدِیدَ و هو مِسحٌ صغیر، و قیل: هو من التَّقَدُّدِ و التفرُّقِ لأَنهم یَتَفَرَّقون فی البلاد للحاجة
(3). قوله" یضرب إلخ" فی مجمع الأمثال للمیدانی یضرب فی أخطاء القیاس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 346
و تَمزُّقِ ثیابهم و تصغیرُهُم تحقیرٌ لشأْنهم. و یُشتَمُ الرجل فیقال له: یا قَدِیدِیُّ و یا قُدَیْدِیُّ. و المَقَدُّ: المكانُ المستوِی. و القُدَیْدُ: مُسَیْحٌ صَغِیرٌ. و القُدَیْدُ: رجل. و المِقْدَادُ: اسم رجل من الصحابة، و أَما قول جریر: إِنَّ الفَرَزْدَقَ، یا مِقْدادُ، زائِرُكُم، یا وَیْلَ قَدٍّ علی مَنْ تُغْلَقُ الدارُ! أَراد بقوله یا وَیْلَ قَدٍّ: یا وَیل مِقْدادٍ فاقتصر علی بعض حروفه كما قال الحُطَیْئَةُ" … من صُنْع سلَّامِ" و إِنما أَراد سلیمان، و قال أَبو سعید فی قول الأَعشی: إِلا كخارِجَةَ المُكَلِّفِ نفسَه أَراد: كخیرجان ملك فارس، فسماه خارجة. و القُدَیْدُ: اسم ماء بعینه. و فی الصحاح: و قُدَیْدٌ ماءٌ بالحجاز، و هو مصغر و ورد ذكره فی الحدیث. قال ابن الأَثیر: هو موضع بین مكة و المدینة. ابن سیدة: و قُدَیدٌ موضع و بعضهم لا یصرفه یجعله اسماً للبقعة، و منه قول عیسی بن جهمة اللیثی و ذُكِرَ قَیسُ بن ذُرَیْح فقال: كان رجلًا منا و كان ظریفاً شاعراً، و كان یكون بمكة و ذویها من قُدَیْد و سَرف و حول مكة فی بوادیها كلها. و قُدَیْدٌ: فرس عَبْس بنِ جدّان. و قُدْقُداء: موضع، عن الفارسی، قال: علی مَنْهَلٍ من قُدْقُداءَ و مَوْرِدٍ و قد تُفتح. و ذهبت الخیل بِقِدَّان، قال ابن سیدة: حكاه یعقوب و لم یفسره. و القَیْدُودُ: الناقة الطویلةُ الظهر، یقال: اشتقاقه من القَوْدِ مثل الكَیْنُونَةِ من الكَوْنِ، كأَنها فی میزان فَیْعُولٍ و هی فی اللفظ فَعْلُولٌ، و إِحدی الدالین من القیدود زائدة، قال و قال بعض أَصحاب التصریف: إِنما أَراد تثقیل فیعول بمنزلة حَیدٍ و حَیْدُوْدٍ، و قال آخرون: بل ترك علی لفظ كُوْنُونة فلما قبح دخول الواوین و الضماتِ حولّوا الواو الأُولی یاء لیشبهوها بفَیْعُولٍ، و لأَنه لیس فی كلام العرب بناء علی فُوعُولٍ حتی إِنهم قالوا فی إِعراب نَوْرُوز نَیْرُوزاً فراراً من الواو، و ذكر الأَزهری فی هذه الترجمة عن أَبی عمرو: المَقْدِیُّ، بتخفیف الدال، ضَرْب من الشراب، و سنذكره فی موضعه كما ذكره هو و غیره. قال شمر: و سمعت رَجاء بن سلَمَة یقول: المَقَدِّیُّ طِلاءٌ مُنَصَّفٌ یُشَبَّه بما قُدّ بنصفین. و ورد فی الحدیث فی ذكر الأَشربة: المَقَدِّیُّ هو طلاء منصف طُبِخَ حتی ذهب نصفُه تشبیهاً بشی‌ء قُدَّ بنصفین، و قَدْ تخفف داله. و قد، مخفف: كلمة معناها التوقع. قال الجوهری: قد حرف لا یدخل إِلَّا علی الأَفعال، قال الخلیل: هی جواب لقوم ینتظرون الخبر أَو لقوم ینتظرون شیئاً، تقول: قد مات فلان، و لو أَخبره و هو لا ینتظره لم یقل قد مات و لكن یقول مات فلان، و قیل: هی جواب قولك لَمَّا یَفْعَلْ فیقول قد فعَل، قال النابغة: أَفِدَ التَّرَحُّلُ، غیر أَنَّ رِكابَنا لَمَّا تَزُلْ بِرِحالِنا، و كأَنْ قَدِ أَی و كأَن قد زالت فحذف الجملة. التهذیب: و قد حرف یوجَبُ به الشی‌ءُ كقولك قد كان كذا و كذا، و الخبر أَن تقول كان كذا و كذا فَأُدْخِلَ قد توكیداً لتصدیق ذلك، قال: و تكون قد فی موضع تشبه ربما و عندها تمیل قد إِلی الشك، و ذلك إذا كانت مع الیاء و التاء و النون و الأَلف فی الفعل كقولك، قد یكون الذی تقول. و قال النحویون: الفعل الماضی لا یكون حالًا إِلا بقد مظهراً أَو مضمراً، و ذلك مثل قوله تعالی: أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ، لا
لسان العرب، ج‌3، ص: 347
تكون حصرت حالًا إِلا بإِضمار قد. و قال الفراء فی قوله تعالی: كَیْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَ كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً، المعنی و قد كنتم أَمواتاً و لو لا إِضمار قد لم یجز مثله فی الكلام، أَ لا تری أَن قوله عز و جل فی سورة یوسف: إِنْ كٰانَ قَمِیصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ، المعنی فقد كذبت. قال الأَزهری: و أَما الحال فی المضارع فهو سائغ دون قد ظاهراً أَو مضمراً، قال ابن سیدة: فأَما قوله: إِذا قِیلَ: مَهْلًا، قال حاجِزُهُ: قَدِ فیكون جواباً كما قدمناه فی بیت النابغة و كأَنْ قَدِ، و المعنی أَی قد قطع، و یجوز أَن یكون معناه قَدْك أَی حَسْبُك لأَنه قد فَرَغَ مما أُرید منه فلا معنی لرَدْعِكَ و زَجْرِك، و تكون قد مع الأَفعال الآتیة بمنزلة ربما، قال الهذلی: قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنّ أَثوابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصادِ قال ابن بری: البیت لعبید بن الأَبرص. و تكون قَدْ مثل قَطْ بمنزلة حسب، یقولون: ما لك عندی إِلا هذا فَقَدْ أَی فَقَطْ، حكاه یعقوب و زعم أَنه بدل فتقول قدی و قدنی، و أَنشد: إِلی حَمامَتِنا و نِصْفُه فَقَدِ و القول فی قَدْنی كالقول فی قَطْنی، قال حمید الأَرقط: قَدْنیَ من نَصْرِ الخُبَیْبَینِ قَدِی. قال الجوهری: و أَما قولهم قَدْكَ بمعنی حَسْبُكَ فهو اسم، تقول قَدِی و قَدْنی أَیضاً، بالنون علی غیر قیاس لأَن هذه النون إِنما تُزادُ فی الأَفعال وِقایةً لها، مثل ضَرَبنی و شَتَمَنی، قال ابن بری: وهَمَ الجوهری فی قوله إِن النون فی قوله قَدْنی زیدت علی غیر قیاس و جعَل نون الوقایَةِ مخصوصة بالفعل لا غیر، و لیس كذلك و إِنما تزاد وِقایَةً لحركة أَو سكون فی فعل أَو حرف كقولك فی مِنْ و عَنْ إِذا أَضفتهما إِلی نفسك مِنِّی و عَنِّی فزدت نون الوقایة لتبقی نون من و عن علی سكونها، و كذلك فی قد و قط تقول قدنی و قطنی فتزید نون الوقایة لتبقی الدال و الطاء علی سكونهما، قال: و كذلك زادوها فی لیت فقالوا لیتنی لتبقی حركة التاء علی حالها، و كذلك قالوا فی ضرب ضربنی لتبقی حركة الباء علی فتحتها، و كذلك قالوا فی اضرب اضربنی أَیضاً أَدخلوا نون الوقایة علیه لتبقی الباء علی سكونها، و أَراد حمید بالخُبَیْبَینِ عبدَ الله بن الزبیر و أَخاه مصعباً، قال ابن بری: و الشاهد فی البیت أَنه یقال قَدْنی و قَدِی بمعنی، و أَما الأَصل قدی بغیر نون، و قدنی بالنون شاذٌّ أُلحقت النون فیه لضرورة الوزن، قال: فالأَمر فیه بعكس ما قال و أَن قدنی هو الأَصل و قدی حذفت النون منه للضرورة. و‌فی صفة جهنم، نعوذ باللَّه منها، فیقال: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ ف تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِیدٍ؟ حتی إِذا أُوعِبُوا فیها قالت قَدْ قَدْ‌أَی حَسْبی حَسْبی، و یروی بالطاء بدل الدال و هو بمعناه. و منه‌حدیث التلبیة: فیقول قَدْ قَدْ‌بمعنی حَسْبُ، و تكرارها لتأْكید الأَمر، و یقول المتكلم: قدی أَی حسبی، و المخاطِب: قَدْكَ أَی حسبك. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَنه قال لأَبی بكر، رضی اللَّه عنه: قَدْكَ یا أَبا بكر.قال: و تكون قد بمنزلة ما فیُنفی بها، سُمِعَ بعض الفصحاء یقول: قد كنتَ فی خَیْرٍ فَتَعْرِفَه و إِن جعلت قَدْ اسماً شددته فتقول: كتبت قَدّاً حَسَنَةً و كذلك كی و هو و لو لأَن هذه الحروف لا دلیل علی ما نقص منها، فیجب أَن یزاد فی أَواخرها ما هو من جنسها و یُدْغَمَ، إِلا فی الأَلف فإِنك
لسان العرب، ج‌3، ص: 348
تهمزها و لو سمیت رجلًا بلا أَو ما ثم زدت فی آخره أَلفاً همزت لأَنك تحرك الثانیة و الأَلف إِذا تحركت صارت همزة. قال ابن بری: قال الجوهری: لو سمیت بقد رجلًا لقلت: هذا قَدٌّ، بالتشدید، قال: هذا غلط منه إِنما یكون التضعیف فی المعتل كقولك فی هو اسمَ رجل: هذا هوّ، و فی لو: هذا لوّ، و فی فی: هذا فیّ، و أَما الصحیح فلا یُضَعَّفُ فتقول فی قد: هذا قَدٌ و رأَیت قَداً و مررت بِقَدٍ، كما تقول: هذه یَدٌ و رأَیت یَداً و مررت بِیَدٍ.

قرد؛ ج3، ص: 348

: القَرَدُ، بالتحریك: ما تَمَعَّطَ من الوَبَرِ و الصوفِ و تَلَبَّدَ، و قیل: هو نُفایَةُ الصوف خاصَّةً ثم استعمل فیما سواه من الوبر و الشعر و الكَتَّان، قال الفرزدق: أُسَیِّدُ ذو خُرَیِّطَةٍ نَهاراً، من المُتَلَقِّطِی قَرَدَ القُمامِ یعنی بالأُسَیِّدِ هنا سُوَیْداءَ، و قال من المُتَلَقِّطی قَرَدَ القُمامِ لِیثْبِتَ أَنها امرأَة لأَنه لا یَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمامِ إِلا النساء، و هذا البیتُ مُضَمَّنٌ لأَن قوله أُسَیِّدٌ فاعل بما قبله، أَ لا تری أَن قبله: سَیَأْتِیهِمْ بِوَحْیِ القَوْلِ عَنِّی، و یُدْخِلُ رأْسَهُ تحتَ القِرامِ أُسَیِّدُ … قال ابن سیدة: و ذلك أَنه لو قال أُسَیِّدُ ذو خُرَیِّطَةٍ نهاراً و لم یتبعه ما بعده لظن رجلًا فكان ذلك عاراً بالفرزدق و بالنساء، أَعنی أَن یُدْخِلَ رأْسَه تحتَ القِرامِ أَسودُ فانتفی من هذا و بَرّأَ النساء منه بأَن قال من المُتَلَقِّطِی قَرَدَ القُمامِ، واحدته قَرَدَة. و فی المثل: عَكَرَتْ علی الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فلم تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً؛ و أَصله أَن تترك المرأَة الغزل و هی تجد ما تَغْزِلُ من قطن أَو كتان أَو غیرهما حتی إِذا فاتها تتبعت القَرَدَ فی القُماماتِ مُلْتَقِطَةً، و عَكَرَتْ أَی عَطَفَتْ. و قَرِدَ الشعرُ و الصوف، بالكسر، یَقْرَدُ قَرَداً فهو قَرِدٌ، و تَقَرَّدَ: تَجَعَّدَ و انعَقَدَتْ أَطرافُه. و تَقَرَّدَ الشعرُ: تَجَمَّعَ. و قَرِدَ الأَدِیمُ: حَلِمَ. و القَرِدُ من السحاب: الذی تراه فی وجهِهِ شِبْهُ انعقادٍ فی الوهمِ یُشَبَّه بالشَّعَرِ القَرِدِ الذی انعَقَدَتْ أَطرافه. ابن سیدة: و القَرِدُ من السحاب المتَعَقِّدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه علی بعض شبه بالوبَرِ القَرِدِ. قال أَبو حنیفة: إِذا رأَیتَ السحابَ مُلتَبِداً و لم یَملاسَّ فهو القَرِدُ و المُتَقَرِّدُ. و سحابٌ قَرِدٌ: و هو المتقطع فی أَقطار السماء یركب بعضه بعضاً. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: ذُرِّی الدَّقیقَ و أَنا أُحَرِّكُ لكِ لئلا یَتَقَرَّد‌أَی لئلا یَرْكَبَ بَعضُهُ بعضاً؛ و‌فیه: أَنه صلی إِلی بعِیرٍ من المَغْنَمِ فلما انفتل تناول قَرَدَةً من وبرِ البعیر‌أَی قِطْعَةً مما یُنْسَلُ منه. و المُتَقَرِّدُ: هَناتٌ صغارٌ تكون دون السحاب لم تلتئم بعد. و فرس قَرِدُ الخَصِیلِ إِذا لم یكن مُسْتَرْخِیاً، و أَنشد: قَرِد الخَصِیلِ و فی العِظامِ بَقِیَّةٌ و القُرادُ: معروف واحد القِرْدانِ. و القُرادُ: دُوَیبَّةٌ تَعَضُّ الإِبل؛ قال: لقدْ تَعَلَّلْتُ علی أَیانِقِ صُهْبٍ، قَلِیلاتِ القُرادِ اللَّازِقِ عنی بالقُراد هاهنا الجنس فلذلك أَفرد نعتها و ذكَّرَه. و معنی قَلِیلات: أَنَّ جُلودَها مُلْسٌ لا یَثْبُتُ علیها قُرادٌ إِلا زَلِقَ لأَنها سِمانٌ ممتلئة، و الجمع أَقْردَة و قِرْدانٌ كثیرة؛ و قول جریر:
لسان العرب، ج‌3، ص: 349
و أَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرَزْدَقِ ناخِساً، و قُرْدُ اسْتِها بَعْدَ المنامِ یُثِیرُها قُرْد فیه: مخفف من قُرُدٍ؛ جَمَعَ قُراداً جَمْعَ مِثالٍ و قَذالٍ لاستواء بنائه مع بنائهما. و بعیرٌ قَرِدٌ: كثیر القِرْدانِ؛ فأَما قول مبشر بن هذیل بن زافر «4» الفزاری: أَرسَلْتُ فیها قَرِداً لُكالِكَا قال ابن سیدة: عندی أَن القَرِدَ هاهنا الكثیرُ القِرْدانِ. قال: و أَما ثعلب فقال: هو المتجمع الشعر، و القولان متقاربان لأَنه إِذا تجمع وبره كثرت فیه القِرْدانُ. و قَرَّده: انتزع قِرْدانَه و هذا فیه معنی السلب، و تقول منه: قَرِّدْ بعیركَ أَی انْزِعْ منه القِرْدان. و قَرَّده: ذلَّله و هو من ذلك لأَنه إِذا قُرِّدَ سكَنَ لذلك و ذَلَّ، و التقریدُ: الخِداعُ مشتق من ذلك لأَن الرجل إِذا أَراد أَن یأْخذ البعیر الصعب قَرَّده أَولًا كأَنه یَنْزعُ قِرْدانه؛ قال الحصین بن القعقاع: هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فِیهِمُ، و هم یَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن یُقَرَّدَا قال ابن الأَعرابی: یقول لا یَسْتَنْبِذُ إِلیهم «5» أَحد؛ و قال الحطیئة: لَعَمْرُكَ ما قُرادُ بَنی كُلَیْبٍ، إِذا نُزِعَ القُرادُ، بِمُسْتَطاع و نسبه الأَزهری للأَخطل. و القَرُودُ من الإِبل: الذی لا یَنْفِرُ عند التَّقْرِید. و قُرادا الثَّدْیَیْنِ: حَلَمتاهما؛ قال عدی بن الرقاع یمدح عمر بن هبیرة و قیل هو لِمِلْحَةَ الجَرْمی: كأَنَّ قُرادَیْ زَوْرِه طَبَعَتْهُما، بِطِینٍ منَ الجَوْلانِ، كُتَّابُ أَعْجَمِ إِذا شِئتَ أَن تَلْقی فَتی الباسِ و النَّدی، و ذا الحَسَبِ الزاكی التَّلِیدِ المُقَدَّمِ فَكُنْ عُمَراً تَأْتی، و لا تَعْدوَنَّه إِلی غیرِه، و اسْتَخْبرِ الناسَ و افْهَمِ و أُم القِرْدانِ: الموضع بلین الثُّنَّة و الحافر و أَنشد بیت مِلْحَةَ الجرمی أَیضاً و قال: عنی به حَلَمَتی الثَّدْیِ. و یقال للرجل: إِنه لحسن قُرادَیِ الصدرِ، و أَنشد الأَزهری هذا البیت و نسبه لابن میادة یمدح بعض الخلفاء و قال فی آخره: كتاب أَعجما؛ قال أَبو الهیثم: القرادان من الرجل أَسفل الثُّنْدُوَة. یقال: إِنهما منه لطیفان كأَنهما فی صدره أَثر طین خاتم ختمه بعض كتَّاب العجم، و خصهم لأَنهم كانوا أَهل دَواوِینَ و كتابة. و أُمُّ القِرْدانِ فی فِرْسِن البعیر: بین السُّلامیَاتِ؛ و قیل فی تفسیر قُرادِ الزَّوْرِ الحَلَمةُ و ما حولها من الجلد المخالف للون الحَلَمة. و قُرادا الفرس: حلمتان عن جانِبَیْ إِحْلِیلِه. و یقال: فلان یُقَرِّدُ فلاناً إِذا خادعه متلطفاً؛ و أَصله الرجل یجی‌ء إِلی الإِبل لیلًا لیركب منها بعیراً فیخاف أَن یرغو فَیَنْزِعُ منه القُراد حتی یستأْنس إِلیه ثم یَخْطِمُه، و إِنما قیل لمن یَذِلُّ قد أُقْرِدَ لأَنه شبه بالبعیر یُقَرَّدُ أَی ینزع منه القراد فَیَقْرَدُ لخاطمه و لا یستصعب علیه. و‌فی حدیث ابن عباس: لم یر بِتَقْریدِ المحرمِ البعیرَ بَأْساً؛ التقریدُ نزع القِرْدانِ من البعیر، و هو الطَّبُّوعُ الذی یَلْصَقُ بجسمه. و‌فی حدیثه الآخر: قال لعكرمة، و هو محرم: قم فَقَرِّدْ هذا البعیر، فقال: إِنی محرم، فقال: قم فانحره فنحره، فقال: كم نراك الآن قتلت من قُرادٍ و حَمْنانة؟ابن
(4). قوله [زافر] كذا فی الأَصل بدون هاء تأنیث. (5). قوله [لا یستنبذ إلیهم] كذا بالأصل بدون ضبط و لعل الأظهر لا یستذلهم
لسان العرب، ج‌3، ص: 350
الأَعرابی: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذَلًّا و أَخْرَدَ إِذا سكت حیاء. و‌فی الحدیث: إِیَّاكُمْ و الإِقْرادَ، قالوا: یا رسول الله، و ما الإِقرادُ؟ قال: الرجل یكون منكم أَمیراً أَو عاملًا فیأْتیه المِسْكینُ و الأَرملة فیقول لهم: مكانَكم، و یأْتیه «1» الشریفُ و الغنی فیدنیه و یقول: عجلوا قضاء حاجتِه، و یُتْرَكُ الآخَرون مُقْرِدین.یقال: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذلًّا، و أَصله أَن یقع الغُرابُ علی البعیر فَیَلْتَقِطَ القِرْدانَ فَیَقِرَّ و یسكن لما یجده من الراحة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان لنا وحْشٌ فإِذا خرج رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَسْعَرَنا قَفْزاً فإِذا حَضَرَ مَجِیئُه أَقرَدَ‌أَی سكَنَ و ذَلَّ. و أَقْرَدَ الرجلُ و قَرِدَ: ذَلَّ و خَضَع، و قیل: سكت عن عِیٍّ. و أَقرَدَ أَی سَكَنَ و تَماوَت؛ و أَنشد الأَحمر: تقولُ إِذا اقْلَوْلی علیها و أَقْرَدَتْ أَلا هَلْ أَخُو عَیْشٍ لَذِیذٍ بِدائِم؟ قال ابن بری: البیت للفرزدق یذكر امرأَة إِذا علاها الفحل أَقرَدَتْ و سكنت و طلبت منه أَن یكون فعله دائماً متصلًا. و القَرَدُ: لَجْلَجَة فی اللسان؛ عن الهَجَریّ، و حكی: نِعْمَ الخَبَرُ خبَرُكَ لو لا قَرَدٌ فی لسانك، و هو من هذا لأَن المُتَلَجْلِجَ لسانُه یسكت عن بعض ما یُریدُ الكلامَ به. أَبو سعید: القِرْدیدَةُ صُلْبُ الكلام. و حكی عن أَعرابی أَنه قال: اسْتَوْقَحَ الكلامُ فلم یَسْهُلْ فأَخذت قِردیدةً منه فركِبْتُه و لم أَزُغْ عنه یمیناً و لا شمالًا. و قرِدَت أَسنانُه قَرَداً: صَغُرَتْ و لحِقَتْ بالدُّرْدُر. و قَرِدَ العِلْكُ قَرَداً: فَسَد طعمُه. و القِرْد: معروف. و الجمع أَقرادٌ و أَقْرُد و قُرودٌ و قِرَدَةٌ كثیرة. قال ابن جنی فی قوله عز و جل: كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِینَ*: ینبغی أَن یكون خٰاسِئِینَ* خبراً آخر ل كُونُوا* و الأَوَّلُ قِرَدَةً*، فهو كقولك هذا حُلْو حامض، و إِن جعلته وصفاً لقِرَدَة صَغُرَ معناه، أَ لا تری أَن القِرْد لذُّلِّه و صَغارِه خاسئ أَبداً، فیكون إِذاً صفة غیر مُفیدَة، و إِذا جعلت خاسئین خبراً ثانیاً حسن و أَفاد حتی كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئین، أَ لا تری أَن لأَحد الاسمین من الاختصاص بالخبریة ما لصاحبه و لیست كذلك الصفة بعد الموصوف، إِنما اختصاص العامل بالموصوف ثم الصفةُ بعد تابعة له. قال: و لست أَعنی بقولی كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئین أَن العامل فی خٰاسِئِینَ* عامل ثان غیر الأَوّل، معاذ الله أَن أُرید ذلك إِنما هذا شی‌ء یُقَدَّر مع البدل، فأَما فی الخبرین فإِن العامل فیهما جمیعاً واحد. و لو كان هناك عامل لما كانا خبرین لمخبر عنه واحد. و لو كان هناك عامل لما كانا خبرین لمخبر عنه واحد، و إِنما مفاد الخبر من مجموعهما؛ قال: و لهذا كان عند أَبی علی أَن العائد علی المبتدإِ من مجموعهما و إِنما أُرید أَنك متی شئت باشرت كونوا أَیَّ الاسمین آثَرْتَ و لیس كذلك الصفة، و یُؤْنِسُ لذلك أَنه لو كانت خاسئین صفة لقردة لكان الأَخلقُ أَن یكون قردة خاسئة، فأَنْ لم یُقْرأْ بذلك البتةَ دلالةٌ علی أَنه لیس بوصف و إِن كان قد یجوز أَن یكون خٰاسِئِینَ* صفة ل قِرَدَةً* علی المعنی، إِذ كان المعنی إِنما هی هم فی المعنی إِلا أَن هذا إِنما هو جائز، و لیس بالوجه بل الوجه أَن یكون وصفاً لو كان علی اللفظ فكیف و قد سبق ضعف الصفة هنا؟ و الأُنثی قِرْدَة و الجمع قِرَدٌ مثل قِرْبَةٍ و قِرَبٍ. و القَرَّادُ: سائِسُ القُرُودِ. و فی المثل: إِنه لأَزْنی من قِرْدٍ؛ قال أَبو عبید: هو رجل من هذیل یقال له
(1). قوله [مكانكم و یأتیه] كذا بالأَصل و فی النهایة مكانكم حتی أنظر فی حوائجكم، و یأتیه …
لسان العرب، ج‌3، ص: 351
قِرْدُ بن معاویة. و قَرَدَ لعیاله قَرْداً: جَمَعَ و كسَبَ. و قَرَدْتُ السَّمْنَ، بالفتح، فی السِّقاءِ أَقْرِدُه قَرْداً: جمعته. و قَرَدَ فی السقاءِ قَرْداً: جَمَعَ السمْنَ فیه أَو اللَّبن كَقَلَدَ؛ و قال شمر: لا أَعرفه و لم أَسمعه إِلا لأَبی عبید. و سمع ابن الأَعرابی: قَلَدْتُ فی السقاء و قَرَیْتُ فیه؛ و القَلْدُ: جَمْعُك الشی‌ء علی الشی‌ء من لبَن و غیره. و یقال: جاء بالحدیث علی قَرْدَدِه و علی قَنَنِهِ و علی سَمْتِهِ إِذا جاء به علی وجهه. و التِّقْرِدُ الكَرَوْیا، و قیل: هی جمع الأَبزار، واحدتها تِقْرِدَة. و القَرْدَدُ من الأَرض: قُرْنَةٌ إِلی جنب وَهْدة؛ و أَنشد: متی ما تَزُرْنا، آخِرَ الدَّهْرِ، تَلْقَنا بِقَرْقَرَةٍ مَلْساءَ لَیْسَتْ بِقَرْدَدِ الأَصمعی: القَرْدَدُ نحو القُفِّ. ابن شمیل القُرْدودة ما أَشرَف منها و غلُظَ و قلما تكون القرادیدُ إِلا فی بسطة من الأَرض و فیما اتسع منها، فتَری لها متناً مشرفاً علیها غلیظاً لا یُنْبِتُ إِلا قلیلًا؛ قال: و یكون ظهرها سعته دعوة «1» و بُعْدُها فی الأَرض عُقْبَتَیْن و أَكثر و أَقل، و كل شی‌ء منها حدَبٌ ظهرُها و أَسنادها. و قال شمر: القُرْدُودة طریقة منقادة كقُرْدُودةِ الظهر. و القَرْدَدُ: ما ارتفع من الأَرض، و قیل: و غلُظَ، قال سیبویه داله مُلْحِقة له بجعفر و لیس كَمَعدّ لأَن ذلك مبنی علی فَعَلّ من أَول وهلة، و لو كان قَرْدَدٌ كَمَعدّ لم یظهر فیه المثلان لأَن ما أَصله الإِدغام لا یُخَرَّجُ علی الأَصل إِلَّا فی ضرورة شعر، قال: و جمع القَرْدَدِ قرادِدُ ظهرت فی الجمع كظهورها فی الواحد. قال: و قد قالوا: قَرادیدُ فأَدخلوا الیاء كراهیة التضعیف. و القُرْدُودُ: ما ارتفع من الأَرض و غلظ مثل القَرْدَدِ؛ قال ابن سیدة: فعلی هذا لا معنی لقول سیبویه إِن القَرادیدَ جمع قَرْدَد. قال الجوهری: القَرْدَد المكان الغلیظ المرتفع و إِنما أُظْهِرَ التضعیف لأَنه مُلْحَق بِفَعْلَل و المُلْحَق لا یُدْغم، و الجمع قَرادِدُ. قال: و قد قالوا قرادید كراهیة الدالین. و‌فی الحدیث: لَجَؤوا إِلی قَرْدَدٍ؛ و هو الموضع المرتفع من الأَرض كأَنهم تحصنوا به. و یقال للأَرض المستویة أَیضاً: قَرْدد؛ و منه‌حدیث قس الجارود «2». قطَعْتُ قَرْدَداً.و قُرْدُودَةُ الثَّبَجِ: ما أَشرَفَ منه. و قُرْدُودَةُ الظهر: ما ارتَفَعَ من ثبَجِه. الأَصمعی: السِّیساءُ قُرْدودَةُ الظَّهْرِ. أَبو عمرو: السِّیساءُ من الفرَسِ الحارِكُ و من الحمارِ الظَّهْرُ. أَبو زید: القِرْدیدَةُ الخط الذی وسَطَ الظهر، و قال أَبو مالك: القُرْدودَةُ هی الفقارة نفسها. و قال: تمضی قُرْدُودَةُ الشتاءِ عَنَّا، و هی جَدْبَتُه و شِدَّتُه. و قُرْدودَةُ الظَّهْرِ: أَعلاهُ من كل دابة. و أَخذه بِقَرْدَةِ عُنُقِه؛ عن ابن الأَعرابی، كقولك بِصُوفِه، قال: و هی فارسیة؛ ابن بری: قال الراجز: یَرْكَبْنَ ثِنْیَ لاحِبٍ مَدْعُوقِ، نابی القَرادِیدِ مِنَ البُؤوقِ القَرادیدُ: جمع قُرْدُودَةٍ، و هی الموضع الناتئُ فی وسطه. التهذیب: القَرْدُ لغة فی الكَرْدِ، و هو العنق، و هو
(1). قوله [سعته دعوة] كذا بالأصل و لعله غلوة. (2). قوله [قس الجارود] كذا بالأَصل و فی شرح القاموس قیس بن الجارود، بیاء بعد القاف مع لفظ ابن و فی نسخة من النهایة قس و الجارود
لسان العرب، ج‌3، ص: 352
مَجْثَمُ الهامةِ علی سالفةِ العُنُق؛ و أَنشد: فَجَلَّلَه عَضْبَ الضَّریبةِ صارِماً، فَطَبَّقَ ما بَیْنَ الضَّریبةِ و القَرْدِ التهذیب: و أَنشد شمر فی القَرْدِ القصِیر: أَو هِقْلَةِ من نَعامِ الجوِّ عارَضَها قَرْدُ العِفاءِ، و فی یافُوخِه صَقَعُ قال: الصقَعُ القَرَعُ. و العِفاءُ: الرِّیشُ. و القَرْدُ: القصیرُ. و بنو قَرَدٍ: قوم من هذیل منهم أَبو ذؤیب. و ذُو قَرَدٍ: موضع؛ و فی الحدیث ذكر ذی قَرَد؛ هو بفتح القاف و الراء: ماء علی لیلتین من المدینة بینها و بین خیبر؛ و منه غَزْوَةُ ذی قَرَدٍ و یقال ذو القَرَد.

قرصد؛ ج3، ص: 352

: التهذیب: ذكر بعض من لا یوثق بعلمه القَرْصَدُ القِصْرِیُّ، و هو بالفارسیة كَفَهْ؛ قال: و لا أَدری ما صحته.

قرمد؛ ج3، ص: 352

: القَرْمَد: كل ما طلی به؛ زاد الأَزهری: للزینة كالجَصِّ [كالجِصِّ و الزعفرانِ. و ثوب مُقَرْمَدٌ بالزعفرانِ و الطیب أَی مَطْلِیٌّ؛ قال النابغة یصف هَناً: رابی المَجَسَّةِ بالعَبِیر مُقَرْمَد و ذكر البُشتی أَن عبد الملك بن مروان قال لشیخ من غَطَفان: صف لی النساء، فقال: خُذْها مَلِیسَةَ القَدَمَیْنِ مُقَرْمَدَةَ الرُّفْغَیْنِ؛ قال البشتی: المُقَرْمَدَة المجتمع قَصَبها؛ قال أَبو منصور: و هذا باطل معنی المقرمدة الرفغین الضَّیِّقَتُهما و ذلك لالتِفافِ فَخِذَیْها و اكْتِنازِ بادَّیْها؛ و قیل فی قول النابغة: رابی المَجَسَّةِ بالعَبِیر مُقَرْمَدِ إِنه الضیِّقُ؛ و قیل: المطلیُّ كما یطلی الحوض بالقرمد. و رُفْغا المرأَة: أُصول فَخِذَیْها. و القَرْمَدُ: الآجُرُّ، و قیل: القَرْمَدُ و القِرْمِیدُ حجارة لها خُروقٌ یوقد علیها حتی إِذا نَضِجَتْ بُنِیَ بها؛ قال ابن درید: هو رومی تكلمت به العرب قدیماً. و قد قُرمِدَ البِناءُ. قال العدبس الكنانی: القَرْمَدُ حجارة لها نَخاریبُ، و هی خروق یوقد علیها حتی إِذا نَضِجت قُرْمِدَتْ بها الحِیاض و البِرَك أَی طلیت، و أَنشد بیت النابغة [بالعبیر مقرمد] قال: و قال بعضهم المُقَرْمَدُ المطلی بالزعفران، و قیل: المُقَرْمَدُ المُضَیَّق، و قیل: المقرمد المُشَرَّف. و حوض مُقَرْمَد إِذا كان ضیقاً، و أَنشد بیت النابغة أَیضاً و قال: أَی ضُیِّقَ بالمِسْك. و بناء مُقَرْمَدٌ: مبنی بالآجُرِّ أَو الحجارة؛ و قال الأَصمعی فی قوله: یَنْفی القَرامیدَ عنها الأَعْصَمُ الوَعِلُ قال: القرامید فی كلام أَهل الشام آجُرُّ الحمامات، و قیل: هی بالرومیة قِرْمِیدی. ابن الأَعرابی: یقال لِطَوابیقِ الدارِ القَرامِیدُ، واحدها قِرْمِیدٌ. و القَرْمَدُ: الصخُورُ؛ ابن السكیت فی قول الطرماح: حَرَجاً كَمِجْدَلِ هاجِرِیٍّ، لَزَّه تَذْوابُ طَبْخِ أَطِیمَةٍ لا تَخْمُدُ قُدِرَتْ علی مِثْلٍ، فَهُنَّ تَوائِمٌ شَتَّی، یُلائِمُ بَیْنَهُنَّ القَرْمَدُ قال: القَرْمَدُ خَزَفٌ یُطْبَخُ. و الحَرَجُ: الطویلة. و الأَطِیمَةُ: الأَتُّون و أَراد تَذْوابَ طَبْخِ الآجُرِّ. و القِرْمِیدُ: الأُرْوِیَّةُ. و القُرْمُودُ: ذكر الوُعُول. الأَزهری: القرامِیدُ و القراهِیدُ أَولادُ الوُعُول، واحدها قُرْمُودٌ؛ و أَنشد لابن الأَحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ علی دَعْجاءِ ذی عَلَق یَنْفی القَرامیدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقِلُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 353
و القِرْمِیدُ: الآجُرُّ، و الجمع القَرامِیدُ. و القُرْمودُ: ضَرْب من ثمر العِضاه. التهذیب: و قُرْمُوطٌ و قُرْمُودٌ ثَمرُ الغَضا. و قَرْمَدَ الكِتابَ: لغة فی قَرْمَطَه.

قرهد؛ ج3، ص: 353

: الأَزهری فی الرباعی: اللیث: القُرْهُدُ الناعمُ التارُّ الرَّخْصُ؛ قال الأَزهری: إِنما هو الفُرْهُدُ، بالفاء و ضم الهاء و القاف، فیه تصحیف: الأَزهری فی الرباعی أَیضاً: القرامِیدُ و القراهِیدُ أَولاد الوُعول.

قسد؛ ج3، ص: 353

: القِسْوَدُّ: الغلیظُ الرقبةِ القویُّ؛ و أَنشد: ضَخْمَ الذَّفاری قاسِیاً قِسْوَدَّا

قشد؛ ج3، ص: 353

: القِشْدَة، بالكسر: حشیشة كثیرة اللبَن و الإِهالَة. و القِشْدة: الزُّبْدَة الرقیقة؛ و قیل: هی ثُفْل السمْن، و قیل: هو الثفل الذی یبقی أَسفل الزبد إِذا طُبِخَ مع السویق لیتخذ سمناً. و اقتشد السمن: جمعه. و قال أَبو الهیثم: إِذا طلعت البَلْدَةُ أُكِلَتِ القِشْدة. قال: و تسمی القشدةُ الإِثْرَ و الخُلاصةَ [الخِلاصةَ و الأُلاقَةَ، قال: و سمیت أُلاقَةً لأَنها تَلِیقُ بالقِدْر تَلْزَقُ بأَسفلها یصفَّی السمن و یبقی الإِثر مع شعر و عود و غیر ذلك إِن كان، و یخرج السمن صافیاً مهذباً كأَنه الحَلُّ. الكسائی: یقال لثفل السمن: القِلْدَةُ و القِشْدَةُ و الكُدادَةُ.

قصد؛ ج3، ص: 353

: القصد: استقامة الطریق. قَصَد یَقْصِدُ قصداً، فهو قاصِد. و قوله تعالی: وَ عَلَی اللّٰهِ قَصْدُ السَّبِیلِ؛ أَی علی الله تبیین الطریق المستقیم و الدعاءُ إِلیه بالحجج و البراهین الواضحة، وَ مِنْهٰا جٰائِرٌ أَی و منها طریق غیر قاصد. و طریقٌ قاصد: سهل مستقیم. و سَفَرٌ قاصدٌ: سهل قریب. و فی التنزیل العزیز: لَوْ كٰانَ عَرَضاً قَرِیباً وَ سَفَراً قٰاصِداً لَاتَّبَعُوكَ؛ قال ابن عرفة: سَفَراً قٰاصِداً أَی غیرَ شاقٍّ. و القَصْدُ: العَدْل؛ قال أَبو اللحام التغلبی، و یروی لعبد الرحمن بن الحكم، و الأَول الصحیح: علی الحَكَمِ المأْتِیِّ، یوماً إِذا قَضَی قَضِیَّتَه، أَن لا یَجُورَ و یَقْصِدُ قال الأَخفش: أَراد و ینبغی أَن یقصد فلما حذفه و أَوقع یَقْصِدُ موقع ینبغی رفعه لوقوعه موقع المرفوع؛ و قال الفراء: رفعه للمخالفة لأَن معناه مخالف لما قبله فخولف بینهما فی الإِعراب؛ قال ابن بری: معناه علی الحكم المرْضِیِّ بحكمه المأْتِیِّ إِلیه لیحكم أَن لا یجور فی حكمه بل یقصد أَی یعدل، و لهذا رفعه و لم ینصبه عطفاً علی قوله أَن لا یجور لفساد المعنی لأَنه یصیر التقدیر: علیه أَن لا یجور و علیه أَن لا یقصد، و لیس المعنی علی ذلك بل المعنی: و ینبغی له أَن یقصد و هو خبر بمعنی الأَمر أَی و لیقصد؛ و كذلك قوله تعالی: وَ الْوٰالِدٰاتُ یُرْضِعْنَ أَوْلٰادَهُنَّ؛ أَی لیرضعن. و‌فی الحدیث: القَصدَ القصدَ تبلغوا‌أَی علیكم بالقصد من الأَمور فی القول و الفعل، و هو الوسط بین الطرفین، و هو منصوب علی المصدر المؤَكد و تكراره للتأْكید. و‌فی الحدیث: كان صلاتُه قَصْداً و خُطبته قَصْداً.و‌فی الحدیث: علیكم هَدْیاً قاصداً‌أَی طریقاً معتدلًا. و القَصْدُ: الاعتمادُ و الأَمُّ. قَصَدَه یَقْصِدُه قَصْداً و قَصَدَ له و أَقْصَدَنی إِلیه الأَمرُ، و هو قَصْدُكَ و قَصْدَكَ أَی تُجاهَك، و كونه اسماً أَكثر فی كلامهم. و القَصْدُ: إِتیان الشی‌ء. تقول: قصَدْتُه و قصدْتُ له و قصدْتُ إِلیه بمعنی. و قد قَصُدْتَ قَصادَةً؛ و قال: قَطَعْتُ و صاحِبی سُرُحٌ كِنازٌ كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قصِیدٌ و قَصَدْتُ قَصْدَه: نحوت نحوه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 354
و القَصْد فی الشی‌ء: خلافُ الإِفراطِ و هو ما بین الإِسراف و التقتیر. و القصد فی المعیشة: أَن لا یُسْرِفَ و لا یُقَتِّر. یقال: فلان مقتصد فی النفقة و قد اقتصد. و اقتصد فلان فی أَمره أَی استقام. و قوله: وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ؛ بین الظالم و السابق. و‌فی الحدیث: ما عالَ مقتصد و لا یَعِیلُ‌أَی ما افتقر من لا یُسْرِفُ فی الإِنفاقِ و لا یُقَتِّرُ. و قوله تعالی: وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِكَ و اقصد بذَرْعِك؛ أَی ارْبَعْ علی نفسِك. و قصد فلان فی مشیه إِذا مشی مستویاً، و رجل قَصْد و مُقْتَصِد و المعروف مُقَصَّدٌ: لیس بالجسیم و لا الضئِیل. و‌فی الحدیث عن الجُرَیْرِیِّ قال: كنت أَطوف بالبیت مع أَبی الطفیل، فقال: ما بقی أَحد رأَی رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، غیری، قال: قلت له: و رأَیته؟ قال: نعم، قلت: فكیف كان صفته؟ قال: كان أَبیضَ مَلِیحاً مُقَصَّداً؛ قال: أَراد بالمقصد أَنه كان رَبْعة بین الرجلین و كلُّ بَیْن مستوٍ غیرِ مُشْرفٍ و لا ناقِص فهو قَصْد، و أَبو الطفیل هو واثلة بن الأَسقع. قال ابن شمیل: المُقَصَّدُ من الرجال یكون بمعنی القصد و هو الربعة. و قال اللیث: المقصَّد من الرجال الذی لیس بجسیم و لا قصیر و قد یستعمل هذا النعت فی غیر الرجال أَیضاً؛ قال ابن الأَثیر فی تفسیر المقصد فی الحدیث: هو الذی لیس بطویل و لا قصیر و لا جسیم كأَنَّ خَلْقه یجی‌ءُ به القَصْدُ من الأُمور و المعتدِلُ الذی لا یمیل إِلی أَحد طرفی التفریط و الإِفراط. و القَصْدَةُ من النساء: العظیمة الهامةِ التی لا یراها أَحد إِلَّا أَعجبته. و المَقْصَدَةُ: التی إِلی القِصَر. و القاصد: القریب؛ یقال: بیننا و بین الماء لیلة قاصدة أَی هینة السیر لا تَعَب و لا بُطء. و القَصِیدُ من الشِّعْر: ما تمَّ شطر أَبیاته، و فی التهذیب: شطرا بنیته، سمی بذلك لكماله و صحة وزنه. و قال ابن جنی: سمی قصیداً لأَنه قُصِدَ و اعتُمِدَ و إِن كان ما قَصُر منه و اضطرب بناؤُه نحو الرمَل و الرجَز شعراً مراداً مقصوداً، و ذلك أَن ما تمَّ من الشِّعْر و توفر آثرُ عندهم و أَشَدُّ تقدماً فی أَنفسهم مما قَصُر و اختلَّ، فسَمُّوا ما طال و وَفَرَ قَصِیداً أَی مُراداً مقصوداً، و إِن كان الرمل و الرجز أَیضاً مرادین مقصودین، و الجمع قصائد، و ربما قالوا: قَصِیدَة. الجوهری: القَصِیدُ جمع القَصِیدة كسَفِین جمع سفینة، و قیل: الجمع قصائدُ و قصِیدٌ؛ قال ابن جنی: فإِذا رأَیت القصیدة الواحدة قد وقع علیها القصید بلا هاء فإِنما ذلك لأَنه وُضِعَ علی الواحد اسمُ جنس اتساعاً، كقولك: خرجت فإِذا السبع، و قتلت الیوم الذئب، و أَكلت الخبز و شربت الماء؛ و قیل: سمی قصیداً لأَن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجیِّد و المعنی المختار، و أَصله من القصید و هو المخ السمین الذی یَتَقَصَّد أَی یتكسر لِسِمَنِه، و ضده الرِّیرُ و الرَّارُ و هو المخ السائل الذائب الذی یَمِیعُ كالماء و لا یتقصَّد، و العرب تستعیر السِّمَنَ فی الكلام الفصیح فتقول: هذا كلام سمین أَی جَیِّد. و قالوا: شعر قُصِّدَ إِذا نُقِّحَ و جُوِّدَ و هُذِّبَ؛ و قیل: سمی الشِّعْرُ التامُّ قصیداً لأَن قائله جعله من باله فَقَصَدَ له قَصْداً و لم یَحْتَسِه حَسْیاً علی ما خطر بباله و جری علی لسانه، بل رَوَّی فیه خاطره و اجتهد فی تجویده و لم یقتَضِبْه اقتضاباً فهو فعیل من القصد و هو الأَمُّ؛ و منه قول النابغة: و قائِلةٍ: مَنْ أَمَّها و اهْتَدَی لها؟ زیادُ بنُ عَمْرٍو أَمَّها و اهْتَدَی لها أَراد قصیدته التی یقول فیها:
لسان العرب، ج‌3، ص: 355
یا دارَمَیَّةَ بالعَلْیاءِ فالسَّنَدِ ابن بُزُرج: أَقصَدَ الشاعرُ و أَرْملَ و أَهْزَجَ و أَرْجَزَ من القصید و الرمَل و الهَزَج و الرَّجَزِ. و قَصَّدَ الشاعرُ و أَقْصَدَ: أَطال و واصل عمل القصائد؛ قال: قد وَرَدَتْ مِثلَ الیمانی الهَزْهاز، تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجاز، أَعْیَتْ علی مُقْصِدِنا و الرَّجَّاز فَمُفْعِلٌ إِنما یراد به هاهنَا مُفَعِّل لتكثیر الفعل، یدل علی أَنه لیس بمنزلة مُحْسِن و مُجْمِل و نحوه مما لا یدل علی تكثیر لأَنه لا تكریر عین فیه أَنه قرنه بالرَّجَّاز و هو فعَّال، و فعَّال موضوع للكثرة. و قال أَبو الحسن الأَخفش: و مما لا یكاد یوجد فی الشعر البیتان المُوطَآن لیس بینهما بیت و البیتان المُوطَآن، و لیست القصیدة إِلا ثلاثة أَبیات فجعل القصیدة ما كان علی ثلاثة أَبیات؛ قال ابن جنی: و فی هذا القول من الأَخفش جواز، و ذلك لتسمیته ما كان علی ثلاثة أَبیات قصیدة، قال: و الذی فی العادة أَن یسمی ما كان علی ثلاثة أَبیات أَو عشرة أَو خمسة عشر قطعة، فأَما ما زاد علی ذلك فإِنما تسمیه العرب قصیدة. و قال الأَخفش: القصید من الشعر هو الطویل و البسیط التامّ و الكامل التامّ و المدید التامّ و الوافر التامّ و الرجز التامّ و الخفیف التامّ، و هو كل ما تغنی به الركبان، قال: و لم نسمعهم یتغنون بالخفیف؛ و معنی قوله المدید التامُّ و الوافر التامّ یرید أَتم ما جاء منها فی الاستعمال، أَعنی الضربین الأَوّلین منها، فأَما أَن یجیئا علی أَصل وضعهما فی دائرتیهما فذلك مرفوض مُطَّرَحٌ. قال ابن جنی: أَصل [ق ص د] و مواقعها فی كلام العرب الاعتزام و التوجه و النهودُ و النهوضُ نحو الشی‌ء، علی اعتدال كان ذلك أَو جَوْر، هذا أَصله فی الحقیقة و إِن كان قد یخص فی بعض المواضع بقصد الاستقامة دون المیل، أَ لا تری أَنك تَقْصِد الجَوْرَ تارة كما تقصد العدل أُخری؟ فالاعتزام و التوجه شامل لهما جمیعاً. و القَصْدُ: الكسر فی أَیّ وجه كان، تقول: قصَدْتُ العُود قَصْداً كسَرْتُه، و قیل: هو الكسر بالنصف قَصَدْتُهُ أَقْصِدُه و قَصَدْتُه فانْقَصَدَ و تَقَصَّدَ؛ أَنشد ثعلب: إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ علی ثَفِناتِها علی قَصَبٍ، مِثلِ الیَراعِ المُقَصَّدِ شبه صوت الناقة بالمزامیر؛ و القِصْدَةُ: الكِسْرة منه، و الجمع قِصَد. یقال: القنا قِصَدٌ، و رُمْحٌ قَصِدٌ و قَصِیدٌ مكسور. و تَقَصَّدَتِ الرماحُ: تكسرت. و رُمْحٌ أَقصادٌ و قد انْقَصَدَ الرمحُ: انكسر بنصفین حتی یبین، و كل قطعة قِصْدة، و رمح قَصِدٌ بَیِّنُ القَصَد، و إِذا اشتقوا له فِعْلًا قالوا انْقَصَدَ، و قلما یقولون قَصِدَ إِلا أَنَّ كل نعت علی فَعِلٍ لا یمتنع صدوره من انْفَعَلَ؛ و أَنشد أَبو عبید لقیس بن الخطیم: تَرَی قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَی كأَنها تَذَرُّعُ خُرْصانٍ [خِرْصانٍ بأَیدی الشَّواطِبِ و قال آخر: أَقْرُو إِلیهم أَنابِیبَ القَنا قِصَدا یرید أَمشی إِلیهم علی كِسَرِ الرِّماحِ. و‌فی الحدیث: كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتی تَقَصَّدَتْ‌أَی تَكسَّرَت و صارت قِصَداً أَی قطعاً. و القِصْدَةُ، بالكسر: القِطْعة من الشی‌ء إِذا انكسر؛ و رمْحٌ أَقْصادٌ. قال الأَخفش: هذا أَحد ما جاء علی بناء الجمع. و قَصَدَ له قِصْدَةً من عَظْم و هی الثلث أَو الربُع من الفَخِذِ أَو الذراعِ أَو الساقِ أَو الكَتِفِ. و قَصَدَ المُخَّةَ قَصْداً و قَصَّدَها: كَسَرَها و فَصَّلَها و قد
لسان العرب، ج‌3، ص: 356
انقَصَدَتْ و تَقَصَّدَتْ. و القَصِیدُ: المُخُّ الغلیظُ السمِینُ، واحدته قَصِیدَةٌ. و عَظْمٌ قَصِیدٌ: مُمخٌّ؛ أَنشد ثعلب: و همْ تَرَكُوكمْ لا یُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ هُزالًا، و كان العَظْمُ قبْلُ قَصِیدَا أَی مُمِخًّا، و إِن شئت قلت: أَراد ذا قَصِیدٍ أَی مُخٍّ. و القَصِیدَةُ: المُخَّةُ إِذا خرجت من العظم، و إِذا انفصلت من موضعها أَو خرجت قیل: انقَصَدَتْ. أَبو عبیدة: مُخٌّ قَصِیدٌ و قَصُودٌ و هو دون السمین و فوق المهزول. اللیث: القَصِیدُ الیابس من اللحم؛ و أَنشد قول أَبی زبید: و إِذا القَوْمُ كان زادُهُمُ اللحمَ قَصِیداً منه و غَیرَ قَصِیدِ و قیل: القَصِیدُ السمین هاهنا. و سنام البعیر إِذا سَمِنَ: قَصِیدٌ؛ قال المثقب: سَیُبْلِغُنی أَجْلادُها و قَصِیدُهَا ابن شمیل: القَصُودُ من الإِبل الجامِسُ المُخِّ، و اسم المُخِّ الجامِس قَصِیدٌ. و ناقة قَصِیدٌ و قصِیدَةٌ: سمینة ممتلئة جسیمة بها نِقْیٌ أَی مُخٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و خَفَّتْ بَقایا النِّقْیِ إِلا قَصِیبَةً، قَصِیدَ السُّلامی أَو لَمُوساً سَنامُها و القَصیدُ أَیضاً و القَصْدُ: اللحمُ الیابس؛ قال الأَخطل: و سیرُوا إِلی الأَرضِ التی قَدْ عَلِمْتُمُ، یَكُنْ زادُكُمْ فیها قَصِیدُ الأَباعِرِ و القَصَدَةُ: العُنُقُ، و الجمع أَقْصادٌ؛ عن كراع: و هذا نادر؛ قال ابن سیدة: أَعنی أَن یكون أَفعالٌ جمع فَعَلَةٍ إِلا علی طرح الزائد و المعروف القَصَرَةُ و القِصَدُ و القَصَدُ و القَصْدُ؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة: كل ذلك مَشْرَةُ العِضاهِ و هی بَراعیمُها و ما لانَ قبْلَ أَن یَعْسُوَ، و قد أَقصَدتِ العِضاهُ و قصَّدَتْ. قال أَبو حنیفة: القَصْدُ ینبت فی الخریف إِذا بَرَدَ اللیل من غیر مَطَرٍ. و القَصِیدُ: المَشْرَةُ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: و لا تَشْعفاها بالجِبالِ و تَحْمِیا علیها ظَلِیلاتٍ یَرِفُّ قَصِیدُها اللیث: القَصَدُ مَشْرَةُ العِضاهِ أَیامَ الخَریفِ تخرج بعد القیظ الورق فی العضاه أَغْصان رَطْبة غَضَّةٌ رِخاصٌ، فسمی كل واحدة منها قَصَدة. و قال ابن الأَعرابی: القَصَدَةُ من كل شجرة ذات شوك أَن یظهر نباتها أَوَّلَ ما ینبت. الأَصمعی: و الإِقْصادُ القَتْل علی كل حال؛ و قال اللیث: هو القتل علی المكان، یقال: عَضَّتْه حیَّةٌ فأَقْصَدَتْه. و الإِقْصادُ: أَن تَضْرِبَ الشی‌ءَ أَو تَرْمِیَه فیموتَ مكانه. و أَقصَد السهمُ أَی أَصاب فَقَتَلَ مكانَه. و أَقْصَدَتْه حیة: قتلته؛ قال الأَخطل: فإِن كنْتِ قد أَقْصَدْتِنی إِذْ رَمَیتِنِی بِسَهْمَیْكِ، فالرَّامی یَصِیدُ و لا یَدری أَی و لا یخْتُلُ [یخْتِلُ. و‌فی حدیث علیّ: و أَقْصَدَت بأَسْهُمِها؛ أَقْصَدْتُ الرجلَ إِذا طَعَنْتَه أَو رَمَیتَه بسهم فلم تُخْطئْ مَقاتلَه فهو مُقْصَد؛ و فی شعر حمید ابن ثور: أَصْبَحَ قَلْبی مِنْ سُلَیْمَی مُقْصَدا، إِنْ خَطَأً منها و إِنْ تَعَمُّدا و المُقْصَدُ: الذی یَمْرَضُ ثم یموت سریعاً. و تَقَصَّدَ الكلبُ و غیره أَی مات؛ قال لبید: فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ و ضُرِّجَتْ بِدَمٍ، و غُودِرَ فی المَكَرِّ سُحامُها
لسان العرب، ج‌3، ص: 357
و قَصَدَه قَصْداً: قَسَرَه. و القصیدُ: العصا؛ قال حمید: فَظَلَّ نِساء الحَیِّ یَحْشُونَ كُرْسُفاً رُؤُوسَ عِظامٍ أَوْضَحَتْها القصائدُ سمی بذلك لأَنه بها یُقْصَدُ الإِنسانُ و هی تَهدِیهِ و تَؤُمُّه، كقول الأَعشی: إِذا كانَ هادِی الفَتی فی البِلادِ صَدْرَ القناةِ، أَطاعَ الأَمِیرا و القَصَدُ: العَوْسَجُ، یَمانِیةٌ.

قعد؛ ج3، ص: 357

: القُعُودُ: نقیضُ القیامِ. قَعَدَ یَقْعُدُ قُعوداً و مَقْعَداً أَی جلس، و أَقْعَدْتُه و قَعَدْتُ به. و قال أَبو زید: قَعَدَ الإِنسانُ أَی قام و قعد جلَس، و هو من الأَضداد. و المَقْعَدَةُ: السافِلَةُ. و المَقْعَدُ و المَقْعَدَةُ: مكان القُعودِ. و حكی اللحیانی: ارْزُنْ فی مَقْعَدِكَ و مَقْعَدَتِكَ. قال سیبویه: و قالوا: هو منی مَقْعَدَ القابلةِ أَی فی القربِ، و ذلك إِذا دنا فَلَزِقَ من بین یدیك، یرید بتلك المَنَزلة و لكنه حذف و أَوصل كما قالوا: دخلت البیت أَی فی البیت، و من العرب من یرفعه یجعله هو الأَول علی قولهم أَنت منی مَرأًی و مَسْمَعٌ. و القِعْدَةِ، بالكسر: الضرب من القُعود كالجِلْسَة، و بالفتح: المرّة الواحدة؛ قال اللحیانی: و لها نظائر و سیأْتی ذكرها؛ الیزیدی: قَعَد قَعْدَة واحدة و هو حسن القِعْدة. و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یُقْعَدَ علی القبر؛ قال ابن الأَثیر: قیل أَراد القُعودَ لقضاء الحاجة من الحدث، و قیل: أَراد الإِحْدادَ و الحُزْن و هو أَن یلازمه و لا یرجع عنه؛ و قیل: أَراد به احترام المیتِ و تهویِلَ الأَمرِ فی القُعود علیه تهاوناً بالمیتِ و المَوْتِ؛ و روی‌أَنه رأَی رجلًا متكئاً علی قبر فقال: لا تؤْذِ صاحبَ القبر.و المَقاعِدُ: موضِعُ قُعُودِ الناس فی الأَسواق و غیرها. ابن بُزُرج: أَقْعَدَ بذلك المكان كما یقال أَقام؛ و أَنشد: أَقْعَدَ حتی لم یَجِدْ مُقْعَنْدَدَا؛ و لا غَداً، و لا الذی یَلی غَدا ابن السكیت: یقال ما تَقَعَّدنی عن ذلك الأَمر إِلا شُغُلٌ أَی ما حبسنی. و قِعْدَة الرجل: مقدار ما أَخذ من الأَرض قُعُودُه. و عُمْقُ بِئرِنا قِعدَةٌ و قَعْدَة أَی قدر ذلك. و مررت بماءٍ قِعْدَةَ رجل؛ حكاه سیبویه قال: و الجر الوجه. و حكی اللحیانی: ما حفرت فی الأَرض إِلا قِعْدَةً و قَعْدَة. و أَقْعَدَ البئرَ: حفرها قدر قِعْدة، و أَقعدها إِذا تركها علی وجه الأَرض و لم ینته بها الماء. و المُقْعَدَةُ من الآبار: التی احتُفِرَتْ فلم یَنْبُط ماؤها فتركت و هی المُسْهَبَةُ عندهم. و قال الأَصمعی: بئرٌ قِعْدَة أَی طولها طول إِنسان قاعد. و ذو القَعْدة: اسم الشهر الذی یلی شوَّالًا و هو اسم شهر كانت العرب تَقْعد فیه و تحج فی ذی الحِجَّة، و قیل: سمی بذلك لقُعُودهم فی رحالهم عن الغزو و المیرة و طلب الكلإِ، و الجمع ذوات القَعْدَةِ؛ و قال الأَزهری فی ترجمة شعب: قال یونس: ذواتُ القَعَداتِ، ثم قال: و القیاس أَن تقول ذواتُ القَعْدَة. و العرب تدعو علی الرجل فتقول: حَلَبْتَ قاعداً و شَرِبْتَ قائماً؛ تقول: لا ملكت غیر الشاء التی تُحْلَبُ من قعود و لا ملكت إِبلًا تَحْلُبُها قائماً، معناه: ذهبت إِبلك فصرتَ تحلب الغنم لأَن حالب الغنم لا یكون إِلا قاعداً، و الشاء مال الضَّعْفَی و الأَذلَّاءِ، و الإِبلُ مال الأَشرافِ و الأَقویاء و یقال: رجل قاعد عن الغزو، و قوم قُعَّادٌ و قاعدون.
لسان العرب، ج‌3، ص: 358
و القَعَدُ: الذین لا دیوان لهم، و قیل: القَعَد الذین لا یَمْضُون إِلی القتال، و هو اسم للجمع، و به سمی قَعَدُ الحَرُورِیَّةِ. و رجل قَعَدِیٌّ منسوب إِلی القَعَد كعربی و عرب، و عجمیّ و عجَم. ابن الأَعرابی: القَعَدُ الشُّراةُ الذین یُحَكِّمون و لا یُحارِبون، و هو جمع قاعد كما قالوا حارس و حَرَسٌ. و القَعَدِیُّ من الخوارج: الذی یَری رأْیَ القَعَد الذین یرون التحكیم حقاً غیر أَنهم قعدوا عن الخروج علی الناس؛ و قال بعض مُجَّان المُحْدَثِین فیمن یأْبی أَن یشرب الخمر و هو یستحسن شربها لغیره فشبهه بالذی یری التحكیم و قد قعد عنه فقال: فكأَنِّی، و ما أُحَسِّنُ منها، قَعَدِیٌّ یُزَیِّنُ التَّحْكیما و تَقَعَّدَ فلان عن الأَمر إِذا لم یطلبه. و تقاعَدَ به فلان إِذا لم یُخْرِجْ إِلیه من حَقِّه. و تَقَعَّدْتُه أَی رَبَّثْتُه عن حاجته و عُقْتُه. و رجل قُعَدَةٌ ضُجَعَة أَی كثیر القعود و الاضطجاع. و قالوا: ضربه ضَرْبَةَ ابنَةِ اقْعُدِی و قُومی أَی ضَرْبَ أَمَةٍ، و ذلك لقعودها و قیامها فی خدمة موالیها لأَنها تُؤْمَرُ بذلك، و هو نص كلام ابن الأَعرابی. و أُقْعِدَ الرجلُ: لم یَقْدِرْ علی النهوض، و به قُعاد أَی داء یُقْعِدُه. و رجل مُقْعَدٌ إِذا أَزمنه داء فی جسده حتی لا حراكَ به. و‌فی حدیث الحُدُود: أُتیَ بامرأَة قد زنت فقال: ممن؟ قالت: من المُقْعَد الذی فی حائِطِ سَعْد؛ المُقْعَد الذی لا یَقْدِر علی القیام لزَمانة به كأَنه قد أُلزِمَ القُعُودَ، و قیل: هو من القُعاد الذی هو الداء الذی یأْخذ الإِبل فی أَوراكها فیمیلها إِلی الأَرض. و المُقْعَداتُ: الضَّفادِع؛ قال الشماخ: توَجَّسْنَ و اسْتَیْقَنَّ أَنْ لیْسَ حاضِراً، علی الماءِ، إِلا المُقْعَداتُ القَوافِزُ و المُقْعَداتُ: فِراخُ القَطا قبل أَن تَنْهَضَ للطیران؛ قال ذو الرمة: إِلی مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرِّیحَ بالضُّحَی عَلَیْهِنَّ رَفْضاً مِن حَصادِ القُلاقِلِ و المُقْعَدُ: فَرْخُ النسْرِ، و قیل: فَرْخُ كلِّ طائر لم یستقلّ مُقْعَدٌ. و المُقَعْدَدُ: فرخ النسر؛ عن كراع؛ و أَما قول عاصم بن ثابت الأَنصاری: أَبو سلیمانَ وَ رِیشُ المُقْعَدِ، و مُجْنَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أَجْرَدِ، و ضالَةٌ مِثلُ الجَحِیمِ المُوْقَدِ فإِن أَبا العباس قال: قال ابن الأَعرابی: المقعد فرخ النسر و ریشه أَجوَد الریش، و قیل: المقعد النسر الذی قُشِبَ له حتی صِیدَ فَأُخِذ رِیشُه، و قیل: المقعد اسم رجل كان یَرِیشُ السِّهام، أَی أَنا أَبو سلیمان و معی سهام راشها المقعد فما عذری أَن لا أُقاتل؟ و الضالَةُ: من شجر السِّدْر، یعمل منها السهام، شبه السهام بالجمر لتوقدها. و قَعَدَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ، و ما قَعَّدَك و اقْتعدك أَی حَبَسَك. و القَعَدُ: النخل، و قیل النخل الصِّغار، و هو جمع قاعد كما قالوا خادم و خَدَمٌ. و قَعَدَت الفَسِیلَة، و هی قاعد: صار لها جذع تَقْعُد علیه. و فی أَرض فلان من القاعد كذا و كذا أَصلًا ذهبوا إِلی الجِنس. و القاعِدُ من النخل: الذی تناله الید. و رجل قِعْدِیٌّ و قُعْدِیٌّ: عاجز كأَنه یُؤثِرُ القُعود. و القُعْدَة: السرجُ و الرحل تَقْعُد علیهما. و القَعْدَة، مفتوحة: مَرْكَبُ الإِنسان و الطِّنْفِسَةُ التی یجلس
لسان العرب، ج‌3، ص: 359
علیها قَعْدَة، مفتوحة، و ما أَشبهها. و قال ابن درید: القُعْداتُ الرحالُ و السُّرُوجُ. و القُعَیْداتُ: السُّروجُ و الرحال. و القُعدة: الحمار، و جمْعه قُعْدات؛ قال عروةُ بن معدیكرب: سَیْباً علی القُعُداتِ تَخْفِقُ فَوْقَهُم رایاتُ أَبْیَضَ كالفَنِیقِ هِجانِ اللیث: القُعْدَةُ من الدوابِّ الذی یَقْتَعِدُه الرجل للركوب خاصة. و القُعْدَةُ و القَعُودَةُ و القَعُودُ من الإِبل: ما اتخذه الراعی للركوب و حَمْلِ الزادِ و المتاعِ، و جمعه أَقْعِدَةٌ و قُعُدٌ و قِعْدانٌ و قَعَائِدُ. و اقْتَعَدَها: اتخذها قَعُوداً. قال أَبو عبیدة: و قیل القَعُود من الإِبل هو الذی یَقْتَعِدُه الراعی فی كل حاجة؛ قال: و هو بالفارسیة رَخْتْ و بتصغیره جاء المثل: اتَّخَذُوه قُعَیِّدَ الحاجات إِذا امْتَهَنوا الرجلَ فی حوائجهم؛ قال الكمیت یصف ناقته: مَعْكُوسَةٌ كقَعُودِ الشَّوْلِ أَنَطَفَها عَكْسُ الرِّعاءِ بإِیضاعٍ و تَكْرارِ. و یقال: نعم القُعْدَةُ هذا أَی نعم المُقْتَعَدُ. و ذكر الكسائی أَنه سمع من یقول: قَعُودَةٌ للقلوصِ، و للذكر قَعُودٌ. قال الأَزهری: و هذا عند الكسائی من نوادر الكلام الذی سمعته من بعضهم و كلام أَكثر العرب علی غیره. و قال ابن الأَعرابی: هی قلوص للبكْرة الأُنثی و للبكْر قَعُود مثل القَلُوصِ إِلی أَن یُثْنِیا ثم هو جَمَل؛ قال الأَزهری: و علی هذا التفسیر قول من شاهدت من العرب لا یكون القعود إِلا البكْر الذكر، و جمعه قِعْدانٌ ثم القَعَادِینُ جمع الجمع، و لم أَسمع قَعُودَة بالهاء لغیر اللیث. و القَعُود من الإِبل: هو البكر حین یُرْكَب أَی یُمَكّن ظهره من الركوب، و أَدنی ذلك أَن یأْتی علیه سنتان، و لا تكون البكرة قعوداً و إِنما تكون قَلُوصاً. و قال النضر: القُعْدَةُ أَن یَقْتَعِدَ الراعی قَعوداً من إِبله فیركبه فجعل القُعْدة و القَعُود شیئاً واحداً. و الاقْتِعادُ: الركوب. یقول الرجل للراعی: نستأْجرك بكذا و علینا قُعْدَتُك أَی علینا مَرْكَبُكَ، تركب من الإِبل ما شئت و متی شئت؛ و أَنشد للكمیت: لم یَقْتَعِدْها المُعْجِلون و‌فی حدیث عبد الله: من الناس من یُذِلُّه الشیطانُ كما یُذلُّ الرجل قَعُودَهُ من الدوابّ؛ قال ابن الأَثیر: القَعُودُ من الدوابِّ ما یَقْتَعِدُه الرجل للركوب و الحمل و لا یكون إِلا ذكراً، و قیل: القَعُودُ ذكر، و الأُنثی قعودة؛ و القعود من الإِبل: ما أَمكن أَن یُركب، و أَدناه أَن تكون له سنتان ثم هو قَعود إِلی أن یُثْنِیَ فیدخل فی السنة السادسة ثم هو جمل. و‌فی حدیث أَبی رجاء: لا یكون الرجل مُتَّقِیاً حتی یكون أَذَلَّ من قَعُودٍ، كلُّ من أَتی علیه أَرْغاه‌أَی قَهَره و أَذَلَّه لأَن البعیر إِنما یَرْغُو عن ذُلٍّ و استكانة. و القَعُود أَیضاً: الفصیل. و قال ابن شمیل: القَعُودُ من الذكور و القَلوص من الإِناث. قال البشتی: قال یعقوب بن السكیت: یقال لابن المَخاض حین یبلغ أَن یكون ثنیاً قعود و بكر، و هو من الذكور كالقلوص من الإِناث؛ قال البشتی: لیس هذا من القَعُود التی یقتعدها الراعی فیركبها و یحمل علیها زاده و أَداته، إِنما هو صفة للبكر إِذا بلغ الأَثْنَاءَ؛ قال أَبو منصور: أَخطأَ البشتی فی حكایته عن یعقوب ثم أَخطأَ فیما فسره من كِیسه أَنه غیر القعود التی یقتعدها الراعی من وجهین آخرین، فأَما یعقوب فإِنه قال: یقال لابن المخاض حتی یبلغ أَن یكون ثنیاً قعود و بَكر و هو الذكور كالقَلوص، فجعل
لسان العرب، ج‌3، ص: 360
البشتی حتی حین و حتی بمعنی إِلی، و أَحد الخطأَین من البشتی أَنه أَنَّث القعود و لا یكون القعود عند العرب إِلا ذكراً، و الثانی أَنه لا قعود فی الإِبل تعرفه العرب غیر ما فسره ابن السكیت، قال: و رأَیت العرب تجعل القعود البكر من الإِبل حین یُركب أَی یمكن ظهره من الركوب، قال: و أَدنی ذلك أَن یأْتی علیه سنتان إِلی أَن یثنی فإِذا أَثنی سمی جملًا، و البكر و البَكْرَة بمنزلة الغلام و الجاریة اللذین لم یدركا، و لا تكون البكرة قعوداً. ابن الأَعرابی: البَكر قَعود مثل القَلوص فی النوق إِلی أَن یُثْنِیَ. و قاعَدَ الرجلَ: قعد منه. و قَعِیدُ الرجلِ: مُقاعِدُه. و‌فی حدیث الأَمر بالمعروف: لا یَمْنَعُه ذلك أَن یكون أَكِیلَه و شَرِیبَه و قَعِیدَه؛ القَعِیدُ الذی یصاحبك فی قُعودِكَ، فَعِیلٌ بمعی مفاعل؛ و قعِیدا كلِّ أَمرٍ: حافظاه عن الیمین و عن الشمال. و فی التنزیل: عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمٰالِ قَعِیدٌ؛ قال سیبویه: أَفرد كما تقول للجماعة هم فریق، و قیل: القعید للواحد و الاثنین و الجمع و المذكر و المؤَنث بلفظ واحد و هما قعیدان، و فَعِیلٌ و فعول مما یستوی فیه الواحد و الاثنان و الجمع، كقوله: أَنا رسول ربك، و كقوله: وَ الْمَلٰائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِیرٌ؛ و قال النحویون: معناه عن الیمین قعید و عن الشمال قعید فاكتفی بذكر الواحد عن صاحبه؛ و منه قول الشاعر: نحْنُ بما عِنْدَنا، و أَنتَ بما عِنْدَك راضٍ، و الرَّأْیُ مُخْتَلِفُ و لم یقل راضِیان و لا راضُون، أَراد: نحن بما عندنا راضون و أَنت بما عندك راضٍ؛ و مثله قول الفرزدق: إِنی ضَمِنْتُ لمنْ أَتانی ما جَنَی و أتی، و كان و كنتُ غیرَ غَدُورِ و لم یقل غدُوَرینِ. و قَعِیدَةُ الرجل و قَعِیدَةُ بیِته: امرأَتُه؛ قال الأَشعَرُ الجُعْفِیُّ: لكن قَعِیدَةُ بَیْتِنا مَجْفُوَّةٌ، بادٍ جنَاجِنُ صَدْرِها و لها غِنَی و الجمع قَعائدُ. و قَعِیدَةُ الرجلِ: امرأَته. و كذلك قِعادُه؛ قال عبد الله بن أَوفی الخزاعی فی امرأَته: مُنَجَّدَةٌ مثلُ كَلْبِ الهِراش، إِذا هَجَعَ الناسُ لم تَهْجَعِ فَلَیْسَتْ بِتارِكَةٍ مَحْرَماً، و لو حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَعِ فَبِئْسَتْ قِعادُ الفَتَی وحدْهَا، و بِئْسَتْ مُوَفِّیَةُ الأَرْبَعِ قال ابن بری: مُنَجَّدَةٌ مُحَكَّمَةٌ مُجَرَّبَةٌ و هو مما یُذَمُّ به النساءُ و تُمْدَحُ به الرجال. و تَقَعَّدَتْه: قامت بأَمره؛ حكاه ثعلب و ابن الأَعرابی. و الأَسَلُ: الرِّماحُ. و یقال: قَعَّدْتُ الرجلَ و أَقْعدْتُه أَی خَدَمْتُه و أَنا مُقْعِدٌ له و مُقَعِّدٌ؛ و أَنشد: تَخِذَها سرِّیَّةً تُقَعِّدُه و قال الآخر: و لیسَ لی مُقْعِدٌ فی البیتِ یُقْعِدُنی، و لا سَوامٌ، و لا مِنْ فِضَّةٍ كِیسُ و القَعِیدُ: ما أَتاك من ورائك من ظَبْیٍ أَو طائر یُتَطَّیرُ منه بخلاف النَّطِیح؛ و منه قول عبید بن الأَبرص: و لقد جَرَی لهُمُ، فلم یَتَعَیَّفُوا، تَیْسٌ قَعِیدٌ كالوَشِیجَةِ أَعْضَبُ الوَشِیجَةُ: عِرْقُ الشجرةِ، شبَّه التَّیْسَ من ضُمْرِه
لسان العرب، ج‌3، ص: 361
به، ذكره أَبو عبیدة فی باب السَّانِحِ و البارِحِ و هو خلاف النَّطِیح. و القَعِیدُ: الجرادُ الذی لم یَسْتَوِ جناحاه بعد. و ثَدْیٌ مُقْعَدٌ: ناتِئٌ علی النحر إذا كان ناهِداً لم یَنْثَنِ بَعْدُ؛ قال النابغة: و البَطنُ ذو عُكَنٍ لطیفٌ طَیُّهُ، و الإِتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْیٍ مُقْعَدِ و قَعَدَ بنو فلانٍ لبنی فلان یَقْعُدون: أَطاقوهم و جاؤُوهم بأَعْدادِهم. و قَعَدَ بِقِرْنِهِ: أَطاقَه. و قَعَدَ للحرب: هَیَّأَ لها أَقرانَها؛ قال: لأُصْبِحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِیَةً، فاقعُدْ لها، و دَعَنْ عنْكَ الأَظانِینا و قوله: سَتَقْعُدُ عبدَ اللهِ عَنَّا بِنَهْشَل أَی سَتُطیقها و تَجِیئُها بأَقْرانها فَتَكْفینا نحن الحرب. و قَعَدَتِ المرأَةُ عن الحیض و الولدِ تَقْعُدُ قُعوداً، و هی قاعد: انقطع عنها، و الجمع قَواعِدُ. و فی التنزیل: وَ الْقَوٰاعِدُ مِنَ النِّسٰاءِ؛ و قال الزجاج فی تفسیر الآیة: هن اللواتی قعدن عن الأَزواج. ابن السكیت: امرأَة قاعِدٌ إِذا قعدت عن المحیض، فإِذا أَردت القُعود قلت: قاعدة. قال: و یقولون امرأَة واضِعٌ إِذا لم یكن علیها خمار، و أَتانٌ جامِعٌ إِذا حملت. قال أَبو الهیثم: القواعد من صفات الإِناث لا یقال رجال قواعِدُ، و‌فی حدیث أَسماءَ الأَشْهَلِیَّة: إِنا مَعاشِرَ النساءِ محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعِدُ بیوتِكم و حوامِلُ أَولادِكم؛ القواعد: جمع قاعِدٍ و هی المرأَة الكبیرة المسنة، هكذا یقال بغیر هاء أَی أَنها ذات قعود، فأَما قاعدة فهی فاعلة من قَعَدَتْ قعوداً، و یجمع علی قواعد أَیضاً. و قعدت النخلة: حملت سنة و لم تحمل أُخری. و القاعِدَةِ: أَصلُ الأُسِّ، و القَواعِدُ: الإِساسُ، و قواعِد البیت إِساسُه. و فی التنزیل: وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْرٰاهِیمُ الْقَوٰاعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْمٰاعِیلُ؛ و فیه: فَأَتَی اللّٰهُ بُنْیٰانَهُمْ مِنَ الْقَوٰاعِدِ؛ قال الزجاج: القَواعِدُ أَساطینُ البناء التی تَعْمِدُه. و قَواعِدُ الهَوْدَج: خشبات أَربع معترضة فی أَسفله تُركَّبُ عِیدانُ الهَوْدَج فیها. قال أَبو عبید: قواعد السحاب أُصولها المعترضة فی آفاق السماء شبهت بقواعد البناء؛ قال ذلك فی تفسیر‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، حین سأَل عن سحابة مَرَّت فقال: كیف تَرَوْنَ قواعِدَها و بواسِقَها؟و قال ابن الأَثیر: أَراد بالقواعد ما اعترض منها و سَفَل تشبیهاً بقواعد البناء. و من أَمثال العرب: إذا قامَ بكَ الشَّرْ فاقْعُدْ، یفسَّر علی وجهین: أَحدهما أَن الشر إِذا غلبك فَذِلَّ له و لا تَضْطَرِبْ فیه، و الثانی أَن معناه إِذا انتصب لك الشرُّ و لم تجد منه بُدًّا فانتِصبْ له و جاهِدْه؛ و هذا مما ذكره الفراء. و القُعْدُدُ و القُعْدَدُ: الجبانُ اللئیمُ القاعدُ عن الحرب و المكارِمِ. و القُعْدُدُ: الخامل. قال الأَزهری: رجل قُعْددٌ و قَعْدَدٌ إِذا كان لئیماً من الحَسَبِ. المُقْعَدُ و القُعْدُدُ: الذی یقعد به أَنسابه؛ و أَنشد: قَرَنْبَی تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ لَئِیمٍ، مآثِرُهُ قُعْدُد و یقال: اقْتَعَدَ فلاناً عن السخاءِ لؤْمُ جِنْثِه؛ و منه قول الشاعر: فازَ قدْحُ الكَلْبیِّ، و اقتَعَدَتْ مَغْراءَ عن سَعْیِهِ عُرُوقُ لَئِیمِ و رجل قُعْدُدٌ: قریب من الجَدِّ الأَكبر و كذلك قعدَد. و القُعْدُدُ و القُعْدَدُ: أَملك القرابة فی النسب.
لسان العرب، ج‌3، ص: 362
و القُعْدُدُ؛ القُرْبَی. و المِیراث القُعْدُدُ: هو أَقربُ القَرابَةِ إِلی المیت. قال سیبویه: قُعْدُدٌ ملحق بجُعْشُمٍ، و لذلك ظهر فیه المثلان. و فلان أَقْعَد من فلان أَی أَقرب منه إِلی جده الأَكبر، و عبر عنه ابن الأَعرابی بمثل هذا المعنی فقال: فلان أَقْعَدُ من فلان أَی أَقلُّ آباء. و الإِقْعادُ: قِلَّةُ الآباء و الأَجداد و هو مذموم، و الإِطْرافُ كَثَرتُهم و هو محمود، و قیل: كلاهما مدح. و قال اللحیانی: رجل ذو قُعْدد إِذا كان قریباً من القبیلة و العدد فیه قلة. یقال: هو أَقْعَدُهم أَی أَقربهم إِلی الجد الأَكبر، و أَطْرَفُهم و أَفْسَلُهم أَی أَبعدهم من الجد الأَكبر. و یقال: فلان طَرِیفٌ بَیِّنُ الطَّرافَة إِذا كان كثیر الآباء إِلی الجد الأَكبر لیس بذی قُعْدُد؛ و یقال: فلان قعید النسب ذو قُعْدد إِذا كان قلیل الآباءِ إِلی الجد الأَكبر؛ و كان عبد الصمد بن علی بن عبد الله بن العباس الهاشمی أَقعَدَ بنی العباس نسباً فی زمانه، و لیس هذا ذمًّا عندهم، و كان یقال له قعدد بنی هاشم؛ قال الجوهری: و یمدح به من وجه لأَن الولاء للكُبر و یذم به من وجه لأَنه من أَولادِ الهَرْمَی و یُنسَب إِلی الضَّعْفِ؛ قال درید بن الصِّمَّة یرثی أَخاه: دَعانی أَخی و الخیلُ بیْنی و بیْنَه، فلما دَعانی لم یَجِدْنی بِقُعْدُدِ و قیل: القعدد فی هذا البیت الجبانُ القاعِدُ عن الحربِ و المكارِمِ أَیضاً یَتَقَعَّد فلا ینهض؛ قال الأَعشی: طَرِفُونَ ولَّادُونَ كلَّ مُبارَكٍ، أَمِرُونَ لا یَرِثُونَ سَهمَ القُعْدُدِ و أَنشده ابن بری: أَمِرُونَ ولَّادُونَ كلَّ مُبارَكٍ، طَرِفُونَ … و قال: أَمرون أَی كثیرون. و الطرف: نقیض القُعدد. و رأَیت حاشیة بخط بعض الفضلاء أَن هذا البیت أَنشده المَرْزُبانیُّ فی معجم الشعراء لأَبی وجْزَةَ السعدی فی آل الزبیر. و أَما القُعدد المذموم فهو اللئیم فی حسبه، و القُعْدُد من الأَضداد. یقال للقریب النسب من الجد الأَكبر: قعدد، و للبعید النسب من الجد الأَكبر: قعدد؛ و قال ابن السكیت فی قول البعیث: لَقًی مُقْعَدُ الأَسبابِ مُنْقَطَعٌ به قال: معناه أَنه قصیر النسب من القعدد. و قوله منقَطَعٌ به مُلْقًی أَی لا سَعْیَ له إِن أَراد أَن یسعی لم یكن به علی ذلك قُوَّةُ بُلْقَةٍ أَی شی‌ء یَتَبَلَّغُ به. و یقال: فلان مُقْعَدُ الحَسَبِ إِذا لم یكن له شرف؛ و قد أَقْعَدَه آباؤُه و تَقَعَّدُوه؛ و قال الطرماح یهجو رجلًا: و لكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأْیَه لِئامُ الفُحولِ و ارْتخاضُ المناكِحِ «3» أَی أَقعد حسبه عن المكارم لؤْم آبائه و أُمهاته. ابن الأَعرابی: یقال ورث فلان بالإِقْعادِ، و لا یقال وَرِثه بالقعود. و القُعادُ و الإِقْعادُ: داءٌ یأْخُذُ الإِبل و النجائب فی أَوراكها و هو شبه مَیْل العَجُزِ إِلی الأَرض، و قد أُقْعِدَ البعیر فهو مُقْعَدٌ. و القَعَدُ: أَن یكون بِوَظِیفِ البعیر تَطامُنٌ و اسْتِرْخاء. و الإِقعادُ فی رجل الفرس: أَن تُفْرَشَ «4» جدّاً فلا تَنْتَصِبَ. و المُقْعَدُ: الأَعوج، یقال منه: أُقعِدَ الرجلُ، تقول: متی أَصابك هذا القُعادُ؟ و جملٌ أَقْعَدُ: فی وظِیفَیْ رجلیه كالاسترخاء. و القَعِیدَةُ: شی‌ء تَنْسُجُه النساء یشبه العَیْبَةَ
(3). قوله [و ارتخاض] كذا بالأَصل، و لعله مصحف عن ارتخاص من الرخص ضد الغلاء أو ارتحاض بمعنی افتضاح. (4). و قوله [تفرش] فی الصحاح تقوس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 363
یُجْلَسُ علیه، و قد اقْتَعَدَها؛ قال إِمرؤ القیس: رَفَعْنَ حوایا و اقْتَعَدْنَ قَعائِداً، و حَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِراقِ المُنَمَّقِ و القَعِیدَةُ أَیضاً: مثل الغِرارَةِ یكون فیها القَدِیدُ و الكعكُ، و جمعها قَعائِدُ؛ قال أَبو ذؤیب یصف صائداً: له مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ قَعائِدُ، قد مُلِئْنَ مِنَ الوَشِیقِ و الضمیر فی كسبهن یعود علی سهام ذكرها قبل البیت. و مُعَذْلَجاتٌ: مملوءات. و الوشِیقُ: ما جَفَّ من اللحم و هو القَدِیدُ؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول الراجز: تُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِیر القاعِدِ قال: القاعِدُ الجُوالقُ الممتلئُ حَبًّا كأَنه من امتلائه قاعد. و الجَشِیرُ: الجُوالِقُ. و القَعِیدَةُ من الرمل: التی لیست بمُسْتَطِیلة، و قیل: هی الحبْل اللاطِئُ بالأَرض، و قیل: و هو ما ارْتَكَم منه. قال الخلیل: إِذا كان بیت من الشِّعْر فیه زِحافٌ قیل له مُقْعَدٌ؛ و المُقْعَدُ من الشعر: ما نَقَصَتْ من عَرُوضِه قُوَّة، كقوله: أَ فَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِكِ بنِ زُهَیرٍ تَرْجُو النساءُ عَوَاقِبَ الأَطْهارِ؟ قال أَبو عبید: الإِقواء نقصان الحروف من الفاصلة فَیَنْقُص من عَرُوضِ البیت قُوَّةٌ، و كان الخلیل یسمی هذا المُقْعَدَ. قال أَبو منصور: هذا صحیح عن الخلیل و هذا غیر الزحاف و هو عیب فی الشعر و الزحاف لیس بعیب. الفراء: العرب تقول قَعَدَ فلان یَشْتُمُنی بمعنی طَفِقَ و جَعَل؛ و أَنشد لبعض بنی عامر: لا یُقْنِعُ الجارِیَةَ الخِضابُ، و لا الوِشاحانِ، و لا الجِلْبابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقیَ الأَركابُ، و یَقْعُدَ الأَیْرُ له لُعابُ و حكی ابن الأَعرابی: حَدَّدَ شَفْرَتَه حتی قَعدتْ كأَنها حَربَةٌ أَی صارت. و قال: ثَوْبَكَ لا تَقْعُدُ تَطِیرُ به الریحُ أَی لا تَصِیرُ الریحُ طائرةً به، و نصب ثوبك بفعل مضمر أَی احفظ ثوبك. و قال: قَعَدَ لا یَسْأْلُه أَحَدٌ حاجةً إِلا قضاها و لم یفسره؛ فإِن عنی به صار فقد تقدم لها هذه النظائر و استغنی بتفسیر تلك النظائر عن تفسیر هذه، و إِن كان عنی القعود فلا معنی له لأَن القعود لیست حال أَولی به من حال، أَ لا تری أَنك تقول قعد لا یمر به أَحد إِلا یسبه، و قعد لا یسأَله سائل إِلا حرمه؟ و غیر ذلك مما یخبر به من أَحوال القاعد، و إِنما هو كقولك: قام لا یُسأَلُ حاجَةً إِلا قضاها. و قَعِیدَكَ اللهَ لا أَفعلُ ذلك و قِعْدَك [قَعْدَك؛ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَةَ: قَعِیدَكِ أَن لا تُسْمِعینی مَلامَةً، و لا تَنْكَئِی قَرْحَ الفؤَادِ فَیِیجَعَا و قیل: قَعْدَكَ [قِعْدَكَ اللهَ و قَعیدَكَ اللهَ أَی كأَنه قاعدٌ معك یحفظ علیك قولك، و لیس بقویّ؛ قال أَبو عبید: قال الكسائی: یقال قِعْدكَ الله أَی اللهُ معك؛ قال و أَنشد غیره عن قُرَیْبَةَ الأَعرابیة: قَعِیدَكِ عَمْرَ الله، یا بِنْتَ مالِكٍ، أَ لم تَعْلَمِینا نِعْمَ مَأْوی المُعَصِّبِ قال: و لم أَسمع بیتاً اجتمع فیه العَمْرُ و القَعِیدُ إِلا هذا. و قال ثعلب: قَعْدَكَ [قِعْدَكَ اللهَ و قَعِیدَكَ اللهَ أَی نَشَدْتُكَ اللهَ. و قال: إِذا قلت قَعِیدَكُما الله جاءَ معه الاستفهام و الیمین، فالاستفهام كقوله: قَعِیدَكما اللهَ أَ لم یكن كذا و كذا؟ قال الفرزدق:
لسان العرب، ج‌3، ص: 364
قَعِیدَكما اللهَ الذی أَنْتُما له، أَ لم تَسْمَعا بالبَیْضَتَیْنِ المُنادِیا؟ و القَسَمُ: قَعِیدَكَ اللهَ لأُكْرِمَنَّكَ. و قال أَبو عبید: عَلْیا مُضَر تقول قَعِیدَك لتفعلن كذا؛ قال القَعِیدُ الأَب؛ و قال أَبو الهیثم: القَعِید المُقاعِدُ؛ و أَنشد بیت الفرزدق: قَعیدَكُما اللهَ الذی أَنتما له یقول: أَینما قعدت فأَنت مقاعد لله أَی هو معك. قال: و یقال قَعِیدَك الله لا تَفْعل كذا، و قَعْدَكَ الله، بفتح القاف، و أَما قِعْدَكَ فلا أَعْرِفُه. و یقال: قعد قعداً و قعوداً؛ و أَنشد: فَقَعْدَكِ أَن لا تُسْمِعِینی مَلامَةً قال الجوهری: هی یمین للعرب و هی مصادر استعملت منصوبة بفعل مضمر، و المعنی بصاحبك الذی هو صاحب كل نجوی، كما یقال: نشدتك الله، قال ابن بری فی ترجمة وجع فی بیت متمم بن نویرة: قَعِیدَكِ أَن لا تُسْمِعِینی مَلامَةً قال: قَعِیدَك اللهَ و قَعدك [قِعدك الله استعطاف و لیس بقسم؛ كذا قال أَبو علیّ؛ قال: و الدلیل علی أَنه لیس بقسم كونه لم یُجَبْ بجوابِ القَسَم. و قَعِیدَكَ اللهَ بمنزلة عَمْرَكَ اللهَ فی كونه ینتصب انتصاب المصادر الواقعة موقع الفعل، فعمرك اللهَ واقع موقع عَمَّرَك اللهُ أَی سأَلْتُ اللهَ تَعْمِیرَك، و كذلك قِعْدَكَ اللهَ تَقْدیره قَعَّدْتُك اللهَ أَی سأَلت الله حفظك من قوله: عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمٰالِ قَعِیدٌ أَی حفیظ. و المُقْعَدُ: رجلٌ كان یَرِیشُ السهام بالمدینة؛ قال الشاعر: أَبو سُلَیْمان و رِیشُ المُقْعَدِ و قال أَبو حنیفة: المُقْعدانُ شجر ینبت نبات المَقِرِ و لا مرارة له یخرج فی وسطه قضیب بطول قامة و فی رأْسه مثل ثمرة العَرْعَرَة صُلْبة حمراء یترامی به الصبیان و لا یرعاه شی‌ء. و رجل مُقْعَدُ الأَنف: و هو الذی فی مَنْخِرِه سَعة و قِصَر. و المُقْعَدَةُ: الدَّوْخَلَّةُ من الخُوصِ. و رحًی قاعِدَةٌ: یَطْحَنُ الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بیَدِه. و قال النضر: القَعَدُ العَذِرَةُ و الطَّوْفُ.

قفد؛ ج3، ص: 364

: القَفْدُ: صَفْعُ الرَّأْس ببسط الكف من قِبَلِ القَفا. تقول: قَفَدَه قَفْداً صفع قفاه ببطن الكف. و الأَقْفَدُ: المسترخی العنق من الناس و النعام، و قیل: هو الغلیظ العنق. و‌فی حدیث معاویة: قال ابن المثنی: قلت لأُمیة ما حَطأَنی حَطْأَةً، فقال: قَفَدَنی قفْدَةً؛ القَفْدُ صَفْعُ الرأْس ببسط الكف من قبل القفا. و القفد، بفتح الفاء: أَن یمیل خُفُّ البعیر من الید أَو الرجل إِلی الجانب الإِنسی؛ قَفِدَ، فهو أَقْفَدُ، فإِن مال إِلی الوحْشِیّ، فهو أَصْدَفُ؛ قال الراعی: مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعْیُنُهُمْ، قُفْدِ الأَكُفِّ، لِئامٍ غیرِ صُیَّابِ و قیل: القَفَدُ أَن یُخْلَقَ رأْس الكفِّ و القَدَمِ مائلًا إِلی الجانب الوحشیّ. و قیل: القَفَدُ فی الإِنسان أَن یُری مُقَدَّمُ رجله من مؤَخَّرِها من خلفه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أُقَیْفِدُ حَفَّادٌ علیه عَباءةٌ كَساها مَعَدَّیْهِ مُقاتَلَة الدَّهْرِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 365
و هو فی الإِبل یُبْسُ الرجْلَیْنِ من خِلقَةٍ، و فی الخیل ارتفاع من العُجایَةِ و أَلْیَة الحافر و انتصابُ الرُّسْغِ و إِقبْالُه علی الحافر، و لا یكون ذلك إِلا فی الرجل. قَفِدَ قَفَداً، و هو أَقْفَدُ و هو عیب؛ و قیل: الأَقفد من الناس الذی یمشی علی صدور قدمیه من قبل الأَصابع و لا تبلغ عقباه الأَرض، و من الدوابِّ المُنْتَصِبُ الرسْغِ فی إِقبال علی الحافر. یقال: فرس أَقْفَدُ بَیِّنُ القَفَدِ و هو عیب من عیوب الخیل؛ قال: و لا یكون القَفَدُ إِلا فی الرجل. ابن شمیل: القَفَدُ یُبْس یكون فی رُسْغِه كأَنه یَطَأُ علی مُقَدَّمِ سُنْبُكِه. و عبد أَقْفَدُ كَزُّ الیَدَیْنِ و الرجلین قصیر الأَصابع. قال اللیث: الأَقفد الذی فی عقبه استرخاء من الناس؛ و الظَّلِیم أَقفد، و امرأَة قَفْداءُ. و الأَقْفَدُ من الرجال: الضعیف الرِّخْوُ المفاصلِ؛ و قَفِدَتْ أَعضاؤه قَفَداً. و القَفَدانَةُ: غِلافُ المُكْحُلَةُ یُتَّخَذ من مَشاوِبَ و ربما اتُّخِذَ من أَدیم. و القَفَدانَة و القَفَدان: خَریطة من أَدَم تتخذ للعطر، بالتحریك، فارسی معرب؛ قال ابن درید: هی خریطة العَطَّار؛ قال یصف شِقْشِقَة البعیر: فی جَوْنَةٍ كَقَفَدانِ العَطَّار عنی بالجونة هاهنا الحمراء. و القَفَدُ: جنس من العِمَّة. و اعْتَمَّ القَفَدَ و القَفْداءَ إِذا لَوَی عِمامَته علی رأْسه و لم یَسْدُلْها؛ و قال ثعلب: هو أَن یعتم علی قَفْدِ رأْسِه و لم یفسر القَفْد. التهذیب: و العِمَّة القَفْداءُ معروفة و هی غیر المَیْلاءِ.قال أَبو عمرو: كان مصعب بن الزبیر یعتم القفداء، و كان محمد بن سعد بن أَبی وقاص الذی قتله الحجاج یعتم المیلاء.

قفعد؛ ج3، ص: 365

: القَفَعْدَد: القَصِیرُ، مثل به سیبویه و فسره السیرافی.

قفند؛ ج3، ص: 365

: التهذیب فی الرباعی القَفَنَّدُ: الشدید الرأْس.

قلد؛ ج3، ص: 365

: قَلَد الماءَ فی الحَوْضِ و اللبن فی السقاء و السمْنَ فی النِّحْی یَقْلِدهُ قَلْداً: جمعه فیه؛ و كذلك قَلَد الشرابَ فی بَطْنِه. و القَلْدُ: جمع الماء فی الشی‌ء. یقال: قَلَدْتُ أَقْلِدُ قَلْداً أَی جمعت ماء إِلی ماء. أَبو عمرو: هم یَتَقالَدون الماء و یتَفَارطُون و یَتَرَقَّطون و یَتَهاجَرون و یتفارَصُونَ و كذلك یَترافَصُون أَی یتناوبون. و‌فی حدیث عبد الله بن عمرو: أَنه قال لِقَیِّمِه علی الوهط: إِذا أَقَمْتَ قِلْدَكَ من الماء فاسقِ الأَقْرَبَ فالأَقرب؛ أَراد بِقِلْدِه یوم سَقْیِه ماله أَی إِذا سقیت أَرْضَك فأَعْطِ من یلیك. ابن الأَعرابی: قَلَدْتُ اللبن فی السقاء و قَرَیْتُه: جمعته فیه. أَبو زید: قَلَدْتُ الماء فی الحوض و قَلَدْت اللبن فی السقاء أَقْلِدُه قَلْداً إِذا قَدَحْتَ بقدَحِكَ من الماء ثم صَبَبْتَه فی الحوض أَو فی السقاء. و قَلَدَ من الشراب فی جوفه إِذا شرب. و أَقْلَدَ البحرُ علی خلق كثیر: ضمّ علیهم أَی غَرَّقهم، كأَنه أُغْلِقَ علیهم و جعلهم فی جوفه؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت: تُسَبِّحُه النِّینانُ و البَحْرُ زاخِراً، و ما ضَمَّ مِنْ شَی‌ءٍ، و ما هُوَ مُقْلِدُ و رجل مِقْلَدٌ: مَجْمَعٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: جانی جَرادٍ فی وعاء مِقْلَدَا و المِقْلَدُ: عَصاً فی رأْسها اعْوِجاجٌ یُقْلَدُ بها الكلأُ كما یُقْتَلَدُ القَتُّ إِذا جُعِلَ حبالًا أَی یُفْتَلُ، و الجمع المَقالِیدُ. و المِقْلَدُ: المنْجَلُ یقطع به القتُّ؛ قال الأَعشی:
لسان العرب، ج‌3، ص: 366
لَدَی ابنِ یزیدٍ أَو لَدَی ابن مُعَرِّفٍ، یَقُتُّ لها طَوْراً، و طَوْراً بمِقْلَدِ و المِقْلَدُ: مِفتاح كالمِنْجَلِ، و قیل: الإِقْلیدُ مُعَرَّبٌ و أَصله كِلِیذ. أَبو الهیثم: الإِقْلِیدُ المِفْتاحُ و هو المِقْلِیدُ. و‌فی حدیث قَتْلِ ابن أَبی الحُقَیْق: فقمت إِلی الأَقالِیدِ فأَخذْتُها؛ هی جمع إِقْلِید و هی المفاتِیحُ. ابن الأَعرابی: یقال للشیخ إِذا أَفْنَدَ: قد قُلِّدَ حَبلَه فلا یُلْتَفَتُ إِلی رأْیه. و القَلْدُ: إِدارَتُك قُلْباً علی قُلْبٍ من الحُلیِّ و كذلك لَیُّ الحَدیدةِ الدقیقة علی مثلها. و قَلَدَ القُلْبَ علی القُلْبِ یَقْلِدُه قَلْداً: لواه و كذلك الجَرِیدة إِذا رَقَّقَها و لواها علی شی‌ء. و كل ما لُوِیَ علی شی‌ءٍ، فقد قُلِدَ. و سِوارٌ مَقْلودٌ، و هو ذو قُلْبَینِ مَلْوِیَّیْنِ. و القَلْدُ: لَیُّ الشی‌ءِ علی الشی‌ء؛ و سوارٌ مَقْلُودٌ و قَلْدٌ: مَلْوِیٌّ. و القَلْدُ: السِّوارُ المَفْتُولُ من فضة. و الإِقْلِیدُ: بُرَة الناقة یُلْوَی طرفاها. و البرَةُ التی یُشَدُّ فیها زمام الناقة لها إِقلید، و هو طَرَفها یُثْنی علی طرفها الآخر و یُلْوَی لَیاً حتی یَسْتَمْسِك. و الإِقْلِیدُ: المِفتاحُ، یمانیة؛ و قال اللحیانی: هو المفتاح و لم یعزها إِلی الیمن؛ و قال تبَّعٌ حین حج البیت: و أَقَمْنا به من الدَّهْر سَبْتاً، و جَعَلْنا لِبابِهِ إِقْلِیدَا سَبْتاً: دَهْراً و یروی ستاً أَی ست سنین. و المِقْلدُ و الإِقْلادُ: كالإِقْلِیدِ. و المِقْلادُ: الخِزانةُ. و المَقالِیدُ: الخَزائِنُ؛ و قَلَّدَ فلانٌ فلاناً عَمَلَا تَقْلِیداً. و قوله تعالی: لَهُ مَقٰالِیدُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ*؛ یجوز أَن تكون المَفاتیحَ و معناه له مفاتیح السماوات و الأَرض، و یجوز أَن تكون الخزائن؛ قال الزجاج: معناه أَن كل شی‌ء من السماوات و الأَرضِ فالله خالقه و فاتح بابه؛ قال الأَصمعی: المقالِیدُ لا واحدَ لها. و قَلَدَ الحبْلَ یَقْلِدُه قَلْداً: فَتلَه. و كلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ من الحبْلِ علی قوّة، فهو قَلْدٌ، و الجمع أَقْلادٌ و قُلُودٌ؛ قال ابن سیدة: حكاه أَبو حنیفة. و حَبْلٌ مَقْلُودٌ و قَلِیدٌ. و القَلِیدُ: الشَّریطُ، عَبْدِیَّة. و الإِقْلِیدُ: شَرِیطٌ یُشَدُّ به رأْس الجُلَّة. و الإِقْلِیدُ: شی‌ء یطول مثل الخیط من الصُّفْر یُقْلَدُ علی البُرَة و خَرْقِ القُرْط «5»، و بعضهم یقول له القلاد یُقْلَدُ أَی یُقَوّی. و القِلادَة: ما جُعِل فی العُنُق یكون للإِنسان و الفرسِ و الكلبِ و البَدَنَةِ التی تُهْدَی و نحوِها؛ و قَلَّدْتُ المرأَةَ فَتَقَلَّدَتْ هی. قال ابن الأَعرابی: قیل لأَعرابی: ما تقول فی نساء بنی فلان؟ قال: قلائِدُ الخیل أَی هنَّ كِرامٌ و لا یُقَلَّدُ من الخیل إلا سابق كریم. و‌فی الحدیث: قَلِّدُوا الخیلَ و لا تُقَلِّدُوها الأَوتارَ‌أَی قَلِّدُوها طلبَ أَعداء الدین و الدفاعَ عن المسلمین، و لا تُقَلِّدُوها طلب أَوتارِ الجاهلیة و ذُحُولها التی كانت بینكم، و الأَوتار: جمع وِتر، بالكسر، و هو الدم و طلب الثأْر، یرید اجعلوا ذلك لازماً لها فی أَعناقها لُزومَ القلائد لِلأَعْناقِ؛ و قیل: أَراد بالأَوتار جمع وَتَرِ القَوْس أَی لا تجعلوا فی أَعناقها الأَوتار فتختَنِقَ لأَن الخیل ربما رعت الأَشجار فَنَشِبَتِ الأَوتارُ ببعض شُعَبِها فَخَنَقَتْها؛ و قیل إِنما نهاهم عنها لأَنهم كانوا یعتقدون أَن تقلید الخیل بالأَوتار یدفع عنها العین و الأَذی فیكون كالعُوذةِ
(5). قوله [و خرق القرط] هو بالراء فی الأَصل و فی القاموس و خوق بالواو، قال شارحه أی حلقته و شنفه، و فی بعض النسخ بالراء.
لسان العرب، ج‌3، ص: 367
لها، فنهاهم و أَعلمهم أَنها لا تدفع ضَرَراً و لا تَصْرِفُ حَذراً؛ قال ابن سیدة: و أَما قول الشاعر: لَیْلی قَضِیبٌ تحتَه كَثِیبُ، و فی القِلادِ رَشَأٌ رَبِیبُ فإِما أَن یكون جَعَلَ قِلاداً من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء كتمرة و تمر، و إِما أَن یكون جمع فِعالَةً علی فِعالٍ كَدِجاجَةٍ و دِجاجٍ، فإِذا كان ذلك فالكسرة التی فی الجمع غیر الكسرة التی فی الواحد، و الأَلف غیر الأَلف. و قد قَلَّدَه قِلاداً و تَقَلَّدَها؛ و منه التقلِیدُ فی الدین و تقلیدُ الوُلاةِ الأَعمالَ، و تقلیدُ البُدْنِ: أَن یُجْعَلَ فی عُنُقِها شِعارٌ یُعْلَمُ به أَنها هَدْی؛ قال الفرزدق: حَلَفتُ بِرَبِّ مكةَ و المُصَلَّی، و أَعْناقِ الهَدیِّ مُقلَّداتِ و قَلَّدَه الأَمرَ: أَلزَمه إِیاه، و هو مَثَلٌ بذلك. التهذیب: و تقلِیدُ البدَنَةِ أَن یُجْعَلَ فی عنقها عُرْوةُ مَزادة أَو خَلَقُ نَعْل فیُعْلم أَنها هدی؛ قال الله تعالی: وَ لَا الْهَدْیَ وَ لَا الْقَلٰائِدَ؛ قال الزجاج: كانوا یُقَلِّدُون الإِبل بِلِحاءِ شجر الحرم و یعتصمون بذلك من أَعدائهم، و كان المشركون یفعلون ذلك، فأُمِرَ المسلمون بأَن لا یُحِلُّوا هذه الأَشیاء التی یتقرب بها المشركون إِلی الله ثم نسخ ذلك ما ذكر فی الآیة بقوله تعالی: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ. و تَقَلَّدَ الأَمرَ: احتمله، و كذلك تَقَلَّدَ السَّیْفَ؛ و قوله: یا لَیْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا مُتَقَلِّداً سَیْفاً وَ رُمْحَا أَی و حاملًا رُمْحاً؛ قال: و هذا كقول الآخر: عَلَفْتُها تِبْناً و ماءً بارِدَا أَی و سقیتها ماء بارداً. و مُقَلَّدُ الرجل: موضع نِجاد السیف علی مَنْكِبَیْه. و المُقَلَّدُ من الخیل: السابِقُ یُقَلَّدُ شیئاً لیعرف أَنه قد سبق. و المُقَلَّدُ: موضع. و مُقَلَّداتُ الشِّعْرِ: البَواقِی علی الدَّهْرِ. و الإِقْلِیدُ: العُنُقُ، و الجمع أَقْلاد، نادِر. و ناقة قَلْداءُ: طویلة العُنُق. و القِلْدَة: القِشْدة و هی ثُفْلُ السمن و هی الكُدادَةُ. و القِلْدَةُ: التمر و السوِیقُ یُخَلَّصُ به السمن. و القِلْدُ، بالكسر، من الحُمَّی: یومُ إِتْیانِ الرِّبْع، و قیل: هو وقت الحُمَّی المعروفُ الذی لا یكاد یُخْطِئُ، و الجمع أَقلاد؛ و منه سمیت قَوافِلُ جُدَّة قِلْداً. و یقال: قَلَدتْه الحُمَّی أَخَذَته كل یوم تَقْلِدُه قَلْداً. الأَصمعی: القِلْدُ المَحْمومُ یومَ تأْتیه الرِّبْع. و القِلْدُ: الحَظُّ من الماء. و القِلْدُ: سَقْیُ السماء. و قد قَلَدَتْنا و سقتنا السماء قَلْداً فی كل أُسْبوع أَی مَطَرَتْنا لوقت. و‌فی حدیث عمر: أَنه استسقی قال: فَقَلَدَتْنا السماء قَلْداً كل خمس عشْرةَ لیلة‌أَی مَطَرَتْنا لوقت معلوم، مأْخوذ من قِلْدِ الحُمَّی و هو یومُ نَوْبَتِها. و القَلْدُ [القِلْدُ: السَّقْیُ. یقال: قَلَدْتُ الزرعَ إِذا سَقَیْتَه. قال الأَزهری: فالقَلْدُ المصدر، و القِلْدُ الاسم، و القِلْدُ یومُ السَّقْیِ، و ما بین القِلْدَیْنِ ظِمْ‌ءٌ، و كذلك القِلْد یومُ وِرْدِ الحُمَّی. الفراء: یقال سقَی إِبِلَهُ قلْداً و هو السقی كل یوم بمنزلة الظاهرة. و یقال: كیف قَلْد نخل بنی فلان؟ فیقال: تَشْرَبُ فی كل عشْرٍ مرة. و یقال: اقْلَوَّدَه النعاسُ إِذا غشیه و غَلبه؛ قال الراجز: و القومُ صَرْعَی مِن كَرًی مُقْلَوِّد
لسان العرب، ج‌3، ص: 368
و القِلد: الرُّفْقَة من القوم و هی الجماعة منهم. و صَرَّحَتْ بِقِلندان أَی بِجِدٍّ؛ عن اللحیانی. قال: و قُلُودِیَّةُ «1» من بلاد الجزیرة. الأَزهری: قال ابن الأَعرابی: هی الخُنْعُبَةُ و النُّونَةُ و الثُّومَةُ و الهَزْمَةُ و الوَهْدَةُ و القَلْدَةُ و الهَرْتَمَةُ و الحَثْرَمة [الحِثْرَمة [الحَثْرِمة [الحِثْرِمة و العَرْتَمَةُ؛ قال اللیث: الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ ما بین الشاربین بِحیال الوَتَرة.

قلعد؛ ج3، ص: 368

: اقْلَعَدَّ الشعَر كاقْلَعَطَّ: جَعُد، و سنذكره فی ترجمة قَلْعَطَ إِن شاء الله.

قمد؛ ج3، ص: 368

: اللیث: القُمُدُّ: القویُّ الشدیدُ. و یقال: إِنه لَقُمُدٌّ قُمْدُدٌ و امرأَة قُمُدَّةٌ. و القُمُودُ: شِبه العُسُوِّ من شدّةِ الإِباءِ. یقال: قَمَدَ یَقْمُدُ قَمْداً و قُمُوداً: جامع فی كل شی‌ء. ابن سیدة: قَمَدَ یَقْمُدُ قَمْداً و قُمُوداً: أَبَی و تمنع. و الأَقْمَدُ: الضخْمُ العُنقِ الطوِیلُها، و قیل: هو الطویل عامّة؛ و امرأَة قَمْداءُ؛ قال رؤبة: و نحنُ، إِنْ نُهْنِهَ ذَوْدُ الذَّوّاد، سَواعِدُ القومِ و قُمْدُ الأَقْماد أَی نحن غُلْبُ الرِّقاب. و ذكَرٌ قُمُدٌّ: صُلْبٌ شدیدُ الإِنْعاظِ؛ و قیل: القُمُدُّ اسم له. و رجل قُمْدٌ و قُمُدٌّ و قُمْدُدٌ و قمُدَّانٌ و قمُدَّانِیٌّ: قویّ شدید صُلْب، و الأُنثی قُمُدَّانَةٌ و قُمُدَّانِیَّةٌ. و القَمْدُ: الإِقامةُ فی خیر أَو شر. و القُمُدُّ: الغلیظ من الرجال. و اقْمَهَدَّ البعیر: رفع رأْسه، بزیادة الهاء، و سیأْتی ذكره.

قمحد؛ ج3، ص: 368

: القَمَحْدُوَةُ: الهَنَةُ الناشزة فوق القفا، و هی بین الذؤابة و القفا منحدرة عن الهامة إِذا استلقی الرجل أَصابت الأَرض من رأْسه، قال: و الجمع قَماحِدُ؛ قال: فإِنْ یُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحُورِهْم، و إِنْ یُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالی القَماحِدِ و القَمَحْدُوَةُ أَیضاً: أَعْلی القَذالِ. قال سیبویه: صحت الواو فی قَمَحْدُوَة لأَن الإِعراب لم یقع فیها و لیست بِطَرَف، فیكون من باب عَرْقُوَة. أَبو زید: القَمَحْدُوَةُ ما أَشرف علی القفا من عظْم الرأْسِ و الهامةُ فوقها، و القَذالُ دونَها مما یَلِی المَقَدَّ. الأَزهری: القَمَحْدُوَةُ مؤَخَّرُ القَذالِ و هی صفحة ما بین الذؤَابة و فَأْسِ القَفا، و یُجْمَعُ قَماحِیدَ و قَمَحْدُوات.

قمعد؛ ج3، ص: 368

: اقْمَعَدَّ الرجلُ: كاقْمَعَطَّ؛ قال الأَزهری: كلمته فاقْمَعَدَّ اقْمِعْداداً. و المُقْمَعِدُّ: الذی تكلمه بجهدك فلا یلین لك و لا ینقاد، و هو أَیضاً الذی عظم أَعلی بطنه و اسْتَرْخَی أَسْفَلُه.

قمهد؛ ج3، ص: 368

: اقْمَهَدَّ الرجلُ اقْمِهْداداً إِذا رفع رأْسه؛ و كذلك البعیر. و اقْمَهَدَّ أَیضاً: مات؛ قال: فإِنْ تَقْمَهِدِّی أَقْمَهِدّ مكانِیا الأَزهری: المُقْمَهِدُّ المُقِیمُ فی مكان واحد لا یبرح؛ و استشهد هو أَیضاً بقوله: فإِنْ تَقْمَهِدِّی أَقْمَهِدّ و القَمْهَدُ: الرجل اللئیمُ الأَصل القبیح الوجه. و الاقْمِهْدادُ: شبه ارْتِعادٍ فی الفَرْخِ إِذا زَقَّه أَبواه فتراه یَكْوَهِدُّ إِلیهما و یَقْمَهِدُّ نحوهما.

قند؛ ج3، ص: 368

: القَنْدُ و القَنْدَةُ و القِنْدِیدُ كله: عُصارة قصَب السُّكَّر إِذا جَمُدَ؛ و منه یتخذ الفانیذُ. و سویق مَقْنُودٌ و مُقَنَّدٌ: معمول بالقِنْدِیدِ، قال ابن مقبل:
(1). و قوله [و قلودیة] كذا ضبط بالأَصل و فی معجم یاقوت بفتحتین فسكون و یاء مخففة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 369
أَشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَناتٍ و نِسْوَةٍ بِكِرْمانَ یَعْتَفْنَ السَّوِیقَ المُقَنَّدا «1» و القَنْدُ: عسَل قصَب السُّكَّرِ. و القِنْدِدُ: حال الرجل، حَسَنة كانت أَو قبیحة. و القِنْدِیدُ: الوَرْسُ الجَیِّدُ. و القِنْدِیدُ: الخمر. قال الأَصمعی: هو مثل الإِسْفَنْطِ [الإِسْفِنْطِ؛ و أَنشد: كأَنها فی سَیاعِ الدَّنِّ قِنْدِیدُ و ذكره الأَزهری فی الرباعی؛ و قیل: القِنْدِیدُ عصیر عنب یطبخ و یجعل فیه أَفواهٌ من الطیب ثم یُفْتَقُ، عن ابن جنی، و یقال إِنه لیس بخمرٍ. أَبو عمرو: هی القِنْدِیدُ و الطَّابَةُ و الطَّلَّةُ و الكَسِیسُ و الفَقْدُ و أُمُّ زَنْبَق و أُمُّ لَیْلَی و الزَّرْقاءُ للخمر. ابن الأَعرابی: القنادِیدُ الخُمُورُ، و القنادیدُ الحالات، الواحد منها قِنْدِید. و القِنْدِیدُ أَیضاً: العَنْبَرُ؛ عن كراع؛ و به فسر قول الأَعشی: بِبابِلَ لم تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ، تُخالِطُ قِنْدیداً و مِسْكاً مُخَتَّما و قَنْدَةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبی حنیفة. و أَبو القُنْدَینِ: كُنْیة الأَصمعی؛ قالوا: كنی بذلك لعظم خُصْیَیْه؛ قال ابن سیدة: لم یحك لنا فیه أَكثر من ذلك و القضیة تُؤْذن أَن القُنْد الخُصْیة الكبیرة. و ناقة قِنْدَأْوَةٌ و جمل قِنْدَأْوٌ أَی سرِیعٌ. أَبو عبیدة: سمعت الكسائی یقول: رجل قِنْدَأْوةٌ و سِنْدَأْوَةٌ و هو الخفیف؛ و قال الفراء: هی من النُّوق الجَرِیئةُ. شمر: قِنْدَاوة یهمز و لا یهمز. أَبو الهیثم: قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، و كذلك سِنْداوَةٌ و عِنْداوَةٌ. اللیث: القِنْدَأْوُ: السی‌ءُ الخُلُق و الغذاء؛ و أَنشد: فجاءَ به یُسَوِّقُه، و رُحْنا به فی البَهْم قِنْدَأْواً بَطِینا و قَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ أَی حادّة. و غیره یقول: فندأْوة، بالفاء. أَبو سعید: فَأْسٌ فِنْدَأْوَةٌ و قِنْدَأْوَةٌ أَی حدیدة، و قال أَبو مالك: قدوم قِندأْوة حادّة.

قندد؛ ج3، ص: 369

: التهذیب فی الرباعی: القِنْدِدُ حالُ الرجل. و القِنْدِیدُ: الخمر.

قنفد؛ ج3، ص: 369

: القُنْفُدُ: لغة فی القُنْفُذِ؛ حكاها كراع عن قطرب.

قهد؛ ج3، ص: 369

: القَهْدُ: النَّقِیُّ اللوْنِ. و القَهْدُ: الأَبیض، و خص بعضهم به البِیضَ من أَولاد الظِّباءِ و البَقَر. و القَهْدُ: من أَولاد الضأْنِ یَضْرِبُ إِلی البیاض، و یقال لولد البقرة قَهد أَیضاً. و الساجِسِیَّةُ: غنم تكون بالجزیرة؛ و أَنشد: نَقُودُ جِیادَهُنَّ و نَفْتَلِیها، و لا نَعْدُو التُّیُوسَ و لا القِهادا و قیل: القِهادُ شاءٌ حِجازیة سُكُّ الأَذناب؛ و أَنشد الأَصمعی للحطیئة: أَ تَبْكی أَن یُساقَ القَهْدُ فِیكُم؟ فَمَنْ یَبْكی لأَهْلِ السَّاجِسیِّ؟ و قیل: القَهْدُ الصغیر من البقر اللطیفُ الجسم؛ و یقال: القهد القصیر الذنب، و قیل: القَهْدُ غنم سُود بالیمن و هی الخرف «2» و القَهْدُ: ضرب من الضأْن یعلوهن حمرة و تَصْغُر آذانهن، و قیل: القهد من الضأْن الصغیر الأُحَیْمِر الأُكَیْلِفُ الوجهِ من شاءِ الحجاز. و قال ابن جبلة: القَهد الذی لا قرن له.
(1). قوله [یعتفن] فی الأساس یسقین. (2). قوله [و هی الخرف] كذا فی الأَصل بالخاء المعجمة و الراء. و فی القاموس الخذف قال شارحه بفتح الخاء و سكون الذال المعجمتین و آخره فاء، هكذا فی النسخ و فی بعضها خرف بالراء بدل الذال و مثله فی اللسان و كل ذلك لیس بوجه و الصواب الحذف بالمهملة ثم المعجمة محركة كما هو نص الصاغانی.
لسان العرب، ج‌3، ص: 370
و القهد: الجُؤْذَرُ؛ عن أَبی عبیدة؛ قال الراعی: و ساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ، بَیْنی و بینَها بِرَعْنِ أَشاءٍ، كلُّ ذی جُدَدٍ قَهْد و قیل: القَهْدُ ولد الضأْن إِذا كان كذلك، و جمع كل ذلك قِهاد. الجوهری: القَهْد مثل القَهْب و هو الأَبیض الكَدِر. و قال أَبو عبید: أَبیض و قَهْب و قَهْد بمعنی واحد؛ و قال لبید: لمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كواسِبُ، لا یُمَنُّ طَعامُها وصَف بقرةً وحشیة أَكلت السباعُ ولدَها فجعله قَهْداً لبیاضه. التهذیب: قَهَد فی مشیه إِذا قارب خَطْوَه و لم ینبسط فی مشیه، و هو من مَشْیِ القِصار. و القَهْدُ: النَّرْجِسُ إِذا كان جُنْبذاً لم یَتَفَتَّحْ، فإِذا تَفَتَّح فهی التفاتیحُ و التفاقیحُ و العُیون. و القِهادُ: اسم موضع.

قهمد؛ ج3، ص: 370

: القَهْمَدُ: اللئیم الأَصل الدنِی‌ءُ، و قیل: هو الدَّمِیمُ الوجه.

قود؛ ج3، ص: 370

: القَوْدُ: نقیض السَّوْق، یَقُودُ الدابَّة من أَمامِها و یَسُوقُها من خَلْفِها، فالقَوْدُ من أَمام و السَّوْقُ من خَلْف. قُدْتُ الفرس و غیره أَقُودهُ قَوْداً و مَقادَة و قَیْدُودة، و قاد البعیرَ و اقْتادَه: معناه جَرَّه خلفه. و‌فی حدیث الصلاة: اقْتادوا رَواحِلَهم؛ قاد الدابةَ قَوْداً، فهی مَقُودة و مَقْوُودَة؛ الأَخیرة نادرة و هی تمیمیة، و اقْتادَها و الاقْتِیادُ و القَوْدُ واحد، و اقْتادَهُ و قادَهُ بمعنی. و قَوَّدَهُ: شدِّدَ للكثرة. و القَوْدُ: الخیل، یقال: مَرَّ بنا قَوْد. الكسائی: فرس قَوُودٌ، بلا همز، الذی ینقاد، و البعیر مثله، و القَوْد من الخیل التی تُقادُ بِمَقاوِدِها و لا تركب، و تكون مُودَعَة مُعَدّة لوقت الحاجة إِلیها. یقال: هذه الخیلُ قَوْدُ فلان القائِد، و جمع قائد الخیل قادَة و قُوَّاد، و هو قائد بَیِّن القِیادة، و القائِدُ واحد القُوَّاد و القادةِ؛ و رجل قائد من قوم قُوَّد و قُوَّاد و قادة. و أَقاده خیلًا: أَعطاه إِیاها یَقُودها، و أَقَدْتُك خیلًا تَقُودُها. و المِقْوَدُ و القِیادُ: الحبل الذی تقود به. الجوهری: المقود الحبل یشدّ فی الزِّمام أَو اللِّجامِ تُقاد به الدابَّة. و المِقْوَدُ: خَیْط أَو سیر یجعل فی عنق الكلب أَو الدابة یقاد به. و فلان سَلِسُ القِیاد و صَعْبُه، و هو علی المثل. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: فمن اللَّهِج باللذةِ السَّلِس القِیادِ للشَّهْوَةِ، و استعمل أَبو حنیفة القِیادَ فی الیعاسِیب فقال فی صِفاتها: و هی مُلوك النحل و قادَتُها. و‌فی حدیث السَّقِیفَةِ: فانطلق أَبو بكر و عمر یَتَقاودان حتی أَتَوْهُم‌أَی یَذْهبان مُسْرِعَین كأَن كل واحد منهما یَقُودُ الآخرَ لسُرْعَتِه. و أَعطاه مَقادَتَه: انقادَ له. و الانقیادُ: الخُضوعُ. تقول: قُدْتُهُ فانقادَ و استقادَ لی إِذا أَعطاك مَقادتَه، و‌فی حدیث علیّ: قُرَیْشٌ قادَة ذادَة‌أَی یَقُودونَ الجُیُوشَ، و هو جمع قائِدٍ. و‌روی أَنَّ قُصَیّاً قَسَمَ مَكارِمَه فأَعْطی قَوْدَ الجُیُوشِ عبدَ منافٍ، ثم وَلِیَها عبدُ شَمْسٍ، ثم أُمیة بن حرب، ثم أَبو سفیان.و فرس قَؤُود: سَلِسٌ مُنْقادٌ. و بعیر قَؤُود و قیِّدٌ و قَیْدٌ، مثل مَیْت، و أَقْوَدُ: ذلیل مُنْقاد، و الاسم من ذلك كله القِیادةُ. و جعلته مَقادَ المُهْرِ أَی علی الیمین لأَن المهر أَكثر ما
لسان العرب، ج‌3، ص: 371
یُقادُ علی الیمین؛ قال ذو الرمة: و قد جَعَلُوا السَّبِیَّةَ عن یمینٍ مَقادَ المُهْرِ، و اعْتَسَفُوا الرِّمالا و قادت الریحُ السحابَ علی المَثَل؛ قالت أُم خالد الخثعمیة: لَیْتَ سِماكِیّاً یَحارُ رَبابُه، یُقادُ إِلی أَهلِ الغَضا بِزِمامِ و أَقادَ الغَیثُ؛ فهو مُقِیدٌ إِذا اتسع؛ و قول تمیم بن مقبل یصف الغیث: سَقاها، و إِن كانتْ عَلَیْنا بَخِیلَةً، أَغَرُّ سِماكِیٌّ أَقادَ و أَمْطَرَا قیل فی تفسیره: أَقاد اتَّسَع، و قیل: أَقاد أَی صار له قائد من السحاب بین یدیه؛ كما قال ابن مقبل أَیضاً: له قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ، و خَلْفَه رَوایا یُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرا أَراد: له قائدٌ دُهْمٌ رَبابُه فلذلك جَمَع. و أَقادَ: تقدَّم و هو مما ذكر كأَنه أَعطَی مَقادَتَه الأَرضَ فأَخَذَتْ منها حاجتها؛ و قول رؤبة: أَتْلَع یَسْمُو بِتَلِیلٍ قَوَّاد قیل فی تفسیره: مُتَقَدّم. و یقال: انقادَ لی الطریق إِلی موضع كذا انقِیاداً إِذا وَضَح صَوْبُه؛ قال ذو الرمة فی ماءٍ وَرَدَه: تَنَزَّلَ عن زَیْزَاءَةِ القُفِّ، و ارْتَقَی عن الرَّمْلِ، فانقادَتْ إِلیه الموارِدُ قال أَبو منصور: سأَلتُ الأَصمعی عن معنی و انقادتْ إِلیه المَواردُ، قال: تتابَعَتْ إِلیه الطُّرُقُ. و القائدةُ من الإِبلِ: التی تَقَدَّمُ الإِبِلَ و تَأْلَفُها الأَفْتاءُ. و القَیِّدَةُ من الإِبل: التی تُقادُ للصَّیْدِ یُخْتَلُ بها، و هی الدَّرِیئة. و القائدُ من الجَبَل: أَنْفُه. و قائد الجبل: أَنْفُه. و كلُّ مستطیلٍ من الأَرضِ: قائدٌ. التهذیب: و القِیادَةُ مصدر القائدِ. و كلُّ شی‌ءٍ من جَبَلٍ أَو مُسَنَّاةٍ كان مستطیلًا علی وجه الأَرض، فهو قائدٌ و ظهر من الأَرض یَقُودُ و یَنْقادُ و یَتَقاوَدُ كذا و كذا میلًا. و القائدَةُ: الأَكمَةُ تمتدُّ علی وجه الأَرض. و القَوْداءُ: الثَّنِیَّةُ الطویلةُ فی السماءِ؛ و الجبل أَقْوَدُ. و هذا مكان یَقُودُ من الأَرض كذا و كذا و یقتادُه أَی یُحاذِیه. و القائدُ: أَعظم فُلْجانِ الحَرْثِ؛ قال ابن سیدة: و إِنما حملناه علی الواو لأَنها أَكثر من الیاء فیه. و الأَقْوَدُ: الطویلُ العُنُق و الظهر من الإِبلِ و الناس و الدوابِّ. و فرس أَقْوَدُ: بَیِّن القَوَد؛ و ناقة قَوْداءُ؛ و فی قصید كعب: و عَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِیلُ القَوْداءُ: الطویلة؛ و منه رمل مُنْقادٌ أَی مُسْتطِیلٌ؛ و خیل قُبٌّ قُودٌ، و قد قَوِد قَوَداً. و الأَقْوَدُ: الجبَلُ الطویل. و القَیْدُود: الطویل، و الأُنثی قَیْدُودة. و فرس قَیْدُودٌ: طویلة العُنُق فی انحناء؛ قال ابن سیدة: و لا یوصَفُ به المذكر. و القَیادِیدُ: الطِّوالُ من الأُتُن، الواحد قَیْدُود؛ و أَنشد لذی الرمة: راحَتْ یُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وُسِقَتْ له الفَرائِشُ، و القُبُّ القَیادِیدُ و الأَقْوَدُ من الرجال: الشدیدُ العنُق، سمی بذلك لقلة التفاته؛ و منه قیل للبخیل علی الزاد: أَقود لأَنه لا یتَلَفَّتُ عند الأَكل لئلا یری إِنساناً فیحتاج أَن یَدْعُوَه. و رجل أَقْوَدُ: لا یتلفت؛ التهذیب: و الأَقود من الناس الذی إِذا أَقبَل علی الشی‌ء بوجهه لم
لسان العرب، ج‌3، ص: 372
یَكَدْ یصرف وجهه عنه؛ و أَنشد: إِنَّ الكَریمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَه، و إِنَّ اللئِیمَ دَائِمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ ابن شمیل: الأَقْوَدُ من الخیل الطویلُ العُنُق العظیمُه. و القَوَدُ: قَتْلُ النفْسِ بالنفسِ، شاذٌّ كالحَوَكَة و الخَوَنَة؛ و قد استَقَدْتُه فأَقادنی. الجوهری: القَوَدُ القِصاصُ. و أَقَدْتُ القاتِلَ بالقتیل أَی قَتَلْتُه به. یقال: أَقاده السلطان من أَخیه. و استقدت الحاكم أَی سأَلته أَن یُقِیدَ القاتلَ بالقتیل. و‌فی الحدیث: من قَتَلَ عَمْداً، فهو قَوَدٌ؛ القَوَدُ: القِصاصُ و قَتْلُ القاتِلِ بدل القتیل؛ و قد أَقَدْتُه به أُقِیدُه إِقادة. اللیث: القَوَدُ قتْلُ القاتِلِ بالقتیل، تقول: أَقَدْتُه، و إِذا أَتی إِنسانٌ إِلی آخر أَمْراً فانتَقَم منه بِمثْلِها قیل: استقادَها منه؛ الأَحمر: فإِن قتله السلطانُ بِقَود قیل: أَقاد السلطانُ فلاناً و أَقَصَّه. ابن بُزُرج: تُقَیِّدُ أَرضٌ حَمِیضَة، سمِّیت تُقَیِّد لأَنها تُقَیِّدُ ما كان بها من الإِبل تَرْتعِیها لكثرة حَمْضِها و خُلَّتِها.

قید؛ ج3، ص: 372

: القَیْدُ: معروف، و الجمع أَقْیادٌ و قُیودٌ، و قد قَیَّدَه یُقَیِّدُه تَقْییداً و قَیَّدْتُ الدابَّة. و فرس قَیْدُ الأَوابِد أَی أَنه لسرعته كأَنه یُقَیِّدُ الأَوابد و هی الحُمُرُ الوحشیَّةُ بلحاقها؛ قال سیبویه: هو نكرة و إِن كان بلفظ المعرفة؛ و أَنشد قول إِمرئ القیس: و قد أَغْتَدِی و الطَّیرُ فی وكَناتِها بِمُنْجَرِدٍ قَیْدِ الأَوابدِ هَیْكَلِ الوكَناتُ: جمع وَكْنَةٍ لِوَكْرِ الطائِر. و المُنْجَرِدُ: القصیرُ الشعر. و الأَوابِدُ: الوحْشُ. یقال: تأَبَّدَ أَی تَوَحَّشَ و الهَیْكَلُ: العظیم الخَلْقِ؛ و أَنشد أَیضاً لإِمرئ القیس: بِمُنْجَرِدٍ قَیْدِ الأَوابِدِ لاحَه طِرادُ الهَوادِی كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ قال ابن حنی: أَصله تقیید الأَوابد ثم حذف زیادتیه فجاء علی الفعل؛ و إِن شئت قلت وصف بالجوهر لما فیه من معنی الفعل نحو قوله: فلو لا اللَّهُ و المُهْرُ المُفَدَّی، لَرُحْتَ و أَنتَ غِرْبالُ الإِهابِ وضَعَ غربالُ موضِعَ المُخَرَّقِ. التهذیب: یقال للفرس الجَوادِ الذی یَلْحَق الطرائدَ من الوحش: قَیْد الأَوابِدِ؛ معناه أَنه یلحق الوحش لجَوْدته و یمنعه من الفوات بسرعته فكأَنها مُقَیَّدَة له لا تعدو. و‌قالت امرأَة لعائشة، رضوان الله علیها: أَ أُقَیِّدُ جَمَلی؟ أَرادت بذلك تَأْخِیذَها إِیاه من النساءِ سِواها، فقالت لها عائشة بعد ما فَهِمَت مرادها: وجْهِی من وجْهِك حرام؛ قال ابن الأَثیر: أَرادت أَنها تعمل لزوجها شیئاً یمنعه عن غیرها من النساء فكأَنها تَرْبِطه و تُقَیِّدُه عن إِتیان غیرها. و‌فی الحدیث: قَیَّدَ الإِیمانُ الفَتْك؛ معناه أَنَّ الإِیمانَ یمنع عن الفَتْك بالمؤمن كما یمنع ذا العَیْثِ عن الفَسادِ قَیْدُه الذی قُیِّدَ به. و مُقَیِّدَةُ الحِمار: الحُرَّةُ لأَنها تَعْقِلُه فكأَنها قَیْدٌ له؛ قال: لَعمْرُكَ ما خَشِیتُ علی عَدِیٍّ سُیُوفَ بَنی مُقَیِّدَة الحِمارِ و لكِنی خَشِیتُ علی عَدِیٍّ سُیُوفَ القَوْمِ أَو إِیَّاكَ حارِ عنی ببنی مُقَیِّدَة الحِمارِ العَقارِبَ لأَنها هناك تكون.
لسان العرب، ج‌3، ص: 373
و القَیْدُ: ما ضَمَّ العَضُدَتَیْنِ المؤَخَّرَتَیْنِ من أَعلاهما من القِدِّ. و القَیْدُ: القِدُّ الذی یَضُمُّ العَرْقُوَتَیْنِ من القَتبِ. و العرب تكنی عن المرأَة بالقَیْد و الغُلّ. و قَیْدُ الرَّحْل: قِدٌّ مَضْفُور بین حِنْوَیْهِ من فوق، و ربما جُعِلَ للسرج قَیْدٌ كذلك، و كذلك كل شی‌ء أُسِرَ بعضُه إِلی بعض. و قُیُودُ الأَسنان: لِثاتُها؛ قال الشاعر: لَمُرْتَجَّةُ الأَرْدافِ، هِیفٌ خُصُورُها، عِذابٌ ثَنایاها، عِجافٌ قُیُودُها یعنی اللِّثاتِ و قلَّة لحمها. ابن سیدة: و قیود الأَسنانِ عُمورها و هی الشرُفُ السابِلةُ بین الأَسنان؛ شبهت بالقُیودِ الحمر من سِمات الإِبلِ. قَیْدُ الفرس: سِمَة فی أَعناقها؛ و أَنشد: كُومٌ علی أَعناقِها قَیْدُ الفَرَسْ، تَنْجُو إِذا اللیلُ تَدانَی و التَبَسْ الجوهری: قَیْدُ الفَرَسِ سِمَة تكون فی عنق البعیر علی صورة القَیْد. و‌فی الحدیث: أَنه أَمَرَ أَوْس بن عبدِ الله الأَسْلَمِی أَن یَسِمَ إِبله فی أَعناقِها قَیدَ الفَرَسِ؛ هی سمة معروفة و صورتها حَلْقَتان بینهما مدة. و هذه أَجمالٌ مقاییدُ أَی مُقَیَّدات. قال ابن سیدة: إِبل مَقایِیدُ مُقَیَّدة، حكاه یعقوب و لیس بشی‌ء، لأَنه إِذا ثبتت مُقَیَّدة فقد ثبتت مقایِیدُه. قال: و القید من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ مستطیل مثل القید فی عنقه و وجهه و فخذه؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علیّ. و قَیْدُ السیف: هو الممدود فی أُصول الحمائل تُمْسِكُه البَكَرات. و قَیَّد العِلم بالكتاب: ضَبَطَه؛ و كذلك قَیَّدَ الكتاب بالشَّكْل: شَكَلَه، و كلاهما علی المثل. و تَقْییدُ الخط: تنقیطه و إِعجامه و شَكْلُه. و المُقَیَّدُ من الشِّعْرِ: خلافُ المُطْلَق؛ قال الأَخفش: المُقَیَّدُ علی وجهین: إِمَّا مُقَیَّد قد تمَّ نحو قوله: و قاتِمِ الأَعْماقِ خاوِی المُخْتَرَقْ قال: فإِن زدت فیه حركة كان فضلًا علی البیت، و إِما مُقَیَّد قد مُدَّ علی ما هو أَقصر منه نحو فَعُولْ فی آخر المُتَقارَب مُدَّ عن فَعُلْ، فزیادته علی فعل عوض له من الوصل. و هو منِّی قِیدَ رُمْحٍ، بالكسر، و قادَ رُمْح أَی قَدْرَه. و‌فی حدیث الصلاة: حین مالت الشمسُ قِیدَ الشِّراكِ؛ الشراك أَحدُ سُیُور النعل التی علی وجهها، و أَراد بِقِیدِ الشِّراكِ الوقت الذی لا یجوز لأَحد أَن یَتَقَدَّمه فی صلاة الظهر، یعنی فوق ظل الزوال فقدّره بالشراك لدقته و هو أَقل ما تَبِینُ به زیادة الظل حتی یعرف منه میل الشمس عن وسط السماء؛ و‌فی الحدیث روایة أُخری: حتی ترتفع الشمس قِیدَ رُمح.و‌فی الحدیث: لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم من الجنةِ أَو قِیدُ سَوْطِه خیرٌ من الدنیا و ما فیها.و القَیِّدُ: الذی إِذا قُدْتَه ساهَلَكَ؛ قال: و شاعِرِ قَوْمٍ قد حَسَمْتُ خِصاءَه، و كانَ له قَبْلَ الخِصاءِ كَتِیتُ أَشَمُّ خَبُوطٌ بالفراسِنِ مُصْعَبٌ، فأَصْبَحَ منی قَیِّداً تَرَبوتُ و القِیادُ: حبل تُقادُ به الدابة. و القَیِّدَةُ: التی یُسْتَترُ بها من الرَّمِیَّةِ ثم تُرْمَی؛ حكاه ابن سیدة عن ثعلب. و ابن قَیْدٍ: من رُجَّازِهم؛ عن ابن الأَعرابی. و قَیْد: اسم فرس كان لبنی تَغْلِبَ؛ عن الأَصمعی.
لسان العرب، ج‌3، ص: 374
و المُقَیَّدُ: موضع القَیْدِ من رِجْل الفرس و الخلخال من المرأَة. و‌فی حدیث قَیْلَةَ: الدَّهْناءُ مُقَیَّد الجمل؛ أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة و الجمل لا یَتَعدّی مَرْتَعَه. و المُقَیَّدُ هاهنا: الموضِعُ الذی یُقَیَّدُ فیه أَی أَنه مكانٌ یكون الجمل فیه ذا قَیْد. و‌فی الحدیث: قَیَّدَ الإِیمانُ الفَتْك‌أَی أَن الإِیمان یمنع عن الفتك كما یمنع القَیْدُ عن التصرف، فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَیَّداً؛ و منه قولهم فی صفة الفرس: قَیْدُ الأَوابد.

فصل الكاف؛ ج3، ص: 374

كأد؛ ج3، ص: 374

: تَكأَّدَ الشی‌ءَ: تَكَلَّفَه. و تَكاءَدَنی الأَمْرُ: شَقَّ علیَّ، تَفَاعَلَ و تَفَعَّل بمعنی. و‌فی حدیث الدعاء: و لا یَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عن مذنب‌أَی یَصْعُبُ علیك و یَشُقُّ.قال عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: ما تَكَأَّدَنی شی‌ءٌ ما تَكَأَّدَنی خُطْبَةُ النكاح‌أَی صَعُبَ علیَّ و ثقُلَ. قال ابن سیدة: و ذلك فیما ظن بعض الفقهاء أَن الخاطب یحتاج إِلی أَن یمدح المخطوب له بما لیس فیه، فكره عمر الكذب لذلك؛ و‌قال سفیان بن عیینة: عمر، رحمه الله، یَخْطُبُ فی جَرادَةٍ نهاراً طویلًا فكیف یظن أَنه یتعایا بخطبة النكاح و لكنه كره الكذب.و‌خطب الحسن البصری لِعَبُودَةَ الثقَفیّ فضاق صدره حتی قال: إِن الله قد ساق إِلیكم رزقاً فاقبلوه؛ كره الكذب. و تَكاءَدَنی: كَتَكَأَّدَنی. و تَكَأَّدَتْه الأُمورُ إِذا شقت علیه. أَبو زید: تَكَأَّدْتُ الذهابَ إِلی فلان تَكَؤُّداً إِذا ما ذَهَبْتَ إِلیه علی مَشَقَّةٍ. و یقال: تَكَأَّدَنی الذهابُ تَكَؤُّداً إِذا ما شق علیك. و تَكأَّدَ الأَمْرَ: كابَدَه و صَلِیَ به؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و یَوْمُ عَماسٍ تَكَأَّدْتُه طَویلَ النهارِ قَصِیرَ الغَدِ «3» و عقَبَةٌ كَؤُود و كَأْداءُ: شاقَّة المَصْعَدِ صَعْبَةُ المُرْتَقی؛ قال رؤبة: و لم تَكَأَّدْ رُجْلَتی كأْداؤُه، هیهاتَ مِن جَوْزِ الفَلاةِ ماؤُه و‌فی حدیث أَبی الدرداء: إِنَّ بَیْنَ أَیدینا عَقَبَةً كَؤُوداً لا یَجُوزُها إِلا الرجلُ المُخِفُّ.و یقال: هی الكؤَداءُ و هی الصُّعَداءُ. و الكَؤُودُ: المُرْتَقی الصَّعْبُ، و هو الصَّعُودُ. ابن الأَعرابی: الكَأْداءُ الشدّة و الخَوْفُ و الحِذارُ، و یقال: الهَوْلُ و اللیل المظلم. و‌فی حدیث علی: و تَكَأَّدَنا ضِیقُ المَضْجَعِ.و اكْوَأَدَّ الشیخُ: أُرْعِشَ من الكِبَرِ.

كبد؛ ج3، ص: 374

: الكَبِدُ و الكِبْدُ، مثل الكَذِب و الكِذْب، واحدة الأَكْباد: اللحمة السوْداءُ فی البطن، و یقال أَیضاً كَبْد، للتخفیف، كما قالوا للفَخِذ فَخْذ، و هی من السَّحْر فی الجانب الأَیمن، أُنْثی و قد تذكر؛ قال ذلك الفرّاء و غیره. و قال اللحیانی: هو الهواءُ و اللُّوحُ و السُّكاكُ و الكَبَدُ. قال ابن سیدة: و قال اللحیانی هی مؤنثة فقط، و الجمع أَكبادٌ و كُبُودٌ. و كَبَدَه یَكْبِدُهُ و یَكْبُدُه كَبْداً: ضرَب كَبِدَه. أَبو زید: كَبَدْتُه أَكْبِدُه و كَلَیْتُه أَكْلِیهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه و كُلْیَتَه. و إِذا أَضرَّ الماء بالكبد قیل: كَبَدَه، فهو مَكْبود. قال الأَزهریّ: الكبد معروف و موضِعُها من ظاهر یسمی كبداً. و‌فی الحدیث: فوضع یده علی كَبِدی‌و إِنما وضعها علی جنبه من الظاهر؛ و قیل أَی ظاهر
(3). قوله [عماس] ضبط فی الأَصل بفتح العین، و فی القاموس: العماس كسحاب الحرب الشدیدة، و لیاقوت فی معجمه: عماس، بكسر العین، الیوم الثالث من أَیام القادسیة و لعله الأنسب
لسان العرب، ج‌3، ص: 375
جَنْبی مما یلی الكَبِد. و الأَكْبَدُ الزائدُ: مَوْضِع الكبِد؛ قال رؤْبة: أَكْبَدَ زَفَّاراً یَمُدُّ الأَنْسُعا «1». یصف جملًا مُنْتَفِخَ الأَقراب. و الكُبادُ: وجع الكَبِدِ أَو داء؛ كَبِدَ كَبَداً، و هو أَكْبَدُ. قال كراع: و لا یعرف داء اشتق من اسم العُضْو إِلا الكُباد من الكَبِد، و النُّكاف من النَّكَف، و هو داء یأْخذ فی النَّكَفَتَیْنِ و هما الغُدَّتانِ اللتان تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ فی أَصل اللّحْی، و القُلاب من القَلْبِ. و‌فی الحدیث: الكُبادُ من العَبِّ؛ هو بالضم، وجع الكَبِدِ. و العبُّ: شُرْب الماءِ من غیر مَصٍّ. و كُبِدَ: شكا كَبِدَه، و ربما سمی الجوف بكماله كَبِداً؛ حكاه ابن سیدة عن كراع أَنه ذكره فی المُنَجَّد، و أَنشد: إِذا شاءَ منهم ناشئٌ مَدّ كَفَّه إِلی كَبِدٍ مَلْساءَ، أَو كَفَلٍ نَهْدِ وَ أُمُّ وَجَعِ الكَبِد: بَقْلة من دِقِّ البَقْل یحبها الضأْن، لها زهرة غبراء فی بُرْعُومَة مُدَوَّرة و لها ورق صغیر جدّاً أَغبر؛ سمیت أُم وجع الكبد لأَنها شفاء من وجع الكبد؛ قال ابن سیدة: هذا عن أَبی حنیفة. و یقال للأَعداءِ: سُودُ الأَكْباد؛ قال الأَعشی: فما أُجْشِمْت مِن إِتْیانِ قَوْمٍ، هُمُ الأَعداءُ، فالأَكْبادُ سُودُ یذهبون إِلی أَن آثار الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حتی اسودّت، كما یقال لهم صُهْبُ السِّبالِ و إِن لم یكونوا كذلك. و الكَبِدُ: مَعْدِنُ العداوةِ. و كَبِدُ الأَرض: ما فی مَعادِنها من الذهب و الفضة و نحو ذلك؛ قال ابن سیدة: أُراه علی التشبیه، و الجمع كالجمع. و‌فی حدیث مرفوع: و تُلْقی الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها‌أَی تُلْقی ما خُبِئَ فی بطنِها من الكُنوز و المعادن فاستعار لها الكبد؛ و قیل: إِنما ترمی ما فی باطنها من معادن الذهب و الفضة. و‌فی الحدیث: فی كَبِدِ جَبَلٍ‌أَی فی جَوْفِه من كَهْفٍ أَو شِعْبٍ. و‌فی حدیث موسی و الخضر، سلام الله علی نبینا و علیهما: فوجدْتُه علی كَبِدِ البحر‌أَی علی أَوْسَطِ موضع من شاطئه. و كَبِدُ كلِّ شی‌ء: وسَطُه و معظمه. یقال: انتزع سهماً فوضعه فی كَبِدِ القِرْطاس. وَ كَبِدُ الرمْلِ و السماء و كُبَیْداتُهما و كُبَیْداؤُهما: وسطُهما و مُعْظَمُهما. الجوهری: و كُبَیْداتُ السماء، كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَیْدَة ثم جمعوا. و تَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ: صارت فی كَبَدِها [كَبِدِها. و كَبَدُ [كَبِدُ السماءِ: وسطُها الذی تقوم فیه الشمس عند الزوال، فیقال عند انحطاطها: زالت و مالت. اللیث: كَبَدُ [كَبِدُ السماءِ ما استقبلك من وسَطها. یقال: حَلَّقَ الطائرُ حتی صار فی كَبَدِ [كَبِدِ السماء و كُبَیْداءِ السماء إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها كالنعْت؛ و كذلك یقولون فی سُوَیْداءِ القلب، قال: و هما نادرانِ حُفِظَتا عن العرب، هكذا قال. و كَبَّدَ النجمُ السماءَ أَی توسَّطها. و كبِدُ القوس: ما بین طَرَفَیِ العِلاقة، و قیل: قَدْرُ ذِراعٍ من مَقْبِضِها، و قیل: كَبِداها مَعْقِدا سَیْرِ عِلاقتِها. التهذیب: و كَبِدُ القوس فُوَیْق مَقْبِضِها حیث یقع السهم. یقال: ضع السهم علی كبد القوس، و هی ما بین طرَفی مقبضها و مَجْری السهم منها. الأَصمعی: فی القوس كبدها، و هو ما بین طرفی العِلاقة ثم الكُلْیَة تلی ذلك ثم الأَبْهَر یلی ذلك ثم الطائفُ ثم السِّیَةُ، و هو ما عطف من طَرَفَیْها. و قَوْسٌ كَبْداءُ: غلیظة الكبد شدیدتها، و قیل:
(1). قوله [یمدّ] فی الأَساس یقدّ
لسان العرب، ج‌3، ص: 376
قوس كبداء إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ. و الكَبِدُ: اسم جبل؛ قال الراعی: غَدَا و مِنْ عالِجٍ خَدٌّ یُعارِضُه عن الشِّمالِ، و عنْ شَرْقِیِّهِ كَبِدُ و الكَبَدُ: عِظَمُ البطن من أَعلاه. و كَبَد كل شی‌ءٍ: عِظَمُ وسَطِه و غِلَظُه؛ كَبِدَ كَبَداً، و هو أَكْبَدُ. و رملة كَبْداء: عظیمة الوسط؛ و ناقة كَبْداء: كذلك؛ قال ذو الرمة: سِوی وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غیرِ جَعْدَةٍ، تَنی أُخْتُها عن غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ و الأَكبد: الضخم الوسط و لا یكون إِلا بَطِی‌ءَ السیر. و امرأَةٌ كَبْداءُ: بَیِّنَة الكَبَدِ، بالتحریك؛ و قوله: بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ، كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ، أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ یعنی رَحًی. و الكواكِبُ: جِبالٌ طِوالٌ. التهذیب: كواكِبُ جبَل معروف بعینه؛ و قول الآخر: بُدِّلْتُ من وَصْلِ الغَوانی البِیضِ، كَبْداءَ مِلْحاحاً علی الرَّمِیضِ، تَخْلأُ إِلَّا بِیَدِ القَبِیضِ یعنی رَحی الیَدِ أَی فی ید رجل قبیض الید خفیفها. قال: و الكَبْداءُ الرحی التی تدار بالید، سمیت كَبْداء لما فی إِدارتِها من المشَقَّة. و‌فی حدیث الخَنْدق: فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شدیدة؛ هی القِطْعة الصُّلْبة من الأَرض. و أَرضٌ كَبْداءُ و قَوْسٌ كَبْداءُ أَی شدیدة؛ قال ابن الأَثیر: و المحفوظ فی هذا الحدیث كُدْیَةٌ، بالیاء، و سیجی‌ءُ. و تَكَبَّد اللبنُ و غیرُه من الشراب: غَلُظ و خَثُر. و اللبن المُتَكَبِّدُ: الذی یَخْثُر حتی یصیر كأَنه كَبِدٌ یَتَرَجْرَجُ. و الكَبْداء: الهواء. و الكَبَدُ: الشدَّة و المشَقَّة. و فی التنزیل العزیز: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِی كَبَدٍ؛ قال الفراء: یقول خلقناه منتصباً معتدلًا، و یقال: فِی كَبَدٍ أَی أَنه خُلِقَ یُعالِجُ وَ یُكابِدُ أَمرَ الدنیا و أَمرَ الآخرة، و قیل: فی شدّة و مشقة، و قیل: فِی كَبَدٍ أَی خُلق منتصباً یمشی علی رجلیه و غیرُه من سائر الحیوان غیر منتصب، و قیل: فِی كَبَدٍ خلق فی بطن أُمه و رأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الولادة انقلب الولد إِلی أَسفل. قال المنذری: سمعت أَبا طالب یقول: الكَبَدُ الاستواء و الاستقامة؛ و قال الزجاج: هذا جواب القسم، المعنی: أقسم بهذه الأَشیاء لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِی كَبَدٍ یكابد أَمر الدنیا و الآخرة. قال أَبو منصور: و مكابَدَةُ الأَمر معاناة مشقته. و كابَدْت الأَمر إِذا قاسیت شدته. و‌فی حدیث بلال: أَذَّنْتُ فی لیلة باردة فلم یأْت أَحد، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَ كَبَدَهُم البَرْدُ؟أَی شَقَّ علیهم و ضَیَّق، من الكَبَد، بالفتح، و هی الشدّة و الضیق، أَو أَصاب أَكبادَهم، و ذلك أَشد ما یكون من البرد، لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحرارة و الدم و لا یَخْلُص إِلیها إِلا أَشدّ البرد. اللیث: الرجل یُكابِدُ اللیلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه و صُعُوبَتَه. و یقال: كابَدْتُ ظلمة هذه اللیلة مُكابدة شدیدة؛ و قال لبید: عَیْنُ [عَیْنِ هَلَّا بَكَیْتِ أَرْبَدَ، إِذْ قُمْنا، و قامَ الخُصُومُ فی كَبَدِ؟ أَی فی شدة و عناء. و یقال: تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قصدته؛ و منه قوله: یَرُومُ البِلادَ أَیُّها یَتَكَبَّدُ و تَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها و معظمها. و قولهم: فلان تُضْرَبُ إِلیه أَكبادُ الإِبل أَی یُرْحَلُ إِلیه فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 377
طلبِ العِلْم و غیره. و كابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة و كِباداً: قاساه، و الاسم الكابِدُ كالكاهِلِ و الغارِب؛ قال ابن سیدة: أَعنی به أَنه غیر جار علی الفعل؛ قال العجاج: و لَیْلَةٍ مِنَ اللَّیالی مَرَّتْ بِكابِدٍ، كابَدْتُها و جَرَّتْ أَی طالت. و قیل: كابِدٌ فی قول العجاج موضع بشق بنی تمیم. و أَكْباد: اسم أَرض؛ قال أَبو حیة النمیری: لَعَلَّ الهَوی، إِنْ أَنتَ حَیَّیْتَ مَنْزِلًا بِأَكْبادَ، مُرْتَدٌّ علیكَ عَقابِلُه

كتد؛ ج3، ص: 377

: الكَتَدُ و الكَتِدُ: مُجْتَمَعُ الكَتِفَیْنِ من الإِنسان و الفرس، و قیل: هو أَعلی الكَتِف، و قیل: هو الكاهل، و قیل: هو ما بین الكاهل إِلی الظهر، و الثَّبَجُ مثله؛ قال ذو الرمة: و إِذْ هُنَّ أَكْتادٌ بِحَوْضَی كأَنما زَها الآلُ عَیْدانَ النخیلِ البَواسقِ و قیل: الكَتَدُ من أَصلِ العُنُق إِلی أَسفل الكتفین، و هو یجمع الكاثِبَةَ و الثبَجَ و الكاهِلَ، كلُّ هذا كَتَدٌ. و قالوا فی بیت ذی الرمة: و إِذْ هُنَّ أَكْتادٌ أَشْباه لا اختلاف بینهم؛ و قیل: الكَتَدُ ما بین الثَّبَج إِلی مُنَصَّفِ الكاهل، و قد یكون من الأَسَدِ الذی هو السبعُ، و من الأَسد الذی هو النجمُ علی التشبیه. و الكَتَدُ: نجم؛ أَنشد ثعلب: إِذا رأَیتَ أَنْجُماً مِن الأَسَدْ: جَبْهَتِه أَو الخَراةِ و الكَتَد، بالَ سُهَیْلٌ فی الفَضِیخِ فَفَسَدْ، و طابَ أَلبانُ اللِّقاحِ فَبَرَد و الجمع أَكتادٌ و كُتُودٌ. و إِذا أَشرفَ ذلك الموضع، فهو أَكتَدُ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: جلِیل المُشاش و الكَتَدِ؛ الكَتَدُ [الكَتِدُ، بفتح التاء و كسرها: مجتمع الكتفین، و هو الكاهل؛ و منه‌الحدیث: كنا یوم الخندق نَنْقُلُ الترابَ علی أَكتادِنا، جَمْع الكتد. و‌فی حدیث حذیفة فی صفة الدجال: مشرف الكَتَدِ.و تَكْتُدُ: موضع؛ و قول ذی الرمة: و إِذْ هُنَّ أَكتادٌ بْحَوْضَی كأَنما زَها الآلُ عَیْدانَ النخیلِ البَواسقِ قیل فی تفسیره: أَكتاد جماعات، و قیل: أَشباه، و لم یذكر الواحد؛ یقال: مررت بجماعة أَكتاد. و قال أَبو عمرو: أَكتادٌ سِراعٌ بعضها فی إِثْر بعض. و فی نوادر الأَعراب: یقال خرجوا علینا أَكْتاداً و أَكْداداً أَی فِرَقاً و أَرْسالًا.

كدد؛ ج3، ص: 377

: الكَدُّ: الشدّة فی العَمَلِ و طَلبُ الرزقِ و الإِلحاحُ فی مُحَاوَلةِ الشی‌ءِ و الإِشارةُ بالإِصْبَعِ؛ یقال: هو یَكُدُّ كَدًّا؛ و أَنشد الكمیت: غَنِیتُ فلم أَرْدُدْكُمُ عِنَد بُغْیَةٍ، و حُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ و فی المثل: بِجَدِّكَ لا بِكَدِّكَ أَی إِنما تُدْرِكُ الأُمورَ بما تُرْزَقُه من الجَدِّ لا بما تَعْمَلُه من الكَدِّ. و قد كَدَّهُ یَكُدُّه كَدًّا و اكْتَدَّهُ و اسْتَكَدَّه: طَلبَ منه الكَدَّ. و كَدَّ لسانَه بالكلام و قَلْبَه بالفكر، و هو مثل ما تقدم. و الكَدِیدُ ما غَلُظَ من الأَرض. و قال أَبو عبید: الكَدِیدُ من الأَرض البَطْنُ الواسع خُلِق خَلْقَ الأَوْدِیة أَو أَوسعَ منها. و الكِدَّةُ: الأَرض الغلیظة لأَنها تَكُدُّ الماشیَ فیها. و‌فی حدیث خالد بن عبد العُزّی: فَحَصَ الكِدَّةَ بیده فانبَجَسَ الماءُ؛ هی الأَرض الغلیظة من ذلك. و الكَدِیدُ: المكان الغلیظ. و الكَدِیدُ: الأَرض المَكْدُودة بالحوافر.
لسان العرب، ج‌3، ص: 378
و الكَدُّ: ما یُدَقُّ فیه الأَشیاءُ كالهاوُن. و‌فی حدیث عائشة: كنتُ أَكُدُّه من ثَوْبِ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم؛ تعنی المَنِیَّ. الكَدُّ: الحَكُّ، و الكَدِیدُ: التراب الدُّقاق المكدود المُرَكَّل بالقوائم؛ قال إمرؤُ القیس: مِسَحّ إِذا ما السَّابحاتُ علی الوَنَی، أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَدیدِ المُرَكَّلِ المِسَحُّ: الكثیرُ الجَرْیِ. و الوَنَی: الفُتُور. و المُرَكَّلُ: الذی أَثَّرَتْ فیه الحوافِرُ. و‌فی حدیث إِسلام عمر، رضی الله عنه: فأَخْرَجْنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فی صَفَّیْنِ له كَدِیدٌ كَكَدِیدِ الطَّحین؛ و الكَدِیدُ: الترابُ الناعمُ فإِذا وُطِئَ ثارَ غُبارُه؛ أَراد أَنهم كانوا فی جماعة و أَنَّ الغُبار كان یَثُور من مشیهم. و كَدِیدٌ: فعیل بمعنی مفعول. و الطحینُ: المطحون المدقوق. و كَدَّدَ الرجلُ إِذا أَلقَی الكَدِیدَ بعضه علی بعض و هو الجَرِیشُ من الملح. و الكَدِیدُ: صوتُ الملحِ الجریش إِذا صُبَّ بعضه علی بعض. و الكَدِیدُ؛ تراب الحَلْبَة، و كَدْكَدَ علیه أَی عدا علیه. و كَدَّ الدابةَ و الإِنسانَ و غیرَهما یَكُدُّه كَدًّا: أَتعبه. و رجل مَكْدُود مغلوب؛ قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لعبد له: لأَكُدَّنَّك كَدَّ الدَّبِرِ؛ أَراد أَنه یُلِحُّ علیه فیما یُكِلِّفه من العمل الواصِبِ إِلحاحاً یُتْعِبُه كما أَن الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ علیه و رُكِبَ أُتْعب البعیر. و‌فی الحدیث: المسائلُ كَدٌّ یَكُدُّ بها الرجلُ وجهَه؛ الكَدُّ: الإِتعابُ. یقال: كَدَّ یَكُدّ فی عمله إِذا استعجل و تَعِبَ، و أَراد بالوجه ماءه و رَوْنَقَه؛ و منه‌حدیث جُلَیْبِیب: و لا تجعل عیشهما كَدًّا.و‌فی الحدیث: لیس من كَدِّك و لا كَدِّ أَبیك‌أَی لیس حاصلًا بسَعْیِك و تَعَبِك. و كَدَّ الشی‌ءَ یَكُدُّه و اكتَدَّه: نزعه بیده، یكون ذلك فی الجامد و السائل؛ أَنشد ثعلب: أَمُصُّ ثِمادِی، و المیاهُ كثیرة، أُحاوِلُ منها حَفْرَها و اكتِدادَها یقول: أَرضَی بالقلیل و أَقَنعُ به. و الكَدَدَةُ و الكُدادة: ما یَلْتَزِقُ بأَسفَلِ القِدْر بعد الغَرْف منها. قال الأَصمعی: الكُدادة ما بقی فی أَسفلِ القِدر. قال الأَزهری: إِذا لَصِقَ الطبیخُ بأَسفل البُرْمه فَكُدَّ بالأَصابع، فهی الكُدادة. الجوهری: الكُدادة، بالضم، القِشْدة و ما یبقی فی أَسفل القدر من المرق. و الكُدادة: ثُفْل السَّمْن. و بقیت من الكلإِ كُدادة، و هو الشی‌ء القلیل.، و كُدادُ الصِّلِّیان: حُسافُه، و هو الرِّقَةُ یؤكل حین یظهر و لا یترك حتی یَتمّ. و الكَدِیدُ: موضع بالحجاز. و بئر كَدُودٌ إذا لم یُنَلْ ماؤُها إِلَّا بجَهْد. أَبو عمرو: الكُدَّدُ المجاهدون فی سبیل الله. و كَدْكَدَ الرجلُ فی الضَّحِك و كَتْكَتَ و كَرْكَرَ و طَخْطَخَ و طَهْطَه كل ذلك إِذا أَفرَطَ فی ضَحِكِه. و الكَدْكَدَة: شدة الضحك؛ و أَنشد: و لا شَدِیدٍ ضِحْكُها كَدْكادِ، حَدَادِ دُونَ شَرِّها حَدادِ و الكَدْكَدَةُ: ضَرْبُ الصَّیْقَلِ المِدْوَسَ علی السیف إِذا جَلاه. و أَكَدَّ الرجلُ و اكْتَدَّ إِذا أَمسَك. و فی النوادر: كَدَّنی و كَدْكَدَنی و تَكَدَّدَنی و تَكَرَّدَنی أَی طَرَدَنی طرداً شدیداً. و الكَدْكَدَةُ: حكایة صوت شی‌ء یضرب علی شی‌ء صُلْب. و الكَدْكَدَة: العَدْوُ البطی‌ء. و حكی الأَصمعی: قوم أَكدادٌ أَی سِراعٌ. و الكُدادُ: اسم فحل تنسب إِلیه الحُمُر، یقال: بنات كُداد؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 379
و أَنشد: و عَیْر لها من بَناتِ الكُدادِ، یُدَهْمِجُ بالوَطْبِ و المِزْوَدِ

كرد؛ ج3، ص: 379

: الكَرْدُ: الطَّرْدُ. و المُكارَدَةُ: المُطارَدَةَ. كَرَدَهُمْ یَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم و طَرَدَهم و دفَعهم، و خص بعضهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوّ فی الحَمْلَة. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: لما أَرادوا الدخول علیه لقتله جعل المغیرة بن الأَخنس یَحْمِلُ علیهم و یَكْردُهُم بسیفه‌أَی یَكُفُّهم و یطْردُهُم. و‌فی حدیث الحسن و ذكر بیعة العقبة: كان هذا المتكلم كَرَد القومَ قال لا و الله أَی صَرَفَهم عن رأْیِهِم و ردَّهم عنه.و الكَرْدُ: العُنُقُ، و قیل: الكَرْدُ لغة فی القَرْدِ و هو مَجْثم الرأْسَ علی العنق، فارسیّ معرّب؛ قال الشاعر: فَطارَ بمَشْحُوذِ الحدیدةِ صارِمٍ، فَطَبَّقَ ما بَینَ الذُّؤَابَةِ و الكَرْدِ و قال آخر: و كنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ضربناهُ دونَ الأُنْثَیَیْنِ علی الكَرْدِ و قد روی هذا البیت: و كنَّا إِذا العَبْسِیُّ نَبَّ عَتُودُه، ضربناهُ بینَ الأُنْثَیَینِ علی الكَرْدِ قال ابن بری: البیت للفرزدق و صواب إِنشاده: و كنا إِذا القَیْسِیُّ، بالقاف. و العَتُودُ: ما اشتدّ و قوی من ذكور أَولاد المعز. و نَبِیبُه: صوته عند الهیاج. و أَراد بالأُنثیین هنا: الأُذنین. و الحقیقة فی الكْرد، أَنه أَصل العُنق. و‌فی حدیث معاذ: أَنه قَدِمَ علی أَبی موسی بالیمن و عنده رجل كان یهودیّاً فأَسلم ثمَّ تَهَوَّد، فقال: و الله لا أَقعُدُ حتی تضرِبوا كَرْدَه‌أَی عنقه؛ و أَنشد أَبو الهیثم: یا رَبِّ بَدِّلْ قُرْبَه بِبُعْدِه، و اضربْ بحدِّ السیفِ عَظمَ كَرْدِه التهذیب فی الرباعی: ابن الأَعرابی: خُذْ بِقَرْدَنِه و كَرْدَنِه و كَرْدِه أَی بقفاه. و الكُرْدُ: الدَّبْرَة، فارسی أَیضاً، و الجمع كُرُودٌ، و الكُرْدة كالكُرْد. و الكُرْد، بالضم: جیل من الناس معروف، و الجمع أَكراد؛ و أَنشد: لَعَمْرُكَ ما كُرْدٌ مِنَ ابناءِ فارِس، و لكنه كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عامِرِ. فنسبهم إِلی الیمن. و الكِرْدِیدةُ: القِطْعَة العظیمة من التمر، و هی أَیضاً جُلَّةُ التمر؛ عن السیرافی؛ قال الشاعر: أَفلَحَ مَنْ كانتْ له كِرْدِیدَه، یأْكلُ منها و هو ثانٍ جِیدَه و أَنشد أَبو الهیثم: قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بِأُطْرَه، و أَبْلَغَتْ كِرْدِیدَةً و فِدْرَه، من تَمْرِها و اعْلَوَّطَتْ بسُحرَه الجوهری: و الكِردید، بالكسر، ما یَبْقی فی أَسفل الجُلَّةِ من جانبیها من التمر، و الجمع الكَرادِیدُ؛ قال الشاعر: القاعِدات فلا یَنْفَعْنَ ضَیْفَكُمُ، و الآكِلات بَقِیَّاتِ الكَرادِیدِ و الكُرْدُ: المَشارَةُ من المزارع، و یجمع كُرْداً «2».

كزد؛ ج3، ص: 379

: كَزْدٌ: اسم موضع؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما حقیقة عربیته.
(2). قوله [و یجمع كرداً] كذا بالأَصل و لعله كروداً كما تقدم له و هو القیاس و یحتمل أنه أراد أن یكون كفلك مفرداً و جمعاً
لسان العرب، ج‌3، ص: 380‌

كسد؛ ج3، ص: 380

: الكَسادُ: خِلافُ النَّفاقِ و نقِیضُه، و الفعل یَكْسُدُ. و سُوق كاسدة «1»: بائرة. و كسَد الشی‌ءُ كَساداً، فهو كاسِد و كَسِیدٌ، و سِلعة كاسدة. و كَسَدَتِ السوقُ تَكْسُد كَساداً: لم تَنْفَقْ، و سوقٌ كاسدٌ، بلا هاء. و كسَدَ المتاعُ و غیره، و كَسُدَ، فهو كَسِید كذلك. و أَكسَد القومُ: كَسَدَتْ سوقهم؛ و قول الشاعر: إِذْ كلُّ حَیٍّ نابِتٌ بأَرُومَةٍ، نبْتَ العِضاهِ، فَماجِدٌ و كَسِیدُ أَی دونٌ؛ قال ابن بری: البیت لمعاویة بن مالك و هو الذی یسمی مُعَوِّذ الحكماء، سمی بذلك لقوله: أُعَوِّذُ بَعْدَها الحكماءَ بَعْدِی، إِذا ما الحَقُّ فی الأَشْیاعِ نابا و روی: … فی الأَزمان نابا؛ و معنی البیت: أَن الناس كالنبات فمنهم كرِیمُ المَنبتِ و غیر كریمه.

كشد؛ ج3، ص: 380

: اللیث: الكَشْد ضرب من الحَلْب بثلاث أَصابع. ابن شمیل: الكَشْدُ و الفَطْرُ و المَصْرُ سواء، و هو الحَلْبُ بالسَّبَّابةِ و الإِبهام. و كَشَدَ الناقةَ یَكْشِدُها كَشْداً، و هی كَشُود: حَلَبها بثلاث أَصابع. و ناقة كَشُود، و هی التی تُحْلب كَشْداً فَتَدِرُّ. و الكَشُودُ: الضَّیِّقَةُ الإِحْلِیل من النُّوق القَصِیرة الخِلْفِ. و كَشَدَ الشی‌ءَ یَكْشِدُه كَشْداً: قَطَعَه بأَسنانه قطْعاً كما یقطع القِثَّاء و نحوه. ابن الأَعرابی: الكُشُدُ الكثیرُو الكَسْب الكادُّون علی عِیالهم الواصِلون أَرْحامَهم، واحدهم كاشِدٌ و كَشُودٌ و كَشَدٌ.

كغد؛ ج3، ص: 380

: الكاغَدُ: معروف، و هو فارسی معرب.

كلد؛ ج3، ص: 380

: كَلَدَ الشی‌ءَ كَلْداً و كَلَّدَه: جَمَعَه و جعَل بعضَه علی بعض؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلما ارْجَعَنُّوا و اشتَرَیْنا خِیارَهُم، و سارُوا أَسارَی فی الحدِیدِ مُكَلَّدا و الكَلَدَةُ: الأَرض الصُّلْبَة. و الكَلَدَة: قِطعة من الأَرض غلیظة. و الكَلَدُ و الكَلَنْدَی: المكانُ الصُّلْبُ من غیر حَصًی. و العرب تقول: ضَبٌّ كَلَدَة لأَنها لا تَحْفِرُ جُحْرَها إِلا فی الأَرض الصُّلْبة. و تَكَلَّد الرجل: غَلُظَ لحمه و تَغَزَّرَ. و ذِیخٌ كالِدٌ: قدِیمٌ. و أَبو كَلَدَة: من كُنی الضِّبْعانِ. و كَلَدَةُ: اسم رجل. و الحرث بن كَلَدة «2»: أَحد فُرسان العرب و شعَرائهم. و الكَلَنْدَی: موضع. و المُكْلَنْدِدُ: الصُّلْبُ. و المُكْلَنْدِدُ: الشدیدُ الخَلْقِ العظیمُ. اللحیانی: اكلَنْدَی الرجلُ و اكْلَنْدَدَ إِذا اشتدّ، و اكلَنْدَی البعیر إِذا غلُظ و اشتدّ مثل اعْلَنْدَی. و بعیر مُكْلَنْدٍ: صُلْبٌ شدیدٌ. و عَمَّ به بعضهم فقال: المُكْلَنْدِی الشدید. و اكْلَنْدَد علیه: أَلقَی علیه بنفسه. و اكلَنْدَدَ: تَقَبَّضَ، و ذكره الأَزهری فی الرباعی أَیضاً.

كلهد؛ ج3، ص: 380

: كَلْهَدَةُ: اسم رجل. الأَزهری: أَبو كَلْهَدةَ من كُنی العرب.

كمد؛ ج3، ص: 380

: الكَمْدُ و الكُمْدَةُ: تغیرُ اللونِ و ذَهابُ صفائه و بقاءُ أَثَرِه.
(1). و قوله [و سوق كاسدة] كذا بإثبات الهاء و قال فیما بعد بلا هاء و هو نص الجوهری و القاموس فلعل فیه لغتین (2). قوله [و الحرث بن كلدة] ضبط فی القاموس بالقلم بفتح الكاف و سكون اللام، و عبارة المصباح الكلدة القطعة الغلیظة من الأَرض و الجمع كلد مثل قصبة و قصب و بالمفرد سمی و منه الحرث بن كلدة الطبیب
لسان العرب، ج‌3، ص: 381
و كَمَدَ لونُه إِذا تغیَّر، و رأَیتُه كامِدَ اللون. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كانت إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بیدها فَتَصُبُّ علی رأْسها بإِحْدی یدیها فَتُكْمِدُ شِقَّها الأَیمنَ؛ الكَمْدَةُ: تغیرُ اللونِ. یقال: أَكمَدَ الغَسَّالُ و القَصَّارُ الثوبَ إِذا لم یُنَقِّه. و رجل كامدٌ و كَمِدٌ: عابِسٌ. و الكَمعدُ: هَمٌّ و حُزن لا یستطاع إِمضاؤه. الجوهری: الكَمَدُ الحزن المكتوم. و كمَدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه، و هو كمَّادُ الثوبِ. ابن سیدة: و الكَمَد أَشدُّ الحزن. كمِدَ كَمَداً و أَكْمَده الحزن. و كَمِدَ الرجلُ، فهو كَمِدٌ و كَمِیدٌ. و تَكْمِیدُ العُضْوِ: تسخینه بِخرَق و نحوها، و ذلك الكِمادِ، بالكسر. و الكِمادَةُ: خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تسخن و توضع علی موضع الوجع فیستشفی بها، و قد أَكْمَدَه، فهو مَكْمود، نادر. و یقال: كَمَدْتُ فلاناً إِذا وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ له ثوباً أَو غیره و تابعت علی موضع الوجع فیجد له راحة، و هو التكنیدُ. و‌فی حدیث جبیر بن مطعم: رأَیت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عاد سعِیدَ بنَ العاصِ فَكَمَّده بخرقة.و‌فی الحدیث: الكِمادُ أَحبّ إِلیَّ من الكَیّ.و‌روی عن عائشة، رضی الله عنها، أَنها قالت: الكِمادُ مكان الكیّ، و السَّعُوطُ مكانُ النفخ، و اللَّدُودُ مكان الغمْزِ‌أَی أَنه یُبْدَلُ منه و یَسُدُّ مَسَدَّه، و هو أَسهل و أَهون. و قال شمر: الكِمادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَی بالنار و توضع علی موضع الوَرَم، و هو كیّ من غیر إِحراق؛ و قولُها: السَّعُوطُ مكان النفخ، هو أَن یُشْتَكَی الحَلْقُ فیُنْفَخَ فیه، فقالت: السَّعوط خیر منه؛ و قیل: النفخ دواء ینفخ بالقَصَب فی الأَنف، و قولها: اللَّدُودُ مكان الغمز، هو أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فتُغمَزَ بالید، فقالت: اللَّدُودُ خیر منه و لا تَغْمِزْ بالید.

كمهد؛ ج3، ص: 381

: الكُمَّهْدَةُ: الكَمَرة؛ عن كراع. و الكُمَّهْدَة: الفَیْشَلة؛ و قوله: نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَی ثَوْهَدَّهْ، شفاؤها من دائها الكُمْهَدَّهْ قال: و قد تكون لغة، و قد یجوز أَن یكون غیَّر للضرورة. و اكْمَهَدَّ الفرخُ: أَصابه مِثلُ الارتعاد و ذلك إِذا زَقَّه أَبواه. أَبو عمرو: الكُمْهُدُ الكبیرُ الكُمَّهْدَةِ، و هی الكوسلة: إِنَّ لها بِكِنْهَلِ [بِكِنْهِلِ الكَنَاهِلِ حَوْضاً، یَرُدُّ رُكَّبَ النَّواهِلِ «1». أَراد یصائبه.

كند؛ ج3، ص: 381

: كَنَدَ یَكْنُدُ كُنوداً: كَفَرَ النِّعْمَة؛ و رجل كنَّادٌ و كَنُودٌ. و قوله تعالی: إِنَّ الْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ؛ قیل: هو الجَحُود و هو أَحسن، و قیل: هو الذی یأْكُل وحْدَه و یمْنَعُ رِفْدَه و یَضْرِب عَبْده. قال ابن سیدة: و لا أَعرف له فی اللغة أَصلًا و لا یسوغ أَیضاً مع قوله لربه. و‌قال الكلبی: لَكَنُودٌ، لَكَفور بالنعمة؛ و‌قال الحسن: لَوَّام لربه یَعُدُّ المصیباتِ و یَنْسی النِّعَم؛ و قال الزجاج: لَكَنُودٌ، معناه لكفور یعنی بذلك الكافر. و امرأَة كُنُدٌ و كَنُود: كَفور للمواصلة؛ قال النمر بن تولب یصف امرأَته:
(1). قوله [إن لها إلخ] كذا بالأَصل و هو بهذا الضبط بشكل القلم فی معجم یاقوت و انظر ما مناسبة هذا البیت هنا إلا أن یكون البیت الذی بعده أو قبله فیه الشاهد و سقط من قلم المصنف أو الناسخ أو نحو ذلك‌لسان العرب، ج‌3، ص: 382‌كَنُودٌ لا تَمُنُّ و لا تُفادِی، إِذا عَلِقَتْ حَبائِلُها بِرَهْنِ و قال أَبو عمرو: كَنُود كَفور للمودّة. و كَنَدَه أَی قطَعَه؛ قال الأَعشی: أَمِیطِی تُمِیطِی بِصُلْبِ الفؤاد وَصُول حِبالٍ و كَنَّادها و أَرض كَنُود: لا تُنْبِتُ شیئاً. و كِنْدَةُ: أَبو قبیلة من العرب، و قیل: أَبو حیّ من الیمن و هو كَنْدَةُ بن ثَوْرٍ. و كَنُودٌ و كنَّاد و كُنادة: أَسماء.

كنعد؛ ج3، ص: 382

: الكَنْعَتُ: ضَرْبٌ من السمك كالكَنْعَد، قال: و أُری تاءه بدلًا و النون ساكنة و العین منصوبة؛ و أَنشد: قُلْ لِطِعامِ الأَزْدِ: لا تَبْطَرُوا بالشِّیمِ و الجِرِّیثِ و الكَنْعَدِ و قال جریر: كانوا إِذا جَعَلوا فی صِیرِهِمْ بَصَلًا. ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً مِن مالحٍ، جدَفَوا

كهد؛ ج3، ص: 382

: كَهَدَ فی المشی كَهْداً: أَسْرَع. و شیخ كَوْهَدٌ: یُرْعَشُ من الكِبَر، و قد اكْوَهَدَّ الشیخ و الفَرْخُ إِذا ارْتَعَد. الجوهری: كَهَدَ الحِمارُ كَهَداناً أَی عدا،؛ و أَكْهَدْتُه أَنا. و اكْوَهَدَّ الفرخُ اكْوِهْداداً، و هو ارتِعادُه إِلی أُمِّهِ لِتَزُقَّه. و كَهَدَ إِذا أَلَحَّ فی الطلب. و أَكْهَدَ صاحبَه إِذا أَتعبه؛ و هو فی بیت الفرزدق: مُوَقَّعَة بِبَیَاضِ الرُّكُود، كَهُود الیَدَیْنِ مع المُكْهِدِ أَراد بِكَهُودِ الیدین الأَتانَ، و بالمُكْهِد العَیْرَ. كَهُودُ الیدین: سریعة. و المُكْهِدُ: المُتْعِبُ. و یقال: أَصابه جَهْد و كَهْد. و لقینی كاهِداً قد أَعیا و مُكْهَداً [مُكْهِداً؛ و قد كَهَدَ و أَكْهَدَ وَ كَدَه و أَكْدَه كل ذلك إِذا أَجْهَدَه الدُّؤُوب.

كود؛ ج3، ص: 382

: كادَ: وُضِعَتْ لمقاربة الشی‌ء، فُعِلَ أَو لم یُفْعَلْ، فمجرْدَةً تنبی‌ء عن نفی الفعل، و مقرونةً بالجحْد تنبئُ عن وقوع الفعل. قال بعضهم فی قوله تعالی: أَكٰادُ أُخْفِیهٰا؛ أُرید أُخفیها. قال: فكما جاز أَن توضع أُرید موضع أَكاد فی قوله تعالی: جِدٰاراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ، فكذلك أَكاد؛ و أَنشد الأَخفش: كادَتْ و كِدْتُ و تِلْكَ خیرُ إِرادَةٍ، لو عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ ما مَضَی و سنذكرها فی كید بعد هذه. قال ابن سیدة فی ترجمة كود: كادَ كَوْداً و مَكاداً و مَكادَةً: هَمَّ و قارَبَ و لم یَفْعَل، و هو بالیاء أَیضاً و سنذكره. و لا كَوْداً و لا همّاً أَی لا یَثْقُلَنَّ علیك، و هو بالیاء أَیضاً. اللیث: الكَوْد مصدر كاد یكودُ كَوْداً و مَكاداً و مَكادَة. تقول لمن یطلب إِلیك شیئاً و لا ترید أَن تعطیه، تقول: لا و لا مَكادَةً و لا مَهَمَّةً و لا كَوْداً و لا هَمّاً و لا مَكاداً و لا مَهَمّاً. و یقال: و لا مَهَمَّة لی و لا مَكادة أَی لا أَهُمُّ و لا أَكادُ، و لغة بنی عدیّ: كُدْتُ أَفْعَل كذا، بضم الكاف، و حكاه سیبویه عن بعض العرب. أَبو حاتم: یقال: لا و لا كیداً لك و لا همّاً، و بعض العرب یقول: لا أَفعل ذلك و لا كَوْداً، بالواو. قال و قال ابن العوَّام: كادَ زیدٌ أَن یموتَ؛ و أَن لا تَدْخل مع كاد و لا مع ما تصرَّف منها. قال الله تعالی: وَ كٰادُوا یَقْتُلُونَنِی؛ و كذلك جمیع ما فی القرآن. قال: و قد یُدْخلون علیها أَنْ تشبیهاً
لسان العرب، ج‌3، ص: 383
بعَسَی؛ قال رؤبة: قد كادَ من طُولِ البِلَی أَنْ یَمْصَحا و قولهم: عرف فلان ما یُكادُ منه أَی ما یرادُ منه. و حكی أَبو الخطاب: أَنَّ ناساً من العرب یقولون كِیدَ زید یَفْعل كذا و ما زِیلَ یفعل كذا؛ یریدون كاد و زال فنقلوا الكسر إِلی الكاف كما نقلوا فی فَعِلْت. ابن بُزُرج: یقال من كاد یكاد: هما یَتَكایدان، و أَصحاب النحو یقولون: یَتَكاوَدَان و هو خطأٌ. و الكَوْد: كلُّ «1» ما جَمَعْتَه و جعلته كُثَباً من طعام و ترابٍ و نحوه، و الجمع أَكوادٌ. و كوَّدَ الترابَ: جَمَعَه و جعله كُثْبَةً، یمانیةٌ. و كُوَادٌ و كوَیْدٌ: اسمان.

كید؛ ج3، ص: 383

: كاد یَفْعَل كذا كَیْداً: قارَب. قال ابن سیدة: قال سیبویه: لم یستعملوا الاسم و المصدر اللذین فی موضعهما یفعل فی كاد و عَسَی، یعنی أَنهم لا یقولون كادَ فاعِلًا أَو فعْلًا فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشی‌ء عن الشی‌ء، و ربما خرج فی كلامهم؛ قال تأَبَّط شرًّا.فأُبْتُ إِلی فَهْمٍ و ما كِدْتُ آئباً، و كم مِثلِها فارَقْتُها، و هْیَ تَصْفرُ قال: هكذا صحة هذا البیت، و كذلك هو فی شعره، فأَما روایة من لا یضبطه و ما كنت آئباً و لم أَكُ آئباً فلبعده عن ضبطه؛ قال: قال ذلك ابن جنی، قال: و یؤكد ما رویناه نحن مع وجوده فی الدیوان أَن المعنی علیه أَ لا تری أَن معناه فأُبْتُ و ما كِدْتُ أَؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فلا وجه لها فی هذا الموضع، و لا أَفعلُ ذلك و لا كیداً و لا هَمّاً. قال ابن سیدة: و حكی سیبویه أَن ناساً من العرب یقولون كِیدَ زَیدٌ یفعل كذا؛ و قال أَبو الخطاب: و ما زِیل یفعل كذا؛ یریدون كادَ و زال فنقلوا الكسر إِلی الكاف فی فَعِلَ كما نقلوا فی فعِلْت؛ و قد روی بیتُ أَبی خِراش: و كِیدَ ضِباعُ القُفِّ یأْكُلْنَ جُثَّتی، و كِیدَ خِراشٌ یومَ ذلك یَیْتَم قال سیبویه: و قد قالوا كُدْتُ تَكادُ فاعتلت من فَعُلَ یفْعَل، كما اعتلت مِت تموت عن فَعِلَ یَفْعُلُ، و لم یجئ تموت علی ما كَثُرَ فی فَعِلَ. قال: و قوله عز و جل: أَكٰادُ أُخْفِیهٰا؛ قال الأَحفَش: معناه أُخفیها. اللیث: الكَیْدُ من المَكِیدَة، و قد كاده مَكِیدةً. و الكَیْدُ: الخُبْثُ و المَكْرُ؛ كاده یَكِیدُهُ كَیْداً و مَكِیدَةً، و كذلك المكایَدةُ. و كلُّ شی‌ء تعالجُه، فأَنت تَكِیدُه. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: ما قولك فی عُقُولٍ كادها خالقها؟ و فی روایة: تلك عقولٌ كادها بارِئُها‌أَی أَرادها بسوء. یقال: كِدْتُ الرجلَ أَكِیدُه. و الكَیْدُ: الاحتیالُ و الاجتهاد، و به سمیت الحرب كیداً. و هو یَكِیدُ بنفسه كیداً: یجود بها و یسوق سِیاقاً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دخل علی سعد بن معاذ و هو یَكِیدُ بنفسه فقال: جزاك الله من سیِّدِ قومٍ فقد صَدقْتَ اللهَ ما وعَدْتَه و هو صادقُك ما وعَدَك؛ یكیدُ بنفسه: یرید النَّزْعَ. و الكَیْدُ: السَّوْقُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: تخرج المرأَة إِلی أَبیها یَكِیدُ بنفسه‌أَی عندَ نزع روحِه و موتِه. الفراء: العرب تقول: ما كِدْت أَبْلُغُ إِلیك و أَنت قد بلَغت؛ قال: و هذا هو وجه العربیة؛ و من العرب من یدخل كاد و یكاد فی الیقین و هو بمنزلة الظن أَصله الشك ثم یُجْعلُ یقیناً. و قال الأَخفش فی قوله تعالی: لَمْ یَكَدْ یَرٰاهٰا؛ حمل علی المعنی
(1). قوله [و الكود كل إلخ] فی القاموس و الكودة ما جمعت من تراب و نحوه.
لسان العرب، ج‌3، ص: 384
و ذلك أَنه لا یراها، و ذلك أَنك إِذا قلت كادَ یفعل إِنما تعنی قارَب الفعل، و لم یَفعل علی صحة الكلام، و هكذا معنی هذه الآیة إِلا أَنَّ اللغة قد أَجازت لم یَكَد یَفْعل و قد فعَل بعد شدّة، و لیس هذا صحة الكلام لأَنه إِذا قال كادَ یفعل فإِنما یعنی قارَبَ الفِعْل، و إِذا قال لم یكَدْ یَفْعَل یقول لم یقارِبِ الفعل إِلا أَن اللغة جاءَت علی ما فُسِّرَ، قال: و لیس هو علی صحة الكلمة. و قال الفراء: كلما أَخرج یده لم یكد یراها من شدّة الظلمة لأَنَّ أَقلَّ من هذه الظلمة لا تُری الید فیه، و أَما لم یكد یقوم فقد قام، هذا أَكثر اللغة. ابن الأَنباری: قال اللغویون كِدْتُ أَفْعَلُ معناه عند العرب قاربْتُ الفعل، و لم أَفعل و ما كِدْتُ أَفعَلُ معناه فَعَلْتُ بعد إِبْطاء. قال: و شاهده قوله تعالی: فَذَبَحُوهٰا وَ مٰا كٰادُوا یَفْعَلُونَ؛ معناه فعلوا بعد إِبطاء لتعذر وِجْدانِ البقرة علیهم. و قد یكون: ما كِدْتُ أَفْعَلُ بمعنی ما فَعَلْتُ و لا قارَبْتُ إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ. قال أَبو بكر فی قولهم: قد كاد فلان یَهْلِكُ؛ معناه قد قاربَ الهلاكَ و لم یَهْلِكْ، فإِذا قلت ما كاد فلانٌ یقوم، فمعناه قام بعد إِبطاء؛ و كذلك كاد یقوم معناه قارب القیامَ و لم یقم؛ قال: و هذا وجه الكلام، ثم قال: و تكون كاد صلة للكلام، أَجاز ذلك الأَخفش و قطرب و أَبو حاتم؛ و احتج قطرب بقول الشاعر: سَریعٌ إِلی الهَیْجاءِ شاكٍ سِلاحهُ، فما إِنْ یَكادُ قِرْنُه یَتَنَفَّسُ معناه ما یَتَنَفَّس قِرْنُه؛ و قال حسان: و تَكادُ تَكْسَلُ أَن تجی‌ءَ فِراشَها معناه و تَكْسَل. و قوله تعالی: لَمْ یَكَدْ یَرٰاهٰا؛ معناه لم یرها و لم یُقارِبْ ذلك؛ و قال بعضهم: رآها من بعد أَن لم یكد یراها من شدة الظلمة؛ و قول أَبی ضبة الهذلی: لَقَّیْتُ لَبَّتَه السِّنانَ فَكَبَّه مِنَّی تَكایُدُ طَعْنَة و تَأَیُّدُ قال السكری: تَكایُدٌ تَشَدُّدٌ. و كادت المرأَة: حاضت؛ و منه‌حدیث ابن عباس: أَنه نظر إِلی جَوارٍ قد كِدْنَ فی الطریق فأَمر أَن یَتَنَحَّیْنَ؛ معناه حِضْنَ فی الطریق. یقال: كادت تَكِیدُ كَیْداً إِذا حاضت. و كادَ الرجلُ: قاءَ. و الكَیْدُ: القَیْ‌ءُ؛ و منه‌حدیث قتادة: إِذا بَلِع الصائمُ الكَیْدَ أَفطر؛ قال ابن سیدة: حكاه الهروی فی الغریبین. ابن الأَعرابی: الكَیْدُ صِیاحُ الغُراب بجَهْد و یسمی إِجهادُ الغُرابِ فی صیاحه كیداً، و كذلك القی‌ء. و الكَیْدُ: إِخراج الزَّنْد النارَ. و الكَیْدُ: التدبیر بباطل أَو حَقّ. و الكَیْدُ: الحیض. و الكَیْدُ: الحرب. و یقال: غزا فلان فلم یلق كَیْداً. و‌فی حدیث ابن عمر: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، غزا غزوة كذا فرجع و لم یلق كَیْداً‌أَی حرباً. و‌فی حدیث صُلْح نَجْران: أَن علیهم عاریةَ السلاح إِن كان بالیمن كَیْدٌ ذات غَدْرٍ‌أَی حرب و لذلك أَنَّثها. ابن بُزُرج: یقال مِن كادهما یَتَكایَدان و أَصحاب النحو یقولون یتكاودان و هو خطأٌ لأَنهم یقولون إِذا حُمِلَ أَحدهم علی ما یَكْره: لا و الله و لا كَیْداً و لا هَمًّا؛ یرید لا أُكادُ و لا أُهَمُّ. و حكی ابن مجاهد عن أَهل اللغة: كاد یكاد كان فی الأَصل كَیِدَ یَكْیَدُ. و قوله عز و جل: إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْداً وَ أَكِیدُ كَیْداً؛ قال الزجاج: یعنی به الكفار، إِنهم یُخاتلون النبی، صلی الله علیه و سلم، و یُظْهِرون ما هم علی خلافه؛ وَ أَكِیدُ كَیْداً؛ قال: كَیْد الله تعالی لهم استدراجهم مِنْ حَیْثُ لٰا
لسان العرب، ج‌3، ص: 385
یَعْلَمُونَ*. و یقال: فلان یكید أَمراً ما أَدْرِی ما هو إِذا كان یُرِیغُه و یَحْتالُ له و یسعی له و یَخْتِلُه. و قال: بَلَغُوا الأَمر الذی كادوا، یرید: طلبوا أَو أَرادوا؛ و أَنشد أَبو بكر فی كاد بمعنی أَراد للأَفوه: فإِنْ تَجَمَّعَ أَوتادٌ و أَعْمِدَةٌ و ساكِنٌ، بَلَغُوا الأَمرَ الذی كادوا أَراد الذی أَرادوا؛ و أَنشد: كادَتْ و كِدْتُ، و تلك خَیرُ إِرادةٍ، لو كانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابةِ ما مَضَی قال: معناه أَرادتْ و أَرَدْتُ. قال: و یحتمله قوله تعالی: لَمْ یَكَدْ یَرٰاهٰا، لأَن الذی عایَنَ من الظلمات آیَسَه من التأَمل لیده و الإِبصار إِلیها. قال: و یَرٰاهٰا بمعنی أَن یراها فلما أَسقط أَن رفع كقوله تعالی: تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ؛ معناه أَن أَعبد.

فصل اللام؛ ج3، ص: 385

لبد؛ ج3، ص: 385

: لبَدَ بالمكان یَلْبُدُ لبُوداً و لَبِدَ لَبَداً و أَلبَدَ: أَقام به و لَزِق، فهو مُلْبِدٌ به، و لَبَدَ بالأَرض و أَلبَدَ بها إِذا لَزِمَها فأَقام؛ و منه‌حدیث علی، رضی الله عنه، لرجلین جاءا یسأَلانه: أَلبِدا بالأَرض «2» حتی تَفْهَما‌أَی أَقیما؛ و منه‌قول حذیفة حین ذكر الفتنة قال: فإِن كان ذلك فالبُدُوا لبُودَ الراعِی علی عصاه خلف غَنَمِه لا یذهبُ بكم السَّیلُ‌أَی اثْبُتُوا و الزموا منازِلَكم كما یَعْتَمِدُ الراعی عصاه ثابتاً لا یبرح و اقْعُدوا فی بیوتكم لا تخرجوا منها فَتَهْلِكوا و تكونوا كمن ذهبَ به السیلُ. و لَبَدَ الشی‌ءُ بالشی‌ءِ یَلْبُد إذا ركب بعضُه بعضاً. و‌فی حدیث قتادة: الخُشوعُ فی القلبِ و إِلبادِ البصر فی الصلاة‌أَی إِلزامِه موضعَ السجود من الأَرض. و‌فی حدیث أَبی بَرْزةَ: ما أُری الیومَ خیراً من عِصابة مُلْبِدة‌یعنی لَصِقُوا بالأَرض و أَخْملوا أَنفسهم. و اللُّبَدُ و اللَّبِدُ من الرجال: الذی لا یسافر و لا یَبْرَحُ مَنْزِلَه و لا یطلُب معاشاً و هو الأَلْیَسُ؛ قال الراعی: مِنْ أَمرِ ذی بَدَواتٍ لا تَزالُ له بَزْلاءُ، یَعْیا بها الجَثَّامةُ اللُّبَدُ و یروی اللَّبِدُ، بالكسر؛ قال أَبو عبید: و الكسر أَجود. و البَزْلاءُ: الحاجةُ التی أُحْكِمَ أَمرُها. و الجَثَّامةُ و الجُثَمُ أَیضاً: الذی لا یبرح من محلِّه و بَلْدِتِه. و اللَّبُودُ: القُرادُ، سمی بذلك لأَنه یَلْبد بالأَرض أَی یَلْصَق. الأَزهری: المُلْبِدُ اللَّاصِقُ بالأَرض. و لَبَدَ الشی‌ءُ بالأَرض، بالفتح، یَلْبُدُ لبُوداً: تَلَبَّد بها أَی لَصِقَ. و تَلَبَّد الطائرُ بالأَرض أَی جَثَمَ علیها. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَنه كان یَحْلُبُ فیقول: أَ أُلْبِدُ أَم أُرْغِی؟ فإِن قالوا: أَلْبِدْ أَلزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْع فحلب، و لا یكون لذلك الحَلبِ رَغْوة، فإِن أَبان العُلْبة رغا الشَّخْب بشدّة وقوعه فی العلبة.و المُلَبِّدُ من المطر: الرَّشُّ؛ و قد لَبَّد الأَرضَ تلبیداً. و لُبَدٌ: اسم آخر نسور لقمان بن عادٍ، سماه بذلك لأَنه لَبِدَ فبقی لا یذهب و لا یموت كاللَّبِدِ من الرجال اللازم لرحله لا یفارقه؛ و لُبَدٌ ینصرف لأَنه لیس بمعدول، و تزعم العرب أَن لقمان هو الذی بعثته عاد فی وفدها إِلی الحرم یستسقی لها، فلما أُهْلِكُوا خُیِّر لقمان بین بقاء سبع بَعْرات سُمْر من أَظْبٍ عُفْر فی جبل وَعْر لا یَمَسُّها القَطْرُ، أَو بقاء سبعة أَنْسُرٍ كلما أُهْلِكَ نَسْرٌ خلَف بعده نسر، فاختار النُّسُور
(2). قوله [ألبدا بالأَرض] یحتمل أنه من باب نصر أو فرح من ألبد و بالأَخیر ضبط فی نسخة من النهایة بشكل القلم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 386
فكان آخر نسوره یسمی لُبَداً و قد ذكرته الشعراء؛ قال النابغة: أَضْحَتْ خَلاءً و أَضْحَی أَهْلُها احْتُمِلوا، أَخْنَی علیها الذی أَخْنَی علی لُبَد و فی المثل: طال الأَبَد علی لُبَد. و لُبَّدَی و لُبَّادَی و لُبادَی؛ الأَخیرة عن كراع: طائر علی شكل السُّمانی إِذا أَسَفَّ علی الأَرض لَبَدَ [لَبِدَ فلم یكد یطیر حتی یُطار؛ و قیل: لُبَّادی طائر. تقول صبیان العرب: لُبَّادی فَیَلْبُد حتی یؤْخذ. قال اللیث: و تقول صبیان الأَعراب إِذا رأَوا السمانی: سمُانَی لُبادَی البُدِی لا تُرَیْ، فلا تزال تقول ذلك و هی لابدة بالأَرض أَی لاصِقة و هو یُطِیفُ بها حتی یأْخذها. و المُلْبِدُ من الإِبل: الذی یضرب فخذیه بذنبه فیلزَقُ بهما ثَلْطُه و بَعْرُه، و خصَّصه فی التهذیب بالفحل من الإِبل. الصحاح: و أَلبد البعیر إِذا ضرب بذنبه علی عجُزه و قد ثَلَطَ علیه و بال فیصیر علی عجزه لِبْدَة [لُبْدَة من ثَلْطه و بوله. و تَلَبَّد الشعَر و الصوف و الوَبَر و التَبَدَ: تداخَلَ و لَزِقَ. و كلُّ شعر أَو صوف مُلْتَبدٍ بعضُه علی بعض، فهو لِبْد و لِبْدة و لُبْدة، و الجمع أَلْباد و لُبُود علی توهم طرح الهاء؛ و فی حدیث حمید بن ثور: و بَیْنَ نِسْعَیْه خِدَبًّا مُلْبِدا أَی علیه لِبْدةٌ من الوَبَر. و لَبِدَ الصوفُ یَلْبَدُ لَبَداً و لَبَدَه: نَفَشَه «1» بماء ثم خاطه و جعله فی رأْس العَمَد لیكون وِقایةً للبجاد أَنْ یَخْرِقَه، و كل هذا من اللزوق؛ و تَلَبَّدَتِ الأَرض بالمطر. و‌فی الحدیث فی صفة الغیث: فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ‌أَی جَعَلَتْها قَوِیَّةً لا تسُوخُ فیها الأَرْجُلُ؛ و الدِّماثُ: الأَرَضون السَّهْلة. و‌فی حدیث أُم زرع: لیس بِلَبِد فَیُتَوَقَّل و لا له عندی مُعَوَّل‌أَی لیسَ بمستمسك متلبد فَیُسْرَع المشیُ فیه و یُعْتَلی. و التبد الورق أَی تَلَبَّد بعضه علی بعض. و التبدت الشجرة: كثرت أَوراقها؛ قال الساجع: و عَنْكَثاً مُلْتَبِدا و لَبَّد النَّدی الأَرضَ. و‌فی صفة طَلْح الجنة: أَنّ الله یجعل مكان كل شوكة منها مِثْلَ خصوة التیس «2» المَلْبُود أَی المُكْتَنِزِ اللحم الذی لزم بعضه بعضاً فتلبَّدَ. و اللِّبْدُ من البُسُط: معروف، و كذلك لِبْدُ السرج. و أَلْبَدَ السرْجَ: عَمِلَ له لِبْداً. و اللُّبَّادةُ: قَباء من لُبود. و اللُّبَّادة: لِباس من لُبُود. و اللِّبْدُ: واحد اللُّبُود، و اللِّبْدَة أَخص منه. و لَبَّدَ شعَرَه: أَلزقه بشی‌ءٍ لَزِج أَو صمغ حتی صار كاللِّبد، و هو شی‌ء كان یفعله أَهل الجاهلیة إِذا لم یریدوا أَن یَحْلِقُوا رؤُوسهم فی الحج، و قیل: لَبَّد شعره حلقه جمیعاً. الصحاح: و التلبید أَن یجعل المحرم فی رأْسه شیئاً من صمغ لیتلبد شعره بُقْیاً علیه لئلا یَشْعَثَ فی الإِحرام و یَقْمَلَ إِبْقاء علی الشعر، و إِنما یُلَبِّدُ من یطول مكثه فی الإِحرام. و‌فی حدیث المحرم: لا تُخَمّروا رأْسه فإنه یُبْعَث مُلَبِّداً.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: من لَبَّدَ أَو عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعلیه الحلق؛ قال أَبو عبید: قوله لَبَّد یعنی أَن یجعل المحرم فی رأْسه شیئاً من صمغ أَو عسل لیتلبد شعره و لا یَقْمَل. قال
(1). قوله [و لبده نفشه] فی القاموس و لبد الصوف كضرب نفشه كلبده یعنی مضعفاً. (2). قوله [خصوة التیس] هو بهذه الحروف فی النهایة أیضاً و لینظر ضبط خصوة و معناها.
لسان العرب، ج‌3، ص: 387
الأَزهری: هكذا قال یحیی بن سعید. قال و قال غیره: إِنما التلبید بُقْیاً علی الشعر لئلا یَشْعَثَ فی الإِحرام و لذلك أُوجب علیه الحلق كالعقوبة له؛ قال: قال ذلك سفیان بن عیینة؛ و منه قیل لِزُبْرِة الأَسَد: لِبْدَةٌ؛ و الأَسد ذو لبدة. و اللِّبْدة: الشعر المجتمع علی زبرة الأَسد؛ و فی الصحاح: الشعر المتراكب بین كتفیه. و فی المثل: هو أَمنع من لِبدة الأَسد، و الجمع لِبَد مثلِ قِرْبة و قِرَب. و اللُّبَّادة: ما یلبس منها للمطر؛ التهذیب فی ترجمة بلد، و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: و مُبْلِدٍ بینَ مَوْماةٍ و مَهْلَكةٍ، جاوَزْتُه بِعَلاة الخَلْقِ عِلْیانِ قال: المُبْلِدُ الحوض القدیم هاهنا؛ قال: و أَراد ملبد فقلب و هو اللاصق بالأَرض. و ما له سَبَدٌ و لا لَبَد؛ السَّبَدُ من الشعر و اللبَد من الصوف لتلبده أَی ما له ذو شعر و لا ذو صوف؛ و قیل السبد هنا الوبر، و هو مذكور فی موضعه؛ و قیل: معناه ما له قلیل و لا كثیر؛ و كان مال العرب الخیل و الإِبل و الغنم و البقر فدخلت كلها فی هذا المثل. و أَلبَدَتِ الإِبلُ إِذا أَخرج الربیع أَوبارَها و أَلوانها و حَسُنَتْ شارَتُها و تهیأَت للسمَن فكأَنها أُلْبِسَتْ من أَوبارها أَلباداً. التهذیب: و للأَسد شعر كثیر قد یَلْبُد علی زُبْرته، قال: و قد یكون مثل ذلك علی سنام البعیر؛ و أَنشد: كأَنه ذو لِبَدٍ دَلَهْمَس و مال لُبَد: كثیر لا یُخاف فَنَاؤه كأَنه التَبَدَ بعضُه علی بعض. و فی التنزیل العزیز یقول: أَهْلَكْتُ مٰالًا لُبَداً؛ أَی جَمّاً؛ قال الفراء: اللُّبَد الكثیر؛ و قال بعضهم: واحدته لُبْدةٌ، و لُبَد: جِماع؛ قال: و جعله بعضهم علی جهة قُثَمٍ و حُطَم واحداً و هو فی الوجهین جمیعاً: الكثیر. و قرأَ أَبو جعفر: مالًا لُبَّداً، مشدداً، فكأَنه أَراد مالًا لابداً. و مالانِ لابِدانِ و أَموالٌ لُبَّدٌ. و الأَموالُ و المالُ قد یكونان فی معنی واحد. و اللِّبْدَة و اللُّبْدة: الجماعة من الناس یقیمون و سائرُهم یَظْعنون كأَنهم بتجمعهم تَلَبَّدوا. و یقال: الناس لُبَدٌ أَی مجتمعون. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنَّهُ لَمّٰا قٰامَ عَبْدُ اللّٰهِ یَدْعُوهُ كادوا یكونون علیه لُبَداً؛ و قیل: اللِّبْدَةُ الجراد؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه علی التشبیه. و اللُّبَّدَی: القوم یجتمعون، من ذلك. الأَزهری: قال و قرئَ: كٰادُوا یَكُونُونَ عَلَیْهِ لِبَداً؛ قال: و المعنی أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما صلی الصبح ببطن نخلة كاد الجنُّ لما سمعوا القرآن و تعجَّبوا منه أَن یسْقُطوا علیه. و‌فی حدیث ابن عباس: كٰادُوا یَكُونُونَ عَلَیْهِ لِبَداً؛ أَی مجتمعین بعضهم علی بعض، واحدتها لِبْدَة؛ قال: و معنی لِبَداً یركب بعضُهم بعضاً، و كلُّ شی‌ء أَلصقته بشی‌ء إِلصاقاً شدیداً، فقد لَبَّدْتَه؛ و من هذا اشتقاق اللُّبود التی تُفْرَشُ. قال: و لِبَدٌ جمع لِبْدَة و لُبَدٌ، و من قرأَ لُبَداً فهو جمع لُبْدة؛ و كِساءٌ مُلَبَّدٌ. و إِذا رُقِعَ الثوبُ، فهو مُلَبَّدٌ و مُلْبَدٌ و مَلْبود. و قد لَبَدَه إِذا رَقَعَه و هو مما تقدم لأَن الرَّقْعَ یجتمع بعضه إِلی بعض و یلتزق بعضه ببعض. و‌فی الحدیث: أَن عائشة، رضی الله عنها، أَخرجت إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، كساء مُلَبَّداً‌أَی مُرَقَّعاً. و یقال: لَبَدْتُ القَمیصَ أَلْبُدُه و لَبَّدْتُه. و یقال للخرقة التی یُرْقَعُ بها صدر القمیص: اللِّبْدَة، و التی یرْقَعُ بها قَبُّه: القَبِیلَة. و قیل: المُلَبَّدُ الذی ثَخُنَ وسَطه و صَفِقَ حتی صار یُشْبِهُ اللِّبْدَ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 388
و اللِّبْدُ: ما یسْقُط من الطَّرِیفةِ و الصِّلِّیانِ، و هو سَفاً أَبیض یسقط منهما فی أُصولهما و تستقبله الریح فتجمعه حتی یصیر كأَنه قطع الأَلْبادِ البیض إِلی أُصول الشعر و الصِّلِّیانِ و الطریفةِ، فیرعاه المال و یَسْمَن علیه، و هو من خیر ما یُرْعی من یَبِیسِ العِیدان؛ و قیل: هو الكلأُ الرقیق یلتبد إِذا أَنسَلَ فیختلط بالحِبَّة. و قال أَبو حنیفة: إِبِلٌ لَبِدةٌ و لَبادَی تشَكَّی بطونَها عن القَتادِ؛ و قد لَبِدَتْ لَبَداً و ناقة لَبِدَة. ابن السكیت: لَبِدَتِ الإِبِل، بالكسر، تَلْبَدُ لَبَداً إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّیان، و هو التِواءٌ فی حَیازیمِها و فی غلاصِمِها، و ذلك إِذا أَكثرت منه فَتَغصُّ به و لا تمضی. و اللَّبیدُ: الجُوالِقُ الضخم، و فی الصحاح: اللَّبِیدُ الجُوالِقُ الصغیر. و أَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَی صَیَّرْتُها فی لَبید أَی فی جوالق، و فی الصحاح: فی جوالق صغیر؛ قال الشاعر: قلتُ ضَعِ الأَدْسَم فی اللَّبید قال: یرید بالأَدسم نِحْیَ سَمْن. و اللَّبِیدُ: لِبْدٌ یخاط علیه. و اللَّبیدَةُ: المِخْلاة، اسم؛ عن كراع. و یقال: أَلْبَدْت الفرسَ، فهو مُلْبَد إِذا شدَدْت علیه اللِّبْد. و فی الحدیث ذكر لُبَیْداءَ، و هی الأَرض السابعة. و لَبِیدٌ و لابِدٌ و لُبَیْدٌ: أَسماء. و اللِّبَدُ: بطون من بنی تمیم. و قال ابن الأَعرابی: اللِّبَدُ بنو الحرث بن كعب أَجمعون ما خلا مِنْقَراً. و اللُّبَیْدُ: طائر. و لَبِیدٌ: اسم شاعر من بنی عامر.

لتد؛ ج3، ص: 388

: لَتَدَه بیده: كوَكَزَه.

لثد؛ ج3، ص: 388

: لَثَدَ المتاعَ یَلْثِدُه لَثْداً، و هو لَثِیدٌ: كَرَثَدَه، فهو لَثِید و رَثِید. و لَثَدَ القَصْعة بالثرید، مثل رَثَدَ: جمع بعضه إِلی بعض و سوّاه. و اللِّثْدَة و الرِّثْدة: الجماعة یقیمون و لا یَظْعَنون.

لحد؛ ج3، ص: 388

: اللَّحْد و اللُّحْد: الشَّقُّ الذی یكون فی جانب القبر موضِع المیت لأَنه قد أُمِیل عن وسَط إِلی جانبه، و قیل: الذی یُحْفر فی عُرْضه؛ و الضَّریحُ و الضَّریحة: ما كان فی وسطه، و الجمع أَلْحَادٌ و لحُود. و المَلْحود كاللحد صفة غالبة؛ قال: حتی أُغَیَّبَ فی أَثْناءِ مَلْحود و لَحَدَ القبرَ یَلْحَدُه لَحْداً و أَلْحَدَه: عَمِلَ له لحْداً، و كذلك لَحَدَ المیتَ یَلْحَدُه لَحْداً و أَلْحَده و لَحَد له و أَلْحَدَ، و قیل: لَحَده دفنه، و أَلْحَده عَمِلَ له لَحْداً. و‌فی حدیث دفْن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَلْحِدُوا لی لَحْداً.و‌فی حدیث دفنه أَیضاً: فأَرسَلُوا إِلی اللاحدِ و الضارِحِ‌أَی إِلی الذی یَعْمَلُ اللَّحْدَ و الضَّریحَ. الأَزهریّ: قبر مَلْحود له و مُلْحَد و قد لَحَدوا له لَحْداً؛ و أَنشد: أَناسِیّ مَلْحود لها فی الحواجب شبه إِنسان «1» العین تحت الحاجب باللحد، و ذلك حین غارت عیون الإِبل من تعَب السیْر. أَبو عبیدة: لحَدْت له و أَلحَدْتُ له و لَحَدَ إِلی الشی‌ء یَلْحَدُ و التَحَدَ: مال. و لحَدَ فی الدِّینِ یَلْحَدُ و أَلحَدَ: مالَ و عدَل، و قیل: لَحَدَ مالَ و جارَ. ابن السكیت: المُلْحِدُ العادِلُ عن الحق المُدْخِلُ فیه ما لیس فیه، یقال قد أَلحَدَ فی الدین و لحَدَ أَی حاد عنه، و قرئ: لسان الذی یَلْحَدون إِلیه، و التَحَدَ مثله. و روی عن الأَحمر: لحَدْت جُرْت و مِلْت، و أَلحدْت مارَیْت و جادَلْت. و أَلحَدَ: مارَی
(1). قوله [شبه إنسان إلخ] كذا بالأَصل و المناسب شبه الموضع الذی یغیب فیه إنسان العین تحت الحاجب من تعب السیر اللحد.
لسان العرب، ج‌3، ص: 389
و جادَل. و أَلحَدَ الرجل أَی ظلَم فی الحَرَم، و أَصله من قوله تعالی: و مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ؛ أَی إِلحاداً بظلم، و الباء فیه زائدة؛ قال حمید بن ثور: قَدْنیَ من نَصْرِ الخُبَیْبَیْنِ قَدی، لیس الإِمامُ بالشَّحِیح المُلْحِدِ أَی الجائر بمكة. قال الأَزهری: قال بعض أَهل اللغة معنی الباء الطرح، المعنی: و من یرد فیه إِلحاداً بظلم؛ و أَنشدوا: هُنَّ الحَرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرةٍ، سُودُ المَحاجِرِ لا یَقْرأْنَ بالسُّوَرِ المعنی عندهم: لا یَقْرأْنَ السُّوَر. قال ابن بری: البیت المذكور لحمید بن ثور هو لحمید الأَرقط، و لیس هو لحمید بن ثور الهلالی كما زعم الجوهری. قال: و أَراد بالإِمام هاهنا عبد الله بن الزبیر. و معنی الإِلحاد فی اللغة المَیْلُ عن القصْد. و لَحَدَ علیَّ فی شهادته یَلْحَدُ لَحْداً: أَثِمَ. و لحَدَ إِلیه بلسانه: مال. الأَزهری فی قوله تعالی: لِسٰانُ الَّذِی یُلْحِدُونَ إِلَیْهِ أَعْجَمِیٌّ وَ هٰذٰا لِسٰانٌ عَرَبِیٌّ مُبِینٌ؛ قال الفراء: قرئ یَلْحَدون فمن قرأَ یَلْحَدون أَراد یَمِیلُون إِلیه، و یُلْحِدُونَ یَعْتَرِضون. قال و قوله: وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ أَی باعتراض. و قال الزجاج: وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحٰادٍ؛قیل: الإِلحادُ فیه الشك فی الله، و قیل: كلُّ ظالم فیه مُلْحِدٌ. و‌فی الحدیث: احتكارُ الطعام فی الحرم إِلحادٌ فیه‌أَی ظُلْم و عُدْوان. و أَصل الإِلحادِ: المَیْلُ و العُدول عن الشی‌ء. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: لا تُلْطِطْ فی الزكاةِ و لا تُلْحِدْ فی الحیاةِ‌أَی لا یَجْری منكم مَیْلٌ عن الحق ما دمتم أَحیاء؛ قال أَبو موسی: رواه القتیبی لا تُلْطِطْ و لا تُلْحِدْ علی النهی للواحد، قال: و لا وجه له لأَنه خطاب للجماعة. و رواه الزمخشری: لا نُلْطِطُ و لا نُلْحِدُ، بالنون. و أَلحَدَ فی الحرم: تَرَك القَصْدَ فیما أُمِرَ به و مال إِلی الظلم؛ و أَنشد الأَزهری: لَمَّا رَأَی المُلْحِدُ، حِینَ أَلْحَما، صَواعِقَ الحَجَّاجِ یَمْطُرْنَ الدّما قال: و حدثنی شیخ من بنی شیبة فی مسجد مكة قال: إِنی لأَذكر حین نَصَبَ المَنْجَنِیق علی أَبی قُبَیْس و ابن الزبیر قد تَحَصَّنَ فی هذا البیت، فجعَلَ یَرْمیهِ بالحجارة و النِّیرانِ فاشْتَعَلَتِ النیرانُ فی أَسْتارِ الكعبة حتی أَسرعت فیها، فجاءَت سَحابةٌ من نحو الجُدّةِ فیها رَعْد و بَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءَة حتی استوت فوق البیت، فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البیتَ و مواضِعَ الطوافِ حتی أَطفَأَتِ النارَ، و سالَ المِرْزابُ فی الحِجْر ثم عَدَلَتْ إِلی أَبی قُبَیْس فرمت بالصاعقة فأَحرقت المَنْجَنِیق و ما فیها؛ قال: فحدَّثْت بهذا الحدیث بالبصرة قوماً، و فیهم رجل من أَهل واسِط، و هو ابن سُلَیْمان الطیَّارِ شَعْوَذِیّ الحَجَّاج، فقال الرجل: سمعت أَبی یحدث بهذا الحدیث؛ قال: لمَّا أَحْرَقَتِ المَنْجَنِیقَ أَمْسَك الحجاجُ عن القتال، و كتب إِلی عبد الملك بذلك فكتب إِلیه عبد الملك: أَما بعد فإِنّ بنی إِسرائیل كانوا إِذا قَرَّبوا قُرْباناً فتقبل منهم بعث الله ناراً من السماء فأَكلته، و إِن الله قد رضی عملك و تقبل قُرْبانك، فَجِدَّ فی أَمْرِكَ و السلام.و المُلْتَحَدُ: المَلْجَأُ لأَن اللَّاجِئَ یمیل إِلیه؛ قال الفراء فی قوله: وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلّٰا بَلٰاغاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِسٰالٰاتِهِ أَی مَلْجَأً و لا سَرَباً أَلجَأُ إِلیه. و اللَّحُودُ من الآبار: كالدَّحُولِ؛ قال ابن سیدة: أُراه مقلوباً عنه. و أَلْحَدَ بالرجل: أَزْری بِحلْمه كأَلْهَدَ. و یقال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 390
ما علی وجْه فلانٍ لُحادةُ لَحْم و لا مُزْعةُ لحم أَی ما علیه شی‌ء من اللحم لهُزالِه. و‌فی الحدیث: حتی یَلْقی اللَّهَ و ما علی وجْهِه لُحادةٌ من لحْم‌أَی قِطْعة؛ قال الزمخشری: و ما أُراها إِلا لحُاتة، بالتاء، من اللحْت و هو أَن لا یَدَع عند الإِنسان شیئاً إِلا أَخَذَه. قال ابن الأَثیر: و إِن صحت الروایة بالدال فتكون مبدلة من التاء كدَوْلَجٍ فی تَوْلَج.

لدد؛ ج3، ص: 390

: اللَّدیدانِ: جانبا الوادی. و اللَّدیدانِ: صَفْحتا العُنُق دون الأُذنین، و قیل: مَضْیَعَتاه و عَرْشاه؛ قال رؤْبة: علی لَدیدَیْ مُصْمَئِلٍّ صَلْخاد و لَدیدا الذَّكَر: ناحِیتاهُ. و لَدیدا الوادی: جانباه، كل واحد منهما لَدیدٌ؛ أَنشد ابن درید: یَرْعُوْنَ مُنْخَرقَ اللَّدیدِ كأَنهم، فی العزِّ، أُسْرَةُ صاحِبٍ و شِهابِ و قیل: هما جانبا كلِّ شی‌ء، و الجمع أَلِدَّةٌ. أَبو عمرو: اللَّدیدُ ظاهر الرقبة؛ و أَنشد: كلُّ حُسام مُحْكَمِ التَّهْنِیدِ، یَقْضِبُ عند الهَزِّ و التَّحْریدِ، سالِفَةَ الهامةِ و اللَّدیدِ و تَلَدَّدَ: تَلَفَّتَ یمیناً و شمالًا و تحیر مُتَبَلِّداً. و‌فی الحدیث حین صُدَّ عن البیت: أَمَرْتُ الناس فإِذا هم یَتَلَدَّدُون‌أَی یَتَلَبَّثُون. و المُتَلَدَّدُ: العُنق، منه؛ قال الشاعر یذكر ناقة: بَعِیدة بین العَجْبِ و المُتَلَدَّدِ أَی أَنها بعیدة ما بین الذنَب و العُنُق. و قولهم: ما لی عنه مُحْتَدٌّ و لا مُلْتَدٌّ أَی بُدٌّ. و اللَّدُودُ: ما یُصَبُّ بالمُسْعُط من السقْی و الدَّواء فی أَحد شِقّی الفم فَیَمُرُّ علی اللَّدید. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: خَیْرُ ما تَداوَیْتُمْ به اللَّدودُ و الحِجامةُ و المَشِیُّ.قال الأَصمعی: اللَّدود ما سُقِیَ الإِنسان فی أَحدِ شقَّیِ الفم، و لدیدا الفم: جانباه، و إِنما أُخذ اللَّدُودُ من لدیدَیِ الوادی و هما جانباه؛ و منه قیل للرجل: هو یَتَلَدَّدُ إِذا تَلَفَّت یمیناً و شمالًا. و لَدَدْتُ الرجل أَلُدُّهُ لَدّاً إِذا سقیتَه كذلك. و‌فی حدیث عثمان: فَتَلَدَّدْت تَلَدُّد المضطرّ؛ التلَدُّدُ: التلفت یمیناً و شمالًا تحیراً، مأْخوذ من لَدیدَیِ العنق و هما صفحتاه. الفراء: اللَّدُّ أَنْ یؤخَذَ بلسان الصبی فَیُمَدَّ إِلی أَحد شِقَّیْه، و یُوجَر فی الآخر الدواءُ فی الصدَف بین اللسان و بین الشِّدْق. و‌فی الحدیث: أَنه لُدَّ فی مرضه، فلما أَفاق قال: لا یبقی فی البیت أَحدٌ إِلا لُدَّ؛ فَعَل ذلك عقوبة لهم لأَنهم لَدُّوه بغیر إِذنه. و فی المثل: جری منه مَجْری اللَّدُود، و جمعه أَلِدَّة. و قد لدّ الرجلُ، فهو مَلْدُودٌ، و أَلْدَدْتُه أَنا و التَدَّ هو؛ قال ابن أَحمر: شَرِبْتُ الشُّكاعی، و التَدَدْتُ أَلِدَّةً، و أَقْبَلْتُ أَفواهَ العُرُوق المَكاوِیا و الوَجُور فی وسَط الفم. و قد لَدَّه به یَلُدُّه لَدّاً و لُدوداً، بضم اللام؛ عن كراع، و لَدّه إِیاه؛ قال: لَدَدْتُهُمُ النَّصِیحةَ كلَّ لَدٍّ، فَمَجُّوا النُّصْحَ، ثم ثَنَوا فَقاؤُوا استعمله فی الأَعراض و إِنما هو فی الأَجسام كالدواء و الماء. و اللَّدودُ: وجع یأْخذ فی الفم و الحلق فیجعل علیه دواء و یوضع علی الجبهة من دمه. ابن الأَعرابی: لَدَّد به و نَدَّدَ به إِذا سَمَّع به. و لَدَّه عن الأَمر لَدّاً: حبَسَه، هُذَلِیَّةٌ. و رجل شَدید لَدیدٌ. و الأَلَدُّ: الخَصِمُ الجَدِلُ الشَّحِیحُ الذی لا یَزیغُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 391
إِلی الحق، و جمعه لُدّ و لِدادٌ؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه، لأُم سلمة: فأَنا منهم بین أَلْسِنَةٍ لِدادٍ، و قلوب شِداد، و سُیوف حِداد.و الأَلَنْدَدُ و الیَلَنْدَد: كالأَلَدِّ أَی الشدید الخصومة؛ قال الطرِمَّاح یصف الحرباء: یُضْحِی علی سُوقِ الجُذُولِ كَأَنه خَصْمٌ، أَبَرَّ علی الخُصُومِ، یَلَنْدَدُ قال ابن جنی: همزة أَلَنْدَد و یاء یلَنْدد كلتاهما للإِلحاق؛ فإِن قلت: فإِذا كان الزائد إِذا وقع أَولًا لم یكن للإِلحاق فكیف أَلحقوا الهمزة و الیاء فی أَلَنْدد و یلَنْدد، و الدلیل علی صحة الإِلحاق ظهور التضعیف؟ قیل: إِنهم لا یلحقون بالزائد من أَول الكلمة إِلا أَن یكون معه زائد آخر، فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة و الیاء فی أَلندد و یلندد لما انضم إِلی الهمزة و الیاء من النون. و تصغیر أَلندد أُلَیْد لأَن أَصله أَلد فزادوا فیه النون لیلحقوه ببناء سفرجل فلما ذهبت النون عاد إِلی أَصله. و لَدَدْتَ لَدَداً: صِرْت أَلَدَّ. و لَدَدْتُه أَلُدُّه لَدّاً: خصَمْتُه. و فی التنزیل العزیز: وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصٰامِ؛ قال أَبو إِسحق: معنی الخَصِم الأَلَدِّ فی اللغة الشدیدُ الخصومة الجَدِل، و اشتقاقه مِن لَدیدَیِ العنق و هما صفحتاه، و تأْویله أَن خَصْمَه أَیّ وجه أَخَذ من وجوه الخصومة غلبه فی ذلك. یقال: رجل أَلَدُّ بَیِّنُ اللَّدَد شدید الخصومة؛ و امرأَة لَدَّاء و قوم لُدٌّ. و قد لَدَدْتَ یا هذا تَلُدُّ لَدَداً. و لَدَدْتُ فلاناً أَلُدُّه إِذا جادلته فغلبته. و أَلَدَّه یَلُدُّه: خصمه، فهو لادٌّ و لَدُود؛ قال الراجز: أَلُدُّ أَقرانَ الخُصُوم اللُّدِّ و یقال: ما زلت أُلادُّ عنك أَی أُدافِع. و‌فی الحدیث: إِنَّ أَبْغَضَ الرجالِ إِلی الله الأَلَدُّ الخَصِمُ؛ أَی الشدید الخصومة. و اللَّدَد: الخُصومة الشدیدة؛ و منه‌حدیث علی، كرم الله وجهه: رأَیت النبی، صلی الله علیه و سلم، فی النوم فقلت: یا رسول الله، ماذا لقِیتُ بعدك من الأَوَدِ و اللَّدَد؟و قوله تعالی: وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا؛ قیل: معناه خُصَماءُ عُوج عن الحق، و قیل: صُمٌّ عنه.قال مهدی بن میمون: قلت للحسن قوله: وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا؛ قال: صُمّاً.و اللَّدُّ، بالفتح: الجُوالِقُ؛ قال الراجز: كأَن لَدَّیْهِ علی صَفْحِ جَبَل و اللدید: الرَّوْضة «2» الخضراء الزَّهْراءُ. و لُدٌّ: موضع؛ و‌فی الحدیث فی ذكر الدجال: یقتله المسیح بباب لُدّ؛ لُدٌّ: موضع بالشام، و قیل بِفِلَسْطین؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فَبِتُّ كأَنَّنی أُسْقَی شَمُولًا، تَكُرُّ غَرِیبَةً مِن خَمْرِ لُدٍّ و یقال له أَیضاً اللُّدُّ؛ قال جمیل: تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَی اللُّدِّ دُونَه، و هَضْبٌ لِتَیْما، و الهِضابُ وُعُورُ التهذیب: و لُدُّ اسم رَمْلة، بضم اللام، بالشام. و اللَّدِیدُ: موضع؛ قال لبید: تَكُرُّ أَخادِیدُ اللَّدِیدِ عَلیْهِمُ، و تُوفَی جِفانُ الصیفِ مَحْضاً مُعَمِّما و مِلَدٌّ: اسم رجل.

لسد؛ ج3، ص: 391

: لَسَدَ الطلَی أُمه یَلْسِدُها و یَلْسَدُها لَسْداً: رضعها، مثال كَسَرَ یَكْسِرُ كَسْراً. و حكی أَبو خالد فی كتاب الأَبواب: لَسِدَ الطلی أُمه، بالكسر، لَسَداً، بالتحریك، مثل لَجِذَ الكلبُ الإِناءَ لَجَذاً؛ و قیل: لسدها رضع جمیع ما فی
(2). قوله [و اللدید الروضة] كذا بالأَصل و فی القاموس و بهاء الروضة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 392
ضرعها؛ و أَنشد النضر: لا تَجْزَعَنَّ علی عُلالةِ بَكْرَةٍ نَسْطٍ، یُعارِضُها فَصِیلٌ مِلْسَدُ قال: اللَّسْدُ الرضْع. و المِلْسَدُ: الذی یَرْضَعُ من الفُصلانِ. و لَسَد العَسَلَ: لَعِقَه. و لَسَدت الوحشیَّةُ ولَدَها: لَعِقَتْه. و لَسَدَ الكلبُ الإِناءَ و لَسِدَه یَلْسِدُه لَسْداً: لَعِقَه. و كل لَحْسٍ: لَسْد.

لغد؛ ج3، ص: 392

: اللُّغْدُ: باطنُ النَّصِیل بین الحنك و صَفْقِ العُنُق، و هما اللُّغْدُودان؛ و قیل: هو لحمة فی الحلق، و الجمع أَلغاد؛ و هی اللَّغادید: اللحْمات التی بین الحنك و صفحة العنق. و‌فی الحدیث: یُحْشی به صدرُه و لغادِیدُه؛ هی جمع لُغْدود و هی لحمة عند اللَّهواتِ، واحدها لُغْدود؛ قال الشاعر: أَیْها إِلیْكَ ابنَ مِرْداسٍ بِقافِیَةٍ شَنْعاءَ، قد سَكَنَتْ منه اللَّغادیدا و قیل: الأَلْغادُ و اللَّغادِیدُ أُصُول اللَّحْیَینِ، و قیل: هی كالزوائد من اللحم تكون فی باطن الأُذنین من داخل، و قیل: ما أَطاف بأَقصی الفم إِلی الحلق من اللحم، و قیل: هی فی موضع النَّكَفَتَینِ عند أَصل العنق؛ قال: و إِنْ أَبَیْتَ، فإِنِّی واضِعٌ قَدَمِی علی مَراغِمِ نَفَّاخِ اللَّغادِید أَبو عبید: الأَلْغادُ لَحْمات تكون عند اللَّهَواتِ، واحدها لُغْد و هی اللَّغانِینُ واحدها لُغْنون. أَبو زید: اللُّغْدُ مُنتهی شحمة الأُذن من أَسفلها و هی النَّكَفَة. قال: و اللَّغانین لحم بین النَّكَفَتَینِ و اللسانِ من باطن. و یقال لها من ظاهر: لَغادِیدُ، واحدها لُغْدود؛ وَ وَدَجٌ و لُغْنون. و جاءَ مُتَلَغِّداً أَی مُتَغَضِّباً مُتَغَیِّظاً حَنِقاً. و لَغَدْت الإِبِلَ العَوانِد إِذا رَدَدْتَها إِلی القَصْدِ و الطریقِ. التهذیب: اللَّغْدُ أَن تُقِیمَ الإِبِلَ علی الطریق. یقال: قد لَغَدَ الإِبل و جادَ ما یَلْغَدُها منذُ اللیل أَی یقیمها للقصد؛ قال الراجز: هلْ یُورِدَنَّ القومَ ماءً بارِداً، باقی النَّسِیمِ، یَلْغَدُ اللَّواغِدا؟ «1»

لقد؛ ج3، ص: 392

: التهذیب: أَصله قَدْ و أُدخلت اللام علیها توكیداً. قال الفراء: و ظن بعض العرب أَن اللام أَصلیة فأَدخل علیها لاماً أُخری فقال: لَلَقَدْ كانوا، علی أَزْمانِنا، للصَّنِیعَینِ لِبَأْسٍ و تُقَی

لكد؛ ج3، ص: 392

: لَكِدَ الشی‌ءُ بِفِیهِ لَكَداً إِذا أَكل شیئاً لَزجاً فَلَزِقَ بفیه من جَوْهَرِه أَو لَوْنِه. و لَكِدَ به لَكَداً و التَكَدَ: لَزِمَه فلم یُفارِقْه. و عُوتِبَ رجل من طَیّ‌ءٍ فی امرأَته فقال: إِذا التَكَدَتْ بما یَسُرُّنی لم أُبالِ أَن أَلْتَكِدَ بما یسوءُها؛ قال ابن سیدة: هكذا حكاه ابن الأَعرابی: لم أُبالِ، بإِثبات الأَلف، كقولك لم أُرامِ، و قال الأَصمعی: تَلَكَّد فلانٌ فلاناً إِذا اعتنقه تَلَكُّداً. و یقال: رأَیت فلاناً مُلاكِداً فلاناً أَی مُلازِماً. و تَلَكَّدَ الشی‌ءُ: لَزِمَ بعضُه بعضاً. و‌فی حدیث عطاء: إِذا كان حَوْلَ الجُرْحِ قَیْح و لَكِدَ، فَأَتْبِعْه بصوفة فیها ماء فاغْسِله.یقال: لَكِدَ الدمُ بالجلد إِذا لَصِقَ. و لَكَدَه لَكْداً: ضَرَبه بیده أَو دَفَعَه. و لاكَدَ قَیْدَه: مشی فنازَعه القَیْدُ خِطاءه «2». و یقال: إِن
(1). قوله [اللواغدا] كتب بخط الأَصل بحذاء اللواغدا مفصولًا عنه الملاغدا بواو عطف قبله إشارة إلی أنه ینشد بالوجهین. (2). قوله [خطاءه] بالمد جمع خطوة بالفتح كركوة و ركاء أفاده فی الصحاح
لسان العرب، ج‌3، ص: 393
فلاناً یُلاكِدُ الغُلَّ لیلَته أَی یُعالِجُه؛ قال أُسامة الهذلی یصف رامیاً: فَمَدّ ذِراعَیْهِ و أَجْنَأَ صُلْبَه، و فَرَّجَها عَطْفَی مُمَرٍّ مُلاكدِ و یقال: لَكِدَ الوسخُ بیده و لَكِدَ شعَرُهُ إِذا تَلَبَّدَ. الأَصمعی: لَكِدَ علیه الوسَخُ؛ بالكسر، لَكَداً أَی لَزِمَه و لَصِقَ به. و رجل لَكِدٌ: نَكِدٌ لَحِزٌ عَسِیرٌ، لَكِدَ لَكَداً؛ قال صخر الغَیّ: و اللهِ لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها شَیْخاً مِنَ الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ، لَفاتَحَ البَیْعَ یومَ رُؤْیَتِها، و كان قَبْلُ ابِتیاعُه لَكِدُ و الأَلْكَدُ: اللئیمُ المُلْزَقُ بالقوم؛ و أَنشد: یُناسِبُ أَقواماً لِیُحْسَبَ فِیهِمُ، و یَتْرُكُ أَصلًا كانَ مِن جِذْمِ، أَلْكَدَا و لَكَّادٌ و مُلاكِدٌ: اسمان. و المِلْكَدُ شِبْهُ مُدُقٍّ یُدَقُّ به.

لمد؛ ج3، ص: 303

: أَهمله اللیث، و روی أَبو عمرو: اللَّمْدُ التواضعُ بالذلِّ.

لهد؛ ج3، ص: 393

: أَلهَدَ الرجلُ: ظَلَمَ و جارَ. و أَلْهَدَ به: أَزْرَی. و أَلْهَدْتُ به إِلهاداً و أَحْضَنْتُ به إِحْضاناً إِذا أَزْرَیتَ به؛ قال: تَعَلَّمْ، هَداكَ اللَّهُ، أَن ابنَ نَوْفَلٍ بِنا مُلْهِدٌ، لو یَمْلِكُ الضَّلْعَ، ضالِعُ و البعیرُ اللَّهِیدُ: الذی أَصابَ جَنْبَه ضَغْطَةٌ من حِمْل ثقیل فأَورثه داءً أَفسد علیه رِئَتَهُ، فهو مَلْهُود؛ قال الكمیت: نُطْعِمُ الجَیْأَلَ اللَّهِیدَ مِن الكُومِ، و لم نَدْعُ مَن یُشِیطُ الجَزُورا و اللَّهِیدُ من الإِبل: الذی لَهَدَ ظهرَه أَو جنبه حِمْل ثقیل أَی ضَغَطَه أَو شَدَخَه فَوَرِمَ حتی صارَ دَبِراً؛ و إِذا لُهِدَ البعیرُ أُخْلِیَ ذلك الموضعُ من بِدادَیِ القَتَبِ كی لا یَضْغَطَه الحِمل فیزداد فساداً، و إِذا لم یُخْلَ عنه تفتحت اللَّهْدَة فصارت دَبَرَة. و لَهَدَه الحِمْلُ یَلْهَدُه لَهْداً، فهو مَلْهُود و لَهِیدٌ: أَثقله و ضَغَطه. و اللَّهْدُ: انفراج یُصیبُ الإِبل فی صدورها من صَدْمة أَو ضَغْطِ حِمْل؛ و قیل: اللَّهْدُ ورَمٌ فی الفریصة من وعاء یُلِحُّ علی ظهر البعیر فَیَرِمُ. التهذیب: و اللهد داء یأْخذ الإِبل فی صدورها؛ و أَنشد: تَظْلَعُ من لَهْدٍ بها و لَهْد و لَهَدَ القومُ دوابَّهم: جَهَدُوها و أَحْرَثوها؛ قال جریر: و لقد تَرَكتُكَ یا فَرَزدقُ خاسِئاً، لمَّا كَبَوْتَ لدی الرِّهانِ لَهِیدا أَی حَسِیراً. و اللَّهْدُ: داء یصیبُ الناس فی أَرجلهم و أَفخاذهم و هو كالانفراج. و اللهد: الضرب فی الثدیین و أُصول الكَتِفَینِ. و لَهَدَه یَلْهَدُه لَهْداً و لَهَّده: غَمَزه؛ قال طرفة: بَطِی‌ءٍ عن الجُلَّی سَرِیعٍ إِلی الخَنَی ذَلولٍ بإِجْماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ اللیث: اللَّهْدُ الصدمة الشدیدة فی الصدر. و لَهَدَه لَهْداً أَی دفعه لذُلِّه، فهو ملهود؛ و كذلك لَهَّده؛ قال طرفة، و أَنشد البیت: ذَلُولٍ بإِجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ أَی مُدَفَّع، و إِنما شدد للتكثیر. الهوازنی: رجل
لسان العرب، ج‌3، ص: 394
مُلَهَّد أَی مُسْتَضْعَفٌ ذلیل. و یقال: لَهَدْتُ الرجل أَلهَدُه لهْداً أَی دفعته، فهو ملهود. و رجل مُلَهَّد إِذا كان یُدَفَّع تدفیعاً من ذُلِّه. و‌فی حدیث ابن عمر: لو لقیتُ قاتِلَ أَبی فی الحرم ما لَهَدْته‌أَی ما دفَعْتُه؛ و اللَّهْد: الدَّفْعُ الشدید فی الصدر، و یروی: ما هِدْته أَی حَرَّكْته. و ناقة لَهِیدٌ: غَمَزَها حِمْلُها فَوَثَأَها؛ عن اللحیانی. و لَهَدَ ما فی الإِناءِ یَلْهَدُه لَهْداً: لَحِسَه و أَكله؛ قال عدی: و یَلْهَدْنَ ما أَغْنی الوَلیُّ فلم یُلِثْ، كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا لم یُلِثْ: لم یبطئ أَن ینبت. و النِّهاءُ: الغُدُر، فشبه الریاض «3» بحافاتها المزارع. و أَلْهَدْتُ به إِلهاداً إِذا أَمْسَكْتَ أَحد الرجُلین و خَلَّیْتَ الآخرَ علیه و هو یقاتله. قال: فإِن فَطَّنْتَ رجلًا بِمُخاصَمة صاحبِه أَو بما صاحِبُه یُكَلِّمُه و لَحَنْت له و لقَّنْت حجته، فقد أَلهدت به؛ و إِذا فَطَّنْته بما صاحبه یكلمه قال: و الله ما قلتها إِلا أَن تُلْهِدَ علیّ أَی تُعِین علیّ. و اللَّهِیدةُ: من أَطعمة العرب. و اللَّهِیدةُ: الرِّخْوة من العصائد لیست بحساء فَتُحْسی و لا غلیظة فَتُلْتَقَم، و هی التی تجاوز حَدَّ الحَرِیقةِ و السَّخینةِ و تقْصُر عن العَصِیدة؛ و السخینة: التی ارتفعت عن الحساءِ و ثَقُلت أَن تُحْسَی.

لود؛ ج3، ص: 394

: عنُقٌ أَلوَدُ: غلیظ. و رجل أَلوَدُ: لا یكادُ یمیلُ إِلی عَدْلٍ و لا إِلی حَقٍّ و لا یَنْقادُ لأَمرٍ؛ و قد لَوِدَ یَلْوَدُ لَوَداً و قَوْمٌ أَلْوادٌ. قال الأَزهری: هذه كلمة نادرة؛ و قال رؤبة: أُسْكِتُ أَجْراسَ القُرومِ الأَلْواد و قال أَبو عمرو: الأَلْوَدُ الشدید الذی لا یُعْطی طاعة، و جمعه أَلواد؛ و أَنشد: أَغلَبَ غَلَّاباً أَلدَّ أَلوَدا

فصل المیم؛ ج3، ص: 394

مأد؛ ج3، ص: 394

: المَأْدُ من النبات: اللَّیِّنُ الناعِم. قال الأَصمعی: قیل لبعض العرب: أَصِبْ لنا موضعاً، فقال رائِدُهم: وجدت مكاناً ثَأْداً مَأْداً. و مَأْد الشباب: نَعْمَتُه. و مَأَدَ العُودُ یَمْأَدُ مَأْداً إِذا امتلأَ من الریّ فی أَول ما یجری الماء فی العود فلا یزال مائداً ما كان رطباً. و المَأْدُ من النبات: ما قد ارتوی؛ یقال: نبات مَأْدٌ. و قد مَأَدَ یَمْأَدُ، فهو مَأْدٌ. و أَمْأَدَه الریّ و الربیع و نحوه و ذلك إِذا جری فیه الماء أَیام الربیع. و یقال للجاریة التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشباب و هی یَمؤُود و یَمؤُودة. و امتأَد فلان خیراً أَی كسبه. و یقال للغصن إِذا كان ناعماً یهتز: هو یَمْأَدُ مَأْداً حسناً. و مَأَد النباتُ و الشجر یمأَدُ مأْداً: اهتزَّ و تَرَوّی و جری فیه الماء، و قیل: تنعم و لان؛ و قد أَمْأَدَه الرَّیّ. و غصن مَأْدٌ و یَمؤُود أَی ناعم، و كذلك الرجل و الأُنثی مَأْدَة و یَمْؤُودة شابة ناعمة، و قیل: المَأْد الناعم من كل شی‌ء؛ و أَنشد أَبو عبید: مَادُ الشَّبابِ عَیْشَها المُخَرْفَجا غیر مهموز. و المَأْدُ: النَّزُّ الذی یظهر فی الأَرض قبل أَن یَنْبُع، شامِیَّة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و ماكِدٍ تَمْأَدُه من بَحْرِه فسره فقال: تَمْأَدُه تأْخُذُه فی ذلك الوقت. و یَمْؤُودٌ: موضع؛ قال زهیر: كأَنَّ سَحِیله، فی كلِّ فَجْرٍ علی أَحْساءِ یَمْؤودٍ، دُعاءُ
(3). قوله [فشبه الریاض إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 395
و یَمؤُود: بئر؛ قال الشماخ: غَدَوْنَ لها صُعْرَ الخُدودِ كما غَدَتْ، علی ماءِ یَمؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ الجوهری: و یَمؤُودٌ موضع؛ قال الشماخ: فَظَلَّتْ بِیَمؤُودٍ كأَنَّ عُیونَها إِلی الشمسِ، هل تَدْنو رِكیٌّ نواكزُ؟ قال ابن سیدة فی قول الشماخ: علی ماءِ یمؤودَ الدِّلاءُ النواهِزُ قال: جعله اسماً للبئر فلم یصرفه؛ قال: و قد یجوز أَن یرید الموضع و ترك صرفه لأَنه عنی به البُقْعَة أَو الشَّبَكة؛ قال: أَعنی بالشَّبَكةِ الآبارَ المُقْتَرِبةَ بعضُها من بعض.

مبد؛ ج3، ص: 395

: مأْبد: بلد من السَّراة؛ قال أَبو ذؤیب: یَمانِیة، أَحْیا لهَا مَظَّ مَأْبِدٍ و آلِ قَراسٍ صَوْبُ أَسْقِیةٍ كُحْلِ و یروی أَرْمِیةٍ؛ و قد روی هذا البیت مَظَّ مَائِدٍ، و سیأْتی ذكره.

متد؛ ج3، ص: 395

: ابن درید: مَتَدَ بالمكانِ یَمْتُدُ، فهو ماتِدٌ إِذا أَقام به؛ قال أَبو منصور: و لا أَحفظه لغیره.

مثد؛ ج3، ص: 395

: مَثَدَ بین الحجارة یَمْثُدُ: استتر بها و نظر بعینه من خِلالها إِلی العَدُوّ یَرْبأُ للقوم علی هذه الحال؛ أَنشد ثعلب: ما مَثَدَتْ بُوصانُ، إِلا لِعَمِّها، بخَیْلِ سُلَیْم فی الوَغَی كیف تَصْنَعُ قال: و فسره بما ذكرناه. أَبو عمرو: الماثِدُ الدَّیدَبانُ و هو اللابدُ و المُخْتَبئُ و الشَّیِّفة و الرَّبیئةُ.

مجد؛ ج3، ص: 395

: المَجْدُ: المُرُوءةُ و السخاءُ. و المَجْدُ: الكرمُ و الشرفُ. ابن سیدة: المجد نَیْل الشرف، و قیل: لا یكون إِلا بالآباءِ، و قیل: المَجْدُ كَرَمُ الآباء خاصة، و قیل: المَجْدُ الأَخذ من الشرف و السُّؤدَد ما یكفی؛ و قد مَجَدَ یَمْجُدُ مَجْداً، فهو ماجد. و مَجُد، بالضم، مَجادةً، فهو مجید، و تَمَجَّد. و المجدُ: كَرَمُ فِعاله. و أَمجَدَه و مَجَّده كلاهما: عظَّمَه و أَثنی علیه. و تماجَدَ القومُ فیما بینهم: ذكَروا مَجْدَهم. و ماجَدَه مِجاداً: عارَضه بالمجد. و ماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَی غَلَبْتُه بالمجد. قال ابن السكیت: الشرفُ و المجدُ یكونان بالآباء. یقال: رجل شریف ماجدٌ، له آباءٌ متقدّمون فی الشرف؛ قال: و الحسب و الكرم یكونان فی الرجل و إِن لم یكن له آباء لهم شرف. و التمجیدُ: أَن یُنْسب الرجل إِلی المجد. و رجل ماجد: مِفضالٌ كثیر الخیر شریف، و المجیدُ، فعیل، منه للمبالغة؛ و قیل: هو الكریم المفضال، و قیل: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سمی مَجْداً، و فعِیلٌ أَبلغ من فاعِل فكأَنه یَجْمع معنی الجلیل و الوهَّابِ و الكریم. و المجیدُ: من صفاتِ الله عز و جل. و فی التنزیل العزیز: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِیدُ. و فی أسماء الله تعالی: الماجدُ. و المَجْد فی كلام العرب: الشرف الواسع. التهذیب: الله تعالی هو المجِیدُ تَمَجَّد بِفعاله و مَجَّده خلقه لعظمته. و قوله تعالی: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِیدُ؛ قال الفراء: خفضه یَحیی و أَصحابه كما قال: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ، فوصف القرآن بالمَجادة. و قیل یقرأُ: بل هو قرآنُ مجیدٍ، و القراءة قُرْآنٌ مَجِیدٌ. و من قرأَ: قرآنُ مجیدٍ، فالمعنی بل هو قرآنُ ربٍّ مجیدٍ. ابن الأَعرابی: قُرْآنٌ مَجِیدٌ، المجیدُ الرفیع. قال أَبو إسحاق: معنی المجید الكریم، فمن خفض المجید فمن صفة العرش،
لسان العرب، ج‌3، ص: 396
و من رفع فمن صفة ذو. و قوله تعالی: ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ؛ یرید بالمجید الرفیعَ العالی. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: ناوِلِینی المجیدَ‌أَی المُصْحَف؛ هو من قوله تعالی: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ. و‌فی حدیث قراءة الفاتحة: مَجَّدَنی عَبْدی‌أَی شرَّفنی و عَظَّمنی. و‌كان سعد بن عبادة یقول: اللهمَّ هَبْ لی حَمْداً و مَجْداً، لا مَجْد إِلا بِفعال و لا فِعال إِلا بمال؛ اللهم لا یُصْلِحُنی و لا أَصْلُحُ إِلا علیه «1».ابن شمیل: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ. و رجل ماجد و مجید إِذا كان كریماً مِعْطاءً. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أَمَّا نحن بنو هاشم فأَنجادٌ أَمْجادٌ‌أَی شِراف كِرام، جمع مجِید أَو ماجد كأَشهاد فی شَهید أَو شاهد. و مَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، و هی مواجِدُ و مُجَّد و مُجُدٌ، و أَمْجَدَتْ: نالت من الكلإِ قریباً من الشبع و عرف ذلك فی أَجسامها، و مَجَّدْتُها أَنا تمجیداً و أَمجَدَها راعیها و قد أَمجَدَ القومُ إِبلهم، و ذلك فی أَول الربیع. و أَما أَبو زید فقال: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بطونها علفاً و أَشبعها، و لا فعل لها هی فی ذلك، فإِن أَرعاها فی أَرض مُكْلِئَةٍ فرعت و شبِعت. قال: مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً و مُجوداً و لا فعل لك فی هذا، و أَما أَبو عبید فروی عن أَبی عبیدة أَن أَهل العالیة یقولون مَجَد الناقةَ مخففاً إِذا علفها مِل‌ءَ بطونها، و أَهل نجد یقولون مَجَّدها تمجیداً، مشدَّداً، إِذا علفها نصف بطونها. ابن الأَعرابی: مَجَدَتِ الإِبل إِذا وقعت فی مَرْعًی كثیر واسع؛ و أَمجَدَها الراعی و أَمجَدْتُها أَنا. و قال ابن شمیل: إِذا شبعت الغنم مَجُدَت الإِبل تَمجُد، و المجد نَحْوٌ من نصف الشبع؛ و قال أَبو حیة یصف امرأَة: و لَیْسَت بماجِدةٍ للطعامِ و لا الشراب أَی لیست بكثیرة الطعام و لا الشراب. الأَصمعی: أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لها ذلك. و یقال: أَمجَدَ فلان عطاءَه و مَجَّده إِذا كثَّره؛ و قال عدیّ: فاشترانی و اصطفانی نعْمةً، مَجَّدَ الهِنْ‌ءَ و أَعطانی الثَّمَنْ و فی المثل: فی كل شَجَر نار، و اسْتَمْجَدَ المَرْخُ و العَفار؛ اسْتَمْجَدَ استفضل أَی اسْتَكْثَرا من النار كأَنهما أَخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما، و یقال: لأَنهما یُسْرعانِ الوَرْیَ فشبها بمن یُكْثِر من العطاء طلباً للمجد. و یقال: أَمجَدَنا فلان قِرًی إِذا آتَی ما كَفَی و فضل. و مَجْدٌ و مُجَیْدٌ و ماجِدٌ: أَسماء. و مَجْد بنت تمیم بن عامرِ بنِ لُؤَیٍّ: هی أُم كلاب و كعب و عامر و كُلَیْب بنی ربیعة بن عامر بن صعصعة؛ و ذكرها لبید فقال یفتخر بها: سَقَی قَوْمی بَنی مَجْدٍ، و أَسْقی نُمَیْراً، و القبائلَ من هِلالِ و بَنو مَجْد: بنو ربیعة بن عامر بن صعصعة، و مجد: اسم أُمهم هذه التی فخر بها لبید فی شعره.

مدد؛ ج3، ص: 396

: المَدُّ: الجَذْب و المَطْلُ. مَدَّه یَمُدُّه مَدّاً و مدَّ به فامتَدّ و مَدَّدَه فَتَمَدَّد، و تَمَدَّدناه بیننا: مَدَدْناه. و فلان یُمادُّ فلاناً أَی یُماطِلُه و یُجاذِبه. و التَّمَدُّد: كَتَمَدُّدِ السِّقاء، و كذلك كل شی‌ء تبقی فیه سَعَةُ المَدِّ. و المادَّةُ: الزیادة المتصلة. و مَدَّه فی غَیِّه أَی أَمهلَه و طَوَّلَ له. و مادَدْتُ الرجل مُمادَّةً و مِداداً: مَدَدْتُه و مَدَّنی؛ هذه عن
(1). قوله [اللهم لا یصلحنی و لا أصلح إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 397
اللحیانی. و قوله تعالی: وَ یَمُدُّهُمْ فِی طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ؛ معناه یُمْهِلُهم. و طُغْیانُهم: غُلُوُّهم فی كفرهم. و شی‌ء مَدِید: ممدود. و رجل مَدِید الجسم: طویل، و أَصله فی القیام؛ سیبویه، و الجمع مُدُدٌ، جاء علی الأَصل لأَنه لم یشبه الفعل، و الأُنثی مَدِیدة. و‌فی حدیث عثمان: قال لبعض عماله: بلغنی أَنك تزوجت امرأَة مدیدة‌أَی طویلة. و رجل مَدِیدُ القامة: طویل القامة. و طِرافٌ مُمدَّد أَی ممدودٌ بالأَطناب، و شُدِّدَ للمبالغة. و تَمَدَّد الرجل أَی تَمطَّی. و المَدِیدُ: ضرب من العَرُوض، سمی بذلك لامتداد أَسبابه و أَوتاده؛ قال أَبو إِسحاق: سمی مدیداً لأَنه امتَدَّ سبباه فصار سَبَب فی أَوله و سبب بعد الوَتِدِ. و قوله تعالی: فِی عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ، فسره ثعلب فقال: معناه فی عَمَد طِوال. و مَدَّ الحرف یَمُدُّه مَدّاً: طَوَّلَه. و قال اللحیانی: مدَّ اللهُ الأَرضَ یَمُدُّها مَدًّا بسطها و سَوَّاها. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ؛ و فیه: وَ الْأَرْضَ مَدَدْنٰاهٰا*. و یقال: مَدَدْت الأَرض مَدًّا إِذا زِدت فیها تراباً أَو سَماداً من غیرها لیكون أَعمر لها و أَكثر رَیْعاً لزرعها، و كذلك الرمال، و السَّمادُ مِداد لها؛ و قول الفرزدق: رَأَتْ كمرا مِثْلَ الجَلامیدِ فَتَّحَتْ أَحالِیلَها، لمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذورُها قیل فی تفسیره: اتْمَأَدَّتْ. قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا، اللهم إِلا أَن یرید تَمادَّت فسكن التاء و اجتلب للساكن ألف الوصل، كما قالوا: ادَّكَرَ و ادّارَأْتُمْ فیها، و همز الأَلف الزائدة كما همز بعضهم أَلف دابَّة فقال دأَبَّة. و مدَّ بصَرَه إِلی الشی‌ء: طَمَح به إِلیه. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلیٰ مٰا. و أَمَدَّ له فی الأَجل: أَنسأَه فیه. و مَدَّه فی الغَیّ و الضلال یَمُدُّه مَدًّا و مَدَّ له: أَمْلَی له و تركه. و فی التنزیل العزیز: وَ یَمُدُّهُمْ فِی طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ؛ أَی یُمْلِی و یُلِجُّهم؛ قال: و كذلك مدَّ الله له فی العذاب مَدًّا. و فی التنزیل العزیز: وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذٰابِ مَدًّا. قال: و أَمَدَّه فی الغی لغة قلیلة. و قوله تعالی: وَ إِخْوٰانُهُمْ یَمُدُّونَهُمْ فِی الغَیِّ؛ قراءة أَهل الكوفة و البصرة یَمُدُّونَهُمْ، و قرأَ أَهل المدینة یُمِدُّونَهم. و المَدُّ: كثرة الماء أَیامَ المُدُود و جمعه مُدُود؛ و قد مَدَّ الماءُ یَمُدُّ مَدًّا، و امْتَدَّ و مَدَّه غیره و أَمَدَّه. قال ثعلب: كل شی‌ء مَدَّه غیره، فهو بأَلف؛ یقال: مَدَّ البحرُ و امتَدَّ الحَبْل؛ قال اللیث: هكذا تقول العرب. الأَصمعی: المَدُّ مَدُّ النهر. و المَدُّ: مَدُّ الحبل. و المَدُّ: أَن یَمُدّ الرجل الرجل فی غیِّه. و یقال: وادِی كذا یَمُدُّ فی نهر كذا أَی یزید فیه. و یقال منه: قلَّ ماءُ رَكِیَّتِنا فَمَدَّتها ركیةٌ أُخری فهی تَمُدُّها مَدّاً. و المَدُّ: السیل. یقال: مَدَّ النهرُ و مدَّه نهر آخر؛ قال العجاج: سَیْلٌ أَتِیٌّ مَدَّه أَتِیُّ غِبَّ سمَاءٍ، فهو رَقْراقِیُّ و مَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جری فیه. قال اللحیانی: یقال لكل شی‌ء دخل فیه مثله فَكَثَّرَه: مدَّه یَمُدُّه مدًّا. و فی التنزیل العزیز: وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ؛ أَی یزید فیه ماء من خلْفِه تجرُّه إِلیه و تُكثِّرُه. و مادَّةُ الشی‌ء: ما یمدُّه، دخلت فیه الهاء للمبالغة. و‌فی حدیث الحوض: یَنْبَعِثُ فیه مِیزابانِ مِدادُهما أَنهار الجنة‌أَی یَمُدُّهما أَنهارُها. و‌فی الحدیث: و أَمَدَّها خَواصِر‌أَی أَوسعها و أَتَمَّها. و المادَّة: كل شی‌ء یكون مَدَداً لغیره. و یقال: دعْ فی الضَّرْع
لسان العرب، ج‌3، ص: 398
مادَّة اللبن، فالمتروك فی الضرع هو الداعِیَةُ، و ما اجتمع إِلیه فهو المادَّة، و الأَعْرابُ مادَّةُ الإسلام. و قال الفراءُ فی قوله عز و جل: وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ؛ قال: تكون مِداداً كالمِدادِ الذی یُكتب به. و الشی‌ء إِذا مدَّ الشی‌ء فكان زیادة فیه، فهو یَمُدُّه؛ تقول: دِجْلَةُ تَمُدُّ تَیَّارنا و أَنهارنا، و الله یَمُدُّنا بها. و تقول: قد أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ. و لا یقاس علی هذا كل ما ورد. و مَدَدْنا القومَ: صِرْنا لهم أَنصاراً و مدَدَاً و أَمْدَدْناهم بغیرنا. و حكی اللحیانی: أَمَدَّ الأَمیر جنده بالخیل و الرجال و أَعانهم، و أَمَدَّهم بمال كثیر و أَغاثهم. قال: و قال بعضهم أَعطاهم، و الأَول أَكثر. و فی التنزیل العزیز: وَ أَمْدَدْنٰاكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَ بَنِینَ. و المَدَدُ: ما مدَّهم به أَو أَمَدَّهم؛ سیبویه، و الجمع أَمْداد، قال: و لم یجاوزوا به هذا البناء، و استَمدَّه: طلَبَ منه مَدَداً. و المَدَدُ: العساكرُ التی تُلحَق بالمَغازی فی سبیل الله. و الإِمْدادُ: أَنْ یُرْسِلَ الرجل للرجل مَدَداً، تقول: أَمْدَدْنا فلاناً بجیش. قال الله تعالی: یُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلٰافٍ. و قال فی المال: أَ یَحْسَبُونَ أَنَّمٰا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مٰالٍ وَ بَنِینَ؛ هكذا قرئ نُمِدُّهُمْ، بضم النون. و قال: وَ أَمْدَدْنٰاكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَ بَنِینَ، فالمَدَدُ ما أَمْدَدْتَ به قومك فی حرْب أَو غیر ذلك من طعام أَو أَعوان. و‌فی حدیث أُویس: كان عمر، رضی الله عنه، إِذا أَتَی أَمْدادُ أَهل الیمن سأَلهم: أَ فیكم أُوَیْسُ بن عامر؟الأَمداد: جمع مَدَد و هم الأَعوان و الأَنصار الذین كانوا یَمُدُّون المسلمین فی الجهاد. و‌فی حدیث عوف بن مالك: خرجت مع زید بن حارثة فی غزوة مُؤْتَة و رافَقَنی مَدَدِیٌّ من الیمن؛ و هو منسوب إلی المدَد. و قال یونس: ما كان من الخیر فإِنك تقول أَمْدَدْته، و ما كان من الشر فهو مدَدْت. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: هم أَصلُ العرب و مادَّة الإِسلام‌أَی الذین یُعِینونهم و یَكُثِّرُون جیوشهم و یُتَقَوَّی بزكاةِ أَموالهم. و كل ما أَعنت به قوماً فی حرب أَو غیره، فهو مادَّة لهم. و‌فی حدیث الرمی: مُنْبِلُه و المُمِدُّ به‌أَی الذی یقوم عند الرامی فیناوله سهماً بعد سهم، أَو یردّ علیه النَّبْلَ من الهَدَف. یقال: أَمَدَّه یُمِدُّه، فهو مُمِدٌّ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: قائل كلمةِ الزور و الذی یَمُدُّ بحبلها فی الإِثم سواءٌ؛ مَثَّل قائلها بالمائِح الذی یملأُ الدلو فی أَسفل البئر، و حاكِیَها بالماتِحِ الذی یجذب الحبل علی رأْس البئر و یَمُدُّه؛ و لهذا یقال: الراویةُ أَحد الكاذِبَیْنِ. و المِدادُ: النِّقْس. و المِدادُ: الذی یُكتب به و هو مما تقدم. قال شمر: كل شی‌ء امتَلأَ و ارتفع فقد مَدَّ؛ و أَمْدَدْتُه أَنا. و مَدَّ النهارُ إِذا ارتفع. و مَدَّ الدَّواةَ و أَمَدَّها: زاد فی مائِها و نِقْسِها؛ و مَدَّها و أَمَدَّها: جعل فیها مِداداً، و كذلك مَدَّ القَلم و أَمَدَّه. و اسْتَمَدَّ من الدواةِ: أَخذ منها مِداداً؛ و المَدُّ: الاستمدادُ منها، و قیل: هو أَن یَسْتَمِدَّ منها مَدّة واحدة؛ قال ابن الأَنباری: سمی المِدادُ مِداداً لإِمداده الكاتِب، من قولهم أَمْدَدْت الجیش بمَدد؛ قال الأَخطل: رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها مَصابیحُ سُرْجٌ، أُوقِدَتْ بِمِدادِ أَی بزیت یُمِدُّها. و أَمَدَّ الجُرْحُ یُمِدُّ إِمْداداً: صارت فیه مَدَّة؛ و أَمْدَدْت الرجل مدّةً. و یقال: مُدَّنی یا غلامُ مُدَّة من الدواة، و إِن قلت: أَمْدِدْنی مُدّة، كان جائزاً، و خرج علی مَجْرَی المَدَدِ بها و الزیادة. و المُدَّة أَیضاً: اسم ما اسْتَمْدَدْتَ به من
لسان العرب، ج‌3، ص: 399
المِدادِ علی القلم. و المَدّة، بالفتح: الواحدة من قولك مَدَدْتُ الشی‌ءَ. و المِدّة، بالكسر: ما یجتمع فی الجُرْح من القیح. و أَمْدَدْتُ الرجل إِذا أَعطیته مُدّة بقلم؛ و أَمْدَدْتُ الجیش بِمَدَد. و الاستمدادُ: طلبُ المَدَدِ. قال أَبو زید: مَدَدْنا القوم أَی صِرنا مَدَداً لهم و أَمْدَدْناهم بغیرنا و أَمْدَدْناهم بفاكهة. و أَمَدّ العَرْفَجُ إِذا جَرَی الماءُ فی عوده. و مَدَّه مِداداً و أَمَدَّه: أَعطاه؛ و قول الشاعر: نُمِدُّ لهمْ بالماءِ مِن غیرِ هُونِه، و لكِنْ إِذا ما ضاقَ أَمرٌ یُوَسَّعُ یعنی نزید الماء لتكثر المرقة. و یقال: سبحان الله مِدادَ السموات و مِدادَ كلماتِه و مَدَدَها أَی مثل عدَدِها و كثرتها؛ و قیل: قَدْرَ ما یُوازیها فی الكثرة عِیارَ كیل أَو وزن أَو عدَد أَو ما أَشبهه من وجوه الحصر و التقدیر؛ قال ابن الأَثیر: و هذا تمثیل یراد به التقدیر لأَن الكلام لا یدخل فی الكیل و الوزن و إِنما یدخل فی العدد. و المِدادُ: مصدر كالمَدَد. یقال: مددت الشی‌ءَ مَدًّا و مِداداً و هو ما یكثر به و یزاد. و‌فی الحدیث: إِن المؤَذِّنَ یُغْفَرُ له مَدَّ صَوْتِه؛ المد: القدر، یرید به قدر الذنوب أَی یغفر له ذلك إِلی منتهی مَدِّ صوته، و هو تمثیل لسعة المغفرة‌كقوله الآخر: و لو لَقِیتَنی بِقُراب [بِقِراب الأَرض «2» خَطایا لِقیتُك بها مَغْفِرَةً؛ و یروی مَدَی صوته و هو مذكور فی موضعه. و بنوا بیوتهم علی مِدادٍ واحد أَی علی طریقة واحدة. و یقال: جاء هذا علی مِدادٍ واحد أَی علی مثال واحد؛ و قال جندل: لم أُقْوِ فِیهِنَّ، و لم أُسانِدِ علی مَدادٍ و رویٍّ واحِدِ و الأَمِدّةُ، و الواحدةُ مِدادٌ: المِساكُ فی جانبی الثوبِ إِذا ابْتدِئَ بعَملِه. و أَمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ و الصِّلِّیانِ و الطَّرِیفَةِ: مُطِرَ فَلانَ. و المُدَّةُ: الغایة من الزمان و المكان. و یقال: لهذه الأُمّةُ مُدَّة أَی غایة فی بقائها. و یقال: مَدَّ الله فی عُمُرك أَی جعل لعُمُرك مُدة طویلة. و مُدَّ فی عمره: نُسِئَ. و مَدُّ النهارِ: ارتفاعُه. یقال: جئتك مَدَّ النهار و فی مَدِّ النهار، و كذلك مَدَّ الضحی، یضعون المصدر فی كل ذلك موضع الظرف. و امتدَّ النهارُ: تَنَفَّس. و امتدَّ بهم السیر: طال. و مَدَّ فی السیر: مَضَی. و المَدِیدُ: ما یُخْلَطُ به سَوِیقٌ أَو سِمْسمٌ أَو دقیق أَو شعیر جَشٌّ؛ قال ابن الأَعرابی: هو الذی لیس بحارٍّ ثم یُسقاه البعیر و الدابة أَو یُضْفَرُه، و قیل: المَدِیدُ العَلَفُ، و قد مَدَّه به یَمُدُّه مَدًّا. أَبو زید: مَدَدْتُ الإِبلَ أَمُدُّها مَدًّا، و هو أَن تسقیها الماء بالبزر أَو الدقیق أَو السمسم. و قال فی موضع آخر: المَدِیدُ شعیر یُجَشُّ ثم یُبَلُّ فَیُضْفَرُ البَعِیرَ. و یقال: هناك قطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البصر أَی مَدَی البصر. و مَدَدْتُ الإِبِلَ و أَمْدَدْتُها بمعنی، و هو أَن تَنْثِرَ [تَنْثُرَ لها علی الماءِ شیئاً من الدقیق و نحوه فَتَسْقِیَها، و الاسم المَدِیدُ. و المِدّانُ و الإِمِدّانُ: الماء المِلْح، و قیل: الماء الملح الشدیدُ المُلُوحة؛ و قیل: مِیاهُ السِّباخِ؛ قال: و هو إِفِعْلانٌ. بكسر الهمزة؛ قال زید الخیل، و قیل هو لأَبی الطَّمَحان: فأَصْبَحْنَ قد أَقْهَینَ عَنِّی كما أَبَتْ، حِیاضَ الإِمِدَّانِ، الظِّباءُ القوامِحُ
(2). قوله [بقراب الأَرض] بهامش نسخة من النهایة یوثق بها یجوز فیه ضم القاف و كسرها، فمن ضمه جعله بمنزلة قریب یقال قریب و قراب كما یقال كثیر و كثار، و من كسر جعله مصدراً من قولك قاربت الشی‌ء مقاربة و قراباً فیكون معناه مثل ما یقارب الأَرض.
لسان العرب، ج‌3، ص: 400
و الإِمِدّانُ أَیضاً: النَّزُّ. و قیل: هو الإِمِّدانُ؛ بتشدید المیم و تخفیف الدال. و المُدُّ: ضَرْبٌ من المكایِیل و هو رُبُع صاع، و هو قَدْرُ مُدِّ النبی، صلی الله علیه و سلم، و الصاعُ: خمسة أَرطال؛ قال: لم یَغْدُها مُدٌّ و لا نَصِیفُ، و لا تُمَیْراتٌ و لا تَعْجِیفُ و الجمع أَمدادٌ و مِدَدٌ و مِدادٌ كثیرة و مَدَدةٌ؛ قال: كأَنَّما یَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كَیْلَ مِدادٍ، من فَحاً مَدْقوقِ الجوهری: المُدُّ، بالضم، مكیال و هو رطل و ثلث عند أَهل الحجاز و الشافعی، و رطلان عند أَهل العراق و أَبی حنیفة، و الصاع أَربعة أَمداد. و‌فی حدیث فضل الصحابة: ما أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم و لا نَصِیفَه؛ و المد، فی الأَصل: ربع صاع و إِنما قَدَّره به لأَنه أَقلُّ ما كانوا یتصدقون به فی العادة. قال ابن الأَثیر: و یروی بفتح المیم، و هو الغایة؛ و قیل: إِن أَصل المد مقدَّر بأَن یَمُدَّ الرجل یدیه فیملأَ كفیه طعاماً. و مُدَّةٌ من الزمان: برهة منه. و‌فی الحدیث: المُدَّة التی مادَّ فیها أَبا سفیان؛ المُدَّةُ: طائفة من الزمان تقع علی القلیل و الكثیر، و مادَّ فیها أَی أَطالَها، و هی فاعَلَ من المدّ؛ و‌فی الحدیث: إِن شاؤُوا مادَدْناهم.و لُعْبة للصبیان تسمی: مِدادَ قَیْس؛ التهذیب: و مِدادُ قَیْس لُعْبة لهم. التهذیب فی ترجمة دمم: دَمدَمَ إِذا عَذَّبَ عذاباً شدیداً، و مَدْمَدَ إِذا هَرَبَ. و مُدٌّ: رجل من دارِم؛ قال خالد بن علقمة الدارمی یهجو خُنْشُوشَ بن مُدّ: جَزَی اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ مَلامةً، إِذا زَیَّنَ الفَحْشاءَ للناسِ مُوقُها

مذد؛ ج3، ص: 400

: فی الحدیث ذِكْرُ المَذاد، و هو بفتح المیم: واد بین سَلْعٍ و خَنْدَقِ المدینة الذی حفره النبی، صلی الله علیه و سلم، فی غَزْوة الخَنْدق.

مرد؛ ج3، ص: 400

: المارِدُ: العاتی. مَرُدَ علی الأَمرِ، بالضم، یَمْرُدُ مُروُداً و مَرادةً، فهو ماردٌ و مَریدٌ، و تَمَرَّدَ: أَقْبَلَ و عَتا؛ و تأْویلُ المُرُود أَن یبلغ الغایة التی تخرج من جملة ما علیه ذلك الصِّنْف. و المِرِّیدُ: الشدیدُ المَرادةِ مثل الخِمِّیر و السِّكِّیر. و‌فی حدیث العِرْباض: و كان صاحبُ خیبر رجُلًا مارِداً مُنْكراً؛ الماردُ من الرجال: العاتی الشدید، و أَصله من مَرَدة الجن و الشیاطین؛ و منه‌حدیث رمضان: و تُصَفَّدُ فیه مَرَدة الشیاطین، جمع مارد. و المُرُودُ علی الشی‌ءِ: المُرُونُ علیه. و مَرَدَ علی الكلام أَی مَرَنَ علیه لا یَعْبَأُ به. قال الله تعالی: وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَرَدُوا عَلَی النِّفٰاقِ؛ قال الفراء: یرید مَرَنُوا علیه و جُرِّبُوا كقولك تَمَرَّدُوا. و قال ابن الأَعرابی: المَرْدُ التطاول بالكِبْر و المعاصی؛ و منه قوله: مَرَدُوا عَلَی النِّفٰاقِ أَی تَطاوَلوا. و المَرادةُ: مصدر المارِدِ، و المَرِیدُ: من شیاطین الإِنس و الجن. و قد تَمَرَّدَ علینا أَی عَتا. و مَرَدَ علی الشرِّ و تَمَرَّد أَی عَتَا و طَغَی. و المَرِیدُ: الخبیثُ المتمرّد الشِّرِّیر. و شیطان مارِد و مَرِید واحد. قال ابن سیدة: و المرید یكون من الجن و الإِنس و جمیع الحیوان؛ و قد استعمل ذلك فی المَواتِ فقالوا: تمرّد هذا البَثْق أَی جاوز حدّ مثله، و جمع المارد مَرَدة، و جمع المَریدِ مُرَداء؛ و قول أَبی زبید:
لسان العرب، ج‌3، ص: 401
مُسْنفات كأَنَّهُنَّ قَنا الهِنْدِ، و نَسَّی الوَجِیفُ شَغْبَ المَرودِ «1». قال: الشَّغْبُ المَرَحُ. و المَرُودُ و المارِدُ: الذی یَجِی‌ءُ و یَذْهَبُ نَشاطاً؛ یقول: نَسَّی الوَجِیفُ المارِدَ شَغْبَه. ابن الأَعرابی: المَرَدُ نَقاءُ الخدین من الشعر و نَقاء الغُصْن من الوَرَق، و الأَمْرَدُ: الشابُّ الذی بلغَ خروج لِحْیته و طَرَّ شاربه و لم تبد لحیته. و مَرِدَ مَرَداً و مُروُدة و تَمَرَّد: بقی زماناً ثم التحی بعد ذلك و خرج وجهه. و‌فی حدیث معاویة: تَمَرَّدْتُ عشرین سنة و جَمَعْت عشرین و نَتَفْت عشرین و خَضَبت عشرین و أَنا ابن ثمانین‌أَی مكثت أَمرد عشرین سنة ثم صرت مجتمع اللحیة عشرین سنة. و رملة مَرْادء: متسطحة لا تُنْبِت، و الجمع مَرادٍ، غلبت الصفة غلَبَة الأَسماء. و المَرادِی: رِمال بِهَجَر معروفة، واحدتها مَرْداء؛ قال ابن سیدة: و أُراها سمیت بذلك لقلة نباتها؛ قال الراعی: فَلَیْتَكَ حالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كلُّه، و مَنْ بالمَرادِی مِنْ فَصِیحٍ و أَعْجَما الأَصمعی: أَرض مَرادءُ، و جمعها مَرادٍ، و هی رمال منبطحة لا یُنْبَتُ فیها؛ و منها قیل للغلام أَمْرَدُ. و مَرْداء هجر: رملة دونها لا تُنْبِتُ شیئاً؛ قال الراجز: هَلَّا سَأَلْتُمْ یَوْمَ مَرْداءِ هَجَرْ و أَنشد الأَزهری بیت الراعی: و مَنْ بالمَرادِی مِنْ فَصِیحٍ و أَعْجَما و قال: المَرادِی جمع مَرْداءِ هجر؛ و قال: جاء به ابن السكیت: و امرأَة مَرْداء: لا إِسْبَ لها، و هی شِعْرَتُها. و‌فی الحدیث: أَهل الجنة جُرْد مُرْد.و شجرة مَرْداء: لا ورق علیها، و غصن أَمْرَد كذلك. و قال أَبو حنیفة: شجرة مَرْداء ذهب ورقها أَجمع. و المَرْدُ: التَّمْلِیسُ. و مَرَدْتُ الشی‌ءَ و مَرَّدْتُه: لینته و صقلته. و غلام أَمْرَدُ بَیِّن المَرَد، بالتحریك، و لا یقال جاریة مَرْداء. و یقال: تَمَرَّدَ فلان زماناً ثم خرج وجهه و ذلك أَن یبقی أَمْرَدَ حیناً. و یقال: شجرة مَرْداء و لا یقال غصن أَمْرَدُ. و قال الكسائی: شجرة مَرْداء و غصن أَمْردُ لا ورق علیهما. و فرس أَمْرَدُ: لا شعر علی ثُنَّتِه. و التَّمْرِیدُ: التَّملیسُ و التَّسْوِیةُ و التَّطْیِینُ. قال أَبو عبید: المُمَرَّد بِناء طویل؛ قال أَبو منصور: و منه قوله تعالی: صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوٰارِیرَ؛ و قیل: الممرَّد المملس. و تَمرید البناء: تملیسه. و تمریدُ الغصن: تجریده من الورق. و بناء ممرّد: مُطَوَّلٌ. و المارد: المرتفع. و التِّمْرادُ: بیت صغیر یجعل فی بیت الحَمام لِمبْیَضِه فإِذا جُعِلَتْ نسقاً بعضها فوق بعض فهی التَّمارِیدُ؛ و قد مَرَّدها صاحبها تَمْریداً و تِمْراداً و التِّمْراد الاسم، بكسر التاء. و مَرَدَ الشی‌ءَ: لینه. الصحاح: و المَرادُ، بالفتح، العُنُق. و المرَدُ: الثرید. و مَرَدَ الخبز و التمر فی الماءِ یَمْرُده مَرْداً أَی ماثَه حتی یَلِینَ؛ و فی المحكم: أَنْقَعَه و هو المَرید؛ قال النابغة: و لمَّا أَبی أَن یَنْقُصَ القَوْدُ لَحمَه، نزَعْنا المَرِیذَ و المَریدَ لِیَضْمُرا و المَرِیذُ: التمر ینقع فی اللبن حتی یلین. الأَصمعی: مَرَذَ فلان الخبز فی الماءِ أَیضاً، بالذال المعجمة، و مَرَثه.
(1). قوله [مسنفات] فی الصحاح: أسنف الفرس تقدم الخیل، فإذا سمعت فی الشعر مسنفة، بكسر، فهی من هذا و هی الفرس تتقدم الخیل فی سیرها، و إذا سمعت مسنفة، بفتح النون، فهی الناقة من السناف أی شد علیها ذلك
لسان العرب، ج‌3، ص: 402
الأَصمعی: مَرَثَ خبزه فی الماءِ و مَرَدَه إِذا لیَّنَه و فَتَّتَه فیه. و یقال لكل شی‌ءٍ دُلِكَ حتی استرخی. مَرِیدٌ. و یقال للتمر یُلْقی فی اللبن حتی یَلِینَ ثم یُمْرَد بالید: مَرِیدٌ. و مَرَذَ الطعان، بالذال، إِذا ماثه حتی یلین؛ قال أَبو منصور: و الصواب مَرَثَ الخُبْزَ و مَرَدَه، بالدال، إِلا أَن أَبا عبید جاء به فی المؤلف مَرَثَ فلان الخبز و مَرَذَه، بالثاء و الذال، و لم یغیره شمر؛ قال: و عندی أَنهما لغتان. قال أَبو تراب: سمعت الخَصیبی یقول: مَرَدَه و هَرَدَه إِذا قطَعه و هَرَطَ عِرْضَه و هَرَدَه؛ و مَرَدَ الصبیُّ ثَدْیَ أُمّه مَرْداً. و المَرْدُ: الغَضُّ من ثَمر الأَراك، و قیل: هو النَّضِیجُ منه، و قیل: المَرْدُ هَنواتٌ منه حُمْر ضَخْمة؛ أَنشد أَبو حنیفة: كِنانِیَّةٌ أَوتادُ أَطنابِ بَیْتِها، أَراكٌ، إِذا صافَتْ به المَرْدُ، شَقَّحا واحدته مَرْدةٌ. التهذیب: البَریرُ ثَمر الأَراك، فالغَضُّ منه المَرْد و النضیجُ الكَباثُ. و المَرْدُ: السَّوْقُ الشدیدُ. و المُرْدِیُّ: خَشَبة یدفع بها المَلَّاحُ السفینةَ، و المَرْدُ: دفعها بالمُرْدِیِّ، و الفعل یَمْرُد. و مارِدٌ: حِصْنُ دُومةِ الجندل؛ المحكم: و مارِدٌ حِصْن معروف غزاه بعض الملوك فامتنع علیه، فقالوا فی المثل: تَمرَّدَ ماردٌ و عَزَّ الأَبْلَقُ، و هما حصنان بالشام؛ و فی التهذیب: و هما حصنان فی بلاد العرب غزتهما الزباء؛ قال المفضل: كانت الزباء سارت إِلی مارد حِصْن دُومة الجندل و إِلی الأَبْلَق، و هو حصن تَیْماءَ، فامتنعا علیها فقالت هذا المثل، و صار مثلًا لكل عَزیز مُمْتَنع. و فی الحدیث ذكر مُرَیْد، و هو بضم المیم مصغَّراً: أُطُمٌ من آطام المدینة و فی الحدیث ذكر مَرْدانَ، بفتح المیم و سكون الراء، و هی ثنیة بطریق تَبُوكَ و بها مسجدٌ للنبی، صلی الله علیه و سلم. و مُرادٌ: أَبو قبیلة من الیمن، و هو مراد بن مالك بن زید بن كَهْلان بن سَبَا و كان اسمه یُحابِر فَتَمَرَّد فسمی مُراداً، و هو فُعال علی هذا القول؛ و فی التهذیب: و مُرادٌ حیّ هو الیوم فی الیمن، و قیل: إِن نسبهم فی الأَصل من نزار؛ و قول أَبی ذؤیب: كَسَیْفِ المرادِیِّ لا ناكِلًا جَباناً، و لا حَیْدَرِیّاً قَبیحا قیل: أَراد سیف عبد الرحمن بن مُلْجَم قاتِلِ علیّ، رضوان الله علیه، و قیل: أَراد كأَنه سیف یمان فی مضائه فلم یستقم له الوزن، فقال كسیف المُرادِیِّ. و مارِدُون و مارِدِین: موضع، و فی النصب و الخفض ماردین.

مرخد؛ ج3، ص: 402

: امْرَخَدَّ الشی‌ء: اسْتَرْخَی.

مزد؛ ج3، ص: 402

: ما وجَدْنا لها العامَ مَزْدةً كَمَصْدةٍ أَی لم نَجِدْ لها بَرْداً، أُبْدِل الزای من الصاد.

مسد؛ ج3، ص: 402

: المسَدُ، بالتحریك: اللِّیف. ابن سیدة: المَسَدُ حبل من لیفٍ أَو خُوص أَو شعر أَو وبَر أَو صوف أَو جلود الإِبل أَو جلود أَو من أَیّ شی‌ء كان؛ و أَنشد: یا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّی، إِنْ تَكُ لَدْناً لَیِّناً، فإِنی ما شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال: و قد یكون من جلود الإِبل أَو من أَوبارِها؛ و أَنشد الأَصمعی لعمارة بن طارق و قال أَبو عبید: هو لعقبة الهُجَیْمِی: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ، و مَسَدٍ أُمِرَّ من أَیانِقِ، لیس بأَنْیابٍ و لا حَقائِقِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 403
یقول: اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ و مَسَدٍ فُتِلَ من أَیانق، و أَیانِقُ: جمع أَیْنُق و أَینق جمع ناقة، و الأَنْیابُ جمع ناب، و هی الهَرِمةُ، و الحقائق جمع حِقَّة، و هی التی دخلت فی السنة الرابعة و لیس جلدها بالقویّ؛ یرید لیس جلدها من الصغیر و لا الكبیر بل هو من جلد ثنیة أَو رَباعِیة أَو سَدیس أَو بازِل؛ و خص به أَبو عبید الحبل من اللیف، و قیل: هو الحبل المضفور المحكم الفتل من جمیع ذلك. و قال الزجاج فی قوله عز و جل: فِی جِیدِهٰا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ؛جاء فی التفسیر أَنها سلسلة طولها سبعون ذراعاً یسلك بها فی النار، و الجمع أَمساد و مِسادٌ؛ و فی التهذیب: هی السلسلة التی ذكرها الله، عز و جل، فی كتابه فقال: ذَرْعُهٰا سَبْعُونَ ذِرٰاعاً؛ یعنی، جل اسمه، أَنّ امرأَة أَبی لهب تسْلك فی سلسلة طولها سبعون ذراعاً. حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ؛ أَی حبل مُسِدَ أَیَّ مَسْدٍ أَی فُتِل فلُوی أَی أَنها تسلك فی النار أَی فی سلسلةِ مَمْسُودٍ. الزجاج: المسد فی اللغة الحبل إِذا كان من لیف المُقْل و قد یقال لغیره. و قال ابن السكیت: المَسْدُ مصدر مَسَدَ الحبل یَمْسُدُه مَسْداً، بالسكون، إِذا أَجاد فتله، و قیل: حبل مَسَدٌ أَی ممسود قد مُسِدَ أَی أُجِیدَ فَتْلُهُ مَسْداً، فالمَسْدُ المصدر، و المَسَدُ بمنزلة المَمْسُود كما تقول نفَضْت الشجر نَفْضاً، و ما نُفض فهو نَفَضٌ، و دل قوله عز و جل: حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، أَن السلسلة التی ذكرها الله فُتِلت من الحدید فتلًا محكماً، كأَنه قیل فی جیدِها حبل حدید قد لُوی لَیّاً شدیداً؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أُقَرِّبُها لِثَرْوةِ أَعْوَجِیٍّ سَرَنداةً، لها مَسَدٌ مُغارُ فسره فقال: أَی لها ظهر مُدْمَج كالمَسَد المُغار أَی الشدید الفتل. و مَسَدَ الحبلَ یَمْسُدُه مَسْداً: فتله. و جاریة مَمْسُودةٌ: مَطْویّةٌ مَمْشوقةٌ. و امرأَة مَمْسُودةُ الخَلْق إِذا كانت مُلتفّة الخَلْق لیس فی خلْقها اضطراب. و رجل مَمْسُود إِذا كان مَجْدُولَ الخَلْق. و جاریة ممسودة إِذا كانت حَسَنة طَیّ الخلق. و جاریة حسَنةُ المَسْد و العَصْب و الجَدْل و الأَرْم، و هی ممسودة و معصوبة و مجدولة و مأْرومة، و بَطْن ممسود: لَیِّن لطیفٌ مُسْتَوٍ لا قُبْح فیه؛ و قد مُسِدَ مسْداً. و ساقٌ مَسْداءُ: مستویة حسنة. و المَسَدُ: المِحْوَرُ إِذا كان من حدید. و‌فی الحدیث: حَرَّمْتُ شَجَرَ المدینةِ إلا مَسَدَ مَحالة؛ المسَد: الحبل الممسود أَی المفتول من نبات أَو لِحاء شجرة «2»؛ و قیل: المَسَدُ مِرْوَدُ البَكَرَةِ الذی تدور علیه. و‌فی الحدیث: أَنه أَذنَ فی قطْع المَسَدِ و القائِمتیْن.و‌فی حدیث جابر: أَنه كادَ «3». رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، لَیَمْنَعُ أَنْ یُقْطَعَ المَسَدُ.و المسَدُ: اللیف أَیضاً، و به فسر قوله تعالی: فِی جِیدِهٰا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، فی قول. و مَسَدَ یَمْسُد مَسْداً: أَدْأَب السیر فی اللیل؛ و أَنشد: یُكابِدُ اللیلَ علیها مَسْدَا و المَسْدُ: إِدْآبُ السیر فی اللیل؛ و قیل: هو السیر الدائمُ، لیلًا كان أَو نهاراً؛ و قول العبدی یذكر ناقة شبهها بثور وحشی: كأَنها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ، یَمْسُدُه القَفْرُ و لیلٌ سَدِی كأَنما یَنْظُرُ فی بُرْقُعٍ، مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ
(2). قوله [أو لحاء شجرة] كذا بالأَصل و الذی فی نسخة من النهایة یظن بها الصحة لحاء شجر و نحوه (3). قوله [أنه كاد إلخ] فی نسخة النهایة التی بیدنا إن كان لیمنع بحذف الضمیر و بنون بدل الدال، و علیها فاللام لام الجحود و الفعل بعدها منصوب
لسان العرب، ج‌3، ص: 404
قوله: یَمْسُدُه یعنی الثور أَی یَطْوِیهِ لیل. سَدِیٌّ أَی نَدِیٌّ و لا یزال البقل فی تمام ما سقط النَّدی علیه؛ أَراد أَنه یأْكل البقل فیجزئه عن الماء فیطویه عن ذلك، و شبه السُّفعة التی فی وجه الثور ببرقع. و جعل اللیث الدَّأَبَ مَسْداً لأَنه یَمْسُد خلق من یَدْأَبُ فَیطْوِیه و یُضَمِّرُه. و المِسادُ: علی فِعالٍ: لغة فی المِسابِ، و هو نِحْی السَّمْن و سِقاء العَسل؛ و منه قول أَبی ذؤَیب: غَدَا فی خافةٍ معه مِسادٌ فأَضْحَی یَقْتَرِی مَسَداً بِشِیقِ و الخافة: خَرِیطَةٌ یتقلدها المُشْتارُ لیجعل فیها العسل. قال أَبو عمرو: المساد، غیر مهموز، الزِّقُّ الأَسود. و فی النوادر: فلان أَحسَنُ مِسَادَ شِعْرٍ من فلان؛ یرید أَحْسَنَ قِوامَ شعر من فلان؛ و قول رؤبة: یَمْسُدُ أَعْلی لَحْمِه و یَأْرِمُهْ، جادَتْ بِمَطْحُونٍ لها لا تَأْجِمُهْ، تَطْبُخُه ضُروُعُها و تَأْدِمُهْ یصف راعیاً جادت له الإِبل باللبَن، و هو الذی طبخته ضروعها؛ و قوله بمطحون أَی بلبَن لا یَحْتاج إِلی طحن كما یُحتاج إِلی ذلك فی الحب، و الضُّروُع هی التی طبخته، و قوله لا تَأْجِمُه أَی لا تَكرهه، و تأْدِمُه: تخلطه بأُدْم، و أَراد بالأُدم ما فیه من الدّسَم؛ و قوله یمسد أَعلی لحمه أَی اللبن یَشُدُّ لَحْمَه و یقوّیه؛ یقول: إِن البقل یقوّی ظهر هذا الحِمار و یشدّه؛ قال ابن بری: و لیس یصف حماراً كما زعم الجوهری فإِنه قال: إِن البقل یقوّی ظهر هذا الحمار و یشدّه.

مصد؛ ج3، ص: 404

: المَصْدُ و المَزْدُ و المَصادُ: الهَضْبةُ العالیة الحمراء، و قیل: هی أَعْلی الجَبَل؛ قال الشاعر: إِذا أَبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فإِنَّهُمْ مَصادٌ، لِمَنْ یَأْوِی إِلیهم، و مَعْقِلُ و الجمع أَمْصِدةٌ و مُصدانٌ. الأَصمعی: المُصْدانُ أَعالی الجِبالِ، واحدها مَصادٌ. قال الأَزهری: میم مَصادٍ میم مَفْعَلٍ و جُمِع علی مُصْدانٍ كما قالوا مَصِیرٌ و مُصْرانٌ، علی توهم أَن المیم فاء الفِعل. و المَصْدُ: البَرْد؛ و ما وجدنا لها العامَ مَصْدةً و مَزْدةً، علی البدل، تبدل الصاد زایاً، یعنی البرد؛ و قال كراع: یعنی شدة البرْد و شدة الحرّ، ضد. و ما أَصابتنا العامَ مَصْدة أَی مَطْرة. و المَصْد: الرَّعْد. و المَصْد: المطر. قال أَبو زید: یقال: ما لها مَصْدَة أَی ما للأَرض قُرٌّ و لا حرّ. و مَصَدَ الرِّیقَ: مصَّه. ابن الأَعرابی: المَصْدُ المَصُّ؛ مَصَدَ جاریته و رَفَّها و مَصَّها و رَشَفها بمعنی واحد. اللیث: المَصْدُ: ضَرْب من الرّضاع، یقال: قَبَّلَها فمصَدَها. و المَصْدُ: الجماع. یقال: مَصَد الرجل جاریته و عَصَدها إِذا نكحها؛ و أَنشد: فَأَبِیتُ أَعْتَنِقُ الثُّغُورَ، و أَتَّقی عَنْ مَصْدِها، و شِفاؤُها المَصْدُ قال الریاشی: المَصْدُ البَرْد، و رواه و أَنتفی عن مصدها أَی أَتَّقی.

مضد؛ ج3، ص: 404

: المَضْدُ: لغة فی ضَمْدِ الرأْس، یمانیة. اللیث: نَضَدَ و مَضَدَ إِذا جمع.

معد؛ ج3، ص: 404

: المَعْدُ: الضَّخْم. و شی‌ء مَعْدٌ: غلیظ. و تَمَعْدَدَ: غَلُظ و سَمِن؛ عن اللحیانی، قال: رَبَّیْتُه حتی إِذا تمَعدَدَا و المَعِدَةُ و المِعْدَةُ: موضع الطعام قبل أَن یَنحدر إِلی الأَمعاء؛ و قال اللیث: التی تَسْتَوْعِبُ الطعامَ من الإِنسان. و یقال: المَعِدةُ للإِنسان بمنزلة الكرش
لسان العرب، ج‌3، ص: 405
لكل مُجْتَرٍّ؛ و فی المحكم: بمنزلة الكرِش لذوات الأَظْلافِ و الأَخْلافِ، و الجمع مَعِدٌ و مِعَدٌ، توهمت فیه فِعَلَة. و أَما ابن جنی فقال فی جمع مَعِدَة: مِعَدٌ، قال: و كان القِیاس أَن یقولوا مَعِدٌ كما قالوا فی جمع نَبِقة نَبِقٌ، و فی جمع كلِمةٍ كَلِمٌ، فلم یقولوا ذلك و عدلوا عنه إِلی أَن فتحوا المكسور و كسروا المفتوح. قال: و قد علمنا أَن من شرط الجمع بخلع الهاءِ أَن لا یغیر من صیغة الحروف و الحركات شی‌ء و لا یزاد علی طرح الهاء نحو تمرة و تمر و نخلة و نخل، فلو لا أَن الكسرة و الفتحة عندهم تجریان كالشی‌ء الواحد لما قالوا مَعِدٌ، و نَقِمٌ فی جمع مِعْدَةٍ و نِقْمَةٍ و قیاسه نِقْم و مِعْدٌ و لكنهم فعلوا هذا لقرب الحالین علیهم و لِیُعْلِموا رأْیهم فی ذلك فیؤنسوا به و یوطِّئوا بمكانه لما وراءه. و مُعِدَ الرجلُ، فهو مَمْعودٌ: ذَرِبت مَعِدَتُه فلم یَسْتَمْرِئْ ما یأْكله. و مَعَدَه: أَصاب مَعِدتَه. و المَعْدُ: البقل الرخْص. و المَعْدُ: الغَضُّ من الثمار. و المَعْدُ: ضَرْب من الرُّطَب. و رُطَبَة مَعْدَة و مُتَمَعِّدة: طریة؛ عن ابن الأَعرابی. و بسر ثَعْدٌ مَعْدٌ أَی رخْص؛ و بعضهم یقول: هو إِتباع لا یفرد. و المَعْدُ: الفسادُ. و مَعَدَ الدَّلْوَ مَعْداً و مَعَدَ بها و امْتَعَدَها: نزعها و أَخرجها من البئر، و قیل: جدبها. و المَعْدُ: الجَذْبُ؛ مَعَدْتُ الشی‌ء: جَذَبْتُه بسرعة. و ذِئْبٌ مِمْعَدٌ و ماعِدٌ إِذا كان یَجْذِبُ العَدْو جَذْباً؛ قال ذو الرمة یذكر صائداً شبهه فی سرعته بالذئب: كأَنَّما أَطْمارُه، إِذا عدا، جُلِّلْنَ سِرحانَ فَلاةٍ مِمْعَدا و نَزْعٌ مَعْدٌ: یُمَدُّ فیه بالبكْرة؛ قال أَحمد بن جندل السعدی: یا سَعْدُ، یا ابنَ عُمَرٍ، یا سعدُ هل یُرْوِیَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ، و ساقِیانِ: سَبِطٌ و جَعْدُ؟ و قال ابن الأَعرابی: نَزْعٌ مَعْدٌ سَریع، و بعض یقول: شدید، و كأَنه نَزْعٌ من أَسفل قعر الركیة؛ و جعل أَحد الساقیین جَعْداً و الآخر سَبطاً لأَن الجعد منهما أَسودُ زنْجِیٌّ و السبط رُومیّ، و إِذا كانا هكذا لم یشتغلا بالحدیث عن ضیعتهما. و امْتَعَدَ سَیْفَه من غِمْدِه: اسْتَلَّه و اخْتَرَطَه. و مَعَدَ الرمْحَ مَعْداً و امْتَعَدَه: انتزعه من مركزه، و هو من الاجتذاب. و قال اللحیانی: مَرَّ بِرُمْحِهِ و هو مَرْكُوز فامْتَعَدَه ثم حَمَل: اقتلعه. و مَعَدَ الشی‌ءَ مَعْداً و امْتَعَدَ: اخْتَطَفَه فَذَهَبَ به، و قیل: اختلسه؛ قال: أَخْشَی علیها طَیِّئاً و أَسَدَا، و خارِبَیْنِ خَرَباً فَمَعَدَا، لا یَحْسَبَانِ اللهَ إِلا رَقَدَا أَی اخْتَلساها و اخْتَطفاها. و مَعَدَ فی الأَرض یَمْعَدُ مَعْداً و مُعُوداً إِذا ذَهب؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و المُتَمَعْدِدُ: البَعِیدُ. و تَمَعْدَدَ: تباعَد؛ قال مَعْنُ بن أَوس: قِفا إِنَّها أمْسَتْ قِفاراً و مَنْ بِها، و إِن كانَ مِنْ ذی ودِّنا، قد تَعَمْدَدا أَی تَباعَدَ. قال شمر: قوله المُتَمَعْدِدُ البعید لا أَعلمه إِلا من مَعَدَ فی الأَرض إِذا ذهب فیها، ثم صیره تَفَعْلَلَ منه. و بعیر مَعْد أَی سریع؛ قال الزَّفَیانُ: لمَّا رأَیتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَی، أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِیًّا مَعْدا
لسان العرب، ج‌3، ص: 406
و مَعَدَ بِخُصْیَیه مَعْداً: ذهب بهما، و قیل: مدّهما. و قال اللحیانی: أَخذ فلان بِخُصْیَیْ فلان فمعدهما و معد بهما أَی مدّهما و اجتبذهما. و المَعَدّ، بتشدید الدال: اللحم الذی تحت الكتف أَو أَسفل منها قلیلًا، و هو من أَطیب لحم الجنب؛ قال الأَزهری: و تقول العرب فی مثل یضربونه: قَدْ یَأْكُلُ المَعَدِّیُّ أَكلَ السُّوءِ؛ قال: هو فی الاشتقاق یخرج علی مَفْعَل و یخرج علی فَعَلٍّ علی مثال عَلَدٍّ، و لم یشتقُّ منه فِعْل. و المَعَدّان: الجنبان من الإِنسان و غیره، و قیل: هما موضع رِجْلَی الراكب من الفرس؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أُقَیْفِدُ حَفَّادٌ عَلَیْه عَبَاءَةٌ، كَسَاها مَعَدَّیْهِ مُقَاتَلة الدَّهْرِ أَخبر أَنه یقاتل الدهر من لؤْمه؛ هذا قول ابن الأَعرابی. و قال اللحیانی: المعدّ الجنب فأَفرده. و المَعَدّان من الفرس: ما بین رؤُوس كتفیه إِلی مؤَخر متنه؛ قال ابن أَحمر یخاطب امرأَته: فإِمَّا زالَ سَرْجِی عن مَعَدٍّ، و أَجْدِرْ بالحَوادث أَن تَكُونا یقول: إِن زال عنك سرجی فبنت بطلاق أَو بموت فلا تتزوجی هذا المطروق؛ و هو قوله: فلا تَصِلِی بِمَطْروُق، إِذا ما سَرَی فی القَوْمِ أَصبَحَ مُسْتَكِینا و قال ابن الأَعرابی: معناه إِن عُرِّی فرسی من سرجی و مت: فَبَكِّی، یا غَنِیُّ بِأَرْیَحِیٍّ، مِنَ الفِتْیانِ، لا یُمْسی بَطِینا و قیل: المَعَدَّان من الفرس ما بین أَسفل الكتف إِلی منقطع الأَضلاع و هما اللحم الغلیظ المجتمع خلف كتفیه، و یستحب نُتُوءُهُما لأَن ذلك الموضع إِذا ضاق ضغطَ القلب فَغَمَّه. و المَعَدُّ: موضع عقب الفارس. و قال اللحیانی: هو موضع رجل الفارس من الدابة، فلم یخص عقباً من غیرها، و من الرَّجُل مثله؛ و أَنشد شمر فی المعدّ من الإِنسان: و كأَنَّما تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِیلةٌ، یَنْفِی رُقادَك سَمُّها و سمَاعُها یعنی الحیة. و المَعْدُ و المَغْدُ، بالعین و الغین: النتف. و المَعَدُّ: عرق فی مَنْسِجِ الفرس. و المَعَدُّ: البطن؛ عن أَبی علی، و أَنشد: أَبْرأْت مِنِّی بَرَصاً بِجِلْدِی، مِنْ بَعْدِ ما طَعَنْتَ فی مَعَدِّی و مَعَدٌّ: حیّ سمی بأَحد هذه الأَشیاء و غلب علیه التذكیر، و هو مما لا یقال فیه من بنی فلان، و ما كان علی هذه السورة فالتذكیر فیه أَغلبَ، و قد یكون اسماً للقبیلة؛ أَنشد سیبویه: و لَسْنا إِذا عُدَّ الحَصَی بِأَقَلِّهِ، و إِنَّ مَعَدَّ الیومَ مُؤْذٍ ذَلِیلُها و النسب إِلیه مَعَدِّیٌّ. فأَما قولهم فی المثل: تَسْمَعُ بالمُعَیْدِی لا أَن تراه؛ فمخفف عن القیاس اللازم فی هذا الضرب؛ و لهذا النادر فی حدّ التحقیر ذكرت الإِضافة «1» إِلیه مكبراً و إِلا فَمَعَدِّی علی القیاس؛ و قیل فیه: أَن تَسْمَعَ بالمُعَیْدی خیر من أَن تراه، و قیل فیه: تسمع بالمعیدی خیر من أَن تراه، و قیل: المختار الأَول. قال: و إِن شئت قلت: لأَنْ تسمعَ بالمعیدی خیر من أَن تراه؛ و كان الكسائی یری التشدید فی الدال فیقول: بالمُعَیدِّیِّ، و یقول إِنما هو تصغیر رجل منسوب إِلی معدّ؛ یضرب مثلًا لمن خَبَرُه خیر من مَرْآتِه؛ و كان غیر الكسائی یخفف الدال و یشدد
(1). قوله [ذكرت الإضافة إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 407
یاء النسبة، و قال ابن السكیت: هو تصغیر معدّی إِلا أَنه إِذا اجتمعت تشدیدة الحرف و تشدیدة یاء النسبة خفت یاء النسبة؛ و قال الشاعر: ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ، و غَرَّهُمُ سَنُّ المُعَیدیِّ فی رَعْیٍ و تَعْزِیبِ. یضرب للرجل الذی له صیت و ذكر، فإذا رأَیته ازدریت مَرْآتَه، و كان تأْویلُه تأْویلَ آمر كأَنه قال: اسمع به و لا تره. و التَّمَعْدُدُ: الصبر علی عیش معدّ، و قیل: التمعدد التشَظُّف، مُرْتَجَل غیر مشتق. و تَمَعْدَدَ: صار فی مَعَدّ. و‌فی حدیث عمر: اخْشَوْشِنُوا و تَمَعْدَدُوا؛ هكذا روی من كلام عمر، و قد رفعه الطبرانی فی المعجم عن أَبی حدرد الأَسلمی عن النبی، صلی الله علیه و سلم؛ قال أَبو عبید: فیه قولان، یقال: هو من الغلظ، و منه قیل للغلام إِذا شب و غلظ: قد تمعدد؛ قال الراجز: رَبَّیْتُه حتی إِذا تَمَعْدَدا و یقال: تمعددوا تشبهوا بعیش مَعَدّ بن عدنان و كانوا أَهل قَشَف و غِلَظ فی المَعاش؛ یقول: فكونوا مثلهم و دَعُوا التَّنَعُّمَ و زِیَّ العجم؛ و هكذا هو‌فی حدیث الآخر: علیكم باللِّبْسةِ المَعَدِّیة‌أَی خُشُونةِ اللِّباس. و قال اللیث: التمعدد الصبر علی عیش مَعَدّ فی الحضر و السفر. قال: و إِذا ذكرت أَن قوماً تحولوا عن معدٍّ إِلی الیمن ثم رجعوا قلت: تَمَعْدَدُوا. و مَعْدِیٌّ و مَعْدانُ: اسمان. و مَعْدیكَرِبَ: اسم مركب؛ من العرب من یجعل إِعرابه فی آخره و منهم من یضیف مَعْدِی إِلی كَرِبَ؛ قال ابن جنی: معدیكرب فیمن ركبه و لم یضف صدره إِلی عجزه یكتب متصلًا، فإِذا كان، یكتب كذلك مع كونه اسماً، و من حكم الأَسماء أَنْ تُفْرَد و لا توصل بغیرها لقوتها و تمكنها فی الوضع، فالفِعْلُ فی قَلَّما و طالما لاتصاله فی كثیر من المواضع بما بعده نحو ضربت و ضربنا و لتُبلَوُنَّ، و هما یقومان و هم یقعدون و أَنتِ تذهبین و نحو ذلك مما یدل علی شدة اتصال الفعل بفاعله، أَحْجَی بجواز خلطه بما وُصِلَ به فی طالما و قلما؛ قال الأَزهری فی آخر هذه الترجمة: المَدْعِیُّ المُتَّهَمُ فی نسبه، قال كأَنه جعله من الدِّعْوة فی النسب، و لیست المیم بأَصلیة.

مغد؛ ج3، ص: 407

: الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الفصیل و غیره. و تقول المرأَة: أَمْغَدْتُ هذا الصبیَّ فَمَغَدَنی أَی رَضَعَنی. و یقال وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَی مَصِصْتُه لأَنه قد یكون فی جوف الصرَبَة شی‌ء كأَنه الغِراءُ و الدِّبْسُ. و الصرَبَةُ: صَمْغُ الطلْحِ و تسمی الصربةُ مَغْداً، و كذلك صَمْغُ سِدْرِ البادیة؛ قال جزء بن الحرث: و أَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ یُنْظَرُ نحوَه، و لا یُجْتَنَی إِلا بِفأْسٍ و مِحْجَنِ. أَبو سعید: المغْدُ صمغ یخرج من السِّدْرِ. قال: و مَغْدٌ آخر یشبه الخیار یؤْكل و هو طیب. و مَغَدَ الفَصِیلُ أُمَّه یَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها و رَضَعَها، و كذلك السخلة. و هو یَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَی یتناوله. و بعیر مَغْدُ الجِسْمِ: تارٌّ لَحِیم؛ و قیل: هو الضَّخْم من كل شی‌ءٍ كالمَعْدِ، و قد تقدم. و مَغَدَ مَغْداً و مَغِدَ مَغَداً: كلاهما امتَلأَ و سَمِنَ. و مَغَدَ فلاناً عیشٌ ناعمٌ یَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَیْشٌ ناعم. و قال أَبو مالك: مَغَدَ الرجلُ و النباتُ و كلُّ شی‌ءٍ إِذا طال؛ و مَغَدَ فی عَیْشٍ ناعمٍ یَمْغَدُ مَغْداً. و شابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ. و المَغْدُ: الناعِمُ؛ قال إِیاس الخیبری: حتی رَأَیْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا، و كان قَدْ شَبَّ شَباباً مَغْدا
لسان العرب، ج‌3، ص: 408
و السِّمَغْد «2»: الطویلُ. و عَیْشٌ مَغْدٌ: ناعم. قال أَبو زید و ابن الأَعرابی: مَغَدَ الرجلَ عیشٌ ناعِمٌ یمْغَدُه مَغْداً أَی غَذَاه عیشٌ ناعِمٌ؛ و قال النضر: مَغَدَه الشبابُ و ذلك حین استقام فیه الشباب و لم یَتناهَ شبابه كله، و إِنه لفی مَغْدِ الشباب؛ و أَنشد: أَراهُ فی مَغْدِ الشبابِ العُسْلُجِ و المَغْدُ: النَّتْفُ. و مَغَدَ: امْتَلأَ شباباً. و مغَدَ شَعَرَه یَمْغَدُه مَغْداً: نتفه. و المَغْدُ فی الغُرَّة: أَن یَنْتَتِفَ موضعُها حتی یَشْمَط؛ قال: تُبارِی قُرْحةً مِثْلَ الْوَتِیرَةِ، لم تَكُنْ مَغْدا و أُراه وضع المصدر موضع المفعول. و المَغْدَةُ فی غُرَّةِ الفرس كأَنها وارمة لأَن الشعر یُنْتَفُ لینبت أَبیضَ. الوَتِیرةُ: الوَرْدةُ البَیْضاء؛ أَخبر أَن غُرَّتها جِبِلّة لم تَحْدُثْ عن عِلاج نَتْف. و المَغْدُ فی الناصیة: كالحَرْق. و مَغَدَ الرجلُ جاریتَه یَمْغَدُها إِذا نكَحها. و المَغْدُ و المَغَدُ: الباذَنْجانُ، و قیل: هو شبیه به ینبت فی أَصل العِضَةِ، و قیل: هو اللُّفَّاحُ، و قیل: هو اللُّفَّاحُ البَرِّیُّ، و قیل: هو جنَی التُّنْضُب. و قال أَبو حنیفة: المَغْدُ شَجَرٌ یتلَوَّی علی الشجر أَرقُّ من الكَرْم، و وَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ ناعمة و یُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً و أَكثر ماء، و هی حلوة لا تُقْشَرُ، و لها حب كحب التُّفَّاح و الناس ینتابونه و ینزلون علیه فیأْكلونه، و یبدأُ أَخضر ثم یصفرّ ثم یخضرّ إِذا انتهی؛ قال راجز من بنی سُواءَة: نحنُ بَنُو سُواءَةَ بنِ عامِرِ، أَهْلُ اللَّثَی و المَغْدِ و المَغافِرِ واحدته مَغْدَةٌ. قال ابن سیدة: و لم أَسمع مَغَدَةً؛ قال: و عسی أَن یكون المَغَدُ، بالفتح، اسماً لجمع مَغْدَةٍ، بالإِسكان، فیكون كَحَلْقةٍ و حَلَق و فَلْكةٍ و فَلَك. و أَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إِذا أَكثر من الشرب؛ قال أَبو حنیفة: أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب. و مَغْدانُ: لغة فی بَغْدانَ؛ عن ابن جنی. قال ابن سیدة: و إِن كان بدلًا فالكلمة رباعیة.

مقد؛ ج3، ص: 408

: مَقَدٌ: من قُرَی البَثَنِیَّةِ. و المَقدِیَّة، خفیفة الدال: قریة بالشام من عمل الأُرْدُنّ، و الشرابُ منسوب إِلیها. غیره: المَقَدِی، مخفف الدال: شراب منسوب إِلی قریة بالشام یتخذ من العسل؛ و قال الشاعر: عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِیلًا، بابنِ بِنْتِ الفارِسِیَّة إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، الیَوْمَ، شَراباً مَقَدِیَّهْ و أَنشد اللیث: مَقَدِیًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للناسِ شَراباً، و ما تَحِلُّ الشَّمُولُ و‌روی الأَزهری بسنده عن منذر الثوری قال: رأَیت محمد بن علیّ یشربُ الطِّلاءَ المَقَدِیَّ الأَصفر، كان یرزقه إِیاه عبد الملك، و كان فی ضیافته یرْزُقه الطِّلاءَ و أَرطالًا من لحم.قال شمر: سمعت أَبا عبید یروی عن أَبی عمرو: المَقَدِیُّ ضَرْب من الشراب، بتخفیف الدال؛ قال: و الصحیح عندی أَن الدال مشدّدة؛ قال: و سمعت رجاء بن سلمة یقول المَقَدِّیُّ، بتشدید الدال، الطِّلاءُ المُنَصَّف مشبه بما قُدَّ بنصفین؛
(2). قوله [و السمغد] هو بهذا الضبط هنا و یؤیده صریح القاموس فی س م غ د قال سمغد كحضجر و قال شارحه عقب قوله و السمغد كحضجر الطویل الشدید الأَركان و الأَحمق و المتكبر، هكذا فی النسخ و الصواب فیه سمغدّ كقرشبّ كما هو بخط الصاغانی
لسان العرب، ج‌3، ص: 409
قال: و یصدقه قول عمرو بن معدیكرب: و هُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً، و هُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قال ابن سیدة: أُنشد بغیر یاء، قال: و قد یجوز أَن یكون أَراد المَقَدّی فحذف الیاء. قال ابن بری: و جعل الجوهری المَقَدی مخففاً، و هو المشهور عند أَهل اللغة، و قد حكاه أَبو عبید و غیره مشدّد الدال، رواه ابن الأَنباری و استشهد علی صحته ببیت عمرو بن معدیكرب، حكی ذلك عن أَبیه عن أَحمد بن عبید، و أَن المَقَدِّیّ منسوب إِلی مَقَدّ، و هی قریة بِدِمَشْق فی الجبل المشرف علی الغَوْر؛ و قال أَبو الطیب اللغوی: هو بتخفیف الدال لا غیر منسوب إِلی مَقَد؛ قال: و إِنما شدّده عمرو بن معدیكرب للضرورة؛ قال: و كذا یقتضی أَن یكون عنده قول عدی بن الرقاع فی تشدید الدال أَنه للضرورة و هو: فَظَلْتُ كأَنِّی شارِبٌ، لَعِبَتْ به عُقارٌ، ثَوَتْ فی سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا مَقَدِّیَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها، إِذا ما أَرادُوا أَن یَرُوحوا بها صَرْعَی قال: و الذی یشهد بصحة قول أَبی الطیب أَنها منسوبة إِلی مقد، بالتخفیف، قول الأَحوص: كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا حَوَی الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ، یُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْكِ و الكافُورِ و الشَّهَدِ قال: و كذلك قول العرجی: كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِیَّةً، أَبی بَیْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ و كذلك قول الآخر: مَقَدِیّاً أَحَلَّه اللَّهُ للناس قال: زعم قائل هذا البیت أَنّ المَقَدِیَّة شراب من العسل كانت الخلفاء من بنی أُمَیَّة تشربه. و المَقَدِیّ: ضَرْبٌ من الثیاب.

مكد؛ ج3، ص: 409

: مَكَدَ بالمكان یَمْكُدُ مُكُوداً: أَقام به؛ و ثَكَمَ یَثْكُم مثله، و رَكَدَ رُكوداً. و ماءٌ ماكِدٌ: دائمٌ؛ قال: و ماكِد تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِهِ، یَضْفُو و یُبْدِی تارَةً عن قَعْرِهِ تَمْأَدُه: تأْخذه فی ذلك الوقت. و یَضْفُو: یفیض و یُبْدِی تارة عن قعره أَی یُبْدِی لك قعره من صفائه. اللیث: مَكَدَتِ الناقةُ إِذا نقصَ لبنُها من طول العهد؛ و أَنشد: قَدْ حارَدَ الخُورُ و ما تُحاردُ، حتی الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ و ناقة مَكُودٌ وَ مَكْداءُ إِذا ثبت غُزرُها و لم یَنْقص مثل نَكْداءَ. و ناقةٌ ماكِدةٌ و مَكُودٌ: دائمة الغُزْر، و الجمع مُكُدٌ؛ و إِبِل مَكائِدُ؛ و أَنشد: إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدَّائِمُ، فاعْمِدْ بَراعِیسَ، أَبُوها الرَّاهِمُ و ناقة بِرْعِیسٌ إِذا كانت غَزِیرَةً. قال أَبو منصور: و هذا هو الصحیح لا ما قاله اللیث؛ و إِنما اعتبر اللیث قول الشاعر: حتی الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ فظنَّ أَنه بمعنی الناقص و هو غلط، و المعنی حتی الجِلاد اللواتی دَرُّهُنَّ ماكد أَی دائم قد حارَدْن أَیضاً. و الجِلادُ: أَدْسَمُ الإِبل لبناً فلیست فی الغزارة كالخُورِ و لكنها دائمة الدرّ، واحدتها جَلْدَةٌ، و الخُور
لسان العرب، ج‌3، ص: 410
فی أَلبانِهِنَّ رِقّة مع الكثرة؛ و قول الساجع: ما دَرُّها بِماكِدِ أَی ما لبنها بدائم، و مثل هذا التفسیر الخطإِ الذی فسره اللیث فی مَكَدَتِ الناقةُ مما یجب علی ذوی المعرفة تنبیه طلبة هذا الشأْن له، لئلا یتعثر فیه من لا یحفظ اللغة تقلیداً. اللیث: و بئر ماكدةٌ و مكُود: دائمة لا تنقطع مادَّتها. و رَكِیَّةٌ ماكِدةٌ إِذا ثَبت ماؤها لا یَنْقُصُ علی قَرْن واحد لا یتَغَیَّر؛ و القَرْنُ قَرْنُ القامة. وَ وُدٌّ ماكِدٌ: لا ینقطع، علی التشبیه بذلك؛ و منه‌قول أَبی صُرَد لِعُیَیْنَة بن حصن و قد وقع فی سُهْمَتِه عجوز من سَبْیِ هَوازِنَ: أَخذَ عُیَیْنة بن حِصْن منهم عجوزاً، فلما ردَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، السبایا أَبی عیینة أَن یردَّها فقال له أَبو صرد: خذها إِلیك فوالله ما فُوها ببارِد، و لا ثَدْیُها بناهِد، و لا دَرُّها بماكِد، و لا بَطْنُها بوالِد، و لا شَعْرُها بوارِد، و لا الطالب لها بواجد.و شاة مَكود و ناقةٌ مَكود: قلیلة اللَّبن، و هو من الأَضداد؛ و قد مكدت تَمْكُد مُكُوداً. و دَرٌّ ماكِدٌ: بَكی‌ءٌ.

ملد؛ ج3، ص: 410

: المَلَدُ: الشَّبابُ و نَعْمَتُه. و المَلَدُ: مَصْدرُ الشَّباب الأَمْلَد، و هو الأَمْلَدُ؛ و أَنشد: بَعْدَ التَّصابی و الشَّبابِ الأَمْلَدِ و المَلَدُ: الشباب الناعم، و جمعه أَمْلادٌ، و هو الأَملَدُ و الأُملُدُ و الأُملُودُ و الإِملِیدُ و الأُملُدانُ و الأُملُدانِیُّ. و رجل أُمْلُودٌ. و امرأَة أُمْلُودٌ و أُمْلُودة و أُملُدانیَّة و مَلْدانِیَّةٌ و مَلْداء: ناعمة. و الأُملُودُ من النساء: الناعمة المستویةُ القامةِ؛ و قال شَبانةُ الأَعرابی: غلام أُمْلُود و أُفْلُودٌ إِذا كان تَماماً مُحْتلِماً شَطْباً؛ و قول أَبی زبید: فإِذا ما اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّارِ، قَفْراً، بالسَّمْلَقِ الإِمْلِیدِ قال أَبو الهیثم: الإِمْلِیدُ من الصَّحاری الإِمْلِیسُ، واحد، و هو الذی لا شی‌ء فیه. و شابٌّ أَمْلَدُ و جاریة مَلْداءُ بَیِّنا المَلَد. و تَمْلِیدُ الأَدِیمِ: تَمرینُه. و المَلَدانُ: اهتزاز الغُصْن و نَعْمَتُه. و غصن أُملُودٌ و إِمْلِیدٌ: ناعم؛ و قد مَلَّدَه الرّیُّ تَمْلِیداً. قال ابن جنی: همزة أُمْلُودٍ و إِمْلِید ملحقة ببناء عُسْلُوجٍ و قِطْمِیر بدلیل ما انضاف إِلیها من زیادة الواو و الیاء معها.

مندد؛ ج3، ص: 410

: التهذیب: مَنْدَدٌ «1» اسم موضع، ذكره تمیم بن أَبی مقبل «2». فقال: عَفَا الدّارَ مِنْ دَهْماءَ، بَعْدَ إِقامةٍ، عَجاجٌ، بِخَلْفَیْ مَنْدَدٍ، مُتناوِحُ خَلْفاها: ناحیتاها من قولهم فأْس لها خَلْفان. و مَنْدَدٌ: موضع.

مهد؛ ج3، ص: 410

: مَهَدَ لنفسه یَمْهَدُ مَهْداً: كسَبَ و عَمِلَ. و المِهادُ: الفِراش. و قد مَهَدْتُ الفِراشَ مَهْداً: بَسَطْتُه و وَطَّأْتُه. یقال للفِراشِ: مِهاد لِوِثارَتِه. و فی التنزیل: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهٰادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَوٰاشٍ؛ و الجمع أَمْهِدةٌ و مُهُدٌ. الأَزهری: المِهادُ أَجمع من المَهْد كالأَرض جعلها الله مِهاداً للعباد، و أَصل المَهْد التَّوْثِیرُ؛ یقال: مَهَدْتُ لنَفْسی و مَهَّدت أَی جعلت لها مكاناً وَطیئاً سهلًا. و مَهَدَ لنفسه خیراً و امْتَهَدَه: هَیّأَه و تَوَطَّأَه؛ و منه قوله
(1). قوله [مندد] قال یاقوت بالفتح ثم السكون و فتح الدال و ضبط فی القاموس و شرحه بضم المیم (2). قوله [تمیم بن أَبی مقبل] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس و كذا فی معجم یاقوت ابن أبیّ بن مقبل
لسان العرب، ج‌3، ص: 411
تعالی: فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ؛ أَی یُوَطِّئُون؛ قال أَبو النجم: و امْتَهَدَ الغارِب فِعْلُ الدُّمَّلِ و المَهْد: مَهْدُ الصبیّ. و مَهْدُ الصبی: موضعه الذی یُهَیّأُ له و یُوَطَّأُ لینام فیه. و فی التنزیل: مَنْ كٰانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا؛ و الجمع مُهُود. و سَهْدٌ مَهْدٌ: حسَن، إِتباع. و تَمْهِیدُ الأُمُورِ: تسویتها و إِصلاحها. و تَمْهِیدُ العُذْر: قَبُوله و بَسْطُه. و امْتِهاد السَّنامِ: انبساطه و ارتفاعه. و التمَهُّدُ: التَّمَكُّن. أَبو زید: یقال ما امْتَهَدَ فلان عندی یَداً إِذا لم یُولِكَ نِعْمة و لا معروفاً. و روی ابن هانئ عنه: یقال ما امْتَهَدَ فلان عندی مَهْد ذاك، بفتح المیم و سكون الهاء، یقولها یطلب إِلیه المَعْروف بلا یَدٍ سَلَفَتْ منه إِلیه، و یقولها أَیضاً للمسِی‌ءِ إِلیه حین یطلب معروفه أَو یطلب له إِلیه. و المَهِیدُ: الزُّبْدُ الخالص، و قیل: هی أَزْكاه عند الإِذابة و أَقله لبناً. و المُهْدُ: النَّشْزُ من الأَرض؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: إِنَّ أَباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ، إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتورَ المُهْدِ النضر: المُهْدةُ من الأَرض ما انخفض فی سُهُولةٍ و اسْتِواء. و مَهْدَد: اسم امرأَة، قال ابن سیدة: و إِنما قضیت علی میم مَهْدد أَنها أَصل لأَنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة و كانت مدغمة كمَسَدٍّ و مَرَدٍّ، و هو فَعْلَلٌ؛ قال سیبویه: المیم من نفس الكلمة و لو كانت زائدة لأُدغم الحرف مثل مَفَرّ و مَرَدّ فثبت أَن الدال ملحقة و الملحق لا یدغم.

مید؛ ج3، ص: 411

: ماد الشی‌ء یَمید: زاغ و زكا؛ و مِدْتُه و أَمَدْتُه: أَعْطَیْتُه. و امْتَادَه: طلب أَن یَمِیدَه. و مادَ أَهْلَه اذا غارَهم و مارَهم. و مادَ إِذا تَجِرَ، و مادَ: أَفْضَلَ. و المائِدةُ: الطعام نَفْسُه و إِن لم یكن هناك خِوانٌ؛ مشتق من ذلك؛ و قیل: هی نفس الخِوان؛ قال الفارسی: لا تسمی مائدة حتی یكون علیها طعام و إِلا فهی خِوان؛ قال أَبو عبیدة: و فی التنزیل العزیز: أَنْزِلْ عَلَیْنٰا مٰائِدَةً مِنَ السَّمٰاءِ؛ المائِدةُ فی المعنی مفعولة و لفظها فاعلة، و هی مثل عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* بمعنی مَرْضِیّةٍ، و قیل: إِن المائدةَ من العطاء. و المُمْتادُ: المطلوب منه العطاء مُفْتَعَلٌ؛ و أَنشد لرؤبة: تُهْدَی رُؤُوس المُتْرَفِینَ الأَنْداد، إِلی أَمیر المؤمنینَ المُمْتاد أَی المتفضل علی الناس، و هو المُسْتَعْطَی المسؤولُ؛ و منه المائدة، و هی خوان علیه طعام. و مادَ زید عَمراً إِذا أَعطاه. و قال أَبو إِسحاق: الأَصل عندی فی مائدة أَنها فاعلة من مادَ یَمِیدُ إِذا تحرّك فكأَنها تَمِیدُ بما علیها أَی تتحرك؛ و قال أَبو عبیدة: سمیت المائدة لأَنها مِیدَ بها صاحِبُها أَی أُعْطِیها و تُفُضِّل علیه بها. و العرب تقول: مادَنی فلان یَمِیدُنی إِذا أَحسن إِلیّ؛ و قال الجرمی: یقال مائدةٌ و مَیْدةٌ؛ و أَنشد: و مَیْدة كَثِیرة الأَلْوانِ، تُصْنَعُ للإِخْوانِ و الجِیرانِ و مادهُمْ یَمِیدُهُم إِذا زادَهم «3» و إِنما سمیت المائدةُ مائدة لأَنه یزاد علیها. و المائدةُ: الدائرةُ من الأَرض. و مادَ الشی‌ءُ یَمِیدُ مَیْداً: تحرّك و مال. و‌فی الحدیث: لما خلق اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِیدُ فَأَرْساها بالجبال.و‌فی حدیث ابن عباس: فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها
(3). قوله [إذا زادهم] فی القاموس زارهم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 412
فمادَتْ.و‌فی حدیث علی: فَسَكَنَتْ من المَیَدانِ بِرُسُوبِ الجبال، و هو بفتح الیاء، مصدر مادَ یَمیدُ. و‌فی حدیثه أَیضاً یَذُمُّ الدنیا: فهی الحَیُودُ المَیُودُ، فَعُولٌ منه. و مادَ السَّرابُ: اضطَرَبَ: و مادَ مَیْداً: تمایل. و مادَ یَمِیدُ إِذا تَثَنَّی و تَبَخْتَرَ. و مادت الأَغْصانُ: تمایلت. و غصن مائدٌ و میَّاد: مائل. و المَیْدُ: ما یُصِیبُ من الحَیْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَیانِ أَو ركوب البحر، و قد ماد، فهو مائد، من قوم مَیْدی كرائب و رَوْبی. أَبو الهیثم: المائد الذی یركب البحر فَتَغْثی نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتی یُدارَ بِهِ، و یَكاد یُغْشَی علیه فیقال: مادَ به البحرُ یَمِیدُ به مَیْداً. و قال أَبو العباس فی قوله: أَنْ تَمِیدَ بِكُمْ*، فقال: تَحَرَّكَ بكم و تَزَلْزَلَ. قال الفراء: سمعت العرب تقول: المَیْدی الذین أَصابهم المَیْدُ من الدُّوارِ. و‌فی حدیث أُمّ حَرامٍ: المائدُ فی البحر له أَجْرُ شهید؛ هو الذی یُدارُ برأْسه من ریح البحر و اضطراب السفینة بالأَمواج. الأَزهری: و من المقلوب الموائِدُ و المآوِدُ الدَّواهی. و مادَتِ الحنظلةُ تَمِیدُ: أَصابها نَدًی أَو بَلَل فتغیرت، و كذلك التمر. و فَعَلْتُه مَیْدَ ذاك أَی من أَجله و لم یسمع من مَیْدی ذلك. و مَیْدٌ: بمعنی غَیْرٍ أَیضاً، و قیل: هی بمعنی علی كما تقدم فی بَیْد. قال ابن سیدة: و عسی میمه أَن تكون بدلًا من باء بَیْد لأَنها أَشهر. و فی ترجمة مَأَدَ یقال للجاریة التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشباب؛ و أَنشد أَبو عبید: مادُ الشَّبابِ عَیْشَها المُخَرْفَجا غیر مهموز. و مِیداءُ الطریق: سَنَنُه. و بَنَوْا بیوتهم علی مِیداءٍ واحد أَی علی طریقة واحدة؛ قال رؤبة: إِذا ارْتَمی لم یَدْرِ ما مِیداؤُه و یقال: لم أَدر ما مِیداءُ ذلك أَی لم أَدر ما مَبْلَغُه و قِیاسُه، و كذلك مِیتاؤُه، أَی لم أَدر ما قَدْرُ جانبیه و بُعْده؛ و أَنشد: إِذا اضْطَمَّ مِیداءُ الطَّریقِ علیهما، مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ و یروی … مِیتاءُ الطریقِ … و الزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة من النُّوق. قال ابن سیدة: و إِنما حملنا مِیداء و قضینا بأَنها یاء علی ظاهر اللفظ مع عدم [م و د]. و داری بِمَیْدی دارِه، مفتوح المیم مقصور، أَی بحذائها؛ عن یعقوب. و مَیّادةُ: اسم امرأَة. و ابنُ مَیّادةَ: شاعر؛ و زعموا أَنه كان یضرب خَصْرَی أُمّه و یقول: اعْرَنْزِمی مَیّادَ لِلْقَوافی و المَیْدانُ: واحد المَیادینِ؛ و قول ابن أَحمر: … و صادَفَتْ نَعِیماً و مَیْداناً مِنَ العَیْشِ أَخْضَرَا یعنی به ناعماً. و مادَهُم یَمِیدُهُم: لغة فی مارَهُم من المیرة؛ و المُمْتادُ مُفْتَعَلٌ [مُفْتَعِلٌ، منه؛ و مائِدٌ فی شعر أَبی ذؤَیب: یَمانِیة، أَحْیا لَها، مَظَّ مائِدٍ و آلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَرْمِیةٍ كُحْلِ «1» اسم جبل. و المَظُّ: رُمَّان البَرّ. و قُراسٌ: جبل بارِدٌ مأْخوذ من القَرْسِ، و هو الَردُ. و آلُه: ما حوله، و هی أَجْبُلٌ بارِدَة. و أَرْمِیةٌ: جمع رَمِیٍّ، و هی السحابة العظیمة القَطْر، و یروی: صَوْبُ أَسْقِیةٍ، جمع سَقِیٍّ، و هی بمعنی أَرْمِیة. قال ابن بری: صواب إِنشاده مَأْبِد، بالباء المعجمة بواحدة،
(1). قوله [مائد] هو بهمزة بعد الأَلف، و قراس، بضم القاف و فتحها، كما فی معجم یاقوت و اقتصر المجد علی الفتح
لسان العرب، ج‌3، ص: 413
و قد ذكر فی مبد. و مَیْد: لغة فی بَیْدَ بمعنی غیر، و قیل: معناهما علی أَنّ؛ و‌فی الحدیث: أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَیْدَ أَنِّی مِنْ قُرَیْشٍ و نشَأْتُ فی بنی سعدِ بنِ بَكْر؛ و فسّره بعضهم: من أَجْلِ أَنی. و‌فی الحدیث: نحن الآخِرون السابِقون مَیْدَ أَنَّا أُوتینا الكِتابَ من بَعْدِهِم.

فصل النون؛ ج3، ص: 413

نأد؛ ج3، ص: 413

: النَّآدُ و النَّآدی: الدّاهِیةُ. و داهِیةٌ نَآدٌ و نَؤُودٌ و نآدی، علی فَعالی؛ قال الكمیت: فَإِیَّاكُمْ و داهِیةً نآدَی، أَظَلَّتْكُم بِعارِضِها المُخیل نعت به الداهیة و قد یكون بدلًا، و هی النّآدَی؛ عن كراع. و قد نَأَدَتْهُم الدَّواهی نَأْداً؛ و أَنشد: أَتانی أَنّ داهِیةً نَآداً أَتاكَ بها علی شَحَطٍ مَیونُ قال أَبو منصور: و رواها غیر اللیث أَنّ داهیة نَآدَی علی فَعالی كما رواه أَبو عبید. و‌فی حدیث عُمَرَ و المرأَة العَجوز: أَجاءَتْنی النّآئِدُ إِلی استِثْناء الأَباعد؛ النّآئِدُ: الدّواهی،. جمع نآدَی. و النّآدُ و النُّؤُود: الداهیة، یرید أَنها اضْطَرَّتْها الدّواهی إِلی مَسْأَلةِ الأَباعِد.

نبد؛ ج3، ص: 413

: النهایة لابن الأَثیر فی حدیث عمر: جاءته جاریة بِسَویق فجعل إِذا حَرَّكَتْه ثارَ له قُشار و إِذا تَرَكَتْه نَبَدَ‌أَی سكَنَ و ركَدَ؛ قاله الزمخشری.

نثد؛ ج3، ص: 413

: النهایة: و‌فی حدیث عمر: جاءته جاریة بسویق فجعل إِذا حركته ثار له قشار و إِذا تركته نَثَد.قال الخطابی: لا أَدری ما هو و أُراه رَثَدَ، بالراء، أَی اجتمع فی قَعْرِ القَدَح، و یجوز أَن یكون نثط، بإِبدالِ الطاءِ دالًا للمَخْرج. و قال الزمخشری: نثد أَی سكن و رَكَدَ، و یروی بالباء الموحدة، و قد تقدم ذكره.

نجد؛ ج3، ص: 413

: النَّجْدُ من الأَرض: قِفافُها و صَلَابَتُها «1» و ما غَلُظَ منها و أَشرَفَ و ارتَفَعَ و استَوی، و الجمع أَنْجُدٌ و أَنجادٌ و نِجاد و نُجُودٌ و نُجُدٌ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: لَمَّا رَأَیْتُ فِجاجَ البِیدِ قَدْ وَضَحَتْ، و لاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِیةً [عادِیةٍ حُصُرُ و لا یكون النِّجادُ إِلا قُفّاً أَو صَلابة من الأَرض فی ارْتِفاعٍ مثل الجبل معترضاً بین یدیك یردُّ طرفك عما وراءه، و یقال: اعْلُ هاتیك النِّجاد و هذاك النِّجاد، یوحد؛ و أَنشد: رَمَیْنَ بالطَّرْفِ النِّجادَ الأَبْعَدا قال: و لیس بالشدید الارتفاع. و‌فی حدیث أَبی هریرة فی زكاةِ الإِبل: و علی أَكتافها أَمْثالُ النّواجِدِ شَحْماً؛ هی طرائقُ الشحْمِ، واحِدتُها ناجِدةٌ، سمیت بذلك لارتفاعها؛ و قول أَبی ذؤَیب: فی عانةٍ بِجَنُوبِ السِّیِّ مَشْرَبُها غَوْرٌ، و مَصْدَرُها عن مائِها نُجُد قال الأَخفش: نُجُدٌ لغة هذیل خاصّة یریدون نَجْداً. و یروی النُّجُدُ، جَمَع نَجْداً علی نُجُدٍ، جعل كل جزء منه نَجْداً، قال: هذا إِذا عنی نَجْداً العَلَمی، و إن عنی نَجْداً من الأَنجاد فغَوْرُ نَجْد أَیضاً، و الغور هو تِهامة، و ما ارتفع عن تِهامة إِلی أَرض العراق، فهو نجد، فهی تَرْعی بنجد و تشرب بِتِهامة، و هو مذكر؛ و أَنشد ثعلب: ذَرانیَ مِنْ نَجْدٍ، فإنَّ سِنِینَه لَعِبْنَ بِنا شِیباً، و شَیَّبْنَنا مُرْدا
(1). قوله [قفافها و صلابتها] كذا فی الأصل و معجم یاقوت أَیضاً و الذی لأبی الفداء فی تقویم البلدان قفافها و صلابها.
لسان العرب، ج‌3، ص: 414
و منه قولهم: طَلَّاع أَنْجُد أَی ضابطٌ للأُمور غالب لها؛ قال حمید بن أَبی شِحاذٍ الضَّبِّی و قیل هو لخالدِ بن عَلْقَمةَ الدَّارمی: فقد یَقْصُرُ القُلُّ الفَتی دونَ هَمِّه، و قد كانَ، لَوْ لا القُلُّ، طَلَّاعَ أَنجُدِ یقول: قد یَقْصُرُ الفَقْرُ عن سَجِیَّتِه من السخاء فلا یَجِدُ ما یَسْخُو به، و لو لا فقره لسَما و ارتفع؛ و كذلك طَلَّاعُ نجاد و طَلَّاع النَّجاد و طلَّاع أَنجِدةٍ، جمع نِجاد الذی هو جمعُ نَجْد؛ قال زیاد بن مُنْقِذ فی معنی أَنْجِدةٍ بمعنی أَنْجُدٍ یصف أَصحاباً له كان یصحبهم مسروراً: كَمْ فِیهِمُ مِنْ فَتًی حُلْوٍ شَمائِلُه، جَمِّ الرَّمادِ إِذا ما أَخْمَدَ البَرِمُ غَمْرِ النَّدی، لا یَبِیتُ الحَقُّ یَثْمُدُه إِلّا غَدا، و هو سامی الطّرْفِ مُبْتَسِمُ یَغْدُو أَمامَهُمُ فی كُلِّ مَرْبأَةٍ، طَلَّاعِ أَنْجِدةٍ، فی كَشْحِه هَضَمُ و معنی یَثْمُدُه: یُلِحُّ علیه فَیُبْرِزُه. قال ابن بری: و أَنجِدةٌ من الجموع الشاذة، و مثله نَدًی و أَنْدِیةٌ و رَحًی و أَرْحِیةٌ، و قیاسها نِداء و رِحاء، و كذلك أَنجِدةٌ قیاسها نِجادٌ. و المَرْبَأَةُ: المكان المرتفع یكون فیه الرَّبِیئة؛ قال الجوهری: و هو جمعُ نُجُود جَمْعَ الجمْعِ؛ قال ابن بری: و هذا وهم من الجوهری و صوابه أَن یقول جمع نِجادٍ لأَن فِعالًا یُجْمَعُ أَفْعِلة نحو حِمار و أَحْمِرة، قال و لا یجمع فُعُول علی أَفْعِلة. قال الجوهری: یقال فلان طَلَّاعُ أَنْجُد و طلَّاع الثَّنایا إِذا كان سامِیاً لِمَعالی الأُمور؛ و أَنشد بیت حمید بن أَبی شِحاذٍ الضَّبِّیّ: و قد كان لَوْ لا القُلُّ طَلَّاعَ أَنْجُد و الأَنْجُدُ: جمعُ النَّجْد، و هو الطریق فی الجبل. و النَّجْدُ: ما خالف الغَوْر، و الجمع نجود. و نجدٌ: من بلاد العرب ما كان فوق العالیةِ و العالیةُ ما كان فوق نَجْدٍ إِلی أَرض تِهامةَ إِلی ما وراء مكة، فما كان دون ذلك إِلی أَرض العراق، فهو نجد. و یقال له أَیضاً النَّجْدُ و النُّجُدُ لأَنه فی الأَصل صفة؛ قال المَرّارُ الفَقْعَسِیُّ: إِذا تُرِكَتْ وَحْشِیّةُ النَّجْدِ، لم یَكُنْ، لِعَیْنَیْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ، طَبیبُ و روی بیت أَبی ذؤَیب: فی عانة بَجَنُوبِ السِّیِّ مَشْرَبُها غَوْرٌ، و مَصْدَرُها عن مائِها النُّجُد و قد تقدم أَن الروایة و مصدرُها عن مائِها نُجُدُ و أَنها هذلیة. و أَنْجَدَ فلان الدَّعْوة، و روی الأَزهری بسنده عن الأَصمعی قال: سمعت الأَعراب یقولون: إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً، و عَجْلَزٌ فوق القَرْیَتَیْنِ، فَقَدْ أَنْجَدْتَ، فإِذا أَنجدْتَ عن ثَنایا ذاتِ عِرْق، فقد أَتْهَمْتَ، فإِذا عَرَضَتْ لك الحِرارُ بنَجْد، قیل: ذلك الحجاز. و روی عن ابن السكیت قال: ما ارتفع من بطن الرُّمّةِ، و الرُّمّةُ واد معلوم، فهو نجد إِلی ثنایا ذات عِرْق. قال: و سمعت الباهلی یقول: كلُّ ما وراء الخنْدق الذی خَنْدَقَه كسری علی سواد العراق، فهو نجد إِلی أَن تمیل إِلی الحَرّةِ فإِذا مِلْت إِلیها، فأَنت فی الحِجاز؛ شمر: إِذا جاوزت عُذَیْباً إِلی أَن تجاوز فَیْدَ و ما یلیها. ابن الأَعرابی: نجد ما بین العُذَیْب إِلی ذات عِرق و إِلی الیمامة و إِلی الیمن و إِلی جبل طَیّ‌ء، و من المِرْبَدِ إِلی وجْرَة، و ذات عِرْق أَوّلُ تِهامةَ إِلی البحرِ و جُدَّةَ. و المدینةُ:
لسان العرب، ج‌3، ص: 415
لا تهامیةٌ و لا نجدیةٌ، و إِنها حجازٌ فوق الغَوْر و دون نجد، و إِنها جَلْسٌ لارتفاعها عن الغَوْر. الباهلی: كلُّ ما وراءَ الخندقِ علی سواد العراق، فهو نجد، و الغَوْرُ كلُّ ما انحدر سیله مغرِبیّاً، و ما أَسفل منها مشرقیّاً فهو نَجْدٌ، و تِهامةُ ما بین ذات عِرْق إِلی مرحلتین من وراء مكة، و ما وراء ذلك من المغرب، فهو غور، و ما وراء ذلك من مَهَبّ الجَنُوب، فهو السَّراةُ إِلی تُخُوم الیمن. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه جاءه رجل و بِكَفِّه وضَحٌ، فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: انظُرْ بطن واد لا مُنْجِد و لا مُتْهِم، فَتَمعَّكْ فیه، ففعل فلم یزد شیئاً حتی مات؛ قوله لا مُنْجِد و لا مُتْهِم لم یرد أَنه لیس من نجد و لا من تِهامةَ و لكنه أَراد حدّاً بینهما، فلیس ذلك الموضعُ من نجد كلُّه و لا من تِهامة كلُّه، و لكنه تَهامٍ مُنْجِدٌ؛ قال ابن الأَثیر: أَراد موضعاً ذا حَدٍّ من نجد و حدّ من تهامة فلیس كله من هذه و لا من هذه. و نجدٌ: اسم خاصٌّ لما دون الحجاز مما یَلی العِراق؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا استَنْصَلَ الهَیْفُ السَّفی، بَرَّحَتْ به عِراقِیّةُ الأَقْیاظِ، نَجْدُ المَراتِعِ قال ابن سیدة: إِنما أَراد جمع نَجْدِیٍّ فحذف یاء النسَب فی الجمع كما قالوا زِنْجِیٌّ ثم قالوا فی جمعه زِنْج، و كذلك رُومِیٌّ و رُومٌ؛ حكاها الفارسی. و قال اللحیانی: فلان من أَهل نجد فإِذا أَدخلوا الأَلف و اللام قالوا النُّجُد، قال: و نری أَنه جمع نَجْدٍ؛ و الإِنجادُ: الأَخْذُ فی بلاد نجد. و أَنجدَ القومُ: أَتوا نجداً؛ و أنجدوا من تهامة إِلی نجد: ذهبوا؛ قال جریر: یا أُمَّ حَزْرةَ، ما رأَیْنا مِثْلَكُم فی المُنْجِدینَ، و لا بِغَوْرِ الغائِر و أنْجَدَ: خرج إِلی بلاد نجد؛ رواها ابن سیدة عن اللحیانی. الصحاح: و تقول أَنْجَدْنا أَی أَخذنا فی بلاد نجد. و فی المثل: أَنْجَدَ من رأَی حَضَناً و ذلك إِذا علا من الغَوْر، و حَضَنٌ اسم جبل. و أَنْجَد الشی‌ءُ: ارتفع؛ قال ابن سیدة: و علیه وجه الفارسی روایة من روی قول الأَعشی: نَبیٌّ یَری ما لا تَروْنَ، و ذِكْرُه أَغارَ لَعَمْری فی البِلادِ، و أَنْجَدا فقال: أَغار ذهب فی الأَرض. و أَنجد: ارتفع؛ قال: و لا یكون أَنجد فی هذه الروایة أَخذ فی نجد لأَن الأَخذ فی نجد إِنما یُعادَلُ بالأَخذ فی الغور، و ذلك لتقابلهما، و لیست أَغارَ من الغور لأَن ذلك إِنما یقال فیه غارَ أَی أَتی الغَوْر؛ قال و إِنما یكون التقابل فی قول جریر: فی المُنْجدینَ و لا بغَوْر الغائر و النَّجُودُ من الإِبل: التی لا تَبْرُك إِلا علی مرتفع من الأَرض. و النَّجْدُ: الطریق المرتفع البَیّنُ الواضح؛ قال إمرؤ القیس: غَداةَ غَدَوْا فَسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ، و آخَرُ منهم قاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ قال الأَصمعی: هی نُجُود عدّة: فمنها نَجْد كبكب، و نَجْد مَریع، و نَجْدُ خال؛ قال: و نجد كبكب طریقٌ بِكَبْكَبٍ، و هو الجبل الأَحمر الذی تجعله فی ظهرك إِذا وقفت بعرفة؛ قال و قول الشماخ: أَقُولُ، و أَهْلی بالجَنابِ و أَهْلُها بِنَجْدَیْنِ: لا تَبْعَدْ نویً أُمّ حَشْرَجِ قال بنَجْدَیْنِ موضع یقال له نَجْدا مَرِیع، و قال: فلان من أَهل نجد. قال: و فی لغة هذیل و الحجاز من أَهل النُّجُد. و فی التنزیل العزیز: وَ هَدَیْنٰاهُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 416
النَّجْدَیْنِ؛ أَی طَرِیقَ الخیر و طریقَ الشرّ، و قیل: النجدین الطریقین الواضحین. و النَّجد: المرتفع من الأَرض، فالمعنی أَ لم نعرّفه طریق الخیر و الشر بیِّنَین كبیان الطریقین العالیین؟ و قیل: النجدین الثَّدْیَیْنِ. و نَجُدَ الأَمْرُ ینْجُد نُجُوداً، و هو نَجْدٌ و ناجِدٌ: وضَحَ و استبان؛ و قال أُمیة: تَرَی فیه أَنْباءَ القُرونِ التی مَضَتْ، و أَخْبارَ غَیْبٍ فی القیامةِ تَنْجُد و نجَدَ الطرِیق ینْجُد نُجُوداً: كذلك. و دلیلٌ نَجْدٌ: هادٍ ماهِرٌ. و أَعطاه الأَرض بما نَجَدَ منها أَی بما خرج. و النَّجْدُ: ما یُنَضَّدُ به البیت من البُسُط و الوسائِد و الفُرُشِ، و الجمع نُجُود و نِجادٌ؛ و قیل: ما یُنَجَّدُ به البیت من المتاع أَی یُزَیَّن؛ و قد نَجَّدَ البیت؛ قال ذو الرمة: حتی كأَنَّ رِیاضَ القُفِّ أَلبَسَها، مِن وَشْیِ عَبْقر، تَجْلِیلٌ و تَنْجِیدُ أَبو الهیثم: النَّجَّاد الذی یُنَجِّدُ البیوتَ و الفُرُشَ و البُسُط. و فی الصحاح: النجَّاد الذی یعالج الفرش و الوِسادَ و یَخِیطُها. و النُّجُود: هی الثیاب التی تُنَجَّدُ بها البیوت فتلبس حیطانها و تُبْسَطُ. قال: و نَجَّدْتُ البیتَ بسطته بثیاب مَوْشِیَّة. و التَّنْجِید: التَّزْیِینُ. و‌فی حدیث عبد الملك: أَنه بعث إِلی أُمّ الدرداء بأَنْجادٍ من عنده؛ الأَنْجادُ جمع نَجَدٍ، بالتحریك، و هو متاع البیت من فُرُش و نَمارِقَ و ستُور؛ ابن سیدة: و النَّجُود الذی یعالج النُّجُود بالنَّفْضِ و البَسْط و الحشْوِ و التَّنْضِیدِ. و بیت مُنَجَّد إِذا كان مزیناً بالثیاب و الفُرش، و نُجُوده ستوره التی تعلق علی حِیطانِه یُزَین بها. و‌فی حدیث قُسّ: زُخْرِف و نُجِّدَ‌أَی زُیِّنَ. و قال شمر: أَغرب ما جاء فی النَّجُود ما جاء‌فی حدیث الشُّورَی: و كانت امرأَةً نَجُوداً، یرید ذاتَ رَأْی كأَنها التی تَجْهَدُ رأْیها فی الأُمور. یقال: نجد نجداً أَی جَهَدَ جَهْداً. و المَنَاجِدُ: حَلْیٌ مُكَلَّلٌ بجواهِرَ بعضه علی بعض مُزَیَّن. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی امرأَة تَطُوفُ بالبیت علیها «2» مَناجِدُ من ذهب فنهاها عن ذلك؛ قال أَبو عبیدة: أَراد بالمناجد الحَلْیَ المُكَلَّلَ بالفصوص و أَصله من تنجید البیت، واحدها مِنْجَد و هی قَلائِدُ من لُؤْلُؤ و ذهَب أَو قَرَنْفُلٍ، و یكون عرضها شبراً تأْخذ ما بین العنق إِلی أَسفل الثدیین، سمیت مَناجِدَ لأَنها تقع علی موضع نِجاد السیف من الرجل و هی حَمائِلُه. و النَّجُود من الأُتُن و الإِبِل: الطویلةُ العُنُقِ، و قیل: هی من الأُتن خاصة التی لا تَحْمِل. قال شمر: هذا منكر و الصواب ما روی فی الأَجناس عنه: النَّجُودُ الطویلة من الحُمُر. و روی عن الأَصمعی: أُخِذَتِ النَّجود من النَّجْد أَی هی مرتفعة عظیمة، و قیل: النجود المتقدمة، و یقال للناقة إِذا كانت ماضیة: نَجُود؛ قال أَبو ذؤیب: فَرَمَی فأَنْفَذَ من نَجُودٍ عائِطِ قال شمر: و هذا التفسیر فی النَّجُود صحیح و الذی رُوی فی باب حمر الوحْشِ وهَم. و النَّجُود من الإِبل: المِغْزارُ، و قیل: هی الشدیدة النَّفْس. و ناقة نَجُود، و هی تُناجِدُ الإِبلَ فَتَغْزُرُهُنَّ. الصحاح: و النَّجُود من حُمُر الوحش التی لا تحمل، و یقال: هی الطویلة المشرفة، و الجمع نُجُد. و ناجَدَتِ الإِبِلُ: غَزُرَتْ و كَثُر لبنها، و الإِبلُ
(2). قوله [امرأة تطوف بالبیت علیها] فی النهایة امرأة شیرة علیها، و شیرة، بشد الیاء مكسورة، أی حسنة الشارة و الهیئة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 417
حینئذ بِكاءٌ غَوازِرُ، و عبر الفارسی عنها فقال: هی نحو المُمانِحِ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، فی حدیث الزكاة حین ذَكَرَ الإِبل وَ وَطْأَها یومَ القیامة صاحِبَها الذی لم یُؤَدِّ زكاتها فقال: إِلَّا مَنْ أَعْطَی فی نَجْدَتِها و رِسْلِها؛ قال: النَّجْدَةُ الشِّدَّةُ، و قیل: السِّمَنُ؛ قال أَبو عبیدة: نجدتها أَن تكثر شحومها حتی یمنعَ ذلك صاحِبَها أَن ینحرها نفاسة بها، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به، قال: و رِسْلُها أَن لا یكون لها سِمَن فیَهُونَ علیه إِعطاؤُها فهو یعطیها علی رِسْلِه أَی مُسْتَهیناً بها، و كأَنَّ معناه أَن یعطیها علی مشقة من النفس و علی طیب منها؛ ابن الأَعرابی: فی رِسْلِها أَی بطیب نفس منه؛ قال الأَزهری: فكأَنّ‌قوله فی نَجْدتِها‌معناه أَن لا تطِیبَ نفسُه بإِعطائها و یشتد علیه ذلك؛ و قال المرّار یصف الإِبل و فسره أَبو عمرو: لهمْ إِبِلٌ لا مِنْ دیاتٍ، و لم تَكُنْ مُهُوراً، و لا مِن مَكْسَبٍ غیرِ طائِلِ مُخَیَّسَةٌ فی كلِّ رِسْلٍ و نَجْدةٍ، و قد عُرِفَتْ أَلوانُها فی المَعاقِلِ الرِّسْل: الخِصْب. و النجدة: الشدة. و قال أَبو سعید فی‌قوله: فی نَجْدتها‌ما ینوب أَهلها مما یشق علیه من المغارم و الدیات فهذه نجدة علی صاحبها. و الرسل: ما دون ذلك من النجدة و هو أَن یعقر هذا و یمنح هذا و ما أَشبهه دون النجدة؛ و أَنشد لطرفة یصف جاریة: تَحْسَبُ الطَّرْفَ علیها نَجْدَةً، یا لَقَوْمی للشَّبابِ المُسْبَكِرْ یقول: شق علیها النظرُ لنَعْمتها فهی ساجیةُ الطرْف. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة: أَنه سمع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: ما من صاحب إِبِل لا یؤَدِّی حقَّها فی نَجْدتها و رِسْلِها و قد قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: نَجْدتُها و رِسْلُها عُسْرُها و یُسْرُها إِلا بَرَزَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخْفافِها، كلما جازت علیه أُخْراها أُعِیدَتْ علیه أُولاها فِی یَوْمٍ كٰانَ مِقْدٰارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ حتی یُقْضَی بین الناس، فقیل لأَبی هریرة: فما حق الإِبِل؟ فقال: تُعْطِی الكرِیمةَ و تَمْنَعُ الغَزیرةَ «1» و تُفْقِرُ الظهر و تُطْرِقُ الفَحْل.قال أَبو منصور هنا: و قد رویت هذا الحدیث بسنده لتفسیر النبی، صلی الله علیه و سلم، نَجْدَتَها و رِسْلَها، قال: و هو قریب مما فسره أَبو سعید؛ قال محمد بن المكرم: انظر إِلی ما فی هذا الكلام من عدم الاحتفال بالنطق و قلة المبالاة بإِطلاق اللفظ، و هو لو قال إِن تفسیر أَبی سعید قریب مما فسره النبی، صلی الله علیه و سلم، كان فیه ما فیه فلا سیما و القول بالعكس؛ و قول صخر الغیّ: لوْ أَنَّ قَوْمی مِن قُرَیْمٍ رَجْلا، لَمَنَعُونی نَجْدَةً أَو رِسْلا أَی لمنعونی بأَمر شدید أَو بأَمر هَیِّنٍ. و رجلٌ نَجْد فی الحاجة إِذا كان ناجیاً فیها سریعاً. و النَّجْدة: الشجاعة، تقول منه: نَجُد الرجلُ، بالضم، فهو نَجِدٌ و نَجُدٌ و نَجِیدٌ، و جمع نَجِد [نَجُد أَنجاد مثل یَقِظٍ [یَقُظٍ و أَیْقاظٍ و جمع نَجِید نُجُد و نُجَداء. ابن سیدة: و رجُل نَجْدٌ و نَجِدٌ و نَجُد و نَجِیدٌ شجاع ماض فیما یَعْجِزُ عنه غیره، و قیل: هو الشدید البأْس، و قیل: هو السریع الإِجابة إِلی ما دُعِیَ إِلیه خیراً كان أَو شرًّا، و الجمع أَنْجاد. قال: و لا یُتَوَهَّمَنَّ أَنْجاد جمع نجید كَنَصیرٍ و أَنْصار قیاساً علی أَن فعْلًا
(1). قوله [و تمنع الغزیرة] كذا بالأَصل تمنع بالعین المهملة و لعله تمنح بالحاء المهملة
لسان العرب، ج‌3، ص: 418
و فِعَالًا «1» لا یُكَسَّران لقلتهما فی الصفة، و إِنما قیاسهما الواو و النون فلا تحسَبَنّ ذلك لأَن سیبویه قد نص علی أَن أَنْجاداً جمع نَجُد و نَجِد؛ و قد نَجُدَ نَجَادة، و الاسم النَّجْدَة. و اسْتَنْجَد الرجلُ إِذا قوی بعد ضعف أَو مَرَض. و یقال للرجل إِذا ضَرِیَ بالرجل و اجترأَ علیه بعد هَیْبَتِه: قد اسْتَنْجَدَ علیه. و النَّجْدَةُ أَیضاً: القِتال و الشِّدَّة. و المُناجِدُ: المقاتل. و یقال: ناجَدْت فلاناً إِذا بارزتَه لقِتال. و المُنَجَّدُ: الذی قد جرّب الأُمور و قاسَها فَعَقَلَها، لغة فی المُنَجَّذِ. و نَجَّده الدهر: عجَمَه و عَلَّمَه، قال: و الذال المعجمة أَعلی. و رجل مُنَجَّد، بالدال و الذال جمیعاً، أَی مُجَرَّب قد نَجَّده الدهر إِذا جرّب و عَرَفَ. و قد نَجَّدتْه بعدی أُمور. و رجل نَجِدٌ: بَیِّنُ النَّجَد، و هو البأْس و النُّصْرة و كذلك النَّجْدة. و رجل نَجْد فی الحاجة إِذا كان ناجحاً فیها ناجِیاً. و رجل ذو نَجْدة أَی ذو بأْس. و لاقَی فلان نَجْدة أَی شِدَّة. و‌فی الحدیث: أَنه ذَكَر قارئَ القرآن و صاحِبَ الصَّدَقة، فقال رجل: یا رسول الله أَ رأَیتَكَ النَّجْدة تكون فی الرجل فقال: لیست لهما بِعدْلٍ‌النجدة: الشجاعة. و رجل نَجُدٌ و نَجِد أَی شدید البأْس. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: أَما بنو هاشم فأَنْجادٌ أَمْجَاد‌أَی أَشِداء شُجْعان؛ و قیل: أَنْجاد جمع الجمع كأَنه جمع نَجُداً «2» علی نِجاد أَو نُجُود ثم نُجُدٍ ثم أَنجادٍ؛ قاله أَبو موسی؛ قال ابن الأَثیر: و لا حاجة إِلی ذلك لأَن أَفعالًا فی فَعُل و فَعِل مُطَّرِد «3» نحو عَضُد و أَعْضاد و كَتِف و أَكْتاف؛ و منه‌حدیث خَیْفان: و أَما هذا الحی من هَمْدان فأَنْجَاد بُسْل.و‌فی حدیث علیّ: مَحاسِنُ الأُمور التی تَفَاضلَتْ فیها المُجَداء و النُّجَداء، جمع مجید و نجِید، فالمجید الشریف، و النَّجِید الشجاع، فعیل بمعنی فاعل. و اسَتَنْجَده فأَنْجَدَهُ: استغاثه فأَغاثه. و رجل مِنْجادٌ: نَصُور؛ هذه عن اللحیانی. و الإِنجاد: الإِعانة. و اسْتَنْجَده: استعانه. و أَنْجَدَه: أَعانه؛ و أَنْجَده علیه: كذلك أَیضاً؛ و ناجَدْتُه مُناجَدةً: مثله. و رجل مُناجِد أَی مقاتل. و رجل مِنْجادٌ: مِعْوانٌ. و أَنْجَدَ فلان الدَّعْوةَ: أَجابها. المحكم: و أَنْجَدَه الدَّعْوَةَ أَجابها «4». و اسْتَنْجَد فلان بفلان: ضَرِیَ به و اجترأَ علیه بعد هَیْبَتِه إِیاه. و النَّجَدُ: العَرَق من عَمَل أَو كَرْب أَو غیره؛ قال النابغة: یَظَلُّ مِنْ خَوْفِه المَلَّاحُ مُعْتَصِماً بالخَیْزُرانةِ، بَعْدَ الأَیْن و النَّجَد و قد نَجِدَ یَنْجَدُ و یَنْجُدُ نَجْداً، الأَخیرة نادرة، إِذا عَرِقَ من عَمَل أَو كَرْب. و قد نُجِدَ عَرَقاً، فهو منْجُود إِذا سال. و المنْجُود: المكروب. و قد نُجِد نَجْداً، فهو منْجُودٌ و نَجِیدٌ، و رجل نَجِدٌ: عَرِقٌ؛ فأَما قوله: إِذا نَضَخَتْ بالماءِ و ازْدادَ فَوْرُها نَجا، و هو مَكْرُوبٌ منَ الغَمِّ ناجِدُ فإِنه أَشبع الفتحة اضطراراً كقوله: فأَنتَ منَ الغَوائِلِ حینَ تُرْمَی، و مِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتزاحِ
(1). قوله [علی أن فعلًا و فعالًا] كذا بالأَصل بهذا الضبط و لعل المناسب علی أن فعلًا و فعلًا كرجل و كتف لا یكسران أَی علی أفعال، و قوله لقلتهما فی الصفة لعل المناسب لقلته أی أَفعال فی الصفة لأَنه إنما ینقاس فی الاسم (2). قوله [كأنه جمع نجداً] إِلی قوله قال ابن الأَثیر كذا فی النهایة (3). قوله [لأَن أَفعالًا فی فعل و فعل مطرد] فیه أن اطراده فی خصوص الاسم و ما هنا من الصفة (4). قوله [و أنجده الدعوة أجابها] كذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 419
و قیل: هو علی فَعِلَ كَعَمِلَ، فهو عامِلٌ؛ و فی شعر حمید بن ثور: و نَجِدَ الماءُ الذی تَوَرَّدا أَی سالَ العَرَقُ. و تَوَرُّدُه: تَلَوُّنه. و یقال: نَجِدَ یَنْجَدُ إِذا بَلُدَ و أَعْیَا، فهو ناجد و منْجُود. و النَّجْدة: الفَزَعُ و الهَوْلُ؛ و قد نَجُد. و المنْجُود: المَكْرُوبُ؛ قال أَبو زبید یرثی ابن أُخته و كان مات عطشاً فی طریق مكة: صادِیاً یَسْتَغِیثُ غَیرَ مُغاثٍ، و لَقَدْ كانَ عُصْرَةَ المنْجُودِ یرید المَغْلُوب المُعْیا و المَنْجُود الهالك. و النَّجْدةُ: الثِّقَلُ و الشِّدَّةُ لا یُعْنَی به شدةُ النَّفْس إِنما یُعْنی به شدة الأَمر علیه؛ و أَنشد بیت طرفة: تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَیْها نَجْدَةً و نَجَدَ الرجُلَ یَنْجُدُه نَجْداً: غَلَبَه. و النِّجادُ: ما وقع علی العاتق من حَمائِلِ السیْفِ، و فی الصحاح: حمائل السیف، و لم یخصص. و‌فی حدیث أُمّ زرع: زَوْجِی طَوِیلُ النِّجاد؛ النِّجاد: حمائِلُ السیف، ترید طول قامته فإِنها إِذا طالتْ طالَ نِجادُه، و هو من أَحسن الكنایات؛ و قول مهلهل: تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأُمِنْتُه، و إِنَّ جَدِیراً أَن یَكُونَ و یكذبا تَنَجَّدَ أَی حَلَفَ یَمِیناً غَلِیظَةً. و أَنْجَدَ الرجلُ: قَرُبَ من أَهله؛ حكاها ابن سیدة عن اللحیانی. و النَّاجُودُ: الباطیة، و قیل: هی كل إِناءٍ یجعل فیه الخمر من باطیة أَو جَفْنةٍ أَو غیرها، و قیل: هی الكَأْسُ بعینها. أَبو عبید: الناجود كل إِناءٍ یجعل فیه الشراب من جَفْنة أَو غیرها. اللیث: الناجُودُ هو الرّاوُوقُ نَفْسُه. و‌فی حدیث الشعبی: اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنبار و بین أَیدیهم ناجُودُ خَمْرٍ‌أَی راوُوقٌ، و یقال للخمر: ناجود. و قال الأَصمعی: النَّاجُودُ أَول ما یخرج من الخمر إِذا بُزِلَ عنها الدنُّ، و احتج بقول الأَخطل: كأَنَّما المِسْكُ نُهْبَی بَیْنَ أَرْحُلِنا، مِمَّا تَضَوَّعَ مِنْ ناجُودِها الجاری فاحتج علیه بقول علقمة: ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ فی الناجُودِ، یُصْفِقُها وَلِیدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَلْثُومُ یُصْفِقُها: یُحَوِّلُها من إِناءٍ إِلی إِناء لِتَصْفُوَ. الأَصمعی: الناجُودُ الدَّمُ. و الناجودُ: الزعفران. و الناجودُ: الخَمْرُ، و قیل: الخمر الجَیِّدُ، و هو مذكر؛ و أَنشد: تَمَشَّی بَیْننا ناجُودُ خَمْر اللحیانی: لاقَی فُلانٌ نَجْدَةً أَی شِدّة، قال: و لیس من شدة النفس و لكنه من الأَمر الشدید. و النَّجْد: شجر یشبه الشُّبْرُمَ فی لَوْنِه و نَبْتِه و شوكه. و النَّجْدُ: مكان لا شجر فیه. و المِنجَدَةُ: عَصاً تُساقُ بها الدواب و تُحَثُّ علی السیر و یُنْفَشُ بها الصّوفُ. و‌فی الحدیث: أَنه أَذن فی قَطْعِ المِنْجَدةِ، یعنی من شجر الحَرَمِ، هو من ذلك. و ناجِدٌ و نَجْدٌ و نُجَیْدٌ و مُناجِدٌ و نَجْدَةُ: أَسماء. و النَّجَداتُ: قوم من الخوارج من الحَرُورِیَّة ینسبون إِلی نَجْدة بنِ عامِرٍ الحَرُوریّ الحَنَفِیّ، رجل منهم، یقال: هؤلاء النجَداتُ. و النَّجَدِیَّة: قوم من الحروریة. و عاصِمُ بن أَبی النَّجُودِ: من القُرّاء.

ندد؛ ج3، ص: 419

: نَدَّ البعیر یَنِدُّ نُدوداً إِذا شَردَ. و نَدّتِ الإِبلُ تَنِدُّ نَدّاً و نَدِیداً و نِداداً و نُدوداً
لسان العرب، ج‌3، ص: 420
و تَنادَّتْ: نَفَرتْ و ذهبت شُرُوداً فمضَتْ علی وجوهها. و ناقة نَدُودٌ: شرود، و قول الشاعر: قَضَی علی الناسِ أَمْراً لا نِدادَ لَه عَنْهُمْ، و قد أَخَذَ المِیثاقَ و اعْتَقَدا معناه: أَنه لا یَنِدُّ عنهم و لا یَذْهَبُ. و‌فی الحدیث: فَنَدَّ بعیرٌ منها‌أَی شَرَد و ذَهَبَ علی وَجْهه. و یَوْمُ التَّنادِ: یَوْمُ القِیامةِ لما فیه من الانزعاج إِلی الحشر، و فی التنزیل: یَوْمَ التَّنٰادِ یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ، قال الأَزهری: القرّاء علی تخفیف الدال من التَّنٰادِ، و قرأَ الضحاك وحده یوم التنادِّ، بتشدید الدال، قال أَبو الهیثم: هو من نَدَّ البعیر نِداداً أَی شَرَد. قال: و یكون التَّنٰادِ، بتخفیف الدال، من ندّ فلَیَّنوا تشدید الدال و جعلوا إِحدی الدالین یاء، ثم حذفوا الیاء كما قالوا دِیوان و دِیباجٌ و دِینارٌ و قِیراط، و الأَصل دِوَّان و دِبّاجٌ و قرّاطٌ و دِنّارٌ، قال: و الدلیل علی ذلك جمعهم إِیاها دَواوینَ و قَراریطَ و دَبابیجَ و دَنانِیر، قال: و الدلیل علی صحة قراءة من قرأَ التنادّ بتشدید الدال قوله: یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ. و قال ابن سیدة: و أَما قراءة من قرأَ یَوْمَ التَّنٰادِ فیجوز أَن یكون من مُحَوَّلِ هذا الباب فحول للیاء لتعتدل رؤوس الآی، و یجوز أَن یكون من النداء و حذف الیاء أَیضاً لمثل ذلك. و إِبل نَدَدٌ: متفرّقة كَرَفَضٍ اسم للجمع، و قد أَنَدَّها و نَدَّدَها. و قال الفارسی: قال بعضهم: نَدَّتِ الكلمة شَذَّت، و لیست بقویة فی الاستعمال، أَ لا تری أَن سیبویه یقول: شَذَّ هذا و لا یقول نَدَّ؟ و طیر یَنادیدُ و أَنادِیدُ: متفرقةٌ، قال: كأَنَّما أَهلُ حُجْرٍ، یَنظرون مَتَی یَرَوْنَنی خارجاً، طَیْرٌ یَنادِیدُ و یقال: ذهبَ القومُ یَنادِیدَ و أَنادِیدَ إِذا تفرّقوا فی كل وجه. و نَدَّدَ بالرجل: أَسْمَعَه القبیح و صرح بعیوبه، یكون فی النظم و النثر. أَبو زید: نَدَّدْتُ بالرجل تَنْدِیداً و سمَّعت به تسمیعاً إِذا أَسمعْتَه القبیح و شتمته و شَهَّرْته و سمعت به. و التَّنْدِیدُ: رفع الصوت، قال طرفة.لِهَجْسٍ خَفِیٍّ أَو لِصوتِ مُنَدَّدِ و الصوتُ المُنَدَّدُ: المُبالَغُ فی النِّداء. و النِّدُّ، بالكسر: المثل و النظیر، و الجمع أَندادٌ، و هو النَّدِیدُ و النَّدِیدَةُ، قال لبید: لكَی لا یكون السَّنْدَرِیُّ نَدِیدَتی، و أَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عَماعِما و‌فی كتابه لأِكَیْدِرَ «1» و خَلْعِ الأَنْدَادِ و الأَصنام: الأَنْدادُ جمع نِدٍّ، بالكسر، و هو مثل الشی‌ء الذی یُضادُّه فی أُموره و یُنادُّه أَی یخالفه، و یرید بها ما كانوا یَتخذونه آلهة من دون اللَّه، تعالی اللَّه. و فی التنزیل العزیز: مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَنْدٰاداً، قال الأَخفش: النِّدُّ الضِّدُّ و الشِّبْهُ. و قوله: جَعَلُوا لِلّٰهِ أَنْدٰاداً، أَی أَضداداً و أَشباهاً. و یقال: نِدُّ فلان و نَدِیدُه و نَدِیدَتُه أَی مِثْلُه و شَبَهُه. و قال أَبو الهیثم: یقال للرجل إِذا خالفك فأَردت وجهاً تذهب به و نازعك فی ضِدِّه: فلان نِدِّی و نَدِیدی للذی یرید خلافَ الوجه الذی ترید، و هو مستقِلٌّ من ذلك بمثل ما تستَقِلُّ به، قال حسان: أَ تَهْجُوهُ و لَسْتَ له بِنِدٍّ؟ فَشَرُّكُما لِخَیْرِكُما الفِداءُ
(1). 1 قوله" لأُكیدر" قال الزرقانی علی المواهب ممنوع من الصرف و كتب بهامشه فی المصباح: و تصغیر الأكدر أُكیدر و به سمی و منه أُكیدر صاحب دومة الجندل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 421
أَی لست له بمثل فی شی‌ء من معانیه. و یقال: نادَدْتُ فلاناً إِذا خالفته. ابن شمیل: یقال فلانة نِدُّ فلانة و خَتَنُها و تِرْبُها. قال: و لا یقال فلانة نِدُّ فلان و لا ختنُ فلان فَتُشَبِّهُها به. و النِّدُّ و النَّدُّ: ضَرْب من الطیب یُدَخَّن به، قال ابن درید: لا أَحسب النَّدَّ عربیّاً صحیحاً. قال اللیث: النَّدُّ ضَرْب من الدُّخْنَة. و قال أَبو عمرو بن العلاء یقال للعنبر: النَّدُّ، و للبَقَّم: العَنْدمُ، و للمِسْك: الفتیق. و النَّدُّ: التَّلُّ المرتفعُ فی السماء، لغة یمانیة. و یَنْدَد: موضع، و قیل: هی من أَسماء مدینة النبی، صلی اللَّه علیه و سلم. و مَنْدَد: بلد، قال ابن سیدة: و أُراه جری فی فك التضعیف مجری مَحْبَب للعلمیة. قال: و لم أَجعله من باب مَهْدَدٍ لعدم" م‌ن‌د"، قال ابن الأَحمر: و للشَّیْخ تَبْكِیه رُسومٌ، كأَنَّما تَراوَحها العَصْرَیْنِ أَرواحُ مَنْدَدِ

نرد؛ ج3، ص: 421

: الأَزهری فی ترجمة رَنَدَ: الرَّنْدُ عند أَهل البحرین شِبْه جُوالِقٍ واسِعِ الأَسفلِ مَخْروطِ الأَعلی، یُسَفُّ من خُوصِ النخْلِ ثم یُخَیَّطُ و یُضْرَبُ بالشُّرُط المفتولة من اللِّیف حتی یَتَمَتَّنَ، فیقومَ قائماً و یُعَرَّی بِعُری وثیقة، ینقل فیه الرُّطَب أَیام الخِرافِ یُحْمَل منه رَنْدانِ علی الجمل القویّ. قال: و رأَیت هجریّاً یقول له النَّرْد و كأَنه مقلوب، و یقال له القَرْنَةُ أَیضاً. و النرد: معروف شی‌ء یلعب به؛ فارسی معرَّب و لیس بِعَربی و هو النَّرْدشیر. و‌فی الحدیث: مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدشیر فكأَنما غَمَس یَدَه فی لَحْمِ الخِنْزیر و دَمه؛ النرد: اسم أَعجمی مُعَرَّبٌ و شِیر بمعنی حُلْو.

نشد؛ ج3، ص: 421

: نَشَدْتُ الضَّالَّةَ إِذا نادیتَ و سَأَلتَ عنها. ابن سیدة: نَشَدَ الضَّالَّةَ یَنْشُدُها نِشْدَةً و نِشْداناً طَلَبَها و عرَّفَها. و أَنْشَدَها: عَرَّفَها؛ و یقال أَیضاً: نَشَدْتُها إِذا عَرَّفْتها؛ قال أَبو دواد: و یُصِیخُ أَحْیاناً، كما اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِصَوتِ ناشِدْ أَضَلَّ أَی ضَلَّ له شی‌ء، فهو یَنْشُدُه. قال: و یقال فی الناشد: إِنه المُعَرِّفُ. قال شمر: و‌روی عن المفضل الضبِّی أَنه قال: زعموا أَن امرأَة قالت لابنتها: احفظی بنتك ممن لا تَنْشُدِین‌أَی لا تَعْرِفین. قال الأَصمعی: كان أَبو عمرو بن العلاء یَعْجَبُ من قول أَبی دُواد: كما اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِد قال: أَحسبه قال هذا و غیره أَراد بالناشد أَیضاً رجلًا قد ضَلَّتْ دابَّتُه، فهو یَنْشُدُها أَی یَطلبها لِیَتَعَزَّی بذلك؛ و أَما ابن المُظفر فإِنه جعل الناشد المعرِّف فی هذا البیت؛ قال: و هذا من عجیب كلامهم أَن یكون الناشِدُ الطالِبَ و المُعَرِّفَ جمیعاً، و قیل: أَنْشَدَ الضَّالة اسْترشَدَ عنها، و أَنشد بیت أَبی دواد أَیضاً. قال ابن سیدة: الناشِدُ هنا المُعَرِّفُ، قال: و قیل الطالب لأَن المُضِلَّ یشتهی أَن یجد مُضِلًا مثله لیتعزی به، و هذا كقولهم الثَّكْلَی تُحِبُّ الثَّكْلَی. و الناشدون: الذین یَنْشُدُون الإِبل و یطلبون الضوالَّ فیأْخذونها و یحْبِسونها علی أَربابها؛ قال ابن عرس: عِشْرُونَ أَلفاً هَلَكُوا ضَیْعَةً، و أَنْتَ مِنْهُمْ دَعْوَةُ الناشِدِ یعنی قوله: أَین ذَهَبَ أَهلُ الدارِ أَین انْتَوَوْا كما یقول صاحب الضَّالّ: مَنْ أَصابَ؟ مَنْ أَصابَ؟ فالناشِدُ الطالب، یقال منه: نَشَدْتُ الضَّالَّة أَنشُدُها
لسان العرب، ج‌3، ص: 422
و أَنْشِدُها نَشْداً و نِشْداناً إِذا طَلَبْتها، فأَنا ناشِدٌ، و أَنْشَدْتُها فأَنا مُنْشِدٌ إِذا عَرَّفْتَها. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، و ذِكْرِه حَرَمَ مَكَّةَ فقال: لا یُخْتلی خَلاها و لا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لمُنْشِد؛ قال أَبو عبید: المُنْشِدُ المُعَرِّفُ. قال: و الطالب هو الناشد. قال: و مما یُبَیِّنُ لك أَن الناشدَ هو الطالبُ‌حدیثُ النبی، صلی الله علیه و سلم، حین سمع رجلًا یَنْشُد ضالَّة فی المَسْجِد فقال: یا أَیها الناشِدُ، غیرك الواجِد؛ معناه لا وجَدْت و قال ذلك تأْدیباً له حیث طلب ضالته فی المسجد، و هو من النَّشِیدِ رفْع الصَّوْتِ. قال أَبو منصور: و إِنما قیل للطالب ناشد لرفع صوته بالطلب. و النَّشِیدُ: رَفْعُ الصَّوْت، و كذلك المعَرِّفُ یرفع صوته بالتعریف فسمی مُنْشِداً؛ و من هذا إِنشاد الشعر إِنما هو رفع الصوت. و قولهم: نَشَدْتُك بالله و بالرَّحِم، معناه: طلبت إِلیك بالله و بحق الرَّحِم برفع نشیدی أَی صوتی. و قال أَبو العباس فی قولهم: نشدتك الله، قال: النشید الصوت، أَی سأَلتك بالله برفع نشیدی أَی صوتی. قال: و قولهم نشدت الضالة أَی رفعت نشیدی أَی صوتی بطلبها. قال: و منه نَشَدَ الشِّعْر و أَنشده، فنَشده: أَشاد بذكره، و أَنشده إِذا رفعه، و قیل فی معنی‌قوله، صلی الله علیه و سلم: و لا تحل لقطتها إِلا لمنشد، قال: إِنه فَرَقَ بقوله هذا بین لُقَطةِ الحرم و لقطة سائر البُلْدانِ لأَنه جعل الحُكْم فی لقطة سائر البلاد أَنَّ ملتقطها إِذا عرّفها سنة حلَّ له الانتفاع بها، و جَعَلَ لُقَطَةَ حَرمِ الله محظوراً علی مُلْتَقِطِها الانتفاعُ بها و إِن طال تعریفه لها، و حَكَمَ أَنه لا یحل لأَحد التقاطها إِلا بنیَّة تعریفها ما عاشَ، فأَما أَن یأْخذها من مكانها و هو ینوی تعریفها سنة ثم ینتفع بها كما ینتفع بلقطة سائر الأَرض فلا؛ قال الأَزهری: و هذا معنی ما فسره عبد الرحمن بن مهدیّ و أَبو عبید و هو الأَثر. غیره: و نَشَدْتُ فلاناً أَنْشُدُه نَشْداً إِذا قلت له نَشَدْتُك اللَّهَ أَی سأَلتك بالله كأَنك ذكَّرْتَه إِیاه فَنَشَدَ أَی تَذَكَّرَ؛ و قول الأَعشی: رَبِّی كَرِیمٌ لا یُكَدِّرُ نِعْمَةً، و إِذا تُنُوشِدَ فی المَهارِقِ أَنْشَدَا قال أَبو عبید: یعنی النعمان بن المنذر إِذا سئل بكَتْبِ الجَوائِز أَعْطی. و قوله تُنُوشِدَ هو فی موضع نُشِدَ أَی سُئِلَ. التهذیب: اللیث: یقال نشد ینشد فلان فلاناً إِذا قال نَشَدْتُكَ باللهِ و الرَّحِم. و تقول: ناشَدْتُكَ اللَّهَ. و فی المحكم: نَشَدْتُكَ الله نَشْدَةً و نِشْدَةً و نِشْداناً اسْتَحْلَفْتُكَ بالله، و أَنشدُك بالله إِلا فَعَلْتَ: أَستَحْلِفُكَ بالله. و نَشْدَكَ الله أَی أَنْشُدُكَ بالله؛ و قد ناشَدَه مُناشَدةً و نِشاداً. و‌فی الحدیث: نَشَدْتك الله و الرَّحِم أَی سأَلتُكَ بالله و الرَّحِمِ.یقال: نَشَدْتُكَ الله و أَنْشُدُك الله و بالله و ناشَدتُك اللَّهَ و بالله أَی سأَلتُك و أَقْسَمْتُ علیك. و نَشَدْتُه نِشْدَةً و نِشْداناً و مُناشَدَةً، و تَعْدِیَتُه إِلی مفعولین إِما لأَنه بمنزلة دعوت، حیث قالوا نشدتك الله و بالله، كما قالوا دَعَوْتُه زیداً و بزید إِلا أَنهم ضمَّنوه معنی ذكَّرْت. قال: فأَما أَنشدتك بالله فخطأٌ: و منه‌حدیث قَیْلَة: فنشدت علیه «2» فسأَلتُه الصُّحْبَة‌أَی طَلَبْتُ منه. و‌فی حدیث أَبی سعید: أَنَّ الأَعضاء كلَّها تُكَفِّرُ اللسانَ تقول: نِشْدَكَ الله فینا؛ قال ابن الأَثیر: النِّشْدَةُ مصدر و أَما نِشْدَك فقیل إِنه حَذَفَ منها التاء و أَقامها مُقامَ الفِعْل، و قیل: هو بناء مرتجل كقِعْدَك اللَّهَ و عَمْرَكَ الله. قال سیبویه: قولهم عَمْرَكَ الله
(2). قوله [فنشدت علیه إلخ] كذا بالأصل و الذی فی نسخة من النهایة یوثق بها فنشدت عنه أی سألت عنه
لسان العرب، ج‌3، ص: 423
و قِعدَك اللَّهَ بمنزلة نِشْدَك الله، و إِن لم یُتَكلم بِنِشْدَك، و لكن زعم الخلیل أَن هذا تمثیل تُمُثِّل به «1» قال: و لعل الراوی قد حرف الروایة عن نَنْشُدُكَ الله، أَو أَراد سیبویه و الخلیل قلة مجیئه فی الكلام لا عدمه، أَو لم یبلغْهما مَجِیئُه فی الحدیث فحُذِفَ الفِعْلُ الذی هو أَنشدك الله وَ وُضِعَ المصْدَرُ موضعه مضافاً إِلی الكاف الذی كان مفعولًا أَول. و‌فی حدیث عثمان: فأَنْشَدَ له رِجالٌ‌أَی أَجابوه. یقال: نَشَدْتُه فأَنْشَدَنی و أَنْشَدَ لی أَی سأَلْتُه فأَجابنی، و هذه الأَلِف تسمی أَلِفَ الإِزالة. یقال: قَسَطَ الرجل إِذا جارَ، و أَقْسَطَ إِذا عَدَلَ، كأَنه أَزال جَوْرَه و أَزال نَشِیدَه، و قد تكرّرت هذه اللفظة فی الأَحادیث علی اختلاف تصرُّفها؛ و ناشَدَه الأَمرَ و ناشَدَه فیه. و‌فی الخبر: أَن أُمّ قیس بن ذریح أَبْغَضَتْ لُبْنَی فناشَدَتْه فی طَلاقِها، و قد یجوز أَن تكون عَدَّتْ بفی لأَنَّ فی ناشَدَتْ مَعْنی طَلَبَتْ و رَغِبَتْ و تَكَلَّمَتْ؛ و أَنشد الشعر. و تناشدوا: أَنشد بعضهم بعضاً. و النَّشِیدُ: فَعِیلٌ بمعنی مُفْعَل. و النشیدُ: الشعر المتناشد بین القوم ینشد بعضهم بعضاً؛ قال الأُقیشر الأَسدی: و مُسَوّف نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُه، قَبْلَ الصَّباح، و قَبْلَ كلِّ نِداءِ قال: المسوّف الجائع ینظر یَمْنَةً و یَسْرَةً. نَشَدَه: طلبه؛ قال الجعدی: أَنْشُدُ الناسَ و لا أُنْشِدُهم، إِنَّما یَنْشُدُ مَنْ كانَ أَضَلْ قال: لا أُنْشِدُهم أَی لا أَدُلُّ علیهم. و یَنْشُدُ: یَطْلُبُ. و النَّشِیدُ من الأَشعار: ما یُتناشَدُ. و أَنْشَدَ بِهِمْ. هَجَاهُمْ. و فی الخبر أَن السَّلیطِیِّینَ قالوا لِغَسَّانَ: هذا جریر یُنْشِدُ بنا أَی یَهْجُونا؛ و اسْتَنْشَدْتُ فلاناً شعره فأَنشدنیه. و مُنْشِدٌ: اسم موضع؛ قال الراعی: إِذا ما انْجَلَتْ عنهُ غَدَاةً ضَبابةٌ، غَدا و هو فی بَلْدٍ خَرانِقِ مُنْشِدِ

نضد؛ ج3، ص: 423

: نَضَدْتُ المَتاعَ أَنْضِدُه، بالكسر، نَضْداً و نَضَّدْتُه: جَعَلْتُ بعضَه علی بعض؛ و فی التهذیب: ضَمَمْتُ بَعْضَه إِلی بعض. و التَّنْضِیدُ: مثله شُدِّد للمبالغة فی وضعه مُتراصِفاً. و النَّضَدُ، بالتحریك: ما نُضِّدَ من مَتاعِ البیت، و فی الصحاح: متاعُ البیتِ المَنْضُودُ بعْضُه فوق بعض، و قیل: عامَّتُه، و قیل: هو خِیارُه و حُرُّه، و الأَوَّل أَولی. و النَّضَدُ: ما نُضِّدَ من متاع البیت، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی، و الجمع من كل ذلك أَنْضادٌ؛ قال النابغة: خَلَّتْ سَبِیلَ أَتِیٍّ كان یَحْبِسُه، و رفَّعَتْه إِلی السَّجْفَیْنِ فالنَّضَدِ و‌فی الحدیث: أَنّ الوحی، و قیل جبریل، احْتَبَسَ أَیاماً فلما نزل استبطأَه النبی، صلی الله علیه و سلم، فَذَكر أن احتباسَه كان لِكَلْبٍ كان تحت نَضَدٍ لهم؛ و النَّضَدُ: السریرُ یُنَضَّدُ علیه المتاعُ و الثیابُ. قال اللیث: النَّضَدُ السریرُ فی بیت النابغة؛ قال الأَزهری: و هو غلط إِنما النَّضَدُ ما فسره ابن السكیت، و هو بمعنی المَنْضُود. و النَّضَدُ: السَّحابُ المتراكم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ لا تَسْأَل الأَطْلالَ بالجَرَعِ العُفْرِ؟ سَقاهُنَّ رَبِّی صَوْبَ ذی نَضَدٍ صُمْرِ
(1). قوله [تمثل به] فی نسخة النهایة التی بأیدینا یمثل به
لسان العرب، ج‌3، ص: 424
و الجمع أَنضادٌ. و نَضَدَ الشی‌ءَ: جَعَلَ بعضَه علی بعض مُتَّسِقاً أَو بعضه علی بعض، و النَّضَدُ الاسم، و هو من حُرِّ المتاعِ یُنَضَّدُ بعضه فوق بعض، و ذلك الموضع یسمی نَضَداً. و أَنضادُ الجِبالِ: جَنادِلُ بعضُها فوق بعض؛ و كذلك أَنضادُ السحاب: ما تراكبَ منه؛ و أَما قول رؤبة یصف جیشاً: إِذا تَدانَی لم یُفَرَّجْ أَجَمُهْ، یُرْجِفُ أَنْضادَ الجِبالِ هَزَمُه فإِنّ أَنضادَ الجِبالِ ما تراصَفَ مِن حِجارتها بعضها فوق بعض. و طَلْعٌ نَضِیدٌ: قد رَكِبَ بعضُه بعضاً. و فی التنزیل: لَهٰا طَلْعٌ نَضِیدٌ؛ أَی منضود؛ و فیه أَیضاً: وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ؛ قال الفراء: طَلْعٌ نَضِیدٌ یعنی الكُفُرّی ما دام فی أَكمامه فهو نَضِیدٌ، و قیل: النَّضِیدُ شِبْهُ مِشْجَبٍ نُضِّدَتْ علیه الثیابُ، و معنی مَنْضُودٍ بعضُه فوق بعض، فإِذا خرج من أَكمامِه فلیس بِنَضِیدٍ. و قال غیره فی قوله: وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ، هو الذی نُضِّدَ بالحمل من أَوله إِلی آخره أَو بالورق لیس دونه سُوق بارزة، و قیل فی قوله‌فی الحدیث: إِن الكلب كان تحت نَضَدٍ لهم‌أَی كان تحت مِشْجَبٍ نُضِّدَتْ علیه الثیابُ و الآثاثُ، و سمی السریر نَضَداً لأَن النَّضَدَ علیه. و‌فی حدیث أَبی بكر: لَتَتَّخِذُنَّ نَضائِدَ الدِّیباجِ و سُتورَ الحَریرِ و لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ علی الصُّوفِ الأَذَرِیّ «1» كما یَأْلَمُ أَحدُكُمُ النَّوْمَ علی حَسَكِ السَّعْدانِ؛ قال المبرد: قوله نَضائِدَ الدِّیباجِ أَی الوَسائدَ، واحدها نَضِیدةٌ و هی الوسادةُ و ما حُشِی من المتاع؛ و أَنشد: و قَرَّبَتْ خُدّامُها الوَسائِدا، حتی إِذا ما عَلَّوُا النَّضائِدا قال: و العرب تقول لجماعة ذلك النضَدُ؛ و أَنشد: و رَفَّعَتْه إِلی السَّجْفَیْنِ فالنَّضَدِ و‌فی حدیث مسروق: شجرُ الجنة نَضِیدٌ من أَصلها إِلی فرعها‌أَی لیس لها سُوق بارِزَةٌ و لكنها مَنْضُودةٌ بالورق و الثمارِ من أَسفلها إِلی أَعلاها، و هو فَعِیل بمعنی مفعول. و أَنضادُ القوم: جماعتُهم و عددُهم. و النضَدُ: الأَعْمام و الأَخوال المتقدّمون فی الشرف، و الجمع أَنضادٌ؛ قال الأَعشی: و قَوْمُك إِنْ یَضْمَنُوا جارةً، یَكُونوا بِمَوضِعِ أَنْضادِها أَراد أَنهم كانوا بموضع ذوی شرفها و أَحسابها؛ و قال رؤبة: لا تُوعِدَنِّی حَیَّةٌ بالنَّكْزِ، أَنا ابنُ أَنْضادٍ إِلیها أَرْزی و نَضَدْتُ اللَّبِنَ علی المیت. و النضَدُ: الشریف من الرجال، و الجمع أَنْضادٌ. و نَضادِ: جبَلٌ بالحجاز؛ قال كثیر عَزَّة: كأَنّ المَطایا تَتَّقِی، من زُبانةٍ، مَناكِبَ رُكْنٍ من نَضادٍ مُلَمْلَمِ «2».

نفد؛ ج3، ص: 424

: نَفِدَ الشی‌ءُ نَفَداً و نَفاداً: فَنِیَ و ذهَب. و فی التنزیل العزیز: مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اللّٰهِ؛ قال الزجاج: معناه ما انقَطَعَتْ و لا فَنِیَتْ. و‌یروی أَن المشركین قالوا فی القرآن: هذا كلامٌ سَیَنْفَدُ و ینقطع، فأَعلم الله تعالی أَنّ كلامه و حِكْمَتَه لا تَنْفَدُ؛ و أَنْفَدَه هو و اسْتَنْفَدَه. و أَنْفَدَ القومُ إِذا نَفِدَ زادُهم أَو نَفِدَتْ أَموالُهم؛ قال ابن هرمة: أَغَرّ كَمِثْلِ البَدْرِ یَسْتَمْطِرُ النَّدَی، و یَهْتَزُّ مُرْتاحاً إِذا هو أَنْفَدَا
(1). قوله [الأَذری] كذا بالأَصل و فی شرح القاموس الأَذربی (2). قوله [مناكب] فی یاقوت مناكد
لسان العرب، ج‌3، ص: 425
و اسْتَنْفَدَ القومُ ما عندهم و أَنْفَدُوه. و اسْتَنْفَدَ وُسْعَه أَی اسْتَفْرَغَه. و أَنْفَدَتِ الرَّكِیَّةُ: ذهب ماؤها. و المُنافِدُ: الذی یُحاجُّ صاحبَه حتی یَقْطَع حُجَّتَه و تَنْفَدَ. و نافَدْتُ الخَصْمَ مُنافَدةً إِذا حاجَجْتَه حتی تقطع حُجَّتَه. و خَصْم مُنافِدٌ: یستفرغ جُهْدَه فی الخصومة؛ قال بعض الدَّبِیرِیِّینَ: و هو إِذا ما قیل: هَلْ مِنْ وافِدِ؟ أَو رجُلٍ عن حقِّكُم مُنافِدِ؟ یكونُ للغائِبِ مِثْلَ الشاهِدِ و رجل مُنافِدٌ: جَیِّدُ الاستفراغ لِحُجَجِ خَصْمِه حتی یُنْفِدَها فَیَغْلِبَه. و‌فی الحدیث: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك، قال: و یروی بالقاف، و قیل: نافذوك، بالذال المعجمة. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث أَبی الدرداء: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك؛ نافَدْتُ الرجلَ إِذا حاكَمْتَه أَی إِن قلتَ لهم قالوا لك؛ قال: و یروی بالقاف و الدال المهملة. و فی فلان مُنْتَفَدٌ عن غیره: كقولك مندوحة؛ قال الأَخطل: لقدْ نَزَلْت بِعبْدِ اللهِ مَنْزِلةً، فیها عن العَقْب مَنْجاةٌ و مُنْتَفَدُ و یقال: إِنَّ فی ماله لَمُنْتَفَداً أَی لَسَعَةً. و انتَفَدَ من عَدْوِه: استوْفاهُ؛ قال أَبو خراش یصف فرساً: فأَلْجَمَها فأَرْسَلَها علیه، و ولَّی، و هو مُنْتَفِدٌ بَعِیدُ و قعد مُنْتَفِداً أَی مُتَنَحِّیاً؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِنكم مجموعون فی صَعیدٍ واحد یَنْفُدُكُم البَصَرُ.یقال: نَفَدَنی بَصَرُه إِذا بَلَغَنی و جاوَزَنی. و أَنفَدْتُ القومَ إِذا خَرَقْتَهم و مَشَیْتَ فی وَسَطِهم، فإِن جُزْتَهم حتی تُخَلِّفَهم قلت: نَفَدْتُهم، بلا أَلف؛ و قیل: یقال فیها بالأَلف، قیل: المراد به یَنْفُدُهم بصرُ الرحمنِ حتی یأْتِیَ علیهم كلِّهم، و قیل: أَراد یَنْفُدُهم بصر الناظر لاستواء الصعیدِ. قال أَبو حاتم: أَصحاب الحدیث یروونه بالذال المعجمة و إِنما هو بالمهملة أَی یَبْلُغُ أَوَّلَهم و آخِرَهم حتی یراهم كلَّهم و یَسْتَوْعِبَهم، من نَفَدَ الشی‌ءُ و أَنفَدْتُه؛ و حملُ الحدیث علی بصر المُبْصِر أَولی من حمله علی بصر الرحمن، لأَن الله، عز و جل، یجمع الناس یوم القیامة فی أَرضٍ یَشْهَدُ جمیعُ الخلائق فیها مُحاسَبةَ العبدِ الواحدِ علی انفراده، و یَرَوْنَ ما یَصِیرُ إِلیه.

نقد؛ ج3، ص: 425

: النقْدُ: خلافُ النَّسیئة. و النقْدُ و التَّنْقادُ: تمییزُ الدراهِم و إِخراجُ الزَّیْفِ منها؛ أَنشد سیبویه: تَنْفِی یَداها الحَصَی، فی كلِّ هاجِرةٍ، نَفْیَ الدَّنانِیرِ تَنْقادُ الصَّیارِیفِ و روایة سیبویه: نَفْیَ الدراهِیمِ، و هو جمع دِرْهم علی غیر قیاس أَو دِرْهام علی القیاس فیمن قاله. و قد نَقَدَها یَنْقُدُها نَقْداً و انتَقَدَها و تَنَقَّدَها و نَقَدَه إِیاها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَی قَبَضَها. اللیث: النقْدُ تمییز الدراهِم و إِعطاؤكَها إِنساناً، و أَخْذُها الانتقادُ، و النقْدُ مصدر نَقَدْتُه دراهِمَه. و نَقَدْتُه الدراهِمَ و نقَدْتُ له الدراهم أَی أَعطیته فانتَقَدَها أَی قَبَضَها. و نقَدْتُ الدراهم و انتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ منها الزَّیْفَ. و‌فی حدیث جابِرٍ و جَمَلِه، قال: فَنَقَدَنی ثمنَه‌أَی أَعطانیه نَقْداً مُعَجَّلًا. و الدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَی وازِنٌ جَیِّدٌ. و ناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته فی الأَمر. قال سیبویه: و قالوا هذه مائة نَقْدٌ، الناسُ علی إِرادة حذف اللام و الصفة فی ذلك أَكثرُ؛ و قوله أَنشده ثعلب:
لسان العرب، ج‌3، ص: 426
لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا فسره فقال: لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنی أَو ذكَراً فیباع لأَنهم قلما یمسكون الذكور. و نَقَدَ الشی‌ءَ یَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما تُنْقَر الجوزة. و المِنْقَدَةُ: حُرَیْرَةٌ یُنْقَدُ علیها الجَوْزُ. و النقْدةُ: ضربةُ الصبیِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب. و نقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها؛ قال خلف: و أَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة، یَكادُ یُقَطِّرُها نَقْدَة أَی یشقُّها عن دَمها. و نَقَدَ الطائرُ الفَخَّ یَنْقُدُه بِمِنْقاره أَی یَنْقُرُه، و المِنْقادُ مِنْقارُه. و‌فی حدیث أَبی ذر: كان فی سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه السُّفْرةَ و دعَوْه إِلیها، فقال: إِنی صائم، فلما فَرَغُوا جعل یَنْقُدُ شیئاً من طعامهم‌أَی یأْكل شیئاً یسیراً؛ و هو من نقَدْتُ الشی‌ءَ بإِصْبَعِی أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ. و نَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ینقُده إِذا كان یلْقُطُه واحداً واحداً، و هو مثل النَّقْر، و یروی بالراء؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: و قد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنیا «3». و نقَدَ بِإِصْبَعِه أَی نقَرَ، و نقَد الرجلُ الشی‌ءَ بنظره یَنْقُدُه نقْداً و نقَدَ إِلیه: اختلَسَ النظر نحوه. و ما زال فلان یَنْقُدُ بصَرَه إِلی الشی‌ء إِذا لم یزل ینظر إِلیه. و الإِنسانُ یَنْقُدُ الشی‌ءَ بعینه، و هو مخالَسةُ النظر لئلا یُفْطَنَ له. و‌فی حدیث أَبی الدرداء أَنه قال: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ و إِن تَرَكْتَهُمْ تركوك؛ معنی نقدتهم أَی عِبْتهم و اغتَبْتَهم قابلوك بمثله، و هو من قولهم نقَدْتُ رأْسه بإِصبعی أَی ضربته و نقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضربتها، و یروی بالفاء و الذال المعجمة، و هو مذكور فی موضعه. و نقَدَتْه الحیَّةُ: لدغَتْه. و النَّقَدُ: تَقَشُّرٌ فی الحافِرِ و تَأَكُّلٌ فی الأَسنان، تقول منه: نَقِدَ الحافر، بالكسر، و نَقِدَتْ أَسنانُه و نَقِدَ الضِّرْسُ و القَرْنُ نَقَداً، فهو نَقِدٌ: ائتُكِلَ و تَكَسَّر. الأَزهری: و النقَدُ أَكل الضِّرْس، و یكون فی القَرْن أَیضاً؛ قال الهذلی: عاضَها اللَّهُ غُلاماً، بَعْدَ ما شابتِ الأَصْداغُ و الضِّرْسُ نَقَد و یروی بالكسر أَیضاً؛ و قال صخر الغیّ: تَیْسُ تُیُوسٍ إِذا یُناطِحُها، یَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ أَی أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ، و قَرْناً منصوب علی التمییز، و یروی قَرْنٌ أَی یأْلَم قَرْنٌ منه. و نَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. و انْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ: أَكلتْه فتَرَكَتْه أَجْوَفَ. و النَّقَدةُ: الصغیرة من الغَنَم، الذكَرُ و الأُنثی فی ذلك سواء، و الجمع نَقَدٌ و نِقادٌ و نِقادةٌ؛ قال علقمة: و المالُ صُوفُ قَرارٍ یَلْعَبُونَ به، علی نِقادَتهِ وافٍ و مَجْلُومُ و النَّقَدُ: السُّفَّلُ من الناس، و قیل: النقَدُ، بالتحریك، جِنْس من الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تكون بالبَحْرَیْنِ؛ یقال: هو أَذَلُّ من النقَد؛ و أَنشد: رُبَّ عَدیمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ، و رُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ و قیل: النقَد غنم صِغارٌ حِجازِیّة، و النقَّادُ: راعِیها. و‌فی حدیث علی: أَنّ مُكاتِباً لِبَنی أَسَدٍ
(3). قوله [تهذرون الدنیا] قال ابن الأثیر: و روی تهذرون یعنی بضم الذال، قال: و هو أَشبه بالصواب یعنی تتوسعون فی الدنیا
لسان العرب، ج‌3، ص: 427
قال: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلبُه إِلی المدینة؛ النقَد: صغار الغنم، واحدتها نقَدة و جمعها نِقاد؛ و منه‌حدیث خزیمة: و عاد النِّقادُ مُجْرَنْثِماً؛ و قول أَبی زبید یصف الأَسد: كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه، یَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا فسره ثعلب فقال: النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جعل علیه خَمْلَه أَی أَنه وَرْدٌ و نصَب كَهْباء بِیَعْلُو؛ و قال الأَصمعی: أَجْوَدُ الصُّوفِ صوفُ النقَد. و النِّقْدُ: البَطِی‌ءُ الشّبابِ القَلِیلُ الجْسمِ، و ربما قیل للقَمِی‌ءِ من الصبیان الذی لا یكاد یَشِبُّ نَقَدٌ. و أَنْقَدَ الشجرُ: أَوْرَقَ. و الأَنْقَدُ و الأَنْقَذُ. بالدال و الذال: القُنْفُذُ و السُّلَحْفاءُ؛ قال: فباتَ یُقاسِی لَیْلَ أَنْقَدَ دائِباً، و یَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ و هو معرفة كما قیل للأَسد أُسامة. و من أَمثالهم: باتَ فُلان بِلَیْلَةِ أَنقَدَ إِذا بات ساهِراً، و ذلك أَن القُنْفُذ یَسْرِی لیلَه أَجمع لا ینامُ اللیلَ كُلّه. و یقال: أَسْری من أَنْقَدَ. اللیث: الإِنْقدانُ السُّلَحْفاةُ الذكَر. و النُّقْدُ و النُّعْضُ: شجر، واحدته نُقدةٌ و نُعْضةٌ. و النُّقُدُ و النَّقَدُ: ضربان من الشجر، واحدته نُقدةٌ، بالضم. قال اللحیانی: و بعضهم یقول نَقَدةٌ فیحرك. و قال أَبو حنیفة: النُّقْدةُ فیما ذكر أَبو عمرو من الخوصة، و نَوْرُها یشبه البَهْرَمانَ، و هو العُصْفُر؛ و أَنشد للخضری فی وصف القطاة و فَرْخَیْها: یَمُدّانِ أَشْداقاً إِلیها، كأَنما تَفَرَّق عن نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ اللحیانی: نُقْدةٌ و نُقْدٌ، و هی شجرة، و بعضهم یقول نقَدةٌ و نَقَدٌ؛ قال الأَزهری: و أَكثر ما سمعت من العرب نَقَدٌ، محرك القاف، و له نَور أَصفر ینبت فی القیعان. و النُّقْدُ: ثمر نبت یشبه البهرمان. و النِّقْدةُ: الكَرَوْیا. ابن الأَعرابی: التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ. و النِّقْدةُ، بالنون: الكَرَوْیا. و نَقْدةُ: موضع «1»؛ قال لبید: فَقَدْ نَرْتَعی سَبْتاً و أَهْلُكِ حِیرةً، مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدةً فالمَغاسِلا و نُقْدَةُ، بالضم: اسم موضع؛ و یقال: النُّقْدةُ بالتعریف.

نكد؛ ج3، ص: 427

: النَّكَدُ: الشؤْمُ و اللؤْمُ، نَكِدَ نَكَداً، فهو نَكِدٌ و نَكَدٌ و نَكْدٌ و أَنَكَدُ. و كل شی‌ء جرّ علی صاحبه شَرّاً، فهو نَكَدٌ، و صاحبه أَنكَدُ نَكِدٌ. و نَكِدَ عیشُهم، بالكسر، یَنْكَدُ نَكَداً: اشتدّ. و نَكِدَ الرجلُ نَكَداً: قَلَّلَ العَطاء أَو لم یُعْط البَتَّة؛ أَنشد ثعلب: نَكِدْتَ، أَبا زُبَیْبةَ، إِذْ سأَلْنا و لم یَنْكَدْ بِحاجَتِنا ضَبابُ عدّاه بالباء لأَنه فی معنی بَخِلَ حتی كأَنه قال بخلت بحاجتنا. و أَرَضُونَ نِكادٌ: قلیلة الخیر. و النُّكْدُ و النَّكْد: قِلْةُ العَطاء و أَن لا یَهْنَأَه مَن یُعْطاه؛ و أَنشد: و أَعْطِ ما أَعْطَیْتَه طَیِّباً، لا خَیْرَ فی المَنْكودِ و النَّاكدِ و‌فی الدعاء: نَكْداً له و جَحْداً‌و نُكْداً و جُحْداً.
(1). قوله [و نقدة موضع] و قوله و نقدة، بالضم، اسم موضع ظاهره أنهما موضعان و الذی فی معجم یاقوت نقدة، بالفتح ثم السكون و دال مهملة و قد تضم النون، عن الدریدی اسم موضع فی دیار بنی عامر و قرأت بخط ابن نباتة السعدی نقدة بضم النون فی قول لبید
لسان العرب، ج‌3، ص: 428
و سأَله فأَنكَدَهُ أَی وجده عَسِراً مُقَلِّلًا، و قیل: لم یجد عنده إِلَّا نَزْراً قلیلًا. و نكَدَه ما سأَله یَنْكُدُه نَكْداً: لم یعظه منه إِلا أَقَلَّه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مِنَ البِیضِ تُرْغِینا سُقاطَ حَدیثِها، و تَنْكُدُنا لَهْوَ الحدیثِ المُمَنَّعِ تُرْغِینا: تُعْطِینا منه ما لیس بصریح. و نكَدَه حاجتَه: منَعَه إِیاها. و النُّكْدُ من الإِبل: النّوقُ الغَزیراتُ من اللَّبَنِ، و قیل: هی التی لا یبقی لها ولد؛ قال الكمیت: و وَحْوَحَ فی حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِیعُها، و لم یَكُ فی النُّكْدِ المَقالِیتِ مَشْخَبُ و حارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، و لم یكن لِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِیرینَ مُعْقِبُ و یروی: و لم یَكُ فی المُكْد …، و هما بمعنی. و قال بعضهم: النُّكْدُ النوقُ التی ماتت أَولادُها فَغَزُرَتْ؛ و قال: و لم تَبضِضِ النُّكْدُ للحاشِرِین، و أَنْفَدَتِ النَّمْلُ ملتَنْقُلُ و أَنشد غیره: و لم أَرْأَم الضَّیْمَ اخْتِتاءً و ذِلَّةً، كما شَمَّتِ النَّكْداءُ بَوًّا مُجَلَّدا النَّكْداءُ: تأْنیث أَنكَدَ و نَكِدٍ. و یقال للناقة التی مات ولدها: نَكْداءُ و إِیاها عنی الشاعر. وناقةٌ نَكْداءُ: مِقْلاتٌ لا یعیشُ لها ولد فتكثر أَلبانها لأَنها لا تُرْضِعُ. و‌فی حدیث هوازن: و لا درها بماكِدٍ و لا ناكِدٍ؛ قال ابن الأَثیر: قال القتیبی: إِن كان المحفوظ ناكد فإِنه أَراد القلیل لأَن الناكِدَ الناقة الكثیرة اللبن، فقال: ما درُّها بغزیر. و الناكِدُ أَیضاً: القلیلة اللبن؛ و فی قصید كعب: قامَتْ تُجاوِبُها نُكْدٌ مَثاكِیلُ النُّكْد: جمع ناكد، و هی التی لا یعیش لها ولد. و قوله تعالی: وَ الَّذِی خَبُثَ لٰا یَخْرُجُ إِلّٰا نَكِداً؛ قرأَ أَهل المدینة نَكَداً، بفتح الكاف، و قرأَت العامة نَكِداً؛ قال الزجاج: و فیه وجهان آخران لم یُقرأْ بهما: إِلَّا نَكْدا و نُكْداً، و قال الفراء: معناه لا یخرج إِلا فی نَكَدٍ و شِدّةٍ. و یقال: عطاء مَنْكُود أَی نَزِر قلیل. و یقال: نُكِدَ الرجلُ، فهو مَنْكُود، إِذا كَثُرَ سؤَاله و قَلَّ خَیْرُه. و رجل نَكِدٌ أَی عَسِرٌ؛ و قومٌ أَنْكادٌ و مَناكِیدُ. و ناكَده فلانٌ و هما یتَناكدان إِذا تَعاسَرا. و ناقة نَكْداءُ: قلیلة اللَّبن. و رجل مَنْكُود و مَعْروُك و مَشْفُوه و مَعْجُوزٌ: أُلِحَّ علیه فی المسأَلة؛ عن ابن الأَعرابی. و جاءَه مُنْكِداً أَی غیر مَحْمُودِ المَجی‌ء، و قال مرة: أَی فارغاً، و قال ثعلب: إِنما هو مُنْكِزاً من نَكِزَتِ [نَكَزَتِ البئرُ إِذا قَلَّ ماؤُها، و هو أَحسن و إِن لم یسمع أَنْكَزَ الرجلُ إِذا نَكَزَتْ میاه آباره. و ماء نُكْدٌ أَی قلیل. و نَكِدَتِ الرَّكِیَّةُ: قلَّ ماؤُها. و الأَنْكَدان: مازنُ بن مالك بن عَمْرو بن تَمیم، و یَرْبُوعُ بن حنظلة؛ قال بُجَیْر بن عبد الله بن سلمة القشیری: الأَنْكَدانِ: مازِنٌ و یَرْبُوعْ،ها إِنَّ ذا الیَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعْ و كان بجیر هذا قد التقی هو و قَعْنَب بن الحرث الیَرْبُوعی فقال بجیر: یا قعنب، ما فَعَلَتِ البیضاءُ فَرسُكَ؟ قال: هی عندی، قال: فكیف شُكْرُك
لسان العرب، ج‌3، ص: 429
لها؟ قال: و ما عسیت أَن أَشكرها قال: و كیف لا تشكرها و قد نَجَّتك منی؟ قال قَعْنَبٌ: و متی ذلك؟ قال: حیث أَقول.تَمَطَّتْ به البَیْضاءُ بَعْدَ اخْتِلاسِه علی دَهَشٍ، و خِلْتُنی لم أُكَذَّبِ فأَنكر قَعْنَب ذلك و تلاعنا و تداعیا أَن یقتل الصادِقُ منهما الكاذِب، ثم إِن بجیراً أَغار علی بنی العَنْبر فغنم و مضی و اتبعته قبائل من تمیم و لحق به بنو مازن و بنو یربوع، فلما نظر إِلیهن قال هذا الرجز، ثم إِنهم احْتَرَبوا قلیلًا فحمل قعنب بن عِصْمة بن عاصم الیربوعی علی بجیر فطعنه فأَدَاره عن فرسه، فوثب علیه كَدّامُ بن بَجِیلةَ المازنیّ فأَسره فجاءه قعنب الیربوعی لیقتله فمنع منه كَدّامٌ المازنی، فقال له قعنب: مازِ، رأْسَك و السَّیْفَ فَخَلَّی عنه كَدّام فضربه قَعْنبٌ فأَطار رأْسَه؛ و مازِ: ترخیم مازن و لم یكن اسمه مازناً و إِنما كان اسمه كَدّاماً و إِنما سماه مازناً لأَنه من بنی مازن، و قد تفعل العرب مثل هذا فی بعض المواضع؛ قال ابن بری: و هذا المثل ذكرَه سیبویه فی باب ما جری علی الأَمر و التحذیر فذكره مع قولهم رأْسَك و الجِداءَ، و كذلك تقدر فی المثل أَبْقِ یا مازِنُ رأْسَك و السیف، فحذف الفعل لدلالة الحال علیه.

نمرد؛ ج3، ص: 429

: ابن سیدة: نُمْرُود اسم مَلِك معروف، و كأَنّ ثعلباً ذهب إِلی اشتقاقه من التَّمَرُّد فهو علی هذا ثلاثی.

نهد؛ ج3، ص: 429

: نَهَدَ الثدْیُ یَنْهُد، بالضم، نُهُوداً إِذا كَعَبَ و انتَبَرَ و أَشْرَفَ. و نهدتِ المرأَةُ تَنْهُدُ و تَنْهَدُ، و هی ناهِدٌ و ناهِدةٌ، و نَهَّدَتْ، و هی مُنَهِّدٌ، كلاهما: نَهَدَ ثَدْیُها. قال أَبو عبید: إِذا نَهَدَ ثَدْیُ الجاریة قیل: هی ناهِد؛ و الثُّدِیُّ الفَوالِكُ دون النَّواهِدِ. و‌فی حدیث هَوازِنَ: و لا ثَدْیُها بناهد‌أَی مرتفع. یقال: نَهَدَ الثدیُ إِذا ارتفع عن الصدر و صار له حَجْم. و فرس نَهْد: جَسِیمٌ مُشْرِفٌ. تقول منه: نَهُدَ الفرس، بالضم، نُهُودة؛ و قیل: كثیر اللحم حسَن الجسم مع ارتفاع، و كذلك مَنْكِبٌ نَهْدٌ، و قیل: كل مرتفع نَهْد؛ اللیث: النهد فی نعت الخیل الجسیم المشرف. یقال: فرس نَهْدُ القَذالِ نَهْدُ القُصَیرَی؛ و فی حدیث ابن الأَعرابی: یا خَیرَ من یَمْشِی بِنَعْلٍ فَرْدِ، وَهَبَهُ لِنَهْدَةٍ و نَهْدِ النهْدُ: الفرس الضخْمُ القویُّ، و الأُنثی نَهْدةٌ. و أَنهَدَ الحوضَ و الإِناءَ: مَلأَه حتی یَفِیضَ أَو قارَبَ مِلأَه، و هو حَوْضٌ نَهْدانُ. و إِناءٌ نَهْدانُ و قَصْعَةٌ نَهْدَی و نَهْدانةٌ: الذی قد عَلا و أَشرَف، و حَفَّان: قد بلغ حِفافَیْهِ. أَبو عبید قال: إِذا قارَبَتِ الدَّلْوُ المَلْ‌ءَ فهو نَهْدُها، یقال: نَهَدَتِ المَلْ‌ءَ، قال: فإِذا كانت دون مَلْئها قیل: غَرَّضْتُ فی الدَّلو؛ و أَنشد: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ و غَرِّضْ فیها، فإِنَّ دون مَلْئها یَكْفِیها و كذلك عَرَّقْتُ. و قال: وضَخْتُ و أَوضَخْتُ إِذا جَعَلْتَ فی أَسفَلِها مُوَیْهةً. الصحاح: أَنْهَدْتُ الحوضَ ملأْتُه؛ و هو حَوْضٌ نَهْدانُ و قدم نَهْدانُ إِذا امتلأَ و لم یَفِضْ بعد. و حكی ابن الأَعرابی: ناقة تَنْهَدُ الإِناءَ أَی تملؤُه. و نَهَدَ یَنْهَدُ نَهْدَاً، كلاهما: شَخَصَ؛ و نَهَدَ و أَنْهَدْتُه أَنا. و نَهَدَ إِلیه: قامَ؛ عن ثعلب. و المُناهَدَةُ فی الحرب: المُناهَضةُ، و فی المحكم: المُناهَدةُ فی الحرب أَنْ یَنْهَدَ بعض إِلی بعض، و هو
لسان العرب، ج‌3، ص: 430
فی معنی نَهَضَ إِلا أَنّ النُّهُوضَ قیامٌ غَیْرُ قُعُود «2»، و النُّهُودُ نُهوضٌ علی كل حال. و نَهَدَ إِلی العدوّ یَنْهَد، بالفتح: نَهَض. أَبو عبید: نَهَد القومُ لعدوّهم إِذا صَمَدوا له و شرعوا فی قتاله. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَنْهَدُ إِلی عَدُوّه حین تزول الشمس‌أَی یَنْهَضُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه دخل المسجد الحرام فَنَهَد له الناس یسأَلونه‌أَی نَهَضُوا. و النّهْد: العَوْنُ. و طَرَحَ نَهْدَه مع القوم: أَعانهم و خارجهم. و قد تَناهَدوا أَی تَخارَجُوا، یكون ذلك فی الطعام و الشراب؛ و قیل: النَّهْدُ إِخراج القوم نفقاتهم علی قدر عدد الرُّفقة. و التناهُدُ: إخراجُ كل واحد من الرفقة نفقة علی قدر نفقة صاحبه. یقال: تَناهَدوا و ناهَدوا و ناهد بعضُهم بعضاً. و المُخْرَجُ یقال له: النِّهْدُ، بالكسر. قال: و العرب تقول: هات نِهدَكَ، مكسورة النون. قال: و‌حكی عمرو بن عبید عن الحسن أَنه قال: أَخْرِجوا نِهْدَكم فإِنه أَعظم للبركة و أَحسن لأَخلاقِكم و أَطْیَبُ لنفوسكم؛ قال ابن الأَثیر: النِّهد، بالكسر، ما یُخْرِجُه الرفقة عند المناهدة إِلی العدوِّ و هو أَن یقسموا نفقتهم بینهم بالسویة حتی لا یتغابنوا و لا یكون لأَحدهم علی الآخر فضل و منّة. و تَناهَدَ القومُ الشی‌ء: تناولوه بینهم. و النَّهْداء من الرمل، ممدود: و هی كالرَّابیة المُتَلَبِّدة كریمة تنبت الشجر، و لا ینعت الذكر علی أَنْهَد. و النهْداء: الرملة المشرفة. و النَّهْدُ و النَّهِیدُ و النَّهِیدةُ كله: الزُّبْدةُ العظیمة، و بعضهم یسمیها إِذا كانت ضخمة نَهْدةً فإِذا كانت صغیرة فهدة؛ و قیل: النَّهِیدةُ أَن یُغْلی لُبابُ الهَبید و هو حب الحنظل، فإِذا بَلَغ إِناه من النضْج و الكثافة ذُرّ علیه قُمَیِّحة من دقیق ثم أُكل؛ و قیل: النهید، بغیر هاء، الزُّبْدُ الذی لم یتم رَوْب لبنِه ثم أُكل. قال أَبو حاتم: النَّهیدة من الزبْد زُبْدُ اللبن الذی لم یَرُبْ و لم یُدْرِكْ فیُمْخَضُ اللبن فتكون زبدته قلیلة حُلوة. و رجل نَهْدٌ: كریم یَنْهَضُ إِلی مَعالی الأُمور. و المناهَدةُ: المُساهَمة بالأَصابع. و زبْد نَهِید إِذا لم یكن رقیقاً؛ قال جریر یَهْجُو عَمْرَو بن لَجإٍ التیمی: أَ رَخْفٌ زُبْدُ أَیْسَرَ أَم نَهِیدُ و أَول القصیدة: یَذُمُّ النازِلُون رفادَ تَیْمٍ، إِذا ما الماءُ أَیْبَسَه الجَلِیدُ و كَعْثَبٌ نَهْدٌ إِذا كان ناتِئاً مرتفعاً، و إِن كان لاصقاً فهو هَیْدَبٌ؛ و أَنشد الفراء: أَ رَیْتَ إِنْ أُعْطِیتَ نَهداً كعْثَبا، أَ ذاكَ أَم أُعْطِیتَ هَیداً هَیْدَبا؟ و‌فی الحدیث، حدیث دار النَّدْوة و إِبلیس: فأَخذ من كل قبیلة شابّاً نَهْداً‌أَی قَوِیّاً ضَخْماً. و نَهْدٌ: قبیلة من قَبائل الیمن. و نَهدانُ و نُهَیدٌ و مُناهِدٌ: أَسماء.

نود؛ ج3، ص: 430

: نادَ الرجلُ نُواداً: تَمایَلَ من النعاس. التهذیب: نادَ الإِنسان یَنُودُ نَوْداً و نَوَداناً مثل ناسَ یَنُوس و ناع یَنوعُ. و قد تَنَوّد الغُصْن و تَنَوّع إِذا تَحرَّكَ؛ وَ نَوَدانُ الیهود فی مدارسهم مأْخوذ من هذا. و‌فی الحدیث: لا تكونوا مثل الیهود إِذا نَشَروا التَّوراة نادوا؛ یقال: ناد یَنُودُ إِذا حَرَّك رأْسه و كَتِفَیْهِ. و ناد من النُّعاس یَنُودُ نَوْداً إِذا تمایل.
(2). قوله [قیام غیر قعود] كذا بالأَصل و لعلها عن قعود،
لسان العرب، ج‌3، ص: 431

فصل الهاء؛ ج3، ص: 431

هبد؛ ج3، ص: 431

: الهَبْدُ و الهَبِیدُ: الحَنْظَلُ، و قیل: حبه، واحدته هَبِیدة؛ و منه قول بعض الأَعراب: فخرجت لا أَتلفع بِوَصِیدة و لا أَتَقَوَّتُ بِهَبیدة؛ و قال أَبو الهیثم: هَبِیدُ الحنظل شَحْمه. و اهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عالج الهَبیدَ. و هَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبیدَ. و هَبَدَ الهَبیدَ: طبخه أَو جناه. اللیث: الهَبْد كسْر الهَبِید و هو الحنظل؛ و منه یقال: تَهَبَّدَ الرَّجُل و الظَّلِیمُ إِذا أَخذا الهبیدَ من شجره؛ و قال: خُذِی حَجَرَیْكِ فادَّقِّی هَبِیدا، كِلا كَلْبَیْكِ أَعْیا أَن یَصِیدا كان قائلُ هذا الشعر صیاداً أَخْفَق فلم یَصِدْ، فقال لامرأَته: عالجی الهَبیدَ فقد أَخْفَقْنا. و تَهَبَّدَ الرجلُ و الظَّلیمُ و اْهتَبَدا: أَخذاه من شجرته أَو استخرجاه للأَكل. الأَزهری: اهْتَبَدَ الظلیم إِذا نقر الحنظل فأَكل هَبِیدَه؛ و یقال للظلیم: هو یَتَهَبَّدُ إِذا استخرج ذلك لیأْكله. و‌فی حدیث عمر و أُمّه: فَزَوَّدَتْنا من الهبید؛ الهَبید: الحنظل یكسر و یستخرجُ حبّه و یُنْقَع لتذهب مَرارته و یُتّخذ منه طبیخ یؤكل عند الضرورة. الجوهری: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حبّ الحنظل و هو یابس و تجعله فی موضع و تَصُبَّ علیه الماءَ و تَدْلُكه ثم تصب عنه الماءَ، و تفعل ذلك أَیاماً حتی تذهب مرارته ثم یدق و یطبخ؛ غیره: و التَّهَبُّدُ اجتناء الحنظل و نقعه، و قیل: التَّهَبّدُ أَخْذُه و كسْرُه؛ غیره: و هَبیدُ الحنظل حبّ حَدَجِه یستخرج و یُنْقَع ثم یُسخَّن الماءُ الذی أُنْقِع فیه حتی تذهب مرارته ثم یصبّ علیه شی‌ء من الوَدَك و یذرُّ علیه قُمَیِّحَةٌ من الدقیق و یُتحسَّی. و قال أَبو عمرو: الهَبید هو أَن یُنقع الحنظل أَیاماً ثم یغسل و یطرح قشره الأَعلی فیطبخ و یجعل فیه دقیق و ربما جعل منه عَصِیدة. یقال منه: رأَیت قوماً یتَهَبَّدُون. و هَبُّود: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: شَرثانُ هذاكَ ورا هَبّودِ التهذیب: أَنشد أبو الهیثم: شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابید شَرْبةً، و كان لها الأَحْفی خَلِیطاً تُزایِلُهْ قال عُكّاشُ الهَبابید: ماء یقال له هبّود فجمع بما حوله. و أَحْفی: اسم موضع. و هبّود، بتشدید الباء: اسم موضع ببلاد بنی نمیر. و هَبُّودٌ: فرس عَلْقَمة بن سُیاج. الأَزهری: هَبُّود اسم فرس سابق لبنی قریع؛ قال: و فارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصیا

هبرد؛ ج3، ص: 431

: ثَریدةٌ هِبْردانةٌ: بادرة. تقول العرب: ثریدة هبرادانةٌ مِبْردانةٌ مُصَعْنَبَةٌ مُسَوَّاةٌ.

هجد؛ ج3، ص: 431

: هَجَدَ یَهْجُدُ هُجوداً و أَهْجَدَ: نام. و هَجَد القوم هُجُوداً: نامُوا. و الهاجِدِ: النائِمُ. و الهاجِد و الهَجُود: المُصَلی باللیل، و الجمع هُجودٌ و هُجّد؛ قال مرة بن شیبان: أَلا هَلَكَ امْرُؤٌ قامَتْ علیه، بِجَنْبِ عُنَیْزَةَ، البَقَرُ الهُجُودُ و قال الحطیئة: فَحَیَّاكِ وُدٌّ ما هداكِ لِفِتْیَةٍ و خُوصٍ، بأَعلی ذِی طُوالة، هُجَّدِ و كذلك المُتَهَجِّدِ یكون مُصَلِّیاً. و تَهَجَّدَ القوم: استیقظوا للصلاة أَو غیرها؛ و فی التنزیل العزیز: وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ؛ الجوهری: هَجَدَ
لسان العرب، ج‌3، ص: 432
و تهَجَّدَ أَی نام لیلًا. و هَجَدَ و تَهَجَّدَ أَی سَهِرَ، و هو من الأَضدادِ، و منه قیل لصلاة اللیل: التَّهَجُّدُّ. و التهْجِیدُ: التَّنْویمُ؛ قال لبید یصف رفیقاً له فی السفر غلبه النعاس: و مَجُودٍ من صبُاباتِ الكَرَی، عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ قلتُ: هَجِّدْنا فقد طالَ السُّرَی، و قَدَرْنا إِن خَنا الدَّهْر غَفَلْ كأَنه قال نَوِّمْنا فإِنَّ السُّرَی طالَ حتی غَلَبنا النومُ. و المَجُودُ: الذی أَصابه الجَوْدُ من النعاس مِثْلُ المَجُودِ الذی أَصابَه الجَوْدُ من المَطر؛ یقول: هو مُنَعَّمٌ مُتْرَفٌ فإِذا صار فی السفر تَبَذَّلَ و تَبَذُّلُه صَبْرُهُ علی غیر فراش و لا وِطاء. ابن بُزُرج: أَهْجَدْتُ الرجل أَنَمْتُه و هَجَّدْتُه أَیْقَظْتُه. و قال غیره: هَجَّدْتُ الرجل أَنمتُه، و أَهْجَدْتُه: وجدته نائماً. ابن الأَعرابی: هَجَّدَ الرجل إِذا صلَّی باللیل، و هَجَدَ إِذا نام باللیل. و قال غیره: و هَجَدَ إِذا نام و ذلك كله فی آخر اللیل؛ قال الأَزهری: و المعروف فی كلام العرب أَن الهاجد هو النائم. و هَجَدَ هُجوداً إِذا نام. و أَما المُتَهَجِّدُ، فهو القائم إِلی الصلاة من النوم، و كأَنه قیل له مُتَهَجِّد لإِلقائه الهُجُود عن نفسه، كما یقال للعابد مُتَحَنِّثٌ لإِلقائه الحِنْثَ عن نفسه. و‌فی حدیث یحیی بن زكریا، علیهما السلام: فنظر إِلی مُتَهَجِّدی بیت المقدس‌أَی المصلِّین باللیل. یقال: تهجَّدت إِذا سَهِرْت و إِذا نِمْت، و هو من الأَضداد. و أَهْجَدَ البعیرُ: وضع جرانَه علی الأَرض.

هدد؛ ج3، ص: 432

: الهَدُّ: الهَدْمُ الشدید و الكسر كحائِط یُهَدُّ بمرَّة فَیَنْهَدِم؛ هَدَّه یَهُدُّه هَدًّا و هُدُودا؛ قال كثیر عزة: فَلَوْ كان ما بی بالجِبال لَهَدَّها، و إِن كان فی الدُّنیا شَدِیداً هدُوُدُها الأَصمعی: هَدَّ البِناءَ یَهُدُّه هَدًّا إِذا كسره و ضَعْضَعَه. قال: و سمعت هادًّا أَی سمعت صوت هَدِّهِ. و انهدَّ الجبَلُ أَی انكسر. و هَدَّنی الأَمرُ و هدَّ رُكْنی إِذا بلغ منه و كسَره؛ و قول أَبی ذؤیب: یَقولوا قَدْ رأَیْنا خَیْرَ طِرْفٍ بِزَقْیَةَ لا یُهَدُّ و لا یَخِیبُ قال ابن سیدة: هو من هذا. و روی عن بعضهم أَنه قال: ما هَدَّنی موتُ أَحد ما هدَّنی موتُ الأَقْران. و قولهم: ما هدَّه كذا أَی ما كَسَره كذا. و هدَّته المصیبةُ أَی أَوهَنَت رُكْنه. و الهَدّة: صوت شدید تسمعه من سقوط ركن أَو حائط أَو ناحیة جبل، تقول منه: هَدَّ یَهِدُّ، بالكسر، هدیداً؛ و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان یقول: اللهم إنی أَعوذ بك من الهَدِّ و الهِدَّة؛ قال أَحمد بن غیاث المروزی: الهَدُّ الهَدْمُ و الهَدة الخُسوف. و‌فی حدیث الاستسقاء: ثم هَدّتْ و دَرَّتْ؛ الهَدَّةُ صوت ما یقع من السماء، و یروی: هَدَأَتْ أَی سكنت. و هَدُّ البعیر: هَدِیرُه؛ عن اللحیانی. و الهَدُّ و الهَدَدُ: الصوت الغلیظ، و الهادُّ: صوت یسمعه أَهل السواحل یأْتیهم من قِبَلِ البحر له دَوِیٌّ فی الأَرض و ربما كانت منه الزَّلْزَلةُ، و هَدِیدُه دَوِیُّه؛ و فی التهذیب: و دَوِیُّه هَدِیدُه؛ و أَنشد: داعٍ شَدِیدُ الصَّوْت ذُو هَدِیدِ و قد هَدَّ یَهِدُّ. و ما سمعنا العامَ هادّةً أَی رَعْداً. و الهَدُّ من الرجال: الضعیف البدن، و الجمع هَدُّونَ
لسان العرب، ج‌3، ص: 433
و لا یُكْسَرُ؛ قال العباس بن عبد المطلب: لیسوا بِهَدِّینَ فی الحُروبِ، إِذا تُعْقَدُ فَوْقَ الْحراقِفِ النُّطُقُ و قد هدَّ یَهَدُّ و یَهِدُّ هَدًّا. و الأَهَدُّ: الجبان. و یقول الرجل للرجل إِذا أَوعده: إِنی لغیرُ هَدٍّ أَی غیرُ ضعیف. و قال ابن الأَعرابی: الهَدُّ من الرجال الجَوادُ الكریم، و أَما الجبان الضعیف، فهو الهِدّ، بالكسر. ابن الأَعرابی: الهَدّ، بفتح الهاء، الرجل القَویّ، قال: و إِذا أَردت الذم بالضعف قلت: الهِدُّ بالكسر. و قال الأَصمعی: الهَدُّ من الرجال الضعیف؛ و أَباها ابن الأَعرابی بالفتح. شمر: یقال رجل هدٌّ و هَدادةٌ و قوم هَدادٌ أَی جُبناء؛ و أَنشد قول أُمیة: فأَدْخَلَهُم علی رَبِذٍ یداهُ بِفعْلِ الخَیْرِ لَیْسَ من الهَدادِ و الهَدِیدُ و الفَدِیدُ: الصوتُ. و اسْتَهْدَدْتُ فلاناً أَی اسْتَضْعَفْتُه؛ و قال عدی بن زید: لم أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِیلَة بالْقُوَّةِ، إن یُسْتَهَدَّ طالِبُها و قال الأَصمعی: یقال للوعیدِ: من ورَاءُ ورَاءُ الفَدِیدُ و الهَدِیدُ. و أَكَمَةٌ هَدُودٌ: صَعْبَةُ المُنْحَدَر. و الهَدُودُ: العَقَبةُ الشاقَّةُ. و الهَدِیدُ: الرجل الطویلُ. و مررت برجل هَدَّكَ من رجل أَی حَسْبُك، و هو مدح؛ و قیل: معناه أَثْقَلَكَ وصْف محاسنِه، و فیه لغتان: منهم مَنْ یُجْرِیه مُجْری المصدر فلا یؤنثه و لا یثنیه و لا یجمعه، و منهم من یجعله فِعْلًا فیثنی و یجمع، فیقال: مررت برجل هَدّكَ من رجل، و بامرأَة هَدَّتْكَ من امرأَة، كقولك كفَاكَ و كفَتْك؛ و برجلین هدّاك و برجال هَدُّوك، و بامرأَتین هَدَّتاك و بِنسوةٍ هَدْدَنْك؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و لی صاحبٌ فی الغارِ هَدَّكَ صاحِباً قال: هَدّك صاحباً أَی ما أَجَلَّه ما أَنْبَلَهُ ما أَعلمه، یَصِفُ ذِئْباً. و‌فی الحدیث: أَن أَبا لهب قال: لَهَدَّ ما یَحَرَكم صاحِبُكُم؛ قال: لَهَدَّ كلمة یتعجب بها؛ یقال: لَهَدَّ الرجلُ أَی ما أَجْلَدَه. غیره: و فلان یُهَدُّ، علی ما لم یُسمّ فاعله، إِذا أُثْنِیَ عَلَیْه بالجَلَد و القُوّة. و یقال: إِنه لهَدّ الرَّجلُ أَی لَنِعْمَ الرجلُ و ذلك إِذا أُثنی علیه بِجَلَدٍ و شدّة، و اللام للتأْكید. ابن سیدة: هَدَّ الرجلُ كما تقول: نِعمَ الرجل. و مَهْلًا هَدادَیْك أَی تَمَهَّلْ یَكْفِكَ. و التَّهَدُّدُ و التهْدیدُ و التَّهْدادُ: من الوعید و التخوف. و هُدَدُ: اسم لملك من ملوكِ حِمْیَر و هو هُدَدُ بن هَمَّال «1». و‌یروی أَن سلیمان بن داود، علیهما السلام، زَوَّجَه بَلْقَه‌و هی بلقیس بنت بَلْبَشْرَح «2»؛ و قول العجاج: سَیْباً و نُعْمی من إِلهٍ فی دِرَرْ، لا عَصْفَ جارٍ هَدَّ جارُ المُعْتَصَرْ قوله: لا عَصْف جارٍ أَی لیسَ من كسْب جارٍ إنما هو من الله تعالی، ثم قال: هَدَّ جارُ المعتَصرْ
(1). قوله [هدد بن همال] الذی اقتصر علیه البخاری فی التفسیر من صحیحه و صاحب القاموس هدد بن بدد. راجع القسطلانی تقف علی الخلاف فی ضبط هدد و بدد (2). قوله [بنت بلبشرح] كذا فی الأَصل مضبوطاً و الذی فی البیضاوی و الخطیب بنت شراحیل و لعل فی اسمه خلافاً أو أحدهما لقب.
لسان العرب، ج‌3، ص: 434
كقولك هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرجل جارُ المُعْتَصَرِ أَی نِعْم جارُ الملتَجَإِ. و فی النوادر: یُهَدْهَدُ إِلیَّ كذا و یُهَدَّی إِلیَّ كذا و یُسَوَّلُ إِلیَّ كذا و یُهَدی لی كذا و یُهَوَّلُ إِلیَّ كذا و لی و یُوَسْوَسُ إِلیَّ كذا و یُخَیَّلُ إِلیَّ و لی و یُخالُ لی كذا: تفسیره إِذا شَبَّه الإِنسان فی نفسه بالظن ما لم یُثْبِتْه و لم یَعْقِد علیه إِلا التشبیه. و هَدْهَدَ الطائرُ: قَرْقَر. و كلُّ ما قَرْقَرَ من الطیر: هُدْهُدٌ و هُداهِدٌ؛ قال الأَزهری: و الهُداهِدُ طائر یشبه الحَمام؛ قال الراعی: كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه، یَدْعُو بقارِعةِ الطَّریقِ هَدِیلا و الجمع هَداهِدُ، بالفتح، و هَداهِیدُ؛ الأَخیرة عن كراع؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف لها وجهاً إِلا أَن یكون الواحد هَدْهاداً. و قال الأَصمعی: الهُداهِد یُعْنی به الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِیُّ أَو الوَرَشانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَیْكُ؛ و قال اللحیانی: قال الكسائی: إِنما أَراد الراعی فی شعره بِهُداهِدٍ تصغیر هُدْهُد فأَنكر الأَصمعی ذلك، قال: و لا أَعرفه تصغیراً، قال: و إِنما یقال ذلك فی كل ما هَدَلَ و هَدَرَ؛ قال ابن سیدة: و هو الصحیح لأَنه لیس فیه یاء تصغیر إِلا أَنَّ من العرب من یقول دُوابَّة و شُوابَّة فی دُوَیْبّة و شُوَیْبّة، قال: فعلی هذا إِنما هو هُدَیْهِدٌ ثم أَبدل الأَلف مكان الیاء علی ذلك الحدّ، غیر أَن الذین یقولون دُوابَّة لا یجاوزون بناء المدغم. و قال أَبو حنیفة: الهُدهُدُ و الهُداهِد الكثیرُ الهَدیرِ من الحمام. و فَحْلٌ هُداهدٌ: كثیر الهَدْهَدَةِ یَهْدِرُ فی الإِبل و لا یَقْرَعُها؛قال: فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ و زَغْدِ جعله اسماً للمصدر و قد یكون علی الحذف أَی من هَدِید هُداهِد أَوْ هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ. الجوهری: و هَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سمعت دَوِیَّ هَدِیرِه، و الفحل یُهَدْهِدُ فی هَدِیرِه هَدْهَدة، و جمع الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ؛ قال الشاعر: یَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا مُواصِلا قُفّاً، و رَمْلا أَدْهَسَا و الهُدْهُدُ: طائر معروف، و هو مما یُقَرْقِرُ، و هَدْهَدَتُه: صوته، و الهُداهِدُ مثله؛ و أَنشد بیت الراعی أَیضاً: كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جنَاحَه، یَدْعُو بقارعةِ الطَّرِیقِ هَدِیلا قال ابن بری: الهَدِیل صوته، و انتصابه علی المصدر علی تقدیر یَهْدِلُ هَدیلًا لأَنَّ یَدْعو یدل علیه، و المُشَبَّهُ بالهدهد الذی كُسِرَ جَناحُه، هو رجل أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بدلیل قوله فی البیت قبله: أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً، لا یَسْتَطِیعُ عن الدِّیارِ حَوِیلا یَدْعُو أَمیرَ المؤمِنِینَ، و دونَه خَرْقٌ تَجُرُّ به الرِّیاحُ ذُیُولا قال ابن سیدة: و بیت ابن أَحمر: ثم اقْتَحَمْتُ مُناجِداً و لَزِمْتُه، و فؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ یروی: … كعَزْفِ الهُدْهُد، و … كعَزْف الهَدْهَد، فالهُدهُدُ: ما تقدم، و الهَدْهَدُ قیل فی تفسیره: أَصواتُ الجنِّ و لا واحد له. و هَدْهَدَ الشی‌ءَ مِنْ عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ: حَدَرَه. و هَدْهَدَهُ: حرَّكه كما یُهَدْهَدُ الصبیُّ فی المَهْدِ. و هَدْهَدَت المرأَةُ ابنها أَی حرَّكَتْه لِینام، و هی
لسان العرب، ج‌3، ص: 435
الهَدْهَدَةُ. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: جاء شیطان فَحَمَلَ بلالًا فجعل یُهَدْهِدُه كما یُهَدْهَدُ الصبیُّ؛ و ذلك حین نام عن إِیقاظه القَوْمَ للصلاة. و الهَدْهَدَةُ: تحریك الأُم ولدها لینام. و هُداهِد: حی من الیمن. و هَدْهادٌ: اسم. و هَداد: حَیٌّ من الیمن.

هدبد؛ ج3، ص: 435

: الهُدَبِدُ و الهُدابِدُ: اللبن الخاثر جداً. و لَبَنٌ هُدَبِدٌ و فُدَفِدٌ، و هو الحامض الخاثر، و هو أَیضاً عَمَشٌ یكون فی العینین، و قیل: الهُدَبِدُ الخَفَشُ، و قیل: هو ضعف البصر. و رجل هُدَبِدٌ: ضعیف البصر؛ و بِعَیْنِه هُدَبِدٌ أَی عَمَشٌ؛ قال: إِنه لا یُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ مِثْلُ القَلایا مِنْ سَنَامٍ و كَبِدْ قوله إِنه بضمة مُخْتَلسَة مثل قول العُجَیْرِ السَّلولی: فَبَیْناهُ یَشْری رَحْلَه قال قائلٌ: لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نجِیبُ؟ قال ابن بری: هذه الروایة هی المشهورة عند النحویین، قال: و الصواب فی إِنشاده علی ما هو فی شعر العجیر: … رَخو [رِخو المِلاط طَوِیلُ، لأَن القصیدة لامیة؛ و بعده: مُحلًّی بِأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنها بَقایا لُجَیْنٍ، جَرْسُهُنَّ صَلِیل المفضل: الهُدَبِدُ الشبْكَرةُ، و هو العَشاء یكون فی العین؛ یقال: بعینه هُدَبِدٌ. و الهدَبِدُ: الصمغ الذی یسیل من الشجَر أَسْوَدَ.

هرد؛ ج3، ص: 435

: هَرَدَ الثوبَ یَهْرِدُه هَرْداً: مَزَّقَه. و هَرَّدَه: شَقَّقَه. و هَرَدَ القَصَّار الثوب و هَرَتَه هَرْداً، فهو مَهْرُودٌ و هَرِیدٌ: مَزّقه و خَرَّقه و ضَرَبَه و هَرْدُ العِرْضِ: الطعن فیه، هَرَدَ عِرْضَه و هَرَته یَهْرِدُه هَرْداً. الأَصمعی: هَرَتَ فلان الشی‌ء و هَرَدَه: أَنضجه إِنضاجاً شدیداً. و قال ابن سیدة: أَنْعَمَ إِنْضاجَه. و هَرَدْتُ اللحمَ أَهْرِدُه، بالكسر، هَرْداً: طبخته حتی تَهَرّأَ و تَفَسَّخَ، فهو مُهَرَّد. قال الأَزهری: و الذی حَفِطناه عن أَئمتنا الحِرْدی بالحاء و لم یقله بالهاء غیر اللیث «3». و قال أَبو زید: فإِن أَدخلت اللحمَ النارَ و أَنضجته، فهو مُهَرَّد، و قد هَرَّدْتُه فَهَرِدَ هو. قال: و المُهَرَّأُ مِثْلُه، و التهْرید مِثْلُه شدّد للمبالغة؛ و قد هَرِدَ اللحمُ. و الهَرْدُ: الاختلاطُ كالهَرْج. و تركتهم یَهْرِدُون أَی یَمُوجون كیَهْرِجون. و الهُرْدُ: العُروق التی یصبغ بها، و قیل: هو الكُرْكُم. و ثوب مَهْرُودٌ و مُهَرَّدٌ: مصبوغ أَصفر بالهُرْد. و‌فی الحدیث: ینزل عیسی بن مریم، علیه السلام، فی ثوبین مَهْرُودَیْن.و‌فی التهذیب: ینزل عیسی، علیه السلام، و علیه ثوبان مَهْرُودان؛ قال الفراء: الهَرْدُ الشقُّ. و‌فی روایة أُخری: ینزل عیسی فی مَهْرُودَتَیْن‌أَی فی شُقّتین أَو حُلَّتین. قال الأَزهری: قرأْت بخط شمر لأَبی عدنان: أَخبرنی العالم من أَعراب باهلة أَن الثوب المهرود الذی یصبغ بالورس ثم بالزعفران فیجی‌ء لونه مثل لون زَهْرة الحَوْذانةِ، فذلك الثوب المَهْرُودُ. و یروی: فی مُمَصَّرَتَیْن، و معنی المُمَصَّرتین و المهرودتین واحد، و هی المصبوغة بالصُّفْرة من زَعْفران أَو غیره؛ و قال القتیبی: هو عندی خطأٌ من النَّقَلة و أُراه مَهْرُوَّتَیْن أَی صَفْراوَیْن. یقال: هَرَّیْتُ العمامة إِذا لَبِسْتَها صفراء و فَعَلْتُ منه هَرَوْتُ؛ قال: فإِن كان محفوظاً بالدال، فهو من
(3). قوله [قال الأَزهری و الذی حفظناه إلی قوله غیر اللیث] كذا بالأَصل و لا مناسبة له هنا و إنما یناسب قوله الآتی الهردی علی فعلی بكسر الهاء نبت
لسان العرب، ج‌3، ص: 436
الهَرْدِ الشق، و خطئ ابن قتیبة فی استدراكه و اشتقاقه. قال ابن الأَنباری: القول عندنا‌فی الحدیث ینزل بین مهرودتین، یروی بالدال و الذال، أَی بین ممصرتین علی ما جاء فی الحدیث؛ قال: و لم نسمعه إِلا فیه. و الممصرة من الثیاب: التی فیها صفرة خفیفة؛ و قیل: المهرود الثوب الذی یصبغ بالعروق، و العروق یقال لها الهُرْد. قال أَبو بكر: لا تقول العرب هَرَوْتُ الثوب و لكنهم یقولون هَرَّیْتُ، فلو بنی علی هذا لقیل مُهَرّاة فی كُرْكُمٍ علی ما لم یُسَمّ فاعله، و بعد فإِن العرب لا تقول هَرَّیْتُ إِلا فی العِمامة خاصة فلیس له أَن یقیس الشقة علی العمامة لأَن اللغة روایة. و قوله: بین مَهْرودتین أَی بین شقتین أُخذتا من الهَرْد، و هو الشق، خطأٌ لأَن العرب لا تسمی الشق للإِصلاح هَرْداً بل یسمون الإِخْراقَ و الإِفساد هَرْداً؛ و هَرَد القَصَّارُ الثوب؛ و هَرَدَ فلان عِرْض فلان فهذا یدل علی الإِفساد، قال: و القول فی الحدیث عندنا مهرودتین، بین الدال و الذال، أَی بین مُمَصَّرتین، علی ما جاء فی الحدیث؛ قال: و لم نسمعه إِلا فی الحدیث كما لم نَسْمَعِ الصِّیرَ الصِّحْناءَةَ «1» إِلا فی الحدیث، و كذلك الثُّفّاءَ الحُرْفَ و نحوَه؛ قال: و الدال و الذال أُختان تبدل إِحداهما من الأُخری؛ یقال: رجُل مِدْلٌ و مِذْلٌ إِذا كان قلیل الجسم خَفِیَّ الشخص، و كذلك الدال و الذال فی قوله مَعْرودَتَین. و الهُرْدِیّة: قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلْوِیّة بطاقات الكرم تُحْمَلُ علیها قُضْبانُه. أَبو زید: هَرَدَ ثَوْبَه و هَرَتَه إِذا شقه، فهو هَریدٌ و هَریتٌ؛ و قول ساعدة الهذلی: غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجوْتَ شَدًّا، و ثَوْبُكَ فی عَباقِیةٍ هَریدُ أَی مَشْقُوقٌ. و هُرْدانُ و هَیْرُدان: اسمان. و الهُردانُ و الهِرْداء: نبت. و قال أَبو حنیفة: الهِرْدی، مقصور: عُشْبةٌ لم یبلغنی لها صفة، قال: و لا أَدری أَ مُذكرة أَم مؤنثة؟ و الهَیْرُدانُ: نبت كالهِرْدی. الأَصمعی: الهِرْدَی، علی فِعْلی بكسر الهاء، نبت، قاله ابن الأَنباری، و هو أُنثی. و الهَیْرُدانُ: اللِّصّ، قال: و لیس بثبت. و هُرْدانُ: موضع.

هرشد؛ ج3، ص: 436

: الهِرْشَدّةُ: العجوز.

هسد؛ ج3، ص: 436

: الأَزهری: روی عن المُؤرِّج أَنه قال: یقال للأَسد هَسَدٌ؛ و أَنشد: فلا تَعْیا، مُعاوِیَ، عن جَوابی، و دَعْ عَنْكَ التّعَزُّزَ للهِسادِ قال: و لم أَسمع هذا لغیره.

هكد؛ ج3، ص: 436

: ابن الأَعرابی: یقال هَكَّدَ الرجل إِذا شَدَّدَ علی غریمه.

همد؛ ج3، ص: 436

: الهَمْدَةُ: السَّكْتةُ. هَمَدَتْ أَصواتُهم أَی سكَنَتْ. ابن سیدة: هَمَدَ یَهْمُدُ هُمُوداً، فهو هامِدٌ و هَمِدٌ و هَمِیدٌ: مات. و أَهْمَدَ: سَكَتَ علی ما یَكْرَه؛ قال الراعی: و إِنی لأَحْمی الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتی، إِذا الدَّنِسُ الواهِی الأَمانةِ أَهْمَدا اللیث: الهُمُودُ الموتُ، كما هَمَدَتْ ثمودُ. و‌فی حدیث مصعب بن عمیر: حتی كاد یَهْمُدُ من الجوعِ‌أَی یَهْلِكُ. و هَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُمُوداً: طُفِئَتْ طُفُوءاً و ذهبت البتة فلم یَبِنْ لها أَثَر، و قیل: هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها. و رَمادٌ هامِدٌ: قد تغیَّر و تَلَبَّدَ. و الرّماد الهامِدُ: البالی المُتَلَبِّدُ بعضه علی بعض. الأَصمعی: خَمَدَتِ النارُ إِذا سكَن
(1). قوله [الصحناءة] فی القاموس و الصحنا و الصحناة و یمدان و یقصران أدام یتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 437
لَهَبُها، و هَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت البتة. فإِذا صارت رَماداً قیل: هَبا یَهْبُو، و هو هابٍ. و نباتٌ هامِدٌ: یابس. و هَمَدَ شجرُ الأَرض أَی بَلِیَ و ذهَب. و شجرة هامدةٌ: قد اسودّت و بَلِیَتْ. و ثَمَرَةٌ هامدةٌ إِذا اسودّت و عَفِنَتْ. و تری الأَرض هامدةً أَی جافَّة ذات تُراب. و أَرضٌ هامدة: مُقْشَعِرّة لا نبات فیها إِلا الیابس المُتَحَطِّم، و قد أَهْمَدَها القَحْطُ. و‌فی حدیث علیّ: أَخرَجَ من «1» هَوامِدِ الأَرض النباتَ؛ الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، و هُمُودُها: أَن لا یكون فیها حیاةٌ و لا نَبْت و لا عُود و لم یصبها مطر. و الهامد من الشجر: الیابس. و هَمَدَ الثوبُ یَهْمُدُ هُمُوداً و هَمْداً: تَقَطَّع و بلیَ، و هو من طول الطیّ تنظر إِلیه فتحسَبه صحیحاً فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر من البِلی، و قیل: الهامِدُ البالی من كل شی‌ء. و رُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صارت قَشِرةً و صَقِرةً. و أَهْمَدَ فی المكان: أَقام. و الإِهمادُ: الإِقامةُ؛ قال رؤبةُ بن العجاج: لَمَّا رَأَتْنی راضِیاً بالإِهمادْ، كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بَیْنَ الأَوْتادْ. یقول: لما رأَتنی راضیاً بالجلوس لا أَخرج و لا أَطلب كالبازی الذی كُرِّزَ أُسْقِطَ ریشُه، و أَهْمَدَ فی السیر أَسرع؛ قال: و هذا الحرف من الأَضْدادِ. ابن سیدة: و الإِهمادُ السُّرْعةُ. و قال غیره: السرعة فی السیر؛ قال: فهو من الأَضداد، قال رؤَبة بن العجاج: ما كانَ إِلَّا طَلَقُ الإِهْماد، و كَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِیاد حتی تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد، تَحاجُزَ الرِّیِّ و لم تَكاد و الطَّلَق: الشَّوْطُ؛ یقال: عَدا الفرس طَلَقاً أَو طلَقین، كما تقول: شَوْطاً أَو شَوْطین. و الأَغْرُبُ: جمع غَرْب، و هی الدلو الكبیرة، أَی تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حتی رَوِیَتْ. و أَهْمَدَ الكلبُ أَی أَحضَرَ. و یقال للهامد: هَمِیدٌ. یقال: أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِیدِ أَی بما مات من الغنم. ابن شمیل: الهَمِیدُ المال المكتوب علی الرجل فی الدِّیوان فیقال: هاتوا صدَقَتَه و قد ذهب المالُ. یقال: أَخَذَنا الساعِی بالهَمِید. ابن بُزُرج: أَهْمَدوا فی الطّعامِ أَی اندفعوا فیه. و هَمْدانُ: قَبِیلةٌ من الیمن.

هند؛ ج3، ص: 437

: هِنْدٌ و هُنَیدةٌ: اسم للمائة من الإِبل خاصة؛ قال جریر: أَعْطَوْا هُنَیْدةَ یَحْدُوها ثَمانِیةٌ، ما فی عَطائِهِمُ مَنٌّ و لا سَرَفُ و قال أَبو عبیدة و غیره: هی اسم لكل مائة من الإِبل؛ و أَنشد لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنمارِیِّ: و نَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَیْدةَ عاشَها، و تسعینَ عاماً ثم قُوِّمَ فانْصاتَا «2». ابن سیدة: و قیل هی اسم للمائة و لِما دُوَیْنَها و لما فُوَیْقَها، و قیل: هی المائتان، حكاه ابن جنی عن الزیادی قال: و لم أَسمعه من غیره. قال: و الهُنَیْدَةُ مائةُ سنة. و الهِنْدُ مائتان؛ حكی عن ثعلب. التهذیب: هُنَیْدةُ مائة من الإِبل معرفة لا تنصرف و لا یدخلها الأَلف و اللام و لا تجمع و لا واحد لها من جنسها؛ قال أَبو وجزة: فِیهِمْ جِیادٌ و أَخْطارٌ مُؤَثَّلةٌ، مِنْ هِنْد هِنْد و إِرباءٌ علی الهِنْدِ
(1). قوله [أخرج من] كذا بالأَصل، و الذی فی النهایة أخرج به من و لعل المعنی أخرج به أی بالماء. (2). قوله [و تسعین] هذا ما فی الأصل و الصحاح فی غیر موضع و الذی فی الأساس و خمسین
لسان العرب، ج‌3، ص: 438
ابن سیدة: و لَقِیَ هِنْدَ الأَحامِسِ إِذا مات. ابن الأَعرابی: هَنَّدَ إِذا قَصَّرَ، و هَنَدَ و هَنَّدَ إِذا صاحَ صِیاحَ البُومةِ. أَبو عمرو: هَنَّدَ الرجلُ إِذا شَتَم إِنساناً شتماً قبیحاً، هَنَّدَ إِذا شُتِمَ فاحتَمَله و أَمسَك، و حمَلَ علیه فما هَنَّدَ أَی ما كَذَّب. و ما هنَّد عن شَتْمِی أَی ما كذَّب و لا تأَخَّرَ. و هَنَّدَتْه المرأَةُ: أَورثَتْه عِشْقاً بالملاطَفةِ و المُغازَلةِ؛ قال: یَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ و المُتَیَّما و هَنَّدَتْنی فلانةُ أَی تَیَّمَتْنی بالمُغازلة، و قال أَعرابی: غَرَّكَ مِنْ هَنّادةَ التَّهْنِیدُ، مَوْعُودُها، و الباطِلُ المَوْعُودُ ابن درید: هَنَّدْتُ الرجلَ تَنْهِیداً إِذا لایَنْته و لاطفْته. ابن المستنیر: هَنَّدَتْ فلانة بقَلْبه إِذا ذهَبَت به. و هَنَّد السیفَ: شَحَذَه. و التهنِیدُ: شَحْذُ السیفِ؛ قال: كلَّ حُسامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِیدِ، یَقْضِبُ، عِنْدَ الهَزِّ و التَّجْرِیدِ، سالِفةَ الهَامةِ و اللَّدِیدِ قال الأَزهری: و الأَصل فی التهنید عمل الهند. یقال: سَیْفٌ مُهَنَّدٌ و هِنْدِیٌّ و هُنْدُوانیٌّ إِذا عُمِلَ ببلاد الهند و أُحْكِمَ عملُه. و المُهَنَّدُ: السیفُ المطبوعُ من حدیدِ الهِنْد. و هِنْد: اسم بلاد، و النسبة هِنْدِیٌّ و الجمع هُنُودٌ كقولك زِنْجِیٌّ و زُنوجٌ؛ و سیف هِنْدُوانیٌّ، بكسر الهاء، و إِن شئت ضممتها إِتباعاً للدال. ابن سیدة: و الهِنْدُ جِیلٌ معروف؛ و قول عَدِیّ بن الرَّقّاع: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، تَقْضَمُ [تَقْضِمُ الهِنْدِیَّ و الغارَا إِنما عَنی العُود الطیّب الذی من بلاد الهند؛ و أَما قول كثیر: و مُقْرَبة دُهْم و كُمْت، كأَنَّها طَماطِمُ یُوفُونَ الوُفُورَ هَنادِكا فقال محمد بن حبیب: أَراد بالهَنادِك رجالَ الهِنْد؛ قال ابن جنی: و ظاهر هذا القول منه یقتضی أَن تكون الكاف زائدة. قال: و یقال رجل هِنْدِیٌّ و هِنْدِكیٌّ، قال: و لو قیل إِن الكاف أَصل و إِن هِنْدِیٌّ و هِنْدِكیٌّ أَصلان بمنزلة سَبْطٍ و سِبَطْرٍ لكان قولًا قویّاً؛ و السیفُ الهُنْدُوانیُّ [الهِنْدُوانیُّ و المُهَنَّدُ منسوب إِلیهم. و هِنْد: اسم امرأَة یصرف و لا یصرف، إِن شئت جَمَعْتَه جمعَ التكسیر فقلت هُنودٌ و إِن شئت جمعته جَمْعَ السلامةِ فقلت هِنْدات؛ قال ابن سیدة: و الجمع أَهنُدٌ وَ أَهْناد و هُنود؛ أَنشد سیبویه لجریر: أَ خالِدَ قد عَلِقْتُك بعد هِنْدٍ، فَشَیَّبَنی الخَوالِدُ و الهُنودُ و هند اسم رجل؛ قال: إِنی لِمَنْ أَنكَرَنی ابنُ الیَثْرِبی، قَتَلْتُ عِلْباءَ و هِنْدَ الجَمَلِی أَراد و هِنْداً الجَمَلیَّ فَحذفَ إِحدی یاءی النسب للقافیة، و حذف التنوین من هِنْداً لسكونه و سكون اللام من الجملی؛ و مثله قوله: لَتَجِدَنِّی بالأَمِیرِ بَرّا، و بالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا، إِذا غُطَیْفُ السُّلَمیُّ فَرّا فحذف التنوین لالتقاء الساكنین. قال ابن سیدة: و هو كثیر حتی إِن بعضهم قرأَ: قل هو اللَّهُ أَحدُ اللّٰهُ؛ فحذف التنوین من أَحد. التهذیب: و هِنْد من أَسماء الرجال و النساء. قال: و من أَسمائهم هِنْدِیٌّ و هَنَّادٌ
لسان العرب، ج‌3، ص: 439
و مُهَنَّدٌ. ابن سیدة: و بنو هِنْدٍ فی بكر بن وائل. و بنو هَنّادٍ: بطن؛ و قول الراجز: و بَلْدةٍ یَدْعُو صَداها هِنْدا أَراد حكایةَ صوتِ الصَّدی‌

هود؛ ج3، ص: 439

: الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ یَهُودُ هوْداً و تَهَوَّد: تابَ و رجع إِلی الحق، فهو هائدٌ. و قومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ و حُوكٍ و بازِلٍ و بُزْلٍ؛ قال أَعرابی: إِنِّی امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا هُدْنٰا إِلَیْكَ؛ أَی تُبْنا إِلیك، و هو قول مجاهد و سعید بن جبیر و إِبراهیم. قال ابن سیدة: عدّاه بإِلی لأَن فیه معنی رجعنا، و قیل: معناه تبنا إِلیك و رجعنا و قَرُبْنا من المغفرة؛ و كذلك قوله تعالی: فَتُوبُوا إِلیٰ بٰارِئِكُمْ؛ و قال تعالی: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هٰادُوا*؛ و قال زهیر: سِوَی رُبَعٍ لم یَأْتِ فیها مَخافةً، و لا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد قال: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شمر: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِلیه؛ قال: قاله ابن الأَعرابی. و التَّهَوُّدُ: التوبةُ و العمل الصالح. و الهَوادَةُ: الحُرْمَةُ و السبب. ابن الأَعرابی: هادَ إِذا رجَع من خیر إِلی شرّ أَو من شرّ إِلی خیر، و هادَ إِذا عقل. و یَهُودُ: اسم للقبیلة؛ قال: أُولئِكَ أَوْلی مِنْ یَهُودَ بِمِدْحةٍ، إِذا أَنتَ یَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب و قیل: إِنما اسم هذه القبیلة یَهُوذ فعرب بقلب الذال دالًا؛ قال ابن سیدة: و لیس هذا بقویّ. و قالوا الیهود فأَدخلوا الأَلف و اللام فیها علی إِرادة النسب یریدون الیهودیین. و قوله تعالی: وَ عَلَی الَّذِینَ هٰادُوا حَرَّمْنٰا كُلَّ ذِی ظُفُرٍ؛ معناه دخلوا فی الیهودیة. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ قٰالُوا لَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلّٰا مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰاریٰ؛ قال: یرید یَهُوداً فحذف الیاء الزائدة و رجع إِلی الفعل من الیهودیة، و فی قراءة أُبیّ: إِلا من كان یهودیّاً أَو نصرانیّاً؛ قال: و قد یجوز أَن یجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل و عائط من النُّوق، و الجمع حُول و عُوط، و جمع الیهودیّ یَهُود، كما یقال فی المجوسیّ مَجُوس و فی العجمی و العربیّ عجم و عرب. و الهُودُ: الیَهُود، هادُوا یَهُودُون هَوْداً. و سمیت الیهود اشتقاقاً من هادُوا أَی تابوا، و أَرادوا بالیَهُودِ الیَهُودِیِّینَ و لكنهم حذفوا یاء الإِضافة كما قالوا زِنْجِیٌّ و زنْج، و إِنما عُرِّف علی هذا الحد فجُمِع علی قیاس شعیرة و شعیر، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف و اللام، و لو لا ذلك لم یجز دخول الأَلِف و اللام علیه لأَنه معرفة مؤنث فجری فی كلامهم مجری القبیلة و لم یجعل كالحیّ؛ و أَنشد علی بن سلیمان النحوی: فَرَّتْ یَهُودُ و أَسْلَمَتْ جِیرانَها، صَمِّی، لِما فَعَلَتْ یَهُودُ، صَمامِ قال ابن برِّیّ: البیت للأَسود بن یعفر. قال یعقوب: معنی صَمِّی اخْرسی یا داهیةُ، و صَمامِ اسم الداهیةِ علم مثل قَطامِ و حَذامِ أَی صَمِّی یا صَمامِ؛ و منهم من یقول: الضمیر فی صمی یعود علی الأُذن أَی صَمِّی یا أُذُن لما فعلتْ یَهُود. و صَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ و لیس بنداء. و هَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلی ملة یَهُودَ. قال سیبویه: و‌فی الحدیث: كلُّ مَوْلُود یُولَدُ علی الفِطْرَةِ حتی یكون أَبواه یُهَوِّدانِه أَو یُنَصِّرانِه، معناه أَنهما یعلمانه دین الیهودیة و النصاری و یُدْخِلانه فیه. و التَّهْوِیدُ: أَن یُصَیَّرَ الإِنسانُ یَهُودیًّا. و هادَ و تَهَوَّد إِذا صار یهودیّاً.
لسان العرب، ج‌3، ص: 440
و الهَوادةُ: اللِّینُ و ما یُرْجَی به الصلاحُ بین القوم. و‌فی الحدیث: لا تأْخُذُه فی الله هَوادةٌ‌أَی لا یَسْكُنُ عند حد الله و لا یُحابی فیه أَحداً. و الهَوادةُ: السُّكونُ و الرُّخْصة و المحاباة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أُتِیَ بِشاربٍ فقال: لأَبْعَثَنَّكَ إِلی رجل لا تأْخُذُه فیك هَوادةٌ.و التَّهْوِیدُ و التَّهْوادُ و التَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ فی السَّیْر و اللِّینُ و التَّرَفُّقُ. و التَّهْوِیدُ: المشیُ الرُّوَیْدُ مثل الدَّبیب و نحوه، و أَصله من الهَوادةِ. و التَّهْوِیدُ: السَّیْرُ الرَّفِیقُ. و‌فی حدیث عِمْران بن حُصین أَنه أَوْصَی عند موتِه: إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بی، فأَسْرِعُوا المَشْیَ و لا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ الیهودُ و النصاری.و‌فی حدیث ابن مسعود: إِذا كنتَ فی الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّیْرَ و لا تُهَوِّد‌أَی لا تَفْتُرْ. قال: و كذلك التَّهْوِیدُ فی المَنْطِقِ و هو الساكِنُ؛ یقال: غِناءٌ مُهَوِّد؛ و قال الراعی یصف ناقة: وخُود منَ اللَّائی تَسَمَّعْنَ، بالضُّحی، قَرِیضَ الرُّدافَی بالغِناءِ المُهَوِّدِ قال: وخُود الواو أَصلیة لیست بواو العطف، و هو من وَخَدَ یخد إِذا أَسرعَ. أَبو مالك: و هَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن. و هَوَّدَ إِذا غَنَّی. و هَوَّدَ إِذا اعتَمد علی السیر؛ و أَنشد: سَیْراً یُراخِی مُنَّةَ الجَلِیدِ ذا قُحَمٍ، و لیس بالتَّهْوِیدِ أَی لیس بالسَّیْر اللَّیِّن. و التهوِیدُ أَیضاً: النومُ. و تَهْوِیدُ الشراب: إِسكارُه. و هَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ و قال الأَخطل: و دافَعَ عَنی یومَ جِلَّقَ غَمْزُه، و صَمَّاءُ تُنْسِینی الشرابَ المُهَوِّدا و الهَوادَةُ: الصُّلْحُ و المَیْلُ. و التهوِیدُ و التَّهْوادُ: الصوتُ الضعیفُ اللَّیِّنُ الفاتِرُ. و التهوِیدُ: هَدْهَدةُ الریحِ فی الرمل و لِینُ صوتها فیه. و التَّهْوِیدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِینِ أَصواتِها و ضَعْفِها؛ قال الراعی: یُجاوِبُ البومَ تَهْوِیدُ العَزِیفِ به، كما یَحِنُّ لِغَیْثٍ جِلَّةٌ خُورُ و قال ابن جَبَلَةَ: التهوِیدُ الترجیعُ بالصوت فی لِین. و الهَوادةُ: الرُّخْصة، و هو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْیَنُ من الأَخذ بالشدّة. و المُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ. و المُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ و المُمایَلةُ. و المُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِی؛ عن ابن الأَعرابی. و الهَوَدَةُ، بالتحریك: أَصل السنامِ. شمر: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ و قَحَدَتُه، و الجمع هَوَدٌ؛ و قال: كُومٌ علیها هَوَدٌ أَنضادُ و تسكن الواو فیقال هَوْدةٌ. و هُودٌ: اسم النبی، صلی الله علی نبینا محمد و علیه و سلم، ینصرف، تقول: هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ، و إِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه، و كذلك نُوحٌ و نُونٌ، و الله أَعلم.

هید؛ ج3، ص: 440

: هادَه الشی‌ءُ هَیْداً و هاداً: أَفزَعَه و كرَبَه. و ما یَهِیدُه ذلك أَی ما یكْتَرِثُ له و لا یُزْعِجُه. تقول: ما یَهِیدُنی ذلك أَی ما یُزْعِجُنی و ما أَكتَرِثُ له و لا أُبالِیه. قال یعقوب: لا یُنطق بِیَهِیدُ إِلا بحرف جَحْدٍ. و‌فی الحدیث: كلوا و اشربوا و لا یَهِیدَنَّكم الطالِعُ المُصْعِدُ‌أَی لا تَنْزَعِجوا للفجر المستطیلِ فتمتنِعوا به عن السَّحورِ فإِنه الصُّبْحُ الكذَّابُ. قال: و أَصل الهَیْدِ الحركَةُ. و‌فی حدیث الحسن: ما من أَحَدٍ عَمِلَ لله عملًا إِلا سار
َ‌لسان العرب، ج‌3، ص: 441
فی قلبِه سَوْرتان فإذا كانت الأُولی منهما لله فلا تَهِیدَنَّه الآخرةُ‌أَی لا یَمْنَعَنَّه ذلك الذی تقدَّمت فیه نیته لله و لا یُحَرِّكَنَّه و لا یُزِیلَنَّه عنها، و المعنی: إِذا أَراد فعلًا و صحت نیته فیه فوَسوس له الشیطانُ فقال إِنك ترید بهذا الرِّیاءَ فلا یمنعه ذلك من فعله. الهَیْدُ: الحركة. و هادَه یَهِیدُه هَیْداً و هَیَّدَه: حَرَّكَه و أَصلَحَه. و‌فی الحدیث: أَنه قیل للنبی، صلی الله علیه و سلم، فی مسجده: یا رسول الله، هِدْه، فقال: بل عَرْشٌ كَعَرْشِ موسی؛ قوله هِدْه: كان ابن عیینة یقول معناه أَصْلِحْه؛ قال: و تأْویله كما قال و أَصله أَن یُرادَ به الإِصلاحُ بعدَ الهَدْم أَی هُدَّه ثم أَصْلِحْه. و كلُّ شی‌ءٍ حَرَّكْتَه، فقد هِدْتَه تَهِیدُه هَیْداً، فكأَنّ المعنی أَنه یُهْدَمُ و یُسْتأْنَفُ بناؤُه و یُصْلَح. و‌فی الحدیث: یا نارُ لا تَهیدِیه‌أَی لاتَزْعِجیه. و‌فی حدیث ابن عمر: لو لَقِیتُ قاتِلَ أَبی فی الحرم ما هِدْتُه؛ یرید ما حَرَّكْتُه و لا أَزعَجْتُه. و ما هادَه كذا و كذا أَی ما حَرَّكَه. و ما هَیَّدَ عن شَتْمِی أَی ما تأَخَّرَ و لا كذَّب؛ و قد ذُكِرَ ذلك فی النون لأَنهما لغتان هَنَّدَ و هَیَّدَ. و قال بعضهم فی قوله: ما هَیَّدَ عن شَتْمِی، قال: لا یُنْطَقُ بِیَهِیدُ فی المستقبل منه إِلا مع حرف الجحد. و لا یَهِیدَنَّكَ هذا عن رَأْیِكَ أَی لا یُزِیلَنَّكَ. و ما لَهُ هَیْدٌ و لا هادٌ أَی حركة؛ قال ابن هرمة: ثم اسْتَقامَتْ له الأَعْناقُ طائعةً، فما یُقالُ له هَیْدٌ و لا هادُ قال ابن بری: صواب إِنشاده: فما یقال له هَیْدٌ و لا هادِ، فیكون هَیْدِ مبنیّاً علی الكسر و كذلك هادِ؛ و أَول القصیدة: إِنی إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه، و لم یُقَلْ دُونَه هَیْدِ و لا هادِ، لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِی مَباءَتَه، و لیس جاری كَعُسٍّ بینَ أَعْوادِ و قیل: معنی ما یقال له هَیْد و لا هاد أَی لا یحرك و لا یُمْنَع من شی‌ء و لا یُزْجَرُ عنه. تقول: هِدْتُ الرجل و هَیَّدْتُه؛ عن یعقوب. و هِدْتُ الرجل أَهِیدُه هَیْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشی‌ء و صرفته عنه. یقال: هِدْه یا رجل أَی أَزِلْه عن موضعه؛ و أَنشد بیت ابن هرمة: فَما یُقالُ له هَیْدٌ و لا هادُ أَی لا یحرَّك و لا یمنع من شی‌ء و لا یزجر عنه، و یجوز ما یقال له هَیْدِ بالخفض فی موضع رفع حكایة مثل صهْ و غاقِ و نحوه. و الهَیْدُ: من قولك هادَنی هَیْدٌ أَی كربنی. و قولُهم ما له هَیْد و لا هاد أَی ما یقال له هَیْد و لا هاد. و یقال: أَتی فلان القوم فما قالوا له هَید ما لَك أَی ما سأَلوه عن حاله؛ و أَنشد: یا هَیْدَ ما لَكَ مِنْ شَوْقٍ و إِیراقِ، و مَرِّ طَیْفٍ علی الأَهْوالِ طَرّاقِ و یروی: یا عِیدُ ما لَكَ … و قال اللحیانی: یقال لَقِیَه فقال له: هَیْدَ ما لَك، و لقِیتُه فما قال لی: هَیْدَ ما لك. و قال شمر: هِید و هَیْدَ جائزان. قال الكسائی: یقال یا هَیْدَ ما لِصحابِك و یا هَیْدَ ما لأَصْحابِك. قال: و قال الأَصمعی: حكی لی عیسی بن عمر هَیْدَ ما لك أَی ما أَمْرُكَ. و یقال: لو شَتَمَنی ما قلتُ هَیْدَ ما لَك. التهذیب: و العرب تقول: هَیْدَ ما لك إِذا استفهموا الرجل عن شأْنه، كما تقول: یا هذا ما لك. أَبو زید: قالوا تقول: ما قال له هَیْدَ ما لك فنصبوا و ذلك أَن
لسان العرب، ج‌3، ص: 442
یَمُرَّ بالرجل البعیرُ الضالُّ فلا یعُوجه و لا یتلفت إِلیه؛ و مرَّ بَعِیرٌ فما قال له هَیْدِ ما لَك؛ فَجَرُّ الدال حِكایةٌ عن أَعرابی؛ و أَنشد لكعب بن زهیر: لوْ أَنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها: یا هَیْدِ ما لَكِ، أَو لو آذَنَتْ نَصَفَا و رجل هَیْدان: ثقِیلٌ جَبانٌ كَهِدانٍ. و الهَیْدانُ: الجَبانُ، و الهَیْدُ: الشی‌ءُ المُضْطَرِبُ. و الهَیْدُ: الكَبِیرُ؛ عن ثعلب، و أَنشد: أَ ذاكَ أَمْ أُعْطِیتَ هَیْداً هَیْدَبَا و هادَ الرجلَ هَیْداً و هاداً: زَجَرَه. و هَیْدٌ و هِیدٌ و هِیدِ و هادِ «3»: من زَجْر الإِبل و اسْتِحْثاثِها؛ و أَنشد أَبو عمرو: و قد حَدَوْناها بِهَیدٍ و هَلا، حتی تَرَی أَسْفَلَها صارَ عَلا و الهِید فی الحُداءِ كقول الكمیت: مُعاتَبة لَهُنَّ حَلا و حَوْبا، و جُلُّ غِنائِهِنَّ هَنا و هِیدِ و ذلك أَن الحادِی إِذا أَراد الحُداءَ قال: هید هید ثم زَجِلَ بصوته. و العرب تقول: هِیدْ، بسكون الدال، ما لك إِذا سأَلوه عن شأْنه. و أَیامُ هَیْدٍ: أَیامُ مُوتانٍ كانت فی العرب فی الدهر القدیم، یقال: مات فیها اثنا عشر أَلْف قتیل. و فلان یعطی الهَیْدانَ و الزَّیْدانَ أَی یُعْطِی مَنْ عَرَفَ و مَنْ لم یَعْرِفْ. و هَیُودٌ: جبل أَو موضع. و‌فی حدیث زینب: ما لی لا أَزالُ أَسْمَعُ اللیل أَجمع هِیدْ؛ قیل: هذه عیر لعبد الرحمن بن عوف: هِیدْ، بالسكون: زجر للإِبل و ضرب من الحُداءِ.

فصل الواو؛ ج3، ص: 442

وأد؛ ج3، ص: 442

: الوَأْدُ و الوَئِیدُ: الصوتُ العالی الشدیدُ كصوت الحائط إِذا سقط و نحوه؛ قال المَعْلُوط: أَ عاذِل، ما یُدْرِیك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ، لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتانِ، وئِیدُ؟ قال ابن سیدة: كذا أَنشده اللحیانی و رواه یعقوب فَدیدُ. و‌فی حدیث عائشة: خرجت أَقْفُو آثار الناسِ یومَ الخندق فسمعتُ وئیدَ الأَرض خَلْفِی.الوئیدُ: شِدَّةُ الوطءِ علی الأَرض یسمع كالدَّوِیّ من بُعد. و یقال: سمعت وَأْدَ قوائمِ الإِبلِ و وئیدَها. و‌فی حدیث سواد بن مطرف: وأْدَ الذِّعْلِبِ الوجناء‌أَی صوتَ وَطْئِها علی الأَرض. و وَأْدُ البعیر: هَدِیرُه؛ عن اللحیانی. و وأَدَ المَوْءُودةَ، و فی الصحاح وأَدَ ابنتَهُ یَئِدُها وأْداً: دَفَنها فی القبر و هی حیة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ما لَقِیَ المَوْءُودُ من ظُلْمِ أُمّه، كما لَقِیَتْ ذُهْلٌ جمیعاً و عامِرُ أَراد من ظُلْمِ أُمِّهِ إِیاه بالوأْدِ. و امرأَة وئیدٌ و وئیدةٌ: مَوْءُودةٌ، و هی المذكورة فی القرآن العزیز: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ؛ قال المفسرون: كان الرجل من الجاهلیة إِذا ولدت له بنت دفنها حین تضعها والدتها حیة مخافة العار و الحاجة، فأَنزل الله تعالی: وَ لٰا تَقْتُلُوا أَوْلٰادَكُمْ خَشْیَةَ إِمْلٰاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِیّٰاكُمْ «4». و قال فی موضع آخر: وَ إِذٰا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثیٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِیمٌ یَتَوٰاریٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مٰا بُشِّرَ بِهِ أَ یُمْسِكُهُ عَلیٰ هُونٍ أَمْ یَدُسُّهُ فِی التُّرٰابِ. و یقال: وأَدَها الوائدُ یَئِدُها وأْداً، فهو وائدٌ، و هی موءُودةٌ و وئیدٌ. و‌فی الحدیث: الوئیدُ فی الجنة‌أَی الموءُودُ، فَعِیلٌ بمعنی مفعول. و منهم من
(3). قوله [و هید و هاد] فی شرح القاموس كلاهما مبنی علی الكسر. (4). الآیة
لسان العرب، ج‌3، ص: 443
كان یَئِدُ البَنِین عند المَجاعةِ، و كانت كِنْدَةُ تَئِدُ البناتِ؛ و قال الفرزدق یعنی جدّه صعصعة بن ناجیة: و جَدّی الذی مَنَعَ الوائداتِ، و أَحْیا الوئیدَ فلم یُوأَدِ و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن وَأْدِ البناتِ‌أَی قَتلِهِنَّ. و‌فی حدیث العزل: ذلك الوَأْدُ الخَفِیُّ.و‌فی حدیث آخر: تلك المَوْءُودةُ الصغری؛ جعل العَزْلَ عن المرأَة بمنزلة الوأْد إِلا أَنه خفی لأَنَّ من یَعْزِلُ عن امرأَته إِنما یعزل هرَباً من الولد، و لذلك سماها الموءُودة الصغری لأَن وأْدَ البناتِ الأَحیاء الموءُودةُ الكبری. قال أَبو العباس: من خفف همزة الموءُودة قال مَوْدةٌ كما تری لئلا یجمع بین ساكنین. و یقال: تَوَدّأَتْ علیه الأَرضُ و تَكَمَّأَت و تَلَمَّعتْ إِذا غَیَّبَته و ذهبَت به؛ قال أَبو منصور؛ هما لغتان، تَوَدَّأَتْ علیه و تَوَأْدَتْ علی القلب. و التؤْدةُ، ساكنة و تفتح: التَّأَنِّی و التَّمَهُّلُ و الرَّزانةُ؛ قالت الخنساء: فَتًی كان ذا حِلْمٍ رَزِینٍ و تؤْدةٍ، إِذا ما الحُبی مِن طائِفِ الجَهْلِ حُلَّتِ و قد اتَّأَدَ و تَوَأَّدَ، و التَّوْآدُ منه. و حكی أَبو علی: تَیْدَكَ بمعنی اتَّئدْ، اسم للفعل كَرُوَیْد و كأَنّ وَضْعَه غُیِّرَ لكونه اسماً للفعل لا فعلًا، فالتاء بدل من الواو كما كانت فی التُّؤدة، و الیاء بدل من الهمزة قلبت معاً قلباً لغیر علة. قال الأَزهری: و أَما التُّؤدةُ بمعنی التأَنِّی فی الأَمر فأَصلها وُأَدَةٌ مثل التُّكَأَةِ أَصلها وُكَأَةٌ فقلبت الواو تاء؛ و منه یقال: اتَّئدْ یا فتی، و قد اتَّأَدَ یَتَّئِدُ اتِّئاداً إِذا تَأَنَّی فی الأَمر؛ قال: و ثلاثیه غیر مستعمل لا یقولون وَأَدَ یَئِدُ بمعنی اتَّأَدَ. و قال اللیث: یقال إِیتَأَدَ و تَوَأَّدَ، فإِیتَأَد علی افتَعَلَ و تَوَأَّدَ علی تَفَعَّل. و الأَصل فیهما الوأْد إِلا أَن یكون مقلوباً من الأَوْدِ و هو الإِثقالُ، فیقال آدَنی یَؤودنی أَی أَثقلنی، و التَّأَوُّد منه. و یقال: تَأَوَّدَتِ المرأَة فی قیامها إِذا تَثَنَّتْ لتثاقلها؛ ثم قالوا: تَوَأَّدَ و اتَّأَدَ إِذا تَرَزَّنَ و تمَهَّلَ، و المقلوبات فی كلام العرب كثیرة. و مَشی مَشْیاً وئیداً أَی علی تُؤَدَةٍ؛ قالت الزَّبَّاءُ: ما للجِمالِ مَشْیُها وئِیدا؟ أَ جَنَدَلًا یَحْمِلْنَ أَم حَدِیدَا؟ و اتَّأَدَ فی مشیه و تَوَأَّدَ فی مشیه، و هو افتَعَلَ و تَفَعَّل: من التُّؤَدة، و أَصل التاء فی اتَّأَدَ واو. یقال: اتَّئدْ فی أَمرك أَی تَثَبَّت.

وبد؛ ج3، ص: 443

: الوَبْدُ: الحاجةُ إِلی الناسِ. و الوَبَدُ، بالتحریك: شِدَّةُ العَیْشِ، و هو مصدر یوصف به فیقال رجل وَبَدٌ أَی سَیِّ‌ءُ الحال، یستوی فیه الواحد و الجمع كقولك رجل عدل ثم یجمع فیقال أَوبادٌ كما یقال عُدول، علی توهم النعت الصحیح. و الوَبَدُ: الفقرُ و البُؤْسُ. و الوبَدُ: سُوء الحال من كثرة العیال و قلة المال. و رجل وبَدٌ أَی فقیر؛ و قوم أَوْبادٌ و قد وَبِدَتْ حالُه تَوْبَدُ وَبَداً؛ قال الشاعر: و لَوْ عالَجْنَ مِنْ وَبَدٍ كِبالا و أَما ما أَنشده أَبو زید من قول عمرو بن العداء الكلبی: سَعَی عِقالًا فلَمْ یَتْرُكْ لَنا سَبَداً، فكیف لو قَد سَعَی عَمْرٌو عِقالَیْن؟ لأَصْبَحَ الحَیُّ أَوباداً و لم یَجِدُوا، عندَ التَّفرُّقِ فی الهَیْجا، جِمالَیْن فعلی حذف المضاف أَی ذَوِی أَوباد و جَمَع المصدر علی التنوّع. و العِقالُ هنا: صدقةُ عام، و قوله جِمالین یرید قَطِیعَین من الجِمال، و أَراد جمالًا هاهنا
لسان العرب، ج‌3، ص: 444
و جِمالًا هاهنا، و ذلك أَن أَصحاب الإِبل یعزلون الإِناث عن الذكور؛ و أَنشد الأَصمعی: عَهِدْتُ بها سَراةَ بَنِی كلابٍ، وَرِثْتُهُمُ الحیاةَ فأَوْبَدُونی «5» و المُسْتَوْبِدُ: مثل الوَبَدِ. و وَبِدَ الثَّوبُ وَبَداً: أَخْلَقَ. و الوَبَدُ: العَیْب. و وَبِدَ علیه وبَداً: غَضِبَ مثل وَمِدَ. و الوَبَدُ: الحرُّ مع سكون الریح كالوَمَدِ. و الوَبِدُ: الشدیدُ العَیْنِ. و إِنه لَوَبَدٌ أَی شدیدُ الإِصابةِ بالعین؛ عن اللحیانی. و تَوبَّدَ أَموالهم: تعَیَّنَها لیصیبها بالعین؛ عنه أَیضاً. و إِنه لَیَتَوَبَّدُ أَموالَ الناس أَی یصیبها بعینه فیسقطها. و الوَبْد، بسكون الباء: النُّقْرة فی الصَّفاة یستنقع فیها الماء، و هی أَظهر من الوَقْر، و الوَقْرُ أَظهر من الوَقْبِ.

وتد؛ ج3، ص: 444

: الوتِدُ، بالكسر، و الوَتْدُ و الوَدُّ: ما رُزَّ فی الحائِط أَو الأَرض من الخشب، و الجمع أَوتادٌ؛ قال الله تعالی: وَ الْجِبٰالَ أَوْتٰاداً. و قوله عز و جل: وَ فِرْعَوْنَ ذِی الْأَوْتٰادِ؛ جاء فی التفسیر: أَنه كانت له حبالٌ و أَوتاد یُلْعب له بها. و وَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً و تِدَةً وَ وَتَّدَ كلاهما: ثَبَتَ، و وَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً و تِدَةً وَ وَتَدْتُه: أَثْبَتُّه؛ قال ساعدة بن جؤیة یصف أَسداً: یُقَصِّمُ أَعْناقَ المَخاضِ، كأَنَّما بِمَفْرَجِ لَحْیَیْهِ الرِّتاجُ المُوَتَّدُ و یقال: تِدِ الوَتِدَ یا واتِدُ، و الوَتِدُ مَوْتُود. و یقال للوتِد: وَدٌّ، كأَنهم أَرادوا أَن یقولوا ودِدٌ فقلبوا إِحدی الدالین تاء لقرب مخرجِهما؛ و قوله: وعَز ودٌّ خاذل وَدَّیْنِ الوَدُّ: الوتِدُ إِلا أَنه أَدغم التاء فی الدال فقال وَدّ. و المِیتَدُ و المِیتَدةُ: المِرْزَبَّةُ التی یُضْرَبُ بها الوتِدُ. و وَتِدٌ واتِدٌ: ثابت رأْس منتصب؛ ذهب أَبو عبید إِلی أَنه من باب شِعْرٌ شاعِرٌ علی النسب؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه علی وَتِدَ كما تقدم. قال: و إِنما یحمل الشی‌ء علی النسب إِذا عُدِمَ الفعل، و إِذا أَمرت قلت: تِدْ وَتَدَك بالمیتَدةِ، و هی المُدُقُّ. الأَصمعی: یقال وَتِدٌ واتِد كما یقال شُغْلٌ شاغِلٌ؛ و قول أَبی محمد الفقعسی: لاقَتْ علی الماءِ جُذَیلًا واتِدا، و لم یَكُنْ یُخْلِفُها المَواعِدَا إِنما شبه الرجل بالجِذْل لثباته. و جُذَیْل: تصغیر جِذْل، و هو الراعی المُصْلِحُ الحَسَنُ الرِّعْیة. یقال: هو جذْلُ مالٍ كما یقال صَدَی مالٍ و بِلْو مالٍ، و قد قیل: إِن جُذَیلًا اسم رجل. و الواتِد: الثابتُ. و الضمیر فی لاقت ضمیر الإِبل و إِن لم یتقدم لها ذكر، لأَن البیت أَول القصیدة و إِنما أَضمرها لفهم المعنی. و یقال: وَتَّدَ فلان رِجلَه فی الأَرض إِذا ثَبَّتَها؛ و قال بشار: و لَقَد قُلْتُ، حِینَ وَتَّدَ فی الأَرْضِ: ثَبِیرٌ أَرْبی علی ثَهلانِ وَ وَتَّدَ الرجلُ: أَنعَظَ. و الأَوتادُ فی الشعر علی ضربین: أَحدهما حرفان متحركان و الثالث ساكن نحو [فعو و علن] و هذا الذی یسمیه العروضِیون المقرون لأَن الحركة قد قرنت الحرفین، و الآخر ثلاثة أَحرف متحرك ثم ساكن ثم متحرك و ذلك [لات] من مفعولات و هو الذی یسمیه العروضیون المفروق لأَن الحرف قد فرق بین المتحركین، و لا یقع فی الأَوتاد
(5). قوله [ورثتهم] كذا بالأَصل و لعله ورشتهم
لسان العرب، ج‌3، ص: 445
زحاف لأَنَّ اعتماد الجزء إِنما هو علیها، إِنما یقع فی الأَسْباب لأَن الجزء غیر معتمد علیها. و أَوتادُ الأَرض: الجبال لأَنها تثبتها. و أَوتاد البلاد: رُؤساؤها. و أَوتادُ الفَمِ: أَسنانه علی التشبیه؛ قال: و الفَرّ حتی نَقِدَتْ أَوتادُها «1» استعار النَّقَدَ للموت و إِنما هو للأَسنان. وَ وَتَّدَ فی بیته: أَقام و ثبت. وَ وَتَّدَ الزّرْعُ: طَلَع نباته فثبت و قَوِیَ. و الوَتِدُ و الوَتِدَةُ من الأُذن: الهُنَیَّةُ الناشزة فی مُقدّمها مثل الثُّؤْلُول تَلی أَعْلی العارِض من اللحیة؛ و قیل: هو المُنْتبر مما یلی الصُّدْغ. الصحاح: و الوَتِدانِ فی الأُذنین اللذان فی باطنهما كأَنهما وتد، و هما العَیْران أَیضاً. و وَتِدُ النَّعل: النَّاتئُ من أُذُنها. و الوَتِدُ: موضع بنجد. و لیلَة الوَتِدَةِ لبنی تمیم علی بنی عامر بن صعصعة.

وجد؛ ج3، ص: 445

: وجَد مطلوبه و الشی‌ء یَجِدُه وُجُوداً و یَجُده أَیضاً، بالضم، لغة عامریة لا نظیر لها فی باب المثال؛ قال لبید و هو عامریّ: لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ، تَدَعُ الصَّوادِیَ لا یَجُدْنَ غَلِیلا بالعَذبِ فی رَضَفِ القِلاتِ مَقِیلةً قَضَّ [قِضَّ الأَباطِحِ، لا یَزالُ ظَلِیلا قال ابن بریّ: الشعر لجریر و لیس للبید كما زعم. و قوله: نَقَعَ الفؤادُ أَی روِیَ. یقال نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً و نُقوعاً فیهما، و الماء الناقعُ العَذْبُ المُرْوی. و الصَّادِی: العطشان. و الغلیل: حَرُّ العطش. و الرَّضَفُ: الحجارة المرضوفةُ. و القِلاتُ: جمع قَلْت، و هو نقرة فی الجبل یُستَنْقَعُ فیها ماء السماء. و قوله: قَضّ [قِضّ الأَباطِحِ، یرید أَنها أَرض حَصِبةٌ و ذلك أَعذب للماء و أَصفی. قال سیبویه: و قد قال ناس من العرب: وجَدَ یَجُدُ كأَنهم حذفوها من یَوْجُد؛ قال: و هذا لا یكادُ یوجَدُ فی الكلام، و المصدر وَجْداً و جِدَةً و وُجْداً و وجُوداً و وِجْداناً و إِجْداناً؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: و آخَر مُلْتاث، یَجُرُّ كِساءَه، نَفَی عنه إِجْدانُ الرِّقِین المَلاوِیا قال: و هذا یدل علی بَدَل الهمزة من الواو المكسورة كما قالوا إِلْدةٌ فی وِلْدَة. و أَوجَده إِیاه: جَعَلَه یَجِدُه؛ عن اللحیانی؛ و وَجَدْتَنی فَعَلْتُ كذا و كذا، و وَجَدَ المالَ و غیرَه یَجِدُه وَجْداً و وُجْداً و جِدةً. التهذیب: یقال وجَدْتُ فی المالِ وُجْداً و وَجْداً و وِجْداً و وِجْداناً و جِدَةً أَی صِرْتُ ذا مال؛ و وَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً. قال: و قد یستعمل الوِجْدانُ فی الوُجْد؛ و منه قول العرب: وِجْدانُ الرِّقِین یُغَطِّی أَفَنَ الأَفِین. و‌فی حدیث اللقطة: أَیها الناشدُ، غیرُك الواجِدُ؛ مِن وَجَدَ الضَّالّة یَجِدُها. و أَوجده الله مطلوبَه أَی أَظفره به. و الوُجْدُ و الوَجْدُ و الوِجْدُ: الیسار و السَّعةُ. و فی التنزیل العزیز: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ؛ و قد قرئ بالثلاث، أَی من سَعَتكم و ما ملكتم، و قال بعضهم: من مساكنكم. و الواجِدُ: الغنِیُّ؛ قال الشاعر: الحمدُ للَّه الغَنِیِّ الواجِد و أَوجَده الله أَی أَغناه. و فی أَسماء الله عز و جل: الواجدُ، هو الغنی الذی لا یفتقر. و قد وجَدَ یَجِدُ
(1). قوله [و الفر] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌3، ص: 446
جِدة أَی استغنی غنًی لا فقر بعده. و‌فی الحدیث: لَیُّ الواجِدِ یُحِلّ عُقُوبَتَه و عِرْضَه‌أَی القادرِ علی قضاء دینه. و قال: الحمد لله الذی أَوْجَدَنی بعد فقر أَی أَغنانی، و آجَدَنی بعد ضعف أَی قوّانی. و هذا من وَجْدِی أَی قُدْرتی. و تقول: وجَدْت فی الغِنی و الیسار وجْداً و وِجْداناً «1» و قال أَبو عبید: الواجدُ الذی یَجِدُ ما یقضی به دینه. و وُجِدَ الشی‌ءُ عن عدَم، فهو موجود، مثل حُمّ فهو محموم؛ و أَوجَدَه الله و لا یقال وجَدَه، كما لا یقال حَمّه. و وَجَد علیه فی الغَضب یَجُدُ و یَجِدُ وَجْداً و جِدَةً و موجَدةً و وِجْداناً: غضب. و‌فی حدیث الإِیمان: إِنی سائلك فلا تَجِدْ علیّ‌أَی لا تَغْضَبْ من سؤالی؛ و منه‌الحدیث: لم یَجِدِ الصائمُ علی المُفْطر، و قد تكرَّرَ ذكره فی الحدیث اسماً و فعلًا و مصدراً و أَنشد اللحیانی قول صخر الغیّ: كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِیَأْسٍ و تَأْنِیبٍ، و وِجْدانٍ شَدیدِ فهذا فی الغضب لأَن صَخْرَ الغیّ أَیأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ علیه، و لأَن الحمامة أَیْأَسته من ولده فغَضِبَ علیها. و وَجَدَ به وَجْداً: فی الحُبِّ لا غیر، و إِنه لیَجِدُ بفلانة وَجْداً شدیداً إِذا كان یَهْواها و یُحِبُّها حُبّاً شدیداً. و‌فی الحدیث، حدیث ابن عُمر و عُیینة بن حِصْن: و الله ما بطنها بوالد و لا زوجها بواجد‌أَی أَنه لا یحبها؛ و قالت شاعرة من العرب و كان تزوجها رجل من غیر بلدها فَعُنِّنَ عنها: مَنْ یُهْدِ لی مِن ماءِ بَقْعاءَ شَرْبةً، فإِنَّ له مِنْ ماءِ لِینةَ أَرْبعَا لقد زادَنی وَجْداً بِبَقْعاءَ أَنَّنی وَجَدْتُ مَطایانا بِلِینةَ ظُلَّعا فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَیَّ بالرَّمْلِ أَننی بَكَیْتُ، فلم أَترُكْ لِعَیْنَیَّ مَدْمَعا؟ تقول: من أَهدی لی شربة من ماءِ بَقْعاءَ علی ما هو به من مَرارة الطعم فإِن له من ماءِ لِینةَ علی ما هو به من العُذوبةِ أَربعَ شربات، لأَن بقعاء حبیبة إِلیَّ إِذ هی بلدی و مَوْلِدِی، و لِینةُ بَغِیضَةٌ إِلیّ لأَن الذی تزوجنی من أَهلها غیر مأْمون علیّ؛ و إِنما تلك كنایة عن تشكیها لهذا الرجل حین عُنِّنَ عنها؛ و قولها: لقد زادنی حبّاً لبلدتی بقعاء هذه أَن هذا الرجل الذی تزوجنی من أَهل لینة عنن عنی فكان كالمطیة الظالعة لا تحمل صاحبها؛ و قولها: فمن مبلغ تربیّ «2» تقول: هل من رجل یبلغ صاحِبَتَیَّ بالرمل أَن بعلی ضعف عنی و عنن، فأَوحشنی ذلك إِلی أَن بكیت حتی قَرِحَتْ أَجفانی فزالت المدامع و لم یزل ذلك الجفن الدامع؛ قال ابن سیدة: و هذه الأَبیات قرأْتها علی أَبی العلاء صاعد بن الحسن فی الكتاب الموسوم بالفصوص. و وجَد الرجلُ فی الحزْن وَجْداً، بالفتح، و وَجِد؛ كلاهما عن اللحیانی: حَزِنَ. و قد وَجَدْتُ فلاناً فأَنا أَجِدُ وَجْداً، و ذلك فی الحزن. و تَوَجَّدْتُ لفلان أَی حَزِنْتُ له. أَبو سعید: تَوَجَّد فلان أَمر كذا إِذا شكاه، و هم لا یَتَوَجَّدُون سهر لیلهم و لا یَشْكون ما مسهم من مشقته.

وحد؛ ج3، ص: 446

: الواحدُ: أَول عدد الحساب و قد ثُنِّیَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلما التَقَیْنا واحِدَیْنِ عَلَوْتُه بِذی الكَفِّ، إِنی للكُماةِ ضَرُوبُ و جمع بالواو و النون؛ قال الكمیت:
(1). قوله [وجداً و وجداناً] واو وجداً مثلثة، أفاده القاموس. (2). البیت
لسان العرب، ج‌3، ص: 447
فَقَدْ رَجَعُوا كَحَیٍّ واحِدِینا التهذیب: تقول: واحد و اثنان و ثلاثة إِلی عشرة فإِن زاد قلت أَحد عشر یجری أَحد فی العدد مجری واحد، و إِن شئت قلت فی الابتداء واحد اثنان ثلاثة و لا یقال فی أَحد عشر غیر أَحد، و للتأْنیث واحدة، و إِحدی فی ابتداء العدد تجری مجری واحد فی قولك أَحد و عشرون كما یقال واحد و عشرون، فأَما إِحدی عشرة فلا یقال غیرها، فإِذا حملوا الأَحد علی الفاعل أُجری مجری الثانی و الثالث، و قالوا: هو حادی عِشْریهم و هو ثانی عشریهم، و اللیلة الحادیةَ عشْرَةَ و الیوم الحادی عشَر؛ قال: و هذا مقلوب كما قالوا جذب و جبذ، قال ابن سیدة: و حادی عشر مقلوبٌ موضِع الفاء إِلی اللام لا یستعمل إِلا كذلك، و هو فاعِل نقل إِلی عالف فانقلبت الواو التی هی الأَصل یاءً لانكسار ما قبلها. و حكی یعقوب: معی عشرة فأَحِّدْهُنَّ لِیَهْ أَی صَیِّرْهُنَّ لی أَحد عشر. قال أَبو منصور: جعل قوله فأَحِّدْهُنَّ لیه، من الحادی لا من أَحد، قال ابن سیدة: و ظاهر ذلك یؤنس بأَن الحادی فاعل، قال: و الوجه إِن كان هذا المروی صحیحاً أَن یكون الفعل مقلوباً من وحَدْت إِلی حَدَوْت، و ذلك أَنهم لما رأَوا الحادی فی ظاهر الأَمر علی صورة فاعل، صار كأَنه جارٍ علی حدوت جَرَیانَ غازٍ علی غزوت؛ و إِحدی صیغة مضروبة للتأْنیث علی غیر بناء الواحد كبنت من ابن و أُخت من أَخ. التهذیب: و الوُحْدانُ جمع الواحِدِ و یقال الأُحْدانُ فی موضع الوُحْدانِ. و‌فی حدیث العید: فصلینا وُحداناً‌أَی منفردین جمع واحد كراكب و رُكْبان. و‌فی حدیث حذیفة: أَوْ لَتُصَلُّنّ وُحْداناً.و تقول: هو أَحدهم و هی إِحداهنّ، فإِن كانت امرأَة مع رجال لم یستقم أَن تقول هی إِحداهم و لا أَحدهم و لا إِحداهنّ إِلّا أَن تقول هی كأَحدهم أَو هی واحدة منهم. و تقول: الجُلوس و القُعود واحد، و أَصحابی و أَصحابك واحد. قال: و المُوَحِّدُ كالمُثَنِّی و المُثَلِّث. قال ابن السكیت: تقول هذا الحادیَ عَشَرَ و هذا الثانیَ عَشَرَ و هذا الثالثَ عَشَرَ مفتوح كله إِلی العشرین؛ و فی المؤَنث: هذه الحادیةَ عَشْرة و الثانیةَ عشرة إِلی العشرین تدخل الهاء فیها جمیعاً. قال الأَزهری: و ما ذكرت فی هذا الباب من الأَلفاظ النادرة فی الأَحد و الواحد و الإِحدی و الحادی فإِنه یجری علی ما جاء عن العرب و لا یعدّی ما حكی عنهم لقیاس متوهّم اطراده، فإِن فی كلام العرب النوادر التی لا تنقاس و إِنما یحفظها أَهل المعرفة المعتنون بها و لا یقیسون علیها؛ قال: و ما ذكرته فإِنه كله مسموع صحیح. و رجل واحد: مُتَقَدِّم فی بَأْس أَو علم أَو غیر ذلك كأَنه لا مثل له فهو وحده لذلك؛ قال أَبو خراش: أَقْبَلْتُ لا یَشْتَدُّ شَدِّیَ واحِدٌ، عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَیَّرُ الأَقْرابِ و الجمع أُحْدانٌ و وُحْدانٌ مثل شابٍّ و شُبّانٍ و راع و رُعْیان. الأَزهری: یقال فی جمع الواحد أُحْدانٌ و الأَصل وُحْدان فقلبت الواو همزة لانضمامها؛ قال الهذلی: یَحْمِی الصَّریمةَ، أُحْدانُ الرجالِ له صَیْدٌ، و مُجْتَرِئٌ باللیلِ هَمّاسُ قال ابن سیدة: فأَما قوله: طارُوا إِلیه زَرافاتٍ و أُحْدانا فقد یجوز أَن یُعْنی أَفراداً، و هو أَجود لقوله زرافات، و قد یجوز أَن یعنی به الشجعان الذین لا نظیر لهم فی البأْس؛ و أَما قوله:
لسان العرب، ج‌3، ص: 448
لِیَهْنِئ تُراثی لامْرئٍ غیرِ ذِلّةٍ، صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِیفُ سَریعاتُ مَوتٍ رَیِّثاتُ إِفاقةٍ، إِذا ما حُمِلْنَ، حَمْلُهُنَّ خَفِیفُ فإِنه عنی بالأُحْدانِ السهام الأَفْراد التی لا نظائر لها، و أَراد لامْرئٍ غیر ذی ذِلّةٍ أَو غیر ذلیل. و الصَّنابِرُ: السِّهامُ الرِّقاقُ. و الحَفِیف: الصوتُ. و الرَّیِّثاتُ: البِطاءُ. و قوله: سَرِیعاتُ موت رَیِّثاتُ إِفاقة، یقول: یُمِتْنَ مَن رُمیَ بهن لا یُفیق منهن سریعاً، و حملهن خفیف علی من یَحْمِلُهُنَّ. و حكی اللحیانی: عددت الدراهم أَفْراداً و وِحاداً؛ قال: و قال بعضهم: أَعددت الدراهم أَفراداً و وِحاداً، ثم قال: لا أَدری أَعْدَدْتُ أَ من العَدَد أَم من العُدّة. و الوَحَدُ و الأَحَدُ: كالواحد همزته أَیضاً بدل من واو، و الأَحَدُ أَصله الواو. و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَنه سئل عن الآحاد: أَ هی جمع الأَحَدِ؟ فقال: معاذ الله لیس للأَحد جمع، و لكن إِن جُعلت جمعَ الواحد، فهو محتمل مثل شاهِد و أَشْهاد. قال: و لیس للواحد تثنیة و لا للاثنین واحد من جنسه. و قال أَبو إِسحاق النحوی: الأَحَد أصله الوحَد، قال غیره: الفرق بین الواحد و الأَحد أَن الأَحد شی‌ء بنی لنفی ما یذكر معه من العدد، و الواحد اسم لمفتتح العدد، و أَحد یصلح فی الكلام فی موضع الجحود و واحد فی موضع الإِثبات. یقال: ما أَتانی منهم أَحد، فمعناه لا واحد أَتانی و لا اثنان؛ و إِذا قلت جاءنی منهم واحد فمعناه أَنه لم یأْتنی منهم اثنان، فهذا حدُّ الأَحَد ما لم یضف، فإِذا أُضیف قرب من معنی الواحد، و ذلك أَنك تقول: قال أَحد الثلاثة كذا و كذا و أَنت ترید واحداً من الثلاثة؛ و الواحدُ بنی علی انقطاع النظیر و عَوَزِ المثل، و الوحِیدُ بنی علی الوَحْدة و الانفراد عن الأَصحاب من طریق بَیْنُونته عنهم. و قولهم: لست فی هذا الأَمر بأَوْحَد أَی لست بعادم فیه مثلًا أَو عِدْلًا. الأَصمعی: تقول العرب: ما جاءَنی من أَحد و لا تقول قد جاءَنی من أَحد، و لا یقال إِذا قیل لك ما یقول ذلك أَحد: بَلی یقول ذلك أَحد. قال: و یقال: ما فی الدّار عَریبٌ، و لا یقال: بلی فیها عریب. الفراء قال: أَحد یكون للجمع و الواحد فی النفی؛ و منه قول الله عز و جل: فَمٰا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حٰاجِزِینَ؛ جُعِل أَحد فی موضع جمع؛ و كذلك قوله: لٰا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ؛ فهذا جمع لأَن بین لا تقع إِلا علی اثنین فما زاد. قال: و العرب تقول: أَنتم حَیّ واحد و حی واحِدون، قال: و معنی واحدین واحد. الجوهری: العرب تقول: أَنتم حیّ واحد و حیّ واحدون كما یقال شِرْذِمةٌ قلیلون؛ و أَنشد للكمیت: فَضَمَّ قَواصِیَ الأَحْیاءِ منهم، فَقَدْ رَجَعوا كَحَیٍّ واحِدینا و یقال: وحَّدَه و أَحَّدَه كما یقال ثَنَّاه و ثَلَّثه. ابن سیدة: و رجل أَحَدٌ و وَحَدٌ و وَحِدٌ و وَحْدٌ و وَحِیدٌ و مُتَوَحِّد أَی مُنْفَرِدٌ، و الأُنثی وَحِدةٌ؛ حكاه أَبو علی فی التذكرة، و أَنشد: كالبَیْدانةِ الوَحِدهْ الأَزهری: و كذلك فَریدٌ و فَرَدٌ و فَرِدٌ. و رجل وحِیدٌ: لا أَحَدَ معه یُؤنِسُه؛ و قد وَحِدَ یَوْحَدُ وَحادةً و وَحْدةً وَ وَحْداً. و تقول: بقیت وَحیداً فَریداً حَریداً بمعنی واحد. و لا یقال: بقیت أَوْحَدَ و أَنت ترید فَرْداً، و كلام العرب یجی‌ء علی ما بنی علیه و أُخذ عنهم، و لا یُعَدّی به موضعُه و لا یجوز أَن
لسان العرب، ج‌3، ص: 449
یتكلم فیه غیر أَهل المعرفة الراسخین فیه الذین أَخذوه عن العرب أَو عمن أَخذ عنهم من ذوی التمییز و الثقة. و واحدٌ و وَحَد و أَحَد بمعنی؛ و قال: فلَمَّا التَقَیْنا واحدَیْن عَلَوْتُهُ اللحیانی: یقال وَحِدَ فلان یَوْحَدُ أَی بقی وحده؛ و یقال: وَحِدَ وَ وَحُدَ و فَرِدَ و فَرُدَ و فَقِهَ و فَقُهَ و سَفِهَ و سَفُهَ و سَقِمَ و سَقُمَ و فَرِعَ و فَرُعَ و حَرِضَ و حَرُضَ. ابن سیدة: وحِدَ و وحُدَ وحادةً و حِدةً و وَحْداً و تَوَحَّدَ: بقی وحده یَطَّرد إِلی العشرة؛ عن الشیبانی. و‌فی حدیث ابن الحنظلیة: و كان رجلا مُتوحّداً‌أَی مُنْفرداً لا یُخالِط الناس و لا یُجالِسهم. و أَوحد الله جانبه أَی بُقِّی وَحْدَه. و أَوْحَدَه للأَعْداء: تركه. و حكی سیبویه: الوَحْدة فی معنی التوَحُّد. و تَوَحَّدَ برأْیه: تفرّد به، و دخل القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ و أُحادَ أُحادَ أَی فُرادی واحداً واحداً، معدول عن ذلك. قال سیبویه: فتحوا مَوْحَد إِذ كان اسماً موضوعاً لیس بمصدر و لا مكان. و یقال: جاؤوا مَثْنَی مَثنی و مَوْحَدَ مَوْحد، و كذلك جاؤوا ثُلاثَ و ثُناءَ و أُحادَ. الجوهری: و قولهم أُحادَ وَ وُحادَ و مَوْحَد غیر مصروفات للتعلیل المذكور فی ثُلاثَ. ابن سیدة: مررت به وحْدَه، مصدر لا یثنی و لا یجمع و لا یُغَیّر عن المصدر، و هو بمنزلة قولك إِفْراداً و إِن لم یتكلم به، و أَصله أَوْحَدْتُه بِمُروری إِیحاداً ثم حُذِفت زیاداته فجاءَ علی الفعل؛ و مثله قولهم: عَمْرَكَ اللَّهَ إِلَّا فعلت أَی عَمَّرتُك الله تعمیراً. و قالوا: هو نسیجُ وحْدِه و عُیَیْرُ وحْدِه و جُحَیْشُ وحْدِه فأَضافوا إِلیه فی هذه الثلاثة، و هو شاذّ؛ و أَما ابن الأَعرابی فجعل وحْدَه اسماً و مكنه فقال جلس وحْدَه و علا وحْدَه و جلَسا علی وحْدَیْهِما و علی وحْدِهما و جلسوا علی وَحْدِهم، و قال اللیث: الوَحْد فی كل شی‌ء منصوب جری مجری المصدر خارجاً من الوصف لیس بنعت فیتبع الاسم، و لا بخبر فیقصد إِلیه، فكان النصب أَولی به إِلا أَن العرب أَضافت إِلیه فقالت: هو نَسیجُ وحْدِه، و هما نَسِیجا وحْدِهما، و هم نُسَجاءُ وحدِهم، و هی نَسِیجةُ وحدِها، و هنَّ نسائج وحْدِهنَّ؛ و هو الرجل المصیب الرأْی. قال: و كذلك قَریعُ وحْدِه، و كذلك صَرْفُه، و هو الذی لا یقارعه فی الفضل أَحد. قال أَبو بكر: وحده منصوب فی جمیع كلام العرب إِلا فی ثلاثة مواضع، تقول: لا إِله إِلا الله وحده لا شریك له، و مررت بزید وحده؛ و بالقوم وحدی. قال: و فی نصب وحده ثلاثة أَقوال: قال جماعة من البصریین هو منصوب علی الحال، و قال یونس: وحده هو بمنزلة عنده، و قال هشام: وحده منصوب علی المصدر، و حكی وَحَدَ یَحِدُ صَدَر وَحْدَه علی هذا الفعل. و قال هشام و الفراء: نَسِیجُ وحدِه و عُیَیْرُ وحدِه و واحدُ أُمّه نكرات، الدلیل علی هذا أَن العرب تقول: رُبَّ نَسِیجِ وحدِه قد رأَیت، و ربّ واحد أُمّه قد أَسَرْتُ؛ و قال حاتم: أَماوِیّ إِنی رُبَّ واحِدِ أُمِّه أَخَذْتُ، فلا قَتْلٌ علیه، و لا أَسْرُ و قال أَبو عبید فی‌قول عائشة، رضی الله عنها، و وصْفِها عمر، رحمه الله: كان و اللهِ أَحْوذِیّاً نَسِیجَ وحدِه؛ تعنی أَنه لیس له شبیه فی رأْیه و جمیع أُموره؛ و قال: جاءَتْ به مُعْتَجِراً بِبُرْدِه، سَفْواءُ تَرْدی بِنَسیجِ وحدِه قال: و العرب تنصب وحده فی الكلام كله لا ترفعه و لا تخفضه إِلا فی ثلاثة أَحرف: نسیج وحده، و عُیَیْر وحده، و جُحَیْش وحده؛ قال: و قال البصریون إِنما
لسان العرب، ج‌3، ص: 450
نصبوا وحده علی مذهب المصدر أَی تَوَحَّد وحدَه؛ قال: و قال أَصحابنا إِنما النصْبُ علی مذهب الصفة؛ قال أَبو عبید: و قد یدخل الأَمران فیه جمیعاً؛ و قال شمر: أَما نسیج وحده فمدح و أَما جحیش وحده و عییر وحده فموضوعان موضع الذمّ، و هما اللذان لا یُشاوِرانِ أَحداً و لا یُخالِطانِ، و فیهما مع ذلك مَهانةٌ و ضَعْفٌ؛ و قال غیره: معنی قوله نسیج وحده أَنه لا ثانی له و أَصله الثوب الذی لا یُسْدی علی سَداه لِرِقّة غیره من الثیاب. ابن الأَعرابی: یقال نسیجُ وحده و عییر وحده و رجلُ وحده. ابن السكیت: تقول هذا رجل لا واحد له كما تقول هو نسیج وحده. و‌فی حدیث عمر: من یَدُلُّنی علی نسیج وحده؟الجوهری: الوَحْدةُ الانفراد. یقال: رأَیته وحده و جلس وحده أَی منفرداً، و هو منصوب عند أَهل الكوفة علی الظرف، و عند أَهل البصرة علی المصدر فی كل حال، كأَنك قلت أَوحدته برؤْیتی إِیحاداً أَی لم أَرَ غیره ثم وضَعْت وحده هذا الموضع. قال أَبو العباس: و یحتمل وجهاً آخر، و هو أَن یكون الرجل بنفسه منفرداً كأَنك قلت رأَیت رجلًا منفرداً انفراداً ثم وضعت وحده موضعه، قال: و لا یضاف إِلا فی ثلاثة مواضع: هو نسیج وحده، و هو مدح، و عییر وحده و جحیش وحده، و هما ذم، كأَنك قلت نسیج إِفراد فلما وضعت وحده موضع مصدر مجرور جررته، و ربما قالوا: رجیل وحده. قال ابن بری عند قول الجوهری رأَیته وحده منصوب علی الظرف عند أَهل الكوفة و عند أَهل البصرة علی المصدر؛ قال: أَما أَهل البصرة فینصبونه علی الحال، و هو عندهم اسم واقع موقع المصدر المنتصب علی الحال مثل جاء زید رَكْضاً أَی راكضاً. قال: و من البصریین من ینصبه علی الظرف، قال: و هو مذهب یونس. قال: و لیس ذلك مختصاً بالكوفیین كما زعم الجوهری. قال: و هذا الفصل له باب فی كتب النحویین مُسْتَوْفًی فیه بیان ذلك. التهذیب: و الوحْد خفِیفٌ حِدةُ كلِّ شی‌ء؛ یقال: وَحَدَ الشی‌ءُ، فهو یَحِدُ حِدةً، و كلُّ شی‌ء علی حِدةٍ فهو ثانی آخَرَ. یقال: ذلك علی حِدَتِه و هما علی حِدَتِهما و هم علی حِدَتِهم. و‌فی حدیث جابر و دَفْنِ أَبیه: فجعله فی قبر علی حِدةٍ‌أَی منفرداً وحدَه، و أَصلها من الواو فحذفت من أَولها و عوّضت منها الهاء فی آخرها كعِدة و زِنةٍ من الوعْد و الوَزْن؛ و‌الحدیث الآخر: اجعل كلَّ نوع من تمرك علی حِدةٍ.قال ابن سیدة: و حِدةُ الشی‌ء تَوَحُّدُه و هذا الأَمر علی حِدته و علی وحْدِه. و حكی أَبو زید: قلنا هذا الأَمر وحْدینا، و قالتاه وحْدَیْهِما، قال: و هذا خلاف لما ذكرنا. و أَوحده الناس تركوه وحده؛ و قول أَبی ذؤَیب: مُطَأْطَأَة لم یُنْبِطُوها، و إِنَّها لَیَرْضَی بها فُرَّاطُها أُمَّ واحِدِ أَی أَنهم تَقَدَّمُوا یَحْفِرونها یَرْضَوْن بها أَن تصیر أُمّاً لواحد أَی أَن تَضُمَّ واحداً، و هی لا تضم أَكثر من واحد؛ قال ابن سیدة: هذا قول السكری. و الوحَدُ من الوَحْش: المُتَوَحِّد، و من الرجال: الذی لا یعرف نسبه و لا أَصله. اللیث: الوحَدُ المنفرد، رجل وحَدٌ و ثَوْر وحَد؛ و تفسیر الرجل الوَحَدِ أَن لا یُعرف له أَصل؛ قال النابغة: بِذی الجَلِیلِ علی مُسْتَأْنِسٍ وحَدِ و التوحید: الإِیمان بالله وحده لا شریك له. و الله الواحِدُ الأَحَدُ: ذو الوحدانیة و التوحُّدِ. ابن سیدة: و الله الأَوحدُ و المُتَوَحِّدُ و ذُو الوحْدانیة، و من صفاته الواحد الأَحد؛ قال أَبو منصور و غیره: الفرق
لسان العرب، ج‌3، ص: 451
بینهما أَن الأَحد بنی لنفی ما یذكر معه من العدد، تقول ما جاءَنی أَحد، و الواحد اسم بنی لِمُفْتَتَح العدد، تقول جاءنی واحد من الناس، و لا تقول جاءنی أَحد؛ فالواحد منفرد بالذات فی عدم المثل و النظیر، و الأَحد منفرد بالمعنی؛ و قیل: الواحد هو الذی لا یتجزأُ و لا یثنی و لا یقبل الانقسام و لا نظیر له و لا مثل و لا یجمع هذین الوصفین إِلا الله عز و جل؛ و قال ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی الْوٰاحِدُ*، قال: هو الفرد الذی لم یزل وحده و لم یكن معه آخر؛ قال الأَزهری: و أَما اسم الله عز و جل أَحَدٌ فإِنه لا یوصف شی‌ء بالأَحدیة غیره؛ لا یقال: رجل أَحَد و لا درهم أَحَد كما یقال رجل وحَدٌ أَی فرد لأَن أَحداً صفة من صفات الله عز و جل التی استخلصها لنفسه و لا یشركه فیها شی‌ء؛ و لیس كقولك الله واحد و هذا شی‌ء واحد؛ و لا یقال شی‌ء أَحد و إِن كان بعض اللغویین قال: إِن الأَصل فی الأَحَد وحَد؛ قال اللحیانی: قال الكسائی: ما أَنت من الأَحد أَی من الناس؛ و أَنشد: و لیس یَطْلُبُنی فی أَمرِ غانِیَةٍ إِلا كَعَمرٍو، و ما عَمرٌو من الأَحَدِ قال: و لو قلت ما هو من الإِنسان، ترید ما هو من الناس، أَصبت. و أَما قول الله عز و جل: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ اللّٰهُ الصَّمَدُ؛ فإِن أَكثر القراء علی تنوین أَحَدٌ. و قد قرأَه بعضهم بترك التنوین و قرئَ بإِسكان الدال: قل هو الله أَحَدْ، و أَجودها الرفع بإِثبات التنوین فی المرور و إِنما كسر التنوین لسكونه و سكون اللام من الله، و من حذف التنوین فلالتقاء الساكنین أَیضاً. و أَما قول الله تعالی: هُوَ اللّٰهُ، فهو كنایة عن ذكر الله المعلوم قبل نزول القرآن؛ المعنی: الذی سأَلتم تبیین نسبه هو الله، و أَحَدٌ مرفوع علی معنی هو الله أَحد، و‌روی فی التفسیر: أَن المشركین قالوا للنبی، صلی الله علیه و سلم: انْسُبْ لنا ربَّك، فأَنزل الله عز و جل: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ اللّٰهُ الصَّمَدُ.قال الأَزهری: و لیس معناه أَنّ لله نَسَباً انْتَسَبَ إِلیه و لكن معناه نفی النسب عن اللهِ تعالی الواحدِ، لأَن الأَنْسابَ إِنما تكون للمخلوقین، و الله تعالی صفته أَنه لَمْ یَلِدْ ولداً ینسب إِلیه، وَ لَمْ یُولَدْ فینتسب إِلی ولد، و لم یكن له مثل و لا یكون فیشبه به تعالی الله عن افتراء المفترین، و تقدَّس عن إِلحادِ المشركین، و سبحانه عما یقول الظالمون و الجاحدون علوًّا كبیراً. قال الأَزهری: و الْوٰاحِدُ* من صفات الله تعالی، معناه أَنه لا ثانی له، و یجوز أَن ینعت الشی‌ء بأَنه واحد، فأَما أَحَد فلا ینعت به غیر الله تعالی لخلوص هذا الاسم الشریف له، جل ثناؤه. و تقول: أَحَّدْتُ الله تعالی و وحَّدْته، و هو الواحدُ الأَحَد. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لرجل ذَكَرَ اللَّهَ و أَومَأَ بإِصْبَعَیْهِ فقال له: أَحِّدْ أَحِّدْ‌أَی أَشِرْ بِإِصْبَعٍ واحدة. قال: و أَما قول الناس: تَوَحَّدَ الله بالأَمر و تفرّد، فإِنه و إِن كان صحیحاً فإِنی لا أُحِبُّ أَن أَلْفِظَ به فی صفة الله تعالی فی المعنی إِلا بما وصف به نفسه فی التنزیل أَو فی السُّنَّة، و لم أَجد المُتَوَحِّدَ فی صفاته و لا المُتَفَرِّدَ، و إِنما نَنْتَهِی فی صفاته إِلی ما وصف به نفسه و لا نُجاوِزُه إِلی غیره لمَجَازه فی العربیة. و‌فی الحدیث: أَن الله تعالی لم یرض بالوَحْدانیَّةِ لأَحَدٍ غیره، شَرُّ أُمَّتی الوَحْدانیُّ المُعْجِبُ بدینه المُرائی بعَمَلِه، یرید بالوحْدانیِّ المُفارِقَ للجماعة المُنْفَرِدَ بنفسه، و هو منسوب إِلی الوَحْدةِ و الانفرادِ، بزیادة الأَلف و النون للمبالغة. و المِیحادُ: من الواحدِ كالمِعْشارِ، و هو جزء واحد كما أَن المِعْشارَ عُشْرٌ، و المَواحِیدُ جماعة المِیحادِ؛ لو رأَیت أَكَماتٍ مُنْفَرِداتٍ كل واحدة بائنة من
لسان العرب، ج‌3، ص: 452
الأُخری كانت مِیحاداً و مواحِیدَ. و المِیحادُ: الأَكمة المُفْرَدةُ. و ذلك أَمر لَسْتُ فیه بأَوْحَد أَی لا أُخَصُّ به؛ و فی التهذیب: أَی لست علی حِدةٍ. و فلانٌ واحِدُ دَهْرِه أَی لا نَظِیرَ له. و أَوحَدَه اللَّهُ: جعله واحد زمانه؛ و فلانٌ أَوْحَدُ أَهل زمانه و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی الله تعالی عنهما: للهِ أُمٌّ «3» حَفَلَتْ علیه و دَرَّتْ لقد أَوْحَدَت به‌أَی ولَدَتْه وحِیداً فَرِیداً لا نظیر له، و الجمع أُحْدان مثل أَسْوَدَ و سُودان؛ قال الكمیت: فباكَرَه، و الشمسُ لم یَبْدُ قَرْنُها، بِأُحْدانِه المُسْتَوْلِغاتِ، المُكَلِّبُ یعنی كلابَه التی لا مثلها كلاب أَی هی واحدة الكلاب. الجوهری: و یقال: لست فی هذا الأَمر بأَوْحَد و لا یقال للأُنثی وَحْداء. و یقال: أَعْطِ كل واحد منهم علی حِدَة أَی علی حِیالِه، و الهاء عِوَضٌ من الواو كما قلنا. أَبو زید: یقال: اقتضیت كل درهم علی وَحْدِه و علی حِدته. تقول: فعل ذلك من ذاتِ حدته و من ذات نَفْسه و من ذات رأْیه و علی ذات حدته و من ذی حدته بمعنی واحد. و تَوَحَّده الله بعِصْمته أَی عَصَمه و لم یَكِلْه إِلی غیره. و أَوْحَدَتِ الشاةُ فهی مُوحِدٌ أَی وَضَعَتْ واحِداً مثل أَفَذَّتْ. و یقال: أَحَدْتُ إِلیه أَی عَهِدْتُ إِلیه؛ و أَنشد الفراء: سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْدِ الذی أَحَدُوا یرید بالعَهْدِ الذی عَهِدُوا؛ و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه قال فی قوله: لقدْ بَهَرْتَ فما تَخْفَی علی أَحَدٍ قال: أَقام أَحداً مقام ما أَو شی‌ءٍ و لیس أَحد من الإِنس و لا من الجن، و لا یتكَلَّمُ بأَحَد إِلا فی قولك ما رأَیت أَحداً، قال ذلك أَو تكلم بذلك من الجن و الإِنس و الملائكة. و إِن كان النفی فی غیرهم قلت: ما رأَیت شیئاً یَعْدِلُ هذا و ما رأَیت ما یعدل هذا، ثم العَربُ تدخل شیئاً علی أَحد و أَحداً علی شی‌ء. قال الله تعالی: وَ إِنْ فٰاتَكُمْ شَیْ‌ءٌ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ «4» و قرأَ ابن مسعود: و إن فاتكم أَحد من أَزواجكم؛ و قال الشاعر: و قالتْ: فلَوْ شَی‌ءٌ أَتانا رَسُوله سِواكَ، و لكنْ لم نَجِدْ لكَ مَدْفَعا أَقام شیئاً مقام أَحَدٍ أَی لیس أَحَدٌ مَعْدُولًا بك. ابن سیدة: و فلان لا واحد له أَی لا نظیر له. و لا یقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَی كریم الآباءِ و الأُمهاتِ من الرجال و الإِبل؛ و قال أَبو زید: لا یقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَی الكریم من الرجال؛ و فی النوادر: لا یستطیعها إِلا ابن إِحْداتها یعنی إِلا ابن واحدة منها؛ قال ابن سیدة و قوله: حتی اسْتثارُوا بیَ إِحْدَی الإِحَدِ، لَیْثاً هِزَبْراً ذا سِلاحٍ مُعْتَدِی فسره ابن الأَعرابی بأَنه واحد لا مثل له؛ یقال: هذا إِحْدَی الإِحَدِ و أَحَدُ الأَحَدِین و واحِدُ الآحادِ.و سئل سفیان الثوری عن سفیان بن عیینة قال: ذلك أَحَدُ الأَحَدِین؛ قال أَبو الهیثم: هذا أَبلغ المدح. قال: و أَلف الأَحَد مقطوعة و كذلك إِحدی، و تصغیر أَحَد أُحَیْدٌ و تصغیر إِحْدَی أُحَیدَی، و ثبوت الأَلِف فی أَحَد و إِحْدی دلیل علی أَنها مقطوعة، و أَما أَلِف اثْنا و اثْنَتا فأَلِف وصل، و تصغیر اثْنا ثُنَیَّا و تصغیر اثْنَتا ثُنَیَّتا. و إِحْدَی بناتِ طَبَقٍ: الدّاهِیةُ، و قیل: الحَیَّةُ
(3). قوله [لله أم إلخ] هذا نص النهایة فی وحد و نصها فی حفل: لله أم حفلت له و درت علیه أی جمعت اللبن فی ثدیها له. (4). الآیة
لسان العرب، ج‌3، ص: 453
سمیت بذلك لِتَلَوِّیها حتی تصیر كالطَّبَق. و بَنُو الوَحَدِ: قوم من بنی تَغْلِب؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ قال و قوله: فَلَوْ كُنتُمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذِكم، و لكِنَّها الأَوْحادُ أَسْفَلُ سافِلِ أَراد بنی الوَحَد من بنی تَغْلِبَ، جعل كل واحد منهم أَحَداً. و قوله: أَخَذْنا بأَخْذِكم أَی أَدْرَكْنا إِبلكم فرددناها علیكم. قال الجوهری: و بَنُو الوَحِیدِ بطْنٌ من العرب من بنی كلاب بن ربیعة بن عامر بن صَعْصَعةَ. و الوَحِیدُ: موضع بعینه؛ عن كراع. و الوحید: نَقاً من أَنْقاء الدَّهْناءِ؛ قال الراعی: مَهارِیسُ، لاقَتْ بالوَحِیدِ سَحابةً إِلی أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ و الوُحْدانُ: رِمال منقطعة؛ قال الراعی: حتی إِذا هَبَطَ الوُحْدانُ، و انْكَشَفَتْ مِنْه سَلاسِلُ رَمْلٍ بَیْنَها رُبَدُ و قیل: الوُحْدانُ اسم أَرض. و الوَحِیدانِ: ماءانِ فی بلاد قَیْس معروفان. قال: و آلُ الوَحِیدِ حیٌّ من بنی عامر. و‌فی حدیث بلال: أَنه رَأَی أُبَیَّ بنَ خَلَفٍ یقول یوم بدر: یا حَدْراها؛ قال أَبو عبید: یقول هل أَحد رأَی مثل هذا؟ و قوله عز و جل: إِنَّمٰا أَعِظُكُمْ بِوٰاحِدَةٍ هی هذه أَنْ تَقُومُوا لِلّٰهِ مَثْنیٰ وَ فُرٰادیٰ؛ و قیل: أَعظُكم أَنْ تُوَحِّدُوا الله تعالی. و قوله: ذَرْنِی وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِیداً؛ أَی لم یَشْرَكْنی فی خلقه أَحَدٌ، و یكون وَحِیداً من صفة المخلوق أَی و مَنْ خَلَقْتُ وحْدَه لا مال له و لا وَلد ثم جَعَلْت له مالًا و بنین. و قوله: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسٰاءِ، لم یقل كَواحِدة لأَن أَحداً نفی عام للمذكر و المؤنث و الواحد و الجماعة.

وخد؛ ج3، ص: 453

: الوَخْدُ: ضرب من سیر الإِبل، و هو سعة الخَطْو فی المشی، و مثله الخَدْیُ لغتان. یقال: وخَدَتِ الناقةُ تَخِدُ وخْداً؛ قال النابغة: فَما وَخَدَتْ بِمِثْلِكِ ذاتُ غَرْبٍ، حَطُوطٌ فی الزِّمامِ، و لا لَحُونُ و أَنشد أَبو عبیدة فی الناقة: وَخُود من اللَّائی تَسَمَّعْنَ، بالضُّحَی، قَرِیضَ الرُّدافَی بالغِناءِ المُهَوِّدِ و وخَدَ البعیر یَخِدُ وَخْداً وَ وَخَداناً: أَسْرَعَ و وَسَّع الخَطْو؛ و قیل: رمی بقوائمه كمشی النعام؛ و بعیر واخِدٌ و وخّاد و ظلیم وَخّاد. و وَخْدُ الفرسِ: ضرْبٌ من سیره؛ حكاه كراع و لم یَحُدَّه. و‌فی حدیث وفاة أَبی ذر: رأَی قوماً تَخِدُ بهم رَواحِلُهم؛ الوَخْدُ ضرب من سیر الإِبل سریع. و فی حدیث خیبر ذكر وخْدةَ، هو بفتح الواو و سكون الخاء: قریة من قری خَیْبَر الحَصِینة بها نخل.

ودد؛ ج3، ص: 453

: الودُّ: مصدر المودَّة. ابن سیدة: الودُّ الحُبُّ یكون فی جمیع مَداخِل الخَیْر؛ عن أَبی زید. و وَدِدْتُ الشی‌ءَ أَوَدُّ، و هو من الأُمْنِیَّة؛ قال الفراء: هذا أَفضل الكلام؛ و قال بعضهم: وَدَدْتُ و یَفْعَلُ منه یَوَدُّ لا غیر؛ ذكر هذا فی قوله تعالی: یَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ یُعَمَّرُ أَی یتمنی. اللیث: یقال: وِدُّكَ وَ وَدِیدُكَ كما تقول حِبُّكَ و حَبِیبُك. الجوهری: الوِدُّ الوَدِیدُ، و الجمع أَوُدٌّ مثل قِدْحٍ و أَقْدُحٍ و ذِئْبٍ و أَذْؤُبٍ؛ و هما یَتَوادّانِ و هم أَوِدّاء. ابن سیدة: وَدَّ الشی‌ءَ وُدًّا وَ وِدًّا وَ وَدّاً وَ وَدادةً وَ وِداداً وَ وَداداً و مَوَدَّةً و مَوْدِدةً: أَحَبَّه؛ قال:
لسان العرب، ج‌3، ص: 454
إِنَّ بَنِیَّ لَلئامٌ زَهَدَهْ، ما لیَ فی صُدُورِهْم مِنْ مَوْدِدَهْ أَراد من مَوَدّة. قال سیبویه: جاء المصدر فی مَوَدّة علی مَفْعَلة و لم یشاكل باب یَوْجَلُ فیمن كسر الجیم لأَن واو یَوْجَلُ قد تعتل بقلبها أَلفاً فأَشبهت واو یَعِدُ فكسروها كما كسروا المَوْعِد، و إِن اختلف المعنیان، فكان تغییر یاجَل قلباً و تغییر یَعِدُ حذفاً لكن التغییر یجمعهما. و حكی الزجاجی عن الكسائی: ودَدْتُ الرجل، بالفتح. الجوهری: تقول وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك و وَدِدْتُ لو أَنك تفعل ذلك أَوَدُّ وُدًّا وَ وَدًّا وَ وَدادةً، وَ وِداداً أَی تمنیت؛ قال الشاعر: وَدِدْتُ وَدادةً [وِدادةً لو أَنَّ حَظِّی، من الخُلَّانِ، أَنْ لا یَصْرِمُونی و وَدِدْتُ الرجل أَوَدُّه ودًّا إِذا أَحببته. و الوُدُّ و الوَدُّ و الوِدُّ: المَوَدَّة؛ تقول: بودِّی أَن یكون كذا؛ و أَما قول الشاعر: أَیُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنّا، و بِودِّیكَ لَوْ تَرَی أَكْفانی فإِنما أَشبع كسرة الدال لیستقیم له البیت فصارت یاء. و قوله عز و جل: قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبیٰ؛ معناه لا أَسأَلكم أَجراً علی تبلیغ الرسالة و لكنی أُذكركم المودّة فی القربی؛ و الْمَوَدَّةَ منتصبة علی استثناء لیس من الأَوّل لأَن المودّة فی القربی لیست بأَجر؛ و أَنشد الفراء فی التمنی: وددتُ ودادة لو أَن حظی قال: و أَختارُ فی معنی التمنی: وَدِدْت. قال: و سمعت وَدَدْتُ، بالفتح، و هی قلیلة؛ قال: و سواء قلت وَدِدْتُ أَو وَدَدْتُ المستقبل منهما أَوَدُّ و یَوَدُّ و تَوَدُّ لا غیر؛ قال أَبو منصور: و أَنكر البصریون ودَدْتُ، قال: و هو لحن عندهم. و قال الزجاج: قد علمنا أَن الكسائی لم یحك ودَدْت إِلا و قد سمعه و لكنه سمعه ممن لا یكون حجة. و قرئ: سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمٰنُ وُدًّا و وَدّاً. قال الفراء: وُدًّا فی صدور المؤمنین، قال: قاله بعض المفسرین. ابن الأَنباری: الْوَدُودُ فی أَسماءِ الله عز و جل، المحبُّ لعباده، من قولك وَدِدْت الرجل أَوَدّه ودّاً و وِداداً وَ وَداداً. قال ابن الأَثیر: الْوَدُودُ فی أَسماءِ الله تعالی، فَعُولٌ بمعنی مَفْعُول، من الودّ المحبة. یقال: وددت الرجل إِذا أَحببته، فالله تعالی مَوْدُود أَی مَحْبوب فی قلوب أَولیائه؛ قال: أَو هو فَعُول بمعنی فاعل أَی یُحبّ عباده الصالحین بمعنی یَرْضی عنهم. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنّ أَبا هذا كان وُدًّا لعمر؛ هو علی حذف المضاف تقدیره كان ذا وُدّ لعمر أَی صدیقاً، و إِن كانت الواو مكسورة فلا یحتاج إِلی حذف فإِن الوِدّ، بالكسر، الصدیق. و‌فی حدیث الحسن: فإِنْ وافَق قول عملًا فآخِه و أَوْدِدْه‌أَی أَحْبِبْه و صادِقْه، فأَظهر الإِدغام للأَمر علی لغة الحجاز. و‌فی الحدیث: علیكم بتعلم العربیة فإِنها تدل علی المُروءةِ و تزید فی الموَدّةِ؛ یرید مَوَدَّةَ المشاكلة؛ و رجل وُدٌّ و مِوَدّ وَ وَدُودٌ و الأُنثی وَدُودٌ أَیضاً، و الوَدُودُ: المُحِبُّ. ابن الأَعرابی: الموَدَّةُ الكتاب. قال الله تعالی: تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ أَی بالكُتُب؛ و أَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: و أَعْدَدْتُ للحَرْبِ خَیْفانةً، جَمُومَ الجِراءِ وَقاحاً وَدُوداً قال ابن سیدة: معنی قوله وَدُوداً أَنها باذلةٌ ما عندها من الجَرْی؛ لا یصح قوله ودُوداً إِلا علی ذلك لأَن الخیل بهائمُ و البهائم لا ودَّ لها فی غیر نوعها. و توَدَّدَ إِلیه: تحبب. و توَدَّده: اجْتَلَبَ ودَّه؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 455
عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: أَقولُ: توَدَّدْنی إِذا ما لَقِیتَنی بِرِفْقٍ، و مَعْروفٍ مِن القَوْلِ ناصِعِ و فلان وُدُّكَ و وِدُّكَ وَ وَدُّكَ، بالفتح، الأَخیرة عن ابن جنی، و وَدیدُك و قوم وُدٌّ و وِدادٌ و أَوِدَّاءُ و أَوْدادٌ و أَوِدٌّ، بفتح الهمزة و كسر الواو، وَ أَوُدٌّ؛ قال النابغة: إِنی، كأَنی أَرَی النُّعْمانَ خَبَّرَه بعضُ الأَوُدّ حَدیثاً، غیرَ مَكْذوبِ قال: و ذهب أَبو عثمان إِلی أَن أَوُدّاً جمع دَلَّ علی واحده أَی أَنه لا واحد له. قال: و رواه بعضهم: بعضُ الأَوَدّ …، بفتح الواو؛ قال: یرید الذی هو أَشدُّ وُدًّا؛ قال أَبو علی: أَراد الأَوَدِّین الجماعة. الجوهری: و رجال وُدَداءُ یستوی فیه المذكر و المؤنث لكونه وصفاً داخلًا علی وصف للمبالغة. التهذیب: و الوَدُّ صَنَم كان لقوم نوح ثم صار لِكلب و كان بِدُومةِ الجندل و كان لقریش صنم یدعونه وُدّاً، و منهم من یهمز فیقول أُدٌّ؛ و منه سمی عَبدُ وُدٍّ، و منه سمی أُدُّ بنُ طابخة؛ و أُدَد: جد مَعَدِّ بن عدنانَ. و قال الفراء: قرأَ أَهل المدینة: و لا تَذَرُنَّ وُدًّا، بضم الواو، قال أَبو منصور: أَكثر القرَّاء قرؤوا وَدًّا، منهم أَبو عمرو و ابن كثیر و ابن عامر و حمزة و الكسائی و عاصم و یعقوب الحضرمی، و قرأَ نافع وُدًّا، بضم الواو. ابن سیدة: وَ وَدٌّ وَ وُدٌّ صنم. و حكاه ابن درید مفتوحاً لا غیر. و قالوا: عبد وُدّ یعنونه به، وَ وُدٌّ لغة فی أُدّ، و هو وُدُّ بن طابخة؛ التهذیب: الوَدّ، بالفتح، الصنَمُ؛ و أَنشد: بِوَدِّكِ، ما قَوْمی علی ما تَرَكْتِهِمْ، سُلَیْمَی إِذا هَبَّتْ شَمالٌ وَ ریحُها أَراد بِوَدّكِ «1» فمن رواه بِوَدّكِ أَراد بحق صنمكِ علیكِ، و من ضم أَراد بالمَوَدّة بینی و بینكِ؛ و معنی البیت أَیّ شی‌ء وجَدْتِ قومی یا سلیمی علی تركِكِ إِیاهم أَی قد رَضِیتُ بقولك و إِن كنت تاركة لهم فاصدُقی و قولی الحق؛ قال: و یجوز أَن یكون المعنی أَیّ شی‌ء قومی فاصدقی فقد رضیت قولك و إِن كنت تاركة لقومی. و وَدّانُ: وادٍ معروف؛ قال نصیب: قِفُوا خَبِّرُونی عن سُلَیْمَانَ إِنَّنی، لِمَعْرُوفِه من أَهلِ وَدّانَ، طالِبُ وَ وَدٌّ: جبل معروف؛ الجوهری: و الوَد فی قول إمرئ القیس: تُظْهِرُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ، و تُوارِیهِ إِذا ما تَعْتَكِرْ «2» قال ابن درید: هو اسم جبل. ابن سیدة و غیره: و الوَدُّ الوَتِدُ بلغة تمیم، فإِذا زادوا الیاء قالوا وتیدٌ؛ قال ابن سیدة: زعم ابن درید أَنها لغة تمیمیة، قال: لا أَدری هل أَراد أَنه لا یغیرها هذا التغییر إِلا بنو تمیم أَم هی لغة لتمیم غیر مغیرة عن وتد. الجوهری: الوَدُّ، بالفتح، الوَتِدُ فی لغة أَهل نجد كأَنهم سكَّنوا التاء فأَدغموها فی الدال. و مَوَدّةُ: اسم امرأَة؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: مَوَدّةُ تَهْوی عُمْرَ شَیْخٍ یَسُرُّه لها الموتُ، قَبْلَ اللَّیْلِ، لو أَنَّها تَدْری یَخافُ علیها جَفْوةَ الناسِ بَعْدَه، و لا خَتَنٌ یُرْجَی أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ و قیل: إِنها سمیت بالموَدّة التی هی المَحبة.
(1). قوله [أراد بودّك إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [تعتكر] یروی أیضاً تشتكر.
لسان العرب، ج‌3، ص: 456

ورد؛ ج3، ص: 456

: وَرْدُ كلّ شجرة: نَوْرُها، و قد غلبت علی نوع الحَوْجَم. قال أَبو حنیفة: الوَرْدُ نَوْرُ كل شجرة و زَهْرُ كل نَبْتَة، واحدته وَرْدة؛ قال: و الورد ببلاد العرب كثیر، رِیفِیَّةً و بَرِّیةً و جَبَلیّةً. و وَرَّدَ الشجرُ: نوّر. وَ وَرَّدت الشجرة إِذا خرج نَوْرُها. الجوهری: الوَرد، بالفتح، الذی یُشمّ، الواحدة وردة، و بلونه قیل للأَسد وَرْدٌ، و للفرس ورْد، و هو بین الكُمَیْت و الأَشْقَر. ابن سیدة: الوَرْد لون أَحمر یَضْرِبُ إِلی صُفرة حَسَنة فی كل شی‌ء؛ فَرَس وَرْدٌ، و الجمع وُرْد و وِرادٌ و الأُنثی ورْدة. و قد وَرُد الفرسُ یَوْرُدُ وُرُودةً أَی صار وَرْداً. و فی المحكم: و قد وَرُدَ وُرْدةً و اوْرادّ؛ قال الأَزهری: و یقال ایرادَّ یَوْرادُّ علی قیاس ادْهامَّ و اكْماتَّ، و أَصله اوْرادَّ صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها. و قال الزجاج فی قوله تعالی: فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ؛ أَی صارت كلون الوَرْد؛ و قیل: فكانت وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ؛ و الورد یتلون فیكون فی الشتاء خلاف لونه فی الصیف، و أَراد أَنها تتلون من الفزع الأَكبر كما تتلون الدهان المختلفة. و اللون وُرْدةٌ، مثل غُبْسة و شُقْرة؛ و قوله: تَنازَعَها لَوْنانِ: وَرْدٌ و جُؤْوةٌ، تَرَی لأَیاءِ الشَّمْسِ فیها تَحَدُّرا إِنما أَراد وُرْدةً و جُؤْوةً أَو وَرْداً و جَأًی. قال ابن سیدة: و إِنما قلنا ذلك لأَن ورداً صفة و جؤوة مصدر، و الحكم أَن تقابل الصفة بالصفة و المصدر بالمصدر. و وَرَّدَ الثوبَ: جعله وَرْداً. و یقال: وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إِذا عالجته بصبغ القطنة المصبوغة. و عَشِیّةٌ وَرْدةٌ إِذا احمَرَّ أُفُقها عند غُروب الشمس، و كذلك عند طُلوع الشمس، و ذلك علامة الجَدْب. و قمیص مُوَرَّد: صُبِغَ علی لون الورد، و هو دون المضَرَّجِ. و الوِرْدُ: من أَسماءِ الحُمَّی، و قیل: هو یَوْمُها. الأَصمعی: الوِرْدُ یوم الحُمَّی إِذا أَخذت صاحبها لوقت، و قد وَرَدَتْه الحُمَّی، فهو مَوْرُودٌ؛ قال أَعرابی لآخر: ما أَمارُ إِفْراقِ المَوْرُودِ «1» فقال: الرُّحَضاءُ. و قد وُرِدَ علی صیغة ما لم یُسَمّ فاعله. و یقال: أَكْلُ الرُّطَبِ مَوْرِدةٌ أَی مَحَمَّةٌ؛ عن ثعلب. و الوِرْدُ و وُردُ القوم: الماء. و الوِرْدُ: الماء الذی یُورَدُ. و الوِرْدُ: الإِبل الوارِدة؛ قال رؤبة: لو دَقَّ وِرْدی حَوْضَه لم یَنْدَهِ و قال الآخر: یا عَمْرُو عَمْرَ الماء وِرْدٌ یَدْهَمُهْ و أَنشد قول جریر فی الماء: لا وِرْدَ للقَوْمِ، إِن لم یَعْرِفُوا بَرَدی، إِذا تكَشَّفَ عن أَعْناقِها السَّدَفُ بَرَدی: نهر دِمَشْقَ، حرسها الله تعالی. و الوِرْدُ: العَطَشُ. و المَوارِدُ: المَناهِلُ، واحِدُها مَوْرِدٌ. وَ وَرَدَ مَوْرِداً أَی وُرُوداً. و المَوْرِدةُ: الطریق إِلی الماء. و الوِرْدُ: وقتُ یومِ الوِرْدِ بین الظِّمْأَیْنِ، و المَصْدَرُ الوُرُودُ. و الوِرْدُ: اسم من وِرْدِ یومِ الوِرْدِ. و ما وَرَدَ من جماعة الطیر و الإِبل و ما كان، فهو وِرْدٌ. تقول: وَرَدَتِ الإِبل و الطیر هذا الماءَ وِرْداً، وَ وَرَدَتْهُ أَوْراداً؛ و أَنشد: فأَوْراد القَطا سَهْلَ البِطاحِ و إِنما سُمِّیَ النصیبُ من قراءَة القرآن وِرْداً من هذا. ابن سیدة: و وَرَدَ الماءَ و غیره وَرْداً و وُرُوداً
(1). قوله [إفراق المورود] فی الصحاح قال الأَصمعی: أفرق المریض من مرضه و المحموم من حماه أی أَقبل. و حكی قول الأَعرابی هذا ثم قال: یقول ما علامة برء المحموم؟ فقال العرق.
لسان العرب، ج‌3، ص: 457
وَ وَرَدَ علیه: أَشرَفَ علیه، دخله أَو لم یدخله؛ قال زهیر: فَلَمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه، وضَعْنَ عِصِیَّ الحاضِرِ المُتَخَیّمِ معناه لما بلغن الماء أَقَمْنَ علیه. و رجل وارِدٌ من قوم وُرّادٌ، و ورَّادٌ من قومٍ وَرّادین، و كل من أَتی مكاناً منهلًا أَو غیره، فقد وَرَدَه. و قوله تعالی: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلّٰا وٰارِدُهٰا؛ فسره ثعلب فقال: یردونها مع الكفار فیدخلها الكفار و لا یَدْخلُها المسلمون؛ و الدلیل علی ذلك قول الله عز و جل: إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنیٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ؛ و قال الزجاج: هذه آیة كثر اختلاف المفسرین فیها، و حكی كثیر من الناس أَن الخلق جمیعاً یردون النار فینجو المتقی و یُتْرَك الظالم، و كلهم یدخلها. و الوِرْد: خلاف الصَدَر. و قال بعضهم: قد علمنا الوُرُودَ و لم نعلم الصُّدور، و دلیل مَن قال هذا قوله تعالی: ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظّٰالِمِینَ فِیهٰا جِثِیًّا. و قال قوم: الخلق یَرِدُونها فتكون علی المؤمن بَرْداً و سلاماً؛ و‌قال ابن مسعود و الحسن و قتادة: إِنّ وُروُدَها لیس دُخولها‌و حجتهم فی ذلك قویة جدّاً لأَن العرب تقول ورَدْنا ماء كذا و لم یَدْخُلوه. قال الله عز و جل: وَ لَمّٰا وَرَدَ مٰاءَ مَدْیَنَ. و یقال إِذا بَلَغْتَ إِلی البلد و لم تَدْخله: قد وَرَدْتَ بلد كذا و كذا. قال أَبو إِسحاق: و الحجة قاطعة عندی فی هذا ما قال الله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنیٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ لٰا یَسْمَعُونَ حَسِیسَهٰا؛ قال: فهذا، و الله أَعلم، دلیلُ أَن أَهل الحسنی لا یدخلون النار. و فی اللغة: ورد بلد كذا و ماء كذا إِذا أَشرف علیه، دخله أَو لم یدخله، قال: فالوُرودُ، بالإِجماع، لیس بدخول. الجوهری: ورَدَ فلان وُروُداً حَضَر، و أَورده غیره و اسْتَوْرَده أَی أَحْضَره. ابن سیدة: توَرَّدَه و اسْتَوْرَدَه كَوَرَّده كما قالوا: علا قِرْنَه و اسْتَعْلاه. و وارَدَه: ورد مَعَه؛ و أَنشد: و مُتَّ مِنِّی هَلَلًا، إِنَّما مَوْتُكَ، لو وارَدْتُ، وُرَّادِیَهْ و الوارِدةُ: وُرّادُ الماءِ. و الوِرْدُ: الوارِدة. و فی التنزیل العزیز: وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلیٰ جَهَنَّمَ وِرْداً؛ و قال الزجاج: أَی مُشاةً عِطاشاً، و الجمع أَوْرادٌ. و الوِرْدُ: الوُرّادُ و هم الذین یَرِدُون الماء؛ قال یصف قلیباً: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَا قَلِیباً سُكّا، یَطْمُو إِذا الوِرْدُ علیه الْتَكّا و كذلك الإِبل: و صُبِّحَ الماءُ بِوِرْدٍ عَكْنان و الوِرْدُ: النصیبُ من الماء. و أَوْرَدَه الماءَ: جَعَله یَرِدُه. و الموْرِدةُ: مَأْتاةُ الماءِ، و قیل: الجادّةُ؛ قال طرفة: كأَنَّ عُلوبَ النِّسْعِ، فی دَأَیاتِها، مَوارِدُ من خَلقاءَ فی ظَهْرِ قَرْدَدِ و یقال: ما لك توَرَّدُنی أَی تقدَّم علیّ؛ و قال فی قول طرفة: كَسِیدِ الغَضَا نَبَّهْتَه المُتَوَرِّدِ هو المتقدِّم علی قِرْنِه الذی لا یدفعه شی‌ء. و‌فی الحدیث: اتَّقُوا البَرازَ فی المَوارِدِ‌أَی المجارِی و الطُّرُق إِلی الماء، واحدها مَوْرِدٌ، و هو مَفْعِلٌ من الوُرُودِ. یقال: ورَدْتُ الماءَ أَرِدُه وُرُوداً إذا حضرته لتشرب. و الوِرد: الماء الذی ترد علیه. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَخذ بلسانه و قال: هذا الذی
لسان العرب، ج‌3، ص: 458
أَورَدَنی المَوارِدَ؛ أَراد الموارد المُهْلِكةَ، واحدها مَوْرِدة؛ و قول أَبی ذؤیب یصف القبر: یَقُولونَ لمَّا جُشَّتِ البِئْرُ: أَوْرِدُوا و لیسَ بها أَدْنَی ذِفافٍ لِوارِدِ استعار الإِیرادٍ لإِتْیان القبر؛ یقول: لیس فیها ماء، و كلُّ ما أَتَیْتَه فقد وَرَدْتَه؛ و قوله: كأَنَّه بِذِی القِفافِ سِیدُ، و بالرِّشاءِ مُسْبِلٌ وَرُودُ وَرُود هنا یرید أَن یخرج إِذا ضُرِب به. و أَوْرَدَ علیه الخَبر: قصَّه. و الوِرْدُ: القطیعُ من الطَّیْرِ. و الوِرْدُ: الجَیْشُ علی التشبیه به؛ قال رؤبة: كم دَقَّ مِن أَعناقِ وِرْدٍ مكْمَهِ و قول جریر أَنشده ابن حبیب: سَأَحْمَدُ یَرْبُوعاً، علی أَنَّ وِرْدَها، إِذا ذِیدَ لم یُحْبَسْ، و إِن ذادَ حُكِّما قال: الوِرْدُ هاهنا الجیش، شبهه بالوِرْدِ من الإِبل بعینها. و الوِرْدُ: الإِبل بعینها. و الوِرْدُ: النصیب من القرآن؛ تقول: قرأْتُ وِرْدِی. و‌فی الحدیث أَن الحسن و ابن سیرین كانا یقرآنِ القرآنَ من أَوَّله إِلی آخره و یَكْرهانِ الأَورادَ؛ الأَورادُ جمع وِرْدٍ، بالكسر، و هو الجزء، یقال: قرأْت وِرْدِی. قال أَبو عبید: تأْویل الأَوراد أَنهم كانوا أَحْدثوا أَنْ جعلوا القرآن أَجزاء، كل جزء منها فیه سُوَر مختلفة من القرآن علی غیر التأْلیف، جعلوا السورة الطویلة مع أُخری دونها فی الطول ثم یَزیدُون كذلك، حتی یُعَدِّلوا بین الأَجزاءِ و یُتِمُّوا الجزء، و لا یكون فیه سُورة منقطعة و لكن تكون كلها سُوَراً تامة، و كانوا یسمونها الأَوراد. و یقال: لفلان كلَّ لیلةٍ وِرْد من القرآن یقرؤه أَی مقدارٌ معلوم إِما سُبْعٌ أَو نصف السبع أَو ما أَشبه ذلك. یقال: قرأَ وِرْده و حِزْبه بمعنی واحد. و الوِرْد: الجزء من اللیل یكون علی الرجل یصلیه. و أَرْنَبَةٌ واردةٌ إِذا كانت مقبلة علی السبَلة. و فلان وارد الأَرنبة إِذا كان طویل الأَنف. و كل طویل: وارد. و تَوَرَّدَتِ الخیل البلدة إِذا دخلتها قلیلًا قلیلًا قطعة قطعة. و شَعَر وارد: مسترسل طویل؛ قال طرفة: و علی المَتْنَیْنِ منها وارِدٌ، حَسَنُ النَّبْتِ أَثِیثٌ مُسْبَكِرْ و كذلك الشَّفَةُ و اللثةُ. و الأَصل فی ذلك أَن الأَنف إِذا طال یصل إِلی الماء إِذا شرب بفیه لطوله، و الشعر من المرأَة یَرِدُ كَفَلَها. و شجرة واردةُ الأَغصان إِذا تدلت أَغصانُها؛ و قال الراعی یصف نخلًا أَو كرماً: یُلْقَی نَواطِیرُه، فی كل مَرْقَبَةٍ، یَرْمُونَ عن وارِدِ الأَفنانِ مُنْهَصِر «2». أَی یرمون الطیر عنه. و قوله تعالی: فَأَرْسَلُوا وٰارِدَهُمْ أَی سابِقَهم. و قوله تعالی: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ؛ قال أَهل اللغة: الوَرِیدُ عِرْق تحت اللسان، و هو فی العَضُد فَلِیقٌ، و فی الذراع الأَكْحَل، و هما فیما تفرق من ظهر الكَفِّ الأَشاجِعُ، و فی بطن الذراع الرَّواهِشُ؛ و یقال: إِنها أَربعة عروق فی الرأْس، فمنها اثنان یَنْحَدِران قُدّامَ الأُذنین، و منها الوَرِیدان فی العُنق. و قال أَبو الهیثم: الورِیدان
(2). قوله [یلقی] فی الأَساس تلقی
لسان العرب، ج‌3، ص: 459
تحت الوَدَجَیْنِ، و الوَدَجانِ عِرْقانِ غلیظان عن یمین ثُغْرَةِ النَّحْرِ و یَسارِها. قال: و الوَرِیدانِ یَنْبِضان أَبداً منَ الإِنسان. و كل عِرْق یَنْبِضُ، فهو من الأَوْرِدةِ التی فیها مجری الحیاة. و الوَرِیدُ من العُرُوق: ما جَرَی فیه النَّفَسُ و لم یجرِ فیه الدّمُ، و الجَداوِلُ التی فیها الدِّماءُ كالأَكْحَلِ و الصَّافِن، و هی العُروقُ التی تُفْصَدُ. أَبو زید: فی العُنُق الوَرِیدان و هما عِرْقان بین الأَوداج و بین اللَّبَّتَیْنِ، و هما من البعیر الودجان، و فیه الأَوداج و هی ما أَحاطَ بالحُلْقُوم من العروق؛ قال الأَزهری: و القول فی الوریدین ما قال أَبو الهیثم. غیره: و الوَرِیدانِ عِرْقان فی العُنُق، و الجمع أَوْرِدَةٌ و وُرودٌ. و یقال للغَضْبَانِ: قد انتفخ وریده. الجوهری: حَبْل الوَرِیدِ عِرْق تزعم العرب أَنه من الوَتِین، قال: و هما وریدان مكتنفا صَفْقَی العُنُق مما یَلی مُقَدَّمه غَلِیظان. و‌فی حدیث المغیرة: مُنْتَفِخة الوَرِیدِ، هو العرقُ الذی فی صَفْحة العُنق یَنْتَفِخُ عند الغضَب، و هما وریدانِ؛ یَصِفُها بسوء الخَلُق و كثرة الغضب. و الوارِدُ: الطریق؛ قال لبید: ثم أَصْدَرْناهُما فی وارِدٍ صادِرٍ وهْمٍ، صُواهُ قد مَثَلْ یقول: أَصْدَرْنا بَعِیرَیْنا فی طریق صادِرٍ، و كذلك المَوْرِدُ؛ قال جریر: أَمِیرُ المؤمِنینَ علی صِراطٍ، إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِیمُ و أَلقاهُ فی وَرْدةٍ أَی فی هَلَكَةٍ كَوَرْطَةٍ، و الطاء أَعلی. و الزُّماوَرْدُ: معرَّب و العامة تقول: بَزْماوَرْد. و وَرْد: بطن من جَعْدَة. و وَرْدَةُ: اسم امرأَة؛ قال طرفة: ما یَنْظُرون بِحَقِّ وَرْدةَ فِیكُمُ، صَغُرَ البَنُونَ وَ رَهطُ وَرْدَةَ غُیَّبُ و الأَورادُ: موضعٌ عند حُنَیْن؛ قال عباس بن «1»: رَكَضْنَ الخَیْلَ فیها، بین بُسٍّ إِلی الأَوْرادِ، تَنْحِطُ بالنِّهابِ وَ وَرْدٌ وَ وَرَّادٌ: اسمان و كذلك وَرْدانُ. و بناتُ وَرْدانَ: دَوابُّ معروفة. وَ وَرْدٌ: اسم فَرَس حَمْزة بن عبد المطلب، رضی الله عنه.

وسد؛ ج3، ص: 459

: الوِساد و الوِسادَةُ: المِخَدَّةُ، و الجمع وسائِدُ وَ وُسُدٌ. ابن سیدة و غیره: الوِسادُ المُتَّكَأُ و قد تَوَسَّد و وَسَّدَه إِیاه فَتَوسَّد إِذا جعَله تحت رأْسه، قال أَبو ذؤیب: فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْ، و سُرْبِلْت أَكْفانی، و وُسِّدْتُ ساعدی و‌فی الحدیث: قال لعدِیّ بن حاتم: إِنَّ وِسادَكَ إِذَنْ لَعَرِیضٌ؛ كَنی بالوِسادِ عن النوم لأَنه مَظِنَّته، أَراد أَن نومك إِذَنْ كثیر، و كَنی بذلك عن عِرَضِ قفاه و عِظَمِ رأْسه، و ذلك دلیل الغَباوَةِ؛ و یشهد له الروایة الأُخری: إِنك لَعَریضُ القَفا، و قیل: أَراد أَنَّ من تَوَسَّدَ الخیطین المكنی بهما عن اللیل و النهار لَعَرِیضُ الوساد. و‌فی حدیث أَبی الدرْداء: قال له رجل: إِنی أُرید أَن أَطلب العلم و أَخشَی أَن أُضَیَّعَه، فقال: لأَنْ تَتَوَسَّدَ العلم خیر لك من أَن تَتَوسَّدَ الجهل.و‌فی الحدیث: أَن شُرَیحاً الحضرمی ذُكر عند رسول الله، صلی الله
(1). قوله [ابن] كتب بهامش الأَصل كذا یعنی بالأَصل و یحتمل أن یكون ابن مرداس أو غیره
لسان العرب، ج‌3، ص: 460
علیه و سلم، فقال: ذاك رجل لا یَتَوَسَّدُ القرآن؛ قال ابن الأَعرابی: لقوله لا یتوسد القرآن وجهان: أَحدهما مدح و الآخر ذم، فالذی هو مدح أَنه لا ینام عن القرآن و لكن یَتَهَجَّد به، و لا یكون القرآنُ مُتَوَسَّداً معه بل هو یُداوِمُ قِراءتَه و یُحافِظُ علیها؛ و‌فی الحدیث: لا تَوَسَّدوا القرآن و اتْلُوه حق تُلاوته، و الذی هو ذمّ أَنه لا یقرأُ القرآن و لا یحفظه و لا یُدیمُ قراءته و إِذا نام لم یكن معه من القرآن شی‌ء، فإِن كان حَمِدَه فالمعنی هو الأَوّل، و إِن كان ذمَّه فالمعنی هو الآخر. قال أَبو منصور: و أَشبههما أَنه أَثْنَی علیه و حَمِدَه. و‌قد روی فی حدیث آخر: من قرأَ ثلاث آیات فی لیلة لم یكن مُتَوسَّداً للقرآن.یقال: تَوَسَّدَ فلان ذِراعه إِذا نام علیه و جعله كالوِسادة له. قال اللیث: یقال وسَّدَ فلانٌ فلاناً وِسادة، و تَوَسَّد وِسادة إِذا وضَع رأْسه علیها، و جمع الوِسادِة وسَائِدُ. و الوِسادُ: كل ما یوضع تحت الرأْس و إِن كان مِن تراب أَو حجارة؛ و قال عبد بنی الحسحاس: فَبِتْنا وِسادانا إِلی عَلَجانةٍ و حِقْفٍ، تهاداه الرِّیاحُ تَهادِیا و یقال للوسادة: إِسادة كما قالوا للوِشاحِ: إِشاح. و‌فی الحدیث: إِذا وُسِّدَ الأَمرُ إِلی غیر أَهله فانتظر الساعة‌أَی أُسْنِدَ و جُعِلَ فی غیر أَهله؛ یعنی إِذا سُوِّدَ و شُرِّفَ غیرُ المستحق للسیادة و الشرف؛ و قیل: هو من السیادة أَی إِذا وُضعت وِسادةُ المُلْك و الأَمر و النهی لغیر مستحقهما، و تكون إِلی بمعنی اللام. و التوسِید: أَن تمدّ الثلام «1» طولًا حیث تبلغه البقر. و أَوْسَدَ فی السیر: أَغَذَّ. و أَوْسَدَ الكلبَ: أَغْراه بالصَّیْدِ مثل آسَدَه.

وصد؛ ج3، ص: 460

: الوَصِیدُ: فِناءُ الدار و البیت. قال الله عز و جل: وَ كَلْبُهُمْ بٰاسِطٌ ذِرٰاعَیْهِ بِالْوَصِیدِ؛ قال الفراء: الوَصِیدُ و الأَصیدُ لغتان مثل الوِكافِ و الإِكافِ و هما الفِناءُ، قال: قال ذلك یونس و الأَخفش. و الوَصِیدةُ: بیتٌ یُتخذ من الحجارة للمال فی الجبال. و الوِصادُ: المُطْبَقُ. و أَوْصَدَ البابَ و آصَدَه: أَغْلَقَه، فهو مُوصَدٌ، مثل أَوجَعَه، فهو موجَع. و‌فی حدیث أَصحاب الغار: فوقع الجبل علی باب الكَف فأَوْصَدَه‌أَی سَدَّه، من أَوْصَدْت الباب إِذا أَغلَقْتَه، و‌یروی: فأَوْطَدَه، بالطاء، و سیأْتی ذكره. و أَوصَد القِدْرَ: أَطْبَقَها، و الاسم منهما جمیعاً الوِصادُ؛ حكاه اللحیانی. و قوله عز و جل: إِنَّهٰا عَلَیْهِمْ مُؤْصَدَةٌ، و قرئ مُوصَدة، بغیر همز. قال أَبو عبیدة: آصَدْتُ و أَوْصَدْتُ إِذا أَطْبَقْتَ، و معنی مُؤْصَدَةٌ أَی مُطْبَقَةٌ علیهم. و قال اللیث: الإِصادُ و الأَصِیدُ هما بمنزلة المُطْبَق. یقال: أَطْبَقَ علیهم الإِصادَ و الوِصادَ و الأَصِیدةُ. و الوَصِیدة كالحظیرةِ تُتَّخَذُ للمال إِلا أَنها من الحجارة و الحَظِیرةُ من الغِصنَة. تقول منه: اسْتَوْصَدْتُ فی الجبل إِذا اتخذت الوَصیدة. و المُوَصَّدُ: الخِدْرُ؛ أَنشد ثعلب: و عُلِّقْتُ لَیْلَی، و هْیَ ذاتُ مُوَصَّدٍ، و لم یَبْدُ لِلأَتْرابِ مِن ثَدْیِها حَجْمُ وَ وَصَدَ النَّسَّاجُ بعضَ الخَیْطِ فی بعض وَصْداً وَ وَصَّدَه: أَدْخَلَ اللُّحْمَةَ فی السَّدَی. الوصَّادُ: الحائِكُ. و فی النوادر: وَصَدْتُ بالمكان أَصِدُ و وَتَدْتُ أَتِدُ إِذا ثَبَتَّ. و یقال: وَصَدَ الشی‌ءُ و وَصَبَ أَی ثَبَتَ، فهو واصِدٌ و وَاصِبٌ، و مثله الصَّیْهَدُ. و الصَّیْهَبُ: الحرُّ الشدیدُ. و الوصیدُ: النباتُ المتقاربُ الأُصولِ. و وَصَّدَه: أَغراه؛
(1). قوله [الثلام] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌3، ص: 461
و أَوصَدَ الكلب بالصَّیْدِ كذلك. و التوصِیدُ: التحذیرُ؛ و قوله أَنشده یعقوب: و مُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بِوَصْدتِه، لم یَسْتَعِنْ، و حَوامِی المَوْتِ تَغْشاه قال ابن سیدة: لم یفسره. قال: و عندی أَنه إِنما عنی به خُبْتَه سَراوِیله، أَو غیر ذلك منها، و قوله لم یَسْتَعِنْ أَی لم یَحْلِق عانتَه.

وطد؛ ج3، ص: 461

: وَطَدَ الشی‌ءَ یَطِدُه وَطْداً و طِدةً، فهو مَوْطودٌ و وطَیدٌ: أَثْبَتَه و ثَقَّلَه، و التوطِیدُ مثله؛ و قال یصف قوماً بكثرة العدد: و هُمْ یَطِدُونَ الأَرضَ، لَولاهُمُ ارْتَمَتْ بِمَنْ فَوْقَها، مِنْ ذِی بَیانٍ و أَعْجَما و تَوَطَّدَ أَی تَثَبَّتَ. و الواطِدُ: الثابتُ، و الطادِی مقلوب منه؛ المحكم: و أَنشد ابن درید قال و أَحسبه لَكذَّاب بنی الحِرْمازِ: و أُسُّ مَجْدٍ ثابِتٌ وطِیدُ، نالَ السمَاءَ دِرْعُها المَدِیدُ و قد اتَّطَدَ و وَطَّدَ له عنده منزلة: مَهَّدَها. و له عنده وطِیدَةٌ أَی منزلة ثابتة؛ عن یعقوب. و وَطَّدَ الأَرضَ: رَدَمَها لِتَصْلُبَ. و المِیطَدَةُ: خَشَبَةٌ یُوَطَّدُ بها المكان من أَساسِ بناءٍ أَو غیره لِیَصْلُب، و قیل: المِیطَدةُ خَشَبَةٌ یُمْسَكُ بها المِثْقَب. و الوطائدُ: قواعدُ البُنْیانِ. وَ وطَدَ الشی‌ءُ وَطْداً: دامَ و رَسا. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن زیادَ بن عدیّ أَتاه فَوَطَده إِلی الأَرض، و كان رجلًا مَجْبُولًا، فقال عبدُ الله: اعْلُ عنی، فقال: لا، حتی تُخْبِرَنی متی یَهْلِكُ الرجل و هو یعلم، قال: إِذا كان علیه إِمام إِنْ أَطاعَه أَكفَرَه، و إِن عَصاه قتَله.قال أَبو عمرو: الوَطْدُ غمْزُك الشی‌ءَ إِلی الشی‌ء و إِثباتُك إِیاه؛ یقال منه: وطَدْتُه أَطِدُه وَطْداً إِذا وَطِئتَه و غَمَزْتَه و أَثبتَّه، فهو مَوْطُود؛ قال الشماخ: فالْحَقْ بِبَجْلَةَ ناسِبْهُمْ و كُنْ مَعَهُمْ، حتی یُعِیرُوك مَجْداً غیرَ مَوطُودِ قال ابن الأَثیر: قوله‌فی الحدیث فَوَطدَه إِلی الأَرض‌أَی غَمَزَه فیها و أَثْبَتَه علیها و منعه من الحركة. و یقال: وَطَدْتُ الأَرضَ أَطِدُها إِذا دُستَها لتتَثلَّب؛ و منه‌حدیث البراء بن مالك: قال یوم الیمامة لخالد بن الولید: طِدْنی إِلیك‌أَی ضُمَّنی إِلیك و اغْمِزْنی. و وَطَدَه إِلی الأَرض: مثل رَهَصَه و غَمَزَه إِلی الأَرض. و الطادی: الثابتُ من وَطَد یَطِدُ فقلب من فاعِل إِلی عالِف؛ قال القطامی: ما اعْتادَ حُبُّ سُلَیْمی حَیْنَ مُعْتادِ، و لا تَقَضَّی بَواقی دَیْنِها الطادِی قال أَبو عبید: یُرادُ به الواطِدُ فأَخر الواو و قَلَبَها أَلفاً. و یقال: وطَّدَ اللهُ للسلطانِ مُلْكَه و أَطَّدَه إِذا ثَبَّتَه. الفراء: طادَ إِذا ثَبَت، و داطَ إِذا حَمُق، و وَطَدَ إِذا حَمُق، و وَطَدَ إِذا سارَ. و قد وطَدْتُ علی باب الغار الصخر إِذا سددته به و نَضَّدْته علیه. و‌فی حدیث أَصحاب الغار: فوقع الجبل علی باب الكهف فَأَوْطَدَه‌أَی سَدَّه بالهدم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی و إِنما یقال وطَدَه، قال: و لعله لغة، و قد روی فَأَوْصَدَه، بالصاد، و قد تقدم.

وعد؛ ج3، ص: 461

: وعَدَه الأَمر و به عِدةً و وَعْداً و مَوْعِداً و مَوْعِدةً و مَوْعوداً و مَوْعودةً، و هو من المَصادِرِ التی جاءَت علی مَفْعولٍ و مَفْعولةٍ كالمحلوفِ و المرجوعِ و المصدوقةِ و المكذوبة؛ قال ابن جنی: و مما جاء من المصادر مجموعاً مُعْمَلًا قوله:
لسان العرب، ج‌3، ص: 462
مَواعِیدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِیَثْرِبِ و الوَعْدُ من المصادر المجموعة، قالوا: الوُعودُ؛ حكاه ابن جنی. و قوله تعالی: وَ یَقُولُونَ مَتیٰ هٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ*؛ أَی إِنجازُ هذا الوَعْد أَرُونا ذلك؛ قال الأَزهری: الوَعْدُ و العِدةُ یكونان مصدراً و اسماً، فأَما العِدةُ فتجمع عِدات و الوَعْدُ لا یُجْمَعُ. و قال الفراء: وعَدْتُ عِدةً، و یحذفون الهاء إِذا أَضافوا؛ و أَنشد: إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانجَرَدُوا، و أَخْلَفُوكَ عِدی الأَمرِ الذی وَعَدُوا و قال ابن الأَنباری و غیره: الفراء یقول: عِدةً و عِدًی؛ و أَنشد: و أَخْلَفُوكَ عِدَی الأَمرِ و قال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة، قال: و یكتب بالیاء. قال الجوهری: و العِدةُ الوَعْدُ و الهاء عوض من الواو، و یجمع علی عِداتٍ و لا یجمع الوَعْدُ، و النسبة إِلی عِدَةٍ عِدِیٌّ و إِلی زِنةٍ زنیٌّ، فلا تردَّ الواو كما تردُّها فی شیةَ. و الفراء یقول: عِدَوِیٌّ و زِنَوِیٌّ كما یقال شِیَوِیٌّ؛ قال أَبو بكر: العامة تخطئ و تقول أَوعَدَنی فلان مَوْعِداً أَقِفُ علیه. و قوله تعالی: وَ إِذْ وٰاعَدْنٰا مُوسیٰ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً، و یقرأُ: وَعَدْنا. قرأَ أَبو عمرو: وعدنا، بغیر أَلف، و قرأَ ابن كثیر و نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائی وٰاعَدْنٰا، بالأَلف؛ قال أَبو إِسحاق: اختار جماعة من أَهل اللغة. و إِذ وعدنا، بغیر أَلف، و قالوا: إِنما اخترنا هذا لأَن المواعدة إِنما تكون من الآدمیین فاختاروا وعدنا، و قالوا دلیلنا قول الله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ، و ما أَشبهه؛ قال: و هذا الذی ذكروه لیس مثل هذا. و أَما وٰاعَدْنٰا هذا فجید لأَن الطاعة فی القبول بمنزلة المواعدة، فهو من الله وعد، و من موسی قَبُول و اتّباعٌ فجری مجری المواعدة قال الأَزهری: من قرأَ وعدنا، فالفعل لله تعالی، و من قرأَ وٰاعَدْنٰا، فالفعل من الله تعالی و من موسی. قال ابن سیدة: و فی التنزیل: وَ وٰاعَدْنٰا مُوسیٰ ثَلٰاثِینَ لَیْلَةً، و قرئ و وعدنا؛ قال ثعلب: ف وٰاعَدْنٰا من اثنین و وعدنا من واحد؛ و قال: فَواعِدیهِ سَرْحَتَیْ مالِكٍ، أَو الرُّبی بینهما أَسْهَلا قال أَبو معاذ: واعدت زیداً إِذا وعَدَك و وَعَدْته. و وعدت زیداً إِذا كان الوعد منك خاصة. و المَوْعِدُ: موضع التواعُدِ، و هو المِیعادُ، و یكون المَوْعِدُ مصدر وعَدْتُه، و یكون المَوْعِدُ وقتاً للعِدةِ. و المَوْعِدةُ أَیضاً: اسم للعِدةِ. و المیعادُ: لا یكون إِلا وَقْتاً أَو موضعاً. و الوَعْدُ: مصدر حقیقی. و العدة: اسم یوضع موضع المصدر و كذلك المَوْعِدةُ. قال الله عز و جل: إِلّٰا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهٰا إِیّٰاهُ. و المیعادُ و المُواعَدةُ: وقت الوعد و موضعه. قال الجوهری: و كذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو یاء ثم سقطتا فی المستقبل نحو یَعِدُ و یَزِنُ و یَهَبُ و یَضَعُ و یَئِلُ، فإِن المَفْعِل منه مكسور فی الاسم و المصدر جمیعاً، و لا تُبالِ أَ منصوباً كان یَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد أَن تكون الواو منه ذاهبة، إِلا أَحْرُفاً جاءَت نوادر، قالوا: دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، و فلان ابن مَوْرَقٍ، و مَوْكلٌ اسم رجل أَو موضع، و مَوْهَبٌ اسم رجل، و مَوزنٌ موضع؛ هذا سماع و القیاس فیه الكسر فإِن كانت الواو من یَفْعَلُ منه ثابتة نحو یَوْجَلُ و یَوْجَعُ و یَوْسَنُ ففیه الوجهان، فإِن أَردت به المكان و الاسم كسرته، و إِن أَردت به المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ
لسان العرب، ج‌3، ص: 463
و مَوْجِلٌ و مَوْجَعٌ و مَوْجِعٌ، فإِن كان مع ذلك معتل الآخر فالفعل منه منصوب ذهبت الواو فی یفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلی و المَوْفی و المَوْعَی من یلی و یَفِی و یَعِی. قال ابن بری: قوله فی استثنائه إِلا أَحرفاً جاءَت نوادر، قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، قال: موحد لیس من هذا الباب و إِنما هو معدول عن واحد فیمتنع من الصرف للعدل و الصفة كأُحادَ، و مثله مَثْنی و ثُناءَ و مَثْلَثَ و ثُلاثَ و مَرْبَعَ و رباع. قال: و قال سیبویه: مَوْحَدَ فتحوه لأَنه لیس بمصدر و لا مكان و إِنما هو معدول عن واحد، كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر. و قد تَواعَدَ القوم و اتَّعَدُوا، و الاتِّعادُ: قبول الوعد، و أَصله الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم أَدغموا. و ناس یقولون: ائْتَعَدَ یأْتَعِدُ، فهو مُؤْتَعِدٌ، بالهمز، كما قالوا یأْتَسِرُ فی ائْتِسار الجَزُور. قال ابن بری: ثوابه إِیتَعَد یاتَعِدُ، فهو مُوتَعِدٌ، من غیر همز، و كذلك إِیتَسَر یاتَسِرُ، فهو موتَسِرٌ، بغیر همز، و كذلك ذكره سیبویه و أَصحابه یُعِلُّونه علی حركة ما قبل الحرف المعتل فیجعلونه یاء إِن انكسر ما قبلها، و أَلفاً إِن انفتح ما قبلها، و واواً إِذا انضم ما قبلها؛ قال: و لا یجوز بالهمز لأَنه لا أَصل له فی باب الوعد و الیَسْر؛ و علی ذلك نص سیبویه و جمیعُ النحویین البصریین. و واعَدَه الوقتَ و الموضِعَ و واعَدَه فوعَده: كان أَكثر وعْداً منه. و‌قال مجاهد فی قوله تعالی: مٰا أَخْلَفْنٰا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنٰا؛ قال: المَوْعِدُ العَهْد؛ و كذلك قوله تعالی: فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی؛ قال: عَهْدی. و قوله عز و جل: وَ فِی السَّمٰاءِ رِزْقُكُمْ وَ مٰا تُوعَدُونَ؛ قال: رِزْقُكُمْ المطر، وَ مٰا تُوعَدُونَ: الجنةُ.قال قتادة فی قوله تعالی: وَ الْیَوْمِ الْمَوْعُودِ؛ إِنه یوم القیامة.و فرس واعِدٌ: یَعِدُك جریاً بعد جری. و أَرض واعِدةٌ: كأَنها تَعِدُ بالنبات. و سَحاب واعِدٌ: كأَنه یَعِدُ بالمطر. و یوم واعِدٌ: یَعِدُ بالحَرِّ؛ قال الأَصمعی: مررت بأَرض بنی فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَیتها واعِدةً إِذا رجی خیرها و تمام نبتها فی أَول ما یظهر النبت؛ قال سوید بن كراع: رَعَی غیرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه لُعاعٌ، تَهاداهُ الدَّكادِكُ، واعِدُ و یقال للدابّة و الماشیة إِذا رُجِیَ خیرها و إِقبالها: واعد؛ و قال الراجز: كیفَ تَراها واعِداً صِغارُها، یَسُوءُ شُنَّاءَ العِدی كِبارُها؟ و یقال: یَوْمُنا یَعِدُ بَرْداً. و یَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بِحَرٍّ أَو بَرْدٍ. و هذا غلام تَعِدُ مَخایِلُه كَرَماً، و شِیَمُه تَهِدُ جَلْداً و صَرامةً. و الوَعِیدُ و التَّوَعُّدُ: التَّهَدُّدُ، و قد أَوْعدَه و تَوَعَّدَه. قال الجوهری: الوَعْدُ یستعمل فی الخیر و الشرّ، قال ابن سیدة: و فی الخیر الوَعْدُ و العِدةُ، و فی الشر الإِیعادُ و الوَعِیدُ، فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء؛ و أَنشد لبعض الرُّجاز: أَوعَدَنی بالسِّجْنِ و الأَداهِمِ رِجْلی، و رِجْلی شثْنةُ المَناسِمِ قال الجوهری: تقدیرهُ أَوعدنی بالسجن و أَوعَدَ رجلی بالأَداهم و رجلی شَثْنة أَی قویّة علی القَیْد. قال الأَزهری: كلام العرب وعدْتُ الرجلَ خَیراً و وعدته شرّاً، و أَوْعَدْتُه خیراً و أَوعَدْتُه شرّاً، فإِذا لم یذكروا الخیر قالوا: وعدته و لم یدخلوا أَلفاً، و إِذا لم یذكروا الشر قالوا: أَوعدته و لم یسقطوا الأَلف؛ و أَنشد لعامر بن الطفیل:
لسان العرب، ج‌3، ص: 464
و إِنّی، إِنْ أَوعَدْتُه، أَو وَعَدْتُه، لأُخْلِفُ إِیعادِی و أُنْجِزُ مَوْعِدِی و إِذا أَدخلوا الباء لم یكن إِلا فی الشر، كقولك: أَوعَدْتُه بالضرب؛ و قال ابن الأَعرابی: أَوعَدْتُه خیراً، و هو نادر؛ و أَنشد: یَبْسُطُنی مَرَّةً، و یُوعِدُنی فَضْلًا طَرِیفاً إِلی أَیادِیهِ قال الأَزهری: هو الوَعْدُ و العِدةُ فی الخَیْر و الشرّ؛ قال القطامی: أَلا عَلِّلانی، كُلُّ حَیٍّ مُعَلَّلُ، و لا تَعِدانی الخَیْرَ، و الشرُّ مُقْبِلُ و هذا البیت ذكره الجوهری: و لا تعدانی الشرّ، و الخیر مُقبل و یقال: اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه؛ قال الأَعشی: فإِنْ تَتَّعِدْنی أَتَّعِدْك بِمِثْلها و قال بعضهم: فلان یَتَّعِدُ إِذا وَثِق بِعِدَتكَ؛ و قال: إِنی ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدی، و اسْتَبْشِرِی بِنوالٍ غیر مَنْزُورِ أَبو الهیثم: أَوْعَدْتُ الرجل أُوعِدُه إِیعاداً و تَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً و اتَّعَدْتُ اتِّعاداً. و وَعِیدُ الفحْل: هَدیرهُ إِذا هَمَّ أَنْ یَصُولَ. و‌فی الحدیث: دخَلَ حائِطاً من حیطان المدینة فإِذا فیه جَمَلان یَصْرِفان و یُوعِدانِ؛ وعِیدُ فَحْلِ الإِبل هَدیرُه إِذا أَراد أَنْ یصول؛ و قد أَوْعَد یُوعدُ إِیعاداً.

وغد؛ ج3، ص: 464

: الوَغْدُ: الخفِیف الأَحمقُ الضعیفُ العقْلِ الرذلُ الدنی‌ءُ، و قیل: الضعیف فی بدنه و قَدْ وَغُدَ وغادةً. و یقال: فلان من أَوْغادِ القوم و من وغْدانِ القوم وَ وِغْدانِ القوم أَی من أَذِلَّائِهِمْ و ضُعفائِهِمْ. و الوَغْدُ: الصبیّ. و الوَغْدُ: خادِمُ القومِ، و قیل: الذی یَخْدمُ بطعام بطنه، تقول منه: وغُد الرجلُ، بالضم، و الجمع أَوْغادٌ و وُغْدانٌ و وِغْدانٌ. و وَغَدَهُم یَغِدُهمَ وغْداً: خدَمهم؛ قال أَبو حاتم: قلت لأُمّ الهیثم: أَ وَ یُقال للعبد وَغْدٌ؟ قالت: و من أَوْغَدُ منه؟ و الوَغْدُ: ثَمَر الباذِنجانِ. و الوَغْد: قِدْحٌ من سهام المَیْسِرِ لا نصیب له. وَ واغَدَ الرجلَ: فَعَلَ كما یَفْعَلُ، و خَصّ بعضهم به السیر، و ذلك أَن تَسِیرَ مِثْلَ سیر صاحبك. و المُواغَدةُ و المُواضخَة: أَنْ تَسِیرَ مِثْلَ سَیْر صاحِبِكَ، و تكون المواغدة للناقة الواحدة لأَن إِحدی یدیها و رجلیها تُواغِدُ الأُخری. و واغَدَت الناقة الأُخری: سارَتْ مثل سیرها؛ أَنشد ثعلب: مُواغِد جاءَ له ظَباظِبُ یعنی جَلَبَةً، و یروی: مُواظِباً جاءَ لها ظَباظِبُ

وفد؛ ج3، ص: 464

: قال الله تعالی: یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمٰنِ وَفْداً؛ قیل: الوَفْدُ الرُّكبان المُكَرَّمُون. الأَصمعی: وفَدَ فلان یَفِدُ وِفادةً إِذا خرج إِلی ملك أَو أَمیر. ابن سیدة: وفَدَ علیه و إِلیه یَفِدُ وَفْداً وَ وُفُوداً و وَفادةً و إِفادةً، علی البدل: قَدِمَ، فهو وافِدٌ؛ قال سیبویه: و سمعناهم ینشدون بیت ابن مقبل: إِلَّا الإِفادةَ فاسْتَوْلَتْ رَكائِبُنا، عِنْدَ الجَبابِیرِ بِالبَأْساءِ و النِّعَم و أَوْفَدَه علیه و هُمُ الوَفْدُ و الوُفُودُ؛ فأَما الوَفْدُ فاسم للجمع، و قیل جمع؛ و أَما الوُفُودُ فجمع وافِدٍ، و قد أَوْفَدَه إِلیه. و یقال: وفَّدَه الأَمیرُ إِلی الأَمیر الذی فوقَه. و أَوْفَدَ فلان إِیفاداً إِذا أَشْرَف. الجوهری: وَفَدَ فلان علی الأَمیر أَی وَرَدَ رسولًا،
لسان العرب، ج‌3، ص: 465
فهو وافِدٌ. و جمع الوَفْدِ أَوْفادٌ و وُفُودٌ. و أَوفَدتُه أَنا إِلی الأَمیر: أَرْسَلْتُه. و الوافِدُ من الإِبل: ما سبقَ سائِرَها. و قد تكرر الوَفْدُ فی الحدیث، و هم القوم یجتمعون فَیرِدُونَ البلاد، واحدهم وافِدٌ، و الذین یقصدون الأُمراء لزیارة و اسْتِرْفَادٍ و انْتجاعٍ و غیر ذلك. و‌فی الحدیث: وفْدُ اللهِ ثلاثةٌ.و‌فی حدیث الشهید: فإِذا قُتل فهو وافِدٌ لسَبْعِینَ یشْهَدُ لهم؛ و‌قوله: أَجِیزُوا الوَفْدَ بنحو ما كنت أُجِیزُهمْ.و تَوَفَّدَتِ الإِبلُ و الطیر: تسابَقَتْ. و أَوْفَدَ الشی‌ءَ: رَفَعَه. و أَوْفَدَ هو: ارْتَفَع. و أَوْفَدَ الرِّیمُ: رفع رأْسَه و نصَب أُذنیه؛ قال تمیم ابن مقبل: تَراءَتْ لنا یَوْمَ السِّیارِ بِفاحِمٍ و سُنَّة رِیمٍ خافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا «2». وَ رَكَبٌ مُوفِدٌ: مُرْتَفِعٌ. و فلان مُسْتَوْفِدٌ فی قِعْدَتِه أَی منتصب غیر مطمئن كَمُسْتَوْفِزٍ. و أَمْسَیْنا علی أَوْفادٍ أَی علی سفر قد أَشْخَصَنا أَی أَقْلَقَنا. و الإِیفادُ علی الشی‌ء: الإِشرافُ علیه. و الإِیفادُ أَیضاً: الإِسْراعُ، و هو فی شعر ابن أَحمر. و الوَفْدُ: ذِروْة الحَبْلِ من الرَّمْل المشرف. و الوَافِدان اللذان فی شعر الأَعشی: هما النَّاشِزانِ من الخَدَّینِ عند المضْغ، فإِذا هَرِمَ الإِنسانُ غابَ وافِداهُ. و یقال للفرس: ما أَحْسَنَ ما أَوْفَدَ حارِكُه أَی أَشْرَفَ؛ و أَنشد: تَرَی العِلافیَّ عَلْیها مُوفِدَا، كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُشَیَّدَا أَی مُشْرِفاً. و الأَوْفادُ: قوم من العرب؛ و قال: فَلوْ كُنْتمُ منَّا أَخَذتمْ بِأَخْذنا، و لكِنَّما الأَوْفادُ أَسفَلَ سافِلِ «3» و وافِدٌ: اسم. و بنو وَفْدانَ: حَیٌّ من العرب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنَّ بَنی وَفْدانَ قَوْمٌ سُكُّ، مِثْلُ النَّعامِ، و النَّعامُ صُكُّ

وقد؛ ج3، ص: 465

: الوَقُودُ: الحطَب. یقال: ما أَجْوَدَ هذا الوَقُودَ للحطَب قال الله تعالی: أُولٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النّٰارِ. الوَقَدُ: نَفْسُ النَّارِ. وَ وَقَدَتِ النَّارُ تَقِدُ وَقْداً و قِدةً و وَقَداناً وَ وُقُوداً، بالضم، و وَقُوداً عن سیبویه؛ قال: و الأَكثر أَن الضم للمصدر و الفتح للحطب؛ قال الزجاج: المصدر مضموم و یجوز فیه الفتح و قد رَوَوْا: وَقَدت النار وقوداً، مثل قَبِلْتُ الشی‌ءَ قَبُولًا. و قد جاء فی المصدر فَعُولٌ، و الباب الضم. الجوهری: وقَدَتِ النارُ تَقِدُ وُقُوداً، بالضم، و وَقَداً و قِدَةً و وَقِیداً و وَقْداً و وَقَداناً أَی تَوَقَّدَتْ. و الاتِّقادُ: مثل التَّوَقُّد. و الوَقُود، بالفتح: الحطب، و بالضم: الاتِّقادُ. الأَزهری: قوله تعالی: النّٰارِ ذٰاتِ الْوَقُودِ، معناه التَّوَقُّدُ فیكون مصدراً أَحسن من أَن یكون الوقود الحطب. قال یعقوب: و قرئ: النار ذاتِ الوُقود. و قال تعالی: وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ*، و قیل: كأَنَّ الوَقُودَ اسم وُضِعَ موضِعَ المصدر. اللیث: الوَقود ما تری من لهبها لأَنه اسم، و الوُقُود المصدر. و یقال: أَوقَدْتُ النار و استَوْقَدْتُها إِیقاداً و اسْتِیقاداً. و قد وقَدَتِ النارُ و تَوقَّدَتْ و استَوْقَدتِ اسْتِیقاداً، و الموضع
(2). قوله [السیار] كذا بالأَصل (3). قوله [فلو إلخ] تقدم فی وحد بلفظ [فلو كنتم منا أخذنا بأخذكم و لكنها الأَوحاد إلخ] و فسره هناك فقال: و قوله أخذنا بأخذكم أی أدركنا إبلكم فرددناها علیكم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 466
مَوْقِد مثل مَجْلِس، و النارُ مُوقَدة. و تَوَقَّدَتْ و اتَّقَدَتْ و اسْتَوْقَدَتْ، كله: هاجَتْ؛ و أَوْقَدَها هو و وَقَّدَها و اسْتَوْقَدَها. و الوَقُود: ما تُوقَدُ به النار، و كل ما أُوقِدَتْ به، فهو وَقُود. و المَوْقِدُ: موضع النار، و هو المُسْتَوقَدُ. و وَقَدَتْ بِك زِنادی: دعاء مثل وَرِیَتْ. و زَنْدٌ مِیقاد: سریع الوَرْیِ. و قَلْبٌ وَقَّادٌ و مُتَوَقِّدٌ: ماضٍ سریع التَّوَقُّدِ فی النَّشاطِ و المَضاءِ. و رجل وقَّاد: ظریف، و هو من ذلك. و تَوَقَّدَ الشی‌ءُ: تَلأْلأَ؛ و هی الوقَدَی؛ قال: ما كانَ أَسْقی لِناجُودٍ علی ظَمَإٍ ماءً بِخَمْرٍ، إِذا ناجُودُها بَرَدا مِنَ ابنِ مامةَ كَعْبٍ ثم عَیَّ به زَوُّ المَنِیَّةِ، إِلَّا حَرَّةً [حِرَّةً وقَدا و كَوْكَبٌ وقَّادٌ: مُضِی‌ءٌ. و وَقْدةُ الَحرِّ: أَشَدُّه. و الوَقْدةُ: أَشدُّ الحَرِّ، و هی عشرة أَیام أَو نصف شهر. و كل شی‌ء یَتَلأْلأُ، فهو یَقِدُ، حتی الحافر إِذا تلأْلأَ بَصِیصه. قال تعالی: كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ؛ و قرئَ: تُوقَدُ و تَوَقَّدُ. قال الفراء: فمن قرأَ یُوقَدُ ذهب إِلی المصباح، و من قرأَ تُوقَدُ ذهب إِلی الزُّجاجة، و كذلك من قرأَ تَوقَّدُ؛ و قال اللیث: من قرأَ تَوقَّدُ فمعناه تَتَوَقَّدُ ورده علی الزجاجة، و من قرأَ یُوقَدُ أَخرجه علی تذكیر النور، و من قرأَ تُوقَدُ فعلی معنی النار أَنها تُوقَدُ من شجرة. و العرب تقول: أَوقَدْتُ للصِّبا ناراً أَی تَركْتُه و ودَّعْتُه؛ قال الشاعر: صَحَوْتُ و أَوْقَدْتُ لِلَّهْوِ نارَا، و رَدَّ علیّ الصِّبا ما اسْتَعارا قال الأَزهری: و سمعت بعض العرب یقول: أَبْعَدَ الله دارَ فلان و أَوْقَدَ ناراً إِثْرَه؛ و المعنی لا رَجَعَه الله و لا ردَّه. و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: مَرَدَ علیهم أَبْعَده الله و أَسْحقه و أَوقد ناراً أَثَرَه. قال و قالت العقیلیة: كان الرجل إِذا خِفْنا شَرَّه فتحوَّل عنا أَوقَدْنا خَلْفَه ناراً، فقلت لها: و لم ذلك؟ قالت: لِتَحوُّل ضَبُعِهم «4». معهم أَی شَرِّهم. و الوَقِیدِیَّةُ: جنس من المِعْزَی ضِخامٌ حُمْر؛ قال جریر: و لا شَهِدَتْنا یَوْمَ جَیْشِ مُحَرِّقٍ طُهَیَّةُ فُرْسانُ الوقِیدِیَّةِ الشُّقْر و الأَعْرَفُ الرُّقَیْدِیَّةُ «5». و واقد و وَقَّاد و وَقْدانُ: أَسْماءٌ.

وكد؛ ج3، ص: 466

: وَكَّدَ العَقْدَ و العَهْدَ: أَوثَقَه، و الهمز فیه لغة. یقال: أَوْكَدْتُه و أَكَّدْتُه و آكَدْتُه إِیكاداً، و بالواو أَفصح، أَی شَدَدْتُه، و تَوَكَّدَ الأْمر و تأَكَّدَ بمعنًی. و یقال: وَكَّدْتُ الیَمِینَ، و الهمْزُ فی العَقْد أَجْوَدُ، و تقول: إِذا عَقَدْتَ فأَكِّدْ، و إِذا حَلَفْتَ فَوَكِّدْ. و قال أَبو العباس: التوكیدُ دخل فی الكلام لإِخراج الشَّكّ و فی الأَعْدادِ لإِحاطةِ الأَجْزاء، و من ذلك أَن تقول؛ كلَّمنی أَخوك، فیجوز أَن یكون كلمك هو أَو أَمَر غلامه بأَن یكلمك، فإِذا قلت كلمنی أَخوك تَكْلیماً لم یجز أَن یكون المكلّم لك إلا هو. و وَكَّدَ الرَّحْلَ و السَّرْجَ توكیداً: شَدَّه. و الوكائِدُ: السُّیورُ التی یُشَدُّ بها، واحدها وِكادٌ و إِكادٌ. و السُّیُورُ التی یُشَدُّ بها القَرَبُوس تسمی: المَیاكِیدَ و لا تسمی التَّواكِیدَ. ابن درید: الوكائِدُ
(4). قوله [ضبعهم إلخ] كذا بالأَصل بصیغة الجمع (5). قوله [الرقیدیة] كذا ضبط بالأَصل و تابعه شارح القاموس
لسان العرب، ج‌3، ص: 467
السُّیور التی یُشدُّ بها القربوس إِلی دَفَّتَیِ السَّرج، الواحدِ وكاد و إِكاد؛ و فی شعر حمید بن ثور: تَرَی العُلَیْفِیَّ علیه مُوكَدَا أَی مُوثَقاً شدِیدَ الأَسْرِ، و یروی … مُوفَدا، و قد تقدم. و الوِكادُ: حبل یُشَدُّ به البقر عند الحَلْب. و وكَدَ بالمكان یَكِدُ وُكُوداً إِذا أَقام به. و یقال: ظَلَّ مُتَوَكِّداً بأَمر كذا و مُتَوكِّزاً و متَحَرِّكاً أَی قائِماً مُسْتَعِدًّا. و یقال: وَكَدَ یَكِدُ وَكْداً أَی أَصابَ. وَ وَكَدَ وَكْدَه: قَصَدَ قَصْدَه و فَعَلَ مثلَ فِعْلِه. و ما زالَ ذاكَ وَكْدی أَی مُرادی و هَمِّی. و یقال: وكَدَ فلان أَمراً یَكِدُه وَكْداً إِذا مارَسَه و قَصَده؛ قال الطرمَّاح: و نُبِّئْتُ أَنَّ القَیْنَ زَنَّی عَجُوزَةً فَقِیرَةَ أُمّ السُّوءِ أَنْ لم یَكِدْ وَكْدی معناه: أَن لم یَعْمَلْ عَمَلی و لم یَقْصِدْ قَصْدی و لم یُغْنِ غَنائی. و یقال: ما زال ذلك وُكْدی، بضم الواو، أَی فِعْلی و دَأْبی و قَصْدی، فكأَنّ الوُكْدَ اسم، و الوَكْد المصدرُ. و‌فی حدیث الحسن و ذكر طالب العلم: قد أَوْكَدَتاه یَداه و أَعْمَدَتاه رِجلاهُ؛ أَوْكَدتاه: حَمَلتاه. و یقال: وَكدَ فلان أَمراً یَكِدُه وَكْداً إِذا قصده و طلبه. و‌فی حدیث علی: الحمد لله الذی لا یَفِرُه المَنْعُ و لا یَكِدُه الإِعْطاءُ‌أَی لا یَزِیدُه المنع و لا یَنْقُصُه الإِعطاء.

ولد؛ ج3، ص: 467

: الوَلِیدُ: الصبی حین یُولَدُ، و قال بعضهم: تدعی الصبیة أَیضاً ولیداً، و قال بعضهم: بل هو للذكر دون الأُنثی، و قال ابن شمیل: یقال غلامٌ مَوْلُودٌ و جاریة مَوْلودةٌ أَی حین ولدته أُمُّه، و الولد اسم یجمع الواحد و الكثیر و الذكر و الأُنثی. ابن سیدة: ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً و إِلادةً علی البدل، فهی والِدةٌ علی الفعل، و والِدٌ علی النسب؛ حكاه ثعلب فی المرأَة. و كل حامل تَلِدُ، و یقال لأُم الرجل: هذه والدة. وَ وَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً و وِلادة و أَوْلَدَتْ: حان وِلادُها. و الوالدُ: الأَب. و الوالدةُ: الأُم، و هما الولدان؛ و الوَلدُ یكون واحداً و جمعاً. ابن سیدة: الوَلَدُ و الوُلْدُ، بالضم: ما وُلِدَ أَیًّا كان، و هو یقع علی الواحد و الجمع و الذكر و الأُنثی، و قد جمعوا فقالوا أَولادٌ و وِلْدةٌ و إِلْدةٌ، و قد یجوز أَن یكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن و وَثَنٍ، فإِن هذا مما یُكَسَّرُ علی هذا المثال لاعتِقاب المِثالین علی الكلمة. و الوِلْد، بالكسر: كالوُلْد لغة و لیس بجمع لأَنَّ فَعَلًا لیس مما یُكَسَّر علی فِعْل. و الوَلَد أَیضاً: الرَّهْطُ علی التشبیه بولد الظهر. و وَلَدُ الرجل: ولده فی معْنًی. و وَلَدُه: رهطه فی معنی. و تَوالَدُوا أَی كثروا، و وَلَد بعضهم بعضاً. و یقال فی تفسیر قوله تعالی: مٰالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلّٰا خَسٰاراً؛ أَی رهْطُه. و یقال: وُلْدُه، و الوِلْدَةُ جمع الأَولاد «1»؛ قال رؤْبة: سَمْطاً یُرَبِّی وِلْدةً زَعابِلا قال الفراء: قال إِبراهیم: مالُه و وُلْدُه، و هو اختیار أَبی عمرو، و كذلك قرأَ ابن كثیر و حمزة، و روی خارجة عن نافع و وُلْدُه أَیضاً، و قرأَ ابن إِسحاق مالُه وَ وِلْدُه، و قال هما لغتان: وُلْد و وِلْد. و قال الزجاج: الوَلَدُ و الوُلْدُ واحد، مثل العَرَب
(1). قوله [و الولدة جمع الأَولاد] عبارة القاموس الولد، محركة، و بالضم و الكسر و الفتح واحد و جمع و قد یجمع علی أولاد و ولدة و ألدة بكسرهما و ولد بالضم
لسان العرب، ج‌3، ص: 468
و العُرْب، و العَجَم و العُجْم و نحو ذلك؛ قال الفراء و أَنشد: و لقد رَأَیْتُ مَعاشِراً قد ثَمَّرُوا مالًا و وُلْدا قال: و من أَمثال العرب، و فی الصحاح: من أَمثال بنی أَسَد: وُلْدُكَ مَنْ دَمَّی «1» عَقِبَیْكَ؛ و أَنشد: فَلَیْتَ فلاناً كان فی بَطْنِ أُمِّه، و لَیْتَ فلاناً كانَ وُلْدَ حِمارِ فهذا واحد. قال: و قَیْس تجعل الوُلدْ جمعاً و الوَلَد واحداً. ابن السكیت: یقال فی الوَلَد الوِلْدُ و الوُلْدُ. قال: و یكون الوُلْدُ واحداً و جمعاً. قال: و قد یكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد و أُسْد، و یقال: ما أَدْری أَیُ وَلَدِ الرجل هو أَیْ أَیُّ الناسِ هو. و الوَلیدُ: المولود حین یُولَدُ، و الجمع وِلْدانٌ و الاسم الوِلادةُ و الوُلُودِیَةُ؛ عن ابن الأَعرابی. قال ثعلب: الأَصل الوَلِیدِیَّةُ كأَنه بناه علی لفظ الوَلِید، و هی من المصادر التی لا أَفعالَ لها، و الأُنثی ولیدة، و الجمع وِلْدانٌ و ولائِدُ. و‌فی الحدیث: واقِیةً كَواقِیَةِ الولید؛ هو الطِّفْل فَعِیلٌ بمعنی مَفْعُول، أَی كَلاءَةً و حِفْظاً كما یُكْلأُ الطِّفْلُ؛ و قیل: أَراد بالولید موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، لقوله تعالی: أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِینٰا وَلِیداً؛ أَی كما وَقَیْتَ موسی شرّ فرعون و هو فی حِجْرِه [حَجْرِه فقنی شرّ قومی و أَنا بین أَظهرهم. و‌فی الحدیث: الولیدُ فی الجنة؛ أَی الذی مات و هو طفل أَو سقْطٌ. و‌فی الحدیث: لا تقتلوا ولیداً‌یعنی فی الغَزْو. قال: و قد تطلق الولیدةُ علی الجاریة و الأَمة، و إِن كانت كبیرة. و‌فی الحدیث: تَصَدَّقَتْ أُمِّی علیّ بِوَلیدة‌یعنی جاریة. و مَوْلِدُ الرجل: وقتُ وِلادِه. و مَوْلِدُه: الموضع الذی وُلِدَ فیه. و ولَدته الأُم تَلِدُه مَوْلِداً. و مِیلادُ الرجل: اسم الوقت الذی وُلِدَ فیه. و‌فی حدیث الاستعاذة: و من شرِّ وٰالِدٍ وَ مٰا وَلَدَ؛ یعنی إِبلیس و الشیاطین، هكذا فسر. و قولهم فی المثل: هم فی أَمرٍ لا یُنادَی وَلِیدُه؛ قال ابن سیدة: نُرَی أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتی كانت الأُمُّ تنسی ولِیدَها فلا تنادیه و لا تذْكُره مما هم فیه، ثم صار مثلًا لكل شِدّة، و قیل: هو أَمر عظیم لا ینادی فیه الصِّغار بل الجِلَّةُ، و قد یقال فی موضع الكثرة و السَّعة أَی متی أَهوی الولید بیده إِلی شی‌ء لم یُزْجَرْ عنه لكثرة الشی‌ء عندهم؛ و قال ابن السكیت فی قول مُزَرِّدٍ الثعلبی: تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ إِلی اللَّهِ مِنِّی، لا یُنادَی ولِیدُها قال: هذا مثل ضربه معناه أَی لا أَرْجِعُ و لا أُكَلَّمُ فیها كما لا یُكَلَّمُ الولِیدُ فی الشی‌ء الذی یُضْرَبُ له فیه المَثلُ. و قال الأَصمعی و أَبو عبیدة فی قولهم: هو أَمرٌ لا یُنادَی وَلِیدُه، قال أَحدهما: أَی هو أَمرٌ جلیلٌ شدیدٌ لا یُنادَی فیه الوَلیدُ و لكن تنادی فیه الجِلَّةُ، و قال آخر: أَصله من الغارة أَی تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِیَه و تَضُمَّه و لكنها تَهْرُبُ عنه، و یقال: أَصله من جری الخیل لأَن الفرس إِذا كان جواداً أَعْطَی من غیر أَن یُصاحَ به لاستزادته، كما قال النابغة الجعدی یصف فرساً:
(1). قوله [ولدك من دمی إلخ] هذا كما فی شرح القاموس مع متنه ضبط نسخ الصحاح، قال قال شیخنا: و التدمیة للذكر علی المجاز و ضبط فی نسخ القاموس ولدك محركة و بكسر الكاف خطاباً لأُنثی؛ أَی من نفست به، و صیر عقبیك ملطخین بالدم فهو ابنك حقیقة لا من اتخذته و تبنیته و هو من غیرك
لسان العرب، ج‌3، ص: 469
و أَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه، و هَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا أَمامَ هَوِیٍّ لا یُنادَی وَلِیدُه، و شَدٍّ و أَمرٍ بالعِنانِ لِیُرْسَلا ثم قیل ذلك لكل أَمر عظیم و لكل شی‌ء كثیر. و قوله: أَمامَ یرید قُدّام، و الهَوِیُّ: شدة السرعة. ابن السكیت: و یقال جاؤوا بطَعامٍ لا یُنادَی ولیدُه، و فی الأَرض عشبٌ لا یُنادی ولیدُه أَی إِن كان الولید فی ماشیة لم یضُرَّه أَین صَرَفها لأَنها فی عُشْب، فلا یقال له: اصرفها إِلی موضع كذا لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة، و إِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا یبالی كیف أَفسَدَ فیه، و لا متی أَكَل، و لا متی شرِب، و فی أَیِّ نواحیهِ أَهْوَی. و رجل فیه وُلُودِیَّةٌ؛ و الولودیَّة: الجفاء و قلة الرّفْق و العلم بالأُمور، و هی الأُمّیة. و فعل ذلك فی وَلِیدِیَّتِه أَی فی الحالة التی كان فیها ولیداً. و شاةٌ والدةٌ و وَلُودٌ: بَیِّنةُ الوِلادِ، و والدٌ، و الجمع وُلْدٌ. و قد وَلَّدْتُها و أَوْلَدَتْ هی، و هی مُولِدٌ، من غَنم مَوالِیدَ و مَوالِدَ. و یقال: ولَّد الرجل غَنَمه تولیداً كما یقال: نَتَّجَ إِبله. و‌فی حدیث لَقِیطٍ: ما وَلَّدْتَ یا راعی؟یقال: وَلَّدْت الشاةَ تولِیداً إِذا حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حین یبین الولد منها. و أَصحاب الحدیث یقولون: ما ولَدَت؟ یعنون الشاة؛ و المحفوظ بتشدید اللام علی الخطاب للراعی؛ و منه‌حدیث الأَبْرصِ و الأَقْرَعِ: فأَنتج هذا و وَلَّد هذا.اللیث: شاة والِدٌ و هی الحامل و إِنها لَبَیِّنَةُ الوِلادِ. و‌فی الحدیث: فأَعطَی شاة والداً‌أَی عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ. و أَما الوِلادَةُ، فهی وضع الوالِدة ولَدها. و المُوَلِّدَة: القابلةُ؛ و‌فی حدیث مُسافِعٍ: حدثتنی امرأَة من بنی سُلَیْم قالت: أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِیارِنا‌أَی كنت لهم قابلةً؛ و تَوَلَّدَ الشی‌ء من الشی‌ء. و اللِّدةُ: التِّرْبُ، و الجمع لِداتٌ و لِدُون؛ قال الفرزدق: رأَیْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ، و شَرْخَ لِدِیَّ أَسنانَ الهِرامِ الجوهری: وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه، و الهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله لأَنه من الولادة، و هما لِدان. ابن سیدة: و الولِیدةُ و المُوَلَّدَةُ الجاریة المولودةُ بین العرب؛ غیره: و عربیة مُولَّدَةٌ، و رجل مُوَلَّدٌ إِذا كان عربیّاً غیر محض. ابن شمیل: المُوَلَّدة التی وُلِدَتْ بأَرض و لیس بها إِلا أَبوها أَو أُمها. و التَّلِیدَةُ: التی أَبوها و أَهلُ بیتِها و جمیع من هو بسبیل منها بأَرْض و هی بأَرْض أُخری. قال: و القِنّ من العبید التَّلِیدُ الذی وُلِدَ عندك. و جاریة مُوَلَّدةٌ: تولد بین العرب و تَنْشَأُ مع أَولادِهم و یَغْذونها غذاء الوَلَد و یُعلّمُونها من الأَدب مثل ما یُعَلِّمون أَولادَهم؛ و كذلك المُوَلَّد من العبید؛ و إِن سمی المُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا استحدثوه و لم یكن من كلامهم فیما مضی. و‌فی حدیث شریح: أَن رجلًا اشتری جاریة و شرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِیدةً؛ المولدة: التی ولدت بین العرب و نشأَت مع أَولادهم و تأَدّبت بآدابهم. و التلید: التی ولدت ببلاد العجم و حملت فنشأَت ببلاد العرب. و التَّلیدةُ من الجواری: هی التی تُولَدُ فی ملك قوم و عندهم أَبواها. و الوَلِیدةُ: المولودة بین العرب، و غلام وَلِیدٌ كذلك. و الولید: الصبی و العبد. و الولید: الغلام حین یُسْتَوصَف قبل أَن یَحْتَلِمَ، الجمعُ ولْدانٌ وَ وِلْدَةٌ؛ و جاریة وَلِیدةٌ. و جاءنا بِبیِّنة مُوَلَّدة: لیست بمحققة. و جاءنا بكتاب
لسان العرب، ج‌3، ص: 470
مُوَلَّد أَی مُفْتَعَل. و المُوَلَّد: المُحْدَثُ من كل شی‌ء و منه المُوَلَّدُونَ من الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم. و الوَلیدةُ: الأَمَةُ و الصَّبیَّةُ بینةُ الولادةِ؛ و الوَلِیدِیَّة، و الجمع الولائِدُ. و یقال للأَمَة: ولیدة، و إِن كانت مُسِنَّة. قال أَبو الهیثم: الوَلِیدُ الشابُّ، و الولائِدُ الشوابُّ من الجواری، و الوَلِیدُ الخادم الشاب یسمی ولِیداً من حین یولد إِلی أَن یبلغ. قال الله تعالی: أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِینٰا وَلِیداً. قال: و الخادم إِذا كان شابّاً وَصیفٌ. و الوَصِیفةُ: ولیدة؛ و أَمْلَحُ الخَدمِ الوُصَفاءُ و الوَصائِفُ. و خادِمُ أَهلِ الجنة: وَلِیدٌ أَبداً لا یتغیر عن سنه. و حكی أَبو عمرو عن ثعلب قال: و مما حرفته النصاری أَن فی الإِنجیل یقول الله تعالی مخاطباً لعیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: أَنت نَبیِّی و أَنا وَلَدْتُك أَیْ ربَّیْتُك، فقال النَّصارَی: أَنْتَ بُنَیِّی و أَنا وَلَدْتُك، و خَفَّفوه و جعلوا له ولداً، سبحانه و تعالی عما یقولون علوًّا كبیراً. الأُمویُّ: إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضها بعد بعض قیل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَیْلاءَ، ممدود، و وَلَّدْتُها طَبَقاً و طَبَقَةً؛ و قول الشاعر: إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا: أَ جَدْیٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ؟ قال ابن الأَعرابی فی قوله: وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم یأْتون البهائم. قال أَبو منصور: و العرب تقول: نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها و هو یلی ذلك منها، فهی مَنتُوجَةٌ، و الناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة إِذا ولدت، و یقال فی الشاءِ: وَلَّدْناها أَی وَلِینا وِلادَتها، و یقال لذوات الأَظْلاف و الشَّاءِ و البقر: وُلِّدتِ الشاةُ و البقَرة، مضمومة الواو مكسورة اللام مشددة. و یقال أَیضاً: وضَعَت فی موضع وُلِّدَتْ.

ومد؛ ج3، ص: 470

: الوَمَدُ: نَدًی یَجِی‌ءُ فی صمِیم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِیح، و قیل: هو الحَرُّ أَیّاً كان مع سكون الرِّیح. قال الكسائی: إِذا سكنت الرِّیحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ. و‌فی حدیث عُتْبَة بن غَزْوان: أَنه لَقِیَ المُشْركینَ فی یَوْمِ وَمَدَةٍ و عكاكٍ؛ الوَمَدةُ: نَدًی من البحر یقع علی الناس فی شدة الحرّ و سكون الرِّیح. اللیث: الوَمَدَةُ تجی‌ء فی صمیم الحرّ من قبل البحر حتی تقع علی الناس لیلًا. قال أَبو منصور: و قد یقع الوَمَدُ أَیامَ الخَریف أَیضاً. قال: و الوَمَدُ لَثْقٌ و نَدًی یَجی‌ءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره و هَبَّت به الرِّیحُ الصَّبا، فیقع علی البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدی السماء، و هو یؤذی الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته. قال: و كنا بناحیة البحرین إِذا حَلَلنا بالأَسْیافِ و هَبَّتِ الصَّبا بَحْریّةً لم ننفك من أَذی الوَمَدِ، فإِذا أَصْعَدْنا فی بلاد الدَّهْناءِ لم یُصِبْنا الوَمَدُ. و قد وَمِدَ الیومُ ومَداً فهو وَمِدٌ، و لیلةٌ وَمِدةٌ، و أَكثر ما یقال فی اللیل، و قد وَمِدَت اللیلةُ، بالكسر، تَوْمَدُ وَمَداً. و یقال: لیلة ومِدٌ بغیر هاء؛ و منه قول الراعی یصف امرأَة: كأَنَّ بَیْضَ نَعامٍ فی مَلاحِفِها، إِذا اجْتَلاهُنَّ قَیْظاً لیلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ و الوَمَدةُ، بالتحریك: شدّة حر اللیل. و وَمِدَ علیه وَمَداً: غَضِبَ و حَمِیَ كَوَبِدَ.

وهد؛ ج3، ص: 470

: الوَهْدُ «2» و الوَهْدَةُ: المطمئنُّ من الأَرض
(2). قوله [الوهد] كذا بالأَصل، و فی شرح القاموس بضم الواو و سكون الهاء، و ذكر بدله صاحب القاموس وهدان بضم فسكون
لسان العرب، ج‌3، ص: 471
و المكان المنخفض كأَنه حفرة، و الوَهْدُ یكون اسماً للحفرة، و الجمع أَوهُدٌ و وَهْدٌ و وِهادٌ. و الوَهْدةُ: الهُوّةُ تكون فی الأَرض؛ و مكانٌ وهْدٌ و أَرض وهْدةٌ: كذلك الوَهْدةُ: النُقْرة المُنْتَقِرةُ فی الأَرض أَشدّ دخولًا فی الأَرض من الغائط و لیس لها حرف، و عَرْضُها رُمْحان و ثلاثة لا تُنْبِتُ شیئاً. و أَوهَدُ: من أَسماءِ یوم الإثنین، عادیة، و عدّه كراع فَوْعَلَا، و قیاس قول سیبویه أَن تكون الهمزة فیه زائدة. ابن الأَعرابی: هی الخُنْعبةُ و النُّونةُ و الثُّومةُ و الهَزْمةُ و الوَهْدةُ و القِلْدةُ و الهَرْتَمةُ و العَرْتَمةُ و الحِثْرِمةُ. و قال اللیث: الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما بین الشاربین بِحیالِ الوَتَرةِ، و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌3، ص: 472‌

ذ؛ ج3، ص: 472

اشارة

حرف الذال المعجمة‌

ذ؛ ج3، ص: 472

: الذال المعجمة: حرف من الحروف المجهورة و الحروف اللثویة؛ و الثاءُ المثلثة و الذال المعجمة و الظاء المعجمة فی حیز واحد.

فصل الهمزة؛ ج3، ص: 472

أخذ؛ ج3، ص: 472

: الأَخْذ: خلاف العطاء، و هو أَیضاً التناول. أَخذت الشی‌ء آخُذُه أَخذاً: تناولته؛ و أَخَذَه یأْخُذه أَخْذاً، و الإِخذُ، بالكسر: الاسم. و إِذا أَمرت قلت: خذْ، و أَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتین فحذفوهما تخفیفاً؛ قال ابن سیدة: فلما اجتمعت همزتان و كثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلیة فزال الساكن فاستغنی عن الهمزة الزائدة، و قد جاء علی الأَصل فقیل: أُوخذ؛ و كذلك القول فی الأَمر من أَكل و أَمر و أَشباه ذلك؛ و یقال: خُذِ الخِطامَ و خُذْ بالخِطام بمعنی. و التأْخاذُ: تَفْعال من الأَخذ؛ قال الأَعشی: لَیَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَةً دَلَجُ اللیلِ و تأْخاذُ المِنَحْ قال ابن بری: و الذی فی شعر الأَعشی: لیُعیدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ اللیلِ و تأْخاذَ المنح أَی عَطْفَها. یقال: رجع فلان إِلی عَكْرِه أَی إِلی ما كان علیه، و فسر العكْرَ بقوله: دلجَ اللیلِ و تأْخاذَ المنح. و المنَحُ: جمع مِنْحَة، و هی الناقة یعیرها صاحبها لمن یحلبها و ینتفع بها ثم یعیدها. و فی النوادر: إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها و هی ثقافها. و‌فی الحدیث: جاءت امرأَة إِلی عائشة، رضی الله عنها، أُقَیّدُ جملی «1». و فی حدیث آخر: أُؤَخِّذ جملی. فلم تَفْطُنْ لها حتی فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها؛ و فی حدیث آخر: قالت لها: أُؤَخِّذُ جملی؟ قالت: نعم.التأْخیذُ: حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غیرهنّ من النساء، و كَنَتْ بالجمل عن زوجها و لم تعلم عائشة، رضی الله عنها، فلذلك أَذِنت لها فیه. و التأْخِیذُ: أَن تحتالَ المرأَةُ بحیَل فی منعِ زوجِها من جِماع غیرها، و ذلك نوع من السحر. یقال:
(1). قوله [جاءت امرأة إلخ] كذا بالأَصل و الذی فی شرح القاموس فقالت أقید
لسان العرب، ج‌3، ص: 473
لفلانة أَخْذَةٌ تُؤَخِّذُ بها الرجال عن النساء، و قد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخیذاً؛ و منه قیل للأَسیر: أَخِیذٌ. و قد أُخِذَ فلان إِذا أُسر؛ و منه قوله تعالی: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ. معناه، و الله أَعلم: ائْسِروهم. الفراء: أَكذَبُ من أَخِیذ الجیش، و هو الذی یأْخذُه أَعداؤه فَیَسْتَدِلُّونه علی قومه، فهو یَكْذِبُهم بِجُهْدِه. و الأَخیذُ: المأْخُوذُ. و الأَخیذ: الأَسیر. و الأَخِیذَةُ: المرأَة لِسَبْی. و‌فی الحدیث: أَنه أَخذ السیفَ و قال مَن یمنعُك منی؟ فقال: كن خیر آخِذٍ‌أَی خیرَ آسر. و الأَخیذَةُ: ما اغْتُصِبَ من شی‌ء فأُخِذَ. و آخَذَه بذنبه مُؤاخذة: عاقبه. و فی التنزیل العزیز: فَكُلًّا أَخَذْنٰا بِذَنْبِهِ. و قوله عز و جل: وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أَمْلَیْتُ لَهٰا وَ هِیَ ظٰالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهٰا؛ أَی أَخذتها بالعذاب فاستغنی عنه لتقدّم ذكره فی قوله: وَ یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذٰابِ*. و‌فی الحدیث: من أَصاب من ذلك شیئاً أُخِذَ به.یقال: أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَی حُبِسَ و جُوزِیَ علیه و عُوقِب به. و إِن أَخذوا علی أَیدیهم نَجَوْا. یقال: أَخذتُ علی ید فلان إِذا منعته عما یرید أَن یفعله كأَنك أَمْسكت علی یده. و قوله عز و جل: وَ هَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِیَأْخُذُوهُ قال الزجاج: لیتمكنوا منه فیقتلوه. و آخَذَه: كأَخَذَه. و فی التنزیل العزیز: وَ لَوْ یُؤٰاخِذُ اللّٰهُ النّٰاسَ بِمٰا كَسَبُوا؛ و العامة تقول واخَذَه. و أَتی العِراقَ و ما أَخذَ إِخْذَه، و ذهب الحجازَ و ما أَخذ إِخذه، و وَلی فلان مكةَ و ما أَخذَ إِخذَها أَی ما یلیها و ما هو فی ناحِیتها، و اسْتُعْمِلَ فلانٌ علی الشام و ما أَخَذَ إِخْذَه، بالكسر، أَی لم یأْخذ ما وجب علیه من حسن السیرة و لا تقل أَخْذَه، و قال الفراء: ما والاه و كان فی ناحیته. و ذهب بنو فلان و من أَخَذَ إِخْذُهم و أَخْذُهم، یكسرون «1». الأَلف و یضمون الذال، و إِن شئت فتحت الأَلف و ضممت الذال، أَی و من سار سیرهم؛ و من قال: و من أَخَذَ إِخْذُهم أَی و من أَخَذَه إِخْذُهم و سیرتُهم. و العرب تقول: لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا، بكسر الأَلف، أَی بخلائقنا و زِیِّنا و شكلنا و هدینا؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم، و لكنها الأَوجاد أَسفل سافل «2». فسره فقال: أَخذنا بأَخْذِكم أَی أَدركنا إِبلَكم فردَدناها علیكم، لم یقل ذلك غیره. و‌فی الحدیث: قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم؛ أَی نزلوا منازِلَهم؛ قال ابن الأَثیر: هو بفتح الهمزة و الخاء. و الأُخْذَة، بالضم: رقیة تأْخُذُ العینَ و نحوها كالسحر أَو خرزة یُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال، من التأْخِیذِ. و آخَذَه: رَقاه. و قالت أُخْتُ صُبْحٍ العادیِّ تبكی أَخاها صبحاً، و قد قتله رجل سِیقَ إِلیه علی سریر، لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ و القاعدَ و الساعِیَ و الماشِیَ و الراكِبَ: أَخَذْتُ عنك الراكِبَ و الساعِیَ و الماشِیَ و القاعِدَ و القائِمَ، و لم آخُذْ عنك النائمَ؛ و فی صبح هذا یقول لبید: و لقد رأَی صُبْحٌ سوادَ خلیلِه، ما بین قائمِ سَیْفِهِ و المِحْمَلِ عنی بخلیله كَبِدَه لأَنه یروی أَن الأَسد بَقَر بطنه، و هو حیٌّ، فنظر إِلی سوادِ كَبِده.
(1). قوله [إخذهم و أخذهم یكسرون إلخ] كذا بالأَصل و فی القاموس و ذهبوا و من أخذ إخذهم، بكسر الهمزة و فتحها و رفع الذال و نصبها (2). قوله [و لكنها الأَوجاد إلخ] كذا بالأصل و فی شرح القاموس الأَجساد
لسان العرب، ج‌3، ص: 474
و رجل مُؤَخَّذٌ عن النساء: محبوس. و ائْتَخَذْنا فی القتال، بهمزتین: أَخَذَ بعضُنا بعضاً. و الاتِّخاذ: افتعال أَیضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تلیین الهمزة و إِبدال التاء، ثم لما كثر استعماله علی لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلیة فبنوا منه فَعِلَ یَفْعَلُ. قالوا: تَخِذَ یَتْخَذ، و قرئ: لتَخِذْت علیه أَجراً. و حكی المبرد أَن بعض العرب یقول: اسْتَخَذَ فلان أَرضاً یرید اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدی التاءین سیناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السین فی قولهم ستُّ؛ و یجوز أَن یكون أَراد استفعل من تَخِذَ یَتْخَذ فحذف إِحدی التاءَین تخفیفاً، كما قالوا: ظَلْتُ من ظَلِلْتُ. قال ابن شمیل: اسْتَخَذْتُ علیهم یداً و عندهم سواءٌ أَی اتَّخَذْتُ. و الإِخاذةُ: الضَّیْعَة یتخذها الإِنسان لنفسه؛ و كذلك الإِخاذُ و هی أَیضاً أَرض یحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان. و الأَخْذُ: ما حَفَرْتَ كهیئةِ الحوض لنفسك، و الجمع الأُخْذانُ، تُمْسِكُ الماءَ أَیاماً. و الإِخْذُ و الإِخْذَةُ: ما حفرته كهیئةِ الحوض، و الجمع أُخْذٌ و إِخاذ. و الإِخاذُ: الغُدُرُ، و قیل: الإِخاذُ واحد و الجمع آخاذ، نادر، و قیل: الإِخاذُ و الإِخاذةُ بمعنی، و الإِخاذةُ: شی‌ء كالغدیر، و الجمع إِخاذ، و جمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب و كُتُبٍ، و قد یخفف؛ قال الشاعر: و غادَرَ الأُخْذَ و الأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو، و أَسْجَل أَنْهاءً و غُدْرانا و‌فی حدیث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قال: ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد، صلی الله علیه و سلم، إِلا الإِخاذ تكفی الإِخاذةُ الراكب و تكفی الإِخاذَةُ الراكبَین و تكفی الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ؛ و قال أَبو عبید: هو الإِخاذُ بغیر هاء؛ و هو مجتَمَع الماءِ شبیهٌ بالغدیر؛ قال عدِیّ بنُ زید یصف مطراً: فاضَ فیه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْضِ، و ما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ و جمع الإِخاذِ أُخُذٌ؛ و قال الأَخطل: فظَلَّ مُرْتَثِئاً، و الأُخْذُ قد حُمِیَتْ، و ظَنَّ أَنَّ سَبِیلَ الأُخْذِ مَیْمُونُ و قاله أَیضاً أَبو عمرو و زاد فیه: و أَما الإِخاذةُ، بالهاء، فإِنها الأَرض یأْخذها الرجل فیحوزها لنفسه و یتخذها و یحییها، و قیل: الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ و هو مَصنعٌ للماءِ یجتمع فیه، و الأَولی أَن یكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً، و وجه التشبیه مذكور فی سیاق الحدیث فی قوله تكفی الإِخاذةُ الراكِبَ، و باقی الحدیث یعنی أَنَّ فیهم الصغیرَ و الكبیرَ و العالم و الأَعلم؛ و منه‌حدیث الحجاج فی صفة الغیث: و امتلأَت الإِخاذُ؛ أَبو عدنان: إِخاذٌ جَمْع إِخاذة و أُخذٌ جمع إِخاذ؛ و قال أَبو عبیدة: الإِخاذةُ و الإِخاذ، بالهاء و غیر الهاء، جمع إِخْذٍ، و الإِخْذُ صَنَعُ الماء یجتمع فیه. و‌فی حدیث أَبی موسی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: إِنَّ مَثَلَ ما بعَثنی الله به من الهُدَی و العِلْمِ كمثلِ غیثٍ أَصاب أَرضاً، فكانت منها طائفةٌ طیبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ و العشب الكثیر، و كانت فیها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ، فشرِبوا منها و سَقَوْا و رَعَوْا، و أَصابَ طائفةً منها أُخری إِنما هی قیعان لا تُمسِكُ ماءً و لا تُنبِتُ كلأً، و كذلك مَثلُ من فقُه فی دین الله و نَفَعه ما بعَثنی الله به فعلم و علَّم، و مَثَلُ من لم یَرْفَعْ بذلك رأْساً و لم یَقْبلْ هُدی الله الذی أُرْسِلْتُ به؛ الإِخاذاتُ: الغُدرانُ التی تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ علی الشاربة،
لسان العرب، ج‌3، ص: 475
الواحدةُ إِخاذة. و القیعانُ: جمع قاع، و هی أَرض حَرَّة لا رملَ فیها و لا یَثبتُ علیها الماء لاستوائها، و لا غُدُر فیها تُمسِكُ الماءَ، فهی لا تنبت الكلأَ و لا تمسك الماء. انتهی. و أَخَذَ یَفْعَلُ كذا أَی جعل، و هی عند سیبویه من الأَفعال التی لا یوضع اسمُ الفاعل فی موضع الفعلِ الذی هو خبرها. و أَخذ فی كذا أَی بدأَ. و نجوم الأَخْذِ: منازلُ القمر لأَن القمر یأْخذ كل لیلة فی منزل منها؛ قال: و أَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً، أَنِضَّةَ مَحْلٍ لیسَ قاطِرُها یُثْری قوله: یُثْرِی یَبُلُّ الأَرضَ، و هی نجومُ الأَنواءِ، و قیل: إِنما قیل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل یوم فی نَوْءٍ و لأَخْذِ القمر فی منازلها كل لیلة فی منزل منها، و قیل: نجومُ الأَخْذِ التی یُرمی بها مُسْتَرِقُ السمع، و الأَول أَصح. و ائْتَخذَ القومُ یأْتخذون ائْتِخاذاً، و ذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم علی مُصَارِعِه أُخذَةً یعتقله بها، و جمعها أُخَذٌ؛ و منه قول الراجز: و أُخَذٌ و شَغرِبیَّاتٌ أُخَر اللیث: یقال اتخَذَ فلان مالًا یَتَّخِذه اتِّخاذاً، و تَخِذَ یَتْخَذُ تَخَذاً، و تَخِذْتُ مالًا أَی كسَبْتُه، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلیة. قال الله عز و جل: لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَیْهِ أَجْراً؛ قال الفراء: قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ؛ قال: و أَنشدنی العتابی: تَخِذَها سَرِیَّةً تُقَعِّدُه قال: و أَصلها افتعلت؛ قال أَبو منصور: و صحت هذه القراءة عن ابن عباس و بها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء، و قرأَ أَبو زید: لَتَخَذْتَ علیه أَجراً. قال: و كذلك مكتوب هو فی الإِمام و به یقرأُ القراء؛ و من قرأَ لَاتَّخَذْتَ، بفتح الخاء و بالأَلف، فإِنه یخالف الكتاب. و قال اللیث: من قرأَ لَاتَّخَذْتَ فقد أَدغم التاءَ فی الیاءَ فاجتمعت همزتان فصیرت إِحداهما یاء، و أُدْغِمَت كراهةَ التقائهما. و الأَخِذُ من الإِبل: الذی أَخَذَ فیه السِّمنُ، و الجمع أَواخِذُ. و أَخِذَ الفصیل، بالكسر، یأْخَذُ أَخَذاً، فهو أَخِذ: أَكثر من اللبن حتی فسَدَ بطنُه و بَشِم و اتَّخَم. أَبو زید: إِنه لأَكْذَب من الأَخِیذِ الصَّیْحانِ، و روی عن الفراء أَنه قال: من الأَخِذِ الصَّیْحانِ بلا یاء؛ قال أَبو زید: هو الفصیل الذی اتُّخِذَ من اللبن. و الأَخَذُ: شبه الجنون، فصیل أَخِذٌ علی فَعِل، و أَخِذَ البعیرُ أَخَذاً، و هو أَخِذٌ: أَخَذَه مثلُ الجنون یعتریه و كذلك الشاة، و قیاسه أَخِذٌ. و الأُخُذُ: الرَّمَد، و قد أَخِذَت عینه أَخَذاً. و رجل أَخِذٌ: بعینه أُخُذ مثل جُنُب أَی رمد، و القیاس أَخِذٌ كالأَوّل. و رجل مُسْتأْخِذٌ: كأَخِذ؛ قال أَبو ذؤیب: یرمی الغُیوبَ بِعیْنَیْهِ و مَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ و المستأْخذُ: الذی به أُخُذٌ من الرمد. و المستأْخِذُ: المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غیره. أَبو عمرو: یقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه و مستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِیناً. و قولهم: خُذْ عنك أَی خُذْ ما أَقول و دع عنك الشك و المِراء؛ فقال: خذ الخطام «3» و قولهم: أَخَذْتُ كذا یُبدلون الذال تاء فیُدْغمونها فی التاء،
(3). قوله [فقال خذ الخطام] كذا بالأَصل و فیه كشطب كتب موضعه فقال و لا معنی له.
لسان العرب، ج‌3، ص: 476
و بعضهم یُظهرُ الذال، و هو قلیل.

أذذ؛ ج3، ص: 476

: أَذَّ یَؤُذُّ: قطع مثل هذَّ، و زعم ابن درید أَن همزة أَذَّ بدل من هاء هذَّ؛ قال: یَؤُذُّ بالشَّفْرة أَیّ أَذِّ مِنْ قَمَعٍ و مَأْنَةٍ و فلْذِ و شَفْرَةٌ أَذُوذٌ: قاطعة كَهَذوذٍ. و إِذْ: كلمة تدل علی ما مضی من الزمان، و هو اسم مبنی علی السكون و حقه أَن یكون مضافاً إِلی جملة، تقول: جئتك إِذ قام زید، و إِذ زید قائم، و إِذ زید یقوم، فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنت؛ قال أَبو ذؤیب: نَهَیْتُكَ عن طِلابِك أُمَّ عَمْرٍو، بِعاقِبةٍ، و أَنت إِذٍ صحِیحُ أَراد حینئذ كما تقول یومئذ و لیلتئذ؛ و هو من حروف الجزاء إِلا أَنه لا یجازی به إِلا مع ما، تقول: إِذ ما تأْتنی آتك، كما تقول: إن تأْتنی وقتاً آتِك؛ قال العباسُ بن مِرادسٍ یمدحُ النبیّ، صلی الله علیه و سلم: یا خیرَ مَن رَكِبَ المَطِیَّ و من مَشی فوق الترابِ، إِذا تُعَدُّ الأَنْفُسُ بك أَسلَم الطاغُوتُ و اتُّبِعَ الهُدَی، و بك انجلی عنا الظلامُ الحِنْدِسُ إِذ ما أَتیتَ علی الرسولِ فقل له: حقًّا علیك إِذا اطمأَن المجلِسُ و هذا البیت أَورده الجوهریُّ: إِذ ما أَتیتَ علی الأَمیر قال ابن بری: و صواب إِنشاده: إِذ ما أَتیتَ علی الرسول، كما أَوردناه. قال: و قد تكونُ للشی‌ءِ توافِقُه فی حالٍ أَنتَ فیها و لا یلیها إِلا الفعلُ الواجبُ، تقول: بینما أَنا كذا إِذ جاء زید. ابن سیدة: إِذ ظرف لما مضی، یقولون إِذ كان. و قوله عز و جل: وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلٰائِكَةِ إِنِّی جٰاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً، قال أَبو عبیدة: إِذ هنا زائدة؛ قال أَبو إِسحاق: هذا إِقدام من أَبی عبیدة لأَن القرآن العزیز ینبغی أَن لا یُتكلم فیه إِلا بغایة تحری الحق، و إِذ: معناها الوقت فكیف تكون لغواً و معناه الوقت، و الحجة فی إِذ أَنّ الله تعالی خلق الناس و غیرهم، فكأَنه قال ابتداء خلْقكم: إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلٰائِكَةِ إِنِّی جٰاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً أَی فی ذلك الوقت. قال: و أَمّا قول أَبی ذؤیب: و أَنت إِذ صحیح، فإِنما أَصل هذا أَن تكون إِذ مضافة فیه إِلی جملة إِما من مبتدإٍ و خبر نحو قولك: جئتك إِذ زید أَمیر، و إِما من فعل و فاعل نحو قمت إِذ قام زید، فلما حُذِف المضافُ إِلیه إِذ عُوِّضَ منه التنوین فدخل و هو ساكن علی الذال و هی ساكنة، فكُسِرَت الذالُ لالتقاء الساكنین فقیل یومئذ، و لیست هذه الكسرةُ فی الذال كسرةَ إِعراب و إِن كانت إِذ فی موضع جر بإِضافة ما قبلها إِلیها، و إِنما الكسرة فیها لسكونها و سكون التنوین بعدها كقوله صَهٍ فی النكرة، و إِن اختلفت جهتا التنوین، فكان فی إِذٍ عوضاً من المضاف إِلیه، و فی صَهٍ علماً للتنكیر؛ و یدل علی أَنَّ الكسرة فی ذال إِذٍ إِنما هی حركة التقاء الساكنین هما هی و التنوین قوله [و أَنت إِذٍ صحیح] أَ لا تری أَنَّ إِذٍ لیس قبلها شی‌ء مضاف إِلیها؟ و أَما قول الأَخفش: إِنه جُرَّ إِذٍ لأَنه أَراد قبلها حین ثم حذفها و بَقِیَ الجر فیها و تقدیره حینئذ فساقط غیر لازم، أَ لا تری أَن الجماعة قد أَجمعت علی أَن إِذْ و كَمْ من الأَسماء المبنیة علی الوقف؟ و قول الحُصینِ بن الحُمام: ما كنتُ أَحسَبُ أَن أُمِّی عَلَّةٌ، حتی رأَیتُ إِذِی نُحازُ و نُقْتَلُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 477
إِنما أَراد: إِذ نُحازُ و نُقتل، إِلا أَنه لما كان فی التذكیر إِذی و هو یتذكر إِذ كان كذا و كذا أَجری الوصلَ مُجرَی الوقف فأَلحقَ الیاء فی الوصل فقال إِذی. و قوله عز و جل: وَ لَنْ یَنْفَعَكُمُ الْیَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِی الْعَذٰابِ مُشْتَرِكُونَ؛ قال ابن جنی: طاولت أَبا علی، رحمه الله تعالی، فی هذا و راجعته عوداً علی بدءٍ فكان أَكثَرَ ما بَرَدَ منه فی الیدِ أَنه لما كانت الدارُ الآخرةُ تلی الدارَ الدنیا لا فاصل بینهما إِنما هی هذه فهذه صار ما یقعُ فی الآخرةِ كأَنه واقع فی الدنیا، فلذلك أُجْرِیَ الیومُ و هی للآخرة مُجْری وقت الظلم، و هو قوله: إِذْ ظَلَمْتُمْ، و وقت الظلم إِنما كان فی الدنیا، فإِن لم تفعل هذا و ترتكبه بَقِیَ إِذْ ظَلَمْتُمْ غیرَ متعلق بشی‌ء، فیصیر ما قاله أَبو علی إِلی أَنه كأَنه أَبدل إِذْ ظَلَمْتُمْ من الْیَوْمَ أَو كرره علیه؛ و قول أَبی ذؤیب: تَواعَدْنا الرُّبَیْقَ لَنَنْزِلَنْه، و لم نَشْعُرْ إِذاً أنی خَلِیفُ قال ابن جنی: قال خالد إِذاً لغة هذیل و غیرهم یقولون إِذٍ، قال: فینبغی أَن یكون فتحة ذال إِذاً فی هذه اللغة لسكونها و سكون التنوین بعدها، كما أَن من قال إِذٍ بكسرها فإِنَّما كسرها لسكونها و سكون التنوین بعدها بمن فهرب إِلی الفتحة، استنكاراً لتوالی الكسرتین، كما كره ذلك فی من الرجل و نحوه‌

أسبذ؛ ج3، ص: 477

: النهایة لابن الأَثیر: فی الحدیث أَنه كتب لعباد الله الأَسبذِینَ؛ قال: هم ملوكُ عُمانَ بالبحرَین؛ قال: الكلمة فارسیة معناها عَبَدَةُ الفَرَس لأَنهم كانوا یعبدون فرساً فیما قیل، و اسم الفرس بالفارسیة أَسب.

أصبهبذ؛ ج3، ص: 477

: الأَزهری فی الخماسی: إِصْبَهْبَذْ اسم أَعجمی.

فصل الباء موحدة؛ ج3، ص: 477

بذذ؛ ج3، ص: 477

: بَذِذْتَ تَبَذُّ بَذَذاً «1» و بَذاذةً و بُذُوذَةً: رثَّت هیئتُك و ساءت حالتك. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: البَذاذةُ من الإِیمان؛ البذاذة: رثاثة الهیئة؛ قال الكسائی: هو أَن یكون الرجلُ مَتَقَهِّلًا رثَّ الهیئة، یقال منه: رجل باذّ الهیئة و فی هیئته بذاذة. و قال ابن الأَعرابی: البَذّ الرجل المُتَقَهِّل الفقیر، قال: و البذاذة أَن یكون یوماً متزیناً و یوماً شَعِثاً. و یقال: هو ترك مداومة الزینة. و حال بَذَّة أَی سیئة. و قد بَذِذتَ بعدی، بالكسر، فأَنت باذُّ الهیئة و بذُّ الهیئة أَی رثهُّا بَیِّن البذاذة و البُذوذة. قال ابن الأَثیر: أَی رثّ اللِّبْسَة، أَراد التواضعَ فی اللباس و تركَ التَّبَجُّجِ به. و هیئة بَذَّةٌ: صفة، و رجل بَذُّ البخت: سیئُه ردیئه؛ عن كراع. و بَذَّ القومَ یَبُذُّهم بذّاً: سبقهم و غلبهم، و كل غالب باذٌّ. و العرب تقول: بَذَّ فلان فلاناً یَبُذُّه بذاً إِذا ما علاه و فاقه فی حسن أَو عمل كائناً ما كان. أَبو عمرو: البَذْبَذَة التقشُّف. و‌فی الحدیث: بَذَّ القائلین‌أَی سبقهم و غلبهم یَبُذُّهم بَذًّا؛ و منه‌صفة مشیه، صلی الله علیه و سلم: یَمْشِی الهُوُیْنا یَبُذُّ القوم إِذا سارع إِلی خیر أَو مشی إِلیه.و تَمر بَذٌّ: مُتَفَرِّق لا یَلْزَقُ بعضه ببعض كَفَذٍّ؛ عن ابن الأَعرابی. و البَذُّ: موضع، أُراه أَعجمیّاً. و البَذُّ: اسم كُورةٍ من كُوَر بابَكَ الخُرَّمِی.

بسذ؛ ج3، ص: 477

: قال الأَزهری فی تهذیبه: أُهملت السین مع التاء و الذال و الظاء إِلی آخر حروفها علی ترتیبه فلم یُستعمل من جمیع وجوهها شی‌ء فی مُصاصِ كلام العرب، فأَما قولهم: هذا قضاءُ سَذُومَ بالذال فإِنه أَعجمی؛
(1). قوله [بذذاً] كذا بالأَصل و فی القاموس بذاذا.
لسان العرب، ج‌3، ص: 478
و كذلك البُسَّذُ لهذا الجَوْهَرِ لیس بعربی، و كذلك السَّبَذَة فارسی.

بغدذ؛ ج3، ص: 478

: بَغْدادُ و بَغداذُ و بَغذادُ بَغذاذُ و بَغْدانُ، بالنون، و مغَدانُ، بالمیم، معرّب یذكر و یؤنث: مدینة السلام.

بغذذ؛ ج3، ص: 478

: بغذاذ: مدینة السلام و فیها اختلاف ذكر فی بغدذ.

بوذ؛ ج3، ص: 478

: التهذیب: أَبو عمرو: باذ إِذا تواضع. التهذیب: الفراء: باذ الرجل إِذا افتقر. ابن الأَعرابی: باذَ یبوذُ إِذا تعدی علی الناس.

فصل التاء المثناة؛ ج3، ص: 478

تخذ؛ ج3، ص: 478

: تَخِذ الشی‌ءَ تَخَذاً و تَخْذاً؛ الأَخیرة عن كراع، و اتَّخَذَه: عمله. و قوله عز و جل: إِنَّ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ؛ أَراد اتخذوه إِلهاً فحذف الثانی لأَن الاتخاذ دلیل علیه. و حكی سیبویه: استخذ فلان أَرضاً، و هو استفعل منه، كأَنه استتخذ فحذفت إِحدی التاءَین كما حذفت التاء الأُولی من قولهم تَقَی یَتْقِی، فحذفت التاء التی هی فاء الفعل؛ أَنشد یعقوب: زیادَتَنا نُعْمانُ لا تَحْرِمنَّنا، تَقِ اللهَ فینا، و الكتابَ الذی تَتْلو أَی اتقِ الله؛ قال ابن جنی: و فیه وجه آخر و هو أَنه یجوز أَن یكون أَصله اتْتَخَذ وزنه افتَعَل ثم إِنهم أَبدلوا من التاء الأُولی التی هی فاء افتَعَل سیناً كما أَبدلوا التاء من السین فی سِتٍّ، فلما كانت السین و التاء مهموستین جاز إِبدال كل واحدة منهما من أُختها. و فی حدیث موسی و الخضر، علیهما السلام، قال: لو شئت لَتَخذْت علیه أَجراً؛ قال ابن الأَثیر: یقال تَخِذَ یَتْخَذُ بوزن سَمِعَ یَسْمَعُ مثل أَخذَ یأْخُذُ، و قرئ: لَتَخَذْتَ و لَاتَّخَذْتَ، و هو افتعل من تَخِذَ فأَدغم إِحدی التاءَین فی الأُخری؛ قال: و لیس من أَخذ فی شی‌ء، فإِن الافتعال من أَخذ ائتخذ لأَن فاءها همزة و الهمزة لا تدغم فی التاءِ. قال الجوهری: الاتخاذ الافتعال من الأَخذ إِلا أَنه أَدغم بعد تلیین الهمزة و إِبدال التاء، ثم لما كثر استعماله بلفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلیة فبنوا منه فَعِلَ یفعل، قالوا: تَخِذَ یَتْخَذُ؛ قال: و أَهل العربیة علی خلاف ما قال الجوهری:

ترمذ؛ ج3، ص: 478

: تِرمِذُ، بكسر التاء و المیم: البلد المعروف بخراسان.

تلمذ؛ ج3، ص: 478

: التلامیذُ: الخَدَمُ و الأَتباع، واحدهم تِلْمیذٌ.

فصل الجیم؛ ج3، ص: 478

جأذ؛ ج3، ص: 478

: اللیث و غیره: الجائذ العَبَّابُ فی الشرب، و الفعل جأَذَ یَجْأَذُ جَأْذاً شَرِبَ؛ أَنشد أَبو حنیفة: مُلاهِسُ القوم علی الطعام، و جائِذٌ فی قَرْقَفِ المُدام شرْبَ الهِجان الْوُلَّهِ الهِیام

جبذ؛ ج3، ص: 478

: جَبَذَ جَبْذاً: لغة فی جَذَبَ. و‌فی الحدیث: فَجَبَذَنی رجل من خلفی، و ظنه أَبو عبید مقلوباً عنه؛ قال ابن سیدة: و لیس ذلك بشی‌ء. و قال: قال ابن جنی لیس أَحدهما مقلوباً عن صاحبه و ذلك أَنهما جمیعاً یتصرفان تصرفاً واحداً، تقول: جَذَبَ یَجْذِبُ جَذْباً، فهو جاذب، و جَبَذَ یَجبذُ جَبْذاً، فهو جابذ، فإِن جعلت مع هذا أَحدهما أَصلًا لصاحبه فسد ذلك لأَنك لو فعلته لم یكن أَحدُهما أَسعَدَ بهذه الحال من الآخر، فإِذا وقَفْتَ الحالَ بهما و لم تُؤْثِرْ بالمزیة أَحدَهما عن تصرف صاحبه فلم یُساوه فیه كان
لسان العرب، ج‌3، ص: 479
أَوسعهُما تَصَرُّفاً أَصلًا لصاحبه، و ذلك نحو قولهم: أَنی الشی‌ءُ یأْنی و آنَ یَئِینُ، فآنَ مقلوب عن أَنَی و الدلیل علی ذلك وجودك مصدَرَ أَنی یأْنِی أَنًی، و لا تجد لآن مصدراً، كذا قال الأَصمعی، فأَما الأَیْن فلیس من هذا فی شی‌ء، إِنما الأَیْنُ الإِعْیاءُ و التعبُ، فلما عَدِمَ آن المصدرَ الذی هو أَصل الفعل علم أَنه مقلوب عن أَنَی یأْنی. قال الله سبحانه و تعالی: إِلّٰا أَنْ یُؤْذَنَ لَكُمْ إِلیٰ طَعٰامٍ غَیْرَ نٰاظِرِینَ إِنٰاهُ، أَی بلوغَه و إِداركَهُ، غیر أَن أَبا زید قد حكی لآن مصدراً، و هو الأَیْنُ، فإِن كان الأَمر كذلك فهما إِذاً أَصلان متساویان متساوقان. و جَبَذَ العنبُ یَجْبِذُ: صَغُر و قَفَّ.

جذذ؛ ج3، ص: 479

: الجَذُّ: كسر الشی‌ء الصُّلْب. جَذَذْتُ الشی‌ءَ: كسرتُه و قطَعْتُه و الجُذاذُ و الجِذاذُ: ما كسر منه، و ضمه أَفصح من كسره، و الجَذُّ: القَطْع الوحِیُّ المُستأْصِلُ، و قیل: هو القطع المستأْصِل فلم یُقَیَّدْ بوحاء؛ جَذَّهُ یَجُذُّهُ جَذًّا، فهو مجذوذ و جَذیذ، و جَذَّذَه فانْجَذَّ و تَجَذَّذ. و فی التنزیل: عَطٰاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ؛ فسره أَبو عبید غیر مقطوع، و الانْجذاذُ: الانقطاع. قال الفراء: رحِمٌ جَذَّاءُ و حَذَّاءُ، بالجیم و الحاء، ممدودان و ذلك إِذا لم توصَل. و‌فی الحدیث أَنه قال یوم حنین: جُذّوهُم جَذّاً؛ الجَذُّ: القطع، أَی استأْصلوهم قتلًا. و الجُذاذ: المُقَطَّع «1» و الجِذاذُ: القطع المكسرة، منه. فَجَعَلَهُمْ جُذٰاذاً أَی حُطاماً، و قیل: هو جمع جَذیذ، و هو من الجمع العزیز. و قال الفراء فی قوله: فَجَعَلَهُمْ جُذٰاذاً، فهو مثل الحُطام و الرُّفات، و من قرأَها جِذاذاً، فهو جمع جَذیذ مثل خفیف و خفاف. و‌فی حدیث مازن: فثُرتُ إِلی الضم فكسرته أَجذاذاً‌أَی قطعاً و كسراً، واحدها جَذ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَصولُ بیدٍ جَذَّاءَ‌أَی مقطوعة، كنی به عن قصور أَصحابه و تقاعدهم عن الغزو، فإِن الجند للأَمیر كالید، و یروی بالحاء المهملة. اللیث: الجُذاذُ قِطَع ما كسر، الواحدةُ جُذاذَةٌ. قال: و قطع الفضة الصغار جُذاذ. و یقال لحجارة الذهب: جُذاذ لأَنها تُكسر. و الجُذاذات: القراضات. و جُذاذات الفضة: قِطَعها. و الجُذاذُ: الفِرق. و سویق جَذیذ: مَجْذوذ. و السویق الجَذیذُ: الكثیر الجُذاذ. و الجَذیذة: السویق. و الجَذِیذَة: جَشیشَةٌ تعمل من السویق الغلیظ لأَنها تُجَذّ أَی تقطع قطعاً و تُجش. و‌روی عن أَنس أَنه كان یأْكلُ جَذیذَة قبل أَن یغدو فی حاجته؛ أَراد شربة من سویق أَو نحو ذلك، سمیت جَذیذة لأَنها تُجَذُّ أَی تُكَسَّر و تدق و تطحن و تُجش إِذا طحنت. و منه‌حدیث علی: أَنه أمر نوفاً البكالیّ أَن یأْخذ من مِزْوده جَذیذاً؛ و‌حدیثه الآخر: رأَیت علیّاً یشرب جَذیذاً حین أَفطر.و یقال للحجارة الذهب: جُذاذ، لأَنها تكسر و تسحل؛ و أَنشد: كما انْصَرفت فوق الجُذاذ المَساحِن و جَذَذْت الحبل جَذّاً أَی قطعته فانجذ. و جَذَّ الأَمرَ عنی یَجُذُّه جَذّاً: قطعه. و جَذَّ النخلَ یَجُذُّه جَذّاً و جَذاذاً و جِذاذاً: صرمه؛ عن اللحیانی. و ما علیه جُذّة و ما علیه قِزاع أَی ما علیه ثوب یستره؛ و فی الصحاح: أَی ما علیه شی‌ء من الثیاب. الأَصمعی: الجَذَّان و الكذَّان الحجارة الرخوة، الواحدة جَذَّانة و كَذَّانة. و من أَمثالهم السائرة فی الذی یقدم علی الیمین الكاذبة: جَذَّها جَذَّ البعیر الصِّلِّیانَةَ، أَراد أَنه أَسرع إِلیها. ابن الأَعرابی: المِجَذُّ طرف المِرْوَدِ، و هو المیل؛ و أَنشد:
(1). قوله [و الجذاذ المقطع] جیمه مثلثة كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 480
قالت و قد ساف مِجَذَّ المِرْود قال: و معناه أَن الحسناء إِذا اكتحلت مسحت بطرف المیل شفتیها لیزدادَ حُمَّة؛ و قال الجَعدی یذكر نساء: تَرَكْن بِطالة و أَخَذْن جذًّا، و أَلقین المكاحِلَ للنبِیج قال: الجذ و المجذ طرف المرود.

جرذ؛ ج3، ص: 480

: أَبو عبید: الجَرَذُ. بالتحریك، كل ما حدث فی عرقوب الفرس، و فی الصحاح: فی عرقوب الدابة من تزیُّد و انتفاخ عصب و یكون فی عرض الكعب من ظاهر أَو باطن. و قال ابن شمیل: الجَرَذ ورم یأْخذ الفرس فی عرض حافره و فی ثَفِنَته من رجله حتی یعقره و دم غلیظ ینعقر «2» و البعیر بِأَخْذِه. و فی نوادر الأَعراب: الجَرَذ داء یأْخذ فی مفصل العرقوب و یكوی منه تمشیطاً فیبرأُ عرقوبه آخراً ضخماً غلیظاً فیكون ردیئاً فی حمله و مشیه. ابن سیدة: الجَرَذُ: داء یأْخذ فی قوائم الدابة، و قد تقدّم فی الدال المهملة و الأَصل الذال المعجمة؛ و دابة جَرِذ. و حكی بعضهم: رجل جَرِذ الرجلین. و الجُرَذ: الذكر من الفأْر، و قیل: الذكر الكبیر من الفأْر، و قیل: هو أَعظم من الیربوع أَكدَر فی ذنبه سواد و الجمع جُرْذان. الصحاح: الجُرَذُ ضرب من الفأْر. و أُمُّ جِرْذانَ: آخر نخلة بالحجاز إِدراكاً؛ حكاها أَبو حنیفة و عزاها إِلی الأَصمعی، قال: و لذلك قال الساجع: إِذا طلعت الخَراتان أُكِلَتْ أُمُّ جِرْذان؛ و طلوع الخَراتَیْنِ فی أُخْریات القَیْظ بعد طلوع سهیل و فی قُبُل. الصفَرِیّ‌قال: و زعموا أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، دعا لأُمّ جِرْذان مرتین؛ قال: رواه الأَصمعی عن نافع بن أَبی نعیم قارئ أَهل المدینة عن ربیعة بن أَبی عبد الرحمن فقیههم، قال: و هی أُم جِرْذان رطباً فإِذا جفت فهی الكبیس. و فی الحدیث ذكر أُم جِرْذان، و هو نوع من التمر كبار، قیل: إِن نخله یجتمع تحته الفأْر، و هو الذی یسمی بالكوفة المُوشان، یعنون الفأْر بالفارسیة. و أَرض جَرِذَة: من الجُرَذ أَی ذات جِرْذان [جُرْذان. و الجُرَذان: عَصَبان فی ظاهر خَصِیلة الفرس و باطنهما یلی الجنبین. و رجل مُجَرَّذٌ: داهٍ مُجَرِّبٌ للأُمور؛ ابن الأَعرابی: جَرَّذَه الدهر و دلَكه و دَیَّثَه و نَجَّذَهُ و حَنَّكه. أَبو عمرو: هو المُجَرَّذُ و المُجرَّسُ. و أَجْرذَه إِلی الشی‌ء: أَلجأَه و اضطره؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و حاد عنی عَبْدُهُمْ و أُجْرِذا أَی أُلجئ؛ قال الشاعر: كأَن أَوْبَ صَنْعَةِ [صَنْعَةَ المَلَّاذِ یَسْتَهْیِعُ المُراهِقَ المحاذی عافِیه سَهْواً غیرَ ما إِجْراذِ و عافیه: ما جاء من عفوه سهواً سهلًا بلا حث و لا إِكراه علیه. و رجل مُجْرَذٌ: أَفرده أَصحابه فلجأَ إِلی سواهم، و قیل: هو الذی ذهب ماله فلجأَ إِلی من ینوّله؛ قال كثیر عزة: و أَلفَیْتُ عَیَّالًا كأَنّ عُواءَه بُكا مُجْرَذٍ، یَبْغی المَبیتَ، خَلیع

جربذ؛ ج3، ص: 480

: الجَرْبَذَة: من عدو الفرس فوق القدر بتنكیس الرأْس و شدّة الاختلاط. و قال ابن درید: جَرْبَذَتِ الفرسُ جَرْبَذَة و جِرْباذاً، و هو عدو ثقیل، و هی مُجَرْبِذ. أَبو عبیدة: الجَرْبَذَة من سیر الخیل؛
(2). قوله [و دم غلیظ ینعقر إلی قوله فیكون ردئیاً] كذا بالأَصل و لعل فیه سقطاً. و الأَصل ینعقر الفرس و البعیر و مع ذلك فی بقیة التركیب قلاقة و نعوذ بالله من سقم النسخ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 481
و فرس مُجَرْبِذ، قال: و هو القریب القَدْر فی تنكیس الرأْس و شدّة الاختلاط مع بطء إِحارة یدیه و رجلیه. قال: و یكون المجربذ أَیضاً فی قُرب السُّنْبُك من الأَرض و ارتفاعه؛ و أَنشد: كنت تَجْری بالبُهْر خِلْواً، فلما كَلَّفَتْكَ الجِیادُ جَرْیَ الجِیادِ، جَرْبَذَتْ دونها یداك، و أَرْدَی بك لؤمُ الآباءِ و الأَجْدادِ و الجَرْبَذَة: ثقل الدابة، و هو المُجَرْبِذُ. و الجَرَنْبَذُ «1» الذی تتزوج أُمه. ابن الأَنباری: البَروُك من النساء التی تتزوّج زوجاً و لها ابن مدرك من زوج آخر، و یقال لابنها الجَرَنْبَذَ؛ قال الأَزهری: و هو مأْخوذ من الجَرْبَذَة.

جلذ؛ ج3، ص: 481

: الجَلِذُ «2» الفأْر الأَعمی، و الجمع مَناجِذُ علی غیر واحده، كما قالوا خلفة و الجمع مخاض. و الجِلذاء: الحجارة، و قیل: هو ما صلب من الأَرض، و الجمع جِلْذاء، بالكسر، ممدود و جَلاذی؛ الأَخیرة مطردة. الأَزهری فی نوادر الأَعراب: جِلْظاء من الأَرض و جلماظ و جلذاء و جِلْذان. و الجِلْذاءَة: الأَرض الغلیظة، و جمعها جَلاذی، و هی الحِزْباءَة. ابن شمیل: الجُلْذِیة المكان الخشن الغلیظ من القُف المرتفع «3» جداً یقطع أَخفاف الإِبل و قلما ینقاد، لا ینبت شیئاً. و الجُلْذِیة من الفراسن: الغلیظة الوكیعة. و قولهم: أَسهل من جِلْذان، و هو حمی قریب من الطائف لین مستو كالراحة. و الجُلْذی: الحجر. و الجلذی، بالضم، من الإِبل: الشدید الغلیظ؛ قال الراجز: صوّی لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِیَّا، أَخْیَفَ كانت أُمه صَفِیَّا و ناقة جُلْذِیّة: قویة شدیدة صُلبة. و الذكر جُلْذِیّ مشتق من ذلك؛ قال علقمة: هل تُلْحِقینی بأَولی القَوْمِ إِذْ سَخِطوا جُلْذِیَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم؟ و أَتان الضحل: صخرة عظیمة مُلَمْلَمة. و الضحل: الماء الضحضاح. و العلكوم: الناقة الشدیدة. قال أَبو زید: و لم یعرفه الكلابیون فی ذكور الإِبل و لا فی الرجال؛ و سیر جُلْذِیٌّ و خمس جُلْذِیٌّ و قَرَبٌ جُلْذِیّ: شدید؛ فأَما قول ابن میادة: لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِیَّا، ما دام فیهنّ فَصِیلٌ حیَّا، و قد دجا اللیلُ فَهَیَّا هَیَّا القَرَب: القُرب من الورود بعد سیر إِلیه. و لیلة القَرَب: اللیلة التی ترد الإِبل فی صبیحتها الماء. و هیَّا: بمعنی الاستحثاث. قال ابن سیدة: و زعم الفارسی أَنه یجوز أَن یكون صفة للقَرَب و أَن یكون اسماً للناقة، علی أَنه ترخیم جُلْذِیَّة مسمی بها أَو جلذِیة صفة. ابن الأَعرابی: و الجَلاذی فی شعر ابن مقبل جمع الجُلْذِیة، و هی الناقة الصلبة، و هو: صوت النواقیس فیه ما یفرّطه أَیدی الجلاذیّ جون ما یعفینا «4». و الجَلاذی: صغار الشجر؛ و خص أَبو حنیفة به صغار الطلح.
(1). قوله [و الجرنبذ إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس الجرنبذة بالهاء. (2). قوله [الجلذ] هكذا ضبط بالأَصل بفتح فكسر، و فی القاموس و شرحه بضم الجیم و سكون اللام و بفتح الجیم و ككتف أیضاً. (3). قوله [من القف المرتفع إلخ] كذا بالأصل و الذی فی شرح القاموس لیس بالمرتفع جداً. (4). قوله [ما یفرطه] فی شرح القاموس ما یقربه، و قوله ما یعفینا فیه ما یغضینا
لسان العرب، ج‌3، ص: 482
و إِنه لَیُجْلَذ بكل خیر أَی یظن به، و قد تقدم فی الدال. أَبو عمرو: الجَلاذِیُّ الصُّنَّاعُ، واحدهم جُلْذِیٌّ. و قال غیره: الجَلاذی خدم البیعة و جعلهم جَلاذِیّ لغلظهم. و جِلْذان: عقبة بالطائف. و اجْلَوّذ اللیل: ذهب، قال الشاعر: أَلا حبذا حبذا حبذا حَبیبٌ تَحَمَّلْتُ منه الأَذی و یا حَبَّذا بَرْدُ أَنْیابهِ، إِذا أَظْلمَ اللیلُ و اجْلَوّذا و الاجْلِوَّاذ و الاجْلیواذُ: المَضاء و السرعة فی السیر؛ قال سیبویه: لا یستعمل إِلا مزیداً. التهذیب: الجُلْذِیُّ الشدید من السیر السریعُ؛ قال العجاج یصف فلاة: الخِمْسُ و الخِمْسُ بها جُلْذِیُّ یقول: سیر خمس بها شدید. الأَصمعی: الاجْلِوَّاذ فی السیر و الاجْرِوَّاطُ المضاء فی السرعة؛ و قال ابن الأَعرابی: هو الإِسراع. و اجْلَوَّذ و اجرهدّ إِذا أَسرع. و اجْلَوَّذَ بهم السیر اجْلِوَّاذاً أَی دام مع السرعة، و هو من سیر الإِبل؛ و منه اجْلَوَّذَ المطر. و‌فی حدیث رقیقة: و اجلوّذ المطر‌أَی امتد وقت تأَخره و انقطاعه.

جنبذ؛ ج3، ص: 482

: الجُنْبُذَةُ، بالضم: ما ارتفع من الشی‌ء و استدار كالقبة؛ قال یعقوب: و العامة تقول: جُنْبَذَة، بفتح الباء، ابن سیدة: الجُنْبُذَة المرتفع من كل شی‌ء. و الجُنْبُذَة: ما علا من الأَرض و استدار. و مكان مُجَنْبَذ: مرتفع؛ حكاه كراع. و جُنْبُذَة الكیل: منتهی أَصْبارِه؛ و قد جَنْبَذه. و الجُنْبُذَة: القبة؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث فی صفة الجنة: وسطها جنَابِذ من ذهب و فضة یسكنها قوم من أَهل الجنة كالأَعراب فی البادیة؛ و ورد‌فی حدیث آخر: فیها جنَابِذ من لؤلؤ، و فسره بذلك أَیضاً.

جوذ؛ ج3، ص: 482

: أَبو الجُوذِیّ: كنیة رجل؛ قال: لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِیِّ بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّویِّ مُسْتَویات كنوی البَرْنیِّ و قد تقدم أَنه أَبو الجُودی، بالدال المهملة.فصل الحاء المهملة‌

فصل الحاء المهملة؛ ج3، ص: 482

حبذ؛ ج3، ص: 482

: ذكر الأَزهری هذه الترجمة فی الحاء و الذال و الباء، قال: و أَما قولهم حَبَّذا كذا و كذا، بتشدید الباء، فهو حرف معنی أُلِّف من حَبَّ و ذا. و قال فی آخر الفصل: و حبذا فی الحقیقة فعل و اسم: حَبّ بمنزلة نِعْم، و ذا فاعل بمنزلة الرجل، و قد ذكرناه نحن فی ترجمة حبب فیما تقدّم، و الله أَعلم.

حذذ؛ ج3، ص: 482

: الحَذُّ: القطع المستأْصل. حَذَّهُ یَحُذّه حَذّاً: قطعه قطعاً سریعاً مُسْتأْصلًا؛ و قال ابن درید: قطعه قطعاً سریعاً من غیر أَن یقول مستأْصلًا. و الحُذَّة: القطعة من اللحم كالحُزَّة و الفِلْذة؛ قال الشاعر: تُعْیِیه حُذَّة فِلْذٍ إِنْ أَلَمّ بها من الشِّواءِ، و یُرْوِی شُرْبَهُ الغُمَرُ «1». و یروی … حزة فلذ …، و سنذكره فی موضعه. و الحَذَذ: السرعة، و قیل: السرعة و الخفة. و الحذذ: خفة الذنب و اللحیة، و النعت منهما أَحَذُّ. و بعیر أَحَذُّ
(1). قوله [تعییه إلخ] كذا بالأَصل، و الذی فی الصحاح و شرح القاموس: تكفیه حزة فلذ إن ألم بها من الشواء و یكفی شربه الغمر
لسان العرب، ج‌3، ص: 483
و لحیة حَذاء: خفیفة؛ قال: و شُعثٍ علی الأَكْوارِ حُذٍّ لِحاهُمُ تَفادَوْا من الموتِ الذَّریعِ تَفادِیا و فرس أَحَذُّ: خفیف شعر الذنب؛ و قطاة حَذاء: وصفت بذلك لقصر ذنبها و قلة ریشها، و قیل: لخفتها و سرعة طیرانها. و‌فی حدیث عتبة بن غزوان: أَنه خطب الناس فقال فی خطبته: إِن الدنیا قد آذَنَتْ بِصَرْمٍ و وَلَّتْ حَذَّاء فلم یَبْق منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابةِ الإِناء؛ یقول: لم یبق منها إِلا مثل ما بقی من الذَّنَبِ الأَحَذّ، و معنی قوله ولت حَذَّاء أَی سریعة الإِدبار؛ قال الأَزهری: ولت حذاء هی السریعة الخفیفة التی قد انقطع آخرها، و منه قیل للقطاة حذاء لقصر ذنبها مع خفتها؛ قال النابغة یصف القطا: حَذَّاءُ مُقْبِلَةً سَكَّاءُ مُدْبِرَةً، للماء فی النَّحْرِ منها نَوْطَةً عَجَبُ قال: و من هذا قیل للحمار القصیر الذنب أَحذّ. و الأَحَذُّ: السریع فی الكلام و الفعال؛ و قیل: ولت حذاء أَی ماضیة لا یتعلق بها شی‌ء. و حمار أَحَذُّ: قصیر الذنب، و الاسم من ذلك الحَذَذ و لا فعل له. الأَزهری: الحَذَذ مصدر الأَحذّ من غیر فعل. و رجل أَحَذُّ: سریع الید خفیفها؛ قال الفرزدق یهجو عُمَرَ بن هبیرة الفزاری: تَفَیْهَقَ بالعراقِ أَبو المُثَنَّی، و عَلَّم أَهْلَه أَكلَ الخَبِیص أَ أَطْعمتَ العراقَ و رافِدَیْهِ فَزارِیّاً أَحَذَّ یَد القَمِیص؟ یصفه بالغلول و سرعة الید، و قوله أَحَذَّ ید القمیص، أَراد أَحذَّ الید فأَضاف إِلی القمیص لحاجته و أَراد خفة یده فی السرقة. قال ابن بری: الفزاری المهجوّ فی البیت عمر بن هبیرة؛ و قد قیل فی الأَحذ غیر ما ذكره الجوهری، و هو أَن الأَحذ المقطوع، یرید أَنه قصیر الید عن نیل المعالی فجعله كالأَحذ الذی لا شعر لذنبه و لا یحبّ لمن هذه صفته أَن یولی العراق. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: أَصول بِیَدٍ حَذَّاءَ‌أَی قصیرة لا تمتد إِلی ما أُرید، و یروی بالجیم، من الجذ القطع، كنی بذلك عن قصور أَصحابه و تقاعدهم عن الغزو. قال ابن الأَثیر: و كأَنها بالجیم أَشبه. و أَمر أَحَذُّ: سریع المَضاء. و صریمة حذاء: ماضیة. و حاجة حَذَّاء: خفیفة سریعة النفاذ. و أَمْرٌ أَحَذُّ أَی شدید منكر. و جئتنا بِخُطوبٍ حُذٍّ أَی بأُمور منكرة؛ و قال الطرماح: یَقْری الأُمورَ الحُذَّ ذا إِرْبَةٍ فی لَیِّها شَزْراً و إِبْرامِها أَی یقریها قلباً ذا إِربة. الأَزهری: و القلب یسمی أَحَذَّ؛ قال ابن سیدة: و قلب أَحَذُّ ذَكِیٌّ خفیف. و سهم أَحذ: خفف غِراء نَصْله و لم یُفتق؛ قال العجاج: أَورد حُذًّا تَسْبِقُ الأَبصارا، و كلَّ أُنثی حَمَلَتْ أَحجارا یعنی بالأُنثی الحاملة الأَحجار المنجنیقَ. الأَزهری: الأَحَذُّ اسم عروض من أَعاریض الشعر؛ قال ابن سیدة: هو من الكامل ما حذف من آخره وتِدٌ تام كردّ مُتَفاعِلُنْ إِلی مُتفا و نقله إِلی فَعِلُنْ، أَو مُتْفاعِلُنْ إِلی مُتْفا و نقله إِلی فَعْلُنْ، و ذلك لخفتها بالحذف. و زاده الأَزهری إِیضاحاً فقال: یكون صدره ثلاثة أَجزاء متفاعلن، و آخره جزآن تامّان، و الثالث قد حذف منه علن و بقیت القافیة متفا فجعلت فَعِلُنْ أَو فَعْلُنْ كقول ضابی‌ء:
لسان العرب، ج‌3، ص: 484
إِلَّا كُمَیْتاً كالقَناةِ و ضابیاً بالقَرْحِ بَیْنَ لَبانِهِ و یَدِه «1». و كقوله: و حُرِمْتَ مِنَّا صاحِباً و مُؤازِراً، و أَخاً علی السَّرَّاءِ و الضُّرّ و القصیدة حَذَّاءُ؛ قال ابن سیدة: قال أَبو إِسحق: سمی أَحَذَّ لأَنه قَطْعٌ سریعٌ مستأْصلٌ. قال ابن جنی: سمی أَحَذَّ لأَنه لما قطع آخر الجزء قَلَّ و أَسْرَعَ انقضاؤه و فناؤه. و جُزء أَحَذُّ إِذا كان كذلك. و الأَحَذُّ؛ الشی‌ءُ الذی لا یتعلق به شی‌ء. و قصیدة حذَّاء: سائرة لا عیب فیها و لا یتعلق بها شی‌ء من القصائد لجودتها. و الحذَّاء: الیمین المنكرة الشدیدة التی یقتطع بها الحق؛ قال: تَزَبَّدَها حذَّاءَ یَعْلَمُ أَنه هو الكاذبُ الآتی الأُمورَ البَجارِیا «2» الأَمر البُجْرِیُّ: العظیم المنكر الذی لم یُرَ مثله. الجوهری: الیمین الحَذَّاء التی یحلف صاحبها بسرعة، و من قاله بالجیم یذهب إِلی أَنه جَذَّها جَذَّ العَیْر الصِّلِّیانَةَ. و رَحِمٌ حَذَّاء و جَذَّاء؛ عن الفراء، إِذا لم توصل. و امرأَة حُذْحُذٌ و حُذْحُذَة: قصیرة. و قَرَبٌ حَذْحاذٌ و حُذاحِذ: بعیدٌ. و قال الأَزهری: قَرَبٌ حَذْحاذٌ سریع، أُخِذَ من الأَحَذِّ الخفیف مثل حَثْحاثٍ. و خِمْسٌ حَذْحاذٌ: لا فُتُورَ فیه، و زعم یعقوب أَن ذاله بدل من ثاءِ حَثْحاثٍ؛ و قال ابن جنی: لیس أَحدهما بدلًا من صاحبه لأَن حَذْحاذاً من معنی الشی‌ء الأَحَذّ، و الحَثْحاتُ السریع، و قد تقدّم.

حمذ؛ ج3، ص: 484

: الحُماذیّ: شِدَّةُ الحر كالهَمَاذِیّ.

حنذ؛ ج3، ص: 484

: حَنَذَ الجَدْیَ و غیره یَحْنِذُه حَنْذاً: شواه فقط، و قیل: سَمَطَهُ. و لحمٌ حَنْذٌ: مشویّ، علی هذه الصفة وصف بالمصدر، و كذلك مَحْنُوذٌ و حَنِیذٌ. و فی التنزیل العزیز: جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ. قال: محنوذ مشوی. و روی فی قوله عز و جل: جٰاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ، قال: هو الذی یقطرُ ماؤه و قد شوی. قال: و هذا أَحسن ما قیل فیه. الفراء: الحَنْیذُ ما حَفَرْتَ له فی الأَرض ثم غممته، قال: و هو من فعل أَهل البادیة معروف؛ و هو محنوذ فی الأَصل و قد حُنِذَ، فهو مَحْنُوذٌ، كما قیل: طبیخ و مطبوخ. و قال شمر: الحنیذ الماء السُّخْنُ؛ و أَنشد لابن مَیَّادَةَ: إِذا باكَرَتْهُ بالحَنِیذَ غَواسلُهْ و قال أَبو زید: الحنیذ من الشِّواءِ النَّضِیجُ، و هو أَنْ تَدُسَّه فی النار. و قال ابن عرفة: بِعِجْلٍ حَنِیذٍ أَی مشوی بالرِّضافِ حتی یقطر عرقاً. و حنذته الشمس و النار إِذا شوتاه. و الشِّواءُ المحنوذُ: الذی قد أُلقیت فوقه الحجارة المرضوفة بالنار حتی ینشوی انشواءً شدیداً فیتهری تحتها. شمر: الحنیذ من الشِّواء الحار الذی یقطر ماؤه و قد شوی. و قیل: الحنیذ من اللحم الذی یؤخذ فیقطع أَعضاء و ینصف له صَفیحُ الحجارة فَیقُابَلُ، یكون ارتفاعه ذراعاً و عَرْضُه أكثر من ذراعین فی مثلهما، و یجعل له بابان ثم یوقد فی الصفائح بالحطب «3» و اشتدّ حرها و ذهب كل دخان فیها و لهب أُدخل فیه اللحم، و أُغلق البابان بصفیحتین قد كانتا قُدِّرَتا للبابین ثم ضربتا بالطین و بفرث الشاة و أُدفئتا إِدفاءً شدیداً
(1). قوله [و ضابیاً] كذا بالأَصل بالمثناة التحتیة، و فی شرح القاموس ضابئاً، بالهمز، و هو الأَصل و الیاء تخفیف (2). وردت البجاریا فی كلمة [زبد] بضم الباء و الصواب فتحها. (3). هكذا بیاض بالأَصل و لعل الساقط منه فإذا حمیت.
لسان العرب، ج‌3، ص: 485
بالتراب فی النار ساعة، ثم یخرج كأَنه البُسرُ قد تَبَرَّأَ اللحمُ من العظم من شدة نُضْجِه؛ و قیل: الحنیذ أَن یشوی اللحم علی الحجارة المُحْماةِ، و هو مُحْنَذٌ؛ و قیل: الحنیذ أَن یأْخذ الشاة فیقطعها ثم یجعلها فی كرشها و یلقی مع كل قطعة من اللحم فی الكَرِش رَضْفَةً، و ربما جعل فی الكرش قَدَحاً من لبن حامض أَو ماء لیكون أَسلم للكرش أَن یَنْقَدَّ، ثم یخللها بخلال و قد حفر لها بُؤرَة و أَحماها فیلقی الكرش فی البؤْرة و یغطیها ساعة، ثم یخرجها و قد أَخذت من النُّضْجِ حاجتها؛ و قیل: الحنیذ المشویُّ عامة، و قیل: الحنیذ الشِّواءُ الذی لم یُبالَغْ فی نُضْجِه، و الفِعْلُ كالفعل، و یقال: هو الشِّواء المَغْمُومُ الذی یُحْنَذُ أَی یُغیر، و هی أَقلها. التهذیب: الحَنْذُ اشتواء اللحم بالحجارة المسخنة، تقول: حَنَذْتُه حَنْذاً و حَنَذَه یَحْنِذُه حَنْذاً. و أَحْنَذَ اللحم أَی أَنْضَجَهُ. و حَنَذْتُ الشاة أَحْنِذُها حَنْذاً أَی شویتها و جعلت فوقها حجارة محماة لتنضجها، و هی حنیذ؛ و الشمس تَحْنِذُ أَی تُحْرِقُ. و الحَنْذُ: شدة الحر و إحراقه؛ قال العجاج یصف حماراً و أَتاناً: حَتی إِذا ما الصیفُ كان أَمَجَا، و رَهِبَا من حَنْذِه أَنْ یَهْرَجَا و یقال: حَنذَتُه الشمسُ أَی أَحرقته. و حِناذٌ مِحْنَذٌ علی المبالغة أَی حر محرق؛ قال بَخْدَجٌ یهجو أَبا نُخَیْلَةَ: لاقی النُّخَیْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّی، وَ شَلًّا لِلأَعادی مِشْقَذَا أَی حرّاً ینضجه و یحرقه. و حَنَذَ الفرس یَحْنِذه حَنْذاً. و حِناذاً، فهو محنوذ و حنیذ: أَجراه أَو أَلقی علیه الجِلالَ لِیَعْرَقَ. و الخیلُ تُحَنَّذُ إِذا أُلقیت علیها الجلالُ بعضها علی بعض لِتَعْرَقَ. الفراء: و یقال: إِذا سَقَیْتَ فَاحْنِذْ یعنی أَخْفِسْ، یقول: أَقِلَّ الماءَ و أَكثر النبیذَ، و قیل: إِذا سَقَیْتَ فَاحْنِذْ أَی عَرِّقْ شرابك أَی صُبَّ فیه قلیلَ ماء. و فی التهذیب: أَحْنَذَ، بقطع الأَلف، قال: و أَعْرَقَ فی معنی أَخْفَسَ؛ و ذكر المنذری: أَن أَبا الهیثم أَنكر ما قاله الفراء فی الإِحْناذ إنه بمعنی أَخْفَسَ و أَعْرَقَ وَ عَرَفَ الإِخْفاسَ و الإِعْراقَ. ابن الأَعرابی: شراب مُحْنَذٌ و مُخْفَسٌ و مُمْذًی و مُمْهًی إِذا أُكثر مِزاجُه بالماء، قال: و هذا ضد ما قاله الفراء. و قال أَبو الهیثم: أَصل الحِناذِ من حِناذِ الخیل إِذا ضُمِّرَتْ، قال: و حِناذهُا أَن یُظاهَرَ علیها جُلٌّ فَوْقَ جُلٍّ حتی تُجَلَّلَ بأَجْلالٍ خمسةٍ أَو ستة لِتَعْرَقَ الفرسُ تحت تلك الجِلالِ و یُخْرِجَ العرقُ شَحْمَها، كی لا یتنفس تنفساً شدیداً إِذا جری. و‌فی بعض الحدیث: أَنه أَتی بضب مَحْنوذ‌أَی مشویّ؛ أَبو الهثیم: أَصله من حِناذِ الخیل، و هو ما ذكرناه. و‌فی حدیث الحسن: عَجَّلتْ قبلَ حَنیذها بِشوائها‌أَی عجلت القِری و لم تنتظر المشوی. و حَنَذَ الكَرْمُ: فُرِغَ مِنْ بعضه، و حَنَذَ له یَحْنِذُ: أَقَلَّ الماءَ و أَكثر الشرابَ كأَخْفَسَ. و حَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُه حَنْذاً، و هو أَن یُحْضِرَهُ شوطاً أَو شوطین ثم یُظاهِرَ علیه الجِلالَ فی الشمس لیعرق تحتها، فهو محنوذ و حنیذ، و إِن لم یعرق قیل: كَبَا. و حَنَذٌ: موضع قریب من مكة، بفتح الحاء و النون و الذال المعجمة؛ قال الأَزهری: و قد رأَیت بوادی السِّتارَیْنِ من دیار بنی سعد عینَ ماء علیه نخل زَیْنٌ عامر و قصور من قصور میاه الأَعراب یقال لذلك الماء حنیذ، و كان نَشِیلُه حارّاً فإِذا حُقِنَ فی السقاء
لسان العرب، ج‌3، ص: 486
و علق فی الهواء حتی تضربه الریح عَذُبَ و طاب. و فی أَعْراضِ مدینة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قریة قریبة من المدینة النبویة فیها نخل كثیر یقال لها حَنَذ؛ و أَنشد ابن السكیت لبعض الرُّجَّاز یصف النخل و أَنه بحذاء حَنَذ و یتأَبر منه دون أَن یؤبر، فقال: تَأَبَّرِی یا خَیْرَةَ الفَسیلِ، تَأَبَّری مِنْ حَنَذٍ فَشُولی، إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخلِ بالفُحول و معنی تَأَبَّرِی أَی تلقَّحی، و إِن لم تُؤبَّری برائحة حِرْقِ فَحاحِیلِ حَنَذ، و ذلك أَن النخل إِذا كان بحذاء حائط فیه فُحَّالٌ مما یلی الجنوب فإِنها تؤبر بروائحها و إِن لم تؤبر؛ و قوله فشولی شبهها بالناقة التی تُلْقَحُ فَتَشُول ذنبها أَی ترفعه؛ قال ابن بری: الرجز لأُحَیْحَة بن الجُلاحِ، قال: و المعنی تأَبری من روائح هذا النخل إِذا ضن أَهل النخل بالفحول التی یؤبر بها، و معنی شولی ارفعی من قولهم شالت الناقة بذنبها إِذا رفعته للقاح. و حَنّاذٌ: اسم.

حوذ؛ ج3، ص: 486

: حاذَ یَحُوذ حَوْذاً كحاط حَوْطاً، و الحَوْذُ: الطَّلْقُ. و الحَوْذُ و الإِحْواذُ: السیرُ الشدید. و حاذ إِبله یحوذها حَوْذاً: ساقها سوقاً شدیداً كحازها حوزاً؛ و روی هذا البیت: یَحُوذُهُنَّ وَ لَهُ حُوذیُّ فسره ثعلب بأَن معنی قوله حوذی امتناع فی نفسه؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف هذا إِلا هاهنا، و المعروف: یحوزهنّ و له حوزی و‌فی حدیث الصلاة: فمن فرّغ لها قلبه و حاذ علیها، فهو مؤمن‌أَی حافظ علیها، من حاذ الإِبل یحوذها إِذا حازها و جمعها لیسوقها. و طَرَدٌ أَحْوَذُ: سریع؛ قال بَخْدَجٌ: لاقی النخیلاتُ حِناذاً مِحْنَذا منی، و شلًّا للأَعادی مِشْقَذا، و طَرَداً طَرْدَ النعام أَحْوَذا و أَحْوَذَ السیرَ: سار سیراً شدیداً. و الأَحْوَذِیُّ: السریع فی كل ما أَخَذَ فیه، و أَصله فی السفر. و الحَوْذُ: السوق السریع، یقال: حُذْت الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً و أَحْوَذْتها مثله. و الأَحْوَذِیّ: الخفیف فی الشی‌ء بحذفه؛ عن أَبی عمرو، و قال یصف جناحی قطاة: علی أَحْوَذِیَّینِ اسْتَقَلّتْ علیهما، فما هی إِلا لَمْحَة فَتَغیب و قال آخر: أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِیَّا، ماءً مِنَ الطّثرة أَحْوَذیَّا یعنی سریع الإِسهال. و الأَحْوَذیّ: الذی یسیر مسیرة عشر فی ثلاث لیال؛ و أَنشد: لَقَدْ أَكونُ علی الحاجاتِ ذا لَبَثِ، و أَحْوَذِیّاً إِذا انضمَّ الذّعالِیبُ قال: انضمامها انطواء بدنها، و هی إِذا انضمت فهی أَسرع لها. قال: و الذعالیب أَیضاً ذیول الثیاب. و یقال: أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه و ضمه؛ و منه یقال: استحوذ علی كذا إِذا حواه. و أَحْوَذ ثوبه: ضمه إِلیه؛ قال لبید یصف حماراً و أُتناً: إِذا اجْتَمَعَتْ و أَحْوَذَ جانِبَیْها و أَوردَهَا علی عُوجٍ طِوال
لسان العرب، ج‌3، ص: 487
قال: یعنی ضمها و لم یفته منها شی‌ء، و عنی بالعُوج القوائم. و أَمر مَحُوذ: مضموم محكم كَمَحُوز، و جادَ ما أَحْوَذ قصیدتَه أَی أَحكمها. و یقال: أَحوذ الصانع القِدْح إِذا أَخفه؛ و من هذا أُخِذَ الأَحْوذیّ المنكمش الحادّ الخفیف فی أُموره؛ قال لبید: فهو كَقِدْحِ المَنِیح أَحْوَذَه الصَّانعُ، یَنْفِی عن مَتْنِه القُوَبَا و الأَحْوَذِیُّ: المشمر فی الأُمور القاهر لها الذی لا یشذ علیه منها شی‌ء. و الحَویذُ من الرجال: المشمر؛ قال عمران بن حَطَّان: ثَقْفٌ حَویذٌ مُبِینُ الكَفِّ ناصِعُه، لا طَائِشُ الكفّ وَقّاف و لا كَفِلُ یرید بالكَفِلِ الكِفْلَ. و الأَحْوَذِیّ: الذی یَغْلِب. و استَحْوَذ: غلب. و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی الله عنهما: كان و الله أَحْوَذیّاً نَسِیجَ وحْدِه.الأَحْوذِیّ: الحادّ المنكمش فی أُموره الحسن لسیاق الأُمور. و حاذه یَحُوذه حوذاً: غلبه. و استَحْوذ علیه الشیطان و استحاذ أَی غلب، جاء بالواو علی أَصله، كما جاء اسْتَرْوحَ و استصوب، و هذا الباب كله یجوز أَن یُتَكَلَّم به علی الأَصل. تقول العرب: اسْتَصاب و اسْتَصْوَب و استَجاب و اسْتَجْوب، و هو قیاس مطرد عندهم. و قوله تعالی: أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَیْكُمْ؛ أَی أَ لم نغلب علی أُموركم و نستول علی مودّتكم. و‌فی الحدیث: ما من ثلاثة فی قریة و لا بَدْوٍ لا تقام فیهم الصلاة إِلا و قد اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطٰانُ‌أَی استولی علیهم و حواهم إِلیه؛ قال: و هذه اللفظة أَحد ما جاء علی الأَصل من غیر إِعلال خارِجَةً عن أَخواتها نحو استقال و استقام. قال ابن جنی: امتنعوا من استعمال استحوذ معتلًّا و إِن كان القیاس داعیاً إِلی ذلك مؤذناً به، لكن عارض فیه إِجماعهم علی إِخراجه مصححاً لیكون ذلك علی أُصول ما غُیّر من نحوه كاستقام و استعان. و قد فسر ثعلب قوله تعالی: اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطٰانُ، فقال: غلب علی قلوبهم. و قال الله عز و جل، حكایة عن المنافقین یخاطبون به الكفار: أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَیْكُمْ وَ نَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ؛ و قال أَبو إِسحاق: معنی أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَیْكُمْ: أَ لم نستول علیكم بالموالاة لكم. و حاذَ الحمارُ أُتُنَه إِذا استولی علیها و جمعها و كذلك حازها؛ و أَنشد: یَحُوذُهُنَّ و له حُوذِیُّ قال و قال النحویون: استحوذ خرج علی أَصله، فمن قال حاذ یَحُوذ لم یقل إِلا استحاذ، و من قال أَحْوذَ فأَخرجه علی الأَصل قال استحوذ. و الحاذُ: الحال؛ و منه قوله‌فی الحدیث: أَغبط الناس المؤمنُ الخفیفُ الحاذِ‌أَی خفیف الظهر. و الحاذانِ: ما وقع علیه الذنَب من أَدبار الفخذین، و قیل: خفیف الحال من المال؛ و أَصل الحاذِ طریقة المتن من الإِنسان؛ و‌فی الحدیث: لیأْتین علی الناس زمان یُغْبَط الرجل فیه لخفة الحاذِ كما یُغْبَطُ الیومَ أَبو العَشَرة؛ ضربه مثلًا لقلة المال و العیال. شمر: یقال كیف حالُك و حاذُك؟ ابن سیدة: و الحاذُ طریقة المتن، و اللام أَعلی من الذال، یقال: حالَ مَتْنُه و حاذَ مَتْنُه، و هو موضع اللبد من ظهر الفرس. قال: و الحاذان ما استقبلك من فخذی الدابة إِذا استدبرتها؛ قال: و تَلُفُّ حاذَیْها بذی خُصَل رَیّانَ، مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْر قال: و الحاذانِ لحمتانِ فی ظاهر الفخذین تكونان فی الإِنسان و غیره؛ قال: خَفِیفُ الحاذِ نَسّالُ الفَیافی، و عَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَیْرُ عَبْد
لسان العرب، ج‌3، ص: 488
الریاشی قال: الحاذُ الذی یقع علیه الذنَب من الفخذین من ذا الجانب و ذا الجانب؛ و أَنشد: و تَلُفّ حاذَیْها بذی خُصَل عَقِمَتْ، فَنِعْمَ بُنَیّةُ العُقْم أَبو زید: الحاذ ما وقع علیه الذنب من أَدبار الفخذین، و جمع الحاذ أَحْواذ. و الحاذُ و الحالُ معاً: ما وقع علیه اللبد من ظهر الفرس؛ و‌ضرب النبی، صلی الله علیه و سلم، فی قوله مؤمنٌ خَفِیفُ الحاذِ قلةَ اللحم، مثلًا لقلة ماله و قلة عیاله كما یقال خفیف الظهر. و رجل خفیف الحاذ أَی قلیل المال، و یكون أَیضاً القلیل العیال. أَبو زید: العرب تقول: أَنفع اللبن ما وَلیَ حاذَیِ الناقة أَی ساعة تحلب من غیر أَن یكون رضعها حُوار [حِوار قبل ذلك. و الحاذُ: نبت، و قیل: شجر عظام یَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ كثیرة الشوك. و قال أَبو حنیفة: الحاذ من شجر الحَمْض یعظم و منابته السهل و الرمل، و هو ناجع فی الإِبل تُخصِب علیه رطباً و یابساً؛ قال الراعی و وصف إِبله: إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربیعِ وَصَالها عَرادٌ و حاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا «1». قال ابن سیدة: و أَلف الحاذ واو، لأَن العین واواً أَكثر منها یاء. قال أَبو عبید: الحاذ شجر، الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة؛ و أَنشد: ذواتِ أَمْطِیٍّ و ذاتِ الحاذِ و الأَمطیّ: شجرة لها صمغ یمضغه صبیان الأَعراب، و قیل: الحاذة شجرة یأْلفها بقَرُ الوحش؛ قال ابن مقبل: و هُنَّ جُنُوحٌ لِذِی حاذَة، ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن و قال مزاحم: دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ فَمارِدُ فی جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ و الحَوْذانُ: نبت یرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء فی أَصلها صفرة و ورقته مدوّرة و الحافر یسمن علیه، و هو من نبات السهل حلو طیب الطعم؛ و لذلك قال الشاعر: آكُلُ من حَوْذانِه و أَنْسَلْ و الحوْذانُ: نبات مثل الهِنْدِبا ینبت مسطحاً فی جَلَد الأَرض و لیانها لازقاً بها، و قلما ینبت فی السهل، و لها زهرة صفراء. و فی حدیث قس عمیر حَوْذان: الحوذان نبت له ورق و قصب و نَور أَصفر. و قال فی ترجمة هوذ: و الهاذة شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها، و جمعها الهاذ؛ قال الأَزهری: روی هذا النضر و المحفوظ فی باب الأَشجار الحاذ. و حَوْذان و أَبو حَوْذان: أَسماء رجال؛ و منه قول عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح: أَتتك قَوافٍ من كریم هَجَوْتَهُ، أَبا الحَوْذِ، فانظر كیف عنك تَذودُ إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف و غیر بدخول الأَلف و اللام؛ و مثل هذا التغییر كثیر فی أَشعار العرب كقول الحطیئة: جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلَّام یرید سلیمان فغیر مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلی سلیمان و إِنما هی لداود؛ و كقول النابغة: و نَسْج سُلَیْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل یعنی سلیمان أَیضاً، و قد غلط كما غلط الحطیئة؛ و مثله فی أَشعار العرب الجفاة كثیر، واحدتها حَوْذانة و بها
(1). قوله [وصالها] كذا بالأَصل هنا و فی عرد. و قد وردت [أجرعا] فی كلمة [عرد] بالحاء المهملة خطأ
لسان العرب، ج‌3، ص: 489
سمی الرجل؛ أَنشد یعقوب لرجل من بنی الهمّاز: لو كان حَوْذانةُ بالبلادِ، قام بها بالدّلْو و المِقَاطِ، أَیّامَ أَدْعُو یا بنی زیاد أَزْرَقَ بَوّالًا علی البساط مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ الصُّدَّادُ: الوزَغُ؛ و رواه غیره: … بأَبی زیاد؛ و روی: أَوْرَقَ بوّالًا علی البساط و هذا هو الأَكفأُ.

فصل الخاء المعجمة؛ ج3، ص: 489

خذذ؛ ج3، ص: 489

: التهذیب: أَهمله اللیث، و فی نوادر الأَعراب: خَذَّ الجُرْحُ خَذیذاً إِذا سال منه الصَّدید.

خنذ؛ ج3، ص: 489

: الخِنْذِیانُ: الكثیر الشر. و رجل خِنْذیذُ اللسان: بَذِیُّه. و الخنْذیذُ: الفحل؛ قال بشر: و خِنْذیذٍ تری الغُرْمُولَ منه كَطَیِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ و الخنذیذ: الخصیُّ أَیضاً، و هو من الأَضداد. ابن سیدة: الخنذیذ، بوزن فِعْلِیلٍ، كأَنه بنی من خَنَذَ و قد أُمِیتَ فِعْلُه، و هو من الخیل الخصی و الفحل؛ و قیل: الخناذیذ جیاد الخیل؛ قال خُفافُ بن عبد قیس من البَراجِمِ: و بَراذِینَ كابِیَاتٍ، و أُتْنَا، و خَناذیذَ خِصْیَةً و فُحُولا وصفها بالجودة أَی منها فحول و منها خصیان، فخرج بذلك من حد الأَضداد. قال ابن بری: زعم الجوهری أَن البیت لخفاف بن عبد قیس، و هو للنابغة الذبیانی؛ و قبله: جمعوا من نوافل الناس سَیْباً، و حمیراً مَوْسُومَةً و خُیولا قال: و جعل هذا البیت شاهداً علی أَن الخنذیذ یكون غیر الخصی؛ قال: و الأَكثر فی اللغة أَن الخِنْذیذ هو الخصی، و قیل: الخنذیذ الطویل من الخیل. ابن الأَعرابی: كل ضخم من الخیل و غیره خِنْذِیذ، خصیاً كان أَو غیره؛ و أَنشد بیت بشر: و خنذیذ تری الغرمول منه و الخِنْذِیذُ: الشاعر المجید المُنَقِّح المُفْلِقُ. و الخِنْذِیذُ: الشجاع البُهْمَةُ الذی لا یُهْتَدَی لقتاله. و الخِنْذیذ: السخی التام السخاء. و الخنذیذ: الخطیب المُصْقِعُ. و الخنذیذ: السید الحلیم. و الخنذیذ: العالم بأَیام العرب و أَشعار القبائل. و رجل خِنْظِیانٌ و خِنْذِیانٌ، بالخاء المعجمة، أَی فحاش. و رجل خِنْذیانٌ: كثیر الشر. التهذیب: و الخِنذیذ البذیّ اللسان من الناس، و الجمع الخناذیذ، قال أَبو منصور: و المسموع من العرب بهذا المعنی الخِنْذِیانُ و الخِنْظِیانُ؛ و قد خَنْذَی و خَنْظی و حَنْظی و عَنْظَی إِذا خرج إِلی البذاءة و سَلاطَة اللسان؛ قال: و لم أَسمع الخِنْذِیذَ بهذا المعنی. قال: و كذلك خَنَاذِی الجبال، واحدتها خُنْذُوَةٌ، و قیل: خِنْذِیذُ الریح إِعْصاره؛ و قال الشاعر: نِسْعیَّة ذات خِنْذِیذٍ یُجاوِبُها نِسْعٌ لها بِعِضاه الأَرض تَهْزِیرُ نِسْعٌ و مِسْعٌ: من أَسماء الریح الشمال لدقة مهبّها، شبهت بالنسع الذی تعرفه. ابن سیدة: و الخِنْذِیذ الجبل الطویل المشرف الضخم، و فی الصحاح: رأْس
لسان العرب، ج‌3، ص: 490
الجبل المشرف. و خناذیذ الجِبال: شُعَب دقاق الأَطراف طوال فی أَطرافها خِنْذیذة؛ فأَما قوله: تَعْلُو أَواسِیَه خَناذِیذُ خِیَمْ فقد تكون الخناذیذ هنا الجبال الضخام و تَكون المشرفة الطوال. و الخناذیذ: هی الشماریخ الطوال المشرفة، واحدتها خِنْذِیذَةٌ. و خناذیذ الغیم: أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك. و الخُنْذُوَة: الشعْبَةُ من الجبل، مثل بها سیبویه و فسرها السیرافی، قال: و وجدت فی بعض النسخ حُنْذُوَةً، و فی بعضها جُنْذُوَةً، و خُنذوة، بالخاء معجمة، أَقعد بذلك یشتقها من الخِنْذِیذِ، و حكیت خِنْذُوَة، بكسر الخاء، و هو قبیح لأَنه لا یجتمع كسرة و ضمة بعدها واو و لیس بینهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غیر معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة، و حكیت جِنْذِوَة و خِنْذِوَة و حِنْذِوَة، لغات فی جمیع ذلك حكاه بعض أَهل اللغة؛ و كذلك وجد فی بعض نسخ كتاب سیبویه و هذا لا یعضده القیاس و لا السماع، أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو یاء، و إِن كان بعدها ما یقع علیه الإِعراب و هو الهاء، و قد نفی سیبویه مثل ذلك؛ و أَما السماع فلم یجئ لها نظیر و إِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء و الخاء و الجیم لأَنَّ نسخ كتاب سیبویه اختلفت فیها.

خوذ؛ ج3، ص: 490

: المُخاوَذَةُ: المخالفة إِلی الشی‌ء. خَاوَذَهُ خِوَاذاً و مخاوذة: خالفه. یقال: بنو فلان خاوذونا إِلی الماء أَی خالفونا إِلیه. الأُمَوِیُّ: خاوَذْته مُخَاوَذَة فعلت مثل فعله، و أَنكر شمر خاوذت بهذا المعنی، و ذكر أَن المُخاوَذَة و الخِواذ الفِراقُ، و أَنشد: إِذا النَّوَی تَدْنُو عن الخِوَاذِ و خَاوَذَتْه الحُمَّی خِوَاذاً: أَخذته ثم انقطعت عنه ثم عاودته؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قیل: مخاوذتها إِیاه تعهدها له، و قیل: خِواذُ الحمی أَن تأْتی لوقت غیر معلوم. الفراء: الحمی تُخَاوذه إِذا حم فی الأَیام. و فلان یُخَاوِذُنا بالزیارة أَی یتعهدنا بالزیارة. قال أَبو منصور: و سماعی من العرب فی الخِواذِ أَن حِلَّتَین نزلتا علی ماء عضوض لا یروی نَعَمَهُما فی یوم واحد، فسمعت بعضهم یقول لبعض: خَاوِذُوا وِرْدَكم ترووا نَعَمَكمْ؛ و معناه أَن یورد فریق نَعَمَه یوماً و نَعَم الآخرین فی الرعی، فإِذا كان الیوم الثانی أَورد الآخرون نعمهم، فإِذا فعلوا ذلك شرب كلُّ مال غِبّاً لأَنَّ المالین إِذا اجتمعا علی الماء نزح فلم یرووا، و كان صَدَرُهم عن غیرِ رِیٍّ، فهذا معنی الخِوَاذِ عندهم. و هو من خُوذَانِهم؛ عن ابن الأَعرابی، أَی من خُشارِهم و خَمَّانهم. و یقال: ذهب فلان فی خُوذانِ الخامل إِذا أُخر عن أَهل الفضل؛ قال ابن أَحمر: إِذا سَبَّنَا منهم دَعِیٌّ لأُمِّهِ خلیلانِ من خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ و فی النوادر: أَمر خائذ لائذ، و أَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إِذا كان مُعْوِزاً. و خَاوَذَ عنه إِذا تنحی؛ قال أَبو وجزة: و خاوذ عنه فلم یعانها «2».

فصل الدال المهملة؛ ج3، ص: 490

دبذ؛ ج3، ص: 490

: الدَّیابُوذُ: ثَوْبٌ «3» ینسج بنیرین كأَنه جمع دَیْبُوذ علی فَیْعُول؛ قال أَبو عبید: أَصله بالفارسیة دوبوذ؛ و أَنشد الأَعشی یصف الثور:
(2). كذا بالأَصل (3). قوله [ثوب] كذا بالأَصل و الصحاح، و المناسب ثیاب ینسج واحدها بنیرین جمع دیبوذ
لسان العرب، ج‌3، ص: 491
علیه دیابوذ تسربل تحته أَرَنْدَجَ إِسْكافٍ یخالط عِظْلِمَا قال: و ربما عربوه بدال غیر معجمة.

دوذ؛ ج3، ص: 491

: الدَّاذِیُّ: نبت، و قیل: هو شی‌ء له عُنْقود مستطیل و حبه علی شكل حب الشعیر یوضع منه مقدار رطل فی الفَرَق فَتَعْبَقُ رائحته و یجود إِسكاره؛ قال: شَرِبنا من الدَّاذِیِّ حتی كأَننا مُلوكٌ، لنا بَرُّ العِراقَیْنِ و البحرُ جاء علی لفظ النسب و لیس بنسب؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَن أَلفه واو لكونها عیناً.

فصل الراء المهملة؛ ج3، ص: 491

ربذ؛ ج3، ص: 491

: الرَّبَذُ: خفة القوائم فی المشی و خفة الأَصابع فی العمل؛ تقول: إِنه لَرَبِذٌ. و رَبِذَتْ یده بالقداح تَرْبَذُ رَبَذاً أَی خفت. و الرَّبِذُ: الخفیف القوائم فی مشیه، و الرَّبَذُ: خفة الید و الرجل فی العمل و المشی. رَبِذَ رَبَذاً، فهو رَبِذٌ. و الرَّبَذُ: العِهْنُ یعلق علی الناقة. الفراء: الرَّبَذُ العُهُون التی تعلق فی أَعناق الإِبل، واحدتها رَبَذَةٌ. قال ابن سیدة: الرَّبَذَةُ و الرِّبْذَةُ العهنة تعلق فی أُذن الشاة أَو البعیر و الناقة؛ الأُولی عن كراع، قال: و جمعها رَبَذٌ؛ قال: و عندی أَنه اسم للجمع كما حكاه سیبوبه من حَلَق فی جمع حَلْقَةٍ. الجوهری: و الرِّبْذَة واحدة الرِّبَذ، و هی عهون تعلق فی أَعناق الإِبل؛ حكاه أَبو عبید فی باب نوادر الفعل. و الرَّبَذَة: الخرقة یُهْنأُ بها، تمیمیة، و قیل هی الصوفة یُهْنأُ بها الجرب. و الرِّبْذَةُ: خرقة الحائض و خرقة الصائغ التی یجلو بها الحلی؛ قال النابغة: قَبَّحَ اللَّهُ ثم ثَنَّی بِلَعْنٍ رِبْذَةَ الصَّائِغ الجَبانِ الجَهولا و قیل: هی الصوفة یطلی بها الجَرْبَی و یهنأُ بها البعیر؛ قال الشاعر: یا عَقِیدَ اللُّؤمِ لَوْ لا نِعْمَتی، كنتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقًی بالفِناء و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: كتب إِلی عامله عدی بن أَرطاة: إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ؛ قال هو بمعنی إِنما نُصِبت عاملًا لتعالج الأُمور برأْیك و تجلوَها بتدبیرك، و قیل: هی خرقة الحائض فیكون قد ذمه علی هذا القول و نال من عرضه، و قیل: هی صوفة من العهن تعلق فی أَعناق الإِبل و علی الهوادج و لا طائل لها، فشبهه بها أَنه من ذوی الشارة و المنظر مع قلة النفع و الجدوی. و كلُّ شی‌ء قذِرٍ: رِبْذَةٌ. و قال اللحیانی: إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ أَی منتن لا خیر فیك. و قال بعضهم: رجل رِبْذَة لا خیر فیه، و لم یذكر النتن. و الرِّبْذَةُ: صِمامة القارورة، و جمع ذلك كله رِبَذٌ و رِباذ. و الرِّبْذَةُ: الشدّة و الشر الذی یقع بین القوم. و بینهم رَباذِیة أَی شر؛ قال زیاد الطماحی: و كانَتْ بین آلِ أَبی أُبَیٍّ رَباذِیَةٌ، فَأَطْفَأَها زِیادُ قوله: فأَطفأَها زیاد یعنی نفسه. و جاء رَبِذَ العِنانِ أَی مُنْفرداً مُنْهَزماً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قول هشام المزنی: تَرَدَّدُ فی الدیار تَسُوقُ ناباً، لهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بالبِطانِ
لسان العرب، ج‌3، ص: 492
و لم تَرْمِ ابنَ دارَةَ عن تمِیم، غَداةَ تَرَكْته رَبِذَ العِنانِ فسره فقال: تركته خالیاً من الهِجاء؛ یقول: إِنما عملك أَن تبكی فی الدیار و لا تذب عن نفسك. أَبو سعید: لِثة رَبِذَة قلیلة اللحم؛ و أَنشد قول الأَعشی: تَخَلْهُ فِلَسْطِیّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ علی رَبَذاتِ النِّیِّ، حُمْشٌ لِثاتها قال: النِّیُّ اللحم. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: ربَذاتِ النِّیّ: من الرُّبْذَةِ و هی السواد. قال ابن الأَنباری: النِّیُّ الشحم من نوت الناقة إِذا سَمِنت. قال: و النِّی‌ءُ، بالهمز، اللحم الذی لم یُنْضَجْ؛ قال: و هذا هو الصحیح. و فرس رَبِذٌ: سریع. و فلان ذو رَبِذاتٍ أَی كثیر السَّقَطِ فی كلامه. و الرَّبَذَةُ: قریة قرب المدینة، و فی المحكم: موضع به قبر أَبی ذرّ الغفاری، رضی الله تعالی عنه. و قال أَبو حنیفة: الرَّبَذِیّ الوتر یقال له ذلك و لم یُصنع بالرَّبَذَةِ؛ قال: و الأَصل ما عمل بها؛ و أَنشد لعبید بن أَیوب و هو من لصوص العرب: أَ لم تَرَنی حالفتُ صَفْراءَ نَبْعَةً، لها رَبَذِیٌّ لم تُفَلَّلْ مَعابِلُه؟ و الرَّبَذِیَّةُ: الأَصبحِیَّة من السِّیاط. و أَرْبَذَ الرجلُ إِذا اتخذ السِّیاط الرَّبَذِیة؛ و هی معروفة؛ و قال ابن شمیل: سوط ذو رُبَذٍ، و هی سیور عند مقدّم جلد السوط.

رذذ؛ ج3، ص: 492

: الرَّذاذ، المطر، و قیل: الساكن الدائم الصغار القطر كأَنه غبار، و قیل: هو بَعْدَ الطَّلِّ. قال الأَصمعی: أَخف المطر و أَضعفه الطل ثم الرَّذاذُ، و الرَّذاذُ فوق القِطْقِطِ؛ قال الراجز: كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنثورِ، بَعْدَ رَذَاذ الدِّیمَةِ الدَّیْجُورِ، علی قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ فجعل الرَّذَاذَ للدیمة، واحدته رذاذة. و‌فی الحدیث: ما أَصاب أَصحاب محمد یوم بدر إِلا رَذاذٌ لَبَّد لهم الأَرض؛ الرَّذَاذُ: أَقل المطر، قیل: هو كالغبار؛ و أَما قول بخدج یهجو أَبا نخیلة: لاقی النخیلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّی، و شَلًّا للأَعادی مِشْقَذَا و قافِیاتٍ عارماتٍ شُمَّذَا، من هاطِلاتٍ وابلًا و رَذَذَا فإِنه أَراد رذاذاً فحذف للضرورة كقول الآخر: منازل الحیّ تعفّی الطِّلَل أَراد الطِّلالَ فحذف، و شبه بخدج شعره بالرذاذ فی أَنه لا یكاد ینقطع، لا أَنه عنی به الضعیف بل یشتد مرة فیكون كالوابل، و یسكن مرة فیكون كالرذاذ الذی هو دائم ساكن. و یومٌ مُرِذٌّ و قد أَرَذَّت السماء و أَرض مُرَذٌّ علیها و مُرَذَّةٌ و مَرْذوذَةٌ؛ الأَخیرة عن ثعلب، و قد أَرَذَّتْ، فهی تُرِذُّ إِرْذَاذاً و رَذَاذاً، و أَرَذَّتِ العینُ بمائها و أَرَذَّ السِّقاءُ إِرْذَاذاً إِذا سال ما فیه. و أَرَذَّتِ الشَّجَّةُ إِذا سالت؛ و كل سائل: مُرذٌّ. قال الأَصمعی: لا یقال أَرض مُرَذَّة و لا مرذوذة، و لكن یقال: أَرض مُرَذٌّ علیها. و قال الكسائی: أَرض مُرَذَّةٌ و مَطْلُولَةٌ. الأُموی: یوم مُرِذ و ذو رَذاذٍ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 493‌

روذ؛ ج3، ص: 493

: الرَّوْذَةُ: الذهاب و المجی‌ء؛ قال أَبو منصور: هكذا قید الحرف فی نسخة مقیدة بالذال؛ قال: و أَنا فیها واقف و لعلها رَوْدَةٌ من رادَ یَرُودُ. وَ راذانُ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی، و أَلِفها واو لأَنها عین، و انقلاب الأَلف عن الواو عیناً أَكثر من انقلابها عن الیاء. و أَصل رَاذانَ رَوَذَان، ثم اعتلت اعتلال ماهان و داران، و كل ذلك مذكور فی مواضعه فی الصحیح علی قول من اعتقد نونها أَصلًا، كطاء ساباط، و إِنه إِنما ترك صرفه لأَنه اسم للبقعة.

فصل الزای؛ ج3، ص: 493

زمرذ؛ ج3، ص: 493

: الزُّمُرُّذُ، بالذال: من الجواهر، معروف، واحدته زُمُرُّذَةٌ. الجوهری: الزمرذ، بالضم، الزبرجد، و الراء مضمومة «1» مشددة.

فصل السین المهملة؛ ج3، ص: 493

‏سبذ؛ ج3، ص: 493

: قال الأَزهری فی ترتیبه: أُهملت السین مع الطاء و الدال و الثاء إِلی آخر حروفها فلم یستعمل من جمیع وجوهها شی‌ء فی مُصاص كلام العرب؛ فأَما قولهم هذا قضاء سَذوم، بالذال، فإِنه أَعجمی؛ و كذلك البُسَّذُ لهذا الجوهر لیس بعربی؛ و كذلك السَّبَذَة فارسی.ابن الأَثیر: فی حدیث ابن عباس: جاء رجل من الأَسْبَذِیِّینَ إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم؛ قال: هم قوم من المجوس لهم ذكر فی حدیث الجزیة؛ قیل: كانوا مسلحة لحصن المُشَقّرِ من أَرض البحرین، الواحد أَسْبَذِیٌّ و الجمع الأَسابِذَةُ.

فصل الشین المعجمة؛ ج3، ص: 493

شبرذ؛ ج3، ص: 493

: ناقة شَبَرْذاةٌ و شمرذاة: ناجیة سریعة؛ قال مرداس الزبیری: لما أَتانا رامعاً قِبِرَّاهْ علی أَمونٍ جَسْرَةٍ شَبَرْذاهْ و الشَّبَرْذی و الشَّمَرْذی: السریع فیما أَخذ فیه. و الشَّبَرْذی: اسم رجل؛ قال: لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَّبَرْذی بأَرْؤسٍ عِظامِ اللِّحی، مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ و یروی الشَّمَرْذی، و المیم فی كل ذلك لغة.

شجذ؛ ج3، ص: 493

: الشَّجْذَة: المَطرةُ الضعیفة، و هی فوق البَغْشَةِ. و أَشجذت السماء: سكن مطرها و ضعف؛ قال إِمرؤ القیس یصف دیمة: تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَت، و تُوارِیهِ إِذَا ما تَشْتَكِرْ الوَدّ: جبل معروف. و تشتكر: یشتد مطرها، و فی التهذیب: تعتكر؛ یقول: إِذا أَقلعت هذه الدیمة طهر الوَتِدُ، فإِذا عادت ماطرة وارته. الأَصمعی: أَشْجَذَ المطرُ منذ حین أَی نأَی و بعد و أَقلع بعد إِثْجامِهِ. و یقال: أَشجذت الحمی إِذا أَقلعت.

شحذ؛ ج3، ص: 493

: اللیث: الشَّحْذُ التحدید. شحَذ السكینَ و السیفَ و نحوهما یَشْحَذُه شَحْذاً: أَحَدَّه بالمِسَنِّ و غیره مما یُخرج حَدَّه، فهو شحیذ و مشحوذ؛ و أَنشد: یَشْحَذُ لَحْیَیْهِ بِنابٍ أَعْصَلِ و المِشْحَذُ: المِسَنُّ. و‌فی الحدیث: هلمی المُدْیَةَ و اشْحَذیها.و رجل شُحْذُوذٌ: حدید نَزِقٌ. و شَحَذَ الجوعُ مَعِدَتَه: ضرّمها و قوّاها علی الطعام و أَحَدَّها. ابن سیدة: الشحذان، بالتحریك، الجائع، و هو من
(1). قوله [و الراء مضمومة إلخ] و عن الأزهری فتح الراء أیضاً نقله شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌3، ص: 494
ذلك. و شَحَذَه بعینه: أَحَدَّها إِلیه و رماه بها حتی أَصابه بها؛ قال و كذلك ذَرَقْتُه و حَدَجْتُه و شَحَذْتُه أَی سُقْتَهُ سَوْقاً شدیداً؛ و سائق مِشْحَذ؛ قال أَبو نُخَیلة: قلت لإِبلیس و هامان: خذا سُوقا بنی الجَعْراءِ سَوْقاً مِشْحَذا و اكْتَنِفاهُم من كذا و من كذا، تَكَنُّفَ الریح الجَهَامَ الرَّذَذَا و مَرَّ یَشْحَذُهم أَی یطردهم. و رجل شَحْذَانُ: سَوَّاقٌ. و فلان مشحوذ علیه أَی مغضوب علیه؛ قال الأَخطل: خیال لأَرْوی و الرَّباب، و من یكن له عند أَرْوَی و الرَّباب تُبُولُ یَبِتْ، و هو مَشْحُوذٌ علیه، و لا یَری إِلی بَیْضَتَیْ وَكْرِ الأَنُوقِ سبیل ابن شمیل: المِشْحاذُ الأَرض المستویة فیها حصی نحو حصی المسجد و لا جبل فیها؛ قال: و أَنكر أَبو الدُّقیش المِشْحاذَ؛ و قال غیره: المِشْحاذ الأَكَمَةُ القَرْوَاءُ التی لیست بِضَرِسَة الحجارة و لكنها مستطیلة فی الأَرض و لیس فیها شجر و لا سهل. أَبو زید: شَحَذَتِ السماءُ تَشْحَذُ شَحْذاً و حلبت حلباً، و هی فوق البَغْشَة. و فی النوادر: تَشَحَّذَنی فلانٌ و تَرَعَّفَنی أَی طردنی و عَنَّانی.

شخذ؛ ج3، ص: 494

: أَشْخَذَ الكلبَ: أَغراه، یمانیة.

شذذ؛ ج3، ص: 494

: شَذَّ عنه یَشِذُّ و یَشُذُّ شذوذاً: انفرد عن الجمهور و ندر، فهو شاذٌّ، و أَشذَّه غیره. ابن سیدة: شَذَّ الشَّی‌ءُ یَشِذُّ و یَشُذُّ شَذّاً و شُذوذاً: ندر عن جمهوره؛ و شَذَّه هو یَشُذُّه لا غیر، و أَشَذَّهُ؛ أَنشد أَبو الفتح بن جنی: فَأَشَذَّنی لمرورهم، فَكَأَننی غُصْنٌ لأَوَّل عاضدٍ أَو عاسِفِ قال: و أَبی الأَصمعی شذه. و سمی أَهلُ النحو ما فارق ما علیه بقیة بابه و انفرد عن ذلك إِلی غیره شاذّاً، حملًا لهذا الموضع علی حكم غیره، و جاؤوا شُذَّاذاً أَی قِلالًا. و قوم شُذَّاذ إِذا لم یكونوا فی منازلهم و لا حیهم. و شُذَّانُ الناس: ما تفرّق منهم. و شُذَّاذُ الناس: الذین یكونون فی القوم لیسوا فی قبائلهم و لا منازلهم. و شُذَّاذُ الناس: متفرقوهم. و‌فی حدیث قتادة و ذكر قوم لوط فقال: ثم أَتبع شُذَّانَ القوم صَخْراً مَنْضُوداً‌أَی من شذ منهم و خرج عن جماعته. قال: و شُذَّان جمع شاذّ مثل شاب و شُبَّان، و یروی بفتح الشین، و هو المتفرق من الحصی و غیره. و یقالُ: من قال شُذَّان، فهو جمع شاذ، و من قال شَذَّان، فهو فَعْلانُ، و هو ما شذ من الحصی. و یقالُ: شُذَّان و إِنما یقال شُذَّان، بالضم، لا یجمع «2» علی فَعلان. ابن سیدة: و شُذَّان الحصی و نحوه ما تطایر منه. و حكی ابن جنی: شَذَّان الحصی؛ قال إمرؤ القیس: تُطایر شَذَّانَ الحَصی بِمَناسِم صِلاب العُجی، مَلْثومها غَیرُ أَمعرا الجوهری: شَذان الحصی، بالفتح و النون، المتفرق منه؛ و قال: یتركن شَذَّانَ الحَصی جَوافِلا
(2). قوله [و إنما یقال شذان بالضم لا یجمع إلخ] كذا بالنسخة المعتمد علیها عندنا، و لعل فیها سقطاً و الأَصل و الله أعلم. و إنما یقال شذان بالضم لأَن فاعلًا لا یجمع علی فعلان یعنی بفتح الفاء.
لسان العرب، ج‌3، ص: 495
و شَذَّانُ الإِبل و شُذَّانُها: ما افترق منها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: شُذَّانُها رائعة لِهَدْرِه رائعة: مرتاعة. اللیث: شذ الرجل إِذا انفرد عن أَصحابه؛ و كذلك كل شی‌ء منفرد، فهو شاذ؛ و كلمة شاذة. و یقال: أَشْذَذْتَ یا رجل إِذا جاء بقول شاذٍّ نادٍّ. ابن الأَعرابی: یقال ما یدع فلان شاذّاً و لا نادّاً إِلا قتله إِذا كان شجاعاً لا یلقاه أَحد إِلا قتله. و یقال: شاذّ أَی متنحٍّ.

شعذ؛ ج3، ص: 495

: الشَّعْوَذَةُ: خِفَّةٌ فی الید و أُخْذٌ كالسحر یُری الشی‌ءَ بغیر ما علیه أَصله فی رأْی العین؛ و رجل مُشَعْوِذٌ و مُشَعْوَذٌ و لیس من كلام البادیة. و الشَّعْوَذَةُ: السُّرْعَةُ، و قیل: هی الخفة فی كل أَمْرٍ. و الشَّعْوَذِیُّ: رسول الأُمراء فی مهماتهم علی البرید، و هو مشتق منه لسرعته. و قال اللیث: الشَّعْوَذَةُ و الشَّعْوَذیُّ مستعمل و لیس من كلام أَهل البادیة.

شقذ؛ ج3، ص: 495

: الشَّقْذ [الشَّقِذ و الشَّقِیذُ و الشَّقَذانُ: الذی لا یكاد ینام. و فی التهذیب: الشَّقِذُ العَیْنِ الذی لا یكاد ینام. و إِنه لَشَقِذُ العین إِذا كان لا یَقْهَرُه النُّعاسُ؛ زاد الجوهری: و لا یكون إِلا عَیُوناً یصیب الناس بالعین. قال ابن سیدة: و هو العَیُونُ الذی یصیب الناس بالعَین، و قیل: هو الشدید البصر السریع الإِصابة؛ و قد شقِذ، بالكسر، شَقَذاً. و شقِذَ الرجلُ: ذهب و بَعُدَ. و أَشْقَذَهُ: طرده، و هو شَقِذٌ و شَقَذان، بالتحریك. الأَصمعی: أَشْقَذْتُ فلاناً إِشقاذاً إِذا طردته. و شَقِذَ هو یَشْقَذُ إِذا ذهب، و هو الشَّقَذانُ؛ قال عامر بن كثیر المحاربی: فإِنی لستُ من غَطَفانَ أَصْلی، و لا بینی و بینهم اعْتِشَارُ إِذا غَضِبُوا علیّ و أَشْقَذُونی، فصرتُ كأَننی فَرَأٌ مُتارُ متار: یُرْمَی تارة بعد تارة. و معنی متار: مفزع. یقال: أَتَرْتُه أَی أَفزعته و طردته، فهو مُتار؛ قال ابن بری: أَصله أَتأَرته فنقلت الحركة إِلی ما قبلها و حذفت الهمزة. قال: و قال ابن حمزة: هذا تصحیف و إِنما هو مُنارٌ بالنون. یقال: أَنرته بمعنی أَفزعته، و منه النَّوارُ، و هی النَّفُورُ. و الاعتشار: بمعنی العِشْرَة؛ قال: و قد ذكره الجوهری فی فصل تور شاهداً علی قولهم فلان یُتار علی أَن یؤخذ أَی یُدارُ. و طَرَدٌ مِشْقَذٌ: بعید؛ قال بخدج: لاقی النُّخیلاتُ حناذاً مِحْنَذا منی، و شَلًّا للأَعادی مِشْقَذا أَراد أَبا نخلة فلم یُبَلْ كیف حرّف اسمه لأَنه كان هاجیاً له. و الشَّقْذاءُ: العُقاب الشدیدة الجوع. و عقاب شَقَذی. شدیدة الجوع و الطلب؛ قال یصف فرساً: شَقْذاءُ یَحْتَثُّها فی جَرْیِها ضَرَم. و الشِّقْذان: الضَّبُّ و الوَرَلُ و الطُّحَنُ و سامُّ أَبرص و الدَّسَّاسَةُ، و أَخذته شِقْذَةٌ؛ و جعلت امرأَة من العرب الشّقْذانَ واحِداً فقالت تهجو زوجها و تشبهه بالحرباء: إِلی قَصْرِ شِقْذانٍ كَأَنَّ سِبالَهُ و لحیته فی خُرْؤُمَانٍ مُنَوَّر الخرؤُمانة: بقلة خبیثة الریح تنبت فی الأَعطان
لسان العرب، ج‌3، ص: 496
و الدِّمَنِ؛ و أَورد الأَزهری هذا البیت مستشهداً به علی الواحد من الحَرابیِّ. و الشَّقْذُ و الشِّقْذُ و الشَّقِذُ و الشَّقَذانُ: الحِرْباءُ، و جمعه شِقْذانٌ مثل كَرَوانٍ و كِرْوانٍ، و قیل: هو حرباء دقیق مَعْصُوبٌ صَعْلُ الرأْس یلزق بِسُوقِ العِضَاه. و الشِّقَذُ و الشَّقَذُ و الشُّقَذُ: ولد الحِرْباء؛ عن اللحیانی، و الجمع من كل ذلك الشُّقاذی و الشِّقْذانُ؛ قال: فَرَعَتْ بها حَتَّی إِذا رَأَتِ الشُّقاذی تَصْطَلی اصطلاؤُها: تحرّیها للشمس فی شدة الحر؛ و قال بعضهم: الشُّقاذی فی هذا البیت الفَراش؛ قال: و هذا خطأٌ لأَن الفَراشَ لا یصطلی بالنار، و إِنما وصف الحمر فذكر أَنها رعت الربیع حتی اشتد الحر و اصْطَلَتِ الحَرابی و عَطِشَتْ فاحتاجتِ الوُرُودَ؛ و قال ذو الرمة یصف فلاة قطعها: تَقَاذَف و العُصْفُور فی الجُحرِ لاجِئٌ مَعَ الضَّبِّ، و الشِّقْذانُ تَسْمُو صُدورُها أَی تشخص فی الشجر، و قیل: الشِّقْذانُ الحشرات كلها و الهوام، واحدتها شَقِذَةٌ و شَقِذٌ و شِقْذٌ؛ قال: و لا أَدری كیف تكون الشَّقِذَةُ واحدةَ الشِّقْذان إِلا أَن یكون علی طرح الزائد. و الشَّقْذُ و الشَّقَذانُ و الشِّقْذان، الأَخیرة عن ثعلب: الذئب و الصقر و الحرباء. و الشِّقْذانُ؛ فراخ الحُباری و القطا و نحوهما. و الشَّقْذانَةُ: الخفیفة الروح؛ عن ثعلب. و ما له شَقَذٌ و لا نَقَذٌ أَی ما له شی‌ء. و متاع لیس به شَقَذٌ و لا نَقَذٌ أَی عیب. و كلام لیس به شَقَذٌ و لا نَقَذٌ أَی نقص و لا خلل. ابن الأَعرابی: ما به شَقَذٌ و لا نَقَذٌ أَی ما به حَراكٌ. و فلان یشاقذنی أَی یعادینی. الأَزهری فی ترجمة عذق: امرأَة عَقْذانة و شَقْذانَةٌ و عَدْوانَةٌ أَی بذیة سلیطة.

شمذ؛ ج3، ص: 496

: اللیث: الشَّمْذُ رفع الذنب. شَمَذَتِ الناقة تَشْمِذُ، بالكسر، شَمْذاً و شِماذاً و شُموذاً، و هی شامذ، و الجمع شوامذ و شُمَّذ، أَی لقحت فشالت بذنَبها لِتُری اللقاح بذلك؛ و ربما فعلت ذلك مَرَحاً و نَشاطاً؛ قال الشاعر یصف ناقة: علی كُلِّ صَهْباءِ العَثانِینِ شَامِذٍ جُمَالِیَّةٍ، فی رأْسها شَطَنَانِ و قیل: الشامذ من الإِبل الخَلِفَة؛ و قول أَبی زبید یصف حرباء: شامِذاً تَتَّقی المُبِسَّ عَلی المُرْیَةِ، كَرْهاً بالصِّرْف ذی الطُّلَّاء یقول: الناقة إِذا أُبِسَّ بها اتقت المُبِسَّ باللبن، و هذه تتقیه بالدم؛ و هذا مثل. و العقرب شامذ من حیث قیل لما شَالَ من ذنبها: شَوْلَةٌ. قال أَبو الجرَّاح: من الكِباشِ ما یشتمذ و منها ما یَغُلُّ؛ فالاشتماذ: أَن یضرب الأَلیة حتی ترتفع فَیَسْفِدَ، و الغَلُّ: أَن یَسْفِدَ من غیر أَن یفعل ذلك. و الشَّیْمَذانُ: الذئب «1» سمی بذلك لشموذه بذنبه؛ و قول بخدج یهجو أَبا نخیلة: لاقی النُّخیلاتُ حِناذاً مِحْنَذا منی، و شَلًّا للأَعادِی مِشْقَذَا و قافیاتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذا إِنما ذلك مَثَلٌ، شَبَّهَ القوافی بالإِبل الشُّمَّذِ و هی ما قدَّمناه من أَنها التی ترفع أَذنابها نشاطاً و مَرَحاً أَو
(1). قوله [الشیمذان الذئب] كذا بالأَصل، و فی القاموس و شرحه، و الیشمذان هذا هو الأَصل، و الشیذمان مقلوبه و هو الذئب.
لسان العرب، ج‌3، ص: 497
لِتُریَ بذلك اللِّقَاحَ، و قد یجوز أَن یكون شبهها بالعقارب لِحِدَّتها و شِدَّةِ أَذنابها. و یقال للنخیل إِذا أُبِّرَت: قد شَمَذتْ؛ و نَخِیلٌ شَوامِذ؛ و أَنشد: غُلْبٌ شَوامِذُ لم یَدْخُلْ بها الحَصْر قال الأَصمعی: حصر النبت إِذا كان فی موضع غلیظ ضیق فلا یسرع نباته. شمر: یقال اشْمِذْ إِزارك أَی ارفعه. و رجل شَمْذانُ: یرفع إِزاره إِلی ركبتیه. و أَشْمَذانِ: موضعان أَو جبلان؛ قال رَزَاحٌ أَخو قصیّ بن كلاب: جَمَعْنا من السِّرِّ من أَشْمَذَیْن، و من كلِّ حَیٍّ جَمَعْنا قَبیلا

شمرذ؛ ج3، ص: 497

: الشَّمْرَذَةُ: السرعة. و الشَّمَرْذَی: لغة فی الشَّبَرْذَی. و ناقة شَمَرْذاةٌ و شَبَرْذاةٌ: ناجیة سریعة، و قد تقدم؛ و قول الشاعر: لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَّمَرْذَی بِأَرْؤُس عِظَامِ اللِّحَی، مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ قال: أَحسبه نبتاً أَو شجراً.

شنذ؛ ج3، ص: 497

: النهایة لابن الأَثیر‌فی حدیث سعد بن معاذ: لما حكم فی بنی قریظة حملوه علی شَنَذَة من لیف، هی بالتحریك شبه إِكاف یجعل لمقدِّمته حِنْوٌ؛ قال الخطابی: و لست أَدری بأَیّ لسان هی.

شوذ؛ ج3، ص: 497

: المِشْوَذُ: العِمامة؛ أَنشد ابن الأَعرابی للولید بن عقبة بن أَبی مُعَیْط و كان قد ولیَ صدقات تغلب: إِذا ما شَدَدْتُ الرَّأْسَ منی بِمشْوَذٍ، فَغَیَّكِ منی تَغْلِبُ ابْنَةَ وائِلِ یرید غیّاً لك ما أَطوله منی، و قد شَوَّذَه بها. و‌فی حدیث النبیّ، صلی الله علیه و سلم: أَنه بعث سریة فأَمرهم أَن یمسحوا علی المَشَاوِذِ و التَّسَاخِین؛ و قال أَبو بكر: المشاوذ العمائم، واحدها مِشْوَذٌ، و المیم زائدة. ابن الأَعرابی: یقال للعمامة المشوذ و العِمَادَة، و یقال: فلان حسن الشِّیذَة أَی حسن العمة. و قال أَبو زید: تشوّذ الرجل و اشتاذ إِذا تعمم تَشَوْذُناً «1» قال: و شَوَّذْتُه تَشْویذاً إِذا عممته. قال أَبو منصور: أَحسبه أُخذ من قولك شَوَّذَتِ الشمس إِذا مالت للمغیب؛ و ذلك أَنها كانت غطیت بهذا الغیم؛ قال الشاعر: لَدُنْ غُدْوَة حتی إِذا الشمسُ شَوَّذَت لِذِی سَوْرة مَخْشیَّة و حذار و تشوَّذَ الرجل و اشتاذ أَی تعمم. و جاء فی شعر أُمیة: شَوَّذَت الشمس؛ قال أَبو حنیفة: أَی عممت بالسحاب؛ و بیت أُمیة: و شَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذا طَلَعت بالخُلْبِ هِفّاً، كأَنه كَتَمُ الأَزهری: أَراد أَنّ الشمس طلعت فی قَتَمَةٍ كأَنها عممت بالغُبرَة التی تضرب إِلی الصُّفْرة، و ذلك فی سنة الجدب و القحط، أَی صار حولها خُلَّبُ سَحابٍ رقیق لا ماء فیه و فیه صفرة، و كذلك تطلع الشمس فی الجدب و قلة المطر. و الكَتَمُ: نبات یخلط مع الوَسْمَةِ یُخْتَضَبُ به.

فصل الطاء المهملة؛ ج3، ص: 497

طبرزذ؛ ج3، ص: 497

: الطَّبَرْزَذُ: السُّكَّرُ، فارسی معرّب، یرید تَبَرْزَدْ بالفارسیة كأَنه نحت من نواحیه بالفأْس. و التَّبَر: الفأْس، بالفارسیة. و حكی الأَصمعی طَبَرْزَل و طَبَرْزَنْ. و قال یعقوب: طَبَرْزُد و طَبَرْزُل و طَبَرْزُن؛ قال ابن سیدة: و هو مثال
(1). قوله [تشوذناً] كذا بالأَصل و لعله تشوذاً.
لسان العرب، ج‌3، ص: 498
لا أَعرفه. قال ابن جنی: قولهم طَبَرْزُل و طَبَرْزُن لَسْتَ بأَن تجعل أَحدهما أَصلًا لصاحبه بأَولی منك تحمله علی ضده لاستوائهما فی الاستعمال.

طرمذ؛ ج3، ص: 498

: رجل فیه طَرْمَذَة أَی أَنه لا یحقق الأُمور، و قد طرمذ علیه. و رجل طِرماذ: مُبَهْلِقٌ صَلِفٌ، و هو الذی یسمی الطِّرْمِذار؛ قال: سَلامُ مَلَّاذٍ علی مَلَّاذِ، طَرْمَذَةً منی علی الطِّرْماذِ الجوهری: الطَّرْمَذةُ لیس من كلام أَهل البادیة. و المُطَرْمِذُ: الذی له كلام و لیس له فعل؛ قال ابن بری: قال ثعلب فی أَمالیه: الطَّرْمَذَةُ غریبة. قال: و الطِّرْماذُ الفرس الكریم الرائع. و الطِّرْمِذار: المتكثر بما لم یفعل، و قیل: الطِّرْمِذارُ و الطِّرْماذُ هو المُتَنَدِّخُ. یقال تَنَدَّخَ أَی تشبَّع بما لیس عنده؛ قال ابن بری: و یقوی ذلك قول أَشجع السلمی: لیس للحاجات إِلّا من له وَجْهٌ وقاح، و لِسانٌ طِرْمِذَارٌ؛ و غُدُوٌّ وَ رَواح ابن الأَعرابی: فی فلان طَرْمَذَةٌ و بَهْلَقَةٌ و لَهْوَقةٌ؛ قال أَبو العباس: أَی كِبْرٌ. أَبو الهیثم: المُفَایَشة المفاخرة و هی الطَّرْمَذَةُ بعینها، و النَّفْخُ مثله. یقال: رجل نَفَّاجٌ و فَیَّاشٌ و طِرْماذ و فَیُوشٌ و طِرْمِذانُ، بالنون، إِذا افتخر بالباطل و تمدّح بما لیس فیه.

فصل العین المهملة؛ ج3، ص: 498

عقذ؛ ج3، ص: 498

: الأَزهری فی ترجمة عذق: امرأَة عَقْذَانَةٌ و شَقْذانَةٌ و عَذْوَانَة أَی بذیة سلیطة.

عنذ؛ ج3، ص: 498

: العَانِذَة: أَصل الذَّقَنِ و الأُذُنُ؛ قال: عَوانذِ مُكْتَنِفات اللَّها جمیعاً، و ما حولهن اكتنافا

عوذ؛ ج3، ص: 498

: عاذ به یَعُوذُ عَوْذاً و عِیاذاً و مَعاذاً: لاذ به و لجأَ إِلیه و اعتصم. و معاذَ اللهِ أَی عیاذاً بالله. قال الله عز و جل: مَعٰاذَ اللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلّٰا مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ؛ أَی نعوذ بالله معاذاً أَن نأْخذ غیر الجانی بجنایته، نصبه علی المصدر الذی أُریدَ به الفعل. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه تزوّج امرأَة من العرب فلما أُدْخِلَتْ علیه قالت: أَعوذ بالله منك، فقال: لقد عُذْتِ بمعاذ فالحقی بأَهلك.و المَعَاذ فی هذا الحدیث: الذی یُعَاذ به. و المَعَاذ: المصدر و المكان و الزمان أَی قد لجأْت إِلی ملجإٍ و لُذْتِ بِمَلاذ. و اللّٰه عز و جل معاذ من عاذ به و ملجأُ من لجأَ إِلیه. و الملاذ مثل المعاذ؛ و هو عیاذی أَی ملجئی. و عذت بفلان و استعذت به أَی لَجَأْتُ إلیه. و قولهم: معاذ الله أَی أَعوذ بالله معاذاً، بجعله بدلًا من اللفظ بالفعل لأَنه مصدر و إِن كان غیر مستعمل مثل سبحان. و یقال أَیضاً: مَعَاذَة الله و مَعَاذَ وجه الله و مَعَاذَة وجه الله، و هو مثل المَعْنَی و المَعْناة و المَأْتی و المَأْتاة. و أَعَذْتُ غیری به و عَوَّذْتُه به بمعنی. قال سیبویه: و قالوا: عائذاً بالله من شرها فوضعوا الاسم موضع المصدر؛ قال عبد الله السهمی: أَلحقْ عذابَك بالقوم الذین طَغَوْا، و عائذاً بك أَن یَغْلُوا فیُطْغُونی قال الأَزهری: یقال: اللهم عائذاً بك من كل سوء أَی أَعوذ بك عائذاً. و‌فی الحدیث: عائذ بالله من النار‌أَی أَنا عائذ و متعوّذ كما یقال مستجیر بالله، فجعل الفاعل موضع المفعول، كقولهم سِرٌّ كاتِمٌ و ماءٌ دافق؛ و من رواه عائذاً، بالنصب، جعل الفاعل موضع المصدر و هو العِیاذُ. و طَیْرٌ عِیاذٌ و عُوَّذ: عائذة بجبل و غیره مما یمنعها؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 499
قال بخدج یهجو أَبا نخیلة: لاقی النُّخَیْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا، شَرًّا و شَلًّا للأَعادِی مِشْقَذَا «2». و قافِیاتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا كالطَّیْر یَنْجُونَ عِیاذاً عُوَّذا كرر مبالغة فقال عِیاذاً عُوَّذاً، و قد یكون عیاذاً هنا مصدراً، و تعوّذ بالله و استعاذ فأَعاذه و عوّذه، و عَوْذٌ بالله منك أَی أَعوذ بالله منك؛ قال: قالت، و فیها حَیْدَة و ذُعْرُ: عَوْذٌ بربی مِنكُمُ و حَجْرُ قال: و تقول العرب للشی‌ء ینكرونه و الأَمر یهابونه: حُجْراً أَی دفعاً، و هو استعاذة من الأَمر. و ما تركت فلاناً إِلا عَوَذاً منه، بالتحریك، و عَوَاذاً منه أَی كراهة. و یقال: أُفْلِتَ فلانٌ مِن فُلانٍ عَوَذاً إِذا خوَّفه و لم یضربه أَو ضربه و هو یرید قتله فلم یقتله. و قال اللیث: یقال فلان عَوَذٌ لك أَی ملجأٌ. و‌فی الحدیث: إِنما قالها تَعَوُّذاً‌أَی إِنما أَقرَّ بالشهادة لاجئاً إِلیها و معتصماً بها لیدفع عنه القتل و لیس بمخلص فی إِسلامه. و‌فی حدیث حذیفة: تُعْرَضُ الفتنُ علی القلوب عَرْضَ الحصیر عُوداً عُوداً، بالدال الیابسة، و قد تقدّم؛ قال ابن الأَثیر: و روی بالذال المعجمة، كأَنه استعاذ من الفتن. و فی التنزیل: فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّیْطٰانِ الرَّجِیمِ؛ معناه إِذا أَردت قراءة القرآن فقل: أَعوذ بالله من الشیطان الرجیم و وسوسته. و العُوذةُ و المَعَاذَةُ و التَّعْوِیذُ: الرُّقیة یُرْقی بها الإِنسان من فزع أَو جنون لأَنه یعاذ بها. و قد عَوَّذَه؛ یقال: عَوَّذْت فلاناً بالله و أَسمائه و بالمُعَوِّذتین إِذا قلت أُعیذك بالله و أَسْمائه من كل ذی شر و كل داء و حاسد و حَیْنٍ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان یعوِّذ نفسه بالمعوِّذتین بعد ما طُبَّ. و كان یُعَوِّذُ ابنی ابنته البَتُول، علیهم السلام، بهما.و المعوِّذتان، بكسر الواو: سورة الفلق و تالیتها لأَن مبدأَ كل واحدة منهما قُلْ أَعُوذُ*. و أَما التعاویذ التی تُكتب و تعلق علی الإِنسان من العین فقد نهی عن تعلیقها، و هی تسمی المَعَاذات أَیضاً، یُعَوَّذ بها من علقت علیه من العین و الفزع و الجنون، و هی العُوَذُ واحدتها عُوذَةٌ. و العُوَّذُ: ما عِیذ به من شجر أَو غیره. و العُوَّذُ من الكلإِ: ما لم یرتفع إِلی الأَغصان و منعه الشجر من أَن یرعی، من ذلك، و قیل: هی أَشیاء تكون فی غلظ لا ینالها المالُ؛ قال الكمیت: خَلِیلایَ خُلْصَانیَّ، لم یُبْق حُبُّها من القلبِ إِلَّا عُوَّذاً سَیَنالها و العُوَّذ و المُعوَّذُ من الشجر: ما نبت فی أَصل هدفٍ أَو شجرة أَو حَجَرٍ یستره لأَنه كأَنه یُعَوّذُ بها؛ قال كثیر بن عبد الرحمن الخزاعی یصف امرأَة: إِذا خَرَجَتْ مَن بیتها، راقَ عَیْنَها مُعَوَّذُهُ، و أَعْجَبَتْها العَقائِقُ یعنی هذه المرأَة إِذا خَرَجَت من بیتها راقها مُعَوَّذُ النَّبت حوالی بیتها، و قیل: المعَوِّذ، بالكسر، كل نبت فی أَصل شجرة أَو حجر أَو شی‌ء یُعوّذ به. و قال أَبو حنیفة: العَوَذُ السفیر من الورق و إِنما قیل له عَوَذٌ لأَنه یعتصم بكل هذف و یلجأُ إِلیه و یعوذ به. قال الأَزهری: و العَوَذُ ما دار به الشی‌ء الذی یضربه الریح، فهو یدور بالعَوَذِ من حَجَر أَو أَرومة. و تَعَاوَذَ القومُ فی الحرب إِذا تواكلوا و عاذ بعضهم ببعض.
(2). قوله [شرّاً و شلًا إلخ] الذی تقدم: منی و شلًّا، و لعله روی بهما
لسان العرب، ج‌3، ص: 500
و مُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة، و دائرة المُعَوَّذِ تستحب. قال أَبو عبید: من دوائر الخیل المُعَوَّذُ و هی التی تكون فی موضع القلادة یستحبونها. و فلان عَوْذٌ لبَنی فلان أَی ملجأٌ لهم یعوذون به. و قال الله عز و جل: وَ أَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ مِنَ الْإِنْسِ یَعُوذُونَ بِرِجٰالٍ مِنَ الْجِنِّ؛قیل: إِن أَهل الجاهلیة كانوا إِذا نزلت رفقة منهم فی واد قالت: نعوذ بعزیز هذا الوادی من مَرَدَة الجن و سفهائهم‌أَی نلوذُ به و نستجیر. و العُوَّذُ من اللحم: ما عاذ بالعظم و لزمه. قال ثعلب: قلت لأَعرابی: ما طعم الخبز؟ قال: أُدْمُه. قال قلت: ما أَطیب اللحم؟ قال: عُوَّذُه، و ناقة عائذ: عاذ بها ولدها، فاعل بمعنی مفعول؛ و قیل: هو علی النسب. و العائذ: كل أُنثی إِذا وضعت مدة سبعة أَیام لأَنّ ولدها یعوذ بها، و الجمع عُوذٌ بمنزلة النفساء من النساء، و هی من الشاء رُبّی، و جمعها رِباب، و هی من ذوات الحافر فَرِیش. و قد عاذت عیاذاً و أَعاذت، و هی مُعِیذٌ، و أَعوذت. و العائذ من الإِبل: الحدیثة النتاج إِلی خمس عشرة أَو نحوها، من ذلك أَیضاً. و عاذت بولدها: أَقامت معه و حَدِبَتْ علیه ما دام صغیراً، كأَنه یرید عاذ بها ولدها فقلب؛ و استعار الراعی أَحد هذه الأَشیاء للوحش فقال: لها بحَقِیلٍ فالنُّمَیرة منزلٌ، تری الوحشَ عُوذاتٍ به و مَتَالِیَا كسَّر عائذاً علی عوذ ثم جمعه بالأَلف و التاء؛ و قول ملیح الهذلی: و عاجَ لها جاراتُها العِیسَ، فارْعَوَتْ علیها اعوجاجَ المُعْوِذاتِ المَطَافِل قال السكری: المعوذات التی معها أَولادها. قال الأَزهری: الناقة إِذا وضعت ولدها فهی عائذ أَیاماً. و وقَّت بعضهم سبعة أَیام، و قیل: سمیت الناقة عائذاً لأَنّ ولدها یعوذ بها، فهی فاعل بمعنی مفعول، و قال: إِنما قیل لها عائذ لأَنها ذات عَوْذٍ أَی عاذ بها ولدها عَوْذاً. و مثله قوله تعالی: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ أَی ذی دفق. و العُوذُ: الحدیثات النتاج من الظباء و الإِبل و الخیل، واحدتها عائذ مثل حائل و حول. و یجمع أَیضاً علی عُوذان مثل راع و رُعیان و حائر و حُوران. و یقال: هی عائذ بیِّنةُ العُؤُوذ إِذا ولدت عشرة أَیام أَو خمسة عشر ثم هی مُطْفِلٌ بعدُ. یقال: هی فی عیاذها أَی بحِدْثان نتاجها. و‌فی حدیث الحدیبیة: و معهم العُوذُ المَطافیل؛ یرید النساء و الصبیان. و العُوذُ فی الأَصل: جمع عائذ من هذا الذی تقدم. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: فأَقبلتم إِلیّ إِقبالَ العُوذ المَطافل.و عَوَذ الناس: رُذالهم؛ عن ابن الأَعرابی. و بنو عَیِّذ الله: حیّ، و قیل: حیٌّ من الیمن. قال الجوهری: عیِّذ الله، بكسر الیاء مشددة، اسم قبیلة. یقال: هو من بنی عیذ الله، و لا یقال عائذ الله. و یقال للجودیّ أَیضاً: عَیِّذ. و عائذة: أَبو حی من ضبة، و هو عائذة بن مالك بن ضبة؛ قال الشاعر: متی تسأَل الضَّبِّیَّ عن شرّ قومه، یَقُلْ لك: إِن العائذیَّ لئیم و بنو عَوْذَةَ: من الأَسْد. و بنو عَوْذَی، مقصور: بطن؛ قال الشاعر: ساقَ الرُّفَیْداتِ من عَوْذی و من عَمَم، و السَّبْیَ مِن رَهْط رِبْعِیٍّ و حَجَّار و عائذ الله: حی من الیمن. و عُوَیْذَة: اسم امرأَة؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: فإِنی و هِجْرانی عُوَیْذَةَ، بعد ما تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 501
و عاذ: قریة معروفة، و قیل: ماء بنجران؛ قال ابن أَحمر: عارضتُهم بسؤال: هل لكم خَبَرٌ؟ مَن حَجَّ من أَهل عاذٍ، إِنَّ لی أَرَبا؟ و العاذ: موضع. قال أَبو المورّق: تركتُ العاذَ مَقْلیّاً ذمیماً إِلی سَرَفٍ، و أَجْدَدْتُ الذهابا

عیذ؛ ج3، ص: 501

: العَیْذَانُ: السیّ‌ء الخُلُق؛ و منه قول تُماضر امرأَة زهیر بن جذیمة لأَخیها الحرث: لا یأْخذن فیك ما قال زهیر فإِنه رجل بَیْذَارَةٌ عَیْذَانُ شَنوءة.

فصل الغین المعجمة؛ ج3، ص: 501

غذذ؛ ج3، ص: 501

: غَذَّ العِرْقُ یَغُذُّ [یَغِذُّ غذًّا و أَغذ: سال. و غَذَّ الجُرح یَغُذُّ [یَغِذُّ غذّاً: ورِم. و الغَاذُّ: الغَرَب حیث كان من الجسد. و غَذیِذَةُ الجُرحِ: مِدَّته و غَثِیثَتُه. التهذیب: اللیث: غذ الجرح یَغُذّ [یَغِذّ إِذا ورِم؛ قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث فی تفسیر غذ، و الصواب غذ الجرح إِذا سال ما فیه من قیح و صدید. و أَغذَّ الجرحُ و أَغثَّ إِذا أَمدَّ. و‌فی حدیث طلحة: فجعل الدمُ یومَ الجَمَلِ یَغُذُّ [یَغِذُّ من رُكبته‌أَی یسیل؛ غَذَّ العِرْقُ إِذا سال ما فیه من الدم و لم ینقطع، و یجوز أَن یكون من إِغذاذ السیر. و الغاذّ فی العین: عِرْقٌ یَسْقِی و لا ینقطع، و كلاهما اسم كالكاهل و الغارب. و عِرْقٌ غاذٌّ: لا یرقأُ. و قال أَبو زید: تقول العرب للتی نَدْعوها نحن الغَرْبَ: الغاذُّ. و غَذِیذَة الجُرح: كغَثیثته، و هی مِدَّته. و زعم یعقوب أَن ذالها بدل من ثاء غثیثة. و روی ابن الفرج عن بعض الأَعراب: غَضَضْتُ منه و غَذَذْتُ أَی نَقَصْتُه. و الإِغذاذ: الإِسراع فی السیر؛ و أَنشد: لما رأَیت القومَ فی إِغْذاذِ، و أَنه السَّیْرُ إِلی بَغْذاذ، قمتُ فسلمتُ علی مُعَاذ، تسلیمَ مَلَّاذٍ علی مَلَّاذِ، طَرْمَذَةً منی علی الطِّرْمَاذِ و‌فی حدیث الزكاة: فتأْتی كَأَغَذِّ ما كانت‌أَی أَسرع و أَنشط. و أَغَذَّ السَّیَر و أَغذ فیه: أَسرع. و أَغذَّ یُغذُّ إِغذاذاً إِذا أَسرع فی السیر. و‌فی الحدیث: إِذا مررتم بأَرض قوم قد عُذِّبوا فأَغِذُّوا السیر؛ و أَما قوله: و إِنی و إِیّاها لَحَتْمٌ مَبیتنا جمیعاً، و سَیْرانا مُغِذٌّ و ذُو فَتَرْ فقد یكون علی قولهم: لیل نائم. و قال أَبو الحسن بن كیسان: أَحسب أَنه یقال أَغَذَّ السَّیرُ نفسُه. و یقال للبعیر إِذا كانت به دَبَرَةٌ فبرأَتْ و هی تَنْدَی قیل: به غاذّ، و تَرَكَتْ جرحه یَغُذُّ [یَغِذُّ. و المُغَاذُّ من الإِبل: العَیُوفُ یَعاف الماءَ؛ ابن الأَعرابی: هی الغاذَّة و الغاذیة لرَمَّاعَةِ الصَّبی.

غنذ؛ ج3، ص: 501

: الغانذ: الحَلْق و مخرج الصوت.

غیذ؛ ج3، ص: 501

: التهذیب: عن ابن الأَعرابی قال: الغَیْذان الذی یظن فیصیب، بالغین و الذال المعجمتین.

فصل الفاء؛ ج3، ص: 501

فخذ؛ ج3، ص: 501

: الفَخِذُ: وصل ما بین الساق و الورك، أُنثی، و الجمع أَفخاذ. قال سیبویه: لم یجاوزوا به هذا البناء، و قیل: فَخْذ و فِخْذ أَیضاً، بكسر الفاء. و فُخِذَ فَخْذاً، فهو مفخوذ: أُصیبت فخذه. و رمیته فَفَخَذْتُه أَی أَصبت فخذه. و فَخَّذَ الرجلَ: نَفَّرَه من حیه الذین هم أَقرب عشیرته إِلیه، و الجمع كالجمع و هو أَقل من البطن، و أَولها الشَّعْبُ ثم القبیلة ثم الفَصِیلة ثم العِمَارة ثم
لسان العرب، ج‌3، ص: 502
البَطْن ثم الفخذ؛ قال ابن الكلبی: الشعب أَكبر من القبیلة ثم القبیلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ. قال أَبو منصور: و الفصیلة أَقرب من الفخذ، و هی القطعة من أَعضاء الجسد. و التفخیذ: المُفاخَذَة. و أَما الذی‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما أَنزل الله عز و جل علیه: وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ؛ بات یُفَخِّذُ عشریته‌أَی یدعوهم فخذاً فخذاً. یقال: فَخَّذَ الرجلُ بنی فلان إِذا دعاهم فخذاً فخذاً. و یقال: فَخَّذْتُ القومَ عن فلان أَی خذلتهم. و فَخَّذْتُ بینهم أَی فرَّقت و خذلت.

فذذ؛ ج3، ص: 502

: الفَذُّ: الفَرْد، و الجمع أَفذاذ و فُذوذ. و أَفَذَّت الشاة إِفْذاذاً، و هی مُفِذُّ: ولدت ولداً واحداً، و إِن ولدت اثنین، فهی مُتْئِمٌ، و إِن كان من عادتها أَن تلد واحداً، فهی مِفْذَاذ، و لا یقال للناقة مُفِذٌّ لأَنها لا تنتج إِلا واحداً. و یقال: ذهبا فَذَّین. و‌فی الحدیث: هذه الآیة الفَاذَّة‌أَی المنفردة فی معناها. و الفذُّ: الواحد، و قد فذ الرجل عن أَصحابه إِذا شذَّ عنهم و بقی فرداً. و الفَذُّ: الأَوّل من قداح المیسر. قال اللحیانی: و فیه فرض واحد و له غُنْمُ نصیب واحد، إِن فاز، و علیه غُرْمُ نصیب واحد، إِن خاب و لم یفز؛ و الثانی التَّوْأَمُ و سهام المیسر عشرة: أَولها الفذ ثم التوأَم ثم الرقیب ثم الحِلْسُ ثم النّافس ثم المُسْبِل ثم المعَلَّی، و ثلاثة لا أَنصباء لها و هی: السفیح و المَنیح و الوَغْدُ. و تمر فَذٌّ: متفرق لا یلزق بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابی، و هو مذكور فی الضاد لأَنهما لغتان. و كلمة فَذَّةٌ و فاذة: شاذة. أَبو مالك: ما أَصبت منه أَفَذَّ و لا مَرِیشاً؛ الأَفَذُّ القِدْحُ الذی لیس علیه ریش، و المَرِیشُ الذی قد رِیشَ؛ قال: و لا یجوز غیر هذا البتة. قال أَبو منصور: و قد قال غیره: ما أَصبت منه أَقَذَّ و لا مَرِیشاً، بالقاف. الأَزهری: ذَفْذَفَ إِذا تبختر، و فذْفَذَ إِذا تقاصر لیَخْتِلَ و هو یَثِبُ، و فی موضع آخر: إِذا تقاصر لیثب خاتلًا.

فلذ؛ ج3، ص: 502

: فلذ له من المال یَفْلِذُ فَلْذاً: أَعطاه منه دَفْعَةً، و قیل: قطع له منه، و قیل: هو العطاء بلا تأْخیر و لا عِدَةٍ، و قیل: هو أَن یكثر له من العطاء. و افْتَلَذْتُ له قطعة من المال افتلاذاً إِذا اقتطعته. و افتلذته المالَ أَی أَخذت من ماله فِلْذَةً؛ قال كثیر: إِذا المال لم یُوجِبْ علیك عطاءَه صنیعةُ قربی، أَو صدیقٍ تُوَامِقُه، منَعْتَ، و بعضُ المنعِ حَزمٌ و قوةٌ، و لم یَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه و الفِلْذُ: كَبِدُ البعیر، و الجمعُ أَفْلاذٌ. و الفِلذَةُ: القطعة من الكبد و اللحم و المال و الذهب و الفضة، و الجمع أَفلاذ علی طرح الزائد، و عسی أَن یكون الفِلْذُ لُغَةً فی هذا فیكون الجمع علی وجهه. و‌فی الحدیث: أَن فتی من الأَنصار دَخَلَتْهُ خَشْیَةٌ من النار فَحَبَسَتْهُ فی البیت حتی مات، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن الفَرَقَ من النار فَلَذَ كَبِدَه‌أَی خَوفَ النار قطع كبده. و‌فی الحدیث فی أَشراط الساعة: و تقی‌ء الأَرض أَفْلاذَ كبدها، و فی روایة: تلقی الأَرض بأَفلاذها، و فی روایة: بأَفلاذ كبدها‌أَی بكنوزها و أَموالها. قال الأَصمعی: الأَفلاذ جمع الفِلْذَة و هی القطعة من اللحم تقطع طولًا. و ضَرَبَ أَفلاذَ الكبد مثلًا للكنوز أَی تخرج الأَرض كنوزها المدفونةَ تحت الأَرض، و هو استعارة، و مثله قوله تعالی: وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقٰالَهٰا؛ و سمی ما فی الأَرض قطعاً تشبیهاً و تمثیلًا و خص الكبد لأَنها من أَطایب
لسان العرب، ج‌3، ص: 503
الجزور، و استعار القی‌ء للإِخراج، و قد تُجمع الفِلْذةُ فِلْذاً؛ و منه قوله: تكفیه حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بها الجوهری: جمع الفِلْذة فِلَذٌ. و‌فی حدیث بدر: هذه مكة قد رمتكم بأَفلاذ كبدها؛ أَراد صمیم قریش و لُبابَها و أَشرافها، كما یقال: فلان قَلْبُ عشیرته لأَن الكبد من أَشرف الأَعضاء. و الفِلْذَةُ من اللحم: ما قطع طولًا. و یقال: فَلَّذْتُ اللحم تفلیذاً إِذا قطعته. التهذیب: و الفُولاذُ من الحدید معروف، و هو مُصَاصُ الحدید المنقی من خَبَثِه. و الفولاذ و الفالوذ: الذُّكْرَةُ من الحدید تزاد فی الحدید. و الفالوذ من الحَلْوَاءِ: هو الذی یؤكل، یسوَّی من لُبِّ الحنطة، فارسی معرب. الجوهری: الفالوذ و الفالوذَقُ معرّبان؛ قال یعقوب: و لا یقال الفالوذج.

فنذ؛ ج3، ص: 503

: الفانیذ: ضرب من الحلواء، فارسی معرّب.

فصل القاف؛ ج3، ص: 503

قذذ؛ ج3، ص: 503

: القُذَّةُ: ریشُ السهم، و جمعها قُذَذٌ و قِذَاذ. و قَذَذْتُ السهم أَقُذُّه قذّاً و أَقذذته: جعلت علیه القُذَذ؛ و للسهم ثلاث قُذَذ و هی آذانه؛ و أَنشد: ما ذو ثلاث آذان یسبق الخیل بالردَیان «3». و سهم أَقذُّ: علیه القُذَذُ، و قیل: هو المستوی البَرْی الذی لا زیغ فیه و لا میل. و قال اللحیانی: الأَقَذُّ السهم حین یُبْری قبل أَن یُرَاشَ، و الجمع قُذٌّ و جمع القُذِّ قِذاذٌ؛ قال الراجز: مِن یَثْرِبیَّات قِذاذٍ خُشُن و الأَقَذُّ أَیضاً: الذی لا ریش علیه. و ما لَهُ أَقَذُّ و لا مَرِیشٌ أَی ما له شی‌ء؛ و قال اللحیانی: ما لَهُ مالٌ و لا قَوْمٌ. و الأَقَذُّ: السهم الذی قد تمرَّطَتْ قُذَذُه و هی آذانه، و كل أُذن قُذَّةٌ. و یقال: ما أَصبت منه أَقَذَّ و لا مریشاً، بالقاف، أَی لم أُصب منه شیئاً؛ فالمریش: السهم الذی علیه ریش. و الأَقذ: الذی لا ریش علیه. و فی التهذیب: الأَقذ السهم الذی لم یُرَش. و یقال: سهم أَفْوَقُ إِذا لم یكن له فُوقٌ فهذا و الأَقذ من المقلوب لأَن القُذَّةَ الریش كما یقال للملسوع سلیم. و روی ابن هانئ عن أَبی مالك: ما أَصبت منه أَفذَّ و لا مریشاً، بالفاء، من الفَذِّ الفَرْدِ. و قَذُّ الرِّیش: قطعُ أَطرافه و حَذْفُه علی نحو الحذو و التدویر و التسویة، و القَذُّ: قطع أَطراف الریش علی مثال الحذو و التحریف، و كذلك كل قطع كنحو قُذَّةِ الریش. و القُذاذاتُ: ما سقط من قَذِّ الریش و نحوه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: أَنتم، یعنی أُمته، أَشبه الأُمم ببنی إِسرائیل تتبعون آثارهم حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة؛ یعنی كما تقدّر كل واحدة منهن علی صاحبتها و تقطع. و‌فی حدیث آخر: لتركَبُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة بالقُذَّة؛ قال ابن الأَثیر: یضرب مثلًا للشیئین یستویان و لا یتفاوتان، و قد تكرر ذكرها فی الحدیث مفردة و مجموعة. و المِقَذُّ و المِقَذَّةُ، بكسر المیم: ما قُذَّ به الریش كالسكین و نحوه، و القُذَاذَةُ ما قُذَّ منه؛ و قیل: القُذاذَةُ من كل شی‌ء ما قطع منه؛ و إِن لی قُذاذاتٍ و خُذاذاتٍ؛ فالقُذاذات القطع الصغار تقطع من أَطراف الذهب، و الحذاذات القِطَع من الفضة. و رجل مُقَذَّذُ الشعر و مقذوذ: مُزَیَّنٌ. و قیل: كل ما زین، فقد قُذِّذ تقذیذاً. و رجل مقذوذ: مقصص شعره حوالی قُصاصه كله. و‌فی الحدیث: أَن
(3). قوله [ما ذو ثلاث إلخ] كذا بالأَصل و لیس بمستقیم الوزن
لسان العرب، ج‌3، ص: 504
النبی، صلی الله علیه و سلم، حین ذكر الخوارج فقال: یمرقون من الدین كما یمرُقُ السهمُ من الرَّمِیَّةِ، ثم نظر فی قُذَذِ سهمه فتماری أَ یَری شیئاً أم لا.قال أَبو عبید: القُذَذُ ریش السهم، كل واحدة منها قُذَّة؛ أَراد أَنه أَنْفَذَ سهمه فی الرمیّة حتی خرج منها و لم یعلق من دمها بشی‌ء لسرعة مروقه. و المُقَذَّذُ من الرجال: المُزَلَّم الخفیف الهیئة، و كذلك المرأَة إِذا لم تكن بالطویلة، و امرأَة مُقَذَّذَة و امرأَة مُزَلَّمَةٌ. و رجل مُقَذَّذٌ إِذا كان ثوبه نظیفاً یشبه بعضه بعضاً كل شی‌ء منه حسن. و أُذُنٌ مُقَذَّذَةٌ و مقذوذة: مدوَّرة كأَنها بُرِیَتْ بَرْیاً. و كل ما سوِّی و أُلْطِفَ، فقد قُذَّ. و القُذَّتان: الأُذنان من الإِنسان و الفرس. و قُذَّتا الحیاء: جانباه اللذان یقال لهما الإِسْكَتَان. و المَقَذُّ: أَصل الأُذن، و المقَذُّ، بالفتح: ما بین الأُذنین من خلف. یقال: إِنه للئیم المَقَذَّین إِذا كان هَجِینَ ذلك الموضع. و یقال: إِنه لَحَسَنُ المقذَّینِ، و لیس للإِنسان إِلا مَقَذٌّ واحد، و لكنهم ثنوا علی نحو تثنیتهم رَامَتَین و صاحَتَینِ، و هو القُصاص أَیضاً. و المَقَذُّ: منتهی مَنْبت الشعر من مؤَخر الرأْس، و قیل: هو مَجَزُّ الجَلَمِ من مؤَخر الرأْس؛ تقول: هو مقذوذ القفا. و رجل مُقَذَّذ الشعر إِذا كان مزیناً. و المَقَذُّ: مَقصُّ شعرك من خلفك و أَمامك؛ و قال ابن لجإٍ یصف جملًا: كأَنَّ رُبًّا سائلَا أَو دِبْسا، بحیث یَحْتافُ المَقَذُّ الرأْسا و یقال: قَذَّه یَقُذه إِذا ضرب مَقَذَّه فی قفاه؛ و قال أَبو وجزة: قام إِلیها رجل فیه عُنُفْ، فَقَذَّها بینَ قفاها و الكَتِفْ و القُذَّةُ: كلمة یقولها صبیان الأَعراب؛ یقال: لعبنا شعاریرَ قُذَّةَ «1» و تقذذ القوم: تفرقوا. و القِذَّانُ: المتفرق. و ذهبوا شعاریرَ قَذَّان و قذَّانَ، و ذهبوا شعاریرَ نَقْذَانَ و قُذَّانَ أَی متفرقین. و القِذَّانُ: البراغیث، واحدتها قُذَّة و قُذَذٌ؛ و أَنشد الأَصمعی: أَسْهَرَ لیلی قُذَذٌ أَسَكُّ، أَحُكُّ، حتی مرفقی مُنْفَكُّ و قال آخر: یؤَرقنی قِذَّانُها و بَعُوضُها و القَذُّ: الرمی بالحجارة، و بكل شی‌ء غلیظ قَذَذْتُ به أَقُذُّ قذّاً. و ما یدع شاذًّا و لا قاذًّا، و ذلك فی القتال إِذا كان شجاعاً لا یلقاه أَحد إِلَّا قتله. و التقذقذ: ركوب الرجل رأْسه فی الأَرض وحده أَو یقع فی الركِیَّة؛ یقال: تقذقذ فی مَهْواةٍ فهلك، و تقطقط مثله. ابن الأَعرابی: تقذقذ فی الجبل إِذا صَعِدَ فیه، و الله أَعلم.

قشذ؛ ج3، ص: 504

: اللیث: قال أَبو الدقیش: القِشْذَةُ هی الزبدة الرقیقة. و قد اقتشذنا سَمْناً أَی جمعناه. و أَتیت بنی فلان فسأَلتهم فاقتشذت شیئاً أَی جمعت شیئاً. قال: و القِشْذَة أَنك تذیب الزبذة فإِذا نضجت أَفرغتها و تركت فی القدر منها شیئاً فی أَسفلها ثم تصب علیه لبناً محضاً قدر ما ترید، فإِذا نَضِجَ اللبن صببْتَ علیه سمناً، بعد ذلك، تسمن به الجواری. و قد اقْتَشَذْنا قِشْذَةً أَی أَكلناها. قال الأَزهری: أَرجو أَن یكون ما روی اللیث عن أَبی الدقیش فی القِشْذَة، بالذال، مضبوطاً. قال: و المحفوظ عن الثقات القِشْدَة، بالدال، و لعل الذال فیها لغة لم نعرفها.
(1). قوله [شعاریر قذة إلخ] كذا فی الأَصل بهذا الضبط و الذی فی القاموس شعاریر قذة قذة، و قذان قذان ممنوعات انتهی. و القاف مضمومة فی الكل و حذف الواو من قذان الثانیة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 505‌

قنفذ؛ ج3، ص: 505

: القُنْفُذ و القُنْفَذ: الشَّیْهَمُ، معروف، و الأُنثی قُنْفُذة و قُنْفَذَة. و تَقَنْفُذُهما: تَقَبُّضهما. و إِنه لقُنْفُذُ لیلٍ أَی أَنه لا ینام كما أَن القُنْفُذَ لا ینام. و یقال للرجل النمام: ما هو إِلا قنفذُ لیلٍ و أَنَقَدُ لیل. و من الأَحاجی: ما أَبْیَضُ شَطْراً، أَسْوَدُ ظَهْراً، یمشی قِمَطْراً، و یبول قَطْراً؟ و هو القُنْفُذ، و قوله یمشی قمطراً أَی مجتمعاً. و القُنفذ: مسیل العَرَق من خلف أُذنی البعیر؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ بَذَفْرَاها عَنِیَّةَ مُجْرِبٍ، لها وَشَلٌ فی قُنْفُذِ اللِّیتِ یَنْتَحُ و القنفذ: المكان الذی یُنْبِتُ نبتاً ملتفّاً؛ و منه قُنْفُذ الدُّرَّاجِ، و هو موضع. و القنفذة: الفأْرة. و قُنْفُذ البعیر: ذِفْرَاه. و القنفذ: المكان المرتفع الكثیر الشجر. و قُنْفُذ الرمل: كثرة شجره. قال أَبو حنیفة: القنفذ یكون فی الجَلَد بین القُفّ و الرمل. و قال أَبو خیرة: القنفذ من الرمل ما اجتمع و ارتفع شیئاً. و قال بعضهم: قُنفَذه، بفتح الفاء، كثره شجره و إِشرافه. و یقال للشجرة إِذا كانت فی وسط الرملة: القُنْفَذَة و القُنْفذ. و یقال للموضع الذی دون القَمَحْدُوة من الرأْس: القُنْفُذَة. و القنافذ: أَجبل غیر طوال، و قیل: أَجبل رمل. و قال ثعلب: القنافذ نَبَكٌ فی الطریق؛ و أَنشد: مَحَلًّا كَوَعْسَاءِ القنافذ ضارباً به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجَّمِ و قوله‌محلًّا كوعساءِ القنافذ … أَی موضعاً لا یسلكه أَحد أَی من أَرادهم لا یصل إلیهم، كما لا یوصل إِلی الأَسد فی موضعه، یصف أَنه طریق شاق وَعْر.

فصل الكاف؛ ج3، ص: 505

كذذ؛ ج3، ص: 505

: اللیث: الكذَّان، بالفتح، حجارة كأَنها المدَر فیها رخاوة و ربما كانت نَخِرَة، الواحدة كَذَّانة، و یقال هی فَعّالة. المحكم: الكذان الحجارة الرِّخْوة النَّخِرة، و قد قیل: هی فَعّال و النون أَصلیة، و إِن قلَّ ذلك فی الاسم، و قیل: هو فَعْلان و النون زائدة. أَبو عمرو: الكَذان الحجارة التی لیست بصُلبة. و قال غیره: أَكَذَّ القومُ إِكذاذاً صاروا فی كَذَّان من الأَرض؛ قال الكمیت یصف الریاح: تَرامی بكَذَّانِ الإِكَامِ و مَرْوِها، تَرامیَ وُلْدانِ الأَصارِمِ بالخَشْلِ و‌فی حدیث بناء البصرة: فوجدوا هذا الكَذّان، فقالوا: ما هذه البصرة الكَذّان؟و البصرة حجارة رخوة إِلی البیاض.

كغذ؛ ج3، ص: 505

: الكاغَذُ: لغة فی الكاغَدِ.

كلذ؛ ج3، ص: 505

: الكِلْوَاذ، بكسر الكاف: تابوت التوراة؛ حكاه ابن جنی؛ و أَنشد: كأَنَّ آثارَ السَّبِیجِ الشّاذِی دَیْرُ مَهَارِیقَ علی الكِلْوَاذِ و كَلواذ، بفتح الكاف: موضع، و هو بناء أَعجمی. و كَلْواذَا: قریة أَسفلَ بغذاذ.

كنبذ؛ ج3، ص: 505

: وجه كُنَابِذ: قبیح. التهذیب: رجل كُنَابذ غلیظ الوجه جَهْمٌ.

كوذ؛ ج3، ص: 505

: الكاذة: ما حول الحیاء من ظاهر الفخذین، و قیل: هو لحم مؤخر الفخذین، و قیل: هو من الفخذین موضع الكی من جاعرة الحمار یكون ذلك من الإِنسان و غیره، و الجمع كَاذَاتٌ و كاذٌ. و شَمْلة مُكَوَّذة: تبلغ الكاذة إِذا اشتمل بها. قال أَعرابی: أَتمنی حُلة رَبُوضاً و صیصة سَلُوكاً و شمْلَةً مُكَوَّذة؛ یعنی شملة تبلغ الكاذَتین إِذا اتَّزَرَ. و یقال للإِزار الذی لا یبلغ إِلَّا الكاذة: مُكَوّذ؛
لسان العرب، ج‌3، ص: 506
و قد كَوَّذ تكویذاً. و الكاذی: شجر طیب الریح یطیب الدهن و نباته ببلاد عُمَان، و هو نخلة «1» فی كل شی‌ء من حلیتها؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة، و أَلفه واو. و‌فی الحدیث: أَنه ادّهن بالكاذی؛ قیل: هو شجر طیب الریح یطیب به الدهن. التهذیب: الكاذتان من فخذی الحمار فی أَعلاهما و هما موضع الكیِّ من جاعِرَتی الحمار لحمتان هناك مكتنزتان بین الفخذ و الورك. الأَصمعی: الكاذتان لحمتا الفخذ من باطنهما، و الواحدة كاذة. و قال أَبو الهیثم: الرَّبَلَة لحم باطن الفخذ، و الكاذة لحم ظاهر الفخذ؛ و الكاذ لحم باطن الفخذ؛ و أَنشد: فاسْتَكْمَشَتْ و انْتَهَزْنَ الكاذتین معا قال: هما أَسفل من الجاعرتین؛ قال: و هذا القول هو الصواب. الجوهری: الكاذتان ما نتأَ من اللحم فی أَعالی الفخذ؛ قال الكمیت یصف ثوراً و كلاباً: فَلما دنت للكاذتین، و أَحْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللقاء حُلابِسا أَحرجت، بالحاء، من الحَرَج؛ یقول: لما دنت الكلاب من الثور أَلجأَته إِلی الرجوع للطعن، و الضمیر فی دنت یعود علی الكلاب، و الهاء فی قوله أَحرجت به ضمیر الثور؛ أَحرجت من الحرج أَی أَحرجته الكلاب إِلی أَن رجع فطعن فیها. و الحلابس: الشجاع، و كذلك الحلبس.

فصل اللام؛ ج3، ص: 506

لجذ؛ ج3، ص: 506

: لَجَذَ الطعامَ لَجْذاً: أَكله. و اللَّجْذُ: أَول الرعی. و اللجذ: الأَكل بطرف اللسان. و لَجَذَت الماشِیَةُ الكلأَ: أَكلته، و قیل: هو أَن تأْكله بأَطراف أَلسنتها إِذا لم یمكنها أَن تأْخذه بأَسنانها. و نبتٌ مَلْجُوذٌ إِذا لم یتمكن منه السن لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبل؛ قال الراجز: مثل الوَأَی المُبْتَقِلِ اللَّجّاذِ و یقال للماشیة إِذا أَكلت الكلأَ: لَجَذَتِ الكلأَ. و قال الأَصمعی: لَجَذَه مثل لَسَّه. و لَجَذَه یَلْجُذُهُ لَجْذاً: سأَله و أَعطاه ثم سأَل فأَكثر. قال أَبو زید: إِذا سأَلك الرجل فأَعطیته ثم سأَلك قلت: لَجَذَنی یَلْجُذُنی لَجذاً. الجوهری: لَجَذَنی فلان یَلْجُذَ، بالضم، لَجْذاً إِذا أَعطیته ثم سأَلك فأَكثر. و لَجِذَ لَجَذاً: أَخَذ أَخذاً یسیراً. و لَجِذَ الكلبُ الإِناءَ، بالكسر، لَجْذاً و لَجَذاً أَی لحسه من باطن. أَبو عمرو: لَجَذَ الكلبُ و لَجِذَ و لَجَنَ إِذا ولغ فی الإِناء.

لذذ؛ ج3، ص: 506

: اللَّذَّةُ: نقیض الأَلم، واحدة اللذات. لذَّه و لَذَّ به یَلَذُّ لَذًّا و لَذَاذَةً و الْتَذَّهُ و الْتَذّ به و اسْتَلَذّه: عدّه لَذِیذاً. و لَذِذْتُ الشی‌ءَ، بالكسر، لَذَاذاً و لَذَاذَةً أَی وجدته لذیذاً. و التذذت به و تلذذت به بمعنی. و اللَّذّة و اللَّذَادَةُ و اللَّذِیذُ و اللَّذْوَی: كله الأَكل و الشرب بِنَعْمَةٍ و كفایة. و لَذِذْتُ الشی‌ء أَلَذُّه إِذا استلْذَذْته و كذلك لَذِذْتُ بذلك الشی‌ء و أَنا أَلَذُّ به لَذَاذَةً و لَذِذْته سواء؛ و أَنشد ابن السكیت: تَقاكَ بِكَعْبٍ واحد و تَلَذّه یداك، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ یَعْسِلُ و لَذَّ الشی‌ءُ یَلَذُّ إِذا كان لذیذاً؛ و قال رؤْبة: لَذَّتْ أَحادیثُ الغَوِیِّ المُبْدِعِ أَی اسْتُلِذ بها؛ و یُجْمَعُ اللَّذیذُ لِذاذاً.
(1). قوله [و هو نخلة] أی الكاذی مثل النخلة فی كل شی‌ء من صفتها إلا أن الكاذی أقصر منها كما فی ابن البیطار.
لسان العرب، ج‌3، ص: 507
و‌فی الحدیث: إِذا ركب أَحدكم الدابة فلیحملها علی مَلاذِّها‌أَی لیُجْرِها فی السُّهولة لا فی الحُزُونة. و المَلاذُّ: جمع مَلَذٍّ، و هو موضع اللذة، من لَذَّ الشی‌ءُ یَلَذُّ لَذاذة، فهو لذیذ أَی مشتهی. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنها ذكرت الدنیا فقالت: قد مضی لَذْواها و بقی بَلْواها‌أَی لذتها، و هو فَعْلی من اللذة فقلبت إحدی الذالین یاء كالتقضی و التلظی، و أَرادت بذهاب لَذْواها حیاة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و بالبلوی ما حدث بعده من المحن. و‌قول الزبیر «1». فی الحدیث حین كان یُرَقّص عبدَ الله و یقول: أَبیضُ من آل أَبی عَتیقِ، مُبارَكٌ من ولَدِ الصِّدِّیقِ، أَلَذُّه كما أَلَذُّ رِیقی قال: تقول لذذته، بالكسر، أَلذه، بالفتح. و رجل لَذٌّ: مُلْتذ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لابن سَعْنَةَ: فَراحَ أَصِیلُ الحَزْم لَذّاً مُرَزَّأً و باكَرَ مَمْلُوءاً من الرَّاح مُتْرَعا و اللَّذّ و اللَّذیذ: یجریان مَجری واحداً فی النعت. و قوله عز و جل: مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّٰارِبِینَ أَی لذیذة، و قیل لذة أَی ذات لذةٍ؛ و شراب لَذٌّ من أَشربة لُذٍّ و لِذاذ، و لَذیذٌ من أَشربة لِذاذ. و كأْسٌ لَذَّةٌ: لذیذة. و فی التنزیل: بَیْضٰاءَ لَذَّةٍ لِلشّٰارِبِینَ. و قد روی بیت ساعدة: … لَذٌّ بِهَزِّ الكَفِّ؛ أَراد یلتذ الكف به، و جعل اللذة للعَرَض الذی هو الهز لتشبثه بالكف إِذا هزته، و المعروف لَدْنٌ، و كذلك رواه سیبویه؛ و أَنشد ثعلب: حَتی اكْتَسی الرأْسُ قِناعاً أَشهبا أَمْلَحَ، لا لَذًّا و لا مُحَبَّبا فنفی عنه أَن یكون لَذًّا، و كذلك لو احتاج إِلی إِثباته و إِنجابه لوصفه بأَنه لَذٌّ؛ و كان یقول: [قناعاً أَشهبا، أَملح لذّاً محببا]. و لَذَّ الشی‌ءُ: صار لذیذاً. ابن الأَعرابی: اللَّذُّ النوم؛ و أَنشد: و لَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِیِّ، تركتُه بأَرْضِ العِدی، من خَشْیَةِ الحَدَثانِ و استشهد الجوهری هنا بقول الشاعر: و لَذٍّ كطعم الصّرْخَدِیّ قال ابن بری: البیت للراعی و عجزه: … دفعته عَشیَّةَ خَمْسِ القومِ و العینُ عاشقه. أَراد أَنه لما دخل دیار أَعدائه لم ینم حذاراً لهم. و‌قوله فی الحدیث: لَصُبَّ علیكم العذاب صَبّاً ثم لُذَّ لَذًّا‌أَی قُرن بعضه إِلی بعض. و اللَّذْلَذَةُ: السُّرْعَةُ و الخِفَّةُ. و لَذْلاذٌ: الذئبُ لسرعته؛ هكذا حكی لَذْلاذٌ بغیر الأَلف و اللام كأَوس و نَهْشَلٍ. الجوهری: و اللذِ و اللذْ، بكسر الذال و تسكینها، لغة فی الذی، و التثنیة اللذا بحذف النون، و الجمع الذین؛ و ربما قالوا فی الجمع اللذون. قال ابن بری: صواب هذه أَن تذكر فی فصل لذا من المعتل. قال و قد ذكره فی ذلك الموضع و إِنما غلّطه فی جعله فی هذا الموضع كونُه بغیر یاء، قال: و هذا إِنما بابه الشعر أَعنی حذف الیاء من الذی.

لمذ؛ ج3، ص: 507

: لَمَذَ: لغة فی لمج.

لوذ؛ ج3، ص: 507

: لاذَ به یَلوذ لَوْذاً و لِواذاً و لَواذاً و لُواذاً و لِیاذاً: لَجَأَ إِلیه و عاذَ به. و لاوَذَ مُلاوَذَةً و لِواذاً و لِیاذاً: استتر. و قال ثعلب: لُذْت به لِواذاً احتَضَنْتُ. و لاوَذَ القومُ مُلاوَذةً و لِواذاً أَی لاذَ بعضُهُم ببعض
(1). قوله [و قول الزبیر إلخ] فی شرح القاموس و فی الحدیث كان الزبیر یرقص عبد الله و یقول
لسان العرب، ج‌3، ص: 508
، و منه قوله تعالی: یَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوٰاذاً. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم بك أَعوذ و بك أَلوذُ، لاذ به إِذا التجأَ إِلیه و انضم و استغاث. و المَلاذُ و المَلْوَذَةُ: الحِصن. و لاذَ به و لاوَذَ و أَلاذَ: امتنع. و لاوَذَه لِواذاً: راوَغَهُ. و قوله عز و جل: قَدْ یَعْلَمُ اللّٰهُ الَّذِینَ یَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوٰاذاً، قال الزجاج: معنی لِوٰاذاً هاهنا خلافاً أَی یخالفون خلافاً، قال: و دلیل ذلك قوله تعالی: فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ و قیل: معنی یَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوٰاذاً، یلوذ هذا بذا و یستتر ذا بذا و منه‌الحدیث: یَلُوذُ به الهُلَّاكُ‌أَی یستتر به الهالكون و یحتمون، و إِنما قال تعالی لِوٰاذاً لأَنه مصدر لاوذت، و لو كان مصدراً للُذت لقلت لُذْتُ به لِیاذاً، كما تقول قمت إِلیه قیاماً و قاومتك قِواماً طویلًا، و‌فی خطبة الحجاج: و أَنا أَرمیكم بطَرْفی و أَنتم تَتَسلَّلُون لواذاً‌أَی مستخْفین و مستترین بعضكم ببعض، و هو مصدر لاوَذَ یُلاوِذُ مُلاوذَةً و لِواذاً. و قال ابن السكیت: خیرُ بنی فلان مُلاوِذٌ لا یجی‌ء إِلا بعد كدّ، و أَنشد القطامی: و ما ضَرَّها أَن لم تكن رَعَتِ الحِمَی، و لم تَطْلُبِ الخیرَ المُلاوِذَ من بِشْرِ الجوهری: المُلاوِذ یعنی القلیل، و قال الطرماح: یُلاوِذُ من حَرٍّ، كَأَنَّ أُوَارَهُ یُذیبُ دِماغَ الضَّبّ، و هو جَدوعُ یلاوذ یعنی بقر الوحش أَی تلجأُ إِلی كُنُسِها. و لاذَ الطریقُ بالدار و أَلاذَ إِلاذَةً، و الطریق مُلِیذ بالدار إِذا أَحاط بها. و أَلاذت الدار بالطریق إِذا أَحاطت به. و لُذْتُ بالقوم و أَلَذْتُ بهم، و هی المداورة من حیثما كان. و لاوَذَهُمْ: داراهم. و اللَّوْذُ: حِصْنُ الجبل و جانبه و ما یطیف به، و الجمع أَلْوَاذٌ. و لَوْذُ الوادی: مُنْعَطَفُه و الجمع كالجمع، و یقال: هو بِلَوْذِ كذا أَی بناحیة كذا و بِلَوْذانِ كذا، قال ابن أَحمر: كأَنّ وَقْعَتَهُ لَوْذانَ مِرْفَقِها صَلْقُ الصَّفَا بِأَدیمٍ وَقْعُه تِیَرُ تِیَرٌ أَی تاراتٌ. و یقال: هو لَوْذُه أَی قریب منه. و لی من الإِبل و الدراهم و غیرها مائة أَو لِواذُها، یرید أَو قرابتها، و كذلك غیر المائة من العدد أَی أَنقص منها بواحد أَو اثنین أَو أَكثر منها بذلك العدد. و اللَّاذُ: ثیابُ حریر تنسج بالصین، واحدته لاذَة، و هو بالعجمیة سواء تسمیه العرب و العجم اللاذة. و المَلاوِذُ: المآزر، عن ثعلب. و لَوْذانُ، بالفتح: اسم رجل، و لَوْذانُ: اسم أَرض، قال الراعی: فَلَبَّثَها الراعی قلیلًا كَلا و لا بِلَوْذانَ، أَو ما حَلَّلَتْ بالكراكِرِ

فصل المیم؛ ج3، ص: 508

متذ؛ ج3، ص: 508

: مَتَذَ بالمكان یَمْتُذ مُتُوذاً: أَقام؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته.

مذذ؛ ج3، ص: 508

: رجل مَذْماذٌ: صیَّاح كثیر الكلام؛ حكاه اللحیانی عن أَبی ظبیة، و الأُنثی بالهاء؛ و عنه أَیضاً: رجل مَذْماذٌ وَطْواطٌ إِذا كان صَیَّاحاً؛ و كذلك بَرْبارٌ فَجْفاجٌ بَجْباجٌ عَجْعاجٌ. و مَذْمَذَ إِذا كذَب. و المَذیذُ و المِذْمیذُ: الكذاب. و قال أَبو زید: مَذْمَذیٌّ، و هو الظریف المختال، و هو المَذْماذ. ابن بزرج: یقال ما رأَیته مُذْ عامِ الأَوَّلِ، و قال العوام: مُذْ عامٍ أَوَّلَ، و قال أَبو هلال: مذ عاماً أَول، و قال الآخر: مذ عامٌ أَوَّلُ، و مذ عامُ
لسان العرب، ج‌3، ص: 509
الأَوَّلِ، و قال نجاد: مُذْ عامٌ أَوّلُ، و قال غیره: لم أَره مذ یومان و لم أَره منذ یومین، یرفع بمذ و یخفض بمنذ، و سنذكره فی منذ.

مرذ؛ ج3، ص: 509

: الأَصمعی: حَذَوْتُ و حثوت، و هو القیام علی أَطراف الأَصابع. قال: و مَرَثَ فلانٌ الخُبز فی الماء و مَرَذَه إِذا ماثَهُ؛ و رواه الإِیادی مرذه، بالذال، و غیره یقول مرده، بالدال؛ و روی بیت النابغة: فلما أَبی أَنْ یَنْقُصَ القَوْدُ لحمَهُ، نَزَعْنا المَرِیذَ و المَدِیدَ لِیَضْمُرَا و یقال: امْرُذِ الثریدَ فتَفُتُّه ثم تصب علیه اللبن ثم تَمَیّثُه و تَحسّاه.

ملذ؛ ج3، ص: 509

: مَلَذَه یَمْلُذُه مَلْذاً: أَرضاه بكلام لطیف و أَسمعه ما یسر و لا فعل له معه؛ قال أَبو إِسحق: الذال فیها بدل من الثاء. و رجل مَلَّاذٌ و مِلْوذ و مَلَذان و مَلَذانیٌّ: یتصنع كذوب لا یصح ودّه، و قیل: هو الكذاب الذی لا یصدق أَثره یكذبك من أَین جاء؛ قال الشاعر: جئتُ فسلّمتُ علی مُعاذِ، تسلیمَ مَلَّاذٍ علی مَلَّاذِ و المَلْثُ: مثل المَلْذِ؛ و أَنشد ثعلب: إِنی إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْیَحُ، ذو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ، أَو كَیْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ و المِمْسَحُ: الكذاب؛ و‌فی حدیث عائشة و تمثلت بشعر لبید: مُتَحدّثُون مَخانَةً و مَلاذَةً و یعاب قایِلُهُمْ، و إِن لم یَشْعَبِ المَلاذَةُ: مصدر مَلَذَه مَلْذاً و مَلاذَةً. و المِلْوذُ: الذی لا یصدق فی مودته، و أَصل الملْذ السرعة فی المجی‌ء و الذهاب. الجوهری: المَلَّاذُ المُطَرْمِذ الكذاب، له كلام و لیس له فعال. و مَلَذَهُ بالرمح مَلْذاً: طعنه. و المَلْذُ فی عدو الفرس: مَدٌّ ضَبُعَیْه؛ قال الكمیت یصف حماراً و أُتنه: إِذا مَلَذَ التَّقْریبَ حاكَینَ مَلْذَهُ، و إِن هو منه آلَ أُلْنَ إِلی النَّقَلْ و ملذ الفرسُ یَمْلُذُ مَلْذاً، و هو أَن یمدَّ ضَبُعَیْهِ حتی لا یجد مزیداً للحاق و یحبس رجلیه حتی لا یجد مزیداً للحاق فی غیر اختلاط. و ذئب ملَّاذ: خفیّ خفیف. و المَلَذانُ: الذی یُظهر النصح و یضمر غیره.

منذ؛ ج3، ص: 509

: قال اللیث: مُنْذُ النون و الذال فیها أَصلیان، و قیل: إِن بناء منذ مأْخوذ من قولك [من إِذ] و كذلك معناها من الزمان إِذا قلت منذ كان معناه [من إِذ] كان ذلك. و مُنْذُ و مُذْ: من حروف المعانی. ابن بزرج: یقال ما رأَیته مذ عامِ الأَوّلِ، و قال العوام: مُذْ عامٍ أَوّلَ، و قال أَبو هلال: مذ عاماً أَوّل، و قال الآخر: مذ عامٌ أَوّلُ و مُذْ عامُ الأَوّلِ، و قال نَجاد: مُذْ عامٌ أَوّلُ، و قال غیره: لم أَره مذ یومان و لم أَره منذ یومین، یرفع بمذ و یخفض بمنذ، و قد ذكرناه فی مذذ. ابن سیدة: منذ تحدید غایة زمانیة، النون فیها أَصلیة، رفعت علی توهم الغایة؛ قیل: و أَصلها [من إِذ] و قد تحذف النون فی لغة، و لما كثرت فی الكلام طرحت همزتها و جعلت كلمة واحدة، و مذ محذوفة منها تحدید غایة زمانیة أَیضاً. و قولهم: ما رأَیته مُذُ الیوم، حركوها لالتقاء الساكنین و لم یكسروها لكنهم ضموها لأَن أَصلها الضم فی منذ؛ قال ابن جنی: لكنه الأَصل الأَقرب، أَ لا تری أَن أَوّل حال هذه الذال أَن تكون ساكنة؟ و إِنما ضمت لالتقاء
لسان العرب، ج‌3، ص: 510
الساكنین إِتباعاً لضمة المیم، فهذا علی الحقیقة هو الأَصل الأَوّل؛ قال: فأَما ضم ذال منذ فإِنما هو فی الرتبة بعد سكونها الأَوّل المقدّر، و یدلك علی أَن حركتها إِنما هی لالتقاء الساكنین، أَنه لما زال التقاؤهما سكنت الذال، فضمُّ الذال إِذاً فی قولهم مذ الیوم و مذ اللیلة، إِنما هو رد إِلی الأَصل الأَقرب الذی هو منذ دون الأَصل، إِلا بعد الذی هو سكون الذال فی منذ قبل أَن تحرك فیما بعد؛ و قد اختلفت العرب فی مذ و منذ: فبعضهم یخفض بمذ ما مضی و ما لم یمض، و بعضهم یرفع بمنذ ما مضی و ما لم یمض. و الكلام أَن یخفض بمذ ما لم یمض و یرفع ما مضی، و یخفض بمنذ ما لم یمض و ما مضی، و هو المجتمع علیه، و قد أَجمعت العرب علی ضم الذال من منذ إِذا كان بعدها متحرك أَو ساكن كقولك لم أَره منذ یوم و منذ الیوم، و علی إِسكان مذ إِذا كان بعدها متحرك، و تحریكها بالضم و الكسر إِذا كانت بعدها أَلف وصل، و مثله الأَزهری فقال: كقولك لم أَره مذ یومان و لم أَره مذ الیوم. و سئل بعض العرب: لم خفضوا بمنذ و رفعوا بمذ فقال: لأَن منذ كانت فی الأَصل من إِذ كان كذا و كذا، و كثر استعمالها فی الكلام فحذفت الهمزة و ضمت المیم، و خفضوا بها علی علة الأَصل، قال: و أَما مذ فإِنهم لما حذفوا منها النون ذهبت الآلة الخافضة و ضموا المیم منها لیكون أَمتن لها، و رفعوا بها ما مضی مع سكون الذال لیفرقوا بها بین ما مضی و بین ما لم یمض؛ الجوهری: منذ مبنی علی الضم، و مذ مبنی علی السكون، و كل واحد منهما یصلح أَن یكون حرف جر فتجر ما بعدهما و تجریهما مجری فی، و لا تدخلهما حینئذ إِلا علی زمان أَنت فیه، فتقول: ما رأَیته منذ اللیلة، و یصلح أَن یكونا اسمین فترفع ما بعدهما علی التاریخ أَو علی التوقیت، و تقول فی التاریخ: ما رأَیته مذ یومُ الجمعة، و تقول فی التوقیت: ما رأَیته مذ سنةٌ أَی أَمد ذلك سنة، و لا یقع هاهنا إِلا نكرة، فلا تقول مذ سنةُ كذا، و إِنما تقول مذ سنةٌ. و قال سیبویه: منذ للزمان نظیره من للمكان، و ناس یقولون إِن منذ فی الأَصل كلمتان [من إِذ] جعلتا واحدة، قال: و هذا القول لا دلیل علی صحته. ابن سیدة: قال اللحیانی: و بنو عبید من غنیّ یحركون الذال من منذ عند المتحرك و الساكن، و یرفعون ما بعدها فیقولون: مذُ الیومُ، و بعضهم یكسر عند الساكن فیقول مذِ الیومُ. قال: و لیس بالوجه. قال بعض النحویین: و وجه جواز هذا عندی علی ضعفه أَنه شبَّه ذال مذ بدال قد و لام هل فكسرها حین احتاج إِلی ذلك كما كسر لام هل و دال قد. و حكی عن بنی سلیم: ما رأَیته مِنذ سِتٌّ، بكسر المیم و رفع ما بعده. و حكی عن عكل: مِذُ یومان، بطرح النون و كسر المیم و ضم الذال. و قال بنو ضبة: و الرباب یخفضون بمذ كل شی‌ء. قال سیبویه: أَما مذ فیكون ابتداء غایة الأَیام و الأَحیان كما كانت من فیما ذكرت لك و لا تدخل واحدة منهما علی صاحبتها، و ذلك قولك: ما لقیته مذ یوم الجمعة إِلی الیوم، و مذ غدوةَ إِلی الساعة، و ما لقیته مذ الیومِ إِلی ساعتك هذه، فجعلت الیوم أَول غایتك و أَجْرَیْتَ فی بابها كما جرت من حیث قلت: من مكان كذا إِلی مكان كذا؛ و تقول: ما رأَیته مذ یومین فجعلته غایة كما قلت: أَخذته من ذلك المكان فجعلته غایة و لم ترد منتهی؛ هذا كله قول سیبویه. قال ابن جنی: قد تحذف النون من الأَسماء عیناً فی قولهم مذ و أَصله منذ، و لو صغرت مذ اسم رجل لقلت مُنَیْذ، فرددت النون المحذوفة لیصح لك وزن فُعَیْل. التهذیب: و فی مذ و منذ لغات شاذة تكلم بها الخَطِیئَة من أَحیاء العرب فلا یعبأُ بها، و إِن جمهور العرب علی ما بین فی
لسان العرب، ج‌3، ص: 511
صدر الترجمة. و قال الفراء فی مذ و منذ: هما حرفان مبنیان من حرفین من من و من ذو التی بمعنی الذی فی لغة طی‌ء، فإِذا خفض بهما أُجریتا مُجْری من، و إِذا رفع بهما ما بعدهما بإِضمارٍ كان فی الصلة، كأَنه قال من الذی هو یومان، قال و غلَّبوا الخفض فی منذ لظهور النون.

موذ؛ ج3، ص: 511

: مَاذَ إِذا كَذَب. و الماذُ: الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النفس الطیب الكلام. قال: و الماد، بالدال، الذاهب و الجائی فی خفة. الجوهری: الماذِیُّ العَسل الأَبیض؛ قال عدیّ بن زید العبادی: و مَلابٍ قد تَلَهَّیْتُ بها، و قَصَرْتُ الیومَ فی بیتِ عِذَارْ فی سَمَاعٍ یَأْذَنُ الشیخُ له، و حدیثٍ مثلِ ماذِیٍّ مُشَارْ مشار: من أَشرت العسل إِذا جنیته. یقال: شُرْتُ العسل و أَشَرْتُه، و شُرْتُ أَكثر. و الماذیة: الدرع اللینة السهلة. و الماذیة: الخمر.

موبذ؛ ج3، ص: 511

: فی حدیث سطیح: فأَرسل كسری إِلی المُوبَذانِ؛ المُوبَذانُ للمجوس: كقاضی القضاة للمسلمین. و المُوبَذ: القاضی.

میذ؛ ج3، ص: 511

: اللیث: المِیذُ جِیلٌ من الهند بمنزلة الترك یغزون المسلمین فی البحر.

فصل النون؛ ج3، ص: 511

نبذ؛ ج3، ص: 511

: النَّبْذُ: طرحك الشی‌ء من یدك أَمامك أَو وراءك. نَبَذْتُ الشی‌ء أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقیته من یدك، و نَبَّذته، شدد للكثرة. و نبذت الشی‌ء أَیضاً إِذا رمیته و أَبعدته؛ و منه‌الحدیث: فنبذ خاتمه، فنبذ الناس خواتیمهم‌أَی أَلقاها من یده. و كلُّ طرحٍ: نَبْذٌ؛ نَبَذه یَنْبِذُه نَبْذاً. و النبیذ: معروف، واحد الأَنبذة. و النبیذ: الشی‌ء المنبوذ. و النبیذ: ما نُبِذَ من عصیر و نحوه. و قد نبذ النبیذ و أَنبذه و انتبَذه و نَبَّذَه و نَبَذْتُ نبیذاً إِذا تخذته، و العامة تقول أَنْبَذْتُ. و‌فی الحدیث: نَبَّذوا و انْتَبَذُوا.و حكی اللحیانی: نبذ تمراً جعله نبیذاً، و حكی أَیضاً: أَنبذ فلان تمراً؛ قال: و هی قلیلة و إِنما سمی نبیذاً لأَن الذی یتخذه یأْخذ تمراً أَو زبیباً فینبذه فی وعاء أَو سقاء علیه الماء و یتركه حتی یفور فیصیر مسكراً. و النبذ: الطرح، و هو ما لم یسكر حلال فإِذا أَسكر حرم. و قد تكرر فی الحدیث ذكر النبیذ، و هو ما یعمل من الأَشربة من التمر و الزبیب و العسل و الحنطة و الشعیر و غیر ذلك. یقال: نبذت التمر و العنب إِذا تركت علیه الماء لیصیر نبیذاً، فصرف من مفعول إِلی فعیل. و انتبذته: اتخذته نبیذاً و سواء كان مسكراً أَو غیر مسكر فإِنه یقال له نبیذ، و یقال للخمر المعتصَرة من العنب: نبیذ، كما یقال للنبیذ خمر. و نبذ الكتاب وراء ظهره: أَلقاه. و فی التنزیل: فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ؛ و كذلك نبذ إِلیه القول. و المنبوذ: ولد الزنا لأَنه یُنبذ علی الطریق، و هم المَنَابذة، و الأُنثی منبوذة و نبیذة، و هم المنبوذون لأَنهم یُطْرحون. قال أَبو منصور: المنبوذ الذی تنبذه والدته فی الطریق حین تلده فیلتقطه رجل من المسلمین و یقوم بأَمره، و سواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح لا یجوز أَن یقال له ولد الزنا لما أَمكن فی نسبه من الثبات.
لسان العرب، ج‌3، ص: 512
و النبیذة و المنبوذة: التی لا تؤكل من الهزال، شاة كانت أَو غیرها، و ذلك لأَنها تنبذ. و یقال للشاة المهزولة التی یهملها أَهلوها: نبیذة. و یقال لما یُنْبَثُ من تراب الحفرة: نبیثة و نبیذة، و الجمع النبائث و النبائذ. و جلس نَبْذةً و نُبْذَةً أَی ناحیة. و انتبذ عن قومه: تنحی. و انتبذ فلان إِلی ناحیة أَی تنحی ناحیة؛ قال الله تعالی فی قصة مریم: انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهٰا مَكٰاناً شَرْقِیًّا. و المنتبذ: المتنحی ناحیة؛ قال لبید: یَجْتابُ أَصْلًا قالصاً، مُتَنَبّذاً بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، یَمیلُ هَیَامُها «2» و انتبذ فلان أَی ذهب ناحیة. و‌فی الحدیث: أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور‌أَی منفرد بعید عنها. و‌فی حدیث آخر: انتهی إِلی قبر منبوذ فصلی علیه؛ یروی بتنوین القبر و بالإِضافة، فمع التنوین هو بمعنی الأَول، و مع الإِضافة یكون المنبوذ اللقیط أَی بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه علی الطریق. و‌فی حدیث الدجال: تلده أُمّه و هی مَنْبُوذة فی قبرها‌أَی مُلْقاة. و المنابذة و الانتباذ: تحیز كل واحد من الفریقین فی الحرب. و قد نابذهم الحربَ و نَبَذَ إِلیهم علی سواء یَنْبِذ أَی نابذهم الحرب. و فی التنزیل: فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلیٰ سَوٰاءٍ؛ قال اللحیانی: عَلیٰ سَوٰاءٍ أَی علی الحق و العدل. و نابذه الحرب: كاشفه. و المُنابذة: انتباذ الفریقین للحق؛ تقول: نابذناهم الحرب و نبذنا إِلیهم الحرب علی سواء. قال أَبو منصور: المنابذة أَن یكون بین فریقین مختلفین عهد و هدنة بعد القتال، ثم أَرادا نقض ذلك العهد فینبذ كل فریق منهما إِلی صاحبه العهد الذی تهادنا علیه؛ و منه قوله تعالی: وَ إِمّٰا تَخٰافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِیٰانَةً فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلیٰ سَوٰاءٍ؛ المعنی: إِن كان بینك و بین قوم هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلی النقض حتی تلقی إِلیهم أَنك قد نقضت ما بینك و بینهم، فیكونوا معك فی علم النقض و العود إِلی الحرب مستوین. و‌فی حدیث سلمان: و إِن أَبیتم نابذناكم علی سواء‌أی كاشفناكم و قاتلناكم علی طریق مستقیم مستوفی العلم بالمنابذة منا و منكم بأَن نظهر لهم العزم علی قتالهم و نخبرهم به إِخباراً مكشوفاً. و النبذ: یكون بالفعل و القول فی الأَجسام و المعانی؛ و منه نبذ العهد إِذا نقضه و أَلقاه إِلی من كان بینه و بینه. و المنابذة فی التَّجْر: أَن یقول الرجل لصاحبه: انْبِذ إِلیّ الثوب أَو غیره من المتاع أَو أَنبذه إِلیك فقد وجب البیع بكذا و كذا. و قال اللحیانی: المنابذة أَن ترمی إِلیه بالثوب و یرمی إِلیك بمثله؛ و المنابذة أَیضاً: أَن یرمی إِلیك بحصاة؛ عنه أَیضاً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن المنابذة فی البیع و الملامسة؛ قال أَبو عبید: المنابذة أَن یقول الرجل لصاحبه انبذ إِلیّ الثوب أَو غیره من المتاع أَو أَنبذه إِلیك و قد وجب البیع بكذا و كذا. قال: و یقال إِنما هی أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِلیك فقد وجب البیع؛ و مما یحققه‌الحدیث الآخر: أَنه نهی عن بیع الحصاة‌فیكون البیع معاطاة من غیر عقد و لا یصح. و نبیذة البئر: نَبِیثَتُها، و زعم یعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ. و النَّبْذ: الشی‌ء القلیل، و الجمع أَنباذ. و یقال: فی هذا العِذْق نَبْذٌ قلیل من الرُّطَب و وخْرٌ قلیل، و هو أَن یُرْطب فی الخطیئة «3» بعد الخطیئة. و یقال:
(2). قوله [متنبذاً] هكذا بالأصل الذی بأیدینا، و هو كذلك فی عدة من نسخ الصحاح المعتمدة فی مواضع منه و هو لا یناسب المستشهد علیه، و هو قوله: و المنتبذ المتنحی إلخ، فلعله محرف عن المتنبذ و هو كذلك فی شرح القاموس. (3). قوله [أن یرطب فی الخطیئة] أَی أن یقع أرطابه أی العذق فی الجماعة القائمة من شماریخه أَو بلحه فإن الخطیئة القلیل من كل شی‌ء.
لسان العرب، ج‌3، ص: 513
ذهب ماله و بقی نَبْذٌ منه و نُبْذَةٌ أَی شی‌ء یسیر؛ و بأَرض كذا نَبْذٌ من مال و من كلإٍ. و فی رأْسه نَبْذٌ من شَیْب. و أَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَی شی‌ء یسیر. و‌فی حدیث أَنس: إِنما كان البیاض فی عنفقته و فی الرأْس نَبْذٌ‌أَی یسیر من شیب؛ یعنی به النبی، صلی الله علیه و سلم. و‌فی حدیث أُمّ عطیَّة: نُبْذَةُ قُسْطٍ و أَظفارٍ‌أَی قِطْعَةٌ منه. و رأَیت فی العِذْقِ نَبْذاً من خُضْرَة و فی اللحیة نَبْذاً من شیب أَی قلیلًا؛ و كذلك القلیل من الناس و الكلإِ. و المِنْبَذَةُ: الوِسادَةُ المُتَّكَأُ علیها؛ هذه عن اللحیانی. و‌فی حدیث عدیّ بن حاتم: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَمر له لما أَتاه بِمِنْبَذَةٍ و قال: إِذا أَتاكم كریم قوم فأَكرموه؛ و سمیت الوِسادَةُ مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَی تطرح للجلوس علیها؛ و منه‌الحدیث: فأَمر بالسِّتْرِ أَنْ یُقْطَعَ و یُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان.و نَبَذَ العِرْقُ یَنْبِذُ نَبْذاً: ضرب، لغة فی نبض، و فی الصحاح: یَنْبِذُ نَبَذاناً لغة فی نبض، و الله أَعلم.

نجذ؛ ج3، ص: 513

: النَّواجذ: أَقصی الأَضراس، و هی أَربعة فی أَقصی الأَسنان بعد الأَرْحاءِ، و تسمی ضرس الحلُم لأَنه ینبت بعد البلوغ و كمال العقل؛ و قیل: النواجذ التی تلی الأَنْیابَ، و قیل: هی الأَضراس كلها نواجِذُ. و یقال: ضحك حتی بدت نواجذه إِذا استغرق فیه. الجوهری: و قد تكون النواجذ للفرس، و هی الأَنیاب من الخف و السّوالِغُ من الظِّلْف؛ قال الشماخ یذكر إِبلًا حداد الأَنیاب: یُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ، نَواجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِیعِ و النَّجْذُ: شدة العض بالناجذ، و هو السن بین الناب و الأَضراس. و قول العرب: بدت نواجذه إِذا أَظهرها غضباً أَو ضحكاً. و عَضَّ علی ناجذه: تحَنَّكَ. و رجل مُنَجَّذٌ: مُجَرَّبٌ، و قیل: هو الذی أَصابته البلایا، عن اللحیانی. و فی التهذیب: رجل مُنَجَّذٌ و مُنَجِّذٌ الذی جرّب الأُمور و عرفها و أَحكمها، و هو المجرَّب و المُجرِّب؛ قال سحیم بن وثیل: و ما ذا یَدَّرِی الشعراءُ منی، و قد جاوزتُ حَدَّ الأَربعینِ؟ أَخُو خمْسِین مُجْتَمِعٌ أَشُدِّی، و نَجَّذَنی مُدَاوَرةُ الشُّؤون مداورة الشؤون یعنی مداولة الأُمور و معالجتها. و یَدَّرِی: یَخْتِلُ. و یقال للرجل إِذا بلغ أَشدّه: قد عضَّ علی ناجذه، و ذلك أَن الناجذ یَطْلعُ إِذا أَسنَّ، و هو أَقصی الأَضراس. و اختلف الناس فی النواجذ فی الخبر الذی‌جاءَ عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه ضحك حتی بدت نواجذه.و‌روی عبد خیر عن علیّ، رضی الله عنه: أَن الملكین قاعدان علی ناجذَی العبد یكتبان، یعنی سنیه الضاحكین و هما اللذان بین الناب و الأَضراس؛ و قیل: أَراد النابین. قال أَبو العباس: معنی النواجذ فی قول علی، رضی الله عنه، الأَنیاب و هو أَحسن ما قیل فی النواجذ لأَن‌الخبر أَنه، صلی الله علیه و سلم، كان جل ضحكه تبسماً.قال ابن الأَثیر: النواجذ من الأَسنان الضواحك، و هی التی تبدو عند الضحك و الأَكثر الأَشهر أَنها أَقصی الأَسنان؛ و المراد الأَوّل أَنه ما كان یبلغ به الضحك حتی تبدُوَ أَواخر أَضراسه، كیف و‌قد جاء فی صفة ضحكه، صلی الله علیه و سلم: جُلُّ ضحكه التبسم؟و إِن أُرید بها الأَواخر فالوجه فیه أَن یرید مبالغة مثله فی ضحكه من غیر أَن یراد ظهور نواجذه فی الضحك.
لسان العرب، ج‌3، ص: 514
قال: و هو أَقیس القولین لاشتهار النواجذ بأَواخر الأَسنان؛ و منه‌حدیث العِرْباض: عَضُّوا علیها بالنواجذ‌أَی تمسكوا بها كما یتمسك العاضّ بجمیع أَضراسه؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: و لن یَلِیَ الناسَ كَقُرَشِیٍّ عَضَّ علی ناجذه‌أَی صبَرَ و تَصَلَّبَ فی الأُمور. و المَناجِذُ: الفَأْرُ العُمْیُ، واحدها جُلْذٌ كما أَن المَخَاضَ من الإِبل إِنما واحدها خَلِفَةٌ، و رب شی‌ء هكذا، و قد تقدم فی الجُلْذِ، كذا قال: الفأْر، ثم قال: العمی، یذهب فی الفأْر إِلی الجنس. و الأَنْجُذانُ: ضَرْبٌ من النبات، همزته زائدة لكثرة ذلك و نونها أَصل و إِن لم یكن فی الكلام أَفْعُلٌ، لكن الأَلف و النون مُسَهِّلتان للبناء كالهاء، و یاء النسب فی أَسْنمَة و أَیْبُلیّ.

نفذ؛ ج3، ص: 514

: النَّفاذ: الجواز، و فی المحكم: جوازُ الشی‌ء و الخلوصُ منه. تقول: نَفَذْت أَی جُزْت، و قد نَفَذَ یَنْفُذُ نَفَاذاً و نُفُوذاً. و رجل نافِذٌ فی أَمره، و نَفُوذٌ و نَفَّاذٌ: ماضٍ فی جمیع أَمره، و أَمره نافذ أَی مُطاع. و‌فی حدیث: بِرُّ الوالدین الاستغفارُ لهما و إِنْفاذُ عهدهما‌أَی إِمضاء وصیتهما و ما عَهِدا به قبل موتهما؛ و منه‌حدیث المحرم: إِذا أَصاب أَهلَه یَنْفُذان لوجههما؛ أَی یمضیان علی حالهما و لا یُبْطلان حجهما. یقال: رجل نافذ فی أَمره أَی ماض. و نَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِیَّةَ و نَفَذَ فیها یَنْفُذُها نَفْذاً و نَفَاذاً: خالط جوفها ثم خرج طرَفُه من الشق الآخر و سائره فیه. یقال: نَفَذَ السهمُ من الرمیة یَنْفُذُ نَفَاذاً و نَفَذَ الكتابُ إِلی فلان نَفَاذاً و نُفُوذاً، و أَنْفَذْتُه أَنا، و التَّنْفِیذُ مثله. و طعنة نافذة: منتظمة الشقین. قال ابن سیدة: و النَّفاذ، عند الأَخْفش، حركة هاء الوصل التی تكون للإِضمار و لم یتحرك من حروف الوصل غیرها نحو فتحةِ الهاء من قوله: رَحَلَتْ سُمَیَّةُ غُدْوَةً أَحمالَها و كسرة هاء: تجرَّدَ المجنون من كسائه و ضمة هاء: و بلَدٍ عامیةٍ أَعماؤه سمی بذلك لأَنه أَنفذ حركة هاء الوصل إِلی حرف الخروج، و قد دلت الدلالة علی أَن حركة هاء الوصل لیس لها قوّة فی القیاس من قبل أَنّ حروف الوصل المتمكنة فیه التی هی «1» الهاء محمولة فی الوصل علیها، و هی الأَلف و الیاء و الواو لا یكنّ فی الوصل إِلَّا سواكن، فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك حروف الروی و تنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من حرف الروی قبلها، فكما سمیت حركة هاء الوصل «2» نَفاذاً لأَن الصوت جری فیها حتی استطال بحروف الوصل و تمكن بها اللین، كما سمیت حركة هاء الوصل نَفاذاً لأَن الصوت نفذ فیها إِلی الخروج حتی استطال بها و تمكن المد فیها. و نفوذ الشی‌ء إِلی الشی‌ء: نحو فی المعنی من جریانه نحوه، فإِن قلت: فهلا سمیت لذلك نُفُوذاً لا نَفَاذاً؟ قیل:
(1). قوله [التی هی] الضمیر یعود إلی حروف الوصل، و قوله الهاء مبتدأ ثان. (2). قوله [فكما سمیت حركة هاء الوصل إلخ] كذا بالأَصل و فیه تحریف ظاهر، و الأولی أن یقال: فكما سمیت حركة الروی مجری لأَن الصوت جری إلخ. و قوله و تمكن بها اللین كما سمیت إلخ الأَولی حذف لفظ كما هذه لأَنه لا معنی لها و قد اغتر صاحب شرح القاموس بهذه النسخة فنقل هذه العبارة بغیر تأمل فوقع فیما وقع فیه المصنف.
لسان العرب، ج‌3، ص: 515
أَصله [ن ف ذ] و معنی تصرفها موجود فی النفاذ و النفوذ جمیعاً، أَ لا تری أَن النفاذ هو الحِدَّةُ و المضاء، و النفوذ هو القطع و السلوك؟ فقد تری المعنیین مقتربین إِلا أَن النفاذ كان هنا بالاستعمال أَولی، أَ لا تری أَنّ أَبا الحسن الأَخفش سمی ما هو نحو هذه الحركة تعدیاً، و هو حركة الهاء فی نحو قوله: قَرِیبَةٌ نُدْوَتُه من مَحْمَضهی و النَّفَاذُ و الحِدَّةُ و المَضَاءُ كله أَدنی إِلی التعدی و الغلو من الجریان و السلوك، لأَن كل متعدّ متجاوز و سالك، فهو جار إِلی مدًی مّا و لیس كل جار إِلی مدی متعدیاً، فلما لم یكن فی القیاس تحریك هاء الوصل سمیت حركتها نفاذاً لقربه من معنی الإِفراط و الحدّة، و لما كان القیاس فی الروی أَن یكون متحركاً سمیت حركته المجری، لأَن ذلك علی ما بیَّنا أَخفض رتبة من النفاذ الموجود فیه معنی الحدة و المضاء المقارب للتعدی و الإِفراط، فلذلك اختیر لحركة الروی المجری، و لحركة هاء الوصل النفاذ، و كما أَن الوصل دون الخروج فی المعنی لأَن الوصل معناه المقاربة و الاقتصاد، و الخروج فیه معنی التجاوز و الإِفراط، كذلك الحركتان المؤدِّیتان أَیضاً إِلی هذین الحرفین بینهما من التقارب ما بین الحرفین الحادثین عنهما، أَ لا تری أَن استعمالهم [ن ف ذ] بحیث الإِفراط و المبالغة؟ و أَنْفَذَ الأَمر: قضاه. و النَّفَذُ: اسم الإِنْفَاذِ. و أَمر بِنَفَذِهِ أَی بإِنْفاذِهِ. التهذیب: و أَما النَّفَذُ فقد یستعمل فی موضع إِنْفاذِ الأَمر؛ تقول: قام المسلمون بِنَفَذِ الكتاب أَی بإِنفاذ ما فیه. و طعنة لها نَفَذٌ أَی نافذة؛ و قال قیس بن الخطیم: طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القیس طَعْنَةَ ثائرٍ، لها نَفَذٌ، لو لا الشُّعاعُ أَضاءها و الشعاع: ما تطایر من الدم؛ أَراد بالنفذ المَنْفَذ. یقول: نفذت الطعنة أَی جاوزت الجانب الآخر حتی یُضی‌ءَ نَفَذُها خرقَها، و لو لا انتشار الدم الفائر لأَبصر طاعنها ما وراءها. أَراد لها نفذ أَضاءها لو لا شعاع دمها؛ و نَفَذُها: نفوذها إِلی الجانب الآخر. و قال أَبو عبیدة: من دوائر الفرس دائرة نافذة و ذلك إِذا كانت الهَقْعَة فی الشِّقَّین جمیعاً، فإِن كانت فی شق واحد فهی هَقْعَةٌ. و أَتی بِنَفَذ ما قال أَی بالمخرج منه. و النفذ، بالتحریك: المَخْرج و المَخْلص؛ و یقال لمنفذ الجراحة: نفَذٌ. و‌فی الحدیث: أَیما رجل أَشادَ علی مسلم بما هو بری‌ءٌ منه، كان حقاً علی الله أَن یعذبه أَو یأْتی بِنَفَذِ ما قال‌أَی بالمَخْرَج منه. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِنكم مجموعون فی صعید واحد یَنْفُذُكم البصرُ؛ یقال منه: أَنفذت القوم إِذا خرقتهم و مشیت فی وسطهم، فإِن جزتهم حتی تُخَلِّفَهم قلت: نفَذْتُهم بلا أَلف أَنْفُذُهم، قال: و یقال فیها بالأَلف؛ قال أَبو عبید: المعنی أَنه ینفذهم بصر الرحمن حتی یأْتی علیهم كلهم. قال الكسائی: یقال نفَذَنی بصرُه یَنْفُذُنی إِذا بلغنی و جاوزنی؛ و قیل: أَراد یَنْفُذُهم بصر الناظر لاستواء الصعید؛ قال أَبو حاتم: أَصحاب الحدیث یروونه بالذال المعجمة، و إِنما هو بالدال المهملة، أَی یبلغ أَولهم و آخرهم حتی یراهم كلهم و یستوعبهم، من نَفَدَ الشی‌ءَ و أَنفَدْته؛ و حملُ الحدیث علی بصر المبصر أَولی من حمله علی بصر الرحمن، لأَن الله یجمع الناس یوم القیامة فی أَرض یشهد جمیعُ الخلائق فیها محاسبة العبد الواحد علی انفراده و یرون ما یصیر إِلیه؛ و منه‌حدیث أَنس: جُمعوا فی صَرْدَحٍ یَنْفُذُهم البصر و یسمعهم الصوت.و أَمرٌ نَفِیذٌ: مُوَطَّأٌ. و المُنْتَفَذُ: السَّعَةُ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 516
و نَفَذَهم البصر و أَنْفَذَهْم: جاوزهم. و أَنْفَذَ القومَ: صار بینهم. و نَفَذَهم: جازهم و تخلَّفهم لا یُخَص به قوم دون قوم. و طریق نافذ: سالك؛ و قد نَفَذَ إِلی موضع كذا یَنْفُذُ. و الطریق النافذ: الذی یُسلك و لیس بمسدود بین خاصة دون عامة یسلكونه. و یقال: هذا الطریق یَنْفُذُ إِلی مكان كذا و كذا و فیه مَنْفَذٌ للقوم أَی مَجَازٌ. و‌فی حدیث عمر: أَنه طاف بالبیت مع فلان فلما انتهی إِلی الركن الغربی الذی یلی الأَسود قال له: أَ لا تَسْتَلِم؟ فقال له: انْفُذ عنك فإِن النبی، صلی الله علیه و سلم، لم یَسْتَلِمْه‌أَی دعه و تجاوزه. یقال: سِرْ عنك و انْفُذْ عنك أَی امض عن مكانك و جزه. أَبو سعید: یقال للخصوم إِذا ارتفعوا إِلی الحاكم: قد تنافذوا إِلیه، بالذال، أَی خَلَصوا إِلیه، فإِذا أَدلی كل واحد منهم بحجته قیل: قد تنافذوا، بالذال، أَی أَنفذوا حجتهم، و‌فی حدیث أَبی الدرداء: إِنْ نافَذْتهم نافذوك؛ نافَذْت الرجل إِذا حاكمته، أَی إِن قلت لهم قالوا لك، و یروی بالقاف و الدال المهملة. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن الأَزرق: أَ لا رجل یُنْفذُ بیننا؟أَی یحكم و یُمْضی أَمرَه فینا. یقال: أَمره نافذ أَی ماض مطاع. ابن الأَعرابی: أَبو المكارم: النوافذ كلُّ سَمٍّ یوصل إِلی النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرَحاً، قلت له: سَمِّها، فقال: الأَصْرَانِ و الخِنّابَتَانِ و الفمُ و الطِّبِّیجَة؛ قال: و الأَصْران ثقبا الأُذنین، و الخِنّابتان سَمّا الأَنْفِ، و العرب تقول: سِرْ عنك أَی جُزْ و امض، و لا معنی لعنك.

نقذ؛ ج3، ص: 516

: نَقَذَ یَنْقُذُ نَقْذاً: نجا؛ و أَنْقَذَه هو و تنقَّذه و استنقذه. و النَّقَذُ، بالتحریك، و النقیذ و النقیذة: ما استُنْقذ و هو فَعَل بمعنی مفعول مثل نَفَضٍ و قَبَضٍ. الجوهری: أَنقَذَه من فلان و استنقذه منه و تَنَقَّذه بمعنی أَی نجّاه و خلَّصه. و فرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرین. و خیل نقائذ: تُنُقِّذَتْ من أَیدی الناس أَو العدوّ، واحدها نَقِیذٌ، بغیر هاء؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: و زُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرینَ كَأَنَّها نَقِیذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ قال لُقَیْمُ بن أَوْسٍ الشَّیْبانی: أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً نَقْذِیكَ أَمسِ، و لیتنی لم أَشْهَدِ نَقْذِیك: من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِیكَ. قال الأَزهری: تقول نَقَذْتُه و أَنقذته و استنقذته و تنقَّذته أَی خلصته و نجّیته. و واحد الخیل النقائذ: نَقِیذ، بغیر هاء. و النقائذ من الخیل: ما أَنقذته من العدوِّ و أَخذته منهم، و قیل: واحدها نقیذة. قال الأَزهری: وقرأْت بخط شمر: النقیذة الدِّرْع المُسْتَنْقَذة من عدوّ؛ قال یزید بن الصعق: أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِیذَةٍ أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور أُنُف: لم یلبسها غیره. كلائحة المُضِلِّ: یعنی السراب. و قال المفضل: النقیذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السیوف. و الأُنف الطویلة جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها. و رجل نَقَذٌ: مُسْتَنْقَذ. و مُنْقِذٌ: من أَسمائهم. و نَقَذَة: موضع.

نمرذ؛ ج3، ص: 516

: نُمْروذ: ملك معروف، و قد تقدم فی الدال المهملة.
لسان العرب، ج‌3، ص: 517‌

فصل الهاء؛ ج3، ص: 517

هبذ؛ ج3، ص: 517

: هَبَذَ یَهْبِذُ «3» هَبْذاً: عدا، یكون ذلك للفرس و غیره مما یَعْدُو. و أَهْبَذَ و اهْتَبَذَ و هابَذَ: أَسرع فی مَشْیَتِه أَو طیرانه كهاذَبَ؛ قال أَبو خراش: یُبادِرُ جُنْحَ اللیل، فهو مُهابِذٌ یَحُتُّ الجناحَ بالتَّبَسُّطِ و القَبْضِ و المُهابَذَة: الإِسراع؛ قال: مُهَابَذَةً لم تَتَّرِك حین لم یكن لها مَشْرَبٌ إِلا بِناءٍ مُنَضَّبِ

هذذ؛ ج3، ص: 517

: الهَذّ و الهَذَذُ: سرعة القطع و سرعة القراءة؛ هَذَّ القرآن یَهُذُّه هَذًّا. یقال: هو یَهُذُّ القرآنَ هَذًّا، و یهذُّ الحدیث هذًّا أَی یَسْرُده؛ و أَنشد: كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ و إِزْمِیلٌ هَذٌّ و هَذُوذٌ أَی حادّ. و‌فی حدیث ابن عباس: و قال له رجل: قرأْت المُفَصَّل اللیلة، فقال: أَ هَذًّا كَهذِّ الشعر؟أَراد أَ تَهُذُّ القرآن هَذًّا فتسرع فیه كما تسرع فی قراءة الشعر، و نصبه علی المصدر. و شَفْرَة هَذُوذٌ: قاطعة. و سكین هذوذ: قَطَّاع. و ضرباً هَذَاذَیْك أَی هَذًّا بعد هذّ، یعنی قطعاً بعد قطع؛ قال الشاعر: ضَرْباً هَذَاذَیْك و طَعْناً وخْضَا قال سیبویه: و إِن شاء حمله علی أَن الفعل وقع فی هذه الحال؛ و قول الشاعر: فَبَاكَرَ مَخْتُوماً علیه سیَاعُه هذاذیْك حتی أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا فسره أَبو حنیفة فقال: هَذَاذَیْك هذًّا بعد هذّ أَی شرباً بعد شرب. یقول: باكر الدن مملوءاً و راح و قد فرّغه. و تقول للناس إِذا أَردت أَن یكفُّوا عن الشی‌ء: هذاذیكَ و هَجاجَیْك، علی تقدیر الاثنین؛ قال عبد بنی الحسحاس: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد مثلُه، هذاذیك حتی لیس للبُرْدِ لابِسُ تزعم النساء أَنه إِذا شَقَّ عند البِضاع شیئاً من ثوب صاحبه دام الود بینهما و إِلا تهاجرا. و اهتذذت الشی‌ء: اقتطعته بسرعة؛ قال ذو الرمة: و عَبْدُ یَغُوثٍ تَحْجِلُ الطیرُ حولَه، قد اهْتَذَّ عَرْشَیْه الحُسامُ المُذَكَّرُ و یروی: قد احتز. یرید بعبد یغوثَ هذا عَبْدَ یَغُوثَ بن وقَّاص الحارثی و لم یقتل فی المعركة، و إِنما قتل بعد الأَسر؛ أَ لا تراه یقول: و تَضْحَكُ منی شَیخة عَبْشَمِیَّة، كأَنْ لم تَرَ قَبْلی أَسیراً یمانِیَا الأَزهری: یقال حَجَازَیْك و هَذَاذیك؛ قال: و هی حروف خِلْقتها التثنیة لا تغیر. و حجازیك: أَمره أَن یحجُز بینهم. قال: و یحتمل أَن یكون معناه كف نفسك. قال: و هذاذیك یأْمره أَن یقطع أَمر القوم. و هذَّه بالسیف هذًّا: قطعه كهَذَأَهُ. و سیف هَذْهاذٌ و هُذَاهِذٌ: قطَّاع. و قَرَبٌ هَذْهاذٌ: بَعیدٌ صَعْب.

هربذ؛ ج3، ص: 517

: الهِرْبِذُ، بالكسر، واحد الهَرابِذَة المجوس و هم قَوَمَة بیت النار التی للهند، فارسی معرب،
(3). قوله [یهبذ] ضبط فی الأَصل بشكل القلم بكسرة تحت الباء و مقتضی صنیع القاموس أنه من باب كتب
لسان العرب، ج‌3، ص: 518
و قیل: عظماء الهند أَو علماؤُهم. و الهِرْبِذَی: مِشْیَةٌ فیها اختیال كَمَشْی الهرابذة و هم حكام المجوس؛ قال إمرؤ القیس: مَشَی الهِرْبِذَی فی دَفِّه ثم فَرْفَرَا و قیل: هو الاختیال فی المشی. و قال أَبو عبید: الهِرْبذی مِشْیة تشبه مِشْیة الهرابذة، حكاه فی سیر الإِبل؛ قال: و لا نظیر لهذا البناء. و الهَرْبَذة: سیر دون الخَبب. و عدا الجملُ الهِرْبذی أَی فی شَقّ [شِقّ.

همذ؛ ج3، ص: 518

: الهَماذِیّ: السُّرْعة فی الجری، یقال: إِنه لذو هَماذِیّ فی جریه؛ و قیل: هی ضرب من السیر غیر أَنه أَومأ بها إِلی السریعة. و قال شمر: الهَماذِیُّ الجِدّ فی السیر. و الهَماذِیُّ: البعیر السریع، و كذلك الناقة بلا هاء. و هَماذِیُّ المطر: شدّته. و الهَماذِیُّ: تارات شداد تكون فی المطر و السِّباب و الجَرْی، مرة یشتد و مرة یسكن؛ قال العجاج: منه هَماذِیٌّ إِذا حَرَّتْ وحَرْ و حَرٌّ هَماذِیّ؛ و أَنشد الأَصمعی: یُرْبِعُ شُذَّاذاً إِلی شُذاذِ، فیها هَماذِیّ إِلی هَماذِی و یوم ذو هَماذِیّ و حُماذِیّ أَی شدة حر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لهمام أَخی ذی الرمة: قَطَعْتُ و یومٍ ذی هَماذِیّ تَلْتَظی به القورُ، من وهْجِ اللظی، و فَراهِنُه «1»

هنبذ؛ ج3، ص: 518

: الهَنْبَذَة: الأَمر الشدید.

هوذ؛ ج3، ص: 518

: الهَوْذَةُ: القطاة الأُنثی، و فی الصحاح: هَوْذة القطاةُ، و خص بعضهم بها الأُنثی، و بها سمی الرجلُ هَوْذَةَ؛ قال الأَعشی: من یَلْقَ هَوْذَةَ یَسْجُدْ غیر مُتَّئِبٍ إِذا تعمم فوق التاج أَو وضَعَا و الجمع هُوذ علی طرح الزائد؛ قال الطرماح: من الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ، و لَوْنُها خَصِیفٌ كَلَوْنِ الحَیْقُطانِ المُسَیَّح و قیل: هَوْذَةُ ضرب من الطیر غیرها. و الهاذَة: شجرة لها أَغصان سبطة لا ورق لها، و جمعها الهاذ؛ قال الأَزهری: روی هذا النضر، قال: و المحفوظ فی باب الأَشجار الحاذ.

فصل الواو؛ ج3، ص: 518

وجذ؛ ج3، ص: 518

: الوَجْذُ، بالجیم: النقرة فی الجبل تُمْسك الماء و یستنقع فیها، و قیل هی البركة، و الجمع وِجْذان و وِجاذٌ؛ قال أَبو محمد الفقعسی یصف الأَثافی: غَیْرَ أَثافی مِرْجلٍ جَواذِی، كأَنّهنّ قِطَعُ الأَفلاذِ، أُسُّ جَرامِیزَ علی وِجاذِ الأَثافی: حجارة القدر. و الجواذی: جمع جاذ، و هو المنتصب. و الأَفْلاذ، جمع فِلْذ: القطعة «2» من الكبد. و الجرامیز: الحیاض، واحدها جرموز. قال سیبویه:
(1). قوله [فراهنه] كذا بالأصول التی بأیدینا و كذا فی شرح القاموس (2). قوله [جمع فلذ القطعة] كذا بالأَصل، و الذی فی الصحاح: الفلذ كبد البعیر، و الجمع أفلاذ، و الفلذة القطعة من الكبد.
لسان العرب، ج‌3، ص: 519
و سمعت من العرب من یقال له: أَ ما تعرف بمكان كذا و كذا وَجْذاً؟ و هو موضع یُمْسك الماء، فقال: بلی وِجاذاً أَی أَعرف بها وِجاذاً. أَبو عمرو: أَوجَذته علی الأَمر إِیجاذاً إِذا أَكْرَهته.

وذذ؛ ج3، ص: 519

: الوَذْوَذَة: السرعة. و رجل وَذْواذٌ: سریع المشی. و مر الذئب یُوَذْوِذُ: مَرّ مَرّاً سریعاً. وَ وَذْوَذُ المرأَة بُظارتها إِذا طالت؛ قال الشاعر: من اللَّائی اسْتَفاد بنو قُصَیٍّ، فجاء بها وَ وَذْوَذُها یَنُوس

ورذ؛ ج3، ص: 519

: ورَذَ فی جانبه: أَبطأَ.

وقذ؛ ج3، ص: 519

: الوقْذ: شدة الضرب. وَقَذه یَقِذُه وَقْذاً: ضربه حتی استَرْخی و أَشرف علی الموت. و شاة مَوْقُوذَة: قتلت بالخشب، و قد وقَذَ الشاة وقْذاً، و هی موْقُوذة و وقِیذٌ: قتلها بالخشب؛ و كان یفعله قوم فنهی الله عز و جل عنه. ابن السكیت: وقَذَه بالضرب، و المَوْقوذة و الوَقِیذُ: الشاة تُضرب حتی تموت ثم تؤكل. قال الفراء فی قوله: وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ؛ الموقوذة: المضروبة حتی تموت و لم تُذَكّ؛ و وُقِذَ الرجلُ، فهو موقوذ و وقیذ. و الوقیذ من الرجال: البطی‌ء الثقیل كأَنّ ثقله و ضعفه وقَذَه. و الوقیذ و الموقوذ: الشدید المرض الذی قد أَشرف علی الموت؛ و قد وقَذَه المرضُ و الغم. قال ابن جنی: قرأْت علی أَبی علیّ عن أَبی بكر عن بعض أَصحاب یعقوب عنه قال: یقال تركته وَقیذاً و وَقِیظاً، قال: قال الوجه عندی و القیاس أَن یكون الذال بدلًا من الظاء لقوله عز و جل: وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ، و لقولهم وقذه، قال: و لم أَسمع وقَظَه و لا مَوْقوظة، فالذال إِذاً أَعم تصرفاً. قال: و لذلك قضینا علی أَن الذال هی الأَصل. و قال الأَحمر: ضربه فوقظه. اللیث: حُمِلَ فلانٌ وَقِیذاً أَی ثقیلًا دَنِفاً مُشْفِیاً. و‌فی حدیث عمر أَنه قال: إِنی لأَعلمُ متی تَهْلِكُ العربُ، إِذا ساسها من لم یُدْرك الجاهلیة فیأْخُذ بأَخلاقها و لم یُدركه الإِسلامُ فَیَقِذه الورع؛ قوله: فیَقِذُه أَی یُسكِّنُه و یُثْخِنُه و یبلغ منه مبلغاً یمنعه من انتهاك ما لا یحل و لا یَجْمُل. و یقال: وقذه الحلم إِذا سكّنَه، و الوقذ فی الأَصل: الضرب المُثْخن و الكسر. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فوقَذَ النِّفاقَ، و فی روایةٍ الشیطانَ، أَی كسَرَه و دَمغَه؛ و‌فی حدیثها أَیضاً: و كان وَقِیذَ الجوانح‌أَی محزون القلب كأَن الحزن قد كسره و ضعّفه، و الجوانح تحبس القلب و تَحْویه فأَضاف الوُقُوذَ إِلیها. و قال خالد: الوقذ أَن یُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاؤُه من وراء أُذنیه. و قال أَبو سعید: الوَقْذُ الضرب علی فَأْسِ القَفا فتصیر هدّتها إِلی الدماغ فیذهب العقل، فیقال: رجل موقوذ. و قد وقَذَه الحلم: سكَّنه. و یقال: ضربه علی مَوْقِذٍ من مَواقِذه و هی المِرْفق أَو طرف المَنْكِب أَو الكعب؛ و أَنشد للأَعشی: یَلْوینَنی دَیْنی النّهار وَ أَقْتَضِی دَیْنی إِذا وَقَذَ النُّعاس الرُّقَّدَا أَی صاروا كأَنهم سُكاری من النعاس. ابن شمیل: الوَقِیذُ الذی یُغشی علیه لا یُدْری أَ میت أَم لا. و یقال: وقَذَه النعاسُ إِذا غلبه. و رجل وقیذ أَی ما به طِرْقٌ.
لسان العرب، ج‌3، ص: 520
و ناقة مُوَقَّذَة: أَثَّر الصِّرارُ فی أَخْلافها من شَدِّه، و قیل: هی التی یَرْغَثُها ولدها أَی یَرْضَعُها و لا یخرج لبنها إِلا نزراً لعظم ضرعها فیُوقِذُها ذلك، و یأْخُذها له داءٌ و ورمٌ فی الضرع. و الوقائِذُ: حجارة مفروشة، واحدتها وَقیذَة.

ولذ؛ ج3، ص: 520

: ولَذَ ولْذاً: أَسرع المَشی. و رجل وَلَّاذ مَلَّاذ، و المعنیان متقاربان، و الله أَعلم.

ومذ؛ ج3، ص: 520

: ابن الأَعرابی: الوَمْذَةُ البیاض النقیّ، و الله أَعلم.

الجزء الرابع‌

ر؛ ج4، ص: 3

اشارة

حرف الراء‌

الراء؛ ج4، ص: 3

: من الحروف المجهورة، و هی من الحروف الذُّلْق، و سمیت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة فی المنطق إِنما هی بطَرَف أَسَلَةِ اللسان، و الحروف الذلق ثلاثة: الراء و اللام و النون، و هن فی حیز واحد، و قد ذكرنا فی أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ و الشفویةِ كَثرةَ دخولها فی أَبنیة الكلام.

فصل الألف؛ ج4، ص: 3

أبر؛ ج4، ص: 3

: أَبَرَ النخلَ و الزرعَ یَأْبُره، و یأْبِرُه أَبْراً و إِباراً و إِبارَة و أَبّره: أَصلحه. و أْتَبَرتَ فلاناً: سأَلتَه أَن یأْبُر نخلك؛ و كذلك فی الزرع إِذا سأَلته أَن یصلحه لك؛ قال طرفة: وَ لِیَ الأَصلُ الذی، فی مثلِه، یُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ و الآبر: العامل. و المُؤْتَبرُ: ربّ الزرع. و المأْبور: الزرع و النخل المُصْلَح. و‌فی حدیث علیّ بن أَبی طالب فی دعائه علی الخوارج: أَصابَكم حاصِبٌ و لا بقِیَ منكم آبرِ‌أَی رجل یقوم بتأْبیر النخل و إصلاحها، فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة، و یروی بالثاء المثلثة، و سنذكره فی موضعه؛ و قوله: أَنْ یأْبُروا زَرعاً لغیرِهِم، و الأَمرُ تَحقِرُهُ و قد یَنْمی قال ثعلب: المعنی أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم لیستعینوا بهم علی قوم آخرین، و زمن الإِبار زَمَن تلقیح النخل و إِصلاحِه، و قال أَبو حنیفة: كل إِصلاحٍ إِبارة؛ و أَنشد قول حمید: إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْنی إِبارَتُها، حتی أَصیدَكُما فی بعضِها قَنَصا فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة. و‌فی الخبر: خَیْر المال مُهْرة مَأْمُورة و سِكّة مَأْبُورة؛ السِّكَّة الطریقة المُصْطَفَّة من النخل، و المأْبُورة: المُلَقَّحة؛ یقال: أَبَرْتُ النخلة و أَبّرْتها، فهی مأْبُورة و مُؤَبَّرة، و قیل: السكة سكة الحرث، و المأْبُورة المُصْلَحَة له؛ أَرادَ خَیرُ المال نتاج أَو زرع. و‌فی الحدیث: من باع نخلًا قد أُبِّرت فَثَمَرتُها للبائع إِلَّا أَن یشترط المُبْتاع.قال أَبو منصور: و ذلك أَنها لا تؤبر إِلا بعد
لسان العرب، ج‌4، ص: 4
ظهور ثمرتها و انشقاق طلعها و كَوافِرِها من غَضِیضِها، و شبه الشافعی ذلك بالولادة فی الإِماء إِذا أُبِیعَت حاملًا تَبِعها ولدها، و إِن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن یشترطه المبتاع مع الأُم؛ و كذلك النخل إِذا أُبر أَو أُبیع «3». علی التأْبیر فی المعنیین. و تأْبیر النخل: تلقیحه؛ یقال: نخلة مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة، و الاسم منه الإِبار علی وزن الإِزار. و یقال: تأَبَّر الفَسِیلُ إذا قَبِل الإِبار؛ و قال الراجز: تَأَبّری یا خَیْرَةَ الفَسِیلِ، إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول یقول: تَلَقَّحی من غیر تأْبیر؛ و فی قول مالك بن أَنس: یَشترِطُ صاحب الأَرض علی المساقی كذا و كذا، و إِبارَ النخل. و روی أَبو عمرو بن العلاء قال: یقال نخل قد أُبِّرَت، و وُبِرَتْ و أُبِرَتْ ثلاث لغات، فمن قال أُبِّرت، فهی مُؤَبَّرة، و من قال وُبِرَت، فهی مَوْبُورَة، و من قال أُبِرَت، فهی مَأْبُورة أَی مُلقّحة، و قال أَبو عبد الرحمن: یقال لكل مصلح صنعة: هو آبِرُها، و إِنما قیل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له؛ و أَنشد: فَإِنْ أَنْتِ لم تَرْضَیْ بِسَعْیِیَ فَاتْرُكی لی البیتَ آبرْهُ، و كُونی مَكانِیا أَی أُصلحه، ابن الأَعرابی: أَبَرَ إِذا آذی و أَبَرَ إِذا اغتاب و أَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل و أَبَرَ أَصْلَح، و قال: المَأْبَر و المِئْبَر الحشُّ «4». تُلقّح به النخلة. و إِبرة الذراع: مُسْتَدَقُّها. ابن سیدة: و الإِبْرة عُظَیْم مستوٍ مع طَرَف الزند من الذراع إِلی طرف الإِصبع؛ و قیل: الإِبرة من الإِنسان طرف الذراع الذی یَذْرَعُ منه الذراع؛ و فی التهذیب: إِبرَةُ الذراع طرف العظم الذی منه یَذْرَع الذارع، و طرف عظم العضد الذی یلی المرفق یقال له القبیح، و زُجّ المِرْفق بین القَبِیح و بین إِبرة الذراع، و أَنشد: حتی تُلاقی الإِبرةُ القبیحا و إِبرة الفرس: شَظِیّة لاصقة بالذراع لیست منها. و الإِبرة: عظم وَتَرة العُرْقوب، و هو عُظَیْم لاصق بالكعب. و إِبرة الفرس: ما انْحَدّ من عرقوبیه، و فی عرقوبی الفرس إبرتان و هما حَدّ كل عرقوب من ظاهر. و الإِبْرة: مِسَلّة الحدید، و الجمع إِبَرٌ و إِبارٌ، قال القطامی: و قوْلُ المرء یَنْفُذُ بعد حین أَماكِنَ، لا تُجاوِزُها الإِبارُ و صانعها أَبّار. و الإِبْرة: واحدة الإِبَر. التهذیب: و یقال للمِخْیط إبرة، و جمعها إِبَر، و الذی یُسوّی الإِبر یقال له الأَبّار، و أَنشد شمر فی صفة الریاح لابن أَحمر: أَرَبَّتْ علیها كُلُّ هَوْجاء سَهْوةٍ، زَفُوفِ التوالی، رَحْبَةِ المُتَنَسِّم «5». إِبارِیّةٍ هَوْجاء مَوْعِدُهَا الضُّحَی، إِذا أَرْزَمَتْ جاءت بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِیافٍ هَیْرَعٍ عَجْرَفیّةٍ، تَری البِیدَ، من إِعْصافِها الجَرْی، ترتمی تَحِنُّ و لم تَرْأَمْ فَصِیلًا، و إِن تَجِدْ فَیَافِیَ غِیطان تَهَدَّجْ و تَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً، فلیْسَ بدائم به وَتِدٌ، إِلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ و‌فی الحدیث: المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور، و‌فی حدیث
(3). قوله: [أباع] لغة فی باع كما قال ابن القطاع (4). قوله: [الحش إلخ] كذا بالأَصل و لعله المحش (5). قوله: [هوجاء] وقع فی البیتین فی جمیع النسخ التی بأیدینا بلفظ واحد هنا و فی مادة هرع و بینهما علی هذا الجناس التام
لسان العرب، ج‌4، ص: 5
مالك بن دینار: و مثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة‌أَی التی أَكلت الإِبرة فی عَلَفها فَنَشِبَت فی جوفها، فهی لا تأْكل شیئاً، و إِن أَكلت لم یَنْجَعْ فیها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و الذی فَلَقَ الحبة و بَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، و أَشار إِلی لحیته و رأْسه، فقال الناس: لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته‌أَی أَهلكناهم؛ و هو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة فی الخبز. قال ابن الأَثیر: هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسی الأَصفهانی فی حرف الهمزة و عاد فأَخرجه فی حرف الباء و جعله من البَوار الهلاك، و الهمزة فی الأَوّل أَصلیة، و فی الثانی زائدة، و سنذكره هناك أَیضاً. و یقال للسان: مِئْبر و مِذْرَبٌ و مِفْصَل و مِقْول. و إِبرة العقرب: التی تلدَغُ بها، و فی المحكم: طرف ذنبها. و أَبَرتْه تَأْبُرُه و تَأْبِرُه أَبْراً: لسعته أَی ضربته بإِبرتها. و‌فی حدیث أَسماء بنت عُمَیْس: قیل لعلی: أَ لا تتزوّج ابنة رسول الله صلی الله علیه و سلم؟ فقال: ما لی صَفْراء و لا بیضاءُ، و لست بِمأْبُور فی دینی فیُوَرِّی بها رسولُ الله صلی الله علیه و سلم، عنی، إنی لأَوّلُ من أَسلم،؛ المأْبور: من أَبرته العقربُ أَی لَسَعَتْه بإِبرتها، یعنی لست غیر الصحیح الدین و لا المُتّهَمَ فی الإِسلام فیَتَأَلّفنی علیه بتزویجها إیای، و یروی بالثاء المثلثة و سنذكره. قال ابن الأَثیر: و لو روی: لست بمأْبون، بالنون، لكان وجهاً. و الإِبْرَة و المِئْبَرَة، الأَخیرة عن اللحیانی: النمیمة. و المآبِرُ: النمائم و إفساد ذاتِ البین؛ قال النابغة: و ذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه، و مِنْ دَسِّ أَعدائی إِلیك المآبرا و الإِبْرَةُ: فَسِیلُ المُقْل یعنی صغارها، و جمعها إِبَرٌ و إِبَرات؛ الأَخیرة عن كراع. قال ابن سیدة: و عندی أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات و طُرُقات. و المِئْبَر: ما رَقّ من الرمل؛ قال كثیر عزة: إِلی المِئْبَر الرّابی من الرّملِ ذی الغَضا تَراها؛ و قد أَقْوَتْ، حدیثاً قدیمُها و أَبَّرَ الأَثَر: عَفّی علیه من التراب. و‌فی حدیث الشُّوری: أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم فی خطبته: لا تُؤَبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دینكم؛ قال الأَزهری: هكذا رواه الریاشی بإسناد له فی حدیث طویل، و قال الریاشی: التّأْبِیرُ التعْفیة و مَحْو الأَثر، قال: و لیس شی‌ء من الدواب یُؤَبِّر أَثره حتی لا یُعْرف طریقه إِلا التُّفَّة، و هی عَناق الأَرض؛ حكاه الهروی فی الغریبین. و فی ترجمة بأَر و ابْتَأَر الحَرُّ قدمیه قال أَبو عبید: فی الابتئار لغتان یقال ابتأَرْتُ و أْتَبَرْت ابتئاراً و أْتِباراً؛ قال القطامی: فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قریشٌ، فلیس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ یعنی اصطناع الخیر و المعروف و تقدیمه.

أتر؛ ج4، ص: 5

: الأُتْرُور: لغة فی التُّؤْرُور مقلوب عنه.

أثر؛ ج4، ص: 5

: الأَثر: بقیة الشی‌ء، و الجمع آثار و أُثور. و خرجت فی إِثْره و فی أَثَره أَی بعده. و أْتَثَرْتُه و تَأَثَّرْته: تتبعت أَثره؛ عن الفارسی. و یقال: آثَرَ كذا و كذا بكذا و كذا أَی أَتْبَعه إِیاه؛ و منه قول متمم بن نویرة یصف الغیث: فَآثَرَ سَیْلَ الوادِیَیْنِ بِدِیمَةٍ، تُرَشِّحُ وَسْمِیّاً، من النَّبْتِ، خِرْوعا أَی أَتبع مطراً تقدم بدیمة بعده. و الأَثر، بالتحریك: ما بقی من رسم الشی‌ء. و التأْثیر: إِبْقاءُ الأَثر فی الشی‌ء. و أَثَّرَ فی الشی‌ء: ترك فیه أَثراً. و الآثارُ: الأَعْلام. و الأَثِیرَةُ من الدوابّ: العظیمة
لسان العرب، ج‌4، ص: 6
الأَثَر فی الأَرض بخفها أَو حافرها بَیّنَة الإِثارَة. و حكی اللحیانی عن الكسائی: ما یُدْری له أَیْنَ أَثرٌ و ما یدری له ما أَثَرٌ أَی ما یدری أَین أَصله و لا ما أَصله. و الإِثارُ: شِبْهُ الشِّمال یُشدّ علی ضَرْع العنز شِبْه كِیس لئلا تُعانَ. و الأُثْرَة، بالضم: أَن یُسْحَی باطن خف البعیر بحدیدة لیُقْتَصّ أَثرُهُ. و أَثَرَ خفَّ البعیر یأْثُرُه أَثْراً و أَثّرَه: حَزَّه. و الأَثَرُ: سِمَة فی باطن خف البعیر یُقْتَفَرُ بها أَثَرهُ، و الجمع أُثور. و المِئْثَرَة و الثُّؤْرُور، علی تُفعول بالضم: حدیدة یُؤْثَرُ بها خف البعیر لیعرف أَثرهُ فی الأَرض؛ و قیل: الأُثْرة و الثُّؤْثور و الثَّأْثور، كلها: علامات تجعلها الأَعراب فی باطن خف البعیر؛ یقال منه: أَثَرْتُ البعیرَ، فهو مأْثور، و رأَیت أُثرَتَهُ و ثُؤْثُوره أَی موضع أَثَره من الأَرض. و الأَثِیرَةُ من الدواب: العظیمة الأَثرِ فی الأَرض بخفها أَو حافرها. و‌فی الحدیث: من سَرّه أَن یَبْسُطَ اللهُ فی رزقه و یَنْسَأَ فی أَثَرِه فلیصل رحمه؛ الأَثَرُ: الأَجل، و سمی به لأَنه یتبع العمر؛ قال زهیر: و المرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَلٌ، لا یَنْتَهی العمْرُ حتی ینتهی الأَثَرُ و أَصله من أَثَّرَ مَشْیُه فی الأَرض، فإِنَّ من مات لا یبقی له أَثَرٌ و لا یُری لأَقدامه فی الأَرض أَثر؛ و منه قوله للذی مر بین یدیه و هو یصلی: قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثره؛ دعا علیه بالزمانة لأَنه إِذا زَمِنَ انقطع مشیه فانقطع أَثَرُه. و أَما مِیثَرَةُ السرج فغیر مهموزة. و الأَثَر: الخبر، و الجمع آثار. و قوله عز و جل: وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُمْ؛ أَی نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم و نكتب آثارهم أَی مَن سنّ سُنَّة حَسَنة كُتِب له ثوابُها، و مَن سنَّ سُنَّة سیئة كتب علیه عقابها، و سنن النبی، صلی الله علیه و سلم، آثاره. و الأَثْرُ: مصدر قولك أَثَرْتُ الحدیث آثُرُه إِذا ذكرته عن غیرك. ابن سیدة: و أَثَرَ الحدیثَ عن القوم یأْثُرُه و یَأْثِرُه أَثْراً و أَثارَةً و أُثْرَةً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: أَنبأَهم بما سُبِقُوا فیه من الأَثَر؛ و قیل: حدّث به عنهم فی آثارهم؛ قال: و الصحیح عندی أَن الأُثْرة الاسم و هی المَأْثَرَةُ و المَأْثُرَةُ. و‌فی حدیث علیّ فی دعائه علی الخوارج: و لا بَقِیَ منكم آثِرٌ‌أَی مخبر یروی الحدیث؛ و روی هذا الحدیث أَیضاً بالباء الموحدة، و قد تقدم؛ و منه‌قول أَبی سفیان فی حدیث قیصر: لو لا أَن یَأْثُرُوا عنی الكذب‌أَی یَرْوُون و یحكون. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه حلف بأَبیه فنهاه النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ذلك، قال عمر: فما حلفت به ذاكراً و لا آثراً؛ قال أَبو عبید: أَما قوله ذاكراً فلیس من الذكر بعد النسیان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حدیث كذا و كذا، و قوله و لا آثِراً یرید مخبراً عن غیری أَنه حلف به؛ یقول: لا أَقول إِن فلاناً قال و أَبی لا أَفعل كذا و كذا أَی ما حلفت به مبتدئاً من نفسی، و لا رویت عن أَحد أَنه حلف به؛ و من هذا قیل: حدیث مأْثور أَی یُخْبِر الناسُ به بعضُهم بعضاً أَی ینقله خلف عن سلف؛ یقال منه: أَثَرْت الحدیث، فهو مَأْثور و أَنا آثر؛ قال الأَعشی: إِن الذی فیه تَمارَیْتُما بُیِّنَ للسَّامِعِ و الآثِرِ و یروی بَیَّنَ. و یقال: إِن المأْثُرة مَفْعُلة من هذا یعنی المكرمة، و إِنما أُخذت من هذا لأَنها یأْثُرها قَرْنٌ عن قرن أَی یتحدثون بها. و‌فی حدیث علیّ،
لسان العرب، ج‌4، ص: 7
كرّم الله وجهه: و لَسْتُ بمأْثور فی دینی‌أَی لست ممن یُؤْثَرُ عنی شرّ و تهمة فی دینی، فیكون قد وضع المأْثور مَوْضع المأْثور عنه؛ و روی هذا الحدیث بالباء الموحدة، و قد تقدم. و أُثْرَةُ العِلْمِ و أَثَرَته و أَثارَتُه: بقیة منه تُؤْثَرُ أَی تروی و تذكر؛ و قرئ: «1». أَو أَثْرَةٍ من عِلْم و أَثَرَةٍ من علم و أَثٰارَةٍ، و الأَخیرة أَعلی؛ و قال الزجاج: أَثارَةٌ فی معنی علامة و یجوز أَن یكون علی معنی بقیة من علم، و یجوز أَن یكون علی ما یُؤْثَرُ من العلم. و یقال: أَو شی‌ء مأْثور من كتب الأَوَّلین، فمن قرأَ: أَثٰارَةٍ، فهو المصدر مثل السماحة، و من قرأَ: أَثَرةٍ فإِنه بناه علی الأَثر كما قیل قَتَرَةٌ، و من قرأَ: أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة و الرَّجْفَةِ. و سَمِنَتِ الإِبل و الناقة علی أَثارة أَی علی عتیق شحم كان قبل ذلك؛ قال الشماخ: و ذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ علیه نَباتاً فی أَكِمَّتِهِ فَفارا قال أَبو منصور: و یحتمل أَن یكون قوله أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ من هذا لأَنها سمنت علی بقیة شَحْم كانت علیها، فكأَنها حَمَلَت شحماً علی بقیة شحمها. و‌قال ابن عباس: أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنه علم الخط الذی كان أُوتیَ بعضُ الأَنبیاء.و سئل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الخط فقال: قد كان نبیّ یَخُط فمن وافقه خَطّه أَی عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِین خَطَّ ذلك النبیّ، علیه السلام، فقد علِمَ عِلْمَه. و غَضِبَ علی أَثارَةٍ قبل ذلك‌أَی قد كان «2». قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك غضباً؛ هذه عن اللحیانی. و الأُثْرَة و المأْثَرَة و المأْثُرة، بفتح الثاء و ضمها: المكرمة لأَنها تُؤْثر أَی تذكر و یأْثُرُها قرن عن قرن یتحدثون بها، و فی المحكم: المَكْرُمة المتوارثة. أَبو زید: مأْثُرةٌ و مآثر و هی القدم فی الحسب. و‌فی الحدیث: أَلا إِنَّ كل دم و مأْثُرَةٍ كانت فی الجاهلیة فإِنها تحت قَدَمَیّ هاتین؛ مآثِرُ العرب: مكارِمُها و مفاخِرُها التی تُؤْثَر عنها أَی تُذْكَر و تروی، و المیم زائدة. و آثَرَه: أَكرمه. و رجل أَثِیر: مكین مُكْرَم، و الجمع أُثَرَاءُ و الأُنثی أَثِیرَة. و آثَرَه علیه: فضله. و فی التنزیل: لَقَدْ آثَرَكَ اللّٰهُ عَلَیْنٰا. و أَثِرَ أَن یفعل كذا أَثَراً و أَثَر و آثَرَ، كله: فَضّل و قَدّم. و آثَرْتُ فلاناً علی نفسی: من الإِیثار. الأَصمعی: آثَرْتُك إِیثاراً أَی فَضَّلْتُك. و فلان أَثِیرٌ عند فلان و ذُو أُثْرَة إِذا كان خاصّاً. و یقال: قد أَخَذه بلا أَثَرَة و بِلا إِثْرَة و بلا اسْتِئثارٍ أَی لم یستأْثر علی غیره و لم یأْخذ الأَجود؛ و قال الحطیئة یمدح عمر، رضی الله عنه: ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها، لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ أَی الخِیَرَةُ و الإِیثارُ، و كأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة و هی الأَثَرَة؛ و قول الأَعرج الطائی: أَرانی إِذا أَمْرٌ أَتَی فَقَضَیته، فَزِعْتُ إِلی أَمْرٍ علیَّ أَثِیر قال: یرید المأْثور الذی أَخَذَ فیه؛ قال: و هو من
(1). قوله: [و قرئ إلخ] حاصل القراءات ست: أثارة بفتح أو كسر، و أثرة بفتحتین، و أثرة مثلثة الهمزة مع سكون الثاء، فالأَثارة، بالفتح، البقیة أی بقیة من علم بقیت لكم من علوم الأَولین، هل فیها ما یدل علی استحقاقهم للعبادة أو الأمر به، و بالكسر من أثار الغبار أرید منها المناظرة لأنها تثیر المعانی. و الأثرة بفتحتین بمعنی الاستئثار و التفرد، و الأثرة بالفتح مع السكون بناء مرة من روایة الحدیث، و بكسرها معه بمعنی الأثرة بفتحتین و بضمها معه اسم للمأثور المرویّ كالخطبة انتهی ملخصاً من البیضاوی و زاده (2). قوله: [قد كان إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی مادة خ ط ط منه: قد كان نبی یخط فمن وافق خطه علم مثل علمه، فلعل ما هنا روایة، و أی مقدمة علی علم من مبیض المسودة
لسان العرب، ج‌4، ص: 8
قولهم خُذْ هذا آثِراً. و شی‌ء كثیر أَثِیرٌ: إِتباع له مثل بَثِیرٍ. و اسْتأْثَرَ بالشی‌ء علی غیره: خصَّ به نفسه و استبدَّ به؛ قال الأَعشی: اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ و بالعدْلِ، و وَلَّی المَلامَة الرجلا و‌فی الحدیث: إِذا اسْتأْثر الله بشی‌ء فَالْهَ عنه.و رجل أَثُرٌ، علی فَعُل، و أَثِرٌ: یسْتَأْثر علی أَصحابه فی القَسْم. و رجل أَثْر، مثال فَعْلٍ: و هو الذی یَسْتَأْثِر علی أَصحابه، مخفف؛ و فی الصحاح أَی یحتاج «1». لنفسه أَفعالًا و أَخلاقاً حَسَنَةً. و‌فی الحدیث: قال للأَنصار: إِنكم ستَلْقَوْنَ بَعْدی أَثَرَةً فاصْبروا؛ الأَثَرَة، بفتح الهمزة و الثاء: الاسم من آثَرَ یُؤْثِر إِیثاراً إِذا أَعْطَی، أَراد أَنه یُسْتَأْثَرُ علیكم فَیُفَضَّل غیرُكم فی نصیبه من الفی‌ء. و الاستئثارُ: الانفراد بالشی‌ء؛ و منه‌حدیث عمر: فو الله ما أَسْتَأْثِرُ بها علیكم و لا آخُذُها دونكم، و‌فی حدیثه الآخر لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال: أَخْشَی حَفْدَه و أَثَرَتَه‌أَی إِیثارَه و هی الإِثْرَةُ، و كذلك الأُثْرَةُ و الأَثْرَة؛ و أَنشد أَیضاً: ما آثروك بها إِذ قدَّموك لها، لكن بها استأْثروا، إِذ كانت الإِثَرُ و هی الأُثْرَی؛ قال: فَقُلْتُ له: یا ذِئْبُ هَل لكَ فی أَخٍ یُواسِی بِلا أُثْرَی عَلَیْكَ و لا بُخْلِ؟ و فلان أَثیری أَی خُلْصانی. أَبو زید: یقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك أُؤَاثرُ أَثْراً. و قال ابن شمیل: إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتینا فأْتنا یوم كذا و كذا، أَی إِن كان لا بد أَن تأْتینا فأْتنا یوم كذا و كذا. و یقال: قد أَثِرَ أَنْ یَفْعلَ ذلك الأَمر أَی فَرغ له و عَزَم علیه. و قال اللیث: یقال لقد أَثِرْتُ بأَن أَفعل كذا و كذا و هو هَمٌّ فی عَزْمٍ. و یقال: افعل هذا یا فلان آثِراً مّا؛ إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا. و اسْتَأْثرَ الله فلاناً و بفلان إِذا مات، و هو ممن یُرجی له الجنة و رُجِیَ له الغُفْرانُ. و الأَثْرُ و الإِثْرُ و الأُثُرُ، علی فُعُلٍ، و هو واحد لیس بجمع: فِرِنْدُ السَّیفِ و رَوْنَقُه، و الجمع أُثور؛ قال عبید بن الأَبرص: و نَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً یَوْمَ أَقْبَلوا سُیوفاً، علیهن الأُثورُ، بَواتِكا و أَنشد الأَزهری: كأَنَّهم أَسْیُفٌ بِیضٌ یَمانِیةٌ، عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ و أَثْرُ السیف: تَسَلْسُلُه و دیباجَتُه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: فإِنِّی إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَلِّكْ، كَوَقْع السیفِ ذی الأَثَرِ الفِرِنْدِ فإِن ثعلباً قال: إِنما أَراد ذی الأَثْرِ فحركه للضرورة؛ قال ابن سیدة: و لا ضرورة هنا عندی لأَنه لو قال ذی الأَثْر فسكنه علی أَصله لصار مفاعَلَتُن إِلی مفاعِیلن، و هذا لا یكسر البیت، لكن الشاعر إِنما أَراد توفیة الجزء فحرك لذلك، و مثله كثیر، و أَبدل الفرنْدَ من الأَثَر. الجوهری: قال یعقوب لا یعرف الأَصمعی الأَثْر إِلا بالفتح؛ قال: و أَنشدنی عیسی بن عمر لخفاف بن ندبة و ندبة أُمّه: جَلاهَا الصیْقَلُونَ فأَخْلَصُوها خِفافاً، كلُّها یَتْقی بأَثْر
(1). قوله: [أی یحتاج] كذا بالأصل. و نص الصحاح: رجل أثر، بالضم علی فعل بضم العین، إذا كان یستأثر علی أصحابه أی یختار لنفسه أخلاقاً إلخ
لسان العرب، ج‌4، ص: 9
أَی كلها یستقبلك بفرنده، و یَتْقِی مخفف من یَتَّقی، أَی إِذا نظر الناظر إِلیها اتصل شعاعها بعینه فلم یتمكن من النظر إِلیها، و یقال تَقَیْتُه أَتْقیه و اتَّقَیْتُه أَتَّقِیه. و سیف مأْثور: فی متنه أَثْر، و قیل: هو الذی یقال إِنه یعمله الجن و لیس من الأَثْرِ الذی هو الفرند؛ قال ابن مقبل: إِنی أُقَیِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَتی، و لا أُبالی، و لو كنَّا علی سَفَر قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ المَأْثور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِلیه أَبو علی فی المَفْؤُود الذی هو الجبان. و أُثْر الوجه و أُثُرُه: ماؤه و رَوْنَقُه و أَثَرُ السیف: ضَرْبَته. و أُثْر الجُرْح: أَثَرهُ یبقی بعد ما یبرأُ. الصحاح: و الأُثْر، بالضم، أَثَر الجرح یبقی بعد البُرء، و قد یثقل مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ؛ و أَنشد: عضب مضاربها باقٍ بها الأُثر هذا العجز أَورده الجوهری: بیضٌ مضاربها باقٍ بها الأَثر و الصحیح ما أَوردناه؛ قال: و فی الناس من یحمل هذا علی الفرند. و الإِثْر و الأُثْر: خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ و هو الخَلاص و الخِلاص، و قیل: هو اللبن إِذا فارقه السمن؛ قال: و الإِثْرَ و الضَّرْبَ معاً كالآصِیَه الآصِیَةُ: حُساءٌ یصنع بالتمر؛ و روی الإِیادی عن أَبی الهیثم أَنه كان یقول الإِثر، بكسرة الهمزة، لخلاصة السمن؛ و أَما فرند السیف فكلهم یقول أُثْر. ابن بُزُرج: جاء فلان علی إِثْرِی و أَثَری؛ قالوا: أُثْر السیف، مضموم: جُرْحه، و أَثَرُه، مفتوح: رونقه الذی فیه. و أُثْرُ البعیر فی ظهره، مضموم؛ و أَفْعَل ذلك آثِراً و أَثِراً. و یقال: خرجت فی أَثَرِه و إِثْرِه، و جاء فی أَثَرِهِ و إثِرِه، و فی وجهه أَثْرٌ و أُثْرٌ؛ و قال الأَصمعی: الأُثْر، بضم الهمزة، من الجرح و غیره فی الجسد یبرأُ و یبقی أَثَرُهُ. قال شمر: یقال فی هذا أَثْرٌ و أُثْرٌ، و الجمع آثار، و وجهه إِثارٌ، بكسر الأَلف. قال: و لو قلت أُثُور كنت مصیباً. و یقال: أَثَّر بوجهه و بجبینه السجود و أَثَّر فیه السیف و الضَّرْبة. الفراء: ابدَأْ بهذا آثراً مّا، و آثِرَ ذی أَثِیر، و أَثیرَ ذی أَثیرٍ أَی ابدَأْ به أَوَّل كل شی‌ء. و یقال: افْعَلْه آثِراً ما و أَثِراً ما أَی إِن كنت لا تفعل غیره فافعله، و قیل: افعله مُؤثراً له علی غیره، و ما زائدة و هی لازمة لا یجوز حذفها، لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنیّاً به، من قولك: آثرت أَن أَفعل كذا و كذا. ابن الأَعرابی: افْعَلْ هذا آثراً مّا و آثراً، بلا ما، و لقیته آثِراً مّا، و أَثِرَ ذاتِ یَدَیْن و ذی یَدَیْن و آثِرَ ذِی أَثِیر أَی أَوَّل كل شی‌ء، و لقیته أَوَّل ذِی أَثِیرٍ، و إِثْرَ ذی أَثِیرٍ؛ و قیل: الأَثیر الصبح، و ذو أَثیرٍ وَقْتُه؛ قال عروة بن الورد: فقالوا: ما تُرِیدُ؟ فَقُلْت: أَلْهُو إِلی الإِصْباحِ آثِرَ ذِی أَثِیر و حكی اللحیانی: إِثْرَ ذِی أَثِیرَیْن و أَثَرَ ذِی أَثِیرَیْن و إِثْرَةً مّا. المبرد فی قولهم: خذ هذا آثِراً مّا، قال: كأَنه یرید أَن یأْخُذَ منه واحداً و هو یُسامُ علی آخر فیقول: خُذْ هذا الواحد آثِراً أَی قد آثَرْتُك به و ما فیه حشو ثم سَلْ آخَرَ. و فی نوادر الأَعراب: یقال أَثِرَ فُلانٌ بقَوْل كذا و كذا و طَبِنَ و طَبِقَ و دَبِقَ و لَفِقَ و فَطِنَ، و ذلك إِذا أَبصر الشی‌ء و ضَرِیَ بمعرفته و حَذِقَه. و الأُثْرَة: الجدب و الحال غیر المرضیة؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌4، ص: 10
إِذا خافَ مِنْ أَیْدِی الحوادِثِ أُثْرَةً، كفاهُ حمارٌ، من غَنِیٍّ، مُقَیَّدُ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدی أُثْرَةً فاصبروا حتی تَلْقَونی علی الحوض.و أَثَر الفَحْلُ الناقة یَأْثُرُها أَثْراً: أَكثَرَ ضِرابها.

أجر؛ ج4، ص: 10

: الأَجْرُ: الجزاء علی العمل، و الجمع أُجور. و الإِجارَة: من أَجَر یَأْجِرُ، و هو ما أَعطیت من أَجْر فی عمل. و الأَجْر: الثواب؛ و قد أَجَرَه الله یأْجُرُه و یأْجِرُه أَجْراً و آجَرَه الله إِیجاراً. و أْتَجَرَ الرجلُ: تصدّق و طلب الأَجر. و‌فی الحدیث فی الأَضاحی: كُلُوا و ادَّخِرُوا و أْتَجِروا‌أَی تصدّقوا طالبین لِلأَجْرِ بذلك. قال: و لا یجوز فیه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم فی التاء لأَنَّه من الأَجر لا من التجارة؛ قال ابن الأَثیر: و قد أَجازه الهروی فی كتابه و استشهد علیه بقوله‌فی الحدیث الآخر: إنّ رجلًا دخل المسجد و قد قضی النبی، صلی الله علیه و سلم، صلاتَه فقال: من یَتّجِر یقوم فیصلی معه، قال: و الروایة إِنما هی یأْتَجِر، فإِن صح فیها یتجر فیكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَی مَكْسَباً؛ و منه‌حدیث الزكاة: و من أَعطاها مُؤْتَجِراً بها.و‌فی حدیث أُم سلمة: آجَرَنی الله فی مصیبتی و أَخْلف لی خَیْراً منها؛ آجَرَه یُؤْجِرُه إِذا أَثابه و أَعطاه الأَجر و الجزاء، و كذلك أَجَرَه یَأْجُرُه و یأْجِرُه، و الأَمر منهما آجِرْنی و أْجُرْنی. و قوله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیٰا؛ قیل: هو الذِّكْر الحسن، و قیل: معناه أَنه لیس من أُمة من المسلمین و النصاری و الیهود و المجوس إلا و هم یعظمون إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و قیل: أَجْرُه فی الدنیا كونُ الأَنبیاء من ولده، و قیل: أَجْرُه الولدُ الصالح. و قوله تعالی: فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِیمٍ؛ الأَجر الكریمُ: الجنةُ. و أَجَرَ المملوكَ یأْجُرُه أَجراً، فهو مأْجور، و آجره، یؤجره إِیجاراً و مؤاجَرَةً، و كلٌّ حسَنٌ من كلام العرب؛ و آجرت عبدی أُوجِرُه إِیجاراً، فهو مُؤْجَرٌ. و أَجْرُ المرأَة: مَهْرُها؛ و فی التنزیل: یٰا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنّٰا أَحْلَلْنٰا لَكَ أَزْوٰاجَكَ اللّٰاتِی آتَیْتَ أُجُورَهُنَّ. و آجرتِ الأَمَةُ البَغِیَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً: أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ؛ و آجر الإِنسانَ و استأْجره. و الأَجیرُ: المستأْجَرُ، و جمعه أُجَراءُ؛ و أَنشد أَبو حنیفة: و جَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فیه، إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا و الاسم منه: الإِجارةُ. و الأُجْرَةُ: الكراء. تقول: استأْجرتُ الرجلَ، فهو یأْجُرُنی ثمانیَ حِجَجٍ أَی یصیر أَجیری. و أْتَجَرَ علیه بكذا: من الأُجرة؛ و قال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِی، و الصحیح أَنه لمحمد بن بشیر الخارجی: یا أَحْسنَ الناسِ، إِلّا أَنّ نائلَها، قِدْماً لمن یَرْتَجی معروفها، عَسِرُ و إِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصیدُ به، و إِنما قَلْبُها للمشتكی حَجَرُ هل تَذْكُرینی؟ و لمَّا أَنْسَ عهدكُمُ، و قدْ یَدومُ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلی، و رَكْبُكِ قد مالت عمائمُهُم، و قد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ: یا لَیْت أَنی بأَثوابی و راحلتی عبدٌ لأَهلِكِ، هذا الشهرَ، مُؤْتَجَرُ إن كان ذا قَدَراً یُعطِیكِ نافلةً منَّا و یَحْرِمُنا، ما أَنْصَفَ القَدَرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 11
جِنِّیَّةٌ، أَوْ لَها جِنٌّ یُعَلِّمُها، ترمی القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ قوله: یا لیت أَنی بأَثوابی و راحلتی أَی مع أَثوابی. و آجرته الدارَ: أَكریتُها، و العامة تقول و أَجرْتُه. و الأُجْرَةُ و الإِجارَةُ و الأُجارة: ما أَعْطیتَ من أَجرٍ. قال ابن سیدة: و أُری ثعلباً حكی فیه الأَجارة، بالفتح. و فی التنزیل العزیز: عَلیٰ أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمٰانِیَ حِجَجٍ؛ قال الفرّاءُ: یقول أَن تَجْعَلَ ثوابی أَن ترعی علیَّ غَنمی ثمانی حِجَج؛ و روی یونس: معناها علی أَن تُثِیبَنی علی الإِجارة؛ و من ذلك قول العرب: آجركَ اللهُ أَی أَثابك الله. و قال الزجاج فی قوله: قٰالَتْ إِحْدٰاهُمٰا یٰا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ؛ أَی اتخذه أَجیراً؛ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ؛ أَی خیرَ من استعملت مَنْ قَوِیَ علی عَمَلِكَ و أَدَّی الأَمانة. قال و قوله: عَلیٰ أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمٰانِیَ حِجَجٍ أَی تكون أَجیراً لی. ابن السكیت: یقال أُجِرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَی ماتوا فصاروا أَجْرَهُ. و أَجِرَتْ یدُه تأْجُر و تَأْجِرُ أَجْراً و إِجاراً و أُجوراً: جُبِرَتْ علی غیر استواء فبقی لها عَثْمٌ، و هو مَشَشٌ كهیئة الورم فیه أَوَدٌ؛ و آجَرَها هو و آجَرْتُها أَنا إِیجاراً. الجوهری: أَجَرَ العظمُ یأْجُر و یأْجِرُ أَجْراً و أُجوراً أَی برئَ علی عَثْمٍ. و قد أُجِرَتْ یدُه أَی جُبِرَتْ، و آجَرَها اللهُ أَی جبرها علی عَثْمٍ. و‌فی حدیث دیَة التَّرْقُوَةِ: إِذا كُسِرَت بَعیرانِ، فإِن كان فیها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة؛ الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ یدُه تُؤْجَرُ أَجْراً و أُجوراً إِذا جُبرت علی عُقْدَة و غیر استواء فبقی لها خروج عن هیئتها. و المِئْجارُ: المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما یَصْلُبُ العظم المجبور؛ قال الأَخطل: و الوَرْدُ یَرْدِی بِعُصْمٍ فی شَرِیدِهِم، كأَنه لاعبٌ یسعی بِمِئْجارِ الكسائی: الإِجارةُ فی قول الخلیل: أَن تكون القافیةُ طاء و الأُخری دالًا. و هذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ علی غیر استواءٍ؛ و هو فِعَالَةٌ من أَجَرَ یأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ. و الأَجُورُ و الیَأْجُورُ و الآجِرُون [الآجُرُون و الأُجُرُّ و الآجُرُّ [الآجِرُّ و الآجُرُ [الآجِرُ: طبیخُ الطین، الواحدة، بالهاء، أُجُرَّةٌ و آجُرَّةٌ و آجِرَّة؛ أَبو عمرو: هو الآجُر، مخفف الراء، و هی الآجُرَة. و قال غیره: آجِرٌ و آجُورٌ، علی فاعُول، و هو الذی یبنی به، فارسی معرّب. قال الكسائی: العرب تقول آجُرَّة و آجُرٌّ للجمع، و آجُرَةُ و جمعها آجُرٌ، و أَجُرَةٌ و جمعها أَجُرٌ، و آجُورةٌ و جمعها آجُورٌ. و الإِجَّارُ: السَّطح، بلغة الشام و الحجاز، و جمع الإِجَّار أَجاجِیرُ و أَجاجِرَةٌ. ابن سیدة: و الإِجَّار و الإِجَّارةُ سطح لیس علیه سُتْرَةٌ. و‌فی الحدیث: من بات علی إِجَّارٍ لیس حوله ما یَرُدُّ قدمیه فقد بَرِئَتْ منه الذمَّة.الإِجَّارُ، بالكسر و التشدید: السَّطحُ الذی لیس حوله ما یَرُدُّ الساقِطَ عنه. و‌فی حدیث محمد بن مسلمة: فإِذا جاریة من الأَنصار علی إِجَّارٍ لهم؛ و الإِنْجارُ، بالنون: لغة فیه، و الجمع الأَناجِیرُ. و‌فی حدیث الهجرة: فَتَلَقَّی الناسُ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فی السوق و علی الأَجاجیرِ و الأَناجِیرِ؛ یعنی السطوحَ، و الصوابُ فی ذلك الإِجَّار. ابن السكیت: ما زال ذلك إِجِّیراهُ أَی عادته. و یقال لأُم إِسماعیلَ: هاجَرُ و آجَرُ، علیهما السلام.

أخر؛ ج4، ص: 11

: فی أَسماء الله تعالی: الْآخِرُ و المؤخِّرُ، فالآخِرُ هو الباقی بعد فناء خلقِه كله ناطقِه و صامتِه، و المؤخِّرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 12
هو الذی یؤخر الأَشیاءَ فَیضعُها فی مواضِعها، و هو ضدّ المُقَدِّمِ، و الأُخُرُ ضد القُدُمِ. تقول: مضی قُدُماً و تَأَخَّرَ أُخُراً، و التأَخر ضدّ التقدّم؛ و قد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً و تَأَخُّرَةً واحدةً؛ عن اللحیانی؛ و هذا مطرد، و إِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما یجهله من لا دُرْبَة له بالعربیة. و أَخَّرْتُه فتأَخَّرَ، و استأْخَرَ كتأَخَّر. و فی التنزیل: لٰا یَسْتَأْخِرُونَ سٰاعَةً وَ لٰا یَسْتَقْدِمُونَ*؛ و فیه أَیضاً: وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِینَ؛ یقول: علمنا من یَستقدِم منكم إِلی الموت و من یَستأْخرُ عنه، و قیل: عَلِمنا مُستقدمی الأُمم و مُسْتأْخِریها، و قال ثعلبٌ: عَلمنا من یأْتی منكم إِلی المسجد متقدِّماً و من یأْتی متأَخِّراً، و‌قیل: إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلی خَلْفَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فیمن یصلی فی النساء، فكان بعضُ من یُصلی یَتأَخَّرُ فی أَواخِرِ الصفوف، فإِذا سجد اطلع إلیها من تحت إِبطه، و الذین لا یقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا یطلبون التقدّم فی الصفوف لما فیه من الفضل.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له: أَخِّرْ عنی یا عمرُ؛ یقال: أَخَّرَ و تأَخَّرَ و قَدَّمَ و تقَدَّمَ بمعنًی؛ كقوله تعالی: لٰا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ؛ أَی لا تتقدموا، و قیل: معناهُ أَخِّر عنی رَأْیَكَ فاختُصِر إِیجازاً و بلاغة. و التأْخیرُ: ضدُّ التقدیم. و مُؤَخَّرُ كل شی‌ء، بالتشدید: خلاف مُقَدَّمِه. یقال: ضرب مُقَدَّمَ رأْسه و مؤَخَّره. و آخِرَةُ العینَ و مُؤْخِرُها و مؤْخِرَتُها: ما وَلیَ اللِّحاظَ، و لا یقالُ كذلك إِلا فی مؤَخَّرِ العین. و مُؤْخِرُ العین مثل مُؤمِنٍ: الذی یلی الصُّدْغَ، و مُقْدِمُها: الذی یلی الأَنفَ؛ یقال: نظر إِلیه بِمُؤْخِرِ عینه و بمُقْدِمِ عینه؛ و مُؤْخِرُ العین و مقدِمُها: جاء فی العین بالتخفیف خاصة. و مُؤْخِرَةُ الرَّحْل و مُؤَخَّرَتُه و آخِرَته و آخِره، كله: خلاف قادِمته، و هی التی یَسْتنِدُ إِلیها الراكب. و‌فی الحدیث: إِذا وضَعَ أَحدكُم بین یدیه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا یبالی مَنْ مرَّ وراءَه؛ هی بالمدّ الخشبة التی یَسْتنِدُ إِلیها الراكب من كور البعیر. و‌فی حدیث آخَرَ: مِثْلَ مؤْخرة؛ و هی بالهمز و السكون لغة قلیلة فی آخِرَتِه، و قد منع منها بعضهم و لا یشدّد. و مُؤْخِرَة السرج: خلافُ قادِمتِه. و العرب تقول: واسِطُ الرحل للذی جعله اللیث قادِمَه. و یقولون: مُؤْخِرَةُ الرحل و آخِرَة الرحل؛ قال یعقوب: و لا تقل مُؤْخِرَة. و للناقة آخِرَان و قادمان: فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها، و خِلْفاها المؤَخَّران آخِراها، و الآخِران من الأَخْلاف: اللذان یلیان الفخِذَین؛ و الآخِرُ: خلافُ الأَوَّل، و الأُنثَی آخِرَةٌ. حكی ثعلبٌ: هنَّ الأَوَّلاتُ دخولًا و الآخِراتُ خروجاً. الأَزهری: و أَمَّا الآخِرُ، بكسر الخاء، قال الله عز و جل: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ.روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال و هو یُمَجِّد الله: أنت الأَوَّلُ فلیس قبلك شی‌ءٌ و أَنت الآخِرُ فلیس بعدَك شی‌ء.اللیث: الآخِرُ و الآخرة نقیض المتقدّم و المتقدِّمة، و المستأْخِرُ نقیض المستقدم، و الآخَر، بالفتح: أَحد الشیئین و هو اسم علی أَفْعَلَ، و الأُنثی أُخْرَی، إِلَّا أَنَّ فیه معنی الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا یكون إِلا فی الصفة. و الآخَرُ بمعنی غَیر كقولك رجلٌ آخَرُ و ثوب آخَرُ، و أَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر، فلما اجتمعت همزتان فی حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانیة أَلفاً لسكونها و انفتاح الأُولی قبلها. قال الأَخفش: لو جعلْتَ فی الشعر آخِر مع جابر لجاز؛ قال ابن جنی: هذا هو
لسان العرب، ج‌4، ص: 13
الوجه القوی لأَنه لا یحققُ أَحدٌ همزة آخِر، و لو كان تحقیقها حسناً لكان التحقیقُ حقیقاً بأَن یُسمع فیها، و إِذا كان بدلًا البتة وجب أَن یُجْری علی ما أَجرته علیه العربُ من مراعاة لفظه و تنزیل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التی لا حظَّ فیها للهمز نحو عالِم و صابِرٍ، أَ لا تراهم لما كسَّروا قالوا آخِرٌ و أَواخِرُ، كما قالوا جابِرٌ و جوابِرُ؛ و قد جمع إمرؤ القیس بین آخَرَ و قَیصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً قال: إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ لیلةً، وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَیْصَرَا إِذا قُلتُ: هذا صاحبٌ قد رَضِیتُه، و قَرَّتْ به العینانِ، بُدّلْتُ آخَرا و تصغیرُ آخَر أُوَیْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَی أَلِفِ ضَارِبٍ. و قوله تعالی: فَآخَرٰانِ یَقُومٰانِ مَقٰامَهُمٰا؛ فسَّره ثعلبٌ فقال: فمسلمان یقومانِ مقامَ النصرانیینِ یحلفان أَنهما اخْتَانا ثم یُرْتجَعُ علی النصرانِیَّیْن، و قال الفراء: معناه أَو آخَرانِ من غیر دِینِكُمْ من النصاری و الیهودِ و هذا للسفر و الضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ علی مسلمٍ فی غیر هذا، و الجمع بالواو و النون، و الأُنثی أُخری. و قوله عز و جل: وَ لِیَ فِیهٰا مَآرِبُ أُخْریٰ؛ جاء علی لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ فی معنی جماعةٍ أُخری من الحاجاتِ و لأَنه رأُس آیة، و الجمع أُخْرَیاتٌ و أُخَرُ. و قولهم: جاء فی أُخْرَیَاتِ الناسِ و أُخری القومِ أَی فی أَواخِرهِم؛ و أَنشد: أَنا الذی وُلِدْتُ فی أُخری الإِبلْ و قال الفراءُ فی قوله تعالی: وَ الرَّسُولُ یَدْعُوكُمْ فِی أُخْرٰاكُمْ؛ مِنَ العربِ مَنْ یَقولُ فی أُخراتِكُمْ و لا یجوزُ فی القراءةِ. اللیث: یقال هذا آخَرُ و هذه أُخْرَی فی التذكیر و التأْنیثِ، قال: و أُخَرُ جماعة أُخْرَی. قال الزجاج فی قوله تعالی: و أُخَرُ من شكله أَزواجٌ؛ أُخَرُ لا ینصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ، و هو أُخْرًی و آخَرُ، و كذلك كلُّ جمع علی فُعَل لا ینصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ و صُغَرَ؛ و إذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ینصرِفُ نحو سُتْرَةٍ و سُتَرٍ و حُفْرَةٍ و حُفْرٍ، و إذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ینصرِفْ فی المعرفة و یَنْصَرِفُ فی النَّكِرَةِ، و إذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غیره فإِنه ینصرفُ نحو سُبَدٍ و مُرَعٍ، و ما أَشبههما. و قرئ: وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوٰاجٌ؛ علی الواحدِ. و قوله: وَ مَنٰاةَ الثّٰالِثَةَ الْأُخْریٰ؛ تأْنیث الآخَر، و معنی آخَرُ شی‌ءٌ غیرُ الأَوّلِ؛ و قولُ أَبی العِیالِ: إِذا سَنَنُ الكَتِیبَةِ صَدَّ، عن أُخْراتِها، العُصَبُ قال السُّكَّریُّ: أَراد أُخْرَیاتِها فحذف؛ و مثله ما أَنشده ابن الأَعرابی: و یتَّقی السَّیفَ بأُخْراتِه، مِنْ دونِ كَفِّ الجارِ و المِعْصَمِ قال ابن جنی: و هذا مذهبُ البَغدادِیینَ، أَ لا تَراهم یُجیزُون فی تثنیة قِرْقِرَّی قِرْقِرَّانِ، و فی نحو صَلَخْدَی صَلَخْدانِ؟ إِلَّا أَنَّ هذا إِنَّما هو فیما طال من الكلام، و أُخْرَی لیست بطویلةٍ. قال: و قد یمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلَّا أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءِ تكونُ لغیر التأْنیثِ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حینئذ للتأْنیثِ، و مثلُهُ بُهْمَاةٌ، و لا یُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ فی حالَتَیْنِ ثِنْتَیْنِ تقدیرینِ اثنینِ، أَ لَا تری إِلی قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء؟ ثم
لسان العرب، ج‌4، ص: 14
قال العجاج: فَحَطَّ فی عَلْقَی و فی مُكُور فجعلها للتأْنیث و لم یصرِفْ. قال ابن سیدة: و حكی أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبیدة قال فی بعض كلامه: أُراهم كأَصحابِ التصریفِ یقولون إِنَّ علامة التأْنیثِ لا تدخلُ علی علامة التأْنیثِ؛ و قد قال العجاج: فحط فی علقی و فی مكور فلم یصرِفْ، و هم مع هذا یقولون عَلْقَاة، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال: إنَّ أَبا عبیدة أَخفی مِن أَن یَعرِف مثل هذا؛ یرید ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقدیرین فی حالَیْنِ مختلِفینِ. و قولُهُم: لا أَفْعلهُ أُخْرَی اللیالی أَی أَبداً، و أُخْرَی المنونِ أَی آخِرَ الدهرِ؛ قال: و ما القومُ إِلَّا خمسةٌ أَو ثلاثةٌ، یَخُوتونَ أُخْرَی القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَی مَنْ كان فی آخِرهم. و الأَجادلُ: جمع أَجْدلٍ الصَّقْر. و خَوْتُ البازِی: انقضاضُهُ للصیدِ؛ قال ابنُ بَرِّی: و فی الحاشیة بیتٌ شاهدٌ علی أُخْرَی المنونِ لیس من كلام الجوهریّ، و هو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِیّ، و هو: أَن لا تزالوا، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَی المنونِ، مَوالیاً إِخوانا قال ابن بری: و قبله: أَ نَسیِتُمُ عَهْدَ النَّبیِّ إِلیكُمُ، و لقد أَلَظَّ و أَكَّدَ الأَیْمانا؟ و أُخَرُ: جمع أُخْرَی، و أُخْرَی: تأْنیثُ آخَرَ، و هو غیرُ مصروفٍ. و قال تعالی: فَعِدَّةٌ مِنْ أَیّٰامٍ أُخَرَ*، لأَن أَفْعَلَ الذی معه مِنْ لا یُجْمَعُ و لا یؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً، تقولُ: مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك و بامرأَةٍ أَفضل منك، فإِن أَدْخَلْتَ علیه الأَلِفَ و اللَام أَو أَضفتَه ثَنَّیْتَ و جَمَعْتَ و أَنَّثْت، تقولُ: مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ و بالرجال الأَفضلِینَ و بالمرأَة الفُضْلی و بالنساءِ الفُضَلِ، و مررتُ بأَفضَلهِم و بأَفضَلِیهِم و بِفُضْلاهُنَّ و بفُضَلِهِنَّ؛ و قالت امرأَةٌ من العرب: صُغْراها مُرَّاها؛ و لا یجوز أَن تقول: مررتُ برجلٍ أَفضلَ و لا برجالٍ أَفضَلَ و لا بامرأَةٍ فُضْلَی حتی تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ علیه الأَلفَ و اللامَ و هما یتعاقبان علیه، و لیس كذلك آخَرُ لأَنه یؤنَّثُ و یُجْمَعُ بغیرِ مِنْ، و بغیر الأَلف و اللامِ، و بغیر الإِضافةِ، تقولُ: مررتُ برجل آخر و برجال أُخَرَ و آخَرِین، و بامرأَة أُخْرَی و بنسوة أُخَرَ، فلما جاء معدولًا، و هو صفة، مُنِعَ الصرفَ و هو مع ذلك جمعٌ، فإِن سَمَّیْتَ به رجلًا صرفتَه فی النَّكِرَة عند الأَخفشِ، و لم تَصرفْه عند سیبویه؛ و قول الأَعشی: و عُلِّقَتْنی أُخَیْرَی ما تُلائِمُنی، فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغیرُ أُخْرَی. و الأُخْرَی و الآخِرَةُ: دارُ البقاءِ، صفةٌ غالبة. و الآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ، و هو صفة، یقال: جاء أَخَرَةً و بِأَخَرَةٍ، بفتح الخاءِ، و أُخَرَةً و بأُخَرةٍ؛ هذه عن اللحیانی بحرفٍ و بغیر حرفٍ أَی آخرَ كلِّ شی‌ءٍ. و‌فی الحدیث: كان رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یقولُ: بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن یقومَ من المجلِسِ كذا و كذا‌أَی فی آخِر جلوسه. قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یكون فی آخِرِ عمرِه، و هو بفتح الهمزة و الخاءُ؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: لما كان بِأَخَرَةٍ‌و ما عَرَفْتُهُ إِلَّا بأَخَرَةٍ أَی أَخیراً. و یقال: لقیتُه أَخیراً و جاء أُخُراً و أَخیراً و أُخْرِیّاً و إِخرِیّاً و آخِرِیّاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 15
و بآخِرَةٍ، بالمدّ، أَی آخِرَ كلِّ شی‌ء، و الأُنثی آخِرَةٌ، و الجمع أَواخِرُ. و أَتیتُكَ آخِر مرتینِ و آخِرَةَ مرتینِ؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یفسر آخِر مرتین و لا آخرَةَ مرتین؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنها المرَّةُ الثانیةُ من المرَّتین. و شقَّ ثوبَه أُخُراً و من أُخُرٍ أَی من خلف؛ و قال إمرؤ القیس یصفُ فرساً حِجْراً: و عینٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مآقِیهِما مِنْ أُخُرْ و عین حَدْرَةٌ أَی مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة. و البَدْرَةُ: التی تَبْدُر بالنظر، و یقال: هی التامة كالبَدْرِ. و معنی شُقَّتْ من أُخُرٍ: یعنی أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها. و بعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَی بنَظِرَةٍ و تأْخیرٍ و نسیئة، و لا یقالُ: بِعْتُه المتاعَ إِخْرِیّاً. و یقال فی الشتم: أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ، بكسر الخاء و قصر الأَلِف، و الأَخِیرَ و لا تقولُه للأُنثی. و حكی بعضهم: أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ، بالمد، و الآخِرُ و الأَخِیرُ الغائبُ. شمر فی قولهم: إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا و كذا، قال ابن شمیل: الأَخِرُ المؤَخَّرُ المطروحُ؛ و قال شمر: معنی المؤَخَّرِ الأَبْعَدُ؛ قال: أُراهم أَرادوا الأَخِیرَ فأَنْدَروا الیاء. و‌فی حدیث ماعِزٍ: إِنَّ الأَخِرَ قد زنی؛ الأَخِرُ، بوزن الكَبِد، هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخیر. و یقال: لا مرحباً بالأَخِر أَی بالأَبعد؛ ابن السكیت: یقال نظر إِلیَّ بِمُؤْخِرِ عینِه. و ضَرَبَ مُؤَخَّرَ رأْسِه، و هی آخِرَةُ الرحلِ. و المِئخارُ: النخلةُ التی یبقی حملُها إلی آخِرِ الصِّرام: قال: تری الغَضِیضَ المُوقَرَ المِئخارا، مِن وَقْعِه، یَنْتَثِرُ انتثاراً و یروی: تری العَضِیدَ و العَضِیضَ … و قال أَبو حنیفة: المئخارُ التی یبقی حَمْلُها إِلی آخِرِ الشتاء، و أَنشد البیت أَیضاً. و‌فی الحدیث: المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ‌أَی أَرذَلُه و أَدناهُ؛ و یروی بالمدّ، أَی أَنّ السؤالَ آخِرُ ما یَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب.

أدر؛ ج4، ص: 15

: الأُدْرَةُ، بالضم: نفخةٌ فی الخُصْیةِ؛ یقال: رجل آدَرُ بَیِّنُ الأَدَرِ. غیرُه: الأَدَرُ و المأْدُورُ الذی یَنْفَتِقُ صِفاقُهُ فیَقعُ قُصْبُه و لا یَنْفَتِقُ إِلَّا من جانبه الأَیسرِ، و قیل: هو الذی یُصیبهُ فَتْقٌ فی إِحدی الخُصْیتینِ، و لا یقال امرأَةٌ أَدْراءُ، إِما لأَنه لم یُسْمَعْ، و إِما أَن یكون لاختلاف الخِلْقَة؛ و قد أَدِرَ یأْدَرُ أَدَراً، فهو آدَرُ، و الاسم الأُدْرَةُ؛ و قیل: الأَدَرَةُ الخُصْیَةُ، و الخُصْیَةُ الأَدْراءُ: العظیمةُ من غیر فَتْقٍ. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا أَتاه و به أُدْرَةٌ، فقال: ائْتِ بِعُسٍّ، فحَسا منه ثم مَجَّه فیه، و قال: انْتَضِحْ به، فذهبت عنه الأُدْرَةُ. و رجل آدَرُ: بَیِّنُ الأَدَرَةِ، بفتح الهمزة و الدال، و هی التی تسمیها الناسُ القَیْلَةَ. و منه‌الحدیث: إِن بنی إِسرائیلَ كانوا یقولونَ إِن موسی آدَرُ، من أَجل أَنه كان لا یغتَسل إِلَّا وحدَه.و فیه نزل قوله تعالی: لٰا تَكُونُوا كَالَّذِینَ آذَوْا مُوسیٰ «2». اللیث: الأَدَرَةُ و الأَدَرُ مصدران، و الأُدْرَةُ اسم تلك المنْتَفِخَة، و الآدَرُ نَعْتٌ.

أرر؛ ج4، ص: 15

: الإِرَارُ و الأَرُّ: غُصْنٌ من شوك أَو قَتادٍ تُضْرَبُ به الأَرضُ حتی تلینَ أَطرافُه ثم تَبُلُّه و تَذُرُّ علیه مِلحاً، ثم تُدخِلُه فی رَحِم الناقةِ إِذا مارَنَتْ فلم تَلْقَحْ، و قد أَرَّها یَؤُرُّها أَرّاً. قال اللیث: الإِرارُ شِبهُ ظُؤْرَةٍ یَؤُرُّ بها الراعی رَحِمَ الناقةِ إِذا مارَنَتْ، و ممارَنَتُها أَن یَضْرِبَها الفَحلُ فلا تَلْقَحَ.
(2). الآیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 16
قال: و تفسیرُ قوله یَؤُرُّها الراعی هو أَن یُدْخِلَ یَدَه فی رَحمِها أَو یَقْطَعَ ما هناك و یعالجه. و الأَرُّ: أَن یَأْخُذَ الرجلُ إِراراً، و هو غصنٌ من شوك القَتادِ و غیره، و یفعَلَ به ما ذكرناه. و الأَرُّ: الجماع. و‌فی خطبة علیّ، كرّم الله تعالی وجهه: یُفْضی كإِفضْاءِ الدِّیَكةِ و یَؤُرُّ بِملاقِحِه؛ الأَرُّ: الجماع. و أَرَّ المرأَةَ یَؤُرُّها أَرّاً: نَكحها. غیره: و أَرَّ فلان إِذا شَفْتَنَ؛ و منه قوله: و ما النَّاسُ إِلَّا آئِرٌ و مَئِیرُ قال أَبُو منصور: معنی شَفْتَنَ ناكَحَ و جامَع، جعل أَرَّ و آرَ بمعنًی واحِد. أَبو عبید: أَرَرْتُ المرأَةَ أَؤُرُّها أَرّاً إِذا نكحتها. و رجل مِئَرٌّ: كثیر النكاح؛ قالت بنت الحُمارِس أَو الأَغْلب: بَلَّتْ به عُلابِطاً مِئَرّا، ضَخْمَ الكَرادیس وَأًی زِبِرَّا أَبو عبید: رجل مِئَرٌّ أَی كثیر النكاح مأْخوذ من الأَیْر؛ قال الأَزهری: أَقرأَنیه الإِیادیُّ عن شمر لأَبی عبید، قال: و هو عندی تصحیف و الصواب مِیأَرٌ، بوزن مِیعَرٍ، فیكون حینئذٍ مِفْعَلًا من آرَها یَئِیرُها أَیْراً؛ و إِن جعلته من الأَرِّ قلت: رجل مِئَرُّ؛ و أَنشد أَبو بكر بن محمد بن درید أَبیات بنت الحمارس أَو الأَغلب. و الیُؤْرُورُ: الجِلْوازُ، و هو من ذلك عند أَبی علی. و الأَریرُ: حكایة صوت الماجِن عند القِمارِ و الغَلَبة، یقال: أَرَّ یَأَرُّ أَریراً. أَبو زید: ائْتَرَّ الرجل ائْتِراراً إِذا استَعْجل؛ قال أَبو منصور: لا أَدری هو بالزای أَم بالراء؛ و قد أَرَّ یَؤُرُّ. الإِرَّة: النار. و أَرَّ سَلْحَه أَرّاً و أَرَّ هو نَفْسُه إِذا اسْتَطْلَقَ حتی یموتَ. و أَرْأَرْ: من دُعاءِ الغنم.

أزر؛ ج4، ص: 16

: أَزَرَ به الشی‌ءُ: أَحاطَ؛ عن ابن الأَعرابی. و الإِزارُ: معروف. و الإِزار: المِلْحَفَة، یذكر و یؤنث؛ عن اللحیانی؛ قال أَبو ذؤیب: تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتیلِ و بَزِّه، و قَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِیل إِزارُها یقول: تَبَرَّأُ من دم القَتِیل و تَتَحَرَّجُ و دمُ القتیل فی ثوبها. و كانوا إِذا قتل رجل رجلًا قیل: دم فلان فی ثوب فلان أَی هو قتله، و الجمع آزِرَةٌ مثل حِمار و أَحْمِرة، و أُزُر مثل حمار و حُمُر، حجازیة؛ و أُزْر: تمیمیة علی ما یُقارب الاطِّراد فی هذا النحو. و الإِزارَةُ: الإِزار، كما قالوا للوِساد وسادَة؛ قال الأَعشی: كَتَمایُلِ، النَّشْوانِ یَرْفُلُ فی البَقیرَة و الإِزارَه قال ابن سیدة: و قول أَبی ذؤیب: و قد عَلِقَتْ دَمَ القَتِیلِ إِزارُها یجوز أَن یكون علی لغة من أَنَّث الإِزار، و یجوز أَن یكون أَراد إِزارَتَها فحذف الهاء كما قالوا لیت شِعْری، أَرادوا لیت شِعْرتی، و هو أَبو عُذْرِها و إنما المقول ذهب بعُذْرتها. و الإِزْرُ و المِئْزَرُ و المِئْزَرَةُ: الإِزارُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و‌فی حدیث الاعتكاف: كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَیقظ أَهله و شَدَّ المئْزَرَ؛ المئزَرُ: الإِزار، و كنی بشدّه عن اعتزال النساء، و قیل: أَراد تشمیره للعبادة. یقال: شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَری أَی تشمرت له؛ و قد ائْتَزَرَ به و تأَزَّرَ. و ائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً و تأَزَّرَ: لبس المئزر، و هو مثل الجِلْسَةٍ و الرِّكْبَةِ، و یجوز أَن تقول: اتَّزَرَ بالمئزر أَیضاً فیمن یدغم الهمزة فی التاء، كما تقول: اتَّمَنْتُهُ، و الأَصل ائْتَمَنْتُهُ. و یقال: أَزَّرْتهُ تأْزیراً
لسان العرب، ج‌4، ص: 17
فَتَأَزَّرَ. و‌فی حدیث المْبعثَ: قال له ورقة إِنْ یُدْرِكْنی یومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً‌أَی بالغاً شدیداً یقال: أَزَرَهُ و آزَرَهُ أَعانه و أَسعده، من الأَزْر: القُوَّةِ و الشِّدّة؛ و منه‌حدیث أَبی بكر أَنه قال للأَنصار یوم السَّقِیفَةِ: لقد نَصَرْتُم و آزَرْتُمْ و آسَیْتُمْ.الفرّاء: أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّیته، و آزَرْتُه عاونته، و العامة تقول: وازَرْتُه. و قرأَ ابن عامر: فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ، علی فَعَلَهُ، و قرأَ سائر القرّاء: فَآزَرَهُ. و قال الزجاج: آزَرْتُ الرجلَ علی فلان إِذا أَعنته علیه و قوّیته. قال: و قوله فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ؛ أَی فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حتی استوی بعضه مع بعض. و إِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ: من الإِزارِ؛ قال ابن مقبل: مثلَ السِّنان نَكیراً عند خِلَّتِهِ لكل إِزْرَةِ هذا الدهر ذَا إِزَرِ. و جمعُ الإِزارِ أُزُرٌ. و أَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً. و‌فی الحدیث: قال الله تعالی: العَظَمَة إِزاری و الكِبْریاء ردائی؛ ضرب بهما مثلًا فی انفراده بصفة العظمة و الكبریاء أَی لیسا كسائر الصفات التی قد یتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة و الكرم و غیرهما، و شَبَّهَهُما بالإِزار و الرداء لأَن المتصف بهما یشتملانه كما یشتمل الرداءُ الإِنسان، و أَنه لا یشاركه فی إِزاره و ردائه أَحدٌ، فكذلك لا ینبغی أَن یشاركه اللهَ تعالی فی هذین الوصفین أَحدٌ. و منه‌الحدیث الآخر: تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ و تَردّی بالكبریاء و تسربل بالعز؛ و‌فیه: ما أَسْفَلَ من الكعبین من الإِزارِ فَفِی النار‌أَی ما دونه من قدَم صاحبه فی النار عقوبةً له، أَو علی أَن هذا الفعل معدود فی أَفعال أَهل النار؛ و منه‌الحدیث: إِزْرَةُ المؤمن إلی نصف الساق و لا جناح علیه فیما بینه و بین الكعبین؛ الإِزرة، بالكسر: الحالة و هیئة الائتزار؛ و منه‌حدیث عثمان: قال له أَبانُ بنُ سعید: ما لی أَراك مُتَحَشِّفاً؟ أَسْبِلْ، فقال: هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا.و‌فی الحدیث: كان یباشر بعض نسائه و هی مُؤْتَزِرَةٌ فی حالة الحیض؛ أَی مشدودة الإِزار. قال ابن الأَثیر: و قد جاء‌فی بعض الروایات و هی مُتَّزِرَةٌ، قال: و هو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم فی التاء. و الأُزْرُ: مَعْقِدُ الإِزارِ، و قیل: الإِزار كُلُّ ما واراك و سَتَرك؛ عن ثعلب. و حكی عن ابن الأَعرابی: رأَیت السَّرَوِیَّ «3» یمشی فی داره عُرْیاناً، فقلت له: عریاناً؟ فقال: داری إِزاری. و الإِزارُ: العَفافُ، علی المثل؛ قال عدیّ بن زید: أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عبید: فلان عفیف المِئْزَر و عفیف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما یحرم علیه من النساء، و یكنی بالإِزار عن النفس و عن المرأَة؛ و منه‌قول نُفَیْلَةَ الأَكبر الأَشْجعیّ، و كنیته أَبو المِنْهالِ، و كان كتب إِلی عمر بن الخطاب أَبیاتاً من الشعر یشیر فیها إلی رجل، كان والیاً علی مدینتهم، یخرج الجواریَ إِلی سَلْعٍ عند خروج أَزواجهن إِلی الغزو، فیَعْقِلُهُن و یقول لا یمشی فی العِقال إِلا الحِصَان، فربما وقعت فتكشفت، و كان اسم هذا الرجل جعدة بن عبد الله السلمی؛ فقال: أَلا أَبلِغْ، أَبا حَفْصٍ، رسولًا فِدیً لك، من أَخی ثِقَةٍ، إِزاری قَلائِصَنَا، هداك الله، إِنا شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ
(3). قوله [السروی] هكذا بضبط الأصل.
لسان العرب، ج‌4، ص: 18
فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، قَفَا سَلْعٍ، بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ من بنی كعب بن عمرو، و أَسْلَمَ أَو جُهَیْنَةَ أَو غِفَارِ یُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَیمٍ، غَوِیٌّ یَبْتَغِی سَقَطَ العَذارِی یُعَقّلُهُنَّ أَبیضُ شَیْظَمِیٌّ، و بِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِیَارِ و كنی بالقلائص عن النساء و نصبها علی الإِغراء، فلما وقف عمر، رضی الله عنه، علی الأَبیات عزله و سأَله عن ذلك الأَمر فاعترف، فجلده مائةً مَعْقُولًا و أَطْرَدَهُ إلی الشام، ثم سئل فیه فأَخرجه من الشام و لم یأْذن له فی دخول المدینة، ثم سئل فیه أَن یدخل لِیُجَمِّعَ، فكان إِذا رآه عمر توعده؛ فقال: أَ كُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ، أَبا حَفْصٍ، لِشَتْمٍ أَو وَعِیدِ؟ فَمَا أَنا بالْبَری‌ء بَرَاه عُذْرٌ، و لا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ و قول جعدة قوله «1». بن عبد الله السلمی: فِدیً لك، من أَخی ثقة، إِزاری. أَی أَهلی و نفسی؛ و قال أَبو عمرو الجَرْمی: یرید بالإِزار هاهنا المرأَة. و‌فی حدیث بیعة العقبة: لَنَمْنَعَنَّك مما نمنع منه أُزُرَنا‌أَی نساءنا و أَهلنا، كنی عنهن بالأُزر، و قیل: أَراد أَنفسنا. ابن سیدة: و الإِزارُ المرأَة، علی التشبیه؛ أَنشد، الفارسی: كَانَ منها بحیث تُعْكَی الإِزارُ و فرسٌ آزَرُ: أَبیض العَجُز، و هو موضع الإِزار من الإِنسان. أَبو عبیدة: فرس آزَرُ، و هو الأَبیض الفخذَین و لونُ مقادیمه أَسودُ أَو أَیُّ لون كان. و الأَزْرُ: الظهر و القوّة؛ و قال البعیث: شَدْدَتُ له أَزْری بِمِرَّةِ حازمٍ علی مَوْقِعٍ من أَمره ما یُعاجِلُهْ ابن الأَعرابی فی قوله تعالی: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی؛ قال الأَزر القوّة، و الأَزْرُ الظَّهْرُ، و الأَزر الضعف. و الإِزْرُ، بكسر الهمزة: الأَصل. قال: فمن جعل الأَزْرَ القوّة قال فی قوله اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی أَی اشدد به قوّتی، و من جعله الظهر قال شدّ به ظهری، و من جعله الضَّعْف قال شدّ به ضعفی و قوِّ به ضعفی؛ الجوهری: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی أَی ظهری و موضعَ الإِزار من الحَقْوَیْن. و آزَرَهُ و وازَرَهُ: أَعانه علی الأَمر؛ الأَخیرة علی البدل، و هو شاذ، و الأَوّل أَفصح. و أَزَرَ الزَّرْعُ و تَأَزَّرَ: قَوَّی بعضه بعضاً فَالْتَفَّ و تلاحق و اشتد؛ قال الشاعر: تَأَزَّرَ فیه النبتُ حتی تَخایَلَتْ رُباه، و حتی ما تُری الشَّاءُ نُوَّما و آزَر الشی‌ءُ الشی‌ءَ: ساواه و حاذاه؛ قال إمرؤ القیس: بِمَحْنِیَّةٍ قد آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها مَضَمِّ جُیوشٍ غانِمین، و خُیَّبِ «2». أَی ساوی نبتُها الضال، و هو السِّدْر البریّ، أَراد: فآزره الله تعالی فساوی الفِراخُ الطِّوالَ فاستوی طولها. و أَزَّرَ النبتُ الأَرضَ: غطاها؛ قال الأَعشی: یُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ، مُؤَزَّرٌ بعمیم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ و آزَرُ: اسم أَعجمی، و هو اسم أَبی إِبراهیم، علی نبینا
(1). [و قول جعدة إلخ] هكذا فی الأصل المعتمد علیه، و لعل الأولی أن یقول و قول نفیلة الأكبر الأشجعی إلخ لأنه هو الذی یقتضیه سیاق الحكایة (2). قوله [مضمّ] فی نسخة مجر كذا بهامش الأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 19
و علیه الصلاة و السلام؛ و أَما قوله عز و جل: وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِیمُ لِأَبِیهِ آزَرَ؛ قال أَبو إِسحق: یقرأُ بالنصب آزَرَ، فمن نصب فموضع آزَرَ خفض بدل من أَبیه، و من قرأَ آزرُ، بالضم، فهو علی النداء؛ قال: و لیس بین النسَّابین اختلاف أَن اسم أَبیه كان تارَخَ و الذی فی القرآن یدل علی أَن اسمه آزر، و قیل: آزر عندهم ذمُّ فی لغتهم كأَنه قال و إِذ قال: إِبراهیم لأَبیه الخاطئ، و‌روی عن مجاهد فی قوله: آزَرَ أَ تَتَّخِذُ أَصْنٰاماً، قال لم یكن بأَبیه و لكن آزر اسم صنم، و إِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه قال إِبراهیم لأَبیه أَ تتخذ آزر إِلهاً، أَ تَتَّخِذُ أَصْنٰاماً آلِهَةً؟.

أسر؛ ج4، ص: 19

: الأُسْرَةُ: الدِّرْعُ الحصینة؛ و أَنشد: و الأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ، و الْبَیْضُ المُكَلَّلُ، و الرِّمَاح و أَسَرَ قَتَبَهُ: شدَّه. ابن سیدة: أَسَرَهُ یَأْسِرُه أَسْراً و إِسارَةً شَدَّه بالإِسار. و الإِسارُ: ما شُدّ به، و الجمع أُسُرٌ. الأَصمعی: ما أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه أَی ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ؛ و القِدُّ الذی یُؤْسَرُ به القَتَبُ یسمی الإِسارَ، و جمعه أُسُرٌ؛ و قَتَبٌ مَأْسور و أَقْتابٌ مآسیر. و الإِسارُ: الْقَیْدُ و یكون حَبْلَ الكِتافِ، و منه سمی الأَسیر، و كانوا یشدّونه بالقِدِّ فسُمی كُلُّ أَخِیذٍ أَسِیراً و إن لم یشدّ به. یقال: أَسَرْت الرجلَ أَسْراً و إساراً، فهو أَسیر و مأْسور، و الجمع أَسْری و أُساری. و تقول: اسْتَأْسِرْ أَی كن أَسیراً لی. و الأَسیرُ: الأَخِیذُ، و أَصله من ذلك. و كلُّ محبوس فی قِدٍّ أَو سِجْنٍ: أَسیرٌ. و قوله تعالی: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلیٰ حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً؛قال مجاهد: الأَسیر المسجون، و الجمع أُسَراءِ و أُساری و أَساری و أَسری. قال ثعلب: لیس الأَسْر بعاهة فیجعل أَسری من باب جَرْحی فی المعنی، و لكنه لما أُصیب بالأَسر صار كالجریح و اللدیغ، فكُسِّرَ علی فَعْلی، كما كسر الجریح و نحوه؛ هذا معنی قوله. و یقال للأَسیر من العدوّ: أَسیر لأَن آخذه یستوثق منه بالإِسار، و هو القِدُّ لئلا یُفلِتَ. قال أَبو إِسحاق: یجمع الأَسیر أَسری، قال: و فَعْلی جمع لكل ما أُصیبوا به فی أَبدانهم أَو عقولهم مثل مریض و مَرْضی و أَحمق و حمَقْی و سكران و سَكْری؛ قال: و من قرأَ أَساری و أُسٰاریٰ فهو جمع الجمع. یقال: أَسیر و أَسْرَی ثم أَساری جمع الجمع. اللیث: یقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً و أُسِر بالإِسار، و الإِسار الرِّباطُ، و الإِسارُ المصدر كالأَسْر. و جاءَ القوم بأَسْرِهم؛ قال أَبو بكر: معناه جاؤُوا بجمیعهم و خَلْقِهم. و الأَسْرِ فی كلام العرب: الخَلْقُ. قال الفراء: أُسِرَ فلانٌ أَحسن الأَسر أَی أَحسن الخلق، و أَسرَهَ الله أَی خَلَقَهُ. و هذا الشی‌ءُ لك بأَسره أَی بِقدِّه یعنی جمیعه كما یقال برُمَّتِه. و‌فی الحدیث: تَجْفُو القبیلة بأَسْرِها‌أَی جمیعها. و الأَسْرُ: شِدَّة الخَلْقِ. و رجل مأْسور و مأْطور: شدیدُ عَقْد المفاصِل و الأَوصال، و كذلك الدابة. و فی التنزیل: نَحْنُ خَلَقْنٰاهُمْ وَ شَدَدْنٰا أَسْرَهُمْ؛ أَی شددنا خَلْقهم، و قیل: أَسْرَهُمْ مفاصلهم؛ و قال ابن الأَعرابی: مَصَرَّتَیِ البَوْل و الغائط إِذا خرج الأَذی تَقَبَّضَتا، أَو معناه أَنهما لا تسترخیان قبل الإِرادة. قال الفراء: أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ الأَسْر و أَطَره أَحسن الأَطْر، و یقال: فلانٌ شدیدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا كان معصوب الخَلْق غیرَ مُسْترْخٍ؛ و قال العجاج یذكر رجلین كانا مأْسورین فأُطلقا:
لسان العرب، ج‌4، ص: 20
فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ، مُسَلَّمَیْنِ منْ إِسارٍ و أَسَرْ. یعنی شُرِّفا بعد ضیق كانا فیه. و قوله: من إِسارٍ و أَسَرٍ، أَراد: و أَسْرٍ، فحرك لاحتیاجه إِلیه، و هو مصدر. و‌فی حدیث ثابت البُنانی: كان داود، علیه السلام، إِذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا یشدّها إِلَّا الأَسْرُ‌أَی الشَّدُّ و العَصْبُ. و الأَسْرُ: القوة و الحبس؛ و منه‌حدیث الدُّعاء: فأَصْبَحَ طَلِیقَ عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك؛ الإِسارُ، بالكسر: مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً و إِساراً، و هو أَیضاً الحبل و القِدُّ الذی یُشدّ به الأَسیر. و أُسْرَةُ الرجل: عشیرته و رهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه یتقوی بهم. و‌فی الحدیث: زنی رجل فی أُسْرَةٍ من الناس؛ الأُسْرَةُ: عشیرة الرجل و أَهل بیته. و أُسِرَ بَوْلُه أَسْراً: احْتَبَسَ، و الاسم الأَسْرُ و الأُسْرُ، بالضم، و عُودُ أُسْرٍ، منه. الأَحْمر: إِذا احتبس الرجل بَوْله قیل: أَخَذَه الأُسْرُ، و إِذا احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ. ابن الأَعرابی: هذا عُودُ یُسْرٍ و أُسْرٍ، و هو الذی یُعالَجُ به الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه. قال: و الأُسْرُ تَقْطِیرُ البول و حزٌّ فی المثانة و إضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ. یقال: أَنالَه اللهُ أُسْراً. و قال الفراء: قیل عود الأُسْر هو الذی یُوضَعُ علی بطن المأْسور الذی احْتَبَسَ بوله، و لا تقل عود الیُسْر، تقول منه أُسِرَ الرجل فهو مأْسور. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: أَن رجلًا قال له: إِنَّ أَبی أَخَذه‌الأُسر یعنی احتباس البول. و‌فی حدیث عُمر: لا یُؤْسَر فی الإِسلام أَحد بشهادة الزور، إِنا لا نقبل إلا العُدول، أَی لا یُحْبس؛ و أَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ، و هی قَدْر ما یُشَدُّ به الأَسیر. و تآسِیرُ السَّرْجِ: السُّیور التی یُؤْسَرُ بها. أَبو زید: تَأَسَّرَ فلانٌ علیَّ تأَسُّراً إِذا اعتلّ و أَبطأَ؛ قال أَبو منصور: هكذا رواه ابن هانئ عنه، و أَما أَبو عبید فإِنه رواه عنه بالنون: تأَسَّنَ، و هو وهمٌ و الصواب بالراءِ.

أشر؛ ج4، ص: 20

: الأَشَرُ: المَرَح. و الأَشَرُ: البَطَرُ. أَشِرَ الرجلُ، بالكسر، یَأْشَرُ أَشَراً، فهو أَشِرٌ و أَشُرٌ و أَشْرانُ: مَرِحَ. و‌فی حدیث الزكاة و ذكر الخیل: و رجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً و مَرَحاً؛ الأَشَرُ: البَطَرُ. و قیل: أَشَدُّ البَطَر. و‌فی حدیث الزكاة أَیضاً: كأَغَذِّ ما كانت و أَسمنه و آشَرِهِ‌أَی أَبْطَرِه و أَنْشَطِه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم، و‌الروایة: و أَبْشَرِه.و‌فی حدیث الشعْبی: اجتمع جَوارٍ فأَرِنَّ و أَشِرْنَ.و یُتْبعُ أَشِرٌ فیقال: أَشِرٌ أَفِرٌ و أَشْرَانُ أَفْرانُ، و جمع الأَشِر و الأَشُر: أَشِرون و أَشُرون، و لا یكسَّران لأَن التكسیر فی هذین البناءَین قلیل، و جمع أَشْرانَ أَشاری و أُشاری كسكران و سُكاری؛ أَنشد ابن الأَعرابی لمیة بنت ضرار الضبی ترثی أَخاها: لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بَعْدَ امْرِئٍ بوادی أَشائِنَ، إِذْلالَها كَریمٍ نثاهُ و آلاؤُه، و كافی العشِیرَةِ ما غالَها تَراه علی الخَیْلِ ذا قُدْمَةٍ، إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا و خَلَّتْ وُعُولًا أُشاری بها، و قدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَی صَرَعَها، و هو بالزای
لسان العرب، ج‌4، ص: 21
، و غَلِطَ بعضهم فرواه بالراء. و إِذْلالها: مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قال تُذِلُّ إِذْلالها. و رجل مِئْشِیرٌ و كذلك امرأَةٌ مِئْشیرٌ، بغیر هاء. و ناقة مِئْشِیر و جَواد مِئْشِیر: یستوی فیه المذكر و المؤَنث؛ و قول الحرث بن حلِّزة: إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً، فَساقَتْهُمْ إِلَیْكُمْ أُمْنِیَّةٌ أَشْراءُ هی فَعْلاءُ من الأَشَر و لا فعل لها. و أَشِرَ النخل أَشَراً كثُر شُرْبُه للماء فكثرت فراخه. و أَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار، مهموز: نَشَرها، و المئشار: ما أُشِرَ به. قال ابن السكیت: یقال للمِئشار الذی یقطع به الخشب مِیشار، و جمعه مَواشِیرُ من وَشَرْتُ أَشِر، و مِئْشارٌ جمعه مآشِیرُ من أَشَرْت آشِرُ. و‌فی حدیث صاحب الأُخْدود: فوضع المِئْشارَ علی مَفْرِقِ رأْسه؛ المِئْشارُ، بالهمز: هو المِنْشارُ، بالنون، قال: و قد یترك الهمز. یقال: أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً، و وَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقَقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً، و یجمع علی مآشیرَ و موَاشیر؛ و منه‌الحدیث: فقطعوهم بالمآشیر‌أَی بالمناشیر؛ و قول الشاعر: لَقَدْ عَیَّلَ الأَیتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه، أَناشِرَ لا زالَتْ یَمِینُك آشرَه أَراد: لا زالتْ یَمینُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما قال عز و جل: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ؛ أَی مدفوق. و مثلُ قوله عز و جل: عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ*؛ أَی مَرْضِیَّة؛ و ذلك أَن الشاعر إِنما دعا علی ناشرة لا له، بذلك أَتی الخبر، و إِیاه حكت الرواة، و ذو الشی‌ء قد یكون مفعولًا كما یكون فاعلًا؛ قال ابن بری: هذا البیت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَیْبان و كان قتله ناشرة، و هو الذی رباه، قتله غدراً؛ و كان همام قد أَبْلی فی بنی تَغْلِبَ فی حرب البسوس و قاتل قتالًا شدیداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلی رحله یستسقی، و ناشرة عند رحله، فلما رأَی غفلته طعنه بحربة فقتله و هَرَب إِلی بنی تغلب. و أُشُرُ الأَسنان و أُشَرُها: التحزیز الذی فیها یكون خِلْقة و مُسْتَعملًا، و الجمع أُشُور؛ قال: لها بَشَرٌ صافٍ وَ وَجْهٌ مُقَسَّمٌ، و غُرُّ ثَنَایا، لم تُفَلَّلْ أُشُورُها و أُشَرُ المِنْجَل: أَسنانُه، و استعمله ثعلب فی وصف المِعْضاد فقال: المِعْضاد مثل المنْجل لیست له أُشَر، و هما علی التشبیه. و تأْشیر الأَسنان: تَحْزیزُها و تَحْدیدُ أَطرافها. و یقال: بأَسنانه أُشُر و أُشَر، مثال شُطُب السیف و شُطَبِه، و أُشُورٌ أَیضاً؛ قال جمیل: سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره و قد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً و أَشَّرَتْها: حَزَّزتها. و المُؤْتَشِرَة و المُسْتأْشِرَة كلتاهما: التی تدعو إِلی أَشْر أَسنانها. و‌فی الحدیث: لُعِنَت المأْشورةُ و المستأْشِرة.قال أَبو عبید: الواشِرَةُ المرأَة التی تَشِرُ أَسنانها، و ذلك أَنها تُفَلِّجها و تُحَدِّدها حتی یكون لها أُشُر، و الأُشُر: حِدَّة و رِقَّة فی أَطراف الأَسنان؛ و منه قیل: ثَغْر مُؤَشَّر، و إِنما یكون ذلك فی أَسنان الأَحداث، تفعله المرأَة الكبیرة تتشبه بأُولئك؛ و منه المثل السائر: أَعْیَیْتِنی بأُشُرٍ فَكَیْفَ أَرْجُوكِ «3». بِدُرْدُرٍ؟ و ذلك أَن رجلًا كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه یوماً یرقصه و یقول: یا حبذا دَرَادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلی حَجَر فهتمت أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها: أَعْیَیْتِنی بأُشُر فكیف
(3). قوله: [أرجوك] كذا بالأصل المعوّل علیه و الذی فی الصحاح و القاموس و المیدانی سقوطها و هو الصواب و یشهد له سقوطها فی آخر العبارة
لسان العرب، ج‌4، ص: 22
بِدُرْدُر. و الجُعَلُ: مُؤَشَّر العَضُدَیْن. و كلُّ مُرَقَّقٍ: مُؤَشَّرٌ؛ قال عنترة یصف جُعلًا: كأَنَّ مُؤَشَّر العَضُدَیْنِ حَجْلًا هَدُوجاً، بَیْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ و التَّأْشِیرة: ما تَعَضُّ به الجَرادةُ. و التَّأْشِیر: شوك ساقَیْها. و التَّأْشِیرُ و المِئْشارُ: عُقْدة فی رأْس ذنبها كالمِخْلبین و هما الأُشْرَتان.

أصر؛ ج4، ص: 22

: أَصَرَ الشی‌ءَ یَأْصِرُه أَصْراً: كسره و عَطَفه. و الأَصْرُ و الإِصْرُ: ما عَطَفك علی شی‌ء. و الآصِرَةُ: ما عَطَفك علی رجل من رَحِم أَو قرابة أَو صِهْر أَو معروف، و الجمع الأَواصِرُ. و الآصِرَةُ: الرحم لأَنها تَعْطِفُك. و یقال: ما تَأْصِرُنی علی فلان آصِرَة أَی ما یَعْطِفُنی علیه مِنَّةٌ و لا قَرَابة؛ قال الحطیئة: عَطَفُوا علیّ بِغَیر آصِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ أَی عطفوا علیّ بغیر عَهْد أَو قَرَابَةٍ. و المآصِرُ: هو مأْخوذ من آصِرَةِ العهد إِنما هو عَقْدٌ لیُحْبَس به؛ و یقال للشی‌ء الذی تعقد به الأَشیاء: الإِصارُ، من هذا. و الإِصْرُ: العَهْد الثقیل. و فی التنزیل: وَ أَخَذْتُمْ عَلیٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِی؛ و فیه: وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ؛ و جمعه آصْار لا یجاوز به أَدنی العدد. أَبو زید: أَخَذْت علیه إِصْراً و أَخَذْتُ منه إِصْراً أَی مَوْثِقاً من الله تعالی. قال الله عز و جل: رَبَّنٰا وَ لٰا تَحْمِلْ عَلَیْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنٰا؛ الفرّاء: الإِصْرُ العهد؛ و كذلك قال فی قوله عز و جل: وَ أَخَذْتُمْ عَلیٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِی؛ قال: الإِصر هاهنا إِثْمُ العَقْد و العَهْدِ إِذا ضَیَّعوه كما شدّد علی بنی إِسرائیل. و قال الزجاج: وَ لٰا تَحْمِلْ عَلَیْنٰا إِصْراً؛ أَی أَمْراً یَثْقُلُ علینا كما حملته علی الذین من قبلنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائیل من قتل أَنفسهم أَی لا تمتحنَّا بما یَثْقُل علینا أَیضاً. و‌روی عن ابن عباس: وَ لٰا تَحْمِلْ عَلَیْنٰا إِصْراً، قال: عهداً لا نفی به و تُعَذِّبُنا بتركه و نَقْضِه.و قوله: وَ أَخَذْتُمْ عَلیٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِی، قال: مِیثاقی و عَهْدی. قال أَبو إِسحاق: كلُّ عَقْد من قَرابة أَو عَهْد، فهو إِصْر. قال أَبو منصور: وَ لٰا تَحْمِلْ عَلَیْنٰا إِصْراً؛ أَی عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علینا. و قوله: وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ؛ أَی ما عُقِدَ من عَقْد ثقیل علیهم مثل قَتْلِهم أَنفسهم و ما أَشْبه ذلك من قَرض الجلد إِذا أَصابته النجاسة. و‌فی حدیث ابن عمر: من حَلَف علی یمین فیها إِصْر فلا كفارة لها؛ یقال: إِن الإِصْرَ أَنْ یَحْلف بطلاق أَو عَتاق أَو نَذْر. و أَصل الإِصْر: الثِّقْل و الشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَیمان و أَضْیَقُها مَخْرَجاً؛ یعنی أَنه یجب الوفاء بها و لا یُتَعَوَّضُ عنها بالكفارة. و العَهْدُ یقال له: إِصْر. و‌فی الحدیث عن أَسلم بن أَبی أُمامَة قال: قال رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم: من غَسَّلَ یوم الجمعة و اغْتَسلَ و غدا و ابْتَكر و دَنا فاستْمَع و أَنْصَت كان له كِفْلانِ من الأَجْر، و من غَسّل و اغْتسل و غدا و ابْتَكر و دنا و لَغَا كان له كِفْلانِ مِنَ الإِصْر؛ قال شمر: فی الإِصْر إثْمُ العَقْد إذا ضَیَّعَه. و قال ابن شمیل: الإِصْرُ العهد الثقیلُ؛ و ما كان عن یمین و عَهْد، فهو إِصْر؛ و قیل: الإِصْرُ الإِثْمُ و العقوبةُ لِلَغْوِه و تَضْیِیعهِ عَمَلَه، و أَصله من الضیق و الحبس. یقال: أَصَرَه یَأْصِرُه إِذا حَبَسه و ضَیَّقَ علیه. و الكِفْلُ: النصیب؛ و منه‌الحدیث: من كَسَب مالًا من حَرام فَأَعْتَقَ منه كان ذلك علیه إِصْراً؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَنه سئل عن السلطان قال: هو ظلُّ الله فی الأَرض فإِذا أَحسَنَ فله الأَجرُ و علیكم الشُّكْر، و إِذا أَساءَ فعلیه الإِصْرُ و علیكم الصَّبْر!.و‌فی حدیث ابن عمر: من حلف علی یمین فیها إِصْر؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 23
و الإِصر: الذَّنْب و الثِّقْلُ، و جمعه آصارٌ. و الإِصارُ: الطُّنُبُ، و جمعه أُصُر، علی فُعُل. و الإِصارُ: وَتِدٌ قَصِیرُ الأَطْنَابِ، و الجمع أُصُرٌ و آصِرَةٌ، و كذلك الإِصارَةُ و الآصِرَةُ. و الأَیْصَرُ: جُبَیْلٌ صغیر قَصِیر یُشَدُّ به أَسفَلُ الخباء إِلی وَتِدٍ، و فیه لغةٌ أَصارٌ، و جمع الأَیْصَر أَیاصِرُ. و الآصِرَةُ و الإِصارُ: القِدُّ یَضُمُّ عَضُدَیِ الرجل، و السین فیه لغة؛ و قوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابی: لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِیَّة، و لا أَتَصَبَّی آصِراتِ خَلِیلِ فسره فقال: لا أَرْضَی من الوُدّ بالضعیف، و لم یفسر الآصِرَةَ. قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِنما عنی بالآصرة الحَبْلَ الصغیر الذی یُشدّ به أَسفلُ الخِباء، فیقول: لا أَتعرّض لتلك المواضع أَبْتَغی زوجةَ خلیل و نحو ذلك، و قد یجوز أَن یُعَرِّضَ به: لا أَتَعَرَّضُ لمن كان من قَرابة خلیلی كعمته و خالته و ما أَشبه ذلك. الأَحمر: هو جاری مُكاسِری و مُؤَاصِری أَی كِسْرُ بیته إِلی جَنْب كِسْر بیتی، و إِصارُ بیتی إِلی جنب إِصار بَیْته، و هو الطُّنُبُ. و حَیٌّ مُتآصِرُون أَی متجاورون. ابن الأَعرابی: الإِصْرانِ ثَقْبَا الأُذنین؛ و أَنشد: إِنَّ الأُحَیْمِرَ، حِینَ أَرْجُو رِفْدَه غَمْراً، لأَقْطَعُ سَیِّ‌ءُ الإِصْرانِ جمع علی فِعْلان. قال: الأَقْطَعُ الأَصَمُّ، و الإِصرانُ جمع إِصْرٍ. و الإِصار: ما حواه المِحَشُّ من الحَشِیش؛ قال الأَعشی: فَهذا یُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا، و یَجْمَعُ ذا بَیْنَهُنَّ الإِصارا و الأَیْصَر: كالإِصار؛ قال: تَذَكَّرَتِ الخَیْلُ الشِّعِیرَ فَأَجْفَلَتْ، و كُنَّا أُناساً یَعْلِفُون الأَیاصِرا و رواه بعضهم: … الشعیر عشیة. و الإِصارُ: كِساء یُحَشُّ فیه. و أَصَر الشی‌ءَ یأْصِرُه أَصْراً: حبسه؛ قال ابن الرقاع: عَیْرانَةٌ ما تَشَكَّی الأَصْرَ و العَمَلا و كَلأٌ آصِرٌ: حابِس لمن فیه أَو یُنْتَهَی إِلیه من كثرته. الكسائی: أَصَرنی الشی‌ءُ یأْصِرُنی أَی حبسنی. و أَصَرْتُ الرجلَ علی ذلك الأَمر أَی حبسته. ابن الأَعرابی: أَصَرْتُه عن حاجته و عما أَرَدْتُه أَی حبسته، و الموضعُ مَأْصِرٌ و مأْصَر، و الجمع مآصر، و العامة تقول معاصر. و شَعَرٌ أَصِیر: مُلْتَفٌّ مجتمع كثیر الأَصل؛ قال الراعی: و لأَتْرُكَنَّ بحاجِبَیْكَ عَلامةً، ثَبَتَتْ علی شَعَرٍ أَلَفَّ أَصِیرِ و كذلك الهُدْب، و قیل: هو الطَّویلُ الكثیف؛ قال: لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِیرُ المنامة هنا: القَطِیفةُ یُنام فیها. و الإِصارُ و الأَیْصَر: الحشیش المجتمع، و جمعه أَیاصِر. و الأَصِیرُ: المتقارب. و أْتَصَر النَّبْتُ ائْتِصاراً إِذا الْتَفَّ. و إِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَی عددهم كثیر؛ قال سلمة بن الخُرْشُب یصف الخیل: یَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّر إلی عُنُنٍ، مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ یرید: خیلًا رُبِطَتْ بأَفنیتهم. و العُنُنُ: كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخیلُ من الریح و البرد. و الأَواصِرُ: الأَواخی و الأَواری، واحِدَتُها آصِرَة؛ و قال آخر:
لسان العرب، ج‌4، ص: 24
لَها بالصَّیْفِ آصِرَةٌ وَ جُلٌّ، و سِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ و فی كتاب أَبی زید: الأَیاصِرُ الأَكْسِیَة التی مَلَؤُوها من الكَلإِ و شَدُّوها، واحِدُها أَیْصَر. و قال: مَحَشٌّ لا یُجَزُّ أَیْصَرُه أَی من كثرته. قال الأَصمعی: الأَیْصَرُ كساء فیه حشیش یقال له الأَیْصَر، و لا یسمی الكساءُ أَیْصَراً حین لا یكونُ فیه الحَشِیش، و لا یسمی ذلك الحَشِیشُ أَیْصَراً حتی یكون فی ذلك الكساء. و یقال: لفلان مَحَشٌّ لا یُجَزُّ أَیصره أَی لا یُقْطَع. و المَأْصِر: محبس یُمَدُّ علی طریق أَو نهر یُؤْصَرُ به السُّفُنُ و السَّابِلَةُ أَی یُحْبَس لتؤخذ منهم العُشور.

أطر؛ ج4، ص: 24

: الأَطْرُ: عَطْفُ الشی‌ءِ تَقْبِضُ علی أَحَدِ طَرَفَیْهِ فَتُعَوِّجُه؛ أَطَرَه یأْطِرُهُ و یأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً و أَطَّرَه فَتَأَطَّر: عطَفه فانعطف كالعُود تراه مستدیراً إِذا جمعت بین طرفیه؛ قال أَبو النجم یصف فرساً: كَبْداءُ قَعْسَاءُ علی تَأْطِیرِها و قال المغیرة بن حَبْنَاءَ التمیمی: و أَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ من القَنا، إِذا ما رَقَی أَكْتَافَكُمْ و تَأَطَّرا أَی إِذا انْثنی؛ و قال: تأَطَّرْنَ بالمِینَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه، و قدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه ذكر المظالم التی وقعت فیها بنو إِسرائیل و المعاصی فقال: لا و الذی نفسی بیده حتی تأْخذوا علی یَدَی الظالم و تَأْطِرُوهُ علی الحق أَطْراً؛ قال أَبو عمرو و غیره: قوله تَأْطِرُوه علی الحق یقول تَعْطِفُوه علیه؛ قال ابن الأَثیر: من غریب ما یحكی فی هذا الحدیث عن نفطویه أَنه قال: بالظاء المعجمة من باب ظأَر، و منه الظِّئْرُ و هی المرضِعَة، و جَعَلَ الكلمة مقلوبةً فقدّم الهمزة علی الظاء و كل شی‌ء عطفته علی شی‌ء، فقد أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً؛ قال طرفة یذكر ناقة و ضلوعها: كأَنَّ كِناسَیْ ضالَةٍ یَكْنُفانِها، و أَطْرَ قِسِیٍّ، تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد شبه انحناء الأَضلاع بما حُنی مِن طرَفی القَوْس؛ و قال العجاج یصف الإِبل: و باكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِیرا، لا آجِنَ الماءِ و لا مَأْطُورا و عَایَنَتْ أَعْیُنُها تامُورَا، یُطِیرُ عَنْ أَكتافِها القَتِیرا قال: المأْطور البئر التی قد ضَغَطَتْها بئر إِلی جنبها. قال: تَامُورٌ جُبَیْل صَغیر. و القَتِیرُ: ما تطایر من أَوْبارِها، یَطِیرُ مِنْ شِدَّة المزاحَمَة. و إِذا كان حالُ البِئر سَهْلًا طُوی بالشجر لئلا ینهدم، فهو مأْطور. و تَأَطَّرَ الرُّمحُ: تَثَنَّی؛ و منه فی صفة آدم، علیه السلام: أَنه كان طُوالًا فَأَطَرَ اللهُ منه أَی ثَنَاه و قَصَّره و نَقَصَ من طُوله. یقال: أَطَرْتُ الشی‌ء فَانْأَطَرَ و تَأَطَّرَ أَی انْثَنَی. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَتاه زیاد بن عَدیّ فأَطَرَه إِلی الأَرض‌أَی عَطَفَه؛ و‌یروی: وَطَدَه، و قد تقدّم. و أَطْرُ القَوْسِ و السَّحاب: مُنحناهُما، سمی بالمصدر؛ قال: و هاتِفَةٍ، لأَطْرَیْها حَفِیفٌ، و زُرْقٌ، فی مُرَكَّبَةٍ، دِقاقُ ثنَّاه و إن كان مصدراً لأَنه جعله كالاسم. أَبو زید:
لسان العرب، ج‌4، ص: 25
أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَیْتَها. و الأَطْرُ: كالاعْوِجاج تراه فی السحاب؛ و قال الهذلی: أَطْرُ السَّحاب بها بیاض المِجْدَلِ قال: و هو مصدر فی معنی مفعول. و تَأَطَّرَ بالمكان: تَحَبَّسَ. و تَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً: لزمت بیتها و أَقامت فیه؛ قال عمر بن أَبی ربیعة: تَأَطَّرْنَ حَتی قُلْنَ: لَسْنَ بَوارِحاً، و ذُبْنَ كما ذابَ السَّدِیفُ المُسَرْهَدُ و المأْطورة: العُلْبَة یُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ و یُدارُ ثم یُلْبَسُ شَفَتَها، و ربما ثُنِیَ علی العود المأْطور أَطرافُ جلد العلبة فَتَجِفُّ علیه؛ قال الشاعر: و أَوْرَثَكَ الرَّاعِی عُبَیْدٌ هِرَاوَةً، و مَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِیَّةِ مِنْ جِلدِ قال: و السویة مرْكبٌ من مراكب النساء. و قال ابن الأَعرابی: التأْطیر أَن تبقی الجاریة زماناً فی بیت أَبویها لا تتزوَّج. و الأُطْرَةُ: ما أَحاط بالظُّفُرِ من اللحم، و الجمعُ أُطَرٌ و إِطارٌ؛ و كُلُّ ما أَحاط بشی‌ء، فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ و إِطارٌ. و إِطارُ الشَّفَةِ: ما یَفْصِلُ بینها و بین شعرات الشارب، و هما إِطارانِ. و سئل عمر بن عبد العزیز عن السُّنَّة فی قص الشارب، فقال: نَقُصُّهُ حتی یَبْدُوَ الإِطارُ. قال أَبو عبید: الإِطارُ الحَیْدُ الشاخص ما بین مَقَصِّ الشارب و الشفة المختلطُ بالفم؛ قال ابن الأَثیر: یعنی حرف الشفة الأَعلی الذی یحول بین منابت الشعر و الشفة. و إِطارُ الذَّكَرِ و أُطْرَتُه: حَرْفُ حُوقِه. و إِطارُ السَّهْم و أُطْرتُه: عَقَبَةٌ تُلْوی علیه، و قیل: هی العَقَبَةُ التی تَجْمَعُ الفُوقَ. و أَطَرَه یَأْطِرُهُ أَطْراً: عمل له إِطاراً و لَفَّ علی مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً. و الأُطْرَةُ، بالضم: العَقَبَةُ التی تُلَفُّ علی مجمع الفُوقِ. و إِطارُ البیتِ: كالمِنطَقَة حَوله. و الإِطارُ: قُضْبانُ الكرم تُلْوی للتعریش. و الإِطارُ: الحلقة من الناس لإِحاطتهم بما حَلَّقُوا به؛ قال بشر بن أَبی خازم: و حَلَّ الحَیُّ، حَیُّ بنی سُبَیْعٍ، قُراضِبَةً، و نَحْنُ لَهم إِطارُ أَی و نحن مُحْدِقُون بهم. و الأُطْرَةُ: طَرَفُ الأَبْهَرِ فی رأْس الحَجَبَةِ إِلی منتهی الخاصرة، و قیل: هی من الفرس طَرَفُ الأَبْهَرِ. أَبو عبیدة: الأُطْرَةُ طَفْطَفَة غلیظة كأَنها عَصَبَةٌ مركبة فی رأْس الحَجَبَةِ و ضِلَعِ الخَلْفِ، و عند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِینُ الأُطْرَةُ، و یستحب للفرس تَشنُّجُ أُطْرتِهِ؛ و قوله: كأَنَّ عَراقِیبَ القَطا أُطُرٌ لهَا، حَدِیثٌ نَواحِیها بِوَقْعٍ و صُلَّبِ یصف النِّصَالَ. و الأُطُرُ علی الفُوقِ: مثل الرِّصافِ علی الأَرْعاظِ. اللیث: و الإِطارُ إِطارُ الدُّفّ. و إِطارْ المُنْخُلِ: خَشَبُهُ. و إِطارُ الحافر: ما أَحاط بالأَشْعَرِ، و كلُّ شی‌ء أَحاط بشی‌ء، فهو إِطارٌ له؛ و منه صفة شعر علیّ: إِنما كان له إِطارٌ أَی شعر محیط برأْسه و وسطُه أَصلَعُ. و أُطْرَة الرَّمْلِ: كُفَّتُه. و الأَطِیرُ: الذَّنْبُ، و قیل: هو الكلام و الشرّ یجی‌ء من بعید، و قیل: إِنما سمی بذلك لإِحاطته بالعُنُق. و یقال فی المثل: أَخَذَنی بأَطِیرِ غیری؛ و قال مسكین الدارمی: أَ بَصَّرْتَنی بأَطِیر الرِّجال، و كلَّفْتَنی ما یَقُولُ البَشَرْ؟
لسان العرب، ج‌4، ص: 26
و قال الأَصمعی: إِن بینهم لأَواصِرَ رَحِمٍ و أَواطِرَ رَحِمٍ و عَواطِفَ رَحِمٍ بمعنی واحد؛ الواحدة آصِرةٌ و آطِرَةٌ. و‌فی حدیث علیّ: فَأَطَرْتُها بین نسائی‌أَی شققتها و قسمتها بینهنُّ، و قیل: هو من قولهم طار له فی القسمة كذا أَی وقع فی حصته، فیكون من فصل الطاء لا الهمزة. و الأُطْرَة: أَن یُؤخذ رمادٌ و دَمٌ یُلْطَخ به كَسْرُ القِدْرِ و یصلح؛ قال: قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ، و أَطْعَمَتْ كِرْدِیدَةً و فِدْرَهْ

أفر؛ ج4، ص: 26

: الأَفْرُ: العَدْوُ. أَفَرَ یَأْفِرُ أَفْراً و أُفُوراً: عَدَا وَ وَثَبَ؛ و أَفَرَ أَفْراً، و أَفِرَ أَفَراً: نَشِطَ. و رجل أَفَّارٌ و مِئفَرٌ إِذا كان وَثَّاباً جَیِّدَ العَدْوِ. و أَفَرَ الظَّبْیُ و غیره، بالفتح، یَأْفِرُ أُفُوراً أَی شَدَّ الإِحْضَارَ. و أَفَرَ الرَّجلُ أَیضاً أَی خَفَّ فی الخِدْمَةِ. و أَفِرَتِ الإِبل أَفْراً و اسْتَأْفَرَت اسْتِئْفَاراً إِذا نَشِطَتْ و سَمِنَتْ. و أَفِرَ البعیرُ، بالكسر، یأْفَرُ أَفَراً أَی سَمِنَ بعد الجَهْدِ. و أَفَرَتِ القِدْرُ تَأْفِرُ أَفْراً: اشتد غلیانها حتی كأَنها تنِزُّ؛ و قال الشاعر: بَاخُوا و قِدْرُ الحَرْبِ تَغلی أَفْرا و المِئْفَرُ من الرجال: الذی یسعی بین یدی الرجل و یَخْدمهُ، و إِنه لَیَأْفِرُ بین یدیه، و قد اتخذه مِئفَراً. و المِئفَرُ: الخادم. و رجل أَشِرٌ أَفِرٌ و أَشْرانُ أَفْرانُ أَی بَطِرٌ، و هو إِتباع. و أُفُرَّة الشَّرِّ «1». و الحَرِّ و الشِّتاء، و أَفُرَّتُه: شدَّته. و قال الفراء: أُفُرَّة الصیف أَوّله. و وقع فی أُفُرَّةٍ أَی بلِیة و شدة. و الأُفُرّة الجماعة ذاتُ الجَلَبَةِ، و الناس فی أُفُرَّة، یعنی الاختلاطَ. و أَفَّارٌ: اسم.

أقر؛ ج4، ص: 26

: الجوهری: أُقُرٌ مَوْضِعٌ؛ قال ابن مقبل: و ثَرْوَةٍ من رجالٍ لو رأَیْتَهُمُ، لَقُلْتَ: إحدی حِراج الجَرِّ من أُقُر

أكر؛ ج4، ص: 26

: الأُكْرَة، بالضم: الحُفْرَةُ فی الأَرض یجتمع فیها الماء فیُغْرَفُ صافیاً. و أَكَرَ یَأْكُرُ أَكْراً، و تَأَكَّرَ أُكَراً: حَفَرَ أُكْرَةً «2»؛ قال العجاج: مِنْ سَهْلِه و یَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ و الأُكَرُ: الحُفَرُ فی الأَرض، واحِدَتُها أُكْرَةٌ. و الأَكَّارُ: الحَرَّاثُ، و هو من ذلك. الجوهری: الأَكَرَةُ جمعُ أَكَّارٍ كأَنه جمعُ آكِرٍ فی التقدیر. و المؤاكَرَةُ: المخابرة و‌فی حدیث قتل أَبی جهل: فلو غَیْرُ أَكَّارٍ قتلنی؛ الأَكَّارُ: الزَّرَّاعُ أَراد به احتقاره و انتقاصه، كیف مِثْلُه یَقْتُلُ مِثْلَه و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن المؤاكَرَةِ، یعنی المزارعَةَ علی نصیب معلوم مما یُزْرَعُ فی الأَرض و هی المخابرة. و یقال: أَكَرْتُ الأَرض أَی حفرتها؛ و من العرب من یقول لِلْكُرَةِ التی یُلْعَبُ بها: أُكْرَةٌ، و اللغةُ الجیدةُ الكُرَةُ؛ قال: حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الكُرِینَا

أمر؛ ج4، ص: 26

: الأَمْرُ: معروف، نقیض النَّهْیِ. أَمَرَه به و أَمَرَهُ؛ الأَخیرة عن كراع؛ و أَمره إِیاه، علی
(1). قوله [و أفرّة الشر إلخ] بضم أوله و ثانیه و فتح ثالثه مشدداً، و بفتح الأَول و ضم الثانی و فتح الثالث مشدداً أیضاً، و زاد فی القاموس أفرَّة بفتحات مشدد الثالث علی وزن شربة و جربة مشدد الباء فیهما (2). قوله [حفر أكرة] كذا بالأصل و المناسب حفر حفراً
لسان العرب، ج‌4، ص: 27
حذف الحرف، یَأْمُرُه أَمْراً و إِماراً فأْتَمَرَ أَی قَبِلَ أَمْرَه؛ و قوله: و رَبْرَبٍ خِماصِ یَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ یشوّقن من رآهن إِلی تصیدها و اقتناصها، و إِلا فلیس لهنَّ أَمر. و قوله عز و جل: وَ أُمِرْنٰا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعٰالَمِینَ؛ العرب تقول: أَمَرْتُك أَن تفْعَل و لِتَفْعَلَ و بأَن تفْعَل، فمن قال: أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق و المعنی وقع الأَمر بهذا الفعل، و من قال أَمرتُك أَن تفعل فعلی حذف الباء، و من قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التی لها وقع الأَمرُ، و المعنی أُمِرْنا للإِسلام. و قوله عز و جل: أَتیٰ أَمْرُ اللّٰهِ فَلٰا تَسْتَعْجِلُوهُ؛ قال الزجاج: أَمْرُ اللّٰهِ ما وعَدهم به من المجازاة علی كفرهم من أَصناف العذاب، و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: حَتّٰی إِذٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا وَ فٰارَ التَّنُّورُ؛ أَی جاء ما وعدناهم به؛ و كذلك قوله تعالی: أَتٰاهٰا أَمْرُنٰا لَیْلًا أَوْ نَهٰاراً فَجَعَلْنٰاهٰا حَصِیداً؛ و ذلك أَنهم استعجلوا العذاب و استبطؤوا أَمْرَ الساعة، فأَعلم الله أَن ذلك فی قربه بمنزلة ما قد أَتی كما قال عز و جل: اقْتَرَبَتِ السّٰاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ؛ و كما قال تعالی: وَ مٰا أَمْرُ السّٰاعَةِ إِلّٰا كَلَمْحِ الْبَصَرِ. و أَمرتُه بكذا أَمراً، و الجمع الأَوامِرُ. و الأَمِیرُ: ذو الأَمْر. و الأَمیرُ: الآمِر؛ قال: و الناسُ یَلْحَوْنَ الأَمِیرَ، إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ، و لا یُلامُ المُرْشِدُ و إِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ: مُرْ، و أَصله أُؤْمُرْ، فلما اجتمعت همزتان و كثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلیة فزال الساكن فاستغنی عن الهمزة الزائدة، و قد جاءَ علی الأَصل. و فی التنزیل العزیز: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلٰاةِ؛ و فیه: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ. و الأَمْرُ: واحدُ الأُمُور؛ یقال: أَمْرُ فلانٍ مستقیمٌ و أُمُورُهُ مستقیمةٌ. و الأَمْرُ: الحادثة، و الجمع أُمورٌ، لا یُكَسَّرُ علی غیر ذلك. و فی التنزیل العزیز: أَلٰا إِلَی اللّٰهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ. و قوله عز و جل: وَ أَوْحیٰ فِی كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا؛ قیل: ما یُصلحها، و قیل: ملائكتَهَا؛ كل هذا عن الزجاج. و الآمِرَةُ: الأَمرُ، و هو أَحد المصادر التی جاءت علی فاعِلَة كالعَافِیَةِ و العاقِبَةِ و الجازیَةِ و الخاتمة. و قالوا فی الأَمر: أُومُرْ و مُرْ، و نظیره كُلْ و خُذْ؛ قال ابن سیدة؛ و لیس بمطرد عند سیبویه. التهذیب: قال اللیث: و لا یقال أُومُرْ، و لا أُوخُذْ منه شیئاً، و لا أُوكُلْ، إِنما یقال مُرْ و كُلْ و خُذْ فی الابتداء بالأَمر استثقالًا للضمتین، فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت: و أْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز و جل: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلٰاةِ؛ فأَما كُلْ من أَكَلَ یَأْكُلُ فلا یكاد یُدْخِلُون فیه الهمزةَ مع الفاء و الواو، و یقولون: و كُلا و خُذَا و ارْفَعاه فَكُلاه و لا یقولون فَأْكُلاهُ؛ قال: و هذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ، و ذلك أَن أَكثر كلامها فی كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ یَأْبِلُ و أَسَرَ یَأْسِرُ أَنْ یَكْسِرُوا یَفْعِلُ منه، و كذلك أَبَقَ یَأْبِقُ، فإِذا كان الفعل الذی أَوله همزة و یَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلی الأَمْرِ قیل: إِیسِرْ یا فلانُ، إِیْبِقْ یا غلامُ، و كأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتین فكرهوا جمعاً بین همزتین فحوّلوا إِحداهما یاء إِذ كان ما قبلها مكسوراً، قال: و كان حق الأَمر من أَمَرَ یَأْمُرُ أَن یقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتین، فتركت الهمزة الثانیة و حوِّلت واواً للضمة فاجتمع فی الحرف ضمتان بینهما واو و الضمة
لسان العرب، ج‌4، ص: 28
من جنس الواو، فاستثقلت العرب جمعاً بین ضمتین و واو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقی بعد طَرْحها حرفان فقالوا: مُرْ فلاناً بكذا و كذا، و خُذْ من فلان و كُلْ، و لم یقولوا أُكُلْ و لا أُمُرْ و لا أُخُذْ، إِلا أَنهم قالوا فی أَمَرَ یَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه و واو أَو فاء أَو كلام یتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ یَأْمُرُ فقالوا: الْقَ فلاناً و أْمُرْهُ، فردوه إِلی أَصله، و إِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ فی اللفظ، و لم یفعلوا ذلك فی كُلْ و خُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا: الْقَ فلاناً و خُذْ منه كذا، و لم نسْمَعْ و أُوخُذْ كما سمعنا و أْمُرْ. قال الله تعالی: وَ كُلٰا مِنْهٰا رَغَداً؛ و لم یقل: و أْكُلا؛ قال: فإِن قیل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلی أَصلها و لم یَرُدُّوا و كُلا و لا أُوخُذْ؟ قیل: لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشی‌ء إلی أَصله، و ربما بنوه علی ما سبق، و ربما كتبوا الحرف مهموزاً، و ربما تركوه علی ترك الهمزة، و ربما كتبوه علی الإِدغام، و كل ذلك جائز واسع؛ و قال الله عز و جل: وَ إِذٰا أَرَدْنٰا أَنْ نُهْلِكَ قَرْیَةً أَمَرْنٰا مُتْرَفِیهٰا فَفَسَقُوا فِیهٰا؛ قرأَ أَكثر القراء: أَمَرْنٰا، و روی خارجة عن نافع آمَرْنا، بالمدّ، و سائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً، و روی عن أَبی عمرو: أَمَّرْنا، بالتشدید، و سائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفیف المیم و بالقصر، و روی هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثیر: أَمَّرْنا، و سائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً، و روی سلمة عن الفراء مَن قَرأَ: أَمَرْنٰا، خفیفةً، فسَّرها بعضهم أَمَرْنٰا مُتْرَفِیهٰا بالطاعة فَفَسَقُوا فِیهٰا، إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلی الفسق. قال الفراء: و قرأَ الحسن: آمَرْنا، و روی عنه أَمَرْنٰا، قال: و روی عنه أَنه بمعنی أَكْثَرنا، قال: و لا نری أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها هاهنا، و معنی آمَرْنا، بالمد، أَكْثَرْنا؛ قال: و قرأَ أَبو العالیة: أَمَّرْنا مترفیها، و هو موافق لتفسیر ابن عباس و ذلك‌أَنه قال: سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا.و قال أَبو إِسحاق نَحْواً مما قال الفراء، قال: من قرأَ أَمَرْنٰا، بالتخفیف، فالمعنی أَمرناهم بالطاعة ففسقوا. فإِن قال قائل: أَ لست تقول أَمَرتُ زیداً فضرب عمراً؟ و المعنی أَنك أَمَرْتَه أَن یضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا یدل علی غیر الضرب؛ و مثله قوله: أَمَرْنٰا مُتْرَفِیهٰا فَفَسَقُوا فِیهٰا، أَمَرْتُكَ فعصیتَنی، فقد علم أَن المعصیةَ مخالَفَةُ الأَمْرِ، و ذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله. و قرأَ الحسن: أَمِرْنا مترفیها علی مثال عَلِمْنَا؛ قال ابن سیدة: و عسی أَن تكون هذه لغةً ثالثةً؛ قال الجوهری: معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا؛ قال: و قد تكون من الإِمارَةِ؛ قال: و قد قیل إِن معنی أَمِرْنا مترفیها كَثَّرْنا مُتْرَفیها؛ قال: و الدلیل علی هذا‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم؛ خیر المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ؛ أَی مُكَثِّرَةٌ. و العرب تقول: أَمِرَ بنو فلان أَی كَثُرُوا. مُهَاجِرٌ عن علیّ بن عاصم: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَی نَتُوجٌ وَلُود؛ و قال لبید: إِنْ یَغْبِطُوا یَهْبِطُوا، و إِنْ أَمِرُوا، یَوْماً، یَصِیرُوا لِلْهُلْكِ و النَّكَدِ و قال أَبو عبید فی قوله: مُهْرَةٌ مَأْمورة: إِنها الكثیرة النِّتاج و النَّسْلِ؛ قال: و فیها لغتان: قال أَمَرَها اللهُ فهی مَأْمُورَةٌ، و آمَرَها الله فهی مُؤْمَرَة؛ و قال غیره: إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة، فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة علی وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب: إِنی آتیه بالغدایا و العشایا، و إِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدایا علی لفظ العشایا تزویجاً للفظین، و لها
لسان العرب، ج‌4، ص: 29
نظائر. قال الجوهری: و الأَصل فیها مُؤْمَرَةٌ علی مُفْعَلَةٍ، كما‌قال، صلی الله علیه و سلم: ارْجِعْنَ مَأْزُورات غیر مَأْجورات؛ و إِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقیل مأْزورات علی لفظ مأْجورات لِیَزْدَوِجا. و قال أَبو زید: مُهْرَةٌ مأْمورة هی التی كثر نسلها؛ یقولون: أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَی كثَّرَ وَلَدَها. و أَمِرَ القومُ أَی كَثُرُوا؛ قال الأَعشی: طَرِفُونَ ولَّادُون كلَّ مُبَارَكٍ، أَمِرُونَ لا یَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ و یقال: أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَی كَثُرُوا، و فیه لغتان: أَمَرَها فهی مأْمُورَة، و آمَرَها فهی مُؤْمَرَةٌ؛ و منه‌حدیث أَبی سفیان: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبی كَبْشَةَ و ارْتَفَعَ شَأْنُه؛ یعنی النبیَّ، صلی الله علیه و سلم؛ و منه‌الحدیث: أن رجلًا قال له: ما لی أَری أَمْرَكَ یأْمَرُ؟ فقال: و الله لَیَأْمَرَنَّ‌أَی یزید علی ما تری؛ و منه‌حدیث ابن مسعود: كنا نقول فی الجاهلیة قد أَمِرَ بنو فلان‌أَی كثروا. و أَمِرَ الرجلُ، فهو أَمِرٌ: كثرت ماشیته. و آمَره الله: كَثَّرَ نَسْلَه و ماشیتَه، و لا یقال أَمَرَه؛ فأَما قوله: و مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلی ما قد أُنِسَ به من الإِتباع، و مثله كثیر، و قیل: آمَرَه و أَمَرَه لغتان. قال أَبو عبیدة: آمرته، بالمد، و أَمَرْتُه لغتان بمعنی كَثَّرْتُه. و أَمِرَ هو أَی كَثُرَ فَخُرِّجَ علی تقدیر قولهم علم فلان و أَعلمته أَنا ذلك؛ قال یعقوب: و لم یقله أَحد غیره. قال أَبو الحسن: أَمِرَ مالُه، بالكسر، أَی كثر. و أَمِرَ بنو فلان إِیماراً: كَثُرَتْ أَموالهم. و رجل أَمُورٌ بالمعروف، و قد ائتُمِرَ بخیر: كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه. و تأَمَّروا علی الأَمْرِ و ائْتَمَرُوا: تَمَارَوْا و أَجْمَعُوا آراءَهم. و فی التنزیل: إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِكَ لِیَقْتُلُوكَ؛ قال أَبو عبیدة: أَی یتشاورون علیك لیقتلوك؛ و احتج بقول النمر بن تولب: أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِی خَمِرْ، و یَعْدُو علی المَرْءِ ما یَأْتَمِرْ قال غیره: و هذا الشعر لإمرئ القیس. و الخَمِرُ: الذی قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ. و یعدو علی المرء ما یأْتمر أَی إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَیْرَ رَشَدٍ عَدَا علیه فأَهلكه. قال القتیبی: هذا غلط، كیف یعدو علی المرء ما شاور فیه و المشاورة بركة، و إِنما أَراد یعدو علی المرء ما یَهُمُّ به من الشر. قال و قوله: إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِكَ؛ أَی یَهُمون بك؛ و أَنشد: اعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ فی الرَّأْی، أَحْیَانَا قال: یقول من ركب أَمْراً بغیر مَشُورة أَخْطأَ أَحیاناً. قال و قوله: وَ أْتَمِرُوا بَیْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ؛ أَی هُمُّوا به و اعْتَزِمُوا علیه؛ قال: و لو كان كما قال أَبو عبیدة لقال: یَتَأَمَّرُونَ بك. و قال الزجاج: معنی قوله: یَأْتَمِرُونَ بِكَ؛ یَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك. قال أَبو منصور: ائْتَمَرَ القومُ و تآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً، كما یقال اقتتل القوم و تقاتلوا و اختصموا و تخاصموا، و معنی یَأْتَمِرُونَ بِكَ أَی یُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك و فی قتلك؛ قال: و جائز أَن یقال ائْتَمَرَ فلان رَأْیَهُ إِذا شاور عقله فی الصواب الذی یأْتیه، و قد یصیب الذی یَأْتَمِرُ رَأْیَهُ مرَّة و یخطئُ أُخری. قال: فمعنی قوله یَأْتَمِرُونَ بِكَ أَی یُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فیك أَی فی قتلك أَحسن من قول القتیبی إِنه بمعنی یهمون بك. قال: و أَما قوله: وَ أْتَمِرُوا بَیْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ؛ فمعناه، و الله أَعلم، لِیَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف؛ قال و قوله: اعلمن أَنْ كل مؤتمر
لسان العرب، ج‌4، ص: 30
معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأْیَه فی كل ما یَنُوبُهُ یخطئُ أَحیاناً؛ و قال العجاج: لَمّا رَأَی تَلْبِیسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبیس أَمر أَی تخلیط أَمر. مؤتمر أَی اتَّخَذَ أَمراً. یقال: بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك. و قال شمر فی تفسیر‌حدیث عمر، رضی الله عنه: الرجالُ ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْیَهُ؛ قال شمر: معناه ارْتَأَی و شاور نفسه قبل أَن یواقع ما یرید؛ قال و قوله: اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَی كل من عمل برأْیه فلا بد أَن یخطئ الأَحیان. قال و‌قوله: و لا یأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ‌أَی لا یشاوره. و یقال ائْتَمَرْتُ فلاناً فی ذلك الأَمر، و ائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا؛ و قال الأَعشی: فَعادَا لَهُنَّ وَ زَادَا لَهُنَّ، و اشْتَرَكَا عَمَلًا و أْتمارا قال: و منه قوله: لا یَدَّری المَكْذُوبُ كَیْفَ یَأْتَمِرْ أَی كیف یَرْتَئِی رَأْیاً و یشاور نفسه و یَعْقِدُ علیه؛ و قال أَبو عبید فی قوله: و یَعْدُو علی المَرءِ ما یَأْتَمِرْ معناه الرجل یعمل الشی‌ء بغیر رویة و لا تثبُّت و لا نظر فی العاقبة فیندَم علیه. الجوهری: و ائْتَمَرَ الأَمرَ أَی امتثله؛ قال إمرؤٌ القیس: و یعدو علی المرءِ ما یأْتمر أَی ما تأْمره به نفسه فیری أَنه رشد فربما كان هلاكه فی ذلك. و یقال: ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به و تشاوروا فیه. و الائْتِمارُ و الاسْتِئْمارُ: المشاوَرَةُ، و كذلك التَّآمُرُ، علی وزن التَّفاعُل. و المُؤْتَمِرُ: المُسْتَبِدُّ برأْیه، و قیل: هو الذی یَسْبِقُ إِلی القول؛ قال إمرؤٌ القیس فی روایة بعضهم؛أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّی خَمِرْ، و یَعْدُو علی المرْءِ ما یَأْتَمِرْ و یقال: بل أَراد أَن المرء یَأْتَمِرُ لغیره بسوء فیرجع وبالُ ذلك علیه. و آمَرَهُ فی أَمْرِهِ و وامَرَهُ و اسْتَأْمَرَهُ: شاوره. و قال غیره: آمَرْتُه فی أَمْری مُؤامَرَةً إِذا شاورته، و العامة تقول: وَامَرْتُه. و‌فی الحدیث: أَمِیری من الملائكة جبریلُ‌أَی صاحبُ أَمْرِی و وَلِیِّی. و كلُّ من فَزَعْتَ إِلی مشاورته و مُؤَامَرَته، فهو أَمِیرُكَ؛ و منه‌حدیث عمر؛ الرجال ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْیَه‌أَی شاور نفسه و ارْتأَی فیه قبل مُواقَعَة الأَمر، و قیل: المُؤْتَمِرُ الذی یَهُمُّ بأَمْرٍ یَفْعَلُه؛ و منه‌الحدیث الآخر: لا یأْتَمِرُ رَشَداً‌أَی لا یأْتی برشد من ذات نفسه. و یقال لكل من فعل فعلًا من غیر مشاورة: ائْتَمَرَ، كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشی‌ءِ فأْتَمَرَ أَی أَطاعها؛ و من المُؤَامَرَةِ المشاورةُ،فی الحدیث: آمِرُوا النساءَ فی أَنْفُسِهِنَّ‌أَی شاوروهن فی تزویجهن قال: و یقال فیه وَامَرْتُه، و لیس بفصیح. قال: و هذا أَمْرُ نَدْبٍ و لیس بواجب مثل قوله: البِكر تُسْتَأْذَنُ، و یجوز أَن یكون أَراد به الثَّیِّبَ دون البكر، فإِنه لا بد من إِذنهن فی النكاح، فإِن فی ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها. و منه‌حدیث عمر: آمِرُوا النساءَ فی بناتهنَّ، هو من جهة استطابة أَنفسهن و هو أَدعی للأُلفة، و خوفاً من وقوع الوحشة بینهما، إِذا لم یكن برضا الأُم إِذ البنات إِلی الأُمَّهات أَمیل و فی سماع قولهنَّ أَرغب، و لأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها الخافی عن أَبیها أَمراً
لسان العرب، ج‌4، ص: 31
لا یصلح معه النكاح، من علة تكون بها أَو سبب یمنع من وفاء حقوق النكاح، و علی نحو من هذا یتأَول‌قوله: لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها، و إِذْنُها سُكوتُها‌لأَنها قد تستحی أَن تُفْصِح بالإِذن و تُظهر الرغبة فی النكاح، فیستدل بسكوتها علی رضاها و سلامتها من الآفة. و قوله‌فی حدیث آخر: البكر تُسْتَأْذَنُ و الثیب تُسْتَأْمَرُ، لأَن الإِذن یعرف بالسكوت و الأَمر لا یعرف إِلا بالنطق. و‌فی حدیث المتعة: فآمَرَتْ نَفْسَها‌أَی شاورتها و استأْمرتها. و رجل إِمَّرٌ و إِمَّرَة «3». و أَمَّارة: یَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد فی أَمره. و الأَمیرُ: الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَیِّنُ الإِمارة و الأَمارة، و الجمعُ أُمَراءُ. و أَمَرَ علینا یَأْمُرُ أَمْراً و أَمُرَ و أَمِرَ: كوَلیَ؛ قال: قد أَمِرَ المُهَلَّبُ، فكَرْنِبوا و دَوْلِبُوا و حیثُ شِئْتُم فاذْهَبوا. و أَمَرَ الرجلُ یأْمُرُ إِمارةً إِذا صار علیهم أَمیراً. و أَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَیَّرَ عَلَماً. و یقال: ما لك فی الإِمْرَة و الإِمارَة خیرٌ، بالكسر. و أُمِّرَ فلانٌ إِذا صُیِّرَ أَمیراً. و قد أَمِرَ فلان و أَمُرَ، بالضم، أَی صارَ أَمیراً، و الأُنثی بالهاء؛ قال عبد الله بن همام السلولی: و لو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ، لبایَعْنا أَمیرةَ مُؤْمنینا و المصدر الإِمْرَةُ و الإِمارة، بالكسر. و حكی ثعلب عن الفراء: كان ذلك إِذ أَمَرَ علینا الحجاجُ، بفتح المیم، و هی الإِمْرَة. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه؛ الإِمْرَة، بالكسر: الإِمارة؛ و منه‌حدیث طلحة: لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك.و قالوا: علیك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ، ففتحوا. التهذیب: و یقال: لك علیَّ أَمْرَةٌ مطاعة، بالفتح لا غیر، و معناه لك علیَّ أَمْرَةٌ أُطیعك فیها، و هی المرة الواحدة من الأُمور، و لا تقل: إِمْرَةٌ، بالكسر، إِنما الإِمرة من الولایة. و التَّأْمیرُ: تَوْلیة الإِمارة. و أَمیرٌ مُؤَمَّرٌ: مُمَلَّكٌ. و أَمیر الأَعمی: قائده لأَنه یملك أَمْرَه؛ و منه قول الأَعشی: إِذا كان هادی الفتی فی البلادِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَمیرا و أُولوا الأَمْرِ: الرُّؤَساءُ و أَهل العلم. و أَمِرَ الشی‌ءُ أَمَراً و أَمَرَةً، فهو أَمرٌ: كَثُرَ و تَمَّ؛ قال: أُمُّ عِیالٍ ضَنؤُها غیرُ أَمِرْ و الاسم: الإِمْرُ. و زرعٌ أَمِرٌ: كثیر؛ عن اللحیانی. و رجل أَمِرٌ: مباركٌ یقبل علیه المالُ. و امرأَة أَمِرَةٌ: مباركة علی بعلها، و كلُّه من الكَثرة. و قالوا: فی وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه؛ و هو الذی تعرف فیه الخیر من كل شی‌ء. و أَمَرَتُه: زیادته و كثرته. و ما أَحسن أَمارَتَهم أَی ما یكثرون و یكثر أَوْلادُهم و عددهم. الفراء: تقول العرب: فی وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَی زیادته و نماءه و نفقته. تقول: فی إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه. و الأَمَرَةُ: الزیادة و النماءُ و البركة. و یقال: لا جعل الله فیه أَمَرَةً أَی بركة؛ من قولك: أَمِرَ المالُ إِذا كثر. قال: و وجه الأَمر أَول ما تراه، و بعضهم یقول: تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ. و قال أَبو الهیثم: تقول العرب: فی وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَی نقصانه؛ قال أَبو منصور: و الصواب ما قال الفراء فی الأَمَرِ أَنه الزِّیادة. قال
(3). قوله [إمر و إمرة] هما بكسر الأول و فتحه كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 32
ابن بزرج: قالوا فی وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَی یُمنَه، و أَمارَتَهُ مثله و أَمْرَتَه. و رجل أَمِرٌ و امرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا میمونین. و الإِمَّرُ: الصغیرُ من الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ، و الأُنثی إِمَّرَةٌ، و قیل: هما الصغیران من أَولادِ المعز. و العرب تقول للرجل إِذا وصفوه بالإِعدامِ: ما له إِمَّرٌ و لا إِمَّرَةٌ أَی ما له خروف و لا رِخْلٌ، و قیل: ما له شی‌ء. و الإِمَّرُ: الخروف. و الإِمَّرَةُ: الرِّخْلُ، و الخروف ذكر، و الرِّخْلُ أُنثی. قال الساجع: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَی سَفَراً فلا تَغْذُونَّ إِمَّرَةً و لا إِمَّراً. و رجلٌ إِمَّرٌ و إِمَّرَةٌ: أَحمق ضعیف لا رأْی له، و فی التهذیب: لا عقل له إِلا ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ، مثال إِمَّعٍ و إِمَّعَةٍ؛ قال إمرؤُ القیس: و لیس بذی رَیْثَةٍ إِمَّرٍ، إِذا قِیدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا و یقال: رجل إِمَّرٌ لا رأْی له فهو یأْتَمِرُ لكل آمر و یطیعه. و أَنشد شمر: إِذا طلعت الشعری سفراً فلا ترسل فیها إِمَّرَةً و لا إِمَّراً؛ قال: معناه لا تُرْسِلْ فی الإِبل رجلًا لا عقل له یُدَبِّرُها. و‌فی حدیث آدم، علیه السلام: من یُطِعْ إِمَّرَةً لا یأْكُلْ ثَمَرَةً.الإِمَّرَةُ، بكسر الهمزة و تشدید المیم: تأْنیث الإِمَّرِ، و هو الأَحمق الضعیف الرأْی الذی یقول لغیره: مُرْنی بأَمرك، أَی من یطع امرأَة حمقاء یُحْرَمِ الخیر. قال: و قد تطلق الإِمَّرَة علی الرجل، و الهاء للمبالغة. یقال: رجل إِمَّعَةٌ. و الإِمَّرَةُ أَیضاً: النعجة و كنی بها عن المرأَة كما كنی عنها بالشاة. و قال ثعلب فی قوله: رجل إِمَّرٌ. قال: یُشَبَّه بالجَدْی. و الأَمَرُ: الحجارة، واحدتُها أَمَرَةٌ؛ قال أَبو زبید من قصیدة یرثی فیها عثمان بن عفان، رضی الله عنه: یا لَهْفَ نَفْسیَ إِن كان الذی زَعَمُوا حقّاً و ما ذا یردُّ الیومَ تَلْهِیفی؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَی فوقه أَمَرٌ، كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفی و العُونُ: جمع عانة، و هی حُمُرُ الوحش، و نظیرها من الجمع قارَةٌ و قورٌ، و ساحة و سُوحٌ. و جواب إِن الشرطیة أَغنی عنه ما تقدم فی البیت الذی قبله؛ و شبَّه الأَمَرَ بالفحل یَرقُبُ عُونَ أُتُنِه. و الأَمَرُ، بالتحریك: جمع أَمَرَةٍ، و هی العَلَمُ الصغیر من أَعلام المفاوز من حجارة، و هو بفتح الهمزة و المیم. و قال الفراء: یقال ما بها أَمَرٌ أَی عَلَمٌ. و قال أَبو عمرو: الأَمَرَاتُ الأَعلام، واحدتها أَمَرَةٌ. و قال غیره: و أَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ؛ و قال حمید: بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارةً مِنْها، إِذا بَرَزَتْ فَنِیقٌ یَخْطُرُ و كلُّ علامَةٍ تُعَدُّ، فهی أَمارةٌ. و تقول: هی أَمارةُ ما بینی و بینك أَی علامة؛ و أَنشد: إِذا طلَعَتْ شمس النهار، فإِنها أَمارةُ تسلیمی علیكِ، فسَلِّمی ابن سیدة: و الأَمَرَةُ العلامة، و الجمع كالجمع، و الأَمارُ: الوقت و العلامة؛ قال العجاجُ: إِذ رَدَّها بكیده فارْتَدَّت إِلی أَمارٍ، و أَمارٍ مُدَّتی قال ابن بری: و صواب إِنشاده و أَمارِ مدتی بالإِضافة، و الضمیر المرتفع فی ردِّها یعود علی الله تعالی، و الهاء فی ردّها أَیضاً ضمیر نفس العجاج؛ یقول: إِذ ردَّ الله نفسی بكیده و قوّته إِلی وقت انتهاء مدتی. و‌فی حدیث ابن مسعود: ابْعَثوا بالهَدْیِ و اجْعَلوا بینكم
لسان العرب، ج‌4، ص: 33
و بینه یَوْمَ أَمارٍ؛ الأَمارُ و الأَمارةُ: العلامة، و قیل: الأَمارُ جمع الأَمارَة؛ و منه‌الحدیث الآخر: فهل للسَّفَر أَمارة؟و الأَمَرَةُ: الرابیة، و الجمع أَمَرٌ. و الأَمارة و الأَمارُ: المَوْعِدُ و الوقت المحدود؛ و هو أَمارٌ لكذا أَی عَلَمٌ. و عَمَّ ابنُ الأَعرابی بالأَمارَة الوقتَ فقال: الأَمارةُ الوقت، و لم یعین أَ محدود أَم غیر محدود؟ ابن شمیل: الأَمَرةُ مثل المنارة، فوق الجبل، عریض مثل البیت و أَعظم، و طوله فی السماء أَربعون قامة، صنعت علی عهد عاد و إِرَمَ، و ربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار، و إِنما هی حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض، قد أُلزقَ ما بینها بالطین و أَنت تراها كأَنها خِلْقَةٌ. الأَخفش: یقال أَمِرَ أَمْرُه یأْمَرُ أَمْراً أَی اشتدّ، و الاسم الإِمْرُ، بكسر الهمزة؛ قال الراجز: قد لَقیَ الأَقْرانُ مِنِّی نُكْرا، داهِیَةً دَهْیاءَ إِدّاً إِمْرا و یقال: عَجَباً. و أَمْرٌ إِمْرٌ: عَجَبٌ مُنْكَرٌ. و فی التنزیل العزیز: لَقَدْ جِئْتَ شَیْئاً إِمْراً؛ قال أَبو إِسحاق: أَی جئت شیئاً عظیماً من المنكر، و قیل: الإِمْرُ، بالكسر، و الأَمْرُ العظیم الشنیع، و قیل: العجیب، قال: و نُكْراً أَقلُّ من قوله إِمْراً، لأَن تغریق من فی السفینة أَنكرُ من قتل نفس واحدة؛ قال ابن سیدة: و ذهب الكسائی إِلی أَن معنی إِمْراً شیئاً داهیاً مُنْكَراً عَجَباً، و اشتقه من قولهم أَمِرَ القوم إِذا كثُروا. و أَمَّرَ القناةَ: جعل فیها سِناناً. و المُؤَمَّرُ: المُحَدَّدُ، و قیل: الموسوم. و سِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَی محدَّدٌ؛ قال ابن مقبل: و قد كان فینا من یَحُوطُ ذِمارَنا، و یَحْذی الكَمِیَّ الزَّاعِبیَّ المُؤَمَّرا و المُؤَمَّرُ أَیضاً: المُسَلَّطُ. و تَأَمَّرَ علیهم أَیَّ تَسَلَّطَ. و قال خالد فی تفسیر الزاعبی المؤَمر، قال: هو المسلط. و العرب تقول: أمِّرْ قَنَاتَكَ أَی اجعل فیها سِناناً. و الزاعبی: الرمح الذی إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّره یجری فی مُقدَّمه؛ و منه قیل: مَرَّ یَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان یتدافع؛ حكاه عن الأَصمعی. و یقال: فلانٌ أُمِّرَ و أُمِّرَ علیه إِذا كان والیاً و قد كان سُوقَةً أَی أَنه مجرَّب. و ما بها أَمَرٌ أَی ما بها أَحدٌ. و أَنت أَعلم بتامورك؛ تامورهُ: وعاؤُه، یرید أَنت أَعلم بما عندك و بنفسك. و قیل: التَّامورُ النَّفْس و حیاتها، و قیل العقل. و التَّامورُ أَیضاً: دمُ القلب و حَبَّتُه و حیاته، و قیل: هو القلب نفسه، و ربما جُعِلَ خَمْراً، و ربما جُعِلَ صِبغاً علی التشبیه. و التامور: الولدُ. و التّامور: وزیر الملك. و التّامور: ناموس الراهب. و التَّامورَةُ: عِرِّیسَة الأَسَدِ، و قیل: أَصل هذه الكلمة سریانیة، و التَّامورة: الإِبریق؛ قال الأَعشی: و إِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها … و التَّامورة: الحُقَّة. و التَّاموریُّ و التأْمُرِیُّ و التُّؤْمُریُّ: الإِنسان؛ و ما رأَیتُ تامُرِیّاً أَحسن من هذه المرأَة. و ما بالدار تأْمور أَی ما بها أَحد. و ما بالركیة تامورٌ، یعنی الماءَ؛ قال أَبو عبید: و هو قیاس علی الأَوَّل؛ قال ابن سیدة: و قضینا علیه أَن التاء زائدة فی هذا كله لعدم فَعْلول فی كلام العرب. و التَّامور: من دواب البحر، و قیل: هی دوَیبةٌ. و التَّامور: جنس من الأَوعال أَو شبیه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ فی وسَطِ رأْسه. و آمِرٌ: السادس
لسان العرب، ج‌4، ص: 34
من أَیام العجوز، و مؤُتَمِرٌ: السابع منها؛ قال أَبو شِبل الأَعرابی: كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ: بالصِّنِّ و الصِّنَّبْرِ و الوَبْرِ و بآمِرٍ و أَخیه مؤُتَمِرٍ، و مُعَلِّلٍ و بمُطْفِئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما یأْمرُ الناس بالحذر، و الآخر یشاورهم فی الظَّعَن أَو المقام، و أَسماء أَیام العجوز مجموعة فی موضعها. قال الأَزهری: قال البُستْی: سُمی أَحد أَیام العجوز آمِراً لأَنه یأْمر الناس بالحذر منه، و سمی الآخر مؤتمراً. قال الأَزهری: و هذا خطأٌ و إِنما سمی آمراً لأَن الناس یُؤامِر فیه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً للیوم؛ و المعنی أَنه یؤْتَمرُ فیه كما یقال لیلٌ نائم یُنام فیه، و یوم عاصف تَعْصِف فیه الریحُ، و نهار صائم إِذا كان یصوم فیه، و مثله كثیر فی كلامهم و لم یقل أَحد و لا سمع من عربی ائْتَمَرْتُه أَی آذنْتهُ فهو باطل. و مُؤْتَمِرٌ و المُؤْتَمِرُ: المُحَرَّمُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَیَّالٍ قَتِرْ، فی الحَجِّ من قَبْلِ دَآدی المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب و قال: القَتِرُ المتكبر. و الجمع مآمر و مآمیر. قال ابن الكلبی: كانت عاد تسمِّی المحرَّم مُؤتَمِراً، و صَفَرَ ناجِراً، و ربیعاً الأَول خُوَّاناً، و ربیعاً الآخر بُصاناً، و جمادی الأُولی رُبَّی، و جمادی الآخرة حنیناً، و رَجَبَ الأَصمَّ، و شعبان عاذِلًا، و رمضان ناتِقاً، و شوّالًا وعِلًا، و ذا القَعْدَةِ وَرْنَةَ، و ذا الحجة بُرَكَ. و إِمَّرَةُ: بلد، قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْد: و أَهْلُكَ بین إِمَّرَةٍ و كِیرِ و وادی الأُمَیِّرِ: موضع؛ قال الراعی: و افْزَعْنَ فی وادی الأُمَیِّرِ بَعْدَ ما كَسا البیدَ سافی القَیْظَةِ المُتَناصِرُ و یومُ المَأْمور: یوم لبنی الحرث بن كعب علی بنی دارم؛ و إِیاه عنی الفرزدق بقوله: هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ یَوْمَ الصَّفا، أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ؟ و فی الحدیث ذكرُ أَمَرَ، و هو بفتحِ الهمزة و المیم، موضع من دیار غَطَفان خرج إِلیه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، لجمع محارب.

أهر؛ ج4، ص: 34

: الأَهَرَةُ، بالتحریك: متاع البیت. اللیث: أَهَرَةُ البیت ثیابه و فرشه و متاعه؛ و قال ثعلب: بیتٌ حَسَنُ الظَّهَرة و الأَهَرَة و العَقار، و هو متاعه؛ و الظَّهَرَةُ: ما ظهر منه، و الأَهَرَة: ما بطن، و الجمع أَهَرٌ و أَهَراتٌ؛ قال الراجز: عَهْدِی بجَنَّاحٍ إِذا ما ارْتَزَّا، و أَذْرَتِ الرِّیحُ تُراباً نَزَّا أَحْسَنَ بَیْتٍ أَهَراً و بَزَّا، كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا و أَحسن فی موضع نصب علی الحال سادّ مسدّ خبر عهدی، كما تقول عهدی بزید قائماً. و ارْتَزَّ بمعنی ثبت. و الترابُ النَّزُّ: هو النَّدیُّ. رأَیت فی حاشیة كتاب ابن بری ما صورته: فی المحكم جَنَّاحٌ اسم رجل و جَنَّاحٌ اسم خباءٍ من أَخبیتهم؛ و أَنشد: عَهْدی بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا، و أَذْرَت الرِّیحُ تراباً نَزَّا، أَن سَوْفَ تَمْضِیه و ما ارْمأَزَّا قال: و تمضیه تمضی علیه. ابن سیدة: و الأَهَرَة الهیئة.
لسان العرب، ج‌4، ص: 35

أور؛ ج4، ص: 35

: الأُوارُ، بالضم: شدَّةُ حر الشمس و لفح النار و وهجها و العطشُ، و قیل: الدُّخان و اللَّهَبُ. و‌من كلام علی، رضی الله عنه: فإِن طاعة الله حِرْزٌ من أُوار نیران مُوقَدةٍ؛ قال أَبو حنیفة: الأُوارُ أَرَقُّ من الدخان و أَلطف؛ و قول الراجز: و النَّارُ قد تَشْفی من الأُوارِ النار هاهنا السِّماتُ. و قال الكسائی: الأُوار مقلوبٌ أَصله الوُآرُ ثم خففت الهمزة فأُبدلت فی اللفظ واواً فصارت وُواراً، فلما التقت فی أَول الكلمة واوان و أُجْریَ غیرُ اللازم مجری اللازم أُبدلت الأُولی همزة فصارت أُواراً، و الجمع أُورٌ. و أَرض أَوِرَةٌ و وَیِرَةٌ، مقلوب: شدیدة الأُوار. و یوم ذو أُوارٍ أَی ذو سَمُوم و حر شدید. و ریح إِیرٌ و أُورٌ. باردةٌ. و الأُوارُ أَیضاً: الجنوبُ. و المُسْتَأْوِرُ: الفَزِع؛ قال الشاعر: كأَنَّه بزوانٍ نامَ عَنْ غَنَمٍ، مُسْتَأْوِرٌ فی سواد اللَّیل مَدْؤُوبُ الفراءُ: یقال لریح الشَّمال الجِرْبیاءُ بوزن رَجُلٌ نِفْرِجاءُ و هو الجبانُ. و یقال للسَّماء إِیرٌ و أَیْرٌ و أَیِّرٌ و أَوُورٌ؛ قال: و أَنشدنی بعض بنی عُقَیْل: شَآمِیَّة جُنْحَ الظَّلام أَوُورُ قال: و الأَوُورُ علی فَعُول. قال: و اسْتَأْوَرَتِ الإِبلُ نَفَرَتْ فی السَّهْل، و كذلك الوحشُ. قال الأَصمعی: اسْتَوْأَرَتِ الإِبِلُ إِذا تَرابَعتْ علی نِفارٍ واحدٍ؛ و قال أَبو زید: ذاك إِذا نفرَتْ فصَعِدَت الجَبَلَ، فإِذا كان نِفارُها فی السَّهْلِ قیل: اسْتَأْوَرَتْ؛ قال: و هذا كلام بنی عُقَیْلٍ. الشَّیْبانی: المُسْتَأْوِرُ الفارُّ. و استَأْوَرَ البعیر إِذا تَهَیَّأَ للوُثوب و هو بارك. غیره: و یقال للحُفْرَة التی یجتمع فیها الماءُ أُورة و أُوقَةٌ؛ قال الفرزدق: تَرَبَّعَ بَیْنَ الأُورَتَیْنِ أَمیرُها و أَما قول لبید: یَسْلُبُ الكانِسَ، لم یُورَ بها، شُعْبَةَ السَّاقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ و روی: … لم یُوأَرْ بها؛ و من رواه كذلك فهو من أُوار الشمس، و هو شدّة حرها، فقلبه، و هو من التنفیر. و یقال: أَوْأَرْتُه فاسْتَوْأَر إِذا نَفَّرْتَه. ابن السكیت: آرَ الرجلُ حلیلته یَؤُورُها، و قال غیره: یَئِیرُها أَیْراً إِذا جامَعَها. و آرَةُ و أُوارَةُ: موضعان؛ قال: عَداوِیَّةٌ هیهاتَ منك مَحَلُّها، إِذا ما هی احْتَلَّتْ بقُدْسٍ و آرَةِ و یروی: … بقدس أُوارَةِ. عداویة: منسوبة إلی عدی علی غیر قیاس. و أُوارَةُ: اسم ماء. و أُورِیاءُ: رجل من بنی إِسرائیل، و هو زوج المرأَة التی فُتِنَ بها داود، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام. و‌فی حدیث عطاء: أَبْشِری أُوری شَلَّمَ براكب الحمار؛ یرید بیت الله المقدَّس؛ قال الأَعشی: و قَدْ طُفْتُ للمالِ آفاقَهُ: عُمانَ فَحِمْصَ فَأُورَی شَلَمْ و المشهور أُوری شَلَّم، بالتشدید، فخففه للضرورة، و هو اسم بیت المقدس؛ و رواه بعضهم بالسین المهملة و كسر اللام كأَنه عرّبه و قال: معناه بالعبرانیة بیت السلام. و‌روی عن كعب أَن الجنة فی السماء السابعة بمیزان بیت المقدس و الصخرة و لو وقع حجر منها وقع علی الصخرة؛ و لذلك دعیت أُورَشلَّم و دُعیت الجنةُ دارَ السلام.
لسان العرب، ج‌4، ص: 36‌

أیر؛ ج4، ص: 36

: إِیْرٌ و لغةٌ أُخری أَیْرٌ، مفتوحة الأَلف، و أَیِّرٌ، كل ذلك: من أَسماء الصَّبا، و قیل: الشَّمال، و قیل: التی بین الصبا و الشمال، و هی أَخبث النُّكْبِ. الفراء: الأَصمعی فی بابِ فِعْلٍ و فَعْلٍ: من أَسماء الصبا إِیْرٌ و أَیْرٌ و هِیرٌ و هَیْرٌ و أَیِّر و هَیِّر، علی مثال فَیْعِل؛ و أَنشد یعقوب: و إِنَّا مَسامِیحٌ إِذا هَبَّتِ الصَّبا، و إِنَّا لأَیْسارٌ إِذا الإِیرُ هَبَّتِ و یقال للسماء: إِیرٌ و أَیْرٌ و أَیِّرٌ و أَوُورٌ. و الإِیْرُ: ریحُ الجَنُوبِ، و جمعه إِیَرَةٌ. و یقال: الإِیْرُ ریح حارة من الأُوارِ، و إِنما صارت واوه یاء لكسرة ما قبلها. و ریح إِیرٌ و أُورٌ: باردة. و الأَیْرُ: معروف، و جمعه آیُرٌ علی أَفْعُل و أُیُورٌ و آیارٌ و أُیُرٌ؛ و أَنشد سیبویه لجریر الضبی: یا أَضْبُعاً أَكَلَتْ آیارَ أَحْمِرَةٍ، ففی البطون، و قد راحَتُ، قَراقیرُ هَلْ غَیْرُ أَنَّكُمُ جِعْلانُ مِمْدَرَةٍ دُسْمُ المرافق، أَنْذالٌ عَواوِیرُ و غَیْرُ هُمْزٍ و لُمْزٍ للصَّدیقِ، و لا یُنْكی عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافیرُ و أَنَّكْم ما بَطُنْتُمُ، لم یَزَلْ أَبَداً، مِنْكُمْ علی الأَقْرَبِ الأَدْنی، زَنابیرُ و رواه أَبو زید یا ضَبُعاً علی واحدة و یا ضُبُعاً؛ و أَنشد أَیضاً: أَنْعَتُ أَعْیاراً رَعَیْنَ الخَنْزَرا، أَنْعَتُهُنَّ آیُراً و كَمَرا و رجلٌ أُیاریٌّ: عظیمُ الذَّكَرِ. و رجل أُنافیٌّ: عظیم الأَنف. و‌روی عن علیّ بن أَبی طالب، رضی الله عنه، أَنه قال یوماً متمثلًا: مَنْ یَطُلْ أَیْرُ أَبیه یَنْتَطِقْ به؛ معناه أَن من كثرت ذكور ولد أَبیه شدّ بعضهم بعضاً؛ و من هذا المعنی قول الشاعر: فلو شاء ربی كان أَیْرُ أَبِیكُمُ طویلًا، كَأَیْرِ الحَرِث بن سَدوسِ قیل: كان له أَحد و عشرون ذكراً. و صَخْرَةٌ یَرَّاءُ و صخرة أَیَرٌ و حارٌّ یارٌّ: یذكر فی ترجمة یرر، إِن شاء الله. و إِیْرٌ: موضعٌ بالبادیة. التهذیب: إِیْرٌ و هِیرٌ موضع بالبادیة؛ قال الشماخ: علی أَصْلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِیٍّ من اللَّائی تَضَمَّنَهُنَّ إِیرُ و إِیرٌ: جَبَلٌ؛ قال عباس بن عامر الأَصم: علی ماءِ الكُلابِ و ما أَلامُوا؛ و لكن مَنْ یُزاحِمُ رُكْنَ إِیرِ؟. و الأَیارُ: الصُّفْرُ؛ قال عدی بن الرقاع: تلك التِّجارةُ لا تُجِیبُ لِمِثْلِها، ذَهَبٌ یباع بآنُكٍ و أَیارِ و آرَ الرجلُ حلیلَتَهُ یَؤُورُها و آرَها یَئِیرُها أَیْراً إِذا جامعها؛ قال أَبو محمد الیزیدی و اسمه یحیی بن المبارك یهجو عِنانَ جاریَةَ الناطِفِیِّ و أَبا ثعلب الأَعرج الشاعر، و هو كلیب بن أَبی الغول و كان من العرجان و الشعراء، قال ابن بری و من العرجان أَبو مالك الأَعرج؛ قال الجاحظ و فی أَحدهما یقول الیزیدی: أَبو ثَعْلَبٍ للناطِفِیِّ مُؤازِرٌ، علی خُبْثِهِ، و النَّاطِفیُّ غَیُورُ و بالبَغْلَةِ الشَّهْباءِ رِقَّةُ حافرٍ، و صاحِبُنَا ماضِی الجَنانِ جَسُورُ و لا غَرْوَ أَنْ كان الأُعَیْرِجُ آرَها، و ما النَّاسُ إِلَّا آیِرٌ و مَئِیرُ و الآرُ: العارُ. و الإِیارُ: اللُّوحُ، و هو الهواء.
لسان العرب، ج‌4، ص: 37

فصل الباء الموحدة؛ ج4، ص: 37

بأر؛ ج4، ص: 37

: البِئْرُ: القَلِیبُ، أُنثی، و الجمع أَبْآرٌ، بهمزة بعد الباء، مقلوب عن یعقوب، و من العرب من یقلب الهمزة فیقول: آبارٌ، فإِذا كُثِّرَتْ، فهی البِئارُ، و هی فی القلة أَبْؤُرٌ. و‌فی حدیث عائشة: اغْتَسِلی من ثلاث أَبْؤُرٍ یَمُدُّ بعضُها بعضاً؛ أَبْؤُرٌ: جمعُ قلة للبئر. و مدّ بعضها بعضاً: هو أَن میاهها تجتمع فی واحدة كمیاه القناة، و هی البِئْرَةُ، و حافرُها: الأَبَّارُ، مقلوب و لم یُسمع علی وَجْهِهِ؛ و فی التهذیب: و حافِرُها بأْآر؛ و یقال: أَبَّارٌ؛ و قد بَأَرْتُ بِئْراً و بَأَرَها یَبْأَرُها و ابْتَأَرَها: حَفَرَها. أَبو زید: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً یطبخ فیها، و هی الإِرَةُ. و‌فی الحدیث: البِئْرُ جبارٌ‌قیل هی العادِیَّةُ القدیمة لا یعلم لها حافر و لا مالك، فیقع فیها الإِنسان أَو غیره، فهو جُبار أَی هَدَرٌ، و قیل: هو الأَجیر الذی ینزل البئر فینقیها أَو یخرج منها شیئاً وقع فیها فیموت. و البُؤْرَةُ: كالزُّبْیَةِ من الأَرض، و قیل: هی موقد النار، و الفعل كالفعل. و بَأَرَ الشی‌ءَ یَبْأَرُه بَأْراً و ابْتَأَرَه، كلاهما: خَبَأَهُ و ادَّخَرَهُ؛ و منه قیل للحُفرَةِ: البُؤْرَةُ. و البُؤْرَةُ و البِئْرَةُ و البَئِیرَةُ، علی فَعِیلَةٍ: ما خُبِئَ و ادُّخِرَ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا آتاه الله مالًا فلم یَبْتَئِرْ خیراً: أَی لم یُقَدِّمْ لنفسه خَبِیئَةَ خَیْرٍ و لم یَدَّخِرْ. و ابْتَأَرَ الخیرَ و بَأَرَهُ: قَدَّمَهُ، و قیل: عمله مستوراً. و قال الأُمَوِیُّ فی معنی الحدیث: هو من الشی‌ء یُخْبَأُ كأَنه لم یُقدِّم لنفسه خیراً خَبَأَهُ لها. و یقال للذَّخیرة یدّخرها الإِنسان: بَئِیرَةٌ. قال أَبو عبید: فی الابْتِئار لغتان: یقال ابْتَأَرْتُ و ائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً و ائتِباراً؛ و قال القطامی: فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَیْشٌ، فلیس لسائِر لناسِ ائْتِبارُ یعنی اصطناع الخیر و المعروف و تقدیمه. و یقال لإِرَةِ النارِ: بُؤْرَةٌ، و جمعه بُؤَرٌ.

ببر؛ ج4، ص: 37

: البَبْرُ: واحدُ البُبُور، و هو الفُرانِقُ الذی یعادی الأَسد. غیره: البَبْرُ ضرب من السباع، أَعجمی معرّب.

بتر؛ ج4، ص: 37

: البَتْرُ: اسْتِئْصالُ الشی‌ء قطعاً. غیره: البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ و نحوه إِذا استأْصله. بَتَرْتُ الشی‌ءَ بَتْراً: قطعته قبل الإِتمام. و الانْبتارُ: الانْقِطاعُ. و‌فی حدیث الضحایا: أَنه نهی عن المبتورةِ، و هی التی قطع ذنبها. قال ابن سیدة: و قیل كُلُّ قطع بَتْرٌ؛ بَتَرَهُ یَبْتُرُهُ بَتْراً فانْبَتَرَ و تَبَتَّر. و سَیْفٌ باتِرٌ و بَتُورٌ و بَتَّارٌ: قطَّاع. و الباتِرُ: السیفُ القاطعُ. و الأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَب من أَیّ موضع كان من جمیع الدواب؛ و قد أَبْتَرَهُ فَبَتَر، و ذَنَبٌ أَبْتَرُ. و تقول منه: بَتِرَ، بالكسر، یَبْتَرُ بَتَراً. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن البُتَیْراءِ؛ هو أَن یُوتِرَ بركعة واحدة، و قیل: هو الذی شرع فی ركعتین فأَتم الأُولی و قطع الثانیة: و‌فی حدیث سعد: أَنه أَوْتَرَ بركعة، فَأَنْكَرَ علیه ابْنُ مسعود و قال: ما هذه البَتْراءُ؟و كل أَمر انقطع من الخیر أَثَرُه، فهو أَبْتَرُ. و الأَبْتَرانِ: العَیْرُ و العَبْدُ، سُمِّیا أَبْتَرَیْنِ لقلة خیرهما. و قد أَبْتَرَه اللهُ أَی صیره أَبتر. و خطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم یُذكر الله تعالی فیها و لا صُلّیَ علی النبی، صلی الله علیه و سلم؛ و خطب زیاد خطبته البَتْراءَ: قیل لها البَتْراءُ لأَنه لم یحمد الله تعالی فیها
لسان العرب، ج‌4، ص: 38
و لم یصلِّ علی النبی، صلی الله علیه و سلم. و‌فی الحدیث: كان لرسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، دِرْعٌ یقال لهَا البَتْراءُ، سمیت بذلك لقصرها.و الأَبْتَرُ من الحیات: الذی یقال له الشیطان قصیر الذنب لا یراه أَحد إِلَّا فرّ منه، و لا تبصره حامل إِلَّا أَسقطت، و إِنما سمی بذلك لِقَصرِ ذَنَبه كأَنه بُتِرَ منه. و‌فی الحدیث: كلُّ أَمْر ذی بال لا یُبدأُ فیه بحمد الله فهو أَبْتَرُ؛ أَی أَقطع. و البَتْرُ: القطعُ. و الأَبْتَرُ من عَرُوض المُتَقَارَب: الرابع من المثمَّن، كقوله: خَلِیلیَّ عُوجَا علی رَسْمِ دَارٍ، خَلَتْ مِنْ سُلَیْمی و مِنْ مَیَّهْ و الثانی من المُسَدَّس، كقوله: تَعَفَّفْ و لا تَبْتَئِسْ، فما یُقْضَ یَأْتیكَا فقوله یَهْ من مَیَّهْ و قوله كامِنْ یَأْتِیكا كلاهما فل، و إِنما حكمهما فعولن، فحذفت لن فبقی فعو ثم حذفت الواو و أُسكنت العین فبقی فل؛ و سمی قطرب البیت الرابع من المدید، و هو قوله: إِنما الذَّلْفاءُ یاقُوتَةٌ، أُخْرِجَتْ مِنْ كیسِ دِهْقانِ [دُهْقانِ سماه أَبْتَرَ. قال أَبو إِسحاق: و غلط قطرب، إِنما الأَبتر فی المتقارب، فأَما هذا الذی سماه قطرب الأَبْتَرَ فإِنما هو المقطوع، و هو مذكور فی موضعه. و الأَبْتَرُ: الذی لا عَقِبَ له؛ و به فُسِّرَ قولهُ تعالی: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ؛ نزلت فی العاصی بن وائل و كان دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو جالس فقال: هذا الأَبْتَرُ أَی هذا الذی لا عقب له، فقال الله جل ثناؤه: إِنَّ شٰانِئَكَ یا محمد هُوَ الْأَبْتَرُ أَی المنقطع العقب؛ و جائز أَن یكون هو المنقطع عنه كلُّ خیر. و‌فی حدیث ابن عباس قال: لما قَدِم ابنُ الأَشْرَفِ مكةَ قالت له قریشٌ: أَنت حَبْرُ أَهل المدینة و سَیِّدُهم؟ قال: نعم، قالوا: أَ لا تَری هذا الصُّنَیْبِرَ الأُبَیْتِرَ من قومه؟ یزعم أَنه خیر منا و نحن أَهلُ الحَجیج و أَهلُ السِّدانَةِ و أَهلُ السِّقایة؟ قال: أَنتم خیر منه، فأُنزلت: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، و أُنزلت: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْكِتٰابِ یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ وَ یَقُولُونَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا هٰؤُلٰاءِ أَهْدیٰ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا سَبِیلًا.ابن الأَثیر: الأَبْتَرُ المُنْبَتِرُ الذی لا ولد له؛ قیل: لم یكن یومئذٍ وُلِدَ لَهُ، قال: و فیه نظر لأَنه ولد له قبل البعث و الوحی إِلَّا أَن یكون أَراد لم یعش له ولد ذكر. و الأَبْتَرُ: المُعْدِمُ. و الأَبْتَرُ: الخاسرُ. و الأَبْتَرُ: الذی لا عُرْوَةَ له من المَزادِ و الدِّلاء. و تَبَتَّر لَحْمهُ: انْمارَ. و بَتَرَ رَحِمَهُ یَبْتُرُها بَتْراً: قطعها. و الأُباتِرُ، بالضم: الذی یَبْتُرُ رحمه و یقطعها؛ قال أَبو الرئیس المازنی و اسمه عبادة بن طَهْفَةَ یهجو أَبا حصن السلمی: لَئِیمٌ نَزَتْ فی أَنْفِهِ خُنْزُوانَةٌ، علی قَطْعِ ذی القُرْبی أَحَذُّ أُباتِرُ قال ابن بری: كذا أَورده الجوهری و المشهور فی شعره: شدیدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِینَةٍ و سنذكره هنا. و قیل: الأُباتِرُ القصیر كأَنه بُتِرَ عن التمام؛ و قیل؛ الأُباتِرُ الذی لا نَسْلَ لَه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: شدیدُ وِكاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِینَةٍ، علی قَطْعِ ذی القُرْبی أَحَذُّ أُباتِرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 39
قال: أُباتِرُ یُسْرِعُ فی بَتْرِ ما بینه و بین صدیقه. و أَبْتَرَ الرجلُ إِذا أَعْطَی و مَنَعَ. و الحُجَّةُ البَتْراءُ: النافذة؛ عن ثعلب. و البُتَیْراءُ: الشمسُ. و‌فی حدیث علی، كرّم الله وجهه، و سئل عن صلاة الأَضْحی أَو الضُّحی فقال: حین تَبْهَرُ البُتَیْراءُ الأَرضَ؛ أَراد حین تنبسط الشمس علی وجه الأَرض و ترتفع. و أَبْتَرَ الرجلُ: صلی الضحی، و هو من ذلك. و فی التهذیب: أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صلی الضحی حین تُقَضِّبُ الشمسُ، و تُقَضِّبُ الشمس أَی تُخرجُ شعاعَها كالْقُضْبان. ابن الأَعرابی: البُتَیْرَةُ تصغیر البَتْرَةِ، و هی الأَتانُ. و البُتْرِیَّةُ: فِرْقَةٌ من الزَّیدیة نسبوا إِلی المغیرة بن سعد و لقبه الأَبْتَرُ. و البُتْرُ و البَتْراءُ و الأُباتِرُ: مواضع؛ قال القتال الكلابی: عَفَا النَّبْتُ بعدی فالعَرِیشَانِ فالبُتْرُ و قال الراعی: تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهُمْ ضِباعٌ خِفافٌ مِنْ وراءِ الأُباتِر

بثر؛ ج4، ص: 39

: البَثْرُ و البَثَرُ و البُثُورُ: خُرَّاجٌ صِغارٌ، و خص بعضهم به الوجه، واحدته بَثْرَةٌ و بَثَرَةٌ. و قد بَثَر جِلْدُه و وجهه یَبْثُرُ بَثْراً و بُثُوراً: و بَثِرَ، بالكسر، بَثَراً و بَثُرَ، بالضم، ثلاث لغات، فهو وَجْهٌ بَثِرٌ. و تَبَثَّرَ وَجْهُه: بَثِرَ. و تَبَثَّرَ جلدُه: تَنَفَّط. قال أَبو منصور: البُثُور مِثْل الجُدَرِیِّ یَقْبُحُ علی الوجه و غیره من بدن الإِنسان، و جمعها بَثْرٌ. ابن الأَعرابی: البَثْرَةُ تصغیرها البُثَیْرَةُ، و هی النِّعْمَةُ التامة. و البَثْرَةُ: الحَرَّةُ. و البَثْرُ: أَرضٌ سَهْلَةٌ رِخْوَةٌ. و البَثْرُ: أَرضٌ حجارتها كحجارة الحَرَّةِ إِلَّا أَنها بِیضٌ. و البَثْرُ: الكثیر. یقال: كَثیرٌ بَثِیرٌ، إِتباع له و قد یفرد. و عطاءٌ بَثْرٌ: كثیر و قلیل، و هو من الأَضداد. و ماء بَثْرٌ: بقی منه علی وجه الأَرض شی‌ء قلیل. و بَثْرٌ: ماء معروف بذاتِ عِرْقٍ؛ قال أَبو ذؤیب: فافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّواءِ، و ماؤه بَثْرٌ، و عانَدَهُ طَرِیقٌ مَهْیَعُ و المعروف فی البَثْرِ: الكثیرُ. و قال الكسائی: هذا شی‌ء كثیرٌ بَثیرٌ بَذیرٌ و بَجیرٌ أَیضاً. الأَصمعی: البَثْرَة الحُفْرَةُ. قال أَبو منصور: و رأَیت فی البادیة رَكِیَّةً غیر مَطْوِیَّةٍ یقال لها بَثْرَةُ، و كانت واسعة كثیرة الماء. اللیث: الماءُ البَثْرُ فی الغدیر إِذا ذهب و بقی علی وجه الأَرض منه شی‌ء قلیل، ثم نَشَّ و غَشَّی وجْهَ الأَرض منه شِبْهُ عِرْمِضٍ؛ یقال: صار ماء الغدیر بَثْراً. و البَثْرُ: الحِسْیُ [الحَسْیُ. و البُثُور: الأَحْساءُ، و هی الكِرارُ؛ و یقال: ماءٌ باثِرٌ إِذا كان بادیاً من غیر حفر، و كذلك ماءٌ نابعٌ و نَبَعٌ. و الباثِرُ: الحَسُودُ. و البَثْرُ و المَبْثُور: المَحْسُودُ. و المَبْثُور: الغنیُّ التّامُّ الغِنی.

بثعر؛ ج4، ص: 39

: ابْذَعَرَّتِ الخیلُ و ابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شیئاً تَطْلُبُه.

بجر؛ ج4، ص: 39

: البَجَرُ، بالتحریك: خروجُ السُّرَّة و نُتُوُّها و غِلَظُ أَصلِها. ابن سیدة: البُجْرَةُ السُّرَّةُ من الإِنسان و البعیر، عَظُمَتْ أَو لم تعظم. و بَجَرَ بَجْراً، فهو أَبْجَرُ إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِهِ فالتَحَمَ من حیث دَقَّ و بقی فی ذلك العظم رِیحٌ، و المرأَةُ بَجْراءُ، و اسم ذلك الموضع البَجَرَةُ و البُجْرَةُ. و الأَبْجَرُ: الذی خرجت سرته؛ و منه‌حدیث صِفَةِ قُرَیْش: أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ؛ هی جمع باجر، و هو العظیم البطن. یقال: بَجِرَ یَبْجَرُ بَجَراً، فهو باجِرٌ‌لسان العرب، ج‌4، ص: 40‌و أَبْجَرُ، وصفهم بالبَطانَةِ و نُتُوءِ السُّرَرِ و یجوز أَن یكون كنایة عن كَنزهم الأَموال و اقتنائهم لها، و هو أَشبه بالحدیث لأَنه قرنه بالشح و هو أَشد البخل. و الأَبْجَرُ: العظیمُ البَطْنِ، و الجمع من كل ذلك بُجْرٌ و بُجْرانٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلا یَحْسَب البُجْرانُ أَنَّ دِماءَنا حَقِینٌ لهمْ فی غیرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ أَی لا یَحْسَبْنَ أَن دماءَنا تذهب فِرْغاً باطلًا أَی عندنا من حِفْظِنا لها فی أَسْقِیَةٍ مَرْبُوبَةٍ، و هذا مثل. ابن الأَعرابی: الباجِرُ المُنْتَفِخُ الجَوْف، و الهِرْدَبَّةُ الجَبانُ. الفراء: الباحرُ، بالحاء: الأَحمق؛ قال الأَزهری: و هذا غیر الباجر، و لكلٍّ مَعْنًی. الفراء: البَجْرُ و البَجَرُ انتفاخ البطن. و‌فی الحدیث: أَنه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحُوا بأَرْضٍ بَجْراءَ؛ أَی مرتفعةٍ صُلْبَةٍ. و الأَبْجَرُ: الذی ارتفعت سُرَّتُه و صَلُبَتْ؛ و منه‌حدیثه الآخر: أَصْبَحْنا فی أَرضٍ عَرُونَةٍ بَجْراءَ، و قیل: هی التی لا نباتَ بها. و الأَبْجَرُ: حَبْلُ السفینة لعظمه فی نوع الحبال، و به سمی أَبْجَرُ بنُ حاجز. و البُجْرَةُ: العُقْدَةُ فی البطن خاصة، و قیل: البُجْرَةُ العُقْدَةُ تكون فی الوجه و العُنُقِ، و هی مثلُ العُجْرَةِ؛ عن كراع. و بَجِرَ الرجلُ بَجَراً، فهو بَجِرٌ، و مَجَرَ مَجْراً: امتلأَ بطنُه من الماء و اللبن الحامض و لسانُه عطشانُ مثل نَجَرَ؛ و قال اللحیانی: هو أَن یكثر من شرب الماء أَو اللبن و لا یكاد یروی، و هو بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ. و تَبَجَّر النبیذَ: أَلَحّ فی شربه، منه. و البَجَاری و البَجاری: الدواهی و الأُمور العظام، واحدها بُجْرِیٌّ و بُجْرِیَّةٌ. و الأَباجِیرُ: كالبَجَاری و لا واحد له. و البُجْرُ، بالضم: الشر و الأَمر العظیم. أَبو زید: لقیت منه البَجَاری أَی الدواهی، واحدها بُجْرِیٌّ مثل قُمْرِیٍّ و قَماری، و هو الشر و الأَمر العظیم. أَبو عمرو: یقال إِنه لیجی‌ءُ بالأَباجِرِ، و هی الدواهی؛ قال الأَزهری: فكأَنها جمع بُجْرٍ و أَبْجارٍ ثم أَباجِرُ جمعُ الجمع. و أَمرٌ بُجْرٌ: عظیم، و جمعه أَباجِیرُ «4»؛ عن ابن الأَعرابی، و هو نادر كأَباطیل و نحوه. و قولهم: أَفْضَیْتُ إِلیك بِعُجَرِی و بُجَری أَی بعیوبی یعنی أَمری كله. الأَصمعی فی باب إِسرار الرجل إِلی أَخیه ما یستره عن غیره: أَخبرته بِعُجَرِی و بُجَرِی أَی أَظهرته من ثقتی به علی مَعایبی. ابن الأَعرابی: إِذا كانت فی السُّرَّة نَفْخَةٌ فهی بُجْرَةٌ، و إِذا كانت فی الظهر فهی عُجْرَةٌ؛ قال: ثم ینقلان إِلی الهموم و الأَحزان. قال: و معنی‌قول علی، كرم الله وجهه: أَشْكُو إِلی الله عُجَرِی و بُجَرِی‌أَی همومی و أَحزانی و غمومی. ابن الأَثیر: و أَصل العُجْرَةِ نَفْخَةٌ فی الظهر فإِذا كانت فی السرة فهی بُجْرَةٌ؛ و قیل: العُجَرُ العروقُ المُتَعَقِّدَةُ فی الظهر، و البُجَرُ العروق المتعقدة فی البطن ثم نقلا إلی الهموم و الأَحزان؛ أَراد أَنه یشكو إِلی الله تعالی أُموره كلها ما ظهر منها و ما بطن. و‌فی حدیث أُم زَرْع: إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ و بُجَرَه‌أَی أُموره كلها بادیها و خافیها، و قیل: أَسراره، و قیل: عیوبه. و أَبْجَرَ الرجلُ إِذا استغنی غِنًی یكاد یطغیه بعد فقر كاد یكفره. و قال: هُجْراً و بُجْراً أَی أَمراً عجباً، و البُجْرُ: العَجَبُ؛ قال الشاعر:
(4). قوله: [و جمعه أباجیر] عبارة القاموس الجمع أَباجر و جمع الجمع أَباجیر
لسان العرب، ج‌4، ص: 41
أَرْمی علیها و هی شی‌ءٌ بُجْرُ، و القَوْسُ فیها وَتَرٌ حِبَجْرُ و أَورد الجوهری هذا الرجز مستشهداً به علی البُجْرِ الشَّرِّ و الأَمر العظیم، و فسره فقال: أَی داهیة. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ؛ البَجْرُ، بالفتح و الضم: الداهیة و الأَمر العظیم، أَی إِن انتظرت حتی یضی‌ء الفجرُ أَبصرتَ الطریقَ، و إِن خبطت الظلماء أَفضتْ بك إِلی المكروه، و یروی البحر، بالحاء، یرید غمرات الدنیا شبهها بالبحر لتحیر أَهلها فیها. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: لمْ آتِ، لا أَبا لَكُمْ، بُجْراً.أَبو عمرو: البَجِیرُ المالُ الكثیر. و كثیرٌ بَجِیرٌ: إِتباعٌ. و مكان عَمِیرٌ بَجِیرٌ: كذلك. و أَبْجَرُ و بُجَیْرٌ: اسمان. و ابنُ بُجْرَةَ: خَمَّارٌ كان بالطائف؛ قال أَبو ذؤیب: فلو أَنَّ ما عِنْدَ ابنِ بُجْرَةَ عِنْدَها، من الخَمْرِ، لم تَبْلُلْ لَهاتِی بناطِلِ و باجَرٌ: صنم كان للأَزد فی الجاهلیة و من جاورهم من طی‌ء، و قالوا باجِر، بكسر الجیم. و فی نوادر. الأَعراب: ابْجارَرْتُ عن هذا الأَمر و ابْثارَرْتُ و بَجِرْتُ و مَجِرْتُ أَی استرخیت و تثاقلت. و‌فی حدیث مازن: كان لهم صنم فی الجاهلیة یقال له باجر، تكسر جیمه و تفتح، و یروی بالحاء المهملة، و كان فی الأَزد؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: ذَهَبَتْ فَشیِشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنا سَرَقاً، فَصُبَّ علی فَشِیشَةَ أَبْجَرُ قال: یجوز أَن یكون رجلًا، و یجوز أَن یكون قبیلة، و یجوز أَن یكون من الأُمور البَجَاری، أَی صبت علیهم داهیةٌ، و كل ذلك یكون خبراً و یكون دعاء. و من أَمثالهم: عَیَّرَ بُجَیْرٌ بُجَرَهْ، و نَسِیَ. بُجَیْرٌ خَبَرَهْ؛ یعنی عیوبه. قال الأَزهری: قال المفضل: بجیر و بجرة كانا أَخوین فی الدهر القدیم و ذكر قصتهما، قال: و الذی رأَیت علیه أَهل اللغة أَنهم قالوا البجیر تصغیر الأَبجر، و هو الناتئ السرة، و المصدر البجر، فالمعنی أَن ذا بُجْرَةٍ فی سُرَّتِه عَیَّرَ غَیْرَهُ بما فیه، كما قیل فی امرأَة عیرت أُخری بعیب فیها: رَمَتْنی بدائها و انْسَلَّتْ.

بحر؛ ج4، ص: 41

: البَحْرُ: الماءُ الكثیرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، و هو خلاف البَرِّ، سمی بذلك لعُمقِهِ و اتساعه، قد غلب علی المِلْح حتی قَلّ فی العَذْبِ، و جمعه أَبْحُرٌ و بُحُورٌ و بِحارٌ. و ماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو كثر؛ قال نصیب: و قد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَنی، إِلی مَرَضی، أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ قال ابن بری: هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِیّ لأَنه كان یجعل البحر من الماء الملح فقط. قال: و سمی بَحْراً لملوحته، یقال: ماءٌ بَحْرٌ أَی مِلْحٌ، و أَما غیره فقال: إِنما سمی البَحْرُ بَحْراً لسعته و انبساطه؛ و منه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَی واسع المعروف؛ قال: فعلی هذا یكون البحرُ للملْح و العَذْبِ؛ و شاهدُ العذب قولُ ابن مقبل: و نحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ یَشْرَبُوا به، و قد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ و قال جریر: أَعْطَوْا هُنَیْدَةَ تَحْدُوها ثمانِیَةٌ، ما فی عطائِهِمُ مَنٌّ و لا سَرَفُ كُوماً مَهارِیسَ مثلَ الهَضْبِ، لو وَرَدَتْ ماءَ الفُراتِ، لَكادَ البَحْرُ یَنْتَزِفُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 42
و قال عدیّ بن زید: و تَذَكَّرْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إِذْ أَشْرَفَ یوماً، و للْهُدَی تَذْكِیرُ سَرَّه مالُهُ و كَثْرَةُ ما یَمْلِكُ، و البحرُ مُعْرِضاً و السَّدِیرُ أَراد بالبحر هاهنا الفرات لأَن رب الخورنق كان یشرِفُ علی الفرات؛ و قال الكمیت: أُناسٌ، إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ صَوادِی العَرائِبِ، لم تُضْرَبِ و قد أَجمع أَهل اللغة أَن الیَمَّ هو البحر. و جاءَ فی الكتاب العزیز: فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ؛ قال أَهل التفسیر: هو نیل مصر، حماها الله تعالی. ابن سیدة: و أَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً؛ قال: و النسب إِلی البحر بَحْرانیٌّ علی غیر قیاس. قال سیبویه: قال الخلیل: كأَنهم بنوا الاسم علی فَعْلان. قال عبد الله محمد بن المكرم: شرطی فی هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة الذین عینتهم فی خطبته، لكن هذه نكتة لم یسعنی إِهمالها. قال السهیلی، رحمه الله تعالی: زعم ابن سیدة فی كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلی البحر بَحْرانیّ، علی غیر قیاس، و إِنه من شواذ النسب، و نسب هذا القول إِلی سیبویه و الخلیل، رحمهما الله تعالی، و ما قاله سیبویه قط، و إِنما قال فی شواذ النسب: تقول فی بهراء بهرانی و فی صنعاء صنعانی، كما تقول بحرانی فی النسب إلی البحرین التی هی مدینة، قال: و علی هذا تلقَّاه جمیع النحاة و تأَوَّلوه من كلام سیبویه، قال: و إِنما اشتبه علی ابن سیدة لقول الخلیل فی هذه المسأَلة أَعنی مسأَلة النسب إِلی البحرین، كأَنهم بنوا البحر علی بحران، و إِنما أَراد لفظ البحرین، أَ لا تراه یقول فی كتاب العین: تقول بحرانی فی النسب إِلی البحرین، و لم یذكر النسب إِلی البحر أَصلًا، للعلم به و أَنه علی قیاس جار. قال: و فی الغریب المصنف عن الزیدی أَنه قال: إِنما قالوا بَحْرانیٌّ فی النسب إِلی البَحْرَیْنِ، و لم یقولوا بَحْرِیٌّ لیفرقوا بینه و بین النسب إلی البحر. قال: و ما زال ابن سیدة یعثر فی هذا الكتاب و غیره عثرات یَدْمَی منها الأَظَلُّ، و یَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلی سبیل من ضل، أَ لا تراه قال فی هذا الكتاب، و ذكر بُحَیْرَة طَبَرَیَّة فقال: هی من أَعلام خروج الدجال و أَنه یَیْبَسُ ماؤُها عند خروجه، و الحدیث إِنما جاء فی غَوْرِ زُغَرَ، و إِنما ذكرت طبریة فی حدیث یأْجوج و مأْجوج و أَنهم یشربون ماءها؛ قال: و قال فی الجِمَار فی غیر هذا الكتاب: إِنما هی التی ترمی بعرفة و هذه هفوة لا تقال، و عثرة لا لَعاً لها؛ قال: و كم له من هذا إِذا تكلم فی النسب و غیره. هذا آخر ما رأَیته منقولًا عن السهیلی. ابن سیدة: و كلُّ نهر عظیم بَحْرٌ. الزجاج: و كل نهر لا ینقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهری: كل نهر لا ینقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ و النِّیل و ما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. و أَما البحر الكبیر الذی هو مغیض هذه الأَنهار فلا یكون ماؤُه إِلَّا ملحاً أُجاجاً، و لا یكون ماؤه إِلَّا راكداً؛ و أَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، و سمیت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة فی الأَرض شقّاً. و یسمی الفرس الواسع الجَرْی بَحْراً؛ و منه قول النبی، صلی الله علیه و سلم، فی مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبی طلحة و قد ركبه عُرْیاً: إِنی وجدته بَحْراً أَی واسع الجَرْی؛ قال أَبو عبیدة: یقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا یُنْكَش حُضْرُه. قال الأَصمعی: یقال فَرَسٌ بَحْرٌ و فَیضٌ و سَكْبٌ و حَتٌّ إِذا كان جواداً كثیرَ العَدْوِ و‌فی الحدیث: أَبَی ذلك البَحرُ ابنُ عباس؛ سمی
لسان العرب، ج‌4، ص: 43
بحراً لسعة علمه و كثرته. و التَّبَحُّرُ و الاستِبْحَارُ: الانبساط و السَّعة. و سمی البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، و هو انبساطه و سعته. و یقال: إِنما سمی البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ فی الأَرض شقّاً و جعل ذلك الشق لمائه قراراً. و البَحْرُ فی كلام العرب: الشَّقُّ. و‌فی حدیث عبد المطلب: و حفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً‌أَی شقَّها و وسَّعها حتی لا تُنْزَفَ؛ و منه قیل للناقة التی كانوا یشقون فی أُذنها شقّاً: بَحِیرَةٌ. و بَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها و خرقتها. ابن سیدة: بَحَرَ الناقةَ و الشاةَ یَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَین، و قیل: بنصفین طولًا، و هی البَحِیرَةُ، و كانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا یُنْتَفَع منهما بلبن و لا ظَهْرٍ، و تُترك البَحِیرَةُ ترعی و ترد الماء و یُحَرَّمُ لحمها علی النساء، و یُحَلَّلُ للرجال، فنهی الله تعالی عن ذلك فقال: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لٰا سٰائِبَةٍ وَ لٰا وَصِیلَةٍ وَ لٰا حٰامٍ؛ قال: و قیل البَحِیرَة من الإِبل التی بُحِرَتْ أُذنُها أَی شُقت طولًا، و یقال: هی التی خُلِّیَتْ بلا راع، و هی أَیضاً الغَزِیرَةُ، و جَمْعُها بُحُرٌ، كأَنه یوهم حذف الهاء. قال الأَزهری: قال أَبو إِسحاق النحوی: أَثْبَتُ ما روینا عن أَهل اللغة فی البَحِیرَة أَنها الناقة كانت إِذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً، بَحَرُوا أُذنها أَی شقوها و أَعْفَوا ظهرها من الركوب و الحمل و الذبح، و لا تُحلأُ عن ماء ترده و لا تمنع من مرعی، و إِذا لقیها المُعْیی المُنْقَطَعُ به لم یركبها. و جاء‌فی الحدیث: أَن أَوَّل من بحر البحائرَ و حَمَی الحامِیَ و غَیَّرَ دِین إِسماعیل عَمْرُو بن لُحَیِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ؛ و قیل: البَحِیرَةُ الشاة إِذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَی شقوها و تُرِكَت فلا یَمَسُّها أَحدٌ. قال الأَزهری: و القول هو الأَوَّل لما جاء‌فی حدیث أَبی الأَحوص الجُشَمِیِّ عن أَبیه أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له: أَ رَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ؟ فقال: من كلٍّ قد آتانی اللهُ فأَكْثَرَ، فقال: هل تُنْتَجُ إِبلُك وافیةً آذانُها فَتَشُقُّ فیها و تقول بُحُرٌ؟یرید به جمع البَحِیرة. و قال الفرّاء: البَحِیرَةُ هی ابنة السائبة، و قد فسرت السائبة فی مكانها؛ قال الجوهری: و حكمها حكم أُمها. و حكی الأَزهری عن ابن عرفة: البَحیرة الناقة إِذا نُتِجَتْ خمسةَ أَبطن و الخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال و النساء، و إِن كان الخامس أُنثی بَحَروا أُذنها أَی شقوها فكانت حراماً علی النساء لحمها و لبنها و ركوبها، فإِذا ماتت حلت للنساء؛ و منه‌الحدیث: فَتَقْطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ؛ و أَنشد شمر لابن مقبل: فیه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ، هَدْرَ الدَّیامِیِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ البُحُرُ: الغِزارُ. و الأَخرج: المرتاعُ المُكَّاءٌ. و ورد ذكر البَحِیرة فی غیر موضع: كانوا إِذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَی شقوها، و قالوا: اللهم إِن عاش فَقَنِیٌّ، و إِن مات فَذَكیٌّ؛ فإِذا مات أَكلوه و سموه البحیرة، و كانوا إِذا تابعت الناقة بین عشر إِناث لم یُرْكب ظهرُها، و لم یُجَزّ وَبَرُها، و لم یَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَیْفٌ، فتركوها مُسَیَّبَةً لسبیلها و سمُّوها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أُنثی شقوا أُذنها و خلَّوا سبیلها، و حرم منها ما حرم من أُمّها، و سَمّوْها البحِیرَةَ، و جمعُ البَحِیرَةِ علی بُحُرٍ جمعٌ غریبٌ فی المؤنث إِلا أَن یكون قد حمله علی المذكر، نحو نَذِیرٍ و نُذُرٍ، علی أَن بَحِیرَةً فعیلة بمعنی مفعولة نحو قتیلة؛ قال: و لم یُسْمَعْ فی جمع مثله فُعُلٌ،
لسان العرب، ج‌4، ص: 44
و حكی الزمَخْشری بَحِیرَةٌ و بُحُرٌ و صَریمَةٌ و صُرُمٌ، و هی التی صُرِمَتْ أُذنها أَی قطعت. و اسْتَبْحَرَ الرجل فی العلم و المال و تَبَحَّرَ: اتسع و كثر ماله. و تَبَحَّرَ فی العلم: اتسع. و اسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ فی القولِ؛ قال الطرماح: بِمِثْلِ ثَنائِكَ یَحْلُو المدیح، و تَسْتَبْحِرُ الأَلسُنُ المادِحَهْ و‌فی حدیث مازن: كان لهم صنم یقال له باحَر، بفتح الحاء، و یروی بالجیم. و تَبَحَّر الراعی فی رعْیٍ كثیر: اتسع، و كلُّه من البَحْرِ لسعته. و بَحِرَ الرجلُ إِذا رأَی البحر فَفَرِقَ حتی دَهِشَ، و كذلك بَرِقَ إِذا رأَی سَنا البَرْقِ فتحیر، و بَقِرَ إِذا رأَی البَقَرَ الكثیرَ، و مثله خَرِقَ و عَقِرَ. ابن سیدة: أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ. و یقال للبَحْرِ الصغیر: بُحَیْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً و إِلا فلا وجه للهاء، و أَما البُحَیْرَةُ التی فی طبریة و فی الأَزهری التی بالطبریة فإِنها بَحْرٌ عظیم نحو عشرة أَمیال فی ستة أَمیال و غَوْرُ مائها، و أَنه «1». علامة لخروج الدجال تَیْبَس حتی لا یبقی فیها قطرة ماء، و قد تقدم فی هذا الفصل ما قاله السهیلی فی هذا المعنی. و قوله: یا هادِیَ اللیلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ؛ فسره ثعلب فقال: إِنما هو الهلاك أَو تری الفجر، شبه اللیل بالبحر. و قد ورد ذلك‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ، و قد تقدم؛ و قال: معناه إِن انتظرت حتی یضی‌ء الفجر أَبصرت الطریق، و إِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلی المكروه. قال: و یروی البحر، بالحاء، یرید غمرات الدنیا شبهها بالبحر لتحیر أَهلها فیها. و البَحْرُ: الرجلُ الكریمُ الكثیرُ المعروف. و فَرسٌ بَحْرٌ: كثیر العَدوِ، علی التشبیه بالبحر. و البَحْرُ: الرِّیفُ، و به فسر أَبو علیّ قوله عز و جل: ظَهَرَ الْفَسٰادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ؛ لأَن البحر الذی هو الماء لا یظهر فیه فساد و لا صلاح؛ و قال الأَزهری: معنی هذه الآیة أَجدب البر و انقطعت مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك لیذوقوا الشدَّة بذنوبهم فی العاجل؛ و قال الزجاج: معناه ظهر الجدب فی البر و القحط فی مدن البحر التی علی الأَنهار؛ و قول بعض الأَغفال: و أَدَمَتْ خُبْزِیَ من صُیَیْرِ، مِنْ صِیرِ مِصْرَیْنِ، أَو البُحَیْرِ قال: یجوز أَن یَعْنی بالبُحَیْرِ البحر الذی هو الریف فصغره للوزن و إقامة القافیة. قال: و یجوز أَن یكون قصد البُحَیْرَةَ فرخم اضطراراً. و قوله: من صُیَیْر مِن صِیرِ مِصْرَیْنِ یجوز أَن یكون صیر بدلًا من صُیَیْر، بإِعادة حرف الجر، و یجوز أَن تكون من للتبعیض كأَنه أَراد من صُیَیْر كائن من صیر مصرین، و العرب تقول لكل قریة: هذه بَحْرَتُنا. و البَحْرَةُ: الأَرض و البلدة؛ یقال: هذه بَحْرَتُنا أَی أَرضنا. و‌فی حدیث القَسَامَةِ: قَتَلَ رَجُلًا بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ علی شَطِّ لِیَّةَ، البَحْرَةُ: البَلْدَةُ. و‌فی حدیث عبد الله بن أُبیّ: اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَیْرَةِ أَن یَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ؛ البُحَیْرَةُ: مدینة سیدنا رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، و هی تصغیر البَحْرَةِ، و قد جاء فی روایة مكبراً. و العربُ تسمی المُدُنَ و القری: البحارَ. و‌فی الحدیث: و كَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم؛ أَی ببلدهم و أَرضهم. و أَما حدیث عبد الله بن أُبیّ‌فرواه الأَزهری بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة بن زید أَخبره: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، ركب حماراً علی إِكافٍ و تحته قَطِیفةٌ فركبه و أَرْدَفَ
(1). قوله [و غور مائها و أنه إلخ] كذا بالأصل المنسوب للمؤلف و هو غیر تام
لسان العرب، ج‌4، ص: 45
أُسامةَ، و هو یعود سعد بن عُبادَةَ، و ذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ، فلما غشیت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُ الله بنُ أُبیّ أَنْفَه ثم قال: لا تُغَبِّرُوا، ثم نزل النبی، صلی الله علیه و سلم، فوقف و دعاهم إِلی الله و قرأَ القرآنَ، فقال له عبدُ الله: أَیها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا فی مجلسنا و ارجعْ إِلی رَحْلك، فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ علیه؛ ثم ركب دابته حتی دخل علی سعد بن عبادة، فقال له: أَی سَعْدُ أَ لم تسمعْ ما قال أَبو حُباب؟ قال كذا، فقال سعدٌ: اعْفُ و اصفَحْ فو الله لقد أَعطاك اللهُ الذی أَعطاك، و لقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَیْرةِ علی أَن یُتَوِّجُوه، یعنی یُمَلِّكُوهُ فَیُعَصِّبوه بالعصابة، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذی أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَیْتَ، فعفا عنه النبی، صلی الله علیه و سلم.و البَحْرَةُ: الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع؛ و قال أَبو حنیفة: قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض، الواحدة بَحْرَةٌ؛ و أَنشد لكثیر فی وصف مطر: یُغادِرْنَ صَرْعَی مِنْ أَراكٍ و تَنْضُبٍ، و زُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ و قال مرة: البَحْرَةُ الوادی الصغیر یكون فی الأَرض الغلیظة. و البَحْرةُ: الرَّوْضَةُ العظیمةُ مع سَعَةٍ، و جَمْعُها بِحَرٌ و بِحارٌ؛ قال النمر بن تولب: و كأَنها دَقَرَی تُخایِلُ، نَبْتُها أُنُفٌ، یَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها «2». الأَزهری: یقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ. و قد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا كثرت مناقع الماء فیها. و قال شمر: البَحْرَةُ الأُوقَةُ یستنقع فیها الماء. ابن الأَعرابی: البُحَیْرَةُ المنخفض من الأَرض. و بَحِرَ الرجلُ و البعیرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ إِذا اجتهد فی العدوِ طالباً أَو مطلوباً، فانقطع و ضعف و لم یزل بِشَرٍّ حتی اسودَّ وجهه و تغیر. قال الفراء: البَحَرُ أَن یَلْغَی البعیرُ بالماء فیكثر منه حتی یصیبه منه داء. یقال: بَحِرَ یَبْحَرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ؛ و أَنشد: لأَعْلِطَنَّه [لأَعْلُطَنَّه وَسْماً لا یُفارِقُه، كما یُحَزُّ بِحُمَّی المِیسَمِ البَحِرُ قال: و إِذا أَصابه الداءُ كُویَ فی مواضع فَیَبْرأُ. قال الأَزهری: الداء الذی یصیب البعیر فلا یَرْوَی من الماء، هو النَّجَرُ، بالنون و الجیم، و البَجَرُ، بالباء و الجیم، و أَما البَحَرُ، فهو داء یورث السِّلَّ. و أَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ. و رجلٌ بَحِیرٌ و بَحِرٌ: مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم؛ عن ابن الأَعرابی و أَنشد: و غِلْمَتی مِنْهُمْ سَحِیرٌ و بَحِرْ، و آبقٌ، مِن جَذْبِ دَلْوَیْها، هَجِرْ أَبو عمرو: البَحِیرُ و البَحِرُ الذی به السِّلُّ، و السَّحِیرُ: الذی انقطعت رِئَتُه، و یقال: سَحِرٌ. و بَحِرَ الرجلُ. بُهِتَ. و أَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه. و أَبْحَرَ إِذا صادف إِنساناً علی غیر اعتمادٍ و قَصدٍ لرؤیته، و هو من قولهم: لقیته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَی بارزاً لیس بینك و بینه شی‌ء. و الباحِر، بالحاء: الأَحمق الذی إِذا كُلِّمَ بَحِرَ و بقی كالمبهوت، و قیل: هو الذی لا یَتَمالكُ حُمْقاً. الأَزهری: الباحِرُ الفُضولی، و الباحرُ الكذاب. و تَبَحَّر الخبرَ: تَطَلَّبه. و الباحرُ: الأَحمرُ الشدیدُ الحُمرة. یقال: أَحمر باحرٌ و بَحْرانیٌّ. ابن الأَعرابی:
(2). قوله [تخایل إلخ] سیأتی للمؤلف فی مادّة دقر هذا البیت و فیه تخیل بدل تخایل و قال أی تلوّن بالنور فتریك رؤیا تخیل إلیك أنها لون ثم تراها لوناً آخر، ثم قطع الكلام الأَول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إلخ ما قال
لسان العرب، ج‌4، ص: 46
یقال أَحْمَرُ قانِئٌ و أَحمرُ باحِرِیٌّ و ذَرِیحِیٌّ، بمعنی واحد. و‌سئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض و یستمرّ بها الدم، فقال: تصلی و تتوضأُ لكل صلاة، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانیَّ قَعَدَتْ عن الصلاة؛ دَمٌ بَحْرَانیٌّ: شدید الحمرة كأَنه قد نسب إِلی البَحْرِ، و هو اسم قعر الرحم، منسوب إِلی قَعْرِ الرحم و عُمْقِها، و زادوه فی النسب أَلِفاً و نوناً للمبالغة یرید الدم الغلیظ الواسع؛ و قیل: نسب إِلی البَحْرِ لكثرته و سعته؛ و من الأَول قول العجاج: وَرْدٌ من الجَوْفِ و بَحْرانیُّ أَی عَبِیطٌ خالصٌ. و فی الصحاح: البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، و منه قیل للدم الخالص الحمرة: باحِرٌ و بَحْرانیٌّ. ابن سیدة: و دَمٌ باحِرٌ و بَحْرانیٌّ خالص الحمرة من دم الجوف، و عم بعضُهم به فقال: أَحْمَرُ باحِرِیٌّ و بَحْرَانیٌّ، و لم یخص به دم الجوف و لا غیره. و بَناتُ بَحْرٍ: سحائبُ یجئنَ قبل الصیف منتصبات رقاقاً، بالحاء و الخاء، جمیعاً. قال الأَزهری: قال اللیث: بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب، قال الأَزهری: و هذا تصحیف منكر و الصواب بَناتُ بَخْرٍ. قال أَبو عبید عن الأَصمعی: یقال لسحائب یأْتین قبل الصیف منتصبات: بَناتُ بَخْرٍ و بَناتُ مَخْرٍ، بالباء و المیم و الخاء، و نحو ذلك قال اللحیانی و غیره، و سنذكر كلًّا منهما فی فصله. الجوهری: بَحِرَ الرجلُ، بالكسر، یَبْحَرُ بَحَراً إِذا تحیر من الفزع مثل بَطِرَ؛ و یقال أَیضاً: بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم یَرْوَ من الماء. و البَحَرُ أَیضاً: داءٌ فی الإِبل، و قد بَحِرَتْ. و الأَطباء یسمون التغیر الذی یحدث للعلیل دفعة فی الأَمراض الحادة: بُحْراناً، یقولون: هذا یَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة، و یومٌ باحُوریٌّ علی غیر قیاس، فكأَنه منسوب إِلی باحُورٍ و باحُوراء مثل عاشور و عاشوراء، و هو شدّة الحر فی تموز، و جمیع ذلك مولد؛ قال ابن بری عند قول الجوهری: إِنه مولد و إِنه علی غیر قیاس؛ قال: و نقیض قوله إِن قیاسه باحِرِیٌّ و كان حقه أَن یذكره لأَنه یقال دم باحِرِیٌّ أَی خالص الحمرة؛ و منه قول المُثَقِّب العَبْدِی: باحِریُّ الدَّمِ مُرٌّ لَحْمُهُ، یُبْرئُ الكَلْبَ، إِذا عَضَّ و هَرّ و الباحُورُ: القَمَرُ؛ عن أَبی علی فی البصریات له. و البَحْرانِ: موضع بین البصرة و عُمانَ، النسب إِلیه بَحْریٌّ و بَحْرانیٌّ؛ قال الیزیدی: كرهوا أَن یقولوا بَحْریٌّ فتشبه النسبةَ إِلی البَحْرِ؛ اللیث: رجل بَحْرانیٌّ منسوب إِلی البَحْرَینِ؛ قال: و هو موضع بین البصرة و عُمان؛ و یقال: هذه البَحْرَینُ و انتهینا إِلی البَحْرَینِ. و روی عن أَبی محمد الیزیدی قال: سأَلنی المهدی و سأَل الكسائی عن النسبة إِلی البحرین و إِلی حِصْنَینِ: لِمَ قالوا حِصْنِیٌّ و بَحْرانیٌّ؟ فقال الكسائی: كرهوا أَن یقولوا حِصْنانیٌّ لاجتماع النونین، قال و قلت أَنا: كرهوا أَن یقولوا بَحْریٌّ فتشبه النسبة إِلی البحر؛ قال الأَزهری: و إِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ فی ناحیة قراها بُحَیرَةً علی باب الأَحساء و قری هجر، بینها و بین البحر الأَخضر عشرة فراسخ، و قُدِّرَت البُحَیرَةُ ثلاثةَ أَمیال فی مثلها و لا یغیض ماؤُها، و ماؤُها راكد زُعاقٌ؛ و قد ذكرها الفرزدق فقال: كأَنَّ دِیاراً بین أَسْنِمَةِ النَّقا و بینَ هَذالِیلِ البُحَیرَةِ مُصْحَفُ و كانت أَسماء بنت عُمَیْسٍ یقال لها البَحْرِیَّة لأَنها كانت هاجرت إِلی بلاد النجاشی فركبت البحر، و كلُّ ما نسب إِلی البَحْرِ، فهو بَحْریٌّ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 47
و فی الحدیث ذِكْرُ بَحْرانَ، و هو بفتح الباء و ضمها و سكون الحاء، موضع بناحیة الفُرْعِ من الحجاز، له ذِكْرٌ فی سَرِیَّة عبد الله بن جَحْشٍ. و بَحْرٌ و بَحِیرٌ و بُحَیْرٌ و بَیْحَرٌ و بَیْحَرَةُ: أَسماء. و بنو بَحْریّ: بَطْنٌ. و بَحْرَةُ و یَبْحُرُ: موضعان. و بِحارٌ و ذو بِحارٍ: موضعان؛ قال الشماخ: صَبَا صَبْوَةً مِن ذِی بِحارٍ، فَجاوَرَتْ، إِلی آلِ لَیْلی، بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ

بحتر؛ ج4، ص: 47

: البُحْتُر: بالضم: القصیر المجتمع الخَلْقِ، و كذلك الحُبْتُرُ، و هو مقلوب منه، و الأُنثی بُحْتُرَة و الجمع البحاتِرُ. و بُحْتُرٌ: أَبو بطن من طیّ‌ء، و هو بُحتُرُ بنُ عَتُود بن عُنَین بن سَلامانَ بن ثُعَلَ بن عَمْرو بن الغَوْثِ بن جَلْهَمَةَ بن طَیّ‌ء بن أُدَدَ و هو رَهْطُ الهَیْثَمِ بن عَدِیٍّ. و البُحْتُرِیَّةُ من الإِبل: منسوبة إِلیهم.

بحثر؛ ج4، ص: 47

: بَحْثَرَ الشی‌ءَ: بَحَثَه و بَدَّدَه كَبَعْثَرَهُ، و قرئ: إِذا بُحْثِرَ ما فی القبور؛ أَی بعث الموتی. و بَحْثَرَ المتاع: فرَّقه. الأَزهری: بَحْثَرَ متاعه و بَعْثَرَه إِذا أَثاره و قلبه و فرَّقه و قلب بعضه علی بعض. الأَصمعی: إِذا انقطع اللبن و تَحَبَّبَ، فهو مُبَحْثَرٌ، فإِذا خَثُرَ أَعلاه و أَسفَلُه رقیقٌ، فهو هادر. أَبو الجرّاح: بَحْثَرْتُ الشی‌ءَ و بَعْثَرْتُه إِذا استخرجته و كشفته؛ قال القتال العامری: و مَنْ لا تَلِدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرٍ و كَبْشَة، تُكْرَهُ أُمُّهُ أَنْ تُبَحْثَرَا

بحدر؛ ج4، ص: 47

: أَبو عدنان قال: البُهْدُرِیُّ و البُحْدُرِیُّ المُقَرْقَمُ الذی لا یَشِبُّ.

بخر؛ ج4، ص: 47

: البَخَرُ: الرائحة المتغیرة من الفم. قال أَبو حنیفة. البَخَرُ النَّتْنُ یكون فی الفم و غیره. بَخِرَ بَخَراً، و هو أَبْخَرُ و هی بَخْرَاءُ. و أَبْخَرهُ الشی‌ءُ: صَیَّرَه أَبْخَرَ. و بَخِرَ أَی نَتُنَ من بَخَرِ الفَم الخبیث. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِیاكم و نَوْمَةَ الغَداةِ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ؛ و جعله القتیبی من حدیث علی، رضی الله عنه، قوله مبخرة أَی مَظِنَّةٌ للبَخَرِ، و هو تغیر ریح الفم. و‌فی حدیث المغیرة: إِیَّاكَ و كلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ، یعنی من النساء. و البَخْرَاءُ و البَخْرَةُ: عُشْبَةٌ تشبه نباتَ الكُشْنَی و لها حب مثل حبه سوداء، سمیت بذلك لأَنها إِذا أُكِلت أَبْخَرَتِ الفَم؛ حكاها أَبو حنیفة قال: و هی مَرْعًی و تعلِفُها المواشی فتسمنها و منابتها القِیعانُ. و البَخْراءُ: أَرض بالشام لنَتْنِها بعُفونة تُرْبِها. و بُخارُ الفَسْوِ: رِیحُه؛ قال الفرزدق: أَشارِبُ قَهْوَةٍ و حَلِیفُ زِیرٍ، و صَرَّاءٌ، لِفَسْوَتِهِ بُخارُ و كلُّ رائحة سطعت من نَتْنٍ أَو غیره: بَخَرٌ و بُخارٌ. و البَخْرُ، مجزوم: فِعْلُ البُخارِ. و بُخارُ القِدر: ما ارتفع منها؛ بَخَرَتْ تَبْخَرُ بَخْراً و بُخاراً، و كذلك بُخارُ الدُّخان، و كلُّ دخان یسطع من ماءٍ حار، فهو بُخار، و كذلك من النَّدَی. و بُخارُ الماء: ما یرتفع منه كالدخان. و‌فی حدیث معاویة: أَنه كتب إِلی ملك الروم: لأَجْعَلنَّ القُسْطَنْطِینِیَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ؛ وصفها بذلك لبُخار البحر. و تَبَخَّر بالطیب و نحوه: تَدَخَّنَ. و البَخُورُ، بالفتح: ما یتبخر به. و یقال: بَخَّرَ علینا من بَخُور العُود أَی طَیَّبَ. و بَناتُ بَخْرٍ و بَناتُ مَخْرٍ: سحابٌ یأْتین قبل
لسان العرب، ج‌4، ص: 48
الصیف منتصبةٌ رِقاقٌ بیضٌ حسانٌ، و قد ورد بالحاء المهملة أَیضاً فقیل: بنات بحر، و قد تقدم. و المَبْخُورُ: المَخْمُورُ. ابن الأَعرابی: الباخِرُ ساقی الزرع؛ قال أَبو منصور: المعروف الماخِر، فأَبدَل من المیم باءً، كقولك سَمَدَ رأْسَه و سَبَدَهُ، و الله أَعلم.

بختر؛ ج4، ص: 48

: البَخْتَرَةُ، و التَّبَخْتُرُ: مِشْیَةٌ حَسَنَةٌ؛ و قد بَخْتَرَ و تَبَخْتَرَ، و فلانٌ یمشی البَخْتَرِیَّةَ، و فلان یَتَبَخْتَرُ فی مِشْیَتِهِ و یَتَبَخْتَی؛ و‌فی حدیث الحجاج لما أُدخل علیه یزید بن المُهَلَّبِ أَسیراً فقال الحجاج: جَمِیلُ المُحَیَّا بَخْتَرِیٌّ إِذا مَشَی فقال یزید: و فی الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَینِ شِناقُ البَخْتَریُّ: المُتَبَخْتِرُ فی مَشْیهِ، و هی مِشْیَةُ المتكبر المعجب بنفسه. و رجل بِخْتِیرٌ و بَخْتَرِیٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ، و قیل: حَسَنُ المشی و الجسم، و الأُنثی بَخْتَرِیَّة. و البَخْتَریُّ من الإِبل: الذی یَتَبَخْتَرُ أَی یختال. و بَخْتَریٌّ: اسمُ رجل؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: جزی اللهُ عَنّا بَخْتَرِیّاً و رَهْطَهُ بنی عَبْدِ عَمْرٍو، ما أَعَفَّ و أَمْجَدَا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت، لا أَلْسَ فیهمُ، و هُمْ یَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن یُقَرَّدَا و أَبو البَخْتَریّ: من كُناهم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا كنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُوكِ، فافْعَلْ فِعالَ أَبی البَخْتَرِی تَتَبَّعَ إِخْوانَهُ فی البِلاد، فأَغْنَی المُقِلَّ عن المُكْثِرِ و أَراد البختریَّ فحذف إِحدی یاءی النسب.

بخثر؛ ج4، ص: 48

: البَخْثَرَةُ: الكُدْرَةُ فی الماء أَو الثوب.

بدر؛ ج4، ص: 48

: بَدَرْتُ إِلی الشی‌ء أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، و كذلك بادَرْتُ إِلیه. و تَبادَرَ القومُ: أَسرعوا. و ابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلی أَخذه. و بادَرَ الشی‌ءَ مبادَرَةً و بِداراً و ابْتَدَرَهُ و بَدَرَ غیرَه إِلیه یَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ و قول أَبی المُثَلَّمِ: فَیَبْدُرُها شَرائِعَها فَیَرْمی مَقاتِلَها، فَیَسْقِیها الزُّؤَامَا أَراد إِلی شرائعها فحذف و أَوصل. و بادَرَهُ إِلیه: كَبَدَرَهُ. و بَدَرَنی الأَمرُ و بَدَرَ إِلیَّ: عَجِلَ إِلیَّ و استبق. و اسْتَبَقْنا البَدَرَی أَی مُبادِرِینَ. و أَبْدَرَ الوصیُّ فی مال الیتیم: بمعنی بادَرَ و بَدَرَ. و یقال: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً و تَبادَرُوهُ أَی بادَرَ بعضُهم بعضاً إِلیه أَیُّهُمْ یَسْبِقُ إِلیه فَیَغْلِبُ علیه. و بادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّیاً ذاهباً فی فراره. و‌فی حدیث اعتزال النبی، صلی الله علیه و سلم، نساءَه قال عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عینای؛ أَی سالتا بالدموع. و ناقةٌ بَدْرِیَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ فی النِّتاج فجاءت بها فی أَول الزمان، فهو أَغزر لها و أَكرم. و البادِرَةُ: الحِدَّةُ، و هو ما یَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل. و بادِرَةُ الشَّرِّ: ما یَبْدُرُكَ منه؛ یقال: أَخشی علیك بادِرَتَهُ. و بَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَی خَطَأٌ و سَقَطاتٌ عند ما احْتَدَّ. و البادِرَةُ: البَدِیهةُ. و البادِرَةُ من الكلام: التی تَسْبِقُ من الإِنسان فی الغضب؛ و منه قول النابغة: و لا خَیْرَ فی حِلْمٍ، إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِی صَفْوَهُ أَنْ یُكَدَّرَا
لسان العرب، ج‌4، ص: 49
و بادِرَةُ السیف: شَباتُه. و بادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما یَنْفَطِرُ عنه. و بادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما یَبْدأُ منه. و البادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس و أَحْدَثُه نباتاً. و عَیْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ و حَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، و بَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، و قیل: حَدْرَةٌ واسعةٌ و بَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال إمرؤ القیس: و عیْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مَآقِیهِما مِنْ أُخُرْ و قیل: عین بَدْرَةٌ یَبْدُر نظرها نظرَ الخیل؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: هی الحدیدة النظر، و قیل: هی المدوّرة العظیمة، و الصحیح فی ذلك ما قاله ابن الأَعرابی. و البَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، و إِنما سُمِّیَ بَدْراً لأَنه یبادر بالغروب طلوعَ الشمس، و فی المحكم: لأَنه یبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما یَتراقَبانِ فی الأُفُقِ صُبْحاً؛ و قال الجوهری: سمی بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه یُعَجِّلُها المَغِیبَ، و سمی بدراً لتمامه، و سمیت لیلةَ البَدْرِ لتمام قمرها. و قوله‌فی الحدیث عن جابر: إِن النبی، صلی الله علیه و سلم، أُتیَ ببدر فیه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: یعنی بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهری: و هو صحیح. قال: و أَحسبه سُمی بَدْراً لأَنه مدوَّر، و جمعُ البَدْر بُدُورٌ. و أَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ و نحن مُبْدِرُونَ. و أَبْدَرَ الرجلُ إِذا سری فی لیلة البَدْرِ، و سمی بَدْراً لامتلائه. و لیلةُ البَدْر: لیلةُ أَربع عشرة. و بَدْرُ القومِ: سَیِّدُهم، علی التشبیه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر: وَ قَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَیْهِ، و نُعْطِی رَغْبَةَ المُتَودِّدِ و یروی البَدْءَ. و البادِرُ: القمر. و البادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ. و البادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِیعَةُ؛ یقال: احذروا بادِرَتَهُ. و البَدْرُ: الغلامُ المبادِر. و غلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ. و‌فی حدیث جابر: كنا لا نَبِیعُ الثَّمَرَ حتی یَبْدُرَ‌أَی یبلغ. یقال: بَدَرَ الغلامُ إِذا تم و استدار، تشبیهاً بالبدر فی تمامه و كماله، و قیل: إِذا احمرّ البُسْرُ یقال له: قد أَبْدَرَ. و البَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، و الجمع بُدورٌ و بِدَرٌ؛ قال الفارسی: و لا نظیر لبَدْرَةٍ و بِدَر إِلا بَضْعَةٌ و بِضَعٌ و هَضْبَةٌ و هِضَبٌ. الجوهری: و البَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، و للسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، و للسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، و للسمن نِحْیٌ. و البَدْرَةُ: كیس فیه أَلف أَو عشرة آلاف، سمیت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، و الجمع البُدورُ، و ثلاثُ بَدرات. أَبو زید: یقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ. و البادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَیْنِ و أَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، و قیل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، و قیل: هما عِرْقان یَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر: تَمْری بَوادِرَها منها فَوارِقُها یعنی فوارق الإِبل، و هی التی أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع فی بطنها مَرَتْ أَی ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها و قد تفعل ذلك عند العطش. و البادِرَةُ من الإِنسان و غیره: اللحمة التی بین المنكب و العُنق، و الجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِیُّ: هَلَّا سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِیِّ: ما حَسَبی عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا ما غُصَّ بالرِّیقِ؟
لسان العرب، ج‌4، ص: 50
و جاءَت الخیلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها، زُوراً، وَ زَلَّتْ یَدُ الرَّامی عَنِ الفُوقِ یقول: هلَّا سأَلت عنی و عن شجاعتی إِذا اشتدّت الحرب و احمرّت بوادر الخیل من الدم الذی یسیل من فرسانها علیها، و لما یقع فیها من زلل الرامی عن الفوق فلا یهتدی لوضعه فی الوتر دَهَشاً و حَیْرَةً؛ و قوله زوراً یعنی مائلة أَی تمیل لشدّة ما تلاقی. و‌فی الحدیث: أَنه لما أُنزلت علیه سورة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، جاء بها، صلی الله علیه و سلم، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فقال: زَمِّلُونی زَمِّلُونی‌قال الجوهری: فی هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التی بین المنكب و العنق؛ قال ابن بری: و هذا القول لیس بصواب، و الصواب أَن یقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التی بین المنكب و العنق. و البَیْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ و خص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح یعنی الكُدْسَ منه، و بذلك فسره الجوهری. البَیْدَرُ: الموضع الذی یداس فیه الطعام. و بَدْرٌ: ماءٌ بِعَیْنِهِ، قال الجوهری: یذكر و یؤنث. قال الشَّعْبی: بَدْرٌ بئر كانت لرجل یُدْعی بَدْراً؛ و منه یومُ بَدْرٍ. و بَدْرٌ: اسمُ رجل.

بذر؛ ج4، ص: 50

: البَذْرُ و البُذْرُ: أَولُ ما یخرج من الزرع و البقل و النبات لا یزال ذلك اسمَهُ ما دام علی وَرَقَتَینِ، و قیل: هو ما عُزِلَ من الحبوب للزَّرْعِ و الزِّراعَةِ، و قیل: البَذْرُ جمیع النبات إِذا طلع من الأَرض فَنَجَمَ، و قیل: هو أَن یَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أَو تعرف وجوهه، و الجمع بُذُورٌ و بِذارٌ. و البَذْرُ: مصدر بَذَرْتُ، و هو علی معنی قولك نَثَرْتُ الحَبَّ. و بَذَرْتُ البَذْرَ: زَرَعْتَه. و بَذَرَتِ الأَرضُ تَبْذُرُ بَذْراً: خرج بَذْرُها؛ و قال الأَصمعی: هو أَن یظهر نبتها متفرّقاً. و بَذَرَها بَذْراً و بَذَّرَها، كلاهما، زرعها. و البَذْرُ و البُذارَةُ: النَّسْلُ. و یقال: إِن هؤلاء لَبَذْرُ سَوْءٍ. و بَذَرَ الشی‌ءَ بَذْراً: فرَّقه. و بَذَرَ الله الخلق بَذْراً: بَثَّهُمْ و فرّقهم. و تفرّق القومُ شَذَرَ بَذَرَ و شِذَرَ بِذَرَ أَی فی كل وَجهٍ، و تفرّقت إِبله كذلك؛ و بَذَرَ: إِتْباعٌ. و بُذُرَّی، فُعُلَّی: من ذلك، و قیل: من البَذْرِ الذی هو الزرع، و هو راجع إِلی التفریق. و البُذُرَّی: الباطلُ؛ عن السیرافی. و بَذَّرَ مالهُ: أَفسده و أَنفقه فی السَّرَفِ. و كُلُّ ما فرقته و أَفسدته، فقد بَذَّرْتَهُ. و فیه بَذارَّةٌ، مشدّدة الراء، و بَذارَةٌ، مخففة الراء، أَی تَبْذِیرٌ؛ كلاهما عن اللحیانی. و تَبْذیرُ المال: تفریقه إِسرافاً. و رجلٌ تِبْذارَةٌ: للذی یُبَذِّرُ مالَه و یفسده. و التَّبْذِیرُ: إِفسادُ المال و إِنفاقه فی السَّرَفِ. قال الله عز و جل: وَ لٰا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً. و قیل: التبذیر أَن ینفق المال فی المعاصی، و قیل: هو أَن یبسط یده فی إِنفاقه حتی لا یبقی منه ما یقتاته، و اعتباره بقوله تعالی: وَ لٰا تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً. أَبو عمرو: البَیْذَرَةُ التبذیر. و النَّبْذَرَةُ، بالنون و الباء: تفریقُ المال فی غیر حقه. و‌فی حدیث وقف عمر، رضی الله عنه: وَ لِوَلِیِّه أَن یأْكلَ منه غَیْرَ مُباذِرٍ؛ المُباذِرُ و المُبَذِّرُ: المُسْرِفُ فی النفقة؛ باذرَ و بَذَّرَ مُباذَرَةً و تَبْذِیراً؛ و قول المتنخل یصف سحاباً: مُسْتَبْذِراً یَرْغَبُ قُدَّامَهُ، یَرْمِی بِعُمِّ السُّمُرِ الأَطْولِ فسره السكری فقال: مستبذر یفرِّق الماء. و البَذیرُ من الناس: الذی لا یستطیع أَن یُمْسِكَ سِرَّهُ. و رجلٌ بَیْذارَةٌ: یُبَذِّرُ ماله. و بَذُورٌ و بَذِیرٌ: یُذیعُ الأَسرارَ و لا یكتم سرّاً، و الجمع
لسان العرب، ج‌4، ص: 51
بُذُرٌ مثل صبور و صُبُرٍ. و‌فی حدیث فاطمة عند وفاة النبی، صلی الله علیه و سلم، قالت لعائشة: إِنی إِذاً لَبَذِرَةٌ؛ البَذِرُ: الذی یفشی السر و یظهر ما یسمعه، و قد بَذُرَ بَذارَةً. و‌فی الحدیث: لیسوا بالمَساییح البُذُرِ.و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، فی صفة الأَولیاء: لیسوا بالمَذاییع البُذْرِ؛ جمع بَذُورٍ. یقال: بَذَرْتُ الكلام بین الناس كما تُبْذَرُ الحبُوبُ أَی أَفشیته و فرّقته. و بُذارَةُ الطعام: نَزَلُه و رَیْعُه؛ عن اللحیانی. و یقال: طعام كثیر البُذارَة أَی كثیرُ النَّزَل. و هو طعام بَذَرٌ أَی نَزَلٌ؛ قال: و مِنَ العَطِیَّةِ ما تُری جَذْماءَ، لَیْس لها بُذارَهْ الأَصمعی: تَبَذَّر الماءُ إِذا تغیر و اصْفَرَّ؛ و أَنشد لابن مقبل: قُلْباً مُبَلِّیَةً جَوائِزَ عَرْشِها، تَنْفی الدِّلاءَ بآجنٍ مُتَبَذِّرِ قال: المتبذر المتغیر الأَصفر. و لو بَذَّرْتَ فلاناً لوجدته رجلًا أَی لو جربته؛ هذه عن أَبی حنیفة. و كَثِیرٌ بَثِیرٌ و بَذِیرٌ: إِتْباعٌ؛ قال الفراء: كَثیرٌ بَذِیرٌ مثلُ بَثِیر لغة أَو لُغَیَّة. و رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ و هَیْذارَةٌ بَیْذارَةٌ: كثیرُ الكلام. و بَذَّرُ: موضعٌ، و قیل: ماء معروف؛ قال كثیر عزة: سَقی اللهُ أَمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها: جُراباً وَ مَلْكوماً و بَذَّرَ و الْغَمْرا و هذه كلها آبار بمكة؛ قال ابن بری: هذه كلها أَسماء میاه بدلیل إِبدالها من قوله أَمواهاً، و دعا بالسقیا للأَمواه، و هو یرید أَهلها النازلین بها اتساعاً و مجازاً. و لم یجئ من الأَسماء علی فَعَّلَ إِلَّا بَذَّرُ، و عَثَّرُ اسمُ موضع، و خَضَّمُ اسم العَنْبَرِ بن تَمِیم، و شَلَّمُ اسمُ بیت المقدس، و هو عبرانی، و بَقَّمُ و هو اسم أَعجمی، و هی شجرة، و كَتَّمُ اسم موضع أَیضاً؛ قال الأَزهری: و مثلُ بَذَّر خَضَّمُ و عَثَّرُ و بَقَّمُ شجرة، قال: و لا مثل لها فی كلامهم.

بذعر؛ ج4، ص: 51

: ابْذَعَرَّ الناسُ: تفرقوا: و‌فی حدیث عائشة: ابْذَعَرَّ النفاق‌أَی تفرق و تبدّد. قال أَبو السمیدع: ابْذَعَرَّتِ الخیلُ و ابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شیئاً تطلبه؛ قال زُفَرُ بنُ الحرث: فلا أَفْلَحَتْ قَیْسٌ، و لا عَزَّ ناصِرٌ لَها، بَعْدَ یَوْمِ المَرْحِ حینَ ابْذَعَرَّتِ «3». قال الأَزهری: و أَنشد أَبو عبید: فَطَارَتْ شلالًا و ابْذَعَرَّتْ كَأَنَّها عِصَابَةُ سَبْیٍ، خافَ أَنْ تُتَقَسَّما ابْذَعَرَّتْ أَی تَفَرَّقَتْ و جَفَلَتْ.

بذقر؛ ج4، ص: 51

: ابْذَقَرَّ القومُ و ابْذَعَرُّوا: تفرَّقوا، و تذكر فی ترجمة مذقر. فما ابْذَقَرَّ دَمُه، و هی لغة: معناه ما تفرّق و لا تَمَذَّرَ، و هو مذكور فی موضعه.

برر؛ ج4، ص: 51

: البِرُّ: الصِّدْقُ و الطاعةُ. و فی التنزیل: لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ؛ أَراد و لكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله؛ قال ابن سیدة: و هو قول سیبویه، و قال بعضهم: و لكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله؛ قال ابن جنی: و الأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع و الخبر أَولی من المبتدإ لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولی منه بالصدور. قال: و أَما ما یروی من‌أَن النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال: سمعت رسول الله، صلی
(3). قوله [المرح] هو فی الأَصل بالحاء المهملة‌لسان العرب، ج‌4، ص: 52‌الله علیه و سلم، یقول: لیس من امْبِرِّ امْصِیامُ فی امْسَفَرِ؛ یرید: لیس من البر الصیام فی السفر، فإِنه أَبدل لام المعرفة میماً، و هو شاذ لا یسوغ؛ حكاه عنه ابن جنی؛ قال: و یقال إِن النمر بن تولب لم یرو عن النبی، صلی الله علیه و سلم، غیر هذا الحدیث؛ قال: و نظیره فی الشذوذ ما قرأْته علی أَبی علیّ بإِسناده إِلی الأَصمعی، قال: یقال بَناتُ مَخْرٍ و بَناتُ بَخْرٍ و هن سحائب یأْتین قَبْلَ الصیف بیضٌ مُنْتَصِباتٌ فی السماء. و قال شمر فی تفسیر‌قوله، صلی الله علیه و سلم: علیكم بالصِّدْق فإِنه یَهْدی إِلی البِرِّ؛ اختلف العلماء فی تفسیر البر فقال بعضهم: البر الصلاح، و قال بعضهم: البر الخیر. قال: و لا أَعلم تفسیراً أَجمع منه لأَنه یحیط بجمیع ما قالوا؛ قال: و جعل لبیدٌ البِرَّ التُّقی حیث یقول: و ما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقی قال: و أَما قول الشاعر: تُحَزُّ رؤُوسهم فی غیرِ بِرّ معناه فی غیر طاعة و خیر. و قوله عز و جل: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰی تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ؛ قال الزجاج: قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلی الله عز و جل، من عمل خیر، فهو إِنفاق. قال أَبو منصور: و البِرُّ خیر الدنیا و الآخرة، فخیر الدنیا ما ییسره الله تبارك و تعالی للعبد من الهُدی و النِّعْمَةِ و الخیراتِ، و خَیْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعیم الدائم فی الجنة، جمع الله لنا بینهما بكرمه و رحمته. و بَرَّ یَبَرُّ إِذا صَلَحَ. و بَرَّ فی یمینه یَبَرُّ إِذا صدقه و لم یَحْنَثْ. و بَرَّ رَحِمَهُ «1». یَبَرُّ إِذا وصله. و یقال: فلانٌ یَبَرُّ رَبَّهُ أَی یطیعه؛ و منه قوله: یَبَرُّك الناسُ و یَفْجُرُونَكا و رجلٌ بَرٌّ بذی قرابته و بارٌّ من قوم بَرَرَةٍ و أَبْرَارٍ، و المصدر البِرُّ. و قال الله عز و جل: لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ؛ أَراد و لكن البِرَّ بِرُّ من آمن بالله؛ قول الشاعر: و كَیْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خِلالَتُهُ [خُلالَتُهُ كأَبی مَرْحَبِ؟ أَی كخِلالَةِ أَبی مَرْحَبٍ. و تَبارُّوا، تفاعلوا: من البِرّ. و‌فی حدیث الاعتكاف: الْبِرَّ تُرِدْنَ؛ أَی الطاعةَ و العبادَةَ. و منه‌الحدیث: لیس من البر الصیام فی السفر.و‌فی كتاب قریش و الأَنصار: و إِنَّ البِرَّ دون الإِثم‌أَی إن الوفاء بما جعل علی نفسه دون الغَدْر و النَّكْث. و بَرَّةُ: اسْمٌ عَلَمٌ بمعنی البِر، مَعْرِفَةٌ، فلذلك لم یصرف، لأَنه اجتمع فیه التعریف و التأْنیث، و سنذكره فی فَجارِ؛ قال النابغة: إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَیْنا بَیْنَنا، فَحَمَلْتُ بَرَّةَ و احْتَمَلْتَ فَجارِ و قد بَرَّ رَبَّه. و بَرَّتْ یمینُه تَبَرُّ و تَبِرُّ بَرّاً و بِرّاً و بُرُوراً: صَدَقَتْ. و أَبَرَّها: أَمضاها علی الصِّدْقِ و البَرُّ: الصادقُ. و فی التنزیل العزیز: إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِیمُ. و البَرُّ، من صفات الله تعالی و تقدس: العَطُوفُ الرحیم اللطیف الكریم. قال ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی البَرُّ دون البارِّ، و هو العَطُوف علی عباده بِبِرِّهِ و لطفه. و البَرُّ و البارُّ بمعنًی، و إِنما جاء فی أَسماء الله تعالی البَرُّ دون البارّ. و بُرَّ عملُه و بَرَّ بَرّاً و بُرُوراً و أَبَرَّ و أَبَرَّه الله؛ قال الفراء: بُرَّ حَجُّه، فإِذا قالوا: أَبَرَّ الله حَجَّك،
(1). قوله [و برّ رحمه إلخ] بابه ضرب و علم
لسان العرب، ج‌4، ص: 53
قالوه بالأَلف. الجوهری: و أَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة فی بَرَّ اللهُ حَجَّك أَی قَبِلَه؛ قال: و البِرُّ فی الیمین مثلُه. و قالوا فی الدعاء: مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ و مَبرُوراً مَأْجوراً؛ تمیمٌ ترفع علی إِضمار أَنتَ، و أَهلُ الحجاز ینصبون علی اذْهَبْ مَبْرُوراً. شمر: الحج المَبْرُورُ الذی لا یخالطه شی‌ء من المآثم، و البیعُ المبرورُ: الذی لا شُبهة فیه و لا كذب و لا خیانة. و یقال: بَرَّ فلانٌ ذا قرابته یَبَرُّ بِرّاً، و قد برَرْتُه أَبِرُّه، و بَرَّ حَجُّكَ یَبَرُّ بُرُوراً، و بَرَّ الحجُّ یَبِرُّ بِرّاً، بالكسر، و بَرَّ اللهُ حَجَّهُ و بَرَّ حَجُّه. و‌فی حدیث أَبی هریرة قال: قال رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم: الحجُّ المبرورُ لیس له جزاءٌ إِلا الجنةُ؛ قال سفیان: تفسیر المبرور طِیبُ الكلام و إِطعام الطعام، و قیل: هو المقبولُ المقابَلُ بالبرِّ و هو الثواب؛ یقال: بَرَّ اللهُ حَجَّه و أَبَرَّهُ بِرّاً، بالكسر، و إِبْرَاراً. و قال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج: بُرَّ العملُ؛ أَرادَ عملَ الحج، دعا له أَن یكون مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فیه فیستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التی اقْتَرَفَها. و‌روی عن جابر بن عبد الله قال: قالوا: یا رسول الله، ما بِرُّ الحجِّ؟ قال: إِطعامُ الطعام و طِیبُ الكلام.و رجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ، و بارٌّ من قوم بَرَرَة و‌روی عن ابن عمر أَنه قال: إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ و الأَبناءَ. و قال: كما أَن لك علی ولدك حقّاً كذلك لولدك علیك حق.و كان سفیان یقول: حقُّ الولدِ علی والده أَن یحسن اسمه و أَن یزوّجه إِذا بلغ و أَن یُحِجَّه و أَن یحسن أَدبه. و یقال: قد تَبَرَّرْتَ فی أَمرنا أَی تَحَرَّجْتَ؛ قال أَبو ذؤیب: فقالتْ: تَبَرَّرْتَ فی جَنْبِنا، و ما كنتَ فینا حَدِیثاً بِبِرْ أَی تَحَرَّجْتَ فی سَبْیِنا و قُرْبِنا. الأَحمَر: بَرَرْتُ قسَمی و بَرَرْتُ والدی؛ و غیره لا یقول هذا. و روی المنذری عن أَبی العباس فی كتاب الفصیح: یقال صَدَقْتُ و بَرِرْتُ، و كذلك بَرَرْتُ والدی أَبِرُّه. و قال أَبو زید: بَرَرْتُ فی قسَمِی و أَبَرَّ اللهُ قَسَمِی؛ و قال الأَعور الكلبی: سَقَیْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ، فأَبْرَرْنَا إِلَیْه مُقْسِمِینا و قال غیره: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان و أَحْنَثَهُ، فأَما أَبَرَّه فمعناه أَنه أَجابه إِلی ما أَقسم علیه، و أَحنثه إِذا لم یجبه. و‌فی الحدیث: بَرَّ اللهُ قَسَمَه و أَبَرَّه بِرّاً، بالكسر، و إِبراراً أَی صدقه؛ و منه‌حدیث أَبی بكر: لم یَخْرُجْ من إِلٍّ و لا بِرٍّ‌أَی صِدْقٍ؛ و منه‌الحدیث: أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ.أَبو سعید: بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ، قال و الأَصل فی ذلك أَن تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها و قام علیها، تكافئه بالغلاء فی الثمن؛ و هو من قول الأَعشی یصف خمراً: تَخَیَّرَها أَخو عانات شَهْراً، و رَجَّی بِرَّها عاماً فعاما و البِرُّ: ضِدُّ العُقُوقُ، و المَبَرَّةُ مثله. و بَرِرْتُ والدی، بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً و قد بَرَّ والدَه یَبَرُّه و یَبِرُّه بِرّاً، فَیَبَرُّ علی بَرِرْتُ و یَبِرُّ علی بَرَرْتُ علی حَدِّ ما تقدَّم فی الیمین؛ و هو بَرٌّ به و بارٌّ؛ عن كراع، و أَنكر بعضهم بارٌّ. و‌فی الحدیث: تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم‌أَی تكون بیوتكم علیها و تُدْفَنُون فیها. قال ابن الأَثیر: قوله فإنها بكم برة أی مشفقة علیكم كالوالدة البَرَّة بأَولادها یعنی أَن منها خلقكم و فیها معاشكم و إِلیها بعد الموت معادكم؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 54
و‌فی حدیث زمزم: أَتاه آتٍ فقال: احْفِرْ بَرَّة؛ سماها بَرَّةً لكثرة منافعها و سعَةِ مائها. و‌فی الحدیث: أَنه غَیَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت تُسَمَّی بَرَّةَ فسماها زینب، و قال: تزكی نفسها، كأَنه كره ذلك. و‌فی حدیث حكِیم بن حِزامٍ: أَ رأَیتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها‌أَی أَطْلُبُ بها البِرِّ و الإِحسان إِلی الناس و التقرّب إِلی الله تعالی. و جمعُ البَرّ الأَبْرارُ، و جمعُ البارّ البَرَرَةُ. و فلانٌ یَبَرُّ خالقَه و یَتَبَرَّرهُ أَی یطیعه؛ و امرأَة بَرّةٌ بولدها و بارّةٌ. و فی الحدیث، فی بِرّ الوالدین: و هو فی حقهما و حق الأَقْرَبِین من الأَهل ضِدُّ العُقوق و هو الإِساءةُ إِلیهم و التضییع لحقهم. و جمع البَرِّ أَبْرارٌ، و هو كثیراً ما یُخَصُّ بالأَولیاء، و الزُّهَّاد و العُبَّادِ، و‌فی الحدیث: الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَی مع الملائكة.و‌فی الحدیث: الأَئمةُ من قریش أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها و فُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها؛ قال ابن الأَثیر: هذا علی جهة الإِخبار عنهم لا طریقِ الحُكْمِ فیهم أَی إِذا صلح الناس و بَرُّوا وَلِیَهُمُ الأَبْرارُ، و إِذا فَسَدوا و فجَرُوا وَلِیَهُمُ الأَشرارُ؛ و هو‌كحدیثه الآخر: كما تكونون یُوَلَّی علیكم.و الله یَبَرُّ عبادَه: یَرحَمُهم، و هو البَرُّ. و بَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه. و فی التنزیل العزیز: أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ. و من كلام العرب السائر: فلانٌ ما یعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ معناه ما یعرف من یَهِرٌّه [یَهُرٌّه أَی من یَكْرَهُه ممن یَبِرُّه، و قیل: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، و البِرُّ الفأْرةُ فی بعض اللغات، أَو دُوَیْبَّةٌ تشبهها، و هو مذكور فی موضعه؛ و قیل: معناه ما یعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن، و البَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزی. و قال الفزاری: البِرُّ اللطف، و الهِرُّ العُقُوق. و قال یونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، و البِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ. و قال ابن الأَعرابی: البِرُّ فِعْلُ كل خیر من أَی ضَرْبٍ كان، و البِرُّ دُعاءُ الغنم إِلی العَلَفِ، و البِرُّ الإِكرامُ، و الهِرُّ الخصومةُ، و روی الجوهری عن ابن الأَعرابی: الهِرُّ دعاء الغنم و البِرُّ سَوْقُها. التهذیب: و‌من كلام سلمان: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِیَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِیَّته؛ المعنی: من أَصلح سریرته أَصلح الله علانیته؛ أُخذ من الجَوِّ و البَرِّ، فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، و البَرُّ المَتْنُ الظاهر، فهاتان الكلمتان علی النسبة إِلیهما بالأَلف و النون. و‌ورد: من أَصْلحَ جُوَّانیَّهُ أَصْلح الله بَرَّانِیَّهُ.قالوا: البَرَّانیُّ العلانیة و الأَلف و النون من زیاداتِ النَّسبِ، كما قالوا فی صنعاء صنعانی، و أَصله من قولهم: خرج فلانٌ بَرًّا إِذا خرج إِلی البَرِّ و الصحراء، و لیس من قدیم الكلام و فصیحه. و البِرُّ: الفؤاد، یقال هو مُطْمَئِنُّ البِرِّ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه و دونَهُ، و أَجْعَلُ مالی دُونَه و أُؤَامِرُهْ و أَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ. و أَبَرّ القومُ: كثروا و كذلك أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا فی الخیر و أَعَرُّوا فی الشرّ، و سنذكر أَعَرُّوا فی موضعه. و البَرُّ، بالفتح: خلاف البَحْرِ. و البَرِّیَّة من الأَرَضِین، بفتح الباء: خلاف الرِّیفِیَّة. و البَرِّیَّةُ: الصحراءُ نسبت إِلی البَرِّ، كذلك رواه ابن الأَعرابی، بالفتح، كالذی قبله. و البَرُّ: نقیض الكِنّ؛ قال اللیث: و العرب تستعمِله فی النكرة، تقول العرب: جلست بَرًّا و خَرَجْتُ بَرًّا؛ قال أَبو منصور: و هذا من كلام المولَّدین و ما سمعته من فصحاء العرب البادیة. و یقال: أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم. معناه أَبعدهم فی البَرِّ و البَدْوِ داراً. و قوله تعالی: ظَهَرَ الْفَسٰادُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 55
فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ؛ قال الزجاج: معناه ظهر الجَدْبُ فی البَرِّ و القَحْطُ فی البحر أَی فی مُدُنِ البحر التی علی الأَنهار. قال شمر: البَرِّیَّةُ الأَرض المنسوبةُ إِلی البَرِّ و هی بَرِّیَّةٌ إِذا كانت إِلی البرِّ أَقربَ منها إِلی الماء، و الجمعُ البرَارِی. و البَرِّیتُ، بوزن فَعْلِیتٍ: البَرِّیَّةُ فلما سكنت الیاء صارت الهاء تاء، مِثْل عِفرِیتٍ و عِفْرِیة، و الجمع البَرَارِیتُ. و فی التهذیب: البَرِّیتُ؛ عن أَبی عبید و شمر و ابن الأَعرابی. و قال مجاهد فی قوله تعالی: وَ یَعْلَمُ مٰا فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ؛ قال: البَرُّ القِفارُ و البحر كلُّ قریة فیها ماءٌ. ابن السكیت: أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر. ابن سیدة: و إِنه لمُبِرٌّ بذلك أَی ضابطٌ له. و أَبَرَّ علیهم: غلبهم. و الإِبرارُ: الغلبةُ؛ و قال طرفة: یَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذی ضُرِّهِمْ، و یُبِرُّونَ علی الآبی المُبرّ أی یغلبون؛ یقال أَبَرَّ علیه أَی غلبه. و المُبِرُّ: الغالب. و سئل رجل من بنی أَسَد: أَ تعرف الفَرَسَ الكریمَ؟ قال: أَعرف الجوادَ المُبِرَّ من البَطِی‌ءِ المُقْرِفِ؛ قال: و الجوادُ المُبِرُّ الذی إِذا أُنِّف یَأْتَنِفُ السَّیْرَ، و لَهَزَ لَهْزَ العَیْرِ، الذی إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، و إِذا قِید اجْلَعَبَّ، و إِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. و یقال: أَبَرَّهُ یُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غیره؛ ابن سیدة: و أَبَرَّ علیهم شَرّاً؛ حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد: إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ فی قَعْرِ دارِهِمْ، فَلَسْتُ أُبالی مَنْ أَبَرَّ و مَنْ فَجَرْ ثم قال: أَبرَّ من قولهم أَبرَّ علیهم شَرّاً، و أَبرَّ و فَجَرَ واحدٌ فجمع بینهما. و أَبرّ فلانٌ علی أَصحابه أَی علاهم. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ علیهم‌أَی اسْتَصْعَبَ و غَلَبَهُم. و ابْتَرَّ الرجل: انتصب منفرداً من أَصحابه. ابن الأَعرابی: البَرَابِیرُ أَن یأْتی الراعی إِذا جاع إِلی السُّنْبُلِ فَیَفْرُكَ منه ما أَحبَّ وَ یَنْزِعَه من قُنْبُعِه، و هو قشره، ثم یَصُبَّ علیه اللبنَ الحلیبَ و یغْلیَه حتی یَنْضَجَ ثم یجعَله فی إِناءِ واسع ثم یُسَمِّنَه أَی یُبَرِّدَه فیكون أَطیب من السَّمِیذِ. قال: و هی الغَدیرَةُ، و قد اغْتَدَرنا. و البَریرُ: ثمر الأَراك عامَّةً، و المَرْدُ غَضُّه، و الكَباثُ نَضِیجُه؛ و قیل: البریرُ أَوَّل ما یظهر من ثمر الأَراك و هو حُلْو؛ و قال أَبو حنیفة: البَرِیرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث و أَصغر عُنقُوداً منه، و له عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغیرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قلیلًا، و عُنْقُوده یملأُ الكف، الواحدة من جمیع ذلك بَرِیرَةٌ. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: و نستصعد البَریرَ‌أَی نَجْنیه للأَكل؛ البَریرُ: ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ و بَلَغَ، و قیل: هو اسم له فی كل حال؛ و منه‌الحدیث الآخر: ما لنا طعامٌ إِلَّا البَریرُ.و البُرُّ: الحِنْطَةُ؛ قال المتنخل الهذلی: لا درَّ دَرِّیَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِیِّ، و عندی البُرُّ مَكْنُوزُ و رواه ابن درید: رائدهم. قال ابن درید: البُرُّ أَفصَحُ من قولهم القَمْحُ و الحنطةُ، واحدته بُرَّةٌ. قال سیبویه: و لا یقال لصاحبه بَرَّارٌ علی ما یغلب فی هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعی لا اطرادیّ؛ قال الجوهری: و منع سیبویه أَن یجمع البُرُّ علی أَبْرارٍ و جوّزه المبرد قیاساً. و البُرْبُورُ: الجشِیشُ من البُرِّ. و البَرْبَرَةُ: كثرة الكلام و الجَلَبةُ باللسان، و قیل:
لسان العرب، ج‌4، ص: 56
الصیاح. و رجلٌ بَرْبارٌ إِذا كان كذلك؛ و قد بَرْبَر إِذا هَذَی. الفراء: البَرْبرِیُّ الكثیر الكلام بلا منفعة. و قد بَرْبَرَ فی كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر. و البَرْبَرَةُ: الصوتُ و كلامٌ من غَضَبٍ؛ و قد بَرْبَرَ مثل ثَرثَرَ، فهو ثرثارٌ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه، لما طلب إِلیه أَهل الطائف أَن یكتب لهم الأَمانَ علی تحلیل الزنا و الخمر فامتنع: قاموا و لهم تَغَذْمُرٌ و بَرْبَرةٌ؛ البَرْبَرَةُ التخلیط فی الكلام مع غضب و نفور؛ و منه‌حدیث أُحُدٍ: فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه و بَرْبَرَ.و بَرْبَرٌ: جِیلٌ من الناس یقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ بن قیس بن عیلان، قال: و لا أَدری كیف هذا، و البَرابِرَةُ: الجماعة منهم، زادوا الهاء فیه إِما للعجمة و إِما للنسب، و هو الصحیح، قال الجوهری: و إِن شئت حذفتها. و بَرْبَرَ التَّیْسُ لِلهِیاجِ: نَبَّ. و دَلْوٌ بَرْبارٌ: لها فی الماء بَرْبَرَةٌ أَی صوت، قال رؤْبة: أَرْوی بِبَرْبارَیْنِ فی الغِطْماطِ و البُرَیْراءُ، علی لفظ التصغیر: موضع، قال: إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَیْراءِ فالحِسَی فَوَكْزٍ إِلی النَّقْعَینِ مِن وَبِعانِ و مَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلی المدینة، قال كثیر عزة: أَقْوَی الغَیاطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ، فَجُنوبُ سَهْوَةَ «2». قد عَفَتْ، فَرِمالُها و بَرِیرَةُ: اسم امرأَة. و بَرَّةُ: بنت مُرٍّ أُخت تمیم بن مُرٍّ و هی أُم النضر بن كنانة.

بزر؛ ج4، ص: 56

: البَزْرُ: بَزْرُ البَقْلِ و غیره. و دُهْنُ البَزْرِ و البِزْرِ، و بالكسر أَفصح. قال ابن سیدة: البِزْرُ و البَزْرُ كل حَبٍّ یُبْزَرُ للنبات. و بَزَرَه بَزْراً: بَذَرَهُ. و یقال: بَزَرْتُه و بَذَرْتُه. و البُزُورُ: الحُبُوبُ الصغار مثل بُزُور البقول و ما أَشبهها. و قیل: البَزْرُ الحَبُّ عامَّةً. و المَبْزُورُ: الرجل الكثیر الولَدِ؛ یقال: ما أَكثر بَزْرَه أَی ولده. و البَزْراءُ: المرأَة الكثیرة الوَلَدِ. و الزَّبْراءُ: الصُّلْبة علی السیر. و البَزْرُ: المُخاط. و البَزْرُ: الأَولاد. و البَزْرُ و البِزْرُ: التَّابَلُ، قال یعقوب: و لا یقوله الفصحاء إِلَّا بالكسر، و جمعه أَبْزارٌ، و أَبازیرُ جمعُ الجمع. و بَزَرَ القِدْرَ: رَمی فیها البَزْرَ. و البَزْرُ: الهَیْجُ بالضرب. و بَزَرَه بالعصا بَزْراً: ضربه بها. و عَصاً بَیْزارَةٌ: عظیمة. أَبو زید: یقال للعصا البَیْزارَةُ و القَصیدَةُ؛ و البَیَازِرُ: العِصِیُّ الضِّخامُ. و‌فی حدیث علیٍّ یَوْمَ الجَمَلِ: ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السیوف علی الهَامِ إِلَّا بِوَقْعِ البَیَازِرِ علی المَوَاجِنِ؛ البیازر: العِصِیُّ، و المواجن: جمعُ مِیجَنةٍ و هی الخشبة التی یَدُقُّ بها القَصّارُ الثوبَ و البَیْزارُ: الذكَرُ. و عِزٌّ بَزَری: ضَخْمٌ؛ قال: قدْ لَقِیَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لَهاً، و عَدَداً فَخْماً و عِزًّا بَزَرَی، مَنْ نَكَلَ الْیَومَ فلا رَعَی الحِمَی سدرة: قبیلة و سنذكرها فی موضعها. و عِزَّةٌ بَزَرَی: قَعْساء؛ قال: أَبَتْ لی عِزَّةٌ بَزَرَی بَذُوخُ، إِذا ما رامَها عِزٌّ یَدُوخُ
(2). قوله: [فجنوب سهوة] كذا بالأَصل، و فی یاقوت فخبوت، بخاء معجمة فباء موحدة مضومتین فمثناة فوقیة بعد الواو جمع خبت، بفتح الخاء المعجمة و سكون الموحدة، و هو المكان المتسع كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 57
و قیل: بَزَرَی عَدَدٌ كثیر؛ قال ابن سیدة: فإِذا كان ذلك فلا أَدری كیف یكون وصفاً للعِزَّة إِلَّا أَن یرید ذو عِزَّةٍ. و مِبْزَرُ القَصّارِ و مَبْزَرُه، كلاهما: الذی یَبْزُرُ به الثوبَ فی الماء. اللیث: المِبْزَرُ مثل خشبة القصَّارین تُبْزَرُ به الثیابُ فی الماء. الجوهری: البَیْزَرُ خشب القصّار الذی یدق به. و البَیْزارُ: الذی یحمل البازِیّ. قال أَبو منصور: و یقال فیه البازیارُ، و كلاهما دخیل. الجوهری: البَیازِرَةُ جمع بَیْزار و هو معرّب بازْیار؛ قال الكمیت: كأَنَّ سَوَابِقَها، فی الغُبار، صُقُورٌ تُعَارِضُ بَیْزارَها و بَزَرَ یبْزُرُ: امتخط؛ عن ثعلب. و بنو البَزَرَی: بطن من العرب یُنسبون إِلی أُمِّهم. الأَزهری: البَزَرَی لقب لبنی بكر بن كلاب؛ و تَبَزَّرَ الرجلُ: إِذا انتمی إِلیهم. و قال القتال الكلابی: إِذا ما تَجَعْفَرتمْ علینا، فإِنَّنا بَنُو البَزَرَی مِن عِزَّةٍ نَتَبَزَّرُ و بَزْرَةُ: اسم موضع، قال كثیر: یُعانِدْنَ فی الأَرْسانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ، عتاقُ المَطایا مُسْنَفاتٌ حِبالُها و‌فی حدیث أَبی هریرة لا تقوم الساعةُ حتی تُقاتلوا قَوْماً یَنْتَعِلُون الشَّعَرَ و هم البازِرُ؛ قیل: بازِرُ ناحیة قریبة من كِرْمان بها جبال، و فی بعض الروایات هم الأَكراد، فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر، أَو یكون سُمُّوا باسم بلادهم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا أَخرجه أَبو موسی بالباء و الزای من كتابه و شرحه؛ قال ابن الأَثیر: و الذی رویناه‌فی كتاب البخاری عن أَبی هریرة: سمعت رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: بین یدی الساعة تقاتلون قوماً نِعالُهم الشَّعَرُ و هم هذا البارِزُ؛ و قال سفیان مرة: هم أَهل البارِز؛ یعنی بأَهل البارِز أَهل فارس، هكذا قال هو بلغتهم؛ قال: و هكذا جاء فی لفظ الحدیث كأَنه أَبدل السین زایاً فیكون من باب الزای، و قد اختلف فی فتح الراء و كسرها و كذلك اختلف مع تقدیم الزای.

بسر؛ ج4، ص: 57

: البَسْرُ: الإِعْجالُ. و بَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ یَبْسُرُها بَسْراً و ابْتَسَرَها: ضربها قبل الضَّبَعَةِ. الأَصمعی: إِذا ضُرِبَت الناقةُ علی غیر ضَبَعَةٍ فذلك البَسْرُ، و قد بَسَرَها الفحلُ، فهی مَبْسُورة؛ قال شمر: و منه یقال: بَسَرْتُ غَرِیمی إِذا تقاضیته قبل محلّ المال، و بَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته قبل أَن یَتَقَیَّحَ، و كأَنَّ البَسْرَ منه. و المَبْسُورُ: طالب الحاجة فی غیر موضعها. و‌فی حدیث الحسن قال للولید التَّیّاسِ: لا تُبْسِرْ؛ البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب؛ یقول: لا تَحْمِلْ علی الناقة و الشاة قبل أَن تطلب الفحلَ، و بَسَرَ حاجته یَبْسُرُها بَسْراً و بِساراً و ابْتَسَرَها و تَبَسَّرَها: طلبها فی غیر أَوانها أَو فی غیر موضعها؛ أَنشد ابن الأَعرابی للراعی: إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه، تَبَسَّرَ یَبْتَغِی فیها البِسارَا بنات الأَرض: النبات. و فی الصحاح: بناتُ الأَرضِ المواضع التی تخفی علی الراعی. قال ابن بری: قد وهم الجوهری فی تفسیر بنات الأَرض بالمواضع التی تخفی علی الراعی، و إِنما غلطه فی ذلك أَنه ظن أَن الهاء فی عنه ضمیر الراعی، و أَن الهاء فی قوله فیها ضمیر الإِبل، فحمل البیت علی أَن شاعره وصف إِبلًا و راعیها، و لیس
لسان العرب، ج‌4، ص: 58
كما ظن و إِنما وصف الشاعر حماراً و أُتُنَه، و الهاء فی عنه تعود علی حمار الوحش، و الهاء فی فیها تعود علی أُتنه؛ قال: و الدلیل علی ذلك قوله قبل البیت ببیتین أَو نحوهما: أَطَارَ نَسِیلَهُ الحَوْلِیَّ عَنْهُ، تَتَبُّعُه المَذانِبَ و القِفَارَا و تَبَسَّرَ: طلب النبات أَی حَفَر عنه قبل أَن یخرج؛ أَخبر أَن الحَرَّ انقطع و جاء القیظُ، و بَسَرَ النخلة و ابْتَسَرها: لَقَّحَها قبل أَوان التلقیح؛ قال ابن مقبل: طَافَتْ به العَجْمُ، حتی نَدَّ ناهِضُها، عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَیرَ مُبْتَسَرِ أَبو عبیدة: إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ و أَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ، و هی مُباسِرَةٌ ثم تكونَ وَدیقاً. و المُباسِرَةُ: التی هَمَّتْ بالفحل قبل تمام وِداقِها، فإِذا ضربها الحِصانُ فی تلك الحال، فهی مبسورة، و قد تَبسَّرَها و بَسَرَها. و البَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ. و بَسَرَ الحِبْنَ بَسْراً: نَكَأَه قبل وقته. و بَسَرَ و أَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه. الجوهری: البَسْرُ أَن یَنْكَأَ الحِبْنَ قبل أَن یَنْضَجَ أَی یَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ. و بَسَرَ القَرْحَةَ یَبْسُرُها بَسْراً: نكأَها قبلَ النُّضْجِ. و البَسْرُ: القَهْرُ. و بَسَرَ یَبْسُرُ بَسْراً و بُسُوراً: عَبَسَ. وَ وَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بالمصدر. و فی التنزیل العزیز: وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ بٰاسِرَةٌ؛ و فیه: ثُمَّ عَبَسَ. وَ بَسَرَ؛ قال أَبو إِسحاق: بَسَرَ أَی نظر بكراهة شدیدة. و قوله: وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ بٰاسِرَةٌ أَی مُقَطِّبَةٌ قد أَیقنت أَن العذاب نازل بها. و بَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَی كَلَحَ. و‌فی حدیث سعد قال: لما أَسلمتُ رَاغَمَتْنی أُمِّی فكانت تلقانی مَرَّةً بالبِشْرِ و مَرَّةً بالبَسْرِ؛ البِشْرُ، بالمعجمة: الطلاقة؛ و البَسْرُ، بالمهملة: القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ یَبْسُرُه. و تَبَسَّرَ النهارُ: بَرَدَ. و البُسْرُ: الغَضُّ من كل شی‌ء. و البُسْرُ: التمر قبل أَن یُرْطِبَ لِغَضاضَتِه، واحدته بُسْرَةٌ؛ قال سیبویه: و لا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلَّا أَن تجمع بالأَلف و التاء لقلة هذا المثال فی كلامهم، و أَجاز بُسْرانٌ و تُمْرانٌ یرید بهما نوعین من التَّمْرِ و البُسْرِ. و قد أَبْسَرَتِ النخلةُ و نخلة مُبْسِرٌ، بغیر هاء، كله علی النسب، و مِبْسارٌ: لا یَرْطُبُ ثمرها. و‌فی الحدیث فی شرط مشتری النخل علی البائع: لیس له مِبْسارٌ، هو الذی لا یَرْطُبُ بُسْرُه. و بَسَرَ التَّمْرَ یَبْسُرُه بَسْراً و بَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر. و‌روی عن الأَشْجَع العَبْدِیِّ أَنه قال: لا تَبْسُرُوا و لا تَثْجُرُوا؛ فَأَما البَسْرُ. بفتح الباء، فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتمر و انتباذُهما جمیعاً، و الثَّجْرُ: أَن یؤْخذ ثَجِیرُ البُسْرِ فَیُلْقَی مع التمر، و كره هذا حذار الخلیطین لنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عنهما. و أَبْسَرَ و بَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذهما. و فی الصحاح: البَسْر أَن یُخلَط البُسْرُ مع غیره فی النبیذ. و البُسْرُ: ما لَوَّنَ و لم یَنْضَجْ، و إِذا نضِجَ فقد أَرْطَبَ؛ الأَصمعی: إِذا اخْضَرَّ حَبُّه و استدار فهو خَلالٌ، فإِذا عظم فهو البُسْرُ، فإِذا احْمَرَّتْ فهی شِقْحَةٌ. الجوهری: البُسْرُ «3». أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر، الواحدة بُسْرَةٌ و بُسُرَةٌ و جمعها بُسْراتٌ و بُسُراتٌ و بُسْرٌ و بُسُرٌ. و أَبْسَرَ النخل: صار ما علیه بُسْراً. و البُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ: ما ارتفع عن وجه الأَرض و لم یَطُلْ لأَنه حینئذٍ غَضٌّ.
(3). قوله: [الجوهری البسر] إلخ ترك كثیراً من المراتب التی یؤول إلیها الطلع حتی یصل إلی مرتبة التمر فانظرها فی القاموس و شرحه
لسان العرب، ج‌4، ص: 59
قال: و هو غَضّاً أَطیبُ ما یكون. و البُسْرَةُ: الغَضُّ من البُهْمَی؛ قال ذو الرمة: رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَی جَمِیعاً و بُسْرَةً، و صَمْعاءَ، حَتَّی آنَفَتْها نِصالُها. أَی جعلتها تشتكی أُنُوفَها. الجوهری: البُسْرَةُ من النبات أَوّلها البَارِضُ، و هی كما تبدو فی الأَرض، ثم الجَمِیمُ ثم البُسْرَةُ ثم الصَّمْعَاءُ ثم الحشِیشُ و رَجُلٌ بُسْرٌ و امرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابان طَرِیَّانِ. و البُسْرُ و البَسْرُ: الماءُ الطَّرِیُّ الحدیثُ العَهْدِ بالمطر ساعةَ ینزل من المُزْنِ، و الجمع بِسارٌ، مثل رُمْحٍ و رماح. و البَسْرُ: حَفْرُ الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ؛ قال الأَزهری: و هو التَّبَسُّرُ؛ و أَنشد بیت الراعی: إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ، تَبَسَّرَ یَبْتَغِی فیها البِسارَا قال ابن الأَعرابی: بنات الأَرض الأَنهار الصغار و هی الغُدْرانُ فیها بقایا الماء. و بَسَرَ النَّهْرَ إِذا حفر فیه بئراً و هو جافٌّ، و أَنشد بیت الراعی أَیضاً. و أَبْسَرَ إِذا حفر فی أَرض مظلومة. و ابْتَسَرَ الشی‌ءَ: أَخَذَه غَضًّا طَرِیًّا. و‌فی الحدیث عن أَنس قال: لم یخرج رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی سَفَرٍ قَطُّ إِلَّا قال حین یَنْهَضُ من جلوسِه: اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ و إِلیكَ تَوَجَّهْتُ و بكَ اعْتَصَمْتُ، أَنتَ رَبِّی و رَجائی، اللهمَّ اكْفِنی ما أَهَمَّنی و ما لم أَهْتَمَّ به، و ما أَنْتَ أَعْلَمُ به منی، و زَوِّدْنی التَّقْوَی و اغْفِرْ لی ذَنْبی وَ وَجِّهْنی للخَیرِ أَیْنَ تَوَجَّهْتُ، ثم یخرج؛ قولُه، صلی الله علیه و سلم: بك ابتسرت‌أَی ابتدأْت سفری. و كلُّ شی‌ء أَخذتَه غَضّاً، فقد بَسَرْتَه و ابتَسَرْتَه؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه الأَزهری، و المحدثون یَرْوُونَه بالنون و الشین المعجمة أَی تحركتُ و سِرْتُ. و بَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رعیته غَضّاً و كنتَ أَوَّلَ من رعاه؛ و قال لبید یصف غیثاً رعاه أُنُفاً: بَسَرْتُ نَدَاهُ، لم تُسَرَّبْ وُحُوشُه بِعِرْبٍ، كَجِذْعِ الهاجِرِیِّ المُشَذَّبِ. و البَیَاسِرَةُ: قَوْمٌ بالسِّنْدِ، و قیل: جِیلٌ من السند یؤاجرون أَنفسهم من أَهل السفن لحرب عدوّهم؛ و رجل بَیْسَرِیٌّ. و البسارُ: مطر یدوم علی أَهل السند و فی الصیف لا یُقْلِعُ عنهم ساعةً فتلك أَیام البسار، و فی المحكم: البسار مطر یوم فی الصیف یدوم علی البَیَاسِرَةِ و لا یُقْلِعُ. و المُبْسِرَاتُ: ریاح یستدل بهبوبها علی المطر. و یقال للشمس: بُسْرَةٌ إِذا كانت حمراء لم تَصْفُ؛ و قال البعیث یذكرها: فَصَبَّحَها، و الشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ، مَوْتٌ مُغَلِّسُ الجوهری: یقال للشمس فی أَوَّل طلوعها بُسْرَةٌ. و البُسْرَةُ: رأْس قَضِیبِ الكَلْبِ. و أَبْسَرَ المركَبُ فی البحر أَی وَقَفَ. و الباسُور، كالنَّاسُور، أَعجمی: داء معروف و یُجْمَعُ البَوَاسِیرَ؛ قال الجوهری: هی علة تحدث فی المقعدة و فی داخل الأَنف أَیضاً، نسأَل الله العافیة منها و من كل داء. و‌فی حدیث عمران بن حصین فی صلاة القاعد: و كان مَبْسُوراً‌أَی به بواسیر، و هی المرض المعروف. و بُسْرَةُ: اسْمٌ. و بُسْرٌ: اسْمٌ؛ قال: و یُدْعَی ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَیْمٌ و أَشْیَمٌ، و لَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا

بشر؛ ج4، ص: 59

: البَشَرُ: الخَلْقُ یقع علی الأُنثی و الذكر و الواحد و الاثنین و الجمع لا یثنی و لا یجمع؛ یقال: هی بَشَرٌ
لسان العرب، ج‌4، ص: 60
و هو بَشَرٌ و هما بَشَرٌ و هم بَشَرٌ. ابن سیدة: البَشَرُ الإِنسان الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء، و قد یثنی. و فی التنزیل العزیز: أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَیْنِ مِثْلِنٰا؟ و الجمع أَبشارٌ. و البَشَرَةُ: أَعلی جلدة الرأْس و الوجه و الجسد من الإِنسان، و هی التی علیها الشعر، و قیل: هی التی تلی اللحم. و فی المثل: إِنما یُعاتَبُ الأَدیمُ ذو البَشَرَةِ؛ قال أَبو حنیفة: معناه أَن یُعادَ إِلی الدِّباغ، یقول: إِنما یعاتَبُ مَن یُرْجَی و مَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ، و الجمع بَشَرٌ. ابن بزرج: و البَشَرُ جمع بَشَرَةٍ و هو ظاهر الجلد. اللیث: البَشَرَةُ أَعلی جلدة الوجه و الجسد من الإِنسان، و یُعْنی به اللَّوْنُ و الرِّقَّةُ، و منه اشتقت مُباشَرَةُ الرجل المرأَةَ لِتَضامِّ أَبْشارِهِما. و البَشَرَةُ و البَشَرُ: ظاهر جلد الإِنسان؛ و‌فی الحدیث: لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالی لِیَضْرِبُوا أَبْشاركم؛ و أَما قوله: تُدَرِّی فَوْقَ مَتْنَیْها قُرُوناً علی بَشَرٍ، و آنَسَهُ لَبابُ قال ابن سیدة: قد یكون جمع بشرة كشجرة و شجر و ثمرة و ثمر، و قد یجوز أَن یكون أَراد الهاء فحذفها كقول أَبی ذؤَیب: أَلا لَیْتَ شِعْری، هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ عِنادی علی الهِجْرانِ، أَم هُوَ یائِسُ؟ قال: و جمعه أَیضاً أَبْشارٌ، قال: و هو جمع الجمع. و البَشَرُ: بَشَرُ الأَدیمِ. و بَشَرَ الأَدیمَ یَبْشُرُه بَشْراً و أَبْشَرَهُ: قَشَرَ بَشَرَتَهُ التی ینبت علیها الشعر، و قیل: هو أَن یأْخذ باطنَه بِشَفْرَةٍ. ابن بزرج: من العرب من یقول بَشَرْتُ الأَدیم أَبْشِرهُ، بكسر الشین، إِذا أَخذت بَشَرَتَهُ. و البُشارَةُ: ما بُشِرَ منه. و أَبْشَرَه؛ أَظهر بَشَرَتَهُ. و أَبْشَرْتُ الأَدیمَ، فهو مُبْشَرٌ إِذا ظهرتْ بَشَرَتُه التی تلی اللحم، و آدَمْتُه إِذا أَظهرت أَدَمَتَهُ التی ینبت علیها الشعر. اللحیانی: البُشارَةُ ما قَشَرْتَ من بطن الأَدیم، و التِّحْلئُ ما قَشرْتَ عن ظهره. و‌فی حدیث عبد الله: مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَلیَبْشَرْ‌أَی فَلْیَفْرَحْ و لَیُسَرَّ؛ أَراد أَن محبة القرآن دلیل علی محض الإِیمان من بَشِرَ یَبْشَرُ، بالفتح، و من رواه بالضم، فهو من بَشَرْتُ الأَدیم أَبْشُرُه إِذا أَخذت باطنه بالشَّفْرَةِ، فیكون معناه فَلْیُضَمِّرْ نفسه للقرآن فإِن الاستكثار من الطعام ینسیه القرآن. و‌فی حدیث عبد الله بن عمرو: أُمرنا أَن نَبْشُرَ الشَّوارِبَ بَشْراً‌أَی نَحُفّها حتی تَبِینَ بَشَرَتُها، و هی ظاهر الجلد، و تجمع علی أَبْشارٍ. أَبو صفوان: یقال لظاهر جلدة الرأْس الذی ینبت فیه الشعر البَشَرَةُ و الأَدَمَةُ و الشَّواةُ. الأَصمعی: رجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، و هو الذی قد جَمَعَ لِیناً و شِدَّةً مع المعرفة بالأُمور، قال: و أَصله من أَدَمَةِ الجلد و بَشَرَتِهِ، فالبَشَرَةُ ظاهره، و هو منبت الشعر، و الأَدَمَةُ باطنه، و هو الذی یلی اللحم؛ قال و الذی یراد منه أَنه قد جَمع بَیْنَ لِینِ الأَدَمَةِ و خُشونة البَشَرَةِ و جرّب الأُمور. و فی الصحاح: فلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ إِذا كان كاملًا من الرجال، و امرأَة مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: تامَّةٌ فی كُلّ وَجْهٍ. و‌فی حدیث بحنة: ابنتك المُؤْدَمَةُ المُبْشَرَة؛ یصف حسن بَشَرَتها و شِدَّتَها. و بَشْرُ الجرادِ الأَرْضَ: أَكْلُه ما علیها. و بَشَرَ الجرادُ الأَرضَ یَبْشُرُها بَشراً: قَشَرَها و أَكل ما علیها كأَن ظاهر الأَرض بَشَرَتُها. و ما أَحْسَنَ بَشَرَتَه أَی سَحْناءَه و هَیْئَتَه. و أَبْشَرَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت نباتها. و أَبْشَرَتِ الأَرضُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 61
إِبْشاراً: بُذِرتْ فَظَهَر نَباتُها حَسَناً، فیقال عند ذلك: ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها؛ و قال أَبو زیاد الأَحمر: أَمْشَرَتِ الأَرضُ و ما أَحْسَنَ مَشَرَتَها. و بَشَرَةُ الأَرضِ: ما ظهر من نباتها. و البَشَرَةُ: البَقْلُ و العُشْبُ و كُلُّه مِنَ البَشَرَةِ. و باشَرَ الرجلُ امرأَتَهُ مُباشَرَةً و بِشاراً: كان معها فی ثوب واحد فَوَلِیَتْ بَشَرَتُهُ بَشَرَتَها. و قوله تعالی: وَ لٰا تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عٰاكِفُونَ فِی الْمَسٰاجِدِ؛ معنی المباشرة الجماع، و كان الرجل یخرج من المسجد، و هو معتكف، فیجامع ثم یعود إِلی المسجد. و مُباشرةُ المرأَةِ: مُلامَسَتُها. و الحِجْرُ المُباشِرُ: التی تَهُمُّ بالفَحْلِ. و البَشْرُ أَیضاً: المُباشَرَةُ؛ قال الأَفوه: لَمَّا رَأَتْ شَیْبی تَغَیَّر، و انْثَنی مِنْ دونِ نَهْمَةِ بَشْرِها حینَ انثنی أَی مباشرتی إِیاها. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُقَبِّلُ و یُباشِرُ و هو صائم؛ أَراد بالمباشَرَةِ المُلامَسَةَ و أَصله من لَمْس بَشَرَةِ الرجل بَشَرَةَ المرأَة، و قد یرد بمعنی الوطء فی الفرج و خارجاً منه. و باشَرَ الأَمْرَ: وَلِیَهُ بنفسه؛ و هو مَثَلٌ بذلك لأَنه لا بَشَرَةَ للأَمر إذ لیس بِعَیْنٍ. و‌فی حدیث علی، كرّم الله تعالی وجهه: فَباشِرُوا رُوحَ الیقین، فاستعاره لروح الیقین لأَنّ روح الیقین عَرَضٌ، و بیِّن أَنَّ العَرَضَ لیست له بَشَرَةٌ. و مُباشَرَةُ الأَمر: أَن تَحْضُرَهُ بنفسك و تَلِیَه بنفسك. و البِشْرُ: الطَّلاقَةُ، و قد بَشَرَه بالأَمر یَبْشُرُه، بالضم، بَشْراً و بُشُوراً و بِشْراً [بُشْراً، و بَشَرَهُ به بَشْراً؛ كله عن اللحیانی. و بَشَّرَهُ و أَبْشَرَهُ فَبَشِرَ به، و بَشَرَ یَبْشُرُ بَشْراً و بُشُوراً. یقال: بَشَرْتُه فَأَبْشَرَ و اسْتَبْشَر و تَبشَّرَ و بَشِرَ: فَرِحَ. و فی التنزیل العزیز: فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِكُمُ الَّذِی بٰایَعْتُمْ بِهِ؛ و فیه أَیضاً: وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ. و اسْتَبْشَرَه كَبَشَّرَهُ؛ قال ساعدة بن جؤیة: فَبَیْنا تَنُوحُ اسْتَبْشَرُوها بِحِبِّها، عَلی حِینِ أَن كُلَّ المَرامِ تَرومُ قال ابن سیدة: و قد یكون طلبوا منها البُشْری علی إِخبارهم إِیاهم بمجی‌ء ابنها. و قوله تعالی: یا بُشْرایَ هذا غُلامٌ؛ كقولك عَصایَ. و تقول فی التثنیة: یا بُشْرَبیَّ. و البِشارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكون إِلَّا بالخیر، و إِنما تكون بالشر إِذا كانت مقیدة كقوله تعالی: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذٰابٍ أَلِیمٍ*؛ قال ابن سیدة: و التَّبْشِیرُ یكون بالخیر و الشر كقوله تعالی: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذٰابٍ أَلِیمٍ*؛ و قد یكون هذا علی قولهم: تحیتك الضَّرْبُ و عتابك السَّیْفُ، و الاسم البُشْری. و قوله تعالی: لَهُمُ الْبُشْریٰ فِی الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا وَ فِی الْآخِرَةِ؛ فیه ثلاثة أَقوال: أَحدها أَن بُشْراهم فی الدنیا ما بُشِّرُوا به من الثواب، قال الله تعالی: وَ یُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِینَ*؛ و بُشْراهُمْ فی الآخرة الجنة، و قیل بُشْراهم فی الدنیا الرؤْیا الصالحة یَراها المؤْمن فی منامه أَو تُرَی له، و قیل معناه بُشْراهم فی الدنیا أَن الرجل منهم لا تخرج روحه من جسده حتی یری موضعه من الجنة؛ قال الله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلٰائِكَةُ أَلّٰا تَخٰافُوا وَ لٰا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. الجوهری: بَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه، بالضم، بَشْراً و بُشُوراً من البُشْرَی، و كذلك الإِبشارُ و التَّبْشِیرُ ثلاثُ لغات، و الاسم البِشارَةُ و البُشارَةُ، بالكسر و الضم. یقال: بَشَرْتُه بمولود فَأَبْشَرَ إِبْشاراً أَی سُرَّ. و تقول: أَبْشِرْ بخیر، بقطع الأَلف. و بَشِرْتُ بكذا، بالكسر، أَبْشَرُ أَی اسْتَبْشَرْتُ به؛ قال عطیة بن زید جاهلی، و قال ابن بری هو لعبد القیس بن خفاف البُرْجُمیّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 62
و إِذا رَأَیْتَ الباهِشِینَ إِلی العلی غُبْراً أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مُمْحِلِ، فَأَعِنْهُمُ و ابْشَرْ بما بَشِرُوا بِهِ، و إِذا هُمُ نَزَلُوا بَضَنْكٍ فانْزِلِ و یروی: … و ایْسِرْ بما یَسِرُوا به. و أَتانی أَمْرٌ بَشِرْتُ به أَی سُرِرْتُ به. و بَشَرَنی فلانٌ بوجه حَسَنٍ أَی لقینی. و هو حَسَنُ البِشْرِ، بالكسر، أَی طَلقُ الوجه. و البِشارَةُ: ما بُشِّرْتَ به. و البِشارة: تَباشُرُ القوم بأَمر، و التَّباشِیرُ: البُشْرَی. و تَبَاشَرَ القومُ أَی بَشَّرَ بعضُهم بعضاً. و البِشارة و البُشارة أَیضاً: ما یعطاه المبَشِّرُ بالأَمر. و‌فی حدیث توبة كعب: فأَعطیته ثوبی بُشارَةً؛ البشارة، بالضم: ما یعطی البشیر كالعُمَالَةِ للعامل، و بالكسر: الاسم لأَنها تُظْهِرُ طَلاقَةَ الإِنسان. و البشیر: المبَشِّرُ الذی یُبَشِّرُ القوم بأَمر خیر أَو شرٍ. و هم یتباشرون بذلك الأَمر أَی یُبَشرُ بضعهم بعضاً. و المبَشِّراتُ: الریاح التی تَهُبُّ بالسحاب و تُبَشِّرُ بالغیث. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنْ آیٰاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیٰاحَ مُبَشِّرٰاتٍ؛ و فیه: وَ هُوَ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیٰاحَ بُشْراً؛ و بُشُراً و بُشْرَی و بَشْراً، ف بُشْراً جَمعُ بَشُورٍ، و بُشْراً مخفف منه، و بُشْرَی بمعنی بِشارَةٍ، و بَشْراً مصدر بَشَرَهُ بَشْراً إِذا بَشَّرَهُ. و قوله عز و جل: أَنَّ اللّٰهَ: یُبَشِّرُكَ*؛ و قرئ: یَبْشُرُك؛ قال الفرّاء: كأَن المشدّد منه علی بِشاراتِ البُشَرَاء، و كأَن المخفف من وجه الإِفْراحِ و السُّرُورِ، و هذا شی‌ء كان المَشْیَخَةُ یقولونه. قال: و قال بعضهم أَبْشَرْتُ، قال: و لعلها لغة حجازیة. و كان سفیان بن عیینة یذكرها فَلْیُبْشِرْ، و بَشَرْتُ لغة رواها الكسائی. یقال: بَشَرَنی بوَجْهٍ حَسَنٍ یَبْشُرُنی. و قال الزجاج: معنی یَبْشُرُك یَسُرُّك و یُفْرِحُك. و بَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه إِذا أَفرحته. و بَشِرَ یَبْشَرُ إِذا فرح. قال: و معنی یَبْشُرُك و یُبَشِّرُك من البِشارة [البُشارة. قال: و أَصل هذا كله أَن بَشَرَةَ الإِنسان تنبسط عند السرور؛ و من هذا قولهم: فلان یلقانی بِبِشْرٍ أَی بوجه مُنْبَسِطٍ. ابن الأَعرابی: یقال بَشَرْتُه و بَشَّرْتُه و أَبْشَرْتُه و بَشَرْتُ بكذا و كذا و بَشِرْت و أَبْشَرْتُ إِذا فَرِحْتَ بِه. ابن سیدة: أَبْشَرَ الرجلُ فَرِحَ؛ قال الشاعر: ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَیْتُ سَواماً، و بُیُوتاً مَبْثُوثَةً و جِلالا و بَشَّرَتِ الناقةُ باللِّقاحِ، و هو حین یعلم ذلك عند أَوَّل ما تَلْقَحُ. التهذیب. یقال أَبْشَرَتِ الناقَةُ إِذا لَقِحَتْ فكأَنها بَشَّرَتْ بالِّلقاحِ؛ قال و قول الطرماح یحقق ذلك: عَنْسَلٌ تَلْوِی، إِذا أَبْشَرَتْ، بِخَوافِی أَخْدَرِیٍّ سُخام و تَباشِیرُ كُلّ شی‌ء: أَوّله كتباشیر الصَّبَاح و النَّوْرِ، لا واحد له؛ قال لبید یصف صاحباً له عرّس فی السفر فأَیقظه: فَلَمَّا عَرَّسَ، حَتَّی هِجْتُهُ بالتَّباشِیرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ و التباشیرُ: طرائقُ ضَوْءِ الصُّبْحِ فی اللیل. قال اللیث: یقال للطرائق التی تراها علی وجه الأَرض من آثار الریاح إِذا هی خَوَّتْهُ: التباشیرُ. و یقال لآثار جنب الدابة من الدَّبَرِ: تَباشِیرُ؛ و أَنشد: نِضْوَةُ أَسْفارٍ، إِذا حُطَّ رَحْلُها، رَأَیت بِدِفْأَیْها تَباشِیرَ تَبْرُقُ. الجوهری: تَباشِیرُ الصُّبْحِ أَوائلُه، و كذلك أَوائل
لسان العرب، ج‌4، ص: 63
كل شی‌ء، و لا یكون منه فِعلٌ. و‌فی حدیث الحجاج: كیف كان المطرُ و تَبْشِیرُه‌أَی مَبْدَؤُه و أَوَّلُه و تَبِاشِیرُ: لیس له نظیر إِلَّا ثلاثة أَحرف: تَعاشِیبُ الأَرض، و تَعاجِیبُ الدَّهرِ، و تَفاطِیرُ النَّباتِ ما یَنْفَطر منه، و هو أَیضاً ما یخرج علی وجه الغِلْمَان و الفتیات؛ قال: تَفاطِیرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَی قَدِیماً، لا تَفاطِیرُ الشَّبابِ. و یروی نفاطیر، بالنون. و تباشیر النخل: فی أَوَّل ما یُرْطِبُ. و البشارة، بالفتح: الجمال و الحُسْنُ؛ قال الأَعشی فی قصیدته التی أَوَّلها: بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارَهْ، یا جارَتا، ما أَنْتِ جارهْ. قال منها: وَ رَأَتْ بِأَنَّ الشَّیْبَ جَانَبَه البَشاشةُ و البَشارَهْ و رجلٌ بَشِیرُ الوجه إِذا كان جمیله؛ و امرأَةٌ بَشِیرةُ الوجه، و رجلٌ بَشِیرٌ و امرأَة بَشِیرَةٌ، و وجهٌ بَشیرٌ: حسن؛ قال دكین بن رجاء: تَعْرِفُ، فی أَوجُهِها البَشائِرِ، آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ و الآسانُ: جمع أُسُنٍ، بضم الهمزة و السین، و قد قیل أَسن بفتحهما أَیضاً، و هو الشبه. و الآفق: الفاضل. و المُشَاجِرُ: الذی یَرْعَی الشجر. ابن الأَعرابی: المَبْشُورَةُ الجاریة الحسنة الخلق و اللون، و ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها. و البَشِیرُ: الجمیل، و المرأَة بَشِیرَة. و البَشِیرُ: الحَسَنُ الوجه. و أَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَهُ: حَسَّنَه و نَضَّرَه؛ و علیه وَجَّهَ أَبو عمرو قراءَةَ من قرأَ: ذلك الذی یَبْشُرُ اللهُ عِبادَه؛ قال: إِنما قرئت بالتخفیف لأَنه لیس فیه بكذا إِنما تقدیره ذلك الذی یُنَضِّرُ اللهُ به وُجوهَهم. اللحیانی: و ناقة بَشِیرَةٌ أَی حَسَنَةٌ؛ و ناقة بَشِیرَةٌ: لیست بمهزولة و لا سمینة؛ و حكی عن أَبی هلال قال: هی التی لیست بالكریمة و لا الخسیسة. و‌فی الحدیث: ما مِنْ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ و بَقَرٌ لا یُؤَدِّی حَقَّها إِلَّا بُطِحَ لها یَوْمَ القیامة بِقَاع قَرْقَرٍ كأَكْثَرِ ما كانَتْ و أَبْشَرِه‌أَی أَحْسَنِه، من البِشر، و هو طلاقة الوجه و بشاشته، و‌یروی: و آشَره‌من النشاط «4». و البطر. ابن الأَعرابی: هم البُشَارُ و القُشَارُ و الخُشَارُ لِسِقاطِ الناسِ. و التُّبُشِّرُ و التُّبَشِّرُ: طائر یقال هو الصُّفارِیَّة، و لا نظیر له إِلَّا التُّنَوِّطُ، و هو طائر و هو مذكور فی موضعه، و قولُهم: وقع فی وادی تُهُلِّكَ، و وادی تُضُلِّلَ، و وادی تُخُیِّبَ. و الناقةُ البَشِیرَةُ: الصالحةُ التی علی النِّصْفِ من شحمها، و قیل: هی التی بین ذلك لیست بالكریمة و لا بالخسیسة. و بِشْرٌ و بِشْرَةُ: اسمان؛ أَنشد أَبو علی: و بِشْرَةُ یَأْبَوْنا، كَأَنَّ خِبَاءَنَا جَنَاحُ سُمَانَی فی السَّماءِ تَطِیرُ و كذلك بُشَیْرٌ و بَشِیرٌ و بَشَّار و مُبَشِّر. و بُشْرَی: اسم رجل لا ینصرف فی معرفة و لا نكرة، للتأْنیث و لزوم حرف التأْنیث له، و إِن لم یكن صفة لأَن هذه الأَلف یبنی الاسم لها فصارت كأَنها من نفس الكلمة، و لیست كالهاء التی تدخل فی الاسم بعد التذكیر. و البِشْرُ: اسم ماء لبنی تغلب. و البِشْرُ: اسم جبل، و قیل: جبل بالجزیرة؛ قال الشاعر:
(4). قوله [من النشاط] كذا بالأصل و الأحسن من الأشر و هو للنشاط
لسان العرب، ج‌4، ص: 64
فَلَنْ تَشْرَبی إِلَّا بِرَنْقٍ، وَ لَنْ تَرَیْ سَواماً و حَیّاً فی القُصَیْبَةِ فالبِشْرِ

بصر؛ ج4، ص: 64

: ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی الْبَصِیرُ*، هو الذی یشاهد الأَشیاء كلها ظاهرها و خافیها بغیر جارحة، و البَصَرُ عبارة فی حقه عن الصفة التی ینكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ. اللیث: البَصَرُ العَیْنُ إِلَّا أَنه مذكر، و قیل: البَصَرُ حاسة الرؤْیة. ابن سیدة: البَصَرُ حِسُّ العَین و الجمع أَبْصارٌ. بَصُرَ به بَصَراً و بَصارَةً و بِصارَةً و أَبْصَرَهُ و تَبَصَّرَهُ: نظر إِلیه هل یُبْصِرُه. قال سیبویه: بَصُرَ صار مُبْصِراً، و أَبصره إِذا أَخبر بالذی وقعت عینه علیه، و حكاه اللحیانی بَصِرَ به، بكسر الصاد، أَی أَبْصَرَهُ. و أَبْصَرْتُ الشی‌ءَ: رأَیته. و باصَرَه: نظر معه إِلی شی‌ء أَیُّهما یُبْصِرُه قبل صاحبه. و باصَرَه أَیضاً: أَبْصَرَهُ؛ قال سُكَیْنُ بنُ نَصْرَةَ البَجَلی: فَبِتُّ عَلی رَحْلِی و باتَ مَكانَه، أُراقبُ رِدْفِی تارَةً، و أُباصِرُه الجوهری: باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِلیه من بعید. و تَباصَرَ القومُ: أَبْصَرَ بعضهم بعضاً. و رجل بَصِیرٌ مُبْصِرٌ: خلاف الضریر، فعیل بمعنی فاعل، و جَمْعُه بُصَراءُ. و حكی اللحیانی: إِنه لَبَصِیرٌ بالعینین. و البَصارَةُ مَصْدَرٌ: كالبَصر، و الفعل بَصُرَ یَبْصُرُ، و یقال بَصِرْتُ و تَبَصَّرْتُ الشی‌ءَ: شِبْهُ رَمَقْتُه. و فی التنزیل العزیز: لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ؛ قال أَبو إسحاق: أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ یُدْرِك الأَبصارَ و فی هذا الإِعلام دلیل أَن خلقه لا یدركون الأَبصارَ أَی لا یعرفون كیف حقیقة البَصَرَ و ما الشی‌ء الذی به صار الإِنسان یُبْصِرُ من عینیه دون أَن یُبْصِرَ من غیرهما من سائر أَعضائه، فَأَعْلَم أَن خَلْقاً من خلقه لا یُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ و لا یُحیطون بعلمه، فكیف به تعالی و الأَبصار لا تحیط به وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ. فأَمَّا ما جاء من الأَخبار فی الرؤْیة، و صح عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فغیر مدفوع و لیس فی هذه الآیة دلیل علی دفعها، لأَن معنی هذه الآیة إِدراك الشی‌ء و الإِحاطة بحقیقته و هذا مذهب أَهل السنَّة و العلم بالحدیث. و قوله تعالی: قَدْ جٰاءَكُمْ بَصٰائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ؛ أَی قد جاءَكم القرآن الذی فیه البیان و البصائرُ، فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ نَفْعُ ذلك، وَ مَنْ عَمِیَ فَعَلَیْهٰا ضَرَرُ ذلك، لأَن الله عز و جل غنی عن خلقه. ابن الأَعرابی: أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلی بصیرة الإِیمان؛ و أَنشد: قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ، و علی بَصائِرِها، و إِنْ لَمْ تُبْصِر قال: بصائرها إسلامها و إِن لم تبصر فی كفرها. ابن سیدة: أَراه لَمْحاً باصِراً أَی نظراً بتحدیق شدید، قال: فإِما أَن یكون علی طرح الزائد، و إِما أَن یكون علی النسب، و الآخر مذهب یعقوب. و لقی منه لَمْحاً باصِراً أَی أَمراً واضحاً. قال: و مَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج قولهم رجل تامِرٌ و لابِنٌ أَی ذو لبن و تمر، فمعنی باصر ذو بَصَرَ، و هو من أَبصرت، مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ، أَی أَرَیْتُه أَمْراً شدیداً یُبْصِرُه. و قال اللیث: رأَی فلان لَمْحاً باصِراً أَی أَمراً مفروغاً منه. قال الأَزهری: و القول هو الأَوَّل؛ و قوله عز و جل: فَلَمّٰا جٰاءَتْهُمْ آیٰاتُنٰا مُبْصِرَةً؛ قال الزجاج: معناه واضحةً؛ قال: و یجوز مُبْصَرَةً أَی مُتَبَیِّنَةً تُبْصَرُ و تُرَی. و قوله تعالی: وَ آتَیْنٰا ثَمُودَ النّٰاقَةَ مُبْصِرَةً؛ قال الفراء: جعل الفعل لها، و معنی مُبْصِرَةً مضیئة، كما قال عز من قائل: وَ النَّهٰارَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 65
مُبْصِراً*؛ أَی مضیئاً. و قال أَبو إِسحاق: معنی مُبْصِرَةً تُبَصِّرُهم أَی تُبَیِّنُ لهم، و من قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنی بَیِّنَة، و من قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنی متبینة فَظَلَمُوا بِهٰا أَی ظلموا بتكذیبها. و قال الأَخفش: مُبْصَرَة أَی مُبْصَراً بها؛ قال الأَزهری: و القول ما قال الفرّاء أَراد آتینا ثمود الناقة آیة مُبْصِرَة أَی مضیئة. الجوهری: المُبْصِرَةُ المضیئة؛ و منه قوله تعالی: فَلَمّٰا جٰاءَتْهُمْ آیٰاتُنٰا مُبْصِرَةً؛ قال الأَخفش: إِنها تُبَصِّرهم أَی تجعلهم بُصَراء. و المَبْصَرَةُ، بالفتح: الحُجَّة. و البَصِیرَةُ: الحجةُ و الاستبصار فی الشی‌ء. و بَصَّرَ الجَرْوُ تبصیراً: فتح عینیه. و لقیه بَصَراً أَی حین تباصرت الأَعْیانُ و رأَی بعضها بعضاً، و قیل: هو فی أَوَّل الظلام إِذا بقی من الضوء قدر ما تتباین به الأَشباح، لا یُستعمل إِلَّا ظرفاً. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: فأرسلت إِلیه شاة فرأَی فیها بُصْرَةً من لَبَنٍ؛ یرید أَثراً قلیلًا یُبْصِرُه الناظرُ إِلیه، و منه‌الحدیث: كان یصلی بنا صلاةَ البَصَرِ حتی لو أَن إِنساناً رمی بنَبْلَةٍ أَبصرها؛ قیل: هی صلاة المغرب، و قیل: الفجر لأَنهما تؤَدَّیان و قد اختلط الظلام بالضیاء. و البَصَر هاهنا: بمعنی الإِبصار، یقال بَصِرَ به بَصَراً. و‌فی الحدیث: بصر عینی و سمع أُذنی، و قد اختلف فی ضبطه فروی بَصُرَ و سَمِعَ و بَصَرُ و سَمْعُ علی أَنهما اسمان. و البَصَرُ: نَفاذٌ فی القلب. و بَصرُ القلب: نَظَرَهُ و خاطره. و البَصِیرَةُ: عَقِیدَةُ القلب. قال اللیث: البَصیرة اسم لما اعتقد فی القلب من الدین و تحقیق الأَمر؛ و قیل: البَصیرة الفطنة، تقول العرب: أَعمی الله بصائره أَی فِطَنَه؛ عن ابن الأَعرابی: و‌فی حدیث ابن عباس: أَن معاویة لما قال لهم: یا بنی هاشم تُصابون فی أَبصاركم، قالوا له: و أَنتم یا بنی أُمیة تصابون فی بصائركم. و فَعَلَ ذلك علی بَصِیرَةٍ أَی علی عَمْدٍ. و علی غیر بَصیرة أَی علی غیر یقین. و‌فی حدیث عثمان: و لتَخْتَلِفُنَّ علی بَصِیرَةٍ‌أَی علی معرفة من أَمركم و یقین. و‌فی حدیث أُم سلمة: أَ لیس الطریقُ یجمع التاجِرَ و ابنَ السبیل و المُسْتَبْصِرَ و المَجْبورَ‌أَی المُسْتَبِینَ للشی‌ء؛ یعنی أَنهم كانوا علی بصیرة من ضلالتهم، أَرادت أَن تلك الرفقة قد جمعت الأَخیار و الأَشرار. و إِنه لذو بَصَرٍ و بصیرة فی العبادة؛ عن اللحیانی. و إِنه لَبَصِیرٌ بالأَشیاء أَی عالم بها؛ عنه أَیضاً. و یقال للفِراسَةِ الصادقة: فِراسَةٌ ذاتُ بَصِیرة. و البصیرة: العِبْرَةُ؛ یقال: أَ مَا لك بَصِیرةٌ فی هذا؟ أَی عِبْرَةٌ تعتبر بها؛ و أَنشد: فی الذَّاهِبِین الأَوَّلِینَ مِن القُرُونِ، لَنا بَصائرْ أَی عِبَرٌ: و البَصَرُ: العلم. و بَصُرْتُ بالشی‌ء: علمته؛ قال عز و جل: بَصُرْتُ بِمٰا لَمْ یَبْصُرُوا بِهِ. و البصیر: العالم، و قد بَصُرَ بَصارَةً. و التَّبَصُّر: التَّأَمُّل و التَّعَرُّفُ. و التَّبْصِیرُ: التعریف و الإِیضاح. و رجلٌ بَصِیرٌ بالعلم: عالم به. و‌قوله، علیه السلام: اذهبْ بنا إِلی فلانٍ البصیرِ، و كان أَعمی؛ قال أَبو عبید: یرید به المؤمن. قال ابن سیدة: و عندی أَنه، علیه السلام، إِنما ذهب إِلی التَّفؤل «1». إِلی لفظ البصر أَحسن من لفظ العمی، أَ لا تری إِلی‌قول معاویة: و البصیر خیر من الأَعمی؟و تَبَصَّرَ فی رأْیِه و اسْتَبْصَرَ: تبین ما یأْتیه من خیر و شر. و استبصر فی أَمره و دینه إِذا كان ذا بَصیرة. و البَصیرة: الثبات فی الدین. و فی التنزیل العزیز:
(1). قوله [إنما ذهب إلی التفؤل إلخ] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 66
وَ كٰانُوا مُسْتَبْصِرِینَ: أَی أتوا ما أَتوه و هم قد تبین لهم أَن عاقبته عذابهم، و الدلیل علی ذلك قوله: وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ؛ فلما تبین لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل بهم عدلًا وَ كٰانُوا مُسْتَبْصِرِینَ؛ و قیل أَی كانوا فی دینهم ذوی بصائر، و قیل: كانوا معجبین بضلالتهم. و بَصُرَ بَصارَةً: صار ذا بصیرة. و بَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِیراً و تَبْصِرَةً: فَهَّمَهُ إِیاه. و قال الأَخفش فی قوله: بَصُرْتُ بِمٰا لَمْ یَبْصُرُوا بِهِ؛ أَی علمت ما لم یعلموا به من البصیرة. و قال اللحیانی: بَصُرْتُ أَی أَبصرت، قال: و لغة أُخری بَصِرْتُ به أَبْصَرْته. و قال ابن بزرج: أَبْصِرْ إِلیَّ أَی انْظر إِلیّ، و قیل: أَبْصِرْ إِلیَّ أَی التفتْ إِلیَّ. و البصیرة: الشاهدُ؛ عن اللحیانی. و حكی: اجْعَلْنِی بصیرةً علیهم؛ بمنزلة الشهید. قال: و قوله تعالی: بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلیٰ نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ؛ قال ابن سیدة: له معنیان: إِن شئت كان الإِنسان هو البَصیرة علی نفسه أَی الشاهد، و إِن شئت جعلت البصیرة هنا غیره فعنیت به یدیه و رجلیه و لسانه لأَن كل ذلك شاهد علیه یوم القیامة؛ و قال الأَخفش: بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلیٰ نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ، جعله هو البصیرة كما تقول للرجل: أَنت حُجة علی نفسك؛ و قال ابن عرفة: عَلیٰ نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ، أَی علیها شاهد بعملها و لو اعتذر بكل عذر، یقول: جوارحُه بَصیرةٌ علیه أَی شُهُودٌ؛ قال الأَزهری: یقول بَلِ الْإِنْسٰانُ یوم القیامة عَلیٰ نَفْسِهِ جوارحُه بَصِیرَةٌ بما جنی علیها، و هو قوله: یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ؛ قال: و معنی قوله بَصِیرَةٌ علیه بما جنی علیها، وَ لَوْ أَلْقیٰ مَعٰاذِیرَهُ؛ أَی و لو أَدْلی بكل حجة. و قیل: وَ لَوْ أَلْقیٰ مَعٰاذِیرَهُ، سُتُورَه. و المِعْذَارُ: السِّتْرُ. و قال الفرّاء: یقول علی الإِنسان من نفسه شهود یشهدون علیه بعمله الیدان و الرجلان و العینان و الذكر؛ و أَنشد: كأَنَّ علی ذِی الظَّبْیِ عَیْناً بَصِیرَةً بِمَقْعَدِهِ، أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ یُحاذِرُ حتی یَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ، من الخَوْفِ، لا تَخْفَی علیهم سَرائرُهْ و قوله: قَرَنْتُ بِحِقُوَیْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ عَنِ القَصْدِ، حَتَّی بُصِّرَتْ بِدِمامِ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون معناه قُوِّیَتْ أَی لما هَمَّ هذا الریش بالزوال عن السهم لكثرة الرمی به أَلزقه بالغِراء فثبت. و الباصِرُ: المُلَفِّقُ بین شُقَّتین أَو خِرْقَتَین. و قال الجوهری فی تفسیر البیت: یعنی طَلَی رِیشَ السهم بالبَصِیرَةِ و هی الدَّمُ. و البَصِیرَةُ: ما بین شُقَّتَی البیتِ و هی البصائر. و البَصْرُ: أَن تُضَمَّ حاشیتا أَدیمین یخاطان كما تخاط حاشیتا الثوب. و یقال: رأَیت علیه بَصِیرَةً من الفقر أَی شُقَّةً مُلَفَّقَةً. الجوهری: و البَصْرُ أَن یُضَمَّ أَدِیمٌ إِلی أَدیم، فیخرزان كما تخاط حاشیتا الثوب فتوضع إِحداهما فوق الأُخری، و هو خلاف خیاطة الثوب قبل أَن یُكَفَّ. و البَصِیرَةُ: الشُّقَّةُ التی تكون علی الخباء. و أَبْصَر إِذا عَلَّق علی باب رحله بَصِیرَةً، و هی شُقَّةٌ من قطن أَو غیره؛ و قول توبة: و أُشْرِفُ بالقُورِ الیَفاعِ لَعَلَّنِی أَرَی نارَ لَیْلَی، أَو یَرانی بَصِیرُها قال ابن سیدة: یعنی كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ العیونِ بَصَراً. و البُصْرُ: الناحیةُ مقلوب عن الصُّبْرِ. و بُصْرُ الكَمْأَة و بَصَرُها: حُمْرَتُها؛ قال: و نَفَّضَ الكَمْ‌ءَ فأَبْدَی بَصَرَهْ و بُصْرُ السماء و بُصْرُ الأَرض: غِلَظُها، و بُصْرُ كُلّ شی‌ء: غِلَظُهُ. و بُصْرُه و بَصْرُه: جلده؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 67
حكاهما اللحیانی عن الكسائی، و قد غلب علی جلد الوجه. و یقال: إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ، و هو داء یخرج به. الجوهری: و البُصْرُ، بالضم، الجانبُ و الحَرْفُ من كل شی‌ء. و‌فی حدیث ابن مسعود: بُصْرُ كل سماء مسیرة خمسمائة عام، یرید غِلَظَها و سَمْكَها، و هو بضم الباء و‌فی الحدیث أَیضاً: بُصْرُ جِلْد الكافر فی النار أَربعون ذراعاً.و ثوبٌ جَیّدُ البُصْرِ: قویٌّ وَثِیجٌ. و البَصْرُ و البِصْرُ و البَصْرَةُ: الحجر الأَبیض الرِّخْوُ، و قیل: هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا بَصْرَة لا غیر، و جمعها بِصار؛ التهذیب: البَصْرُ الحجارة إِلی البیاض فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ. الجوهری: البصرة حجارة رخوة إِلی البیاض ما هی، و بها سمیت البصرة؛ و قال ذو الرمة یصف إِبلًا شربت من ماء: تَداعَیْن باسم الشِّیبِ فی مُتَثَلِّمٍ، جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ و سِلامِ قال: فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت بِصْرٌ، بالكسر. و الشِّیب: حكایة صوت مشافرها عند رشف الماء؛ و مثله قول الراعی: إِذا ما دَعَتْ شِیباً، بِجَنْبَیْ عُنَیْزَةٍ، مَشافِرُها فی ماءِ مُزْنٍ و باقِلِ و أَراد ذو الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه و قلة عهد الناس به؛ و قال عباس بن مرداس: إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه، أُوقِدْ علیه فَأَحْمِیهِ فَیَنْصَدِعُ أَبو عمرو: البَصْرَةُ و الكَذَّانُ، كلاهما: الحجارة التی لیست بصُلبة. و أَرض فلان بُصُرة، بضم الصاد، إِذا كانت حمراء طیبة. و أَرض بَصِرَةٌ إِذا كانت فیها حجارة تقطع حوافر الدواب. ابن سیدة: و البُصْرُ الأَرض الطیبة الحمراءُ. و البَصْرَةُ و البَصَرَةُ و البَصِرَة: أَرض حجارتها جِصٌّ، قال: و بها سمیت البَصْرَةُ، و البَصْرَةُ أَعم، و البَصِرَةُ كأَنها صفة، و النسب إِلی البَصْرَةِ بِصْرِیٌّ و بَصْرِیٌّ، الأُولی شاذة؛ قال عذافر: بَصْرِیَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِیّا، یُطْعِمُها المالِحَ و الطَّرِیَّا و بَصَّرَ القومُ تَبْصِیراً: أَتوا البَصْرَة؛ قال ابن أَحمر: أُخَبِّرُ مَنْ لاقَیْتُ أَنِّی مُبَصِّرٌ، و كائِنْ تَرَی قَبْلِی مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا و فی البَصْرَةِ ثلاثُ لغات: بَصْرَة و بِصْرَة و بُصْرَة، و اللغة العالیة البَصْرَةُ. الفرّاء: البِصْرُ و البَصْرَةُ الحجارة البراقة. و قال ابن شمیل: البَصْرَة أَرْض كأَنها جبل من جِصٍّ و هی التی بنیت بالمِرْبَدِ، و إِنما سمیت البَصْرَةُ بَصْرَةً بها. و البَصْرَتان: الكوفةُ و البصرة. و البَصْرَةُ: الطِّین العَلِكُ. و قال اللحیانی: البَصْرُ الطین العَلِكُ الجَیِّدُ الذی فیه حَصًی. و البَصِیرَةُ: التُّرْسُ، و قیل: هو ما استطال منه، و قیل: هو ما لزق بالأَرض من الجسد، و قیل: هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعیر منه، و قیل: هو ما استدل به علی الرَّمِیَّةِ. و یقال: هذه بَصِیرَةٌ من دَمٍ، و هی الجَدِیَّةُ منها علی الأَرض. و البَصِیرَةُ: مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ. و البَصِیرَةُ: الثَّأْرُ. و‌فی الحدیث: فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه‌أَی قُطِعَ. یقال: بَصَرَهُ بسیفه إِذا قطعه، و قیل: البصیرة من الدم ما لم یسل، و قیل: هو الدُّفْعَةُ منه، و قیل: البَصِیرَةُ دَمُ البِكْرِ؛ قال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 68
رَاحُوا، بَصائِرُهُمْ علی أَكْتَافِهِمْ، و بَصِیرَتِی یَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَی یعنی بالبصائر دم أَبیهم؛ یقول: تركوا دم أَبیهم خلفهم و لم یَثْأَرُوا به و طَلَبْتُه أَنا؛ و فی الصحاح: و أَنا طَلَبْتُ ثَأْرِی. و كان أَبو عبیدة یقول: البَصِیرَةُ فی هذا البیت الترْسُ أَو الدرع، و كان یرویه: حملوا بصائرهم …؛ و قال ابن الأَعرابی: راحوا بصائرُهم … یعنی ثِقْل دمائهم علی أَكتافهم لم یَثْأَرُوا بها. و البَصِیرَة: الدِّیَةُ. و البصائر: الدیات فی أَوَّل البیت، قال أَخذوا الدیات فصارت عاراً، و بصیرتی أَی ثَأْرِی قد حملته علی فرسی لأُطالب به فبینی و بینهم فرق. أَبو زید: البَصیرة من الدم ما كان علی الأَرض. و الجَدِیَّةُ: ما لَزِقَ بالجسد. و قال الأَصمعی: البَصیرة شی‌ء من الدم یستدل به علی الرَّمِیَّةِ. و‌فی حدیث الخوارج: و یَنْظُر فی النَّصْلِ فلا یری بَصِیرَةً‌أَی شیئاً من الدم یستدل به علی الرمیة و یستبینها به؛ و قوله أَنشده أَبو حنیفة: و فی الیَدِ الیُمْنَی لِمُسْتَعِیرها شَهْبَاءُ، تُرْوِی الرِّیشَ مِنْ بَصِیرِها یجوز أَن یكون جمع البصیرة من الدم كشَعِیرة و شَعِیر و نحوها، و یجوز أَن یكون أَراد من بصیرتها فحذف الهاء ضرورة، كما ذهب إِلیه بعضهم فی قول أَبی ذؤیب: أَلا لَیْتَ شِعْرِی، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِیادِی عَلی الهِجْرانِ، أَمْ هُوَ یائِسُ؟ «2». و یجوز أَن یكون البَصِیرُ لغةً فی البَصِیرَة، كقولك حُقٌّ و حُقَّةٌ و بیاض و بیاضة. و البَصیرَةُ: الدِّرْعُ، و كلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِیرةٌ. و البَصِیرَةُ: التُّرس، و كل ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح. و الباصَرُ: قَتَبٌ صغیر مستدیر مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی عن ثعلب، و هی البواصر. و أَبو بَصِیر: الأَعْشَی، علی التطیر. و بَصیر: اسم رجل. و بُصْرَی: قریة بالشام، صانها الله تعالی؛ قال الشاعر: و لو أُعْطِیتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَی و قِنَّسْرِینَ مِنْ عَرَبٍ و عُجْمِ و تنسب إِلیها السیوف البُصْرِیَّة؛ و قال: یَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِیّ هامَهُمُ «3». و أَنشد الجوهری للحصین بن الحُمامِ المُرّی: صَفائح

بضر؛ ج4، ص: 68

: الفرّاء: البَضْرُ نَوْفُ الجاریةِ قبل أَن تُخْفَضَ. و قال المفضل: من العرب من یقول البَضْرُ، و یبدل الظاء ضاداً، و یقول: قد اشتكی ضَهْرِی، و منهم من یبدل الضاد ظاء فیقول: قد عَظَّتِ الحربُ بنی تمیم. ابن الأَعرابی قال: البُضَیْرَةُ تصغیر البَضْرَة و هی بُطلان الشی‌ء؛ و منه قولهم: ذهب دمه بِضْراً مِضْراً «4». خِضْراً أَی هَدَراً، و ذَهَبَ بِطْراً، بالطاء غیر معجمة. و روی أَبو عبید عن الكسائی: ذهب دمه مَضِراً.

بطر؛ ج4، ص: 68

: البَطَرُ: النشاط، و قیل: التبختر، و قیل: قلة احتمال النِّعمة، و قیل: الدَّهَشُ و الحَیْرَةُ. و أَبْطَرهُ أَی أَدهشه؛ و قیل: البَطَرُ الطُّغیان فی النِّعْمَةِ،
(2). ورد هذا الشعر فی صفحة 60 و فیه لفظة عنادی بدلًا من عیادی و لعلَّ ما هنا أَكثر مناسبة للمعنی مما هنالك (3). فی أساس البلاغة: یَعلون بالقَلَع إلخ (4). قوله [بضراً مضراً إلخ] بكسر فسكون و ككتف كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 69
و قیل: هو كراهة الشی‌ء من غیر أَن یستحق الكراهیة. بَطِرَ بَطَراً، فهو بَطِرٌ. و البَطَرُ: الأَشَر، و هو شدّة المَرَح. و‌فی الحدیث: لا ینظر الله یوم القیامة إِلی من جرَّ إِزَارَه بَطَراً؛ البَطَر: الطغیان عند النعمة و طول الغنی. و‌فی الحدیث: الكِبْرُ بَطَرُ الحَقّ؛ هو أَن یجعل ما جعله الله حقّاً من توحیده و عبادته باطلًا، و قیل: هو أَن یتخیر عند الحق فلا یراه حقّاً، و قیل: هو أَن یتكبر من الحق و لا یقبله. و قوله عز و جل: وَ كَمْ أَهْلَكْنٰا مِنْ قَرْیَةٍ بَطِرَتْ مَعِیشَتَهٰا؛ أَراد بَطِرت فی معیشتها فحذف و أَوصل؛ قال أَبو إِسحاق: نصب مَعِیشَتَهٰا بإسقاط فی و عمل الفعل، و تأْویله بَطِرَتْ فی معیشتها. و بَطِرَ الرجلُ و بَهِتَ بمعنی واحد. و قال اللیث: البَطَرُ كالحَیْرَة و الدَّهَشِ، و البَطَرُ كالأَشَرِ و غَمْطِ النعمة. و بَطِرَ، بالكسر، یَبْطَرُ و أَبْطَرَه المالُ و بَطِرَ بالأَمر: ثَقُل به و دَهِشَ فلم یَدْرِ ما یُقَدِّم و لا ما یؤخر. و أَبْطَرَه حِلْمَهُ: أَدْهَشَهُ و بَهَتَهُ عنه. و أَبْطَرَه ذَرْعَهُ: حَمَّلَهُ فوق ما یُطیق، و قیل: قطع علیه معاشه و أَبْلَی بَدَنَه؛ و هذا قول ابن الأَعرابی، و زعم أَن الذَّرْعَ البَدَنُ، و یقال للبعیر القَطُوفِ إِذا جاری بعیراً وَ سَاعَ الخطْوِ فَقَصُرَتْ خُطاه عن مُباراته: قد أَبْطَرَه ذَرْعَهُ أَی حَمَّلَهُ أَكثر من طَوْقِه؛ و الهُبَعُ إِذا مَاشَی الرُّبَعَ أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ أَی استعان بِعُنُقه لیَلْحَقَهُ. و یقال لكل من أَرْهَقَ إِنساناً فحمَّلَه ما لا یطیقه: قد أَبْطَرَه ذَرْعَه. و‌فی حدیث ابن مسعود عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنَّه قال: الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ و غَمْصُ النَّاس؛ و بَطَرُ الحقِّ أَن لا یراه حقاً و یتكبر عن قبوله، و هو من قولك: بَطِرَ فلانٌ هَدْیَةَ [هِدْیَةَ أَمْرِه إِذا لم یهتد له و جهله و لم یقبله؛ الكسائی: یقال ذهب دمه بِطْراً و بِطْلًا و فِرْغاً إِذا بَطَلَ، فكان معنی قوله بَطْرُ الحقِّ أَن یراه باطلًا، و من جعله من قولك بَطِرَ إِذا تحیر و دَهِشَ، أَراد أَنه تحیر فی الحق فلا یراه حقّاً. و قال الزجاج: البَطَرُ الطغیان عند النعمة. و بَطَرُ الحقِّ علی قوله: أَن یَطْغَی عند الحق أَی یتكبر فلا یقبله. و بَطِرَ النِّعْمَةَ بَطَراً، فهو بَطِرٌ: لم یشكرها. و فی التنزیل: بَطِرَتْ مَعِیشَتَهٰا. و قال بعضهم: بَطِرْتَ عَیْشَك لیس علی التعدی و لكن علی قولهم: أَلِمْتَ بَطْنَك و رَشِدْتَ أَمْرَكَ و سَفِهْتَ نَفْسَك و نحوها مما لفظه لفظ الفاعل و معناه معنی المفعول. قال الكسائی: و أَوقعت العرب هذه الأَفعال علی هذه المعارف التی خرجت مفسرة لتحویل الفعل عنها و هو لها، و إِنما المعنی بطرت مَعِیشَتُها و كذلك أَخواتها، و یقال: لا یُبْطِرَنَّ جهلُ فلان حلْمَكَ أَی لا یُدْهِشْكَ عنه. و ذهب دَمُه بَطْراً [بِطْراً أَی هَدَراً؛ و قال أَبو سعید: أَصله أَن یكون طُلَّابُه حُرَّاصاً باقتدار و بَطَر فیحرموا إِدراك الثَّأْر. الجوهری: و ذهب دمه بِطْراً، بالكسر، أَی هَدَراً. و بَطَرَ الشی‌ءَ یَبْطُرُه و یَبْطِرُه بَطْراً، فهو مبطور و بطیر: شقه. و البَطْرُ: الشَّقُّ؛ و به سمی البَیْطارُ بَیْطاراً و البَطِیرُ و البَیْطَرُ و البَیْطارُ و البِیَطْرُ، مثل هِزَبْرٍ، و المُبَیْطِرُ، مُعالجُ الدوابِّ: من ذلك؛ قال الطرمّاح: یُساقِطُها تَتْرَی بِكُلِّ خَمیلَةٍ، كبَزْغِ الِبیَطْرِ الثِّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ و یروی البَطِیر؛ و قال النابغة: شَكَّ الفَرِیصَةَ بالمِدْرَی فأَنْفَذَها، طَعْنَ المُبَیْطِرِ إِذْ یَشْفِی مِنَ العَضَد
لسان العرب، ج‌4، ص: 70
المدری هنا قرن الثور؛ یرید أَنه ضرب بقرنه فریصة الكلب و هی اللحمة التی تحت الكتف التی تُرْعَدُ منه و من غیره فأَنفذها. و العَضَدُ: داء یأْخذ فی العَضُد. و هو یُبَیْطِرُ الدواب أَی یعالجها، و معالجته البَیْطَرَةُ. و البِیَطْرُ: الخَیَّاط؛ قال: شَقَّ البِیَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ و فی التهذیب: باتَتْ تَجیبُ أَدْعَجَ الظَّلَامِ، جَیْبَ البِیَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قال شمر: صَیَّر البیطار خَیَّاطاً كما صُیر الرجلُ الحاذقُ إِسْكافاً. و رجل بِطْرِیرٌ: متمادٍ فی غَیِّه، و الأُنثی بِطْرِیرَةٌ و أَكثر ما یستعمل فی النساء. قال أَبو الدُّقَیْشِ: إِذا بَطِرَت و تمادت فی الغَیّ.

بظر؛ ج4، ص: 70

: البَظْرُ: ما بین الإِسْكَتَیْنِ من المرأَة، و فی الصحاح: هَنَةٌ بَیْنَ الإِسْكَتَیْن لم تُخْفَضْ، و الجمع بُظور، و هو البَیْظَرُ و البُنْظُر و البُنظارة و البَظَارَةُ؛ الأَخیرة عن أَبی غسان. و‌فی الحدیث: یا ابنَ مُقَطِّعَة البُظُور، جمع بَظْر، و دعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ النساءَ، و العرب تطلق هذا اللفظ فی معرض الذَّم و إِن لم تكن أُمُّ من یقال له هذا خاتنةً، و زاد فیها اللحیانی فقال: و الكَیْنُ و النَّوْفُ و الرَّفْرَف، قال: و یقال للناتئ فی أَسفل حیاء الناقة البُظارة أَیضاً. و بُظارة الشاة: هَنَةٌ فی طرف حیائها. ابن سیدة: و البُظارة طرف حیاء الشاة و جمیع المواشی من أَسفله؛ و قال اللحیانی: هی الناتئُ فی أَسفل حیاء الشاة؛ و استعاره جریر للمرأَة فقال: تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ، بَعد ما أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ و رواه أَبو غسان البَظارة، بالفتح. و أَمَةٌ بَظْرَاءُ: بینة البَظْرِ طویلة البَظْرِ، و الاسم البَظَرُ و لا فعل له، و الجمع بُظْرٌ، و البَظَرُ المصدر من غیر أَن یقال بَظِرَتْ تَبْظَرُ لأَنه لیس بحادث و لكنه لازم. و یقال للتی تَخْفضُ الجواریَ: مُبَظِّرَة. و المُبَظِّرُ: الخَتَّانُ كأَنه علی السلب. و رجل أَبْظَرُ: لم یُخْتَنْ. و البُظْرَةُ: نُتُوءٌ فی الشفة، و تصغیرها بُظَیْرَةٌ. و الأَبْظَرُ: النَّاتئُ الشفةِ العلیا مع طولها، و نُتُوء فی وسطها محاذ للأَنف. أَبو الدقیش: امرأَة بِظْریرٌ، بالظاء، طویلة اللسان صَخَّابَةٌ. و قال أَبو خیرة: بِظْرِیرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ. قال اللیث: قول أَبی الدقیش أَحب إلینا، و نظیرها معروف؛ و روی بعضهم بِطْرِیرٌ، بالطاء، أَی أَنها بَطِرَتْ و أَشِرَتْ. و البُظْرَةُ و البُظَارَةُ: الهَنَةُ الناتِئَة فی وسط الشفة العلیا إِذا عظمت قلیلًا. و رجل أَبْظَر: فی شفته العلیا طول مع نُتُوء فی وسطها، و هی الحِثْرِمَةُ ما لم تطل، فإِذا طالت قلیلًا فالرجل حینئذ أَبْظر. و‌روی عن علی أَنه أَتی فی فریضة و عنده شریح فقال له علیّ: ما تقول فیها أَیها العبد الأَبْظَر؟و قد بَظِرَ الرجلُ بَظَراً و قیل: الأَبْظَرُ الذی فی شفته العلیا طول مع نُتُوء. و فلان یُمِصُّ «5». فلاناً و یُبَظِّره. و ذهب دَمُه بِظْراً أَی هَدَراً، و الطاء فیه لغة، و قد تقدم. و البَظْرُ الخاتمُ، حِمْیَرِیَّة، و جمعه بُظُور؛ قال شاعرهم: كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ الشناتر: الأَصابع. التهذیب: و البَظْرةُ، بسكون الظاء، حَلْقَةُ الخاتم بلا كرسی، و تصغیرها بُظَیْرة أَیضاً، قال: و البُظَیْرَةُ تصغیر البَظْرَة و هی القلیل من
(5). قوله [و فلان یمص إلخ] أی قال له امصص بظر فلانة كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 71
الشعر فی الإِبط یتوانی الرجل عن نتفه، فیقال: تحت إِبطه بُظَیْرَة. قال: و البَضْرُ: بالضاد، نَوْفُ الجاریة قبل أَن تُخْفَضَ، و من العرب من یبدل الظاء ضاداً فیقول: البَضْرُ، و قد اشتكی ضَهْرِی، و منهم من یبدل الضاد ظاء، فیقول: قد عَظَّتِ الحربُ بنی تمیم.

بعر؛ ج4، ص: 71

: البَعیرُ: الجَمَل البازِلُ، و قیل: الجَذَعُ، و قد یكون للأُنثی، حكی عن بعض العرب: شربت من لبن بَعیری و صَرَعَتْنی بَعیری أَی ناقتی، و الجمع أَبْعِرَةٌ فی الجمع الأَقل، و أَباعِرُ و أَباعیرُ و بُعْرانٌ و بِعْرانٌ. قال ابن بری: أَباعِرُ جمع أَبْعِرةٍ، و أَبْعِرَةٌ جمع بَعیر، و أَباعِرُ جمع الجمع، و لیس جمعاً لبعیر، و شاهد الأَباعر قول یزید بن الصِّقّیل العُقَیْلی أَحد اللصوص المشهورة بالبادیة و كان قد تاب: أَلا قُلْ لرُعْیانِ الأَباعِرِ: أَهْمِلوا، فَقَدْ تابَ عَمّا تَعْلَمونَ یَزیدُ و إِنَّ امْرَأً یَنْجو من النار، بَعْدَ ما تَزَوَّدَ منْ أَعْمالِها، لسَعیدُ قال: و هذا البیت كثیراً ما یتمثل به الناس و لا یعرفون قائله، و‌كان سبب توبة یزید هذا أَن عثمان بن عفان وَجَّه إِلی الشام جیشاً غازیاً، و كان یزید هذا فی بعض بوادی الحجاز یسرق الشاة و البعیر و إِذا طُلب لم یوجد، فلما أَبصر الجیش متوجهاً إِلی الغزو أَخلص التوبة و سار معهم.قال الجوهری: و البعیر من الإِبل بمنزلة الإِنسان من الناس، یقال للجمل بَعیرٌ و للناقة بَعیرٌ. قال: و إنما یقال له بعیر إِذا أَجذع. یقال: رأَیت بعیراً من بعید، و لا یبالی ذكراً كان أَو أُنثی. و بنو تمیم یقولون بِعیر، بكسر الباء، و شِعیر، و سائر العرب یقولون بَعیر، و هو أَفصح اللغتین؛ و قول خالد بن زهیر الهذلی: فإِن كنتَ تَبْغِی للظُّلامَةِ مَرْكَباً ذَلُولًا، فإِنی لیسَ عِنْدِی بَعِیرُها یقول: إِن كنت ترید أَن أَكون لك راحلة تركبنی بالظلم لم أُقرّ لك بذلك و لم أَحتمله لك كاحتمال البعیر ما حُمّلَ. و بَعِرَ الجَمَلُ بَعَراً: صار بعیراً. قال ابن بری: و فی البعیر سؤال جری فی مجلس سیف الدولة بن حمدان، و كان السائل ابن خالویه و المسؤُول المتنبی، قال ابن خالویه: و البعیر أَیضاً الحمار و هو حرف نادر أَلقیته علی المتنبی بین یدی سیف الدولة، و كانت فیه خُنْزُوانَةٌ و عُنْجُهِیَّة، فاضطرب فقلت: المراد بالبعیر فی قوله تعالی: وَ لِمَنْ جٰاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِیرٍ، الحمارُ فكسرت من عزته، و هو أَن البعیر فی القرآن الحمار، و ذلك أَن یعقوب و إخوة یوسف، علیهم الصلاة و السلام، كانوا بأرض كنعان و لیس هناك إِبل و إنما كانوا یمتارون علی الحمیر. قال الله تعالی: وَ لِمَنْ جٰاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِیرٍ، أَی حمل حمار، و كذلك ذكره مقاتل بن سلیمان فی تفسیره. و‌فی زبور داود: أَن البعیر كل ما یحمل، و یقال لكل ما یحمل بالعبرانیة بعیر، و‌فی حدیث جابر: استغفر لی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، لیلة البعیر خمساً و عشرین مرة؛ هی اللیلة التی اشتری فیها رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، من جابر جمله و هو فی السفر.و حدیث الجمل مشهور. و البَعْرَة: واحدة البَعْرِ. و البَعْرُ و البَعَرُ: رجیع الخُف و الظِّلف من الإِبل و الشاء و بقر الوحش و الظباء إلّا البقر الأَهلیة فإنها تَخْثی و هو خَثْیُها، و الجمع أَبْعَارٌ، و الأَرنب تَبْعَرُ أَیضاً، و قد بَعَرَتِ الشاةُ و البعیر یَبْعَرُ بَعْراً. و المِبْعَرُ و المَبْعَرُ: مكانُ البَعَرِ من كل ذی أَربع،
لسان العرب، ج‌4، ص: 72
و الجمع مَباعِرُ. و المِبْعارُ: الشاة و الناقة تُباعِرُ حالِبَها. و باعَرَتِ الشاةُ و الناقة إِلی حالبها: أسرعت، و الاسمُ البِعارُ، و یُعَدُّ عیباً لأَنها ربما أَلقت بَعَرَها فی المِحْلَب. و البَعْرُ: الفقر التام الدائم، و البَعَرَةُ: الكَمَرَةُ. و البُعَیْرَةُ: تصغیر البَعْرَة، و هی الغَضْبَةُ فی الله جلّ ذكره. و من أَمثالهم: أَنت كصاحب البَعْرَة؛ و كان من حدیثه أَن رجلًا كانت له ظِنَّة فی قومه فجمعهم یستبرئهم و أَخذ بَعْرَة فقال: إِنی رام ببعرتی هذه صاحب ظِنِّتی، فَجَفَلَ لها أَحَدُهُم و قال: لا ترمنی بها، فأَقرّ علی نفسه. و البَعَّارُ: لقب رجل. و البَیْعَرَة: موضع. و أَبناء البعیر: قوم. و بنو بُعْرَان: حَیٌّ.

بعثر؛ ج4، ص: 72

: الفرّاء فی قوله تعالی: وَ إِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ؛ قال: خرج ما فی بطنها من الذهب و الفضة و خروج الموتی بعد ذلك؛ قال: و هو من أَشراط الساعة أَن تُخرج الأَرض أَفْلَاذَ كَبِدِها. قال: و بُعْثِرَتْ و بُحْثِرَتْ لغتان. و قال الزجاج: بُعْثِرَتْ أَی قلب ترابها و بعث الموتی الذین فیها. و قال: بَعْثَرُوا متاعهم و بَحْثَرُوه إِذا قَلَبُوه و فَرَّقُوه و بَدَّدُوه و قلبوا بعضه فوق بعض. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِنی إِذا لم أَرك تَبَعْثَرَتْ نَفْسی‌أَی جاشت و انقلبت و غَثَتْ. و بَعْثَرَ الشی‌ءَ: فرَّقه. و بَعْثَر الترابَ و المتاع: قلبه. قال ابن سیدة: و زعم یعقوب أَن عینها بدل من غین بغثر أَو غین بغثر بدل منها. و بَعْثَرَ الخبر بَحَثَهُ، و یقال: بَعْثَرْتُ الشی‌ءَ و بَحْثَرْتهُ إِذا استخرجته و كشفته. و قال أَبو عبیدة فی قوله تعالی: إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِی الْقُبُورِ؛ أُثِیرَ و أُخْرِجَ، قال: و تقول بَعْثَرْتُ حَوْضی أَی هدمته و جعلت أَسفله أَعلاه.

بعذر؛ ج4، ص: 72

: بَعْذَرَه: حَرَّكه و نفَضَه.

بعكر؛ ج4، ص: 72

: بعْكَرَ الشی‌ء. قَطَعَهُ كَكَعْبرَهُ.

بغر؛ ج4، ص: 72

: ابن الأَعرابی: البَغَرُ و البَغْرُ الشرب بلا رِیّ. البغر، بالتحریك: داء أَو عطش؛ قال الأَصمعی: هو داء یأْخذ الإِبل فتشرب فلا تَرْوَی و تَمْرضُ عنه فتموت؛ قال الفرزدق: فَقُلْتُ: ما هو إِلا السَّامُ تَرْكَبُه، كَأَنَّما المَوْتُ فی أَجْنَادِهِ البَغَرُ و البَحَرُ مثله؛ و أَنشد: و سِرْتَ بِقِیقاةٍ، فَأَنْتَ بَغِیرُ الیزیدی: بَغِرَ بَغَراً إِذا أَكثر من الماء فلم یَرْوَ، و كذلك مَجَرَ مَجْراً. و بَغَرَ الرجلُ بَغْراً و بَغِرَ، فهو بَغِرٌ و بَغِیرٌ: لم یَرْوَ، و أَخذه من كثرة الشرب داء، و كذلك البعیر، و الجمع بَغارَی و بُغارَی. و ماءٌ مَبْغَرَةٌ: یصیب عنه البَغَرُ. و البَغْرَةُ: قوة الماء. و بَغَرَ النجمُ یَبْغُرُ بُغوراً أَی سقط و هاج بالمطر، یعنی بالنجم الثریا. و بَغَرَ النَّوُّ إِذا هاج بالمطر؛ و أَنشد: بَغْرَة نَجْمٍ هاج لیلًا فَبَغَرْ و قال أَبو زید: یقال هذه بَغْرَةُ نَجْمِ كذا، و لا تكون البَغْرَةُ إِلا مع كثرة المطر. و البَغْرُ و البَغَرُ و البَغْرَةُ: الدُّفْعَةُ الشدیدة من المطر؛ بَغِرَتِ السماء بَغَراً. و قال أَبو حنیفة: بُغِرَتِ الأَرْضُ أَصابها المطر فَلَیَّنَها قبل أَن تُحْرَثَ، و إِن سقاها أَهلها قالوا: بَغَرْناها بَغْراً. و البَغْرَةُ: الزرع یزرع بعد المطر فیبقی فیه الثَّرَی حتی یُحْقِلَ. و یقال: لفلان بَغْرَةٌ من العطاء لا تَعِیضُ إِذا دام عطاؤه؛ قال أَبو وجزة؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 73
سَحَّتْ لأَبْناءِ الزُّبَیْرِ مآثِرٌ فی المَكْرُمَاتِ، و بَغْرَةٌ لا تُنْجِمُ و یقال: تفرّقت الإِبل و ذهب القوم شَغَرَ بَغَرَ، و ذهب القوم شَغَرَ مَغَرَ و شِغَرَ بِغَرَ و شِغَرَ مِغَرَ أَی متفرّقین فی كل وجه. و عُیِّرَ رجلٌ من قریش فقیل له: مات أَبوكَ بَشَماً، و ماتت أُمُّكَ بَغَراً.

بغبر؛ ج4، ص: 73

: ابن الأَعرابی: البُغْبُور الحجَر الذی یذبح علیه القربان للصنم. و البُغبُورُ: مَلِكُ الصِّین.

بغثر؛ ج4، ص: 73

: بَغْثَرَ طعامَه: فَرَّقَه. و تقول: ركب القوم فی بَغْثَرَةٍ أَی فی هَیْجٍ و اختلاطٍ. و بَغْثَرَ متاعه و بَعْثَرَهُ إِذا قلبه. و البَغْثَرَةُ: خُبْثُ النَّفْسِ. تقول: ما لی أَراك مبغثرا و قد تَبَغْثَرَتْ نَفْسُه أَی خَبُثَتْ و غَثَتْ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا لم أَرك تَبَغْثَرَتْ نفسی‌أَی غَثَتْ، و یروی تبعثرت، بالعین، و قد تقدم. و أَصبح فلانٌ مُتَبَغْثِراً أَی مُتَمَقِّساً، و ربما جاء بالعین؛ قال الجوهری: و لا أَرویه عن أَحد. و البَغْثَرُ: الأَحمق الضعیف، و الأُنثی بَغْثَرَةٌ. التهذیب: و البَغْثَرُ من الرجال الثَّقِیلُ الوخِمُ؛ و أَنشد: و لم نَجِدْ بَغْثَراً كَهَاماً و بَغْثَرٌ: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابی، و نسبه فقال: و هو بغثر بن لقیط بن خالد بن نضلة.

بقر؛ ج4، ص: 73

: البَقَرُ: اسم جنس. ابن سیدة: البَقَرَةُ من الأَهلی و الوحشی یكون للمذكر و المؤنث، و یقع علی الذكر و الأُنثی؛ قال غیره: و إِنما دخلته الهاء علی أَنه واحد من جنس، و الجمع البَقَراتُ. قال ابن سیدة: و الجمع بَقَرٌ و جمع البَقَرِ أَبْقُرُ كزَمَنٍ و أَزْمُنٍ؛ عن الهجری، و أَنشد لمقبل بن خویلد الهذلی: كأَنَّ عَرُوضَیْهِ مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ لَهُنَّ، إِذا ما رُحْنَ فیها، مَذاعِقُ فأَما بَقَرٌ و باقِرٌ و بَقِیرٌ و بَیْقُورٌ و باقُورٌ و باقُورةٌ فأَسماء للجمع؛ زاد الأَزهری: و بَواقِر؛ عن الأَصمعی، قال: و أَنشدنی ابن أَبی طرفة: و سَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ، حَتَّی كَأَنَّهُمْ بَواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَراتِعُ و أَنشد غیر الأَصمعی فی بیقور: سَلَعٌ مَّا، و مِثلُه عُشَرٌ مَّا، عائلٌ مَّا، و عالَتِ البَیْقُورا و أَنشد الجوهری للورل الطائی: لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْیُهُمُ، یَسْتَمْطِرُونَ لَدَی الأَزمَات بالعُشَرِ أَ جاعِلٌ أَنْتَ بَیْقُوراً مُسَلَّعَةً، ذَرِیعَةً لك بَیْنَ اللهِ و الْمَطَرِ؟ و إِنما قال ذلك لأَن العرب كانت فی الجاهلیة إِذا استسقوا جعلوا السَّلَعَةَ و العُشَرَ فی أَذناب البقر و أَشعلوا فیه النار فتضج البقر من ذلك و یمطرون. و أَهل الیمن یسمون البَقَرَ: باقُورَةً. و‌كتب النبی، صلی الله علیه و سلم، فی كتاب الصدقة لأَهل الیمن: فی ثلاثین باقورةً بَقَرَةٌ.اللیث: الباقر جماعة البقر مع رعاتها، و الجامل جماعة الجمال مع راعیها. و رجلٌ بَقَّارٌ: صاحب بقر. و عُیونُ البَقَرِ: ضَرْبٌ من العنب. و بَقِرَ: رَأَی بَقَرَ الوحش فذهب عقله فرحاً بهن.
لسان العرب، ج‌4، ص: 74
و بَقِرَ بَقَراً و بَقْراً، «1». فهو مَبْقُور و بَقِیرٌ: شُقه. و ناقة بَقِیرٌ: شُقَّ بطنها عن ولدها أَیَّ شَقٍّ؛ و قد تَبَقَّر و ابْتَقَر و انْبَقَر؛ قال العجاج: تُنْتَجُ یَوْمَ تُلْقِحُ انْبِقَارا و قال ابن الأَعرابی فی حدیث له: فجاءت المرأَة فإِذا البیت مَبْقُورٌ أَی منتثر عَتَبَتُهُ و عِكْمُه الذی فیه طعامه و كل ما فیه. و البِقِیرُ و البَقِیرةُ: بُرْدٌ یُشَقُّ فَیُلْبَسُ بلا كُمَّیْنِ و لا جَیْب، و قیل: هو الإِتْبُ. الأَصمعی: البَقِیرةُ أَن یؤْخذ بُرد فیشق ثم تلقیه المرأَة فی عنقها من غیر كمین و لا جیب، و الإِتْبُ قمیص لا كمین له تلبسه النساء. التهذیب: روی الأَعمش عن المنهال بن عمرو عن سعید بن جبیر عن ابن عباس فی حدیث هدهد سلیمان قال: بینما سلیمان فی فلاة احتاج إِلی الماء فدعا الهدهد فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الماء، فدعا الشیاطین فسلخوا مواضع الماء كما یسلخ الإِهاب فخرج الماء؛ قال الأَزهری: قال شمر فیما قرأْت بخطه معنی بَقَرَ نظر موضع الماء فرأَی الماء تحت الأَرض فأَعلم سلیمان حتی أَمر بحفره؛ و قوله فسلخوا أَی حفروا حتی وجدوا الماء. و قال أَبو عدنان عن ابن نباتة: المُبَقِّرُ الذی یخط فی الأَرض دَارَةً قدر حافر الفرس، و تدعی تلك الدارة البَقْرَةَ؛ و أَنشد غیره: بِها مِثْلُ آثَارِ المُبَقِّر مَلْعَب و قال الأَصمعی: بَقَّرَ القومُ ما حولهم أی حفروا و اتخذوا الركایا. و التبقر: التوسع فی العلم و المال.و كان یقال لمحمد بن علی بن الحسین بن علی الباقر، رضوان الله علیهم، لأَنه بقر العلم و عرف أَصله و استنبط فرعه و تَبقَّر فی العلم.و أَصل البقر: الشق و الفتح و التوسعة. بَقَرْتُ الشی‌ءَ بَقْراً: فتحته و وسعته. و‌فی حدیث حذیفة: فما بال هؤلاء الذین یَبْقُرونَ بیوتنا‌أَی یفتحونها و یوسعونها؛ و منه‌حدیث الإِفك: فَبَقَرْتُ لها الحدیث‌أی فتحته و كشفته. و‌فی الحدیث: فأَمر ببقرة من نحاس فأُحمیت؛ قال ابن الأَثیر: قال الحافظ أَبو موسی: الذی یقع لی فی معناه أَنه لا یرید شیئاً مصوغاً علی صورة البقرة، و لكنه ربما كانت قِدْراً كبیرةً واسعةً فسماها بَقَرَةً مأْخوذاً من التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع، أَو كان شیئاً یسع بقرة تامّة بِتَوابلها فسمیت بذلك. و قولهم: ابْقُرْها عن جَنینها أَی شُقَّ بطنها عن ولدها، و بَقِرَ الرجل یَبْقَرُ بَقَراً و بَقْراً، و هو أَن یَحْسِرَ فلا یكاد یُبصر؛ قال الأَزهری: و قد أَنكر أَبو الهیثم فما أَخبرنی عنه المنذری بَقْراً، بسكون القاف؛ و قال: القیاس بَقَراً علی فَعَلًا لأَنه لازم غیر واقع. الأَصمعی: بَیْقَرَ الفرسُ إِذا خَامَ بیده كما یَصْفِنُ برجله. و البَقِیر: المُهْرُ یولد فی ماسكَةٍ أَو سَلًی لأَنه یشق علیه. و البَقَرُ: العیال. و علیه بَقَرَةٌ من عیالٍ و مالٍ أَی جماعةٌ. و یقال: جاء فلان یَجُرُّ بَقَرَةً أَی عیالًا. و تَبَقَّرَ فیها و تَبَیْقَرَ: توسع. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی عن التَّبَقُّر فی الأَهل و المال؛ قال أَبو عبید: قال الأَصمعی یرید الكثرة و السَّعة، قال: و أَصل التَّبَقُّرِ التوسعُ و التَّفَتُّح؛ و منه قیل: بَقَرْتُ بطنه إنما هو شْققته و فتحته. و منه‌حدیث أُم سلیم: إن دنا منی أَحد من المشركین بَقَرْتُ بَطْنَهُ.قال أَبو عبید: و من هذا
(1). قوله؛ [و بقر بقراً و بقراً] سیأتی قریباً التنبیه علی ما فیه بنقل عبارة الأزهری عن أبی الهیثم و الحاصل كما یؤخذ من القاموس و الصحاح و المصباح أنه من باب فرح فیكون لازماً و من باب قتل و منع فیكون متعدیاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 75
حدیث أَبی موسی حین أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان، رضی الله عنه، فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن لا یُدْرَی أَنَّی یُؤْتی لَهُ؛ إِنما أَراد أَنها مفسدة للدین و مفرقة بین الناس و مُشَتِّتَةٌ أُمورهم، و شبهها بوجع البطن لأَنه لا یُدْرَی ما هاجه و كیف یُدَاوَی و یتأَتی له. و بَیْقَرَ الرجلُ: هاجر من أَرض إِلی أَرض. و بَیْقَرَ: خرج إلی حیث لا یَدْرِی. و بَیْقَرَ: نزل الحَضَرَ و أَقام هناك و ترك قومه بالبادیة، و خص بعضهم به العراق، و قول إمرئ القیس: أَلا هَلْ أَتَاهَا، و الحوادثُ جَمَّةٌ، بأَنَّ إمْرَأَ القَیْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَیْقَرا؟ یحتمل جمیع ذلك. و بَیْقَرَ: أَعْیَا. و بَیْقَر: هلَك. و بیقر: مشَی مِشْیَةَ المُنَكِّسِ. و بَیْقَرَ: أَفسد؛ عن ابن الأَعرابی، و به فسر قوله: و قد كانَ زَیْدٌ، و القُعُودُ بأَرْضِهِ، كَرَاعِی أُنَاسٍ أَرْسَلُوه فَبَیْقرَا و البیقرة: الفساد. و قوله: كراعی أُناس أَی ضیع غنمه للذئب؛ و كذلك فسر بالفساد قوله: یا مَنْ رَأَی النُّعْمانَ كانَ حِیَرَا، فَسُلَّ مِنْ ذلك یَوْمَ بَیْقَرَا أَی یوم فساد. قال ابن سیدة: هذا قول ابن الأَعرابی جعله اسماً؛ قال: و لا أَدری لترك صرفه وجهاً إِلَّا أَن یضمنه الضمیر و یجعله حكایة، كما قال: نُبِّئْتُ أَخْوالی بَنی یَزِیدُ بَغیْاً علینا لَهُمُ فَدِیدُ ضمن یزید الضمیر فصار جملة فسمی بها فحكی؛ و یروی: … یوماً بیقرا أَی یوماً هلك أَو فسد فیه ملكه. و بَقِرَ الرجل، بالكسر، إِذا أَعیا و حَسَرَ، و بَیْقَرَ مثله. ابن الأَعرابی: بیقر إِذا تحیر. یقال: بَقِرَ الكلب و بَیْقَر إِذا رأَی البَقَرَ فتحیر، كما یقال غَزِلَ إِذا رأَی الغزال فَلَهِیَ. و بَیْقَرَ: خرج من بلد إلی بلد. و بَیْقَر إِذا شك، و بَیْقَرَ إِذا حَرَصَ علی جمع المال و منعه. و بَیْقَر إِذا مات، و أَصْلُ البَیْقَرَة الفساد. و بَیْقَرَ الرجل فی ماله إِذا أَسرع فیه و أَفسده. و روی عمرو عن أَبیه: البَیْقَرَة كثرة المتاع و المال. أَبو عبیدة: بَیْقَرَ الرجل فی العَدْو إِذا اعتمد فیه. و بَیْقَر الدار إِذا نزلها و اتخذها منزلًا. و یقال: فتنة باقرة كداء البطن، و هو الماء الأَصفر. و‌فی حدیث أَبی موسی: سمعت رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: سیأْتی علی الناس فتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحلیمَ حَیْرانَ؛ أَی واسعَةٌ عظیمةٌ. كفانا الله شرها. و البُقَّیْرَی، مثال السُّمَّیْهی: لعبة الصبیان، و هی كومة من تراب و حولها خطوط. و بَقَّرَ الصبیانُ: لعبوا البُقَّیْرَی، یأْتون إِلی موضع قد خبئ لهم فیه شی‌ء فیضربون بأَیدیهم بلا حفر یطلبونه؛ قال طفیل الغَنَوِیُّ یصف فرساً: أَبَنَّتْ فما تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ، لها مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ قال ابن بری: قال الجوهری: فی هذا البیت یصف فرساً، و قوله ذلك سهو و إِنما هو یصف خیلًا تلعب فی هذا الموضع، و هو ما حول متالع، و متالع: اسم جبل. و البُقَّارُ: تراب یجمع بالأَیدی فیجعل قُمَزاً قُمَزاً و یلعب به، جعلوه اسماً كالقِذَافِ؛ و القُمَزُ كأَنها صوامع، و هو البُقَّیْرَی؛ و أَنشد: نِیطَ بِحَقْوَیها خَمِیسٌ أَقْمَرُ جَهْمٌ، كبُقَّارِ الولیدِ، أَشْعَرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 76
و البَقَّار: اسم واد؛ قال لبید: فَبَاتَ السَّیلُ یَرْكبُ جانِبَیْهِ من البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَال و البَقَّارُ: موضع. و البَیْقَرَةُ: إسراع یطأْطئ الرجل فیه رأْسه؛ قال المثَقِّبُ العَبْدِیّ، و یروی لِعَدِیِّ بن وَدَاع: فَباتَ یَجْتَابُ شُقارَی، كما بَیْقَرَ منْ یَمْشِی إِلی الجَلْسَدِ و شُقارَی، مخفف من شُقَّارَی: نبت، خففه للضرورة، و رواه أَبو حنیفة فی كتابه النبات: من یمشی إلی الخَلَصَة، قال: و الخَلَصَةُ الوَثَنُ، و قد تقدم فی فصل جسد. و البَیْقَرانُ: نَبْتٌ. قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته. و بَیْقُور: موضع، و ذو بَقَرٍ: موضع. و جاء بالشُّقَّارَی و البُقَّارَی أَی الداهیة.

بكر؛ ج4، ص: 76

: البُكْرَةُ: الغُدْوَةُ. قال سیبویه: من العرب من یقول أَتیتك بُكْرَةً؛ نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ، و هو یرید فی یومه أَو غده. و فی التنزیل العزیز: وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیهٰا بُكْرَةً وَ عَشِیًّا. التهذیب: و البُكْرَةُ من الغد، و یجمع بُكَراً و أَبْكاراً، و قوله تعالی: وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذٰابٌ مُسْتَقِرٌّ؛ بُكْرَةٌ و غُدْوَةٌ إِذا كانتا نكرتین نونتا و صرفتا، و إذا أَرادوا بهما بكرة یومك و غداة یومك لم تصرفهما، فبكرة هاهنا نكرة. و البُكُور و التَّبْكیرُ: الخروج فی ذلك الوقت. و الإِبْكارُ: الدخول فی ذلك الوقت. الجوهری: و سِیرَ علی فرسك بُكْرَةً و بَكَراً كما تقول سَحَراً. و البَكَرُ: البُكْرَةُ. و قال سیبویه: لا یُستعمل إلا ظرفاً. و الإِبْكارُ: اسم البُكْرَةِ كالإِصباح، هذا قول أَهل اللغة، و عندی أَنه مصدر أَبْكَرَ. و بَكَرَ علی الشی‌ء و إِلیه یَبْكُرُ بُكُوراً و بكَّرَ تَبْكِیراً و ابْتَكَرَ و أَبْكَرَ و باكَرَهُ: أَتاهُ بُكْرةً، كله بمعنی. و یقال: باكَرْتُ الشی‌ء إِذا بكَّرْت له؛ قال لبید: باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِسُحْرَةٍ معناه بادرت صقیع الدیك سحراً إِلی حاجتی. و یقال: أَتیته باكراً، فمن جعل الباكر نَعْتاً قال للأُنثی باكِرَةٌ، و لا یقال بَكُرَ و لا بَكِرَ إِذا بَكَّرَ، و یقال: أَتیته بُكرة، بالضم، أَی باكِراً، فإِن أَردت به بُكْرَةَ یوم بعینه، قلت: أَتیته بُكْرَةَ، غیر مصروف، و هی من الظروف التی لا تتمكن. و كل من بادر إلی شی‌ء، فقد أَبكر علیه و بَكَّرَ أَیَّ وَقْتٍ كانَ. یقال: بَكِّرُوا بصلاة المغرب أَی صَلُّوها عند سقوط القُرْص. و قوله تعالی: بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْكٰارِ*؛ جعل الإِبكار و هو فعل یدل علی الوقت و هو البُكْرَةُ، كما قال تعالی: بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ*؛ جعل الغدوّ و هو مصدر یدل علی الغداة. و رجل بَكُرٌ فی حاجته و بَكِرٌ، مثل حَذُرٍ و حَذِرٍ، و بَكِیرٌ؛ صاحب بُكُورٍ قَوِیٌّ علی ذلك؛ و بَكِرٌ و بَكِیرٌ: كلاهما علی النسب إِذ لا فعل له ثلاثیاً بسیطاً. و بَكَرَ الرجلُ: بَكَّرَ. و حكی اللحیانی عن الكسائی: جِیرانُك باكِرٌ؛ و أَنشد: یا عَمْرُو جِیرانُكُمُ باكِرُ، فالقلبُ لا لاهٍ و لا صابِرُ قال ابن سیدة: و أُراهم یذهبون فی ذلك إِلی معنی القوم و الجمع لأَن لفظ الجمع واحد، إِلَّا أَن هذا إِنما یستعمل إِذا كان الموصوف معرفة لا یقولون جِیرانٌ باكِرٌ؛ هذا قول أَهل اللغة؛ قال: و عندی أَنه لا
لسان العرب، ج‌4، ص: 77
یمتنع جِیرانٌ باكِرٌ كما لا یمتنع جِیرانُكُمْ باكِرٌ. و أَبْكَرَ الوِرْدَ و الغَداءَ إِبْكاراً: عاجَلَهُما. و بَكَرْتُ علی الحاجة بُكُوراً و غَدَوْتُ علیها غُدُوّاً مثل البُكُورِ، و أَبْكَرْتُ غیری و أَبْكَرْتُ الرجلَ علی صاحبه إِبكاراً حتی بَكَرَ إِلیه بُكُوراً. أَبو زید: أَبْكَرْتُ علی الوِرْدِ إِبْكاراً، و كذلك أَبكرت الغداء. و أَبْكَرَ الرجلُ: وردت إِبله بُكْرَةً. ابن سیدة: و بَكَّرَهُ علی أَصحابه و أَبْكَرَهُ علیهم جعله یَبْكُرُ علیهم. و بَكِرَ: عَجِلَ. و بَكَّرَ و تَبَكَّرَ و أَبْكَرَ: تقدّم. و المُبْكِرُ و الباكُورُ جمیعاً، من المطر: ما جاء فی أَوَّل الوَسْمِیِّ. و الباكُورُ من كل شی‌ء: المعَجَّلُ المجی‌ء و الإِدراك، و الأُنثی باكورة؛ و باكورة الثمرة منه. و الباكورة: أَوَّل الفاكهة. و قد ابْتَكَرْتُ الشی‌ءَ إِذا استولیت علی باكورته. و ابْتَكَرَ الرجلُ: أَكل باكُورَةَ الفاكهة. و‌فی حدیث الجمعة: من بَكَّرَ یوم الجمعة و ابْتَكَرَ فله كذا و كذا؛ قالوا: بَكَّرَ أَسرع و خرج إِلی المسجد باكراً و أَتی الصلاة فی أَوّل وقتها؛ و كل من أَسرع إِلی شی‌ء، فقد بَكَّرَ إِلیه. و ابْتَكَرَ: أَدرك الخُطْبَةَ من أَوَّلها، و هو من الباكورة. و أَوَّلُ كُلِّ شی‌ء: باكُورَتُه. و قال أَبو سعید فی تفسیر حدیث الجمعة: معناه من بكر إِلی الجمعة قبل الأَذان، و إِن لم یأْتها باكراً، فقد بَكَّرَ؛ و أَما ابْتِكارُها فأَنْ یُدْرِكَ أَوَّلَ وقتها، و أَصلُه من ابْتِكارِ الجاریة و هو أَخْذُ عُذْرَتها، و قیل: معنی اللفظین واحد مثل فَعَلَ و افْتَعَلَ، و إِنما كرر للمبالغة و التوكید كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌ. قال: و قوله غَسَلَ و اغْتَسَلَ، غَسَل أَی غسل مواضع الوضوء، كقوله تعالی: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ؛ و اغتسل أَی غسل البدن. و الباكور من كل شی‌ء: هو المُبَكِّرُ السریع الإِدْراكِ، و الأُنثی باكُورَةٌ. و غیث بَكُورٌ: و هو المُبَكِّرُ فی أَوَّل الوَسْمِیّ، و یقال أَیضاً: هو الساری فی آخر اللیل و أَول النهار؛ و أَنشد: جَرَّرَ السَّیْلُ بها عُثْنُونَهُ، و تَهادَتْها مَدالیجٌ بُكُرْ و سحابة مِدْلاجٌ بَكُورٌ. و أَما قول الفرزدق: أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقْطَفُ؛ قال: واحدها بِكْرٌ و هو الكَرْمُ الذی حمل أَوّل حمله. و عَسَلٌ أَبْكارٌ: تُعَسِّلُه أَبْكارُ النحل أَی أَفتاؤها و یقال: بل أَبْكارُ الجواری تلینه. و‌كتب الحجاج إِلی عامل له: ابعثْ إِلَیَّ بِعَسَلِ خُلَّار، من النحل الأَبكار، من الدستفشار، الذی لم تمسه النار؛ یرید بالأَبكار أَفراخ النحل لأَن عسلها أَطیب و أَصفی، و خلّار: موضع بفارس، و الدستفشار: كلمة فارسیة معناها ما عَصَرَتْهُ الأَیْدِی؛ و قال الأَعشی: تَنَحَّلَها، مِنْ بَكارِ القِطاف، أُزَیْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا بكار القطاف: جمع باكر كما یقال صاحِبٌ و صِحابٌ، و هو أَول ما یُدْرِك. الأَصمعی: نار بِكْرٌ لم تقبس من نار، و حاجة بِكْرٌ طُلبت حدیثاً. و أَنا آتیك العَشِیَّةَ فأُبَكِّر أَی أُعجل ذلك؛ قال: بَكَرَتْ تَلُومُكَ، بَعْدَ وَهْنٍ فی النَّدَی؛ بَسْلٌ عَلَیْكِ مَلامَتِی و عِتابی فجعل البكور بعد وهن؛ و قیل: إِنما عنی أَوَّل اللیل فشبهه بالبكور فی أَول النهار. و قال ابن جنی: أَصل [ب ك ر] إِنما هو التقدم أَیَّ وقت كان من لیل أَو نهار، فأَما قول الشاعر: [بكرت تلومك بعد وهن]
لسان العرب، ج‌4، ص: 78
فوجهه أَنه اضطر فاستعمل ذلك علی أَصل وضعه الأَول فی اللغة، و ترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به علی أَول النهار دون آخره، و إِنما یفعل الشاعر ذلك تعمداً له أَو اتفاقاً و بدیهة تهجم علی طبعه. و‌فی الحدیث لا یزال الناس بخیر ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب؛ معناه ما صلَّوها فی أَول وقتها؛ و‌فی روایة: ما تزال أُمتی علی سُنَّتی ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب.و‌فی حدیث آخر: بَكِّرُوا بالصلاة فی یوم الغیم، فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله؛ أَی حافظوا علیها و قدّموها. و البِكِیرَةُ و الباكُورَةُ و البَكُورُ من النخل، مثل البَكِیرَةِ: التی تدرك فی أَول النخل، و جمع البَكُورِ بُكُرٌ؛ قال المتنخل الهذلی: ذلك ما دِینُك، إِذ جُنِّبَتْ أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ وصف الجمع بالواحد كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فحذف لأَن البناء قد انتهی، و یجوز أَن یكون المُبْتِل جمع مُبْتِلَة، و إِن قلّ نظیره، و لا یجوز أَن یعنی بالبُكُرِ هاهنا الواحدة لأَنه إِنما نعت حُدوجاً كثیرة فشبهها بنخیل كثیرة، و هی المِبْكارُ؛ و أَرْضٌ مِبْكار: سریعة الإِنبات؛ و سحابة مِبكار و بَكُورٌ: مِدْلاجٌ من آخر اللیل؛ و قوله: إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ، فذاكَ اللُّؤْمُ و اللَّقَحُ البَكُورُ «2». أَی إِنما عجلت بجمع اللؤْم كما تعجل النخلة و السحابة. و بِكرُ كُلِّ شی‌ء: أَوّله؛ و كُلُّ فَعْلَةٍ لم یتقدمها مثلها، بِكْرٌ. و البِكْرُ: أَوَّل ولد الرجل، غلاماً كان أَو جاریة. و هذا بِكْرُ أَبویه أَی أَول ولد یولد لهما، و كذلك الجاریة بغیر هاء؛ و جمعهما جمیعاً أَبكار. و كِبْرَةُ ولد أَبویه: أَكبرهم. و‌فی الحدیث: لا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ أَولادكم كُتُبَ النصاری؛ یعنی أَحداثكم. و بِكْرُ الرجل بالكسر: أَوّل ولده، و قد یكون البِكْرُ من الأَولاد فی غیر الناس كقولهم بِكْرُ الحَیَّةِ. و قالوا: أَشدّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَیْن، و فی المحكم: بِكْرُ بِكْرَیْن؛ قال: یا بِكْرَ بِكْرَیْنِ، و یا خِلْبَ الكَبِدْ، أَصبَحتَ مِنِّی كذراع مِنْ عَضُدْ و البِكْرُ: الجاریة التی لم تُفْتَضَّ، و جمعها أَبْكارٌ. و البِكْرُ من النساء: التی لم یقربها رجل، و من الرجال: الذی لم یقرب امرأَة بعد؛ و الجمع أَبْكارٌ. و مَرَةٌ بِكْرٌ: حملت بطناً واحداً. و البِكْرُ: العَذْراءُ، و المصدر البَكارَةُ، بالفتح. و البِكْرُ: المرأَة التی ولدت بطناً واحداً، و بِكْرُها ولدها، و الذكر و الأُنثی فیه سواء؛ و كذلك البِكْرُ من الإِبل. أَبو الهیثم: و العرب تسمی التی ولدت بطناً واحداً بِكْراً بولدها الذی تَبْتَكرُ به، و یقال لها أَیضاً بِكْرٌ ما لم تلد، و نحو ذلك قال الأَصمعی: إِذا كان أَوّل ولد ولدته الناقة فهی بِكْرٌ. و بقرة بِكْرٌ: فَتِیَّةٌ لم تَحْمِلْ. و یقال: ما هذا الأَمر منك بِكْراً و لا ثِنْیاً؛ علی معنی ما هو بأَوّل و لا ثان؛ قال ذو الرمة: وقُوفاً لَدَی الأَبْوابِ، طُلابَ حاجَةٍ، عَوانٍ من الحاجاتِ، أَو حاجَةً بِكْرَا أَبو البیداء: ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا ولدت بِكْرَها، و أَثنت فی الثانی، و ثَلَّثَتْ فی الثالث، و ربعت و خمست و عشرت. و قال بعضهم: أَسبعت و أَعشرت و أَثمنت فی الثامن و السابع و العاشر. و فی نوادر
(2). قوله: [نبل] بالنون و الباء الموحدة كذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 79
الأَعراب: ابْتَكَرَتِ المرأَةُ ولداً إِذا كان أَول ولدها ذكراً، و اثْتَنَیَتْ جاءت بولدٍ ثِنْیٍ، و اثْتَلَثَتْ وَلَدَها الثالث، و ابْتَكَرْتُ أَنا و اثْتَنَیْتُ و اثْتَلَثْتُ. و البِكْرُ: النَّاقَةُ التی ولدت بطناً واحداً، و الجمع أَبْكارٌ؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: و إِنَّ حَدِیثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِینَهُ، جَنَی النَّحْلِ فی أَلْبانِ عُوذٍ مَطافِلِ مَطافِیلِ أَبْكارٍ حَدِیثٍ نِتَاجُها، تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ و بِكْرُها أَیضاً: وَلَدُها، و الجمع أَبْكارٌ و بِكارٌ. و بقرة بِكْرٌ: لم تَحْمِلْ، و قیل: هی الفَتِیَّةُ. و فی التنزیل: لٰا فٰارِضٌ وَ لٰا بِكْرٌ؛ أَی لیست بكبیرة و لا صغیرة، و معنی ذلك: بَیْنَ البِكْرِ و الفارِضِ؛ و قول الفرزدق: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِیثَ، كَأَنَّهُ جَنَی النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ عنی الكَرْمَ البِكْرَ الذی لم یحمل قبل ذلك؛ و كذلك عَمَلُ أَبْكار، و هو الذی عملته أَبْكار النحل. و سحابة بكْرٌ: غَزیرَةٌ بمنزلة البكْرِ من النساء؛ قال ثعلب: لأَن دمها أَكثر من دم الثیِّب، و ربما قیل: سَحابٌ بكْرٌ؛ أَنشد ثعلب: و لَقَدْ نَظَرْتُ إِلی أَغَرَّ مُشَهَّرٍ، بِكْرٍ تَوَسَّنَ فی الخَمِیلَةِ عُونَا و قول أَبی ذؤیب: و بِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ، تَرَنُّمَ نَغْمِ ذی الشُّرُعِ العَتِیقِ إِنما عنی قوساً أَوَّل ما یرمی عنها، شبه ترنمها بنغم ذی الشُّرُع و هو العود الذی علیه أَوتار. و البِكْرُ: الفَتِیُّ من الإِبل، و قیل: هو الثَّنیُّ إِلی أَن یُجْذِعَ، و قیل: هو ابن المخاض إِلی أَن یُثْنِیَ، و قیل: هو ابن اللَّبُونِ، و الحِقُّ و الجَذَعُ، فإِذا أَثْنی فهو جَمَلٌ و هی ناقة، و هو بعیر حتی یَبْزُلَ، و لیس بعد البازل سِنٌّ یُسَمَّی، و لا قبل الثَّنیِّ سنّ یسمی؛ قال الأَزهری: هذا قول ابن الأَعرابی و هو صحیح؛ قال: و علیه شاهدت كلام العرب، و قیل: هو ما لم یَبْزُلْ، و الأُنثی بِكْرَةٌ، فإِذا بَزَلا فجمل و ناقة، و قیل: البِكْرُ ولد الناقة فلم یُحَدَّ و لا وُقِّتَ، و قیل: البِكْرُ من الإِبل بمنزلة الفَتِیِّ من الناس، و البِكْرَةُ بمنزلة الفتاة، و القَلُوصُ بمنزلة الجاریة، و البَعِیرُ بمنزلة الإِنسان، و الجملُ بمنزلةِ الرجلِ، و الناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ، و یجمع فی القلة علی أَبْكُرٍ. قال الجوهری: و قد صغره الراجز و جمعه بالیاء و النون فقال: قَدْ شَرِبَتْ إِلَّا الدُّهَیْدِهِینَا قُلَیِّصَاتٍ و أُبَیْكِرِینَا و قیل فی الأُنثی أَیضاً: بِكْرٌ، بلا هاء. و‌فی الحدیث: اسْتَسْلَفَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، من رجل بَكْراً؛ البَكر، بالفتح: الفَتِیُّ من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس، و الأُنثی بَكْرَةٌ، و قد یستعار للناس؛ و منه‌حدیث المتعة: كأَنها بَكْرَةٌ عَیْطاء‌أَی شابة طویلة العنق فی اعتدال. و‌فی حدیث طهفة: و سقط الأُملوج من البكارة؛ البِكارة، بالكسر: جمع البَكْرِ، بالفتح؛ یرید أَن السِّمَنَ الذی قد علا بِكَارَةَ الإِبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم المرعی إِذ كان سبباً له؛ و روی بیت عمرو بن كلثوم: ذِراعَیْ عَیْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ، غذاها الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِینَا
لسان العرب، ج‌4، ص: 80
قال ابن سیدة: و أَصح الروایتین بِكر، بالكسر، و الجمع القلیل من كل ذلك أَبْكارٌ؛ قال الجوهری: و جمع البَكْرِ بِكارٌ مثل فَرْخٍ و فِرَاخٍ، و بِكارَةٌ أَیضاً مثل فَحْلٍ و فِحالَةٍ؛ و قال سیبویه فی قول الراجز: قلیِّصات و أُبیكرینا جمعُ الأَبْكُرِ كما تجمع الجُزُرَ و الطُّرُقَ، فتقول: طُرُقاتٌ و جُزُراتٌ، و لكنه أَدخل الیاء و النون كما أَدخلهما فی الدهیدهین، و الجمع الكثیر بُكْرانٌ و بِكارٌ و بَكارَةٌ [بِكارَةٌ، و الأُنثی بَكْرَةٌ و الجمع بِكارٌ، بغیر هاء، كعَیْلَةٍ و عِیالٍ. و قال ابن الأَعرابی: البَكارَةُ للذكور خاصة، و البَكارُ، بغیر هاء للإِناث. و بَكْرَةُ البئر: ما یستقی علیها، و جمعها بَكَرٌ بالتحریك، و هو من شواذ الجمع لأَن فَعْلَةً لا تجمع علی فَعَلٍ إِلَّا أَحرفاً مثل حَلْقَةٍ و حَلَقٍ و حَمْأَةٍ و حَمَإٍ و بَكْرَةٍ و بَكَرٍ و بَكَرات أَیضاً؛ قال الراجز: و البَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ یعنی التی لا تدور. ابن سیدة: و البَكْرَةُ و البَكَرَةُ لغتان للتی یستقی علیها و هی خشبة مستدیرة فی وسطها مَحْزُّ للحبل و فی جوفها مِحْوَرٌ تدور علیه؛ و قیل: هی المَحَالَةُ السَّریعة. و البَكَراتُ أَیضاً: الحَلَقُ التی فی حِلْیَةِ السَّیْفِ شبیهة بِفَتَخِ النساء. و جاؤوا علی بَكْرَةِ أَبیهم إِذا جاؤوا جمیعاً علی آخرهم؛ و قال الأَصمعی: جاؤوا علی طریقة واحدة؛ و قال أَبو عمرو: جاؤوا بأَجمعهم؛ و‌فی الحدیث: جاءت هوازنُ علی بَكْرَةِ أَبیها؛ هذه كلمة للعرب یریدون بها الكثرة و توفیر العدد و أَنهم جاؤوا جمیعاً لم یتخلف منهم أَحد. و قال أَبو عبیدة: معناه جاؤوا بعضهم فی إِثر بعض و لیس هناك بَكْرَةٌ فی الحقیقة، و هی التی یستقی علیها الماء العذب، فاستعیرت فی هذا الموضع و إِنما هی مثل. قال ابن بری: قال ابن جنی: عندی أَن قولهم جاؤوا علی بكرة أَبیهم بمعنی جاؤوا بأَجمعهم، هو من قولهم بَكَرْتُ فی كذا أَی تقدّمت فیه، و معناه جاؤوا علی أَولیتهم أَی لم یبق منهم أَحد بل جاؤوا من أَولهم إِلی آخرهم. و ضربة بِكْرٌ، بالكسر، أَی قاطعة لا تُثْنَی. و‌فی الحدیث: كانت ضربات علیّ، علیه السلام، أَبْكاراً إِذا اعْتَلَی قَدَّ و إِذا اعْتَرَضَ قَطَّ؛ و‌فی روایة: كانت ضربات علیّ، علیه السلام، مبتكرات لا عُوناً‌أَی أَن ضربته كانت بِكراً یقتل بواحدة منها لا یحتاج أَن یعید الضربة ثانیاً؛ و العُون: جمع عَوانٍ هی فی الأَصل الكهلة من النساء و یرید بها هاهنا المثناة. و بَكْرٌ: اسم، و حكی سیبویه فی جمعه أَبْكُرٌ و بُكُورٌ. و بُكَیْرٌ و بَكَّارٌ و مُبَكِّر: أَسماء. و بَنُو بَكْرٍ: حَیٌّ منهم؛ و قوله: إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها، و الناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَراد إِذا شبعوا تعادوا و تغاوروا لأَن بكراً كذا فعلها. التهذیب: و بنو بكر فی العرب قبیلتان: إِحداهما بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة، و الأُخری بكر بن وائل بن قاسط، و إِذا نسب إِلیهما قالوا بَكْرِیُّ. و أَما بنو بكر بن كلاب فالنسبة إِلیهم بَكْراوِیُّونَ. قال الجوهری: و إِذا نسبت إِلی أَبی بكر قلت بَكْرِیٌّ، تحذف منه الاسم الأَول، و كذلك فی كل كنیة.

بلر؛ ج4، ص: 80

: البِلَّوْرُ علی مثال عِجَّوْل: المَهَا من الحجر، واحدته بِلَّوْرَةٌ. التهذیب: البِلَّوْرُ الرجل الضخم
لسان العرب، ج‌4، ص: 81
الشجاع، بتشدید اللام. قال: و أَما البِلَوْرُ المعروف، فهو مخفف اللام. و‌فی حدیث جعفر الصادق، علیه السلام: لا یحبنا، أَهلَ البیت، الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ و لا الأَعْوَرُ البِلَوْرَةُ؛ قال أَبو عمرو الزاهد: هو الذی عینه ناتئة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا شرحه و لم یذكر أَصله.

بلهر؛ ج4، ص: 81

: كُلُّ عظیم من ملوك الهند: بَلَهْوَرٌ؛ مثل به سیبویه و فسره السیرافی.

بندر؛ ج4، ص: 81

: البَنادِرَةُ، دخیل: و هم التجار الذین یلزمون المعادن، واحدهم بُنْدارٌ. و فی النوادر: رجل بَنْدَرِیٌّ و مُبَنْدِرٌ و مُتَبَنْدِرٌ، و هو الكثیر المال.

بنصر؛ ج4، ص: 81

: البِنْصِرُ: الأُصبع التی بین الوسطی و الخنصِر، مؤنثة؛ عن اللحیانی؛ قال الجوهری: و الجمع البَناصِرُ.

بهر؛ ج4، ص: 81

: البُهْرُ: ما اتسع من الأَرض. و البُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ، و قیل هی الأَرض الواسعة بین الأَجْبُلِ. و بُهْرَةُ الوادی: سَرارَتُه و خیره. و بُهْرَةُ كل شی‌ء: وسطُه. و بُهْرَةُ الرَّحْلِ كزُفْرَتِه أَی وسطه. و بُهْرَةُ اللیل و الوادی و الفرس: وسطه. و ابْهارَّ النهارُ: و ذلك حین ترتفع الشمس. و ابْهارَّ اللیلُ و ابْهِیراراً إِذا انتصف؛ و قیل: ابْهارَّ تراكبت ظلمته، و قیل: ابْهارَّ ذهبت عامّته و أَكثره و بقی نحو من ثلثه. و ابْهارَّ علینا اللیل أَی طال. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه سار لیلةً حتی ابْهارَّ اللیلُ.قال الأَصمعی: ابْهارَّ اللیلُ یعنی انتصف، و هو مأْخوذ من بُهْرَةِ الشی‌ء و هو وسطه. قال أَبو سعید الضریر: ابْهِیرارُ اللیل طلوعُ نجومه إِذا تتامّت و استنارت، لأَن اللیل إِذا أَقبل أَقبلت فَحْمَتُه، و إِذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة. و‌فی الحدیث: فلما أَبْهَرَ القومُ احترقوا‌أَی صاروا فی بُهْرَةِ النهار و هو وسطه. و تَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت. قال رجل من الأَعراب و قد كبر و كان فی داخل بینه فمرّت سحابة: كیف تراها یا بنیّ؟ فقال: أَراها قد نَكَّبتْ و تَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ. و البُهْرُ: الغلبة. و بَهَرَهُ یَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ و علاه و غلبه. و بَهَرَتْ فُلانةُ النساء: غلبتهن حُسْناً. و بَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً: غَمَرَها بضوئه؛ قال: غَمَّ النجومَ ضَوؤُه حِینَ بَهَرْ، فَغَمَرَ النَّجْمَ الذی كان ازْدَهَرْ و هی لیلة البُهْرِ. و الثلاث البُهْرُ: التی یغلب فیها ضوءُ القمر النجومَ، و هی اللیلة السابعة و الثامنة و التاسعة. یقال: قمر باهر إِذا علا الكواكبَ ضَوؤه و غلب ضوؤُه ضوأَها؛ قال ذو الرمة یمدح عمر بن هبیرة: ما زِلْتَ فی دَرَجاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِیاً، تَنْمی و تَسْمُو بك الفُرْعانُ مِنْ مُضَرَا «3». حَتَّی بَهَرْتَ فما تَخْفَی علی أَحَدٍ، إِلَّا علی أَكْمَهٍ، لا یَعْرِفُ القَمَرَا. أَی علوت كل من یفاخرك فظهرت علیه. قال ابن بری: الذی أَورده الجوهری و قد بَهرْتَ، و صوابه حتی بَهرْتَ كما أَوردناه، و قوله: علی أَحد؛ أَحد هاهنا بمعنی واحد لأَن أَحداً المستعمل بعد النفی فی قولك ما أَحد فی الدار لا یصح استعماله فی الواجب. و‌فی الحدیث: صلاة الضحی إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ‌أَی غلبها نورها و ضوْؤُها. و‌فی حدیث علیّ: قال له
(3). قوله الفرعان هكذا فی الأصل، و لعلها القُرعان: و یرید بهم الأَقرع بن حابس الصحابی و أَخاه مرثداً و كانا من سادات العرب
لسان العرب، ج‌4، ص: 82
عَبْدُ خَیْرٍ: أُصَلِّی الضحی إِذا بَزَغَتِ الشمسُ؟ قال: لا، حتی تَبْهَرَ البُتَیْراءُ‌أَی یستبین ضوؤُها. و‌فی حدیث الفتنة: إِنْ خَشِیتَ أَن یَبْهَرَك شُعاعُ السیف.و یقال للیالی البیض: بُهْرٌ، جمع باهر. و یقال: بُهَرٌ بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ، كل ذلك من كلام العرب. و بَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ؛ و أَنشد البیت أَیضاً: حتی بهرتَ فما تخفی علی أَحد و بَهْراً له أَی تَعْساً و غَلَبَةً؛ قال ابن میادة: تَفَاقَدَ قَوْمی إِذ یَبِیعُونَ مُهْجَتی بجاریةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا و قال عمر بن أَبی ربیعة: ثم قالوا: تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهْراً عَدَدَ الرَّمْلِ و الحَصَی و التُّرابِ و قیل: معنی بَهْراً فی هذا البیت جمّاً، و قیل: عَجَباً. قال سیبویه: لا فعل لقولهم بَهْراً له فی حدّ الدعاء و إنما نصب علی توهم الفعل و هو مما ینتصب علی إضمار الفعل غَیْرِ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه. و بَهَرَهُم الله بَهْراً: كَرَبَهُم؛ عن ابن الأَعرابی. و بَهْراً لَهُ أَی عَجَباً. و أَبْهَرَ إِذا جاء بالعَجَبِ. ابن الأَعرابی: البَهْرُ الغلبة. و البَهْرُ: المَلْ‌ءُ، و البَهْرُ: البُعْدُ، و البَهْرُ: المباعدة من الخیر، و البَهْرُ: الخَیْبَةُ، و البَهْرُ: الفَخْرُ. و أَنشد بیت عمر بن أَبی ربیعة؛ قال أَبو العباس: یجوز أَن یكون كل ما قاله ابن الأَعرابی فی وجوه البَهْرِ أَن یكون معنی لما قال عمر و أَحسنها العَجَبُ. و البِهارُ: المفاخرة. شمر: البَهْرُ التَعْسُ، قال: و هو الهلاك. و أَبْهَرَ إِذا استغنی بعد فقر. و أَبْهَرَ: تزوج سیدة، و هی البَهِیرَةُ. و یقال: فلانة بَهِیرَةٌ مَهِیرَةٌ. و أَبْهَرَ إِذا تلوّن فی أَخلاقه دَماثَةً مَرّةً و خُبْثاً أُخْری. و العرب تقول: الأَزواج ثلاثة: زوجُ مَهْرٍ، و زوجُ بَهْرٍ، و زوج دَهْرٍ؛ فأَما زوج مهرٍ فرجل لا شرف له فهو یُسنْی المهرَ لیرغب فیه، و أَما زوج بهر فالشریف و إِن قل ماله تتزوجه المرأَة لتفخر به، و زوج دهر كفؤها؛ و قیل فی تفسیرهم: یَبْهَرُ العیون بحسنه أَو یُعدّ لنوائب الدهر أَو یؤخذ منه المهر. و البُهْرُ: انقطاع النَّفَسِ من الإِعیاء؛ و قد انْبَهَرَ و بُهِرَ فهو مَبْهُورٌ و بَهِیرٌ؛ قال الأَعشی: إِذا ما تَأَتَّی یُرِیدُ القیام تَهادی، كما قَدْ رَأَیْتَ البَهِیرَا و البُهْرُ بالضم: تتابع النَّفَسِ من الإِعیاء، و بالفتح المصدر؛ بَهَرَهُ الحِمْلُ یَبْهَرُهُ بَهْراً أَی أَوقع علیه البُهْرَ فانْبَهَرَ أَی تتابع نفسه. و یقال: بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتی غلبه البُهْرُ و هو الرَّبْوُ، فهو مبهور و بهیر. شمر: بَهَرْت فلاناً إِذا غلبته ببطش أَو لسان. و بَهَرْتُ البعیرَ إِذا ما رَكَضْتَهُ حتی ینقطع؛ و أَنشد بیت ابن میادة: أَلا یا لقومی إِذ یبیعون مُهْجَتی بجاریةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا ابن شمیل: البَهْرُ تَكَلُّف الجُهْدِ إِذا كُلِّفَ فوق ذَرْعِهِ؛ یقال بَهَرَه إِذا قطع بُهْرَهُ إِذا قطع نَفَسَه بضرب أَو خنق أَو ما كان؛ و أَنشد: إِنَّ البخیل إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ و‌فی الحدیث: وقع علیه البُهْرُ، هو بالضم ما یعتری الإِنسان عند السعی الشدید و العدو من النهیج و تتابع النَّفَس؛ و منه‌حدیث ابن عمر: إِنه أَصابه قَطْعٌ أَو بُهْرٌ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 83
و بَهَرَه: عالجه حتی انْبَهَرَ. و یقال: انبهر فلان إِذا بالغ فی الشی‌ء و لم یَدَعْ جُهْداً. و یقال: انْبَهَرَ فی الدعاء إِذا تحوّب و جهد، و ابْتَهَرَ فُلانٌ فی فلان و لفلان إِذا لم یدع جهداً مما لفلان أَو علیه، و كذلك یقال ابتهل فی الدعاء؛ قال: و هذا مما جعلت اللام فیه راء. و قال خالد بن جنبة: ابتهل فی الدعاء إِذا كان لا یفرط عن ذلك و لا یَثْجُو، قال: لا یَثْجُو لا یسكت عنه؛ قال: و أَنشد عجوز من بنی دارم لشیخ من الحی فی قعیدته: و لا ینامُ الضیف من حِذَارِها، و قَوْلِها الباطِلِ و ابْتِهارِها و قال: الابْتِهارُ قول الكذب و الحلف علیه. و الابتهار: ادّعاء الشی‌ء كذباً؛ قال الشاعر: و ما بی إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهارُ و ابْتُهر فُلانٌ بفلانَةَ: شُهِرَ بها. و الأَبْهرُ: عِرْق فی الظهر، یقال هو الوَرِیدُ فی العُنق، و بعضهم یجعله عرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْب؛ و قیل: الأَبْهَرانِ الأَكْحَلانِ، و فلان شدید الأَبْهَرِ أَی الظهر. و الأَبْهَرُ: عِرْقٌ إِذا انقطع مات صاحبه؛ و هما أَبْهَرانِ یخرجان من القلب ثم یتشعب منهما سائر الشَّرایین. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ما زالت أُكْلَةُ خیبر تعاودنی فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِی؛ قال أَبو عبید: الأَبْهَرُ عرق مستبطن فی الصلب و القلب متصل به فإِذا انقطع لم تكن معه حیاة؛ و أَنشد الأَصمعی لابن مقبل: و للفؤادِ وَجِیبٌ تَحْتَ أَبهَرِه، لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَیْبِ بالحَجَرِ الوجیب: تحرُّك القلب تحت أَبهره. و اللَّدْمُ: الضَّرْب. و الغیب: ما كان بینك و بینه حجاب؛ یرید أَن للفؤاد صوتاً یسمعه و لا یراه كما یسمع صوت الحجر الذی یرمی به الصبی و لا یراه، و خص الولید لأَن الصبیان كثیراً ما یلعبون برمی الحجارة، و فی شعره لدم الولید بدل لدم الغلام. ابن الأَثیر: الأَبهر عرق فی الظهر و هما أَبهران، و قیل: هما الأَكحلان اللذان فی الذراعین، و قیل: الأَبهر عرق منشؤه من الرأْس و یمتد إِلی القدم و له شرایین تتصل بأكثر الأَطراف و البدن، فالذی فی الرأْس منه یسمی النَّأْمَةَ، و منه قولهم: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أَی أَماته، و یمتدُ إِلی الحلق فیسمی فیه الورید، و یمتد إِلی الصدر فیسمی الأَبهر، و یمتد إِلی الظهر فیسمی الوتین و الفؤاد معلق به، و یمتد إِلی الفخذ فیسمی النَّسَا، و یمتدّ إِلی الساق فیسمی الصَّافِنَ، و الهمزة فی الأَبهر زائدة، قال: و یجوز فی أَوان الضم و الفتح، فالضم لأَنه خبر المبتدإِ، و الفتح علی البناء لإِضافته إِلی مبنی كقوله: علی حِینَ عاتبتُ المَشیبَ عَلی الصِّبا و قلتُ: أَ لمَّا تَصْحُ و الشَّیْبُ وازِعُ؟ و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: فیُلْقی بالفضاء منقطعاً أَبْهَراهُ.و الأَبْهَرُ من القوس: ما بین الطائف و الكُلْیة. الأَصمعی: الأَبهر من القوس كبدها و هو ما بین طرفی العِلاقَةِ ثم الكلیة تلی ذلك ثم الأَبهر یلی ذلك ثم الطائف ثم السِّیَةُ و هو ما عطف من طرفیها. ابن سیدة: و الأَبهر من القوس ما دون الطائف و هما أَبهَران، و قیل: الأَبهر ظهر سیة القوس، و الأَبهر الجانب الأَقصر من الریش، و الأَباهر من ریش الطائر ما یلی الكُلَی أَوّلها القَوادِمُ ثم المَنَاكِبُ ثم الخَوافی ثم الأَباهِرُ ثم الكلی؛ قال اللحیانی: یقال لأَربع ریشات من مقدّم الجناح
لسان العرب، ج‌4، ص: 84
القوادم، و لأَربع تلیهن المناكب، و لأَربع بعد المناكب الخوافی، و لأَربع بعد الخوافی الأَباهر. و یقال: رأَیت فلاناً بَهْرَةً أَی جَهْرَةً علانیة؛ و أَنشد: و كَمْ مِنْ شُجاع بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً، یَمُوتُ علی ظَهْرِ الفِراشِ و یَهْرَمُ و تَبَهَّر الإِناءُ: امْتَلأَ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: مُتَبَهّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها، یَخْرُجْنَ مِنْ لَجَفٍ لهَا مُتَلَقَّمِ و البُهار: الحِمْلُ، و قیل: هو ثلاثمائة رطل بالقبطیة، و قیل: أَربعمائة رطل، و قیل: ستمائة رطل، عن أَبی عمرو، و قیل: أَلف رطل، و قال غیره: البهار، بالضم، شی‌ء یوزن به و هو ثلاثمائة رطل. و روی عن عمرو بن العاص أَنه قال: إِنّ ابن الصَّعْبَةِ، یعنی طلحة بن عبید الله، كان یقال لأُمه الصعبة؛ قال: إِنّ ابن الصعبة ترك مائة بُهار فی كل بُهار ثلاثة قناطیر ذهب و فضة فجعله وعاء؛ قال أَبو عبید: بُهار أَحسبها كلمة غیر عربیة و أراها قبطیة. الفرّاء: البُهارُ ثلثمائة رطل، و كذلك قال ابن الأَعرابی، قال: و المُجَلَّدُ ستمائة رطل، قال الأَزهری: و هذا یدل علی أَن البُهار عربی صحیح و هو ما یحمل علی البعیر بلغة أَهل الشأْم؛ قال بُرَیْقٌ الهُذَلیّ یصف سحاباً ثقیلًا: بِمُرْتَجِزٍ كَأَنَّ علی ذُرَاهُ رِكاب الشَّأْمِ، یَحْمِلْنَ البُهارا قال القتیبی: كیف یُخْلفُ فی كل ثلثمائة رطل ثلاثة قناطیر؟ و لكن البُهار الحِمْلُ؛ و أَنشد بیت الهذلی. و قال الأَصمعی فی قوله … یحملن البهارا: یحملن الأَحمال من متاع البیت؛ قال: و أَراد أَنه ترك مائة حمل. قال: مقدار الحمل منها ثلاثة قناطیر، قال: و القنطار مائة رطل فكان كل حمل منها ثلثمائة رطل. و البُهارُ: إِناءٌ كالإِبْریق؛ و أَنشد: علی العَلْیاءِ كُوبٌ أَو بُهارُ قال الأَزهری: لا أَعرف البُهارَ بهذا المعنی. ابن سیدة: و البَهارُ كُلُّ شی‌ء حَسَنٍ مُنِیرٍ. و البَهارُ: نبت طیب الریح. الجوهری: البَهارُ العَرارُ الذی یقال له عین البقر و هو بَهارُ البَرِّ، و هو نبت جَعْدٌ له فُقَّاحَةٌ صفراء ینبت أَیام الربیع یقال له العرارة. الأَصمعی: العَرارُ بَهارُ البر. قال الأَزهری: العرارة الحَنْوَةُ، قال: و أُری البَهار فارسیة. و البَهارُ: البیاض فی لبب الفرس. و البُهارُ: الخُطَّاف الذی یطیر تدعوه العامّة عصفور الجنة. و امرأَة بَهِیرَةٌ: صغیرة الخَلْقِ ضعیفة. قال اللیث: و امرأَةٌ بَهِیرَةٌ و هی القصیرة الذلیلة الخلقة، و یقال: هی الضعیفة المشی. قال الأَزهری: و هذا خطأٌ و الذی أَراد اللیث البُهْتُرَةُ بمعنی القصیرة، و أَما البَهِیرَةُ من النساء فهی السیدة الشریفة؛ و یقال للمرأَة إِذا ثقلت أَردافها فإِذا مشت وقع علیها البَهْرُ و الرَّبْوُ: بَهِیرَةٌ؛ و منه قول الأَعشی: تَهادَی كما قد رأَیتَ البَهِیرَا و بَهَرَها بِبُهْتانٍ: قذفها به. و الابتهار: أَن ترمی المرأَة بنفسك و أَنت كاذب، و قیل: الابْتِهارُ أَن ترمی الرجل بما فیه، و الابْتِیارُ أَن ترمیه بما لیس فیه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه رفع إِلیه غلام ابْتَهَرَ جاریة فی شعره فلم یُوجَدِ الثَّبَتُ فدرأَ عنه الحدّ؛ قال أَبو عبید: الابتهار أَن یقذفها بنفسه فیقول فعلت بها كاذباً، فإِن كان صادقاً قد فعل فهو الابتیار علی قلب الهاء یاء؛ قال الكمیت:
لسان العرب، ج‌4، ص: 85
قَبیحٌ بِمِثْلِیَ نَعْتُ الفَتَاة، إِمَّا ابْتِهاراً و إِمَّا ابْتِیارَا و منه‌حدیث العوّام: الابتهار بالذنب أَعظم من ركوبه‌و هو أَن یقول فعلت و لم یفعل لأَنه لم یدّعه لنفسه إِلَّا و هو لو قدر فعل، فهو كفاعله بالنیة و زاد علیه بقبحه و هتك ستره و تبجحه بذنب لم یفعله. و بَهْراءُ: حَیٌّ من الیمن. قال كراع: بهراء، ممدودة، قبیلة، و قد تقصر؛ قال ابن سیدة: لا أَعلم أَحداً حكی فیه القصر إِلا هو و إِنما المعروف فیه المدّ؛ أَنشد ثعلب: و قد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُیوفَنا سُیوفُ النَّصارَی لا یَلِیقُ بها الدَّمُ و قال معناه: لا یلیق بنا أَن نقتل مسلماً لأَنهم نصاری معاهدون، و النسب إِلی بَهْرَاءَ بَهْراوِیٌّ، بالواو علی القیاس، و بَهْرَانِیٌّ مثلُ بَحْرانِیّ علی غیر قیاس، النون فیه بدل من الهمزة؛ قال ابن سیدة: حكاه سیبویه. قال ابن جنی: من حذاق أَصحابنا من یذهب إِلی أَن النون فی بهرانی إِنما هی بدل من الواو التی تبدل من همزة التأْنیث فی النسب، و أَن الأَصل بهراوی و أَن النون هناك بدل من هذه الواو، كما أَبدلت الواو من النون فی قولك؛ من وافد، و إِن وقفت وقفت و نحو ذلك، و كیف تصرفت الحال فالنون بدل من الهمزة؛ قال: و إِنما ذهب من ذهب إِلی هذا لأَنه لم یر النون أُبدلت من الهمزة فی غیر هذا، و كان یحتج فی قولهم إِن نون فعلان بدل من همزة فعلاء، فیقول لیس غرضهم هنا البدل الذی هو نحو قولهم فی ذئب ذیب و فی جؤْنة جونة، إِنما یریدون أَن النون تعاقب فی هذا الموضع الهمزة كما تعاقب لام المعرفة التنوین أَی لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قیل: إِنها بدل منه، و كذلك النون و الهمزة؛ قال: و هذا مذهب لیس بقصد.

بهتر؛ ج4، ص: 85

: البُهْتُر: القصیر، و الأُنثی بُهْتُرٌ و بُهْتُرَةٌ، و زعم بعضهم أَن الهاء فی بُهْتُرٍ بدل من الحاء فی بُحْتُرٍ؛ و أَنشد أَبو عمرو لنجاد الخبیری: عِضٌّ لَئِیمٌ المُنْتَمَی و العُنْصُرِ، لیس بِجِلْحَابٍ و لا هَقَوَّرِ، لكنه البُهْتُر و ابنُ البُهْتُرِ العِضُّ: الرجل الداهی المنكر. و الجلحاب: الطویل، و كذلك الهقوّر، و خص بعضهم به القصیر من الإِبل، و جمعه البَهاتِرُ و البَحاتِرُ؛ و أَنشد الفرّاء قول كثیر: و أَنتِ التی حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِیرَةٍ إِلیَّ، و ما تَدْرِی بذاك القَصائِرُ عَنَیْتُ قصیراتِ الحِجالِ، و لم أُردْ قِصارَ الخُطَی، شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ أَنشده الفرّاء: البهاتر، بالهاء.

بهدر؛ ج4، ص: 85

: أَبو عدنان قال: البُهْدُرِیُّ و البُحْدُرِیُّ المُقَرْقَمُ الذی لا یَشِبُّ.

بهزر؛ ج4، ص: 85

: البُهْزُرَةُ: الناقة العظیمة، و فی المحكم: الناقةُ الجسیمةُ الضَّخْمة الصَّفِیَّة، و كذلك هی من النخلِ، و الجمع البَهازِر، و هی من النساء الطویلة. و البُهْزُرَةُ: النخلة التی تَناوَلُها بیدِكَ؛ أَنشد ثعلب: بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مآزِرا، فهی تُسامی حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا یعنی بالجلْفِ هنا الفُحَّال من النخل. ابن الأَعرابی: البَهازِرُ الإِبل و النخیل العظام المَواقِیرُ؛ و أَنشد: أَعْطاكَ یا بَحْرُ الذی یُعطی النِّعَمْ، من غیرِ لا تَمَنُّنٍ و لا عَدَمْ،
لسان العرب، ج‌4، ص: 86
بَهازِراً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَمْ، و لم تكنْ مَأْوَی القُرادِ و الْجَلَمْ، بینَ نواصِیهنَّ و الأَرضِ قِیَمْ و أَنشد الأَزهری للكمیت: إِلَّا لِهَمْهَمَةِ الصَّهیلِ، و حَنَّةِ الْكُومِ البَهازِر

بور؛ ج4، ص: 86

: الْبَوارُ: الهلاك، بارَ بَوْراً و بَواراً و أَبارهم الله، و رجل بُورٌ؛ قال عبد الله بن الزِّبَعْری السَّهْمی: یا رسولَ الإِلهِ، إِنَّ لِسانی رَاتِقٌ ما فَتَقْتُ، إِذْ أَنا بُورُ و كذلك الاثنان و الجمعُ و المؤنث. و فی التنزیل: وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً؛ و قد یكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ و حائلٍ؛ و حكی الأَخفش عن بعضهم أَنه لغة و لیس بجمعٍ لِبائرٍ كما یقال أَنت بَشَرٌ و أَنتم بَشَرٌ؛ و قیل: رجل بائرٌ و قوم بَوْرٌ، بفتح الباء، فهو علی هذا اسم للجمع كنائم و نَوْمٍ و صائم و صَوْمٍ. و قال الفرّاء فی قوله: وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً، قال: البُورُ مصدَرٌ یكون واحداً و جمعاً. یقال: أَصبحت منازلهم بُوراً أَی لا شی‌ء فیها، و كذلك أَعمال الكفار تبطُلُ. أَبو عبیدة: رجل بُورٌ و رجلان بُورٌ و قوم بُورٌ، و كذلك الأُنثی، و معناه هالك. قال أَبو الهیثم: البائِرُ الهالك، و البائر المجرِّب، و البائر الكاسد، و سُوقٌ بائرة أَی كاسدة. الجوهری: البُورُ الرجل الفاسد الهالك الذی لا خیر فیه. و قد بارَ فلانٌ أَی هلك. و أَباره الله: أَهلكه. و‌فی الحدیث: فأُولئك قومٌ بُورٌ؛ أَی هَلْكَی، جمع بائر؛ و منه‌حدیث علیٍّ: لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه، و قد ذكرناه فی فصل الهمزة فی أَبر. و‌فی حدیث أَسماء فی ثقیف: كَذَّابٌ و مُبِیرٌ؛ أَی مُهْلِكٌ یُسْرِفُ فی إِهلاك الناس؛ یقال: بارَ الرَّجُلُ یَبُور بَوْراً، و أَبارَ غَیْرَهُ، فهو مُبِیر. و دارُ البَوارِ: دارُ الهَلاك. و نزلتْ بَوارِ علی الناس، بكسر الراء، مثل قطام اسم الهَلَكَةِ؛ قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدی، و اسمه مُنْقِذ بن خُنَیْسٍ، و قد ذكر أَن ابن الصاغانی قال أَبو معكت اسمه الحرث بن عمرو، قال: و قیل هو لمنقذ بن خنیس: قُتِلَتْ فكان تَباغِیاً و تَظالُماً؛ إِنَّ التَّظالُمَ فی الصَّدِیقِ بَوارُ و الضمیر فی قتلت ضمیر جاریة اسمها أَنیسة قتلها بنو سلامة، و كانت الجاریة لضرار بن فضالة، و احترب بنو الحرث و بنو سلامة من أَجلها، و اسم كان مضمر فیها تقدیره: فكان قتلها تباغیاً، فأَضمر القتل لتقدّم قتلت علی حدّ قولهم: من كذب كان شرّاً له أَی كان الكذب شرّاً له. الأَصمعی: بارَ یَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ. و البَوارُ: الكَسَادُ. و بارَتِ السُّوقُ و بارَتِ البِیاعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ؛ و من هذا قیل: نعوذ بالله من بَوارِ الأَیِّمِ أَی كَسَادِها، و هو أَن تبقی المرأَة فی بیتها لا یخطبها خاطب، من بارت السوق إِذا كسدت، و الأَیِّم التی لا زوج لها و هی مع ذلك لا یرغب فیها أَحد. و البُورُ: الأَرض التی لم تزرع و المَعَامی المجهولة و الأَغفال و نحوها. و‌فی كتاب النبی، صلی الله علیه و سلم، لأُكَیْدِرِ دُومَةَ: و لكُمُ البَوْر و المعامی و أَغفال الأَرض؛ و هو بالفتح مصدر وصف به، و یروی بالضم، و هو جمع البَوارِ، و هی الأَرض الخراب التی لم تزرع. و بارَ المتاعُ: كَسَدَ. و بارَ عَمَلُه: بَطَلَ. و منه قوله تعالی: وَ مَكْرُ أُولٰئِكَ هُوَ یَبُورُ. و بُورُ الأَرض، بالضم: ما بار منها و لم
لسان العرب، ج‌4، ص: 87
یُعْمَرْ بالزرع و قال الزجاج: البائر فی اللغة الفاسد الذی لا خیر فیه؛ قال: و كذلك أَرض بائرة متروكة من أَن یزرع فیها. و قال أَبو حنیفة: البَوْرُ، بفتح الباء و سكون الواو، الأَرض كلها قبل أَن تستخرج حتی تصلح للزرع أَو الغرس. و البُورُ: الأَرض التی لم تزرع؛ عن أَبی عبید و هو فی الحدیث. و رجل حائر بائر: یكون من الكسل و یكون من الهلاك. و فی التهذیب: رجل حائر بائر، لا یَتَّجِهُ لِشَی‌ءٍ ضَالٌّ تائِهٌ، و هو إِتباع، و الابتیار مثله. و‌فی حدیث عمر: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر إِذا لم یتجه لشی‌ء.و یقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه: إِنه فجر بها، فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها، و إِن كان صادقاً فهو الابْتِیَارُ، بغیر همز، افتعال من بُرْتُ الشی‌ءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه؛ و قال الكمیت: قَبِیحٌ بِمِثْلیَ نَعْتُ الفَتَاةِ، إِمَّا ابْتِهَاراً و إِمَّا ابْتِیارا یقول: إِما بهتاناً و إِما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها، و قد ذكرناه فی بهر. و بارَهُ بَوْراً و ابْتَارَهُ، كلاهما: اختبره؛ قال مالك بن زُغْبَةَ: بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه، و طَعْنٍ كَإِیزاغِ المَخاضِ تَبُورُها قال أَبو عبید: كإِیزاغ المخاض یعنی قذفها بأَبوالها، و ذلك إِذا كانت حوامل، شبه خروج الدم برمی المخاض أَبوالها. و قوله: تبورها تختبرها أَنت حتی تعرضها علی الفحل، أَ لاقح هی أَم لا؟ و بار الفحل الناقة یَبُورها بَوْراً و یَبْتَارُها و ابْتَارَها: جعل یتشممها لینظر أَ لاقح هی أَم حائل، و أَنشد بیت مالك بن زغبة أَیضاً. الجوهری: بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها علی الفحل تنظر أَ لاقح هی أَم لا، لأَنها إِذا كانت لاقحاً بالت فی وجه الفحل إِذا تشممها؛ و منه قولهم: بُرْ لی ما عند فلان أَی اعلمه و امتحن لی ما فی نفسه. و‌فی الحدیث أَن داود سأَل سلیمان، علیهما السلام، و هو یَبْتَارُ عِلْمَهُ‌أَی یختبره و یمتحنه؛ و منه‌الحدیث: كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحب عَلیٍّ، علیه السلام.و‌فی حدیث علقمة الثقفیّ: حتی و الله ما نحسب إلّا أَن ذلك شی‌ء یُبْتارُ به إِسلامنا.و فَحْلٌ مِبْوَرٌ: عالم بالحالین من الناقة. قال ابن سیدة: و ابنُ بُورٍ حكاه ابن جنی فی الإِمالة، و الذی ثبت فی كتاب سیبویه ابن نُور، بالنون، و هو مذكور فی موضعه. و البُورِیُّ و البُورِیَّةُ و البُورِیَاءُ و الباریُّ و البارِیاءُ و البارِیَّةُ: فارسی معرب، قیل: هو الطریق، و قیل: الحصیر المنسوج، و فی الصحاح: التی من القصب. قال الأَصمعی: البوریاء بالفارسیة و هو بالعربیة بارِیٌّ و بورِیٌّ؛ و أَنشد للعجاج یصف كناس الثور: كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِیُّ قال: و كذلك البَارِیَّةُ. و‌فی الحدیث: كان لا یری بأْساً بالصلاة علی البُورِیّ؛ هی الحصیر المعمول من القصب، و یقال فیها بارِیَّةٌ و بُورِیاء.

فصل التاء المثناة؛ ج4، ص: 87

تأر؛ ج4، ص: 87

: أَتأَر إِلیه النَّظَرَ: أَحَدَّه. و أَتْأَره بصره: أَتْبَعَه إِیاه، بهمز الأَلفین غیر ممدودة؛ قال بعض الأَغفال: و أَتْأَرَتْنی نَظْرَة الشَّفیر. و أَتْأَرتُه بصری: أَتْبَعْته إِیاه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتاه فَأَتْأَرَ إِلیه النَّظَرَ‌أَی أَحَدَّه إِلیه و حَقَّقَه؛ و قال الشاعر؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 88
أَتْأَرْتُهُمْ بَصَری، و الآلُ یَرْفَعُهُمْ، حتی اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَیْنِ إِتْآری و من ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِلیه النظر و الرَّمْیَ، و هو مذكور فی تَوَرَ؛ و أَما قول الشاعر: إِذا اجْتَمَعُوا عَلَیَّ و أَشْقَذُونی، فَصِرْت كَأَنَّنی فَرَأٌ مُتَارُ قال ابن سیدة: فإِنه أَراد مُتْأَرٌ فنقل حركة الهمزة إِلی التاء و أَبدل منها أَلفاً لسكونها و انفتاح ما قبلها فصار مُتارٌ. و التُّؤْرُورُ: العَوْن یكون مع السلطان بلا رِزْقٍ، و قیل: هو الجِلوازُ، و ذهب الفارسی إِلی أَنه تُفْعُول من الأَرِّ و هو الدفع؛ و أَنشد ابن السكیت: تالله لَوْ لا خَشْیَةُ الأَمِیرِ، و خشیةُ الشُّرْطیِّ و التُّؤْرورِ قال: التؤرور أَتْباع الشُّرَطِ. ابن الأَعرابی: التَّائرُ المداوم علی العمل بعد فتور. الأَزهری فی التَّأْرَةِ: الحین. عن ابن الأَعرابی قال: تأْرَةٌ، مهموز، فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها؛ قال الأَزهری: قال غیره و جمعها تِئَرٌ، مهموزة؛ و منه یقال: أَتأَرْتُ إِلیه النظر أَی أَدمته تارَةً بعد تارَةٍ.

تبر؛ ج4، ص: 88

: التِّبْرُ: الذهبُ كُلُّه، و قیل: هو من الذهب و الفضة و جمیع جواهر الأَرض من النحاس و الصُّفْرِ و الشَّبَهِ و الزُّجاج و غیر ذلك مما استخرج من المعدن قبل أَن یصاغ و یستعمل؛ و قیل: هو الذهب المكسور؛ قال الشاعر: كُلُّ قَوْمٍ صِیغةٌ من تِبْرِهِمْ، و بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ ابن الأَعرابی: التِّبْرُ الفُتاتُ من الذهب و الفضة قبل أَن یصاغا فإِذا صیغا فهما ذهب و فضة. الجوهری: التِّبْرُ ما كان من الذهب غیر مضروب فإِذا ضرب دنانیر فهو عین، قال: و لا یقال تِبْرٌ إِلا للذهب و بعضهم یقوله للفضة أَیضاً. و‌فی الحدیث: الذهب بالذهب تِبْرِها و عَیْنِها، و الفضة بالفضة تبرها و عینها.قال: و قد یطلق التبر علی غیر الذهب و الفضة من المعدنیات كالنحاس و الحدید و الرَّصاص، و أَكثر اختصاصه بالذهب، و منهم من یجعله فی الذهب أَصلًا و فی غیره فرعاً و مجازاً. قال ابن جنی: لا یقال له تبر حتی یكون فی تراب معدنه أَو مكسوراً؛ قال الزجاج: و منه قیل لمكسر الزجاج تبر. و التَّبَارُ: الهلاك. و تَبَّرَه تَتْبِیراً أَی كَسَّرَه و أَهلكه. و هٰؤُلٰاءِ مُتَبَّرٌ مٰا هُمْ فِیهِ أَی مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ. و‌فی حدیث علیٍّ، كرّم الله وجهه: عَجْزٌ حاضر و رَأْیٌ مُتَبَّر، أَی مهلَك. و تَبَّرَهُ هو: كسره و أَذهبه. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَزِدِ الظّٰالِمِینَ إِلّٰا تَبٰاراً؛ قال الزجاج: معناه إِلَّا هلاكاً، و لذلك سمی كل مُكَسَّرٍ تِبْراً. و قال فی قوله عز و جل: وَ كُلًّا تَبَّرْنٰا تَتْبِیراً، قال: التتبیر التدمیر؛ و كل شی‌ء كسرته و فتتته، فقد تَبَّرْتَهُ، و یقال: تَبِرَ «4». الشی‌ءُ یَتْبَرُ تَباراً. ابن الأَعرابی: المتبور الهالك، والمبتور الناقص. قال: و التَّبْراءُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق. و ما أَصبتُ منه تَبْرِیراً أَی شیئاً، لا یستعمل إِلا فی النفی، مثل به سیبویه و فسره السیرافی. الجوهری: و یقال فی رأْسه تِبْرِیَةٌ؛ قال أَبو عبیدة: لغة فی الهِبْرِیَةِ و هی التی تكون فی أُصول الشعر مثل النُّخَالَةِ.
(4). قوله [تبر] من باب ضرب علی ما فی القاموس و من بابی تعب و قتل كما فی المصباح
لسان العرب، ج‌4، ص: 89‌

تثر؛ ج4، ص: 89

: ابن الأَعرابی: التَّواثِیرُ الجَلَاوِزَةُ.

تجر؛ ج4، ص: 89

: تَجَرَ یَتْجُرُ تَجْراً و تِجَارَةً؛ باع و شری، و كذلك اتَّجَرَ و هو افْتَعَل، و قد غلب علی الخَمَّار قال الأَعشی: و لَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ الأُمَّانَ، مَوْرُوداً شَرَابُهْ و‌فی الحدیث: مَنْ یَتَّجِرُ علی هذا فیصلی معه.قال ابن الأَثیر: هكذا یرویه بعضهم و هو یفتعل من التجارة لأَنه یشتری بعمله الثواب و لا یكون من الأَجر علی هذه الروایة لأَن الهمزة لا تدغم فی التاء و إِنما یقال فیه یأْتَجِرُ. الجوهری: و العرب تسمی بائع الخمر تاجراً؛ قال الأَسود بن یَعْفُرَ: و لَقَدْ أَروحُ علی التِّجَارِ مُرَجَّلًا، مَذِلًا بِمالی، لَیِّناً أَجْیادی أَی مائلًا عُنُقی من السُّكْرِ. و رجلٌ تاجِرٌ، و الجمع تِجارٌ، بالكسر و التخفیف، و تُجَّارٌ و تَجْرٌ مثل صاحب و صَحْبٍ؛ فأَما قوله: إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ: طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ، مما یجی‌ء به التُّجُرْ فقد یكون جمع تِجَارٍ، علی أَن سیبویه لا یَطْرُدُ جمع الجمع؛ و نظیره عند بعضهم قراءة من قرأَ: فَرُهُنٌ مقبوضة؛ قال: هو جمع رهانٍ الذی هو جَمْعُ رَهْنٍ و حمله أَبو علیُّ علی أَنه جمع رَهْن كَسَحْل و سُحُلٍ، و إِنما ذلك لما ذهب إِلیه سیبویه من التحجیر علی جمع الجمع إِلا فیما لا بدّ منه، و قد یجوز أَن یكون التُّجُرُ فی البیت من باب: أَنا ابنُ ماویَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ علی نقل الحركة، و قد یجوز أَن یكون التُّجُرُ جمع تاجر كشارف و شُرُفٍ و بازل و بُزُلٍ، إِلا أَنه لم یسمع إِلا فی هذا البیت. و‌فی الحدیث: أَن التُّجَّار یُبعثون یوم القیامة فُجَّاراً إِلا من اتقی الله و بَرَّ و صَدَقَ؛ قال ابن الأَثیر: سماهم فجاراً لما فی البیع و الشراء من الأَیمان الكاذبة و الغبن و التدلیس و الربا الذی لا یتحاشاه أَكثرهم أَو لا یفطنون له، و لهذا‌قال فی تمامه: إِلَّا من اتقی الله و برّ و صدق؛ و قیل: أَصل التاجر عندهم الخمَّار یخصونه به من بین التجار؛ و منه‌حدیث أَبی ذر: كنا نتحدث أَن التاجر فاجر؛ و التَّجْرُ: اسمٌ للجمع، و قیل: هو جمع؛ و قول الأَخطل: كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها، حَتَّی اشْتَراها بِأَغْلَی بَیْعِهِ التَّجِرُ قال ابن سیدة: أُراه علی التشبیه كَطَهِرٍ فی قول الآخر: خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّیابِ و أَرضَ مَتْجَرَةٌ: یُتَّجَرُ إِلیها؛ و فی الصحاح: یتجر فیها. و ناقة تاجر: نافقة فی التجارة و السوق؛ قال النابغة: عِفَاءٌ قِلاصٍ طار عنها تَواجِر و هذا كما قالوا فی ضدها كاسدة. التهذیب: العرب تقول ناقة تاجرة إِذا كانت تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ علی البیع لنجابتها، و نوق تواجر؛ و أَنشد الأَصمعی: مَجَالِحٌ فی سِرِّها التَّواجِرُ و یقال: ناقةٌ تاجِرَةٌ و أُخری كاسدة. ابن الأَعرابی: تقول العرب إِنه لتاجر بذلك الأَمر أَی حاذق؛ و أَنشد: لَیْسَتْ لِقَوْمِی بالكَتِیفِ تِجارَةٌ، لكِنَّ قَوْمِی بالطِّعانِ تِجَارُ و یقال: رَبِحَ فلانٌ فی تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ، و أَرْبَحَ إِذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ.

ترر؛ ج4، ص: 89

: تَرَّ الشَّیْ‌ءُ یَتِرُّ و یَتُرُّ تَرّاً و تُروراً: بان و انقطع بضربه، و خص بعضهم به العظم؛ و تَرَّتْ یَدُه
لسان العرب، ج‌4، ص: 90
تَتِرُّ و تَتُرُّ تُروراً و أَتَرَّها هو و تَرَّها تَرّاً؛ الأَخیرة عن ابن درید؛ قال: و كذلك كل عضو قطع بضربه فقد تُرَّ تَرّاً؛ و أَنشد لطرفة یصف بعیراً عقره: تَقُولُ، و قد تُرَّ الوَظِیفُ و ساقُها: أَ لَسْتَ تَرَی أَنْ قَدْ أَتَیْتَ بِمُؤْیِدِ؟ تُرَّ الوظیفُ أَی انقطع فبان و سقط؛ قال ابن سیدة: و الصواب أَتَرَّ الشَّیْ‌ءَ و تَرَّ هو نَفْسُه؛ قال: و كذلك روایة الأَصمعی: تقول، و قد تَرَّ الوَظِیفُ و ساقُها بالرفع. و یقال: ضرب فلان ید فلان بالسیف فأَتَرَّها و أَطَرَّها و أَطَنَّها أَی قطعها و أَنْدَرَها. و تَرَّ الرجلُ عن بلاده تُروراً: بَعُدَ. و أَتَرَّه القضاءُ إِتْراراً: أَبعده. و التُّرُورُ: وَثْبَةُ النَّواة من الحَیْس. و تَرَّت النَّواةُ منْ مِرْضاخِها تَتِرُّ و تَتُرُّ تُروراً: وثَبَتْ و نَدَرَتْ. و أَتَرَّ الغلامُ القُلَةَ بِمِقْلاتِه و الغلامُ یُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَی: نَزَّاها. و التَّرارَةُ: السِّمَنُ و البَضَاضَةُ؛ یقال منه: تَرِرْتَ، بالكسر، أَی صرت تارّاً و هو الممتلئ و التَّرارَةُ: امتلاء الجسم من اللحم و رَیُّ العظم؛ یقال للغلام الشاب الممتلئ: تارٌّ. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: رَبْعَةٌ من الرجال تارٌّ؛ التارُّ: الممتلئ البدن، و تَرَّ الرجلُ یَتِرُّ و یَتُرُّ تَرّاً و تَرارةً و تُروراً: امتلأَ جسمه و تَرَوَّی عظمه؛ قال العجاج: بِسَلْهَبٍ لُیِّنَ فی تُرُورِ و قال: و نُصْبِحُ بالغَدَاةِ أَتَرَّ شَیْ‌ءٍ، و نُمْسِی بالعَشِیِّ طَلَنْفَحِینَا و رجلٌ تارٌّ و تَرٌّ: طویل. قال ابن سیدة: و أُرَی تَرّاً فَعِلًا، و قد تَرَّ تَرارَةً، و قَصَرَةٌ تارَّةٌ. و التَّرَّةُ: الجاریة الحسناء الرَّعْناءُ. ابن الأَعرابی: التَّرَاتِیرُ الجواری الرُّعْنُ. ابن شمیل: الأُتْرُورُ الغلام الصغیر. اللیث: الأُتْرُورُ الشُّرَطِیُّ؛ و أَنشد: أَعوذُ باللهِ و بالأَمِیرِ مِنْ صاحِبِ الشُّرْطةِ و الأُتْرُورِ و قیل: الأُتْرُورُ غلامُ الشُّرَطِیِّ لا یَلْبَسُ السَّوادَ؛ قالت الدهناء امرأَة العجاج: و الله لو لا خَشْیَةُ الأَمِیرِ، و خَشْیَةُ الشُّرْطِیِّ و الأُترورِ، لَجُلْتُ بالشیخ من البَقِیرِ، كَجَوَلانِ صَعْبَةٍ عَسِیرِ و تَرَّ بسَلْحِه و هَذَّ بِهِ و هَرَّ بِهِ إذا رمی به. و تَرَّ بِسَلْحِه یَتِرُّ: قذف به. و تَرَّ النَّعامُ: أَلقی ما فی بطنه. و تُرَّ فی یده: دفع. و التُّرُّ: الأَصل. یقال: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلی تُرِّكَ و قُحاحِكَ. ابن سیدة: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلی تُرِّكَ أَی إِلی مجهودك. و التُّرُّ، بالضم: الخیط الذی یُقَدَّرُ به البِناءُ، فارسی مُعَرَّبٌ؛ قال الأَصمعی: هو الخیط الذی یمدّ علی البناء فیبنی علیه و هو بالعربیة الإِمام، و هو مذكور فی موضعه. التهذیب: اللیث: التُّرُّ كلمة یتكلم بها العرب، إِذا غضب أَحدهم علی الآخر قال: و الله لأُقیمنك علی التُّرِّ. قال الأَصمعی: المِطْمَرُ هو الخیط الذی یقدَّر به البناء یقال له بالفارسیة التُّرُّ؛ و قال ابن الأَعرابی: التُّرُّ لیس بعربی. و فی النوادر: بِرْذَوْنٌ تَرٌّ و مُنْتَرٌّ وَ عَرِبٌ و قَزَعٌ و دُفاقٌ [دِفاقٌ إِذا كان سریعَ الرَّكْضِ، و قالوا: التَّرُّ من الخیل المعتدل الأَعضاء الخفیف الدَّرِیرُ؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌4، ص: 91
و قَدْ أَغْدُو مَعَ الفِتْیَانِ بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ «1». و ذِی البِرْكَةِ كالتَّابُوتِ، و المِحْزَمِ كالقَرِّ، مع قاضیه فی متنیه … كالدر و قال الأَصمعی: التَّارُّ المنفرد عن قومه، تَرَّ عنهم إِذا انفرد و قد أَتَرُّوه إِتْراراً. ابن الأَعرابی: تَرْتَرَ إِذا استرخی فی بدنه و كلامه. و قال أَبو العباس: التارّ المسترخی من جوع أَو غیره؛ و أَنشد: و نُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شَیْ‌ءٍ قوله: أَترّ شی‌ء أَی أَرخی شی‌ء من امتلاء الجوف، و نمسی بالعشی جیاعاً قد خلت أَجوافنا؛ قال: و یجوز أَن یكون أَتَرَّ شی‌ء أَمْلأَ شی‌ء من الغلام التَّارّ، و قد تقدم. قال أَبو العباس: أَتَرَّ شی‌ء أَرخی شی‌ء من التعب. یقال: تُرَّ یا رَجُلُ. و التَّرْتَرَةُ: تحریك الشی‌ء. اللیث: التَّرْتَرَةُ أَن تقبض علی یدی رجل تُتَرْتِرُه أَی تحركه. و تَرْتَرَ الرجُلَ: تَعْتَعَهُ. و‌فی حدیث ابن مسعود فی الرجل الذی ظُنَّ أَنَّهُ شرب الخمر فقال: تَرْتِرُوه و مَزْمِزُوه‌أَی حركوه لیُسْتَنْكَهَ هل یُوجَدُ منه ریح الخمر أَم لا؛ قال أَبو عمرو: هو أَن یُحَرَّكَ و یُزَعْزَعَ و یُسْتَنْكَهَ حتی یوجد منه الریح لیعلم ما شرب، و هی التَّرْتَرَةُ و المَزْمَزَةُ و التَّلْتَلَةُ؛ و‌فی روایة: تَلْتِلُوه، و معنی الكل التحریك؛ و قول زید الفوارس: أَ لم تَعْلَمِی أَنِّی إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِی بنائِبَةٍ، زَلَّتْ وَ لَمْ أَتَتَرْتَرِ أَی لم أَتزلزل و لم أَتقلقل. و تَرْتَرَ: تكلم فأَكثر؛ قال: قُلْتُ لِزَیْدٍ: لا تُتَرْتِرْ، فإِنَّهُمْ یَرَوْنَ المنایا دونَ قَتْلِكَ أَوْ قَتْلِی و یروی: تُثَرْثِرْ و تُبَرْبِرْ. و التَّراتِرُ: الشدائد و الأُمور العظام. و التُّرَّی: الید المقطوعة.

تشر؛ ج4، ص: 91

: التهذیب عن اللیث: تِشْرینُ اسم شهر من شهور الخریف بالرومیة، قال أَبو منصور: و هما تِشْرِینان تشرین الأَول و تشرین الثانی و هما قبل الكانونین.

تعر؛ ج4، ص: 91

: جُرْحٌ تَعَّارٌ و تَغَّارٌ، بالعین و الغین، إِذا كان یسیل منه الدم، و قیل: جرح نَعَّار، بالعین و الغین؛ قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من أَهل العربیة بِهَراةَ یزعم أَن تغار بالغین المعجمة تصحیف، قال: و قرأْت فی كتاب أَبی عمر الزاهد عن ابن الأَعرابی أَنه قال: جُرْحٌ تعار، بالعین و التاء، و تغار بالغین و التاء، و نعار بالنون و العین، بمعنی واحد، و هو الذی لا یَرْقَأُ، فجعلها كلها لغات و صححها، و العین و الغین فی تَعَّار و تَغَّار تعاقبا كما قالوا العَبِیثَةُ و الغَبِیثَةُ بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: التَّعَرُ اشتعال الحرب. و‌فی حدیث طهفة: ما طما البحر و قام تِعَارٌ؛ قال ابن الأَثیر: تِعار، بكسر التاء، جبل معروف، ینصرف و لا ینصرف؛ و أَنشد الجوهری لكثیر: و ما هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِی، و ما ثَوَی مقیماً بنَجْدٍ عَوْفُها و تِعارُها و قیده الأَزهری فقال: تعار جبل ببلاد قیس؛ و قد ذكره لبید «2»:
(1). قوله [و قد أغدو إلخ] هذه ثلاثة أبیات من الهزج كما لا یخفی، لكن البیت الثالث ناقص و بمحل النقص بیاض بالأصل (2). قوله [و قد ذكره لبید] أی فی قصیدته التی منها: عشت دهراً و لا یعیش مع الأَیام إلّا یرمرم أو تعار كما فی یاقوت
لسان العرب، ج‌4، ص: 92
إِلَّا یَرَمْرَمٌ أَو تِعَارُ و ذكر ابن الأَثیر فی كتاب النهایة: منْ تَعَارَّ مِنَ اللیلِ، فی هذه الترجمة، و قال: أَی هَبَّ من نومِه و استیقظ، قال: و التاء زائدة و لیس بابه.

تغر؛ ج4، ص: 92

: تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ، بالفتح فیهما: لغة فی تَغِرَتْ تَتْغَرُ تَغَراناً إِذا غلت؛ و أَنشد: و صَهْباءَ مَیْسَانِیَّةٍ لم یَقُمْ بِها حَنِیفٌ، و لم تَتْغَرْ بِها ساعَةً قِدْرُ قال الأَزهری: هذا تصحیف و الصواب نغرت، بالنون، و سنذكره؛ و أَما تغر، بالتاء، فإِن أَبا عبیدة روی فی باب الجراح قال: فإِن سال منه الدم قیل جُرح تَغَّارٌ و دم تَغَّارٌ، قال و قال غیره: جرح نعار، بالعین و النون، و قد روی عن ابن الأَعرابی: جرح تغار و نغار، فمن جمع بین اللغتین فصحتا معاً، و رواهما شمر عن أَبی مالك تغر و نغر و نعر.

تفر؛ ج4، ص: 92

: التِّفْرَةُ «1»: الدائرة تحت الأَنف فی وسط الشفة العلیا، زاد فی التهذیب: من الإِنسان، قال: و قال ابن الأَعرابی: یقال لهذه الدائرة تِفْرَةٌ و تَفِرَةٌ و تُفَرَةٌ. الجوهری: التَّفِرة، بكسر الفاء، النقرة التی فی وسط الشفة العلیا، و التَّفِرَةُ فی بعض اللغات: الوتیرة. و التَّفِیرَةُ: كل ما اكتسبته الماشیة من حلاوات الخُضَرِ و أَكثر ما تَرْعاه الضأْن و صغار الماشیة، و هی أَقل من حظ الإِبل. و التَّفِرَةُ: تكون من جمیع الشجر و البقر، و قیل: هی من الجَنَبَةِ. و التَّفِرَةُ: ما ابْتَدَأَ من الطَّرِیفَةِ ینبت لیناً صغیراً، و هو أَحب المرعی إِلی المال إِذا عدمت البقل، و قیل: هی من القَرْنُونَةِ «2». و المَكْرِ؛ قال الطرماح یصف ناقة تأْكل المَشْرَةَ، و هی شجرة، و لا تقدر علی أَكل النبات لصغره: لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وَ قَصارُها إِلی مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ و فی التهذیب: … لا تَعْتلِقْ بالمحاجن. قال أَبو عمرو: التَّفِراتُ من النبات ما لا تستمكن منه الراعیة لصغرها، و أَرض مُتْفِرَةٌ. و التَّفِرُ: النبات القصیر الزَّمِرُ. ابن الأَعرابی: التَّافِرُ الوَسِخُ من الناس، و رجل تَفِرٌ و تَفْران. قال: و أَتْفَرَ الرجلُ إِذا خرج شعر أَنفه إِلی تِفْرَتِهِ، و هو عیب.

تفتر؛ ج4، ص: 92

: التَّفْتَرُ: لغة فی الدفتر؛ حكاه كراع عن اللحیانی، قال ابن سیدة: و أُراه عجمیّاً.

تفطر؛ ج4، ص: 92

: الأَزهری فی آخر ترجمة تفطر: التَّفَاطِیرُ النَّباتُ، قال: و التفاطیر، بالتاء، النَّوْرُ. قال: و فی نوادر اللحیانی عن الإِیادی فی الأَرض تَفَاطِیرُ من عُشْبٍ، بالتاء، أَی نَبْذٌ متفرّق، و لیس له واحد.

تقر؛ ج4، ص: 92

: التَّقِرُ و التَّقِرَةُ: التَّابَلُ [التَّابِلُ، و قیل: التَّقِر الكرویا، و التَّقِرَةُ: جماعة التوابل؛ قال ابن سیدة: و هی بالدال أَعلی.

تكر؛ ج4، ص: 92

: التَّكُّرِیُّ: القائد من قُوَّادِ السِّند، و الجمعُ تَكاتِرَةٌ، أَلحقوا الهاء للعجمة؛ قال: لَقَدْ عَلِمَتْ تَكاتِرَةُ ابن تِیرِی، غَداةَ البُدِّ، أَنِّی هِبْرِزِیُّ و فی التهذیب: الجمع تكاكرة، و بذلك أَنشد البیت: لقد علمت تكاكرة …

تمر؛ ج4، ص: 92

: التَّمْرُ: حَمْلُ النخل، اسم جنس، واحدته تمرة و جمعها تمرات، بالتحریك. و التُّمْرانُ و التُّمورُ، بالضم: جمع التَّمْرِ؛ الأَوَّل عن سیبویه، قال ابن سیدة: و لیس تكسیر الأَسماء التی تدل علی الجموع
(1). قوله [التفرة] بكسر التاء و ضمها و ككلمة و تؤدة كما فی القاموس (2). قوله [من القرنونة] فی القاموس القرنوة هی الهرنوة و القرانیا و لیس فیه القرنونة
لسان العرب، ج‌4، ص: 93
بمطرد، أَ لا تری أَنهم لم یقولوا أَبرار فی جمع بُرٍّ؟ الجوهری: جمع التَّمر تُمُورٌ و تُمْرانٌ، بالضم، فتراد به الأَنواع لأَن الجنس لا یجمع فی الحقیقة. و تَمَّرَ الرُّطَبُ و أَتْمَرَ، كلاهما: صار فی حد التَّمْرِ. و تَمَّرَتِ النخلة و أَتْمَرَت، كلاهما: حَمَلَتِ التمر. و تَمَرَ القَوْمَ یَتْمُرُهُمْ تَمْراً و تَمَّرَهُمْ و أَتْمَرَهُمْ: أَطعمهم التمر. و تَمَّرَنی فلان: أَطعمنی تَمْراً. و أَتْمَرُوا، و هم تامِرُونَ: كَثُرَ تَمْرُهم؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن تامِراً علی النسب؛ قال اللحیانی: و كذلك كل شی‌ء من هذا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وهبت لهم قلته بغیر أَلف، و إِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا. و رجل تامِرٌ: ذو تمر. یقال: رجل تامر و لابن أَی ذو تمر و ذو لبن، و قد یكون من قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَی أَطعمتهم التمر. و التَّمَّار: الذی یبیع التمر. و التَّمْرِیُّ: الذی یحبه. و المُتْمِرُ: الكثیر التَّمْرِ. و أَتْمَرَ الرجلُ إِذا كثر عنده التمر. و المَتْمُورُ: المُزَوَّدُ تَمْراً؛ و قوله أَنشده ثعلب: لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الذین، إِذا جاءَ الشتاءُ، فَجارُهم تَمْرُ یعنی أَنهم یأْكلون مال جارهم و یَسْتَحلُونه كما تَسْتَحْلی الناسُ التمر فی الشتاء؛ و یروی: لَسْنَا كَأَقْوَامٍ، إِذا كَحَلَتْ إِحدی السِّنِینَ، فجارُهُمْ تَمْرُ و التَّتْمِیرُ: التقدید. یقال: تَمَّرْتُ القَدِیدَ، فهو مُتَمَّرٌ؛ و قال أَبو كاهل الیشكری یصف فرخة عقاب تسمی غُبَّة، و قال ابن بری یصف عُقاباً شبه راحلته بها: كأَنَّ رَحْلی علی شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْیاءَ، قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافیها لها أَشارِیرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالی، وَ وَخْزٌ مِنْ أَرَانِیها أَراد الأَرانب و الثعالب أَی تقدّده؛ یقول: إِنها تصید الأَرانب و الثعالب فأَبدل من الباء فیهما یاء، شبه راحلته فی سرعتها بالعقاب، و هی الشغواء، سمیت بذلك لاعوجاجِ منقارها. و الشَّغاء: العِوَجُ. و الظمیاء: العطشی إِلی الدم. و الخوافی: قصار ریش جناحها. و الوخز: شی‌ء لیس بالكثیر. و الأَشاریر: جمع إِشرارة: و هی القطعة من القدید. و الثعالی: یرید الثعالب، و كذلك الأَرانی یرید الأَرانب فأَبدل من الباء فیهما یاء للضرورة. و التَّتْمِیرُ: التَّیْبِیسُ. و التَّتْمیر: أَن یقطع اللحم صغاراً و یجفف. و تَتْمِیرُ اللحم و التمر: تَجْفِیفُهما. و‌فی حدیث النخعی: كان لا یری بالتتمیر بأْساً؛ التتمیر: تقطیع اللحم صغاراً كالتمر و تجفیفه و تنشیفه، أَراد لا بأْس أَن یَتَزَوَّدَهُ المُحْرِمُ، و قیل: أَراد ما قُدِّدَ من لحوم الوحوش قبل الإِحرام. و اللحمُ المُتَمَّرُ: المُقَطَّع. و التامور و التَّامُورة جمیعاً: الإِبریق؛ قال الأَعشی یصف خَمَّارة: و إِذا لَها تامُورَةٌ مرفوعةٌ لِشَرابِها و لم یهمزه، و قیل: حُقَّة یجعل فیها الخمر: و قیل: التامور و التامورة الخمر نفسها. الأَصمعی: التامور الدم و الخمر و الزعفران. و التامور: وزیر الملك. و التامور: النَّفْسُ. أَبو زید: یقال لقد علم تمامورُك ذلك أَی قد علمت نفسُك ذلك. و التامور: دم القلب، و عمَّ بعضهم به كل دم؛ و قول أَوْسِ بن حَجَرٍ: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنی سُحَیْمٍ أَوْلَجُوا أَبْیَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنذِرِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 94
قال الأَصمعی: أَی مُهْجَةَ نَفْسه، و كانوا قتلوه؛ و قال عمر بن قُنْعاسٍ المرادی، و یقال قُعاس: و تامُورٍ هَرَقْتُ، و لیس خَمْراً، و حَبَّةِ غَیْرِ طاحیَةٍ طَحَیْتُ و أَورده الجوهری: و حبة غیر طاحنة طحنت بالنون. قال ابن بری: صواب إِنشاده: و حبة غیر طاحیة طحیت، بالیاء فیهما، لأَن القصیدة مردفة بیاء و أَوّلها: أَلا یا بَیْتُ بالعَلْیَاءِ بَیْتُ، و لو لا حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَیْتُ قال ابن بری: و رأَیته بخط الجوهری فی نسخته … طاحنة طحنت، بالنون فیهما. و قد غیره من رواه طحیت، بالیاء، علی الصواب. و معنی قوله: حبة غیر طاحیة …، بالیاء، حبة القلب أَی رب علقة قلب مجتمعة غیر طاحیة هرقتها و بسطتها بعد اجتماعها. الجوهری: و التَّامُورَةُ غِلافُ القلب. ابن سیدة: و التامور غلاف القلب، و التامور حبة القلب، و تامور الرجل قلبه. یقال: حَرْفٌ فی تامُورك خیر من عشرة فی وعائك. و عَرَّفْتُه بِتامُوری أَی عَقْلی. و التَّامُور: وعاء الولد. و التَّامُور: لَعِبُ الجواری، و قیل: لعب الصبیان؛ عن ثعلب. و التَّامُور: صَوْمَعَةُ الراهب. و فی الصحاح: التامورة الصومعة؛ قال ربیعة بن مَقْرومٍ الضَّبّیُّ: لَدَنا لبَهْجَتِها و حُسْنِ حَدِیثِها، و لَهَمَّ مِنْ تامُورِهِ یَتَنَزَّلُ و یقال: أَكل الذئبُ الشاةَ فما ترك منها تاموراً؛ و أَكلنا جَزَرَةً، و هی الشاة السمینة، فما تركنا منها تاموراً أَی شیئاً. و قالوا: ما فی الرَّكِیَّةِ تامُورٌ یعنی الماء أَی شی‌ء من الماء؛ حكاه الفارسی فیما یهمز و فیما لا یهمز. و التَّامُورُ: خِیسُ الأَسد، و هو التامورة أَیضاً؛ عن ثعلب. و یقال: احذر الأَسد فی تاموره و مِحْرابِهِ و غِیلِهِ و عِرْزاله. و‌سأَل عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، عمرو بن معدیكرب عن سعد فقال: أَسد فی تامورته‌أَی فی عَرِینِهِ، و هو بیت الأَسد الذی یكون فیه، و هی فی الأَصل الصومعة فاستعارها للأَسد. و التَّامُورَةُ و التامور: عَلَقَةُ القلب و دَمُه، فیجوز أَن یكون أَراد أَنه أَسَدٌ فی شدّة قلبه و شجاعته. و ما فی الدار تامُورٌ و تُومُور و ما بها تُومُریٌّ، بغیر همز، أَی لیس بها أَحد. و قال أَبو زید: ما بها تأْمور، مهموز، أَی ما بها أَحد. و بلادٌ خَلاءٌ لیس بها تُومُرِیٌّ أَی أَحد. و ما رأَیت تُومُرِیّاً أَحْسَنَ من هذه المرأَة أَی إِنسیّاً و خَلْقاً. و ما رأَیت تُومُرِیّاً أَحْسنَ منه. و التُّمارِیُّ: شجرة لها مُصَعٌ كَمُصَعِ العَوْسَجِ إِلَّا أَنها أَطیب منها، و هی تشبه النَّبْعَ؛ قال: كَقِدْحِ التُّماری أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضبُهْ و التُّمَّرَةُ: طائر أَصغر من العصفور، و الجمع تُمَّرٌ، و قیل: التُّمَّرُ طائر یقال له ابن تَمْرَة و ذلك أَنك لا تراه أَبداً إِلا و فی فیه تَمْرَةٌ. و تَیْمَری: موضع؛ قال إمرؤ القیس: لَدَی جانِب الأَفْلاج من جَنْبِ تَیْمَری و اتْمَأَرَّ الرمح اتْمِئْراراً، فهو مُتْمَئِرٌّ إِذا كان غلیظاً مستقیماً. ابن سیدة: و اتْمَأَرَّ الرمح و الحبل صلب، و كذلك الذكر إِذا اشتدَّ نَعْظُه. الجوهری: اتْمَأَرَّ الشی‌ءُ طال و اشتد مثل اتْمَهَلَّ و اتْمَأَلَّ؛ قال زهیر بن مسعود الضبی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 95
ثَنَّی لها یَهْتِكُ أَسْحَارَها بِمْتمَئِرٍّ فیه تَحْزِیبُ

تنر؛ ج4، ص: 95

: التَّنُّورُ: نوع من الكوانین. الجوهری: التِّنُّورُ الذی یخبز فیه. و‌فی الحدیث: قال لرجل علیه ثوب مُعَصْفَرٌ: لو أَن ثَوْبَك فی تَنُّورِ أَهْلِكَ أَو تَحْتَ قدْرِهم كان خیراً؛ فذهب فأَحرقه؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما أَراد أَنك لو صرفت ثمنه إِلی دقیق تخبزه أَو حطب تطبخ به كان خیراً لك، كأَنه كره الثوب المعصفر. و التَّنُّور: الذی یخبز فیه؛ یقال: هو فی جمیع اللغات كذلك. و قال أَحمد بن یحیی: التَّنُّور تَفْعُول من النار؛ قال ابن سیدة: و هذا من الفساد بحیث تراه و إِنما هو أَصل لم یستعمل إِلَّا فی هذا الحرف و بالزیادة، و صاحبه تَنَّارٌ. و التَّنُّور: وَجْهُ الأَرض، فارسی معرَّب، و قیل: هو بكل لغة. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی إِذٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا وَ فٰارَ التَّنُّورُ؛قال علی، كرم الله وجهه: هو وجه الأَرض، و كل مَفْجَرِ ماءٍ تَنُّورٌ. قال أَبو إِسحاق: أَعلم الله عزّ و جل أَن وقت هلاكهم فَوْرُ التَّنُّورِ، و‌قیل فی التنور أَقوال: قیل التنور وجه الأَرض، و یقال: أَراد أَن الماء إِذا فار من ناحیة مسجد الكوفة، و قیل: إِن الماء فار من تنور الخابزة، و قیل أَیضاً: إِن التَّنُّور تَنْوِیرُ الصُّبْح.و‌روی عن ابن عباس: التَّنُّورُ الذی بالجزیرة و هی عَیْنُ الوَرْدِ، و الله أَعلم بما أَراد. قال اللیث: التنور عمت بكل لسان. قال أَبو منصور: و قول من قال إِن التنور عمت بكل لسان یدل علی أَن الاسم فی الأَصل أَعجمی فعرّبتها العرب فصار عربیّاً علی بنار فَعُّول، و الدلیل علی ذلك أَن أَصل بنائه تنر، قال: و لا نعرفه فی كلام العرب لأَنه مهمل، و هو نظیر ما دخل فی كلام العرب من كلام العجم مثل الدیباج و الدینار و السندس و الإستبرق و ما أَشبهها و لما تكلمت بها العرب صارت عربیة. و تنانیر الوادی: محافله؛ قال الراعی: فَلَمَّا عَلَا ذَاتَ التِّنَانِیرِ صَوْتُهُ، تَكَشَّفَ عَنْ بَرْقٍ قَلیلٍ صَواعِقُهْ و قیل: ذات التنانیر هنا موضع بعینه؛ قال الأَزهری: و ذات التنانیر عَقَبَةٌ بِحْذاء زُبَالة مما یلی المغرب منها.

تهر؛ ج4، ص: 95

: التَّیْهُورُ: موج البحر إِذا ارتفع؛ قال الشاعر: كالبَحْرِ یَقْذِفُ بالتَّیْهُورِ تَیهورا و التیهور: ما بین قُلَّةِ الجبل و أَسفله؛ قال بعض الهذلیین: و طَلَعْتُ مِنْ شِمْراخِهِ تَیْهُورَةً، شَمَّاءَ مُشْرِفَةً كرأْس الأَصْلَعِ و التَّیْهُورُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض، و قیل: هو ما بین أَعلی شفیر الوادی و أَسفله العمیق، نجدیة، و قیل: هو ما بین أَعلی الجبل و أَسفله، هذلیة؛ و هی التَّیْهُورةُ، وضعت هذه الكلمة علی ما وضعها علیه أَهل التجنیس. التهذیب فی الرباعی: التَّیْهُورُ ما اطمأَن من الرَّمْل. الجوهری: التَّیْهُورُ من الرمل ما له جُرُفٌ، و الجمع تَیَاهِیرُ و تَیاهِرُ؛ قال الشاعر: كیف اهْتَدَتْ و دُونَها الجَزائِرُ، و عَقِصٌ مِنْ عالِجٍ تَیاهِرُ؟ و قیل: التَّیْهورُ من الرمل المُشْرفُ، و أَنشد الرجز أَیضاً. و التَّوْهَرِیُّ: السِّنام الطویل؛ قال عمرو بن قَمیئَة: فَأَرْسَلْتُ الغُلامَ، و لم أُلبِّثْ، إِلی خَیْرِ البوارِك تَوْهَرِیّا
لسان العرب، ج‌4، ص: 96
قال ابن سیدة: و أثبت هذه اللفظة فی هذا الباب لأَن التاء لا یحكم علیها بالزیادة أَوّلًا إِلَّا بِثَبَتٍ. قال الأَزهری: التَّیْهُورُ فَیْعُول من الوَهْرِ قلبت الواو تاء و أَصله وَیْهُورٌ مثل التَّیْقُور و أَصله وَیْقُور؛ قال العجاج: إِلی أَرَاطَی ونَقاً تَیْهُورِ قال: أَراد به فَیْعُول من الوهر. و یقال للرجل إِذا كان ذاهباً بنفسه: به تِیهٌ تَیْهُورٌ أَی تائه.

تور؛ ج4، ص: 96

: التَّوْرُ من الأَوانی: مذكر، قیل: هو عربی، و قیل: دخیل. الأَزهری: التَّوْرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فیه. و‌فی حدیث أُم سلیم: أَنها صنعت حَیْساً فی تَوْرٍ؛ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ و قد یتوضأُ منه، و منه‌حدیث سلمان: لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال لامرأَته أَوْخِفِیهِ فی تَوْرٍ‌أَی اضربیه بالماء. و التَّوْرُ: الرسول بین القوم، عربی صحیح؛ قال: و التَّوْرُ فیما بَیْنَنَا مُعْمَلُ، یَرْضَی بهِ الآتیُّ و المُرْسِلُ و فی الصحاح: یرضی به المأْتیُّ و المرسل. ابن الأَعرابی: التَّورَةُ الجاریة التی تُرسَلُ بین العُشَّاق. و التَّارَةُ: الحین و المَرَّة، أَلفها واو، جَمْعُها تاراتٌ و تِیَرٌ؛ قال: یَقُومُ تاراتٍ و یَمْشی تِیَرا و قال العجاج: ضَرْباً، إِذا ما مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ بالْغَلْی، أَحْمَوهُ و أَحْنَوه التِّیَرْ قال ابن الأَعرابی: تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها. قال أَبو منصور و قال غیره: جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ، مهموزة؛ قال: و منه یقال أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِلیه أَی أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ. و أَتَرْتُ الشی‌ءَ: جئت به تارةً أُخری أَی مَرَّةً بعد مرة؛ قال لبید یصف عَیْراً یدیم صوته و نهیقه: یَجِدُّ سَحِیلَةً و یُتِیرُ فیها، و یُتْبِعها خِنَاقاً فی زَمالِ و یروی: و یُبِیرُ، و یروی: و یُبِین؛ كل ذلك عن اللحیانی. التهذیب فی قوله أَتْأَرْتُ النظر إِذا حَدَدْتَهُ قال: بهمز الأَلفین غیر ممدودة، ثم قال: و من ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِلیه النظر و الرمی أُتِیرُ تارَةً. و أَتَرْتُ إِلیه الرَّمْیَ إِذا رمیته تارة بعد تارة، فهو مُتَارٌ؛ و منه قول الشاعر: یَظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ ابن الأَعرابی: التَّائر المداوم علی العمل بعد فُتور. أَبو عمرو: فلان یُتارُ علی أَن یُؤْخَذَ أَی یُدار علی أَن یؤْخذ؛ و أَنشد لعامر بن كثیر المحاربی: لَقَدْ غَضِبُوا عَلیَّ و أَشْقَذونی، فَصِرْتُ كَأَنَّنی فَرَأٌ یتارُ و یروی: مُتارُ، و حكی: یا تارات فلان، و لم یفسره؛ و أَنشد قول حسان: لتَسْمَعُنَّ وَشیكاً فی دِیارِكُمُ: اللهُ أَكْبرُ، یا تاراتِ عُثمَانَا قال ابن سیدة: و عندی أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذی هو الدم و إِن كان غیر موازن به. و تِیرَ الرجلُ: أُصیب التَّارُ منه، هكذا جاء علی صیغة ما لم یسمَّ فاعله؛ قال ابن هَرْمَةَ: حَییٌّ تَقِیٌّ ساكنُ القَوْلِ وَادِعٌ إِذا لم یُتَرْ، شَهْمٌ، إِذا تِیرَ، مانِعُ و‌تارَاءُ: من مساجد سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین المدینة و تبوك؛ و رأَیت فی حواشی ابن
لسان العرب، ج‌4، ص: 97
بری بخط الشیخ الفاضل رضی الدین الشاطبی، و أَظنه نسبه إلی ابن سیدة، قوله: و ما الدَّهْرُ إِلّا تارتانِ: فَمِنْهما أَمُوتُ، و أُخری أَبْتَغِی العَیْشَ أَكْدَحُ أَراد: فمنهما تارة أَموتها أَی أَموت فیها.

تیر؛ ج4، ص: 97

: التِّیر: الحاجز بین الحائطین، فارسی معرب. و التَّیَّارُ: المَوْجُ، و خص بعضهم به موج البحر، و هو آذِیُّه و مَوْجُه؛ قال عدی بن زید: عَفُّ المكاسِبِ ما تُكْدی حُسافَتُه، كالبَحْرِ یَقْذِفُ بالتَّیَّارِ تَیَّارا و یروی: حَسیفَتُه أَی غیظه و عداوته. و الحُسافَةُ: الشی‌ء القلیل، و أَصله ما تساقط من التمر؛ یقول: إِن كان عطاؤُه قلیلًا فهو كثیر بالإِضافة إِلی غیره، و صواب إِنشاده: یُلحق بالتیار تیاراً. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: ثم أَقبل مُزْبِداً كالتَّیَّار؛ قال ابن الأَثیر: هو موج البحر و لُجَّتُه. و التَّیَّار فَیْعالٌ من تار یتور مثل القیام من قام یقوم غیر أَن فعله مُماتٌ. و یقال: قطع عِرْقاً تَیَّاراً أَی سریع الجَرْیَةِ. و فَعَلَ ذلك تارَةً بعد تارة أَی مرة بعد مرة، و الجمع تاراتٌ و تِیَرٌ. قال الجوهری: و هو مقصور من تِیَارٍ كما قالوا قاماتٌ و قِیَمٌ و إِنما غُیِّرَ لأَجل حرف العلة، و لو لا ذلك لما غیر، أَ لا تری أَنهم قالوا فی جمع رَحَبَةٍ رحابٌ و لم یقولوا رِحَبٌ؟ و ربما قالوه بحذف الهاء؛ قال الراجز: بالْوَیْلِ تاراً و الثُّبُورِ تارا و أَتاره: أَعاده مرة بعد مرة.

فصل الثاء المثلثة؛ ج4، ص: 97

ثأر؛ ج4، ص: 97

: الثَّأْر و الثُّؤْرَةُ: الذَّحْلُ. ابن سیدة: الثَّأْرُ الطَّلَبُ بالدَّمِ، و قیل: الدم نفسه، و الجمع أَثْآرٌ و آثارٌ، علی القلب؛ حكاه یعقوب. و قیل: الثَّأْرُ قاتلُ حَمِیمكَ، و الاسم الثُّؤْرَةُ. الأَصمعی: أَدرك فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إِذا أَدرك من یطلب ثَأْرَهُ. و الثُّؤُورة: كالثُّؤْرة؛ هذه عن اللحیانی. و یقال: ثَأَرْتُ القتیلَ و بالقتیل ثَأْراً و ثُؤْرَةً، فأَنا ثائرٌ، أَی قَتَلْتُ قاتلَه؛ قال الشاعر: شَفَیْتُ به نفْسِی و أَدْرَكْتُ ثُؤْرَتی، بَنی مالِكٍ، هل كُنْتُ فی ثُؤْرَتی نِكْسا؟ و الثَّائِرُ: الذی لا یبقی علی شی‌ء حتی یُدْرِك ثَأْرَهُ. و أَثْأَرَ الرجلُ و اثَّأَرَ: أَدرك ثَأْرَهُ. و ثَأَرَ بِهِ و ثَأَرَهُ: طلب دمه. و یقال: ثَأَرْتُك بكذا أَی أَدركت به ثَأْری منك. و یقال: ثَأَرْتُ فلاناً و اثَّأَرْتُ به إِذا طلبت قاتله. و الثائر: الطالب. و الثائر: المطلوب، و یجمع الأَثْآرَ؛ و الثُّؤْرَةُ المصدر. و ثَأَرْتُ القوم ثَأْراً إذا طلبت بثَأْرِهِم. ابن السكیت: ثَأَرْتُ فلاناً و ثَأَرْتُ بفلان إِذا قَتَلْتَ قاتله. و ثَأْرُكَ: الرجل الذی أَصاب حمیمك؛ و قال الشاعر: قَتَلْتُ به ثَأْری و أَدْرَكْتُ ثُؤْرَتی «3». و قال الشاعر: طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القَیْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ، لهَا نَفَذٌ، لَوْ لا الشُّعاعُ أَضاءَها و قال آخر: حَلَفْتُ، فَلَمْ تَأْثَمْ یمِینی: لأَثْأَرَنْ عَدِیّاً و نُعْمانَ بنَ قَیْلٍ و أَیْهَما قال ابن سیدة: هؤلاء قوم من بنی یربوع قتلهم بنو شیبان یوم ملیحة فحلف أَن یطلب بثأْرهم. و یقال: هو ثَأْرُهُ أَی قاتل حمیمه؛ قال جریر:
(3). یظهر أن هذه روایة ثانیة للبیت الذی مرّ ذكره قبل هذا الكلام
لسان العرب، ج‌4، ص: 98
و امْدَحْ سَراةَ بَنی فُقَیْمٍ، إِنَّهُمْ قَتَلُوا أَباكَ، و ثَأْرُهُ لم یُقْتَلِ قال ابن بری: هو یخاطب بهذا الشعر الفرزدق، و ذلك أَن ركباً من فقیم خرجوا یریدون البصرة و فیهم امرأَة من بنی یربوع بن حنظلة معها صبی من رجل من بنی فقیم، فمرّوا بخابیة من ماء السماء و علیها أَمة تحفظها، فأَشرعوا فیها إِبلهم فنهتهم الأَمة فضربوها و استقوا فی أَسقیتهم، فجاءت الأَمة أَهلها فأَخبرتهم، فركب الفرزدق فرساً له و أَخذ رمحاً فأَدرك القوم فشق أَسقیتهم، فلما قدمت المرأَة البصرة أَراد قومها أَن یثأَروا لها فأَمرتهم أَن لا یفعلوا، و كان لها ولد یقال له ذكوان بن عمرو بن مرة بن فقیم، فلما شبّ راضَ الإِبل بالبصرة فخرج یوم عید فركب ناقة له فقال له ابن عم له: ما أَحسن هیئتك یا ذكوان لو كنت أَدركت ما صُنع بأُمّك. فاستنجد ذكوان ابن عم له فخرج حتی أَتیا غالباً أَبا الفرزدق بالحَزْنِ متنكرین یطلبان له غِرَّةً، فلم یقدرا علی ذلك حتی تحمَّل غالب إِلی كاظمة، فعرض له ذكوان و ابن عمه فقالا: هل من بعیر یباع؟ فقال: نعم، و كان معه بعیر علیه معالیق كثیرة فعرضه علیهما فقالا: حط لنا حتی ننظر إِلیه، ففعل غالب ذلك و تخلف معه الفرزدق و أَعوان له، فلما حط عن البعیر نظرا إِلیه و قالا له: لا یعجبنا، فتخلف الفرزدق و من معه علی البعیر یحملون علیه و لحق ذكوان و ابن عمه غالباً، و هو عدیل أُم الفرزدق، علی بعیر فی محمل فعقر البعیر فخر غالب و امرأَته ثم شدّا علی بعیر جِعْثِنَ أُخت الفرزدق فعقراه ثم هربا، فذكروا أَن غالباً لم یزل وجِعاً من تلك السَّقْطَةِ حتی مات بكاظمة.و المثْؤُور به: المقتولُ. و تقول: یا ثاراتِ فلان أَی یا قتلة فلان. و‌فی الحدیث: یا ثاراتِ عثمان‌أَی یا أَهل ثاراته، و یا أَیها الطالبون بدمه، فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه؛ و قال حسان: لَتَسْمَعَنَّ وَشِیكاً فی دِیارِهِمُ: اللهُ أَكْبَرُ، یا ثاراتِ عُثْمانا الجوهری: یقال یا ثارات فلان أَی یا قتلته، فعلی الأَوّل یكون قد نادی طالبی الثأْر لیعینوه علی استیفائه و أَخذه، و الثانی یكون قد نادی القتلة تعریفاً لهم و تقریعاً و تفظیعاً للأَمر علیهم حتی یجمع لهم عند أَخذ الثَّأْرِ بین القتل و بین تعریف الجُرْمِ؛ و تسمیتُه و قَرْعُ أَسماعهم به لیَصْدَعَ قلوبهم فیكون أَنْكَأَ فیهم و أَشفی للناس. و یقال: اثَّأَرَ فلان من فلان إِذا أَدرك ثَأْرَه، و كذلك إِذا قتل قاتل ولیِّه؛ و قال لبید: و النِّیبُ إِنْ تَعْرُ مِنّی رِمَّةً خَلَقاً، بَعْدَ الْمَماتِ، فإِنّی كُنْتُ أَثَّئِرُ أَی كنت أَنحرها للضیفان، فقد أَدركت منها ثَأْری فی حیاتی مجازاة لتَقَضُّمِها عظامی النَّخِرَةَ بعد مماتی، و ذلك أَن الإِبل إِذا لم تجد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَی و عِظامَ الإِبل تُحْمِضُ بها. و‌فی حدیث عبد الرحمن یوم الشُّورَی: لا تغمدوا سیوفكم عن أَعدائكم فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ؛ الثَّأْرُ هاهنا: العدو لأَنه موضع الثأْر، أَراد أنكم تمكنون عدوّكم من أَخذ وَتْرِهِ عندكم. یقال: وَتَرْتُه إِذا أَصبته بِوَترٍ، و أَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَهُ وَتْرَهُ و مكنته منه. و اثَّأَر: كان الأَصل فیه اثْتَأَرَ فأُدغمت فی الثاء و شدّدت، و هو افتعال «4» من ثأَرَ. و الثَّأْرُ المُنِیمُ: الذی یكون كُفُؤاً لِدَمِ وَلِیِّكَ.
(4). قوله: [و هو افتعال إِلخ] أَی مصدر اثتأَر الاثتئار افتعال من ثأَر
لسان العرب، ج‌4، ص: 99
و قال الجوهری: الثَّأْرُ المُنِیمُ الذی إِذا أَصابه الطالبُ رضی به فنام بعده؛ و قال أَبو زید: اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إِذا استغاث لِیَثْأَرَ بمقتوله: إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره دعاءً: أَلا طِیرُوا بِكُلِّ وأًی نَهْدِ قال أَبو منصور: كأَنه یستغیث بمن یُنْجِدُه علی ثَأْرِه. و‌فی حدیث محمد بن سلمة یوم خیبر: أَنا له یا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ‌أَی طالب الثَّأْر، و هو طلب الدم. و الثُّؤْرُورُ: الجلْوازُ، و قد تقدّم فی حرف التاء أَنه التؤرور بالتاء؛ عن الفارسی.

ثبر؛ ج4، ص: 99

: ثَبَرَهُ یَثْبُرُه ثَبْراً و ثَبْرَةً، كلاهما: حَبَسَهُ؛ قال: بنَعْمانَ لم یُخْلَقْ ضعیفاً مُثَبَّراً و ثَبَرَهُ علی الأَمر یَثْبُرُه: صرفه. و المُثَابَرَةُ علی الأَمر: المواظبة علیه. و‌فی الحدیث: مَنْ ثابَرَ علی ثنْتی عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ؛ المثابَرةُ: الحِرْصُ علی الفعل و القول و ملازمتهما. و ثابَرَ علی الشی‌ء: واظب. أَبو زید: ثَبَرْتُ فلاناً عن الشی‌ء أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عنه. و‌فی حدیث أَبی موسی: أَ تَدْرِی ما ثَبَرَ الناس؟ أَی ما الذی صدّهم و منعهم من طاعة الله، و قیل: ما أَبطأَ بهم عنها. و الثَّبْرُ: الحَبْسُ. و قوله تعالی: وَ إِنِّی لَأَظُنُّكَ یٰا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً؛ قال الفرّاء: أَی مغلوباً ممنوعاً من الخیر؛ ابن الأَعرابی: المثبور الملعون المطرود المعذب. و ثَبَرَهُ عن كذا یَثْبُرُه، بالضم، ثَبْراً أَی حبسه؛ و العرب تقول: ما ثَبَرَك عن هذا أَی ما منعك منه و ما صرفك عنه؟ و‌قال مجاهد: مَثْبُوراً أَی هالكاً.و‌قال قتادة فی قوله: هُنٰالِكَ ثُبُوراً؛ قال: ویلًا و هلاكاً.و مَثَلُ العَرَبِ: إِلی أُمِّهِ یَأْوِی مَن ثُبِرَ أَی من أُهْلِكَ. و الثُّبُورُ: الهلاك و الخسران و الویل؛ قال الكمیت: و رَأَتْ قُضاعَةُ، فی الأَیامِنِ، رَأْیَ مَثْبُورٍ و ثابِرْ أَی مخسور و خاسر، یعنی فی انتسابها إِلی الیمن. و‌فی حدیث الدعاء: أَعوذ بك من دَعْوَة الثُّبُورِ؛ هو الهلاك، و قد ثَبَرَ یَثْبُرُ ثُبُوراً. و ثَبَرَهُ الله: أَهلكه إِهلاكاً لا ینتعش، فمن هنالك یدعو أَهل النار: وا ثُبُوراه فیقال لهم: لٰا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً وٰاحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً. قال الفرّاء: الثُّبُور مصدر و لذلك قال ثُبُوراً كَثِیراً لأَن المصادر لا تجمع، أَ لا تری أَنك تقول قعدت قعوداً طویلًا و ضربته ضرباً كثیراً؟ قال: و كأَنهم دعوا بما فعلوا كما یقول الرجل: وَا نَدامتَاهْ و قال الزجاج فی قوله: دَعَوْا هُنٰالِكَ ثُبُوراً؛ بمعنی هلاكاً، و نصبه علی المصدر كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً، ثم قال لهم: لٰا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً، مصدر فهو للقلیل و الكثیر علی لفظ واحد. و ثَبَرَ البحرُ: جَزَرَ. و تَثَابَرَتِ الرجالُ فی الحرب: تواثبت. و المَثْبِرُ، مثال المجلس: الموضعُ الذی تلد فیه المرأَةُ و تضع الناقةُ، من الأَرض، و لیس له فعل، قال ابن سیدة: أُری أَنما هو من باب المخْدَع. و‌فی الحدیث: أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص فی مثبرها؛ و قال نُصَیر: مَثْبِرُ الناقة أَیضاً حیث تُعَضَّی و تُنْحَرُ؛ قال أَبو منصور: و هذا صحیح و من العرب مسموع، و ربما قیل لمجلس الرجل: مَثْبِرٌ. و‌فی حدیث حكیم بن حزام: أَنَّ أُمه ولدته فی الكعبة و أَنه حمل فی نِطَعٍ و أُخذ ما تحت مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم؛ المَثْبِرُ: مَسْقَطُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 100
الولد؛ قال ابن الأَثیر: و أَكثر ما یقال فی الإِبل. و ثَبِرَتِ القَرْحَةُ: انفتحت. و‌فی حدیث معاویة: أَن أَبا بُرْدَةَ قال: دخلت علیه حین أَصابته قَرْحَةٌ، فقال: هَلُمَّ یا ابن أَخی فانظر، قال: فنظرت فإِذا هی قد ثَبِرَتْ، فقلت: لیس علیك بأْس یا أَمیر المؤْمنین؛ ثَبِرَتْ أَی انفتحت. و الثَّبْرَةُ: تراب شبیه بالنُّورة یكون بین ظهری الأَرض فإِذا بلغ عِرْقُ النخلة إِلیه وقف. یقال: لقیتْ عروقُ النخلة ثَبْرَةً فَرَدَّتها؛ و قوله أَنشده ابن درید: أَیُّ فَتًی غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ إِنما أَراد بثبرة فزاد راء ثانیة للوزن. و الثَّبْرَةُ: أَرضٌ رِخْوَةٌ ذات حجارة بیض، و قال أَبو حنیفة: هی حجارة بیض تقوَّم و یبنی بها، و لم یقل إِنها أَرض ذات حجارة. و الثَّبْرَةُ: الأَرض السهلة؛ یقال: بالغت النخلة إِلی ثَبْرَةٍ من الأَرض. و الثَّبْرَةُ: الحفرة فی الأَرض. و الثَّبْرَةُ: النقرة تكون فی الجبل تمسك الماء یصفو فیها كالصِّهْرِیجِ، إِذا دخلها الماء خرج فیها عن غُثائه و صفا؛ قال أَبو ذؤیب: فَثَجَّ بها ثَبَراتِ الرَّصافِ، حَتَّی تَزَیَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ «1». أَراد بالثبرات نِقَاراً یجتمع فیها الماء من السماءِ فیصفو فیها. التهذیب: و الثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ فی الشی‌ء و الهَزْمَةُ؛ و منه قیل للنقرة فی الجبل یكون فیها الماء: ثَبْرَةٌ. و یقال: هو علی صِیرِ أَمْرٍ و ثِبَارِ أَمر بمعنی واحد «2». و ثَبْرَةُ: موضع، و قول أَبی ذؤیب: فَأَعْشَیْتُه، من بَعْدِ ما راثَ عِشْیَهُ، بِسَهْمٍ كَسَیْرِ الثَّابِرِیَّةِ لَهْوَقِ قیل: هو منسوب إِلی أَرض أَو حیّ، و روی التابریة، بالتاء. و ثَبِیرٌ: جبل بمكة. و یقال: أَشْرِقْ ثَبیر كیما نُغِیر، و هی أَربعةُ أَثْبِرَةٍ: ثَبِیرُ غَیناء، و ثَبِیرُ الأَعْرَجِ، و ثَبِیرُ الأَحْدَبِ، و ثَبِیرُ حِراء. و فی الحدیث ذكر ثبیر؛ قال ابن الأَثیر: و هو الجبل المعروف عند مكة، و هو أَیضاً اسم ماء فی دیار مزینة أَقطعه النبی، صلی الله علیه و سلم، شَرِیسَ بنَ ضَمْرَةَ. و یَثْبِرَةُ: اسم أَرض؛ قال الراعی: أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَیْحانَ حَلَّأَها، عَنْ ماء یَثْبِرَةَ، الشُّبَّاكُ و الرَّصدُ

ثبجر؛ ج4، ص: 100

: اثْبَجَرَّ الرجلُ: ارتعد عند الفزع؛ قال العجاج یصف الحمار و الأَتان: إِذا اثْبَجَرَّا مِنْ سَوادٍ خَدَجَا اثبجرا أَی نفرا و جفلا، و هو الاثْبِجارُ. و اثْبَجَرَّ: تحیر فی أَمره. و اثْبَجَرَّ الماء: سال و انصب؛ قال العجاج: من مُرْجَحِنٍّ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَرْ یعنی الجیش شبهه بالسیل إِذا اندفع و انبعث لقوّته. أَبو زید: اثْبَجَرَّ فی أَمره إِذا لم یصرمه و ضعف. و اثْبَجَرَّ: رجع علی ظهره.

ثجر؛ ج4، ص: 100

: اللیث: الثَّجِیرُ ما عصر من العنب فجرت سُلافته و بقیت عُصارته فهو الثَّجِیرُ «3». و یقال: الثجیر ثُفْلُ البُسْرِ یخلط بالتمر فینتبذ. و‌فی حدیث الأَشَجِّ: لا تَتْجُروا و لا تَبْسُروا‌أَی لا تَخلطوا ثَجِیرَ التمر مع غیره فی النبیذ، فنهاهم عن انتباذه. و الثَّجِیرُ:
(1). قوله: [حتی تزیل رنق الكدر] كذا بالأَصل و فی شرح القاموس حتی تفرق رنق المدر (2). قوله: [بمعنی واحد] أَی علی إِشراف من قضائه كما فی القاموس (3). قوله: [فهو الثجیر] كذا بالأَصل و لا حاجة له كما لا یخفی
لسان العرب، ج‌4، ص: 101
ثُفْلُ كل شی‌ء یعصر، و العامَّةُ تقوله بالتاء. ابن الأَعرابی: الثُّجْرَةُ وَهْدَةٌ من الأَرض منخفضة. و قال غیره: ثُجْرَةُ الوادی أَوّلُ ما تَنْفَرِجُ عنه المضایق قبل أَن ینبسط فی السَّعَةِ، و یُشَبَّه ذلك الموضعُ من الإِنسان بثُجْرَةِ النَّحْرِ، و ثُجْرَةُ النحر: وسَطُه. الأَصمعی: الثُّجَرُ الأَوساط، واحدتها ثُجْرَةٌ؛ و الثُّجْرَةُ، بالضم: وسَطُ الوادی و مُتَّسَعُه. و‌فی الحدیث: أَنه أَخذ بثُجْرَة صبی به جُنُونٌ، و قال: اخْرُجْ أَنا محمدٌ؛ ثُجْرَةُ النحر: وسطه، و هو ما حول الوَهْدَةِ فی اللَّبَّةِ من أَدنی الحَلْقِ. اللیث: ثُجْرَةُ الحَشا مُجْتَمَعُ أَعلی السَّحْرِ بقَصَب الرئة. وَ وَرقٌ ثَجْرٌ، بالفتح، أَی عریض. و الثُّجَرُ: سهام غلاظ الأُصول عِراضٌ؛ قال الشاعر: تَجاوَبَ منها الخَیْزُرانُ المُثَجَّرُ أَی المعرَّض خُوطاً؛ و أَما قول تمیم بن مقبل: و العَیْرُ یَنْفُخُ فی المِكْتانِ، قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُهُ. و العِضْرِسِ الثَّجِرِ فمعناه المجتمع، و یروی الثُّجَر، و هو جمع الثُّجْرَةِ، و هو ما یجتمع فی نباته. أَبو عمرو: ثُجْرة من نَجْمٍ أَی قطعة. الأَصمعی: الثُّجَرُ جماعات متفرقة، و الثَّجْرُ [الثَّجِرُ: العریض. ابن الأَعرابی: انْثَجَر الجُرْحُ و انْفَجَر إِذا سال ما فیه. الجوهری: انْثَجَر الدَّمُ لغة فی انفجر.

ثرر؛ ج4، ص: 101

: عَیْنٌ ثَرَّةٌ و ثَرَّارَةٌ و ثَرْثارَةٌ: غَزیرَة الماء، و قد ثَرَّتْ تَثُرُّ و تَثِرُّ ثَرارَةً، و كذلك السحابة. و سحابٌ ثَرٌّ أَی كثیر الماء. و عین ثَرَّةٌ: كثیرة الدموع؛ قال ابن سیدة: و لم یسمع فیها ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابن درید: یا مَنْ لِعَیْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ یَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ یحفشها: یستخرج كل ما فیها. الجوهری: و عین ثَرَّةٌ، قال: و هی سحابة تأْتی من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق؛ قال عنترة: جادتْ علیها كُلُّ عَیْنٍ ثَرَّةٍ، فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ و طعنة ثَرَّةٌ أَی واسعة، و قیل: ثَرَّةٌ كثیرة الدم، علی التشبیه بالعین، و كذلك عین السحاب. قال: و كل نعت فی حدّ المدغم إِذا كان علی تقدیر فَعَلَ فأَكثره علی تقدیر یَفْعِل، نحو طَبَّ یَطِبُّ و ثَرَّ یَثِرُّ، و قد یختلف فی نحو خَبَّ یَخِبُّ [یَخُبُّ «1». فهو خَبُّ [خِبُّ، قال: و كل شی‌ء فی باب التضعیف فعله من یفَعل مفتوح فهو، فی فعیل، مكسور فی كل شی‌ء، نحو شَحَّ یَشِحُّ و ضَنَّ یَضِنُّ، فهو شحیح و ضنین، و من العرب من یقول: شحَّ یَشُحُّ و ضَنَّ یَضُنُّ؛ و ما كان من أَفعل و فعلاء من ذوات التضعیف، فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العین و یفعل مفتوح، نحو أَصم و صماء و أَشم و شماء؛ تقول: صَمِمْتَ یا رجل تَصَمُّ، و جَمِمتَ یا كَبْشُ تَجَمُّ، و ما كان علی فَعلْت من ذوات التضعیف غیر واقع، فإِن یفعل منه مكسور العین، نحو عَفَّ یَعِفُّ و خَفَّ یَخِفُّ، و ما كان منه واقعاً نحو رَدَّ یَرُدُّ و مَدَّ یَمُدُّ، فإِن یفعل منه مضموم إِلَّا أَحرفاً جاءت نادرة و هی: شَدَّه یَشُدُه و یَشِدُّه و عَلَّه یَعُلُّه و یَعِلُّه و نَمَّ الحدیثَ یَنُمُّه و یَنِمهُّ و هَرَّ الشی‌ءَ إِذا كرهه یَهُرُّه و یَهِرُّه؛ قال: هذا كله قول الفرّاء و غیره من النحویین؛ ابن سیدة:
(1). و قوله: [و قد یختلف فی نحو خب یخب] یقتضی أَنه لم یتخلف فیما قبله و لیس كذلك
لسان العرب، ج‌4، ص: 102
و المصدر الثَّرارَةُ و الثُّرُورَةُ. و سحابة ثَرَّةٌ: كثیرة الماء. و مطر ثَرُّ: واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه. و مطر ثَرٌّ: بَیِّنُ الثَّرارَةِ. و شاة ثَرَّةٌ و ثَرُورٌ: واسعة الإِحلیل غزیرة اللبن إِذا حلبت، و كذلك الناقة، و الجمع ثُرُرٌ و ثِرارٌ، و قد ثَرَّتْ تثُرُّ و تَثِرُّ ثَرّاً و ثُروراً و ثُرورَةً و ثَرارَةً. و إِحْلیل ثَرٌّ: واسع. و‌فی حدیث خزیمة و ذكر السنة: غاضتْ لها الدَّرَّةُ و نقصت لها الثَّرَّةُ؛ الثرة، بالفتح: كثرة اللبن. یقال: ناقة ثَرَّة واسعة الإِحلیل، و هو مخرج اللبن من الضرع، قال: و قد تكسر الثاء. و بول ثَرُّ: غَزِیرٌ. و ثَرَّ یَثِرُّ و یَثُرُّ إِذا اتسع، و ثَرَّ یَثُرُّ إِذا بَلَّ سَویقاً أَو غیره. و رجل ثَرُّ و ثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كثیر الكلام، و الأُنثی ثَرَّةٌ و ثَرْثارَةٌ. و الثَّرْثارُ أَیضاً: الصَّیَّاحُ؛ عن اللحیانی. و الثَّرْثَرَةُ فی الكلام: الكَثْرةُ و التردید، و فی الأَكل: الإِكثار فی تخلیط. تقول: رجل ثَرْثارٌ و امرأَة ثَرثارَةٌ و قوم ثَرْثارُونَ؛ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: أَبْغَضُكُمْ إِلیَّ الثَّرْثارُون المُتَفَیْهِقُونَ؛ هم الذین یكثرون الكلام تَكَلُّفاً و خروجاً عن الحق. و بناحیة الجزیرة عَیْنٌ غزیرة الماء یقال لها: الثَّرْثارُ. و الثَّرْثارُ: نهر بعینه؛ قال الأَخطل: لَعَمْری لقد لاقتْ سُلَیْمٌ و عامِرٌ، علی جانب الثَّرْثارِ، رَاغِیَةَ البَكْرِ و ثَرْثارٌ: واد معروف. و ثَراثِرُ: موضع: قال الشماخ: و أَحْمَی علیها ابنا زُمَیْعٍ و هَیْثَمٍ مُشَاشَ المَراضِ، اعْتادها من ثَراثِر و الثَّرْثَرةُ: كثرة الأَكل و الكلام فی تخلیط و تردید، و قد ثَرْثَر الرجُل، فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ. و ثَرَّ الشی‌ءَ من یده یَثُرُّه ثَرّاً و ثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. و حكی ابنُ درید: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، و لم یَخُصَّ الیدَ. و الإِثْرارَةُ: نبت یسمی بالفارسیة الزریك؛ عن أَبی حنیفة، و جمعها إِثْرارٌ. و ثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّیْتُه أَی نَدَّیْتُه. و ثُرَیْرٌ، بضم الثاء و فتح الراء و سكون الیاء: موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبیر له ذكر فی حدیثه.

ثعر؛ ج4، ص: 102

: الثَّعْرُ و الثُّعْرُ و الثَّعَرُ، جمیعاً: لَثیً یخرج من أَصل السَّمُرِ، یقال إِنه سَمُّ قاتل، إِذا قطر فی العین منه شی‌ء مات الإِنسان وجعاً. و الثَّعَر: كثرة الثآلیل. و الثُّعْرُور: ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ و هی شجرة مرة، و یقال لرأْس الطُّرْثُوثِ ثُعْرُورٌ كأَنه كَمَرَةُ ذَكَرِ الرجل فی أَعلاه. و الثُّعْرُور: الطُّرْثُوثُ، و قیل: طَرَفُه، و هو نبت یؤْكل، و الثَّعارِیرُ: الثآلیل و حَمْلُ الطَّراثیث أَیضاً، واحدها ثُعْرور. و‌فی حدیث جابر عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِذا مُیِّزَ أَهلُ الجنة من النار أُخرجوا قد امْتُحِشُوا فَیُلْقَوْنَ فی نهر الحیاة فیخرجون بیضاً مثل الثَّعاریر، و فی روایة: یخرج قوم من النار فینبتون كما تنبت الثعاریر، قیل: الثعاریر فی هذا الحدیث رؤوس الطراثیث تراها إِذا خرجت من الأَرض بیضاً شبهوا فی البیاض بها. و قال ابن الأَثیر: الثعاریر هی القثاء الصغار شبهوا بها لأَن القثاء ینمی سریعاً. و الثُّعْرورانِ: كالحَلَمَتَیْنِ یكتنفان غُرْمُولَ الفرس عن یمین و شمال، و فی الصحاح:
لسان العرب، ج‌4، ص: 103
یكتنفان القَتَبَ من خارج، و هما أَیضاً الزائدان علی ضَرْعِ الشاة. و الثُّعْرُورُ: الرجل الغلیظ القصیر.

ثعجر؛ ج4، ص: 103

: الثَّعْجَرَةُ: انْصباب الدمعِ. ثَعْجَرَ الشی‌ءَ و الدمَ و غیره فاثْعَنْجَرَ: صَبّه فانصبَّ؛ و قیل: المُثْعَنْجِرُ السائل من الماء و الدمع. و جَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ: ممتلئة ثریداً؛ و اثْعَنْجَر دمعه، و اثْعَنْجَرت العین دمعاً؛ قال إمرؤ القیس حین أَدركه الموت: رُبَّ جَفْنَة مُثْعَنْجِرَة، و طَعْنَةٍ مُسْحَنْفِرَة، تبقی غداً بِأَنْقِرَة؛ و المُثْعَنْجِرَة: المَلأَی تُفِیضُ ودَكَها. و المُثْعَنْجِرُ و المُسْحَنْفِرُ: السیل الكثیر؛ و اثْعَنْجَرَتِ السحابة بِقَطْرها و اثْعَنْجَرَ المطر نفسه یَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجاراً. ابن الأَعرابی: المُثْعَنْجَرُ و العَرانِیَةُ وسط البحر؛ قال ثعلب: لیس فی البحر ما یشبهه كثرة. و تصغیر المُثْعَنْجِر مُثَیْعِجٌ و مُثَیْعیجٌ؛ قال ابن بری: هذا خطأٌ و صوابه ثُعَیْجِر و ثُعَیْجِیرٌ، تسقط المیم و النون لأَنهما زائدتان، و التصغیر و التكثیر و الجمع یرد الأَشیاء إِلی أُصولها. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: یحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجِرُ؛ هو أَكثر موضع فی البحر ماء، و المیم و النون زائدتان. و‌فی حدیث ابن عباس: فإِذا علمی بالقرآن فی علم علیّ كالقَرارَة فی المُثْعَنْجِر؛ و القَرارَةُ: الغَدِیرُ الصغیر.

ثغر؛ ج4، ص: 103

: الثَّغْرُ و الثَّغْرَةُ: كُلُّ فُرْجَةٍ فی جبل أَو بطن واد أَو طریق مسلوك؛ و قال طَلْقُ بن عدی یصف ظلیماً و رِئَالَهُ: صَعْلٌ لَجُوجٌ و لها مُلِجُّ، بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ یَشُجُّ، كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ، ابن سیدة: الثَّغْرُ كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة. غیره: و الثَّغْرَةُ الثُّلْمَةُ، یقال: ثَغَرْناهُم أَی سددنا علیهم ثَلْمَ الجبل؛ قال ابن مقبل: و هُمْ ثَغَروا أَقرانَهُمْ بِمُضَرَّسٍ و عَضْبٍ، و حارُوا القومَ حتی تَزَحْزَحوا و هذه مدینة فیها ثَغْرٌ و ثَلْمٌ، و الثَّغْرُ: ما یلی دار الحرب. و الثَّغْرُ: موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ. و‌فی الحدیث: فلما مر الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغرِ؛ قال: الثغر الموضع الذی یكون حدّاً فاصلًا بین بلاد المسلمین و الكفار، و هو موضع المخافة من أَطراف البلاد. و‌فی حدیث فتح قَیْسارِیَةَ: و قد ثَغَروا منها ثَغْرَةً واحدة؛ الثَّغْرَةُ: الثُّلْمَةُ. و الثَّغْرُ: الفَمُ و قیل: هو اسم الأَسنان كلها ما دامت فی منابتها قبل أَن تسقط، و قیل: هی الأَسنان كلها، كنّ فی منابتها أَو لم یكنّ، و قیل: هو مقدّم الأَسنان؛ قال: لها ثَنایا أَربعٌ حِسَانُ و أَرْبَعٌ، فَثَغْرُها ثَمانُ جعل الثغر ثمانیاً، أَربعاً فی أَعلی الفم و أَربعاً فی أَسفله، و الجمع من ذلك كله ثُغُور. و ثَغَرَه: كسر أَسنانه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد لجریر: مَتَی أَلْقَ مَثْغُوراً علی سُوءِ ثَغْرِهِ، أَضَعْ فَوْقَ ما أَبْقَی الرِّیاحِیُّ مِبْرَدَا و قیل: ثُغِرَ و أُثغِرَ دُقَّ فَمُه. و ثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً: سقطت أَسنانه الرواضع، فهو مثغور. و اثَّغَرَ و اتَّغَرَ و ادَّغَرَ، علی البدل: نبتت أَسنانه، و الأَصل فی اتَّغَرَ اثْتَغَرَ، قلبت الثاء تاء ثم أُدغمت، و إِن شئت قلت اثَّغَرَ بجعل الحرف الأَصلی هو
لسان العرب، ج‌4، ص: 104
الظاهر. أَبو زید: إِذا سقطت رواضع الصبی قیل: ثُغِرَ، فهو مَثْغُور، فإِذا نبتت أَسنانه بعد السقوط قیل: اثَّغَر، بتشدید الثاء، و اتَّغَر، بتشدید التاء، و روی اثْتَغَر و هو افتعل من الثَّغْرِ و منهم من یقلب تاء الافتعال ثاء و یدغم فیها الثاء الأَصلیة، و منهم من یقلب الثاء الأَصلیة تاء و یدغمها فی تاء الافتعال، و خص بعضهم بالاثِّغار و الاتِّغار البهیمة؛ أَنشد ثعلب فی صفة فرس: قارحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ، و رَباعٌ جانبٌ لم یَتَّغِرْ و قیل: اثَّغَرَ الغلامُ نَبَتَ ثَغْرُه، و اثَّغَرَ: أَلقی ثَغْرَه، و ثَغَرْتُه: كَسَرْتُ ثَغْرَهُ. و قال شمر: الإِثِّغارُ یكون فی النبات و السقوط، و من النبات‌حدیث الضحاك: أَنه وُلِدَ و هو مُثَّغِرٌ، و من السقوط‌حدیث إِبراهیم: كانوا یحبون أَن یعلِّموا الصبی الصلاةَ إِذا اثَّغَرَ، الإِثِّغارُ: سقوط سِنِّ الصبی و نباتها، و المراد به هاهنا السقوط؛ و قال شمر: هو عندی فی الحدیث بمعنی السقوط، یدل علی ذلك ما‌رواه ابن المبارك بإِسناده عن إِبراهیم إِذا ثُغِرَ، و ثُغِرَ لا یكون إِلَّا بمعنی السقوط. و قال: و‌روی عن جابر لیس فی سن الصبی شی‌ء إِذا لم یَثَّغِرْ؛ قال: و معناه عنده النبات بعد السقوط. و‌فی حدیث ابن عباس: أَفتنا فی دابة ترعی الشجر فی كَرِشٍ لم تَثَّغِرْ‌أَی لم تسقط أَسنانها. و حكی عن الأَصمعی أَنه قال: إِذا وقع مُقَدَّم الفم من الصبی قیل: اتَّغَر، بالتاء، فإِذا قلع من الرجل بعد ما یُسِنُّ قیل: قد ثُغِر، بالثاء، فهو مثغور. الهُجَیْمیُّ: ثَغَرْتُ سنَّه نَزَعْتها. و اتَّغَرَ: نبت، و اثَّغَرَ: سَقَط و نَبَتَ جمیعاً؛ قال الكمیت: تَبَیَّنَ فیه الناسُ، قبل اتّغارِه، مَكارِمَ أَرْبَی فَوْقَ مِثْلٍ مِثالُها قال شمر: اتِّغارُه سقوط أَسنانه، قال: و من الناس من لا یَتَّغِرُ أَبداً؛روی أَن عبد الصمد بن علی بن عبد الله بن العباس لم یَتَّغِرْ قط، و أَنه دخل قبره بأَسنان الصبا و ما نغض له سِنُّ قط حتی فارق الدنیا مع ما بلغ من العمر؛ و قال المَرَّارُ العَدَوِیُّ: قارِحٌ قد مرَّ منه جانِبٌ، و رَباعٌ جانِبٌ لم یَتَّغِرْ و قال أَبو زبید یصف أَنیاب الأَسد: شِبالًا و أَشبْاه الزُّجاج مَغاوِلًا مَطَلْنَ، و لم یَلْقَیْنَ فی الرأْس مَثْغَرَا قال: مثغراً منفذاً فَأَقَمْنَ مكانهن من فمه؛ یقول: إِنه لم یَتَّغِرْ فَیُخْلِفَ سِنّاً بعد سِنٍّ كسائر الحیوان. قال الأَزهری: أَصل الثَّغْرِ الكسر و الهدم. و ثَغَرْتُ الجدار إِذا هدمته، و منه قیل للموضع الذی تخاف أَن یأْتیك العدوّ منه فی جبل أَو حصن: ثَغْرٌ، لانثلامه و إِمكان دخول العدوّ منه. و الثُّغْرَةُ: نُقْرَة النَّحْرِ. و الثُّغَیْرَةُ: الناحیة من الأَرض. یقال: ما بتلك الثُّغْرة مثله. و ثُغَرُ المجدِ: طُرُقه، واحدتها ثُغْرَةٌ؛ قال الأَزهری: و كل طریق یَلْتَحِبُه الناسُ بسهولة، فهو ثُغْرَةٌ، و ذلك أَن سالكیه یَثْغَرُون وَجْهَهُ و یَجِدُون فیه شَرَكاً محفورَةً. و الثُّغْرَةُ، بالضم: نُقْرَةُ النحر، و فی المحكم: و الثُّغْرَةُ من النحر الهَزْمَةُ التی بین التَّرْقُوَتَیْنِ، و قیل: التی فی المنحر، و قیل: هی الهزمة التی ینحر منها البعیر، و هی من الفرس فوق الجُؤْجُؤِ، و الجُؤْجُؤُ: ما نَتأَ من نحره بین أَعالی الفَهْدتینِ. و‌فی حدیث عمر: تَسْتَبِقُ إِلی ثُغْرَة
ِ‌لسان العرب، ج‌4، ص: 105
ثَنِیَّةٍ.و‌حدیث أَبی بكر و النسابة: أَمكنتَ من سواء الثُّغْرَةِ‌أَی وسط الثُّغْرَةِ، و هی نُقْرَةُ النحر فوق الصدر. و‌الحدیث الآخر: بادِرُوا ثُغَرَ المسجد؛ أَی طرائقه، و قیل: ثُغْرَةُ المسجد أَعلاه. و الثَّغْرَةُ: من خیار العُشْبِ، و هی خضراء، و قیل: غبراء تَضْخُمُ حتی تصیر كأَنها زِنْبِیلٌ مُكْفَأٌ مما یركبها من الورق و الغِصَنَةِ، و ورقها علی طول الأَظافیر و عَرْضِها، و فیها مُلْحَةٌ قلیلة مع خُضْرَتِها، و زَهْرتَها بیضاء، ینبت لها غِصَنَةٌ فی أَصل واحد، و هی تنبت فی جَلَدِ الأَرض و لا تنبت فی الرمل، و الإِبل تأْكلها أَكلًا شدیداً و لها أَرْكٌ أَی تقیم الإِبل فیها و تعاود أَكلها، و جمعها ثَغْرٌ؛ قال كثیر: و فاضتْ دُمُوعُ العَیْن حتی كأَنَّما بُرادُ القَذَی، من یابس الثَّغْرِ، یُكْحَلُ و أَنشد فی التهذیب: و كُحْلٌ بها من یابس الثَّغْرِ مُولَعٌ، و ما ذاك إِلَّا أَنْ نَآها خَلِیلُها قال: و لها زَغَبٌ خَشِنٌ، و كذلك الخِمْخِمُ أَی له زَغَبٌ خَشِنٌ، و یوضع الثَّغْر و الخِمْخِمُ فی العین. قال الأَزهری: و رأَیت فی البادیة نباتاً یقال له الثَّغَر و ربما خفف فیقال ثَغْرٌ؛ قال الراجز: أَفانیاً ثَعْداً و ثَغْراً ناعِما

ثفر؛ ج4، ص: 105

: الثَّفَرُ، بالتحریك: ثَفَرُ الدابة. ابن سیدة: الثَّفَرُ السَّیْرُ الذی فی مؤَخر السَّرْج، و ثَفَر البعیر و الحمار و الدابة مُثَقَّلٌ؛ قال إمرؤ القیس: لا حِمْیَرِیٌّ وفَی و لا عَدَسٌ، و لا اسْتُ عَیْرٍ یَحُكُّها ثَفَرُهْ و أَثْفَرَ الدابة: عَمِلَ لها ثفَراً أَو شدّها به. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَمر المستحاضة أَن تَسْتَثْفِرَ و تُلْجِمَ إِذا غلبها سیلان الدم، و هو أن تَشُدَّ فرجها بخرقة عریضة أَو قطنة تحتشی بها و تُوثِقَ طرفیها فی شی‌ء تَشُدُّه علی وسطها فتمنع سیلان الدم، و هو مأْخود من ثَفَرِ الدابة الذی یجعل تحت ذنبها؛ و فی نسخة: و توثق طرفیها ثم تربط فوق ذلك رباطاً تشدّ طرفیه إِلی حَقَبٍ تَشُدُّه كما تشدّ الثَّفَرَ تحت ذَنَبِ الدابة؛ قال: و یحتمل أَن یكون مأْخوذاً من الثَّفْرِ، أُرید به فرجها و إِن كان أَصله للسباع، و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: لا سَلَّم اللهُ علی سَلَامَهْ زِنْجِیَّةٍ، كَأَنَّها نَعامَهْ مُثْفَرَةٌ بِرِیشَتَیْ حَمامَهْ أَی كَأَنَّ أَسْكَتَیْها قد أُثْفِرتا بِرِیشَتَیْ حمامة. و المِثْفَارُ من الدواب: التی ترمی بسرجها إِلی مؤخرها. و الاستثفار: أَن یدخل الإِنسان إِزاره بین فخذیه ملویّاً ثم یخرجه. و الرجل یَسْتَثْفِرُ بإِزاره عند الصِّراع إِذا هو لواه علی فخذیه ثم أَخرجه بین فخذیه فشد طرفیه فی حُجْزَتِه. و اسْتَثْفَرَ الرجلُ بثوبه إِذا ردَّ طرفه بین رجلیه إِلی حجزته. و اسْتَثْفَرَ الكلب إِذا أَدخل ذنبه بین فخذیه حتی یُلْزِقَهُ ببطنه، و هو الاستثفار؛ قال النابغة: تَعْدُو الذِّئابُ علی مَنْ لا كِلابَ له، و تَتَّقِی مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِی و منه‌حدیث ابن الزبیر فی صفة الجن: فإِذا نَحْنُ برجالٍ طِوالٍ كأَنهم الرِّماح مُسْتَثْفِرینَ ثیابهم، قال: هو أَن یدخل الرجل ثوبه بین رجلیه كما یفعل الكلب بذنبه. و الثُّفْرُ و الثَّفْرُ، بسكون الفاء أَیضاً، لجمیع ضروب السباع و لكل ذاتِ مِخْلَبٍ كالحیاءِ للناقة،
لسان العرب، ج‌4، ص: 106
و فی المحكم: كالحیاء للشاة، و قیل: هو مسلك القضیب فیها، و استعاره الأَخطل فجعله للبقرة فقال: جَزَی اللهُ فیها الأَعْوَرَیْنِ مَلامَةً، و فَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضَاجِمِ المتضاجم: المائل؛ قال: إِنما هو شی‌ء استعاره فأَدخله فی غیر موضعه كقولهم مشافر الحَبَشِ و إِنما المِشْفَرُ للإِبل؛ و فروة: اسم رجل، و نصب الثَّفْر علی البدل منه، و هو لقبه، كقولهم عبد الله قفة و إِنما خفض المتضاجم، و هو من صفة الثَّفْرِ علی الجوار، كقولك جحر ضب خرب؛ و استعاره الجعدی أَیضاً للبرذونة فقال: بُرَیْذِینَةٌ بَلَّ البَراذِینُ ثَفْرَها، و قد شَرِبَتْ من آخرِ الصَّیْفِ إِبَّلا و استعاره آخر فجعله للنعجة فقال: و ما عَمْرُو إِلَّا نَعْجَةٌ ساجِسِیَّةٌ، تُخَزَّلُ تحتَ الكبشِ، و الثَّفْرُ وارِدُ ساجسیة: منسوبة، و هی غنم شامیة حمر صغار الرؤوس؛ و استعاره آخر للمرأَة فقال: نَحْنُ بَنُو عَمْرَةَ فی انْتِسابِ، بِنْتِ سُوَیْدٍ أَكْرَمِ الضِّبابِ، جاءتْ بِنَا من ثَفْرِها المُنْجَابِ و قیل: الثُّفْر و الثَّفْر للبقرة أَصل لا مستعار. و رجل مِثْفَرٌ و مِثْفار: ثناء قبیح و نَعْتُ سَوْء، و زاد فی المحكم: و هو الذی یُؤْتی.

ثقر؛ ج4، ص: 106

: التَّثَقُّر: التَّرَدُّدُ و الجزَع؛ و أَنشد: إِذا بُلِیتَ بِقِرْنٍ، فاصْبِرْ و لا تَتَثَقَّرْ

ثمر؛ ج4، ص: 106

: الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ. و أَنواع المال و الولد: ثَمَرَةُ القلب. و‌فی الحدیث: إِذا مات ولد العبد قال الله تعالی لملائكته: قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده، فیقولون: نعم؛ قیل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ینتجه الشجر و الولد ینتجه الأَب. و‌فی حدیث عمرو بن مسعود قال لمعاویة: ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه و قُطِعَتْ ثَمَرَتُه، یعنی نسله، و قیل: انقطاع شهوته للجماع. و‌فی حدیث المبایعة: فأَعطاه صَفْقَةَ یَدِهِ و ثَمَرَةَ قلبه‌أَی خالص عهده. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه‌أَی طرفه الذی یكون فی أَسفله. و الثمر: أَنواع المال، و جمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، و ثُمُرٌ جمع الجمع، و قد یجوز أَن یكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ و خُشُب و أَن لا یكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ و خُشُبٍ أَكثر من باب رِهان و رُهُن؛ قال ابن سیدة: أَعنی أَن جمع الجمع قلیل فی كلامهم؛ و حكی سیبویه فی الثَّمَر ثَمُرَةً، و جمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة و سَمُرٍ؛ قال: و لا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ فی كلامهم، و لم یحك الثَّمُرَة أَحد غیره. و الثَّیْمارُ: كالثَّمَر؛ قال الطرماح: حتی تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ، وَرْدَ الثَّرَی مُتَلَمِّعَ الثَّیْمار و أَثْمَر الشجر: خرج ثمَره. ابن سیدة: و ثمَرَ الشجر و أَثْمَر: صار فیه الثَّمَرُ، و قیل: الثَّامِرُ الذی بلغ أَوان أَن یُثْمِر. و المُثْمِر: الذی فیه ثَمَر، و قیل: ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم یَنْضَجْ، و ثامِرٌ قد نَضِج. ابن الأَعرابی: أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن یَنْضَجَ، فهو مُثْمِر، و قد ثَمَر الثَّمَرُ یَثْمُر، فهو ثامِرٌ، و شجر ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُهُ. و شجرة ثَمْراءُ أَی ذات ثَمَر. و‌فی الحدیث: لا قطع فی ثَمَرٍ و لا كَثَرٍ؛ الثمر: هو الرطب فی رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ، و الكَثَرُ: الجُمَّارُ؛ و یقع الثَّمَرُ علی كل الثِّمارِ و یغلب علی ثَمَرِ النخل.
لسان العرب، ج‌4، ص: 107
و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: زاكیاً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها؛ یقال: شجر ثامِرٌ إِذا أَدرك ثَمَرُه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و الخمرُ لیست من أَخیكَ، و لكنْ قد، تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْمِ قال: ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ، و هو النَّضِیج منه، و یروی: … بآمن الحِلْمِ، و قیل: الثامرُ كل شی‌ء خرج ثَمَره، و المُثْمِر: الذی بلغ أَن یجنی؛ هذه عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: تَجْتَنِی ثامرَ جُدَّادِهِ، بین فُرادَی بَرَمٍ أَو تُؤَامْ و قد أَخطأَ فی هذه الروایة لأَنه قال بین فرادی فجعل النصف الأَوّل من المدید و النصف الثانی من السریع، و إِنما الروایة من فرادی و هی معروفة. و الثمرة: الشجرة؛ عن ثعلب. و قال أَبو حنیفة: أَرض ثَمِیرة كثیرة الثَّمَر، و شجرة ثَمِیرة و نخلة ثمیرة مُثْمِرة؛ و قیل: هما الكثیرا الثَّمَر، و الجمع ثُمُرٌ. و قال أَبو حنیفة: إِذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهی ثَمْراء. و الثَّمْراء: جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی فی صفة نحل: تَظَلُّ علی الثَّمْراءِ منها جوارِسٌ، مَراضِیعُ صُهْبُ الریش، زُغْبٌ رِقابُها الجوارس: النحل التی تَجْرِس ورق الشجر أَی تأْكله، و المراضیع هنا: الصغار من النحل. و صهب الریش یرید أَجنحتها، و قیل: الثَّمْراء فی بیت أَبی ذؤیب اسم جبل، و قیل: شجرة بعینها. و ثَمَّرَ النباتُ: نَفَض نَوْرُه و عَقَدَ ثَمَرُه؛ رواه ابن سیدة عن أَبی حنیفة. و الثُّمُرُ: الذهب و الفضة؛ حكاه الفارسی یرفعه إِلی مجاهد فی قوله عز و جل: وَ كٰانَ لَهُ ثُمُرٌ؛ فیمن قرأَ به، قال: و لیس ذلك بمعروف فی اللغة. التهذیب: قال مجاهد فی قوله تعالی: وَ كٰانَ لَهُ ثَمَرٌ؛ قال: ما كان فی القرآن من ثُمُرٍ فهو مال و ما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار.و روی الأَزهری بسنده قال: قال سلام أَبو المنذر القارئ فی قوله تعالی: وَ كٰانَ لَهُ ثَمَرٌ؛ مفتوح جمع ثَمَرة، و من قرأَ ثُمُر قال: من كل المال، قال: فأَخبرت بذلك یونس فلم یقبله كأَنهما كانا عنده سواء. قال: و سمعت أَبا الهیثم یقول ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع، و جمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ و أَعناق. الجوهری: الثَّمَرة واحدة الثَّمَر و الثَّمَرات، و الثُّمُر المال المُثَمَّر، یخفف و یثقل. و قرأَ أَبو عمرو: و كان له ثُمْرٌ، و فسره بأَنواع الأَموال. و ثَمَّرَ ماله: نمَّاه. یقال: ثَمَّر الله مالك أَی كثَّره. و أَثمَر الرجلُ: كثر ماله. و العقل المُثْمِر: عقل المسلم، و العقل العقیم: عقل الكافر. و الثَّامِرُ: نَوْرُ الحُمَّاضِ، و هو أَحمر؛ قال: مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض و یقال: هو اسم لثَمَره و حَمْلِه. قال أَبو منصور: أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِیناعه، كما قال: كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ یانِعُ حُمَّاضٍ و أُرْجُوانِ و‌روی عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه و قال: قل خیراً تغنم أَو أَمسك عن سوء تسلم؛ قال شمر: یرید أَنه أَخذ بطرف لسانه؛ و كذلك ثَمَرَةُ السوط طرفه. و قال ابن شمیل: ثَمَرة الرأْس جلدته. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دق ثمَرة السوط حتی أُخِذَتْ له؛ مخففةً، یعنی طرف السوط. و ثَمَر السیاط: عُقَدُ أَطرافها. و‌فی حدیث الحدّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 108
فأَتی بسوط لم تقطع ثَمَرته‌أَی طرفه، و إِنما دق عمر، رضی الله عنه، ثمرة السوط لتلین تخفیفاً علی الذی یضرب به. و الثَّامر: اللُّوبِیاءُ؛ عن أَبی حنیفة، و كلاهما اسم. و الثَّمِیر من اللبن: ما لم یخرج زُبْدُه؛ و قیل: الثَّمِیر و الثَّمِیرة الذی ظهر زُبْدُه؛ و قیل: الثمیرة أَن یظهر الزبد قبل أَن یجتمع و یبلغ إِناهُ من الصُّلوح؛ و قد ثَمَّر السِّقاءُ تثمیراً و أَثْمَر، و قیل: المُثْمِر من اللبن الذی ظهر علیه تَحَبُّبٌ و زُبْدٌ و ذلك عند الرُّؤوب. و أَثْمَر الزُّبْدُ: اجتمع؛ الأَصمعی: إِذا أَدرك لیُمْخَضَ فظهر علیه تَحَبُّبٌ و زُبْدٌ، فهو المُثْمِر. و قال ابن شمیل: هو الثَّمیر، و كان إِذا كان مُخِضَ فرؤی علیه أَمثال الحَصَفِ فی الجلد ثم یجتمع فیصیر زبداً، و ما دامت صغاراً فهو ثَمِیر؛ و قد ثَمَّر السقاءُ و أَثْمَر، و إن لبنك لَحَسَنُ الثَّمَر، و قد أَثْمَر مِخاضُك؛ قال أَبو منصور: و هی ثَمِیرة اللبن أَیضاً. و‌فی حدیث معاویة قال لجاریة: هل عندك قِرًی؟ قالت: نعم، خُبزٌ خَمیرٌ و لَبَن ثَمِیر و حَیْسٌ جَمِیر؛ الثَّمیر: الذی قد تحبب زبده و ظهرت ثَمِیرته أَی زبده. و الجمیر: المجتمع. و ابن ثَمِیرٍ: اللیلُ المُقْمِرُ؛ قال: و إِنی لَمِنْ عَبْسٍ، و إِن قال قائِلٌ علی رَغْمِهمْ: ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِیر أَراد: و إِنی لمن عبس ما أَثمر. و ثامرٌ و مُثْمرُ: اسمان.

ثنجر؛ ج4، ص: 108

: قال أَبو حنیفة: الثِّنْجارُ نُقْرَةٌ من الأَرض یدوم نَداها و تنبت، و الثِّنْجارَةُ إِلا أَنها تنبت العَضْرَس. ابن الأَعرابی: الثِّنْجارَةُ و الثِّبْجارَةُ: الحفرة التی یحفرها ماء المَرازِب.

ثور؛ ج4، ص: 108

: ثارَ الشی‌ءُ ثَوْراً و ثُؤوراً و ثَوَراناً و تَثَوَّرَ: هاج؛ قال أَبو كبیر الهذلی: یَأْوی إِلی عُظُمِ الغَرِیف، و نَبْلُه كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ و أَثَرْتُه و هَثَرْتُهُ علی البدل و ثَوَّرْتهُ، و ثَورُ الغَضَب: حِدَّته. و الثَّائر: الغضبان، و یقال للغضبان أَهْیَجَ ما یكونُ: قد ثار ثائِرُه و فارَ فائِرُه إِذا غضب و هاج غضبه. و ثارَ إِلیه ثَوْراً و ثُؤوراً و ثَوَراناً: وثب. و المُثاوَرَةُ: المواثَبَةُ. و ثاوَرَه مُثاوَرَة و ثِوَاراً؛ عن اللحیانی: واثبَه و ساوَرَه. و یقال: انْتَظِرْ حتی تسكن هذه الثَّوْرَةُ، و هی الهَیْجُ. و ثار الدُّخَانُ و الغُبار و غیرهما یَثُور ثَوْراً و ثُؤوراً و ثَوَراناً: ظهر و سطع، و أَثارَهُ هو؛ قال: یُثِرْنَ من أَكْدرِها بالدَّقْعَاءْ، مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِیقِ القَصْبَاءِ الأَصمعی: رأَیت فلاناً ثائِرَ الرأْس إِذا رأَیته قد اشْعانَّ شعره أَی انتشر و تفرق؛ و‌فی الحدیث: جاءه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرأْس یسأَله عن الإِیمان؛ أَی منتشر شَعر الرأْس قائمَهُ، فحذف المضاف؛ و منه‌الحدیث الآخر: یقوم إِلی أَخیه ثائراً فَرِیصَتُهُ؛ أَی منتفخ الفریصة قائمها غَضَباً، و الفریصة: اللحمة التی بین الجنب و الكتف لا تزال تُرْعَدُ من الدابة، و أَراد بها هاهنا عَصَبَ الرقبة و عروقها لأَنها هی التی تثور عند الغضب، و قیل: أَراد شعر الفریصة، علی حذف المضاف. و یقال: ثارَتْ نفسه إِذا جَشَأَتْ و إِن شئتَ جاشَت؛ قال أَبو منصور: جَشَأَتْ أَی ارتَفعت، و جاشت أَی فارت. و یقال: مررت بِأَرانِبَ فأَثَرْتُها. و یقال: كیف الدَّبی؟ فیقال: ثائِرٌ و ناقِرٌ، فالثَّائِرُ ساعَةَ ما یخرج من التراب، و الناقر حین ینقر أَی
لسان العرب، ج‌4، ص: 109
یثب من الأَرض. و ثارَ به الدَّمُ و ثارَ بِه الناسُ أَی وَثَبُوا علیه. و ثَوَّرَ البَرْكَ و استثارها أَی أَزعجها و أَنهضها. و‌فی الحدیث: فرأَیت الماء یَثُور من بین أَصابعه‌أَی یَنْبُعُ بقوّة و شدّة؛ و‌الحدیث الآخر: بل هی حُمَّی تَثُورُ أَو تَفُور.و ثارَ القَطَا من مَجْثَمِه و ثارَ الجَرادُ ثَوْراً و انْثار: ظَهَرَ. و الثَّوْرُ: حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فیه، و‌فی الحدیث: صلاة العشاء الآخرة إِذا سَقَط ثَوْرُ الشَّفَقِ، و هو انتشار الشفق، و ثَوَرانهُ حُمْرَته و مُعْظَمُه. و یقال: قد ثارَ یَثُورُ ثَوْراً و ثَوَراناً إِذا انتشر فی الأُفُقِ و ارتفع، فإِذا غاب حَلَّتْ صلاة العشاء الآخرة، و قال فی المغرب: ما لم یَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ. و الثَّوْرُ: ثَوَرَانُ الحَصْبَةِ. و ثارَتِ الحَصْبَةُ بفلان ثَوْراً و ثُؤوراً و ثُؤَاراً و ثَوَراناً: انتشرت: و كذلك كل ما ظهر، فقد ثارَ یَثُور ثَوْراً و ثَوَراناً. و حكی اللحیانی: ثارَ الرجل ثورَاناً ظهرت فیه الحَصْبَةُ. و یقال: ثَوَّرَ فلانٌ علیهم شرّاً إِذا هیجه و أَظهره. و الثَّوْرُ: الطُّحْلُبُ و ما أَشبهه علی رأْس الماء. ابن سیدة: و الثَّوْرُ ما علا الماء من الطحلب و العِرْمِضِ و الغَلْفَقِ و نحوه، و قد ثارَ الطُّحْلُب ثَوْراً و ثَوَراناً و ثَوَّرْتُه و أَثَرْتُه. و كل ما استخرجته أَو هِجْتَه، فقد أَثَرْتَه إِثارَةً و إِثاراً؛ كلاهما عن اللحیانی. و ثَوَّرْتُه و اسْتَثَرْتُه كما تستثیر الأَسَدَ و الصَّیْدَ؛ و قول الأَعشی: لَكَالثَّوْرِ، و الجنِّیُّ یَضْرِب ظَهْرَه، و ما ذَنْبُه أَنْ عافَتِ الماءَ مَشْربا؟ أَراد بالجِنّی اسم راع، و أَراد بالثور هاهنا ما علا الماء من القِمَاسِ یضربه الراعی لیصفو الماء للبقر؛ و قال أَبو منصور و غیره: یقول ثور البقر أَجرأُ فیقدّم للشرب لتتبعه إِناث البقر؛ و أَنشد: أَ بَصَّرْتَنی بأَطِیرِ الرِّجال، و كَلَّفْتَنی ما یَقُول البَشَرْ كما الثورِ یَضْرِبُه الرَّاعیان، و ما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ؟ و الثَّوْرُ: السَّیِّدُ، و به كنی عمرو بن معدیكرب أَبا ثَوْرٍ. و‌قول علی، كرم الله وجهه: إِنما أُكِلْتُ یومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْیَضُ؛ عنی به عثمان، رضی الله عنه، لأَنه كان سَیِّداً، و جعله أَبیض لأَنه كان أَشیب، و قد یجوز أَن یعنی به الشهرة؛ و أَنشد لأَنس بن مدرك الخثعمی: إِنِّی و قَتْلی سُلَیْكاً ثم أَعْقِلَهُ، كالثورِ یُضْرَبُ لما عافَتِ البَقَرُ غَضِبْتُ لِلمَرْءِ إِذ یَنْكُتْ حَلِیلَتَه، و إِذْ یُشَدُّ علی وَجْعائِها الثَّفَرُ قیل: عنی الثور الذی هو الذكر من البقر لأَن البقر تتبعه فإِذا عاف الماء عافته، فیضرب لیرد فترد معه، و قیل: عنی بالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ لأَن البَقَّارَ إِذا أَورد القطعة من البقر فعافت الماء و صدّها عنه الطحلب ضربه لیفحص عن الماء فتشربه. و قال الجوهری فی تفسیر الشعر: إِن البقر إِذا امتنعت من شروعها فی الماء لا تضرب لأَنها ذات لبن، و إِنما یضرب الثور لتفزع هی فتشرب، و یقال للطحلب: ثور الماء؛ حكاه أَبو زید فی كتاب المطر؛ قال ابن بری: و یروی هذا الشعر: إِنِّی و عَقْلی سُلَیْكاً بعدَ مَقْتَلِه قال: و سبب هذا الشعر أَن السُّلَیْكَ خرج فی تَیْمِ الرِّباب یتبع الأَریاف فلقی فی طریقه رجلًا من خَثْعَمٍ
لسان العرب، ج‌4، ص: 110
یقال له مالك بن عمیر فأَخذه و معه امرأَة من خَفاجَة یقال لها نَوَارُ، فقال الخَثْعَمِیُّ: أَنا أَفدی نفسی منك، فقال له السلیك: ذلك لك علی أَن لا تَخِیسَ بعهدی و لا تطلع علیّ أَحداً من خثعم، فأَعطاه ذلك و خرج إِلی قومه و خلف السلیك علی امرأَته فنكحها، و جعلت تقول له: احذر خثعم فقال: و ما خَثْعَمٌ إِلَّا لِئامٌ أَذِلَّةٌ، إِلی الذُّلِّ و الإِسْخاف تُنْمی و تَنْتَمی فبلغ الخبرُ أَنسَ بن مُدْرِكَةَ الخثعمی و شبْلَ بن قِلادَةَ فحالفا الخَثْعَمِیَّ زوجَ المرأَة و لم یعلم السلیك حتی طرقاه، فقال أَنس لشبل: إِن شِئت كفیتك القوم و تكفینی الرجل، فقال: لا بل اكفنی الرجل و أَكفیك القوم، فشدَّ أَنس علی السلیك فقتله و شدَّ شبل و أَصحابه علی من كان معه، فقال عوف بن یربوع الخثعمی و هو عم مالك بن عمیر: و الله لأَقتلن أَنساً لإِخفاره ذمة ابن عمی و جری بینهما أَمر و أَلزموه دیته فأَبی فقال هذا الشعر؛ و قوله: كالثور یضرب لما عافت البقر هو مثل یقال عند عقوبة الإِنسان بذنب غیره، و كانت العرب إِذا أَوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أَو لقلة العطش ضربوا الثور لیقتحم الماء فتتبعه البقر؛ و لذلك یقول الأَعشی: و ما ذَنْبُه إِن عافَتِ الماءَ باقِرٌ، و ما أَن یَعَاف الماءَ إِلَّا لِیُضْرَبا و قوله: و إِذ یشدّ علی وجعائها الثفر الوجعاء: السافلة، و هی الدبر. و الثفر: هو الذی یشدّ علی موضع الثَّفْرِ، و هو الفرج، و أَصله للسباع ثم یستعار للإِنسان. و یقال: ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماء فَثارَ. و أَثَرْتُ السَّبُعَ و الصَّیْدَ إِذا هِجْتَه. و أَثَرْتُ فلاناً إِذا هَیَّجْتَهُ لأَمر. و اسْتَثَرْتُ الصَّیْدَ إِذا أَثَرْتَهُ أَیضاً. و ثَوَّرْتُ الأَمر: بَحَثْتُه و ثَوَّرَ القرآنَ: بحث عن معانیه و عن علمه. و‌فی حدیث عبد الله: أَثِیرُوا القرآن فإِن فیه خبر الأَولین و الآخرین، و فی روایة: علم الأَوَّلین و الآخرین؛ و‌فی حدیث آخر: من أَراد العلم فلیُثَوِّر القرآن؛ قال شمر: تَثْوِیرُ القرآن قراءته و مفاتشة العلماء به فی تفسیره و معانیه، و قیل: لِیُنَقِّرْ عنه و یُفَكِّرْ فی معانیه و تفسیره و قراءته، و قال أَبو عدنان: قال محارب صاحب الخلیل لا تقطعنا فإِنك إِذا جئت أَثَرْتَ العربیة؛ و منه قوله: یُثَوِّرُها العینانِ زَیدٌ و دَغْفَلٌ و أَثَرْتُ البعیر أُثیرُه إِثارةً فَثارَ یَثُورُ و تَثَوَّرَ تَثَوُّراً إِذا كان باركاً و بعثه فانبعث. و أَثارَ الترابَ بقوائمهِ إِثارَةً: بَحَثه؛ قال: یُثِیرُ و یُذْری تُرْبَها و یَهیلُه، إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ قوله: نباث الهواجر یعنی الرجل الذی إِذا اشتد علیه الحر هال التراب لیصل إِلی ثراه، و كذلك یفعل فی شدة الحر. و قالوا: ثَورَة رجال كَثروَةِ رجال؛ قال ابن مقبل: و ثَوْرَةٍ من رِجالِ لو رأَیْتَهُمُ، لقُلْتَ: إِحدی حِراجِ الجَرَّ مِن أُقُرِ و یروی و ثَرْوةٍ. و لا یقال ثَوْرَةُ مالٍ إِنما هو ثَرْوَةُ مالٍ فقط. و فی التهذیب: ثَوْرَةٌ من رجال و ثَوْرَةٌ من مال للكثیر. و یقال: ثَرْوَةٌ من رجال و ثَرْوَةٌ من مال بهذا المعنی. و قال ابن الأَعرابی: ثَوْرَةٌ من رجال و ثَرْوَةٌ یعنی عدد كثیر، و ثَرْوَةٌ من
لسان العرب، ج‌4، ص: 111
مالٍ لا غیر. و الثَّوْرُ: القِطْعَةُ العظیمة من الأَقِطِ، و الجمع أَثْوَارٌ و ثِوَرَةٌ، علی القیاس. و یقال: أَعطاه ثِوَرَةً عظاماً من الأَقِطِ جمع ثَوْرٍ. و‌فی الحدیث: توضؤوا مما غَیَّرتِ النارُ و لو من ثَوْرَ أَقِطٍ؛ قال أَبو منصور: و ذلك فی أَوّل الإِسلام ثم نسخ بترك الوضوء مما مست النار، و قیل: یرید غسل الید و الفم منه، و مَنْ حمله علی ظاهره أوجب علیه وجوب الوضوء للصلاة. و‌روی عن عمرو بن معدیكرب أَنه قال: أَتیت بنی فلان فأَتونی بثَوْرٍ و قَوْسٍ و كَعْبٍ؛ فالثور القطعة من الأَقط، و القوس البقیة من التمر تبقی فی أَسفل الجُلَّةِ، و الكعب الكُتْلَةُ من السمن الحَامِسِ. و‌فی الحدیث: أَنه أَكلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ؛ الأثوار جمع ثَوْرٍ، و هی قطعة من الأَقط، و هو لبن جامد مستحجر. و الثَّوْرُ: الأَحمق؛ و یقال للرجل البلید الفهم: ما هو إِلا ثَوْرٌ. و الثَّوْرُ: الذكر من البقر؛ و قوله أَنشده أَبو علی عن أَبی عثمان: أَ ثَوْرَ ما أَصِیدُكُمْ أَو ثَوْریْنْ أَمْ تِیكُمُ الجمَّاءَ ذاتَ القَرْنَیْنْ؟ فإِن فتحة الراء منه فتحة تركیب ثور مع ما بعده كفتحة راء حضرموت، و لو كانت فتحة إِعراب لوجب التنوین لا محالة لأَنه مصروف، و بنیت ما مع الاسم و هی مبقاة علی حرفیتها كما بنیت لا مع النكرة فی نحو لا رجل، و لو جعلت ما مع ثور اسماً ضممت إِلیه ثوراً لوجب مدّها لأَنها قد صارت اسماً فقلت أَثور ماء أَصیدكم؛ كما أَنك لو جعلت حامیم من قوله: یُذَكِّرُنی حامِیمَ و الرُّمْحُ شاجِرٌ اسمین مضموماً أَحدهما إِلی صاحبه لمددت حا فقلت حاء میم لیصیر كحضرموت، كذا أَنشده الجماء جعلها جماء ذات قرنین علی الهُزْءِ، و أَنشدها بعضهم الحَمَّاءَ؛ و القول فیه كالقول فی ویحما من قوله: أَلا هَیَّما مما لَقِیتُ و هَیَّما، وَ وَیْحاً لمَنْ لم یَلْقَ مِنْهُنَّ ویْحَمَا و الجمع أَثْوارٌ و ثِیارٌ و ثِیارَةٌ و ثِوَرَةٌ و ثِیَرَةٌ و ثِیرانٌ و ثِیْرَةٌ، علی أَن أَبا علیّ قال فی ثِیَرَةٍ إِنه محذوف من ثیارة فتركوا الإِعلال فی العین أَمارة لما نووه من الأَلف، كما جعلوا الصحیح نحو اجتوروا و اعْتَوَنُوا دلیلًا علی أَنه فی معنی ما لا بد من صحته، و هو تَجاوَروا و تَعاونُوا؛ و قال بعضهم: هو شاذ و كأَنهم فرقوا بالقلب بین جمع ثَوْرٍ من الحیوان و بین جمع ثَوْرٍ من الأَقِطِ لأَنهم یقولون فی ثَوْر الأَقط ثِوَرةٌ فقط و للأُنثی ثَوْرَةٌ؛ قال الأَخطل: و فَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ و أَرض مَثْوَرَةٌ: كثیرة الثَّیرانِ؛ عن ثعلب. الجوهری عند قوله فی جمع ثِیَرَةٍ: قال سیبویه: قلبوا الواو یاء حیث كانت بعد كسرة، قال: و لیس هذا بمطرد. و قال المبرّد: إِنما قالوا ثِیَرَةٌ لیفرقوا بینه و بین ثِوَرَة الأَقط، و بنوه علی فِعْلَةٍ ثم حركوه، و یقال: مررت بِثِیَرَةٍ لجماعة الثَّوْرِ. و یقال: هذه ثِیَرَةٌ مُثِیرَة أَی تُثِیرُ الأَرضَ. و قال الله تعالی فی صفة بقرة بنی إِسرائیل: تُثِیرُ الْأَرْضَ وَ لٰا تَسْقِی الْحَرْثَ؛ أَرض مُثارَةٌ إِذا أُثیرت بالسِّنِّ و هی الحدیدة التی تحرث بها الأَرض. و أَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها علی الحب بعد ما فُتحت مرّة، و حكی أَثْوَرَها علی التصحیح. و قال الله عز و جل: وَ أَثٰارُوا الْأَرْضَ؛ أَی حرثوها و زرعوها و استخرجوا منها بركاتها و أَنْزال زَرْعِها. و‌فی الحدیث: أَنه كتب لأَهل جُرَش بالحمَی الذی حماه لهم للفَرَس و الرَّاحِلَةِ و المُثِیرَةِ؛ أَراد بالمثیرة بقر الحَرْث
لسان العرب، ج‌4، ص: 112
لأَنها تُثیرُ الأَرض. و الثّورُ: بُرْجٌ من بروج السماء، علی التشبیه. و الثَّوْرُ: البیاض الذی فی أَسفل ظُفْرِ الإِنسان. و ثَوْرٌ: حیٌّ من تمیم. و بَنُو ثَورٍ: بَطنٌ من الرَّبابِ و إِلیهم نسب سفیان الثَّوری. الجوهری: ثَوْر أَبو قبیلة من مُضَر و هو ثور بن عَبْدِ منَاةَ بن أُدِّ بن طابِخَةَ بن إلیاس بن مُضَر و هم رهط سفیان الثوری. و ثَوْرٌ بناحیة الحجاز: جبل قریب من مكة یسمی ثَوْرَ أَطْحَل. غیره: ثَوْرٌ جبل بمكة و فیه الغار نسب إِلیه ثَوْرُ بنُ عبد مناة لأَنه نزله. و‌فی الحدیث: أنه حَرَّمَ ما بین عَیْرٍ إِلی ثَوْرٍ.ابن الأَثیر قال: هما جبلان، أَما عیر فجبل معروف بالمدینة، و أَما ثور فالمعروف أَنه بمكة، و فیه الغار الذی بات فیه سیدنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، لما هاجر، و هو المذكور فی القرآن؛ و فی روایة قلیلة ما بین عَیْرٍ و أُحُد، و أُحد بالمدینة، قال: فیكون ثور غلطاً من الراوی و إِن كان هو الأَشهر فی الروایة و الأَكثر، و قیل: إن عَیْراً جبل بمكة و یكون المراد أَنه حرم من المدینة قدر ما بین عیر و ثور من مكة أَو حرم المدینة تحریماً مثل تحریم ما بین عیر و ثور بمكة علی حذف المضاف و وصف المصدر المحذوف. و قال أَبو عبید: أَهل المدینة لا یعرفون بالمدینة جبلًا یقال له ثور «2». و إِنما ثور بمكة. و قال غیره: إِلی بمعنی مع كأَنه جعل المدینة مضافة إِلی مكة فی التحریم.

فصل الجیم؛ ج4، ص: 112

جأر؛ ج4، ص: 112

: جَأَرَ یَجْأَرُ جَأْراً و جُؤَاراً: رفع صوته مع تضرع و استغاثة. و فی التنزیل: إِذٰا هُمْ یَجْأَرُونَ؛ و قال ثعلب: هو رفع الصوت إِلیه بالدعاء. و جَأَر الرجلُ إِلی الله عز و جل إِذا تضرّع بالدعاءِ. و‌فی الحدیث: كأَنی أَنظر إِلی موسی له جُؤَارُ إِلی ربه بالتلبیة؛ و منه‌الحدیث الآخر: لخرجتم إِلی الصُّعدَاتِ تَجْأَرُون إِلی الله.و‌قال قتادة فی قوله: إِذٰا هُمْ یَجْأَرُونَ؛ قال: إِذا هم یَجْزعُون، و قال السُّدِّیُّ: یصیحون، و قال مجاهد: یضرعون دعاء، و جأَرَ القومُ جُؤَاراً: و هو أَن یرفعوا أَصواتهم بالدعاء متضرِّعین. قال: و جأَرَ بالدعاء إِذا رفع صوته. الجوهری: الجُؤَارُ مثل الخُوَار، جأَر الثور و البقرة یَجْأَرُ جُؤَاراً: صاحا، و خَارَ یَخور بمعنی واحد: رفعا صوتهما؛ و قرأَ بعضهم: عجلًا جسداً له جُؤَارٌ، حكاه الأَخفش؛ و غیث جُؤَرٌ مثل نُغَرٍ أَی مُصَوّتٌ، من ذلك، و فی الصحاح: أَی غزیر كثیر المطر؛ و أَنشد لجندل بن المُثَنَّی: یا رَبَّ رَبَّ المسلمین بالسُّوَرْ، لا تَسقِهِ صَیِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ دعا علیه أَن لا تمطر أَرضه حتی تكون مُجْدِبةً لا نبت بها، و الصَّیّبُ: المطر الشدید، و العزَّافُ: الذی فیه رعد. و العَزْفُ: الصَّوْتُ، و قیل: غیث جُؤَرٌ طال نبته و ارتفع. و جَأَرَ النبتُ: طال و ارتفع، و جَأَرَت الأَرض بالنبات كذلك؛ و قال الشاعر: أَبْشرْ فَهذی خُوصَةٌ و جَدْرُ و عُشُبٌ، إِذا أَكَلْتَ، جَوأَرُ «3». و عُشْبٌ جَأْرٌ و غَمْرٌ أَی كثیر. و ذكر الجوهری: غَیْثٌ جِوَرُّ فی جَوَرَ، و سیأْتی ذكره. و الجأْرُ من النبت: الغَضُّ الرَّیَّانُ؛ قال جندل: و كُلِّلَتْ بأُقْحوانٍ جأْرِ و هذا البیت فی التهذیب معرّف: و كللت بالأُقحوان الجأْر
(2). قوله [و قال أَبو عبید إلخ] رده فی القاموس بأن حذاء أحد جانحاً إلی ورائه جبلًا صغیراً یقال له ثور (3). قوله [جوأر] كذا بالأصل، و الصواب: جَأرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 113
قال: و هو الذی طال و اكتهل. و رجل جَأْرٌ: ضخم، و الأُنثی جَأْرةٌ. و الجائر: جَیَشانُ النَّفْس، و قد جُئِرَ. و الجائرُ أَیضاً: الغَصَصُ، و الجائرُ: حَرٌّ فی الحَلْقِ.

جبر؛ ج4، ص: 113

: الجَبَّارُ: الله عز اسمه القاهر خلقه علی ما أَراد من أَمر و نهی. ابن الأَنباری: الجبار فی صفة الله عز و جل الذی لا یُنالُ، و منه جَبَّارُ النخل. الفرّاء: لم أَسمع فَعَّالًا من أَفعل إِلا فی حرفین و هو جَبَّار من أَجْبَرْتُ، و دَرَّاك من أَدركْتُ، قال الأَزهری: جعل جَبَّاراً فی صفة الله تعالی أَو فی صفة العباد من الإِجْبار و هو القهر و الإِكراه لا من جَبَرَ. ابن الأَثیر: و یقال جَبَرَ الخلقَ و أَجْبَرَهُمْ، و أَجْبَرَ أَكْثَرُ، و قیل: الجَبَّار العالی فوق خلقه، و فَعَّال من أَبنیة المبالغة، و منه قولهم: نخلة جَبَّارة، و هی العظیمة التی تفوت ید المتناول. و‌فی حدیث أَبی هریرة: یا أَمَةَ الجَبَّار‌إِنما أَضافها إِلی الجبار دون باقی أَسماء الله تعالی لاختصاص الحال التی كانت علیها من إِظهار العِطْرِ و البَخُورِ و التباهی و التبختر فی المشی. و‌فی الحدیث فی ذكر النار: حتی یضع الجَبَّار فیها قَدَمَهُ؛ قال ابن الأَثیر: المشهور فی تأْویله أَن المراد بالجبار الله تعالی، و یشهد له قوله‌فی الحدیث الآخر: حتی یضع فیها رب العزة قدمه؛ و المراد بالقدم أَهل النار الذین قدَّمهم الله لها من شرار خلقه كما أَن المؤمنین قَدَمُه الذین قدَّمهم إِلی الجنة، و قیل: أَراد بالجبار هاهنا المتمرد العاتی، و یشهد له قوله‌فی الحدیث الآخر: إِن النار قالت: وُكّلْتُ بثلاثة: بمن جعل مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ*، و ب كُلِّ جَبّٰارٍ عَنِیدٍ، و بالمصوِّرین.و الجَبَّارُ: المتكبر الذی لا یری لأَحد علیه حقّاً. یقال: جَبَّارٌ بَیِّنُ الجَبَرِیَّة و الجِبِرِیَّة، بكسر الجیم و الباء، و الجَبْرِیَّةِ و الجَبْرُوَّةِ و الجَبَرُوَّةِ و الجُبُرُوتِ و الجَبَرُوتِ و الجُبُّورَةِ و الجَبُّورَة، مثل الفَرُّوجة، و الجِبْرِیاءُ و التَّجْبَارُ: هو بمعنی الكِبْرِ؛ و أَنشد الأَحمر لمُغَلِّسِ بن لَقِیطٍ الأَسَدِیّ یعاتب رجلًا كان والیاً علی أُوضَاخ: فإِنك إِنْ عادَیْتَنی غَضِبِ الحصی عَلَیْكَ، و ذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ یقول: إِن عادیتنی غضب علیك الخلیقة و ما هو فی العدد كالحصی. و المتغطرف: المتكبر. و یروی المتغترف، بالتاء، و هو بمعناه. و تَجَبَّرَ الرجل: تكبر. و‌فی الحدیث: سبحان ذی الجَبَرُوت و المَلَكُوت؛ هو فَعَلُوتٌ من الجَبْر و القَهْرِ. و‌فی الحدیث الآخر: ثم یكون مُلْكٌ و جَبَرُوتٌ‌أَی عُتُوٌّ و قَهْرٌ. اللحیانی: الجَبَّار المتكبر عن عبادة الله تعالی؛ و منه قوله تعالی: وَ لَمْ یَكُنْ جَبّٰاراً عَصِیًّا؛ و كذلك قول عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ لَمْ یَجْعَلْنِی جَبّٰاراً شَقِیًّا؛ أَی متكبراً عن عبادة الله تعالی. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، حضرته امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: دَعُوها فإِنها جَبَّارَة‌أَی عاتیة متكبرة. و الجبِّیرُ، مثال الفِسِّیق: الشدید التَّجَبُّرِ. و الجَبَّارُ من الملوك: العاتی، و قیل: كُلُّ عاتٍ جَبَّارٌ و جِبِّیرٌ. و قَلْبٌ جَبَّارٌ: لا تدخله الرحمة. و قَلْبٌ جَبَّارٌ: ذو كبر لا یقبل موعظة. و رجل جَبَّار: مُسَلَّط قاهر. قال الله عز و جل: وَ مٰا أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبّٰارٍ؛ أَی بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم علی الإِسلام. و الجَبَّارُ: الذی یَقْتُلُ علی الغَضَبِ. و الجَبَّارُ: القَتَّال فی غیر حق. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذٰا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّٰارِینَ؛ و كذلك قول الرجل لموسی فی التنزیل العزیز: إِنْ تُرِیدُ إِلّٰا أَنْ تَكُونَ جَبّٰاراً فِی الْأَرْضِ؛ أَی قتَّالًا
لسان العرب، ج‌4، ص: 114
فی غیر الحق، و كله راجع إِلی معنی التكبر. و الجَبَّارُ: العظیمُ القَوِیُّ الطویلُ؛ عن اللحیانی: قال الله تعالی: إِنَّ فِیهٰا قَوْماً جَبّٰارِینَ؛ قال اللحیانی: أَراد الطُّولَ و القوّة و العِظَمَ؛ قال الأَزهری: كأَنه ذهب به إِلی الجَبَّار من النخیل و هو الطویل الذی فات یَدَ المُتَناول. و یقال: رجل جَبَّار إِذا كان طویلًا عظیماً قویّاً، تشبیهاً بالجَبَّارِ من النخل. الجوهری: الجَبَّارُ من النخل ما طال و فات الید؛ قال الأَعشی: طَرِیقٌ و جَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه، علیه أَبابِیلٌ من الطَّیْرِ تَنْعَبُ و نخلة جَبَّارَة أَی عظیمة سمینة. و‌فی الحدیث: كَثافَةُ جلد الكافر أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار؛ أَراد به هاهنا الطویل، و قیل: الملك، كما یقال بذراع الملك، قال القتیبی: و أَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام الذراع. ابن سیدة: و نخلة جَبَّارة فَتِیَّة قد بلغت غایة الطول و حملت، و الجمع جَبَّار؛ قال: فاخِراتٌ ضُلُوعها فی ذُراها، و أَنَاضَ العَیْدانُ و الجَبَّارُ و حكی السیرافی: نخلة جَبَّارٌ، بغیر هاء. قال أَبو حنیفة: الجَبَّارُ الذی قد ارتقی فیه و لم یسقط كَرْمُه، قال: و هو أَفْتَی النخل و أَكْرَمُه. قال ابن سیدة: و الجَبْرُ المَلِكُ، قال: و لا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن جنی قال: سمی بذلك لأَنه یَجْبُر بِجُوده، و لیس بِقَوِیٍّ؛ قال ابن أَحمر: اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُیِیتَ به، و انْعمْ صَباحاً أَیُّها الجَبْرُ قال: و لم یسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا فی شعر ابن أَحمر؛ قال: حكی ذلك ابن جنی قال: و له فی شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور فی مواضعه. التهذیب: أَبو عمرو: یقال لِلْمَلِك جَبْرٌ. قال: و الجَبْرُ الشُّجاعُ و إِن لم یكن مَلِكاً. و قال أَبو عمرو: الجَبْرُ الرجل؛ و أَنشد قول ابن أَحمر: و انْعمْ صَباحاً أَیُّها الجَبْرُ أَی أَیها الرجل. و الجَبْرُ: العَبْدُ؛ عن كراع. و‌روی عن ابن عباس فی جبریل و میكائیل: كقولك عبد الله و عبد الرحمن؛ الأَصمعی: معنی إِیل هو الربوبیة فأُضیف جبر و میكا إِلیه؛ قال أَبو عبید: فكأَنَّ معناه عبد إِیل، رجل إِیل. و یقال: جبر عبد، و إِیل هو الله. الجوهری: جَبْرَئیل اسم، یقال هو جبر أُضیف إِلی إِیل؛ و فیه لغات: جَبْرَئِیلُ مثال جَبْرَعِیل، یهمز و لا یهمز؛ و أَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك: شَهِدْنا فما تَلْقی لنا من كَتِیبَةٍ، یَدَ الدَّهرِ، إِلا جَبْرَئِیلٌ أَمامُها قال ابن بری: و رفع أَمامها علی الإِتباع بنقله من الظروف إِلی الأَسماء؛ و كذلك البیت الذی لحسان شاهداً علی جبریل بالكسر و حذف الهمزة فإِنه قال: و یقال جِبریل، بالكسر؛ قال حسان: و جِبْرِیلٌ رسولُ اللهِ فِینا، و رُوحُ القُدْسِ لیسَ له كِفاءُ و جَبْرَئِل، مقصور: مثال جَبْرَعِلٍ و جَبْرِین و جِبْرِین، بالنون. و الجَبْرُ: خلاف الكسر، جَبَر العظم و الفقیر و الیتیم یَجْبُرُه جَبْراً و جُبُوراً و جِبَارَةٍ؛ عن اللحیانی. و جَبَّرَهُ فَجَبر یَجْبُرُ جَبْراً و جُبُوراً و انْجَبَرَ و اجْتَبَر و تَجَبَّرَ. و یقال: جَبَّرْتُ الكَسِیر أُجَبِّره تَجْبیراً و جَبَرْتُه جَبْراً؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌4، ص: 115
لها رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ، و أُخْرَی ما یُسَتِّرُها وجاحُ و یقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً و جَبَرَ العظمُ بنفسه جُبُوراً أَی انجَبَر؛ و قد جمع العجاج بین المتعدی و اللازم فقال: قد جَبَر الدِّینَ الإِلهُ فَجَبَرْ و اجْتَبَر العظم: مثل انْجَبَر؛ یقال: جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَر أَی سدّ مفاقره؛ قال عمرو بن كلثوم: مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فلا اجْتَبَرْ، و لا سَقَی الماءَ، و لا راءَ الشَّجَرْ معنی عال جار و مال؛ و منه قوله تعالی: ذٰلِكَ أَدْنیٰ أَلّٰا تَعُولُوا؛ أَی لا تجوروا و تمیلوا. و‌فی حدیث الدعاء: و اجْبُرْنی و اهدنی‌أَی أَغننی؛ من جَبَرَ الله مصیبته أَی رَدَّ علیه ما ذهب منه أَو عَوَّضَه عنه، و أَصله من جَبْرِ الكسر. و قِدْرٌ إِجْبارٌ: ضدّ قولهم قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه جابراً فی نفسه، أَو أَرادوا جمع قِدْرٍ جَبْرٍ و إِن لم یصرحوا بذلك، كما قالوا قِدْرٌ كَسْرٌ؛ حكاها اللحیانی. و الجَبائر: العیدان التی تشدّها علی العظم لتَجْبُرَه بها علی استواء، واحدتها جِبارَة و جَبِیرةٌ. و المُجَبِّرُ: الذی یَجْبُر العظام المكسورة. و الجِبارَةُ و الجَبیرَة: الیارَقَةُ، و قال فی حرف القاف: الیارَقُ الجَبِیرَةُ و الجِبارَةُ و الجبیرة أَیضاً: العیدان التی تجبر بها العظام. و‌فی حدیث علیّ، كرّم الله تعالی وجهه: و جَبَّار القلوب علی فِطراتِها؛ هو من جبر العظم المكسور كأَنه أَقام القلوب و أَثبتها علی ما فطرها علیه من معرفته و الإِقرار به شقیها و سعیدها. قال القتیبی: لم أَجعله من أَجْبَرْتُ لأَن أَفعل لا یقال فیه فَعَّال، قال: یكون من اللغة الأُخْرَی. یقال: جَبَرْت و أَجْبَرْتُ بمعنی قهرت. و‌فی حدیث خسف جیش البَیْدَاء: فیهم المُسْتَبْصِرُ و المَجْبُور و ابن السبیل؛ و هذا من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ. أَبو عبید: الجَبائر الأَسْوِرَة من الذهب و الفضة، واحدتها جِبَارة و جَبِیرَةٌ؛ و قال الأَعشی: فَأَرَتْكَ كَفّاً فی الخِضَابِ و مِعصماً، مِثْلَ الجِبَارَهْ و جَبَرَ الله الدین جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً؛ حكاها اللحیانی، و أَنشد قول العجاج: قَدْ جَبَرَ الدِّینَ الإِلهُ فجبَرْ و الجَبْرُ أَن تُغْنِیَ الرجلَ من الفقر أَو تَجْبُرَ عظمَه من الكسر. أَبو الهیثم: جَبَرْتُ فاقةَ الرجل إِذا أَغنیته. ابن سیدة: و جَبَرَ الرجلَ أَحسن إِلیه. قال الفارسی: جَبَرَه أَغناه بعد فقر، و هذه أَلیق العبارتین. و قد استَجْبَرَ و اجْتَبَرَ و أَصابته مصیبة لا یَجْتَبِرُها أَی لا مَجْبَرَ منها. و تَجَبَّرَ النبتُ و الشجر: اخْضَرَّ و أَوْرَقَ و ظهرت فیه المَشْرَةُ و هو یابس، و أَنشد اللحیانی لإمرئ القیس: و یأْكُلْنَ من قوٍّ لَعَاعاً وَ رِبَّةً، تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ، فَهْوَ نَمِیصُ قوّ: موضع. و اللعاع: الرقیق من النبات فی أَوّل ما ینبت. و الرِّبَّةُ: ضَرْبٌ من النبات. و النَّمِیصُ: النبات حین طلع ورقه؛ و قیل: معنی هذا البیت أَنه عاد نابتاً مخضرّاً بعد ما كان رعی، یعنی الرَّوْضَ. و تَجَبَّرَ النبت أَی نبت بعد الأَكل. و تَجَبَّر النبت و الشجر إِذا نبت فی یابسه الرَّطْبُ. و تَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثم صلح قلیلًا بعد الأَكل. قال: و یقال للمریض: یوماً
لسان العرب، ج‌4، ص: 116
تراه مُتَجَبِّراً و یوماً تَیْأَسُ منه؛ معنی قوله متجبراً أَی صالح الحال. و تَجَبَّرَ الرجُل مالًا: أَصابه، و قیل: عاد إِلیه ما ذهب منه؛ و حكی اللحیانی: تَجَبَّرَ الرجُل، فی هذا المعنی، فلم یُعَدِّه. التهذیب: تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِلیه من ماله بعضُ ما ذهب. و العرب تسمی الخُبْزَ جابِراً، و كنیته أَیضاً أَبو جابر. ابن سیدة: و جابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة؛ و كل ذلك من الجَبْرِ الذی هو ضد الكسر. و جابِرَةُ: اسم مدینة النبی، صلی الله علیه و سلم، كأَنها جَبَرَتِ الإِیمانَ.و سمی النبی، صلی الله علیه و سلم، المدینة بعدة أَسماء: منها الجابِرَةُ و المَجْبُورَةُ. و جَبَرَ الرجلَ علی الأَمر یَجْبُرُه جَبْراً و جُبُوراً و أَجْبَرَه: أَكرهه، و الأَخیرة أَعلی. و قال اللحیانی: جَبَرَه لغة تمیم وحدها؛ قال: و عامّة العرب یقولون: أَجْبَرَهُ. و الجَبْرُ: تثبیت وقوع القضاء و القدر. و الإِجْبارُ فی الحكم، یقال: أَجْبَرَ القاضی الرجلَ علی الحكم إِذا أَكرهه علیه. أَبو الهیثم: و الجَبْرِیَّةُ الذین یقولون أَجْبَرَ اللهُ العبادَ علی الذنوب أَی أَكرههم، و معاذ الله أَن یُكره أَحداً علی معصیته و لكنه علم ما العبادُ. و أَجْبَرْتُهُ: نسبته إلی الجَبْرِ، كما یقال أَكفرته: نسبته إِلی الكُفْرِ. اللحیانی: أَجْبَرْتُ فلاناً علی كذا فهو مُجْبَرٌ، و هو كلام عامّة العرب، أَی أَكرهته علیه. و تمیم تقول: جَبَرْتُه علی الأَمر أَجْبرُهُ جَبْراً و جُبُوراً؛ قال الأَزهری: و هی لغة معروفة. و كان الشافعی یقول: جَبَرَ السلطانُ، و هو حجازی فصیح. و قیل للجَبْرِیَّةِ جَبْرِیَّةٌ لأَنهم نسبوا إِلی القول بالجَبْرِ، فهما لغتان جیدتان: جَبَرْتُه و أَجْبَرْته، غیر أَن النحویین استحبوا أَن یجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد كسره و جَبْرِ الفقیر بعد فاقته، و أَن یكون الإِجْبارُ مقصوراً علی الإِكْراه، و لذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ، قال: و جائز أَن یكون الجَبَّارُ فی صفة الله تعالی من جَبْرِه الفَقْرَ بالغِنَی، و هو تبارك و تعالی جابر كل كسیر و فقیر، و هو جابِرُ دِینِه الذی ارتضاه، كما قال العجاج: قد جَبَرَ الدینَ الإِلهُ فَجَبَرْ و الجَبْرُ: خلافُ القَدَرِ. و الجبریة، بالتحریك: خلاف القَدَرِیَّة، و هو كلام مولَّد. و حربٌ جُبَارٌ: لا قَوَدَ فیها و لا دِیَةَ. و الجُبَارُ من الدَّمِ: الهَدَرُ. و‌فی الحدیث: المَعْدِنُ جُبَارٌ و البِئْرُ جُبَارٌ و العَجْماءُ جُبَارٌ؛ قال: حَتَمَ الدَّهْرُ علینا أَنَّهُ ظَلَفٌ، ما زال منَّا، و جُبَار و قال تَأَبَّط شَرّاً: بِهِ من نَجاءِ الصَّیْفِ بِیضٌ أَقَرَّها جُبَارٌ، لِصُمِّ الصَّخْرِ فیه قَراقِرُ جُبَارٌ یعنی سیلًا. كُلُّ ما أَهْلَكَ و أَفْسَدَ: جُبَارٌ. التهذیب: و الجُبارُ الهَدَرُ. یقال: ذهب دَمُه جُبَاراً. و معنی الأَحادیث: أن تنفلت البهیمة العجماء فتصیب فی انفلاتها إِنساناً أَو شیئاً فجرحها هدَر، و كذلك البئر العادِیَّة یسقط فیها إِنسان فَیَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ، و المَعْدِن إِذا انهارَ علی حافره فقتله فدمه هدر. و فی الصحاح: إِذا انهار علی من یعمل فیه فهلك لم یؤخذ به مُستَأْجرُه. و‌فی الحدیث: السائمةُ جُبَار؛ أَی الدابة المرسَلة فی رعیها. و نارُ إِجْبِیرَ، غیر مصروف: نار الحُباحِبِ؛ حكاه أَبو علی عن أَبی عمرو الشیبانی. و جُبَارٌ [جِبَارٌ: اسم یوم الثلاثاء فی الجاهلیة من أَسمائهم القدیمة؛ قال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 117
أُرَجِّی أَنْ أَعِیشَ، و أَنَّ یَوْمِی بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالی دُبارِ، فإِنْ یَفُتْنی، فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِیَارِ الفراء عن المُفَضَّل: الجُبَارُ یوم الثلاثاء. و الجَبَارُ: فِناءُ الجَبَّان. و الجِبَارُ: الملوك، واحدهم جَبْرٌ. و الجَبَابِرَةُ: الملوك، و قد تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار. قیل: الجَبَّارُ المَلِكُ، و هذا كما یقال هو كذا و كذا ذراعاً بذراع الملك، و أَحسبه ملكاً من ملوك العجم ینسب إِلیه الذراع. و جَبْرٌ و جابِرٌ و جُبَیْرٌ و جُبَیْرَةُ و جَبِیرَةُ: أَسماء، و حكی ابن الأَعرابی: جِنْبَارٌ من الجَبْرِ؛ قال ابن سیدة: هذا نص لفظه فلا أَدری من أَیِّ جَبْرٍ عَنَی، أَ من الجَبْرِ الذی هو ضدّ الكسر و ما فی طریقه أَم من الجَبْرِ الذی هو خلاف القَدَرِ؟ قال: و كذلك لا أَدری ما جِنْبَارٌ، أَ وَصْفٌ أَم عَلَم أَم نوع أَم شخص؟ و لو لا أَنه قال جِنْبَارٌ، من الجَبْرِ لأَلحقته بالرباعی و لقلت: إِنها لغة فی الجِنِبَّارِ الذی هو فرخ الحُبَارَی أَو مخفف عنه، و لكن قوله من الجَبْرِ تصریحٌ بأَنه ثلاثی، و الله أَعلم.

جثر؛ ج4، ص: 117

: ورَقٌ جِثْرٌ: واسع. و ثَجَّرَ الشی‌ءَ «4». وَسَّعَه. و انثَجر الماء: صار كثیراً. و انْثَجَر الدَّمُ: خرج دُفَعاً، و قیل: انْثَجَر كانْفَجَر؛ عن ابن الأَعرابی، فإِما أَن یكون ذهب إِلی تسویتهما فی المعنی فقط، و إِما أَن یكون أَراد أَنهما سواء فی المعنی، و أَن الثاء مع ذلك بدل من الفاء. و ثُجْرَةُ الوادی: حیث یتفرق الماء و یتسع، و هو معظمه. و ثُجْرَةُ الإِنسان و غیره: وسَطُه، و قیل: مُجْتَمَعُ أَعلی جسده، و قیل: هی اللَّبَّةُ و هی من البعیر السَّبَلَةُ. و سهم أَثْجَرُ: عریض واسع الجَرْحِ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد الهذلی و ذكر رجلًا احتمی بنبله: و أَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ كأَنَّها، إِذا لم یُغَیِّبْها الجَفِیرُ، جَحِیمُ و قیل: سهامٌ ثُجْرٌ غِلاظ الأُصول قصار. و الثُجْرَة: القِطْعَةُ المتفرِّقة من النبات. و الثَّجِیرُ: ثُفْلُ عصیر العنب و التمر، و قیل: هو ثفل التمر و قشر العنب إِذا عصر. و ثَجَر التمرَ: خلطه بِثَجِیر البُسْرِ. و ثَجْرٌ: موضع قریب من نجْرانَ؛ من تذكرة أَبی علی، و أَنشد: هَیْهَاتَ، حَتَّی غَدَوْا مِنْ ثَجْرَ، مَنْهَلُهم حِسْیٌ بِنَجْرانَ، صاحَ الدِّیكُ فاحْتَملُوا جعله اسماً للبقعة فترك صرفه. و مكان جَثْرٌ: فیه ترابٌ یخالطه سَبَخٌ.

جحر؛ ج4، ص: 117

: الجُحْرُ: لكل شی‌ء یُحْتَفَرُ فی الأَرض إِذا لم یكن من عظام الخلق. قال ابن سیدة: الجُحْرُ كل شی‌ء تَحْتَفِرُه الهَوامُّ و السباع لأَنفسها، و الجمع أَجْحارٌ و جِحَرَةٌ؛ و قوله: مُقَبِّضاً نَفْسِیَ فی طُمَیْرِی، تَجَمُّعَ القُنْفُذِ فی الجُحَیْرِ فإِنه یجوز أَن یعنی به شوكه لیقابل قوله مقبضاً نفسی فی طمیری، و قد یجوز أَن یعنی جُحْره الذی یدخل فیه، و هو المَجْحَرُ. و مَجاحِرُ القوم: مَكامِنُهُمْ. و أَجْحَرَهُ فانْجَحرَ: أَدخله الجُحْرَ فدخَله. و أَجْحَرْتُه
(4). قوله: [و ثجر الشی‌ء إلخ] من هنا إلی قوله و مكان جثر حقه أن یذكر فی ثجر بل ذكر معظمه هناك
لسان العرب، ج‌4، ص: 118
أَی أَلجأْته إِلی أَن دخلَ جُحْرَهُ. و جَحَرَ الضَّبُّ: «1». دخل جُحْرَهُ. و أَجْحَرَهُ إِلی كذا: أَلجأَه. و المُجْحَرُ: المضطرُّ المُلْجَأُ؛ و أَنشد: یَحمِی المُجْحَرِینا و یقال: جَحَرَ عنَّا خَیْرُكَ أَی تَخَلَّفَ فلم یُصِبنا. و اجْتَحَرَ لنفسه جُحْراً أَی اتخذه. قال الأَزهری: و یجوز فی الشعر جَحَرَتِ الهَناةُ فی جِحَرَتها. و الجُحْرانُ: الجُحْرُ، و نظیره: جئت فی عُقْبِ الشَّهْرِ و فی عُقْبانِه. و‌فی الحدیث: إِذا حاضت المرأَة حرم الجُحْران؛ مروی عن عائشة، رضی الله عنها، رواه بعض الناس بكسر النون علی التثنیة یرید الفرج و الدبر. و قال بعض أَهل العلم: إِنما هو الجُحْرانُ، بضم النون، اسم القُبُل خاصة؛ قال ابن الأَثیر: هو اسم للفرج، بزیادة الأَلف و النون، تمییزاً له عن غیره من الجِحَرَةِ، و قیل: المعنی أَن أَحدهما حرام قبل الحیض، فإِذا حاضت حرما جمیعاً. و الجَواحِرُ: المتخلفات من الوحش و غیرها؛ قال إمرؤ القیس: فَأَلْحَقَنا بالْهَادِیاتِ، و دُونَهُ جَواحِرُها، فی صَرَّةٍ لم تَزَیَّلِ و قیل: الجاحر من الدواب و غیرها المتخلف الذی لم یلحق. و الجَحْرَةُ، بالفتح: السنة الشدیدة المجدبة القلیلة المطر؛ قال زهیر بن أَبی سلمی: إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ، و نالَ كِرامَ المالِ فی الجَحْرَةِ الأَكْلُ الجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشدیدة لأَنها تَجْحَرُ الناسَ فی البیوت. و الشهباء: البیضاء لكثرة الثلج و عدم النبات. و أَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم و أَهلكت أَموالهم. و نال كرامَ المال یعنی كرائم الإِبل، یرید أَنها تنحر و تؤكل لأَنهم لا یجدون لبناً یغنیهم عن أَكلها. و الجَحَرَةُ: السَّنة «2». التی تَجْحَرُ الناسَ فی البیوت، سمیت جَحَرَةً لذلك. الأَزهری: و أَجْحَرَتْ نُجُومُ الشتاء إِذا لم تمطر؛ قال الراجز: إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ، و اشْتَدَّ فی غیرِ ثَرًی أُرُومُهُ و جَحَرَ الربیعُ إِذا لم یصبك مطره. و جَحَرَتْ عینه: غَارت. و‌فی الحدیث فی صفة الدَّجال: لیست عینه بِناتئَةٍ و لا جَحْراءَ؛ أَی غائرة مُنْجَحِرَة فی نُقْرَتها؛ و قال الأَزهری: هی بالخاء المعجمة، و أَنكر الحاء، و سنذكرها فی موضعها. و بَعِیر جُحارِیَةٌ: مجتمع الخَلْقِ. و الجَحْرَمَةُ: الضِّیقُ و سُوءُ الخُلق، و المیم زائدة. و جَحَرَ فلانٌ: تأَخر. و الجَواحِرُ: الدَّواخل فی الجِحَرَةِ و المَكامِنِ، و جَحَرَتِ الشمسُ لِلْغُیوب، و جَحَرَتِ الشمس إِذا ارتفعت فأَزِیَ الظلُّ.

جحدر؛ ج4، ص: 118

: الجَحْدَرُ: الرجل الجَعْدُ القَصِیرُ، و الأُنثی جَحْدَرَةٌ، و الاسم الجَحْدَرَةُ. و یقال: جَحْدَرَ صاحبَه و جَحْدَلَهُ إِذا صرعه. و جَحْدَرٌ: اسم رجل.

جحشر؛ ج4، ص: 118

: الجُحاشِرُ: الضَّخْمُ؛ و أَنشد فی صفة إِبل لبعض الرُّجَّازِ: تَسْتَلُّ ما تَحْتَ الإِزارِ الحاجِرِ، بِمُقْنِعٍ من رأْسِها جُحاشِرِ قال: و المُقْنِعُ من الإِبل الذی یرفع رأْسه و هو كالخِلْقَةِ و الرأْسُ مُقْنِعٌ. أَبو عبیدة: الجَحشَرُ من صفات الخیل، و الأُنثی جَحْشَرَةٌ، قال: و إِن
(1). قوله: [و جحر الضب إلخ] من باب منع كما فی القاموس (2). قوله: [و الجحرة السنة إلخ] بالتحریك، و بسكون الحاء كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 119
شئت قلت جُحَاشِرٌ، و الأُنثی جُحاشِرَةٌ، و هو الذی فی ضلوعه قِصَرٌ، و هو فی ذلك مُجْفِرٌ كإِجْفارِ الجُرْشُعِ؛ و أَنشد: جُحاشِرَة صَتْمٌ طِمِرٌّ كأَنَّها عُقابٌ، زَفَتْها الرِّیحُ، فَتْخاءُ كاسِرُ قال: و الصَّتْمُ و الصَّتَمُ الذی شَخَصَتْ محانی ضلوعه حتی ساوت بمتنه و غَرِضَتْ شهوته، و هو أَصْتَمُ العظام، و الأُنثی صَتْمَةٌ. ابن سیدة: الجَحْشَرُ و الجُحاشِرُ و الجَحْرَشُ الحادِرُ الخَلْقِ العظیمُ الجِسْمِ العَبْلُ المفاصل، و كذلك الجُحَاشِرَةُ؛ قال: جُحاشِرَةٌ هِمٌّ، كأَنَّ عِظامَهُ عَوَاثِمُ كَسْرٍ، أَو أَسیلٌ مُطَهَّمُ و جَحْشَرٌ: اسْمٌ.

جحنبر؛ ج4، ص: 119

: الفراء: الجِحِنْبارُ: الرجلُ الضَّخْمُ؛ و أَنشد: فهو جِحِنْبارٌ مُبِینُ الدَّعْرَمَهْ

جخر؛ ج4، ص: 119

: جَخِرَ الفرسُ جَخَراً: امتلأَ بطنه فذهب نشاطه و انكسر. و جَخِرَ الفرسُ «1». جَخَراً: جَزِعَ من الجوع و انكسر علیه. و رجل جَخِرٌ: جبان أَكولٌ، و الأُنثی جَخِرَةٌ. و جَخِرَ جوف البئر، بالكسر: اتسع، و تَجْخِیرها: توسیعها، و أَجْخَر فلان إِذا وَسَّعَ رأْسَ بئره. و أَجْخَرَ إِذا أَنْبَعَ ماءً كثیراً فی غیر موضع بئر. و أَجْخَرَ إِذا تَزَوَّج جَخْراء، و هی الواسعة. و أَجْخَرَ إِذا غسل دبره و لم یُنْقِها فبقی نَتْنُه. الجوهری: الجَخَرُ، بالتحریك، الاتساع فی البئر. و جَخَرَ البئرَ یَجْخَرُها جَخْراً و جَخَّرها: وسعها. و الجَخَرُ: قبح رائحة الرَّحِمِ. و امرأَة جَخْراءُ: واسعة البطن. و قال اللحیانی: الجَخْراء من النساء المُنْتِنَةُ التَّفِلَةُ. و‌فی الحدیث فی صفة عین الدجال: أَعْورُ مطموسُ العین لیست بِناتِئَةٍ و لا جَخْراءَ؛ قال: یعنی الضَّیِّقَةَ التی فیها غَمْصٌ و رَمَصٌ؛ و منه قیل للمرأَة جَخْراءُ إِذا لم تكن نظیفةَ المكانِ، و روی بالحاء المهمَلة، و هو مذكور فی موضعه؛ و قال الأَزهری: هی بالخاء و أَنكر الحاء. ابن شمیل: الجَخَرُ فی الغنم أَن تشرب الماء و لیس فی بطنها شی‌ء فیَتَخَضْخَضَ الماءُ فی بطونها فتراها جَخِرَةً خاسِفَة «2»؛ و قال الأَصمعی فی قوله: بِبَطْنِهِ یَعْدُو الذَّكَرْ قال: الذكر من الخیل لا یعدو إِلا إِذا كان بین الممتلئ و الطاوی، فهو أَقل احتمالًا للجَخَرِ من الأُنثی. و الجَخَرُ: الخلاء، و الذكر إِذا خلا بطنه انكسر و ذهب نشاطه. و الجاخِرُ: الوادی الواسع. و تَجَخَّرَ الحوض إِذا تَفَلَّقَ طینه و انفجر ماؤه. الأَزهری: و الجُخَیرة تصغیر الجَخَرة، و هی نَفْحَة تبقی فی القندودة إِذا لم تنق.

جخدر؛ ج4، ص: 119

: ابن درید: الجَخْدَرُ و الجَخْدرِیُّ الضَّخْمُ.

جدر؛ ج4، ص: 119

: هو جَدِیرٌ بكذا و لكذا أَی خَلِیقٌ له، و الجمع جَدِیرُونَ و جُدَراءُ، و الأُنثی جَدِیرَةٌ. و قد جَدُرَ جَدارَة، و إِنه لمَجْدَرَةٌ أَن یفعل، و كذلك الاثنان و الجمع، و إنها لمَجْدَرَةٌ بذلك و بأَن تفعل ذلك، و كذلك الاثنتان و الجمع؛ كله عن اللحیانی. و عنه أَیضاً: إنه لَجدِیر أَن یفعل ذلك و إِنهما لجَدِیرانِ؛ و قال زهیر: جَدِیرُونَ یوماً أَن یَنالوا فَیَسْتَعْلُوا و یقال للمرأَة: إِنها لجَدِیرَةٌ أَن تفعل ذلك و خلیقة،
(1). قوله: [جخر الفرس] هذا و الذی بعده من باب فرح، و قوله و جخر البئر إلخ من باب منع كما فی القاموس (2). قوله: [خاسفة] كذا بالأصل بالسین المهملة و الفاء أی مهزولة، و فی القاموس خاشعة بالمعجمة و العین
لسان العرب، ج‌4، ص: 120
و إنهن جَدِیراتٌ و جَدائِرُ؛ و هذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك و مَجْدَرَةٌ منه أَی مَخْلَقَةٌ. و مَجْدَرَةٌ منه أَن یَفْعَل كذا أَی هو جَدِیرٌ بفعله؛ و أَجْدِرْ بِهِ أَن یفعل ذلك. و حكی اللحیانی عن أَبی جعفر الرَّوَاسی: إِنه لمَجْدُورٌ أَن یفعل ذلك، جاء به علی لفظ المفعول و لا فعل له. و حكی: ما رأَیت من جَدَارتِهِ، لم یزد علی ذلك. و الجُدَرِیُّ «1». و الجَدَرِیُّ، بضم الجیم و فتح الدال و بفتحهما لغتان: قُروحٌ فی البدن تَنَفَّطُ عن الجلد مُمْتَلِئَة ماءً، و تَقَیَّحُ، و قد جُدِرَ جَدْراً و جُدِّرَ و صاحبها جَدِیرٌ مُجَدَّرٌ، و حكی اللحیانی: جَدِرَ یَجْدَرُ جَدَراً. و أَرضٌ مَجْدَرَة: ذات جُدَرِیّ. و الجَدَرُ و الجُدَرُ: سِلَعٌ تكون فی البدن خلقة و قد تكون من الضرب و الجراحات، واحدتها جَدَرَة و جُدَرَةٌ، و هی الأَجْدارُ. و قیل: الجُدَرُ إِذا ارتفعت عن الجلد و إِذا لم ترتفع فهی نَدَبٌ، و قد یدعی النَّدَبُ جُدَراً و لا یدعی الجُدَرُ نَدَباً. و قال اللحیانی: الجُدَرُ السِّلَع تكون بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة، واحدتها جُدَرَةٌ. الجوهری: الجَدَرَةُ خُرَاجٌ، و هی السِّلْعَةُ، و الجمع جَدَرٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یا قاتَلَ اللهُ ذُقَیْلًا ذا الجَدَرْ و الجُدَرُ: آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ علی جلد الإِنسان، الواحدة جُدَرَةٌ، فمن قال الجُدَرِیُّ نَسَبَه إِلی الجُدَرِ، و من قال الجَدَریُّ نسبه إِلی الجَدَر؛ قال ابن سیدة: هذا قول اللحیانی، قال: و لیس بالحسن. و جَدِرَ ظهرهُ جَدَراً: ظهرت فیه جُدَرٌ. و الجُدَرَةُ فی عنق البعیر: السِّلْعَةُ، و قیل: هی من البعیر جُدَرَةٌ و من الإِنسان سِلْعَةٌ و ضَواةٌ. ابن الأَعرابی: الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ فی أَصل لَحْیِ البعیر النضر. الجَدَرَةُ: غُدَدٌ تكون فی عنق البعیر یسقیها عِرْقٌ فی أَصلها نحو السلعة برأْس الإِنسان. و جَمَلٌ أَجْدَرُ و ناقة جَدْراء. و الجَدَرُ: وَرَمٌ یأْخذ فی الحلق. و شاة جَدْراء: تَقَوَّب جلدها عن داء یصیبها و لیسَ من جُدَرِیّ. و الجُدَرُ: انْتِبارٌ فی عنق الحمار و ربما كان من آثار الكَدْمِ، و قد جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً. و فی التهذیب: جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا انْتَبَرَتْ؛ و أَنشد لرؤبة: أَو جادِرُ اللِّیتَیْنِ مَطْوِیُّ الحَنَقْ ابن بُزُرج: جَدِرَتْ یدَهُ تَجْدَرُ و نَفِطَتْ و مَجِلَتْ، كل ذلك مفتوح، و هی تَمْجَلُ و هو المَجْلُ؛ و أَنشد: إِنِّی لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا، و إن وجَدْتُ فی یَدَیَّ مَجْلا و‌فی الحدیث: الكَمْأَةُ جُدَرِیُّ الأَرض، شبهها بالجُدَرِیِّ، و هو الحب الذی یظهر فی جسد الصبی لظهورها من بطن الأَرض، كما یظهر الجُدَرِیُّ من باطن الجلد، و أَراد به ذمّها. و منه‌حدیث مَسْرُوق: أَتینا عبد الله فی مُجَدَّرِینَ و مُحَصَّبِینَ‌أَی جماعة أَصابهم الجُدَرِیُّ و الحَصْبَةُ. و الحَصْبَةُ: شِبْه الجُدَرِیّ یظهر فی جلد الصغیر. و عامِرُ الأَجْدَارِ: أَبو قبیلة من كَلْبٍ، سمی بذلك لِسِلَعٍ كانت فی بدنه. و جَدَرَ النَّبْتُ و الشجر و جَدُرَ جَدارَةً و جَدَّرَ
(1). قوله: [و الجدری] هو داء معروف یأخذ الناس مرة فی العمر غالباً. قالوا: أول من عذب به قوم فرعون ثم بقی بعدهم، و قال عكرمة: أوّل جدری ظهر ما أصیب به أبرهة، أفاده شارح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 121
و أَجْدَرَ: طلعت رؤوسه فی أَوّل الربیع و ذلك یكون عَشْراً أَو نصف شهر، و أَجْدَرَتِ الأَرض كذلك. و قال ابن الأَعرابی: أَجْدَرَ الشجرُ و جَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره كالحِمَّصِ؛ و قال الطرماح: و أَجْدَرَ مِنْ وَادِی نَطاةَ وَلِیعُ و شجر جَدَرٌ. و جَدَرَ العَرْفَجُ و الثُّمامُ یَجْدُر إِذا خرج فی كُعُوبه و مُتَفَرّق عِیدانِه مثلُ أَظافیر الطیر. و أَجْدَرَ الوَلِیعُ و جادَرَ: اسْمَرَّ و تغیر؛ عن أَبی حنیفة، یعنی بالولیع طَلْعَ النخل و الجَدَرَةُ: الحَبَّةُ من الطلع. و جَدَّرَ العنَبُ: صار حبه فُوَیْقَ النَّفَض. و یقال: جَدِرَ الكَرْمُ یَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ و هَمَّ بالإِیراق. و الجِدْرَ: نَبْتٌ؛ و قد أَجْدَرَ المكانُ. و الجَدَرَةُ، بفتح الدال: حَظِیرة تصنع للغنم من حجارة، و الجمع جَدَرٌ. و الجَدِیرَة: زَرْبُ الغَنم. و الجَدِیرَة: كَنِیفٌ یتخذ من حجارة یكون لِلْبَهْم و غیرها. أَبو زید: كنیف البیت مثل الجُحْرَة یجمع من الشجر، و هی الحظیرة أَیضاً. و الحِظَارُ: ما حُظِرَ علی نبات شجر، فإِن كانت الحظیرة من حجارة فهی جَدِیرَة، و إِن كان من طین فهو جِدارٌ. و الجِدارُ: الحائط، و الجمع جُدُرٌ، و جُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ و بُطْنانٍ «2»؛ قال سیبویه: و هو مما استغنوا فیه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله، فقالوا ثلاثة جُدُرٍ؛ و‌قول عبد الله بن عمر أَو غیره: إِذا اشتریت اللحم یضحك جَدْرُ البیت؛ یجوز أَن یكون جَدْرٌ لغةً فی جِدارٍ؛ قال ابن سیدة: و الصواب عندی تضحك جُدُرُ البیت، و هو جمع جِدارٍ، و هذا مَثَلٌ و إِنما یرید أَن أَهل الدار یفرحون. الجوهری: الجَدْرُ و الجِدَارُ الحائط. و جَدَرَه یَجْدُرُه جَدْراً: حَوَّطه. و اجْتَدَرَهُ: بناه؛ قال رؤبة: تَشْیِید أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ و جَدَّرَهُ: شَیَّدَهُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و آخَرُون كالحَمِیرِ الجُشَّرِ، كأَنَّهُمْ فی السَّطْحِ ذِی المُجَدَّرِ إِنما أَراد ذی الحائط المجدّر، و قد یجوز أَن یكون أَراد ذی التجدیر أَی الذی جُدّر و شُیِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعیل لأَنهما جمیعاً مصدران لفَعَّلَ؛ أَنشد سیبویه: إِنَّ المُوَقَّی مِثْلُ ما لَقِیتُ أَی إِن التوقیة. و جَدَرَ الرجلُ: تواری بالجِدارِ؛ حكاه ثعلب، و أَنشد: إِنَّ صُبَیْحَ بن الزُّبَیْرِ فأَرَا فی الرَّضْمِ، لا یَتْرُك منه حَجَرا إِلَّا مَلاه حِنْطَةً و جَدَرا قال: و یروی حشاه. و فأَر: حفر. قال: هذا سرق حنطة و خبأَها. و الجَدَرَةُ: حَیٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة لذلك. و الجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ. و‌فی الحدیث: حتی یبلغ الماء جَدْرَهُ‌أَی أَصله، و الجمع جُدُورٌ، و قال اللحیانی: هی الجوانب؛ و أَنشد: تَسْقی مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِیفتُها، جُدُورُها من أَتِیِّ الماء مَطْمُومُ قال: أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ،
(2). قوله: [مثل بطن و بطنان] كذا فی الصحاح. و لعل التمثیل: إنما هو بین جدران و بطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فیهما. و فی المصباح: و الجدار الحائط و الجمع جدر مثل كتاب و كتب و الجدر لغة فی الجدار و جمعه جدران
لسان العرب، ج‌4، ص: 122
و لو لا ذلك لقال مطمومة. و‌فی حدیث الزبیر حین اختصم هو و الأَنصاری إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فی سُیول شِراجِ الحَرَّةِ: اسْقِ أَرْضَكَ حتی یَبْلُغَ الماءُ الجَدْرَ؛ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار، و‌فی روایة: قال له احبس الماء حتی یبلغَ الجُدَّ؛ هی المُسنَّاةُ و هو ما رفع حول المزرعة كالجِدارِ، و قیل: هو لغة فی الجدار، و روی الجُدُر، بالضم، جمع جدار، و یروی بالذال؛ و منه‌قوله لعائشة، رضی الله عنها: أَخاف أَن یَدْخُلَ قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ فی البیت؛ یرید الحِجْرَ لما فیه من أُصول حائط البیت. و الجُدُرُ: الحواجز التی بین الدِّبارِ الممسكة الماء. و الجَدِیرُ: المكان یبنی حوله جِدارٌ. اللیث: الجَدِیرُ مكان قد بنی حوالیه مَجْدورٌ؛ قال الأَعشی: و یَبْنُونَ فی كُلِّ وادٍ جَدِیرا و یقال للحظیرة من صخر: جَدِیرَةٌ. و جُدُورُ العنب: حوائطه، واحدها جَدْرٌ. و جَدْراءُ الكَظَامَة: حافاتها، و قیل: طین حافتیها. و الجِدْرُ: نبات «1». واحدته جِدْرَةٌ. و قال أَبو حنیفة: الجَدْرُ كالحلمة غیر أَنه صغیر یَتَرَبَّلُ و هو من نبات الرمل ینبت مع المَكْرِ، و جمعه جُدُورٌ؛ قال العجاج و وصف ثوراً: أَمْسَی بذاتِ الحاذِ و الجُدُورِ التهذیب: اللیث: الجَدْرُ ضرب من النبات، الواحدة جَدْرَةٌ؛ قال العجاج: مَكْراً و جَدْراً و اكْتَسَی النَّصِیُّ قال: و من شجر الدِّقِّ ضروب تنبت فی القِفاف و الصِّلابِ، فإِذا أَطلعت رؤوسها فی أَول الربیع قیل: أَجْدَرَتِ الأَرْضُ. و أَجْدَرَ الشجر، فهو جَدْرٌ، حتی یطول، فإِذا طال تفرقت أَسماؤه. و جَدَرٌ: موضع بالشام، و فی الصحاح: قریة بالشام تنسب إِلیها الخمر؛ قال أَبو ذؤیب: فما إِنْ رَحیقٌ سَبَتْها التِّجَارُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ، فَوَادی جَدَرْ و خمر جَیْدَرِیَّةٌ: منسوب إِلیها، علی غیر قیاس؛ قال معبد بن سعنة: أَلا یا اصْبَحَانی قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ، و قَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَیْبَةَ عاجِلِ أَلا یا اصْبَحَانی فَیْهَجاً جَیْدَرِیَّةً، بماءٍ سَحَابٍ، یَسْبِقِ الحَقَّ باطِلی و هذا البیت أَورده الجوهری أَلا یا اصْبَحِینا، و الصواب ما أَوردناه لأَنه یخاطب صاحبیه. قال ابن بری: و الفیهج هنا الخمر و أَصله ما یكال به الخمر، و یعنی بالحق الموت و القیامة، و قد قیل: إِن جَیْدَراً موضع هنالك أَیضاً فإِن كانت الخمر الجیدریة منسوبة إِلیه فهو نسب قیاسی. و فی الحدیث ذكر ذی الجَدْرِ، بفتح الجیم و سكون الدال، مَسْرَحٌ علی ستة أَمیال من المدینة كانت فیه لِقاحُ النبی، صلی الله علیه و سلم، لما أُغیر علیها. و الجَیْدَرُ و الجَیْدَرِیُّ و الجَیْدَرانُ: القصِیر، و قد یقال له جَیْدَرَةٌ علی المبالغة، و قال الفارسی: و هذا كما قالوا له دَحْداحة و دِنَّبَةٌ و حِنْزَقْرَة. و امرأَة جَیْدَرَةٌ و جَیْدَرِیَّةٌ؛ أَنشد یعقوب: ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَیْدرِیَّةٌ عَضَادٌ، و لا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ و التَّجْدِیرُ: القِصَرُ، و لا فعل له؛ قال:
(1). قوله: [و الجدر نبات إلخ] هو بكسر الجیم و أما الذی من نبات الرمل فبفتحها كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 123
إِنی لأَعْظُمُ فی صَدْرِ الكَمِیِّ، علی ما كانَ فیَّ مِنَ التَّجْدِیرِ و القِصَرِ أَعاد المعنیین لاختلاف اللفظین، كما قال: و هِنْدٌ أَتَی من دونِها النَّأْیُ و البُعْدُ الجوهری: و جَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم علی ما دَرَسَ منه لیتبین؛ و كذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْیَه بعد ما كان ذهب، قال: و أَظنه معرّباً.

جذر؛ ج4، ص: 123

: جَذَرَ الشی‌ءَ یَجْذُرُه جَذْراً: قطعه و استأْصله. و جَذْرُ كل شی‌ء: أَصلُه. و الجَذْرُ: أَصل اللسان و أَصلُ الذَّكَرِ و أَصل كل شی‌ء. و قال شمر: إِنه لَشَدِیدُ جَذْرِ [جِذْرِ اللسان و شدید جَذْرِ الذكَر أَی أَصله؛ قال الفرزدق: رَأَتْ كَمَراً مثل الجَلامِید أَفْتَحَتْ أَحالِیلَها، حتی اسْمَأَدَّتْ جُذورُها و‌فی حدیث حذیفة بن الیمان: نزلت الأَمانَةُ فی جَذْر قلوب الرجال‌أَی فی أَصلها؛ الجَذْرُ [الجِذْرُ: الأَصلُ من كل شی‌ء؛ و قال زهیر یصف بقرة وحشیة: و سامِعتَیْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فیهما، إِلی جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ یعنی قرنها. و أَصلُ كل شی‌ء: جَذْرُه، بالفتح؛ عن الأَصمعی، و جِذره، بالكسر؛ عن أَبی عمرو. أَبو عمرو: الجذر، بالكسر، و الأَصمعی بالفتح. و قال ابن جَبَلَةَ: سأَلت ابن الأَعرابی عنه فقال: هو جَذْرٌ، قال: و لا أَقول جِذْرٌ، قال: و الجَذْر أَصل حِسابٍ و نَسَبٍ. و الجَذْرُ: أَصلُ شجر و نحوه. ابن سیدة: و جَذْرُ [جِذْرُ كل شی‌ء أَصله، و جَذْرُ العُنُقِ: مَغْرِزُها؛ عن الهجری؛ و أَنشد: تَمُجُّ ذَفَارِیهنَّ ماءً كَأَنَّهُ عَصِیمٌ، علی جَذْرِ السَّوالِفِ، مُغْفُرُ و الجمع جُذُورٌ. و الحسابُ الذی یقال له عَشَرَةٌ فی عَشَرَة و كذا فی كذا تقول: ما جَذْرُه أَی ما یبلغ تمامه؟ فتقول: عَشَرَةٌ فی عشرة مائةٌ، و خمسة فی خمسة خمسةٌ و عشرون، أَی فَجَذْرُ مائة عَشَرَةٌ و جَذْرُ خمسةٍ و عشرین خمسةٌ. و عشرةٌ فی حساب الضَّرْبِ: جَذْرُ مائة ابنُ جَنَبَةَ. الجَذْرُ جَذْرُ الكلام و هو أَن یكون الرجل محكماً لا یستعین بأَحد و لا یردّ علیه أَحد و لا یعاب فیقال: قاتَلَهُ اللهُ كیف یَجْذِرُ فی المجادلة؟ و‌فی حدیث الزبیر: احْبِس الماءَ حتی یبلغ الجَذْرَ؛ یرید مَبْلَغَ تمامِ الشُّرْبِ من جَذْرِ الحساب و هو، بالفتح و الكسر، أَصل كل شی‌ء؛ و قیل: أَراد أَصل الحائط، و المحفوظ بالدال المهملة، و قد تقدّم. و‌فی حدیث عائشة: سأَلتُهُ عن الجَذْرِ، قال: هو الشَّاذَرْوانُ الفارِغُ من البناء حولَ الكعبة.و المُجَذَّرُ: القصیر الغلیظُ الشَّثْنُ الأَطرافِ، و زاد التهذیب: من الرجال؛ قال: إِنَّ الخِلافةَ لم تَزَلْ مَجْعُولَةً أَبداً علی جاذِی الیَدَیْنِ مُجَذَّرِ و أَنشد أَبو عمرو: البُحْتُر المُجَذَّر الزَّوَّال یرید فی مشیته، و الأُنثی بالهاء، و الجَیْذَرُ مثله؛ قال ابن بری: هذا العجز أَنشده الجوهری و زعم أَن أَبا عمرو أَنشده، قال: و البیت كله مغیر و الذی أَنشده أَبو عمرو لأَبی السَّوداءِ العِجْلِیِّ و هو: البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ و قبله: تَعَرَّضَتْ مُرَیْئَةُ الحَیَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَیَّاكِ، البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ،
لسان العرب، ج‌4، ص: 124
فأَرَّها بقاسِحٍ بَكَّاكِ، فَأَوْزَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ، عِنْدَ الخِلاطِ، أَیَّما إِیزاكِ و بَرَكَتْ لِشَبِقٍ بَرَّاكِ، مِنها علی الكَعْثَبِ و المَناكِ، فَداكَها بِمُنْعِظٍ دَوَّاكِ، یَدْلُكُها، فی ذلك العِراكِ، بالقَنْفَرِیشِ أَیَّما تَدْلاكِ الحیاك: الذی یحیك فی مشیته فیقاربها. و البهتر: القصیر. و المجدّر: الغلیظ، و كذلك الجادر. و الدمكمك: الشدید. و أَرّها: نكحها. و القاسح: الصلب. و البكاك: من البَكِّ، و هو الزَّحْمُ. و داكها: من الدَّوْك، و هو السَّحْقُ. یقال: دُكْتُ الطِّیبَ بالفِهْرِ علی المَدَاكِ. و القنفریش: الأَیر الغلیظ، و یقال: القنفرش أَیضاً، بغیر یاء؛ قال الراجز: قد قَرَنُونی بِعَجُوزٍ جَحْمَرِشْ، تُحِبُّ أَنْ یُغْمَزَ فیها القَنْفَرِشْ و ناقة مُجَذَّرَةٌ: قصیرة شدیدة. أَبو زید: جَذَرْتُ الشی‌ء جَذْراً و أَجْذَرْتُه استأْصلته. الأَصمعی: جذرت الشی‌ء أَجْذُرُه قطعته. و قال أَبو أُسَیْدٍ: الجَذْرُ الانقطاع أَیضاً من الحَبْلِ و الصاحب و الرُّفْقَة من كل شی‌ء؛ و أَنشد: یا طِیبَ حالٍ قضاه الله دُونَكُمُ، و اسْتَحْصَدَ الحَبْلُ منك الیومَ فانَجذَرا أَی انقطع. و الجُؤْذُرُ و الجُوذَرُ: ولد البقرة، و فی الصحاح: البقرة الوحشیة، و الجمع جآذِرُ. و بقرة مُجْذِرٌ: ذات جُؤْذَر؛ قال ابن سیدة: و لذلك حكمنا بزیادة همزة جُؤْذُر و لأَنها قد تزاد ثانیة كثیراً. و حكی ابن جنی جُؤْذُراً و جُؤْذَراً فی هذا المعنی، و كَسَّرَه علی جَواذِرَ. قال: فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ و جُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ. و یكون جُوذُرٌ و جوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفیفاً بدلیاً أَو لغة فیه. و حكی ابن جنی أَن جَوْذَراً علی مثال كَوْثَرٍ لغة فی جُوذَرٍ، و هذا مما یشهد له أَیضاً بالزیادة لأَن الواو ثانِیةً لا تكون أَصلًا فی بنات الأَربعة. و الجَیْذَرُ: لغة فی الجَوْذَرِ. قال ابن سیدة: و عندی أَن الجَیْذَرَ و الجَوْذَر عربیان، و الجُؤْذُر و الجُؤْذَر فارسیان.

جذأر؛ ج4، ص: 124

: اللیث: المُجْذَئِرُّ المنتصب للسِّبَابِ؛ قال الطرماح: تَبِیتُ علی أَطرافِها مُجْذَئِرَّةً، تُكابِدُ هَمّاً مثل هَمِّ المُخاطِرِ ابن بُزُرْج: المُجْذَئِرُّ المنتصب الذی لا یبرحُ. و المُجْذَئِرُّ من النبات الذی نبت و لم یطل، و من القرون حین یجاوز النجومَ و لم یَغْلُظْ.

جذمر؛ ج4، ص: 124

: الجِذْمارُ و الجُذْمُورُ: أَصل الشی‌ء، و قیل: هو إِذا قُطعت السَّعَفَةُ فبقیت منها قطعة من أَصل السعَفة فی الجِذْعِ، بزیادة المیم، و كذلك إِذا قطعت النَّبْعَةُ فبقیت منها قطعة، و مثله الید إِذا قطعت إِلَّا أَقَلَّها. التهذیب: و ما بقی من ید الأَقطع عند رأْس الزَّنْدَیْنِ جُذْمُورٌ؛ یقال: ضربه بِجُذْموره و بقطعته؛ قال عبد الله بن سَبْرَةَ یرثی یده: فإِن یكن أَطربُونُ الرُّومِ قَطَّعَها، فإِنَّ فیها بحمدِ الله مُنْتَفَعَا بَنَانَتانِ و جُذْمُورٌ أُقِیمُ بها صَدْرَ القَناةِ، إِذا ما صارِخٌ فَزِعا و یروی إِذا ما آنَسُوا فَزَعا. ابن الأَعرابی: الجُذْمُورُ بقیة كل شی‌ء مقطوع، و منه جُذْمُورُ الكِباسَةِ. و رجل جُذامِرٌ: قَطَّاعٌ للعهد و الرَّحِم؛لسان العرب، ج‌4، ص: 125‌قال تأَبَّطَ شَرّاً: فإِن تَصْرِمِینِی أَو تُسِیئِی جَنابَتِی، فإِنِّی لَصَرَّامُ المُهِینِ جُذامِرُ و أَخذ الشی‌ءَ بِجُذْمُورِه و بجَذامِیرِه أَی بجمیعه، و قیل: أَخذه بِجُذْمُورِه أَی بِحِدْثانِهِ. الفراء: خذه بجِذْمِیرِه و جِذْمارِه و جُذْمُورِه؛ و أَنشد: لَعَلَّكَ إِنْ أَرْدَدْتَ منها حَلِیَّةً بِجُذْمُورِ ما أَبَقْیَ لك السَّیْفُ، تَغْضَبُ

جرر؛ ج4، ص: 125

: الجَرُّ: الجَذْبُ، جَرَّهُ یَجُرُّه جَرّاً، و جَرَرْتُ الحبل و غیره أَجُرُّه جَرّاً. و انْجَرَّ الشی‌ءُ: انْجَذَب. و اجْتَرَّ و اجْدَرَّ قلبوا التاء دالًا، و ذلك فی بعض اللغات؛ قال: فقلتُ لِصاحِبی: لا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصُولِه و اجْدَرَّ شِیحَا و لا یقاس ذلك. لا یقال فی اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ و لا فی اجْتَرَحَ اجْدَرَحَ؛ و اسْتَجَرَّه و جَرَّرَهُ و جَرَّرَ به؛ قال: فَقُلْتُ لها: عِیشِی جَعَارِ، و جَرِّرِی بِلَحْمِ امْرِئٍ لم یَشْهَدِ الیوم ناصِرُهْ و تَجِرَّة: تَفْعِلَةٌ منه. و جارُّ الضَّبُعِ: المطرُ الذی یَجُرُّ الضبعَ عن وجارِها من شدته، و ربما سمی بذلك السیل العظیم لأَنه یَجُرُّ الضباعَ من وُجُرِها أَیضاً، و قیل: جارُّ الضبع أَشدّ ما یكون من المطر كأَنه لا یدع شیئاً إِلَّا جَرَّهُ. ابن الأَعرابی: یقال للمطر الذی لا یدع شیئاً إلَّا أَساله و جَرَّهُ: جاءَنا جارُّ الضبع، و لا یجرّ الضبعَ إِلَّا سَیْلٌ غالبٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول: جئتك فی مثل مَجَرِّ الضبع؛ یرید السیل قد خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فیه؛ و أَصابتنا السماء بجارِّ الضبع. أَبو زید: غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِیَّ كثیرةً إِذا أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت؛ و أَنشد: فلما قَضَی مِنِّی القَضَاءَ أَجَرَّنی أَغانِیَّ لا یَعْیَا بها المُتَرَنِّمُ و الجارُورُ: نهر یشقه السیل فیجرُّه. و جَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً و جَرَّت به: و هو أَن یجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فیجاوزها بأَربعة أَیام أَو ثلاثة فَیَنْضَج و یتم فی الرَّحِمِ. و الجَرُّ: أَن تَجُرَّ. الناقّةُ ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو شهرین أَو أَربعین یوماً فقط. و الجَرُورُ: من الحوامل، و فی المحكم: من الإِبل التی تَجُرُّ ولدَها إِلی أَقصی الغایة أَو تجاوزها؛ قال الشاعر: جَرَّتْ تماماً لم تُخَنِّقْ جَهْضا و جَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت علی مَضْرَبِها ثم جاوزته بأَیام و لم تُنْتَجْ. و الجَرُّ: أَن تزید الناقة علی عدد شهورها. و قال ثعلب: الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً. و قال: یقال أَتم ما یكون الولد إِذا جَرَّتْ به أُمّه. و قال ابن الأَعرابی: الجَرُورُ التی تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد السنة و هی أَكرم الإِبل. قال: و لا تَجُرُّ إِلَّا مَرابیعُ الإِبل فأَما المصاییفُ فلا تَجُرُّ. قال: و إِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها و صُهْبُها و رُمْكُها و لا یَجُرُّ دُهْمُها لغلظ جلودها و ضیق أَجوافها. قال: و لا یكاد شی‌ء منها یَجُرُّ لشدّة لحومها و جُسْأَتِها، و الحُمْرُ و الصُّهْبُ لیست كذلك، و قیل: هی التی تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ یداه إِلی عنقه عند نِتاجِه فَیُجَرُّ بین یدیها و یُسْتَلُّ فصِیلُها، فیخاف علیه أَن یموت، فَیُلْبَسُ الخرقةَ حتی تعرفها أُمُّهُ علیه، فإِذا مات أَلبسوا تلك الخرقةَ فصیلًا آخر ثم ظَأَرُوها علیه و سَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتی یَرْضَعَها ذلك الفصیلُ فتجد ریح لبنها منه فَتَرْأَمَه. و جَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً، و هی جَرُورٌ إِذا
لسان العرب، ج‌4، ص: 126
زادت علی أَحد عشر شهراً و لم تضع ما فی بطنها، و كلما جَرَّتْ كان أَقوی لولدها، و أَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة لیلة و هذا أَكثر أَوقاتها. أَبو عبیدة: وقت حمل الفرس من لدن أَن یقطعوا عنها السِّقادَ إِلی أَن تضعه أَحد عشر شهراً، فإِن زادت علیها شیئاً قالوا: جَرَّتْ. التهذیب: و أَما الإِبل الجارَّةُ فهی العوامل. قال الجوهری: الجارَّةُ الإِبل التی تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ، و هی فاعلة بمعنی مفعولة، مثل عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* بمعنی مرضیة، و مٰاءٍ دٰافِقٍ بمعنی مدفوق، و یجوز أَن تكون جارَّةً فی سیرها. و جَرُّها: أَن تُبْطِئَ و تَرْتَع. و‌فی الحدیث: لیس فی الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ، و هی العوامل، سمیت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَی تُقاد بخُطُمِها و أَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة، فاعلة بمعنی مفعولة، كأَرض عامرة أَی معمورة بالماء، أَراد لیس فی الإِبل العوامل صدقة؛ قال الجوهری: و هی ركائب القوم لأَن الصدقة فی السوائم دون العوامل. و فلانٌ یَجُرُّ الإِبل أَی یسوقها سَوْقاً رُوَیْداً؛ قال ابن لجَأ: تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها، جَرَّ العَجُوزِ جانِبَیْ خَفَائِها و قال: إِن كُنْتَ یا رَبَّ الجِمالِ حُرَّا، فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا یقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع فی سیرها، و هذا‌كقوله: إِذا سافرتم فی الجدْبِ فاسْتَنْجُوا؛ و قال الآخر: أَطْلَقَها نِضْوَ بلی طلح، جَرّاً علی أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ «2». أَراد أَنها طِوال الخراطیم. و جَرَّ النَّوْءُ المكانَ: أَدامَ المَطَرَ؛ قال حُطَامٌ المُجاشِعِیُّ: جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَیْن و الجَرُورُ من الرَّكایا و الآبار: البعیدةُ القَعْرِ. الأَصمعی: بِئْرٌ جَرُورٌ و هی التی یستقی منها علی بعیر، و إِنما قیل لها ذلك لأَن دَلْوها تُجَرُّ علی شَفِیرها لبُعْدِ قَعْرِها. شمر: امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ، و رَكِیَّةٌ جَرُورٌ: بعیدة القعر؛ ابن بُزُرْجٍ: ما كانت جَرُوراً و لقد أَجَرَّتْ، و لا جُدّاً و لقد أَجَدَّتْ، و لا عِدّاً و لقد أَعَدَّتْ. و بعیر جَرُورٌ: یُسْنی بِهِ، و جمعه جُرُرٌ. و جَرَّ الفصیلَ جَرّاً و أَجَرَّه: شق لسانه لئلا یَرْضَعَ؛ قال: علی دِفِقَّی المَشْیِ عَیْسَجُورِ، لم تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ و قیل: الإِجْرارُ كالتَّفْلِیك و هو أَن یَجْعَلَ الراعی من الهُلْبِ مثل فَلْكَةِ المِغْزَل ثم یَثْقُب لسانَ البعیر فیجعله فیه لئلا یَرْضَعَ؛ قال إمرؤ القیس یصف الكلاب و الثور: فَكَرَّ إِلیها بِمْبراتِهِ، كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ و اسْتَجَرَّ الفصِیلُ عن الرَّضاع: أَخذته قَرْحَةٌ فی فیه أَو فی سائر جسده فكفّ عنه لذلك. ابن السكیت: أَجْرَرْتُ الفصیل إِذا شَقَقْتَ لسانه لئلا یَرْضَع؛ و قال عمرو بن معدیكرب: فلو أَنَّ قَوْمِی أَنْطَقَتْنِی رِماحُهُمْ، نَطَقْتُ، و لكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ أَی لو قاتلوا و أَبلوا لذكرت ذلك و فَخَرْتُ بهم، و لكن رماحهم أَجَرَّتْنِی أَی قطعت لسانی عن الكلام بِفِرارِهم، أَراد أَنهم لم یقاتلوا. الأَصمعی: یقال
(2). قوله: [بلی طلح] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 127
جُرَّ الفَصِیلُ فهو مَجْرُورٌ، و أُجِرَّ فهو مُجَرٌّ؛ و أَنشد: و إِنِّی غَیْرُ مَجْرُورِ اللِّسَانِ اللیث: الجَرِیرُ حَبْلُ الزِّمامِ، و قیل: الجَرِیرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ یُخْطَمُ به البعیرُ. و‌فی حدیث ابن عمر: مَنْ أَصْبَحَ علی غَیْرِ وِتْرٍ أَصْبَحَ و علی رأْسِهِ جَرِیرٌ سبعون ذِراعاً؛ و قال شمر: الجَرِیرُ الحَبْلُ و جَمْعُه أَجِرَّةٌ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان یَجُرُّ الجَرِیرَ فأَصاب صاعین من تمر فتصدّق بأحدهما؛ یرید، أَنه كان یستقی الماء بالحبل. و زِمامُ النَّاقَةِ أَیضاً: جَرِیرٌ؛ و قال زهیر بن جناب فی الجَرِیرِ فجعله حبلًا: فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَیْیاحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّهْ و قال الهوازنی: الجَرِیرُ من أَدَمٍ مُلَیَّنٍ یثنی علی أَنف البعیر النَّجِیبةِ و الفرسِ. ابن سَمعانَ: أَوْرَطْتُ الجَرِیرَ فی عنق البعیر إِذا جعلت طرفه فی حَلْقَتِه و هو فی عنقه ثم جذبته و هو حینئذٍ یخنق البعیر؛ و أَنشد: حَتَّی تَراها فی الجَرِیرِ المُورَطِ، سَرْحِ القِیَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ و‌فی الحدیث: لو لا أَن تغلبكم الناسُ علیها، یعنی زمزم، لَنَزَعْتُ معكم حتی یُؤَثِّرَ الجَرِیرُ بظَهْرِی؛ هو حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام و یطلق علی غیره من الحبال المضفورة. و‌فی الحدیث عن جابر قال: قال رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم: ما من مسلم و لا مسلمةٍ ذكرٍ و لا أُنثی ینام باللیل إِلَّا علی رأْسه جَرِیرٌ معقودٌ، فإِن هو استیقظ فذكر الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإِن قام و توضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها، و أَصْبَح نَشِیطاً قد أَصاب خیراً، و إِن هو نام لا یذكر الله أَصبح علیه عُقَدُهُ ثقیلًا و فی روایة: و إِن لم یذكر الله تعالی حتی یصبح بال الشیطان فی أُذنیه‌و الجَرِیرُ: حبل مفتول من أَدَمٍ یكون فی أَعناق الإِبل، و الجمع أَجِرَّةٌ وَ جُرَّانٌ. و أَجَرَّهُ: ترك الجَرِیرَ علی عُنُقه. و أَجَرَّهُ جَرِیرة: خَلَّاهُ و سَوْمَهُ، و هو مَثَلٌ بذلك. و یقال: قد أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته یصنع ما شاء. الجوهری: الجَرِیرُ حَبْلٌ یجعل للبعیر بمنزلة العِذَارِ للدابة غَیْرُ الزِّمام، و به سمی الرجل جَرِیراً. و‌فی الحدیث: أَن الصحابة نازعوا جَرِیرَ بن عبد الله زِمامَه فقال رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، خَلُّوا بَیْنَ جَرِیرٍ و الجَرِیرِ: أَی دَعُوا له زمامَه. و‌فی الحدیث: أَنه قال له نقادة الأَسدی: إِنی رجل مُغْفِلٌ فأَیْنَ أَسِمُ؟ قال: فی موضع الجَرِیرَ من السالفة؛ أَی فی مُقَدَّم صفحة العنق؛ و المُغْفِلُ: الذی لا وسم علی إِبله. و قد جَرَرْتُ الشی‌ء أَجُرُّهُ جَرّاً. و أَجْرَرَتُه الدِّین إِذا أَخرته له. و أَجَرَّنی أَغانیَّ إِذا تابعها. و فلان یُجَارُّ فلاناً أَی یطاوله. و التَّجْرِیرُ: الجَرُّ، شدّد للكثرة و المبالغة. و اجْتَرَّه أَی جره. و‌فی حدیث عبد الله قال: طعنت مُسَیْلِمَة و مشی فی الرُّمْحِ فنادانی رجل أَنْ أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم، فنادانی أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من یدیك‌أَی اترك الرمح فیه. یقال: أَجْرَرْتُه الرمح إِذا طعنته به فمشی و هو یَجُرُّهُ كأَنك أَنت جعلته یَجُرُّهُ. و زعموا أَن عمرو بن بشر بن مَرْثَدٍ حین قتله الأَسَدِیُّ قال له: أَجِرَّ لی سراویلی فإِنی لم أَسْتَعِنْ «1». قال أَبو منصور: هو من قولهم أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ و أَجررته الرمح إِذا طعنته و تركت الرمح فیه، أَی دَع السراویل عَلَیَّ أَجُرَّه، فَأَظهر الإِدغام علی لغة أَهل الحجاز و هذا أَدغم علی لغة غیرهم؛ و یجوز أَن
(1). قوله: [لم أستعن] فعل من استعان أَی حلق عانته
لسان العرب، ج‌4، ص: 128
یكون لما سلبه ثیابه و أَراد أَن یأْخذ سراویله قال: أَجِرْ لی سراویلی، من الإِجَارَةِ و هو الأَمانُ، أَی أَبقه علیَّ فیكون من غیر هذا الباب. و أَجَرَّه الرُّمْحَ: طعنه به و تركه فیه: قال عنترة: و آخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِی، و فی البَجْلِیِّ مِعْبَلَةٌ وقِیعُ یقال: أَجَرَّه إِذا طعنه و ترك الرمح فیه یَجُرُّه. و یقال: أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه و ترك الرمح فیه؛ قال الحَادِرَةُ و اسمه قُطْبَةُ بن أَوس: و نَقِی بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا، و نَجُرُّ فی الهَیْجَا الرِّماحَ و نَدَّعِی ابن السكیت: سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن، فقال: مَالٌ صِدْقٌ قَرْیَةٌ لا حِمَی لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَیْها؛ قال: یعنی بِجَرَّتَیْها المَجَرَ فی الدهر الشدید و النَّشَرَ و هو أَن تنتشر باللیل فتأْتی علیها السباع؛ قال الأَزهری: جعل المَجَرَ لها جَرَّتَیْنِ أَی حِبَالَتَیْنِ تقع فیهما فَتَهْلِكُ. و الجارَّةُ: الطریق إِلی الماء. و الجَرُّ: الحَبْلُ الذی فی وسطه اللُّؤَمَةُ إِلی المَضْمَدَةِ؛ قال: و كَلَّفُونی الجَرَّ، و الجَرُّ عَمَلْ و الجَرَّةُ: خَشَبة «1». نحو الذراع یجعل فی رأْسها كِفَّةٌ و فی وسطها حَبْلٌ یَحْبِلُ الظَّبْیَ و یُصَادُ بها الظِّبَاءُ، فإِذا نَشِبَ فیها الظبی و وقع فیها نَاوَصَها ساعة و اضطرب فیها و مارسها لینفلت، فإِذا غلبته و أَعیته سكن و استقرّ فیها، فتلك المُسالَمَةُ. و فی المثل: نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها؛ یُضْرَبُ ذلك للذی یخالف القوم عن رأْیهم ثم یرجع إِلی قولهم و یضطرّ إِلی الوِفَاقِ؛ و قیل: یضرب مثلًا لمن یقع فی أَمر فیضطرب فیه ثم یسكن. قال: و المناوصة أَن یضطرب فإِذا أَعیاه الخلاص سكن. أَبو الهیثم: من أَمثالهم: هو كالباحث عن الجَرَّةِ؛ قال: و هی عصا تربط إِلی حِبَالَةٍ تُغَیَّبُ فی التراب للظبی یُصْطَاد بها فیها وَتَرٌ، فِإِذا دخلت یده فی الحبالة انعقدت الأَوتار فی یده، فإِذا وَثَبَ لیُفْلِتَ فمدَّ یده ضرب بتلك العصا یده الأُخْرَی و رجله فكسرها، فتلك العصا هی الجَرَّةُ. و الجَرَّةُ أَیضاً: الخُبْزْةُ التی فی المَلَّةِ؛ أَنشد ثعلب: داوَیْتُه، لما تَشَكَّی وَ وَجِعْ، بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ شبهها بالفرس لعظمها. و جَرَّ یَجُرُّ إِذا ركب ناقة و تركها ترعی. و جَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً: رعت و هی تسیر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لا تُعْجِلَاها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً، تَحْدُرُ صُفْراً و تُعَلِّی بُرّاً أَی تُعَلِّی إِلی البادیة البُرَّ و تَحْدُر إِلی الحاضرة الصُّفْرَ أَی الذهب، فإِما أَن یعنی بالصُّفْر الدنانیر الصفر، و إِما أَن یكون سماه بالصفر الذی تعمل منه الآنیة لما بینهما من المشابهة حتی سُمِّیَ اللاطُونُ شَبَهاً. و الجَرُّ: أَن تسیر الناقة و ترعی و راكبها علیها و هو الانجرار؛ و أَنشد: إِنِّی، علی أَوْنِیَ و انْجِرارِی، أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَ الذَّرَارِی أَراد بالمنزل الثُّرَیَّا، و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه شهد فتح مكة و معه فرس حرون و جمل جرور؛ قال أَبو عبید: الجمل الجرور الذی لا ینقاد و لا یكاد یتبع
(1). قوله: [و الجرة خشبة] بفتح الجیم و ضمها، و أما التی بمعنی الخبزة الآتیة، فبالفتح لا غیر كما یستفاد من القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 129
صاحبه؛ و قال الأَزهری: هو فعول بمعنی مفعول و یجوز أَن یكون بمعنی فاعل. أَبو عبید: الجَرُورُ من الخیل البطی‌ء و ربما كان من إِعیاء و ربما كان من قِطَافٍ؛ و أَنشد للعقیلی: جَرُورُ الضُّحَی مِنْ نَهْكَةٍ و سَآمِ و جمعه جُرُرٌ، و أَنشد: أَخَادِیدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ، غَادَرَتْ بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِیصِ مُجَدَّلِ قیل للأَصمعی: جَرَّتْهَا من الجَرِیرَةِ؟ قال: لا، و لكن من الجَرِّ فی الأَرض و التأْثیر فیها، كقوله: مَجَرّ جُیوشٍ غانمین و خُیَّبِ و فرس جَرُورٌ: یمنع القیاد. و المَجَرَّةُ: السَّمْنَةُ الجامِدَةُ، و كذلك الكَعْبُ. و المَجَرَّةُ: شَرَجُ السماء، یقال هی بابها و هی كهیئة القبة. و‌فی حدیث ابن عباس: المَجَرَّةُ باب السماء و هی البیاض المعترض فی السماء و النِّسْرَان من جانبیها.و المَجَرُّ: المَجَرَّةُ. و من أَمثالهم: سَطِی مَجَر تُرْطِبْ هَجَر؛ یرید توسطی یا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن ذلك وقت إِرطاب النخیل بهجر. الجوهری: المَجَرَّةُ فی السماء سمیت بذلك لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: نَصَبْتُ علی باب حُجْرَتِی عَبَاءَةً و علی مَجَرّ بیتی سِتْراً؛ المَجَرُّ: هو الموضع المُعْتَرِضُ فی البیت الذی یوضع علیه أَطراف العوارض و تسمی الجائزَة. وَ أَجْرَرْتُ لسانَ الفصیل أَی شققته لئلا یَرْتَضِعَ؛ و قال إمرؤ القیس یصف ثوراً و كلباً: فَكَرَّ إِلیه بِمِبْرَاتِهِ، كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ أَی كر الثور علی الكلب بمبراته أَی بقرنه فشق بطن الكلب كما شق المُجِرُّ لسان الفصیل لئلا یرتضع. و جَرَّ یَجُرُّ إِذا جنی جنایة. و الجُرُّ: الجَرِیرَةُ، و الجَرِیرةُ: الذنب و الجنایة یجنیها الرجل. و قد جَرَّ علی نفسه و غیره جریرةً یَجُرُّها جَرّاً أَی جنی علیهم جنایة: قال: إِذا جَرَّ مَوْلانا علینا جَرِیرةً، صَبَرْنا لها، إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ و‌فی الحدیث: قال یا محمدُ بِمَ أَخَذْتَنی؟ قال: بِجَریرَةِ حُلفَائك؛ الجَرِیرَةُ: الجنایة و الذنب، و ذلك أَنه كان بین رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و بین ثقیف مُوَادعةٌ، فلما نقضوها و لم یُنْكِرْ علیهم بنو عقیل و كانوا معهم فی العهد صاروا مِثْلَهم فی نقض العهد فأَخذه بِجَریرَتهم؛ و قیل: معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك جَرِیرَةُ حلفائك من ثقیف، و یدل علیه أَنه فُدِیَ بعدُ بالرجلین اللذین أَسَرَتْهُما ثقیف من المسلمین؛ و منه‌حدیث لَقِیطٍ: ثم بایَعَهُ علی أَن لا یَجُرَّ إِلَّا نَفْسَهُ‌أَی لا یُؤْخَذَ بجَرِیرةِ غیره من ولد أَو والد أَو عشیرة؛ و‌فی الحدیث الآخر: لا تُجارِّ أَخاك و لا تُشَارِّهِ؛ أَی لا تَجْنِ علیه و تُلْحِقْ به جَرِیرَةً، و قیل: معناه لا تُماطِلْه، من الجَرِّ و هو أَن تَلْوِیَهُ بحقه و تَجُرَّه من مَحَلّهِ إِلی وقت آخر؛ و یروی بتخفیف الراء، من الجَرْی و المسابقة، أَی لا تطاوله و لا تغالبه و فعلتُ ذلك مِنْ جَرِیرتَكِ و من جَرَّاك و من جَرَّائك أَی من أَجلك؛ أَنشد اللِّحْیانی: أَ مِن جَرَّا بنی أَسَدٍ غَضِبْتُمْ؟ و لَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ و مِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِیداً لِقَوْمٍ، بَعْدَ ما وُطِئَ الخِیَارُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 130
و أَنشد الأَزهری لأَبی النجم: فَاضَتْ دُمُوعُ العَیْنِ مِنْ جَرَّاها، وَاهاً لِرَیَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها و‌فی الحدیث: ن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ‌أَی من أَجلها. الجوهری: و هو فَعْلَی. و لا تقل مِجْراكَ؛ و قال: أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَیْلَی، كَأَنِّی، یا سَلَامُ، مِنَ الیَهُودِ قال: و ربما قالوا مِنْ جَرَاك، غیر مشدّد، و من جَرَائِكَ، بالمدّ من المعتل. و الجِرَّةُ: جِرَّةُ البعیر حین یَجْتَرُّها فَیَقْرِضُها ثم یَكْظِمُها. الجوهری: الجِرَّةُ، بالكسر، ما یخرجه البعیر للاجْتِرار. و اجْتَرَّ البعیر: من الجِرَّةِ، و كل ذی كَرِشٍ یَجْتَرُّ. و‌فی الحدیث: أَنه خطب علی ناقته و هی تَقْصَعُ بِجِرَّتها؛ الجِرَّةُ: ما یخرجه البعیر من بطنه لیَمْضَغه ثم یبلعه، و القَصْعُ: شدَّةُ المضغ. و‌فی حدیث أُمّ مَعْبَدٍ: فضرب ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ و دَرَّتْ؛ و منه‌حدیث عمر: لا یَصْلُح هذا الأَمرُ إِلَّا لمن لا یَحْنَقُ علی جِرَّتِهِ‌أَی لا یَحْقِدُ علی رعیته فَضَرَب الجِرَّةَ لذلك مثلًا. ابن سیدة: و الجِرَّةُ ما یُفِیضُ به البعیرُ من كَرِشه فیأْكله ثانیةً. و قد اجْتَرَّت الناقة و الشاة و أَجَرَّتْ؛ عن اللحیانی. و فلانٌ لا یَحْنَقُ علی جِرَّتِه أَی لا یَكْتُمُ سرّاً، و هو مَثَلٌ بذلك. و لا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ و الجِرَّة، و ما خالفت دِرَّةٌ جِرَّةً، و اختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلی الرِّجْلَین و الجِرَّةَ تعلو إِلی الرأْس. و‌روی ابن الأَعرابی: أَن الحَجَّاجَ سأَل رجلًا قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال: تتابعت علینا الأَسْمِیَةُ حتی مَنَعت السِّفَارَ و تَظَالَمَتِ المِعزَی و اجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة.اجْتِلابُ الدِّرَّة بالجرّة: أَن المواشی تَتَملَّأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا تزال تَجْتَرُّ إِلی حین الحَلْبِ. و الجِرَّة: الجماعة من الناس یقیمون و یَظْعَنُون. و عَسْكَرٌ جَرّارٌ: كثیر، و قیل: هو الذی لا یسیر إِلَّا زَحْفاً لكثرته؛ قال العجاج: أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ قوله: جَرَّ الأَثَر یعنی أَنه لیس بقلیل تستبین فیه آثاراً و فَجْوَاتٍ. الأَصمعی: كَتِیبَةٌ جَرَّارَةٌ أَی ثقیلة السَّیرِ لا تقدر علی السَّیرِ إِلَّا رُوَیْداً من كثرتها. و الجَرَّارَةُ: عقرب صَفْرَاءُ صَغِیرةٌ علی شكل التِّبْنَةِ، سمیت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها، و هی من أَخبث العقارب و أَقتلها لمن تَلْدَغُه. ابن الأَعرابی: الجُرُّ جمع الجُرَّةِ، و هو المَكُّوكُ الذی یثقب أَسفله، یكون فیه البَذْرُ و یمشی به الأَكَّارُ و الفَدَّان و هو یَنْهَالُ فی الأَرض. و الجَرُّ: أَصْلُ الجبَل «2». و سَفْحُهُ، و الجمع جِرارٌ؛ قال الشاعر: و قَدْ قَطَعْتُ وادِیاً و جَرّا. و‌فی حدیث عبد الرحمن: رأَیته یوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل‌أَی أَسفله؛ قال ابن درید: هو حیث علا من السَّهْلِ إِلی الغِلَظ؛ قال: كَمْ تَری بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ، و أَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ، و جَرَلْ
(2). قوله: [و الجر أصل الجبل] كذا بهذا الضبط بالأصل المعوّل علیه. قال فی القاموس: و الجرّ أصل الجبل أَو هو تصحیف للفراء، و الصواب الجرّ أصل كعلابط الجبل؛ قال شارحه: و العجب من المصنف حیث لم یذكر الجر أصل فی كتابه هذا بل و لا تعرض له أحد من أئمة الغریب، فإذاً لا تصحیف كما لا یخفی
لسان العرب، ج‌4، ص: 131
و الجَرُّ: الوَهْدَةُ من الأَرض. و الجَرُّ أَیضاً: جُحْرُ الضّبُع و الثعلب و الیَربُوع و الجُرَذِ؛ و حكی كراع فیهما جمیعاً الجُرّ، بالضم، قال: و الجُرُّ أَیضاً المسیل. و الجَرَّةُ: إِناء من خَزَفٍ كالفَخَّار، و جمعها جَرٌّ و جِرَارٌ. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن شرب نبیذ الجَرِّ.قال ابن درید: المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطین، و‌فی روایة: عن نبیذ الجِرَارِ، و قیل: أَراد ما ینبذ فی الجرار الضَّارِیَةِ یُدْخَلُ فیها الحَنَاتِمُ و غیرها؛ قال ابن الأَثیر: أَراد النهی عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع فی الشدّة و التخمیر. التهذیب: الجَرُّ آنیة من خَزَفٍ، الواحدة جَرَّةٌ، و الجمع جَرٌّ و جِرَارٌ. و الجِرَارَةُ: حرفة الجَرَّارِ. و قولهم: هَلُمَّ جَرّاً؛ معناه علی هِینَتِكَ. و قال المنذری فی قولهم: هَلُمَّ جَرُّوا أَی تَعَالَوْا علی هینتكم كما یسهل علیكم من غیر شدّة و لا صعوبة، و أَصل ذلك من الجَرِّ فی السَّوْقِ، و هو أَن یترك الإِبل و الغنم ترعی فی مسیرها؛ و أَنشد: لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا، حتی نَوَی الأَعْجَفُ و اسْتَمَرَّا، فالَیْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا یقال: جُرَّها علی أَفواهها أَی سُقْها و هی ترتع و تصیب من الكلإِ؛ و قوله: فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا یقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً. و یقال: كان عَاماً أَوَّلَ كذا و كذا فَهَلُمَّ جَرّاً إِلی الیوم أَی امتدّ ذلك إِلی الیوم؛ و قد جاءت فی الحدیث فی غیر موضع، و معناها استدامة الأَمر و اتصاله، و أَصله من الجَرِّ السَّحْبِ، و انتصب جَرّاً علی المصدر أَو الحال. و جاء بجیش الأَجَرَّیْنِ أَی الثَّقَلَیْنِ: الجن و الإِنس؛ عن ابن الأَعرابی. و الجَرْجَرَةُ: الصوتُ. و الجَرْجَرَةُ: تَرَدُّدُ هَدِیرِ الفحل، و هو صوت یردده البعیر فی حَنْجَرَته، و قد جَرْجَرَ؛ قال الأَغلب العجلی یصف فحلًا: وَ هْوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الْهَبِّ، جَرْجَرَ فی حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ، و هامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ و قوله أَنشده ثعلب: ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا، لَوْ مَسَّ جَنْبَیْ بازِلٍ لَجَرْجَرا قال: جَرْجَرَ ضَجَّ و صاح. و فَحْلٌ جُراجِرٌ: كثیر الجَرْجَرَة، و هو بعیر جَرْجارٌ، كما تقول: ثَرْثَرَ الرجلُ، فهو ثَرْثارٌ. و‌فی الحدیث: الذی یشرب فی الإِناء الفضة و الذهب إِنما یُجَرْجِرُ فی بطنه نار جهنم؛ أَی یَحْدُرُ فیه، فجعل الشُّرْبَ و الجَرْعَ جَرْجَرَةً، و هو صوت وقوع الماء فی الجوف؛ قال ابن الأَثیر: قال الزمخشری: یروی برفع النار و الأَكثر النصب. قال: و هذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم علی الحقیقة لا تُجَرْجِرُ فی جوفه. و الجَرْجَرَةُ: صوت البعیر عند الضَّجَرِ و لكنه جعل صوت جَرْعِ الإِنسان للماء فی هذه الأَوانی المخصوصة لوقوع النهی عنها و استحقاق العقاب علی استعمالها، كَجَرْجَرَةِ نار جهنم فی بطنه من طریق المجاز، هذا وجه رفع النار و یكون قد ذكر یجرجر بالیاء للفصل بینه و بین النار، و أَما علی النصب فالشارب هو الفاعل و النار مفعوله، و جَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ جَرْعاً متواتراً له صوت، فالمعنی: كأَنما یَجْرَع نار جهنم؛ و منه‌حدیث الحسن: یأْتی الحُبَّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 132
فَیَكْتَازُ منه ثم یُجَرْجِرُ قائماً‌أَی یغرف بالكوز من الحُبِّ ثم یشربه و هو قائم. و‌قوله فی الحدیث: قوم یقرؤون القرآن لا یجاوز جَراجِرَهُمْ؛ أَی حُلُوقَهم؛ سماها جَراجِرَ لجَرْجَرَة الماء. أَبو عبید: الجَراجِرُ و الجَراجِبُ العظام من الإِبل، الواحد جُرْجُورٌ. و یقال: بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف. و الجُرْجُورُ: الكرام من الإِبل، و قیل: هی جماعتها، و قیل: هی العظام منها؛ قال الكمیت: و مُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَی مائةً، من عطائكم، جُرْجُورا و جمعها جَراجِرُ بغیر یاء؛ عن كراع، و القیاس یوجب ثباتها إِلی أَن یضطرّ إِلی حذفها شاعر؛ قال الأَعشی: یَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ، كالْبُستانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ و مائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَی كاملة. و التَّجَرْجُرُ: صب الماء فی الحلق، و قیل: هو أَن یَجْرَعَه جَرْعاً متداركاً حتی یُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه؛ و قد جَرْجَرَ الشرابَ فی حلقه، و یقال للحلوق: الجَراجِرُ لما یسمع لها من صوت وقوع الماء فیها؛ و منه قول النابغة: لَهَامِیمُ یَسْتَلْهُونَها فی الجَراجِرِ قال أَبو عمرو: أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ. و منه قیل للعَیْرِ إِذا صَوَّتَ: هو یُجَرْجِرُ. قال الأَزهری: أَراد بقوله‌فی الحدیث یجرجر فی جوفه نار جهنم‌أَی یَحْدُر فیه نار جهنم إِذا شرب فی آنیة الذهب، فجعل شرب الماء و جَرْعَه جَرْجَرَةً لصوت وقوع الماء فی الجوف عند شدة الشرب، و هذا كقول الله عز و جل: إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ الْیَتٰامیٰ ظُلْماً إِنَّمٰا یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ نٰاراً؛ فجعل أَكل مال الیتیم مثل أَكل النار لأَن ذلك یؤدّی إِلی النار. قال الزجاج: یُجَرْجِرُ فی جوفه نار جهنم أَی یُردِّدُها فی جوفه كما یردد الفحلُ هَدِیرَه فی شِقْشِقَتِه، و قیل: التَّجَرْجُرُ و الجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء فی الحلق. و جَرْجَرَهُ الماء: سقاه إِیاه علی تلك الصورة؛ قال جریر: و قد جَرْجَرَتْهُ الماءَ، حتی كأَنَّها تُعالِجُ فی أَقْصَی وِجارَیْنِ أَضْبُعا یعنی بالماء هنا المَنِیَّ، و الهاء فی جرجرته عائدة إِلی الحیاء. و إِبِلٌ جُراجِرَةٌ: كثیرة الشرب؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: أَوْدَی بماء حَوْضِكَ الرَّشِیفُ، أَوْدَی بِهِ جُراجِراتٌ هِیفُ و ماء جُراجِرٌ: مُصَوِّت، منه. و الجُراجِرُ: الجوفُ. و الجَرْجَرُ: ما یداس به الكُدْسُ، و هو من حدید. و الجِرْجِرُ، بالكسر: الفول فی كلام أَهل العراق. و فی كتاب النبات: الجِرْجِرُ، بالكسر، و الجَرْجَرُ و الجِرْجیرُ و الجَرْجار نبتان. قال أَبو حنیفة: الجَرْجارُ عُشْبَةٌ لها زَهْرَةٌ صفراء؛ قال النابغة و وصف خیلًا: یَتَحَلَّبُ الیَعْضِیدُ من أَشْداقِها صُفْراً، مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ اللیث: الجَرْجارُ نبت؛ زاد الجوهری: طیب الریح. و الجِرْجِیرُ: نبت آخر معروف، و فی الصحاح: الجِرْجِیرُ بقل. قال الأَزهری فی هذه الترجمة: و أَصابهم غیث جِوَرٌّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 133
أَی یجر كل شی‌ء. و یقال: غیث جِوَرٌّ إِذا طال نبته و ارتفع. أَبو عبیدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ ثقیل. غیره: جمل جِوَرٌّ أَی ضخم، و نعجة جِوَرَّة؛ و أَنشد: فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ، كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ قال الفراء: جِوَرُّ إِن شئت جعلت الواو فیه زائدة من جَرَرْت، و إِن شئت جعلته فِعَلًّا من الجَوْرِ، و یصیر التشدید فی الراء زیادة كما یقال حَمارَّةٌ. التهذیب: أَبو عبیدة: المَجَرُّ الذی تُنْتَجُه أُمه یُنْتابُ من أَسفل فلا یَجْهَدُ الرَّضاعَ، إِنما یَرِفُّ رَفّاً حتی یُوضَعَ خِلفُها فی فیه. و یقال: جوادٌ مُجَرٌّ، و قد جَرَرْتُ الشی‌ء أَجُرُّه جَرّاً؛ و یقال فی قوله: أَعْیَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ أَراد بالجَرِّ الزَّبِیلَ یُعَلَّق من البعیر، و هو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغیرة. الصحاح: و الجِرِّیُّ ضرب من السمك. و الجِرِّیَّةُ: الحَوْصَلَةُ؛ أَبو زید: هی القِرِّیَّةُ و الجِرِّیَّةُ للحوصلة. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه سئل عن أَكل الجِرِّیِّ، فقال: إِنما هو شی‌ء حرمه الیهود؛ الجِرِّیُّ، بالكسر و التشدید: نوع من السمك یشبه الحیة و یسمی بالفارسیة مَارْماهی، و یقال: الجِرِّیُّ لغة فی الجِرِّیت من السمك. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَنه كان ینهی عن أَكل الجِرِّیّ و الجِرِّیت.و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دُلَّ علی أُم سلمة فرأَی عندها الشُّبْرُمَ و هی ترید أَن تشربه فقال: إِنه حارٌّ جارٌّ، و أَمرها بالسَّنَا و السَّنُّوتِ؛ قال أَبو عبید: و بعضهم یرویه حارٌّ یارٌّ، بالیاء، و هو إِتباع؛ قال أَبو منصور: و جارٌّ بالجیم صحیح أَیضاً. الجوهری: حارٌّ جارٌّ إِتباع له؛ قال أَبو عبید: و أَكثر كلامهم حارٌّ یارٌّ، بالیاء. و فی ترجمة حفز: و كانت العرب تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً: جَرَّاراً. ابن الأَعرابی: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ؛ ذكره الأَزهری آخر ترجمة جور، و أَما قولهم لا جَرَّ بمعنی لا جَرَمَ فسنذكره فی ترجمة جرم، إِن شاء الله تعالی.

جزر؛ ج4، ص: 133

: الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، و هو رجوع الماء إلی خلف. قال اللیث: الجَزْرُ، مجزوم، انقطاعُ المَدِّ، یقال مَدَّ البحرُ و النهرُ فی كثرة الماء و فی الانقطاع «1». ابن سیدة: جَزَرَ البحرُ و النهر یَجْزِرُ جَزْراً و انْجَزَرَ. الصحاح: جزر الماءُ یَجْزُرُ و یَجْزِرُ جَزْراً أَی نَضَب. و‌فی حدیث جابر: ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ، أَی ما انكشف عنه من حیوان البحر. یقال: جَزَرَ الماءُ یَجْزِرُ [یَجْزُرُ جَزْراً إِذا ذهب و نقص؛ و منه الجَزْر و المَدُّ و هو رجوع الماء إِلی خَلْف. و الجزِیرةُ: أَرضٌ یَنْجَزِرُ عنها المدُّ. التهذیب: الجزِیرةُ أَرض فی البحر یَنْفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو، و كذلك الأَرض التی لا یعلوها السیل و یُحْدقُ بها، فهی جزیرة. الجوهری: الجزیرة واحدة جزائر البحر، سمیت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض. و الجزیرة: موضع بعینه، و هو ما بین دِجْلَة و الفُرات. و الجزیرة: موضع بالبصرة أَرض نخل بین البصرة و الأُبُلَّة خصت بهذا الاسم. و الجزیرة أَیضاً: كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام و حدودها. ابن سیدة: و الجزیرة إِلی جَنْبِ الشام. و جزیرة العرب ما بین
(1). قوله: [و فی الانقطاع] لعل هنا حذفاً و التقدیر و جزر فی الانقطاع أی انقطاع المد لأن الجزر ضد المد
لسان العرب، ج‌4، ص: 134
عَدَنِ أَبْیَنَ إِلی أَطوارِ الشام، و قیل: إِلی أَقصی الیمن فی الطُّول، و أَما فی العَرْضِ فمن جُدَّةَ و ما والاها من شاطئ البحر إِلی رِیف العراق، و قیل: ما بین حفر أَبی موسی إِلی أَقصی تهامة فی الطول، و أَما العرض فما بین رَمْلِ یَبْرِین إِلی مُنْقَطَعِ السَّماوة، و كل هذه المواضع إِنما سمیت بذلك لأَن بحر فارس و بحر الحبش و دجلة و الفرات قد أَحاط بها. التهذیب: و جزیرة العرب مَحَالُّها، سمیت جزیرة لأَن البحرین بحر فارس و بحر السودان أَحاطا بناحیتیها و أَحاط بجانب الشمال دجلة و الفرات، و هی أَرض العرب و معدنها. و‌فی الحدیث: أَن الشیطان یئس أَن یُعْبَدَ فی جزیرة العرب؛ قال أَبو عبید: هو اسم صُقْع من الأَرض و فسره علی ما تقدم؛ و قال مالك بن أَنس: أَراد بجزیرة العرب المدینة نفسها، إِذا أَطلقت الجزیرة فی الحدیث و لم تضف إِلی العرب فإِنما یراد بها ما بین دِجْلَة و الفُرات. و الجزیرة: القطعة من الأَرض؛ عن كراع. و جَزَرَ الشی‌ءَ «1». یَجْزُرُه و یَجْزِرُه جَزراً: قطعه. و الجَزْرُ: نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزُورَ. و جَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها، بالضم، و اجْتَزَرْتُها إِذا نحرتها و جَلَّدْتَها. و جَزَرَ الناقة یَجْزُرها، بالضم، جَزْراً: نحرها و قطعها. و الجَزُورُ: الناقة المَجْزُورَةُ، و الجمع جزائر و جُزُرٌ، و جُزُرات جمع الجمع، كطُرُق و طُرُقات. و أَجْزَرَ القومَ: أَعطاهم جَزُوراً؛ الجَزُورُ: یقع علی الذكر و الأُنثی و هو یؤنث لأَن اللفظة مؤنثة، تقول: هذه الجزور، و إِن أَردت ذكراً. و‌فی الحدیث: أَن عمر أَعطی رجلًا شكا إِلیه سُوءَ الحال ثلاثة أَنْیابٍ جَزائرَ؛ اللیث: الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر ما ینحرون النُّوقُ. و قد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم. و أَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له. قال: و الجَزَرُ كل شی‌ء مباح للذبح، و الواحد جَزَرَةٌ، و إِذا قلت أَعطیته جَزَرَةً فهی شاة، ذكراً كان أَو أُنثی، لأَن الشاة لیست إِلَّا للذبح خاصة و لا تقع الجَزَرَةُ علی الناقة و الجمل لأَنهما لسائر العمل. ابن السكیت: أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِلیه شاة فذبحها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً، و هی الجَزَرَةُ إِذا كانت سمینة، و الجمع الجَزَرُ، و لا تكون الجَزَرَةُ إِلَّا من الغنم. و لا یقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغیر الذبح. و الجَزَرُ: الشیاه السمینة، الواحدة جَزَرَةٌ و یقال: أَجزرت القومَ إِذا أَعطیتهم شاة یذبحونها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً. و‌فی الحدیث: أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابی له غنم فقالوا: أَجْزِرْنا؛ أَی أَعطنا شاة تصلح للذبح؛ و‌فی حدیث آخر: فقال یا راعی أَجْزِرْنی شاةً؛ و منه‌الحدیث: أَ رأَیتَ إِن لَقِیتُ غَنَمَ ابن عمی أَ أَجْتَزِرُ منها شاةً؟ أَی آخذ منها شاة و أَذبحها. و‌فی حدیث خَوَّاتٍ: أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمینة‌أَی شاة صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَی تذبح للأَكل، و‌فی حدیث الضحیة: فإِنما هی جَزَرَةٌ أَطَعَمَها أَهله؛ و تجمع علی جَزَرٍ، بالفتح. و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ و السحَرةِ: حتی صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً، و قد تكسر الجیم. و من غریب ما یروی‌فی حدیث الزكاة: لا تأْخذوا من جَزَراتِ أَموال الناس؛ أَی ما یكون أُعدّ للأَكل، قال: و المشهور بالحاء المهملة. ابن سیدة: و الجَزَرُ ما یذبح من الشاء، ذكراً كان أَو أُنثی، جَزَرَةٌ، و خص بعضهم به الشاة التی یقوم إِلیها أَهلها فیذبحونها؛ و قد أَجْزَرَه إِیاها. قال بعضهم: لا یقال أَجْزَرَه
(1). قوله: [و جزر الشی‌ء إلخ] من بابی ضرب و قتل كما فی المصباح و غیره
لسان العرب، ج‌4، ص: 135
جَزُوراً إِنما یقال أَجْزَرَه جَزَرَةً. و الجَزَّارُ و الجِزِّیرُ: الذی یَجْزُر الجَزورَ، و حرفته الجِزارَةُ، و المَجْزِرُ، بكسر الزای: موضع الجَزْر. و الجُزارَةُ: حَقُّ الجَزَّار. و‌فی حدیث الضحیة: لا أُعطی منها شیئاً فی جُزارَتها؛ الجزارة، بالضم: ما یأْخذ الجَزَّارُ من الذبیحة عن أُجرته فمنع أَن یؤْخذ من الضحیة جزء فی مقابلة الأُجرة، و تسمی قوائم البعیر و رأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم فی المیسر و تُعْطَی الجَزَّارَ؛ قال ذو الرمّة: سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَیْتِ، سائرُهُ مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ ابن سیدة: و الجُزارَةُ الیدان و الرجلان و العنق لأَنها لا تدخل فی أَنصباء المیسر و إِنما یأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه، فخرج علی بناء العُمالة و هی أَجْرُ العامل، و إِذا قالوا فی الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما یریدون غلظ یدیه و رجلیه و كَثْرَةَ عَصَبهما، و لا یریدون رأْسه لأَن عِظَمَ الرأْس فی الخیل هُجْنَةٌ؛ قال الأَعشی: و لا نُقاتِلُ بالعِصِیِّ، و لا نُرامِی بالحجارَه، إِلَّا عُلالَةَ أَو بُدَاهَةَ قارِحٍ، نَهْدِ الجُزارَه و اجْتَزَر القومُ فی القتال و تَجَزَّرُوا. و یقال: صار القَوم جَزَراً لعدوّهم إِذا اقتتلوا. و جَزَرُ السِّباعِ: اللحمُ الذی تأْكله. یقال: تركوهم جَزَراً، بالتحریك، إِذا قتلوهم. و تركهم جَزَراً للسباع و الطیر أَی قِطَعاً؛ قال: إِنْ یَفْعَلا، فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ، و كُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ و تَجَازَرُوا: تشاتموا. و تجازرا تشاتما، فكأَنما جَزَرَا بینهما ظَرِبَّاءَ أَی قطعاها فاشتدّ نَتْنُها؛ یقال ذلك للمتشاتمین المتبالغین. و الجِزارُ: صِرامُ النخل، جَزَرَهُ یَجْزُرُه و یَجْزِرُه جَزْراً و جِزاراً و جَزَاراً؛ عن اللحیانی: صَرَمَه. و أَجْزَرَ النخلُ: حان جِزارُه كأَصْرَم حان صِرامُه، و جَزَرَ النخلَ یجزرها، بالكسر، جَزْراً: صَرَمها، و قیل: أَفسدها عند التلقیح. الیزیدی: أَجْزَرَ القومُ من الجِزار، و هو وقت صرام النخل مثلُ الجَزازِ. یقال: جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه. و یقال: أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ و دنا فَنَاؤه كما یُجْزِرُ النخلُ. و كان فِتْیانٌ یقولون لشیخ: أَجْزَرْتَ یا شیخُ أَی حان لك أَن تموت فیقول: أَی بَنِیَّ، و تُحْتَضَرُونَ أَی تموتون شباباً و یروی: أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ البُسْرُ أَی حان له أَن یُجَزَّ. الأَحمر: جَزَرَ النخلَ یَجْزِرُه إِذا صرمه و حَزَرَهُ یَحْزِرُهُ إِذا خرصه. و أَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ و الجَزَار. و أَجَزُّوا أَی صرموا، من الجِزَازِ [الجَزَازِ فی الغنم. و أَجْزَرَ النخلُ أَی أَصْرَمَ. و أَجْزَرَ البعیرُ: حان له أَن یُجْزَرَ. و یقال: جَزَرْتُ العسل إِذا شُرتَهُ و استخرجته من خَلِیَّتِه، و إِذا كان غلیظاً سَهُلَ استخراجُه. و تَوَعَّدَ الحجاجُ بن یوسف أَنَسَ بن مالك فقال: لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَی لأَسْتَأْصِلَنَّك، و العسل یسمی ضَرَباً إِذا غلظ. یقال: اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِیارُه علی العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال. و‌فی حدیث عمر: اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ؛ أَراد موضع الجَزَّارین التی تنحر فیها الإِبل و تذبح البقر و الشاء و تباع لُحْمانُها لأَجل النجاسة التی فیها من الدماء دماء الذبائح و أَرواثها، واحدها مَجْزَرَةٌ «2». و مَجْزِرَةٌ،
(2). قوله: [واحدها مجزرة إلخ] أی بفتح عین مفعل و كسرها إذ الفعل من باب قتل و ضرب
لسان العرب، ج‌4، ص: 136
و إِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم و جعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَی عادة كعادتها، لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف فی النفقة، فجعل العادة فی أَكل اللحوم كالعادة فی شرب الخمر، لما فی الدوام علیها من سَرَفِ النفقة و الفساد. یقال: أَضْرَی فلان فی الصید و فی أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة. و فی الصحاح: المَجازِرُ یعنی نَدِیَّ القوم و هو مُجْتَمَعُهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس. قال ابن الأَثیر: نهی عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها و مُداوَمَةَ النظر إِلیها و مشاهدة ذبح الحیوانات مما یقسی القلب و یذهب الرحمة منه. و‌فی حدیث آخر: أَنه نهی عن الصلاة فی المَجْزَرَةِ و المَقْبُرَة.و الجِزَرُ و الجَزَرُ: معروف، هذه الأَرُومَةُ التی تؤكل، واحدتها جِزَرَةٌ و جَزَرَةٌ؛ قال ابن درید: لا أَحسبها عربیة، و قال أَبو حنیفة: أَصله فارسی. الفرّاء: هو الجَزَرُ و الجِزَرُ للذی یؤكل، و لا یقال فی الشاء إِلا الجَزَرُ، بالفتح. اللیث: الجَزیرُ، بلغة أَهل السواد، رجل یختاره أَهل القریة لما ینوبهم من نفقات من ینزل بهم من قِبَل السلطان؛ و أَنشد: إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ، و یَسْعی علینا بالطعامِ جَزِیرُها

جسر؛ ج4، ص: 136

: جَسَرَ یَجْسُرُ جُسُوراً و جَسارَةً: مضی و نفَذ. و جَسَرَ علی كذا یَجْسُر جَسارَةً و تَجاسَر علیه؛ أَقدم. و الجَسُورُ: المِقْدامُ. و رجل جَسْر و جَسُورٌ: ماضٍ شجاعٌ، و الأُنثی جَسْرَةٌ و جَسُورٌ و جَسُورَةٌ. و رجل جَسْرٌ: جسیمٌ جَسُورٌ شجاع. و إِن فلاناً لَیُجَسِّرُ فلاناً أَی یُشَجِّعُه. و‌فی حدیث الشَّعْبِیِّ: أَنه كان یقول لسیفه: اجْسُرْ جَسَّارُ، هو فعَّال من الجَسَارة و هی الجَراءَةُ و الإِقدام علی الشی‌ء. و جَمَلٌ جَسْرٌ و ناقة جَسْرَة و مُتَجاسِرَة: ماضیة. قال اللیث: و قَلّما یقال جمل جَسْرٌ؛ قال: و خَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ و قیل: جمل جَسْرٌ طویل، و ناقة جَسْرَة طویلة ضَخْمَةٌ كذلك. و الجَسْرُ، بالفتح: العظیم من الإِبل و غیرها، و الأُنثی جَسْرَة، و كلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ: جَسْرٌ؛ قال ابن مقبل: هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ أَی ضخم؛ قال ابن سیدة: هكذا عزاه أَبو عبید إِلی ابن مقبل، قال: و لم نجده فی شعره. و تَجاسَرَ القوم فی سیرهم؛ و أَنشد: بَكَرَتْ تَجاسَرُ عن بُطونِ عُنَیْزَةٍ أَی تسیر؛ و قال جریر: و أَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثم نادَی بِدَعْوَی: یَا لَ خِنْدِفَ أَن یُجَابا قال: تَجاسَرَ تطاول ثم رفع رأْسه. و فی النوادر: تَجَاسَر فلان لفلان بالعصا إِذا تحرك له. و رجل جَسْرٌ: طویل ضخم؛ و منه قیل للناقة: جَسْرٌ. ابن السكیت: جَسَرَ الفَحْلُ و فَدَرَ و جَفَرَ إِذا ترك الضِّراب؛ قال الراعی: تَرَی الطَّرِفَاتِ الغُبْطَ من بَكَراتِها، یَرُعْنَ إِلی أَلواحِ أَعْیَسَ جاسِرِ و جاریة جَسْرَةُ الساعدین أَی ممتلئتهما؛ و أَنشد: دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ و الجَسْرُ و الجِسْرُ: لغتان، و هو القنطرة و نحوه مما یعبر علیه، و الجمع القلیل أَجْسُرٌ؛ قال: إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ، بِأَرْضِ بَغْدادَ، وَراءَ الأَجْسُرِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 137
و الكثیر جُسُورٌ. و‌فی حدیث نَوْفِ بن مالك قال: فوقع عُوجٌ علی نیل مصر فجسَرَهُمْ سَنَةً‌أَی صار لهم جِسْراً [جَسْراً یَعْبُرونَ علیه، و تفتح جیمه و تكسر. و جَسْرٌ: حَیٌّ من قَیْسِ عَیْلان. و بنو القَیْنِ بن جُسَیر: قَوْمٌ أَیضاً. و فی قُضاعَة جَسْرٌ من بنی عمران بن الحَافِ، و فی قیس جَسْرٌ آخرُ و هو جَسْرُ بن مُحارب بن خَصَفَةَ؛ و ذكرهما الكمیت فقال: تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا قَصِیفاً، كأَنَّا من جُهَیْنَةَ أَوْ جَسْرِ و ما جَسْرَ قَیْسٍ قَیْسِ عَیْلانَ أَبْتَغِی، و لكِنْ أَبا القَیْنِ اعْتَدَلْنا إِلی الجَسرِ

جشر؛ ج4، ص: 137

: الجَشَر: بَقْلُ الربیع. و جَشَرُوا الخَیْلَ و جَشَّروها: أَرْسَلُوها فی الجَشْرِ. و الجَشْرُ: أَن یخرجوا بخیلهم فَیَرْعَوْها أَمام بیوتهم. و أَصبحوا جَشْراً و جَشَراً إِذا كانوا یَبِیتُون مكانهم لا یرجعون إِلی أَهلیهم. و الجَشَّار: صاحبُ الجَشَرِ. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، أَنه قال: لا یغرّنكم جَشَرُكُمْ من صلاتكم فإِنما یَقْصُرُ الصلاةَ من كان شاخصاً أَو یَحْضُرُهُ عدوّ.قال أَبو عبید: الجَشَرُ القومُ یخرجون بدوابهم إِلی المرعی و یبیتون مكانهم و لا یأْوون إِلی البیوت، و ربما رأَوه سفراً فقصروا الصلاة فنهاهم عن ذلك لأَن المُقَامَ فی المرعی و إِن طال فلیس بسفر. و‌فی حدیث ابن مسعود: یا مَعْشَرَ الجُشَّارِ لا تغتروا بصلاتكم؛ الجُشَّار جمع جاشِرٍ. و‌فی الحدیث: و منا من هو فی جَشْرَةٍ.و‌فی حدیث أَبی الدرداء: من ترك القرآن شهرین فلم یقرأْه فقد جَشَرَهُ‌أَی تباعد عنه. یقال: جَشَرَ عن أَهله أَی غاب عنهم. الأَصمعی: بنو فلان جَشَرٌ إِذا كانوا یبیتون مكانهم لا یأْوون بیوتهم، و كذلك مال جَشَرٌ لا یأْوی إِلی أَهله. و مال جَشَرٌ: یرعی فی مكانه لا یؤوب إِلی أَهله. و إِبل جُشَّرٌ: تذهب حیث شاءت، و كذلك الحُمُرُ؛ قال: و آخرونَ كالحمیر الجُشَّرِ و قوم جُشْرٌ و جُشَّرٌ: عُزَّابٌ فی إِبلهم. و جَشَرْنا دوابَّنا: أَخرجناها إِلی المرعی نَجْشُرُها جَشْراً، بالإِسكان، و لا نَرُوحُ. و خیل مُجَشَّرةٌ بالحِمَی أَی مَرْعِیَّة. ابن الأَعرابی: المُجَشَّرُ الذی لا یرعی قُرْبَ الماء؛ و المنذری: الذی یرعی قرب الماء؛ أَنشد ابن الأَعرابی لابن أَحمر فی الجَشْرِ: إِنَّكَ لو رأَیتَنی و القَسْرَا، مُجَشِّرِینَ قد رَعَینا شَهْرَا لم تَرَ فی الناسِ رِعاءً جَشْرَا، أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً و سَیْرَا قال الأَزهری: أَنشدنیه المنذری عن ثعلب عنه. قال الأَصمعی: یقال: أَصبح بنو فلان جَشَراً إِذا كانوا یبیتون فی مكانهم فی الإِبل و لا یرجعون إِلی بیوتهم؛ قال الأَخطل: تَسْأَلُه الصُّبْرُ من غَسَّانَ، إِذْ حَضَرُوا، و الحَزْنُ كَیْفَ قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ الصُّبْرُ و الحَزْنُ: قبیلتان من غسان. قال ابن بری: صواب إِنشاده: … كیف قراك …، بالكاف، لأَنه یصف قتل عمیر بن الحُبَابِ و كَوْنَ الصُّبْر و الحَزْنِ، و هما بطنان من غسان، یقولون له بعد موته و قد طافوا برأْسه: كیف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ و كان یقول لهم: إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالی بكم، و لهذا یقول فیها مخاطباً لعبد الملك بن مروان:
لسان العرب، ج‌4، ص: 138
یُعَرِّفُونَكَ رَأْسَ ابنِ الحُبابِ و قد أَضْحَی، و للسَّیْفِ فی خَیْشُومِهِ أَثَرُ لا یَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُه، و لیس یَنْطِقُ حتی یَنْطِقَ الحَجَرُ و هذه القصیدة من غُرَرِ قصائد الأَخطل یخاطب فیها عَبْدَ الملِك بْنَ مَرْوان یقول فیها: نَفْسِی فِداءُ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ إِذا أَبْدَی النَّواجِذَ یَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ الخائِضِ الغَمْرِ و المَیْمُونِ طائِرُهُ، خَلِیفَةِ اللهِ یُسْتَسْقَی بِهِ المَطَرُ فی نَبْعَةٍ مِن قُرَیشٍ یَعْصِبُونَ بها، ما إِنْ یُوازی بأَعْلَی نَبتِها الشَّجَرُ حُشْدٌ علی الحق عَیَّافو الخَنَا أُنُفٌ، إِذا أَلَمَّتْ بِهِمْ مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا شُمْسُ العَداوَةِ حتی یُسْتَقَادَ لهم، و أَعظمُ الناسِ أَحْلاماً، إِذا قَدَرُوا منها: إِنَّ الضَّغِینَةَ تَلْقَاها، و إِن قَدُمَتْ، كالعُرِّ یَكْمُنُ حِیناً ثم یَنْتَشِرُ و الجَشْرُ و الجَشَرُ: حِجَارَةٌ تنبت فی البحر. قال ابن درید: لا أَحسبها معرّبة. شمر: یقال مكان جَشِر أَی كثیر الجَشَر، بتحریك الشین. و قال الرِّیاشی: الجَشَرُ حجارة فی البحر خشنة. أَبو نصر: جَشَرَ الساحلُ یَجْشُرُ جشراً. اللیث: الجَشَرُ ما یكون فی سواحل البحر و قراره من الحصی و الأَصداف، یَلْزَقُ بعضها ببعض فتصیر حجراً تنحت منه الأَرْحِیَةُ بالبصرة لا تصلح للطحن، و لكنها تُسَوَّی لرؤوس البلالیع. و الجَشَرُ: وَسَخُ الوَطْبِ من اللبن؛ یقال: وَطْبٌ جَشِرٌ أَی وَسِخٌ. و الجَشَرَةُ: القِشْرَةُ السفلی التی علی حَبَّةِ الحنطة. و الجَشَرُ و الجُشْرَةُ: خُشُونة فی الصدر و غِلَظٌ فی الصوت و سُعال؛ و فی التهذیب: بَحَحٌ فی الصوت. یقال: به جُشْرَةٌ و قد جَشِرَ «1». و قال اللحیانی: جُشِرَ جُشْرَةً؛ قال ابن سیدة: و هذا نادر، قال: و عندی أَن مصدر هذا إِنما هو الجَشَرُ؛ و رجل مجشور. و بعیر أَجْشَرُ و ناقة جَشْراءُ: بهما جُشْرَةٌ. الأَصمعی: بعیر مَجْشُورٌ به سُعال جافٌّ. غیره: جُشِرَ، فهو مَجْشُورٌ، و جَشِرَ یَجْشَرُ جَشَراً، و هی الجُشْرَةُ، و قد جُشِرَ یُجْشَرُ علی ما لم یسمَّ فاعله؛ و قال حجر: رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ فی هَواكُمْ، و بَعِیرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ و رجلٌ مَجْشُورٌ: به سُعال؛ و أَنشد: و سَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ و الجُشَّةُ و الجَشَشُ: انتشار الصوت فی بُحَّةٍ. ابن الأَعرابی: الجُشْرَةُ الزُّكامُ. و جَشرَ الساحلُ، بالكسر، یَجْشَرُ جَشْراً إِذا خَشُنَ طینه و یَبِسَ كالحجَر. و الجَشِیرُ: الجُوالِقُ الضخم، و الجمع أَجْشِرَةٌ و جُشُرٌ؛ قال الراجز: یُعْجلُ إِضْجاعَ الجَشِیرِ القَاعِدِ و الجَفِیرُ و الجَشِیرُ: الوَفْضَةُ، و هی الكِنانَةُ. ابن سیدة: و الجَشِیرُ الوفضة و هی الجَعْبَةُ من جلود تكون مشقوقة فی جَنْبها، یفعل ذلك بها لیدخلها الریح فلا یأْتكل الریش. و جَنْبٌ جاشِرٌ: منتفخ. و تَجَشَّرَ بطنه: انتفخ؛ أَنشد ثعلب:
(1). قوله [و قد جشر] كفرح و عنی كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 139
فقامَ وَثَّابٌ نَبِیلٌ مَحْزِمُهْ. لم یَتَجَشَّرْ مِنْ طَعامٍ یُبْشِمُهْ و جَشَرَ الصُّبْحُ یَجْشُرُ جُشُوراً: طلع و انفلق. و الجاشِرِیَّةُ: الشُّرْبُ مع الصبح، و یوصف به فیقال: شَرْبَةٌ جاشِرِیَّةٌ؛ قال: و نَدْمانٍ یَزِیدُ الكأْسَ طِیباً، سَقَیْتُ الجاشِرِیَّةَ أَو سَقَانِی و یقال: اصْطَبَحْتُ الجاشِرِیَّةَ، و لا یَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ؛ و قال الفرزدق: إِذا ما شَرِبْنَا الجاشِرِیَّةَ لَمْ نُبَلْ أَمِیراً، و إِن كانَ الأَمِیرُ مِنَ الأَزْدِ و الجاشِرِیَّةُ: قبیلة فی ربیعة. قال الجوهری: و أَما الجاشریة التی فی شعر الأَعشی فهی قبیلة من قبائل العرب. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه كتب إِلی عامله أَن ابْعَثْ إِلیَّ بالجَشِیرِ اللُّؤْلُؤِیّ؛ الجَشِیرُ: الجِرابُ؛ قال ابن الأَثیر: قاله الزمخشری.

جظر؛ ج4، ص: 139

: المُجْظَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ: المُعِدُّ شَرَّه كأَنه منتصب. یقال: ما لَكَ مُجْظَئِرّاً؟

جعر؛ ج4، ص: 139

: الجِعَارُ: حبل یَشُدُّ به المُسْتَقِی وَسَطَهُ إِذا نزل فی البئر لئلا یقع فیها، و طرفه فی ید رجل فإِن سقط مَدَّه به؛ و قیل: هو حبل یشده الساقی إِلی وَتَدٍ ثم یشده فی حِقْوِه و قد تَجَعَّرَ به؛ قال: لَیْسَ الجِعارُ مانِعی مِنَ القَدَرْ، وَ لَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر و الجُعْرَةُ: الأَثَرُ الذی یكون فی وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب، و أَنشد: لَوْ كُنْتَ سَیْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، و كُنْتَ حَرًی أَنْ لا یُغَیِّرَكَ الصَّقْلُ و الجُعْرَةُ: شعیر غلیظ القَصَبِ عریض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله جِراءُ الخَشْخَاشِ، و لسنبله حروف عِدَّةٌ، و حبه طویل عظیم أَبیض، و كذلك سُنبله و سَفاه، و هو رقیق خفیف المَؤُونة فی الدِّیاسِ، و الآفة إِلیه سریعة، و هو كثیر الرَّیْعِ طیب الخُبْزِ؛ كله عن أَبی حنیفة. و الجُعْرورانِ: خَبْرَاوانِ إِحداهما لبنی نَهْشَلٍ و الأُخری لبنی عبد الله بن دارم، یملؤهما جمیعاً الغیث الواحد، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شائهم؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ، فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِیر، و لا الذی لوّحَ بالقَتِیرِ الدِّرْحابَةُ: العَرِیضُ القصیر؛ یقول: إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطویل الضخم بالحَفْنَةِ من الغدیر، غدیر الخَبْراءِ، لم یلبث الدّرْحابَةُ أَن یَزْكُتَه الرَّبْوُ فیسقط. زَكَتَه الرَّبْوُ: مَلأَ جَوْفَه. و فی التهذیب: و الجَعُور خَبْراءُ لبنی نَهْشَلٍ، و الجَعُورُ الأُخری خَبْراءُ لبنی عبد الله بن دارِمٍ. و جَعَارِ: اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها، و إِنما بنیت علی الكسر لأَنه حصل فیها العدل و التأْنیث و الصفة الغالبة، و معنی قولنا غالبة أَنها غلبت علی الموصوف حتی صار یعرف بها كما یعرف باسمه، و هی معدولة عن جاعِرَة، فإِذا منع من الصرف بعلتین وجب البناء بثلاث لأَنه لیس بعد منع الصرف إِلا منع الإِعراب؛ و كذلك القول فی حَلَاقِ اسْم للمَنِیَّةِ؛ و قول الشاعر الهذلی فی صفة الضبع: عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ، فُوَیْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 140
تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً، جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِیلُ قیل: ذهب إِلی تفخیمها كما سمیت حضَاجِر؛ و قیل: هی أَولادها و جعلها الشاعر خنثی لها حِرَةٌ وَثِیلُ؛ قال بعضهم: جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً كثیرة. و الجراهمة: المغتلمة. قال الأَزهری: الذی عندی فی تفسیر جواعرها ثمان كَثْرَةُ جَعْرها. و الجَواعِرُ: جمع الجاعِرَة و هو الجَعْر أَخرجه علی فاعلة و فواعل و معناه المصدر، كقول العرب: سمعت رَواغِیَ الإِبل أَی رُغاءَها، و ثَواغِیَ الشاء أَی ثُغاءها؛ و كذلك العافیة مصدر و جمعها عَوافٍ. قال الله تعالی: لَیْسَ لَهٰا مِنْ دُونِ اللّٰهِ كٰاشِفَةٌ؛ أَی لیس لها من دونه عز و جل كشف و ظهور. و قال الله عز و جل: لٰا تَسْمَعُ فِیهٰا لٰاغِیَةً؛ أَی لَغْواً، و مثله كثیر فی كلام العرب، و لم یُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان، و لكنه وصفها بكثرة الأَكْل و الجَعْرِ، و هی من آكل الدواب؛ و قیل: وصفها بكثرة الجعر كأَنّ لها جواعر كثیرة كما یقال فلان یأْكل فی سبعة أَمعاء و إِن كان له مِعیً واحدٌ، و هو مثل لكثرة أَكله؛ قال ابن بری البیت أَعنی: عشنزرة جواعرها ثمان لحبیب بن عبد الله الأَعلم. و للضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضون، و سمی كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هی فیه. و جَیْعَرٌ و جَعَارِ و أُمُّ جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها. و فی المثل: روعِی جَعارِ و انْظُری أَیْنَ المَفَرُّ؛ یضرب لمن یروم أَن یُفْلِتَ و لا یقدر علی ذلك؛ و هذا المثل فی التهذیب یضرب فی فرار الجبان و خضوعه. ابن السكیت: تُشْتَمُ المرأَةُ فیقال لها: قُومی جَعارِ، تشبه بالضبع. و یقال للضبع: تِیسِی أَو عِیثی جَعَار؛ و أَنشد: فَقُلْتُ لهَا: عِیثِی جَعَار و جَرِّرِی بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ یَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ و المَجْعَرُ: الدُّبُر. و یقال للدُّبُر: الجاعِرَةُ و الجَعْراءُ. و الجَعْرُ: نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع. و الجَعْرُ: ما تَیَبَّسَ فی الدبر من العذرة. و الجَعْرُ: یُبْسُ الطبیعة، و خص ابن الأَعرابی به جَعْرَ الإِنسان إِذا كان یابساً، و الجمع جُعُورٌ؛ و رجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك. و‌فی حدیث عمرو ابن دینار: كانوا یقولون فی الجاهلیة: دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ و إِن رَمَی بِجَعْرِه فی رَحْلِهِ؛ قال ابن الأَثیر: الجَعْرُ ما یَبِسَ من الثُّفْل فی الدبر أَو خرج یابساً؛ و منه‌حدیث عمر: إِنِّی مِجْعارُ البَطْن‌أَی یابس الطبیعة؛ و‌فی حدیثه الآخر: إِیاكم و نومة الغَداة فإِنها مَجْعَرَةٌ؛ یرید یُبْسَ الطبیعة أَی أَنها مَظِنَّة لذلك. و جَعَر الضبع و الكلب و السِّنَّوْرُ یَجْعَرُ جَعْراً: خَرِئَ. و الجَعْرَاء: الاسْتُ، و قال كراعٌ: الجِعِرَّی، قال: و لا نظیر لها إِلا الجِعِبَّی، و هی الاست أَیضاً، و الزِّمِكّی و الزِّمِجَّی و كلاهما أَصل الذنب من الطائر و القِمِصَّی الوُثُوب، و العِبِدَّی العَبید، و الجِرِشَّی النَّفْسُ؛ و الجِعِرَّی أَیضاً: كلمة یلام بها الإِنسان كأَنه یُنْسَبُ إِلی الاست. و بَنُو الجَعْراء: حیّ من العرب یُعَیَّرون بذلك؛ قال: دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً، و نَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ و الجَعْراءُ: دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ «2» ولَدَتْ فی بَلْعَنْبرِ، و ذلك أَنها خرجت و قد ضربها المخاض
(2). قوله: [مغنج] كذا بالأَصل بالغین المعجمة، و عبارة القاموس و شرحه بنت مغنج، و فی بعض النسخ منعج، قال المغفل بن سلمة: من أعجم العین فتح المیم، و من أهملها كسر المیم؛ قاله البكری فی شرح أمالی القالی
لسان العرب، ج‌4، ص: 141
فظنته غائطاً، فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت: یا أُمّتَ هل یَفْتَحُ الجَعْرُ فاه؟ ففهمت عنها فقالت: نعَمْ و یدعو أَباه؛ فتمیم تسمی بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك. و الجاعِرَةُ: مثل الروث من الفَرس. و الجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَین المُشْرِفان علی الفخذین، و هما الموضعان اللذان یَرْقُمُهما البَیْطارُ، و قیل: الجاعرتان موضع الرَّقمتین من است الحمار؛ قال كعب بن زهیر یذكر الحمار و الأُتن: إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، رَأَیْتَ لِجاعِرَتَیْهِ غُضُونا و قیل: هما ما اطمأَنَّ من الورك و الفخذ فی موضوع المفصل، و قیل: هما رؤوس أَعالی الفخذین، و قیل: هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه علی فخذیه، و قیل: هما حیث یكوی الحمار فی مؤَخره علی كاذَتَیْهِ. و‌فی حدیث العباس: أَنه وَسَمَ الجاعرتین؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، و هما من الإِنسان فی موضع رَقْمَتی الحمارِ. و‌فی الحدیث: أَنه كوی حماراً فی جاعِرَتَیْه.و‌فی كتاب عبد الملك إِلی الحجاج: قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتین‌قیل: هما اللذان یَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ. و الجِعَارُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ فی الجاعِرَة؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علی. و الجِعْرانَةُ: موضع؛ و‌فی الحدیث: أَنه نزل الجِعْرانَةَ، و تكرر ذكرها فی الحدیث، و هی موضع قریب من مكة، و هی فی الحل و میقات الإِحرام، و هی بتسكین العین و التخفیف، و قد تكسر العین و تشدد الراء. و الجُعْرُورُ: ضَرْبٌ من التمر صغار لا ینتفع به. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن لونین فی الصدقة من التمر: الجُعْرُورِ و لَوْنِ الحُبَیْق؛ قال الأَصمعی: الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ یحمل رُطَباً صغاراً لا خیر فیه، و لَوْنُ الحُبَیْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَیضاً. و الجُعْرُورُ: دُوَیْبَّةٌ من أَحناش الأَرض. و لصبیان الأَعراب لُعْبَةٌ یقال لها الجِعِرَّی، الراء شدیدة، و ذلك أَن یحمل الصبی بین اثنین علی أَیدیهما؛ و لعبة أُخری یقال لها سَفْدُ اللّقاح و ذلك انتظام الصبیان بعضهم فی إِثر بعض، كلُّ واحد آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه. و أَبو جِعْرانَ: الجُعَلُ عامَّةً، و قیل: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ. و أُم جِعْران: الرَّخَمَةُ؛ كلاهما عن كراع.

جعبر؛ ج4، ص: 141

: الجَعْبَرُ: القَعْب الغلیظ الذی لم یحكم نَحْتُه. و الجَعْبَرَةُ و الجَعْبَرِیَّة: القصیرة الدمیمة؛ قال رؤبة بن العجاج یصف نساء: یُمْسِینَ عن قَسِّ الأَذَی غَوافِلا، لا جَعْبَرِیَّاتٍ و لا طَهَامِلا «1». القَسُّ: النَّمِیمَةُ. و الطَّهامِلُ: الضِّخامُ. و رجل جَعْبَرٌ و جَعْبَریٌّ: قصیر متداخل؛ و قال یعقوب: قصیر غلیظ؛ و المرأَة جَعْبَرَةٌ. و ضَرَبَهُ فَجَعْبَرَهُ أَی صرعه.

جعثر؛ ج4، ص: 141

: جَعْثَرَ المتاع: جَمَعَهُ.

جعظر؛ ج4، ص: 141

: الجِعْظارُ و الجِعْظارَةُ، بكسر الجیم، و الجِعِنْظار، كله: القصیر الرجلین الغلیظ الجسم، فإِذا كان مع غلظ جسمه أَكولًا قویّاً سمی جَعْظَرِیّاً؛ و قیل: الجعْظارُ القلیل العقل، و هو أَیضاً الذی یَنْتَفِخُ بما لیس عنده مع قِصَرٍ، و أَیضاً الذی لا یَأْلَمُ رَأْسُه،
(1). قوله: [یمسین] كذا هو أَیضاً فی هذه المادة من الصحاح. و فی مادة قس استشهد به علی أَن القس التتبع فقال: یصبحن إِلخ بدل یمسین، ثم قول المؤلف: القس النمیمة، هو و إِن كان كذلك لكن الأَولی تفسیر القس فی البیت بالتتبع كما فعل الصحاح
لسان العرب، ج‌4، ص: 142
و قیل: هو الأَكول السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ الذی یتسخط عند الطعام. و الجَعْظَرِیّ: القصیر الرجلین العظیم الجسم مع قوّة و شدّة أَكل. و قال ثعلب: الجَعْظَرِیُّ المتكبر الجافی عن الموعظة؛ و قال مرة: هو القصیر الغلیظ. و قال الجوهری: الجَعْظَرِیُّ الفَظُّ الغلیظ. الفراء: الجَظُّ و الجَوَّاظ الطویل الجسم الأَكول الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ؛ قال: و هو الجِعْظارُ أَیضاً، و الجَعْظَرِیُّ مثله. و‌فی الحدیث: أَ لا أُخبركم بأَهل النار؟ كُلُّ جَعْظَرِیٍّ جَوَّاظٍ مَنَّاعٍ جَمَّاعٍ؛ الجَعْظَرِیُّ: الفَظُّ الغلیظ المتكبر، و قیل: هو الذی ینتفخ بما لیس عنده، و‌فی روایة أُخری: هم الذین لا تُصَدَّعُ رؤوسهم.الأَزهری: الجَعْظَریُّ الطویل الجسم الأَكول الشروب البَطِرُ الكافر، و هو الجِعْظارَةُ و الجِعْظارُ. قال: و قال أَبو عمرو: الجَعْظَریُّ القصیر السمین الأَشِرُ الجافی عن الموعظة.

جعفر؛ ج4، ص: 142

: الجَعْفَرُ: النهر عامَّةً؛ حكاه ابن جنی، و أَنشد: إِلی بَلَدٍ لا بَقَّ فِیهِ و لا أَذًی، و لا نَبَطِیَّات یُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا و قیل: الجعفر النهر الملآن، و به شبهت الناقة الغزیرة؛ قال الأَزهری: أَنشدنی المفضل: مَنْ للجَعافِرِ یا قَوْمی؟ فَقَدْ صُرِیَتْ، و قَدْ یُسَاقُ لِذاتِ الصَّرْیَةِ الحَلَبُ ابن الأَعرابی: الجَعْفَرُ النهر الصغیر فوق الجَدْوَلِ، و قیل: الجَعْفَرُ النهر الكبیر الواسع؛ و أَنشد: تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ عَلی شَطِّ جَعفَر و به سمی الرجل. و جَعْفَرٌ: أَبو قبیلة من عامر، و هم الجَعَافِرَةُ.

جعمر؛ ج4، ص: 142

: الجَعْمَرَةُ: أَن یجمع الحمار نفسه و جَرامِیزَه ثم یَحْمِلَ علی العَانَةِ أَو علی الشی‌ء إِذا أَراد كَدْمَهُ. الأَزهری: الجَعْمَرَةُ و الجَمْعَرَة القَارَةُ المرتفعة المشرفة الغلیظة.

جعنظر؛ ج4، ص: 142

: الجَعَنْظَرُ و الجِعِنْظَارُ: القصیر الرجلین الغلیظ الجسم؛ عن كراع. و رجل جِعِنْظَار إِذا كان أَكولًا قویّاً عظیماً جسیماً.

جفر؛ ج4، ص: 142

: الجَفْرُ: من أَولاد الشاء إِذا عَظُمَ و استكرشَ، قال أَبو عبید: إِذا بلغ ولد المعزی أَربعة أَشهر و جَفَرَ جَنْبَاه و فُصِلَ عن أُمه و أَخَذَ فی الرَّعْی، فهو جَفْرٌ، و الجمع أَجْفَار و جِفَار و جَفَرَةٌ، و الأُنثی جَفْرَةٌ؛ و قد جَفَرَ و اسْتَجفَرَ؛ قال ابن الأَعرابی: إِنما ذلك لأَربعة أَشهر أَو خمسة من یوم ولد. و‌فی حدیث عمر: أَنه قضی فی الیَرْبُوع إِذا قتله المحرم بجَفْرَةٍ؛ و فی روایة: قضی فی الأَرنب یصیبها المحرم جَفْرَةً.ابن الأَعرابی: الجَفْرُ الجَمَلُ الصغیر و الجَدیُ بعد ما یُفْطَمُ ابن ستة أَشهر. قال: و الغلام جَفْرٌ. ابن شمیل: الجَفْرَةُ العَناق التی شَبِعَتْ من البَقْلِ و الشجر و استغنت عن أُمِّها، و قد تَجَفَّرَتْ و اسْتَجْفَرَتْ. و‌فی حدیث حلیمة ظِئْرِ النبی، صلی الله علیه و سلم، قالت: كان یَشِبُّ فی الیوم شَبَابَ الصبی فی الشهر فبلغ ستّاً و هو جَفرٌ.قال ابن الأَثیر: اسْتَجْفَر الصَّبیُّ إِذا قوی علی الأَكل. و‌فی حدیث أَبی الیَسَرِ: فخرج «1». إِلیَّ ابنٌ له جَفْرٌ.و‌فی حدیث أُم زرع: یكفیه ذراعُ الجَفْرَةِ؛ مدحته بقلة الأَكل. و الجَفْرُ: الصبی إِذا انتفخ لحمه و أَكل و صارت له كرش، و الأُنثی جَفْرَةٌ، و قد استَجْفَر و تَجَفَّرَ.
(1). قوله [فخرج إِلخ] كذا بضبط القلم فی نسخة من النهایة یظن بها الصحة و العهدة علیها
لسان العرب، ج‌4، ص: 143
و المُجْفَرُ: العظیم الجنبین من كل شی‌ء. و اسْتَجْفَرَ إِذا عظم؛ حكاه شمر و قال: جُفْرَةُ البطن باطِنُ المُجْرَئِشِّ. و الجُفْرَةُ: جَوْفُ الصدر، و قیل: ما یجمع البطن و الجنبین، و قیل: هو مُنحَنَی الضلوع، و كذلك هو من الفرس و غیره، و قیل: جُفْرَةُ الفرس وسَطُه، و الجمع جُفَرٌ و جِفَارٌ. و جُفْرَةُ كل شی‌ء: وسطه و معظمه. و فَرَسٌ مُجْفَرٌ و ناقة مُجْفَرَة أَی عظیمة الجُفْرةِ، و هی وسطه؛ قال الجَعْدِیُّ: فَتَآیا بِطَرِیر مُرْهَفٍ جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ و الجُفْرَةُ: الحُفْرَةُ الواسعة المستدیرة. و الجُفَرُ: خُروق الدعائم التی تحفر لها تحت الأَرض. و الجَفْرُ: البئر الواسعة التی لم تُطْوَ، و قیل: هی التی طوی بعضها و لم یطو بعض، و الجمع جِفَارٌ؛ و منه جَفْرُ الهَبَاءَةِ، و هو مُسْتَنْقَع ببلاد غَطَفَان. و الجُفْرَةُ، بالضم: سَعَةٌ فی الأَرض مستدیرة، و الجمعُ جِفَارٌ مثل بُرْمَةٍ و برام، و منه قیل للجوف: جُفْرةٌ. و‌فی حدیث طلحة: فوجدناه فی بعض تلك الجِفَارِ، و هو جمع جُفْرة، بالضم. و فی الحدیث ذكر جُفرة، بضم الجیم و سكون الفاء، جفرة خالد من ناحیة البصرة تنسب إِلی خالد بن عبد الله بن أَسِیدٍ، لها ذكر فی حدیث عبد الملك بن مروان. و الجَفِیرُ: جَعْبَة من جلود لا خشب فیها أَو من خشب لا جلد فیها. و الجَفِیرُ أَیضاً: جَعْبَةٌ من جلود مشقوقة فی جنبها، یُفعل ذلك بها لیدخلها الریح فلا یأْتكل الریش. الأَحمر: الجَفِیر و الجَعْبَةُ الكِنَانة. اللیث: الجَفِیر شبه الكنانة إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ منها یجعل فیه نُشَّابٌ كثیر. و‌فی الحدیث: من اتخذ قوساً عربیة و جَفِیرَها نفی الله عنه الفقر؛ الجَفیر: الكنانة و الجَعْبة التی تجعل فیها السهام، و تخصیصُ القِسِیِّ العربیة كراهیةَ زِیِّ العجم. و جَفَرَ الفحلُ یَجْفُر، بالضم، جُفُوراً: انقطع عن الضِّراب و قَلَّ ماؤه، و ذلك إِذا أَكثر الضراب حتی حَسَرَ [حَسِرَ و انقطع و عَدَلَ عنه. و یقال فی الكبش: رَبَضَ و لا یقال جَفَرَ. ابن الأَعرابی: أَجْفَرَ الرجلُ و جَفَرَ و جَفَّرَ و اجْتَفَرَ إِذا انقطع عن الجماع، و إِذا ذَلَّ قیل: قد اجْتَفَرَ. و أَجْفَرَ الرجلُ عن المرأَة: انقطع. و جَفَّرَه الأَمرُ عنه: قَطَعَه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: و تُجْفِروا عن نساء قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ، و فی الرُّدَیْنِیِّ و الْهِنْدِیِّ تَجْفِیرُ أَی أَن فیهما من أَلم الجراح ما یُجَفِّرُ الرجلَ عن المرأَة، و قد یجوز أَن یعنی به إِماتتهما إِیاهم لأَنه إِذا مات فقد جَفَرَ. و طعام مَجْفَرٌ و مَجْفَرَةٌ؛ عن اللحیانی: یقطع عن الجماع. و من كلام العرب: أَكلُ البِطِّیخ مَجْفَرَةٌ. و‌فی الحدیث أَنه قال لعثمان بن مظعون: علیك بالصوم فإِنه مَجْفَرَةٌ؛ أَی مَقْطَعَةٌ للنكاح. و‌فی الحدیث أَیضاً: صُوموا وَ وَفِّرُوا أَشْعاركم «1». فإِنها مَجْفَرَةٌ. قال أَبو عبید: یعنی مَقْطَعَة للنكاح و نقصاً للماء. و یقال للبعیر إِذا أَكثر الضراب حتی ینقطع: قد جَفَرَ یَجْفِرُ جُفُوراً، فهو جافر؛ و قال ذو الرمة فی ذلك: و قد عَارَضَ الشِّعْری سُهَیْلٌ، كَأَنَّهُ قَرِیعُ هِجانٍ، عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: أَنه رأَی رجلًا
(1). قوله: [و وفروا أشعاركم] یعنی شعر العانة. و فی روایة فإِنه أَی الصوم مجفر، بصیغة اسم الفاعل من أجفر، و هذا أَمر لمن لا یجد أهبة النكاح من معشر الشباب، كذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌4، ص: 144
فی الشمس فقال: قُمْ عنها فإِنها مَجْفَرَةٌ‌أَی تُذْهِبُ شهوة النكاح. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِیاكم وَ نَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْفَرَةٌ؛ و جعله القتیبی من حدیث علی، كرم الله وجهه. و المُجْفِرُ: المتغیر ریح الجسد. و‌فی حدیث المُغِیرةِ: إِیاكم و كلَّ مُجْفِرَةٍ‌أَی مُتَغَیِّرة رِیحِ الجسد، و الفعل منه أَجْفَر. قال: و یجوز أَن یكون من قولهم امرأَة مُجْفِرَةُ الجنبین أَی عظیمتهما. و جَفَرَ جَنْبَاهُ إِذا اتَّسَعَا، كأَنه كَرِهَ السِّمَنَ. و قال أَبو حنیفة: الكَنَهْبَلُ صِنْفٌ من الطَّلْحِ جَفْرٌ. قال ابن سیدة: أُراه عَنَی به قبیح الرائحة من النبات. الفراء: كنت آتیكم فَقَد أَجْفَرْتُكم أَی تركت زیارتكم و قطعتها. و یقالُ: أَجْفَرْتُ ما كنتُ فیه أَی تركته. و أَجْفَرْتُ فلاناً: قطعته و تركت زیارته. و أَجْفَرَ الشی‌ءُ: غاب عنك. و من كلام العرب: أَجْفَرَنا هذا الذئبُ فما حَسَسْناه منذ أَیام. و فعلتُ ذلك من جَفْرِ كذا «2». أَی من أَجله. و یقال للرجل الذی لا عقل له: إِنه لَمُنْهَدِمُ الحال و مُنْهَدِمُ الجَفْرِ. و الجُفُرَّی و الكُفُرَّی: وِعاء الطلع. و إِبِلٌ جِفَارٌ إِذا كانت غِزاراً، شبهت بِجِفَارِ الرَّكایا. و الجُفُرَّاء و الجُفُرَّاةُ: الكافور من النخل؛ حكاهما أَبو حنیفة. و جَیْفَرٌ و مُجَفَّر: اسمان: و الجَفْرُ: موضع بنجد. و الجِفَارُ: موضع، و قیل: هو ماء لبنی تمیم، قال: و منه یوم الجِفَارِ؛ قال الشاعر: وَ یَوْمُ الجِفَارِ وَ یَوْمُ النِّسارِ كانا عَذَاباً، و كانا غَرَامَا أَی هلاكاً. و الجَفَائِرُ: رمال معروفة؛ أَنشد الفارسی: أَلِمَّا علی وَحْشِ الجَفَائِر فانْظُرا إِلیها، و إِنْ لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِیَا و الأَجْفَرُ: موضع.

جكر؛ ج4، ص: 144

: ابن الأَعرابی: الجُكَیْرَةُ تصغیر الجَكْرَةِ و هی اللَّجَاجَة، و قال فی موضع آخر: أَجْكَرَ الرجلُ إِذا لَجَّ فی البیع، و قد جَكِرَ یَجْكَرُ جَكَراً.

جلنر؛ ج4، ص: 144

: الجُلَّنارُ: معروف.

جمر؛ ج4، ص: 144

: الجَمْر: النار المتقدة، واحدته جَمْرَةٌ. فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ. و المِجْمَرُ و المِجْمَرَةُ: التی یوضع فیها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ و قد اجْتَمَرَ بها. و فی التهذیب: المِجْمَرُ قد تؤنث، و هی التی تُدَخَّنُ بها الثیابُ. قال الأَزهری: من أَنثه ذهب به إِلی النار، و من ذكَّره عنی به الموضع؛ و أَنشد ابن السكیت: لا یَصْطَلی النَّارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجا أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً علی النار. و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: و مَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ و بَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِیُّ غَیْرَ مُطَرًّی.و قال أَبو حنیفة: المِجْمَرُ نفس العود. و اسْتَجْمَرَ بالمِجْمَرِ إِذا تبخر بالعود. الجوهری: المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ، یقال: أَجْمَرْتُ النار مِجْمَراً إِذا هَیَّأْتَ الجَمْرَ؛ قال: و ینشد هذا البیت بالوجهین مُجْمِراً و مِجْمَراً و هو لحمید بن ثور الهلالی یصف امرأَة ملازمة للطیب:
(2). قوله: [من جفر كذا إلخ] بفتح فسكون و بالتحریك و جفرة كذا بفتح فسكون كل ذلك عن ابن درید أفاده شارح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 145
لا تَصْطَلی النَّارَ إلَّا مُجْمِراً أَرِجاً، قدْ كَسَّرَت مِنْ یَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا و الیلنجوج: العود. و الوَقَصُ: كِسَارُ العیدان. و‌فی الحدیث: إِذا أَجْمَرْتُمْ المیت فَجَمِّرُوه ثلاثاً؛ أَی إِذا بخرتموه بالطیب. و یقال: ثوب مُجْمَرٌ و مُجَمَّرٌ. و أَجْمَرْتُ الثوبَ وَ جَمَّرْتُه إِذا بخرته بالطیب، و الذی یتولی ذلك مُجْمِرٌ و مُجَمِّرٌ؛ و منه نُعَیْمٌ المُجْمِرُ الذی كان یلی إِجْمَارَ مسجد رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و المَجَامِر: جمع مِجْمَرٍ و مُجْمِرٍ، فبالكسر هو الذی یوضع فیه النار و البخور، و بالضم الذی یتبخر به و أُعِدَّ له الجَمْرُ؛ قال: و هو المراد فی الحدیث الذی ذكر فیه بَخُورُهم الأَلُوَّةُ، و هو العود. و ثوب مُجَمَّرٌ: مُكَبًّی إِذا دُخِّنَ علیه، و الجامِرُ الذی یلی ذلك، من غیر فعل إِنما هو علی النسب؛ قال: وَ رِیحُ یَلَنْجُوجٍ یُذَكِّیهِ جَامِرُهْ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تُجَمِّروا «1» و جَمَّرَ ثَوْبَهُ إِذا بخره. و الجَمْرَةُ: القبیلة لا تنضم إِلی أَحد؛ و قیل: هی القبیلة تقاتل جماعةَ قَبائلَ، و قیل: هی القبیلة یكون فیها ثلثمائة فارس أَو نحوها. و الجَمْرَةُ: أَلف فارس، یقال: جَمْرَة كالجَمْرَةِ. و كل قبیل انضموا فصاروا یداً واحدة و لم یُحَالِفوا غیرهم، فهم جَمْرَةٌ. اللیث: الجَمْرَةُ كل قوم یصبرون لقتال من قاتلهم لا یحالفون أَحداً و لا ینضمون إِلی أَحد، تكون القبیلة نفسها جَمْرَة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عَبْسٌ لقبائل قیس. و‌فی الحدیث عن عمر: أَنه سأَل الحُطَیْئَةَ عن عَبْسٍ و مقاومتها قبائل قیس فقال: یا أَمیر المؤمنین كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا نَسْتَجْمِرُ و لا نحالف‌أَی لا نسأَل غیرنا أَن یجتمعوا إِلینا لاستغنائنا عنهم. و الجَمْرَةُ: اجتماع القبیلة الواحدة علی من ناوأَها من سائر القبائل؛ و من هذا قیل لمواضع الجِمَارِ التی ترمی بِمِنًی جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًی منها جَمْرَةٌ و هی ثلاث جَمَراتٍ. و قال عَمْرُو بن بَحْرٍ: یقال لعَبْسٍ و ضَبَّةَ و نُمیر الجَمَرات؛ و أَنشد لأَبی حَیَّةَ النُّمَیری: لَنَا جَمَراتٌ لیس فی الأَرض مِثْلُها؛ كِرامٌ، و قد جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ: نُمَیْرٌ و عبْسٌ یُتَّقَی نَفَیَانُها، و ضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَیْرُ كاذِبِ «2». و جَمَرَات العرب: بنو الحرث بن كعب و بنو نُمیر بن عامر و بنو عبس؛ و كان أَبو عبیدة یقول: هی أَربع جمرات، و یزید فیها بنی ضبة بن أُدٍّ، و كان یقول: ضبة أَشبه بالجمرة من بنی نمیر، ثم قال: فَطَفِئتْ منهم جمرتان و بقیت واحدة، طَفِئتْ بنو الحرث لمحالفتهم نَهْداً، و طفئت بنو عبس لانتقالهم إِلی بنی عامر بن صَعْصَعَةَ یوم جَبَلَةَ، و قیل: جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ و عبس و الحرثُ و یَرْبُوع، سموا بذلك لجمعهم. أَبو عبیدة: جمرات العرب ثلاث: بنو ضبة بن أُد و بنو الحرث بن كعب و بنو نمیر بن عامر، و طفئت منهم جمرتان: طفئت ضبة لأَنها حالفت الرِّبابَ، و طفئت بنو الحرث لأَنها حالفت مَذْحِجَ، و بقیت نُمیر لم تُطْفَأْ لأَنها لم
(1). قوله: [و فی حدیث عمر لا تجمروا] عبارة النهایة: لا تجمروا الجیش فتفتنوهم؛ تجمیر الجیش جمعهم فی الثغور و حبسهم عن العود إِلی أَهلیهم (2). قوله: [یتقی نفیانها] النفیان ما تنفیه الریح فی أصول الشجر من التراب و نحوه، و یشبه به ما یتطرف من معظم الجیش كما فی الصحاح
لسان العرب، ج‌4، ص: 146
تُحالِفْ. و یقال: الجمرات عبس و الحرث و ضبة، و هم إِخوة لأُم، و ذلك أَن امرأَة من الیمن رأَت فی المنام أَنه یخرج من فرجها ثلاث جمرات، فتزوجها كعب بن عبد المَدَانِ فولدت له الحرث بن كعب بن عبد المدان و هم أَشراف الیمن، ثم تزوّجها بَغِیضُ بن رَیْثٍ فولدت له عَبْساً و هم فُرْسَان العرب، ثم تزوّجها أُدّ فولدت له ضبة، فجمرتان فی مضر و جمرة فی الیمن. و‌فی حدیث عمر: لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قوم بِجَمْرَتهِم‌أَی بجماعتهم التی هم منها. و أَجْمَرُوا علی الأَمر و تَجَمَّرُوا: تَجَمَّعُوا علیه و انضموا. و جَمَّرَهُمُ الأَمر: أَحوجهم إِلی ذلك. و جَمَّرَ الشَّی‌ءَ: جَمَعَهُ. و‌فی حدیث أَبی إِدریس: دخلت المسجد و الناسُ أَجْمَرُ ما كانوا‌أَی أَجمع ما كانوا. و جَمَّرَتِ المرأَةُ شعرها و أَجْمَرَتْهُ: جمعته و عقدته فی قفاها و لم ترسله. و فی التهذیب: إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ، واحدتُها جَمِیرَةٌ، و هی الضفائر و الضَّمائِرُ و الجَمَائِرُ. و تَجْمِیرُ المرأَة شعرها: ضَفْرُه. و الجَمیرَةُ: الخُصْلَةُ من الشعر: و‌فی الحدیث عن النخعی: الضَّافِرُ و المُلَبِّدُ و المُجْمِرُ علیهم الحَلْقُ؛ أَی الذی یَضْفِرُ رأْسه و هو محرم یجب علیه حلقه، و رواه الزمخشری بالتشدید و قال: هو الذی یجمع شَعْرَهُ و یَعْقِدُهُ فی قفاه. و‌فی حدیث عائشة: أَجْمَرْتُ رأْسی إِجْماراً‌أَی جمعته و ضفرته؛ یقال: أَجْمَرَ شعرَه إِذا جعله ذُؤابَةً، و الذؤابَةُ: الجَمِیرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ أَی جمعت. و جَمِیرُ الشَّعَرِ: ما جُمِّرَ منه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كَأَنَّ جَمِیرَ قُصَّتِها، إِذا ما حَمِسْنَا، و الوقَایَةُ بالخِناق و الجَمِیرُ: مُجْتَمَعُ القوم. و جَمَّرَ الجُنْدَ: أَبقاهم فی ثَغْرِ العدوّ و لم یُقْفِلْهم، و قد نهی عن ذلك. و تَجْمِیرُ الجُنْد: أَن یحبسهم فی أَرض العدوّ و لا یُقْفِلَهُمْ من الثَّغْرِ. و تَجَمَّرُوا هُمْ أَی تحبسوا؛ و منه التَّجْمِیرُ فی الشَعَرِ. الأَصمعی و غیره: جَمَّرَ الأَمیرُ الجیشَ إِذا أَطال حبسهم بالثغر و لم یأْذن لهم فی القَفْلِ إِلی أَهلیهم، و هو التَّجْمِیرُ؛ و روی الربیع أَن الشافعی أَنشده: و جَمَّرْتَنَا تَجْمِیرَ كِسْری جُنُودَهُ، و مَنَّیْتَنا حتی نَسینَا الأَمَانِیا و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تُجَمِّرُوا الجیش فَتَفْتِنُوهم؛ تَجْمِیرُ الجیش: جَمْعُهم فی الثُّغور و جَبْسُهم عن العود إِلی أَهلیهم؛ و منه‌حدیث الهُرْمُزانِ: أَن كِسْری جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ.و جاء القومُ جُمارَی و جُماراً أَی بأَجمعهم؛ حكی الأَخیرة ثعلب؛ و قال: الجَمَارُ المجتمعون؛ و أَنشد بیت الأَعشی: فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلًا قَوْمَنَا، و أَعْنی بذلك بَكْراً جَمارَا؟. الأَصمعی: جَمَّرَ بنو فلان إِذا اجتمعوا و صاروا أَلْباً واحداً. و بنو فلان جَمْرَةٌ إِذا كانوا أَهل مَنَعَةٍ و شدّة. و تَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا تَجَمَّعَتْ؛ و أَنشد: إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ و خُفٌّ مُجْمِرٌ [مُجْمَرٌ: صُلْبٌ شدید مجتمع، و قیل: هو الذی نَكَبَتْهُ الحجارة و صَلُبَ. أَبو عمرو: حافِرٌ مُجْمِرٌ [مُجْمَرٌ وقَاحٌ صُلْبٌ. و المُفِجُّ: المُقَبَّبُ من الحوافر، و هو محمود. و الجَمَراتُ و الجِمارُ: الحَصیاتُ التی یرمی بها فی مكة، واحدتها جَمْرَةٌ. و المُجَمَّرُ: موضع رمی الجمار هنالك؛ قال حذیفة بن أَنس الهُذَلیُّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 147
لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصی، كَأَنَّهُمْ سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافی المُجَمَّرا و سئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًی فقال: أَصْلُها من جَمَرْتُه و دَهَرْتُه إِذا نَحَّیْتَهُ. و الجَمْرَةُ: واحدةُ جَمَراتِ المناسك و هی ثلاث جَمَرات یُرْمَیْنَ بالجِمارِ. و الجَمْرَةُ: الحصاة. و التَّجْمِیرُ: رمْیُ الجِمارِ. و أَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًی فسمی جَمْرَةً لأَنها تُرْمی بالجِمارِ، و قیل: لأَنها مَجْمَعُ الحصی التی ترمی بها من الجَمْرَة، و هی اجتماع القبیلة علی من ناوأَها، و قیل: سمیت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع؛ و منه‌الحدیث: إِن آدم رمی بمنی فأَجْمرَ إِبلیسُ بین یدیه.و الاسْتِجْمارُ: الاستنجاء بالحجارة، كأَنه منه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: إِذا توضأْتَ فانْثُرْ، و إِذا استجمرت فأَوْتِرْ؛ أَبو زید: الاستنجاء بالحجارة، و قیل: هو الاستنجاء، و استجمر و استنجی واحد إِذا تمسح بالجمار، و هی الأَحجار الصغار، و منه سمیت جمار الحج للحصی التی ترمی بها. و یقال للخارص: قد أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها. و الجُمَّارُ: معروف، شحم النخل، واحدته جُمَّارَةٌ. و جُمَّارَةُ النخل: شحمته التی فی قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثم تُكْشَطُ عن جُمَّارَةٍ فی جوفها بیضاء كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ، و هی رَخْصَةٌ تؤكل بالعسل، و الكافورُ یخرج من الجُمَّارَة بین مَشَقِّ السَّعَفَتَیْنِ و هی الكُفُرَّی [الكِفِرَّی، و الجمعُ جمَّارٌ أَیضاً. و الجَامُورُ: كالجُمَّارِ. و جَمَرَ النخلة: قطع جُمَّارَها أَو جامُورَها. و‌فی الحدیث: كأَنی أَنظر إِلی ساقه فی غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ؛ الجُمَّارَةُ: قلب النخلة و شحمتها، شبه ساقه ببیاضها،؛ و‌فی حدیث آخر: أَتی بِجُمَّارٍ؛ هُوَ جمعُ جُمَّارة. و الجَمْرَةُ: الظُّلْمة الشدیدة. و ابنُ جَمِیر: الظُّلمة. و قیل: لظُلمة لیلة «1». فی الشهر. و ابْنَا جَمِیرٍ: اللیلتانِ یَسْتَسِرُّ فیهما القَمَرُ. و أَجْمَرَتِ اللیلةُ: اسْتَسَرَّ فیها الهلالُ. و ابْنُ جَمِیرٍ: هلالُ تلك اللیلة: قال كعب بن زهیر فی صفة ذئب: و إِنْ أَطافَ، و لم یَظْفَرْ بِطائِلةٍ فی ظُلْمة ابنِ جَمِیرٍ، سَاوَرَ الفُطُمَا یقول: إِذا لم یصب شاةً ضَخْمَةً أَخذ فَطِیمَةً. و الفُطُمُ: السِّخَالُ التی فُطِمَتْ، واحدتها فطیمة. و حكی عن ثعلب: ابنُ جُمَیْرٍ، علی لفظ التصغیر، فی كل ذلك. قال: یقال جاءنا فَحْمَةَ بْنَ جُمَیْرٍ؛ و أَنشد: عَنْدَ دَیْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَیْرٍ طَرَقَتْنا، و اللَّیْلُ دَاجٍ بَهِیمُ و قیل: ظُلْمَةُ بْنُ جَمیرٍ آخرُ الشهر كأَنه سَمَّوْهُ ظلمة ثم نسبوه إِلی جَمِیر، و العرب تقول: لا أَفعل ذلك ما جَمَرَ ابْنُ جَمیر؛ عن اللحیانی. و فی التهذیب: لا أَفعل ذاك ما أَجْمَرَ ابْنُ جَمِیرٍ و ما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِیر؛ الجوهری: و ابنا جمیر اللیل و النهار، سمیا بذلك للاجتماع كما سمیا ابْنَیْ سَمِیر لأَنه یُسْمَرُ فیهما. قال: و الجَمِیرُ اللیل المظلم، و ابنُ جَمِیرٍ: اللیل المظلم؛ و أَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلی: نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ، و لَیْلُهُمْ، و إِن كَانَ بَدْراً، ظُلْمَةُ ابْنِ جَمِیرِ و یروی: نهارُهُمُ لیلٌ بَهِیمٌ و لَیْلُهُمْ ابْنُ جَمِیرٍ: اللیلة التی لا یطلع فیها القمر فی أُولاها و لا فی أُخراها؛ قال أَبو عمر الزاهد: هو آخر لیلة
(1). قوله: [لظلمة لیلة إلخ] هكذا بالأصل و لعله ظلمة آخر لیلة إلخ كما یعلم مما یأتی
لسان العرب، ج‌4، ص: 148
من الشهر؛ و قال: و كأَنّی فی فَحْمَةِ ابنِ جَمِیرٍ فی نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ قال: السرداح القوی الشدید التام. نقاب: جلد. و الأُسامة: الأَسد. و قال ثعلب: ابْنُ جَمِیر الهلالُ. ابن الأَعرابی: یقال للقمر فی آخر الشهر ابْنُ جَمِیرٍ لأَن الشمس تَجْمُرُه أَی تواریه. و أَجْمَرَ الرجلُ و البعیرُ: أَسرع و عدا، و لا تقل أَجمز، بالزای؛ قال لبید: و إِذا حَرَّكْتُ غَرْزی أَجْمَرَتْ، أَوْ قِرابی عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ و أَجْمَرْنا الخیل أَی ضَمَّرْناها و جمعناها. و بنو جَمْرَةَ: حَیٌّ من العرب. ابن الكلبی: الجِمارُ طُهَیَّةُ و بَلْعَدَوِیَّة و هو من بنی یربوع بن حنظلة. و الجامُور: القَبْرُ. و جامُورُ السفینة: معروف. و الجامُور: الرأْس تشبیهاً بجامور السفینة؛ قال كراع: إِنما تسمیه بذلك العامة. و فلان لا یعرف الجَمْرَةَ من التمرة. و یقال: كان ذلك عند سقوط الجَمْرَةِ. و المُجَیْمِرُ: موضع، و قیل: اسم جبل، و قول ابن الأَنباری: و رُكوبُ الخَیْلِ تَعْدُو المَرَطَی، قد عَلَاها نَجَدٌ فیه اجْمِرار قال: رواه یعقوب بالحاء، أَی اختلط عرقها بالدم الذی أَصابها فی الحرب، و رواه أَبو جعفر اجمرار، بالجیم، لأَنه یصف تجعد عرقها و تجمعه. الأَصمعی: عدَّ فلان إِبله جَماراً إِذا عدها ضربة واحدة؛ و منه قول ابن أَحمر: و ظَلَّ رعاؤُها یَلْقَونَ منها، إِذا عُدَّتْ، نَظَائِر أَو جَمَارَا و النظائر: أَن تعد مثنی مثنی، و الجَمارُ: أَن تُعَدَّ جماعةً؛ ثعلب عن ابن الأَعرابی عن المفضل فی قوله: أَ لم تَرَ أَنَّنی لاقَیْتُ، یَومْاً، مَعاشِرَ فیهمُ رَجُلًا جَمَارا فَقِیرَ اللیْلِ تَلْقاه غنِیّاً، إِذا ما آنَسَ اللیلُ النهارَا هذا مقدّم أُرید به «2». و فلان غنی اللیل إِذا كانت له إِبل سود ترعی باللیل.

جمخر؛ ج4، ص: 148

: الجُمْخُور: الواسع الجَوْفِ‌

جمزر؛ ج4، ص: 148

: یقال: جَمْزَرْتَ یا فلانُ أَی نَكَصْتَ و فَرَرْتَ.

جمعر؛ ج4، ص: 148

: الجَمْعَرَةُ: الأَرض الغلیظة المرتفعة، و هی القَارَةُ المشرفة الغلیظة؛ و أَنشد: و انْجَبْنَ عن حَدَبِ الإِكامِ، و عن جَماعِیر الجَراوِلْ یقال: أَشْرَفَ تلك الجَمْعَرَةَ و نحو ذلك. و الجُمْعُورُ: الجمعُ العظیم. و جَمْعَرَ الحمارُ إِذا جمعَ نَفْسه لیَكْدُمَ. قال: و الجَمْعَرَة الحَرَّةُ و الجماعة؛ قال: و لا یُعَدُّ سَنَدُ الجَبَل جَمْعَرَةً. ابن الأَعرابی: الجَمَاعِیرُ تَجَمُّعُ القبائل علی حرب الملك؛ قال و منه قوله: تَحُفُّهُمْ أَسافَةٌ و جَمْعَرُ، إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ أَسافَةُ و جَمْعَرُ: قبیلتان. و یقال للحجارة المجموعة: جَمْعَرٌ؛ و أَنشد أَیضاً: تَحُفُّها أَسافَةٌ و جَمْعَرُ، و خَلَّةٌ قِرْدانُها تَنَسَّرُ و جَمْعَرٌ: غلیظة یابسة.
(2). هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 149‌

جمهر؛ ج4، ص: 149

: جَمْهَرَ له الخبرَ: أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ له علی غیر وجهه و ترك الذی یرید. الكسائی: إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر و كتمته الذی ترید قلت: جَمْهَرْتُ علیه الخبرَ. اللیث: الجُمْهُورُ الرمل الكثیر المتراكم الواسع؛ و قال الأَصمعی: هی الرملة المشرفة علی ما حولها المجتمعة. و الجُمْهُورُ و الجُمْهُورَةُ من الرمل: ما تعقَّد و انقاد، و قیل: هو ما أَشرف منه. و الجُمْهُور: الأَرض المشرفة علی ما حولها. و الجُمْهُورَة: حَرَّةٌ لبنی سعد بن بكر. ابن الأَعرابی: ناقة مُجَمْهَرَةٌ. إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل. و جُمهورُ كل شی‌ء: معظمُه، و قد جَمْهَرَهُ. و جُمهورُ الناس: جُلُّهُم. و جَماهیر القوم: أَشرافهم. و‌فی حدیث ابن الزبیر قال لمعاویة: إِنا لا ندَعْ مَروانَ یَرمی جَماهیرَ قریش بمَشَاقِصِه‌أَی جماعاتها، واحدُها جُمْهُورٌ. و جَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم، و جَمْهَرْتُ الشی‌ء إِذا جمعته؛ و منه‌حدیث النخعی: أَنه أُهْدِیَ له بُخْتَجٌ، قال: هو الجُمْهُورِیُّ و هو العصیر المطبوخ الحلالُ، و قیل له الجمهوری لأَن جُمْهُورَ الناس یستعملونه أَی أَكثرهم. و عددٌ مُجَمْهَرٌ: مُكَثَّرٌ. و الجَمْهَرَةُ: المجتمع. و الجُمْهُورِیُّ: شراب مُحْدَثٌ، رواه أَبو حنیفة؛ قال: و أَصله أَن یعاد علی البُخْتَجِ الماءُ الذی ذهب منه ثم یطبخ و یودع فی الأَوعیة فیأْخذ أَخذاً شدیداً. أَبو عبید: الجُمْهُوریُّ اسم شراب یسكر. و الجُماهِرُ: الضخم. و فلان یَتَجَمْهَرُ علینا أَی یستطیل و یُحَقِّرُنا. و جَمْهَرَ القَبْرَ: جمع علیه التراب و لم یطینه. و‌فی حدیث موسی بن طلحة: أَنه شهد دفن رجل فقال: جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً‌أَی اجمعوا علیه التراب جمعاً و لا تُطَیِّنوه و لا تُسوُّوهُ. و فی التهذیب: جَمْهَرَ الترابَ إِذا جمع بعضه فوق بعض و لم یُخَصِّصْ به القبرَ.

جنبر؛ ج4، ص: 149

: الجَنْبَرُ: فَرْخُ الحُبارَی؛ عن السیرافی. و الجِنِبَّارُ: كالجَنْبَرِ مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. فأَما جِنْبارٌ، بالتخفیف، فزعم ابن الأَعرابی أَنه من الجَبْرِ لم یفسره بأَكثر من ذلك، فإِن كان كذلك فهو ثلاثی و قد ذكر فی موضعه؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الجِنْبَارَ بالتخفیف لغة فی الجِنِبَّارِ الذی هو فرخ الحباری و لیس قول ابن الأَعرابی حینئذٍ إِن جِنْباراً من الجَبْر بشی‌ء. و رجل جَنْبَرٌ: قصیر. أَبو عمرو: الجَنْبَرُ الرجل الضخم. و جَنْبَرُ: فَرَسُ جَعْدَة بْنِ مِرْداسٍ.

جنثر؛ ج4، ص: 149

: الجَنْثَرُ من الإِبل: الطویل العظیم. أَبو عمرو: الجُنْثُرُ الجَمَلُ الضخم، و قال اللیث: هی الجَناثِرُ؛ و أَنشد: كُومٌ إِذا ما فُصِلَتْ جَناثِرُ

جنسر؛ ج4، ص: 149

: الجُنَاسِرِیَّةُ: أَشدُّ نخلةٍ بالبَصْرَةِ تَأَخُّراً.

جنفر؛ ج4، ص: 149

: أَبو عمرو: الجَنافِیرُ القبورُ العادِیَّةُ، واحدها جُنْفُورٌ.

جهر؛ ج4، ص: 149

: الجَهْرَةُ: ما ظَهَرَ. و رآه جَهْرَةً: لم یكن بینهما سِترٌ؛ و رأَیته جَهْرَةً و كلمتُه جَهْرَةً. و فی التنزیل العزیز: أَرِنَا اللّٰهَ جَهْرَةً؛ أَی غیرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشی‌ء. و قوله عز و جل: حَتّٰی نَرَی اللّٰهَ جَهْرَةً؛ قال ابن عرفة: أَی غیر محتَجب عنا، و قیل: أَی عیاناً یكشف ما بیننا و بینه. یقال: جَهَرْتُ الشی‌ء إِذا كشفته. و جَهَرْتُه و اجْتَهَرْته أَی رأَیته بلا حجاب بینی و بینه. و قوله تعالی: بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً؛ هو أَن یأْتیهم و هم یَرَوْنَهُ. و الجَهْرُ: العلانیة. و‌فی
لسان العرب، ج‌4، ص: 150
حدیث عمر: أَنه كان مِجْهَراً‌أَی صاحبَ جَهْرٍ و رَفْع لصوته. یقال: جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته، فهو جَهِیرٌ، و أَجْهَرَ، فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت و جَهَرَ الشی‌ءُ: عَلَنَ و بَدا؛ و جَهَرَ بكلامه و دعائه و صوته و صلاته و قراءته یَجْهَرُ جَهْراً و جِهاراً، و أَجْهَرَ بقراءته لغة. و أَجْهَرَ و جَهْوَرَ: أَعلن به و أَظهره، و یُعَدَّیانِ بغیر حرف، فیقال: جَهَرَ الكلامَ و أَجْهَرَهُ أَعلنه. و قال بعضهم: جَهَرَ أَعْلی الصوْتَ. و أَجْهَرَ: أَعْلَنَ. و كلُّ إِعْلانٍ: جَهْرٌ. و جَهَرتُ بالقول أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ. و رجلٌ جَهیرُ الصوتِ أَی عالی الصوت، و كذلك رجل جَهْوَرِیُّ الصوت رفیعُه. و الجَهْوَرِیُّ: هو الصوت العالی. و فرسٌ جَهْوَرٌ: و هو الذی لیس بأَجَشِّ الصوتِ و لا أَغَنَّ. و إِجْهارُ الكلام: إِعْلانُه. و‌فی الحدیث: فإِذا امرأَةٌ جَهِیرَةٌ؛ أَی عالیة الصوت، و یجوز أَن یكون من حُسْنِ المَنْظَرِ. و‌فی حدیث العباس: أَنه نادی بصوتٍ له جَهْوَرِیٍّ‌أَی شدیدٍ عالٍ، و الواو زائدة، و هو منسوب إِلی جَهْوَرَ بصوته. و صوتٌ جَهِیرٌ و كلامٌ جَهِیرٌ، كلاهما: عالِنٌ عال؛ قال: و یَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِیرُ و قد جَهُر الرجل، بالضم، جَهَارَةً و كذلك المُجْهَرُ و الجَهْورِیُّ. و الحروفُ المَجْهُورَةُ: ضد المهموسة: و هی تسعة عشر حرفاً؛ قال سیبویه: معنی الجَهْرِ فی الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ فی موضعها حتی منع النَّفَس أَن یجری معه حتی ینقضی الاعتماد و یجری الصوت، غیر أَن المیم و النون من جملة المجهورة و قد یعتمد لها فی الفم و الخیاشیم فیصیر فیها غنة فهذه صفة المجهورة و یجمعها قولك: [ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطیع]. و قال أَبو حنیفة: قد بالغوا فی تَجْهِیر صوت القَوْس؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ سمعه من العرب أَو رواه عن شیوخه أَم هو إِدْلال منه و تَزَیُّدٌ، فإِنه ذو زوائد فی كثیر من كلامه. و جَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً و جِهاراً: عالَنَهُمْ. و یقال: جاهَرَنی فلانٌ جِهاراً أَی علانیة. و‌فی الحدیث: كلُّ أُمّتی مُعافیً إِلَّا المُجاهِرینَ؛ قال: هم الذین جاهروا بمعاصیهم و أَظهروها و كشفوا ما ستر الله علیهم منها فیتحدثون به. یقال: جَهَرَ و أَجْهَرَ و جاهَرَ؛ و منه‌الحدیث: و إِن من الإِجهار كذا و كذا، و فی روایة: من الجِهار؛ و هما بمعنی المجاهرة؛ و منه‌الحدیث: لا غِیبَةَ لفاسِقٍ و لا مُجاهِرٍ.و لقیه نَهاراً جِهاراً، بكسر الجیم و فتحها و أَبی ابن الأَعرابی فتحها. و اجْتَهَرَ القوم فلاناً: نظروا إِلیه جِهاراً. و جَهَرَ الجَیشَ و القومَ یَجْهَرُهُمْ جَهْراً و اجتهرهم: كثروا فی عینه؛ قال یصف عسكراً: كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ لَیْلٌ، و رِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ و كذلك الرجل تراه عظیماً فی عینك. و ما فی الحیّ أَحد تَجْهَرُه عینی أَی تأْخذه عینی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِذا رأَیناكم جَهَرْناكم‌أَی أَعجبنا أَجسامكم. و الجُهْرُ: حُسْنُ المَنْظَرِ. و وجهٌ جَهیرٌ: ظاهرُ الوَضاءة. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَنه وصف النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: لم یكن قصیراً و لا طویلًا و هو إِلی الطول أَقربُ، مَنْ رآه جَهَرَهُ؛ معنی جهره أَی عظم فی عینه. الجوهری: جَهَرْتُ الرجلَ و اجْتَهَرْتُه إِذا رأَیته
لسان العرب، ج‌4، ص: 151
عظیم المَرْآة. و ما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان، بالضم، أَی ما یُجْتَهَرُ من هیئته و حسن مَنْظَره. و یقال: كیف جَهْراؤكُمْ أَی جماعتكم؛ و قول الراجز: لا تَجْهَرِینی نَظَراً وَ رُدِّی، فقد أَرُدُّ حِینَ لا مَرَدِّ و قد أَرُدُّ، و الجِیادُ تُرْدِی، نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّی یقول: إِن استعظمتِ منظری فإِنی مع ما ترین من منظری شجاع أَردّ الفرسان الذین لا یردهم إِلَّا مثلی. و رجل جَهِیرٌ: بَیِّنُ الجُهُورةِ و الجَهَارَة ذو مَنْظر. ابن الأَعرابی: رجل حَسَنُ الجَهارَةِ و الجُهْر إِذا كان ذا منظر؛ قال أَبو النجم: و أَرَی البیاضَ علی النِّساءِ جَهارَةً و الْعِتْقُ أَعْرِفُه علی الأَدْماءِ و الأُنثی جَهِیرَةٌ و الاسم من كل ذلك الجُهْرُ؛ قال القَطامِی: شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَیّئاً، و ما غَیَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر قال: ما بمعنی الذی: یقول: ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع لمنظره، و أَنث تابعة فی البیت للمبالغة. و جَهَرتُ الرجل إِذا رأَیت هیئته و حسن منظره. و جُهْرُ الرجل: هیئته و حسن منظره. و جَهَرَنی الشی‌ء و اجْتَهَرَنی: راعنی جماله. و قال اللحیانی: كنتُ إِذا رأَیتُ فلاناً جَهَرْتُه و اجْتَهَرْتُه أَی راعك. ابن الأَعرابی: أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنین ذوی جَهارَةٍ و هم الحَسَنُو القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ. و أَجْهَرَ: جاء بابن أَحْوَلَ. أَبو عمرو: الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ. و الأَجْهَرُ: الأَحولُ الملیح الحَوَلَةِ. و الأَجْهَرُ: الذی لا یبصر بالنهار، و ضده الأَعشی. و جَهْراءُ القوم: جماعتهم. و قیل لأَعرابی: أَ بَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بنو أَبی بكر بن كلاب؟ فقال: أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبی بكر، و أَما جَهْرَاءَ الحیِّ فبنو جعفر؛ نصب خواص علی حذف الوسیط أَی فی خواص رجال و كذلك جَهْراء، و قیل: نصبهما علی التفسیر. و جَهَرْتُ فلاناً بما لیس عنده: و هو أَن یختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو فی مَنْظَرِه. و الجَهْراء: الرابیة السَّهْلَةُ العریضة. و قال أَبو حنیفة: الجَهْراء الرابیة المِحْلالُ لیست بشدیدة الإِشراف و لیست برملة و لا قُفٍّ. و الجَهْراء: ما استوی من ظهر الأَرض لیس بها شجر و لا آكام و لا رمال إِنما هی فضاء، و كذلك العَراءُ. یقال: وَطِئْنا أَعْرِیةً و جَهْراواتٍ؛ قال: و هذا من كلام ابن شمیل. و فلان جَهِیر للمعروفِ أَی خلیقٌ له. و همُ جُهَراءُ للمعروف أَی خُلَقاءُ له، و قیل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ فی معروفه؛ قال الأَخطل: جُهَراءُ للمعروف حینَ تَراهُمُ، خُلَقاءُ غَیْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ و أَمر مُجْهَر أَی واضح بَیِّنٌ. و قد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَی شهَّرْته، فهو مَجْهور به مَشْهور. و المَجْهُورة من الآبار: المعمورة، عَذْبَةً كانت أَو مِلحة. و جَهَر البئرَ یَجْهَرُها جهراً و اجْتَهَرَها: نزحها؛ و أَنشد: إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ، أَو خالیاً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ أَی من كثرتنا نَزَفْنا البئَار و عَمَرْنا الخرابَ. و حَفَر
لسان العرب، ج‌4، ص: 152
البئرَ حتی جَهَر أَی بَلَغ الماءَ، و قیل: جَهَرها أَخرج ما فیها من الحَمْأَةِ و الماء. الجوهری: جَهَرْتُ البئر و اجْتَهَرْتُها أَی نَقَّیْتُها و أَخرجتُ ما فیها من الحمأَة، قال الأَخفش: تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِیَّةَ إِذا كان ماؤُها قد غُطِّیَ بالطِّین فَنُقِّی ذلك حتی یظهر الماء و یصفو. و‌فی حدیث عائشة، وَ وَصَفَتْ أَباها، رضی الله عنهما، فقالت: اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء؛ الاجْتِهارُ: الاستخراج، ترید أَنه كَسَحَها. یقال: جَهَرْتُ البئرَ و اجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً؛ یقال: ركیةٌ دَفینٌ و رَكایا دُفُنٌ، و الرَّواءُ: الماءُ الكثیر، و هذا مثل ضربته عائشة، رضی الله عنها، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره، شبهته برجل أَتی علی آبار مندفنة و قد اندفن ماؤُها، فنزحها و كسحها و أَخرج ما فیها من الدفن حتی نبع الماء. و‌فی حدیث خیبر: وَجَدَ الناسُ بها بَصَلًا و ثُوماً فَجَهَرُوه؛ أَی استخرجوه و أَكلوه. و جَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فیها. و المَجْهُورُ: الماء الذی كان سُدْماً فاستسقی منه حتی طاب؛ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ: قد حَلأَتْ ناقَتِی بَرْدٌ و صِیحَ بها عن ماءِ بَصْوَةَ یوماً، و هْوَ مَجْهُورُ و حَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا: لم یصیبوا خیراً. و العینُ الجَهْراءُ: كالجاحظَة؛ رجل أَجْهَرُ و امرأَة جَهْراءُ. و الأَجْهَرُ من الرجال: الذی لا یبصر فی الشمس، جَهِرَ جَهَراً، و جَهَرَتْهُ الشمسُ: أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ. و كبشٌ أَجْهَرُ و نَعْجَةٌ جَهْراءُ: و هی التی لا تبصر فی الشمس؛ قال أَبو العیال الهذلی یصف مَنیحَةً منحه إِیاها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَلیُّ: جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هی أَظْهَرَتْ بَصَراً، و لا مِنْ عَیْلَةٍ تُغْنینی هذا نص ابن سیدة و أَورده الأَزهری عن الأَصمعی و ما عزاه لأَحد و قال: قال یصف فرساً یعنی الجَهْراءَ؛ و قال أَبو منصور: أُری هذا البیت لبعض الهُذَلِیین یصف نعجة؛ قال ابن سیدة: و عمَّ به بعضهم. و قال اللحیانی: كُلُّ ضعیف البصر فی الشمس أَجْهَرُ؛ و قیل: الأَجهر بالنهار و الأَعشی باللیل. و الجُهْرَةُ: الحَوَلَةُ، و الأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ. رجلٌ أَجْهَرُ و امرأَة جَهْراءُ، و الاسم الجُهْرَةُ؛ أَنشد ثعلب للطرماح: علی جُهْرَةٍ فی العینِ و هو خَدوجُ و المُتَجاهر: الذی یریك أَنه أَجْهَرُ؛ و أَنشد ثعلب: كالنَّاظِر المُتَجاهر و فرس أَجْهَرُ: غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه. و الجَهْوَرُ: الجَری‌ءُ المُقْدِمُ الماضی. و جَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غیر معرفة. و جَهَرْنا بنی فلان أَی صَبَّحْناهُم علی غِرَّةٍ. و حكی الفرّاء: جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته. و لَبَنٌ جَهِیرٌ: لم یُمْذَقْ بماء. و الجَهِیرُ: اللبن الذی أُخرج زُبْدُه، و الثَّمِیرُ: الذی لم یخرج زبده، و هو التَّثْمِیر. و رجل مِجْهَرٌ، بكسر المیم، إِذا كان من عادته أَن یَجْهَر بكلامه. و المُجاهَرَةُ بالعداوة: المُبادَأَةُ بها. ابن الأَعرابی: الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ، و الجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ؛ قال: و حاكم أَعرابی رجلًا إِلی القاضی فقال: بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عنی؛ قال ابن الأَعرابی: مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر. و الجَوْهَرُ: معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ. و الجَوْهَرُ: كل حجر یستخرج منه شی‌ء ینتفع به. و جَوْهَرُ كُلِّ شی‌ء: ما خُلِقَتْ علیه جِبِلَّتُه؛ قال ابن سیدة: و له تحدید لا یلیق بهذا الكتاب،
لسان العرب، ج‌4، ص: 153
و قیل: الجوهر فارسی معرّب. و قد سمَّت أَجْهَرَ و جَهِیراً و جَهْرانَ و جَوْهَراً.

جهبر؛ ج4، ص: 153

: التهذیب: الجَیْهَبُور خُرْءُ الفأْر.

جهدر؛ ج4، ص: 153

: بُسْرُ الجُهَنْدَرِ: ضربٌ من التمر؛ عن أَبی حنیفة.

جور؛ ج4، ص: 153

: الجَوْرُ: نقیضُ العَدْلِ، جارَ یَجُورُ جَوْراً. و قوم جَوَرَةٌ و جارَةٌ أَی ظَلَمَةٌ. و الجَوْرُ: ضِدُّ القصدِ. و الجَوْرُ: تركُ القصدِ فی السیر، و الفعل جارَ یَجُورُ، و كل ما مال، فقد جارَ. و جارَ عن الطریق: عَدَلَ. و الجَوْرُ: المَیْلُ عن القصدِ. و جار علیه فی الحكم و جَوَّرَهُ تَجْویراً: نسَبه إِلی الجَوْرِ؛ و قول أَبی ذؤیب: «3».فإِنَّ التی فینا زَعَمْتَ و مِثْلَها لَفِیكَ، و لكِنِّی أَراكَ تَجُورُها إِنما أَراد: تَجُورُ عنها فحذف و عدَّی، و أَجارَ غیرَهُ؛ قال عمرو بن عَجْلان: و قُولا لها: لیس الطَّریقُ أَجارَنا، و لكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا و طَریقٌ جَوْرٌ: جائر، وصف بالمصدر. و‌فی حدیث میقات الحج: و هو جَوْرٌ عن طریقنا؛ أَی مائل عنه لیس علی جادَّته، من جارَ یَجُورُ إِذا مال و ضل؛ و منه‌الحدیث: حتی یسیر الراكبُ بینَ النُّطْفَتَیْنِ لا یخشی إِلّا جَوْراً؛ أَی ضلالًا عن الطریق؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی الأَزهری، و شرح: و‌فی روایة لا یَخْشَی جَوْراً، بحذف إِلَّا، فإِن صح فیكون الجور بمعنی الظلم. و قوله تعالی: وَ مِنْهٰا جٰائِرٌ؛ فسره ثعلب فقال: یعنی الیهود و النصاری. و الجِوارُ: المُجاوَرَةُ و الجارُ الذی یُجاوِرُك و جاوَرَ الرجلَ مُجاوَرَةً و جِواراً و جُواراً، و الكسر أَفصح: ساكَنَهُ. و إِنه لحسَنُ الجِیرَةِ: لحالٍ من الجِوار و ضَرْب منه. و جاوَرَ بنی فلان و فیهم مُجاوَرَةً و جِواراً: تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، و هو من ذلك، و الاسم الجِوارُ و الجُوارُ. و‌فی حدیث أُم زَرْع: مِلْ‌ءُ كِسائها و غَیظُ جارَتها؛ الجارة: الضَّرَّةُ من المُجاورة بینهما أَی أَنها تَرَی حُسْنَها فَتَغِیظُها بذلك. و منه‌الحدیث: كنتُ بینَ جارَتَیْنِ لی؛ أَی امرأَتین ضَرَّتَیْنِ. و‌حدیث عمر قال لحفصة: لا یَغُركِ أَن كانت جارَتُك هی أَوْسَم و أَحَبّ إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، منك؛ یعنی عائشة؛ و اذهب فی جُوارِ [جِوارِ الله. و جارُكَ: الذی یُجاوِرُك، و الجَمع أَجْوارٌ و جِیرَةٌ و جِیرانٌ، و لا نظیر له إِلَّا قاعٌ و أَقْواعٌ و قِیعانٌ و قِیعَةٌ؛ و أَنشد: و رَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ و تَجاوَرُوا و اجْتَوَرُوا بمعنی واحد: جاوَرَ بعضهم بعضاً؛ أَصَحُّوا اجْتَوَرُوا إِذا كانت فی معنی تَجاوَرُوا، فجعلوا ترك الإِعلال دلیلًا علی أَنه فی معنی ما لا بد من صحته و هو تَجاوَرُوا. قال سیبویه: اجْتَوَرُوا تَجاوُراً و تَجاوَرُوا اجْتِواراً، وضعوا كل واحد من المصدرین موضع صاحبه، لتساوی الفعلین فی المعنی و كثرة دخول كل واحد من البناءین علی صاحبه؛ قال الجوهری: إِنما صحت الواو فی اجْتَوَرُوا لأَنه فی معنی ما لا بدّ له أَن یخرّج علی الأَصل لسكون ما قبله، و هو تَجَاوَرُوا، فبنی علیه، و لو لم یكن معناهما واحداً لاعتلت؛ و قد جاء: اجْتَارُوا مُعَلًّا؛ قال مُلیح الهُذلی:
(3). قوله: [و قول أَبی ذؤیب] نقل المؤلف فی مادة س ی ر عن ابن بری أَنه لخالد ابن أُخت أَبی ذؤیب
لسان العرب، ج‌4، ص: 154
كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَیَّنَهُ حَمْلُ عَثَاكِیلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ «1». التهذیب: عن ابن الأَعرابی: الجارُ الذی یُجاوِرُك بَیْتَ بَیْتَ. و الجارُ النِّفِّیح: هو الغریب. و الجار: الشَّرِیكُ فی العَقار. و الجارُ: المُقاسِمُ. و الجار: الحلیف. و الجار: الناصر. و الجار: الشریك فی التجارة، فَوْضَی كانت الشركة أَو عِناناً. و الجارة: امرأَة الرجل، و هو جارُها. و الجَارُ: فَرْجُ المرأَة. و الجارَةُ: الطِّبِّیجَةُ، و هی الاست. و الجارُ: ما قَرُبَ من المنازل من الساحل. و الجارُ: الصِّنَارَةُ السَّیِّ‌ءُ الجِوارِ. و الجارُ: الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ. و الجارُ: الیَرْبُوعِیُّ. و الجار: المنافق. و الجَار: البَراقِشِیُّ المُتَلَوِّنُ فی أَفعاله. و الجارُ: الحَسْدَلِیُّ الذی عینه تراك و قلبه یرعاك. قال الأَزهری: لما كان الجار فی كلام العرب محتملًا لجمیع المعانی التی ذكرها ابن الأَعرابی لم یجز أَن یفسر‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِهِ، أَنه الجار الملاصق إِلَّا بدلالة تدل علیه، فوجب طلب الدلالة علی ما أُرید به، فقامت الدلالة فی سُنَنٍ أُخری مفسرة أَن المراد بالجار الشریك الذی لم یقاسم، و لا یجوز أَن یجعل المقاسم مثل الشریك. و قوله عز و جل: وَ الْجٰارِ ذِی الْقُرْبیٰ وَ الْجٰارِ الْجُنُبِ؛ فالجار ذو القربی هو نسیبك النازل معك فی الحِواءِ و یكون نازلًا فی بلدة و أَنت فی أُخْرَی فله حُرَمَةُ جِوارِ القرابة، و الجار الجنب أَن لا یكون له مناسباً فیجی‌ء إِلیه و یسأَله أَن یجیره أَی یمنعه فینزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله فی جواره و مَنَعَتِه و رُكونه إِلی أَمانه و عهده. و المرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ علیها، و أُمرنا أَن نحسن إِلیها و أَن لا نعتدی علیها لأَنها تمسكت بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ، و صار زوجها جارها لأَنه یجیرها و یمنعها و لا یعتدی علیها؛ و قد سمی الأَعشی فی الجاهلیة امرأَته جارة فقال: أَیا جارَتَا بِینِی فإِنَّكِ طالِقَهْ و مَوْمُوقَةٌ، ما دُمْتِ فینا، و وَامِقَهْ و هذا البیت ذكره الجوهری، و صدره: أَ جارَتَنَا بینی فإِنك طالقه قال ابن بری: المشهور فی الروایة: أَیا جارتا بینی فإِنك طالقه، كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ: عادٍ و طارِقَهْ ابن سیدة: و جارة الرجل امرأَته، و قیل: هواه؛ و قال الأَعشی: یا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ، بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ و جَاوَرْتُ فی بَنی هِلالٍ إِذا جاورتهم. و أَجارَ الرجلَ إِجَارَةً و جَارَةً؛ الأَخیرة عن كراع: خَفَرَهُ. و اسْتَجَارَهُ: سأَله أَن یُجِیرَهُ. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ اسْتَجٰارَكَ فَأَجِرْهُ حَتّٰی یَسْمَعَ كَلٰامَ اللّٰهِ؛ قال الزجاج: المعنی إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب أَن تجیره من القتل إِلی أَن یسمع كلام الله فَأَجِرْهُ أَی أَمّنه، و عرّفه ما یجب علیه أَن یعرفه من أَمر الله تعالی الذی یتبین به الإِسلام، ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا یصاب بسوء قبل انتهائه إِلی مأْمنه. و یقال للذی یستجیر بك: جارٌ، و للذی یُجِیرُ: جَارٌ. و الجار: الذی أَجرته من أَن یظلمه ظالم؛ قال الهذلی: و كُنْتُ، إِذا جَارِی دَعَا لِمَضُوفَةٍ، أُشَمِّرُ حَتَّی یُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِی و جارُك: المستجیرُ بك. و هم جارَةٌ من ذلك الأَمر؛
(1). قوله: [كدلخ إلخ] كذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 155
حكاه ثعلب، أَی مُجِیرُونَ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك، إِلَّا أَن یكون علی توهم طرح الزائد حتی یكون الواحد كأَنه جائر ثم یكسر علی فَعَلةٍ، و إِلَّا فَلا وجه له. أَبو الهیثم: الجارُ و المُجِیرُ و المُعِیذُ واحدٌ. و من عاذ بالله أَی استجار به أَجاره الله، و من أَجاره الله لم یُوصَلْ إِلیه، و هو سبحانه و تعالی یُجِیرُ و لا یُجَارُ علیه أَی یعیذ. و قال الله تعالی لنبیه: قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللّٰهِ أَحَدٌ؛ أَی لن یمنعنی من الله أَحد. و الجارُ و المُجِیرُ: هو الذی یمنعك و یُجْیرُك. و استْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه. و أَجارَهُ الله من العذاب: أَنقذه. و‌فی الحدیث: و یُجِیرُ علیهم أَدناهم؛ أَی إِذا أَجار واحدٌ من المسلمین حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة من الكفار و خَفَرَهُمْ و أَمنَّهم، جاز ذلك علی جمیع المسلمین لا یُنْقَضُ علیه جِوارُه و أَمانُه؛ و منه‌حدیث الدعاء: كما تُجِیرُ بین البحور؛ أَی تفصل بینها و تمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر و البغی علیه. و‌فی حدیث القسامة: أُحب أَن تُجِیرَ ابْنِی هذا برجل من الخمسین‌أَی تؤمنه منها و لا تستحلفه و تحول بینه و بینها، و بعضهم یرویه بالزای، أَی تأْذن له فی ترك الیمین و تجیزه. التهذیب: و أَما قوله عز و جل: وَ إِذْ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطٰانُ أَعْمٰالَهُمْ وَ قٰالَ لٰا غٰالِبَ لَكُمُ الْیَوْمَ مِنَ النّٰاسِ وَ إِنِّی جٰارٌ لَكُمْ؛ قال الفرّاء: هذا إِبلیس تمثل فی صورة رجل من بنی كنانة؛ قال و قوله: إِنِّی جٰارٌ لَكُمْ؛ یرید أَجِیركُمْ أَی إِنِّی مُجِیركم و مُعیذُكم من قومی بنی كنانة فلا یَعْرِضُون لكم، و أَن یكونوا معكم علی محمد، صلی الله علیه و سلم، فلما عاین إِبلیس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً، فقال له الحرثُ بن هشام: أَ فراراً من غیر قتال؟ ف قٰالَ: إِنِّی بَرِی‌ءٌ مِنْكُمْ إِنِّی أَریٰ مٰا لٰا تَرَوْنَ إِنِّی أَخٰافُ اللّٰهَ وَ اللّٰهُ شَدِیدُ الْعِقٰابِ. قال: و كان سید العشیرة إِذا أَجار علیها إِنساناً لم یخْفِرُوه. و جِوارُ الدارِ: طَوَارُها. و جَوَّرَ البناءَ و الخِبَاءَ و غیرهما: صَرَعَهُ و قَلَبهَ؛ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ: قَلِیلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ، إِذا هُوَ أَضْحَی كالعَرِیشِ المُجَوَّرِ و تَجَوَّرَ هُوَ: تَهَدَّمَ. و ضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَی سَقَطَ. و تَجَوَّرَ علی فِرَاشه: اضطجع. و ضربه فجوّره أَی صَرَعَهُ مثل كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ و قال رجل من رَبِیعةِ الجُوعِ: فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّی أَغْدَرَا، وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا و قول الأَعلم الهذلی یصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها: مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ وِرْدُ الجَمیعِ بِجائرٍ ضَخْمِ قال السُّكَّریُّ: عنی بالجائر العظیم من الدلاء. و الجَوَارُ: الماءُ الكثیر؛ قال القطامی یصف سفینة نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ لَوْ لا اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ أَی الماء الكثیر. و غَیْثٌ جِوَرٌّ: غَزِیرٌ كثیر المطر، مأْخوذ من هذا، و رواه الأَصمعی: جُؤَرٌّ له صَوْتٌ؛ قال: لا تَسْقِهِ صَیِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ و یروی غَرَّافٍ. الجوهری: و غَیْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَی شدید صوت الرعد، و بازِلٌ جِوَرٌّ؛ قال الراجز: زَوْجُكِ یا ذاتَ الثَّنَایا الغُرِّ، أَعْیَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 156
دُوَیْنَ عِكْمَیْ بازِلٍ جِوَرِّ، ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ و الجِوَرُّ: الصُّلْبُ الشدید. و بعیر جِوَرٌّ أَی ضخم؛ و أَنشد: بَیْنَ خِشَاشَیْ بازِلٍ جِوَرِّ و الجَوَّارُ: الأَكَّارُ: التهذیب: الجَوَّارُ الذی یعمل لك فی كرم أَو بستان أَكَّاراً. و المُجَاوَرَةُ: الاعتكاف فی المسجد. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُجَاوِرُ بِحِراءٍ، و كان یجاور فی العشر الأَواخر من رمضان‌أَی یعتكف. و‌فی حدیث عطاء: و سئل عن المُجَاوِرِ یذهب للخلاء‌یعنی المعتكف. فأَما المُجاوَرَةُ بمكة و المدینة فیراد بها المُقَامُ مطلقاً غیر ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرعی. و الإِجارَةُ، فی قول الخلیل: أَن تكون القافیة طاء و الأُخری دالًا و نحو ذلك، و غیره یسمیه الإِكْفاءَ. و فی المصنف: الإِجازة، بالزای، و قد ذكر فی أَجز. ابن الأَعرابی: جُرْ جُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ. و الجارُ: موضع بساحل عُمانَ. و فی الحدیث ذِكْرُ الجارِ، هو بتخفیف الراء، مدینة علی ساحل البحر بینها و بین مدینة الرسول، صلی الله علیه و سلم، یوم و لیلة. و جیرانُ: موضع «1»؛ قال الراعی: كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ مِنْ وَحْشِ جِیرانَ، بَینَ القُفِّ و الضَّفْرِ و جُورُ: مدینة، لم تصرف لمكان العجمة. الصحاح: جُورُ اسم بلد یذكر و یؤنث.

جیر؛ ج4، ص: 156

: جَیْرِ: بمعنی أَجَلْ؛ قال بعض الأَغفال: قَالَتْ: أَراكَ هارِباً لِلْجَوْرِ مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ؟ قُلْتُ: جَیْرِ قال سیبویه: حركوه لالتقاء الساكنین و إِلا فحكمه السكون لأَنه كالصوت. و جَیْرِ: بمعنی الیمین، یقال: جَیْرِ لا أَفعل كذا و كذا. و بعضهم یقول: جَیْرَ، بالنصب، معناها نَعَمْ و أَجَلْ، و هی خفض بغیر تنوین. قال الكسائی فی الخفض بلا تنوین. شمر: لا جَیْرِ لا حَقّاً. یقال: جَیْرِ لا أَفعل ذلك و لا جَیْر لا أَفعل ذلك، و هی كسرة لا تنتقل؛ و أَنشد: جَامِعُ قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ یَدْعُو جَیْرِ، وَ لَیْسَ یَدْعُو جَامِعٌ إِلی جَیْرِ قال ابن الأَنباری: جَیْرِ یوضع موضع الیمین. الجوهری: قولهم جَیْرِ لا آتیك، بكسر الراء، یمین للعرب و معناها حقّاً؛ قال الشاعر: و قُلْنَ عَلی الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ: أَجَلْ جَیْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِیحَتْ دَعاثِرُهْ و الجَیَّارُ: الصَّارُوجُ. و قد جَیَّرَ الحوضَ؛ قال الشاعر: إِذا ما شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِیها، و إِنْ تَقِظْ تُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِیِّ المُجَیَّرا «2». ابن الأَعرابی: إِذا خُلط. الرَّمادُ بالنُّورَةِ و الجِصِّ فهو الجَیَّارُ؛ و قال الأَخطل یصف بیتاً: بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا، بَعْدَ الرَّبالَةِ، تَرْحالی و تَسْیَارِی كأَنها بُرْجُ رُومِیٍّ یُشَیِّدُهُ، لُزَّ بِطِینٍ و آجُرٍّ و جَیَّارِ و الهاء فی كأَنها ضمیر ناقته، شبهها بالبرج فی صلابتها و قُوَّتها. و الحُرَّةُ: الناقة الكریمة. و أَتانُ الضَّحْلِ:
(1). قوله: [و جیران موضع] فی یاقوت جیران، بفتح الجیم و سكون الیاء: قریة بینها و بین أَصبهان فرسخان؛ و جیران، بكسر الجیم: جزیرة فی البحر بین البصرة و سیراف، و قیل صقع من أَعمال سیراف بینها و بین عمان. انتهی. باختصار (2). قوله: [إِذا ما شتت إلخ] كذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 157
الصخرة العظیمة المُلَمْلَمَةُ. و الضحل: الماء القلیل. و الرَّبالة: السِّمَن. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه مر بصاحب جِیر قد سقط فأَعانه؛ الجِیرُ: الجِصُّ فإِذا خلط بالنورة فهو الجَیَّارُ، و قیل: الجَیَّار النورة وحدها. و الجَیَّارُ: الذی یجد فی جوفه حَرّاً شدیداً. و الجائِرُ و الجَیَّارُ: حَرٌّ فی الحَلْقِ و الصَّدْرِ من غیظ أَو جوع؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ، و قیل: هو لأَبی ذؤیب: كأَنما بَیْنَ لَحْیَیْهِ و لَبَّتِهِ، مِن جُلْبَةِ الجُوعِ، جَیَّارٌ و إِرْزِیزُ و فی الصحاح: قَدْ حَالَ بَیْنَ تَراقِیهِ و لَبَّتِهِ و قال الشاعر فی الجائر: فَلَمَّا رأَیتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً، تَعَرَّضَ لِی دونَ التَّرائبِ جَائرُ قال ابن جنی: الظاهر فی جَیَّارٍ أَن یكون فَعَّالًا كالكَلَّاءِ و الجَبَّانِ؛ قال: و یحتمل أَن یكون فَیْعالًا كخَیْتامٍ و أَن یكون فَوْعالًا كَتَوْرابٍ. و الجَیَّارُ: الشِّدَّةُ؛ و به فسر ثعلب بیت المتنخل الهذلی جَیَّارٌ و إِرْزِیزُ.

فصل الحاء المهملة؛ ج4، ص: 157

حبر؛ ج4، ص: 157

: الحِبْرُ: الذی یكتب به و موضعه المِحْبَرَةُ، بالكسر «1». ابن سیدة: الحِبْرُ المداد. و الحِبْرُ و الحَبْرُ: العالِم، ذمیّاً كان أَو مسلماً، بعد أَن یكون من أَهل الكتاب. قال الأَزهری: و كذلك الحِبْرُ و الحَبْرُ فی الجَمالِ و البَهاء. و سأَل عبد الله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال: هو الرجل الصالح، و جمعه أَحْبَارٌ و حُبُورٌ؛ قال كعب بن مالك: لَقَدْ جُزِیَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ، كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ یَدُورُ و كل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غیر ذلك، فقد حُبِرَ حَبْراً و حُبِّرَ. و كان یقال لطُفَیْلٍ الغَنَوِیِّ فی الجاهلیة: مُحَبِّرٌ، لتحسینه الشِّعْرَ، و هو مأْخوذ من التَّحْبِیرِ و حُسْنِ الخَطِّ و المَنْطِقِ. و تحبیر الخط و الشِّعرِ و غیرهما: تحسینه. اللیث: حَبَّرْتُ الشِّعْر و الكلامَ حَسَّنْتُه، و‌فی حدیث أَبی موسی: لو علمت أَنك تسمع لقراءتی لحَبَّرْتُها لك تَحْبِیراً؛ یرید تحسین الصوت. و حَبَّرتُ الشی‌ء تَحْبِیراً إِذا حَسَّنْتَه. قال أَبو عبید: و أَما الأَحْبارُ و الرُّهْبان فإِن الفقهاء قد اختلفوا فیهم، فبعضهم یقول حَبْرٌ و بعضهم یقول حِبْرٌ، و قال الفراء: إِنما هو حِبْرٌ، بالكسر، و هو أَفصح، لأَنه یجمع علی أَفْعالٍ دون فَعْلٍ، و یقال ذلك للعالم، و إِنما قیل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذی یكتب به، و ذلك أَنه كان صاحب كتب. قال: و قال الأَصمعی لا أَدری أَ هو الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم؛ قال أَبو عبید: و الذی عندی أَنه الحَبر، بالفتح، و معناه العالم بتحبیر الكلام و العلم و تحسینه. قال: و هكذا یرویه المحدّثون كلهم، بالفتح. و كان أَبو الهیثم یقول: واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ لا غیر، و ینكر الحِبْرَ. و قال ابن الأَعرابی: حِبْرٌ و حَبْرٌ للعالم، و مثله بِزرٌ و بَزْرٌ و سِجْفٌ و سَجْفٌ. الجوهری: الحِبْرُ و الحَبْرُ واحد أَحبار الیهود، و بالكسر أَفصح؛ و رجل حِبْرٌ نِبْرٌ؛ و قال الشماخ:
(1). قوله: [و موضعه المحبرة بالكسر] عبارة المصباح: و فیها ثلاث لغات أجودها فتح المیم و الباء، و الثانیة ضم الباء، و الثالثة كسر المیم لأَنها آلة مع فتح الباء
لسان العرب، ج‌4، ص: 158
كما خَطَّ عِبْرانِیَّةً بیمینه بِتَیْماءَ حَبْرٌ، ثم عَرَّضَ أَسْطُرَا رواه الرواة بالفتح لا غیر؛ قال أَبو عبید: هو الحبر، بالفتح، و معناه العالم بتحبیر الكلام. و‌فی الحدیث: سمیت سُورةَ المائدة و سُورَةَ الأَحبار لقوله تعالی فیها: یَحْكُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُوا لِلَّذِینَ هٰادُوا وَ الرَّبّٰانِیُّونَ وَ الْأَحْبٰارُ؛ و هم العلماء، جمع حِبْرٍ و حَبْر، بالكسر و الفتح، و كان یقال لابن عباس الحَبْرُ و البَحْرُ لعلمه؛ و فی شعر جریر: إِنَّ البَعِیثَ و عَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ لا یَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ أَی لا یَفِیانِ بالعهود، یعنی قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ. و التَّحْبِیرُ: حُسْنُ الخط؛ و أَنشد الفرّاء فیما روی سلمة عنه: كَتَحْبِیرِ الكتابِ بِخَطِّ، یَوْماً، یَهُودِیٍّ یقارِبُ أَوْ یَزِیلُ ابن سیدة: و كعب الحِبْرِ كأَنه من تحبیر العلم و تحسینه. و سَهْمٌ مُحَبَّر: حَسَنُ البَرْی. و الحَبْرُ و السَّبْرُ و الحِبْرُ و السِّبْرُ، كل ذلك: الحُسْنُ و البهاء. و‌فی الحدیث: یخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه و سِبْرُه؛ أَی لونه و هیئته، و قیل: هیئته و سَحْنَاؤُه، من قولهم جاءت الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ و الأَسْبَارِ، و قیل: هو الجمال و البهاء و أَثَرُ النِّعْمَةِ. و یقال: فلان حَسَنُ الحِبْر و السَّبْرِ و السِّبْرِ إِذا كان جمیلًا حسن الهیئة؛ قال ابن أَحمر و ذكر زماناً: لَبِسْنا حِبْرَه، حتی اقْتُضِینَا لأَعْمَالٍ و آجالٍ قُضِینَا أَی لبسنا جماله و هیئته. و یقال: فلان حسن الحَبْر و السَّبْرِ، بالفتح أَیضاً؛ قال أَبو عبید: و هو عندی بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه حَبْراً إِذا حسنته، و الأَوّل اسم. و قال ابن الأَعرابی: رجل حَسَنُ الحِبْر و السِّبْر أَی حسن البشرة. أَبو عمرو: الحِبْرُ من الناس الداهیة و كذلك السِّبْرُ. و الحَبْرُ و الحَبَرُ و الحَبْرَة و الحُبُور، كله: السُّرور؛ قال العجاج: الحمدُ للهِ الذی أَعْطی الحَبَرْ و یروی الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَنی هذا الأَمْرُ حَبْراً أَی سرنی، و قد حرك الباء فیهما و أَصله التسكین؛ و منه الحَابُورُ: و هو مجلس الفُسَّاق. و أَحْبَرَنی الأَمرُ: سَرَّنی. و الحَبْرُ و الحَبْرَةُ: النَّعْمَةُ، و قد حُبِرَ حَبْراً. و رجل یَحْبُورٌ یَفْعُولٌ من الحُبُورِ. أَبو عمرو: الیَحْبُورُ الناعم من الرجال، و جمعه الیَحابِیرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ و هی النعمة؛ و حَبَرَه یَحْبُره، بالضم، حَبْراً و حَبْرَةً، فهو مَحْبُور. و فی التنزیل العزیز: فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ؛ أَی یُسَرُّونَ، و قال اللیث: یُحْبَرُونَ یُنَعَّمُونَ و یكرمون؛ قال الزجاج: قیل إِن الحَبْرَةَ هاهنا السماع فی الجنة. و قال: الحَبْرَةُ فی اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ مُحَسَّنَةٍ. و قال الأَزهری: الحَبْرَةُ فی اللغة النَّعمَةُ التامة. و‌فی الحدیث فی ذكر أَهل الجنة: فرأَی ما فیها من الحَبْرَة و السرور؛ الحَبْرَةُ، بالفتح: النَّعْمَةُ و سعَةُ العَیْشِ، و كذلك الحُبُورُ؛ و منه‌حدیث عبد الله: آل عِمْرَانَ غِنًی و النِّساءُ مَحْبَرَة‌أَی مَظِنَّةٌ للحُبُورِ و السرور. و قال الزجاج فی قوله تعالی: أَنْتُمْ وَ أَزْوٰاجُكُمْ تُحْبَرُونَ؛ معناه تكرمون إِكراماً یبالغ فیه. و الحَبْرَة: المبالغة فیما وُصِفَ بجمیل، هذا نص قوله. و شَیْ‌ءٌ حِبرٌ: ناعمٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِیُّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 159
قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ، كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ و ثوب حَبِیرٌ: جدید ناعم؛ قال الشماخ یصف قوساً كریمة علی أَهلها: إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِینَت و أُشْعِرَتْ حَبِیراً، وَ لَمْ تُدْرَجْ علیها المَعَاوِزُ و الجمع كالواحد. و الحَبِیرُ: السحاب، و قیل: الحَبِیرُ من السحاب الذی تری فیه كالتَّثْمِیرِ من كثرة مائه. قال الرِّیاشی: و أَما الحَبِیرُ بمعنی السحاب فلا أَعرفه؛ قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلی: تَغَذَّمْنَ فی جَانِبَیْهِ الخَبِیرَ لَمَّا وَهَی مُزْنُه و اسْتُبیحَا فهو بالخاء، و سیأْتی ذكره فی مكانه. و الحِبَرَةُ، و الحَبَرَةُ: ضَرْبٌ من برود الیمن مُنَمَّر، و الجمع حِبَرٌ و حِبَرات. اللیث: بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود الیمانیة. یقال: بُرْدٌ حَبِیرٌ و بُرْدُ حِبَرَة، مثل عِنَبَةٍ، علی الوصف و الإِضافة؛ و بُرُود حِبَرَةٌ. قال: و لیس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شیئاً معلوماً إِنما هو وَشْیٌ كقولك ثَوْب قِرْمِزٌ، و القِرْمِزُ صِبْغُهُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما خَطَبَ خدیجة، رضی الله عنها، و أَجابته استأْذنت أَباها فی أَن تتزوجه، و هو ثَمِلٌ، فأَذن لها فی ذلك و قال: هو الفحْلُ لا یُقْرَعُ أَنفُهُ، فنحرت بعیراً و خَلَّقَتْ أَباها بالعَبیرِ و كَسَتْهُ بُرْداً أَحْمَرَ، فلما صحا من سكره قال: ما هذا الحَبِیرُ و هذا العَبِیرُ و هذا العَقِیرُ؟ أَراد بالحبیر البرد الذی كسته، و بالعبیر الخَلُوقَ الذی خَلَّقَتْهُ، و بالعقیر البعیرَ المَنْحُورَ و كان عُقِرَ ساقُه. و الحبیر من البرود: ما كان مَوْشِیّاً مُخَطَّطاً. و‌فی حدیث أَبی ذر: الحمد لله الذی أَطعمنا الخَمِیر و أَلبسنا الحبیر.و‌فی حدیث أَبی هریرة: حین لا أَلْبَسُ الحَبیرَ.و‌قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: مَثَلُ الحوامیم فی القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ فی الثیاب.و الحِبْرُ: بالكسر: الوَشْیُ؛ عن ابن الأَعرابی. و الحِبْرُ و الحَبَرُ: الأَثَرُ من الضَّرْبَة إِذا لم یدم، و الجمع أَحْبَارٌ و حُبُورٌ، و هو الحَبَارُ و الحِبار. الجوهری: و الحَبارُ الأَثَرُ؛ قال الراجز: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَ عَرِّقْ فیها، أَ لا تَری حِبَارَ [حَبَارَ مَنْ یَسْقِیها؟ و قال حمید الأَرقط: و لم یُقَلِّبْ أَرْضَها البَیْطَارُ، و لا لِحَبْلَیْهِ بها حَبَارُ و الجمعُ حَبَاراتٌ و لا یُكَسَّرُ. و أَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده و بجلده: أَثرت فیه. و حُبِرَ جِلْدُه حَبْراً إِذا بقیت للجرح آثار بعد البُرْء. و الحِبَارُ و الحِبْرُ: أَثر الشی‌ء. الأَزهری: رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغیث جِلْدَه فصار له آثار فی جلده؛ و یقال: به حُبُورٌ أَی آثار. و قد أَحْبَرَ به أَی ترك به أَثراً؛ و أَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِی، و كان قد حلق شعر رأْس امرأَته، فرفعته إِلی الوالی فجلده و اعتقله، و كان له حمار و جُبَّة فدفعهما للوالی فَسَرَّحَهُ: لَقَدْ أَشْمَتَتْ بی أَهْلَ فَیْدٍ، و غادَرَتْ بِجِسْمِیَ حِبْراً، بِنْتُ مَصَّانَ، بادِیَا و ما فَعَلتْ بی ذاك، حَتَّی تَرَكْتُها تُقَلِّبُ رَأْساً، مِثْلَ جُمْعِیَ، عَارِیَا و أَفْلَتَنی منها حِماری وَ جُبَّتی، جَزَی اللهُ خَیْراً جُبَّتی و حِمارِیَا
لسان العرب، ج‌4، ص: 160
و ثوبٌ حَبِیرٌ أَی جدید. و الحِبْرُ و الحَبْرُ و الحَبْرَةُ و الحُبْرَةُ و الحِبِرُ و الحِبِرَةُ، كل ذلك: صُفْرة تَشُوبُ بیاضَ الأَسْنَان؛ قال الشاعر: تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ، كَعارِضِ البَرْق لم یَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا قال شمر: أَوّله الحِبْرُ [الحَبْرُ و هی صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ علی اللِّثَةِ حتی تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ و الحَفْرُ. الجوهری: الحِبِرَة، بكسر الحاء و الباء، القَلَح فی الأَسنان، و الجمع بطرح الهاء فی القیاس، و أَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ، بتشدید الراء. و قد حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَی قَلِحَتْ، و قیل: الحبْرُ الوسخ علی الأَسنان. و حُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَی نُكسَ و غَفَرَ، و قیل: أَی برئ و بقیت له آثار. و الحَبِیرُ: اللُّغام إِذا صار علی رأْس البعیر، و الخاء أَعلی؛ هذا قول ابن سیدة. الجوهری: الحَبِیرُ لُغامُ البعیر. و قال الأَزهری عن اللیث: الحَبِیرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار علی رأْس البعیر، ثم قال الأَزهری: صحف اللیث هذا الحرف، قال: و صوابه الخبیر، بالخاء، لِزَبَدِ أَفواه الإِبل، و قال: هكذا قال أَبو عبید. و روی الأَزهری بسنده عن الرِّیاشِی قال: الخبیر الزَّبَدُ، بالخاء. و أَرض مِحْبَارٌ: سریعة النبات حَسَنَتُهُ كثیرة الكلإِ؛ قال: لَنَا جِبَالٌ و حِمًی مِحْبَارُ، و طُرُقٌ یُبْنَی بِهَا المَنارُ ابن شمیل: الأَرض السریعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التی ببطون الأَرض و سَرَارتِها و أَراضَتِها، فتلك المَحابِیرُ. و قد حَبِرَت الأَرض، بكسر الباء، و أَحْبَرَتْ؛ و الحَبَارُ: هیئة الرجل؛ عن اللحیانی، حكاه عن أَبی صَفْوانَ؛ و به فسر قوله: أَ لا تَری حَبَارَ مَنْ یَسْقیها قال ابن سیدة: و قیل حَبَارُ هنا اسم ناقة، قال: و لا یعجبنی. و الحُبْرَةُ: السِّلْعَةُ تخرج فی الشجر أَی العُقْدَةُ تقطع و یُخْرَطُ منها الآنیة. و الحُبَارَی: ذكر الخَرَبِ؛ و قال ابن سیدة: الحُبَارَی طائر، و الجمع حُبَارَیات «2». و أَنشد بعض البغدادیین فی صفة صَقْرٍ: حَتْف الحُبَارَیاتِ و الكَراوین قال سیبویه: و لم یكسر علی حَبَارِیَّ و لا حَبَائِرَ لیَفْرُقُوا بینها و بین فَعْلاء و فَعَالَةٍ و أَخواتها. الجوهری: الحُبَارَی طائر یقع علی الذكر و الأُنثی، واحدها و جمعها سواء. و فی المثل: كُلُّ شی‌ء یُحِبُّ ولَدَهُ حتی الحُبَارَی، لأَنها یضرب بها المَثلُ فی المُوقِ فهی علی مُوقها تحب ولدها و تعلمه الطیران، و أَلفه لیست للتأْنیث «3». و لا للإِلحاق، و إِنما بنی الاسم علیها فصارت كأَنها من نفس الكلمة لا تنصرف فی معرفة و لا نكرة أَی لا تنوّن. و الحبْرِیرُ و الحُبْرور و الحَبَرْبَرُ و الحُبُرْبُورُ و الیَحْبُورُ: وَلَدُ الحُبَارَی؛ و قول أَبی بردة:
(2). عبارة المصباح: الحباری طائر معروف، و هو علی شكل الأوزة، برأسه و بطنه غبرة و لون ظهره و جناحیه كلون السمانی غالباً، و الجمع حبابیر و حباریات علی لفظه أَیضاً (3). قوله: [و ألفه لیست للتأنیث] قال الدمیری فی حیاة الحیوان بعد أن ساق عبارة الجوهری هذه، قلت: و هذا سهو منه بل ألفها للتأنیث كسمانی، و لو لم تكن له لانصرفت انتهی. و مثله فی القاموس. قال شارحه: و دعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبیر، و الجواب عنه عسیر
لسان العرب، ج‌4، ص: 161
بازٌ جَرِی‌ءٌ علی الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ، و من حَبَابِیرِ ذی مَاوَانَ یَرْتَزِقُهْ قال ابن سیدة: قیل فی تفسیره: هو جمع الحُبَارَی، و القیاس یردّه، إِلا أَن یكون اسماً للجمع. الأَزهری: و للعرب فیها أَمثال جمة، منها قولهم: أَذْرَقُ من حُبَارَی، و أَسْلَحُ من حُبَارَی، لأَنها ترمی الصقر بسَلْحها إِذا أَراغها لیصیدها فتلوث ریشه بِلَثَقِ سَلْحِها، و یقال: إِن ذلك یشتد علی الصقر لمنعه إِیاه من الطیران؛ و من أَمثالهم فی الحباری: أَمْوَقُ من الحُبَارَی؛ ذلك أنها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطیر معارضة له لیتعلم منها الطیران، و منه المثل السائر فی العرب: كل شی‌ء یحب ولده حتی الحباری و یَذِفُّ عَنَدَهُ. و ورد ذلك فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، و معنی قولهم یذف عَنَدَهُ أَی تطیر عَنَدَهُ أَی تعارضه بالطیران، و لا طیران له لضعف خوافیه و قوائمه. و قال ابن الأَثیر: خص الحباری بالذكر فی قوله حتی الحباری لأَنها یضرب بها المثل فی الحُمْق، فهی علی حمقها تحب ولدها فتطعمه و تعلمه الطیران كغیرها من الحیوان. و قال الأَصمعی: فلان یعاند فلاناً أَی یفعل فعله و یباریه؛ و من أَمثالهم فی الحباری: فلانٌ میت كَمَدَ الحُبارَی، و ذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطیر أَیام التَّحْسیر، و ذلك أَن تلقی الریش ثم یبطئ نبات ریشها، فإِذا طار سائر الطیر عجزت عن الطیران فتموت كمداً؛ و منه قول أَبی الأَسود الدُّؤَلی: یَزِیدُ مَیّتٌ كَمَدَ الحُبَارَی، إِذا طُعِنَتْ أُمَیَّةُ أَوْ یُلِمُّ أَی یموت أَو یقرب من الموت. قال الأَزهری: و الحباری لا یشرب الماء و یبیض فی الرمال النائیة؛ قال: و كنا إِذا ظعنا نسیر فی جبال الدهناء فربما التقطنا فی یوم واحد من بیضها ما بین الأَربع إِلی الثمانی، و هی تبیض أَربع بیضات، و یضرب لونها إِلی الزرقة، و طعمها أَلذ من طعم بیض الدجاج و بیض النعام، قال: و النعام أَیضاً لا ترد الماء و لا تشربه إِذا وجدته. و‌فی حدیث أَنس: إِن الحباری لتموت هُزالًا بذنب بنی آدم؛ یعنی أَن الله تعالی یحبس عنها القطر بشؤم ذنوبهم، و إِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطیر نُجْعَةً، فربما تذبح بالبصرة فتوجد فی حوصلتها الحبة الخضراء، و بین البصرة و بین منابتها مسیرة أَیام كثیرة. و الیَحبُورُ: طائر. و یُحابِرٌ: أَبو مُرَاد ثم سمیت القبیلة یحابر؛ قال: و قد أَمَّنَتْنی، بَعْدَ ذاك، یُحابِرٌ بما كنتُ أُغْشی المُنْدِیات یُحابِرا و حِبِرٌّ، بتشدید الراء: اسم بلد، و كذلك حِبْرٌ. و حِبْرِیرٌ: جبل معروف. و ما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَی شیئاً، لا یستعمل إِلا فی النفی؛ التمثیل لسیبویه و التفسیر للسیرافی. و ما أَغنی فلانٌ عنی حَبَرْبَراً أَی شیئاً؛ و قال ابن أَحمر الباهلی: أَمانِیُّ لا یُغْنِینَ عَنِّی حَبَرْبَرا و ما علی رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَی ما علی رأْسه شعرة. و حكی سیبویه: ما أَصاب منه حَبَرْبَراً و لا تَبَرْبَراً و لا حَوَرْوَراً أَی ما أَصاب منه شیئاً. و یقال: ما فی الذی تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَی شی‌ء. أَبو سعید: یقال ما له حَبَرْبَرٌ و لا حَوَرْوَرٌ. و قال الأَصمعی: ما أَصبت منه حَبَرْبَراً و لا حَبَنْبَراً أَی ما أَصبت منه شیئاً. و قال أَبو عمرو: ما فیه حَبَرْبَرٌ و لا حَبَنْبَرٌ، و هو أَن یخبرك بشی‌ء فتقول: ما فیه حَبَنْبَرٌ. و یقال للآنیة التی یجعل فیها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان
لسان العرب، ج‌4، ص: 162
أَو من قَوارِیر: مَحْبَرَةٌ و مَحْبُرَةٌ كما یقال مَزْرَعَة و مَزْرُعَة و مَقْبَرَة و مَقْبُرَة و مَخْبَزَة و مَخْبُزَةٌ. الجوهری: موضع الحِبْرِ الذی یكتب به المِحْبَرَة، بالكسر. و حِبِرٌّ: موضع معروف فی البادیة. و أَنشد شمر عجز بیت: فَقَفا حِبِرّ. الأَزهری: فی الخماسی الحَبَرْبَرَةُ القَمِیئَةُ المُنافِرَةُ، و قال: هذه ثلاثیة الأَصل أُلحقت بالخماسی لتكریر بعض حروفها. و المُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِیِّ. أَبو عمرو: الحَبَرْبَرُ و الحَبْحَبِیُّ الجمل الصغیر.

حبتر؛ ج4، ص: 162

: الحَبْتَرُ و الحُباتِرُ: القصیر كالحَتْرَبِ، و كذلك البُحْتُر، و الأُنثی حَبْتَرَة. و الحَبْتَرُ: من أَسماء الثعالب. و حَبْتَرٌ: اسم رجل؛ قال الراعی: فأَومأْتُ إِیماءً خَفِیّاً لحَبْتَرٍ، و لِلَّهِ عَیْنا حَبْتَرٍ أَیَّما فَتَی

حبجر؛ ج4، ص: 162

: الحِبَجْرُ و الحِبْجَرُ: الوَتَرُ الغلیظ؛ قال: أَرْمِی علیها و هْیَ شی‌ءٌ بُجْرُ، و القَوْسُ فیها وَتَرٌ حِبَجْرُ، و هْیَ ثلاثُ أَذْرُعٍ و شِبْرُ و الحُباجِرُ كذلك، و لم یُعَیِّن أَبو عبید الحِبَجْرَ من أَی نوع هو إِنما قال: الحِبَجْرُ، بكسر الحاء و فتح الباء، الغلیظُ؛ و قد احْبَجَرَّ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: یُخْرِجُ منها ذَنَباً حُناجِرا بالنون، فلم یفسره. قال ابن سیدة: و الصحیح عندی ذَنَباً حُباجراً، بالباء، كما تقدم و هو الغلیظ. و الحُبْجُرُ و الحُباجِرُ: ذَكَرُ الحُبارَی. و المُحْبَنْجِرُ: المنتفخ غضباً. و احْبَنْجَرَ أَی انتفخ من الغضب.

حبقر؛ ج4، ص: 162

: الأَزهری: یقال إِنه لأَبْرَد من عَبْقُرٍّ و أَبْرَدُ من حَبْقُرٍّ و أَبرد من عَضْرَسٍ؛ قال: و العَبْقُرُّ و الحَبْقُرُّ و العَضْرَسُ البَرَدُ. و قال الجوهری فی ترجمة عبقر عما جاء فی المثل من قولهم: هو أَبْرَدُ من عَبْقُرٍّ، قال: و یقال حَبْقُرّ كأَنهما كلمتان جعلتا واحدة، و سنذكر ذلك فی ترجمة عبقر.

حبكر؛ ج4، ص: 162

: حَبَوْكَرَی و الحَبَوْكَرَی و حَبَوْكَرٌ و أُمُّ حَبَوْكَرٍ و أُم حَبَوكَرَی، و أُم حَبَوْكَرَان: الداهیة. و جاء فلانٌ بأُمِّ حَبَوْكَرَی أَی بالداهیة؛ و أَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلی: فلما غَسَا لَیْلِی، و أَیْقَنْتُ أَنها هی الأُرَبَی، جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَی الفراء: وقع فلان فی أُم حَبَوْكَرَی وَ أُمِّ حَبَوْكَرٍ و حَبَوْكَرَان، و یُلقی منها أُمّ فیقال: وقعوا فی حَبَوْكَرٍ. الجوهری: أُمُّ حَبَوْكَرَی هو أَعظم الدواهی. و الحَبَوكَرُ: رملٌ یَضِلُّ فیه السالك. و الحَبَوْكَرَی: الصبی الصغیر. و الحَبَوْكَرَی أَیضاً: معركة الحرب بعد انقضائها. و یقال: مررتُ علی حَبَوْكَرَی من الناس أَی جماعات من أُمَم شَتَّی لا نحور‌فیهم شی‌ء و لا بسر «4». بهم شی‌ء. اللیث: حَبَوْكَرٌ داهیة و كذلك الحَبَوْكَرَی. و یقال: جمل حَبَوْكَرَی، و الأَلف زائدة، بنی الاسم علیها لأَنك تقول للأُنثی حَبَوْكَراة، و كل أَلف للتأْنیث لا یصح دخول هاء التأْنیث علیها، و لیست أَیضاً للإِلحاق لأَنه لیس له مثال من الأُصول فیلحق به. و فی النوادر. یقال تَحَبْكَرُوا فی الأَرض إِذا تَحَیَّرُوا. و تَحبْكَرَ الرجل فی طریقه: مثله، إِذا تحیر. اللیث فی
(4). قوله: [نحور‌إلخ و لا بسر‌إلخ] كذا بالأصل بدون نقط
لسان العرب، ج‌4، ص: 163
النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً و حَبْكَرْتُه حَبْكَرَة و دَبْكَلْتُهُ دَبْكَلَةً و حَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً و زَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً و صَرْصَرْتُه و كَرْكَرْتُهُ إِذا جمعته و رددت أَطراف ما انتشر منه و كذلك كَبْكَبْتُه.

حبنبر؛ ج4، ص: 163

: الأَزهری عن الأَصمعی: ما أَصبت منه حَبَرْبَراً و لا حَبَنْبَراً أَی ما أَصبت منه شیئاً. و قال أَبو عمرو: ما فیه حَبَرْبَرٌ و لا حَبَنْبَرٌ و هو أَن یخبرك بشی‌ء فتقول: ما فیه حَبَنْبَرٌ، و الله أَعلم.

حتر؛ ج4، ص: 163

: حَتارُ كُلِّ شی‌ء: كِفَافُه و حرفه و ما استدار به كَحَتَارِ الأُذن و هو كِفافُ حروف غَراضِیفِها. و حَتارُ العین: و هی حروف أَجفانها التی تلتقی عند التغمیض. و قال اللیث: الحَتارُ ما استدار بالعین من زِیقِ الجَفْنِ من باطن. و حَتارُ الظُّفْر: و هو ما یحیط به من اللحم، و كذلك ما یحیط بالخِباء، و كذلك حَتارُ الغِربالِ و المُنْخُلِ. و حَتارُ الاسْتِ: أَطراف جلدتها، و هو ملتقی الجلدة الظاهرة و أَطرَاف الخَوْرانِ، و قیل: هی حروف الدبر؛ و أَراد أَعرابیّ امرأَته فقالت له: إِنی حائض، قال: فأَین الهَنَةُ الأُخرَی؟ قالت له: اتق الله فقال: كلَّا وَ رَبِّ البَیْتِ ذِی الأَستارِ، لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحَتَارِ، قَدْ یُؤْخَذُ الجَارُ بِجُرْمِ الجَارِ و حَتَارُ الدبر: حَلْقَتُه. و الحَتارُ: مَعْقِدُ الطُّنُبِ فی الطَّرِیقة، و قیل: هو خیط یشدّ به الطِّرافُ، و الجمع من ذلك كله حُتُرٌ. و الحَتارُ و الحِتْرُ: ما یوصل بأَسفل الخباء إِذا ارتفع من الأَرض و قَلَصَ لیكون سِتْراً؛ و هی الحُتْرَةُ أَیضاً. و حَتَر البیتَ حَتْراً: جعل له حَتاراً أَو حُتْرَةً. الأَزهری عن الأَصمعی قال: الحُتُرُ أَكِفَّةُ الشِّقاقِ، كلُّ واحد منها حَتارٌ، یعنی شِقاقَ البیت. الجوهری: الحَتارُ الكِفافُ و كل ما أَحاط بالشی‌ء و استدار به فهو حَتارُه و كِفافُه. و حَتَرَ الشی‌ءَ و أَحْتَرَه: أَحكمه. الأَزهری: أَحْتَرْتُ العُقْدَةَ إِحْتاراً إِذا أَحكمتها فهی مُحْتَرَةٌ. و بینهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قد اسْتُوثِقَ منه؛ قال لبید: و بالسَّفْحِ من شَرْقِیِّ سَلْمَی مُحاربٌ شُجاعٌ، و ذُو عَقْدٍ من القومِ مُحْتَرِ و حَتَرَ العُقْدَة أَیضاً: أَحكم عَقْدَها. و كلُّ شَدٍّ: حَتْرٌ؛ و استعاره أَبو كبیر للدَّیْنِ فقال: هَابوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كَأَنَّهُمْ، لَمَّا أُصیِبُوا، أَهْلُ دَیْنٍ مُحْتَرِ و حَتَره یَحْتِرُه و یَحْتُرُه حَتْراً: أَحَدَّ النظر إِلیه. و الحَتْر: الأَكلُ الشدیدُ. و ما حَتَرَ شیئاً أَی ما أَكل. و حَتَرَ أَهله یَحْتِرُهُم و یَحْتُرُهُم حَتْراً و حُتُوراً: قَتَّرَ علیهم النَّفقة، و قیل: كَساهم و مانَهُمْ. و الحِتْرُ: الشی‌ء القلیل. و حَتَرَ الرجلَ حَتْراً: أَعطاه و أَطعمه، و قیل: قَلَّلَ عطاءَه أَو إِطعامه. و حَتَرَ له شیئاً: أَعطاه یسیراً. و ما حَتَرَهُ شیئاً أَی ما أَعطاه قلیلًا و لا كثیراً. و أَحْتَرَ الرجلُ: قلَّ عطاؤه. و أَحْتَرَ: قلّ خیره؛ حكاه أَبو زید، و أَنشد: إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَیامَی، فَنَكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَناعِ أَی تَنَكَّبْ، و الاسم الحِتْرُ. الأَصمعی عن أَبی زید: حَتَرْتُ له شیئاً، بغیر أَلف، فإِذا قال: أَقَلَّ الرجلُ و أَحْتَرَ، قاله بالأَلف؛ قال: و الاسم منه الحِتْرُ؛ و أَنشد للأَعْلَمِ الهُذَلِیِّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 164
إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً، و لم یُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِیمُها قال: و أَخبرنی الإِیادِیُّ عن شمر: الحَاتِرُ المُعْطی؛ و أَنشد: إِذ لا تَبِضُّ، إِلی الترائِكِ و الضَّرَائِكِ، كَفُّ حاتِرْ قال: و حَتَرْتُ أَعطیت. و یقال: كان عطاؤك إِیاه حَقْراً حَتْراً أَی قلیلًا؛ و قال رؤبة: إِلَّا قَلیلًا من قَلیلٍ حَتْرِ و أَحْتَرَ علینا رِزْقَنا أَی أَقَلَّه و حَبَسَهُ. و قال الفرّاء: حَتَرَهُ یَحْتِرُه و یَحْتُرُه إِذا كساه و أَعطاه؛ قال الشَّنْفَرَی: و أُمَّ عِیالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم، إِذا حَتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ و أَقَلَّتِ و المُحْتِرُ من الرجال: الذی لا یُعْطِی خیراً و لا یُفْضِل علی أَحد، إِنما هو كَفَافٌ بكَفافٍ لا ینفلت منه شی‌ء. و أَحْتَرَ علی نفسه و أَهله أَی ضَیَّقَ علیهم و منعهم. غیره: و أَحْتَرَ القومَ فَوَّتَ علیهم طعامهم. و الحِتْرُ، بالكسر: العَطِیَّةُ الیسیرة، و بالفتح المصدر. تقول: حَتَرْتُ له شیئاً أَحْتِرُ حَتْراً، فإِذا قالوا: أَقلّ و أَحْتَرَ، قالوه بالأَلف؛ قال الشنفری: و أُم عیال قد شهدتُ تقوتهم، إِذا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ و أَقَلَّتِ تَخافُ علینا العَیْلَ، إِن هِیَ أَكْثَرَتْ، و نَحْنُ جِیَاعٌ، أَیَّ أَوْلٍ تأَلَّتِ قال ابن بری: المشهور فی شعر الشنفری: و أُمَّ عیال، بالنصب، و الناصب له شهدت؛ و یروی: و أُمِّ، بالخفض، علی واو رب، و أَراد بأُم عیال تأَبط شرّاً، و كان طعامهم علی یده، و إِنما قتر علیهم خوفاً أَن تطول بهم الغَزاة فیفنی زادهم، فصار لهم بمنزلة الأُم و صاروا له بمنزلة الأَولاد. و العیل: الفقر و كذلك العیلة. و الأَوْلُ: السیاسة. و تأَلت: تَفَعَّلَتْ من الأَوْلِ إِلا أَنه قلب فصیرت الواو فی موضع اللام. و الحُتْرَةُ و الحَتِیرَةُ؛ الأَخیرة عن كراع: الوكِیرَةُ، و هو طعام یصنع عند بناء البیت، و قد حَتَّرَ لَهُمْ. قال الأَزهری: و أَنا واقف فی هذا الحرف، و بعضهم یقول حَثیرَةٌ، بالثاء. و یقال: حَتِّرْ لَنا أَی وَكِّرْ لنا، و ما حَتَرْتُ الیوم شیئاً أَی ما ذُقْتُ. و الحَتْرَةُ، بالفتح: الرَّضْعَةُ الواحدة. و الحَتْرُ: الذكر من الثعالب؛ قال الأَزهری: لم أَسمع الحَتْرَ بهذا المعنی لغیر اللیث و هو منكر.

حثر؛ ج4، ص: 164

: الأَزهری: الحَثَرَةُ انْسِلاقُ العَیْنِ، و تصغیرها حُثَیْرَةٌ. ابن سیدة: الحَثَرُ خشونة یجدها الرجل فی عینه من الرَّمَصِ، و قیل: هو أَن یخرج فیها حب أَحمر، و هو بَثْرٌ یخرج فی الأَجفان، و قد حَثِرَتْ عینه تَحْثَرُ. و حَثِرَ العَسَلُ حَثَراً: تحبب، و هو عسل حائِرٌ و حَثِرٌ. و حَثِرَ الدِّبْسُ حَثَراً: خَثُرَ و تَحَبَّبَ. و طعام حَثِرٌ: مُنْتَثِر لا خیر فیه إِذا جمع بالماء انْتَثَرَ من نواحیه، و قد حَثِرَ حَثَراً. الأَزهری: الدواء إِذا بُلَّ و عُجِنَ فلم یجتمع و تناثر، فهو حَثِرٌ. ابن الأَعرابی: حَثَّرَ الدَّواءَ إِذا حَبَّبَهُ، و حَثِرَ إِذا تَحَبَّبَ. و فؤاد حَثِرٌ: لا یَعِی شیئاً، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر. و أُذُنٌ حَثِرَةٌ إِذا لم تَسْمَعْ سمعاً جَیِّداً. و لسان حَثِرٌ: لا یجد طعم الطعام. و حَثِرَ الشی‌ءُ حَثَراً، فهو حَثِرٌ و حَثْرٌ: اتسع. و حَثَرَةُ الغَضَا: ثمرة تخرج فیه أَیامَ الصَّفَرِیَّةِ تَسْمَنُ علیها الإِبل و تُلْبِنُ. و حَثَرَةُ الكَرم:
لسان العرب، ج‌4، ص: 165
زَمَعَتُه بَعْدَ الإِكْماخِ. و الحَثَرُ: حَبُّ العُنْقُود إِذا تَبَیَّنَ؛ هذه عن أَبی حنیفة. و الحَثَرُ من العنب: ما لم یُونِعْ و هو حامض صُلْبٌ لم یُشْكِلْ و لم یَتَمَوَّه. و الحَثَرُ: حب العنب و ذلك بعد البَرَمِ حین یصیر كالجُلْجُلانِ. و الحَثَرُ: نَوْرُ العنب؛ عن كراع. و حُثَارَةُ التِّبْنِ: حُطامه، لغة فی الحُثالَةِ؛ قال ابن سیدة: و لیس بِثَبَتٍ. و الحَوْثَرَةُ: الكَمَرَة. الجوهری: الحَوْثَرَةُ الفیْشَةُ الضخمة، و هی الكَوْشَلَةُ و الفَیْشَلَةُ؛ و الحَثَرَةُ من الجِبَأَةِ كأَنها تراب مجموع فإِذا قُلِعَتْ رأَیت الرمل حولها. و الحَثَرُ: ثمر الأَراك، و هو البَرِیرُ. و حَثِرَ الجلد: بَثِرَ؛ قال الراجز: رَأَتْهُ شَیْخاً حَثِرَ المَلامِح و هی ما حول الفم «1». و یقال: أَحْثَرَ النخلُ إِذا تشقق طَلْعُه و كان حبه كالحَثَراتِ الصغار قبل أَن تصیر حَصَلًا. و حَوْثَرَةُ: اسم. و بنو حَوْثَرَةَ: بطن من عبد القیس، و یقال لهم الحواثر، و هم الذین ذكرهم المتلمس بقوله: لَنْ یَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِكُمْ نَعَمُ الحَواثِر، إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ و هذا البیت أَنشده الجوهری: إِذ تساق بمعبد. و صواب إِنشاده: لمعبد، باللام، كما أَنشدناه، و مَعْبَدٌ: هو أَخو طَرَفَةَ و كان عمرو بن هند لما قتل طرفة ودَاهُ بِنَعَمٍ أَصابها من الحَواثِر و سیقت إِلی معبد. و حَوْثَرَةُ: هو ربیعة بن عمرو بن عوف بن أَنْمَارِ بن وَدِیعَةَ بن لُكَیْزِ بن أَفْصَی بن عبد القیس، و كان من حدیثه أَن امرأَة أَتته بِعُسٍّ من لبن فاستامت فیه سِیمَةً غالیة، فقال لها: لو وضعتُ فیه حَوْثَرَتی لملأته، فسمی حَوْثَرَةَ. و الحَوْثَرة: الحَشَفةُ رَأْسُ الذكر. و قال الأَزهری فی ترجمة حتر: الحَتِیرَة الوكیرة، و هو طعام یصنع عند بناء البیت؛ قال الأَزهری: و أَنا واقف فی هذا الحرف، و بعضهم یقول حثیرة، بالثاء.

حجر؛ ج4، ص: 165

: الحَجَرُ: الصَّخْرَةُ، و الجمع فی القلة أَحجارٌ، و فی الكثرة حِجارٌ و حجارَةٌ؛ و قال: كأَنها من حِجارِ الغَیْلِ، أَلبسَها مَضارِبُ الماء لَوْنَ الطُّحْلُبِ التَّرِبِ و فی التنزیل: وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ*؛ أَلحقوا الهاء لتأْنیث الجمع كما ذهب إِلیه سیبویه فی البُعُولة و الفُحولة. اللیث: الحَجَرُ جمعه الحِجارَةُ و لیس بقیاس لأَن الحَجَرَ و ما أَشبهه یجمع علی أَحجار و لكن یجوز الاستحسان فی العربیة كما أَنه یجوز فی الفقه و تَرْكُ القیاس له كما قال الأَعشی یمدح قوماً: لا نَاقِصِی حَسَبٍ و لا أَیْدٍ، إِذا مُدَّت، قِصَارَهْ قال: و مثله المِهارَةُ و البِكارَةُ لجمع المُهْرِ و البَكْرِ. و روی عن أَبی الهیثم أَنه قال: العرب تدخل الهاء فی كل جمع علی فِعَال أَو فُعُولٍ، و إِنما زادوا هذه الهاء فیها لأَنه إِذا سكت علیه اجتمع فیه عند السكت ساكنان: أَحدهما الأَلف التی تَنْحَرُ آخِرَ حَرْفٍ فی فِعال، و الثانی آخرُ فِعال المسكوتُ علیه، فقالوا: عِظامٌ و عَظامةٌ و نِفارٌ و نِفارةٌ، و قالوا: فِحالَةٌ و حِبالَةٌ و ذِكارَةٌ و ذُكُورة و فُحولَةٌ و حُمُولَةٌ. قال الأَزهری: و هذا هو العلة التی عللها النحویون، فأَما الاستحسان الذی شبهه بالاستحسان فی الفقه فإِنه باطل. الجوهری: حَجَرٌ و حِجارةٌ كقولك جَمَلٌ و جِمالَةٌ و ذَكَرٌ و ذِكارَةٌ؛ قال:
(1). هی: عائدة إِلی الملامح
لسان العرب، ج‌4، ص: 166
و هو نادر. الفراء: العرب تقول الحَجَرُ الأُحْجُرُّ علی أُفْعُلٍّ؛ و أَنشد: یَرْمِینِی الضَّعِیفُ بالأُحْجُرِّ قال: و مثله هو أُكْبُرُّهم و فرس أُطْمُرٌّ و أُتْرُجٌّ، یشدّدون آخر الحرف. و یقال: رُمِی فُلانٌ بِحَجَرِ الأَرض إِذا رمی بداهیة من الرجال. و‌فی حدیث الأَحنف بن قیس أَنه قال لعلی حین سمَّی معاویةُ أَحَدَ الحَكَمَیْنِ عَمْرَو بْنَ العاصِ: إِنك قد رُمیت بِحَجر الأَرض فاجعل معه ابن عباس فإِنه لا یَعْقِدُ عُقْدَةً إِلَّا حَلَّهَا؛ أَی بداهیة عظیمة تثبت ثبوتَ الحَجَرِ فی الأَرض. و‌فی حدیث الجَسَّاسَةِ و الدَّجالِ: تبعه أَهل الحَجَرِ و أَهل المَدَرِ؛ یرید أَهل البَوادِی الذین یسكنون مواضع الأَحجار و الرمال، و أَهلُ المَدَرِ أَهلُ البادِیة. و‌فی الحدیث: الولد للفراش و للعاهِرِ الحَجَرُ؛ أَی الخَیْبَةُ؛ یعنی أَن الولد لصاحب الفراش من السید أَو الزوج، و للزانی الخیبةُ و الحرمان، كقولك ما لك عندی شی‌ء غیر التراب و ما بیدك غیر الحَجَرِ؛ و ذهب قوم إِلی أَنه كنی بالحجر عن الرَّجْمِ؛ قال ابن الأَثیر: و لیس كذلك لأَنه لیس كل زان یُرْجَمُ. و الحَجَر الأَسود، كرمه الله: هو حَجَر البیت، حرسه الله، و ربما أَفردوه فقالوا الحَجَر إِعظاماً له؛ و من ذلك‌قول عمر، رضی الله عنه: و الله إِنك حَجَرٌ، و لو لا أَنی رأَیتُ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یفعل كذا ما فعلت؛ فأَما قول الفرزدق: و إِذا ذكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَیَّامَهُ، أَخْزاكَ حَیْثُ تُقَبَّلُ الأَحْجارُ فإِنه جعل كل ناحیة منه حَجَراً، أَ لا تری أَنك لو مَسِسْتَ كل ناحیة منه لجاز أَن تقول مسست الحجر؟ و قوله: أَمَا كفاها انْتِیاضُ الأَزْدِ حُرْمَتَها، فی عُقْرِ مَنْزِلها، إِذْ یُنْعَتُ الحَجَرُ؟. فسره ثعلب فقال: یعنی جبلًا لا یوصل إِلیه. و اسْتَحْجَرَ الطینُ: صار حَجَراً، كما تقول: اسْتَنْوَق الجَمَلُ، لا یتكلمون بهما إِلَّا مزیدین و لهما نظائر. و أَرضٌ حَجِرَةٌ و حَجِیرَةٌ و مُتَحَجِّرة: كثیرة الحجارة، و ربما كنی بالحَجَر عن الرَّمْلِ؛ حكاه ابن الأَعرابی، و بذلك فسر قوله: عَشِیَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِیمُ قال: أَراد عشیة رمل الكناس، و رمل الكناس: من بلاد عبد الله بن كلاب. و الحَجْرُ و الحِجْرُ و الحُجْرُ و المَحْجِرُ، كل ذلك: الحرامُ، و الكسر أَفصح، و قرئ بهن: وَ حَرْثٌ حِجْرٌ؛ و قال حمید بن ثور الهلالی: فَهَمَمْت أَنْ أَغْشَی إِلیها مَحْجِراً، و لَمِثْلُها یُغْشَی إِلیه المَحْجِرُ یقول: لَمِثْلُها یؤتی إِلیه الحرام. و روی الأَزهری عن الصَّیْداوِی أَنه سمع عبویه یقول: المَحْجَر، بفتح الجیم، الحُرْمةُ؛ و أَنشد: و‌هَمَمْتُ أَن أَغشی إِلیها مَحْجَراً و یقال: تَحَجَّرَ علی ما وَسَّعه اللهُ أَی حرّمه و ضَیَّقَهُ. و‌فی الحدیث: لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً؛ أَی ضیقت ما وسعه الله و خصصت به نفسك دون غیرك، و قد حَجَرَهُ و حَجَّرَهُ. و فی التنزیل: وَ یَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً؛ أَی حراماً مُحَرَّماً. و الحاجُور: كالمَحْجر؛ قال: حتی دَعَوْنا بِأَرْحامٍ لنا سَلَفَتْ، و قالَ قَائِلُهُمْ: إِنَّی بحاجُورِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 167
قال سیبویه: و یقول الرجل للرجل أَ تفعل كذا و كذا یا فلان؟ فیقول: حِجْراً [حُجْراً أَی ستراً و براءة من هذا الأَمر، و هو راجع إِلی معنی التحریم و الحرمة. اللیث: كان الرجل فی الجاهلیة یلقی الرجل یخافه فی الشهر الحرام فیقول: حِجْراً حُجْراً مَحجُوراً أَی حرام محرم علیك فی هذا الشهر فلا یبدؤه منه شر. قال: فإِذا كان یوم القیامة و رأَی المشركون ملائكة العذاب قالوا: حِجْراً مَحْجُوراً، و ظنوا أَن ذلك ینفعهم كفعلهم فی الدنیا؛ و أَنشد: حتی دعونا بأَرحام لها سلفت، و قال قائلهم: إِنی بحاجور یعنی بِمَعاذ؛ یقول: أَنا متمسك بما یعیذنی منك و یَحْجُرك عنی؛ قال: و علی قیاسه العاثُورُ و هو المَتْلَفُ. قال الأَزهری. أَما ما قاله اللیث من تفسیر قوله تعالی: وَ یَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً؛ إِنه من قول المشركین للملائكة یوم القیامة، فإِن أَهل التفسیر الذین یُعتمدون مثل ابن عباس و أَصحابه فسروه علی غیر ما فسره اللیث؛قال ابن عباس: هذا كله من قول الملائكة، قالوا للمشركین حِجْراً مَحْجُوراً أَی حُجِرَتْ علیكم البُشْرَی فلا تُبَشَّرُون بخیر.و روی عن أَبی حاتم فی قوله: [وَ یَقُولُونَ حِجْراً] تمّ الكلام. قال أَبو الحسن: هذا من قول المجرمین فقال الله مَحْجُوراً علیهم أَن یعاذوا و أَن یجاروا كما كانوا یعاذون فی الدنیا و یجارون، فحجر الله علیهم ذلك یوم القیامة؛قال أَبو حاتم و قال أَحمد اللؤلؤی: بلغنی عن ابن عباس أَنه قال: هذا كله من قول الملائكة.قال الأَزهری: و هذا أَشبه بنظم القرآن المنزل بلسان العرب، و أَحری أَن یكون قوله حِجْراً مَحْجُوراً كلاماً واحداً لا كلامین مع إِضمار كلام لا دلیل علیه. و قال الفرّاء: حِجْراً مَحْجُوراً أَی حراماً محرّماً، كما تقول: حَجَرَ التاجرُ علی غلامه، و حَجَرَ الرجل علی أَهله. و قرئت حُجْراً مَحْجُوراً أَی حراماً محرّماً علیهم البُشْرَی. قال: و أَصل الحُجْرِ فی اللغة ما حَجَرْتَ علیه أَی منعته من أَن یوصل إِلیه. و كل ما مَنَعْتَ منه، فقد حَجَرْتَ علیه؛ و كذلك حَجْرُ الحُكَّامِ علی الأَیتام: مَنْعُهم؛ و كذلك الحُجْرَةُ التی ینزلها الناس، و هو ما حَوَّطُوا علیه. و الحَجْرُ، ساكنٌ: مَصْدَرُ حَجَر علیه القاضی یَحْجُر حَجْراً إِذا منعه من التصرف فی ماله. و‌فی حدیث عائشة و ابن الزبیر: لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُرَ علیها؛ هو من الحَجْر المَنْعِ، و منه حَجْرُ القاضی علی الصغیر و السفیه إِذا منعهما من التصرف فی مالها. أَبو زید فی قوله وَ حَرْثٌ حِجْرٌ حرامٌ و یَقُولُونَ حِجْراً حراماً، قال: و الحاء فی الحرفین بالضمة و الكسرة لغتان. و حَجْرُ الإِنسان و حِجْرُه، بالفتح و الكسر: حِضْنُه. و فی سورة النساء: فِی حُجُورِكُمْ مِنْ نِسٰائِكُمُ؛ واحدها حَجْرٌ، بفتح الحاء. یقال: حَجْرُ المرأَة و حِجْرُها حِضْنُها، و الجمع الحُجُورُ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: هی الیتیمة تكون فی حَجْر وَلِیِّها، و یجوز من حِجْرِ [حَجْرِ الثوب و هو طرفه المتقدم لأَن الإِنسان یری ولده فی حِجْرِه؛ و الولیُّ: القائم بأَمر الیتیم. و الحجر، بالفتح و الكسر: الثوب و الحِضْنُ، و المصدر بالفتح لا غیر. ابن سیدة: الحَجْرُ المنع، حَجَرَ علیه یَحْجُرُ حَجْراً و حُجْراً و حِجْراً و حُجْراناً و حِجْراناً مَنَعَ منه. و لا حُجْرَ عنه أَی لا دَفْعَ و لا مَنْعَ. و العرب تقول عند الأَمر تنكره: حُجْراً له، بالضم، أَی دفعاً، و هو استعارة من الأَمر؛ و منه قول الراجز: قالتْ و فیها حَیْدَةٌ و ذُعْرُ: عَوْذٌ بِرَبِّی مِنْكُمُ و حُجْرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 168
و أَنت فی حِجْرَتِی [حَجْرَتِی أَی مَنَعَتِی. قال الأَزهری: یقال هم فی حِجْرِ [حَجْرِ فلانٍ أَی فی كَنَفِه و مَنَعَتِه و مَنْعِهِ، كله واحد؛ قاله أَبو زید، و أَنشد لحسان بن ثابت: أُولئك قَوْمٌ، لو لَهُمْ قیلَ: أَنْفِدُوا أَمِیرَكُمْ، أَلفَیْتُموهُم أُولی حَجْرِ أَی أُولی مَنَعَةٍ. و الحُجْرَةُ من البیوت: معروفة لمنعها المال، و الحَجارُ: حائطها، و الجمع حُجْراتٌ و حُجُراتٌ و حُجَراتٌ، لغات كلها. و الحُجْرَةُ: حظیرة الإِبل، و منه حُجْرَةُ الدار. تقول: احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَی اتخذتها، و الجمع حُجَرٌ مثل غُرْفَةٍ و غُرَفٍ. و حُجُرات، بضم الجیم. و‌فی الحدیث: أَنه احْتَجَر حُجَیْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِیر؛ الحجیرة: تصغیر الحُجْرَةِ، و هی الموضع المنفرد. و‌فی الحدیث: من نام علی ظَهْرِ بَیْتٍ لیس علیه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه الذمة؛ الحجار جمع حِجْرٍ، بالكسر، أَو من الحُجْرَةِ و هی حَظِیرَةُ الإِبل و حُجْرَةُ الدار، أَی أَنه یَحْجُر الإِنسان النائم و یمنعه من الوقوع و السقوط. و یروی حِجاب، بالباء، و هو كل مانع من السقوط، و رواه الخطابی حِجًی، بالیاء، و سنذكره؛ و معنی براءة الذمة منه لأَنه عَرَّض نفسه للهلاك و لم یحترز لها. و‌فی حدیث وائل بن حُجْرٍ: مَزاهِرُ و عُرْمانٌ و مِحْجَرٌ؛ مِحجر، بكسر المیم: قریة معروفة؛ قال ابن الأَثیر: و قیل هی بالنون؛ قال: و هی حظائر حول النخل، و قیل حدائق. و استَحجَرَ القومُ و احْتَجَرُوا: اتخذوا حُجْرة. و الحَجْرَةُ و الحَجْرُ، جمیعاً: للناحیة؛ الأَخیرة عن كراع. و قعد حَجْرَةً و حَجْراً أَی ناحیة؛ و قوله أَنشده ثعلب: سَقانا فلم نَهْجَا من الجُوع نَقْرَةً سَماراً، كإِبط الذِّئْب سُودٌ حَواجِرُهْ قال ابن سیدة: لم یفسر ثعلب الحواجر. قال: و عندی أَنه جمع الحَجْرَةِ التی هی الناحیة علی غیر قیاس، و له نظائر. و حُجْرَتا العسكر: جانباه من المیمنة و المیسرة؛ و قال: إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَیْهِمْ، و نَجْمَعُهُمْ إِذا كانوا بَدَادِ و‌فی الحدیث: للنساء حَجْرتا الطریق؛ أَی ناحیتاه؛ و قول الطرماح یصف الخمر: فلما فُتَّ عنها الطِّینُ فاحَتْ، و صَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرانِ صافی استعار الحُجْرانَ للخمر لأَنها جوهر سیال كالماء؛ قال ابن الأَثیر: فی الحدیث‌حدیث علی، رضی الله عنه، الحكم لله: و دَعْ عَنْكَ نَهْباً صِیحَ فی حَجَراتِهِ قال: هو مثل للعرب یضرب لمن ذهب من ماله شی‌ء ثم ذهب بعده ما هو أَجلُّ منه، و هو صدر بیت لإمرئ القیس: فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِیحَ فی حَجَراتِه، و لكِنْ حَدِیثاً ما حَدِیثُ الرَّواحِلِ أَی دع النهب الذی نهب من نواحیك و حدثنی حدیث الرواحل و هی الإِبل التی ذهبتَ بها ما فعَلت. و فی النوادر: یقال أَمسی المالُ مُحْتَجِرَةً بُطُونُهُ و نَجِرَةً؛ و مالٌ مُتَشدِّدٌ و مُتَحَجِّرٌ. و یقال: احْتَجَرَ البعیرُ احْتِجاراً. و المُحْتَجِرُ من المال: كلُّ ما كَرِشَ و لم یَبْلُغْ نِصْفَ البِطْنَة و لم یبلغ الشِّبَع كله، فإِذا بلغ نصف البطنة لم یُقَلْ، فإِذا رجع بعد سوء حال و عَجَفٍ، فقد اجْرَوَّشَ؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 169
و ناس مُجْرَوِّشُون. و الحُجُرُ: ما یحیط بالظُّفر من اللحم. و المَحْجِرُ: الحدیقة، مثال المجلس. و المَحاجِرُ: الحدائق؛ قال لبید: بَكَرَتْ به جُرَشِیَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوی المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بری: أَراد بقوله جرشیة ناقة منسوبة إِلی جُرَش، و هو موضع بالیمن. و مقطورة: مطلیة بالقَطِران. و عُلْكُوم: ضخمة، و الهاء فی به تعود علی غَرْب تقدم ذكرها. الأَزهری: المِحْجَرُ المَرْعَی المنخفض، قال: و قیل لبعضهم: أَیُّ الإِبل أَبقی علی السَّنَةِ؟ فقال: ابنةُ لَبُونٍ، قیل: لِمَهْ؟ قال: لأَنها تَرْعی مَحْجِراً و تترك وَسَطاً؛ قال و قال بعضهم: المَحْجِرُ هاهنا الناحیة. و حَجْرَةُ القوم: ناحیة دارهم؛ و مثل العرب: فلان یرعی وَسَطاً: و یَرْبُضُ حَجْرَةً أَی ناحیة. و الحَجرَةُ: الناحیة، و منه قول الحرث بن حلِّزَةَ: عَنَناً باطلًا و ظُلْماً، كما تُعْتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِیضِ الظِّباءُ و الجمع حَجْرٌ و حَجَراتٌ مثل جَمْرَةٍ و جَمْرٍ و جَمَراتٍ؛ قال ابن بری: هذا مثل و هو أَن یكون الرجل وسط القوم إِذا كانوا فی خیر، و إِذا صاروا إِلی شر تركهم و ربض ناحیة؛ قال: و یقال إِن هذا المَثَلَ لعَیْلانَ بن مُضَرَ. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: رأَیت رجلًا من القوم یسیر حَجْرَةً‌أَی ناحیة منفرداً، و هو بفتح الحاء و سكون الجیم. و مَحْجِرُ العین: ما دار بها و بدا من البُرْقُعِ من جمیع العین، و قیل: هو ما یظهر من نِقاب المرأَة و عمامة الرجل إِذا اعْتَمَّ، و قیل: هو ما دار بالعین من العظم الذی فی أَسفل الجفن؛ كل ذلك بفتح المیم و كسرها و كسر الجیم و فتحها؛ و قول الأَخطل: و یُصبِحُ كالخُفَّاشِ یَدْلُكُ عَیْنَهُ، فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئیمٍ و مِنْ حَجْرِ فسره ابن الأَعرابی فقال: أَراد محجر العین. الأَزهری: المَحْجِرُ العین. الجوهری: محجر العین ما یبدو من النقاب. الأَزهری: المَحْجِرُ من الوجه حیث یقع علیه النقاب، قال: و ما بدا لك من النقاب محجر و أَنشد: و كَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ و حَجَّرَ القمرُ: استدار بخط دقیق من غیر أَن یَغْلُظ، و كذلك إِذا صارت حوله دارة فی الغَیْم. و حَجَّرَ عینَ الدابة و حَوْلَها: حَلَّقَ لداء یصیبها. و التحجیر: أَن یَسِم حول عین البعیر بِمیسَمٍ مستدیر. الأَزهری: و الحاجِرُ من مسایل المیاه و منابت العُشْب ما استدار به سَنَدٌ أَو نهر مرتفع، و الجمع حُجْرانٌ مثل حائر و حُوران و شابٍّ و شُبَّانٍ؛ قال رؤبة: حتی إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ قال الأَزهری: و من هذا قیل لهذا المنزل الذی فی طریق مكة: حاجر. ابن سیدة: الحاجر ما یمسك الماء من شَفَة الوادی و یحیط به. الجوهری: الحاجر و الحاجور ما یمسك الماء من شفة الوادی، و هو فاعول من الحَجْرِ، و هو المنع. ابن سیدة: قال أَبو حنیفة: الحاجِرُ كَرْمٌ مِئْنَاثٌ و هو مُطْمئنٌّ له حروف مُشْرِفَة تحبس علیه الماءَ، و بذلك سمی حاجراً، و الجمع حُجْرانٌ. و الحاجِرُ: مَنْبِتُ الرِّمْثِ و مُجْتَمَعُه و مُسْتَدارُه. و الحاجِرُ أَیضاً: الجِدْرُ [الجَدْرُ الذی یُمسك الماء بین الدیار لاستدارته أَیضاً؛ و قول الشاعر: و جارة البیت لها حُجْرِیُّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 170
فمعناه لها خاصة. و‌فی حدیث سعد بن معاذ: لما تحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَر‌أَی اجتمع و التأَم و قرب بعضه من بعض. و الحِجْرُ، بالكسر: العقل و اللب لإِمساكه و منعه و إِحاطته بالتمییز، و هو مشتق من القبیلین. و فی التنزیل: هَلْ فِی ذٰلِكَ قَسَمٌ لِذِی حِجْرٍ؛ فأَما قول ذی الرمة: فَأَخْفَیْتُ ما بِی مِنْ صَدِیقی، و إِنَّهُ لَذو نَسَب دانٍ إِلیَّ و ذو حِجْرِ فقد قیل: الحِجْرُ هاهنا العقل، و قیل: القرابة. و الحِجْرُ: الفَرَسُ الأُنثی، لم یدخلوا فیه الهاء لأَنه اسم لا یشركها فیه المذكر، و الجمع أَحْجارٌ و حُجُورَةٌ و حُجُورٌ. و أَحْجارُ الخیل: ما یتخذ منها للنسل، لا یفرد لها واحد. قال الأَزهری: بلی یقال هذه حِجْرٌ من أَحْجار خَیْلی؛ یرید بالحِجْرِ الفرسَ الأُنثی خاصة جعلوها كالمحرَّمة الرحِمِ إِلَّا علی حِصانٍ كریم. قال و قال أَعرابی من بنی مُضَرِّسٍ و أَشار إِلی فرس له أُنثی فقال: هذه الحِجْرُ من جیاد خیلنا. و حِجْرُ الإِنسان و حَجْرُه: ما بین یدیه من ثوبه. و حِجْرُ الرجل و المرأَة و حَجْرُهما: متاعهما، و الفتح أَعلی. و نَشَأَ فلان فی حَجْرِ فلان و حِجْرِه أَی حفظه و سِتْرِه. و الحِجْرُ: حِجْرُ الكعبة. قال الأَزهری: الحِجْرُ حَطِیمُ مكة، كأَنه حُجْرَةٌ مما یلی المَثْعَبَ من البیت. قال الجوهری: الحِجْرُ حِجْرُ الكعبة، و هو ما حواه الحطیم المدار بالبیت جانبَ الشَّمالِ؛ و كُلُّ ما حَجَرْتَهُ من حائطٍ، فهو حِجْرٌ. و فی الحدیث ذِكْرُ الحِجْرِ فی غیر موضع، قال ابن الأَثیر: هو اسم الحائط المستدیر إِلی جانب الكعبة الغربی. و الحِجْرُ: دیار ثمود ناحیة الشام عند، وادی القُرَی، و هم قوم صالح النبی، صلی الله علیه و سلم، و جاء ذكره فی الحدیث كثیراً. و فی التنزیل: وَ لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِینَ؛ و الحِجْرُ أَیضاً: موضعٌ سوی ذلك. و حَجْرٌ: قَصَبَةُ الیمامَةِ، مفتوح الحاء، مذكر مصروف، و منهم من یؤنث و لا یصرف كامرأَة اسمها سهل، و قیل: هی سُوقُها؛ و فی الصحاح: و الحَجْرُ قَصَبَةُ الیمامة، بالتعریف. و‌فی الحدیث: إِذا نشأَت حَجْرِیَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَیْنٌ غُدَیْقَةٌ حجریة، بفتح الحاء و سكون الجیم. قال ابن الأَثیر: یجوز أَن تكون منسوبة إِلی الحَجْرِ قصبة الیمامة أَو إِلی حَجْرَةِ القوم و هی ناحیتهم، و الجمع حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ و جَمْرٍ. و إِن كانت بكسر الحاء فهی منسوبة إِلی أَرض ثمود الحِجْرِ؛ و قول الراعی و وصف صائداً: تَوَخَّی، حیثُ قال القَلْبُ منه، بِحَجْرِیٍّ تَری فیه اضْطِمارَا إِنما عنی نصلًا منسوباً إِلی حَجْرٍ. قال أَبو حنیفة: و حدائدُ حَجْرٍ مُقدَّمة فی الجَوْدَة؛ و قال رؤبة: حتی إِذا تَوَقَّدَتْ من الزَّرَقْ حَجْرِیَّةٌ، كالجَمْرِ من سَنِّ الدَّلَقْ و أَما قول زهیر: لِمَنِ الدّیارُ بِقُنَّة الحَجْرِ فإِن أَبا عمرو لم یعرفه فی الأَمكنة و لا یجوز أَن یكون قصبة الیمامة و لا سُوقها لأَنها حینئذٍ معرفة، إِلَّا أَن تكون الأَلف و اللام زائدتین، كما ذهب إِلیه أَبو علی فی قوله: و لَقَد جَنَیْتُكَ أَكْمُؤاً و عَسَاقِلًا، و لَقَدْ نَهَیْتُكَ عن بناتِ الأَوْبَرِ و إِنما هی بنات أَوبر؛ و كما روی أَحمد بن یحیی من قوله: یا لیتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحِبی
لسان العرب، ج‌4، ص: 171
و قول الشاعر: اعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذی التَّمایُلِ، حَجْرِیَّةً خِیضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ یعنی: قوساً أَو نَبْلًا منسوبة إِلی حَجْرٍ هذه. و الحَجَرانِ: الذهب و الفضة. و یقال للرجل إِذا كثر ماله و عدده: قد انتشرت حَجْرَتُه و قد ارْتَعَجَ مالهُ و ارْتَعَجَ عَدَدُه. و الحاجِرُ: منزل من منازل الحاج فی البادیة. و الحَجُّورة: لعبة یلعب بها الصبیان یخطُّون خطّاً مستدیراً و یقف فیه صبی و هنالك الصبیان معه. و المَحْجَرُ، بالفتح: ما حول القریة؛ و منه محاجِرُ أَقیال الیمن و هی الأَحْماءُ، كان لكل واحد منهم حِمًی لا یرعاه غیره. الأَزهری؛ مَحْجَرُ القَیْلِ من أَقیال الیمن حَوْزَتُه و ناحیته التی لا یدخل علیه فیها غیره. و‌فی الحدیث: أَنه كان له حصیر یبسطه بالنهار و یَحْجُره باللیل، و فی روایة: یَحْتَجِرُهُ‌أَی یجعله لنفسه دون غیره. قال ابن الأَثیر: یقال حَجَرْتُ الأَرضَ و احْتَجَرْتُها إِذا ضربت علیها مناراً تمنعها به عن غیرك. و مُحَجَّرٌ، بالتشدید: اسم موضع بعینه. و الأَصمعی یقوله بكسر الجیم و غیره یفتح. قال ابن بری: لم یذكر الجوهری شاهداً علی هذا المكان؛ قال: و فی الحاشیة بیت شاهد علیه لطفیل الغَنَوِیِّ: فَذُوقُوا، كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ، من الغَیْظِ فی أَكْبادِنا و التَّحَوُّبِ و‌حكی ابن بری هنا حكایة لطیفة عن ابن خالویه قال: حدثنی أَبو عمرو الزاهد عن ثعلب عن عُمَرَ بنِ شَبَّةَ قال: قال الجارود، و هو القارئ وَ مٰا یَخْدَعُونَ إِلّٰا أَنْفُسَهُمْ: غسلت ابناً للحجاج ثم انصرفت إِلی شیخ كان الحجاج قتل ابنه فقلت له: مات ابن الحجاج فلو رأَیت جزعه علیه، فقال: فذوقوا كما ذقنا غداة محجَّر البیت.و حَجَّارٌ، بالتشدید: اسم رجل من بكر بن وائل. ابن سیدة: و قد سَمَّوْا حُجْراً و حَجْراً و حَجَّاراً و حَجَراً و حُجَیْراً. الجوهری: حَجَرٌ اسم رجل، و منه أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ الشاعر؛ و حُجْرٌ: اسم رجل و هو حُجْرٌ الكِنْدیُّ الذی یقال له آكل المُرَارِ؛ و حُجْرُ بْنُ عَدِیٍّ الذی یقال له الأَدْبَرُ، و یجوز حُجُرٌ مثل عُسْر و عُسُر؛ قال حسان بن ثابت: مَنْ یَغُرُّ الدَّهْرُ أَو یأْمَنُهُ مِنْ قَتیلٍ، بَعْدَ عَمْرٍو و حُجُرْ؟ یعنی حُجُرَ بن النعمان بن الحرث بن أَبی شمر الغَسَّانی. و الأَحجار: بطون من بنی تمیم؛ قال ابن سیدة: سموا بذلك لأَن أَسماءهم جَنْدَلٌ و جَرْوَلٌ و صَخْر؛ و إِیاهم عنی الشاعر بقوله: و كُلّ أُنثی حَمَلَتْ أَحْجارا یعنی أُمه، و قیل: هی المنجنیق. و حَجُورٌ موضع معروف من بلاد بنی سعد؛ قال الفرزدق: لو كنتَ تَدْری ما بِرمْلِ مُقَیِّدٍ، فَقُری عُمانَ إِلی ذَوات حَجُورِ؟ و‌فی الحدیث: أَنه كان یلقی جبریل، علیهما السلام، بأَحجار المِرَاءِ؛ قال مجاهد: هی قُبَاءٌ. و فی حدیث الفتن: عند أَحجار الزَّیْتِ: هو موضع بالمدینة. و‌فی الحدیث فی صفة الدجال: مطموس العین لیست بناتئة و لا حَجْراءَ؛ قال ابن الأَثیر: قال الهروی إِن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها لیست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةٍ، قال: و قد رویت جَحْراءَ، بتقدیم
لسان العرب، ج‌4، ص: 172
الجیم،، و هو مذكور فی موضعه. و الحَنْجَرَةُ و الحُنْجُور: الحُلْقُوم، بزیادة النون.

حدر؛ ج4، ص: 172

: الأَزهری: الحَدْرُ من كل شی‌ء تَحْدُرُه من عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ، و المطاوعة منه الانْحدارُ. و الحَدُورُ: اسم مقدار الماء فی انحدار صَببَهِ، و كذلك الحَدُورُ فی سفح جبل و كلّ موضع مُنْحَدِرٍ. و یقال: وقعنا فی حَدُورٍ مُنْكَرَة، و هی الهَبُوطُ. قال الأَزهری: و یقال له الحَدْراءُ بوزن الصَّفْراء؛ و الحَدُورُ و الهَبُوط، و هو المكان ینحدر منه. و الحُدُورُ، بالضم: فعلك. ابن سیدة: حَدَرَ الشی‌ءَ یَحْدِرُه و یَحْدُرُه حَدْراً و حُدُوراً فانَحَدَرَ: حَطَّهُ من عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ. الأَزهری: و كل شی‌ء أَرسلته إِلی أَسفل، فقد حَدَرْتَه حَدْراً و حُدُوراً. قال: و لم أَسمعه بالأَلف أَحْدَرْتُ؛ قال: و منه سمیت القراءة السریعة الحَدْرَ لأَن صاحبها یَحْدُرُها حَدْراً. و الحَدَرُ، مثل الصَّبَبِ: و هو ما انحدر من الأَرض. یقال: كأَنما یَنْحَطُّ فی حَدَر. و الانْحِدارُ: الانهِباط، و الموضع مُنْحَدَرٌ. و الحَدْرُ: الإِسراع فی القراءة. قال: و أَما الحَدُورُ فهو الموضع المُنْحَدِرُ. و هذا مُنْحَدَرٌ من الجبل و مُنْحَدُرٌ، أَتبعوا الضمة كما قالوا: أُنْبِیك و أُنْبُوك، و روی بعضهم مُنْحَدَرٌ. و حادُورُهُما و أُحْدُورُهُما: كَحَدُورِهِما. و حَدَرْتُ السفینة: أَرسلتها إِلی أَسفل، و لا یقال أَحْدَرْتُها؛ و حَدَرَ السفینة فی الماء و المتاع یَحْدُرُهما حَدْراً، و كذلك حَدَرَ القرآن و القراءة. الجوهری: و حَدَرَ فی قراءته و فی أَذانه حَدْراً أَی أَسرع. و‌فی حدیث الأَذان: إِذا أَذَّنتَ فَتَرَسَّلْ و إِذا أَقمتَ فاحْدُرْ‌أَی أَسرع. و هو من الحُدُور ضدّ الصُّعُود، یتعدی و لا یتعدی. و حَدَرَ الدمعَ یَحْدُرُه حَدْراً و حُدُوراً و حَدَّرَهُ فانْحَدَرَ و تَحَدَّرَ أَی تَنَزَّلَ. و‌فی حدیث الاستسقاء: رأَیت المطر یَتَحادَرُ علی لحیته‌أَی ینزل و یقطر، و هو یَتَفاعَلُ من الحُدُور. قال اللحیانی: حَدَرَتِ العَیْنُ بالدمع تَحْدُرُ و تَحْدِرُ حَدْراً، و الاسم من كل ذلك الحُدُورَةُ و الحَدُورَةُ و الحادُورَةُ. و حَدَرَ اللِّثَامَ عن حنكه: أَماله. و حَدَرَ الدواءُ بطنه یَحْدُرُه حَدْراً: مَشَّاه، و اسم الدواء الحادُورُ. الأَزهری: اللیث: الحادِرُ الممتلئ لحماً و شَحْماً مع تَرَارَةٍ، و الفعل حَدُرَ حَدارَة. و الحادِرُ و الحادِرَةُ: الغلام الممتلئ الشباب. الجوهری: و الحادِرُ من الرجال المجتمع الخَلْق؛ عن الأَصمعی. تقول منه: حَدُرَ بالضم، یَحْدُرُ حَدْراً. ابن سیدة: و غلام حادِرٌ جَمِیل صَبیحٌ. و الحادرُ: السمین الغلیظ، و الجمع حَدَرَةٌ، و قد حَدَرَ یَحْدُرُ و حَدُرَ. و فَتًی حادِرٌ أَی غلیظ مجتمع، و قد حَدَرَ یَحْدُرُ حَدارَةً، و الحادِرَةُ: الغلیظة؛ و فی ترجمة رنب قال أَبو كاهل الیشكری یصف ناقته و یشبهها بالعقاب: كأَنَّ رِجْلِی علی شَعْواءَ حادِرَةٍ ظَمْیاءَ، قد بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافیها و‌فی حدیث أُم عطیة: وُلِدَ لنا غلام أَحدَرُ شَی‌ء‌أَی أَسمن شی‌ء و أَغلظ؛ و منه‌حدیث ابن عمر: كان عبد الله بن الحرث بن نوفل غلاماً حادِراً‌و منه‌حدیث أَبْرَهَةَ صاحب الفیل: كان رجلًا قصیراً حادِراً دَحْداحاً.و رُمْحٌ حادِرٌ: غلیظ. و الحَوادِرُ من كُعُوب الرماح: الغلاظ المستدیرة. و جَبَلٌ حادِرٌ: مرتفع. و حَیٌّ حادِرٌ: مجتمع. و عَدَدٌ حادِرٌ: كثیر و حَبْلٌ حادِرٌ: شدید الفتل؛ قال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 173
فما رَوِیَتْ حتی اسْتبانَ سُقاتُها، قُطُوعاً لمَحْبُوكٍ مِنَ اللِّیفِ حادِرِ و حَدُر الوَتَرُ حُدُورَةً: غَلُظَ و اشتدّ؛ و قال أَبو حنیفة: إِذا كان الوتر قویاً ممتلئاً قیل وَتَرٌ حادِرٌ؛ و أَنشد: أُحِبُّ الصَّبِیَّ السَّوْءَ مِنْ أَجْلِ أُمِّه، و أُبْغِضُهُ مِنْ بُغْضِها، وَ هْوَ حادِرُ و قد حَدُرَ حُدُورَةً. و ناقة حادِرَةُ العینین إِذا امتلأَتا نِقْیاً و استوتا و حسنتا؛ قال الأَعشی: و عَسِیرٌ أَدْماءُ حادِرَةُ العَیْنِ خَنُوفٌ عَیْرانَةٌ شِمْلالُ و كلُّ رَیَّانَ حَسَنِ الخَلْقِ: حادِرٌ. و عَیْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ: عظیمة؛ و قیل: حادَّةُ النظر: و قیل: حَدْرَةٌ واسعة، و بَدْرَة یُبادِرُ نظرُها نَظَرَ الخیل؛ عن ابن الأَعرابی. و عَیْن حَدْراءُ: حَسَنَةٌ، و قد حَدَرَتْ. الأَزهری: الأَصمعی: أَما قولهم عین حَدْرَة فمعناه مكتنزة صُلْبَة و بَدْرَةٌ بالنظر؛ قال إمرؤ القیس: و عینٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شُقَّتْ مَآقیهما مِنْ أُخُرْ الأَزْهَرِیُّ: الحَدْرَةُ العین الواسعة الجاحظة، و الحَدْرَةُ: جِرْمُ قَرْحَةٍ تخرج بِجَفْنِ العین؛ و قیل: بباطن جفن العین فَتَرِمُ و تَغْلُظُ، و قد حَدَرَتْ عینه حَدْراً؛ و حَدَرَ جلده عن الضرب یَحْدِرُ و یَحْدُرُ حَدْراً و حُدوراً: غلظ و انتفخ وَ وَرِمَ؛ قال عمر بن أَبی ربیعة: لو دَبَّ ذَرٌّ فَوْقَ ضَاحِی جِلْدِها، لأَبانَ مِنْ آثارِهِنَّ حُدُورَا یعنی الوَرَمَ؛ و أَحْدَرَه الضربُ و حَدَرَهُ یَحْدُرُهُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه ضرب رجلًا ثلاثین سوطاً كلها یَبْضَعُ و یَحْدُرُ؛ یعنی السیاط، المعنی أَن السیاط بَضَعَتْ جلده و أَورمته؛ قال الأَصمعی: یَبْضَعُ یعنی یشق الجلد، و یَحْدُرُ یعنی یُوَرِّمُ و لا یَشُقُّ؛ قال: و اختلف فی إِعرابه؛ فقال بعضهم: یُحْدر إِحداراً من أَحدرت؛ و قال بعضهم: یَحْدُرُ حُدُوراً من حَدَرْتُ؛ قال الأَزهری: و أَظنهما لغتین إِذا جعلت الفعل للضرب، فأَما إِذا كان الفعل للجلد أَنه الذی یَرِمُ فإِنهم یقولون: قد حَدَرَ جِلْدُه یَحْدُرُ حُدُوراً، لا اختلاف فیه أَعلمه. الجوهری: انْحَدَر جلده تورم، و حَدَرَ جِلْدَه حَدْراً و أَحْدَرَ: ضَرَبَ. و الحَدْرُ: الشَّق. و الحَدْرُ: الوَرَمُ «2». بلا شق. یقال: حَدَرَ جِلْدُه و حَدَّرَ زید جِلْدَهُ. و الحَدْرُ: النَّشْزُ الغلیظ من الأَرض. و حَدَرَ الثوبَ یَحْدُرُه حَدْراً و أَحْدَرَهُ یُحْدِرُه إِحداراً: فتل أَطراف هُدْبِه و كَفَّهُ كما یفعل بأَطراف الأَكسیة. و الحَدْرَةُ: الفَتْلَةُ من فِتَل الأَكْسِیَةِ. و حَدَرَتْهُم السِّنَةُ تَحْدُرُهُمْ: جاءت بهم إِلی الحَضَرِ؛ قال الحطیئة: جاءَتْ به من بلادِ الطُّورِ، تَحْدُرُهُ حَصَّاءُ لم تَتَّرِكْ، دون العَصا، شَذَبا الأَزهری: حَدَرَتْهُمُ السَّنَةُ تَحْدُرُهُمْ حَدْراً إِذا حطتهم و جاءت بهم حُدُوراً. و الحُدْرَةُ من الإِبل: ما بین العشرة إِلی الأَربعین، فإِذا بلغت الستین فهی الصِّدْعَةُ. و الحُدْرَةُ من الإِبل، بالضم، نحو الصِّرْمَة. و مالٌ حَوادِرُ: مكتنزة ضخامٌ. و علیه حُدْرَة من غَنَمٍ و حَدْرَة
(2). قوله: [و الحدر الشق و الحدر و الورم] یشیر بذلك إِلی أَنه یتعدی و لا یتعدی و به صرح الجوهری
لسان العرب، ج‌4، ص: 174
أَی قطعة؛ عن اللحیانی. و حَیْدارُ الحصی: ما استدار منه. و حَیْدَرَةُ: الأَسَدُ؛قال الأَزهری: قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی لم تختلف الرواة فی أَن هذه الأَبیات لعلی بن أَبی طالب، رضوان الله علیه: أَنا الذی سَمَّتْنی أمِّی الحَیْدَرَهْ، كَلَیْثِ غاباتٍ غَلیظِ القَصَرَهْ، أَكِیلُكُم بالسیفِ كَیْلَ السَّنْدَرَهْ و قال: السندرة الجرأَة. و رجل سِنَدْرٌ، علی فِعَنْلٍ إِذا كان جریئاً. و الحَیْدَرَةُ: الأَسد؛ قال: و السَّنْدَرَةُ مكیال كبیر؛ و قال ابن الأَعرابی: الحَیْدَرَة فی الأُسْدِ مثل المَلِكِ فی الناس؛ قال أَبو العباس: یعنی لغلظ عنقه و قوّة ساعدیه؛ و منه غلام حادر إِذا كان ممتلئ البدن شدید البطش؛ قال و الیاء و الهاء زائدتان،زاد ابن بری فی الرجز قبلَ: أَكیلكم بالسیف كیل السندره … أَضرب بالسیف رقاب الكفره و قال: أَراد بقوله: [أَنا الذی سمتنی أُمی الحیدره] أَنا الذی سمتنی أُمی أَسداً، فلم یمكنه ذكر الأَسد لأَجل القافیة، فعبر بحیدرة لأَن أُمه لم تسمه حیدرة، و إِنما سمته أَسداً باسم أَبیها لأَنها فاطمة بنت أَسد، و كان أَبو طالب غائباً حین ولدته و سمته أَسداً، فلما قدم كره أَسداً و سماه علیّاً، فلما رجز علیّ هذا الرجز یوم خیبر سمی نفسه بما سمته به أُمه؛ قلت: و هذا العذر من ابن بری لا یتم له إِلَّا أَن كان الرجز أَكثر من هذه الأَبیات و لم یكن أَیضاً ابتدأَ بقوله: [أَنا الذی سمتنی أُمی الحیدرة] و إِلَّا فإِذا كان هذا البیت ابتداء الرجز و كان كثیراً أَو قلیلًا كان، رضی الله عنه، مخیراً فی إِطلاق القوافی علی أَی حرف شاء مما یستقیم الوزن له به كقوله: [أَنا الذی سمتنی أُمی الأَسدا] أَو أَسداً، و له فی هذه القافیة مجال واسع، فنطقه بهذا الاسم علی هذه القافیة من غیر قافیة تقدمت یجب إتباعها و لا ضرورة صرفته إِلیه، مما یدل علی أَنه سمی حیدرة. و قد قال ابن الأَثیر: و قیل بل سمته أُمه حیدرة. و القَصَرَة: أَصل العنق. قال: و ذكر أَبو عمرو المطرز أَن السندرة اسم امرأَة؛ و قال ابن قتیبة فی تفسیر الحدیث: السندرة شجرة یعمل منها القِسِیُّ و النَّبْلُ، فیحتمل أَن تكون السندرة مكیالًا یتخذ من هذه الشجرة كما سمی القوس نَبْعَةً باسم الشجرة، و یحتمل أَن تكون السندرة امرأَة كانت تكیل كیلًا وافیاً. و حَیْدَرٌ و حَیْدَرَةُ: اسمان. و الحُوَیْدُرَة: اسم شاعر و ربما قالوا الحادرة. و الحادُورُ: القُرْطُ فی الأُذن و جمعه حَوادِیر؛ قال أَبو النجم العجلی یصف امرأَة: خِدَبَّةُ الخَلْقِ علی تَخْصِیرها، بائِنَةُ المَنْكِبِ مِنْ حادُورِها أَراد أَنها لیست بِوَقْصاء أَی بعیدة المنكب من القُرْط لطول عنقها، و لو كانت وقصاء لكانت قریبة المنكب منه. و خِدَبَّةُ الخلق علی تحصیرها أَی عظیمة العجز علی دقة خصرها: یَزِینُها أَزْهَرُ فی سُفُورِها، فَضَّلَها الخالِقُ فی تَصْوِیرِها الأَزهر: الوجه. و رَغِیفٌ حادِرٌ أَی تامٌّ؛ و قیل: هو الغلیظ الحروف؛ و أَنشد: كَأَنَّكِ حادِرَةُ المَنْكِبَیْنِ رَصْعاءُ تَسْتَنُّ فی حائِرِ یعنی ضفدعة ممتلئة المنكبین. الأَزهری: و روی عبد الله بن مسعود أَنه قرأَ قول الله عز و جل: وَ إِنّٰا
لسان العرب، ج‌4، ص: 175
لَجَمِیعٌ حٰادرُونَ؛ بالدال، و قال مُؤْدُونَ فی الكُراعِ و السِّلاح؛ قال الأَزهری: و القراءة بالذال لا غیر، و الدال شاذة لا تجوز عندی القراءة بها، و قرأَ عاصم و سائر القراء بالذال. و رجل حَدْرَدٌ: مستعجل. و الحَیْدارُ من الحصی: ما صَلُبَ و اكتنز؛ و منه قول تمیم بن أَبی مقبل: یَرْمِی النِّجادَ بِحَیْدارِ الحَصی قُمَزاً، فی مِشْیَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِینَا و قال أَبو زید: رماه الله بالحَیْدَرَةِ أَی بالهَلَكَةِ و حَیٌّ ذو حَدُورَةٍ أَی ذو اجتماع و كثرة. و روی الأَزهری عن المُؤَرِّج: یقال حَدَرُوا حوله و یَحْدُرُون به إِذا أَطافوا به؛ قال الأَخطل: و نَفْسُ المَرْءِ تَرْصُدُها المَنَایا، و تَحْدُرُ حَوْلَه حتی یُصارَا الأَزهری: قال اللیث: امرأَة حَدْراءُ و رجل أَحدر؛ قال الفرزدق: عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، و ما كِدْتَ تَعْزِفُ، و أَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنتَ تَعْرِفُ قال: و قال بعضهم: الحدراء فی نعت الفرس فی حسنها خاصة. و‌فی الحدیث: أَن أُبیّ بن خلف كان علی بعیر له و هو یقول: یا حَدْرَاها؛ یرید: هل رأَی أَحد مثل هذا؟ قال: و یجوز أَن یرید یا حَدْراءَ الإِبل، فقصر، و هی تأْنیث الأَحدر، و هو الممتلئ الفخذ و العجز الدقیق الأَعلی، و أَراد بالبعیر هاهنا الناقة و هو یقع علی الذكر و الأُنثی كالإِنسان. و تَحَدُّرُ الشی‌ء: إِقبالهُ؛ و قد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً؛ قال الجعدی: فلما ارْعَوَتْ فی السَّیْرِ قَضَّیْنَ سَیْرَها، تَحَدُّرَ أَحْوَی، یَرْكَبُ الدّرَّ، مُظْلِم الأَحوی: اللیل. و تحدّره: إِقباله. و ارعوت أَی كفت. و فی ترجمة قلع: الانحدار و التقلع قریب بعضه من بعض، أَراد أَنه كان یستعمل التثبیت و لا یبین منه فی هذه الحال استعجال و مبادرة شدیدة. و حَدْراءُ: اسم امرأَة.

حدبر؛ ج4، ص: 175

: الحِدْبارُ: العَجْفاءُ الظَّهْرِ. و دابة حِدْبِیرٌ: بَدَتْ حراقِیفُه و یَبِسَ من الهزال. و ناقة حِدْبارٌ و حِدْبیرٌ، و جمعها حَدابِیرُ، إِذا انحنی ظهرها من الهزال و دَبِرَ، الجوهری: الحِدْبار من النوق الضامرة التی قد یبس لحمها من الهزال و بدت حراقفها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، فی الاستسقاء: اللهم إِنا خرجنا إِلیك حین اعْتَكَرَتْ علینا حَدابِیرُ السِّنِین؛ الحدابِیرُ: جمعُ حِدْبار و هی الناقة التی بدا عظم ظهرها و نَشَزَتْ حراقیفها من الهزال، فشبه بها السنین التی كثر فیها الجدب و القحط. و منه‌حدیث ابن الأَشعث أَنه كتب إِلی الحجاج: سأَحملك علی صَعْبٍ حِدْباءَ حدبار یَنِجُّ ظهرها؛ ضرب ذلك مثلًا للأَمر الصعب و الخُطَّةِ الشدیدة.

حذر؛ ج4، ص: 175

: الحِذْرُ و الحَذَرُ: الخیفة. حَذِرَهُ یَحْذَرُهُ حَذَراً و احْتَذَرَهُ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِیلْ: احْتَذِرُوا لا یَلْقَكُمْ طَمالِیلْ و رجلُ حَذِرٌ و حَذُرٌ «1» و حاذُورَةٌ و حِذْرِیانٌ: متیقظ شدید الحَذَرِ و الفَزَعِ، متحرّز؛ و حاذِرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه یَحْذَرُ أَن یفاجَأَ؛ و الجمع حَذِرُونَ و حَذارَی. الجوهری: الحَذَرُ و الحِذْرُ التحرّز؛ و أَنشد سیبویه فی تعدِّیه:
(1). قوله: [و حذر] بفتح الحاء و ضم الذال كما هو مضبوط بالأصل، و جری علیه شارح القاموس خلافاً لما فی نسخ القاموس من ضبطه بالشكل بسكون الذال
لسان العرب، ج‌4، ص: 176
حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخافُ، و آمِنٌ ما لیسَ مُنْجِیهِ من الأَقْدارِ و هذا نادر لأَن النعت إِذا جاء علی فَعِلٍ لا یتعدی إِلی مفعول. و التحذیر: التخویف. و الحذارُ: المُحاذَرَةُ. و قولهم: إِنه لابْنُ أَحْذارٍ أَی لابْنُ حَزْمٍ و حَذَرٍ. و المَحْذُورَةُ: الفزع بعینه. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنّٰا لَجَمِیعٌ حٰاذِرُونَ، و قرئ: حَذِرُونَ و حَذُرونَ أَیضاً، بضم الذال، حكاه الأَخفش؛ و معنی حٰاذِرُونَ متأَهبون، و معنی حذرون خائفون، و قیل: معنی حذرون مُعِدُّونَ. الأَزهری: الحَذَرُ مصدر قولك حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَراً، فَأَنا حاذِرٌ و حَذِرٌ، قال: و من قرأَ: وَ إِنّٰا لَجَمِیعٌ حٰاذِرُونَ؛ أَی مستعدون. و من قرأَ: حذرون، فمعناه إِنا نخاف شرهم. و قال الفرّاء فی قوله: حٰاذِرُونَ،روی عن ابن مسعود أَنه قال مُؤْدُونَ: ذَوُو أَداةٍ من السلاح. قال: و كأَنَّ الحاذِرَ الذی یَحْذَرُكَ الآن. و كَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ حَذِراً لا تلقاه إِلَّا حَذِراً. و قال الزجاج: الحاذِرُ المستعدُّ، و الحَذِرُ المتیقظ؛ و قال شمر: الحاذِرُ المُؤْدِی الشَّاكُّ فی السلاح؛ و أَنشد: و بِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّیْ حاذِرِ، و نَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ، و حَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَی الطَّائِرِ و رجل حِذْرِیانٌ إِذا كان حَذِراً، علی فِعْلیانٍ. و قوله تعالی: وَ یُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ*؛ أَی یحذركم إِیاه. أَبو زید: فی العین الحَذَرُ، و هو ثِقَلٌ فیها من قَذیً یصیبها؛ و الحَذَلُ باللام، طول البكاء و أَن لا تجف عین الإِنسان. و قد حَذَّرَهُ الأَمَر و أَنا حَذِیرُكَ منه مُحَذِّرك منه أُحَذِّرُكَهُ. قال الأَصمعی: لم أَسمع هذا الحرف لغیر اللیث، و كأَنه جاء به علی لفظ نَذِیرُكَ و عَذِیرُكَ. و تقول: حَذَارِ یا فلان أَی احْذرْ؛ و أَنشد لأَبی النجم: حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ و تقول: سُمِعَتْ حَذارِ فی عسكرهم و دُعِیَتْ نَزال بینهم. و المَحْذُورَةُ: كالحَذَرِ مصدر كالمَصْدُوقَةِ و المَلْزُومَة، و قیل: هی الحرب. و یقال: حَذارِ مثل قَطامِ أَی احْذرْ، و قد جاء فی الشعر حَذار و أَنشد اللحیانی: حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ، أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما فنوّن الأَخیرة و لم یكن ینبغی له ذلك غیر أَن الشاعر أَراد أَن یتم به الجزء. و قالوا. حَذارَیْكَ، جعلوه بدلًا من اللفظ بالفعل، و معنی التثنیة أَنه یرید: لیكن منك حَذَرٌ بعد حَذَرٍ. و من أَسماء الفعل قولهم: حَذَرَكَ زَیْداً و حَذَارَكَ زیداً إِذا كنت تُحَذِّرُه منه. و حكی اللحیانی: حَذارِك، بكسر الراء، و حُذُرَّی صیغة مبنیة من الحَذَرِ؛ و هی اسم حكاها سیبویه. و أَبو حَذَرٍ: كُنْیَةُ الحِرْباء. و الحِذْرِیَةُ و الحِذْرِیاءُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ؛ و یقال لها حَذارِ اسم معرفة. النضر: الحِذْرِیَةُ الأَرض الغلیظة من القُفِّ الخَشِنَةُ، و الجمع الحَذارَی. و قال أَبو الخَیْرَةِ: أَعلی الجبل إِذا كان صُلْباً غلیظاً مستویاً، فهو حِذْرِیةٌ، و الحِذْرِیَةُ علی فِعْلیَةٍ قطعة من الأَرض غلیظة، و الجمع الحَذارَی، و تسمی إِحدی حَرَّتَیْ بنی سُلَیْمٍ الحِذْرِیَةَ. و احْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحْرَنْفَشَ و تَقَبَّضَ. و الإِحْذارُ: الإِنذار. و الحُذارِیاتُ: المنذورون.
لسان العرب، ج‌4، ص: 177
و نَفَشَ الدیكُ حِذْرِیَتَهُ أَی عِفْرِیَتَهُ. و قد سمَّتْ مَحْذُوراً و حُذَیْراً. و أَبو مَحْذُورَةَ: مؤذن النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو أَوْسُ بن مِعْیَرٍ أَحد بنی جُمَحٍ؛ و ابنُ حُذارٍ حِذارٍ: حَكَمُ بن أَسَدٍ، و هو أَحد بنی سعد بن ثعلبة بن ذودان یقول فیه الأَعشی: و إِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَیْنَ مَحَلُّهُ، فاعْمِدْ لبیتِ رَبیعَةَ بنِ حُذارِ [حِذارِ قال الأَزهری: و حُذارُ [حِذارِ اسم أَبی ربیعة بن حُذارٍ قاضی العرب فی الجاهلیة، و هو من بنی أَسد بن خزیمة.

حذفر؛ ج4، ص: 177

: حَذافِیرُ الشی‌ء: أَعالِیهِ و نواحِیه. الفراء: حُذْفُورٌ و حِذْفارٌ؛ أَبو العباس: الحِذْفارُ جَنَبَةُ الشی‌ء. و قد بلغ الماء حِذْفارَها: جانبها. الحَذافِیرُ: الأَعالی، واحدها حُذْفُورٌ و حِذْفارٌ. و حِذْفارُ الأَرض: ناحیتها؛ عن أَبی العباس من تذكرة أَبی علی. و أَخَذَهُ بِحَذافِیرِه أَی بجمیعه. و یقال: أَعطاه الدنیا بِحَذافِیرها أَی بأَسْرِها. و‌فی الحدیث: فكأَنما حِیزَتْ له الدنیا بحذافیرها؛ هی الجوانب، و قیل: الأَعالی، أَی فكأَنما أُعطی الدنیا بحذافیرها أَی بأَسرها. و‌فی حدیث المبعث: فإِذا نحن بالحَیِّ قد جاؤوا بحذافیرهم‌أَی جمیعهم. و یقال: أَخَذَ الشی‌ءَ بِجُزْمُورِه و جَزامِیرِه و حُذْفُورِه و حَذافِیرهِ أَی بجمیعه و جوانبه؛ و قال فی موضع آخر: إِذا لم یترك منه شیئاً. و فی النوادر: یقال جَزْمَرْتُ العِدْلَ و العَیْبَةَ و الثیابَ و القِرْبَةَ و حَذْفَرْتُ و حَزْفَرْتُ بمعنی واحد، كلها بمعنی ملأْت. و الحُذْفُورُ: الجمع الكثیر. و الحَذافِیرُ: الأَشْرافُ، و قیل: هم المتهیئون للحرب.

حرر؛ ج4، ص: 177

: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، و الجمع حُرُورٌ و أَحارِرُ علی غیر قیاس من وجهین: أَحدهما بناؤه، و الآخر إِظهار تضعیفه؛ قال ابن درید: لا أَعرف ما صحته. و الحارُّ: نقیض البارد. و الحَرارَةُ: ضِدُّ البُرُودَةِ. أَبو عبیدة: السَّمُومُ الریح الحارة بالنهار و قد تكون باللیل، و الحَرُورُ: الریح الحارَّة باللیل و قد تكون بالنهار؛ قال العجاج: و نَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَریرِ الجوهری: الحَرُورُ الریح الحارَّة، و هی باللیل كالسَّمُوم بالنهار؛ و أَنشد ابن سیدة لجریر: ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَنَّنا لَدَی فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرِّیحِ صائم مستن الحرور: مشتدّ حرها أَی الموضع الذی اشتدّ فیه؛ یقول: نزلنا هنالك فبنینا خِباءً عالیاً ترفعه الریح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَی واقف یذب عن نفسه الذباب و البعوض بسَبِیبِ ذَنَبِهِ، شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ عند تحركه لهبوب الریح بسَبِیبِ هذا الفرس. و الحَرُورُ: حر الشمس، و قیل: الحَرُورُ استیقاد الحرّ و لَفْحُه، و هو یكون بالنهار و اللیل، و السَّمُوم لا یكون إِلا بالنهار. و فی التنزیل: وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ؛ قال ثعلب: الظل هاهنا الجنة و الحرور النار؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی أَن الظل هو الظل بعینه، و الحرور الحرّ بعینه؛ و قال الزجاج: معناه لا یستوی أَصحاب الحق الذین هم فی ظل من الحق، و أَصحاب الباطل الذین هم فی حَرُورٍ أَی حَرٍّ دائم لیلًا و نهاراً، و جمع الحَرُور حَرائِرُ؛ قال مُضَرِّسٌ: بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّیْفُ ماءَها، و فاضَتْ علیها شَمْسُهُ و حَرائِرُهْ
لسان العرب، ج‌4، ص: 178
و تقول «2»: حَرَّ النهارُ و هو یَحِرُّ حَرّاً و قد حَرَرْتَ یا یوم تَحُرُّ، و حَرِرْتَ تَحِرُّ، بالكسر، و تَحَرُّ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، حَرّاً و حَرَّةً و حَرارَةً و حُرُوراً أَی اشتدَّ حَرُّكَ؛ و قد تكون الحَرارَةُ للاسم، و جمعها حینئذ حَراراتٌ؛ قال الشاعر: بِدَمْعٍ ذِی حَراراتٍ، علی الخَدَّیْنِ، ذی هَیْدَبْ و قد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذی هو المصدر إِلا أَن الأَوَّل أَقرب. قال الجوهری: و أَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائی. الكسائی: شی‌ء حارٌّ یارٌّ جارٌّ و هو حَرَّانُ یَرَّانُ جَرَّانُ. و قال اللحیانی: حَرِرْت یا رجل تَحَرُّ حَرَّةً و حَرارَةً؛ قال ابن سیدة: أُراه إِنما یعنی الحَرَّ لا الحُرِّیَّةَ. و قال الكسائی: حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّیَّةِ لا غیر. و قال ابن الأَعرابی: حَرَّ یَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ، و حَرَّ یَحَرُّ حُرِّیَّةً من حُرِّیَّة الأَصل، و حَرَّ الرجلُ یَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ؛ قال الجوهری: فهذه الثلاثة بكسر العین فی الماضی و فتحها فی المستقبل. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه باع مُعْتَقاً فی حَرارِه؛ الحرار، بالفتح: مصدر من حَرَّ یَحَرُّ إِذا صار حُرّاً، و الاسم الحُرِّیَّةُ. و حَرَّ یَحِرُّ إِذا سَخُنَ ماء أَو غیره. ابن سیدة: و إِنی لأَجد حِرَّةً و قِرَّة لله أَی حَرّاً و قُرّاً؛ و الحِرَّةُ و الحَرارَةُ: العَطَشُ، و قیل: شدته. قال الجوهری: و منه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ علی قِرَّةٍ إِذا عطش فی یوم بارد، و یقال: إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة. و رجل حَرَّانُ: عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ و حَرارَی و حُرارَی؛ الأَخیرتان عن اللحیانی؛ و امرأَة حَرَّی من نسوة حِرَارٍ و حَرارَی: عَطْشی. و‌فی الحدیث: فی كل كَبِدٍ حَرَّی أَجْرٌ؛ الحَرَّی، فَعْلَی، من الحَرِّ و هی تأْنیث حَرَّان و هما للمبالغة یرید أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ و یَبِسَتْ من العَطَشِ، قال ابن الأَثیر: و المعنی أَن فی سَقْی كل ذی كبد حَرَّی أَجراً، و قیل: أَراد بالكبد الحری حیاة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حری إِذا كان فیه حیاة یعنی فی سقی كل ذی روح من الحیوان، و یشهد له ما جاء‌فی الحدیث الآخر: فی كل كبد حارّة أَجر، و‌الحدیث الآخر: ما دخل جَوْفی ما یدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ، و ما جاء‌فی حدیث ابن عباس: أَنه نهی مضارِبه أَن یشتری بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ، و‌فی حدیث آخر: فی كل كبد حری رطبة أَجر؛ قال: و فی هذه الروایة ضعف، فأَما معنی رطبة فقیل: إِن الكبد إِذا ظمئت ترطبت، و كذا إِذا أُلقیت علی النار، و قیل: كنی بالرطوبة عن الحیاة فإِن المیت یابس الكبد، و قیل: وصفها بما یؤول أَمرها إِلیه. ابن سیدة: حَرَّتْ كبده و صدره و هی تَحَرُّ حَرَّةً و حَرارَةً و حَراراً؛ قال: و حَرَّ صَدْرُ الشیخ حتی صَلَّا أَی التهبتِ الحَرَارَةُ فی صدره حتی سمع لها صَلیلٌ، و اسْتَحَرَّتْ، كلاهما: یبست كبده من عطش أَو حزن، و مصدره الحَرَرُ. و‌فی حدیث عیینة بن حِصْنٍ: حتی أُذِیقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسایَ؛ یعنی حُرْقَةَ القلب من الوجع و الغیظ و المشقة؛ و منه‌حدیث أُم المهاجر: لما نُعِیَ عُمَرُ قالت: وا حَرَّاه فقال الغلام: حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ، و أَحَرَّها اللهُ.و العرب تقول فی دعائها علی الإِنسان: ما له أَحَرَّ اللهُ
(2). قوله: [و تقول إِلخ] حاصله أنه من باب ضرب و قعد و علم كما فی القاموس و المصباح و غیرهما، و قد انفرد المؤلف بواحدة و هی كسر العین فی الماضی و المضارع
لسان العرب، ج‌4، ص: 179
صَدْرَه أَی أَعطشه و قیل: معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه. و أَحَرَّ الرجلُ، فهو مُحِرٌّ أَی صارت إِبله حِرَاراً أَی عِطاشاً. و رجل مُحِرٌّ: عطشت إِبله. و‌فی الدعاء: سلط الله علیه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ‌یرید العطش مع البرد؛ و أَورده ابن سیدة منكراً فقال: و من كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَی عطشٌ فی یوم بارد؛ و قال اللحیانی: هو دعاء معناه رماه الله بالعطش و البرد. و قال ابن درید: الحِرَّةُ حرارة العطش و التهابه. قال: و من دعائهم: رماه الله بالحِرَّةِ و القِرَّةِ أَی بالعطش و البرد. و یقال: إِنی لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً فی فمی أَی حَرارةً و لَذْعاً. و الحَرارَةُ: حُرْقَة فی الفم من طعم الشی‌ء، و فی القلب من التوجع، و الأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، و سیأْتی ذكره. و قال ابن شمیل: الفُلْفُلُ له حَرارَة و حَراوَةٌ، بالراء و الواو. و الحَرَّة: حرارة فی الحلق، فإِن زادت فهی الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ، و هو عند خروج الروح. و امرأَة حَرِیرَةٌ: حزینة مُحْرَقَةُ الكبد؛ قال الفرزدق یصف نساء سُبِینَ فضربت علیهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ و هی القِدَاحُ: خَرَجْنَ حَرِیراتٍ و أَبْدَیْنَ مِجْلَداً، و دارَتْ عَلَیْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ و فی التهذیب: المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ؛ و حَرِیراتٌ أَی محرورات یَجِدْنَ حَرارَة فی صدورهن، و حَرِیرَة فی معنی مَحْرُورَة، و إِنما دخلتها الهاء لما كانت فی معنی حزینة، كما أُدخلت فی حَمِیدَةٍ لأَنها فی معنی رَشِیدَة. قال: و المِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصیبة. و المُكَتَّبَةُ: السهام التی أُجِیلَتْ علیهن حین اقتسمن و استهم علیهن. و اسْتَحَرَّ القتلُ و حَرَّ بمعنی اشتدَّ. و‌فی حدیث عمر و جَمْع القرآن: إِن القتل قد اسْتَحَرَّ یوم الیمامة بِقُرَّاءِ القرآن؛ أَی اشتدَّ و كثر، و هو استفعل من الحَرِّ: الشِّدَّةِ؛ و منه‌حدیث علیٍّ: حَمِسَ الوَغَی و اسْتَحَرَّ الموتُ.و أَما ما ورد‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَنه قال لفاطمة: لو أَتَیْتِ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فسأَلته خادماً یَقِیكِ حَرَّ ما أَنتِ فیه من العمل، و فی روایة: حارَّ ما أَنت فیه، یعنی التعب و المشقة من خدمة البیت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما، كما أَن البرد مقرون بالراحة و السكون. و الحارُّ: الشاق المُتْعِبُ: و منه‌حدیث الحسن بن علی قال لأَبیه لما أَمره بجلد الولید بن عقبة: وَلِّ حارَّها من تَوَلَّی قارَّها‌أَی وَلِّ الجَلْدَ من یَلْزَمُ الولیدَ أَمْرُه و یعنیه شأْنُه، و القارّ: ضد الحارّ. و الحَرِیرُ: المَحْرُورُ الذی تداخلته حَرارَةُ الغیظ و غیره. و الحَرَّةُ: أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار. و الحَرَّةُ من الأَرضین: الصُّلبة الغلیظة التی أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها مطرت، و الجمع حَرَّاتٌ و حِرَارٌ؛ قال سیبویه: و زعم یونس أَنهم یقولون حَرَّةٌ و حَرُّونَ، جمعوه بالواو و النون، یشبهونه بقولهم أَرض و أَرَضُونَ لأَنها مؤنثة مثلها؛ قال: و زعم یونس أَیضاً أَنهم یقولون حَرَّةٌ و إِحَرُّونَ یعنی الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ و لكن لا یتكلم بها؛أَنشد ثعلب لزید بن عَتاهِیَةَ التمیمی، و كان زید المذكور لما عظم البلاء بصِفِّین قد انهزم و لحق بالكوفة، و كان علیّ، رضی الله عنه، قد أَعطی أَصحابه یوم الجمل خمسمائة خمسمائة من بیت مال البصرة،
لسان العرب، ج‌4، ص: 180
فلما قدم زید علی أَهله قالت له ابنته: أَین خمس المائة؟ فقال: إِنَّ أَباكِ فَرَّ یَوْمَ صِفِّینْ، لما رأَی عَكّاً و الأشعَرِیین، و قَیْسَ عَیْلانَ الهَوازِنیین، و ابنَ نُمَیرٍ فی سراةِ الكِنْدِین، و ذا الكَلاعِ سَیِّدَ الیمانین، و حابساً یَسْتَنُّ فی الطائیین، قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ: هَلْ تَفِرِّین؟ لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّین، و الخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّین، جَمْزاً إِلی الكُوفةِ من قِنِّسْرِینْ و یروی: … قد تُجْشِمُكِ … و … قد یُجْشِمْنَكِ … و قال ابن سیدة: معنی لا خمس ما‌ورد فی حدیث صفین أَن معاویة زاد أَصحابه یوم صفین خمسمائة فلما التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علی، رضوان الله علیه: لا خمس إِلا جندل الإِحرِّین أَرادوا: لا خمسمائة؛ و الذی‌ذكره الخطابی أَن حَبَّةَ العُرَنیَّ قال: شهدنا مع علیّ یوم الجَمَلِ فقسم ما فی العسكر بیننا فأَصاب كل رجل منا خمسمائة خمسمائة، فقال بعضهم یوم صفین الأَبیات.قال ابن الأَثیر: و رواه بعضهم‌لا خِمس …، بكسر الخاء، من وِردِ الإِبل. قال: و الفتح أَشبه بالحدیث، و معناه لیس لك الیوم إِلا الحجارة و الخیبة، و الإِحَرِّینَ: جمع الحَرَّةِ. قال بعض النحویین: إِن قال قائل ما بالهم قالوا فی جمع حَرَّةٍ و إِحَرَّةَ حَرُّونَ و إِحَرُّون، و إِنما یفعل ذلك فی المحذوف نحو ظُبَةٍ و ثُبة، و لیست حَرَّة و لا إِحَرَّة مما حذف منه شی‌ء من أُصوله، و لا هو بمنزلة أَرض فی أَنه مؤنث بغیر هاء؟ فالجواب: إن الأصل فی إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ، و هی إِفْعَلَة، ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفین متحركین من جنس واحد، فأَسكنوا الأَوَّل منهما و نقلوا حركته إِلی ما قبله و أَدغموه فی الذی بعده، فلما دخل علی الكلمة هذا الإِعلال و التوهین، عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو و النون فقالوا: إِحَرُّونَ، و لما فعلوا ذلك فی إِحَرَّة أَجروا علیها حَرَّة، فقالوا: حَرُّونَ، و إِن لم یكن لحقها تغییر و لا حذف لأَنها أُخت إِحَرَّة من لفظها و معناها، و إِن شئت قلت: إِنهم قد أَدغموا عین حَرَّة فی لامها، و ذلك ضرب من الإِعلال لحقها؛ و قال ثعلب: إِنما هو الأَحَرِّینَ، قال: جاء به علی أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَی الذی هو أَحَرُّ من غیره فصیره كالأَكرمین و الأَرحمین. و الحَرَّةُ: أَرض بظاهر المدینة بها حجارة سود كبیرة كانت بها وقعة. و‌فی حدیث جابر: فكانت زیادة رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، معی لا تفارقنی حتی ذهبتْ منی یوم الحَرَّةِ؛ قال ابن الأَثیر: قد تكرر ذكر الحرّة و یومها فی الحدیث و هو مشهور فی الإِسلام أَیام یزید بن معاویة، لما انتهب المدینة عسكره من أَهل الشام الذین ندبهم لقتال أَهل المدینة من الصحابة و التابعین، و أَمَّر علیهم مسلم بن عقبة المرّی فی ذی الحجة سنة ثلاث و ستین و عقیبها هلك یزید.و فی التهذیب: الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار. و قال ابن شمیل: الحَرَّة الأَرض مسیرة لیلتین سریعتین أَو ثلاث فیها حجارة أَمثال الإِبل البُروك كأَنما شُیِّطَتْ بالنار، و ما تحتها أَرض غلیظة من قاع لیس بأَسود، و إِنما سوَّدها كثرة حجارتها و تدانیها. و قال ابن الأَعرابی: الحرّة الرجلاء الصلبة الشدیدة؛ و قال غیره: هی التی أَعلاها سود و أَسفلها بیض. و قال أَبو عمرو: تكون الحرّة مستدیرة فإِذا كان منها شی‌ء مستطیلًا لیس بواسع فذلك
لسان العرب، ج‌4، ص: 181
الكُرَاعُ. و أَرض حَرِّیَّة: رملیة لینة. و بعیر حَرِّیٌّ: یرعی فی الحَرَّةِ، و للعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد، حَرَّةُ النار لبنی سُلیم، و هی تسمی أُم صَبَّار، و حَرَّة لیلَی و حرة راجِل و حرة واقِم بالمدینة و حرة النار لبنی عَبْس و حرة غَلَّاس؛ قال الشاعر: لَدُنْ غُدْوَةٍ حتی استغاث شَریدُهُمْ، بِحَرَّةِ غَلَّاسٍ و شِلْوٍ مُمزَّقِ و الحُرُّ، بالضم: نقیض العبد، و الجمع أَحْرَارٌ و حِرارٌ؛ الأَخیرة عن ابن جنی. و الحُرَّة: نقیض الأَمة، و الجمع حَرائِرُ، شاذ؛ و منه‌حدیث عمر قال للنساء اللاتی كنَّ یخرجن إِلی المسجد: لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ‌أَی لأُلزمنكنّ البیوت فلا تخرجن إِلی المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب علی الحرائر دون الإِماء. و حَرَّرَهُ: أَعتقه. و‌فی الحدیث: من فعل كذا و كذا فله عَدْل [عِدْل مُحَرَّرٍ؛ أَی أَجر مُعْتَق؛ المحرَّر: الذی جُعل من العبید حرّاً فأُعتق. یقال: حَرَّ العبدُ یَحَرُّ حَرارَةً، بالفتح، أَی صار حُرّاً؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: فأَنا أَبو هریرة المُحَرَّرُ‌أَی المُعْتَقُ، و‌حدیث أَبی الدرداء: شراركم الذین لا یُعْتَقُ مُحَرَّرُهم‌أَی أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ «3». و‌فی حدیث أَبی بكر: فمنكم عَوْفٌ الذی یقال فیه لا حُرَّ بوادی عوف؛ قال: هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّیْبانی، كان یقال له ذلك لشرفه و عزه، و إِن من حل وادیه من الناس كانوا له كالعبید و الخَوَل، و سنذكر قصته فی ترجمة عوف، و أَما ما‌ورد فی حدیث ابن عمر أَنه قال لمعاویة: حاجتی عَطاءُ المُحَرَّرینَ، فإِن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِذا جاءه شی‌ء لم یبدأْ بأَوّل منهم؛ أَراد بالمحرّرین الموالی و ذلك أَنهم قوم لا دیوان لهم و إِنما یدخلون فی جملة موالیهم، و الدیوان إِنما كان فی بنی هاشم ثم الذین یلونهم فی القرابة و السابقة و الإِیمان، و كان هؤلاء مؤخرین فی الذكر فذكرهم ابن عمر و تشفع فی تقدیم إِعطائهم لما علم من ضعفهم و حاجتهم و تأَلفاً لهم علی الإِسلام. و تَحْرِیرُ الولد: أَن یفرده لطاعة الله عز و جل و خدمة المسجد. و قوله تعالی: إِنِّی نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی؛ قال الزجاج: هذا قول امرأَة عمران و معناه جعلته خادماً یخدم فی مُتَعَبَّداتك، و كان ذلك جائزاً لهم، و كان علی أَولادهم فرضاً أَن یطیعوهم فی نذرهم، فكان الرجل ینذر فی ولده أَن یكون خادماً یخدمهم فی متعبدهم و لعُبَّادِهم، و لم یكن ذلك النذر فی النساء إِنما كان فی الذكور، فلما ولدت امرأَة عمران مریم قٰالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُهٰا أُنْثیٰ، و لیست الأُنثی مما تصلح للنذر، فجعل الله من الآیات فی مریم لما أَراده من أَمر عیسی، علیه السلام، أَن جعلها متقبَّلة فی النذر فقال تعالی: فَتَقَبَّلَهٰا رَبُّهٰا بِقَبُولٍ حَسَنٍ. و المُحَرَّرُ: النَّذِیرُ. و المُحَرَّرُ: النذیرة، و كان یفعل ذلك بنو إِسرائیل، كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَی جعله نذیرة فی خدمة الكنیسة ما عاش لا یسعه تركها فی دینه. و إِنه لَحُرٌّ: بَیِّنُ الحُرِّیة و الحَرورَةِ و الحَرُورِیَّةِ و الحَرارَة و الحَرارِ، بفتح الحاء؛ قال: فلو أَنْكِ فی یوم الرَّخاء سأَلْتِنی فراقَكِ، لم أَبْخَلْ، و أَنتِ صَدِیقُ
(3). قوله: [ادّعوا رقه] فهو محرر فی معنی مسترق. و قیل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه و وهبوه و تناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر: فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً، فلیس له حتی الممات خلاص كذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌4، ص: 182
فما رُدَّ تزوِیجٌ علیه شَهادَةٌ، و لا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِیقُ و الكاف فی أَنك فی موضع نصب لأَنه أَراد تثقیل أَن فخففها؛ قال شمر: سمعت هذا البیت من شیخ باهلة و ما علمت أَن أَحداً جاء به؛ و قال ثعلب: قال أَعرابیّ لیس لها أَعْراقٌ فی حَرارٍ و لكنْ أَعْراقُها فی الإِماء. و الحُرُّ من الناس: أَخیارهم و أَفاضلهم. و حُرِّیَّةُ العرب: أَشرافهم؛ و قال ذو الرمة: فَصَارَ حَیاً، و طَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ علی حُرِّیَّةِ العَرَبِ الهُزالی أَی علی أَشرافهم. قال: و الهزالَی مثل السُّكاری، و قیل: أَراد الهزال بغیر إِمالة؛ و یقال: هو من حُرِّیَّةِ قومه أَی من خالصهم. و الحُرُّ من كل شی‌ء: أَعْتَقُه. و فرس حُرٌّ: عَتِیقٌ. و حُرُّ الفاكهةِ: خِیارُها. و الحُرُّ: رُطَبُ الأَزَاذ. و الحُرُّ: كلُّ شی‌ء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غیره. و حُرُّ كل أَرض: وسَطُها و أَطیبها. و الحُرَّةُ و الحُرُّ: الطین الطَّیِّبُ؛ قال طرفة: و تَبْسِمُ عن أَلْمَی كأَنَّ مُنَوِّراً، تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ، دِعْصٌ له نَدُّ و حُرُّ الرمل و حُرُّ الدار: وسطها و خیرها؛ قال طرفة أَیضاً: تُعَیِّرُنی طَوْفِی البِلادَ و رِحْلَتِی، أَلا رُبَّ یومٍ لی سِوَی حُرّ دارِك و طینٌ حُرٌّ: لا رمل فیه. و رملة حُرَّة: لا طین فیها، و الجمع حَرائِرُ. و الحُرُّ: الفعل الحسن. یقال: ما هذا منك بِحُرٍّ أَی بِحَسَنٍ و لا جمیل؛ قال طرفة: لا یَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلًا، لیس هذا مِنْكِ، ماوِیَّ، بِحُرّ أَی بفعل حسن. و الحُرَّةُ: الكریمة من النساء؛ قال الأَعشی: حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ سُخاماً، تَكُفُّه بِخِلالِ قال الأَزهری: و أَما قول إمرئ القیس: لَعَمْرُكَ ما قَلْبِی إِلی أَهله بِحُرْ، و لا مُقْصِرٍ، یوماً، فَیَأْتِیَنِی بِقُرْ إِلی أَهله أَی صاحبه. بحرّ: بكریم لأَنه لا یصبر و لا یكف عن هواه؛ و المعنی أَن قلبه یَنْبُو عن أَهله و یَصْبُو إِلی غیر أَهله فلیس هو بكریم فی فعله؛ و یقال لأَوّل لیلة من الشهر: لیلةُ حُرَّةٍ، و لیلةٌ حُرَّةٌ، و لآخر لیلة: شَیْباءُ. و باتت فلانة بلیلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ لیلة زفافها و لم یقدر بعلها علی اقْتِضاضِها؛ قال النابغة یصف نساء: شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ لیلةٍ حُرَّةٍ، یُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْیارِ الأَزهری: اللیث: یقال للیلة التی تزف فیها المرأَة إِلی زوجها فلا یقدر فیها علی اقْتضاضها لیلةُ حُرَّةٍ؛ یقال: باتت فلانةُ بلیلة حُرَّةٍ؛ و قال غیر اللیث: فإِن اقْتَضَّها زوجها فی اللیلة التی زفت إِلیه فهی بِلَیْلَةٍ شَیْبَاءَ. و سحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرٌ یصفها بكثرة المطر. الجوهری: الحُرَّةُ الكریمة؛ یقال: ناقة حُرَّةٌ و سحابة حُرَّة أَی كثیرة المطر؛ قال عنترة: جادَتْ علیها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ، فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ أَراد كل سحابة غزیرة المطر كریمة. و حُرُّ البَقْلِ و الفاكهة و الطین: جَیِّدُها. و‌فی الحدیث: ما رأَیت أَشْبَهَ برسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، من الحَسن إِلا أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان أَحَرّ
َ‌لسان العرب، ج‌4، ص: 183
حُسْناً منه؛ یعنی أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ. و أَحْرارُ البُقُول: ما أُكل غیر مطبوخ، واحدها حُرٌّ؛ و قیل: هو ما خَشُنَ منها، و هی ثلاثة: النَّفَلُ و الحُرْبُثُ و القَفْعَاءُ؛ و قال أَبو الهیثم: أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها و رَطُبَ، و ذُكُورُها ما غَلُظَ منها و خَشُنَ؛ و قیل: الحُرُّ نبات من نجیل السِّباخِ. و حُرُّ الوجه: ما أَقبل علیك منه؛ قال: جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ، و كان علیها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ و قیل: حُرُّ الوجه مسایل أَربعة مدامع العینین من مقدّمهما و مؤخرهما؛ و قیل: حُرُّ الوجه الخَدُّ؛ و منه یقال: لَطَمَ حُرَّ وجهه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا لطم وجه جاریة فقال له: أَ عَجَزَ علیك إِلَّا حُرُّ وَجْهِها؟و الحُرَّةُ: الوَجْنَةُ. و حُرُّ الوجه: ما بدا من الوجنة. و الحُرَّتانِ: الأُذُنانِ؛ قال كعب بن زهیر: قَنْواءُ فی حُرَّتَیْها، للبَصِیر بها عِتْقٌ مُبینٌ، و فی الخَدَّیْنِ تَسْهیلُ و حُرَّةُ الذِّفْرَی: موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها؛ و أَنشد: فی خُشَشَاوَیْ حُرَّةِ التَّحْرِیرِ یعنی حُرَّةَ الذِّفْرَی، و قیل: حُرَّةُ الذِّفْرَی صفة أَی أَنها حسنة الذفری أَسیلتها، یكون ذلك للمرأَة و الناقة. و الحُرُّ: سواد فی ظاهر أُذن الفرس؛ قال: بَیِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ و الحُرَّانِ: السَّودان فی أَعلی الأُذنین. و فی قصید كعب بن زهیر: قنواء فی حرتیها البیت؛ أَراد بالحرّتین الأُذنین كأَنه نسبها إِلی الحُرِّیَّةِ و كرم الأَصل. و الحُرُّ: حَیَّة دقیقة مثل الجانِّ أَبیضُ، و الجانُّ فی هذه الصفة؛ و قیل: هو ولد الحیة اللطیفة؛ قال الطرماح: مُنْطَوٍ فی جَوْفِ نامُوسِهِ، كانْطِواءِ الحُرِّ بَیْنَ السِّلامْ و زعموا أَنه الأَبیض من الحیات، و أَنكر ابن الأَعرابی أن یكون الحُرُّ فی هذا البیت الحیة، و قال: الحرّ هاهنا الصَّقْر؛ قال الأَزهری: و سأَلت عنه أَعرابیّاً فصیحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابی؛ و قیل: الحرّ الجانُّ من الحیات، و عم بعضهم به الحیة. و الحُرُّ: طائر صغیر؛ الأَزهری عن شمر: یقال لهذا الطائر الذی یقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما یكونُ جُمَیِّلُ حُرٍّ. و الحُرُّ: الصقر، و قیل: هو طائر نحوه، و لیس به، أَنْمَرُ أَصْقَعُ قصیر الذنب عظیم المنكبین و الرأْس؛ و قیل: إِنه یضرب إِلی الخضرة و هو یصید. و الحُرُّ: فرخ الحمام؛ و قیل: الذكر منها. و ساقُ حُرٍّ: الذَّكَرُ من القَمَارِیِّ؛ قال حمید بن ثور: و ما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلَّا حَمامَةٌ، دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً و تَرَنُّما و قیل: الساق الحمام، و حُرٌّ فرخها؛ و یقال: ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِی؛ و رواه أَبو عدنان: ساق حَرّ، بفتح الحاء، و هو طائر تسمیه العرب ساق حرّ، بفتح الحاء، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه یقول: ساق حرّ، و بناه صَخْرُ الغَیّ فجعل الاسمین اسماً واحداً فقال: تُنادی سَاقَ حُرَّ، و ظَلْتُ أَبْكی، تَلِیدٌ ما أَبِینُ لها كلاما
لسان العرب، ج‌4، ص: 184
و قیل: إِنما سمی ذكر القَماری ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه یقول: ساق حرّ ساق حرّ، و هذا هو الذی جَرَّأَ صخر الغیّ علی بنائه كما قال ابن سیدة، و علله فقال: لأَن الأَصوات مبنیة إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها. و قال الأَصمعی: ظن أَن ساق حر ولدها و إِنما هو صوتها؛ قال ابن جنی: یشهد عندی بصحة قول الأَصمعی أَنه لم یعرب و لو أَعرب لصرف ساق حر، فقال: سَاقَ حُرٍّ إِن كان مضافاً، أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فیصرفه لأَنه نكرة، فتركه إِعرابه یدل علی أَنه حكی الصوت بعینه و هو صیاحه ساق حر ساق حر؛ و أَما قول حمید بن ثور: و ما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ، دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ و تَرَنُّما البیت؛ فلا یدل إِعرابه علی أَنه لیس بصوت، و لكن الصوت قد یضاف أَوّله إِلی آخره، و كذلك قولهم خازِ بازِ، و ذلك أَنه فی اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ؛ قال و الروایة الصحیحة فی شعر حمید: و ما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ، دعت ساق حر فی حمام تَرَنَّما و قال أَبو عدنان: یعنون بساق حر لحن الحمامة. أَبو عمرو: الحَرَّةُ البَثْرَةُ الصغیرة؛ و الحُرُّ: ولد الظبی فی بیت طرفة: بین أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَی مُخْرِفٌ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ، حُرّ و الحَرِیرَةُ بالنصب «1»: واحدة الحریر من الثیاب. و الحَرِیرُ: ثیاب من إِبْرَیْسَمٍ. و الحَرِیرَةُ: الحَسَا من الدَّسَمِ و الدقیق، و قیل: هو الدقیق الذی یطبخ بلبن، و قال شمر: الحَرِیرة من الدقیق، و الخَزِیرَةُ من النُّخَال؛ و قال ابن الأَعرابی: هی العَصِیدَة ثم النَّخِیرَةُ ثم الحَرِیرَة ثم الحَسْوُ. و‌فی حدیث عمر: ذُرِّی و أَنا أَحَرُّ لك؛ یقول ذرِّی الدقیق لأَتخذ لك منه حَرِیرَةً. و حَرَّ الأَرض یَحَرُّها حَرّاً: سَوَّاها. و المِحَرُّ: شَبَحَةٌ فیها أَسنان و فی طرفها نَقْرانِ یكون فیهما حبلان، و فی أَعلی الشبحة نقران فیهما عُود معطوف، و فی وسطها عود یقبض علیه ثم یوثق بالثورین فتغرز الأَسنان فی الأَرض حتی تحمل ما أُثیر من التراب إِلی أَن یأْتیا به المكان المنخفض. و تحریر الكتابة: إِقامة حروفها و إِصلاح السَّقَطِ. و تَحْرِیرُ الحساب: إِثباته مستویاً لا غَلَثَ فیه و لا سَقَطَ و لا مَحْوَ. و تَحْرِیرُ الرقبة: عتقها. ابن الأَعرابی: الحَرَّةُ الظُّلمة الكثیرة، و الحَرَّةُ: العذاب الموجع. و الحُرَّانِ: نجمان عن یمین الناظر إِلی الفَرْقَدَیْنِ إِذا انتصب الفرقدان اعترضا، فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا. و الحُرَّانِ: الحُرُّ و أَخوه أُبَیٌّ، قال: هما أَخوان و إِذا كان أَخوان أَو صاحبان و كان أَحدهما أَشهر من الآخر سمیا جمیعاً باسم الأَشهر؛ قال المنخّل الیشكری: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّیْنِ عَنی مُغَلْغَلَةً، و خصَّ بها أُبَیَّا فإِن لم تَثْأَرَا لی مِنْ عِكَبٍّ، فلا أَرْوَیْتُما أَبداً صَدَیَّا یُطَوِّفُ بی عِكَبٌّ فی مَعَدٍّ، و یَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ فی قَفَیَّا قال: و سبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوی المنخل الیشكری، و كان یأْتیها إِذا ركب النعمان، فلاعبته یوماً بقید جعلته فی رجله
(1). قوله: [بالنصب] أراد به فتح الحاء
لسان العرب، ج‌4، ص: 185
و رجلها، فدخل علیهما النعمان و هما علی تلك الحال، فأَخذ المنخل و دفعه إِلی عِكَبٍّ اللَّخْمیّ صاحب سجنه، فتسلمه فجعل یطعن فی قفاه بالصُّمُلَّةِ، و هی حربة كانت فی یده. و حَرَّانُ: بلد معروف. قال الجوهری: حرَّان بلد بالجزیرة، هذا إِذا كان فَعْلاناً فهو من هذا الباب، و إِن كان فَعَّالًا فهو من باب النون. و حَرُوراءُ: موضع بظاهر الكوفة تنسب إِلیه الحَرُورِیَّةُ من الخوارج لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها و تحكیمهم حین خالفوا علیّاً، و هو من نادر معدول النسب، إِنما قیاسه حَرُوراوِیٌّ؛ قال الجوهری: حَرُوراءُ اسم قریة، یمد و یقصر، و یقال: حَرُورویٌّ بَیِّنُ الحَرُورِیَّةِ. و منه‌حدیث عائشة و سُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أَ حَرُورِیَّةٌ أَنْتِ؟هم الحَرُورِیَّةُ من الخوارج الذین قاتلهم عَلِیٌّ، و كان عندهم من التشدد فی الدین ما هو معروف، فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد فی أَمر الحیض شبهتها بالحروریة، و تشدّدهم فی أَمرهم و كثرة مسائلهم و تعنتهم بها؛ و قیل: أَرادت أَنها خالفت السنَّة و خرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمین. قال الأَزهری: و رأَیت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً یقال لها رملةُ حَرُوراءَ. و حَرِّیٌّ: اسم؛ و نَهْشَلُ بن حَرِّیٍّ. و الحُرَّانُ: موضع؛ قال: فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا، فَجَنْبَا حِمًی، فالخانِقان فَحَبْحَبُ و حُرَّیَات: موضع؛ قال ملیح: فَراقَبْتُه حتی تَیامَنَ، و احْتَوَتْ مطَافِیلَ مِنْهُ حُرَّیَاتُ فأَغْرُبُ و الحَرِیرُ: فحل من فحول الخیل معروف؛ قال رؤبة: عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِیرِ عِتْقا فیه، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا الحَرِیرُ: جد هذا الفرس، و ضَرْبُه: نَسْلُه. و حَرِّ: زجْرٌ للمعز؛ قال: شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ، قد تَرَكَتْ حَیَّهْ، و قالت: حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ، عَمْداً، علی جانِبِها الأَیْسَرِّ قال: و حَیَّهْ زجر للضأْن، و فی المحكَم: و حَرِّ زجر للحمار، و أَنشد الرجز. و أَما الذی‌فی أَشراط الساعة یُسْتَحَلُّ: الحِرُ و الحَرِیرُ: قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره أَبو موسی فی حرف الحاء و الراء و قال: الحِرُ، بتخفیف الراء، الفرج و أَصله حِرْحٌ، بكسر الحاء و سكون الراء، و منهم من یشدد الراء، و لیس بجید، فعلی التخفیف یكون فی حرح لا فی حرر، قال: و المشهور فی روایة هذا الحدیث علی اختلاف طرقه یستحلُّون الخَزَّ، بالخاء و الزای، و هو ضرب من ثیاب الإِبریسم معروف، و كذا جاء فی كتاب البخاری و أَبی داود، و لعله حدیث آخر كما ذكره أَبو موسی، و هو حافظ عارف بما روی و شرح فلا یتهم.

حزر؛ ج4، ص: 185

: الحَزْرُ حَزْرُك عَدَدَ الشی‌ء بالحَدْس. الجوهری: الحَزْرُ التقدیر و الخَرْصُ. و الحازِرُ: الخارص. ابن سیدة: حَزَرَ الشی‌ء یَحْزُرُه و یَحْزِرُهُ حَزْراً: قَدَّرَه بالحَدْسِ. تقول: أَنا أَحْزُرُ [أَحْزِرُ هذا الطعام كذا و كذا قفیزاً. و المَحْزَرَةُ: الحَزْرُ، عن ثعلب. و الحَزْرُ من اللبن: فوق الحامض. ابن الأَعرابی: هو حازِرٌ و حامِزٌ بمعنی واحد. و قد
لسان العرب، ج‌4، ص: 186
حَزَرَ اللبنُ و النبیذ أَی حمض؛ ابن سیدة: حَزَرَ اللبنُ یَحْزُرُ حَزْراً و حُزُوراً؛ قال: و ارْضَوْا بِإِحْلَابَةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ و حَزُرَ كَحَزَرَ و هو «2». الحَزْرَةُ؛ و قیل: الحَزْرَةُ ما حَزَرَ بأَیدی القوم من خیار أَموالهم؛ قال ابن سیدة: و لم یفسر حَزَرَ غیر أَنی أَظنه زَكا أَو ثَبَتَ فَنَمَی. و حَزْرَةُ المال: خیارُه، و بها سمی الرجل، و حَزِیرتُهُ كذلك، و یقال: هذا حَزْرَةُ نَفْسی أَی خیر ما عندی، و الجمع حَزَراتٌ، بالتحریك. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه بعث مُصَدِّقاً فقال له: لا تأْخذ من حَزَرات أَنْفسِ الناس شیئاً، خذ الشَّارِفَ و البَكْرَ، یعنی فی الصدقة؛ الحَزَرات، جمع حَزْرَة، بسكون الزای: خیار مال الرجل، سمیت حَزْرَةً لأَن صاحبها لم یزل یَحْزُرُها فی نفسه كلما رآها، سمیت بالمرّة الواحدة من الحَزْرِ. قال: و لهذا أُضیفت إِلی الأَنْفُسِ؛ و أَنشد الأَزهری: الحَزَراتُ حَزَارتُ النَّفْسِ أَی هی مما تودُّها النفس؛ و قال آخر: و حَزْرَةُ القلبِ خِیارُ المالِ قال: و أَنشد شمر: الحَزَراتُ حَزَراتُ القلبِ، اللُّبُنُ الغِزَارُ غیرُ اللَّحْبِ، حِقاقُها الجِلادُ عند اللَّزْبِ و‌فی الحدیث: لا تأْخذوا حَزَراتِ أَموال الناس و نَكِّبُوا عن الطعام، و یروی بتقدیم الراء، و هو مذكور فی موضعه. و قال أَبو سعید: حَزَراتُ الأَموال هی التی یؤدّیها أَربابها، و لیس كلُّ المال الحَزْرَة، قال: و هی العلائق؛ و فی مثل العرب: وا حَزْرَتِی و أَبْتَغِی النَّوافِلا أَبو عبیدة: الحَزَراتُ نَقَاوَةُ المال، الذكر و الأُنثی سواء؛ یقال: هی حَزْرَةُ ماله و هی حَزْرَة قلبه؛ و أَنشد شمر: نُدافِعُ عَنْهُمْ كلَّ یومِ كریهةٍ، و نَبْذِلُ [نَبْذُلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ و نَصْبِرُ و من أَمثال العرب: عَدَا القَارِصُ فَحزَرْ؛ یضرب للأَمر إِذا بلغ غایته و أَفْعَم. ابن شمیل عن المُنْتَجِع: الحازِرُ دقیق الشعیر و له ریح لیس بطیب. و الحَزْرَةُ: موت الأَفاضل. و الحَزْوَرَةُ: الرابیة الصغیرة، و الجمع الحَزاوِرُ، و هو تلٌّ صغیر. الأَزهری: الحَزْوَرُ المكان الغلیظ؛ و أَنشد: فی عَوْسَجِ الوادِی و رَضْمِ الحَزْوَرِ و قال عباسُ بن مِرْداسٍ: و ذَابَ لُعابُ الشمسِ فیه، و أُزِّرَتْ به قامِساتٌ من رِعانٍ و حَزْوَرِ و وجْهٌ حازِرٌ: عابس باسِرٌ. و الحَزْوَرُ و الحَزَوَّرُ، بتشدید الواو: الغلام الذی قد شَبَّ و قوی؛ قال الراجز: لَنْ یَعْدَمَ المَطِیُّ منی مِسْفَرا، شَیْخاً بَجَالًا و غُلاماً حَزْوَرَا و قال: لَنْ یَبْعَثُوا شَیْخاً و لا حَزَوَّرَا بالفاسِ، إِلَّا الأَرْقَبَ المُصَدَّرَا و الجمع حَزاوِرُ و حَزَاوِرَةٌ، زادوا الهاء لتأْنیث الجمع. و الحَزَوَّرُ: الذی قد انتهی إِدراكه؛ قال
(2). قوله: [و هو] أی اللبن الحامض
لسان العرب، ج‌4، ص: 187
بعض نساء العرب: إِنَّ حِرِی حَزَوَّرٌ حَزابِیَه، كَوَطْبَةِ الظَّبْیَةِ فَوْقَ الرَّابِیَه قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثمانیه، و بَقِیَتْ ثَقْبَتُه كما هِیَه الجوهری: الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ و قوی و خَدَمَ؛ و قال یعقوب: هو الذی كاد یُدْرِكُ و لم یفعل. و‌فی الحدیث: كنا مع رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، غِلْماناً حَزاوِرَةً؛ هو الذی قارب البلوغ، و التاء لتأْنیث الجمع؛ و منه‌حدیث الأَرنب: كنت غلاماً حَزَوَّراً فصدت أَرنباً، و لعله شبهه بحَزْوَرَةِ الأَرض و هی الرابیة الصغیرة. ابن السكیت: یقال للغلام إِذا راهق و لم یُدْرِكْ بعدُ حَزَوَّرٌ، و إِذا أَدرك و قوی و اشتد، فهو حَزَوَّر أَیضاً؛ قال النابغة: نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ قال: أَراد البالغ القوی. قال: و قال أَبو حاتم فی الأَضداد الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ و قوی؛ و الحَزَوَّرُ: الضعیف من الرجال؛ و أَنشد: و ما أَنا، إِن دَافَعْتُ مِصْراعَ بابِه، بِذِی صَوْلَةٍ فانٍ، و لا بِحَزَوَّرِ و قال آخر: إِنَّ أَحقَّ الناس بالمَنِیَّه حَزَوَّرٌ لیست له ذُرِّیَّه قال: أَراد بالحَزَوَّرِ هاهنا رجلًا بالغاً ضعیفاً؛ و حكی الأَزهری عن الأَصمعی و عن المفضل قال: الحَزَوَّرُ، عن العرب، الصغیر غیر البالغ؛ و من العرب من یجعل الحَزْوَرَ البالغ القویَّ البدن الذی قد حمل السلاح؛ قال أَبو منصور: و القول هو هذا. ابن الأَعرابی: الحَزْرَةُ النَّبِقَةُ المرّة، و تصغر حُزَیْرَةً. و‌فی حدیث عبد الله بن الحَمْراءِ: أَنه سمع رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و هو واقف بالحَزْوَرَةِ من مكة؛ قال ابن الأَثیر: هو موضع عند باب الحَنَّاطِینَ و هو بوزن قَسْوَرَةٍ. قال الشافعی: الناس یشدّدون الحَزْوَرَةَ و الحُدَیْبِیَةَ، و هما مخففتان. و حَزِیرانُ بالرومیة: اسم شهر قبل تموز.

حسر؛ ج4، ص: 187

: الحَسْرُ: كَشْطُكَ الشی‌ء عن الشی‌ء. حَسَرَ الشی‌ءَ عن الشی‌ء یَحْسُرُه و یَحْسِرُه حَسْراً و حُسُوراً فانْحَسَرَ: كَشَطَهُ، و قد یجی‌ء فی الشعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر علی المضارعة. و الحاسِرُ: خلاف الدَّارِع. و الحاسِرُ: الذی لا بیضة علی رأْسه؛ قال الأَعشی: فی فَیْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ، تَقْذِفُ بالدَّارِعِ و الحاسِرِ و یروی: تَعْصِفُ …؛ و الجمع حُسَّرٌ، و جمع بعض الشعراء حُسَّراً علی حُسَّرِینَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِشَهْباءَ تَنْفِی الحُسَّرِینَ كأَنَّها إِذا ما بَدَتْ، قَرْنٌ من الشمسِ طالِعُ و یقال للرَّجَّالَةِ فی الحرب: الحُسَّرُ، و ذلك أَنهم یَحْسِرُون [یَحْسُرُون عن أَیدیهم و أَرجلهم، و قیل: سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لا دُرُوعَ علیهم و لا بَیْضَ. و‌فی حدیث فتح مكة: أَن أَبا عبیدة كان یوم الفتح علی الحُسَّرِ؛ هم الرَّجَّالَةُ، و قیل هم الذین لا دروع لهم. و رجل حاسِرٌ: لا عمامة علی رأْسه. و امرأَة حاسِرٌ، بغیر هاء، إِذا حَسَرَتْ عنها ثیابها. و رجل حاسر: لا درع علیه و لا بیضة علی رأْسه. و‌فی الحدیث: فَحَسَر عن ذراعیه‌أَی أَخرجهما من كُمَّیْهِ. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌4، ص: 188
عائشة، رضی الله عنها: و سئلتْ عن امرأَة طلقها زوجها و تزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بین یدیه‌أَی قعدت حاسرة مكشوفة الوجه. ابن سیدة: امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها. و كلُّ مكشوفة الرأْس و الذراعین: حاسِرٌ، و الجمع حُسَّرٌ و حَواسِر؛ قال أَبو ذؤیب: و قامَ بَناتی بالنّعالِ حَواسِراً، فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ و یقال: حَسَرَ عن ذراعیه، و حَسَرَ البَیْضَةَ عن رأْسه، و حَسَرَتِ الریحُ السحابَ حَسْراً. الجوهری: الانحسار الانكشاف. حَسَرْتُ كُمِّی عن ذراعی أَحْسِرُه حَسْراً: كشفت. و الحَسْرُ و الحَسَرُ و الحُسُورُ: الإِعْیاءُ و التَّعَبُ. حَسَرَتِ الدابةُ و الناقة حَسْراً و اسْتَحْسَرَتْ: أَعْیَتْ و كَلَّتْ، یتعدّی و لا یتعدی؛ و حَسَرَها السیر یَحْسِرُها و یَحْسُرها حَسْراً و حُسُوراً و أَحْسَرَها و حَسَّرَها؛ قال: إِلَّا كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ، عَمْداً یُسَیِّبُنِی علی الظُّلْمِ أَراد إِلَّا مُعرضاً فزاد الكاف؛ و دابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ و حَسِیرٌ، الذكر و الأُنثی سواء، و الجمع حَسْرَی مثل قتیل و قَتْلَی. و أَحْسَرَ القومُ: نزل بهم الحَسَرُ. أَبو الهیثم: حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتی تُنْقَی، و اسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْیَتْ. قال الله تعالی: وَ لٰا یَسْتَحْسِرُونَ. و‌فی الحدیث: ادْعُوا الله عز و جل و لا تَسْتَخْسِرُوا؛ أَی لا تملوا؛ قال: و هو استفعال من حَسَرَ [حَسِرَ إِذا أَعیا و تعب. و‌فی حدیث جریر: و لا یَحْسِرُ [یَحْسَرُ صائحها‌أَی لا یتعب سائقها. و‌فی الحدیث: الحَسِیرُ لا یُعْقَرُ؛ أَی لا یجوز للغازی إِذا حَسِرَتْ دابته و أَعیت أَن یَعْقِرَها، مخافة أَن یأْخذها العدوّ و لكن یسیبها، قال: و یكون لازماً و متعدیاً. و‌فی الحدیث: حَسَرَ أَخی فرساً له؛ یعنی النَّمِرَ و هو مع خالد بن الولید. و یقال فیه: أَحْسَرَ أَیضاً. و حَسِرَتِ العین: كَلَّتْ. و حَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِلیه أَو خفاؤُه یَحْسُرُها: أَكَلَّها؛ قال رؤبة: یَحْسُرُ طَرْفَ عَیْنِه فَضاؤُه و حَسَرَ بَصَرُه یَحْسِرُ حُسُوراً أَی كَلَّ و انقطع نظره من طول مَدًی و ما أَشبه ذلك، فهو حَسِیر و مَحْسُورٌ؛ قال قیس بن خویلد الهذلی یصف ناقة: إِنَّ العَسِیرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها، فَشَطْرَها نَظَرُ العینینِ مَحْسُورُ العسیر: الناقة التی لم تُرَضْ، و نصب شطرها علی الظرف أَی نَحْوَها. و بَصَرٌ حَسیر: كلیل. و فی التنزیل: یَنْقَلِبْ إِلَیْكَ الْبَصَرُ خٰاسِئاً وَ هُوَ حَسِیرٌ؛ قال الفراء: یرید ینقلب صاغراً وَ هُوَ حَسِیرٌ أَی كلیل كما تَحْسِرُ الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال و كَلالٍ؛ و كذلك قوله عز و جل: وَ لٰا تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً؛ قال: نهاه أَن یعطی كل ما عنده حتی یبقی محسوراً لا شی‌ء عنده؛ قال: و العرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا سَیَّرتها حتی ینقطع سَیْرُها؛ و أَما البصر فإِنه یَحْسِرُ [یَحْسَرُ عند أَقصی بلوغ النظر؛ و حَسِرَ یَحْسَرُ حَسَراً و حَسْرَةً و حَسَراناً، فهو حَسِیرٌ و حَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته علی أَمرٍ فاته؛ و قال المرّار: ما أَنا الیومَ علی شی‌ء خَلا، یا ابْنَة القَیْن، تَوَلَّی بِحَسِرْ و التَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. و قال أَبو إسحاق فی قوله عز و جل: یٰا حَسْرَةً عَلَی الْعِبٰادِ مٰا یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 189
قال: هذا أَصعب مسأَلة فی القرآن إِذا قال القائل: ما الفائدة فی مناداة الحسرة، و الحسرة مما لا یجیب؟ قال: و الفائدة فی مناداتها كالفائدة فی مناداة ما یعقل لأَن النداء باب تنبیه، إِذا قلت یا زید فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغیر النداء فلا معنی للكلام، و إِنما تقول یا زید لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَ لا تری أَنك إِذا قلت لمن هو مقبل علیك: یا زید، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغیر نداء؛ و كذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، و لو قلت: وا عجباه مما فعلت، و یا عجباه أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ فی الفائدة، و المعنی یا عجبا أَقبل فإِنه من أَوقاتك، و إِنما النداء تنبیه للمتعجَّب منه لا للعجب. و الحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتی یبقی النادم كالحَسِیرِ من الدواب الذی لا منفعة فیه. و قال عز و جل: فَلٰا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَیْهِمْ حَسَرٰاتٍ؛ أَی حسرة و تحسراً. و حَسَرَ البحرُ عن العِراقِ و الساحلِ یَحْسُرُ [یَحْسِرُ: نَضَبَ عنه حتی بدا ما تحت الماء من الأَرض. قال الأَزهری: و لا یقال انْحَسَرَ البحرُ. و‌فی الحدیث: لا تقوم الساعة حتی یَحْسُرُ [یَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب؛ أَی یكشف. یقال: حَسَرْتُ العمامة عن رأْسی و الثوب عن بدنی أَی كشفتهما؛ و أَنشد: حتی یقالَ حاسِرٌ و ما حَسَرْ و قال ابن السكیت: حَسَرَ الماءُ و نَضَبَ و جَزَرَ بمعنی واحد؛ و أَنشد أَبو عبید فی الحُسُورِ بمعنی الانكشاف: إِذا ما القَلاسِی و العَمائِمُ أُخْنِسَتْ، فَفِیهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ قال الأَزهری: و قول العجاج: كَجَمَلِ البحر، إِذا خاضَ جَسَرْ غَوارِبَ الیَمِّ إِذا الیَمُّ هَدَرْ، حتی یقالَ: حاسِرٌ و ما حَسَرْ «1». یعنی الیم. یقال: حاسِرٌ إِذا جَزَرَ، و قوله إِذا خاض جسر، بالجیم، أَی اجترأَ و خاض معظم البحر و لم تَهُلْهُ اللُّجَجُ. و‌فی حدیث یحیی بن عَبَّادٍ: ما من لیلة إِلَّا مَلَكٌ یَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ‌أَی یكشف، و یروی: یَحُسُّ، و سیأْتی ذكره. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سیما المسلمین؛ أَی مكشوفة الجُدُرِ لا شُرَفَ لها؛ و مثله‌حدیث أَنس، رضی الله عنه: ابنوا المساجد جُمّاً.و‌فی حدیث جابر: فأَخذتُ حَجَراً فكسرته و حَسَرْتُه؛ یرید غصناً من أَغصان الشجرة أَی قشرته بالحجر. و قال الأَزهری فی ترجمة عرا، عند قوله جاریة حَسَنَةُ المُعَرَّی و الجمع المَعارِی، قال: و المَحاسِرُ من المرأَة مثل المَعارِی. قال: و فلاة عاریة المحاسر إِذا لم یكن فیها كِنٌّ من شجر، و مَحاسِرُها: مُتُونُها التی تَنْحَسِرُ عن النبات. و انْحَسَرتِ الطیر: خرجت من الریش العتیق إِلی الحدیث. و حَسَّرَها إِبَّانُ ذلك: ثَقَّلَها، لأَنه فُعِلَ فی مُهْلَةٍ. قال الأَزهری: و البازی یَكْرِزُ للتَّحْسِیرِ، و كذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ. و تَحَسَّر الوَبَرُ عن البعیر و الشعرُ عن الحمار إِذا سقط؛ و منه قوله: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها، و اجْتَابَ أُخْرَی حَدِیداً بعدَ ما ابْتَقَلا و تَحَسَّرَتِ الناقة و الجاریة إِذا صار لحمها فی مواضعه؛
(1). قوله: [كجمل البحر إلخ] الجمل؛ بالتحریك: سمكة طولها ثلاثون ذراعاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 190
قال لبید: فإِذا تَغالی لَحْمُها و تَحَسَّرَتْ، و تَقَطَّعَتْ، بعد الكَلالِ، خِدامُها قال الأَزهری: و تَحَسُّرُ لحمِ البعیر أَن یكون للبعیر سِمْنَةٌ حتی كثر شحمه و تَمَكَ سَنامُه، فإِذا رُكب أَیاماً فذهب رَهَلُ لحمه و اشتدّ بعد ما تَزَیَّمَ منه فی مواضعه، فقد تَحَسَّرَ. و رجل مُحَسَّر: مُؤْذًی محتقر. و‌فی الحدیث: یخرج فی آخر الزمان رجلٌ یسمی أَمِیرَ العُصَبِ، و قال بعضهم: یسمی أَمیر الغَضَبِ. أَصحابه مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان و مجالس الملوك، یأْتونه من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخریف یُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض و مغاربَها؛ محسرون محقرون أَی مؤْذون محمولون علی الحسرة أَو مطرودون متعبون من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها. أَبو زید: فَحْلٌ حاسِرٌ و فادرٌ و جافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل عنها و تركها؛ قال أَبو منصور: روی هذا الحرف فحل جاسر، بالجیم، أَی فادر، قال: و أَظنه الصواب. و المِحْسَرَة: المِكْنَسَةُ. و حَسَرُوه یَحْسِرُونَه حَسْراً و حُسْراً: سأَلوه فأَعطاهم حتی لم یبق عنده شی‌ء. و الحَسارُ: نبات ینبت فی القیعان و الجَلَد و له سُنْبُل و هو من دِقّ المُرَّیْقِ و قُفُّهُ خیر من رَطْبِه، و هو یستقل عن الأَرض شیئاً قلیلًا یشبه الزُّبَّادَ إِلَّا أَنه أَضخم منه ورقاً؛ و قال أَبو حنیفة: الحَسارُ عشبة خضراء تسطح علی الأَرض و تأْكلها الماشیة أَكلًا شدیداً؛ قال الشاعر یصف حماراً و أُتنه: یأْكلنَ من بُهْمَی و من حَسارِ، و نَفَلًا لیس بذی آثارِ یقول: هذا المكان قفر لیس به آثار من الناس و لا المواشی. قال: و أَخبرنی بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبیه بالحُرْفِ فی نباته و طعمه ینبت حبالًا علی الأَرض؛ قال: و زعم بعض الرواة أَنه شبیه بنبات الجَزَرِ. اللیث: الحَسار ضرب من النبات یُسْلِحُ الإِبلَ. الأَزهری: الحَسَارُ من العشب ینبت فی الریاض، الواحدة حَسَارَةٌ. قال: و رجْلُ الغراب نبت آخر، و التَّأْوِیلُ عشب آخر. و فلان كریم المَحْسَرِ أَی كریم المَخْبَرِ. و بطن مُحَسِّر، بكسر السین: موضع بمنی و قد تكرر فی الحدیث ذكره، و هو بضم المیم و فتح الحاء و كسر السین، و قیل: هو واد بین عرفات و منی.

حشر؛ ج4، ص: 190

: حَشَرَهُم یَحْشُرُهم و یَحْشِرُهم حَشْراً: جمعهم؛ و منه یوم المَحْشَرِ. و الحَشْرُ: جمع الناس یوم القیامة. و الحَشْرُ: حَشْرُ یوم القیامة. و المَحْشَرُ: المجمع الذی یحشر إِلیه القوم، و كذلك إِذا حشروا إِلی بلد أَو مُعَسْكَر أَو نحوه؛قال الله عز و جل: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مٰا ظَنَنْتُمْ أَنْ یَخْرُجُوا؛ نزلت فی بنی النَّضِیر، و كانوا قوماً من الیهود عاقدوا النبی، صلی الله علیه و سلم، لما نزل المدینة أَن لا یكونوا علیه و لا له، ثم نقضوا العهد و مایلوا كفار أَهل مكة، فقصدهم النبی، صلی الله علیه و سلم، ففارقوه علی الجَلاءِ من منازلهم فَجَلَوْا إِلی الشام.قال الأَزهری: و هو أَول حَشْرٍ حُشِر إِلی أَرض المحشر ثم یحشر الخلق یوم القیامة إِلیها، قال: و لذلك قیل: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ، و قیل: إِنهم أَول من أُجْلِیَ من أَهل الذمة من جزیرة العرب ثم أُجلی آخرهم أَیام عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، منهم نصاری نَجْرَانَ و یهودُ خیبر. و‌فی الحدیث: انقطعت الهجرة إِلَّا من ثلاث: جهاد أَو نیَّة أَو حَشْرٍ، أَی جهاد فی سبیل الله، أَو نیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 191
یفارق بها الرجل الفسق و الفجور إِذا لم یقدر علی تغییره، أَو جَلاءٍ ینال الناسَ فیخرجون عن دیارهم. و الحَشْرُ: هو الجَلاءُ عن الأَوطان؛ و قیل: أَراد بالحشر الخروج من النفیر إِذا عم. الجوهری: المَحْشِرُ، بكسر الشین، موضع الحَشْرِ. و الحاشر: من أَسماء سیدنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، لأَنه‌قال: أَحْشُر الناسَ علی قَدَمِی؛ و‌قال، صلی الله علیه و سلم: لی خمسة أَسماء: أَنا محمد و أَحمد و الماحی یمحو الله بی الكفر، و الحاشر أَحشر الناس علی قدمی، و العاقب.قال ابن الأَثیر: فی أَسماء النبی، صلی الله علیه و سلم، الحاشر الذی یَحْشُر الناس خلفه و علی ملته دون ملة غیره. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: إِنی لی أَسماء؛ أَراد أَن هذه الأَسماء التی عدّها مذكورة فی كتب الله تعالی المنزلة علی الأُمم التی كذبت بنبوَّته حجة علیهم. و حَشَرَ الإِبلَ: جمعها؛ فأَما قوله تعالی: مٰا فَرَّطْنٰا فِی الْكِتٰابِ مِنْ شَیْ‌ءٍ ثُمَّ إِلیٰ رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ؛ فقیل: إِن الحشر هاهنا الموت، و قیل: النَّشْرُ، و المعنیان متقاربان لأَنه كله كَفْتٌ و جَمْعٌ. الأَزهری: قال الله عز و جل: وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، و قال: ثُمَّ إِلیٰ رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ؛قال: أَكثر المفسرین تحشر الوحوش كلها و سائر الدواب حتی الذباب للقصاص، و أَسندوا ذلك إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و قال بعضهم: حَشْرُها موتها فی الدنیا. قال اللیث: إِذا أَصابت الناسَ سَنَةٌ شدیدة فأَجحفت بالمال و أَهلكت ذوات الأَربع، قیل: قد حَشَرَتْهُم السنة تَحْشُرهم و تَحْشِرهم، و ذلك أَنها تضمهم من النواحی إِلی الأَمصار. و حَشَرَتِ السنةُ مال فلان: أَهلكته؛ قال رؤبة: و ما نَجا، من حَشْرِها المَحْشُوشِ، وَحْشٌ، و لا طَمْشٌ من الطُّموشِ و الحَشَرَةُ: واحدة صغار دواب الأَرض كالیرابیع و القنافذ و الضِّبابِ و نحوها، و هو اسم جامع لا یفرد الواحد إِلَّا أَن یقولوا: هذا من الحَشَرَةِ، و یُجْمَعُ مُسَلَّماً؛ قال: یا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ یكن عُقْرَ حوَّاء عَدِیٍّ یأَكُلُ الحَشَراتِ «2». و قیل: الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مما لا اسم له. الأَصمعی: الحَشَراتُ و الأَحْراشُ و الأَحْناشُ واحد، و هی هوام الأَرض. و‌فی حدیث الهِرَّةِ: لم تَدَعْها فتأْكل من حَشَراتِ الأَرض؛ و هی هوام الأَرض، و منه‌حدیث التِّلِبِّ: لم أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تحریماً؛ و قیل: الصید كله حَشَرَةٌ، ما تعاظم منه و تصاغر؛ و قیل: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ. و الحَشَرَةُ أَیضاً: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ و الفَثِّ. و قال أَبو حنیفة: الحَشَرَةُ القِشْرَةُ التی تلی الحَبَّة، و الجمع حَشَرٌ. و روی ابن شمیل عن ابن الخطاب قال: الحَبَّة علیها قشرتان، فالتی تلی الحبة الحَشَرَةُ، و الجمع الحَشَرُ، و التی فوق الحَشَرَةِ القَصَرَةُ. قال الأَزهری: و المَحْشَرَةُ فی لغة أَهل الیمن ما بقی فی الأَرض و ما فیها من نبات بعد ما یحصد الزرع، فربما ظهر من تحته نبات أَخضر فتلك المَحْشَرَةُ. یقال: أَرسلوا دوابهم فی المَحْشَرَةِ. و حَشَرَ السكین و السِّنانَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ و أَلْطَفَهُ؛ قال: لَدْنُ الكُعُوبِ و مَحْشُورٌ حَدِیدَتُهُ، و أَصْمَعٌ غَیْرُ مَجْلُوزٍ علی قَضَمِ المجلوز: المُشدَّدُ تركیبه من الجَلْزِ الذی هو اللیُّ
(2). قوله: [یا أم عمرو] إلخ كذا فی نسخة المؤلف
لسان العرب، ج‌4، ص: 192
و الطَّیُّ. و سِنانٌ حَشْرٌ: دقیق؛ و قد حَشَرْتُه حَشْراً. و‌فی حدیث جابر: فأَخذتُ حَجَراً من الأَرض فكسرته و حَشَرْتُه، قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة و هو من حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته، و المشهور بالسین، و قد تقدم. و حَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: حَدِیدَةٌ. الأَزهری فی النوادر: حُشِرَ فلان فی ذكره و فی بطنه، و أُحْثِلَ فیهما إِذا كانا ضخمین من بین یدیه. و‌فی الحدیث: نار تطرد الناسَ إِلی مَحْشَرهم؛ یرید به الشام لأَن بها یحشر الناس لیوم القیامة. و‌فی الحدیث الآخر: و تَحْشُرُ بقیتهم إِلی النار؛ أَی تجمعهم و تسوقهم. و‌فی الحدیث: أَن وَفْدَ ثَقِیفٍ اشترطوا أَن لا یُعْشَرُوا و لا یُحْشرُوا؛ أَی لا یُنْدَبُونَ إِلی المغازی و لا تضرب علیهم البُعُوث، و قیل: لا یحشرون إِلی عامل الزكاة لیأْخذ صدقة أَموالهم بل یأْخذها فی أَماكنهم؛ و منه‌حدیث صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ: علی أَن لا یُحْشَرُوا؛ و‌حدیث النساء: لا یُعْشَرْنَ و لا یُحْشَرْنَ؛ یعنی للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لا یجب علیهن. و الحَشْرُ من القُذَذِ و الآذان: المُؤَلَّلَةُ الحَدِیدَةُ، و الجمعُ حُشُورٌ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: مَطارِیحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُورِ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَیْزَفُونا و المَحْشُورَةُ: كالحَشْرِ. اللیث: الحَشْرُ من الآذان و من قُذَدِ رِیشِ السِّهامِ ما لَطُفَ كأَنما بُرِیَ بَرْیاً. و أُذُنٌ حَشْرَةٌ و حَشْرٌ: صغیرة لطیفة مستدیرة؛ و قال ثعلب: دقیقة الطَّرَفِ، سمیت فی الأَخیرة بالمصدر لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَی صُغِّرَتْ و أُلطفت. و قال الجوهری: كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَی بُرِیَتْ و حُدِّدَتْ، و كذلك غیرها؛ فرس حَشْوَرٌ، و الأُنثی حَشْوَرَةٌ. قال ابن سیدة: من أَفرده فی الجمع و لم یؤَنث فلهذه العلة؛ كما قالوا: رجل عَدْلٌ و نسوة عَدْلٌ، و من قال حَشْراتٌ فعلی حَشْرَةٍ، و قیل: كلُّ لطیف دقیق حَشْرٌ. قال ابن الأَعرابی: یستحب فی البعیر أَن یكون حَشْرَ الأُذن، و كذلك یستحب فی الناقة؛ قال ذو الرمة: لها أُذُنٌ حَشْرٌ و ذِفْرَی لَطیفَةٌ، و خَدٌّ كَمِرآةِ الغَرِیبَة أَسْجَحُ «1». الجوهری: آذان حَشْرٌ لا یثنی و لا یجمع لأَنه مصدر فی الأَصل مثل قولهم ماء غَوْرٌ و ماء سَكْبٌ، و قد قیل: أُذن حَشْرَةٌ؛ قال النمر بن تولب: لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، كإِعْلِیط مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ و سهم مَحْشُورٌ و حَشْرٌ: مستوی قُذَذِ الرِّیشِ. قال سیبویه: سهم حَشْرٌ و سهام حَشْرٌ؛ و فی شعر هذیل: سهم حَشِرٌ، فإِما أَن یكون علی النسب كطَعِمٍ، و إِما أَن یكون علی الفعل توهموه و إِن لم یقولوا حَشِرَ؛ قال أَبو عمارة الهذلی: و كلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ المشوف: المَجْلُوُّ. و سهم حَشْرٌ: مُلْزَقٌ جید القُذَذِ، و كذلك الریش. و حَشَرَ العودَ حَشْراً: براه. و الحَشْرُ: اللَّزجُ فی القَدَحِ من دَسَمِ اللبنِ؛ و قیل: الحَشْرُ اللَّزِجُ من اللبن كالحَشَنِ. و حُشِرَ عن الوَطْبِ إذا كثر وسخ اللبن علیه فَقُشِرَ عنه؛ رواه ابن الأَعرابی؛ و قال ثعلب: إِنما هو حُشِنَ، و كلاهما علی صیغة فعل المفعول.
(1). قوله: [و خد كمرآة الغریبة] فی الأساس: یقال وجه كمرآة الغریبة لأَنها فی غیر قومها، فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها فی وجهها
لسان العرب، ج‌4، ص: 193
و أَبو حَشْرٍ: رجل من العرب. و الحَشْوَرُ من الدواب: المُلَزَّزُ الخَلْقِ، و من الرجال: العظیم البطن؛ و أَنشد: حَشْوَرَةُ الجَنْبَیْنِ مَعْطاءُ القَفا و قیل: الحَشْوَرُ مثال الجَرْوَلِ المنتفخ الجنبین، و الأُنثی بالهاء، و الله أَعلم.

حصر؛ ج4، ص: 193

: الحَصَرُ: ضربٌ من العِیِّ. حَصِرَ الرجلُ حَصَراً مثل تَعِبَ تَعَباً، فهو حَصِرٌ: عَیِیَ فی منطقه؛ و قیل: حَصِرَ لم یقدر علی الكلام. و حَصِرَ صدرُه: ضاق. و الحَصَرُ: ضیق الصدر. و إِذا ضاق المرء عن أَمر قیل: حَصِرَ صدر المرء عن أَهله یَحْصَرُ حَصَراً؛ قال الله عز و جل: إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلیٰ قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثٰاقٌ أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ یُقٰاتِلُوكُمْ؛ معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم و قتال قومهم؛ قال ابن سیدة: و قیل تقدیره و قد حَصِرَتْ صدورهم؛ و قیل: تقدیره أَو جاؤكم رجالًا أَو قوماً فَ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ الآن، فی موضع نصب لأَنه صفة حلت محل موصوف منصوب علی الحال، و فیه بعض صَنْعَةٍ لإِقامتك الصفة مقام الموصوف و هذا مما «1» … و موضع الاضطرار أَولی به من النثر «2». و حال الاختیار. و كل من بَعِلَ بشی‌ءٍ أَو ضاق صدره بأَمر، فقد حَصِرَ؛ و منه قول لبید یصف نخلة طالت، فحَصِرَ صدرُ صارِمِ ثمرها حین نظر إِلی أَعالیها، و ضاق صدره أَن رَقِیَ إِلیها لطولها: أَعْرَضْتُ و انْتَصَبَتْ كَجِذْع مُنِیفةٍ جَرْداءَ یَحْصَرُ دونَها صُرَّامُها أَی تضیق صدورهم بطول هذه النخلة؛ و قال الفراء فی قوله تعالی: أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ؛ العرب تقول: أَتانی فلان ذَهَبَ عَقْلُهُ؛ یریدون قد ذهب عقله؛ قال: و سمع الكسائی رجلًا یقول فأَصبحتُ نظرتُ إِلی ذات التنانیر؛ و قال الزجاج: جعل الفراء قوله حَصِرَتْ حالًا و لا یكون حالًا إِلَّا بقد؛ قال: و قال بعضهم حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ خبر بعد خبر كأَنه قال أَوْ جٰاؤُكُمْ ثم أَخبر بعدُ، قال: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ یُقٰاتِلُوكُمْ؛ و قال أَحمد بن یحیی: إِذا أَضمرت قد قرّبت من الحال و صارت كالاسم، و بها قرأَ من قرأَ حَصِرَةً صُدورُهُمْ؛ قال أَبو زید: و لا یكون جاءنی القوم ضاقت صدورهم إِلَّا أَن تصله بواو أَو بقد، كأَنك قلت: جاءنی القوم و ضاقت صدورهم أَو قد ضاقت صدورهم؛ قال الجوهری: و أَما قوله أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ، فأَجاز الأَخفش و الكوفیون أَن یكون الماضی حالًا، و لم یجزه سیبویه إِلَّا مع قد، و جعل حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ علی جهة الدعاء علیهم. و‌فی حدیث زواج فاطمة، رضوان الله علیها: فلما رأَت علیّاً جالساً إِلی جنب النبی، صلی الله علیه و سلم، حَصِرَتْ و بكت؛ أَی استحت و انقطعت كأَن الأَمر ضاق بها كما یضیق الحبس علی المحبوس. و الحَصُورُ من الإِبل: الضَّیِّقَةُ الأَحالیل، و قد حَصَرَتْ، بالفتح، و أَحْصَرَتْ؛ و یقال للناقة: إِنها لحَصِرَةُ الشَّخْب نَشِبَةُ الدَّرِّ؛ و الحَصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّةِ فی العروق من خبث النفس و كراهة الدِّرَّةِ، و حَصَرَهُ یَحْصُرُهُ حَصْراً، فهو مَحْصُورٌ و حَصِیرٌ، و أَحْصَرَهُ. كلاهما: حبسه عن السفر. و أَحْصَرَهُ المرض: منعه من السفر أَو من حاجة یریدها؛ قال الله عز و جل: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ. و أَحْصَرَنی بَوْلی و أَحْصَرنی مرضی أَی جعلنی أَحْصُرُ نفسی؛ و قیل: حَصَرَنی الشی‌ء و أَحْصَرَنی أَی حبسنی. و حَصَرَهُ
(1). كذا بیاض بالأصل (2). قوله النثر: هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 194
یَحصُرُهُ [یَحصِرُهُ حَصْراً: ضیق علیه و أَحاط به. و الحَصِیرُ: الملِكُ، سمی بذلك لأَنه مَحصُورٌ أَی محجوب؛ قال لبید: و قَماقِمٍ غُلْبِ الرِّقاب كأَنَّهُمْ جِنٌّ، علی باب الحَصِیر، قِیامُ الجوهری: و یروی‌و مَقامَةٍ غُلْبِ الرقابِ … علی أَن یكون غُلْبُ الرقاب بدلًا من مَقامَةٍ كأَنه قال و رُبَّ غُلْبِ الرقاب، و روی … لَدی طَرَفِ الحصیر قیام. و الحَصِیرُ: المَحْبِسُ. و فی التنزیل: وَ جَعَلْنٰا جَهَنَّمَ لِلْكٰافِرِینَ حَصِیراً؛ و قال القتیبی: هو من حَصَرْته أَی حبسته، فهو محصور. و هذا حَصِیرُه أَی مَحْبِسُه، و حَصَرَهُ المرض: حبسه، علی المثل. و حَصِیرَةُ التمر: الموضع الذی یُحْصَرُ فیه و هو الجَرِینُ، و ذكره الأَزهری بالضاد المعجمة، و سیأْتی ذكره. و الحِصارُ: المَحْبِس كالحَصِیرِ. و الحُصْرُ و الحُصُرُ: احتباس البطن. و قد حُصِرَ غائطه، علی ما لم یسمَّ فاعله، و أُحْصِرَ. الأَصمعی و الیزیدی: الحُصْرُ من الغائط، و الأُسْرُ من البول. الكسائی: حُصِرَ بغائطه و أُحْصِرَ، بضم الأَلف. ابن بُزُرج: یقال للذی به الحُصْرُ: محصور: و قد حُصِرَ علیه بولُه یُحْصَرُ حَصْراً أَشَدَّ الحصْرِ؛ و قد أَخذه الحُصْرُ و أَخذه الأُسْرُ شی‌ء واحد، و هو أَن یمسك ببوله یَحْصُرُ حَصْراً فلا یبول؛ قال: و یقولون حُصِرَ علیه بولُه و خلاؤُه. و رجل حَصِرٌ: كَتُومٌ للسر حابس له لا یبوح به؛ قال جریر: و لقد تَسَقَّطنی الوُشاةُ فَصادفوا حَصِراً بِسرِّكِ، یا أُمَیْم، ضَنِینا و هم ممن یفضلون الحَصُورَ الذی یكتم السر فی نفسه، و هو الحَصِرُ. و الحَصِیرُ و الحَصورُ: المُمْسِكُ البخیل الضیق؛ و رجل حَصِرٌ بالعطاء؛ و روی بیت الأَخطل باللغتین جمیعاً: و شارب مُرْبِحٍ بالكاس نادَمَنیِ، لا بالحَصُورِ و لا فیها بِسَوَّارِ و حَصِرَ: بمعنی بخل. و الحَصُور: الذی لا ینفق علی النَّدامَی. و‌فی حدیث ابن عباس: ما رأَیت أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ من معاویة، كان الناس یَرِدُونَ منه أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ، لیس مثلَ الحَصِرِ العَقِصِ؛ یعنی ابن الزبیر. الحَصِرُ: البخیل، و العَقِصُ: الملتوی الصَّعْبُ الأَخلاق. و یقال: شرب القوم فَحَصِرَ علیهم فلان أَی بخل. و كل من امتنع من شی‌ء لم یقدر علیه، فقد حَصِرَ عنه؛ و لهذا قیل: حَصِرَ فی القراءة و حَصِر عن أَهله. و الحَصُورُ: الهَیُوبُ المُحْجِمُ عن الشی‌ء، و علی هذا فسر بعضهم بیت الأَخطل: … و شارب مربح. و الحَصُور أَیضاً: الذی لا إِرْبَةَ له فی النساء، و كلاهما من ذلك أَی من الإِمساك و المنع. و فی التنزیل: وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً؛ قال ابن الأَعرابی: هو الذی لا یشتهی النساء و لا یقربهنّ. الأَزهری: رجل حَصُورٌ إِذا حُصِرَ عن النساء فلا یستطیعهنّ و الحَصُورُ: الذی لا یأْتی النساء. و امرأَة حَصْراءُ أَی رَتْقاء. و‌فی حدیث القِبْطِیِّ الذی أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم، علیّاً بقتله، قال: فرفعت الریحُ ثوبَهُ فإِذا هو حَصُورٌ؛ هو الذی لا یأْتی النساء لأَنه حبس عن النكاح و منع، و هو فَعُول بمعنی مَفْعُول، و هو فی هذا الحدیث المجبوب الذكر و الأنثیین، و ذلك أَبلغ فی الحَصَرِ لعدم آلة النكاح، و أَما العاقر فهو الذی یأْتیهنّ و لا یولد له، و كله من الحَبْسِ و الاحتباس.
لسان العرب، ج‌4، ص: 195
و یقال: قوم مُحْصَرُون إِذا حُوصِرُوا فی حِصْنٍ، و كذلك هم مُحْصَرُون فی الحج. قال الله عز و جل: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ. و الحِصارُ: الموضع الذی یُحْصَرُ فیه الإِنسان؛ تقول: حَصَرُوه حَصْراً و حاصَرُوه؛ و كذلك قول رؤبة: مِدْحَةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّی الحَصْرَا قال یعنی بالمحصور المحبوس. و الإِحصارُ: أَن یُحْصَر الحاج عن بلوغ المناسك بمرض أَو نحوه. و‌فی حدیث الحج: المُحْصَرُ بمرض لا یُحِلُّ حتی یطوف بالبیت؛ هو من ذلك الإِحْصارُ المنع و الحبس. قال الفرّاء: العرب تقول للذی یمنعه خوف أَو مرض من الوصول إِلی تمام حجه أَو عمرته، و كل ما لم یكن مقهوراً كالحبس و السحر و أَشباه ذلك، یقال فی المرض: قد أُحْصِرَ، و فی الحبس إِذا حبسه سلطان أَو قاهر مانع: قد حُصِرَ، فهذا فرق بینهما؛ و لو نویت بقهر السلطان أَنها علة مانعة و لم تذهب إِلی فعل الفاعل جاز لك أَن تقول قد أُحْصِرَ الرجل، و لو قلت فی أُحْصِرَ من الوجع و المرض إِن المرض حَصَره أَو الخوف جاز أَن تقول حُصِرَ. و قوله عز و جل: وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً: یقال: إِنه المُحْصَرُ عن النساء لأَنها علة فلیس بمحبوس فعلی هذا فابْنِ، و قیل: سمی حصوراً لأَنه حبس عما یكون من الرجال. و حَصَرَنی الشی‌ء و أَحْصَرَنی: حبسنی؛ و أَنشد لابن میادة: و ما هجرُ لَیْلَی أَن تكونَ تَباعَدَتْ علیكَ، و لا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ فی باب فَعَلَ و أَفْعَلَ. و روی الأَزهری عن یونس أَنه قال: إِذا رُدَّ الرجل عن وجه یریده فقد أُحْصِرَ، و إِذا حبس فقد حُصِرَ. أَبو عبیدة: حُصِرَ الرجل فی الحبس و أُحْصِرَ فی السفر من مرض أَو انقطاع به. قال ابن السكیت: یقال أَحصره المرض إِذا منعه من السفر أَو من حاجة یریدها و أَحصره العدوّ إِذا ضیق علیه فَحصِرَ أَی ضاق صدره. الجوهری: و حَصَرَهُ العدوّ یَحْصُرُونه [یَحْصِرُونه إِذا ضیقوا علیه و أَحاطوا به و حاصَرُوه مُحاصَرَةً و حِصاراً. و قال أَبو إِسحاق: النحوی: الروایة عن أَهل اللغة أَن یقال للذی یمنعه الخوف و المرض أُحْصِرَ، قال: و یقال للمحبوس حُصِرَ؛ و إِنما كان ذلك كذلك لأَن الرجل إِذا امتنع من التصرف فقد حَصَرَ نَفْسَه فكَأَنَّ المرض أَحبسه أَی جعله یحبس نفسه، و قولك حَصَرْتُه إنما هو حبسته لا أَنه أَحبس نفسه فلا یجوز فیه أَحصر؛ قال الأَزهری: و قد صحت الروایة‌عن ابن عباس أَنه قال: لا حَصْرَ إِلَّا حَصْرُ العدوّ، فجعله بغیر أَلف جائزاً بمعنی قول الله عز و جل: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَیْسَرَ مِنَ الْهَدْیِ؛ قال: و قال الله عز و جل: وَ جَعَلْنٰا جَهَنَّمَ لِلْكٰافِرِینَ حَصِیراً؛ أَی مَحْبِساً و مَحْصَراً [مَحْصِراً. و یقال: حَصَرْتُ القومَ فی مدینة، بغیر أَلف، و قد أَحْصَرَهُ المرض أَی منعه من السفر. و أَصلُ الحَصْرِ و الإِحْصارِ: المنعُ؛ و أَحْصَرَهُ المرضُ. و حُصِرَ فی الحبس: أَقوی من أُحْصِرَ لأَن القرآن جاء بها. و الحَصِیرُ: الطریق، و الجمع حُصُرٌ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: لما رأَیتُ فِجاجَ البِیدِ قد وَضَحَتْ، و لاحَ من نُجُدٍ عادِیَّةٌ حُصُرُ نُجُدٌ: جمع نَجْدٍ كَسَحْلٍ و سُحُلٍ. و عادیة: قدیمة. و حَصَرَ الشی‌ءَ یَحْصُرُه حَصْراً: استوعبه. و الحَصِیرُ: وجه الأَرض، و الجمع أَحْصِرَةٌ و حُصُر. و الحَصِیرُ: سَقیفَة تُصنع من بَرْدیٍّ و أَسَلٍ ثم
لسان العرب، ج‌4، ص: 196
تفرش، سمی بذلك لأَنه یلی وجه الأَرض، و قیل: الحَصِیرُ المنسوجُ، سمی حَصِیراً لأَنه حُصِرَتْ طاقته بعضها مع بعض. و الحَصِیرُ: الباریَّةُ. و‌فی الحدیث: أَفضلُ الجهاد و أَكملُه حجُّ مَبْرُورٌ ثم لزومُ الحَصِیرِ و فی روایة أَنه قال لأَزواجه هذه ثم قال لزومُ الحُصُرِ‌أَی أَنكنَّ لا تَعُدْنَ تخرجن من بیوتكنّ و تلزمن الحُصُرَ؛ و هو جمع حَصِیر الذی یبسط فی البیوت، و تضم الصاد و تسكن تخفیفاً؛ و قول أَبی ذؤیب یصف ماء مزج به خمر: تَحَدَّرَ عن شاهِقٍ كالحَصِیرِ، مُسْتَقْبِلَ الریحِ، و الفَیْ‌ءُ قَرّ یقول: تَنَزَّلَ الماءُ من جبل شاهق له طرائق كشُطَب الحصیر. و الحَصِیرُ: البِساطُ الصغیر من النبات. و الحَصِیرُ: الجَنْبُ، و الحَصِیرانِ: الجَنْبانِ. الأَزهری: الجَنْبُ یقال له الحَصِیرُ لأَن بعض الأَضلاع مَحْصُورٌ مع بعض؛ و قیل: الحَصِیرُ ما بین العِرْقِ الذی یظهر فی جنب البعیر و الفرس معترضاً فما فوقه إِلی مُنْقَطَعِ الجَنْبِ. و الحَصِیرُ: لحمُ ما بین الكتف إِلی الخاصرة؛ و أَما قول الهذلی: و قالوا: تركنا القومَ قد حَصَرُوا به، و لا غَرْوَ أَنْ قد كانَ ثَمَّ لَحیمُ قالوا: معنی حصروا به أَی أَحاطوا به. و حَصِیرا السیف: جانباه. و حَصِیرُه: فِرِنْدُه الذی تراه كَأَنه مَدَبُّ النملِ؛ قال زهیر: بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوانِیِّ، أَخْلَصَ الصَّیاقِلُ منه عن حَصِیرٍ و رَوْنَقِ و أَرض مَحْصُورة و منصورة و مضبوطة أَی ممطورة. و الحِصارُ و المِحْصَرَةُ: حَقیبَةٌ؛ و قال الجوهری: وسادَةٌ تلقی علی البعیر و یرفع مؤخرها فتجعل كآخِرَةِ الرحل و یحشی مقدّمها، فیكون كقادِمَةِ الرحل، و قیل: هو مَرْكَبٌ یَرْكَبُ به الرَّاضَةُ؛ و قیل: هو كساء یطرح علی ظهره یُكْتَفَلُ به. و أَحْصَرْتُ الجملَ و حَصَرْتُه: جعلت له حِصاراً، و هو كساء یجعل حول سَنامِهِ. و حَصَرَ البعیرَ یَحْصُرُه و یحْصِرُه حَصْراً و احْتَصَرَهُ: شَدَّه بالحِصار. و المِحْصَرَةُ: قَتَبٌ صغیر یُحْصَرُ به البعیر و یلقی علیه أَداة الراكب. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَن سَعْداً الأَسْلَمِیَّ قال: رأَیته بالخَذَواتِ و قد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَةً فی مؤَخَّرَةِ الحِصَارِ [الحَصَارِ؛ هو من ذلك. و‌فی حدیث حذیفةَ: تُعْرَضُ الفِتَنُ علی القلوب عَرْضَ الحصیر‌أَی تحیط بالقلوب؛ یقال: حَصَرَ به القومُ أَی أَطافوا؛ و قیل: هو عِرْقٌ یمتدّ معترِضاً علی جنب الدابة إِلی ناحیة بطنها فشبه الفتن بذلك؛ و قیل: هو ثوب مزخرف منقوش إِذا نشر أَخذ القلوب بحسن صنعته، كذلك الفتنة تزین و تزخرف للناس، و عاقبة ذلك إِلی غرور.

حضر؛ ج4، ص: 196

: الحُضورُ: نقیض المَغیب و الغَیْبةِ؛ حَضَرَ یَحْضُرُ حُضُوراً و حِضَارَةً؛ و یُعَدَّی فیقال: حَضَرَه و حَضِرَه «3». یَحْضُرُه، و هو شاذ، و المصدر كالمصدر. و أَحْضَرَ الشی‌ءَ و أَحْضَرَه إِیاه، و كان ذلك بِحَضْرةِ فلان و حِضْرَتِه و حُضْرَتِه و حَضَرِه و مَحْضَرِه، و كلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان و بمَحْضَرٍ منه أَی بِمَشْهَدٍ منه، و كلمته أَیضاً بِحَضَرِ فلان، بالتحریك، و كلهم یقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحریك. الجوهری: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ و فِناؤه. و‌فی حدیث عمرو
(3). قوله: [فیقال حضره و حضره إلخ] أَی فهو من بابی نصر و علم كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 197
ابن سَلِمَة «1». الجَرْمِیِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ‌أَی عنده؛ و رجل حاضِرٌ و قوم حُضَّرٌ و حُضُورٌ. و إِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ و الحِضْرَةِ إذا حَضَرَ بخیر. و فلان حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كان ممن یذكر الغائبَ بخیر. أَبو زید: هو رجل حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بخیر. و یقال: إِنه لَیَعْرِفُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ و مَنْ بِعَقْوَتِه. الأَزهری: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشی‌ء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛ و أَنشد اللیث: فَشَلَّتْ یداه یومَ یَحْمِلُ رایَةً إِلی نَهْشَلٍ، و القومُ حَضْرَة نَهْشَلِ و یقال: ضربت فلاناً بِحَضْرَةِ فلان و بمَحْضَرِه. اللیث: یقال حَضَرَتِ الصلاة، و أَهل المدینة یقولون: حَضِرَتْ، و كلهم یقول تَحْضَرُ؛ و قال شمر: یقال حَضِرَ القاضِیَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: و إِنما أُنْدِرَتِ التاء لوقوع القاضی بین الفعل و المرأَة؛ قال الأَزهری: و اللغة الجیدة حَضَرَتْ تَحْضُرُ، و كلهم یقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهری: و أَنشدنا أَبو ثَرْوانَ العُكْلِیُّ لجریر علی لغة حَضِرَتْ: ما مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ، كَمَنْ لنا عندَه التَّكْریمُ و اللَّطَفُ و الحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. و الحاضِرُ: خلاف البادی. و‌فی الحدیث: لا یَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقیم فی المُدُنِ و القُرَی، و البادی: المقیم بالبادیة، و المنهی عنه أَن یأْتی البَدَوِیُّ البلدة و معه قوت یبغی التَّسارُعَ إِلی بیعه رخیصاً، فیقول له الحَضَرِیُّ: اتركه عندی لأُغالِیَ فی بیعه، فهذا الصنیع محرّم لما فیه من الإِضرار بالغیر، و البیع إِذا جری مع المغالاة منعقد، و هذا إِذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِلیها كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ و استغنی عنها ففی التحریم تردُّد یعوّل فی أَحدهما علی عموم ظاهر النهی و حَسْمِ بابِ الضِّرارِ، و فی الثانی علی معنی الضرورة. و قد جاء‌عن ابن عباس أَنه سئل لا یبع حاضر لباد قال: لا یكون له سِمْساراً؛ و یقال: فلان من أَهل الحاضرة و فلان من أَهل البادیة، و فلان حَضَرِیٌّ و فلان بَدَوِیٌّ. و الحِضارَةُ: الإِقامة فی الحَضَرِ؛ عن أَبی زید. و كان الأَصمعی یقول: الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامی: فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه، فأَیَّ رجالِ بادِیَةٍ تَرانَا و رجل حَضِرٌ: لا یصلح للسفر. و هم حُضُورٌ أَی حاضِرُونَ، و هو فی الأَصل مصدر. و الحَضَرُ و الحَضْرَةُ و الحاضِرَةُ: خلاف البادیة، و هی المُدُنُ و القُرَی و الرِّیفُ، سمیت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ و مَساكِنَ الدیار التی لا یكون لهم بها قَرارٌ، و البادیة یمكن أَن یكون اشتقاقُ اسمِها من بَدا یَبْدُو أَی بَرَزَ و ظهر و لكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما سواه؛ و أَهل الحَضَرِ و أَهل البَدْوِ. و الحاضِرَةُ و الحاضِرُ: الحَیُّ العظیم أَو القومُ؛ و قال ابن سیدة: الحَیُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ التی بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال: فی حاضِرٍ لَجِبٍ باللیلِ سامِرُهُ، فیهِ الصَّواهِلُ و الرَّایاتُ و العَكَرُ فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ و السَّامِرِ و الجامِل
(1). قوله: [عمرو بن سلمة] كان یؤمّ قومه و هو صغیر، و كان أبوه فقیراً، و كان علیه ثوب خلق حتی قالوا غطوا عنا است قارئكم، فكسوه جبة. و كان یتلقی الوفد و یتلقف منهم القرآن فكان أكثر قومه قرآناً، و أَمَّ بقومه فی عهد، النبی صلی الله علیه و سلم، و لم یثبت له منه سماع، و أبو سلمة بكسر اللام، وفد علی النبی، صلی الله علیه و سلم، كذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌4، ص: 198
و نحو ذلك. قال الجوهری: هو كما یقال حاضِرُ طَیِّ‌ءٍ، و هو جمع، كما یقال سامِرٌ للسُّمَّار و حاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ و بادٍ، كَأَنَّهُ قطِینُ الإِلهِ عِزَّةً و تَكَرُّما و‌فی حدیث أُسامة: و قد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ.الأَزهری: العرب تقول حَیٌّ حاضِرٌ، بغیر هاء، إِذا كانوا نازلین علی ماءٍ عِدٍّ، یقال: حاضِرُ بنی فلانٍ علی ماءِ كذا و كذا، و یقال للمقیم علی الماء: حاضرٌ، و جمعه حُضُورٌ، و هو ضدّ المسافر، و كذلك یقال للمقیم: شاهدٌ و خافِضٌ. و فلان حاضِرٌ بموضع كذا أَی مقیم به. و یقال: علی الماء حاضِرٌ و هؤلاء قوم حُضَّارٌ إِذا حَضَرُوا المیاه، و مَحاضِرُ؛ قال لبید: فالوادِیانِ و كلُّ مَغْنًی مِنْهُمُ، و علی المیاهِ مَحاضِرٌ و خِیامُ قال ابن بری: هو مرفوع بالعطف علی بیت قبله و هو: أَقْوَی و عُرِّیَ واسِطٌ فَبِرامُ، من أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ و بعده: عَهْدِی بها الحَیَّ الجمیعَ، و فیهمُ، قبلَ التَّفَرُّقِ، مَیْسِرٌ و نِدامُ و هذه كلها أَسماء مواضع. و قوله: عهدی رفع بالابتداء، و الحیّ مفعول بعهدی و الجمیع نعته، و فیهم قبل التفرّق میسر: جملة ابتدائیة فی موضع نصب علی الحال و قد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذی هو عهدی علی حد قولهم: عهدی بزید قائماً؛ و ندام: یجوز أَن یكون جمع ندیم كظریف و ظراف و یجوز أَن یكون جمع ندمان كغرثان و غراث. قال: و حَضَرَةٌ مثل كافر و كَفَرَةٍ. و‌فی حدیث آكل الضب: أَنَّی تَحضُرُنِی منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذین یحضرونه. و حاضِرَةٌ: صفة طائفة أَو جماعة. و‌فی حدیث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَی یحضرها ملائكة اللیل و النهار. و حاضِرُو المِیاهِ و حُضَّارُها: الكائنون علیها قریباً منها لأَنهم یَحْضُرُونها أَبداً. و المَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلی المیاه. الأَزهری: المحضَر عند العرب المرجع إِلی أَعداد المیاه، و المُنْتَجَعُ: المذهبُ فی طلب الكَلإِ، و كل مُنْتَجَعٍ مَبْدًی، و جمع المَبْدَی مَبادٍ، و هو البَدْوُ؛ و البادِیَةُ أَیضاً: الذین یتباعدون عن أَعداد المیاه ذاهبین فی النُّجَعِ إِلی مَساقِط الغیث و منابت الكلإِ. و الحاضِرُون: الذین یرجعون إِلی المَحاضِرِ فی القیظ و ینزلون علی الماء العِدِّ و لا یفارقونه إِلی أَن یقع ربیع بالأَرض یملأُ الغُدْرانَ فینتجعونه، و قوم ناجِعَةٌ و نواجِعُ و بادِیَةٌ و بوادٍ بمعنی واحد. و كل من نزل علی ماءٍ عِدٍّ و لم یتحوّل عنه شتاء و لا صیفاً، فهو حاضر، سواء نزلوا فی القُرَی و الأَرْیاف و الدُّورِ المَدَرِیَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِیَةَ علی المیاه فَقَرُّوا بها و رَعَوْا ما حوالیها من الكلإِ. و أَما الأَعراب الذین هم بادیة فإِنما یحضرون الماء العِدَّ شهور القیظ لحاجة النَّعَمِ إِلی الوِرْدِ غِبّاً و رَفْهاً و افْتَلَوُا الفَلَوَات المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربیع بالأَرض شربوا منه فی مَبْدَاهُمْ الذی انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا علی ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ و خیلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ یلیهم، و رفعوا أَظْماءَهُمْ إِلی السِّبْعِ و الثِّمْنِ و العِشْرِ، فإِن كثرت فیه الأَمطار و الْتَفَّ العُشْبُ و أَخْصَبَتِ الریاضُ و أَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ و استغنی عن الماء، و إِذا عَطِشَ المالُ فی هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ و التَّناهِیَ فشربتْ كَرْعاً و ربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌4، ص: 199
عَمْرِو بن سَلِمَةَ الجَرْمِیّ: كنا بحاضِرٍ یَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ النُّزُولُ علی ماء یقیمون به و لا یَرْحَلُونَ عنه. و یقال للمَناهِل: المَحاضِر للاجتماع و الحضور علیها. قال الخطابی: ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً للمكان المحضور. یقال: نزلنا حاضِرَ بنی فلان، فهو فاعل بمعنی مفعول. و‌فی الحدیث: هِجْرَةُ الحاضِرِ؛ أَی المكان المحضور. و رجل حَضِرٌ و حَضُرٌ: یَتَحَیَّنُ طعام الناس حتی یَحْضُرَهُ. الأَزهری عن الأَصمعی: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ و مَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَی كثیر الآفة یعنی یَحْتَضِرُه الجنّ و الدواب و غیرها من أَهل الأَرض، و الكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. و‌فی الحدیث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَی یحضُرها الجنّ و الشیاطین. و قوله تعالی: وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ؛ أَی أَن تصیبنی الشیاطین بسوء. و حُضِرَ المریض و احْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ؛ و حَضَرَنِی الهَمُّ و احْتَضَرَنِی و تَحَضَّرَنِی. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، ذَكَرَ الأَیامَ و ما فی كل منها من الخیر و الشر ثم قال: و السَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَی هو أَكثر شرّاً، و هو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛ و منه قولهم: حُضِرَ فلان و احْتُضِرَ إِذا دنا موته؛ قال ابن الأَثیر: و روی بالخاءِ المعجمة، و قیل: هو تصحیف، و‌قوله: إِلا أَن له أَشْطُراً‌أَی خیراً مع شره؛ و منه: حَلَبَ الدهرَ أَشْطُرَهُ أَی نال خَیْرَهُ و شَرَّه. و‌فی الحدیث: قُولُوا ما یَحْضُرُكُمْ «2»؛ أَی ما هو حاضر عندكم موجود و لا تتكلفوا غیره. و الحَضِیرَةُ: موضع التمر، و أَهل الفَلْحِ «3». یُسَمُّونها الصُّوبَةَ، و تسمی أَیضاً الجُرْنَ و الجَرِینَ. و الحَضِیرَةُ: جماعة القوم، و قیل: الحَضِیرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانیةُ؛ قال أَبو ذؤیب أَو شهاب ابنه: رِجالُ حُرُوبٍ یَسْعَرُونَ، و حَلْقَةٌ من الدار، لا یأْتی علیها الحضائِرُ و قیل: الحَضِیرَةُ الأَربعة و الخمسة یَغْزُونَ، و قیل: هم النَّفَرُ یُغْزَی بهم، و قیل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهری: قال أَبو عبید فی قول سَلْمَی الجُهَنِیَّةِ تمدح رجلًا و قیل ترثیه: یَرِدُ المِیاهَ حَضِیرَةً و نَفِیضَةً، وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ اختلف فی اسم الجهنیة هذه فقیل: هی سلمی بنت مَخْدَعَةَ الجهنیة؛ قال ابن بری: و هو الصحیح، و قال الجاحظ: هی سُعْدَی بنت الشَّمَرْدَل الجهنیة. قال أَبو عبید: الحَضِیرَةُ ما بین سبعة رجال إِلی ثمانیة، و النَّفِیضَةُ: الجماعة و هم الذین یَنْفُضُونَ. و روی سلمة عن الفراء قال: حَضِیرَةُ الناس و نَفِیضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر فی قوله حضیرةً و نفیضةً، قال: حضیرة یحضرها الناس یعنی المیاه و نفیضة لیس علیها أَحد؛ حكی ذلك عن ابن الأَعرابی و نصب حضیرة و نفیضة علی الحال أَی خارجة من المیاه؛ و روی عن الأَصمعی: الحضیرة الذین یحضرون المیاه، و النفیضة الذین یتقدمون الخیل و هم الطلائع؛ قال الأَزهری: و قول ابن الأَعرابی أَحسن. قال ابن بری: النفیضة جماعة یبعثون لیكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف. و التُّبَّعُ: الظل. و اسْمَأَلَّ: قَصُرَ، و ذلك عند نصف النهار؛ و قبله: سَبَّاقُ عادِیةٍ و رأْسُ سَرِیَّةٍ، و مُقاتِلٌ بَطَلٌ وَ هادٍ مِسْلَعُ
(2). قوله: [قولوا ما یحضركم] الذی فی النهایة قولوا ما بحضرتكم (3). قوله: [و أهل الفلح] بالحاء المهملة و الجیم أی شق الأرض للزراعة
لسان العرب، ج‌4، ص: 200
المِسْلَعُ: الذی یشق الفلاة شقّاً، و اسم المَرْثِیِّ أَسْعَدُ و هو أَخو سلمی؛ و لهذا تقول بعد البیت: أَ جَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِیئَةً، هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَیَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ الدَّرِیئَةُ: الحَلْقَةُ التی یتعلم علیها الطعن؛ و الجمع الحضائر؛ قال أَبو شهاب الهذلی: رِجالُ حُرُوبٍ یَسْعَرُونَ، و حَلْقَةٌ من الدار، لا تَمْضِی علیها الحضائِرُ و قوله رجال بدل من معقل فی بیت قبله و هو: فلو أَنهمْ لم یُنْكِرُوا الحَقَّ، لم یَزَلْ لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزیزٌ و ناصِرُ یقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم و ذبَّنا عنهم لكان لهم منا مَعْقِلٌ یلجؤُون إِلیه و عز ینتهضون به. و الحَلْقَةُ: الجماعة. و قوله: لا تمضی علیها الحضائر أَی لا تجوز الحضائر علی هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن سیدة: قال الفارسی حَضیرَة العسكر مقدّمتهم. و الحَضِیرَةُ: ما تلقیه المرأَة من وِلادِها. و حَضِیرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة. و الحَضِیرَةُ: انقطاع دمها. و الحَضِیرُ: دمٌ غلیظ یجتمع فی السَّلَی. و الحَضِیرُ: ما اجتمع فی الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، و فی السَّلَی من السُّخْدِ و نحو ذلك. یقال: أَلقت الشاةُ حَضِیرتَها، و هی ما تلقیه بعد الوَلَدِ من السُّخْدِ و القَذَی. و قال أَبو عبیدة: الحَضِیرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَی و هی لفافة الولد. و یقال للرجل یصیبه اللَّمَمُ و الجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ و منه قول الراجز: و انْهَمْ بِدَلْوَیْكَ نَهِیمَ المُحْتَضَرْ، فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ و المُحْتَضِرُ: الذی یأْتی الحَضَرَ. ابن الأَعرابی: یقال لأُذُنِ الفیل: الحاضِرَةُ و لعینه الحفاصة «1». و قال: الحَضْرُ التطفیل و هو الشَّوْلَقِیُّ و هو القِرْواشُ و الواغِلُ، و الحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ. و الحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. و المَحْضَرُ: السِّجِلُّ. و المُحاضَرَةُ: المجالدة، و هو أَن یغالبك علی حقك فیغلبك علیه و یذهب به. قال اللیث: المُحاضَرَةُ أَن یُحاضِرَك إِنسان بحقك فیذهب به مغالبةً أَو مكابرة. و حاضَرْتُه: جاثیته عند السلطان، و هو كالمغالبة و المكاثرة. و رجل حَضْرٌ: ذو بیان. و تقول: حَضَارِ بمعنی احْضُرْ، و حَضَارِ، مبنیة مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال ابن سیدة: هو نجم یطلع قبل سُهَیْلٍ فتظن الناس به أَنه سهیل و هو أَحد المُحْلِفَیْنِ. الأَزهری: قال أَبو عمرو بن العلاء یقال طلعت حَضَارِ و الوَزْنُ، و هما كوكبان یَطْلُعانِ قبل سهیل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهیل للشبه، و كذلك الوزن إِذا طلع، و هما مُحْلِفانِ عند العرب، سمیا مُحْلِفَیْنِ لاخْتِلافِ الناظرین لهما إِذا طلعا، فیحلف أَحدهما أَنه سهیل و یحلف الآخر أَنه لیس بسهیل؛ و قال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِیٌّ فی بُعْدٍ؛ و أَنشد: أَرَی نارَ لَیْلَی بالعَقِیقِ كأَنَّها حَضَارِ، إِذا ما أَعْرَضَتْ، و فُرُودُها الفُرُودُ: نجوم تخفی حول حَضَارِ؛ یرید أَن النار تخفی لبعدها كهذا النجم الذی یخفی فی بعد. قال سیبویه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز و بنی تمیم متفقون فیه، و یختار فیه بنو تمیم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا فی تراك الحجازیة لأَنها هی اللغة الأُولی القُدْمَی، و زعم الخلیل أَن إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ
(1). قوله: [الحفاصة]كذا بالأصل بدون نقط و كتب بهامشه بدلها الفاصة
لسان العرب، ج‌4، ص: 201
علیهم یعنی الإِمالةَ لیكون العمل من وجه واحد، فكرهوا تركَ الخِفَّةِ و علموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلی ذلك و أَنهم إِن رفعوا لم یصلوا؛ قال: و قد یجوز أَن ترفع و تنصب ما كان فی آخره الراء، قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، و سَفَارِ اسم ماء، و لكنهما مؤنثان كماوِیَّةَ؛ و قال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة و هذه اسم الكوكبة. و الحِضارُ من الإِبل: البیضاء، الواحد و الجمع فی ذلك سواء. و فی الصحاح: الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤیب یصف الخمر: فما تُشْتَرَی إِلَّا بِرِبْحٍ، سِباؤُها بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها و حِضارُها شومها: سودها؛ یقول: هذه الخمر لا تشتری إِلا بالإِبل السود منها و البیض؛ قال ابن بری: و الشوم بلا همز جمع أَشیم و كان قیاسه أَن یقال شِیمٌ كأَبیض و بِیضٍ، و أَما أَبو عمرو الشَّیْبانی فرواه شیمها علی القیاس و هما بمعنًی، الواحدُ أَشْیَمُ؛ و أَما الأَصمعی فقال: لا واحد له، و قال عثمان بن جنی: یجوز أَن یجمع أَشْیَمُ علی شُومٍ و قیاسه شِیمٌ، كما قالوا ناقة عائط للتی لم تَحْمِلْ و نوق عُوط و عِیط، قال: و أَما قوله إِن الواحد من الحِضَارِ و الجمعَ سواء ففیه عند النحویین شرح، و ذلك أَنه قد یتفق الواحد و الجمع علی وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذی یكون للجمع غیر البناء الذی یكون للواحد، و علی ذلك قالوا ناقة هِجانٌ و نوق هِجانٌ، فهجان الذی هو جمع یقدّر علی فِعَالٍ الذی هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، و الذی یكون من صفة المفرد تقدره مفرداً مثل كتاب، و الكسرة فی أَول مفرده غیر الكسرة التی فی أَوَّل جمعه، و كذلك ناقة حِضار و نوق حِضار، و كذلك الضمة فی الفُلْكِ إِذا كان المفردَ غَیْرُ الضمة التی تكون فی الفلك إِذا كان جمعاً، كقوله تعالی: فِی الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف فی قولك القُفْل لأَنه واحد، و أَما ضمة الفاء فی قوله تعالی: وَ الْفُلْكِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ: فهی بإِزاء ضمة الهمزة فی أُسْدٍ، فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التی تكون جمعاً، و فی الأَوَّل تقدرها فُعْلًا التی هی للمفرد. الأَزهری: و الحِضارُ من الإِبل البیض اسم جامع كالهِجانِ؛ و قال الأُمَوِیُّ: ناقة حِضارٌ إِذا جمعت قوّة و رِحْلَةً یعنی جَوْدَةَ المشی؛ و قال شمر: لم أَسمع الحِضارَ بهذا المعنی إِنما الحِضارُ بیض الإِبل، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب شُومُها و حِضارُها أَی سودها و بیضها. و الحَضْراءُ من النوق و غیرها: المُبادِرَةُ فی الأَكل و الشرب. و حَضارٌ: اسم للثور الأَبیض. و الحَضْرُ: شَحْمَةٌ فی العانة و فوقها. و الحُضْرُ و الإِحْضارُ: ارتفاع الفرس فی عَدْوِه؛ عن الثعلبیة، فالحُضْرُ الاسم و الإِحْضارُ المصدر. الأَزهری: الحُضْرُ و الحِضارُ من عدو الدواب و الفعل الإِحْضارُ؛ و منه‌حدیث وُرُودِ النار: ثم یَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالریح ثم كحُضْرِ الفرس؛ و منه‌الحدیث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَیْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض المدینة؛ و منه‌حدیث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً فأَخذتُ بِضَبُعِهِ.و قال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً و حُضْراً، و كذلك الرجل، و عندی أَن الحُضْرَ الاسم و الإِحْضارَ المصدرُ. و احْتَضَرَ الفرسُ إِذا عدا، و اسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَیْتُه؛ و فرس مِحْضِیرٌ، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء. و فرس مِحْضِیرٌ و مِحْضارٌ، بغیر هاء للأُنثی، إِذا كان شدید الحُضْرِ، و هو العَدْوُ. قال الجوهری: و لا یقال مِحْضار، و هو من النوادر، و هذا فرس مِحْضیر و هذه فرس مِحْضِیرٌ. و حاضَرْتُهُ حِضاراً:
لسان العرب، ج‌4، ص: 202
عَدَوْتُ معه. و حُضَیْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، و قد سَمَّتْ حاضِراً و مُحاضِراً و حُضَیْراً. و الحَضْرُ: موضع. الأَزهری: الحَضْرُ مدینة بنیت قدیماً بین دِجْلَةَ و الفُراتِ. و الحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. و حَضْرَمَوْتُ: اسم بلد؛ قال الجوهری: و قبیلة أَیضاً، و هما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت بنیت الاسم الأَول علی الفتح و أَعربت الثانی إِعراب ما لا ینصرف فقلت: هذا حَضْرَمَوْتُ، و إِن شئت أَضفت الأَول إِلی الثانی فقلت: هذا حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً و خفضت موتاً، و كذلك القول فی سامّ أَبْرَص و رَامَهُرْمُز، و النسبة إِلیه حَضْرَمِیُّ، و التصغیر حُضَیْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر منهما؛ و كذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ. و‌فی حدیث مصعب بن عمیر: أَنه كان یمشی فی الحَضْرَمِیِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلی حَضْرَمَوْتَ المتخذة بها. و حَضُورٌ: جبل بالیمن أَو بلد بالیمن، بفتح الحاء؛ و قال غامد: تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بین عَشِیرَتِی، فَأَسْمَانِیَ القَیْلُ الحَضُورِیُّ غامِدَا و فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی ثوبین حَضُورِیَّیْن؛ هما منسوبان إِلی حَضُورٍ قریة بالیمن. و فی الحدیث ذكر حَضِیرٍ، و هو بفتح الحاء و كسر الضاد، قاع یسیل علیه فَیْضُ النَّقِیع، بالنون.

حضجر؛ ج4، ص: 202

: الحِضَجْرُ: العظیم البطن الواسِعُهُ؛ قال: حِضَجْرٌ كأُمِّ التَّوْأَمَیْنِ تَوَكَّأَتْ علی مِرْفَقَیْها، مُسْتَهِلَّةَ عاشِرِ و حَضاجِرُ: اسم للذكر و الأُنثی من الضِّباعِ، سمیت بذلك لسعة بطنها و عظمه؛ قال الحطیئة: هَلَّا غَضِبْتَ لِرَحْلِ جارِكَ، إِذْ تَنَبَّذَهُ حَضاجِرْ و حَضاجِرُ معرفة و لا ینصرف فی معرفة و لا نكرة لأَنه اسم للواحد علی بنیة الجمع لأَنهم یقولون وَطْبٌ حِضَجْرٌ و أَوْطُبٌ حَضاجِرُ، یعنی واسعة عظیمة؛ قال السیرافی: و إِنما جعل اسماً لها علی لفظ الجمع إِرادة للمبالغة، قالوا حَضاجِرُ فجعلوها جمعاً مثل قولهم مُغَیْرِبات الشمس و مُشَیْرِقات الشمس، و مثله جاء البعیرُ یَجُرُّ عَثانِینَهُ. و إِبل حَضاجِرُ: قد شربت و أَكلت الحَمْضَ فانتفخت خواصرها؛ قال الراجز: إِنِّی سَتَرْوِی عَیْمَتِی، یا سالِما، حَضاجِرٌ لا تَقْرَبُ المَواسِما الأَزهری: الحِضَجْرُ الوَطْبُ ثم سمی به الضبع لسعة جوفها. الأَزهری: الحِضَجْرُ السِّقاء الضَّخْمُ، و الحِضَجْرَةُ: الإِبل المتفرّقة علی رعائها من كثرتها.

حطر؛ ج4، ص: 202

: الأَزهری: أَهمل اللیث حَطَرَ و فی نوادر الأَعراب: یقال حُطِرَ به و كُلِتَ به و جُلِدَ به إِذا صُرِعَ؛ و فیها: سَیْفٌ حالُوقٌ و حالُوقَةٌ و حاطُورَةٌ. قال: و حَطَرْتُ فلاناً بالنَّبْلِ مِثْلُ نَضَدْتُه نَضْداً.

حظر؛ ج4، ص: 202

: الحَظْرُ: الحَجْرُ، و هو خلاف الإِباحَةِ. و المَحْظُورُ: المُحَرَّمُ. حَظَرَ الشی‌ءَ یَحْظُرُه حَظْراً و حِظاراً و حَظَرَ علیه: منعه، و كلُّ ما حال بینك و بین شی‌ء، فقد حَظَرَهُ علیك. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً. و قول العرب: لا حِظارَ علی الأَسماء یعنی أَنه لا یمنع أَحد أَن یسمی بما شاء أَو یتسمی به. و حَظَرَ علیه حَظْراً: حَجَرَ و مَنَعَ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 203
و الحَظِیرَة: جَرِینُ التمر، نَجْدِیَّة، لأَنه یَحْظُرُه و یَحْصُرُه. و الحَظِیرَةُ: ما أَحاط بالشی‌ء، و هی تكون من قَصَبٍ و خَشب؛ قال المَرَّارُ بن مُنْقِذٍ العَدَوِیُّ: فإِنَّ لنا حَظائِرَ ناعِماتٍ، عَطاء اللهِ رَبِّ العالمینا فاستعاره للنخل. و الحِظَارُ الحَظَارُ: حائطها و صاحبها مُحْتَظِرٌ إِذا اتخذها لنفسه، فإِذا لم تَخُصَّهُ بها فهو مُحْظِرٌ. و كل ما حال بینك و بین شی‌ء، فهو حِظار و حَظَارٌ. و كل شی‌ء حَجَرَ بین شیئین، فهو حِظارٌ و حِجارٌ. و الحِظارُ: الحَظِیرَةُ تعمل للإِبل من شجر لتقیها البَرْد و الریحَ؛ و فی التهذیب: الحَظارُ، بفتح الحاء. و قال الأَزهری: وجدته بخط شمر الحِظار، بكسر الحاء. و المُحْتَظِرُ: الذی یعمل الحَظِیرَةَ، و قرئ: كَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ؛ فمن كسره جعله الفاعل، و من فتحه جعله المفعول به. و احْتَظَرَ القومُ و حَظَرُوا: اتخذوا حَظِیرَةً. و حَظَرُوا أَموالهم: حَبَسُوها فی الحظائر من تضییق. و الحَظِرُ: الشی‌ءُ المُحْتَظَرُ به. و یقال للرجل القلیل الخیر: إِنه لَنكِدُ الحَظِیرَةِ؛ قال أَبو عبید: أُراه سمی أَمواله حَظِیرَةً لأَنه حَظَرَها عنده و منعها، و هی فعیلة بمعنی مفعولة. و الحَظِرُ: الشجر المُحْتَظَرُ به، و قیل الشوك الرَّطْبُ؛ و وقع فی الحَظِرِ الرَّطْبِ إِذا وقع فیما لا طاقة له به، و أَصله أَن العرب تجمع الشوك الرَّطْبَ فَتُحَظِّرُ به فربما وقع فیه الرجل فَنَشِب فیه فشبهوه بهذا. و جاء بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَی بكثرة من المال و الناس، و قیل بالكذب المُسْتَشْنَعِ. و أَوْقَدَ فی الحَظِرِ الرطْبِ: نَمَّ. الأَزهری: سمعت العرب تقول للجدار من الشجر یوضع بعضه علی بعض لیكون ذَرًی للمال یَرُدُّ عنه بَرْدَ الشَّمالِ فی الشتاء: حَظارٌ، بفتح الحاء؛ و قد حَظَرَ فلانٌ علی نَعَمِهِ. قال الله تعالی: إِنّٰا أَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ صَیْحَةً وٰاحِدَةً فَكٰانُوا كَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ؛ و قرئ: المحتظَر؛ أَراد كالهشیم الذی جمعه صاحب الحظیرة؛ و من قرأَ المحتظَر، بالفتح، فالمحتظَر اسم للحظیرة، المعنی كهشیم المكان الذی یحتظر فیه الهشیم، و الهشیم: ما یَبِسَ من المُحْتَظَرَاتِ فارْفَتَّ و تَكَسَّر؛ المعنی أَنهم بادوا و هلكوا فصاروا كَیَبیس الشجر إِذا تَحَطَّمَ؛ و قال الفرّاء: معنی قوله كَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ أَی كهشیم الذی یحظر علی هشیمه، أَراد أَنه حَظَرَ حِظاراً رَطْباً علی حِظارٍ قدیم قد یَبِسَ. و یقال للحَطَبِ الرَّطْبِ الذی یُحْظَرُ به: الحَظِرُ؛ و منه قول الشاعر: و لم یَمْشِ بین الحَیِّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَی لم یمش بالنمیمة. و الحَظْرُ: المنعُ، و منه قوله تعالی: وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً؛ و كثیراً ما یرد فی القرآن ذكر المَحْظُور و یراد به الحرام. و قد حَظَرْتُ الشی‌ءَ إِذا حَرَّمْتَهُ، و هو راجع إِلی المنع. و‌فی حدیث أُكَیْدِرِ دُوْمَةَ: لا یُحْظَرُ علیكم النَّباتُ؛ یقول: لا تُمْنَعُونَ من الزراعةِ حیث شئتم، و یجوز أَن یكون معناه لا یُحْمَی علیكم المَرْتَعُ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا حِمَی فی الأَراكِ، فقال له رجل: أَراكةٌ فی حِظارِی، فقال: لا حِمَی فی الأَراك؛ رواه شمر و قیده بخطه فی حِظاری، بكسر الحاء، و قال: أَراد الأَرض التی فیها الزعر المُحاطُ علیها كالحَظِیرَةِ، و تفتح الحاء و تكسر، و كانت تلك الأَراكة التی ذكرها فی الأَرض التی أَحیاها قبل أَن یحییها فلم یملكها بالإِحیاء و ملك الأَرض دونها أَو كانت مَرْعَی السَّارِحَةِ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 204
و المِحْظارُ: ذُبابٌ أَخْضَرُ یَلْسَعُ كذباب الآجام. و حَظِیرَةُ القُدْسِ: الجَنَّةُ. و‌فی الحدیث: لا یَلِجُ حَظِیرَةَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ أَراد بحظیرة القدس الجنة، و هی فی الأَصل الموضع الذی یُحاطُ علیه لتأْوی إِلیه الغنم و الإِبل یقیها البرد و الریح. و‌فی الحدیث: أَتته امرأَة فقالت: یا نَبِیَّ الله، ادْعُ اللهَ لی فلقد دَفَنْتُ ثلاثة، فقال: لقد احْتَظَرْت بِحِظارٍ شدید من النار؛ و الاحْتِظارُ: فِعْلُ الحِظارِ، أَراد لقد احْتَمَیْتِ بِحِمًی عظیم من النار یقیك حرها و یؤمنك دُخولَها. و‌فی حدیث مالك بن أَنس: یَشْتَرِطُ صاحبُ الأَرض علی المُساقِی سَدَّ الحِظارِ‌یرید به حائط البستان.

حفر؛ ج4، ص: 204

: حَفَرَ الشی‌ءَ یَحْفِرُه حَفْراً و احْتَفَرَهُ: نَقَّاهُ كما تُحْفَرُ الأَرض بالحدیدة، و اسم المُحْتَفَرِ الحُفْرَةُ. و اسْتَحْفَرَ النَّهْرُ: حانَ له أَن یُحْفَرَ. و الحَفِیرَةُ و الحَفَرُ و الحَفِیرُ: البئر المُوَسَّعَةُ فوق قدرها، و الحَفَرُ، بالتحریك: التراب المُخْرَجُ من الشی‌ء المَحْفُور، و هو مثل الهَدَمِ، و یقال: هو المكان الذی حُفِرَ؛ و قال الشاعر: قالوا: انْتَهَیْنا، و هذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ و الجمع من كل ذلك أَحْفارٌ، و أَحافِیرُ جمع الجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: جُوبَ لها من جَبلٍ هِرْشَمِّ، مُسْقَی الأَحافِیرِ ثَبِیتِ الأُمِّ و قد تكون الأَحافیر جمعَ حَفِیرٍ كقَطِیعٍ و أَقاطیعَ. و فی الأَحادیث: ذِكْرُ حَفَرِ أَبی موسی، و هو بفتح الحاء و الفاء، و هی رَكایا احْتَفَرها علی جادَّةِ الطریق من البَصْرَةِ إِلی مكة، و فیه ذكر الحَفِیرة، بفتح الحاء و كسر الفاء، نهر بالأُردنِّ نزل عنده النعمان بنُ بَشِیر، و أَما بضم الحاء و فتح الفاء فمنزل بین ذی الحُلَیْفَةِ و مِلْكٍ یَسْلُكُه الحاجُّ. و المِحْفَرُ و المِحْفَرَةُ و المِحْفَارُ: المِسْحاةُ و نحوها مما یحتفر به، و رَكِیَّةٌ حَفِیرَةٌ، و حَفَرٌ بدیعٌ، و جمع الحَفَرِ أَحفار؛ و أَتی یَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهِّطاً فَحَفَرَهُ و حَفَرَ عنه و احْتَفَرَهُ. الأَزهری: قال أَبو حاتم: یقال حافِرٌ مُحافِرَةٌ، و فلان أَرْوَغُ من یَرْبُوعٍ مُحافِرٍ، و ذلك أَن یَحْفِرَ فی لُغْزٍ من أَلْغازِهِ فیذهبَ سُفْلًا و یَحْفِر الإِنسانُ حتی یعیا فلا یقدر علیه و یشتبه علیه الجُحْرُ فلا یعرفه من غیره فیدعه، فإِذا فعل الیَرْبُوعُ ذلك قیل لمن یطلبه؛ دَعْهُ فقد حافَرَ فلا یقدر علیه أَحد؛ و یقال إِنه إِذا حافَرَ و أَبی أَن یَحْفِرَ الترابَ و لا یَنْبُثَه و لا یُذَرِّی وَجْهَ جُحْرِه یقال: قد جَثا فتری الجُحْرَ مملوءاً تراباً مستویاً مع ما سواه إِذا جَثا، و یسمی ذلك الجاثِیاءَ، ممدوداً؛ یقال: ما أَشدَّ اشتباهَ جَاثِیائِه. و قال ابن شمیل: رجل مُحافِرٌ لیس له شی‌ء؛ و أَنشد: مُحافِرُ العَیْشِ أَتَی جِوارِی، لیس له، مما أَفاءَ الشَّارِی، غَیْرُ مُدًی و بُرْمَةٍ أَعْشَارِ و كانت سُورَةُ براءة تسمی الحافِرَةَ، و ذلك أَنها حَفَرَتْ عن قلوب المنافقین، و ذلك أَنه لما فرض القتال تبین المنافق من غیره و من یوالی المؤمنین ممن یوالی أَعداءَهم. و الحَفْرُ و الحَفَرُ: سُلاقٌ فی أُصول الأَسْنانِ، و قیل: هی صُفْرة تعلو الأَسنان. الأَزهری: الحَفْرُ و الحَفَرُ، جَزْمٌ و فَتْحٌ لغتان، و هو ما یَلْزَقُ بالأَسنان من ظاهر و باطن، نقول: حَفَرَتْ أَسنانُه تَحْفِرُ حَفْراً. و یقال: فی أَسنانه حَفْرٌ، و بنو أَسد تقول:
لسان العرب، ج‌4، ص: 205
فی أَسنانه حَفَرٌ، بالتحریك؛ و قد حَفَرَتْ تَحْفِرُ حَفْراً، مثال كَسَرَ یَكْسِرُ كَسْراً: فسدت أُصولها؛ و یقال أَیضاً: حَفِرَتْ مثال تَعِبَ تَعَباً، قال: و هی أَردأُ اللغتین؛ و سئل شمر عن الحَفَرِ فی الأَسنان فقال: هو أَن یَحْفِرَ القَلَحُ أُصولَ الأَسنان بین اللِّثَةِ و أَصلِ السِّنِّ من ظاهر و باطن، یُلِحُّ علی العظم حتی ینقشر العظم إِن لم یُدْرَكْ سَرِیعاً. و یقال: أَخذ فَمَهُ حَفَرٌ و حَفْرٌ. و یقال: أَصبح فَمُ فلان مَحْفُوراً، و قد حُفِرَ فُوه، و حَفَرَ یَحْفِرُ حَفْراً، و حَفِرَ حَفَراً فیهما. و أَحْفَرَ الصبی: سقطت له الثَّنِیَّتانِ العُلْیَیان و السُّفْلَیانِ، فإِذا سقطت رَواضِعُه قیل: حَفَرَتْ. و أَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْناء و الإِرْباعِ و القُروحِ: سقطت ثنایاه لذلك. و أَفَرَّتِ الإِبل للإِثناء إِذا ذهبت رَواضِعُها و طلع غیرها. و قال أَبو عبیدة فی كتاب الخیل: یقال أَحْفَرَ المُهْرُ إِحْفاراً، فهو مُحْفِرٌ، قال: و إِحْفارُهُ أَن تتحرك الثَّنِیَّتانِ السُّفْلَیانِ و العُلْیَیانِ من رواضعه، فإِذا تحركن قالوا: قد أَحْفَرَتْ ثنایا رواضعه فسقطن؛ قال: و أَوَّل ما یَحْفِرُ فیما بین ثلاثین شهراً أَدنی ذلك إِلی ثلاثة أَعوام ثم یسقطن فیقع علیها اسم الإِبداء، ثم تُبْدِی فیخرج له ثنیتان سفلیان و ثنیتان علییان مكان ثنایاه الرواضع اللواتی سقطن بعد ثلاثة أَعوام، فهو مُبْدٍ؛ قال: ثم یُثْنِی فلا یزال ثَنِیّاً حتی یُحْفِرَ إِحْفاراً، و إِحْفارُه أَن تحرَّك له الرَّباعِیَتانِ السفلیان و الرباعیتان العلییان من رواضعه، و إِذا تحركن قیل: قد أَحْفَرَتْ رَباعِیاتُ رواضعه، فیسقطن أَول ما یُحْفِرْنَ فی استیفائه أَربعة أَعوام ثم یقع علیها اسم الإِبداء، ثم لا یزال رَباعِیاً حتی یُحْفِرَ للقروح و هو أَن یتحرَّك قارحاه و ذلك إِذا استوفی خمسة أَعوام؛ ثم یقع علیه اسم الإِبداء علی ما وصفناه ثم هو قارح. ابن الأَعرابی: إِذا استتم المهر سنتین فهو جَذَغٌ ثم إِذا استتم الثالثة فهو ثنیّ، فإِذا أَثنی أَلقی رواضعه فیقال: أَثنی و أَدْرَمَ للإِثناء؛ ثم هو رَباع إِذا استتم الرابعة من السنین یقال: أَهْضَمَ للإِرباع، و إِذا دخل فی الخامسة فهو قارح؛ قال الأَزهری: و صوابه إِذا استتم الخامسة فیكون موافقاً لقول أَبی عبیدة قال: و كأَنه سقط شی‌ء. و أَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْنَاءِ و الإِرْباعِ و القُروحِ إِذا ذهبت رواضعه و طلع غیرها. و الْتَقَی القومُ فاقتتلوا عند الحافِرَةِ أَی عند أَوَّل ما الْتَقَوْا. و العرب تقول: أَتیت فلاناً ثم رجعتُ علی حافِرَتِی أَی طریقی الذی أَصْعَدْتُ فیه خاصةً فإِن رجع علی غیره لم یقل ذلك؛ و فی التهذیب: أَی رَجَعْتُ من حیثُ جئتُ. و رجع علی حافرته أَی الطریق الذی جاء منه. و الحافِرَةُ: الخلقة الأُولی. و فی التنزیل العزیز: أَ إِنّٰا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحٰافِرَةِ؛ أَی فی أَول أَمرنا؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَ حافِرَةً علی صَلَعٍ و شَیْبٍ؟ مَعاذَ اللهِ من سَفَهٍ و عارِ یقول: أَ أَرجع إِلی ما كنت علیه فی شبابی و أَمری الأَول من الغَزَلِ و الصِّبَا بعد ما شِبْتُ و صَلِعْتُ؟ و الحافرة: العَوْدَةُ فی الشی‌ء حتی یُرَدَّ آخِره علی أَوّله. و‌فی الحدیث: إِن هذا الأَمر لا یُترك علی حاله حتی یُرَدَّ علی حافِرَتِه؛ أَی علی أَوّل تأْسیسه. و‌فی حدیث سُراقَةَ قال: یا رسول الله، أَ رأَیتَ أَعمالنا التی نَعْمَلُ؟ أَ مُؤَاخَذُونَ بها عند الحافِرَةِ خَیْرٌ فَخَیْرٌ أَو شَرٌّ فَشَرٌّ أَو شی‌ء سبقت به المقادیر و جَفَّت به الأَقلام؟و قال الفراء فی قوله تعالی: فِی الْحٰافِرَةِ: معناه أَ ئنا لمردودون إِلی أَمرنا الأَوّل أَی الحیاة. و قال ابن الأَعرابی: فِی الْحٰافِرَةِ، أَی فی الدنیا كما كنا؛ و قیل معنی قوله أَ إِنّٰا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحٰافِرَةِ أَی فی الخلق
لسان العرب، ج‌4، ص: 206
الأَول بعد ما نموت. و قالوا فی المثل: النَّقْدُ عند الحافِرَةِ و الحافِرِ أَی عند أَول كلمة؛ و فی التهذیب: معناه إِذا قال قد بعتُك رجعتَ علیه بالثمن، و هما فی المعنی واحد؛ قال: و بعضهم یقول النَّقْدُ عند الحافِرِ یرید حافر الفرس، و كأَنَّ هذا المثل جری فی الخیل، و قیل: الحافِرَةُ الأَرضُ التی تُحْفَرُ فیها قبورهم فسماها الحافرة و المعنی یرید المحفورة كما قال مٰاءٍ دٰافِقٍ یرید مدفوق؛ و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَنه قال: هذه كلمة كانوا یتكلمون بها عند السَّبْقِ، قال: و الحافرة الأَرض المحفورة، یقال أَوَّل ما یقع حافر الفرس علی الحافرة فقد وجب النَّقْدُ یعنی فی الرِّهانِ أَی كما یسبق فیقع حافره؛ یقول: هاتِ النَّقْدَ؛ و قال اللیث: النَّقْدُ عند الحافر معناه إِذا اشتریته لن تبرح حتی تَنْقُدَ. و‌فی حدیث أُبیّ قال: سأَلت النبی، صلی الله علیه و سلم، عن التوبة النصوح، قال: هو الندم علی الذنب حین یَفْرُطُ منك و تستغفر الله بندامتك عندَ الحافِرِ لا تعود إِلیه أَبداً؛ قیل: كانوا لنفاسة الفرس عندهم و نفاستهم بها لا یبیعونها إِلا بالنقد، فقالوا: النقد عند الحافر أَی عند بیع ذات الحافر و صیروه مثلًا، و من قال عند الحافرة فإِنه لما جعل الحافرة فی معنی الدابة نفسها و كثر استعماله من غیر ذكر الذات، أُلحقت به علامة التأْنیث إِشعاراً بتسمیة الذات بها أَو هی فاعلة من الحَفْرِ، لأَن الفرس بشدّة دَوْسِها تَحْفِرُ الأَرض؛ قال: هذا هو الأَصل ثم كثر حتی استعمل فی كل أَوَّلیة فقیل: رجع إِلی حافِرِه و حافِرَته، و فعل كذا عند الحافِرَة و الحافِرِ، و المعنی یتخیر الندامة و الاستغفار عند مواقعة الذنب من غیر تأْخیر لأَن التأْخیر من الإِصرار، و الباء فی بندامته بمعنی مع أَو للاستعانة أَی تطلب مغفرة الله بأَن تندم، و الواو فی و تستغفر للحال أَو للعطف علی معنی الندم. و الحافِرُ من الدواب یكون للخیل و البغال و الحمیر: اسم كالكاهل و الغارب، و الجمع حَوافِرُ؛ قال: أَوْلَی فَأَوْلَی یا إمْرَأَ القَیْسِ، بعد ما خَصَفْنَ بآثار المَطِیِّ الحَوافِرَا أَراد: خصفن بالحوافر آثار المطیّ، یعنی آثار أَخفافه فحذف الباء الموحدة من الحوافر و زاد أُخری عوضاً منها فی آثار المطیّ، هذا علی قول من لم یعتقد القلب، و هو أَمثل، فما وجدت مندوحة عن القلب لم ترتكبه؛ و من هنا قال بعضهم معنی قولهم النَّقْدُ عند الحافِر أَن الخیل كانت أَعز ما یباع فكانوا لا یُبارِحُونَ مَنِ اشتراها حتی یَنْقُدَ البائِعَ، و لیس ذلك بقویّ. و یقولون للقَدَمِ حافراً إِذا أَرادوا تقبیحها؛ قال: أَعُوذُ باللهِ من غُولٍ مُغَوِّلَةٍ كأَنَّ حافِرَها فی … ظُنْبوُبِ «2». الجوهری: الحافِرُ واحد حَوَافِر الدابة و قد استعاره الشاعر فی القدم؛ قال جُبَیْها الأَسدی یصف ضیفاً طارقاً أَسرع إِلیه: فأَبْصَرَ نارِی، و هْیَ شَقْرَاءُ، أُوقِدَتْ بِلَیْلٍ فَلَاحَتْ للعُیونِ النَّواظِرِ فما رَقَدَ الوِلْدانُ، حتی رَأَیْتُه علی البَكْرِ یَمْرِیه بساقٍ و حافِرِ و معنی یمریه یستخرج ما عنده من الجَرْیِ. و الحُفْرَةُ: واحدة الحُفَرِ. و الحُفْرَةُ: ما یُحْفَرُ فی الأَرض. و الحَفَرُ: اسم المكان الذی حُفِر كَخَنْدَقٍ أَو بئر. و الحَفْرُ: الهُزال؛ عن كراع. و حَفَرَ الغَرَزُ
(2). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 207
العَنْزَ یَحْفِرُها حَفْراً: أَهْزَلَها. و هذا غیث لا یَحْفِرهُ أَحد أی لا یعلم أَحد أَین أَقصاه، و الحِفْرَی، مثال الشِّعْرَی: نَبْتٌ، و قیل: هو شجر یَنْبُتُ فی الرمل لا یزال أَخضر، و هو من نبات الربیع، و قال أَبو حنیفة: الحِفْرَی ذاتُ ورَقٍ و شَوْكٍ صغارٍ لا تكون إِلَّا فی الأَرض الغلیظة و لها زهرة بیضاء، و هی تكون مثلَ جُثَّةِ الحمامة؛ قال أَبو النجم فی وصفها: یَظَلُّ حِفْراهُ، من التَّهَدُّلِ، فی رَوْضِ ذَفْراءَ و رُعْلٍ مُخْجِلِ الواحدة من كل ذلك حِفْراةٌ، و ناسٌ من أَهل الیمن یسمون الخشبة ذات الأَصابع التی یُذَرَّی بها الكُدْسُ المَدُوسُ و یُنَقَّی بها البُرُّ من التِّبْنِ: الحِفراةَ ابن الأَعرابی: أَحْفَرَ الرجلُ إِذا رعَت إِبله الحِفْرَی، و هو نبت؛ قال الأَزهری: و هو من أَردإِ المراعی. قال: و أَحْفَرَ إِذا عمل بالحِفْراةِ، و هی الرَّفْشُ الذی یذرَّی به الحنطة و هی الخشبة المُصْمَتَةُ الرأْس، فأَما المُفَرَّج فهو العَضْمُ، بالضاد، و المِعْزَقَةَ؛ قال: و المِعْزَقَةُ فی غیر هذا: المَرُّ؛ قال: و الرَّفْشُ فی غیر هذا: الأَكلُ الكثیرُ. و یقال: حَفَرْتُ ثرَی فلان إِذا فتشت عن أَمره و وقفت علیه، و قال ابن الأَعرابی: حَفَرَ إِذا جامع، و حَفِرَ إِذا فَسَد. و الحَفِیرُ: القبر. و حَفَرَهُ حَفْراً: هَزَلَهُ؛ یقال: ما حامل إِلا و الحَمْلُ یَحْفِرُها إِلَّا الناقةَ فإِنها تَسْمَنُ علیه. و حُفْرَةُ و حُفَیْرَةُ، و حُفَیْرٌ، و حَفَرٌ، و یقالان بالأَلف و اللام: مواضع، و كذلك أَحْفارٌ و الأَحْفارُ؛ قال الفرزدق: فیا لیتَ داری بالمدینةِ أَصبَحَتْ بأَحْفارِ فَلْجٍ، أَو بِسیفِ الكَواظِمِ و قال ابن جنی: أَراد الحَفَرَ و كاظمة فجمعهما ضرورة. الأَزهری: حَفْرٌ و حَفِیرَةُ اسما موضعین ذكرهما الشعراء القدماء. قال الأَزهری: و الأَحْفارُ المعروفة فی بلاد العرب ثلاثة: فمنها حَفَرُ أَبی موسی، و هی ركایا احتفرها أَبو موسی الأَشعری علی جادَّة البصرة، قال: و قد نزلت بها و استقیت من ركایاها و هی ما بین ماوِیَّةَ و المَنْجَشانِیَّاتِ، و ركایا الحَفَرِ مستویة بعیدة الرِّشاءِ عذبة الماء؛ و منها حَفَرُ ضَبَّةَ، و هی ركایا بناحیة الشَّواجِنِ بعیدة القَعْرِ عذبة الماء؛ و منها حَفَرُ سَعْدِ بن زید مَناةَ بن تمیم، و هی بحذاء العَرَمَةِ وراء الدَّهْناءِ یُسْتَقَی منها بالسَّانِیَةِ عند جبل من جبال الدهناء یقال له جبل الحاضر.

حقر؛ ج4، ص: 207

: الحَقْرُ فی كل المعانی: الذِّلَّة؛ حَقَرَ یَحْقِرُ حَقْراً و حُقْرِیَّةً، و كذلك الاحْتِقارُ. و الحَقِیرُ: الصغیر الذلیل. و‌فی الحدیث: عَطَسَ عنده رجل فقال له: حَقِرْتَ و نَقِرْتَ؛ حَقِرَ إِذا صار حقیراً أَی ذلیلًا. و تَحاقَرَتْ إِلیه نفسه؛ تَصاغَرَتْ. و التَّحْقِیرُ: التصغیرُ. و المُحَقَّراتُ: الصغائر. و یقال: هذا الأَمر مَحْقَرَةٌ بك أَی حَقارَةٌ. و الحَقِیرُ: ضد الخَطِیر، و یؤكد فیقال: حَقِیرٌ نَقِیرٌ و حَقْرٌ نَقْرٌ. و قد حَقُرَ، بالضم، حَقْراً و حَقارةً و حَقَرَ الشی‌ءَ یَحْقِرُهُ حَقْراً و مَحْقَرَةً و حَقارَةً و حَقَّرَهُ و احْتَقَرَهُ و اسْتَحقَرهُ: اسْتَصْغَرَه و رآه حقِیراً. و حَقَّرَهُ: صیره حَقِیراً؛ قال بعض الأَغفال: حُقِّرْتِ أَلَّا یَوْمَ قُدَّ سَیْرِی، إِذ أَنَا مِثْلُ الفَلَتانِ العَیْرِ حُقِّرْتِ أَی صیرك الله حقیرة هلَّا تعرَّضت إِذْ أَنَا فتی. و تحقیر الكلمة: تصغیرها. و حَقَّرَ الكلامَ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 208
صَغَّرَه. و الحروف المَحْقورةُ هی: القاف و الجیم و الطاء و الدال و الباء یجمعها [جَدُّ قُطْبٍ] سمیت بذلك لأَنها تُحَقَّرُ فی الوقت و تُضْغَطُ عن مواضعها، و هی حروف القلقلة، لأَنك لا تستطیع الوقوف علیها إِلَّا بصوت و ذلك لشدَّة الحَقْر و الضَّغْطِ، و ذلك نحو الحَقْ و اذْهَبْ و اخرُج، و بعض العرب أَشدَّ تصویتاً من بعض. و فی الدعاء: حَقْراً و مَحْقَرَةً و حَقارَةً، و كله راجع إِلی معنی الصِّغَرِ. و رجل حَیْقَرٌ: ضعیف؛ و قیل: لئیم الأَصل.

حكر؛ ج4، ص: 208

: الحَكْرُ: ادِّخارُ الطعام للتَّرَبُّضِ، و صاحبُه مُحْتَكِرٌ. ابن سیدة: الاحْتِكارُ جمع الطعام و نحوه مما یؤكل و احتباسُه انْتِظارَ وقت الغَلاء بِه؛ و أَنشد: نَعَّمَتْها أُم صِدْقٍ بَرَّةٌ، و أَبٌ یُكْرِمُها غَیْرُ حَكِرْ و الحَكَرُ و الحُكَرُ جمیعاً: ما احْتُكِرَ. ابن شمیل: إِنهم لیَتَحَكَّرونَ فی بیعهم ینظرون و یتربصون، و إِنه لحَكِرٌ لا یزال یَحْبِسُ سِلْعَتَهُ و السُّوقُ مادَّةٌ حتی یبیع بالكثیر من شِدَّة حَكْرِه أَی من شدة احتباسه و تَرَبُّصِه؛ قال: و السوق مادَّة أَی مَلأَی رجالًا و بُیوعاً، و قد مَدَّتِ السوقُ تَمُدُّ مدّاً. و‌فی الحدیث: من احْتَكَرَ طعاماً فهو كذا؛ أَی اشتراه و حبسه لیَقِلَّ فَیَغْلُوَ، و الحُكْرُ و الحُكْرَةُ الاسم منه؛ و منه‌الحدیث: أَنه نهی عن الحُكْرَةِ؛ و منه‌حدیث عثمان: أَنه كان یشتری حُكْرَةً‌أَی جملة؛ و قیل: جِزافاً. و أَصل الحُكْرَةِ: الجمعُ و الإِمساك. و حَكَرَه یَحْكِرُه حَكْراً: ظلمه و تَنَقَّصَه و أَساء معاشرته؛ قال الأَزهری: الحَكْرُ الظلم و التنَقُّصُ و سُوءُ العِشْرَةِ؛ و یقال: فلان یَحْكِرُ فلاناً إِذا أَدخل علیه مشقةً و مَضَرَّة فی مُعاشَرَته و مُعایَشَتِه، و النَّعْتُ حَكِرٌ، و رجل حَكِرٌ علی النَّسَب؛ قال الشاعر و أَورد البیت المتقدم: و أَب یكرمها غیر حكر و الحَكْرُ: اللَّجاجَةُ. و‌فی حدیث أَبی هریرة قال فی الكلاب: إِذا وردت الحَكَرَ القلیلَ فلا تَطعَمهُ؛ الحكر، بالتحریك: الماء القلیل المجتمع، و كذلك القلیل من الطعام و اللبن، و هو فَعَلٌ بمعنی مفعول أَی مجموع، و لا تطعمه أَی لا تشربه.

حمر؛ ج4، ص: 208

: الحُمْرَةُ: من الأَلوان المتوسطة معروفة. لونُ الأَحْمَرِ یكون فی الحیوان و الثیاب و غیر ذلك مما یقبله، و حكاه ابن الأَعرابی فی الماء أَیضاً. و قد احْمَرَّ الشی‌ء و احْمَارَّ بمعنًی، و كلُّ افْعَلَّ من هذا الضرب فمحذوف من افْعَالَّ، و افْعَلَّ فیه أَكثر لخفته. و یقال: احْمَرَّ الشی‌ءُ احْمِراراً إِذا لزم لَوْنَه فلم یتغیر من حال إِلی حال، و احْمارَّ یَحْمارُّ احْمِیراراً إِذا كان عَرَضاً حادثاً لا یثبت كقولك: جَعَلَ یَحْمارُّ مرة و یَصْفارُّ أُخْرَی؛ قال الجوهری: إِنما جاز إِدغام احْمارَّ لأَنه لیس بملحق و لو كان له فی الرباعی مثال لما جاز إِدغامه كما لا یجوز إِدغام اقْعَنْسَسَ لما كان ملحقاً باحْرَنْجَمَ. و الأَحْمَرُ من الأَبدان: ما كان لونه الحُمْرَةَ. الأَزهری فی قولهم: أَهلك النساءَ الأَحْمرانِ، یعنون الذهب و الزعفران، أَی أَهلكهن حب الحلی و الطیب. الجوهری: أَهلك الرجالَ الأَحمرانِ: اللحم و الخمر. غیره: یقال للذهب و الزعفران الأَصفران، و للماء و اللبن الأَبیضان، و للتمر و الماء الأَسودان. و‌فی الحدیث: أُعطیت الكنزین الأَحْمَرَ و الأَبْیَضَ؛ هی ما أَفاء الله علی أُمته من كنوز الملوك. و الأَحمر: الذهب، و الأَبیض: الفضة،
لسان العرب، ج‌4، ص: 209
و الذهب كنوز الروم لأَنه الغالب علی نقودهم، و قیل: أَراد العرب و العجم جمعهم الله علی دینه و ملته. ابن سیدة: الأَحمران الذهب و الزعفران، و قیل: الخمر و اللحم فإِذا قلت الأَحامِرَةَ ففیها الخَلُوقُ؛ و قال اللیث: هو اللحم و الشراب و الخَلُوقُ؛ قال الأَعشی: إِن الأَحامِرَةَ الثَّلاثَةَ أَهْلَكَتْ مالی، و كنتُ بها قدیماً مُولَعا ثم أَبدل بدل البیان فقال: الخَمْرَ و اللَّحْمَ السَّمینَ، و أَطَّلِی بالزَّعْفَرانِ، فَلَنْ أَزَالَ مُوَلَّعَا «3». جعل قولَه و أَطَّلی بالزعفران كقوله و الزعفران. و هذا الضرب كثیر، و رواه بعضهم: الخمر و اللحم السمین أُدِیمُهُ و الزعفرانَ … و قال أَبو عبیدة: الأَصفران الذهب و الزعفران؛ و قال ابن الأَعرابی: الأَحمران النبیذ و اللحم؛ و أَنشد: الأَحْمَرینَ الرَّاحَ و المُحَبَّرا قال شمر: أَراد الخمر و البرود. و الأَحمرُ الأَبیض: تَطَیُّراً بالأَبرص؛ یقال: أَتانی كل أَسود منهم و أَحمر، و لا یقال أَبیض؛ معناه جمیع الناس عربهم و عجمهم؛ یحكیها عن أَبی عمرو بن العلاء. و‌فی الحدیث: بُعِثْتُ إِلی الأَحمر و الأَسود.و‌فی حدیث آخر عن أَبی ذر: أَنه سمع النبی، صلی الله علیه و سلم، یقول: أُوتیتُ خَمْساً لم یؤتَهُن نبیّ قبلی، أُرسلت إِلی الأَحمر و الأَسود و نصرت بالرعب مسیرة شهر؛ قال شمر: یعنی العرب و العجم و الغالب علی أَلوان العرب السُّمرة و الأُدْمَة و علی أَلوان العجم البیاض و الحمرة، و قیل: أَراد الإِنس و الجن، و روی عن أَبی مسحل أَنه قال فی‌قوله بعثت إِلی الأَحمر و الأَسود: یرید بالأَسود الجن و بالأَحمر الإِنس، سمی الإِنس الأَحمر للدم الذی فیهم، و قیل أَراد بالأَحمر الأَبیض مطلقاً؛ و العرب تقول: امرأَة حمراء أَی بیضاء. و سئل ثعلب: لم خَصَّ الأَحمرَ دون الأَبیض؟ فقال: لأَن العرب لا تقول رجل أَبیض من بیاض اللون، إِنما الأَبیض عندهم الطاهر النقیُّ من العیوب، فإِذا أَرادوا الأَبیض من اللون قالوا أَحمر: قال ابن الأَثیر: و فی هذا القول نظر فإِنهم قد استعملوا الأَبیض فی أَلوان الناس و غیرهم؛ و‌قال علیّ، علیه السلام، لعائشة، رضی الله عنها: إِیاك أَن تَكُونیها یا حُمَیْراءُ‌أَی یا بیضاء. و‌فی الحدیث: خذوا شَطْرَ دینكم من الحُمَیْراءِ؛ یعنی عائشة، كان یقول لها أَحیاناً یا حمیراء تصغیر الحمراء یرید البیضاء؛ قال الأَزهری: و القول فی الأَسود و الأَحمر إِنهما الأَسود و الأَبیض لأَن هذین النعتین یعمان الآدمیین أَجمعین، و هذا‌كقوله بعثت إِلی الناس كافة؛ و قوله: جَمَعْتُم فأَوْعَیْتُم، و جِئْتُم بِمَعْشَرٍ تَوافَتْ به حُمرانُ عَبْدٍ و سُودُها یرید بِعَبْدٍ عَبْدَ بنِ بَكْرِ بْنِ كلاب؛ و قوله أَنَشده ثعلب: نَضْخَ العُلوجِ الحُمْرِ فی حَمَّامِها إِنما عنی البیضَ، و قیل: أَراد المحَمَّرین بالطیب. و حكی عن الأَصمعی: یقال أَتانی كل أَسود منهم و أَحمر، و لا یقال أَبیض. و قوله‌فی حدیث عبد الملك: أَراكَ أَحْمَرَ قَرِفاً؛ قال: الحُسْنُ أَحْمَرُ، یعنی أَن الحُسْنَ فی الحمرة؛ و منه قوله: فإِذا ظَهَرْتِ تَقَنَّعی بالحُمْرِ، إِن الحُسْنَ أَحْمَر
(3). قوله: [فلن أزال مولعا] التولیع: البلق، و هو سواد و بیاض؛ و فی نسخة بدله مبقعاً؛ و فی الأَساس مردّعاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 210
قال ابن الأَثیر: و قیل كنی بالأَحمر عن المشقة و الشدة أَی من أَراد الحسن صبر علی أَشیاء یكرهها. الجوهری: رجل أَحمر، و الجمع الأَحامر، فإِن أَردت المصبوغ بالحُمْرَة قلت: أَحمر، و الجمع حُمْر. و مُضَرُ الحَمْراءِ، بالإِضافة: نذكرها فی مضر. و بَعیر أَحمر: لونه مثل لون الزعفران إِذا أُجْسِدَ الثوبُ به، و قیل بعیر أَحمر إِذا لم یخالط حمرتَه شی‌ءٌ؛ قال: قام إِلی حَمْراءَ من كِرامِها، بازِلَ عامٍ أَو سَدِیسَ عامِها و هی أَصبر الإِبل علی الهواجر. قال أَبو نصر النَّعامِیُّ: هَجِّرْ بحمراء، و اسْرِ بوَرْقاءَ، و صَبِّحِ القومَ علی صَهْباء؛ قیل له: و لِمَ ذلك؟ قال: لأَن الحمراء أَصبر علی الهواجر، و الورقاء أَصبر علی طول السُّری، و الصهباء أَشهر و أَحسن حین ینظر إِلیها. و العرب تقول: خیر الإِبل حُمْرها و صُهْبها؛ و منه قول بعضهم: ما أُحِبُّ أَنَّ لی بمعاریض الكلم حُمْرَ النَّعَمِ. و الحمراء من المعز: الخالصة اللون. و الحمراء: العجم لبیاضهم و لأَن الشقرة أَغلب الأَلوان علیهم، و كانت العرب تقول للعجم الذین یكون البیاض غالباً علی أَلوانهم مثل الروم و الفرس و من صاقبهم: إنهم الحمراء؛ و منه‌حدیث علی، رضی الله عنه، حین قال له سَرَاةٌ من أَصحابه العرب: غلبتنا علیك هذه الحمراء؛ فقال: لنضربنكم علی الدین عَوْداً كما ضربتموهم علیه بَدْءاً؛ أَراد بالحمراء الفُرْسَ و الروم. و العرب إِذا قالوا: فلان أَبیض و فلانة بیضاء فمعناه الكرم فی الأَخلاق لا لون الخلقة، و إِذا قالوا: فلان أَحمر و فلانة حمراء عنوا بیاض اللون؛ و العرب تسمی المَوَالیَ الحمراء. و الأَحامرة: قوم من العجم نزلوا البصرة و تَبَنَّكُوا بالكوفة. و الأَحمر: الذی لا سلاح معه. و السَّنَةُ الحمراء: الشدیدة لأَنها واسطة بین السوداء و البیضاء؛ قال أَبو حنیفة: إِذا أَخْلَفَتِ الجَبْهَةُ فهی السنة الحمراءُ؛ و‌فی حدیث طَهْفَةَ: أَصابتنا سنة حمراء‌أَی شدیدة الجَدْبِ لأَن آفاق السماء تَحْمَرُّ فی سِنِی الجدب و القحط؛ و‌فی حدیث حلیمة: أَنها خرجت فی سنة حمراء قَدْ بَرَتِ المال‌الأَزهری: سنة حمراء شدیدة؛ و أَنشد: أَشْكُو إِلیكَ سَنَواتٍ حُمْرَا قال: أَخرج نعته علی الأَعوام فذكَّر، و لو أَخرجه علی السنوات لقال حَمْراواتٍ؛ و قال غیره: قیل لِسِنی القحط حَمْراوات لاحمرار الآفاق فیه و منه قول أُمیة: و سُوِّدَتْ شَمْسُهُمْ إِذا طَلَعَتْ بالجِلبِ [بالجُلبِ هِفّاً، كأَنه كَتَمُ و الكتم: صبغ أَحمر یختضب به. و الجلب: السحاب الرقیق الذی لا ماء فیه. و الهف: الرقیق أَیضاً، و نصبه علی الحال. و‌فی حدیث علی، كرم الله تعالی وجهه، أَنه قال: كنا إِذا احْمَرَّ البَأْس اتَّقینا برسول الله، صلی الله علیه و سلم، أی إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو برسول الله صلی الله علیه و سلم و جعلناه لنا وقایة. قال الأَصمعی: یقال هو الموت الأَحمر و الموت الأَسود؛ قال: و معناه الشدید؛ قال: و أُری ذلك من أَلوان السباع كأَنه من شدته سبع؛ قال أَبو عبید: فكأَنه أَراد بقوله احْمَرَّ البأْسُ أَی صار فی الشدة و الهول مثل ذلك. و المُحَمِّرَةُ: الذین علامتهم الحمرة كالمُبَیِّضَةِ و المُسَوِّدَةِ، و هم فرقة من الخُرَّمِیَّةِ، الواحد منهم مُحَمِّرٌ، و هم یخالفون المُبَیِّضَةَ. التهذیب: و یقال للذین یُحَمِّرون رایاتِهم خلاف زِیِّ المُسَوِّدَةِ من بنی هاشم: المُحَمِّرَةُ، كما یقال للحَرُورِیَّة المُبَیِّضَة، لأَن رایاتهم فی الحروب كانت بیضاً.
لسان العرب، ج‌4، ص: 211
و مَوْتٌ أَحمر: یوصف بالشدَّة؛ و منه: لو تعلمون ما فی هذه الأُمة من الموت الأَحمر، یعنی القتل لما فیه من حمرة الدم، أَو لشدّته. یقال: موت أَحمر أَی شدید. و الموت الأَحمر: موت القتل، و ذلك لما یحدث عن القتل من الدم، و ربما كَنَوْا به عن الموت الشدید كأَنه یلْقَی منه ما یلْقَی من الحرب؛ قال أَبو زبید الطائی یصف الأَسد: إِذا عَلَّقَتْ قِرْناً خطاطِیفُ كَفِّهِ، رَأَی الموتَ رَأْیَ العَیْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرا و قال أَبو عبید فی معنی قولهم: هو الموت الأَحمر یَسْمَدِرُّ بَصَرُ الرجلِ من الهول فیری الدنیا فی عینیه حمراء و سوداء، و أَنشد بیت أَبی زبید. قال الأَصمعی: یجوز أَن یكون من قول العرب وَطْأَةٌ حمراء إِذا كانت طریة لم تدرُس، فمعنی قولهم الموت الأَحمر الجدید الطری. الأَزهری: و‌یروی عن عبد الله بن الصامت أَنه قال: أَسرع الأَرض خراباً البصرة، قیل: و ما یخربها؟ قال: القتل الأَحمر و الجوع الأَغبر.و قالوا: الحُسْنُ أَحْمرُ أَی شاقٌّ أَی من أَحب الحُسْنَ احتمل المشقة. و قال ابن سیدة أَی أَنه یلقی منه ما یلقی صاحب الحَرْبِ من الحَرْب. قال الأَزهری: و كذلك موت أَحمر. قال: الحُمْرَةُ فی الدم و القتال، یقول یلقی منه المشقة و الشدّة كما یلقی من القتال. و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی فی قولهم الحُسْنُ أَحمر: یریدون إن تكلفتَ الحسن و الجمال فاصبر فیه علی الأَذی و المشقة؛ ابن الأَعرابی: یقال ذلك للرجل یمیل إِلی هواه و یختص بمن یحب، كما یقال: الهوی غالب، و كما یقال: إِن الهوی یمیلُ باسْتِ الراكبِ إِذا آثر من یهواه علی غیره. و الحُمْرَةُ: داءٌ یعتری الناس فیحمرّ موضعها، و تُغالَبُ بالرُّقْیَة. قال الأَزهری: الحُمْرَةُ من جنس الطواعین، نعوذ بالله منها. الأَصمعی: یقال هذه وَطْأَةٌ حَمْراءُ إِذا كانت جدیدة، وَ وَطْأَةٌ دَهْماء إِذا كانت دارسة، و الوطْأَة الحَمْراءُ: الجدیدة. و حَمْراءُ الظهیرة: شدّتها؛ و منه‌حدیث علیّ، كرم الله وجهه: كنا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتقیناه برسول الله، صلی الله علیه و سلم، فلم یكن أَحدٌ أَقربَ إِلیه منه؛ حكی ذلك أَبو عبید، رحمه الله، فی كتابه الموسوم بالمثل؛ قال ابن الأَثیر: معناه إِذا اشتدّت الحرب استقبلنا العدوّ به و جعلناه لنا وقایة، و قیل: أَراد إِذا اضطرمت نار الحرب و تسعرت، كما یقال فی الشر بین القوم: اضطرمت نارهم تشبیهاً بحُمْرة النار؛ و كثیراً ما یطلقون الحُمْرَة علی الشِّدّة. و قال أَبو عبید فی شرح الحدیث الأَحمرُ و الأَسودُ من صفات الموت: مأْخوذ من لون السَّبُع كأَنه من شدّته سَبُعٌ، و قیل: شُبه بالوطْأَة الحمراء لجِدَّتها و كأَن الموت جدید. و حَمارَّة القیظ، بتشدید الراء، و حَمارَتُه: شدّة حره؛ التخفیف عن اللحیانی، و قد حكیت فی الشتاء و هی قلیلة، و الجمع حَمَارٌّ. و حِمِرَّةُ الصَّیف: كَحَمَارَّتِه. و حِمِرَّةُ كل شی‌ء و حِمِرُّهُ: شدّته. و حِمِرُّ القَیْظِ و الشتاء: أَشدّه. قال: و العرب إذا ذكرت شیئاً بالمشقة و الشدّة و صفَته بالحُمْرَةِ، و منه قیل: سنة حَمْرَاء للجدبة. الأَزهری عن اللیث: حَمَارَّة الصیف شدّة وقت حره؛ قال: و لم أَسمع كلمة علی تقدیر الفَعَالَّةِ غیر الحمارَّة و الزَّعارَّة؛ قال: هكذا قال الخلیل؛ قال اللیث: و سمعت ذلك بخراسان سَبارَّةُ الشتاء، و سمعت: إِن وراءك لَقُرّاً حِمِرّاً؛ قال الأَزهری: و قد جاءت أَحرف أُخر علی وزن فَعَالَّة؛ و روی أَبو عبید عن الكسائی: أَتیته فی حَمارَّة القَیْظِ و فی صَبَارَّةِ الشتاء، بالصاد،
لسان العرب، ج‌4، ص: 212
و هما شدة الحر و البرد. قال: و قال الأُمَوِیُّ أَتیته علی حَبَالَّةِ ذلك أَی علی حِین ذلك، و أَلقی فلانٌ عَلَیَّ عَبَالَّتَهُ أَی ثِقْلَه؛ قاله الیزیدی و الأَحمر. و قال القَنَانی «4». أَتونی بِزَرَافَّتِهِمْ أَی جماعتهم، و سمعت العرب تقول: كنا فی حَمْرَاءِ القیظ علی ماءِ شُفَیَّةَ «5». و هی رَكِیَّةٌ عَذْبَةٌ. و‌فی حدیث علیّ: فی حَمارَّةِ القیظ‌أَی فی شدّة الحر. و قد تخفف الراء. و قَرَبٌ حِمِرٌّ: شدید. و حِمِرُّ الغَیْثِ: معظمه و شدّته. و غیث حِمِرٌّ، مثل فِلِزٍّ: شدید یَقْشِرُ وجه الأَرض. و أَتاهم الله بغیث حِمِرٍّ: یَحْمُرُ الأَرضَ حَمْراً أَی یقشرها. و الحَمْرُ: النَّتْقُ. و حَمَرَ الشاة یَحْمُرُها حَمْراً: نَتَقَها أَی سلخها. و حَمَرَ الخارزُ سَیْرَه یَحْمُره، بالضم، حَمْراً: سَحَا بطنه بحدیدة ثم لَیَّنَه بالدهن ثم خرز به فَسَهُلَ. و الحَمِیرُ و الحَمِیرَةُ: الأُشْكُزُّ، و هو سَیْرٌ أَبیض مقشور ظاهره تؤكد به السروج؛ الأَزهری: الأُشكز معرّب و لیس بعربی، قال: و سمیت حَمِیرة لأَنها تُحْمَرُ أَی تقشر؛ و كل شی‌ء قشرته، فقد حَمَرْتَه، فهو محمور و حَمِیرٌ. و الحَمْرُ بمعنی القَشْر: یكون باللسان و السوط و الحدید. و المِحْمَرُ و المِحْلأُ: هو الحدید و الحجر الذی یُحْلأُ به الإِهابُ و ینتق به. و حَمَرْتُ الجلد إذا قشرته و حلقته؛ و حَمَرَتِ المرأَةُ جلدَها تَحْمُرُه. و الحَمْرُ فی الوبر و الصوف، و قد انْحَمَر ما علی الجلد. و حَمَرَ رأْسه: حلقه. و الحِمارُ: النَّهَّاقُ من ذوات الأَربع، أَهلیّاً كان أَو وحْشِیّاً. و قال الأَزهری: الحِمارُ العَیْرُ الأَهْلِیُّ و الوحشی، و جمعه أَحْمِرَة و حُمُرٌ و حَمِیرٌ و حُمْرٌ و حُمُورٌ، و حُمُرَاتٌ جمع الجمع، كَجُزُراتٍ و طُرُقاتٍ، و الأُنثی حِمارة. و‌فی حدیث ابن عباس: قَدَمْنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، لیلةَ جَمْعٍ علی حُمُرَاتٍ؛ هی جمع صحةٍ لحُمُرٍ، و حُمُرٌ جمعُ حِمارٍ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فأَدْنَی حِمارَیْكِ ازْجُرِی إِن أَرَدْتِنا، و لا تَذْهَبِی فی رَنْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ فسره فقال: هو مثل ضربه؛ یقول: علیك بزوجكِ و لا یَطْمَحْ بَصَرُك إِلی آخر، و كان لها حماران أَحدهما قد نأَی عنها؛ یقول: ازجری هذا لئلَّا یلحق بذلك؛ و قال ثعلب: معناه أَقبلی علیَّ و اتركی غیری. و مُقَیِّدَةُ الحِمَارِ: الحَرَّةُ لأَن الحمار الوحشی یُعْتَقَلُ فیها فكأَنه مُقَیَّدٌ. و بنو مُقَیِّدَةِ الحمار: العقارب لأَن أَكثر ما تكون فی الحَرَّةِ؛ أَنشد ثعلب: لَعَمْرُكَ ما خَشِیتُ علی أُبَیٍّ رِماحَ بَنِی مُقَیِّدَةِ الحِمارِ و لكِنِّی خَشِیتُ علی أُبَیٍّ رِماحَ الجِنِّ، أَو إِیَّاكَ حارِ و رجل حامِرٌ و حَمَّارٌ: ذو حمار، كما یقال فارسٌ لذی الفَرَسِ. و الحَمَّارَةُ: أَصحاب الحمیر فی السفر. و‌فی حدیث شریح: أَنه كان یَرُدُّ الحَمَّارَةَ من الخیل؛ الحَمَّارة: أَصحاب الحمیر أَی لم یُلْحِقْهم بأَصحاب الخیل فی السهام من الغنیمة؛ قال الزمخشری فیه أَیضاً: إِنه أَراد بالحَمَّارَةِ الخیلَ التی تَعْدُو عَدْوَ
(4). قوله: [و قال القنانی] نسبة إِلی بئر قنان، بفتح القاف و النون، و هو أُستاذ الفراء: انظر یاقوت (5). قوله: [علی ماء شفیة إلخ] كذا بالأصل. و فی یاقوت ما نصه: سقیة، بالسین المهملة المضمومة و القاف المفتوحة، قال: و قد رواها قوم: شفیة، بالشین المعجمة و الفاء مصغراً أَیضاً، و هی بئر كانت بمكة، قال أَبو عبیدة: و حفرت بنو أَسد شفیة، قال الزبیر و خالفه عمی فقال إنما هی سقیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 213
الحمیر. و قوم حَمَّارَة و حامِرَةٌ: أَصحاب حمیر، و الواحد حَمَّار مثل جَمَّال و بَغَّال، و مسجدُ الحامِرَةِ منه. و فرس مِحْمَرٌ: لئیم یشبه الحِمَارَ فی جَرْیِه من بُطْئِه، و الجمع المَحامِرُ و المَحامِیرُ؛ و یقال للهجین: مِحْمَرٌ، بكسر المیم، و هو بالفارسیة بالانی؛ و یقال لمَطِیَّةِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ. التهذیب: الخیل الحَمَّارَةُ مثل المَحامِرِ سواء، و قد یقال لأَصحاب البغال بَغَّالَةٌ، و لأَصحاب الجمال الجَمَّالَة؛ و منه قول ابن أَحمر: شَلًّا كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشَّرَدَا و تسمی الفریضة المشتركة: الحِمَارِیَّة؛ سمیت بذلك لأَنهم قالوا: هَبْ أَبانا كان حِمَاراً. و رجل مِحْمَرٌ: لئیم؛ و قوله: نَدْبٌ إِذا نَكَّسَ الفُحْجُ المَحامِیرُ و یجوز أَن یكون جمع مِحْمَرٍ فاضطرّ، و أَن یكون جمع مِحْمارٍ. و حَمِرَ الفرس حَمَراً، فهو حَمِرٌ: سَنِقَ من أَكل الشعیر؛ و قیل: تغیرت رائحة فیه منه. اللیث: الحَمَرُ، بالتحریك، داء یعتری الدابة من كثرة الشعیر فَیُنْتِنُ فوه، و قد حَمِرَ البِرْذَوْنُ یَحْمَرُ حَمَراً؛ و قال إمرؤ القیس: لعَمْرِی لَسَعْدُ بْنُ الضِّبابِ إِذا غَدا أَحَبُّ إِلینا مِنكَ، فَا فَرَسٍ حَمِرْ یُعَیِّره بالبَخَرِ، أَراد: یا فا فَرَسٍ حَمِرٍ، لقبه بفی فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْنِ فیه. و‌فی حدیث أُمِّ سلمة: كانت لنا داجِنٌ فَحَمِرَتْ من عجین: هو من حَمَرِ الدابة. و رجل مِحْمَرٌ: لا یعطِی إِلَّا علی الكَدِّ و الإِلْحاحِ علیه. و قال شمر: یقال حَمِرَ فلان علیّ یَحْمَرُ حَمَراً إِذا تَحَرَّقَ علیك غضباً و غیظاً، و هو رجل حَمِرٌ من قوم حَمِرینَ. و حِمَارَّةُ القَدَمِ: المُشْرِفَةُ بین أَصابعها و مفاصلها من فوق. و‌فی حدیث علیّ: و یُقْطَعُ السارقُ من حِمَارَّةِ القَدَمِ؛ هی ما أَشرف بین مَفْصِلِها و أَصابعها من فوق. و‌فی حدیثه الآخر: أَنه كان یغسل رجله من حِمَارَّةِ القدم؛ قال ابن الأَثیر: و هی بتشدید الراء. الأَصمعی: الحَمائِرُ حجارة تنصب حول قُتْرَةِ الصائد، واحدها حِمَارَةٌ، و الحِمَارَةُ أَیضاً: الصخرة العظیمة. الجوهری: و الحمارة حجارة تنصب حول الحوض لئلا یسیل ماؤه، و حول بیت الصائد أَیضاً؛ قال حمید الأَرقط یذكر بیت صائد: بَیْتُ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ أُردحت أَی زیدت فیها بَنِیقَةٌ و سُتِرَتْ؛ قال ابن بری: صواب إنشاد هذا البیت: بیتَ حُتُوفٍ …، بالنصب، لأَن قبله: أَعَدَّ لِلْبَیْتِ الذی یُسامِرُهْ قال: و أَما قول الجوهری الحِمَارَةُ حجارة تنصب حول الحوض و تنصب أَیضاً حول بیت الصائد فصوابه أَن یقول: الحمائر حجارة، الواحد حِمَارَةٌ، و هو كل حجر عریض. و الحمائر: حجارة تجعل حول الحوض تردّ الماء إِذا طَغَی؛ و أَنشد: كأَنَّما الشَّحْطُ، فی أَعْلَی حَمائِرِهِ، سَبائِبُ القَزِّ مِن رَیْطٍ و كَتَّانِ و‌فی حدیث جابر: فوضعته «1». علی حِمارَةٍ من جرید،هی ثلاثة أَعواد یُشَدَّ بعض أطرافها إلی بعض و یخالَفُ بین أَرجلها تُعَلَّقُ علیها الإِداوَةُ لتُبَرِّدَ الماءَ،
(1). قوله: [فوضعته إلخ] لیس هو الواضع، و إنما رجل كان یبرد الماء لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی حمارة، فأرسله النبی یطلب عنده ماء لما لم یجد فی الركب ماء. كذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌4، ص: 214
و یسمی بالفارسیة سهبای، و الحمائر ثلاث خشبات یوثقن و یجعل علیهنّ الوَطْبُ لئلا یَقْرِضَه الحُرْقُوصُ، واحدتها حِمارَةٌ؛ و الحِمارَةُ: خشبة تكون فی الهودج. و الحِمارُ خشبة فی مُقَدَّم الرحل تَقْبِضُ علیها المرأَة و هی فی مقدَّم الإِكاف؛ قال الأَعشی: و قَیَّدَنِی الشِّعْرُ فی بَیْتهِ، كما قَیَّدَ الآسِراتُ الحِمارا الأَزهری: و الحِمارُ ثلاث خشبات أَو أَربع تعترض علیها خشبة و تُؤْسَرُ بها. و قال أَبو سعید: الحِمارُ العُود الذی یحمل علیه الأَقتاب، و الآسرات: النساء اللواتی یؤكدن الرحال بالقِدِّ و یُوثِقنها. و الحمار: خشبة یَعْمَلُ علیها الصَّیْقَلُ. اللیث: حِمارُ الصَّیْقَلِ خشبته التی یَصْقُلُ علیها الحدید. و حِمَار الطُّنْبُورِ: معروف. و حِمارُ قَبَّانٍ: دُوَیْبَّةٌ صغیرة لازقة بالأَرض ذات قوائم كثیرة؛ قال: یا عَجَبا لَقَدْ رَأَیْتُ العَجَبَا: حِمَارَ قَبَّانٍ یَسُوقُ الأَرْنَبا و الحماران: حجران ینصبان یطرح علیهما حجر رقیق یسمی العَلاةَ یجفف علیه الأَقِطُ؛ قال مُبَشِّرُ بن هُذَیْل بن فَزارَةَ الشَّمْخِیُّ یصف جَدْبَ الزمان: لا یَنْفَعُ الشَّاوِیَّ فیها شاتُهُ، و لا حِماراه و لا عَلَاتُه یقول: إِن صاحب الشاء لا ینتفع بها لقلة لبنها، و لا ینفعه حماراه و لا عَلَاته لأَنه لیس لها لبن فیُتخذ منه أَقِط. و الحمَائر: حجارة تنصب علی القبر، واحدتها حِمارَةٌ. و یقال: جاء بغنمه حُمْرَ الكُلَی، و جاء بها سُودَ البطون، معناهما المهازیل. و الحُمَرُ و الحَوْمَرُ، و الأَوَّل أَعلی: التمر الهندی، و هو بالسَّراةِ كثیر، و كذلك ببلاد عُمان، و ورقه مثل ورق الخِلافِ الذی یقال له البَلْخِیّ؛ قال أَبو حنیفة: و قد رأَیته فیما بین المسجدین و یطبخ به الناس، و شجره عظام مثل شجر الجوز، و ثمره قرون مثل ثمر القَرَظِ. و الحُمَّرَةُ و الحُمَرَةُ: طائر من العصافیر. و فی الصحاح: الحُمَّرة ضرب من الطیر كالعصافیر، و جمعها الحُمَرُ و الحُمَّرُ، و التشدید أَعلی؛ قال أَبو المهوش الأَسدی یهجو تمیماً: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِیَّةٍ، فإِذا لَصَافِ تَبِیضُ فیه الحُمَّرُ یقول: قد كنت أَحسبكم شجعاناً فإِذا أَنتم جبناء. و خفیة: موضع تنسب إِلیه الأُسد. و لصاف: موضع من منازل بنی تمیم، فجعلهم فی لصاف بمنزلة الحُمَّر، متی ورد علیها أَدنی وارد طارت فتركت بیضها لجبنها و خوفها علی نفسها. الأَزهری: یقال للحُمَّرِ، و هی طائر: حُمَّرٌ، بالتخفیف، الواحدةُ حُمَّرَة و حُمَرَة؛ قال الراجز: و حُمَّرات شُرْبُهُنَّ غِبُّ و قال عمرو بن أَحْمَر یخاطب یحیی بن الحَكَم بن أَبی العاص و یشكو إِلیه ظلم السُّعاة: إِن نَحْنُ إِلَّا أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ؛ ما إِن لنا دُونَها حَرْثٌ و لا غُرَرُ الغُرَرُ: لجمع العبید، واحدها غُرَّةٌ.مَلُّوا البلادَ و مَلَّتْهُمْ، و أَحْرَقَهُمْ ظُلْمُ السُّعاةِ، و بادَ الماءُ و الشَّجَرُ إِنْ لا تُدارِكْهُمُ تُصْبِحْ مَنازِلُهُمْ قَفْراً، تَبِیضُ علی أَرْجائها الحُمَرُ فخففها ضرورة؛ و فی الصحاح: إِن لا تلافهم؛ و قیل:
لسان العرب، ج‌4، ص: 215
الحُمَّرَةُ القُبَّرَةُ، و حُمَّراتٌ جمع؛ قال: و أَنشد الهلالی و الكِلابِیُّ بیتَ الراجز: عَلَّقَ حَوْضِی نُغَرٌ مُكِبُّ، إِذا غَفِلْتُ غَفْلَةً یَغُبُّ، و حُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ قال: و هی القُبَّرُ. و‌فی الحدیث: نزلنا مع رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، فجاءت حُمَّرَةٌ؛ هی بضم الحاء و تشدید المیم و قد تخفف، طائر صغیر كالعصفور. و الیَحْمُورُ: طائر. و الیحمور أَیضاً: دابة تشبه العَنْزَ؛ و قیل: الیحمور حمار الوحش. و حامِرٌ و أُحامِر، بضم الهمزة: موضعان، لا نظیر له من الأَسماء إِلَّا أُجارِدُ، و هو موضع. و حَمْراءُ الأسد: أَسماء مواضع. و الحِمَارَةُ: حَرَّةٌ معروفة. و حِمْیَرٌ: أَبو قبیلة، ذكر ابن الكلبی أَنه كان یلبس حُلَلًا حُمْراً، و لیس ذلك بقوی. الجوهری: حِمْیَر أَبو قبیلة من الیمن، و هو حمیر بن سَبَإ بن یَشْجُب بن یَعْرُبَ بن قَحْطَانَ، و منهم كانت الملوك فی الدهر الأَوَّل، و اسم حِمْیَر العَرَنْجَجُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَرَیْتَكَ مَوْلایَ الذی لسْتُ شاتِماً و لا حارِماً، ما بالُه یَتَحَمَّرُ فسره فقال: یذهب بنفسه حتی كأَنه ملك من ملوك حمیر. التهذیب: حِمْیَرٌ اسم، و هو قَیْلٌ أَبو ملوك الیمن و إِلیه تنتمی القبیلة، و مدینة ظَفَارِ كانت لحمیر. و حَمَّرَ الرجلُ: تكلم بكلام حِمْیَر، و لهم أَلفاظ و لغات تخالف لغات سائر العرب؛ و منه قول الملك الحِمْیَرِیِّ مَلِك ظَفارِ، و قد دخل علیه رجل من العرب فقال له الملك: ثِبْ، و ثِبْ بالحمیریة: اجْلِسْ، فَوَثَبَ الرجل فانْدَقَّتْ رجلاه فضحك الملك و قال: لیستْ عندنا عَرَبِیَّتْ، من دخل ظَفارِ حَمَّر أَی تَعَلَّم الحِمْیَرِیَّةَ؛ قال ابن سیدة: هذه حكایة ابن جنی یرفع ذلك إِلی الأَصمعی، و أَما ابن السكیت فإِنه قال: فوثب الرجل فتكسر بدل قوله فاندقت رجلاه، و هذا أَمر أُخرج مخرج الخبر أَی فلْیُحَمِّرْ. ابن السكیت: الحُمْرة، بسكون المیم، نَبْتٌ. التهذیب: و أُذْنُ الحِمَار نبت عریض الورق كأَنه شُبِّه بأُذُنِ الحمار. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: ما تَذْكُر من عَجُوزٍ حَمْراءَ الشِّدقَیْنِ؛ وصفتها بالدَّرَدِ و هو سقوط الأَسنان من الكِبَرِ فلم یبق إِلَّا حُمْرَةُ اللَّثَاةِ. و‌فی حدیث علیّ: عارَضَه رجل من الموالی فقال: اسكت یا ابْنَ حَمْراء العِجانِ!أَی یا ابن الأَمة، و العجان: ما بین القبل و الدبر، و هی كلمة تقولها العرب فی السَّبِّ و الذمِّ. و أَحْمَرُ ثَمُودَ: لقب قُدارِ بْنِ سالِفٍ عاقِرِ ناقَةِ صالح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ و إِنما قال زهیر كأَحمر عاد لإِقامة الوزن لما لم یمكنه أَن یقول كأَحمر ثمود أَو وهم فیه؛ قال أَبو عبید: و قال بعض النُّسَّابِ إِن ثموداً من عادٍ. و تَوْبَةُ بن الحُمَیِّرِ: صاحب لَیْلَی الأَخْیَلِیَّةِ، و هو فی الأَصل تصغیر الحمار. و قولهم: أَكْفَرُ من حِمَارٍ، هو رجل من عاد مات له أَولاد فكفر كفراً عظیماً فلا یمرّ بأَرضه أَحد إِلَّا دعاه إِلی الكفر فإِن أَجابه و إِلَّا قتله. و أَحْمَرُ و حُمَیْرٌ و حُمْرانُ و حَمْراءُ و حِمَارٌ: أَسماء. و بنو حِمِرَّی: بطن من العرب، و ربما قالوا: بنی حِمْیَریّ. و ابنُ لِسانِ الحُمَّرةِ: من خطباء العرب. و حِمِرُّ: موضع.
لسان العرب، ج‌4، ص: 216‌

حنر؛ ج4، ص: 216

: الحَنِیرَةُ: عَقْدٌ مضروب لیس بذلك العریض. و الحَنِیرَةُ: الطَّاقُ المعقود؛ و فی الصحاح: الحَنِیرَةُ عَقْدُ الطاق المَبْنِیِّ. و الحَنِیرَةُ: مِنْدَفَةُ القُطْنِ. و الحَنِیرَةُ: القَوْسُ، و قیل: القوس بلا وَتَرٍ؛ عن ابن الأَعرابی. الجوهری: الحَنِیرَةُ القوس، و هی مِنْدَفَةُ النساء، و جمعها حَنِیرٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: جمعها حَنائِرُ. و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: لو صَلَّیْتُمْ حتی تكونوا كالحَنائِر ما نفعكم ذلك حتی تُحِبّوا آلَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، هی جمع حَنِیرَة، و هی القوس بلا وتر، و قیل: الطاق المعقود، و كلُّ مُنْحَنٍ، فهو حَنِیرَةٌ، أَی لو تَعَبَّدْتُمْ حتی تَنْحَنِیَ ظهورُكم؛ و‌ذكر الأَزهری هذا الحدیث فقال: لو صلیتم حتی تكونوا كالأَوْتارِ أَو صُمْتم حتی تكونوا كالحنائر ما نفعكم ذلك إِلَّا بنیة صادقة و وَرَعٍ صادق.ابن الأَعرابی: الحُنَیرَةُ تصغیر حَنْرَةٍ، و هی العَطْفَةُ المُحْكَمَةُ للقوس. و حَنَرَ الحَنِیرَةَ: بناها «1». و الحِنَّوْرَةُ: دُوَیْبَّةٌ دمیمة یُشَبَّهُ بها الإِنسانُ فیقال: یا حِنَّوْرَةُ و قال أَبو العباس فی بابِ فِعَّوْلٍ: الحِنَّوْرُ دابة تشبه العظاءَ.

حنبتر؛ ج4، ص: 216

: الحِنْبَتْرُ: الشّدَّةُ، مثل به سیبویه و فسره السیرافی.

حنتر؛ ج4، ص: 216

: الحَنْتَرُ: الضِّیقُ. و الحِنْتَرُ: القصیر. و الحِنْتارُ: الصغیر. ابن درید: الحَنْتَرَةُ الضِّیقُ، و الله أَعلم.

حنثر؛ ج4، ص: 216

: رجل حَنْثَرٌ و حَنْثَرِیُّ: مُحَمَّقٌ. و الحَنْثَرَةُ: الضِّیقُ قال الأَزهری فی حنثر: هذا الحرف فی كتاب الجمهرة لابن درید مع غیره و ما وجدت لأَكثرها صحةً لأَحدٍ من الثقات، و ینبغی للناظر أَن یَفْحَصَ عنها، و ما وجده منها لثقة أَلحقه بالرباعی و ما لم یجد منها لثقة كان منها علی رِیبَةٍ و حَذَرٍ.

حنجر؛ ج4، ص: 216

: الحُنْجُورُ: الحَلْقُ. و الحَنْجَرَةُ: طَبَقَانِ من أَطباق الحُلْقُوم مما یلی الغَلْصَمَةَ، و قیل: الحَنْجَرَةُ رأْس الغَلْصَمَةِ حیث یحدد، و قیل: هو جوف الحلقوم، و هو الحُنْجُورُ، و الجمع حَنْجَرٌ؛ قال: مُنِعَتْ تَمِیمٌ و اللَّهازِمُ كُلُّها تَمْرَ العِراقِ، و ما یَلَذُّ الحَنْجَرُ و قوله تعالی: إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَنٰاجِرِ كٰاظِمِینَ؛ أَراد أَن الفَزَع یُشخِصُ قُلُوبَهُمْ أَی تَقْلِصُ إِلی حناجرهم. و‌فی حدیث القاسم: سئل عن رجل ضرب حَنْجَرَةَ رجل فذهب صوته؛ قال: علیه الدیة؛ الحنجرة: رأْس الغلصمة حیث تراه ناتئاً من خارج الحلق، و الجمع حناجر؛ و منه: وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنٰاجِرَ؛ أَی صَعَدَتْ عن مواضعها من الخوف إِلیها. الأَزهری قال فی الحُلْقُوم و الحُنْجُور و هو مَخْرَجُ النَّفَسِ: لا یجری فیه الطعامُ و الشرابُ المَرِی‌ءُ، و تمامُ الذكاة قَطْعُ الحلقوم و المَرِی‌ءِ و الوَدَجَیْنِ؛ و قول النابغة: مِنَ الوارِداتِ الماءِ بالقَاعِ تَسْتَقِی بأَعْجازِها قَبْلَ اسْتِقاءِ الحَناجِرِ إِنما جعل للنخل حناجر علی التشبیه بالحیوان. و حَنْجَرَ الرجلَ: ذبحه. و المُحَنْجِرُ: داء یصیب فی البطن، و قیل: المُحَنْجِرُ داء التَّشَیْدُقِ «2». یقال: حَنْجَرَ الرجلُ فهو مُحَنْجِرٌ، و یقال للتَّحَیْدُقِ العِلَّوْصُ و المُحَنْجِرُ. و حَنْجَرَتْ عینه: غارتْ، الأَزهری عن ثعلب أَن
(1). قوله: [بناها] كذا بالأصل بالباء الموحدة، و أفاد الشارح أنه كذلك فی التكملة، و الذی فی القاموس: ثناها، بالمثلثة (2). قوله: [التشیدق] و قوله: [للتحیدق] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 217
ابن الأَعرابی أَنشده: لو كان خَزُّ واسِطٍ و سَقَطُهْ: حُنْجُورُهُ و حُقُّهُ و سَفَطُهْ تَأْوِی إِلیها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ. ابن الأَعرابی: الحُنْجُورَةُ شِبْهُ البُرْمَةِ من زجاج یجعل فیه الطِّیبُ؛ و قال غیره: هی قارورة طویلة یجعل فیها الذَّرِیرَةُ.

حندر؛ ج4، ص: 217

: الحِنْدِیرُ و الحِنْدِیرَةُ و الحُنْدورُ و الحِنْدَوْرُ و الحِنْدَوْرَةُ و الحِنْدُورَةُ؛ عن ثعلب، بكسر الحاء و ضم الدال، كله: الحَدَقَةُ، و الحِنْدِیرةُ أَجودُ؛ و منه قولهم: جعلنی علی حُنْدُرِ عینه. و إِنه لَحُنادِرُ العین أَی حدید النظر. الجوهری: الحُنْدُرُ و الحُنْدورُ و الحُنْدُورَة الحدقة؛ یقال: هو علی حُنْدُرِ عینه و حُنْدُورِ عینه و حُنْدُورَة عینه إِذا كان یستثقله و لا یقدر أَن ینظر إِلیه بغضاً؛ قال الفرّاء: یقال جعلته علی حِنْدِیرَةِ عینی و حُنْدُورَةِ عینی إِذا جعلته نُصْبَ عینك.

حنزر؛ ج4، ص: 217

: الحُنْزُرَةُ «1»: شعبة من الجبل؛ عن كراع.

حنزقر؛ ج4، ص: 217

: الحِنْزَقْرُ: و الحِنْزَقْرَةُ: القصیر الدمیم من الناس؛ و أَنشد شمر: لو كنتَ أَجْمَلَ مِنْ ملكٍ، رَأَوْكَ أُقَیْدِرَ حِنْزَقْرَهْ قال سیبویه: النون إِذا كانت ثانیة ساكنة لا تجعل زائدة إِلا بِثَبَتٍ.

حور؛ ج4، ص: 217

: الحَوْرُ: الرجوع عن الشی‌ء و إِلی الشی‌ء، حارَ إِلی الشی‌ء و عنه حَوْراً و مَحاراً و مَحارَةً و حُؤُوراً: رجع عنه و إِلیه؛ و قول العجاج: فی بِئْرِ لا حُورٍ سَرَی و ما شَعَرْ أَراد: فی بئر لا حُؤُورٍ، فأَسكن الواو الأُولی و حذفها لسكونها و سكون الثانیة بعدها؛ قال الأَزهری: و لا صلة فی قوله؛ قال الفرّاء: لا قائمة فی هذا البیت صحیحة، أَراد فی بئر ماء لا یُحِیرُ علیه شیئاً. الجوهری: حارَ یَحُورُ حَوْراً و حُؤُوراً رجع. و‌فی الحدیث: من دعا رجلًا بالكفر و لیس كذلك حارَ علیه؛ أَی رجع إِلیه ما نسب إِلیه؛ و منه‌حدیث عائشة: فَغَسلْتها ثم أَجْففتها ثم أَحَرْتها إِلیه؛ و منه‌حدیث بعض السلف: لو عَیَّرْتُ رجلًا بالرَّضَعِ لخشیتُ أَن یَحُورَ بی داؤه‌أَی یكونَ عَلَیَّ مَرْجِعُه. و كل شی‌ء تغیر من حال إِلی حال، فقد حارَ یَحُور حَوْراً؛ قال لبید: و ما المَرْءُ إِلَّا كالشِّهابِ و ضَوْئِهِ، یَحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ و حارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها، و أَحارَها صاحِبُها؛ قال جریر: و نُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصی یُلَجْلِجُ مِنِّی مُضْغَةً لا یُحِیرُها و أَنشد الأَزهری: و تِلْكَ لَعَمْرِی غُصَّةٌ لا أُحِیرُها أَبو عمرو: الحَوْرُ التَّحَیُّرُ، و الحَوْرُ: الرجوع. یقال: حارَ بعد ما كارَ. و الحَوْرُ: النقصان بعد الزیادة لأَنه رجوع من حال إِلی حال. و‌فی الحدیث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ معناه من النقصان بعد الزیادة، و قیل: معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها، و أَصله من نقض العمامة بعد لفها، مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انتقض لَیُّها و بعضه یقرب من بعض، و كذلك الحُورُ، بالضم. و‌فی روایة: بعد
(1). قوله: [الخنزرة] كذا بالأصل بهذا الضبط، و ضبطت فی القاموس بالشكل بفتح الحاء و سكون النون و فتح الراء
لسان العرب، ج‌4، ص: 218
الكَوْن؛ قال أَبو عبید: سئل عاصم عن هذا فقال: أَ لم تسمع إِلی قولهم: حارَ بعد ما كان؟ یقول إِنه كان علی حالة جمیلة فحار عن ذلك أَی رجع؛ قال الزجاج: و قیل معناه نعوذ بالله من الرُّجُوعِ و الخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ، معناه بعد أَن كنا فی الكَوْرِ أَی فی الجماعة؛ یقال كارَ عِمامَتَهُ علی رأْسه إِذا لَفَّها، و حارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها. و فی المثل: حَوْرٌ فی مَحَارَةٍ؛ معناه نقصان فی نقصان و رجوع فی رجوع، یضرب للرجل إِذا كان أَمره یُدْبِرُ. و المَحارُ: المرجع؛ قال الشاعر: نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْیانَ، و النَّاسُ كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ و قال سُبَیْعُ بن الخَطِیم، و كان بنو صُبْح أَغاروا علی إِبله فاستغاث بزید الفوارس الضَّبِّیّ فانتزعها منهم، فقال یمدحه: لو لا الإِلهُ و لو لا مَجْدُ طالِبِها، لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِیرِ و اسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِیف المَضْغِ فازْدَرَدُوا، و الذَّمُّ یَبْقَی، و زادُ القَوْمِ فی حُورِ اللَّهْوَجَة: أَن لا یُبالغ فی إِنضاج اللحم أَی أَكلوا لحمها من قبل أَن ینضج و ابتلعوه؛ و قوله: و الذم یبقی و زاد القوم فی حور یرید: الأَكْلُ یذهب و الذم یبقی. ابن الأَعرابی: فلان حَوْرٌ فی مَحارَةٍ؛ قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، یضرب مثلًا للشی‌ء الذی لا یصلح أَو كان صالحاً ففسد. و المَحارة: المكان الذی یَحُور أَو یُحارُ فیه. و الباطل فی حُورٍ أَی فی نقص و رجوع. و إِنك لفی حُورٍ و بُورٍ أَی فی غیر صنعة و لا إِجادة. ابن هانئ: یقال عند تأْكید المَرْزِئَةِ علیه بِقِلَّةِ النماء: ما یَحُور فلان و ما یَبُورُ، و ذهب فلان فی الحَوَارِ و البَوَارِ، بفتح الأَول، و ذهب فی الحُورِ و البُورِ أَی فی النقصان و الفساد. و رجل حائر بائر، و قد حارَ و بارَ، و الحُورُ الهلاك و كل ذلك فی النقصان و الرجوع. و الحَوْرُ: ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكویرها؛ و كلَّمته فما رَجَعَ إِلَیَّ حَوَاراً و حِواراً و مُحاوَرَةً و حَوِیراً و مَحُورَة، بضم الحاء، بوزن مَشُورَة أَی جواباً. و أَحارَ علیه جوابه: ردَّه. و أَحَرْتُ له جواباً و ما أَحارَ بكلمة، و الاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِیرُ، تقول: سمعت حَوِیرَهما و حِوَارَهما. و المُحاوَرَة: المجاوبة. و التَّحاوُرُ: التجاوب؛ و تقول: كلَّمته فما أَحار إِلیَّ جواباً و ما رجع إِلیَّ خَوِیراً و لا حَوِیرَةً و لا مَحُورَةً و لا حِوَاراً [حَوَاراً أَی ما ردَّ جواباً. و استحاره أَی استنطقه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: یرجع إِلیكما ابناكما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه‌أَی بجواب ذلك؛ یقال: كلَّمته فما رَدَّ إِلیَّ حَوْراً أَی جواباً؛ و قیل: أَراد به الخیبة و الإِخْفَاقَ. و أَصل الحَوْرِ: الرجوع إِلی النقص؛ و منه‌حدیث عُبادة: یُوشِك أَن یُرَی الرجُل من ثَبَجِ المسلمین قُرَّاء القرآن علی لسان محمد، صلی الله علیه و سلم، فأَعاده و أَبْدَأَه لا یَحُورُ فیكم إِلا كما یَحُور صاحبُ الحمار المیت‌أَی لا یرجع فیكم بخیر و لا ینتفع بما حفظه من القرآن كما لا ینتفع بالحمار المیت صاحبه. و‌فی حدیث سَطِیحٍ: فلم یُحِرْ جواباً‌أَی لم یرجع و لم یَرُدَّ. و هم یَتَحاوَرُون أَی یتراجعون الكلام. و المُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق و الكلام فی المخاطبة، و قد حاوره. و المَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌4، ص: 219
لِحاجَةِ ذی بَثٍّ و مَحْوَرَةٍ له، كَفَی رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ و ما جاءتنی عنه مَحُورَة أَی ما رجع إِلیَّ عنه خبر. و إِنه لضعیف الحَوْرِ أَی المُحاوَرَةِ؛ و قوله: و أَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَوارَهُ [حِوارَهُ علی النَّارِ، و اسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ و یروی: حَوِیرَه، إِنما یعنی بحواره و حویره خروجَ القِدْحِ من النار أَی نظرت الفَلَجَ و الفَوْزَ. و اسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، من الحِوَارِ [الحَوَارِ الذی هو الرجوع؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو عمرو: الأَحْوَرُ العقل، و ما یعیش فلانٌ بأَحْوَرَ أَی ما یعیش بعقل یرجع إِلیه؛ قال هُدْبَةُ و نسبه ابن سیدة لابن أَحمر: و ما أَنْسَ مِ الأَشْیاءِ لا أَنْسَ قَوْلَها لجارَتِها: ما إِن یَعِیشُ بأَحْوَرَا أَراد: من الأَشیاء. و حكی ثعلب: اقْضِ مَحُورَتَك أَی الأَمر الذی أَنت فیه. و الحَوَرُ: أَن یَشْتَدَّ بیاضُ العین و سَوادُ سَوادِها و تستدیر حدقتها و ترق جفونها و یبیضَّ ما حوالیها؛ و قیل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ فی شدّة بیاضها فی شدّة بیاض الجسد، و لا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال الأَزهری: لا تسمی حوراء حتی تكون مع حَوَرِ عینیها بیضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ؛ قال الكمیت: و دامتْ قُدُورُك، للسَّاعِیَیْن فی المَحْلِ، غَرْغَرَةً و احْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَیانِ، و بالاحورار بیاضَ الإِهالة و الشحم؛ و قیل: الحَوَرُ أَن تسودّ العین كلها مثل أَعین الظباء و البقر، و لیس فی بنی آدم حَوَرٌ، و إِنما قیل للنساء حُورُ العِینِ لأَنهن شبهن بالظباء و البقر. و قال كراع: الحَوَرُ أَن یكون البیاض محدقاً بالسواد كله و إِنما یكون هذا فی البقر و الظباء ثم یستعار للناس؛ و هذا إِنما حكاه أَبو عبید فی البَرَج غیر أَنه لم یقل إِنما یكون فی الظباء و البقر. و قال الأَصمعی: لا أَدری ما الحَوَرُ فی العین و قد حَوِرَ حَوَراً و احْوَرَّ، و هو أَحْوَرُ. و امرأَة حَوْراءُ: بینة الحَوَرِ. و عَیْنٌ حَوْراءٌ، و الجمع حُورٌ، و یقال: احْوَرَّتْ عینه احْوِرَاراً؛ فأَما قوله: عَیْناءُ حَورَاءُ منَ العِینِ الحِیر فعلی الإِتباع لعِینٍ؛ و الحَوْراءُ: البیضاء، لا یقصد بذلك حَوَر عینها. و الأَعْرابُ تسمی نساء الأَمصار حَوَارِیَّاتٍ لبیاضهن و تباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن؛ قال: فقلتُ: إِنَّ الحَوارِیَّاتِ مَعْطَبَةٌ، إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِیبِ یعنی النساء؛ و قال أَبو جِلْدَةَ: فَقُلْ للحَوَارِیَّاتِ یَبْكِینَ غَیْرَنا، و لا تَبْكِنا إِلَّا الكِلابُ النَّوابِحُ بكَیْنَ إِلینا خیفةً أَنْ تُبِیحَها رِماحُ النَّصَارَی، و السُّیُوفُ الجوارِحُ جعل أَهل الشأْم نصاری لأَنها تلی الروم و هی بلادها. و الحَوارِیَّاتُ من النساء: النَّقِیَّاتُ الأَلوان و الجلود لبیاضهن، و من هذا قیل لصاحب الحُوَّارَی: مُحَوِّرٌ؛ و قول العجاج: بأَعْیُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ یعنی الأَعین النقیات البیاض الشدیدات سواد الحَدَقِ. و‌فی حدیث صفة الجنة: إِن فی الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِینِ.و التَّحْوِیرُ: التبییض. و الحَوارِیُّونَ: القَصَّارُونَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 220
لتبییضهم لأَنهم كانوا قصارین ثم غلب حتی صار كل ناصر و كل حمیم حَوارِیّاً. و قال بعضهم: الحَوارِیُّونَ صَفْوَةُ الأَنبیاء الذین قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ و قال الزجاج: الحواریون خُلْصَانُ الأَنبیاء، علیهم السلام، و صفوتهم. قال: و الدلیل علی ذلك‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: الزُّبَیْرُ ابن عمتی و حَوارِیَّ من أُمَّتِی؛ أَی خاصتی من أَصحابی و ناصری. قال: و أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، حواریون، و تأْویل الحواریین فی اللغة الذین أُخْلِصُوا و نُقُّوا من كل عیب؛ و كذلك الحُوَّارَی من الدقیق سمی به لأَنه یُنَقَّی من لُباب البُرِّ؛ قال: و تأْویله فی الناس الذی قد روجع فی اختِیاره مرة بعد مرة فوجد نَقِیّاً من العیوب. قال: و أَصل التَّحْوِیرِ فی اللغة من حارَ یَحُورُ، و هو الرجوع. و التَّحْوِیرُ: الترجیع، قال: فهذا تأْویله، و الله أَعلم. ابن سیدة: و كلُّ مُبالِغٍ فی نُصْرَةِ آخر حوَارِیٌّ، و خص بعضهم به أَنصار الأَنبیاء، علیهم السلام، و قوله أَنشده ابن درید: بَكَی بِعَیْنِك واكِفُ القَطْرِ، ابْنَ الحَوارِی العَالِیَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِیِّ، یعنی بالحَوارِیِّ الزُّبَیرَ، و عنی بابنه عَبْدَ اللهِ بْنَ الزبیر. و قیل لأَصحاب عیسی، علیه السلام: الحواریون للبیاض، لأَنهم كانوا قَصَّارین. و الحَوارِیُّ: البَیَّاضُ، و هذا أَصل‌قوله، صلی الله علیه و سلم، فی الزبیر: حَوارِیَّ من أُمَّتی، و هذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عیسی و أَنصاره، و أَصله من التحویر التبییض، و إِنما سموا حواریین لأَنهم كانوا یغسلون الثیاب أَی یُحَوِّرُونَها، و هو التبییض؛ و منه الخُبْزُ الحُوَّارَی؛ و منه قولهم: امرأَة حَوارِیَّةٌ إِذا كانت بیضاء. قال: فلما كان عیسی بن مریم، علی نبینا و علیه السلام، نصره هؤلاء الحواریون و كانوا أَنصاره دون الناس قیل لناصر نبیه حَوارِیُّ إِذا بالغ فی نُصْرَتِه تشبیهاً بأُولئك. و الحَوارِیُّونَ: الأَنصار و هم خاصة أَصحابه. و روی شمر أَنه قال: الحَوارِیُّ الناصح و أَصله الشی‌ء الخالص، و كل شی‌ء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِیٌّ. و الأَحْوَرِیُّ: الأَبیض الناعم؛ و قول الكمیت: و مَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فی الطَّبْخِ طاهِیاً، عَجِلْتُ إِلی مُحْوَرِّها حِینَ غَرْغَرَا یرید بیاض زَبَدِ القِدْرِ. و المرضوفة: القدر التی أُنضجت بالرَّضْفِ، و هی الحجارة المحماة بالنار. و لم تؤْن أَی لم تحبس. و الاحْوِرَارُ: الابْیِضاضُ. و قَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْیَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قال أَبو المهوش الأَسدی: یا وَرْدُ إِنِّی سَأَمُوتُ مَرَّهْ، فَمَنْ حَلِیفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟ یعنی المُبْیَضَّةَ. قال ابن بری: و ورد ترخیم وَرْدَة، و هی امرأَته، و كانت تنهاه عن إِضاعة ماله و نحر إِبله فقال ذلك: الأَزهری فی الخماسی: الحَوَرْوَرَةُ البیضاء. قال: هو ثلاثی الأَصل أُلحق بالخماسی لتكرار بعض حروفها. و الحَوَرُ: خشبة یقال لها البَیْضاءُ. و الحُوَّارَی: الدقیق الأَبیض، و هو لباب الدقیق و أَجوده و أَخلصه. الجوهری: الحُوَّارَی، بالضم و تشدید الواو و الراء مفتوحة، ما حُوِّرَ من الطعام أَی بُیّصَ. و هذا دقیق حُوَّارَی، و قد حُوِّرَ الدقیقُ و حَوَّرْتُه فاحْوَرَّ أَی ابْیَضَّ. و عجین مُحَوَّر، و هو الذی مسح وجهه بالماء حتی صفا. و الأَحْوَرِیُّ: الأَبیض الناعم من أَهل القری؛ قال عُتَیْبَةُ بن مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبی فَسْوَةَ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 221
تكُفُّ شَبَا الأَنْیَابِ منها بِمِشْفَرٍ خَرِیعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِیِّ المُخَصَّرِ و الحَوَرُ: البَقَرُ لبیاضها، و جمعه أَحْوارٌ؛ أَنشد ثعلب: للهِ دَرُّ منَازِل و مَنازِل، إِنَّا بُلِینَ بها و لا الأَحْوارُ و الحَوَرُ: الجلودُ البِیضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ، و قیل: السُّلْفَةُ، و قیل: الحَوَرُ الأَدیم المصبوغ بحمرة. و قال أَبو حنیفة: هی الجلود الحُمْرُ التی لیست بِقَرَظِیَّةٍ، و الجمع أَحْوَارٌ؛ و قد حَوَّرَهُ. و خُفٌّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍ؛ و قال الشاعر: فَظَلَّ یَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ، كأَنَّما قُدَّ فی أَثْوابِه الحَوَرُ الجوهری: الحَوَرُ جلود حمر یُغَشَّی بها السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛ قال العجاج یصف مخالب البازی: بِحَجَباتٍ یَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنَّما یَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ و‌فی كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لهم من الصدقة الثِّلْبُ و النَّابُ و الفَصِیلُ و الفَارِضُ و الكَبْشُ الحَوَرِیُّ؛ قال ابن الأَثیر: منسوب إِلی الحَوَرِ، و هی جلود تتخذ من جلود الضأْن، و قیل: هو ما دبغ من الجلود بغیر القَرَظِ، و هو أَحد ما جاء علی أَصله و لم یُعَلَّ كما أُعلَّ ناب. و الحُوَارُ و الحِوَارُ، الأَخیرة ردیئة عند یعقوب: ولد الناقة من حین یوضع إِلی أَن یفطم و یفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصیل، و قیل: هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة، و الجمع أَحْوِرَةٌ و حِیرانٌ فیهما. قال سیبویه: وَفَّقُوا بین فُعَالٍ و فِعَال كما وَفَّقُوا بین فُعالٍ و فَعِیلٍ، قال: و قد قالوا حُورَانٌ، و له نظیر، سمعت العرب تقول رُقاقٌ و رِقاقٌ، و الأُنثی بالهاء؛ عن ابن الأَعرابی. و فی التهذیب: الحُوَارُ الفصیل أَوَّلَ ما ینتج. و قال بعض العرب: اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَی اجعل رباعنا حِیراناً؛ و قوله: أَ لا تَخافُونَ یوماً، قَدْ أَظَلَّكُمُ فیه حُوَارٌ، بِأَیْدِی الناسِ، مَجْرُورُ؟ فسره ابن الأَعرابی فقال: هو یوم مَشْؤُوم علیكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة ثمود علی ثمود. و المِحْوَرُ: الحدیدة التی تجمع بین الخُطَّافِ و البَكَرَةِ، و هی أَیضاً الخشبة التی تجمع المَحَالَةَ. قال الزجاج: قال بعضهم قیل له مِحْوَرٌ للدَّوَرَانِ لأَنه یرجع إِلی المكان الذی زال عنه، و قیل: إِنما قیل له مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ینصقل حتی یبیض. و یقال للرجل إِذا اضطرب أَمره: قد قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ و قوله أَنشده ثعلب: یا مَیُّ ما لِی قَلِقَتْ مَحاوِرِی، و صَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِی؟ یقول: اضطربت علیّ أُموری فكنی عنها بالمحاور. و الحدیدة التی تدور علیها البكرة یقال لها: مِحْورٌ. الجوهری: المِحْوَرُ العُودُ الذی تدور علیه البكرة و ربما كان من حدید. و المِحْوَرُ: الهَنَةُ و الحدیدة التی یدور فیها لِسانُ الإِبْزِیمِ فی طرف المِنْطَقَةِ و غیرها. و المِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ. و المِحْوَرُ: الخشبة التی یبسط بها العجین یُحَوّرُ بها الخبز تَحْوِیراً. قال الأَزهری: سمی مِحْوَراً لدورانه علی العجین تشبیهاً بمحور البكرة و استدارته. و حَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِیراً: هَیَّأَها و أَدارها لیضعها فی المَلَّةِ. و حَوَّرَ عَیْنَ الدابة: حَجَّرَ حولها
لسان العرب، ج‌4، ص: 222
بِكَیٍّ و ذلك من داء یصیبها، و الكَیَّةُ یقال لها الحَوْراءُ، سمیت بذلك لأَن موضعها یبیضُّ؛ و یقال: حَوِّرْ عینَ بعیرك أَی حَجِّرْ حولها بِكَیٍّ. و حَوَّرَ عین البعیر: أَدار حولها مِیسَماً. و‌فی الحدیث: أَنه كَوَی أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ علی عاتقه حَوْراءَ؛ و فی روایة: وجد وجعاً فی رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بحدیدة؛ الحَوْراءُ: كَیَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، و هی من حارَ یَحُورُ إِذا رجع. و حَوَّرَه: كواه كَیَّةً فأَدارها. و‌فی الحدیث: أَنه لما أُخْبِرَ بقتل أَبی جهل قال: إِن عهدی به و فی ركبتیه حَوْراءُ فانظروا ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ؛ یعنی أَثَرَ كَیَّةٍ كُوِیَ بها. و إِنه لذو حَوِیرٍ أَی عداوة و مُضَادَّةٍ؛ عن كراع. و بعض العرب یسمی النجم الذی یقال له المُشْتَری: الأَحْوَرَ. و الحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة التی تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، و قیل: هو الثالث من بنات نعش الكبری اللاصق بالنعش. و المَحارَةُ: الخُطُّ و النَّاحِیَةُ. و المَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو نحوها من العظم، و الجمع مَحاوِرُ و مَحارٌ؛ قال السُّلَیْكُ بْنُ السُّلَكَةِ: كأَنَّ قَوَائِمَ النَّخَّامِ، لَمَّا تَوَلَّی صُحْبَتِی أَصْلًا، مَحارُ أَی كأَنها صدف تمرّ علی كل شی‌ء؛ و ذكر الأَزهری هذه الترجمة أَیضاً فی باب محر، و سنذكرها أَیضاً هناك. و المَحارَةُ: مرجع الكتف. و مَحَارَةُ الحَنَكِ: فُوَیْقَ موضع تَحْنیك البَیْطار. و المَحارَةُ: باطن الحنك. و المَحارَةُ: مَنْسِمُ البعیر؛ كلاهما عن أَبی العَمَیْثَلِ الأَعرابی. التهذیب: المَحارَةُ النقصان، و المَحارَةُ: الرجوع، و المَحارَةُ: الصَّدَفة. و الحَوْرَةُ: النُّقْصانُ. و الحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ. و الحُورُ: الاسم من قولك: طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شیئاً أَی ما رَدَّتْ شیئاً من الدقیق؛ و الحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قال الراجز: فی بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَی و ما شَعَرْ قال أَبو عبیدة: أَی فی بئر حُورٍ، و لا زَیادَةٌ. و فلانٌ حائِرٌ بائِرٌ: هذا قد یكون من الهلاك و من الكَسادِ. و الحائر: الراجع من حال كان علیها إِلی حال دونها، و البائر: الهالك؛ و یقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَی خیبه و رَجَعَهُ إِلی النقص. و الحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ عن كراع و لم یُحَلِّه. و حَوْرانُ، بالفتح: موضع بالشام. و ما أَصبت منه حَوْراً و حَوَرْوَراً أَی شیئاً. و حَوَّارُونَ: مدینة بالشام؛ قال الراعی: ظَلِلْنَا بِحَوَّارِینَ فی مُشْمَخِرَّةٍ، تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا و ثُلُوجُ و حَوْرِیتُ: موضع؛ قال ابن جنی: دخلت علی أَبی عَلِیٍّ فحین رآنی قال: أَین أَنت؟ أَنا أَطلبك، قلت: و ما هو؟ قال: ما تقول فی حَوْرِیتٍ؟ فخضنا فیه فرأَیناه خارجاً عن الكتاب، و صَانَعَ أَبو علی عنه فقال: لیس من لغة ابنی نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك؛ قال: و أَقرب ما ینسب إِلیه أَن یكون فَعْلِیتاً لقربه من فِعْلِیتٍ، و فِعْلِیتٌ موجود.

حیر؛ ج4، ص: 222

: حار بَصَرُه یَحارُ حَیْرَةً و حَیْراً و حَیَراناً و تَحیَّر إِذا نظر إِلی الشی‌ء فَعَشیَ بَصَرُهُ. و تَحَیَّرَ و اسْتَحَارَ و حارَ: لم یهتد لسبیله. و حارَ یَحَارُ حَیْرَةً و حَیْراً أَی تَحَیَّرَ فی أَمره؛ و حَیَّرْتُه أَنا فَتَحَیَّرَ. و رجل حائِرٌ بائِرٌ إِذا لم یتجه لشی‌ء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر‌أَی متحیر فی أَمره لا یدری كیف یهتدی
لسان العرب، ج‌4، ص: 223
فیه. و هو حائِرٌ و حَیْرانُ: تائهٌ من قوم حَیَارَی، و الأُنثی حَیْری. و حكی اللحیانی: لا تفعل ذلك أُمُّكَ حَیْرَی أَی مُتَحَیِّرة، كقولك أُمُّكَ ثَكْلَی و كذلك الجمع؛ یقال: لا تفعلوا ذلك أُمَّهاتُكُمْ حَیْرَی؛ و قول الطرماح: یَطْوِی البَعِیدَ كَطَیِّ الثَّوْبِ هِزَّتُهُ، كما تَرَدَّدَ بالدَّیْمُومَةِ الحَارُ أَراد الحائر كما قال أَبو ذؤیب: و هی أَدْماءُ سارُها؛ یرید سائرها. و قد حَیَّرَهُ الأَمر. و الحَیَرُ: التَّحَیُّرُ؛ قال: حَیْرانُ لا یُبْرِئُه من الحَیَرْ و حارَ الماءُ، فهو حائر. و تَحَیَّرَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ثعلب: فَهُنَّ یَروَیْنَ بِظِمْ‌ءٍ قاصِرِ، فی رَبَبِ الطِّینِ، بماءٍ حائِرِ و تَحَیَّر الماءُ: اجْتَمع و دار. و الحائِرُ: مُجْتَمَعُ الماء؛ و أَنشد: مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ قال: و الحاجر نحو منه، و جمعه حُجْرانٌ. و الحائِرُ: حَوْضٌ یُسَیَّبُ إِلیه مَسِیلُ الماء من الأَمطار، یسمی هذا الاسم بالماء. و تَحَیَّر الرجلُ إِذا ضَلَّ فلم یهتد لسبیله و تَحَیَّر فی أَمره. و بالبصرة حائِرُ الحَجَّاجِ معروف: یابس لا ماء فیه، و أَكثر الناس یسمیه الحَیْرَ كما یقولون لعائشة عَیْشَةُ، یستحسنون التخفیف و طرح الأَلف؛ و قیل: الحائر المكان المطمئن یجتمع فیه الماء فیتحیر لا یخرج منه؛ قال: صَعْدَةٌ نابِتَةٌ فی حائِر، أَیْنَما الرِّیحُ تُمَیِّلْها تَمِلْ و قال أَبو حنیفة: من مطمئنات الأَرض الحائِرُ، و هو المكان المطمئن الوَسَطِ المرتفعُ الحروفِ، و جمعه حِیرانٌ و حُورانٌ، و لا یقال حَیْرٌ إِلا أَن أَبا عبید قال فی تفسیر قول رؤبة: حتی إِذا ما هاجَ حِیرانُ الدَّرَقْ الحِیران جمع حَیْرٍ، لم یقلها أَحد غیره و لا قالها هو إِلا فی تفسیر هذا البیت. قال ابن سیدة: و لیس كذلك أَیضاً فی كل نسخة؛ و استعمل حسان بن ثابت الحائر فی البحر فقال: و لأَنتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْت لَنا، یومَ الخُروجِ، بِسَاحَة العَقْرِ من دُرَّةٍ أَغْلَی بها مَلِكٌ، مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ و الجمع حِیرَانٌ و حُورَانٌ. و قالوا: لهذه الدار حائِرٌ واسعٌ، و العامّة تقول: حَیْرٌ، و هو خطأٌ. و الحائِرُ: كَرْبَلاءُ، سُمیت بأَحدِ هذه الأَشیاء. و اسْتحارَ المكان بالماء و تَحَیَّر: تَمَلَّأَ. و تَحَیَّر فیه الماء: اجتمعَ. و تَحَیَّرَ الماءُ فی الغیم: اجتمع، و إِنما سمی مُجْتَمَعُ الماء حائراً لأَنه یَتَحَیَّرُ الماء فیه یرجع أَقصاه إِلی أَدناه؛ و قال العجاج: سَقَاهُ رِیّاً حائِرٌ رَوِیُّ و تَحَیَّرَتِ الأَرضُ بالماء إِذا امتلأَتْ. و تَحَیَّرَتِ الأَرضُ بالماء لكثرته؛ قال لبید: حتی تَحَیَّرَتِ الدِّبارُ كأَنَّها زَلَفٌ، و أُلْقِیَ قِتْبُها المَحْزُومُ یقول: امتلأَت ماء. و الدبار: المَشَارات «2». و الزَّلَفُ: المَصانِعُ. و اسْتَحار شَبَابُ المرأَة و تَحَیَّرَ: امتلأَ و بلغ الغایة؛
(2). قوله: [المشارات] أی مجاری الماء فی المزرعة كما فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 224
قال أَبو ذؤیب: و قد طُفْتُ من أَحْوالِهَا و أَرَدْتُها لِوَصْلٍ، فأَخْشَی بَعْلَها و أَهَابُها ثلاثةَ أَعْوَامٍ، فلما تَجَرَّمَتْ تَقَضَّی شَبابِی، و اسْتَحارَ شبابُها قال ابن بری: تجرّمت تكملت السنون. و استحار شبابها: جری فیها ماء الشباب؛ قال الأَصمعی: استحار شبابها اجتمع و تردّد فیها كما یتحیر الماء؛ و قال النابغة الذبیانی و ذكر فرج المرأَة: و إِذا لَمَسْتَ، لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً مُتَحَیِّراً بِمكانِه، مِلْ‌ءَ الیَدِ «1». و الحَیْرُ: الغیم ینشأُ مع المطر فیتحیر فی السماء. و تَحَیَّر السحابُ: لم یتجه جِهَةً. الأَزهری: قال شمر و العرب تقول لكل شی‌ء ثابت دائم لا یكاد ینقطع: مُسْتَحِیرٌ و مُتَحَیِّرٌ؛ و قال جریر: یا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ فَخْمِ الكَتائِبِ، مُسْتَحِیرِ الكَوْكَبِ قال ابن الأَعرابی: المستحیر الدائم الذی لا ینقطع. قال: و كوكب الحدید بریقه. و المُتَحیِّرُ من السحاب: الدائمُ الذی لا یبرح مكانه یصب الماء صبّاً و لا تسوقه الریح؛ و أَنشد: كَأَنَّهُمُ غَیْثٌ تَحَیَّر وَابِلُهْ و قال الطرماح: فی مُسْتَحِیرِ رَدَی المَنُونِ، و مُلْتَقَی الأَسَل النَّواهِل قال أَبو عمرو: یرید یتحیر الردی فلا یبرح. و الحائر: الوَدَكُ: و مَرَقَةٌ مُتَحَیِّرَةٌ: كثیرة الإِهالَةِ و الدَّسَمِ. و تَحَیَّرَتِ الجَفْنَةُ: امتلأَت طعاماً و دسماً؛ فأَما ما أَنشده الفارسی لبعض الهذلیین: إِمَّا صَرَمْتِ جَدِیدَ الحِبالِ مِنِّی، و غَیَّرَكِ الأَشْیَبُ فیا رُبَّ حَیْرَی جَمادِیَّةٍ، تَحَدَّرَ فیها النَّدَی السَّاكِبُ فإِنه عنی روضة متحیرة بالماء. و المَحارَةُ: الصَّدَفَةُ، و جمعها مَحارٌ؛ قال ذو الرمة‌فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا أَراد: ما فی المحار. و‌فی حدیث ابن سیرین فی غسل المیت: یؤخذ شی‌ء من سِدْرٍ فیجعل فی مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ؛ قال ابن الأَثیر: المَحارَةُ و الحائر الذی یجتمع فیه الماء، و أَصل المَحْارَةِ الصدفة، و المیم زائدة. و مَحارَةُ الأُذن: صدفتها، و قیل: هی ما أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَیْها، و قیل: مَحارَةُ الأُذن جوفها الظاهر المُتَقَعِّرُ؛ و المحارة أَیضاً: ما تحت الإِطارِ، و قیل: المحارة جوف الأُذن، و هو ما حول الصِّماخ المُتَّسِعِ. و المَحارَةُ: الحَنَكُ و ما خَلْفَ الفَراشَةِ من أَعلی الفم. و المحارة: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلی الخیاشیم. و المَحارَةُ: النُّقْرَةُ التی فی كُعْبُرَةِ الكَتِف. و المَحارَةُ: نُقْرَةُ الوَرِكِ. و المَحارَتانِ: رأْسا الورك المستدیران اللذان یدور فیهما رؤوس الفخذین. و المَحارُ، بغیر هاء، من الإِنسان: الحَنَكُ، و من الدابة حیث یُحَنِّكُ البَیْطارُ. ابن الأَعرابی: مَحارَةُ الفرس أَعلی فمه من باطن. و طریق مُسْتَحِیرٌ: یأْخذ فی عُرْضِ مَسَافَةٍ لا یُدری أَین مَنْفَذُه؛ قال: ضاحِی الأَخادِیدِ و مُسْتَحِیرِهِ، فی لاحِبٍ یَرْكَبْنَ ضِیفَیْ نِیرِهِ و استحار الرجل بمكان كذا و مكان كذا: نزله أَیاماً.
(1). فی دیوان النابغة: متحیِّزاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 225
و الحِیَرُ و الحَیَرُ: الكثیر من المال و الأَهل؛ قال: أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ من مالٍ حِیَرْ، یُصْلِینِیَ اللهُ به حَرَّ سَقَرْ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یا من رَأَی النُّعْمان كانَ حِیَرَا قال ثعلب: أَی كان ذا مال كثیر و خَوَلٍ و أَهل؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: سمعت امرأَة من حِمْیَر تُرَقِّصُ ابنها و تقول: یا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَن یَكْبَرَا، فَهَبْ له أَهْلًا و مالًا حِیَرَا و فی روایة: فَسُقْ إِلیه رَبِّ مالًا حِیَرَا. و الحَیَرُ: الكثیر من أَهل و مال؛ و حكی ابن خالویه عن ابن الأَعرابی وحده: مال حِیَرٌ، بكسر الحاء؛ و أَنشد أَبو عمرو عن ثعلب تصدیقاً لقول ابن الأَعرابی: حتی إِذا ما رَبا صَغِیرُهُمُ، و أَصْبَحَ المالُ فِیهِمُ حِیَرَا صَدَّ جُوَیْنٌ فما یُكَلِّمُنا، كأَنَّ فی خَدِّه لنا صَعَرا و یقال: هذه أَنعام حِیراتٌ أَی مُتَحَیِّرَة كثیرة، و كذلك الناس إِذا كثروا. و الحَارَة: كل مَحَلَّةٍ دنت مَنازِلُهم فهم أَهل حارَةٍ. و الحِیرةُ، بالكسر: بلد بجنب الكوفة ینزلها نصاری العِبَاد، و النسبة إِلیها حِیرِیٌّ و حاریٌّ، علی غیر قیاس؛ قال ابن سیدة: و هو من نادر معدول النسب قلبت الیاء فیه أَلفاً، و هو قلب شاذ غیر مقیس علیه غیره؛ و فی التهذیب: النسبة إِلیها حارِیٌّ كما نسبوا إِلی التَّمْرِ تَمْرِیٌّ فأَراد أَن یقول حَیْرِیٌّ، فسكن الیاء فصارت أَلفاً ساكنة، و تكرر ذكرها فی الحدیث؛ قال ابن الأَثیر: هی البلد القدیم بظهر الكوفة و مَحَلَّةٌ معروفة بنیسابور. و السیوف الحارِیَّةُ: المعمولة بالحِیرَةِ؛ قال: فلمَّا دخلناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنا إِلی كُلِّ حارِیٍّ قَشِیبٍ مُشَطَّبِ یقول: إِنهم احْتَبَوْا بالسیوف، و كذلك الرحال الحارِیَّاتُ؛ قال الشماخ: یَسْرِی إِذا نام بنو السَّریَّاتِ، یَنامُ بین شُعَبِ الحارِیَّاتِ و الحارِیُّ: أَنْماطُ نُطُوعٍ تُعمل بالحِیرَةِ تُزَیَّنُ بها الرِّحالُ؛ أَنشد یعقوب: عَقْماً و رَقْماً و حارِیّاً نُضاعِفُهُ علی قَلائِصَ أَمثالِ الهَجانِیعِ و المُسْتَحِیرَة: موضع؛ قال مالك بن خالد الخُناعِیُّ: و یمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِیرَةِ، إِنِّنی، بأَن یَتَلاحَوْا آخِرَ الیومِ، آرِبُ و لا أَفعل ذلك حَیْرِیْ دَهْرٍ و حَیْرِیَّ دَهْرٍ أَی أَمَدَ الدَّهْرِ. و حَیْرِیَ دَهْرٍ: مخففة من حَیْرِیّ، كما قال الفرزدق: تأَمَّلْتُ نَسْراً و السِّماكَیْنِ أَیْهُمَا، عَلَیَّ مِنَ الغَیْثِ، اسْتَهَلَّتْ مَواطِرُهْ و قد یجوز أَن یكون وزنه فَعْلِیَ؛ فإِن قیل: كیف ذلك و الهاء لازمة لهذا البناء فیما زعم سیبویه؟ فإِن كان هذا فیكون نادراً من باب إِنْقَحْلٍ. و حكی ابن الأَعرابی: لا آتیك حِیْرِیَّ الدهر أَی طول الدهر، و حِیَرَ الدهر؛ قال: و هو جمع حِیْرِیّ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا؛قال الأَزهری: و روی شمر بإِسناده عن الرَّبِیع بن قُرَیْعٍ قال: سمعت ابن عمر یقول: أَسْلِفُوا ذاكم الذی یوجبُ الله أَجْرَهُ و یرُدُّ إِلیه مالَهُ، و لم یُعْطَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 226
الرجلُ شیئاً أَفضلَ من الطَّرْق، الرجلُ یُطْرِقُ علی الفحل أَو علی الفرس فَیَذْهَبُ حَیْرِیَّ الدهر، فقال له رجل: ما حَیْرِیُّ الدهر؟ قال: لا یُحْسَبُ، فقال الرجلُ: ابنُ وابِصَةَ و لا فی سبیل الله، فقال: أَ و لیس فی سبیل الله؟هكذا رواه حَیْرِیَّ الدهر، بفتح الحاء و تشدید الیاء الثانیة و فتحها؛ قال ابن الأَثیر: و یروی حَیْرِیْ دَهْرٍ، بیاء ساكنة، و حَیْرِیَ دَهْرٍ، بیاء مخففة، و الكل من تَحَیُّرِ الدهر و بقائه، و معناه مُدَّةَ الدهر و دوامه أَی ما أَقام الدهرُ. قال: و قد جاء‌فی تمام الحدیث: فقال له رجل: ما حَیْرِیُّ الدهر؟ فقال: لا یُحْسَبُ؛ أَی لا یُعْرَفُ حسابه لكثرته؛ یرید أَن أَجر ذلك دائم أَبداً لموضع دوام النسل؛ قال: و قال سیبویه العرب تقول: لا أَفعل ذلك حَیْرِیْ دَهْرٍ أَی أَبداً. و زعموا أَن بعضهم ینصب الیاء فی حَیْرِیَ دَهْرٍ؛ و قال أَبو الحسن: سمعت من یقول لا أَفعل ذلك حِیْرِیَّ دَهْرٍ، مُثَقَّلَةً؛ قال: و الحِیْرِیُّ الدهر كله؛ و قال شمر: قوله حِیْرِیَّ دَهْرٍ یرید أَبداً؛ قال ابن شمیل: یقال ذهب ذاك حارِیَّ الدَّهْرِ و حَیْرِیَّ الدهر أَی أَبداً. و یَبْقَی حارِیَّ دهر أَی أَبداً. و یبقی حارِیَّ الدهر و حَیْرِیَّ الدهر أَی أَبداً؛ قال: و سمعت ابن الأَعرابی یقول: حِیْرِیَّ الدهر، بكسر الحاء، مثل قول سیبویه و الأَخفش؛ قال شمر: و الذی فسره ابن عمر لیس بمخالف لهذا إِنما أَراد لا یُحْسَبُ أَی لا یمكن أَن یعرف قدره و حسابه لكثرته و دوامه علی وجه الدهر؛ و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: لا آتیه حَیْرِیْ دهر و حِیْرِیَّ دهر و حِیَرَ الدَّهْرِ؛ یرید: ما تحیر من الدهر. و حِیَرُ الدهرِ: جماعةُ حِیْرِیَّ؛ و أَنشد ابن بری للأَغلب العجلی شاهداً علی مآلِ حَیَر، بفتح الحاء، أَی كثیر: یا من رَأَی النُّعْمانَ كانَ حَیَرَا، من كُلِّ شی‌ءٍ صالحٍ قد أَكْثَرَا و اسْتُحِیرَ الشرابُ: أُسِیغَ؛ قال العجاج: تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ، إِذا اسْتُحِیرَا، للماءِ فی أَجْوافِها خَرِیرَا و المُسْتَحِیرُ: سحاب ثقیل متردّد لیس له ریح تَسُوقُهُ؛ قال الشاعر یمدح رجلًا: كأَنَّ أَصحابَهُ بالقَفْرِ یُمْطِرُهُمْ، من مُسْتَحِیرٍ، غَزِیرٌ صَوْبُهُ دِیَمُ ابن شمیل: یقول الرجل لصاحبه: و الله ما تَحُورُ و لا تَحُولُ أَی ما تزداد خیراً. ثعلب عن ابن الأَعرابی: و الله ما تَحُور و لا تَحُول أَی ما تزداد خیراً. ابن الأَعرابی: یقال لِجِلْدِ الفِیلِ الحَوْرانُ و لباطن جِلْدِهِ الحِرْصِیانُ. أَبو زید: الحَیِّرُ الغَیْمُ یَنْشَأُ مع المطر فَیَتَحَیَّرُ فی السماء. و الحَیْرُ، بالفتح: شِبْهُ الحَظِیرَة أَو الحِمَی،، و منه الحَیْرُ بِكَرْبَلاء. و الحِیَارانِ: موضع؛ قال الحرثُ بنُ حِلِّزَةَ: و هُوَ الرَّبُّ و الشَّهِیدُ عَلَی یوم الحِیارَیْنِ، و البلاءُ بَلاءُ

فصل الخاء المعجمة؛ ج4، ص: 226

خبر؛ ج4، ص: 226

: الْخَبِیرُ*: من أَسماء الله عز و جل العالم بما كان و ما یكون. و خَبُرْتُ بالأَمر «2». أَی علمته. و خَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عرفته علی حقیقته. و قوله تعالی:
(2). قوله: [و خبرت بالأَمر] ككرم. و قوله: وخبرت الأَمر من باب قتل كما فی القاموس و المصباح
لسان العرب، ج‌4، ص: 227
فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً؛ أَی اسأَل عنه خبیراً یَخْبُرُ. و الخَبَرُ، بالتحریك: واحد الأَخبْار. و الخَبَرُ: ما أَتاك من نَبإٍ عمن تَسْتَخْبِرُ. ابن سیدة: الخَبَرُ النَّبَأُ، و الجمع أَخْبَارٌ، و أَخابِیر جمع الجمع. فأَما قوله تعالی: یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبٰارَهٰا؛ فمعناه یوم تزلزل تُخْبِرُ بما عُمِلَ علیها. و خَبَّرَه بكذا و أَخْبَرَه: نَبَّأَهُ. و اسْتَخْبَرَه: سأَله عن الخَبَرِ و طلب أَن یُخْبِرَهُ؛ و یقال: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ و اسْتَخْبَرْتُه؛ و مثله تَضَعَّفْتُ الرجل و اسْتَضْعَفْتُه، و تَخَبَّرْتُ الجواب و اسْتَخْبَرْتُه. و الاسْتِخْبارُ و التَّخَبُّرُ: السؤال عن الخَبَر. و‌فی حدیث الحدیبیة: أَنه بعث عَیْناً من خُزَاعَةَ یَتَخَبَّر له خَبَرَ قریش‌أَی یَتَعَرَّفُ؛ یقال: تَخَبَّرَ الخَبَرَ و اسْتَخْبَر إِذا سأَل عن الأَخبْارِ لیعرفها. و الخابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ و رجل خابر و خَبِیر: عالم بالخَبَرِ. و الخَبِیرُ: المُخْبِرُ؛ و قال أَبو حنیفة فی وصف شجر: أَخْبَرَنی بذلك الخَبِرُ، فجاء به علی مثال فَعِلٍ؛ قال ابن سیدة: و هذا لا یكاد یعرف إِلَّا أَن یكون علی النسب. و أَخْبَرَهُ خُبُورَهُ: أَنْبأَهُ ما عنده. و حكی اللحیانی عن الكسائی: ما یُدْرَی له أَیْنَ خَبَرٌ و ما یُدْرَی له ما خَبَرٌ أَی ما یدری، و أَین صلة و ما صلة. و المَخْبَرُ: خلاف المَنْظَرِ، و كذلك المَخْبَرَةُ و المَخْبُرَةُ، بضم الباء، و هو نقیض المَرْآةِ و الخِبْرُ و الخُبْرُ و الخِبْرَةُ و الخُبْرَةُ و المَخْبَرَةُ و المَخْبُرَةُ، كله: العِلْمُ بالشی‌ء؛ تقول: لی به خِبْرٌ، و قد خَبَرَهُ یَخْبُره خُبْراً و خُبْرَةً [خِبْرَةً و خِبْراً و اخْتَبَره و تَخَبَّرهُ؛ یقال: من أَین خَبَرْتَ هذا الأَمر أَی من أَین علمت؟ و قولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَی لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ یقال: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ. و أَما قول أَبی الدرداء: وجدتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلَه؛ فیرید أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قلیتهم، فأَخرج الكلام علی لفظ الأَمر، و معناه الخَبَرُ. و الخُبْرُ: مَخْبُرَةُ الإِنسان. و الخِبْرَةُ: الاختبارُ؛ و خَبَرْتُ الرجل أَخْبُرُه خُبْراً [خِبْراً و خُبْرَةً [خِبْرَةً. و الخَبِیرُ: العالم؛ قال المنذری سمعت ثعلباً یقول فی قوله: كَفَی قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِیرا فقال: هذا مقلوب إِنما ینبغی أَن یقول كفی قوماً بصاحبهم خُبْراً؛ و قال الكسائی: یقول كفی قوم. و الخَبِیرُ: الذی یَخْبُرُ الشی‌ء بعلمه؛ و قوله أَنشده ثعلب: و شِفَاءُ عِیِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلی فسره فقال: معناه ما تجدین فی نفسك من العیّ أَن تستخبری. و رجل مَخْبَرانِیٌّ: ذو مَخْبَرٍ، كما قالوا مَنْظَرانِیّ أَی ذو مَنْظَرٍ. و الخَبْرُ و الخِبْرُ: المَزادَةُ العظیمة، و الجمع خُبُورٌ، و هی الخَبْرَاءُ أَیضاً؛ عن كراع؛ و یقال: الخِبْرُ، إِلَّا أَنه بالفتح أَجود؛ و قال أَبو الهیثم: الخَبْرُ، بالفتح، المزادة، و أَنكر فیه الكسر؛ و منه قیل: ناقة خَبْرٌ إِذا كانت غزیرة. و الخَبْرُ و الخِبْرُ: الناقة الغزیرة اللبن. شبهت بالمزادة فی غُزْرِها، و الجمع كالجمع؛ و قد خَبَرَتْ خُبُوراً؛ عن اللحیانی. و الخَبْراءُ: المجرَّبة بالغُزْرِ. و الخَبِرَةُ: القاع یُنْبِتُ السِّدْرَ، و جمعه خَبِرٌ، و هی الخَبْراءُ أَیضاً، و الجمع خَبْراوَاتٌ و خَبَارٌ؛ قال سیبویه: و خَبَارٌ كَسَّرُوها تكسیر الأَسماء وَ سَلَّموها علی ذلك و إِن كانت فی الأَصل صفة لأَنها قد جرت مجری الأَسماء. و الخَبْراءُ: مَنْقَعُ الماء، و خص بعضهم به منقع الماء فی أُصول السِّدْرِ، و قیل: الخَبْراءُ القاع ینبت السدر، و الجمع الخَبَارَی
لسان العرب، ج‌4، ص: 228
و الخَبارِی مثل الصحارَی و الصحارِی و الخبراوات؛ یقال: خَبِرَ الموضعُ، بالكسر، فهو خَبِرٌ؛ و أَرض خَبِرَةٌ. و الخَبْرُ: شجر السدر و الأَراك و ما حولهما من العُشْبِ؛ واحدته خَبْرَةٌ. و خَبْراءُ الخَبِرَةِ: شجرها؛ و قیل: الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ فی القِیعانِ. و الخَبْرَاءُ: قاع مستدیر یجتمع فیه الماء، و جمعه خَبَارَی و خَبَاری. و فی ترجمة نقع: النَّقائعُ خَبَارَی فی بلاد تمیم. اللیث: الخَبْراءُ شَجْراءُ فی بطن روضة یبقی فیها الماء إِلی القیظ و فیها ینْبت الخَبْرُ، و هو شجر السدر و الأَراك و حوالیها عُشْبٌ كثیر، و تسمی الخَبِرَةَ، و الجمع الخَبِرُ. و خَبْرُ الخَبِرَةِ: شجرُها قال الشاعر: فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبیعِ، و هَلَّلَتْ علیكَ رِیاضٌ من سَلامٍ و من خَبْرِ و الخَبْرُ من مواقع الماء: ما خَبِرَ المَسِیلُ فی الرؤوس فَتَخُوضُ فیه. و‌فی الحدیث: فَدَفعنا فی خَبَارٍ من الأَرض؛ أَی سهلة لینة. و الخَبارُ من الأَرض: ما لانَ و اسْتَرخَی و كانت فیه جِحَرَةٌ. و الخَبارُ: الجَراثیم و جِحَرَةُ الجُرْذانِ، واحدته خَبارَةٌ. و فی المثل: من تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ. و الخَبارُ: أَرض رِخْوَةٌ تتعتع فیه الدوابُّ؛ و أَنشد: تَتَعْتَع فی الخَبارِ إِذا عَلاهُ، و یَعْثُر فی الطَّرِیقِ المُسْتَقِیمِ ابن الأَعرابی: و الخَبارُ ما اسْتَرْخَی من الأَرض و تَحَفَّرَ؛ و قال غیره: و هو ما تَهَوَّرَ و ساخَتْ فیه القوائم. و خَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً: كثر خَبارُها. و الخَبْرُ: أَن تزرع علی النصف أَو الثلث من هذا، و هی المُخابَرَةُ، و اشتقت من خَیْبَرَ لأَنها أَول ما أُقْطِعَتْ كذلك. و المُخابَرَةُ: المزارعة ببعض ما یخرج من الأَرض، و هو الخِبْرُ أَیضاً، بالكسر. و‌فی الحدیث: كنا نُخابر و لا نری بذلك بأْساً حتی أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، نهی عنها.و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن المُخابرة؛ قیل: هی المزارعة علی نصیب معین كالثلث و الربع و غیرهما؛ و قیل: هو من الخَبارِ، الأَرض اللینة، و قیل: أَصل المُخابرة من خَیْبر،لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَقرها فی أَیدی أَهلها علی النصف من محصولها؛ فقیل: خابَرَهُمْ أَی عاملهم فی خیبر؛ و قال اللحیانی: هی المزارعة فعمّ بها. و المُخَابَرَةُ أَیضاً: المؤاكرة. و الخَبِیرُ: الأَكَّارُ؛ قال: تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ من كلِّ جانِبٍ، كَجَزِّ عَقاقِیلِ الكُرومِ خَبِیرُها رفع خبیرها علی تكریر الفعل، أَراد جَزَّه خَبِیرُها أَی أَكَّارُها. و الخَبْرُ الزَّرْعُ. و الخَبِیرُ: النبات. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: نَسْتَخْلِبُ الخَبِیرَ‌أَی نقطع النبات و العشب و نأْكله؛ شُبّهَ بِخَبِیرِ الإِبل، و هو وبَرُها لأَنه ینبت كما ینبت الوبر. و استخلابه: احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ، و هو المِنْجَلُ. و الخَبِیرُ: یقع علی الوبر و الزرع و الأَكَّار. و الخَبِیرُ: الوَبَرُ؛ قال أَبو النجم یصف حمیر وحش: حتی إذا ما طار من خَبِیرِها و الخَبِیرُ: نُسَالة الشعر، و الخَبِیرَةُ: الطائفة منه؛ قال المتنخل الهذلی: فآبوا بالرماحِ، و هُنَّ عُوجٌ، بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 229
و المَخْبُورُ: الطَّیِّب الأَدام. و الخَبِیرُ: الزَّبَدُ؛ و قیل: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ و أَنشد الهذلی: تَغَذّمْنَ، فی جانِبیهِ، الخَبِیرَ لَمَّا وَهَی مُزنُهُ و اسْتُبِیحَا تغذمن یعنی الفحول أَی مضغن الزَّبَدَ و عَمَیْنَهُ. و الخُبْرُ و الخُبْرَةُ: اللحم یشتریه الرجل لأَهله؛ یقال للرجل: ما اختَبَرْتَ لأَهلك؟ و الخُبْرَةُ: الشاة یشتریها القوم بأَثمان مختلفة ثم یقتسمونها فَیُسْهِمُونَ كل واحد منهم علی قدر ما نَقَدَ. و تَخَبَّرُوا خُبْرَةً: اشْتَرَوْا شَاةً فذبحوها و اقتسموها. و شاة خَبِیرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ؛ قال ابن سیدة: أُراه علی طرح الزائد. و الخُبْرَةُ، بالضم: النصیب تأْخذه من لحم أَو سمك؛ و أَنشد: باتَ الرَّبِیعِیُّ و الخامِیز خُبْرَتُه، و طاحَ طَیُّ بنی عَمْرِو بْنِ یَرْبُوعِ و‌فی حدیث أَبی هریرة: حین لا آكلُ الخَبِیرَ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة أَی المَأْدُومَ. و الخَبیر و الخُبْرَةُ: الأَدام؛ و قیل: هو الطعام من اللحم و غیره؛ و یقال: اخْبُرْ طعامك أَی دَسِّمْهُ؛ و أَتانا بِخُبْزَةٍ و لم یأْتنا بخُبْرَةٍ. و جمل مُخْتَبِرٌ: كثیر اللحم. و الخُبْرَةُ: الطعام و ما قُدِّم من شی‌ء. و حكی اللحیانی أَنه سمع العرب تقول: اجتمعوا علی خُبْرَتِه، یعنون ذلك. و الخُبْرَةُ: الثریدة الضخمة. و خَبَرَ الطعامَ یَخْبُرُه خَبْراً: دَسَّمَهُ. و الخابُور: نبت أَو شجر؛ قال: أَیا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُورِقاً؟ كأَنَّكَ لم تَجْزَعْ علی ابنِ طَرِیفِ و الخابُور: نهر أَو واد بالجزیرة؛ و قیل: موضع بناحیة الشام. و خَیْبَرُ: موضع بالحجاز قریة معروفة. و یقال: علیه الدَّبَرَی «1». و حُمَّی خَیْبَری.

خبجر؛ ج4، ص: 229

: خَبْجَرٌ و خُباجِرٌ: مُسْتَرْخٍ غلیظ عظیم البطن.

ختر؛ ج4، ص: 229

: الخَتْرُ: شبیه بالغَدْرِ و الخدیعة؛ و قیل: هو الخدیعة بعینها؛ و قیل: هو أَسوأُ الغدر و أَقبحه. و فی التنزیل العزیز: كُلُّ خَتّٰارٍ كَفُورٍ. و یقال: خَتَرَهُ فهو خَتَّارٌ. و‌فی الحدیث: ما خَتَرَ قومٌ بالعهد إِلَّا سُلِّطَ علیهم العدوّ؛ الخَتْرُ: الغَدْرُ؛ خَتَرَ یَخْتِر؛ فهو خاتِرٌ، و خَتَّارٌ للمبالغة. و‌فی الخبر: لَنْ تَمُدَّ لنا شِبْراً من غَدْرٍ إِلَّا مَدَدْنا لك باعاً من خَتْرٍ؛ خَتَرَ یَخْتُر خَتْراً و خُتُوراً، فهو خاتر و خَتَّار و خِتِّیرٌ و خَتُورٌ. ابن عرفة: الخَتْرُ الفساد، یكون ذلك فی الغدر و غیره؛ یقال: خَتَّرَهُ الشرابُ إِذا فسد بنفسه و تركه مسترخیاً. و الخَتَرُ: كالخَدَرِ، و هو ما یأْخذ عند شرب دواء أَو سم حتی یَضْعُفَ و یَسْكَرَ. و التَّختُّر: التَّفَتُّر و الاسترخاء؛ یقال: شرب اللبن حتی تَخَتَّر. و تَخَتَّر: فَتَرَ بدنُه من مرض أَو غیره. ابن الأَعرابی: خَتَرَتْ نفسه أَی خَبُثَتْ و تَختَّرَتْ و نحو ذلك، بالتاء، أَی استرختْ.

ختعر؛ ج4، ص: 229

: الخَیْتَعُورُ: السَّرَابُ؛ و قیل: هو ما یبقی من السراب لا یلبث أَن یضمحل؛ و قال كراع: هو ما یبقی من آخر السراب حین یتفرّق فلا یلبث أَن یضمحل، و خَتْعَرَتُه: اضمِحْلالُه. و الخَیْتَعُور: الذی ینزل من الهواء فی شدة الحر أَبیضَ الخُیوطِ أَو كنسج العنكبوت. و الخَیْتَعُور: الغادِرُ. و الخَیْتَعورُ: الدنیا، علی المَثَلِ، و قیل: الذئب، سمی بذلك لأَنه لا عهد له و لا وفاء، و قیل: الغُولُ
(1). قوله: [علیه الدبری إلخ] كذا بالأَصل و شرح القاموس. و سیأتی فی خ س ر یقول: بفیه البری
لسان العرب، ج‌4، ص: 230
لتلّوّنها. و امرأَة خَیْتَعُورٌ: لا یدوم وُدُّها، مشبهة بذلك، و قیل: كُلُّ شی‌ء یتلوّن و لا یدوم علی حال خَیْتَعُورٌ؛ قال: كلُّ أُنْثَی، و إِن بَدا لَكَ منها آیةُ الحُبِّ، حُبُّها خَیْتَعُورُ كذلك رواه ابن الأَعرابی بتاء ذات نقطتین. الفراء: یقال للسلطان الخَیْتَعُورُ. و الخَیْتَعُورُ: دُوَیْبَّةٌ سوداء تكون علی وجه الماء لا تلبث فی موضع إِلَّا رَیْثَما تَطْرِفُ. و الخَیْتَعُور: الداهیة. و نَوًی خَیْتَعُورٌ، و هی التی لا تستقیم؛ و قوله أَنشده یعقوب: أَقولُ، و قد نَأَتْ بهم غُرْبَةُ النِّوَی: نَوًی خَیْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِیارُك یجوز أَن تكون الداهیة، و أَن تكون الكاذبة، و أَن تكون التی لا تبقی. ابن الأَثیر: ذئب العقبة یقال له الخَیْتَعُورُ؛ یرید شیطان العَقَبَةِ فجعل الخَیْتَعُورُ اسماً له، و هو كل من یضمحل و لا یدوم علی حالة واحدة أَو لا یكون له حقیقة كالسراب و نحوه، و الیاء فیه زائدة.

خثر؛ ج4، ص: 230

: الخُثُورَةُ: نقیض الرِّقَّةِ. و الخُثُورَةُ: مصدر الشی‌ء الخاثر، خَثَرَ اللبن و العسل و نحوهما، بالفتح، یَخْثُر. و خَثِرَ و خَثُرَ، بالضم، خَثْراً و خُثُوراً و خَثارَةً و خُثُورَةً و خَثَراناً؛ قال الفراء: خَثُرَ بالضم لغة قلیلة فی كلامهم؛ قال: و سمع الكسائی خَثِرَ، بالكسر؛ و أَخْثَرَه هو و خَثَّرَهُ. الأَصمعی: أَخْثَرْتُ الزُّبْدَ تركته خاثراً و ذلك إِذا لم تُذِبْهُ. و فی المثل: ما یَدْرِی «1». أَ یُخْثِرُ أَم یُذِیبُ. و خُثارَةُ الشی‌ء: بقیته. و الخُثارُ: ما یبقی علی المائدة. و خَثَرَتْ نفسه، بالفتح: غَثَتْ و خَبُثَتْ و ثَقُلَتْ و اخْتَلَطَتْ. ابن الأَعرابی: خَثَرَ إِذا لَقِسَتْ نفسه، و خَثِرَ إِذا استحیا. و‌فی الحدیث: أَصبح رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و هو خاثر النفس؛ أَی ثقیلها غیر طَیِّبٍ و لا نَشِیطٍ؛ و منه‌قال: یا أُمَّ سُلَیْمٍ ما لی أَری ابْنَكِ خاثِر النَّفْسِ؟ قالت: ماتَتْ صَعْوَتُهُ.و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه. فذكرنا له الذی رأَینا من خُثُورِه.و قومٌ خُثَراءُ الأَنْفُسِ و خَثْرَی الأَنفس أَی مختلطون. و الخَاثِرُ و المُخْثِرُ: الذی یجد الشی‌ء القلیل من الوجع و الفترة. و خَثِرَ فلان أَی أَقام فی الحَیِّ و لم یخرج مع القوم إِلی المِیرةِ.

خجر؛ ج4، ص: 230

: الخَجَرُ: نَتْنُ السَّفِلَةِ؛ عن كراع، یعنی بالسَّفِلَةِ الدُّبُرَ. قال اللیث: رجل خِجِرٌّ، و الجمع الخِجِرُّونَ، و هو الشدید الأَكل الجبان الصَّدَّادُ عن الحرب. أَبو عمرو: الخاجِرُ صوت الماء علی سَفْحِ الجبل. ابن الأَعرابی: الخُجَیْرَةُ تصغیر الخَجْرَةِ، و هی الواسعة من الإِماء. و الخَجْرَةُ أَیضاً: سَعَةُ رأْسِ الحُبِّ.

خدر؛ ج4، ص: 230

: الخِدْرُ: سِتْرٌ یُمَدُّ للجاریة فی ناحیة البیت ثم صار كلُّ ما واراك من بَیْتِ و نحوه خِدْراً.، و الجمع خُدُورٌ و أَخْدارٌ، و أَخادِیرُ جمع الجمع؛ و أَنشد: حتی تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِیرِ و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام؛ كان إِذا خُطِبَ إِلیه إِحدی بناته أَتی الخِدْرَ [فقال]: إِن فلاناً یَخْطُبُ، فإِن طَعَنَتْ فی الخِدْرِ لم یزوّجها؛ معنی طعنت فی الخدر دخلت و ذهبت كما یقال طعن فی
(1). قوله: [و فی المثل ما یدری إلخ] یضرب للمتحیر المتردد فی الأَمر، و أَصله أَن المرأَة تسلأُ السمن أَی تذیبه فیختلط خاثره أَی غلیظه برقیقه فلا یصفو فتبرم بأَمرها فلا تدری أَ توقد تحته حتی یصفو و تخشی إِن هی أوقدت أَن یحترق فتحار لذلك، كذا فی القاموس و شرحه
لسان العرب، ج‌4، ص: 231
المفازة إِذا دخل فیها؛ و قیل: معناه ضربت بیدها علی الخِدْرِ، و یشهد له ما جاء‌فی روایة أُخْرَی: نَقَرَت الخِدْرَ‌مكانَ طعنت. و جاریة مُخَدَّرَةٌ إِذا أُلزمت الخِدْرَ، و مَخْدُورَة. و الخِدْرُ: خشبات تنصب فوق قَتَبِ البعیر مستورة بثوب، و هو الهَوْدَجُ؛ و هودج مَخْدُورٌ و مُخَدَّر: ذو خِدْرٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: صَوَّی لها ذا كَدْنَةٍ فی ظَهْرِه، كأَنه مُخَدَّرٌ فی خِدْرِهِ أَراد فی ظهره سَنامٌ تامك. كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فأَقام الصفة التی هی قوله كأَنه مُخَدَّر مقام الموصوف الذی هو قوله سنام، كما قال: كأَنَّكَ من جِمالِ بَنی أُقَیْشٍ، یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیْهِ بِشَنِّ أَی كأَنك جمل من جمال بنی أُقیش، فحذف الموصوف و اجتزأَ منه بالصفة لعلم المخاطب بما یعنی. و قد أَخْدَرَ الجاریةَ إِخْداراً و خَدَّرَها و خَدَرَتْ فی خِدْرِها و تَخَدَّرَتْ هی و اخْتَدَرَتْ؛ قال ابن أَحمر؛وضَعْنَ بِذِی الجَذاءِ فُصُولَ رَیْطٍ، لكَیْمَا یَخْتَدِرْنَ و یَرْتَدِینا و یروی: … بذی الجذاةِ … و اخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ: استترت به فصار لها كالخِدْرِ؛ قال ذو الرمة: حتی أَتی فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ، و اعْتَمَّ قُورُ الضُّخعی بالآلِ و اخْتَدَرا و خَدَّرَت الظبیةُ خِشْفَها فی الخَمَرِ و الهَبَطِ: سَتَرَتْهُ هنالك. و خِدْرُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. و خَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً و أَخْدَرَ: لزم خِدْرَه و أَقام، و أَخْدَرَه عَرِینُه: واراه. و المُخْدِرُ: الذی اتخذ الأَجَمَةَ خِدْراً؛ أَنشد ثعلب: مَحَلًّا كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ و الخادِرُ: الذی خَدَرَ فیها. و أَسَدٌ خادِرٌ: مقیم فی عَرِینهِ داخلٌ فی الخِدْرِ، و مُخْدِرٌ أَیضاً. و خَدَرَ الأَسدُ فی عَرِینهِ، و یعنی بالخِدْرِ الأَجَمَةَ؛ و فی قصید كعب بن زهیر: مِنْ خادِرٍ مِنْ لُیُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ، بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِیلٌ دونه غِیلُ خَدَرَ الأَسَدُ و أَخْدَرَ، فهو خادِرٌ و مُخْدِرٌ إِذا كان فی خِدْرِه، و هو بیته، و خَدَرَ بالمكان و أَخْدَرَ: أَقام؛ قال: إِنِّی لأَرْجو من شَبِیبٍ بِرّاً و الجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ یوماً قَرَّا و أَخْدَرَ فلان فی أَهله أَی أَقام فیهم؛ و أَنشد الفراء: كأَنَّ تَحْتِی بازِیاً رَكَّاضَا، أَخْدَرَ خَمْساً لم یَذُقْ عَضَاضَا یعنی أَقام فی وَكْرِه. و الخَدَرُ: المَطَرُ لأَنه یُخَدِّرُ الناسَ فی بیوتهم؛ قال الراجز: و یَسْتُرونَ النَّارَ من غیرِ خَدَرْ و الخَدْرَةُ: المَطْرَةُ. ابن السكیت: الخَدَرُ الغیم و المطر؛ و أَنشد الراجز أَیضاً: لا یُوقِدُونَ النَّارَ إِلَّا لِسَحَرْ، ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلَّا بالبَعَرْ، و یَسْتُرون النَّارَ من غیرِ خَدَرْ یقول: یسترون النار مخافة الأَضیاف من غیر غیم و لا مطر. و قد أَخْدَرَ القوم: أَظلهم المطر؛ و قال: شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 232
و یوم خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، و لیلة خَدِرَةٌ؛ قال ابن بری: لم یذكر الجوهری شاهداً علی ذلك؛ قال: و فی الحاشیة بیت شاهد علیه و قد ذكره غیره، و هو: و بِلاد زَعِل ظُلمْانُها [ظِلمْانُها، كالمَخاضِ الجُرْبِ فی الیومِ الخَدِرْ قال ابن بری: البیت لطرفة بن العبد. و الظلمان: ذكور النعام، الواحد ظلیم. و الزَّعِلُ: النشیط و المَرِحُ. و المخاض: الحوامل؛ شبه النعام بالمخاض الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلی بالقَطِرانِ و یصیر لونها كلون النعام، و خص الیومَ النَّدِیَّ البارد لأَن الجَرْبَی یجتمع فیه بعضُها إِلی بعض؛ و منه قیل للعُقابِ: خُدارِیَّة لشدّة سوادها؛ قال العجاج: و خَدَرَ اللیل فَیجْتابُ الخَدَر و قال ابن الأَعرابی: أَصل الخُداری أَن اللیل یخدر الناس أَی یُلْبِسهُم؛ و منه قوله: [و الدَّجْنُ مُخْدِرٌ]. أَی ملبس؛ و منه قیل للأَسد. خادر؛ قال الأَزهری: و أَنشدنی عمارة لنفسه: فِیهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ أَكلها: أَبرزها، و أَصله من الانكِلالِ و هو التبسم. و الخَدَرُ و الخَدِرُ: الظلمة. و الخُدْرَةُ: الظلمة الشدیدة، و لیل أَخْدَرُ و خَدِرٌ و خَدُرٌ و خُدارِیٌّ: مظلم؛ و قال بعضهم: اللیل خمسة أَجزاء: سُدْفَةٌ و سُتْفَةٌ و هَجْمَةٌ و یَعْفُورٌ و خُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ علی هذا آخر اللیل. و أَخْدَرَ القومُ: كأَلْیَلُوا. و أَخْدَرَهُ اللیلُ إِذا حبسه، و اللیل مُخْدِرٌ؛ قال العجاج یصف اللیل: و مُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِیُّ و الخُدارِیُّ: السحاب الأَسودُ. و بعیر خُدارِیٌّ أَی شدید السواد، و ناقةٌ خُدارِیَّة و العُقابُ الخُدارِیَّةُ و الجاریة الخُدارِیَّةُ الشَّعَرِ. و عُقابٌ خُدارِیَّةٌ: سوداء؛ قال ذو الرمة: و لم یَلْفِظِ الغَرْثَی الخُدارِیَّةَ الوَكْرُ قال شمر: یعنی الوكر لم یلفظ العُقابَ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل خروج الكلام من الفم، یقول: بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطیر العُقابُ من وَكْرِها؛ و قوله: كأَنَّ عُقاباً خُدارِیَّةً تُنَشِّرُ فی الجَوِّ منها جَناحَا فسره ثعلب فقال: تكون العُقابُ الطائرة، و تكون الرایَةَ لأَن الرایة یقال لها عُقابٌ. و تكون أَبْراداً أَی أَنهم یبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم. و شَعَرٌ خُدارِیٌّ: أَسود. و كل ما منع بصراً عن شی‌ء، فقد أَخْدَرَهُ. و الخَدَرُ: المكان المظلم الغامض؛ قال هدبة؛إِنِّی إِذا اسْتَخَفَی الجَبانُ بالخَدَرْ و الخَدَرُ: امْذِلالٌ یغشی الأَعضاء: الرِّجلَ و الیدَ و الجسدَ. و قد خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ و الخَدَرُ من الشراب و الدواء: فُتُورٌ یعتری الشاربَ و ضَعْفٌ. ابن الأَعرابی: الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل و امتناعها من المشی. خَدِرَ خَدَراً، فهو خَدِرٌ، و أَخْدَرَهُ ذلك. و الخَدَرُ فی العین: فتورها، و قیل: هو ثِقَلٌ فیها من قَذًی یصیبها؛ و عین خَدْراءُ: خَدِرَةٌ. و الخَدَرُ: الكسَلُ و الفُتور؛ و خَدِرَتْ عظامه؛ قال طرفة: جازَتِ البِیدَ إِلی أَرْحُلِنَا، آخِرَ اللیلِ، بِیَعْفُورٍ خَدِرْ
لسان العرب، ج‌4، ص: 233
خَدِرٌ: كأَنه ناعس. و الخَدِرُ من الظباء: الفاتر العظام. و الخادِرُ: الفاتِرُ الكَسْلانُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه رَزَقَ الناسَ الطِّلاءَ فشربه رجل فَتَخَدَّر‌أَی ضَعُفَ و فَتَرَ كما یصیب الشاربَ قبل السكر، و منه خَدَرُ الیدِ و الرِّجْلِ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقیل له: ما لرجْلكَ؟ قال: اجتمع عَصَبُها، قیل: اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِلیك، قال: یا محمدُ، فَبَسَطَها.و الخادِرُ: المُتَحَیِّرُ. و الخادِرُ و الخَدُورُ من الدواب و غیرها: المُتَخَلِّفُ الذی لم یَلْحَقْ، و قد خَدَرَ. و خَدَرَتِ الظَّبْیَةُ خَدْراً: تخلفت عن القطیع مثل خَذَلَتْ. و الخَدُورُ من الظباء و الإِبل: المتخلفة عن القَطِیع. و الخَدُورُ من الإِبل: التی تكون فی آخر الإِبل؛ و قول طرفة: و تَقْصِیر یومِ الدَّجْنِ، و الدَّجْنُ مُخْدِرٌ، بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ «2». أَراد: تقصیر یوم الدَّجْنِ، و الدَّجْنُ مُخْدِرٌ، الواو واو الحال أَی فی حال إِخْدارِ الدَّجْنِ؛ و قوله: و مَرَّتْ علی ذاتِ التَّنانِیرِ غُدْوَةً، و قد رَفَعَتْ أَذْیالَ كُلِّ خَدُورِ الخَدُورُ: التی تخلفت عن الإِبل فلما نظرت إِلی التی تسیر سارت معها؛ قال و مثله: و احْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَا قال: و مثله: إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ، حتی رَفَعْنَ سَیْرَةَ اللَّجُونِ و خَدِرَ النهارُ خَدَراً، فهو خَدِرٌ: اشتد حره و سكنت ریحه و لم تتحرك فیه ریح و لا یوجد فیه رَوْحٌ. اللیث: یوم خَدِرٌ شدید الحر؛ و أَنشد: كالمَخاضِ الجُرْبِ فی الیوم الخَدِرْ قال أَبو منصور: أَراد بالیوم الخَدِرِ المَطِیرَ ذا الغیم؛ قال ابن السكیت: و إِنما خص الیوم المطیر بالمخاض الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِلیها أَسرع. و الخِدارُ: عُودٌ یجمع الدُّجْرَیْن إِلی اللُّؤَمَةِ. و خُدارُ: اسم فرس؛ أَنشد ابن الأَعرابی لِلقَتَّالِ الكِلابِیِّ: و تَحْمِلُنی و بِزَّةَ مَضْرَحِیٍّ، إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِی، خُدارُ و أَخْدَرُ: فحل من الخیل أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ و حَمَی عدَّةَ غاباتٍ و ضَرَبَ فیها، قیل إِنه كان لسلیمان بن داود، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ و الأَخْدَرِیَّةُ من الخیل: منسوبة إِلیه. و الأَخْدَرِیَّةُ من الحُمُرِ: منسوبة إِلی فحل یقال له الأَخْدَرُ: قیل: هو فرس، و قیل: هو حمار، و قیل: الأَخْدَرِیَّةُ منسوبة إِلی العراق؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك. و یقال للأَخْدَرِیَّة من الحُمُرِ: بناتُ الأَخْدَرِ. و الأَخْدَرِیُّ: الحمارُ الوَحْشِیُّ؛ و فی التهذیب: و الأَخْدَریُّ من نَعْتِ حمار الوحشِ كأَنه نسب إِلی فحل اسمه أَخْدَرُ؛ قال: و الخُدْرَةُ اسم أَتان كانت قدیمة فیجوز أَن یكون الأَخْدَرِیُّ منسوباً إِلیها. الأَصمعی: إِذا تخلف الوحشی عن القطیع قیل: خَدَرَ و خَذَلَ؛ و قال ابن الأَعرابی: الخُدَرِیُّ الحمار الأَسود. الأَصمعی: یقول عاملُ الصدقات: لیس لی حَشَفَةٌ و لا خَدِرَةٌ؛ فالحشفة: الیابسة، و الخَدِرَةُ: التی
(2). روایة دیوان طرفة لهذا البیت: و تقصیرُ یومِ الدَّجْنِ و الدَّجنُ مُعْجِبٌ ببَهكَنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَمَّدِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 234
تقع من النخل قبل أَن تَنْضَجَ. و‌فی حدیث الأَنصار: اشْتَرَطَ أَن لا یأْخذ تَمْرَةً خَدِرَةً؛ أَی عَفِنَةً، و هی التی اسودّ باطنها. و بنو خُدْرَةَ: بطن من الأَنصار منهم أَبو سعید الخُدْرِیُّ. و خَدُورَةُ: موضع ببلاد بنی الحرث بن كعب؛ قال لبید: دَعَتْنی، و فاضَتْ عَیْنُها بِخَدُورَةٍ، فَجِئتُ غِشاشاً، إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ

خذر؛ ج4، ص: 234

: الأَزهری أَبو عمرو: الخاذِرُ المستتر من سلطان أَو غریم. ابن الأَعرابی: الخُذْرَةُ الخُذْرُوفُ، و تصغیرها خُذَیْرَةٌ.

خذفر؛ ج4، ص: 234

: الخَذَنْفَرَةُ: الخَفْخافَةُ الصَّوْتِ كأَنَّ صوتها یخرج من مَنْخَرَیْها، ذكره الأَزهری فی الخماسی.

خرر؛ ج4، ص: 234

: الخَرِیرُ: صوت الماء و الریح و العُقاب إِذا حَفَّتْ، خَرَّ یَخِرُّ و یَخُرُّ خَرِیراً و خَرْخَرَ، فهو خارٌّ؛ قال اللیث: خَرِیرُ العُقاب حَفِیفُه؛ قال: و قد یضاعف إِذا توهم سُرْعَة الخَرِیرِ فی القَصَبِ و نحوه فیحمل علی الخَرْخَرَةِ، و أَما فی الماء فلا یقال إِلَّا خَرْخَرَةً. و الخَرَّارَةُ: عَیْنُ الماءِ الجارِیَةُ، سمیت خَرَّارَةً لِخَرِیرِ مائها، و هو صوته. و یقال للماء الذی جَرَی جَرْیاً شدیداً: خَرَّ یَخِرُّ؛ و قال ابن الأَعرابی: خَرَّ الماءُ یَخِرُّ، بالكسر، خَرّاً إِذا اشتدّ جَرْیُه؛ و عینٌ خَرَّارَةٌ، و خَرَّ الماء الأَرضَ خَرّاً. و‌فی حدیث ابن عباس مَن أَدخل أُصْبُعَیْهِ فی أُذنیه سَمِعَ خَرِیرَ الكَوْثَرِ؛ خَرِیرُ الماء: صَوْتُه، أَراد مثل صوت خریر الكوثر. و‌فی حدیث قُسٍّ: و إِذا أَنا بعین خَرَّارَةٍ‌أَی كثیرة الجَرَیانِ. و‌فی الحدیث ذِكْرُ الخَرَّارِ، بفتح الخاء و تشدید الراء الأُولی، موضع قُرْبَ الجُحْفَةِ بعث إِلیه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، سَعْدَ بن أَبی وَقَّاصٍ فی سَرِیَّةٍ.و خَرَّ الرجلُ فی نومه: غَطَّ، و كذلك الهِرَّةُ و النَّمِرُ، و هی الخَرْخَرَةُ. و الخَرْخَرَةُ: صوتُ النائِم و المُخْتَنِقِ؛ یقال: خَرَّ عند النوم و خَرْخَرَ بمعنی. و هِرَّةٌ خَرُورٌ: كثیرة الخَرِیرِ فی نومها؛ و یقال: للهِرَّةِ خُرُورٌ فی نومها. و الخَرْخَرَةُ: صوتُ النَّمِر فی نومه، یُخَرْخِرُ خَرْخَرَةً و یَخِرُّ خَرِیراً؛ و یقال لصوته: الخَرِیرُ و الهَرِیرُ و الغَطِیطُ. و الخَرْخَرَةُ: سُرْعَةُ الخَرِیر فی القَصَب و نحوها. و الخَرَّارَةُ: عود نحو نصف النعل یُوثَقُ بخیط فَیُحَرَّكُ الخَیْطُ و تُجَرُّ الخَشَبَةُ فَتُصَوِّتُ تلك الخَرَّارَةُ؛ و یقال لخُذْرُوف الصَّبِی التی یُدِیرُها: خَرَّارَةٌ، و هو حكایة صوتها: خِرْخِرْ. و الخَرَّارَةُ: طائر أَعظم من الصُّرَدِ و أَغلظ، علی التشبیه بذلك فی الصوت، و الجمع خَرَّارٌ؛ و قیل: الخَرَّارُ واحِدٌ؛ و إِلیه ذهب كراع. و خَرَّ الحَجَرُ یَخُرُّ خُرُوراً: صَوَّتَ فی انحداره، بضم الخاء، من یَخُرُّ. و خَرَّ الرجلُ و غیره من الجبل خُرُوراً. و خَرَّ الحَجَرُ إِذا تَدَهْدَی من الجبل. و خَرَّ الرجلُ یَخُرُّ إِذا تَنَعَّمَ. و خَرَّ یَخُرُّ إِذا سقط، قاله بضم الخاء؛ قال أَبو منصور و غیره: یقول خَرَّ یَخِرُّ، بكسر الخاء. و الخُرْخُورُ: الرجل الناعم فی طعامه و شرابه و لباسه و فراشه. و الخارُّ: الذی یَهْجُمُ علیك من مكان لا تعرفه؛ یقال: خَرَّ علینا ناسٌ من بنی فلان. و خَرَّ الرجلُ: هجم علیك من مكان لا تعرفه. و خَرَّ القومُ: جاؤوا من بلد إِلی آخر، و هم الخَرَّارُ و الخَرَّارَةُ. و خَرُّوا
لسان العرب، ج‌4، ص: 235
أَیضاً: مَرُّوا، و هم الخَرَّارَةُ لذلك. و خَرَّ الناسُ من البادیة فی الجَدْبِ: أَتوا. و خَرَّ البناء: سقط. و خَرَّ یَخِرُّ خَرّاً: هَوَی من عُلْوٍ إِلی أَسفل. غیره: خَرَّ یَخِرُّ و یَخُرُّ، بالكسر و الضم، إِذا سقط من علو. و‌فی حدیث الوضوء: إِلَّا خَرَّت خطایاه؛ أَی سقطت و ذهبت، و‌یروی جَرَتْ، بالجیم، أَی جَرَتْ مع ماء الوضوء. و‌فی حدیث عمر: قال الحرث بن عبد الله: خَرِرْتَ من یدیك‌أَی سَقَطْتَ من أَجل مكروه یصیب یدیك من قطع أَو وجع، و قیل: هو كنایة عن الخجلِ؛ یقال: خَرِرْتُ عن یدِی أَی خَجِلْتُ، و سیاق الحدیث یدل علیه، و قیل: معناه سَقَطْتَ إِلی الأَرض من سبب یدیك أَی من جنایتهما، كما یقال لمن وقع فی مكروه: إِنما أَصابه ذلك من یده أَی من أَمر عمله، و حیث كان العمل بالید أُضیف إلیها. و خَرَّ لوجهه یَخِرُّ خَرّاً و خُرُوراً: وقع كذلك. و فی التنزیل العزیز: وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقٰانِ یَبْكُونَ. و خَرَّ لله ساجداً یَخِرُّ خُرُوراً أَی سقط. و قوله عز و جل: وَ رَفَعَ أَبَوَیْهِ عَلَی الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً؛ قیل: خَرُّوا لله سجداً، و قیل: إِنهم إِنما خَرُّوا لیوسف لقوله فی أَوّل السورة: إِنِّی رَأَیْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَیْتُهُمْ لِی سٰاجِدِینَ؛ و قوله عز و جل: وَ الَّذِینَ إِذٰا ذُكِّرُوا بِآیٰاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْهٰا صُمًّا وَ عُمْیٰاناً؛ تأْویله: إِذا تلیت علیهم خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِیًّا سامعین مبصرین لما أُمروا به و نهوا عنه؛ و مثله قول الشاعر: بأَیْدِی رِجالٍ لم یَشِیمُوا سُیوفَهُمْ، و لم تَكْثُر القَتْلَی بها حِینَ سُلَّتِ أَی شَامُوا سیوفهم و قد كثرت القتلی. و خَرَّ أَیضاً: مات، و ذلك لأَن الرجل إِذا ماتَ خَرَّ. و‌قوله: بایعتُ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، أَنْ لا أَخرَّ إِلَّا قائماً؛ معناه أَنْ لا أَمُوتَ لأَنه إِذا مات فقد خَرَّ و سقط، و قوله إِلَّا قائماً أَی ثابتاً علی الإِسلام؛و سئل إِبراهیم الحَرْبِیُّ عن قوله: أَنْ لا أَخِرَّ إِلَّا قائماً، فقال: إِنی لا أَقع فی شی‌ء من تجارتی و أُموری إِلَّا قمتُ بها منتصباً لها.الأَزهری: و‌روی عن حَكِیم بنِ حِزامٍ أَنه أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: أُبایعك أَنْ لا أَخِرَّ إِلَّا قائماً، قال الفراء: معناه أَن لا أُغبن و لا أَغبن،فقال النبی، صلی الله علیه و سلم، لستَ تُغْبَنُ فی دین الله و لا فی شی‌ء من قِبَلِنا و لا بَیْعٍ؛ قال: و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، أَما من قِبَلِنَا فلست تخرّ إِلَّا قائماً‌أَی لسنا ندعوك و لا نبایعك إِلَّا قائماً أَی علی الحق؛ و معنی الحدیث: لا أَموت إِلَّا متمسكاً بالإِسلام، و قیل: معناه لا أَقع فی شی‌ء من تجارتی و أُموری إِلَّا قمتُ منتصباً له؛ و قیل: معناه لا أُغبن و لا أَغبن؛ و خَرَّ المیتُ یَخِرُّ خَرِیراً، فهو خارٌّ. و قوله تعالی: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً؛ قال ثعلب: قال الأَخفش: خَرَّ صار فی حال سجوده؛ قال: و نحن نقول، یعنی الكوفیین، بضربین بمعنی سَجَدَ و بمعنی مَرَّ من القوم الخَرَّارَةِ الذین هم المارَّةُ. و قوله تعالی: فَلَمّٰا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ؛ و یجوز أَن تكون خَرَّ هنا بمعنی وَقَعَ، و یجوز أَن تكون بمعنی مات. و خُرَّ إِذا أُجْرِیَ. و رجل خارٌّ: عاثِرٌ بعد استقامةٍ؛ و فی التهذیب: و هو الذی عَسَا بعد استقامة. و الخِرِّیانُ: الجَبَانُ، فِعْلِیانٌ منه؛ عن أَبی علی. و الخَرِیرُ: المكان المطمئن بین الرَّبْوَتَیْنِ ینقاد، و الجمع أَخِرَّةٌ؛ قال لبید:
لسان العرب، ج‌4، ص: 236
بأَخِرَّةِ الثَّلَبُوتِ، یَرْبأُ فَوْقَها قَفْرَ المراقِبِ خَوْفُها آرامُها «3». فأَما العامة فتقول أَحزَّة، بالحاء المهملة و الزای، و هو مذكور فی موضعه، و إِنما هو بالخاء. و الخُرُّ: أَصل الأُذن فی بعض اللغات. و الخُرُّ أَیضاً: حَبَّةٌ مدوّرةُ صفَیْراءُ فیها عُلَیْقِمَةٌ یسیرة؛ قال أَبو حنیفة: هی فارسیة. و تَخَرْخَرَ بَطْنُه إِذا اضطرب مع العِظَمِ، و قیل: هو اضطرابه من الهزال؛ و أَنشد قول الجعدی: فأَصْبَحَ صِفْراً بَطْنُه قد تَخَرْخَرَا و ضرب یده بالسیف فأَخَرَّها أَی أَسقطها؛ عن یعقوب. و الخُرُّ من الرَّحَی: اللَّهْوَةُ، و هو الموضع الذی تلقی فیه الحنطة بیدك كالخُرِّیِّ؛ قال الراجز: و خُذْ بِقَعْسَرِیِّها، و أَلْهِ فی خُرِّیّها، تُطْعِمْكَ من نَفِیِّها و النَّفِیُّ، بالفاء: الطحین، و عنی بالقَعْسَرِیّ الخشبة التی تدار بها الرحی.

خزر؛ ج4، ص: 236

: الخَزَرُ، بالتحریك: كسْرُ العین بَصَرَها خِلْقَةً و قیل: هو ضیق العین و صغرها، و قیل: هو النظر الذی كأَنه فی أَحد الشِّقَّینِ، و قیل: هو أَن یفتح عینه و یغمضها، و قیل: الخَزَرُ هو حَوَلُ إِحدی العینین، و الأَحْوَلُ: الذی حَوِلَتْ عیناه جَمیعاً، و قیل: الأَخْزَرُ الذی أَقبلت حَدَقَتاه إِلی أَنفه، و الأَحول: الذی ارتفعت حدقتاه إِلی حاجبیه؛ و قد خَزِرَ خَزَراً، و هو أَخْزَرُ بَیِّنُ الخَزَرِ، و قوم خُزْرٌ؛ و یقال: هو أَن یكون الإِنسان كأَنه ینظر بمُؤْخُرِها؛ قال حاتم: و دُعیتُ فی أُولی النَّدِیِّ، و لم یُنْظَرْ إِلَیَّ بِأَعْیُنٍ خُزْرِ و تَخازَرَ: نظر بمُؤْخُرِ عینه. و التَّخازُرُ: استعمالُ الخَزَرِ علی ما استعمله سیبویه فی بعض قوانین تَفاعَلَ؛ قال: إِذا تَخازَرْتُ و ما بی مِنْ خَزَرْ فقوله و ما بی من خَزَرٍ یدلك علی أَن التَّخازُرَ هاهنا إِظهار الخَزرِ و استعماله. و تَخازَرَ الرجلُ إِذا ضَیَّقَ جَفْنَهُ لِیُحَدِّدَ النظر، كقولك: تعامَی و تَجاهَلَ. ابن الأَعرابی: الشیخ یُخَزِّرُ عینیه لیجمع الضوء حتی كأَنهما خِیطَتَا، و الشابُّ إِذا خَزَّرَ عینیه فإِنه یَتَداهَی بذلك؛ قال الشاعر: یا وَیْحَ هذا الرأْسِ كیف اهْتَزَّا، و حِیصَ مُوقاهُ و قادَ العَنْزَا؟ و یقال للرجل إِذا انحنی من الكِبَرِ: قادَ العَنْزَ، لأَن قائدها ینحنی. و الخَزَرُ: جِیلٌ خُزْرُ العیون. و‌فی حدیث حذیفة: كأَنی بهم خُنْسُ الأُنُوف خُزْرُ العیون.و الخُزْرَةُ: انقلابُ الحدقة نحو اللِّحاظ، و هو أَقبح الحَوَلِ؛ و رجل خَزَرِی و قوم خُزْرٌ. و خَزَرَهَ یَخْزُرُه خَزْراً: نظره بِلِحاظِ عینه؛ و أَنشد: لا تَخْزُرِ القومَ شَزْراً عن مُعارَضَةٍ و عدوٌّ أَخْزَرُ العین: ینظر عن معارضة كالأَخْزَرِ العین. أَبو عمرو: الخازِرُ الداهیة من الرجال. ابن الأَعرابی:
(3). قوله: [بأَخرة الثلبوت] بفتح المثلثة و اللام و ضم الموحدة و سكون الواو فمثناة فوقیة: واد فیه میاه كثیرة لبنی نصر بن قعین كما فی یاقوت
لسان العرب، ج‌4، ص: 237
خَزَر «1». إِذا تَداهَی، و خَزِرَ إِذا هَرَبَ. و الخِنْزِیرُ: من الوحش العادی معروف، مأْخوذ من الخَزَرِ لأَن ذلك لازم له؛ و قیل: هو رباعی، و سنذكره فی ترجمته. و الخَزِیرَةُ و الخَزِیرُ: اللحم الغابُّ یؤْخذ فیقطع صغاراً فی القِدْرِ ثم یطبخ بالماء الكثیر و الملح، فإِذا أُمیت طَبْخاً ذرَّ علیه الدقیق فَعُصِدَ به ثم أُدِمَ بأَیِّ أَدَامٍ شِی‌ءَ، و لا تكون الخَزِیرَةُ إِلا و فیها لحم، فإِذا لم یكن فیها لحم فهی عَصِیدَة، قال جریر: وُضِعَ الخَزِیرُ فقیل: أَیْنَ مُجاشِعُ؟ فَشَحَا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ و قیل: الخَزِیرَةُ مَرَقَة، و هی أَن تُصَفَّی بُلالَةُ النُّخالة ثم تُطْبَخَ، و قیل: الخَزِیرَةُ و الخَزِیرُ الحَسَا من الدسم و الدقیق، و قیل: الحَسَا من الدَّسَمِ؛ قال: فَتَدْخُلُ أَیْدٍ فی حَناحِرَ أُقْنِعَتْ، لِعادَتِها، من الخَزِیرِ المُعَرَّفِ أَبو الهیثم: أَنه كتب عن أَعرابی قال: السَّخِینَةُ دقیق یلقی علی ماء أَو علی لبن فیطبخ ثم یؤكل بتمر أَو بحَساً، و هو الحَسَاء، قال: و هی السَّخُونَةُ أَیضاً، و هی النَّفِیتَةُ و الحُدْرُقَّةُ و الخَزِیرَةُ، و الحَرِیرَةُ أَرَقُّ منها. و‌فی حدیث عِتْبان «2»: أَنه حَبَسَ النبی، صلی الله علیه و سلم، علی خَزِیرَةٍ تُصْنَعُ له، و هو ما فسرناه، و قیل: إِذا كانت من لحم فهی خزیرة، و قیل: إِن كانت من دقیق فهی حَرِیرَةٌ، و إِن كانت من نخالة فهی خَزِیرَةٌ. و الخُزرَةُ، مثل الهُمَزة، و ذكره ابن السكیت فی باب فُعَلةٍ: داء یأْخذ فی مُسْتَدَقِّ الظهر بِفَقْرَةِ القَطَنِ؛ قال یصف دلواً: دَاوِ بها ظَهْرَكَ من تَوْجاعِه، من خُزَراتٍ فیه و انْقِطَاعِه و قال: بها یعنی الدلو، أَمره أَن ینزع بها علی إِبله، و هذا لعب منه و هزؤ. و الخَیْزَرَی و الخَوْزَرَی و الخَیْزَلی و الخَوْزَلی: مِشْیَةٌ فیها ظَلَعٌ أَو تَفَكُّكٌ أَو تَبَخْتُرٌ؛ قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: و النَّاشِئات المَاشِیات الخَوْزَرَی، كَعُنُقِ الآرامِ أَوْفَی أَوْ صَرَی معنی أَوفی: أَشرف، و صَرَی: رفع رأْسه. و الخَیْزُرانُ: عُودٌ معروف. قال ابن سیدة: الخَیْزُرَانُ نبات لَیِّنُ القُضْبَانِ أَمْلَسُ العیدان لا ینبت ببلاد العرب إِنما ینبت ببلاد الروم؛ و لذلك قال النابغة الجعدی: أَتَانی نَصْرُهُمْ، و هُمُ بَعِیدٌ، بِلادُهُمُ بِلادُ الخَیْزُرانِ و ذلك أَنه كان بالبادیة و قومه الذین نصروه بالأَریاف و الحواضر، و قیل: أَراد أَنهم بعید منه كبعد بلاد الروم، و قیل: كلُّ عُودٍ لَدْنٍ مُتَثَنٍّ خَیْزُرانٌ، و قیل: هو شجر، و هو عروق القَنَاةِ، و الجمع الخَیازِرُ. و الخَیْزُرانُ: القصب؛ قال الكمیت یصف سحاباً: كأَنَّ المَطافِیلَ المَوالِیهَ وَسْطَهُ، یُجاوِبُهُنَّ الخَیْزُرانُ المُثَقَّبُ
(1). قوله: [ابن الأَعرابی خزر إلخ] الأولی من باب كتب، و الثانیة من باب فرح لا كما یقتضیه صنیع القاموس من أَنهما من باب كتب، فقد نقل شارحه عن الصاغانی ما ذكرنا (2). قوله: [عتبان] هو ابن مالك، كان إمام قومه فأَنكر بصره، فسأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، أن یصلی فی مكان من بیته یتخذه مصلی، ففعل و حبسه علی خزیرة صنعها له، كذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌4، ص: 238
و قد جعله الراجز خَیْزُوراً فقال: مُنْطَوِیاً كالطَّبقِ الخَیْزُورِ و الخَیْزُرانُ: الرماح لتثنِّیها و لینها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: جَهِلْتُ من سَعْدٍ و من شُبَّانِها، تَخْطِرُ أَیْدِیها بِخَیْزُرانها یعنی رماحها. و أَراد جماعة تخطر أَو عصبة تخطر فحذف الموصوف و أَقام الصفة مقامه. و الخَیْزُرانَةُ: السُّكَّانُ؛ قال النابغة یصف الفُراتَ وَقْتَ مَدِّهِ: یَظَلُّ من خَوْفِهِ المَلَّاحُ مُعْتَصِماً بالخَیْزُرانَةِ، بعدَ الأَیْنِ و النَّجَدِ أَبو عبید: الخَیْزُرانُ السُّكَّانُ، و هو كَوْثَلُ السفینة. و‌فی الحدیث: أَن الشیطان لما دخل سفینة نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، قال: اخْرُجْ یا عَدُوَّ اللهِ من جَوْفِها فَصَعِدَ علی خَیْزُرانِ السفینة؛ هو سُكَّانُها، و یقال له خَیْزُرانَةٌ، و كلُّ غُصْنٍ مُتَثَنٍّ: خَیْزُرانٌ؛ و منه شعر الفرزدق فی علی بن الحسین زین العابدین، علیه السلام: فی كَفِّه خَیْزُرانٌ، رِیحُهُ عَبِقٌ من كَفِّ أَرْوَعَ، فی عِرْنِینِهِ شَمَمُ المُبَرِّدُ: الخَیْزُرانُ المُرْدِیُّ؛ و أَنشد فی صفة المَلَّاحِ: و الخَیْزُرانَةُ فی یَدِ المَلَّاحِ یعنی المُرْدِیَّ. قال المبرد: و الخَیْزُرانُ كُلُّ غُصْنٍ لَیِّنٍ یَتَثَنَّی. قال: و یقال للمُرْدِیِّ خَیْزُران إِذا كان یتثنی؛ و قال أَبو زبید، فجعل المِزمار خَیْزُراناً لأَنه من الیراع، یصف الأَسد: كأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خالَطَ جَوْفَهُ، إِذا جَنَّ فیه الخَیْزُرانُ المُثَجَّرُ و المُثَجَّرُ: المُثَقَّبُ المُفَجَّرُ؛ یقول: كأَنَّ فی جوفه المزامیر. و قال أَبو الهیثم: كل لین من كل خشبة خَیْزُران. قال عمرو بن بَحْرٍ: الخَیْزُرانُ لجام السفینة التی بها یقوم السكان، و هو فی الذنب. و خَیْزَرٌ: اسم. و خَزَارَی: اسم موضع؛ قال عمرو بن كلثوم: و نَحْنُ غَداةَ أُوقِدَ فی خَزَارَی، رَفَدْنا فوقَ رَفْدِ الرَّافِدِینا «1». و خازِرٌ: كانت به وقعة بین إِبراهیم بن الأَشتر و بین عبید الله بن زیاد، و یومئذ قتل ابن زیاد.

خزبزر؛ ج4، ص: 238

: خَزَبْزَرٌ: سی‌ء الخُلُقِ.

خسر؛ ج4، ص: 238

: خَسِرَ خَسَرَ خَسْراً «2». و خَسَراً و خُسْراناً و خَسَارَةً و خَسَاراً، فهو خاسِر و خَسِرٌ، كله: ضَلَّ. و الخَسَار و الخَسارة و الخَیْسَرَی: الضلال و الهلاك، و الیاء فیه زائدة. و فی التنزیل العزیز: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِی خُسْرٍ؛ الفراء: لفی عقوبة بذنبه و أَن یَخْسَر أَهله و منزله فی الجنة. و قال عز و جل: خَسِرَ الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ الْخُسْرٰانُ الْمُبِینُ. و‌فی الحدیث: لیس من مؤمن و لا كافر إِلا و له منزل فی الجنة و أَهل و أَزواج، فمن أَسلم سَعِدَ و صار إِلی منزله، و من كفر صار منزله و أَزواجه إِلی من أَسلم و سعد، و ذلك قوله: الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ؛ یقول: یرثون منازل الكفار، و هو قوله: الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ*؛ یقول: أَهلكوهما؛ الفراء: یقول غَبِنُوهما. ابن الأَعرابی: الخاسر الذی ذهب ماله و عقله أَی خسرهما. و خَسِرَ التاجر: وُضِعَ فی تجارته أَو غَبِنَ،
(1). و یروی: خَزازی فی معلقة عمرو بن كلثوم (2). قوله: [خسر خسراً إلخ] ترك مصدرین خسراً، بضم فسكون، و خسراً، بضمتین كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 239
و الأَوّل هو الأَصل. و أَخْسَرَ الرجلُ إِذا وافق خُسْراً فی تجارته. و قوله عز و جل: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمٰالًا؛ قال الأَخفش: واحدهم الأَخْسَرُ مثل الأَكْبَرِ. و قوله تعالی: فَمٰا تَزِیدُونَنِی غَیْرَ تَخْسِیرٍ؛ ابن الأَعرابی: أَی غیر إِبعاد من الخیر أَی غیر تخسیر لكم لا لی. و رجل خَیْسَرَی: خاسِرٌ، و فی بعض الأَسجاع: بفِیهِ البَرَی، و حُمَّی خَیْبَرَی، و شَرُّ ما یُرَی، فإِنه خَیْسَرَی؛ و قیل: أَراد خَیْسَرٌ فزاد للإِتباع؛ و قیل: لا یقال خَیْسَرَی إِلا فی هذا السجع؛ و فی حدیث عمر ذكر الخَیْسَرَی، و هو الذی لا یجیب إِلی الطعام لئلا یحتاج إِلی المكافأَة، و هو من الخَسَارِ. و الخَسْرُ و الخُسْرانُ: النَّقْصُ، و هو مثل الفَرْقِ و الفُرْقانِ، خَسِرَ یَخْسَرُ «1». خُسْراناً و خَسَرْتُ الشی‌ءَ، بالفتح، و أَخْسَرْتُه: نَقَصْتُه. و خَسَرَ الوَزْنَ و الكیلَ خَسْراً و أَخْسَرَهُ: نقصه. و یقال: كِلْتُه و وَزَنْتُه فأَخْسَرْته أَی نقصته. قال الله تعالی: وَ إِذٰا كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ یُخْسِرُونَ؛ الزجاج: أَی یَنْقُصُون فی الكیل و الوزن. قال: و یجوز فی اللغة یَخْسِرُون، تقول: أَخْسَرْتُ المیزانَ و خَسَرْتُه، قال: و لا أَعلم أَحداً قرأَ یَخْسِرُونَ. أَبو عمرو: الخاسر الذی ینقص المكیال و المیزان إِذا أَعطی، و یستزید إِذا أَخذ. ابن الأَعرابی: خَسَرَ إِذا نقص میزاناً أَو غیره، و خَسِرَ إِذا هلك. أَبو عبید: خَسَرْتُ المیزان و أَخْسَرْتُه أَی نقصته. اللیث: الخاسِرُ الذی وُضِعَ فی تجارته، و مصدره الخَسَارَةُ و الخَسْرُ، و یقال: خَسِرَتْ تجارته أَی خَسِرَ فیها، و رَبِحَتْ أَی ربح فیها. و صَفْقَةٌ خاسرة: غیر رابحة، و كَرَّةٌ خاسرة: غیر نافعة. و فی التهذیب: و صَفَقَ صَفْقَةً خاسِرَةً أَی غیر مُرْبِحَةٍ، و كَرَّ كَرَّةً خاسِرَةً أَی غیر نافعة. و فی التنزیل: تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خٰاسِرَةٌ. و قوله عزل و جل: وَ خَسِرَ هُنٰالِكَ الْمُبْطِلُونَ. وَ خَسِرَ هُنٰالِكَ الْكٰافِرُونَ؛ المعنی: تبین لهم خُسْرانُهم لما رأَوا العذاب و إِلَّا فهم كانوا خاسرین فی كل وقت. و التَّخْسِیرُ: الإِهلاك. و الخَنَاسِیرُ: الهُلَّاكُ، و لا واحد له؛ قال كعب بن زهیر: إِذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ، بَغَاها خَنَاسِیراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا و فی بغاها ضمیر من الجَدِّ هو الفاعل، یقول: إِنه شَقِیُّ الجَدِّ إِذا نُتِجَتْ أَربعٌ من إِبله أَربعَةَ أَولادٍ هلكت من إِبله الكِبار أَربع غیر هذه، فیكون ما هلك أَكثر مما أَصاب.

خشر؛ ج4، ص: 239

: الخُشَارُ و الخُشَارَةُ: الردی‌ء من كل شی‌ء، و خص اللحیانی به ردی‌ء المتاع. و خَشَرَ یَخْشِرُ خَشْراً: نَقَّی الردی‌ء منه. و مَخاشِرُ المِنْجَلِ: أَسْنانُه؛ أَنشد ثعلب: تُرَی لها، بعْدَ إِبارَ الآبِرِ، صُفْرٌ و حُمْرٌ كَبُرُودِ التَّاجِرِ مآزِرٌ تُطْوَی علی مآزِرِ، و أَثَرُ المِخْلَبِ ذی المَخَاشِرِ یعنی الحَمْلَ. و خَشَرَ خَشْراً: أَبقی علی المائدة الخُشَارَةَ. و الخُشَارَةُ: ما یبقی علی المائدة مما لا خیر فیه. و خَشَرْتُ الشی‌ء أَخْشِرُه خَشْراً إِذا نَقَّیْتَ منه خُشَارَتَهُ. و‌فی الحدیث: إِذا ذهب الخیار و بقیت خُشارَةٌ كخُشارَةِ الشعیر لا یُبالِی
(1). قوله: [خسر یخسر] من باب فرح، و قوله و خسرت الشی‌ء إلخ من باب ضرب، كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 240
بهم اللهُ بالَةً؛ هی الردی‌ء من كل شی‌ء. و الخُشارَةُ و الخُشارُ من الشعیر: ما لا لُبَّ له. و خُشارَةُ الناس: سَفَلَتُهم، و فلان من الخُشارَةِ إِذا كان دوناً؛ قال الحطیئة: و باعَ بَنِیهِ بعضُهم بِخُشَارَةٍ، و بِعْتَ لِذُبْیانَ العَلاءَ بمالكا یقول: اشتریت لقومك الشرف بأَموالك؛ قال ابن بری: صوابه بمالك، بكسر الكاف، و هو اسم ابن لعیینة بن حصن قتله بنو عامر فغزاهم عیینة فأَدرك بثأْره و غنم؛ فقال الحطیئة: فِدًی لابنِ حِصْنٍ ما أُرِیحَ فإِنه ثِمالُ الیتامَی، عِصْمَةٌ لِلْمَهَالِكِ و باعَ بَنِیهِ بعضُهم بِخُشارَةٍ، و بِعْتَ لِذُبْیانَ العَلاءَ بِمالِكِ و خَشَرْتُ الشی‌ءَ إِذا أَرْذَلْتَهُ، فهو مَخْشُورٌ. أَبو عمرو: الخاشِرَةُ السَّفَلَةُ من الناس؛ قاله ابن الأَعرابی و زاد فقال: هم الخُشار و البُشارُ و القُشارُ و السُّقاطُ و البُقاطُ و المُقاطُ. ابن الأَعرابی: خَشِرَ إِذا شَرِهَ، و خَشِرَ إِذا هرب جُبْناً.

خصر؛ ج4، ص: 240

: الخَصْرُ: وَسَطُ الإِنسان، و جمعه خُصُورٌ. و الخَصْرانِ و الخاصِرَتانِ: ما بین الحَرْقَفَةِ و القُصَیْرَی، و هو ما قَلَصَ عنه القَصَرَتانِ و تقدم من الحَجَبَتَیْنِ، و ما فوق الخَصْرِ من الجلدة الرقیقةِ: الطِّفْطِفَةِ. و یقال: رجل ضَخْمُ الخواصر. و حكی اللحیانی: إِنها لمُنْتَفِخَةُ الخَواصِر، كأَنهم جعلوا كل جزء خاصِرَةً ثم جمع علی هذا؛ قال الشاعر: فلما سَقَیْناها العَكِیسَ تَمَذَّحَتْ خَواصِرُها، و ازْدادَ رَشْحاً وَرِیدُها و كَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَی دقیق. و رجل مَخْصُورُ البطن و القدم و رجل مُخَصَّرٌ: ضامر الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ. و مَخْصُورٌ: یشتكی خَصْرَهُ أَو خاصِرَتَه. و‌فی الحدیث: فأَصابنی خاصِرَةٌ؛ أَی وجع فی خاصرتی، و قیل: وجع فی الكُلْیَتَیْنِ. و الاخْتِصارُ و التَّخاصُرُ: أَن یضرب الرجل یده إِلی خَصْرِه فی الصلاة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی أَن یصلی الرجل مُخْتَصِراً، و قیل: مُتَخَصِّراً؛ قیل: هو من المَخْصَرَة؛ و قیل: معناه أَن یصلی الرجل و هو واضع یده علی خَصْرِه. و‌جاء فی الحدیث: الاخْتِصارُ فی الصلاة راحَةُ أَهل النار؛ أَی أَنه فعل الیهود فی صلاتهم، و هم أَهل النار، علی أَنه لیس لأَهل النار الذین هم خالدون فیها راحة؛ هذا قول ابن الأَثیر. قال محمد بن المكرم: لیس الراحة المنسوبة لأَهل النار هی راحتهم فی النار، و إِنما هی راحتهم فی صلاتهم فی الدنیا، یعنی أَنه إِذا وضع یده علی خَصْرِه كأَنه استراح بذلك، و سماهم أَهل النار لمصیرهم إِلیها لا لأَن ذلك راحتهم فی النار. و قال الأَزهری فی الحدیث الأَوّل: لا أَدری أَ رُوی مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً، و رواه ابن سیرین عن أَبی هریرة مختصراً، و كذلك رواه أَبو عبید؛ قال: هو أَن یصلی و هو واضع یده علی خصره؛ قال: و یروی فی كراهیته حدیث مرفوع، قال: و یروی فیه الكراهة عن عائشة و أَبی هریرة، و قال الأَزهری: معناه أَن یأْخذ بیده عصا یتكئ علیها؛ و فیه وجه آخر: و هو أَن یقرأَ آیة من آخر السورة أَو آیتین و لا یقرأْ سورة بكمالها فی فرضه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه ابن سیرین عن أَبی هریرة. و‌فی حدیث آخر: المُتَخَصِّرُون یوم القیامة علی وجوههم النورُ؛ معناه المصلون باللیل فإِذا تعبوا وضعوا أَیدیهم علی خواصرهم من التعب؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 241
قال: و معناه یكون أَن یأْتوا یوم القیامة و معهم أَعمال لهم صالحة یتكئون علیها، مأْخوذ من المَخْصَرَةِ. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن اخْتِصارِ السَّجْدَةِ؛ و هو علی وجهین: أَحدهما أَن یختصر الآیة التی فیها السجود فیسجد بها، و الثانی أن یقرأَ السورة فإِذا انتهی إِلی السجدة جاوزها و لم یسجد لها. و المُخاصَرَةُ فی البُضْعِ: أَن یضرب بیده إِلی خَصْرها. و خَصْرُ القَدَمِ: أَخْمَصُها. و قَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ و مَخْصُورَةٌ: فی رُسْغِها تَخْصِیر، كأَنه مربوط أَو فیه مَحَزٌّ مستدیر كالحَزِّ، و كذلك الیدُ. و رجل مُخَصَّرُ القدمین إِذا كانت قدمه تمس الأَرض من مُقَدَّمِها و عَقِبها و یَخْوَی أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فیه. و خَصْرُ الرمل: طریق بین أَعلاه و أَسفله فی الرمال خاصة، و جمعه خُصُورٌ؛ قال ساعدة بن جؤیة: أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، فَمَرٌّ فَأَعْلَی حَوْزِها فَخُصُورُها و قال الشاعر: أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثم جَزَعْنَهُ و خَصْرُ النعل: ما اسْتَدَقَّ من قدّام الأُذنین منها. ابن الأَعرابی: الخَصْرانِ من النعل مُسْتَدَقُّها. و نعل مُخَصَّرَةٌ: لها خَصْرانِ. و‌فی الحدیث: أَن نعله، علیه السلام، كانت مُخَصَّرَةً‌أَی قطع خَصْراها حتی صارا مُسْتَدِقَّیْنِ. و الخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ. و الخَصْرُ من السهم: ما بین أَصل الفُوقِ و بین الریش؛ عن أَبی حنیفة. و الخَصْرُ: موضع بیوت الأَعراب، و الجمع من كل ذلك خُصُورٌ. غیره: و الخَصْرُ من بیوت الأَعراب موضع لطیف. و خاصَرَ الرجلَ: مشی إِلی جنبه. و المُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، و هو أَن یأْخذ الرجلُ فی طریق و یأْخذ الآخر فی غیره حتی یلتقیا فی مكان. و اخْتِصارُ الطریق: سلوكُ أَقْرَبِه. و مُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ: التی تَقْرُبُ فی وُعُورِها و إِذا سلك الطریق الأَبعد كان أَسهل. و خاصَرَ الرجلُ صاحبه إِذا أَخذ بیده فی المشی. و المُخاصَرَةُ: أَخْذُ الرجل بید الرجل؛ قال عبد الرحمن بن حسان: ثم خاصَرْتُها إِلی القُبَّةِ الخَضْراءِ تَمْشِی فی مَرْمَرٍ مَسْنُونِ أَی أَخذت بیدها، تمشی فی مرمر أَی علی مرمر مسنون أَی مُمَلَّسٍ. قال الله تعالی: وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ؛ أَی علی جذوع النخل. قال ابن بری: هذا البیت یروی لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهری و غیره، قال: و الصحیح ما ذهب إِلیه ثعلب أَنه لأَبی دهْبَلٍ الجُمَحِیِّ، و روی ثعلب بسنده إِلی إِبراهیم بن أَبی عبد الله قال: خرج أَبو دهبل الجمحی یرید الغزو، و كان رجلًا صالحاً جمیلًا، فلما كان بِجَیْرُونَ جاءته امرأَة فأَعطته كتاباً، فقالت: اقرأْ لی هذا الكتاب، فقرأَه لها ثم ذهبت فدخلت قَصراً، ثم خرجت إِلیه فقالت: لو تبلغت معی إِلی هذا القصر فقرأْت هذا الكتاب علی امرأَة فیه كان لك فی ذلك حسنة، إِن شاء الله تعالی، فإِنه أَتاها من غائب یعنیها أَمره. فبلغ معها القصر فلما دخله إِذا فیه جوارٍ كثیرة، فأَغلقن علیه القصر، و إِذا امرأَة وضیئة فدعته إِلی نفسها فأَبی، فحُبس و ضیق علیه حتی كاد یموت، ثم دعته إِلی نفسها، فقال: أَما الحرام فو الله لا یكون ذلك و لكن أَتزوّجك. فتزوجته و أَقام معها زماناً طویلًا لا یخرج من القصر حتی یُئس منه، و تزوج بنوه و بناته و اقتسموا ماله و أَقامت زوجته تبكی علیه حتی عمشت، ثم إِن أَبا دهبل قال لامرأَته: إِنك قد أَثمت فیّ و فی ولدی و أَهلی، فأْذنی لی فی المصیر إِلیهم
لسان العرب، ج‌4، ص: 242
و أَعود إِلیك. فأَخذت علیه العهود أَن لا یقیم إِلا سنة، فخرج من عندها و قد أَعطته مالًا كثیراً حتی قدم علی أَهله، فرأَی حال زوجته و ما صارت إِلیه من الضر، فقال لأَولاده: أَنتم قد ورثتمونی و أَنا حیّ، و هو حظكم و الله لا یشرك زوجتی فیما قدمت به منكم أَحد، فتسلمت جمیع ما أَتی به، ثم إِنه اشتاق إِلی زوجته الشامیة و أَراد الخروج إِلیها، فبلغه موتها فأَقام و قال: صاحِ حَیَّا الإِلَهُ حَیّاً و دُوراً، عند أَصْلِ القَناةِ من جَیْرُونِ، طالَ لَیْلِی و بِتُّ كالمَجْنُونِ، و اعْتَرَتْنِی الهُمُومُ بالماطِرُونِ عن یَسارِی إِذا دَخَلْتُ من البابِ، و إِن كنتُ خارجاً عن یَمینی فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامِ حتی ظَنَّ أَهْلی مُرَجَّماتِ الظُّنُونِ و هْیَ زَهْرَاءُ، مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الغَوَّاصِ، مِیْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ و إِذا ما نَسَبْتَها، لم تَجِدْها فی سنَاءٍ من المَكارِم دونِ تَجْعَلُ المِسْكَ و الیَلَنْجُوجَ و النَّدَّ صِلاءً لها علی الكانُونِ ثم خاصَرْتُها إِلی القُبَّةِ الخَضْراءِ تَمْشِی فی مَرْمَرٍ مَسْنُونِ قُبَّةٌ من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها، عند حدِّ الشِّتاء فی قَیْطُونِ ثم فارَقْتُها علی خَیْرِ ما كانَ قَرِینٌ مُفارِقاً لِقَرِینِ فبَكَتْ خَشْیَةَ التَّفَرُّقِ للبَیْنِ، بُكاءَ الحَزِین إِثْرَ الحَزِینِ قال: و‌فی روایة أُخری ما یشهد أَیضاً بأَنه لأَبی دهبل أَن یزید قال لأَبیه معاویة: إِن أَبا دهبل ذكر رملة ابنتك فاقتله، فقال: أَیّ شی‌ء قال؟ فقال: قال: و هی زهراء، مثل لؤلؤة الغَوّاص، میزت من جوهر مكنون فقال معاویة: أَحسن، قال: فقد قال: و إِذا ما نسبتها، لم تجدها فی سناء من المكارم دون فقال معاویة: صدق؛ قال: فقد قال: ثم خاصرتها إِلی القبة الخضراء تمشی فی مرمر مسنون فقال معاویة: كذب.و‌فی حدیث أَبی سعید و ذكر صلاة العید: فخرج مُخاصِراً مَرْوانَ؛ المخاصرة: أَن یأْخذ الرجل بید رجل آخر یتماشیان و ید كل واحد منهما عند خَصْرِ صاحبه. و تَخَاصَرَ القومُ: أَخذ بعضهم بید بعض. و خرج القوم متخاصرین إِذا كان بعضهم آخذاً بید بعض. و المِخْصَرَةُ: كالسوط، و قیل: المخصرة شی‌ء یأْخذه الرجل بیده لیتوكأ علیه مثل العصا و نحوها، و هو أَیضاً مما یأْخذه الملك یشیر به إِذا خطب؛ قال: یَكادُ یُزِیلُ الأَرضَ وَقْعُ خِطابِهِمْ، إِذا وصَلُوا أَیْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ و اخْتَصَرَ الرجل: أَمسك المِخْصَرَةَ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، خرج إِلی البقیع و بیده مِخْصَرَةٌ له فجلس فَنَكَتَ بها فی الأَرض؛ أَبو عبید: المِخْصَرَةُ ما اخْتَصَر الإِنسانُ بیده
لسان العرب، ج‌4، ص: 243
فأَمسكه من عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضیب و ما أَشبهها، و قد یتكأُ علیه. و‌فی الحدیث: فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثلاثةَ التی إِذا تَخَصَّرُوا بها سُجِدَ لهم؛ أَی كانوا إِذا أَمسكوها بأَیدیهم سجد لهم أَصحابهم، لأَنهم إِنما یمسكونها إِذا ظهروا للناس. و المِخْصَرَةُ: كانت من شعار الملوك، و الجمع المخاصر؛ و منه‌حدیث علیّ و ذكر عمر، رضی الله عنهما، فقال: و اخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ؛ العنزة شبه العكازة. و یقال: خاصَرْتُ الرجلَ و خازَمْتُه، و هو أَن تأْخذ فی طریق و یأْخذ هو فی غیره حتی تلتقیا فی مكان واحد. ابن الأَعرابی: المُخَاصَرَةُ أَن یمشی الرجلان ثم یفترقا حتی یلتقیا علی غیر میعاد. و اخْتِصارُ الكلام: إِیجازه. و الاختصار فی الكلام: أَن تدع الفضول و تَسْتَوْجِزَ الذی یأْتی علی المعنی، و كذلك الاختصار فی الطریق. و الاختصار فی الجَزِّ: أَن لا تستأْصله. و الاختصارُ: حذفُ الفضول من كل شی‌ء. و الخُصَیْرَی: كالاختصار؛ قال رؤبة: و فی الخُصَیْرَی، أَنت عند الوُدِّ كَهْفُ تَمِیم كُلِّها و سَعْدِ و الخَصَرُ، بالتحریك: البَرْدُ یجده الإِنسان فی أَطرافه. أَبو عبید: الخَصِرُ الذی یجد البرد، فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ. و الخَصِرُ: البارِدُ من كل شی‌ء. و ثَغْرٌ بارد المُخَصَّرِ: المُقَبَّلِ. و خَصِرَ الرجلُ إِذا آلمه البرد فی أَطرافه؛ یقال: خَصِرَتْ یدی. و خَصِرَ یومنا: اشتدّ برده؛ قال الشاعر: رُبَّ خالٍ لیَ، لو أَبْصَرْتَهُ، سَبِط المِشْیَةِ فی الیومِ الخَصِر و ماء خَصِرٌ: بارِدٌ.

خضر؛ ج4، ص: 243

: الخُضْرَةُ من الأَلوان: لَوْنُ الأَخْضَرِ، یكون ذلك فی الحیوان و النبات و غیرهما مما یقبله، و حكاه ابن الأَعرابی فی الماء أَیضاً، و قد اخْضَرَّ، و هو أَخْضَرُ و خَضُورٌ و خَضِرٌ و خَضِیرٌ و یَخْضِیرٌ و یَخْضُورٌ؛ و الیَخْضُورُ: الأَخْضَرُ؛ و منه قول العجاج یصف كناس الوَحْشِ: بالخُشْبِ، دونَ الهَدَبِ الیَخْضُورِ، مَثْواةُ عَطَّارِینَ بالعُطُورِ و الخَضْرُ و المَخْضُورُ: اسمان للرَّخْصِ من الشجر إِذا قُطِعَ و خُضِرَ. أَبو عبید: الأَخْضَرُ من الخیل الدَّیْزَجُ فی كلام العجم؛ قال: و من الخُضْرَةِ فی أَلوان الخیل أَخْضَرُ أَحَمُّ، و هو أَدنی اللخُضْرَةِ إِلی الدُّهْمَةِ و أَشَدُّ الخُضْرَةِ سَواداً غیر أَنَّ أَقْرابَهُ و بطنه و أُذنیه مُخْضَرَّةٌ؛ و أَنشد: خَضْراء حَمَّاء كَلَوْنِ العَوْهَقِ قال: و لیس بین الأَخضر الأَحمّ و بین الأَحوی إِلَّا خضرة منخریه و شاكلته، لأَن الأَحوی تحمر مناخره و تصفر شاكلته صفرة مشاكلة للحمرة؛ قال: و من الخیل أَخضر أَدغم و أَخضر أَطحل و أَخضر أَورق. و الحمامُ الوُرْقُ یقال لها: الخُضْرُ. و اخْضَرَّ الشی‌ء اخْضِراراً و اخْضَوْضَرَ و خَضَّرْتُه أَنا، و كلُّ غَضٍّ خَضِرٌ؛ و فی التنزیل: فَأَخْرَجْنٰا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرٰاكِباً؛ قال: خَضِراً هاهنا بمعنی أَخْضَر. یقال: اخْضَرَّ، فهو أَخْضَرُ و خَضِرٌ، مثل اعْوَرَّ فهو أَعور و عَوِرٌ؛ و قال الأَخفش: یرید الأَخضر، كقول العرب: أَرِنِیها نَمِرةً أُرِكْها مَطِرَةً؛ و قال اللیث: الخَضِرُ هاهنا الزرع الأَخضر. و شَجَرَةٌ خَضْراءُ: خَضِرَةٌ غضة. و أَرض خَضِرَةٌ و یَخْضُورُ: كثیرة
لسان العرب، ج‌4، ص: 244
الخُضْرَةِ. ابن الأَعرابی: الخُضَیْرَةُ تصغیر الخُضْرَةِ، و هی النَّعْمَةُ. و فی نوادر الأَعراب: لیست لفلان بخَضِرَةٍ أَی لیست له بحشیشة رطبة یأْكلها سریعاً. و فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان أَخْضَرَ الشَّمَط، كانت الشعرات التی شابت منه قد اخضرت بالطیب و الدُّهْن المُرَوَّح. و خَضِرَ الزرعُ خَضَراً: نَعِمَ؛ و أَخْضَرَهُ الرِّیُّ. و أَرضٌ مَخْضَرَةٌ، علی مثال مَبْقَلَة: ذات خُضْرَةٍ؛ و قرئ: فتُصْبِحُ الأَرضُ مَخْضَرَةً. و‌فی حدیث علی: أَنه خطب بالكوفة فی آخر عمره فقال: اللهم سلط علیهم فَتَی ثَقِیفٍ الذّیَّالَ المَیَّالَ یَلْبَسُ فَرْوَتَهَا و یأْكل خَضِرَتَها، یعنی غَضَّها و ناعِمَها و هَنِیئَها. و‌فی حدیث القبر: یُملأُ علیه خَضِراً؛ أَی نِعَماً غَضَّةً. و اخْتَضَرْتُ الكَلأَ إِذا جَزَزْتَهُ و هو أَخْضَرُ؛ و منه قیل للرجل إِذا مات شابّاً غَضّاً: قد اخْتُضِرَ، لأَنه یؤخذ فی وقت الحُسْنِ و الإِشراق. و قوله تعالی: مُدْهٰامَّتٰانِ؛ قالوا: خَضْراوَانِ لأَنهما تضربان إِلی السواد من شدّة الرِّیِّ، و سمیت قُرَی العراق سَواداً لكثرة شجرها و نخیلها و زرعها. و قولهم: أَباد اللهُ خَضْراءَهُمْ أَی سوادَهم و مُعظَمَهُمْ، و أَنكره الأَصمعی و قال: إِنما یقال: أَباد الله غَضْرَاءَهُمْ أَی خیرهم و غَضَارَتَهُمْ. و اخْتُضِرَ الشی‌ءُ: أُخذ طریّاً غضّاً. و شابٌّ مُخْتَضَرٌ: مات فتیّاً. و فی بعض الأَخبار: أَن شابّاً من العرب أُولِعَ بشیخ فكان كلما رآه قال: أَجْزَرْتَ یا أَبا فلان فقال له الشیخ: أَی بُنَیَّ، و تُخْتَضَرُونَ أَی تُتَوَفَّوْنَ شباباً؛ و معنی أَجْزَزْتَ: أَنَی لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوتَ، و أَصل ذلك فی النبات الغض یُرْعی و یُخْتَضَرُ و یُجَزُّ فیؤكل قبل تناهی طوله. و یقال: اخْتَضَرْتُ الفاكهة إِذا أَكلتها قبل أَناها. و اخْتَضَرَ البعیرَ: أَخذه من الإِبل و هو صعب لم یُذَلَّل فَخَطَمَهُ و ساقه. و ماء أَخْضَرُ: یَضْرِبُ إِلی الخُضْرَةِ من صَفائه. و خُضارَةُ، بالضم: البحر، سمی بذلك لخضرة مائه، و هو معرفة لا یُجْرَی، تقول: هذا خُضَارَةُ طامِیاً. ابن السكیت: خُضارُ معرفة لا ینصرف، اسم البحر. و الخُضْرَةُ و الخَضِرُ و الخَضِیرُ: اسم للبقلة الخَضْراءِ؛ و علی هذا قول رؤبة: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا، نأْكُلُ بعد الخُضْرَةِ الیَبِیسَا و قد قیل إِنه وضع الاسم هاهنا موضع الصفة لأَن الخُضْرَةَ لا تؤكل، إِنما یؤكل الجسم القابل لها. و البقول یقال لها الخُضَارَةُ و الخَضْرَاءُ، بالأَلف و اللام؛ و قد ذكر طرفة الخَضِرَ فقال: كَبَنَاتِ المَخْرِ یَمْأَدْنَ، إِذا أَنْبَتَ الصَّیْفُ عَسالِیجَ الخَضِرْ و فی فصل الصیف تَنْبُتُ عَسالِیجُ الخَضِرِ من الجَنْبَةِ، لها خَضَرٌ فی الخریف إِذا برد اللیل و تروّحت الدابة، و هی الرَّیَّحَةُ و الخِلْفَةُ، و العرب تقول للخَضِرِ من البقول: الخَضْراءُ؛ و منه‌الحدیث: تَجَنَّبُوا من خَضْرائكم ذَواتِ الریح؛ یعنی الثوم و البصل و الكراث و ما أَشبهها. و الخَضِرَةُ أَیضاً: الخَضْراءُ من النبات، و الجمع خَضِرٌ. و الأَخْضارُ: جمع الخَضِرِ؛ حكاه أَبو حنیفة. و یقال للأَسود أَخْضَرُ. و الخُضْرُ: قبیلة من العرب، سموا بذلك لخُضْرَةِ أَلوانهم؛ و إِیاهم عنی الشماخ بقوله: و حَلَّأَها عن ذی الأَراكَةِ عامِرٌ، أَخُو الخُضْرِ یَرْمی حیثُ تُكْوَی النَّواحِزُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 245
و الخُضْرَةُ فی أَلوان الناس: السُّمْرَةُ؛ قال اللَّهَبِیُّ: و أَنا الأَخْضَرُ، من یَعْرِفُنی؟ أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فی بیتِ العَرَبْ یقول: أَنا خالص لأَن أَلوان العرب السمرة؛ التهذیب: فی هذا البیت قولان: أَحدهما أَنه أَراد أَسود الجلدة؛ قال: قاله أَبو طالب النحوی، و قیل: أَراد أَنه من خالص العرب و صمیمهم لأَن الغالب علی أَلوان العرب الأُدْمَةُ؛ قال ابن بری: نسب الجوهری هذا البیت للهبی، و هو الفضل بن العباس بن عُتْبَة بن أَبی لَهَبٍ، و أَراد بالخضرة سمرة لونه، و إِنما یرید بذلك خلوص نسبه و أَنه عربی محض، لأَن العرب تصف أَلوانها بالسواد و تصف أَلوان العجم بالحمرة. و‌فی الحدیث: بُعثت إِلی الأَحمر و الأَسود؛ و هذا المعنی بعینه هو الذی أَراده مسكین الدارمی فی قوله: أَنا مِسْكِینٌ لمن یَعْرِفُنی، لَوْنِیَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ و مثله قول مَعْبَدِ بن أَخْضَرَ، و كان ینسب إِلی أَخْضَرَ، و لم یكن أَباه بل كان زوج أُمه، و إِنما هو معبد بن علقمة المازنی: سَأَحْمِی حِماءَ الأَخْضَرِیِّینَ، إِنَّهُ أَبی الناسُ إِلا أَن یقولوا ابن أَخْضَرا و هل لِیَ فی الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ، فآنَفَ مما یَزْعُمُونَ و أُنْكِرا؟ و قد نحا هذا النحو أَبو نواس فی هجائه الرقاشی و كونه دَعِیّاً: قلتُ یوماً للرَّقاشِیِّ، و قد سَبَّ الموالی: ما الذی نَحَّاكَ عن أَصْلِكَ من عَمٍّ و خالِ؟ قال لی: قد كنتُ مَوْلًی زَمَناً ثم بَدَا لی أَنا بالبَصْرَةِ مَوْلًی، عَرَبِیٌّ بالجبالِ أَنا حَقّاً أَدَّعِیهِمْ بِسَوادِی و هُزالی و الخَضِیرَةُ من النخل: التی ینتثر بُسْرُها و هو أَخضر؛ و منه‌حدیث اشتراط المشتری علی البائع: أَنه لیس له مِخْضَارٌ؛ المِخضارُ: أَن ینتثر البسر أَخْضَرَ. و الخَضِیرَةُ من النساء: التی لا تكاد تُتِمُّ حَمْلًا حتی تُسْقِطَه؛ قال: تَزَوَّجْتَ مِصْلاخاً رَقُوباً خَضِیرَةً، فَخُذْها علی ذا النَّعْتِ، إِن شِئتَ، أَوْ دَعِ و الأُخَیْضِرُ: ذبابٌ أَخْضَرُ علی قدر الذِّبَّان السُّودِ. و الخَضْراءُ من الكتائب نحو الجَأْواءِ، و یقال: كَتِیبَةٌ خَضْراءٌ للتی یعلوها سواد الحدید. و‌فی حدیث الفتح: مَرَّ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی كتیبته الخضراء؛ یقال: كتیبة خضراء إِذا غلب علیها لبس الحدید، شبه سواده بالخُضْرَةِ، و العرب تطلق الخضرة علی السواد. و‌فی حدیث الحرث بن الحَكَمِ: أَنه تزوج امرأَة فرآها خَضْراءَ فطلقها‌أَی سوداء. و‌فی حدیث الفتح: أُبیدَتْ خَضْراءُ قریش؛ أَی دهماؤهم و سوادُهم؛ و منه‌الحدیث الآخر: فَأُبِیدَتْ خَضْراؤهُمْ.و الخَضْراءُ: السماء لخُضْرَتِها؛ صفة غلبت غَلَبَةَ الأَسماء. و‌فی الحدیث: ما أَظَلَّتِ الخَضْراءُ و لا أَقَلَّتِ الغَبْراءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبی ذَرٍّ؛ الخَضْراءُ: السماء، و الغبراء: الأَرض.
لسان العرب، ج‌4، ص: 246
التهذیب: و العرب تجعل الحدید أَخضر و السماء خضراء؛ یقال: فلان أَخْضَرُ القفا، یعنون أَنه ولدته سوداء. و یقولون للحائك: أَخْضَرُ البطن لأَن بطنه یلزق بخشبته فَتُسَوِّدُه. و یقال للذی یأْكل البصل و الكراث: أَخْضَرُ النَّواجِذِ. و خُضْرُ غَسَّانَ و خُضْرُ مُحارِبٍ: یریدون سَوَادَ لَونهم. و‌فی الحدیث: من خُضِّرَ له فی شی‌ء فَلْیَلْزَمْه؛ أَی بورك له فیه و رزق منه، و حقیقته أَن تجعل حالته خَضْرَاءَ؛ و منه‌الحدیث: إِذا أَراد الله بعبد شرّاً أَخْضَرَ له فی اللَّبِنِ و الطین حتی یبنی.و الخَضْرَاءُ من الحَمَامِ: الدَّواجِنُ، و إن اختلفت أَلوانها، لأَن أَكثر أَلوانها الخضرة. التهذیب: و العرب تسمی الدواجن الخُضْرَ، و إِن اختلفت أَلوانها، خصوصاً بهذا الاسم لغلبة الوُرْقَةِ علیها. التهذیب: و من الحمام ما یكون أَخضر مُصْمَتاً، و منه ما یكون أَحمر مصمتاً، و منه ما یكون أَبیض مصمتاً، و ضُروبٌ من ذلك كُلُّها مُصْمَتٌ إِلا أَن الهدایة للخُضْرِ و النُّمْرِ، و سُودُها دون الخُضْرِ فی الهدایة و المعرفة. و أَصلُ الخُضْرَةِ للرَّیْحان و البقول ثم قالوا للیل أَخضر، و أَما بِیضُ الحمام فمثلها مثل الصِّقْلابیِّ الذی هو فَطِیرٌ خامٌ لم تُنْضِجْهُ الأَرحام، و الزَّنْجُ جازَتْ حَدَّ الإِنضاج حتی فسدت عقولهم. و خَضْرَاءُ كل شی‌ء: أَصلُه. و اخْتَضَرَ الشی‌ءَ: قطعه من أَصله. و اخْتَضَرَ أُذُنَهُ: قطعها من أَصلها. و قال ابن الأَعرابی: اخْتَضَرَ أُذنه قطعها. و لم یقل من أَصلها. الأَصمعی: أَبادَ اللهُ «2». خَضْراءَهُم أَی خیرهم و غَضَارَتَهُمْ. و قال ابن سیدة: أَباد الله خَضْرَاءَهُم، قال: و أَنكرها الأَصمعی و قال إِنما هی غَضْراؤُهم. الأَصمعی: أَباد الله خَضْراءَهم، بالخاء، أَی خِصْبَهُمْ و سَعَتَهُمْ؛ و احتج بقوله: بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ أَراد به سَعَةَ ما هم فیه من الخِصْبِ؛ و قیل: معناه أَذهب الله نعیمهم و خِصْبَهم؛ قال: و منه قول عُتبة بن أَبی لَهَبٍ: و أَنا الأَخضر، من یعرفنی؟ أَخضر الجلدة فی بیت العرب قال: یرید باخضرار الجلدة الخصب و السعة. و قال ابن الأَعرابی: أَباد الله خضراءهم أَی سوادهم و معظمهم. و الخُضْرَةُ عند العرب: سواد؛ قال القطامی: یا ناقُ خُبِّی خَبَباً زِوَرَّا، و قَلِّبی مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا، و عارِضِی اللیلَ إِذا ما اخْضَرَّا أَراد أَنه إِذا ما أَظلم. الفراء: أَباد الله خضراءهم أَی دنیاهم، یرید قطع عنهم الحیاة. و الخُضَّارَی: الرِّمْثُ إِذا طال نباته، و إِذا طال الثُّمامُ عن الحُجَنِ سمی خَضِرَ الثُّمامِ ثم یكون خَضِراً شهراً. و الخَضِرَةُ: بُقَیْلَةٌ، و الجمع خَضِرٌ؛ قال ابنُ مُقْبل: یَعْتادُها فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ، یَنْفُخْنَ فی بُرْعُمِ الحَوْذَانِ و الخَضِرِ و الخَضِرَةُ: بقلة خضراء خشناء ورقها مثل ورق الدُّخْنِ و كذلك ثمرتها، و ترتفع ذراعاً، و هی تملأُ فم البعیر. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن أَخْوَفَ ما أَخاف علیكم بَعْدِی ما یَخْرُجُ لكم من
(2). قوله: [الأصمعی أباد الله إلخ] هكذا بالأصل، و عبارة شرح القاموس: و منه قولهم أباد الله خضراءهم أَی سوادهم و معظمهم، و أنكره الأصمعی و قال: إنما یقال أباد الله غضراءهم أی خیرهم و غضارتهم. و قال الزمخشری: أباد الله خضراءهم أی شجرتهم التی منها تفرعوا، و جعله من المجاز، و قال الفراء أی دنیاهم، یرید قطع عنهم الحیاة؛ و قال غیره أذهب الله نعیمهم و خصبهم
لسان العرب، ج‌4، ص: 247
زَهْرَةِ الدنیا، و إِن مما یُنْبِتُ الربیعُ ما یَقْتُلُ حَبَطاً أَو یُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الخَضِرِ، فإِنها أَكَلَتْ حتی إِذا امْتَدَّتْ خاصرتاها اسْتَقْبَلَتْ عَیْنَ الشمس فَثَلَطَتْ و بالت ثم رَتَعَتْ، و إِنما هذا المالُ خَضِرٌ حُلْوٌ، و نِعْمَ صاحبُ المُسْلِمِ هُوَ أَن أَعطی منه المسكین و الیتیم و ابن السبیل؛ و تفسیره مذكور فی موضعه، قال: و الخَضِرُ فی هذا الموضع ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ، واحدته خَضِرَةٌ، و الجَنْبَةُ من الكلإِ: ما له أَصل غامض فی الأَرض مثل النَّصِیّ و الصِّلِّیانِ، و لیس الخَضِرُ من أَحْرَارِ البُقُول التی تَهِیج فی الصیف؛ قال ابن الأَثیر: هذا حدیث یحتاج إِلی شرح أَلفاظه مجتمعة، فإِنه إِذا فرّق لا یكاد یفهم الغرض منه. الحبَط، بالتحریك: الهلاك، یقال: حَبِطَ یَحْبَطُ حَبَطاً، و قد تقدم فی الحاء؛ و یُلِمُّ: یَقْرُبُ و یدنو من الهلاك، و الخَضِرُ، بكسر الضاد: نوع من البقول لیس من أَحرارها و جَیِّدها؛ و ثَلَطَ البعیرُ یَثْلِطُ إِذا أَلقی رجیعه سهلًا رقیقاً؛ قال: ضرب فی هذا الحدیث مَثَلَیْنِ: أَحدهما للمُفْرِط فی جمع الدنیا و المنع من حقها، و الآخر للمقتصد فی أَخذها و النفع بها، فقوله إِن مما ینبت الربیع ما یقتل حبطاً أَو یلمُّ فإِنه مثل للمفرط الذی یأْخذ الدنیا بغیر حقها، و ذلك لأَن الربیع ینبت أَحرار البقول فتستكثر الماشیة منه لاستطابتها إِیاه حتی تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدّ الاحتمال، فتنشق أَمعاؤها من ذلك فتهلك أَو تقارب الهلاك، و كذلك الذی یجمع الدنیا من غیر حلها و یمنعها مستحقها، قد تعرّض للهلاك فی الآخرة بدخول النار، و فی الدنیا بأَذی الناس له و حسدهم إِیاه و غیر ذلك من أَنواع الأَذی؛ و أَما قوله إِلا آكلة الخضر فإِنه مثل للمقتصد و ذلك أَن الخَضِرَ لیس من أَحرار البقول و جیدها التی ینبتها الربیع بتوالی أَمطاره فَتَحْسُنُ و تَنْعُمُ، و لكنه من البقول التی ترعاها المواشی بعد هَیْجِ البُقُول و یُبْسِها حیث لا تجد سواها، و تسمیها العربُ الجَنْبَةَ فلا تری الماشیة تكثر من أَكلها و لا تَسْتَمْرِیها، فضرب آكلةَ الخَضِرِ من المواشی مثلًا لمن یقتصر فی أَخذ الدنیا و جمعها، و لا یحمله الحرص علی أَخذها بغیر حقها، فهو ینجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، أَ لا تراه‌قال: أَكَلَتْ حتی إِذا امْتَدَّتْ خاصرتاها استقبلت عین الشمس فثلطت و بالت؟أَراد أَنها إِذا شبعت منها بركت مستقبلة عین الشمس تستمری بذلك ما أَكلت و تَجْتَرُّ و تَثْلِطُ، فإِذا ثَلَطَتْ فقد زال عنها الحَبَطُ، و إِنما تَحْبَطُ الماشیة لأَنها تمتلئ بطونها و لا تَثْلِطُ و لا تبول فتنتفخ أَجوافها فَیَعْرِضُ لها المَرَضُ فَتَهْلِكُ، و أَراد بزهرة الدنیا حسنها و بهجتها، و ببركات الأَرض نماءَها و ما تخرج من نباتها. و الخُضْرَةُ فی شِیات الخیل: غُبْرَةٌ تخالط دُهْمَةً، و كذلك فی الإِبل؛ یقال: فرس أَخْضَرُ، و هو الدَّیْزَجُ. و الخُضَارِیُّ: طیر خُضْرٌ یقال لها القارِیَّةُ، زعم أَبو عبید أَن العرب تحبها، یشبهون الرجل السَّخِیَّ بها؛ و حكی ابن سیدة عن صاحب العین أَنهم یتشاءمون بها. و الخُضَّارُ: طائر معروف، و الخُضَارِیُّ: طائر یسمی الأَخْیَلَ یتشاءم به إِذا سقط علی ظهر بعیر، و هو أَخضر، فی حَنَكِه حُمْرَةٌ، و هو أَعظم من القَطا. وَ وَادٍ خُضَارٌ: كثیر الشجر. و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: إِیاكم و خَضْرَاءَ الدِّمَنِ، قیل: و ما ذاك یا رسول الله؟ فقال: المرأَة الحسناء فی مَنْبِتِ السَّوْءِ؛ شبهها بالشجرة الناضرة فی دِمْنَةِ البَعَرِ، و أَكلُها داءٌ، و كل ما ینبت فی الدِّمْنَةِ و إِن كان
لسان العرب، ج‌4، ص: 248
ناضراً، لا یكون ثامراً؛ قال أَبو عبید: أَراد فساد النسب إِذا خیف أَن تكون لغیر رِشْدَةٍ، و أَصلُ الدِّمَنِ ما تُدَمِّنُهُ الإِبل و الغنم من أَبعارها و أَبوالها، فربما نبت فیها النبات الحَسَنُ الناضر و أَصله فی دِمْنَةٍ قَذِرَةٍ؛ یقول النبی، صلی الله علیه و سلم: فَمَنْظَرُها حَسَنٌ أَنِیقٌ و مَنْبِتُها فاسدٌ؛ قال زُفَرُ بنُ الحرث: و قد یَنْبُتُ المَرْعَی علی دِمَنِ الثَّری، و تَبْقَی حَزَازاتُ النّفُوس كما هِیا ضربه مثلًا للذی تظهر مودته، و قلبه نَغِلٌ بالعداوة، و ضَرَبَ الشجرةَ التی تَنْبُتُ فی المزبلة فتجی‌ء خَضِرَةً ناضرةً، و مَنْبِتُها خبیث قذر، مثلَا للمرأَة الجمیلة الوجه اللئیمة المَنْصِب. و الخُضَّارَی، بتشدید الضاد: نبت، كما یقولون شُقَّارَی لنَبْتٍ و خُبَّازَی و كذلك الحُوَّارَی. الأَصمعی: زُبَّادَی نَبْتٌ، فَشَدَّدَهُ الأَزهری، و یقال زُبَّادٌ أَیضاً. و بَیْعُ المُخاضَرَةِ المَنْهِیِّ عنها: بیعُ الثِّمارِ و هی خُضْرٌ لم یَبْدُ صلاحُها، سمی ذلك مُخاضَرَةً لأَن المتبایعین تبایعاً شیئاً أَخْضَرَ بینهما، مأْخوذٌ من الخُضْرَةِ. و المخاضرةُ: بیعُ الثمار قبل أَن یبدو صلاحها، و هی خُضْرٌ بَعْدُ، و نهی عنه، و یدخل فیه بیع الرِّطابِ و البُقُولِ و أَشباهها و لهذا كره بعضهم بیع الرِّطاب أَكثَرَ من جَزِّه و أَخْذِهِ. و یقال للزرع: الخُضَّارَی، بتشدید الضاد، مثل الشُّقَّارَی. و المخاضرة: أَن یبیع الثِّمَارَ خُضْراً قبل بُدُوِّ صلاحها. و الخَضَارَةُ، بالفتح: اللَّبَنُ أُكْثِرَ ماؤُه؛ أَبو زید: الخَضَارُ من اللبن مثل السَّمَارِ الذی مُذِقَ بماء كثیر حتی اخْضَرَّ، كما قال الراجز: جاؤوا بِضَیْحٍ، هل رأَیتَ الذِّئْبَ قَطْ؟ أَراد اللبن أَنه أَورق كلون الذئب لكثرة مائه حتی غَلَبَ بیاضَ لون اللبن. و یقال: رَمَی اللهُ فی عین فلان بالأَخْضَرِ، و هو داء یأْخذ العین. و ذهب دَمُهُ خِضْراً مِضْراً، و ذهب دَمُهُ بِطْراً أَی ذهب دمه باطلًا هَدَراً، و هو لك خَضِراً مَضِراً أَی هنیئاً مریئاً، و خَضْراً لك و مَضْراً أَی سقیاً لك و رَعْیاً؛ و قیل: الخِضْرُ الغَضُّ و المِضْرُ إِتباع. و الدنیا خَضِرَةٌ مَضِرَة أَی ناعمة غَضةٌ طریة طیبة، و قیل: مُونِقَة مُعْجِبَةٌ. و‌فی الحدیث: إِن الدنیا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ مَضِرَةٌ فمن أَخذها بحقها بورك له فیها؛ و منه‌حدیث ابن عمر: اغْزُوا و الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ‌أَی طریُّ محبوبٌ لما ینزل الله من النصر و یسهل من الغنائم. و الخَضَارُ: اللبن الذی ثلثاه ماء و ثلثه لبن، یكون ذلك من جمیع اللبن حَقِینِهِ و حلیبه، و من جمیع المواشی، سمی بذلك لأَنه یضرب إِلی الخضرة، و قیل: الخَضَارُ جمع، واحدته خَضَارَةٌ، و الخَضَارُ: البَقْلُ الأَول، و قد سَمَّتْ أَخْضَرَ و خُضَیْراً. و الخَضِرُ: نَبیُّ مُعَمَّرٌ محجوب عن الأَبصار.ابن عباس: الخَضِرُ نبیّ من بنی إِسرائیل، و هو صاحب موسی، صلوات الله علی نبینا و علیه، الذی التقی معه بِمَجْمَعِ البَحْرَیْنِ.ابن الأَنباری: الخَضِرُ عبد صالح من عباد الله تعالی. أَهلُ العربیة: الخَضِرُ، بفتح الخاء و كسر الضاد؛ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: جلس علی فَرْوَةٍ بیضاء فإِذا هی تهتز خضراء، و قیل: سمی بذلك لأَنه كان إِذا جلس فی موضع قام و تحته روضة تهتز؛ و‌عن مجاهد: كان إِذا صلی فی موضع اخضرّ ما حوله، و قیل: ما تحته، و قیل: سمی خضراً لحسنه و إِشراق وجهه
لسان العرب، ج‌4، ص: 249
تشبیهاً بالنبات الأَخضر الغض؛ قال: و یجوز فی العربیة الخِضْر، كما یقال كَبِدٌ و كِبْدٌ، قال الجوهری: و هو أَفصح. و‌قیل فی الخبر: من خُضِّرَ له فی شی‌ء فلیلزمه؛ معناه من بورك له فی صناعة أَو حرفة أَو تجارة فلیلزمها. و یقال للدَّلْوِ إِذا اسْتُقِیَ بها زماناً طویلًا حتی اخْضَرَّتْ: خَضْراءُ؛ قال الراجز: تمطَّی مِلَاطاه بخَضْراءَ فَرِی، و إِن تَأَبَّاهُ تَلَقَّی الأَصْبَحِی و العرب تقول: الأَمْرُ بیننا أَخْضَرُ أَی جدید لم تَخْلَقِ المَوَدَّةُ بیننا، و قال ذو الرمة: قد أَعْسَفَ النَّازِحُ المَجْهُولُ مَعْسَفُهُ، فی ظِلِّ أَخْضَرَ یَدْعُو هامَهُ البُومُ و الخُضْرِیَّةُ: نوع من التمر أَخضر كأَنه زجاجة یستظرف للونه؛ حكاه أَبو حنیفة. التهذیب: الخُضْرِیَّةُ نخلة طیبة التمر خضراء؛ و أَنشد: إِذا حَمَلَتْ خُضْریَّةٌ فَوْقَ طابَةٍ، و لِلشُّهْبِ قَصْلٌ عِنْدَها و البَهازِرِ قال الفراء: و سمعت العرب تقول لسَعَفِ النخل و جریده الأَخْضَرِ: الخَضَرُ؛ و أَنشد: «1».تَظَلُّ یومَ وِرْدِها مُزَعْفَرَا، و هی خَنَاطِیلُ تَجُوسُ الخَضَرَا و یقال: خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النخلِ بِمِخْلَبِهِ یَخْضُرُه خَضْراً و اخْتَضَرَهُ یَخْتَضِرُه إِذا قطعه. و یقال: اخْتَضَرَ فلانٌ الجاریةَ و ابْتَسَرها و ابْتَكَرَها و ذلك إِذا اقْتَضَّها قبل بلوغها. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لیس فی الخَضْرَاواتِ صدقة؛ یعنی به الفاكهة الرَّطْبَةَ و البقول، و قیاس ما كان علی هذا الوزن من الصفات أَن لا یجمع هذا الجمع، و إِنما یجمع به ما كان اسماً لا صفة، نحو صَحْراء و خُنْفُسَاءَ، و إِنما جمعه هذا الجمع لأَنه قد صار اسماً لهذه البقول لا صفة، تقول العرب لهذه البقول: الخَضْراء، لا ترید لونها؛ و قال ابن سیدة: جمعه جمع الأَسماء كَوَرْقَاءَ و وَرْقاواتٍ و بَطْحاءَ و بَطْحاوَاتٍ، لأَنها صفة غالبة غلبت غلبةَ الأَسماء. و‌فی الحدیث: أُتَی بِقِدْر فیه خَضِرَاتٌ؛ بكسر الضاد، أَی بُقُول، واحدها خَضِر. و الإِخْضِیرُ: مسجد من مساجد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین المدینة و تَبُوك. و أَخْضَرُ، بفتح الهمزة و الضاد المعجمة: منزلٌ قرِیب من تَبُوكَ نزله رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عند مسیره إِلیها.

خطر؛ ج4، ص: 249

: الخاطِرُ: ما یَخْطُرُ فی القلب من تدبیر أَو أَمْرٍ. ابن سیدة: الخاطر الهاجس، و الجمع الخواطر، و قد خَطَرَ بباله و علیه یَخْطِرُ و یَخْطُرُ، بالضم؛ الأَخیرة عن ابن جنی، خُطُوراً إِذا ذكره بعد نسیان. و أَخْطَرَ الله بباله أَمْرَ كذا، و ما وَجَدَ له ذِكْراً إِلَّا خَطْرَةً؛ و یقال: خَطَر ببالی و علی بالی كذا و كذا یَخْطُر خُطُوراً إِذا وقع ذلك فی بالك و وَهْمِك. و أَخْطَرَهُ اللهُ ببالی؛ و خَطَرَ الشیطانُ بین الإِنسان و قلبه: أَوصل وَسْواسَهُ إِلی قلبه. و ما أَلقاه إِلَّا خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ أَی فی الأَحیان بعد الأَحیان، و ما ذكرته إِلَّا خَطْرَةً واحدةً. و لَعِبَ الخَطْرَةَ بالمِخْراق. و الخَطْرُ: مصدر خَطَرَ الفحلُ بذنبه یَخْطِرُ خَطْراً و خَطَراناً و خَطِیراً: رَفَعَهُ مرة بعد مرة، و ضرب به حاذیْهِ، و هما ما ظهر من فَخِذیْه حیث
(1). قوله: [و أَنشد إلخ] هو لسعد بن زید مناة، یخاطب أَخاه مالكاً كما فی الصحاح
لسان العرب، ج‌4، ص: 250
یقع شَعَرُ الذَّنَبِ، و قیل: ضرب به یمیناً و شمالًا. و ناقةٌ خَطَّارَةٌ: تَخْطِرُ بذنبها. و الخَطِیرُ و الخِطَارُ: وَقْعُ ذنب الجمل بین وَرِكَیْهِ إِذا خَطَرَ؛ و أَنشد: رَدَدْنَ فَأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعد ما تَحَوَّبَ، عن أَوْراكِهِنَّ، خَطِیرُ و الخاطِرُ: المُتَبَخْتِرُ؛ یقال: خَطَرَ یَخْطِرُ إِذا تَبَخْتَرَ. و الخَطِیرُ و الخَطَرَانُ عند الصَّوْلَةِ و النَّشَاطِ، و هو التَّصَاوُل و الوعید؛ قال الطرماح: بالُوا مَخافَتَهُمْ علی نِیرانِهِمْ، و اسْتَسْلَمُوا، بعد الخَطِیرِ، فَأُخْمِدُوا التهذیب: و الفحل یَخْطِرُ بذنبه عند الوعید من الخُیَلاءِ. و‌فی حدیث مَرْحَبٍ: فخرج یَخْطِرُ بسیفه‌أَی یَهُزُّهُ مُعْجباً بنفسه مُتَعَرِّضاً للمبارزة، أَو أَنه كان یَخْطِرُ فی مشیه أَی یتمایل و یمشی مِشْیَةَ المُعْجبِ و سیفه فی یده، یعنی كان یَخْطِرُ و سیفه معه، و الباء للملابسة. و الناقةُ الخَطَّارَةُ: تَخْطِرُ بذنبها فی السیر نشاطاً. و‌فی حدیث الاستسقاء: و الله ما یَخْطِرُ لنا جمل؛ أَی ما یحرك ذنبه هُزَالًا لشدة القَحْطِ و الجَدْبِ؛ یقال: خَطَرَ البعیرُ بذنبه یَخْطِرُ إِذا رفعه و حَطَّهُ، و إِنما یفعل ذلك عند الشَّبَعِ و السِّمَنِ؛ و منه‌حدیث عبد الملك لما قَتَلَ عَمْرو بْنَ سَعِیدٍ: و الله: لقد قَتَلْتُه، و إِنه لأَعز علیّ من جِلْدَةِ ما بَیْنَ عَیْنَیَّ، و لكن لا یَخْطِرُ فحلانِ فی شَوْلٍ؛ و فی قول الحجاج لما نَصَبَ المِنْجَنیقَ علی مكة: خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِیقِ شبه رمیها بِخَطَرَانِ الفحل. و‌فی حدیث سجود السهو: حتی یَخْطِرَ الشیطانُ بین المرء و قلبه؛ یرید الوسوسة. و‌فی حدیث ابن عباس: قام نبیّ الله یوماً یصلی فَخَطَر خَطْرَةً، فقال المنافقون: إِن له قلبین.و الخَطِیرُ: الوعید و النشاط؛ و قوله: هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَی، إِذا ما تَنَاكَرَتْ مُلُوكُ الرِّجالِ، أَو تَخاطَرَتِ البُزْلُ یجوز أَن یكون من الخطیر الذی هو الوعید، و یجوز أَن یكون من قولهم خَطَرَ البعیر بذنبه إِذا ضرب به. و خَطَرَانُ الفحل من نشاطه، و أَما خطران الناقة فهو إِعلام للفحل أَنها لاقح. و خَطَرَ البعیر بذنبه یَخْطِرُ، بالكسر، خَطْراً، ساكن، و خَطَرَاناً إِذا رفعه مرة بعد مرة و ضرب به فخذیه. و خَطَرَانُ الرجلِ: اهتزازُه فی المشی و تَبَخْتُرُه. و خَطَر بسیفه و رمحه و قضیبه و سوطه یَخْطِرُ خَطَراناً إِذا رفعه مرة و وضعه أُخْرَی. و خَطَرَ فی مِشْیَتِه یَخْطِرُ خَطِیراً و خَطَراناً: رفع یدیه و وضعهما. و قیل: إِنه مشتق من خَطَرانِ البعیر بذنبه، و لیس بقویّ، و قد أَبدلوا من خائه غیناً فقالوا: غَطَرَ بذنبه یَغْطِرُ، فالغین بدل من الخاء لكثرة الخاء و قلة الغین، قال ابن جنی: و قد یجوز أَن یكونا أَصلین إِلَّا أَنهم لأَحدهما أَقلُّ استعمالًا منهم للآخر. و خَطَرَ الرجلُ بالرَّبِیعَةِ یَخْطُر خَطْراً: رفعها و هزها عند الإِشالَةِ؛ و الرَّبِیعَةُ: الحَجَرُ الذی یرفعه الناس یَخْتَبِرُونَ بذلك قُواهُمْ. الفراء: الخَطَّارَةُ حَظِیرَةُ الإِبل. و الخَطَّارِ: العطَّار؛ یقال: اشتریت بَنَفْسَجاً من الخَطَّارِ. و الخَطَّارُ: المِقْلاعُ؛ و أَنشد: جُلْمُودُ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ و رجل خَطَّارٌ بالرمحِ: طَعَّانٌ به؛ و قال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 251
مَصالِیتُ خَطَّارونَ بالرُّمْحِ فی الوَغَی و رمح خَطَّارٌ: ذو اهتزاز شدید یَخْطِرُ خَطَراناً، و كذلك الإِنسان إِذا مشی یَخْطِرُ بیدیه كثیراً. و خَطَرَ الرُّمْحُ یَخْطِرُ: اهْتَزَّ، و قد خَطَرَ یَخْطِرُ خَطَراناً. و الخَطَرُ: ارتفاعُ القَدْرِ و المالُ و الشرفُ و المنزلة. و رجلٌ خَطِیرٌ أَی له قَدْرٌ و خَطَرٌ، و قد خَطُرَ، بالضم، خُطُورَةً. و یقال: خَطَرانُ الرمح ارتفاعه و انخفاضه للطعن. و یقال: إِنه لرفیع الخَطَرِ و لئیمه. و یقال: إِنه لعظیم الخَطَرِ و صغیر الخَطَرِ فی حسن فعاله و شرفه و سوء فعاله و لؤمه. و خَطَرُ الرجلِ: قَدْرُه و منزلته، و خص بعضهم به الرفعة، و جمعه أَخْطارٌ. و أَمْرٌ خَطِیرٌ: رفیعٌ. و خَطُرَ یَخْطُرُ خَطَراً و خُطُوراً إِذا جَلَّ بعد دِقَّةٍ. و الخَطِیرُ من كل شی‌ء: النَّبِیلُ. و هذا خَطِیرٌ لهذا و خَطَرٌ له أَی مِثْلٌ له فی القَدْرِ، و لا یكون إِلَّا فی الشی‌ء المَزِیزِ؛ قال: و لا یقال للدون إِلَّا للشی‌ء السَّرِیِّ. و یقال للرجل الشریف: هو عظیم الخَطَرِ. و الخَطِیرُ: النَّظِیرُ. و أَخْطَرَ به: سَوَّی. و أَخْطَرَهُ: صار مثله فی الخَطَرِ. اللیث: أُخْطِرْتُ لفلان أَی صُیِّرْتُ نظیره فی الخَطَرِ. و أَخْطَرَنی فلانٌ، فهو مُخْطِرٌ إِذا صار مثلك فی الخَطَرِ. و فلانٌ لیس له خَطِیرٌ أَی لیس له نظیر و لا مثل. و‌فی الحدیث: أَلا هل مُشَمِّرٌ للجنة فإِن الجنة لا خَطَرَ لها؛ أَی لا عِوَضَ عنها و لا مِثْلَ لها؛ و منه: أَ لا رَجُلٌ یُخاطِرُ بنفسه و ماله؛ أَی یلقیها فی الهَلَكَةِ بالجهاد. و الخَطَرُ، بالتحریك: فی الأَصل الرهن، و ما یُخاطَرُ علیه و مِثْلُ الشی‌ء وَ عَدْلُهُ [عِدْلُهُ، و لا یقال إِلَّا فی الشی‌ء الذی له قدر و مزیة؛ و منه‌حدیث عمر فی قسمة وادِی القُرَی: و كان لعثمان فیه خَطَرٌ و لعبد الرحمن خَطَرٌ‌أَی حظ و نصیب؛ و قول الشاعر: فی ظِلِّ عَیْشٍ هَنِیٍّ ما له خَطَرُ أَی لیس له عَدْلٌ [عِدْلٌ. و الخَطَرُ: العَدْلُ [العِدْلُ؛ یقال: لا تجعل نفسك خَطَراً لفلان و أَنت أَوْزَنُ منه. و الخَطَرُ: السَّبَقُ الذی یترامی علیه فی التراهن، و الجمع أَخْطارٌ. و أَخْطَرَهُمْ خَطَراً و أَخْطَرَه لهم: بذل لهم من الخَطَرِ ما أَرضاهم. و أَخْطَرَ المالَ أَی جعله خَطَراً بین المتراهنین. و تَخاطَرُوا علی الأَمر: تراهنوا؛ و خاطَرَهم علیه: راهنهم. و الخَطَرُ؛ الرَّهْنُ بعینه. و الخَطَرُ: ما یُخاطَرُ علیه؛ تقول: وَضَعُوا لی خَطَراً ثوباً و نحو ذلك؛ و السابق إِذا تناول القَصَبَةَ عُلِمَ أَنه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ. و الخَطَرُ و السَّبَقُ و النَّدَبُ واحدٌ، و هو كله الذی یوضع فی النِّضالِ و الرِّهانِ، فمن سَبَقَ أَخذه، و یقال فیه كله: فَعَّلَ، مشدّداً، إِذا أَخذه؛ و أَنشد ابن السكیت: أَ یَهْلِكُ مُعْتَمٌّ و زَیْدٌ، و لم أَقُمْ علی نَدَبٍ یوماً، و لی نَفْسُ مُخْطِرِ؟ و المُخْطِرُ: الذی یجعل نفسه خَطَراً لِقِرْنِه فیبارزه و یقاتله؛ و قال: و قلتُ لمن قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه: أَلا مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِیَا؟ و قال أَیضاً: أَین عَنَّا إِخْطارُنا المالَ و الأَنْفُسَ، إِذ ناهَدُوا لِیَوْمِ المِحَالِ؟ و‌فی حدیث النعمان بن مُقَرِّنٍ أَنه قال یوم نَهاوَنْدَ، حین التقی المسلمون مع المشركین: إِن هؤلاء قد
لسان العرب، ج‌4، ص: 252
أَخْطَرُوا لكم رِثَةً و مَتاعاً، و أَخْطَرتم لهم الدِّینَ، فَنافِحُوا عن الدین؛ الرِّثَةُ: رَدِی‌ء المتاع، یقول: شَرَطُوها لكم و جعلوها خَطَراً أَی عِدْلًا عن دینكم، أَراد أَنهم لم یُعَرِّضُوا للهلاك إِلَّا متاعاً یَهُونُ علیهم و أَنتم قد عَرَّضْتُمْ لهم أَعظم الأَشیاء قَدْراً، و هو الإِسلام. و الأَخطارُ من الجَوْزِ فی لَعِب الصبیان هی الأَحْرازُ، واحدها خَطَرٌ. و الأَخْطارُ: الأَحْرازُ فی لعب الجَوْز. و الخَطَرُ: الإِشْرافُ علی هَلَكَة. و خاطَرَ بنفسه یُخاطِرُ: أَشْفَی بها علی خَطَرِ هُلْكٍ أَو نَیْلِ مُلْكٍ. و المَخاطِرُ: المراقی. و خَطَرَ الدهرُ خَطَرانَهُ، كما یقال: ضرب الدهرُ ضَرَبانَهُ؛ و فی التهذیب: یقال خَطَرَ الدهرُ من خَطَرانِهِ كما یقال ضَرَبَ من ضَرَبانِه. و الجُنْدُ یَخْطِرُونَ حَوْلَ قائدهم یُرُونَهُ منهم الجِدَّ، و كذلك إِذا احتشدوا فی الحرب. و الخَطْرَةُ: من سِماتِ الإِبل؛ خَطَرَهُ بالمِیسَمِ فی باطن الساق؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علی كذلك. قال ابن سیدة: و الخَطْرُ ما لَصِقَ «2». بالوَرِكَیْنِ من البول؛ قال ذو الرمة: و قَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائِلَ. بعد ما تَقَوَّبَ، عن غِرْبانِ أَوْرَاكِها، الخَطْرُ قوله: تقوّب یحتمل أَن یكون بمعنی قوّب، كقوله تعالی: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ؛ أَی قطعوا، و تقسمت الشی‌ء أَی قسمته. و قال بعضهم: أَراد تقوّبت غربانها عن الخطر فقلبه. و الخَطْرُ [الخِطْرُ: الإِبل الكثیرة؛ و الجمع أَخطار، و قیل الخَطْرُ [الخِطْرُ مائتان من الغنم و الإِبل، و قیل: هی من الإِبل أَربعون، و قیل: أَلف و زیادة؛ قال: رَأَتْ لأَقْوامٍ سَوَاماً دَثْراً، یُرِیحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَطْرا [خِطْرا، و بَعْلُها یَسُوقُ مِعْزَی عَشْرا و قال أَبو حاتم: إِذا بلغت الإِبل مائتین، فهی خَطْرٌ [خِطْرٌ، فإِذا جاوزت ذلك و قاربت الأَلف، فهی عَرْجٌ [عِرْجٌ. و خَطِیرُ الناقة: زمامُها؛ عن كراع. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، أَنه أَشار لعَمَّارٍ و قال: جُرُّوا له الخَطِیرَ ما انْجَرَّ لكم، و فی روایة: ما جَرَّهُ لكم؛ معناه اتَّبِعُوه ما كان فیه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ، و تَوَقَّوْا ما لم یكن فیه موضع؛ قال: الخطیر زمام البعیر، و قال شمر فی الخطیر: قال بعضهم الخَطِیر الحَبْلُ، قال: و بعضهم یذهب به إِلی إِخْطارِ النفس و إِشْرَاطِهَا فی الحرب؛ المعنی اصبروا لعمَّار ما صبر لكم. و تقول العرب: بینی و بینه خَطْرَةُ رَحِمٍ؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یفسره، و أُراه یعنی شُبْكَةَ رَحِمٍ، و یقال: لا جَعَلَها اللهُ خَطْرَتَه و لا جعلها آخر مَخْطَرٍ منه أَی آخِرَ عَهْدٍ منه، و لا جعلها الله آخر دَشْنَةٍ «3». و آخر دَسْمَةٍ و طَیَّةٍ و دَسَّةٍ، كلُّ ذلك: آخِرَ عَهْدٍ؛ و روی بیت عدی بن زید: و بِعَیْنَیْكَ كُلُّ ذاك تَخَطْراكَ، و یمْضِیكَ نَبْلُهُمْ فی النِّضَالِ قالوا: تَخَطْراكَ و تَخَطَّاكَ بمعنی واحد، و كان أَبو سعید یرویه تخطاك و لا یعرف تخطراك، و قال غیره: تَخَطْرَانی شَرُّ فلان و تخطانی أَی جازنی.
(2). قوله: [و الخطر ما لصق إلخ] بفتح الخاء و كسرها مع سكون الطاء كما فی القاموس (3). قوله: [آخر دشنة إلخ] كذا بالأصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 253
و الخِطْرَةُ: نبت فی السهل و الرمل یشبه المَكْرَ، و قیل: هی بقلة، و قال أَبو حنیفة: تَنْبُتُ الخِطْرَةُ مع طلوع سهیل، و هی غَبْراءُ حُلْوَةٌ طیبة یراها من لا یعرفها فیظن أَنها بقلة، و إِنما تنبت فی أَصل قد كان لها قبل ذلك، و لیست بأَكثر مما یَنْتَهِسُ الدابةُ بفمه، و لیس لها ورق، و إِنما هی قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ، و قد تُحْتَبَلُ بها الظِّباءُ، و جمعها خِطَرٌ مثل سِدْرَةٍ و سِدَرٍ. غیره: الخِطْرَةُ عُشْبَةٌ معروفة لها قَضْبَةٌ یَجْهَدُها المالُ و یَغْزُرُ علیها، و العرب تقول: رَعَیْنا خَطَرات الوَسْمِیّ، و هی اللُّمَعُ من المَراتِعِ و البُقَعِ؛ و قال ذو الرمة: لها خَطَراتُ العَهْدِ من كُلِّ بَلْدَةٍ لِقَوْمٍ، و لو هاجَتْ لهم حَرْبُ مَنْشَمِ [مَنْشِمِ و الخِطَرَةُ: أَغصان الشجرة، واحدتها خِطْرٌ، نادر أَو علی توهم طرح الهاء. و الخِطْرُ، بالكسر: نبات یجعل ورقه فی الخضاب الأَسود یختضب به؛ قال أَبو حنیفة: هو شبیه بالْكَتَمِ، قال: و كثیراً ما ینبت معه یختضب به الشیوخ؛ و لحیة مَخْطُورَةٌ و مُخَطَّرَةٌ: مَخْضُوبَةٌ به؛ و منه قیل للبن الكثیر الماء: خِطْرٌ. و الخَطَّارُ: دهن من الزیت ذو أَفاویه، و هو أَحد ما جاء من الأَسماء علی فَعَّال. و الخَطْرُ: مكیال ضخم لأَهل الشام. و الخَطَّارُ: اسم فرس حذیفة بن بدر الفَزارِیِّ.

خعر؛ ج4، ص: 253

: الخَیْعَرَةُ: خِفَّةٌ و طَیْشٌ.

خفر؛ ج4، ص: 253

: الخَفَرُ، بالتحریك: شِدَّةُ الحیاء؛ تقول منه: خَفِرَ، بالكسر، و خَفِرَتِ المرأَةُ خَفَراً و خَفارَةً، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، فهی خَفِرَةٌ، علی الفعل، و مُتَخَفِّرَةٌ و خَفِیرٌ من نسوة خَفائِرَ، و مِخْفارٌ علی النَّسَبِ أَو الكثرة؛ قال: دارٌ لِجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفار و تَخَفَّرَتْ: اشْتَدَّ حیاؤها. و التَّخْفِیرُ: التَّسْوِیر. و خَفَرَ الرجلَ و خَفَرَ به و علیه یَخْفِرُ خَفْراً: أَجاره و منعه و أَمَّنَهُ، و كان له خفیراً یمنعه، و كذلك تَخَفَّرَ به. و خَفَرَه: استجار به و سأَله أَن یكون له خفیراً، و خَفَّرَه تَخْفِیراً؛ قال أَبو جُنْدبٍ الهُذَلِیُّ: و لكِنَّنِی جَمْرُ الغَضَا، من ورائِهِ یُخَفِّرُنِی سَیْفی، إِذا لم أُخَفَّرِ و فلانٌ خَفِیری أَی الذی أُجیره. و الخَفِیرُ: المجیر، فكل واحد منهم خفیر لصاحبه، و الاسم من ذلك كله الخُفْرَةُ و الخَفارَةُ و الخُفارَةُ، بالفتح و الضم، و قیل: الخُفْرَةُ و الخُفارَةُ و الخَفارَةُ و الخِفارَةُ الأَمانُ، و هو من ذلك الأَوَّل. و الخُفَرَةُ أَیضاً: «1». الخَفِیرُ الذی هو المجیر. اللیث: خَفِیرُ القوم مُجیرهم الذی یكونون فی ضمانه ما داموا فی بلاده، و هو یَخفِر القومَ خَفارَةً. و الخَفارَةُ: الذِّمَّةُ، و انتهاكها إِخْفارٌ. و الخُفارة و الخِفارة و الخَفارة أَیضاً: جُعْلُ الخَفِیر؛ و خَفَرْتُه خَفْراً و خُفُوراً. و یقال: أَخْفَرْته إِذا بَعَثْتَ معه خَفِیراً؛ قاله أَبو الجرّاح العقیلی، و الاسم الخُفْرَةُ، بالضم، و هی الذمة. یقال: وَفَتْ خُفْرَتُك، و كذلك الخُفارة، بالضم، و الخِفارَة، بالكسر. و أَخْفَرَه: نقض عهده و خاسَ به و غَدَره. و أَخْفَرَ الذمة: لم یَفِ بها. و‌فی الحدیث: من صلی الغداة فإِنه فی ذمّة الله فلا تُخْفِرُنَّ الله فی ذمته؛ أَی لا تؤذوا المؤمن؛ قال زهیر:
(1). قوله: [و الخفرة أَیضاً] لفظ أَیضاً زائد إذ الخفرة كهمزة غیر ما قبله أَعنی الخفرة بضم فسكون كما فی القاموس و غیره
لسان العرب، ج‌4، ص: 254
فإِنَّكُمُ، و قَوْماً أَخْفَرُوكُمْ، لكالدِّیباجِ مالَ به العَبَاءُ و الخُفُورُ: هو الإِخْفارُ نفسُه من قبل المُخْفِر، من غیر فعل، علی خَفَر یَخْفُر. شمر: خَفَرَتْ ذِمَّةُ فلان خُفُوراً إِذا لم یُوفَ بها و لم تَتِمَّ؛ و أَخْفَرَها الرجلُ؛ و قال الشاعر: فَواعَدنِی و أَخْلَفَ ثَمَّ ظَنِّی، و بِئْسَ خَلیقَةُ المرءِ الخُفُورُ. و هذا من خَفَرَتْ ذِمَّتُه خُفُوراً. و خَفَرْتُ الرجلَ: أَجَرْتُه و حَفِظْتُه. و خَفَرْتُه إِذا كنت له خَفِیراً أَی حامیاً و كفیلًا. و تَخَفَّرْتُ به إِذا استجرت به. و الخِفارةُ [الخُفارةُ بالكسر و الضم: الذِّمام. و أَخْفَرْتُ الرجل إِذا نقضت عهده و ذمامه، و الهمزة فیه للإِزالة أَی أَزلت خِفارَته [خُفارَته، كأَشكیته إِذا أَزلت شكواه؛ قال ابن الأَثیر: و هو المراد فی الحدیث. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: من ظلم من المسلمین أَحداً فقد أَخْفَرَ الله، و فی روایة: ذِمَّةَ الله.و‌فی حدیث آخر: من صلی الصبح فهو فی خُفْرَةِ الله‌أَی فی ذمته. و‌فی بعض الحدیث: الدموع خُفَرُ العُیون؛ الخُفَرُ جمع خُفْرَةٍ، و هی الذمة أَی أَن الدموع التی تجری خوفاً من الله تعالی تُجِیرُ العیون من النار؛كقوله، صلی الله علیه و سلم: عَیْنانِ لا تَمَسُّهُما النارُ: عین بكت من خشیة الله تعالی.و‌فی حدیث لقمان بن عاد: حَیٌّ خَفِرٌ‌أَی كثیر الحیاء و الخَفَرِ. و الخَفَرُ، بالفتح: الحیاء؛ و منه‌حدیث أُم سلمة لعائشة: غَضُّ الأَطْرافِ و خَفَرُ الإِعْراضِ [الأَعْراضِ‌أَی الحیاء من كل ما یكره لهنّ أَن ینظرن إِلیه، فأَضافت الخَفَر إِلی الإِعْراضِ [الأَعْراضِ أَی الذی تستعمله لأَجل الإِعراض؛ و یروی: الأَعراض، بالفتح، جمع العِرْضِ أَی أَنهن یستحیین و یتسترن لأَجل أَعراضهن و صونها. و الخَافُورُ: نبت؛ قال أَبو حنیفة: هو نبات تجمعه النمل فی بیوتها؛ قال أَبو النجم: و أَتَت النملُ القُرَی بِعِیرِها، من حَسَكِ التَّلْعِ، و من خافُورِها

خفتر؛ ج4، ص: 254

: قال أَبو نصر فی قول عدی: و غُصْنَ علی الخَفْتارِ، وَسْطَ جُنُودِه، و بَیَّتْنَ فی لَذَّاتِه رَبَّ مارِدِ قال: الخَفْتَارُ ملك الحبشة.

خلر؛ ج4، ص: 254

: الخُلَّرُ، مثال السُّكَّرِ، قیل: هو نبات أَعجمی، قیل: هو الجُلْبانُ، و قیل: هو الفُولُ. و فی التهذیب: الخُلَّرُ الماشُ، و قد ذكره الشافعی فی الحبوب التی تُقْتاتُ. و خُلَّار: موضع یكثر به العسل الجید؛ و منه‌كتاب الحجاج إِلی بعض عُمَّاله بفارس: أَن ابْعَثْ إِلیّ بعسل من عسل خُلَّار، من النحل الأَبكار، من الدَّسْتِفْشارِ، الذی لم تَمَسَّهُ نار.

خمر؛ ج4، ص: 254

: خامَرَ الشی‌ءَ: قاربه و خالطه؛ قال ذو الرمة: هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها و خامَرَهُ منها، علی عُدَواءِ الدَّارِ. تَسْقِیمُ و رجل خَمِرٌ: خالطه داء؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی النسب؛ قال إمرؤ القیس: أَ حارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّی خَمِرْ، و یَعْدُو علی المَرْءِ ما یأْتَمِرْ و یقال: هو الذی خامره الداء. ابن الأَعرابی: رجل خَمِرٌ أَی مُخامَرٌ؛ و أَنشد أَیضاً: أَ حار بن عمرو كأَنی خمر أَی مُخامَرٌ؛ قال: هكذا قیده شمر بخطه، قال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 255
و أَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ، مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه؛ و أَنشد: و إِذا تُباشِرْكَ الهُمُومُ، فإِنها داءٌ مُخامِرْ قال: و نحو ذلك قال اللیث فی خامَرَهُ الداءُ إِذا خالط جوفه. و الخَمْرُ: ما أَسْكَرَ من عصیر العنب لأَنها خامرت العقل. و التَّخْمِیرُ: التغطیة، یقال: خَمَّرَ وجْهَهُ و خَمِّرْ إِناءك. و المُخامَرَةُ: المخالطة؛ و قال أَبو حنیفة: قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب؛ قال ابن سیدة: و أَظنه تَسَمُّحاً منه لأَن حقیقة الخمر إِنما هی العنب دون سائر الأَشیاء، و الأَعْرَفُ فی الخَمْرِ التأْنیث؛ یقال: خَمْرَةٌ صِرْفٌ، و قد یذكَّر، و العرب تسمی العنب خمراً؛ قال: و أَظن ذلك لكونها منه؛ حكاها أَبو حنیفة قال: و هی لغة یمانیة. و قال فی قوله تعالی: إِنِّی أَرٰانِی أَعْصِرُ خَمْراً؛ إِن الخمر هنا العنب؛ قال: و أُراه سماها باسم ما فی الإِمكان أَن تؤول إِلیه، فكأَنه قال: إِنی أَعصر عنباً؛ قال الراعی: یُنازِعُنِی بها نُدْمانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّیرِ، و العِنَبَ الحَقِینا یرید الخمر. و قال ابن عرفة: أَعْصِرُ خَمْراً أَی أَستخرج الخمر، و إِذا عصر العنب فإِنما یستخرج به الخمر، فلذلك قال: أَعْصِرُ خَمْراً. قال أَبو حنیفة: و زعم بعض الرواة أَنه رأَی یمانیّاً قد حمل عنباً فقال له: ما تحمل؟ فقال: خمراً، فسمی العنب خمراً، و الجمع خُمور، و هی الخَمْرَةُ. قال ابن الأَعرابی: و سمیت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، و اخْتِمارُها تَغَیُّرُ ریحها؛ و یقال: سمیت بذلك لمخامرتها العقل. و روی الأَصمعی عن معمر بن سلیمان قال: لقیت أَعرابیاً فقلت: ما معك؟ قال: خمر. و الخَمْرُ: ما خَمَر العَقْلَ، و هو المسكر من الشراب، و هی خَمْرَةٌ و خَمْرٌ و خُمُورٌ مثل تمرة و تمر و تمور. و‌فی حدیث سَمُرَةَ: أَنه باع خمراً فقال عمر: قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ‌قال الخطابی: إِنما باع عصیراً ممن یتخذه خمراً فسماه باسم ما یؤول إِلیه مجازاً، كما قال عز و جل: إِنِّی أَرٰانِی أَعْصِرُ خَمْراً، فلهذا نَقَمَ عمر، رضی الله عنه، علیه لأَنه مكروه؛ و إِما أَن یكون سمرة باع خمراً فلا لأَنه لا یجهل تحریمه مع اشتهاره. و خَمَر الرجلَ و الدابةَ یَخْمُره خَمْراً: سقاه الخمر، و المُخَمِّرُ: متخذ الخمر، و الخَمَّارُ: بائعها. و عنبٌ خَمْرِیٌّ: یصلح للخمر. و لَوْنٌ خَمْرِیٌّ: یشبه لون الخَمر. و اخْتِمارُ الخَمْرِ: إِدْراكُها و غلیانها. و خُمْرَتُها و خُمارُها: ما خالط من سكرها، و قیل: خُمْرَتُها و خُمارُها ما أَصابك من أَلمها و صداعها و أَذاها؛ قال الشاعر: لَذٌّ أَصابَتْ حُمَیَّاها مَقاتِلَهُ، فلم تَكَدْ تَنْجَلِی عن قلبِهِ الخُمَرُ و قیل: الخُمارُ بقیة السُّكْرِ، تقول منه: رجل خَمِرٌ أَی فی عَقِبِ خُمارٍ؛ و ینشد قول إمرئ القیس: أَ حار بن عمرو فؤادی خمر و رجل مَخْمُورٌ: به خُمارٌ، و قد خُمِرَ خَمْراً و خَمِرَ. و رجل مُخَمَّرٌ: كمَخْمُور. و تَخَمَّرَ بالخَمْرِ: تَسَكَّرَ به، و مُسْتَخْمِرٌ و خِمِّیرٌ: شِرِّیبٌ للخمر دائماً. و ما فلانٌ بِخَلٍّ و لا خَمْرٍ أَی لا خیر فیه و لا شر عنده. و یقال أَیضاً: ما عند فلان خل و لا خمر أَی لا خیر و لا شر. و الخُمْرَةُ و الخَمَرَةُ: ما خامَرَك من الریح،
لسان العرب، ج‌4، ص: 256
و قد خَمَرَتْهُ؛ و قیل: الخُمْرَةُ و الخَمَرَةُ الرائحة الطیبة؛ یقال: وجدت خَمَرَة الطیب أَی ریحه، و امرأَة طیبة الخِمْرَةِ بالطِّیبِ؛ عن كراع. و الخَمِیرُ و الخَمِیرَةُ: التی تجعل فی الطین. و خَمَرَ العجینَ و الطِّیبَ و نحوهما یَخْمُره و یَخْمِرُه خَمْراً، فهو خَمِیرٌ، و خَمَّرَه: ترك استعماله حتی یَجُودَ، و قیل: جعل فیه الخمیر. و خُمْرَةُ العجین: ما یجعل فیه من الخمیرة. الكسائی: یقال خَمَرْتُ العجین و فَطَرْتُه، و هی الخُمْرَةُ التی تجعل فی العجین تسمیها الناس الخَمِیرَ، و كذلك خُمْرَةُ النبیذ و الطیب. و خُبْزٌ خَمِیرٌ و خبزة خمیر؛ عن اللحیانی، كلاهما بغیر هاء، و قد اخْتَمَر الطیبُ و العجین. و اسم ما خُمِرَ به: الخُمْرَةُ، یقال: عندی خُبْزٌ خَمِیر و حَیسٌ فَطِیر أَی خبز بائت. و خُمْرةُ اللَّبَنِ: رَوْبَتُه التی تُصَبُّ علیه لِیَرُوبَ سریعاً؛ و قال شمر: الخَمِیرُ الخُبْزُ فی قوله: و لا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِیت خَمِیرُها أَی خبزها الذی خُمِّرَ عجینُه فذهبت فُطُورَتُه؛ و طعام خَمِیرٌ و مَخْمورٌ فی أَطعمة خَمْرَی. و الخَمِیرُ و الخَمِیرَةُ: الخُمْرَةُ. و خُمْرَةُ النبیذ و الطیب: ما یجعل فیه من الخَمْرِ و الدُّرْدِیِّ. و خُمْرَةُ النبیذ: عَكَرُه، و وجدتُ منه خُمْرَةً طیبة «2». إِذا اخْتَمَرَ الطیِّبُ أَی وجدتُ ریحه. و وصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً و بَخُورَ مِجْمَرها قال: فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَی طابت روائح أَبداننا بالبَخُور. أَبو زید: وجدت منه خَمَرَةَ الطِّیبِ، بفتح المیم، یعنی ریحه. و خامَرَ الرجلُ بیتَه و خَمَّرَهُ: لزمه فلم یَبْرَحْهُ، و كذلك خامَرَ المكانَ؛ أَنشد ثعلب: و شاعِرٍ یُقالُ خَمِّرْ فی دَعَهْ و یقال للضَّبُعِ: خامِرِی أُمَّ عامِرٍ أَی اسْتَتِری. أَبو عمرو: خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحیت منه. ابن الأَعرابی: الخِمْرَةُ الاستخفاء «3». قال ابن أَحمر: مِنْ طارِقٍ أَتی علی خِمْرَةِ، أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ یَعْتَبِرْ قال ابن الأَعرابی: علی غفلة منك. و خَمَرَ الشی‌ءَ یَخْمُرُه خَمْراً و أَخْمَرَهُ: سَتَرَهُ. و‌فی الحدیث: لا تَجِدُ المؤمنَ إِلَّا فی إِحدی ثلاثٍ: فی مسجد یَعْمُرُه، أَو بیت یَخْمُرُه، أَو معیشة یُدَبِّرُها؛ یَخْمُره أَی یستره و یصلح من شأْنه. و خَمَرَ فلانٌ شهادته و أَخْمَرَها: كتمها. و أَخْرَجَ من سِرِّ خَمِیرِهِ سِرّاً أَی باح به. و اجْعَلْهُ فی سرِّ خَمِیرِك أَی اكتمه. و أَخْمَرْتُ الشی‌ء: أَضمرته؛ قال لبید: أَلِفْتُكِ حتی أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً عَلیَّ، بَنُو أُمِّ البَنِینَ الأَكابِرُ الأَزهری: و أَخْمَرَ فلانٌ عَلیَّ ظِنَّةً أَی أَضمرها، و أَنشد بیت لبید. و الخَمَرُ، بالتحریك: ما واراك من الشجر و الجبال و نحوها. یقال: تواری الصیدُ عنی فی خَمَرِ الوادی، و خَمَرُه: ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حبال الرمل أَو غیره؛ و منه قولهم: دخل فلان فی خُمارِ الناسِ أَی فیما یواریه و یستره منهم. و‌فی حدیث سهل بن حُنَیْفٍ: انطلقت أَنا و فلان نلتمس الخَمَر، هو بالتحریك: كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غیره؛ و منه‌حدیث أَبی قتادة: فابْغِنَا مَكاناً
(2). قوله: [خمرة طیبة] خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما فی القاموس (3). قوله: [الخمرة الاستخفاء] و مثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح تواری و استخفی كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 257
خَمَراً‌أَی ساتراً بتكاثف شجره؛ و منه‌حدیث الدجال: حتی تَنْتَهُوا إِلی جبل الخَمَرِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی بالفتح، یعنی الشجر الملتف، و فسر فی الحدیث أَنه جبل بیت المقدس لكثرة شجره؛ و منه‌حدیث سلمان: أَنه كتب إِلی أَبی الدرداء: یا أَخی، إِن بَعُدَتِ الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَریبٌ، و طَیْرُ السماءٍ علی أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض یقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ؛ یرید أَن وطنه أَرفق به و أَرفه له فلا یفارقه، و كان أَبو الدرداء كتب إِلیه یدعوه إِلی الأَرض المقدسة. و‌فی حدیث أَبی إِدریس الخَوْلانِیِّ قال: دخلت المسجد و الناس أَخْمَرُ ما كانوا‌أَی أَوْفَرُ. و یقال: دخل فی خَمَار الناس «1». أَی فی دهمائهم؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بالجیم، و منه‌حدیث أُوَیْسٍ القَرَنِیِّ: أَكون فی خَمَارِ الناس أَی فی زحمتهم حیث أَخْفَی و لا أُعْرَفُ.و قد خَمِرَ عنی یَخْمَرُ خَمَراً أَی خفی و تواری، فهو خَمِرٌ. و أَخْمَرَتْه الأَرضُ عنی و منی و عَلَیَّ: وارته. و أَخْمَرَ القومُ: تَوارَوْا بالخَمَرِ. و یقال للرجل إِذا خَتَلَ صاحبه: هو یَدِبُّ «2». له الضَّراءَ و یَمْشِی له الخَمَرَ. و مكان خَمِرٌ: كثیر الخَمَرِ، علی النسب؛ حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِیِّ: و جَرَّ المَخاضُ عَثَانِینَها إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ و أَخْمَرَتِ الأَرضُ: كثر خَمَرُها. و مكان خَمِرٌ إِذا كان كثیر الخَمَرِ. و الخَمَرُ: وَهْدَةٌ یختفی فیها الذئب؛ و أَنشد: فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِیقِ و قول طرفة: سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فَأَبْتَغِی به جِیرَتی، إِن لم یُجَلُّوا لِیَ الخَمَرْ قال ابن سیدة: معناه إِن لم یُبَیِّنُوا لِیَ الخبرَ، و یروی یُخَلُّوا، فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ هاهنا الشجر بعینه. یقول: إِن لم یخلوا لی الشجر أَرعاها بإِبلی هجوتهم فكان هجائی لم سمّاً، و یروی: سأَحلب عَیْساً، و هو ماء الفحل، و یزعمون أَنه سم؛ و منه‌الحدیث: مَلِّكْهُ علی عُرْبِهِمْ و خُمُورِهِمْ؛ قال ابن الأَثیر: أَی أَهل القری لأَنهم مغلوبون مغمورون بما علیهم من الخراج و الكُلَفِ و الأَثقال، و قال: كذا شرحه أَبو موسی. و خَمَرُ الناس و خَمَرَتُهُمْ و خَمَارُهم و خُمَارُهم: جماعتهم و كثرتهم، لغةٌ فی غَمار الناس و غُمارهم أَی فی زَحْمتهم؛ یقال: دخلت فی خَمْرتهم و غَمْرتهم أَی فی جماعتهم و كثرتهم. و الخِمَارُ للمرأَة، و هو النَّصِیفُ، و قیل: الخمار ما تغطی به المرأَة رأْسها، و جمعه أَخْمِرَةٌ و خُمْرٌ و خُمُرٌ. و الخِمِرُّ، بكسر الخاء و المیم و تشدید الراء: لغة فی الخمار؛ عن ثعلب، و أَنشد: ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ و الخِمْرَةُ: من الخِمار كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ. یقال: إِنها لحسنة الخِمْرَةِ. و فی المثل: إِنَّ الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَی إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كیف تفعل. و تَخَمَّرَتْ بالخِمار و اخْتَمَرَتْ: لَبِسَتْه، و خَمَّرَتْ به رأْسَها: غَطَّتْه. و‌فی حدیث أُم سلمة: أَنه كان یمسح علی الخُفِّ و الخِمار؛
(1). قوله: [فی خمار الناس] بضم الخاء و فتحها كما فی القاموس (2). قوله: [یدب إلخ] ذكره المیدانی فی مجمع الأمثال و فسر الضراء بالشجر الملتف و بما انخفض من الأرض، عن ابن الأعرابی؛ و الخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل؛ ثم قال: یضرب للرجل یختل صاحبه. و ذكر هذا المثل أیضاً اللسان و الصحاح و غیرهما فی ض ر ی و ضبطوه بوزن سماء
لسان العرب، ج‌4، ص: 258
أَرادت بالخمار العمامة لأَن الرجل یغطی بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطیه بخمارها، و ذلك إِذا كان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا یستطیع نزعها فی كل وقت فتصیر كالخفین،، غیر أَنه یحتاج إِلی مسح القلیل من الرأْس ثم یمسح علی العمامة بدل الاستیعاب؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه، لمعاویة: ما أَشبه عَیْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ؛ الخمرةُ: هیئة الاختمار؛ و كل مغطًّی: مُخَمَّرٌ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: خَمِّرُوا آنِیَتَكُمْ؛ قال أَبو عمرو: التخمیر التغطیة، و‌فی روایة: خَمِّرُوا الإِناء و أَوْكُوا السِّقَاءَ؛ و منه‌الحدیث: أَنه أُتِیَ بإِناءِ من لَبَنِ فقال: هلَّا خَمَّرْتَه و لو بعود تَعْرِضُه علیه.و المُخَمَّرَةُ من الشیاه: البیضاءُ الرأْسِ، و قیل: هی النعجة السوداء و رأْسها أَبیض مثل الرَّخْماءِ، مشتق من خِمار المرأَة؛ قال أَبو زید: إِذا ابیض رأْس النعجة من بین جسدها، فهی مُخَمَّرة و رَخْماءُ؛ و قال اللیث: هی المختمرة من الضأْن و المِعْزَی. و فرس مُخَمَّرٌ: أَبیضٌ الرأْس و سائر لونه ما كان. و یقال: ما شَمَّ خِمارَكَ أَی ما أَصابَكَ، یقال ذلك للرجل إِذا تغیر عما كان علیه. و خَمِرَ علیه خَمَراً و أَخْمَرَ: حَقَدَ. و خَمَرَ الرجلَ یَخْمِرُهُ: استحیا منه. و الخَمَرُ: أَن تُخْرَزَ ناحیتا أَدیم المَزَادَة ثم تُعَلَّی بِخَرْزٍ آخَر. و الخُمْرَةُ: حصیرة أَو سَجَّادَةٌ صغیرة تنسج من سَعَفِ النخل و تُرَمَّلُ بالخیوط، و قیل: حصیرة أَصغر من المُصَلَّی، و قیل: الخُمْرَة الحصیر الصغیر الذی یسجد علیه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یسجد علی الخُمْرَةِ؛ و هو حصیر صغیر قدر ما یسجد علیه ینسج من السَّعَفِ؛ قال الزجاج: سمیت خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض. و‌فی حدیث أُم سلمة قال لها و هی حائض: ناولینی الخُمْرَةَ؛ و هی مقدار ما یضع الرجل علیه وجهه فی سجوده من حصیر أَو نسیجة خوص و نحوه من النبات؛ قال: و لا تكون خمرة إِلَّا فی هذا المقدار، و سمیت خمرة لأَن خیوطها مستورة بسعفها؛ قال ابن الأَثیر: و قد تكررت فی الحدیث و هكذا فسرت.و قد جاء فی سنن أَبی داود عن ابن عباس قال: جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِیلَة فجاءتْ بها فأَلقتها بین یدی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی الخُمْرَةِ التی كان قاعداً علیها فأَحرقت منها مثل موضع درهم، قال: و هذا صریح فی إِطلاق الخُمْرَةِ علی الكبیر من نوعها. قال: و قیل العجین اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ، و هو الاختمار. و یقال: قد خَمَرْتُ العجین و أَخْمَرْته و فَطَرْتُه و أَفْطَرْتُه، قال: و سمی الخَمْرُ خَمْراً لأَنه یغطی العقل، و یقال لكل ما یستر من شجر أَو غیره: خَمَرٌ، و ما ستره من شجر خاصة، فهو الضَّرَاءُ. و الخُمْرَةُ: الوَرْسُ و أَشیاء من الطیب تَطْلی به المرأَة وجهها لیحسن لونها، و قد تَخَمَّرَتْ، و هی لغة فی الغُمْرَةِ. و الخُمْرَةُ: بِزْرُ العَكَابِرِ «3». التی تكون فی عیدان الشجر. و اسْتَخْمَر الرجلَ: استعبده؛ و منه‌حدیث معاذ: من اسْتَخْمَرَ قوماً أَوَّلُهُمْ أَحْرارٌ و جِیرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ فی بیته.قال أَبو عبید: كان ابن المبارك یقول فی‌قوله من استخمر قوماً‌أَی استعبدهم، بلغة أَهل الیمن، یقول: أَخذهم قهراً و تملك علیهم، یقول: فما وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء
(3). قوله: [العكابر] كذا بالأصل و لعله الكعابر
لسان العرب، ج‌4، ص: 259
لرجل فَقَصَرَهُ الرجل فی بیته أَی احتبسه و اختاره و استجراه فی خدمته حتی جاء الإِسلام و هو عنده عبد فهو له. ابن الأَعرابی: المُخامَرَةُ أَن یبیع الرجل غلاماً حُرّاً علی أَنه عبده؛ قال أَبو منصور: و قول معاذ من هذا أُخذ، أَراد من استعبد قوماً فی الجاهلیة ثم جاء الإِسلام، فله ما حازه فی بیته لا یخرج من یده، و قوله: و جیران مستضعفون أَراد ربما استجار به قوم أَو جاوروه فاستضعفهم و استعبدهم، فلذلك لا یخرجون من یده، و هذا مبنی علی إِقرار الناس علی ما فی أَیدیهم. و أَخْمَرَهُ الشی‌ءَ: أَعطاه إِیاه أَو مَلَّكَهُ؛ قال محمد بن كثیر: هذا كلام عندنا معروف بالیمن لا یكاد یُتكلم بغیره؛ یقول الرجل: أَخْمِرنی كذا و كذا أَی أَعطنیه هبة لی، ملكنی إِیاه، و نحو هذا. و أَخْمَر الشی‌ءَ: أَغفله؛ عن ابن الأَعرابی. و الیَخْمُورُ: الأَجْوَفُ المضطرب من كل شی‌ء. و الیَخْمُورُ أَیضاً: الودع، واحدته یَخْمُورَةٌ. و مِخْمَرٌ و خُمَیْرٌ: اسمان. و ذو الخِمَار: اسم فرس الزبیر بن العوّام شهد علیه یوم الجمل. و باخَمْرَی: موضع بالبادیة، و بها قبر إِبراهیم «1». بن عبد الله بن الحسن بن علی بن أَبی طالب، علیهم السلام.

خمجر؛ ج4، ص: 259

: ماء خَمْجَرٌ و خُماجِرٌ و خَمْجَرِیرٌ: ثقیل، و قیل: هو الذی یشربه المال و لا یشربه الناس؛ و قال ابن الأَعرابی: ربما قتل الدابة و لا سیما إن اعتادت العذب، و قیل: هو الذی لا یبلغ أَن یكون ملحاً أُجاجاً، و قیل: هو الملح جدّاً؛ و أَنشد: لو كنتَ ماءً كُنْتَ خَمْجَرِیرا

خمطر؛ ج4، ص: 259

: ماء خمطریر: كخمجریر.

خنر؛ ج4، ص: 259

: أُم خِنَّوْر و خَنُّورٍ، علی وزن تنور: الضبع و البقرة؛ عن أَبی ریاش؛ و قیل: الداهیة. و یقال: وقع القوم فی أُم خِنَّورٍ أَی فی داهیة. و الخِنَّوْرُ: الضَّبُعُ، و قیل: أُم خَنُّورٍ من كُنَی الضبع، و قیل: هی أُم خِنَّوْر، بكسر الخاء و فتح النون، و قیل: هی خَنُّور، بفتح الخاء و ضم النون. و أُم خَنُّور: الصَّحاری. و أُم خَنُّور و خَنَوَّرٍ و خِنَّوْرٍ: الدنیا.قال: قال عبد الملك بن مروان، و فی روایة أُخری سلیمان بن عبد الملك: وطِئْنَا أُمَّ خَنُّورٍ بقوة، فما مضت جمعة حتی مات، و أُمُّ خَنُّورٍ: مصر، صانها الله تعالی. و‌فی الحدیث: أُمُّ خَنُّورٍ یساق إِلیها القِصَارُ الأَعمار؛ رواه أَبو حنیفة الدِّیْنَوَریُّ. قال أَبو منصور: و فی الخنور ثلاث لغات: خِنَّورٌ مثل بِلَّوْر، و خَنُّورُ مثل سَفُّود، و خَنَوَّر مثل عَذَوَّر. و الخَنُّور: النِّعْمة الظاهرة، و قیل: إِنما سمیت مصر بذلك لنعمتها، و ذلك ضعیف. و یقال: وقعوا فی أُم خِنَّوْر إِذا وقعوا فی خِصْب و لین من العَیْشِ، و لذلك سمیت الدنیا أُم خِنَّوْرٍ. و أُمُّ خَنُّور: الاسْتُ؛ و شك أَبو حاتم فی شدّ النون، و یقال لها أَیضاً: أُم خِنَّوْرٍ؛ قال أَبو سهل: و أَما أُم خِنَّوْرٍ، بكسر الخاء، فهو اسم الاست؛ و قال ابن خالویه: هی اسم لاست الكلبة. و الخَنَوَّر: قَصَبُ النُّشَّاب، و رواه أَبو حنیفة الخَنُّور، و قال مرة: خَنَوَّرٌ أَو خَنُّور، فأَفْصَحَ بالشك؛ و أَنشد: یَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذی الآذان فی القَصَبِ الخَنَوَّرْ
(1). قوله: [و بها قبر إِبراهیم إلخ] عبارة القاموس و شرحه: بها قبر إِبراهیم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنی بن الحسن السبط الشهید بن علی إلخ. ثم قال: خرج أی إبراهیم بالبصرة سنة 145 و بایعه وجوه الناس، و تلقب بأمیر المؤمنین فقلق لذلك أَبو جعفر المنصور فأرسل إلیه عیسی بن موسی لقتاله فاستشهد السید إبراهیم و حمل رأسه إلی مصر انتهی. باختصار
لسان العرب، ج‌4، ص: 260
و قیل: كل شجرة رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ، و قال أَبو حنیفة: كل شجرة رِخْوَة خَوَّارَة، فهی خَنُّورة، و لذلك قیل لقصب النشاب: خَنُّور، بفتح الخاء و ضم النون. أَبو العباس: الخانِرُ الصَّدیق المُصافی، و جمعه خُنُرٌ؛ یقال: فلان لیس من خُنُرِی أَی لیس من أَصفیائی.

خنتر؛ ج4، ص: 260

: الجوع الخِنْتَارُ: الشدیدُ، و هو الخُنْتُور أَیضاً.

خنثر؛ ج4، ص: 260

: الخَنْثَرُ و الخَنَثِرُ؛ الأَخیرة عن كراع: الشی‌ء الخسیس یبقی من متاع القوم فی الدار إِذا تحملوا. ابن الأَعرابی: الخَناشِیر و الخَناثِیر الدواهی، و قال فی موضع آخر: الخناثیر قماش البیت.

خنجر؛ ج4، ص: 260

: الخَنْجَرُ و الخَنْجَرَةُ و الخُنجُورُ، كله: الناقة الغزیرة، و الجمع الخَناجِرُ. الأَصمعی: الخُنْجُور و اللُّهْمُوم و الرُّهْشُوشُ الغزیرة اللبن من الإِبل. اللیث: الخَنْجَرَةُ من الحدید، و الخَنْجَرُ و الخِنجَرُ: السِّكِّینُ. و من مسائل الكتاب: المرء مقتول بما قتل به، إِن خنجراً فخنجر، و إن سیفاً فسیف؛ قال: یَطْعُنُها بِخَنْجَرٍ من لَحْمِ، تحتَ الذُّنَابی، فی مكانٍ سُخْنِ جمع بین النون و المیم و هذا من الإِكفاء. و الخَنْجَرُ: اسم رجل، و هو الخَنْجَرُ بنُ صَخْر الأَسدی. و الخَنجَرِیرُ: الماء الثقیل، و قیل: هو الذی لا یبلغ أَن یكون ملحاً، و قیل: هو الملح جدّاً.

خنزر؛ ج4، ص: 260

: الخَنْزَرَةُ: الغِلَظُ. و الخَنْزَرَةُ: الفأْس الغلیظة. و خَنْزَرَةُ و الخَنْزَرُ: موضعان؛ أَنشد سیبویه: أَنْعَتُ عَیراً من حَمِیرِ خَنْزَرَهْ، فی كُلِّ عَیْرٍ مائتان كَمَرَهْ و أَنشد أَیضاً: أَنْعَتُ أَعْیَاراً رَعَیْنَ الخَنَزَرا، أَنْعَتُهُنَّ آیُراً و كَمَرَا و دارَةُ خَنْزَرٍ: موضع هناك؛ عن كراع التهذیب: و خَنْزَرٌ اسم موضع؛ قال الجعدی: أَلَمَّ خَیَالٌ من أُمَیْمَةَ مَوْهِناً طَرُوقاً، و أَصحابی بدارَةِ خَنْزَرِ و قال الراعی فی خنزر: یعنی لتبلغنی خنزر «1». و خنزیر: موضع ذكره لبید: بالغُرابات فَزَرَّافاتِها، فبخنْزِیرٍ، فأَطْرَافِ حُبَلْ و قال بعضهم: خَنْزَرَ الرجلُ إِذا نظر بمؤخر عینه، جعله فَنْعَلَ من الأَخْزَرِ، و كل مُومِسةٍ: أَخْزَر. أَبو عمرو: الخَنْزُوانُ الخِنْزِیر، ذكره فی باب الهَیْلُمَان و النَّیْدُلان و الكَیْذُبان و الخَنْزُوان «2». ابن سیدة: خَنْزَرٌ اسم رجل، و هو الحَلالُ بن عم الراعی یتهاجیان، و زعموا أَن الراعی هو الذی سماه خَنْزَراً. و الخِنْزِیرُ من الوحش العادی: معروف من ذلك. و قال كراع: هو من الخَزَرِ فی العین لأَن ذلك لازم له، قال: فهو علی هذا ثلاثی؛ و قد تقدم ذكره فی ترجمة خزر. و خَنْزَرَ: فَعَلَ فِعْلَ الخنزیر. و خِنْزِیرٌ: اسم موضع؛ قال الأَعشی یصف الغیث:
(1). قوله: [یعنی إلخ] كذا بالأَصل (2). قوله: [الخنزوان] بفتح الخاء و ضمها كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 261
فالسَّفْحُ یَجْری فَخِنْزِیرٌ فَبُرْقَتُه، حتی تَدَافَعَ منه السَّهْلُ و الجَبَلُ و خِنْزِیر: اسم ابن أَسْلَم بن هُنَاءَةَ الأَسَدیِّ؛ حكاه ابن سیدة و قال: فیما أُرَی. و الخنازیر: علة معروفة، و هی قروح صُلْبَة تحدث فی الرقبة.

خنسر؛ ج4، ص: 261

: الخَناسِیرُ: الهُلَّاك؛ و أَنشد ابن السكیت: إِذا ما نُتِجْنَا أَربعاً عامَ كَفْأَةٍ بغاها خَناسِیراً، فَأَهْلَكَ أَرْبَعا و قال ابن الأَعرابی: الخناسیر الدواهی، و قیل: الخَناسِیرُ الغَدْرُ و اللُّؤْمُ؛ و منه قول الشاعر: فإِنَّكَ لو أَشْبَهْتَ عَمِّی حَمَلْتَنِی، و لكنه قد أَدْرَكَتْكَ الخَناسِرُ أَی أَدركتك مَلائم أُمِّكَ. و خَناسِرُ الناس: صِغارهم. و الخِنْسِرُ: اللئیمُ: و الخِنْسِرُ: الداهیة.

خنشفر؛ ج4، ص: 261

: الخَنْشَفِیرُ: الداهیة.

خنصر؛ ج4، ص: 261

: فی كتاب سیبویه: الخِنْصِرُ، بكسر الخاء و الصاد، و الخِنْصَرُ: الإِصبع الصُّغْرَی، و قیل الوسطی، أُنْثَی، و الجمع خَناصِرُ. قال سیبویه: و لا یجمع بالأَلف و التاء استغناء بالتكسیر، و لها نظائر نحو فِرْسِنٍ و فَرَاسِن، و عكسها كثیر؛ و حكی اللحیانی: إِنه لعظیم الخَناصِر و إِنها لعظیمة الخَناصِر، كأَنه جعل كل جزء منه خِنْصَراً ثم جمع علی هذا؛ و أَنشد: فَشَلَّتْ یمینی یومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ، و شَلَّ بَناناها و شَلَّ الخَناصِرُ و یقال: بفلان تُثْنَی الخَناصِرُ أَی تُبْتَدَأُ به إِذا ذُكِرَ أَشكالهُ. و خُناصِرَةُ، بضم الخاء: بلد بالشام.

خنظر؛ ج4، ص: 261

: الخِنْظِیرُ: العَجُوزُ المُسْتَرْخِیَةُ الجُفُونِ و لحم الوجه.

خنفر؛ ج4، ص: 261

: خُنافِرٌ: اسم رجل.

خور؛ ج4، ص: 261

: اللیث: الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر و ما اشتد من صوت البقرة و العجل. ابن سیدة: الخُوار من أَصوات البقر و الغنم و الظباء و السهام. و قد خارَ یَخُور خُواراً: صاح؛ و منه قوله تعالی: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوٰارٌ؛ قال طرفة: لَیْتَ لنا، مكانَ المَلْكِ عَمْرو، رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ و‌فی حدیث الزكاة: یَحْمِلُ بَعِیراً له رُغاءٌ أَو بقرة لها خُوارٌ؛ هو صوت البقر. و‌فی حدیث مقتل أُبیِّ بن خَلَفٍ: فَخَرَّ یخُورُ كما یَخُورُ الثور؛ و قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: یَخُرْنَ إِذا أُنْفِذْن فی ساقِطِ النَّدی، و إِن كانَ یوماً ذا أَهاضِیبَ مُخْضِلا خُوَارَ المَطَافِیلِ المُلَمَّعَة الشَّوَی و أَطْلائِها، صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِلا یقول: إِذا أُنْفِذَتِ السهام خارَتْ خُوارَ هذه الوحش. المطافیل: التی تَثْغُو إِلی أَطلائها و قد أَنشطها المَرْعَی المُخْصِبُ، فأَصواتُ هذه النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال، و إِن أُنْفِذَتْ فی یوم مطر مُخْضِلٍ، أَی فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام الصنعة و كرم العیدان. و الاسْتِخارَةُ: الاستعطافُ. و اسْتَخَارَ الرجلَ: استعطفه؛ یقال: هو من الخُوَار و الصوت، و أَصله أَن الصائد یأْتی ولد الظبیة فی كناسه فیَعْرُك أُذنه فَیَخُور أَی یصیح، یستعطف بذلك أُمه كی یصیدها؛ و قال الهذلی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 262
لَعَلَّكَ، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِیلًا، شاتِمِی تَسْتَخِیرُها «1». و قال الكمیت: و لَن یَسْتَخِیرَ رُسُومَ الدِّیار، لِعَوْلَتِهِ، ذو الصِّبا المُعْوِلُ فعین استخرت علی هذا واو، و هو مذكور فی الیاء، لأَنك إِذا استعطفته و دعوته فإِنك إنما تطلب خیره. و یقال: أَخَرْنَا المطایا إِلی موضع كذا نُخِیرُها إِخارَةً صرفناها و عطفناها. و الخَوَرُ، بالتحریك: الضعف. و خارَ الرجلُ و الحَرُّ یَخُور خُؤوراً و خَوِرَ خَوَراً و خَوَّرَ: ضَعُفَ و انكسر؛ و رجل خَوَّارٌ: ضعیف. وَ رُمْحٌ خَوَّارٌ و سهم خَوَّار؛ و كل ما ضعف، فقد خار. اللیث: الخَوَّار الضعیف الذی لا بقاء له علی الشدّة. و‌فی حدیث عمر: لن تَخُورَ قُوًی ما دام صاحبها یَنْزِعُ و یَنْزُو، خار یَخور إِذا ضعفت قوَّته و وَهَتْ، أَی لن یضعف صاحب قوَّة یقدر أَن ینزع فی قوسه و یَثِبَ إِلی دابته؛ و منه‌حدیث أَبی بكر قال لعمر، رضی الله عنهما: أَ جَبانٌ فی الجاهلیة و خَوَّارٌ فی الإِسلام؟و‌فی حدیث عمرو بن العاص: لیس أَخو الحَرْبِ من یضع خُورَ الحَشایا عن یمینه و شماله‌أَی یضع لِیَانَ الفُرُشِ و الأَوْطِیَة و ضِعافَها عنده، و هی التی لا تُحْشَی بالأَشْیاء الصُّلْبَةِ. و خَوَّرَه: نسبه إِلی الخَوَرِ؛ قال: لقد عَلِمْت، فاعْذُلینی أَوْ ذَرِی، أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ، من لا یَصْبرِ علی المُلِمَّات، بها یُخَوَّرِ و خارَ الرجلُ یَخُور، فهو خائر. و الخُوَارُ فی كل شی‌ء عیب إِلَّا فی هذه الأَشیاء: ناقة خَوَّارة و شاة خَوَّارة إِذا كانتا غزیرتین باللبن، و بعیر خَوَّار رَقِیقٌ حَسَنٌ، و فرس خَوَّار لَیِّنُ العَطْف، و الجمع خُورٌ فی جمیع ذلك، و العَدَدُ خَوَّاراتٌ. و الخَوَّارَةُ: الاستُ لضعفها. و سهمٌ خَوَّار و خَؤورٌ: ضعیف. و الخُورُ من النساء: الكثیرات الرِّیَبِ لفسادهن و ضعف أَحلامهن، لا واحد له؛ قال الأَخطل: یَبِیتُ یَسُوفُ الخُورَ، و هْیَ رَواكِد، كما سَافَ أَبْكَارَ الهِجَانِ فَنِیقُ و ناقة خَوَّارة: غزیرة اللبن، و كذلك الشاة، و الجمع خُورٌ علی غیر قیاس؛ قال القطامی: رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ، لو تَنْدَرِئ لها صَباً و شَمالٌ حَرْجَفٌ، لم تقَلَّبِ و أَرض خَوَّارة: لینة سهلة، و الجمع خُورٌ؛ قال عمر بن لَجَإٍ یهجو جریراً مجاوباً له علی قوله فیه: أَ حِینَ كنتُ سَمَاماً یا بَنی لَجَإٍ، و خاطَرَتْ بِیَ عن أَحْسابِها مُضَرُ، تَعَرَّضَتْ تَیْمُ عَمْداً لی لأَهْجُوَها، كما تَعَرَّضَ لاسْتِ الخَارِئ الحَجَرُ؟ فقال عمر بن لجإٍ یجاوبه: لقد كَذَبْتَ، و شَرُّ القَوْلِ أَكْذَبُهُ، ما خاطَرَتْ بك عن أَحْسابِها مُضَرُ، بل أَنتَ نَزْوَة خَوَّارٍ علی أَمَةٍ، لا یَسْبِقُ الحَلَبَاتِ اللُّؤْمُ و الخَوَرُ قال ابن بری: و شاهدُ الخُور جمع خَوَّارٍ قول
(1). قوله: [شاتمی تستخیرها] قال السكری شارح الدیوان: أی تستعطفها بشتمك إیای
لسان العرب، ج‌4، ص: 263
الطرماح: أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالِكٍ، إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجالِ تَهِیعُ قال: و مثله لغَسَّانَ السَّلِیطِیِّ: قَبَحَ الإِلَهُ بَنی كُلَیْبٍ إِنَّهُمْ خُورُ القُلُوبِ، أَخِفَّةُ الأَحْلامِ و نخلة خَوَّارة: غزیرة الحمل؛ قال الأَنصاری: أَدِینُ و ما دَینی علیكم بِمَغْرَمٍ، و لكنْ علی الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ علی كُلِّ خَوَّارٍ، كأَنَّ جُذُوعَهُ طُلِینَ بِقارٍ، أَو بِحَمْأَةِ مائِحِ و بَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إِذا كانت سهلة جَرْیِ المِحْوَرِ فی القَعْرِ؛ و أَنشد: عَلِّقْ علی بَكْرِكَ ما تُعَلِّقُ، بَكْرُكَ خَوَّارٌ، و بَكْرِی أَوْرَقُ قال: احتجاجه بهذا الرجز للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غلط لأَن البَكْرَ فی الرجز بكر الإِبل، و هو الذكر منها الفَتِیُّ. و فرس خَوَّارُ العِنانِ: سَهْلُ المَعْطِفِ لَیِّنُه كثیر الجَرْیِ؛ و خَیْلٌ خُورٌ؛ قال ابن مقبل: مُلِحٌّ إِذا الخُورُ اللَّهامِیمُ هَرْوَلَتْ، تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ علی الفَتَرْ و جمل خَوَّار: رقیق حَسَنٌ، و الجمع خَوَّاراتٌ، و نظیره ما حكاه سیبویه من قولهم جَمَلٌ سِبَحْلٌ و جِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَی أَنه لا یجمع إلَّا بالأَلف و التاء. و ناقة خَوَّارة: سَبِطَةُ اللحم هَشَّةُ العَظْمِ. و یقال: إِن فی بَعِیرِكَ هذا لَشَارِبَ خَوَرٍ، یكون مدحاً و یكون ذمّاً: فالمدح أَن یكون صبوراً علی العطش و التعب، و الذم أَن یكون غیر صبور علیهما. و قال ابن السكیت: الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلی الغُبْرَةِ رقیقاتُ الجلود طِوالُ الأَوْبارِ، لها شعر ینفذ و وبرها أَطول من سائر الوبر. و الخُورُ: أَضعف من الجَلَدِ، و إِذا كانت كذلك فهی غِزارٌ. أَبو الهیثم: رجل خَوَّار و قوم خَوَّارون و رجل خَؤُورٌ و قوم خَوَرَةٌ و ناقة خَوَّارة رقیقة الجلد غَزِیرَة. و زَنْدٌ خَوَّار: قَدَّاحٌ. و خَوَّارُ الصَّفَا: الذی له صوت من صلابته؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: یَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا و الخَوْرُ: مَصَبُّ الماء فی البحر، و قیل: هو مصبّ المیاه الجاریة فی البحر إِذا اتسع و عَرُضَ. و قال شمر: الخَوْرُ عُنُقٌ من البحر یدخل فی الأَرض، و قیل: هو خلیج من البحر، و جمعه خُؤُورٌ؛ قال العجاج یصف السفینة: إِذا انْتَحَی بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ، و تارَةً یَنْقَضُّ فی الخُؤُورِ، تَقَضِّیَ البازِی من الصُّقُورِ و الخَوْرُ، مثل الغَوْرِ: المنخفضُ المُطمَئِنُّ من الأَرض بین النَّشْزَیْنِ، و لذلك قیل للدُّبُرِ: خَوْرانُ لأَنه كالهَبْطَةِ بین رَبْوَتَیْنِ، و یقال للدبر الخَوْرانُ و الخَوَّارَةُ، لضَعْفِ فَقْحَتِها سمیت به، و الخَوْرانُ: مَجْرَی الرَّوْثِ، و قیل: الخَوْرانُ المَبْعَرُ الذی یشتمل علیه حَتارُ الصُّلْب من الإِنسان و غیره، و قیل: رأْس المبعرِ، و قیل: الخَوْرانُ الذی فیه الدبر، و الجمع من كل ذلك خَوْراناتٌ و خَوَارِینُ، قال فی جمعه علی خَوْرانات: و كذلك كل اسم كان مذكراً لغیر الناس جمعه علی لفظ تاءات
لسان العرب، ج‌4، ص: 264
الجمع جائز نحو حَمَّامات و سُرادِقاتٍ و ما أَشبههما. و طَعَنَه فخارَه خَوْراً: أَصاب خَوْرانَهُ، و هو الهواء الذی فیه الدبر من الرجل، و القبل من المرأَة. و خارَ البَرْدُ یَخُورُ خُؤُوراً إِذا فَتَر و سَكَنَ. و الخَوَّارُ العُذْرِیُّ: رجل كان عالماً بالنسب. و الخُوَارُ: اسم موضع؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ: خَرَجْنَ من الخُوَارِ و عُدْنَ فیه، و قَدْ وَازَنَّ مِنْ أَجَلَی بِرَعْنِ ابن الأَعرابی: یقال نَحَرَ خِیرَةَ إِبله و خُورَةَ إِبله، و كذلك الخُورَی و الخُورَةُ. الفراء: یقال لك خَوَّارُها أَی خیارها، و فی بنی فلان خُورَی من الإِبل الكرام. و فی الحدیث ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ، و الخُوزُ: جبل معروف فی العجم، و یروی بالراء، و هو من أَرض فارس، و صوّبه الدارقطنی و قیل: إِذا أَردت الإِضافة فبالراء، و إِذا عطفت فبالزای‌

خیر؛ ج4، ص: 264

: الخَیْرُ: ضد الشر، و جمعه خُیور؛ قال النمر بن تولب: و لاقَیْتُ الخُیُورَ، و أَخْطَأَتْنی خُطوبٌ جَمَّةٌ، و عَلَوْتُ قِرْنی تقول منه: خِرْتَ یا رجل، فأَنتَ خائِرٌ، و خارَ اللهُ لك؛ قال الشاعر: فما كِنانَةُ فی خَیْرٍ بِخَائِرَةٍ، و لا كِنانَةُ فی شَرٍّ بِأَشْرارِ و هو خَیْرٌ منك و أَخْیَرُ. و قوله عز و جل: تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّٰهِ هُوَ خَیْراً؛ أَی تجدوه خیراً لكم من متاع الدنیا. و فلانة الخَیْرَةُ من المرأَتین، و هی الخَیْرَةُ و الخِیَرَةُ و الخُوْرَی و الخِیری. و خارَهُ علی صاحبه خَیْراً و خِیَرَةً و خَیَّرَهُ: فَضَّله؛ و رجل خَیْرٌ و خَیِّرٌ، مشدد و مخفف، و امرأَة خَیْرَةٌ و خَیِّرَةٌ، و الجمع أَخْیارٌ و خِیَارٌ. و قال تعالی: أُولٰئِكَ لَهُمُ الْخَیْرٰاتُ؛ جمع خَیْرَةٍ، و هی الفاضلة من كل شی‌ء. و قال الله تعالی: فِیهِنَّ خَیْرٰاتٌ حِسٰانٌ؛ قال الأَخفش: إِنه لما وصف به؛ و قیل: فلان خَیْرٌ، أَشبه الصفات فأَدخلوا فیه الهاء للمؤنث و لم یریدوا به أَفعل؛ و أَنشد أَبو عبیدة لرجل من بنی عَدِیّ تَیْمِ تَمِیمٍ جاهلیّ: و لقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلَاتِ، رَبَلَاتِ هِنْدٍ خَیْرَةِ المَلَكاتِ فإِن أَردت معنی التفضیل قلت: فلانة خَیْرُ الناسِ و لم تقل خَیْرَةُ، و فلانٌ خَیْرُ الناس و لم تقل أَخْیَرُ، لا یثنی و لا یجمع لأَنه فی معنی أَفعل. و قال أَبو إسحاق فی قوله تعالی: فِیهِنَّ خَیْرٰاتٌ حِسٰانٌ؛ قال: المعنی أَنهن خیرات الأَخلاق حسان الخَلْقِ، قال: و قرئ بتشدید الیاء. قال اللیث: رجل خَیِّر و امرأَة خَیِّرَةٌ فاضلة فی صلاحها، و امرأَة خَیْرَةٌ فی جمالها و مِیسَمِها، ففرق بین الخَیِّرة و الخَیْرَةِ و احتج بالآیة؛ قال أَبو منصور: و لا فرق بین الخَیِّرَة و الخَیْرَة عند أَهل اللغة، و قال: یقال هی خَیْرَة النساء و شَرَّةُ النساء؛ و استشهد بما أَنشده أَبو عبیدة: ربلات هند خیرة الربلات و قال خالد بن جَنَبَةَ: الخَیْرَةُ من النساء الكریمة النَّسَبِ الشریفة الحَسَبِ الحَسَنَةُ الوجه الحَسَنَةُ الخُلُقِ الكثیرة المال التی إِذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ و قوله‌فی الحدیث: خَیْرُ الناس خَیْرُهم لنفسه؛ معناه إِذا جامَلَ الناسَ جاملوه و إِذا أَحسن إِلیهم كافأُوه بمثله. و‌فی حدیث آخر: خَیْرُكم خَیْرُكم
لسان العرب، ج‌4، ص: 265
لأَهله؛ هو إِشارة إِلی صلة الرحم و الحث علیها. ابن سیدة: و قد یكون الخِیارُ للواحد و الاثنین و الجمع و المذكر و المؤنث. و الخِیارُ: خلاف الأشرار و الخِیارُ: الاسم من الاخْتِیارِ. و خایَرَهُ فَخَارَهُ خَیْراً: كان خَیْراً منه، و ما أَخْیَرَه و ما خَیْرَه؛ الأَخیرة نادرة. و یقال: ما أَخْیَرَه و خَیْرَه و أَشَرَّه و شرَّه، و هذا خَیْرٌ منه و أَخْیَرُ منه. ابن بُزُرج: قالوا هم الأَشَرُّونَ و الأَخْیَرونَ من الشَّرَارَة و الخَیَارَةِ، و هو أَخْیر منك و أَشر منك فی الخَیَارَة و الشَّرَارَة، بإِثبات الأَلف. و قالوا فی الخَیْر و الشَّرِّ: هو خَیْرٌ منك و شَرٌّ منك، و شُرَیْرٌ منك و خُیَیْرٌ منك، و هو شُرَیْرُ أَهلهِ و خُیَیْرُ أَهله. و خارَ خَیْراً: صار ذا خَیْر؛ و إِنَّكَ ما و خَیْراً أَی إِنك مع خیر؛ معناه: ستصیب خیراً، و هو مَثَلٌ. و قوله عز و جل: فَكٰاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِیهِمْ خَیْراً؛ معناه إِن علمتم أَنهم یكسبون ما یؤدونه. و قوله تعالی: إِنْ تَرَكَ خَیْراً؛ أَی مالًا. و قالوا: لَعَمْرُ أَبیك الخیرِ أَی الأَفضل أَو ذی الخَیْرِ. و روی ابن الأَعرابی: لعمر أَبیك الخیرُ برفع الخیر علی الصفة للعَمْرِ، قال: و الوجه الجر، و كذلك جاء فی الشَّرِّ. و خار الشی‌ءَ و اختاره: انتقاه؛ قال أَبو زبید الطائی: إِنَّ الكِرامَ، علی ما كانَ منْ خُلُقٍ، رَهْطُ امْرِئ، خارَه للدِّینِ مُخْتارُ و قال: خاره مختار لأَن خار فی قوّة اختار؛ و قال الفرزدق: و مِنَّا الذی اخْتِیرَ الرِّجالَ سَماحَةً و جُوداً، إِذا هَبَّ الریاحُ الزَّعازِعُ أَراد: من الرجال لأَن اختار مما یتعدی إِلی مفعولین بحذف حرف الجر، تقول: اخترته من الرجال و اخترته الرجالَ. و فی التنزیل العزیز: وَ اخْتٰارَ مُوسیٰ قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقٰاتِنٰا؛ و لیس هذا بمطرد. قال الفراء: التفسیر أَنَّه اختار منهم سبعین رجلًا، و إِنما استجازوا وقوع الفعل علیهم إِذا طرحت من لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خیر القوم و خیر من القوم، فلما جازت الإِضافة مكان من و لم یتغیر المعنی استجازوا أَن یقولوا: اخْتَرْتُكم رَجُلًا و اخترت منكم رجلًا؛ و أَنشد: تَحْتَ التی اختار له اللهُ الشجرْ یرید: اختار له الله من الشجر؛ و قال أَبو العباس: إِنما جاز هذا لأَن الاختیار یدل علی التبعیض و لذلك حذفت من. قال أَعرابی: قلت لِخَلَفٍ الأَحْمَرِ: ما خَیْرَ اللَّبَنَ «2». للمریض بمحضر من أَبی زید، فقال له خلف: ما أَحسنها من كلمة لو لم تُدَنِّسْها بإِسْماعِها للناس، و كان ضَنِیناً، فرجع أَبو زید إِلی أَصحابه فقال لهم: إِذا أَقبل خلف الأَحمر فقولوا بأَجمعكم: ما خَیْرَ اللَّبَنَ للمریض؟ ففعلوا ذلك عند إِقباله فعلم أَنه من فعل أَبی زید. و‌فی الحدیث: رأَیت الجنة و النار فلم أَر مثلَ الخَیْرِ و الشَّرِّ؛ قال شمر: معناه، و الله أَعلم، لم أَر مثل الخیر و الشر، لا یمیز بینهما فیبالغ فی طلب الجنة و الهرب من النار. الأَصمعی: یقال فی مَثَلٍ للقادم من سفر: خَیْرَ ما رُدَّ فی أَهل و مال قال: أَی جعلَ الله ما جئت خَیْرَ ما رجع به الغائبُ. قال أَبو عبید: و من دعائهم فی النكاح: علی یَدَی الخَیْرِ و الیُمْنِ قال: و قد روینا هذا الكلام‌فی حدیث عن عُبَیْدِ بن عُمَیْرٍ اللیثی فی حدیث أَبی ذر أَن أَخاه أُنَیْساً نافَرَ رجلًا
(2). قوله: [ما خیر اللبن إلخ] أی بنصب الراء و النون، فهو تعجب كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 266
عن صِرْمَةٍ له و عن مثلها فَخُیِّرَ أُنَیْسٌ فَأَخذ الصرمة؛ معنی خُیِّرَ أَی نُفِّرَ؛ قال ابن الأَثیر: أَی فُضِّل و غُلِّبَ. یقال: نافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَی غلبته، و خایَرْتُه فَخِرْتُه أَی غلبته، و فاخَرْتُه فَفَخَرْتُه بمعنی واحد، و ناجَبْتُه فنجبته؛ قال الأَعشی: و اعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنافِرِ و قوله عز و جل: وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ مٰا یَشٰاءُ وَ یَخْتٰارُ مٰا كٰانَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ؛ قال الزجاج: المعنی ربك یخلق ما یشاء و ربك یختار و لیس لهم الخیرة و ما كانت لهم الخیرة أَی لیس لهم أَن یختاروا علی الله؛ قال: و یجوز أَن یكون ما فی معنی الذی فیكون المعنی و یختار الذی كان لهم فیه الخیرة، و هو ما تَعَبَّدَهم به، أَی و یختار فیما یدعوهم إِلیه من عبادته ما لهم فیه الخِیَرَةُ. و اخْتَرْتُ فلاناً علی فلان: عُدِّیَ بعلی لأَنه فی معنی فَضَّلْتُ؛ و قول قَیْسِ بن ذریحٍ: لَعَمْرِی لَمَنْ أَمْسَی و أَنتِ ضَجِیعُه، من الناسِ، ما اخْتِیرَتْ علیه المَضاجِعُ معناه: ما اختیرت علی مَضْجَعِه المضاجعُ، و قیل: ما اختیرت دونه، و تصغیر مختار مُخَیِّر، حذفت منه التاء لأَنها زائدة، فأُبدلت من الیاء لأَنها أُبدلت منها فی حال التكبیر. و خَیَّرْتُه بین الشیئین أَی فَوَّضْتُ إِلیه الخِیارَ. و‌فی الحدیث: تَخَیَّرُوا لنُطَفِكُمْ، أَی اطلبوا ما هو خیر المناكح و أَزكاها و أَبعد من الخُبْثِ و الفجور. و‌فی حدیث عامر بن الطُّفَیْلِ: أَنه خَیَّر فی ثلاث‌أَی جَعَلَ له أَن یختار منها واحدة، قال: و هو بفتح الخاء. و‌فی حدیث بَرِیرة: أَنها خُیِّرَتْ فی زوجها، بالضم. فأَما قوله: خَیَّرَ بین دور الأَنصار فیرید فَضَّلَ بعضها علی بعض. و تَخَیَّر الشی‌ءَ: اختاره، و الاسم الخِیرَة و الخِیَرَة كالعنبة، و الأَخیرة أَعرف، و هی الاسم من قولك: اختاره الله تعالی. و‌فی الحدیث: محمدٌ، صلی الله علیه و سلم، خِیرَةُ الله من خلقه و خِیَرَةُ الله من خلقه؛ و الخِیَرَة: الاسم من ذلك. و یقال: هذا و هذه و هؤلاء خِیرَتی، و هو ما یختاره علیه. و قال اللیث: الخِیرةُ، خفیفة، مصدر اخْتارَ خِیرة مثل ارْتابَ رِیبَةً، قال: و كل مصدر یكون لأَفعل فاسم مصدره فَعَال مثل أَفاق یُفِیقُ فَوَاقاً، و أَصاب یُصیب صَوَاباً، و أَجاب یُجیب جَواباً، أُقیم الاسم مكان المصدر، و كذلك عَذَّبَ عَذاباً. قال أَبو منصور: و قرأَ القراء: أَنْ یَكُونَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ، بفتح الیاء، و مثله سَبْیٌ طِیَبَةٌ؛ قال الزجاج: الخِیَرَة التخییر. و تقول: إِیاك و الطِّیَرَةَ، و سَبْیٌ طِیَبَةٌ. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ مٰا یَشٰاءُ وَ یَخْتٰارُ مٰا كٰانَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ؛ أَی لیس لهم أَن یختاروا علی الله. یقال: الخِیرَةُ و الخِیَرَةُ كل ذلك لما تختاره من رجل أَو بهیمة یصلح إِحدی «1» هؤلاء الثلاثة. و الاختیار: الاصطفاء و كذلك التَّخَیُّرُ. و لك خِیرَةُ هذه الإِبل و الغنم و خِیارُها، الواحد و الجمع فی ذلك سواء، و قیل: الخیار من الناس و المال و غیر ذلك النُّضَارُ. و جمل خِیَار و ناقة خیار: كریمة فارهة؛ و جاء‌فی الحدیث المرفوع: أَعطوه جملًا رَباعِیاً خِیَاراً؛ جمل خیار و ناقة خیار أَی مختار و مختارة. ابن الأَعرابی: نحر خِیرَةَ إِبله و خُورَةَ إِبله، و أَنت بالخِیارِ و بالمُخْتارِ سواءٌ، أَی اختر ما شئت. و الاسْتِخارَةُ: طلَبُ الخِیرَة فی الشی‌ء، و هو
(1). قوله: [یصلح إحدی إلخ] كذا بالأَصل و إن لم یكن فیه سقط فلعل الثالث لفظ ما تختاره
لسان العرب، ج‌4، ص: 267
استفعال منه. و‌فی الحدیث: كان رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یعلمنا الاستخارة فی كل شی‌ء.و خارَ اللهُ لك أَی أَعطاك ما هو خیر لك، و الخِیْرَةُ، بسكون الیاء: الاسم من ذلك؛ و منه‌دعاء الاستخارة: اللهم خِرْ لی‌أَی اخْتَرْ لی أَصْلَحَ الأَمرین و اجعل لی الخِیْرَة فیه. و استخار اللهَ: طلب منه الخِیَرَةَ. و خار لك فی ذلك: جعل لك فیه الخِیَرَة؛ و الخِیْرَةُ الاسم من قولك: خار الله لك فی هذا الأَمر. و الاختیار: الاصطفاء، و كذلك التَّخَیُّرُ. و یقال: اسْتَخِرِ الله یَخِرْ لك، و الله یَخِیر للعبد إِذا اسْتَخارَهُ. و الخِیرُ، بالكسر: الكَرَمُ. و الخِیرُ: الشَّرَفُ؛ عن ابن الأَعرابی. و الخِیرُ: الهیئة. و الخِیرُ: الأَصل؛ عن اللحیانی. و فلان خَیْرِیَّ [خِیْرِیَّ من الناس أَی صَفِیِّی. و اسْتَخَارَ المنزلَ: استنظفه؛ قال الكمیت: و لَنْ یَسْتَخِیرَ رُسُومَ الدِّیار، بِعَوْلَتِهِ، ذُو الصِّبَا المُعْوِلُ و استخارَ الرجلَ: استعطفه و دعاه إِلیه؛ قال خالد بن زهیر الهذلی: لَعَلَّك، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِیلًا، شاتِمی تَسْتَخِیرُها قال السكری: أَی تستعطفها بشتمك إِیای. الأَزهری: اسْتَخَرْتُ فلاناً أَی استعطفته فما خار لی أَی ما عطف؛ و الأَصل فی هذا أَن الصائد یأْتی الموضع الذی یظن فیه ولد الظبیة أَو البقرة فَیَخُورُ خُوارَ الغزال فتسمع الأُم، فإِن كان لها ولد ظنت أَن الصوت صوت ولدها فتتبع الصوت فیعلم الصائد حینئذٍ أَن لها ولداً فتطلب موضعه، فیقال: اسْتَخَارَها أَی خار لِتَخُورَ، ثم قیل لكل من استعطف: اسْتَخَارَ، و قد تقدّم فی خور لأَن ابن سیدة قال: إِن عینه واو. و‌فی الحدیث: البَیِّعانِ بالخِیارِ ما لم یَتَفَرَّقَا؛ الخیارُ: الاسم من الاختیار، و هو طلب خَیْرِ الأَمرین: إِما إِمضاء البیع أَو فسخه، و هو علی ثلاثة أَضرب: خیار المجلس و خیار الشرط و خیار النقیصة، أَما خیار المجلس فالأَصل فیه‌قوله: البیِّعان بالخیار ما لم یتفرّقا إِلَّا بَیْعَ الخِیارِ‌أَی إِلا بیعاً شُرط فیه الخیار فلم یلزم بالتفرق، و قیل: معناه إِلا بیعاً شرط فیه نفی خیار المجلس فلزم بنفسه عند قوم، و أَما خیار الشرط فلا تزید مدّته علی ثلاثة أَیام عند الشافعی أَوَّلها من حال العقد أَو من حال التفرق، و أَما خیار النقیصة فأَن یظهر بالمبیع عیب یوجب الرد أَو یلتزم البائع فیه شرطاً لم یكن فیه و نحو ذلك. و اسْتَخار الضَّبُعَ و الیَرْبُوعَ: جعل خشبة فی موضع النافقاء فخرج من القاصِعاء. قال أَبو منصور: و جعل اللیث الاستخارة للضبع و الیربوع و هو باطل. و الخِیارُ: نبات یشبه القِثَّاءَ، و قیل هو القثاء، و لیس بعربی. و خِیار شَنْبَر: ضرب من الخَرُّوبِ شجره مثل كبار شجر الخَوْخِ. و بنو الخیار: قبیلة؛ و أَما قول الشاعر: أَلا بَكَرَ النَّاعِی بِخَیْرَیْ بَنِی أَسَدْ: بِعَمْرِو بن مَسعودٍ، و بالسَّیِّدِ الصَّمَدْ فإِنما ثناه لأَنه أَراد خَیِّرَیْ فخففه، مثل مَیّتٍ و مَیْتٍ و هَیِّنٍ و هَیْنٍ؛ قال ابن بری: هذا الشعر لسَبْرَةَ بن عمرو الأَسدی یرثی عمرو بن مسعود و خالدَ بن نَضْلَةَ و كان النعمان قتلهما، و یروی بِخَیْرِ بَنی أَسَد علی الإِفراد، قال: و هو أَجود؛ قال: و مثل هذا البیت فی التثنیة قول الفرزدق: و قد ماتَ خَیْرَاهُمْ فلم یُخْزَ رَهْطُهُ، عَشِیَّةَ بانَا، رَهْطُ كَعْبٍ و حاتم و الخَیْرِیُّ معرَّب.
لسان العرب، ج‌4، ص: 268‌

فصل الدال المهملة؛ ج4، ص: 268

دبر؛ ج4، ص: 268

: الدُّبُرُ و الدُّبْرُ: نقیض القُبُل. و دُبُرُ كل شی‌ء: عَقِبُه و مُؤخَّرُه؛ و جمعهما أَدْبارٌ. و دُبُرُ كلِّ شی‌ء: خلاف قُبُلِه فی كل شی‌ء ما خلا قولهم «2». جعل فلان قولك دبر أُذنه أَی خلف أُذنه. الجوهری: الدُّبْرُ و الدُّبُرُ خلاف القُبُل، و دُبُرُ الشهر: آخره، علی المثل؛ یقال: جئتك دُبُرَ الشهر و فی دُبُرِه و علی دُبُرِه، و الجمع من كل ذلك أَدبار؛ یقال: جئتك أَدْبار الشهر و فی أَدْباره. و الأَدْبار لذوات الحوافر و الظِّلْفِ و المِخْلَبِ: ما یَجْمَعُ الاسْتَ و الحَیاءَ، و خص بعضهم به ذوات الخُفِّ، و الحیاءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ. و دُبُرُ البیت: مؤخره و زاویته. و إِدبارُ النجوم: توالیها، و أَدبارُها: أَخذها إِلی الغَرْبِ للغُرُوب آخر اللیل؛ هذه حكایة أَهل اللغة؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا لأَن الأَدْبارَ لا یكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر، و الأَدْبارُ أَسماء. و أَدبار السجود و إِدباره. أَواخر الصلوات، و قد قرئ: وَ أَدْبٰارَ و إِدبار، فمن قرأَ وَ أَدْبٰارَ فمن باب خلف و وراء، و من قرأَ و إِدبار فمن باب خفوق النجم. قال ثعلب فی قوله تعالی: وَ إِدْبٰارَ النُّجُومِ وَ أَدْبٰارَ السُّجُودِ؛ قال الكسائی: إِدْبٰارَ النُّجُومِ أَن لها دُبُراً واحداً فی وقت السحَر، وَ أَدْبٰارَ السُّجُودِ لأَن مع كل سجدة إدباراً؛ التهذیب: من قرأَ وَ أَدْبٰارَ السُّجُودِ، بفتح الأَلف، جمع علی دُبُرٍ و أَدبار، و‌هما الركعتان بعد المغرب، روی ذلك عن علی بن أَبی طالب، كرّم الله وجهه، قال: و أَما قوله وَ إِدْبٰارَ النُّجُومِ فی سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر، قال: و یكسران جمیعاً و ینصبان؛ جائزان. و دَبَرَهُ یَدْبُرُه دُبُوراً: تبعه من ورائه. و دابِرُ الشی‌ء: آخره. الشَّیْبانِیُّ. الدَّابِرَةُ آخر الرمل. و قطع الله دابِرَهم أَی آخر من بقی منهم. و فی التنزیل: فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا؛ أَی اسْتُؤْصِلَ آخرُهم؛ و دَابِرَةُ الشی‌ء: كَدَابِرِه. و قال الله تعالی فی موضع آخر: و قَضَیْنٰا إِلَیْهِ ذٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دٰابِرَ هٰؤُلٰاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ. قولُهم: قطع الله دابره؛ قال الأَصمعی و غیره: الدابر الأَصل أَی أَذهب الله أَصله؛ و أَنشد لِوَعْلَةَ: فِدًی لَكُمَا رِجْلَیَّ أُمِّی و خالَتِی، غَداةَ الكُلابِ، إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَی یقتل القوم فتذهب أُصولهم و لا یبقی لهم أَثر. و قال ابن بُزُرْجٍ: دَابِرُ الأَمر آخره، و هو علی هذا كأَنه یدعو علیه بانقطاع العَقِبِ حتی لا یبقی أَحد یخلفه. الجوهری: و دُبُرُ الأَمر و دُبْرُه آخره؛ قال الكمیت: أَ عَهْدَكَ مِنْ أُولَی الشَّبِیبَةِ تَطْلُبُ علی دُبُرٍ؟ هَیْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ و‌فی حدیث الدعاء: و ابْعَثْ علیهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ؛ أَی جمیعهم حتی لا یبقی منهم أَحد. و دابِرُ القوم: آخِرُ من یبقی منهم و یجی‌ء فی آخرهم. و‌فی الحدیث: أَیُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازیاً فی دابِرَتِه؛ أَی من یبقی بعده. و‌فی حدیث عمر: كنت أَرجو أَن یعیش رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، حتی یَدْبُرَنا‌أَی یَخْلُفَنا بعد موتنا. یقال: دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بقیت بعده. و عَقِبُ الرجل: دَابِرُه. و الدُّبُرُ و الدُّبْرُ: الظهر. و قوله تعالی:
(2). قوله: [ما خلا قولهم جعل فلان إلخ] ظاهره أن دبر فی قولهم ذلك بضم الدال و الباء، و ضبط فی القاموس و نسخة من الصحاح بفتح الدال و سكون الموحدة
لسان العرب، ج‌4، ص: 269
سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ؛ جعله للجماعة، كما قال تعالی: لٰا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ؛ قال الفرّاء: كان هذا یومَ بدر و قال الدُّبُرَ فوَحَّدَ و لم یقل الأَدْبارَ، و كلٌّ جائز صوابٌ، تقول: ضربنا منهم الرؤوس و ضربنا منهم الرأْس، كما تقول: فلان كثیر الدینار و الدرهم؛ و قال ابن مقبل: الكاسِرِینَ القَنَا فی عَوْرَةِ الدُّبُرِ و دابِرَةُ الحافر: مُؤَخَّرُه، و قیل: هی التی تلی مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ، و جمعها الدوابر. الجوهری: دَابِرَة الحافر ما حاذی موضع الرسغ، و دابرة الإِنسان عُرْقُوبه؛ قال وعلة: إِذ تحز الدوابر. ابن الأَعرابی: الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ، و الدابرة الهزیمة. و الدَّبْرَةُ، بالإِسكان و التحریك: الهزیمة فی القتال، و هو اسم من الإِدْبار. و یقال: جعل الله علیهم الدَّبْرَةَ، أَی الهزیمة، و جعل لهم الدَّبْرَةَ علی فلان أَی الظَّفَر و النُّصْرَةَ. و‌قال أَبو جهل لابن مسعود یوم بدر و هو مُثْبَتٌ جَریح صَرِیعٌ: لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ فقال: لله و لرسوله یا عدوّ الله؛ قوله لمن الدبرة أَی لمن الدولة و الظفر، و تفتح الباء و تسكن؛ و یقال: عَلَی مَنِ الدَّبْرَةُ أَیضاً أَی الهزیمة. و الدَّابِرَةُ: ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِیَّة فی الصِّرَاعِ. و الدَّابِرَةُ: صِیصِیَةُ الدِّیك. ابن سیدة: دَابِرَةُ الطائر الأُصْبُعُ التی من وراء رجله و بها یَضْرِبُ البَازِی، و هی للدیك أَسفل من الصِّیصِیَةِ یطأُ بها. و جاء دَبَرِیّاً أَی أَخِیراً. و فلان لا یصلی الصلاة إِلَّا دَبَرِیّاً، بالفتح، أَی فی آخر وقتها؛ و فی المحكم: أَی أَخیراً؛ رواه أَبو عبید عن الأَصمعی، قال: و المُحَدِّثُون یقولون دُبُرِیّاً، بالضم، أَی فی آخر وقتها؛ و قال أَبو الهیثم: دَبْرِیّاً، بفتح الدال و إِسكان الباء. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ثلاثة لا یقبل الله لهم صلاة: رجلٌ أَتی الصلاةَ دِباراً، و رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً، و رجلٌ أَمَّ قوماً هم له كارهون؛ قال الإِفْرِیقیُّ راوی هذا الحدیث: معنی قوله دباراً أَی بعد ما یفوت الوقت. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: [إِن] للمنافقین علامات یُعرفون بها: تَحِیَّتُهم لَعْنَةٌ، و طعامهم نُهْبَةٌ، لا یَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً، و لا یأْتون الصلاة إِلا دَبْراً، مستكبرین لا یأْلَفُون و لا یُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ باللیل، صُخُبٌ بالنهار؛ قال ابن الأَعرابی: قوله دباراً فی الحدیث الأَوَّل جمع دَبْرٍ و دَبَرٍ، و هو آخر أَوقات الشی‌ء الصلاة و غیرها؛ قال: و منه‌الحدیث الآخر لا یأْتی الصلاة إِلا دبْراً، یروی بالضم و الفتح، و هو منصوب علی الظرف؛ و‌فی حدیث آخر: لا یأْتی الصلاة إِلا دَبَرِیّاً، بفتح الباء و سكونها، و هو منسوب إِلی الدَّبْرِ آخر الشی‌ء، و فتح الباء من تغییرات النسب، و نصبه علی الحال من فاعل یأْتی، قال: و العرب تقول العِلم قَبْلِیٌّ و لیس بالدَّبَرِیِّ؛ قال أَبو العباس: معناه أَن العالم المتقن یجیبك سریعاً و المتخلف یقول لی فیها نظر. ابن سیدة: تبعت صاحبی دَبَرِیّاً إِذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته و أَنت تحذر أَن یفوتك. و دَبَرَهُ یَدْبِرُه و یَدْبُرُه: تَلا دُبُرَه. و الدَّابِرُ: التابع. و جاء یَدْبُرُهم أَی یَتْبَعُهُمْ، و هو من ذلك. و أَدْبَرَ إِدْباراً و دُبْراً: ولَّی؛ عن كراع. و الصحیح أَن الإِدْبارَ المصدر و الدُّبْر الاسم. و أَدْبَرَ أَمْرُ القوم: ولَّی لِفَسادٍ. و قول الله تعالی: ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ؛ هذا حال مؤكدة لأَنه قد علم أَن مع كل تولیة إِدباراً فقال مُدْبِرِینَ مؤكداً؛ و مثله قول ابن دارة: أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لها نسَبی، و هَلْ بدارَةَ، یا لَلنَّاسِ، من عارِ؟
لسان العرب، ج‌4، ص: 270
قال ابن سیدة: كذا أَنشده ابن جنی لها نسبی و قال لها یعنی النسبة، قال: و روایتی له نسبی. و المَدْبَرَةُ: الإِدْبارُ؛ أَنشد ثعلب: هذا یُصادِیكَ إِقْبالًا بِمَدْبَرَةٍ؛ و ذا یُنادِیكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ و دَبَرَ بالشی‌ء: ذهب به. و دَبَرَ الرجلُ: ولَّی و شَیَّخَ؛ و منه قوله تعالی: و اللیل إِذا دَبَرَ؛ أَی تبع النهارَ قَبْلَه، و قرأَ ابن عباس و مجاهد: وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ، و قرأَها كثیر من الناس: و اللیل إِذا دَبَرَ، و قال الفراء: هما لغتان: دَبَرَ النهار و أَدْبَرَ، و دَبَرَ الصَّیْفُ و أَدْبَرَ، و كذلك قَبَلَ و أَقْبَلَ، فإِذا قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر لم یقولوا إِلا بالأَلف، قال: و إِنهما عندی فی المعنی لَواحدٌ لا أُبْعِدُ أن یأْتی فی الرجال ما أَتی فی الأَزمنة، و قیل: معنی قوله: و اللیل إِذا دَبَرَ، جاء بعد النهار، كما تقول خَلَفَ. یقال: دَبَرَنِی فلان و خَلَفَنِی أَی جاء بعدی، و من قرأَ: وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ؛ فمعناه ولَّی لیذهب. و دَابِرُ العَیْشِ: آخره؛ قال مَعْقِلُ بنُ خُوَیْلِدٍ الهُذَلِیُّ: و ما عَرَّیْتُ ذا الحَیَّاتِ، إِلَّا لأَقْطَعَ دَابِرَ العَیْشِ الحُبَابِ و ذا الحیات: اسم سیفه. و دابر العیش: آخره؛ یقول: ما عریته إِلا لأَقتلك. و دَبَرَ النهار و أَدْبَرَ: ذهب. و أَمْسِ الدَّابِرُ: الذاهب؛ و قالوا: مضی أَمْسِ الدَّابِرُ و أَمْسِ الْمُدْبِرُ، و هذا من التطوّع المُشامِّ للتأْكید لأَن الیوم إِذا قیل فیه أَمْسِ فمعلوم أَنه دَبَرَ، لكنه أَكده بقوله الدابر كما بینا؛ قال الشاعر: و أَبِی الذی تَرَكَ الملوكَ و جَمْعَهُمْ بِصُهَابَ هامِدَةً، كأَمْسِ الدَّابِرِ و قال صَخْرُ بن عمرو الشَّرِید السُّلَمِی: و لقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ و مَوْحَداً، و تَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ و یروی المُدْبِرِ. قال ابن بری: و الصحیح فی إِنشاده مثل أَمس المدبر؛ قال: و كذلك أَنشده أَبو عبیدة فی مقاتل الفرسان؛ و أَنشد قبله: و لقد دَفَعْتُ إِلی دُرَیْدٍ طَعْنَةً نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَرِ تُزْغِلُ: تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً. و العَطُّ: الشَّقُّ. و النجلاء: الواسعة. و یقال: هیهات، ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ، و هو الماضی لا یرجع أَبداً. و رجل خاسِرٌ دابِرٌ إتباع، و سیأْتی خاسِرٌ دابِرٌ، و یقال خاسِرٌ دامِرٌ، علی البدل، و إِن لم یلزم أَن یكون بدلًا. و اسْتَدْبَرَهُ: أَتاه من ورائه؛ و قول الأَعشی یصف الخمر أَنشده أَبو عبیدة: تَمَزَّزْتُها غَیْرَ مُسْتَدْبِرٍ، علی الشُّرْبِ، أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ قال: قوله غیر مستدبر فُسِّرَ غیر مستأْثر، و إِنما قیل للمستأْثر مستدبر لأَنه إِذا استأْثر بشربها استدبر عنهم و لم یستقبلهم لأَنه یشربها دونهم و یولی عنهم. و الدَّابِرُ من القداح: خلاف القَابِلِ، و صاحبه مُدَابِرٌ؛ قال صَخْر الغَیّ الهُذَلِیُّ یصف ماء ورده: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّهِ، خِیَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا المُدابِرُ: المقمور فی المیسر، و قیل: هو الذی
لسان العرب، ج‌4، ص: 271
قُمِرَ مرة بعد مرة فَیُعَاوِدُ لِیَقْمُرَ؛ و قال الأَصمعی: المدابر المُوَلِّی المُعْرِض عن صاحبه؛ و قال أَبو عبید: المدابر الذی یضرب بالقداح. و دَابَرْتُ فلاناً: عادیته. و قولهم: ما یَعْرِفُ قَبیلَهُ من دَبِیرِه، و فلان ما یَدْرِی قَبِیلًا من دَبِیرٍ؛ المعنی ما یدری شیئاً. و قال اللیث: القَبِیلُ فَتْلُ القُطْنِ، و الدَّبِیرُ: فَتْلُ الكَتَّانِ و الصُّوف. و یقال: القَبِیلُ ما وَلِیَكَ و الدَّبِیرُ ما خالفك. ابن الأَعرابی: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا عَرَفَ دَبِیره من قَبیله. قال الأَصمعی: القَبیل ما أَقبل من الفاتل إِلی حِقْوِه، و الدَّبِیرُ ما أَدبر به الفاتل إِلی ركبته. و قال المفضل: القبیل فَوْزُ القِدح فی القِمَارِ، و الدَّبِیرُ خَیْبَةُ القِدْحِ. و قال الشیبانی: القَبیل طاعة الرب و الدَّبیر معصیته. الصحاح: الدَّبیر ما أَدبرتْ به المرأَة من غَزْلها حین تَفْتِلُه. قال یعقوب: القَبیلُ ما أَقْبلتَ به إِلی صدرك، و الدَّبیر ما أَدبرتَ به عن صدرك. یقال: فلان ما یعرف قَبیلًا من دَبیر، و سنذكر من ذلك أَشیاء فی ترجمةِ قَبَلَ، إِن شاء الله تعالی. و الدِّبْرَةُ: خِلافُ القِبْلَة؛ یقال: فلان ما له قِبْلَةٌ و لا دِبْرَةٌ إِذا لم یهتد لجهة أَمره، و لیس لهذا الأَمر قِبْلَةٌ و لا دِبْرَةٌ إِذا لم یعرف وجهه؛ و یقال: قبح الله ما قَبَلَ منه و ما دَبَرَ. و أَدْبَرَ الرجلَ: جعله وراءه. و دَبَرَ السَّهْمُ أَی خرج من الهَدَفِ. و فی المحكم: دَبَرَ السهمُ الهَدَفَ یَدْبُرُه دَبْراً و دُبُوراً جاوزه و سقط وراءه. و الدَّابِرُ من السهام: الذی یخرج من الهَدَفِ. ابن الأَعرابی: دَبَرَ ردَّ، و دَبَرَ تأَخر، و أَدْبَرَ إِذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن الناقة إِذا نُحِرَتْ إِلی ناحیة القَفَا، و أَقْبَلَ إِذا صارت هذه الفَتْلَةُ إِلی ناحیة الوجه. و الدَّبَرَانُ: نجم بین الثُّرَیَّا و الجَوْزاءِ و یقال له التَّابِعُ و التُّوَیْبِعُ، و هو من منازل القمر، سُمِّیَ دَبَرَاناً لأَنه یَدْبُرُ الثریا أَی یَتْبَعُها. ابن سیدة: الدَّبَرانُ نجم یَدْبُرُ الثریا، لزمته الأَلف و اللام لأَنهم جعلوه الشی‌ء بعینه. قال سیبویه: فإِن قیل: أَ یقال لكل شی‌ء صار خلف شی‌ء دَبَرانٌ؟ فإِنك قائل له: لا، و لكن هذا بمنزلة العِدْل و العَدِیلِ، و هذا الضرب كثیر أَو معتاد. الجوهری: الدَّبَرانُ خمسة كواكب من الثَّوْرِ یقال إِنه سَنَامُه، و هو من منازل القمر. و جعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذنی و كلامَه دَبْرَ أُذنی أَی خَلْفِی لم أَعْبَأْ به، و تَصَامَمْتُ عنه و أَغضیت عنه و لم أَلتفت إِلیه، قال: یَدَاها كأَوْبِ الماتِحِینَ إِذا مَشَتْ، و رِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ الیَدَیْنِ طَرُوحُ و قالوا: إِذا رأَیت الثریا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج و شَهْر مَطَر، أَی إِذا بدأَت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر و وقت نَتاج الإِبل، و إِذا رأَیت الشِّعْرَی تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتًی و مَجْدُ حَمْلٍ، أَی إِذا رأَیت الشعری مع المغرب فذلك صَمِیمُ القُرِّ، فلا یصبر علی القِرَی و فعل الخیر فی ذلك الوقت غیر الفتی الكریم الماجد الحرّ، و قوله: و مجد حمل أَی لا یحمل فیه الثِّقْلَ إِلا الجَمَلُ الشدید لأَن الجمال تُهْزَلُ فی ذلك الوقت و تقل المراعی. و الدَّبُورُ: ریح تأْتی من دُبُرِ الكعبة مما یذهب نحو المشرق، و قیل: هی التی تأْتی من خلفك إِذا وقفت فی القبلة. التهذیب: و الدَّبُور بالفتح، الریح التی تقابل الصَّبَا و القَبُولَ، و هی ریح تَهُبُّ من نحو المغرب، و الصبا تقابلها من ناحیة المشرق؛ قال ابن الأَثیر: و قول من قال سمیت به لأَنها تأْتی من دُبُرِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 272
الكعبة لیس بشی‌ء. و دَبَرَتِ الریحُ أَی تحوّلت دَبُوراً؛ و قال ابن الأَعرابی: مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطائر إِلی مَطْلَعِ سُهَیْلٍ من التذكرة، یكون اسماً و صفة، فمن الصفة قول الأَعشی: لها زَجَلٌ كَحَفِیفِ الحَصاد، صادَفَ باللَّیْلِ رِیحاً دَبُورا و من الاسم قوله أَنشده سیبویه لرجل من باهلة: رِیحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ، و تارَةً رِهَمُ الرَّبِیعِ و صائبُ التَّهْتانِ قال: و كونها صفة أَكثر، و الجمع دُبُرٌ و دَبائِرُ، و قد دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً. و دُبِرَ القومُ، علی ما لم یسمَّ فاعله، فهم مَدْبُورُون: أَصابتهم ریح الدَّبُور؛ و أَدْبَرُوا: دخلوا فی الدَّبور، و كذلك سائر الریاح. و‌فی الحدیث: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: نُصِرْتُ بالصَّبَا و أُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ.و رجل أُدابِرٌ: للذی یقطع رحمه مثل أُباتِرٍ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ و حَلَّیْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ علیكم، بالفتح، أَی الهلاك. و رجل أُدابِرٌ: لا یقبل قول أَحد و لا یَلْوِی علی شی‌ء. قال السیرافی: و حكی سیبویه أُدابِراً فی الأَسماء و لم یفسره أَحد علی أَنه اسم، لكنه قد قرنه بأُحامِرٍ و أُجارِدٍ، و هما موضعان، فعسی أَن یكون أُدابِرٌ موضعاً. قال الأَزهری: و رجل أُباتِرٌ یَبْتُرُ رَحِمَهُ فیقطعها، و رجل أُخایِلٌ و هو المُخْتالُ. و أُذن مُدابَرَةٌ: قطعت من خلفها و شقت. و ناقة مُدابَرَة: شُقت من قِبَلِ قَفاها، و قیل: هو أَن یَقْرِضَ منها قَرْضَةً من جانبها مما یلی قفاها، و كذلك الشاة. و ناقة ذات إِقْبالَةٍ و إِدْبارة إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذنها و مُؤَخَّرُها و فُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ؛ و ذكر الأَزهری ذلك فی الشاة أَیضاً. و الإِدْبارُ: نقیضُ الإِقْبال؛ و الاسْتِدْبارُ: خلافُ الاستقبال. و رجل مُقابَلٌ و مُدابَرٌ: مَحْضٌ من أَبویه كریم الطرفین. و فلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَی كریم أَوَّل مَجْدِهِ و آخِرِه؛ قال الأَصمعی: و ذلك من الإِقْبالة و الإِدْبارَة، و هو شق فی الأُذن ثم یفتل ذلك، فإِذا أُقْبِلَ به فهو الإِقْبالَةُ، و إِذا أُدْبِرَ به فهو الإِدْبارة، و الجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذن هی الإِقبالة و الإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ، و الشاة مُدابَرَةٌ و مُقابَلَةٌ، و قد أَدْبَرْتُها و قابَلْتُها. و ناقة ذات إِقبالة و إِدبارة و ناقة مُقابَلَة مُدابَرَةٌ أَی كریمة الطرفین من قِبَل أَبیها و أُمها. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی أَن یُضَحَّی بمقابَلَةٍ أَو مُدابَرَةٍ؛ قال الأَصمعی: المقابلة أَن یقطع من طرف أُذنها شی‌ء ثم یترك معلقاً لا یَبِین كأَنه زَنَمَةٌ؛ و یقال لمثل ذلك من الإِبل: المُزَنَّمُ، و یسمی ذلك المُعَلَّقُ الرَّعْلَ. و المُدابَرَةُ: أَن یفعل ذلك بمؤخر الأُذن من الشاة؛ قال الأَصمعی: و كذلك إِن بان ذلك من الأُذن فهی مُقابَلَةٌ و مُدابَرَةٌ بعد أَن كان قطع. و المُدَابَرُ من المنازل: خلافُ المُقابَلِ. و تَدابَرَ القوم: تَعادَوْا و تَقاطَعُوا، و قیل: لا یكون ذلك إِلا فی بنی الأَب. و‌فی الحدیث: قال النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تَدَابَرُوا و لا تَقاطَعُوا؛ قال أَبو عبید: التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ و الهِجْرانُ، مأْخوذ من أَن یُوَلِّیَ الرجلُ صاحِبَه دُبُرَه و قفاه و یُعْرِضَ عنه بوجهه و یَهْجُرَه؛ و أَنشد: أَ أَوْصَی أَبو قَیْسٍ بأَن تَتَواصَلُوا، و أَوْصَی أَبوكُمْ، ویْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا؟
لسان العرب، ج‌4، ص: 273
و دَبَرَ القومُ یَدْبُرُونَ دِباراً: هلكوا. و أَدْبَرُوا إِذا وَلَّی أَمرُهم إِلی آخره فلم یبق منهم باقیة. و یقال: علیه الدَّبارُ أَی العَفَاءُ إِذا دعوا علیه بأَن یَدْبُرَ فلا یرجع؛ و مثله: علیه العفاء أَی الدُّرُوس و الهلاك. و قال الأَصمعی: الدَّبارُ الهلاك، بالفتح، مثل الدَّمار. و الدَّبْرَة: نقیضُ الدَّوْلَة، فالدَّوْلَةُ فی الخیر و الدَّبْرَةُ فی الشر. یقال: جعل الله علیه الدَّبْرَة، قال ابن سیدة: و هذا أَحسن ما رأَیته فی شرح الدَّبْرَة؛ و قیل: الدَّبْرَةُ العاقبة. و دَبَّرَ الأَمْرَ و تَدَبَّره: نظر فی عاقبته، و اسْتَدْبَرَه: رأَی فی عاقبته ما لم یر فی صدره؛ و عَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَی بأَخَرَةٍ؛ قال جریر: و لا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتی یُصِیبَكُمْ، و لا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا و التَّدْبِیرُ فی الأَمر: أَن تنظر إِلی ما تَؤُول إِلیه عاقبته، و التَّدَبُّر: التفكر فیه. و فلان ما یَدْرِی قِبَالَ الأَمْرِ من دِباره أَی أَوَّله من آخره. و یقال: إِن فلاناً لو استقبل من أَمره ما استدبره لَهُدِیَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَی لو علم فی بَدْءِ أَمره ما علمه فی آخره لاسْتَرْشَدَ لأَمره. و‌قال أَكْثَمُ بْنُ صَیْفِیٍّ لبنیه: یا بَنِیَّ لا تَتَدَبَّرُوا أَعجاز أُمور قد وَلَّتْ صُدُورُها.و التَّدْبِیرُ: أَن یَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره و یُدَبِّرَه أَی ینظر فی عواقبه. و التَّدْبِیرُ: أَن یُعتق الرجل عبده عن دُبُرٍ، و هو أَن یعتق بعد موته، فیقول: أَنت حر بعد موتی، و هو مُدَبَّرٌ؛ و‌فی الحدیث: إِن فلاناً أَعتق غلاماً له عن دُبُرٍ؛ أَی بعد موته. و دَبَّرْتُ العبدَ إِذا عَلَّقْتَ عتقه بموتك، و هو التدبیر أَی أَنه یعتق بعدما یدبره سیده و یموت. و دَبَّرَ العبد: أَعتقه بعد الموت. و دَبَّرَ الحدیثَ عنه: رواه. و یقال: دَبَّرْتُ الحدیث عن فلان حَدَّثْتُ به عنه بعد موته، و هو یُدَبِّرُ حدیث فلان أَی یرویه. و دَبَّرْتُ الحدیث أَی حدّثت به عن غیری. قال شمر: دبَّرْتُ الحدیث لیس بمعروف؛ قال الأَزهری: و قد جاء‌فی الحدیث: أَ مَا سَمِعْتَهُ من معاذ یُدَبِّرُه عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم؟أَی یحدّث به عنه؛ و قال: إِنما هو یُذَبِّرُه، بالذال المعجمة و الباء، أَی یُتْقِنُه؛ و قال الزجاج: الذَّبْر القراءةُ، و أَما أَبو عبید فإِن أَصحابه رووا عنه یُدَبِّرُه كما تری، و‌روی الأَزهری بسنده إِلی سَلَّامِ بن مِسْكِینٍ قال: سمعت قتادة یحدّث عن فلان، یرویه عن أَبی الدرداء، یُدَبِّرُه عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: ما شَرَقَتْ شمسٌ قَطُّ إِلا بِجَنْبَیْها ملكان یُنادِیانِ أَنهما یُسْمِعَانِ الخلائقَ غَیْرَ الثَّقَلَیْنِ الجن و الإِنس، أَلا هَلُمُّوا إِلی ربكم فإِنَّ ما قَلَّ و كفَی خَیْرٌ مما كَثُرَ و أَلْهَی، اللهم عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً و عَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً.ابن سیدة: و دَبَرَ الكتابَ یَدْبُرُه دَبْراً كتبه؛ عن كراع، قال: و المعروف ذَبَرَه و لم یقل دَبَره إِلا هو. و الرَّأْیُ الدَّبَرِیُّ: الذی یُمْعَنُ النَّظَرُ فیه، و كذلك الجوابُ الدَّبَرِیُّ؛ یقال: شَرُّ الرَّأْیِ الدَّبَرِیُّ و هو الذی یَسْنَحُ أَخیراً عند فوت الحاجة، أَی شره إِذا أَدْبَرَ الأَمْرُ و فات. و الدَّبَرَةُ، بالتحریك: قَرْحَةُ الدابة و البعیر، و الجمع دَبَرٌ و أَدْبارٌ مثل شَجَرَةٍ و شَجَرٍ و أَشجار. و دَبِرَ البعیرُ، بالكسر، یَدْبَرُ دَبَراً، فهو دَبِرٌ و أَدْبَرُ، و الأُنثی دَبِرَةٌ و دَبْراءُ، و إِبل دَبْرَی و قد أَدْبَرَها الحِمْلُ و القَتَبُ، و أَدْبَرْتُ البعیر فَدَبِرَ؛ و أَدْبَرَ الرجلُ إِذا دَبِرَ بعیره، و أَنْقَبَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 274
إِذا حَفِیَ خُفُّ بعیره. و‌فی حدیث ابن عباس: كانوا یقولون فی الجاهلیة إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ و عفا الأَثَرُ؛ الدبر، بالتحریك: الجرح الذی یكون فی ظهر الدابة، و قیل: هو أَن یَقْرَحَ خف البعیر، و‌فی حدیث عمر: قال لامرأَة أَدْبَرْتِ و أَنْقَبْتِ‌أَی دَبِرَ بعیرك و حَفِیَ. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: إِنی لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ و النَّابَ المُدْبِرَ‌أَی التی أَدْبَرَ خَیْرُها. و الأَدْبَرُ: لقب حُجْرِ بن عَدِیٍّ نُبِزَ به لأَن السلاح أَدْبَرَ ظهره، و قیل: سمی به لأَنه طُعِنَ مُوَلِّیاً؛ و دُبَیْرٌ الأَسَدِیُّ: منه كأَنه تصغیر أَدْبَرَ مرخماً. و الدَّبْرَةُ: الساقیة بین المزارع، و قیل: هی المَشَارَةُ فی المَزْرَعَةِ، و هی بالفارسیة كُرْدَه، و جمعها دَبْرٌ و دِبارٌ؛ قال بشر بن أَبی خازم: تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عن جُرَشِیَّةٍ، علی جِرْبَةٍ، یَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها و قیل: الدِّبارُ الكُرْدُ من المزرعة، واحدتها دِبارَةٌ. و الدَّبْرَةُ: الكُرْدَةُ من المزرعة، و الجمع الدِّبارُ. و الدِّباراتُ: الأَنهار الصغار التی تتفجر فی أَرض الزرع، واحدتها دَبْرَةٌ؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف كیف هذا إِلا أَن یكون جمع دَبْرَة علی دِبارٍ ثم أُلحقت الهاء للجمع، كما قالوا الفِحَالَةُ ثم جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة. و قال أَبو حنیفة: الدَّبْرَة البقعة من الأَرض تزرع، و الجمع دِبارٌ. و الدَّبْرُ و الدِّبْرُ: المال الكثیر الذی لا یحصی كثرة، واحده و جمعه سواء؛ یقال: مالٌ دَبْرٌ و مالان دَبْرٌ و أَموال دَبْرٌ. قال ابن سیدة: هذا الأَعرف، قال: و قد كُسِّرَ علی دُبُورٍ، و مثله مال دَثْرٌ. الفرّاء: الدَّبْرُ و الدِّبْرُ الكثیر من الضَّیْعَة و المال، یقال: رجل كثیر الدَّبْرِ إِذا كان فاشِیَ الضیعة، و رجل ذو دَبْرٍ كثیر الضیعة و المال؛ حكاه أَبو عبید عن أَبی زید. و المَدْبُور: المجروح. و المَدْبُور: الكثیر المال. و الدَّبْرُ، بالفتح: النحل و الزنابیر، و قیل: هو من النحل ما لا یَأْرِی، و لا واحد لها، و قیل: واحدته دَبْرَةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: وهَبْتُهُ من وَثَبَی قَمِطْرَهْ مَصْرُورَةِ الحَقْوَیْنِ مِثْلِ الدَّبْرَهْ و جمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ و دُبُورٌ؛ قال زید الخیل: بِأَبْیَضَ من أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ، و أَرْیِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد: شاره من النحل؛ و فی الصحاح قال لبید: بأَشهب من أَبكار مزن سحابة، و أَری دبور شاره النحلَ عاسل قال ابن بری یصف خمراً مزجت بماء أَبیض، و هو الأَشهب. و أَبكار: جمع بِكْرٍ. و المزن: السحاب الأَبیض، الواحدة مُزْنَةٌ. و الأَرْیُ: العسل. و شارَهُ: جناه، و النحل منصوب بإِسقاط من أَی جناه من النحل عاسل؛ و قبله: عَتِیق سُلافاتٍ سَبَتْها سَفِینَةٌ، یَكُرُّ علیها بالمِزاجِ النَّیاطِلُ و النیاطل: مكاییل الخمر. قال ابن سیدة: و یجوز أَن یكون الدُّبُورُ جمع دَبْرَةٍ كصخرة و صخور، و مَأْنة و مُؤُونٍ. و الدَّبُورُ، بفتح الدال: النحل، لا واحد لها من لفظها، و یقال للزنابیر أَیضاً دَبْرٌ.و حَمِیُّ الدَّبْرِ: عاصم بن ثابت بن أَبی الأَفلح الأَنصاری من أَصحاب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه
لسان العرب، ج‌4، ص: 275
و سلم، أُصیب یوم أُحد فمنعت النحل الكفار منه، و ذلك أَن المشركین لما قتلوه أَرادوا أَن یُمَثِّلُوا به فسلط الله عز و جل علیهم الزنابیر الكبار تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتی أَخذه المسلمون فدفنوه.و قال أَبو حنیفة: الدِّبْرُ النحل، بالكسر، كالدَّبْرِ؛ و قول أَبی ذؤیب: بِأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفها، و قد طُرِدَتْ یَوْمَیْنِ، فهْی خَلُوجُ عنی شُعْبَةً فیها دَبْرٌ [دِبْرٌ، و یروی: و قد وَلَهَتْ. و الدَّبْرُ و الدِّبْرُ أَیضاً: أَولاد الجراد؛ عنه. و‌روی الأَزهری بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبیری قال: الخَافِقَانِ ما بین مطلع الشمس إِلی مغربها.و الدَّبْرُ: الزنابیر؛ قال: و من قال النحل فقد أَخطأَ؛ و أَنشد لامرأَة قالت لزوجها: إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم یَخْشَ لَسْعَها، و خالَفَها فی بَیْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ شبه خروجها و دخولها بالنوائب. قال الأَصمعی: الجماعة من النحل یقال لها الثَّوْلُ، قال: و هو الدَّبْرُ و الخَشْرَمُ، و لا واحد لشی‌ء من هذا؟ قال الأَزهری: و هذا هو الصواب لا ما قال مصعب. و‌فی الحدیث: فأَرسل الله علیهم مثل الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ؛ هو بسكون الباء النحل، و قیل: الزنابیر. و الظلة: السحاب. و‌فی حدیث بعض النساء «3». جاءت إِلی أُمها و هی صغیرة تبكی فقالت لها: ما لَكِ؟ فقالت: مرت بی دُبَیْرَةٌ فَلَسَعَتْنِی بأُبَیْرَةٍ؛ هو تصغیر الدَّبْرَةِ النحلة. و الدَّبْرُ: رُقادُ كل ساعة، و هو نحو التَّسْبِیخ. و الدَّبْرُ: الموت. و دَابَرَ الرجلُ: مات؛ عن اللحیانی، و أَنشد لأُمیة بن أَبی الصلت: زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْروٍ أَنَّنِی یَوْماً مُدابِرْ، و مُسافِرٌ سَفَراً بَعِیداً، لا یَؤُوبُ له مُسافِرْ و أَدْبَرَ الرجلُ إِذا مات، و أَدْبَرَ إِذا تغافل عن حاجة صدیقه، و أَدْبَرَ: صار له دِبْرٌ [دَبْرٌ، و هو المال الكثیر. و دُبارٌ، بالضم: لیلة الأَربعاء، و قیل: یوم الأَربعاء عادِیَّةٌ من أَسمائهم القدیمة، و قال كراع: جاهلیة؛ و أَنشد: أُرَجِّی أَنْ أَعِیشَ، و أَنَّ یَوْمِی. بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالِی دُبارِ، فإِن أَفُتْهُ فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِیارِ أَول: الأَحَدُ. و شِیارٌ: السبتُ، و كل منها مذكور فی موضعه. ابن الأَعرابی: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سافر فی دُبارٍ. و سئل مجاهد عن یوم النَّحْسِ فقال: هو الأَربعاء لا یدور فی شهره. و الدَّبْرُ: قطعة تغلظ فی البحر كالجزیرة یعلوها الماء و یَنْضُبُ عنها. و‌فی حدیث النجاشی أَنه قال: ما أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَی لی ذَهَباً و أَنِّی آذیت رجلًا من المسلمین؛ و فُسِّرَ الدَّبْرَی بالجبل، قال ابن الأَثیر: هو بالقصر اسم جبل، قال: و‌فی روایة ما أُحب أَن لی دَبْراً من ذَهَبٍ، و الدَّبْرُ بلسانهم: الجبل؛ قال: هكذا فُسِّر، قال: فهو فی الأُولی معرفة و فی الثانیة نكرة، قال: و لا أَدری أَ عربی هو أَم لا. و دَبَرٌ: موضع بالیمن، و منه فلان الدَّبَرِیُّ. و ذاتُ الدَّبْرِ: اسم ثَنِیَّةٍ؛ قال ابن الأَعرابی:
(3). قوله: [و فی حدیث بعض النساء] عبارة النهایة: و فی حدیث سكینة انتهی. قال السید مرتضی: هی سكینة بنت الحسین، كما صرح به الصفدی و غیره انتهی. و سكینة بالتصغیر كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 276
و قد صحفه الأَصمعی فقال: ذات الدَّیْرِ. و دُبَیْرٌ: قبیلة من بنی أَسد. و الأُدَیْبِرُ: دُوَیْبَّة. و بَنُو الدُّبَیْرِ: بطن؛ قال: و فی بَنِی أُمِّ دُبَیْرٍ كَیْسُ علی الطعَّامِ ما غَبا غُبَیْسُ

دثر؛ ج4، ص: 276

: الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ. و قد دَثَرَ الرَّسْمُ و تَداثَرَ و دَثَرَ الشی‌ءُ یَدْثُرُ دُثُوراً و انْدَثَر: قَدُمَ و دَرَسَ؛ و استعار بعض الشعراء ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال: فی فِتْیَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ، عند القِتالِ قَدِیمُهُمْ لم یَدْثُرِ أَی حَسَبُهُمْ لم یَبْلَ و لا دَرَسَ. و سیفٌ داثِرٌ: بعید العهد، بالصِّقالِ. و رجل خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، و قیل: الدَّاثِرُ هنا الهالك، و‌روی عن الحسن أَنه قال: حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سریعة الدُّثُورِ؛ قال أَبو عبید: سریعة الدُّثُور یعنی دُرُوس ذكر الله و امِّحاءَهُ منها، یقول: اجْلُوها و اغسلوا الرَّیْنَ و الطَّبَعَ الذی علاها بذكر الله. و دُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نِسْیانِها، تقول للمنزل و غیره إِذا عَفَا و دَرَسَ: قد دَثَرَ دُثُوراً؛ قال ذو الرمة: أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ و قال شمر: دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها و دُرُوسُها، و دُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نسیانها. و دَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ و اسْتِسْنانٌ. و قال ابن شمیل: الدَّثَرُ الوَسَخُ. و قد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ. و دَثَرَ السیفُ إِذا صَدِئَ. و سیف داثِرٌ: و هو البعید العهد بالصِّقالِ؛ قال الأَزهری: و هذا هو الثواب یدل علیه‌قوله: حادِثُوا هذه القلوبَ‌أَی اجْلُوها و اغسلوا عنها الدَّثَرَ و الطَّبَعَ بذكر الله تعالی كما یُحادَثُ السیفُ إِذا صُقِلَ و جُلِیَ؛ و منه قول لبید: كَمِثْلِ السَّیْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ أَی جُلِیَ و صُقِلَ؛ و‌فی حدیث أَبی الدرداء: أَن القلب یَدْثُرُ كما یَدْثُرُ السیف فجلاؤه ذكر الله‌أَی یَصْدَأُ كما یصدأُ السیف، و أَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، و هو أَن تَهُبَّ الریاحُ علی المنزل فَتُغَشِّی رُسُومَهُ الرملَ و تغطیها بالتراب. و‌فی حدیث عائشة: دَثَرَ مكانُ البیت فلم یَحُجَّهُ هود، علیه السلام.و دَثَرَ الطائرُ تَدْثِیراً: أَصلح عُشَّهُ. و تَدَثَّرَ بالثوب: اشتمل به داخلَا فیه. و الدِّثارُ: ما یُتَدَثَّرُ به، و قیل: هو ما فوق الشِّعارِ. و فی الصحاح: الدِّثار كل ما كان فوق الثیاب من الشعار. و قد تَدَثَّرَ أَی تَلَفَّفَ فی الدِّثار. و‌فی حدیث الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ و الناس الدِّثارُ؛ الدِّثارُ: هو الثوب الذی یكون فوق الشِّعارِ، یعنی أَنتم الخاصَّةُ و الناسُ العامَّةُ. و رجل دَثُورٌ: مُتَدَثِّرٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ لم تَعْلَمِی أَنَّ الصَّعالِیكَ نَوْمُهُمْ قلیلٌ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟ و الدِّثارُ: الثوب الذی یُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ. یقال: تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً و ادَّثَرَ ادِّثاراً، فهو مُدَّثِّرٌ، و الأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء فی الدال و شدّدت. و قال الفرّاء فی قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ؛ یعنی المُتَدَثِّر بثیابه إِذا نام. و‌فی الحدیث: كان إِذا نزل علیه الوحی یقول دثِّرُونی دَثِّرُونی؛ أَی غَطُّونی بما أَدْفَأُ به. و الدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عن كراع. و الدَّثُور أَیضاً:
لسان العرب، ج‌4، ص: 277
الخامل النَّؤُوم. و الدَّثْرُ، بالفتح: المال الكثیر، لا یثنی و لا یجمع، یقال: مال دَثْرٌ و مالانِ دَثْرٌ و أَموالٌ دَثْرٌ، و قیل: هو الكثیر من كل شی‌ء؛ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قیل له: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ قال أَبو عبید: واحد الدُّثُور دَثْرٌ، و هو المال الكثیر؛ یقال: هم أَهلُ دَثْرٍ و دُثُورٍ، و مالٌ دَثْرٌ؛ و قال إمرؤ القیس: لَعَمْرِی لَقَوْمٌ قد تَرَی فی دِیارِهِمْ مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ و العَكَرِ الدَّثِرْ یعنی الإِبل الكثیرة فقال الدَّثِرْ و الأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء لیستقیم له الشعر. الجوهری: و عَسْكَرٌ دَثْرٌ أَی كثیر إِلَّا أَنه جاء بالتحریك. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: و ابْعَثْ راعِیَها فی الدَّثْرِ؛ أَراد بالدَّثْرِ هاهنا الخِصْبَ و النباتَ الكثیر. أَبو عمرو: المُتَدَثِّر من الرجال المَأْبُونُ، قال: و هو المُتَدَأَّمُ و المُتَدَهَّمُ و المِثْفَرُ و المِثْفَارُ. و رجل دَثْرٌ: غافل، و داثِرٌ مثله؛ و قول طفیل: إِذا سَاقَها الرّاعِی الدَّثُورُ حَسِبْتَها رِكابَ عِرَاقِیٍّ، مَواقِیرَ تَدْفَعُ الدَّثُور: البطی‌ء الثقیل الذی لا یكاد یبرح مكانَهُ. و دَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ و تَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه. و دَاثِرٌ: اسم؛ قال السیرافی: لا أَعرفه إِلَّا دِثاراً. و تَدَثَّرَ فَرَسَه: وَثَبَ علیها فركبها، و فی المحكم: ركبها و جال فی مَتْنِها، و قیل: ركبها من خلفها؛ و یستعار فی مثل هذا، قال ابن مقبل یصف غیثاً: أَصَاخَتْ له فُدْرُ الیَمامَةِ، بعد ما تَدَثَّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا و تَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَی تَسَنَّمَها.

دجر؛ ج4، ص: 277

: الدَّجَرُ: الحَیْرَةُ، و فی التهذیب: شبه الحیرة، و هو أَیضاً المَرَجُ. دَجِرَ، بالكسر، دَجَراً، فهو دَجِرٌ و دَجْرانُ فیهما أَی حَیْران فی أَمره؛ قال رؤبة: دَجْرَان لم یَشْرَبْ هُناك الخَمْرَا و قال العجاج: دَجْرَان لا یَشْعُرُ من حَیْثُ أَتَی و جمعهما دَجَارَی. و رجل دَجِرٌ و دَجْرانُ: و هو النشیط الذی فیه مع نشاطه أَثر. أَبو زید: دَجِرَ الرجلُ دَجَراً، و هو الأَحمق الذی یذهب لغیر وجهه. و الدِّجْرُ، بكسر الدال: اللُّوبیاء، هذه اللغة الفصحی، و حكی أَبو حنیفة الدِّجْرَ و الدَّجْرَ بكسر الدال و فتحها؛ قال ابن سیدة: و لم یحكها غیره إِلَّا بالكسر، و حكی هو و كراع فیه الدُّجْر، بضم الدال، قال: و كذلك قرئ بخط شمر؛ قال أَبو حنیفة: هو ضربان أَبیض و أَحمر. و الدَّجر و الدُّجْرُ و الدُّجُورُ: الخشبة التی تشد علیها حدیدة الفدّان، و منهم من یجعلها دُجْرَیْنِ كأَنهما أُذنان، و الحدیدة اسمها السُّنْبَة، و الفدان اسم لجمیع أَدواته، و الخشبة التی علی عنق الثور هی النِّیرُ، و السَّمِیقَانِ: خشبتان قد شدّتا فی العنق و الخشبة التی فی وسطه یشد بها عِنانُ الوَیْجِ، و هو القُنَّاحَةُ، و الوَیْجُ و المَیْسُ، بالیمانیة: اسم الخشبة الطویلة بین الثورین، و الخشبة التی یمسكها الحرّاث هی المِقْوَمُ، قال: و المِمْلَقَةُ و العِرْصافُ الخشبة التی فی رأْس المَیْسِ یعلق بها القید؛ قال الأَزهری: و هذه حروف صحیحة ذكرها ابن شمیل و ذكر بعضها ابن الأَعرابی. و‌فی حدیث عمر قال: اشتر لنا بالنَّوَی دَجْراً؛ الدجر، بالفتح و الضم: اللُّوبیاء، و قیل: هو بالفتح و الكسر، و أَما
لسان العرب، ج‌4، ص: 278
بالضم فهو خشبة یشد علیها حدیدة الفدان. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه أَكل الدُّجْرَ ثم غسل یده بالثِّفَالِ.و حَبْلٌ مُنْدَجِرٌ: رِخْوٌ، عن أَبی حنیفة. و قال: وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ رخو. و الدَّیْجُورُ: الظُّلْمَةُ، و وصفوا به فقالوا: لیل دَیْجُورٌ و لیلة دَیْجُورٌ و دَیْجُوجٌ مظلمة. و دِیمَةٌ دَیْجُورٌ: مظلمة بما تحمله من الماء؛ أَنشد أَبو حنیفة: كأَنَّ هَتْفَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ، بعد رَذاذِ الدِّیمَةِ الدَّیْجُورِ علی قَراهُ، فِلَقُ الشُّذُورِ و‌فی كلام علیّ، علیه السلام: تَغْرِیدُ ذواتِ المَنْطِقِ فی دیَاجِیرِ الأَوْكارِ؛ الدیاجیرُ: جمعُ دَیْجُور، و هو الظلام؛ قال ابن الأَثیر: و الواو و الیاء زائدتان، قال: و الدَّیْجُور الكثیر المتراكم من الیَبِیس. شمر: الدَّیْجُورُ التراب نفسه، و الجمع الدَّیاجِیرُ. و یقال: تراب دَیْجُورٌ أَغْبَرُ یَضْرِبُ إِلی السواد كلون الرماد، و إِذا كثر یبیس النبات فهو الدَّیْجُور لسواده. ابن شمیل: الدَّیْجُور الكثیر من الكلإِ. و الدِّجْرَانُ، بكسر الدال: الخَشَبُ المنصوب للتعریش، الواحدة دِجْرَانَةٌ.

دحر؛ ج4، ص: 278

: دَحَرَهُ یَدْحَرُهُ دَحْراً و دُحُوراً: دَفَعَهُ و أَبعده. الأَزهری: الدَّحْرُ تبعیدك الشی‌ء عن الشی‌ء. و فی التنزیل العزیز: وَ یُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جٰانِبٍ دُحُوراً؛ قال الفراء: قرأَ الناس بالنصب و الضم، فمن ضمها جعلها مصدراً كقولك دَحْرتُه دُحُوراً، و من فتحها جعلها اسماً كأَنه قال یقذفون بِداحِرٍ و بما یَدْحَرُ؛ قال الفراء: و لست أَشتهی الفتح لأَنه لو وجه علی ذلك علی صحة لكان فیها الباء كما تقول یُقْذَفُونَ بالحجارة، و لا یقال یُقْذَفُونَ الحجارة، و هو جائز؛ قال: و قال الزجاج معنی قوله دُحُوراً أَی یُدْحَرُونَ أَی یُباعَدُونَ. و‌فی حدیث عرفة: ما من یَوْمٍ إِبلیس فیه أَدْحَرُ و لا أَدْحَقُ منه فی یوم عرفة؛ الدَّحْرُ: الدَّفْعُ بِعُنْفٍ علی سبیل الإِهانة و الإِذلال، و الدَّحْقُ: الطرد و الإِبعاد، و أَفعل التی للتفضیل من دُحِرَ و دُحِقَ كأَشْهَرَ و أَجَنَّ من شُهِرَ وَ جُنَّ، و قد نزل وصف الشیطان بأَنه أَدحر و أَدحق منزلة وصف الیوم به لوقوع ذلك فیه فلذلك قال: من یوم عرفة، كأَنّ الیوم نفسه هو الأَدْحَرُ و الأَدْحَقُ. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَنَ: و یُدحَرُ الشیطانُ؛ و‌فی الدعاء: اللهم ادْحَرْ عنا الشیطان‌أَی ادْفَعْهُ و اطْرُدْهُ و نَحِّهِ. و الدُّحُورُ: الطرد و الإِبعاد، قال الله عز و جل: اخْرُجْ مِنْهٰا مَذْؤُماً مَدْحُوراً؛ أَی مُقْصًی و قیل مطروداً.

دحمر؛ ج4، ص: 278

: دَحْمَرَ القِرْبَةَ: ملأَها. و دَحْمُورٌ: دُوَیْبَّةٌ.

دخر؛ ج4، ص: 278

: دَخَرَ الرجلُ، بالفتح، یَدْخَرُ دُخُوراً، فهو دَاخِرٌ، و دَخِرَ دَخَراً: ذَلَّ و صَغُرَ یَصْغُرُ صَغَاراً، و هو الذی یفعل ما یؤمر به، شاء أَو أَبی صاغِراً قَمِیئاً. و الدَّخَرُ: التحیر. و الدُّخُورُ: الصَّغَارُ و الذل، و أَدْخَرَهُ غیره. قال الله تعالی: وَ هُمْ دٰاخِرُونَ؛ قال الزجاج: أَی صاغرون، قال: و معنی الآیة: أَ وَ لَمْ یَرَوْا إِلیٰ مٰا خَلَقَ اللّٰهُ مِنْ شَیْ‌ءٍ یَتَفَیَّؤُا ظِلٰالُهُ عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمٰائِلِ سُجَّداً لِلّٰهِ وَ هُمْ دٰاخِرُونَ؛ إِن كل ما خلقه الله من جسم و عظم و لحم و شجر و نجم خاضع ساجد لله، قال: و الكافر و إِن كفر بقلبه و لسانه فنفس جسمه و عظمه و لحمه و جمیع الشجر و الحیوانات
لسان العرب، ج‌4، ص: 279
خاضعة لله ساجدة. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: الكافر یسجد لغیر الله و ظله یسجد لله.قال الزجاج: و تأْویلُ الظل الجِسْمُ الذی عنه الظل. و فی قوله تعالی: سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰاخِرِینَ؛ قال‌فی الحدیث: الداخر الذلیل المُهان.

دخدر؛ ج4، ص: 279

: الدَّخْدَارُ: ثوب أَبیض مَصُونٌ. و هو بالفارسیة تَخْتَ دَار أَی یُمْسِكُه التَّخْتُ أَی ذو تخت؛ قال الكمیت یصف سحاباً: تَجْلُو البَوارِقُ عنه صَفْحَ دَخْدَارِ و الدَّخْدَارُ: ضرب من الثیاب نفیس، و هو معرّب الأَصل فیه تختار أَی صین فی التخت، و قد جاء فی الشعر القدیم.

ددر؛ ج4، ص: 279

: الدَّوْدَرَی: العظیم الخصیتین، لم یستعمل إِلَّا مزیداً إِذ لا یعرف فی الكلام مثل دَدَرَ.

درر؛ ج4، ص: 279

: دَرَّ اللبنُ و الدمع و نحوهما یَدِرُّ و یَدُرُّ دَرّاً و دُرُوراً؛ و كذلك الناقة. إذا حُلِبَتْ فأَقبل منها علی الحالب شی‌ء كثیر قیل: دَرَّتْ، و إِذا اجتمع فی الضرع من العروق و سائر الجسد قیل: دَرَّ اللبنُ. و الدِّرَّةُ، بالكسر: كثرة اللبن و سیلانه. و‌فی حدیث خزیمة: غاضت لها الدِّرَةُ، و هی اللبن إِذا كثر و سال؛ و اسْتَدَرَّ اللبنُ و الدمع و نحوهما: كثر؛ قال أَبو ذؤیب: إِذا نَهَضَتْ فیهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها، كَقِتْر الغلاءِ، مُسْتَدِرٌّ صِیابُها استعار الدَّرَّ لشدة دفع السهام، و الاسم الدِّرَّةُ و الدَّرَّة؛ و یقال: لا آتیك ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ و الجِرَّةُ، و اختلافهما أَن الدِّرَّةَ تَسْفُلُ و الجِرَّةَ تَعْلُو. و الدَّرُّ: اللبن ما كان؛ قال: طَوَی أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حتی كأَنها فَلافِلُ هِندِیٍّ، فَهُنَّ لُزُوقُ أُمهاتُ الدَّر: الأَطْباءُ. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن ذبح ذوات الدَّرِّ‌أَی ذوات اللبن، و یجوز أَن یكون مصدرَ دَرَّ اللبن إِذا جری؛ و منه‌الحدیث: لا یُحْبَسُ دَرُّكُم؛ أَی ذواتُ الدَّرِّ، أَراد أَنها لا تحشر إِلی المُصَدِّقِ و لا تُحْبَسُ عن المَرْعَی إِلی أَن تجتمع الماشیة ثم تعدّ لما فی ذلك من الإِضرار بها. ابن الأَعرابی: الدَّرُّ العمل من خیر أَو شر؛ و منه قولهم: لله دَرُّكَ، یكون مدحاً و یكون ذمّاً، كقولهم: قاتله الله ما أَكفره و ما أَشعره. و قالوا: لله دَرُّكَ أَی لله عملك یقال هذا لمن یمدح و یتعجب من عمله، فإِذا ذم عمله قیل: لا دَرَّ دَرُّهُ و قیل: لله دَرُّك من رجل معناه لله خیرك و فعالك، و إِذا شتموا قالوا: لا دَرَّ دَرُّه أَی لا كثر خیره، و قیل: لله دَرُّك أَی لله ما خرج منك من خیر. قال ابن سیدة: و أَصله أَن رجلًا رأَی آخر یحلب إِبلًا فتعجب من كثرة لبنها فقال: لله دَرُّك، و قیل: أَراد لله صالح عملك لأَن الدرّ أَفضل ما یحتلب؛ قال بعضهم: و أَحسبهم خصوا اللبن لأَنهم كانوا یَفْصِدُون الناقة فیشربون دمها و یَقْتَطُّونَها فیشربون ماء كرشها فكان اللبنُ أَفضلَ ما یحتلبون، و قولهم: لا دَرَّ دَرُّه لا زكا عمله، علی المثل، و قیل: لا دَرَّ دَرُّه أَی لا كثر خیره. قال أَبو بكر: و قال أَهل اللغة فی قولهم لله دَرُّه؛ الأَصل فیه أَن الرجل إِذا كثر خیره و عطاؤه و إِنالته الناس قیل: لله درُّه أَی عطاؤه و ما یؤخذ منه، فشبهوا عطاءه بِدَرِّ الناقة ثم كثر استعمالهم حتی صاروا یقولونه لكل متعجب منه؛ قال الفرّاء: و ربما استعملوه من غیر أَن یقولوا لله فیقولون: دَرَّ دَرُّ فلان و لا دَرَّ دَرُّه؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌4، ص: 280
دَرَّ دَرُّ الشَّبابِ و الشَّعَرِ الأَسْود … و قال آخَر: لا دَرَّ دَرِّیَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَهُمْ قِرْفَ الحَتِیِّ، و عندی البُرُّ مَكْنُوزُ و قال ابن أَحمر: بانَ الشَّبابُ و أَفْنَی ضِعفَهُ العُمُرُ، للهِ دَرِّی فَأَیَّ العَیْشِ أَنْتَظِرُ؟ تعجب من نفسه أَیّ عیش منتظر، و دَرَّت الناقة بلبنها و أَدَرَّتْهُ. و یقال: درَّت الناقة تَدِرُّ و تَدُرُّ دُرُوراً و دَرّاً و أَدَرَّها فَصِیلُها و أَدَرَّها مارِیها دون الفصیل إِذا مسح ضَرْعَها. و أَدَرَّت الناقة، فهی مُدِرٌّ إِذا دَرَّ لبنها. و ناقة دَرُورٌ: كثیرةُ الدَّرِّ، و دَارٌّ أَیضاً؛ و ضَرَّةٌ دَرُورٌ كذلك؛ قال طرفة: من الزَّمِرَاتِ أَسبل قادِماها، و ضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ و كذلك ضَرْعٌ دَرُورٌ، و إِبل دُرُرٌ و دُرَرٌ و دُرَّارٌ مِثل كافر و كُفَّارٍ؛ قال: كانَ ابْنُ أَسْمَاءَ یَعْشُوها و یَصْبَحُها من هَجْمَةٍ، كَفَسِیلِ النَّخْلِ دُرَّارِ قال ابن سیدة: و عندی أَن دُرَّاراً جمع دَارَّةٍ علی طرح الهاء. و اسْتَدَرَّ الحَلُوبَةَ: طلب دَرَّها. و الاسْتِدْرَارُ أَیضاً: أَن تمسح الضَّرْعَ بیدك ثم یَدِرَّ اللبنُ. و دَرَّ الضرع باللبن یَدُرُّ دُروراً، و دَرَّت لِقْحَةُ المسلمین و حَلُوبَتُهُمْ یعنی فَیْئَهم و خَرَاجَهم، وَ أَدَرَّهُ عُمَّالُه، و الاسم من كل ذلك الدِّرَّةُ. و دَرَّ الخَرَاجُ یَدِرُّ إِذا كثر. و روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه أَوصی إِلی عماله حین بعثهم فقال فی وصیته لهم: أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمین؛ قال اللیث: أَراد بذلك فیئهم و خراجهم فاستعار له اللِّقْحَةَ و الدِّرَّةَ. و یقال للرجل إِذا طلب الحاجة فَأَلَحَّ فیها: أَدَرَّها و إِن أَبَتْ أَی عالجها حتی تَدِرَّ، یكنی بالدَّرِّ هنا عن التیسیر. و دَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دماً أَو لبناً. و دَرَّ العِرْقُ: سال. قال: و یكون دُرورُ العِرْقِ تتابع ضَرَبانه كتتابع دُرُورِ العَدْوِ؛ و منه یقال: فرس دَرِیرٌ. و‌فی صفة سیدنا رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، فی ذكر حاجبیه: بینهما عِرْقٌ یُدِرُّه الغضب؛ یقول: إِذا غضب دَرَّ العِرْقُ الذی بین الحاجبین، و دروره غلظه و امتلاؤه؛ و فی قولهم: بین عینیه عِرْقٌ یُدِرُّه الغضب، و یقال یحرّكه، قال ابن الأَثیر: معناه أَی یمتلئ دماً إِذا غضب كما یمتلئ الضرع لبناً إِذا دَرَّ. و دَرَّت السماء بالمطر دَرّاً و دُرُوراً إِذا كثر مطرها؛ و سماء مِدْرَارٌ و سحابة مِدْرَارٌ. و العرب تقول للسماء إِذا أَخالت: دُرِّی دُبَس، بضم الدال؛ قاله ابن الأَعرابی، و هو من دَرَّ یَدُرُّ. و الدِّرَّةُ فی الأَمطار: أَن یتبع بعضها بعضاً، و جمعها دِرَرٌ. و للسحاب دِرَّةٌ أَی صَبٌّ، و الجمع دِرَرٌ؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ: سَلامُ الإِلهِ و رَیْحانُه، و رَحْمَتُهُ و سَمَاءٌ دِرَرْ غَمامٌ یُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ، فَأَحْیَا البِلَاد و طَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دِرَرٌ أَی ذاتُ دِرَرٍ. و‌فی حدیث الاستسقاء: دِیَماً دِرَراً: هو جمع دِرَّةٍ. یقال للسحاب دِرَّة أَی صَبٌّ و اندفاق، و قیل: الدِّرَرُ الدارُّ، كقوله تعالی: دِیناً قِیَماً؛ أَی قائماً. و سماء مِدْرارٌ أَی
لسان العرب، ج‌4، ص: 281
تَدِرُّ بالمطر. و الریحُ تُدِرُّ السَّحابَ و تَسْتَدِرُّه أَی تَسْتَجْلبه؛ و قال الحادِرَةُ و اسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِیُّ: فَكأَنَّ فاها بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ ثَغَبٌ بِرابِیَةٍ، لَذیذُ المَكْرَعِ بِغَرِیضِ سارِیَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا، من ماء أَسْحَرَ، طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ و الثغب: الغدیر فی ظل جبل لا تصیبه الشمس، فهو أَبرد له. و الغریض: الماء الطری وقت نزوله من السحاب. و أَسحرُ: غدیرٌ حُرُّ الطِّین؛ قال ابن بری: سمی هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ سَیَّارٍ فیه: كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَیْنِ، رَصْعَاءُ تُنْقِضُ فی حادِرِ قال: شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ فی حائر، و إِنقاضها: صوتها. و الحائر: مُجْتَمَعُ الماء فی مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا یجد مَسْرَباً. و الحادرة: الضخمة المنكبین. و الرصعاء و الرسحاء: الممسوحة العجیزة. و للسَّاقِ دِرَّةٌ: اسْتِدْرَارٌ للجری. و للسُّوقِ دِرَّة أَی نَفَاقٌ. و دَرَّت السُّوقُ: نَفَقَ متاعها، و الاسم الدِّرَّة. و دَرَّ الشی‌ء: لانَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا، كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ یَنْضَحْنَ عَنْدَما و ذلك لأَن العرب تقول: إِن استدبار الشمس مَصَحَّةٌ؛ و قوله أَنشده ثعلب: تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ و المَنَاسِمِ عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ فسره فقال: هذه حرب شبهها بالناقة، و دِرَّتُها: دَمُها. و دَرَّ النباتُ: الْتَفَّ. و دَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء؛ و سراج دارٌّ و دَرِیرٌ. و دَرَّ الشی‌ءُ إِذا جُمِعَ، و دَرَّ إِذا عُمِلَ. و الإِدْرارُ فی الخیل: أَن یُقِلَّ الفرسُ یَدَهُ حین یَعْتِقُ فیرفعها و قد یضعها. و دَرَّ الفرسُ یَدِرُّ دَرِیراً و دِرَّةً: عدا عَدْواً شدیداً. و مَرَّ علی دِرَّتِهِ أَی لا یثنیه شی‌ء. و فرس دَرِیرٌ: مكتنز الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ؛ قال إمرؤ القیس: دَرِیرٌ كَخُذْرُوف الوَلیدِ، أَمَرَّهُ تَتابُعُ كَفَّیهِ بِخَیْطٍ مُوَصَّلِ و یروی: تَقَلُّبُ كفیه …، و قیل: الدَّرِیر من الخیل السریع منها، و قیل: هو السریع من جمیع الدواب؛ قال أَبو عبیدة: الإِدْرَارُ فی الخیل أَن یَعْتِقَ فیرفع یداً و یضعها فی الخبب؛ و أَنشد أَبو الهیثم: لما رَأَتْ شیخاً لها دَرْدَرَّی فی مِثلِ خَیطِ العِهِنِ المُعَرَّی قال: الدردرّی من قولهم فرس دَرِیرٌ، و الدلیل علیه قوله: فی مثل خیط العهن المعرّی یرید به الخذروف، و المعرّی جعلت له عروة. و‌فی حدیث أَبی قِلابَةَ: صلیت الظهر ثم ركبت حماراً دَرِیراً؛ الدریر: السریع العدو من الدواب المكتنز الخلق، و أَصل الدَّرِّ فی كلام العرب اللبنُ. و دَرَّ وَجْهُ الرجل یَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة. الفرّاء: و الدَّرْدَرَّی الذی یذهب و یجی‌ء فی غیر حاجة. و أَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ، و هی مُدِرَّةٌ و مُدِرٌّ؛ الأَخیرة علی النَّسَب، إِذا فتلته فتلًا شدیداً فرأَیته كأَنه واقف من شدة دورانه. قال: و فی بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: إِذا رأَیته واقفاً لا یتحرك من
لسان العرب، ج‌4، ص: 282
شدّة دورانه. و الدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ الذی یَغْزِلُ به الراعی الصوفَ؛ قال: جَحَنْفَلٌ یَغْزِلُ بالدَّرَّارَة و‌فی حدیث عمرو بن العاص أَنه قال لمعاویة: أَتیتك و أَمْرُك أَشدُّ انْفِضاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زلتُ أَرُمُّه حتی تَرَكْتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ؛ قال: و ذكر القتیبی هذا الحدیث فغلط فی لفظه و معناه، و حُقُّ الكَهُول بیت العنكبوت، و أَما المدرّ، فهو بتشدید الراء، الغَزَّالُ؛ و یقال للمِغزَلِ نفسه الدَّرَّارَةُ و المِدَرَّةُ، و قد أَدرّت الغازلة دَرَّارَتَها إِذا أَدارتها لتستحكم قوّة ما تغزله من قطن أَو صوف، و ضرب فلكة المدرّ مثلًا لإِحكامه أَمره بعد استرخائه و اتساقه بعد اضطرابه، و ذلك لأَن الغَزَّال لا یأْلو إِحكاماً و تثبیتاً لِفَلْكَةِ مِغْزَلِه لأَنه إِذا قلق لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ؛ و قال القتیبی: أَراد بالمدرّ الجاریة إِذا فَلَكَ ثدیاها و دَرَّ فیهما الماء، یقول: كان أَمرك مسترخیاً فأَقمته حتی صار كأَنه حَلَمَةُ ثَدْیٍ قد أَدَرَّ، قال: و الأَول الوجه. و دَرَّ السهم دُرُوراً: دَارَ دَوَرَاناً جیداً، و أَدَرَّه صاحِبُه، و ذلك إِذا وضع السهم علی ظفر إِبهام الید الیسری ثم أَداره بإِبهام الید الیمنی و سبابتها؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و لا یكون دُرُورُ السهم و لا حنینه إِلا من اكتناز عُودِه و حسن استقامته و التئام صنعته. و الدِّرَّة، بالكسر: التی یضرب بها، عربیة معروفة، و فی التهذیب: الدِّرَّة دِرَّةُ السلطان التی یضرب بها. و الدُّرَّةُ: اللؤلؤة العظیمة؛ قال ابن درید: هو ما عظم من اللؤلؤ، و الجمع دُرٌّ و دُرَّاتٌ و دُرَرٌ؛ و أَنشد أَبو زید للربیع بن ضبع الفزاری: أَقْفَرَ من مَیَّةَ الجَریبُ إِلی الزُّجَّیْنِ، إِلَّا الظِّبَاءَ و البَقَرَا كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ، فی نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا و كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ و دِرِّیٌّ: ثاقِبٌ مُضِی‌ءٌ، فأَما دُرِّیٌّ فمنسوب إِلی الدُّرِّ، قال الفارسی: و یجوز أَن یكون فُعِّیْلًا علی تخفیف الهمزة قلباً لأَن سیبویه حكی عن ابن الخطاب كوكب دُرِّی‌ءٌ، قال: فیجوز أَن یكون هذا مخففاً منه، و أَما دِرِّیٌّ فیكون علی التضعیف أَیضاً، و أَما دَرِّیٌّ فعلی النسبة إِلی الدُّرِّ فیكون من المنسوب الذی علی غیر قیاس، و لا یكون علی التخفیف الذی تقدم لأَن فَعِّیْلًا لیس من كلامهم إِلَّا ما حكاه أَبو زید من قولهم سَكِّینةٌ؛ فی السِّكِّینَةِ؛ و فی التنزیل: كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ؛ قال أَبو إِسحاق: من قرأَه بغیر همزة نسبه إِلی الدُّر فی صفائه و حسنه و بیاضه، و قرئت دِرِّیٌّ، بالكسر، قال الفراء: و من العرب من یقول دِرِّیٌّ ینسبه إِلی الدُّرِّ، كما قالوا بحر لُجِّیُّ و لِجِّیٌّ و سُخْرِیٌّ و سِخْرِیٌّ، و قرئ دُرِّی‌ء، بالهمزة، و قد تقدم ذكره، و جمع الكواكب دَرَارِیّ. و‌فی الحدیث: كما تَرَوْنَ الكوكب الدُّرِّیَّ فی أُفُقِ السماء؛ أَی الشَّدِیدَ الإِنارَةِ. و قال الفراء: الكوكب الدُّرِّیُّ عند العرب هو العظیم المقدار، و قیل: هو أَحد الكواكب الخمسة السَّیَّارة. و‌فی حدیث الدجال: إِحدی عینیه كأَنها كوكب دُرِّیٌّ.و دُرِّیُّ السیف: تَلأْلُؤُه و إِشراقُه، إِما أَن یكون منسوباً إِلی الدُّرّ بصفائه و نقائه، و إِما أَن یكون مشبهاً بالكوكب الدریّ؛ قال عبد الله بن سبرة: كلُّ یَنُوءُ بماضِی الحَدِّ ذی شُطَبٍ عَضْبٍ، جَلا القَیْنُ عن دُرِّیِّه الطَّبَعَا
لسان العرب، ج‌4، ص: 283
و یروی … عن ذَرِّیِّه … یعنی فِرِنْدَهُ منسوب إِلی الذَّرِّ الذی هو النمل الصغار، لأَن فرند السیف یشبه بآثار الذر؛ و بیت دُرَیْد یروی علی الوجهین جمیعاً: و تُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً، و طُول السُّرَی دُرِّیَّ عَضْب مُهَنَّدِ و ذَرِّیَّ عضب. و دَرَرُ الطریق: قصده و متنه، و یقال: هو علی دَرَرِ الطریق أَی علی مَدْرَجَتِه، و فی الصحاح: أَی علی قصده. و یقال: دَارِی بِدَرَر دَارِك أَی بحذائها. إِذا تقابلتا، و یقال: هما علی دَرَرٍ واحد، بالفتح، أَی علی قصد واحد. و دَرَرُ الریح: مَهَبُّها؛ و هو دَرَرُك أَی حِذاؤك و قُبالَتُكَ. و یقال: دَرَرَك أَی قُبالَتَكَ؛ قال ابن أَحمر: كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا و جانِبُها، و القُفُّ مما تراه فَوْقَه دَرَرَا و اسْتَدَرَّتِ المِعْزَی: أَرادت الفحل. الأُمَوِیُّ: یقال للمعزی إِذا أَرادت الفحل: قد اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً، و للضأْن: قد اسْتوْبَلَتِ اسِتیبالًا، و یقال أَیضاً: اسْتَذْرَتِ المِعْزَی اسْتِذْرَاءً من المعتل، بالذال المعجمة. و الدَّرُّ: النَّفْسُ، و دفع الله عن دَرِّه أَی عن نَفْسه؛ حكاه اللحیانی. و دَرٌ: اسم موضع؛ قالت الخنساء: أَلا یا لَهْفَ نَفْسِی بعدَ عَیْشٍ لنا، بِجُنُوبِ دَرَّ فَذی نَهِیقِ و الدَّرْدَرَةُ: حكایة صوت الماء إِذا اندفع فی بطون الأَودیة. و الدُّرْدُورُ: موضع فی وسط البحر یجیش ماؤُه لا تكاد تَسْلَمُ منه السفینة؛ یقال: لَجَّجُوا فوقعوا فی الدُّرْدُورِ. الجوهری: الدُّرْدُور الماء الذی یَدُورُ و یخاف منه الغرق. و الدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسنان عامة، و قیل: منبتها قبل نباتها و بعد سقوطها، و قیل: هی مغارزها من الصبی، و الجمع الدَّرَادِر؛ و فی المثل: أَعْیَیْتِنی بأُشُرٍ فكیف أَرجوك بِدُرْدُرٍ؟ قال أَبو زید: هذا رجل یخاطب امرأَته یقول: لم تَقْبَلِی الأَدَبَ و أَنت شابة ذات أُشُرٍ فی ثَغْرِكِ، فكیف الآن و قد أَسْنَنْتِ حتی بَدَتْ دَرَادِرُكِ، و هی مغارز الأَسنان؟. و دَرِدَ الرجلُ إِذا سقطت أَسنانه و ظهرت دَرادِرُها، و جمعه الدُّرُدُ، و مثله: أَعْیَیْتَنی من شُبَّ إِلی دُبَّ أَی من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلی أَن دَبَبْتَ. و‌فی حدیث ذی الثُدَیَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان: كانت له ثُدَیَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ‌أَی تَمَزْمَزُ و تَرَجْرَج تجی‌ء و تذهب، و الأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدی التاءین تخفیفاً؛ و یقال للمرأَة إِذا كانت عظیمة الأَلیتین فإِذا مشت رجفتا: هی تدردر؛ و أَنشد: أُقْسِمُ، إِن لم تأْتِنا تَدَرْدَرُ، لَیُقْطَعَنَّ من لِسانٍ دُرْدُرُ قال: و الدُّرْدُرُ هاهنا طَرف اللسان، و یقال: هو أَصل اللسان، و هو مَغْرِز السِّنِّ فی أَكثر الكلام. و دَرْدَرَ البُسْرَةَ: دلكها بدُرْدُرِه و لاكَها؛ و منه قول بعض العرب و قد جاءه الأَصمعی: أَتیتنی و أَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَة. و دَرَّایَةُ: من أَسماء النساء. و الدَّرْدَارُ: ضرب من الشجر «4» معروف. و قولهم: دُهْ دُرَّیْنِ و سعدُ القَیْنُ، من أَسماء الكذب و الباطل، و یقال: أَصله أَن سَعْدَ القَیْنَ
(4). قوله: [ضرب من الشجر] و یطلق أَیضاً علی صوت الطبل كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 284
كان رجلًا من العجم یدور فی مخالیف الیمن یعمل لهم، فإِذا كَسَدَ عَمَلُهُ قال بالفارسیة: دُهْ بَدْرُودْ، كأَنه یودِّع القریة، أَی أَنا خارج غداً، و إِنما یقول ذلك لیُسْتَعْمَلَ، فعرّبته العرب و ضربوا به المثل فی الكذب. و قالوا: إِذا سمعتَ بِسُرَی القَیْن فإِنه مُصَبِّحٌ؛ قال ابن بری: و الصحیح فی هذا المثل ما رواه الأَصمعی و هو: دُهْدُرَّیْنِ سَعْدُ القَیْنُ، من غیر واو عطف و كون دُهْدُرَّیْنِ متصلًا غیر منفصل، قال أَبو علیّ: هو تثنیة دُهْدُرٍّ و هو الباطل، و مثله الدُّهْدُنُّ فی اسم الباطل أَیضاً فجعله عربیّاً، قال: و الحقیقة فیه أَنه اسم لِبَطَلَ كَسَرْعانَ و هَیهاتَ اسم لِسَرُعَ وَ بَعُدَ، و سَعْدُ فاعل به و القَیْنُ نَعْتُه، و حذف التنوین منه لالتقاء الساكنین، و یكون علی حذف مضاف تأْویله بطل قول سَعْدِ القَیْنِ، و یكون المعنی علی ما فسره أَبو علیّ: أَن سَعْدَ القَیْنَ كان من عادته أَن ینزل فی الحیّ فیُشِیع أَنه غیر مقیم، و أَنه فی هذه اللیلة یَسْرِی غَیْرَ مُصَبِّحٍ لیبادر إِلیه من عنده ما یعمله و یصلحه له، فقالت العرب: إِذا سمعتَ بِسُرَی القَیْنِ فإِنه مُصَبِّح؛ و رواه أَبو عبیدة معمر بن المثنی: دُهْدُرَّینِ سَعْدَ القَیْنَ، بنصب سعد، و ذكر أَن دُهْدُرَّیْنِ منصوب علی إِضمار فعل، و ظاهر كلامه یقضی أَن دُهْدُرَّین اسم للباطل تثنیة دُهْدُرٍّ و لم یجعله اسماً للفعل كما جعله أَبو علی، فكأَنه قال: اطرحوا الباطل و سَعْدَ القَیْنَ فلیس قوله بصحیح، قال: و قد رواه قوم كما رواه الجوهری منفصلًا فقالوا دُهْ دُرَّیْنِ و فسر بأَن دُهْ فعل أَمر من الدَّهاءِ إِلَّا أَنه قدّمت الواو التی هی لامه إِلی موضع عینه فصار دُوهْ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنین فصار دُهْ كما فعلت فی قُلْ، و دُرَّیْنِ من دَرَّ یَدِرُّ إِذا تتابع، و یراد هاهنا بالتثنیة التكرار، كما قالوا لَبَّیْك و حَنَانَیْكَ و دَوَالَیْكَ، و یكون سَعْدُ القَیْنُ منادی مفرداً و القین نعته، فیكون المعنی: بالغْ فی الدَّهاء و الكذب یا سَعْدُ القَیْنُ؛ قال ابن بری: و هذا القول حسن إِلَّا أَنه كان یجب أَن تفتح الدال من دُرَّین لأَنه جعله من دَرَّ یَدِرُّ إِذا تتابع، قال: و قد یمكن أَن یقول إِن الدال ضمت للإِتباع إِتباعاً لضمة الدال من دُهْ، و الله تعالی أَعلم.

دزر؛ ج4، ص: 284

: ابن الأَعرابی: الدَّزْرُ الدفع؛ یقال: دَزَرَهُ و دَسَرَه و دفعه بمعنی واحد.

دسر؛ ج4، ص: 284

: الدَّسْرُ: الطعن و الدَّفْعُ الشدید، یقال: دَسَرَه بالرمح؛ قال الشاعر: عن ذی قَدَامِیسَ كَهامٍ قد دَسَرْ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِن أَخوف ما أَخاف علیكم أَن یؤخذ الرجل المسلم البری‌ء عند الله فَیُدْسَرَ كما یُدْسَرُ الجَزُورُ؛ الدَّسْرُ: الدفع، أَی یُدْفَعَ و یُكَبَّ للقتل ما یفعل بالجزور عند النحر، و‌فی حدیث الحجاج أَنه قال لسِنان بن یزید النخعی: كیف قتلت الحسین؟ قال: دَسَرْتُه بالرمح دَسْراً و هَبَرْتُه بالسیف هَبْراً أَی دَفَعْتُهُ دَفْعاً عنیفاً، فقال له الحجاج: أَما و الله لا تجتمعان فی الجنة أَبداً.ابن سیدة: دَسَرَه یَدْسُرُه دَسْراً طعنه و دفعه. و الدَّسْرُ أَیضاً فی البُضْعِ، یقال: دَسَرَها بأَیرِه. و دَسَرَت السفینةُ الماءَ بصدرها: عاندته، و الدِّسارُ: خیط من لیف یشدّ به أَلواحها، و قیل: هو مسمارها، و الجمع دُسُرٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ حَمَلْنٰاهُ عَلیٰ ذٰاتِ أَلْوٰاحٍ وَ دُسُرٍ، و دُسْرٍ أَیضاً مثل عُسُرٍ و عُسْرٍ؛ و قال بشر:
لسان العرب، ج‌4، ص: 285
مُعَبَّدَة السَّقَائفِ ذات دُسْرٍ، مُضَبَّرَة، جَوانِبُها رَدَاحُ و‌فی حدیث ابن عباس و سئل عن زكاة العنبر فقال: إِنما هو شی‌ء دَسَرَهُ البحر‌أَی دفعه موج البحر و أَلقاه إِلی الشَّطِّ فلا زكاة فیه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: رَفَعَها بغیر عَمَدٍ یَدْعَمُها و لا دِسارٍ یَنْتَظِمُها؛ الدِّسارُ: المِسْمارُ، و جمعه دُسُرٌ، و قد دَسَرَ به دَسْراً، و كل ما سُمِّرَ، فقد دُسِرَ؛ قال الفراء: الدُّسُرُ مسامیر السفینة و شُرُطُها التی تُشَدُّ بها. و قال الزجاج: كل شی‌ء یكون نحو السَّمْرِ و إِدخال شی‌ء فی شی‌ء بقوَّة، فهو الدَّسْرُ. یقال: دَسَرْتُ المسمار أَدْسُرُه و أَدْسِرُهُ دَسْراً. و‌قال مجاهد: الدَّسْرُ إِصلاح السفینة؛ و قیل: الدَّسْرُ خَرْزُ السفینة، و قیل: هی السفینة نفسها تَدْسُرُ الماء بصدرها أَی تدفعه؛ قال ابن أَحمر: ضَرباً هذاذَیْكَ و طَعْناً مِدسَرَا و یقال: الدِّسارُ الشَّریط من اللیف الذی یشد بعضه ببعض. و رجل مِدْسَرٌ. و الدَّوْسَرُ: الذكر الضخم الشدید. و كَتِیبَةٌ دَوْسَرٌ و دَوْسَرَةٌ: مجتمعة. و دَوْسَرٌ: كتیبة للنعمان اشْتُقَّتْ من ذلك. و جَمَلٌ دَوْسَرٌ و دَوْسریٌّ و دَوْسَرَانِیٌّ و دُوَاسِرِیٌّ: ضخم شدید مجتمع ذو هامة و مناكب، و الأُنثی دَوْسَرٌ و دَوْسَرَةٌ؛ قال عدی: و لقد عَدَّیْتُ دَوْسَرَةً، كَعَلَاةِ القَیْنِ، مِذْكارا و قیل: الدَّوْسَرُ النوق العظیمة، و قال الفراء: الدَّوْسَرِیُّ القویُّ من الإِبل. و دَوْسَرٌ: اسم فرس؛ قال: لَیْسَتْ من الفِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ، قد سَبَقَتْ قَیْساً، و أَنتَ تَنْظُرُ أَراد: قد سبقت خیل قیس؛ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده یعقوب الفِرْقِ البِطاءِ و المعروف من الفُرْقِ. و الدُّوَاسِرُ: الماضی الشدید. و الدَّوْسَرُ: القدیم. و الدَّوْسَرُ الزُّوَانُ فی الحنطة، واحدته دَوْسَرَةٌ. و قال أَبو حنیفة: الدَّوْسَرُ نبات كنبات الزرع غیر أَنه یجاوز الزرع فی الطول و له سنبل و حب دقیق أَسمر. و دَوْسَرٌ: اسم كتیبة كانت للنعمان بن المنذر؛ و أَنشد للمثقب العبدی یمدح عمرو بن هند و كان نصرهم علی كتیبة النعمان: كُلُّ یَوْمٍ كانَ عَنَّا جَلَلًا، غَیرَ یَومِ الحِنْوِ من جَنَبیْ قَطَرْ ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فیه ضَرْبَةً، أَثْبَتَتْ أَوْتادَ مُلْكٍ فاسْتَقَرْ فَجَزَاهُ اللهُ من ذِی نِعْمَةٍ، و جَزاهُ اللهُ، إِنْ عَبْدٌ كَفَرْ و هذا الشعر أَورده الجوهری: ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فیهم ضَرْبَةً و صوابه: دوسر فیه لأَنه عائد علی یوم الحِنْوِ. و الجَلَلُ: من الأَضداد یكون الحقیر و العظیم، و هو فی هذا البیت الحقیر. و قَطَرُ: قَصَبَةُ عُمَانَ. و بنو سعد بن زید مناة كانت تلقب فی الجاهلیة دَوْسَر.

دسكر؛ ج4، ص: 285

: الدَّسْكَرَةُ: بناء كالقَصْرِ حوله بیوت للأَعاجم یكون فیها الشراب و الملاهی؛ قال الأَخطل: فی قِبابٍ عند دَسْكَرَةٍ، حولها الزَّیتونُ قد یَنَعا
لسان العرب، ج‌4، ص: 286
و الجمع الدَّساكِرُ؛ قال اللیث: یكون للملوك، و هو معرّب. و‌فی حدیث أَبی سفیان و هرقل: أَنه أَذن لعظماء الروم فی دَسْكَرَةٍ له؛ الدسكرة: بناء علی هیئة القصر فیه منازل و بیوت للخدم و الحشم، و لیست بعربیة محضة. و الدَّسْكَرَةُ: الصَّوْمَعَةُ؛ عن أَبی عمرو.

دطر؛ ج4، ص: 286

: الأَزهری فی الثلاثی الصحیح: أَما دَطَرَ فإِن ابن المُظَفَّرِ أَهمله؛ قال: و وجدت لأَبی عمر الشیبانی فیه حرفاً رواه ابنه عمرو عنه فی باب السفینة، قال: الدَّوْطِیرَةُ كَوْثَلُ السفینة.

دعر؛ ج4، ص: 286

: دَعِرَ العُودُ، بالكسر، دَعَراً، فهو دَعِرٌ: دَخَّنَ فلم یَتَّقِدْ و هو الردی‌ء الدخان، و منه اتُّخِذَتِ الدَّعارَةُ، و هی الفِسْقُ. و عُودٌ دَعِرٌ أَی كثیر الدخان، و فی التهذیب: عُودٌ دُعَرٌ، و قیل: الدَّعِرُ ما احترق من حطب أَو غیره فَطَفِئَ قبل أَن یَشْتَدَّ احتراقه، و الواحدة دَعِرَةٌ. و قال شمر: العود النَّخِرُ الذی إِذا وضع علی النار لم یستوقد و دَخِنَ فهو دَعِرٌ؛ و أَنشد لابن مقبل: باتَتْ حَوَاطِبُ لَیْلَی یَلْتَمِسْنَ لها جَزْلَ الجِذَی، غیرَ خَوَّارٍ و لا دَعِرِ و قیل: الدَّعِرُ من الحطب البالی. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول لكل حطب یَعْثَنُ إِذا اسْتَوْقَدَ: دَعِرٌ. و دَعِرَ العُودُ دَعَراً، فهو دَعِرٌ: نَخِرَ. و حكی الغَنَوِیُّ: عُودٌ دُعَرٌ مثال صُرَدٍ؛ و أَنشد: یَحْمِلْنَ فَحْماً جَیِّداً غَیْرَ دُعَرْ، أَسْوَدَ صَلَّالًا كأَعیْانِ البَقَرْ و زَنْدٌ دُعَرٌ: قُدِحَ به مراراً حتی احترق طرفه فلم یُور. و یقال: هذا زَنْدٌ دُعَرٌ إِذا لم یور؛ و أَنشد: مُؤْتَشِبٌ یَكْبُو به زَنْدٌ دُعَرْ و فی الصحاح: زَنْدٌ أَدْعَرُ. و یقال للنخلة إِذا لم تقبل اللِّقَاحَ: نخلة داعِرَةٌ و نخیل مَدَاعِیر فتزاد تلقیحاً و تنحق، قال: و تنحیقها أَن یُوطأَ عَسَقُها حتی یَسْتَرخِیَ فذلك دواؤها. و یقال لِلَوْنِ الفیل: المُدَعَّرُ؛ قال ثعلب: و المُدَعَّرُ اللَّوْنُ القبیح من جمیع الحیوان. و دَعِرَ الرجل و دَعَرَ دَعَارَةً: فَجَر و مَجَرَ، و فیه دَعارَةٌ و دَعَرَةٌ و دِعارَةٌ. و رجل دُعَرٌ و دُعَرَةٌ: خائن یعیب أَصحابه؛ قال الجعدی: فلا أَلْفَیَنْ دُعَراً دَارِیا، قَدِیمَ العَداوَةِ و النَّیْرَبِ و یُخْبِرُكُمْ أَنهُ ناصِحٌ، و فی نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ و قیل: الدُّعَرُ الذی لا خیر فیه. قال ابن شمیل: دَعِرَ الرجلُ دَعَراً إِذا كان یسرق و یزنی و یؤذی الناس، و هو الدَّاعِرُ. و الدَّعَّارُ: المفسد. و الدَّعَرُ: الفسادُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اللهم ارزقنی الغِلْظَةَ و الشّدَّةَ علی أَعدائك و أَهل الدَّعارَةِ و النفاق؛ الدَّعارَةُ: الفسادُ و الشر. و رجل دَاعِرٌ: خبیث مفسد. و‌فی الحدیث: كان فی بنی إِسرائیل رجل دَاعِرٌ؛ و یجمع علی دُعَّارٍ. و‌فی حدیث عَلِیٍّ: فَأَین دُعَّارُ طَی‌ء، و أَراد بهم قُطَّاعَ الطریق. قال أَبو المِنْهالِ: سأَلت أَبا زید عن شی‌ء فقال: ما لك و لهذا؟ هو كلام المَداعِیرِ. و الدَّعْرَةُ: القادِحُ و العیب. و رجل دُعَرَةٌ: فیه ذلك، و حكاه كراع ذُعْرَة، بالذال المعجمة و سكون العین، و ذُعَرَةٌ؛ قال: و الجمع ذُعَرَاتٌ، قال: فأَما الداعر، بالدال المهملة، فهو
لسان العرب، ج‌4، ص: 287
الخبیث. و الدَّعارَةُ: الفسق و الفجور و الخُبْثُ؛ و المرأَة دَاعِرَةٌ. و دَاعِرٌ: اسم فحل مُنْجِبٍ تنسب إِلیه الدَّاعِرِیَّةُ من الإِبل.

دعثر؛ ج4، ص: 287

: الدَّعْثَرُ: الأَحمق. و دُعْثُورُ كل شی‌ء: حُفْرَتُه. و الدُّعْثُورُ: الحوض الذی لم یُتَنَوَّقْ فی صَنْعَتِه و لم یُوَسَّعْ، و قیل: هو المهَدَّمُ؛ قال: أَ كُلَّ یَوْمٍ لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ؟ إِنَّ حِیاضَ النَّهَلِ الدَّعاثِیرْ یقول: أَ كلَّ یوم تكسرین حوضك حتی یُصْلَحَ؟ و الدعاثیر: ما تهدّم من الحیاض. و الجَوَابی و المَرَاكِی إِذا تكسر منها شی‌ء، فهو دُعْثُور. و قال أَبو عدنان: الدُّعْثُورُ یُحْفَرُ حفراً و لا یبنی إِنما یحفره صاحب الأَوّل یومَ وِرْدِه. و الدَّعْثَرَةُ: الهَدْمُ. و المُدَعْثَرُ: المهدوم. و الدُّعْثُورُ: الحوض المُثَلَّمُ؛ و قال الشاعر: أَجَلْ جَیْرِ إِن كانت أُبیحَتْ دَعاثِرُهْ و كذلك المنزل؛ قال العجاج: مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَتْ دَعاثِرَا أَراد دعاثیرا فحذف للضرورة. و قد دَعْثَرَ الحوضَ و غیره: هَدَمَهُ. و‌فی الحدیث: لا تقتلوا أَولادكم سرّاً، إِنه لَیُدْرِكُ الفارسَ فَیُدَعْثِرُهُ؛ أَی یَصْرَعُهُ و یُهْلِكُه یعنی إِذا صار رجلًا؛ قال: و المراد النهی عن الغِیلَةِ، و هو أَن یجامع الرجل المرأَة و هی مرضع فربما حملت، و اسم ذلك اللبن الغَیْلُ، بالفتح، فإِذا حملت فسد لبنها؛ یرید أَن من سوء أَثره فی بدن الطفل و إِفساد مزاجه و إِرخاء قواه أَن ذلك لا یزال ماثلًا فیه إِلی أَن یشتد و یبلغ مبلغ الرجال، فإِذا أَراد منازلة قِرْنٍ فی الحرب وهن عنه و انكسر، و سبب وَهْنِهِ و انكساره الغَیْلُ. و أَرض مُدَعْثَرَةٌ: موطوءَة. و مكان دِعْثارٌ: قد سَوَّسَهُ الضَّبُّ و حَفَرَهُ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: إِذا مُسْلَحِبٌّ، فَوْقَ ظَهْرِ نَبِیثَةٍ، یُجِدُّ بِدعْثارٍ حَدِیثٍ دَفِینُها قال: الضَّب یَحْفِرُ من سَرَبه كل یوم فیغطی نبیثة الأَمس، یفعل ذلك أَبداً. و جَمَلٌ دِعَثْرٌ: شدید یُدَعْثِرُ كل شی‌ء أَی یكسره؛ قال العجاج: قد أَقْرَضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا، ما أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا حتی أَعَدَّتْ بازِلًا دِعَثْرَا، أَفْضَلَ من سَبْعِینَ كانت خُضْرَا و كان قد اقترض من ابنته حَزْمَةَ سبعین درهماً للمُصَدِّقِ فأَعطته ثم تقاضته فقضاها بكراً.

دعكر؛ ج4، ص: 287

: ادْعَنْكَرَ السَّیْلُ: أَقبل و أَسرع و ادْعَنْكَرَ علیه، بالفتح: انْدَرَأَ؛ قال: قَد ادْعَنْكَرَتْ، بالفُحْشِ و السُّوءِ و الأَذَی، أُمَیَّتُها ادْعِنْكارَ سَیلٍ علی عَمْرِو. و ادْعَنكَرَ علیهم بالفُحْشِ إِذا انْدَرَأَ علیهم بالسوء. و رجل دَعَنْكَرانُ: مُدْعَنْكِرٌ. و رجل دَعَنْكَرٌ: مُنْدَرِئٌ علی الناس.

دعسر؛ ج4، ص: 287

: الدَّعْسَرَةُ: الخِفَّةُ و السُّرْعَةُ.

دغر؛ ج4، ص: 287

: دَغَرَ علیه یَدْغَرُ دَغَراً و دَغْرَی كَدَعْوَی: اقتحم من غیر تثبت، و الاسم الدَّغَرَی. و زعموا أَن امرأَة قالت لولدها: إِذا رأَت العینُ العینَ فَدَغْرَی و لا صَفَّی، و دَغْرَ لا صَفَّ، و دَغْراً لا صَفّاً مثل عَقْری و حَلْقَی و عَقْراً و حَلْقاً؛ تقول: إِذا
لسان العرب، ج‌4، ص: 288
رأَیتم عدوّكم فادْغَرُوا علیهم أَی اقتحموا و احملوا و لا تُصَافُّوهُمْ؛ و صَفَّی من المصادر التی فی آخرها أَلف التأْنیث نحو دَعْوَی من قول بُشَیْرِ بن النِّكْثِ: وَلَّتْ و دَعْوَی ما شَدِیدٌ صَخَبُهْ و دَغَرَ علیه: حمل. و الدَّغْرُ أَیضاً: الخلط؛ عن كراع. و روی هذا المثل: دَغْراً و لا صَفاً أَی خالطوهم و لا تَصافُوهم من الصَّفَاء. ابن الأَعرابی: المَدْغَرَةُ الحرب العَضُوضُ التی شِعارها دَغْرَی، و یقال: دَغْراً. و الدَّغْرُ: غَمْزُ الحَلقِ من الوجع الذی یُدْعَی العُذْرَةَ. و دَغَرَ الصَّبِیَّ یَدْغَرُه دَغْراً: و هو رَفْعُ ورم فی الحلق. و‌فی الحدیث أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال للنساء: لا تعذبن أَولادكن بالدَّغْرِ؛ و هو أَن تَرْفَعَ لَهَاةَ المعذور. قال أَبو عبید: الدَّغْرُ غَمْزُ الحَلْقِ بالأُصبع، و ذلك أَن الصبی تأْخذه العُذْرَةُ، و هو وجع یهیج فی الحلق من الدم، فتدخل المرأَة أُصبعها فترفع بها ذلك الموضع و تَكْبِسُه، فإِذا رفعت ذلك الموضع بأُصبعها قیل: دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً؛ و منه‌الحدیث: قال لأُم قَیْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُقِ؟و الدَّغْرُ: تَوَثُّبُ المُخْتَلِس و دَفْعُه نَفْسَه علی المتاع لیختلسه؛ و منه‌حدیث علی، كرم الله وجهه: لا قطع فی الدَّغْرَةِ، و هی الخَلْسَةُ؛ قال أَبو عبید: و هو عندی من الدفع أَیضاً لأَن المختلس یدفع نفسه علی الشی‌ء لیختلسه، و قیل فی‌قوله لا قطع فی الدغرة: هو أَن یملأَ یده من الشی‌ء یستلبه. و الدَّغْرَةُ: أَخذ الشی‌ء اختلاساً، و أَصل الدَّغْرِ الدفْعُ. و فی خُلُقِهِ دَغَرٌ أَی تَخَلُّفٌ؛ و فی التهذیب: كأَنه استسلام؛ «5». قال: و ما تَخَلَّفَ من أَخْلاقِهِ دَغَرُ و الدَّغْرُ: سوء غذاء الولد و أَن ترضعه أُمُّه فلا ترویه فیبقی مستجیعاً یعترض كل من لقی فیأْكل و یَمَصُّ، و یُلْقَی علی الشاة فَیَرْضَعُها، و هو عذاب الصبی. و قال أَبو سعید فیما رَدَّ علی أَبی عبید: الدَّغْرُ فی الفصیل أَن لا ترویه أُمُّه فَیَدْغَرَ فی ضرع غیرها،فقال، علیه الصلاة و السلام: لا تُعَذِّبْنَ أَولادكُنَّ بالدَّغْرِ و لكن أَرْوینَهُمْ لئلا یَدْغَروا فی كل ساعة و یستجیعوا؛ و إِنما أَمر بإِرواءِ الصبیان من اللبن. قال الأَزهری: و القول ما قال أَبو عبید و قد جاءَ فی الحدیث ما دل علی صحة قوله. و الدَّغْرُ: الوُجور. و دَغَرَهُ أَی ضَغَطَهُ حتی مات، و لونٌ مُدَغَّرٌ: قبیح؛ قال: كَسا عامِراً ثَوْبَ الدَّمامَةِ رَبُّهُ، كما كُسِیَ الخِنْزیرُ ثَوْباً مُدَغَّرا

دغمر؛ ج4، ص: 288

: الدَّغْمَرَةُ: الخَلْطُ. یقال: خُلُقٌ دُغْمُریٌّ و دَغْمَریٌّ. و الدَّغْمَرَةُ: تخلیط اللَّونِ و الخُلْقِ؛ قال رؤْبة: إِذا امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، سَلَّمْتُ عِرْضاً لَوْنُه لم یَدْكَنِ الأَدْرَنُ: الوَسِخُ. و دَغْمَرَ: خَلَطَ. لم یدكن: لم یتسخ؛ قاله ابن الأَعرابی. و رجل دُغْمورٌ: سی‌ء الثناء. و رجل مُدَغْمَرُ الخُلُقِ أَی لیس بصافی الخُلُقِ. و خُلُقٌ دَغْمَرِیٌّ و فی خُلُقه دَغْمَرَةٌ أَی شَراسَةٌ و لُؤْمٌ؛ قال العجاج:
(5). قوله: [كأنه استسلام] فی القاموس و شرحه: الدغر، بالتحریك، التخلف و الاستلام بالهمز، هكذا فی النسخ و مثله فی التكملة و فی التهذیب الاستسلام و هو تحریف
لسان العرب، ج‌4، ص: 289
لا یَزْدهینی العَمَلُ المَقْزِیُّ، و لا مِنَ الأَخْلاقِ دَغْمَرِیُّ و الدَّغْمَرِیُّ: السَّیِّ‌ءُ الخُلُق، و كذلك الذُّغْمُورُ، بالذال، الحَقُودُ الذی لا ینحلُّ حقده. و دَغْمَرَ علیه الخَبَرَ: خلطه. و المُدَغْمَرُ: الخَفِیُّ.

دفر؛ ج4، ص: 289

: الدَّفْرُ: الدفع. دَفَرَ فی عُنُقِهِ دَفْراً: دفع فی صدره و منعه؛ یمانیة. ابن الأَعرابی: دفَرْتُه فی قفاه دَفْراً أَی دفعته. و‌روی عن مجاهد فی قوله تعالی: یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلیٰ نٰارِ جَهَنَّمَ دَعًّا؛ قال یُدْفَرونَ فی أَقفیتهم دَفْراً أَی دفعاً. و الدَّفَرُ: وقوع الدود فی الطعام و اللحم. و الدَّفَرُ: النَّتْنُ خاصة و لا یكون الطِّیبَ البتةَ. ابن الأَعرابی: أَدْفَرَ الرجلُ إِذا فاح ریح صُنَانِهِ. غیره: الذَّفَرُ، بالذال و تحریك الفاء، شدّة ذكاء الرائحة، طیبة كانت أَو خبیثة؛ و منه قیل: مِسْك أَذْفَرُ، و رجل أَدْفَرُ و دَفِرٌ، الأَخیرة علی النسب لا فعل له؛ قال نافع بن لَقِیطٍ الفَقْعَسِیُّ: و مُؤَوْلِقٍ أَنْضَجْتُ كَیَّةَ رَأْسِه، فَتَرَكْتُهُ دَفِراً كَریحِ الجَوْرَبِ و امرأَة دَفْرَاءُ و دَفِرَةٌ. و یقال للأَمة إِذا شُتِمَتْ: یا دَفَارِ، مثل قطام، أَی یا مُنْتِنَةُ. و‌فی حدیث قَیْلَةَ: أَلْقِی إِلَیَّ ابْنَةَ أَخی یا دَفارِ‌أَی یا منتنة، و هی مبنیة علی الكسر و أَكثر ما ترد فی النداء. و الدَّفْرُ و أُمُّ دَفْرٍ: من أَسماء الدواهی. و دَفارِ و أُمُّ دَفارِ و أُمُّ دَفْرٍ، كله: الدنیا. و دَفْراً دَافِراً لما یجی‌ء به فلان علی المبالغة أَی نَتْناً. و یقال للرجل إِذا قَبَّحْتَ أَمْرَهُ: دَفْراً دَافِراً، و یقال: دَفْراً له أَی نَتْناً. و قال ابن الأَعرابی: الدَّفْرُ الذُّلُّ، و به فسر‌قول عمر، رضی الله عنه، لما سأَل كعباً عن وُلاةِ الأَمْرِ فأَخبره قال: وَا دَفْرَاهُ‌قیل: أَراد وَا ذُلَّاهْ، و أَما غیره ففسره بالنَّتْنِ أَی وا نَتْنَاه؛ و منه‌حدیثه الآخر: إِنما الحاجُّ الأَشْعَثُ الأَدْفَرُ الأَشْعَرُ؛ و الدَّفَرُ: النتن، بفتح الفاء، قال: و لا أَعرف هذا الفرق إِلَّا عن ابن الأَعرابی، و منه قیل للدنیا أُم دَفْرٍ.

دفتر؛ ج4، ص: 289

: الدَّفْتَرُ و الدِّفْتَرُ؛ كل ذلك عن اللحیانی حكاه عنه كراع: یعنی جماعة الصحف المضمومة. الجوهری: الدَّفْتَرُ واحد الدَّفاتِر، و هی الكَرارِیسُ.

دقر؛ ج4، ص: 289

: الدُّقْرَانُ: خَشَبٌ ینصب فی الأَرض یعرّش علیه الكرم، واحدته دُقْرانَةٌ. و الدَّوْقَرَةُ: بُقْعَةٌ تكون بین الجبال المحیطة بها لا نبات فیها، و هی من منازل الجنّ و یكره النزول بها؛ و فی التهذیب: هی بقعة تكون بین الجبال فی الغیطان انحسرت عنها الشجر، و هی بیضاء صُلْبة لا نبات فیها، و الجمع الدَّوَاقر. و دَقِرَ الرجلُ دَقَراً إِذا امتلأَ من الطعام. و دَقِرَ أَیضاً: قاء من المَلْ‌ءِ. و دَقِرَ هذا المكان: صارت فیه ریاضٌ. و قال أَبو حنیفة: دَقِرَ المكانُ نَدِیَ. و دَقِرَ النباتُ دَقَراً، فهو دَقِرٌ: كثر و تنعم. و رَوْضَةٌ دَقَرَی: خضراء ناعمة؛ قال النمر بن تولب: زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوّ، فأَصْبَحَتْ أَجَأٌ و جُبَّةُ من قَرارِ دِیارِها و كأَنَّها دَقَرَی تَخَیَّلُ، نَبْتُها أُنُفٌ، یَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها تَخَیَّلُ أَی تَلَوَّنُ بالنَّوْر فَتُرِیك رُؤْیا تُخَیِّلُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 290
إِلیك أَنها لون ثم تراها لوناً آخر، ثم قطع الكلام الأَوّل و ابتدأَ فقال: نبتها أُنف فنبتها مبتدأٌ و الأُنف خبره. و الأُنُفُ: التی لم تُرْعَ. و یغم: یعلو و یستر؛ یقول: نبتها یغم ضالها. و الضال: السِّدْرُ البَرِّیّ. و البحار: جمع بَحْرَةٍ، و هی الأَرض المستویة التی لیس بقربها جبل. ابن الأَعرابی: الدَّقْرُ الروضة الحسناء، و هی الدَّقَرَی. و أَرض دَقْرَاءُ: خضراء كثیرة الماء و النَّدَی مملوءَةٌ. و دَقَرَی: اسم روضة بعینها. أَبو عمرو: هی الدَّقَرَی و الدَّقْرَةُ و الدَّقیرَةُ. و الوَدْفَةُ و الوَدِیفَةُ: الروضة. الجوهری: و دَقَرَی اسم روضة. و الدَّقارِیرُ: الأُمورُ المخالفة، واحدتها دُقْرُورَةٌ و دِقْرارَةٌ، و الدِّقْرارَةُ: المخالفَةُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه أَمر رجلًا بشی‌ء فقال له: قد جئتَنی بِدِقْرَارَةِ قومك‌أَی بمخالفتهم. و الدِّقْرَارَةُ: الحدیث المُفْتَعَلُ. و یقال: فلان یَفْتَرِی الدَّقارِیرَ أَی الأَكاذیب و الفُحْشَ. و یقال للكذب المستشنع و الأَباطیل: ما جئتَ إِلَّا بالدَّقارِیرِ. ابن الأَثیر: فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال لأَسْلَمَ مَولاه: أَخَذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهلك؛ الدِّقْرَارَةُ واحدة الدَّقارِیر، و هی الأَباطیل و عاداتُ السوء، أَراد أَن عادة السوء التی هی عادة قومك و هی العدولُ عن الحق و العملُ بالباطل قد نَزَعَتْكَ و عَرَضَت لك فعجلت بها، و كان أَسلم عبداً بِجَاوِیّاً. و رجل دِقْرَارَة: نمام كأَنه ذو دِقْرَارَةٍ أَی ذو نمیمة و افتعال أَحادیث، و جمعه دَقارِیرُ؛ قال الكمیت: علی دَقارِیرَ أَحْكِیها و أَفْتَعِلُ و الدَّقارِیرُ: الدواهی و النمائم، الواحدة دِقْرَارَةٌ. و الدِّقْرارُ و الدِّقْرَارَةُ: التُّبَّانُ، و هی سراویل بلا ساق، و جمعه دقارِیرُ؛ قال أَوس: یَعْلُونَ بالقَلَعِ الهِنْدِیِّ هامَهُمُ، و یَخْرُجُ الفَسْوُ من تَحْتِ الدَّقارِیرِ و‌فی حدیث عَبْدِ خَیْرٍ قال: رأَیت علی عَمَّارٍ دِقْرَارَةً، و قال: إِنی مَمْثُونٌ؛ الدِّقْرَارَةُ: التُّبَّانُ، و هو السراویل الصغیر الذی یستر العورة وحدها. و المَمْثُونُ: الذی یشتكی مَثَانَتَهُ. و الدُّقْرُورُ: فَأْسٌ تحتفر بها الأَرض؛ قال: حَرًی حین تأْتی أَهْلَ مَلْهَمَ أَنْ تَرَی بِعَیْنَیْكَ دُقْرُوراً، و كَرّاً مُحَرَّمَا و الدِّقْرَارةُ: القصیر من الرجال. و الدِّقْرَارَةُ: العَوْمَرَةُ، و هی الخُصُومَةُ المُتْعِبَةُ.

دكر؛ ج4، ص: 290

: الدِّكْرُ: لُعْبَةٌ یلعب بها الزِّنْجُ و الحَبَشُ. و الدِّكْرُ أَیضاً لربیعة: فی الذِّكْرِ، و هو غلط، حملهم علیه ادَّكَرَ؛ حكاه سیبویه؛ و كذلك ما حكاه ابن الأَعرابی من قولهم الدِّكْرُ فی جمع دِكْرَة إِنما هو علی الذِّكْر، و نفی ابن الأَعرابی الدِّكْرَ، بسكون الكاف؛ حكاه سیبویه كما بینته. قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: الدِّكْر، بتشدید الدال، جمع ذِكْرَةٍ، أُدغمت اللام فی الذال فجعلتا دالًا مشدّدة، فإِذا قلت دِكْرٌ بغیر أَلف و لام التعریف قلت ذكر، بالذال، و جمعوا الذِّكْرَةَ الذِّكْراتِ، بالذال أَیضاً. و أَما قول الله تعالی: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ*؛فإِن الفراء قال: حدثنی الكسائی عن إِسرائیل عن أَبی إِسحاق عن الأَسود قال: قلت لعبد الله فهل من مُذّكِرٍ و مُدَّكِرٍ، فقال: أَقرأَنی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، مُدَّكِرٍ، بالدال، قال الفراء: و مُدَّكِرٍ فی الأَصل مُذْتَكِر علی مُفْتَعِل فصیرت الذال و تاء الافتعال دالًا مشدّدة، قال: و بعض بنی أَسد یقول مُذَّكِر فیقلبون الدال فتصیر ذالًا مشدّدة. و قد قال اللیث:
لسان العرب، ج‌4، ص: 291
الدِّكْرُ لیس من كلام العرب و ربیعة تغلط فی الذِّكْر فتقول دِكْرٌ.

دمر؛ ج4، ص: 291

: الدَّمارُ: اسْتِئْصالُ الهلاك. دَمَرَ القوم یَدْمُرونَ دَماراً: هلكوا. و دَمَرَهُم: مَقَتَهُم، و دَمَرَهُمُ الله و دَمَّرَهُمْ تَدْمِیراً. و فی التنزیل العزیز: فَدَمَّرْنٰاهُمْ تَدْمِیراً؛ یعنی به فرعون و قومه الذین مُسِخُوا قِرَدة و خنازیر؛ و دَمَّرَ علیهم كذلك. و‌فی حدیث ابن عمر: قد جاء السَّیْلُ بالبَطْحاء حتی دَمَّرَ المكانَ الذی كان یصلی فیه‌أَی أَهلكه. یقال: دَمَّرَه تدمیراً و دَمَّرَ علیه بمعنی؛ و یروی: دَفَنَ المكانَ، و المراد منهما دُرُوسُ الموضع و ذهابُ أَثره. و رجلٌ دَامِرٌ: هالك لا خیر فیه. یقال: رجلٌ خاسِرٌ دامِرٌ؛ عن یعقوب. كَدَابِرٍ، و حكی اللحیانی أَنه علی البدل و قال: خَسِرٌ و دَمِرٌ و دَبِرٌ فأَتبعوهما خَسِراً؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن خَسِراً علی فعله و دَمِراً و دَبِراً علی النسب. و ما رأَیت من خَسَارَتِهِ و دَمَارَتِهِ و دَبارَته. و قد دَمَرَ علیهم یَدْمُرُ دَمْراً و دُمُوراً: دخل بغیر إِذن، و قیل: هجم، و هو نحو ذلك؛ و منه قوله‌فی الحدیث: من نظر من صِیْرِ باب فقد دَمَرَ؛ قال أَبو عبید و غیره: دَمَرَ أَی دخل بغیر إِذن، و هو الدُّمُورُ، و قد دَمَرَ یَدْمُرُ دُمُوراً و دَمَقَ دَمْقاً و دُمُوقاً. و‌فی الحدیث أَیضاً: من سبق طَرْفُه استئذانَه فقد دَمَر‌أَی هَجَمَ و دخل بغیر إِذن، و هو من الدَّمارِ الهلاكِ لأَنه هجوم بما یكره، و‌فی روایة: من اطَّلَعَ فی بیت قوم بغیر إِذنهم فقد دَمَر، و المعنی أَن إِساءَة المُطَّلِع مثلُ إِساءة الدامر. و المُدَمِّرُ: الصائد یُدَخِّنُ فی قُتْرَتِه للصید بأَوْبارِ الإِبل كیلا تجد الوَحْشُ رِیحَه، و فی الصحاح: و تدمیر الصائد أَن یُدَخِّنَ قُتْرَتَهُ؛ و قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: فَلاقَی علیها، من صَبَاحَ، مُدَمِّراً لِنَامُوسِهِ من الصَّفیحِ سَقَائِفُ «6». و الدُّمارِیُّ و التَّدْمُرِیُّ و التُّدْمُریُّ من الیرابیع: اللَّئِیمُ الخِلْقَةِ المكسورُ البَراثِنِ الصُّلْبُ اللَّحْمِ، و قیل: هو الماعز منها و فیه قِصَرٌ و صِغَرٌ و لا أَظفار فی ساقیه و لا یدرك سریعاً، و هو أَصغر من الشُّفارِیِّ؛ قال: و إِنِّی لأَصْطادُ الیَرابِیعَ كُلَّها: شُفَارِیَّها و التَّدْمُرِیَّ المُقَصِّعَا قال: و أَما ضَأْنُها فهو شُفَارِیُّها، و علامة الضأْن فیها أَن له فی وسط ساقه ظفراً فی موضع صِیْصِیَةِ الدیك. و یوصف الرجل اللئیم بالتَّدْمُرِیّ. ابن سیدة: و التَّدْمُرِیُّ اللئیم من الرجال. و التَّدْمُرِیَّةُ من الكلاب: التی لیست بِسَلُوقِیَّةٍ و لا كدْرِیَّة. و تَدْمُرُ: مدینة بالشام؛ قال النابغة: و خَیِّسِ الجِنَّ إِنِّی قد أَذِنْتُ لهم یَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ و العَمَدِ الفراء عن الدُّبَیْرِیَّةِ: یقال ما فی الدار عَیْنٌ و لا عَیِّنٌ و لا تَدْمُرِیٌّ و لا تُدْمُرِیٌّ و لا تامُورِیٌّ و لا دُبِّیٌّ و لا دِبِّیٌّ بمعنی واحد.

دمثر؛ ج4، ص: 291

: الدُّماثِرُ: السَّهْلُ من الأَرض. و أَرض دِمَثْرٌ: سهلة. و أَرض دُماثِرٌ إِذا كانت دَمْثاءَ؛ و أَنشد الأَصمعی فی صفة إِبل: ضَارِبَة بِعَطَنِ دُماثِرِ أَی شَرِبَتْ فَضَرَبَتْ بِعَطَن، و دَمْثَرٌ: دَمِثٌ. و الدَّمْثَرَةُ: الدَّمَاثَةُ؛ و قول العجاج:
(6). قوله [من الصفیح] كذا بالأصل، و مثله فی الأساس، و الذی فی الصحاح بین الصفیح
لسان العرب، ج‌4، ص: 292
حَوْجَلَة الخَبَعْثَنِ الدِّمَثْرَا و بعیر دُمَثِرٌ دُماثِرٌ إِذا كان كثیر اللحم وثِیراً.

دنر؛ ج4، ص: 292

: الدِّیْنَارُ: فارسی مُعَرَّبٌ، و أَصله دِنَّارٌ، بالتشدید، بدلیل قولهم دَنانِیر و دُنَیْنِیر فقلبت إِحدی النونین یاء لئلَّا یلتبس بالمصادر التی تجی‌ء علی فِعَّالٍ، كقوله تعالی: وَ كَذَّبُوا بِآیٰاتِنٰا كِذّٰاباً؛ إِلَّا أَن یكون بالهاء فیخرّج علی أَصله مثل الصِّنَّارَةِ و الدِّنَّامَة لأَنه أَمن الآن من الالتباس، و لذلك جمع علی دنانیر، و مثله قِیراط و دِیباج و أَصله دِبَّاجٌ. قال أَبو منصور: دینار و قیراط و دیباج أَصلها أَعجمیة غیر أَن العرب تكلمت بها قدیماً فصارت عربیة. و رجل مُدَنَّرٌ: كثیر الدَّنانیر. و دِینارٌ مُدَنَّرٌ: مضروب. و فرس مُدَنَّرٌ: فیه تَدْنِیرٌ سوادٌ یخالطه شُهْبَةٌ. و بَرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ اللون: أَشهبُ علی مَتْنَیْهِ و عَجُزهِ سوادٌ مستدیر یخالطه شُهْبَةٌ؛ قال أَبو عبیدة: المُدَنَّرُ من الخیل الذی به نُكَتٌ فوق البَرَشِ. و دَنَّرَ وَجْهُه: أَشرق و تلألأَ كالدِّینار. و دِینارٌ: اسم.

دهر؛ ج4، ص: 292

: الدَّهْرُ: الأَمَدُ المَمْدُودُ، و قیل: الدهر أَلف سنة. قال ابن سیدة: و قد حكی فیه الدَّهَر، بفتح الهاء: فإِما أَن یكون الدَّهْرُ و الدَّهَرُ لغتین كما ذهب إِلیه البصریون فی هذا النحو فیقتصر علی ما سمع منه، و إِما أَن یكون ذلك لمكان حروف الحلق فیطرد فی كل شی‌ء كما ذهب إِلیه الكوفیون؛ قال أَبو النجم: و جَبَلَا طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرْ، أَشَمَّ لا یَسْطِیعُه النَّاسُ، الدَّهَرْ قال ابن سیدة: و جمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ و دُهُورٌ، و كذلك جمع الدَّهَرِ لأَنا لم نسمع أَدْهاراً و لا سمعنا فیه جمعاً إِلَّا ما قدّمنا من جمع دَهْرٍ؛ فأَما‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن الله: هو الدَّهْرُ؛ فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله لیس الدهر، فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله؛ الجوهری: لأَنهم كانوا یضیقون النوازل إِلی الدهر، فقیل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالی؛ و‌فی روایة: فإِن الدهر هو الله تعالی؛ قال الأَزهری: قال أَبو عبید‌قوله فإِن الله هو الدهر‌مما لا ینبغی لأَحد من أَهل الإِسلام أَن یجهل وجهه و ذلك أَن المُعَطِّلَةَ یحتجون به علی المسلمین، قال: و رأَیت بعض من یُتهم بالزندقة و الدَّهْرِیَّةِ یحتج بهذا الحدیث و یقول: أَ لا تراه‌یقول فإِن الله هو الدهر؟قال: فقلت و هل كان أَحد یسب الله فی آباد الدهر؟ و قد قال الأَعشی فی الجاهلیة: اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ و بالْحَمْدِ، وَ وَلَّی المَلامَةَ الرَّجُلا قال: و تأْویله عندی أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر و تَسُبَّه عند الحوادث و النوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فیقولون: أَصابتهم قوارع الدهر و حوادثه و أَبادهم الدهر، فیجعلون الدهر الذی یفعل ذلك فیذمونه، و قد ذكروا ذلك فی أَشعارهم و أَخبر الله تعالی عنهم بذلك فی كتابه العزیز ثم كذبهم فقال: وَ قٰالُوا مٰا هِیَ إِلّٰا حَیٰاتُنَا الدُّنْیٰا نَمُوتُ وَ نَحْیٰا وَ مٰا یُهْلِكُنٰا إِلَّا الدَّهْرُ؛ قال الله عز و جل: وَ مٰا لَهُمْ بِذٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلّٰا یَظُنُّونَ. و الدهر: الزمان الطویل و مدّة الحیاة الدنیا،فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تسبوا الدهر، علی تأْویل: لا تسبوا الذی یفعل بكم هذه الأَشیاء فإِنكم إِذا سببتم فاعلها فإِنما یقع السب علی الله تعالی لأَنه الفاعل لها لا الدهر، فهذا وجه الحدیث؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 293
قال الأَزهری: و قد فسر الشافعی هذا الحدیث بنحو ما فسره أَبو عبید فظننت أَن أَبا عبید حكی كلامه، و قیل: معنی نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ذم الدهر و سبه أَی لا تسبوا فاعل هذه الأَشیاء فإِنكم إِذا سببتموه وقع السب علی الله عز و جل لأَنه الفعال لما یرید، فیكون تقدیر الروایة الأُولی: فإِن جالب الحوادث و منزلها هو الله لا غیر، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، و تقدیر الروایة الثانیة: فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غیر ردّاً لاعتقادهم أَن جالبها الدهر. و عامَلَهُ مُدَاهَرَةً و دِهاراً: من الدَّهْرِ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و كذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً و دِهاراً؛ عنه. الأَزهری: قال الشافعی الحِیْنُ یقع علی مُدَّةِ الدنیا، و یوم؛ قال: و نحن لا نعلم للحین غایة، و كذلك زمان و دهر و أَحقاب، ذكر هذا فی كتاب الإِیمان؛ حكاه المزنی فی مختصره عنه. و قال شمر: الزمان و الدهر واحد؛ و أَنشد: إِنَّ دَهْراً یَلُفُّ حَبْلِی بِجُمْلٍ لَزَمَانٌ یَهُمُّ بالإِحْسانِ فعارض شمراً خالد بن یزید و خطَّأَه فی قوله الزمان و الدهر واحد و قال: الزمان زمان الرطب و الفاكهة و زمان الحرّ و زمان البرد، و یكون الزمان شهرین إِلی ستة أَشهر و الدهر لا ینقطع. قال الأَزهری: الدهر عند العرب یقع علی بعض الدهر الأَطول و یقع علی مدة الدنیا كلها. قال: و قد سمعت غیر واحد من العرب یقول: أَقمنا علی ماء كذا و كذا دهراً، و دارنا التی حللنا بها تحملنا دهراً، و إِذا كان هذا هكذا جاز أَن یقال الزمان و الدهر واحد فی معنی دون معنی. قال: و السنة عند العرب أَربعة أَزمنة: ربیع و قیظ و خریف و شتاء، و لا یجوز أَن یقال: الدهر أَربعة أَزمنة، فهما یفترقان. و‌روی الأَزهری بسنده عن أَبی بكر. رضی الله عنه، عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهیئته یومَ خَلَق اللهُ السماواتِ و الأَرضَ، السنةُ اثنا عشر شهراً، أَربعةٌ منها حُرُمٌ: ثلاثَةٌ منها متوالیاتٌ: ذو القَعْدَةِ و ذو الحجة و المحرّم، و رجب مفرد؛ قال الأَزهری: أَراد بالزمان الدهر. الجوهری: الدهر الزمان. و قولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ أَبِیدٌ، و یقال: لا آتیك دَهْرَ الدَّاهِرِین أَی أَبداً. و رجل دُهْرِیٌّ: قدیم مُسِنٌّ نسب إِلی الدهر، و هو نادر. قال سیبویه: فإِن سمیت بِدَهْرٍ لم تقل إِلَّا دَهْرِیٌّ علی القیاس. و رجل دَهْرِیٌّ: مُلْحِدٌ لا یؤمن بالآخرة، یقول ببقاء الدهر، و هو مولَّد. قال ابن الأَنباری: یقال فی النسبة إِلی الرجل القدیم دَهْرِیٌّ. قال: و إِن كان من بنی دَهْرٍ من بنی عامر قلت دُهْرِیٌّ لا غیر، بضم الدال، قال ثعلب: و هما جمیعاً منسوبان إِلی الدَّهْرِ و هم ربما غیروا فی النسب، كما قالوا سُهْلِیٌّ للمنسوب إِلی الأَرض السَّهْلَةِ. و الدَّهارِیرُ: أَوّل الدَّهْرِ فی الزمان الماضی، و لا واحد له؛ و أَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد، و قال ابن بری: هو لِعثْیَر «1». بن لبید العُذْرِیِّ، قال و قیل هو لِحُرَیْثِ بن جَبَلَةَ العُذْری: فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَیْراً و ارْضَیَنَّ بهِ، فَبَیْنَما العُسْرُ إِذ دَارَتْ مَیَاسِیرُ و بینما المَرْءُ فی الأَحیاءِ مُغْتَبَطٌ، إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعاصِیرُ یَبْكِی علیه غَرِیبٌ لیس یَعْرِفُهُ، و ذُو قَرَابَتهِ فی الحَیِّ مَسْرُورُ
(1). قوله: [هو لعثیر الخ] و قیل لابن عیینة المهلبی، قاله صاحب القاموس فی البصائر كذا بخط السید مرتضی بهامش الأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 294
حتی كأَنْ لم یكن إِلَّا تَذَكُّرُهُ، و الدَّهْرُ أَیَّتَمَا حِینٍ دَهارِیرُ قوله: استقدر الله خیراً أَی اطلب منه أَن یقدر لك خیراً. و قوله: فبینما العسر، العسر مبتدأٌ و خبره محذوف تقدیره فبینما العسر كائن أَو حاضر. إِذ دارت میاسیر أَی حدثت و حلت، و المیاسیر: جمع میسور. و قوله: كأَن لم یكن إِلَّا تذكره، یكن تامة و إِلَّا تذكره فاعل بها، و اسم كأَن مضمر تقدیره كأَنه لم یكن إِلَّا تذكره، و الهاء فی تذكره عائدة علی الهاء المقدّرة؛ و الدهر مبتدأٌ و دهاریر خبره، و أَیتما حال ظرف من الزمان و العامل فیه ما فی دهاریر من معنی الشدّة. و قولهم: دَهْرٌ دَهارِیرٌ أَی شدید، كقولهم: لَیْلَةٌ لَیْلاءُ و نهارٌ أَنْهَرُ و یومٌ أَیْوَمُ و ساعَةٌ سَوْعاءُ. و واحدُ الدَّهارِیرَ دَهْرٌ، علی غیر قیاس، كما قالوا: ذَكَرٌ و مَذاكِیرُ و شِبْهٌ و مَشَابهِ، فكأَنها جمع مِذْكارٍ و مُشْبِهٍ، و كأَنّ دَهارِیر جمعُ دُهْرُورٍ أَو دَهْرار. و الرَّمْسُ: القبر. و الأَعاصیر: جمع إِعصار، و هی الریح تهب بشدّة. و دُهُورٌ دَهارِیر: مختلفة علی المبالغة؛ الأَزهری: یقال ذلك فی دَهْرِ الدَّهارِیر. قال: و لا یفرد منه دِهْرِیرٌ؛ و فی حدیث سَطِیح: فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهارِیرُ قال الأَزهری: الدَّهاریر جمع الدُّهُورِ، أَراد أَن الدهر ذو حالین من بُؤْسٍ و نُعْمٍ. و قال الزمخشری: الدهاریر تصاریف الدهر و نوائبه، مشتق من لفظ الدهر، لیس له واحد من لفظه كعبادید. و الدهر: النازلة. و‌فی حدیث موت أَبی طالب: لو لا أَن قریشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ.یقال: دَهَرَ فلاناً أَمْرٌ إِذا أَصابه مكروه، و دَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه، و دَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم. و ما دَهْری بكذا و ما دَهْری كذا أَی ما هَمِّی و غایتی. و‌فی حدیث أُم سلیم: ما ذاك دَهْرُكِ.یقال: ما ذاكَ دَهْرِی و ما دَهْرِی بكذا أَی هَمِّی و إِرادتی؛ قال مُتَمِّم بن نُوَیْرَةَ: لَعَمْرِی و ما دَهْرِی بِتَأْبِینِ هالِكٍ، و لا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعَا و ما ذاك بِدَهْری أَی عادتی. و الدَّهْوَرَةُ: جَمْعُك الشی‌ءَ و قَذْفُكَ به فی مَهْوَاةٍ؛ و دَهْوَرْتُ الشی‌ء: كذلك. و‌فی حدیث النجاشی: فلا دَهْوَرَة الیومَ علی حِزْبِ إِبراهیم، كأَنه أَراد لا ضَیْعَةَ علیهم و لا یترك حفظهم و تعهدهم، و الواو زائدة، و هو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشی‌ء و قَذْفِكَ إِیاه فی مَهْوَاةٍ؛ و دَهْوَرَ اللُّقَمَ منه، و قیل: دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها. الأَزهری: دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إِذا أَدارها ثم الْتَهَمَها. و‌قال مجاهد فی قوله تعالی: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، قال: دُهْوِرَتْ، و قال الربیع بن خُثَیْمٍ: رُمِیَ بها.و یقال: طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إِذا أَلقاه. و قال الزجاج فی قوله: فَكُبْكِبُوا فِیهٰا هُمْ وَ الْغٰاوُونَ؛ أَی فی الجحیم. قال: و معنی كبكبوا طُرِحَ بعضهم علی بعض، و قال غیره من أَهل اللغة: معناه دُهْوِرُوا. و دَهْوَرَ: سَلَحَ. و دَهْوَرَ كلامَه: قَحَّمَ بعضَه فی إِثر بعض. و دَهْوَرَ الحائط: دفعه فسقط. و تَدَهْوَرَ اللیلُ: أَدبر. و الدَّهْوَرِیُّ من الرجال: الصُّلْبُ الضَّرْب. اللیث: رجل دَهْوَرِیُّ الصوت و هو الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قال الأَزهری: أَظن هذا خطأً و الصواب جَهْوَرِیُّ الصوت أَی رفیع الصوت. و دَاهِرٌ: مَلِكُ الدَّیْبُلِ، قتله محمد بن القاسم الثقفی
لسان العرب، ج‌4، ص: 295
ابن عمر الحجاج فذكره جریر و قال: و أَرْضَ هِرَقْل قد ذَكَرْتُ و داهِراً، و یَسْعَی لكم من آلِ كِسْرَی النَّواصِفُ و قال الفرزدق: فإِنی أَنا الموتُ الذی هو نازلٌ بنفسك، فانْظُرْ كیف أَنْتَ تُحاوِلُهْ فأَجابه جریر: أَنا الدهرُ یُفْنی الموتَ، و الدَّهْرُ خالدٌ، فَجِئْنی بمثلِ الدهرِ شیئاً تُطَاوِلُهْ قال الأَزهری: جعل الدهر الدنیا و الآخرة لأَن الموت یفنی بعد انقضاء الدنیا، قال: هكذا جاء فی الحدیث. و فی نوادر الأَعراب: ما عندی فی هذا الأَمر دَهْوَرِیَّة و لا رَخْوَدِیَّةٌ أَی لیس عندی فیه رفق و لا مُهاوَدَةٌ و لا رُوَیْدِیَةٌ و لا هُوَیْدِیَةٌ و لا هَوْدَاء و لا هَیْدَاءُ بمعنی واحد. و دَهْرٌ و دُهَیْرٌ و دَاهِرٌ: أَسماء. و دَهْرٌ: اسم موضع، قال لبید بن ربیعة: و أَصْبَحَ رَاسِیاً بِرُضَامِ دَهْرٍ، و سَالَ به الخمائلُ فی الرِّهامِ و الدَّوَاهِرُ: رَكایا معروفة؛ قال الفرزدق: إِذاً لأَتَی الدَّوَاهِرَ، عن قریبٍ، بِخِزْیٍ غیرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ

دهدر؛ ج4، ص: 295

: الدُّهْدُرُّ: الباطلُ، و منه قولهم دُهْدُرَّیْنِ و دُهْدُرَّیْهِ للرجل الكذوب. أَبو زید: العرب تقول دُهْدُرَّانِ لا یغنیان عنك شیئاً. و دُهْدُرَّیْنِ: اسم لِبَطَلَ؛ قال ذلك أَبو علی. و من كلامهم: دُهْدُرَّیْنِ سَعْدُ القَیْنُ أَی بَطَلَ سعدُ القَیْنُ بأَن لا یُسْتَعْمَلَ و ذلك لتشاغل الناس بما هم فیه من الشدّة أَو القحط. و یقال: سَاعدُ القَیْنُ، و یقال: دُهْدُرَّانِ لا یُغْنی عَنْكَ شیئاً.

دهشر؛ ج4، ص: 295

: أَبو عمرو: الدَّهْشَرَةُ الناقة الكبیرة و العَجَمْجَمَةُ الشدیدة.

دهكر؛ ج4، ص: 295

: الدَّهْكَرُ: القصیر. و التَّدَهْكُرُ: التدحرج فی المشیة و تَدَهْكَرَ علیه: تَنَزَّی.

دور؛ ج4، ص: 295

: دَارَ الشی‌ءُ یَدُورُ دَوْراً و دَوَرَاناً و دُؤُوراً و اسْتَدَارَ و أَدَرْتُه أَنا و دَوَّرْتُه و أَدَارَه غیره و دَوَّرَ به و دُرْتُ به و أَدَرْت اسْتَدَرْتُ، و دَاوَرَهُ مُدَاوَرَةً و دِوَاراً: دَارَ معه؛ قال أَبو ذؤیب: حتی أُتِیح له یوماً بِمَرْقَبَةٍ ذُو مِرَّةٍ، بِدِوَارِ الصَّیْدِ، وَجَّاسُ عدّی وجاس بالباء لأَنه فی معنی قولك عالم به. و الدهر دَوَّارٌ بالإِنسان و دَوَّارِیٌّ أَی دائر به علی إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه؛ قال ابن سیدة: هذا قول اللغویین، قال الفارسی: هو علی لفظ النسب و لیس بنسب، و نظیره بُخْتِیٌّ و كُرْسیٌّ و من المضاعف أَعْجَمِیٌّ فی معنی أَعجم. اللیث: الدَّوَّارِیُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالًا؛ قال العجاج: و الدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِیُّ، أَفْنَی القُرُونَ، و هو قَعْسَرِیُّ و یقال: دَارَ دَوْرَةً واحدةً، و هی المرة الواحدة یدُورُها. قال: و الدَّوْرُ قد یكون مصدراً فی الشعر و یكون دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة، و دَوْرِ الخیل و غیره عام فی الأَشیاء كلها. و الدُّوَارُ و الدَّوَارُ: كالدَّوَرَانِ یأْخذ فی الرأْس. و دِیرَ به و علیه و أُدِیرَ به: أَخذه الدُّوَارُ من
لسان العرب، ج‌4، ص: 296
دُوَارِ الرأْس. و تَدْوِیرُ الشی‌ء: جعله مُدَوَّراً. و‌فی الحدیث: إِن الزمان قد اسْتَدَار كهیئته یوم خلق الله السماوات و الأَرض.یقال: دَارَ یَدُورُ و استدار یستدیر بمعنی إِذا طاف حول الشی‌ء و إِذا عاد إِلی الموضع الذی ابتدأَ منه؛ و معنی الحدیث أَن العرب كانوا یؤخرون المحرم إِلی صفر، و هو النسی‌ء، لیقاتلوا فیه و یفعلون ذلك سنة بعد سنة فینتقل المحرم من شهر إِلی شهر حتی یجعلوه فی جمیع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلی زمنه المخصوص به قبل النقل و دارت السنة كهیئتها الأُولی. و دُوَّارَةُ الرأْس و دَوَّارَتُه: طائفة منه. و دَوَّارَةُ البطن و دُوَّارَتُه؛ عن ثعلب: ما تَحَوَّی من أَمعاء الشاة. و الدَّائرة و الدَّارَةُ، كلاهما: ما أَحاط بالشی‌ء. و الدَّارَةُ: دَارَةُ القمر التی حوله، و هی الهَالَةُ. و كل موضع یُدَارُ به شی‌ء یَحْجُرُه، فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التی تتخذ فی المباطخ و نحوها و یجعل فیها الخمر؛ و أَنشد: تَرَی الإِوَزِّینَ فی أَكْنافِ دَارَتها فَوْضَی، و بین یدیها التِّبْنُ مَنْثُورُ قال: و معنی البیت أَنه رأَی حَصَّاداً أَلقی سنبله بین یدی تلك الإِوز فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب و افتضحت التبن. و‌فی الحدیث: أَهل النار یحترقون إِلا دارات وجوههم؛ هی جمع دارة، و هو ما یحیط بالوجه من جوانبه، أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود. و دارة الرمل: ما استدار منه، و الجمع دَارَاتٌ و دُورٌ؛ قال العجاج: من الدَّبِیلِ ناشِطاً لِلدُّورِ الأَزهری: ابن الأَعرابی: الدِّیَرُ الدَّارَاتُ فی الرمل. ابن الأَعرابی: یقال دَوَّارَةٌ و قَوَّارَةٌ لكل ما لم یتحرك و لم یَدُرْ، فإِذا تحرك و دار، فهو دَوَّارَةٌ و قَوَّارَةٌ. و الدَّارَةُ: كل أَرض واسعة بین جبال، و جمعها دُورٌ و دَارَات؛ قال أَبو حنیفة: و هی تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة؛ و قال الأَصمعی: هی الجَوْبَةُ الواسعة تَحُفُّها الجبال، و للعرب دارات؛ قال محمد بن المكرم: وجدت هنا فی بعض الأُصول حاشیة بخط سیدنا الشیخ الإِمام المفید بهاء الدین محمد بن الشیخ محیی الدین إبراهیم بن النحاس النحوی، فسح الله فی أَجله: قال كُرَاعٌ الدارةُ هی البُهْرَةُ إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة و الدارة تكون غلیظة و سهلة. قال: و هذا قول أَبی فَقْعَسٍ. و قال غیره: الدارة كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح فی الرمل، و جمعها دُورٌ كما قیل ساحة و سُوحٌ. قال الأَصمعی: و عِدَّةٌ من العلماء، رحمهم الله تعالی دخل كلام بعضهم فی كلام بعض: فمنها دارة جُلْجُل و دارةُ القَلْتَیْنِ و دارةُ خَنْزَرٍ و دارةُ صُلْصُلٍ و دارةُ مَكْمَنٍ و دارةُ مَاسِلٍ و دارة الجَأْبِ و دارة الذِّئْبِ و دارة رَهْبی و دارةُ الكَوْرِ و دارةُ موضوع و دارةُ السَّلَمِ و دارةُ الجُمُدِ و دارةُ القِدَاحِ و دارةُ رَفْرَفٍ و دارةُ قِطْقِطٍ و دارةُ مُحْصَنٍ و دارةُ الخَرْجِ و دارة وَشْحَی و دارةُ الدُّورِ، فهذه عشرون دَارَةً و علی أَكثرها شواهد، هذا آخر الحاشیة. و الدَّیِّرَةُ من الرمل: كالدَّارةِ، و الجمع دَیِّرٌ، و كذلك التَّدْوِرَةُ، و أَنشد سیبویه لابن مقبل: بِتْنَا بِتَدْوِرَة یُضِی‌ءُ وُجُوهَنَا دَسَمُ السَّلِیطِ، یُضِی‌ءُ فَوْقَ ذُبالِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 297
و یروی: بتنا بِدَیِّرَةٍ یضی‌ء وجوهنا و الدَّارَةُ: رمل مستدیر، و هی الدُّورَةُ، و قیل: هی الدُّورَةُ و الدَّوَّارَةُ و الدَّیِّرَةُ، و ربما قعدوا فیها و شربوا. و التَّدْوِرَةُ. المجلسُ؛ عن السیرافی. و مُدَاوَرَةُ الشُّؤُون: معالجتها. و المُدَاوَرَةُ: المعالجة؛ قال سحیم بن وثیل: أَخُو خَمْسِینَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّی، و نَجَّدَنِی مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ و الدَّوَّارَةُ: من أَدوات النَّقَّاشِ و النَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان و تنفرجان لتقدیر الدَّارات. و الدَّائِرَةُ فی العَرُوض: هی التی حصر الخلیل بها الشُّطُورَ لأَنها علی شكل الدائرة التی هی الحلقة، و هی خمس دوائر: الأُولی فیها ثلاثة أَبواب الطویل و المدید و البسیط، و الدائرة الثانیة فیها بابان الوافر و الكامل، و الدائرة الثالثة فیها ثلاثة أَبواب الهزج و الرجز و الرمل، و الدائرة الرابعة فیها ستة أَبواب السریع و المنسرح و الخفیف و المضارع و المقتضب و المجتث، و الدائرة الخامسة فیها المتقارب فقط. و الدائرة: الشَّعَرُ المستدیر علی قَرْنِ الإِنسان؛ قال ابن الأَعرابی: هو موضع الذؤابة. و من أَمثالهم: ما اقْشَعَرَّتْ له دائرتی؛ یضرب مثلًا لمن یَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا یضرك. و دائرة رأْس الإِنسان: الشعر الذی یستدیر علی القَرْنِ، یقال: اقشعرت دائرته. و دائرة الحافر: ما أَحاط به من التبن. و الدائرة: كالحلقة أَو الشی‌ء المستدیر. و الدائرة: واحدة الدوائر؛ و فی الفرس دوائر كثیرة: فدائرة القَالِع و النَّاطِحِ و غیرهما؛ و قال أَبو عبیدة: دوائر الخیل ثمانی عشرة دائرة: یكره منها الهَقْعَةُ، و هی التی تكون فی عُرضِ زَوْرِه، و دائرة القَالِعِ، و هی التی تكون تحت اللِّبْدِ، و دائرة النَّاخِسِ، و هی التی تكون تحت الجَاعِرَتَیْنِ إِلی الفَائِلَتَیْنِ، و دائرةُ اللَّطَاةِ فی وسط الجبهة و لیست تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا: فرس نَطِیحٌ، و هی مكروهة و ما سوی هذه الدوائر غیر مكروهة. و دَارَتْ علیه الدَّوائِرُ أَی نزلت به الدواهی. و الدائرة: الهزیمة و السوء. یقال: عَلَیْهِمْ دٰائِرَةُ السَّوْءِ. و‌فی الحدیث: فیجعل الدائرة علیهم‌أَی الدَّوْلَة بالغلبة و النصر. و قوله عز و جل: وَ یَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوٰائِرَ؛ قیل: الموت أَو القتل. و الدُّوَّارُ: مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش؛ أَنشد ثعلب: فما مُغْزِلٌ أَدْماءُ نام غَزَالُها، بِدُوَّارِ نِهْیٍ ذی عَرَارٍ و حُلَّبِ بأَحْسَنَ من لَیْلَی، و لا أُمُّ شَادِنٍ غَضِیضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ و الدائرة: خشبة تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر. اللیث: المَدَارُ مَفْعَلٌ یكون موضعاً و یكون مصدراً كالدَّوَرَانِ، و یجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ فی مَدَارِه. و دُوَّارٌ، بالضم: صنم، و قد یفتح، و فی الأَزهری: الدَّوَّارُ صنم كانت العرب تنصبه یجعلون موضعاً حوله یَدُورُون به، و اسم ذلك الصنم و الموضع الدُّوَارُ؛ و منه قول إمرئ القیس: فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ عَذَارَی دُوَارٍ، فی مُلاءٍ مُذَیَّلِ السرب: القطیع من البقر و الظباء و غیرها، و أَراد
لسان العرب، ج‌4، ص: 298
به هاهنا البقر، و نعاجه إِناثه، شبهها فی مشیها و طول أَذنابها بِجَوَارٍ یَدُرْنَ حول صنم و علیهن الملاء. و المذیل: الطویل المهدّب. و الأَشهر فی اسم الصنم دَوَارٌ، بالفتح، و أَما الدُّوَارُ، بالضم، فهو من دُوَارِ الرأْس، و یقال فی اسم الصنم دُوارٌ، قال: و قد تشدد فیقال دُوَّارٌ. و قوله تعالی: نَخْشیٰ أَنْ تُصِیبَنٰا دٰائِرَةٌ؛ قال أَبو عبیدة: أَی دَوْلَةٌ، و الدوائر تَدُورُ و الدَّوائل تَدولُ. ابن سیدة: و الدَّوَّار و الدُّوَّارُ؛ كلاهما عن كراع، من أَسماء البیت الحرام. و الدَّارُ: المحل یجمع البناء و العرصة، أُنثی؛ قال ابن جنی: هی من دَارَ یَدُورُ لكثرة حركات الناس فیها، و الجمع أَدْوُرٌ و أَدْؤُرٌ فی أَدنی العدد و الإِشمام للفرق بینه و بین أَفعل من الفعل و الهمز لكراهة الضمة علی الواو؛ قال الجوهری: الهمزة فی أَدؤر مبدلة من واو مضمومة، قال: و لك أَن لا تهمز، و الكثیر دِیارٌ مثل جبل و أَجْبُلٍ و جِبالٍ. و‌فی حدیث زیارة القبور: سلامٌ علیكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنین؛ سمی موضع القبور داراً تشبیهاً بدار الأَحیاء لاجتماع الموتی فیها. و‌فی حدیث الشفاعة: فأَسْتَأْذِنُ علی رَبِّی فی دَارِه؛ أَی فی حضرة قدسه، و قیل: فی جنته، فإِن الجنة تسمی دار السلام، و الله عز و جل هو السلام، قال ابن سیدة فی جمع الدار: آدُرٌ، علی القلب، قال: حكاها الفارسی عن أَبی الحسن؛ و دِیارَةٌ و دِیارَاتٌ و دِیرَانٌ و دُورٌ و دُورَاتٌ؛ حكاها سیبویه فی باب جمع الجمع فی قسمة السلامة. و الدَّارَةُ: لغة فی الدَّارِ. التهذیب: و یقال دِیَرٌ و دِیَرَةٌ و أَدْیارٌ و دِیرَانٌ و دَارَةٌ و دَارَاتٌ و دُورٌ و دُورَانٌ و أَدْوَارٌ و دِوَارٌ و أَدْوِرَةٌ؛ قال: و أَما الدَّارُ فاسم جامع للعرصة و البناء و المَحَلَّةِ. و كلُّ موضع حل به قوم، فهو دَارُهُمْ. و الدنیا دَارُ الفَناء، و الآخرة دٰارُ الْقَرٰارِ و دٰارُ السَّلٰامِ. قال: و ثلاث أَدْؤُرٍ، همزت لأَن الأَلف التی كانت فی الدار صارت فی أَفْعُلٍ فی موضع تحرّك فأُلقی علیها الصرف و لم تردّ إِلی أَصلها. و یقال: ما بالدار دَیَّارٌ أَی ما بها أَحد، و هو فَیْعَالٌ من دار یَدُورُ. الجوهری: و یقال ما بها دُورِیٌّ و ما بها دَیَّارٌ أَی أَحد، و هو فَیْعَالٌ من دُرْتُ و أَصله دَیْوَارٌ؛ قالوا: و إِذا وقعت واو بعد یاء ساكنة قبلها فتحة قلبت یاء و أُدغمت مثل أَیَّام و قَیَّام. و ما بالدّارِ دُورِیٌّ و لا دَیَّارٌ و لا دَیُّورٌ علی إِبدال الواو من الیاء، أَی ما بها أَحد، لا یستعمل إِلا فی النفی، و جمع الدَّیَّارِ و الدَّیُّورِ لو كُسِّرَ دَواوِیرُ، صحت الواو لبعدها من الطرف؛ و‌فی الحدیث: أَ لا أُنبئكم بخیر دُورِ الأَنصار؟ دُورُ بنی النَّجَّارِ ثم دُور بنی عَبْدِ الأَشْهَلِ و فی كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَیْرٌ؛ الدُّورُ: جمع دار، و هی المنازل المسكونة و المَحَالُّ، و أَراد به هاهنا القبائل؛ و الدُّورُ هاهنا: قبائل اجتمعت كل قبیلة فی مَحَلَّةٍ فسمیت المَحَلَّةُ دَاراً و سمی ساكنوها بها مجازاً علی حذف المضاف، أَی أَهل الدُّورِ. و‌فی حدیث آخر: ما بقیتْ دَارٌ إِلَّا بُنِیَ فیها مسجد؛ أَی ما بقیت قبیلة. و أَما‌قوله، علیه السلام: و هل ترك لنا عَقِیلٌ من دار؟فإِنما یرید به المنزل لا القبیلة. الجوهری: الدار مؤنثة و إِنما قال تعالی: وَ لَنِعْمَ دٰارُ الْمُتَّقِینَ؛ فذكَّر علی معنی المَثْوَی و الموضع، كما قال عز و جل: نِعْمَ الثَّوٰابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً، فأَنث علی المعنی. و الدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ؛ و‌فی حدیث أَبی هریرة: یا لَیْلَةً من طُولها و عَنَائِها، علی أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 299
و یقال للدَّارِ: دَارَة. و قال ابن الزِّبَعْرَی: و فی الصحاح قال أُمیة بن أَبی الصلت یمدح عبد الله بن جُدْعان: لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ، و آخَرُ فَوْقَ دَارَتِه یُنادِی و المُدَارَات: أُزُرٌ فیها دَارَاتٌ شَتَّی؛ و قال الشاعر: و ذُو مُدَارَاتٍ علی حَصِیر و الدَّائِرَةُ: التی تحت الأَنف یقال لها دَوَّارَةٌ و دَائِرَةٌ و دِیرَةٌ. و الدَّارُ: البلد. حكی سیبویه: هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث البلد علی معنی الدار. و الدار: اسم لمدینة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّٰارَ وَ الْإِیمٰانَ. و الدَّارِیُّ: اللازِمُ لداره لا یبرح و لا یطلب معاشاً. و فی الصحاح: الدَّارِیُّ رَبُّ النِّعَمِ، سمی بذلك لأَنه مقیم فی داره فنسب إِلیها؛ قال: لَبِّثْ قلیلًا یُدْرِكِ الدَّارِیُّون، ذَوُو الجیادِ الُبدَّنِ المَكْفِیُّون، سَوْفَ تَرَی إِن لَحِقُوا ما یُبْلُون یقول: هم أَرباب الأَموال و اهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعی الذی لیس بمالك لها. و بَعِیرٌ دَارِیٌّ: متخلف عن الإِبل فی مَبْرَكِه، و كذلك الشاة و الدَّارِیُّ: المَلَّاحُ الذی یلی الشِّرَاعَ. و أَدَارَهُ عن الأَمر و علیه و دَاوَرَهُ: لاوَصَهُ. و یقال: أَدَرْتُ فلاناً علی الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِیاه، و أَدَرْتُهُ عن الأَمر إِذا طلبت منه تركه؛ و منه قوله: یُدیرُونَنِی عن سَالِمٍ و أُدِیرُهُمْ، و جِلْدَةُ بینَ العَیْنِ و الأَنْفِ سَالِمُ و‌فی حدیث الإِسراء: قال له موسی، علیه السلام: لقد دَاوَرْتُ بنی إِسرائیل علی أَدْنَی من هذا فَضَعُفُوا؛ هو فاعَلْتُ من دَارَ بالشی‌ء یَدُورُ به إِذا طاف حوله، و یروی: رَاوَدْتُ. الجوهری: و المُدَارَةُ جِلْدٌ یُدَارُ و یُخْرَزُ علی هیئة الدلو فیستقی بها؛ قال الراجز: لا یَسْتَقِی فی النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلَّا مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ یقول: لا یمكن أَن یستقی من الماء القلیل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف قصیرة الجوانب لتنغمس فی الماء و إِن كان قلیلًا فتمتلئ منه؛ و یقال: هی من المُدَارَاةِ فی الأُمور، فمن قال هذا فإِنه ینصب التاء فی موضع الكسر، أَی بمداراة الدلاء، و یقول لا یستقی علی ما لم یسمَّ فاعله. و دَارٌ: موضع؛ قال ابن مقبل: عادَ الأَذِلَّةُ فی دَارٍ، و كانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلَّامُونَ للجُزُرِ و ابنُ دَارَةَ: رجل من فُرْسَانِ العرب؛ و فی المثل: محا السَّیْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا و الدَّارِیُّ: العَطَّارُ، یقال: إِنه نُسِبَ إِلی دَارِینَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَیْنِ فیها سُوق كان یحمل إِلیها مِسْكٌ من ناحیة الهند؛ و قال الجعدی: أُلْقِیَ فیها فِلْجانِ من مِسْكِ دَارِینَ، و فِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ و‌فی الحدیث: مَثَلُ الجَلِیس الصالِح مَثَلُ الدَّارِیِّ إِن لم یُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ریحه؛ قال الشاعر: إِذا التَّاجِرُ الدَّارِیُّ جاءَ بفَأْرَةٍ من المِسْكِ، رَاحَتْ فی مَفَارِقِها تَجْری
لسان العرب، ج‌4، ص: 300
و الدَّارِیُّ، بتشدید الیاء: العَطَّارُ، قالوا: لأَنه نسب إِلی دَارِینَ، و هو موضع فی البحر یؤتی منه بالطیب؛ و منه‌كلام علیّ، كرّم الله وجهه: كأَنه قِلْعٌ دَارِیٌّ‌أَی شِراعٌ منسوب إِلی هذا الموضع البحری؛ الجوهری: و قول زُمَیْلٍ الفَزَارِیِّ: فلا تُكْثِرَا فیه المَلامَةَ، إِنَّهُ مَحا السَّیْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا قال ابن بری: الشعر للكُمَیت بن مَعْرُوف، و قال ابن الأَعرابی: هو للكمیت بن ثعلبة الأَكبر؛ قال: و صدره: فلا تُكْثِرُوا فیه الضَّجَاجَ، فإِنه مَحا السَّیْفُ … و الهاء فی قوله فیه تعود علی العقل فی البیت الذی قبله، و هو: خُذُوا العَقْلَ، إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم، و كُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ فَأَرْتَعَا قال: و سبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ و ذكر فی هجائه زُمَیْلَ بن أُم دینار الفَزَارِیَّ فقال: أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّی لن أُصالِحَها، حتی یَنِیكَ زُمَیْلٌ أُمَّ دِینارِ ثم إِن زمیلًا لقی سالم بن دارة فی طریق المدینة فقتله و قال: أَنا زُمَیْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ، و رَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ و یروی: و كاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ. و بعده: ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ البَكَارَهْ جمع بَكْرٍ. قال: یعقل المقتول بَكارَةً. و مَسَانّ و عبدُ الدَّار: بطنٌ من قریش النسب إِلیهم عَبْدَرِیٌّ؛ قال سیبویه: و هو من الإِضافة التی أُخذ فیها من لفظ الأَول و الثانی كما أُدخلت فی السِّبَطْر حروفُ السَّبِطِ؛ قال أَبو الحسن: كأَنهم صاغوا من عَبْدِ الدَّارِ اسماً علی صیغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِلیه. و دارِین: موضع تُرْفَأُ إِلیه السُّفُنُ التی فیها المسك و غیر ذلك فنسبوا المسك إِلیه، و سأَل كسری عن دارین: متی كانت؟ فلم یجد أَحداً یخبره عنها إِلا أَنهم قالوا: هی عَتِیقَةٌ بالفارسیة فسمیت بها. و دَارَانُ: موضع؛ قال سیبویه: إِنما اعتلَّت الواو فیه لأَنهم جعلوا الزیادة فی آخره بمنزلة ما فی آخره الهاء و جعلوه معتلًّا كاعتلاله و لا زیادة فیه و إِلا فقد كان حكمه أَن یصح كما صح الجَوَلانُ و دَارَاءُ: موضع؛ قال: لَعَمْرُكَ ما مِیعادُ عَیْنِكَ و البُكَا بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ و دَارَةُ: من أَسماء الداهیة، معرفة لا ینصرف؛ عن كراع، قال: یَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن تَدُورَا و دَارَةُ الدُّور: موضع، و أُراهم إِنما بالغوا بها، كما تقول: رَمْلَةُ الرِّمالِ. و دُرْنَی: اسم موضع، سمی علی هذا بالجملة، و هی فُعْلی. و دَیْرُ النصاری: أَصله الواو، و الجمع أَدْیارٌ. و الدَّیْرَانِیُّ: صاحب الدَّیْرِ. و قال ابن الأَعرابی: یقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّیْرِ.

دیر؛ ج4، ص: 300

: التهذیب: الدیر الدارات فی الرمل، و دَیْرُ النصاری، أَصله الواو، و الجمع أَدْیارٌ. و الدَّیْرَانِیُّ: صاحب
لسان العرب، ج‌4، ص: 301
الدَّیْرِ. ابن سیدة: الدَّیْرُ خان النصاری؛ و فی التهذیب: دَیْرُ النصاری، و الجمع أَدْیارٌ، و صاحبه الذی یسكنه و یعمره دَیَّارٌ و دَیْرَانِیٌّ، نسب علی غیر قیاس. قال ابن سیدة: و إِنما قلنا إِنه من الیاء و إِن كان دور أَكْثَرَ و أَوسع لأَن الیاء قد تصرفت فی جمعه و فی بناء فَعَّالٍ، و لم نقل إِنها معاقبة لأَن ذلك لو كان لكان حَرِیّاً أَن یسمع فی وجه من وجوه تصاریفه. ابن الأَعرابی: یقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّیْرِ.

فصل الذال المعجمة؛ ج4، ص: 301

ذأر؛ ج4، ص: 301

: ذَئِرَ الرجلُ: فَزِعَ. و ذَئِرَ ذَأَراً، فهو ذَئِرٌ: غضب؛ قال عبید بن الأَبرص: لما أَتانی عن تَمِیمٍ أَنَّهُمْ ذَئِرُوا لَقَتْلَی عامِرٍ، و تَغَضَّبُوا یعنی نَفَرُوا من ذلك و أَنكروه، و یقال: أَنِفوا من ذلك، و یقال: إِن شُؤونك لَذَئِرَةٌ. و قد ذَئِرَه أَی كرهه و انصرف عنه. ابن الأَعرابی: الذَّائِرُ الغضبان. و الذَّائِرُ: النَّفُور. و الذَّائِرُ: الأَنِفُ. اللیث: ذَئِرَ إِذا اغتاظ علی عدوّه و استعدَّ لمُوَاثَبَتِه. و أَذْأَرَهُ علیه: أَغْضَبَهُ و قَلَبَه؛ أَبو عبید: و لم یكفه ذلك حتی أَبدله فقال: أَذْرَأَنی، و هو خطأٌ. أَبو زید: أَذْأَرْتُ الرجلَ بصاحبه إِذْآراً أَی حَرَّشْتُهُ و أَولعته به. و قد ذَئِرَ علیه حین أَذْأَرْتُه أَی اجْتَرَأَ علیه. و أَذْأَرَهُ الشی‌ء: أَلْجَأَهُ. و أَذْأَرَهُ بصاحبه: أَغراه. و ذَئِرَ بذلك الأَمر ذَأَراً: ضَرِیَ به و اعتاده. و ذَئِرَتِ المرأَةُ علی بعلها، و هی ذَائِرٌ: نَشَزَتْ و تَغَیَّرَ خُلُقها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما نهی عن ضرب النساء ذَئِرْنَ علی أَزواجهنّ؛ قال الأَصمعی: أَی نَفَرْنَ و نَشَزْنَ و اجْتَرأْنَ؛ یقال منه: امرأَة ذَئِرٌ علی مثال فَعِلٍ. و فی الصحاح: امرأَة ذَائِرٌ علی فاعِلٍ مِثْلُ الرجلِ. یقال: ذَئِرَتِ المرأَةُ تَذْأَرُ، فهی ذَئِرُ و ذائر أَی ناشز؛ و كذلك الرجل. و أَذْأَرَهُ: جَرَّأَهُ؛ و منه قول أَكْثَمَ بن صَیْفِیٍّ: سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ یُحْرِضُ الحَسَبَ و یُذْئِرُ العَدُوَّ؛ یُحْرِضُه: یُسْقِطُه. و ذَاءَرَتِ الناقةُ، و هی مُذائِرٌ: ساء خُلُقها، و قیل: هی التی تَرْأَمُ بأَنفها و لا یَصْدُقُ حُبُّها. أَبو عبید: ذاءَرَتِ الناقةُ علی فاعَلَتْ، فهی مُذائِرٌ إِذا ساء خلقها، و كذلك المرأَة إِذا نَشَزَتْ؛ قال الحطیئة: ذارَتْ بأَنفها، من هذا، فخففه، و قیل: التی تَنْفِرُ عن الولد ساعةَ تَضَعُهُ. و الذِّئارُ: سِرْقِینٌ مختلط بتراب یطلی علی أَطْباءِ الناقةِ لئلا یَرْضَعَها الفصیلُ، و قد ذَأَرَها.

ذبر؛ ج4، ص: 301

: الذَّبْرُ: الكتابة مثل الزَّبْرِ. ذَبَرَ الكتابَ یَذْبُرُه و یَذْبِرُه ذَبْراً و ذَبَّرَه، كلاهما: كتبه؛ و أَنشد الأَصمعی لأَبی ذؤیب: عَرَفْتُ الدِّیَارَ كَرَقْمِ الدَّوَاةِ، یَذْبُرُها الكاتِبُ الحِمْیَری و قیل: نَقَطَهُ، و قیل: قرأَه قِراءةً خَفِیَّةً، و قیل: الذَّبْرُ كل قراءة خفیة؛ كل ذلك بلغة هذیل؛ قال صخر الغیّ: فیها كتابٌ ذَبْرٌ لِمُقْتَرِئٍ، یَعْرِفُه أَلْبُهُمْ و مَنْ حَشَدُوا ذَبْرٌ: بَیِّنٌ، أَراد. كتاباً مذبوراً فوضع المصدر موضع المفعول. و أَلْبُهُمْ: من كان هواه معهم؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 302
تقول: بنو فلان أَلْبٌ واحد. و حَشَدُوا أَی جمعوا. ابن الأَعرابی فی قول‌النبی، صلی الله علیه و سلم، أَهل الجنة خمسة أَصناف: منهم الذی لا ذَبْرَ له‌أَی لا نطق له و لا لسان له یتكلم به من ضعفه، من قولك: ذَبَرْتُ الكتابَ أَی قرأْته. قال: و زَبَرْتُه أَی كتبته، ففرق بین ذَبَرَ و زَبَرَ. و الذَّبْرُ فی الأَصل: القراءة. و كتاب ذَبِرٌ: سهلُ القراءة؛ و قیل: المعنی لا فهم له من ذَبَرْتُ الكتابَ إِذا فَهِمْتَه و أَتقنته، و یروی بالزای و سیجی‌ء. الأَصمعی: الذِّبارُ الكُتُبُ، واحدها ذَبْرٌ؛ قال ذو الرمة: أَقولُ لِنَفْسِی، واقِفاً عند مُشْرِفٍ، علی عَرَصاتٍ كالذِّبارِ النَّوَاطِقِ و بعض یقول: ذَبَرَ كَتَبَ. و یقال: ذَبَرَ یَذْبُرُ إِذا نظر فأَحسن النظر. و‌فی حدیث ابن جُدْعانَ: أَنا مُذابِرٌ‌أَی ذاهب، و التفسیر فی الحدیث. و ثوبٌ مُذَبَّرٌ: مُنَمْنَمٌ؛ یمانیة. و الذُّبُور: العِلمُ و الفِقْهُ بالشی‌ء. و ذَبَرَ الخَبَرَ: فهِمه. ثعلب: الذَّابِرُ المُتْقِنُ للعلم. یقال: ذَبَرَه یَذْبُرُه؛ و منه‌الخبر: كان معاذ یَذْبُرُه عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی یتقنه ذَبْراً و ذَبارَةً. و یقال: ما أَرْصَنَ ذَبارَتَهُ. ابن الأَعرابی: ذَبَرَ أَتقن و ذَبَرَ غَضِبَ و الذَّابِرُ المتقن، و یروی بالدال و قد تقدم. و‌فی حدیث النجاشی: ما أُحِبُّ أَن لی ذَبْراً من ذهب‌أَی جبلًا بلغتهم، و یروی بالدال و قد تقدم.

ذحر؛ ج4، ص: 302

: قال الأَزهری: لم أَجده مستعملًا فی شی‌ء من كلامهم.

ذخر؛ ج4، ص: 302

: ذَخَرَ الشی‌ءَ یَذْخُرُه ذُخْراً و اذَّخَرَهُ اذِّخاراً: اختاره، و قیل: اتخذه، و كذلك اذَّخَرْتُه، و هو افتعلت. و فی حدیث الضحیة: كُلُوا و ادَّخِرُوا؛ و أَصله اذْتَخَرَهُ فثقلت التاء التی للافتعال مع الذال فقلبت ذالًا و أُدغمت فیها الذال الأَصلیة فصارت ذالًا مشدّدة، و مثله الاذِّكارُ من الذِّكْرِ. و قال الزجاج فی قوله تعالی: تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِكُمْ؛ أَصله تَذْتَخِرُون لأَن الذال حرف مجهور لا یمكن النفَس أَن یجری معه لشدة اعتماده فی مكانه و التاء مهموسة، فأُبدل من مخرج التاء حرف مجهور یشبه الذال فی جهرها و هو الدال فصار تَدَّخِرُون، و أَصل الإِدغام أَن تدغم الأَول فی الثانی. قال: و من العرب من یقول تَذَّخِرُون، بذال مشدّدة، و هو جائز و الأَول أَكثر. و الذَّخِیرَةُ: واحدة الذَّخائِر، و هی ما ادُّخِرَ؛ قال: لَعَمْرُكَ ما مالُ الفَتَی بِذَخِیرَةٍ، و لكنَّ إِخْوانَ الصَّفَاء الذَّخائِرُ و كذلك الذُّخْرُ، و الجمع أَذْخارٌ. و ذَخَرَ لنفسه حدیثاً حَسَناً: أَبقاه، و هو مَثَلٌ بذلك. و‌فی حدیث أَصحاب المائدة: أُمِرُوا أَن لا یَدَّخِرُوا فادَّخَرُوا؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ینطق بها، بالدال المهملة. و أَصل الادِّخارِ اذْتِخارٌ، و هو افتعال من الذَّخْرِ. و یقال: اذْتَخَرَ یَذْتَخِرُ فهو مُذْتَخِرٌ، فلما أَرادوا أَن یُدْغِمُوا لِیَخِفَّ النطق قلبوا التاء إِلی ما یقاربها من الحروف، و هو الدال المهملة، لأَنهما من مخرج واحد فصارت اللفظة مُذْدَخِرٌ بذال و دال، و لهم فیه حینئذٍ مذهبان: أَحدهما، و هو الأَكثر، أَن تقلب الذال المعجمة دالًا مشددة، و الثانی، و هو الأَقل، أَن تقلب الدال المهملة ذالًا و تدغم فیها فتصیر ذالًا مشدّدة معجمة، و هذا العمل مطرد فی أَمثاله نحو ادَّكَرَ و اذَّكَرَ، و اتَّغَرَ و اثَّغَرَ. و المَذْخَرُ: العَفِجُ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 303
و الإِذْخِرُ: حشیش طیب الریح أَطول من الثِّیْلِ ینبت علی نِبتة الكَوْلانِ، واحدتها إِذْخِرَةٌ، و هی شجرة صغیرة؛ قال أَبو حنیفة: الإِذْخِرُ له أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاقٌ دَفِرُ الریح، و هو مثل أَسَلِ الكُولانِ إِلا أَنه أَعرض و أَصغر كُعُوباً، و له ثمرة كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلا أَنها أَرق و أَصغر، و هو یشبه فی نباته الغَرَزَ، یطحن فیدخل فی الطّیب، و هی تنبت فی الحُزُونِ و السُّهُول و قلما تنبت الإِذْخِرَةُ منفردة؛ و لذلك قال أَبو كَبیر: و أَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَی خُلَّانَهُ، تَلَّی شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ قال: و إِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابیَضَّ؛ قال الشاعر و ذَكَرَ جَدْباً: إِذا تَلَعَاتُ بَطْنِ الحَشْرَجِ امْسَتْ جَدِیباتِ المَسَارِح و المَراحِ، تَهادَی الرِّیحُ إِذْخِرَهُنَّ شُهْباً، و نُودِیَ فی المجالِس بالقِدَاحِ احتاج إِلی وصل همزة أَمست فوصلها. و‌فی حدیث الفتح و تحریم مكة: فقال العباسُ إِلَّا الإِذْخِرَ فإِنه لبیوتنا و قبورنا؛ الإِذخر، بكسر الهمزة: حشیشة طیبة الرائحة یسقف بها البیوت فوق الخشب، و همزتها زائدة. و‌فی الحدیث فی صفة مكة: و أَعْذَقَ إِذْخِرُها‌أَی صار له أَعْذَاقٌ. و فی الحدیث ذكْرُ تمر ذَخِیرَةَ؛ هو نوع من التمر معروف؛ و قول الراعی: فلما سَقَیْناها العَكِیسَ تَمَذَّحَتْ مَذاخِرُها، و ازْدَادَ رَشْحاً وَرِیدُها یعنی أَجوافها و أَمعاءها، و یروی‌خواصرها … الأَصمعی: المذاخر أَسفل البطن. یقال: فلان مَلأَ مَذاخِرَهُ إِذا ملأَ أَسافل بطنه. و یقال للدابة إِذا شبعت: قد مَلأَتْ مَذَاخِرَها؛ قال الراعی: حتی إِذا قَتَلَتْ أَدْنَی الغَلِیلِ، و لم تَمْلَأْ مَذَاخِرَها لِلرِّیِّ و الصَّدَرِ أَبو عمرو: الذاخر السمین. أَبو عبیدة: فرسٌ مُذَّخَرٌ و هو المُبَقَّی لحُضْرِهِ. قال: و من المُذَّخَر المِسْوَاطُ، و هو الذی لا یُعْطِی ما عنده إِلا بالسَّوْطِ، و الأُنثی مُذَّخَرَةٌ. و‌فی الحدیث: حتی إِذا كنا بِثَنِیَّةِ أَذَاخِرَ؛ هی موضع بین مكة و المدینة، و كأَنها مسماة بجمع الإِذْخِرِ.

ذرر؛ ج4، ص: 303

: ذَرَّ الشی‌ءَ یَذُرُّه: أَخذه بأَطراف أَصابعه ثم نثره علی الشی‌ء. و ذَرَّ الشی‌ءَ یَذُرُّهُ إِذا بَدَّدَهُ. و ذُرَّ إِذا بُدِّدَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: ذُرّی أَحِرَّ لَكِ‌أَی ذُرِّی الدقیق فی القِدْرِ لأَعمل لك حَرِیرَةً. و الذَّرُّ: مصدر ذَرَرْتُ، و هو أَخذك الشی‌ء بأَطراف أَصابعك تَذُرُّهُ ذَرَّ الملح المسحوق علی الطعام. و ذَرَرْتُ الحَبَّ و الملح و الدواء أَذُرُّه ذَرّاً: فرَّقته؛ و منه الذَّرِیرَةُ و الذَّرُورُ، بالفتح، لغة فی الذَّرِیرَة، و تجمع علی أَذِرَّةٍ؛ و قد استعاره بعض الشعراء للعَرَضِ تشبیهاً له بالجوهر فقال: شَقَقْتِ القَلْبَ ثم ذَرَرْتِ فیه هَوَاكِ، فَلِیمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ لیم هنا إِما أَن یكون مغیراً من لُئِمَ، و إِما أَن یكون فُعِلَ من اللَّوْمِ لأَن القلب إِذا نُهِیَ كان حقیقاً أَن ینتهی. و الذَّرُورُ: ما ذَرَرْتَ. و الذُّرَارَةُ: ما تناثر من الشی‌ء المذْرُورِ. و الذَّرِیرَةُ: ما انْتُحِتَ من قصَبِ الطِّیبِ. و الذَّرِیرَةُ: فُتَاتٌ من قَصَبِ الطیب الذی یُجاءُ به من بلد الهند یشبه قصَبَ النُّشَّابِ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 304
و‌فی حدیث عائشة: طَیَّبْتُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لإِحرامه بذَرِیرَةٍ؛ قال: هو نوع من الطیب مجموع من أَخلاط. و‌فی حدیث النخعی: یُنْثَرُ علی قمیص المیت الذَّرِیرَةُ؛ قیل: هی فُتاتُ قَصَب مَّا كان لنُشَّابٍ و غیره؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی كتاب أَبی موسی. و الذَّرُورُ، بالفتح: ما یُذَرُّ فی العین و علی القَرْحِ من دواء یابس. و‌فی الحدیث: تَكْتَحِلُ المُحِدُّ بالذَّرُورِ؛ یقال: ذَرَرْتُ عینَه إِذا داویتها به. و ذَرَّ عینه بالذَّرُورِ یَذُرُّها ذَرّاً: كَحَلَها. و الذَّرُّ: صِغارُ النَّمل، واحدته ذَرَّةٌ؛ قال ثعلب: إِن مائة منها وزن حبة من شعیر فكأَنها جزء من مائة، و قیل: الذَّرَّةُ لیس لها وزن، و یراد بها ما یُرَی فی شعاع الشمس الداخلِ فی النافذة؛ و منه سمی الرجل ذَرّاً و كنی بأَبی ذَرٍّ. و‌فی حدیث جُبیر بن مُطْعِم: رأَیت یوم حنین شیئاً أَسود ینزل من السماء فوقع إِلی الأَرض فَدَبَّ مثل الذَّرِّ و هزم الله المشركین؛ الذَّرُّ: النمل الأَحمر الصغیر، واحدتها ذَرَّةٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن قتل النحلة و النملة و الصُّرَدِ و الهُدْهُدِ؛ قال إِبراهیم الحَرْبِیُّ: إِنما نهی عن قتلهن لأَنهن لا یؤذین الناس، و هی أَقل الطیور و الدواب ضرراً علی الناس مما یتأَذی الناس به من الطیور كالغراب و غیره؛ قیل له: فالنملة إِذا عضت تقتل؛ قال: النملة لا تَعَضُّ إِنما یَعَضُّ الذَّرُّ؛ قیل له: إِذا عَضَّت الذَّرَّةُ تقتل؛ قال: إِذا آذتك فاقتلها. قال: و النملة هی التی لها قوائم تكون فی البراری و الخَرِبات، و هذه التی یتأَذَّی الناس بها هی الذَّرُّ.و ذَرَّ الله الخلقَ فی الأَرض: نَشَرَهُم و الذُّرِّیَّةُ فُعْلِیَّةٌ منه، و هی منسوبة إِلی الذَّرِّ الذی هو النمل الصغار، و كان قیاسه ذَرِّیَّةٌ، بفتح الذال، لكنه نَسَبٌ شاذ لم یجئ إِلَّا مضموم الأَول. و قوله تعالی: و إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بنی آدم من ظهورهم ذُرِّیَّاتِهم؛ و ذُرِّیَّةُ الرجل: وَلَدُهُ، و الجمع الذَّرَارِی و الذُّرِّیَّاتُ. و فی التنزیل العزیز: ذُرِّیَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ؛ قال: أَجمع القرّاء علی ترك الهمز فی الذرّیة، و قال یونس: أَهل مكة یخالفون غیرهم من العرب فیهمزون النبیَّ و البَرِیَّةَ و الذُّرِّیة من ذَرَأَ الله الخلقَ أَی خلقهم. و قال أَبو إِسحاق النحوی: الذُّرِّیَّةُ غیر مهموز، قال: و معنی قوله: و إِذ أَخذ ربك من بنی آدم من ظهورهم ذُرِّیَّاتهم؛ أَن الله أَخرج الخلق من صلب آدم كالذَّرِّ حین أَشْهَدَهُمْ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قٰالُوا: بَلیٰ، شهدوا بذلك؛ و قال بعض النحویین: أَصلها ذُرُّورَةٌ، هی فُعْلُولَةٌ، و لكن التضعیف لما كثر أُبدل من الراء الأَخیرة یاء فصارت ذُرُّویَة، ثم أُدغمت الواو فی الیاء فصارت ذُرِّیَّة، قال: و قول من قال إِنه فُعْلِیَّة أَقیس و أَجود عند النحویین. و قال اللیث: ذُرِّیَّة فُعْلِیَّة، كما قالوا سُرِّیَّةٌ، و الأَصل من السِّر و هو النكاح. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی امرأَة مقتولة فقال: ما كانت هذه تُقاتِلُ، الحَقْ خالداً فقل له: لا تَقْتُلْ ذُرِّیَّةً و لا عَسِیفاً؛ الذریة: اسم یجمع نسل الإِنسان من ذكر و أُنثی، و أَصلها الهمز لكنهم حذفوه فلم یستعملوها إِلا غیر مهموزة، و قیل: أَصلها من الذَّرِّ بمعنی التفریق لأَن الله تعالی ذَرَّهُمْ فی الأَرض، و المراد بها فی هذا الحدیث النساء لأَجل المرأَة المقتولة؛ و منه‌حدیث عمر: حُجُّوا بالذُّرِّیة لا تأْكلوا أَرزاقها و تَذَرُوا أَرْباقَها فی أَعْناقِها‌أَی حُجُّوا بالنساء؛ و ضرب الأَرْباقَ، و هی القلائد، مثلًا لما قُلِّدَتْ أَعناقُها من وجوب الحج، و قیل: كنی بها عن الأَوْزارِ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 305
و ذَرِّیُّ السیف: فِرِنْدُه و ماؤه یُشَبَّهانِ فی الصفاء بِمَدَبِّ النمل و الذَّرِّ؛ قال عبد الله بن سَبْرَةَ: كل یَنُوءُ بماضِی الحَدِّ ذی شُطَبٍ، جَلَّی الصَّیاقِلُ عن ذَرِّیِّه الطَّبَعَا و یروی: جَلا الصَّیاقِلُ عن ذرّیه الطبعا یعنی عن فِرِنْده؛ و یروی: … عن دُرِّیِّهِ الطبعا یعنی تلألؤه؛ و كذلك یروی بیت درید علی وجهین: و تُخْرِجُ منه ضَرَّةُ الیومِ مَصْدَقاً، و طولُ السُّرَی ذَرّیَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ إِنما عنی ما ذكرناه من الفرند. و یروی: … دُرِّیَّ عَضْبٍ … أَی تلأَلؤه و إِشراقه كأَنه منسوب إِلی الدُّرِّ أَو إِلی الكوكب الدُّرِّیِّ. قال الأَزهری: معنی البیت یقول إِن أَضَرَّ به شِدَّة الیوم أَخرج منه مَصْدَقاً و صبراً و تهلل وجهه كأَنه ذَرِّیُّ سیف. و یقال: ما أَبْیَنَ ذَرِّیَّ سیفه؛ نسب إِلی الذَّرِّ. و ذَرَّتِ الشمسُ تَذُرُّ ذُرُوراً، بالضم: طلعت و ظهرت، و قیل: هو أَوّل طلوعها و شروقها أَوَّلَ ما یسقط ضَوْؤُها علی الأَرض و الشجر، و كذلك البقل و النبت. و ذَرَّ یَذُرُّ إِذا تَخَدَّدَ؛ و ذَرَّتِ الأَرضُ النبتَ ذَرّاً؛ و منه قول الساجع فی مطر: و ثَرْد یَذُرُّ بَقْلُه، و لا یُقَرِّحُ أَصلُه؛ یعنی بالثَّرْدِ المطرَ الضعیفَ. ابن الأَعرابی: یقال أَصابنا مطر ذَرَّ بَقْلُه یَذُرُّ إِذا طلع و ظهر؛ و ذلك أَنه یَذُرُّ من أَدنی مطر و إِنما یَذُرُّ البقلُ من مطر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ و لا یُقَرِّحُ البقلُ إِلَّا من قَدْرِ الذراع. أَبو زید: ذَرَّ البقلُ إِذا طلع من الأَرض. و یقال: ذَرَّ الرجلُ یَذُرُّ إِذا شابَ مُقَدَّمُ رَأْسه. و الذِّرَارُ: الغَضَبُ و الإِنكارُ؛ عن ثعلب، و أَنشد لكثیر: و فیها، علی أَنَّ الفُؤَادَ یُحِبُّها، صُدُودٌ، إِذا لاقَیْتُها، و ذِرَارُ الفراء: ذَارَّت الناقةُ تَذَارُّ مُذَارَّةً و ذِرَاراً أَی ساءَ خُلُقُها، و هی مُذَارٌّ، و هی فی معنی العَلُوق و المُذَائِرِ؛ قال و منه قول الحطیئة: و كنتُ كَذاتِ البَعْلِ ذَارَت بأَنْفِها، فمن ذاكَ تَبْغی غَیْرَه و تُهاجِرُهْ إِلَّا أَنه خففه للضرورة. قال أَبو زید: فی فلان ذِرارٌ أَی إِعراضٌ غضباً كَذِرَارِ الناقة. قال ابن بری: بیت الحطیئة شاهد علی ذَارَت الناقةُ بأَنفها إِذا عطفت علی ولد غیرها، و أَصله ذَارَّتْ فخففه، و هو ذَارَتْ بأَنفها، و البیت: و كنتُ كذاتِ البَوِّ ذَارَتْ بأَنفِها، فمن ذاكَ تَبْغی بُعْدَه و تُهاجِرُهْ قال ذلك یهجو به الزِّبْرِقانَ و یمدح آلَ شَمَّاسِ بن لای؛ أَ لا تراه یقول بعد هذا: فَدَعْ عَنْكَ شَمَّاسَ بْنَ لأَی فإِنهم مَوالِیكَ، أَوْ كاثِرْ بهم مَنْ تُكاثِرُهْ و قد قیل فی ذَارَتْ غیرُ ما ذكره الجوهری، و هو أَن یكون أَصله ذَاءَرَتْ، و منه قیل لهذه المرأَة مُذَائِرٌ، و هی التی تَرْأَمُ بأَنفها و لا یَصْدُقُ حُبُّها فهی تَنِفرُ عنه. و البَوُّ: جِلْدُ الحُوَارِ یُحْشَی ثُماماً و یُقامُ حَوْلَ الناقةِ لِتَدِرَّ علیه. و ذَرٌّ: اسم. و الذَّرْذَرَةُ: تفریقك الشی‌ء و تَبْدِیدُكَ إِیاه. و ذَرْذَارٌ: لقب رجل من العرب.
لسان العرب، ج‌4، ص: 306‌

ذعر؛ ج4، ص: 306

: الذُّعْرُ، بالضم: الخَوْفُ و الفَزَعُ، و هو الاسم. ذَعَرَهُ یَذْعَرُهُ ذَعْراً فانْذعَرَ، و هو مُنْذَعِرٌ، و أَذْعَرَه، كلاهما: أَفزعه و صیره إِلی الذُّعْرِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و مِثْل الذی لاقیتَ، إِن كنت صادقاً، من الشَّرِّ یوماً من خَلِیلِكَ أَذْعَرَا و قال الشاعر: غَیْرَان شَمَّصَهُ الوُشاةُ فأَذْعَرُوا وَحْشاً علیكَ، وَجَدْتَهُنَّ سُكُونَا و‌فی حدیث حذیفة قال له لیلة الأَحزاب: قُمْ فأْتِ القوم و لا تَذْعَرْهُم علیّ‌یعنی قریشاً، أَی لا تُفْزِعْهُمْ؛ یرید لا تُعْلِمْهُمْ بنفسك و امْشِ فی خُفْیَةٍ لئلَّا یَنْفِروا منك و یُقْبِلُوا عَلَیَّ. و‌فی حدیث نابل مولی عثمان: و نحن نَتَرامَی بالحَنْظَل فما یَزِیدُنا عُمَرُ علی أَن یقولَ: كذاك لا تَذْعَرُوا إِبلَنَا علینا‌أَی لا تُنَفِّرُوا إِبلنا علینا؛ و قوله: كذاك أَی حَسْبُكُمْ «2». و‌فی الحدیث: لا یزال الشیطانُ ذَاعِراً من المؤمن؛ أَی ذَا ذُعْرٍ و خَوْفٍ أَو هو فاعل بمعنی مفعول أَی مَذْعُور. و رجل ذَعُور: مُنْذَعِرٌ. و امرأَة ذَعُورٌ: تُذْعَرُ من الرّیبَةِ و الكلام القبیح؛ قال: تَنُولُ بمَعْرُوفِ الحَدیثِ، و إِن تُرِدْ سِوَی ذَاكَ، تُذْعَرْ منكَ و هْیَ ذَعُورُ و ذُعِرَ فلانٌ ذَعْراً، فهو مَذْعُورٌ، أَی أُخِیفَ. و الذَّعَرُ: الدَّهَشُ من الحیاء. و الذَّعْرَةُ: الفَزْعَةُ. و الذَّعْرَاءُ و الذُّعْرَةُ: الفِنْدَوْرَةُ، و قیل: الذُّعْرَةُ أُمُّ سُوَیْدٍ. و أَمْرٌ ذُعَرٌ: مَخُوفٌ، علی النسب. و الذُّعَرَةُ: طُوَیِّرَةٌ تكون فی الشجر تَهُزُّ ذَنَبَها لا تراها أَبداً إِلَّا مَذْعُورَةً. و ناقة ذَعُورٌ إِذا مُسَّ ضَرْعُها غارت. و العرب تقول للناقة المجنونة: مَذْعُورَةٌ. و نُوقٌ مُذَعَّرَةٌ: بها جنون. و الذُّعْرَةُ: الاسْتُ. و ذُو الإِذْعارِ: لَقَبُ مَلِكٍ من ملوك الیمن لأَنه زَعَمُوا حَمَلَ النَّسْناسَ إِلی بلاد الیمن فَذُعِرَ الناسُ منه، و قیل: ذُو الإِذْعارِ جَدُّ تُبَّعٍ كان سَبَی سَبْیاً من التُّرْكِ فَذُعِرَ الناسُ منهم. و رجل ذَاعِرٌ و ذُعَرَةٌ و ذُعْرَةٌ: ذو عُیُوب؛ قال: نَواجِحاً لم تَخْشَ ذُعْرَاتِ الذُّعَرْ هكذا رواه كراع بالعین و الذال المعجمة و ذكره فی باب الذعر. قال: و أَما الداعر فالخبیث، و قد تقدم ذلك فی الدال المهملة، و حكیناه هنالك ما رواه كراع من الذال المعجمة.

ذغمر؛ ج4، ص: 306

: التهذیب: ابن الأَعرابی: الذَّغْمَرِیُّ السَّی‌ءُ الخُلُقِ، و كذلك الذُّغْمُورُ، بالذال، الحَقُودُ الذی لا ینحلّ حقده.

ذفر؛ ج4، ص: 306

: الذَّفَرُ، بالتحریك، و الذَّفَرَةُ جمیعاً: شِدَّةُ ذَكاء الریح من طِیب أَو نَتْن، و خص اللحیانی بهما رائحة الإِبطین المنتنین؛ و قد ذَفِرَ، بالكسر، یَذْفَرُ، فهو ذَفِرٌ و أَذْفَرُ، و الأُنثی ذَفِرَةٌ و ذَفْرَاءُ، و روضة ذَفِرَةٌ و مِسْكٌ أَذْفَرُ: بَیِّنُ الذَّفَرِ، و ذَفِرٌ أَی ذَكِیُّ الریح، و هو أَجوده و أَقْرَتُهُ. و‌فی صفة الحوض: و طِینُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ‌أَی طیب الریح. و الذفر، بالتحریك: یقع علی الطَّیِّبِ و الكَرِیه و یفرق بینهما بما یضاف إِلیه و یوصف به؛ و منه‌صفة الجنة و ترابها: مسك أَذفر.
(2). قوله: [كذاك أَی حسبكم] كذا فی الأصل و النهایة
لسان العرب، ج‌4، ص: 307
و قال ابن الأَعرابی: الذَّفَرُ النَّتْنُ، و لا یقال فی شی‌ء من الطِّیبِ ذَفِرٌ إِلَّا فی المسك وحده. قال ابن سیدة: و قد ذكرنا أَن الدَّفَر، بالدال المهملة، فی النَّتْنِ خاصة. و الذَّفَرُ: الصُّنَانُ و خُبْثُ الریح، رجل ذَفِرٌ و أَذْفَرُ و امرأَة ذَفِرَة و ذَفْراءُ أَی لهما صُنان و خُبْثُ ریح. و كَتِیبَة ذَفْرَاءُ أَی أَنها سَهِكَةٌ من الحدید و صَدَئِهِ؛ و قال لبید یصف كتیبة ذات دُرُوع سَهِكَتْ من صَدَإِ الحدید: فَخْمَةٌ ذَفْرَاءُ، تُرْتَی بالعُرَی قُرْدُمانِیًّا و تَرْكاً كالبَصَلْ عدی ترتی إِلی مفعولین لأَن فیه معنی تُكْسَی، و یروی … دَفْرَاءُ …؛ و قال آخر: و مُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَیَّةَ رَأْسِهِ، فَتَرَكْتُه ذَفِراً كریح الجَوْرَبِ و قال الراعی و ذكر إِبلًا رعت العُشْبَ و زَهْرَهُ، و وَرَدَتْ فَصَدَرَتْ عن الماء، فكلما صدرت عن الماء نَدِیَتْ جُلُودها و فاحت منها رائحة طیبة، فیقال لذلك فأْرَةُ الإِبِلِ، فقال الراعی: لها فأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كلَّ عَشِیَّةٍ، كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ و قال ابن أَحمر: بِهَجْلٍ مِنْ قَسَا ذَفِرِ الخُزَامی، تَدَاعَی الجِرْبِیَاءُ به حَنِینَا أَی ذكیّ ریح الخزامی: طیبها. و الذِّفْرَی من الناس و من جمیع الدواب: من لَدُنِ المَقَذِّ إِلی نصف القَذَالِ، و قیل: هو العظم الشاخص خلف الأُذن، بعضهم یؤنثها و بعضهم ینوّنها إِشعاراً بالإِلحاق، قال سیبویه: و هی أَقلهما. اللیث: الذِّفْرَی من القفا هو الموضع الذی یَعْرَقُ من البعیر خلف الأُذن، و هما ذِفْرَیانِ من كل شی‌ء. الجوهری: یقال هذه ذِفْرَی أَسیلة؛ لا تنوّن لأَن أَلفها للتأْنیث، و هی مأْخوذة من ذَفَرِ العَرَقِ لأَنها أَوّل ما تَعْرَقُ من البعیر. و‌فی الحدیث: فمسح رأْس البعیر و ذِفْرَاهُ؛ ذِفْرَی البعیر: أَصلُ أُذنه، و الذِّفْرَی مؤنثة و أَلفها للتأْنیث أَو للإِلحاق، و من العرب من یقول هذه ذِفْرًی فیصرفها كأَنهم یجعلون الأَلف فیها أَصلیة، و كذلك یجمعونها علی الذَّفَارَی، و قال القتیبی: هما ذِفْرَیانِ؛ و المَقَذَّان و هما أُصول الأُذنین و أَول ما یَعْرَقُ من البعیر. و قال شمر: الذِّفْرَی عظم فی أَعلی العنق من الإِنسان عن یمین النقرة و شمالها، و قیل: الذِّفْرَیانِ الحَیْدَانِ اللذان عن یمین النقرة و شمالها. و الذِّفِرُّ من الإِبل: العظیم الذِّفْرَی، و الأُنثی ذِفِرَّةٌ، و قیل: الذِّفِرَّةُ النجیبة الغلیظة الرقبة. أَبو عمرو: الذِّفِرُّ العظیم من الإِبل. أَبو زید: بعیر ذِفِرٌّ، بالكسر مشدد الراء، أَی عظیم الذِّفْرَی، و ناقة ذِفِرَّةٌ و حمار ذِفِرٌّ و ذِفَرٌّ: صلب شدید، و الكسر أَعلی. و الذِّفِرُّ أَیضاً: العظیم الخَلْقِ. قال الجوهری: الذِّفِرُّ الشاب الطویل التامُّ الجَلْدُ. و اسْتَذْفَرَ بالأَمر: اشتدّ عزمه علیه و صَلُبَ له؛ قال عَدِیُّ بن الرِّقَاع: و اسْتَذْفَرُوا بِنَوًی حَذَّاءَ تَقْذِفُهُمْ إِلی أَقاصی نَواهُمْ، ساعَةَ انْطَلَقُوا و ذَفِرَ النبت: كثر؛ عن أَبی حنیفة، و أَنشد: فی وارِسٍ من النَّجِیلِ قد ذَفِرْ و قیل لأَبی عمرو بن العلاء: الذِّفْرَی من الذَّفَرِ؟ قال: نعم؛ و المِعْزَی من المَعَز؟ فقال: نعم؛ بعضهم ینوّنه فی النكرة و یجعل أَلفه للإِلحاق بدرهم و هِجْرَعٍ؛ و الجمع ذِفْرَیاتٌ و ذَفَارَی، بفتح الراء،
لسان العرب، ج‌4، ص: 308
و هذه الأَلف فی تقدیر الانقلاب عن الیاء، و من ثم قال بعضهم ذَفَارٍ مثل صحارٍ. و الذَّفْرَاءُ: بقلة رِبْعِیَّةٌ دَشتِیَّةٌ تبقی خضراء حتی یصیبها البرد، واحدتها ذَفْراءَةٌ، و قیل: هی عُشْبَةٌ خبیثة الریح لا یكاد المال یأْكلها، و فی المحكم: لا یرعاها المال؛ و قیل: هی شجرة یقال لها عِطْرُ الأَمة، و قال أَبو حنیفة: هی ضرب من الحَمْضِ، و قال مرة: الذَّفْرَاءُ عشبة خضراء ترتفع مقدار الشبر مدوّرة الورق ذات أَغصان و لا زهرة لها و ریحها ریح الفُساءِ؛ تُبَخِّر الإِبل و هی علیها حراصٌ، و لا تتبین تلك الذَّفَرَةُ فی اللبن، و هی مُرَّةٌ، و مَنابتها الغَلْظُ؛ و قد ذكرها أَبو النجم فی الریاض فقال: تَظَلُّ حِفْرَاهُ، من التَّهَدُّلِ، فی رَوْضِ ذَفْرَاءَ و رُعْلٍ مُخْجِلِ و الذَّفِرَةُ: نبْتَةٌ تنبت وَسْطَ العُشْب، و هی قلیلة لیست بشی‌ء تنبت فی الجَلَدِ علی عِرْقٍ واحد، لها ثمرة صفراء تشاكل الجَعْدَةَ فی ریحها. و الذَّفْرَاءُ: نبْتَةٌ طیبة الرائحة. و الذَّفْرَاءُ: نبتة منتنة. و‌فی حدیث مسیره إِلی بَدْرٍ: أَنه جَزَعَ الصَّفْرَاءَ ثم صَبَّ فی ذَفِرَان؛ هو بكسر الفاء، وادٍ هناك.

ذكر؛ ج4، ص: 308

: الذِّكْرُ: الحِفْظُ للشی‌ء تَذْكُرُه. و الذِّكْرُ أَیضاً: الشی‌ء یجری علی اللسان. و الذِّكْرُ: جَرْیُ الشی‌ء علی لسانك، و قد تقدم أَن الدِّكْرَ لغة فی الذكر، ذَكَرَهُ یَذْكُرُه ذِكْراً و ذُكْراً؛ الأَخیرة عن سیبویه. و قوله تعالی: وَ اذْكُرُوا مٰا فِیهِ*؛ قال أَبو إِسحاق: معناه ادْرُسُوا ما فیه. و تَذَكَّرَهُ و اذَّكَرَهُ و ادَّكَرَهُ و اذْدَكَرَهُ، قلبوا تاء افْتَعَلَ فی هذا مع الذال بغیر إِدغام؛ قال: تُنْحی علی الشَّوكِ جُرَازاً مِقْضَبا، و الهَمُّ تُذْرِیهِ اذْدِكاراً عَجَبَا «1». قال ابن سیدة: أَما اذَّكَرَ و ادَّكَر فإِبدال إِدغام، و أَما الذِّكْرُ و الدِّكْرُ لما رأَوها قد انقلبت فی اذَّكَرَ الذی هو الفعل الماضی قلبوها فی الذِّكْرِ الذی هو جمع ذِكْرَةٍ. و اسْتَذْكَرَهُ: كاذَّكَرَه؛ حكی هذه الأَخیرة أَبو عبید عن أَبی زید فقال: أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ فی إِصبعه خیطاً یَسْتَذْكِرُ به حاجَتَه. و أَذْكَرَه إِیاه: ذَكَّرَهُ، و الاسم الذِّكْرَی. الفراء: یكون الذِّكْرَی بمعنی الذِّكْرِ، و یكون بمعنی التَّذَكُّرِ فی قوله تعالی: وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْریٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ. و الذِّكْرُ و الذِّكْری، بالكسر: نقیض النسیان، و كذلك الذُّكْرَةُ؛ قال كعب بن زهیر: أَنَّی أَلَمَّ بِكَ الخَیالُ یَطِیفُ، و مَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ و شُعُوفُ یقال: طاف الخیالُ یَطِیفُ طَیْفاً و مَطَافاً و أَطافَ أَیضاً. و الشُّعُوفُ: الولُوعُ بالشی‌ء حتی لا یعدل عنه. و تقول: ذَكَّرْتُه ذِكْرَی؛ غیر مُجْرَاةٍ. و یقال: اجْعَلْه منك علی ذُكْرٍ و ذِكْرٍ بمعنی. و ما زال ذلك منی علی ذِكْرٍ و ذُكْرٍ، و الضم أَعلی، أَی تَذَكُّرٍ. و قال الفراء: الذِّكْرُ ما ذكرته بلسانك و أَظهرته. و الذُّكْرُ بالقلب. یقال: ما زال منی علی ذُكْرٍ أَی لم أَنْسَه. و اسْتَذْكَرَ الرجلَ: ربط فی أُصبعه خیطاً لیَذْكُرَ به حاجته. و التَّذكِرَةُ:
(1). قوله: [و الهم تذریه الخ] كذا بالأصل و الذی فی شرح الأشمونی: [و الهرم و تذریه اذدراء عجبا] أَتی به شاهداً علی جواز الإِظهار بعد قلب تاء الافتعال دالًا بعد الذال. و الهرم، بفتح الهاء فسكون الراء المهملة: نبت و شجر أَو البقلة الحمقاء كما فی القاموس، و الضمیر فی تذریه للناقة، و اذدراء مفعول مطلق لتذریه موافق له فی الاشتقاق، انظر الصبان
لسان العرب، ج‌4، ص: 309
ما تُسْتَذْكَرُ به الحاجة. و قال أَبو حنیفة فی ذِكْرِ الأَنْواء: و أَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها من أَذْكَرِ الأَنْواء و أَشهرها؛ فكأَن قوله من أَذْكَرِها إِنما هو علی ذَكُرَ و إِن لم یلفظ به و لیس علی ذُكِرَ، لأَن أَلفاظ فعل التعجب إِنما هی من فِعْلِ الفاعل لا من فِعْلِ المفعول إِلَّا فی أَشیاء قلیلة. و اسْتَذْكَرَ الشی‌ءَ: دَرَسَهَ للذِّكْرِ. و الاسْتِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ للحفظ. و التَّذَكُّر: تذكر ما أُنسیته. و ذَكَرْتُ الشی‌ء بعد النسیان و ذَكَرْتُه بلسانی و بقلبی و تَذَكَّرْتُه و أَذْكَرْتُه غیری و ذَكَّرْتُه بمعنًی. قال الله تعالی: وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ؛ أَی ذَكَرَ بعد نِسْیان، و أَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم. و التذكیر: خلاف التأْنیث، و الذَّكَرُ خلاف الأُنثی، و الجمع ذُكُورٌ و ذُكُورَةٌ و ذِكَارٌ و ذِكَارَةٌ و ذُكْرانٌ و ذِكَرَةٌ. و قال كراع: لیس فی الكلام فَعَلٌ یكسر علی فُعُول و فُعْلان إِلَّا الذَّكَرُ. و امرأَة ذَكِرَةٌ و مُذَكَّرَةٌ و مُتَذَكِّرَةٌ: مُتَشَبِّهةٌ بالذُّكُورِ. قال بعضهم: إِیاكم و كُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقَّ بالبُكاء، لا تأْكل من قِلَّةٍ و لا تَعْتَذِرُ من عِلَّة، إِن أَقبلت أَعْصَفَتْ و إِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ. و ناقة مُذَكَّرَةٌ: مُتَشَبِّهَةٌ بالجَمَلِ فی الخَلْقِ و الخُلُقِ؛ قال ذو الرمة: مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ، یَشُلُّها وَظِیفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ و یوم مُذَكَّرٌ: إِذا وُصِفَ بالشِّدّةِ و الصعوبة و كثرة القتل؛ قال لبید: فإِن كنتِ تَبْغِینَ الكِرامَ، فأَعْوِلِی أَبا حازِمٍ، فی كُلِّ یومٍ مُذَكَّرِ و طریق مُذَكَّرٌ: مَخُوفٌ صَعْبٌ. و أَذْكَرَتِ المرأَةُ و غَیْرُها فهی مُذْكِرٌ: ولدت ذَكَراً. و فی الدعاء للحُبْلَی: أَذْكَرَتْ و أَیْسَرَتْ أَی ولدت ذَكَراً و یُسِّرَ علیها. و امرأَة مُذْكِرٌ: ولدت ذَكَراً، فإِذا كان ذلك لها عادة فهی مِذْكارٌ، و كذلك الرجل أَیضاً مِذْكارٌ؛ قال رؤْبة: إِنَّ تَمِیماً كان قَهْباً من عادْ، أَرْأَسَ مِذْكاراً، كثیرَ الأَوْلادْ و یقال: كم الذِّكَرَةُ من وَلَدِك؟ أَی الذُّكُورُ و‌فی الحدیث: إِذا غلب ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَا؛ أَی ولدا ذكراً، و‌فی روایة: إِذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن الله‌أَی ولدته ذكراً. و‌فی حدیث عمر: هَبِلَتِ الوَادِعِیَّ أُمُّهُ لقد أَذْكَرَتْ به‌أَی جاءت به ذكراً جَلْداً. و‌فی حدیث طارق مولی عثمان: قال لابن الزبیر حین صُرِعَ: و الله ما ولدت النساء أَذْكَرَ منك؛ یعنی شَهْماً ماضیاً فی الأُمور. و‌فی حدیث الزكاة: ابن لبون ذكر؛ ذكر الذكر تأْكیداً، و قیل: تنبیهاً علی نقص الذكوریة فی الزكاة مع ارتفاع السن، و قیل: لأَن الابن یطلق فی بعض الحیوانات علی الذكر و الأُنثی كابن آوی و ابن عُرْسٍ و غیرهما، لا یقال فیه بنت آوی و لا بنت عرس فرفع الإِشكال بذكر الذَّكَرِ. و‌فی حدیث المیراث: لأَوْلَی رجل ذَكَرٍ؛ قیل: قاله احترازاً من الخنثی، و قیل: تنبیهاً علی اختصاص الرجال بالتعصیب للذكوریة. و رجل ذَكَرٌ: إِذا كان قویّاً شجاعاً أَنِفاً أَبِیّاً. و مطر ذَكَرٌ: شدیدٌ وابِلٌ؛ قال الفرزدق: فَرُبَّ ربیعٍ بالبَلالِیق قد، رَعَتْ بِمُسْتَنِّ أَغْیاثٍ بُعاق ذُكُورُها و قَوْلٌ ذَكَرٌ: صُلْبٌ مَتِین. و شعر ذَكَرٌ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 310
فَحْلٌ. و داهیة مُذْكِرٌ: لا یقوم لها إِلَّا ذُكْرانُ الرجال، و قیل: داهیة مُذْكِرٌ شدیدة؛ قال الجعدی: و داهِیَةٍ عَمْیاءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ، تَدِرُّ بِسَمٍّ من دَمٍ یَتَحَلَّبُ و ذُكُورُ الطِّیبِ: ما یصلح للرجال دون النساء نحو المِسْكِ و الغالیة و الذَّرِیرَة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنه كان یتطیب بِذِكارَةِ الطِّیبِ؛ الذكارة، بالكسر: ما یصلح للرجال كالمسك و العنبر و العود، و هی جمع ذَكَرٍ، و الذُّكُورَةُ مثله؛ و منه‌الحدیث: كانوا یكرهون المُؤَنَّثَ من الطیب و لا یَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً؛ قال: هو ما لا لَوْنَ له یَنْفُضُ كالعُود و الكافور و العنبر، و المؤنَّث طیب النساء كالخَلُوق و الزعفران. و ذُكورُ العُشْبِ: ما غَلُظ و خَشُنَ. و أَرض مِذْكارٌ: تُنْبِتُ ذكورَ العُشْبِ، و قیل: هی التی لا تنبت، و الأَوّل أَكثر؛ قال كعب: و عَرَفْتُ أَنِّی مُصْبِحٌ بِمَضِیعةٍ غَبْراءَ، یَعْزِفُ جِنُّها، مِذكارِ الأَصمعی: فلاة مِذْكارٌ ذات أَهوال؛ و قال مرة: لا یسلكها إِلّا الذَّكَرُ من الرجال. و فَلاة مُذْكِرٌ: تنبت ذكور البقل، و ذُكُورُه: ما خَشُنَ منه و غَلُظَ، و أَحْرَارُ البقول: ما رَقَّ منه و طاب. و ذُكُورُ البقل: ما غلظ منه و إِلی المرارة هو. و الذِّكْرُ: الصیتُ و الثناء. ابن سیدة: الذِّكْرُ الصِّیتُ یكون فی الخیر و الشر. و حكی أَبو زید: إِن فلاناً لَرَجُلٌ لو كان له ذُكْرَةٌ أَی ذِكْرٌ. و رجل ذَكِیرٌ و ذِكِّیرٌ: ذو ذِكْرٍ؛ عن أَبی زید. و الذِّكْرُ: ذِكْرُ الشرف و الصِّیت. و رجل ذَكِیرٌ: جَیِّدٌ الذِّكْرِ و الحِفْظِ. و الذِّكْرُ: الشرف. و فی التنزیل: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ؛ أَی القرآن شرف لك و لهم. و قوله تعالی: وَ رَفَعْنٰا لَكَ ذِكْرَكَ؛ أَی شَرَفَكَ؛ و قیل: معناه إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معی. و الذِّكْرُ: الكتاب الذی فیه تفصیل الدِّینِ و وَضْعُ المِلَلِ، و كُلُّ كتاب من الأَنبیاء، علیهم السلام، ذِكْرٌ. و الذِّكْرُ: الصلاةُ لله و الدعاءُ إِلیه و الثناء علیه. و‌فی الحدیث: كانت الأَنبیاء، علیهم السلام، إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلی الذكر، أَی إِلی الصلاة یقومون فیصلون. و ذِكْرُ الحَقِّ: هو الصَّكُّ، و الجمع ذُكُورُ حُقُوقٍ، و یقال: ذُكُورُ حَقٍّ. و الذِّكْرَی: اسم للتَّذْكِرَةِ. قال أَبو العباس: الذكر الصلاة و الذكر قراءة القرآن و الذكر التسبیح و الذكر الدعاء و الذكر الشكر و الذكر الطاعة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: ثم جلسوا عند المَذْكَر حتی بدا حاجِبُ الشمس؛ المَذْكَر موضع الذِّكْرِ، كأَنها أَرادت عند الركن الأَسود أَو الحِجْرِ، و قد تكرر ذِكْرُ الذّكْرِ فی الحدیث و یراد به تمجید الله و تقدیسه و تسبیحه و تهلیله و الثناء علیه بجمیع محامده. و‌فی الحدیث: القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه؛ أَی أَنه جلیل خَطِیرٌ فأَجِلُّوه. و معنی قوله تعالی: وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ؛ فیه وجهان: أَحدهما أَن ذكر الله تعالی إِذا ذكره العبد خیر للعبد من ذكر العبد للعبد، و الوجه الآخر أَن ذكر الله ینهی عن الفحشاء و المنكر أَكثر مما تنهی الصلاة. و قول الله عز و جل: سَمِعْنٰا فَتًی یَذْكُرُهُمْ یُقٰالُ لَهُ إِبْرٰاهِیمُ؛ قال الفراء فیه و فی قول الله تعالی: أَ هٰذَا الَّذِی یَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ، قال: یرید یَعِیبُ آلهتكم، قال: و أَنت قائل للرجل لئن ذَكَرْتَنِی لَتَنْدَمَنَّ، و أَنت ترید بسوء، فیجوز ذلك؛ قال عنترة:
لسان العرب، ج‌4، ص: 311
لا تَذْكُرِی فَرَسی و ما أَطْعَمْتُه، فیكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ أَراد لا تَعِیبی مُهْری فجعل الذِّكْرَ عیباً؛ قال أَبو منصور: و قد أَنكر أَبو الهیثم أَن یكون الذِّكْرُ عیباً؛ و قال فی قول عنترة لا تذكری فرسی: معناه لا تولعی بِذِكْرِهِ و ذِكْرِ إِیثاری إِیاه دون العیال. و قال الزجاج نحواً من قول الفراء، قال: و یقال فلان یَذْكُر الناسَ أَی یغتابهم و یذكر عیوبهم، و فلان یذكر الله أَی یصفه بالعظمة و یثنی علیه و یوحده، و إِنما یحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه. و‌فی حدیث علیّ: أَن علیّاً یَذْكُرُ فاطمة‌أی یخطبها، و قیل: یَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها، و منه‌حدیث عمر: ما حلفتُ بها ذَاكِراً و لا آثراً‌أَی ما تكلمت بها حالفاً، من قولك: ذكرت لفلان حدیث كذا و كذا أَی قلته له، و لیس من الذِّكْر بعد النسیان. و الذُّكَارَةُ: حمل النخل؛ قال ابن درید: و أَحسب أَن بعض العرب یُسَمِّی السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ. و الذَّكَرُ: معروف، و الجمع ذُكُورٌ و مَذاكِیرُ، علی غیر قیاس، كأَنهم فرقوا بین الذَّكَرِ الذی هو الفحل و بین الذَّكَرِ الذی هو العضو. و قال الأَخفش: هو من الجمع الذی لیس له واحد مثل العَبَادید و الأَبابیل؛ و فی التهذیب: و جمعه الذِّكارَةُ و من أَجله یسمی ما یلیه المَذَاكِیرَ، و لا یفرد، و إِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ و مَقَادِیم. و‌فی الحدیث: أَن عبداً أَبصر جاریة لسیده فغار السیدُ فَجَبَّ مَذَاكِیرَه؛ هی جمع الذَّكَرِ علی غیر قیاس. ابن سیدة: و المذاكیر منسوبة إِلی الذَّكَرِ، واحدها ذَكَرٌ، و هو من باب مَحاسِنَ و مَلامِحَ. و الذَّكَرُ و الذَّكِیرُ من الحدید: أَیْبَسُه و أَشَدُّه و أَجْوَدُه، و هو خلافُ الأَنِیثِ، و بذلك یسمی السیف مُذَكَّراً و یذكر به القدوم و الفأْس و نحوه، أَعنی بالذَّكَرِ من الحدید. و یقال: ذهبتْ ذُكْرَةُ السیف و ذُكْرَةُ الرَّجُلِ أَی حِدَّتُهما. و‌فی الحدیث: أَنه كان یطوف فی لیلة علی نسائه و یغتسل من كل واحدة منهن غُسْلًا فسئل عن ذلك فقال: إِنه أَذْكَرُ؛ أَی أَحَدُّ. و سیفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَی صارِمٌ، و الذُّكْرَةُ: القطعة من الفولاذ تزاد فی رأْس الفأْس و غیره، و قد ذَكَّرْتُ الفأْسَ و السیفَ؛ أَنشد ثعلب: صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ، یُطَبّقُ العَظْمَ و لا یَكْسِرُهْ و قالوا لخِلافهِ: الأَنِیثُ. و ذُكْرَةُ السیف و الرجل: حِدَّتُهما. و رجل ذَكِیرٌ: أَنِفٌ أَبِیُّ. و سَیْف مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حدید ذَكَرٌ و مَتْنُه أَنِیثٌ، یقول الناس إِنه من عمل الجن. الأَصمعی: المُذَكَّرَةُ هی السیوف شَفَرَاتُها حدید و وصفها كذلك. و سیف مُذَكَّرٌ أَی ذو ماء. و قوله تعالی: ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ؛ أَی ذی الشَّرَفِ. و‌فی الحدیث: إِن الرجل یُقَاتِلُ لیُذْكَر و یقاتل لیُحْمَدَ؛ أَی لیذكر بین الناس و یوصف بالشجاعة. و الذِّكْرُ: الشرف و الفخر. و فی صفة القرآن: الذِّكْرِ الْحَكِیمِ أَی الشرف المحكم العاری من الاختلاف. و تذكر: بطن من ربیعة، و الله عز و جل أَعلم.

ذمر؛ ج4، ص: 311

: الذَّمْرُ: اللَّوْمُ و الحَضُّ معاً. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: أَلا و إِن الشیطان قد ذَمَّرَ حِزْبَه‌أَی حضهم و شجعهم؛ ذَمَرَه یَذْمُرُه ذَمْراً: لامَهُ و حَضَّهُ و حَثَّهُ. و تَذَمَّرَ هو: لام نفسه، جاء مطاوعه علی غیر الفعل. و‌فی حدیث صلاة الخوف:
لسان العرب، ج‌4، ص: 312
فَتَذَامَرَ المشركون و قالوا هَلَّا كنا حملنا علیهم و هم فی الصلاة؛ أَی تَلاوَمُوا علی ترك الفُرْصَةِ، و قد تكون بمعنی تَحاضُّوا علی القتال. و الذَّمْرُ: الحَثُّ مع لَوْمٍ و اسْتِبْطاءٍ. و سمعتُ له تَذَمُّراً أَی تغضباً. و‌فی حدیث موسی، علیه السلام: أَنه كان یَتَذَمَّرُ علی ربه‌أَی یَجْتَرِئُ علیه و یرفع صوته فی عتابه؛ و منه‌حدیث طلحة لما أَسلم: إِذا أُمّه تُذَمِّرُه و تَسُبُّهُ‌أَی تُشَجِّعُه علی ترك الإِسلام و تسبه علی إِسلامه. و ذَمَرَ یَذْمُرُ إِذا غَضِبَ؛ و منه الحدیث: و أُم أَیمن تَذْمُرُ و تَصْخَبُ؛ و یروی: تُذَمِّرُ، بالتشدید؛ و منه‌الحدیث: فجاء عمر ذَامِراً‌أَی مُتَهَدِّداً. و الذِّمارُ: ذِمارُ الرجل و هو كل ما یلزمك حفظه و حیاطته و حمایته و الدفع عنه و إِن ضَیَّعه لزمه اللَّوْمُ. أَبو عمرو: الذِّمارُ الحَرَمُ و الأَهل، و الذِّمارُ: الحَوْزة، و الذِّمار: الحَشَمُ، و الذِّمار: الأَنساب. و موضعُ التَّذَمُّرِ: موضعُ الحفیظة إِذا اسْتُبِیحَ. و فلان حامی الذِّمار إِذا ذُمِّرَ غَضِبَ و حَمی؛ و فلانٌ أَمْنَعُ ذِماراً من فلان. و یقال: الذِّمارُ ما وراء الرجل مما یَحِقُّ علیه أَن یَحْمِیَهُ لأَنهم قالوا حامی الذِّمار كما قالوا حامی الحقیقة؛ و سمی ذماراً لأَنه یجب علی أَهله التَّذَمُّرُ له، و سمیت حقیقة لأَنه یَحِقُّ علی أَهلها الدفع عنها. و‌فی حدیث علی: أَلا إِن عثمان فَضَحَ الذِّمارَ فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: مَهْ الذِّمارُ ما لزمك حِفْظُه مما وراءك و یتعلق بك.و‌فی حدیث أَبی سفیان: قال یوم الفتح: حَبَّذَا یَوْمُ الذِّمار؛ یرید الحَرْبَ لأَن الإِنسان یقاتل علی ما یلزمه حفظه. و تَذَامَرَ القومُ فی الحرب: تَحاضُّوا. و القومُ یَتَذامَرُونَ أَی یَحُضُّ بعضهم بعضاً علی الجِدِّ فی القتال؛ و منه قوله: یَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غیرَ مُذَمَّمِ و القائد یَذْمُرُ أَصحابَه إِذا لامهم و أَسمعهم ما كرهوا لیكون أَجَدَّ لهم فی القتال؛ و التَّذَمُّرُ من ذلك اشتقاقه، و هو أَن یفعل الرجل فعلًا لا یبالغ فی نكایة العدوّ فهو یَتَذَمَّرُ أَی یلوم نفسه و یعاتبها كی یَجِدَّ فی الأَمر. الجوهری: و أَقبل فلان یَتَذَمَّرُ كأَنه یلوم نفسه علی فائت. و یقال: ظَلَّ یَتَذَمَّرُ علی فلان إِذا تنكر له و أَوعده. و‌فی الحدیث: فخرج یتذمر؛ أَی یعاتب نفسه و یلومها علی فوات الذِّمار. و الذَّمِرُ: الشجاع. و رجل ذَمِرٌ و ذِمْرٌ و ذِمِرٌّ و ذَمِیرٌ: شجاع من قوم أَذْمارٍ، و قیل: شجاع مُنْكَرٌ، و قیل: مُنْكَرٌ شدید، و قیل: هو الظریف اللبیب المِعْوانُ، و جمعُ الذَّمِرِ و الذِّمْرِ و الذَّمِیر أَذْمارٌ مثل كَبِدٍ و كِبْد و كَبِیدٍ و أَكبْادٍ، و جمع الذِّمِرِّ مثل فِلِزٍّ ذِمِرُّونَ، و الاسم الذَّمارَةُ. و المُذَمَّرُ: القَفَا، و قیل: هما عظمان فی أَصل القفا، و هو الذِّفْری، و قیل: الكاهل؛قال ابن مسعود: انتهیتُ یوم بدر إِلی أَبی جهل و هو صریع فوضعت رجلی فی مُذَمَّرِه فقال: یا رُوَیْعِیَ الغَنَمِ لقد ارْتَقَیْتَ مُرْتَقًی صَعْباً قال: فاحْتَزَزْتُ رأْسه؛ قال الأَصمعی: المُذَمَّرُ هو الكاهل و العُنُقُ و ما حوله إِلی الذِّفْرَی، و هو الذی یُذَمِّرُه المُذَمِّرُ. و ذَمَرَهُ یَذْمُرُهُ و ذَمَّره: لَمَس مُذَمَّرَهُ. و المُذَمِّرُ: الذی یدخل یده فی حیاء الناقة لینظر أَ ذكر جنینها أَم أُنثی، سمی بذلك لأَنه یضع یده فی ذلك الموضع فیعرفه؛ و فی المحكم: لأَنه یَلْمِسُ مُذَمَّرَهُ فیعرف ما هو، و هو التَّذْمِیرُ؛ قال
لسان العرب، ج‌4، ص: 313
الكمیت: و قال المُذَمِّرُ للنَّاتِجِینَ: مَتَی ذُمِّرَتْ قَبْلِیَ الأَرْجُلُ؟ یقول: إِن التذمیر إِنما هو فی الأَعناق لا فی الأَرجل. و ذَمَرَ الأَسدُ أَی زَأَرَ، و هذا مثل لأَن التذمیر لا یكون إِلَّا فی الرأْس، و ذلك أَنه یلمس لَحْیَیِ الجَنِینِ، فإِن كانا غلیظین كان فحلًا، و إِن كانا رقیقین كان ناقة، فإِذا ذُمِّرَت الرِّجْلُ فالأَمر منقلب؛ و قال ذو الرمة: حَرَاجیجُ قُودٌ ذُمِّرَتْ فی نتاجِها، بِناحیَةِ الشّحْرِ الغُرَیْرِ و شَدْقَمِ یعنی أَنها من إِبل هؤلاء فهم یُذَمِّرُونها.و ذِمارٌ، بكسر الذال «2». موضع بالیمن، و وُجِدَ فی أَساسها لما هدمتها قریش فی الجاهلیة حَجَرٌ مكتوبٌ فیه بالمُسْنَدِ: لمن مُلْكُ ذِمار؟ لِحِمْیَر الأَخْیار. لمن ملك ذمار؟ للحبشة الأَشرار. لمن ملك ذمار؟ لفارس الأَحرار. لمن ملك ذمار؟ لقریش التجار.و قد ورد فی الحدیث ذكر ذِمار، بكسر الذال و بعضهم یفتحها، اسم قریة بالیمن علی مرحلتین من صنعاء، و قیل: هو اسم صنعاء. و ذَوْمَرُ: اسم.

ذمقر؛ ج4، ص: 313

: اذْمَقَرَّ اللبنُ و امْذَقَرَّ: تَقَطَّعَ، و الأَول أَعرف، و كذلك الدَّمُ.

ذهر؛ ج4، ص: 313

: ذَهِرَ فُوهُ، فهو ذَهِرٌ: اسْوَدَّتْ أَسنانُه، و كذلك نَوْرُ الحَوْذانِ؛ قال: كأَن فَاه ذَهِرُ الحَوْذانِ

ذیر؛ ج4، ص: 313

: الذِّیارُ، غیرُ مهموز: البَعَرُ، و قیل: البَعَرُ الرَّطْبُ یُضَمَّدُ به الإِحْلِیلُ و أَخْلافُ الناقة ذات اللبن إِذا أَرادوا صَرَّها لئلَّا یُؤَثِّر فیه الصِّرارُ و لكیلا یَرْضَعَ الفصیلُ؛ حكاه اللحیانی، و هو التَّذْیِیرُ؛ و أَنشد الكسائی: قد غاثَ رَبُّكَ هذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ بِعَامِ خِصْبٍ، فَعَاشَ الناسُ و النَّعَمُ و أَبْهَلُوا سَرْحَهمْ من غیرِ تَوْدِیَةٍ و لا ذِیارٍ، و ماتَ الفَقْرُ و العَدَمُ و قد ذَیَّرَ الراعی أَخْلافَها إِذا لطخها بالذِّیار؛ قال أَبو صَفْوانَ الأَسَدیُّ یَهْجُو ابنَ مَیَّادَةَ و میادة كانت أُمه: لَهْفِی علیكَ، یا ابنَ مَیَّادَةَ التی یكونُ ذِیاراً لا یُحَتُّ خِضابُها إِذا زَبَنَتْ عنها الفَصیلَ بِرِجْلِها، بَدَا من فُرُوجِ الشَّمْلَتَینِ عُنابُها أَراد بِعُنابِها بَظْرَها. اللیث: السِّرْقین الذی یخلط بالتراب یسمی قبل الخَلْطِ خُثَّةً، و إِذا خلط، فهو ذِیْرَةٌ، فإِذا طلی علی أَطْباءِ الناقة لكیلا یَرْضَعَها الفصیلُ، فهو ذِیارٌ؛ و أَنشد: غَدَتْ، وَ هْیَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ، فَرَاخَ الذِّیارُ علیها صَخِیما و یقال للرجل إِذا اسودت أَسنانه: قد ذُیِّرَ فُوهُ تَذْیِیراً.

فصل الراء المهملة؛ ج4، ص: 313

ریر؛ ج4، ص: 313

: مُخٌّ رارٌ و رَیْرٌ و رِیرٌ: ذائب فاسد من الهزال. أَبو عمرو: مُخٌّ رِیرٌ و رَیْرٌ للرقیق، و أَرَار اللهُ مُخَّهُ أَی جعله رقیقاً. و‌فی حدیث خزیمة: و ذكر السَّنَةَ
(2). قوله: [بكسر الذال إلخ] هذا قول أَكثر أَهل الحدیث، و ذكره ابن درید بالفتح. و قوله: وجد فی أَساسها إلخ عبارة یاقوت: وجد فی أَساس الكعبة لما هدمتها قریش إلخ و نسبه لابن درید أَیضاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 314
فقال: تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً‌أَی ذائباً رقیقاً للهزال و شدة الجَدْبِ. و قال اللحیانی: الرَّیْرُ الذی كان شحماً فی العظام ثم صار ماء أَسود رقیقاً؛ قال الراجز: أَقولُ بالسَّبْتِ فُوَیْقَ الدَّیْرِ، إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قلیلُ الغَیْرِ، و السَّاقُ مِنِّی بادِیاتُ الرَّیْرِ أَی أَنا ظاهر الهزال لأَنه دق عظمه و رق جلده فظهر مخه، و إِنما قال بادیات، و الساق واحدة، لأَنه أَراد الساقین و التثنیة یجوز أَن یخبر عنها بما یخبر به عن الجمع لأَنه جمع واحد إِلی آخر، و یروی: … باردات …؛ و قد رَارَ و أَرَارَهُ الهُزَالُ. و الرَّیْرُ: الماء یخرج من فم الصبی.

فصل الزای المعجمة؛ ج4، ص: 314

زأر؛ ج4، ص: 314

: زَأَرَ الأَسدُ، بالفتح، یَزْئِرُ و یَزْأَرُ زَأْراً و زَئِیراً: صاح و غضب. و زَأَرَ الفحلُ زَأْراً و زَئِیراً: ردّد صوته فی جوفه ثم مَدَّه؛قیل لابْنَةِ الخُسِّ: أَیُّ الفِحالِ أَحْمَدُ؟ قالت: حمر ضِرْغامَةٌ شدیدُ الزَّئِیر قلیل الهَدِیر.و الزَّئیرُ: صوت الأَسد فی صدره. و‌فی الحدیث: فسمع زَئیر الأَسد.ابن الأَعرابی: الزَّئِرُ من الرجال الغضبانُ المقاطع لصاحبه. قال أَبو منصور: الزَّایِرُ الغضبان، أَصله مهموز، یقال: زَأَرَ الأَسد، فهو زَائِرٌ، و یقال للعدوّ: زَائِرٌ و هم الزَّائرون؛ و قال عنترة: حَلَّتْ بأَرض الزائِرینَ، فأَصْبَحَتْ عَسِراً علیَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ قال بعضهم: أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء. و الفحل أَیضاً یَزْئر فی هَدِیره زَأْراً إِذا أَوعد؛ قال رؤْبة: یَجْمَعْنَ زَأْراً و هَدِیراً مَحْضاً و قال ابن الأَعرابی: الزائر الغضبان، بالهمز، و الزَّایِرُ: الحبیب، قال؛ و بیت عنترة یروی بالوجهین، فمن همز أَراد الأَعداء، و من لم یهمز أَراد الأَحباب. الجوهری: و یقال أَیضاً زَئر الأَسد، بالكسر، یَزْأَرُ، فهو زَئِرٌ؛ قال الشاعر: ما مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتَأْسِدٌ أَسِدٌ، ضُبارِمٌ خادِرٌ ذو صَوْلَةٍ زَئِرُ؟ و كذلك تَزَأَّرَ الأَسدُ، علی تَفَعَّل، بالتشدید. و الزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ، یقال: أَبو الحرثِ مَرْزُبانُ الزَّأْرَةِ. و فی الحدیث قِصَّةُ فتح العراق و ذكر مَرْزُبان الزَّأْرَةِ؛ هی الأَجمة سمیت بها لِزَئیرِ الأَسدِ فیها. و المَرْزُبانُ: الرئیس المُقَدَّمُ، و أَهل اللغة یضمون میمه؛ و منه‌الحدیث: إِن الجَارُودَ لما أَسلم وثب علیه الحُطَمُ فأَخذه فشدّه وثَاقاً و جعله فی الزَّأْرَةِ.

زأبر؛ ج4، ص: 314

: الزِّئْبِرُ، بالكسر مهموز: ما یعلو الثوب الجدید مثل ما یعلو الخَزَّ. ابن سیدة: الزِّئْبِرُ و الزِّئْبُرُ، بضم الباء، ما یظهر من دَرْزِ الثوب؛ الأَخیرة عن ابن جنی. و قد زَأْبَرَ الثوبُ و زَأْبَرَهُ: أَخرج زِئْبِرَهُ، و هو مُزَأْبِرٌ و مُزَأْبَرٌ. و أَخَذَ الشی‌ء بِزَأْبَرِه أَی بجمیعه؛ أَبو زید: زِئْبِرُ الثوب و زِغْبِرُه. التهذیب فی الثلاثی ابن السكیت: هو زِئْبِرُ الثوب، و قد قیل: زِئْبُرٌ، بضم الباء، و لا یقال زِئْبَرٌ. اللیث: الزِّئْبُر، بضم الباء، زِئْبُر الخَزِّ و القطیفة و الثوب و نحوه؛ و منه اشتق ازْبِئْرَارُ الهِرِّ إِذا وَفَی شَعَرُه و كثر؛ قال المرّار: فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فی ازْبِئْرارِهِ، و كُمَیْتُ اللَّوْنِ ما لم یَزْبَئِرْ
لسان العرب، ج‌4، ص: 315‌

زبر؛ ج4، ص: 315

: الزَّبْرُ: الحجارة. و زَبَرَهُ بالحجارة: رماه بها. و الزَّبْرُ: طَیُّ البئر بالحجارة، یقال: بئر مَزْبُورَةٌ. و زَبَرَ البئر زَبْراً: طواها بالحجارة؛ و قد ثَنَّاهُ بعضُ الأَغفال و إِن كان جنساً فقال: حتی إِذا حَبْلُ الدّلاءِ انْحَلَّا، و انْقاضَ زَبْرَا حالِهِ فابْتَلَّا و ما له زَبْرٌ أَی ما له رأْی، و قیل: أَی ما له عقل و تَماسُكٌ، و هو فی الأَصل مصدر، و ما له زَبْرٌ وضعوه علی المَثَلِ، كما قالوا: ما له جُولٌ. أَبو الهیثم: یقال للرجل الذی له عقل و رأْی: له زَبْرٌ و جُولٌ، و لا زَبْرَ له و لا جُولَ. و‌فی حدیث أَهل النار: و عَدَّ منهم الضعیفَ الذی لا زَبْرَ له‌أَی لا عقل له یَزْبُرُه و ینهاه عن الإِقدام علی ما لا ینبغی. و أَصلُ الزَّبْرِ: طَیُّ البئر إِذا طویت تماسكت و استحكمت؛ و استعار ابن أَحمر الزَّبْرَ للریح فقال: ولَهَتْ علیه كلُّ مُعْصِفَةٍ هَوجاءَ، لیس لِلُبِّها زَبْرُ و إِنما یرید انحرافها و هبوبها و أَنها لا تستقیم علی مَهَبٍّ واحد فهی كالناقة الهَوْجاء، و هی التی كأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتها. و‌فی الحدیث: الفقیر الذی لیس له زَبْرٌ؛ أَی عقل یعتمد علیه. و الزَّبْرُ: الصبر، یقال: ما له زَبْرٌ و لا صَبْرٌ. قال ابن سیدة: هذه حكایة ابن الأَعرابی، قال: و عندی أَن الزَّبْرَ هاهنا العقل. و رجل زَبِیرٌ: رَزِینُ الرأْی. و الزَّبْرُ: وَضْعُ البنیان بعضه علی بعض. و زَبَرْتُ الكتابَ و ذَبَرْتُه: قرأْته. و الزَّبْرُ: الكتابة. و زَبَرَ الكتابَ یَزْبُرُه و یَزبِرُه زَبْراً: كتبه، قال: و أَعرفه النَّقْشَ فی الحجارة، و قال یعقوب: قال الفرّاء: ما أَعرف تَزْبرَتِی، فإِما أَن یكون هذا مَصْدَرَ زَبَرَ أَی كتب، قال: و لا أَعرفها مشدّدة، و إِما أَن یكون اسماً كالتَّنْبِیَةِ لمنتهی الماء و التَّوْدِیَةِ للخشبة التی یُشَدُّ بها خِلْفُ الناقة؛ حكاها سیبویه. و قال أَعرابی: إِنی لا أَعرف تَزْبِرَتِی أَی كتابتی و خطی. و زَبَرْتُ الكتاب إِذا أَتْقَنْتَ كتابته. و الزَّبْرُ: الكتابُ، و الجمع زُبُورٌ مثل قِدْرٍ و قُدُورٍ؛ و منه قرأَ بعضهم: و آتینا داود زُبُوراً. و الزَّبُورُ: الكتاب المَزبُورُ، و الجمع زُبُرٌ، كما قالوا رسول و رُسُل. و إِنما مثلته به لأَن زَبُوراً و رسولًا فی معنی مفعول؛ قال لبید: و جَلا السیولُ عن الطُّلُولِ كأَنها زُبُرٌ، تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُها و قد غلب الزَّبُورُ علی صُحُفِ داود، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام. و كل كتاب: زَبُورٌ، قال الله تعالی: وَ لَقَدْ كَتَبْنٰا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ؛قال أَبو هریرة: الزَّبُورُ ما أُنزل علی داود مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ من بعد التوراة.و قرأَ سعید بن جبیر: فی الزُّبُور، بضم الزای، و قال: الزُّبُورُ التوراة و الإِنجیل و القرآن، قال: و الذكر الذی فی السماء؛ و قیل: الزَّبُورُ فَعُول بمعنی مفعول كأَنه زُبِرَ أَی كُتِبَ. و المِزْبَرُ، بالكسر: القلم. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه دعا فی مَرَضِه بدواة و مِزْبَرٍ فكتب اسم الخلیفة بعده، و المِزْبَرُ: القلم. و زَبَرَه یَزْبُرُه، بالضم، عن الأَمر زَبْراً: نهاه و انتهره. و‌فی الحدیث: إِذا رَدَدْتَ علی السائل ثلاثاً فلا علیك أن تَزْبُرَه‌أَی تَنْهَرَهُ و تُغْلِظ له فی القول و الرَّدِّ و الزَّبْرُ، بالفتح: الزَّجْرُ و المنع لأَن من زَبَرْتَه عن الغیّ فقد أَحْكَمْتَهُ كَزَبْرِ البئر بالطی.
لسان العرب، ج‌4، ص: 316
و الزُّبْرَةُ: هَنَةٌ ناتئة من الكاهل، و قیل: هو الكاهل نفسه فقط، و قیل: هی الصُّدْرَةُ من كل دابة، و یقال: شَدَّ للأَمر زُبْرَتَه أَی كاهله و ظهره؛ و قول العجاج: بها و قد شَدُّوا لها الأَزْبارَا قیل فی تفسیره: جمع زُبْرَةٍ، و غیر معروف جمع فُعْلَةٍ علی أَفعال، و هو عندی جمع الجمع كأَنه جَمَعَ زُبْرَةً علی زُبَرٍ و جَمَعَ زُبَراً علی أَزْبَارٍ، و یكون جمع زُبْرَةٍ علی إِرادة حذف الهاء. و الأَزْبَرُ و المَزْبَرَانِیُّ: الضخم الزُّبْرَةِ؛ قال أَوس بن حجر: لَیْثٌ علیهِ من البَرْدِیِّ هِبْرِیَةٌ، كالمَزْبَرَانِیِّ عَیَّالٌ بأَوْصَالِ هذه روایة خالد بن كلثوم؛ قال ابن سیدة: و هی عندی خطأٌ و عند بعضهم لأَنه فی صفة أَسد، و المَزْبَرَانِیُّ: الأَسد، و الشی‌ء لا یشبه بنفسه، قال: و إِنما الروایة كالمَرْزُبانِیِّ. و الزُّبْرَةُ: الشعر المجتمع للفحل و الأَسد و غیرهما؛ و قیل: زُبْرَةُ الأَسد الشعرُ علی كاهله، و قیل: الزُّبْرَةُ: موضع الكاهل علی الكَتِفَیْنِ. و رجل أَزْبَرُ: عظیم الزُّبْرَة زُبْرَةِ الكاهل، و الأُنثی زَبْرَاءُ؛ و منه زُبْرَةُ الأَسد. و أَسد أَزْبَرُ و مَزْبَرَانِیّ: ضخم الزُّبْرَةِ. و الزُّبْرَةُ: كوكب من المنازل علی التشبیه بِزُبْرَةِ الأَسد. قال ابن كِنَاسَةَ: من كواكب الأَسد الخَرَاتَانِ، و هما كوكبان نَیِّرانِ بینهما قَدْرُ سَوْطٍ، و هما كَتفَا الأَسَدِ، و هما زُبْرَةُ الأَسد، و هما كاهلا الأَسد ینزلهما القمر، و هی كلها ثمانیة. و أَصل الزُّبْرَةِ: الشعر الذی بین كتفی الأَسد. اللیث: الزُّبْرَةُ شعر مجتمع علی موضع الكاهل من الأَسد و فی مِرْفَقَیْهِ؛ و كل شعر یكون كذلك مجتمعاً، فهو زُبْرَةٌ و كبش زَبِیرٌ: عظیم الزُّبْرَةِ، و قیل: هو مُكْتَنِزٌ. و زُبْرَةُ الحدید: القطعة الضخمة منه، و الجمع زُبَرٌ. قال الله تعالی: آتُونِی زُبَرَ الْحَدِیدِ، و زُبُرٌ، بالرفع أَیضاً قال الله تعالی: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً؛ أَی قِطَعاً. الفراء فی قوله تعالی: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً؛ من قرأَ بفتح الباء أَراد قطعاً مثل قوله تعالی: آتُونِی زُبَرَ الْحَدِیدِ، قال: و المعنی فی زُبَرٍ و زُبُرٍ واحد؛ و قال الزجاج: من قرأَ زُبُراً أَراد قطعاً جمع زُبْرَةٍ و إِنما أَراد تفرقوا فی دینهم. الجوهری: الزُّبْرَةُ القطعة من الحدید، و الجمع زُبَرٌ. قال ابن بری: من قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُورٍ لا زُبْرَةٍ لأَن فُعْلَةً لا تجمع علی فُعُلٍ، و المعنی جعلوا دینهم كتباً مختلفة، و من قرأَ زُبَراً، و هی قراءة الأَعمش، فهی جمع زُبْرَةٍ بمعنی القطعة أَی فتقطعوا قطعاً؛ قال: و قد یجوز أَن یكون جمع زَبُورٍ كما تقدم، و أَصله زُبُرٌ ثم أُبدل من الضمة الثانیة فتحة كما حكی أَهل اللغة أَن بعض العرب یقول فی جمع جَدید جُدَدٌ، و أَصله و قیاسه جُدُدٌ، كما قالوا رُكَباتٌ و أَصله رُكُباتٌ مثل غُرُفاتٍ و قد أَجازوا غُرَفات أَیضاً، و یقوی هذا أَن ابن خالویه حكی عن أَبی عمرو أَنه أَجاز أَن یقرأَ زُبُراً و زُبْراً و زُبَراً، فَزُبْراً بالإِسكان هو مخفف من زُبُر كعُنْقٍ مخفف من عُنُقٍ، و زُبَرٌ، بفتح الباء، مخفف أَیضاً من زُبُرٍ بردّ الضمة فتحة كتخفیف جُدَد من جُدُدٍ. و زُبْرَةُ الحدّاد: سَنْدَانُه. و زَبَرَ الرجلَ یَزْبُرُه زَبْراً: انتهره. و الزِّبِیرُ: الشدید من الرجال. أَبو عمرو: الزِّبِرُّ، بالكسر و التشدید، من الرجال الشدید القوی؛ قال أَبو محمد
لسان العرب، ج‌4، ص: 317
الفقعسی: أَكون ثَمَّ أَسداً زِبِرّا الفرّاء: الزَّبِیر الداهیة. و الزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حین تخرج من النواة. و الزَّبِیرُ: الحَمْأَةُ؛ قال الشاعر: و قد جَرَّبَ الناسُ آل الزُّبَیْر، فَذَاقُوا من آلِ الزُّبَیْرِ الزَّبِیرَا و أَخذ الشی‌ء بِزَبَرِه و زَوْبَرِه و زَغْبَرِه و زَابَرِه أَی بجمیعه فلم یدع منه شیئاً؛ قال ابن أَحمر: و إن قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِیدَةً بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عَلَیَّ بِزَوْبَرَا «1». أَی نسبت إِلیَّ بكمالها؛ قال ابن جنی: سأَلت أَبا علی عن ترك صرف زَوْبَر هاهنا فقال: عَلَّقَهُ علماً علی القصیدة فاجتمع فیه التعریف و التأْنیث كما اجتمع فی سُبْحان التعریف و زیادة الأَلف و النون؛ و قال محمد بن حبیب: الزَّوْبَرُ الداهیة. قال ابن بری: الذی منع زَوْبَر من الصرف أَنه اسم علم للكلبة مؤنث، قال: و لم یسمع بِزَوْبَر هذا الاسم إِلا فی شعره؛ قال: و كذلك لم یسمع بمامُوسَةَ اسماً علماً للنار إِلا فی شعره فی قوله یصف بقرة: تَطَایَحَ الطَّلُّ عن أَعْطافِها صُعُداً، كما تَطایَحَ عن مامُوسَةَ الشَّرَرُ و كذلك سَمَّی حُوَارَ الناقة بابُوساً و لم یسمع فی شعر غیره، و هو قوله: حَنَّتْ قَلُوصِی إِلی بابُوسِها جَزَعاً، فما حَنِینك أَم ما أَنت و الذَّكَرُ؟ و سَمَّی ما یلف علی الرأْس أُرنة و لم توجد لغیره، و هو قوله: و تَلفَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه، مُتَشَاوِساً لِوَرِیدِه نَعْرُ قال و فی قول الشاعر: … عُدَّت عَلَیَّ بِزَوْبَرَا أَی قامت علیّ بداهیة، و قیل: معناه نسبت إِلیَّ بكمالها و لم أَقلها. و‌روی شمر حدیثاً لعبد الله بن بشر أَنه قال: جاء رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، إِلی داری فوضعنا له قطیفة زَبِیرَةً.قال ابن المظفر: كبش زَبِیرٌ أَی ضخم، و قد زَبُرَ كَبْشُكَ زَبارَةً أَی ضَخُمَ، و قد أَزْبَرْتُه أَنا إِزْباراً. و جاء فلان بزَوْبَرِه إِذا جاء خائباً لم تقض حاجته. و زَبْرَاءُ: اسم امرأَة؛ و فی المثل: هاجت زَبْراءُ؛ و هی هاهنا اسم خادم كانت للأَحنف بن قیس، و كانت سَلیطة فكانت إِذا غضبت قال الأَحنف: هاجت زَبْراءُ، فصارت مثلًا لكل أَحد حتی یقال لكل إِنسان إِذا هاج غضبه: هاجت زَبْراؤُه، و زَبْرَاءُ تأْنیث الأَزْبَرِ من الزُّبْرَةِ، و هی ما بین كتفی الأَسد من الوَبَرِ. و زَبیر و زُبَیْر و مُزَبَّرٌ. أَسماء. و ازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ. و ازْبَأَرَّ الشعر و الوَبَرُ و النباتُ: طلع و نَبَتَ. و ازْبَأَرَّ الشَّعْرُ: انتفش؛ قال إمرؤ القیس: لها ثُنَنٌ كَخَوافی العُقابِ سُودٌ، یَفینَ إِذا تَزْبَئِرْ و ازْبَأَرَّ للشر: تهیأَ. و یوم مُزْبَئِرّ: شدید مكروه. و ازْبَأَرَّ الكلبُ: تنفش؛ قال الشاعر یصف فرساً و هو المَرَّارُ بن مُنْقِذ الحنظلی:
(1). قوله: [و إِن قال عاو من معد إلخ] الذی فی الصحاح: إِذا قال غاو من تنوخ إلخ
لسان العرب، ج‌4، ص: 318
فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فی ازْبِئْرَارِه، و كُمَیْتُ اللَّوْنِ ما لم یَزْبَئِرْ قد بَلَوْناهُ علی عِلَّاتِهِ، و علی التَّیْسِیر منه و الضُّمُر الورد: بین الكمیت، و هو الأَحمر، و بین الأَشقر؛ یقول: إِذا سكن شعره استبان أَنه كمیت و إِذا ازْبَأَرَّ استبان أُصول الشعر، و أُصوله أَقل صبْغاً من أَطرافه، فیصیر فی ازْبِئْرارِه وَرْداً، و التیسیر هو أَن یتیسر الجری و یتهیأَ له. و‌فی حدیث شریح: إن هی هَرَّتْ و ازْبَأَرَّتْ فلیس لها … أَی اقشعرّت و انتفشت، و یجوز أن یكون من الزُّبْرَةِ، و هی مُجْتَمَعُ الوَبَرِ فی المرفقین و الصَّدر. و‌فی حدیث صفیة بنت عبد المطلب: كیف وجدتَ زَبْرا، أَ أَقِطاً و تَمْراً، أَو مُشْمَعِلًّا صَقْراً؟الزبر، بفتح الزای و كسرها: هو القوی الشدید، و هو مكبر الزُّبَیْر، تعنی ابنها، أَی كیف وجدته كطعام یؤكل أَو كالصقر. و الزَّبِیرُ: اسم الجبل الذی كلم الله علیه موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، بفتح الزای و كسر الباء، و ورد فی الحدیث. ابن الأَعرابی: أَزْبَرَ الرجلُ إِذا عَظُمَ، و أَزْبَرَ إِذا شَجُعَ. و الزَّبِیر: الرجل الظریف الكَیّسُ.

زبطر؛ ج4، ص: 318

: الزِّبَطْرَةُ، مثال القِمَطْرَةِ: ثَغْرٌ من ثغور الروم.

زبعر؛ ج4، ص: 318

: رجل زِبَعْرَی: شَكِسُ الخُلُق سَیِّئُه، و الأُنثی زِبَعْراة، بالهاء؛ قال الأَزهری: و به سمی ابن الزِّبَعْرَی الشاعر. و الزِّبَعْرَی: الضخم، و حكی بعضهم الزَّبَعْرَی، بفتح الزای، فإِذا كان ذلك فأَلفه ملحقة له بِسَفَرْجَلٍ و أُذن زَبعْرَاةٌ و زِبَعْراةٌ: غلیظة كثیرة الشعر. قال الأَزهری: و من آذان الخیل زِبَعْراةٌ، و هی التی غلظت و كثر شعرها. الجوهری: الزِّبَعْرَی الكثیر شعر الوجه و الحاجبین و اللِّحیَیْنِ. و جَمَلٌ زِبَعْرَی كذلك. و الزَّبْعَرُ: ضرب من المَرْوِ و لیس بعریض الورق، و ما عَرُضَ ورَقُه منه فهو ماحُوزٌ. و الزِّبَعْرِیُّ: ضرب من السهام منسوب.

زبغر؛ ج4، ص: 318

: الزَّبْغَرُ: بفتح الزای و تقدیم الباء علی الغین: المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ أَو هو الذی یقال له مَرْوُ ماحُوز أَو غیره، و من قال ذلك فقد خالف أَبا حنیفة لأَنه یقول: إِنه الزَّغْبَر، بتقدیم الغین علی الباء.

زبنتر؛ ج4، ص: 318

: التهذیب فی الخماسی: ابن السكیت: الزَّبَنْتَرُ من الرجال المُنكَرُ الداهیة إِلی القِصَرِ ما هو؛ و أَنشد: تَمَهْجَرُوا، و أَیُّما تَمَهْجُرِ، بَنی اسْتِها، و الجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

زجر؛ ج4، ص: 318

: الزَّجْرُ: المَنْعُ و النهیُ و الانْتِهارُ. زَجَرَهُ یَزْجُرُه زَجْراً و ازْدَجَرَهُ فانْزَجَرَ و ازْدَجَرَ. قال الله تعالی: وَ ازْدُجِرَ فَدَعٰا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ. قال: یوضع الازْدِجارُ مَوْضِعَ الانْزِجارِ فیكون لازماً، و ازدجر كان فی الأَصل ازتجر، فقلبت التاء دالًا لقرب مخرجیهما و اختیرت الدال لأَنها أَلیق بالزای من التاء. و‌فی حدیث العَزْلِ: كأَنه زَجَرَ؛ أَی نَهَی عنه، و حیث وقع الزَّجْرُ فی الحدیث فإِنما یراد به النهی. و زَجَرَ السَّبُعَ و الكلبَ و زَجَرَ به: نَهْنَهَهُ. قال سیبویه: و قالوا هو مِنِّی مَزْجَرَ الكلب أَی بتلك المنزلة فحذف و أَوصل، و هو من الظروف المختصة التی أُجریت مجری غیر المختصة. قال: و من العرب من یرفع بجعل الآخر
لسان العرب، ج‌4، ص: 319
هو الأَوّل، و قوله: مَنْ كانَ لا یَزْعُمُ أَنِّی شاعِرُ، فَلْیَدْنُ منِّی تَنهَهُ المَزاجِرُ عنی الأَسباب التی من شأْنها أَن تَزْجُرَ، كقولك نَهَتْهُ النَّواهِی، و یروی: من كان لا یزعم أَنی شاعر، فیدن منی … أَراد فَلْیَدْنُ فحذف اللام، و ذلك أَن الخبن فی مثل هذا أَخف علی أَلسنتهم و الإِتمام عربیّ. و زَجَرْتُ البعیر حتی ثَارَ و مَضَی أَزْجُرُهُ زَجْراً، و زَجَرْتُ فلاناً عن السُّوءِ فانْزَجَرَ، و هو كالرَّدْع للإِنسان، و أَما للبعیر فهو كالحث بلفظ یكون زَجْراً له. قال الزجاج: الزَّجْرُ النَّهْرُ، و الزَّجْرُ للطیر و غیرها التَّیَمُّنُ بِسُنُوحِها و التَّشَاؤُمُ بِبُروحِها، و إِنما سمی الكاهنُ زَاجِراً لأَنه إِذا رَأَی ما یظن أَنه یتشاءم به زَجَرَ بالنهی عن المُضِیِّ فی تلك الحاجة برفع صوت و شدّة، و كذلك الزَّجْرُ للدواب و الإِبل و السباع. اللیث: الزَّجْرُ أَن تَزْجُرَ طائراً أَو ظَبْیاً سانِحاً أَو بارِحاً فَتَطَیَّرَ منه، و قد نُهِیَ عن الطِّیَرَةِ. و الزَّجْرُ: العِیافَةُ، و هو ضرب من التَّكَهُّن؛ تقول: زَجَرْتُ أَنه یكون كذا و كذا. و‌فی الحدیث: كان شُرَیْحٌ زَاجِراً شاعِراً؛ الزَّجْرُ للطیر هو التَّیَمُّنُ و التَّشَاؤُمُ بها و التَّفَؤُّلُ بطیرانها كالسَّانِحِ و البارِحِ، و هو نوع من الكَهَانَة و العِیَافَةِ. و زَجَرَ البعیر أَی ساقه. و‌فی حدیث ابن مسعود: من قرأَ القرآن فی أَقَلَّ من ثلاثٍ، فهو زَاجِرٌ؛ من زَجَرَ الإِبلَ یَزْجُرُها إِذا حَثَّها و حَمَلها علی السُّرْعَةِ، و المحفوظ رَاجِزٌ، و سنذكره فی موضعه؛ و منه‌الحدیث: فسمع وراءه زَجْراً؛ أَی صِیاحاً علی الإِبل و حَثّاً. قال الأَزهری: و زَجْرُ البعیر أَن یقال له: حَوْبٌ، و للناقة: حَلْ. و أَما البغلُ فَزَجْرُه: عَدَسْ، مَجْزُومٌ؛ و یُزْجَرُ السبع فیقال له: هَجْ هَجْ و جَهْ جَهْ و جَاه جَاه. ابن سیدة: و زَجَرَ الطائِرَ یَزْجُرُه زَجْراً و ازْدَجَرَهُ تفاءل به و تَطَیَّر فنهاه و نَهَرَهُ؛ قال الفرزدق: و لیس ابنُ حَمْراءِ العِجَانِ بِمُفْلِتِی، و لم یَزْدَجِرْ طَیْرَ النُّحوسِ الأْشَائم و الزَّجُورُ من الإِبل: التی تَدِرُّ علی الفصیل إِذا ضُرِبَتْ، فإِذا تُرِكَتْ مَنَعَتْهُ، و قیل: هی التی لا تَدِرُّ حتی تُزْجَرَ و تُنْهَرَ. ابن الأَعرابی: یقال للناقة العَلُوقِ زَجُورٌ؛ قال الأَخطل: و الحَرْبُ لاقِحَةٌ لهُنَّ زَجُورُ و هی التی تَرْأَمُ بأَنفها و تَمْنَعُ دَرَّها. الجوهری: الزَّجُورُ من الإِبل التی تَعْرِفُ بعَیْنِها و تُنْكِرُ بأَنفها. و بعیر أَزْجَرُ: فی فَقَارِه انْخِزَالٌ من داءٍ أَو دَبَرٍ. و زَجَرَتِ الناقةُ بما فی بطنها زَجْراً رمت به و دفعته. و الزَّجْرُ: ضَرْبٌ من السَّمَكِ عِظامٌ صِغارُ الحَرْشَفِ، و الجمع زُجُورٌ، یتكلم به أَهل العراق؛ قال ابن دُرَیْدٍ: و لا أَحسبه عربیّاً، و الله أَعلم.

زحر؛ ج4، ص: 319

: الزَّحِیرُ و الزُّحارُ و الزُّحارَةُ: إِخراجُ الصَّوْتِ أَو النَّفَسِ بأَنِینٍ عند عَمَلٍ أَو شدَّةٍ؛ زَحَرَ یَزْحَرُ و یَزْحِرُ زَحِیراً و زُحاراً و زَحَّرَ و تَزَحَّرَ. و یقال للمرأَة إِذا ولدت ولداً: زَحَرَتْ به و تَزَحَّرَتْ عنه؛ قال: إِنِّی زَعِیمٌ لَكِ أَنْ تَزَحَّرِی عن وَارِمِ الجَبْهَةِ، ضَخْمِ المَنْخَرِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 320
و حكی اللحیانی: زُحِرَ الرجلُ علی صیغة فعل ما لم یسمَّ فاعله من الزَّحِیر، فهو مَزْحُورٌ، و هو یَتَزَحَّرُ بماله شُحّاً كأَنه یَئِنُّ و یَتَشَدَّدُ. و رجل زُحَرٌ و زَحْرانُ و زَحَّارٌ: بخیل یَئِنُّ عند السؤال؛ عن اللحیانی، فأَما قوله: أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً و حِرْصاً، و عند الفَقْرِ زَحَّاراً أُنَانَا فإِنه أَراد زَحِیراً فوضع الاسم موضع المصدر، كما قال: عائذاً بالله من شَرِّها؛ حكاه سیبویه و أَورد الأَزهری هذا البیت مستشهداً به علی زَحَّار، و لم یعلله و لم یذكر ما أَراد به و نسبه إِلی بعض كلب و قال: أَنشده الفرّاء؛ قال ابن بری: البیت للمغیرة بن حَبْنَاءَ یخاطب أَخاه صَخْراً و كنیة صخر أَبو لیلی، و قبله: بَلَوْنا فَضْلَ مالِكَ یا ابْنَ لَیْلَی، فلم تَكُ عند عُسْرَتِنا أَخانا و قال: أُنَاناً مصدر أَنَّ یَئِنُّ أَنِیناً و أُناناً كَزَحَرَ یَزْحِرُ زَحِیراً و زُحاراً؛ یقول: بلونا فضل مالك عند حاجتنا إِلیه فلم ننتفع به و مع هذا إِنك جمعت مسأَلة الناس و الحِرْصَ علی ما فی أَیدیهم و عند ما ینوبك من حق تَزْحَرُ و تَئِنُّ. و الزُّحَارُ: داء یأْخذ البعیر فَیَزْحَرُ منه حتی یَنْقَلِبَ سُرْمُه فلا یخرج منه شی‌ء. و الزَّحِیرُ: تقطیعٌ فی البطن یُمَشِّی دَماً. الجوهری: الزَّحِیر استطلاقُ البَطْنِ، و كذلك الزُّحارُ، بالضم. و زَحَرَهُ بالرمح زَحْراً: شَجَّهُ. قال ابن درید: لیس بثَبَتٍ. و زَحْرٌ: اسم رجل.

زخر؛ ج4، ص: 320

: زَخَرَ البَحْرُ یَزْخَرُ زَخْراً و زُخُوراً و تَزَخَّرَ: طَمَا وَ تَملَّأَ. و زَخَرَ الوادِی زَخْراً: مَدَّ جِدّاً و ارتفع، فهو زاخِرٌ. و‌فی حدیث جابر: فَزَخَرَ البَحْرُ‌أَی مَدَّ و كَثُرَ ماؤُه و ارتفعت أَمواجه. و زَخَر القومُ: جاشوا لِنَفِیرٍ أَو حَرْبٍ؛ و كذلك زَخَرَتِ الحربُ نفسُها؛ قال: إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِیَوْمِ عَظِیمَةٍ، رأَیتَ بُحُوراً من نُحُورِهِمُ تَطْمُو و زَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت: فَقُدُورُه بِفِنائِهِ، للضَّیْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ و عِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قال الهذلی: صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها، جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، و العِرْقُ زَاخِرُ قال الجوهری: معناه یقال إِنها تجود بقوتها فی حال الجوع و هیجان الدم و الطبائع، و یقال: نسبها مرتفع لأَن عِرْقَ الكریم یَزْخَرُ بالكَرَمِ. و قال أَبو عبیدة: عِرق فلان زاخر إِذا كان كریماً یَنْمِی. و زَخَرَ النباتُ: طال، و إِذا التف النبات و خرج زهره قیل: قد أَخذ زُخاریَّهُ. و زَخَرَتْ رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عن كراع. و كلام زَخْوَرِیٌّ: فیه تَكبر و تَوَعُّدٌ، و قد تَزَخْوَرَ. و نَبْتٌ زَخْوَرٌ و زَخْوَرِیٌّ و زُخارِیٌّ: تامٌّ رَیَّانُ. الأَصمعی: إِذا التف العشبُ و أَخرج زَهْرَهُ قیل: جَنَّ جُنُوناً و قد أَخذ زُخارِیَّهُ؛ قال ابن مقبل: و یَرْتَعِیانِ لَیْلَهُما قَرَاراً، سَقَتْهُ كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ زُخارِیَّ النَّباتِ، كأَنَّ فیه جِیادَ العَبْقَرِیَّةِ و القُطُوعِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 321
و یقال: مكان زُخارِیُّ النبات، و زُخارِیُّ النبات: زَهْرُهُ. و أَخذ النباتُ زُخارِیَّهُ أَی حَقَّه من النَّضارة و الحسن. و أَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت زُخارِیَّها. أَبو عمرو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ العالی. و یقال للوادی إِذا جاش مَدُّه و طمَا سَیْلُه: زَخَرَ یَزْخَرُ زَخْراً، و قیل: إِذا كثر ماؤه و ارتفعت أَمواجه، قال: و إِذا جاش القوم للنَّفِیر، قیل: زَخَروا. و قال أَبو تراب: سمعت مُبْتَكِراً یقول: زاخَرْتُه فَزَخَرْتُه و فاخَرْتُه فَفَخَرْتُه، و قال الأَصمعی: فَخَرَ بما عنده و زَخَرَ واحدٌ.

زدر؛ ج4، ص: 321

: جاء فلانٌ یضرب أَزْدَرَیْهِ و أَسْدَرَیْهِ إِذا جاء فارغاً؛ كذلك حكاه یعقوب بالزای؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الزای مضارعة و إِنما أَصلها الصاد و سنذكره فی الصاد لأَن الأَصْدَرَیْنِ عِرْقانِ یَضْرِبانِ تحت الصُّدْغَیْنِ، لا یفرد لهما واحد. و قرأَ بعضهم: یومئذ یَزْدُرُ الناس أَشتاتاً، و سائر القراء قرأُوا: یَصْدُرُ، و هو الحق.

زرر؛ ج4، ص: 321

: الزِّرُّ: الذی یوضع فی القمیص. ابن شمیل: الزِّرُّ العُرْوَةُ التی تجعل الحَبَّةُ فیها. ابن الأَعرابی: یقال لِزِرِّ القمیص الزِّیرُ، و من العرب من یقلب أَحد الحرفین المدغمین فیقول فی مَرٍّ مَیْرٍ و فی زِرٍّ زیر، و هو الدُّجَةُ؛ قال: و یقال لعُرْوَتِهِ الوَعْلَةُ. و قال اللیث: الزِّرُّ الجُوَیْزَةُ التی تجعل فی عروة الجیب. قال الأَزهری: و القول فی الزِّرِّ ما قال ابن شمیل إِنه العُرْوَةُ و الحَبَّة تجعل فیها. و الزِّرُّ: واحد أَزرار القمیص. و فی المثل: أَلْزَمُ من زِرٍّ لعُرْوَة، و الجمع أَزْرَارٌ و زُرُورٌ؛ قال مُلْحَةُ الجَرْمِیُّ: كأَنَّ زُرورَ القُبْطُرِیَّة عُلِّقَتْ عَلائِقُها منه بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ «2». و عزاه أَبو عبید إِلی عدی بن الرِّقَاعِ. و أَزَرَّ القمیصَ: جعل له زِرّاً. و أَزَرَّهُ: لم یكن له زر فجعله له. و زَرَّ الرجلُ: شَدَّ زِرَّه؛ عن اللحیانی. أَبو عبید: أَزْرَرْتُ القمیص إِذا جعلت له أَزْرَاراً. و زَرَرْتهُ إِذا شددت أَزْرارَهُ علیه؛ حكاه عن الیزیدی. ابن السكیت فی باب فِعْلٍ و فُعْلٍ باتفاق المعنی: خِلْبُ الرجل و خُلْبُه، و الرِّجْز و الرُّجْز، و الزِّرُّ و الزُّرُّ. قال: حسبته أَراد زِرَّ القمیص، و عِضْو و عُضو، و الشُّحُّ و الشِّحُّ البخل، و‌فی حدیث السائب بن یزید فی وصف خاتم النبوّة: أَنه رأَی خاتم رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی كتفه مثل زِرِّ الحَجَلَةِ، أَراد بزرّ الحَجَلَة جَوْزَةً تَضُمُّ العُرْوَةَ. قال ابن الأَثیر: الزِّر واحد الأَزْرَارِ التی تشدّ بها الكِلَلُ و الستور علی ما یكون فی حَجَلَةِ العروس، و قیل: إِنما هو بتقدیم الراء علی الزای، و یرید بالحَجَلَةِ القَبَجَة، مأْخوذ من أَزَرَّتِ الجَرَادَةُ إِذا كَبَسَتْ ذنبها فی الأَرض فباضت، و یشهد له ما‌رواه الترمذی فی كتابه بإِسناده عن جابر بن سمرة: كان خاتم رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین كتفیه غُدَّةً حمراء مثل بیضة الحمامة.و الزَّرُّ، بالفتح: مصدر زَرَرْتُ القمیص أَزُرُّه، بالضم، زَرًّا إِذا شددت أَزْرَارَهُ علیك. یقال: ازْرُرْ علیك قمیصك و زُرَّه و زُرُّه و زُرِّه؛ قال ابن بری: هذا عند البصریین غلط و إِنما یجوز إِذا كان بغیر الهاء، نحو قولهم: زُرَّ و زُرُّ و زُرِّ، فمن كسر فعلی أَصل التقاء الساكنین، و من فتح فلطلب الخفة،
(2). قوله: [علائقها] كذا بالأَصل. و فی موضعین من الصحاح: بنادكها أَی بنادقها، و مثله فی اللسان و شرح القاموس فی مادة قبطر
لسان العرب، ج‌4، ص: 322
و من ضم فعلی الإِتباع لضمة الزای، فأَما إِذا اتصل بالهاء التی هی ضمیر المذكر كقولك زُرُّه فإِنه لا یجوز فیه إِلا الضم لأَن الهاء حاجز غیر حصین، فكأَنه قال: زُرُّوه، و الواو الساكنة لا یكون ما قبلها إِلا مضموماً، فإِن اتصل به هاء المؤنث نحو زُرَّها لم یجز فیه إِلا الفتح لكون الهاء خفیة كأَنها مُطَّرَحَةٌ فیصیر زُرَّها كأَنه زُرَّا، و الأَلف لا یكون ما قبلها إِلا مفتوحاً. و أَزْرَرْتُ القمیص إِذا جعلت له أَزْرَاراً فَتَزَرَّرَ؛ و أَما قول المَرَّار: تَدِینُ لمَزْرُورٍ إِلی جَنْبِ حَلْقَةٍ من الشَّبْهِ، سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِیبُها فإِنما یعنی زمام الناقة جعله مزروراً لأَنه یضفر و یشد؛ قال ابن بری: هذا البیت لمرار بن سعید الفقعسی، و لیس هو لمرار بن منقذ الحنظلی، و لا لمرار بن سلامة العجلی، و لا لمرار بن بشیر الذهلی؛ و قوله: تدین تطیع، و الدین الطاعة، أَی تطیع زمامها فی السیر فلا ینال راكبها مشقة. و الحلقة من الشَّبَهِ و الصفر تكون فی أَنف الناقة و تسمی بُرَةً، و إِن كانت من شعر فهی خِزَامةٌ، و إِن كانت من خشب فهی خِشَاش. و‌قول أَبی ذر، رضی الله عنه، فی علی، علیه السلام: إِنه لَزِرُّ الأَرض الذی تسكن إِلیه و یسكن إِلیها و لو فُقِدَ لأَنكرتم الأَرض و أَنكرتم الناس؛ فسره ثعلب فقال: تثبت به الأَرض كما یثبت القمیص بزره إِذا شدّ به. و‌رأَی علی أَبا ذر فقال أَبو ذر له: هذا زِرُّ الدِّینِ؛ قال أَبو العباس: معناه أَنه قِوَامُ الدین كالزرّ، و هو العُظَیْمُ الذی تحت القلب، و هو قوامه. و یقال للحدیدة التی تجعل فیها الحلقة التی تضرب علی وجه الباب لإِصفاقه: الزِّرَّةُ؛ قاله عمرو بن بَحْرٍ. و الأَزْرَارُ: الخشبات التی یدخل فیها رأْس عمود الخباء، و قیل: الأَزْرَارُ خشبات یُخْرَزْنَ فی أَعلی شُقَقِ الخباء و أُصولها فی الأَرض، واحدها زِرٌّ، و زَرَّها: عمل بها ذلك؛ و قوله أَنشده ثعلب: كَأَنَّ صَقْباً حَسَنَ الزَّرْزِیرِ فی رأْسِها الراجفِ و التَّدْمِیرِ «3». فسره فقال: عنی به أَنها شدیدة الخَلْقِ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه عنی طول عنقها شبهه بالصقب، و هو عمود الخباء. و الزِّرَّان: الوَابِلَتَانِ، و قیل: الزِّرُّ النقرة التی تدور فیها وَابِلَةُ كَتِف الإِنسان. و الزِّرَّانِ: طرفا الوركین فی النقرة. و زِرُّ السیف: خَدُّه. و قال مُجَرِّسُ «4». بن كلیب فی كلام له: أَمَا و سَیْفی و زِرَّیه، وَ رُمْحِی و نَصْلَیْه، لا یَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبیه و هو یَنْظُرُ إِلیه؛ ثم قتل جَسَّاساً، و هو الذی كان قتل أَباه، و یقال للرجل الحسن الرَّعْیَةِ للإِبل: إِنه لَزِرٌّ من أَزرارها، و إِذا كانت الإِبل سِمَاناً قیل: بها زِرَّة «5»؛ و إِنه لَزِرٌّ من أَزْرَارِ المال یُحْسِنُ القیامَ علیه، و قیل: إِنه لَزِرُّ مال إِذا كان یسوق الإِبل سوقاً شدیداً، و الأَوَّل الوجه. و إِنه لَزُرْزُورُ مال أَی عالم بمصلحته. و زَرَّهُ یَزُرُّهُ زَرّاً: عضه. و الزِّرَّة: أَثر العضة. و زَارَّه: عاضَّهُ قال أَبو الأَسود «6». الدُّؤَلیُّ و سأَل
(3). قوله: [حسن الزرزیر] كذا بالأصل و لعله التزریر أَی الشدّ (4). [المشهور فی التاریخ أن اسمه الهِجْرِس لا مُجَرّس (5). قوله: [قیل بها زرة] كذا بالأصل علی كون بها خبراً مقدماً و زرة مبتدأ مؤخراً، و تبع فی هذا الجوهری. قال المجد: و قول الجوهری بها زرّة تصحیف قبیح و تحریف شنیع، و إِنما هی بها زرة علی وزن فعاللة و موضعه فصل الباء انتهی (6). قوله: [قال أَبو الأَسود إِلخ] بهامش النهایة ما نصه: لقی أبو الأَسود الدؤلی ابن صدیق له، فقال: ما فعل أَبوك؟ قال: أخذته الحمی ففضخته فضخاً و طبخته طبخاً و رضخته رضخاً و تركته فرخاً. قال: فما فعلت امرأته التی كانت تزارّه و تمارّه و تشارّه و تهارّه؟ قال: طلقها فتزوّج غیرها فحظیت عنده و رضیت و بظیت. قال أَبو الأَسود: فما معنی بظیت؟ قال: حرف من اللغة لم تدر من أی بیض خرج و لا فی أی عش درج. قال: یا ابن أخی لا خبر لك فیما لم أَدر انتهی
لسان العرب، ج‌4، ص: 323
رجلًا فقال: ما فعلت امرأَة فلان التی كانت تُشارُّه و تُهَارُّه و تُزَارُّه؟ المُزَارَّةُ من الزَّرِّ، و هو العَضُّ. ابن الأَعرابی: الزِّرُّ حَدُّ السیف، و الزَّرُّ العَضُّ، و الزِّرُّ قِوَامُ القلب، و المُزَارَّةُ المُعاضَّةُ، و حِمارٌ مِزَرّ، بالكسر: كثیر العض. و الزَّرَّةُ: العضة، و هی الجراحة بِزِرِّ السیف أیضاً. و الزِّرَّةُ: العقل أَیضاً؛ یقال زَرَّ یَزُرُّ إِذا زاد عقله و تَجارِبُهُ، و زَرِرَ إِذا تعدی علی خصمه، و زَرَّ إِذا عقل بعد حُمْقٍ. و الزَّرُّ: الشَّلُّ و الطرد؛ یقال: هو یَزُرُّ الكتائبَ بالسیف؛ و أَنشد: یَزُرُّ الكتائبَ بالسیف زَرَّا و الزَّرِیرُ: الخفیف الظریف. و الزَّرِیرُ: العاقلُ. و زَرَّهُ زَرّاً: طرده. و زَرَّهُ زَرّاً: طعنه. و الزَّرُّ: النتف. و زَرَّ عینه و زَرَّهما: ضَیَّقَهما. و زَرَّتْ عینه تَزِرُّ، بالكسر، زَرِیراً و عیناه تَزِرَّانِ زَرِیراً أَی تَوَقَّدانِ. و الزَّرِیرُ: نبات له نَوْرٌ أَصفر یصبغ به؛ من كلام العجم. و الزُّرْزُرُ: طائر، و فی التهذیب: و الزُّرْزُورُ طائر، و قد زَرْزَرَ بصوته. و الزُّرْزُورُ، و الجمع الزَّرَازِرُ: هَنَاتٌ كالقنابر مُلْسُ الرؤوس تُزَرْزِرُ بأَصواتها زَرْزَرَةً شدیدة. قال ابن الأَعرابی: زَرْزَرَ الرجل إِذا دام علی أَكل الزَّرازِرِ، و زَرْزَرَ إِذا ثبت بالمكان. و الزَّرْزَارُ: الخفیف السریع. الأَصمعی: فلان كیِّس زُرَازِرٌ أَی وَقَّادٌ تبرق عیناه؛ الفراء: عیناه تَزِرَّان فی رأْسه إِذا توقدتا. و رجل زَرِیرٌ أَی خفیف ذَكِیٌّ؛ و أَنشد شمر: یَبِیتُ العَبْدُ یركَبُ أَجْنَبَیْهِ، یَخِرّ كأَنه كَعْبٌ زَرِیر و رجل زُرازِرٌ إِذا كان خفیفاً، و رجال زَرازِرُ؛ و أَنشد: وَ وَكَرَی تَجْری علی المَحاوِرِ، خَرْساءَ من تحتِ امْرِئٍ زُرازِرِ و زِرُّ بنُ حُبَیْشٍ: رجل من قراء التابعین. و زُرَارَةُ: أَبو حاجب. و زِرَّةُ: فرس العباس بن مرداس.

زعر؛ ج4، ص: 323

: الزَّعَرُ فی شعر الرأْس و فی ریش الطائر: قِلَّةٌ و رِقَّةٌ و تفرُّق، و ذلك إِذا ذهبت أُصول الشعر و بقی شَكِیرُه؛ قال ذو الرمة: كأَنها خاضِبٌ زُعْرٌ قَوادِمُهُ، أَجْنَا له باللِّوَی آءٌ و تَنُّومُ و منه قیل للأَحْداثِ: زُعْرانٌ. و زَعِرَ الشعر و الریش و الوَبَرُ زَعَراً، و هو زَعِرٌ و أَزْعَرُ، و الجمع زُعْرٌ، و ازْعَرَّ: قَلَّ و تَفَرَّقَ؛ وَ زَعِرَ رأْسُه یَزْعَرُ زَعَراً. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن امرأَة قالت له: إِنی امرأَة زَعْراءُ‌أَی قلیلة الشعر. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، یصف الغیث: أَخْرَجَ به من زُعْرِ الجبال الأَعْشابَ؛ یرید القلیلة النبات تشبیهاً بقلة الشعر. و الأَزْعَرُ: الموضع القلیلة النبات. و رجل زَیْعَرٌ: قلیل المال. و الزَّعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ. و زَعَرَها یَزْعَرُها زَعْراً: نكحها. و فی خُلُقِه زَعارَّة، بتشدید الراء، مثل حَمارَّةِ الصَّیْفِ، و زَعَارَةٌ بالتخفیف؛ عن اللحیانی، أَی شَرَاسَةٌ و سُوءُ خُلُقِ، لا یتصرف منه فِعْلٌ، و ربما قالوا: زَعِرَ الخُلُق. و الزُّعْرُورُ: السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ، و العامة تقول: رجل زَعِرٌ. و الزُّعْرُورُ: ثمر شجرة، الواحدة
لسان العرب، ج‌4، ص: 324
زُعْرُورَةٌ، تكون حمراء و ربما كانت صفراء، له نَوًی صُلْبٌ مستدیر. و قال أَبو عمرو: النُّلْكُ الزُّعْرُورُ؛ قال ابن درید: لا تعرفه العرب و فی التهذیب: الزُّعْرُورُ شجرة الدُّبِّ. و زَعْوَرٌ: اسم. و الزَّعْرَاءُ: موضع. و زَعْرٌ، بسكون العین المهملة: موضع بالحجاز.

زعبر؛ ج4، ص: 324

: الزَّعْبَرِیُّ: ضَرْبٌ من السهام.

زعفر؛ ج4، ص: 324

: الزَّعْفَرَانُ: هذا الصِّبْغُ المعروف، و هو من الطِّیب. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی أَن یَتَزَعْفَرَ الرجلُ، و جمعه بعضهم و إِن كان جنساً فقال جمعه زَعافِیرُ. الجوهری: جمعه زَعافِرُ مثل تَرْجُمانٍ و تَراجِمَ و صَحْصَحانٍ و صَحَاصِحَ. و زَعْفَرْتُ الثوبَ: صبغته. و یقال للفَالوذِ: المُلَوَّصُ و المُزَعْزَعُ و المُزَعْفَرُ. و الزعفرانُ: فرس عُمیر بن الحُبَابِ. و المُزَعْفَرُ: الأَسَدُ الوَرْدُ لأَنه وَرْدُ اللَّوْنِ، و قیل: لما علیه من أَثر الدم. و الزَّعافِرُ: حَیٌّ من سعد العشیرة.

زغر؛ ج4، ص: 324

: زَغَرَ الشی‌ءَ یَزْغَرُهُ زَغْراً: اقْتَضَبَهُ «1». و الزَّغْرُ: الكَثْرَةُ؛ قال الهذلی: بل قد أَتانِی ناصِحٌ عن كاشِح، بِعَدَاوَةٍ ظَهَرَتْ، و زَغْرِ أَقاولِ أَراد أَقاویل، حذف الیاء للضرورة. و زَغْرُ كل شی‌ء: كثرته و الإِفْراطُ فیه. و زَغَرَت دِجْلَةُ: مَدَّتْ كَزَخَرَتْ؛ عن اللحیانی. و زُغَرُ: اسم رجل. و زُغَرُ: قریة بمشارف الشام. و عَیْنُ زُغَرَ: موضع بالشام؛ و أَما قول أَبی دُوادٍ: كَكِتابَة الزُّغَرِیّ، غَشَّاها من الذَّهَبِ الدُّلامِصْ فإِن ابن درید قال: لا أَدری إِلی أَی شی‌ء نسبه. و فی التهذیب: و إِیاها عنی أَبو دواد یعنی القریة بمشارف الشام؛ قال: و قیل زُغَرُ اسم بنت لوط نزلت بهذه القریة فسمیت باسمها. و‌فی حدیث الدجال: أَخْبِرُونی عن عَیْنِ زُغَرَ هل فیها ماء؟ قالوا: نعم؛ زُغَرُ بوزن صُرَد عین بالشام من أَرض البلقاء، و قیل: هو اسم لها، و قیل: اسم امرأَة نسبت إِلیها. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله تعالی وجهه: ثم یكون بعد هذا غَرَقٌ من زُغَرَ؛ و سیاق الحدیث یشیر إِلی أَنها عین فی أَرض البصرة؛ قال ابن الأَثیر: و لعلها غیر الأُولی، فأَما زُعْرٌ، بسكون العین المهملة، فموضع بالحجاز.

زغبر؛ ج4، ص: 324

: الزَّغْبَرُ: جمیع كل شی‌ء. أَخَذَ الشی‌ءَ بِزَغْبَرِه أَی أَخذه كله و لم یدع منه شیئاً، و كذلك بِزَوْبَرِه و بِزَابَرِه. و زَغْبَرٌ: ضرب من السباع؛ حكاه ابن درید قال: و لا أَحقه. قال أَبو حنیفة: الزَّغْبَرُ و الزِّغْبَرُ جمیعاً المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ «2» … أَ هو الذی یقال له مَرْوُ ماحُوز أَو غیره، و منهم من یقول: هو الزَّبْغَرُ، بفتح الزای و تقدیم الباء علی الغین. أَبو زید: زِبْئِرُ الثوب و زِغْبِرُه.

زفر؛ ج4، ص: 324

: الزَّفْرُ و الزَّفِیرُ: أَن یملأَ الرجل صدره غمّاً ثم هو یَزْفِرُ به، و الشهیق «3». النفس ثم یرمی به. ابن سیدة: زَفَرَ یَزْفِرُ زَفْراً و زَفِیراً أَخرج نَفَسَه بعد مَدِّه، و إِزْفِیرٌ إِفْعِیلٌ منه. و الزَّفْرَةُ و الزُّفْرَةُ: التَّنَفُّسُ. اللیث: و فی التنزیل العزیز: لَهُمْ فِیهٰا زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ؛ الزفیر: أَول نَهیق الحمار و شِبْهِهِ، و الشَّهِیقُ:
(1). قوله: [اقتضبه] فی القاموس: اغتصبه. قال شارحه: فی بعض النسخ اقتضبه. و هو غلط (2). كذا بیاض بالأصل (3). قوله: [و الشهیق إلخ] كذا بالأصل و لعل هنا سقطاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 325
آخِرُه، لأَن الزفیر إِدخال النفس و الشهیق إِخراجه، و الاسم الزَّفْرَةُ، و الجمع زَفَرَاتٌ، بالتحریك، لأَنه اسم و لیس بنعت؛ و ربما سكنها الشاعر للضرورة، كما قال: فَتَسْتَرِیح النَّفْسُ من زَفْراتِها و قال الزجاج: الزَّفْرُ من شِدّةِ الأَنِینِ و قبیحه، و الشهیق الأَنین الشدید المرتفع جدّاً، و الزَّفِیر اغْتِراقُ النَّفَسِ للشِّدَّةِ. و الزُّفْرَةُ، بالضم: وَسَطُ الفرس؛ یقال: إِنه لعظیم الزُّفْرَةِ. و زُفْرَةُ كل شی‌ء و زَفْرَتُه: وَسَطُه. و الزَّوافِرُ: أَضلاعُ الجنبین. و بعیر مَزْفُورٌ: شدید تلاحم المفاصل. و ما أَشَدَّ زُفْرَتَهُ أَی هو مَزْفُورُ الخَلْقِ. و یقال للفرس: إِنه لعظیم الزُّفْرَةِ أَی عظیم الجوف؛ قال الجعدی: خِیطَ علی زَفْرَةٍ فَتَمَّ، و لم یَرْجِعْ إِلی دِقَّةٍ، و لا هَضَمِ یقول: كأَنه زافر أَبداً من عظم جوفه فكأَنه زَفَرَ فَخِیطَ علی ذلك؛ و قال ابن السكیت فی قول الراعی: حُوزِیَّةٌ طُوِیَتْ علی زَفَراتِها، طَیَّ القَنَاطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا قال فیه قولان: أَحدهما كأَنها زَفَرَتْ ثم خَلِفَتْ علی ذلك، و القول الآخر: الزَّفْرَةُ الوَسَطُ. و القناطر: الأَزَجُ. و الزِّفْرُ، بالكسر: الحِمْل، و الجمع أَزْفارٌ؛ قال: طِوالُ أَنْضِیَةِ الأَعْناقِ لم یَجِدوا رِیحَ الإِماء، إِذا رَاحَت بأَزْفارِ و الزَّفْرُ: الحَمْلُ. و ازْدَفَرَهُ: حمله. الجوهری: الزَّفْرُ مصدر قولك زَفَرَ الحِمْلَ یَزْفِرُهُ زَفْراً أَی حَمَلَهُ و ازْدَفَرَهُ أَیضاً. و یقال للجمل الضخم: زُفَرُ، و الأَسد زُفَرُ، و الرجل الشجاع زُفَر، و الرجل الجوادِ زُفَر. و الزِّفْرُ: القِرْبَةُ. و الزِّفْرُ: السِّقاء الذی یحمل فیه الراعی ماءه، و الجمع أَزْفارٌ، و منه الزَّوافِرُ الإِماءُ اللواتی یحملن الأَزفار، و الزَّافِرُ: المُعِینُ علی حَمْلِها؛ و أَنشد: یا ابْنَ التی كانتْ زَماناً فی النَّعَمْ تَحْمِلُ زَفْراً و تَؤُولُ بالغَنَمْ و قال آخر: إِذا عَزَبُوا فی الشَّاء عَنَّا رَأَیْتَهُمْ مَدالِیجَ بالأَزْفارِ، مثلَ العَوَاتِق و زَفَرَ یَزْفِرُ إِذا اسْتَقَی فحمل. و الزُّفَرُ: السَّیِّدُ، و به سمی الرجل زُفَرَ. شمر: الزُّفَرُ من الرجال القوی علی الحمالاتِ. یقال: زَفَرَ و ازْدَفَرَ إِذا حَمَلَ؛ قال الكمیت: رِئاب الصُّدْوعِ، غِیَاث المَضُوع، لأْمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ و‌فی الحدیث: أَن امرأَة كانت تَزْفِرُ القِرَبَ یوم خَیْبَرَ تسقی الناسَ؛ أَی تحمل القرب المملوءة ماء. و‌فی الحدیث: كان النساء یَزْفِرْنَ القِرَبَ یَسْقِینَ الناسَ فی الغَزْوِ؛ أَی یحملنها مملوءةً ماءً؛ و منه الحدیث: كانت أُمُّ سُلَیْطٍ تَزْفِرُ لنا القِرَبَ یومَ أُحُدٍ.و الزُّفَرُ: السَّیِّدُ؛ قال أَعشی باهلة: أَخُو رَغائِبَ یُعْطِیها و یَسْأَلُها، یَأْبَی الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ لأَنه یَزْدَفِرُ بالأَموال فی الحَمَالات مطیقاً له، و قوله منه مؤكدة للكلام، كما قال تعالی: یَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ؛ و المعنی: یأْبی الظلامة لأَنه النوفل الزفر.
لسان العرب، ج‌4، ص: 326
و الزَّفِیرُ: الداهیة، و أَنشد أَبو زید: و الدَّلْوَ و الدَّیْلَمَ و الزَّفِیرَا و فی التهذیب: الزَّفِیر الداهیة، و قد تقدم. و الزِّفْرُ و الزَّافِرَةُ: الجماعة من الناس. و الزَّافِرَةُ: الأَنصار و العشیرة. و زَافِرَةُ القوم: أَنصارهم. الفراء: جاءنا و معه زَافِرَتُه یعنی رهطه و قومه. و یقال: هم زافِرَتُهم عند السلطان أَی الذین یقومون بأَمرهم. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله تعالی وجهه: كان إِذا خلا مع صاغِیَتِهِ و زَافِرَتِهِ انْبَسَطَ؛ زافرة الرجل: أَنصاره و خاصتَّه. و زَافِرَةُ الرُّمْحِ و السهم: نحو الثُّلُثِ، و هو أَیضاً ما دون الریش من السهم. الأَصمعی: ما دون الریش من السهم فهو الزافرة، و ما دون ذلك إِلی وسطه هو المَتْنُ. ابن شمیل: زَافِرَةُ السهم أَسفل من النَّصْلِ بقلیل إِلی النصل. الجوهری: زافرة السهم ما دون الریش منه. و قال عیسی بن عمر: زافرة السهم ما دون ثلثیه مما یلی النصل. أَبو الهیثم: الزافرة الكاهل و ما یلیه: و قال أَبو عبیدة: فی جُؤْجُؤِ الفَرَسِ المُزْدَفَرُ، و هو الموضع الذی یَزْفِرُ منه؛ و أَنشد: و لَوْحا ذِرَاعَیْنِ فی بِرْكَةٍ، إِلی جُؤْجُؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ و زَفَرَتِ الأَرضُ: ظهر نباتها. و الزَّفَرُ: التی یدعم بها الشجر. و الزَّوافِرُ: خشبٌ تقام و تُعَرَّضُ علیها الدِّعَمُ لتجری علیها نَوامِی الكَرْمِ. و زُفَرُ و زَافِرٌ و زَوْفَرٌ: أَسماء.

زقر؛ ج4، ص: 326

: الزَّقْرُ: لغة فی الصَّقْرِ مضارعة.

زكر؛ ج4، ص: 326

: زَكَرَ الإِناءَ: مَلأَهُ. و زَكَّرْتُ السِّقاء تَزْكِیراً و زَكَّتُّهُ تَزْكِیتاً إِذا ملأْته. و الزُّكْرَةُ: وعاء من أَدَمٍ، و فی المحكم: زِقٌّ یجعل فیه شراب أَو خل. و قال أَبو حنیفة: الزُّكْرَةُ الزِّقُّ الصغیر. الجوهری: الزُّكرة، بالضم، زُقَیْقٌ للشراب. و تَزَكَّرَ الشرابُ: اجتمع. و تَزَكَّرَ بطنُ الصبی: عَظُمَ و حَسُنَتْ حاله. و تَزَكَّرَ بطنُ الصبی: امتلأَ. و من العُنُوزِ الحُمْرِ عنز حَمْراءُ زَكَرِیَّة. و عَنْزٌ زَكْرِیَّةٌ و زَكَرِیَّةٌ: شدیدة الحمرة. و زَكَرِیٌّ: اسم. و فی التنزیل: وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِیّٰا؛ و قرئ: و كَفَلَها زَكَرِیَّاءُ، و قرئ: زَكَرِیّٰا، بالقصر؛ قرأَ ابن كثیر و نافع و أَبو عمرو و ابن عامر و یعقوب: و كفلها، خفیف، زكریاء، ممدود مهموز مرفوع، و قرأَ أَبو بكر عن عاصم: وَ كَفَّلَهٰا، مشدداً، زكریاء، ممدوداً مهموزاً أَیضاً، و قرأَ حمزة و الكسائی و حفص: وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِیّٰا، مقصوراً فی كل القرآن؛ ابن سیدة: و فی زَكَرِیا أَربع لغات: زَكَرِیٌّ مثل عَرَبِیٍّ، و زَكَرِی، بتخفیف الیاء، قال: و هذا مرفوض عند سیبویه، و زكریا مقصور و زكریاء ممدود الزجاج فی زكریا ثلاث لغات هی المشهورة: زكریاء الممدودة، و زكریا بالقصر غیر منوّن فی الجهتین، و زَكَرِی بحذف الأَلف غیر منوّن، فأَما ترك صرفه فإِن فی آخره أَلِف التأْنیث فی المد و أَلف التأْنیث فی القصر، و قال بعض النحویین: لم ینصرف لأَنه أَعجمی، و ما كانت فیه أَلف التأْنیث فهو سواء فی العربیة و العجمة، و یلزم صاحب هذا القول أَن یقول مررت بزكریاءَ و زكریاءٍ آخَرَ لأَن ما كان أَعجمیّاً فهو ینصرف فی النكرة، و لا یجوز أَن تصرف الأَسماء التی فیها أَلف التأْنیث فی معرفة و لا نكرة لأَنها فیها علامة التأْنیث، و أَنها مصوغة مع الاسم صیغة واحدة فقد فارقت هاء التأْنیث، فلذلك لم تصرف فی النكرة،
لسان العرب، ج‌4، ص: 327
و قال اللیث: فی زكریا أَربع لغات: تقول هذا زكریاء قد جاء و فی التثنیة زَكَرِیَّاءانِ و فی الجمع زَكَرِیَّاؤُونَ، و اللغة الثانیة هذا زَكَرِیَّا قد جاء و فی التثنیة زَكَرِیَّیَانِ و فی الجمع زَكَرِیُّون، و اللغة الثالثة هذا زَكَرِیٌّ و فی التثنیة زَكَرِیَّانِ، كما یقال مَدَنِیُّ و مَدَنِیَّانِ، و اللغة الرابعة هذا زَكَرِی بتخفیف الیاء و فی التثنیة زَكَرِیَانِ، الیاء خفیفة، و فی الجمع زَكَرُونَ بطرح الیاء. الجوهری: فی زكریا ثلاث لغات: المد و القصر و حذف الأَلف، فإِن مددت أَو قصرت لم تصرف، و إِن حذفت الأَلف صرفت، و تثنیة الممدود زَكَرِیَّاوَانِ و الجمع زَكَرِیَّاوونَ و زَكَرِیَّاوین فی الخفض و النصب، و النسبة إِلیه زَكَرِیَّاوِیٌّ، و إِذا أَضفته إِلی نفسك قلت زَكَرِیَّائِیَّ بلا واو، كما تقول حمرائیَّ، و فی التثنیة زَكَرِیّاوَایَ بالواو لأَنك تقول زَكَرِیَّاوَانِ و الجمع زَكَرِیَّاوِیَّ بكسر الواو و یستوی فیه الرفع و الخفض و النصب كما یستویفی مسلمیَّ و زَیْدِیَّ، و تثنیة المقصور زَكَرِیَّیان تحرك أَلف زكریا لاجتماع الساكنین فتصیر یاء، و فی النصب رأَیت زَكَرِیَّیَیْنِ و فی الجمع هؤلاء زَكَرِیُّونَ حذفت الأَلف لاجتماع الساكنین، و لم تحركها لأَنك لو حركتها ضممتها، و لا تكون الیاء مضمومة و لا مكسورة و ما قبلها متحرك و لذلك خالف التثنیة.

زلنبر؛ ج4، ص: 327

: التهذیب فی الخماسی: روی عن مجاهد فی تفسیر قوله تعالی: أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیٰاءَ مِنْ دُونِی وَ هُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ؛ قال: ولد إِبلیس خمسة: دَاسِمٌ و أَعور و مِسْوَطٌ و ثَیْرٌ و زَلَنْبُورٌ. قال سفیان: زَلَنْبُورٌ یفرّق بین الرجل و أَهله و یُبَصِّرُ الرجل عیوب أَهله.

زمر؛ ج4، ص: 327

: الزَّمْرُ بالمِزْمارِ، زَمَرَ یَزْمِرُ و یَزْمُرُ زَمْراً و زَمِیراً و زَمَراناً: غَنَّی فی القَصَبِ. و امرأَة زامِرَةٌ و لا یقال زَمَّارَةٌ، و لا یقال رجل زامِرٌ إِنما هو زَمَّارٌ. الأَصمعی: یقال للذی یُغَنِّی الزّامِرُ و الزَّمَّارُ، و یقال للقصبة التی یُزْمَرُ بها زَمَّارَةٌ، كما یقال للأَرض التی یُزْرَعُ فیها زَرّاعَةٌ. قال: و قال فلان لرجل: یا ابن الزِّمَّارَة، یعنی المُغَنِّیَة. و المِزْمارُ و الزَّمَّارَةُ: ما یُزْمَرُ فیه. الجوهری: المِزْمارُ واحد المَزامِیرِ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَ بِمَزْمُورِ الشیطان فی بیت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و فی روایة: مِزْمارَةِ الشیطان عند النبی، صلی الله علیه و سلم، المزمورُ، بفتح المیم و ضمها، و المِزْمارُ سواء، و هو الآلة التی یُزْمَرُ بها. و مَزامِیرُ داود، علیه السلام: ما كان یَتَغَنَّی به من الزَّبُورِ و ضُروب الدعاء، واحدها مِزْمارٌ و مُزْمُورٌ؛ الأَخیرة عن كراع، و نظیره مُعْلُوقٌ و مُغْرُودٌ. و‌فی حدیث أَبی موسی: سمعه النبی، صلی الله علیه و سلم، یقرأُ فقال: لقد أُعْطِیتَ مِزْماراً من مَزامِیرِ آلِ داودَ، علیه السلام؛ شَبَّهَ حُسْنَ صوتِه و حلاوةَ نَغْمَتِه بصوت المِزْمارِ، و داود هو النبی، صلی الله علیه و سلم، و إِلیه المُنْتَهی فی حُسْنِ الصوت بالقراءة، و الآل فی قوله آل داود مقحمة، قیل: معناه هاهنا الشخص. و‌كتب الحجاج إِلی بعض عماله أَن ابعث إِلیَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً؛ فالمُسَمَّعُ: المُقَیَّدُ، و المُزَمَّرُ: المُسَوْجَرُ؛ أَنشد ثعلب: و لی مُسْمِعانِ و زَمَّارَةٌ، و ظِلُّ مَدِیدٌ و حِصْنٌ أَمَقّ فسره فقال: الزمارة الساجور، و المُسْمِعانِ القیدان، یعنی قَیْدَیْنِ و غُلَّیْنِ، و الحِصْنُ السجن، و كل
لسان العرب، ج‌4، ص: 328
ذلك علی التشبیه، و هذا البیت لبعض المُحَبَّسِینَ كان مَحْبُوساً فمُسْمِعاهُ قیداه لصوتهما إِذا مشی، و زَمَّارَتُه الساجور و الظل، و الحصن السجن و ظلمته. و‌فی حدیث ابن جبیر: أَنه أَتی به الحجاج و فی عنقه زَمَّارَةٌ؛ الزمارة الغُلُّ و الساجور الذی یجعل فی عنق الكلب. ابن سیدة: و الزَّمَّارَةُ عمود بین حلقتی الغل. و الزِّمارُ بالكسر: صوت النعامة؛ و فی الصحاح: صوت النعام. و زَمَرَتِ النعامةُ تَزْمِرُ زِماراً: صَوَّتَتْ. و قد زَمَرَ النعامُ یَزْمِرُ، بالكسر، زِماراً. و أَما الظلیم فلا یقال فیه إِلَّا عارَّ یُعارُّ. و زَمَرَ بالحدیث: أَذاعه و أَفشاه. و الزَّمَّارَةُ: الزانیة؛ عن ثعلب، و قال: لأَنها تُشِیعُ أَمرها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن كسب الزَّمَّارَةِ.قال أَبُو عبید: قال الحجاج: الزَّمَّارَةُ الزانیة، قال و قال غیره: إِنما هی الرَّمَّازَةُ، یتقدیم الراء علی الزای، من الرَّمْزِ، و هی التی تومئ بشفتیها و بعینیها و حاجبیها، و الزوانی یفعلن ذلك، و الأَول الوجه. و قال أَبو عبید: هی الزَّمَّارَةُ كما جاء فی الحدیث؛ قال أَبو منصور: و اعترض القتیب علی أَبی عبید فی قوله هی الزَّمَّارة كما جاء فی الحدیث، فقال: الصواب الرَّمَّازَة لأَن من شأْن البَغِیِّ أَن تُومِضَ بعینها و حاجبها؛ و أَنشد: یُومِضْنَ بالأَعْیُنِ و الحواجِبِ، إِیماضَ بَرْقٍ فی عَماءٍ ناصِبِ قال أَبو منصور: و قول أَبی عبید عندی الصواب، و سئل أَبو العباس أَحمد بن یحیی عن معنی‌الحدیث أَنه نهی عن كسب الزَّمَّارَة‌فقال: الحرف الصحیح رَمَّازَةٌ، و زَمَّارَةٌ هاهنا خطأٌ. و الزَّمَّارَةُ: البَغِیُّ الحسناء، و الزَّمِیرُ: الغلام الجمیل، و إِنما كان الزنا مع الملاح لا مع القباح؛ قال أَبو منصور: لِلزَّمَّارَةِ فی تفسیر ما جاء فی الحدیث وجهان: أَحدهما أَن یكون النهی عن كسب المغنیة، كما روی أَبو حاتم عن الأَصمعی، أَو یكون النهی عن كسب البَغِیِّ كما قال أَبو عبید و أَحمد بن یحیی؛ و إِذا روی الثقات للحدیث تفسیراً له مخرج لم یجز أَن یُرَدَّ علیهم و لكن نطلب له المخارجَ من كلام العرب، أَ لا تری أَن أَبا عبید و أَبا العباس لما وجدا لما قال الحجاجُ وجهاً فی اللغة لم یَعْدُواهُ؟ و عجل القتیبی و لم یثبت ففسر الحرف علی الخلاف و لو فَعَل فِعل أَبی عبید و أَبی العباس كان أَولی به، قال: فإِیاك و الإِسراع إِلی تخطئة الرؤساء و نسبتهم إِلی التصحیف و تأَنَّ فی مثل هذا غایة التَّأَنِّی، فإِنی قد عثرت علی حروف كثیرة رواها الثقات فغیَّرها من لا علم له بها و هی صحیحة. و حكی الجوهری عن أَبی عبید قال: تفسیره فی الحدیث أَنها الزانیة، قال: و لم أَسمع هذا الحرف إِلَّا فیه، قال: و لا أَدری من أَی شی‌ء أُخذ، قال الأَزهری: و یحتمل أَن یكون أَراد المغنیة. یقال: غِنَاءٌ زَمِیرٌ أَی حَسَنٌ. و زَمَرَ إِذا غنی و القصبة التی یُزْمَرُ بها: زَمَّارَةٌ. و الزَّمِرُ: الحَسَنُ؛ عن ثعلب، و أَنشد: دَنَّانِ حَنَّانانِ، بینهما رَجُلٌ أَجَشُّ، غِناؤُه زَمِرُ أَی غناؤه حسن. و الزَّمِیرُ: الحسن من الرجال. و الزَّوْمَرُ: الغلام الجمیل الوجه. و زَمَرَ القربَةَ یَزْمُرُهَا زَمْراً و زَنَرَها: ملأَها؛ هذه عن كراع و اللحیانی. و شاة زَمِرَةٌ: قلیلة الصوف. و الزَّمِرُ: القلیل الشعر و الصوف و الریش، و قد زَمِرَ زَمَراً. و رجل زَمِرٌ: قلیل المُروءَةِ بَیِّنُ الزَّمَارَة و الزُّمُورَةِ أَی قلیلها، و المُسْتَزْمِرُ: المُنْقَبِضُ المتصاغر؛ قال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 329
إِنَّ الكَبِیرَ إِذا یُشَافُ رَأَیْتَهُ مُقْرَنْشِعاً، و إِذا یُهانُ اسْتَزْمَرَا و الزُّمْرَةُ: الفَوْجُ من الناس و الجماعةُ من الناس، و قیل: الجماعة فی تفرقة. و الزُّمَرُ: الجماعات، و رجل زِمِرٌّ: شدید كَزِبِرٍّ. و زَمِیرٌ: قصیر، و جمعه زِمَارٌ؛ عن كراع. و بنو زُمَیْرٍ: بطن. و زُمَیْرٌ: اسم ناقة؛ عن ابن درید. و زَوْمَرٌ: اسمٌ. و زَیْمَرانُ و زَمَّاراءُ: موضعان؛ قال حسان بن ثابت: فَقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَی، إِلی بیتِ زَمَّاراءَ تَلْداً علی تَلْدِ

زمجر؛ ج4، ص: 329

: الزَّمْجَرَةُ: الصوتُ و خص بعضهم به الصوت من الجَوْفِ، و یقال للرجل إِذا أَكثر الصَّخَبَ و الصیاحَ و الزَّجْرَ: سمعت لفلان زَمْجَرَةً و غَذْمَرَةً، و فلان ذو زَماجِرَ و زَماجِیرَ؛ حكاه یعقوب. و زَمْجَرَ الرجل: سُمِعَ فی صوته غِلَظٌ و جَفَاءٌ. و زَمْجَرَةُ الأَسد: زَئِیرٌ یُرَدِّدُه فی نَحْرِه و لا یُفْصِحُ، و قیل: زَمْجَرَةُ كل شی‌ء صوته. و سمع أَعرابیٌّ هَدِیرَ طائِرٍ فقال: ما یَعْلَمُ زَمْجَرَتَهُ إِلَّا اللهُ؛ و قال أَبو حنیفة: الزَّماجِرُ من الصوت نحو الزَّمازِمِ، الواحدة زَمْجَرَةٌ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: لها زِمَجْرٌ فوقها ذو صَدْحِ فإِنه فسر الزِّمَجْرَ بأَنه الصوت؛ و قال ثعلب: إِنما أَراد زَمْجَرٌ فاحتاج فَحَوَّل البناء إِلی بناء آخر، و إِنما عنی ثعلب بالزَّمْجَرِ جمع زَمْجَرَةٍ من الصوت إِذ لا یعرف فی الكلام زَمْجَرٌ إِلَّا ذلك؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الشاعر إِنما عنی بالزِّمَجْرِ المُزَمْجِرَ كأَنه رجل زِمَجْرٌ كسِبَطْرٍ، ابن الأَعرابی: الزَّماجِیرُ زَمَّاراتُ الرُّعْیانِ.

زمخر؛ ج4، ص: 329

: الزَّمْخَرُ: المزمار الكبیر الأَسودُ. و الزَّمْخَرَةُ: الزَّمَّارَةُ، و هی الزانیة. زَمْخَرَ الصوتُ و ازْمَخَرَّ: اشتدَّ. و تَزَمْخَرَ النَّمرُ: غَضِبَ و صاح. و الزَّمْخَرَةُ: كل عَظْمٍ أَجْوَفَ لا مُخَّ فیه، و كذلك الزَّمْخَرِیُّ. و ظلیم زَمْخَریُّ السواعد أَی طویلها؛ قال الأَعْلَمُ یصف ظَلِیماً: علی حَتِّ البُرایَةِ زَمْخَرِیِّ السَّواعِدِ، ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوالِ و أَراد بالسواعد هنا مجاری المخ فی العظام؛ أَراد عظام سواعده أَنها جُوفٌ كالقَصَب. و زعموا أَن النعام و الكَرَی لا مخ لها. الأَصمعی: الظلیم أَجوف العظام لا مخ له، قال: لیس شی‌ء من الطیر إِلَّا و له مخ غیر الظلیم، فإِنه لا مخ له، و ذلك لأَنه لا یجد البرد. و الزَّمْخَرُ: الشجر الكثیر الملتف، و زَمْخَرَتُه: التفافه و كثرته. و زَمْخَرةُ الشَّبَاب: امتلاؤه و اكتهاله. و الزَّمْخَرَةُ: النُّشَّابُ. و الزَّمْخَرُ: السِّهامُ، و قیل: هو الدقیق الطُّوالُ منها؛ قال أَبو الصلت الثقفی و فی التهذیب قال أُمیة ابن أَبی الصلت فی الزَّمْخَرِ السَّهْم: یَرْمُونَ عن عتلٍ، كأَنها غُبُطٌ بِزَمْخرٍ، یُعْجِلُ المَرْمِیَّ إِعْجالا العتل: القسی الفارسیة، واحدتها عتلة. و الغبط: جمع غبِیط، و الغُبُطُ: خشبُ الرحال، و شبه القسی الفارسیة بها، و هذا البیت ذكره ابن الأَثیر فی كتابه قال: و‌فی حدیث ابن ذی یَزَنٍ، أَبو عمرو: الزَّمْخَرُ السهمُ الرقیق الصوت النَّاقِزُ؛ و قال أَبو منصور: أَراد السهام التی عیدانها من قَصَبٍ، و قَصَبُ المزامیر زَمْخَرٌ؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 330
و منه قول الجعدی: حَناجِرُ كالأَقْماعِ جاء حَنینُها، كما صَیَّحَ الزَّمَّارُ فی الصُّبْحِ، زَمْخَرَا و الزَّمْخَرِیُّ: النباتُ حین یطول؛ قال الجعدی: فَتَعَالی زَمْخَرِیٌّ وارِمٌ، مالَت الأَعْرَاقُ منه و اكْتَهَلْ الوارم: الغلیظ المنتفخ. و عُودٌ زَمْخَرِیُّ و زُماخِرٌ: أَجوف؛ و یقال للقصب: زَمْخَرٌ و زَمْخَرِیٌّ.

زمهر؛ ج4، ص: 330

: الزَّمْهَرِیرُ: شدة البرد؛ قال الأَعشی: من القَاصِراتِ سُجُوفَ الحِجالِ، لم تر شَمْساً و لا زَمْهَرِیرَا و الزمهریر: هو الذی أَعدّه الله تعالی عذاباً للكفار فی الدار الآخرة، و قد ازْمَهَرَّ الیومُ ازْمِهْرَاراً. و زَمْهَرَتْ عیناه و ازْمَهَرَّتا: احْمَرَّتا من الغضب. و المُزْمَهِرُّ: الذی احمرّت عیناه، و ازْمَهَرَّتِ الكواكب: لَمَحَتْ. و المُزْمَهِرُّ: الشدید الغضب. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز قال: كان عمر مُزْمَهِرّاً علی الكافر‌أَی شدید الغضب علیه. و وَجْهٌ مُزْمَهِرّ: كالح. و ازْمَهَرَّتِ الكواكبُ: زَهَرَتْ و لمعت، و قیل: اشتد ضوءها. و المُزْمَهِرُّ: الضاحك السِّنِّ. و الازْمِهْرَارُ فی العین عند الغضب و الشدة.

زنر؛ ج4، ص: 330

: زَنَرَ القِرْبَةَ و الإِناء: ملأه. و تَزَنَّرَ الشی‌ءُ: دَقَّ. و الزُّنَّارُ و الزُّنَّارَةُ: ما علی وسط المجوسی و النصرانیّ، و فی التهذیب: ما یَلْبَسُه الذَّمِّیُّ یشدّه علی وسطه، و الزُّنَّیْرُ لغة فیه؛ قال بعض الأَغفال: تَحْزِمُ فوقَ الثوبِ بالزُّنَّیْرِ، تَقْسِمُ اسْتِیّاً لَهَا بِنَیْرِ و امرأَة مُزَنَّرَةٌ: طویلة عظیمة الجسم. و فی النوادر: زَنَّرَ فلان عینَه إِلیَّ إِذا شد نظره إِلیه. و الزَّنانِیرُ: ذُبابٌ صِغَار تكون فی الحُشُوشِ، واحدها زُنَّارٌ و زُنَّیْرٌ. و الزَّنانِیرُ: الحَصَی الصِّغارُ؛ قال ابن الأَعرابی: الزَّنانیر الحصی فعم بها الحصی كله من غیر أَن یُعَیِّنَ صغیراً أَو كبیراً؛ و أَنشد: تَحِنَّ لِلظِّمْ‌ءِ مما قد أَلَمَّ بها بالهَجْلِ منها، كأَصواتِ الزَّنانِیرِ قال ابن سیدة: و عندی أَنها الصغار منها لأَنه لا یصوّت منها إِلَّا الصغار، واحدتها زُنَّیْرَةٌ و زُنَّارَةٌ، و فی التهذیب: واحدها زُنَّیْرٌ. و الزَّنانِیرُ: أَرض بالیمن؛ عنه، و یقال لها أَیضاً زَنانِیر بغیر لام، قال: و هو أَقیس لأَنه اسم لها عام؛ و أَنشد: «4».تُهْدِی زَنانِیرُ أَرْواحَ المَصِیفِ لها، و من ثنایا فُرُوجِ الغَوْرِ تهدینا و الزنانیر: أَرض بقرب جُرَش. الأَزهری: فی النوادر فلان مُزَنْهِرٌ إِلیَّ بعینه و مُزَنِّرٌ و مُبَنْدِقٌ و حالِقٌ إِلیَّ بعینه و مُحَلِّقٌ و جاحِظٌ و مُجَحِّظٌ و مُنْذِرٌ إِلیَّ بعینه و ناذِرٌ، و هو شدة النظر و إِخراج العین.

زنبر؛ ج4، ص: 330

: أَخذ الشی‌ء بزَنَوْبَرِهِ أَی بجمیعه، كما یقال بِزَوْبَرِهِ. و سفینة زَنْبَرِیَّةٌ: ضخمة: و قیل: الزَّنْبَرِیَّةُ ضرب من السفن ضخمة. و الزَّنْبَرِیُّ: الثقیل من الرجال و السفن؛ و قال: كالزَّنْبَرِیِّ یُقادُ بالأَجْلالِ
(4). قوله: [و أَنشد] عبارة یاقوت و قال ابن مقبل: یا دار سلمی خلاء لا أُكلفها إِلَّا المرانة كیما تعرف الدینا تهدی زنانیر أَرواح المصیف لها و من ثنایا فروج الكور تأَتینا قالوا: الزنانیر هاهنا رملة و الكور جبل انتهی. و كذلك استشهد به یاقوت فی كور
لسان العرب، ج‌4، ص: 331
و زَنَبْرٌ: من أَسماء الرجال. و الزُّنْبُورُ و الزِّنبارُ و الزُّنْبُورَةُ: ضرب من الذباب لسَّاع. التهذیب: الزُّنْبُورُ طائر یلسع. الجوهری: الزُّنْبُورُ الدَّبْرُ، و هی تؤنث، و الزِّنْبارُ لغة فیه؛ حكاها ابن السكیت، و یجمع الزَّنابِیرَ. و أَرض مَزْبَرَةٌ: كثیرة الزَّنابِیر، كأَنهم رَدُّوه إِلی ثلاثة أَحرف و حذفوا الزیادات ثم بنوا علیه، كما قالوا: أَرض مَعْقَرَةٌ و مَثْعَلَةٌ أَی ذات عقارب و ثعالب. و الزُّنْبُورُ: الخفیف. و غلام زُنْبُورٌ أَی خفیف. قال أَبو الجَرَّاحِ: غلام زُنْبُورٌ و زُنْبُرٌ إِذا كان خفیفاً سریع الجواب. قال: و سأَلت رجلًا من بنی كلاب عن الزُّنْبُورِ، فقال: هو الخفیف الظریف. و تَزَنْبَرَ علینا: تكبر و قَطَّبَ. و زَنابِیرُ: أَرض بقرب جُرَش؛ و إِیاها عنی ابن مقبل بقوله: تهدی زنابیر أَرواح المصیف لها، و من ثنایا فروج الغور تهدینا و الزُّنْبُورُ: شجرة عظیمة فی طول الدُّلْبَةِ و لا عَرْضَ لها، ورقها مثل ورق الجَوْزِ فی مَنْظَرهِ و ریحه، و لها نَوْرٌ مثل نور العُشَرِ أَبیض مُشْرَب، و لها حَمْلٌ مثل الزیتون سواء، فإِذا نَضِجَ اشتدّ سواده و حلا جدّاً، یأْكله الناس كالرُّطَبِ، و لها عَجَمَةٌ كعجمة الغُبَیْراءِ، و هی تَصْبُغُ الفَمَ كما یصبغه الفِرْصادُ، تُغْرَسُ غَرْساً. قال ابن الأَعرابی: من غریب شجر البر الزَّنابِیرُ، واحدتها زِنْبِیرَةٌ و زِنْبَارَةٌ و زُنْبُورَةٌ، و هو ضرب من التِّین، و أَهل الحَضَرِ یسمونه الحُلْوانیَّ. و الزُّنْبُورُ من الفأْر: العظیمُ، و جمعه زَنابِرُ؛ و قال جُبَیْهَا: فأَقْنَعَ كَفَّیْهِ و أَجْنَحَ صَدْرَهُ بِجَرْعٍ، كإِنتاج الزَّبابِ الزَّنابِرِ

زنتر؛ ج4، ص: 331

: الزَّنْتَرَةُ: الضِّیقُ. وقعوا فی زَنْتَرَةٍ من أَمرهم أَی ضیق و عُسْرٍ. و تَزَنْتَرَ: تَبَخْتَرَ و الزَّبَنْتَرُ: القصیر فقط؛ قال: تَمَهْجَرُوا و أَیُّما تَمَهْجُرِ، و هم بنو العَبْدِ اللئیم العُنْصُرِ، بنو اسْتها و الجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ و قیل: الزَّبَنْتَرُ القصیر المُلَزَّزُ الخَلْقِ.

زنجر؛ ج4، ص: 331

: اللیث: زَنْجَرَ فلان لك إِذا قال بظفر إِبهامه و وضعها علی ظُفْر سَبَّابته ثم قرع بینهما فی قوله: و لا مثل هذا، و اسم ذلك الزِّنْجِیرُ؛ و أَنشد: فأَرسلتُ إِلی سَلْمی بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ فما جادَتْ لنا سَلْمی بِزِنْجِیرٍ، و لا فُوفَهْ و الزِّنْجِیر: قَرْعُ الإِبهام علی الوسطی بالسبابة. ابن الأَعرابی: الزِّنْجِیرَةُ ما یأْخذ طَرَفُ الإِبهام من رأْس السّنّ إِذا قال: ما لك عندی شی‌ء و لا ذه. أَبو زید: یقال للبیاض الذی علی أَظفار الأَحداث الزِّنْجِیرُ و الزِّنجیرة و الفُوفُ و الوَبْشُ.

زنقر؛ ج4، ص: 331

: التهذیب فی الرباعی: قالوا الزِّنْقِیرُ هو قُلامَةُ الظفر، و یقال له الزِّنْجِیر أَیضاً، و كلاهما دخیلان.

زنهر؛ ج4، ص: 331

: التهذیب: فی النوادر فلان مُزَنْهِرٌ إِلَیَّ بعینه و مُزَنِّرٌ و مُبَنْدِقٌ و حالقٌ إِلَیَّ بعینه و مُحَلِّقٌ و جاحظٌ و مُجَحِّظٌ و مُنْذِرٌ إِلیَّ بعینه و ناذِرٌ، و هو شدة النظر و إِخراج العین.

زهر؛ ج4، ص: 331

: الزَّهْرَةُ: نَوْرُ كل نبات، و الجمع زَهْرٌ، و خص بعضهم به الأَبیض. و زَهْرُ النبت: نَوْرُه،
لسان العرب، ج‌4، ص: 332
و كذلك الزهَرَةُ، بالتحریك. قال: و الزُّهْرَةُ البیاض؛ عن یعقوب. یقال أَزْهَرُ بَیِّنُ الزُّهْرَةِ، و هو بیاض عِتْق. قال شمر: الأَزْهَرُ من الرجال الأَبیض العتیقُ البیاضِ النَّیِّرُ الحَسَنُ، و هو أَحسن البیاض كأَنَّ له بَرِیقاً و نُوراً، یُزْهِرُ كما یُزْهِرُ النجم و السراج. ابن الأَعرابی: النَّوْرُ الأَبیض و الزَّهْرُ الأَصفر، و ذلك لأَنه یبیضُّ ثم یصفرّ، و الجمع أَزْهارٌ، و أَزاهِیرُ جمع الجمع؛ و قد أَزْهَرَ الشجر و النبات. و قال أَبو حنیفة: أَزْهَرَ النبتُ، بالأَلف، إِذا نَوَّرَ و ظهر زَهْرُه، و زَهُرَ [زَهِرَ، بغیر أَلف، إِذا حَسُنَ. و ازْهارَّ النبت: كازْهَرَّ. قال ابن سیدة: و جعله ابن جنی رباعیّاً؛ و شجرة مُزْهِرَةٌ و نبات مُزْهِرٌ، و الزَّاهِرُ: الحَسَنُ من النبات: و الزَّاهِرُ: المشرق من أَلوان الرجال. أَبو عمرو: الأَزهر المشرق من الحیوان و النبات. و الأَزْهَرُ: اللَّبَنُ ساعةَ یُحْلَبُ، و هو الوَضَحُ و هو النَّاهِصُ «5». و الصَّرِیحُ. و الإِزْهارُ: إِزْهارُ النبات، و هو طلوع زَهَرِه. و الزَّهَرَةُ: النبات؛ عن ثعلب؛ قال ابن سیدة: و أُراه إِنما یرید النَّوْرَ. و زَهْرَةُ الدنیا و زَهَرَتُهَا: حُسْنُها و بَهْجَتُها و غَضَارَتُها. و فی التنزیل العزیز: زَهْرَةَ الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا. قال أَبو حاتم: زَهَرَة الحیاة الدنیا، بالفتح، و هی قراءة العامة بالبصرة. قال: و زَهْرَةَ هی قراءة أَهل الحرمین، و أَكثر الآثار علی ذلك. و تصغیر الزَّهْرِ زُهَیْرٌ، و به سمی الشاعر زُهَیْراً. و‌فی الحدیث: إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخاف علیكم من زَهْرَةِ الدنیا و زینتها؛ أَی حسنها و بهجتها و كثرة خیرها. و الزُّهْرَةُ: الحسن و البیاض، و قد زَهِرَ زَهَراً. و الزَّاهِرُ و الأَزْهَرُ: الحسن الأَبیض من الرجال، و قیل: هو الأَبیض فیه حمرة. و رجل أَزْهَرُ أَی أَبیض مُشْرِقُ الوجه. و الأَزهر: الأَبیض المستنیر. و الزُّهْرَةُ: البیاض النَّیِّرُ، و هو أَحسن الأَلوان؛ و منه‌حدیث الدجال: أَعْوَرُ جَعْدٌ أَزْهَرُ.و‌فی الحدیث: سأَلوه عن جَدِّ بنی عامر بن صعصعة فقال: جملٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ.و‌فی الحدیث: سورة البقرة و آل عمران الزَّهْرَاوانِ؛ أَی المُنِیرتان المُضِیئَتانِ، واحدتهما زَهْرَاءُ. و‌فی الحدیث: أَكْثِرُوا الصلاةَ علیّ فی اللیلة الغرّاء و الیوم الأَزْهَرِ؛ أَی لیلة الجمعة و یومها؛ كذا جاء مفسراً فی الحدیث. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كان أَزْهَرَ اللَّوْنِ لیس بالأَبیضِ الأَمْهَقِ.و المرأَة زَهْرَاءُ؛ و كل لون أَبیض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ، و الحُوَار الأَزْهَر. و الأَزْهَرُ: الأَبیضُ. و الزُّهْرُ: ثلاثُ لیال من أَوّل الشهر. و الزُّهَرَةُ، بفتح الهاء: هذا الكوكب الأَبیض؛ قال الشاعر: قد وَكَّلَتْنِی طَلَّتِی بالسَّمْسَرَه، و أَیْقَظَتْنِی لطُلُوعِ الزُّهَرَه و الزُّهُورُ: تَلأْلؤ السراج الزاهر. و زَهَرَ السراجُ یَزْهَرُ زُهُوراً و ازْدَهَرَ: تلأْلأَ، و كذلك الوجه و القمر و النجم؛ قال: آل الزُّبَیْر نُجومٌ یُسْتَضَاءُ بِهِمْ، إِذا دَجا اللَّیْلُ من ظَلْمائِه زَهَرَا و قال: عَمَّ النَّجُومَ ضَوْءُه حین بَهَرْ، فَغَمَر النَّجْمَ الذی كان ازْدَهَرْ و قال العجاج: ولَّی كمِصْباحِ الدُّجَی المَزْهُورِ
(5). قوله: [و هو الناهص] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 333
قیل فی تفسیره: هو من أَزْهَرَهُ اللهُ، كما یقال مجنون من أَجَنَّهُ. و الأَزْهَرُ: القمر. و الأَزْهَرَان، الشمسُ و القمرُ لنورهما؛ و قد زَهَرَ یَزْهَرُ زَهْراً و زَهُرَ فیهما، و كل ذلك من البیاض. قال الأَزهری: و إِذا نعته بالفعل اللازم قلت زَهِرَ یَزْهَرُ زَهَراً. و زَهَرَت النارُ زُهُوراً: أَضاءت، و أَزْهَرْتُها أَنا. یقال: زَهَرَتْ بك ناری أَی قویت بك و كثرت مثل وَرِیَتْ بك زنادی. الأَزهری: العرب تقول: زَهَرَتْ بك زنادی؛ المعنی قُضِیَتْ بك حاجتی. و زَهَرَ الزَّنْدُ إِذا أَضاءت ناره، و هو زَنْدٌ زَاهِرٌ. و الأَزْهَرْ: النَّیِّرُ، و یسمی الثور الوحشی أَزْهَرَ و البقرة زَهْرَاء؛ قال قیس بن الخَطِیم: تَمْشِی، كَمَشْیِ الزَّهْراءِ فی دَمَثِ الرَّوْضِ إِلی الحَزْنِ، دونها الجُرُفُ و دُرَّةٌ زَهْرَاءُ: بیضاء صافیة. و أَحمر زاهر: شدید الحمرة؛ عن اللحیانی. و الازْدِهارُ بالشی‌ء: الاحتفاظ به. و‌فی الحدیث: أَنه أَوصی أَبا قتادة بالإِناء الذی توضأَ منه فقال: ازْدَهِرْ بهذا فإِن له شأْناً، أَی احتفظ به و لا تضیعه و اجعله فی بالك، من قولهم: قضیت منه زِهْرَتِی أَی وَطَری، قال ابن الأَثیر: و قیل هو من ازْدَهَرَ إِذا فَرِحَ أَی لیُسْفِرْ وجهُك وَ لْیُزْهِرْ، و إِذا أَمرت صاحبك أَن یَجِدَّ فیما أَمرت به قلت له: ازْدَهِرْ، و الدال فیه منقلبة عن تاء الافتعال، و أَصل ذلك كله من الزُّهْرَةِ و الحُسْنِ و البهجة؛ قال جریر: فإِنك قَیْنٌ و ابْنُ قَیْنَیْنِ، فازْدَهِرْ بِكِیرِكَ، إِنَّ الكِیرَ لِلْقَینِ نافِعُ قال أَبو عبید: و أَظن ازْدَهَرَ كَلمة لیست بعربیة كأَنها نبطیة أَو سریانیة فعرّبت؛ و قال أَبو سعید: هی كلمة عربیة، و أَنشد بیت جریر و قال: معنی ازْدَهِر أَی افْرَحْ، من قولك هو أَزْهَرُ بَیِّنُ الزُّهرَةِ، و ازْدَهِرْ معناه لیُسْفِرْ وجهُك و لْیُزْهِرْ. و قال بعضهم: الازْدِهارُ بالشی‌ء أَن تجعله من بالك؛ و منه قولهم: قضیت منه زِهْرِی، بكسر الزای، أَی وَطَری و حاجتی؛ و أَنشد الأُمویُّ: كما ازْدَهَرَتْ قَیْنَةٌ بالشِّرَاع لأُسْوارِها، عَلَّ منها اصْطِباحا أَی جَدَّتْ فی عملها لتحظی عند صاحبها. یقول: احتفظت القَیْنَةُ بالشِّرَاعِ، و هی الأَوتار. و الازْدِهارُ: إِذا أَمرت صاحبك أَن یَجِدَّ فیما أَمرته قلت له: ازْدَهِرْ فیما أَمرتك به. و قال ثعلب: ازْدَهِرْ بها أَی احْتَمِلْها، قال: و هی أَیضاً كلمة سریانیة. و المِزْهَرُ: العود الذی یضرب به. و الزَّاهِرِیَّةُ: التَّبَخْتُر؛ قال أَبو صخر الهذلی: یَفُوحُ المِسْكُ منه حین یَغْدُو، و یَمْشِی الزَّاهِرِیَّةَ غَیْرَ حال و بنو زُهْرة: حیٌّ من قریش أَخوال النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو اسم امرأَة كلاب بن مرة بن كعب بن لؤی بن غالب بن فهر، نسب ولده إِلیها. و قد سمت زاهراً و أَزْهَرَ و زُهَیْراً. و زَهْرانُ أَبو قبیلة. و المَزَاهِرُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی للدُّبَیْرِیِّ: أَلا یا حَماماتِ المَزاهِرِ، طالما بَكَیْتُنَّ، لو یَرْثِی لَكُنَّ رَحِیمُ

زور؛ ج4، ص: 333

: الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، و قیل: وسط الصدر، و قیل: أَعلی الصدر، و قیل: مُلْتَقَی أَطراف عظام الصدر حیث اجتمعت، و قیل: هو جماعة الصَّدْرِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 334
من الخُفِّ، و الجمع أَزوار. و الزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ و قیل: هو إِشراف أَحد جانبیه علی الآخر، زَوِرَ زَوَراً، فهو أَزْوَرُ. و كلب أَزْوَرُ: قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه و خرج كَلْكَلُه كأَنه قد عُصِرَ جانباه، و هو فی غیر الكلاب مَیَلٌ مَّا لا یكون مُعْتَدِلَ التربیع نحو الكِرْكِرَةِ و اللِّبْدَةِ، و یستحب فی الفرس أَن یكون فی زَوْرِه ضِیقٌ و أَن یكون رَحْبَ اللَّبَانِ، كما قال عبد الله بن سلیمة «1».مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَیْق زَوْرُه، رَحْب اللَّبَانِ، شَدِید طَیِّ ضَریسِ قال الجوهری: و قد فرق بین الزَّوْرِ و اللَّبانِ كما تری. و الزَّوَرُ فی صدر الفرس: دخولُ إِحدی الفَهْدَتَیْنِ و خروجُ الأُخری؛ و فی قصید كعب بن زهیر: فی خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضیلُ الزَّوْرُ: الصدر. و بناته: ما حوالیه من الأَضلاع و غیرها. و الزَّوَرُ، بالتحریك: المَیَلُ و هو مثل الصَّعَر. و عُنُقٌ أَزْوَرُ: مائل. و المُزَوَّرُ من الإِبل: الذی یَسُلُّه المُزَمِّرُ من بطن أُمه فَیَعْوَجُّ صدره فیغمزه لیقیمه فیبقی فیه من غَمْزِه أَثر یعلم أَنه مُزَوَّرٌ. و ركیة زَوْراءُ: غیر مستقیمة الحَفْرِ. و الزَّوْراءُ: البئر البعیدة القعر؛ قال الشاعر: إِذْ تَجْعَلُ الجارَ فی زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ زَلْخَ المُقامِ، و تَطْوی دونه المَرَسَا و أَرض زَوْراءُ: بعیدة؛ قال الأَعشی: یَسْقِی دِیاراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً زَوْراءَ، أَجْنَفَ عنها القَوْدُ و الرَّسَلُ و مفازة زَوْراءُ: مائلة عن السَّمْتِ و القصدِ. و فلاة زَوْراءُ: بعیدة فیها ازْوِرَارٌ. و قَوْسٌ زَوْراءُ: معطوفة. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ تَرَی الشَّمْسَ إِذٰا طَلَعَتْ تَتَزٰاوَرُ! عَنْ كَهْفِهِمْ ذٰاتَ الْیَمِینِ؛ قرأَ بعضهم: تَتَزٰاوَرُ! یرید تَتَزاوَرُ، و قرأَ بعضهم: تَزْوَرُّ و تَزْوَارُّ، قال: و ازْوِرارُها فی هذا الموضع أَنها كانت تَطْلع علی كهفهم ذات الیمین فلا تصیبهم و تَغْرُبُ علی كهفهم ذات الشمال فلا تصیبهم، و قال الأَخفش: تَتَزٰاوَرُ! عَنْ كَهْفِهِمْ أَی تمیل؛ و أَنشد: و دونَ لَیْلَی بَلَدٌ سَمَهْدَرُ، جَدْبُ المُنَدَّی عن هَوانا أَزْوَرُ، یُنْضِی المَطَایا خِمْسُه العَشَنْزَرُ قال: و الزَّوَرُ مَیَلٌ فی وسط الصدر، و یقال للقوس زَوْراءُ لمیلهَا، و للجیش أَزْوَرُ. و الأَزْوَرُ: الذی ینظر بِمُؤْخِرِ عینه. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول للبعیر المائل السَّنَامِ: هذا البعیر زَوْرٌ. و ناقة زَوْرَةٌ: قویة غلیظة. و ناقة زَوْرَة: تنظر بِمُؤْخِرِ عینها لشدّتها و حدّتها؛ قال صخر الغیّ: و ماءٍ وَرَدْتُ علی زَوْرَةٍ، كَمَشْیِ السَّبَنْتَی یَرَاحُ الشَّفِیفَا و یروی: زُورَةٍ، و الأَوّل أَعرف. قال أَبو عمرو: علی زَوْرَةٍ أَی علی ناقة شدیدة؛ و یقال: فیه ازْوِرارٌ و حَدْرٌ، و یقال: أَراد علی فلاة غیر قاصدة. و ناقة زِوَرَّةُ أَسفار أَی مُهَیَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. و یقال فیها ازْوِرارٌ من نشاطها. أَبو زید: زَوَّرَ الطائر تَزْوِیراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه؛
(1). قوله: [عبد الله بن سلیمة] و قیل ابن سلیم، و قبله: و لقد غدوت علی القنیص بشیظم كالجذع وسط الجنة المغروس كذا بخط السید مرتضی بهامش الأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 335
و یقال للحوصلة: الزَّارَةُ و الزَّاوُورَةُ و الزَّاوِرَةُ. و زَاوَرَةُ القَطاةِ، مفتوح الواو: ما حملت فیه الماء لفراخها. و الازْوِرارُ عن الشی‌ء: العدول عنه، و قد ازْوَرَّ عنه ازْوِراراً و ازْوارَّ عنه ازْوِیرَاراً و تَزاوَرَ عنه تَزاوُراً، كله بمعنی: عَدَلَ عنه و انحرفَ. و قرئ: تَزَّاوَرُ عن كهفهم، و هو مدغم تَتَزَاوَرُ. و الزَّوْراءُ: مِشْرَبَةٌ من فضة مستطیلة شبه التَّلْتَلَةِ. و الزَّوْرَاءُ: القَدَحُ؛ قال النابغة: و تُسْقی، إِذا ما شئتَ، غَیْرَ مُصَرَّدٍ بِزَوْراءَ، فی حافاتها المِسْكُ كانِعُ و زَوَّرَ الطائرُ: امتلأَت حوصلته. و الزِّوار: حبل یُشَدُّ من التصدیر إِلی خلف الكِرْكِرَةِ حتی یثبت لئلَّا یصیب الحَقَبُ الثِّیلَ فیحتبسَ بوله، و الجمع أَزْوِرَةٌ. و زَوْرُ القوم: رئیسهم و سیدهم. و رجل زُوارٌ و زُوارَةٌ: غلیظ إِلی القصر. قال الأَزهری: قرأْت فی كتاب اللیث فی هذا الباب: یقال للرجل إِذا كان غلیظاً إِلی القصر ما هو: إِنه لَزُوارٌ و زُوَارِیَةٌ؛ قال أَبو منصور: و هذا تصحیف منكر و الصواب إِنه لَزُوازٌ و زُوَازِیَةٌ، بزایین، قال: قال ذلك أَبو عمرو و ابن الأَعرابی و غیرهما. و الزَّوْرُ: العزیمة. و ما له زَوْرٌ و زُورٌ و لا صَیُّورٌ بمعنًی أَی ما له رأْی و عقل یرجع إِلیه؛ الضم عن یعقوب و الفتح عن أَبی عبید، و ذلك أَنه قال لا زَوْرَ له و لا صَیُّورَ، قال: و أُراه إِنما أَراد لا زَبْرَ له فغیره إِذ كتبه. أَبو عبیدة فی قولهم لیس لهم زَوْرٌ: أَی لیس لهم قوّة و لا رأْی. و حبل له زَوْرٌ أَی قوّة؛ قال: و هذا وفاق وقع بین العربیة و الفارسیة و الزَّوْرُ: الزائرون. و زاره یَزُورُه زَوْراً و زِیارَةً و زُوَارَةً و ازْدَارَهُ: عاده افْتَعَلَ من الزیارة؛ قال أَبو كبیر: فدخلتُ بیتاً غیرَ بیتِ سِنَاخَةٍ، و ازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَریم المِفْضَلِ و الزَّوْرَةُ: المرَّة الواحدة. و رجل زائر من قوم زُوَّرٍ و زُوَّارٍ و زَوْرٍ؛ الأَخیرة اسم للجمع، و قیل: هو جمع زائر. و الزَّوْرُ: الذی یَزُورُك. و رجل زَوْرٌ و قوم زَوْرٌ و امرأَة زَوْرٌ و نساء زَوْرٌ، یكون للواحد و الجمع و المذكر و المؤنث بلفظ واحد لأَنه مصدر؛ قال: حُبَّ بالزَّوْرِ الذی لا یُرَی منه، إِلَّا صَفْحَةٌ عن لِمام و قال فی نسوة زَوْرٍ: و مَشْیُهُنَّ بالكَثِیبِ مَوْرُ، كما تَهادَی الفَتَیاتُ الزَّوْرُ و امرأَة زائرة من نسوة زُورٍ؛ عن سیبویه، و كذلك فی المذكر كعائذ و عُوذ. الجوهری: نسوة زُوَّرٌ و زَوْرٌ مثل نُوَّحٍ و نَوْحٍ و زائرات، و رجل زَوَّارٌ و زَؤُورٌ؛ قال: إِذا غاب عنها بعلُها لم أَكُنْ لها زَؤُوراً، و لم تأْنَسْ إِلیَّ كِلابُها و قد تَزاوَرُوا: زارَ بعضُهم بعضاً. و التَّزْوِیرُ: كرامة الزائر و إِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ. أَبو زید: زَوِّرُوا فلاناً أَی اذْبَحُوا له و أَكرموه. و التَّزْوِیرُ: أَن یكرم المَزُورُ زائِرَه و یَعْرِفَ له حق زیارته، و قال بعضهم: زارَ فلانٌ فلاناً أَی مال إِلیه؛ و منه تَزَاوَرَ عنه أَی مال عنه. و قد زَوَّرَ القومُ صاحبهم تَزْوِیراً إِذا أَحسنوا إِلیه. و أَزَارَهُ: حمله علی الزیارة. و‌فی حدیث طلحة: حتی أَزَرْتُه شَعُوبَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 336
أَی أَوردته المنیةَ فزارها؛ شعوب: من أَسماء المنیة. و اسْتَزاره: سأَله أَن یَزُورَه. و المَزَارُ: الزیارة و المَزَارُ: موضع الزیارة. و‌فی الحدیث: إِن لِزَوْركَ علیك حقّاً؛ الزَّوْرُ: الزائرُ، و هو فی الأَصل مصدر وضع موضع الاسم كصَوْم و نَوْمٍ بمعنی صائم و نائم. و زَوِرَ یَزْوَرُ إِذا مال. و الزَّوْرَةُ: البُعْدُ، و هو من الازْوِرارِ؛ قال الشاعر: و ماءٍ وردتُ علی زَوْرَةٍ و‌فی حدیث أُم سلمة: أَرسلتُ إِلی عثمان، رضی الله عنه: یا بُنَیَّ ما لی أَری رَعِیَّتَكَ عنك مُزْوَرِّینَ‌أَی معرضین منحرفین؛ یقال: ازْوَرَّ عنه و ازْوَارَّ بمعنًی؛ و منه شعر عمر: بالخیل عابسةً زُوراً مناكِبُها الزُّورُ: جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ المیل. ابن الأَعرابی: الزَّیِّرُ من الرجال الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه. قال: و الزِّیرُ الزِّرُّ. قال: و من العرب من یقلب أَحد الحرفین المدغمین یاء فیقول فی مَرٍّ مَیْرٍ، و فی زِرٍّ زِیرٍ، و هو الدُّجَةُ، و فی رِزٍّ رِیز. قال أَبو منصور: قوله الزَّیِّرُ الغضبان أَصله مهموز من زأَر الأَسد. و یقال للعدوّ: زائِرٌ، و هم الزائرُون؛ قال عنترة: حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِینَ، فأَصْبَحَتْ عَسِراً عَلَیَّ طِلَابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ قال بعضهم: أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء. و قال ابن الأَعرابی: الزائر الغضبان، بالهمز، و الزایر الحبیب. قال: و بیت عنترة یروی بالوجهین، فمن همز أَراد الأَعداء و من لم یهمز أَراد الأَحباب. و زأْرة الأَسد: أَجَمَتُه؛ قال ابن جنی: و ذلك لاعتیاده إِیاها و زَوْرِه لها. و الزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ ذات الماء و الحلفاء و القَصَبِ. و الزَّأْرَة: الأَجَمَة. و الزِّیرُ: الذی یخالط النساء و یرید حدیثهنّ لغیر شَرٍّ، و الجمع أَزْوارٌ و أَزْیارٌ؛ الأَخیرة من باب عِیدٍ و أَعیاد، و زِیَرَةٌ، و الأُنثی زِیرٌ، و قال بعضهم: لا یوصف به المؤنث، و قیل: الزِّیرُ المُخالِطُ لهنّ فی الباطل، و یقال: فلان زِیرُ نساءٍ إِذا كان یحب زیارتهن و محادثتهن و مجالستهن، سمی بذلك لكثرة زیارته لهن، و الجمع الزِّیَرَةُ؛ قال رؤبة: قُلْتُ لزِیرٍ لم تَصِلْهُ مَرْیَمُهْ و‌فی الحدیث: لا یزال أَحدكم كاسِراً وِسادَهُ یَتَّكِئُ علیه و یأْخُذُ فی الحدیث فِعْلَ الزِّیرِ؛ الزِّیرُ من الرجال: الذی یحب محادثة النساء و مجالستهن، سمی بذلك لكثرة زیارته لهن، و أَصله من الواو؛ و قول الأَعشی: تَرَی الزِّیرَ یَبْكِی بها شَجْوَهُ، مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ یُدْعَی لها لها: للخمر؛ یقول: زِیرُ العُودِ یبكی مخافة أَن یَطْرَبَ القوْمُ إِذا شربوا فیعملوا الزِّیرَ لها للخمر، و بها بالخمر؛ و أَنشد یونس: تَقُولُ الحارِثِیَّةُ أُمُّ عَمْرٍو: أَ هذا زِیرُهُ أَبَداً و زِیرِی؟ قال معناه: أَ هذا دأْبه أَبداً و دأْبی. و الزُّور: الكذب و الباطل، و قیل: شهادة الباطل. رجل زُورٌ و قوم زُورٌ و كلام مُزَوَّرٌ و مُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بكذب، و قیل: مُحَسَّنٌ، و قیل: هو المُثَقَّفُ قبل أَن یتكلم به؛ و منه حدیث‌قول عمر، رضی الله عنه: ما زَوَّرْتُ كلاماً لأَقوله إِلا سبقنی
لسان العرب، ج‌4، ص: 337
به أَبو بكر، و فی روایة: كنت زَوَّرْتُ فی نفسی كلاماً یومَ سَقِیفَةِ بنی ساعدة‌أَی هَیَّأْتُ و أَصلحت. و التَّزْوِیرُ: إِصلاح الشی‌ء. و كلامٌ مُزَوَّرٌ أَی مُحَسَّنٌ؛ قال نصرُ بن سَیَّارٍ: أَبْلِغْ أَمیرَ المؤمنین رِسالةً، تَزَوَّرْتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل و التَّزْوِیرُ: تَزْیین الكذب و التَّزْوِیرُ: إِصلاح الشی‌ء، و سمع ابن الأَعرابی یقول: كل إِصلاح من خیر أَو شر فهو تَزْوِیرٌ، و منه شاهد الزُّورِ یُزَوِّرُ كلاماً و التَّزْوِیرُ: إِصلاح الكلام و تَهْیِئَتُه. و فی صدره تَزْوِیرٌ أَی إِصلاح یحتاج أَن یُزَوَّرَ. قال: و‌قال الحجاج رحم الله امرأً زَوَّرَ نفسَه علی نفسه‌أَی قوّمها و حسَّنها، و قیل: اتَّهَمَ نفسه علی نفسه، و حقیقته نسبتها إِلی الزور كَفَسَّقَهُ و جَهَّلَهُ، و تقول: أَنا أُزَوِّرُكَ علی نفسك أَی أَتَّهِمُك علیها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: به زَوَرٌ لم یَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ و قولهم: زَوَّرْتُ شهادة فلان راجع إِلی تفسیر قول القَتَّالِ: و نحن أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ صَلِیبٌ، و فینا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّرُ قال أَبو عدنان: أَی لا نُغْمَزُ لقسوتنا و لا نُسْتَضْعَفُ فقولهم: زَوَّرْتُ شهادة فلان، معناه أَنه استضعف فغمز و غمزت شهادته فأُسقطت. و قولهم: قد زَوَّرَ علیه كذا و كذا؛ قال أَبو بكر: فیه أَربعة أَقوال: یكون التَّزْوِیرُ فعل الكذب و الباطل. و الزُّور: الكذب. و قال خالد بن كُلْثُومٍ: التَّزْوِیرُ التشبیه. و قال أَبو زید: التزویر التزویق و التحسین. و زَوَّرْتُ الشی‌ءَ: حَسَّنْتُه و قوَّمتُه. و قال الأَصمعی: التزویرُ تهیئة الكلام و تقدیره، و الإِنسان یُزَوِّرُ كلاماً، و هو أَن یُقَوِّمَه و یُتْقِنَهُ قبل أَن یتكلم به. و الزُّورُ: شهادة الباطل و قول الكذب، و لم یشتق من تزویر الكلام و لكنه اشتق من تَزْوِیرِ الصَّدْرِ. و‌فی الحدیث: المُتَشَبِّعُ بما لم یُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَیْ زُورٍ؛ الزُّور: الكذب و الباطل و التُّهمة، و قد تكرر ذكر شهادة الزور فی الحدیث، و هی من الكبائر، فمنها‌قوله: عَدَلَتْ شهادَةُ الزور الشِّرْكَ بالله، و إِنما عادلته لقوله تعالی: وَ الَّذِینَ لٰا یَدْعُونَ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ، ثم قال بعدها: وَ الَّذِینَ لٰا یَشْهَدُونَ الزُّورَ. و زَوَّرَ نَفْسَه: وسمَهَا بالزُّورِ. و‌فی الخبر عن الحجاج: زَوَّرَ رجلٌ نَفْسَه.و زَوَّرَ الشهادة. أَبطلها؛ و من ذلك قوله تعالی: وَ الَّذِینَ لٰا یَشْهَدُونَ الزُّورَ؛ قال ثعلب: الزُّورُ هاهنا مجالس اللهو. قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا إِلا أَن یرید بمجالس اللهو هنا الشرك بالله، و قیل: أَعیاد النصاری؛ كلاهما عن الزجاج، قال: و الذی جاء فی الروایة الشرك، و هو جامع لأَعیاد النصاری و غیرها؛ قال: و قیل الزّورُ هنا مجالس الغِنَاء. و زَوْرُ القوم و زَوِیرُهم و زُوَیْرُهم: سَیِّدُهم و رأْسهم. و الزُّورُ و الزُّونُ جمیعاً: كل شی‌ء یتخذ رَبّاً و یعبد من دون الله تعالی؛ قال الأَغلب العجلی: جاؤُوا بِزُورَیْهِم و جِئْنا بالأَصَمْ قال ابن بری: قال أَبو عبیدة مَعْمَرُ بن المُثَنَّی إِن البیت لیحیی بن منصور؛ و أَنشد قبله: كانَت تَمِیمٌ مَعْشَراً ذَوِی كَرَمْ، غَلْصَمَةً من الغَلاصِیم العُظَمْ ما جَبُنُوا، و لا تَوَلَّوْا من أَمَمْ، قد قابَلوا لو یَنْفُخْون فی فَحَمْ
لسان العرب، ج‌4، ص: 338
جاؤوا بِزُورَیْهِم، و جئنا بالأَصَمّ شَیْخٍ لنا، كاللیثِ من باقی إِرَمْ شَیْخٍ لنا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَمْ قال: الأَصَمُّ هو عمرو بن قیس بن مسعود بن عامر و هو رئیس بَكْرِ بن وائل فی ذلك الیوم، و هو یوم الزُّورَیْنِ؛ قال أَبو عبیدة: و هما بَكْرانِ مُجلَّلانِ قد قَیَّدوهما و قالوا: هذان زُورَانا أَی إِلهانا، فلا نَفِرُّ حتی یَفِرَّا، فعابهم بذلك و بجعل البعیرین ربَّیْنِ لهم، و هُزِمَتْ تمیم ذلك الیوم و أُخذ البكران فنحر أَحدهما و ترك الآخر یضرب فی شَوْلِهِمْ. قال ابن بری: و قد وجدت هذا الشعر للأَغْلَبِ العِجْلِیِّ فی دیوانه كما ذكره الجوهری. و قال شمر: الزُّورانِ رئیسانِ؛ و أَنشد: إِذ أُقْرِنَ الزُّورانِ: زُورٌ رازِحُ رَارٌ، و زُورٌ نِقْیُه طُلافِحُ قال: الطُّلافِحُ المهزول. و قال بعضهم: الزُّورُ صَخْرَةٌ. و یقال: هذا زُوَیْرُ القوم أَی رئیسهم. و الزُّوَیْرُ: زعیم القوم؛ قال ابن الأَعرابی: الزُّوَیْرُ صاحب أَمر القوم؛ قال: بأَیْدِی رِجالٍ، لا هَوادَة بینهُمْ، یَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَیْرَ الیَلَنْدَدا و أَنشد الجوهری: قَدْ نَضْرِبُ الجَیْشَ الخَمیسَ الأَزْوَرا، حتی تَری زُوَیْرَهُ مُجَوَّرا و قال أَبو سعید: الزُّونُ الصنم، و هو بالفارسیة زون بشم الزای السین؛ و قال حمید: ذات المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ أَبو عبیدة: كل ما عبد من دون الله فهو زُورٌ. و الزِّیرُ: الكَتَّانُ؛ قال الحطیئة: و إِنْ غَضِبَتْ، خِلْتَ بالمِشْفَرَیْن سَبایِخَ قُطْنٍ، و زیراً نُسالا و الجمع أَزْوارٌ. و الزِّیرُ من الأَوْتار: الدَّقیقُ. و الزِّیرُ: ما استحكم فتله من الأَوتار؛ و زیرُ المِزْهَرِ: مشتق منه. و یوم الزُّورَیْنِ: معروف. و الزَّوْرُ: عَسیبُ النَّخْلِ. و الزَّارَةُ: الجماعة الضخمة من الناس و الإِبل و الغنم. و الزِّوَرُّ، مثال الهِجَفِّ: السیر الشدید؛ قال القطامی: یا ناقُ خُبِّی خَبَباً زِوَرّا، و قَلِّمی مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا و قیل: الزِّوَرُّ الشدید، فلم یخص به شی‌ء دون شی‌ء. و زارَةُ: حَیٌّ من أَزْدِ السَّراة. و زارَةُ: موضع؛ قال: و كأَنَّ ظُعْنَ الحَیِّ مُدْبِرَةً نَخْلٌ بِزارَةَ، حَمْلُه السُّعْدُ قال أَبو منصور: و عَیْنُ الزَّارَةِ بالبحرین معروفة. و الزَّارَةُ: قریة كبیرة؛ و كان مَرْزُبانُ الزَّارَةِ منها، و له حدیث معروف. و مدینة الزَّوْراء: بِبغداد فی الجانب الشرقی، سمیت زَوْراءَ لازْوِرار قبلتها. الجوهری: و دِجْلَةُ بَغْدادَ تسمی الزَّوْراءَ. و الزَّوْرَاءُ: دار بالحِیرَةِ بناها النعمان بن المنذر، ذكرها النابغة فقال: بِزَوْراءَ فی أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ و قال أَبو عمرو: زَوْراءُ هاهنا مَكُّوكٌ من فضة مثل التَّلْتَلَة. و یقال: إِن أَبا جعفر هدم الزَّوْراء بالحِیرَةِ فی أَیامه. الجوهری: و الزَّوْراءُ اسم مال
لسان العرب، ج‌4، ص: 339
كان لأُحَیْحَةَ بن الجُلاح الأَنصاری؛ و قال: إِنی أُقیمُ علی الزَّوْراءِ أَعْمُرُها، إِنَّ الكَریمَ علی الإِخوانِ ذو المالِ

زیر؛ ج4، ص: 339

: الزِّیرُ: الدَّنُّ، و الجمع أَزْیارٌ. و‌فی حدیث الشافعی: كنت أَكتب العلم و أُلقیه فی زیرٍ لنا؛ الزِّیرُ: الحُبُّ الذی یعمل فیه الماء و الزِّیارُ: ما یُزَیِّرُ به البَیْطارُ الدابة، و هو شِناقٌ یَشُدُّ به البیطارُ جَحْفَلَةَ الدابة أَی یلوی جَحْفَلَتَهُ، و هو أَیضاً شِناقٌ یُشَدُّ به الرَّحْلُ إِلی صُدْرَةِ البعیر كاللَّبَب للدابة. و زَیَّرَ الدابةَ: جعل الزِّیارَ فی حَنكِها. و‌فی الحدیث: أَن الله تعالی قال لأَیوب، علیه السلام: لا ینبغی أَن یخاصمنی إِلا من یجعل الزِّیارَ فی فم الأَسد.الزِّیارُ: شی‌ء یجعل فی فم الدابة إِذا استصعبت لَتَنْقادَ و تَذِلَّ. و كلُّ شی‌ء كان صلاحاً لشی‌ء و عِصْمَةً، فهو زِوارٌ و زِیارٌ؛ قال ابن الرِّقاع: كانوا زِواراً لأَهل الشَّامِ، قد علِموا، لما رأَوْا فیهِمُ جَوْراً و طُغیانا قال ابن الأَعرابی: زِوارٌ و زِیارٌ أَی عصمة كَزِیار الدابة؛ و قال أَبو عمرو: هو الحبل الذی یَحْصُلُ به الحَقَبُ و التَّصْدِیرُ كیلا یَدْنو الحَقَب من الثِّیل، و الجمع أَزْوِرَةٌ؛ و قال الفرزدق: بأَرْحُلِنا یَحِدْنَ، و قد جَعَلنا، لكلِّ نَجِیبَةٍ منها، زِیارا و‌فی حدیث الدجال: رآه مُكَبَّلًا بالحدیدِ بأَزْوِرَةٍ؛ قال ابن الأَثیر: هی جمع زِوارٍ و زِیارٍ؛ المعنی أَنه جمعت یداه إِلی صَدْرِهِ و شُدَّتْ، و موضعُ بأَزْوِرَةٍ: النصبُ، كأَنه قال مُكَبَّلًا مُزَوَّراً. و‌فی صفة أَهل النار: الضعیف الذی لا زِیرَ له؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم و فسره أَنه الذی لا رأْی له، قال: و المحفوظ بالباء الموحدة و فتح الزای.

فصل السین المهملة؛ ج4، ص: 339

سأر؛ ج4، ص: 339

: السُّؤْرُ بَقِیَّة الشی‌ء، و جمعه أَسآرٌ، و سُؤْرُ الفأْرَةِ و غیرها؛ و قوله أَنشده یعقوب فی المقلوب: إِنَّا لَنَضْرِبُ جَعْفَراً بِسُیوفِنا، ضَرْبَ الغَریبَةِ تَرْكَبُ الآسارا أَراد الأَسآر فقلب، و نظیره الآبارُ و الآرامُ فی جمع بِئْر و رِئْم. وَ أَسْأَرَ منه شیئاً: أَبْقَی. و‌فی الحدیث: إِذا شَرِبْتُم فَأَسْئِرُوا؛ أَی أَبْقَوا شیئاً من الشراب فی قَعْرِ الإِناء، و النَّعْت منه سَأْآرٌ علی غیر قیاس لأَن قیاسه مُسْئِرٌ؛ الجوهری: و نظیره أَجْبَرَه فهو جَبَّارٌ. و‌فی حدیث الفَضْلِ بن عباس: لا أُوثِرُ بِسُؤْرِكَ أَحَداً‌أَی لا أَتْرُكُه لأَحَدٍ غَیْری؛ و منه‌الحدیث: فما أَسأَروا منه شیئاً، و یستعمل فی الطعام و الشراب و غیرهما. و رجل سَأْآر: یُسْئِرُ فی الإِناء من الشراب، و هو أَحَدُ ما جاء من أَفْعَل علی فَعَّال؛ و روی بعضهم بیت الأَخطل: و شارِبٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَنی لا بالحَصورِ و لا فیها بِسأْآرِ بوَزْن سَعّار، بالهمز. معناه أَنه لا یُسْئِرُ فی الإِناء سُؤْراً بل یَشْتَفُّه كله، و الروایة المشهورة: بِسوَّار أَی بِمُعَرْبِدٍ وَثَّابٍ، من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ علی من یُشارِبه؛ الجوهری: و إِنما أَدخل الباء فی الخبر لأَنه ذَهَبَ بلا مَذْهَبَ لیس لِمُضَارَعَتِه له فی النفی. قال الأَزهری: و یجوز أَن یكون سَأْآر من سَأَرْتُ و مِنْ أَسْأَرْتُ كأَنه رُدَّ فی الأَصل، كما
لسان العرب، ج‌4، ص: 340
قالوا دَرَّاك مِنْ أَدْرَكْتُ و جَبَّار من أَجْبَرْتُ؛ قال ذو الرمة: صَدَرْنَ بما أَسْأَرْتُ مِنْ ماءِ مُقْفِرٍ صَرًی لَیْس مِنْ أَعْطانِه، غَیْرَ حائِل یعنی قَطاً وردت بقیة ما أَسأَره فی الحوض فشربت منه. اللیث: یقال أَسأَر فلان من طعامه و شرابه سُؤْراً و ذلك إِذا أَبقی بقیَّة؛ قال: و بَقِیَّة كل شی‌ء سُؤْرُه. و یقال للمرأَة التی قد جاوزت عُنْفُوان شبابها و فیها بقیة: إِنَّ فیها لَسُؤْرةً؛ و منه قول حمید بن ثور: إِزاءَ مَعاشٍ ما یُحَلُّ إِزارُها من الكَیْسِ، فیها سُؤْرَةٌ، و هی قاعدُ أَراد بقوله و هی قاعد قُعودها عن الحیض لأَنها أَسَنَّتْ. و تَسَأَّر النبیذَ: شَرِبَ سُؤْرَه و بقایاه؛ عن اللحیانی: و أَسْأَر مِنْ حِسابِه: أَفْضَلَ. و فیه سُؤْرَة أَی بقیة شباب؛ و قد روی بیت الهلالی: إِزاءَ مَعاشٍ لا یَزَالُ نِطاقُها شَدیداً، و فیها سُؤْرَةٌ، و هی قاعِد «2». التهذیب: و أَما‌قوله: [و سائِرُ الناسِ هَمَج]فإِن أَهل اللغة اتفقوا علی أَن معنی سائر فی أَمْثال هذا الموضع بمعنی الباقی، من قولك: أَسْأَرْتُ سُؤْراً و سُؤْرَة إِذا أَفْضَلْتَها و أَبقیتها. و السَّائِرُ: الباقی، و كأَنه من سَأَرَ یَسْأَرُ فَهُوَ سائِر. قال ابن الأَعرابی فیما رَوَی عنه أَبو العباس: یقال سَأَر و أَسْأَرَ إِذا أَفْضَلَ، فهو سائِر؛ جعل سَأَرَ و أَسْأَرَ واقعین ثم قال و هو سائر. قال: قال فلا أَدری أَراد بالسَّائِرِ المُسْئِر. و‌فی الحدیث: فَضْلُ عائشة علی النساء كفَضْلِ الثَّرید علی سائر الطعام!؛ أَی باقیه؛ و السائر، مهموز: الباقی؛ قال ابن الأَثیر: و الناس یستعملونه فی معنی الجمیع و لیس بصحیح؛ و تكررت هذه اللفظة فی الحدیث و كله بمعنی باقی الشی‌ء، و الباقی: الفاضِلُ. و من همز السُّؤْرَة من سُوَرِ القرآن جعلها بمعنی بقیَّة من القرآن و قطْعَة. و السُّؤْرَةُ من المال: جَیِّدُهُ، و جمعه سُؤَر. و السورةُ من القرآن: یجوز أَن تكون من سُؤْرة المال، تُرِكَ هَمْزُه لما كثر فی الكلام.

سبر؛ ج4، ص: 340

: السَّبْرُ: التَّجْرِبَةُ. و سَبَر الشی‌ءَ سَبْراً: حَزَره و خَبَرهُ. و اسْبُرْ لی ما عنده أَی اعْلَمْه. و السَّبْر: اسْتِخْراجُ كُنْهِ الأَمر. و السَّبْر: مَصْدَرُ سَبَرَ الجُرْحَ یَسْبُرُه و یَسْبِرُه سَبْراً نَظَر مِقْدارَه و قاسَه لِیَعْرِفَ غَوْرَه، و مَسْبُرَتُهُ: نِهایَتُه. و‌فی حدیث الغار: قال له أَبو بكر: لا تَدْخُلْه حتی أَسْبِرَه [أَسْبُرَه قَبْلَك‌أَی أَخْتَبِرَه و أَعْتَبِرَه و أَنظرَ هل فیه أَحد أَو شی‌ء یؤذی. و المِسْبارُ و السِّبارُ: ما سُبِرَ به و قُدِّرَ به غَوْرُ الجراحات؛ قال یَصِفُ جُرْحَها: تَرُدُّ السِّبارَ علی السَّابِرِ التهذیب: و السِّبارُ فَتِیلة تُجْعَلُ فی الجُرْح؛ و أَنشد: تَرُدُّ علی السَابرِیِّ السِّبارا و كل أَمرٍ رُزْتَه، فَقَدْ سَبَرْتَه و أَسْبَرْتَه. یقال: حَمِدْتُ مَسْبَرَه و مَخْبَره. و السِّبْرُ و السَّبْرُ: الأَصلُ و اللَّوْنُ و الهَیْئَةُ و المَنْظَرُ. قال أَبو زیاد الكلابی: وقفت علی رجل من أَهل البادیة بعد مُنْصَرَفِی من العراق فقال: أَمَّا اللسانُ فَبَدَوِیُّ، و أَما السِّبْرُ فَحَضَرِیُّ؛ قال: السِّبْر، بالكسر، الزِّیُّ و الهیئةُ. قال: و قالت بَدَوِیَّةٌ أَعْجَبَنا سِبْر فلان أَی حُسْنُ حاله و خِصْبُه فی بَدَنه، و قالت: رأَیته سَیِّ‌ءَ السِّبْر إِذا كان
(2). هذه روایة أخری للبیت الذی قبله لأَن الشاعر واحد و هو حمید بن ثور الهلالی
لسان العرب، ج‌4، ص: 341
شاحِباً مَضْرُوراً فی بدنه، فَجَعَلَتِ السِّبْرَ بمعنیین. و یقال: إِنه لَحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كان حَسَنَ السَّحْناءِ و الهیئةِ؛ و السَّحْناءُ: اللَّوْنُ. و‌فی الحدیث: یَخْرج رجل من النار و قد ذَهَبَ حِبْرُه و سِبْرُه؛ أَی هَیْئَتُه. و السِّبْرُ: حُسْنُ الهیئةِ و الجمَالُ و فلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ و السِّبْر إِذا كان جَمِیلًا حَسَنَ الهیئة؛ قال الشاعر: أَنَا ابنُ أَبِی البَراءِ، و كُلُّ قَوْمٍ لَهُمْ مِنْ سِبْر والِدِهِمْ رِداء و سِبْرِی أَنَّنِی حُرٌّ نَقِیٌّ و أَنِّی لا یُزایِلُنِی الحَیاءُ و المَسْبُورُ: الحَسَنُ السِّبْر. و‌فی حدیث الزبیر أَنه قیل له: مُرْ بَنِیكَ حتی یَتَزَوَّجُوا فی الغرائب فقد غَلَبَ علیهم سِبْرُ أَبی بكرٍ و نُحُولُهُ؛ قال ابن الأَعرابی: السِّبْرُ هاهنا الشَّبَهُ. قال: و كان أَبو بكر دَقِیقِ المَحاسِنِ نَحِیفَ البدنِ فأَمَرَهُم الرَّجُلُ أَن یُزَوِّجَهم الغرائبَ لیجتمعَ لهم حُسْنُ أَبی بكر و شِدَّةُ غیره. و یقال: عرفته بِسِبْر أَبیه أَی بِهَیئته و شَبَهِهِ؛ و قال الشاعر: أَنَا ابنُ المَضْرَحِیِّ أَبی شُلَیْل، و هَلْ یَخْفَی علی الناسِ النَّهارُ؟ عَلَیْنا سِبْرُه، و لِكُلِّ فَحْلٍ علی أَولادِهِ منه نِجَارُ و السِّبْر أَیضاً: ماء الوجه، و جمعها أَسْبَارٌ. و السِّبْرُ و السَّبْرُ: حُسْنُ الوجه. و السِّبْرُ: ما اسْتُدِلَّ به علی عِتْقِ الدابَّةِ أَو هُجْنتها. أَبو زید: السِّبْرُ ما عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدابة أَو كَرَمَها أَو لَوْنَها من قبل أَبیها. و السِّبْر أَیضاً: مَعْرِفَتُك الدابة بِخصْبٍ أَو بِجَدْبٍ. و السَّبَراتُ: جمع سَبْرَة، و هی الغَداةُ البارِدَة، بسكون الباء، و قیل: هی ما بین السحَرِ إِلی الصباح، و قیل: ما بین غُدْوَة إِلی طلوع الشمس. و‌فی الحدیث: فِیمَ یَخْتَصِمُ الملأُ الأَعْلَی یا محمد؟ فَسَكَتَ ثم وضع الربُّ تعالی یده بین كَتِفَیْهِ فأَلْهَمَه إِلی أن قال: فی المُضِیِّ إِلی الجُمعات و إِسْباغِ الوُضُوءِ فی السَّبَرات؛ و قال الحطیئة: عِظامُ مَقِیلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها، یُباكِرْنَ حَدَّ الماءِ فی السَّبَراتِ یعنی شِدَّةَ بَرْدِ الشتاء و السَّنَة. و‌فی حدیث زواج فاطمة، علیها السلام: فدخل علیها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی غَداةٍ سَبْرَة؛ و سَبْرَةُ بنُ العَوَّالِ مُشْتَقّ منه. و السَّبْرُ: من أَسماء الأَسَد؛ و قال المُؤَرِّجُ فی قول الفرزدق: بِجَنْبَیْ خِلالٍ یَدْفَعُ الضَّیْمَ مِنْهُمُ خَوادِرُ فی الأَخْیاسِ، ما بَیْنَها سِبْرُ قال: معناه ما بینها عَداوة. قال: و السِّبْر العَدَاوَة، قال: و هذا غریب. و‌فی الحدیث: لا بأْس أَن یُصَلِّیَ الرجلُ و فی كُمِّه سَبُّورَةٌ؛ قیل: هی الأَلواح من السَّاجِ یُكْتَبُ فیها التذاكِیرُ، و جماعة من أَصحاب الحدیث یَرْوُونَها سَتُّورة، قال: و هو خطأٌ. و السُّبْرَة: طائر تصغیره سُبَیْرَةٌ، و فی المحكم: السُّبَرُ طائر دون الصَّقْرِ؛ و أَنشد اللیث: حتی تَعاوَرَهُ العِقْبانُ و السُّبَرُ و السَّابِرِیُّ من الثیابِ: الرِّقاقُ؛ قال ذو الرمة: فَجَاءَتْ بِنَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه، علی عَصَوَیْها، سابِرِیٌّ مُشَبْرَقُ و كُلُّ رَقیقٍ: سابِرِیٌّ. و عَرْضٌ سابِرِیٌّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 342
رقیق، لیس بمُحَقَّق. و فی المثل: عَرْضٌ سابِریٌّ؛ یقوله من یُعْرَضُ علیه الشی‌ءُ عَرْضاً لا یُبالَغُ فیه لأَن السابِرِیّ من أَجْود الثیابِ یُرْغَبُ فیه بأَدْنی عَرْض؛ قال الشاعر: بمنزلة لا یَشْتَكِی السِّلَّ أَهْلُها، و عَیْشٍ كَمِثْلِ السابِرِیِّ رَقِیقِ و‌فی حدیث حبیب بن أَبی ثابت: رأَیْت علی ابن عباس ثوباً سابِرِیّاً أَسْتَشِفُّ ما وراءه.كلُّ رقیق عندهم: سابِرِیٌّ، و الأَصل فیه الدُّروع السابِرِیَّةُ منسوبة إِلی سابُورَ. و السابِریُّ: ضربٌ من التمر؛ یقال: أَجْوَدُ تَمْرِ الكوفة النِّرْسِیانُ و السابِرِیُّ. و السُّبْرُورُ: الفقیر كالسُّبْروتِ؛ حكاه أَبو علی، و أَنشد: تُطْعِمُ المُعْتَفِینَ ممَّا لَدَیْها مِنْ جَناها، و العائِلَ السُّبْرُورا قال ابن سیدة: فإِذا صح هذا فتاء سُبْرُوتٍ زائدة و سابورُ: موضع، أَعجمی مُعَرَّب؛ و قوله: لیس بِجَسْرِ سابُورٍ أَنِیسٌ، یُؤَرِّقُه أَنِینُك، یا مَعِینُ یجوز أَن یكون اسم رجل و أَن یكون اسم بلد. و السِّبَاری: أَرضٌ؛ قال لبید: دَرَی بالسِّبارَی حَبَّةً إِثْرَ مَیَّةٍ، مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ

سبطر؛ ج4، ص: 342

: السِّبَطْرَی: الانبساطُ فی المشی. و الضِّبَطْرُ و السِّبَطْرُ: من نَعْتِ الأَسد بالمَضاءَةِ و الشِّدَّةِ. و السِّبَطْرُ: الماضی. و السِّبَطْرَی: مِشْیَةُ التبَخْتُر؛ قال العجاج: یمشی السِّبَطْرَی مِشْیَةَ التبَخْتُر رواه شمر مشیة التَّجَیْبُرِ أَی التجَبُّر. و السِّبَطْرَی: مِشْیَةٌ فیها تَبَخْتُر. و اسْبَطَرَّ: أَسرَعَ و امتَدَّ. و السِّبَطْرُ: السَّبْطُ الممتَدُّ. قال سیبویه: جَمَلٌ سِبَطْر و جمال سِبَطْراتٌ سریعة، و لا تُكَسَّر. و اسْبَطَرَّتْ فی سَیْرِها: أَسرَعَتْ و امتدّتْ. و حاكمت امرأَةٌ صاحِبَتَها إِلی شریح فی هرّة بیدها فقال: أَدْنُوها من المُدَّعِیَةِ «3». فإِنْ هی قَرَّتْ وَ دَرَّتْ و اسْبَطَرَّتْ فهی لها، و إن فَرَّتْ و ازْبأَرَّتْ فلیست لها؛ معنی اسْبَطَرَّتْ امتدّت و استقامت لها، قال ابن الأَثیر: أَی امتدّت للإِرضاع و مالت إِلیه. و اسْبَطَرَّتْ الذبیحة إِذا امتدّت للموت بعد الذبح. و كل ممتدٍّ: مُسْبَطِرٌّ. و‌فی حدیث عطاء: سئل عن رجل أَخذ من الذبیحة شیئاً قبل أَن تَسْبَطِرّ فقال: ما أَخَذْتَ منها فهی سُنَّة‌أَی قبل أَن تمتَدَّ بعد الذبح. و السِّبَطْرة: المرأَة الجسیمة. شمر: السِّبَطْر من الرجال السَّبْطُ الطویل. و قال اللیث: السِّبَطْر الماضی؛ و أَنشد: كَمِشْیَةِ خادِرٍ لیْثٍ سِبَطْر الجوهری: اسْبَطَرَّ اضْطَجَع و امتدَّ. و أَسَد سِبَطْر، مثال هِزَبْر، أَی یَمتدُّ عند الوثْبَة. الجوهری: و جِمال سِبَطْراتٌ طِوال علی وجه الإِرض، و التاء لیست للتأْنیث، و إِنما هی كقولهم حمامات و رجالات فی جمع المذكر؛ قال ابن بری: التاء فی سِبَطْراتٍ للتأْنیث لأَن سِبَطْراتٍ من صفة الجِمال، و الجِمالُ مؤنثة تأْنیث الجماعة بدلیل قولهم: الجمال سارتْ و رَعَتْ و أَكلت و شربت؛ قال: و قول الجوهری إِنما هی كحَمَّاماتٍ و رِجالاتٍ وهَم فی خلطه رِجالاتٍ بحَمَّامات لأَن رجالًا جماعة مؤنثة،
(3). قوله: [أدنوها من المدعیة إلخ] لعل المدعیة كان معها ولد للهرة صغیر كما یشعر به بقیة الكلام
لسان العرب، ج‌4، ص: 343
بدلیل قولك: الرجال خرجت و سارت، و أَما حمَّامات فهی جمع حمَّام، و الحمَّام مذكر و كان قیاسه أَن لا یجمع بالأَلف و التاء قال: قال سیبویه و إِنما قالوا حمَّامات و إِصطبلات و سُرادِقات و سِجِلَّات فجمعوها بالأَلف و التاء، و هی مذكرة، لأَنهم لم یكسروها؛ یرید أَن الأَلف و التاء فی هذه الأَسماء المذَكَّرة جعلوهما عِوَضاً من جمع التكسیر، و لو كانت مما یكسر لم تجمع بالأَلف و التاء و شَعَرٌ سِبَطْرٌ: سَبْطٌ. و السَّبَیْطَرُ و السُّباطِرُ: الطویل. و السَّبَیْطَرُ، مثل العَمَیْثَلِ: طائر طویل العنق جدّاً تراه أَبداً فی الماء الضَّحْضاحِ، یُكنی أَبا العَیْزارِ. الفراء: اسْبَطَرَّتْ له البلاد استقامت، قال: اسْبَطَرَّت لَیْلَتُها مستقیمة.

سبعر؛ ج4، ص: 343

: ناقة ذاتُ سِبْعارَة، و سَبْعَرَتُها: حِدَّتُها و نشاطها إِذا رَفَعَتْ رأْسها و خطرت بذنبها و تَدَافَعَتْ فی سیرها؛ عن كراع. و السَّبْعَرة: النشاط.

سبكر؛ ج4، ص: 343

: المُسْبَكِرُّ: المُسْتَرْسِلُ، و قیل: المُعْتَدِلُ، و قیل: المُنْتَصِب أَی التامُّ البارز. أَبو زیاد الكلابی: المُسْبَكِرُّ الشابُّ المُعْتَدِلُ التامُّ؛ و أَنشد لإمرئ القیس: إِلَی مِثْلِها یَرْنُو الحَلِیمُ صَبابَةً إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بَیْنَ دِرْعٍ و مِجْوَبِ «1». الجوهری: اسْبَكَرَّتِ الجاریةُ اسْتَقَامَتْ و اعْتَدَلَتْ. و شبابٌ مُسْبَكِرٌّ: معتدل تامّ رَخْصٌ. و اسْبَكَرَّ الشباب: طال و مضی علی وجهه؛ عن اللحیانی. و اسْبَكَرَّ النبت: طال و تَمَّ؛ قال: تُرْسِلُ وَحْفاً فاحِماً ذا اسْبِكْرارْ و شَعَرٌ مُسْبَكِرٌّ أَی مسترسل؛ قال ذو الرمة: و أَسْوَدَ كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً، علی المَتْنَیْنِ، مُنْسَدِلًا جُفالا و كلُّ شی‌ء امتدّ و طالَ، فهو مُسْبَكِرٌّ، مثل الشعَر و غیره. و اسْبَكَرَّ الرجل: اضْطَجَعَ و امتدّ مثْل اسْبَطَرّ؛ و أَنشد: إِذا الهِدانُ حارَ و اسْبَكَرَّا، و كان كالْعِدْل یُجَرُّ جَرَّا «2». و اسْبَكَرَّ النهَرُ: جَرَی. و قال اللحیانی: اسْبَكَرَّتْ عینه دَمَعَتْ؛ قال ابن سیدة: و هذا غیر معروف فی اللغة.

ستر؛ ج4، ص: 343

: سَتَرَ الشی‌ءَ یَسْتُرُه و یَسْتِرُه سَتْراً و سَتَراً: أَخفاه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و یَسْتُرُونَ الناسَ مِن غیرِ سَتَرْ و الستَر، بالفتح: مصدر سَتَرْت الشی‌ء أَسْتُرُه إِذا غَطَّیْته فاسْتَتَر هو. و تَسَتَّرَ أَی تَغَطَّی. و جاریةٌ مُسَتَّرَةٌ أَی مُخَدَّرَةٌ. و‌فی الحدیث: إِن اللهَ حَیِیٌّ سَتِیرٌ یُحِبُّ «3». السَّتْرَ؛ سَتِیرٌ فَعِیلٌ بمعنی فاعل أَی من شأْنه و إِرادته حب الستر و الصَّوْن. و قوله تعالی: جَعَلْنٰا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لٰا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجٰاباً مَسْتُوراً؛ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون مفعولًا فی معنی فاعل، كقوله تعالی: إِنَّهُ كٰانَ وَعْدُهُ مَأْتِیًّا؛ أَی آتِیاً؛ قال أَهل اللغة: مَسْتُوراً هاهنا بمعنی ساتر، و تأْویلُ الحِجاب المُطیعُ؛ و مَسْتُوراً و مَأْتِیًّا حَسَّن ذلك فیهما أَنهما رَأْسا آیَتَیْن لأَن بعض آی
(1). قوله: [و مجوب] كذا بالأصل المعوّل علیه. و الذی فی الصحاح فی مادة س ب ك ر و مادة ج و ل: مجول. و قوله شباب مسبكر كذا به أَیضاً و لعله شاب بدلیل ما بعده (2). و قوله: [إِذا الهدان] فی الصحاح إِذ. (3). قوله: [ستیر یحب] كذا بالأصل مضبوطاً. و فی شروح الجامع الصغیر ستیر، بالكسر و التشدید
لسان العرب، ج‌4، ص: 344
سُورَةِ سبحان إِنما [وُرا و ایرا] و كذلك أَكثر آیات [كهیعص] إِنما هی یاء مشدّدة. و قال ثعلب: معنی مَسْتُوراً مانِعاً، و جاء علی لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد، و قیل: حِجٰاباً مَسْتُوراً أَی حجاباً علی حجاب، و الأَوَّل مَسْتور بالثانی، یراد بذلك كثافة الحجاب لأَنه جَعَلَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً* … وَ فِی آذٰانِهِمْ وَقْراً. و رجل مَسْتُور و سَتِیر أَی عَفِیفٌ و الجاریة سَتِیرَة؛ قال الكمیت: و لَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِیرَةَ فی المُرَعَّثَةِ السَّتائِر و سَتَّرَه كسَتَرَه؛ و أَنشد اللحیانی: لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ، و أُخْرَی ما یُسَتِّرُها أُجاحُ «1». و قد انْسَتَر و استَتَر و تَسَتَّر؛ الأَوَّل عن ابن الأَعرابی. و السِّتْرُ معروف: ما سُتِرَ به، و الجمع أَسْتار و سُتُور و سُتُر. و امرأَةٌ سَتِیرَة: ذاتُ سِتارَة. و السُّتْرَة: ما اسْتَتَرْتَ به من شی‌ء كائناً ما كان، و هو أَیضاً السِّتارُ و السِّتارَة، و الجمع السَّتائرُ. و السَّتَرَةُ و المِسْتَرُ و السِّتارَةُ و الإِسْتارُ: كالسِّتر، و قالوا أُسْوارٌ لِلسِّوار، و قالوا إِشْرارَةٌ لِما یُشْرَرُ علیه الأَقِطُ، و جَمْعُها الأَشاریر. و‌فی الحدیث: أَیُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بابه علی امرأَةٍ و أَرْخَی دُونَها إِستارَةً فَقَدْ تم صَداقُها؛ الإِسْتارَةُ: من السِّتْر، و هی كالإِعْظامَة فی العِظامَة؛ قیل: لم تستعمل إِلَّا فی هذا الحدیث، و قیل: لم تسمع إِلَّا فیه. قال: و لو روی أَسْتَارَه جمع سِتْر لكان حَسَناً. ابن الأَعرابی: یقال فلان بینی و بینه سُتْرَةٌ و وَدَجٌ و صاحِنٌ إِذا كان سفیراً بینك و بینه. و السِّتْرُ: العَقْل، و هو من السِّتارَة و السّتْرِ. و قد سُتِرَ سَتْراً، فهو سَتِیرٌ و سَتِیرَة، فأَما سَتِیرَةٌ فلا تجمع إِلَّا جمع سلامة علی ما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا النحو، و یقال: ما لفلان سِتْر و لا حِجْر، فالسِّتْر الحیاء و الحِجْرُ العَقْل. و قال الفراء فی قوله عز و جل: هَلْ فِی ذٰلِكَ قَسَمٌ لِذِی حِجْرٍ؛ لِذِی عَقْل؛ قال: و كله یرجع إِلی أَمر واحد من العقل. قال: و العرب تقول إِنه لَذُو حِجْر إِذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها كأَنه أُخذَ من قولك حَجَرْتُ علی الرجل. و السَّتَرُ: التُّرْس، قال كثیر بن مزرد: بین یدیهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ و الإِسْتارُ، بكسر الهمزة، من العدد: الأَربعة؛ قال جریر: إِنَّ الفَرَزْدَقَ و البَعِیثَ و أُمَّه و أَبا البَعِیثِ لشَرُّ ما إِسْتار أَی شر أَربعة، و ما صلة؛ و یروی: و أَبا الفرزْدَق شَرُّ ما إِسْتار و قال الأَخطل: لَعَمْرُكَ إِنِّنِی و ابْنَیْ جُعَیْلٍ و أُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِیمُ و قال الكمیت: أَبلِغْ یَزِیدَ و إِسماعیلَ مأْلُكَةً، و مُنْذِراً و أَباهُ شَرَّ إِسْتارِ و قال الأَعشی: تُوُفِّی لِیَوْمٍ و فی لَیْلَةٍ ثَمانِینَ یُحْسَبُ إِستارُها قال: الإِستار رابِعُ أَربعة. و رابع القومِ:
(1). قوله: [أجاح] مثلثة الهمزة أَی ستر. انظر و ج ح من اللسان
لسان العرب، ج‌4، ص: 345
إِسْتَارُهُم. قال أَبو سعید: سمعت العرب تقول للأَربعة إِسْتار لأَنه بالفارسیة جهار فأَعْربوه و قالوا إِستار؛ قال الأَزهری: و هذا الوزن الذی یقال له الإِستارُ معرّب أَیضاً أَصله جهار فأُعرب فقیل إِسْتار، و یُجْمع أَساتیر. و قال أَبو حاتم: یقال ثلاثة أَساتر، و الواحد إِسْتار. و یقال لكل أَربعة إِستارٌ. یقال: أَكلت إِستاراً من خبز أَی أَربعة أَرغفة. الجوهری: و الإِسْتَارُ أَیضاً وزن أَربعة مثاقیل و نصف، و الجمع الأَساتیر. و أَسْتارُ الكعبة، مفتوحة الهمزة. و السِّتارُ: موضع. و هما ستاران، و یقال لهما أَیضاً السِّتاران. قال الأَزهری: السِّتاران فی دیار بنی سَعْد وادیان یقال لهما السَّوْدة یقال لأَحدهما: السِّتارُ الأَغْبَرُ، و للآخر: السِّتارُ الجابِرِیّ، و فیهما عیون فَوَّارَة تسقی نخیلًا كثیرة زینة، منها عَیْنُ حَنیذٍ و عینُ فِرْیاض و عین بَثاءٍ و عین حُلوة و عین ثَرْمداءَ، و هی من الأَحْساء علی ثلاث لیال؛ و السّتار الذی فی شعر إمرئ القیس: علی السِّتارِ فَیَذْبُل هما جبلان. و سِتارَةُ: أَرض؛ قال: سَلانی عن سِتارَةَ، إِنَّ عِنْدِی بِها عِلْماً، فَمَنْ یَبْغِی القِراضَا یَجِدْ قَوْماً ذَوِی حَسَبٍ و حال كِراماً، حَیْثُما حَبَسُوا مخاضَا

سجر؛ ج4، ص: 345

: سَجَرَه یَسْجُرُه سَجْراً و سُجوراً و سَجَّرَه: ملأَه. و سَجَرْتُ النهَرَ: ملأْتُه. و قوله تعالی: وَ إِذَا الْبِحٰارُ سُجِّرَتْ؛ فسره ثعلب فقال: مُلِئَتْ، قال ابن سیدة: و لا وجه له إِلا أَن تكون مُلِئَت ناراً. و قوله تعالی: وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ؛جاء فی التفسیر: أَن البحر یُسْجَر فیكون نارَ جهنم. و سَجَرَ یَسْجُر و انْسَجَرَ: امتلأَ. و‌كان علی بن أَبی طالب، علیه السلام، یقول: المسجورُ بالنار‌أَی مملوء. قال: و المسجور فی كلام العرب المملوء. و قد سَكَرْتُ الإِناء و سَجَرْته إِذا ملأْته؛ قال لبید: مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلَّامُها و قال فی قوله: وَ إِذَا الْبِحٰارُ سُجِّرَتْ؛ أَفضی بعضها إِلی بعض فصارت بحراً واحداً. و‌قال الربیع: سُجِّرَتْ أَی فاضت، و قال قتادة: ذَهَب ماؤها، و قال كعب: البحر جَهنم یُسْجَر، و قال الزجاج: قرئ سُجِّرَتْ و سُجِرَت، و معنی سُجِّرَتْ فُجِّرَت، و سُجِرَت مُلِئَتْ؛ و قیل: جُعِلَت مَبانِیها نِیرانَها بها أَهْلُ النار. أَبو سعید: بحر مسجورٌ و مفجورٌ. و یقال: سَجَّرْ هذا الماءَ أَی فَجّرْه حیث تُرِیدُ. و سُجِرَت الثِّماد «1». سَجْراً: مُلِئت من المطر و كذلك الماءُ سُجْرَة، و الجمع سُجَر، و منه البحر المسجور. و الساجر: الموضع الذی یمرّ به السیل فیملؤه، علی النسب، أَو یكون فاعلًا فی معنی مفعول، و الساجر: السیل الذی یملأَ كل شی‌ء. و سَجَرْت الماء فی حلقه: صببته؛ قال مزاحم: كما سَجَرَتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِیَّةٌ، بِیُمْنَی یَدَیْها، مِنْ قَدِیٍّ مُعَسَّلِ القَدِیُّ: الطَّیِّبُ الطَّعْمِ من الشراب و الطعام. و یقال: «2». وَرَدْنا ماءً ساجِراً إذا ملأَ السیْلُ. و الساجر: الموضع الذی یأْتی علیه السیل فیملؤه؛
(1). قوله: [و سجرت الثماد] كذا بالأصل المعوّل علیه و نسخة خط من الصحاح أَیضاً، و فی المطبوع منه الثمار بالراء و حرر، و قوله و كذلك الماء إلخ كذا بالأصل المعوّل علیه و الذی فی الصحاح و ذلك و هو الأولی (2). قوله: [و یقال إلخ] عبارة الأساس و مررنا بكل حاجر و ساجر و هو كل مكان مر به السیل فملأَه
لسان العرب، ج‌4، ص: 346
قال الشماخ: و أَحْمَی علیها ابْنَا یَزِیدَ بنِ مُسْهِرٍ، بِبَطْنِ المَراضِ، كلَّ حِسْیٍ و ساجِرِ و بئر سَجْرٌ: ممتلئة و المَسْجُورُ: الفارغ من كل ما تقدم، ضِدٌّ؛ عن أَبی علی. أَبو زید: المسجور یكون المَمْلُوءَ و یكون الذی لیس فیه شی‌ء. الفراء: المَسْجُورُ اللبنُ الذی ماؤه أَكثر من لبنه. و المُسَجَّرُ: الذی غاض ماؤه. و السَّجْرُ: إیقادك فی التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً. و السَّجُورُ: اسم الحَطَب. و سَجَرَ التَّنُّورَ یَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده و أَحماه، و قیل: أَشبع وَقُودَه. و السَّجُورُ: ما أُوقِدَ به. و المِسْجَرَةُ: الخَشَبة التی تَسُوطُ بها فیه السَّجُورَ. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: فَصَلِّ حتی یَعْدِلَ الرُّمْحَ ظِلُّه ثم اقْصُرْ فإِن جهنم تُسْجَرُ و تُفتح أَبوابُها‌أَی توقد؛ كأَنه أَراد الإِبْرادَ بالظُّهر‌لقوله، صلی الله علیه و سلم: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شِدَّةَ الحرّ من فَیْحِ جهنم، و قیل: أَراد به ما جاء‌فی الحدیث الآخر: إِنّ الشمس إِذا استوتْ قارَنَها الشیطانُ فإِذا زالت فارَقَها؛ فلعل سَجْرَ جهنم حینئذٍ لمقارنة الشیطانِ الشمسَ و تَهْیِئَتِه لأَن یَسْجد له عُبَّادُ الشمس، فلذلك نهی عن ذلك فی ذلك الوقت؛ قال الخطابی، رحمه الله تعالی: قوله تُسْجَرُ جهنم و بین قرنی الشیطان و أَمثالها من الأَلفاظ الشرعیة التی ینفرد الشارع بمعانیها و یجب علینا التصدیقُ بها و الوُقوفُ عند الإِقرار بصحتها و العملُ بِمُوجَبِها. و شَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَ مَسْجُورٌ «1»: مسترسل؛ قال الشاعر: إِذا ما انْثَنَی شَعْرُه المُنْسَجِرْ و كذلك اللؤلؤُ لؤلؤٌ مسجورٌ إِذا انتثر من نظامه. الجوهری: اللؤلؤُ المَسْجُورُ المنظومُ المسترسل؛ قال المخبل السعدی و اسمه ربیعة بن مالك: و إِذا أَلَمَّ خَیَالُها طَرَفَتْ عَیْنی، فماءُ شُؤُونها سَجْمُ كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغفِلَ فی سِلْكِ النِّظامِ، فخانه النَّظْمُ أَی كأَنَّ عینی أَصابتها طَرْفَةٌ فسالت دموعها منحدرة، كَدُرٍّ فی سِلْكٍ انقطع فَتَحَدَّرَ دُرُّه؛ و الشُّؤُونُ: جمعُ شَأْنٍ، و هو مَجْرَی الدمع إِلی العین. و شعر مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ. و سَجَرَ الشی‌ءَ سَجْراً: أَرسله، و المُسَجَّرُ: الشعَر المُرْسَل؛ و أَنشد: إِذا ثُنی فَرْعُها المُسَجَّر و لؤلؤة مَسْجُورَةٌ: كثیرة الماء. الأَصمعی: إِذا حنَّت الناقة فَطَرِبَتْ فی إِثر ولدها قیل: سَجَرَت الناقةُ تَسْجُرُ سُجوراً و سَجْراً و مَدَّتْ حنینها؛ قال أَبو زُبَیْد الطائی فی الولید بن عثمان بن عفان، و یروی أَیضاً للحزین الكنانی: فإِلی الولیدِ الیومَ حَنَّتْ ناقتی، تَهْوِی لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ حَنَّتْ إِلی بَرْقٍ فَقُلْتُ لها: قُرِی [قِرِی بَعْضَ الحَنِینِ، فإِنَّ مسَجْرَكِ شائقی «2». كَمْ عِنْدَه من نائِلٍ و سَماحَةٍ، و شَمائِلٍ مَیْمُونةٍ و خَلائق
(1). قوله: [و مسجور] فی القاموس مسوجر، و زاد شارحه ما فی الأَصل (2). قوله: [إلی برق] كذا فی الأَصل بالقاف، و فی الصحاح أَیضاً. و الذی فی الأَساس إلی برك، و استصوبه السید مرتضی بهامش الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 347
قُرِی: هو من الوَقارِ و السكون، و نصب به بعض الحنین علی معنی كُفِّی عن بعض الحنین فإِنَّ حنینك إِلی وطنك شائقی لأَنه مُذَكِّر لی أَهلی و وطنی. و السَّمالِقُ: جمعُ سَمْلَق، و هی الأَرض التی لا نبات بها. و یروی: قِرِی، من وَقَرَ. و قد یستعمل السَّجْرُ فی صَوْتِ الرَّعْدِ. و الساجِرُ و المَسْجُورُ: الساكن. أَبو عبید: المَسْجُورُ الساكن و المُمْتَلِئُ معاً. و الساجُورُ: القِلادةُ أَو الخشبة التی توضع فی عنق الكلب. و سَجَرَ الكلبَ و الرجلَ یَسْجُرُه سَجْراً: وضع الساجُورَ فی عنقه؛ و حكی ابن جنی: كلبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صح ذلك فشاذٌّ نادر.أَبو زید: كتب الحجاج إِلی عامل له أَنِ ابْعَثْ إِلیَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً‌أَی مُقَیَّداً مغلولًا. و كلب مَسْجُورٌ: فی عنقه ساجورٌ. و عین سَجْراءُ: بَیِّنَةُ السَّجَرِ إِذا خالط بیاضها حمرة. التهذیب: السَّجَرُ و السُّجْرَةُ حُمْرَةٌ فی العین فی بیاضها، و بعضهم یقول: إِذا خالطت الحمرة الزرقة فهی أَیضاً سَجْراءُ؛ قال أَبو العباس: اختلفوا فی السَّجَرِ فی العین فقال بعضهم: هی الحمرة فی سواد العین، و قیل: البیاض الخفیف فی سواد العین، و قیل: هی كُدْرَة فی باطن العین من ترك الكحل. و‌فی صفة علی، علیه السلام: كان أَسْجَرَ العین؛ و أَصل السَّجَرِ و السُّجْرَةِ الكُدْرَةُ. ابن سیدة: السَّجَرُ و السُّجْرَةُ أَن یُشْرَبَ سوادُ العین حُمْرَةً، و قیل: أَن یضرب سوادها إِلی الحمرة، و قیل: هی حمرة فی بیاض، و قیل: حمرة فی زرقة، و قیل: حمرةٌ یسیرة تُمازج السوادَ؛ رجل أَسْجَرُ و امرأَة سَجْراءُ و كذلك العین. و الأَسْجَرُ: الغَدِیرُ الحُرُّ الطِّینِ؛ قال الشاعر: بِغَرِیضِ ساریةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا، من ماء أَسْجَرَ، طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ و غَدِیرٌ أَسْجَرُ: یضرب ماؤه إِلی الحمرة، و ذلك إِذا كان حدیث عهد بالسماء قبل أَن یصفو؛ و نُطْفَةٌ سَجْراءُ، و كذلك القَطْرَةُ؛ و قیل: سُجْرَةُ الماء كُدْرَتُه، و هو من ذلك. و أَسَدٌ أَسْجَرُ: إِمَّا للونه، و إِما لحمرة عینیه. و سَجِیرُ الرجل: خَلِیلُه و صَفِیُّه، و الجمع سُجَرَاءٌ. و سَاجَرَه: صاحَبَهُ و صافاه؛ قال أَبو خراش: و كُنْتُ إِذا سَاجَرْتُ منهم مُساجِراً، صَبَحْتُ بِفَضْلٍ فی المُروءَةِ و العِلْم و السَّجِیرُ: الصَّدِیقُ، و جمعُه سُجَراء. و انْسَجَرَتِ الإِبلُ فی السیر: تتابعت. و السَّجْرُ: ضَرْبٌ من سیر الإِبل بین الخَبَب و الهَمْلَجَةِ. و الانْسِجارُ: التقدّمُ فی السیر و النَّجاءُ، و هو بالشین معجمة، و سیأْتی ذكره. و السَّجْوَرِیُّ: الأَحْمَقُ. و السَّجْوَرِیُّ: الخفیف من الرجال؛ حكاه یعقوب، و أَنشد: جاء یَسُوقُ الْعَكَرَ الهُمْهُومَا السَّجْوَرِیُّ لا رَعَی مُسِیمَا و صادَفَ الغَضَنْفَرَ الشَّتِیمَا و السَّوْجَرُ: ضرب من الشجر، قیل: هو الخِلافُ؛ یمانیة. و المُسْجَئِرُّ: الصُّلْبُ. و ساجِرٌ: اسم موضع؛ قال الراعی: ظَعَنَّ و وَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلامَةً، جَمَادَ قَسَا لَمَّا دعاهُنَّ سَاجِرُ و السَّاجُورُ: اسم موضع. و سِنْجارٌ: موضع؛ و قول السفاح بن خالد التغلبی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 348
إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، و ساجِراً و اللهِ لَنْ تَحُلّوهْ قال ابن بری: ساجراً اسم ماء یجتمع من السیل.

سجهر؛ ج4، ص: 348

: المُسْجَهِرُّ: الأَبیض؛ قال لبید: و ناجِیَةٍ أَعْمَلْتُها و ابتَذَلْتُها، إِذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ فی كلِّ سَبْسَبِ و اسْجَهَرَّتِ النارُ: اتقدت و التهبت؛ قال عدیّ: و مَجُودٍ قَدِ اسْجَهَرَّ تَناوِیرَ، كَلَوْنِ العُهُونِ فی الأَعْلاقِ قال أَبو حنیفة: اسْجَهَرَّ هنا تَوَقَّدَ حُسْناً بأَلْوانِ الزَّهْرِ. و قال ابن الأَعرابی: اسْجَهَرَّ ظهر و انْبَسَطَ. و اسْجَهَرَّ السرابُ إِذا تَریَّهَ و جَرَی، و أَنشد بیت لبید. و سحابَةٌ مُسْجَهِرَّةٌ: یَتَرَقْرَقُ فیها الماءُ. و اسْجَهَرَّتِ الرِّماحُ إِذا أَقْبَلَتْ إِلیك. و اسْجَهَرَّ اللیلُ: طال. و اسْجَهَرَّ البِناءُ إِذا طال.

سحر؛ ج4، ص: 348

: الأَزهری: السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فیه إِلی الشیطان و بمعونة منه، كل ذلك الأَمر كینونة للسحر، و من السحر الأُخْذَةُ التی تأْخُذُ العینَ حتی یُظَنَّ أَن الأَمْرَ كما یُرَی و لیس الأَصل علی ما یُری؛ و السِّحْرُ: الأُخْذَةُ. و كلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه و دَقَّ، فهو سِحْرٌ، و الجمع أَسحارٌ و سُحُورٌ، و سَحَرَه یَسْحَرُه سَحْراً و سِحْراً و سَحَّرَه، و رجلٌ ساحِرٌ من قوم سَحَرَةٍ و سُحَّارٍ، و سَحَّارٌ من قوم سَحَّارِینَ، و لا یُكَسَّرُ؛ و السِّحْرُ: البیانُ فی فِطْنَةٍ، كما جاء‌فی الحدیث: إِن قیس بن عاصم المِنْقَرِیَّ و الزِّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ و عَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ قدموا علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فسأَل النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، عَمْراً عن الزِّبْرِقانِ فأَثنی علیه خیراً فلم یرض الزبرقانُ بذلك، و قال: و الله یا رسول الله، إِنه لیعلم أَننی أَفضل مما قال و لكنه حَسَدَ مكانی منك؛ فَأَثْنَی علیه عَمْرٌو شرّاً ثم قال: و الله ما كذبت علیه فی الأُولی و لا فی الآخرة و لكنه أَرضانی فقلتُ بالرِّضا ثم أَسْخَطَنِی فقلتُ بالسَّخَطِ، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن من البیان لَسِحْراً؛ قال أَبو عبید: كأَنَّ المعنی، و الله أَعلم، أَنه یَبْلُغُ من ثنائه أَنه یَمْدَحُ الإِنسانَ فَیَصْدُقُ فیه حتی یَصْرِفَ القلوبَ إِلی قوله ثم یَذُمُّهُ فَیَصْدُق فیه حتی یَصْرِفَ القلوبَ إلی قوله الآخر، فكأَنه قد سَحَرَ السامعین بذلك؛ و قال ابن الأَثیر: یعنی‌إِن من البیان لسحراً‌أَی منه ما یصرف قلوب السامعین و إِن كان غیر حق، و قیل: معناه إِن من البیان ما یَكْسِبُ من الإِثم ما یكتسبه الساحر بسحره فیكون فی معرض الذمّ، و یجوز أن یكون فی معرض المدح لأَنه تُسْتَمالُ به القلوبُ و یَرْضَی به الساخطُ و یُسْتَنْزَلُ به الصَّعْبُ. قال الأَزهری: و أَصل السِّحْرِ صَرْفُ الشی‌ء عن حقیقته إِلی غیره فكأَنَّ الساحر لما أَرَی الباطلَ فی صورة الحق و خَیَّلَ الشی‌ءَ علی غیر حقیقته، قد سحر الشی‌ء عن وجهه أَی صرفه. و قال الفراء فی قوله تعالی: فَأَنّٰی تُسْحَرُونَ؛ معناه فَأَنَّی تُصْرَفون؛ و مثله: فَأَنّٰی تُؤْفَكُونَ*؛ أُفِكَ و سُحِرَ سواء. و قال یونس: تقول العرب للرجل ما سَحَرَك عن وجه كذا و كذا أَی ما صرفك عنه؟ و ما سَحَرَك عنا سَحْراً أَی ما صرفك؟ عن كراع، و المعروف: ما شَجَرَك شَجْراً. و روی شمر عن ابن عائشة «1». قال: العرب إِنما سمت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه یزیل الصحة إِلی المرض، و إِنما یقال سَحَرَه أَی أَزاله عن البغض إِلی الحب؛ و قال الكمیت:
(1). قوله: [ابن عائشة] كذا بالأَصل و فی شرح القاموس: ابن أبی عائشة
لسان العرب، ج‌4، ص: 349
و قادَ إِلیها الحُبَّ، فانْقادَ صَعْبُه بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلالِ التَّحَبُّبِ یرید أَن غلبة حبها كالسحر و لیس به لأَنه حب حلال، و الحلال لا یكون سحراً لأَن السحر كالخداع؛ قال شمر: و أَقرأَنی ابن الأَعرابی للنابغة: فَقالَتْ: یَمِینُ اللهِ أَفْعَلُ إِنَّنِی رأَیتُك مَسْحُوراً، یَمِینُك فاجِرَه قال: مسحوراً ذاهِبَ العقل مُفْسَداً. قال ابن سیدة: و أَما‌قوله، صلی الله علیه و سلم: من تَعَلَّمَ باباً من النجوم فقد تعلم باباً من السحر؛ فقد یكون علی المعنی الأَوَّل أَی أَن علم النجوم محرّم التعلم، و هو كفر، كما أَن علم السحر كذلك، و قد یكون علی المعنی الثانی أَی أَنه فطنة و حكمة، و ذلك ما أُدرك منه بطریق الحساب كالكسوف و نحوه، و بهذا علل الدینوری هذا الحدیث. و السَّحْرُ و السحّارة: شی‌ء یلعب به الصبیان إِذا مُدّ من جانب خرج علی لون، و إِذا مُدَّ من جانب آخر خرج علی لون آخر مخالف، و كل ما أَشبه ذلك: سَحَّارةٌ. و سَحَرَه بالطعامِ و الشراب یَسْحَرُه سَحْراً و سَحَّرَه: غذَّاه و عَلَّلَه، و قیل: خَدَعَه. و السِّحْرُ: الغِذاءُ؛ قال إمرؤ القیس: أُرانا مُوضِعِینَ لأَمْرِ غَیْبٍ، و نُسْحَرُ بالطَّعامِ و بالشَّرابِ عَصافِیرٌ و ذِبَّانٌ ودُودٌ، و أَجْرَأُ مِنْ مُجَلِّحَةِ الذِّئَابِ أَی نُغَذَّی أَو نُخْدَعُ. قال ابن بری: و قوله مُوضِعین أَی مسرعین، و قوله: لأَمْرِ غَیْبٍ یرید الموت و أَنه قد غُیِّبَ عنا وَقْتُه و نحن نُلْهَی عنه بالطعام و الشراب. و السِّحْرُ: الخدیعة؛ و قول لبید: فَإِنْ تَسْأَلِینَا: فِیمَ نحْنُ؟ فإِنَّنا عَصافیرُ من هذا الأَنَامِ المُسَحَّرِ یكون علی الوجهین. و قوله تعالی: إِنَّمٰا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِینَ*؛ یكون من التغذیة و الخدیعة. و قال الفراء: إِنما أَنت من المسحرین، قالوا لنبی الله: لست بِمَلَكٍ إِنما أَنت بشر مثلنا. قال: و المُسَحَّرُ المُجَوَّفُ كأَنه، و الله أَعلم، أُخذ من قولك انتفخ سَحْرُكَ أَی أَنك تأْكل الطعام و الشراب فَتُعَلَّلُ به، و قیل: مِنَ الْمُسَحَّرِینَ أَی ممن سُحِرَ مرة بعد مرة. و حكی الأَزهری عن بعض أَهل اللغة فی قوله تعالی: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلّٰا رَجُلًا مَسْحُوراً*، قولین: أَحدهما إِنه ذو سَحَرٍ مثلنا، و الثانی إِنه سُحِرَ و أُزیل عن حد الاستواء. و قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا السّٰاحِرُ ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ بِمٰا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنٰا لَمُهْتَدُونَ؛ یقول القائل: كیف قالوا لموسی یٰا أَیُّهَا السّٰاحِرُ و هم یزعمون أَنهم مهتدون؟ و الجواب فی ذلك أَن الساحر عندهم كان نعتاً محموداً، و السِّحْرُ كان علماً مرغوباً فیه، فقالوا له یٰا أَیُّهَا السّٰاحِرُ علی جهة التعظیم له، و خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمیة بالساحر، إِذ جاء بالمعجزات التی لم یعهدوا مثلها، و لم یكن السحر عندهم كفراً و لا كان مما یتعایرون به، و لذلك قالوا له یٰا أَیُّهَا السّٰاحِرُ. و الساحرُ: العالِمُ. و السِّحْرُ: الفسادُ. و طعامٌ مسحورٌ إِذا أُفْسِدَ عَمَلُه، و قیل: طعام مسحور مفسود؛ عن ثعلب. قال ابن سیدة: هكذا حكاه مفسود لا أَدری أَ هو علی طرح الزائد أَم فَسَدْتُه لغة أَم هو خطأٌ. و نَبْتٌ مَسْحور: مفسود؛ هكذا حكاه أَیضاً الأَزهری. أَرض مسحورة: أَصابها من المطر أَكثرُ مما ینبغی فأَفسدها. و غَیْثٌ ذو سِحْرٍ إِذا كان ماؤه أَكثر مما ینبغی. و سَحَرَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 350
المطرُ الطینَ و الترابَ سَحْراً: أَفسده فلم یصلح للعمل؛ ابن شمیل: یقال للأَرض التی لیس بها نبت إِنما هی قاعٌ قَرَقُوسٌ. أَرض مسحورة «1»: قلیلةُ اللَّبَنِ. و قال: إِن اللَّسَقَ یَسْحَرُ أَلبانَ الغنم، و هو أَن ینزل اللبن قبل الولاد. و السَّحْر و السحَر: آخر اللیل قُبَیْل الصبح، و الجمع أَسحارٌ. و السُّحْرَةُ: السَّحَرُ، و قیل: أَعلی السَّحَرِ، و قیل: هو من ثلث اللیل الآخِر إِلی طلوع الفجر. یقال: لقیته بسُحْرة، و لقیته سُحرةً و سُحْرَةَ یا هذا، و لقیته سَحَراً و سَحَرَ، بلا تنوین، و لقیته بالسَّحَر الأَعْلی، و لقیته بأَعْلی سَحَرَیْن و أَعلی السَّحَرَین، فأَما قول العجاج: غَدَا بأَعلی سَحَرٍ و أَحْرَسَا فهو خطأٌ، كان ینبغی له أَن یقول: بأَعلی سَحَرَیْنِ، لأَنه أَوَّل تنفُّس الصبح، كما قال الراجز: مَرَّتْ بأَعلی سَحَرَیْنِ تَدْأَلُ و لقیتُه سَحَرِیَّ هذه اللیلة و سَحَرِیَّتَها؛ قال: فی لیلةٍ لا نَحْسَ فی سَحَرِیِّها و عِشائِها أَراد: و لا عشائها. الأَزهری: السَّحَرُ قطعة من اللیل. و أَسحَرَ القومُ: صاروا فی السَّحَر، كقولك: أَصبحوا. و أَسحَرُوا و استَحَرُوا: خرجوا فی السَّحَر. و اسْتَحَرْنا أَی صرنا فی ذلك الوقتِ، و نَهَضْنا لِنَسیر فی ذلك الوقت؛ و منه قول زهیر: بَكَرْنَ بُكُوراً و استَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ و تقول: لَقِیتُه سَحَرَ یا هذا إِذا أَردتَ به سَحَر لیلَتِك، لم تصرفه لأَنه معدول عن الأَلف و اللام و هو معرفة، و قد غلب علیه التعریفُ بغیر إِضافة و لا أَلف و لا لام كما غلب ابن الزبیر علی واحد من بنیه، و إِذا نكَّرْتَ سَحَر صرفتَه، كما قال تعالی: إِلّٰا آلَ لُوطٍ نَجَّیْنٰاهُمْ بِسَحَرٍ؛ أَجراهُ لأَنه نكرةٌ، كقولك نجیناهم بلیل؛ قال: فإِذا أَلقَتِ العربُ منه الباءَ لم یجروه فقالوا: فعلت هذا سَحَرَ یا فتی، و كأَنهم فی تركهم إِجراءه أَن كلامهم كان فیه بالأَلف و اللام فجری علی ذلك، فلما حذفت منه الأَلف و اللام و فیه نیتهما لم یصرف، و كلامُ العرب أَن یقولوا: ما زال عندنا مُنْذُ السَّحَرِ، لا یكادون یقولون غیره. و قال الزجاج، و هو قول سیبویه: سَحَرٌ إِذا كان نكرة یراد سَحَرٌ من الأَسحار انصرف، تقول: أَتیت زیداً سَحَراً من الأَسحار، فإِذا أَردت سَحَرَ یومك قلت: أَتیته سَحَرَ یا هذا، و أَتیته بِسَحَرَ یا هذا؛ قال الأَزهری: و القیاس ما قاله سیبویه. و تقول: سِرْ علی فرسك سَحَرَ یا فتی فلا ترفعه لأَنه ظرف غیر متمكن، و إِن سمیت بسَحَر رجلًا أَو صغرته انصرف لأَنه لیس علی وزن المعدول كَأُخَرَ، تقول: سِرْ علی فرسك سُحَیْراً و إِنما لم ترفعه لأَن التصغیر لم یُدْخِله فی الظروف المتمكنة كما أَدخله فی الأَسماء المنصرفة؛ قال الأَزهری: و قول ذی الرمة یصف فلاة: مُغَمِّض أَسحارِ الخُبُوتِ إِذا اكْتَسَی، مِن الآلِ، جُلأً نازحَ الماءِ مُقْفِر قیل: أَسحار الفلاة أَطرافها. و سَحَرُ كل شی‌ء: طَرَفُه. شبه بأَسحار اللیالی و هی أَطراف مآخرها؛ أَراد مغمض أَطراف خبوته فأَدخل الأَلف و اللام فقاما مقام الإِضافة. و سَحَرُ الوادی: أَعلاه. الأَزهری: سَحَرَ إِذا
(1). قوله: [أرض مسحورة إلخ] كذا بالأَصل. و عبارة الأَساس: و عنز مسحورة قلیلة اللبن و أرض مسحورة لا تنبت
لسان العرب، ج‌4، ص: 351
تباعد، و سَحَرَ خَدَعَ، و سَحِرَ بَكَّرَ. و استَحَرَ الطائرُ: غَرَّد بسَحَرٍ؛ قال إمرؤ القیس: كَأَنَّ المُدَامَ و صَوْبَ الغَمامِ، و ریحَ الخُزامَی و نَشْرَ القُطُرْ، یُعَلُّ به بَرْدُ أَنیابِها، إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ و السَّحُور: طعامُ السَّحَرِ و شرابُه. قال الأَزهری: السَّحور ما یُتَسَحَّرُ به وقت السَّحَرِ من طعام أَو لبن أَو سویق وضع اسماً لما یؤكل ذلك الوقت؛ و قد تسحر الرجل ذلك الطعام أَی أَكله، و قد تكرر ذكر السَّحور فی الحدیث فی غیر موضع؛ قال ابن الأَثیر: هو بالفتح اسم ما یتسحر به من الطعام و الشراب، و بالضم المصدر و الفعل نفسه، و أَكثر ما روی بالفتح؛ و قیل: الصواب بالضم لأَنه بالفتح الطعام و البركة، و الأَجر و الثواب فی الفعل لا فی الطعام؛ وَ تَسَحَّرَ: أَكل السَّحورَ. و السَّحْرُ و السَّحَرُ و السُّحْرُ: ما التزق بالحلقوم و المَرِی‌ء من أَعلی البطن. و یقال للجبان: قد انتفخ سَحْرُه، و یقال ذلك أَیضاً لمن تعدّی طَوْرَه. قال اللیث: إِذا نَزَتْ بالرجل البِطْنَةُ یقال: انتفخ سَحْرُه، معناه عَدَا طَوْرَهُ و جاوز قدرَه؛ قال الأَزهری: هذا خطأٌ إِنما یقال انتفخ سَحْرُه للجبان الذی مَلأَ الخوف جوفه، فانتفخ السَّحْرُ و هو الرئة حتی رفع القلبَ إلی الحُلْقوم، و منه قوله تعالی: وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنٰاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ الظُّنُونَا، و كذلك قوله: وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَنٰاجِرِ؛ كلُّ هذا یدل علی أَن انتفاخ السَّحْر مَثَلٌ لشدّة الخوف و تمكن الفزع و أَنه لا یكون من البطنة؛ و منه قولهم للأَرنب: المُقَطَّعَةُ الأَسحارِ، و المقطعة السُّحُورِ، و المقطعةُ النِّیاط، و هو علی التفاؤل، أَی سَحْرُه یُقَطَّعُ علی هذا الاسم. و فی المتأَخرین من یقول: المُقَطِّعَة، بكسر الطاء، أَی من سرعتها و شدة عدوها كأَنها تُقَطَّعُ سَحْرَها و نِیاطَها. و‌فی حدیث أَبی جهل یوم بدر: قال لِعُتْبَةَ بن ربیعة انتَفَخَ سَحْرُك‌أَی رِئَتُك؛ یقال ذلك للجبان و كلِّ ذی سَحْرٍ مُسَحَّرٍ. و السَّحْرُ أَیضاً: الرئة، و الجمع أَسحارٌ و سُحُرٌ و سُحُورٌ؛ قال الكمیت: و أَربط ذی مسامع، أَنتَ، جأْشا، إِذا انتفخت من الوَهَلِ السُّحورُ و قد یحرك فیقال سَحَرٌ مثال نَهْرٍ و نَهَرٍ لمكان حروف الحلق. و السَّحْرُ أَیضاً: الكبد. و السَّحْرُ: سوادُ القلب و نواحیه، و قیل: هو القلب، و هو السُّحْرَةُ أَیضاً؛ قال: و إِنی امْرُؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتی، إِذا ما انطَوَی مِنِّی الفُؤادُ علی حِقْدِ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: مات رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین سَحْرِی و نَحْرِی؛ السَّحْرُ الرئة، أَی مات رسول الله، [صلی الله علیه و سلم]، و هو مستند إِلی صدرها و ما یحاذی سَحْرَها منه؛ و حكی القتیبی عن بعضهم أَنه بالشین المعجمة و الجیم، و أَنه سئل عن ذلك فشبك بین أَصابعه و قدّمها عن صدره، و كأَنه یضم شیئاً إِلیه، أَی أَنه مات و قد ضمته بیدیها إِلی نحرها و صدرها، رضی الله عنها و الشَّجْرُ: التشبیك، و هو الذَّقَنُ أَیضاً، و المحفوظ الأَوَّل، و سنذكره فی موضعه. و سَحَرَه، فهو مسحور و سَحِیرٌ: أَصاب سَحْرَه أَو سُحْرَه أَو سُحْرَتَه «2».
(2). قوله: [أو سحرته] كذا ضبط الأصل. و فی القاموس و شرحه السحر، بفتح فسكون و قد یحرك و یضم فهی ثلاث لغات و زاد الخفاجی بكسر فسكون انتهی بتصرف
لسان العرب، ج‌4، ص: 352
و رجلٌ سَحِرٌ و سَحِیرٌ: انقطع سَحْرُه، و هو رئته، فإِذا أَصابه منه السِّلُّ و ذهب لحمه، فهو سَحِیرٌ و سَحِرٌ؛ قال العجاج: و غِلْمَتِی منهم سَحِیرٌ و سَحِرْ، و قائمٌ من جَذْبِ دَلْوَیْها هَجِرْ سَحِرَ: انقطع سَحْرُه من جذبه بالدلو؛ و فی المحكم؛و آبق من جذب دلویها و هَجِرٌ و هَجِیرٌ: یمشی مُثْقَلًا متقارب الخَطْوِ كأَن به هِجَاراً لا ینبسط مما به من الشر و البلاء. و السُّحَارَةُ: السَّحْرُ و ما تعلق به مما ینتزعه القَصَّابُ؛ و قوله: أَ یَذْهَبُ ما جَمَعْتَ صَرِیمَ سَحْرِ؟ ظَلِیفاً؟ إِنَّ ذا لَهْوَ العَجِیبُ معناه: مصروم الرئة مقطوعها؛ و كل ما یَبِسَ منه، فهو صَرِیمُ سَحْرٍ؛ أَنشد ثعلب: تقولُ ظَعِینَتِی لَمَّا استَقَلَّتْ: أَ تَتْرُكُ ما جَمَعْتَ صَرِیمَ سَحْرِ؟ و صُرِمَ سَحْرُه: انقطع رجاؤه، و قد فسر صَریم سَحْرٍ بأَنه المقطوع الرجاء. و فرس سَحِیرٌ: عظیم الجَوْفِ. و السَّحْرُ و السُّحْرةُ: بیاض یعلو السوادَ، یقال بالسین و الصاد، إِلَّا أَن السین أَكثر ما یستعمل فی سَحَر الصبح، و الصاد فی الأَلوان، یقال: حمار أَصْحَرُ و أَتان صَحراءُ. و الإِسحارُّ و الأَسْحارُّ: بَقْلٌ یَسْمَنُ علیه المال، واحدته إِسْحارَّةٌ و أَسْحارَّةٌ. قال أَبو حنیفة: سمعت أَعرابیّاً یقول السِّحارُ فطرح الأَلف و خفف الراء و زعم أَن نباته یشبه الفُجْلَ غیر أَن لا فُجْلَةَ له، و هو خَشِنٌ یرتفع فی وسطه قَصَبَةٌ فی رأْسها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةِ الفُجْلَةِ، فیها حَبٌّ له دُهْنٌ یؤكل و یتداوی به، و فی ورقه حُروفَةٌ؛ قال: و هذا قول ابن الأَعرابی، قال: و لا أَدری أَ هو الإِسْحارّ أَم غیره. الأَزهری عن النضر: الإِسحارَّةُ و الأَسحارَّةُ بقلة حارَّة تنبت علی ساق، لها ورق صغار، لها حبة سوداء كأَنها الشِّهْنِیزَةُ.

سحطر؛ ج4، ص: 352

: اسحَنْطَرَ: وقع علی وجهه. الأَزهری: اسحَنْطَرَ امتدّ.

سحفر؛ ج4، ص: 352

: المُسْحَنْفِرُ: الماضی السریع، و هو أَیضاً الممتدّ. و اسحَنْفَرَ الرجل فی منطقه: مضی فیه و لم یَتَمَكَّثْ. و اسحَنْفَرَت الخیل فی جریها: أَسرعت. و اسحَنْفَرَ المطر: كثر. و قال أَبو حنیفة: المُسْحَنْفِرُ الكثیرُ الصَّبِّ الواسعُ؛ قال: أَغَرُّ هَزِیمٌ مُسْتَهِلٌّ رَبابُه، له فُرُقٌ مُسْحَنْفِراتٌ صَوادِرُ الجوهری: بَلَدٌ مُسْحَنْفِرٌ واسع. قال الأَزهری: اسحَنْفَرَ و اجْرَنْفَزَ رُباعیان، و النون زائدة كما لحقت بالخماسی، و جملة قول النحویین أَن الخماسی الصحیح الحروف لا یكون إِلَّا فی الأَسماء مثل الجَحْمَرِش و الجِرْدَحْلِ، و أَما الأَفعال فلیس فیها خماسی إِلَّا بزیادة حرف أَو حرفین. اسْحَنْفَرَ الرجل إِذا مضی مسرعاً. و یقال: اسحَنْفَرَ فی خطبته إِذا مضی و اتسع فی كلامه.

سخر؛ ج4، ص: 352

: سَخِرَ منه و به سَخْراً و سَخَراً و مَسْخَراً و سُخْراً، بالضم، و سُخْرَةً و سِخْرِیّاً و سُخْرِیّاً و سُخْرِیَّة: هزئ به؛ و یروی بیت أَعشی باهلة علی وجهین: إِنی أَتَتْنِی لِسانٌ، لا أُسَرُّ بها، مِنْ عَلْوَ، لا عَجَبٌ منها و لا سُخْرُ و یروی: … و لا سَخَرُ، قال ذلك لما بلغه خبر مقتل أَخیه
لسان العرب، ج‌4، ص: 353
المنتشر، و التأْنیث للكلمة. قال الأَزهری: و قد یكون نعتاً كقولهم: هُم لك سُخْرِیٌّ [سِخْرِیٌّ و سُخْرِیَّةٌ [سِخْرِیَّةٌ، من ذكَّر قال سُخْرِیّاً [سِخْرِیّاً، و من أَنث قال سُخْرِیَّةً [سِخْرِیَّةً. الفراء: یقال سَخِرْتُ منه، و لا یقال سَخِرْتُ به. قال الله تعالی: لٰا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ. و سَخِرْتُ من فلان هی اللغة الفصیحةُ. و قال تعالی: فَیَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّٰهُ مِنْهُمْ، و قال: إِنْ تَسْخَرُوا مِنّٰا فَإِنّٰا نَسْخَرُ مِنْكُمْ؛ و قال الراعی: تَغَیَّرَ قَوْمِی و لا أَسْخَرُ، و ما حُمَّ مِنْ قَدَرٍ یُقْدَرُ قوله أَسخَرُ أَی لا أَسخَرُ منهم. و قال بعضهم: لو سَخِرْتُ من راضع لخشیت أَن یجوز بی فعله. الجوهری: حكی أَبو زید سَخِرْتُ به، و هو أَرْدَأُ اللغتین. و قال الأَخفش: سَخِرْتُ منه و سَخِرْتُ به، و ضَحِكْتُ منه و ضحكت به، و هَزِئْتُ منه و هَزِئْتُ به؛ كلٌّ یقال، و الاسم السُّخْرِیَّةُ و السُّخْرِیُّ و السِّخْرِیُّ، و قرئ بهما قوله تعالی: لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیًّا. و‌فی الحدیث: أَ تسخَرُ منی و أَنا الملِك «1».؟ أَی أَ تَسْتَهْزِئُ بی، و إِطلاق ظاهره علی الله لا یجوز، و إِنما هو مجاز بمعنی: أَ تَضَعُنی فیما لا أَراه من حقی؟ فكأَنها صورة السخْریَّة. و قوله تعالی: وَ إِذٰا رَأَوْا آیَةً یَسْتَسْخِرُونَ؛ قال ابن الرُّمَّانِی: معناه یدعو بعضُهم بعضاً إِلی أَن یَسْخَرَ، كَیَسْخَرُون، كعلا قِرْنَه و استعلاه. و قوله تعالی: یَسْتَسْخِرُونَ؛ أَی یَسْخَرون و یستهزئون، كما تقول: عَجِبَ و تَعَجَّبَ و اسْتَعْجَبَ بمعنی واحد. و السُّخْرَةُ: الضُّحْكَةُ. و رجل سُخَرَةٌ: یَسْخَرُ بالناس، و فی التهذیب: یسخَرُ من الناس. و سُخْرَةٌ: یُسْخَرُ منه، و كذلك سُخْرِیّ و سُخْرِیَّة؛ من ذكَّره كسر السین، و من أَنثه ضمها، و قرئ بهما قوله تعالی: لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیًّا. و السُّخْرَةُ: ما تسَخَّرْتَ من دابَّة أَو خادم بلا أَجر و لا ثمن. و یقال: سَخَرْتُه بمعنی سَخَّرْتُه أَی قَهَرْتُه و ذللته. قال الله تعالی: وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ؛ أَی ذللهما، و الشمسُ و القمرُ مُسَخَّران یجریان مجاریهما أَی سُخِّرا جاریین علیهما. وَ النُّجُومَ مُسَخَّرٰاتٍ*، قال الأَزهری: جاریاتٌ مجاریَهُنَّ. و سَخَّرَهُ تسخیراً: كلفه عملًا بلا أُجرة، و كذلك تَسَخَّرَه. و سخَّره یُسَخِّرُه سِخْرِیّاً و سُخْرِیّاً و سَخَرَه: كلفه ما لا یرید و قهره. و كل مقهور مُدَبَّرٍ لا یملك لنفسه ما یخلصه من القهر، فذلك مسخَّر. و قوله عز و جل: أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللّٰهَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِی الْأَرْضِ؛ قال الزجاج: تسخیر ما فی السموات تسخیر الشمس و القمر و النجوم للآدمیین، و هو الانتفاعُ بها فی بلوغِ مَنابِتِهم و الاقتداءُ بها فی مسالكهم، و تسخیرُ ما فی الأَرض تسخیرُ بِحارِها و أَنهارها و دوابِّها و جمیعِ منافِعِها؛ و هو سُخْرَةٌ لی و سُخْرِیٌّ و سِخْرِیٌّ، و قیل: السُّخریُّ، بالضم، من التسخیر و السِّخریّ، بالكسر، من الهُزْء. و قد یقال فی الهزء: سُخری و سِخری، و أَما من السُّخْرَة فواحده مضموم. و قوله تعالی: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِیًّا حَتّٰی أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِی، فهو سُخریّاً و سِخْرِیًّا، و الضم أَجود. أَبو زید: سِخْرِیًّا من سَخِر إِذا استهزأَ، و الذی فی الزخرف: لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیًّا، عبیداً و إِماء و أُجراء. و قال: خادمٌ سُخْرة، و رجلٌ سُخْرة أَیضاً: یُسْخَر منه، و سُخَرَةٌ، بفتح الخاء، یسخر من الناس. و تسخَّرت دابة لفلان أَی ركبتها بغیر أَجر؛ و أَنشد:
(1). قوله: [منی و أنا الملك] كذا بالأصل. و فی النهایة: بی و أنت
لسان العرب، ج‌4، ص: 354
سَواخِرٌ فی سَواءٍ الیَمِّ تَحْتَفِزُ و یقال: سَخَرْتُه بمعنی سَخَّرْتُه أَی قهرته. و رجل سُخْرَة: یُسَخَّرُ فی الأَعمال و یَتَسَخَّرُه من قَهَره. و سَخَرَتِ السفینةُ: أَطاعت و جرت و طاب لها السیرُ، و الله سخَّرَها تسخِیراً. و التسخیرُ: التذلیلُ. و سفُنٌ سواخِرُ إِذا أَطاعت و طاب لها الریح. و كل ما ذل و انقاد أَو تهیأَ لك علی ما ترید، فقد سُخِّرَ لك. و السُّخَّرُ: السَیْكَرانُ؛ عن أَبی حنیفة.

سخبر؛ ج4، ص: 354

: السَّخْبَرُ: شجر إِذا طال تدلت رؤُوسه و انحنت، واحدته سَخْبَرَة، و قیل: السخبر شجر من شجر الثُّمام له قُضُب مجتمعة و جُرْثُومة؛ قال الشاعر: و اللؤمُ ینبُت فی أُصُولِ السَّخْبَر و قال أَبو حنیفة: السخبر یشبه الثُّمام له جُرْثُومة و عیدانه كالكرّات فی الكثرة كأَنَّ ثمره مكاسح القَصب أَو أَرق منها، و إِذا طال تدلت رؤوسه و انحنت. و بنو جعفر بن كلاب یُلقَّبون فروعَ السخْبَرِ؛ قال درید بن الصمة: مما یجی‌ءُ به فروعُ السَّخْبَرِ و یقال: ركب فلان السخْبَرَ إِذا غَدَرَ؛ قال حسان بن ثابت: إِنْ تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكم شِیمةٌ، و الغَدْرُ یَنْبُتُ فی أُصُولِ السَّخْبَرِ أَراد قوماً منازلهم و محالُّهم فی منابت السخبر؛ قال: و أَظنهم من هذیل؛ قال ابن بری: إِنما شبه الغادر بالسخبر لأَنه شجر إِذا انتهی استرخی رأْسه و لم یبق علی انتصابه، یقول: أَنتم لا تثبتون علی وفاء كهذا السخبر الذی لا یثبت علی حال، بینا یُری معتدلًا منتصباً عاد مسترخیاً غیر منتصب. و‌فی حدیث ابن الزبیر: قال لمعاویة لا تُطْرِقْ إِطْراقَ الأُقْعُوانِ فی أُصول السخبر؛ هو شجر تأْلَفُه الحَیَّاتُ فتسكن فی أُصوله، الواحدة سخبرة؛ یقول: لا تتغافَلْ عما نحن فیه.

سدر؛ ج4، ص: 354

: السِّدْرُ: شجر النبق، واحدتها سِدْرَة و جمعها سِدْراتٌ و سِدِراتٌ و سِدَرٌ و سُدورٌ «1»؛ الأَخیرة نادرة. قال أَبو حنیفة: قال ابن زیاد: السِّدْرُ من العِضاهِ، و هو لَوْنانِ: فمنه عُبْرِیٌّ، و منه ضالٌ؛ فأَما العُبْرِیُّ فما لا شوك فیه إِلا ما لا یَضِیرُ، و أَما الضالُ فهو ذو شوك، و للسدر ورقة عریضة مُدَوَّرة، و ربما كانت السدرة محْلالًا؛ قال ذو الرمة: قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطی، ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِیّاً و ضالا قال: و نبق الضَّالِ صِغارٌ. قال: و أَجْوَدُ نبقٍ یُعْلَمُ بأَرضِ العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ فی بقعة واحدة یُسْمَی للسلطانِ، هو أَشد نبق یعلم حلاوة و أَطْیَبُه رائحةً، یفوحُ فَمْ آكلِهِ و ثیابُ مُلابِسِه كما یفوحُ العِطْر. التهذیب: السدر اسم للجنس، و الواحدة سدرة. و السدر من الشجر سِدْرانِ: أَحدهما بَرِّیّ لا ینتفع بثمره و لا یصلح ورقه للغَسُولِ و ربما خَبَط ورَقَها الراعیةُ، و ثمره عَفِصٌ لا یسوغ فی الحلق، و العرب تسمیه الضالَ، و السدر الثانی ینبت علی الماء و ثمره النبق و ورقه غسول یشبه شجر العُنَّاب له سُلَّاءٌ كَسُلَّائه و ورقه كورقه غیر أَن ثمر العناب أَحمر حلو و ثمر السدر أَصفر مُزٌّ یُتَفَكَّه به. و‌فی الحدیث: من قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رأْسَه فی النار؛ قال ابن الأَثیر: قیل أَراد به سدرَ مكة لأَنها حَرَم، و قیل
(1). قوله: [سدور] كذا بالأَصل بواو بعد الدال، و فی القاموس سقوطها، و قال شارحه ناقلًا عن المحكم هو بالضم
لسان العرب، ج‌4، ص: 355
سدرَ المدینة، نهی عن قطعه لیكون أُنْساً و ظلًّا لمنْ یُهاجِرُ إِلیها، و قیل: أَراد السدر الذی یكون فی الفلاة یستظل به أَبناء السبیل و الحیوان أَو فی ملك إِنسان فیتحامل علیه ظالم فیقطعه بغیر حق، و مع هذا فالحدیث مضطرب الروایة فإِن أَكثر ما یروی عن عروة بن الزبیر، و كان هو یقطع السدر و یتخذ منه أَبواباً. قال هشام: و هذه أَبواب من سِدْرٍ قَطَعَه أَی و أَهل العلم مجمعون علی إِباحة قطعه. و سَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فهو سَدِرٌ: لم یكد یبصر. و یقال: سَدِرَ البعیرُ، بالكسر، یَسْدَرُ سَدَراً تَحیَّرَ من شدة الحرّ، فهو سَدِرٌ. و رجل سادر: غیر متشتت «2». و السادِرُ: المتحیر. و‌فی الحدیث: الذی یَسْدَرُ فی البحر كالمتشحط فی دمه؛ السَّدَرُ، بالتحریك: كالدُّوارِ، و هو كثیراً ما یَعْرِض لراكب البحر. و‌فی حدیث علیّ: نَفَرَ مُسْتَكْبِراً و خَبَطَ سادِراً‌أَی لاهیاً. و السادِرُ: الذی لا یَهْتَمُّ لشی‌ء و لا یُبالی ما صَنَع؛ قال: سادِراً أَحْسَبُ غَیِّی رَشَداً، فَتَنَاهَیْتُ و قد صابَتْ بِقُرْ «3». و السَّدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَرِ. ابن الأَعرابی: سَدِرَ قَمِرَ، و سَدِرَ من شدّة الحرّ. و السَّدَرُ: تحیُّر البصر. و قوله تعالی: عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهیٰ؛قال اللیث: زعم أَنها سدرة فی السماء السابعة لا یجاوزها مَلَك و لا نبی و قد أَظلت الماءَ و الجنةَ، قال: و یجمع علی ما تقدم. و‌فی حدیث الإِسْراءِ: ثم رُفِعْتُ إِلی سِدرَةِ المُنْتَهَی؛ قال ابن الأَثیر: سدرةُ المنتهی فی أَقصی الجنة إِلیها یَنْتَهِی عِلْمُ الأَوّلین و الآخرین و لا یتعدّاها.و سَدَرَ ثَوْبَه یَسْدِرُه سَدْراً و سُدُوراً: شَقَّه؛ عن یعقوب. و السَّدْرُ و السَّدْلُ: إِرسال الشعر. یقال: شَعَرٌ مَسدولٌ و مسدورٌ و شَعَرٌ مُنسَدِرٌ و مُنْسَدِلٌ إِذا كان مُسْتَرْسِلٍا. و سَدَرَتِ المرأَةُ شَعرَها فانسَدَر: لغة فی سَدَلَتْه فانسدل. ابن سیدة: سدَرَ الشعرَ و السِّتْرَ یَسْدُرُه سَدْراً أَرسله، و انسَدَرَ هو. و انسَدَرَ أَیضاً: أَسرع بعض الإِسراع. أَبو عبید: یقال انسَدَرَ فلان یَعْدُو و انْصَلَتَ یعدو إِذا أَسرع فی عَدْوِه. اللحیانی: سدَر ثوبَه سَدْراً إِذا أَرسله طولًا. و قال أَبو عمرو: تَسَدَّرَ بثوبه إِذا تجلَّل به. و السِّدارُ: شِبْهُ الكِلَّةِ تُعَرَّضُ فی الخباء. و السَّیدارَةُ: القَلَنْسُوَةُ بِلا أَصْداغٍ؛ عن الهَجَرِیّ. و السَّدیرُ: بِناءٌ، و هو بالفارسیة سِهْدِلَّی أَی ثلاث شهب أَو ثلاث مداخلات. و قال الأَصمعی: السدیر فارسیة كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَی قُبة فی ثلاث قِباب متداخلة، و هی التی تسمیها الناس الیوم سِدِلَّی، فأَعربته العرب فقالوا سَدِیرٌ و السَّدِیرُ: النَّهر، و قد غلب علی بعض الأَنهار؛ قال: أَ لابْنِ أُمِّكَ ما بَدَا، و لَكَ الخَوَرْنَقُ و السَّدِیر؟ التهذیب: السدِیرُ نَهَر بالحِیرة؛ قال عدی: سَرَّه حالُه و كَثْرَةُ ما یَمْلِكُ، و البحرُ مُعْرِضاً، و السَّدِیرُ و السدِیرُ: نهر، و یقال: قصر، و هو مُعَرَّبٌ و أَصله بالفارسیة سِهْ دِلَّه أَی فیه قِبابٌ مُداخَلَةٌ.
(2). قوله: [غیر متشتت] كذا بالأصل بشین معجمة بین تاءین، و الذی فی شرح القاموس نقلًا عن الأساس: و تكلم سادراً غیر متثبت، بمثلثة بین تاء فوقیة و موحدة (3). و قوله: [صابت بقر] فی الصحاح و قولهم للشدة إِذا نزلت صابت بقر أَی صارت الشدة فی قرارها
لسان العرب، ج‌4، ص: 356
ابن سیدة: و السدِیرُ مَنْبَعُ الماءِ. و سدِیرُ النخل: سوادُه و مُجْتَمَعُه. و فی نوادر الأَصمعی التی رواها عنه أَبو یعلی قال: قال أَبو عمرو بن العلاء السَّدِیرُ العُشْبُ. و الأَسْدَرانِ: المنكِبان، و قیل: عِرقان فی العین أَو تحت الصدغین. و جاء یَضْرِبُ أَسْدَرَیْه؛ یُضْرَبُ مثلًا للفارغ الذی لا شغل له، و‌فی حدیث الحسن: یضرب أَسدریه‌أَی عِطْفیه و منكبیه یضرب بیدیه علیهما، و هو بمعنی الفارغ. قال أَبو زید: یقال للرجل إِذا جاء فارغاً: جاء یَنفُضُ أَسْدَرَیْه، و قال بعضهم: جاء ینفض أَصْدَرَیْه أَی عطفیه. قال: و أَسدراه مَنْكِباه. و قال ابن السكیت: جاء ینفض أَزْدَرَیْه، بالزای و ذلك إِذا جاء فارغاً لیس بیده شی‌ء و لم یَقْضِ طَلِبَتَه. أَبو عمرو: سمعت بعض قیس یقول سَدَلَ الرجُل فی البلاد و سدَر إِذا ذهب فیها فلم یَثْنِه شی‌ء. و لُعْبَة للعرب یقال لها: السُّدَّرُ و الطُّبَن. ابن سیدة: و السُّدَّرُ اللعبةُ التی تسمی الطُّبَنَ، و هو خطٌّ مستدیر تلعب بها الصبیان؛ و‌فی حدیث بعضهم: رأَیت أَبا هریرة: یلعب السُّدَّر؛ قال ابن الأَثیر: هو لعبة یُلْعَبُ بها یُقامَرُ بها، و تكسر سینها و تضم، و هی فارسیة معربة عن ثلاثة أَبواب؛ و منه‌حدیث یحیی بن أَبی كثیر: السُّدّر هی الشیطانة الصغری‌یعنی أَنها من أَمر الشیطان؛ و قول أُمیة بن أَبی الصلت: و كأَنَّ بِرْقِعَ، و الملائكَ حَوْلَها، سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائِمُ، أَجْرَدُ «1». سَدِرٌ؛ للبحر، لم یُسْمع به إِلَّا فی شعره. قال أَبو علی: و قال أَجرد لأَنه قد لا یكون كذلك إِذا تَموَّجَ. الجوهری: سَدِرٌ اسم من أَسماء البحر، و أَنشد بیت أُمیة إِلَّا أَنه قال عِوَضَ حولها حَوْلَه، و قال عوض أَجرد أَجْرَبُ، بالباء، قال ابن بری: صوابه أَجرد، بالدال، كما أَوردناه، و القصیدة كلها دالیة؛ و قبله: فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها، و أَتی بِسابِعَةٍ فَأَنَّی تُورَدُ قال: و صواب قوله حوله أَن یقول حولها لأَن بِرْقِعَ اسم من أَسماء السماء مؤنثة لا تنصرف للتأْنیث و التعریف، و أَراد بالقوائم هاهنا الریاح، و تواكلته: تركته. یقال: تواكله القوم إِذا تركوه؛ شبه السماء بالبحر عند سكونه و عدم تموجه؛ قال ابن سیدة و أَنشد ثعلب: و كأَنَّ بِرقع، و الملائك تحتها، سدر، تواكله قوائم أَربع قال: سدر یَدُورُ. و قوائم أَربع: قال هم الملائكة لا یدری كیف خلقهم. قال: شبه الملائكة فی خوفها من الله تعالی بهذا الرجل السَّدِرِ. و بنو سادِرَة: حَیٌّ من العرب. و سِدْرَةُ: قبیلة؛ قال: قَدْ لَقِیَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُها، و عَدَداً فَخْماً و عِزّاً بَزَرَی فأَما قوله: عَزَّ عَلی لَیْلی بِذِی سُدَیْرِ سُوءُ مَبِیتی بَلَدَ الغُمَیْرِ فقد یجوز أَن یرید بذی سِدْرٍ فصغر، و قیل: ذو سُدَیْرٍ موضع بعینه. و رجل سَنْدَرَی: شدید، مقلوب عن سَرَنْدَی.

سرر؛ ج4، ص: 356

: السِّرُّ: من الأَسْرار التی تكتم. و السر: ما أَخْفَیْتَ، و الجمع أَسرار. و رجل سِرِّیٌّ: یصنع
(1). قوله: [برقع] هو كزبرج و قنفذ السماء السابعة انتهی قاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 357
الأَشیاءَ سِرّاً من قوم سِرِّیِّین. و السرِیرةُ: كالسِّرِّ، و الجمع السرائرُ. اللیث: السرُّ ما أَسْرَرْتَ به. و السریرةُ: عمل السر من خیر أَو شر. و أَسَرَّ الشی‌ء: كتمه و أَظهره، و هو من الأَضداد، سرَرْتُه: كتمته، و سررته: أَعْلَنْته، و الوجهان جمیعاً یفسران فی قوله تعالی: وَ أَسَرُّوا النَّدٰامَةَ*؛ قیل: أَظهروها، و قال ثعلب: معناه أَسروها من رؤسائهم؛ قال ابن سیدة: و الأَوّل أَصح. قال الجوهری: و كذلك فی قول إمرئ القیس: … لو یُسِرُّون مَقْتَلِی؛ قال: و كان الأَصمعی یرویه: … لو یُشِرُّون …، بالشین معجمة، أَی یُظهرون. و أَسَرَّ إِلیه حدیثاً أَی أَفْضَی؛ و أَسررْتُ إِلیه المودَّةَ و بالمودّةِ و سارَّهُ فی أُذُنه مُسارَّةً و سِراراً و تَسارُّوا أَی تَناجَوْا. أَبو عبیدة: أَسررت الشی‌ء أَخفیته، و أَسررته أَعلنته؛ و من الإِظهار قوله تعالی: وَ أَسَرُّوا النَّدٰامَةَ لَمّٰا رَأَوُا الْعَذٰابَ*؛ أَی أَظهروها؛ و أَنشد للفرزدق: فَلَمَّا رَأَی الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَیْفَه، أَسَرَّ الحَرُورِیُّ الذی كان أَضْمَرا قال شمر: لم أَجد هذا البیت للفرزدق، و ما قال غیر أَبی عبیدة فی قوله: وَ أَسَرُّوا النَّدٰامَةَ*، أَی أَظهروها، قال: و لم أَسمع ذلك لغیره. قال الأَزهری: و أَهل اللغة أَنكروا قول أَبی عبیدة أَشدّ الإِنكار، و قیل: أَسَرُّوا النَّدٰامَةَ*؛ یعنی الرؤساء من المشركین أَسروا الندامة فی سَفَلَتِهم الذین أَضلوهم. و أَسروها: أَخْفَوْها، و كذلك قال الزجاج و هو قول المفسرین. و سارَّهُ مُسارَّةً و سِراراً: أَعلمه بسره، و الاسم السَّرَرُ، و السِّرارُ مصدر سارَرْتُ الرجلَ سِراراً. و استَسَرَّ الهلالُ فی آخر الشهر: خَفِیَ؛ قال ابن سیدة: لا یلفظ به إِلَّا مزیداً، و نظیره قولهم: استحجر الطین. و السَّرَرُ و السِّرَرُ و السَّرارُ و السِّرارُ، كله: اللیلة التی یَستَسِرُّ فیها القمرُ؛ قال: نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً فی دارِها، جُرْداً تَعادَی طَرَفَیْ نَهارِها، عَشِیَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها غیره: سَرَرُ الشهر، بالتحریك، آخِرُ لیلة منه، و هو مشتق من قولهم: استَسَرَّ القمرُ أَی خفی لیلة السرار فربما كان لیلة و ربما كان لیلتین. و‌فی الحدیث: صوموا الشهر و سِرَّه؛ أَی أَوَّلَه، و قیل مُسْتَهَلَّه، و قیل وَسَطَه، و سِرُّ كُلِّ شی‌ء: جَوْفُه، فكأَنه أَراد الأَیام البیض؛ قال ابن الأَثیر: قال الأَزهری لا أَعرف السر بهذا المعنی إِنما یقال سِرار الشهر و سَراره و سَرَرهُ، و هو آخر لیلة یستسر الهلال بنور الشمس. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، سأَل رجلًا فقال: هل صمت من سرار هذا الشهر شیئاً؟ قال: لا. قال: فإِذا أَفطرت من رمضان فصم یومین.قال الكسائی و غیره: السرار آخر الشهر لیلة یَسْتَسِرُّ الهلال. قال أَبو عبیدة: و ربما استَسَرَّ لیلة و ربما استسرّ لیلتین إِذا تمّ الشهر. قال الأَزهری: و سِرار الشهر، بالكسر، لغة لیست بجیدة عند اللغویین. الفراء: السرار آخر لیلة إِذا كان الشهر تسعاً و عشرین، و سراره لیلة ثمان و عشرین، و إِذا كان الشهر ثلاثین فسراره لیلة تسع و عشرین؛ و قال ابن الأَثیر: قال الخطابی كان بعض أَهل العلم یقول فی هذا الحدیث: إِنّ سؤالَه هل صام من سرار الشهر شیئاً سؤالُ زجر و إِنكار،لأَنه قد نهی أَن یُسْتَقْبَلَ الشهرُ بصوم یوم أَو یومین.قال: و یشبه أَن یكون هذا الرجل قد أَوجبه علی نفسه بنذر فلذلك قال له: إِذا أَفطرت، یعنی من رمضان،فصم یومین، فاستحب له
لسان العرب، ج‌4، ص: 358
الوفاءِ بهما. و السّرُّ: النكاح لأَنه یُكْتم؛ قال الله تعالی: وَ لٰكِنْ لٰا تُوٰاعِدُوهُنَّ سِرًّا؛ قال رؤبة: فَعَفَّ عن إِسْرارِها بعد الغَسَقْ، و لم یُضِعْها بَیْنَ فِرْكٍ و عَشَقْ و السُّرِّیَّةُ: الجاریة المتخذة للملك و الجماع، فُعْلِیَّةٌ منه علی تغییر النسب، و قیل: هی فُعُّولَة من السَّرْوِ و قلبت الواو الأَخیرة یاء طَلبَ الخِفَّةِ، ثم أُدغمت الواو فیها فصارت یاء مثلها، ثم حُوِّلت الضمة كسرة لمجاورة الیاء؛ و قد تَسَرَّرْت و تَسَرَّیْت: علی تحویل التضعیف. أَبو الهیثم: السِّرُّ الزِّنا، و السِّرُّ الجماع. و‌قال الحسن: لٰا تُوٰاعِدُوهُنَّ سِرًّا، قال: هو الزنا، قال: هو قول أَبی مجلز، و‌قال مجاهد: لٰا تُوٰاعِدُوهُنَّ هو أَن یَخْطُبَها فی العدّة؛ و قال الفراء: معناه لا یصف أَحدكم نفسه للمرأَة فی عدتها فی النكاح و الإِكثارِ منه. و اختلف أَهل اللغة فی الجاریة التی یَتَسَرَّاها مالكها لم سمیت سُرِّیَّةً فقال بعضهم: نسبت إِلی السر، و هو الجماع، و ضمت السین للفرق بین الحرة و الأَمة توطأُ، فیقال للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كانت فاجرة: سِرِّیَّةً، و للمملوكة یتسراها صاحبها: سُرِّیَّةً، مخافة اللبس. و قال أَبو الهیثم: السِّرُّ السُّرورُ، فسمیت الجاریة سُرِّیَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل. قال: و هذا أَحسن ما قیل فیها؛ و قال اللیث: السُّرِّیَّةُ فُعْلِیَّة من قولك تَسَرَّرْت، و من قال تَسَرَّیْت فإِنه غلط؛ قال الأَزهری: هو الصواب و الأَصل تَسَرَّرْتُ و لكن لما توالت ثلاثُ راءات أَبدلوا إِحداهن یاء، كما قالوا تَظَنَّیْتُ من الظنّ و قَصَّیْتُ أَظفاری و الأَصل قَصَّصْتُ؛ و منه قول العجاج: تَقَضِّیَ البازِی إِذا البازِی كَسَرْ إِنما أَصله: تَقَضُّض. و قال بعضهم: استسرَّ الرجلُ جارِیَتَه بمعنی تسرَّاها أَی تَخِذها سُریة. و السریة: الأَمة التی بَوَّأْتَها بیتاً، و هی فُعْلِیَّة منسوبة إِلی السر، و هو الجماع و الإِخفاءُ، لأَن الإِنسان كثیراً ما یَسُرُّها و یَسْتُرُها عن حرته، و إِنما ضمت سینه لأَن الأَبنیة قد تُغَیَّرُ فی النسبة خاصة، كما قالوا فی النسبة إِلی الدَّهْرِ دُهْرِیُّ، و إِلی الأَرض السَّهْلَة سُهْلِیٌّ، و الجمع السَّرارِی. و‌فی حدیث عائشة و ذُكِرَ لها المتعةُ فقالت: و الله ما نجد فی كلام الله إِلَّا النكاح و الاسْتِسْرَارَ؛ ترید اتخاذ السراری، و كان القیاس الاستسراء من تَسَرَّیْت إِذا اتَّخَذْت سریة، لكنها ردت الحرف إِلی الأَصل، و هو تَسَرَّرْتُ من السر النكاح أَو من السرور فأَبدلت إِحدی الراءات یاء، و قیل: أَصلها الیاء من الشی‌ء السَّریِّ النفیس. و‌فی حدیث سلامة: فاسْتَسَرَّنی‌أَی اتخذنی سریة، و القیاس أَن تقول تَسَرَّرَنی أَو تسرّانی فأَما استسرنی فمعناه أَلقی إِلیَّ سِرّه. قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی لا فرق بینه و بین حدیث عائشة فی الجواز. و السرُّ: الذَّكَرُ؛ قال الأَفوه الأَودی: لَمَّا رَأَتْ سِرِّی تَغَیَّرَ، و انْثَنَی مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِینَ انْثَنَی و فی التهذیب: السر ذكر الرجل فخصصه. و السِّرُّ: الأَصلُ. و سِرُّ الوادی: أَكرم موضع فیه، و هی السَّرارةُ أَیضاً. و السِّرُّ: وسَطُ الوادی، و جمعه سُرور: قال الأَعشی: كَبَرْدِیَّةِ الغِیلِ وسْطَ الغَرِیف، إِذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا و كذلك سَرارُه و سَرارَتُه و سُرّتُه. و أَرض سِرٌّ: كریمةٌ طیبة، و قیل: هی أَطیب موضع فیه، و جمع
لسان العرب، ج‌4، ص: 359
السِّرِّ سِرَرٌ نادر، و جمع السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ و أَقْذِلَة، و جمع السَّرارِة سَرائرُ. الأَصمعی: سَرارُ الأَرض أَوسَطُه و أَكرمُه. و یقال: أَرض سَرَّاءُ أَی طیبة. و قال الفراء: سِرٌّ بَیِّنُ السِّرارةِ، و هو الخالص من كل شی‌ء. و قال الأَصمعی: السِّرُّ من الأَرض مثل السَّرارةِ أَكرمها؛ و قول الشاعر: و أَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم، و اهْبِطْ بها مِنْكَ بِسِرٍّ كاتم قال: السر أَخْصَبُ الوادی. و كاتم أَی كامن تراه فیه قد كتم و لم ییبس؛ و قال لبید یرثی قوماً: فَساعَهُمُ حَمْدٌ، و زانَتْ قُبورَهمْ أَسِرَّةُ رَیحانٍ، بِقاعٍ مُنَوَّر قال: الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّیاضِ، و قال أَبو عمرو: واحد الأَسِرَّةِ سِرَارٌ؛ و أَنشد: كأَنه عن سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ و سِرُّ الحَسَبِ و سَرارُه و سَرارَتُه: أَوسطُه. و یقال: فلان فی سِرِّ قومه أَی فی أَفضلهم، و فی الصحاح: فی أَوسطهم. و‌فی حدیث ظبیان: نحن قوم من سَرارةِ مَذْحِجٍ‌أَی من خیارهم. و سِرُّ النسَبِ: مَحْضُه و أَفضلُه، و مصدره السَّرارَةُ، بالفتح. و السِّرُّ من كل شی‌ء: الخالِصُ بَیِّنُ السَّرارةِ، و لا فعل له؛ و أَما قول إمرئ القیس فی صفة امرأَة: فَلَها مُقَلَّدُها و مُقْلَتُها، و لَها علیهِ سَرارةُ الفضلِ فإِنه وصف جاریةً شبهها بظبیةٍ جیداً و مُقْلَةً ثم جعل لها الفضل علی الظبیة فی سائر مَحاسِنها، أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الفضل. و سَرارةُ كلِّ شی‌ء: محضُه و وسَطُه، و الأَصل فیهما سَرَارةُ الروضة، و هی خیر منابتها، و كذلك سُرَّةُ الروضة. و قال الفراء: لها علیها سَرارةُ الفضل و سَراوةُ الفضل أَی زیادة الفضل. و سَرارة العیش: خیره و أَفضله. و فلان سِرُّ هذا الأَمر إِذا كان عالماً به. و سِرُّ الوادی: أَفضل موضع فیه، و الجمع أَسِرَّةٌ مثل قِنٍّ و أَقِنَّةٍ؛ قال طرفة: تَرَبَّعَتِ القُفَّینِ فی الشَّوْلِ تَرْتَعِی حَدائِقَ مَوْلیِّ الأَسِرَّةِ أَغْیَدِ و كذلك سَرارةُ الوادی، و الجمع سرارٌ؛ قال الشاعر: فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَنی سُلَیْمٍ، أَكُنْ منها التَّخُومَةَ و السَّرَارا و السُّرُّ و السِّرُّ و السِّرَرُ و السِّرارُ، كله: خط بطن الكف و الوجه و الجبهة؛ قال الأَعشی: فانْظُرْ إِلی كفٍّ و أَسْرارها، هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَنی ضائری؟ یعنی خطوط باطن الكف، و الجمع أَسِرَّةٌ و أَسْرارٌ، و أَسارِیرُ جمع الجمع؛ و كذلك الخطوط فی كل شی‌ء؛ قال عنترة: بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ، قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ فی الشِّمالِ مُفَدَّم و‌فی حدیث عائشة فی صفته، صلی الله علیه و سلم: تَبْرُقُ أَسارِیرُ وجهه.قال أَبو عمرو: الأَساریر هی الخطوط التی فی الجبهة من التكسر فیها، واحدها سِرَرٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول فی‌قوله تبرق أَسارِیرُ وجهه، قال: خطوط وجهه سِرٌّ و أَسرارٌ، و أَسارِیرُ جمع الجمع. قال: و قال بعضهم الأَساریرُ الخدّان و الوجنتان و محاسن الوجه، و هی شآبیبُ الوجه أَیضاً و سُبُحاتُ الوجه. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: كأَنَّ ماءَ الذهبِ یجری فی
لسان العرب، ج‌4، ص: 360
صفحة خده، و روْنَقَ الجلالِ یَطَّردُ فی أَسِرَّةِ جبینه.و تَسَرَّرَ الثوبُ: تَشَقَّقَ. و سُرَّةُ الحوض: مستقر الماء فی أَقصاه. و السُّرَّةُ: الوَقْبَةُ التی فی وسط البطن. و السُّرُّ و السَّرَرُ: ما یتعلق من سُرَّةِ المولود فیقطع، و الجمع أَسِرَّةٌ نادر. و سَرَّه سَرّاً: قطع سَرَرَه، و قیل: السرَر ما قطع منه فذهب. و السُّرَّةُ: ما بقی، و قیل: السُّر، بالضم، ما تقطعه القابلة من سُرَّة الصبی. یقال: عرفْتُ ذلك قبل أَن یُقْطَعَ سُرُّك، و لا تقل سرتك لأَن السرة لا تقطع و إِنما هی الموضع الذی قطع منه السُّرُّ. و السَّرَرُ و السِّرَرُ، بفتح السین و كسرها: لغة فی السُّرِّ. یقال: قُطِعَ سَرَرُ الصبی و سِرَرُه، و جمعه أَسرة؛ عن یعقوب، و جمع السُّرة سُرَرٌ و سُرَّات لا یحركون العین لأَنها كانت مدغمة. و سَرَّه: طعنه فی سُرَّته؛ قال الشاعر: نَسُرُّهُمُ، إِن هُمُ أَقْبَلُوا، و إِن أَدْبَرُوا، فَهُمُ مَنْ نَسُبْ أَی نَطْعُنُه فی سُبَّتِه. قال أَبو عبید: سمعت الكسائی یقول: قُطِع سَرَرُ الصبیّ، و هو واحد. ابن السكیت: یقال قطع سرر الصبی، و لا یقال قطعت سرته، إِنما السرة التی تبقی و السرر ما قطع. و قال غیره: یقال، لما قطع، السُّرُّ أَیضاً، یقال: قطع سُرُّه و سَرَرُه. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، وُلِدَ مَعْذُوراً مسروراً؛ أَی مقطوع السُّرَّة «2». و هو ما یبقی بعد القطع مما تقطعه القابلة. و السَّرَرُ: داءٌ یأْخذ فی السُّرَّة، و فی المحكم: یأْخذ الفَرَس. و بعیر أَسَرُّ و ناقة سرَّاء بیِّنة السَّرَر یأْخذها الداء فی سرتها فإِذا بركت تجافت؛ قال الأَزهری: هذا التفسیر غلط من اللیث إِنما السَّرَرُ وجع یأْخذ البعیر فی الكِرْكِرَةِ لا فی السرة. قال أَبو عمرو: ناقة سَرَّاء و بعیر أَسَرُّ بیِّنُ السَّرَرِ، و هو وجع یأْخذ فی الكركرة؛ قال الأَزهری: هذا سماعی من العرب، و یقال: فی سُرَّته سَرَرٌ أَی ورم یؤلمه، و قیل: السَّرَر قرح فی مؤخر كركرة البعیر یكاد ینقب إِلی جوفه و لا یقتل، سَرَّ البعیرُ یَسَرُّ سَرَراً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قیل: الأَسَرُّ الذی به الضَّبُّ، و هو ورَمٌ یكون فی جوف البعیر، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر؛ قال معدیكرب المعروف بِغَلْفاءَ یرثی أَخاه شُرَحْبِیلَ و كان رئیس بكر بن وائل قتل یوم الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبی عن الفِراشِ لَنابی، كَتَجافِی الأَسَرِّ فوقَ الظِّراب مِنْ حَدِیث نَما إِلَیَّ فَما تَرْقَأُ عَیْنِی، و لا أُسِیغ شَرابی مُرَّةٌ كالذُّعافِ، أَكْتُمُها النَّاسَ، علی حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ مِنْ شُرَحْبِیلَ إِذْ تَعَاوَرَهُ الأَرْماحُ، فی حالِ صَبْوَةٍ و شَبابِ و قال: و أَبِیتُ كالسَّرَّاءِ یَرْبُو ضَبُّها، فإِذا تَحَزْحَزَ عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ و سَرَّ الزَّنْدَ یَسُرُّه سَرّاً إِذا كان أَجوف فجعل فی جوفه عوداً لیقدح به. قال أَبو حنیفة: یقال سُرَّ زَنْدَكَ فإِنه أَسَرُّ أَی أَجوف أَی احْشُه لِیَرِیَ. و السَّرُّ: مصدر سَرِّ الزَّنْدَ. و قَنَاةٌ سَرَّاءُ: جوفاء بَیِّنَةُ السَّرَرِ.
(2). قوله: [أَی مقطوع السرة] كذا بالأَصل و مثله فی النهایة و الإِضافة علی معنی من الابتدائیة و المفعول محذوف و الأَصل مقطوع السر من السرة و إِلَّا فقد ذكر أَنه لا یقال قطعت سرته
لسان العرب، ج‌4، ص: 361
و السَّرِیرُ: المُضطَجَعُ، و الجمع أَسِرَّةٌ و سُرُرٌ؛ سیبویه: و من قال صِیدٌ قال فی سُرُرٍ سُرٌّ. و السریر: الذی یجلس علیه معروف. و فی التنزیل العزیز: عَلیٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِینَ*؛ و بعضهم یستثقل اجتماع الضمتین مع التضعیف فیردّ الأَول منهما إِلی الفتح لخفته فیقول سُرَرٌ، و كذلك ما أَشبهه من الجمع مثل ذلیل و ذُلُلٍ و نحوه. و سریر الرأْس: مستقره فی مُرَكَّبِ العُنُقِ؛ و أَنشد: ضَرْباً یُزِیلُ الهامَ عن سَرِیرِهِ، إِزَالَةَ السُّنْبُلِ عن شَعِیرِهِ و السَّرِیرُ: مُسْتَقَرُّ الرأْس و العنق. و سَرِیرُ العیشِ: خَفْضُهُ و دَعَتُه و ما استقرّ و اطمأَن علیه. و سَرِیرُ الكَمْأَةِ و سِرَرُها، بالكسر: ما علیها من التراب و القشور و الطین، و الجمع أَسْرارٌ. قال ابن شمیل: الفَقْعُ [الفِقْعُ أَرْدَأُ الكَمْ‌ءِ طَعْماً و أَسرعها ظهوراً و أَقصرها فی الأَرض سِرَراً، قال: و لیس لِلْكَمْأَةِ عروق و لكن لها أَسْرارٌ. و السَّرَرُ: دُمْلُوكَة من تراب تَنبت فیها. و السَّرِیرُ: شحمة البَرْدِیِّ. و السُّرُورُ: ما اسْتَسَرَّ من البَرْدِیَّة فَرَطُبَتْ و حَسُنَتْ و نَعُمَتْ. و السُّرُورُ من النبات: أَنْصافُ سُوقه العُلا؛ و قول الأَعشی: كَبَرْدِیَّة الغِیلِ وَسْطَ الغَرِیفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّرِیرا یعنی شَحْمَةَ البَرْدِیِّ، و یروی: … السُّرُورَا، و هی ما قدمناه، یرید جمیع أَصلها الذی استقرت علیه أَو غایة نعمتها، و قد یعبر بالسریر عن المُلْكِ و النّعمَةِ؛ و أَنشد: و فارَقَ مِنها عِیشَةً غَیْدَقِیَّةً؛ و لم یَخْشَ یوماً أَنْ یَزُولَ سَرِیرُها ابن الأَعرابی: سَرَّ یَسَرُّ إِذا اشتكی سُرَّتَهُ. و سَرَّه یَسُرُّه: حَیَّاه بالمَسَرَّة و هی أَطراف الریاحین. ابن الأَعرابی: السَّرَّةُ، الطاقة من الریحان، و المَسَرَّةُ أَطراف الریاحین. قال أَبو حنیفة: و قوم یجعلون الأَسِرَّةَ طریق النبات یذهبون به إِلی التشبیه بأَسِرَّةِ الكف و أَسرة الوجه، و هی الخطوط التی فیهما، و لیس هذا بقویّ. و أَسِرَّةُ النبت: طرائقه. و السَّرَّاءُ: النعمة، و الضرَّاء: الشدة. و السَّرَّاءُ: الرَّخاء، و هو نقیض الضراء. و السُّرُّ و السَّرَّاءُ و السُّرُورُ و المَسَرَّةُ، كُلُّه: الفَرَحُ؛ الأَخیرة عن السیرافی. یقال: سُرِرْتُ برؤیة فلان و سَرَّنی لقاؤه و قد سَرَرْتُه أَسُرُّه أَی فَرَّحْتُه. و قال الجوهری: السُّرور خلاف الحُزن؛ تقول: سَرَّنی فلانٌ مَسَرَّةً و سُرَّ هو علی ما لم یسمَّ فاعله. و یقال: فلانٌ سِرِّیرٌ إِذا كان یَسُرُّ إِخوانَه و یَبَرُّهم. و امرأَة سَرَّةٌ «1». و قومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ. و امرأَة سَرَّةٌ و سارَّةٌ: تَسُرُّك؛ كلاهما عن اللحیانی. و المثل الذی جاء: كُلَّ مُجْرٍ بالخَلاء مُسَرٌّ؛ قال ابن سیدة: هكذا حكاه أَفَّارُ بنُ لَقِیطٍ إِنما جاء علی توهم أَسَرَّ، كما أَنشد الآخر فی عكسه: و بَلَدٍ یُغْضِی علی النُّعوتِ، یُغْضِی كإِغْضَاءِ الرُّوَی المَثْبُوتِ «2». أَراد: المُثْبَتَ فتوهم ثَبَتَهُ، كما أَراد الآخر المَسْرُورَ فتوهم أَسَرَّه. وَ وَلَدَتْ ثلاثاً فی سَرَرٍ واحد أَی بعضهم فی إِثر بعض. و یقال: ولد له ثلاثة علی سِرٍّ و علی سِرَرٍ واحد، و هو أَن تقطع سُرَرُهم أَشباهاً لا تَخْلِطُهُم
(1). قوله: [و امرأَة سرة] كذا بالأَصل بفتح السین، و ضبطت فی القاموس بالشكل بضمها (2). قوله: [یغضی إلخ] البیت هكذا بالأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 362
أُنثی. و یقولون: ولدت المرأَة ثلاثة فی صِرَرٍ، جمع الصِّرَّةِ، و هی الصیحة، و یقال: الشدة. و تَسَرَّرَ فلانٌ بنتَ فلان إِذا كان لئیماً و كانت كریمة فتزوّجها لكثرة ماله و قلة مالها. و السُّرَرُ: موضع علی أَربعة أَمیال من مكة؛ قال أَبو ذؤیب: بِآیةِ ما وقَفَتْ و الرِّكابَ، و بَیْنَ الحَجُونِ و بَیْنَ السُّرَرْ التهذیب: و قیل فی هذا البیت هو الموضع الذی جاء‌فی الحدیث: كانت به شجرة سُرَّ تحتها سبعون نبیّاً، فسمی سُرَراً لذلك؛ و‌فی بعض الحدیث: أَنها بالمأْزِمَیْنِ مِن مِنًی كانت فیه دَوْحَةٌ.قال ابن عُمران: بها سَرْحَة سُرَّ تحتها سبعون نبیّاً أَی قطعت سُرَرُهُمْ یعنی أَنهم ولدوا تحتها، فهو یصف بركتها و الموضع الذی هی فیه یسمی وادی السرر، بضم السین و فتح الراء؛ و قیل: هو بفتح السین و الراء، و قیل: بكسر السین. و‌فی حدیث السِّقْطِ: إِنه یَجْتَرُّ والدیه بِسَرَرِهِ حتی یدخلهما الجنة.و‌فی حدیث حذیفة: لا ینزل سُرَّة البصرة‌أَی وسطها و جوفها، من سُرَّةِ الإِنسان فإِنها فی وسطه. و‌فی حدیث طاوس: من كانت له إِبل لم یؤدِّ حَقَّها أَتت یوم القیامة كَأَسَرِّ ما كانت تَطؤه بأَخفافها‌أَی كَأَسْمَنِ ما كانت و أَوفره، من سُرِّ كلِّ شی‌ء و هو لُبُّه و مُخُّه، و قیل: هو من السُّرُور لأَنها إِذا سمنت سَرَّت الناظر إِلیها. و‌فی حدیث عمر: أَنه كان یحدّثه، علیه السلامُ، كَأَخِی السِّرَارِ؛ السِّرَارُ: المُسَارَّةُ، أَی كصاحب السِّرَارِ أَو كمثل المُسَارَّةِ لخفض صوته، و الكاف صفة لمصدر محذوف؛ و فیه: لا تقتلوا أَولادكم سِرّاً فإِن الغَیْلَ یدرك الفارسَ فَیُدَعْثِرُه من فرسه؛ الغَیْلُ: لبن المرأَة إِذا حملت و هی تُرْضِعُ، و سمی هذا الفعل قتلًا لأَنه یفضی إِلی القتل، و ذلك أَنه یضعفه و یرخی قواه و یفسد مزاجه، و إِذا كبر و احتاج إِلی نفسه فی الحرب و منازلة الأَقران عجز عنهم و ضعف فربما قُتل، إِلَّا أَنه لما كان خفیّاً لا یدرك جعله سرّاً. و‌فی حدیث حذیفة: ثم فتنة السَّرَّاءِ؛ السَّرَّاءُ: البَطْحاءُ؛ قال ابن الأَثیر: قال بعضهم هی التی تدخل الباطن و تزلزله، قال: و لا أَدری ما وجهه. و المِسَرَّةُ: الآلة التی یُسَارُّ فیها كالطُّومار. و الأَسَرُّ: الدَّخِیلُ؛ قال لبید: و جَدِّی فارسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ رَئِیسٌ، لا أَسَرُّ و لا سَنِیدُ و یروی: أَلَفُّ. و فی المثل: ما یَوْمُ حَلِیمَةَ بِسِرٍّ؛ قال: یضرب لكل أَمر متعالم مشهور، و هی حلیمة بنت الحرث بن أَبی شمر الغسانی لأَن أَباها لما وجه جیشاً إِلی المنذر بن ماء السماء أَخرجت لهم طیباً فی مِرْكَنٍ، فطیبتهم به فنسب الیوم إِلیها. و سَرَارٌ: وادٍ. و السَّرِیرُ: موضع فی بلاد بنی كنانة؛ قال عروة بن الورد: سَقَی سَلْمی، و أَیْنَ مَحَلُّ سَلْمی؟ إِذا حَلَّتْ مُجاوِرَةَ السَّرِیرِ و التَّسْرِیرُ: موضع فی بلاد غاضرة؛ حكاه أَبو حنیفة، و أَنشد: إِذا یقولون: ما أَشْفَی؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِیرِ یَشْفِینِی مما یَضُمُّ إِلی عُمْرانَ حاطِبُهُ، من الجُنَیْبَةِ، جَزْلًا غَیْرَ مَوْزُونِ الجنیبة: ثِنْیٌ من التسریر، و أَعلی التسریر لغاضرة.
لسان العرب، ج‌4، ص: 363
و فی دیار تمیم موضع یقال له: السِّرُّ. و أَبو سَرَّارٍ و أَبو السَّرّارِ جمیعاً: من كُناهم. و السُّرْسُورُ: الفَطِنُ العالم. و إِنه لَسُرْسُورُ مالٍ أَی حافظ له. أَبو عمرو: فلان سُرْسُورُ مالٍ و سُوبانُ مالٍ إِذا كان حسن القیام علیه عالماً بمصلحته. أَبو حاتم: یقال فلان سُرْسُورِی و سُرْسُورَتِی أَی حبیبی و خاصَّتِی. و یقال: فلان سُرْسُورُ هذا الأَمر إِذا كان قائماً به. و یقال للرجل سُرْسُرْ «1». إِذا أَمرته بمعالی الأُمور. و یقال: سَرْسَرْتُ شَفْرَتِی إِذا أَحْدَدْتَها.

سطر؛ ج4، ص: 363

: السَّطْرُ و السَّطَرُ: الصَّفُّ من الكتاب و الشجر و النخل و نحوها؛ قال جریر: مَنْ شاءَ بایَعْتُه مالی و خُلْعَتَه، ما یَكْمُلُ التِّیمُ فی دیوانِهمْ سَطَرا و الجمعُ من كل ذلك أَسْطُرٌ و أَسْطارٌ و أَساطِیرُ؛ عن اللحیانی، و سُطورٌ. و یقال: بَنی سَطْراً و غَرَسَ سَطْراً. و السَّطْرُ: الخَطُّ و الكتابة، و هو فی الأَصل مصدر. اللیث: یقال سَطْرٌ من كُتُبٍ و سَطْرٌ من شجر معزولین و نحو ذلك؛ و أَنشد: إِنی و أَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لقائلٌ: یا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ قٰالُوا أَسٰاطِیرُ الْأَوَّلِینَ؛ خَبَرٌ لابتداء محذوف، المعنی و قالوا الذی جاء به أَساطیر الأَولین، معناه سَطَّرَهُ الأَوَّلون، و واحدُ الأَساطیر أُسْطُورَةٌ، كما قالوا أُحْدُوثَةٌ و أَحادیث. و سَطَرَ یَسْطُرُ إِذا كتب؛ قال الله تعالی: ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا یَسْطُرُونَ؛ أَی و ما تكتب الملائكة؛ و قد سَطَرَ الكتابَ یَسْطُرُه سَطْراً و سَطَّرَه و اسْتَطَرَه. و فی التنزیل: وَ كُلُّ صَغِیرٍ وَ كَبِیرٍ مُسْتَطَرٌ. و سَطَرَ یَسْطُرُ سَطْراً: كتب، و اسْتَطَرَ مِثْلُهُ. قال أَبو سعید الضریر: سمعت أَعرابیّاً فصیحاً یقول: أَسْطَرَ فلانٌ اسمی أَی تجاوز السَّطْرَ الذی فیه اسمی، فإِذا كتبه قیل: سَطَرَهُ. و یقال: سَطَرَ فلانٌ فلاناً بالسیف سَطْراً إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ؛ و منه قیل لسیف القَصَّابِ: ساطُورٌ. الفراء: یقال للقصاب ساطِرٌ و سَطَّارٌ و شَطَّابٌ و مُشَقِّصٌ و لَحَّامٌ و قُدَارٌ و جَزَّارٌ. و قال ابن بُزُرج: یقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عن خَطَئِهِ: أَسْطَرَ فلانٌ الیومَ، و هو الإِسْطارُ بمعنی الإِخْطاءِ. قال الأَزهری: هو ما حكاه الضریر عن الأَعرابی أَسْطَرَ اسمی أَی جاوز السَّطْرَ الذی هو فیه. و الأَساطِیرُ: الأَباطِیلُ. و الأَساطِیرُ: أَحادیثُ لا نظام لها، واحدتها إِسْطارٌ و إِسْطارَةٌ، بالكسر، و أُسْطِیرٌ و أُسْطِیرَةٌ و أُسْطُورٌ و أُسْطُورَةٌ، بالضم. و قال قوم: أَساطِیرُ جمعُ أَسْطارٍ و أَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ. و قال أَبو عبیدة: جُمِعَ سَطْرٌ علی أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ علی أَساطیر، و قال أَبو الحسن: لا واحد له، و قال اللحیانی: واحد الأساطیر أُسطورة و أُسطیر و أُسطیرة إِلی العشرة. قال: و یقال سَطْرٌ و یجمع إِلی العشرة أَسْطاراً، ثم أَساطیرُ جمعُ الجمعِ. و سَطَّرَها: أَلَّفَها. و سَطَّرَ علینا: أَتانا بالأَساطِیرِ. اللیث: یقال سَطَّرَ فلانٌ علینا یُسَطِّرُ إِذا جاء بأَحادیث تشبه الباطل. یقال: هو یُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَی یؤلف. و‌فی حدیث الحسن: سأَله الأَشعث عن شی‌ء من القرآن فقال له: و الله إِنك ما
(1). قوله: [سرسر] هكذا فی الأَصل بضم السینین
لسان العرب، ج‌4، ص: 364
تُسَیْطِرُ عَلَیَّ بشی‌ء‌أَی ما تُرَوِّجُ. یقال: سَطَّرَ فلانٌ علی فلان إِذا زخرف له الأَقاویلَ و نَمَّقَها، و تلك الأَقاویلُ الأَساطِیرُ و السُّطُرُ. و المُسَیْطِرُ و المُصَیْطِرُ: المُسَلَّطُ علی الشی‌ء لِیُشْرِف علیه و یَتَعَهَّدَ أَحوالَه و یكتبَ عَمَلَهُ، و أَصله من السَّطْر لأَن الكتاب مُسَطَّرٌ، و الذی یفعله مُسَطِّرٌ و مُسَیْطِرٌ. یقال: سَیْطَرْتَ علینا. و فی القرآن: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ؛ أَی مُسَلَّطٍ. یقال: سَیْطَرَ یُسَیطِرُ و تَسَیطَرَ یتَسَیْطَرُ، فهو مُسَیْطِرٌ و مُتَسَیْطِرٌ، و قد تقلب السین صاداً لأَجل الطاء، و قال الفراء فی قوله تعالی: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزٰائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَیْطِرُونَ؛ قال: الْمُصَیْطِرُونَ كتابتها بالصاد و قراءتها بالسین، و قال الزجاج: المسیطرون الأَرباب المسلطون. یقال: قد تسیطر علینا و تصیطر، بالسین و الصاد، و الأَصل السین، و كل سین بعدها طاء یجوز أَن تقلب صاداً. یقال: سطر و صطر و سطا علیه و صطا. و سَطَرَه أَی صرعه. و السَّطْرُ: السِّكَّةُ من النخل. و السَّطْرُ: العَتُودُ من المَعزِ، و فی التهذیب: من الغنم، و الصاد لغة. و المُسَیْطِرُ: الرقیب الحفیظ، و قیل: المتسلط، و به فسر قوله عز و جل: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ، و قد سَیْطَرَ علینا و سَوْطَرَ. اللیث: السَّیْطَرَةُ مصدر المسیطر، و هو الرقیب الحافظ المتعهد للشی‌ء. یقال: قد سَیْطَرَ یُسَیْطِرُ، و فی مجهول فعله إِنما صار سُوطِر، و لم یقل سُیْطِرَ لأَن الیاء ساكنة لا تثبت بعد ضمة، كما أَنك تقول من آیَسْتُ أُویِسَ یوأَسُ و من الیقین أُوقِنَ یُوقَنُ، فإِذا جاءت یاء ساكنة بعد ضمة لم تثبت، و لكنها یجترها ما قبلها فیصیرها واواً فی حال «2». مثل قولك أَعْیَسُ بَیِّنُ العِیسةِ و أَبیض و جمعه بِیضٌ، و هو فُعْلَةٌ و فُعْلٌ، فاجترت الیاء ما قبلها فكسرته، و قالوا أَكْیَسُ كُوسَی و أَطْیَبُ طُوبَی، و إِنما تَوَخَّوْا فی ذلك أَوضحه و أَحسنه، و أَیما فعلوا فهو القیاس؛ و كذلك یقول بعضهم فی قِسْمَةٌ ضِیزیٰ إِنما هو فُعْلَی، و لو قیل بنیت علی فِعْلَی لم یكن خطأ، أَ لا تری أَن بعضهم یهمزها علی كسرتها، فاستقبحوا أَن یقولوا سِیطِرَ لكثرة الكسرات، فلما تراوحت الضمة و الكسرة كان الواو أَحسن، و أَما یُسَیْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة السین رجعت الیاء. قال أَبو منصور: سَیْطَرَ جاء علی فَیْعَلَ، فهو مُسَیْطِرٌ، و لم یستعمل مجهول فعله، و ینتهی فی كلام العرب إِلی ما انتهوا إِلیه. قال: و قول اللیث لو قیل بنیتْ ضِیزَی علی فِعْلَی لم یكن خطأ، هذا عند النحویین خطأ لأَن فِعْلَی جاءت اسماً و لم تجئ صفة، و ضِیزَی عندهم فُعْلَی و كسرت الضاد من أَجل الیاء الساكنة، و هی من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضِیزُهُ إِذا نقصته، و هو مذكور فی موضعه؛ و أَما قول أَبی دواد الإِیادی: و أَری الموتَ قد تَدَلَّی، مِنَ الحَصْرِ، عَلَی رَبِّ أَهلِهِ السَّاطِرونِ فإِن الساطرون اسم ملك من العجم كان یسكن الحضر، و هو مدینة بین دِجْلَةَ و الفرات، غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه و قتله. التهذیب: المُسْطَارُ الخمر الحامض، بتخفیف الراء، لغة رومیة، و قیل: هی الحدیثة المتغیرة الطعم و الریح، و قال: المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التی اعتصرت من أَبكار العنب حدیثاً بلغة أَهل الشام، قال: و أُراه رومیّاً لأَنه لا یشبه أَبنیة كلام العرب؛ قال: و یقال المُسْطار بالسین، قال: و هكذا رواه أَبو عبید فی باب الخمر و قال: هو الحامض منه. قال الأَزهری:
(2). قوله: [فی حال] لعل بعد ذلك حذفاً و التقدیر فی حال تقلب الضمة كسرة للیاء مثل و قولك أَعیس إلخ
لسان العرب، ج‌4، ص: 365
المسطار أَظنه مفتعلًا من صار قلبت التاء طاء. الجوهری: المسطار، «1». بكسر المیم، ضرب من الشراب فیه حموضة.

سعر؛ ج4، ص: 365

: السِّعْرُ: الذی یَقُومُ علیه الثَّمَنُ، و جمعه أَسْعَارٌ و قد أَسْعَرُوا و سَعَّرُوا بمعنی واحد: اتفقوا علی سِعْرٍ. و‌فی الحدیث: أَنه قیل للنبی، صلی الله علیه و سلم: سَعِّرْ لنا، فقال: إِن الله هو المُسَعِّرُ؛ أَی أَنه هو الذی یُرْخِصُ الأَشیاءَ و یُغْلِیها فلا اعتراض لأَحد علیه، و لذلك لا یجوز التسعیر. و التَّسْعِیرُ: تقدیر السِّعْرِ. و سَعَرَ النار و الحرب یَسْعَرُهما سَعْراً و أَسْعَرَهُما و سَعَّرَهُما: أَوقدهما و هَیَّجَهُما. و اسْتَعَرَتْ و تَسَعَّرَتْ: استوقدت. و نار سَعِیرٌ: مَسْعُورَةٌ، بغیر هاء؛ عن اللحیانی. و قرئ: وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ، و سُعِرَتْ أَیضاً، و التشدید للمبالغة. و قوله تعالی: وَ كَفیٰ بِجَهَنَّمَ سَعِیراً؛ قال الأَخفش: هو مثل دَهِینٍ و صَریعٍ لأَنك تقول سُعِرَتْ فهی مَسْعُورَةٌ؛ و منه قوله تعالی: فَسُحْقاً لِأَصْحٰابِ السَّعِیرِ؛ أَی بُعْداً لأَصحاب النار. و یقال للرجل إِذا ضربته السَّمُوم فاسْتَعَرَ جَوْفُه: به سُعارٌ. و سُعارُ العَطَشِ: التهابُه. و السَّعِیرُ و السَّاعُورَةُ: النار، و قیل: لهبها. و السُّعارُ و السُّعْرُ: حرها. و المِسْعَرُ و المِسْعارُ: ما سُعِرَتْ به. و یقال لما تحرك به النار من حدید أَو خشب: مِسْعَرٌ و مِسْعَارٌ، و یجمعان علی مَسَاعِیرَ و مساعر. و مِسْعَرُ الحرب: مُوقِدُها. یقال: رجل مِسْعَرُ حَرْبٍ إِذا كان یُؤَرِّثُها أَی تحمی به الحرب. و‌فی حدیث أَبی بَصِیر: وَیْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ لو كان له أَصحاب؛ یصفه بالمبالغة فی الحرب و النَّجْدَةِ. و منه‌حدیث خَیْفان: و أَما هذا الحَیُّ مِن هَمْدَانَ فَأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعِیرُ غَیْرُ عُزْلٍ.و السَّاعُور: كهیئة التَّنُّور یحفر فی الأَرض و یختبز فیه. و رَمْیٌ سَعْرٌ: یُلْهِبُ المَوْتَ، و قیل: یُلْقِی قطعة من اللحم إِذا ضربه. و سَعَرْناهُمْ بالنَّبْلِ: أَحرقناهم و أَمضضناهم. و یقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ و طَعْنٌ نَثْرٌ و رَمْیٌ سَعْرٌ مأْخوذ من سَعَرْتُ النارَ و الحربَ إِذا هَیَّجْتَهُما. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، یحث أَصحابه: اضْرِبُوا هَبْراً و ارْموا سَعْراً‌أَی رَمْیاً سریعاً، شبهه باستعار النار. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، وَحْشٌ فإِذا خرج من البیت أَسْعَرَنا قَفْزاً‌أَی أَلْهَبَنَا و آذانا. و السُّعارُ: حر النار. و سَعَرَ اللَّیْلَ بالمَطِیِّ سَعْراً: قطعه. و سَعَرْتُ الیومَ فی حاجتی سَعْرَةً أَی طُفْتُ. ابن السكیت: و سَعَرَتِ الناقةُ إِذا أَسرعت فی سیرها، فهی سَعُورٌ. و قال أَبو عبیدة فی كتاب الخیل: فرس مِسْعَرٌ و مُساعِرٌ، و هو الذی یُطیح قوائمه متفرقةً و لا صَبْرَ لَهُ، و قیل: وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم. و السَّعَرَانُ: شدة العَدْو، و الجَمَزَانُ: من الجَمْزِ، و الفَلَتانُ: النَّشِیطُ. و سَعَرَ القوم شَرّاً و أَسْعَرَهم و سَعَّرَهم: عَمَّهُمْ به، علی المثل، و قال الجوهری: لا یقال أَسعرهم. و‌فی حدیث السقیفة: و لا ینام الناسُ من سُعَارِه‌أَی من شره. و‌فی حدیث عمر: أَنه أَراد أَن یدخل الشام و هو یَسْتَعِرُ طاعوناً؛ اسْتَعارَ اسْتِعارَ النار لشدة الطاعون یرید كثرته و شدَّة تأْثیره، و كذلك یقال فی
(1). قوله: [الجوهری المسطار بالكسر إلخ] فی شرح القاموس قال الصاغانی: و الصواب الضم، قال: و كان الكسائی یشدد الراء فهذا دلیل علی ضم المیم لأَنه یكون حینئذٍ من اسطارّ یسطارّ مثل ادهامّ یدهامّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 366
كل أَمر شدید، و طاعوناً منصوب علی التمییز، كقوله تعالی: وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً. و اسْتَعَرَ اللصوصُ: اشْتَعَلُوا. و السُّعْرَةُ و السَّعَرُ: لون یضرب إِلی السواد فُوَیْقَ الأُدْمَةِ؛ و رجل أَسْعَرُ و امرأَة سَعْرَاءُ؛ قال العجاج: أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالًا هِجْرَعا [هَجْرَعا یقال: سَعِرَ فلانٌ یَسْعَرُ سَعَراً، فهو أَسْعَرُ، و سُعِرَ الرجلُ سُعَاراً، فهو مَسْعُورٌ: ضربته السَّمُوم. و السُّعَارُ: شدّة الجوع. و سُعار الجوع: لهیبه؛ أَنشد ابن الأَعرابی لشاعر یهجو رجلًا: تُسَمِّنُها بِأَخْثَرِ حَلْبَتَیْها، وَ مَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ وصفه بتغزیر حلائبه و كَسْعِهِ ضُرُوعَها بالماء البارد لیرتدّ لبنها لیبقی لها طِرْقُها فی حال جوع ابن عمه الأَقرب منه؛ و الأَحم: الأَدنی الأَقرب، و الحمیم: القریب القرابة. و یقال: سُعِرَ الرجلُ، فهو مسعور إِذا اشْتَدَّ جوعه و عطشه. و السعْرُ: شهوة مع جوع. و السُّعْرُ و السُّعُرُ: الجنون، و به فسر الفارسی قوله تعالی: إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلٰالٍ وَ سُعُرٍ، قال: لأَنهم إِذا كانوا فی النار لم یكونوا فی ضلال لأَنه قد كشف لهم، و إِنما وصف حالهم فی الدنیا؛ یذهب إِلی أَن السُّعُرَ هنا لیس جمع سعیر الذی هو النار. و ناقة مسعورة: كأَن بها جنوناً من سرعتها، كما قیل لها هَوْجَاءُ. و فی التنزیل حكایةً عن قوم صالح: أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّٰا إِذاً لَفِی ضَلٰالٍ وَ سُعُرٍ؛ معناه إِنا إِذاً لفی ضلال و جنون، و قال الفراء: هو العَنَاءُ و العذاب، و قال ابن عرفة: أَی فی أَمر یُسْعِرُنا أَی یُلْهِبُنَا؛ قال الأَزهری: و یجوز أَن یكون معناه إِنا إِن اتبعناه و أَطعناه فنحن فی ضلال و فی عذاب مما یلزمنا؛ قال: و إِلی هذا مال الفراء؛ و قول الشاعر: و سَامَی بها عُنُقٌ مِسْعَرُ قال الأَصمعی: المِسْعَرُ الشدید. أَبو عمرو: المِسْعَرُ الطویل. و مَسَاعِرُ البعیر: آباطه و أَرفاغه حیث یَسْتَعِرُ فیه الجَرَبُ؛ و منه قول ذی الرمة: قَرِیعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ و الواحدُ مَسْعَرٌ. و اسْتَعَرَ فیه الجَرَبُ: ظهر منه بمساعره. و مَسْعَرُ البعیر: مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه. و السِّعْرَارَةُ و السُّعْرُورَةُ: شعاع الشمس الداخلُ من كَوَّةِ البیت، و هو أَیضاً الصُّبْحُ، قال الأَزهری: هو ما تردّد فی الضوء الساقط فی البیت من الشمس، و هو الهباء المنبث. ابن الأَعرابی: السُّعَیْرَةُ تصغیر السِّعْرَةِ، و هی السعالُ الحادُّ. و یقال هذا سَعْرَةُ الأَمر و سَرْحَتُه و فَوْعَتُه: لأَوَّلِهِ و حِدَّتِهِ. أَبو یوسف: اسْتَعَرَ الناسُ فی كل وجه و اسْتَنْجَوا إِذا أَكلوا الرُّطب و أَصابوه؛ و السَّعِیرُ فی قول رُشَیْدِ بن رُمَیْضٍ العَنَزِیِّ: حلفتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، و أَنصابٍ تُرِكْنَ لَدَی السَّعِیرِ قال ابن الكلبی: هو اسم صنم كان لعنزة خاصة، و قیل: عَوض صنم لبكر بن وائل و المائرات: هی دماء الذبائح حول الأَصنام. و سِعْرٌ و سُعَیْرٌ و مِسْعَرٌ و سَعْرَانُ: أَسماء، و مِسْعَرُ بن كِدَامٍ المحدّث: جعله أَصحاب الحدیث مَسعر، بالفتح، للتفاؤل؛ و الأَسْعَرُ الجُعْفِیُّ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 367
سمی بذلك لقوله: فلا تَدْعُنی الأَقْوَامُ من آلِ مالِكٍ، إِذا أَنا أَسْعَرْ علیهم و أُثْقِب و الیَسْتَعُورُ الذی فی شِعْرِ عُرْوَةَ: موضع، و یقال شَجَرٌ.

سعبر؛ ج4، ص: 367

: السَّعْبَرُ و السَّعْبَرَةُ: البئر الكثیرة الماء؛ قال: أَعْدَدْتُ لِلْوِرْدِ، إِذا ما هَجَّرا، غَرْباً ثَجُوجاً، و قَلِیباً سَعْبَرَا و بئر سَعْبَرٌ و ماء سَعْبَرٌ: كثیر. و سِعْرٌ سَعْبَرٌ: رخِیصٌ. و خرج العجاج یرید الیمامة فاستقبله جریر ابن الخَطَفَی فقال له: أَین ترید؟ قال: أُرید الیمامة، قال: تجد بها نبیذاً خِضْرِماً و سِعْراً سَعْبَراً. و أَخرج من الطعام سَعَابِرَهُ و كَعَابِرَهُ، و هو كل ما یخرج منه من زُوَان و نحوه فَیُرمی به.و مر الفرزدق بصدیق له فقال: ما تشتهی یا أَبا فِرَاس؟ قال: شِوَاءً رَشْرَاشاً و نبیذاً سَعْبَراً و غِناءً یَفْتِقُ السَّمْعَ؛ الرشراش: الذی یَقْطُرُ. و السَّعْبَرُ: الكثیر‌

سعتر؛ ج4، ص: 367

: الجوهری: السَّعْتَرُ نبت، و بعضهم یكتبه بالصاد و فی كتب الطب لئلا یلتبس بالشعیر، و الله تعالی أَعلم.

سغر؛ ج4، ص: 367

: ابن الأَعرابی: السَّغْرُ النَّفْیُ، و قد سَغَرَهُ «1». إِذا نفاه.

سفر؛ ج4، ص: 367

: سَفَرَ البیتَ و غیره یَسْفِرُه سَفْراً: كنسه. و المِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ، و أَصله الكشف. و السُّفَارَةُ، بالضم: الكُنَاسَةُ. و قد سَفَرَه: كَشَطَه. و سَفَرَت الریحُ الغَیْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ: فَرَّقَتْه فتفرق و كشطته عن وجه السماء؛ و أَنشد: سَفَرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا الجوهری: و الریاح یُسافِرُ بعضها بعضاً لأَن الصَّبَا تَسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ و الجَنُوبُ تُلْحِمُه. و السَّفیر: ما سقط من ورق الشجر و تَحَاتَّ. و سَفَرَتِ الریحُ الترابَ و الوَرَقَ تَسْفِرُه سَفْراً: كنسته، و قیل: ذهبت به كُلَّ مَذْهَبٍ. و السَّفِیرُ: ما تَسْفِرُه الریح من الورق، و یقال لما سقط من ورق العُشْبِ: سَفِیرٌ، لأَن الریح تَسْفِرُه أَی تكنُسه؛ قال ذو الرمة: و حائل من سَفِیرِ الحَوْلِ جائله، حَوْلَ الجَرَائم، فی أَلْوَانِه شُهَبُ یعنی الورق تغیر لونه فحال و ابیض بعد ما كان أَخضر، و یقال: انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعر إِذا صار أَجْلَحَ. و الانْسِفارُ: الانْحسارُ. یقال: انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعر. و‌فی حدیث النخعی: أَنه سَفَرَ شعره‌أَی استأْصله و كشفه عن رأْسه. و انْسَفَرَت الإِبل إِذا ذهبت فی الأَرض. و السَّفَرُ: خلاف الحَضَرِ، و هو مشتق من ذلك لما فیه من الذهاب و المجی‌ء كما تذهب الریح بالسفیر من الورق و تجی‌ء، و الجمع أَسفار. و رجل سافرٌ: ذو سَفَرٍ، و لیس علی الفِعْل لأَنه لم یُرَ له فِعْلٌ؛ و قومٌ سافِرَةٌ و سَفْرٌ و أَسْفَارٌ و سُفَّارٌ، و قد یكون السَّفْرُ للواحد؛ قال: عُوجی عَلَیَّ فإِنَّنی سَفْرُ و المُسافِرُ: كالسَّافِر. و‌فی حدیث حذیفة و ذكر قوم لوط فقال: و تُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة؛ یعنی المُسافِرَ منهم، یقول: رُمُوا بالحجارة حیث كانوا فَأُلْحِقُوا بأَهل المدینة. یقال: رجل سَفْرٌ و قوم سَفْرٌ، ثم أَسافر جمع الجمع. و قال الأَصمعی:
(1). قوله: [و قد سغره] من باب منع كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 368
كثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَی المسافرون قال: و السَّفْر جمع سافر، كما یقال: شارب و شَرْبٌ، و یقال: رجل سافِرٌ و سَفْرٌ أَیضاً. الجوهری: السَّفَرُ قطع المسافة، و الجمع الأَسفار. و المِسْفَرُ: الكثیر الأَسفار القویُّ علیها؛ قال: لَنْ یَعْدَمَ المَطِیُّ مِنِّی مِسْفَرا، شَیْخاً بَجَالًا، و غلاماً حَزْوَرا و الأُنثی مِسْفَرَةٌ. قال الأَزهری: و سمی المُسافر مُسافراً لكشفه قِناع الكِنِّ عن وجهه، و منازلَ الحَضَر عن مكانه، و منزلَ الخَفْضِ عن نفسه، و بُرُوزِهِ إِلی الأَرض الفَضاء، و سمی السَّفَرُ سَفَراً لأَنه یُسْفِرُ عن وجوه المسافرین و أَخلاقهم فیظهر ما كان خافیاً منها. و یقال: سَفَرْتُ أَسْفُرُ «1». سُفُوراً خرجت إِلی السَّفَر فأَنا سافر و قوم سَفْرٌ، مثل صاحب و صحب، و سُفَّار مثل راكب و ركَّاب، و سافرت إِلی بلد كذا مُسافَرَة و سِفاراً؛ قال حسان: لَوْ لا السِّفارُ و بُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ، لَتَرَكْتُها تَحْبُو علی العُرْقُوبِ و‌فی حدیث المسح علی الخفین: أَمرنا إِذا كنا سَفْراً أو مسافرین؛ الشك من الراوی فی السَّفْر و المسافرین. و السَّفْر: جمع سافر، و المسافرون: جمع مسافر، و السَّفْر و المسافرون بمعنی. و‌فی الحدیث: أَنه قال لأَهل مكة عام الفتح: یا أَهل البلد صلوا أَربعاً فأَنا سَفْرٌ؛ و یجمع السَّفْر علی أَسْفارٍ. و بعیر مِسْفَرٌ: قویّ علی السفَر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للنمر بن تولب: أَجَزْتُ إِلَیْكَ سُهُوبَ الفلاةِ، وَ رَحْلی علی جَمَلٍ مِسْفَرِ و ناقةٌ مِسْفَرة و مِسْفار كذلك؛ قال الأَخطل: و مَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَی غَوائلُه، قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَیْنِ مِسْفارِ و سمی زهیر البقرةَ مُسافِرةً فقال: كَخَنْسَاءَ سَفْعاءِ المِلاطَیْنِ حُرَّةٍ، مُسافِرَةٍ مَزْؤُودَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ و یقال للثور الوحشی: مسافر و أَمانی و ناشط؛ و قال: كأَنها، بَعْدَ ما خَفَّتْ ثَمِیلَتُها، مُسافِرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَیْنِ مَكْحُولُ و السَّفْرُ: الأَثر یبقی علی جلد الإِنسان و غیره، و جمعه سُفُورٌ؛ و قال أَبو وَجْزَة: لقد ماحتْ علیكَ مُؤَبَّدَاتٌ، یَلُوح لهنَّ أَنْدَابٌ سُفُورُ و فرس سافِرُ اللحم أَی قلیله؛ قال ابن مقبل: لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ، و لا هَبِجٌ كَاسِی العظامِ، لطیفُ الكَشْحِ مَهْضُومُ التهذیب: و یقال سافرَ الرجلُ إِذا مات؛ و أَنشد: زعمَ ابنُ جدعانَ بنِ عَمْرٍو أَنَّه یوماً مُسافِرْ و المُسَفَّرَة: كُبَّةُ الغَزْلِ. و السُّفرة، بالضم: طعام یتخذ للمسافر، و به سمیت سُفرة الجلد. و‌فی حدیث زید بن حارثة قال: ذبحنا شاة فجعلناها سُفْرَتَنا أَو فی سُفْرتنا؛ السُّفْرَة: طعام یتخذه المسافر و أَكثر ما یحمل فی جلد مستدیر فنقل اسم الطعام إِلیه، و سمی به كما سمیت المزادة راویة و غیر ذلك من الأَسماء المنقولة، فالسُّفْرَة فی طعام السَّفَر كاللُّهْنَةِ للطعام الذی یؤكل بُكرة. و‌فی حدیث عائشة: صنعنا لرسول الله، صلی الله علیه و سلم،
(1). قوله: [سفرت أسفر] من باب طلب كما فی شرح القاموس و من باب ضرب كما فی المصباح و القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 369
و لأَبی بكر سُفْرَةً فی جراب‌أَی طعاماً لما هاجر هو و أَبو بكر، رضی الله عنه. غیره: السُّفرة التی یؤكل علیها سُمیت سُفْرَةً لأَنها تبسط إِذا أُكل علیها. و السَّفَار: سفار البعیر، و هی حدیدة توضع علی أَنف البعیر فیخطم بها مكانَ الحَكَمَة من أَنف الفرس. و قال اللحیانی: السِّفار و السِّفارة التی تكون علی أَنف البعیر بمنزلة الحَكَمَة، و الجمع أَسْفِرَة و سُفْرٌ و سَفائر؛ و قد سَفَرَه، بغیر أَلفٍ، یَسْفِره سَفْراً و أَسْفَره عنه إِسْفَاراً و سَفَّره؛ التشدید عن كراع، اللیث: السِّفار حبل یشد طرفه علی خِطام البعیر فَیُدَارُ علیه و یجعل بقیته زِماماً، قال: و ربما كان السِّفار من حدید؛ قال الأَخطل: و مُوَقَّع، أَثَرُ السِّفار بِخَطْمِهِ، منْ سُودِ عَقَّةَ أَوْ بَنِی الجَوَّالِ قال ابن بری: صوابه و موقعٍ مخفوض علی إِضمار رب؛ و بعده: بَكَرَتْ عَلیَّ به التِّجَارُ، و فَوْقَه أَحْمَالُ طَیِّبَة الرِّیاح حَلالُ أَی رب جمل موقع أَی بظهره الدبَرُ. و الدَّبَرُ: من طول ملازمة القتَب ظهرَه أُسْنِیَ علیه أَحمال الطیب و غیرها. و بنو عقة: من النمر بن قاسط. و بنو الجوَّال: من بنی تغلب. و‌فی الحدیث: فوضع یده علی رأْس البعیر ثم قال: هاتِ السِّفارَ فأَخذه فوضعه فی رأْسه؛ قال: السِّفار الزمام و الحدیدة التی یخطم بها البعیر لیذل و ینقاد؛ و منه‌الحدیث: ابْغِنی ثلاث رواحل مُسْفَرَات‌أَی علیهن السِّفار، و إِن روی بكسر الفاء فمعناه القویة علی السَّفر. یقال منه: أَسْفَر البعیرُ و اسْتَسْفَرَ. و منه‌حدیث الباقر: تَصَدَّقْ بِحَلال یدك و سَفْرِها؛ هو جمع السِّفار. و‌حدیث ابن مسعود: قال له ابن السَّعْدِیِّ: خرجتُ فی السحر أَسْفِرُ فرساً لی فمررت بمسجد بنی حنیفة؛ أَراد أَنه خرج یُدَمِّنُه علی السَّیْرِ و یروضه لیقوی علی السَّفَر، و قیل: هو من سفرت البعیر إِذا رعیته السَّفِیرَ، و هو أَسافل الزرع، و یروی بالقاف و الدال. و أَسْفَرَتِ الإِبلُ فی الأَرض: ذهبت. و‌فی حدیث معاذ: قال قرأْت علی النبی، صلی الله علیه و سلم، سَفْراً سَفْراً، فقال: هكذا فَاقْرَأْ.جاء فی الحدیث: تفسیره هَذّاً هَذّاً. قال الحربی: إِن صح فهو من السُّرعة و الذهاب من أَسفرت الإِبل إِذا ذهبت فی الأَرض، قال: و إِلَّا فلا أَعلم وجهه. و السَّفَرُ: بیاض النهار؛ قال ذو الرمة: و مَرْبُوعَةٍ رِبْعِیَّةٍ قد لَبَأْتُها، بِكَفَّیَّ مِنْ دَوِّیَّةٍ، سَفَراً سَفْرا یصف كَمْأَةً مَرْبُوعَةً أَصابها الربیع. ربعیة: منسوبة إِلی الربیع. لبأْتها: أَطعمتهم إِیاها طریة الاجتناء كاللِّبَا من اللبن، و هو أَبكره و أَوّله. و سَفَراً: صباحاً. و سَفْراً: یعنی مسافرین. و سَفَرَ الصبحُ و أَسْفَرَ: أَضاء. و أَسْفَرَ القومُ أَصبحوا. و أَسفر. أَضاء قبل الطلوع. و سَفَرَ وجهُه حُسْناً و أَسْفَرَ: أَشْرَقَ. و فی التنزیل العزیز: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ؛ قال الفراء: أَی مشرقة مضیئة. و قد أَسْفَرَ الوَجْهُ و أَسْفَرَ الصبح. قال: و إِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها قیل: سَفَرَتْ فهی سافِرٌ، بغیر هاء. و مَسَافِرُ الوجه: ما یظهر منه؛ قال إمرؤ القیس: و أَوْجُهُهُمْ بِیضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ و لقیته سَفَراً و فی سَفَرٍ أَی عند اسفرار الشمس للغروب؛ قال ابن سیدة: كذلك حكی بالسین. ابن
لسان العرب، ج‌4، ص: 370
الأَعرابی: السَّفَرُ الفجر؛ قال الأَخطل: إِنِّی أَبِیتُ، وَ هَمُّ المَرءِ یَبْعَثُه، مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ حتی یُفْرِجَ السَّفَرُ یرید الصبح؛ یقول: أَبیت أَسری إِلی انفجار الصبح. و سئل أَحمد بن حنبل عن الإِسْفارِ بالفجر فقال: هو أَن یُصْبِحَ الفَجْرُ لا یُشَكُّ فیه، و نحو ذلك قال إِسحاق و هو قول الشافعی و ذویه. و‌روی عن عمر أَنه قال: صلاة المغرب و الفجَاجُ مُسْفِرَةٌ.قال أَبو منصور: معناه أَی بَیِّنَةٌ مُبْصَرَةٌ لا تخفی. و‌فی الحدیث: صلاة المغرب یقال لها صلاة البَصَر لأَنها تؤدّی قبل ظلمة اللیل الحائلة بین الأَبصار و الشخوص.و السَّفَرُ سَفَرانِ: سَفَرُ الصبح و سَفَرُ المَسَاء، و یقال لبقیة بیاض النهار بعد مغیب الشمس: سَفَرٌ لوضوحه؛ و منه قول الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْری سَفَرا، لم تَرَ فیها مَطَرا؛ أَراد طلوعها عِشاء. وَ سَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشفت النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُوراً؛ و منه سَفَرْتُ بین القوم أَسْفِرُ سِفَارَةً [سَفَارَةً أَی كشفت ما فی قلب هذا و قلب هذا لأُصلح بینهم. و سَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً، فهی سافِرَةٌ: جَلَتْه. و السَّفِیرُ: الرَّسول و المصلح بین القوم، و الجمع سُفَراءُ؛ و قد سَفَرَ بینهم یَسْفِرُ سَفْراً و سِفارة و سَفارة: أَصلح. و‌فی حدیث علیّ أَنه قال لعثمان: إِن الناس قد اسْتَسْفَرُونی بینك و بینهم‌أَی جعلونی سفیراً، و هو الرسول المصلح بین القوم. یقال: سَفَرْتُ بین القوم إِذا سَعَیْتَ بینهم فی الإِصلاح. و السِّفْرُ، بالكسر: الكتاب، و قیل: هو الكتاب الكبیر، و قیل: هو جزء من التوراة، و الجمع أَسْفارٌ. و السَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ، واحدهم سافِرٌ، و هو بالنَّبَطِیَّةِ سافرا. قال الله تعالی: بِأَیْدِی سَفَرَةٍ؛ و سَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. و قوله عز و جل: كَمَثَلِ الْحِمٰارِ یَحْمِلُ أَسْفٰاراً؛ قال الزجاج فی الأَسفار: الكتب الكبار واحدها سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تعالی أَن الیهود مَثَلُهم فی تركهم استعمالَ التوراة و ما فیها كَمَثَلِ الحمارُ یُحْمَل علیه الكتب، و هو لا یعرف ما فیها و لا یعیها. و السَّفَرَةُ: كَتَبَة الملائكة الذین یحصون الأَعمال؛ قال ابن عرفة: سمیت الملائكة سَفَرَةً لأَنهم یَسْفِرُونَ بین الله و بین أَنبیائه؛ قال أَبو بكر: سموا سَفَرَةً لأَنهم ینزلون بوحی الله و بإِذنه و ما یقع به الصلاح بین الناس، فشبهوا بالسُّفَرَاءِ الذین یصلحون بین الرجلین فیصلح شأْنهما. و‌فی الحدیث: مَثَلُ الماهِرِ بالقرآن مَثَلُ السَّفَرَةِ؛ هم الملائكة جمع سافر، و السافِرُ فی الأَصل الكاتب، سمی به لأَنه یبین الشی‌ء و یوضحه. قال الزجاج: قیل للكاتب سافر، و للكتاب سِفْرٌ لأَن معناه أَنه یبین الشی‌ء و یوضحه. و یقال: أَسْفَرَ الصبح إِذا انكشف و أَضاء إِضاءة لا یشك فیه؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: أَسْفِرُوا بالفجر فإِنه أَعظم للأَجْرِ؛ یقول: صلوا صلاة الفجر بعد ما یتبین الفجر و یظهر ظهوراً لا ارتیاب فیه، و كل من نظر إِلیه عرف أَنه الفجر الصادق. و‌فی الحدیث: أَسْفِرُوا بالفجر؛ أَی صلوا صلاة الفجر مُسْفِرین؛ و یقال: طَوِّلُوها إِلی الإِسْفارِ؛ قال ابن الأَثیر: قالوا یحتمل أَنهم حین أَمرهم بتغلیس صلاة الفجر فی أَول وقتها كانوا یصلونها عند الفجر الأَوَّل حرصاً و رغبة، فقال: أَسْفِرُوا بها أَی أَخروها إِلی أَن یطلع الفجر الثانی و تتحققوه، و یقوّی ذلك‌أَنه قال لبلال: نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ ما یبصر القوم مواقع نَبْلِهِم، و قیل: الأَمر بالإِسْفارِ خاص فی اللیالی المُقْمِرَة لأَن أَوَّل الصبح
لسان العرب، ج‌4، ص: 371
لا یتبین فیها فأُمروا بالإِسفار احتیاطاً؛ و منه‌حدیث عمر: صلوا المغرب و الفِجاجُ مُسْفِرَةٌ‌أَی بینة مضیئة لا تخفی. و‌فی حدیث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِیِّ: كان یأْتینا بلال یُفْطِرُنا و نحن مُسْفِرُون جِدّاً؛ و منه قولهم: سفرت المرأَة. و فی التنزیل العزیز: بِأَیْدِی سَفَرَةٍ كِرٰامٍ بَرَرَةٍ؛ قال المفسرون. السَّفَرَةُ یعنی الملائكة الذین یكتبون أَعمال بنی آدم، واحدهم سافِرٌ مثل كاتِبٍ و كَتَبَةٍ؛ قال أَبو إِسحاق: و اعتباره بقوله: كِرٰاماً كٰاتِبِینَ یَعْلَمُونَ مٰا تَفْعَلُونَ؛ و قول أَبی صخر الهذلی: لِلَیْلَی بذاتِ البَیْنِ دارٌ عَرَفْتُها، و أُخْرَی بذاتِ الجَیْشِ، آیاتُها سَفْرُ قال السكری: دُرِسَتْ فصارت رسومها أَغفالًا. قال ابن جنی: ینبغی أَن یكون السَّفْرُ من قولهم سَفَرْتُ البیت أَی كنسته فكأَنه من كنست الكتابة من الطِّرْس. و‌فی الحدیث: أَن عمر، رضی الله عنه، دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: لو أَمرت بهذا البیت فَسُفِرَ؛ قال الأَصمعی: أَی كُنِسَ. و السَّافِرَة: أُمَّةٌ من الروم. و‌فی حدیث سعید بن المسیب: لو لا أَصواتُ السَّافِرَةِ لسمعتم وَجْبَةَ الشمس؛ قال: و السافرة أُمة من الروم «2». كذا جاء متصلًا بالحدیث، و وجبة الشمس وقوعها إِذا غربت. و سَفَارِ: اسم ماء مؤنثة معرفة مبنیة علی الكسر. الجوهری: و سَفَارِ مثل قَطامِ اسم بئر؛ قال الفرزدق: متی ما تَرِدْ یوماً سَفَارِ، تَجِدْ بهَا أُدَیْهِمَ یَرْمِی المُسْتَحِیزَ المُعَوَّرَا و سُفَیْرَةُ: هَضْبَةٌ معروفة؛ قال زهیر: بكتنا أَرضنا لما ظعنَّا … سفیرة و الغیام «3».

سفسر؛ ج4، ص: 371

: السِّفْسِیرُ: الفَیْجُ و التابِعُ و نحوه. ابن سیدة: السِّفْسِیرُ الذی یقوم علی الناقة؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: و فَارَقَتْ، وَ هْی لَمْ تَجْرَبْ و باعَ لَها مِنَ الفَصَافِصِ بالنمِّیِّ سِفْسِیرُ و قیل: هو الذی یقوم علی الإِبل و یصلح شأْنها، و قیل: هو السمسار؛ قال الأَزهری: و هو معرّب، و قیل: هو القیم بالأَمر المصلح له، و أَنكر أَن یكون بَیَّاعَ القَتِّ. و فی التهذیب: قال الأَصمعی فی قول النابغة: و فارقت و هی لم تجرب البیت قال: باع لها اشتری لها. سفسیر یعنی السمسار. و قال المؤرِّج: السفسیر العَبْقَرِیُّ، و هو الحاذق بِصِناعَتِه من قوم سَفاسِرة و عَباقِرَة. و یقال للحاذق بأَمر الحَدید: سِفْسِیرٌ؛ قال حمید بن ثور: بَرَتْهُ سَفَاسِیرُ الحَدِیدِ فَجَرَّدَتْ وَقِیعَ الأَعالی، كانَ فی الصَّوْتِ مُكْرِمَا قال ابن الأَعرابی: السِّفْسِیرُ القَهْرَمانُ فی قول أَوس. و السفسیر: الحُزْمَةُ من حُزَمِ الرَّطْبَة التی تعلفها الإِبل، و أَصل ذلك فارسی. و فی حدیث أَبی طالب یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم: فَإِنِّی و السَّوابِحَ كُلَّ یَوْمٍ، و ما تَتْلو السَّفاسِرَةُ الشُّهُودُ السفاسرة: أَصحاب الأَسفار و هی الكتب.
(2). قوله: [أمة من الروم] قال فی النهایة كأَنهم سموا بذلك لبعدهم و توغلهم فی المغرب. و الوجبة الغروب یعنی صوته فحذف المضاف (3). كذا بیاض بالأَصل، و لم نجد هذا البیت فی دیوان زهیر
لسان العرب، ج‌4، ص: 372

سقر؛ ج4، ص: 372

: السَّقْرُ: من جوارح الطیر معروف لغة فی الصَّقْرِ. و الزَّقْرُ: الصَّقْرُ مضارعة، و ذلك لأَن كلباً تقلب السین مع القاف خاصة زایاً. و یقولون فی مَسَّ سَقَرَ: مس زقر، و شاة زَقْعَاء فی سَقْعَاء. و السَّقْرُ: البُعْدُ. و سَقَرَته الشمسُ تَسْقُرُهُ سَقْراً: لوَّحَتْه و آلمت دماغه بحرّها. و سَقَرَاتُ الشمس: شدّة وَقْعِها. و یوم مُسْمَقِرٌّ و مُصْمَقِرٌّ: شدید الحر. و سَقَرُ: اسم من أَسماء جهنم، مشتق من ذلك، و قیل: هی من البعد، و عامة ذلك مذكور فی صَقَر، بالصاد. و فی الحدیث فی ذكر النار: سماها سَقَرَ؛ هو اسم أَعجمی علم لنار الآخرة. قال اللیث: سقر اسم معرفة للنار، نعوذ بالله من سقر. و هكذا قرئ: مٰا سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ؛ غیر منصرف لأَنه معرفة، و كذلك لَظَی و جهنم. أَبو بكر: فی السقر قولان: أَحدهما أَن نار الآخرة سمیت سقر لا یعرف له اشتقاق و منع الإِجراء التعریف و العجمة، و قیل: سمیت النار سقر لأَنها تذیب الأَجسام و الأَرواح، و الاسم عربی من قولهم سقرته الشمس أَی أَذابته. و أَصابه منها ساقُور، و السَّاقور أَیضاً: حدیدة تحمی و یكوی بها الحمار، و من قال سقر اسم عربی قال: منعه الإِجراء لأَنه معرفة مؤنث. قال الله تعالی: لٰا تُبْقِی وَ لٰا تَذَرُ. و السَّقَّارُ: اللَّعَّانُ الكافر، بالسین و الصاد، و هو مذكور فی موضعه. الأَزهری فی ترجمة صقر: الصَّقَّارُ النَّمَّامُ. و‌روی بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا یسكن مكة سَاقُور و لا مَشَّاءٌ بنمیم.و روی أَیضاً فی السَّقَّار و الصَّقَّار: اللَّعَّان، و قیل: اللَّعَّان لمن لا یستحق اللعن، سمی بذلك لأَنه یضرب الناس بلسانه من الصَّقْرِ، و هو ضربك الصخرة بالصَّاقُور، و هو المِعْوَلُ. و جاء ذكر السَّقَّارِینَ فی حدیث آخر و‌جاء تفسیره فی الحدیث أَنهم الكذابون، قیل: سموا به لخبث ما یتكلمون. و‌روی سهل بن معاذ عن أَبیه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: لا تزال الأُمة علی شریعة ما لم یظهر فیهم ثلاث: ما لم یقبض منهم العلم، و یكثر فیهم الخُبْثُ، و تظهر فیهم السَّقَّارَةُ، قالوا: و ما السَّقَّارَةُ یا رسول الله؟ قال: بَشَرٌ یكونون فی آخر الزمان یكون تَحِیَّتُهم بینهم إِذا تَلاقَوا التَّلاعُنَ، و فی روایة: یظهر فیهم السَّقَّارُونَ.

سقطر؛ ج4، ص: 372

: سُقُطْرَی: موضع، یمدّ و یقصر، فإِذا نسبت إِلیه بالقصر قلت: سُقُطْرِیٌّ، و إِذا نسبت بالمد قلت: سُقُطْراوِیٌّ؛ حكاه ابن سیدة عن أَبی حنیفة.

سقعطر؛ ج4، ص: 372

: السَّقَعْطَرَی: النِّهَایَةُ فی الطول. و قال ابن سیدة: من الناس و الإِبل لا یكون أَطول منه. و السَّقَعْطَرِیُّ: الضَّخْمُ الشدید البطش الطویل من الرجال.

سكر؛ ج4، ص: 372

: السَّكْرَانُ: خلاف الصاحی. و السُّكْرُ: نقیض الصَّحْوِ. و السُّكْرُ ثلاثة: سُكْرُ الشَّبابِ و سُكْرُ المالِ و سُكْرُ السُّلطانِ؛ سَكِرَ یَسْكَرُ سُكْراً و سُكُراً و سَكْراً و سَكَراً و سَكَرَاناً، فهو سَكِرٌ؛ عن سیبویه، و سَكْرانُ، و الأُنثی سَكِرَةٌ و سَكْرَی و سَكْرَانَةٌ؛ الأَخیرة عن أَبی علی فی التذكرة. قال: و من قال هذا وجب علیه أَن یصرف سَكْرَانَ فی النكرة. الجوهری: لغةُ بنی أَسد سَكْرَانَةٌ، و الاسم السُّكْرُ، بالضم، و أَسْكَرَهُ الشَّرَابُ، و الجمع سُكَارَی و سَكَارَی و سَكْرَی، و قوله تعالی: وَ تَرَی النّٰاسَ سُكٰاریٰ وَ مٰا هُمْ بِسُكٰاریٰ؛ و قرئ: سَكْرَی و ما هم
لسان العرب، ج‌4، ص: 373
بِسَكْرَی؛ التفسیر أَنك تراهم سُكَارَی من العذاب و الخوف وَ مٰا هُمْ بِسُكٰاریٰ من الشراب، یدل علیه قوله تعالی: وَ لٰكِنَّ عَذٰابَ اللّٰهِ شَدِیدٌ، و لم یقرأْ أَحد من القراء سَكَارَی، بفتح السین، و هی لغة و لا تجوز القراءة بها لأَن القراءة سنَّة. قال أَبو الهیثم: النعت الذی علی فَعْلَانَ یجمع علی فُعَالی و فَعَالی مثل أَشْرَان و أُشَاری و أَشَاری، و غَیْرَانَ و قوم غُیَارَی و غَیَارَی، و إِنما قالوا سَكْرَی و فَعْلی أَكثر ما تجی‌ء جمعاً لفَعِیل بمعنی مفعول مثل قتیل و قَتْلی و جریح و جَرْحَی و صریع و صَرْعَی، لأَنه شبه بالنَّوْكَی و الحَمْقَی و الهَلْكَی لزوال عقل السَّكْرَانِ، و أَما النَّشْوَانُ فلا یقال فی جمعه غیر النَّشَاوَی، و قال الفرّاء: لو قیل سَكْرَی علی أَن الجمع یقع علیه التأْنیث فیكون كالواحدة كان وجهاً؛ و أَنشد بعضهم: أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَی أُنُوفُهُمُ، إِنِّی عَفَوْتُ، فَلا عارٌ و لا باسُ و قوله تعالی: لٰا تَقْرَبُوا الصَّلٰاةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰاریٰ؛ قال ثعلب: إِنما قیل هذا قبل أَن ینزل تحریم الخمر، و قال غیره: إِنما عنی هنا سُكْرَ النَّوْمِ، یقول: لا تقربوا الصلاة رَوْبَی. و رَجُلٌ سِكِّیرٌ: دائم السُّكر. و مِسْكِیرٌ و سَكِرٌ و سَكُورٌ: كثیر السُّكْرِ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و أَنشد لعمرو ابن قمیئة: یا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه أَن قِیلَ یوماً: إِنَّ عَمْراً سَكُورْ و جمع السَّكِر سُكَارَی كجمع سَكرْان لاعتقاب فَعِلٍ و فَعْلان كثیراً علی الكلمة الواحدة. و رجل سِكِّیرٌ: لا یزال سكرانَ، و قد أَسكره الشراب. و تساكَرَ الرجلُ: أَظهر السُّكْرَ و استعمله؛ قال الفرزدق: أَ سَكْرَان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذ هجا تَمِیماً، بِجَوْفِ الشَّامِ، أَم مُتَساكِرُ؟ تقدیره: أَ كان سكران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع و فسره بالثانی فقال: كان ابن المراغة؛ قال سیبویه: فهذا إِنشاد بعضهم و أَكثرهم ینصب السكران و یرفع الآخر علی قطع و ابتداء، یرید أَن بعض العرب یجعل اسم كان سكران و متساكر و خبرها ابن المراغة؛ و قوله: و أَكثرهم ینصب السكران و یرفع الآخر علی قطع و ابتداء یرید أَن سكران خبر كان مضمرة تفسیرها هذه المظهرة، كأَنه قال: أَ كان سكران ابن المراغة، كان سكران و یرفع متساكر علی أَنه خبر ابتداء مضمر، كأَنه قال: أَم هو متساكر. و قولهم: ذهب بین الصَّحْوَة و السَّكْرَةِ إِنما هو بین أَن یعقل و لا یعقل. و المُسَكَّرُ: المخمور؛ قال الفرزدق: أَبا حاضِرٍ، مَنْ یَزْنِ یُعْرَفْ زِناؤُهُ، و مَنْ یَشرَبِ الخُرْطُومَ، یُصْبِحْ مُسَكَّرا و سَكْرَةُ الموت: شِدَّتُهُ. و قوله تعالی: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ؛ سكرة المیت غَشْیَتُه التی تدل الإِنسان علی أَنه میت. و قوله بِالْحَقِّ أَی بالموت الحق. قال ابن الأَعرابی: السَّكْرَةُ الغَضْبَةُ. و السَّكْرَةُ: غلبة اللذة علی الشباب. و السَّكَرُ: الخمر نفسها. و السَّكَرُ: شراب یتخذ من التمر و الكَشُوثِ و الآسِ، و هو محرّم كتحریم الخمر. و قال أَبو حنیفة: السَّكَرُ یتخذ من التمر و الكُشُوث یطرحان سافاً سافاً و یصب علیه الماء. قال: و زعم زاعم أَنه ربما خلط به الآس فزاده شدّة.
لسان العرب، ج‌4، ص: 374
و قال المفسرون فی السَّكَرِ الذی فی التنزیل: إِنه الخَلُّ و هذا شی‌ء لا یعرفه أَهل اللغة. الفراء فی قوله: تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاً حَسَناً، قال: هو الخمر قبل أَن یحرم و الرزق الحسن الزبیب و التمر و ما أَشبهها. و قال أَبو عبید: السَّكَرُ نقیع التمر الذی لم تمسه النار، و كان إِبراهیم و الشعبی و أَبو رزین یقولون: السَّكَرُ خَمْرٌ. و‌روی عن ابن عمر أَنه قال: السَّكَرُ من التمر، و قال أَبو عبیدة وحده: السَّكَرُ الطعام؛ یقول الشاعر: جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَرا أَی جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك. و قال الزجاج: هذا بالخمر أَشبه منه بالطعام؛ المعنی: جعلت تتخمر بأَعراض الكرام، و هو أَبین مما یقال للذی یَبْتَرِكُ فی أَعراض الناس. و‌روی الأَزهری عن ابن عباس فی هذه الآیة قال: السَّكَرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها، و الرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها.ابن الأَعرابی: السَّكَرُ الغَضَبُ؛ و السَّكَرُ الامتلاء، و السَّكَرُ الخمر، و السَّكَرُ النبیذ؛ و قال جریر: إِذا رَوِینَ علی الخِنْزِیرِ مِن سَكَرٍ نادَیْنَ: یا أَعْظَمَ القِسِّینَ جُرْدَانَا و‌فی الحدیث: حرمت الخمرُ بعینها و السَّكَرُ من كل شراب؛ السَّكَر، بفتح السین و الكاف: الخمر المُعْتَصَرُ من العنب؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه الأَثبات، و منهم من یرویه بضم السین و سكون الكاف، یرید حالة السَّكْرَانِ فیجعلون التحریم للسُّكْرِ لا لنفس المُسْكِرِ فیبیحون قلیله الذی لا یسكر، و المشهور الأَول، و قیل: السكر، بالتحریك، الطعام؛ و أَنكر أَهل اللغة هذا و العرب لا تعرفه. و‌فی حدیث أَبی وائل: أَن رجلًا أَصابه الصَّقَرُ فَبُعِثَ له السَّكَرُ فقال: إِن الله لم یجعل شفاءكم فیما حرم علیكم.و السَّكَّار: النَّبَّاذُ. و سَكْرَةُ الموت: غَشْیَتُه، و كذلك سَكْرَةُ الهَمِّ و النوم و نحوهما؛ و قوله: فجاؤونا بِهِمْ، سُكُرٌ علینا، فَأَجْلَی الیومُ، و السَّكْرَانُ صاحی أَراد سُكْرٌ فأَتبع الضم الضم لیسلم الجزء من العصب، و رواه یعقوب سَكَرٌ. و قال اللحیانی: و من قال سَكَرٌ علینا فمعناه غیظ و غضب. ابن الأَعرابی: سَكِرَ من الشراب یَسْكَرُ سُكْراً، و سَكِرَ من الغضب یَسْكَرُ سَكَراً إِذا غضب، و أَنشد البیت. و سُكِّرَ بَصَرُه: غُشِیَ علیه. و فی التنزیل العزیز: لَقٰالُوا إِنَّمٰا سُكِّرَتْ أَبْصٰارُنٰا؛ أَی حُبِسَتْ عن النظر و حُیِّرَتْ. و قال أَبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّیَتْ و غُشِّیَتْ، و قرأَها الحسن مخففة و فسرها: سُحِرَتْ. التهذیب: قرئ سُكِرت و سُكِّرَتْ، بالتخفیف و التشدید، و معناهما أُغشیت و سُدّت بالسِّحْرِ فیتخایل بأَبصارنا غیر ما نری. و‌قال مجاهد: سُكِّرَتْ أَبْصٰارُنٰا أَی سُدَّت؛ قال أَبو عبید: یذهب مجاهد إِلی أَن الأَبصار غشیها ما منعها من النظر كما یمنع السَّكْرُ الماء من الجری، فقال أَبو عبیدة: سُكِّرَتْ أَبصار القوم إِذا دِیرَ بِهِم و غَشِیَهُم كالسَّمادِیرِ فلم یُبْصِرُوا؛ و قال أَبو عمرو بن العلاء: سُكِّرَتْ أَبْصٰارُنٰا مأْخوذ من سُكْرِ الشراب كأَن العین لحقها ما یلحق شارب المُسكِرِ إِذا سكِرَ؛ و قال الفراء: معناه حبست و منعت من النظر. الزجاج: یقال سَكَرَتْ عَیْنُه تَسْكُرُ إِذا تحیرت و سَكنت عن النظر، و سكَرَ الحَرُّ یَسْكُرُ؛ و أَنشد: جاء الشِّتاءُ و اجْثَأَلَّ القُبَّرُ، و جَعَلَتْ عینُ الحَرُورِ تَسْكُرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 375
قال أَبو بكر: اجْثَأَلَّ معناه اجتمع و تقبَّض. و التَّسْكِیرُ للحاجة: اختلاط الرأْی فیها قبل أَن یعزم علیها فإِذا عزم علیها ذهب اسم التكسیر، و قد سُكِرَ. و سَكِرَ النَّهْرَ یَسْكُرُه سَكْراً: سَدَّ فاه. و كُلُّ شَقٍّ سُدَّ، فقد سُكِرَ، و السِّكْرُ ما سُدَّ بِهِ. و السَّكْرُ: سَدُّ الشق و مُنْفَجَرِ الماء، و السِّكْرُ: اسم ذلك السِّدادِ الذی یجعل سَدّاً للشق و نحوه. و‌فی الحدیث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إلیه كثرة الدم: اسْكُرِیه، أَی سُدِّیه بخرقة و شُدِّیه بعصابة، تشبیهاً بِسَكْر الماء، و السَّكْرُ المصدر. ابن الأَعرابی: سَكَرْتُه ملأَته. و السِّكْرُ، بالكسر: العَرِمُ. و السِّكْرُ أَیضاً: المُسَنَّاةُ، و الجمع سُكُورٌ. و سَكَرَتِ الریحُ تَسْكُرُ سُكُوراً و سَكَراناً: سكنت بعد الهُبوب. و لیلةٌ ساكِرَةٌ: ساكنة لا ریح فیها؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: تُزَادْ لَیالیَّ فی طُولِها، فَلَیْسَتْ بِطَلْقٍ و لا ساكِرَهْ و فی التهذیب قال أَوس: جَذَلْتُ علی لیلة ساهِرَهْ، فَلَیْسَتْ بِطَلْقٍ و لا ساكرهْ أَبو زید: الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذی لا یجری؛ و قد سَكَر سُكُوراً. و سُكِرَ البَحْرُ: رَكَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة بحر: یَقِی‌ءُ زَعْبَ الحَرِّ حِینَ یُسْكَرُ كذا أَنشده یسكر علی صیغة فعل المفعول، و فسره بیركد علی صیغة فعل الفاعل. و السُّكَّرُ من الحَلْوَاءِ: فارسی معرَّب؛ قال: یكونُ بَعْدَ الحَسْوِ و التَّمَزُّرِ فی فَمِهِ، مِثْلَ عصیر السُّكَّرِ و السُّكَّرَةُ: الواحدة من السُّكَّرِ. و قول أَبی زیاد الكلابی فی صفة العُشَرِ: و هو مُرٌّ لا یأْكله شی‌ء و مَغافِیرهِ سُكَّرٌ؛ إِنما أَراد مثل السُّكَّرِ فی الحلاوةِ. و قال أَبو حنیفة: و السُّكَّرُ عِنَبٌ یصیبه المَرَقُ فینتثر فلا یبقی فی العُنْقُودِ إِلَّا أَقله، و عناقِیدُه أَوْساطٌ، هو أَبیض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب، و یُزَبَّبُ أَیضاً. و السَّكْرُ: بَقْلَةٌ من الأَحرار؛ عن أَبی حنیفة. قال: و لم یَبْلُغْنِی لها حِلْیَةٌ. و السَّكَرَةُ: المُرَیْرَاءُ التی تكون فی الحنطة. و السَّكْرَانُ: موضع؛ قال كُثیِّر یصف سحاباً: و عَرَّسَ بالسَّكْرَانِ یَوْمَیْنِ، و ارْتَكَی یجرُّ كما جَرَّ المَكِیثَ المُسافِرُ و السَّیْكَرَانُ: نَبْتٌ؛ قال: و شَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِیَّةٍ من النَّبْتِ، إِلَّا سَیْكَراناً و حُلَّبَا قال أَبو حنیفة: السَّیْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَیْظَ كُلَّهُ قال: و سأَلت شیخاً من الأَعراب عن السَّیْكَرانِ فقال: هو السُّخَّرُ و نحن نأْكله رَطْباً أَیَّ أَكْلٍ، قال: و له حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازیانج. و یقال للشی‌ء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه و سَكَنَ فَوْرُه: قد سَكَرَ یَسْكُرُ. و سَكَّرَهُ تَسْكِیراً: خَنَقَه؛ و البعیرُ یُسَكِّرُ آخر بذراعه حتی یكاد یقتله. التهذیب: روی عن أَبی موسی الأَشعری أَنه قال: السُّكُرْكَةُ خمر الحبشة؛ قال أَبو عبید: و هی من الذرة؛ قال الأَزهری: و لیست بعربیة، و قیده شمر بخطه: السُّكْرُكَةُ، الجزم علی الكاف و الراء
لسان العرب، ج‌4، ص: 376
مضمومة. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عن الغُبَیْراء فقال: لا خیر فیها، و نهی عنها؛ قال مالك: فسأَلت زید بن أَسلم: ما الغبیراء؟ فقال: هی السكركة، بضم السین و الكاف و سكون الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، و هی لفظة حبشیة قد عرّبت، و قیل: السُّقُرْقَع. و‌فی الحدیث: لا آكل فی سُكُرُّجَة؛ هی، بضم السین و الكاف و الراء و التشدید، إِناء صغیر یؤكل فیه الشی‌ء القلیل من الأُدْمِ، و هی فارسیة، و أَكثر ما یوضع فیها الكوامخ و نحوها.

سكندر؛ ج4، ص: 376

: رأَیت فی مسودّات كتابی هذا هذه الترجمة و لم أَدر من أَی جهة نقلتها: كان الإِسْكَنْدَرُ و الفَرَما أَخوین و هما ولدا فیلبس الیونانی، فقال: الإِسكندر: أَبنی مدینة فقیرة إِلی الله عز و جل غنیة عن الناس، و قال الفرما: أَبنی مدینة فقیرة إِلی الناس غنیة عن الله تعالی، فسلط الله علی مدینة الفرما الخراب سریعاً فذهب رسمها و عفا أَثرها، و بقیت مدینة الإِسكندر إِلی الآن.

سمر؛ ج4، ص: 376

: السُّمْرَةُ: منزلة بین البیاض و السواد، یكون ذلك فی أَلوان الناس و الإِبل و غیر ذلك مما یقبلها إِلَّا أَن الأُدْمَةَ فی الإِبل أَكثر، و حكی ابن الأَعرابی السُّمْرَةَ فی الماء. و قد سَمُرَ بالضم، و سَمِرَ أَیضاً، بالكسر، و اسْمَارَّ یَسْمَارُّ اسْمِیرَاراً، فهو أَسْمَرُ. و بعیر أَسْمَرُ: أَبیضُ إِلی الشُّهْبَة. التهذیب: السُّمْرَةُ لَوْنُ الأَسْمَرِ، و هو لون یضرب إِلی سَوَادٍ خَفِیٍّ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان أَسْمَرَ اللَّوْنِ؛ و فی روایة: أَبیضَ مُشْرَباً بِحُمْرَةٍ.قال ابن الأَثیر: و وجه الجمع بینهما أَن ما یبرز إِلی الشمس كان أَسْمَرَ و ما تواریه الثیاب و تستره فهو أَبیض. أَبو عبیدة: الأَسْمَرانِ الماءُ و الحِنْطَةُ، و قیل: الماء و الریح. و‌فی حدیث المُصَرَّاةِ: یَرُدُّها و یردّ معها صاعاً من تمر لا سَمْراءَ؛ و السمراء: الحنطة، و معنی نفیها أَن لا یُلْزَمَ بعطیة الحنطة لأَنها أَعلی من التمر بالحجاز، و معنی إِثباتها إِذا رضی بدفعها من ذات نفسه، و یشهد لها‌روایة ابن عمر: رُدَّ مِثْلَیْ لَبَنِها قَمْحاً.و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: فإِذا عنده فَاتُورٌ علیه خُبْزُ السَّمْراءِ؛ و قَناةٌ سَمْراءُ و حنطة سمراء؛ قال ابن میادة: یَكْفِیكَ، مِنْ بَعْضِ ازْدیارِ الآفاق، سَمْرَاءُ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراق قیل: السمراء هنا ناقة أَدماء. و دَرَس علی هذا: راضَ، و قیل: السمراء الحنطة، و دَرَسَ علی هذا: دَاسَ؛ و قول أَبی صخر الهذلی: و قد عَلِمَتْ أَبْنَاءُ خِنْدِفَ أَنَّهُ فَتَاها، إِذا ما اغْبَرَّ أَسْمَرُ عاصِبُ إِنما عنی عاماً جدباً شدیداً لا مَطَر فیه كما قالوا فیه أَسود. و السَّمَرُ: ظلُّ القمر، و السُّمْرَةُ: مأُخوذة من هذا. ابن الأَعرابی: السُّمْرَةُ فی الناس هی الوُرْقَةُ؛ و قول حمید بن ثور: إِلی مِثْلِ دُرْجِ العاجِ، جادَتْ شِعابُه بِأَسْمَرَ یَحْلَوْلی بها و یَطِیبُ قیل فی تفسیره: عنی بالأَسمر اللبن؛ و قال ابن الأَعرابی: هو لبن الظبیة خاصة؛ و قال ابن سیدة: و أَظنه فی لونه أَسمر. و سَمَرَ یَسْمُرُ سَمْراً و سُمُوراً: لم یَنَمْ، و هو سامِرٌ و هم السُّمَّارُ و السَّامِرَةُ. و السَّامِرُ: اسم للجمع كالجامِلِ. و فی التنزیل العزیز: مُسْتَكْبِرِینَ بِهِ سٰامِراً تَهْجُرُونَ؛ قال أَبو إِسحاق: سٰامِراً یعنی
لسان العرب، ج‌4، ص: 377
سُمَّاراً. و السَّمَرُ: المُسامَرَةُ، و هو الحدیث باللیل. قال اللحیانی: و سمعت العامریة تقول تركتهم سامراً بموضع كذا، وجَّهَه علی أَنه جمع الموصوف فقال تركتهم، ثم أَفرد الوصف فقال: سٰامِراً؛ قال: و العرب تفتعل هذا كثیراً إِلَّا أَن هذا إِنما هو إِذا كان الموصوف معرفة؛ تفتعل بمعنی تفعل؛ و قیل: السَّامِرُ و السُّمَّارُ الجماعة الذین یتحدثون باللیل. و السَّمَرُ: حدیث اللیل خاصة. و السَّمَرُ و السَّامِرُ: مجلس السُّمَّار. اللیث: السَّامِرُ الموضع الذی یجتمعون للسَّمَرِ فیه؛ و أَنشد: و سَامِرٍ طال فیه اللَّهْوُ و السَّمَرُ قال الأَزهری: و قد جاءت حروف علی لفظ فاعِلٍ و هی جمع عن العرب: فمنها الجامل و السامر و الباقر و الحاضر، و الجامل للإِبل و یكون فیها الذكور و الإِناث و السَّامِرُ الجماعة من الحیّ یَسْمُرُونَ لیلًا، و الحاضِر الحیّ النزول علی الماء، و الباقر البقر فیها الفُحُولُ و الإِناث. و رجل سِمِّیرٌ: صاحبُ سَمَرٍ، و قد سَامَرَهُ. و السَّمِیرُ: المُسَامِرُ. و السَّامِرُ: السُّمَّارُ و هم القوم یَسْمُرُون، كما یقال للحُجَّاج: حَاجٌّ. و روی عن أَبی حاتم فی قوله: مُسْتَكْبِرِینَ بِهِ سٰامِراً تَهْجُرُونَ؛ أَی فی السَّمَرِ، و هو حدیث اللیل. یقال: قومٌ سامِرٌ و سَمْرٌ و سُمَّارٌ و سُمَّرٌ. و السَّمَرةُ: الأُحْدُوثة باللیل؛ قال الشاعر: مِنْ دُونِهِمْ، إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً، عَزْفُ القِیانِ و مَجْلِسٌ غَمْرُ و قیل فی قوله سٰامِراً: تهجرون القرآن فی حال سَمَرِكُمْ. و قرئ سُمَّراً، و هو جَمْعُ السَّامر؛ و قول عبید بن الأَبرص: فَهُنْ كَنِبْرَاسِ النَّبِیطِ، أَو الفَرْضِ بِكَفِّ اللَّاعِبِ المُسْمِرِ یحتمل وجهین: أَحدهما أَن یكون أَسْمَرَ لغة فی سَمَرَ، و الآخر أَن یكون أَسْمَرَ صار له سَمَرٌ كأَهْزَلَ و أَسْمَنَ فی بابه؛ و قیل: السَّمَرُ هنا ظل القمر. و قال اللحیانی: معناه ما سَمَرَ الناسُ باللیل و ما طلع القمر، و قیل: السَّمَرُ الظُّلْمَةُ. و یقال: لا آتیك السَّمَرَ و القَمَرَ أَی ما دام الناس یَسْمُرونَ فی لیلة قَمْراءَ، و قیل: أَی لا آتیك دَوامَهُما، و المعنی لا آتیك أَبداً. و قال أَبو بكر: قولهم حَلَفَ بالسَّمَرِ و القَمَرِ، قال الأَصمعی: السَّمَرُ عندهم الظلمة و الأَصل اجتماعهم یَسْمُرُونَ فی الظلمة، ثم كثر الاستعمال حتی سموا الظلمة سَمَراً. و فی حدیث قَیْلَة: إِذا جاء زوجها من السَّامِرِ؛ هم القوم الذین یَسْمُرون باللیل أَی یتحدثون. و فی حدیث السَّمَرِ بعد العشاء، الروایة بفتح المیم، من المُسامَرة، و هی الحدیث فی اللیل. و رواه بعضهم بسكون المیم و جعلَه المصدر. و أَصل السَّمَرِ: لون ضوء القمر لأَنهم كانوا یتحدثون فیه. و السَّمَرُ: الدَّهْرُ. و فلانٌ عند فلان السَّمَرَ أَی الدَّهْرَ. و السَّمِیرُ: الدَّهْرُ أَیضاً. و ابْنَا سَمِیرٍ: اللیلُ و النهارُ لأَنه یُسْمَرُ فیهما. و لا أَفعله سَمِیرَ اللیالی أَی آخرها؛ و قال الشَّنْفَرَی: هُنالِكَ لا أَرْجُو حَیاةً تَسُرُّنِی، سَمِیرَ اللَّیالی مُبْسَلَا بالجَرائرِ و لا آتیك ما سَمَرَ ابْنَا سَمِیرٍ أَی الدهرَ كُلَّه؛ و ما سَمَرَ ابنُ سَمِیرٍ و ما سَمَرَ السَّمِیرُ، قیل: هم الناس یَسْمُرُونَ باللیل، و قیل: هو الدهر و ابناه اللیل و النهار. و حكی: ما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِیر و ما
لسان العرب، ج‌4، ص: 378
أَسْمَرَ ابنا سَمِیرٍ، و لم یفسر أَسْمَرَ؛ قال ابن سیدة: و لعلها لغة فی سمر. و یقال: لا آتیك ما اخْتَلَفَ ابْنَا سَمِیر أَی ما سُمِرَ فیهما. و‌فی حدیث علیٍّ: لا أَطُورُ به ما سَمَرَ سَمِیرٌ.و روی سَلَمة عن الفراء قال: بعثت من یَسْمُر الخبر. قال: و یسمی السَّمَر به. و ابنُ سَمِیرٍ: اللیلة التی لا قمر فیها؛ قال: و إِنِّی لَمِنْ عَبْسٍ و إِن قال قائلٌ علی رغمِهِ: ما أَسْمَرَ ابنُ سَمِیرِ أَی ما أَمكن فیه السَّمَرُ. و قال أَبو حنیفة: طُرقِ القوم سَمَراً إِذا طُرقوا عند الصبح. قال: و السَّمَرُ اسم لتلك الساعة من اللیل و إِن لم یُطْرَقُوا فیها. الفراء فی قول العرب: لا أَفعلُ ذلك السَّمَرَ و القَمَرَ، قال: كل لیلة لیس فیها قمر تسمی السمر؛ المعنی ما طلع القمر و ما لم یطلع، و قیل: السَّمَرُ اللیلُ؛ قال الشاعر: لا تَسْقِنِی إِنْ لم أُزِرْ، سَمَراً، غَطْفَانَ مَوْكِبَ جَحْفَلٍ فَخِمِ و سامِرُ الإِبل: ما رَعَی منها باللیل. یقال: إِن إِبلنا تَسْمُر أَی ترعی لیلًا. و سَمَر القومُ الخمرَ: شربوها لیلًا؛ قال القطامی: و مُصَرَّعِینَ من الكَلالِ، كَأَنَّما سَمَرُوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ و قال ابن أَحمر و جعل السَّمَرَ لیلًا: مِنْ دُونِهِمْ، إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً، حیٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكِرُ أَراد: إِن جئتهم لیلًا. و السَّمْرُ: شَدُّكَ شیئاً بالمِسْمَارِ. و سَمَرَهُ یَسْمُرُهُ و یَسْمِرُهُ سَمْراً و سَمَّرَهُ، جمیعاً: شدّه. و المِسْمارُ: ما شُدَّ به. و سَمَرَ عینَه: كَسَمَلَها. و‌فی حدیث الرَّهْطِ العُرَنِیِّینَ الذین قدموا المدینة فأَسلموا ثم ارْتَدُّوا فَسَمَر النبی، صلی الله علیه و سلم، أَعْیُنَهُمْ؛ و یروی: سَمَلَ، فمن رواه باللام فمعناه فقأَها بشوك أَو غیره، و قوله سَمَرَ أَعینهم أَی أَحمی لها مسامیر الحدید ثم كَحَلَهُم بها. و امرأَة مَسْمُورة: معصوبة الجسد لیست بِرِخْوةِ اللحمِ، مأْخوذٌ منه. و فی النوادر: رجل مَسْمُور قلیل اللحم شدید أَسْرِ العظام و العصَبِ. و ناقة سَمُورٌ: نجیب سریعة؛ و أَنشد: فَمَا كان إِلَّا عَنْ قَلِیلٍ، فَأَلْحَقَتْ بنا الحَیَّ شَوْشَاءُ النَّجاءِ سَمُورُ و السَّمَارُ: اللَّبَنُ المَمْذُوقُ بالماء، و قیل: هو اللبن الرقیق، و قیل: هو اللبن الذی ثلثاه ماء؛ و أَنشد الأَصمعی: و لَیَأْزِلَنَّ و تَبْكُوَنَّ لِقاحُه، و یُعَلِّلَنَّ صَبِیَّهُ بِسَمَارِ و تسمیر اللبن: ترقیقه بالماء، و قال ثعلب: هو الذی أُكثر ماؤه و لم یعین قدراً؛ و أَنشد: سَقَانا فَلَمْ یَهْجَأْ مِنَ الجوعِ نَقْرُهُ سَمَاراً، كَإِبْطِ الذّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهُ واحدته سَمَارَةٌ، یذهب بذلك إِلی الطائفة. و سَمَّرَ اللبنَ: جعله سَمَاراً. و عیش مَسْمُورٌ: مخلوط غیر صاف، مشتق من ذلك. و سَمَّرَ سَهْمَه: أَرسله، و سنذكره فی فصل الشین أَیضاً. و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه قال: التسْمِیرُ. إرسال السهم بالعجلة، و الخَرْقَلَةُ إِرساله بالتأَنی؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 379
یقال للأَول: سَمِّرْ فقد أَخْطَبَكَ الصیدُ، و للآخر: خَرْقِلْ حتی یُخْطِبَكَ. و السُّمَیْریَّةُ: ضَرْبٌ من السُّفُن. و سَمَّرَ السفینة أَیضاً: أَرسلها؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه، فی حدیثه فی الأَمة یطؤُها مالكها: إِن علیه أَن یُحَصِّنَها فإِنه یُلْحِقُ به وَلَدها. و فی روایة أَنه قال: ما یُقِرُّ رجل أَنه كان یطأُ جاریته إِلَّا أَلحقت به ولدها فمن شاءَ فَلُیْمسِكْها و من شاءَ فلیُسَمِّرْها؛ أَورده الجوهری مستشهداً به علی قوله: و التَّسْمِیرُ كالتَّشْمِیر؛ قال الأَصمعی: أَراد‌بقوله و من شاءَ فلیسمرها، أَراد التشمیر بالشین فحوَّله إِلی السین، و هو الإِرسال و التخلیة. و قال شمر: هما لغتان، بالسین و الشین، و معناهما الإِرسال؛ قال أَبو عبید: لم نسمع السین المهملة إِلَّا فی هذا الحدیث و ما یكون إِلَّا تحویلًا كما قال سَمَّتَ و شَمَّتَ. و سَمَرَتِ الماشیةُ تَسْمُرُ سُمُوراً: نَفَشَتْ. و سَمَرَتِ النباتَ تَسْمُرُه: رَعَتْه؛ قال الشاعر: یَسْمُرْنَ وحْفاً فَوْقَهُ ماءُ النَّدی، یَرْفَضُّ فاضِلُه عن الأَشْدَاقِ و سَمَرَ إِبلَه: أَهملها. و سَمَرَ شَوْلَهُ «4». خَلَّاها. و سَمَّرَ إِبلَهُ و أَسْمَرَها إِذا كَمَشَها، و الأَصل الشین فأَبدلوا منها السین، قال الشاعر: أَری الأَسْمَرَ الحُلْبوبَ سَمَّرَ شَوْلَنا، لِشَوْلٍ رآها قَدْ شَتَتْ كالمَجادِلِ قال: رأَی إِبلًا سِماناً فترك إِبله و سَمَّرَها أَی خلاها و سَیَّبَها. و السَّمُرَةُ، بضم المیم: من شجر الطَّلْحِ، و الجمع سَمُرٌ و سَمُراتٌ، و أَسْمُرٌ فی أَدنی العدد، و تصغیره أُسَیمِرٌ. و فی المثل: أَشْبَهَ سَرْحٌ سَرْحاً لَوْ أَنَّ أُسَیْمِراً. و السَّمُرُ: ضَرْبٌ من العِضَاهِ، و قیل: من الشَّجَرِ صغار الورق قِصار الشوك و له بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ یأْكلها الناس، و لیس فی العضاه شی‌ء أَجود خشباً من السَّمُرِ، ینقل إِلی القُرَی فَتُغَمَّی به البیوت، واحدتها سَمُرَةٌ، و بها سمی الرجل. و إِبل سَمُرِیَّةٌ، بضم المیم؛ تأْكل السَّمُرَ؛ عن أَبی حنیفة. و المِسْمارُ: واحد مسامیر الحدید، تقول منه: سَمَّرْتُ الشی‌ءَ تَسْمِیراً، و سَمَرْتُه أَیضاً؛ قال الزَّفَیان: لَمَّا رَأَوْا مِنْ جَمْعِنا النَّفِیرا، و الحَلَقَ المُضاعَفَ المَسْمُورا، جَوَارِناً تَرَی لهَا قَتِیرا و‌فی حدیث سعد: ما لنا طعام إِلَّا هذا السَّمُر، هو ضرب من سَمُرِ الطَّلْحِ. و فی حدیث أَصحاب السَّمُرة هی الشجرة التی كانت عندها بیعة الرضوان عام الحدیبیة. و سُمَیر علی لفظ التصغیر: اسم رجل؛ قال: إِن سُمَیْراً أَرَی عَشِیرَتَهُ، قد حَدَبُوا دُونَهُ، و قد أَبَقُوا و السَّمَارُ: موضع؛ و كذلك سُمَیراءُ، و هو یمدّ و یقصر؛ أَنشد ثعلب لأَبی محمد الحذلمی: تَرْعَی سُمَیرَاءَ إِلی أَرْمامِها، إِلی الطُّرَیْفاتِ، إِلی أَهْضامِها قال الأَزهری: رأَیت لأَبی الهیثم بخطه: فإِنْ تَكُ أَشْطانُ النَّوَی اخْتَلَفَتْ بِنا، كما اخْتَلَفَ ابْنَا جالِسٍ و سَمِیرِ قال: ابنا جالس و سمیر طریقان یخالف كل واحد منهما
(4). قوله: [و سمر إِبله أهملها و سمر شوله إلخ] بفتح المیم مخففة و مثقلة كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 380
صاحبه؛ و أَما قول الشاعر: لَئِنْ وَرَدَ السَّمَارَ لَنَقْتُلَنْهُ، فَلا و أَبِیكِ، ما وَرَدَ السَّمَارَا أَخافُ بَوائقاً تَسْری إِلَیْنَا، من الأَشیْاعِ، سِرّاً أَوْ جِهَارَا قوله السَّمار: موضع، و الشعر لعمرو بن أَحمر الباهلی، یصف أَن قومه توعدوه و قالوا: إِن رأَیناه بالسَّمَار لنقتلنه، فأَقسم ابن أَحمر بأَنه لا یَرِدُ السَّمَار لخوفه بَوَائقَ منهم، و هی الدواهی تأْتیهم سرّاً أَو جهراً. و حكی ابن الأَعرابی: أَعطیته سُمَیْرِیَّةً من دراهم كأَنَّ الدُّخَانَ یخرج منها، و لم یفسرها؛ قال ابن سیدة: أُراه عنی دراهم سُمْراً، و قوله: كأَن الدخان یخرج منها یعنی كُدْرَةَ لونها أَو طَراءَ بیاضِها. و ابنُ سَمُرَة: من شعرائهم، و هو عطیة بن سَمُرَةَ اللیثی. و السَّامِرَةُ: قبیلة من قبائل بنی إِسرائیل قوم من الیهود یخالفونهم فی بعض دینهم، إِلیهم نسب السَّامِرِیُّ الذی عبد العجل الذی سُمِعَ له خُوَارٌ؛ قال الزجاج: و هم إِلی هذه الغایة بالشام یعرفون بالسامریین، و قال بعض أَهل التفسیر: السامری عِلْجٌ من أَهل كِرْمان. و السَّمُّورُ: دابة «1». معروفة تسوَّی من جلودها فِرَاءٌ غالیة الأَثمان؛ و قد ذكره أَبو زبید الطائی فقال یذكر الأَسد: حتی إِذا ما رَأَی الأَبْصارَ قد غَفَلَتْ، و اجْتابَ من ظُلْمَةٍ جُودِیَّ سَمُّورِ جُودِیَّ بالنبطیة جوذیّا، أَراد جُبَّة سَمّور لسواد وبَرِه. و اجتابَ: دخل فیه و لبسه.

سمدر؛ ج4، ص: 380

: السَّمَادِیرُ: ضَعْف البصر، و قد اسْمَدَرَّ بَصَرُه، و قیل: هو الشی‌ءُ الذی یتَراءَی للإِنسان من ضعف بصره عند السكر من الشراب و غَشْی النُّعاسِ و الدُّوَارِ؛ قال الكمیت: و لما رأَیتُ المُقْرَبَاتِ مُذَالةً، و أَنْكَرْتُ إِلَّا بالسَّمادِیر آلَها و المیم زائدة، و قد اسْمَدَرَّ اسمِدْرَاراً. و قال اللحیانی: اسْمَدَرَّتْ عَیْنُه دَمَعَتْ؛ قال ابن سیدة: و هذا غیر معروف فی اللغة. و طریق مُسْمَدِرٌّ: طویلٌ مستقیم. و طَرْف مُسْمَدِرٌّ: متحیر. و سَمَیْدَر: دابة، و الله أَعلم.

سمسر؛ ج4، ص: 380

: السِّمْسارُ: الذی یبیع البُرَّ للناس. اللیث: السِّمْسَار فارسیة معرَّبة، و الجمع السَّمَاسِرَةُ. و‌فی الحدیث أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، سماهم التُّجَّار بعد ما كانوا یعرفون بالسماسرة، و المصدر السَّمْسَرَةُ، و هو أَن یتوكل الرجل من الحاضرة للبادیة فیبیع لهم ما یَجْلبونه، و قیل فی تفسیر‌قوله: و لا یبیع حاضِرٌ لِبادٍ، أَراد أَنه لا یكون له سِمسَاراً، و الاسم السَّمْسَرَةُ؛ و قال: قد وكَّلَتْنی طَلَّتی بالسَّمْسَرَهْ و‌فی حدیث قیس بن أَبی عُرْوَةَ: كنا قوماً نسمی السَّمَاسِرَةَ بالمدینة فی عهد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فسمانا النبی، صلی الله علیه و سلم، التُّجَّارَ؛ هو جمعُ سِمْسارٍ، و قیل: السِّمْسَارُ القَیِّمُ بالأَمر
(1). قوله: [و السمور دابة إلخ] قال فی المصباح و السمور حیوان من بلاد الروس وراء بلاد الترك یشبه النمس، و منه أَسود لامع و أَشقر. و حكی لی بعض الناس أَن أَهل تلك الناحیة یصیدون الصغار منها فیخصون الذكور منها و یرسلونها ترعی فإِذا كان أَیام الثلج خرجوا للصید فما كان فحلًا فاتهم و ما كان مخصیاً استلقی علی قفاه فأَدركوه و قد سمن و حسن شعره. و الجمع سمامیر مثل تنور و تنانیر
لسان العرب، ج‌4، ص: 381
الحافظ له؛ قال الأَعشی: فَأَصْبَحْتُ لا أَسْتَطِیعُ الكَلامَ، سِوَی أَنْ أُراجِعَ سِمْسَارَها و هو فی البیع اسم للذی یدخل بین البائع و المشتری متوسطاً لإِمضاء البیع. قال: و السَّمْسَرَةُ البیع و الشراء.

سمهر؛ ج4، ص: 381

: السَّمْهَرِیُّ: الرُّمْحُ الصَّلِیبُ العُودِ. یقال: وتَرٌ سَمْهَرِیُّ شدید كالسَّمْهَرِیِّ من الرماح. و اسْمَهَرَّ الشَّوْكُ: یَبِسَ و صَلُبَ. و شوك مُسْمَهِرٌّ: یابس. و اسْمَهَرَّ الظلام: تَنَكَّرَ. و المُسْمَهِرُّ: الذَّكَرُ العَرْدُ. و المُسْمَهِرُّ أَیضاً: المعتدل. و عَرْدٌ مُسْمَهِرٌّ إِذا اتْمَهَلَّ؛ قال الشاعر: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ أَی تَنَكَّرَ و تَكَرَّهَ. و اسْمَهَرَّ الحَبْلُ و الأَمْرُ: اشْتَدَّ. و الاسْمِهْرَارُ: الصَّلابَةُ و الشِّدَّةُ. و اسْمَهَرَّ الظلامُ: اشْتَدَّ؛ و اسْمَهَرَّ الرجلُ فی القتال؛ قال رؤبة: ذُو صَوْلَةٍ تُرْمَی به المَدَالِثُ، إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ و السَّمْهَرِیَّةُ: القَنَاةُ الصُّلْبَةُ، و یقال هی منسوبة إِلی سَمْهَرٍ اسم رجل كان یُقَوِّمُ الرماحَ؛ یقال: رمح سَمْهَرِیُّ، و رماح سَمْهَرِیَّةٌ. التهذیب: الرماح السمهریة تنسب إِلی رجل اسمه سَمْهَرٌ كان یبیع الرماح بالخَطِّ، قال: و امرأَته رُدَیْنَةُ. و سَمْهَرَ الزَّرعُ إِذا لم یَتَوالَدْ كأَنه كُلُّ حَبَّةٍ بِرَأْسِها.

سمهدر؛ ج4، ص: 381

: السَّمَهْدَرُ: الذَّكَرُ: و غلامٌ سَمَهْدَرٌ: سمین كثیر اللحم. الفراء: غلام سَمَهْدَرٌ یمدحه بكثرة لحمه. و بَلَدٌ سَمَهْدَرٌ: بعیدٌ مَضَلَّةٌ واسع؛ قال أَبو الزحف الكَلِینِی: «1».و دُونَ لَیْلی بَلَدٌ سَمَهْدَرُ، جَدْبُ المُنَدَّی عن هَوَانا أَزْوَرُ، یُنْضِی المَطَایا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ المُنَدَّی: حیث یُرْبَعُ ساعةً من النهار. و الأَزْوَرُ: الطریق المُعْوَجُّ. و بَلَدٌ سَمَهْدَرٌ: بعید الأَطراف، و قیل: یَسْمَدِرُّ فیه البصر من استوائه؛ و قال الزَّفَیان: سَمَهْدَرٌ یَكْسُوهُ آلٌ أَبْهَقُ، علیه منه مِئْزَرٌ و بُخْنُقُ «2».

سنر؛ ج4، ص: 381

: السَّنَرُ: ضِیقُ الخُلُقِ. و السُّنَّارُ و السِّنَّوْرُ: الهِرُّ، مشتق منه، و جمعه السَّنَانِیرُ. و السِّنَّوْرُ: أَصل الذَّنَبِ؛ عن الرِّیاشِی. و السِّنَّوْرُ: فَقَارَةُ عُنُقِ البعیر؛ قال: بَیْنَ مَقَذَّیْهِ إِلی سِنَّوْرِهِ ابن الأَعرابی: السنانیر عظام حلوق الإِبل، واحدها سِنَّورٌ. و السنانیر: رؤساء كل قبیلة، الواحد سِنَّوْرٌ. و السِّنَّوْرُ: السَّیِّدُ. و السَّنَوَّرُ: جُمْلَةُ السلاح؛ و خص بعضهم به الدروع. أَبو عبیدة: السَّنَوَّرُ الحدید كله، و قال الأَصمعی: السَّنَوَّرُ ما كان من حَلَقٍ، یرید الدروع؛ و أَنشد: سَهِكِینَ من صَدَإِ الحدیدِ كَأَنَهَّمُ، تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جُبَّةُ البَقَّارِ و السَّنَوَّرُ: لَبُوسٌ من قِدٍّ یلبس فی الحرب كالدرع؛ قال لبید یرثی قتلی هوازن:
(1). قوله: [الكلینی] نسبة لكلین كأَمیر بلدة بالری كما فی القاموس (2). قوله: [و بخنق] بضم النون و كجعفر خرقة تتقنع بها المرأَة كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 382
و جاؤوا به فی هَوْدَجٍ، وَ وَرَاءَهُ كَتَائِبُ خُضْرٌ فی نَسِیجِ السَّنَوَّرِ قوله: جاؤوا به یعنی قتادة بن مَسْلَمَةَ الحَنَفِیّ، و هو ابن الجَعْد، و جعد اسم مسلمة لأَنه غزا هوازن و قتل فیها و سبی.

سنبر؛ ج4، ص: 382

: سَنْبَرٌ: اسم. أَبو عمرو: السَّنْبَرُ الرجل العالم بالشی‌ء المتقن له.

سندر؛ ج4، ص: 382

: السَّنْدَرَةُ: السُّرْعةُ. و السَّنْدَرَةُ: الجُرْأَةُ. و رجلٌ سِنَدْرٌ، علی فِنَعْلٍ، إِذا كان جَرِیئاً. و السَّنْدَرُ: الجری‌ء المُتَشَبِّعُ. و السَّنْدَرَةُ: ضَرْبٌ من الكیل غُرَاف [غِرَاف جِرَافٌ [جُرَافٌ واسع. و السَّنْدَرُ: مكیالٌ معروف؛ و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَكِیلُكُمْ بالسَّیْفِ كَیْلَ السَّنْدَرَهْ قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: لم تختلف الرواة أَن هذه الأَبیات لعلی، علیه السلام: أَنا الذی سَمَّتْنِی أَمِّی حَیْدَرَهْ، كَلَیْثِ غاباتٍ غَلیظِ القَصَرَهْ، أَكِیلكم بالسیف كیل السَّندَره قال: و اختلفوا فی السندرة: فقال ابن الأَعرابی و غیره: هو مكیال كبیر ضخم مثلُ القَنْقَلِ و الجُرَافِ، أَی أَقتلكم قتلًا واسعاً كبیراً ذریعاً، و قیل: السَّنْدَرَةُ امرأَة كانت تبیع القمح و توفی الكیل، أَی أَكیلكم كیلًا وافیاً، و قال آخر: السَّنْدَرَةُ العَجَلةُ، و النون زائدة، یقال: رجل سَنْدَرِیُّ إِذا كان عَجِلًا فی أُموره حادّاً، أَی أُقاتلكم بالعَجَلَةِ و أُبادركم قبل الفِرار، قال القتیبی: و یحتمل أَن یكون مكیالًا اتخذ من السَّنْدَرَة، و هی شجرة یُعْمَلُ منها النَّبْلُ و القِسِیُّ، و منه قیل: سهم سَنْدَریٌّ، و قیل: السَّنْدَرِیٌّ ضرب من السهام و النِّصال منسوب إِلی السَّنْدَرَةِ، و هی شجرة، و قیل: هو الأَبیض منها، و یقال: قَوْسٌ سَنْدَرِیَّةٌ؛ قال الشاعر، و قال ابن بری هو لأَبی الجُنْدَبِ الهُذَلی: إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهُمْ أُخْرَیاهُمُ، حَنَوْتُ لَهُمْ بالسَّنْدَرِیِّ المُوَتَّرِ و السَّنْدَرِیُّ: اسم للقوس، أَ لا تراه یقول الموتر؟ و هو منسوب إِلی السَّنْدَرَةِ أَعنی الشجرة التی عمل منها هذه القوس، و كذلك السهام المتخذة منها یقال لها سَنْدَرِیَّةٌ. و سِنانٌ سَنْدَرِیٌّ إِذا كان أَزرق حدیداً؛ قال رؤبة: و أَوْتارُ غَیْری سَنْدَرِیٌّ مُخَلَّقُ أَی غیر نصل أَزرق حدید. و قال أَعرابی: تَعَالَوْا نصیدها زُرَیْقاء سندریة؛ یرید طائراً خالص الزرقة. و السَّنْدَرِیُّ: الردی‌ء و الجَیِّدُ، ضِدٌّ. و السَّنْدَرِی: من شعرائهم؛ قیل: هو شاعر كان مع عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ و كان لبید مع عامر بن الطُّفَیْلِ، فَدُعِیَ لَبِیدٌ إِلی مهاجاته فَأَبی؛ و قال: لِكَیْلا یكونَ السَّنْدَرِیُّ نَدِیدَتی، و أَجْعَلَ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا «3». و فی نوادر الأَعراب: السَّنَادِرَةُ الفُرَّاغُ و أَصحاب اللهو و التَّبَطُّلِ؛ و أَنشد: إِذا دَعَوْتَنِی فَقُلْ: یا سَنْدَرِی، لِلْقَوْمِ أَسْماءٌ و مَا لی مِنْ سمی

سنقطر؛ ج4، ص: 382

: السَّنِقْطَارُ: الجِهْبِذُ، بالرومیة.

سنمر؛ ج4، ص: 382

: أَبو عمرو: یقال للقمر السِّنِمَّارُ و الطَّوْسُ.
(3). قوله: [ندیدتی] أَی ندی، و قوله عماعما أَی متفرقین
لسان العرب، ج‌4، ص: 383
ابن سیدة: قَمَرٌ سِنِمَّارٌ مُضی‌ءٌ؛ حكی عن ثعلب. و سِنِمَّار: اسم رجل أَعجمی؛ قال الشاعر: جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فعالِنا، جَزَاءَ سِنِمَّارٍ و ما كانَ ذا ذَنْبِ و حكی فیه السنمار بالأَلف و اللَّام. قال أَبو عبید: سِنِمَّار اسم إِسْكافٍ بَنَی لبعض الملوك قَصْراً، فلما أَتمه أَشرف به علی أَعلاه فرماه منه غَیْرَةً منه أَن یبنی لغیره مثله، فضرب ذلك مثلًا لكل من فعل خیراً فجوزی بضدّه. و فی التهذیب: من أَمثال العرب فی الذی یجازی المحسن بالسُّوأَی قولهم: جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ؛ قال أَبو عبید: سِنِمَّار بَنَّاءٌ مُجِیدٌ رومیّ فَبَنَی الخَوَرْنَق الذی بظهر الكوفة للنُّعمان بن المُنْذِرِ، و فی الصحاح: للنعمان بن إمرئ القیس، فلما نظر إِلیه النعمان كره أَن یعمل مثله لغیره، فلما فرغ منه أَلقاه من أَعلی الخورنق فخرّ میتاً؛ و قال یونس: السِّنِمَّارُ من الرجال الذی لا ینام باللیل، و هو اللص فی كلام هذیل، و سمی اللِّصُّ سِنِمَّاراً لقلة نومه، و قد جعله كراع فِنِعْلالًا، و هو اسم رومی و لیس بعربی لأَن سیبویه نفی أَن یكون فی الكلام سِفِرْجالٌ، فأَما سِرِطْراطٌ عنده فَفِعِلْعَالٌ من السَّرْطِ الذی هو البَلْعُ، و نظیره من الرومیة سِجِلَّاطٌ، و هو ضرب من الثیاب.

سهر؛ ج4، ص: 383

: السَّهَرُ: الأَرَقُ. و قد سَهِرَ، بالكسر، یَسْهَرُ سَهَراً، فهو ساهِرٌ: لم ینم لیلًا؛ و هو سَهْرَانُ و أَسْهَرَهُ غَیْرُه. و رجل سُهَرَةٌ مثال هُمَزَةٍ أَی كثیرُ السَّهَرِ؛ عن یعقوب. و من دعاء العرب علی الإِنسان: ما له سَهِرَ و عَبِرَ. و قد أَسْهَرَنی الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قال ذو الرمة و وصف حمیراً وردت مصاید: و قد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلًا، له فَوْقَ زُجَّیْ مِرْفَقَیْهِ وَحاوِحُ اللیث: السَّهَرُ امتناع النوم باللیل. و رجل سُهَارُ العین: لا یغلبه النوم؛ عن اللحیانی. و قالوا: لیل ساهر أَی ذو سَهَرٍ، كما قالوا لیل نائم؛ و قول النابغة: كَتَمْتُكَ لَیْلًا بالجَمُومَیْنِ ساهرا، و هَمَّیْنِ: هَمّاً مُسْتَكِنّاً و ظاهرا یجوز أَن یكون ساهراً نعتاً للیل جعله ساهراً علی الاتساع، و أَن یكون حالًا من التاء فی كتمتك؛ و قول أَبی كبیر: فَسَهِرْتُ عنها الكالِئَیْنِ، فَلَمْ أَنَمْ حتی التفَتُّ إِلی السِّمَاكِ الأَعْزَلِ أَراد سهرت معهما حتی ناما. و فی التهذیب: السُّهارُ و السُّهادُ، بالراء و الدال. و السَّاهرَةُ: الأَرضُ، و قیل: وَجْهُها. و فی التنزیل: فَإِذٰا هُمْ بِالسّٰاهِرَةِ؛ و قیل: السَّاهِرَةُ الفلاة؛ قال أَبو كبیر الهذلی: یَرْتَدْن ساهِرَةً، كَأَنَّ جَمِیمَها و عَمِیمَها أَسْدافُ لَیْلٍ مُظْلِمِ و قیل: هی الأَرض التی لم توطأْ، و قیل: هی أَرض یجددها الله یوم القیامة. اللیث: الساهرة وجه الأَرض العریضة البسیطة. و قال الفراء: الساهرة وجه الأَرض، كأَنها سمیت بهذا الاسم لأَن فیها الحیوان نومهم و سهرهم، و‌قال ابن عباس: الساهرة الأَرض؛ و أَنشد: و فیها لَحْمُ ساهِرَةٍ و بَحْرٍ، و ما فاهوا به لَهُمُ مُقِیمُ و ساهُورُ العین: أَصلها و مَنْبَعُ مائها، یعنی عین الماء؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 384
قال أَبو النجم: لاقَتْ تَمِیمُ المَوْتَ فی ساهُورِها، بین الصَّفَا و العَیْسِ من سَدِیرها و یقال لعین الماء ساهرة إِذا كانت جاریة. و‌فی الحدیث: خیر المال عَیْنٌ ساهِرَةٌ لِعَیْنٍ نائمةٍ؛ أَی عین ماء تجری لیلًا و نهاراً و صاحبها نائم، فجعل دوام جریها سَهَراً لها. و یقال للناقة: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ، و هو طُولُ حَفْلِها و كثرةُ لبنها. و الأَسْهَرَانِ: عِرْقان یصعدان من الأُنثیین حتی یجتمعا عند باطن الفَیْشَلَةِ، و هما عِرْقا المَنِیِّ، و قیل: هما العرقان اللذان یَنْدُرانِ من الذكر عند الإِنعاظ، و قیل: عرقان فی المَتْنِ یجری فیهما الماء ثم یقع فی الذكر؛ قال الشماخ: تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه حَوَالِبُ أَسْهَرَیْهِ بِالذَّنِینِ و أَنكر الأَصمعی الأَسهرین، قال: و إِنما الروایة أَسهرته أَی لم تدعه ینام، و ذكر أَن أَبا عبیدة غلط. قال أَبو حاتم: و هو فی كتاب عبد الغفار الخزاعی و إِنما أَخذ كتابه فزاد فیه أَعنی كتاب صفة الخیل، و لم یكن لأَبی عبیدة علم بصفة الخیل. و قال الأَصمعی: لو أَحضرته فرساً و قیل ضع یدك علی شی‌ء منه ما دری أَین یضعها. و قال أَبو عمرو الشیبانی فی قول الشماخ: حوالب أَسهریه، قال: أَسهراه ذكره و أَنفه. قال و رواه شمر له یصف حماراً و أُتنه: و الأَسهران عرقان فی الأَنف، و قیل: عرقان فی العین، و قیل: هما عرقان فی المنخرین من باطن، إِذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء. و السَّاهِرَةُ و السَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر یدخل فیه إِذا كَسَفَ فیما تزعمه العرب؛ قال أُمیة بن أَبی الصَّلْت: لا نَقْصَ فیه، غَیْرَ أَنَّ خَبِیئَهُ قَمَرٌ و ساهُورٌ یُسَلُّ و یُغْمَدُ و قیل: الساهور للقمر كالغلاف للشی‌ء؛ و قال آخر یصف امرأَة: كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ، أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ یعنی شُقَّةَ القمر؛ قال القتیبی: و قال الشاعر: كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَی بِأَقْرِبَةٍ، أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ البُهْثَة: البقرة. و الشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ و یروی: من جنب ناهُور. و النَّاهُورُ: السَّحاب. قال القتیبی: یقال للقمر إِذا كَسَفَ: دَخَلَ فی ساهُوره، و هو الغاسقُ إِذٰا وَقَبَ.و قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لعائشة، رضی الله عنها، و أَشار إِلی القمر فقال: تَعَوَّذِی بالله من هذا فإِنه الغاسِق إِذٰا وَقَبَ؛ یرید: یَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ. و كلُّ شی‌ء اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ. و السَّاهُورُ و السَّهَرُ: نفس القمر. و السَّاهُور: دَارَةُ القمر، كلاهما سریانی. و یقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، و هی وجْهُ الأَرض.

سهبر؛ ج4، ص: 384

: السَّهْبَرَةُ: من أَسماء الرَّكایا.

سور؛ ج4، ص: 384

: سَوْرَةُ الخمرِ و غیرها و سُوَارُها: حِدَّتُها؛ قال أَبو ذؤیب: تَری شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ أُسارَی، إِذا ما مَارَ فِیهمْ سُؤَارها و‌فی حدیث صفة الجنة: أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ؛ و هو دَبِیبُ الشَّرَابِ فی الرأس أَی دَبَّ فیه الفرح دبیب الشراب. و السَّوْرَةُ فی الشراب: تناول الشراب
لسان العرب، ج‌4، ص: 385
للرأْس، و قیل: سَوْرَةُ الخمر حُمَیّاً دبیبها فی شاربها، و سَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُه فی الرأْس، و كذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها. و سَوْرَةُ السُّلْطان: سطوته و اعتداؤه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها ذكرت زینب فقالت: كُلُّ خِلَالِها محمودٌ ما خلا سَوْرَةً من غَرْبٍ‌أَی سَوْرَةً منْ حِدَّةٍ؛ و منه یقال لِلْمُعَرْبِدِ: سَوَّارٌ. و‌فی حدیث الحسن: ما من أَحد عَمِلَ عَمَلًا إِلَّا سَارَ فی قلبه سَوْرَتانِ.و سارَ الشَّرَابُ فی رأْسه سَوْراً و سُؤُوراً و سُؤْراً علی الأَصل: دار و ارتفع. و السَّوَّارُ: الذی تَسُورُ الخمر فی رأْسه سریعاً كأَنه هو الذی یسور؛ قال الأَخطل: و شارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَاسِ نادَمَنی لا بالحَصُورِ، و لا فیها بِسَوَّارِ أَی بمُعَرْبِدٍ من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ. و روی: … و لا فیها بِسَأْآرِ، بوزن سَعَّارِ بالهمز، أَی لا یُسْئِرُ فی الإِناء سُؤْراً بل یَشْتَفُّه كُلَّه، و هو مذكور فی موضعه؛ و قوله أَنشده ثعلب: أُحِبُّهُ حُبّاً له سُوَّاری، كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الحُبَارَی فسره فقال: له سُوَّارَی أَی له ارتفاعٌ؛ و معنی‌كما تحب فرخها الحباری: أَنها فیها رُعُونَةٌ فمتی أَحبت ولدها أَفرطت فی الرعونة. و السَّوْرَةُ: البَرْدُ الشدید. و سَوْرَةُ المَجْد: أَثَرُه و علامته ارتفاعه؛ و قال النابغة: و لآلِ حَرَّابٍ و قَدٍّ سَوْرَةٌ، فی المَجْدِ، لَیْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ و سارَ یَسُورُ سَوْراً و سُؤُوراً: وَثَبَ و ثارَ؛ قال الأَخطل یصف خمراً: لَمَّا أَتَوْهَا بِمِصْبَاحٍ و مِبْزَلِهمْ، سَارَتْ إِلیهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّاری و ساوَرَهُ مُساوَرَة و سِوَاراً: واثبه؛ قال أَبو كبیر: … ذو عیث یسر إِذ كان شَعْشَعَهُ سِوَارُ المُلْجمِ و الإِنسانُ یُساوِرُ إِنساناً إِذا تناول رأْسه. و فلانٌ ذو سَوْرَةٍ فی الحرب أَی ذو نظر سدید. و السَّوَّارُ من الكلاب: الذی یأْخذ بالرأْس. و السَّوَّارُ: الذی یواثب ندیمه إِذا شرب. و السَّوْرَةُ: الوَثْبَةُ. و قد سُرْتُ إِلیه أَی وثَبْتُ إِلیه. و یقال: إِن لغضبه لسَوْرَةً. و هو سَوَّارٌ أَی وثَّابٌ مُعَرْبِدٌ. و‌فی حدیث عمر: فكِدْتُ أُساوِرُه فی الصلاة‌أَی أُواثبه و أُقاتله؛ و فی قصیدة كعب بن زهیر: إِذا یُساوِرُ قِرْناً لا یَحِلُّ له أَنْ یَتْرُكَ القِرْنَ، إِلا و هْو مَجْدُولُ و السُّورُ: حائط المدینة، مُذَكَّرٌ؛ و قول جریر یهجو ابن جُرْمُوز: لَمَّا أَتَی خَبَرُ الزُّبَیْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المَدِینَةِ، و الجِبالُ الخُشَّعُ فإِنه أَنث السُّورَ لأَنه بعض المدینة فكأَنه قال: تواضعت المدینة، و الأَلف و اللام فی الخشع زائدة إِذا كان خبراً كقوله: و لَقَدْ نَهَیْتُكَ عَنْ بَنَات الأَوْبَرِ و إِنما هو بنات أَوبر لأَن أَوبر معرفة؛ و كما أَنشد الفارسی عن أَبی زید:
لسان العرب، ج‌4، ص: 386
یَا لَیْتَ أُمَّ العَمْرِ كانت صَاحِبی أَراد أُم عمرو، و من رواه أُم الغمر فلا كلام فیه لأَن الغمر صفة فی الأَصل فهو یجری مجری الحرث و العباس، و من جعل الخشع صفة فإِنه سماها بما آلت إِلیه. و الجمع أَسْوارٌ و سِیرَانٌ. و سُرْتُ الحائطَ سَوْراً و تَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ. و تَسَوَّرَ الحائطَ: تَسَلَّقَه. و تَسَوَّرَ الحائط: هجم مثل اللص؛ عن ابن الأَعرابی: و‌فی حدیث كعب بن مالك: مَشَیْتُ حتی تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبی قتادة‌أَی عَلَوْتُه؛ و منه‌حدیث شیبة: لم یَبْقَ إِلا أَنْ أُسَوِّرَهُ‌أَی أَرتفع إِلیه و آخذه. و‌فی الحدیث: فَتَساوَرْتُ لها؛ أَی رَفَعْتُ لها شخصی. یقال: تَسَوَّرْتُ الحائط و سَوَّرْتُه. و فی التنزیل العزیز: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرٰابَ؛ و أَنشد: تَسَوَّرَ الشَّیْبُ و خَفَّ النَّحْضُ و تَسَوَّرَ علیه: كَسَوَّرَهُ و السُّورَةُ: المنزلة، و الجمع سُوَرٌ و سُوْرٌ، الأَخیرة عن كراع، و السُّورَةُ من البناء: ما حَسُنَ و طال. الجوهری: و السُّوْرُ جمع سُورَة مثل بُسْرَة و بُسْرٍ، و هی كل منزلة من البناء؛ و منه سُورَةُ القرآن لأَنها منزلةٌ بعد منزلة مقطوعةٌ عن الأُخری و الجمع سُوَرٌ بفتح الواو؛ قال الراعی: هُنَّ الحرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ، سُودُ المحَاجِرِ لا یَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ قال: و یجوز أَن یجمع علی سُوْرَاتٍ و سُوَرَاتٍ. ابن سیدة: سمیت السُّورَةُ من القرآن سُورَةً لأَنها دَرَجَةٌ إِلی غیرها، و من همزها جعلها بمعنی بقیة من القرآن و قِطْعَة، و أَكثر القراء علی ترك الهمزة فیها؛ و قیل: السُّورَةُ من القرآن یجوز أَن تكون من سُؤْرَةِ المال، ترك همزه لما كثر فی الكلام؛ التهذیب: و أَما أَبو عبیدة فإِنه زعم أَنه مشتق من سُورة البناء، و أَن السُّورَةَ عِرْقٌ من أَعراق الحائط، و یجمع سُوْراً، و كذلك الصُّورَةُ تُجْمَعُ صُوْراً؛ و احتج أَبو عبیدة بقوله: سِرْتُ إِلیه فی أَعالی السُّوْرِ و روی الأَزهری بسنده عن أَبی الهیثم أَنه ردّ علی أَبی عبیدة قوله و قال: إِنما تجمع فُعْلَةٌ علی فُعْلٍ بسكون العین إِذا سبق الجمعَ الواحِدُ مثل صُوفَةٍ و صُوفٍ، و سُوْرَةُ البناء و سُوْرُهُ، فالسُّوْرُ جمع سبق وُحْدَانَه فی هذا الموضع؛ قال الله عز و جل: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بٰابٌ بٰاطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ؛ قال: و السُّور عند العرب حائط المدینة، و هو أَشرف الحیطان، و شبه الله تعالی الحائط الذی حجز بین أَهل النار و أَهل الجنة بأَشرف حائط عرفناه فی الدنیا، و هو اسم واحد لشی‌ء واحد، إِلا أَنا إِذا أَردنا أَن نعرِّف العِرْقَ منه قلنا سُورَةٌ كما نقول التمر، و هو اسم جامع للجنس، فإِذا أَردنا معرفة الواحدة من التمر قلنا تمرة، و كلُّ منزلة رفیعة فهی سُورَةٌ مأْخوذة من سُورَةِ البناء؛ و أَنشد للنابغة: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الله أَعطاكَ سُورَةً، تَرَی كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا یَتَذَبْذَبُ؟ معناه: أَعطاك رفعة و شرفاً و منزلة، و جمعها سُوْرٌ أَی رِفَعٌ. قال: و أَما سُورَةُ القرآن فإِنَّ الله، جل ثناؤه، جعلها سُوَراً مثل غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و رُتْبَةٍ و رُتَبٍ و زُلْفَةٍ و زُلَفٍ، فدل علی أَنه لم یجعلها من سُور البناء لأَنها لو كانت من سُور البناء لقال: فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مثله، و لم یقل: بِعَشْرِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 387
سُوَرٍ، و القراء مجتمعون علی سُوَرٍ، و كذلك اجتمعوا علی قراءة سُوْرٍ فی قوله: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ، و لم یقرأْ أَحد: بِسُوَرٍ، فدل ذلك علی تمیز سُورَةٍ من سُوَرِ القرآن عن سُورَةٍ من سُوْرِ البناء. قال: و كأَن أَبا عبیدة أَراد أَن یؤید قوله فی الصُّورِ أَنه جمع صُورَةٍ فأَخطأَ فی الصُّورِ و السُّورِ، و حرَّفَ كلام العرب عن صیغته فأَدخل فیه ما لیس منه، خذلاناً من الله لتكذیبه بأَن الصُّورَ قَرْنٌ خلقه الله تعالی للنفخ فیه حتی یمیت الخلق أَجمعین بالنفخة الأُولی، ثم یحییهم بالنفخة الثانیة و الله حسیبه. قال أَبو الهیثم: و السُّورَةُ من سُوَرِ القرآن عندنا قطعة من القرآن سبق وُحْدانُها جَمْعَها كما أَن الغُرْفَة سابقة للغُرَفِ، و أَنزل الله عز و جل القرآن علی نبیه، صلی الله علیه و سلم، شیئاً بعد شی‌ء و جعله مفصلًا، و بیَّن كل سورة بخاتمتها و بادئتها و میزها من التی تلیها؛ قال: و كأَن أَبا الهیثم جعل السُّورَةَ من سُوَرِ القرآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً أَی أَفضلت فضلًا إِلا أَنها لما كثرت فی الكلام و فی القرآن ترك فیها الهمز كما ترك فی المَلَكِ و ردّ علی أَبی عبیدة، قال الأَزهری: فاختصرت مجامع مقاصده، قال: و ربما غیرت بعض أَلفاظه و المعنی معناه. ابن الأَعرابی: سُورَةُ كل شی‌ء حَدُّهُ. ابن الأَعرابی: السُّورَةُ الرِّفْعَةُ، و بها سمیت السورة من القرآن، أَی رفعة و خیر، قال: فوافق قوله قول أَبی عبیدة. قال أَبو منصور: و البصریون جمعوا الصُّورَةَ و السُّورَةَ و ما أَشبهها صُوَراً و صُوْراً و سُوَراً و سُوْراً و لم یمیزوا بین ما سبق جَمْعُهُ وُحْدَانَه و بین ما سبق وُحْدانُهُ جَمْعَه، قال: و الذی حكاه أَبو الهیثم هو قول الكوفیین «4» … به، إِن شاء الله تعالی. ابن الأَعرابی: السُّورَةُ من القرآن معناها الرفعة لإِجلال القرآن، قال ذلك جماعة من أَهل اللغة. قال: و یقال للرجل سُرْسُرْ إِذا أَمرته بمعالی الأُمور. و سُوْرُ الإِبل: كرامها؛ حكاه ابن درید؛ قال ابن سیدة: و أَنشدوا فیه رجزاً لم أَسمعه، قال أَصحابنا؛ الواحدة سُورَةٌ، و قیل: هی الصلبة الشدیدة منها. و بینهما سُورَةٌ أَی علامة؛ عن ابن الأَعرابی. و السِّوارُ و السُّوَارُ القُلْبُ: سِوَارُ المرأَة، و الجمع أَسْوِرَةٌ و أَساوِرُ، الأَخیرة جمع الجمع، و الكثیر سُوْرٌ و سُؤُورٌ؛ الأَخیرة عن ابن جنی، و وجهها سیبویه علی الضرورة، و الإِسْوَار «5». كالسِّوَارِ، و الجمع أَساوِرَةٌ. قال ابن بری: لم یذكر الجوهری شاهداً علی الإِسْوَارِ لغة فی السِّوَارِ و نسب هذا القول إِلی أَبی عمرو بن العلاء؛ قال: و لم ینفرد أَبو عمرو بهذا القول، و شاهده قول الأَحوص: غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشاحَ، و لا یَغْرَثُ منها الخَلْخَالُ و الإِسْوَارُ و قال حمید بن ثور الهلالی: یَطُفْنَ بِه رَأْدَ الضُّحَی و یَنُشْنَهُ بِأَیْدٍ، تَرَی الإِسْوَارَ فِیهِنَّ أَعْجَمَا و قال العَرَنْدَسُ الكلابی: بَلْ أَیُّها الرَّاكِبُ المُفْنِی شَبِیبَتَهُ، یَبْكِی علی ذَاتِ خَلْخَالٍ و إِسْوَارِ و قال المَرَّارُ بنُ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیُّ: كما لاحَ تِبْرٌ فی یَدٍ لمَعَتْ بِه كَعَابٌ، بَدا إِسْوَارُهَا و خَضِیبُها
(4). كذا بیاض بالأصل و لعل محله: و سنذكره فی بابه (5). قوله: [و الإسوار] كذا هو مضبوط فی الأَصل بالكسر فی جمیع الشواهد الآتی ذكرها، و فی القاموس الأسوار بالضم. قال شارحه و نقل عن بعضهم الكسر أَیضاً كما حققه شیخنا و الكل معرب دستوار بالفارسیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 388
و قرئ: فلو لا أُلْقِیَ علیه أَساوِرَةٌ من ذهب. قال: و قد یكون جَمْعَ أَساوِرَ. و قال عز و جل: یُحَلَّوْنَ فِیهٰا مِنْ أَسٰاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ*؛ و قال أَبو عَمْرِو بنُ العلاء: واحدها إِسْوارٌ. و سوَّرْتُه أَی أَلْبَسْتُه السِّوَارَ فَتَسَوَّرَ. و‌فی الحدیث: أَ تُحِبِّینَ أَن یُسَوِّرَكِ اللهُ بِسوَارَیْنِ من نار؟السِّوَارُ من الحُلِیِّ: معروف. و المُسَوَّرُ: موضع السِّوَارِ كالمُخَدَّمِ لموضع الخَدَمَةِ. التهذیب: و أَما قول الله تعالی: أَسٰاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ*، فإِن أَبا إِسحاق الزجاج قال: الأَساور من فضة، و قال أَیضاً: فَلَوْ لٰا أُلْقِیَ عَلَیْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ؛ قال: الأَسَاوِرُ جمع أَسْوِرَةٍ و أَسْوِرَةٌ جمعُ سِوَارٍ، و هو سِوَارُ المرأَة و سُوَارُها. قال: و القُلْبُ من الفضة یسمی سِوَاراً [سُوَاراً و إِن كان من الذهب فهو أَیضاً سِوارٌ [سُوَارٌ، و كلاهما لباس أَهل الجنة، أَحلَّنا الله فیها برحمته. و الأُسْوَارُ و الإِسْوارُ: قائد الفُرْسِ، و قیل: هو الجَیِّدُ الرَّمْی بالسهام، و قیل: هو الجید الثبات علی ظهر الفرس، و الجمع أَسَاوِرَةٌ و أَسَاوِرُ؛ قال: وَ وَتَّرَ الأَسَاوِرُ القِیاسَا، صُغْدِیَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا و الإِسْوَارُ و الأُسْوَارُ: الواحد من أَسَاوِرَة فارس، و هو الفارس من فُرْسَانِهم المقاتل، و الهاء عوض من الیاء، و كأَنَّ أَصله أَسَاوِیرُ، و كذلك الزَّنادِقَةُ أَصله زَنَادِیقُ؛ عن الأَخفش. و الأَسَاوِرَةُ: قوم من العجم بالبصرة نزلوها قدیماً كالأَحامِرَة بالكُوفَةِ. و المِسْوَرُ و المِسْوَرَةُ: مُتَّكَأٌ من أَدَمٍ، و جمعها المَسَاوِرُ. و سارَ الرجلُ یَسُورُ سَوْراً ارتفع؛ و أَنشد ثعلب: تَسُورُ بَیْنَ السَّرْجِ و الحِزَامِ، سَوْرَ السَّلُوقِیِّ إِلی الأَحْذَامِ و قد جلس علی المِسْوَرَةِ. قال أَبو العباس: إِنما سمیت المِسْوَرَةُ مِسْوَرَةً لعلوها و ارتفاعها، من قول العرب سار إِذا ارتفع؛ و أَنشد: سُرْتُ إِلیه فی أَعالی السُّورِ أَراد: ارتفعت إِلیه. و‌فی الحدیث: لا یَضُرُّ المرأَة أَن لا تَنْقُضَ شعرها إِذا أَصاب الماء سُورَ رأْسها؛ أَی أَعلاه. و كلُّ مرتفع: سُورٌ. و‌فی روایة: سُورَةَ الرأْس، و منه سُورُ المدینة؛ و‌یروی: شَوَی رأْسِها، جمع شَوَاةٍ، و هی جلدة الرأْس؛ قال ابن الأَثیر: هكذا قال الهَرَوِیُّ، و قال الخَطَّابیُّ: و‌یروی شَوْرَ الرَّأْسِ، قال: و لا أَعرفه، قال: و أُراه شَوَی جمع شواة. قال بعض المتأَخرین: الروایتان غیر معروفتین، و‌المعروف: شُؤُونَ رأْسها، و هی أُصول الشعر و طرائق الرَّأْس. و سَوَّارٌ و مُساوِرٌ و مِسْوَرٌ: أَسماء؛ أَنشد سیبویه: دَعَوْتُ لِمَا نابنی مِسْوَراً، فَلَبَّی فَلَبَّیْ یَدَیْ مِسْوَرِ و ربما قالوا: المِسوَر لأَنه فی الأَصل صفةٌ مِفْعَلٌ من سار یسور، و ما كان كذلك فلك أَن تدخل فیه الأَلف و اللام و أَن لا تدخلها علی ما ذهب إِلیه الخلیل فی هذا النحو. و‌فی حدیث جابر بن عبد الله الأَنصاری: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لأَصحابه: قوموا فقد صَنَعَ جابرٌ سُوراً؛ قال أَبو العباس: و إِنما یراد من هذا أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، تكلم بالفارسیة. صَنَعَ سُوراً أَی طعاماً دعا الناس إِلیه. و سُوْرَی، مثال بُشْرَی، موضع بالعراق من أَرض
لسان العرب، ج‌4، ص: 389
بابل، و هو بلد السریانیین.

سیر؛ ج4، ص: 389

: السَّیْرُ: الذهاب؛ سارَ یَسِیرُ سَیْراً و مَسِیراً و تَسْیاراً و مَسِیرةً و سَیْرورَةً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و تَسْیاراً یذهب بهذه الأَخیرة إِلی الكثرة؛ قال: فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْیارِ منها، و خَیَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ، بِیضٌ مَحَافِرُهْ و‌فی حدیث حذیفة: تَسایَرَ عنه الغَضَبُ‌أَی سارَ و زال. و یقال: سارَ القومُ یَسِیرُون سَیْراً و مَسِیراً إِذا امتدّ بهم السَّیْرُ فی جهة توجهوا لها. و یقال: بارك الله فی مَسِیرِكَ أَی سَیْرِك؛ قال الجوهری: و هو شاذ لأَن قیاس المصدر من فَعَلَ یَفْعِلُ مَفْعَلٌ، بالفتح، و الاسم من كل ذلك السِّیرَةُ. حكی اللحیانی: إِنه لَحَسَنُ السِّیرَةِ؛ و حكی ابن جنی: طریق مَسُورٌ فیه و رجل مَسُورٌ به، و قیاس هذا و نحوه عند الخلیل أَن یكون مما تحذف فیه الیاء، و الأَخفش یعتقد أَن المحذوف من هذا و نحوه إِنما هو واو مفعول لا عینه، و آنسَهُ بذلك: قدْ هُوبَ و سُورَ به و كُولَ. و التَّسْیارُ: تَفْعَالٌ من السَّیْرِ. و سایَرَهُ أَی جاراه فتسایرا. و بینهما مَسِیرَةُ یوم. و سَیَّرَهُ من بلده: أَخرجه و أَجلاه. و سَیَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة: نزعته عنه. و قوله‌فی الحدیث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِیرَةَ شَهرٍ؛ أَی المسافة التی یسار فیها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ و المَتْهَمَةِ، أَو هو مصدر بمعنی السَّیْرِ كالمَعِیشَةِ و المَعْجِزَةِ من العَیْشِ و العَجْزِ. و السَّیَّارَةُ: القافلة. و السَّیَّارَةُ: القوم یسیرون أُنث علی معنی الرُّفْقَةِ أَو الجماعة، فأَما قراءَة من قَرأَ: تلتقطه بعض السَّیَّارةِ؛ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَیَّارَةٌ. و قولهم: أَصَحُّ من عَیْر أَبی سَیَّارَةَ؛ هو أَبو سَیَّارَةَ العَدَوانی كان یدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعین سنة علی حماره؛ قال الراجز: خَلُّوا الطریقَ عن أَبی سَیَّارَهْ، و عنْ مَوَالِیهِ بَنی فَزارَهْ، حَتَّی یُجِیزَ سالماً حِمارَهْ و سارَ البعِیرُ و سِرْتُه و سارَتِ الدَّابة و سارَها صاحِبُها، یتعدّی و لا یتعدَّی. ابن بُزُرج: سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها، و إِذا أَردت بها المَرْعَی قلت: أَسَرْتُها إِلی الكلإِ، و هو أَن یُرْسِلُوا فیها الرُّعْیانَ و یُقیمُوا هُمْ. و الدابة مُسَیَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها و الرجل سائرٌ لها، و الماشیة مُسَارَةٌ، و القوم مُسَیَّرُونَ، و السَّیْرُ عندهم بالنهار و اللیل، و أَما السُّرَی فلا یكون إِلا لیلًا؛ و سارَ دابَّتَه سَیْراً و سَیْرَةً و مَسَاراً و مَسیراً؛ قال: فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَیْلُ، و قدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَی سارَت الخیلُ الرِّجالَ إِلی الرجال، و قد یجوز أَن یكون أَراد: و سارت إِلی الرجال بالرجال فحذف حرف الجر و نصب، و الأَول أَقوی. و أَسَارها و سَیَّرَها: كذلك. و سایَرَهُ: سار معه. و فلان لا تُسَایَرُ خَیْلاهُ إِذا كان كذاباً. و السَّیْرَةُ: الضَّرْبُ من السَّیْرِ. و السُّیَرَةُ: الكثیر السَّیْرِ؛ هذه عن ابن جنی. و السِّیْرَةُ: السُّنَّةُ، و قد سَارتْ و سِرْتُها؛ قال خالد بن زهیر؛ و قال ابن بری: هو لخالد ابن أُخت أَبی ذؤیب، و كان أَبو
لسان العرب، ج‌4، ص: 390
ذؤیب یرسله إِلی محبوبته فأَفسدها علیه فعاتبه أَبو ذؤیب فی أَبیات كثیرة فقال له خالد: فإِنَّ التی فینا زَعَمْتَ و مِثْلَهَا لَفِیكَ، و لكِنِّی أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر، و أَنتَ صفِیُّ النَّفْسِ منه و خِیرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَها، فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ یَسِیرُها یقول: أَنت جعلتها سائرة فی الناس. و قال أَبو عبید: سارَ الشی‌ءُ و سِرْتُه، فَعَمَّ؛ و أَنشد بیت خالد بن زهیر. و السِّیرَةُ: الطریقة. یقال: سارَ بهم سِیْرَةً حَسَنَةً. و السَّیرَةُ: الهَیْئَةُ. و فی التنزیل العزیز: سَنُعِیدُهٰا سِیرَتَهَا الْأُولیٰ. و سَیَّرَ سِیرَةً: حَدَّثَ أَحادیث الأَوائل. و سارَ الكلامُ و المَثَلُ فی الناس: شاع. و یقال: هذا مَثَلٌ سائرٌ؛ و قد سَیَّرَ فلانٌ أَمثالًا سائرة فی الناس. و سائِرُ الناس: جَمِیعُهم. و سارُ الشی‌ء: لغة فی سَائِرِه. و سارُه: جمیعه، یجوز أَن یكون من الباب لسعة باب [س ی ر] و أَن یكون من الواو لأَنها عین، و كلاهما قد قیل؛ قال أَبو ذؤیب یصف ظبیة: و سَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا، فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ، و هی أَدْماءُ سارُها أَی سائرُها؛ التهذیب: و أَما قوله: و سائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهل اللغة اتفقوا علی أَن معنی سائر فی أَمثال هذا الموضع بمعنی الباقی، من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً و سُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها. و قولهم: سِرْ عَنْكَ أَی تغافلْ و احتَمِلْ، و فیه إِضمار كأَنه قال: سِرْ و دَعْ عنك المِراء و الشك. و السِّیرَةُ: المِیرَةُ. و الاسْتِیارُ: الامْتِیار؛ قال الراجز: أَشْكُو إِلی اللهِ العزیزِ الغَفَّارْ، ثُمَّ إِلَیْكَ الیومَ، بُعْدَ المُسْتَارْ و یقال: المُسْتَارُ فی هذا البیت مُفْتَعَلٌ من السَّیْرِ، و السَّیْرُ: ما یُقَدُّ من الجلد، و الجمع السُّیُورُ. و السَّیْرُ: ما قُدَّ من الأَدِیمِ طُولًا. و السِّیْرُ: الشِّرَاكُ، و جمعه أَسْیَارٌ و سُیُورٌ و سُیُورَةٌ. و ثوب مُسَیَّرٌ وَشْیُهُ: مثل السُّیُورِ؛ و فی التهذیب: إِذا كان مُخَطَّطاً. و سَیَّرَ الثوب و السَّهْم: جَعَلَ فیه خُطوطاً. و عُقابٌ مُسَیَّرَةٌ: مُخَطَّطَةٌ. و السِّیْرَاءُ و السِّیَرَاءُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ، و قیل: هو ثوب مُسَیَّرٌ فیه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّیورِ، و قیل: بُرُودٌ یُخالِطها حریر؛ قال الشماخ: فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِیٌّ و أَرْبَعٌ مِنَ السِّیَرَاءِ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ و قیل: هی ثیاب من ثیاب الیمن. و السِّیَرَاءُ: الذهب، و قیل: الذهب الصافی. الجوهری: و السِّیَرَاءُ، بكسر السین و فتح الیاء و المدِّ: بُردٌ فیه خطوط صُفْرٌ؛ قال النابغة: صَفْرَاءُ كالسِّیَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا، كالغُصْنِ، فی غُلَوَائِهِ، المُتَأَوِّدِ و‌فی الحدیث: أَهْدَی إِلیه أُكَیْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِیَرَاءَ؛ قال ابن الأَثیر: هو نوع من البرود یخالطه حریر كالسُّیُورِ، و هو فِعَلاءُ من السَّیْرِ القِدِّ؛ قال: هكذا روی علی هذه الصفة؛ قال: و قال بعض
لسان العرب، ج‌4، ص: 391
المتأَخرین إِنما هو علی الإِضافة، و احتج بأَن سیبویه قال: لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً، و شَرَحَ السِّیَرَاءَ بالحریر الصافی و معناه حُلَّةَ حریر. و‌فی الحدیث: أَعطی علیّاً بُرْداً سِیَرَاءَ قال: اجعله خُمُراً‌و‌فی حدیث عمر: رأَی حلةً سِیَرَاء تُباعُ؛ و‌حدیثه الآخر: إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِلیه و علیه حُلَّة مُسَیَّرةٌ‌أَی فیها خطوط من إِبْرَیْسَمٍ كالسُّیُورِ. و السِّیَرَاءُ: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، و هی أَیضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ؛ و استعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ و هو حجابه فقال: نَجَّی امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له، فی القَلْبِ منْ سِیَرَاءِ القَلْبِ، نِبْرَاسا و السِّیَرَاءُ: الجریدة من جرائد النَّخْلِ. و من أَمثالهم فی الیأْسِ من الحاجة قولهم: أَ سائِرَ الیومِ و قد زال الظُّهر؟ أَی أَ تطمع فیها بعد و قد تبین لك الیأْس، لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه الیومَ بأَسْرِهِ و قد زال الظهر وجب أَن یَیْأَسَ كما یَیْأَسُ منه بغروب الشمس. و فی حدیث بَدْرٍ ذِكْرُ سَیِّرٍ، هو بفتح السین «1» و تشدید الیاء المكسورة كَثَیِّبٍ،بین بدر و المدینة، قَسَمَ عنده النبی، صلی الله علیه و سلم، غنائم بَدْرٍ.و سَیَّارٌ: اسم رجل؛ و قول الشاعر: و سَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَیْرٍ، و قد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ أَراد: بثعلبة بن سَیَّارٍ فجعله سَیْراً للضرورة لأَنه لم یُمْكنه سیار لأَجل الوزن فقال سَیْرٍ؛ قال ابن بری: البیت للمُفَضَّل النُّكْرِی یذكر أَنَّ ثعلبة بن سَیَّار كان فی أَسرِه؛ و بعده: یَظَلُّ یُساوِرُ المَذْقاتِ فِینا، یُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِیقُ المَذْقاتُ: جمع مَذْقَة، اللبن المخلوط بالماء. و الزنیق: المزنوق بالحَبْلِ، أَی هو أَسِیرٌ عندنا فی شدة من الجَهْدِ.

سیسنبر؛ ج4، ص: 391

: السِّیسَنْبَرُ: الرَّیْحَانَةُ التی یقال لها النَّمَّامُ، و قد جری فی كلامهم، و لیس بعربی صحیح؛ قال الأَعشی: لنا جُلَّسانٌ عِندَها و بَنَفْسَجٌ، و سِیسَنْبَرٌ و المَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا

فصل الشین المعجمة؛ ج4، ص: 391

شبر؛ ج4، ص: 391

: الشِّبْرُ: ما بین أَعلی الإِبهام و أَعلی الخِنْصر مذكر، و الجمع أَشْبارٌ؛ قال سیبویه: لم یُجاوزُوا به هذا البناء. و الشَّبْرُ، بالفتح: المصدر، مصدر شَبَرَ الثوبَ و غیرَهُ یَشْبُرُه و یَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه، و هو من الشِّبْرِ كما یقال بُعْتُه من الباع. و هذا أَشْبَرُ من ذاك أَی أَوسَعُ شِبْراً. اللیث: الشِّبْرُ الاسم و الشَّبْرُ الفِعْل. و أَشْبَرَ الرجلَ: أَعطاه و فضَّله، و شَبَرَه سیفاً و مالًا یَشْبُرُه شَبْراً و أَشْبَرَه: أَعطاه إِیاه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ یصف سیفاً: و أَشْبَرَنِیهِ الهالِكیُّ، كأَنَّه غَدِیرٌ جَرَتْ فی مَتْنِهِ الرِّیحُ سَلْسَلُ و یروی: و أَشْبَرَنِیها … فتكون الهاء للدرع؛ قال ابن بری: و هو الصواب لأَنه یصف دِرْعاً لا سیفاً؛ و قبله:
(1). قوله: [بفتح السین إلخ] تبع فی هذا الضبط النهایة، و ضبطه فی القاموس تبعاً للصاغانی و غیره كجبل، بالتحریك
لسان العرب، ج‌4، ص: 392
و بَیْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِیَّةٍ، لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ الزَّغْفُ: الدِّرْعُ اللَّیِّنَةُ. و سُلَمِیَّة: من صنعة سلیمان بن داود، علیهما السلام و الهالِكیُّ: الحداد، و أَراد به هاهنا الصَّیْقَلَ، و مصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال: الحمد لله الذی أَعطی الشَّبَرْ كأَنه قال: أَعطی العَطِیَّة، و یروی: … الحَبَرْ؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده: فالحمد لله الذی أَعطی الحَبَرْ قال: و كذا رَوَتْه الرُّواة فی شعره. و الحَبَرُ: السرور؛ و قوله: إِن الأَصل فیه الشَّبْرُ و إِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ، بسكون الباء، مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطیتَه، و الشَّبَرُ، بفتح الباء، اسمُ العطیة؛ و مثله الخَبْطُ و الخَبَطُ، و المصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً، و الخَبَطُ: اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ؛ و مثله النَّفْضُ و النَّفَضُ، النَّفْضُ هو المصدر، و النَّفَضُ اسمُ ما نفضته؛ و كذلك جاء الشَّبَرُ فی شعر عدیّ فی قوله: لم أَخُنْه و الذی أَعطی الشَّبَرْ قال: و لم یقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه لیس یرید به الفعل و إِنما یرید به اسمَ الشی‌ء المُعطَی؛ و بعد بیت العجاج: مَوَالیَ الحَقِّ أَنِ المَوْلی شَكَرْ عَهْدَ نَبِیٍّ، ما عَفَا و ما دَثَرْ و عهدَ صِدِّیقٍ رأَی برّاً فَبَرْ، و عهدَ عُثْمَانَ و عهداً منْ عُمَرْ و عهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ، و عُصبَةَ النبِیِّ إِذ خافوا الحَصَرْ شَدّوا له سُلْطانَه حتی اقْتَسَرْ، بالقَتْلِ، أَقْوَاماً، و أَقواماً أَسَرْ تَحْتَ التی اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ محمداً، و اختارَهُ اللهُ الخِیَرْ فَمَا وَنی محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَی و ما غَبَرْ أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتی ظَهَرْ و الشَّبَرُ: العطیة و الخیر؛ قال عدی بن زید: إِذ أَتانی نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ لم أَخُنْه، و الذی أَعْطَی الشَّبَرْ «2». و قیل: الشَّبْرُ و الشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ و القَدَرِ ابن الأَعرابی: الشِّبْرَة العطیة. شَبَرْتُه و أَشْبَرْتُه و شَبَّرْتُه: أَعطیته، و هو الشَّبْرُ، و قد حُرِّك فی الشعر. ابن الأَعرابی: شَبَرَ و شَبَّرَ إِذا قَدَّرَ. و شَبَّرَ أَیضاً إِذا بَطِرَ. و یقال: قصر الله شَبْرَك و شِبْرَك أَی قصر الله عُمْرَك و طُولَك. الفراء: الشَّبْرُ القَدّ، یقال: ما أَطول شَبْرَه أَی قَدَّه. و فلانٌ قصیرُ الشَّبْرِ. و الشَّبْرَة: القامة تكون قصیرة و طویلة. أَبو الهیثم: یقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَی عُظِّمَ فتعظَّمَ و قُرِّب فتقرّب. ابن الأَعرابی: أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنین طوال، و أَشْبَرَ: جاء ببنین قِصارِ الأَشبارِ. و تَشَابَرَ الفریقان إِذا تقاربا فی الحرب كأَنه صار بینهما شِبْرٌ و مَدَّ كل واحد منهما إِلی صاحبه الشِّبْرَ. و الشَّبَرُ: شی‌ء یتعاطاه النصاری بعضهم لبعض كالقُرْبانِ یتقرّبون به، و قیل: هو القُرْبانُ بعینِهِ. و أَعطاها شَبْرَها أَی حق النكاح. و‌فی دعائه لعلی و فاطمة، رضوان الله علیهما: جمع
(2). قوله: [من منعمر] كذا بالنون، و هذا الضبط بالأصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 393
الله شَمْلَكُما و بارك فی شَبْرِكُما؛ قال ابن الأَثیر: الشَّبْرُ فی الأَصل العطاء ثم كُنی به عن النكاح لأَن فیه عطاء. و شَبْرُ الجمل: طَرْقُه، و هو ضِرَابه. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن شَبْرِ الجَمَلِ‌أَی أُجرة الضِّرَابِ. قال: و یجوز أَن یسمی به الضراب نفسه علی حذف المضاف أَی عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ؛ قال الأَزهری: معناه النهی عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل، و هو مثلُ النهی عن عَسْبِ الفحل، و أَصل العَسْب و الشَّبْرِ الضِّرابُ؛ و منه‌قول یحیی بن یَعْمَرَ لرجل خاصمته امرأَته إِلیه تطلب مهرها: أَ إِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها و شَبْرِك أَنشأْتَ تَطُلُّها و تَضْهَلُها؟أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ، فشَكْرُها: بضْعُها؛ و شَبْرُه: وَطْؤه إِیاها؛ و قال شمر: الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر و عُقْرٍ. و شَبْرُ الجمل: ثواب ضِرَابه. و روی عن ابن المبارك أَنه قال: الشَّكْرُ القُوتُ، و الشَّبْرُ الجماع. قال شمر: القُبُل یقال له الشَّكْرُ؛ و أَنشد یصف امرأَة بالشرَف و بالعِفَّة و الحِرْفة: صَنَاعٌ بإِشْفاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها، جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، و العِرْقُ زَاخِرُ ابن الأَعرابی: المَشْبُورَة المرأَة السَّخِیَّة الكریمة. قال ابن سیدة: فسر ابن الأَعرابی شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل فكأَنه فسر الشی‌ء بنفسه؛ قال: و ذلك لیس بتفسیر، و فی طریق آخر نهی عن شَبْرِ الفحل. و رجل قصیر الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ؛ قالت الخنساء: معاذَ الله یَرْضَعُنِی حَبَرْكَی، قصِیرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ و المَشْبَرُ و المَشْبَرَةُ: نَهْرٌ ینخفض فیتأَدی إِلیه ما یفیض عن الأَرضِین. ابن الأَعرابی: قِبالُ الشِّبْرِ الحَیَّةُ و قِبَالُ الشَّسْعِ الحیَّة. و قال أَبو سعیدْ: المَشَابِرُ حُزُوزٌ فی الذِّراعِ التی یُتَبایَعُ بها، منها حز الشِّبْر و حز نصف الشِّبْرِ و رُبْعِه، كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر مَشْبَرٌ. و الشَّبَّورُ: شی‌ء ینفخ فیه، و لیس بعربی صحیح. و الشَّبُّور، علی وزن التَّنُّور: البُوقُ، و یقال هو معرّب. و‌فی حدیث الأَذان ذُكِرَ له الشَّبُّور؛ قال ابن الأَثیر: جاء فی تفسیره أَنه البُوقُ و فسروه أَیضاً بالقُبْعِ، و اللفظة عِبرانیة. قال ابن بری: و لم یذكر الجوهری شَبَّر و شَبیراً فی اسم الحسن و الحُسین، علیهما السلام؛ قال: و وجدت ابن خالویه قد ذكر شرحهما فقال: شَبَّرُ و شَبِیرٌ و مُشَبِّرٌ هم أَولاد هارون، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و معناها بالعربیة حسن و حسین و مُحَسِّن، قال: و بها سَمَّی علی، علیه السلام، أَولاده شَبَّرَ و شَبِیراً و مُشَبِّراً یعنی حسناً و حسیناً و مُحَسِّناً، رضوان الله علیهم أَجمعین.

شتر؛ ج4، ص: 393

: التهذیب: الشَّتَرُ انقلابٌ فی جفن العین قلما یكون خلقة. و الشَّتْرُ، مخففةً: فِعْلك بها. ابن سیدة: الشَّتَرُ انقلاب جَفْنِ العین من أَعلی و أَسفل و تَشَنُّجُه، و قیل: هو أَن ینشَقَّ الجفن حتی ینفصل الحَتَارُ، و قیل: هو استرخاء الجفن الأَسفل؛ شَتِرَتْ عینُه شَتَراً و شَتَرَها یَشْتُرُها شَتْراً و أَشْتَرَها و شَتَّرَها. قال سیبویه: إِذا قلت شَتَرْتُهُ فإِنك لم تَعْرِضْ لِشتر و لو عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه. الجوهری: شَتَرْتُه أَنا مثل ثَرِم و ثَرَمْتُه أَنا و أَشْتَرْتُه أَیضاً، و انشَتَرتْ عینُه. و رجل أَشْتَرُ: بَیِّنُ الشَّتَرِ، و الأُنثی شَتْراء. و قد شَتِرَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 394
یَشْتَرُ شَتَراً و شُتِرَ أَیضاً مثل أَفِنَ و أُفِنَ. و‌فی حدیث قتادة: فی الشَّتَرِ ربع الدیة، و هو قطع الجفن الأَسفل و الأصل انقلابُه إِلی أَسفل. و الشَّتْرُ: من عَروض الهَزَجِ أَن یدخله الخَرْمُ و القَبْضُ فیصیر فیه مفاعیلن فاعل كقوله: قلتُ: لا تَخَفْ شیّا، فما یكونُ یأْتیكا و كذلك هو فی جزء المضارع الذی هو مفاعیلن، و هو مشتق من شَتَرِ العین، فكأَن البیت قد وقع فیه من ذهاب المیم و الیاء ما صار به كالأَشْتَرِ العیْن. و الشَّتَرُ: انشقاق الشفة السفلی، شَفَة شَتْراء. و شَتَّرَ بالرجل تَشْتِیراً: تَنَقَّصَه و عابه و سبَّه بنظم أَو نثر. و‌فی حدیث عمر: لو قَدَرْتُ علیهما لشَتَّرْتُ بهما‌أَی أَسمعتهما القبیح، و یروی بالنون، من الشَّنَارِ، و هو العار و العیب. و شَتَرَه: جَرَحَهُ؛ و یروی بیت الأَخطل: رَكُوبٌ علی السَّوْآتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ، و النَّخْسُ فی الدُّبُرْ و شَتَّرْت به تَشْتِیراً و سَمَّعْتُ به تسمیعاً و نَدَّدْتُ به تندیداً، كل هذا إِذا أَسمعتَه القبیح و شتمتَه. قال أَبو منصور: و كذلك قال ابن الأَعرابی و أَبو عمرو: شَتَّرْت، بالتاء؛ و كان شمر أَنكر هذا الحرف و قال: إِنما هو شَنَّرْتُ، بالنون؛ و أَنشد: و باتَتْ تُوَقِّی الرُّوحَ، و هی حَرِیصَةٌ علیه، و لكنْ تَتَّقِی أَنْ تُشَنَّرَا قال الأَزهری: جعله من الشَّنَارِ و هو العیب، و التاء صحیح عندنا. و قال ابن الأَعرابی: شَتِرَ انقطع، و شُتِرَ انقطع. و شَتَرَ ثوبه: مَزَّقَهُ. و الأَشْتَرَانِ: مالك و ابنه. و شُتَیْرُ بن خالد: رجل من أَعْلام العرب كان شریفاً؛ قال: أَ وَالِبَ لا فانْهَ شُتَیْرَ بنَ خالِدٍ عن الجَهْلِ لا یَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ و‌فی حدیث علی، علیه السلام، یوم بدر: فقلتُ قریبٌ مَفَرُّ ابن الشَّتْرَاءِ؛ قال ابن الأَثیر: هو رجل كان یقطع الطریق یأْتی الرُّفقة فیدنو منهم حتی إِذا هَمُّوا به نأَی قلیلًا ثم عاوَدَهم حتی یصیب منهم غِرَّة، المعنی: أَن مَفَرَّه قریب و سیعود، فصار مثلًا. و شُتَیْرٌ: موضع؛ أَنشد ثعلب: و علی شُتَیْر راحَ مِنَّا رائحٌ، یأْتی قَبِیصَةَ كالفَنِیق المُقْرَمِ

شتعر؛ ج4، ص: 394

: الشَّیْتَعُور: الشَّعِیرُ؛ عن ابن درید: و قال ابن جنی: إِنما هو الشَّیْتَغُور، بالغین المعجمة.

شتغر؛ ج4، ص: 394

: الشَّیْتَغُور: الشعیر، و قد تقدم قبل ذلك بالعین المهملة.

شجر؛ ج4، ص: 394

: الشَّجَرَة الواحدة تجمع علی الشَّجَر و الشَّجَرَات و الأَشْجارِ، و المُجْتَمِعُ الكثیرُ منه فی مَنْبِتِه: شَجْرَاءُ. الشَّجَر و الشِّجَر من النبات: ما قام علی ساق؛ و قیل: الشِّجَر كل ما سما بنفسه، دَقَّ أَو جلَّ، قاوَمَ الشِّتاءَ أَو عَجَزَ عنه، و الواحدة من كل ذلك شَجَرَة و شِجَرَة، و قالوا شِیَرَةٌ فأَبدلوا، فإِمَّا أَن یكون علی لغة من قال شِجَرَة، و إِمَّا أَن تكون الكسرة لمجاورتها الیاء؛ قال: تَحْسَبُه بین الأَكامِ شِیَرَهْ و قالوا فی تصغیرها: شِیَیْرَة و شُیَیْرَة. قال و قال مرة: قلبت الجیم یاء فی شِیَیْرَة كما قلبوا الیاء جیماً فی قولهم أَنا تَمِیمِجٌّ أَی تمیمیّ، و كما‌روی عن ابن مسعود: علی كل غَنِجٍّ، یرید غَنِیٍّ؛ هكذا حكاه
لسان العرب، ج‌4، ص: 395
أَبو حنیفة، بتحریك الجیم، و الذی حكاه سیبویه أَن ناساً من بنی سعد یبدلون الجیم مكان الیاء فی الوقف خاصة، و ذلك لأَن الیاء خفیفة فأَبدلوا من موضعها أَبْین الحروف، و ذلك قولهم تَمِیمِجْ فی تَمِیمیْ، فإِذا وصلوا لم یبدلوا؛ فأَما ما أَنشده سیبویه من قولهم: خالی عُوَیْفٌ و أَبو عَلِجِّ، المُطْعِمانِ اللحمَ بالعَشِجِّ، و فی الغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ فإِنه اضطر إِلی القافیة فأَبدل الجیم من الیاء فی الوصل كما یبدلها منها فی الوقف. قال ابن جنی: أَما قولهم فی شَجَرَة شِیَرَة فینبغی أَن تكون الیاء فیها أَصلًا و لا تكون مبدلة من الجیم لأَمرین: أَحدهما ثبات الیاء فی تصغیرها فی قولهم شُیَیْرَة و لو كانت بدلًا من الجیم لكانوا خُلَقَاء إِذا حَقَّروا الاسم أَن یردّوها إِلی الجیم لیدلوا علی الأَصل، و الآخر أَن شین شَجَرة مفتوحة و شین شِیرَةَ مكسورة، و البدل لا تغیر فیه الحركات إِنما یوقع حرف موضع حرف. و لا یقال للنخلة شجرة؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَبی حنیفة فی كتابه الموسوم بالنبات. و أَرض شَجِرَة و شَجِیرة و شَجْرَاء: كثیرة الشَّجَرِ. و الشَّجْراءُ: الشَّجَرُ، و قیل: اسم لجماعة الشَّجَر، و واحد الشَّجْراء شَجَرَة، و لم یأْت من الجمع علی هذا المثال إِلَّا أَحرف یسیرة: شَجَرَة و شَجراء، و قَصَبَة و قَصْباء، و طَرَفة و طَرْفاء، و حَلَفَة و حَلْفاء؛ و كان الأَصمعی یقول فی واحد الحلفاء حَلِفة، بكسر اللام، مُخالفة لأَخَواتها. و قال سیبویه: الشَّجْراء واحد و جمع، و كذلك القَصْباء و الطَّرْفاء و الحَلْفاء. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: حتی كنت «1». فی الشَّجْراء‌أَی بین الأَشجار المُتَكاثِفَة، قال ابن الأَثیر: هو الشَّجَرة كالقَصْباء للقَصَبة، فهو اسم مفرد یراد به الجمع، و قیل: هو جمع، و الأَول أَوجه. و المَشْجَرُ: مَنْبِت الشَجر. و المَشْجَرَة: أَرض تُنبِت الشجر الكثیر. و المَشْجَر: موضع الأَشجار و أَرض مَشْجَرَة: كثیرة الشجر؛ عن أَبی حنیفة. و هذا المكان الأَشْجَرُ من هذا أَی أَكثر شَجَراً؛ قال: و لا أَعرف له فِعْلًا. و هذه الأَرض أَشجر من هذه أَی أَكثر شَجَراً. و وادٍ أَشْجَرُ و شَجِیرٌ و مُشْجرٌ: كثیر الشجر. الجوهری: وادٍ شَجِیرٌ و لا یقال وادٍ أَشْجَرُ. و‌فی الحدیث: و نأَی بی الشَّجَرُ؛ أَی بَعُدَ بیَ المرعَی فی الشَّجَر. و أَرض عَشِبَة: كثیرة العُشْب، و بَقِیلة و عاشِبَة و بَقِلة و ثَمِیرة إِذا كان ثَمَرَتها «2». و أَرض مُبْقِلَة و مُعْشِبَة. التهذیب: الشجر أَصناف، فأَما جِلُّ الشجر فَعِظامُه التی تبقی علی الشِّتاء، و أَما دِقُّ الشجر فصنفان: أَحدهما یبقی له أَرُومة فی الأرض فی الشِّتاء، و یَنْبُت فی الربیع، و منه ما یَنْبُت من الحَبَّة كما تَنْبُتُ البقُول، و فرق ما بین دِقِّ الشجر و البقل أَن الشجر له أَرُومة تبقی علی الشتاء و لا یبقی للبقْل شی‌ء، و أَهل الحجاز یقولون هذه الشجر، بغیر هاء، و هم یقولون هی البُرُّ و هی الشَّعیر. و هی التمر، و یقولون هی الذهب لأَن القطعة منه ذهَبَة؛ و بِلُغَتهم نزل قوله تعالی: وَ الَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لٰا یُنْفِقُونَهٰا؛ فأَنَّثَ. ابن السكیت: شاجَرَ المالُ إِذا رَعَی العُشْبَ و البَقْلَ فلم یُبْق منها شیئاً فصار إِلی الشجر یرعاه؛ قال الراجز یصف إِبلًا:
(1). قوله: [حتی كنت] الذی فی النهایة فإِذا كنت (2). قوله: [إِذا كان ثمرتها] كذا بالأَصل و لعل فیها تحریفاً أَو سقطاً، و الأَصل إِذا كثرت ثمرتها أَو إذا كانت ثمرتها كثیرة أَو نحو ذلك
لسان العرب، ج‌4، ص: 396
تَعْرِفُ فی أَوْجُهِها البشائِرِ آسانَ كلِّ آفقٍ مُشاجِرِ و كل ما سُمِك و رُفِعَ، فقد شُجِرَ. و شَجَرَ الشجَرة و النبات شَجْراً: رَفَع ما تَدَلَّی من أَغصانها. التهذیب قال: و إِذا نزلتْ أَغصانُ شَجَرٍ أَو ثوب فرفعته و أَجفیتَه قلت شَجَرْته، فهو مَشْجُور؛ قال العجاج: رَقَّعَ من جِلالِه المَشْجُور و المُشَجَّرُ من التَّصَاویر: ما كان علی صفة الشجر. و دیباج مُشَجَّرٌ: نَقْشُه علی هیئة الشجر. و الشجرة التی بویع تحتها سیدُنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، قیل كانت سَمُرَة. و‌فی الحدیث: الصَّخْرةُ و الشجَرة من الجنة، قیل: أَراد بالشجرة الكَرْمَة، و قیل: یحتمل أَن یكون أَراد بالشجرة شَجَرَة بَیْعَة الرِّضوان لأَن أَصحابها اسْتَوجَبوا الجنة. و اشْتَجَرَ القومُ: تخالفوا: و رماح شواجِرُ و مُشْتَجِرة و مُتَشاجِرَة: مُخْتلفةٌ مُتَداخلة. و شَجَر بینهم الأَمْرُ یَشْجُرُ شَجْراً «1». تنازعوا فیه. و شَجَر بین القوم إِذا اختلف الأَمر بینهم. و اشْتَجَرَ القوم و تَشاجَرُوا أَی تنازعوا. و المُشاجَرة: المنازعة. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا وَ رَبِّكَ لٰا یُؤْمِنُونَ حَتّٰی یُحَكِّمُوكَ فِیمٰا شَجَرَ بَیْنَهُمْ؛ قال الزجاج: أَی فیما وقع من الاختلاف فی الخصومات حتی اشْتَجَرُوا و تشاجَرُوا أَی تشابَكُوا مختلفین. و‌فی الحدیث: إِیاكم و ما شَجَرَ بین أَصحابی؛ أَی ما وقع بینهم من الاختلاف. و‌فی حدیث أَبی عمرو النخعی: و ذكَرَ فتنة یَشْتَجِرون فیها اشْتِجارَ أَطْباق الرَّأْس؛ أَراد أَنهم یشتبكون فی الفتنة و الحرب اشْتباك أَطْباق الرَّأْس، و هی عظامه التی یدخل بعضُها فی بعض؛ و قیل: أَراد یختلفون كما تَشْتَجِرُ الأَصابع إِذا دخل بعضها فی بعض. و كلُّ ما تداخل، فقد تشاجَر و اشْتَجَرَ. و یقال: التَقَی فئتان فتشاجَرُوا برماحهم أَی تشابكوا. و اشْتَجَرُوا بِرِماحِهِم و تشاجَرُوا بالرِّماح: تطاعنوا. و شجَرَ: طَعن بالرُّمح. و شَجَره بالرمح: طعنه. و‌فی حدیث الشُّرَاة: فَشَجَرْناهم بالرماح: أَی طعنَّاهم بها حتی اشتبكتْ فیهم، و كذلك كل شی‌ء یأْلَفُ بعضُه بعضاً، فقد اشْتَبك و اشْتَجَر. و سمی الشجَرُ شَجَراً لدخول بعض أَغصانه فی بعض؛ و من هذا قیل لِمَراكبِ النِّساء: مَشاجِرُ، لِتشابُك عِیدان الهَوْدَج بعضِها فی بعض. و شَجَرَهُ شَجْراً: رَبَطَه. و شَجَرَه عن الأَمر یَشْجُرهُ شَجْراً: صرفه. و الشَّجْرُ: الصَّرْف. یقال: ما شَجَرَك عنه؟ أَی ما صَرَفك؛ و قد شَجَرَتْنی عنه الشَّواجر. أَبو عبید: كلُّ شی‌ء اجتمع ثم فَرَّق بینه شی‌ء فانفرق یقال له: شُجِرَ؛ و قول أَبی وَجْزَة: طَافَ الخَیالُ بنا وَهْناً، فأَرَّقَنَا، من آلِ سُعْدَی، فباتَ النومُ مُشْتَجِرَا معنی اشْتِجار النوم تَجافیه عنه، و كأَنه من الشَّجِیر و هو الغَرِیبُ؛ و منه شَجَرَ الشی‌ءَ عن الشی‌ء إِذا نَحَّاه؛ و قال العجاج: شَجَرَ الهُدَّابَ عنه فَجفَا أَی جافاه عنه فَتَجَافی، و إِذا تَجافی قیل: اشْتَجَر و انْشَجَر. و الشَّجْرُ: مَفْرَجُ الفَم، و قیل: مُؤَخَّرُه، و قیل: هو الصَّامِغ، و قیل: هو ما انفتح من مُنْطَبِقِ الفَم، و قیل: هو مُلْتَقَی اللِّهْزِمَتَیْن، و قیل: هو ما بین اللَّحْیَیْن. و شَجْرُ الفرس: ما بین أَعالی
(1). قوله: [و شجر بینهم الأَمر شجراً] فی القاموس و شجر بینهم الأَمر شجوراً
لسان العرب، ج‌4، ص: 397
لَحْیَیْه من مُعْظَمها، و الجمع أَشْجَار و شُجُور. و اشْتَجَر الرجل: وضع یده تحت شَجْرِهِ علی حَنَكه؛ قال أَبو ذؤیب: نامَ الخَلِیُّ و بِتُّ اللیلَ مُشْتَجِراً، كأَن عَیْنَیَّ فیها الصَّابُ مَذْبُوحُ مذبوح: مَشْقُوق. أَبو عمرو: الشَّجْرُ ما بین اللَّحْیَیْنِ. غیره: بات فلان مُشْتَجِراً إِذا اعتمد بشَجْرِهِ علی كفه. و‌فی حدیث العباس قال: كنت آخذاً بِحَكَمَةِ بغلة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یوم حُنَین و قد شَجَرْتُها بها‌أَی ضَربْتُها بلجامها أَكُفُّها حتی فتحتْ فاها؛ و‌فی روایة: و العباس یَشْجُرها أَو یَشْتَجِرُها بلجامها؛ قال ابن الأَثیر: الشَّجْر مَفْتَح الفم، و قیل: هو الذَّقَن. و‌فی حدیث سعد «2». أَنَّ أُمَّه قالت له: لا أَطْعَمُ طَعاماً و لا أَشرب شراباً أَو تكفُرَ بمحمد قال: فكانوا إذا أَرادوا أَن یطعموها أَو یَسْقُوهَا شَجَرُوا فاها‌أَی أَدْخَلوا فی شَجْرِه عُوداً ففتحوه. و كل شی‌ء عَمَدته بِعماد، فقد شَجَرْتَه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، فی إِحدی الروایات: قُبض رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بین شَجْرِی و نَحْرِی؛ قیل: هو التشبیك، أَی أَنها ضَمَّته إِلی نحرها مُشبِّكَة أَصابعها. و‌فی حدیث بعض التابعین: تَفَقَّدْ فی طهارَتِكَ كذا و كذا و الشِّاكِلَ و الشَّجْرَ‌أَی مُجْتَمَعَ اللَّحْیَیْن تحت العَنْفَقَة. و الشِّجارُ: عود یُجعل فی فم الجَدْی لئلا یَرْضَع أُمَّه. و الشَّجْرُ من الرَّحْل: ما بین الكَرَّیْنِ، و هو الذی یَلْتَهِم ظهر البعیر. و المِشْجَرُ، بكسر المیم: المِشْجَب، و فی المحكم: المَشْجَر أَعواد تربط كالمِشْجَب یوضع علیها المتاع. و شَجَرْت الشی‌ء: طرحتُه علی المِشْجَر، و هو المِشْجَب. و المِشْجَر و المَشْجَر و الشِّجار و الشَّجار: عود الهودج، واحدتها مِشْجَرة [مَشْجَرة و شِجَارة، و قیل: هو مَرْكَب أَصغر من الهودج مكشوفُ الرأْس. التهذیب: و المِشْجَر مركب من مراكب النساء؛ و منه قول لبید: و أَرْثَدَ فارسُ الهَیْجا، إِذا ما تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالقیام اللیث: الشِّجار خشب الهودج، فإِذا غُشِّیَ غِشَاءَه صار هَوْدَجاً. الجوهری: و المَشَاجر عیدان الهودج، و قال أَبو عمرو: مراكب دون الهوادج مكشوفةُ الرأْس، قال: و یقال لها الشُّجُرُ أَیضاً، الواحد شِجار «3». و‌فی حدیث حُنَین: و دُرَیْدُ بن الصِّمَّة یومئذٍ فی شِجار له؛ هو مركب مكشوف دون الهودج، و یقال له مِشْجَر [مَشْجَر أَیضاً. و الشِّجارُ: خشب البئر؛ قال الراجز: لَتَرْوَیَنْ أَو لَتَبِیدَنَّ الشُّجُرْ و الشِّجارُ: سِمَةٌ من سمات الإِبل. و الشِّجارُ: الخشبة التی یُضَبَّب بها السریر من تحت، یقال لها بالفارسیة المَتَرْس. التهذیب: و الشِّجار الخشبة التی توضع خَلْف الباب، یقال لها بالفارسیة المَتَرْس، و بخط الأَزهری مَتَّرس، بفتح المیم و تشدید التاء؛ و أَنشد الأَصمعی: لو لا طُفَیْلٌ ضاعتِ الغَرائرُ، و فاءَ، و المُعْتَقُ شی‌ء بائرُ، غُلَیِّمٌ رَطْلٌ و شَیْخٌ دامِرُ، كأَنما عِظامُنا المَشَاجِرُ و الشِّجارُ: الهَوْدَجُ الصغیر الذی یكفی واحداً حَسْب.
(2). قوله: [و فی حدیث سعد] الذی فی النهایة حدیث أَم سعد (3). قوله: [الواحد شجار] بفتح أَوله و كسره و كذلك المشجر كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 398
و الشَّجیرُ: الغریبُ من الناس و الإِبل. ابن سیدة: و الشَّجِیرُ الغریبُ و الصاحبُ، و الجمع شُجَراء. و الشَّجِیرُ: قِدْح یكون مع القِدَاح غریباً من غیر شَجَرَتِها؛ قال المتنخل: و إِذا الرِّیاحُ تَكَمَّشَتْ بِجَوانِبِ البَیْتِ القَصِیرِ، أَلْفَیْتَنی هَشَّ الیَدَینِ بِمَرْی قِدْحی، أَو شَجِیرِی و القِدْحُ الشَّجِیرُ: هو المستعار الذی یُتَیَمَّنُ بِفَوْزِهِ و الشَّرِیجُ: قِدْحُهُ الذی هو له. یقال: هو شَرِیجُ هذا و شِرْجُهُ أَی مثله. و الشَّجِیرُ: الردِی‌ءُ؛ عن كراع. و الانْشِجارُ و الاشْتِجارُ: التقدّم و النَّجاء؛ قال عُوَیْفٌ الهُذَلیُّ: عَمْداً تَعَدَّیْنَاكَ، و انْشَجَرَتْ بِنَا طِوالُ الهَوادِیُ مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ و یروی: و اشْتَجَرَتْ. و الاشتجارُ أَن تَتَّكِئَ علی مَرْفِقِكَ و لا تَضَعَ جَنْبَكَ علی الفراش. و التَّشْجیرُ فی النخلِ: أَن تُوضَعَ العُذُوقُ علی الجرید، و ذلك إِذا كثر حمل النخلة و عَظُمَتِ الكَبائِسُ فَخِیفَ علی الجُمَّارَةِ أَو علی العُرْجُونِ. و الشَّجِیرُ: السَّیفُ. و شَجَرَ بیته أَی عَمَدَه بِعَمُودٍ. و یقال: فلان من شَجَرَةٍ مباركة أَی من أَصل مبارك. ابن الأَعرابی: الشَّجْرَةُ النُّقْطَةُ الصغیرة فی ذَقَنِ الغُلامِ.

شحر؛ ج4، ص: 398

: شَحَرَ فاه شَحْراً: فتحه؛ قال ابن درید: أَحسبها یمانیة. و الشِّحْرُ: ساحل الیمن، قال الأَزهری: فی أَقصاها، و قال ابن سیدة: بینها و بین عُمانَ. و یقال: شِحْرُ عُمانَ و شَحْرُ عُمان، و هو ساحل البحر بین عُمان و عَدَنٍ؛ قال العجاج: رَحَلْتُ مِنْ أَقْصَی بِلادِ الرُّحَّلِ، من قُلَلِ الشِّحْرِ فَجَنْبَیْ مَوْكَلِ ابن الأَعرابی: الشِّحْرَةُ الشَّطُّ الضَّیِّقُ، و الشِّحْرُ الشط. ابن سیدة: الشَّحِیرُ ضَرْبٌ من الشجر؛ حكاه ابن درید، قال: و لیس بثَبَتٍ. و الشُّحْرُورُ: طائر أَسودُ فُوَیْقَ العُصفور یصوّت أَصواتاً.

شحشر؛ ج4، ص: 398

: الشَّحْشَار: الطویل.

شخر؛ ج4، ص: 398

: الشَّخِیرُ: صَوْتٌ من الحَلْقِ، و قیل: من الأَنف، و قیل: من الفم دون الأَنف. و شَخِیرُ الفرس: صَوْتُه من فمه، و قیل: هو من الفرس بَعْدَ الصَّهِیل، شَخَرَ یَشْخِرُ شَخْراً و شَخِیراً، و قیل: الشَّخْرُ كالنَّخْرِ. الصحاح: شَخَرَ الحمارُ یَشْخِرُ، بالكسر، شَخِیراً. الأَصمعی: من أَصوات الخیل الشَّخِیرُ و النَّخِیرُ و الكَرِیرُ، فالشخیر من الفم، و النخیر من المنخرین، و الكریر من الصدر؛ و رجل شِخِّیرٌ نِخِّیرٌ. و الشَّخِیرُ أَیضاً: رَفْعُ الصَّوْتِ بالنَّخْرِ. و حمار شِخِّیرٌ: مُصَوِّتٌ. و الشَّخِیرُ: ما تَحَاتَّ من الجبل بالأَقدام و الحوافر؛ قال الشاعر: بِنُطْفَةِ بَارِقٍ فی رأْسِ نِیقٍ مُنِیفٍ، دُونَها مِنْهُ شَخِیرُ قال أَبو منصور: لا أَعرف الشَّخِیرَ بهذا المعنی إِلَّا أَن یكون الأَصل فیه خَشِیراً فقلب. أَبو زید: یقال لما بین الكَرَّیْنِ من الرَّحْلِ شَرْخٌ و شَخْرٌ، و الكَرُّ: ما ضَمَّ الظَّلِفَتَیْنِ؛ أَنشد الباهلی قول العجاج:
لسان العرب، ج‌4، ص: 399
إِذا اثْبَجَرّا من سَوادٍ حَدَجَا، و شَخَرَا اسْتِنفاضَةً و نَشَجَا قال: الاثبجرار أَن یقوم و ینقبض، یعنی الحمار و الأَتان. قال: و شخرا نفضا بجحافلهما. و استنفاضة أَی ینفضان ذلك الشخص ینظران ما هو. و النَّشِیجُ: صَوتٌ من الصدر. و شَخْرُ الشَّباب: أَوَّله و جِدَّتُه كَشَرْخِهِ و الأَشْخَرُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ. و الشِّخِّیر، بكسر الشین: اسم. و مطرّف بن عبد الله بن الشِّخِّیرِ، مثال الفِسِّیق، لأَنه لیس فی كلام العرب فَعِّیلٌ و لا فُعِّیلٌ.

شخدر؛ ج4، ص: 399

: شَخْدَرٌ: اسم.

شذر؛ ج4، ص: 399

: الشَّذْر: قِطَعٌ من الذهب یُلْقَطُ من المعْدِن من غیر إِذابة الحجارة، و مما یصاغ من الذهب فرائد یفصل بها اللؤلؤ و الجوهر. و الشَّذْرُ أَیضاً: صغار اللؤلؤ، شبهها بالشذر لبیاضها. و قال شمر: الشَّذْرُ هَنَاتٌ صِغار كأَنها رؤوس النمل من الذهب تجعل فی الخَوْقِ و قیل: هو خَرَزٌ یفصل به النَّظْمُ، و قیل: هو اللؤلؤ الصغیر، واحدته شَذْرَةٌ؛ قال الشاعر: ذَهَبَ لَمَّا أَنْ رآها ثُرْمُلَهْ، و قالَ: یا قَوْم رَأَیْتُ مُنْكَرَه، شَذْرةَ وَادٍ، وَ رَأَیْتُ الزُّهَرَهْ و أَنشد شَمِرٌ للمَرَّارِ الأَسَدِیّ یصف ظَبْیاً: أَتَیْنَ علی الیَمِینِ، كَأَنَّ شَذْراً تَتابَعَ فی النِّظامِ لَه زَلِیلُ و شَذَّرَ النَّظْمَ: فَصَّلَهُ. فأَما قولهم: شَذَّر كلامَه بِشِعْرٍ، فمولَّد و هو علی المَثَلِ. و التَّشَذُّرُ: النَّشاطُ و السُّرْعة فی الأَمر. و تَشَذَّرَتِ الناقةُ إِذا رأَت رِعْیاً یَسُرُّها فحرّكت برأْسها مَرَحاً و فَرَحاً. و التَّشَذُّر: التَّهَدُّدُ؛ و منه‌قول سلیمان بن صُرَد: بلغنی عن أَمیر المؤمنین ذَرْءٌ من قول تَشَذَّرَ لی فیه بشَتْمٍ و إِیعاد فَسِرْتُ إِلیه جَوَاداً‌أَی مسرعاً؛ قال أَبو عبید: لست أَشك فیها بالذال، قال: و قال بعضهم تَشَزَّرَ، بالزای، كأَنه من النظر الشَّزْر، و هو نَظَرُ المُغْضَبِ، و قیل: التَّشَذُّر التَّهیُّؤُ للشَّرِّ، و قیل: التَّشَذُّرُ التوعد و التَّهَدُّدُ؛ و قال لبید: غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولٍ، كأَنها جِنُّ البَدِیِّ، رَوَاسِیاً أَقْدَامُها ابن الأَعرابی: تَشَذَّرَ فلان و تَقَتَّرَ إِذا تَشَمَّرَ و تَهَیَّأَ للحَمْلَة. و‌فی حدیث حُنَینٍ: أَری كتیبة حَرْشَفٍ كأَنهم قد تَشَذَّرُوا‌أَی تهیَّأُوا لها و تأَهَّبُوا. و یقال: شَذَّرَ به و شَتَّرَ به إِذا سَمَّعَ به. و یقال للقوم فی الحرب إِذا تطاولوا: تَشَذَّرُوا. و تَشَذَّرَ فُلانٌ إِذا تهیأَ للقتال. و تَشَذَّرَ فَرَسَهُ أَی ركبه من ورائه. و تَشَذَّرَتِ الناقةُ: جَمَعَتْ قُطْرَیْها و شالت بذنبها. و تَشَذَّرَ السَّوْطُ: مال و تحرَّك؛ قال: و كانَ ابنُ أَجْمالٍ، إِذا ما تَشَذَّرَتْ صُدُورُ السِّیاطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ و تَشَذَّرَ القومُ: تفرقوا. و ذهبوا فی كل وجه شَذَرَ مَذَرَ و شِذَرَ مِذَرَ و بِذَرَ أَی ذهبوا فی كل وجه، و لا یقال ذلك فی الإِقْبال؛ و ذهبت غنمك شَذَرَ مَذَرَ و شِذَرَ مِذَرَ: كذلك. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن عمر، رضی الله عنه، شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَرَ مَذَرَ‌أَی فرّقه و بَدَّده فی كل وجه، و یروی بكسر الشین و المیم و فتحهما. و التَّشَذُّرُ بالثوب و بالذَّنَبِ: هو الاستثفار به.
لسان العرب، ج‌4، ص: 400
و الشَّوْذَرُ: الإِتْبُ، و هو بُرْدٌ یُشَقُّ ثم تلقیه المرأَة فی عنقها من غیر كُمَّیْنِ و لا جَیْب؛ قال: مُنْضَرِجٌ عَنْ جانِبَیْهِ الشَّوْذَرُ و قیل: هو الإِزار، و قیل: هو المِلْحَفَةُ، فارسی معرب، أَصله شاذَر و قیل: جاذَر. و قال الفراء: الشَّوْذَرُ هو الذی تلبسه المرأَة تحت ثوبها، و قال اللیث: الشَّوْذَرُ ثوب تَجْتابُه المرأَة و الجاریة إِلی طَرَفِ عَضُدها، و الله أَعلم.

شرر؛ ج4، ص: 400

: الشَّرُّ: السُّوءُ و الفعل للرجل الشِّرِّیرِ، و المصدر الشَّرَارَةُ، و الفعل شَرَّ یَشُرُّ [یَشِرُّ. و قوم أَشْرَارٌ: ضد الأَخیار. ابن سیدة: الشَّرُّ ضدّ الخیر، و جمعه شُرُورٌ، و الشُّرُّ لغة فیه؛ عن كراع. و‌فی حدیث الدعاء: و الخیرُ كُلُّه بیدیك و الشَّرُّ لیس إِلیك؛ أَی أَن الشر لا یُتقرّب به إِلیك و لا یُبْتَغَی به وَجْهُكَ، أَو أَن الشر لا یصعد إِلیك و إِنما یصعد إِلیك الطیب من القول و العمل، و هذا الكلام إِرشاد إِلی استعمال الأَدب فی الثناء علی الله، تعالی و تقدس، و أَن تضاف إِلیه، عز و علا، محاسن الأَشیاء دون مساوئها، و لیس المقصود نفی شی‌ء عن قدرته و إِثباته لها، فإِن هذا فی الدعاء مندوب إِلیه، یقال: یا رب السماء و الأَرض، و لا یقال: یا رب الكلاب و الخنازیر و إِن كان هو ربها؛ و منه قوله تعالی: وَ لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنیٰ فَادْعُوهُ بِهٰا. و قد شَرَّ یَشِرُّ و یَشُرُّ شَرّاً و شَرَارَةً، و حكی بعضهم: شَرُرْتُ بضم العین. و رجل شَرِیرٌ و شِرِّیرٌ من أَشْرَارٍ و شِرِّیرِینَ، و هو شَرٌّ منك، و لا یقال أَشَرُّ، حذفوه لكثرة استعمالهم إِیاه، و قد حكاه بعضهم. و یقال: هو شَرُّهُم و هی شَرُّهُنَّ و لا یقال هو أَشرهم. و شَرَّ إِنساناً یَشُرُّه إِذا عابه. الیزیدی: شَرَّرَنِی فی الناس و شَهَّرنی فیهم بمعنی واحد، و هو شَرُّ الناس؛ و فلان شَرُّ الثلاثة و شَرُّ الاثنین. و‌فی الحدیث: وَلَدُ الزنا شَرُّ الثلاثة؛ قیل: هذا جاء فی رجل بعینه كان موسوماً بالشَّرّ، و قیل: هو عامٌّ و إِنما صار ولد الزنا شَرّاً من والدیه لأَنه شَرُّهم أَصلًا و نسباً و ولادة، لأَنه خلق من ماء الزانی و الزانیة، و هو ماء خبیث، و قیل: لأَن الحدّ یقام علیهما فیكون تمحیصاً لهما و هذا لا یدری ما یفعل به فی ذنوبه. قال الجوهری: و لا یقال أَشَرُّ الناس إِلا فی لغة ردیئة؛ و منه قول امرأَة من العرب: أُعیذك بالله من نَفْسٍ حَرَّی و عَیْنٍ شُرَّی أَی خبیثة من الشر، أَخرجته علی فُعْلَی مثل أَصغر و صُغْرَی؛ و قوم أَشْرَارٌ و أَشِرَّاءُ. و قال یونس: واحدُ الأَشْرَارِ رَجُلٌ شَرٌّ مثل زَنْدٍ و أَزْنَادٍ، قال الأَخفش: واحدها شَرِیرٌ، و هو الرجل ذو الشَّرِّ مثل یتیم و أَیتام. و رجل شِرِّیرٌ، مثال فِسِّیقٍ، أَی كثیر الشَّرِّ. و شَرَّ یَشِرُّ [یَشُرُّ إِذا زاد شَرُّهُ. یقال: شَرُرْتَ یا رجل و شَرِرْتَ، لغتان، شَرّاً و شَرَراً و شَرارَةً. و أَشررتُ الرجلَ: نسبته إِلی الشَّر، و بعضهم ینكره؛ قال طرفة: فما زال شُرْبِی الرَّاحَ حتی أَشَرَّنِی صَدِیقِی، و حتی سَاءَنِی بَعْضُ ذلِكا فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بَعْدَ إِساءَةٍ، فَلَسْتُ لِشَرّی فِعْلَه بحَمُول. إِنما أَراد لِشَرّ فِعْلِهِ فقلب. و هی شَرَّة و شُرَّی: یذهب بهما إِلی المفاضلة؛ و قال كراع: الشُّرَّی أُنثی الشَّر الذی هو الأَشَرُّ فی التقدیر كالفُضْلَی الذی هو تأْنیث الأَفضل، و قد شَارَّهُ. و یقال: شَارَّاهُ و شَارَّهُ، و فلان یُشَارُّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 401
فلاناً و یُمَارُّهُ و یُزَارُّهُ أَی یُعادیه. و المُشَارَّةُ: المخاصمة. و‌فی الحدیث: لا تُشَارِّ أَخاك؛ هو تُفَاعِل من الشر، أَی لا تفعل به شرّاً فتحوجه إِلی أَن یفعل بك مثله، و یروی بالتخفیف؛ و منه‌حدیث أَبی الأَسود: ما فَعَلَ الذی كانت امرأَته تُشَارُه و تُمارُه.أَبو زید: یقال فی مثل: كلَّمَا تَكْبَرُ تَشِرّ. ابن شمیل: من أَمثالهم: شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنَّ. و قد أَشَرَّ بنو فلان فلاناً أَی طردوه و أَوحدوه. و الشِّرَّةُ: النَّشاط. و‌فی الحدیث: إِن لهذا القرآن شِرَّةً ثم إِن للناس عنه فَتْرَةً؛ الشِّرَّةُ: النشاط و الرغبة؛ و منه‌الحدیث الآخر: لكل عابد شِرَّةٌ.و شِرَّةُ الشباب: حِرْصُه و نَشاطه. و الشِّرَّةُ؛ مصدر لِشَرَّ. و الشُّرُّ، بالضم: العیب. حكی ابن الأَعرابی: قد قبلتُ عطیتك ثم رددتها علیك من غیر شُرِّكَ و لا ضُرِّكَ، ثم فسره فقال: أَی من غیر ردّ علیك و لا عیب لك و لا نَقْصٍ و لا إِزْرَاءٍ. و حكی یعقوب: ما قلت ذلك لشُرِّكَ و إِنما قلته لغیر شُرِّكَ أَی ما قلته لشی‌ء تكرهه و إِنما قلته لغیر شی‌ء تكرهه، و فی الصحاح: إِنما قلته لغیر عیبك. و یقال: ما رددت هذا علیك من شُرٍّ به أَی من عیب و لكنی آثرتك به؛ و أَنشد: عَیْنُ الدَّلِیلِ البُرْتِ من ذی شُرِّهِ أَی من ذی عیبه أَی من عیب الدلیل لأَنه لیس یحسن أَن یسیر فیه حَیْرَةً. و عینٌ شُرَّی إِذا نظرت إِلیك بالبَغْضَاء. و حكی عن امرأَة من بنی عامر فی رُقْیَةٍ: أَرْقیك بالله من نفس حَرَّی و عَین شُرَّی؛ أَبو عمرو: الشُّرَّی: العَیَّانَةُ من النساء. و الشَّرَرُ: ما تطایر من النار. و فی التنزیل العزیز: إِنَّهٰا تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ؛ واحدته شَرَرَةٌ و هو الشَّرَارُ واحدته شَرَارَةٌ؛ و قال الشاعر: أَوْ كَشَرَارِ الْعَلَاةِ یَضْرِبُها القَیْنُ، عَلَی كُلِّ وَجْهِهِ تَثِبُ و شَرَّ اللحْمَ و الأَقِطَ و الثوبَ و نحوَها یَشُرُّه شَرّاً و أَشَرَّه و شَرَّرَهُ و شَرَّاهُ علی تحویل التضعیف: وضعه علی خَصفَةٍ أَو غیرها لیَجِفَّ؛ قال ثعلب و أَنشد بعض الرواة للراعی: فأَصْبَحَ یَسْتافُ البِلادَ، كَأَنَّهُ مُشَرَّی بأَطرافِ البُیوتِ قَدیدُها قال ابن سیدة: و لیس هذا البیت للراعی إِنما هو للحَلال ابن عمه. و الإِشْرَارةُ: ما یبسط علیه الأَقط و غیره، و الجمع الأَشارِیرُ. و الشَّرُّ: بَسْطُك الشی‌ء فی الشمس من الثیاب و غیره؛ قال الراجز: ثَوْبٌ علی قامَةٍ سَحْلٌ، تَعَاوَرَهُ أَیْدِی الغَوَاسِلِ، للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ و شَرَّرْتُ الثوبَ و اللحم و أَشْرَرْتُ؛ و شَرَّ شیئاً یَشُرُّه إِذا بسطه لیجف. أَبو عمرو: الشِّرَارُ صفائح بیض یجفف علیها الكَرِیصُ و شَرَّرْتُ الثوب: بسطته فی الشمس، و كذلك التَّشْرِیرُ. و شَرَّرْتُ الأَقِطَ أَشُرُّهُ شَرّاً إِذا جعلته علی خَصفَةٍ لیجف، و كذلك اللحم و الملح و نحوه. و الأَشَارِیرُ: قِطَع قَدِید. و الإِشْرَارَةُ: القَدِیدُ المَشْرُورُ و الإِشْرَارَةُ: الخَصَفَةُ التی یُشَرُّ علیها الأَقِطُ، و قیل: هی شُقَّة من شُقَقِ البیت یُشَرَّرُ علیها؛ و قول أَبی كاهل الیَشْكُرِیِّ: لها أَشارِیرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ، من الثَّعالِی، وَ وَخْزٌ منْ أَرَانِیها
لسان العرب، ج‌4، ص: 402
قال: یجوز أَن یعنی به الإِشْرَارَة من القَدید، و أَن یعنی به الخَصَفَة أَو الشُّقَّة. و أَرانیها أَی الأَرانب. و الوَخْزُ: الخَطِیئَةُ بعد الخَطیئَة و الشی‌ءُ بعد الشی‌ء أَی معدودة؛ و قال الكمیت: كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ، حَوْلَ كِناسِهِ، أَشارِیرُ مِلْحٍ یَتَّبِعْنَ الرَّوامِسا ابن الأَعرابی: الإِشْرَارَةُ صَفِیحَةٌ یُجَفَّفُ علیها القدید، و جمعها الأَشارِیرُ و كذلك قال اللیث: قال الأَزهری: الإِشْرَارُ ما یُبْسَطُ علیه الشی‌ء لیجف فصح به أَنه یكون ما یُشَرَّرُ من أَقِطٍ و غیره و یكون ما یُشَرَّرُ علیه. و الأَشارِیرُ: جمع إِشْرارَةٍ، و هی اللحم المجفف. و الإِشْرارة: القِطْعة العظیمة من الإِبل لانتشارها و انبثاثها. و قد اسْتَشَرَّ إِذا صار ذا إِشرارة من إِبل، قال: الجَدْبُ یَقْطَعُ عَنْكَ غَرْبَ لِسانِهِ، فإِذا اسْتَشَرَّ رَأَیتَهُ بَرْبَارا قال ابن بری: قال ثعلب اجتمعت مع ابن سَعْدانَ الراویة فقال لی: أَسأَلك؟ فقلت: نعم، فقال: ما معنی قول الشاعر؟ و ذكر هذا البیت، فقلت له: المعنی أَن الجدب یفقره و یمیت إِبله فیقل كلامه و یذل؛ و الغرب: حِدَّة اللسان. و غَرْبُ كل شی‌ء: حدّته. و قوله: و إِذا استشر أَی صارت له إِشْرَارَةٌ من الإِبل، و هی القطعة العظیمة منها، صار بَرْباراً و كثر كلامه. و أَشَرَّ الشی‌ءَ: أَظهره؛ قال كَعْبُ بن جُعَیْلٍ، و قیل: إِنه للحُصَیْنِ بن الحمام المُرِّیِّ یَذكُرُ یوم صِفِّین: فما بَرِحُوا حَتَّی رأَی اللهُ صَبْرَهُمْ، و حَتَّی أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المصاحِفُ أَی نُشِرَتْ و أُظهرت؛ قال الجوهری و الأَصمعی: یروی قول إمرئ القیس: تَجَاوَزْتُ أَحْراساً إِلیها و مَعْشَراً عَلَیَّ حِراصاً، لو یُشِرُّونَ مَقْتَلِی «4». علی هذا قال، و هو بالسین أَجود. و شَرِیرُ البحر: ساحله، مخفف؛ عن كراع. و قال أَبو حنیفة: الشَّرِیرُ مثل العَیْقَةِ، یعنی بالعیقة ساحلَ البحر و ناحیته؛ و أَنشد للجَعْدِی: فَلا زَالَ یَسْقِیها، و یَسْقِی بلادَها من المُزْنِ رَجَّافٌ، یَسُوقُ القَوارِیَا یُسَقِّی شَرِیرَ البحرِ حَوْلًا، تَرُدُّهُ حَلائبُ قُرْحٌ، ثم أَصْبَحَ غَادِیَا و الشَّرَّانُ علی تقدیر فَعْلانَ: دَوابُّ مثل البعوض، واحدتها شَرَّانَةٌ، لغة لأَهل السواد؛ و فی التهذیب: هو من كلام أَهل السواد، و هو شی‌ء تسمیه العرب الأَذی شبه البعوض، یغشی وجه الإِنسان و لا یَعَضُّ. و الشَّرَاشِرُ: النَّفْسُ و المَحَبَّةُ جمیعاً. و قال كراع: هی محبة النفس، و قیل: هو جمیع الجسد، و أَلقی علیه شَرَاشِرَهُ، و هو أَن یحبه حتی یستهلك فی حبه؛ و قال اللحیانی: هو هواه الذی لا یرید أَن یدعه من حاجته؛ قال ذو الرمة: و كائِنْ تَری مِنْ رَشْدةٍ فی كَرِیهَةٍ، و مِنْ غَیَّةٍ تُلْقَی علیها الشَّراشِرُ قال ابن بری: یرید كم تری من مصیب فی اعتقاده و رأْیه، و كم تری من مخطئ فی أَفعاله و هو جادّ مجتهد فی فعل ما لا ینبغی أَن یفعل، یُلْقِی شَرَاشِرَهُ علی مقابح الأُمور و ینهَمِك فی الاستكثار منها؛
(4). فی معلقة إمرئ القیس: لو یُسِرّون
لسان العرب، ج‌4، ص: 403
و قال الآخر: و تُلْقَی عَلَیْهِ، كُلَّ یَوْمِ كَرِیهَةٍ، شَرَاشِرُ مِنْ حَیَّیْ نِزَارٍ و أَلْبُبُ الأَلْبُبُ: عروق متصلة بالقلب. یقال: أَلقی علیه بنات أَلْبُبه إِذا أَحبه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و ما یَدْرِی الحَرِیصُ عَلامَ یُلْقی شَرَاشِرَهُ، أَ یُخْطِئُ أَم یُصِیبُ؟ و الشَّرَاشِرُ: الأَثقال، الواحدةُ شُرْشُرَةٌ «1». یقال: أَلقی علیه شراشره أَی نفسه حرصاً و محبة، و قیل: أَلقی علیه شَراشره أَی أَثقاله. و شَرْشَرَ الشی‌ءَ: قَطَّعَهُ، و كل قطعة منه شِرْشِرَةٌ. و‌فی حدیث الرؤیا: فَیُشَرْشِرُ بِشِدْقِهِ إِلی قَفاه؛ قال أَبو عبید: یعنی یُقَطِّعُهُ و یُشَقِّقُهُ؛ قال أَبو زبید یصف الأَسد: یَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ، رُفَاتُ عِظَامٍ، أَو عَرِیضٌ مُشَرشَرُ و شَرْشَرَةُ الشی‌ء: تَشْقِیقُهُ و تقطیعه. و شَرَاشِرُ الذنَب: ذَباذِبُهُ. و شَرْشَرَتْهُ الحیة: عَضَّتْهُ، و قیل: الشَّرْشَرَةُ أَن تَعَضَّ الشی‌ء ثم تنفضه. و شَرْشَرَتِ الماشِیَةُ النباتَ: أَكلته؛ أَنشد ابن درید لجُبَیْها الأَشْجَعِیِّ: فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، نَفَی الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فَهْوَ كَالحُ و شَرْشَرَ السِّكِّین و اللحم: أَحَدَّهما علی حجر. و الشُّرْشُور: طائر صغیر مثل العصفور؛ قال الأَصمعی: تسمیه أَهل الحجاز الشُّرْشُورَ، و تسمیه الأَعراب البِرْقِشَ، و قیل: هو أَغبر علی لطافة الحُمَّرَةِ، و قیل: هو أَكبر من العصفور قلیلًا. و الشَّرْشَرُ: نبت. و یقال: الشِّرْشِرُ، بالكسر. و الشِّرْشِرَةُ: عُشْبَة أَصغر من العَرْفَج، و لها زهرة صفراء و قُضُبٌ و ورق ضخام غُبْرٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ تنبت متفسحة كأَن أَقناءها الحِبالُ طولًا، كَقَیْسِ الإِنسان قائماً، و لها حب كحب الهَرَاسِ، و جمعها شِرْشِرٌ؛ قال: تَرَوَّی مِنَ الأَحْدَاثِ حَتَّی تَلاحَقَتْ طَرَائِقُه، و اهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ قال أَبو حنیفة عن أَبی زیاد: الشِّرْشِرُ یذهب حِبالًا علی الأَرض طولًا كما یذهب القُطَبُ إِلا أَنه لیس له شوك یؤذی أَحداً؛ اللیث فی ترجمة قسر: و شَرْشَرٌ [شِرْشِرٌ و قَسْوَةٌ نَصْرِیُّ قال الأَزهری: فسره اللیث فقال: و الشرشر الكلب، و القسور الصیاد؛ قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث فی تفسیره فی أَشیاء فمنها قوله الشرشر الكلب و إِنما الشرشر نبت معروف، قال: و قد رأَیته بالبادیة تسمن الإِبل علیه و تَغْزُرُ، و قد ذكره ابن الأَعرابی: و غیره فی أسماء نبوت البادیة. ابن الأعرابی: من البقول الشَّرْشَرُ. قال: و قیل للأَسدیة أَو لبعض العرب: ما شجرة أَبیك؟ قال: قُطَبٌ و شَرْشَرٌ [شِرْشِرٌ و وَطْبٌ جَشِرٌ؛ قال: الشِّرْشِرُ خیر من الإِسْلِیح و العَرْفَج. أَبو عمرو: الأَشِرَّةُ واحدها شَرِیرٌ: ما قرب من البحر، و قیل: الشَّرِیرُ شجر ینبت فی البحر، و قیل: الأَشِرَّةُ البحور؛ و قال الكمیت: إِذا هو أَمْسَی فی عُبابِ أَشِرَّةٍ، مُنِیفاً علی العَبْرَیْنِ بالماء، أَكْبَدا
(1). قوله: [الواحدة شرشرة] بضم المعجمتین كما فی القاموس، و ضبطه الشهاب فی العنایة بفتحهما
لسان العرب، ج‌4، ص: 404
و قال الجعدی: سَقَی بِشَرِیرِ البَحْر حَوْلًا، یَمُدُّهُ حَلائِبُ قُرْحٌ ثم أَصْبَحَ غادِیا «1». و شِوَاءٌ شَرْشَرٌ: یتقاطر دَسَمُه، مثل سَلْسَلٍ. و‌فی الحدیث: لا یأْتی علیكم عام إِلَّا و الذی بعده شَرٌّ منه. قال ابن الأَثیر: سئل الحسن عنه فقیل: ما بال زمان عمر بن عبد العزیز بعد زمان الحجاج؟ فقال: لا بد للناس من تنفیس، یعنی أَن الله تعالی ینفس عن عباده وقتاً ما و یكشف البلاء عنهم حیناً.و‌فی حدیث الحجاج: لها كِظَّةٌ تَشْتَرُّ؛ قال ابن الأَثیر: یقال اشْتَرَّ البعیر كاجْتَرَّ، و هی الجِرَّةُ لما یخرجه البعیر من جوفه إِلی فمه یمضغه ثم یبتلعه، و الجیم و الشین من مخرج واحد. و شُرَاشِرٌ و شُرَیْشِرٌ و شَرْشَرَةُ: أَسماء. و الشُّرَیْرُ: موضع، هو من الجار علی سبعة أَمیال؛ قال كثیر عزة: دِیارٌ بِأَعْنَاءٍ الشُّرَیْرِ، كَأَنَّمَا عَلَیْهِنَّ فی أَكْنافِ عَیْقَةَ شِیدُ

شزر؛ ج4، ص: 404

: نَظَرٌ شَزْرٌ: فیه إِعراض كنظر المعادی المبغض، و قیل: هو نظر علی غیر استواء بِمؤْخِرِ العین، و قیل: هو النظر عن یمین و شمال. و‌فی حدیث علیّ: الْحَظُوا الشَّزْرَ و اطْعُنُوا الیَسْرَ؛ الشَّزْرُ: النظر عن الیمین و الشمال و لیس بمستقیم الطریقة، و قیل: هو النظر بمؤخر العین، و أَكثر ما یكون النظرُ الشَّزْرُ فی حال الغضب، و قد شَزَرَهُ یَشْزِرُهُ شَزْراً. و شَزَّرَ إِلیه: نظر منه فی أَحد شِقَّیْهِ و لم یستقبله بوجهه. ابن الأَنباری: إِذا نظر بجانب العین فقد شَزَرَ یَشْزِرُ، و ذلك من البَغْضَةِ و الهَیْبَةِ؛ و نَظَرَ إِلیه شَزْراً، و هو نظر الغضبان بِمُؤَخَّرِ العین؛ و فی لحظه شَزَرٌ، بالتحریك. و تَشازَرَ القومُ أَی نظر بعضهم إِلی بعض شَزْراً. الفراء: یقال شَزَرْته أَشْزِرُه شَزْراً، و نَزَرْته أَنْزِرُه نَزْراً أَی أَصبته بالعین، و إِنه لحَمِئُ العَیْنِ، و لا فعل له، و إِنه لأَشْوَهُ العَیْنِ إِذا كان خبیث العین، و إِنه لشَقِذُ العَیْنِ إِذا كان لا یَقْهَرهُ النُّعاسُ، و قد شَقِذَ یَشْقَذُ شَقَذاً. أَبو عمرو: و الشَّزْرُ من المُشازَرَةِ، و هی المعاداة؛ قال رؤبة: یَلْقَی مُعَادِیهِمْ عذابَ الشَّزْرِ و یقال: أَتاه الدهرُ بشَزْرَةٍ لا ینحلُّ منها أَی أَهلكه. و قد أَشْزَرَهُ الله أَی أَلقاه فی مكروه لا یخرج منه. و الطَّعْنُ الشَّزْرُ: ما طعنت بیمینك و شمالك، و فی المحكم: الطِّعْنُ الشَّزْرُ ما كان عن یمین و شمال. و شَزَرَهُ بالسِّنان: طعنه. اللیث: الحبل المَشْزُورُ المفتول و هو الذی یفتل مما یلی الیسار، و هو أَشد لفتله؛ و قال غیره: الشَّزْرُ إِلی فوق. قال الأَصمعی: المشزور المفتول إِلی فوق، و هو الفتل الشَّزْرُ؛ قال أَبو منصور: و هذا هو الصحیح. ابن سیدة: و الشَّزْرُ من الفَتْلِ ما كان عن الیسار، و قیل: هو أَن یبدأَ الفاتل من خارج و یَرُدَّه إِلی بطنه و قد شَزَرَهُ؛ قال: لِمُصْعَبِ الأَمْر، إِذا الأَمْرُ انْقَشَرْ أَمَرَّهُ یَسْراً، فإِنْ أَعْیا الیَسَرْ و الْتاثَ إِلا مِرَّةَ الشَّزْرِ، شَزَرْ أَمرَّه أَی فتله فتلًا شدیداً. یسراً أَی فتله علی الجهة الیَسْراءِ. فإِن أَعْیا الیَسَرُ و التاث أَی أَبطأَ.
(1). قوله: [سقی بشریر إلخ] الذی تقدم: [تسقی شریر البحر حولًا تردّه] و هما روایتان كما فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 405
أَمَرَّهُ شَزْراً أَی علی العَسْراءِ و أَغارَهُ علیها؛ قال: و مثله قوله: بالفَتْلِ شَزْراً غَلَبَتْ یَسَارا، تَمْطُو العِدَی و المِجْذَبَ البَتَّارَا یصف حبال المَنْجَنِیقِ یقول: إِذا ذهبوا بها عن وجوهها أَقبلت علی القَصْدِ. و اسْتَشْزَرَ الحَبْلُ و اسْتَشْزَرَه فَاتِلُه؛ و روی بیت إمرئ القیس بالوجهین جمیعاً: غَدَائِرُه مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلی العُلی، تَظَلُّ المَدَارِی فی مُثَنًّی و مُرْسَلِ «1». و یروی … مُسْتَشْزَرَات … و غَزْلٌ شَزْرٌ: علی غیر استواء و فی الصحاح: و الشَّزْرُ من الفتل ما كان إِلی فوق خلافَ دَوْرِ المِغْزَل. یقال: حبل مَشْزُورٌ و غدائر مُسْتَشْزَرات. و طَحْنٌ شَزْرٌ: ذهب به عن الیمین. یقال: طَحَنَ بالرحی شَزْراً، و هو أَن یذهب بالرحی عن یمینه، و بَتّاً أَی عن یساره؛ و أَنشد: و نَطْحَنُ بالرَّحَی بَتّاً و شَزْراً، و لَوْ نُعْطَی المَغَازِلَ ما عَیِینَا و الشَّزْرُ: الشدّة و الصعوبة فی الأَمر. و تَشَزَّرَ الرجل: تهیأَ للقتال. و تَشَزَّرَ: غَضِبَ؛ و منه‌قول سلیمان بن صُرَد: بلغنی عن أَمیر المؤمنین ذَرْءٌ من خَبَرٍ تَشَزَّرَ لی فیه بِشَتْمٍ و إِبْعَاد فَسِرْتُ إِلیه جَوَاداً، و یروی تَشَذَّر، و قد تقدم؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: ما زَالَ فی الحُوَلاءِ [الحِوَلاءِ شَزْراً رائِغاً، عِنْدَ الصَّرِیمِ، كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ فسره فقال: شَزْراً آخذاً فی غیر الطریق. یقول: لم یزل فی رحم أُمه رَجُلَ سَوْءٍ كأَنه یقول لم یزل فی أُمه علی الحالة التی هو علیها فی الكبر. و الصریم هنا: الأَمر المصروم. و شَیْزَرٌ: بلد، و فی المحكم: أَرض؛ قال إمرؤ القیس: تَقَطَّعَ أَسْبَابُ اللُّبَانَةِ و الهَوَی، عَشِیَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ و شَیْزَرَا

شصر؛ ج4، ص: 405

: الشَّصْرُ من الخیاطة: كالبَشْكِ، و قد شَصَرَه شَصْراً. أَبو عبید: شَصَرْتُ الثوب شَصْراً إِذا خِطْتَه مثل البَشْكِ؛ قال أَبو منصور: و تَشْصِیرُ الناقة من هذا. الصحاح: الشَّصْرُ الخیاطة المتباعدة و التزنید. و شَصَرْتُ عینَ البازی أَشْصُرُه شَصْراً إِذا خِطْتَهُ. و الشِّصَار: أَخِلَّةُ التَّزْنِید؛ حكاه الجوهری عن ابن درید. و الشِّصَارُ: خشبة تدخل بین منخری الناقة، و قد شَصَرَها و شَصَّرَها. و شَصَرَ الناقة یَشْصِرُها و یَشْصُرُها شَصْراً إِذا دَحَقَتْ رَحِمُها فَخَلَّلَ حَیاءَها بِأَخِلَّةٍ ثم أَدار خلف الأَخِلَّةِ بعَقَبٍ أَو خیط من هُلْبِ ذَنبها. و الشِّصارُ: ما شُصِرَ به. التهذیب: و الشِّصارُ خشبة تشدّ بین شُفْرَی الناقة. ابن شمیل: الشَّصْرانِ خشبتان ینفذ بهما فی شُفْرِ خُورانِ الناقة ثم یعصب من ورائها بِخُلْبَةٍ شدیدة، و ذلك إِذا أَرادوا أَن یظأَروها علی ولد غیرها فیأْخذون دُرْجَةً مَحْشُوَّةً و یَدُسُّونها فی خُورانِها، و یَخِلُّون الخُورانَ بخلالین هما الشِّصارَانِ یُوثَقانِ بِخُلْبَةٍ یُعْصَبانِ بها، فذلك الشَّصْرُ و التَّزْنِیدُ. و شَصَرَ بَصَرُه یَشْصِرُ شُصُوراً: شَخَصَ عند الموت. و یقال: تركت فلاناً و قد شَصَرَ بَصَرهُ، و هو أَن تنقلب العین عند نزول الموت؛ قال الأَزهری: و هذا عندی وَهَمٌ و المعروف شَطَرَ بَصَرُه و هو الذی كأَنه ینظر إِلیك و إِلی آخر؛ رواه أَبو عبید عن الفراء. قال: و الشُّصُور بمعنی الشُّطُور
(1). فی معلقة إمرئ القیس: تَضِلُّ العِقاصُ …
لسان العرب، ج‌4، ص: 406
من مناكیر اللیث، قال: و قد نظرت فی باب ما یعاقب من حرفی الصاد و الطاء لابن الفرج فلم أَجده، قال: و هو عندی من وهَم اللیث. و الشَّصْرَةُ: نَطْحَةُ الثَّوْرِ الرجلَ بِقَرْنهِ. و شَصَرَهُ الثَّوْرُ بقرنه یَشْصُرُهُ شَصْراً: نطحه، و كذلك الظبی. و الشَّصَرُ من الظباء: الذی بلغ أَن یَنْطَحَ، و قیل: الذی بلغ شهراً، و قیل: هو الذی لم یحتنك، و قیل: هو الذی قد قوی و تحرّك، و الجمع أَشْصارٌ و شَصَرَةٌ. و الشَّوْصَرُ: كالشَّصَرِ. اللیث: یقال له شاصِرٌ إِذا نَجَمَ قَرْنُه. و الشَّصَرَةُ: الظبیة الصغیرة. و الشَّصَرُ، بالتحریك: ولد الظبیة، و كذلك الشاصر. قال أَبو عبید: و قال غیر واحد من الأَعراب: هو طَلًا ثم خِشْفٌ، فإِذا طلع قرناه فهو شادِنٌ، فإِذا قوی و تحرك فهو شَصَرٌ، و الأُنثی شَصَرَةٌ، ثم جَذَعٌ ثم ثَنِیٌّ، و لا یزال ثَنِیّاً حتی یموت لا یزید علیه. و شِصارٌ: اسم رجل و اسم جِنِّیٍّ؛ و قول خُنافِر فی رَئیِّهِ من الجن: نَجَوْتُ بِحَمْدِ اللهِ من كُلِّ فَحْمَةٍ تُؤَرِّثُ هُلْكاً، یَوْمَ شایَعْتُ شاصِرَا إِنما أَراد شِصاراً فغیر الاسم لضرورة الشعر، و مثله كثیر.

شطر؛ ج4، ص: 406

: الشَّطْرُ: نِصْفُ الشی‌ء، و الجمع أَشْطُرٌ و شُطُورٌ. و شَطَرْتُه: جعلته نصفین. و فی المثل: أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه. و شاطَرَه مالَهُ: ناصَفَهُ، و فی المحكم: أَمْسَكَ شَطْرَهُ و أَعطاه شَطْره الآخر. و‌سئل مالك بن أَنس: من أَین شاطَرَ عمر بن الخطاب عُمَّالَهُ؟ فقال: أَموال كثیرة ظهرت لهم. و إِن أَبا المختار الكلابی كتب إِلیه: نَحُجُّ إِذا حَجُّوا، و نَغْزُو إِذا غَزَوْا، فَإِنِّی لَهُمْ وفْرٌ، و لَسْتُ بِذِی وَفْرِ إِذا التَّاجِرُ الدَّارِیُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ مِنَ المِسْكِ، راحَتْ فی مَفارِقِهِمْ تَجْرِی فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَیْثُ وجَدْتَهُ سَیَرْضَوْنَ، إِنْ شاطَرْتَهُمْ، مِنْكَ بِالشَّطْرِ قال: فَشاطَرَهُمْ عمر، رضی الله عنه، أَموالهم.و‌فی الحدیث: أَن سَعْداً استأْذن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یتصدَّق بماله، قال: لا، قال: فالشَّطْرَ، قال: لا، قال الثُّلُثَ، فقال: الثُّلُثُ و الثُّلُثُ كَثِیرٌ؛ الشَّطْرُ: النصف، و نصبه بفعل مضمر أَی أَهَبُ الشَّطْرَ و كذلك الثلث، و‌فی حدیث عائشة: كان عندنا شَطْرٌ من شَعیر.و‌فی الحدیث: أَنه رهن درعه بشَطْر من شعیر؛ قیل: أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ، و قیل: نصفَ وسْقٍ. و یقال: شِطْرٌ و شَطِیرٌ مثل نِصْفٍ و نَصِیفٍ. و‌فی الحدیث: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِیمان لأَن الإِیمان یَظْهَرُ بحاشیة الباطن، و الطُّهُور یظهر بحاشیة الظاهر.و‌فی حدیث مانع الزكاةِ: إِنَّا آخِذُوها و شَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنا.قال ابن الأَثیر: قال الحَرْبِیُّ غَلِطَ بَهْزٌ الرَّاوِی فی لفظ الروایة إِنما هو: و شُطِّرَ مالُهُ أَی یُجْعَل مالُهُ شَطْرَیْنِ و یَتَخَیَّر علیه المُصَدّقُ فیأْخذ الصدقة من خیر النصفین، عقوبة لمنعه الزكاة، فأَما ما لا یلزمه فلا. قال: و قال الخطابی فی قول الحربی: لا أَعرف هذا الوجه، و قیل: معناه أَن الحقَّ مُسْتَوْفًی منه غَیْرُ متروك علیه، و إِن تَلِفَ شَطرُ ماله، كرجل كان له أَلف شاة فتلفت حتی لم یبق له
لسان العرب، ج‌4، ص: 407
إِلا عشرون، فإنه یؤخذ منه عشر شیاه لصدقة الأَلف، و هو شطر ماله الباقی، قال: و هذا أَیضاً بعید لأَنه قال له: إِنَّا آخذوها و شطر ماله، و لم یقل: إِنَّا آخذو شطر ماله، و قیل: إِنه كان فی صدر الإِسلام یقع بعض العقوبات فی الأَموال ثم نسخ،كقوله فی الثمر المُعَلَّقِ: من خرج بشی‌ء منه فعلیه غرامةُ مثلیه و العقوبةُ، و‌كقوله فی ضالة الإِبل المكتومة: غَرامَتُها و مثْلُها معها، و كان عمر یحكم به فَغَرَّمَ حاطباً ضِعْفَ ثمن ناقةِ المُزَنِیِّ لما سرقها رقیقه و نحروها؛ قال: و له فی الحدیث نظائر؛ قال: و قد أَخذ أَحمد بن حنبل بشی‌ء من هذا و عمل به. و قال الشافعی فی القدیم: من منع زكاة ماله أُخذت منه و أُخذ شطر ماله عقوبة علی منعه، و استدل بهذا الحدیث، و قال فی الجدید: لا یؤخذ منه إِلا الزكاة لا غیر، و جعل هذا الحدیث منسوخاً، و قال: كان ذلك حیث كانت العقوبات فی الأَموال، ثم نسخت، و مذهب عامة الفقهاء أَن لا واجبَ علی مُتْلِفِ الشی‌ء أَكْثَرُ من مثله أَو قیمته. و للناقة شَطْرَانِ قادِمان و آخِرانِ، فكلُّ خِلْفَیْنِ شَطْرٌ، و الجمع أَشْطُرٌ. و شَطَّرَ بناقته تَشْطِیراً: صَرَّ خِلْفَیْها و ترك خِلْفَیْنِ، فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قیل: خَلَّفَ بها، فإِن صَرَّ ثلاثةَ أَخْلَافٍ قیل: ثَلَثَ بها، فإِذا صَرَّها كلها قیل: أَجْمَعَ بها و أَكْمَشَ بها. و شَطْرُ الشاةِ: أَحَدُ خِلْفَیها؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً، فَتَدَارَآ فیهِ فكانَ لِطامُ و شَطَرَ ناقَتَهُ و شاته یَشْطُرُها شَطْراً: حَلَبَ شَطْراً و ترك شَطْراً. و كل ما نُصِّفَ، فقد شُطِّرَ. و قد شَطَرْتُ طَلِیِّی أَی حلبت شطراً أَو صررته و تَرَكْتُهُ و الشَّطْرُ الآخر. و شاطَرَ طَلِیَّهُ: احتلب شَطْراً أَو صَرَّهُ و ترك له الشَّطْرَ الآخر. و ثوب شَطُور: أَحدُ طَرَفَیْ عَرْضِهِ أَطولُ من الآخر، یعنی أَن یكون كُوساً بالفارسیة. و شَاطَرَنِی فلانٌ المالَ أَی قاسَمنی بالنِّصْفِ. و المَشْطُورُ من الرَّجَزِ و السَّرِیعِ: ما ذهب شَطْرُه، و هو علی السَّلْبِ. و الشَّطُورُ من الغَنَمِ: التی یَبِسَ أَحدُ خِلْفَیْها، و من الإِبل: التی یَبِسَ خِلْفانِ من أَخلافها لأَن لها أَربعة أَخلاف، فإِن یبس ثلاثة فهی ثَلُوثٌ. و شاة شَطُورٌ و قد شَطَرَتْ و شَطُرَتْ شِطاراً، و هو أَن یكون أَحد طُبْیَیْها أَطولَ من الآخر، فإِن حُلِبَا جمیعاً و الخِلْفَةُ كذلك، سمیت حَضُوناً، و حَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَی خَبَرَ ضُرُوبَهُ، یعنی أَنه مرَّ به خیرُه و شره و شدّته و رخاؤُه، تشبیهاً بِحَلْبِ جمیع أَخلاف الناقة، ما كان منها حَفِلًا و غیر حَفِلٍ، و دَارّاً و غیر دارّ، و أَصله من أَشْطُرِ الناقةِ و لها خِلْفان قادمان و آخِرانِ، كأَنه حلب القادمَین و هما الخیر، و الآخِرَیْنِ و هما الشَّرُّ، و كلُّ خِلْفَیْنِ شَطْرٌ؛ و قیل: أَشْطُرُه دِرَرُهُ. و‌فی حدیث الأَحنف قال لعلی، علیه السلام، وقت التحكیم: یا أَمیر المؤمنین إِنی قد حَجَمْتُ الرجلَ و حَلَبْتُ أَشْطُرَهُ فوجدته قریبَ القَعْرِ كَلِیلَ المُدْیَةِ، و إِنك قد رُمیت بِحَجَر الأَرْضِ؛ الأَشْطُرُ: جمع شَطْرٍ، و هو خِلْفُ الناقة، و جعل الأَشْطُرَ موضع الشَّطْرَیْنِ كما تجعل الحواجب موضع الحاجبین، و أَراد بالرجلین الحَكَمَیْنِ الأَوَّل أَبو موسی و الثانی عمرو بن العاص. و إِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً و نصفهم إِناثاً قیل: هم شِطْرَةٌ. یقال: وَلَدُ فُلانٍ شِطْرَةٌ، بالكسر، أَی نصفٌ
لسان العرب، ج‌4، ص: 408
ذكورٌ و نصفٌ إِناثٌ. و قَدَحٌ شَطْرانُ أَی نَصْفانُ. و إِناءٌ شَطْرانُ: بلغ الكیلُ شَطْرَهُ، و كذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَی و قَصْعَةٌ شَطْرَی. و شَطَرَ بَصَرُه یَشْطِرُ شُطُوراً و شَطْراً: صار كأَنه ینظر إِلیك و إِلی آخر. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: من أَعان علی دم امرئ مسلم بِشَطْرِ كلمة جاء یوم القیامة مكتوباً بین عینیه: یائس من رحمة الله؛ قیل: تفسیره هو أَن یقول: أُقْ، یرید: أُقتل كما‌قال، علیه السلام: كفی بالسیف شا، یرید: شاهداً؛ و قیل: هو أَن یشهد اثنان علیه زوراً بأَنه قتل فكأَنهما قد اقتسما الكلمة، فقال هذا شطرها و هذا شطرها إِذا كان لا یقتل بشهادة أَحدهما. و شَطْرُ الشی‌ء: ناحِیَتُه. و شَطْرُ كل شی‌ء: نَحْوُهُ و قَصْدُه. و قصدتُ شَطْرَه أَی نحوه؛ قال أَبو زِنْباعٍ الجُذامِیُّ: أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ: أَقِیمِی صُدُورَ العِیسِ شَطْرَ بَنی تَمِیمِ و فی التنزیل العزیز: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ*؛ و لا فعل له. قال الفرّاء: یرید نحوه و تلقاءه، و مثله فی الكلام: ولِّ وجهك شَطْرَه و تُجاهَهُ؛ و قال الشاعر: إِنَّ العَسِیرَ بها داءٌ مُخامِرُها، فَشَطْرَها نَظَرُ العَیْنَیْنِ مَحْسُورُ و قال أَبو إِسحاق: الشطر النحو، لا اختلاف بین أَهل اللغة فیه. قال: و نصب قوله عز و جل: شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ*، علی الظرف. و‌قال أَبو إِسحاق: أُمر النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یستقبل و هو بالمدینة مكة و البیت الحرام، و أُمر أَن یستقبل البیت حیث كان.و شَطَرَ عن أَهله شُطُوراً و شُطُورَةً و شَطارَةً إِذا نَزَحَ عنهم و تركهم مراغماً أَو مخالفاً و أَعیاهم خُبْثاً؛ و الشَّاطِرُ مأْخوذ منه و أُراه مولَّداً، و قد شَطَرَ شُطُوراً و شَطارَةً، و هو الذی أَعیا أَهله و مُؤَدِّبَه خُبْثاً. الجوهری: شَطَرَ و شَطُرَ أَیضاً، بالضم، شَطارة فیهما، قال أَبو إِسحاق: قول الناس فلان شاطِرٌ معناه أَنه أَخَذَ فی نَحْوٍ غیر الاستواء، و لذلك قیل له شاطر لأَنه تباعد عن الاستواء. و یقال: هؤلاء القوم مُشاطرُونا أَی دُورهم تتصل بدورنا، كما یقال: هؤلاء یُناحُونَنا أَی نحنُ نَحْوَهُم و هم نَحْوَنا فكذلك هم مُشاطِرُونا. و نِیَّةٌ شَطُورٌ أَی بعیدة. و منزل شَطِیرٌ و بلد شَطِیرٌ و حَیٌّ شَطِیرٌ: بعید، و الجمع شُطُرٌ. و نَوًی شُطْرٌ، بالضم، أَی بعیدة؛ قال إمرؤ القیس: أَشاقَك بَیْنَ الخَلِیطِ الشُّطُرْ، و فِیمَنْ أَقامَ مِنَ الحَیِّ هِرْ قال: و الشُّطُرُ هاهنا لیس بمفرد و إِنما هو جمع شَطِیر، و الشُّطُرُ فی البیت بمعنی المُتَغَرِّبِینَ أَو المُتَعَزِّبِینَ، و هو نعت الخلیط، و الخلیط: المخالط، و هو یوصف بالجمع و بالواحد أَیضاً؛ قال نَهْشَلُ بنُ حَریٍّ: إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فابْتَكَرُوا، و اهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ و الشَّطِیرُ أَیضاً: الغریب؛ قال: لا تَدَعَنِّی فِیهمُ شَطِیرا، إِنِّی إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِیرَا و قال غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ: إِذا كُنْتَ فی سَعْدٍ، و أُمُّكَ مِنْهُمُ، شَطِیراً فَلا یَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ و إِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًی إِناؤُهُ، إِذا لم یُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 409
یقول: لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك منقوص الحظ ما لم تزاحم أَخوالك بآباء أَشرافٍ و أَعمام أَعزة. و المصغَی: المُمالُ: و إِذا أُمیل الإِناء انصبَّ ما فیه، فضربه مثلًا لنقص الحظ، و الجمع الجمع. التهذیب: و الشَّطِیرُ البعید. و یقال للغریب: شَطِیرٌ لتباعده عن قومه. و الشَّطْرُ: البُعْدُ. و‌فی حدیث القاسم بن محمد: لو أَن رجلین شهدا علی رجل بحقٍّ أَحدُهما شطیر فإِنه یحمل شهادة الآخر؛ الشطیر: الغریب، و جمعه شُطُرٌ، یعنی لو شهد له قریب من أَب أَو ابن أَو أَخ و معه أَجنبی صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبی شهادَةَ القریب، فجعل ذلك حَمْلًا له؛ قال: و لعل هذا مذهب القاسم و إِلا فشهادة الأَب و الابن لا تقبل؛ و منه‌حدیث قتادة: شهادة الأَخ إِذا كان معه شطیر جازت شهادته، و كذا هذا فإِنه لا فرق بین شهادة الغریب مع الأَخ أَو القریب فإِنها مقبولة.

شظر؛ ج4، ص: 409

: التهذیب فی نوادر الأَعراب: یقال شِظْرَةٌ من الجبل و شَظِیَّةٌ. قال: و شِنْظِیَةٌ و شِنْظِیرةٌ، قال الأَصمعی: الشِّنْظِیرةُ الفَحَّاشُ السَّیِّئ الخُلُق، و النون زائدة.

شعر؛ ج4، ص: 409

: شَعَرَ به و شَعُرَ یَشْعُر شِعْراً و شَعْراً و شِعْرَةً و مَشْعُورَةً و شُعُوراً و شُعُورَةً و شِعْرَی و مَشْعُوراءَ و مَشْعُوراً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، كله: عَلِمَ. و حكی اللحیانی عن الكسائی: ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتی جاءه فلان، و حكی عن الكسائی أَیضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ، و أَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، و ما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: و هو كلام العرب. و لَیْتَ شِعْرِی أَی لیت علمی أَو لیتنی علمت، و لیتَ شِعری من ذلك أَی لیتنی شَعَرْتُ، قال سیبویه: قالوا لیت شِعْرَتی فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذْرَتِها و هو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة. و حكی اللحیانی عن الكسائی: لیتَ شِعْرِی لفلان ما صَنَعَ، و لیت شِعْرِی عن فلان ما صنع، و لیتَ شِعْرِی فلاناً ما صنع؛ و أَنشد: یا لیتَ شِعْرِی عن حِمَارِی ما صَنَعْ، و عنْ أَبی زَیْدٍ و كَمْ كانَ اضْطَجَعْ و أَنشد: یا لیتَ شِعْرِی عَنْكُمُ حَنِیفَا، و قد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا و أَنشد: لیتَ شِعْرِی مُسافِرَ بنَ أبی عَمْرٍو، و لَیْتٌ یَقُولُها المَحْزُونُ و‌فی الحدیث: لیتَ شِعْرِی ما صَنَعَ فلانٌ‌أَی لیت علمی حاضر أَو محیط بما صنع، فحذف الخبر، و هو كثیر فی كلامهم. و أَشْعَرَهُ الأَمْرَ و أَشْعَرَه به: أَعلمه إِیاه. و فی التنزیل: وَ مٰا یُشْعِرُكُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لٰا یُؤْمِنُونَ؛ أَی و ما یدریكم. و أَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَی أَدْرَیْتُه فَدَرَی. و شَعَرَ به: عَقَلَه. و حكی اللحیانی: أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ علیه، و أَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ علیه، و شَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له، و شَعِرَ إِذا ملك «2». عبیداً. و تقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشیة الله أَی اجعله شِعارَ قلبك. و اسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره. و أَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِیَهُ به. و یقال: أَشْعَرَه
(2). قوله: [و شعر إِذا ملك إِلخ] بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر و كرم كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 410
الحُبُّ مرضاً. و الشِّعْرُ: منظوم القول، غلب علیه لشرفه بالوزن و القافیة، و إِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حیث غلب الفقه علی علم الشرع، و العُودُ علی المَندَلِ، و النجم علی الثُّرَیَّا، و مثل ذلك كثیر، و ربما سموا البیت الواحد شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بقویّ إِلَّا أَن یكون علی تسمیة الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، و الهواء للطائفة من الهواء، و الأَرض للقطعة من الأَرض. و قال الأَزهری: الشِّعْرُ القَرِیضُ المحدود بعلامات لا یجاوزها، و الجمع أَشعارٌ، و قائلُه شاعِرٌ لأَنه یَشْعُرُ ما لا یَشْعُرُ غیره أَی یعلم. و شَعَرَ الرجلُ یَشْعُرُ شِعْراً و شَعْراً و شَعُرَ، و قیل: شَعَرَ قال الشعر، و شَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ و رجل شاعر، و الجمع شُعَراءُ. قال سیبویه: شبهوا فاعِلًا بِفَعِیلٍ كما شبهوه بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور و صُبُرٌ، و استغنوا بفاعل عن فَعِیلٍ، و هو فی أَنفسهم و علی بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، و كُسِّرَ تكسیره لیكون أَمارة و دلیلًا علی إِرادته و أَنه مغن عنه و بدل منه. و یقال: شَعَرْتُ لفلان أَی قلت له شِعْراً؛ و أَنشد: شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَیَّنْتُ فَضْلَكُمْ علی غَیْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ یَشْعُرُ و یقال: شَعَرَ فلان و شَعُرَ یَشْعُر شَعْراً و شِعْراً، و هو الاسم، و سمی شاعِراً لفِطْنَتِه. و ما كان شاعراً، و لقد شَعُر، بالضم، و هو یَشْعُر. و المُتَشاعِرُ: الذی یتعاطی قولَ الشِّعْر. و شاعَرَه فَشَعَرَهُ یَشْعَرُه، بالفتح، أَی كان أَشْعر منه و غلبه. و شِعْرٌ شاعِرٌ: جید؛ قال سیبویه: أَرادوا به المبالغة و الإِشادَة، و قیل: هو بمعنی مشعور به، و الصحیح قول سیبویه، و قد قالوا: كلمة شاعرة أَی قصیدة، و الأَكثر فی هذا الضرب من المبالغة أَن یكون لفظ الثانی من لفظ الأَول، كَوَیْلٌ وائلٌ و لَیْلٌ لائلٌ. و أَما قولهم: شاعِرُ هذا الشعر فلیس علی حد قولك ضاربُ زیدٍ ترید المنقولةَ من ضَرَبَ، و لا علی حدها و أَنت ترید ضاربٌ زیداً المنقولةَ من قولك یضرب أَو سیضرب، لأَن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فلیس قولنا هذا الشعر فی موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غیر متعدّ إِلَّا بحرف الجر، و إِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشعر لأَن صاحباً غیر متعدّ عند سیبویه، و إِنما هو عنده بمنزلة غلام و إِن كان مشتقّاً من الفعل، أَ لا تراه جعله فی اسم الفاعل بمنزلة دَرّ فی المصادر من قولهم لله دَرُّكَ؟ و قال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ و تامِرٍ أَی صاحب شِعْر، و قال: هذا البیتُ أَشْعَرُ من هذا أَی أَحسن منه، و لیس هذا علی حد قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صیغة التعجب إِنما تكون من الفعل، و لیس فی شاعر من قولهم شعر شاعر معنی الفعل، إِنما هو علی النسبة و الإِجادة كما قلنا، اللهم إِلَّا أَن یكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلًا فحمل قوله أَشْعَرُ منه علیه، و قد یجوز أَن یكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ البیتُ أَی جاد فی نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه علیه. و‌فی الحدیث: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ علیكم شَیْ‌ءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ فی الشعر فإِنه عَرَبِیٌّ.و الشَّعْرُ و الشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما لیس بصوف و لا وَبَرٍ للإِنسان و غیره، و جمعه أَشْعار و شُعُور، و الشَّعْرَةُ الواحدة من الشَّعْرِ، و قد یكنی بالشَّعْرَة عن الجمع كما یكنی بالشَّیبة عن الجنس؛
لسان العرب، ج‌4، ص: 411
یقال رأَی «3». فلان الشَّعْرَة إِذا رأَی الشیب فی رأْسه. و رجل أَشْعَرُ و شَعِرٌ و شَعْرانیّ: كثیر شعر الرأْس و الجسد طویلُه، و قوم شُعْرٌ. و رجل أَظْفَرُ: طویل الأَظفار، و أَعْنَقُ: طویل العُنق. و سأَلت أَبا زید عن تصغیر الشُّعُور فقال: أُشَیْعار، رجع إِلی أَشْعارٍ، و هكذا جاء‌فی الحدیث: علی أَشْعارِهم و أَبْشارِهم.و یقال للرجل الشدید: فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد و إِن لم یكن ثمّ شَعَرٌ؛ و كان زیاد بن أَبیه یقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَی أَنه كثیر شعر الصدر؛ و فی الصحاح: كان یقال لعبید الله بن زیاد أَشْعَرُ بَرْكاً. و‌فی حدیث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر‌أَی الذی لم یحلق شعره و لم یُرَجّلْهُ. و‌فی الحدیث أَیضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَی كثیر الشعر طویله. و شَعِرَ التیس و غیره من ذی الشعر شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ و تیس شَعِرٌ و أَشْعَرُ و عنز شَعْراءُ، و قد شَعِرَ یَشْعَرُ شَعَراً، و ذلك كلما كثر شعره. و الشِّعْراءُ و الشِّعْرَةُ، بالكسر: الشَّعَرُ النابت علی عانة الرجل و رَكَبِ المرأَة و علی ما وراءها؛ و فی الصحاح: و الشِّعْرَةُ، بالكسر، شَعَرُ الرَّكَبِ للنساء خاصة. و الشِّعْرَةُ: منبت الشَّعرِ تحت السُّرَّة، و قیل: الشِّعْرَةُ العانة نفسها. و‌فی حدیث المبعث: أَتانی آتٍ فَشَقَّ من هذه إِلی هذه، أَی من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلی شِعْرَتِه؛ قال: الشِّعْرَةُ، بالكسر، العانة؛ و أَما قول الشاعر: فأَلْقَی ثَوْبَهُ، حَوْلًا كَرِیتاً، علی شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ فإِنه أَراد بالشعراء خُصْیَةً [خِصْیَةً كثیرة الشعر النابت علیها؛ و قوله تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنی أُدْرَةً فیها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصویت النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها. و أَشْعَرَ الجنینُ فی بطن أُمه و شَعَّرَ و اسْتَشْعَرَ: نَبَتَ علیه الشعر؛ قال الفارسی: لم یستعمل إِلا مزیداً؛ و أَنشد ابن السكیت فی ذلك: كلُّ جَنِینٍ مُشْعِرٌ فی الغِرْسِ و كذلك تَشَعَّرَ. و‌فی الحدیث: زكاةُ الجنین زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ، و هذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته. و أَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت جنینها و علیه شَعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ و قال ابن هانئ فی قوله: و كُلُّ طویلٍ، كأَنَّ السَّلِیطَ فی حَیْثُ وارَی الأَدِیمُ الشِّعارَا أَراد: كأَن السلیط، و هو الزیت، فی شعر هذا الفرس لصفائه. و الشِّعارُ: جمع شَعَرٍ، كما یقال جَبَل و جبال؛ أَراد أَن یخبر بصفاء شعر الفرس و هو كأَنه مدهون بالسلیط. و المُوَارِی فی الحقیقة: الشِّعارُ. و المُوارَی: هو الأَدیم لأَن الشعر یواریه فقلب، و فیه قول آخر: یجوز أَن یكون هذا البیت من المستقیم غیر المقلوب فیكون معناه: كأَن السلیط فی حیث واری الأَدیم الشعر لأَن الشعر ینبت من اللحم، و هو تحت الأَدیم، لأَن الأَدیم الجلد؛ یقول: فكأَن الزیت فی الموضع الذی یواریه الأَدیم و ینبت منه الشعر، و إِذا كان الزیت فی منبته نبت صافیاً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته فی الدهن كما یكون الغصن ناضراً ریان إِذا كان الماء فی أُصوله. و داهیة شَعْراءُ و داهیة وَبْراءُ؛ و یقال للرجل إِذا تكلم بما ینكر علیه: جئتَ بها شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ. و أَشْعَرَ الخُفَّ و القَلَنْسُوَةَ و ما أَشبههما و شَعَّرَه و شَعَرَهُ خفیفة؛ عن اللحیانی، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشعر؛ و خُفٌّ
(3). قوله: [یقال رأی إلخ] هذا كلام مستأنف و لیس متعلقاً بما قبله و معناه أَنه یكنی بالشعرة عن الشیب: انظر الصحاح و الأساس
لسان العرب، ج‌4، ص: 412
مُشْعَرٌ و مُشَعَّرٌ و مَشْعُورٌ. و أَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر، و كذلك إِذا أَشْعَرَ مِیثَرَةَ سَرْجِه. و الشَّعِرَةُ من الغنم: التی ینبت بین ظِلْفَیْها الشعر فَیَدْمَیانِ، و قیل: هی التی تجد أُكالًا فی رَكَبِها. و داهیةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: یذهبون بها إِلی خُبْثِها. و الشَّعْرَاءُ: الفَرْوَة، سمیت بذلك لكون الشعر علیها؛ حكی ذلك عن ثعلب. و الشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال یصف حماراً وحشیّاً: و قَرَّب جانبَ الغَرْبیّ یَأْدُو مَدَبَّ السَّیْلِ، و اجْتَنَبَ الشَّعارَا یقول: اجتنب الشجر مخافة أَن یرمی فیها و لزم مَدْرَجَ السیل؛ و قیل: الشَّعار ما كان من شجر فی لین و وَطاءٍ من الأَرض یحله الناس نحو الدَّهْناءِ و ما أَشبهها، یستدفئُون به فی الشتاء و یستظلون به فی القیظ. یقال: أَرض ذات شَعارٍ أَی ذات شجر. قال الأَزهری: قیده شمر بخطه شِعار، بكسر الشین، قال: و كذا روی عن الأَصمعی مثل شِعار المرأَة؛ و أَما ابن السكیت فرواه شَعار، بفتح الشین، فی الشجر. و قال الرِّیاشِیُّ: الشعار كله مكسور إِلا شَعار الشجر. و الشَّعارُ: مكان ذو شجر. و الشَّعارُ: كثرة الشجر؛ و قال الأَزهری: فیه لغتان شِعار و شَعار فی كثرة الشجر. و رَوْضَة شَعْراء: كثیرة الشجر. و رملة شَعْراء: تنبت النَّصِیَّ. و المَشْعَرُ أَیضاً: الشَّعارُ، و قیل: هو مثل المَشْجَرِ. و المَشاعر: كُل موضع فیه حُمُرٌ و أَشْجار؛ قال ذو الرمة یصف ثور وحش: یَلُوحُ إِذا أَفْضَی، و یَخْفَی بَرِیقُه، إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُیوبُ المَشاعِر یعنی ما یُغَیِّبُه من الشجر. قال أَبو حنیفة: و إِن جعلت المَشْعَر الموضع الذی به كثرة الشجر لم یمتنع كالمَبْقَلِ و المَحَشِّ. و الشَّعْراء: الشجر الكثیر. و الشَّعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، و قیل: هی الكثیرة الشجر. قال أَبو حنیفة: الشَّعْراء الروضة یغم رأْسها الشجر و جمعها شُعُرٌ، یحافظون علی الصفة إِذ لو حافظوا علی الاسم لقالوا شَعْراواتٌ و شِعارٌ. و الشَّعْراء أَیضاً: الأَجَمَةُ. و الشَّعَرُ: النبات و الشجر، علی التشبیه بالشَّعَر. و شَعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمی بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح: شُمُّ الأَعالی شائِكٌ حَوْلَها شَعْرانُ، مُبْیَضٌّ ذُرَی هامِها أَراد: شم أَعالیها فحذف الهاء و أَدخل الأَلف و اللام، كما قال زهیر: حُجْنُ المَخالِبِ لا یَغْتَالُه السَّبُعُ أَی حُجْنٌ مخالبُه. و‌فی حدیث عَمْرِو بن مُرَّةَ: حتی أَضاء لی أَشْعَرُ جُهَیْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم. و شَعْرٌ: جبل لبنی سلیم؛ قال البُرَیْقُ: فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ، و لم یَتْرُكْ بذی سَلْعٍ حِمارا و قیل: هو شِعِرٌ. و الأَشْعَرُ: جبل بالحجاز. و الشِّعارُ: ما ولی شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثیاب، و الجمع أَشْعِرَةٌ و شُعُرٌ. و فی المثل: هم الشِّعارُ دون الدِّثارِ؛ یصفهم بالمودّة و القرب. و‌فی حدیث الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ و الناس الدِّثارُ‌أَی أَنتم الخاصَّة و البِطانَةُ كما سماهم عَیْبَتَه و كَرِشَهُ. و الدثار: الثوب الذی فوق الشعار. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: إِنه كان لا ینام فی شُعُرِنا؛ هی جمع الشِّعار مثل كتاب و كُتُب، و إِنما خصتها
لسان العرب، ج‌4، ص: 413
بالذكر لأَنها أَقرب إِلی ما تنالها النجاسة من الدثار حیث تباشر الجسد؛ و منه‌الحدیث الآخر: إِنه كان لا یصلی فی شُعُرِنا و لا فی لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من الصلاة فیها مخافة أَن یكون أَصابها شی‌ء من دم الحیض، و طهارةُ الثوب شرطٌ فی صحة الصلاة بخلاف النوم فیها. و أَما‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، لغَسَلَةِ ابنته حین طرح إِلیهن حَقْوَهُ قال: أَشْعِرْنَها إِیاه؛ فإِن أَبا عبیدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذی یلی جسدها لأَنه یلی شعرها، و جمع الشِّعارِ شُعُرٌ و الدِّثارِ دُثُرٌ. و الشِّعارُ: ما استشعرتْ به من الثیاب تحتها. و الحِقْوَة: الإِزار. و الحِقْوَةُ أَیضاً: مَعْقِدُ الإِزار من الإِنسان. و أَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ. و اسْتَشْعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال طفیل: و كُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها جَرَی فَوْقَها، و اسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ و قال بعض الفصحاء: أَشْعَرْتُ نفسی تَقَبُّلَ أَمْرِه و تَقَبُّلَ طاعَتِه؛ استعمله فی العَرَضِ. و المَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قیس: و الرأْسُ مُرْتَفِعٌ فیهِ مَشاعِرُهُ، یَهْدِی السَّبِیلَ لَهُ سَمْعٌ و عَیْنانِ و الشِّعارُ: جُلُّ الفرس. و أَشْعَرَ الهَمُّ قلبی: لزِقَ به كلزوق الشِّعارِ من الثیاب بالجسد؛ و أَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك. و كل ما أَلزقه بشی‌ء، فقد أَشْعَرَه به. و أَشْعَرَه سِناناً: خالطه به، و هو منه؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی عازب الكلابی: فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، و بَیْنَنا من الخَطَرِ المَنْضُودِ فی العینِ ناقِع یرید أَشعرت الذئب بالسهم؛ و سمی الأَخطل ما وقیت به الخمر شِعاراً فقال: فكفَّ الریحَ و الأَنْداءَ عنها، مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ و یقال: شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها فی ثوب واحد و شِعارٍ واحد، فكنت لها شعاراً و كانت لك شعاراً. و یقول الرجل لامرأَته: شاعِرِینِی. و شاعَرَتْه: ناوَمَتْهُ فی شِعارٍ واحد. و الشِّعارُ: العلامة فی الحرب و غیرها. و شِعارُ العساكر: أَن یَسِموا لها علامة ینصبونها لیعرف الرجل بها رُفْقَتَه. و‌فی الحدیث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان فی الغَزْوِ: یا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ‌و هو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة. و اسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار فی الحرب؛ و قال النابغة: مُسْتَشْعِرِینَ قَد أَلْفَوْا، فی دِیارهِمُ، دُعاءَ سُوعٍ و دُعْمِیٍّ و أَیُّوبِ یقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بینهم فی بیوتهم بشعارهم. و شِعارُ القوم: علامتهم فی السفر. و أَشْعَرَ القومُ فی سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً. و أَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحیانی. و الإِشْعارُ: الإِعلام. و الشّعارُ: العلامة. قال الأَزهری: و لا أَدری مَشاعِرَ الحجّ إِلَّا من هذا لأَنها علامات له. و أَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، و هو أَن یشق جلدها أَو یطعنها فی أَسْنِمَتِها فی أَحد الجانبین بِمِبْضَعٍ أَو نحوه، و قیل: طعن فی سَنامها الأَیمن حتی یظهر الدم و یعرف أَنها هَدْیٌ، و هو الذی كان أَبو حنیفة یكرهه و زعم أَنه مُثْلَةٌ، و سنَّة النبی، صلی الله علیه و سلم، أَحق بالاتباع. و‌فی حدیث مقتل عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا رمی الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْعِرَ أَمیرُ المؤمنین، و نادی
لسان العرب، ج‌4، ص: 414
رجلٌ آخر: یا خلیفة، و هو اسم رجل، فقال رجل من بنی لِهْبٍ: لیقتلن أَمیر المؤمنین، فرجع فقتل فی تلك السنة.و لهب: قبیلة من الیمن فیهم عِیافَةٌ و زَجْرٌ، و تشاءم هذا اللِّهْبِیُّ بقول الرجل أُشْعر أَمیر المؤمنین فقال: لیقتلن، و كان مراد الرجل أَنه أُعلم بسیلان الدم علیه من الشجة كما یشعر الهدی إِذا سیق للنحر، و ذهب به اللهبی إِلی القتل لأَن العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، و تقول لِسُوقَةِ الناسِ: قُتِلُوا، و كانوا یقولون فی الجاهلیة: دیة المُشْعَرَةِ أَلف بعیر؛ یریدون دیة الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْعِرَ أَمیر المؤمنین جعله اللهبی قتلًا فیما توجه له من علم العیافة، و إِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّیَ كما یُدَمَّی الهَدْیُ إِذا أُشْعِرَ، و حَقَّتْ طِیَرَتُهُ لأَن عمر، رضی الله عنه، لما صَدَرَ من الحج قُتل. و‌فی حدیث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم یُشعر فلا سلب له، أَی طعنه حتی یدخل السِّنانُ جوفه؛ و الإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْیٍ أَو وَجْ‌ءٍ بحدیدة؛ و أَنشد لكثیِّر: عَلَیْها و لَمَّا یَبْلُغا كُلَّ جُهدِها، و قد أَشْعَرَاها فی أَظَلَّ و مَدْمَعِ أَشعراها: أَدمیاها و طعناها؛ و قال الآخر: یَقُولُ لِلْمُهْرِ، و النُّشَّابُ یُشْعِرُهُ: لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّیمَةِ الجَزَعُ و‌فی حدیث مقتل عثمان، رضی الله عنه: أَن التُّجِیبِیَّ دخل علیه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً‌أَی دَمَّاهُ به؛ و أَنشد أَبو عبیدة: نُقَتِّلُهُمْ جِیلًا فَجِیلًا، تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ، بها یُتَقَرَّبُ و‌فی حدیث الزبیر: أَنه قاتل غلاماً فأَشعره.و‌فی حدیث مَعْبَدٍ الجُهَنِیِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْعَرْتَ ابنی فی الناس‌أَی جعلته علامة فیهم و شَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة فی البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ. و الشَّعِیرة: البدنة المُهْداةُ، سمیت بذلك لأَنه یؤثر فیها بالعلامات، و الجمع شعائر. و شِعارُ الحج: مناسكه و علاماته و آثاره و أَعماله، جمع شَعیرَة، و كل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز و جل كالوقوف و الطواف و السعی و الرمی و الذبح و غیر ذلك؛ و منه‌الحدیث: أَن جبریل أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: مر أُمتك أَن یرفعوا أَصواتهم بالتلبیة فإِنها من شعائر الحج.و الشَّعِیرَةُ و الشِّعارَةُ «1». و المَشْعَرُ: كالشِّعارِ. و قال اللحیانی: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعیرة. و قوله تعالی: فَاذْكُرُوا اللّٰهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرٰامِ؛ هو مُزْدَلِفَةُ، و هی جمعٌ تسمی بهما جمیعاً. و المَشْعَرُ: المَعْلَمُ و المُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ. و المَشاعِرُ: المعالم التی ندب الله إِلیها و أَمر بالقیام علیها؛ و منه سمی المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة و موضع؛ قال: و یقولون هو المَشْعَرُ الحرام و المِشْعَرُ، و لا یكادون یقولونه بغیر الأَلف و اللام. و فی التنزیل: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تُحِلُّوا شَعٰائِرَ اللّٰهِ؛ قال الفرّاء: كانت العرب عامة لا یرون الصفا و المروة من الشعائر و لا یطوفون بینهما فأَنزل الله تعالی: لٰا تُحِلُّوا شَعٰائِرَ اللّٰهِ؛ أَی لا تستحلوا ترك ذلك؛ و قیل: شعائر الله مناسك الحج. و قال الزجاج فی شعائر الله: یعنی بها جمیع متعبدات الله التی أَشْعرها الله أَی جعلها أَعلاماً لنا، و هی كل ما كان من موقف أَو مسعی أَو ذبح،
(1). قوله: [و الشعارة] كذا بالأَصل مضبوطاً بكسر الشین و به صرح فی المصباح، و ضبط فی القاموس بفتحها
لسان العرب، ج‌4، ص: 415
و إِنما قیل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم شَعَرْتُ به علمته، فلهذا سمیت الأَعلام التی هی متعبدات الله تعالی شعائر. و المشاعر: مواضع المناسك. و الشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال: و قِطار غادِیَةٍ بِغَیْرِ شِعارِ الغادیة: السحابة التی تجی‌ء غُدْوَةً، أَی مطر بغیر رعد. و الأَشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهی الجلد حیث تنبت الشُّعَیْرات حَوالَی الحافر. و أَشاعرُ الفرس: ما بین حافره إِلی منتهی شعر أَرساغه، و الجمع أَشاعِرُ لأَنه اسم. و أَشْعَرُ خُفِّ البعیر: حیث ینقطع الشَّعَرُ، و أَشْعَرُ الحافرِ مِثْلُه. و أَشْعَرُ الحَیاءِ: حیث ینقطع الشعر. و أَشاعِرُ الناقة: جوانب حیائها. و الأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، و قیل: هما ما یلی الشُّفْرَیْنِ. یقال لِناحِیَتَیْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، و لطرفیهما: الشُّفْرانِ، و للذی بینهما: الأَشْعَرانِ. و الأَشْعَرُ: شی‌ء یخرج بین ظِلْفَی الشاةِ كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوی منه؛ هذه عن اللحیانی. و الأَشْعَرُ: اللحم تحت الظفر. و الشَّعِیرُ: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِیرَةٌ، و بائعه شَعِیرِیٌّ. قال سیبویه: و لیس مما بنی علی فاعِل و لا فَعَّال كما یغلب فی هذا النحو. و أَما قول بعضهم شِعِیر و بِعِیر و رِغیف و ما أَشبه ذلك لتقریب الصوت من الصوت فلا یكون هذا إِلا مع حروف الحلق. و الشَّعِیرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حدید علی شكل الشَّعیرة تُدْخَلُ فی السِّیلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكین و النصل، و قد أَشْعَرَ السكین: جعل لها شَعِیرة. و الشَّعِیرَةُ: حَلْیٌ یتخذ من فضة مثل الشعیر علی هیئة الشعیرة. و‌فی حدیث أُم سلمة، رضی الله عنها: أَنها جعلت شَعارِیرَ الذهب فی رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِیِّ أَمثال الشعیر. و الشَّعْراء: ذُبابَةٌ یقال هی التی لها إِبرة، و قیل: الشَّعْراء ذباب یلسع الحمار فیدور، و قیل: الشَّعْراءُ و الشُّعَیْرَاءُ ذباب أَزرق یصیب الدوابَّ. قال أَبو حنیفة: الشَّعْراءُ نوعان: للكلب شعراء معروفة، و للإِبل شعراء؛ فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلی الزُّرْقَةِ و الحُمْرَةِ و لا تمس شیئاً غیر الكلب، و أَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلی الصُّفْرة، و هی أَضخم من شعراء الكلب، و لها أَجنحة، و هی زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: و ربما كثرت فی النعم حتی لا یقدر أَهل الإِبل علی أَن یحتلبوا بالنهار و لا أَن یركبوا منها شیئاً معها فیتركون ذلك إِلی اللیل، و هی تلسع الإِبل فی مَراقِّ الضلوع و ما حولها و ما تحت الذنب و البطن و الإِبطین، و لیس یتقونها بشی‌ء إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، و هی تطیر علی الإِبل حتی تسمع لصوتها دَوِیّاً، قال الشماخ: تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ مِنْها لَبانٌ و أَقْرَابٌ زَهالِیلُ و الجمع من كل ذلك شَعارٍ. و‌فی الحدیث: أَنه لما أَراد قتل أُبَیّ بن خَلَفٍ تطایر الناسُ عنه تَطایُرَ الشُّعْرِ عن البعیر ثم طعنه فی حلقه؛ الشُّعْر، بضم الشین و سكن العین: جمع شَعْراءَ، و هی ذِبَّانٌ أَحمر، و قیل أَزرق، یقع علی الإِبل و یؤذیها أَذی شدیداً، و قیل: هو ذباب كثیر الشعر. و‌فی الحدیث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها انتفاضةً تطایرنا عنه تطایر الشَّعارِیرِ؛ هی بمعنی الشُّعْرِ، و قیاس واحدها شُعْرورٌ، و قیل: هی ما یجتمع علی دَبَرَةِ البعیر من الذبان فإِذا هیجتْ تطایرتْ عنها. و الشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، و جمعه
لسان العرب، ج‌4، ص: 416
كواحده. قال أَبو حنیفة: الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ لیس لها ورق و لها هَدَبٌ تَحْرِصُ علیها الإِبل حِرْصاً شدیداً تخرج عیداناً شِداداً. و الشَّعْراءُ: فاكهة، جمعه و واحده سواء. و الشَّعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، و قیل: ضرب من الحَمْضِ أَخضر أَغبر. و الشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصغیرة، و قیل: هو نبت. و الشَّعارِیرُ: صغار القثاء، واحدها شُعْرُور. و‌فی الحدیث: أَنه أُهْدِیَ لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، شعاریرُ؛ هی صغار القثاء. و ذهبوا شَعالِیلَ و شَعارِیرَ بِقُذَّانَ و قِذَّانَ أَی متفرّقین، واحدهم شُعْرُور، و كذلك ذهبوا شَعارِیرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحیانی: أَصبحتْ شَعارِیرَ بِقِرْدَحْمَةَ و قَرْدَحْمَةَ و قِنْدَحْرَةَ و قَنْدَحْرَةَ و قِدْحَرَّةَ [قَدْحَرَّةَ و قَذْحَرَّةَ [قِذْحَرَّةَ؛ معنی كل ذلك بحیث لا یقدر علیها، یعنی اللحیانی أَصبحت القبیلة. قال الفراء: الشَّماطِیطُ و العَبادِیدُ و الشَّعارِیرُ و الأَبابِیلُ، كل هذا لا یفرد له واحد. و الشَّعارِیرُ: لُعْبة للصبیان، لا یفرد؛ یقال: لَعِبنَا الشَّعاریرَ و هذا لَعِبُ الشَّعاریرِ. و قوله تعالی: وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْریٰ؛ الشعری: كوكب نَیِّرٌ یقال له المِرْزَمُ یَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، و طلوعه فی شدّة الحرّ؛ تقول العرب: إِذا طلعت الشعری جعل صاحب النحل یری. و هما الشِّعْرَیانِ: العَبُورُ التی فی الجوزاء، و الغُمَیْصاءُ التی فی الذِّراع؛ تزعم العرب أَنهما أُختا سُهَیْلٍ، و طلوع الشعری علی إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ. و عبد الشِّعْرَی العَبُور طائفةٌ من العرب فی الجاهلیة؛ و یقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً و لم یَعْبُرْها عَرْضاً غیرها، فأَنزل الله تعالی: وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْریٰ؛ أَی رب الشعری التی تعبدونها، و سمیت الأُخری الغُمَیْصاءَ لأَن العرب قالت فی أَحادیثها: إِنها بكت علی إِثر العبور حتی غَمِصَتْ. و الذی ورد‌فی حدیث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً و ما لی غیر شَعْرَةٍ واحدة ثم أَكثر الله لی من اللِّحَی بعدُ؛ قیل: أَراد ما لی إِلا بِنْتٌ واحدة ثم أَكثر الله لی من الوَلَدِ بعدُ. و أَشْعَرُ: قبیلة من العرب، منهم أَبو موسی الأَشْعَرِیُّ، و یجمعون الأَشعری، بتخفیف یاء النسبة، كما یقال قوم یَمانُونَ. قال الجوهری: و الأَشْعَرُ أَبو قبیلة من الیمن، و هو أَشْعَرُ بن سَبَإ بن یَشْجُبَ بن یَعْرُبَ بن قَحْطانَ. و تقول العرب: جاء بك الأَشْعَرُونَ، بحذف یاءی النسب. و بنو الشُّعَیْراءِ: قبیلة معروفة. و الشُّوَیْعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبی حُمْرَانَ الجُعْفِیّ، و هو أَحد من سمی فی الجاهلیة بمحمد، و المُسَمَّوْنَ بمحمد فی الجاهلیة سبعة مذكورون فی موضعهم، لقبه بذلك إمرؤ القیس، و كان قد طلب منه أَن یبیعه فرساً فأَبی فقال فیه: أَبْلِغا عَنِّیَ الشُّوَیْعِرَ أَنِّی عَمْدَ عَیْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِیمَا حریم: هو جد الشُّوَیْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن معاویة بن الحرث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حریم بن جُعْفِیٍّ؛ و قال الشویعر مخاطباً لإمرئ القیس: أَتَتْنِی أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها، و قد نُمِیَتْ لِیَ عاماً فَعاما بأَنَّ إمْرأَ القَیْسِ أَمْسَی كَئیباً، علی آلِهِ، ما یَذُوقُ الطَّعامَا
لسان العرب، ج‌4، ص: 417
لَعَمْرُ أَبیكَ الَّذِی لا یُهانُ لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّی حَراما و قالوا: هَجَوْتَ، و لم أَهْجُهُ، و هَلْ یجِدَنْ فیكَ هاجٍ مَرَامَا؟ و الشویعر الحنفیّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّیْبانِیُّ؛ أَنشد أَبو العباس ثعلب له: و إِنَّ الذی یُمْسِی، و دُنْیاه هَمُّهُ، لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ فسمی الشویعر بهذا البیت.

شعفر؛ ج4، ص: 417

: شَعْفَرٌ: من أَسماء النساء؛ أَنشد الأَزهری: یا لَیْتَ أَنی لم أَكُنْ كَرِیّاً، و لم أَسُقْ بِشَعْفَر المَطِیَّا و قال ابن سیدة: شَعْفَرٌ بطن من ثعلبة یقال لهم بَنُو السَّعْلاةِ، و قیل: هو اسم امرأَة؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: صادَتْكَ یَوْمَ الرَّمْلَتَیْنِ شَعْفَرُ و قال ثعلب: هی شغفر، بالغین المعجمة.

شغر؛ ج4، ص: 417

: الشَّغْرُ: الرفع. شَغَرَ الكلبُ یَشْغَرُ شَغْراً: رفع إِحدی رجلیه لیبول، و قیل: رفع إِحدی رجلیه، بال أَو لم یبل، و قیل: شَغَرَ الكلبُ برجله شَغْراً رفعها فبال؛ قال الشاعر: شَغَّارَةٌ تَقِذُ الفَصِیلَ بِرِجْلِها، فَطَّارَةٌ لِقَوادِمِ الأَبْكارِ و‌فی الحدیث: فإِذا نام شَغَرَ الشیطانُ برجله فبال فی أُذنه.و‌فی حدیث عَلِیٍّ: قَبْلَ أَن تَشْغَرَ برجلها فِتْنَةٌ تَطَأُ فی خِطامِها.و شَغَرَ المرأَةَ و بها یَشْغُرُ شُغُوراً و أَشْغَرَها: رفع رِجْلَیْها للنكاح. و بلْدَةٌ شاغِرَةٌ: لم تمتنع من غارة أَحد. و شَغَرَتِ الأَرضُ و البلد أَی خلت من الناس و لم یبق بها أَحد یحمیها و یضبطها. یقال: بلدة شاغِرةٌ برجلها إِذا لم تمتنع من غارة أَحد. و الشِّغار: الطَّرْدُ، یقال: شَغَرُوا فلاناً عن بلده شَغْراً و شِغاراً إِذا طَرَدُوه و نَفَوْهُ. و الشِّغار، بكسر الشین: نكاح كان فی الجاهلیة، و هو أَن تُزوِّج الرجلَ امرأَةً ما كانت، علی أَن یزوّجك أُخری بغیر مهر، و خص بعضهم به القرائب فقال: لا یكون الشِّغارُ إِلا أَن تنكحه ولیَّتك، علی أَن ینكحك ولیَّته؛ و قد شاغَرَهُ؛ الفراء: الشِّغارُ شِغارُ المتناكحین، و‌نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن الشِّغارِ؛ قال الشافعی و أَبو عبید و غیرهما من العلماء: الشِّغارُ المنهی عنه أَن یزوّج الرجلُ الرجلَ حریمتَه علی أَن یزوّجه المزوَّج حریمة له أُخری، و یكون مهر كل واحدة منهما بُضْعَ الأُخری، كأَنهما رفعا المهر و أَخلیا البضع عنه. و‌فی الحدیث: لا شِغارَ فی الإِسلام.و‌فی روایة: نهی عن نكاح الشَّغْرِ.و الشِّغارُ: أَن یَبْرُزَ الرجلان من العَسْكَرَیْنِ، فإِذا كاد أَحدهما أَن یغلب صاحبه جاء اثنان لیغیثا أَحدهما، فیصیح الآخر: لا شِغارَ لا شِغارَ. قال ابن سیدة: و الشِّغارُ أَن یَعْدُو الرجلان علی الرجل. و الشَّغْرُ: أَن یضرب الفحل برأْسه تحت النُّوقِ من قبَلِ ضروعها فیرفعها فیصرعها. و أَبو شاغِر: فحل من الإِبل معروف كان لمالك بن المُنْتَفِقِ الصُّبَحیِّ. و أَشْغَرَ المَنْهَلُ: صار فی ناحیة من المَحَجَّة؛ و فی التهذیب: و اشْتَغَرَ المَنْهَلُ إِذا صار فی ناحیة من
لسان العرب، ج‌4، ص: 418
المَحَجَّة؛ و أَنشد: شافی الأُجاج بَعِید المُشْتَغَرْ و رُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ: بعیدة عن السَّابِلَةِ. و أَشْغَرَتِ الرُّفْقَةُ: انفردت عن السابلة. و اشْتَغَرَ فی الفلاة: أَبْعَدَ فیها. و اشْتَغَر علیه حِسابُه: انْتَشَرَ و كَثُرَ فلم یَهْتَدِ لَهُ. و ذهب فلان یَعُدُّ بنی فلان فاشْتَغَرُوا علیه أَی كثروا. و اشْتَغَرَ العَدَدُ: كثر و اتسع؛ قال أَبو النجم: و عَدَد بَخّ إِذا عُدَّ اشْتَغَرْ، كَعَدد التُّرْبِ تَدانَی و انْتَشَرْ أَبو زید: اشْتَغَرَ الأَمر بفلان أَی اتسع و عَظُمَ. و اشْتَغَرَتِ الحرب بین الفریقین إِذا اتسعت و عظمت. و اشْتَغَرَتِ الإِبلُ: كثرت و اختلفت. و الشَّغْرُ: التفرقة. و تفرّقت الغنم شَغَرَ بَغَرَ و شِغَرَ بِغَرَ أَی فی كل وجه؛ و یقال: هما اسمان جعلا واحداً و بنیا علی الفتح، و كذلك تفرّق القوم شَغَرَ بَغَر و شَذَرَ مَذَرَ أَی فی كل وجه، و لا یقال ذلك فی الإِقبال. و الشَّاغِرانِ: مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ. و رجلِ شِغِّیر: سَیِّ‌ءُ الخُلُقِ. و شاغِرَةُ و الشَّاغِرَةُ، كلتاهما: موضع. و تَشَغَّرَ البعیرُ إِذا لم یَدَعْ جُهْداً فی سیره؛ عن أَبی عبید. و یقال للبعیر إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه: هو یَتَشَغَّرُ تَشَغُّراً. و یقال: مَرَّ یَرْتَبِعُ إِذا ضرب بقوائمه، و اللَّبْطَةُ نحوه، ثم التَّشَغُّرُ فوق ذلك. و‌فی حدیث ابن عمر: فَحَجَن ناقَتَهُ حتی أَشْغَرَتْ‌أَی اتَّسَعَتْ فی السیر و أَسرعتْ. و شَغَرْتُ بنی فلان من موضع كذا أَی أَخرجتهم؛ و أَنشد الشیبانی: و نحنُ شَغَرْنا ابْنَیْ نِزارٍ كِلَیْهِما، و كَلْباً بوقْعٍ مُرْهِبِ مُتَقارِبِ و فی التهذیب: بحیث شَغَرْنا ابْنَی نِزار … و الشَّغْرُ: البُعْدُ؛ و منه قولهم: بلد شاغِرٌ إِذا كان بعیداً من الناصر و السلطان؛ قاله الفراء. و‌فی الحدیث: و الأَرض لكم شاغِرَةٌ؛ أَی واسعة. أَبو عمرو: شَغَرْتُه عن الأَرض أَی أَخرجته. أَبو عمرو: الشِّغارُ العَداوَةُ. و اشْتَغَرَ فلان علینا إِذا تطاول و افتخر. و تَشَغَّرَ فلان فی أَمر قبیح إِذا تَمادَی فیه و تَعَمَّقَ. و الشَّغُورُ: موضع فی البادیة. و فی النوادر: بئرٌ شِغارٌ و بئار شِغارٌ كثیرة الماء واسعة الأَعْطانِ. و المِشْغَرُ من الرماح: كالمِطْرَدِ؛ و قال: سِناناً مِنَ الخَطِّیِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا

شغبر؛ ج4، ص: 418

: روی ثعلب عن عمرو عن أَبیه قال: الشَّغْبَرُ ابن آوی، قال: و من قاله بالزای فقد صحف. اللیث: تَشَغْبَرَت الریح إِذا الْتَوَتْ فی هُبوبها.

شغفر؛ ج4، ص: 418

: شَغْفَرٌ: اسم امرأَة؛ عن ثعلب. و قال ابن الأَعرابی: إِنما هی شَعْفَر، و قد تقدم ذكره فی حرف العین المهملة. أَبو عمرو: الشَّغْفَرُ المرأَة الحسناء؛ أَنشد عمرو بن بَحْر لأَبی الطوف الأَعرابی فی امرأَته و كان اسمها شَغْفَر و كانت وُصِفَتْ بالقُبْحِ و الشَّناعَةِ: جامُوسَةٌ و فِیلَةٌ و خَنْزَرُ، و كُلُّهُنَّ فی الجَمالِ شَغْفَرُ قال: و أَنشدنی المنذری: و لم أَسُقْ بِشَغْفَرَ المَطِیَّا و قال: صادَتْكَ یَوْمَ القَرَّتَیْنِ «2» شَغْفَرُ.

شفر؛ ج4، ص: 418

: الشُّفْرُ، بالضم: شُفْرُ العین، و هو ما نبت علیه الشعر و أَصلُ مَنْبِتِ الشعر فی الجَفْنِ و لیس
(2). قوله: [یوم القرتین] الذی تقدم فی [شعفر] یوم الرملتین
لسان العرب، ج‌4، ص: 419
الشُّفْرُ من الشَّعَرِ فی شی‌ء، و هو مذكر؛ صرح بذلك اللحیانی، و الجمع أَشْفارٌ؛ سیبویه: لا یُكسَّرُ علی غیر ذلك، و الشَّفْرُ: لغة فیه؛ عن كراع. شمر: أَشْفارُ العین مَغْرِزُ الشَّعَرِ. و الشَّعَرُ: الهُدْبُ. قال أَبو منصور: شُفْرُ العین منابت الأَهداب من الجفون. الجوهری: الأَشْفارُ حروف الأَجفان التی ینبت علیها الشعر، و هو الهدب. و‌فی حدیث سعد بن الربیع: لا عُذْرَ لَكُمْ إِن وُصِلَ إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و فیكم شُفْرٌ یَطْرِفُ.و‌فی حدیث الشَّعْبیّ: كانوا لا یُؤَقِّتون فی الشُّفْرِ شیئاً‌أَی لا یوجبون فیه شیئاً مقَدَّراً. قال ابن الأَثیر: و هذا بخلاف الإجماع لأَن الدیة واجبة فی الأَجفان، فإِن أَراد بالشُّفْرِ هاهنا الشَّعَرَ ففیه خلاف أَو یكون الأَوَّل مذهباً للشعبی. و شُفْرُ كل شی‌ء: ناحیته. و شُفْرُ الرحم و شافِرُها: حروفها. و شُفْرَا المرأَةِ و شافِراها: حَرْفا رَحِمِها. و الشَّفِرَةُ و الشَّفِیرَةُ من النساء: التی تجد شهوتها فی شُفْرِها فیجی‌ءَ ماؤها سریعاً، و قیل: هی التی تقنع من النكاح بأَیسره، و هی نَقیضُ القَعِیرَةِ. و الشُّفْرُ: حرفُ هَنِ المرأَة و حَدُّ المِشْفَرِ. و یقال لناحیتی فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ؛ و لطرفیهما: الشُّفْرانِ، اللیث: الشَّافِرَانِ من هَنِ المرأَة أَیضاً، و لا یقال المِشْفَرُ إِلَّا للبعیر. قال أَبو عبید: إِنما قیل مَشافِرُ الحبش تشبیهاً بِمَشافِرِ الإِبل. ابن سیدة: و ما بالدار شُفْرٌ و شَفْرٌ أَی أَحد؛ و قال الأَزهری: بفتح الشین. قال شمر: و لا یجوز شُفْر، بضمها؛ و قال ذو الرمة فیه بلا حرف النفی: تَمُرُّ بنا الأَیامُ ما لَمَحَتْ بِنا بَصِیرَةُ عَیْنٍ، مِنْ سِوانا، علی شَفْرِ أَی ما نظرت عین منا إِلی إِنسان سوانا؛ و أَنشد شمر: رَأَتْ إِخْوَتی بعدَ الجمیعِ تَفَرَّقُوا، فلم یبقَ إِلَّا واحِداً مِنْهُمُ شَفْرُ و المِشْفَرُ و المَشْفَرُ للبعیر: كالشفة للإِنسان، و قد یقال للإِنسان مشافر علی الاستعارة. و قال اللحیانی: إِنه لعظیم المشافر، یقال ذلك فی الناس و الإِبل، قال: و هو من الواحد الذی فرّق فجعل كل واحد منه مِشْفَراً ثم جمع؛ قال الفرزدق: فلو كنتَ ضَبِّیّاً عَرَفْتَ قَرابَتی، و لَكِنَّ زِنْجِیّاً عَظِیمَ المَشافِرِ الجوهری: و المِشْفَرُ من البعیر كالجَحْفَلةِ من الفرس، و مَشافِرُ الفرس مستعارة منه. و فی المثل: أَراك بَشَرٌ ما أَحارَ مِشْفَرٌ أَی أَغناك الظاهر عن سؤال الباطن، و أَصله فی البعیر. و الشَّفِیر: حَدُّ مِشْفَر [مَشْفَر البعیر. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً قال: یا رسول الله، إِن النُّقْبَةَ قد تكون بِمِشْفَرِ البعیر فی الإِبل العظیمة فَتَجْرَبُ كُلُّها، قال: فما أَجْرَبَ الأَوَّلَ؟المِشْفَر للبعیر: كالشفة للإِنسان و الجَحْفَلَةِ للفرس، و المیم زائدة. و شَفِیرُ الوادی: حَدُّ حَرْفِه، و كذلك شَفِیرُ جهنم، نعوذ بالله منها. و‌فی حدیث ابن عمر: حتی وقفوا علی شفیر جهنم‌أَی جانبها و حرفها؛ و شفیر كل شی‌ء حرفه، و حرفُ كل شی‌ء شُفْره و شَفِیره كالوادی و نحوه. و شَفیر الوادی و شُفْرُه: ناحیته من أَعلاه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: بِزَرْقاوَیْنِ لم تُحْرَفْ، و لَمَّا یُصِبْها غائِرٌ بِشَفِیرِ مأْقِ قال ابن سیدة: قد یكون الشَّفِیر هاهنا ناحیة المَأْقِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 420
من أَعلاه، و قد یكون الشَّفِیر لغةً فی شُفْرِ العین. ابن الأَعرابی: شَفَرَ إِذا آذی إِنساناً، و شَفَرَ إِذا نَقَّصَ. و الشَّافِرُ: المُهْلِكُ ماله، و الزَّافِرُ: الشجاع. و شَفَّرَ المالُ: قَلَّ و ذهب؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد لشاعر یذكر نسوة: مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِنْ شَفَّرَ مالٌ، أَرَدْنَ مِنْكَ انْخِلاعَا و التَّشْفِیر: قلة النفقة. و عَیْشٌ مُشَفِّرٌ: قلیلٌ ضَیِّقٌ؛ و قال الشاعر: قد شَفَّرَتْ نَفَقاتُ القَوْمِ بَعْدَكُمُ، فأَصْبَحُوا لَیسَ فِیهمْ غَیْرُ مَلْهُوفِ و الشَّفْرَةُ من الحدید: ما عُرِّضَ و حُدِّدَ، و الجمع شِفارٌ. و فی المثل: أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُمْ أَی خادمهم. و‌فی الحدیث: إِن أَنساً كان شَفْرَةَ القوم فی السَّفَرِ؛ معناه أَنه كان خادمهم الذی یكفیهم مَهْنَتَهُمْ، شُبِّهَ بالشَّفْرَةِ التی تمتهن فی قطع اللحم و غیره. و الشَّفْرَةُ، بالفتح: السِّكِّینُ العریضة العظیمة، و جمعها شَفْرٌ و شِفارٌ. و‌فی الحدیث: إِن لَقِیتَها نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً و زِناداً فلا تهِجْها؛ الشَّفْرَةُ: السكین العریضة. و شَفَراتُ السیوف: حروفُ حَدّها؛ قال الكمیت یصف السیوف: یَرَی الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها وُقُودَ أَبی حُباحِب و الظُّبِینا و شَفْرَةُ السیف: حدُّه. و شَفْرَةُ الإِسْكافِ: إِزْمِیلُه الذی یَقْطَعُ به. أَبو حنیفة: شَفْرتا النَّصْلِ جانباه. و أُذُنٌ شُفارِیَّة و شُرافِیَّة: ضخمة، و قیل: طویلة عریضة لَیِّنَةُ الفَرْعِ. و الشُّفارِیُّ: ضَرْبٌ من الیَرابِیعِ، و یقال لها ضأْنُ الیَرابِیعِ، و هی أَسمنها و أَفضلها، یكون فی آذانها طُولٌ، و للیَرْبُوعِ الشُّفارِیّ ظُفُرٌ فی وسط ساقه. و یَرْبُوع شُفارِیّ: علی أُذنه شَعَرٌ. و یَرْبُوعٌ شُفارِیٌّ: ضَخْمُ الأُذنین، و قیل: هو الطویل الأُذنین العاری البَراثِنِ و لا یُلْحَقُ سَرِیعاً، و قیل: هو الطویل القوائم الرِّخْوُ اللحمِ الكثیر الدَّسَمِ؛ قال: و إِنِّی لأَصْطادُ الیرابیع كُلَّها: شُفارِیَّها و التَّدْمُرِیَّ المُقَصِّعَا التَّدْمُرِیُّ: المكسو البراثن الذی لا یكاد یُلْحَقُ. و المِشْفَرُ: أَرض من بلاد عَدِیٍّ و تَیْمٍ؛ قال الراعی: فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ، بِحَیْثُ الْتَقَتْ أَجْراعُهُ و مَشارِفُهْ و یروی: … مِشْفَر العَوْدِ …، و هو أَیضاً اسم أَرض. و‌فی حدیث كُرْزٍ الفِهْرِیّ: لما أَغار علی سَرْح المدینة كان یَرْعَی بِشُفَرٍ؛ هو بضم الشین و فتح الفاء، جبل بالمدینة یهبط إِلی العَقِیقِ. و الشَّنْفَری: اسم شاعر من الأَزْدِ و هو فَنْعَلَی؛ و فی المثل: أَعْدَی من الشَّنْفَرَی، و كان من العَدَّائِین.

شفتر؛ ج4، ص: 420

: الشَّفْتَرَةُ: التَّفَرُّقُ. و اشْفَتَرَّ الشی‌ء: تَفَرَّقَ. و اشْفَتَرَّ العُودُ: تَكَسَّرَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تُبادِرُ الضَّیْفَ بِعُودٍ مُشْفَتِرْ أَی منكسر من كثرة ما تضرب به. و رجل شَفَنْتَرٌ: ذاهب الشعر. التهذیب فی
لسان العرب، ج‌4، ص: 421
الخماسی: الشَّفَنْتَرُ القلیل شعر الرأْس، قال: و هو فی شعر أَبی النجم. و الشَّفَنْتَرِیُّ: اسم. ابن الأَعرابی: اشْفَتَرَّ السِّراجُ إِذا اتسعت النار فاحتجت أَن تقطع من رأْس الذُّبالِ؛ و قال أَبو الهیثم فی قول طرفة: فَتَرَی المَرْوَ، إِذا ما هَجَّرَتْ عَنْ یَدَیْها، كالجرادِ المُشْفَتِرْ قال: المُشْفَتِرُّ المتفرق. قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول: المشفتر المُنْتَصِبُ؛ و أَنشد: تَغْدُو علی الشَّرِّ بِوَجْهٍ مُشْفَتِرْ و قیل: المُشْفَتِرُّ المقشعرّ. قال اللیث: اشْفَتَرَّ الشی‌ء اشْفِتْراراً، و الاسم الشَّفْتَرَةُ، و هو تفرّق كتفرّق الجراد. الجوهری: الاشْفِتْرارُ التفرّق؛ قال ابن أَحمر یصف قطاة و فرخها: فأَزْغَلَتْ فی حَلْقِهِ زُغْلَةً، لم تُخْطِئ الجِیدَ و لم تَشْفَتِرْ و یروی: لم تَظْلمِ الجِیدَ …

شقر؛ ج4، ص: 421

: الأَشْقَرُ من الدواب: الأَحْمَرُ فی مُغْرَةِ حُمْرَةٍ صافیةٍ یَحْمَرُّ منها السَّبِیبُ و المَعْرَفَةُ و الناصیة، فإِن اسودَّا فهو الكُمَیْتُ. و العرب تقول: أَكرمُ الخیل و ذوات الخیر منها شُقْرُها؛ حكاه ابن الأَعرابی. اللیث: الشَّقْرُ و الشُّقْرَةُ مصدر الأَشْقَرِ، و الفعل شَقُرَ یَشْقُرُ شُقْرَةً، و هو الأَحمر من الدواب. الصحاح: و الشُّقْرَةُ لونُ الأَشْقَرِ، و هی فی الإِنسان حُمْرَةٌ صافیة و بَشَرَتُه مائلة إِلی البیاض؛ ابن سیدة: و شَقِرَ شَقَراً و شَقُرَ، و هو أَشْقَرُ، و اشْقَرَّ كَشَقِرَ؛ قال العجاج: و قد رأَی فی الأُفُقِ اشْقِرارَا و الاسم الشُّقْرَةُ. و الأَشْقَرُ من الإِبل: الذی یشبه لَوْنُه لَوْنَ الأَشْقَرِ من الخیل. و بعیر أَشْقَرُ أَی شدید الحمرة. و الأَشْقَرُ من الرجال: الذی یعلو بیاضَه حمرةٌ صافیةٌ. و الأَشْقَرُ من الدم: الذی قد صار عَلَقاً. یقال: دم أَشْقَرُ، و هو الذی صار عَلَقاً و لم یَعْلُهُ غُبارٌ. ابن الأَعرابی قال: لا تكون حَوْرَاءُ شَقْراءَ، و لا أَدْماءُ حَوْراءَ و لا مَرْهاءَ، لا تكون إِلا ناصِعَةَ بیاضِ العَیْنَیْنِ فی نُصوعِ بَیاضِ الجلد فی غیر مُرْهَةٍ و لا شُقْرَةٍ و لا أُدْمَةٍ و لا سُمْرَةٍ و لا كَمَدِ لَوْنٍ حتی یكون لونها مُشْرِقاً و دَمُها ظاهراً. و المَهْقاءُ و المَقْهاءُ: التی یَنْفی بیاضَ عینها الكُحْلُ و لا یَنْفی بیاضَ جلدها. و الشَّقْراءُ: اسم فرس ربیعة بن أُبَیٍّ، صفة غالبة. و الشَّقِرُ، بكسر القاف: شَقائِقُ النُّعمانِ، و یقال: نبت أَحمر، واحدتها شَقرَةٌ، و بها سُمِّیَ الرجلُ شَقِرَة، قال طرفة.و تَساقَی القَوْمُ كأْساً مُرَّةً، و علی الخَیْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ و یروی: و عَلا الخیلَ … و جاء بالشُّقَّارَی و البُقَّارَی و الشُقارَی و البُقارَی، مثقلًا و مخففاً، أَی بالكذب. ابن درید: یقال جاء فلان بالشُّقَرِ و البُقَرِ إِذا جاء بالكذب. و الشُّقَّارُ و الشُّقَّارَی: نِبْتَةٌ ذات زُهَیْرَةٍ، و هی أَشبه ظهوراً علی الأَرض من الذنیان «3». و زَهْرَتُها شُكَیْلاءُ و ورقها لطیف أَغبر، تُشْبِهُ نِبْتَتُها نِبْتَةَ القَضْب، و هی تحمد فی المرعی، و لا تنبت إِلا فی عام خصیب؛ قال ابن مقبل:
(3). قوله: [من الذنیان] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 422
حَشا ضِغْثُ شُقَّارَی شَراسِیفَ ضُمَّرٍ، تَخَذَّمَ منْ أَطْرافِها ما تَخَذَّما و قال أَبو حنیفة: الشُّقَّارَی، بالضم و تشدید القاف، نبت، و قیل: نبت فی الرمل، و لها ریح ذَفِرَةٌ، و توجد فی طعم اللبن، قال: و قد قیل إِن الشُّقَّارَی هو الشَّقِرُ نفسه، و لیس ذلك بقویّ، و قیل: الشُّقَّارَی نبت له نَوْرٌ فیه حمرة لیست بناصعة و حبه یقال له الخِمْخِمُ. و الشِّقرانُ: داء یأَخذ الزرع، و هو مثل الوَرْسِ یعلو الأَذَنَةَ ثم یُصَعِّدُ فی الحب و الثمر. و الشَّقِرانُ: نبت «1». أَو موضع. و المَشاقِرُ: منابت العَرْفَجِ، واحدتها مَشْقَرَةٌ. قال بعض العرب لراكب ورد علیه: من أَین وَضَحَ الراكبُ؟ قال: من الحِمَی، قال: و أَین كان مَبیتُكَ؟ قال: بإِحدی هذه المَشاقِرِ؛ و منه قول ذی الرمة «2»: … من ظِباء المَشاقِر و قیل: المشاقر مواضع. و المَشاقِرُ من الرمال: ما انقاد و تَصَوَّب فی الأَرض، و هی أَجلد الرمال، الواحد مَشْقَرٌ. و الأَشاقرُ: جبال بین مكة و المدینة. و الشُّقَیْرُ: ضرب من الحِرْباءِ أَو الجنَادِب. و شَقِرَةُ: اسم رجل، و هو أَبو قبیلة من العرب یقال لها شَقِرَة. و شَقِیرَة: قبیلة فی بنی ضَبَّةَ، فإِذا نسبت إِلیهم فتحت القاف قلت شَقَرِیٌّ. و الشُّقُور: الحاجة. یقال: أَخبرته بشُقُورِی، كما یقال: أَفْضَیْتُ إِلیه بِعُجَری و بُجَرِی، و كان الأَصمعی یقوله بفتح الشین؛ و قال أَبو عبید: الضم أَصح لأَن الشُّقُور بالضم بمعنی الأُمورِ اللاصقة بالقلب المُهِمَّةِ له، الواحد شَقْرٌ. و من أَمثال العرب فی سِرارِ الرجل إِلی أَخیه ما یَسْتُره عن غیره: أَفْضَیْتُ إِلیه بشُقُورِی أَی أَخبرته بأَمری و أَطلعته علی ما أُسِرُّه من غیره. و بَثَّهُ شُقُورَهُ و شَقُورَهُ أَی شكا إِلیه حاله؛ قال العجاج: جارِیَ، لا تَسْتَنْكِرِی عَذِیرِی، سَیْرِی، و إِشْفاقِی علی بَعیرِی و كَثْرَةَ الحدیثِ عن شَقُورِی، مَعَ الجَلا و لائِحِ القَتِیرِ و قد استشهد بالشَّقورِ فی هذه الأَبیات لغیر ذلك فقیل: الشَّقُور، بالفتح، بمعنی النعت، و هو بَثُّ الرجل و هَمُّهُ. و روی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه أَنشده بیت العجاج فقال: روی شُقُورِی و شَقُورِی؛ و الشُّقُور: الأُمور المهمة، الواحد شَقْرٌ. و الشَّقُورُ: هو الهم المُسْهِرُ، و قیل: أَخبرنی بشَقُوره أَی بِسِرِّه. و المُشَقَّرُ، بفتح القاف مشدودة: حصن بالبحرین قدیم؛ قال لبید یصف بنات الدهر: و أَنْزَلْنَ بالدُّومِیّ من رأْسِ حِصْنِهِ، و أَنْزَلْنَ بالأَسْبَابِ رَبَّ المُشَقَّرِ «3». و المُشَقَّرُ: موضع؛ قال إمرؤ القیس: دُوَیْنَ الصَّفا اللَّائِی یَلِینَ المُشَقَّرَا و المُشَقَّرُ أَیضاً: حصن، قال المخبل:
(1). قوله: [و الشقران نبت إلخ] قال یاقوت: لم أسمع فی هذا الوزن إلا شقران، بفتح فكسر و تخفیف الراء، و ظربان و قطران (2). قوله: [و منه قول ذی الرمة إلخ] هو كما فی شرح القاموس: كأن عری المرجان منها تعلقت علی أُم خشف من ظباء المشاقر (3). قوله: [و أنزلن بالدومی … إلخ] أَراد به أكیدراً صاحب دومة الجندل، و قبله: و أفنی بنات الدهر أبناء ناعط بمستمع دون السماع و منظر
لسان العرب، ج‌4، ص: 423
فَلَئِنْ بَنَیْت لِیَ المُشَقَّرَ فی صَعْبٍ تُقَصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ، لَتُنَقِّبَنْ عَنِّی المَنِیَّةُ، إن اللهَ لَیْسَ كَعِلْمِهِ عِلْمُ أَراد: فلئن بنیت لی حصناً مثل المُشَقَّرِ. و الشَّقْراءُ: قریة لِعُكْلٍ بها نخل؛ حكاه أَبو رِیاشٍ فی تفسیر أَشعار الحماسَة، و أَنشد لزیاد بن جَمِیلٍ: مَتَی أَمُرُّ علی الشَّقْراءِ مُعْتَسِفاً خَلَّ النَّقَی بِمَرُوحٍ، لَحْمُها زِیَمُ و الشَّقْراءُ: ماء لبنی قَتادة بن سَكَنٍ. و‌فی الحدیث: أَن عمرو بن سَلَمَةَ لما وَفَدَ علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فأَسلم اسْتَقْطَعَهُ ما بین السَّعْدِیَّةِ و الشَّقْراءِ؛ و هما ماءان، و قد تقدم ذكر السعدیة فی موضعه. و الشَّقِیرُ: أَرض؛ قال الأَخطل: و أَقْفَرَتِ الفَراشَةُ و الحُبَیَّا، و أَقْفَرَ، بَعْدَ فاطِمَةَ، الشَّقِیرُ و الأَشاقِرُ: حَیٌّ من الیمن من الأَزد، و النسبة إِلیهم أَشْقَریٌّ. و بنو الأَشْقَرِ: حَیّ أَیضاً، یقال لأُمِّهم الشُّقَیراءُ، و قیل: أَبوهم الأَشْقَرُ سَعْدُ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْمٍ؛ و ینسب إِلی بَنی شَقِرَةَ شَقَرِیٌّ، بالفتح، كما ینسب إِلی النَّمِرِ بن قاسط نَمَرِیٌّ. و أَشْقَرُ و شُقَیْرٌ و شُقْرانُ: أَسماء. قال ابن الأَعرابی: شُقْرانُ السُّلامِیُّ رجل من قُضاعَةَ. و الشَّقْراءُ: اسم فرس رَمَحَتِ ابنَها «1». فَقَتَلَتْهُ؛ قال بشر بن أَبی خازم الأَسَدِیُّ یهجو عُتْبَةَ بن جعفر بن كلاب، و كان عتبة قد أَجار رجلًا من بنی أَسد فقتله رجلا من بنی كلاب فلم یمنعه: فأَصْبَحَ كالشَّقْراءِ، لم یَعْدُ شَرُّها سَنابِكَ رِجْلیها، و عِرْضُكَ أَوْفَرُ التهذیب: و الشَّقِرَةُ هو السَّنْجُرْفُ و هو السَّخْرُنج؛ و أَنشد: علیه دِماءُ البُدْنِ كالشَّقِرات ابن الأَعرابی: الشُّقَرُ الدِّیكُ.

شكر؛ ج4، ص: 423

: الشُّكْرُ: عِرْفانُ الإِحسان و نَشْرُه، و هو الشُّكُورُ أَیضاً. قال ثعلب: الشُّكْرُ لا یكون إِلَّا عن یَدٍ، و الحَمْدُ یكون عن ید و عن غیر ید، فهذا الفرق بینهما. و الشُّكْرُ من الله: المجازاة و الثناء الجمیل، شَكَرَهُ و شَكَرَ له یَشْكُرُ شُكْراً و شُكُوراً و شُكْراناً؛ قال أَبو نخیلة: شَكَرْتُكَ، إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَی، و ما كُلُّ مَنْ أَوْلَیْتَهُ نِعْمَةً یَقْضِی قال ابن سیدة: و هذا یدل علی أَن الشكر لا یكون إِلا عن ید، أَ لا تری أَنه قال: و ما كل من أَولیته نعمة یقضی؟ أَی لیس كل من أَولیته نعمة یشكرك علیها. و حكی اللحیانی: شكرت اللّٰه و شكرت لله و شَكَرْتُ بالله، و كذلك شكرت نعمة الله، و تَشَكَّرَ له بلاءَه: كشَكَرَهُ. و تَشَكَّرْتُ له: مثل شَكَرْتُ له. و‌فی حدیث یعقوب: إِنه كان لا یأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَكُّراً لله عز و جل؛ أَنشد أَبو علی: و إِنِّی لآتِیكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَی من الأَمْرِ، و اسْتیجابَ ما كان فی الغَدِ
(1). قوله: [رمحت ابنها إلخ] أی لا عن قصد منها بل رمحت غلاماً فأصابت ابنها فقتلته. و قیل إِنها جمحت بصاحبها یوماً فأتت علی واد فأرادت أَن تثبه فقصرت فاندقت عنقها و سلم صاحبها فسئل عنها فقال: إن الشقراء لم یعدُ شرها رجلیها
لسان العرب، ج‌4، ص: 424
أَی لِتَشَكُّرِ ما مضی، و أَراد ما یكون فوضع الماضی موضع الآتی. و رجل شَكورٌ: كثیر الشُّكْرِ. و فی التنزیل العزیز: إِنَّهُ كٰانَ عَبْداً شَكُوراً. و‌فی الحدیث: حین رُؤیَ، صلی الله علیه و سلم، و قد جَهَدَ نَفْسَهُ بالعبادة فقیل له: یا رسول الله، أَ تفعل هذا و قد غفر الله لك مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ؟ أَنه قال، علیه السلام: أَ فَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً؟و كذلك الأُنثی بغیر هاء. و الشَّكُور: من صفات الله جل اسمه، معناه: أَنه یزكو عنده القلیلُ من أَعمال العباد فیضاعف لهم الجزاء، و شُكْرُه لعباده: مغفرته لهم. و الشَّكُورُ: من أَبنیة المبالغة. و أَما الشَّكُورُ من عباد الله فهو الذی یجتهد فی شكر ربه بطاعته و أَدائه ما وَظَّفَ علیه من عبادته. و قال الله تعالی: اعْمَلُوا آلَ دٰاوُدَ شُكْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبٰادِیَ الشَّكُورُ؛ نصب شُكْراً لأَنه مفعول له، كأَنه قال: اعملوا لله شُكْراً، و إِن شئت كان انتصابه علی أَنه مصدر مؤكد. و الشُّكْرُ: مثل الحمد إِلا أَن الحمد أَعم منه، فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ علی صفاته الجمیلة و علی معروفه، و لا تشكره إِلا علی معروفه دون صفاته. و الشُّكْرُ: مقابلة النعمة بالقول و الفعل و النیة، فیثنی علی المنعم بلسانه و یذیب نفسه فی طاعته و یعتقد أَنه مُولِیها؛ و هو من شَكَرَتِ الإِبل تَشْكُر إِذا أَصابت مَرْعًی فَسَمِنَتْ علیه. و‌فی الحدیث: لا یَشْكُرُ الله من لا یَشْكُرُ الناسَ؛ معناه أَن الله لا یقبل شكر العبد علی إِحسانه إِلیه، إِذا كان العبد لا یَشكُرُ إِحسانَ الناس و یَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرین بالآخر؛ و قیل: معناه أَن من كان من طبعه و عادته كُفْرانُ نعمة الناس و تركُ الشُّكْرِ لهم، كان من عادته كُفْرُ نعمة الله و تركُ الشكر له، و قیل: معناه أَن من لا یشكُر الناس كان كمن لا یشكُر الله و إِن شَكَرَهُ، كما تقول: لا یُحِبُّنی من لا یُحِبُّك أَی أَن محبتك مقرونة بمحبتی فمن أَحبنی یحبك و من لم یحبك لم یحبنی؛ و هذه الأَقوال مبنیة علی رفع اسم الله تعالی و نصبه. و الشُّكْرُ: الثناءُ علی المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف. یقال: شَكَرْتُه و شَكَرْتُ له، و باللام أَفصح. و قوله تعالی: لٰا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزٰاءً وَ لٰا شُكُوراً؛ یحتمل أَن یكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً، و یحتمل أَن یكون جمعاً مثل بُرْدٍ و بُرُود و كُفْرٍ و كُفُورٍ. و الشُّكْرانُ: خلاف الكُفْرانِ. و الشَّكُور من الدواب: ما یكفیه العَلَفُ القلیلُ، و قیل: الشكور من الدواب الذی یسمن علی قلة العلف كأَنه یَشْكُرُ و إِن كان ذلك الإِحسان قلیلًا، و شُكْرُه ظهورُ نمائه و ظُهُورُ العَلَفِ فیه؛ قال الأَعشی: و لا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ فی الرَّبیعِ حَجُونٍ، تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا و الشَّكِرَةُ و المِشْكارُ من الحَلُوباتِ: التی تَغْزُرُ علی قلة الحظ من المرعی. و نَعَتَ أَعرابیٌّ ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ، فأَما المشكار فما ذكرنا، و أَما المعشار و المغبار فكل منهما مشروح فی بابه؛ و جَمْعُ الشَّكِرَةِ شَكارَی و شَكْرَی. التهذیب: و الشَّكِرَةُ من الحلائب التی تصیب حظّاً من بَقْل أَو مَرْعًی فَتَغْزُرُ علیه بعد قلة لبن، و إِذا نزل القوم منزلًا فأَصابتْ نَعَمُهم شیئاً من بَقْلٍ قَدْ رَبَّ قیل: أَشْكَرَ القومُ، و إِنهم لَیَحْتَلِبُونَ شَكِرَةَ حَیْرَمٍ، و قد شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً؛ و أَنشد: نَضْرِبُ دِرَّاتِها، إِذا شَكِرَتْ، بِأَقْطِها، و الرِّخافَ نَسْلَؤُها
لسان العرب، ج‌4، ص: 425
و الرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ. و ضَرَّةٌ شَكْرَی إِذا كانت مَلأَی من اللبن، و قد شَكِرَتْ شَكَراً. و أَشْكَرَ الضَّرْعُ و اشْتَكَرَ: امتلأَ لبناً. و أَشْكَرَ القومُ: شَكِرتْ إِبِلُهُمْ، و الاسم الشَّكْرَةُ. الأَصمعی: الشَّكِرَةُ الممتلئة الضرع من النوق؛ قال الحطیئة یصف إِبلًا غزاراً: إِذا لم یَكُنْ إِلَّا الأَمَالِیسُ أَصْبَحَتْ لَها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها، شَكِرات قال ابن بری: و یروی‌بها حُلَّقاً ضَرَّاتُها …، و إِعرابه علی هذا أَن یكون فی أَصبحت ضمیر الإِبل و هو اسمها، و حُلَّقاً خبرها، و ضراتها فاعل بِحُلَّق، و شكرات خبر بعد خبر، و الهاء فی بها تعود علی الأَمالِیسِ؛ و هی جمع إمْلِیسٍ، و هی الأَرض التی لا نبات لها؛ قال: و یجوز أَن یكون ضراتها اسم أَصبحت، و حلقاً خبرها، و شكرات خبر بعد خبر؛ قال: و أَما من روی لها حلق، فالهاء فی لها تعود علی الإِبل، و حلق اسم أَصبحت، و هی نعت لمحذوف تقدیره أَصبحت لها ضروع حلق، و الحلق جمع حالق، و هو الممتلئ، و ضراتها رفع بحلق و شكرات خبر أَصبحت؛ و یجوز أَن یكون فی أَصبحت ضمیر الأَبل، و حلق رفع بالابتداء و خبره فی قوله لها، و شكرات منصوب علی الحال، و أَما قوله: إِذا لم یكن إِلَّا الأَمالیس، فإِنَّ یكن یجوز أَن تكون تامة، و یجوز أَن تكون ناقصة، فإِن جعلتها ناقصة احتجت إِلی خبر محذوف تقدیره إِذا لم یكن ثَمَّ إِلَّا الأَمالیس أَو فی الأَرض إِلَّا الأَمالیس، و إِن جعلتها تامة لم تحتج إِلی خبر؛ و معنی البیت أَنه یصف هذه الإِبل بالكرم و جودة الأَصل، و أَنه إِذا لم یكن لها ما ترعاه و كانت الأَرضُ جَدْبَةً فإِنك تجد فیها لبناً غزیراً. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: دَوابُّ الأَرض تَشْكَرُ شَكَراً، بالتحریك، إِذا سَمِنَت و امتلأَ ضَرْعُها لبناً. و عُشْبٌ مَشْكَرَة: مَغْزَرَةٌ للبن، تقول منه: شَكِرَتِ الناقة، بالكسر، تَشْكَرُ شَكَراً، و هی شَكِرَةٌ. و أَشْكَرَ القومُ أَی یَحْلُبُون شَكِرَةً. و هذا زمان الشَّكْرَةِ إِذا حَفَلتْ من الربیع، و هی إِبل شَكَارَی و غَنَمٌ شَكَارَی. و اشْتَكَرَتِ السماءُ و حَفَلَتْ و اغْبَرَّتْ: جَدَّ مطرها و اشْتَدَّ وقْعُها؛ قال إمرؤ القیس یصف مطراً: تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ، و تُوالِیهِ إِذا ما تَشْتَكِرْ و یروی: … تَعْتَكِرْ. و اشْتَكَرَت الریاحُ: أَتت بالمطر. و اشْتَكَرَتِ الریحُ: اشتدّ هُبوبُها؛ قال ابن أَحمر: المُطْعِمُونَ إِذا رِیحُ الشِّتَا اشْتَكَرَتْ، و الطَّاعِنُونَ إِذا ما اسْتَلْحَمَ البَطَلُ و اشْتَكَرَتِ الریاحُ: اختلفت؛ عن أَبی عبید؛ قال ابن سیدة: و هو خطأٌ. و اشْتَكَرَ الحرُّ و البرد: اشتدّ؛ قال الشاعر: غَداةَ الخِمْسِ و اشْتَكَرَتْ حَرُورٌ، كأَنَّ أَجِیجَها وَهَجُ الصِّلاءِ و شَكِیرُ الإِبل: صغارها. و الشَّكِیرُ من الشَّعَرِ و النبات: ما ینبت من الشعر بین الضفائر، و الجمع الشُّكْرُ؛ و أَنشد: فَبَیْنا الفَتی لِلْعَیْنِ ناضِراً، كعُسْلُوجَةٍ یَهْتَزُّ منها شَكِیرُها ابن الأَعرابی: الشَّكِیرُ ما ینبت فی أَصل الشجرة من الورق و لیس بالكبار. و الشَّكیرُ من الفَرْخِ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 426
الزَّغَبُ. الفراء: یقال شَكِرَتِ الشَّجَرَةُ و أَشْكَرَتْ إِذا خرج فیها الشی‌ء. ابن الأَعرابی: المِشْكارُ من النُّوقِ التی تَغْزُرُ فی الصیف و تنقطع فی الشتاء، و التی یدوم لبنها سنتها كلها یقال لها: رَكُودٌ و مَكُودٌ وَ وَشُولٌ و صَفِیٌّ. ابن سیدة: و الشَّكِیرُ الشَّعَرُ الذی فی أَصل عُرْفِ الفَرَسِ كأَنه زَغَبٌ، و كذلك فی الناصیة. و الشَّكِیرُ من الشعر و الریش و العَفا و النَّبْتِ: ما نَبَتَ من صغاره بین كباره، و قیل: هو أَول النبت علی أَثر النبت الهائج المُغْبَرِّ، و قد أَشْكَرَتِ الأَرضُ، و قیل: هو الشجر ینبت حول الشجر، و قیل: هو الورق الصغار ینبت بعد الكبار. و شَكِرَتِ الشجرة أَیضاً تَشْكَرُ شَكَراً أَی خرج منها الشَّكِیرُ، و هو ما ینبت حول الشجرة من أَصلها؛ قال الشاعر: و مِنْ عِضَةٍ ما یَنْبُتَنَّ شَكِیرُها قال: و ربما قالوا للشَّعَرِ الضعیف شَكِیرٌ؛ قال ابن مقبل یصف فرساً: ذَعَرْتُ بِهِ العَیرَ مُسْتَوْزِیاً، شَكِیرُ جَحَافِلِهِ قَدْ كَتِنْ و مُسْتَوْزِیاً: مُشْرِفاً منتصباً. و كَتِنَ: بمعنی تَلَزَّجَ و تَوَسَّخَ. و الشَّكِیرُ أَیضاً: ما ینبت من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بین القُضْبانِ العاسِیَةِ. و الشَّكِیرُ: ما ینبت فی أُصول الشجر الكبار. و شَكِیرُ النخلِ: فِراخُه. و شَكِرَ النخلُ شَكَراً: كثرت فراخه؛ عن أَبی حَنیفة؛ و قال یعقوب: هو من النخل الخُوصُ الذی حول السَّعَفِ؛ و أَنشد لكثیِّر: بُرُوكٌ بأَعْلی ذِی البُلَیْدِ، كأَنَّها صَرِیمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِیرُها مغطئل: كثیر متراكب. و قال أَبو حنیفة: الشكیر الغصون؛ و‌روی الأَزهری بسنده: أَن مَجَّاعَةَ أَتی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال قائلهم: و مَجَّاعُ الیَمامَةِ قد أَتانا، یُخَبِّرُنا بِمَا قال الرَّسُولُ فأَعْطَیْنا المَقادَةَ و اسْتَقَمْنا، و كانَ المَرْءُ یَسْمَعُ ما یَقُولُ فأَقْطَعَه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و كتب له بذلك كتاباً: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ*، هذا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ الله، لِمَجَّاعَةَ بنِ مُرارَةَ بن سَلْمَی، إِنی أَقطعتك الفُورَةَ و عَوانَةَ من العَرَمَةِ و الجَبَل فمن حاجَّكَ فإِلیَّ. فلما قبض رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، وَفَدَ إِلی أَبی بكر، رضی الله عنه، فأَقطعه الخِضْرِمَةَ، ثم وَفَدَ إِلی عمر، رضی الله عنه، فأَقطعه أَكثر ما بالحِجْرِ، ثم إِن هِلالَ بنَ سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلی عمر بن عبد العزیز بكتاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بعد ما استخلف فأَخذه عمر و وضعه علی عینیه و مسح به وجهه رجاء أَن یصیب وجهه موضع ید رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فَسَمَرَ عنده هلالٌ لیلةً، فقال له: یا هلال أَ بَقِیَ من كُهُولِ بنی مَجَّاعَةَ أَحدٌ؟ قال: نَعَمْ و شَكِیرٌ كثیر؛ قال: فضحك عمر و قال: كَلِمَةٌ عربیةٌ، قال: فقال جلساؤه: و ما الشَّكیر یا أَمیر المؤمنین؟ قال: أَ لم تَرَ إِلی الزرع إِذا زكا فأَفْرَخَ فنبت فی أُصوله فذلكم الشَّكیرُ. ثم أَجازه و أَعطاه و أَكرمه و أَعطاه فی فرائض العیال و المُقاتِلَةِ؛ قال أَبو منصور: أَراد بقوله و شَكِیر كثیر أَی ذُرِّیَّةٌ صِغارٌ،. شبههم بشَكِیرِ الزرع، و هو ما نبت منه صغاراً فی أُصول الكبار؛ و قال العجاج یصف رِكاباً أَجْهَضَتْ أَولادَها: و الشَّدَنِیَّاتُ یُسَاقِطْنَ النَّغَرْ،
لسان العرب، ج‌4، ص: 427
خُوصُ العُیونِ مُجْهِضَاتٌ ما اسْتَطَرْ، مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِیرٍ فاشْتَكَرْ ما اسْتَطَرَّ: من الطَّرِّ. یقال: طَرَّ شَعَرُه أَی نبت، و طَرَّ شاربه مثله. یقول: ما اسْتَطَرَّ منهنَّ. إِتمام یعنی بلوغ التمام. و الشَّكِیرُ: ما نبت صغیراً فاشْتَكَر: صار شَكِیراً.بِحاجِبٍ و لا قَفاً و لا ازْبأَرْ مِنْهُنَّ سِیساءٌ، و لا اسْتَغْشَی الوَبَرْ و الشَّكِیرُ: لِحاءُ الشجر؛ قال هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِریّ: علی كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها عَصَا أَرْزَنٍ، قد طارَ عَنْهَا شَكِیرُها و الجمع شُكُرٌ. و شُكُرُ الكَرْمِ: قُضْبانه الطِّوالُ، و قیل: قُضبانه الأَعالی. و قال أَبو حنیفة: الشَّكِیر الكَرْم یُغرَسُ من قضیبه، و الفعل كل ذلك أَشْكَرَتْ و اشْتَكَرَت و شَكِرَتْ. و الشَّكْرُ: فَرْجُ المرأَة و قیل لحم فرجها؛ قال الشاعر یصف امرأَة، أَنشده ابن السكیت: صَناعٌ بإِشْفاها، حَصانٌ بِشَكْرِها، جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ، و العِرْضُ وافِرُ و فی روایة: جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ و العِرْق زاخِرُ و قیل: الشَّكْرُ بُضْعُها و الشِّكْرُ لغة فیه؛ و روی بالوجهین بیت الأَعشی: خَلَوْتُ بِشِكْرِها و شَكرها «2». و‌فی الحدیث: نَهَی عن شَكْرِ البَغِیِّ، هو بالفتح، الفرج، أَراد عن وطئها أَی عن ثمن شَكْرِها فحذف المضاف،كقوله: نهی عن عَسِیبِ الفَحْلِ‌أَی عن ثمن عَسْبِهِ. و‌فی الحدیث: فَشَكَرْتُ الشاةَ، أَی أَبدلت شَكْرَها أَی فرجها؛ و منه‌قول یحیی بن یَعْمُر لرجل خاصمته إِلیه امرأَته فی مَهْرِها: أَ إِنْ سأَلَتْكَ ثمن شَكْرِها و شَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها و تَضْهَلُها؟و الشِّكارُ: فروج النساء، واحدها شَكْرٌ. و یقال للفِدرَة من اللحم إِذا كانت سمینة: شَكْرَی؛ قال الراعی: تَبِیتُ المَخالی الغُرُّ فی حَجَراتِها شَكارَی، مَراها ماؤُها و حَدِیدُها أَراد بحدیدها مِغْرَفَةً من حدید تُساطُ القِدْرُ بها و تغترف بها إِهالتها. و قال أَبو سعید: یقال فاتحْتُ فلاناً الحدیث و كاشَرْتُه و شاكَرْتُه؛ أَرَیْتُه أَنی شاكِرٌ. و الشَّیْكَرانُ: ضرب من النبت. و بَنُو شَكِرٍ: قبیلة فی الأَزْدِ. و شاكر: قبیلة فی الیمن؛ قال: مُعاوِیَ، لم تَرْعَ الأَمانَةَ، فارْعَها و كُنْ شاكِراً للهِ و الدِّینِ، شاكِرُ أَراد: لم تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فارعها و كن شاكراً لله، فاعترض بین الفعل و الفاعل جملةٌ أُخری، و الاعتراض للتشدید قد جاء بین الفعل و الفاعل و المبتدإِ و الخبر و الصلة و الموصول و غیر ذلك مجیئاً كثیراً فی القرآن و فصیح الكلام. و بَنُو شاكرٍ: فی هَمْدان. و شاكر: قبیلة من هَمْدان بالیمن. و شَوْكَرٌ: اسم. و یَشْكُرُ: قبیلة فی ربیعة. و بنو یَشْكُرَ قبیلة فی بكر بن وائل.

شمر؛ ج4، ص: 427

: شَمَرَ یَشْمُرُ شَمْراً و انْشَمَرَ و شَمَّرَ و تَشَمَّرَ: مَرَّ جادّاً. و تَشَمَّرَ للأَمر: تهیَّأَ.
(2). قوله: [خلوت إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 428
و انْشَمَرَ للأَمر: تهیأَ له، و فی حدیث سطیح: شَمِّرْ فإِنَّكَ ماضِی العَزمِ شِمِّیرُ هو بالكسر و التشدید من التَّشَمُّر فی الأَمر و التَّشْمِیرِ، و هو الجدُّ فیه و الاجتهاد، و فِعِّیلٌ من أَبنیة المبالغة. و یقال: شَمَّرَ الرجل و تَشَمَّرَ و شَمَّرَ غَیْرَه إِذا كَمَّشَهُ فی السیر و الإِرسال، و أَنشد: فَشَمَّرَتْ و انْصاعَ شِمِّرِیُّ شَمَّرَتْ: انكمشت یعنی الكلاب. و الشِّمِّرِیُّ: المُشَمِّرُ. الفراء: الشَّمَّرِیُّ الكَیِّسُ فی الأُمور المُنْكَمِشُ، بفتح الشین و المیم. و رجل شِمْرٌ و شِمِّیرٌ و شَمَّرِیٌّ و شِمِّرِیٌّ، بالكسر: ماض فی الأُمور و الحوائج مجرّب، و أَكثر ذلك فی الشعر، و أَنشد: قد شَمَّرَتْ عن ساقِ شِمِّرِیِّ و أَنشد أَیضا لآخر: لَیْسَ أَخُو الحَاجاتِ إِلا الشَّمَّرِی، و الجَمَلَ البَازِلَ و الطِّرْفَ القَوِی قال أَبو بكر: فی الشَّمَّرِیِّ ثلاثة أَقوال: قال قوم: الشَّمَّرِیُّ الحادُّ النِّحْرِیرُ، و أَنشد: و لَیِّن الشّیمَةِ شَمَّرِیِّ، لَیْسَ بِفَحَّاشٍ و لا بَذِیِّ و قال أَبو عمرو: الشَّمَّرِیُّ المُنْكَمشُ فی الشر و الباطل المُتَجَرِّد لذلك، و هو مأْخوذ من التشمیر، و هو الجِدُّ و الانكماش، و قیل: الشَّمَّرِیُّ الذی یمضی لوجهه و یَرْكَبُ رأْسهُ لا یَرْتَدِعُ. و قد انْشَمَرَ لهذا الأَمر و شَمَّرَ: أَراده. و قال المُؤَرِّجُ: رجل شِمْرٌ أَی زَوْلٌ بَصِیرٌ نافذ فی كل شی‌ء، و أَنشد: قد كُنْت سِفْسِیراً قَذُوماً شِمْرَا قذوم، بالذال و الدال معاً، قال: و الشِّمْرُ السَّخِیُّ الشجاعُ. و الشَّمْرُ: تقلیص الشی‌ء. و شَمَّرَ الشَّیْ‌ءَ فَتَشَمَّرَ: قَلَّصَه فَتَقَلَّصَ. و شَمَّرَ الإِزارَ و الثَّوْبَ تَشْمِیراً: رفعه، و هو نحو ذلك. و یقال: شَمَّرَ عن ساقه و شَمَّرَ فی أَمره أَی خَفَّ، و رجل شَمَّرِیٌّ كأَنه منسوب إِلیه. و الشَّمْرُ: تَشْمِیرُكَ الثوب إِذا رفعته. و كلُّ قالص، فإِنه مُتَشَمِّرٌ، حتی یقال لِثَةٌ مُتَشَمِّرَةٌ لازقة بأَسْناخِ الأَسْنان. و یقال أَیضا: لِثَةٌ شامِرَةٌ و شفة شامِرةٌ. و الشَّمْرُ: الاختیالُ فی المَشْی. یقال: مر فلان یَشْمُرُ شَمْراً. و شَفَةٌ شامِرَةٌ و مُشَمِّرَةٌ: قالصة. و شاة شامِرَةٌ: انضم ضَرْعها إِلی بطنها من غیر فعل. الأَصمعی: التَّشْمِیرُ الإِرْسالُ، من قولهم: شَمَّرْتُ السفینة أَرسلتها. و شَمَّرْتُ السَّهْمَ: أَرسلته. ابن سیدة: شَمَّرَ الشی‌ءَ أَرسله، و خص ابن الأَعرابی به السفینة و السهم، قال الشماخ یذكر أَمراً نزل به: أَرِقْتُ له فی القَوْمِ، و الصُّبْحُ ساطِعٌ، كما سَطَعَ المِرِّیخُ شَمَّرَهُ الغالی و یقال: شَمَّر إِبِله و أَشْمَرَها إِذا أَكْمَشَها و أَعجلها، و أَنشد: لَمَّا ارْتَحَلْنا و أَشْمَرْنا رَكائِبَنا، و دُونَ دارِك لِلْجَوِّیِّ تَلْغاطُ و من أَمثالهم: شَمَّرَ ذَیْلًا و ادَّرَعَ لَیْلًا أَی قَلَّصَ ذَیله. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَنه قال: لا یُقِرّ أَحَدٌ أَنه كان یَطَأُ ولِیدَتَهُ إِلا أَلحقتُ به وَلَدَها فمن شاء فَلْیُمْسِكْها و من شاء فَلْیُسَمِّرْها، قال أَبو عبیدة: هكذا الحدیث بالسین، قال: و سمعت الأَصمعی یقول أَعرفه التشمیر، بالشین، و هو
لسان العرب، ج‌4، ص: 429
الإِرسال، قال: و أُراه من قول الناس شَمَّرْتُ السفینة أَرسلتها، فحوّلت الشین إِلی السین، و قال أَبو عبید: الشین كثیر فی الشعر و غیره، و أَنشد بیت الشماخ: شَمَّرَه الغَالی. قال شَمِرٌ: تَشْمِیرُ السهم حَفْزُه و إِكماشه و إِرساله. قال أَبو عبید: و أَما السین فلم أَسمعه فی شی‌ء من الكلام إِلا فی هذا الحدیث، قال: و لا أُراها إِلا تحویلًا، كما قالوا: الرَّوْسَمُ، و هو فی الأَصل بالشین، و كما قالوا: شَمَّت العاطسَ و سَمّتهُ. و‌فی حدیث ابن عباس: فلم یَقْرَبِ الكعبةَ و لكن شَمَّرَ إِلی ذِی المَجازِ‌أَی قَصَدَ و صَمَّمَ و أَرسل إِبله نحوها. و شَرٌّ شِمِرٌّ، بكسر الشین و تشدید الراء، بوزن رجل عِفِرّ: و هو المُوَثَّقُ الخَلْقِ المُصَحَّحُ الشدیدُ، و معنی شَرٌّ شِمِرٌّ إِذا كان شدیداً یُتَشَمَّرُ فیه عن الساعدین. و قالوا: شَرًّا شِمِراً و شِمِرًّا إِتباعٌ لقولك شَرًّا. ابن سیدة: و الشَّمِرُ ملِكٌ من ملوك الیمن، یقال إِنه غزا مدینة الصُّغْد فهدمها فسمیت شَمِرْكَنْد و عُرّبَتْ بسَمَرْقَنْدَ، و قال بعضهم: بل هو بناها فسمیت شَمِرْكَنْت و عُرّبَت سَمَرْقَنْد. و شَمَّرُ: اسم ناقة من الاستعداد و السیر، قال ابن سیدة: و شَمَّرُ اسم ناقة الشماخ، قال: و لَمَّا رَأَیْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِیَّةٍ، تَسَلَّیْتُ حاجاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرَا و قال كراع: شِمَّر اسم ناقة عَدَلها بِجِلَّقَ و حِمَّصٍ [حِمِّصٍ. و الشِّمَّرِیَّةُ [الشِّمِّرِیَّةُ: الناقة السریعة «3». و انْشَمَرَ الفرسُ: أَسْرَعَ. و ناقة شِمِّیر، مثال فِسِّیق، أَی سریعة. و‌فی حدیث عُوجٍ مع موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: أَن الهدهد جاء بالشَّمُّورِ فجاءت الصخرة علی قدر رأْس إِبرة، «4» قال ابن الأَثیر: قال الخطابی: لم أَسمع فیه شیئاً أَعتمده و أُراه الأَلماس «5» یعنی الذی یثقب به الجوهر، و هو فَعُّول من الانْشِمار و الاشْتِمار: المُضِیِّ و النُّفوذ. و شَمَّرَ: اسم فرس، قال: أَبُوكَ حُبابٌ سارِقُ الضَّیفِ بُرْدَهُ، و جَدِّیَ، یا عَبَّاسُ فَارِسُ شَمَّرَا

شمخر؛ ج4، ص: 429

: الشُّمَّخْرُ و الشِّمَّخْرُ من الرجال: الجسیم، و قیل: الجَسیم من الفُحُول، و كذلك الضُّمَّخْرُ و الضِّمَّخْر؛ و أَنشد لرؤبة: أَبناءُ كُلِّ مُصْعَبٍ شِمَّخْرِ [شُمَّخْرِ، سامٍ علی رَغْمِ العِدَی [العُدَی، ضِمَّخْرِ [ضُمَّخْرِ و قیل: هو الطَّامحُ النَّطَر المتكبِّرُ. و یقال: رجل شِمَّخْر ضِمَّخْر إِذا كان متكبراً. و امرأَة شِمَّخْرة [شُمَّخْرة: طامحة الطَّرْف. و فیه شَمْخَرَة و شَمْخرِیرة أَی كبر. و فی طعامه شُمَخْرِیرَة «6». و هی الرِّیح قال أَبو الهیثم: أُخذ من الرجل الشُّمَّخْرِ [الشِّمَّخْرِ، و هو المتكبر المتغضِّب و ذلك من خُبْثِ النفس، كما یقال: أَصَنَّتِ الرَّیْحانة إِذا خَبُثَتْ رِیحُها. یقال: رأَیته مُصِنّاً أَی غضبانَ خَبِیثَ النفس. ابن الأَعرابی: المُشْمَخِرُّ الطویل من الجبال. و المُشْمَخِرُّ: الجبَل العالی؛ قال الهذلی: تالله یَبْقَی علی الأَیام ذُو حِیَدٍ، بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ
(3). قوله [و الشمریة الناقة السریعة] بكسر المیم المشددة و فتحها مع كسر الشین و بضمهما و فتحهما كما فی القاموس. (4). قوله [فجاءت الصخرة علی قدر رأْس إِبرة] هكذا فی الأصل و عبارة شرح القاموس فجاب الصخرة علی قدر رأْسه. (5). قوله [و أراه الألماس] هكذا فی الأصل و عبارة القاموس فی مادة (موس) و الماس حجر إلی أن قال و یثقب به الدرّ و غیره و لا تقل ألماس انتهی أی بقطع الهمزة كما نبه علیه شارحه. (6). قوله: [شمخریرة] هی بهذا الضبط فی أصلنا المعوّل علیه
لسان العرب، ج‌4، ص: 430
أَی لا یَبْقَی. و قیل: المُشْمَخِرُّ العالی من الجبال و غیرها.

شمختر؛ ج4، ص: 430

: الشَّمَخْتَرُ: اللئیم.

شمذر؛ ج4، ص: 430

: الشَّمَیْذَرُ من الإِبل: السریع، و الأُنثی شَمَیْذَرَة و شَمْذَرَة و شَمْذَر. و رجل شِمْذار: یَعْنُف فی السیر، و سیر شَمَیْذَر؛ و أَنشد: و هُنَّ یُبارِینَ النَّجاء الشَّمَیْذَرا و أَنشد الأَصمعی لحمید: كَبْداءُ لاحِقة الرَّحَی و شَمَیْذَرُ ابن الأَعرابی: غلام شِمذارَة و شَمَیْذَرٌ إِذا كان نَشِیطاً خفیفاً.

شمصر؛ ج4، ص: 430

: الشَّمْصرَة: الضِّیق. یقال: شَمْصَرْتُ علیه أَی ضیَّقت علیه. و شَمَنْصِیرُ: موضع؛ قال ساعدة بن جؤیّة: مُسْتَأْرِضاً بین بَطْنِ اللَّیْثِ أَیْسَرُهُ إِلی شَمَنْصِیرَ غَیْثاً مُرْسلًا مَعَجا فلم یصرفه، عَنی به الأَرض أَو البُقعة. قال ابن جِنِّی: یجوز أَن یكون محرَّفاً من شَمَنْصِیرٍ «1». لضرورة الشعر لأَن شَمَنْصِیراً بناء لم یحكه سیبویه، و قیل: شَمَنْصِیر جبل من جبال هذیل معروف، و قیل: شَمَنْصِیر جبَل بِسایَةَ، و سایَةُ: وادٍ عظیم، بها أَكثر من سبعین عَیْناً، و قالوا شَماصِیر أَیضاً.

شنر؛ ج4، ص: 430

: الشَّنار: العیب و العارُ؛ قال القَطامی یمدح الأُمراء: و نحنُ رَعِیَّةٌ و هُمُ رُعاةٌ، و لو لا رَعْیُهُمْ شَنُعَ الشَّنارُ و‌فی حدیث النخعی: كان ذلك شَنْاراً فیه نارٌ؛ الشَّنار: العیب و العار، و قیل: هو العیب الذی فیه عار، و الشَّنار: أَقبح العیب و العار. یقال: عار و شنار، و قَلَّما یُفْردونه من عار؛ قال أَبو ذؤیب: فإِنِّی خَلِیقٌ أَن أُودِّع عَهْدَها بخیرٍ، و لم یُرْفَعْ لدینا شَنارُها و قد جمعوه فقالوا شَنائر؛ قال جریر: تأْتی أَموراً شُنُعاً شَنائرا و شَنَّرَ علیه: عابَهُ، و رجل شِنِّیرٌ: شرِّیر كثیر الشر و العیوب. و رجل شِنِّیرٌ: سی‌ء الخلق. و شَنَّرْتُ الرجل تَشْنِیراً إِذا سمَّعت به و فضحته. التهذیب فی ترجمة شتر: و شَتَّرْتُ به تَشْتِیراً إِذا أَسمعته القبیح، قال: و أَنكر شَمِرٌ هذا الحرف و قال إِنما هو شَنَّرْت، بالنون، و أَنشد: و باتَتْ تُوَقِّی الرُّوحَ، و هْیَ حَرِیصَةٌ علیه، و لكن تَتَّقِی أَن تُشَنَّرَا قال الأَزهری: جعله من الشَّنار و هو العیب، قال: و التاء صحیح عندنا. و الشَّنار: الأَمر المشهور بالقبح و الشنعة. التهذیب فی ترجمة نشر: ابن الأَعرابی: امرأَة مَنْشُورة و مَشْنُورة إِذا كانت سَخیَّة كریمة. ابن الأَعرابی: الشِّمْرَة مِشْیَة العَیَّار، و الشِّنْرَة مِشْیة الرجل الصالح المشمِّر. و بَنُو شِنِّیرٍ: بَطْن.

شنبر؛ ج4، ص: 430

: خِیار شَنْبَر: ضَرْب من الخروب، و قد ذكرناه فی ترجمة خیر.

شنتر؛ ج4، ص: 430

: الشُّنْتُرَة: الإِصبع بالحمیریَّة؛ قال حمیریٌّ منهم یَرْثی امرأَة أَكلها الذئب: أَیا جَحْمَتا بَكِّی علی أُمِّ واهِبِ أَكِیلَة قِلَّوْبٍ ببعض المَذانِبِ
(1). قوله: [یجوز أَن یكون محرفاً من شمنصیر إلخ] كذا بالأَصل. و فی معجم یاقوت: قال ابن جنی یجوز أَن یكون مأَخوذاً من شمصر لضرورة الوزن إِن كان عربیاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 431
فلم یبق منها غیر شَطْرِ عِجانها، و شُنْتُرَةٍ مِنها، و إِحْدَی الذَّوائِبِ التهذیب: الشَّنْتَرَةُ و الشِّنْتِیرَةُ الإِصبع بلغة أَهل الیَمَن؛ و أَنشد أَبو زید: و لم یبق منها غیر نصف عِجانِها، و شِنْتِیرَةٍ مِنها، و إِحْدَی الذَّوائِبِ و قولهم: لأَضُمَّنَّك ضَمَّ الشَّناتِر، و هی الأَصابع، و یقال القِرَطَة لغة یَمانِیَة؛ الواحدة شنْتُرَة. و ذو شَناتِرَ: من مُلوك الیَمَن، یقال: معناه ذُو القِرَطة.

شنذر؛ ج4، ص: 430

: الشّنْذَرَة: شَبِیه بالرَّطْبَة إِلَّا أَنه أَجَلُّ منها و أَعظم وَرَقاً؛ قال أَبو حنیفة: هو فارسیّ. أَبو زید: رَجُل شِنْذارَة أَی غَیُور؛ و أَنشد: أَجَدَّ بهم شِنْذارَةٌ مُتَعَبِّسٌ، عَدُوُّ صَدِیقِ الصَّالِحین لَعِینُ اللیث: رجل شِنْذِیرةٌ و شِنْظِیرَة و شِنْفیرَة إِذا كان سَیّ‌ءَ الخُلُق.

شنزر؛ ج4، ص: 431

: الشَّنْزَرَةُ: الغِلَظ و الخُشُونَةُ.

شنظر؛ ج4، ص: 431

: شَنْظَر الرجلُ بالقوم شَنْظَرَة: شتم أَعراضهم؛ و أَنشد: یُشَنْظِرُ بالقوم الكرام، و یَعْتَزی إِلی شَرِّ حافٍ فی البِلادِ و ناعِلِ أَبو سعید: الشِّنْظِیر السَّخِیف العقل، و هو الشِّنْظِیرة أَیضاً. و الشِّنظِیر: الفاحشُ الغَلْقُ من الرجال و الإِبلِ السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ. و رجل شِنْغِیر و شِنْظِیر و شِنْظِیرة: بَذِیٌّ فاحش؛ أَنشد ابن الأَعرابی لامرأَة من العرب: شِنظیرة زَوَّجَنِیهِ أَهْلِی، من حُمْقِه یَحْسَبُ رأْسِی رِجْلی، كأَنه لم یَرَ أُنثی قَبْلِی و ربما قالوا شِنْذِیرَة، بالذال المعجمة، لقربها من الظاء لغة أَو لُثْغَة، و الأُنثی شِنْظیرَة؛ قال: قامَتْ تُعَنْظِی بِكَ بین الحَیَّیْنْ شِنْظِیرَةُ الأَخلاقِ، جَهْراءُ العَیْنْ شمر: الشِّنْظِیر مثل الشُّنْظُرَة و هی الصخرة تنفلِق من رُكْن من أَركان الجبل فتسقط. أَبو الخطَّاب: شَناظِیر الجبل أَطرافه و حروفه، الواحدُ شِنْظِیرٌ.

شنغر؛ ج4، ص: 431

: رجل شِنْغِیر و شِنْظِیر بیِّنُ الشَّنْغَرَة و الشِّنْغِرة و الشَّنْظَرَة و الشِّنْغِیرَة و الشِّنْظِیرَة: فاحش بَذیٌّ.

شنفر؛ ج4، ص: 431

: رجل شِنْذیَرة و شِنْظیرة و شِنْفِیرَة إِذا كان سَیِّ‌ءَ الخُلُق؛ و أَنشد: شِنْفِیرَةٍ ذی خُلُق زَبَعْبَقِ و قال الطِّرِمَّاح یصف ناقة: ذات شِنْفارَة، إِذا هَمَتِ الذِّفْرَی بماءِ عَصائم جَسدُه «1». أَراد أَنها ذات حِدَّة فی السَّیر، و قیل: ذات شِنْفارة أَی ذات نَشاط. و الشِّنْفار: الخفیف؛ مثَّل به سیبویه و فسّره السِّیرافی. و ناقة ذات شِنْفارة أَی حِدَّة. و الشَّنْفَرَی: اسم رجل.

شنهبر؛ ج4، ص: 431

: الشَّنَهْبَرة و الشَّنَهْبَرُ: العجوز الكبیرة؛ عن كراع.

شهر؛ ج4، ص: 431

: الشُّهْرَةُ: ظهور الشی‌ء فی شُنْعَة حتی یَشْهَره الناس. و‌فی الحدیث: من لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَة أَلبسه الله ثوبَ مَذَلَّة.الجوهری: الشُّهْرَة وُضُوح
(1). قوله: [عصائم جسده] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 432
الأَمر، و قد شَهَرَه یَشْهَرُه شَهْراً و شُهْرَة فاشْتَهَرَ و شَهَّرَهُ تَشْهِیراً و اشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قال: أُحِبُّ هُبوطَ الوادِیَیْنِ، و إِنَّنِی لمُشْتَهَرٌ بِالوادِیَیْنِ غَرِیبُ و یروی لَمُشْتَهِر، بكسر الهاء. ابن الأَعرابی: و الشُّهْرَةُ الفضیحة؛ أَنشد الباهلی: أَ فِینا تَسُومُ الشَّاهِرِیَّةَ بَعْدَ ما بَدا لك من شَهْرِ المُلَیْساء، كوكب؟ شهر المُلَیْساء: شَهْرٌ بین الصَّفَرِیَّة و الشِّتاء، و هو وقت تنقطع فیه المِیرَة؛ یقول: تَعْرِض علینا الشَّاهِرِیَّةَ فی وقت لیس فیه مِیرة. و تَسُومُ: تَعْرِض. و الشَّاهِرِیَّة: ضَرْب من العِطْر، معروفة. و رجل شَهِیر و مشهور: معروف المكان مذكور؛ و رجل مَشْهور و مُشَهَّر؛ قال ثعلب: و منه‌قول عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: إِذا قَدمْتُمْ علینا شَهَرْنا أَحْسَنَكم اسماً، فإِذا رأَیناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْناكم كان الاخْتِیارُ.و الشَّهْرُ: القَمَر، سمی بذلك لشُهرته و ظُهوره، و قیل: إِذا ظهر و قارَب الكمال. اللیث: الشَّهْرُ و الأَشْهُر عدد و الشهور جماعة. ابن سیدة: و الشهر العدد المعروف من الأَیام، سمی بذلك لأَنه یُشْهَر بالقمر و فیه علامة ابتدائه و انتهائه؛ و قال الزجاج: سمی الشهر شهراً لشهرته و بیانه؛ و قال أَبو العباس: إِنما سُمی شهراً لشهرته و ذلك أَن الناس یَشْهَرُون دخوله و خروجه. و‌فی الحدیث: صوموا الشَّهْرَ و سِرَّه؛ قال ابن الأَثیر: الشهر الهلال، سُمِّی به لشهرته و ظهوره، أَراد صوموا أَوّل الشهر و آخره، و قیل: سِرُّه وسَطه؛ و منه‌الحدیث: الشهر تسع و عشرون، و فی روایة: إِنما الشهْر، أَی أَن فائدة ارْتِقاب الهلال لیلة تسع و عشرین لِیُعَرف نقص الشهر قبله، و إِن أُرید به الشهرُ نفسُه فتكون اللام فیه للعهد. و‌فی الحدیث: سُئِل أَیُّ الصوم أَفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: شهر الله المحرمُ؛ أَضافه إِلی الله تعظیماً و تفخیماً، كقولهم: بیت الله و آل الله لِقُرَیْشٍ. و‌فی الحدیث: شَهْرَا عِیدٍ لا یَنْقُصان؛ یرید شهر رمضان و ذا الحجة أَی إِنْ نَقَصَ عددهما فی الحساب فحكمهما علی التمام لئلا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صاموا تسعة و عشرین، أَو وقع حَجُّهم خطأً عن التاسع أَو العاشر لم یكن علیهم قضاء و لم یقع فی نُسُكهم نَقْص. قال ابن الأَثیر: و قیل فیه غیر ذلك، قال: و هذا أَشبه، و قال غیره: سُمی شهراً باسم الهلال إِذا أَهَلَّ سمی شهراً. و العرب تقول: رأَیت الشهر أَی رأَیت هلاله؛ و قال ذو الرُّمة: یَرَی الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ و هو نَحِیلُ ابن الأَعرابی: یُسَمَّی القمر شَهْراً لأَنه یُشْهَرُ به، و الجمع أَشْهُرٌ و شُهور. و شاهَرَ الأَجیرَ مُشاهَرَةً و شِهاراً: استأْجره للشَّهْر؛ عن اللحیانی. و المُشاهَرَة: المعاملة شهراً بشهر. و المُشاهَرة من الشهر: كالمُعاوَمَة من العام، و قال الله عز و جل: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ؛ قال الزجاج: معناه وقتُ الحجّ أَشهر معلومات. و قال الفراء: الأَشهر المعلومات من الحجّ شوّال و ذو القَعْدَة و عشر من ذی الحِجَّة، و إِنما جاز أَن یقال أَشهر و إِنما هما شهران و عشرٌ من ثالث و ذلك جائز فی الأَوقات. قال الله تعالی: وَ اذْكُرُوا اللّٰهَ فِی أَیّٰامٍ مَعْدُودٰاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِی یَوْمَیْنِ؛ و إِنما یتعجل فی یوم و نصف. و تقول العرب: له الیومَ یومان مُذْ لم أَرَهُ، و إِنما هو یوم و بعض آخر؛ قال: و لیس هذا بجائز فی غیر المواقیت لأَن العرَب قد تفعَل الفِعْل فی أَقلَّ من
لسان العرب، ج‌4، ص: 433
الساعة ثم یوقعونه علی الیوم و یقولون: زُرْته العامَ، و إِنما زاره فی یوم منه. و أَشْهَرَ القومُ: أَتی علیهم شهرٌ، و أَشهرتِ المرأَة: دخلتْ فی شهرِ وِلادِها، و العرب تقول: أَشْهَرْنا مُذْ لم نلتق أَی أَتی علینا شهر: قال الشاعر: ما زِلتُ، مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم، مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّی راعِیَ الغَنَمِ و أَشْهَرْنَا مذ نزلنا علی هذا الماء أَی أَتی علینا شهر. و أَشهرنا فی هذا المكان: أَقمنا فیه شهراً. و أَشْهَرْنا: دخلنا فی الشهر. و قوله عز و جل: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ؛ یقال: الأَربعةُ أَشهر كانت عشرین من ذی الحجة و المحرمَ و صفرَ و شهرَ ربیع الأَول و عشراً من ربیع الآخر، لأَن البراءة وقعت فی یوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداءَ الأَجَل، و یقال لأَیام الخریف فی آخر الصیف: الصَّفَرِیَّةُ؛ و فی شعر أَبی طالب یمدح سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فَإِنِّی و الضَّوابِحَ كلَّ یوم، و ما تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ الشُّهور: العلماء، الواحد شَهْر. و یقال: لفلان فضیلة اشْتَهَرها الناسُ. و شَهَر فلان سیفَه یَشْهَرُهُ شَهْراً أَی سَلَّه؛ و شَهَّرَهُ: انْتَضاه فرفعه علی الناس؛ قال: یا لیتَ شِعْرِی عنكُم حَنِیفا، أَ شاهِرُونَ بَعْدنا السُّیُوفا و‌فی حدیث عائشة: خرج شاهِراً سیفه راكباً راحِلَته؛ یعنی یوم الرِّدَّة، أَی مُبْرِزاً له من غمده. و‌فی حدیث ابن الزبیر: من شَهَر سیفه ثم وضعه فَدَمُه هَدَرٌ، أَی من أَخرجه من غمده للقتال، و أَراد بوضَعَه ضرب به؛ و قول ذی الرمة: و قد لاحَ لِلسَّارِی الذی كَمَّلَ السُّرَی، علی أُخْرَیاتِ اللیل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ أَی صبح مشهور. و‌فی الحدیث: لیس مِنّا من شَهَر علینا السلاح.و امرأَة شَهِیرة: و هی العَرِیضة الضخمة، و أَتانٌ شَهِیرة مثلُها. و الأَشاهِرُ: بَیاض النَّرْجِس. و امرأَة شَهِیرة و أَتان شَهِیرة: عریضة واسعة. و الشِّهْرِیَّة: ضرْب من البَراذِین، و هو بین البِرذَون و المُقْرِف من الخیل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: لها سَلَفٌ یَعُود بكلِّ رِیعٍ، حَمَی الحَوْزات و اشْتَهَر الإِفَالا فسَّره فقال: و اشتهر الإِفالا معناه جاء تشبهه، و یعنی بالسَّلَفِ الفحل. و الإِفالُ: صغار الإِبل. و قد سَمَّوْا شَهْراً و شُهَیْراً و مَشْهُوراً. و شَهْرانُ: أَبو قبیلة من خَثْعَم. و شُهارٌ: مَوضع؛ قال أَبو صخر: و یومَ شُهارٍ قد ذَكَرْتُك ذِكْرَةً علی دُبُرٍ مُجْلٍ، من العَیْشِ، نافِدِ

شهبر؛ ج4، ص: 433

: الشَّهْبَرَة و الشَّهْرَبة: العجوز الكبیرة. و‌فی الحدیث: لا تَتَزَوّجَنَّ شَهْبَرة و لا نَهْبَرة؛ الشَّهْبَرَة: الكبیرة الفانیة. و الشَّیْهَبُور: كالشَّهْبَرة؛ و شیخ شَهْرَب و شَهْبَر؛ عن یعقوب. قال الأَزهری: و لا یقال للرجل شَهْبَرٌ؛ قال شِظاظ الضبَّی، و هو أَحد اللصوص الفُتَّاك، و كان رأَی عجوزاً معها جمل حسن، و كان راكباً علی بكر له فنزل عنه و قال: أَمسكی لی هذا البكر لأَقضی حاجة و أَعود، فلم تستطع العجوز حفظ الجملین فانفلت منها جملها و نَدَّ، فقال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 434
أَنا آتیك به؛ فمضی و ركبه، و قال: رُبَّ عجوزٍ من نُمَیْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنقَاضَ بعد القَرقَرَهْ أَراد أَنها كانت ذات إِبل، فأَغَرْتُ علیها و لم أَترك لها غیر شُوَیْهات تُنْقِضُ بها، و الإِنْقاض: صوت الصغیر من الإِبل، و القَرْقَرَةُ: صوت الكبیر، و الجمع الشَّهابِر؛ و قال: جمعتُ منهمْ عَشَباً شَهابِرَا

شهدر؛ ج4، ص: 434

: الشِّهْدارة، بدال غیر معجمة: الرجل القصیر؛ و أَنشد الفراء فیه: و لم تَكُ شِهْدارَةَ الأَبْعَدِینَ، و لا زُمَّحَ الأَقْرَبِینَ الشَّرِیرَا و رجل شِهْدارة أَی فاحش، بالدال و الذال جمیعاً.

شهذر؛ ج4، ص: 434

: الشِّهذارة، بذال معجمة: الكثیر الكلام، و قیل: العَنِیف فی السیر. و رجل شِهْذارة أَی فاحش، بالدال و الذال جمیعاً.

شور؛ ج4، ص: 434

: شارَ العسلَ یشُوره شَوْراً و شِیاراً و شِیَارَة و مَشَاراً و مَشَارة: استخرجه من الوَقْبَة و اجتَناه؛ قال ساعدة بن جؤیة: فَقَضَی مَشارتَهُ، و حَطَّ كأَنه حَلَقٌ، و لم یَنْشَبْ بما یَتَسَبْسَبُ و أَشَاره و اشْتاره: كَشَارَه. أَبو عبید: شُرْت العسل و اشْتَرْته اجْتَنَیْته و أَخذته من موضعه؛ قال الأَعشی: كأَن جَنِیّاً، من الزَّنْجبِیل، باتَ بِفِیها، و أَرْیاً مَشُورَا شمر: شُرْت العسل و اشْتَرْتُه و أَشَرْتُه لغة. یقال: أَشِرْنی علی العسل أَی أَعِنِّی، كما یقال أَعْكِمْنی؛ و أَنشد أَبو عمرو لعدی بن زید: و مَلاهٍ قد تَلَهَّیْتُ بها، و قَصَرْتُ الیومَ فی بیت عِذارِی فی سَمَاعٍ یأْذَنُ الشَّیْخُ له، و حَدِیثٍ مثْلِ ماذِیٍّ مُشارِ و معنی یأْذَن: یستمع؛ كما قال قعنب بن أُمّ صاحب: صُمٌّ إِذا سَمِعوا خَیْراً ذُكِرْتُ به، وِ إِنْ ذُكِرْتُ بسُوء عندهم أَذِنُوا أَوْ یَسْمَعُوا رِیبَةً طارُوا بها فَرَحاً مِنِّی، و ما سَمِعوا من صالح دَفَنُوا و المَاذِیّ: العسل الأَبیض. و المُشَار: المُجْتَنَی، و قیل: مُشار قد أُعین علی أَخذه، قال: و أَنكرها الأَصمعی و كان یروی هذا البیت: [مِثْلِ ماذِیِّ مَشَار] بالإِضافة و فتح المیم. قال: و المَشَار الخَلِیَّة یُشْتار منها. و المَشَاوِر: المَحابِض، و الواحد مِشْوَرٌ، و هو عُود یكون مع مُشْتار العسل. و‌فی حدیث عمر: فی الذی یُدْلی بحبْل لیَشْتَارَ عسلًا؛ شَار العسل یَشُوره و اشْتَاره یَشْتارُه: اجتناه من خلایاه و مواضعه. و الشَّوْرُ: العسل المَشُور، سُمّی بالمصدر؛ قال ساعدة بن جؤیة: فلّما دنا الإِفراد حَطَّ بِشَوْرِه، إِلی فَضَلاتٍ مُسْتَحِیرٍ جُمومُها و المِشْوَار: ما شار به. و المِشْوَارة و الشُّورة: الموضع الذی تُعَسِّل فیه النحل إِذا دَجَنَها. و الشَّارَة و الشُّوْرَة: الحُسْن و الهیئة و اللِّباس، و قیل: الشُّوْرَة الهیئة. و الشَّوْرَة، بفتح الشین: اللِّباس؛ حكاه ثعلب، و‌فی الحدیث: أَنه أَقبل رجل
لسان العرب، ج‌4، ص: 435
و علیه شُوْرَة حَسَنة؛ قال ابن الأَثیر: هی بالضم، الجَمال و الحُسْن كأَنه من الشَّوْر عَرْض الشی‌ء و إِظهاره؛ و یقال لها أَیضاً: الشَّارَة، و هی الهیئة؛ و منه‌الحدیث: أَن رجلًا أَتاه و علیه شَارَة حسَنة، و أَلِفُها مقلوبة عن الواو؛ و منه‌حدیث عاشوراء: كانوا یتخذونه عِیداً و یُلبسون نساءَهم فیه حُلِیَّهُم و شَارَتهم‌أَی لباسهم الحسَن الجمیل. و‌فی حدیث إِسلام عمرو بن العاص. فدخل أَبو هریرة فَتَشایَرَه الناس‌أَی اشْتَهَرُوه بأَبصارهم كأَنه من الشَّارَة، و هی الشَّارة الحسَنة. و المِشْوَار: المَنْظَر. و رجل شَارٌ صارٌ، و شَیِّرٌ صَیِّرٌ: حسَن الصورة و الشَّوْرة، و قیل: حسَن المَخْبَر عند التجربة، و إِنما ذلك علی التشبیه بالمنظَر، أَی أَنه فی مخبره مثله فی منظره. و یقال: ما أَحسن شَوَارَ الرجل و شَارَته و شِیَارَه؛ یعنی لباسه و هیئته و حسنه. و یقال: فلان حسن الشَّارَة و الشَّوْرَة إِذا كان حسن الهیئة. و یقال: فلان حسن الشَّوْرَة أَی حسن اللِّباس. و یقال: فلان حسن المِشْوَار، و لیس لفلان مِشْوَار أَی مَنْظَر. و قال الأَصمعی: حسن المِشْوَار أَی مُجَرَّبه و حَسَنٌ حین تجرّبه. و قصیدة شَیِّرة أَی حسناء. و شی‌ء مَشُورٌ أَی مُزَیَّنٌ؛ و أَنشد: كأَن الجَراد یُغَنِّینَه، یُباغِمْنَ ظَبْیَ الأَنیس المَشُورَا. الفراء: إِنه لحسن الصُّورة و الشُّوْرَة، و إِنه لحسَن الشَّوْر و الشَّوَار، واحده شَوْرَة و شَوارة، أَی زِینته. و شُرْتُه: زَیَّنْتُه، فهو مَشُور. و الشَّارَة و الشَّوْرَة: السِّمَن. الفراء: شَار الرجلُ إِذا حسُن وجهه، و رَاشَ إِذا استغنی. أَبو زید: اسْتَشَار أَمرُه إِذا تبیَّن و اسْتَنار. و الشَّارَة و الشَّوْرة: السِّمَن. و اسْتَشَارَتِ الإِبل: لبست سِمَناً و حُسْناً و یقال: اشتارت الإِبل إِذا لَبِسها شی‌ء من السِّمَن و سَمِنَتْ بعض السِّمَن و فرس شَیِّر و خیل شِیارٌ: مثل جَیّد و جِیاد. و یقال: جاءت الإِبل شِیاراً أَی سِماناً حِساناً؛ و قال عمرو ابن معدی كرب: أَ عَبَّاسُ، لو كانت شِیاراً جِیادُنا، بِتَثْلِیثَ، ما ناصَبْتَ بعدی الأَحامِسَا و الشِّوَار و الشَّارَة: اللباس و الهیئة؛ قال زهیر: مُقْوَرَّة تَتَبارَی لا شَوارَ لها إِلا القُطُوعُ علی الأَجْوازِ و الوُرُك «2». و رجل حسن الصُّورة و الشُّوْرَة و إِنه لَصَیِّر شَیِّر أَی حسن الصورة و الشَّارة، و هی الهیئة؛ عن الفراء. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی امرأَة شَیِّرَة و علیها مَناجِد؛ أَی حسنة الشَّارة، و قیل: جمیلة. و خیلٌ شِیار: سِمان حِسان. و أَخذت الدابة مِشْوَارها و مَشَارَتَها: سَمِنت و حسُنت هیئتها؛ قال: و لا هِیَ إِلا أَن تُقَرِّبَ وَصْلَها عَلاةٌ كِنازُ اللّحم، ذاتُ مَشَارَةِ أَبو عمرو: المُسْتَشِیر السَّمِین. و اسْتَشار البعیرُ مثل اشْتار أَی سَمِن، و كذلك المُسْتَشیط. و قد شَار الفرسُ أَی سَمِن و حسُن. الأَصمَعی: شارَ الدَّابَّة و هو یَشُورها شَوْراً إِذا عَرَضَها. و المِشْوار: ما أَبقت الدابَّة من علَفها، و قد نَشْوَرَتْ نِشْواراً، لأَن نفعلت «3». بناء لا یعرف إِلا أَن یكون فَعْوَلَتْ،
(2). فی دیوان زهیر: إِلا القطوع علی الأَنساع (3). قوله: [لأَن نفعلت إلخ] هكذا بالأَصل و لعله إِلا أَن نفعلت
لسان العرب، ج‌4، ص: 436
فیكون من غیر هذا الباب. قال الخلیل: سأَلت أَبا الدُّقَیْش عنه قلت: نِشْوار أَو مِشْوار؟ فقال: نِشْوار، و زعم أَنه فارسی. و شَارها یَشُورها شَوْراً و شِواراً و شَوَّرَها و أَشارَها؛ عن ثعلب، قال: و هی قلیلة، كلُّ ذلك: رَاضَها أَو رَكِبها عند العَرْض علی مُشْترِیها، و قیل: عَرَضها للبیع، و قیل: بَلاها ینظُر ما عندها، و قیل: قلَّبها؛ و كذلك الأَمَة، یقال: شُرْت الدَّابة و الأَمة أَشُورُهما شَوْراً إِذا قلَّبتهما، و كذلك شَوَّرْتُهُما و أَشَرْتهما، و هی قلیلة. و التَّشْوِیر: أَن تُشَوِّرَ الدابة تنظرُ كیف مِشْوارها أَی كیف سَیْرَتُها. و یقال للمكان الذی تُشَوَّرُ فیه الدَّوابّ و تعرَض: المِشْوَار. یقال: إِیاك و الخُطَب فإِنها مِشْوارٌ كثیر العِثَارِ. و شُرْت الدَّابة شَوْراً: عَرَضْتها علی البیع أَقبلت بها و أَدبرت. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه ركب فَرساً یَشُوره‌أَی یَعْرِضُه. یقال: شَارَ الدَّابة یشُورها إِذا عَرَضها لِتُباع؛ و منه‌حدیث أَبی طَلْحَةَ: أَنه كان یَشُور نفسه بین یَدَیْ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی یعرِضُها علی القَتْل، و القَتْل فی سبیل الله بَیْع النفس؛ و قیل: یَشُور نفسه أَی یَسْعی و یَخِفُّ یُظهر بذلك قوَّته. و یقال: شُرْت الدابة إِذا أَجْرَیْتها لتعرف قُوَّتها؛ و‌فی روایة: أَنه كان یَشُور نفسه علی غُرْلَتِه‌أَی و هو صبیٌّ، و الغُرْلَة: القُلْفَةُ. و اشْتار الفحل الناقة: كَرَفَها فنظر إِلیها لاقِح هی أَم لا. أَبو عبید: كَرَف الفحل الناقة و شافَها و اسْتَشارها بمعنی واحد؛ قال الراجز: إِذا اسْتَشارَ العَائطَ الأَبِیَّا و المُسْتَشِیر: الذی یَعرِف الحائِلَ من غیرها، و فی التهذیب: الفَحْل الذی یعرِف الحائِل من غیرها؛ عن الأُموی، قال: أَفزَّ عنها كلّ مُسْتَشِیرِ، و كلّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشیرِ مِئْشیر: مِفْعِیل من الأَشَر. و الشَّوَارُ و الشَوَرُ و الشُّوَار؛ الضم عن ثعلب. مَتاع البیت، و كذلك الشَّوَار و الشِّوَار لِمتَاع الرَّحْل، بالحاء. و‌فی حدیث ابن اللُّتْبِیَّة: أَنه جاء بشَوَار كَثِیرٍ، هو بالفتح، مَتاع البَیْت. و شَوار الرجُل: ذكَره و خُصْیاه و اسْتُه. و فی الدعاء: أَبْدَی الله شُواره؛ الضم لغة عن ثعلب، أَی عَوْرَته، و قیل: یعنی مَذاكِیره. و الشَّوار: فرج المرأَة و الرجُل؛ و منه قیل: شَوَّر به كأَنه أَبْدَی عَوْرَته. و یقال فی مَثَلٍ: أَشْوَارَ عَروسٍ تَرَی؟ و شَوَّرَ به: فعَل به فِعْلًا یُسْتَحْیا منه، و هو من ذلك. و تَشَوَّرَ هو: خَجِل؛ حكاها یعقوب و ثعلب. قال یعقوب: ضَرَطَ أَعرابیّ فَتَشَوَّر، فأَشار بإِبْهامه نحوَ اسْتِه و قال: إِنها خَلْفٌ نطقَتْ خَلْفاً، و كرهها بعضهم فقال: لیست بعربِیَّة. اللحیانی: شَوَّرْت الرجلَ و بالرجل فَتَشَوَّر إِذا خَجَّلْته فَخَجِل، و قد تشوَّر الرجل. و الشَّوْرَة: الجَمال الرائِع. و الشَّوْرَة: الخَجْلَة. و الشَّیِّرُ: الجَمِیل. و المَشارة: الدَّبْرَة التی فی المَزْرَعة. ابن سیدة: المَشارة الدَّبْرَة المقطعة لِلزِّراعة و الغِراسَة؛ قال: یجوز أَن تكون من هذا الباب و أَن تكون من المَشْرَة. و أَشار إِلیه و شَوَّر: أَومَأَ، یكون ذلك بالكفِّ و العین و الحاجب؛ أَنشد ثعلب: نُسِرُّ الهَوَی إِلَّا إِشارَة حاجِبٍ هُناك، و إِلَّا أَن تُشِیر الأَصابِعُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 437
و شَوَّر إِلیه بیده أَی أَشارَ؛ عن ابن السكیت، و‌فی الحدیث: كان یُشِیر فی الصلاة؛ أَی یُومِئ بالید و الرأْس أَی یأْمُرُ و یَنْهَی بالإِشارة؛ و منه‌قوله لِلَّذی كان یُشیر بأُصبعه فی الدُّعاء: أَحِّدْ أَحِّدْ؛ و منه‌الحدیث: كان إِذا أَشار بكفِّه أَشارَ بها كلِّها؛ أَراد أَنَّ إِشارَاتِه كلَّها مختلِفة، فما كان منها فی ذِكْر التوحید و التشهُّد فإِنه كان یُشِیر بالمُسبِّحَة وحْدها، و ما كان فی غیر ذلك كان یُشِیر بكفِّه كلها لیكون بین الإِشارَتَیْن فرْق، و منه: و إِذا تحَدَّث اتَّصل بها أَی وصَلَ حَدِیثَه بإِشارة تؤكِّده. و‌فی حدیث عائشة: مَنْ أَشار إِلی مؤمن بحدِیدة یرید قتلَه فقد وَجَب دَمُه‌أَی حلَّ للمقصود بها أَن یدفعَه عن نفسه و لو قَتَلَه. قال ابن الأَثیر: وَجَب هنا بمعنی حلَّ. و المُشِیرَةُ: هی الإِصْبَع التی یقال لها السَّبَّابَة، و هو منه. و یقال للسَّبَّابَتین: المُشِیرَتان. و أَشار علیه بأَمْرِ كذا: أَمَرَه به. و هیَ الشُّورَی و المَشُورَة، بضم الشین، مَفْعُلَة و لا تكون مَفْعُولَة لأَنها مصدر، و المَصادِر لا تَجِی‌ء علی مثال مَفْعُولة، و إِن جاءت علی مِثال مَفْعُول، و كذلك المَشْوَرَة؛ و تقول منه: شَاوَرْتُه فی الأَمر و اسْتشرته بمعنی. و فلان خَیِّرٌ شَیِّرٌ أَی یصلُح لِلْمُشاورَة. و شاوَرَه مُشاوَرَة و شِوَاراً و اسْتَشاره: طَلَب منه المَشُورَة. و أَشار الرجل یُشِیرُ إِشارَةً إِذا أَوْمَأَ بیدیْه. و یقال: شَوَّرْت إِلیه بِیَدِی و أَشرت إِلیه أَی لَوَّحْت إِلیه و أَلَحْتُ أَیضاً. و أَشارَ إِلیه بالیَدِ: أَوْمأَ، و أَشارَ علیه بالرَّأْیِ. و أَشار یُشِیر إِذا ما وَجَّه الرَّأْی. و یقال: فلان جیِّد المَشُورة و المَشْوَرَة، لغتان. قال الفراء: المَشُورة أَصلها مَشْوَرَة ثم نقلت إِلی مَشُورة لخفَّتها. اللَّیث: المَشْوَرَة مفْعَلَة اشتُقَّ من الإِشارة، و یقال: مَشُورة. أَبو سعید: یقال فلان وَزِیرُ فلان و شیِّرُه أَی مُشاورُه، و جمعه شُوَرَاءُ. و أَشَارَ النَّار و أَشارَ بِها و أَشْوَرَ بها و شَوَّرَ بها: رفعَها. و حَرَّة شَوْرَان: إِحْدَی الحِرَارِ فی بلاد العرَب، و هی معروفة. و القَعْقاعُ بن شَوْر: رجُلٌ من بَنِی عَمْرو بن شَیْبان بن ذُهْل بن ثعلبة؛ و‌فی حدیث ظبیان: و همُ الَّذِینَ خَطُّوا مَشائِرَها‌أَی دیارَها، الواحدة مَشارَة، و هی من الشَّارة، مَفْعَلَة، و المیم زائدة.

شیر؛ ج4، ص: 437

: شِیارٌ: السَّبْتُ فی الجاهِلِیَّة كانت العرب تسمی یوم السَّبْت شِیارا قال‌أُؤَمِّل أَنْ أَعِیشَ و أَنَّ یَوْمِی بِأَوَّلَ أَوْ بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالی دُبارِ فَإِن یَفُتْنِی فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِیَارِ و فی التهذیب و الشِّیار یوم السبت‌

فصل الصاد المهملة؛ ج4، ص: 437

صأر؛ ج4، ص: 437

: صَوْأَرٌ: مَوْضِع عاقَر فیه سُحَیم بن وَثِیلٍ الرّیاحی غَالِبَ بن صَعْصَعَة أَبا الفَرَزْدَق فعقر سُحَیم خَمْساً ثم بَدَا لَهُ و عَقَرَ غالِب مائة؛ قال جریر: لَقَدْ سَرَّنی أَنْ لا تَعُدَّ مُجاشِعٌ، من الفَخْرِ، إِلَّا عَقْرَنِیبٍ بِصَوْأَرِ

صبر؛ ج4، ص: 437

: فی أَسماء الله تعالی: الصَّبُور تعالی و تقدَّس، هو الذی لا یُعاجِل العُصاة بالانْتقامِ، و هو من أَبنیة المُبالَغة، و معناه قَرِیب من مَعْنَی الحَلِیم، و الفرْق بینهما أَن المُذنِب لا یأْمَنُ العُقوبة فی صِفَة الصَّبُور كما یأْمَنُها فی صِفَة الحَلِیم. ابن سیدة:
لسان العرب، ج‌4، ص: 438
صَبَرَه عن الشی‌ء یَصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه؛ قال الحطیئة: قُلْتُ لها أَصْبِرُها جاهِداً: وَیْحَك، أَمْثالُ طَرِیفٍ قَلِیلْ و الصَّبْرُ: نَصْب الإِنسان للقَتْل، فهو مَصْبُور. و صَبْرُ الإِنسان علی القَتْل: نَصْبُه علیه. یقال: قَتَلَه صَبْراً، و قد صَبَره علیه و‌قد نَهَی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنْ تُصْبَرَ الرُّوح.و رجل صَبُورَة، بالهاء: مَصْبُور للقتل؛ حكاه ثعلب. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نَهَی عن قَتْل شی‌ء من الدَّوابّ صَبْراً؛ قیل: هو أَن یُمْسك الطائرُ أَو غیرُه من ذواتِ الرُّوح یُصْبَر حَیّاً ثم یُرْمَی بشی‌ء حتی یُقْتَل؛ قال: و أَصل الصَّبْر الحَبْس، و كل من حَبَس شیئاً فقد صَبَرَه؛ و منه‌الحدیث: نهی عن المَصْبُورة و نَهَی عن صَبْرِ ذِی الرُّوح؛ و المَصبُورة التی نهی عنها؛ هی المَحْبُوسَة علی المَوْت. و كل ذی روح یصبر حیّاً ثم یرمی حتی یقتل، فقد، قتل صبراً. و‌فی الحدیث الآخر فی رَجُل أَمسَك رجُلًا و قَتَلَه آخر فقال: اقْتُلُوا القاتل و اصْبُروا الصَّابرَ؛ یعنی احْبِسُوا الذی حَبَسَه للموْت حتی یَمُوت كفِعْلِهِ به؛ و منه قیل للرجُل یقدَّم فیضربَ عنقه: قُتِل صَبْراً؛ یعنی أَنه أُمسِك علی المَوْت، و كذلك لو حَبَس رجُل نفسَه علی شی‌ء یُرِیدُه قال: صَبَرْتُ نفسِی؛ قال عنترة یذكُر حرْباً كان فیها: فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً تَرْسُو، إِذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ یقول: حَبَست نفساً صابِرة. قال أَبو عبید: یقول إِنه حَبَس نفسَه، و كلُّ من قُتِل فی غیر مَعْرَكة و لا حَرْب و لا خَطَإٍ، فإِنه مَقْتول صَبْراً. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، نَهَی عن صَبْرِ الرُّوح، و هو الخِصاءُ، و الخِصاءُ صَبْرٌ شدید؛ و من هذا یَمِینُ الصَّبْرِ، و هو أَن یحبِسَه السلطان علی الیمین حتی یحلِف بها، فلو حلَف إِنسان من غیرِ إِحلاف ما قیل: حلَف صَبْراً. و‌فی الحدیث: مَنْ حَلَف علی یَمِین مَصْبُورَةٍ كاذِباً، و فی آخر: علی یَمِینِ صَبْرٍ‌أَی أُلْزِم بها و حُبِس علیها و كانت لازِمَة لصاحِبها من جِهَة الحَكَم، و قیل لها مَصْبُورة و إِن كان صاحِبُها فی الحقیقة هو المَصْبُور لأَنه إِنما صُبِرَ من أَجْلِها أَی حُبس، فوُصِفت بالصَّبْر و أُضیفت إِلیه مجازاً؛ و المَصْبورة: هی الیَمِین، و الصَّبْر: أَن تأْخذ یَمِین إِنسان. تقول: صَبَرْتُ یَمِینه أَی حلَّفته. و كلُّ من حَبَسْتَه لقَتلٍ أَو یَمِین، فهو قتلُ صَبْرٍ. و الصَّبْرُ: الإِكراه. یقال: صَبَرَ الحاكم فُلاناً علی یَمین صَبْراً أَی أَكرهه. و صَبَرْت الرَّجل إِذا حَلَّفته صَبْراً أَو قتلتَه صَبْراً. یقال: قُتِل فلانٌ صَبْراً و حُلِّف صَبْراً إِذا حُبِس. و صَبَرَه: أَحْلَفه یَمِین صَبْرٍ یَصْبِرُه. ابن سیدة: و یَمِین الصَّبْرِ التی یُمْسِكُكَ الحَكَم علیها حتی تَحْلِف؛ و قد حَلَف صَبْراً؛ أَنشد ثعلب: فَأَوْجِعِ الجَنْبَ و أَعْرِ الظَّهْرَا، أَو یُبْلِیَ اللهُ یَمِیناً صَبْرَا و صَبَرَ الرجلَ یَصْبِرُه: لَزِمَه. و الصَّبْرُ: نقِیض الجَزَع، صَبَرَ یَصْبِرُ صَبْراً، فهو صابِرٌ و صَبَّار و صَبِیرٌ و صَبُور، و الأُنثی صَبُور أَیضاً، بغیر هاء، و جمعه صُبُرٌ. الجوهری: الصَّبر حَبْس النفس عند الجزَع، و قد صَبَرَ فلان عند المُصِیبة یَصْبِرُ صَبْراً، و صَبَرْتُه أَنا:
لسان العرب، ج‌4، ص: 439
حَبَسْته. قال الله تعالی: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ. و التَّصَبُّرُ: تكلُّف الصَّبْرِ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَرَی أُمَّ زَیْدٍ كُلَّمَا جَنَّ لَیْلُها تُبَكِّی علی زَیْدٍ، و لَیْسَتْ بِأَصْبَرَا أَراد: و لیست بأَصْبَرَ من ابنها، بل ابنها أَصْبَرُ منها لأَنه عاقٌّ و العاقُّ أَصبَرُ من أَبَوَیْهِ. و تَصَبَّر و اصْطَبَرَ: جعل له صَبْراً. و تقول: اصْطَبَرْتُ و لا تقول اطَّبَرْتُ لأَن الصاد لا تدغم فی الطاء، فإِن أَردت الإِدغام قلبت الطاء صاداً و قلت اصَّبَرْتُ. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن الله تعالی قال: إِنِّی أَنا الصَّبُور؛ قال أَبو إِسحاق: الصَّبُور فی صفة الله عز و جلّ الحَلِیم. و‌فی الحدیث: لا أَحَدَ أَصْبَرُ علی أَذًی یَسْمَعُه من الله عزَّ و جلَّ؛ أَی أَشدّ حِلْماً علی فاعِل ذلك و ترك المُعاقبة علیه. و قوله تعالی: وَ تَوٰاصَوْا بِالصَّبْرِ*؛ معناه: و تَوَاصَوْا بالصبر علی طاعة الله و الصَّبْرِ علی الدخول فی مَعاصِیه. و الصَّبْرُ: الجَراءة؛ و منه قوله عز و جلّ: فَمٰا أَصْبَرَهُمْ عَلَی النّٰارِ؛ أَی ما أَجْرَأَهُم علی أَعمال أَهل النار. قال أَبو عمرو: سأَلت الحلیحی عن الصبر فقال: ثلاثة أَنواع: الصَّبْرُ علی طاعة الجَبَّار، و الصَّبْرُ علی معاصِی «4». الجَبَّار، و الصَّبر علی الصَّبر علی طاعته و تَرْك معصیته. و قال ابن الأَعرابی: قال عُمر: أَفضل الصَّبر التَّصَبر.و قوله: فَصَبْرٌ جَمِیلٌ*؛ أَی صَبْرِی صَبْرٌ جَمِیل. و قوله عز و جل: اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا؛ أَی اصْبِرُوا و اثْبُتُوا علی دِینِكم، وَ صٰابِرُوا أَی صابروا أَعداءَكُم فی الجِهاد. و قوله عز و جل: اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ*؛ أَی بالثبات علی ما أَنتم علیه من الإِیمان. و شَهْرُ الصَّبْرِ: شهر الصَّوْم. و‌فی حدیث الصَّوْم: صُمْ شَهْرَ الصَّبْر؛ هُوَ شهرُ رمضان و أَصل الصَّبْرِ الحَبْس، و سُمِّی الصومُ صَبْراً لِمَا فیه من حَبْس النفس عن الطَّعام و الشَّرَاب و النِّكاح. و صَبَرَ به یَصْبُرُ صَبْراً: كَفَلَ، و هو بِهِ صَبِیرٌ و الصَّبِیرُ: الكَفِیل؛ تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ، بالضَّم، صَبْراً و صَبَارة أَی كَفَلْت به، تقول منه: اصْبُرْنی یا رجل أَی أَعْطِنِی كَفِیلًا. و‌فی حدیث الحسَن: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفاً فَلا یأْخُذَنَّ به رَهْناً و لا صَبِیراً؛ هو الكفِیل. و صَبِیر القوم: زَعِیمُهم المُقَدَّم فی أُمُورِهم، و الجمع صُبَراء. و الصَّبِیرُ: السحاب الأَبیض الذی یصبرُ بعضه فوق بعض درجاً؛ قال یصِف جَیْشاً: كَكِرْفِئَة الغَیْث ذاتِ الصبِیر قال ابن بری: هذا الصدر یحتمل أَن یكون صدراً لبیت عامر بن جوین الطائی من أَبیات: و جارِیَةٍ من بَنَات المُلُوك، قَعْقَعْتُ بالخیْل خَلْخالَها كَكِرْفِئَة الغَیْث ذات الصَّبِیرِ، تأْتِی السَّحابَ و تَأْتالَها قال: أَی رُبَّ جاریة من بَنات المُلُوك قَعْقَعتُ خَلْخَالَها لَمَّا أَغَرْت علیهم فهَرَبَتْ و عَدَت فسُمِع صَوْت خَلْخَالِها، و لم تكن قبل ذلك تَعْدُو. و قوله: كَكِرْفِئَة الغَیْث ذات الصَّبِیرِ أَی هذه الجاریة كالسَّحابة البَیْضاء الكَثِیفة تأْتی السَّحاب أَی تقصِدُ إِلی جُمْلَة السَّحاب. و تأْتالُه أَی تُصْلِحُه، و أَصله تأْتَوِلُهُ من الأَوْل و هو الإِصْلاح، و نصب
(4). قوله: [الحلیحی] و قوله: [و الصبر علی معاصی إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 440
تأْتالَها علی الجواب؛ قال و مثله قول لبید: بِصَبُوحِ صَافِیَة و جَذْب كَرِینَةٍ، بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُه إِبهامُها أَی تُصْلِح هذه الكَرِینَة، و هی المُغَنِّیة، أَوْتار عُودِها بِإِبْهامِها؛ و أَصله تَأْتَوِلُه إِبْهامُها فقلبت الواو أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها؛ قال: و قد یحتمل أَن یكون‌كَكِرْفِئَة الغیْث ذات الصبیر للْخَنْسَاء، و عجزه: تَرْمِی السَّحابَ و یَرْمِی لَها و قبله: و رَجْراجَة فَوْقَها بَیْضُنا، علیها المُضَاعَفُ، زُفْنا لَها و الصَّبِیر: السحاب الأَبیض لا یكاد یُمطِر؛ قال رُشَیْد بن رُمَیْض العَنَزیّ: تَرُوح إِلیهمُ عَكَرٌ تَراغَی، كأَن دَوِیَّها رَعْدُ الصَّبِیر الفراء: الأَصْبار السحائب البیض، الواحد صِبْر و صُبْر، بالكسر و الضم. و الصَّبِیر: السحابة البیضاء، و قیل: هی القطعة من السحابة تراها كأَنها مَصْبُورة أَی محبُوسة، و هذا ضعیف. قال أَبو حنیفة: الصَّبیر السحاب یثبت یوماً و لیلة و لا یبرَح كأَنه یُصْبَرُ أَی یحبس، و قیل: الصَّبِیر السحاب الأَبیض، و الجمع كالواحد، و قیل: جمعه صُبُرٌ؛ قال ساعدة بن جؤیة: فارْمِ بِهم لِیَّةَ و الأَخْلافا، جَوْزَ النُّعامَی صُبُراً خِفافا و الصُّبَارة من السحاب: كالصَّبِیر. و صَبَرَه: أَوْثقه. و‌فی حدیث عَمَّار حین ضرَبه عُثمان: فلمَّا عُوتِب فی ضَرْبه إِیاه قال: هذه یَدِی لِعَمَّار فَلْیَصْطَبِر؛ معناه فلیقتصّ. یقال: صَبَرَ فلان فلاناً لولیّ فلان أَی حبسه، و أَصْبَرَه أَقَصَّه منه فاصْطَبر أَی اقتصَّ. الأَحمر: أَقادَ السلطان فلاناً و أَقَصَّه و أَصْبَرَه بمعنی واحد إِذا قَتَلَه بِقَوَد، و أَباءَهُ مثلهُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، طَعَن إِنساناً بقضِیب مُدَاعَبة فقال له: أَصْبِرْنی، قال: اصْطَبر، أَی أَقِدْنی من نفسك، قال: اسْتَقِدْ. یقال: صَبَر فلان من خصْمه و اصْطَبَر أَی اقتصَّ منه. و أَصْبَرَه الحاكم أَی أَقصَّه من خصْمه. و صَبِیرُ الخُوانِ: رُقَاقَة عَرِیضَة تُبْسَطُ تحت ما یؤكل من الطعام. ابن الأَعرابی: أَصْبَرَ الرجل إِذا أَكل الصَّبِیرَة، و هی الرُّقاقة التی یَغْرِفُ [یَغْرُفُ علیها الخَبَاز طَعام العُرْس. و الأَصْبَرةُ من الغَنَم و الإِبل؛ قال ابن سیدة و لم أَسمع لها بواحد: التی تَرُوح و تَغْدُو علی أَهلها لا تَعْزُب عنهم؛ و روی بیت عنترة: لها بالصَّیْف أَصْبِرَةٌ و جُلّ، و سِتُّ من كَرائِمِها غِزَارُ الصِّبرُ و الصُّبْرُ: جانب الشی‌ء، و بُصْره مثلُه، و هو حَرْف الشی‌ء و غِلَظه. و الصِّبْرُ و الصُّبْرُ: ناحیة الشی‌ء و حَرْفُه، و جمعه أَصْبار. و صُبْرُ الشی‌ء: أَعلاه. و‌فی حدیث ابن مسعود: سِدْرة المُنْتَهی صُبْرُ الجنة؛ قال: صُبْرُها أَعلاها أَی أَعلی نواحیها؛ قال النمر بن تَوْلَب یصف روضة: عَزَبَتْ، و باكَرَها الشَّتِیُّ بِدِیمَة وَطْفاء، تَمْلَؤُها إِلی أَصْبارِها و أَدْهَقَ الكأْس إِلی أَصْبارها و مَلأَها إِلی أَصْبارها أَی إِلی أَعالِیها و رأْسها. و أَخذه بأَصْباره أَی تامّاً بجمیعه.
لسان العرب، ج‌4، ص: 441
و أَصْبار القبر: نواحیه و أَصْبار الإِناء: جوانِبه. الأَصمعی: إِذا لَقِیَ الرجل الشِّدة بكمالها قیل: لَقِیها بأَصْبارها. و الصُّبْرَة: ما جُمِع من الطعام بلا كَیْل و لا وَزْن بعضه فوق بعض. الجوهری: الصُّبرة واحدة صُبَرِ الطعام. یقال: اشتریت الشی‌ء صُبْرَةً أَی بلا وزن و لا كیل. و‌فی الحدیث: مَرَّ علی صُبْرَة طَعام فأَدخل یَدَه فیها؛ الصُّبْرة: الطعام المجتمِع كالكُومَة. و‌فی حدیث عُمَر: دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و إِنَّ عند رجلیه قَرَظاً مَصْبُوراً‌أَی مجموعاً، قد جُعل صُبْرة كصُبْرة الطعام. و الصُّبْرَة: الكُدْس، و قد صَبَّرُوا طعامهم. و‌فی حدیث ابن عباس فی قوله عز و جل: وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمٰاءِ، قال: كان یَصْعَد إِلی السماء بُخَارٌ من الماء، فاسْتَصْبَر فعاد صَبِیراً؛ اسْتَصْبَرَ أَی استكْثَف، و تراكَم، فذلك قوله: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ وَ هِیَ دُخٰانٌ؛ الصَّبِیر: سَحاب أَبیض متكاثِف یعنی تَكَاثَفَ البُخار و تَراكَم فصار سَحاباً. و‌فی حدیث طَهْفة: و یسْتَحْلب الصَّبِیر؛ و‌حدیث ظبیان: و سَقَوْهُم بِصَبِیر النَّیْطَل‌أَی سَحاب الموْت و الهَلاك. و الصُّبْرة: الطعام المَنْخُول بشی‌ء شبِیه بالسَّرَنْد «1». و الصُّبْرَة: الحجارة الغلیظة المجتمعة، و جمعها صِبَار. و الصُّبَارة، بضم الصاد: الحجارة، و قیل: الحجارة المُلْس؛ قال الأَعشی: مَنْ مُبْلِغٌ شَیْبان أَنَّ المَرْءَ لم یُخلَق صُبارَهْ؟ قال ابن سیدة: و یروی صِیَارَهْ؛ قال: و هو نحوها فی المعنی، و أَورد الجوهری فی هذا المكان: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ المَرْءَ لم یُخْلَق صُبارَهْ؟ و استشهد به الأَزهری أَیضاً، و یروی صَبَارهْ، بفتح الصاد، و هو جمع صَبَار و الهاء داخلة لجمع الجمع، لأَن الصَّبَارَ جمع صَبْرة، و هی حجارة شدیدة؛ قال ابن بری: و صوابه لم یخلق صِبارهْ، بكسر الصاد، قال: و أَما صُبارة و صَبارة فلیس بجمع لصَبْرة لأَن فَعالًا لیس من أَبنیة الجموع، و إِنما ذلك فِعال، بالكسر، نحو حِجارٍ و جِبالٍ؛ قال ابن بری: البیت لَعَمْرو بن مِلْقَط الطائی یخاطب بهذا الشعر عمرو بن هند، و كان عمرو بن هند قتل له أَخ عند زُرارَةَ بن عُدُس الدَّارِمِی، و كان بین عمرو بن مِلْقَط و بین زُرارَة شَرٌّ، فحرّض عَمرو بن هند علی بنی دارِم؛ یقول: لیس الإِنسان بحجر فیصبر علی مثل هذا؛ و بعد البیت: و حَوادِث الأَیام لا یَبْقَی لها إِلَّا الحجاره‌ها إِنَّ عِجْزَةَ أُمّه بالسَّفْحِ، أَسْفَلَ مِنْ أُوارَهْ تَسْفِی الرِّیاح خِلال كَشْحَیْه، و قد سَلَبوا إِزَارَهْ فاقتلْ زُرَارَةَ، لا أَرَی فی القوم أَوفی من زُرَارَهْ و قیل: الصُّبارة قطعة من حجارة أَو حدید. و الصُّبُرُ: الأَرض ذات الحَصْباء و لیست بغلیظة، و الصُّبْرُ فیه لغة؛ عن كراع. و منه قیل للحَرَّة: أُم صَبَّار ابن سیدة: و أُمُّ
(1). قوله: [بالسرند] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 442
صَبَّار، بتشدید الباء، الحرَّة، مشتق من الصُّبُرِ التی هی الأَرض ذات الحَصْباء، أَو من الصُّبَارة، و خَصَّ بعضهم به الرَّجْلاء منها. و الصَّبْرة من الحجارة: ما اشتد و غَلُظ، و جمعها الصَّبار؛ و أَنشد للأَعشی: كأَن تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فیها، قُبَیْلَ الصُّبح، أَصْوَات الصَّبَارِ الهَاجَات: الضَّفادِع؛ شبَّه نَقِیق الضفادع فی هذه العین بوقع الحجارة. و الصَّبِیر: الجَبَل. قال ابن بری: ذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم صَبَّار الحرّة، و قال الفزاری: هی حرة لیلی و حرَّة النار؛ قال: و الشاهد لذلك قول النابغة: تُدافِع الناسَ عنّا حِین نَرْكَبُها، من المظالم تُدْعَی أُمَّ صَبَّار أَی تَدْفَعُ الناس عنّا فلا سَبِیل لأَحد إِلی غَزْوِنا لأَنها تمنعهم من ذلك لكونها غَلِیظة لا تَطَؤُها الخیل و لا یُغار علینا فیها؛ و قوله: من المظالم هی جمع مُظْلِمة أَی هی حَرَّة سوداء مُظْلِمة. و قال ابن السكِّیت فی كتاب الأَلفاظ فی باب الاختلاط و الشرِّ یقع بین القوم: و تدعی الحرَّة و الهَضْبَةُ أُمَّ صَبَّار. و روی عن ابن شمیل: أَن أُم صَبَّار هی الصَّفَاة التی لا یَحِیك فیها شی‌ء. قال: و الصَّبَّارة هی الأَرض الغَلِیظة المُشْرفة لا نبت فیها و لا تُنبِت شیئاً، و قیل: هی أُم صَبَّار، و لا تُسمَّی صَبَّارة، و إِنما هی قُفٌّ غلیظة. قال: و أَما أُمّ صَبُّور فقال أَبو عمرو الشیبانی: هی الهَضْبة التی لیس لها منفَذ. یقال: وقع القوم فی أُمّ صَبُّور أَی فی أَمرٍ ملتبِس شدید لیس له منفَذ كهذه الهَضْبة التی لا منفَذ لها؛ و أَنشد لأَبی الغریب النصری: أَوْقَعَه اللهُ بِسُوءٍ فعْلِهِ فی أُمِّ صَبُّور، فأَودَی و نَشِبْ و أُمّ صَبَّار و أُمُّ صَبُّور، كلتاهما: الداهیة و الحرب الشدیدة. و أَصبر الرجلُ: وقع فی أُم صَبُّور، و هی الداهیة، و كذلك إِذا وقع فی أُم صَبَّار، و هی الحرَّة. یقال: وقع القوم فی أُم صَبُّور أَی فی أَمر شدید. ابن سیدة: یقال وقعوا فی أُم صَبَّار و أُم صَبُّور، قال: هكذا قرأْته فی الأَلفاظ صَبُّور، بالباء، قال: و فی بعض النسخ: أُم صیُّور، كأَنها مشتقَّة من الصِّیارة، و هی الحجارة. و أَصْبَرَ الرجلُ إِذا جلس علی الصَّبِیر، و هو الجبل. و الصِّبَارة: صِمَام القارُورَة و أَصبر رأْسَ الحَوْجَلَة بالصِّبَار، و هو السِّداد، و یقال للسِّداد القعولة و البُلْبُلَة «1». و العُرْعُرة. و الصَّبِرُ: عُصَارة شجر مُرٍّ، واحدته صَبِرَة و جمعه صُبُور؛ قال الفرزدق: یا ابن الخَلِیَّةِ، إِنَّ حَرْبی مُرَّة، فیها مَذاقَة حَنْظَل و صُبُور قال أَبو حنیفة: نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غیر أَن ورقَ الصَّبرِ أَطول و أَعرض و أَثْخَن كثیراً، و هو كثیر الماء جدّاً. اللیث: الصَّبِر، بكسر الباء، عُصارة شجر ورقها كقُرُب السَّكاكِین طِوَال غِلاظ، فی خُضْرتها غُبْرة و كُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر، یخرج من وسطها ساقٌ علیه نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّیح. الجوهری: الصَّبِر هذا الدَّواء المرُّ، و لا یسكَّن إِلَّا فی ضرورة الشعر؛ قال الراجز: أَمَرُّ من صَبْرٍ و مَقْرٍ و حُضَضْ و فی حاشیة الصحاح: الحُضَضُ الخُولان، و قیل هو بظاءین، و قیل بضاد و ظاء؛ قال ابن بری: صواب
(1). قوله: [القعولة و البلبلة] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 443
إِنشاده أَمَرَّ، بالنصب، و أَورده بظاءین لأَنه یصف حَیَّة؛ و قبله: أَرْقَشَ ظَمْآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ و الصُّبَارُ، بضم الصاد: حمل شجرة شدیدة الحموضة أَشد حُموضَة من المَصْل له عَجَمٌ أَحمر عَرِیض یجلَب من الهِنْد، و قیل: هو التمر الهندی الحامض الذی یُتَداوَی به. و صَبَارَّة الشتاء، بتشدید الراء: شدة البَرْد؛ و التخفیف لغة عن اللحیانی. و یقال: أَتیته فی صَبَارَّة الشتاء أَی فی شدَّة البَرْد. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: قُلْتم هذه صَبَارَّة القُرّ؛ هی شدة البرد كَحَمَارَّة القَیْظ. أَبو عبید فی كتاب اللَّبَن: المُمَقَّر و المُصَبَّرُ الشدید الحموضة إِلی المَرارة؛ قال أَبو حاتم: اشتُقَّا من الصَّبِر و المَقِر، و هما مُرَّان. و الصُّبْرُ: قبیلة من غَسَّان؛ قال الأَخطل: تَسْأَله الصُّبْرُ من غَسَّان، إِذ حَضَرُوا، و الحَزْنُ: كیف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ الصُّبْر و الحَزْن: قبیلتان، و یروی: فسائل الصُّبْر من غَسَّان إِذْ حضروا، و الحَزْنَ، بالفتح، لأَنه قال بعده: یُعَرِّفونك رأْس ابن الحُبَاب، و قد أَمسی، و للسَّیْف فی خَیْشُومه أَثَرُ یعنی عُمیر بن الحُباب السُّلَمی لأَنه قُتِل و حُمِل رأْسهُ إِلی قَبائل غَسَّان، و كان لا یبالی بِهِم و یقول: لیسوا بشی‌ء إِنما هم جَشَرٌ. و أَبو صَبْرَة «1»: طائر أَحمرُ البطنِ أَسوَدُ الرأْس و الجناحَیْن و الذَّنَب و سائره أَحمر. و‌فی الحدیث: مَنْ فَعَل كذا و كذا كان له خیراً من صَبِیر ذَهَباً؛ قیل: هو اسم جبل بالیمن، و قیل: إِنما هو مِثْلُ جَبَلِ صِیرٍ، بإِسقاط الباء الموحدة، و هو جبلَ لطیّ‌ء؛ قال ابن الأَثیر: و هذه الكلمة جاءت فی حدیثین لعلیّ و معاذ: أَما حدیث علی فهو صِیرٌ، و أَما روایة معاذ فصَبِیر، قال: كذا فَرق بینهما بعضهم.

صحر؛ ج4، ص: 443

: الصَّحْراء من الأَرض: المُستوِیةُ فی لِینٍ و غِلَظ دون القُفِّ، و قیل: هی الفَضاء الواسع؛ زاد ابن سیدة: لا نَبات فیه. الجوهری: الصَّحراء البَرِّیَّة؛ غیر مصروفة و إِن لم تكن صفة، و إِنما لم تصرف للتأْنیث و لزوم حرف التأْنیث لها، قال: و كذلك القول فی بُشری. تقول: صَحْراءُ واسعة و لا تقل صَحْراءَة فتدخل تأْنیثاً علی تأْنیث. قال ابن شمیل: الصَّحْراء من الأَرض مثل ظهر الدابة الأَجْرَد لیس بها شجر و لا إِكام و لا جِبال مَلْساء. یقال: صحراء بَیِّنة الصَّحَر و الصُّحْرَة. و أَصْحَر المكانُ أَی اتَّسع. و أَصْحَرَ. الرجل: نزل الصحراء. و أَصْحَرَ القوم: برزوا فی الصَّحْراء، و قیل: أَصْحَرَ الرجل إِذا «2» … كأَنه أَفضی إِلی الصَّحْراء التی لا خَمَرَ بها فانكشف. و أَصْحَرَ القوم إِذا برزوا إِلی فضاء لا یُوارِیهم شی‌ء. و‌فی حدیث أُم سلمة لعائشة: سَكَّن الله عُقَیراكِ فلا تُصْحِرِیها؛ معناه لا تُبْرِزِیها إِلی الصَّحْراء؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی هذا الحدیث متعدِّیاً علی حذف الجار و إِیصال الفعل فإِنه غیر متعدّ، و الجمع الصَّحاری و الصَّحارِی، و لا یجمع علی صُحْر لأَنه لیس بنعت. قال ابن سیدة: الجمع صَحْرَاوَات و صَحارٍ، و لا یكسَّر علی فُعْل لأَنه و إِن كان صفة فقد غلب علیه
(1). قوله: [أَبو صبرة أَلخ] عبارة القاموس و أَبو صبیرة كجهینة طائر أحمر البطن أسود الظهر و الرأس و الذنب (2). هكذا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 444
الاسم. قال الجوهری: الجمع الصَّحارِی و الصَّحْراوات، قال: و كذلك جمع كل فعلاء إِذا لم یكن مؤنث أَفْعَلَ مثل عَذْراء و خَبْراء و وَرْقاء اسم رجل، و أَصل الصَّحارِی صَحارِیّ، بالتشدید، و قد جاء ذلك فی الشعر لأَنك إِذا جمعت صَحْراء أَدخلت بین الحاء و الراء أَلفاً و كسرت الراء، كما یُكسر ما بعد أَلِف الجمع فی كل موضع نحو مساجد و جَعافِر، فتنقلب الأَلف الأُولی التی بعد الراء یاءً للكسرة التی قبلها، و تنقلب الأَلف الثانیة التی للتأْنیث أَیضاً یاء فتدغَم، ثم حذفوا الیاء الأُولی و أَبدلوا من الثانیة أَلفاً فقالوا صَحاری، بفتح الراء، لتسلم الأَلف من الحذف عند التنوین، و إِنما فعلوا ذلك لیفرقوا بین الیاء المنقلبة من الأَلف للتأْنیث و بین الیاء المنقلبة من الأَلف التی لیست للتأْنیث نحو أَلِفِ مَرْمًی و مغزًی، إِذ قالوا مَرَامِی و مَغازِی، و بعض العرب لا یحذف الیاءَ الأُولی و لكن یحذف الثانیة فیقول الصَّحارِی بكسر الراء، و هذه صَحارٍ، كما یقول جَوارٍ. و‌فی حدیث علی: فأَصْحِرْ لعدُوّك و امْض علی بَصِیرَتِك‌أَی كُنْ من أَمره علی أَمرٍ واضح منكَشِف، من أَصْحَر الرجل إِذا خرج إِلی الصَّحراء. قال ابن الأَثیر: و منه‌حدیث الدعاء: فأَصْحِرْ بِی لغَضَبك فَریداً.و المُصاحِرُ: الذی یقاتل قِرْنه فی الصَّحراء و لا یُخاتِلُه. و الصُّحْرة: جَوْبة تَنْجاب فی الحرَّة و تكون أَرضاً لیِّنة تُطِیف بها حجارة، و الجمع صُحَرٌ لا غیر؛ قال أَبو ذؤیب یصف یرَاعاً: سَبِیٌّ من یَراعَتِه نَفاهُ أَتیٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَ لُوبُ قوله سَبِیّ أَی غریب. و الیَراعَة هاهنا: الأَجَمَة. و لَقِیته صَحْرَةَ بَحْرَةَ إِذا لم یكن بینك و بینه شی‌ء، و هی غیر مُجْراةٍ، و قیل لم یُجْرَیَا لأَنهما اسمان جعلا اسماً واحداً. و أَخبره بالأَمر صَحْرَةَ بَحْرَةَ، و صَحْرَةً بَحْرَةً أَی قَبَلا لم یكن بینه و بینه أَحد. و أَبرز له ما فی نفسه صَحَاراً: كأَنه جاهره به جِهاراً. و الأَصْحَرُ: قریب من الأَصهَب، و اسم اللَّوْن الصَّحَرُ و الصُّحْرَةُ، و قیل: الصَّحَرُ غُبرة فی حُمْرة خفیفة إِلی بیاض قلیل؛ قال ذو الرمة: یَحْدُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجةً، صُحْرَ السَّرابِیل فی أَحْشائها قَبَبُ و قیل: الصُّحْرة حمرة تضرِب إِلی غُبرة؛ و رجل أَصْحَر و امرأَة صَحْراء فی لونها. الأَصمعی: الأَصْحَرُ نحو الأَصْبَح، و الصُّحْرة لَوْن الأَصْحَر، و هو الذی فی رأْسه شُقرة. و اصْحارَّ النبْت اصْحِیراراً: أَخذت فیه حمرة لیست بخالصة ثم هاج فاصفرَّ فیقال له: اصْحارَّ. و اصحارَّ السُّنْبُل: احمرَّ، و قیل: ابیضَّت أَوائله. و حِمار أَصْحَرُ اللون، و أَتان صَحُورٌ: فیها بیاض و حمرة، و جمعه صُحُر، و الصُّحْرة اسم اللَّوْن، و الصَّحَر المصدر. و الصَّحُور أَیضاً: الرَّمُوح یعنی النَّفُوحَ برجلها. و الصَّحِیرة: اللَّبَن الحلِیب یغلی ثم یصب علیه السمن فیشرب شرباً، و قیل: هی مَحْض الإِبل و الغنم و من المِعْزَی إِذا احتیج إِلی الحَسْوِ و أَعْوَزَهُمُ الدقیق و لم یكن بأَرضهم طَبَخُوه ثم سَقَوْه العَلیل حارّاً؛ و صَحَره یَصْحَره صَحْراً: طبخه، و قیل: إِذا سُخِّن الحلیب خاصة حتی یحترق، فهو صَحِیرة، و الفِعْل كالفعل، و قیل: الصَّحِیرة اللبن الحلیب یسخن ثم یذرُّ علیه الدقیق، و قیل: هو اللبن الحلیب یُصْحَر و هو أَن یلقی فیه الرَّضْفُ أَو یجعل فی القِدْر فیغلی فیه فَوْرٌ واحد حتی یحترق، و الاحتراق قبل الغَلْی،
لسان العرب، ج‌4، ص: 445
و ربما جعل فیه دقیق و ربما جعل فیه سمن، و الفعل كالفعل، و قیل: هی الصَّحِیرة من الصَّحْرِ كالفَهِیرة من الفِهْر. و الصُّحَیْراء، ممدود علی مثال الكُدَیْراء: صِنْف من اللبن؛ عن كراع، و لم یُعیِّنه. و الصَّحِیر: من صوْت الحمیر، صَحَر الحمار یَصْحَر صَحِیراً و صُحَاراً، و هو أَشد من الصَّهِیل فی الخیل. و صُحار الخیل: عرَقها، و قیل: حُمَّاها. و صَحَرته الشمس: آلَمَتْ دِماغه. و صُحْرُ: اسم أُخت لُقْمان بن عاد. و قولهم فی المثل: ما لی ذَنْب إِلَّا ذنب صُحْرَ؛ هو اسم امرأَة عُوقبت علی الإِحسان؛ قال ابن بری: صُحْرُ هی بنت لقمان العادی و ابنه لُقَیم، بالمیم، خرجا فی إِغارة فأَصابا إِبلًا، فسبق لُقَیم فأَتی منزله فنحرت أُخته صُحْرُ جَزُوراً من غَنیمته و صنعت منها طعاماً تتحِف به أَباها إِذا قدِم، فلما قدِم لُقْمان قدَّمت له الطعام، و كان یحسُد لقیماً، فَلَطَمَهَا و لم یكن لها ذنب. قال: و قال ابن خالَوْیهِ هی أُخت لقمان بن عاد، و قال: إِنَّ ذنبها هو أَن لقمان رأَی فی بیتها نُخامة فی السَّقْف فقتلها، و المشهور من القولین هو الأَول. و صُحَارٌ: اسم رجل من عبد القَیْس؛ قال جریر: لقیت صُحارَ بنی سِنان فیهم حَدَباً كأَعصلِ ما یكون صُحار و یروی: كأَقْطَمِ ما یكون صُحار. و صُحار: قبیلة. و صُحار: مدینة عُمَان. قال الجوهری: صُحار، بالضم، قَصَبَة عُمان مما یلی الجبل، و تُؤَام قَصَبتها مما یلی السَّاحل. و‌فی الحدیث: كُفِّن رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی ثَوْبَیْن صُحَارِیَّیْنِ؛ صحار: قریة بالیمن نُسِب الثوبُ إِلیها، و قیل: هو من الصُّحْرة من اللَّوْن، و ثَوْب أَصْحَر و صُحارِیّ. و‌فی حدیث عثمان: أَنه رأَی رجلًا یقطَع سَمُرة بِصُحَیرات الیَمام؛ قال ابن الأَثیر: هو اسم موضع، قال: و الیَمام شَجَر أَو طیر. و الصُّحَیرات: جمعٌ مصغر واحده صُحْرة،. و هی أَرض لَیِّنة تكون فی وسط الحرَّة. قال: هكذا قال أَبو موسی و فَسَّر الیَمام بشجر أَو طیر، قال: فأَما الطیر فصحیح، و أَما الشجر فلا یُعرف فیه یمام، بالیاء، و إِنما هو ثُمام، بالثاء المثلثة، قال: و كذلك ضبطه الحازِمی قال: هو صُحَیْرات الثُّمَامة، و یقال فیه الثّمام، بلا هاء قال: و هی إِحدی مراحل النبی، صلی الله علیه و سلم، إِلی بَدْر.

صخر؛ ج4، ص: 445

: الصَّخرة: الحجر العظیم الصُّلْب، و قوله عز و جل: یٰا بُنَیَّ إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ؛ قال الزجاج: قیل فی صَخْرة أَی فی الصَّخْرة التی تحت الأَرض، فالله عز و جل لطیف باستخراجها، خَبِیرٌ بمكانها. و‌فی الحدیث: الصَّخْرة من الجنة؛ یرید صَخْرة بیت المَقْدِس. و الصَّخَرَة: كالصَّخْرة، و الجمع صَخْرٌ و صَخَر و صُخُور و صُخورة و صِخَرة و صَخَرات. و مكان صَخِر و مُصْخِر: كثیر الصَّخْر. و الصَّاخِرَة: إِناءٌ من خَزَف. و الصَّخِیر: نبْت. و صَخْر بن عمرو بن الشَّرِید: أَخو الخَنْساء. و الصَّاخِر: صوْت الحدید بعضه علی بعض.

صدر؛ ج4، ص: 445

: الصَّدْر: أَعلی مقدَّم كل شی‌ء و أَوَّله، حتی إِنهم لیقولون: صَدْر النهار و اللیل، و صَدْر الشتاء و الصیف و ما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول الأَعشی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 446
و تَشْرَقُ بالقَوْل الذی قد أَذَعْتَه، كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ قال ابن سیدة: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، و إِن شئت قلت إِن صَدْر القَناة قَناة؛ و علیه قوله: مَشَیْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ أَعالِیها مَرُّ الرِّیاح النَّواسِم و الصَّدْر: واحد الصُّدُور، و هو مذكر، و إِنما أَنثه الأَعشی فی قوله كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة علی المعنی، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، و هو كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم یؤنِّثُون الاسم المضاف إِلی المؤنث، و صَدْر القناة: أَعلاها. و صَدْر الأَمر: أَوّله. و صَدْر كل شی‌ء: أَوّله. و كلُّ ما واجهك: صَدْرٌ، و صدر الإِنسان منه مذكَّر؛ عن اللحیانی، و جمعه صُدُور و لا یكسَّر علی غیر ذلك. و قوله عز و جل: وَ لٰكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ؛ و القلب لا یكون إِلَّا فی الصَّدْر إِنما جری هذا علی التوكید، كما قال عز و جل: یَقُولُونَ بِأَفْوٰاهِهِمْ؛ و القول لا یكون إِلَّا بالفَمِ لكنه أَكَّد بذلك، و علی هذا قراءة من قرأَ: إِن هذا أَخی له تِسْعٌ و تسعون نَعْجَةً أُنثی. و الصُّدُرة: الصَّدْر، و قیل: ما أَشرف من أَعلاه. و الصَّدْر: الطائفة من الشی‌ء. التهذیب: و الصُّدْرة من الإِنسان ما أَشرف من أَعلی صدْره؛ و منه الصُّدْرة التی تُلبَس؛ قال الأَزهری: و من هذا قول امرأَة طائیَّة كانت تحت إمرئ القیس، فَفَرِكَتْهُ و قالت: إِنی ما عَلِمْتُكَ إِلَّا ثَقِیل الصُّدْرة سریع الهِدافَةَ بَطِی‌ء الإِفاقة. و الأَصْدَر: الذی أَشرفت صُدْرته. و المَصْدُور: الذی یشتكی صدره؛ و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: قال لعبید الله بن عبد الله بن عتبة: حتی متَی تقولُ هذا الشعر؟ فقال: لا بُدَّ للمَصْدُور من أَن یَسْعُلا المَصْدُور: الذی یشتكی صَدْره، صُدِرَ فهو مصدور؛ یرید: أَن من أُصیب صَدْره لا بدّ له أَن یَسْعُل، یعنی أَنه یَحْدُث للإِنسان حال یتمثَّل فیه بالشعر و یطیِّب به نفسه و لا یكاد یمتنع منه. و‌فی حدیث الزهری: قیل له إِن عبید الله یقول الشِّعْر، قال: و یَسْتَطَیعُ المَصْدُور أَن لا یَنْفُثَ [یَنْفِثَ‌أَی لا یَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما یخرجان من الفَمِ. و‌فی حدیث عطاء: قیل له رجل مَصْدُور یَنْهَزُ قَیْحاً أَ حَدَثٌ هُوَ؟ قال: لا، یعنی یَبزُق قَیْحاً. و بَنَات الصدر: خَلَل عِظامه. و صُدِرَ یَصْدَرُ صَدْراً: شكا صَدْرَه؛ و أَنشد: كأَنما هُوَ فی أَحشاء مَصْدُورِ و صَدَرَ فلان فلاناً یَصْدُرُه صَدْراً: أَصاب صَدْرَه. و رجل أَصْدَرُ: عظیم الصَّدْرِ، و مُصَدَّر: قویّ الصَّدْر شدیده؛ و كذلك الأَسَد و الذئب. و‌فی حدیث عبد الملك: أُتِیَ بأَسِیر مُصَدَّر؛ هو العظیم الصَّدْر. و فَرس مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه. و المُصَدَّرُ من الخیل و الغنم: الأَبیض لَبَّةِ الصَّدْرِ، و قیل: هو من النِّعاج السَّوداء الصدر و سائرُها أَبیضُ؛ و نعجة مُصَدَّرَة. و رجل بعید الصَّدْر: لا یُعطَف، و هو علی المثَل. و التَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر فی الجُلوس. و صَدَّر كتابه: جعل له صَدْراً؛ و صَدَّره فی المجلس فتصدَّر. و تصدَّر الفرسُ و صَدَّر، كلاهما: تقدَّم الخیلَ بِصَدره. و قال ابن الأَعرابی: المُصَدَّرُ من الخیل السابق، و لم یذكر الصَّدْرَ؛ و یقال: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جاء قد سبق و برز بِصَدْرِه و جاء مُصَدَّراً؛ و قال طفیل الغَنَوِیّ یصف فرساً:
لسان العرب، ج‌4، ص: 447
كأَنه بَعْدَ ما صَدّرْنَ مِنْ عَرَقٍ سِیدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ اللیل، مَبْلُولُ كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ. بعد ما صَدَّرْنَ: یعنی خَیْلَا سَبَقْنَ بصُدُورِهِنَّ. و العَرَق: الصفُّ من الخیل؛ و قال دكین: مُصَدَّرٌ لا وَسَطٌ و لا بَالی «1». و قال أَبو سعید فی قوله: بعد ما صَدَّرْنَ من عرق أَی هَرَقْنَ صَدْراً من العَرَق و لن یَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: رواه بعد ما صُدِّرْنَ، علی ما لم یسمَّ فاعله، أَی أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعد ما عَرِقَ؛ قال: و الأَول أَجود؛ و قول الفرزدق یخاطب جریراً: و حَسِبتَ خیْلَ بنی كلیب مَصْدَراً، فَغَرِقْتَ حین وَقَعْتَ فی القَمْقَامِ یقول: اغْتَرَرْتَ بخیْل قومك و ظننت أَنهم یخلِّصونك من بحر فلم یفعلوا. و من كلامِ كُتَّاب الدَّواوِین أَن یقال: صُودِرَ فلانٌ العامل علی مالٍ یؤدِّیه أَی فُورِقَ علی مالٍ ضَمِنَه. و الصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ و أَسفلُه یُغَشِّی الصَّدْرَ و المَنْكِبَیْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قال الأَزهری: و كانت المرأَة الثَّكْلَی إِذا فقدت حمیمها فأَحَدّتْ علیه لبست صِدَاراً من صُوف؛ و قال الراعی یصف فلاة: كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فیها عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عنها الصَّدارَا ابن الأَعرابی: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، و هی الصِّدار و الأُصْدَة. و العرَب تقول للقمیص الصغیر و الدِّرْع القصیرة: الصُّدْرَةُ، و قال الأَصمعی: یقال لِمَا یَلی الصَّدْر من الدِّرْعِ صِدارٌ. الجوهری: الصِّدارُ. بكسر الصاد، قمیص صغیر یَلی الجسد. و فی المثل: كلُّ ذات صِدارٍ خالَةٌ أَی من حَقِّ الرجل أَن یَغارَ علی كل امرأَة كما یَغارُ علی حُرَمِهِ. و‌فی حدیث الخَنْساء: دخلتْ علی عائشة و علیها خِمارٌ مُمَزَّق و صِدار شعَر؛ الصِّدار: القمیص القصیر كما وَصَفناه أَوَّلًا. و صَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها ما بین أَصابعها إِلی الحِمارَة. و صَدْرُ النعل: ما قُدَّام الخُرْت منها. و صَدْرُ السَّهْم: ما جاوز وسَطَه إِلی مُسْتَدَقِّهِ، و هو الذی یَلی النَّصْلَ إِذا رُمِیَ به، و سُمی بذلك لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِی، و قیل: صَدْرُ السهم ما فوق نصفه إِلی المَرَاش. و سهم مُصَدَّر: غلیظ الصَّدْر، و صَدْرُ الرمح: مثله. و یومٌ كصَدْرِ الرمح: ضیِّق شدید. قال ثعلب: هذا یوم تُخَصُّ به الحرْب؛ قال و أَنشدنی ابن الأَعرابی: و یوم كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه بِلَیْلی فَلَهَّانِی، و ما كُنْتُ لاهِیَا و صُدُورُ الوادی: أَعالیه و مَقادمُه، و كذلك صَدَائرُهُ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد.أَ أَنْ غَرَّدَتْ فی بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ بَكَیْتَ، و لم یَعْذِرْكَ فی الجهلِ عاذِرُ؟ تَعَالَیْنَ فی عُبْرِیَّةٍ تَلَعَ الضُّحی علی فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ واحدها صَادِرَة و صَدِیرَة «2». و الصَّدْرُ فی العَروضِ: حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون فاعِلاتُنْ؛
(1). قوله: [مصدر إِلخ] كذا بالأَصل (2). قوله: [واحدها صادرة و صدیرة] هكذا فی الأَصل و عبارة القاموس جمع صدارة و صدیرة
لسان العرب، ج‌4، ص: 448
قال ابن سیدة: هذا قول الخلیل، و إِنما حكمه أَن یقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون فاعِلاتُنْ. و التَّصْدِیرُ؛ حزام الرَّحْل و الهَوْدَجِ. قال سیبویه: فأَما قولهم التَّزْدِیرُ فعلی المُضارعة و لیست بلُغَة؛ و قد صَدَّرَ عن البعیر. و التَّصْدِیرُ: الحِزام، و هو فی صَدْرِ البعیر، و الحَقَبُ عند الثِّیل. اللیث: التَّصْدِیرُ حبل یُصَدَّرُ به البعیر إِذا جرَّ حِمْله إِلی خلْف، و الحبلُ اسمه التَّصْدِیرُ، و الفعل التَّصْدِیرُ. قال الأَصمعی: و فی الرحل حِزامَةٌ یقال له التَّصْدِیرُ، قال: و الوَضِینُ و البِطان لِلْقَتَبِ، و أَكثر ما یقال الحِزام للسَّرج. و قال اللیث: یقال صَدِّرْ عن بَعِیرك، و ذلك إِذا خَمُصَ بطنُه و اضطرب تَصْدِیرُهُ فیُشدُّ حبل من التَّصْدِیرِ إِلی ما وراء الكِرْكِرَة، فیثبت التَّصْدِیر فی موضعه، و ذلك الحبل یقال له السِّنافُ. قال الأَزهری: الذی قاله اللیث أَنَّ التَّصدْیِر حبل یُصَدَّر به البعیر إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، و الذی أَراده یسمَّی السِّناف، و التَّصْدیرُ: الحزام نفسُه. و الصِّدارُ: سِمَةٌ علی صدر البعیر. و المُصَدَّرُ: أَول القداح الغُفْل التی لیست لها فُروضٌ و لا أَنْصباء، إِنما تثقَّل بها القداح كراهِیَة التُّهَمَة؛ هذا قول اللحیانی. و الصَّدَرُ، بالتحریك: الاسم، من قولك صَدَرْت عن الماء و عن البِلاد. و فی المثل: تَرَكْته علی مِثْل لیلَة الصَّدَرِ؛ یعنی حین صَدَرَ الناس من حَجِّهِم. و أَصْدَرْته فصدَرَ أَی رَجَعْتُهُ فرَجَع، و الموضع مَصْدَر و منه مَصادِر الأَفعال. و صادَرَه علی كذا. و الصَّدَرُ: نقِیض الوِرْد. صَدَرَ عنه یَصْدُرُ [یَصْدِرُ صَدْراً و مَصْدراً و مَزْدَراً؛ الأَخیرة مضارِعة؛ قال: و دَعْ ذا الهَوَی قبل القِلی؛ تَرْكُ ذی الهَوَی، مَتِینِ القُوَی، خَیْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا و قد أَصْدَرَ غیرَه و صَدَرَهُ، و الأَوَّل أَعلی. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی یُصْدِرَ الرِّعٰاءُ؛ قال ابن سیدة: فإِمَّا أَن یكون هذا علی نِیَّةِ التعدَّی كأَنه قال حتی یَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثم حذف المفعول، و إِمَّا أَن یكون یَصدرُ هاهنا غیر متعدٍّ لفظاً و لا معنی لأَنهم قالوا صَدَرْتُ عن الماء فلم یُعَدُّوه. و‌فی الحدیث: یَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحداً و یَصْدُرُون مَصادِر شَتَّی؛ الصَّدَرُ، بالتحریك: رُجوع المسافر من مَقصِده و الشَّارِبةِ من الوِرْدِ. یقال: صَدَرَ یَصْدُرُ صُدُوراً و صَدَراً؛ یعنی أَنه یُخْسَفُ بهم جمیعهم فَیَهْلكون بأَسْرِهم خِیارهم و شِرارهم، ثم یَصْدُرون بعد الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة علی قدْر أَعمالهم و نِیَّاتِهم، ف فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ. و‌فی الحدیث: لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَر؛ یعنی بمكة بعد أَن یقضی نُسُكَه. و‌فی الحدیث: كانت له رَكْوة تسمَّی الصادِرَ؛ سمِّیت به لأَنه یُصْدَرُ عنها بالرِّیّ؛ و منه: فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَی صُرِفْنا رِواءً فلم نحتج إِلی المُقام بها للماء. و ما له صادِرٌ و لا وارِدٌ أَی ما له شی‌ء. و قال اللحیانی: ما لَهُ شی‌ء و لا قوْم. و طریق صادِرٌ: معناه أَنه یَصْدُر بِأَهْله عن الماء. و وارِدٌ: یَرِدُهُ بِهم؛ قال لبید یذكر ناقَتَیْن: ثم أَصْدَرْناهُما فی وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قد مَثَلْ أَراد فی طریق یُورد فیه و یُصْدَر عن الماء فیه. و الوَهْمُ: الضَّخْمُ، و قیل: الصَّدَرُ عن كل شی‌ء الرُّجُوع. اللیث: الصَّدَرُ الانصراف عن الوِرْد و عن كل أَمر. یقال: صَدَرُوا و أَصْدَرْناهم. و یقال للذی یَبْتَدِئُ أَمْراً ثم لا یُتِمُّه: فُلان یُورِد و لا یُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قیل: أَوْرَدَ و أَصْدَرَ. قال
لسان العرب، ج‌4، ص: 449
أَبو عبید: صَدَرْتُ عن البِلاد و عن الماء صَدَراً، هو الاسم، فإِذا أَردت المصدر جزمت الدال؛ و أَنشد لابن مقبل: و لیلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها صَدْرَ المطِیَّة حتی تعرف السَّدَفا قال ابن سیدة: و هذا منه عِیٌّ و اختلاط، و قد وَضَعَ منه بهذه المقالة فی خطبة كتابِه المحكَم فقال: و هل أَوحَشُ من هذه العبارة أَو أَفحشُ من هذه الإِشارة؟ الجوهری: الصَّدْرُ، بالتسكین، المصدر، و قوله صَدْرَ المطِیَّة مصدر من قولك صَدَرَ یَصْدُرُ صَدْراً. قال ابن بری: الذی رواه أَبو عمرو الشیبانی السَّدَف، قال: و هو الصحیح، و غیره یرویه السُّدَف جمع سُدْفَة، قال: و المشهور فی شعر ابن مقبل ما رواه أَبو عمرو، و الله أَعلم. و الصَّدَر: الیوم الرابع من أَیام النحر لأَن الناس یَصْدُرون فیه عن مكة إِلی أَماكنهم. و تركته علی مِثْل لیلة الصَّدَر أَی لا شی‌ء له. و الصَّدَر: اسم لجمع صادر؛ قال أَبو ذؤیب: بِأَطْیَبَ منها، إِذا ما النُّجُومُ أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِی الصَّدَرْ و الأَصْدَرَانِ: عِرْقان یضربان تحت الصُّدْغَیْنِ، لا یفرد لهما واحد. و جاء یضرِب أَصْدَرَیْه إِذا جاء فارِغاً، یعنی عِطْفَیْهِ، و یُرْوَی أَسْدَرَیْهِ، بالسین، و روی أَبو حاتم: جاء فلان یضرب أَصْدَرَیْهِ و أَزْدَرَیهِ أَی جاء فارغاً، قال: و لم یدر ما أَصله؛ قال أَبو حاتم: قال بعضهم أَصْدَراهُ و أَزْدَراهُ و أَصْدغاهُ و لم یعرِف شیئاً منهنَّ. و‌فی حدیث الحسَن: یضرب أَصْدَرَیْه‌أَی منكِبیه، و یروی بالزای و السین. و قوله تعالی: حَتّٰی یَصْدُرَ الرِّعٰاءُ؛ أَی یرجعوا من سَقْیِهم، و من قرأَ یُصْدِرَ أَراد یردّون. مواشِیَهُمْ. و قوله عز و جل: یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النّٰاسُ أَشْتٰاتاً؛ أَی یرجعون. یقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَی رَجَعُوا عنه، و صَدَرُوا إِلی المكان صاروا إِلیه؛ قال: قال ذلك ابن عرفة. و الوارِدُ: الجائِی، و الصَّادِرُ: المنصرف. التهذیب: قال اللیث: المَصْدَرُ أَصل الكلمة التی تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال، و تفسیره أَن المصادر كانت أَول الكلام، كقولك الذّهاب و السَّمْع و الحِفْظ، و إِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها، فیقال: ذهب ذهاباً و سمِع سَمْعاً و سَمَاعاً و حَفِظ حِفْظاً؛ قال ابن كیسان: اعلم أَن المصدر المنصوب بالفعل الذی اشتُقَّ منه مفعولٌ و هو توكید للفعل، و ذلك نحو قمت قِیاماً و ضربته ضَرْباً إِنما كررته «3». و فی قمتُ دلیلٌ لتوكید خبرك علی أَحد وجهین: أَحدهما أَنك خِفْت أَن یكون من تُخاطِبه لم یَفهم عنك أَوَّلَ كلامك، غیر أَنه علم أَنك قلت فعلت فعلًا، فقلتَ فعلتُ فِعلًا لتردِّد اللفظ الذی بدأْت به مكرَّراً علیه لیكون أَثبت عنده من سماعه مرَّة واحدة، و الوجه الآخر أَن تكون أَردت أَن تؤكد خَبَرَكَ عند مَنْ تخاطبه بأَنك لم تقل قمتُ و أَنت ترید غیر ذلك، فردَّدته لتوكید أَنك قلتَه علی حقیقته، قال: فإِذا وصفته بصفة لو عرَّفته دنا من المفعول به لأَن فعلته نوعاً من أَنواع مختلفة خصصته بالتعریف، كقولك قلت قولًا حسناً و قمت القیام الذی وَعَدْتك. و صادِرٌ: موضع؛ و كذلك بُرْقَةُ صادر؛ قال النابغة: لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِینَ لَقِیتُه یُریدُ بَنِی حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ
(3). قوله: [إِنما كررته إِلی قوله و صادر موضع] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 450
و صادِرَة: اسم سِدْرَة معروفة: و مُصْدِرٌ: من أَسماء جُمادَی الأُولی؛ قال ابن سیدة: أُراها عادِیَّة.

صرر؛ ج4، ص: 450

: الصِّرُّ، بالكسر، و الصِّرَّةُ: شدَّة البَرْدِ، و قیل: هو البَرْد عامَّة؛ حكِیَتِ الأَخیرة عن ثعلب. و قال اللیث: الصِّرُّ البرد الذی یضرب النَّبات و یحسِّنه. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عما قتله الصِّرُّ من الجراد‌أَی البَرْد. و رِیحٌ صِرُّ و صَرْصَرٌ: شدیدة البَرْدِ، و قیل: شدیدة الصَّوْت. الزجاج فی قوله تعالی: بِرِیحٍ صَرْصَرٍ؛ قال: الصِّرُّ و الصِّرَّة شدة البرد، قال: و صَرْصَرٌ متكرر فیها الراء، كما یقال: قَلْقَلْتُ الشی‌ء و أَقْلَلْتُه إِذا رفعته من مكانه، و لیس فیه دلیل تكریر، و كذلك صَرْصَرَ و صَرَّ و صَلْصَلَ و صَلَّ، إِذا سمعت صوْت الصَّرِیرِ غیر مُكَرَّرٍ قلت: صَرَّ و صَلَّ، فإِذا أَردت أَن الصوت تَكَرَّر قلت: قد صَلْصَلَ و صَرْصَرَ. قال الأَزهری: و قوله: بِرِیحٍ صَرْصَرٍ؛ أَی شدید البَرْد جدّاً. و قال ابن السكیت: ریح صَرْصَرٌ فیه قولان: یقال أَصلها صَرَّرٌ من الصِّرّ، و هو البَرْد، فأَبدلوا مكان الراءِ الوسطی فاء الفعل، كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ و كَبْكَبُوا، و أَصله تجفَّف و كَبَّبُوا؛ و یقال هو من صَریر الباب و من الصَّرَّة، و هی الضَّجَّة، قال عز و جل: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّةٍ؛ قال المفسرون: فی ضَجَّة و صَیْحَة؛ و قال إمرؤ القیس: جَوَاحِرُها فی صَرَّة لم تَزَیَّلِ فقیل: فی صَرَّة فی جماعة لم تتفرَّق، یعنی فی تفسیر البیت. و قال ابن الأَنباری فی قوله تعالی: كَمَثَلِ رِیحٍ فِیهٰا صِرٌّ، قال: فیها ثلاثة أَقوال: أَحدها فِیهٰا صِرٌّ أَی بَرْد، و الثانی فیها تَصْوِیت و حَرَكة، و‌روی عن ابن عباس قول آخر فِیهٰا صِرٌّ، قال: فیها نار.و صُرَّ النباتُ: أَصابه الصِّرُّ. و صَرَّ یَصِرُّ صَرّاً و صَرِیراً و صَرْصَرَ: صوَّت و صاح اشدَّ الصیاح. و قوله تعالی: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهٰا؛ قال الزجاج: الصَّرَّة أَشدُّ الصیاح تكون فی الطائر و الإِنسان و غیرهما؛ قال جریر یَرْثِی ابنه سَوادَة: قَالُوا: نَصِیبكَ من أَجْرٍ، فقلت لهم: من لِلْعَرِینِ إِذا فارَقْتُ أَشْبالی؟ فارَقْتَنی حِینَ كَفَّ الدهرُ من بَصَرِی، و حین صِرْتُ كعَظْم الرِّمَّة البالی ذاكُمْ سَوادَةُ یَجْلُو مُقْلَتَیْ لَحِمٍ، بازٍ یُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالی و جاء فی صَرَّةٍ، و جاء یَصْطَرُّ. قال ثعلب: قیل لامرأَة: أَیُّ النساء أَبغض إِلیك؟ فقالت: التی إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ. و صَرَّ صِمَاخُهُ صَرِیراً: صَوَّت من العَطَش. و صَرصَرَ الطائرُ: صَوَّت؛ و خصَّ بعضهم به البازِیَ و الصَّقْر. و‌فی حدیث جعفر ابن محمد: اطَّلَعَ علیَّ ابن الحسین و أَنا أَنْتِفُ صَرّاً؛ هو عُصْفُور أَو طائر فی قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن، سمِّی بصوْته. یقال: صَرَّ العُصْفُور یَصِرُّ إِذا صاح. و صَرَّ الجُنْدُب یَصِرُّ صَرِیراً و صَرَّ الباب یَصِرُّ. و كل صوت شِبْهُ ذلك، فهو صَرِیرٌ إِذا امتدَّ، فإِذا كان فیه تخفیف و ترجِیع فی إِعادَة ضُوعِف، كقولك صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً، كأَنهم قَدَّرُوا فی صوْت الجُنْدُب المَدّ، و فی صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِیع فَحكَوْه علی ذلك، و كذلك الصَّقْر و البازی؛ و أَنشد الأَصمعی بَیْتَ جریر یَرْثِی ابنه
لسان العرب، ج‌4، ص: 451
سَوادَة: بازٍ یُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالی ابن السكِّیت: صَرَّ المَحْمِلُ یَصِرُّ صَرِیراً، و الصَّقرُ یُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً؛ و صرَّت أُذُنِی صَریراً إذا سمعت لها دَوِیّاً. و صَرَّ القلمُ و الباب یَصِرُّ صَرِیراً أَی صوَّت. و‌فی الحدیث: أَنه كان یخطُب إِلی حِذْعٍ ثم اتَّخَذ المِنْبَرَ فاصْطَرَّت السَّارِیة؛ أَی صوَّتت و حنَّت، و هو افْتَعَلَتْ من الصَّرِیر، فقُلِبت التَّاء طاءً لأَجل الصاد. و دِرْهَمٌ صَرِّیٌّ و صِرِّیٌّ: له صوْت و صَرِیرٌ إِذا نُقِرَ، و كذلك الدِّینار، و خصَّ بعضهم به الجَحْدَ و لم یستعمله فیما سواه. ابن الأَعرابی: ما لفلان صِرٌّ أَی ما عنده درْهم و لا دینار، یقال ذلك فی النَّفْی خاصة. و قال خالد بن جَنبَة: یقال للدِّرْهم صَرِّیٌّ، و ما ترك صَرِّیاً إِلَّا قَبَضه، و لم یثنِّه و لم یجمعه. و الصَّرَّةُ: الضَّجَّة و الصَّیْحَةُ. و الصَّرُّ: الصِّیاح و الجَلَبة. و الصَّرَّة: الجماعة. و الصَّرَّة: الشِّدة من الكْرب و الحرْب و غیرهما؛ و قد فسر قول إمرئ القیس: فأَلْحَقَنَا بالهَادِیاتِ، و دُونَهُ جَواحِرُها، فی صَرَّةٍ لم تَزَیَّلِ فُسِّرَ بالجماعة و بالشدَّة من الكرْب، و قیل فی تفسیره: یحتمل الوجوه الثلاثة المتقدِّمة قبله. و صَرَّة القَیْظِ: شدَّته و شدَّةُ حَرِّه. و الصَّرَّة: العَطْفة. و الصَّارَّة: العَطَشُ، و جمعه صَرَائِرُ نادر؛ قال ذو الرمة: فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها، و قد نَشَحْنَ، فلا ریٌّ و لا هِیمُ ابن الأَعرابی: صَرَّ یَصِرُّ إِذا عَطِشَ و صَرَّ یَصُرُّ إِذا جَمَعَ. و یقال: قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شرب الماء فذهَب عَطَشه، و جمعُها صَرائِر، «1». و أَنشد بیت ذی الرمة أَیضاً: [لم تَقْصَعْ صَرائِرَها] قال: و عِیب ذلك علی أَبی عمرو، و قیل: إِنما الصَّرائرُ جمع صَرِیرة، قال: و أَما الصَّارَّةُ فجمعها صَوارّ. و الصِّرار: الخیط الذی تُشَدُّ به التَّوادِی علی أَطراف الناقة و تُذَیَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلَّا یُؤَثِّرَ الصِّرارُ فیها. الجوهری: و صَرَرْتُ الناقة شددت علیها الصِّرار، و هو خیط یُشَدُّ فوق الخِلْف لِئلَّا یرضعَها ولدها. و‌فی الحدیث: لا یَحِلُّ لرجل یُؤمن بالله و الیوم الآخر أَن یَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بغیر إِذْنِ صاحبها فإِنه خاتَمُ أَهْلِها.قال ابن الأَثیر: من عادة العرب أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا أَرسلوها إِلی المَرْعَی سارِحَة، و یسمُّون ذلك الرِّباطَ صِراراً، فإِذا راحَتْ عَشِیّاً حُلَّت تلك الأَصِرَّة و حُلِبَتْ، فهی مَصْرُورة و مُصَرَّرة؛ و منه‌حدیث مالك بن نُوَیْرَةَ حین جَمَعَ بَنُو یَرْبُوَع صَدَقاتهم لیُوَجِّهوا بها إِلی أَبی بكر، رضی الله عنه، فمنعَهم من ذلك و قال: و قُلْتُ: خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ مُصَرَّرَة أَخلافها لم تُحَرَّدِ سأَجْعَلُ نفسی دُونَ ما تَحْذَرُونه، و أَرْهَنُكُمْ یَوْماً بما قُلْتُهُ یَدِی قال: و علی هذا المعنی تأَوَّلُوا قولَ الشافعی فیما ذَهب إِلیه من أَمْرِ المُصَرَّاة. و صَرَّ الناقة یَصُرُّها صَرّاً و صَرَّ بها: شدَّ ضَرْعَها. و الصِّرارُ: ما یُشدُّ به، و الجمع أَصِرَّة؛ قال:
(1). قوله: [و جمعها صرائر] عبارة الصحاح: قال أَبو عمرو و جمعها صرائر إلخ و به یتضح قوله بعد: و عیب ذلك علی أَبی عمرو
لسان العرب، ج‌4، ص: 452
إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًی أَصِرَّتُها، و لا كَریمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ و رَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً، فی الرأْس منها و فی الأَصْلاد تَمْلِیحُ و روایة سیبویه فی ذلك: و رَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة، و لا كریمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح و الصَّرَّةُ: الشاة المُصَرَّاة. و المُصَرَّاة: المُحَفَّلَة علی تحویل التضعیف. و ناقةٌ مُصِرَّةٌ: لا تَدِرُّ؛ قال أُسامة الهذلی: أَقرَّتْ علی حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة، و رَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِیسِ بُزُولُها و الصُّرَّة: شَرَجْ الدَّراهم و الدنانیر، و قد صَرَّها صَرّاً. غیره: الصُّرَّة صُرَّة الدراهم و غیرها معروفة. و صَرَرْت الصُّرَّة: شددتها. و‌فی الحدیث: أَنه قال لجبریل، علیه السلام: تأْتِینی و أَنت صارٌّ بین عَیْنَیْك؛ أَی مُقَبِّض جامعٌ بینهما كما یفعل الحَزِین. و أَصل الصَّرِّ: الجمع و الشدُّ. و‌فی حدیث عمران بن حصین: تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْ‌ءِ، كأَنه من صَرَرْته إِذا شَدَدْته؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی بعض الطرق، و المعروف تنضرج أَی تنشقُّ. و‌فی الحدیث: أَنه قال لِخَصْمَیْنِ تقدَّما إِلیه: أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام، أَی ما تُجَمِّعانِه فی صُدُوركما. و كلُّ شی‌ء جمعته، فقد، صَرَرْته؛ و منه قیل للأَسیر: مَصْرُور لأَن یَدَیْه جُمِعتَا إِلی عُنقه؛و لمَّا بعث عبد الله بن عامر إِلی ابن عمر بأَسیرِ قد جُمعت یداه إِلی عُنقه لِیَقْتُلَه قال: أَمَّا و هو مَصْرُورٌ فَلا.و صَرَّ الفرسُ و الحمار بأُذُنِه یَصُرُّ صَرّاً و صَرَّها و أَصَرَّ بها: سَوَّاها و نَصَبها لِلاستماع. ابن السكیت: یقال صَرَّ الفرس أُذنیه ضَمَّها إِلی رأْسه، فإِذا لم یُوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس، بالأَلف، و ذلك إِذا جمع أُذنیه و عزم علی الشَّدِّ؛ و فی حدیث سَطِیح: أَزْرَقُ مُهْمَی النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ صَرَّ أُذُنه و صَرَّرها أَی نَصَبها و سوَّاها؛ و جاءت الخیلُ مُصِرَّة آذانَها أَی محدِّدة آذانَها رافعةً لها و إِنما تَصُرُّ آذانها إِذا جَدَّت فی السیر. ابن شمیل: أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن یخلُص سنبله، فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قیل: قد أَسْبَل؛ و قال فی موضع آخر: یكون الزرع صَرَراً حین یَلْتَوی الورَق و یَیْبَس طرَف السُّنْبُل، و إِن لم یخرُج فیه القَمْح. و الصَّرَر: السُّنْبُل بعد ما یُقَصِّب و قبل أَن یظهر؛ و قال أَبو حنیفة: هو السُّنْبُل ما لم یخرج فیه القمح، واحدته صَرَرَة، و قد أَصَرَّ. و أَصَرَّ یعْدُو إِذا أَسرع بعض الإِسراع، و رواه أَبو عبید أَضَرَّ، بالضاد، و زعم الطوسی أَنه تصحیف. و أَصَرَّ علی الأَمر: عَزَم. و هو منی صِرِّی و أَصِرِّی و صِرَّی و أَصِرَّی و صُرَّی و صُرَّی أَی عَزِیمة و جِدٌّ. و قال أَبو زید: إِنها مِنِّی لأَصِرِّی أَی لحَقِیقَة؛ و أَنشد أَبو مالك: قد عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنایا الغُرِّ، أَن النَّدَی مِنْ شِیمَتی أَصِرِّی أَی حَقِیقة. و قال أَبو السَّمَّال الأَسَدِی حین ضلَّت ناقته: اللهم إِن لم تردَّها عَلَیَّ فلم أُصَلِّ لك صلاةً، فوجَدَها عن قریب فقال: عَلِمَ الله أَنها مِنِّی صِرَّی أَی عَزْم علیه. و قال ابن السكیت: إِنها عَزِیمة مَحْتُومة، قال: و هی مشتقة من أَصْرَرْت علی الشی‌ء إِذا أَقمتَ و دُمْت علیه؛ و منه قوله تعالی: وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلیٰ مٰا فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ. و قال
لسان العرب، ج‌4، ص: 453
أَبو الهیثم: أَصِرِّی أَی اعْزِمِی، كأَنه یُخاطِب نفسَه، من قولك: أَصَرَّ علی فعله یُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم علی أَن یمضی فیه و لا یرجِع. و فی الصحاح: قال أَبو سَمَّال الأَسَدِی و قد ضَلَّت ناقتُه: أَیْمُنُكَ لَئِنْ لم تَرُدَّها عَلَیَّ لا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه و قد تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ فأَخذها و قال: عَلِمَ رَبِّی أَنَّها مِنِّی صِرَّی. و قد یقال: كانت هذه الفَعْلَة مِنِّی أَصِرِّی أَی عَزِیمة، ثم جعلت الیاء أَلفاً، كما قالوا: بأَبی أَنت، و بأَبا أَنت؛ و كذلك صِرِّی و صِرَّی علی أَن یُحذف الأَلفُ من إِصِرَّی لا علی أَنها لغة صَرَرْتُ علی الشی‌ء و أَصْرَرْتُ. و قال الفراء: الأَصل فی قولهم كانت مِنِّی صِرِّی و أَصِرِّی أَی أَمر، فلما أَرادوا أَن یُغَیِّرُوه عن مذهب الفعل حَوَّلُوا یاءه أَلفاً فقالوا: صِرَّی و أَصِرَّی، كما قالوا: نُهِیَ عن قِیلَ [قِیلٍ و قَالَ [قَالٍ، و قال: أُخْرِجَتا من نِیَّةِ الفعل إِلی الأَسماء. قال: و سمعت العرب تقول أَعْیَیْتَنی من شُبَّ إِلی دُبَّ، و یخفض فیقال: من شُبٍّ إِلی دُبٍّ؛ و معناه فَعَل ذلك مُذْ كان صغیراً إِلی أَنْ دَبَّ كبیراً و أَصَرَّ علی الذنب لم یُقْلِعْ عنه. و‌فی الحدیث: ما أَصَرَّ من استغفر.أَصرَّ علی الشی‌ء یُصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه و دَاوَمه و ثبت علیه، و أَكثر ما یستعمل فی الشرِّ و الذنوب، یعنی من أَتبع الذنب الاستغفار فلیس بِمُصِرٍّ علیه و إِن تكرَّر منه. و‌فی الحدیث: ویلٌ لِلْمُصِرِّین الذین یُصِرُّون علی ما فعلوه و هم یعلمون.و صخرة صَرَّاء: مَلْساء. و رجلٌ صَرُورٌ و صَرُورَة: لم یَحُجَّ قَطُّ، و هو المعروف فی الكلام، و أَصله من الصَّرِّ الحبسِ و المنعِ، و قد قالوا فی هذا المعنی: صَرُوریٌّ و صَارُورِیُّ، فإِذا قلت ذلك ثَنَّیت و جمعت و أَنَّثْت؛ و قال ابن الأَعرابی: كل ذلك من أَوله إِلی آخره مثنًّی مجموع، كانت فیه یاء النسب أَو لم تكن، و قیل: رجل صَارُورَة و صارُورٌ لم یَحُجَّ، و قیل: لم یتزوَّج، الواحد و الجمع فی ذلك سواء، و كذلك المؤنث. و الصَّرُورة فی شعر النَّابِغة: الذی لم یأْت النساء كأَنه أَصَرَّ علی تركهنَّ. و‌فی الحدیث: لا صَرُورَة فی الإِسلام.و قال اللحیانی: رجل صَرُورَة لا یقال إِلا بالهاء؛ قال ابن جنی: رجل صَرُورَة و امرأَة صرورة، لیست الهاء لتأْنیث الموصوف بما هی فیه و إنما لحقت لإِعْلام السامع أَن هذا الموصوف بما هی فیه و قد بلغ الغایة و النهایة، فجعل تأْنیث الصفة أَمارَةً لما أُرید من تأْنیث الغایة و المبالغة. و قال الفراء عن بعض العرب: قال رأَیت أَقواماً صَرَاراً، بالفتح، واحدُهم صَرَارَة، و قال بعضهم: قوم صَوَارِیرُ جمع صَارُورَة، قال و من قال صَرُورِیُّ و صَارُورِیٌّ ثنَّی و جمع و أَنَّث، و فسَّر أَبو عبید‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لا صَرُوْرَة فی الإِسلام؛ بأَنه التَّبَتُّل و تَرْكَ النكاح، فجعله اسماً للحَدَثِ؛ یقول: لیس ینبغی لأَحد أَن یقول لا أَتزوج، یقول: هذا لیس من أَخلاق المسلمین و هذا فعل الرُّهْبان؛ و هو معروف فی كلام العرب؛ و منه قول النابغة: لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ، عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ یعنی الراهب الذی قد ترك النساء. و قال ابن الأَثیر فی تفسیر هذا الحدیث: و قیل أَراد من قَتَل فی الحرم قُتِلَ، و لا یقبَل منه أَن یقول: إِنی صَرُورَة ما حَجَجْت و لا عرفت حُرْمة الحَرَم. قال: و كان الرجل فی الجاهلیة إِذا أَحدث حَدَثاً و لَجَأَ إِلی الكعبة لم یُهَجْ، فكان إِذا لِقیَه ولیُّ الدَّمِ فی الحَرَمِ قیل له: هو صَرُورةٌ و لا تَهِجْه. و حافرٌ مَصْرُورٌ و مُصْطَرٌّ: ضَیِّق مُتَقَبِّض.
لسان العرب، ج‌4، ص: 454
و الأَرَحُّ: العَرِیضُ، و كلاهما عیب؛ و أَنشد: لا رَحَحٌ فیه و لا اصْطِرارُ و قال أَبو عبید: اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إِذا كان فاحِشَ الضِّیقِ؛ و أَنشد لأَبی النجم العجلی: بِكلِّ وَأْبِ للحَصَی رَضَّاحِ، لَیْسَ بِمُصْطَرٍّ و لا فِرْشاحِ أَی بكل حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ یَحْفِرُ الحَصَی لقوَّته لیس بضَیِّق و هو المُصْطَرُّ، و لا بِفِرْشاحٍ و هو الواسع الزائد علی المعروف. و الصَّارَّةُ: الحاجةُ. قال أَبو عبید: لَنا قِبَلَه صارَّةٌ، و جمعها صَوارُّ، و هی الحاجة. و شرب حتی ملأَ مصارَّه أَی أَمْعاءَه؛ حكاه أَبو حنیفة عن ابن الأَعرابی و لم یفسره بأَكثر من ذلك. و الصَّرارةُ: نهر یأْخذ من الفُراتِ. و الصَّرارِیُّ: المَلَّاحُ؛ قال القطامی: فی ذی جُلُولٍ یِقَضِّی المَوْتَ صاحِبُه، إِذا الصَّرارِیُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَی كَبَّرَ، و الجمع صرارِیُّونَ و لا یُكَسَّرُ؛ قال العجاج: جَذْبَ الصَّرارِیِّینَ بالكُرُورِ و یقال للمَلَّاح: الصَّارِی مثل القاضِی، و سنذكره فی المعتلّ. قال ابن بری: كان حَقُّ صرارِیّ أَن یذكر فی فصل صَری المعتلّ اللام لأَن الواحد عندهم صارٍ، و جمعه صُرّاء و جمع صُرّاءٍ صَرارِیُّ؛ قال: و قد ذكر الجوهری فی فصل صری أَنّ الصارِیّ المَلَّاحُ، و جمعه صُرّاءٌ. قال ابن درید: و یقال للملاح صارٍ، و الجمع صُرّاء، و كان أَبو علی یقول: صُرّاءٌ واحد مثل حُسَّانٍ للحَسَنِ، و جمعه صَرارِیُّ؛ و احتج بقول الفرزدق: أَ شارِبُ خَمْرةٍ، و خَدینُ زِیرٍ، و صُرّاءٌ، لفَسْوَتِه بُخَار؟ قال: و لا حجة لأَبی علیّ فی هذا البیت لأَن الصَّرَارِیّ الذی هو عنده جمع بدلیل قول المسیب بن عَلَس یصف غائصاً أَصاب درة، و هو: و تَرَی الصَّرارِی یَسْجُدُونَ لها، و یَضُمُّها بَیَدَیْهِ للنَّحْرِ و قد استعمله الفرزدق للواحد فقال: تَرَی الصَّرارِیَّ و الأَمْواجُ تَضْرِبُه، لَوْ یَسْتَطِیعُ إِلی بَرِّیّةٍ عَبَرا و كذلك قول خلف بن جمیل الطهوی: تَرَی الصَّرارِیَّ فی غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ تَعْلُوه طَوْراً، و یَعْلُو فَوْقَها تِیَرَا قال: و لهذا السبب جعل الجوهری الصَّرارِیَّ واحداً لما رآه فی أَشعار العرب یخبر عنه كما یخبر عن الواحد الذی هو الصَّارِی، فظن أَن الیاء فیه للنسبة كأَنه منسوب إِلی صَرارٍ مثل حَواریّ منسوب إِلی حوارٍ، و حَوارِیُّ الرجل: خاصَّتُه، و هو واحد لا جَمْعٌ، و یدلك علی أَنَّ الجوهری لَحَظَ هذا المعنی كونُه جعله فی فصل صرر، فلو لم تكن الیاء للنسب عنده لم یدخله فی هذا الفصل، قال: و صواب إِنشاد بیت العجاج: جَذْبُ برفع الباء لأَنه فاعل لفعل فی بیت قبله، و هو‌لَأْیاً یُثانِیهِ، عَنِ الحُؤُورِ، جَذْبُ الصَّرارِیِّینَ بالكُرُورِ اللأْیُ: البُطْءُ، أَی بَعْدَ بُطْءٍ أَی یَثْنی هذا القُرْقورَ عن الحُؤُور جَذْبُ المَلَّاحینَ بالكُرُورِ، و الكُرورُ جمع كَرٍّ، و هو حبْلُ السَّفِینة الذی یكون فی
لسان العرب، ج‌4، ص: 455
الشِّراعِ قال: و قال ابن حمزة: واحدها كُرّ بضم الكاف لا غیر. و الصَّرُّ: الدَّلْوُ تَسْتَرْخِی فَتُصَرُّ أَی تُشَدّ و تُسْمَع بالمِسْمَعِ، و هی عروة فی داخل الدلو بإِزائها عروة أُخری؛ و أَنشد فی ذلك: إِنْ كانتِ امَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها، إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لا یَضُرُّها و الصَّرَّةُ: تَقْطِیبُ الوَجْهِ من الكَراهة. و الصِّرارُ: الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لا یعلوها الماء. و صِرارٌ: اسم جبل؛ و قال جریر: إِنَّ الفَرَزْدَقَ لا یُزایِلُ لُؤْمَه، حتی یَزُولَ عَنِ الطَّرِیقِ صِرارُ و‌فی الحدیث: حتی أَتینا صِراراً؛ قال ابن الأَثیر: هی بئر قدیمة علی ثلاثة أَمیال من المدینة من طریق العِراقِ، و قیل: موضع. و یقال: صارَّه علی الشی‌ء أَكرهه. و الصَّرَّةُ، بفتح الصاد: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ هذه عن اللحیانی. و صَرَّرَتِ الناقةُ: تقدَّمتْ؛ عن أَبی لیلی؛ قال ذو الرمة: إِذا ما تأَرَّتنا المَراسِیلُ، صَرَّرَتْ أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَیْنُقَ الرَّكْبِ «2». و صِرِّینُ: موضع؛ قال الأَخطل: إِلی هاجِسٍ مِنْ آل ظَمْیاءَ، و التی أَتی دُونها بابٌ بِصِرِّین مُقْفَلُ و الصَّرْصَرُ و الصُّرْصُرُ و الصُّرْصُور مثل الجُرْجور: و هی العِظام من الإِبل. و الصُّرْصُورُ: البُخْتِیُّ من الإِبل أَو ولده، و السین لغة. ابن الأَعرابی: الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِیب من الإِبل. و یقال للسَّفِینة: القُرْقور و الصُّرْصور. و الصَّرْصَرانِیَّة من الإِبل: التی بین البَخاتیِّ و العِراب، و قیل: هی الفَوالِجُ. و الصَّرْصَرانُ: إِبِل نَبَطِیَّة یقال لها الصَّرْصَرانیَّات. الجوهری: الصَّرْصَرانِیُّ واحدُ الصَّرْصَرانِیَّات، و هی الإِبِل بین البَخاتیّ و العِراب. و الصَّرْصَرانُ و الصَّرْصَرانیُّ: ضرب من سَمَك البحر أَمْلَس الجِلْد ضَخْم؛ و أَنشد: مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ و الصَّرْصَرُ: دُوَیْبَّة تحت الأَرض تَصِرُّ أَیام الربیع. و صَرَّار اللیل: الجُدْجُدُ، و هو أَكبرُ من الجنْدُب، و بعض العرب یُسَمِّیه الصَّدَی. و صَرْصَر: اسم نهر بالعراق. و الصَّراصِرَةُ: نَبَطُ الشام. التهذیب فی النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة و حَبْكَرتُه حَبْكَرَة و دَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً و حَبْحَبْتُه و زَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً و صَرْصرتُه و كَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه و رَدَدْت أَطراف ما انتَشَرَ منه، و كذلك كَبْكَبْتُه.

صطر؛ ج4، ص: 455

: التهذیب: الكسائی المُصْطارُ الخَمْر الحامِض؛ قال الأَزهری: لیس المُصْطار من المُضاعَف، و قال فی موضع آخر: هو بتخفیف الراء، و هی لغة رومِیَّة؛ قال الأَخطل یصف الخمر: تَدْمَی، إِذا طَعَنُوا فیها بِجَائفَة فَوْقَ الزُّجاج، عَتِیقٌ غیر مُصْطارِ و قال: المُصْطار الحدِیثة المُتَغَیِّرَةُ الطعم و الریح. قال الأَزهری: و المُصْطار من أَسماء الخمر التی اعْتُصِرَت من أَبكار العِنَب حَدِیثاً، بِلُغة أَهل الشام؛ قال: و أُراه رُومِیّاً لأَنه لا یُشْبه أَبنیة كلام العرب. قال: و یقال المُسْطارُ، بالسین، و هكذا
(2). قوله: [تأرتنا المراسیلُ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 456
رواه أَبو عبید فی باب الخمر و قال: هو الحامِض منه. قال الأَزهری: المُصْطار أَظنه مُفْتَعلًا من صار، قلبت التاء طاء. قال و جاء المُصْطارُ فی شعر عَدِیّ ابن الرقاع فی نعت الخمر فی موضعین، بتخفیف الراء، قال: و كذلك وجدته مقیَّداً فی كتاب الإِیادِی المَقْرُوِّ علی شمر. ابن سیدة فی ترجمة سطر: السَّطْر العَتود من المَعَزِ، و الصاد لغة، و قرئ: و زاده بصْطَةً و مُصَیْطِر، بالصاد و السین، و أَصل صاده سین قلبت مع الطاء صاداً لقرب مَخارجها.

صعر؛ ج4، ص: 456

: الَّصعَر: مَیَلٌ فی الوَجْهِ، و قیل: الصَّعَرُ المَیَل فی الخدِّ خاصة، و ربما كان خِلْقة فی الإِنسان و الظَّلیم، و قیل: هو مَیَلٌ فی العُنُق و انْقِلاب فی الوجه إِلی أَحد الشقَّین. و قد صَعَّرَ خَدَّه و صاعَرَه: أَمالهُ من الكِبْرِ؛ قال المُتَلَمِّس و اسمه جَریر بن عبد المسیح: و كُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا لَهُ من مَیلِهِ فَتَقَوَّما یقول: إِذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناهُ حتی یتقوَّم مَیْلُه، و قیل: الصَّعَرُ داءٌ یأْخذ البعیر فیَلْوِی منه عُنُقَه و یُمیلُه، صَعِرَ صَعَراً، و هو أَصْعَر؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء: و تَرَی لهَا دَلًّا إِذا نَطَقَتْ، تَرَكَتْ بَناتِ فؤادِه صُعْرا و قول أَبی ذؤیب: فَهُنَّ صُعْرٌ إِلی هَدْرِ الفَنِیقِ و لم یُجْرَ، و لم یُسْلِهِ عَنْهُنَّ إِلقاحُ عدَّاه بإِلی لأَنه فی معنی مَوائِلَ، كأَنه قال: فَهُنَّ مَوائِلُ إِلی هَدْر الفَنیق. و یقال: أَصاب البعیرَ صَعَرٌ و صَیَدٌ أَی أَصابه دَاءٌ یَلْوی منه عُنُقه. و یقال للمتكبِّر: فیه صَعَرٌ وَ صَیَدٌ. ابن الأَعرابی: الصَّعَر و الصَّعَلُ صِغَرُ الرأْس. و الصَّعَرُ: التَّكَبُّرُ. و‌فی الحدیث: كلُّ صَعَّارٍ مَلْعون؛ أَی كل ذی كِبْرٍ و أُبَّهَةٍ، و قیل: الصَّعَّارُ المتكبر لأَنه یَمِیل بِخَدِّه و یُعْرِض عن الناس بوجهه، و یروی بالقاف بدل العین، و بالضاد المعجمة و الفاء و الزای، و سیذكر فی موضعه. و فی التنزیل: وَ لٰا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّٰاسِ، و قرئ: و لا تُصاعِرْ؛ قال الفراء: معناهما الإِعراض من الكِبْرِ؛ و قال أَبو إِسحاق: معناه لا تُعْرِض عن الناس تكبُّراً، و مجازُه لا تلزم خدَّك الصَّعَر. و أَصْعَره: كصَعَّرَه. و التَّصْعِیرُ: إِمالَةُ الخدِّ عن النظر إِلی الناس تَهاوُناً من كِبْرٍ كأَنه مُعرِضٌ. و‌فی الحدیث: یأْتی علی الناس زَمان لیس فیهم إِلَّا أَصْعَرُ أَو أَبْتَر؛ یعنی رُذالة الناس الذین لا دین لهم، و قیل: لیس فیهم إِلا ذاهب بنفسه أَو ذَلِیل. و قال ابن الأَثیر: الأَصْعَرُ المُعْرِض بوجهه كِبراً. و‌فی حدیث عمَّار: لا یَلی الأَمْرَ بعدَ فلانٍ إِلا كلُّ أَصْعَر أَبْتَر‌أَی كلُّ مُعْرِض عن الحق ناقِص. و لأُقِیمَنَّ صَعَرك أَی مَیْلك، علی المثَل. و‌فی حدیث تَوْبَةِ كَعْب: فأَنا إِلیه أَصْعَر‌أَی أَمِیل. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه كان أَصْعَرَ كُهاكِهاً؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و مَحْشَك أَمْلِحِیه، و لا تُدَافی علی زَغَبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغَارِ قال: فیها صَعَرٌ من صِغَرها یعنی مَیَلًا. و قَرَبٌ مُصْعَرٌّ: شدیدٌ؛ قال: و قَدْ قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرًّا، إِذا الهِدَانُ حارَ و اسْبَكَرَّا
لسان العرب، ج‌4، ص: 457
و الصَّیْعَرِیَّةُ: اعْتِراضٌ فی السَّیر، و هو من الصَّعَرِ. و الصَّیْعَرِیَّةُ: سِمَة فی عنق الناقة خاصَّة. و قال أَبو علی فی التذكرة: الصَّیْعَرِیَّة وَسْم لأَهل الیَمن، لم یكن یُوسم إِلا النُّوق؛ قال و قول المُسَیَّب بن عَلَس: و قد أَتَناسَی الهَمَّ عند احْتِضَارِه بِناجٍ، علیه الصَّیْعَرِیَّة، مُكْدَم «1». یدلُّ علی أَنه قد یُوسَم بها الذُّكُور. و قال أَبو عبید: الصَّیْعَریَّة سِمَة فی عُنُق البعیر، و لما سَمعَ طَرَفَةُ هذا البیت من المسیَّب قال له: اسْتَنْوَقَ الجمَلُ أَی أَنك كنتَ فی صفة جَمل، فلما قلت الصَّیْعَرِیَّة عُدْت إِلی ما تُوصَف به النُّوق، یعنی أَن الصَّیْعَرِیَّة سِمَة لا تكون إِلا للإِناث، و هی النُّوق. و أَحْمَرُ صَیْعَرِیٌّ: قانئٌ. و صَعْرَرَ الشی‌ءَ فَتَصَعْرَرَ: دَحْرَجَه فتَدَحْرَجَ و اسْتَدَارَ؛ قال الشاعر: یَبْعَرْن مِثْل الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ و قد صَعْرَرْت صُعْرُورَة، و الصُّعْرُورَةُ: دُحْرُوجَة الجُعَلِ یَجمَعُها فَیُدِیرُها و یدفعها، و قد صَعْرَرَها، و الجمع صَعارِیر. و كلُّ حمل شجرة تكون مثلَ الأَبْهَلِ و الفُلْفُلِ و شِبْهِه مما فیه صَلابَةٌ، فهو صُعْرُورٌ، و هو الصَّعارِیرُ. و الصُّعْرُور: الصَّمْغُ الدَّقِیق الطویل الملْتَوِی، و قیل: هو الصَّمْغ عامَّة، و قیل: الصَّعارِیر صمغ جامد یشبِه الأَصابِع، و قیل: الصُّعْرُور القِطعة من الصَّمْغ؛ قال أَبو حنیفة: الصُّعْرُورَة، بالهاء، الصَّمْغَة الصَّغیرة المُسْتَدِیرة؛ و أَنشد: إِذا أَوْرَقَ العَبْسِیُّ جاعَ عِیالُه، و لم یَجِدُوا إِلا الصَّعارِیرَ مَطْعَما ذهَب بالعَبْسِیِّ مَجْرَی الجِنْس كأَنه قال: أَوْرَقَ العَبْسِیُّون، و لو لا ذلك لقال: و لم یَجِدْ، و لم یَقُلْ: و لم یَجِدُوا، و عَنی أَن مُعَوَّله فی قوتِه و قوتِ بَنَاته علی الصَّیْدِ، فإِذا أَوْرَقَ لم یجدْ طَعاماً إِلا الصَّمْغ، قال: و هم یَقْتاتون الصَّمْغ. و الصَّعَرُ: أَكلُ الصَّعارِیر، و هو الصَّمْغ قال أَبو زید: الصُّعْرُور، بغیر هاء، صَمْغَة تطول و تَلتَوِی، و لا تكون صُعْرُورَةً إِلا مُلْتَوِیَة، و هی نحو الشّبر. و قال مرَّة عن أَبی نصْر: الصُّعْرُورُ یكون مثلَ القَلَم و ینعطِف بمنزلة القَرْن. و الصَّعَارِیرُ: الأَباخِس الطِّوال، و هی الأَصابع، واحدها أَبْخَس. و الصَّعارِیر: اللبَنُ المصمَّغ فی اللبَإ قبل الإِفْصاح. و الاصْعِرارُ: السَّیرُ الشدید؛ یقال: اصْعَرَّت الإِبل اصْعِراراً، و یقال: اصْعَرَّت الإِبل و اصْعَنْفَرَت و تَمَشْمَشَتْ و امْذَقَرَّت إِذا تفرَّقت. و ضرَبه فاصْعَنْرَرَ و اصْعَرَّر، بإِدغام النون فی الراء، أَی استدار من الوجع مكانه و تقبَّض. و الصَّمْعَرُ: الشدید، و المیم زائدة؛ یقال: رجل صَمْعَرِیٌّ. و الصَّمْعَرَةُ: الأَرض الغلِیظة. و قال أَبو عمرو: الصَّعارِیرُ ما جَمَدَ من اللَّثَا. و قد سَمَّوْا أَصْعَرَ و صُعَیراً و صَعْرانَ، و ثَعْلَبَةُ بن صُعَیرٍ المازِنی.

صعبر؛ ج4، ص: 457

: الصَّعْبَرُ و الصَّنَعْبرُ: شجَر كالسِّدْر. و الصُّعْبُورُ: الصغیر الرأْس كالصُّعْرُوبِ.

صعتر؛ ج4، ص: 457

: الصَّعْتَرُ من البُقول، بالصاد، قال ابن سیدة: هو ضرب من النَّبات، واحدته صَعْتَرَة، و بها كُنِی البَوْلانیُّ أَبا صَعْتَرَة. قال أَبو حنیفة: الصَّعْتَرُ مما ینبت بأَرض العرَب، منه سُهْلِیٌّ و منه جَبَلِیٌّ. و ترجمة الجوهری علیه سعتر، بالسین، قال: و بعضهم
(1). و ینسب هذا البیت إِلی المتلمّس
لسان العرب، ج‌4، ص: 458
یكتبه بالصاد فی كُتُب الطِّبِّ لئلا یَلْتَبس بالشَّعیر. و صَعْتر: اسم موضع. و الصَّعْتَرِیُّ: الشاطِرُ؛ عراقیَّة. الأَزهری: رجل صَعْتَرِیٌّ لا غیر إِذا كان فَتًی كَریماً شُجاعاً.

صعفر؛ ج4، ص: 458

: اصْعَنْفَرَت الإِبل: أَجَدَّت فی سَیرِها. و اصْعَنْفَرَ إِذا نَفَرَ. و اصْعَنْفَرَت الحُمُر إِذا ابْذَعَرَّتْ فَنَفَرَت و تفرَّقت و أَسْرَعَتْ فِراراً، و إِنما صَعْفَرَها الخَوف و الفَرَق؛ قال الراجز یصف الرامی و الحمر: فلم یُصِبْ و اصْعَنْفَرَت جَوافِلا و روی: … و اسحنفرت … قال ابن سیدة: و كذلك المَعَز اصْعَنْفَرَتْ نفرت و تفرَّقت؛ و أَنشد: و لا غَرْوَ إِنْ نُرْوِهِمْ مِنْ نِبالِنا، كما اصْعَنْفَرَت مِعزَی الحِجازِ من السَّعْف و المُصْعَنْفِرُ: الماضی كالمُسْحَنْفِرِ.

صعمر؛ ج4، ص: 458

: الصُّعْمُور: الدُّولاب كالعُصْمُور.

صغر؛ ج4، ص: 458

: الصِّغَرُ: ضد الكبر. ابن سیدة: الصِّغَر و الصَّغارةُ خِلاف العِظَم، و قیل: الصِّغَر فی الجِرْم، و الصَّغارة فی القَدْر؛ صَغُرَ صَغارةً و صِغَراً و صَغِرَ یَصْغَرُ صَغَراً؛ بفتح الصاد و الغین، و صُغْراناً؛ كلاهما عن ابن الأَعرابی: فهو صَغِیر و صُغار، بالضم، و الجمع صِغَار. قال سیبویه: وافق الذِین یقولون فَعِیلًا الذین یقولون فُعالًا لاعتِقابِهما كثیراً، و لم یقولوا صُغَراء، اسْتَغْنوا عنه بِفِعال، و قد جُمع الصَّغِیر فی الشعر علی صُغَراء؛ أَنشد أَبو عمرو: و للكُبَراءِ أَكْلٌ حیث شاؤوا، و للصُّغَراء أَكْلٌ و اقْتِثامُ و المَصْغُوراءُ: اسم للجمع. و الأَصاغِرَة: جمع الأَصْغَر. قال ابن سیدة: إِنما ذكرت هذا لأَنه مِمَّا تلحقه الهاء فی حدِّ الجمع إذ لیس منسوباً و لا أَعجمیّاً و لا أَهل أَرض و نحوَ ذلك من الأَسباب التی تدخلها الهاء فی حدّ الجمع، لكن الأَصْغَر لما خرج علی بناء القَشْعَم و كانوا یقولون القَشاعِمَة أَلحقُوه الهاء، و قد قالوا الأَصاغِر، بغیر هاء، إِذ قد یفعلون ذلك فی الأَعجمی نحو الجَوارِب و الكَرابِج، و إِنما حملهم علی تكسیره أَنه لم یتمكَّن فی باب الصفة. و الصُّغْرَی: تأْنیث الأَصْغَر، و الجمع الصُّغَرُ؛ قال سیبویه: یقال نِسْوَة صُغَرُ و لا یقال قوم أَصاغِر إِلا بالأَلف و اللام: قال: و سمعنا العرب تقول الأَصاغِر، و إِن شئت قلت الأَصْغَرُون. ابن السكیت: و من أَمثال العرب: المرْء بِأَصْغَرَیْهِ؛ و أَصْغَراه قلْبُه و لسانه، و معناه أَن المَرْءَ یعلو الأُمور و یَضْبِطها بِجَنانه و لسانه. و أَصْغَرَه غیره و صَغَّره تَصْغِیراً، و تَصْغِیرُ الصَّغِیر صُغَیِّر و صُغَیِّیر؛ الأُولی علی القیاس و الأُخری علی غیر قیاس؛ حكاها سیبویه. و اسْتَصْغَره: عَدَّه صَغِیراً. و صَغَّرَه و أَصْغَرَه: جعلَه صَغِیراً. و أَصْغَرْت القِرْبَة: خَرزَتُها صَغِیرة؛ قال بعض الأَغفال: شُلَّتْ یَدا فارِیَةٍ فَرَتْها، لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها و یروی: لو خافَتِ السَّاقی لأَصْغَرَتْها و التصغیر للاسم و النعت یكون تحقیراً و یكون شفقة و یكون تخصیصاً،كقول الحُباب بن المنذِر: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك و عُذَیْقُها المُرَجَّب؛ و هو مفسر فی موضعه. و التصغیر یجی‌ء بمعانٍ شتَّی: منها ما یجی‌ء علی التعظیم لها، و هو معنی‌قوله: فأَصابتها سُنَیَّة
لسان العرب، ج‌4، ص: 459
حمراء، و كذلك‌قول الأَنصاری: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك و عُذَیْقُها المُرَجَّب، و منه‌الحدیث: أَتتكم الدُّهَیْماءُ؛ یعنی الفتنة المظلمة فصغَّرها تهویلًا لها، و منها أَن یصغُر الشی‌ء فی ذاته كقولهم: دُوَیْرَة و جُحَیْرَة، و منها ما یجی‌ء للتحقیر فی غیر المخاطب، و لیس له نقص فی ذاته، كقولهم: هلك القوم إِلا أَهلَ بُیَیْتٍ، و ذهبت الدراهم إِلا دُرَیْهِماً، و منها ما یجی‌ء للذم كقولهم: یا فُوَیْسِقُ، و منها ما یجی‌ء للعَطْف و الشفقة نحو: یا بُنَیَّ و یا أُخَیَّ؛ و منه‌قول عمر: أَخاف علی هذا السبب «2». و هو صُدَیِّقِی‌أَی أَخصُّ أَصدقائی، و منها ما یجی‌ء بمعنی التقریب كقولهم: دُوَیْنَ الحائط و قُبَیْلَ الصبح، و منها ما یجی‌ء للمدح، من ذلك‌قول عمر لعبد الله: كُنَیْفٌ مُلِئَ عِلْماً.و‌فی حدیث عمرو بن دینار قال: قلت لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بمكة؟ قال: عشراً، قلت: فابن عباس یقول بِضْعَ عشرةَ سنةً، قال عروة: فصغَّره‌أَی استصغر سنَّه عن ضبط ذلك، و‌فی روایة: فَغَفَّرَهُ‌أَی قال غفر الله له، و سنذكره فی غفر أَیضاً. و الإِصغار من الحنین: خلاف الإِكبار؛ قالت الخنساء: فما عَجُولٌ علی بَوٍّ تُطِیفُ بِهِ، لها حَنینانِ: إِصْغارٌ و إِكْبارُ فَإِصْغارُها: حَنِینها إِذا خَفَضته، و إِكْبارُها: حَنِینها إِذا رَفَعته، و المعنی لها حَنِینٌ ذو صغار و حَنِینٌ ذُو كبار. و أَرضٌ مُصْغِرَة: نَبْتها صغیر لم یَطُل. و فلان صِغْرَة أَبَوَیْهِ و صِغْرَةُ ولَد أَبویه أَی أَصْغَرهُمْ، و هو كِبْرَة وَلَدِ أَبیه أَی أَكبرهم؛ و كذلك فلان صِغْرَةُ القوم و كِبْرَتُهم أَی أَصغرُهم و أَكبرهم. و یقول صبیٌّ من صبیان العرَب إِذ نُهِیَ عن اللَّعِب: أَنا من الصِّغْرَة أَی من الصِّغار. و حكی ابن الأَعرابی: ما صَغَرَنی إِلا بسنة أَی ما صَغُرَ عَنِّی إِلا بسنة. و الصَّغار، بالفتح: الذل و الضَّیْمُ، و كذلك الصُّغْرُ، بالضم، و المصدر الصَّغَرُ، بالتحریك. یقال: قُمْ علی صُغْرِك و صَغَرِك. اللیث: یقال صَغِرَ فلان یَصْغَرُ صَغَراً و صَغاراً، فهو صاغِر إِذا رَضِیَ بالضَّیْم و أَقَرَّ بِهِ. قال الله تعالی: حَتّٰی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صٰاغِرُونَ؛ أَی أَذِلَّاءُ. و المَصْغُوراء: الصَّغار. و قوله عز و جل: سَیُصِیبُ الَّذِینَ أَجْرَمُوا صَغٰارٌ عِنْدَ اللّٰهِ؛ أَی هُمْ، و إِن كانوا أَكابر فی الدنیا، فسیصیبهم صَغار عند الله أَی مَذَلَّة. و قال الشافعی، رحمه الله، فی قوله عز و جل: عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صٰاغِرُونَ؛ أَی یجری علیهم حُكْمُ المسلمین. و الصَّغار: مصدر الصَّغِیر فی القَدْر. و الصَّاغِرُ: الراضی بالذُّلِّ و الضیْمِ، و الجمع صَغَرة. و قد صَغُرَ «3». صَغَراً و صُغْراً و صَغاراً و صَغارَة و أَصْغَرَه: جعله صاغِراً. و تَصاغَرَتْ إِلیه نفسُه: صَغُرت و تَحاقَرَتْ ذُلًّا و مَهانَة. و‌فی الحدیث: إِذا قلتَ ذلك تَصاغَرَ حتی یكون مثلَ الذُّباب؛ یعنی الشیطان، أَی ذَلَّ وَ امَّحَقَ؛ قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یكون من الصِّغَر و الصَّغارِ، و هو الذل و الهوان. و‌فی حدیث علیّ یصف أَبا بكر، رضی الله عنهما: بِرَغْمِ المُنافِقین و صَغَر الحاسِدین‌أَی ذُلِّهِم و هَوانِهم. و‌فی حدیثِ المُحْرِم: یقتل الحیَّة بصَغَرٍ لَها.و صَغُرَتِ الشمسُ: مالَتْ للغروب؛ عن ثعلب. و صَغْران: موضع.
(2). قوله: هذا السبب‌هكذا فی الأَصل من غیر نقط (3). قوله: [و قد صغر إلخ] من باب كرم كما فی القاموس و من باب فرح أَیضاً كما فی المصباح كما أَنه منهما بمعنی ضد العظم
لسان العرب، ج‌4، ص: 460‌

صفر؛ ج4، ص: 460

: الصُّفْرة من الأَلوان: معروفة تكون فی الحیوان و النبات و غیر ذلك ممَّا یقبَلُها، و حكاها ابن الأَعرابی فی الماء أَیضاً. و الصُّفْرة أَیضاً: السَّواد، و قد اصْفَرَّ و اصفارّ و هو أَصْفَر و صَفَّرَه غیرُه. و قال الفراء فی قوله تعالی: كأَنه جِمَالاتٌ صُفْرٌ، قال: الصُّفر سُود الإِبل لا یُرَی أَسود من الإِبل إِلا و هو مُشْرَب صُفْرة، و لذلك سمَّت العرب سُود الإِبل صُفراً، كما سَمَّوا الظِّباءَ أُدْماً لِما یَعْلُوها من الظلمة فی بَیاضِها. أَبو عبید: الأَصفر الأَسود؛ و قال الأَعشی: تلك خَیْلی منه، و تلك رِكابی، هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها كالزَّبِیب و فرس أَصْفَر: و هو الذی یسمی بالفارسیة زَرْدَهْ. قال الأَصمعی: لا یسمَّی أَصفر حتی یصفرَّ ذَنَبُه و عُرْفُهُ. ابن سیدة: و الأَصْفَرُ من الإِبل الذی تَصْفَرُّ أَرْضُهُ و تَنْفُذُه شَعْرة صَفْراء. و الأَصْفَران: الذهب و الزَّعْفَران، و قیل الوَرْسُ و الذهب. و أَهْلَكَ النِّساءَ الأَصْفَران: الذهب و الزَّعْفَران، و یقال: الوَرْس و الزعفران. و الصَّفْراء: الذهب لِلَوْنها؛ و منه‌قول علیّ بن أَبی طالب، رضی الله عنه: یا دنیا احْمَرِّی و اصْفَرِّی و غُرِّی غیری.و‌فی حدیث آخر عن علیّ، رضی الله عنه: یا صَفْراءُ اصْفَرِّی و یا بَیْضاء ابْیَضِّی؛ یرید الذهب و الفضة، و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، صالَحَ أَهلَ خَیْبَر علی الصَّفْراء و البَیْضاء و الحَلْقَة؛ الصَّفْراء: الذهب، و البیضاء: الفِضة، و الحَلْقة: الدُّرُوع. یقال: ما لفلان صفراء و لا بَیْضاء. و الصَّفْراءُ من المِرَرِ: سمَّیت بذلك للونها. و صَفَّرَ الثوبَ: صَبغَهُ بِصُفْرَة؛ و منه‌قول عُتْبة ابن رَبِیعة لأَبی جهل: سیعلم المُصَفِّر اسْتَه مَن المَقْتُولُ غَداً.و‌فی حدیث بَدْر: قال عتبة بن ربیعة لأَبی جهل: یا مُصَفِّر اسْتِهِ؛ رَماه بالأُبْنَةِ و أَنه یُزَعْفِر اسْتَهُ؛ و یقال: هی كلمة تقال للمُتَنَعِّمِ المُتْرَفِ الذی لم تُحَنِّكْهُ التَّجارِب و الشدائد، و قیل: أَراد یا مُضَرِّط نفسه من الصَّفِیر، و هو الصَّوْتُ بالفم و الشفتین، كأَنه قال: یا ضَرَّاط، نَسَبه إِلی الجُبْن و الخَوَر؛ و منه‌الحدیث: أَنه سَمِعَ صَفِیرَه.الجوهری: و قولهم فی الشتم: فلان مُصَفَّر اسْتِه؛ هو من الصفیر لا من الصُّفرة، أَی ضَرَّاط. و الصَّفْراء: القَوْس. و المُصَفِّرة: الَّذِین عَلامَتُهم الصُّفْرَة، كقولك المُحَمِّرة و المُبَیِّضَةُ. و الصُّفْرِیَّة: تمرة یمامیَّة تُجَفَّف بُسْراً و هی صَفْراء، فإِذا جَفَّت فَفُركَتْ انْفَرَكَتْ، و یُحَلَّی بها السَّوِیق فَتَفوق مَوْقِع السُّكَّر؛ قال ابن سیدة: حكاه أَبو حنیفة، قال: و هكذا قال: تمرة یَمامِیَّة فأَوقع لفظ الإِفراد علی الجنس، و هو یستعمل مثل هذا كثیراً. و الصُّفَارَة من النَّبات: ما ذَوِیَ فتغیَّر إِلی الصُّفْرَة. و الصُّفارُ: یَبِیسُ البُهْمَی؛ قال ابن سیدة: أُراه لِصُفْرَته؛ و لذلك قال ذو الرمة: و حَتَّی اعْتَلی البُهْمَی من الصَّیْفِ نافِضٌ، كما نَفَضَتْ خَیْلٌ نواصِیَها شُقْرُ و الصَّفَرُ: داءٌ فی البطن یصفرُّ منه الوجه. و الصَّفَرُ: حَیَّة تلزَق بالضلوع فَتَعَضُّها، الواحد و الجمیع فی ذلك سواء، و قیل: واحدته صَفَرَة، و قیل: الصَّفَرُ دابَّة تَعَضُّ الضُّلوع و الشَّرَاسِیف؛ قال أَعشی باهِلة یَرْثِی أَخاه: لا یَتَأَرَّی لِمَا فی القِدْرِ یَرْقُبُهُ، و لا یَعَضُّ علی شُرْسُوفِه الصَّفَرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 461
و قیل: الصَّفَر هاهنا الجُوع. و‌فی الحدیث: صَفْرَة فی سبیل الله خیر من حُمْر النَّعَمِ؛ أَی جَوْعَة. یقال: صَفِر الوَطْب إِذا خلا من اللَّبَن، و قیل: الصَّفَر حَنَش البَطْن، و الصَّفَر فیما تزعم العرب: حیَّة فی البطن تَعَضُّ الإِنسان إِذا جاع، و اللَّذْع الذی یجده عند الجوع من عَضِّه. و الصَّفَر و الصُّفار: دُودٌ یكون فی البطن و شَراسیف الأَضلاع فیصفرُّ عنه الإِنسان جِدّاً و ربَّما قتله. و قولهم: لا یَلْتاطُ هذا بِصَفَری أَی لا یَلْزَق بی و لا تقبَله نفسی. و الصُّفار: الماء الأَصْفَرُ الذی یُصیب البطن، و هو السِّقْیُ، و قد صُفِرَ، بتخفیف الفاء. الجوهری: و الصُّفار، بالضم، اجتماع الماء الأَصفر فی البطن، یُعالَجُ بقطع النَّائط، و هو عِرْق فی الصُّلْب؛ قال العجاج یصِف ثور وحش ضرب الكلب بقرنه فخرج منه دم كدم المفصود أَو المَصْفُور الذی یخرج من بطنه الماء الأَصفر: و بَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، قَضْبَ الطَّبِیبِ نائطَ المَصْفُورِ و بَجَّ: شق، أَی شق الثورُ بقرنه كل عِرْق عانِدٍ نَعُور. و العانِد: الذی لا یَرْقأُ له دمٌ. و نَعُور: یَنْعَرُ بالدم أَی یَفُور؛ و منه عِرْق نَعَّار. و‌فی حدیث أَبی وائل: أَن رجلًا أَصابه الصَّفَر فنُعِت له السُّكَّر؛ قال القتیبی: هو الحَبَنُ، و هو اجتماع الماء فی البطن. یقال: صُفِر، فهو مَصْفُور، و صَفِرَ یَصْفَرُ صَفَراً؛ و روی أَبو العباس أَن ابن الأَعرابی أَنشده فی قوله: یا رِیحَ بَیْنُونَةَ لا تَذْمِینا، جِئْتِ بأَلْوان المُصَفَّرِینا قال قوم: هو مأْخوذ من الماء الأَصفر و صاحبه یَرْشَحُ رَشْحاً مُنْتِناً، و قال قوم: هو مأْخوذ من الصَّفَر، و هو الجوعُ، الواحدة صَفْرَة. و رجل مَصْفُور و مُصَفَّر إِذا كان جائعاً، و قیل: هو مأْخوذ من الصَّفَر، و هی حیَّات البطن. و یقال: إِنه لفی صُفْرة للذی یعتریه الجنون إِذا كان فی أَیام یزول فیها عقله، لأَنهم كانوا یمسحونه بشی‌ء من الزعفران. و الصُّفْر: النُّحاس الجید، و قیل: الصُّفْر ضرْب من النُّحاس، و قیل: هو ما صفر منه، واحدته صُفْرة، و الصِّفْر: لغة فی الصُّفْر؛ عن أَبی عبیدة وحده؛ قال ابن سیدة: لم یَكُ یُجیزه غیره، و الضم أَجود، و نفی بعضهم الكسر. الجوهری: و الصُّفْر، بالضم، الذی تُعمل منه الأَوانی. و الصَّفَّار: صانع الصُّفْر؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: لا تُعْجِلاها أَنْ تَجُرَّ جَرّا، تَحْدُرُ صُفْراً و تُعَلِّی بُرّا قال ابن سیدة: الصُّفْر هنا الذهب، فإِمَّا أَن یكون عنی به الدنانیر لأَنها صُفْر، و إِمَّا أَن یكون سماه بالصُّفْر الذی تُعْمل منه الآنیة لما بینهما من المشابهة حتی سمی اللَّاطُون شَبَهاً. و الصِّفْر و الصَّفْر و الصُّفْر: الشی‌ء الخالی، و كذلك الجمع و الواحد و المذكر و المؤنث سواء؛ قال حاتم: تَرَی أَنَّ ما أَنفقتُ لم یَكُ ضَرَّنی، و أَنَّ یَدِی، مِمَّا بخلتُ به، صفْرُ و الجمع من كل ذلك أَصفار؛ قال: لَیْسَتْ بأَصْفار لِمَنْ یَعْفُو، و لا رُحٍّ رَحَارحْ و قالوا: إِناءٌ أَصْفارٌ لا شی‌ء فیه، كما قالوا: بُرْمَة أَعْشار. و آنیة صُفْر: كقولك نسْوَة عَدْل. و قد صَفِرَ الإِناء من الطعام و الشراب، و الرَطْب من
لسان العرب، ج‌4، ص: 462
اللَّبَن بالكسر، یَصْفَرُ صَفَراً و صُفُوراً أَی خلا، فهو صَفِر. و فی التهذیب: صَفُر یَصْفُر صُفُورة. و العرب تقول: نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناء و صَفَرِ الإِناء؛ یَعْنُون به هَلاك المَواشی؛ ابن السكیت: صَفِرَ الرجل یَصْفَر صَفِیراً و صَفِر الإِناء. و یقال: بیت صَفِر من المتاع، و رجل صِفْرُ الیدین. و‌فی الحدیث: إِنَّ أَصْفَرَ البیوت «4». من الخیر البَیْتُ الصَّفِرُ من كِتاب الله.و أَصْفَر الرجل، فهو مُصْفِر، أَی افتقر. و الصَّفَر: مصدر قولك صَفِر الشی‌ء، بالكسر، أَی خلا. و الصِّفْر فی حِساب الهند: هو الدائرة فی البیت یُفْنی حِسابه. و‌فی الحدیث: نهی فی الأَضاحی عن المَصْفُورة و المُصْفَرة؛ قیل: المَصْفورة المستأْصَلة الأُذُن، سمیت بذلك لأَن صِماخیها صَفِرا من الأُذُن أَی خَلَوَا، و إِن رُوِیَت المُصَفَّرة بالتشدید فَللتَّكسِیر، و قیل: هی المهزولة لخلوِّها من السِّمَن؛ و قال القتیبی فی المَصْفُورة: هی المَهْزُولة، و قیل لها مُصَفَّرة لأَنها كأَنها خَلَت من الشحم و اللحم، من قولك: هو صِفْر [صُفْر من الخیر أَی خالٍ. و هو‌كالحدیث الآخر: إِنَّه نَهَی عن العَجْفاء التی لا تُنْقِی، قال: و رواه شمر بالغین معجمة، و فسره علی ما جاء فی الحدیث، قال ابن الأَثیر: و لا أَعرفه؛ قال الزمخشری: هو من الصِّغار. أَ لا تری إِلی قولهم للذلیل مُجَدَّع و مُصلَّم؟ و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: صِفْرُ رِدائها و مِل‌ءُ كِسائها و غَیْظُ جارَتِها؛ المعنی أَنها ضامِرَة البطن فكأَن رِداءها صِفْر أَی خالٍ لشدَّة ضُمور بطنها، و الرِّداء ینتهی إِلی البطن فیقع علیه. و أَصفَرَ البیتَ: أَخلاه. تقول العرب: ما أَصْغَیْت لك إِناء و لا أَصْفَرْت لك فِناءً، و هذا فی المَعْذِرة، یقول: لم آخُذْ إِبِلَك و مالَك فیبقی إِناؤُك مَكْبوباً لا تجد له لَبَناً تَحْلُبه فیه، و یبقی فِناؤك خالِیاً مَسْلُوباً لا تجد بعیراً یَبْرُك فیه و لا شاة تَرْبِضُ هناك. و الصَّفارِیت: الفقراء، الواحد صِفْرِیت؛ قال ذو الرمة: و لا خُورٌ صَفارِیتُ و الیاء زائدة؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده و لا خُورٍ، و البیت بكماله: بِفِتْیَةٍ كسُیُوف الهِنْدِ لا وَرَعٍ من الشَّباب، و لا خُورٍ صَفارِیتِ و القصیدة كلها مخفوضة و أَولها: یا دَارَ مَیَّةَ بالخَلْصاء حُیِّیتِ و صَفِرَت وِطابُه: مات، قال إمرؤُ القیس: و أَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِیضاً، و لو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب و هو مثَل معناه أَن جسمه خلا من رُوحه أَی لو أَدركته الخیل لقتلته ففزِعت، و قیل: معناه أَن الخیل لو أَدركته قُتل فصَفِرَت وِطابُه التی كان یَقْرِی منها وِطابُ لَبَنِه، و هی جسمه من دَمِه إِذا سُفِك. و الصَّفْراء: الجرادة إِذا خَلَت من البَیْضِ؛ قال: فما صَفْراءُ تُكْنَی أُمَّ عَوْفٍ، كأَنَّ رُجَیْلَتَیْها مِنْجَلانِ؟ و صَفَر: الشهر الذی بعد المحرَّم، و قال بعضهم: إِنما سمی صَفَراً لأَنهم كانوا یَمْتارُون الطعام فیه من المواضع؛ و قال بعضهم: سمی بذلك لإِصْفار مكة
(4). قوله: [إن أصفر البیوت] كذا بالأَصل، و فی النهایة أصفر البیوت بإسقاط لفظ إِن
لسان العرب، ج‌4، ص: 463
من أَهلها إِذا سافروا؛ و روی عن رؤبة أَنه قال: سَمَّوا الشهر صَفَراً لأَنهم كانوا یَغْزون فیه القَبائل فیتركون من لَقُوا صِفْراً من المَتاع، و ذلك أَن صَفَراً بعد المحرم فقالوا: صَفِر الناس مِنَّا صَفَراً. قال ثعلب: الناس كلهم یَصرِفون صَفَراً إِلَّا أَبا عبیدة فإِنه قال لا ینصرف؛ فقیل له: لِمَ لا تصرفه؟ «1» … لأَن النحویین قد أَجمعوا علی صرفه، و قالوا: لا یَمنع الحرف من الصَّرْف إِلَّا علَّتان، فأَخبرنا بالعلتین فیه حتی نتبعك، فقال: نعم، العلَّتان المعرفة و السَّاعةُ، قال أَبو عمر: أَراد أَن الأَزمنة كلها ساعات و الساعات مؤنثة؛ و قول أَبی ذؤیب: أَقامَتْ به كمُقام الحَنِیفِ شَهْرَیْ جُمادی، و شَهْرَیْ صَفَر أَراد المحرَّم و صفراً، و رواه بعضهم: و شهرَ صفر علی احتمال القبض فی الجزء، فإِذا جمعوه مع المحرَّم قالوا: صَفران، و الجمع أَصفار؛ قال النابغة: لَقَدْ نَهَیْتُ بَنی ذُبْیانَ عن أُقُرٍ، و عن تَرَبُّعِهِم فی كلِّ أَصْفارِ و حكی الجوهری عن ابن درید: الصَّفَرانِ شهران من السنة سمی أَحدُهما فی الإِسلام المحرَّم. و قوله‌فی الحدیث: لا عَدْوَی و لا هامَةَ و لا صَفَر؛ قال أَبو عبید: فسر الذی روی الحدیث أَن صفر دَوَابُّ البَطْن. و قال أَبو عبید: سمعت یونس سأَل رؤبة عن الصَّفَر، فقال: هی حَیَّة تكون فی البطن تصیب الماشیة و الناس، قال: و هی أَعدی من الجَرَب عند العرب؛ قال أَبو عبید: فأَبطل النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنها تعدی. قال: و یقال إِنها تشتد علی الإِنسان و تؤذیه إِذا جاع. و قال أَبو عبیدة فی‌قوله لا صَفَر: یقال فی الصَّفَر أَیضاً إِنه أَراد به النَّسی‌ءَ الذی كانوا یفعلونه فی الجاهلیة، و هو تأْخیرهم المحرَّم إِلی صفر فی تحریمه و یجعلون صَفَراً هو الشهر الحرام فأَبطله؛ قال الأَزهری: و الوجه فیه التفسیر الأَول، و قیل للحیة التی تَعَضُّ البطن: صَفَر لأَنها تفعل ذلك إِذا جاع الإِنسان. و الصَّفَرِیَّةُ: نبات ینبت فی أَوَّل الخریف یخضِّر الأَرض و یورق الشجر. و قال أَبو حنیفة: سمیت صفریة لأَن الماشیة تَصْفَرُّ إِذا رعت ما یخضر من الشجر و تری مَغابِنَها و مَشَافِرَها و أَوْبارَها صُفْراً؛ قال ابن سیدة: و لم أَجد هذا معروفاً. و الصُّفَارُ: صُفْرَة تعلو اللون و البشرة، قال: و صاحبه مَصْفُورٌ؛ و أَنشد: قَضْبَ الطَّبِیبِ نائطَ المَصْفُورِ و الصُّفْرَةُ: لون الأَصْفَر، و فعله اللازم الاصْفِرَارُ. قال: و أَما الاصْفِیرارُ فَعَرض یعرض الإِنسان؛ یقال: یصفارُّ مرة و یحمارُّ أُخری، قال: و یقال فی الأَوَّل اصْفَرَّ یَصْفَرُّ. و الصَّفَریُّ: نَتَاج الغنم مع طلوع سهیل، و هو أَوَّل الشتاء، و قیل: الصَّفَرِیَّةُ «2». من لدن طلوع سُهَیْلٍ إِلی سقوط الذراع حین یشتد البرد و حینئذ یُنْتَجُ الناس، و نِتاجه محمود، و تسمی أَمطار هذا الوقت صَفَرِیَّةً. و قال أَبو سعید: الصَّفَرِیَّةُ ما بین تولی القیظ إِلی إِقبال الشتاء، و قال أَبو زید: أَول الصفریة طلوع سُهَیْلٍ و آخرها طلوع السِّماك. قال: و فی أَوَّل الصَّفَرِیَّةِ أَربعون لیلة یختلف حرها و بردها
(1). هكذا بیاض بالأَصل (2). قوله: و قیل الصفریة [إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و الصفریة نتاج الغنم مع طلوع سهیل، و هو أوّل الشتاء. و قیل الصفریة من لدن طلوع سهیل إِلی سقوط الذراع حین یشتد البرد، و حینئذ یكون النتاج محموداً كالصفری محركة فیهما
لسان العرب، ج‌4، ص: 464
تسمی المعتدلات، و الصَّفَرِیُّ فی النّتاج بعد القَیْظِیِّ. و قال أَبو حنیفة: الصَّفَرِیَّةُ تولِّی الحر و إِقبال البرد. و قال أَبو نصر: الصَّقَعِیُّ أَول النتاج، و ذلك حین تَصْقَعُ الشمسُ فیه رؤوسَ البَهْم صَقْعاً، و بعض العرب یقول له الشَّمْسِی و القَیْظی ثم الصَّفَری بعد الصَّقَعِی، و ذلك عند صرام النخیل، ثم الشَّتْوِیُّ و ذلك فی الربیع، ثم الدَّفَئِیُّ و ذلك حین تدفأُ الشمس، ثم الصَّیْفی ثم القَیْظی ثم الخَرْفِیُّ فی آخر القیظ. و الصَّفَرِیة: نبات یكون فی الخریف؛ و الصَّفَری: المطر یأْتی فی ذلك الوقت. و تَصَفَّرَ المال: حسنت حاله و ذهبت عنه وَغْرَة القیظ. و قال مرة: الصَّفَرِیة أَول الأَزمنة یكون شهراً، و قیل: الصَّفَری أَول السنة. و الصَّفِیر: من الصوت بالدواب إِذا سقیت، صَفَرَ یَصْفِرُ صَفِیراً، و صَفَرَ بالحمار و صَفَّرَ: دعاه إِلی الماء. و الصَّافِرُ: كل ما لا یصید من الطیر. ابن الأَعرابی: الصَّفارِیَّة الصَّعْوَةُ و الصَّافِر الجَبان؛ و صَفَرَ الطائر یَصْفِرُ صَفِیراً أَی مَكَا؛ و منه قولهم فی المثل: أَجْبَنُ من صَافِرٍ و أَصفَرُ من بُلْبُلٍ، و النَّسْر یَصْفِر. و قولهم: ما فی الدار صافر أَی أَحد یصفر. و فی التهذیب: ما فی الدار «1». أَحد یَصْفِرُ به، قال: و هذا مما جاء علی لفظ فاعل و معناه مفعول به؛ و أَنشد: خَلَتِ المَنازل ما بِها، مِمَّن عَهِدْت بِهِنَّ، صَافِر و ما بها صَافِر أَی ما بها أَحد، كما یقال ما بها دَیَّارٌ، و قیل: أَی ما بها أَحد ذو صَفیر. و حكی الفراء عن بعضهم قال: كان فی كلامه صُفار، بالضم، یرید صفیراً. و الصَّفَّارَةُ: الاست. و الصَّفَّارَةُ: هَنَةٌ جَوْفاء من نحاس یَصْفِر فیها الغلام للحَمَام، و یَصْفِر فیها بالحمار لیشرب. و الصَّفَرُ: العَقل و العقد. و الصَّفَرُ: الرُّوعُ و لُبُّ القَلْبِ، یقال: ما یلزق ذلك بصَفَری. و الصُّفَار و الصِّفَارُ: ما بقی فی أَسنان الدابة من التبن و العلف للدواب كلها. و الصُّفَار: القراد، و یقال: دُوَیْبَّةٌ تكون فی مآخیر الحوافر و المناسم؛ قال الأَفوه: و لقد كُنْتُمْ حَدِیثاً زَمَعاً و ذُنَابَی، حَیْثُ یَحْتَلُّ الصُّفَار ابن السكیت: الشَّحْمُ و الصَّفَار، بفتح الصاد، نَبْتَانِ؛ و أَنشد: إِنَّ العُرَیْمَةَ مانِعٌ أَرْوَاحنا، ما كانَ مِنْ شَحْم بِهَا وَ صَفَار «2». و الصَّفَار، بالفتح: یَبِیس «3» البُهْمی. و صُفْرَةُ و صَفَّارٌ: اسمان. و أَبو صُفْرَةَ: كُنْیَة. و الصُّفْرِیَّةُ، بالضم: جنس من الخوارج، و قیل: قوم من الحَرُورِیَّة سموا صُفْرِیَّةً لأَنهم نسبوا إِلی صُفْرَةِ أَلوانهم، و قیل: إِلی عبد الله بن صَفَّارٍ؛ فهو علی هذا القول الأَخیر من النسب النادر، و فی الصحاح: صِنْفٌ من الخوارج نسبوا إِلی زیاد بن الأَصْفَرِ رئیسهم، و زعم قوم أَن الذی نسبوا إِلیه هو عبد الله ابن الصَّفَّار و أَنهم الصِّفْرِیَّة، بكسر الصاد؛ و قال
(1). قوله: و فی التهذیب ما فی الدار [إلخ] كذا بالأَصل (2). قوله: [أرواحنا] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و الذی فی الصحاح و یاقوت: إن العریمة مانع أرماحنا ما كان من سحم بها و صفار و السحم، بالتحریك: شجر (3). قوله [و الصفار بالفتح یبیس إلخ] كذا فی الصحاح و ضبطه فی القاموس كغراب
لسان العرب، ج‌4، ص: 465
الأَصمعی: الصواب الصِّفْرِیَّة، بالكسر، قال: و خاصم رجُل منهم صاحبَه فی السجن فقال له: أَنت و الله صِفْرٌ من الدِّینِ، فسموا الصِّفْرِیَّة، فهم المَهَالِبَةُ «1». نسبوا إِلی أَبی صُفْرَةَ، و هو أَبو المُهَلَّبِ و أَبو صُفْرَةَ كُنْیَتُهُ. و الصَّفْراءُ: من نبات السَّهْلِ و الرَّمْل، و قد تنبُت بالجَلَد، و قال أَبو حنیفة: الصَّفْراءُ نبت من العُشب، و هی تُسَطَّح علی الأَرض، و كأَنَّ ورقَها ورقُ الخَسِّ، و هی تأْكلها الإِبل أَكلا شدیداً، و قال أَبو نصر: هی من الذكور. و الصَّفْراءُ: شِعْب بناحیة بدر، و یقال لها الأَصَافِرُ. و الصُّفَارِیَّةُ: طائر. و الصَّفْراء: فرس الحرث بن الأَصم، صفة غالبة. و بنو الأَصْفَرِ: الرّوم، و قیل: ملوك الرّوم؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری لم سموا بذلك؛ قال عدی ابن زید: وِ بَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الرومِ، لم یَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ و‌فی حدیث ابن عباس: اغْزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأَصْفَرِ؛ قال ابن الأَثیر: یعنی الرومَ لأَن أَباهم الأَول كان أَصْفَرَ اللون، و هو رُوم بن عِیْصُو بن إِسحق بن إِبراهیم. و فی الحدیث ذكر مَرْجِ الصُّفَّرِ، و هو بضم الصاد و تشدید الفاء، موضع بغُوطَة دمشق و كان به وقعة للمسلمین مع الروم. و‌فی حدیث مسیره إِلی بدر: ثُمَّ جَزَع الصُّفَیْراءَ؛ هی تصغیر الصَّفْرَاء، و هی موضع مجاور بدر. و الأَصَافِرُ: موضع؛ قال كُثَیِّر: عَفَا رابِغٌ مِنْ أَهْلِهِ فَالظَّوَاهِرُ، فأَكْنَافُ تُبْنَی قد عَفَتْ فَالأَصافِرُ «2». و‌فی حدیث عائشة: كانت إذا سُئِلَتْ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِی نَابٍ من السِّبَاعِ قَرَأَتْ: قُلْ لٰا أَجِدُ فِی مٰا أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّماً عَلیٰ طٰاعِمٍ یَطْعَمُهُ «3» و تقول: إِن البُرْمَةَ لَیُرَی فی مائِهَا صُفْرَةٌ، تعنی أَن الله حرَّم الدَّم فی كتابه، و قد تَرَخّص الناس فی ماء اللَّحْم فی القدر و هو دم، فكیف یُقْضَی علی ما لم یحرمه الله بالتحریم؟ قال: كأَنها أَرادت أَن لا تجعل لحوم السِّبَاع حراماً كالدم و تكون عندها مكروهة، فإِنها لا تخلو أَن تكون قد سمعت نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عنها.

صقر؛ ج4، ص: 465

: الصَقْرُ: الطائر الذی یُصاد به، من الجوارح. ابن سیدة: و الصَّقْرُ كل شی‌ء یَصید من البُزَاةِ و الشَّواهینِ و قد تكرر ذكره فی الحدیث، و الجمع أَصْقُرٌ و صُقُورٌ و صُقُورَةٌ و صِقَارٌ و صِقَارَةٌ. و الصُّقْرُ: جَمْعُ الصُّقُور الذی هو جمع صَقْرٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كَأَنَّ عَیْنَیْهِ، إِذا تَوَقَّدَا، عَیْنَا قَطَامِیٍّ منَ الصُّقْرِ بَدَا قال ابن سیدة: فسره ثعلب بما ذكرنا؛ قال: و عندی أَن الصُّقْرَ جمع صَقْرٍ كما ذهب إِلیه أَبو حنیفة من أَن زُهْواً جمع زَهْو، قال: و إِنما وجهناه علی ذلك فراراً من جمع الجمع، كما ذهب الأَخفش فی قوله تعالی: فرُهُنٌ مَقْبُوضَة، إِلی أَنه جمع رَهْنٍ لا
(1). قوله: [فهم المهالبة إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و الصفریة، بالضم أَیضاً، المهالبة المشهورون بالجود و الكرم، نسبوا إِلی أَبی صفرة جدهم (2). قوله: [تبنی] فی یاقوت: تبنی، بالضم ثم السكون و فتح النون و القصر، بلدة بحوران من أَعمال دمشق، و استشهد علیه بأَبیات أُخر. و فی باب الهمزة مع الصاد ذكر الأَصافر و أَنشد هذا البیت و فیه هرشی بدل تبنی، قال هرشی بالفتح ثم السكون و شین معجمة و القصر ثنیة فی طریق مكة قریبة من الجحفة انتهی. و هو المناسب (3). الآیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 466
جمع رِهَان الذی هو جمع رَهْنٍ هَرَباً من جمع الجمع، و إِن كان تكسیر فَعْلٍ علی فُعْلٍ و فُعُلٍ قلیلًا، و الأُنثی صَقْرَةٌ. و الصَّقْرُ: اللبن الشدید الحُمُوضَة. یقال: حَبَانا بِصَقْرَةٍ تَزْوِی الوجه، كما یقال بِصَرْبَةٍ؛ حكاهما الكسائی. و ما مَصَلَ من اللَّبن فامَّازَتْ خُثَارَته و صَفَتْ صَفْوَتُه فإِذا حَمِضَتْ كانت صِبَاغاً طیِّباً، فهو صَقْرَة. قال الأَصمعی: إِذا بلغ اللبن من الحَمَضِ ما لیس فوقه شی‌ء، فهو الصَّقْرُ. و قال شمر: الصَّقْر الحامض الذی ضربته الشمس فَحَمِضَ. یقال: أَتانا بِصَقْرَةٍ حامضة. قال: مِكْوَزَةُ: كأَن الصَّقْرَ منه. قال ابن بُزُرج: المُصْقَئِرُّ من اللبن الذی قد حَمِضَ و امتنع. و الصَّقْرُ و الصَّقْرَةُ: شدة وقعِ الشمس و حِدَّةُ حرّها، و قیل: شدة وقْعِها علی رأْسه؛ صَقَرَتْهُ تَصْقُرُهُ صَقْراً: آذاه حَرُّها، و قیل: هو إِذا حَمِیَتْ علیه؛ قال ذو الرمة: إِذا ذَابَت الشمْسُ، اتَّقَی صَقَرَاتِها بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِیمَةِ مُعْبِلِ و صَقَرَ النَّارَ صَقْراً و صَقَّرَهَا: أَوْقَدَها؛ و قد اصْتَقَرَتْ و اصْطَقَرَتْ: جاؤوا بها مَرَّةً علی الأَصل و مَرَّةً علی المضارَعة. و أَصْقَرَت الشمس: اتَّقَدَتْ، و هو مشتق من ذلك. و صَقَرَهُ بالعصا صَقْراً: ضربه بها علی رأْسه. و الصَّوْقَرُ و الصَّاقُورُ: الفأْس العظیمة التی لها رأْس واحد دقیق تكسر به الحجارة، و هو المِعْوَل أَیضاً. و الصَّقْر: ضرب الحجارة بالمِعْوَل. و صَقَرَ الحَجَرَ یَصْقُرُهُ صَقْراً: ضربه بالصَّاقُور و كسره به. و الصَّاقُورُ: اللِّسان. و الصَّاقِرَةُ: الداهیة النازلة الشدیدة كالدَّامِغَةِ. و الصَّقْرُ و الصَّقَرُ: ما تَحَلَّب من العِنَب و الزبیب و التمر من غیر أَن یُعْصَر، و خص بعضهم من أَهل المدینة به دِبْسَ التمر، و قیل: هو ما یسیل من الرُّطَب إِذا یبسَ. و الصَّقْرُ: الدِّبس عند أَهل المدینة. و صَقَّرَ التمر: صبَّ علیه الصَّقْرَ. و رطب صَقِرٌ مَقِرٌ: صَقِرٌ ذو صَقْرٍ و مَقِرٌ إِتباع، و ذلك التمر الذی یصلح للدِّبس. و هذا التمر أَصْقَرُ مَنْ هذا أَی أَكْثَرُ صَقْراً؛ حكاه أَبو حنیفة و إِن لم یك له فِعْل. و هو كقولهم للسانین «4». و قد تقدم مراراً. و المُصَقَّرُ من الرطب: المُصَلِّبُ یُصَبُّ علیه الدّبس لیَلینَ، و ربما جاء بالسین، لأَنهم كثیراً ما یقلبون الصاد سیناً إِذا كان فی الكلمة قاف أَو طاء أَو عین أَو خاء مثل الصَّدْع و الصِّماخ و الصِّراط و البُصاق. قال أَبو منصور: و الصَّقْر، عند البَحْرَانِیِّینَ، ما سال من جِلالِ التمر التی كُنِزَتْ و سُدِّك بعضُها فوق بعض فی بیت مُصَرَّج تحتها خَوابٍ خُضْر، فینعصر منها دِبْس خامٌ كأَنه العسل، و ربما أَخذوا الرُّطَب الجَیِّد ملقوطاً من العِذْقِ فجعلوه فی بَساتِیقَ و صَبّوا علیه من ذلك الصَّقْر، فیقال له رُطَب مُصَقَّر، و یبقی رُطباً طیباً طول السنة و قال الأَصمعی: التَّصْقِیرُ أَن یُصَب علی الرُّطَب الدِّبْسُ فیقال رُطَب مُصَقَّر، مأْخوذ من الصَّقْرِ، و هو الدِّبْس. و‌فی حدیث أَبی حَثْمَةَ: لیس الصَّقْر فی رؤوس النَّخل.قال ابن الأَثیر: هو عسل الرُّطَب هاهنا، و هو الدِّبْس، و هو فی غیر هذا اللَّبَنُ الحامض. و ماء مُصْقَرٌّ: متغیر. و الصَّقَر: ما انْحَتَّ من ورق العِضاهِ و العُرْفُطِ و السَّلَمِ و الطَّلْح و السَّمُر، و لا یقال له صَقَرٌ حتی یَسْقط.
(4). قوله: [للسانین] هكذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 467
و الصَّقْرُ: المَاءُ الآجِنُ. و الصَّاقُورَةُ: باطن القِحْف المُشْرِفُ علی الدِّماغ، و فی التهذیب: و الصَّاقُور باطن القِحْفِ المُشْرِف فوق الدِّماغ كأَنه قَعْرُ قَصْعة. و صَاقُورَةُ و الصَّاقُورَةُ: اسم السماء الثَّالثة. و الصَّقَّارُ: النَّمَّامُ. و الصَّقَّار: اللَّعَّانُ لغیر المُسْتَحِقین. و‌فی حدیث أَنس: مَلْعُون كلّ صَقَّارٍ قیل: یا رسول الله، و ما الصَّقَّار؟ قال: نَشْ‌ءٌ یكونون فی آخر الزمن تَحِیَّتُهم بینهم إِذا تلاقوا التَّلاعُن.التهذیب عن سهل بن معاذ عن أَبیه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: لا تزال الأُمة علی شَریعَةٍ ما لم یظهر فیهم ثلاث: ما لم یُقْبَضْ منهم العِلْمُ، و یَكْثُرْ فیهم الخُبْثُ، و یَظْهَرْ فیهم السَّقَّارُونَ، قالوا: و ما السَّقَّارُون یا رسول الله؟ قال: نَشَأٌ یكونون فی آخر الزمان تكون تحیتهم بینهم إِذا تلاقوا التلاعنَ، و روی بالسین و بالصاد، و فسره بالنَّمَّامِ. قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یكون أَراد به ذا الكبْرِ و الأُبَّهَةِ بأَنه یمیل بخدّه. أَبو عبیدة: الصَّقْرَانِ دَائِرتانِ من الشَّعر عند مؤخر اللِّبْدِ من ظهر الفرس، قال: و حدُّ الظهر إِلی الصَّقْرین. الفراء: جاء فلان بالصُّقَرِ و البُقَرِ و الصُّقارَی و البُقارَی إِذا جاءَ بالكَذِب الفاحش. و فی النوادر: تَصَقَّرْت بموضع كذا و تشكلت و تنكفت «1». بمعنی تَلَبَّثْت. و الصَّقَّار: الكافر. و الصَّقَّار: الدَّبَّاس، و قیل: السَّقَّار الكافر، بالسین. و الصَّقْرُ: القِیَادَةُ علی الحُرَم؛ عن ابن الأَعرابی؛ و منه الصَّقَّار الذی جاء فی الحدیث. و الصَّقُّور: الدَّیُّوث، و‌فی الحدیث: لا یَقْبَلُ اللهُ من الصَّقُّور یوم القیامة صَرْفاً و لا عَدْلًا؛ قال ابن الأَثیر: هو بمعنی الصَّقَّار، و قیل: هو الدَّیُّوث القَوَّاد علی حُرَمه. و صَقَرُ: من أَسماء جهنم، نعوذ بالله منها، لغة فی سَقَر. و الصَّوْقَرِیرُ: صَوْت طائر یُرَجِّع فتسمع فیه نحو هذه النَّغْمَة. و فی التهذیب: الصَّوْقَرِیرُ حكایة صوت طائر یُصَوْقِرُ فی صیاحه یسمع فی صوته نحو هذه النغمة. و صُقارَی: موضع.

صقعر؛ ج4، ص: 467

: الصُّقْعُرُ: الماء المُرُّ الغلیظ. و الصَّقْعَرَةُ: هو أَن یَصیحَ الإِنسانُ فی أُذن آخر. یقال: فلان یُصَقْعِرُ فی أُذن فلان.

صمر؛ ج4، ص: 467

: التَّصْمِیر: الجَمْع و المَنْع. یقال: صَمَرَ متاعَه و صَمَّره و أَصْمَرَهُ. و التَّصْمِیرُ أَیضاً: أَن یدخل فی الصُّمَیْرِ، و هو مَغِیب الشمس. و یقال: أَصْمَرْنا و صَمَّرْنا و أَقْصَرْنا و قَصَّرْنا و أَعْرَجْنَا و عَرَّجْنَا بمعنی واحد. ابن سیدة: صَمَر یَصْمُر صَمْراً و صُمُوراً بَخِلَ و مَنَع؛ قال: فَإِنِّی رَأَیْتُ الصَّامِرِینَ مَتاعَهم یَمُوتُ و یَفْنی، فَارْضَخِی مِنْ وعائِیَا أَراد یموتون و یفنی مالهم، و أَراد الصامرین بمتاعهم. و رَجُل صَمِیرٌ: یابسُ اللَّحْمِ علی العظام. و الصَّمَرُ، بالتحریك: النَّتْنُ «2» یقال: یدی من اللحم صَمِرَةٌ. و‌فی حدیث علی: أَنه أَعطی أَبا رافع حَتیًّا و عُكَّةَ سَمْنٍ، و قال: ادفع هذا إِلی أَسْماءَ بنت عُمَیْسٍ، و كانت تحت أَخیه جعفر، لتَدْهُن به بنی أَخیه من صَمرَ البَحْر، یعنی من نَتْنِ ریحه
(1). قوله: [و تشكلت و تنكفت] كذا بالأَصل و شرح القاموس (2). قوله: [بالتحریك النتن] فی القاموس و شرحه بالفتح: النتن، و مثله فی التكملة
لسان العرب، ج‌4، ص: 468
و تَطْعَمهن من الحَقِّ؛ أَما صَمَرُ البحر فهو نَتْن ریحه و غَمَقُه و وَمَدُه. و الحَتِیُّ: سَوِیقُ المُقْل. ابن الأَعرابی: الصَّمْرُ رائحة المِسْك الطری. و الصَّمْرُ: غَتْمُ البحر إِذا خَبَّ أَی هاج موجه، و خَبیبُه تَناطُحُ أَمواجه. ابن درید: رجل صَمِیرٌ یابسُ اللحم علی العظْم تفوح منه رائحة العَرَق. و صَمَرَ الماءُ یَصْمر صُمُوراً: جری من حُدُور فی مُسْتَوًی فَسَكن، و هو جَارٍ، و ذلك المكان یسمی صِمْر الوادی، و صِمْرُه: مُسْتَقَرُّهُ. و الصُّمَاری، مقصوراً: الاست لنَتْنِها. الصحاح: الصُّمَارَی، بالضم، الدُّبُر؛ و فی التهذیب: الصِّمَارَی، بكسر الصاد. و الصُّمْرُ: الصُّبْر؛ أَخَذَ الشی‌ءَ بأَصْمَارِه أَی بأَصْبَارِه، و قیل: هو علی البدل. و ملأَ الكأْس إِلی أَصْمَارها أَی إلی أَعالیها كأَصْبَارها، واحدها صُمْر و صُبْر. و صَیْمَر: أَرض من مِهْرِجَان؛ إِلیه نسب الجُبْنُ الصَّیْمَری. و الصَّوْمَرُ: البَاذِرُوجُ، و قال أَبو حنیفة: الصَّوْمَر شجر لا ینبت وحده و لكن یَتَلَوَّی علی الغافِ، و هو قُضْبَانٌ لها ورق كورق الأَرَاك، و له ثمر یشبه البَلُّوط یؤكل، و هو لیِّن شدید الحلاوة.

صمعر؛ ج4، ص: 468

: الصَّمْعَرُ و الصَمْعَرِیُّ: الشدید من كل شی‌ء. و الصَّمْعَرِیُّ: اللئیم، و هو أَیضاً الذی لا تعمل فیه رُقْیَةٌ و لا سحر، و قیل: هو الخالص الحمرة. و الصَّمْعَرِیة من الحیات: الحیة الخبیثة؛ قال الشاعر: أَ حَیَّةُ وَادٍ بَغْرَةٌ، صَمْعَریَّةٌ، أَحَبُّ إِلَیْكُمْ أَمْ ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟ أَراد باللَّوَاقحِ: العقارب. و الصُّمْعُور: القصیر الشجاع. و صَمْعَر: اسم موضع؛ قال القتال الكلابی: عَفَا بَطْنُ «1». سِهْیٍ مِنْ سُلَیْمی فَصَمْعَرُ

صمقر؛ ج4، ص: 468

: صَمْقَرَ اللبنُ و اصْمَقَرَّ، فهو مُصْمَقِرٌّ: اشتدت حموضته. و اصْمَقَرَّت الشمس: اتَّقَدَتْ، و قیل: إِنها من قولك صَقَّرْتُ النار إِذا أَوقدتها، و المیم زائدة، و أَصلها الصقرة. أَبو زید: سمعت بعض العرب یقول: یوم مُصْمَقِرٌّ إِذا كان شدید الحر، و المیم زائدة.

صنر؛ ج4، ص: 468

: الصِّنَارَةُ، بكسر الصاد: الحدیدة الدقیقة المُعَقَّفَةُ التی فی رأْس المِغْزل، و قیل: الصِّنَارَةُ رأْس المِغْزل، و قیل: صِنَارَةُ المغزل الحدیدة التی فی رأْسه، و لا تقل صِنَّارَةً. و قال اللیث: الصِّنَارَةُ مِغْزل المرأَة، و هو دخیل. و الصِّنَارَة: الأُذن، یمانیة. و الصِّنَارِیَّةُ: قوم بِإِرْمِینِیَةَ نسبوا إِلی ذلك. و رجل صِنَارَةٌ و صَنَارة: سیّ‌ءُ الخلق، الكسر عن ابن الأَعرابی و الفتح عن كراع. التهذیب: الصِّنَّوْرُ البخیل السیّ‌ء الخلق، و الصَّنانِیرُ السیِّئُو الأَدب، و إِن كانوا ذوی نباهة. و قال أَبو علی: صِنارةٌ، بالكسر، سیّ‌ء الخلق، لیس من أَبنیة الكتاب لأَن هذا البناء لم یجئ صفة. و الصِّنَّارُ: شجر الدُّلْبِ، واحدته صِنَّارة؛ عن أَبی حنیفة، قال: و هی فارسیة و قد جرت فی كلام العرب؛ و أَنشد بیت العجاج: یَشُقُّ دَوْحَ الجَوْزِ و الصِّنَّارِ و قال بعضهم: هو الصِّنَار، بتخفیف النون، و أَنشد بیت العجاج بالتخفیف. و صِنارة الحَجَفَةِ: مَقْبِضُها،
(1). قوله: [عفا بطن إِلخ] تمامه: [خلاء فبطن الحارثیة أَعسر]
لسان العرب، ج‌4، ص: 469
و أَهل الیمن یسمون الأُذن صِنارة.

صنبر؛ ج4، ص: 469

: الصُّنْبُورَةُ و الصُّنْبُورُ جمیعاً: النخلة التی دقت من أَسفلها و انْجَرَد كَرَبُها و قلّ حَمْلها، و قد صَنْبَرَتْ. و الصُّنْبُور: سَعَفات یخرجن فی أَصل النخلة. و الصُّنْبُور أَیضاً: النخلة تخرج من أَصل النخلة الأُخری من غیر أَن تغرس. و الصُّنْبُور أَیضاً: النخلة المنفردة من جماعة النخل، و قد صَنْبَرَت. و قال أَبو حنیفة: الصُّنْبُور، بغیر هاء، أَصل النخلة الذی تَشَعَّبت منه العُرُوق. و رجل صُنْبُورٌ: فَرْد ضعیف ذلیل لا أَهل له و لا عَقِب و لا ناصر. و‌فی الحدیث: أَن كفار قریش كانوا یقولون فی النبی، صلی الله علیه و سلم، محمد صُنْبُور، و قالوا: صُنَیْبِیرٌ أَی أَبْتَر لا عقب له و لا أَخ فإِذا مات انقطع ذِكْرُهُ، فأَنزل الله تعالی: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.التهذیب: فی الحدیث عن ابن عباس قال: لما قدم ابنُ الأَشرف مكةَ قالت له قریش: أَنت خَیْرُ أَهل المدینة و سیِّدُهم؟ قال: نعم، قالوا: أَ لا تری هذا الصُّنَیْبِیرَ الأُبَیْتِرَ من قومه یزعم أَنه خیر منا و نحن أَهل الحَجِیج و أَهل السَّدانَةِ و أَهل السِّقایة؟ قال: أَنتم خیر منه، فأُنْزِلَتْ: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ؛ و أُنزلت: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْكِتٰابِ یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ وَ یَقُولُونَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا هٰؤُلٰاءِ أَهْدیٰ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا سَبِیلًا.و أَصل الصُّنْبُورِ: سَعَفَةٌ تنبُت فی جِذْع النخلة لا فی الأَرض. قال أَبو عبیدة: الصُّنْبُورُ النخلة تبقی منفردة و یَدِقُّ أَسفلها و یَنْقَشِرُ. یقال: صَنْبَرَ أَسفلُ النخلة؛ مُراد كفار قریش بقولهم صُنْبُور أَی أَنه إِذا قُلِعَ انقطع ذِكْرُه كما یذهب أَصل الصُّنْبُور لأَنه لا عَقِب له. و لقی رجلٌ رجُلًا من العَرَب فسأَله عن نخله فقال: صَنْبَرَ أَسفَلُه و عَشَّشَ أَعلاه، یعنی دَقَّ أَسفلُه و قلَّ سَعَفه و یَبِس؛ قال أَبو عبیدة: فشبَّهوا النبی، صلی الله علیه و سلم، بها، یقولون: إِنه فَرْدٌ لیس له ولد فإِذا مات انقطع ذِكْرُه؛ قال أَوس یعیب قوماً: مُخَلَّفُونَ و یَقْضِی النَّاسُ أَمْرَهُمُ، غُشُّ الأَمانَةِ صُنْبُورٌ فَصُنْبُورُ ابن الأَعرابی: الصُّنْبُور من النخلة سَعفَات تنبتُ فی جذع النخلة غیر مُسْتَأْرِضَةٍ فی الأَرض، و هو المُصَنْبِرُ من النخل، و إِذا نبتت الصنَّابیر فی جذع النخلة أَضْوَتْها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات؛ قال: و عِلاجها أَن تُقْلَع تلك الصَّنابیر منها، فأَراد كفار قریش أَن محمداً، صلی الله علیه و سلم، صُنْبُورٌ نبت فی جذع نخلة فإِذا قُلِعَ انقطع، و كذلك محمد إِذا مات فلا عَقِبَ له. و قال ابن سمعان: الصَّنابیر یقال لها العِقَّانُ و الرَّوَاكِیبُ، و قد أَعَقَّت النخلةُ إِذا أَنبتت العِقَّانَ؛ قال: و یقال لِلْفَسِیلَةِ التی تنبت فی أُمها الصُّنْبُورُ، و أَصل النخلة أَیضاً: صُنْبُورُها. و قال أَبو سعید: المُصَنْبِرَةُ أَیضاً من النخیل التی تنبت الصَّنابِیرُ فی جذوعها فتفسدها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات فَتُضْوِیَها؛ قال الأَزهری: و هذا كله قول أَبی عبیدة. و قال ابن الأَعرابی: الصُّنْبُور الوَحیدُ، و الصُّنْبُور الضعیف، و الصُّنْبُور الذی لا ولد له و لا عشیرة و لا ناصر من قریب و لا غریب، و الصُّنْبُور الداهیة. و الصَّنْبَرُ: الرقیق الضعیف من كل شی‌ء من الحیوان و الشجر، و الصُّنبُور اللئیم، و الصُّنْبور فم القَناة، و الصُّنْبور القَصَبة التی تكون فی الإِداوَةِ یُشْرَبُ منها، و قد تكون من حدید و رَصاص، و صُنْبُورُ الحوض مَثْعَبُهُ، و الصُّنْبُورُ مَثْعَبُ الحوض خاصَّة؛ حكاه
لسان العرب، ج‌4، ص: 470
أَبو عبید، و أَنشد: ما بَیْنَ صُنْبُورٍ إِلی الإِزَاءِ و قیل: هو ثَقْبه الذی یخرج منه الماء إِذا غُسل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لیَهْنِئْ تُراثی لامْرِئٍ غَیْرِ ذِلَّةٍ، صنَابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِیفُ سَرِیعَاتُ مَوْتٍ، رَیِّثَاتُ إِفاقَةٍ، إِذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِیفُ و فسره فقال: الصَّنابر هنا السِّهام الدِّقاق، قال ابن سیدة: و لم أَجده إِلَّا عن ابن الأَعرابی و لم یأْت لها بواحد؛ و أُحْدانٌ: أَفْرادٌ، لا نظیر لها، كقول الآخر: یَحْمِی الصُّرَیِّمَ أُحْدانُ الرِّجالِ لَهُ صَیْدٌ و مُجْتَرِئٌ باللَّیْلِ هَمَّاسُ و فی التهذیب فی شرح البیتین: أَراد بالصنابر سِهاماً دِقاقاً شُبِّهت بِصَنابیر النخلة التی تخرج فی أَصلها دِقاقاً. و قوله: أُحدان أَی أَفراد. سریعاتُ موت أَی یُمِتْنَ مَنْ رُمِی بهن. و الصَّنَوْبَرُ: شجر مخضر شتاء و صیفاً. و یقال: ثَمَرُه، و قیل: الأَرْزُ الشجر و ثَمَرُه الصَّنَوْبَرُ، و هو مذكور فی موضعه. أَبو عبید: الصَّنَوْبَرُ ثمر الأَرزة، و هی شجرة، قال و تسمی الشجرة صَنَوْبَرَةً من أَجل ثمرها؛ أَنشد الفراء: نُطْعِمُ الشَّحْمَ و السَّدِیفَ، و نَسقی المَحْضَ فی الصِّنَّبِرِّ و الصُّرَّادِ قال: الأَصل صِنَبْر مثل هِزَبْرٍ ثم شدد النون، قال: و احتاج الشاعر مع ذلك إِلی تشدید الراء فلم یمكنه إِلَّا بتحریك الباء لاجتماع الساكنین فحركها إِلی الكسر، قال: و كذلك الزمرذ و الزمرذی. و غَداةٌ صِنَّبْرٌ و صِنِّبْرٌ: بارِدَةٌ. و قال ثعلب: الصِّنِّبْرُ من الأَضداد یكون الحَارَّ و یكون البارِدَ؛ حكاه ابن الأَعرابی. و صَنابِرُ الشتاء: شدة برده، و كذلك الصِّنَّبِر، بتشدید النون و كسر الباء. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا وقف علی ابن الزبیر حین صُلِبَ، فقال: قد كنتَ تجْمع بین قُطْرَی اللیلة الصِّنَّبْرَةِ قائماً؛ هی الشدیدة البرد. و الصِّنَّبر و الصِّنَّبِرُ: البرد، و قیل: الریح الباردة فی غیم؛ قال طرفة: بِجِفانٍ نَعْتَری نادِیَنَا، و سَدِیفٍ حینَ هاجِ الصِّنَّبر و قال غیره: یقال صِنِّبْر، بكسر النون. قال ابن سیدة: و أَما ابن جنی فقال: أَراد الصِّنَّبر فاحتاج إِلی تحریك الباء، فتطرق إِلی ذلك فنقل حركة الإِعراب إِلیها تشبیهاً بقولهم: هذا بَكُر و مررت بِبَكِر فكان یجب علی هذا أَن یقول الصِّنَّبُرُ، فیضم الباء لأَن الراء مضمومة، إِلَّا أَنه تصور معنی إِضافة الظرف إِلی الفعل فصار إِلی أَنه كأَنه قال حین هَیْجِ الصِّنَّبْرِ، فلما احتاج إِلی حركة الباء تصور معنی الجر فكسر الباء، و كأَنه قد نقل الكسرة عن الراء إِلیها كما أَن القصیدة «1». المنشدة للأَصمعی التی فیها: كأَنَّها و قد رَآها الرَّائی إِنما سوغه ذلك مع أَن الأَبیات كلها متوالیة علی الجر أَنه توهم فیه معنی الجر، أَ لا تری أَن معناه كأَنها وقت رؤیة الرائی؟ فساغ له أَن یخلط هذا البیت بسائر الأَبیات و كأَنه لذلك لم یخالف؛ قال: و هذا أَقرب مأْخذاً من أَن یقول إِنه حرَّف القافیة للضرورة كما
(1). قوله: [كما أَن القصیدة إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 471
حرَّفها الآخر «2». فی قوله: هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ، أَوْ أَنْكَرْتَها بَیْنَ تِبْرَاكٍ و شَسَّیْ عَبَقُر؟ فی قول من قال عَبْقَر فحرّف الكلمة. و الصِّنَّبْرُ، بتسكین الباء: الیوم الثانی من أَیام العجوز؛ و أَنشد: فإِذا انْقَضَتْ أَیَّامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ و صِنَّبْرٌ مَعَ الوَبِر قال الجوهری: و یحتمل أَن یكونا بمعنی و إِنما حركت الباء للضرورة.

صنخر؛ ج4، ص: 471

: التهذیب فی الرباعی: أَبو عمرو: الصِّنَّخْرُ و الصِّنْخِرُ الجَمَلُ الضخم. قال أَبو عمرو: الصِّنَّخْرُ، بوزن قِنْذَعْلٍ، و هو الأَحمق، و الصِّنْخِرُ، بوزن القِمْقِمِ، و هو البُرّ الیابس. و فی النوادر: جمل صُنَخِرٌ و صُناخِرٌ عظیم طویل من الرجال و الإِبل.

صنعبر؛ ج4، ص: 471

: الصَّنَعْبَرُ: شجرة، و یقال لها الصَّعْبَرُ.

صهر؛ ج4، ص: 471

: الصَّهْرُ: القرابة. و الصِّهْرُ: حُرْمة الخُتُونة، و خَتَنُ الرجل صِهْرُه، و المتزوَّجُ فیهم أَصْهارُ الخَتَنِ، و الأَصْهارُ أَهلُ بیت المرأَة و لا یقال لأَهل بیت الرجل إِلَّا أَخْتان، و أَهل بیت المرأَة أَصْهار، و من العرب من یجعل الصَّهْرَ من الأَحماءِ و الأَخْتان جمیعاً. یقال: صاهَرْتُ القوم إِذا تزوجت فیهم، و أَصْهَرْتُ بهم إِذا اتَّصلت بهم و تحرَّمت بجِوار أَو نسب أَو تزوُّجٍ. و صِهْرُ القوم: خَتَنَهُم، و الجمع أَصْهارٌ و صُهَراءُ؛ الأَخیرة نادرة، و قیل: أَهلُ بیتِ المرأَة أَصْهارٌ و أَهل بیت الرجل أَخْتانٌ. و قال ابن الأَعرابی: الصِّهْرُ زوجُ بنتِ الرجل و زوج أُخته. و الخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل و أَخو امرأَته، و من العرب من یجعلهم أَصْهاراً كلهم و صِهْراً، و الفعل المُصاهَرَةُ، و قد صاهَرَهُمْ و صاهَرَ فیهم؛ و أَنشد ثعلب: حَرَائِرُ صاهَرْنَ المُلُوكَ، و لم یَزَلْ علی النَّاسِ، مِنْ أَبْنائِهِنَّ، أَمیرُ و أَصْهَرَ بِهِمْ و إِلیهم: صار فیهم صِهْراً؛ و فی التهذیب: أَصْهَرَ بهم الخَتَن. و أَصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهْر. الأَصمعی: الأَحْماءُ من قِبَل الزّوج و الأَخْتانُ من قِبَل المرأَة و الصِّهْرُ یجمعهما، قال: لا یقال غیره. قال ابن سیدة: و ربما كَنَوْا بالصِّهرِ عن القَبْر لأَنهم كانوا یَئِدُونَ البنات فیدفنونهن، فیقولون: زوّجناهن من القَبْر، ثم استعمل هذا اللفظ فی الإِسلام فقیل: نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ، و قیل: إِنما هذا علی المثل أَی الذی یقوم مَقام الصِّهْرِ، قال: و هو الصحیح. أَبو عبید: یقال فلان مُصْهِرٌ بنا، و هو من القرابة؛ قال زهیر: قَوْد الجِیادِ، و إِصْهار المُلُوك، و صَبْر فی مَوَاطِنَ، لو كانوا بها سَئِمُوا و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً؛ فأَما النَّسَبُ فهو النَّسَبُ الذی یَحِلُّ نكاحه كبنات العم و الخال و أَشباههن من القرابة التی یحل تزویجها، و قال الزجاج: الأَصْهارُ من النسب لا یجوز لهم التزویج، و النَّسَبُ الذی لیس بِصِهْرٍ من قوله: حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهٰاتُكُمْ … إِلی قوله: وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَیْنَ الْأُخْتَیْنِ؛ قال أَبو منصور: و قد رویْنا عن ابن عباس فی تفسیر النَّسَبِ و الصِّهْرِ خلافَ ما قال الفراءُ جُمْلَةً و خلافَ بعضِ ما قال
(2). قوله: [كما حرفها الآخر إلخ] فی یاقوت ما نصه: كأَنه توهم تثقیل الراء، و ذلك أَنه احتاج إِلی تحریك الباء لإِقامة الوزن، فلو ترك القاف علی حالها لم یجئ مثله و هو عبقر لم یجئ علی مثال ممدود و لا مثقل فلما ضم القاف توهم به بناء قربوس و نحوه و الشاعر له أن یقصر قربوس فی اضطرار الشعر فیقول قربس
لسان العرب، ج‌4، ص: 472
الزجاج.قال ابن عباس: حرَّم الله من النسب سبعاً و من الصِّهْرِ سبعاً: حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهٰاتُكُمْ وَ بَنٰاتُكُمْ وَ أَخَوٰاتُكُمْ وَ عَمّٰاتُكُمْ وَ خٰالٰاتُكُمْ وَ بَنٰاتُ الْأَخِ وَ بَنٰاتُ الْأُخْتِ من النسب، و من الصهر: وَ أُمَّهٰاتُكُمُ اللّٰاتِی أَرْضَعْنَكُمْ وَ أَخَوٰاتُكُمْ مِنَ الرَّضٰاعَةِ وَ أُمَّهٰاتُ نِسٰائِكُمْ وَ رَبٰائِبُكُمُ اللّٰاتِی فِی حُجُورِكُمْ مِنْ نِسٰائِكُمُ اللّٰاتِی دَخَلْتُمْ بِهِنَّ … وَ حَلٰائِلُ أَبْنٰائِكُمُ الَّذِینَ مِنْ أَصْلٰابِكُمْ … وَ لٰا تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَیْنَ الْأُخْتَیْنِ؛ قال أَبو منصور: و نَحْوَ ما رویْنا عن ابن عباس قال الشافعی: حرم الله تعالی سبعاً نَسَباً و سبعاً سَبَباً فجعل السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة و الرَّضاع، و هذا هو الصحیح لا ارْتِیابَ فیه. و صَهَرَتهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْراً و صَهَدَتْهُ: اشتدَّ وقْعُها علیه و حَرُّها حتی أَلِمَ دِماغهُ و انْصَهَرَ هو؛ قال ابن أَحمر یصف فرخ قطاة: تَرْوِی لَقًی أُلْقِیَ فی صَفْصَفٍ، تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما یَنْصَهِرْ أَی تُذیبه الشمس فیَصْبر علی ذلك. تَرْوی: تسوق إِلیه الماء أَی تصیر له كالراوِیَةِ. یقال: رَوَیْتُ أَهلی و علیهم رَیّاً أَتیتهم بالماء. و الصَّهْرُ: الحارُّ؛ حكاه كراع، و أَنشد: إِذ لا تَزالُ لَكُمْ مُغَرْغِرَة تَغْلی، و أَعْلی لَوْنِها صَهْرُ فعلی هذا یقال: شی‌ء صَهْرٌ حارٌّ. و الصَّهْرُ: إِذابَةُ الشَّحْم. و صَهَرَ الشحمَ و نَحْوه یَصْهَرُه صَهْراً: أَذابه فانْصَهَرَ. و فی التنزیل: یُصْهَرُ بِهِ مٰا فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ؛ أَی یُذَاب. و اصْطَهَرَه: أَذابه و أَكَلَهُ، و الصُّهارَةُ: ما أَذبت منه، و قیل: كلُّ قطعة من اللحم، صَغُرَت أَو كَبُرت، صُهارَةٌ. و ما بالبعیر صُهارَةٌ، بالضم، أَی نِقْیٌ، و هو المُخّ. الأَزهری: الصَّهْر إِذابة الشحْم، و الصُّهارَةُ ما ذاب منه، و كذلك الاصْطِهارُ فی إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ؛ و قال العجاج: شَكّ السَفافِیدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ و الصَّهْرُ: المَشْوِی. الأَصمعی: یقال لما أُذیب من الشحم الصُّهارة و الجَمِیلُ. و ما أُذیب من الأَلْیَة، فهو حَمٌّ، إِذا لم یبق فیه الوَدَكُ. أَبو زید: صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة، فهو خبز مَصْهُورٌ و صَهِیرٌ. و‌فی الحدیث: أَن الأَسْوَد كان یَصْهَر رِجلیه بالشحم و هو محرم؛ أَی كان یُذِیبه و یَدْهُنُهما به. و یقال: صَهَرَ بدنه إِذا دهنه بالصَّهِیرِ. و صَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْراً إِذا دهنه بالصُّهارَة، و هو ما أُذیب من الشحم. و اصْطَهَر الحِرْباءُ و اصْهارَّ: تَلأْلأَ ظهره من شدة حر الشمس، و قد، صَهَرَه الحرُّ. و قال الله تعالی: یُصْهَرُ بِهِ مٰا فِی بُطُونِهِمْ حتی یخرج من أَدبارهم؛ أَبو زید فی قوله: یُصْهَرُ بِهِ قال: هو الإِحْراق، صَهَرْته بالنار أَنضَجْته، أَصْهَرُه. و قولهم: لأَصْهَرَنَّكَ بِیَمِینٍ مُرَّةٍ، كأَنه یرید الإِذابة. أَبو عبیدة: صَهَرْتُ فلاناً بیمینٍ كاذبةٍ توجب له النار. و‌فی حدیث أَهل النار: فَیُسْلَتُ ما فی جوفه حتی یَمْرُقَ من قدمیه، و هو الصَّهْرُ. یقال: صَهَرْت الشحم إِذا أَذبته. و‌فی الحدیث: أَنه كان یؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَیَصْهَرُ الحجرَ العظیمَ إِلی بطنه؛ أَی یُدْنیه إِلیه. یقال: صَهَرَه و أَصْهَرَه إِذا قرَّبه و أَدناه. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: قال له ربیعة بن الحرث: نِلْتَ صِهْرَ محمد فلم نَحْسُدْك علیه؛ الصِّهْرُ حرمة التزویج، و الفرق بینه و بین النَّسَب: أَن النسب ما یرجع إِلی ولادة قریبةٍ من جهة الآباء،
لسان العرب، ج‌4، ص: 473
و الصِّهْر ما كان من خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ یحدثها التزویج. و الصَّیْهُورُ: شِبْهُ مِنْبر یُعمل من طین أَو خشب یوضع علیه متاع البیت من صُفْرٍ أَو نحوه؛ قال ابن سیدة: و لیس بثبت. و الصَّاهُورُ: غِلاف القمر، أَعجمی معرب. و الصِّهْرِیُّ: لغة فی الصِّهْرِیج، و هو كالحوض؛ قال الأَزهری: و ذلك أَنهم یأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادی الذی له مَأْزِمانِ فیبنون بینهما بالطین و الحجارة فیترادُّ الماءُ فیشربون به زماناً، قال: و یقال تَصَهْرَجُوا صِهْرِیّاً.

صور؛ ج4، ص: 473

: فی أَسماء اللّه تعالی: الْمُصَوِّرُ و هو الذی صَوَّر جمیعَ الموجودات و رتبها فأَعطی كل شی‌ء منها صورة خاصة و هیئة مفردة یتمیز بها علی اختلافها و كثرتها. ابن سیدة: الصورة فی الشكل، قال: فأَما ما جاء فی الحدیث من‌قوله خلق اللَّه آدم علی صورته‌فیحتمل أَن تكون الهاء راجعة علی اسم اللَّه تعالی، و أَن تكون راجعة علی آدم، فإذا كانت عائدة علی اسم اللَّه تعالی فمعناه علی الصورة التی أَنشأَها اللَّه و قدَّرها، فیكون المصدر حینئذ مضافاً إِلی الفاعل لأَنه سبحانه هو المصَوِّر لا أَن له، عز اسمه و جل، صُورَةً و لا تمْثالا، كما أَن قولهم لَعَمْرُ اللَّه إِنما هو و الحیاةِ التی كانت باللَّه و التی آتانِیها اللَّهُ، لا أَن له تعالی حیاة تَحُلُّهُ و لا هو، علا وجهُه، محلٌّ للأعراضِ، و إِن جعلتها عائدة علی آدم كان معناه علی صُورَة آدم أَی علی صورة أَمثاله ممن هو مخلوق مُدَبَّر، فیكون هذا حینئذ كقولك للسید و الرئیس: قد خَدَمْتُه خِدْمَتَه أَی الخِدْمَةَ التی تحِقُّ لأَمثاله، و فی العبد و المُبتَذل: قد اسْتَخْدَمْتُه اسْتِخْدامَهُ أَی اسْتِخْدامَ أَمثاله ممن هو مأْمور بالخفوف و التَّصَرُّف، فیكون حینئذ كقوله تعالی: فِی أَیِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ رَكَّبَكَ، و الجمع صُوَرٌ و صِوَرٌ و صُوْرٌ، و قد صَوَّرَهُ فَتَصَوَّرَ. الجوهری: و الصِّوَرُ، بكسر الصاد، لغة فی الصُّوَر جمع صُورَةٍ، و ینشد هذا البیت علی هذه اللغة یصف الجواری: أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الخلْصاءِ أَعْیُنَها، و هُنَّ أَحْسَنُ مِنْ صِیرَانِها صِوَرا و صَوَّرَهُ اللَّهُ صُورَةً حَسَنَةً فَتَصَوَّر. و‌فی حدیث ابن مقرن: أَ ما علمتَ أَن الصُّورَة محرَّمةٌ؟أَراد بالصُّورَةِ الوجهَ و تحریمِها المَنْع من الضرب و اللطم علی الوجه، و منه‌الحدیث: كره أَن تُعلم الصورةُ، أَی یجعلَ فی الوجه كَیٌّ أَو سِمَةٌ. و تَصَوَّرْتُ الشی‌ءَ: توهمت صورتَه فتصوَّر لی. و التَّصاوِیرُ: التَّماثِیلُ. و‌فی الحدیث: أَتانی اللیلةَ ربی فی أَحسنِ صُورَةٍ!.قال ابن الأَثیر: الصورة تَرِدُ فی كلام العرب علی ظاهرها و علی معنی حقیقةِ الشی‌ء و هیئته و علی معنی صِفَتِه. یقال: صورةُ الفعلِ كذا و كذا أَی هیئته، و صورةُ الأَمرِ كذا و كذا أَی صِفَتُه، فیكون المراد بما جاء فی الحدیث أَنه أَتاه فی أَحسنِ صِفَةٍ، و یجوز أَن یعود المعنی إِلی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَتانی ربی و أَنا فی أَحْسَنِ صُورةٍ، و تجری معانی الصُّورَةِ كلها علیه، إِن شئت ظاهرها أَو هیئتها أو صفتها، فأَما إِطلاق ظاهر الصورة علی اللَّه عز و جل فلا، تعالی اللَّه عز و جل عن ذلك علوّاً كبیراً. و رجل صَیِّرٌ شَیِّرٌ أَی حَسَنُ الصُّورَةِ و الشَّارَةِ، عن الفراء، و قوله: و ما أَیْبُلِیٌّ علی هَیْكَلٍ بَناهُ، و صَلّب فِیهِ و صَارا
لسان العرب، ج‌4، ص: 474
ذهب أَبو علی إِلی أَن معنی صارَ صَوَّرَ، قال ابن سیدة: و لم أَرها لغیره. و صارَ الرجلُ: صَوَّتَ. و عصفور صَوَّارٌ: یجیب الداعیَ إِذا دعا. و الصَّوَرُ، بالتحریك: المَیَل. و رجل أَصْوَرُ بیّن الصَّوَرِ أَی مائل مشتاق. الأَحمر: صُرْتُ إِلیَّ الشی‌ءَ و أَصَرْتُه إِذا أَملتَه إِلیك، و أَنشد: أَصارَ سَدِیسَها مَسَدٌ مَرِیجُ ابن الأَعرابی: فی رأْسه صَوَرٌ «1» إِذا وجد فیه أُكالًا و همیماً. و فی رأْسه صَوَرٌ أَی مَیَل. و‌فی صفة مشیه، علیه السلام: كان فیه شی‌ء من صَوَرٍ‌أَی مَیَل، قال الخطابی: یشبه أَن یكون هذا الحال إِذا جدَّ بِهِ السیر لا خلقة. و‌فی حدیث عمر و ذكر العلماء فقال: تَنْعَطِف علیهم بالعلم قلوبٌ لا تَصُورُها الأَرحام‌أَی لا تُمِیلُها، هكذا أَخرجه الهروی عن عمر، و جعله الزمخشری من كلام الحسَن. و‌فی حدیث ابن عمر: إِنی لأُدْنی الحائِضَ منِّی و ما بی إِلیها صَوَرَةٌ‌أَی مَیْل و شهوة تَصُورُنی إِلیها. و صارَ الشی‌ءَ صَوْراً و أَصارَه فانْصار: أَماله فمال، قالت الخنساءُ.لَظَلَّت الشُّهْبُ مِنْها و هْیَ تَنصارُ أَی تصدّعُ و تفلّقُ، و خص بعضه به إِمالة العنق. و صَوِرَ یَصْوَرُ صوراً، و هو أَصْوَرُ: مال، قال: اللَّهُ یَعْلَمُ أَنَّا، فی تَلَفُّتِنا یَوْمَ الفِراقِ إِلی أَحْبابِنَا، صُورُ و‌فی حدیث عكرمة: حَمَلَةُ العَرْشِ كلُّهم صُورٌ، هو جمع أَصْوَر، و هو المائل العنق لثقل حِمْلِهِ. و قال اللیث: الصَّوَرُ المَیل. و الرجلُ یَصُور عُنُقَهُ إِلی الشی‌ء إِذا مال نحوه بعنقه، و النعت أَصْوَر، و قد صَوِرَ. و صارَه یَصُورُه و یَصِیرُه أَی أَماله، و صارَ وجهَهُ یَصُورُ: أَقْبَل به. و فی التنزیل العزیز: فَصُرْهُنَّ إِلَیْكَ، و هی قراءة علیٍّ و ابن عباس و أَكثر الناس، أَی وَجِّهْهن، و ذكره ابن سیدة فی الیاء أَیضاً لأَن صُرْت و صِرْت لغتان، قال اللحیانی: قال بعضهم معنی صُرْهُنَّ وجِّهْهُنَّ، و معنی صِرْهن قَطِّعْهن و شَقِّقهن، و المعروف أَنهما لغتان بمعنی واحد، و كلهم فسروا فَصُرْهُنَّ أَمِلْهن، و الكسر فُسر بمعنی قَطِّعْهن، قال الزجاج: قال أَهل اللغة معنی صُرْهُنَّ إِلیك أَمِلْهن و اجمعهن إِلیك، و أَنشد: و جاءَتْ خِلْعَةٌ [خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفایا، یَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَی زَنِیمُ أَی یَعطِف عنوقَها تَیْسٌ أَحْوی، و من قرأَ: فَصِرهن إِلیك، بالكسر، ففیه قولان: أَحدهما أَنه بمعنی صُرْهن، یقال: صارَهُ یَصُورُهُ و یَصِیرُه إِذا أَماله، لغتان، الجوهری: قری‌ء فَصُرْهُنَّ، بضم الصاد و كسرها، قال الأَخفش: یعنی وَجِّهْهن، یقال: صُرْ إِلیَّ و صر وجهك إِلیَّ أَی أَقبل علیَّ. الجوهری: و صُرْتُ الشی‌ءَ أَیضاً قطعتُه و فَصَلتُه، قال العجاج: صُرْنا بِهِ الحُكْمَ و أَعْیا الحَكَما قال: فَمَن قال هذا جعل فی الآیة تقدیماً و تأْخیراً، كأَنه قال: خُذْ إِلیك أَربعةً فَصُرْهن، قال ابن بری: هذا الرجز الذی نسبه الجوهری للعجاج لیس هو للعجاج، و إِنما هو لرؤبة یخاطب الحَكَم بن صخر و أَباه صخر بن عثمان، و قبله:
(1). 1 قوله" فی رأسه صور" ضبطه فی شرح القاموس بالتحریك، و فی متنه: و الصورة بالفتح شبه الحكة فی الرأس.
لسان العرب، ج‌4، ص: 475
أَبْلِغْ أَبا صَخْرٍ بَیاناً مُعْلما، صَخْر بن عُثمان بن عَمْرٍو و ابن ما و‌فی حدیث مجاهد: كره أَن یَصُورَ شجرةً مثمرةً، یحتمل أَن یكون أَراد یُمِیلها فإِن إِمالتها ربما تؤدِّیها إِلی الجُفُوف، و یجوز أَن یكون أَراد به قطعها. و صَوْرَا النَّهْرِ: شَطَّاه. و الصَّوْرُ، بالتسكین: النخل الصغار، و قیل: هو المجتمع، و لیس له واحد من لفظه، و جمع الصِّیر صِیرانٌ، قال كثیِّر عزة: أَ الحَیُّ أَمْ صِیرانُ دَوْمٍ تَناوَحَتْ بِتِرْیَمَ قَصْراً، و اسْتَحَنَّتْ شَمالُها؟ «1» و الصَّوْرُ: أَصل النخل، قال: كأَن جِذعاً خارِجاً من صَوْرِهِ، ما بین أُذْنَیْهِ إِلی سِنَّوْرِهِ و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه دخل صَوْر نخل، قال أَبو عبیدة: الصَّوْر جِمَاعُ النخل و لا واحد له من لفظه، و هذا كما یقال لجماعة البقر صُوار. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه خرج إِلی صَوْر بالمدینة، قال الأَصمعی: الصَّوْر جماعة النخل الصغار، و هذا جمع علی غیر لفظ الواحد، و كذلك الحابِسُ، و قال شمر: یُجْمَعُ الصَّوْر صِیراناً، قال: و یقال لغیر النخل من الشجر صَوْر و صِیران، و ذكره كُثَیِّر و فیه أَنه قال: یطلع من هذا الصَّوْر رجلٌ من أَهل الجنة، فطلع أبو بكر، الصَّوْر: الجماعة من النخل، و منه: أَنه خرج إِلی صَوْر بالمدینة. و‌الحدیث الآخر: أَنه أَتی امرأَة من الأَنصار فَفَرَشَتْ له صَوْراً و ذبحت له شاة.و‌حدیث بدر: أَن أَبا سفیان بعث رجلین من أَصحابه فأَحْرَقا صَوْراً من صِیران العُرَیْضِ.اللیث: الصِّوَارُ و الصُّوَارُ القَطیع من البَقَر، و العدد أَصْوِرَة و الجمع صِیران. و الصُّوار [الصِّوار: وعاء المِسْك، و قد جمعهما الشاعر بقوله: إِذا لاحَ الصوارُ ذَكَرْتُ لَیْلَی، و أَذْكُرُها إِذا نَفَح الصوَارُ و الصِّیَار لغة فیه. ابن الأَعرابی: الصَّوْرة النخْلة، و الصَّوْرة الحِكَّة من انْتِغاش الحَظَی فی الرأْس. و قالت امرأَةٌ من العرب لابنةٍ لهم: هی تشفینی من الصَّوْرة و تسترنی من الغَوْرة، بالغین، و هی الشمس. و الصُّورُ: القَرْن، قال الراجز: لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجَمْعَیْن نَطْحاً شدیداً، لا كَنطحِ الصُّورَین و به فسر المفسرون قوله تعالی: فَإِذٰا نُفِخَ فِی الصُّورِ*، و نحوه، و أَما أَبو علی فالصُّورُ هنا عنده جمع صُورَةٍ، و سیأْتی ذكره. قال أَبو الهیثم: اعترض قوم فأَنكروا أَن یكون الصُّورُ قَرْناً كما أَنكروا العَرْش و المیزانَ و الصراط و ادَّعَوْا أَن الصُّورَ جمع الصُّورَةِ، كما أَن الصُّوفَ جمع الصُّوفَةِ و الثُّومَ جمع الثُّومَةِ، و رووا ذلك عن أَبی عبیدة، قال أَبو الهیثم: و هذا خطأٌ فاحش و تحریف لكلمات اللَّه عز و جل عن مواضعها لأَن اللَّه عز و جل قال: وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ*، ففتح الواو، قال: و لا نعلم أَحدا من القراء قرأَها فَأَحْسَنَ صُورَكُمْ، و كذلك قال: وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ*، فمن قرأَ: و نفخ فی الصُّوَر، أَو قرأَ: فَأَحْسَنَ صُورَكم، فقد افتری الكذب و بَدَّل كتاب اللَّه، و كان أَبو عبیدة صاحب أَخبارٍ و غَریبٍ و لم یكن له معرفةٌ بالنحو. قال الفراء: كلُّ جمعٍ علی لفظ الواحد الذَّكَرِ سبق جمعُه واحدتَه فواحدته
(1). 1 قوله" و استحنت" كذا بالأصل بالنون و فی یاقوت و الأساس بالثاء المثلثة.
لسان العرب، ج‌4، ص: 476
بزیادة هاء فیه، و ذلك مثل الصُّوف و الوَبَر و الشعر و القُطْن و العُشْب، فكل واحد من هذه الأَسماء اسم لجمیع جنسه، فإِذا أَفردت واحدته زیدت فیها هاء لأَن جمیع هذا الباب سبق واحدَتَه، و لو أَن الصوفَةَ كانت سابقة الصُّوفِ لقالوا: صُوفة و صُوَف و بُسْرة و بُسَر، كما قالوا: غُرْفة و غُرَف و زُلْفة و زُلَف، و أَما الصُّورُ القَرْنُ، فهو واحد لا یجوز أن یقال واحدته صُورَة، و إِنما تُجمع صُورة الإِنسان صُوَراً لأَن واحدته سبقت جمعَه. و‌فی حدیث أَبی سعید الخدری قال: قال رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: كیف أَنْعَمُ و صاحبُ القَرْن قَدْ التَقَمَهُ و حَنی جَبْهَتَه و أَصْغَی سمعه یَنْتظر متی یُؤْمَرُ؟ قالوا: فما تأْمرنا یا رسول اللَّه؟ قال: قولوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.قال الأَزهری: و قد احْتَجَّ أَبو الهیثم فأَحسن الاحْتِجاج، قال: و لا یجوز عندی غیرُ ما ذهب إِلیه و هو قول أَهل السنَّة و الجماعة، قال: و الدلیل علی صحة ما قالوا أَن اللَّه تعالی ذكر تَصْویره الخلق فی الأَرْحام قبل نفخ الرُّوح، و كانوا قبل أَن صَوَّرهم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم صَوَّرهم تَصْویراً، فَأَما البعث فإِن اللَّه تعالی یُنْشِئُهُم كیف شاء، و من ادَّعی أَنه یُصَوِّرهم ثم ینفخ فیهم فعلیه البیان، و نعوذ باللَّه من الخِذلان. و حكی الجوهری عن الكلبی فی قوله تعالی: یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ*، و یقال: هو جمعُ صُورة مثل بُسْر و بُسْرة، أَی ینفخ فی صُوَر الموتی الأَرواح، قال: و قرأَ الحسن: یوم ینفخ فی الصُّوَر. و الصِّواران: صِماغا الفَمِ، و العامة تسمیهما الصِّوارَین، و هما الصَّامِغان أَیضاً. و فیه: تَعَهَّدُوا الصِّوَارَیْنِ فإِنهما مقعد المَلَك، هما ملتقی الشِّدْقَیْنِ، أَی تعهدوهما بالنظافة، و قول الشاعر: كأَنَّ عُرْفاً مائِلًا مِن صَوْرِهِ یرید شعر الناصیة. و یقال: إِنی لأَجد فی رأْسی صَوْرَةً و هی شبه الحِكَّة، قال ابن سیدة: الصَّوْرة شبه الحِكَّة یجدها الإِنسان فی رأْسه حتی یشتهی أن یُفَلَّی. و الصُّوَّار، مشدد: كالصُّوَار، قال جریر: فلم یَبْقَ فی الدَّارِ إِلَّا الثُّمام، و خِیطُ النَّعَامِ و صُوَّارُها و الصِّوَار و الصُّوَار: الرائحة الطیبة. و الصِّوار و الصُّوَار: القلیل من المِسْك، و قیل: القطعة منه، و الجمع أَصْوِرَة، فارسی. و أَصْوِرَةُ المسكِ: نافِقاتُه، و روی بعضهم بیت الأَعشی: إِذا تقومُ یَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةً، و الزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِن أَرْدَانِها شملُ و فی صفة الجنة: و ترابُها الصوارُ، یعنی المِسْك. و صوار المسك: نافجته، و الجمع أَصْوِرَة. و ضربه فَتَصَوَّرَ أَی سقط. و‌فی الحدیث: یَتَصَوَّرُ المَلَكُ علی الرَّحِم، أَی یسقط، من قولهم: صَرَّیْتُه تَصْریةً تَصوَّرَ منها أَی سقط. و بنو صَوْرٍ: بطن من بنی هَزَّانَ بن یَقْدُم بن عَنَزَةَ. الجوهری: و صارَة اسم جبل و یقال أَرض ذات شجر. و صارَةُ الجبلِ: أَعلاه، و تحقیرها صُؤَیْرَة سماعا من العرب. و الصُّوَر و الصِّوَر: موضع «2» بالشام، قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلی جانِبِ الحَشَّاكِ جِیفَتُه، و رأْسُهُ دونَهُ الیَحْمُومُ و الصُّوَرُ [الصِّوَرُ
(2). 1 قوله" و الصور و الصور موضع إلخ" فی یاقوت صُوّر، بالضم ثم التشدید و الفتح، قریة علی شاطئ الخابور، و قد خفف الأخطل الواو من هذا المكان و أَنشد البیت، غیر أَنه ذكر أضحت بدل أمست و الخابور بدل الیحموم و أَفاد أَن البیت روی بضم الصاد و كسرها.
لسان العرب، ج‌4، ص: 477
و صارَة: موضع، قال ابن سیدة: و إِذ قد تكافأَ فی ذلك الیاء و الواو و التبس الاشتقاقان فحمله علی الواو أَولی، و اللَّه أَعلم.

صیر؛ ج4، ص: 477

: صارَ الأَمرُ إِلی كذا یَصِیرُ صَیْراً و مَصِیراً و صَیْرُورَةً و صَیَّرَه إِلیه و أَصارَه، و الصَّیْرُورَةُ مصدر صارَ یَصِیرُ. و فی كلام عُمَیْلَةَ الفَزارِی لعمه و هو ابن عَنْقاءَ الفَزارِی: ما الذی أَصارَك إِلی ما أَری یا عَمْ؟ قال: بُخْلك بمالِك، و بُخْل غیرِك من أَمثالك، و صَوْنی أَنا وجهی عن مثلهم و تَسْآلك ثم كان من إِفْضال عُمَیْلة علی عمه ما قد ذكره أَبو تمام فی كتابه الموسوم بالحماسة. و صِرْت إِلی فلان مَصِیراً؛ كقوله تعالی: وَ إِلَی اللّٰهِ الْمَصِیرُ*؛ قال الجوهری: و هو شاذ و القیاس مَصَار مثل مَعاش. و صَیَّرته أَنا كذا أَی جعلته. و المَصِیر: الموضع الذی تَصِیر إِلیه المیاه. و الصَّیِّر: الجماعة. و الصِّیرُ: الماء یحضره الناس. و صارَهُ الناس: حضروه؛ و منه قول الأَعشی: بِمَا قَدْ تَرَبَّع رَوْضَ القَطا و رَوْضَ التَّنَاضُبِ حتی تَصِیرَا أَی حتی تحضر المیاه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَبی بكر، رضی الله عنه، حین عَرَضَ أَمرَه علی قبائل العرب: فلما حضر بنی شَیْبان و كلم سَراتهم قال المُثَنی بن حارثة: إِنا نزلنا بین صِیرَینِ الیمامة و الشمامة، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: و ما هذان الصِّیرانِ؟ قال: میاه العرب و أَنهار كِسْری؛ الصِّیرُ: الماء الذی یحضره الناس. و قد صارَ القوم یَصِیرون إِذا حضروا الماء؛ و یروی: بین صِیرَتَیْن، و هی فِعْلة منه، و یروی: بین صَرَیَیْنِ، تثنیة صَرًی. قال أَبو العمیثل: صارَ الرجلُ یَصِیر إِذا حضر الماءَ، فهو صائِرٌ. و الصَّائِرَةُ: الحاضرة. و یقال: جَمَعَتْهم صائرَةُ القیظِ. و قال أَبو الهیثم: الصَّیْر رجوع المُنْتَجِعین إِلی محاضرهم. یقال: أَین الصَّائرَة أَی أَین الحاضرة و یقال: أَیَّ ماء صارَ القومُ أَی حضروا. و یقال: صرْتُ إِلی مَصِیرَتی و إِلی صِیرِی و صَیُّوری. و یقال للمنزل الطیِّب: مَصِیرٌ و مِرَبٌّ و مَعْمَرٌ و مَحْضَرٌ. و یقال: أَین مَصِیرُكم أَی أَین منزلكم. و صِیرُ [صَیرُ الأَمر: مُنْتهاه و مَصِیره و عاقِبَته و ما یَصیر إِلیه. و أَنا علی صِیرٍ من أَمر كذا أَی علی ناحیة منه. و تقول للرجل: ما صنعتَ فی حاجتك؟ فیقول: أَنا علی صِیرِ قضائها و صماتِ قضائها أَی علی شَرَفِ قضائها؛ قال زهیر: و قد كنتُ من سَلْمَی سِنِینَ ثمانِیاً، علی صِیرِ أَمْرٍ ما یَمَرُّ و ما یَحْلُو و صَیُّور الشی‌ء: آخره و منتهاه و ما یؤول إِلیه كصِیرِه و منتهاه «1». و هو فیعول؛ و قول طفیل الغنوی: أَمْسی مُقِیماً بِذِی العَوْصاءِ صَیِّرُه بالبئر، غادَرَهُ الأَحْیاءُ و ابْتَكَرُوا قال أَبو عمرو: صَیِّره قَبْره. یقال: هذا صَیِّر فلان أَی قبره؛ و قال عروة بن الورد: أَحادِیثُ تَبْقَی و الفَتی غیرُ خالِدِ، إِذا هو أَمْسی هامَةً فَوْقَ صَیِّر قال أَبو عمرو: بالهُزَرِ أَلْفُ صَیِّر، یعنی قبوراً من قبور أَهل الجاهلیة؛ ذكره أَبو ذؤیب فقال: كانت كَلَیْلَةِ أَهْلِ الهُزَر «2».
(1). قوله: [كصیره و منتهاه] كذا بالأَصل (2). قوله: [كانت كلیلة إلخ] أنشد البیت بتمامه فی هزر: لقال الأباعد و الشامتون كانوا كلیلة أهل الهزر
لسان العرب، ج‌4، ص: 478
و هُزَر: موضع. و ما له صَیُّور، مثال فَیْعُول، أَی عَقْل و رَأْیٌ. و صَیُّور الأَمر: ما صارَ إِلیه. و وقع فی أُمِّ صَیُّور أَی فی أَمر ملتبس لیس له مَنْفَذ، و أَصله الهَضْبة التی لا مَنْفَذ لها؛ كذا حكاه یعقوب فی الأَلفاظ، و الأَسْبَقُ صَبُّور. و صارَةُ الجبل: رأْسه. و الصَّیُّور و الصَّائرَةُ: ما یَصِیر إِلیه النباتُ من الیُبْس. و الصَّائرَةُ: المطرُ و الكَلأُ. و الصَّائرُ: المُلَوِّی أَعناقَ الرجال. و صارَه یَصِیره: لغة فی صارَهُ یَصُوره أَی قطعه، و كذلك أَماله. و الصِّیر: شَقُّ الباب؛یروی أَن رجلًا اطَّلع من صِیر باب النبی، صلی الله علیه و سلم.و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: من اطَّلع من صِیر باب فقد دَمَر و فی روایة: من نَظَرَ؛ و دمر: دخل، و‌فی روایة: من نظر فی صیر باب ففُقِئَتْ عینه فهی هَدَر؛ الصِّیر الشَّقّ؛ قال أَبو عبید: لم یُسمع هذا الحرف إِلا فی هذا الحدیث. و صِیر الباب: خَرْقه. ابن شمیل: الصِّیرَةُ علی رأْس القَارَةِ مثل الأَمَرَة غیر أَنها طُوِیَتْ طَیّاً، و الأَمَرَةُ أَطول منها و أَعظم مطویتان جمیعاً، فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكة طویلة، و الصِّیرَةُ مستدیرة عریضة ذات أَركان، و ربما حفرت فوجد فیها الذهب و الفضة، و هی من صنعة عادٍ و إِرَم، و الصِّیرُ شبه الصَّحْناة، و قیل هو الصحناة نفسه؛یروی أَن رجلًا مَرَّ بعبد الله بن سالم و معه صِیرٌ فلَعِق منه «1». ثم سأَل: كیف یُباع؟و تفسیره فی الحدیث أَنه الصَّحْناة. قال ابن درید: أَحسبه سریانیّاً؛ قال جریر یهجو قوماً: كانوا إِذا جَعَلوا فی صِیرِهِمْ بَصَلًا، ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالحٍ، جَدَفُوا و الصِّیرُ: السمكات المملوحة التی تعمل منها الصَّحْناة؛ عن كراع. و‌فی حدیث المعافری: لعل الصِّیرَ أَحَبُّ إِلیك من هذا.و صِرْتُ الشی‌ء: قطعته. و صارَ وجهَه یَصِیره: أَقبل به. و فی قراءة عبد الله بن مسعود و أَبی جعفر المدنی: فصِرهن إِلیك، بالكسر، أَی قطِّعهن و شققهن، و قیل: وجِّهْهن. الفراء: ضَمَّت العامة الصاد و كان أَصحاب عبد الله یكسرونها، و هما لغتان، فأَما الضم فكثیر، و أَما الكسر ففی هذیل و سلیم؛ قال و أَنشد الكسائی: و فَرْع یَصِیر الجِیدَ وحْف كَأَنّه، علی اللِّیت، قِنْوانُ الكُرُومِ الدَّوَالِحُ یَصِیر: یمیل، و یروی: … یَزِینُ الجید …، و كلهم فسروا فَصُرْهُنَّ أَمِلْهن، و أَما فصِرْهن، بالكسر، فإِنه فسر بمعنی قَطِّعهن؛ قال: و لم نجد قطّعهن معروفة؛ قال الأَزهری: و أُراها إِن كانت كذلك من صَرَیتُ أَصْرِی أَی قَطَعت فقدمت یاؤها. و صِرْت عنقه: لویتها. و فی حدیث الدعاء: عَلَیْكَ تَوَكَّلْنٰا وَ إِلَیْكَ أَنَبْنٰا وَ إِلَیْكَ الْمَصِیرُ أَی المرجع. یقال: صِرْت إِلی فلان أَصِیر مَصِیراً، قال: و هو شاذ و القیاس مَصار مثل مَعاش. قال الأَزهری: و أَما صارَ فإِنها علی ضربین: بلوغ فی الحال و بلوغ فی المكان، كقولك صارَ زید إِلی عمرو و صار زید رجلًا، فإِذا كانت فی الحال فهی مثل كانَ فی بابه. و رجل صَیِّرٌ شَیِّرٌ أَی حسن الصُّورَة و الشَّارَة؛ عن الفراء. و تَصَیَّر فلانٌ أَباه: نزع إِلیه فی الشَّبَه. و الصِّیارَةُ و الصِّیرَةُ: حظیرة من خشب و حجارة تبنی للغَنَم و البقر، و الجمع صِیرٌ و صِیَرٌ، و قیل: الصِّیرَة حظیرة الغنم؛ قال الأَخطل: و اذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ، تُبْنی فَوْقَها الصِّیَرُ
(1). قوله: [فلعق منه] كذا بالأَصل. و فی النهایة و الصحاح فذاق منه
لسان العرب، ج‌4، ص: 479
و‌فی الحدیث: ما من أُمَّتی أَحد إِلا و أَنا أَعرفه یوم القیامة، قالوا: و كیف تعرفهم مع كثرة الخلائق؟ قال: أَ رَأَیْتَ لو دخلت صِیرَةً فیها خیل دُهْمٌ و فیها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل أَ ما كنتَ تعرفه منها؟الصِّیرَة: حَظِیرة تُتخذ للدواب من الحجارة و أَغصان الشجر، و جمعها صِیَر. قال أَبو عبید: صَیْرَة، بالفتح، قال: و هو غلط. و الصِّیَار: صوت الصَّنْج؛ قال الشاعر: كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِیها، قُبَیْلَ الصُّبْحِ، رَنَّاتُ الصِّیَارِ یرید رنین الصَّنْج بأَوْتاره. و‌فی الحدیث: أَنه قال لعلی، علیه السلام: أَ لا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن و علیك مثل صِیر غُفِر لك؟قال ابن الأَثیر: و هو اسم جبل، و یروی: صُور، بالواو، و‌فی روایة أَبی وائل: أَن علیّاً، رضی الله عنه، قال: لو كان علیك مثل صِیرٍ دَیْناً لأَداه الله عنك.

فصل الضاد المعجمة؛ ج4، ص: 479

ضبر؛ ج4، ص: 479

: ضَبَرَ الفَرَسُ یَضْبُر ضَبْراً و ضَبَراناً إِذا عَدَا، و فی المحكم: جَمَع قوائمه و وَثَبَ، و كذلك المقیَّد فی عَدْوه. الأَصمعی: إِذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً یداه فذلك الضَّبْر؛ قال العجاج یمدح عمر بن عبید الله بن معمر القرشی: لَقَدْ سَمَا ابن مَعْمَرٍ حین اعْتَمَرْ مَغْزًی بَعیداً مِنْ بَعید و ضَبَرْ، تَقَضِّیَ البَازِی إِذا البَازِی كَسَرْ یقول: ارتفع قَدْرُه حین غَزَا موضعاً بعیداً من الشام و جمع لذلك جیشاً. و‌فی حدیث سعد بن أَبی وقَّاصٍ: الضَّبْر ضَبر البَلْقاء و الطعن طعن أَبی مِحْجَنٍ. البَلْقاء: فرس سعد، و كان أَبو مِحْجن قد حبسه سعدٌ فی شرب الخمر و هم فی قتال الفُرْس، فلما كان یوم القَادِسِیَّة رأَی أَبو محْجن الثقفی من الفُرْس قوّة، فقال لامرأَة سعد: أَطلقینی و لكِ اللهَ علیَّ أَن أَرجع حتی أَضع رِجْلی فی القید؛ فحلته، فركب فَرَساً لسعد یقال لها البَلْقاء، فَجَعَل لا یَحْمِل علی ناحیة من نواحی العدوّ إِلا هزمهم، ثم رجع حتی وضع رِجْله فی القید و وَفی لها بذمَّته، فلما رجع سعد أَخبرته بما كان من أَمره فخلی سبیله.و فرس ضِبِرٌّ، مثال طِمِرٍّ، فِعِلٌّ منه، أَی وثَّاب، و كذلك الرجل. و ضَبَّر الشی‌ءَ: جمعه. و الضَّبْر و التَّضْبِیر: شدة تَلْزِیز العظام و اكتناز اللحم؛ جَمَلٌ مَضْبُور و مُضَبَّر، و فرس مُضَبَّر الخلق أَی مُوَثَّقُ الخلق، و ناقة مُضَبَّرة الخَلْق. و رجل ضِبِرٌّ: شدید. و رجل ذو ضَبَارَةٍ فی خلقه: مجتمع الخلق، و قیل: وَثِیقُ الخلق؛ و به سمی ضَبَارَةُ، و ابن ضَبَارة كان رجلًا من رؤساء أَجناد بنی أُمیة. و المَضْبُور: المجتمع الخلق الأَملس؛ و یقال للمِنْجل: مَضْبُور. اللیث: الضَّبْر شدة تَلْزِیز العظام و اكتناز اللحم، و جمل مُضَبَّر الظهر؛ و أَنشد: مُضَبَّر اللَّحْیَیْن نَسْراً مِنْهَسا و أَسد ضُبَارِم و ضُبَارِمَة منه فُعالم عند الخلیل. و الإِضْبَارَةُ: الحُزْمة من الصُّحُف، و هی الإِضْمَامَة. ابن السكیت: یقال جاء فلان بإِضْبَارَةٍ من كُتب و إِضْمامةٍ من كُتب، و هی الأَضَابِیر و الأَضَامِیم. اللیث: إِضْبارَةٌ من صُحُف أَو سهام أَی حُزْمة، و ضُبَارَةُ [ضِبَارَةُ لغة، و غیر اللیث لا یجیز ضُبَارة من كُتُب، و یقول: أَضْبَارة و إِضْبارة. و ضَبَّرت الكُتب و غیرها تضبِیراً: جمعتها. الجوهری: ضَبَرت
لسان العرب، ج‌4، ص: 480
الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إِذا جعلتها إِضْبارَة. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه ذكر قوماً یخرجون من النار ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، كأَنها جمع ضِبَارَةٍ مثل عِمَارَةٍ و عَمائِر. و كل مجتمع: ضِبَارَة. و الضَّبَائِر: جماعات الناس. یقال: رأَیتهم ضَبائرَ أَی جماعات فی تَفْرقة. و‌فی حدیث آخر: أَتَتْه الملائكةُ بحریرة فیها مِسْك و من ضَبائِر الریحان.و الضُّبَار [الضِّبَار: الكُتُب، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة: أَقولُ لِنَفْسی واقِفاً عند مُشْرِفٍ، علی عَرَصَاتٍ، كالضبَارِ النَّوَاطق و الضَّبْر: الجماعة یغزون علی أَرجلهم؛ و قال فی موضع آخر: الجماعة یغزون. یقال: خرج ضَبْرٌ من بنی فلان؛ و منه قول ساعدة بن جؤیة الهذلی: بَیْنا هُمُ یَوْماً كذلك رَاعَهُمْ ضَبْرٌ، لباسُهُمُ القَتیرُ مُؤَلَّبُ القَتِیر: مسامیر الدروع و أَراد به هاهنا الدروع. و مؤلب: مُجمَّع، و منه تَأَلَّبُوا أَی تجمَّعوا. و الضَّبْر: الرَّجَّالة. و الضَّبْر: جلد یُغَشَّی خَشَباً فیها رجال تُقَرَّبُ إِلی الحُصون لقتال أَهلها، و الجمع ضُبُورٌ، و منه قولهم: إِنا لا نأْمَنُ أَن یأْتوا بضُبُور؛ هی الدَّبَّابات التی تُقَرَّب للحصون لتنقب من تحتها، الواحدة ضَبْرة. و ضَبَرَ علیه الصَّخْر یَضْبُره أَی نَضَّدَه؛ قال الراجز یصف ناقة «2»: تری شُؤُون رأْسِها العَوارِدا مَضْبُورَةً إِلی شَباً حَدائِدا، ضَبْرَ بَراطِیلَ إِلی جَلامِدا و الضَّبْرُ و الضَّبِر: شجر جَوْز البرّ ینوّر و لا یعقد؛ و هو من نبات جبال السَّرَاةِ، واحدته ضَبِرَة؛ قال ابن سیدة: و لا یمتنع ضَبْرَة غیر أَنی لم أَسمعه. و‌فی حدیث الزهری: أَنه ذكر بنی إِسرائیل فقال: جعل الله عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ و جَوْزَهم الضَّبْرَ و رُمَّانهم المَظَّ؛ الأَصمعی: الضَّبْر جَوْز البر، الجوهری: و هو جوز صلب، قال: و لیس هو الرُّمان البری، لأَن ذلك یسمی المَظّ. و الضُّبَّار: شجر طیّب الحَطَب؛ عن أَبی حنیفة. و قال مرة: الضُّبَّار شجر قریب الشبه من شجر البَلُّوط و حَطَبه جید مثل حطب المَظّ، و إِذا جمع حطبه رطباً ثم أُشعلت فیه النار فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاریق، و یفعل ذلك بقرب الغیَاض التی تكون فیها الأُسْد فتهرب، واحدته ضُبَّارة. ابن الأَعرابی: الضَّبْر الفقر، و الضَّبْر الشد، و الضَّبْر جمع الأَجزاء؛ و أَنشد: مضبورةً إِلی شباً حدائدا، ضبر براطیلَ إِلی جلامدا و قول العجاج یصف المنجنیق: و كل أُنثی حَمَلَتْ أَحْجارا، تُنْتَجُ حین تَلْقَح ابْتِقارا قد ضُبِرَ القومُ لها اضْطبارا، كأَنما تجمَّعوا قُبّارا أَی یخرج حجرها من وسطها كما تُبْقر الدابة. و القُبّار من كلام أَهل عمان: قومٌ یجتمعون فیحوزون ما یقع فی الشِّباك من صَیْد، البحر، فشبه جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِیق بجذب هؤُلاء الشباك بما فیها. ابن الفرج: الضِّبْر و الضِّبْن الإِبْط؛ و أَنشد لجندل:
(2). قوله: [یصف ناقة] فی شرح القاموس قال الصاغانی: و الصواب یصف جملًا، و هذا موضع المثل: استنوق الجمل. و الرجز لأَبی محمد الفقعسی و الروایة شؤون رأسه
لسان العرب، ج‌4، ص: 481
و لا یَؤُوبُ مُضْمَراً فی ضِبْرِی زادِی، و قد شَوَّلَ زَادُ السَّفْرِ أَی لا أَخْبَأُ الطعام فی السفر فَأَؤُوب به إِلی بیتی و قد نفد زاد أَصحابی و لكنی أُطعمهم إِیاه. و معنی شَوَّلَ أَی خف، و قلَّما تُشَوِّلُ القِرْبةُ إِذا قلّ ماؤها. و عامر بن ضَبارة، بالفتح «1». و ضُبَیْرَة: اسم امرأَة؛ قال الأَخطل: بَكْرِیَّةٌ لم تكُنْ دَارِی لها أَمَماً، و لا ضُبَیْرَةُ مِمَّن تَیَّمَت صَدَدُ و یروی … صُبَیْرَةُ … و ضَبَّار: اسم كلب؛ قال: سَفَرَتْ فَقُلْت لَها: هَجٍ، فَتَبَرْقَعَتْ، فَذَكَرْتُ حین تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا

ضبطر؛ ج4، ص: 481

: الضِّبَطْر، مثال الهِزَبْر: الضخم المكتَنِزُ الشدید الضابط؛ أَسد ضِبَطْرٌ و جمل ضِبَطْرٌ؛ و أَنشد: أَشبه أَركانه ضِبَطْرَا الضِّبَطْرُ و السِّبَطْرُ: من نعت الأَسد بالمَضَاء و الشدة.

ضبغطر؛ ج4، ص: 481

: الضَّبَغْطَرَی: كلمة یُفَزَّع بها الصبیانُ. و الضَّبَغْطَری: الشدید و الأَحمق؛ مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. و رجل ضَبَغْطَرَی إِذا حَمَّقْتَه و لم یُعْجبك، و تَثْنیة الضَّبَغْطَرَی ضَبَغْطَرَانِ، و رأَیت ضَبَغْطَرَین. ابن الأَعرابی: الضَّبَغْطَرَی ما حملته علی رأْسك و جعلت یدیك فوقه علی رأْسك لئلَّا یقع. و الضَّبَغْطَرَی أَیضاً: اللعین الذی یُنصب فی الزرع یُفَزَّع به الطیرُ.

ضجر؛ ج4، ص: 481

: الضَّجَر: القلق من الغم، ضَجِرَ منه و به ضَجَراً. و تَضَجَّر: تَبَرَّم؛ و رجل ضَجِرٌ و فیه ضُجْرَةٌ. قال أَبو بكر: فلان ضَجِرٌ معناه ضیّق النفس، من قول العرب مكان ضَجِر أَی ضیّق؛ و قال درید: فإِمَّا تُمْسِ فی جَدَثٍ مُقیماً بِمَسْهَكَةٍ، من الأَرْواحِ، ضَجْر «2». أَبو عمرو: مكان ضَجْر و ضَجِر أَی ضیِّق، و الضَّجْر الاسم و الضِّجَر المصدر. الجوهری: ضَجِر، فهو ضَجِرٌ، و رجل ضَجُور، و أَضْجَرنی فلان، فهو مُضْجِرٌ، و قوم مَضاجِرُ و مَضاجِیرُ؛ قال أَوس: تَناهَقُونَ إِذا اخْضَرَّتْ نعالُكُمُ، و فی الحَفِیظَةِ أَبْرامٌ مَضاجِیرُ وَ ضَجِرَ البعیر: كثر رُغاؤه؛ قال الأَخطل یهجو كعب بن جُعَیْل: فَإِنْ أَهْجُه یَضْجَرْ، كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ مِنَ الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحَتاهُ و غارِبُه و قد خَفَّف ضَجِرَ و دَبِرَت فی الأَفعال؛ كما یخفف فَخِذ فی الأَسماء. و البَازِلُ من الإِبل: الذی یَبْزُل نابُه أَی یَشُقّ فی السنة التاسعة و ربما بَزَل فی الثامنة. و الأُدْم: جمع آدَمَ، و یقال: الأُدْمة من الإِبل البیاض. و صَفْحتاه: جانبا عُنُقه. و الغَارِب: ما بین السنام و العنق؛ یقول: إِن أَهْجُه یَضْجَر و یلحقه من الأَذی ما یلحق البعیر الدَّبِر من الأَذی. ابن سیدة: و ناقة ضَجُور تَرْغُو عند الحلْب. و فی المثل: قد تَحْلُب الضَّجُور العُلْبة أَی قد تصیب اللِّینَ من السیِّ‌ء الخُلُق. قال أَبو عبید: من أَمثالهم فی البخیل یستخرج منه المال علی بخله: إِن الضَّجُور قد تحلب أَی إِن هذا و إِن كان مَنوعاً فقد یُنال منه الشی‌ءُ بعد الشی‌ء كما أَن الناقة الضَّجُورَ قد یُنال من لبنها.
(1). قوله: [و عامر بن ضبارة بالفتح] كذا بالأَصل. و فی القاموس و شرحه: و عمرو بن ضبارة، بالضم، و ضبطه بعضهم بالفتح (2). قوله: [فإما تمس] كذا بالأَصل و فی شرح القاموس متی ما تمس
لسان العرب، ج‌4، ص: 482

ضجحر؛ ج4، ص: 482

: الأَصمعی: ضَجْحَرْت القِرْبة ضَجْحَرَةً إِذا ملأَتها، و قد اضْجَحَرَّ السِّقاءُ اضْجِحْراراً إِذا امتلأَ؛ و أَنشد فی صفة إِبل غِزارٍ: تَتْرُكُ الوَطْبَ شاصِیاً مُضْجَحِرّاً، بَعْدَ ما أَدَّتِ الحُقُوقَ الحُضُورا و ضَجْحَرَ الإِناءَ: ملأَه.

ضرر؛ ج4، ص: 482

: فی أَسماء الله تعالی: النَّافِعُ الضَّارُّ، و هو الذی ینفع من یشاء من خلقه و یضرّه حیث هو خالق الأَشیاء كلِّها: خیرِها و شرّها و نفعها و ضرّها. الضَّرُّ و الضُّرُّ لغتان: ضد النفع. و الضَّرُّ المصدر، و الضُّرّ الاسم، و قیل: هما لغتان كالشَّهْد و الشُّهْد، فإِذا جمعت بین الضَّرّ و النفع فتحت الضاد، و إِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً، كقولك: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هكذا تستعمله العرب. أَبو الدُّقَیْش: الضَّرّ ضد النفع، و الضُّر، بالضم، الهزالُ و سوء الحال. و قوله عز و جل: وَ إِذٰا مَسَّ الْإِنْسٰانَ الضُّرُّ دَعٰانٰا لِجَنْبِهِ؛ و قال: كَأَنْ لَمْ یَدْعُنٰا إِلیٰ ضُرٍّ مَسَّهُ؛ فكل ما كان من سوء حال و فقر أَو شدّة فی بدن فهو ضُرّ، و ما كان ضدّاً للنفع فهو ضَرّ؛ و قوله: لٰا یَضُرُّكُمْ كَیْدُهُمْ؛ من الضَّرَر، و هو ضد النفع. و المَضَرّة: خلاف المَنْفعة. و ضَرَّهُ یَضُرّه ضَرّاً و ضَرّ بِه و أَضَرّ بِه و ضَارَّهُ مُضَارَّةً و ضِراراً بمعنی؛ و الاسم الضَّرَر. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا ضَرَرَ و لا ضِرارَ فی الإِسلام؛ قال: و لكل واحد من اللفظین معنی غیر الآخر: فمعنی‌قوله لا ضَرَرَ‌أَی لا یَضُرّ الرجل أَخاه، و هو ضد النفع، و‌قوله: و لا ضِرار‌أَی لا یُضَارّ كل واحد منهما صاحبه، فالضِّرَارُ منهما معاً و الضَّرَر فعل واحد، و معنی‌قوله: و لا ضِرَار‌أَی لا یُدْخِلُ الضرر علی الذی ضَرَّهُ و لكن یعفو عنه، كقوله عز و جل: ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ؛ قال ابن الأَثیر: قوله لا ضَرَرَ‌أَی لا یَضُرّ الرجل أَخاه فَیَنْقُصه شیئاً من حقه، و الضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ، أَی لا یجازیه علی إِضراره بإِدخال الضَّرَر علیه؛ و الضَّرَر فعل الواحد، و الضِّرَارُ فعل الاثنین، و الضَّرَر ابتداء الفعل، و الضِّرَار الجزاء علیه؛ و قیل: الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك و تنتفع أَنت به، و الضِّرار أَن تَضُره من غیر أَن تنتفع، و قیل: هما بمعنی و تكرارهما للتأْكید. و قوله تعالی: غَیْرَ مُضَارٍّ؛ مَنع من الضِّرَار فی الوصیة؛ و‌روی عن أَبی هریرة: من ضَارَّ فی وَصِیَّةٍ أَلقاه الله تعالی فی وَادٍ من جهنم أَو نار؛ و الضِّرار فی الوصیة راجع إِلی المیراث؛ و منه‌الحدیث: إِنّ الرجلَ یعمَلُ و المرأَة بطاعة الله ستین سنةً ثم یَحْضُرُهما الموتُ فَیُضَارِران فی الوصیة فتجبُ لهما النار؛ المُضارَّةُ فی الوصیة: أَن لا تُمْضی أَو یُنْقَصَ بعضُها أَو یُوصی لغیر أَهلها و نحو ذلك مما یخالف السُّنّة. الأَزهری: و قوله عز و جل: وَ لٰا یُضَارَّ كٰاتِبٌ وَ لٰا شَهِیدٌ، له وجهان: أَحدهما لٰا یُضَارَّ فَیُدْعی إِلی أَن یكتب و هو مشغول، و الآخر أَن معناه لا یُضَارِرِ الكاتبُ أَی لا یَكْتُبْ إِلا بالحق و لا یشهدِ الشّاهد إِلا بالحق، و یستوی اللفظان فی الإِدغام؛ و كذلك قوله: لٰا تُضَارَّ وٰالِدَةٌ بِوَلَدِهٰا؛ یجوز أَن یكون لا تُضَارَرْ علی تُفاعَل، و هو أَن یَنْزِع الزوجُ ولدها منها فیدفعه إِلی مُرْضعة أُخری، و یجوز أَن یكون قوله لٰا تُضَارَّ معناه لا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه.
لسان العرب، ج‌4، ص: 483
و الضَّرَّاءُ: السَّنَة. و الضَّارُوراءُ: القحط و الشدة. و الضَّرُّ: سوء الحال، و جمعه أَضُرٌّ؛ قال عدیّ بن زید العبّادی: و خِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَیْشِ یُعَفِّی كُلُومَهُنَّ البَواقی و كذلك الضَّرَرُ و التَّضِرَّة و التَّضُرَّة؛ الأَخیرة مثل بها سیبویه و فسرها السیرافی؛ و قوله أَنشده ثعلب: مُحَلًّی بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ یُبِینُها، علی الضَّرّ، رَاعی الضأْنِ لو یَتَقَوَّفُ إِنما كنی به عن سوء حاله فی الجهل و قلة التمییز؛ یقول: كرمُه و جوده یَبِینُ لمن لا یفهم الخیر فكیف بمن یفهم؟ و الضَّرَّاءُ: نقیض السَّرَّاء. و‌فی الحدیث: ابْتُلِینَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، و ابتلینا بالسَّرَّاء فلم نَصْبِرْ؛ قال ابن الأَثیر: الضَّرَّاءُ الحالة التی تَضُرُّ، و هی نقیض السَّرَّاء، و هما بناءان للمؤنث و لا مذكر لهما، یرید أَنا اخْتُبِرْنا بالفقر و الشدة و العذاب فصبرنا علیه، فلما جاءتنا السَّرَّاءُ و هی الدنیا و السَّعَة و الراحة بَطِرْنا و لم نصبر. و قوله تعالی: فَأَخَذْنٰاهُمْ بِالْبَأْسٰاءِ وَ الضَّرّٰاءِ؛ قیل: الضَّرَّاءُ النقص فی الأَموال و الأَنفس، و كذلك الضَّرَّة و الضَّرَارَة، و الضَّرَرُ: النقصان یدخل فی الشی‌ء، یقال: دخل علیه ضَرَرٌ فی ماله. و سئل أَبو الهیثم عن قول الأَعشی: ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربیع فقال: الضَّرَّةُ شدة الحال، فَعْلَة من الضَّرّ، قال: و الضُّرّ أَیضاً هو حال الضَّرِیرِ، و هو الزَّمِنُ. و الضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابن الأَعرابی: الضَّرَّة الأَذاة، و قوله عز و جل: غَیْرُ أُولِی الضَّرَرِ؛ أَی غیر أُولی الزَّمانة. و قال ابن عرفة: أَی غیر من به عِلَّة تَضُرّه و تقطعه عن الجهاد، و هی الضَّرَارَة أَیضاً، یقال ذلك فی البصر و غیره، یقول: لا یَسْتَوی القاعدون و المجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم یساوون المجاهدین؛ الجوهری: و البَأْساءُ و الضَّرَّاء الشدة، و هما اسمان مؤنثان من غیر تذكیر، قال الفراء: لو جُمِعَا علی أَبْؤُسٍ و أَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنی النِّعْمة علی أَنْعُم لجاز. و رجل ضَرِیرٌ بَیِّن الضَّرَارَة: ذاهب البصر، و الجمع أَضِرَّاءُ. یقال: رجل ضَرِیرُ البصرِ؛ و إِذا أَضَرَّ به المرضُ یقال: رجل ضَرِیر و امرأَة ضَرِیرَة. و‌فی حدیث البراء: فجاء ابن أُمّ مكتوم یشكو ضَرَارَتَه؛ الضَّرَارَة هاهنا العَمَی، و الرجل ضَرِیرٌ، و هی من الضَّرّ سوء الحال. و الضَّرِیرُ: المریض المهزول، و الجمع كالجمع، و الأُنثی ضَرِیرَة. و كل شی‌ء خالطه ضُرٌّ، ضَرِیرٌ و مَضْرُورٌ. و الضَّرائِرُ: المَحاویج. و الاضطِرَارُ: الاحتیاج إِلی الشی‌ء، و قد اضْطَرَّه إِلیه أَمْرٌ، و الاسم الضَّرَّة؛ قال درید بن الصمة: و تُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً، وَ طُولُ السُّرَی دُرِّیَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ أَی تَلأْلُؤَ عَضْب، و یروی: … ذَرِّیَّ عضب … یعنی فِرِنْدَ السیف لأَنه یُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ. و الضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ. و الضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ و لیس علیك ضَرَرٌ و لا ضَرُورةٌ و لا ضَرَّة و لا ضارُورةٌ و لا تَضُرّةٌ [تَضِرّةٌ. و رجل ذو ضارُورةٍ و ضَرُورةٍ أَی ذُو حاجةٍ، و قد اضْطُرَّ إِلی الشَّی‌ءِ أَی أُلْجئَ إِلیه؛ قال الشاعر: أَثِیبی أَخا ضارُورةٍ أَصْفَقَ العِدی علیه، و قَلَّتْ فی الصَّدِیق أَواصِرُهْ اللیث: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تقول: حَمَلَتْنی الضّرُورَةُ علی كذا و كذا. و قد اضْطُرّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 484
فلان إِلی كذا و كذا، بِناؤُه افْتَعَلَ، فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم یَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ. و قوله عز و جل: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بٰاغٍ وَ لٰا عٰادٍ*؛ أَی فمن أُلْجِئَ إِلی أَكْل المیْتةِ و ما حُرِّم و ضُیِّقَ علیه الأَمْرُ بالجوع، و أَصله من الضّرَرِ، و هو الضِّیقُ. و قال ابن بزرج: هی الضارُورةُ و الضارُوراءُ ممدود. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنَّه نهی عن بیع المُضْطَرّ؛ قال ابن الأَثیر: هذا یكون من وجهین: أَحدُهما أَنْ یُضْطَرّ إِلی العَقْدِ من طَرِیقِ الإِكْراهِ علیه، قال: و هذا بیعٌ فاسدٌ لا یَنْعَقِدُ، و الثانی أَنْ یُضْطَرَّ إِلی البیعِ لِدَیْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فیَبیعَ ما فی یَدِه بالوَكْسِ للضَّرُورةِ، و هذا سبیلُه فی حَقِّ الدِّینِ و المُروءةِ أَن لا یُبایَعَ علی هذا الوجْهِ، و لكن یُعَان و یُقْرَض إِلی المَیْسَرَةِ أَو تُشْتَری سِلْعَتُه بقِیمتها، فإِنْ عُقِدَ البَیْع مع الضرورةِ علی هذا الوجْه صحَّ و لم یُفْسَخْ مع كراهةِ أَهلِ العلْم له، و معنی البَیْعِ هاهنا الشِّراءُ أَو المُبایَعةُ أَو قَبُولُ البَیْعِ. و المُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ، و أَصْلُه مضْتَرَرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ و قُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ؛ و منه‌حدیث ابن عمر: لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَیْئاً؛ حملَه أَبو عُبَیْدٍ علی المُكْرَهِ علی البَیْعِ و أَنْكَرَ حَمْلَه علی المُحْتاج. و‌فی حدیث سَمُرَةَ: یَجْزِی من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق؛ الضارورةُ لغةٌ فی الضّرُورةِ، أَی إِنَّما یَحِلّ للمُضْطَرّ من المَیْتة أَنْ یأْكُلَ منها ما یسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، و لیس له أن یَجْمعَ بینهما. و الضَّرَرُ: الضِّیقُ. و مكانٌ ذو ضَرَرٍ أَی ضِیقٍ. و مكانٌ ضَرَرٌ: ضَیِّقٌ؛ و منه قول ابن مُقْبِل: ضِیف الهَضْبَةِ الضَّرَر و قول الأَخطل: لكلّ قَرارةٍ منها و فَجٍ أَضاةٌ، ماؤها ضَرَرٌ یَمُور قال ابن الأَعرابی: ماؤها ضرَرٌ أَی ماءٌ نَمِیرٌ فی ضِیقٍ، و أَرادَ أَنَّه غَزِیرٌ كثیرٌ فَمجارِیه تَضِیقُ به، و إِن اتَّسَعَتْ. و المُضِرُّ: الدَّانی من الشیْ‌ءِ؛ قال الأَخْطل: ظَلَّتْ ظِباءُ بَنی البَكَّاءِ راتِعَةً، حتی اقْتُنِصْنَ علی بُعْدٍ و إِضْرار و‌فی حدیث معاذ: أَنَّه كان یُصَلِّی فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ یَده فكَسَرَهُ؛ قوله: أَضَرَّ به أَی دنا منه دُنُوّاً شدیداً فآذاه. و أَضَرَّ بی فلانٌ أَی دَنا منّی دُنُوّاً شدیداً و أَضَرَّ بالطریقِ: دنَا منه و لم یُخالِطْه؛ قال عبد الله بن عَنْمة «3». الضَّبِّی یَرْثی بِسْطَامَ ابْنَ قَیْسٍ: لأُمِّ الأَرْضِ ویْلٌ ما أَجَنَّتْ غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبیلُ؟ «4». یُقَسِّمُ مالَه فِینا فَنَدْعُو أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِیلُ الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ یَقُولُ هذا علی جهة التعجُّبِ، أَی وَیْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ ما ذا أَجَنَّت من بِسْطام أَی بحیث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من السَّبِیلِ. و أَبو الصهباء: كُنْیَةُ بسْطام. و أَضَرَّ السیْلُ من الحائط: دَنَا منه. و سَحابٌ مُضِرٌّ أَی مُسِفٌّ. و أَضَرَّ السَّحابُ إِلی الأَرْضِ: دَنَا، و كلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَیَّقاً، فقد أَضَرَّ. و‌فی الحدیث: لا یَضُرُّه أَنْ
(3). قوله: [ابن عنمة] ضبط فی الأصل بسكون النون و ضبط فی یاقوت بالتحریك (4). قوله: [غداة] فی یاقوت بحیث
لسان العرب، ج‌4، ص: 485
یَمَسَّ مِنْ طِیبٍ إِنْ كانَ له؛ هذه الكلمةُ یَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ و معناها الحَضُّ و التَّرْغِیبُ. و الضَّرِیرُ: حَرْفُ الوادِی. یقال: نَزَلَ فلانٌ علی أَحدِ ضَرِیرَی الوادِی أَی علی أَحَدِ جانِبَیْهِ، و قال غیرُه: بإِحْدَی ضَفَّتَیْه. و الضَّرِیرانِ: جانِبا الوادِی؛ قال أَوس بن حَجَر: و ما خَلِیجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ، یَرْمِی الضَّرِیرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ و الضَّالِ واحِدُهما ضَرِیرٌ و جمعُه أَضِرَّةٌ. و إِنه لَذُو ضَرِیرٍ أَی صَبْرٍ علی الشرِّ و مُقَاساةٍ له. و الضَّرِیرُ من النَّاسِ و الدوابِّ: الصبُورُ علی كلّ شی‌ء؛ قال: باتَ یُقاسی كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ، شَدِیدة جَفْنِ العَیْنِ ذاتِ ضَریرِ و قال: أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ، و لكنَّ أَعْجازاً شدیداً ضَرِیرُها الأَصمعی: إِنه لَذُو ضَرِیرٍ علی الشی‌ءِ و الشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ علیه و مُقَاساةٍ؛ و أَنشد: و همَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِیرِ یقال ذلك فی الناس و الدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ علی مقاساةِ الشرِّ؛ قال الأَصمعی فی قول الشاعر: بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها بأَطْرافِها، و العِیسُ باقٍ ضَرِیرُها قال: ضریرُها شدَّتُها؛ حكاه الباهِلیُّ عنه؛ و قول ملیح الهذلی: و إِنِّی لأَقْرِی الهَمَّ، حین یَنوبنی، بُعَیدَ الكَرَی منه، ضَرِیرٌ مُحافِلُ أَراد مُلازِم شَدِید. و إِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَی شَدِیدُ أَشِدَّاءَ، و ضِلُّ أَضْلالٍ و صِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِیَةً فی رأْیه؛ قال أَبو خراش: و القوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِیدَ بها، لكِنَّ عُرْوةَ فیها ضِرُّ أَضْرارِ أَی لا یستنقذه ببَأْسه و حِیلَهِ. و عُرْوةُ: أَخُو أَبی خِراشٍ، و كان لأَبی خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ، و أَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم یحمَد نیابَة قُرْطٍ عنْه فی أَخیه: إِذاً لَبُلَّ صَبِیُّ السَّیْفِ من رَجُلٍ من سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار الفراء: سمعت أَبَا ثَروانَ یقول: ما یَضُرُّكَ علیها جارِیَةً أَی ما یَزِیدُكَ؛ قال: و قال الكسائی سمعتهم یقولون ما یَضُرُّكَ علی الضبِّ صَبْراً، و ما یَضِیرُكَ علی الضبِّ صَبْراً أَی ما یَزِیدُكَ. ابن الأَعرابی: ما یَزِیدُك علیه شیئاً و ما یَضُرُّكَ علیه شیئاً، واحِدٌ. و قال ابن السكیت فی أَبواب النفی: یقال لا یَضُرُّك علیه رجلٌ أَی لا تَجِدُ رجلًا یَزِیدُكَ علی ما عند هذا الرجل من الكفایة، و لا یَضُرُّكَ علیه حَمْلٌ أَی لا یَزِیدُك. و الضَّرِیرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، و أَكْثُر ما یُسْتَعْمَل فی الغَیْرةِ. یقال: ما أَشَدَّ ضَرِیرَه عَلَیها. و إِنه لذُو ضَرِیرٍ علی امرأَته أَی غَیْرة؛ قال الراجز یصف حماراً: حتی إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِیرِه و ضارّه مُضارَّةً و ضِراراً: خالَفَه؛ قال نابغةُ بنِی جَعْدة: و خَصْمَیْ ضِرارٍ ذَوَیْ تُدْرَإِ، متی باتَ سِلْمُها یَشْغَبا
لسان العرب، ج‌4، ص: 486
و‌روُی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قیل له: أَ نَرَی رَبَّنا یومَ القیامةِ؟ فقال: أَ تُضارُّونَ فی رُؤْیَةِ الشمْسِ فی غیرِ سَحابٍ؟ قالوا: لا، قال: فإِنَّكم لا تُضارُّون فی رُؤْیتِه تباركَ و تعالی؛ قال أَبو منصور: رُوِی هذا الحرفُ بالتشدید من الضُّرّ، أَی لا یَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً، و روی تُضارُونَ، بالتخفیف، من الضَّیْرِ. و معناهما واحدٌ؛ ضارَهُ ضَیْراً فضَرَّه ضَرّاً، و المعنی لا یُضارُّ بعْضُكم بعْضاً فی رُؤْیَتِهِ أَی لا یُضایِقُه لیَنْفَرِدَ برُؤْیتِه. و الضرَرُ: الضِّیقُ، و قیل: لا تُضارُّون فی رُؤْیته‌أَی لا یُخالِفُ بعضُكم بعضاً فیُكَذِّبُه. یقال: ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً و مُضارَّةً إِذا خالَفْته، قال الجوهری: و بعضُهم یقول‌لا تَضارّون، بفتح التاء، أَی لا تَضامُّون، و‌یروی لا تَضامُّون فی رُؤْیته‌أَی لا یَنْضمُّ بعضُكم إِلی بعْضٍ فیُزاحِمُه و یقولُ له: أَرِنِیهِ، كما یَفْعَلُون عند، النَّظَرِ إِلی الهِلالِ، و لكن یَنْفَردُ كلٌّ منهم برُؤْیته؛ و‌یروی: لا تُضامُون، بالتخفیف، و معناه لا یَنالُكْم ضَیْمٌ فی رؤیته أَی تَرَوْنَه حتی تَسْتَوُوا فی الرُّؤْیَةِ فلا یَضِیم بعضُكم بعْضاً. قال الأَزهری: و معانی هذه الأَلفاظِ، و إِن اخْتلفت، مُتَقارِبةٌ، و كلُّ ما رُوِی فیه فهو صحیحٌ و لا یَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً، و هو من صحاح أَخْبارِ سیّدِنا رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، و غُرَرِها و لا یُنْكِرُها إِلَّا مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًی؛ و قال أَبو بكر: مَنْ‌رواه: هل تَضارُّون فی رؤیته، مَعْناه هل تَتَنازَعون و تَخْتَلِفون، و هو تَتَفاعلُونَ من الضِّرارِ، قال: و تفْسیرُ لا تُضارُّون لا یقعُ بِكُم فی رؤیته ضُرٌّ، و تُضارُون، بالتخفیف، من الضَّیْرِ، و هو الضُّرُّ، و تُضامُون لا یَلْحَقُكم فی رؤیته ضَیْمٌ؛ و قال ابنُ الأَثیر: رُوِیَ الحدیثُ بالتخفیف و التَّشْدید، فالتشْدیدُ بمعنی لا تَتَخالَفُون و لا تَتَجادلُون فی صِحّةِ النَّظر إِلیه لِوُضُوحِه و ظُهُوره، یقال: ضارَّهُ یُضارُّه مِثْل ضَرَّه یَضُرُّه، و قیل: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ و الازْدحامَ عند النَّظرِ إِلیه، و أَما التخْفیفُ فهو من الضَّیرِ لُغَة فی الضرِّ، و المَعْنَی فیه كالأَوّل، قال ابن سیدة: و أَما مَنْ رواه‌لا تُضارُون فی رؤیته‌علی صیغةِ ما لم یُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضایقَةِ، أَی لا تَضامُّون تَضامّاً یَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضایَقُون. و ضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها. و الضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ، كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، و هو من ذلك، و هُنَّ الضرائِرُ، نادِرٌ؛ قال أَبو ذُؤَیب یصِفُ قُدُوراً: لَهُنَّ نَشِیجٌ بالنَّضِیل كأَنَّها ضَرائِرُ جِرْمِیٍّ، تَفاحَشَ غارُها و هی الضِّرُّ. و تزوَّجَ علی ضِرٍّ و ضُرٍّ أَی مُضارَّة بینَ امْرَأَتینِ، و یكون الضِّرُّ للثَّلاثِ. و حَكی كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ علی ضِرٍّ كُنَّ لَها، فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ علی طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لا واحدَ له. و الإِضْرارُ: التزْویجُ علی ضَرَّةٍ؛ و فی الصحاح: أَنْ یتزوّجَ الرجلُ علی ضَرَّةِ؛ و منه قیل: رجلٌ مُضِرٌّ و امرأَةٌ مُضِرٌّ. و الضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ علی ضَرَّةٍ. یقال: نكَحْتُ فُلانة علی ضُرٍّ أَی علی امرأَةٍ كانت قبْلَها. و حكی أَبو عبد الله الطُّوَالُ: تَزَوَّجْتُ المرأَةَ علی ضِرٍّ و ضُرٍّ، بالكسر و الضمِّ. و امرأَةٌ مُضِرٌّ أَیضاً: لها ضرائر، یقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، و یقال: امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كان لها ضَرَّةٌ، و رجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ، و جمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ. و الضَّرَّتانِ: امرأَتانِ للرجل، سُمِّیتا ضَرَّتَینِ لأَنَّ كلَّ واحدةٍ منهما تُضارُّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 487
صاحِبتَها، و كُرِهَ فی الإِسْلامِ أَن یقالَ لها ضَرَّة، و قیل: جارةٌ؛ كذلك جاء فی الحدیث. الأَصمعی: الإِضْرارُ التزْوِیجُ علی ضَرَّةٍ؛ یقال منه: رجلٌ مُضِرٌّ و امرأَةٌ مُضرٌّ، بغیر هاء. ابن بُزُرج: تزوج فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلی ضَرَّةِ غِنًی و خَیرٍ. و یقال: هو فی ضَرَرِ خَیرٍ و إِنه لفی طَلَفَةِ خیرٍ و ضفَّة خیر و فی طَثْرَةِ خیرٍ و صَفْوَةٍ من العَیْشِ. و قوله‌فی حدیث عَمْرو بن مُرَّةَ: عند اعْتِكارِ الضرائرِ؛ هی الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا یَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ. و الضَّرَّتانِ: الأَلْیةُ من جانِبَیْ عَظْمِها، و هُما الشَّحْمتان، و فی المحكم: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَیْها. و ضَرَّةُ الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، و قیل: أَصْلُها، و قیل: هی باطنُ الكَفِّ حِیالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْیةَ فی الكَفِّ. و الضَّرَّةُ: ما وَقَع علیه الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما یَلی الإِبْهامَ. و ضَرَّةُ الضَّرْعِ: لَحْمُها، و الضَّرْعُ یذكّر و یؤنث. یقال: ضَرَّةٌ شَكْرَی أَی مَلأَی من اللَّبَنِ. و الضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الذی لا یَخْلُو من اللَّبَن أَو لا یكادُ یَخْلُو منه، و قیل: هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ، و لا یسمی بذلك إِلَّا أَن یكونَ فیه لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ و ذهَبَ اللَبنُ قیل له: خَیْفٌ، و قیل: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قال طرفة یصف نعجة: من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها، و ضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ و‌فی حدیث أُمّ مَعْبَدٍ: له بصَرِیحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد؛ الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ. و الضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْیِ، و الجمعُ من ذلك كُلِّه ضرائرُ، و هو جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثعلب: و صار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِی إِنما عَنَی بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشیاءِ المُتَقَدّمَةِ. و الضرَّةُ: المالُ یَعْتَمِدُ علیه الرجلُ و هو لغیره من أقارِبه، و علیه ضَرَّتانِ من ضأْنٍ و معَزٍ. و الضرَّةُ: القِطْعَةُ من المال و الإِبلِ و الغنمِ، و قیل: هو الكثیرُ من الماشیةِ خاصَّةً دُون العَیْرِ. و رجلٌ مُضِرٌّ: له ضَرَّةٌ من مالٍ. الجوهری: المُضِرّ الذی یَروحُ علیه ضَرَّةٌ من المال؛ قال الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِیّ جاهِلیّ یَهْجُو ابن عمِّه رضوان: تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَیْفِه، أَ لَمْ یَأْتِ رِضْوانَ عَنِّی النُّدُرْ؟ بِحَسْبك فی القَوم أَنْ یَعْلَمُوا بأَنَّك فیهمْ غَنیٌّ مُضِرْ و قد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون بأَنَّكَ، للضَّیْفِ، جُوعٌ و قُرْ و أَنتَ مَسِیخٌ كَلَحْمِ الحُوار، فلا أَنَتَ حُلْوٌ، و لا أَنت مُرْ و المَسِیخ: الذی لا طَعْمَ له. و الضَّرّة: المالُ الكثیرُ. و الضَّرّتانِ: حَجَر الرّحی، و فی المحكم: الرحَیانِ. و الضَّرِیر: النفْسُ و بَقِیَّةُ الجِسْمِ؛ قال العجاج: حامِی الحُمَیَّا مَرِس الضَّرِیرِ و یقال: ناقةٌ ذاتُ ضَرِیرٍ إِذا كانت شَدِیدةَ النفْسِ بَطِیئةَ اللُّغُوبِ، و قیل: الضَّرِیر بقیةُ النفْسِ و ناقةٌ ذاتُ ضَرِیرٍ: مُضِرَّةٌ بالإِبل فی شِدَّةِ سَیْرِها؛ و به فُسِّرَ قولُ أُمَیَّة بن عائذٍ الهذلی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 488
تُبارِی ضَرِیسٌ أُولاتِ الضَّرِیر، و تَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا و أَضَرَّ یَعْدُو: أَسْرَعَ، و قیل: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هذه حكایة أَبی عبید؛ قال الطوسی: و قد غَلِظَ، إِنما هو أَصَرَّ. و المِضْرارُ من النِّساءِ و الإِبِلِ و الخَیْلِ: التی تَنِدُّ و تَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ؛ عن ابن الأَعرابی: و أَنشد: إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ، أَغْلَظُ شی‌ءٍ جانباً بِقُطْرِ و ضُرٌّ: ماءٌ معروف؛ قال أَبو خراش: نُسابِقُهم علی رَصَفٍ و ضُرٍّ، كدَابِغةٍ، و قد نَغِلَ الأَدِیمُ و ضِرارٌ: اسمُ رجلٍ. و یقال: أَضَرَّ الفرسُ علی فأْسِ اللِّجامِ إِذا أَزَمَ علیه مثل أَضَزَّ، بالزای. و أَضَرَّ فلانٌ علی السَّیرِ الشدیدِ أَی صَبَرَ. و إِنه لَذُو ضَرِیرٍ علی الشی‌ء إِذا كان ذا صبْر علیه و مُقاساة له؛ قال جریر: طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَی، نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً و ضَرِیرَا من كلِّ جُرْشُعَة أَی من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِیَّةٍ فی الهواجر لها علیها جُرْأَةٌ و صبرٌ، و الضمیر فی طَرَقَتْ یعُودُ علی امرأَة تقدّم ذكرُها، أَی طَرقَتْهُم و هُمْ مسافرون، أَراد طرقت أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ و یُریدُ بذلك خیالَها فی النَّومِ، و السَّواهِمُ: المَهْزُولةُ، و قوله: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَی أَنْفَدَت طُولَ التنائف بأَذْرُعِها فی السیر كما یُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ. و الزُّورُ: جمع زَوْراءَ. و التَّنائِفُ: جمع تَنُوفَةٍ، و هی الأَرْضُ القَفْرُ، و هی التی لا یُسارُ فیها علی قَصْدٍ بل یأْخذون فیها یَمْنَةً و یَسْرَةً.

ضغدر؛ ج4، ص: 488

: حَكَی الأَزهریُّ فی ترجمة خرط، قال: قرأْت فی نسخة من كتاب اللیث: عَجِبْتُ لِخُرْطِیطٍ و رَقْم جَناحِه، و رُمَّةِ طِخْمِیلٍ و رَعْثِ الضَّغادِر قال: الضَّغادِرُ الدّجاجُ، الواحدُ ضُغْدُورةٌ.

ضطر؛ ج4، ص: 488

: الضَّوْطَرُ: العظِیمُ، و كذلك الضَّیْطَرُ و الضَّیْطارُ، و قیل: هو الضَّخْمُ اللئیمُ، و قیل: الضَّیْطَرُ و الضَّیْطَرَی الضخمُ الجَنْبینِ العظیمُ الاسْت، و قیل: الضَّیْطَرُ العظیمُ من الرجالِ، و الجمعُ ضَیاطِرُ و ضَیاطِرةٌ و ضَیْطارُونَ؛ و أَنشد أَبو عمرو لعَوْفِ بن مالك: تَعَرَّضَ ضَیْطارُو فُعالَةَ دُونَنا، و ما خَیْرُ ضَیْطارٍ یُقَلِّبُ مِسْطَحَا؟ یقول: تَعَرَّضَ لنا هَؤُلاءِ القَوْمُ لیُقاتِلُونا و لَیْسوا بشی‌ءٍ لأَنَّه لا سِلَاحَ معهم سوی المِسْطَح؛ و قال ابن بزی: البیت لمالك بن عوف النَّضْرِیّ. و فُعالةُ: كنایةٌ عن خُزاعةَ، و إِنما كَنَی هو و غیرُه عنهم بفُعالَة لكَونِهم حُلَفاءَ لِلنَّبیّ، صلی الله علیه و سلم، یقول: لیس فیهم شی‌ءٌ مما یَنْبَغِی أَن یكونَ فی الرجالِ إِلَّا عِظَمَ أَجْسامِهم، و لیس لهم مع ذلك صَبْرٌ و لا جَلَدٌ، و أَیُّ خَیْرٍ عند ضَیْطارٍ سِلاحُه مِسْطَحٌ یُقَلِّبُه فی یده؟ و قیل: الضَّیْطَرُ اللئیمُ؛ قال الراجز: صَاحِ أَ لَمْ تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّیْطَرِ؟
لسان العرب، ج‌4، ص: 489
الجوهری: الضَّیْطَرُ الرجلُ الضخمُ الذی لا غَناءَ عِنْدَه، و كذلك الضَّوْطَرُ و الضَّوْطَرَی. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: مَنْ یَعْذِرُنی مِنْ هؤلاءِ الضَّیاطِرةِ؟هم الضَّخامُ الذین لا غَناءَ عندهم، الواحدُ ضَیْطارٌ، و الیاء زائدة، و قالوا ضَیَاطِرُون كأَنَّهم جَمَعُوا ضَیْطَراً علی ضَیاطِرَ جَمْعَ السلامةِ؛ و قول خِداش بنِ زُهَیر: و نَرْكَبُ خَیْلًا لا هَوَادَةَ بَیْنَها، و تَشْقَی الرِّماحُ بالضَّیاطِرة الحُمْرِ قال ابن سیدة یجوز أَن یكونَ عَنَی أَن الرماحَ تَشْقَی بهم أَی أَنهم لا یُحْسِنون حَمْلَها و لا الطَّعْنَ بها، و یجوز أَن یكونَ علی القَلْبِ أَی تَشقی الضیاطرَةُ الحُمْرُ بالرماح یعنی أَنَّهم یُقْتَلُون بها. و الهَوادةُ: المُصالحَةُ و المُوادعةُ. و الضَّیْطارُ: التاجرُ لا یَبْرحُ مكانَه. و بَنُو ضَوْطَری: حَیٌّ معروف، و قیل: الضَّوْطَرَی الحَمْقی، قال ابن سیدة: و هو الصحیح. و یقال للقوم إِذا كانوا لا یَغْنون غَناءً: بَنُو ضَوطَرَی؛ و منه قول جریر یُخاطبُ الفرزدقَ حین افتخر بعَقْرِ أَبیه غالب فی معاقرة سُحَیم بن وُثَیلٍ الرِّیاحِی مائةَ ناقة بموضع یقال له صَوْأَرٌ علی مسیرة یوم من الكوفة، و لذلك یقول جریر أَیضاً: و قد سرّنی أَنْ لا تَعُدَّ مُجَاشِعٌ من المَجْد إِلَّا عَقْرَ نِیبٍ بصَوأَرِ قال ابن الأَثیر: و سببُ ذلك أَن غالباً نحرَ بذلك الموضعِ ناقةً و أَمَر أَنْ یُصْنعَ منها طعامٌ، و جعَلَ یُهْدِی إِلی قومٍ من بنی تمیمٍ جِفاناً، و أَهْدَی إِلی سُحَیم جَفنةً فكفأَها، و قال: أَ مُفتَقِرٌ أَنا إِلی طعامِ غالبٍ إِذا نَحرَ ناقَةً؟ فَنَحَرَ غالبٌ ناقتین فَنَحَرَ سُحیمٌ مثْلَهما، فنحر غالبٌ ثلاثاً فنَحر سُحَیمٌ مثلَهن، فعَمَدَ غالبٌ فَنَحَرَ مائة ناقةٍ و نَكَلَ سُحَیْمٌ، فافتخر الفرزدقُ فی شِعْره بكَرم أَبیه غالب فقال: «5».تَعُدُّون عَقْرَ النِّیبِ أَفْضَلَ مَجْدِكم، بَنی ضَوْطَرَی، لو لا الكَمِیَّ المُقَنَّعا یُریدُ: هَلَّا الكَمِیَّ، و یروی: المُدَجَّجا، و مَعْنی تَعُدُّون تَجْعَلُون و تَحْسَبون، و لهذا عدَّاه إِلی مفعولین؛ و مثله قول ذی الرُّمَّة: أَشَمّ أَغَرّ أَزْهَر هِبْرِزِیّ، یَعُدُّ القاصِدِینَ له عِیالا قال: و مثله للكمیت: فأَنتَ النّدَی فیما یَنُوبُك و السَّدَی، إِذا الخَوْدُ عَدّتْ عُقْبةَ القِدْر مالَها قال: و علیه قول أَبی الطیب: و لَو انَّ الحیاةَ تَبْقَی لِحَیٍّ، لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُّجْعانا قال: و قد یجوز أَن یكون تَعُدّون فی بیت جریر من العدّ، و یكون علی إِسقاط من الجار، تقدیرُه تَعُدّون عقر النیب من أَفْضلِ مجدِكم، فلما أَسقط الخافض تَعَدّی الفعلُ فنَصب. و أَبو ضَوْطَرَی: كُنْیَة الجُوع.

ضفر؛ ج4، ص: 489

: الضَّفْرُ: نَسْجُ الشعر و غیرِه عَرِیضاً، و التضْفِیرُ مثلُه. و الضَّفیرةُ: العَقِیصَة؛ و قد ضَفَر الشعر و نحوَه یَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ بعضَه علی بعض. و الضَّفْرُ: الفَتْل. و انْضَفَرَ الحَبْلانِ إِذا الْتَویا معاً. و‌فی الحدیث: إِذا زَنَتِ الأَمةُ فبِعْها و لو
(5). قوله: [فقال] یعنی جریراً كما یفیده كلام المؤلف بعد
لسان العرب، ج‌4، ص: 490
بضَفِیرٍ؛ أَی بحَبْل مفتول من شعر، فَعِیل بمعنی مفعول. و الضَّفْر: ما شَدَدْت به البعیرَ من الشعر المضْفُور، و الجمعُ ضُفُورٌ. و الضَّفَارُ: كالضَّفْرِ و الجمع ضُفُر؛ قال ذو الرمة: أَوْرَدْته قَلِقاتِ الضُّفْر قد جَعَلت تَشْكو الأَخِشَّةَ فی أَعناقها صَعَرا و یقال للذُّؤابة: ضَفِیرةٌ. و كلُّ خُصْلة من خُصَل شعر المرأَة تُضْفَر علی حِدَة: ضَفِیرةٌ، و جمعُها ضَفائِرُ؛ قال ابن سیدة: و الضَّفر كل خُصْلة من الشعر علی حِدَتِها؛ قال بعض الأَغْفال: و دَهَنَتْ وَ سَرَّحَتْ ضُفَیْری و الضَّفِیرةُ: كالضَّفْر. و ضَفَرَت المرأَة شعرها تَضْفِره ضَفْراً: جَمعته. و‌فی حدیث علیٍّ: أَنَّ طَلْحة بن عُبَید الله نازَعَه فی ضَفِیرةٍ كان علیٌّ ضَفَرَها فی وادٍ كانت إِحدی عِدْوَتَی [عُدْوَتَی الوادی له، و الأُخری لِطَلْحةَ، فقال طلحةُ: حَمَل علیّ السُّیولَ و أَضَرّ بی؛ قال ابن الأَعرابی: الضَّفِیرةُ مثل المُسَنَّاة المستطیلة فی الأَرض فیها خشبٌ و حجارة، و ضَفْرها عَملُها من الضَّفْر، و هو النَّسْج، و منه ضَفْرُ الشَّعَر و إِدْخالُ بعضِه فی بعض؛ و منه‌الحدیث الآخر: فقام علی ضَفِیرة السُّدَّة، و‌الحدیث الآخر: و أَشارَ بیده وراءَ الضَّفِیرة؛ قال منصور: أُخذَت الضَّفِیرةُ من الضَّفْر و إِدْخالِ بعضِه فی بعض مُعْترِضاً؛ و منه قیل للبِطَانِ المُعَرَّض: ضَفْرٌ و ضَفِیرة. و كِنانةٌ ضفِیرةٌ أَی ممتلئة. و‌فی حدیث أُم سلمة أَنها قالت للنبی، صلی الله علیه و سلم: إِنی امرأَةٌ أَشُدّ ضَفْرَ رَأْسِی أَ فأَنْقُضُه للغُسْل؟أَی تَعْمل شعرها ضَفائرَ، و هی الذَّوائِب المَضْفُورة،فقال: إِنما یَكفیك ثَلاثُ حَثَیاتٍ من الماء.و قال الأَصمعی: هی الضفائرُ و الجَمائرُ، و هی غدائِرُ المرأَة، واحدتها ضَفِیرة و جَمِیرةٌ، و لها ضَفِیرتان و ضَفْرانِ أَیضاً أَی عَقِیصتَان؛ عن یعقوب. أَبو زید: الضَّفِیرتان للرجال دون النساء، و الغدائرُ للنساء، و هی المَضْفُورة و‌فی حدیث عمر: مَنْ عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعلیه الحَلْقُ، یعنی فی الحجّ. و‌فی حدیث النخعی: الضافِر و المُلَبِّدُ و المُجَمِّرُ علیهم الحَلْقُ.و‌فی حدیث الحسن بن علی: أَنه غَرَز ضَفْرَه فی قفاه‌أَی طرَفَ ضفیرته فی أَصلها. ابن بُزُرج: یقال تَضَافَرَ القومُ علی فلان و تَظافَرُوا علیه و تظاهَروا بمعنی واحد كلُّه إِذا تعَاونوا و تَجَمَّعُوا علیه، و تأَلّبُوا و تصابَرُوا مثلُه. ابن سیدة: تَضَافَرَ القومُ علی الأَمر تَظاهَرُوا و تَعاوَنوا علیه. اللیث: الضَّفْرُ حِقْفٌ من الرَّمْل عَریض طویل، و منهم من یُثَقِّل؛ و أَنشد: عَوانِكٌ مِنْ ضَفَرٍ مَأْطُورِ الجوهری: یقال للحِقْف من الرمل ضَفِیرةٌ، و كذلك المُسَنّاة، و الضَّفْر من الرمل: ما عظُم و تجمّع، و قیل: هو ما تَعَقّد بعضُه علی بعض، و الجمع ضُفُورٌ. و الضَّفِرةُ، بكسر الفاء: كالضَّفْرِ، و الجمع ضَفِرٌ. و الضَّفِرةُ: أَرضٌ سَهلة مستطیلة مُنْبِتة تقُودُ یوماً أَو یومین. و ضَفِیرُ البحر: شَطُّه. و‌فی حدیث جابر: ما جَزَرَ عنه الماءُ فی ضَفِیرِ البحْر فَكُلْهُ، أَی شَطِّه و جانبه، و هو الضَّفِیرةُ أَیضاً. و الضَّفْرُ: البِناءُ بحجارة بغیر كِلْسٍ و لا طِینٍ؛ و ضَفَرَ الحجارةَ حولَ بیتِه ضَفْراً. و الضَّفْرُ: السَّعْیُ. و ضَفَرَ فی عَدْوهِ یَضْفِر ضَفْراً أَی عدَا، و قیل: أَسرع. الأَصمعی: أَفَرَ و ضَفَر، بالراء
لسان العرب، ج‌4، ص: 491
جمیعاً، إِذا وَثَبَ فی عَدْوهِ. و‌فی الحدیث: ما علی الأَرض من نَفْسٍ تَموت لها عند الله خیرٌ تُحِبّ أَن تَرْجِعَ إِلیكم و لا تُضافِرَ الدُّنیا إِلَّا القَتِیل فی سبیل الله، فإِنه یُحِبُّ أَن یرجعَ فیُقْتَلَ مرَّة أُخْرَی؛ المُضافَرَةُ: المُعاوَدة و المُلابسةُ، أَی لا یُحبُّ مُعاوَدةَ الدنیا و ملابَستها إِلَّا الشَّهِیدُ؛ قال الزمخشری: هو عندی مُفاعلة من الضَّفْر و هو الطَّفْر و الوُثوب فی العَدْوِ، أَی لا یَطْمَحُ إِلی الدنیا و لا یَنْزُو إِلی العَوْد إِلیها إِلَّا هو، و ذكره الهروی بالراء و قال: المُضافرة، بالضاد و الراء، التأَلُّبُ؛ و ذكره الزمخشری و لم یقیده لكنه جعَل اشتقاقَه من الضَّفْز و هو الظَّفْرُ و القَفْزُ، و ذلك بالزای؛ قال ابن الأَثیر: و لعله یقال بالراء و الزای، فإِنَّ الجوهری قال: الضَّفْرُ السَّعْیُ، و قد ضَفَر یضْفِر ضَفْراً، و الأَشْبَهُ بما ذهب إِلیه الزمخشری أَنه بالزای. و‌فی حدیث علیٍّ: مُضافَرة القومِ‌أَی مُعاونَتهم، و هذا بالراء لا شك فیه. و الضَّفْرُ: حزامُ الرَّحْل، و ضَفَرَ الدابَّةَ یَضْفِرُها ضَفْراً: أَلْقَی اللجامَ فی فیها.

ضفطر؛ ج4، ص: 491

: الضَّفْطارُ: الضبُّ الهَرِمُ القَدیمُ القبیحُ الخِلْقة.

ضمر؛ ج4، ص: 491

: الضُّمْرُ و الضُّمُر، مثلُ العُسْر و العُسُر: الهُزالُ و لَحاقُ البطنِ، و قال المرّار الحَنْظلیّ: قد بَلَوْناه علی عِلَّاتِه، و علی التَّیْسُورِ منه و الضُّمُرْ ذُو مِراحٍ، فإِذا وقَّرْتَه، فذَلُولُ حَسنٌ الخُلْق یَسَرْ التَّیْسورُ: السِّمَنُ و ذو مِراح أَی ذو نَشاطٍ. و ذَلولٌ: لیس بصَعْب. و یَسَر: سَهْلٌ؛ و قد ضَمَرَ الفرسُ و ضَمُرَ؛ قال ابن سیدة: ضَمَرَ، بالفتح، یَضْمُر ضُموراً و ضَمُر، بالضم، و اضْطَمَر؛ قال أَبو ذؤیب: بَعِید الغَزَاة، فما إِن یَزالُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِیحا و‌فی الحدیث: إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْیأْت أَهْلَه فإِن ذلك یُضْمِرُ ما فی نفسه؛ أَی یُضْعِفه و یُقَلّلُه، من الضُّمور، و هو الهُزال و الضعف. و جمل ضامِرٌ و ناقة ضامِرٌ، بغیر هاء أَیضاً، ذَهبوا إِلی النَّسَب، و ضامِرةٌ. و الضَّمْرُ من الرجال: الضامرُ البَطْنِ، و فی التهذیب: المُهَضَّمُ البطن اللطیفُ الجِسْم، و الأُنثی ضَمْرَةٌ. و فرس ضَمْرٌ: دقیق الحِجاجَینِ؛ عن كراع. قال ابن سیدة: و هو عندی علی التشبیه بما تقدم. و قَضِیب ضامرٌ و مُنْضَمِرٌ و قد انْضَمَرَ إِذا ذهب ماؤُه. و الضَّمِیرُ: العِنبُ الذابلُ. و ضَمَّرْتُ الخیلَ: عَلفْتها القُوتَ بعد السِّمَنِ. و المِضْمارُ: الموضع الذی تُضَمَّرُ فیه الخیلُ، و تَضْمیرُها: أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها. قال أَبو منصور: و یكون المِضْمارُ وقتاً للأَیام التی تُضَمَّر فیها الخیلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلی العَدُوِّ، و تَضْمیرُها أَن تُشَدّ علیها سُروجُها و تُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّی تَعْرق تحتها، فیذهب رَهَلُها و یشتدّ لحمها و یُحْمل علیها غِلمانٌ خِفافٌ یُجْرُونها و لا یَعْنُفونَ بها، فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ علیها البُهْرُ الشدید عند حُضْرها و لم یقطعها الشَّدُّ؛ قال: فذلك التَّضْمیرُ الذی شاهدتُ العرب تَفْعله، یُسمّون ذلك مِضْماراً و تَضْمِیراً. الجوهری: و قد أَضْمَرْتُه أَنا و ضَمَّرْتُه تَضْمِیراً فاضْطَمَرَ هو، قال: و تَضْمِیرُ الفرس أَیضاً أَن تَعْلِفَه حتی یَسْمَن ثم تردّه إِلی القُوت، و ذلك فی أَربعین یوماً، و هذه المدّة تسمی المِضْمَارَ، و‌فی الحدیث: من صامَ یوماً فی سبیل الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعین
لسان العرب، ج‌4، ص: 492
خَریفاً للمُضَمِّرِ المُجِیدِ؛ المُضَمِّرُ: الذی یُضَمِّرُ خیلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ. و تَضْمِیرُ الخیلِ: هو أَن یُظاهِرَ علیها بالعَلفِ حتی تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلَّا قُوتاً. و المُجیدُ: صاحبُ الجِیادِ؛ و المعنی أَن الله یُباعِدُه من النار مسافةَ سبعین سنة تَقْطعُها الخیل المُضَمَّرةُ الجِیادُ رَكْضاً. و مِضْمارُ الفرس: غایتُه فی السِّباق. و‌فی حدیث حذیفة: أَنه خطب فقال: الیَومَ المِضْمارُ و غداً السِّباقُ، و السابقُ من سَبَقَ إِلی الجنّة؛ قال شمر: أَراد أَن الیوم العملُ فی الدنیا للاسْتِباق إِلی الجنة كالفرس یُضَمَّرُ قبل أَن یُسابَقَ علیه؛ و یروی هذا الكلام لعلیّ، كرم الله وجهه. و لُؤْلُؤٌ مُضْطَمِرٌ: مُنْضَمّ؛ و أَنشد الأَزهری بیت الراعی: تَلأْلأَتِ الثُّرَیَّا، فاسْتنارَتْ، تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فیه اضْطِمارُ و اللؤلؤ المُضْطَمِرُ: الذی فی وسطه بعضُ الانضمام. و تَضَمّرَ وجهُه: انضمت جِلْدتُه من الهزال. و الضَّمِیرُ: السِّرُّ و داخِلُ الخاطرِ، و الجمع الضَّمائرُ. اللیث: الضمیر الشی‌ء الذی تُضْمِره فی قلبك، تقول: أَضْمَرْت صَرْفَ الحرف إِذا كان متحركاً فأَسْكَنْته، و أَضْمَرْتُ فی نفسی شیئاً، و الاسم الضَّمِیرُ، و الجمع الضمائر. و المُضْمَرُ: الموضعُ و المَفْعولُ؛ و قال الأَحْوص بن محمد الأَنصاری: سیَبْقَی لها، فی مُضْمَرِ القَلْب و الحَشا، سَرِیرَةُ وُدٍ، یوم تُبْلی السَّرائِرُ و كلُّ خَلِیطٍ لا مَحالَةَ أَنه، إِلی فُرقةٍ، یوماً من الدَّهْرِ، صائرُ و مَنْ یَحْذَرِ الأَمرَ الذی هو واقعٌ، یُصِبْهُ، و إِن لم یَهْوَه ما یُحاذِرُ و أَضْمَرْتُ الشی‌ء: أَخْفَیته. و هَوًی مُضْمَرٌ و ضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً علی حذف الزیادة: مَخْفِیٌّ؛ قال طُریحٌ: به دَخِیلُ هَوًی ضَمْرٍ، إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَی له جاشَ فی الأَحشاءِ و التَهبا و أَضْمَرَتْه الأَرضُ: غَیَّبَتْه إِما بموت و إِما بسَفَرٍ؛ قال الأَعشی: أُرانا، إِذا أَضْمَرَتْك البِلادُ، نُجْفی، و تُقْطَعُ مِنا الرَّحِم أَراد إِذا غَیَّبَتْكَ البلادُ. و الإِضْمارُ: سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن فی الكامل حتی یصیر مُتْفاعلن، و هذا بناءٌ غیر مَعْقولٍ فنُقِل إِلی بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، و هو مُسْتَفْعِلن، كقول عنترة: إِنی امْرُؤٌ من خیرِ عبْسٍ مَنْصِباً شَطْرِی، و أَحْمِی سائری بالمُنْصُلِ فكلُّ جزء من هذا البیت مُسْتَفْعلن و أَصْلُه فی الدائرة مُتَفاعلن، و كذلك تسكینُ العین من فَعِلاتُنْ فیه أَیضاً فَیْبقی فَعْلاتن فیُنْقَل فی التقطیع إِلی مفعولن؛ و بیته قول الأَخطل: و لقد أَبِیتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ، فأَبِیتُ لا حَرِجٌ و لا مَحْرُوم و إِنما قیل له مُضْمَرٌ لأَن حركته كالمُضْمَر، إِن شئت جئت بها، و إِن شئت سَكَّنْته، كما أَن أَكثر المُضْمَر فی العربیة إِن شئت جئت به، و إِن شئت لم تأْتِ به. و الضِّمارُ من المال: الذی لا یُرْجَی رُجوعُه و الضِّمَارُ من العِدَات: ما كان عن تسْوِیف. الجوهری: الضِّمَارُ ما لا یُرْجی من الدَّین و الوَعْد و كلِّ ما لا تَكون منه علی ثِقةٍ؛ قال الراعی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 493
و أَنْضاء أُنِخْنَ إِلی سَعِیدٍ طُرُوقاً، ثم عَجَّلْن ابْتِكارا حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ منه عَطاءً لم یكن عِدَةً ضِمارا و الضِّمَارُ من الدَّینِ: ما كان بلا أَجَل معلوم. الفراء: ذَهَبُوا بمالی ضِماراً مثل قِمَاراً، قال: و هو النَّسِیئةُ أَیضاً. و الضِّمارُ: خِلافُ العِیَانِ؛ قال الشاعر یذمّ رجلًا: و عَیْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ یقول: الحاضرُ من عَطِیّتِه كالغائب الذی لا یُرْتجی؛ و منه‌قول عمر بن عبد العزیز، رحمه الله، فی كتابه إِلی میمون بن مِهْرانَ فی أَموال المظالم التی كانت فی بیت المال أَن یَرُدّها و لا یَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كان مالًا ضِماراً لا یُرجی؛ و فی التهذیب و النهایة: أَن یَرُدَّها علی أَرْبابها و یأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالًا ضِماراً؛ قال أَبو عبید: المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذی لا یُرْجَی فإِذا رُجِیَ فلیس بِضمارٍ من أَضْمَرْت الشی‌ء إِذا غَیَّبْتَه، فِعَالٌ بمعنی فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ، قال: و مثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ، و إِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد لأَن أَربابَه ما كانوا یَرْجون رَدَّه علیهم، فلم یُوجِبْ علیهم زكاةَ السِّنِینَ الماضیة و هو فی بیت المال. الأَصمعی: الضَّمِیرةُ و الضَّفِیرة الغَدِیرةُ من ذوائب الرأْس، و جمعها ضَمائرُ. و التَّضْمِیرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّمیرة و حُسْنُ دَهْنِها. و ضُمَیرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بالشام. و ضَمْرٌ: رمْلة بعَیْنِها؛ أَنشد ابن درید: من حَبْلِ ضَمْرٍ حینَ هابا و دَجا و الضُّمْرانُ و الضَّمْرانُ: من دِقِّ الشجر، و قیل: هو من الحَمْض؛ قال أَبو منصور: لیس الضُّمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطی؛ و منه قول عُمر بن لَجَإٍ: بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ، من هَدَبِ الضَّمْرانِ لم یُحَزَّمِ و قال أَبو حنیفة: الضَّمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلَّا أَنه أَصغر و له خَشَب قلیل یُحْتَطَبُ؛ قال الشاعر: نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِیِّ، و مَنْبِتَ الضَّمْرانِ و النَّصِیِّ و الضَّیْمُرانُ و الضَّوْمَرانُ «1». ضرب من الشجر؛ قال أَبو حنیفة: الضَّوْمَرُ و الضَّوْمَرانُ و الضَّیْمُرانُ من رَیحانِ البر، و قال بعضُ الرُّواة: هو الشَّاهِسْفَرَمْ، و قیل: هو مثلُ الحَوْكِ سواء، و قیل: هو طیِّب الریح؛ قال الشاعر: أُحِبُّ الكَرائنَ و الضَّوْمَرانَ، و شُرْبَ العَتِیقَةِ بالسِّنْجِلاطْ و ضُمْرانُ و ضَمْرانُ: من أَسماء الكلاب؛ و قال الأَصمعی فیما روی ابن السكیت أَنه قال فی قول النابغة: فهابَ ضَمْرانُ منهُ حیث یُوزِعُهُ «2». قال: و رواه أَبو عبید ضُمْرانُ، و هو اسم كلب فی الروایتین معاً. و قال الجوهری: و ضُمْرانُ، بالضم، الذی فی شعر النابغة اسم كلبة. و بنو ضَمْرَةَ: من كنانة رَهْطُ عمرو بن أُمَیَّةَ الضَّمْرِیَّ.

ضمخر؛ ج4، ص: 493

: الضمَّخْرُ: العظیم من الناس المتكبر و فی الإِبل؛ مثل به سیبویه و فسره السیرافی. و فحل
(1). قوله: [و الضیمران و الضومران] میمهما تضم و تفتح كما فی المصباح (2). قوله [فهاب ضمران إلخ] عجزه: [طعن المعارك عند المجحر النجد] طعن فاعل یوزعه. و المجحر، بمیم مضمومة فجیم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة و تقدیم الحاء غلط كما نبه علیه شارح القاموس. و النجد، بضم الجیم و كسرها كما نبه علیه أیضاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 494
ضُمَّخْرٌ: جَسیم. و امرأَة ضُمَّخْرَةٌ؛ عن كراع. و یقال: رجل شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ إِذا كان متكبراً؛ قال الشاعر: مِثْل الصَّفَایا ذُمِّمَتْ بهابرِ، تَأْوِی إِلی عَجَنَّسٍ ضُماخِرِ

ضمزر؛ ج4، ص: 494

: ناقة ضِمْزِرٌ: مُسِنَّة و هی فوق العَوْزَمِ، و قیل: كبیرة قلیلة اللبن. و الضَّمْزَرُ من النساء: الغلیظة؛ قال: ثنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها حَیْدَرِیَّةٌ عَضادٌ، و لا مَكْنوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ و ضَمْزَر: اسم ناقة الشَّمَّاخ؛ قال: و كلُّ بَعِیرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَهُ، و آخَرُ لم یُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْزَرا و بعیر ضُمارِزٌ و ضُمازِرٌ: صُلْبٌ شدید؛ قال: و شِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ الأَصمعی: أَراد ضُمازِراً فقلب. و یقال: فی خُلُقِهِ ضَمْزَرَةٌ و ضُمازِرٌ أَی سُوء و غِلَظ؛ قال جندلٌ: إِنی امْرُؤٌ فی خُلُقِی ضُمازِرُ و عَجْرَفِیَّاتٌ، لها بَوادِرُ و الضَّمْزَرُ: الغلیظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كأَن حَیْدَیْ رَأْسِهِ المُذَكَّرِ صَمْدانِ فی ضَمْزَین فَوْقَ الضَّمْزَرِ

ضمطر؛ ج4، ص: 494

: الضَّماطیرُ: أَذنابُ الأَودِیَةِ.

ضنبر؛ ج4، ص: 494

: ضَنْبَرٌ: اسم.

ضهر؛ ج4، ص: 494

: الضَّهْرُ: السُّلَحْفاةُ؛ رواه علی بن حمزة عن عبد السلام بن عبد الله الحَرْبی. و الضَّهْرُ: مُدْهُنٌ فی الصَّفا یكون فیه الماء؛ و قیل: الضَّهْرُ خِلْقَةٌ فی الجبل من صَخْرَة تُخالف جِبِلَّتهُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: رُبَّ عُصْمٍ رَأَیْتُ فی وَسْطِ ضَهْرٍ و الضَّهْر: البُقْعَة من الجبل یخالف لونُها سائِرَ لونه، قال: و مثل الضَّهْرِ الوَعْثَةُ، و قیل: الضَّهْرُ أَعلی الجبل، و هو الضَّاهِرُ؛ قال: حَنْظَلَةٌ فَوقَ صَفاً ضاهِرِ، ما أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ النَّاضِر: الطُّحْلُبُ. و الحَنْظَلَةُ: الماء فی الصخرة. و الضَّاهِرُ أَیضاً: الوادی.

ضور؛ ج4، ص: 494

: ضارَهُ الأَمْرُ یَضُورُه كیَضِیرُه ضَیْراً و ضَوراً أَی ضَرَّه، و زعم الكسائی أَنه سمع بعض أَهل العالیة یقول: ما ینفعنی ذلك و لا یَضُورُنی. و الضَّیْرُ و الضَّرُّ واحد. و یقال: لا ضَیْرَ و لا ضَوْر بمعنی واحد. و الضَّوْرَةُ: الجَوْعَةُ، و الضَّوْرُ: شدة الجُوعِ. و التَّضَوُّرُ: التَّلَوِّی و الصِّیاحُ من وَجَعِ الضَّرْب أَو الجُوعِ، و هو یَتَلَعْلَعُ من الجوع أَی یَتَضَوَّرُ. و تَضَوَّرَ الذئبُ و الكلبُ و الأَسد و الثعلب: صاح عند الجوع. اللیث: التَّضَوُّرُ صِیاحٌ و تَلَوٍّ عند الضرب من الوجع، قال: و الثعلب یَتَضَوَّرُ فی صیاحه. و قال ابن الأَنباری: تركته یَتَضَوَّرُ أَی یظهر الضُّرَّ الذی به و یَضْطَرِبُ. و‌فی الحدیث: دخل رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، علی امرأَة یقال لها أُمُّ العَلاءِ و هی تَضَوَّرُ من شدّة الحُمَّی‌أَی تَتَلَوَّی و تَضِجُّ و تَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ، و قیل: تَتَضَوَّرُ تظهر الضَّوْرَ بمعنی الضُّرِّ. یقال: ضارَهُ یَضُورُهُ و یَضِیرُه، و هو مأْخوذ من الضَّوْرِ، و هو بمعنی الضُّرّ. یقال: ضَرَّنی و ضارَنی یَضُورُنی ضَوْراً و قال أَبو العباس: التَّضَوُّرُ التَّضَعُّفُ، من قولهم رجل ضُورَةٌ و امرأَة ضُورَةٌ. و الضُّورَةُ، بالضم،
لسان العرب، ج‌4، ص: 495
من الرجال الصغیر الحقیر الشأْن، و قیل: هو الذلیل الفقیر الذی لا یدفع عن نفسه. قال أَبو منصور: أَقْرَأَنِیه الإِیادِیُّ عن شَمِرٍ بالراء، و أَقرأَنیه المنذری عن أَبی الهیثم الضُّؤْزَةُ بالزای مهموزاً، فقال: كذلك ضبطته عنه، قال أَبو منصور: و كلاهما صحیح. ابن الأَعرابی: الضُّورَةُ الضعیف من الرجال. قال الفراء: سمعت أَعرابیّاً من بنی عامر یقول لآخر أَ حَسِبْتَنی ضُورَةً لا أَرُدُّ عن نفسی؟ و بنو ضَوْرٍ: حَیٌّ من هِزَّانَ بن یَقْدُمَ؛ قال الشاعر: ضَوْرِیَّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ناصلَة الحَقْوَیْنِ من إِزارها یُطرِقُ كَلْبُ الحیِّ من حِذارِها، أَعْطَیْتُ فیها طائعاً أَو كارِها حَدِیقَةً غَلْباءَ فی جِدارِها، و فَرَساً أُنْثَی و عَبْداً فارِهَا

ضیر؛ ج4، ص: 495

: ضارَهُ ضَیْراً: ضَرَّه؛ قال أَبو ذؤیب: فَقِیلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطَبَّعَةٌ، من یَأْتِها لا یَضِیرُها أَی لا یَضیر أَهْلَها لكثرة ما فیها، و یروی: نابَها؛ یقال: ضارَنی یَضِیرُنی و یَضُورُنی ضَوْراً. و‌قوله، علیه السلام: أَ تُضارُونَ فی رؤیة الشمس؟ فإِنكم لا تُضارُونَ فی رؤیته، هو من هذا؛ أَی لا یَضِیرُ بعضُكم بعضاً. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، و قد حاضت فی الحج: لا یَضِیرُكِ‌أَی لا یَضُرُّكِ. الفراء: قرأَ بعضهم لا یَضِرْكم كَیْدهم شیئاً، یجعله من الضَّیْرِ. قال: و زعم الكسائی أَنه سمع بعض أَهل العالیة یقول: ما ینفعنی ذلك و لا یَضُورُنی، و الضَّیْرُ و الضَّوْرُ واحد. و فی التنزیل العزیز: لٰا ضَیْرَ إِنّٰا إِلیٰ رَبِّنٰا مُنْقَلِبُونَ؛ معناه لا ضَرَّ. یقال: لا ضَیْرَ و لا ضَوْرَ و لا ضَرَّ و لا ضَرَرَ و لا ضَارُورَةَ بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: هذا رجل ما یَضِیرُك علیه «3». بحثاً مثله للشعر أَی ما یزیدك علی قوله الشعر.

فصل الطاء المهملة؛ ج4، ص: 495

طأر؛ ج4، ص: 495

: ما بها طُؤْرِیٌّ أَی أَحَدٌ.

طبر؛ ج4، ص: 495

: ابن الأَعرابی: طَبَرَ الرجلُ إِذا قَفَزَ، و طَبَرَ إِذا اختبأَ. و وَقَعُوا فی طَبَارِ أَی داهیة؛ عن یعقوب و اللِّحیانی. و وقع فلان فی بَنَاتِ طَبَارِ و طَمَارِ إِذا وقع فی داهیة. و الطُّبَّار: ضَرْبٌ من التین؛ حكاه أَبو حنیفة و حَلَّاهُ فقال: هو أَكبر تین رآه الناسُ أَحمر كُمَیْتٌ أَنَّی تَشَقَّقَ؛ و إِذا أُكل قُشِرَ لِغلَظِ لِحائه فیخرج أَبیضَ فیكفی الرجلَ منه الثلاثُ و الأَربع، تملأُ التینةُ منه كَفَّ الرجل، و یُزَبَّبُ أَیضاً، واحدته طُبَّارَةٌ. ابن الأَعرابی: من غریب شجر الضَّرِف الطُّبَّارُ، و هو علی صورة التین إِلا أَنه أَرق. و طَبَرِیَّةُ: اسم مدینة.

طثر؛ ج4، ص: 495

: الطَّثْرَةُ: خُثُورَةُ اللبن التی تعلو رأْسه مثل الرَّغْوَةِ إِذا مُحِضَ فلا تَخْلُصُ زُبْدَتُه، و المُثَجَّجُ مثلُ المُطَثَّرِ، و الكَثْأَةُ نحو من الطَّثْرَةِ، و كذلك الكَثْعَة، و قیل: الطَّثْرَةُ اللبن الحلیب القلیل الرغوة، فتلك الرغوة الطَّثْرَة تكون للبن الحلیب أَو الحامض أَیهما كان. یقال: سقانی طَثْرَةَ لبنه، و هی شبه الزبد الرقیق و اللبن أَكثف من الزبد،
(3). قوله: [رجل ما یضیرك علیه إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 496
و إِذا لم یكن له زبد لم نُسَمِّه طَثْرَةً إِلا بِزُبدة. الأَصمعی: إِذا عَلا اللبنَ دَسَمُه و خُثُورَتُه رأْسَه، فهو مُطَثَّر. یقال: خُذْ طَثْرَةَ سِفَائِك. ابن سیدة: الطَّثْرَةُ خُثُورَةُ اللبن و ما علاه من الدَّسَمِ و الجُلْبَةِ؛ طَثَر اللبنُ یَطْثُر طَثْراً و طُثُوراً و طَثَّرَ تَطْثِیراً. و الطَّاثِرُ: اللبن الخاثر؛ و لبن خاثِرٌ طاثِرٌ. أَبو زید: یقال إِنهم لفی طَثْرَةِ عَیْشٍ إِذا كان خَیْرُهم كثیراً. و قال مرة: إِنهم لفی طَثْرَةٍ أَی فی كثرة من اللبن و السَّمْن و الأَقِطِ؛ و أَنشد: إِنَّ السَّلاءَ الذی تَرْجِینَ طَثْرَتَهُ، قد بِعْتُه بأُمُورٍ ذاتِ تَبْغِیلِ و الطَّثْرُ: الخیرُ الكثیر، و به سمی ابنُ الطَّثَرِیَّة. و الطَّثْرَةُ: ما علا الماءَ من الطُّحْلب. و الطَّثْرَةُ: الحَمْأَةُ تبقی أَسفلَ الحوض و الماءُ الغلیظُ؛ قال الراجز: أَتَتْكَ عِیسٌ تَحْمِلُ المَشِیَّا، ماءً من الطَّثْرَة أَحْوَذِیَّا فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: أَصْدَرَها، عن طَثْرَةِ الدَّآثی، صاحبُ لَیْلٍ خَرِشُ التَّبْعَاثِ فقیل: الطَثْرَة ما علا الأَلبان من الدسم، فاستعاره لما علا الماءَ من الطحلب، و قیل: هو الطحلب نفسه، و قیل: الحَمْأَةُ. و رجل طَیْثَارَةٌ: لا یبالی علی من أَقدم، و كذلك الأَسد. و أَسد طَیْثَارٌ: لا یبالی علی ما أَغار. و الطِّثَارُ: البَقُّ، واحدتها طَثْرَةٌ. و الطَّیْثَارُ: البعوض و الأَسد. و طَثْرَةُ: بطن من الأَزد. و الطَّثْرَةُ: سَعَةُ العیش؛ یقال: إِنهم لَذَوو طَثْرَة. و بنو طَثْرَةَ: حَیٌّ منهم یزید بن الطَّثَرِیَّةِ الجوهری: یزید بن الطَّثَرِیَّةِ الشاعر قُشَیْرِیٌّ و أُمه طَثَرِیَّة. و طَیْثَرَةُ: اسم.

طحر؛ ج4، ص: 496

: الأَزهری: الطَّحْرُ قَذْفُ العین بقَذاها. ابن سیدة: طَحَرَت العَیْنُ قذاها تَطْحَرُه طَحْراً رمت به؛ قال زهیر: بِمُقْلَةٍ لا تَغَرُّ صادِقَةٍ، یَطْحَرُ عنها القَذَاةَ حاجِبُها قال الشیخ ابن بری: الباء فی قوله بمقلة تتعلق بتراقب فی بیت قبله هو: تُرَاقِبُ المُحْصَدَ المُمَرَّ، إِذا هاجِرَةٌ لم تَقِلْ جَنادِبُها المُحْصَدُ: السوط. و المُمَرُّ: الذی أُجید فتله، أَی تراقب السوط خوفاً أَن تضرب به فی وقت الهاجرة التی لم تَقِلْ فیه جَنادِبُها، من القائلة، لأَن الجندب یصوت فی شدة الحر. و قوله لا تَغَرُّ أَی لا تلحقها غِرَّةٌ فی نظرها أَی هی صادقة النظر. و قوله یطحر عنها القذاةَ حاجِبُها أَی حاجِبُها مُشْرِفٌ علی عینها فلا تصل إِلیها قَذاةٌ. و طَحَرَتِ العینُ الغَمَصَ و نحوَه إِذا رمتْ به؛ و عین طَحُورٌ؛ قال طَرَفَةُ: طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَی فَتَراهما، كَمَكْحُولَتَیْ مَذْعُورَةٍ أُمّ فَرْقَدِ و طَحَرَتِ العینُ العَرْمَضَ: قَذَفَتْهُ؛ و أَنشد الأَزهری یصف عین ماء تفور بالماء: تَرَی الشُّرَیْرِیغَ یَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ، مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِیبِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 497
الشُّرَیرِیغ: الضِّفْدَعُ الصغیر. و الطاحرة: العین التی ترمی ما یُطرح فیها لشدة جَمْزَةِ مائها من مَنْبَعِها و قوّة فورانه. و الشناغیب و الشغانیب: الأَغصان الرطبة، واحدها شُنْغُوب و شُغْنُوب. قال: و المُسْحَنْطِرُ المُشْرِفُ المنتصب. قال ابن سیدة: و قوس طَحُورٌ و مِطْحَرٌ، و فی التهذیب: مِطْحَرَةٌ، إِذا رمت بسهمها صُعُداً فلم تَقْصِد الرَّمِیَّةَ، و قیل: هی التی تُبْعِدُ السهمَ؛ قال كعب بن زهیر: شَرِقَاتٍ بالسَّمِّ من صُلَّبِیٍّ، و رَكُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَا الجوهری: الطَّحُورُ القوس البعیدة الرمی. ابن سیدة: المِطْحَرُ، بكسر المیم، السهم البعید الذهاب. و سهم مِطْحَرٌ. یبعد إِذا رَمی؛ قال أَبو ذؤیب: فَرَمَی فَأَنْفَذَ صاعِدِیّاً مِطْحَراً بالكَشْحِ، فاشْتَمَلَت علیه الأَضْلُعُ و قال أَبو حنیفة: أَطْحَرَ سَهْمَهُ فَصَّهُ جِدّاً، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب: صاعدیّاً مُطْحَراً، بالضم. الأَزهری: و قیل المِطْحَرُ من السهام الذی قد أُلْزِقَ قُذَذُهُ. و‌فی حدیث یحیی بن یَعْمُرَ: فإِنك تَطْحَرُها‌أَی تُبْعِدُها و تُقْصِیها، و قیل: أَراد تَدْحَرُها، فقلب الدال طاء، و هو بمعناه. قال ابن الأَثیر: و الدَّحْرُ الإِبعاد، و الطَّحْرُ الجماع و التَّمَدُّدُ. و قِدْحٌ مِطْحَرٌ إِذا كان یُسْرِعُ خروجُه فائزاً؛ قال ابن مقبل یصف قِدْحاً: فَشَذَّبَ عنه النِّسْعَ ثم غَدَا بِهِ مُحَلًّی من اللَّائی یُفَدِّینَ مِطْحَرَا و قَنَاةٌ مِطْحَرَةٌ: ملتویة فی الثِّقافِ وَثَّابَةٌ. الأَزهری: القَنَاةُ إِذا الْتَوَتْ فی الثِّقافِ فَوَثَبَتْ، فهی مِطْحَرَةٌ. الأَصمعی: خَتَنَ الخاتنُ الصبی فأَطْحَرَ قُلْفَته إِذا استأَصلها. قال: و قال أَبو زید، اخْتِنْ هذا الغلامَ و لا تَطْحَرْ أَی لا تَسْتأْصلْ. و قال أَبو زید: یقال طَحَرَه طَحْراً، و هو أَن یَبْلُغ بالشی‌ء أَقْصاه. ابن سیدة: طَحَرَ الحَجَّامُ الخِتانَ و أَطْحَرَه استأْصله. و طَحَرَت الرِّیحُ السحاب تَطْحَرُه طحْراً، و هی طَحُورٌ: فرّقَتْه فی أَقطار السماء. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: یقال ما فی السماء طَحْرَةٌ و لا غَیَایَةٌ، قال: و روی عن الباهلیّ: ما فی السماء طَحَرَةٌ و طَخَرَةٌ، بالحاء و الخاء، أَی شی‌ءٌ من غَیْم. الجوهری: الطُّحْرورُ، بالحاء و الخاء، اللَّطْخُ من السحاب القلیلُ؛ و قال الأَصمعی: هی قِطَعٌ مستدقَّة رِقَاقٌ. یقال: ما فی السماء طَحْرةٌ و طَخْرَةٌ، و قد یُحَرَّكُ لمكان حرف الحلق؛ و طُحْرُورةٌ و طُخْرورةٌ، بالحاء و الخاء. ابن سیدة: الطَّحْرُ و الطُّحَارُ النَّفَسُ العالی، و فی الصحاح: و الطَّحِیرُ النفَس العالی. ابن سیدة: و الطَّحِیرُ من الصوت مثلُ الزَّحِیر أَو فوقَه؛ طَحَرَ یَطْحَرُ طَحِیراً، و قیّده الجوهری یَطْحِرُ، بالكسر، و قیل: هو الزَّحْرُ عند المَسَلَّة. و‌فی حدیث الناقة القَصْواء: فَسمِعنا لها طَحِیراً؛ هو النفس العالی. و ما فی النِّحْیِ طَحْرَةٌ أَی شی‌ء. و ما علی العُرْیانِ طَحْرَةٌ أَی ثَوْبٌ. الأَزهری: قال الباهلیّ ما علیه طَحُورٌ أَی ما علیه ثَوْبٌ «1». و كذلك ما علیه طُحْرُورٌ. الجوهری: و ما علی فلان طَحْرةٌ إِذا كان عاریاً. و طِحْرِبةٌ مثل طِحْرِیةٍ، بالباء و الیاء جمیعاً. و ما علی الإِبلِ طَحْرَةٌ أَی شی‌ءٌ من وَبَرٍ
(1). قوله: [طحور أَی ما علیه ثوب] هكذا بالأَصل مضبوطاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 498
إِذا نَسَلَت أَوْبَارُها. و الطُّحْرُورُ: السحابةُ. و الطَّحَارِیرُ: قِطَعُ السحابِ المتفرقة، واحدتها طُحْرُورَةٌ؛ قال الأَزهری: و هی الطَّحَارِیرُ و الطَّخارِیرُ لِقَزَعِ السحاب. الجوهری: الطَّحُورُ السریعُ. و حَرْبٌ مِطْحَرَةٌ: زَبُونٌ.

طحمر؛ ج4، ص: 498

: طَحْمَرَ. وَثَبَ و ارتفع. و طَحْمَرَ القَوْسَ: شَدَّ وَتَرَهَا. و رجل طُحَامِرٌ و طَحْمَرِیرٌ: عظیمُ الجوف. و ما فی السماء طَحْمَرِیرةٌ أَی شی‌ءٌ من سحاب؛ حكاه یعقوب فی باب ما لا یُتَكَلَّم به إِلا فی الجَحْد. الجوهری: ما علی السماء طَحْمَریرةٌ و طَخْمَرِیرةٌ، بالحاء و الخاء، أَی شی‌ء من غیم. و طَحْمَرَ السِّقاءَ: مَلأَه كطَحْرَمَه.

طخر؛ ج4، ص: 498

: الطَّخْرُ: الغیمُ الرقیق. و الطُّخْرور و الطُّخْرورةُ: السحابةُ، و قیل: الطَّخَارِیرُ من السحاب قِطَعٌ مُسْتَدِقّة رِقَاق، واحدُها طُخْرُورٌ و طُخْرُورَةٌ. و الطَّخَارِیرُ: سحاباتٌ متفرقة، و یقال مثل ذلك فی المطر. و الناسُ طَخارِیرُ إِذا تفرَّقوا. و قولهم: جاءنی طَخَارِیرُ أَی أُشَابَةٌ من الناس متفرقون. الجوهری: الطُّخْرُورُ مثلُ الطُّحْرُورِ؛ قال الراجز: لا كاذب النّوْءِ و لا طُخْرُورِه، جُونٌ تَعِجُّ المِیثُ من هَدِیرِه و الجمع الطَّخارِیرُ؛ و أَنشد الأَصمعی: إِنَّا إِذا قَلّت طَخَارِیرُ القَزَعْ، و صَدَرَ الشارِبُ مِنها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِیضَ القَلِیلاتِ الطَّبَعْ و ما علی السماء طَخَرٌ و طَخَرَةٌ و طُخْرُورٌ و طُخْرُورةٌ أَی شی‌ءٌ من غیم. و ما علیه طُخْرُورٌ و لا طُحْرورٌ أَی قطْعَةٌ من خرْقة، و أَكثر ذلك مذكور فی طحر، بالحاء المهملة. و یقال للرجل إِذا لم یكن جَلْداً و لا كَثِیفاً: إِنه لَطُخْرُورٌ و تُخْرُور بمعنی واحد. و الناسُ طَخَارِیرُ أَی مفْترقون. و أَتانٌ طُخارِیَّةٌ: فارِهةٌ عَتِیقةٌ. و الطاخرُ: الغیمُ الأَسْود.

طخمر؛ ج4، ص: 498

: ما علی السماء طَحْمَرِیرةٌ و طَخْمَرِیرةٌ، بالحاء و الخاء، أَی شی‌ء من غیم.

طرر؛ ج4، ص: 498

: طَرَّهم بالسیف یطُرُّهم طرّاً، و الطَّرُّ كالشَّلّ، و طَرّ الإِبلَ یطُرُّها طَرّاً: ساقها سوقاً شدیداً و طردَها. و طَرَرْت الإِبلَ: مثل طَرَدْتها إِذا ضمَمْتها من نواحیها. قال الأَصمعی: أَطَرَّه یُطِرُّه إِطْرَاراً إِذا طرَدَه؛ قال أَوس: حتی أُتِیحَ له أَخُو قَنَص شَهْمٌ، یُطِرُّ ضَوارِیاً كثبا و یقال: طَرَّ الإِبلَ یَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَی من أَحد جانبیها ثم مِنَ الجانبِ الآخر لیُقوِّمَها. و طُرَّ الرجلُ إِذا طُرِدَ. و قولُهم جاؤوا طُرّاً أَی جمیعاً؛ و فی حدیث قُسّ: و مَزاداً لمَحْشَر الخلقِ طُرّا أَی جمیعاً، و هو منصوب علی المصدر أَو الحال. قال سیبویه: و قالوا مررت بهم طُرّاً أَی جمیعاً؛ قال: و لا تستعمل إِلا حالًا و استعملها خَصِیبٌ النصرانیّ المُتَطبِّب فی غیر الحال، و قیل له: كیف أَنت؟ فقال: أَحْمَدُ الله إِلی طُرِّ خَلْقِه؛ قال ابن سیدة: أَنْبأَنی بذلك أَبو العلاء. و فی نوادر الأَعراب: رأَیت بنی فلان بِطُرٍّ إِذا رأَیتهم بأَجْمَعِهم. قال یونس:
لسان العرب، ج‌4، ص: 499
الطُّرُّ الجماعُة. و قولُهم: جاءنی القومُ طُرّاً منصوب علی الحال. یقال: طَرَرْتُ القومَ أَی مررت بهم جمیعاً. و قال غیره: طُرّاً أُقیم مُقامَ الفاعل و هو مصدر، كقولك: جاءنی القوم جمیعاً. و طَرَّ الحدیدةَ طَرّاً و طُرُوراً: أَحَدَّها. و سِنانٌ طَرِیرٌ و مَطْرُورٌ: مُحَدَّد. و طَرَرْت السِّنانَ: حَدَّدْته. و سَهْمٌ طَرِیرٌ: مَطْرُورٌ. و رجلٌ طَرِیرٌ: ذو طُرّةٍ و هیئةٍ حسنَةٍ و جَمال. و قیل: هو المُستقبل الشباب؛ ابن شمیل: رجل جَمِیلٌ طَرِیرٌ. و ما أَطَرَّه أَی ما أَجْمَلَه و ما كان طَرِیراً و لقد طَرَّ. و یقال: رأَیت شیخاً جمیلًا طَرِیراً. و قوم طِرارٌ بَیِّنُو الطَّرَارةِ، و الطَّرِیرُ: ذو الرُّواء و المَنْظَرِ؛ قال العباس بن مرداس، و قیل المتلمس: و یُعْجِبُك الطَّرِیرُ فَتَبْتَلِیه، فیُخْلِفُ ظَنَّكَ الرجلُ الطَّرِیرُ و قال الشماخ: یا رُبَّ ثَوْرٍ برِمالِ عالِجِ، كأَنه طُرَّةُ نجمٍ خارِجِ، فی رَبْرَبٍ مِثْلَ مُلاءِ الناسجِ و منه یقال: رجل طریر. و یقال: اسْتَطَرَّ إِتْمام الشكیر «2» … الشعر أَی أَنبته حتی بلغ تمامَه؛ و منه قول العجاج یصف إِبلًا أَجْهَضَتْ أَولادَها قبل طُرُور وبَرها: و الشَّدَنِیَّات یُساقِطْنَ النُّعَرْ، خُوصَ العُیونِ مُجْهَضات ما اسْتَطَرْ، منهن إِتمامُ شَكِیرٍ فاشْتَكَرْ، بِحاجبٍ و لا قَفاً و لا ازْبأَرْ، مِنْهُنَّ سِیسَاءُ و لا اسْتَغْشَی الوَبَرْ اسْتَغْشَی: لَبِسَ الوَبَرَ، أَی و لا لَبِسَ الوبَرَ. و طَرَّ حَوْضَه أَی طَیّنَه. و‌فی حدیث عطاء: إِذا طَرَرْتَ مَسْجِدَكَ بِمَدَرٍ فیه رَوْثٌ فلا تُصَلِّ فیه حتی تَغْسِلَه السماءُ، أَی إِذا طَیَّنْته و زَیَّنْته، من قولهم: رجل طَرِیرٌ أَی جمیل الوجه. و یكون الطَّرُّ الشَّقَّ و القَطْعَ؛ و منه الطَّرَّارُ. و الطَّرُّ: القطع، و منه قیل للذی یقطع الهَمَایِینَ: طَرَّارٌ، و‌فی الحدیث: أَنه كان یَطُرُّ شارِبَه؛ أَی یَقُصُّهُ. و‌حدیث الشعبی: یُقْطَعُ الطَّرَّار، و هو الذی یَشُقُّ كُمَّ الرجلِ و یَسُلّ ما فیه، من الطَّرّ و هو القطع و الشَّقُّ. یقال: أَطَرَّ اللهُ یَدَ فلانٍ و أَطَنَّهَا فَطَرَّتْ و طَنَّتْ أَی سقطت. و ضربه فأَطَرَّ یدَه أَی قطعها و أَنْدَرَهَا. و طَرَّ البُنیانَ: جَدَّده. و طَرَّ النبتُ و الشاربُ و الوَبَرُ یَطُرُّ، بالضم، طَرّاً و طُرُوراً: طلَع و نبَت؛ و كذلك شعرُ الوحشیّ إِذا نَسَلَه ثم نبت؛ و منه طَرَّ شاربُ الغلامِ فهو طارٌّ. و الطُّرَّی: الأَتانُ. و الطُّرَّی: الحِمارُ النشیط. اللیث: الطُّرَّةُ طُرّةُ الثوبِ، و هی شِبْهُ عَلَمین یُخاطانِ بجانبی البُرْدِ علی حاشیتِه. الجوهری: الطُّرَّةُ كُفّةُ الثوبِ، و هی جانِبُه الذی لا هُدْبَ له. و غلام طارٌّ و طَرِیرٌ: كما طَرَّ شاربُه. التهذیب: یقال طَرَّ شاربُه، و بعضهم یقول طُرَّ شاربُه، و الأَول أَفصح. اللیث: فتًی طارٌّ إِذا طَرَّ شاربُه. و الطَّرُّ: ما طلَع من الوَبَر و شعَرِ الحِمار بعد النُّسول. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَنه قام من جَوْزِ اللیل و قد طُرَّت النجومُ‌أَی أَضاءت؛ و منه سیف مَطْرُور أَی صَقِیل، و من رواه بفتح
(2). هنا بیاض بالأَصل، و بهامشه مكتوباً بخط الناسخ: كذا وجدت و بإزائه مكتوباً ما نصه: العبارة صحیحة كتبه محمد مرتضی انتهی
لسان العرب، ج‌4، ص: 500
الطاء أَراد: طلَعت، من طَرَّ النباتُ یَطِرّ [یَطُرّ إِذا نبت؛ و كذلك الشاربُ. و طُرَّةُ المَزادةِ و الثوبِ: عَلَمُهما، و قیل: طُرَّةُ الثوب موضعُ هُدْبه، و هی حاشیته التی لا هدب لها. و طُرَّةُ الأَرض: حاشیتُها. و طُرَّةُ كل شی‌ء: حرفُه. و طُرّةُ الجاریة: أَن یُقْطَع لها فی مُقَدِّم ناصیتها كالعَلَم أَو كالطُّرّة تحت التاج، و قد تُتّخذ الطُّرَّة من رامِكٍ [رامَكٍ، و الجمع طُرَرٌ و طِرَارٌ، و هی الطُّرُورُ. و یقال: طَرَّرَتِ الجاریةُ تَطْرِیراً إِذا اتخَذَت لنفسها طُرَّةً. و‌فی الحدیث عن ابن عمر قال: أَهْدی أُكَیْدِرُ دُومةَ إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حُلَّةً سِیَراءَ فأَعطاها عُمَرَ، رضی الله عنه، فقال له عمرُ: أَ تُعْطِینِیها و قد قلتَ أَمْسِ فی حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قلتَ؟ فقال له رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لم أُعْطِكَها لتَلْبَسَها و إِنما أَعْطَیتُكَها لِتُعْطِیَها بعض نسائِكَ یَتّخِذْنها طُرَّاتٍ بینهن؛ أَراد یقطعنها و یتخذنها سُیوراً؛ و فی النهایة أَی یُقَطّعنها و یتخذنها مَقانِع، و طُرّات جمعُ طُرّة؛ و قال الزمخشری؛ یتخذْنها طُرّات أَی قِطَعاً، من الطَّرّ، و هو القطع. و الطُّرَّةُ من الشعر: سمیت طُرّةً لأَنها مقطوعة من جملته. و الطَّرَّةُ، بفتح الطاء: المرّةُ، و بضم الطاء: اسمُ الشی‌ء المقطوع بمنزلة الغَرْفةِ و الغُرْفة؛ قال ذلك ابن الأَنباری. و الطُّرّتَانِ من الحمار و غیره: مَخَطُّ الجَنْبین؛ قال أَبو ذؤیب یصف رامیاً رمَی عَیْراً و أُتُناً: فَرَمَی فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ سَهْماً، فأَنْفَذَ طُرّتیهِ المَنْزَعُ و الطُّرّة: الناصیة. الجوهری: الطُّرّتَانِ من الحمار خطَّان أَسْوَدانِ علی كتفیه، و قد جعلهما أَبو ذؤیب للثور الوحشی أَیضاً؛ و قال یصف الثور و الكلاب: یَنْهَشْنه و یَذُودُهُنَّ و یَحْتَمِی، عَبْل الشَّوَی بالطُّرّتَیْنِ مُولّع و طُرّةُ مَتْنِه: طریقتُه؛ و كذلك الطُّرّةُ من السحاب؛ و قول أَبی ذؤیب: بَعِید الغَزاةِ، فما إِنْ یَزالُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِیحَا قال ابن جنی: ذهب بالطُّرّتین إِلی الشَّعَر؛ قال ابن سیدة: و هذا خطأٌ لأَن الشَّعَر لا یكون مُضْطَمِراً و إِنما عَنَی ضُمْرَ كَشْحَیه، یمدح بذلك عبد الله بن الزبیر. قال ابن جنی: و یجوز أَیضاً أَن تكون طُرَّتاه بدلًا من الضمیر فی مُضْطَمِراً، كقوله عز و جل: جَنّٰاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوٰابُ؛ إِذا جعلتَ فی مُفَتّحةً ضمیراً و جعلت الأَبواب بدلًا من ذلك الضمیر، و لم تكن مُفَتّحةً الأَبوابُ منها علی أَن تُخْلِیَ مفتحة من ضمیر. و طُرَرُ الوادِی و أَطْرارُه: نواحِیه، و كذلك أَطْرارُ البلادِ و الطریق، واحدها طُرٌّ؛ و فی التهذیب: الواحدةُ طُرّةٌ. و طُرّةُ كل شی‌ء: ناحیتُه. و طُرّةُ النهرِ و الوادی: شفیرُه. و أَطْرارُ البلادِ: أَطرافُها. و أَطَرّ أَی أَدَلّ. و فی المثل: أَطِرِّی إِنك ناعِلةٌ، و قیل: أَطِرِّی اجْمَعی الإِبل، و قیل: معناه أَدِلِّی: فإِن علیك نَعْلین، یضرب للمذكر و المؤنث و الاثنین و الجمع علی لفظ التأْنیث لأَن أَصل المثل خُوطِبَت به امرأَة فیجری علی ذلك. التهذیب: هذا المثل یقال فی جَلادةِ الرجلِ، قال: و معناه أَی ارْكَب الأَمرَ الشدید فإِنك قَوِیٌّ علیه. قال: و أَصل هذا أَن رجلًا قاله لِرَاعیةٍ له، و كانت ترعی فی السُّهولة و تترك
لسان العرب، ج‌4، ص: 501
الحُزُونة، فقال لها: أَطِرِّی أَی خُذی فی أَطْرارِ الوادی، و هی نواحیه، فإِنَّكِ ناعِلةٌ: فإِن علیك نعلین، و قال أَبو سعید: أَطِرِّی أَی خُذی أَطْرارَ الإِبل أَی نواحیها، یقول: حُوطِیها من أَقاصیها و احفظیها، یقال طِرِّی و أَطِرِّی؛ قال الجوهری: و أَحسبه عَنی بالنَّعْلَین غِلَظَ جِلْدِ قَدَمَیْها. و جَلَبٌ مُطِرٌّ: جاء من أَطْرار البلاد. و غَضَبٌ مُطِرٌّ: فیه بعضُ الإِدْلالِ، و قیل: هو الشدید. و قولهم: غَضَبٌ مُطِرٌّ إِذا كان فی غیر موضعه و فیما لا یُوجِبُ غَضَباً؛ قال الحُطیئة: غَضِبْتُمْ عَلَینا أَن قَتَلْنا بِخَالِدٍ، بَنی مالِكٍ،ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرْ ابن السكیت: یقال أَطَرَّ یُطِرُّ إِذا أَدَلَّ. و یقال: جاء فلان مُطِرّاً أَی مُسْتَطِیلًا مُدِلًّا. و الإِطْرارُ: الإِغْراءُ. و الطَّرَّةُ: الإِلْقاحُ من ضَرْبة واحدة. و طَرَّتْ یداه تَطِرّ و تَطُرُّ: سقطَتْ، و تَرَّت تَتِرّ [تَتُرّ و أَطَرَّها هو و أَتَرَّها. و‌فی حدیث الاستسقاء: فنشَأَت طُرَیْرةٌ من السحاب، و هی تصغیر طُرَّةٍ، و هی قِطْعة منها تَبْدُو من الأُفُق مستطیلة. و الطُّرَّةُ: السحابةُ تَبْدُو من الأُفُق مستطیلة؛ و منه طُرَّةُ الشعَرِ و الثوبِ أَی طَرَفُه. و الطَّرُّ: الخَلْسُ، و الطَّرُّ: اللَّطْمُ؛ كلتاهما عن كراع. و تكلم بالشی‌ء من طِرَارِه إِذا اسْتَنْبَطَه من نفسه. و‌فی الحدیث: قالت صَفِیّةُ لعائشة، رضی الله عنهما: مَنْ فِیكُنَّ مِثْلی؟ أَبی نَبِیٌّ و عَمِّی نَبِیٌّ و زَوْجِی نَبِیٌّ؛ و كان علّمها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ذلك، فقالت عائشة رضی الله عنها: لیس هذا الكلامُ من طِرارِكِ.و الطَّرْطَرةُ: كالطَّرْمذة مع كثرة كلام. و رجل مُطَرْطِرٌ: من ذلك. و طَرْطَر: موضع؛ قال إمرؤ القیس: أَلا رُبَّ یوم صالحٍ قد شَهِدْته، بِتاذِفَ ذاتِ التلّ من فَوقِ طَرْطَرَا و یقال: رأَیت طُرّة بنی فلان إِذا نظرت إلی حِلَّتِهم من بعید فآنَسْتَ بیوتَهم. أَبو زید: و المُطَرَّةُ العادةُ، بتشدید الراء، و قال الفراء: مخففة الراء. أَبو الهیثم: الأَیْطَلُ و الطَّرّةُ و القُرُبُ الخاصرة، قیّده فی كتابه بفتح الطاء. الفراء و غیره: یقال للطَّبقِ الذی یؤكل علیه الطعام الطِّرِّیانُ بوزن الصِّلِّیان، و هی فِعْلیان من الطَّرّ. ابن الأَعرابی: یقال للرجل طُرْطُرْ إِذا أَمَرْتَه بالمجاورة لبیت الله الحرام و الدوامِ علی ذلك. و الطُّرْطُورُ: الوَغْدُ الضعیفُ من الرجال، و الجمع الطَّراطِیرُ؛ و أَنشد: قد عَلِمتْ یَشْكُرُ مَنْ غُلامُها، إِذا الطَّراطِیرُ اقْشَعَرَّ هامُها و رجل طُرْطُورٌ أَی دقیق طویل. و الطُّرْطورُ. قَلَنْسوة للأَعراب طویلة الرأْس.

طزر؛ ج4، ص: 501

: الطَّزَرُ: النَّبْت الصَّیْفیّ، بلغة بعضهم.

طعر؛ ج4، ص: 501

: طَعَرَ المرأَة طَعْراً: نكحها، و قیل: هو بالزای و الراءُ تصحیف. ابن الأَعرابی: الطَّعْرُ إِجْبارُ القاضی الرجلَ علی الحُكْم.

طغر؛ ج4، ص: 501

: الطَّغْرُ: لغة فی الدَّغْر، طَغَرَه و دَغَرَه: دَفَعَه. و طَغَرَ علیهم و دَغَرَ بمعنی واحد، و قال غیره: هو الطُّغَرُ، و جمعُه طِغْرانٌ، لطائر معروف.

طفر؛ ج4، ص: 501

: الطَّفْرُ: وَثْبةٌ فی ارتفاع كما یَطْفِرُ الإِنسانُ حائطاً أَی یَثبُه. و الطَّفْرَةُ: الوَثْبَةُ؛ و قد طَفَرَ
لسان العرب، ج‌4، ص: 502
یَطْفِرُ طَفْراً و طُفوراً: وَثَبَ فی ارتفاع. و طَفَرَ الحائطَ: وَثَبَه إِلی ما وراءه. و‌فی الحدیث: فَطَفَرَ عن راحلتِه؛ الطَّفْرُ: الوُثوبُ. و الطَّفْرةُ من اللّبن: كالطَّثْرة، و هو أَن یكثُف أَعلاه و یَرِقَّ أَسفلُه، و قد طَفَرَ. و طَیْفُورٌ: طُوَیْئرٌ صَغِیر. و طَیْفُورٌ: اسم. و أَطْفَرَ الراكبُ بعیرَه إِطْفَاراً إِذا أَدخل قدمیه فی رُفْغَیه إِذا رَكِبَه، و هو عَیْبٌ للراكب، و ذلك إِذا عَدَا البعیرُ.

طمر؛ ج4، ص: 502

: طَمَرَ البئرَ طَمْراً: دفَنها. و طَمرَ نَفْسه و طَمَرَ الشی‌ء: خَبَأَه حیث لا یُدْری. و أَطْمَرَ الفرسُ غُرْمولَه فی الحِجْر: أَوْعَبَه. قال الأَزهری: سمعت عُقَیلِیّاً یقول لَفَحل ضرب ناقة: قد طَمَرَها، و إِنه لكثیرُ الطُّمُور، و كذلك الرجل إِذا وُصِفَ بكثرة الجماع یقال إِنه لكثیرُ الطُّمُور. و المَطْمُورةُ: حفیرةٌ تحت الأَرض أَو مكانٌ تحت الأَرض قد هُیِّئَ خَفیّاً یُطْمَرُ فیها الطعامُ و المالُ أَی یُخْبأُ، و قد طَمَرْتها أَی مَلأْتها. غیره: و المطَامِیرُ حُفَرٌ تُحْفر فی الأَرض تُوسّع أَسافِلُها تُخْبأُ فیها الحبوبُ. و طَمَرَ یَطْمِر طَمْراً و طُمُوراً و طَمَرَاناً: وَثَبَ؛ قال بعضهم: هو الوُثُوب إِلی أَسفل، و قیل: الطُّمورُ شبْهُ الوثوب فی السماء؛ قال أَبو كبیر یمدح تأَبط شرّاً: و إِذا قَذَفْتَ له الحصاة رأَیتَه، یَنْزُو، لِوَقْعَتِها، طُمُورَ الأَخْیَلِ و طَمَرَ فی الأَرض طُمُوراً: ذَهَبَ. و طَمَرَ إِذا تَغیّبَ و استخفی؛ و طَمَرَ الفرسُ و الأَخْیَل یَطْمِرُ فی طیرَانه. و قالوا: هو طامِرُ بنُ طامر للبعید، و قیل: هو الذی لا یُعْرفُ و لا یُعْرف أَبوه و لم یُدْرَ مَن هو. و یقال للبرغوث: طَامِر بن طامِر؛ معرفة عند أَبی الحسن الأَخفش. الطامِرُ: البرغوث، و الطوامرُ: البراغیث. و طمَرَ إِذا عَلا، و طَمَر إِذا سَفَل. و المَطْمُور: العالی و المَطْمُورُ: الأَسْفَلُ. و طَمَارِ و طَمَارُ: اسمٌ للمكان المرتفع؛ یقال: انْصَبَّ علیهم فلانٌ من طَمَارِ مثال قَطَامِ، و هو المكانُ العالی؛ قال سلیم بن سلام الحنفی: فإِن كُنْتِ لا تَدْرِینَ ما الموتُ، فانْظُرِی إِلی هانئٍ فی السُّوق و ابنِ عقیلِ إِلی بَطَلٍ قد عَقَّر السیفُ وجْهَه، و آخَرَ، یَهْوِی مِنْ طَمَارِ، قَتِیلِ قال: و یُنْشدُ … من طَمَارَ … و … من طَمَارِ …، بفتح الراء و كسرها، مُجرًی و غیر مُجْرًی. و یُروی: … قد كَدَّحَ السیفُ وجهَه. و كان عُبَید الله بن زیاد قد قَتَل مُسْلَم بنَ عقیل بن أَبی طالب و هانئ بن عروة المُرَادیّ و رمَی به من أَعلی القصر فوقَع فی السُّوق، و كان مسلم بن عقیل قد نَزل عند هانئ بن عروة، و أَخْفَی أَمْرَه عن عبید الله بن زیاد، ثم وقف عبید الله علی ما أَخفاه هانئ، فأَرْسل إِلی هانئ فأَحْضره و أَرسل إِلی داره من یأْتیه بمسلم بن عقیل، فلما أَتَوْه قَاتَلَهم حتی قُتِل ثم قَتَل عبیدُ الله هانئاً لإِجارتِه له.و‌فی حدیث مُطَرّف: من نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ و هو یَنْوِی التوكُّل فَلْیَرْمِ نفْسه من طَمَارِ؛ هو الموضع العالی، و قیل: هو اسم جبل، أَی لا ینبغی أَن یُعَرِّضَ نفسَه للمهالك و یقول قد تَوَكّلْت. و الطُّمَّرُ و الطِّمَّوْرُ: الأَصل. یقال: لأَرُدّنّه إِلی طُمَّرِه أَی إِلی أَصله. و جاء فلان علی مِطْمار أَبیه أَی جاء یُشْبهه فی خَلْقِه و خُلُقِه؛ قال أَبو وَجْزة
لسان العرب، ج‌4، ص: 503
یمدح رجلًا: یَسْعَی مَساعِیَ آباءٍ له سَلَفَتْ، مِنْ آلِ قیر علی مِطْمارِهمْ طَمَرُوا «1». و قال نافع بن أَبی نعیم: كنت أَقول لابن دَأْب إِذا حدَّث: أَقِم المِطْمَرَ أَی قَوِّم الحدیثَ و نَقِّح أَلفاظَه و اصْدُقْ فیه، و هو بكسر المیم الأُولی و فتح الثانیة، الخَیْطُ الذی یُقَوَّم علیه البناءُ. و قال اللحیانی: وقع فلان فی بنات طَمَارِ مَبنیة أَی فی داهیة، و قیل: إِذا وقع فی بَلیَّة و شِدَّة. و‌فی حدیث الحساب یوم القیامة: فیقول العبد عندی العَظائمُ المُطَمَّراتُ؛ أَی المخبّآتُ من الذنوب و الأُمورُ المُطَمِّراتُ، بالكسر: المُهْلِكاتُ، و هو من طَمَرت الشی‌ءَ إِذا أَخْفَیْتَه، و منه المَطْمورةُ الحَبْسُ. و طَمِرَت یَدُه: وَرِمَت. و الطِّمِرُّ، بتشدید الراء، و الطِّمْرِیرُ و الطُّمْرورُ: الفرسُ الجَوادُ، و قیل: المُشَمَّر الخَلْق، و قیل: هو المستفزُّ للوَثْبِ و العَدْوِ، و قیل: هو الطویل القوائم الخفیف، و قیل: المستعدُّ للعَدْوِ، و الأُنثی طِمِرَّةٌ؛ و قد یستعار للأَتان؛ قال: كأَنّ الطِّمِرّةَ ذاتَ الطِّمَاح منها، لِضَبْرتِه، فی عِقَال یقول: كأَنَّ الأَتانَ الطِّمِرّة الشدیدةَ العَدْوِ إِذا ضَبَرَ هذا الفرسُ و رآها معقولةٌ حتی یُدْرِكها. قال السیرافی: الطِّمِرُّ مشتقّ من الطُّمُور، و هو الوَثْب، و إِنما یعنی بذلك سرعته. و الطِّمِرَّة منَ الخیل: المُشْرفةُ؛ و قول كعب بن زهیر: سَمْحَج سَمْحة القوائم حَقْباء من الجُونِ، طُمِّرَتْ تَطْمِیرا قال: أَی وُثِّقَ خَلْقُها و أُدْمِج كأَنها طُوِیَتْ طَیَّ الطَّوامِیر. و الطُّمْرور: الذی لا یملك شیئاً، لغة فی الطُّمُلولِ. و الطِّمْرُ: الثوب الخلَقُ، و خص ابن الأَعرابی به الكِساءَ البالیَ من غیر الصُّوف، و الجمع أَطْمارٌ؛ قال سیبویه: لم یجاوِزُوا به هذا البناء؛ أَنشد ثعلب: تحسَبُ أَطْمارِی علیَّ جُلَبا و الطُّمْرورُ: كالطِّمْر. و‌فی الحدیث: رُبَّ ذِی طِمْرَین لا یُؤْبَهُ له، لو أَقْسَمَ علی الله لأَبَرّه؛ یقول: رُبَّ ذِی خَلَقَین أَطاعَ الله حتی لو سأَل الله تعالی أَجابه. و المِطْمَرُ: الزِّیجُ الذی یكون مع البَنَّائین. و المِطْمَرُ و المِطْمارُ: الخیط الذی یُقدِّر به البَنّاء البِناءَ، یقال له التَّرْقال بالفارسیة. و الطُّومارُ: واحدُ المَطامِیر «2». ابن سیدة: الطامُورُ و الطُّومارُ الصحیفةُ، قیل: هو دَخِیل، قال: و أُراه عربیّاً محضاً لأَن سیبویه قد اعتدّ به فی الأَبنیة فقال: هو ملحق بفُسْطاط، و إِن كانت الواو بعد الضمة، فإِنما كان ذلك لأَن موضع المدّ إِنما هو قُبَیل الطرَف مُجاوِراً له، كأَلِفِ عِمادٍ و یاء عَمِید و واو عَمُود، فأَما واوُ طُومار فلیست للمدّ لأَنها لم تُجاوِر الطرَف، فلما تقدمت الواو فیه و لم تجاور طرفه قال: إِنه مُلْحق، فلو بَنَیْتَ علی هذا من سأَلت مثلَ طُومار و دِیماسٍ لَقُلْت سُوآل و سِیآل، فإِن خَفَّفْتَ الهمزة أَلقیت حركتها علی
(1). قوله: [من آل قیر] كذا فی الأَصل (2). قوله: [و الطومار واحد المطامیر] هكذا فی الأَصل و المناسب أَن یقول و المطمار واحد المطامیر أو یقول و الطومار واحد الطوامیر
لسان العرب، ج‌4، ص: 504
الحرف الذی قبلها، و لم تخش ذلك فقلت سُوَال و سِیَال، و لم تُجْرِهما مُجْری واو مَقْرُوءة و یاء خَطِیئة فی إِبدالك الهمزة بعدهما إِلی لفظهما و إِدغامك إِیَّاهما فیهما، فی نحو مَقْرُوّة و خَطِیّة، فلذلك لم یُقَلْ سُوّال و لا سِیّال أَعْنِی لتقدُّمِها و بُعْدها علی الطَّرفِ و مشابهةِ حرف المد. و الطُّمْرُورُ: الشِّقْراق. و مَطامِیرُ: فرسُ القَعْقاع ابن شَوْرٍ.

طمحر؛ ج4، ص: 504

: ابن السكیت: ما فی السماء طَمْحَرِیرةٌ و ما علیها طِهْلِئَة و ما علیها طَحْرةٌ أَی ما علیها غَیم. و طَمْحَر السِّقاءَ: مَلأَه كطَحْرَمه. و المُطْمَحِرُّ: المُمْتلئ. و شَرِبَ حتی اطْمَحَرَّ أَی امْتَلأَ و لم یَضْرُرْه، و الخاء لغة؛ عن یعقوب. و المُطْمَحِرُّ: الإِناء الممتلئ. و رجل طُماحِرٌ: عظیم الجوفِ كطُحامِر. و ما علی رأْسه طَمْحَرَةٌ و طِحْطِحةٌ أَی ما علیه شعرة.

طمخر؛ ج4، ص: 504

: رجل طَمَخْرِیرٌ: عظیم الجوف. و الطُّماخِرُ: البعیرُ. و شَرِبَ حتی اطْمَخَرَّ أَی امتلأَ، و قیل: هو أَن یَمْتلئ من الشراب و لا یَضُرّه، و الحاء المهملة لغة.

طنبر؛ ج4، ص: 504

: الطُّنْبُور: الطِّنْبَارَ معروف، فارسی معرب دخیل، أَصله دُنْبَهِ بَرَهْ أَی یُشْبِه أَلْیةَ الحَمَل، فقیل: طُنْبور. اللیث: الطُّنْبُورُ الذی یُلْعب به، معرب و قد استعمل فی لفظ العربیة.

طنثر؛ ج4، ص: 504

: الطَّنْثرةُ: أَكْلُ الدسم حتی یَثْقُلَ عنه جسمُه، و قد تطَنْثَر.

طهر؛ ج4، ص: 504

: الطُّهْرُ: نقیض الحَیْض. و الطُّهْر: نقیض النجاسة، و الجمع أَطْهار. و قد طَهَر یَطْهُر و طَهُرَ طُهْراً و طَهارةً؛ المصدرانِ عن سیبویه، و فی الصحاح: طَهَر و طَهُر، بالضم، طَهارةً فیهما، و طَهَّرْته أَنا تطهیراً و تطَهَّرْت بالماء، و رجل طاهِر و طَهِرٌ؛ عن ابن الأَعرابی: و أَنشد: أَضَعْتُ المالَ للأَحْساب، حتی خَرجْت مُبَرّأً طَهِر الثِّیَابِ قال ابن جنی: جاء طاهِرٌ علی طَهُر كما جاء شاعرٌ علی شَعُر، ثم استغنَوْا بفاعل عن فَعِیل، و هو فی أَنفسهم و علی بال من تصورهم، یَدُلُّك علی ذلك تسكیرُهم شاعراً علی شُعَراء، لَمّا كان فاعلٌ هنا واقعاً موقع فَعِیل كُسِّر تكسِیرَه لیكون ذلك أَمارةً و دلیلًا علی إِرادته و أَنه مُغْنٍ عنه و بَدَلٌ منه؛ قال ابن سیدة: قال أَبو الحسن: لیس كما ذكر لأَن طَهِیراً قد جاء فی شعر أَبی ذؤیب؛ قال: فإِن بنی، لِحْیان إِمَّا ذكرتهم، نَثاهُمْ، إِذا أَخْنَی اللِّئامُ، طَهِیرُ قال: كذا رواه الأَصمعی بالطاء و یروی ظهیر بالظاء المعجمة، و سیُذكر فی موضعه، و جمع الطاهرِ أَطْهار و طَهَارَی؛ الأَخیرة نادرة، و ثیابٌ طَهارَی علی غیر قیاس، كأَنهم جمعوا طَهْرانَ؛ قال إمرؤ القیس: ثِیابُ بنی عَوْفٍ طَهارَی نَقِیَّةٌ، و أَوْجهُهم، عند المَشَاهِد، غُرّانُ و جمع الطَّهِر طهِرُونَ و لا یُكسّر. و الطُّهْر: نقیض الحیض، و المرأَة طاهِرٌ من الحیض و طاهِرةٌ من النجاسة و من العُیوبِ، و رجلٌ طاهِرٌ و رجال طاهِرُون و نساءٌ طاهِراتٌ. ابن سیدة: طَهَرت المرأَة و طهُرت و طَهِرت اغتسلت من الحیض و غیرِه، و الفتح أَكثر عند ثعلب، و اسمُ أَیام طُهْرها «1» … و طَهُرت المرأَة، و هی طاهرٌ: انقطع عنها الدمُ و رأَت
(1). هنا بیاض فی الأَصل و بإزائه بالهامش لعله الأَطهار
لسان العرب، ج‌4، ص: 505
الطُّهْر، فإِذا اغتسلت قیل: تَطَهَّرَت و اطَّهَّرت؛ قال الله عز و جل: وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا. و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَنه قال فی قوله عز و جل: وَ لٰا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّٰی یَطْهُرْنَ فَإِذٰا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ أَمَرَكُمُ اللّٰهُ؛ و قرئ: حتی یَطَّهَّرْن؛ قال أَبو العباس: و القراءة یطَّهَّرن لأَن من قرأَ یَطْهُرْنَ أَراد انقطاع الدم، فَإِذٰا تَطَهَّرْنَ اغتسلن، فصَیَّر معناهما مختلفاً، و الوجه أَن تكون الكلمتان بمعنی واحد، یُرید بهما جمیعاً الغسل و لا یَحِلُّ المَسِیسُ إِلا بالاغتسال، و یُصَدِّق ذلك قراءةُ ابن مسعود: حتی یَتَطَهَّرْن؛ و قال ابن الأَعرابی: طَهَرت المرأَةُ، هو الكلام، قال: و یجوز طَهُرت، فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلْنَ، و قد تَطَهَّرت المرأَةُ و اطّهّرت، فإِذا انقطع عنها الدم قیل: طَهُرت تَطْهُر، فهی طاهرٌ، بلا هاء، و ذلك إِذا طَهُرَت من المَحِیض. و أَما قوله تعالی: فِیهِ رِجٰالٌ یُحِبُّونَ أَنْ یَتَطَهَّرُوا؛ فإِن معناه الاستنجاء بالماء، نزلت فی الأَنصار و كانوا إِذا أَحْدَثوا أَتْبَعُوا الحجارة بالماء فأَثْنَی الله تعالی علیهم بذلك، و قوله عز و جل: هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ؛ أَی أَحَلُّ لكم. و قوله تعالی: وَ لَهُمْ فِیهٰا أَزْوٰاجٌ مُطَهَّرَةٌ؛ یعنی من الحیض و البول و الغائط؛ قال أَبو إِسحق: معناه أَنهنّ لا یَحْتَجْنَ إِلی ما یَحْتاجُ إِلیه نِساءُ أَهل الدنیا بعد الأَكل و الشرب، و لا یَحِضْن و لا یَحْتَجْنَ إِلی ما یُتَطَهَّرُ به، و هُنَّ مع ذلك طاهراتٌ طَهارَةَ الأَخْلاقِ و العِفَّة، فمُطَهَّرة تَجْمع الطهارةَ كلها لأَن مُطَهَّرة أَبلغ فی الكلام من طاهرة. و قوله عز و جل: أَنْ طَهِّرٰا بَیْتِیَ لِلطّٰائِفِینَ وَ الْعٰاكِفِینَ؛ قال أَبو إِسحق: معناه طَهِّراهُ من تعلیق الأَصْنام علیه؛ الأَزهری فی قوله تعالی: أَنْ طَهِّرٰا بَیْتِیَ، یعنی من المعاصی و الأَفعال المُحَرَّمة. و قوله تعالی: یَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً؛ من الأَدْناس و الباطل. و استعمل اللحیانی الطُّهْرَ فی الشاة فقال: إِن الشاة تَقْذَی عَشْراً ثم تَطْهُر؛ قال ابن سیدة: و هذا طَریفٌ جِدّاً، لا أَدْرِی عن العرب حكاه أَمْ هو أَقْدَمَ علیه. و تَطَهَّرت المرأَة: اغتسلت. و طَهَّره بالماء: غَسَلَه، و اسمُ الماء الطَّهُور. و كلُّ ماء نظیف: طَهُورٌ، و ماء طَهُور أَی یُتَطَهَّرُ به، و كلُّ طَهورٍ طاهرٌ، و لیس كلُّ طاهرٍ طَهوراً. قال الأَزهری: و كل ما قیل فی قوله عز و جل: وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً؛ فإِن الطَّهُورَ فی اللغة هو الطاهرُ المُطَهِّرُ، لأَنه لا یكون طَهوراً إِلا و هو یُتَطهّر به، كالوَضُوء هو الماء الذی یُتَوضَّأُ به، و النَّشُوق ما یُسْتَنْشق به، و الفَطُور ما یُفْطَر علیه منْ شراب أَو طعام. و‌سُئِل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن ماء البحر فقال: هو الطَّهُور ماؤه الحِلُّ مَیْتَتُه؛ أَی المُطَهِّر، أَراد أَنه طاهر یُطَهِّر. و قال الشافعی، رضی الله عنه: كلُّ ماء خَلَقَه الله نازلًا من السماء أَو نابعاً من عین فی الأَرض أَو بحْرٍ لا صَنْعة فیه لآدَمیٍّ غیر الاسْتِقاء، و لم یُغَیِّر لَوْنَه شی‌ءٌ یخالِطُه و لم یتغیّر طعمُه منه، فهو طَهُور، كما قال الله عز و جل و ما عدا ذلك من ماء وَرْدٍ أَو وَرَقٍ شجرٍ أَو ماءٍ یَسیل من كَرْم فإِنه، و إِن كان طاهراً، فلیس بطَهُور. و‌فی الحدیث: لا یَقْبَلُ اللهُ صلاةً بغیر طُهُورٍ، قال ابن الأَثیر: الطُّهور، بالضم، التطهُّرُ، و بالفتح: الماءُ الذی یُتَطَهَّرُ به كالوَضُوء. و الوُضوء و السَّحُور و السُّحُور؛ و قال سیبویه: الطَّهور، بالفتح، یقع علی الماء و المَصْدر معاً، قال: فعلی هذا یجوز أَن یكون الحدیث بفتح الطاء و ضمها، و المراد بهما التطهر. و الماء الطَّهُور، بالفتح: هو الذی یَرْفَعُ الحدَث و یُزِیل النجَسَ لأَن فَعُولًا
لسان العرب، ج‌4، ص: 506
من أَبنیة المُبالَغة فكأَنه تَنَاهی فی الطهارة. و الماءُ الطاهر غیر الطَّهُور، و هو الذی لا یرفع الحدث و لا یزیل النجس كالمُسْتَعْمَل فی الوُضوء و الغُسْل. و المِطْهَرةُ: الإِناءُ الذی یُتَوَضَّأُ به و یُتَطَهَّر به. و المِطْهَرةُ: الإِداوةُ، علی التشبیه بذلك، و الجمع المَطَاهِرُ؛ قال الكمیت یصف القطا: یَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآجِی فی أَساقٍ كالمَطاهِرْ و كلُّ إِناء یُتَطَهَّر منه مثل سَطْل أَو رَكْوة، فهو مِطْهَرةٌ. الجوهری: و المَطْهَرَةُ و المِطْهَرة الإِداوةُ، و الفتح أَعلی. و المِطْهَرَةُ: البیت الذی یُتَطَهّر فیه. و الطَّهارةُ، اسمٌ یقوم مقام التطهّر بالماء: الاستنجاءُ و الوُضوءُ. و الطُّهارةُ: فَضْلُ ما تَطَهَّرت به. و التَّطَهُّرُ: التنزُّه و الكَفُّ عن الإِثم و ما لا یَجْمُل. و رجل طاهرُ الثیاب أَی مُنَزَّه؛ و منه قول الله عز و جل فی ذكر قوم لوط و قَوْلِهم فی مُؤمِنی قومِ لُوطٍ: إِنَّهُمْ أُنٰاسٌ یَتَطَهَّرُونَ*؛ أَی یتنزَّهُون عن إِتْیان الذكور، و قیل: یتنزّهون عن أَدْبار الرجال و النساء؛ قالهُ قوم لوط تهكُّماً. و التطَهُّر: التنزُّه عما لا یَحِلُّ؛ و هم قوم یَتَطَهَّرون أَی یتنزَّهُون من الأَدناسِ. و‌فی الحدیث: السِّواكُ مَطْهرةٌ للفم.و رجل طَهِرُ الخُلُقِ و طاهرُه، و الأُنثی طاهرة، و إِنه لَطاهرُ الثیابِ أَی لیس بذی دَنَسٍ فی الأَخْلاق. و یقال: فلان طاهر الثِّیاب إِذا لم یكن دَنِسَ الأَخْلاق؛ قال إمرؤ القیس: ثِیابُ بنی عَوْفٍ طَهَارَی نَقِیّةٌ و قوله تعالی: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ؛ معناه و قَلْبَك فَطهِّر؛ و علیه قول عنترة: فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِیابَه، لیس الكَریمُ علی القَنا بِمُحَرَّمِ أَی قَلْبَه، و قیل: معنی وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ، أَی نَفْسَك؛ و قیل: معناه لا تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثیابَك فإِن الغادر دَنِسُ الثِّیاب. قال ابن سیدة: و یقال للغادر دَنِسُ الثیاب، و قیل: معناه و ثیابك فقَصِّر فإِن تقصیر الثیاب طُهْرٌ لأَن الثوب إِذا انْجرَّ علی الأَرض لم یُؤْمَنْ أَن تصیبَه نجاسةٌ، و قِصَرُه یُبْعِدُه من النجاسة؛ و التَّوْبةُ التی تكون بإِقامة الحدّ كالرَّجْمِ و غیره: طَهُورٌ للمُذْنِب؛ و قیل معنی قوله: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ، یقول: عَملَك فأَصْلِح؛ و‌روی عكرمة عن ابن عباس فی قوله: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ، یقول: لا تَلْبَسْ ثِیابَك علی معصیة و لا علی فجُورٍ و كُفْرٍ و أَنشد قول غیلان: إِنی بِحَمْد الله، لا ثوبَ غادِرٍ لَبِستُ، و لا مِنْ خِزْیةٍ أَتَقَنَّع اللیث: و التوبةُ التی تكون بإِقامة الحُدُود نحو الرَّجْم و غیره طَهُورٌ للمُذنب تُطَهِّرُه تَطْهیراً، و قد طَهّرَه الحدُّ و قوله تعالی: لٰا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ؛ یعنی به الكِتَابَ لٰا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ عنی به الملائكة، و كلُّه علی المَثَل، و قیل: لا یمسُّه فی اللوح المحفوظ إِلا الملائكة. و قوله عز و جل: أُولٰئِكَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدِ اللّٰهُ أَنْ یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ؛ أَی أَن یَهدِیَهم. و أَما قوله: طَهَرَه إِذا أَبْعَدَه، فالهاء فیه بدل من الحاء فی طَحَره؛ كما قالوا مدَهَه فی معنی مَدَحَه. و طهَّر فلانٌ ولَدَه إِذا أَقام سُنَّةَ خِتانه، و إِنما سمّاه المسلمون تطهیراً لأَن النصاری لما تركوا سُنَّةَ الخِتانِ
لسان العرب، ج‌4، ص: 507
غَمَسُوا أَوْلادَهم فی ماء صُبِغَ بِصُفْرةٍ یُصَفّرُ لونَ المولود و قالوا: هذه طُهْرَةُ أَوْلادِنا التی أُمِرْنا بها، فأَنْزل الله تعالی: صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً؛ أَی اتَّبِعُوا دِینَ اللهِ و فِطْرَتَه و أَمْرَه لا صِبْغَةَ النصاری، فالخِتانُ هو التطهِیرُ لا ما أَحْدَثَه النصاری من صِبْغَةِ الأَوْلادِ. و‌فی حدیث أُم سلمة: إِنی أُطِیلُ ذَیْلی و أَمْشِی فی المكان القَذِر، فقال لها رسول الله، صلی الله علیه و سلم: یُطَهِّرُه ما بعده؛ قال ابن الأَثیر: هو خاص فیما كان یابساً لا یَعْلَقُ بالثوب منه شی‌ء، فأَما إِذا كان رَطْباً فلا یَطْهُر إِلا بالغَسْل؛ و قال مالك: هو أَن یَطَأَ الأَرضَ القَذِرَة ثم یَطأَ الأَرضَ الیابسةَ النَّظِیفةَ فإِنَّ بعضها یُطَهِّرُ بَعْضاً، فأَما النجاسةُ مثل البول و نحوه تُصِیب الثوب أَو بعضَ الجسد، فإِن ذلك لا یُطَهَّرُه إِلا الماءُ إِجماعاً؛ قال ابن الأَثیر: و فی إِسناد هذا الحدیث مَقالٌ.

طور؛ ج4، ص: 507

: الطَّوْرُ: التارَةُ، تقول: طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَی تارةً بعد تارة؛ و قال الشاعر فی وصف السَّلِیم: تُراجِعُه طَوْراً و طَوْراً تُطَلِّقُ قال ابن بری: صوابه: تُطَلِّقُه طَوْراً و طَوْراً تُراجِعُ و البیت للنابغة الذبیانی، و هو بكماله: تَناذَرها الراقُونَ من سُوءِ سَمِّها، تُطَلِّقُه طَوْراً و طَوْراً تُراجِعُ و قبله: فبِتُّ كأَنِّی ساوَرَتْنی ضَئِیلةٌ من الرُّقْشِ، فی أَنیابِها السُّمُّ ناقعُ یرید: أَنه بات من تَوَعُّدِ النعمان علی مثل هذه الحالة و كان حَلَف للنُّعْمان أَنه لم یتعرض له بهِجاءٍ؛ و لهذا قال بعد هذا: فإِن كنتُ، لا ذو الضِّغْنِ عَنِّی مُكَذَّبٌ، و لا حَلِفی علی البراءةِ نافعُ و لا أَنا مأْمونٌ بشی‌ء أَقُولُه، و أَنْتَ بأَمْرٍ لا محالَة واقعُ فإِنكَ كاللیلِ الذی هو مُدْرِكی، و إِن خِلْتُ أَن المُنْتأَی عنكَ واسِعُ و جمع الطَّوْرِ أَطْوارٌ. و الناسُ أَطْوَارٌ أَی أَخْیافٌ علی حالات شتَّی. و الطَّوْر: الحالُ، و جمعه أَطْوارٌ. قال الله تعالی: وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوٰاراً؛ معناه ضُرُوباً و أَحوالًا مختلفةً؛ و قال ثعلب: أَطْوٰاراً أَی خِلَقاً مختلفة كلُّ واحد علی حدة؛ و قال الفراء: خَلَقَكُمْ أَطْوٰاراً، قال: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظْماً؛ و قال الأَخفش: طَوْراً علقة و طَوْراً مضغة، و قال غیره: أَراد اختلافَ المَناظِر و الأَخْلاقِ؛ قال الشاعر: و المرْءُ یَخْلَقُ طَوْراً بعْدَ أَطْوارِ و فی حدیث سطیح: فإِنّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهاریرُ الأَطْوارُ: الحالاتُ المختلفةُ و التاراتُ و الحدودُ، واحدُها طَوْرٌ، أَی مَرّةً مُلْكٌ و مَرَّةً هُلْكٌ و مَرّةً بُؤْسٌ و مَرّةً نُعْم. و الطَّوْرُ و الطَّوارُ «1»: ما كان علی حَذْوِ الشی‌ء أَو بِحِذائِه. و رأَیت حَبْلًا بطَوارِ هذا الحائط أَی بِطُوله. و یقال: هذه الدار علی طَوَارِ هذه الدار أَی حائطُها متصلٌ بحائطها علی نَسق واحدٍ. قال أَبو بكر: و كل شی‌ء ساوَی شیئاً، فهو طَوْرُه
(1). قوله: [و الطور و الطوار] بالفتح و الضم
لسان العرب، ج‌4، ص: 508
و طُوَارُه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی الطَّوَارِ بمعنی الحَدِّ أَو الطُّولِ: و طَعْنَة خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّة كعطِّ الرداءِ، ما یُشَكُّ طَوَارُها قال: طَوارُها طُولُها. و یقال: جانبا فَمِها. و طَوَارُ الدارِ و طِوَارُها: ما كان مُمْتدّاً معَها من الفِنَاء. و الطَّوْرةُ: فِنَاءُ الدار. و الطَّوْرةُ: الأَبْنِیةُ. و فلان لا یَطُورُنی أَی لا یَقْرَبُ طَوَارِی. و یقال: لا تَطُر حَرَانا أَی لا تَقْرَبْ ما حَوْلَنا. و فلان یَطُورُ بفلان أَی كأَنه یَحُوم حَوالَیْه و یَدْنُو منه. و یقال: لا أَطُورُ به أَی لا أَقْرَبُه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: و الله لا أَطُورُ به ما سَمَر سَمِیرٌ‌أَی لا أَقْرَبُه أَبداً. و الطَّوْرُ: الحدُّ بین الشیئین. و عدا طَوْرَه أَی جاوَزَ حَدَّه و قَدْرَه. و بلغ أَطْوَرَیْهِ أَی غایةَ ما یُحاوِلُه. أَبو زید: من أَمثالهم فی بلوغ الرجل النهایةَ فی العِلْم: بَلَغَ فلانٌ أَطْوَرِیه، بكسر الراء، أَی أَقْصاه. و بلغ فلان فی العلم أَطْوَرَیْهِ أَی حدَّیْه: أَولَه و آخرَه. و قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول: بلغ فلان أَطورِیه، بخفض الراء، غایتَه و هِمَّتَه. ابن السكیت: بلغت من فلان أَطْوَرَیْه أَی الجَهْدَ و الغَایةَ فی أَمْرِه. و قال الأَصمعی: لقیت منه الأَمَرِّینَ و الأَطْوَرِینَ و الأَقْوَرِینَ بمعنی واحد. و یقال: ركب فلان الدهر و أَطْوَرَیه أَی طَرَفَیْه. و‌فی حدیث النَّبِیذ: تعَدَّی طَوْرَه‌أَی حَدَّه و حالَه الذی یَخُصُّه و یَحِلُّ فیه شُرْبُه. و طارَ حَوْلَ الشی‌ء طَوْراً و طَوَرَاناً: حام، و الطّوَارُ مَصْدَرُ طارَ یَطُورُ. و العرب تقول: ما بالدارِ طُورِیٌّ و لا دُورِیٌّ أَی أَحدٌ، و لا طُورَانِیٌّ مِثلُه؛ قال العجاج: و بَلْدة لیس بها طُورِیُّ و الطُّورُ: الجبَلُ. و طُورُ سِینَاءَ [سَینَاءَ: جَبل بالشام، و هو بالسُّرْیانیة طُورَی، و النسبُ إِلیه طُورِیٌّ و طُورانِیٌّ. و فی التنزیل العزیز: وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَیْنٰاءَ؛ الطُّورُ فی كلام العرب الجَبلُ، و قیل: إِن سَیناء حجارة، و قیل: إِنه اسم المكان، و حَمَامٌ طُورانِیٌّ و طُورِیٌّ منسوب إِلیه، و قیل: هو منسوب إِلی جبل یقال له طُرْآن نسب شاذ، و یقال: جاء من بلد بعید. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ الطُّورِ وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ؛ أَقْسَم الله تعالی به، قال: و هو الجبل الذی بِمَدْیَنَ الذی كَلّم اللهُ تعالی موسی، علیه السلام، علیه تكلیماً. و الطُّورِیُّ: الوَحْشِیُّ: من الطَّیرِ و الناسِ؛ و قال بعض أَهل اللغة فی قول ذی الرمة: أَعارِیبُ طُورِیّون، عن كلّ قَریةٍ، حِذارَ المنایا أَو حِذَارَ المقَادِرِ قال: طُورِیّون أَی وَحْشِیّون یَحِیدُون عن القُرَی حِذارَ الوباء و التَّلَفِ كأَنهم نُسِبُوا إِلی الطُّورِ، و هو جبل بالشام. و رجل طُورِی أَی غَرِیبٌ.

طیر؛ ج4، ص: 508

: الطَّیَرانُ: حركةُ ذی الجَناح فی الهواء بِجَنَاحِهِ، طارَ الطائرُ یَطِیرُ طَیْراً و طَیراناً و طَیْرورة؛ عن اللحیانی و كراع و ابن قتیبة، و أَطارَه و طیَّره و طارَ بِه، یُعَدی بالهمزة و بالتضعیف و بحرف الجر. الصحاح: و أَطارَه غیرُه و طیَّره و طایَرَه بمعنی. و الطَّیرُ: معروف اسم لِجَماعةِ ما یَطِیرُ، مؤنث، و الواحد طائِرٌ و الأُنثی طائرةٌ، و هی قلیلة؛ التهذیب: و قَلَّما یقولون طائرة للأُنثی؛ فاَّما قوله أَنشده
لسان العرب، ج‌4، ص: 509
الفارسی: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا فی نُحورِهمْ، و بِیضاً تقِیضُ البَیْضَ من حیثُ طائرُ فإِنه عَنی بالطائرِ الدِّماغَ و ذلك من حیثُ قیل له فرخٌ؛ قال: و نحنُ كَشَفْنا، عن مُعاوِیةَ، التی هی الأُمُّ تَغْشَی كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنی بالفرْخ الدماغَ كما قلنا. و قوله مُنَقْنِق إِفراطاً من القول: و مثله قولُ ابن مقبل: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ، بَیْنهُمُ، نَزْوُ القُلاتِ، زَهاها قالُ قالِینا و أَرضٌ مَطَارةٌ: كَثیرةُ الطَّیْرِ. فأَما قوله تعالی: أَنِّی أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّینِ كَهَیْئَةِ الطَّیْرِ فَأَنْفُخُ فِیهِ فیكون طائراً بإِذن الله؛ فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً؛ و قوله: فَأَنْفُخُ فِیهِ، الهاء عائدة إِلی الطَّیْرِ، و لا یكون منصرفاً إِلی الهیئة لوجهین: أَحدهما أَن الهَیْئَةَ أُنثی و الضمیر مذكر، و الآخر أَنَّ النَّفْخَ لا یقع فی الهیئة لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ، و العَرَضُ لا یُنْفَخُ فیه، و إِنما یقع النَّفْخُ فی الجَوْهَر؛ قال: و جمیع هذا قول الفارسی، قال: و قد یجوز أَن یكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل و الباقر، و جمعُ الطائر أَطْیارٌ، و هو أَحدُ ما كُسِّرَ علی ما یُكَسَّرُ علیه مثلُه؛ فأَما الطُّیُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدٍ و سُجُودٍ، و قد تكون جَمْعَ طَیْرٍ الذی هو اسمٌ للجَمع، و زعم قطرب أَن الطَّیْرَ یقَعُ للواحد؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك إِلا أَن یَعْنی به المصدرَ، و قرئ: فَیَكُونُ طَیْراً بِإِذْنِ اللّٰهِ، و قال ثعلب: الناسُ كلُّهم یقولون للواحد طائرٌ و أَبو عبیدة معَهم، ثم انْفَرد فأَجازَ أَن یقال طَیْر للواحد و جمعه علی طُیُور، قال الأَزهری: و هو ثِقَةٌ. الجوهری: الطائرُ جمعُه طَیرٌ مثل صاحبٍ و صَحْبٍ و جمع الطَّیْر طُیُورٌ و أَطْیارٌ مثل فَرْخ و أَفْراخ. و‌فی الحدیث: الرُّؤْیا لأَوَّلِ عابِرٍ و هی علی رِجْلِ طائرٍ؛ قال: كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ یَجْرِی، فهو طائرٌ مَجازاً، أَرادَ: علی رِجْل قَدَرٍ جار، و قضاءٍ ماضٍ، من خیرٍ أَو شرٍّ، و هی لأَوَّلِ عابِرٍ یُعَبّرُها، أَی أَنها إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِیلَین أَو أَكثر فعبّرها مَنْ یَعْرِفُ عَباراتها، وقَعَتْ علی ما أَوّلَها و انْتَفَی عنها غیرُه من التأْویل؛ و‌فی روایة أُخری: الرُّؤْیا علی رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ‌أَی لا یستقِرُّ تأْوِیلُها حتی تُعَبَّر؛ یُرِید أَنها سَرِیعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطیرَ لا یستَقِرُّ فی أَكثر أَحوالِه، فكیف ما یكون علی رِجْلِه؟ و‌فی حدیث أَبی بكر و النسّابة: فمنكم شَیْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَیْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِ اللهِ أَبی سیِّدِنا رسول الله، [صلی الله علیه و سلم] مائةَ بعیر فَرّقَها علی رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطیرُ.و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: تَرَكَنَا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و ما طائر یَطِیرُ بِجَناحَیْه إِلَّا عِنْدَنا منه عِلْمٌ، یعنی أَنه استوفی بَیانَ الشَّرِیعةِ و ما یُحتاج إِلیه فی الدِّین حتی لم یَبْقَ مُشْكِلٌ، فضَرَبَ ذلك مَثَلًا، و قیل: أَراد أَنه لم یَتْرك شیئاً إِلا بَیَّنه حتی بَیَّن لهم أَحكامَ الطَّیْرِ و ما یَحِلّ منه و ما یَحْرُم و كیف یُذْبَحُ، و ما الذی یفْدِی منه المُحْرِمُ إِذا أَصابه، و أَشْباه ذلك، و لم یُرِدْ أَن فی الطیرِ عِلْماً سِوی ذلك عَلَّمهم إِیّاه و رَخّصَ لهم أَن یَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّیْرِ كما كان یفعله أَهلُ الجاهلیة. و قوله عز و جل: وَ لٰا طٰائِرٍ یَطِیرُ بِجَنٰاحَیْهِ؛ قال ابن جنی:
لسان العرب، ج‌4، ص: 510
هو من التطوع المُشَامِ للتوكید لأَنه قد عُلِم أَن الطَّیَرانَ لا یكون إِلا بالجَناحَیْنِ، و قد یجوز أَن یكون قوله بِجَنٰاحَیْهِ مُفِیداً، و ذلك أَنه قد قالوا: طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها و قال العنبری: طارُوا إِلیه زَرَافاتٍ و وُحْدانا و من أَبیات الكتاب: و طِرْتُ بمُنْصُلی فی یَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّیَرانَ فی غیر ذی الجناح. فقوله تعالی: وَ لٰا طٰائِرٍ یَطِیرُ بِجَنٰاحَیْهِ؛ علی هذا مُفِیدٌ، أَی لیس الغرَضُ تَشْبِیهَه بالطائر ذی الجناحَیْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَیْه البَتَّةَ. و التَّطایُرُ: التَّفَرُّقُ و الذهابُ، و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: سَمِعَتْ مَنْ یَقُول إِن الشؤْم فی الدار و المرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها فی السماء و شِقَّةٌ فی الأَرض‌أَی كأَنها تفَرَّقَتْ و تقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ. و‌فی حدیث عُرْوة: حتی تَطَایرتْ شُؤُون رَأْسه‌أَی تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً. و‌فی حدیث ابن مسعود: فَقَدْنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فقُلْنا اغْتِیلَ أَو اسْتُطِیرَ‌أَی ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطیرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ. و الاسْتِطارَةُ و التَّطایُرُ: التفرُّقُ و الذهابُ. و‌فی حدیث علی، كرّم الله تعالی وجهه: فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَیْنَ نِسَائی‌أَی فَرَّقْتُها بَیْنهن و قَسّمتها فیهن. قال ابن الأَثیر: و قیل الهمزة أَصلیة، و قد تقدم. و تطایَرَ الشی‌ءُ: طارَ و تفرَّقَ. و یقال للقوم إِذا كانوا هادئینَ ساكِنینَ: كأَنما علی رؤوسهم الطَّیْرُ؛ و أَصله أَن الطَّیرَ لا یَقَع إِلا علی شی‌ء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلًا للإِنسان و وَقارِه و سكُونِه. و قال الجوهری: كأَنَّ علی رؤوسِهم الطَّیرَ، إِذا سَكَنُوا من هَیْبةٍ، و أَصله أَن الغُراب یقَعُ علی رأْسِ البَعیرِ فیلتقط منه الحَلَمَةَ و الحَمْنانة، فلا یُحَرِّكُ البعیرُ رأْسَه لئلَّا یَنْفِر عنه الغُرابُ. و من أَمثالهم فی الخصْب و كثرةِ الخیر قولهم: هو فی شی‌ء لا یَطِیرُ غُرَابُه. و یقال: أُطِیرَ الغُرابُ، فهو مُطارٌ؛ قال النابغة: و لِرَهْطِ حَرَّابٍ و قِدٍّ سَوْرةٌ فی المَجْدِ، لیس غرابُها بمُطارِ و فلان ساكنُ الطائِر أَی أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه، حتی كأَنه لو وَقَعَ علیه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ، و ذلك أَن الإِنسان لو وقع علیه طائرٌ فتحرك أَدْنی حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ و لم یسْكُن؛ و منه‌قول بعض أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنّا كنا مع النبی، صلی الله علیه و سلم، و كأَنَّ الطیر فوقَ رؤوسِنا‌أَی كأَنَّ الطیرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن و لا نتحرّك خَشْیةً من نِفارِ ذلك الطَّیْرِ. و الطَّیْرُ: الاسمُ من التَّطَیّر، و منه قولهم: لا طَیْرَ إِلَّا طَیْرُ اللهِ، كما یقال: لا أَمْرَ إِلَّا أَمْرُ الله؛ و أَنشد الأَصمعی، قال: أَنشدناه الأَحْمر: تَعَلَّمْ أَنه لا طَیرَ إِلَّا علی مُتَطیِّرٍ، و هو الثُّبورُ بلی شَی‌ءٌ یُوافِقُ بَعْضَ شی‌ءٍ، أَحایِیناً، و باطلُه كَثِیرُ و‌فی صفة الصحابة، رضوان الله علیهم: كأَن علی رؤوسهم الطَّیْرَ؛ وصَفَهم بالسُّكون و الوقار و أَنهم لم یكن فیهم طَیْشٌ و لا خِفَّةٌ. و فی فلان طَیْرةٌ و طَیْرُورةٌ أَی خِفَّةٌ و طَیْشٌ؛ قال الكمیت:
لسان العرب، ج‌4، ص: 511
و حِلْمُك عِزٌّ، إِذا ما حَلُمْت، و طَیْرتُك الصابُ و الحَنْظَلُ و منه قولهم: ازجُرْ أَحْناءَ طَیْرِك أَی جوانبَ خِفّتِك و طَیْشِك. و الطائرُ: ما تیمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت، و أَصله فی ذی الجناح. و قالوا للشی‌ء یُتَطَیَّرُ به من الإِنسان و غیرِه. طائرُ اللهِ لا طائرُك، فرَفَعُوه علی إِرادة: هذا طائرُ الله، و فیه معنی الدعاء، و إِن شئت نَصَبْتَ أَیضاً؛ و قال ابن الأَنباری: معناه فِعْلُ اللهِ و حُكْمُه لا فِعْلُك و ما تَتخوّفُه؛ و قال اللحیانی: یقال طَیْرُ اللهِ لا طَیْرُك و طَیْرَ الله لا طَیرَك و طائرَ الله لا طائرَك و صباحَ اللهِ لا صَباحَك، قال: یقولون هذا كلَّه إِذا تَطَیَّرُوا من الإِنسانِ، النصبُ علی معنی نُحِبّ طائرَ الله، و قیل بنصبهما علی معنی أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك؛ قال: و المصدرُ منه الطِّیَرَة؛ و جَرَی له الطائرُ بأَمرِ كذا؛ و جاء فی الشر؛ قال الله عز و جل: أَلٰا إِنَّمٰا طٰائِرُهُمْ عِنْدَ اللّٰهِ؛ المعنی أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذی یَلْحَقُهم هو الذی وُعِدُوا به فی الآخرة لا ما یَنالُهم فی الدُّنْیا، و قال بعضهم: طٰائِرُهُمْ حَظُّهم قال الأَعشی: جَرَتْ لَهُمْ طَیرُ النُّحوسِ بأَشْأَم و قال أَبو ذؤیب: زَجَرْت لهم طَیْرَ الشمالِ، فإِن تَكُن هَواكَ الذی تَهْوی، یُصِبْك اجْتِنابُها و قد تَطَیَّر به، و الاسم الطیَرَةُ و الطِّیْرَةُ و الطُّورةُ. و قال أَبو عبید: الطائرُ عند العرب الحَظُّ، و هو الذی تسمیه العرب البَخْتَ. و قال الفراء: الطائرُ معناه عندهم العمَلُ، و طائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذی قُلِّدَه، و قیل رِزْقُه، و الطائرُ الحَظُّ من الخیر و الشر. و‌فی حدیث أُمّ العَلاء الأَنصاریة: اقْتَسَمْنا المهاجرین فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون‌أَی حَصَل نَصِیبنا منهم عثمانُ؛ و منه‌حدیث رُوَیْفِعٍ: إِنْ كان أَحَدُنا فی زمان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لَیَطِیر له النَّصْلُ و للآخَر القِدْح؛ معناه أَن الرجُلین كانا یَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فیقع لأَحدهما نَصْلُه و للآخر قِدْحُه. و طائرُ الإِنسانِ: ما حصَلَ له فی علْمِ الله مما قُدّرَ له. و منه‌الحدیث: بالمَیْمونِ طائِرُه؛ أَی بالمُبارَكِ حَظُّه؛ و یجوز أَن یكون أَصله من الطَّیْرِ السانحِ و البارِحِ. و قوله عز و جل: وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ فِی عُنُقِهِ؛ قیل حَظُّه، و قیل عَمَلُه، و قال المفسرون: ما عَمِل من خیر أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خیراً فخیراً و إِن شرّاً فشرّاً، و المعنی فیما یَرَی أَهلُ النّظر: أَن لكل امرئ الخیرَ و الشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه، و إِنما قیل للحظِّ من الخیر و الشرّ طائرٌ لقول العرب: جَرَی له الطائرُ بكذا من الشر، علی طریق الفَأْلِ و الطِّیَرَةِ علی مذهبهم فی تسمیة الشی‌ء بما كان له سبباً، فخاطَبَهُم اللهُ بما یستعملون و أَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذی یُسَمّونه بالطائر یَلْزَمُه؛ و قرئ طٰائِرَهُ و طَیْرَه، و المعنی فیهما قیل: عملُه خیرُه و شرُّه، و قیل: شَقاؤه و سَعادتُه؛ قال أَبو منصور: و الأَصل فی هذا كله أَن الله تبارك و تعالی لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّیَّتَه أَنه یأْمرهم بتوحیده و طاعتِه و ینهاهم عن معْصیته، و عَلِم المُطِیعَ منهم و العاصیَ الظالمَ لِنفْسه، فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعین و قضی بسعادة من عَلِمَه مُطِیعاً، و شَقاوةِ من عَلِمَه عاصیاً، فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما هو صائرٌ إِلیه عند حِسَابِه، فذلك قولُه عز و جل: وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ؛ أَی ما طار له بَدْأً فی عِلْم الله من الخیر و الشر
لسان العرب، ج‌4، ص: 512
و عِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم یُوافقُ علْمَ الغیب، و الحجةُ تَلْزَمهُم بالذی یعملون، و هو غیرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم. و العرب تقول: أَطَرْتُ المال و طَیَّرْتُه بینَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَی صارَ له و خرج لَدَیْه سَهْمُه؛ و منه قول لبید یذكرُ میراثَ أَخیه بین ورَثَتِه و حِیازةَ كل ذی سهمٍ منه سَهْمَه: تَطیرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً و وَتْراً، و الزَّعامةُ لِلْغُلام و الأَشْرَاكُ: الأَنْصباءُ، واحدُها شِرْكٌ. و قوله شفعاً و وتراً أَی قُسِم لهم لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ، و خَلَصَت الرِّیاسةُ و السِّلاحُ للذكور من أَولاده. و قوله عز و جل فی قصة ثمود و تَشاؤُمهم بِنَبِیّهم المبعوث إِلیهم صالحٍ، علیه السلام: قٰالُوا اطَّیَّرْنٰا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ، قٰالَ طٰائِرُكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ؛ معناه ما أَصابَكم من خیر و شر فمن الله، و قیل: معنی قولهم اطَّیَّرْنٰا تَشَاءَمْنا، و هو فی الأَصل تَطَیَّرنا، فأَجابَهم الله تعالی فقال: طٰائِرُكُمْ مَعَكُمْ؛ أَی شُؤْمُكم معَكم، و هو كُفْرُهم، و قیل للشُؤْم طائرٌ و طَیْرٌ و طِیَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِیافةُ الطَّیْرِ و زَجْرُها، و التَّطَیُّرُ بِبَارِحها و نَعِیقِ غُرابِها و أَخْذِها ذَاتَ الیَسارِ إِذا أَثارُوها، فسمّوا الشُّؤْمَ طَیْراً و طائراً و طِیرَةً لتشَاؤُمهم بها، ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه علی لسان رسوله، صلی الله علیه و سلم أَن طِیَرَتَهم بها باطِلَةٌ. و‌قال: لا عَدْوَی و لا طِیَرَةَ و لا هامةَ؛ و‌كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یَتفاءَلُ و لا یَتَطَیَّرُ، و أَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ یَسْمعُها عَلِیلٌ فَیَتأَوَّلُ منها ما یَدُلّ علی بُرْئِه كأَن سَمِع منادیاً نادی رجلًا اسمه سالم، و هو عَلیل، فأَوْهَمَه سلامَتَه من عِلّته، و كذلك المُضِلّ یَسْمع رجلًا یقول یا واجدُ فیَجِدُ ضالّته؛ و الطِّیَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ، و كانت العربُ مَذهبُها فی الفَأْلِ و الطِّیَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبی، صلی الله علیه و سلم، الفَأْلَ و اسْتَحْسَنه و أَبْطَلَ الطِّیَرَةَ و نَهَی عنها. و الطِّیَرَةُ من اطَّیَّرْت و تطَیَّرت، و مثل الطِّیَرة الخِیَرَةُ. الجوهری تطَیَّرْت من الشی‌ء و بالشی‌ء، و الاسم منه الطِّیَرَةُ، بكسر الطاء و فتح الیاء، مثال العِنَبةِ، و قد تُسَكَّنُ الیاءُ، و هو ما یُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِی‌ء. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُحِبُّ الفأْلَ و یَكْرَهُ الطِّیَرَةَ؛ قال ابن الأَثیر: و هو مصدرُ تطَیَّر طِیَرَةً و تخَیَّر خِیَرَةً، قال: و لم یجئ من المصادر هكذا غیرهما، قال: و أَصله فیما یقال التطَیُّرُ بالسوانح و البوارِح من الظبَاءِ و الطَّیْرِ و غیرهما، و كان ذلك یَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشرْعُ و أَبْطَلَه و نهی عنه و أَخْبَر أَنه لیس له تأْثیرٌ فی جَلْب نَفْع و لا دَفْع ضَرَرٍ؛ و منه‌الحدیث: ثلاثة لا یَسْلَم منها أَحَدٌ: الطِّیَرَةُ و الحَسَدُ: و الظنُّ، قیل: فما نصْنعُ؟ قال: إِذا تَطَیَّرْتَ فامْضِ، و إِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ، و إِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ.و قوله تعالی: قٰالُوا اطَّیَّرْنٰا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ؛ أَصله تَطَیّرنا فأُدْغمَتِ التاء فی الطاء و اجْتُلِبَت الأَلفُ لِیصحَّ الابتداءُ بها. و‌فی الحدیث: الطِّیَرَةُ شِرْكٌ و ما مِنّا إِلَّا … و لكن اللهَ یُذْهِبُه بالتَّوَكُّل؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء الحدیث مقطوعاً و لم یذكر المستثنی أَی إِلا قد یَعْتَرِیه التَّطیُّرُ و یَسْبِقُ إِلی قَلْبه الكراهةُ، فحذف اختصاراً و اعتماداً علی فهم السامع؛ و هذا‌كحدیثه الآخر: ما فینا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا یحیی بن زكَرِیّا، فأَظْهَر المستثنی، و قیل: إِن‌قولَه و ما منّا إِلا‌من قول ابن مسعود أَدْرَجَه فی الحدیث،
لسان العرب، ج‌4، ص: 513
و إِنما جَعَل الطِّیَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا یعتقدون أَن الطَّیْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه، فكأَنهم أَشركوه مع الله فی ذلك، و قولُه: و لكن الله یُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطیُّرِ فتوكل علی الله و سلم إِلیه و لم یعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له و لم یُؤاخِذْه به. و‌فی الحدیث: إیاكَ و طِیراتِ الشَّباب؛ أَی زلَّاتهم و عَثَراتهِم؛ جمع طِیرَة. و یقال للرجل الحَدِید السریع الفَیْئَةِ: إِنه لَطَیُّورٌ فَیُّورٌ. و فرس مُطارٌ: حدیدُ الفُؤاد ماضٍ. و التَّطایُر و الاسْتِطارةُ: التفرُّق. و اسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر فی الهواء. و غُبار طیّار و مُسْتَطِیر: مُنْتَشر. و صُبْحٌ مُسْتَطِیر. ساطِعٌ منتشر، و كذلك البَرْق و الشَّیْب و الشرُّ. و فی التنزیل العزیز: وَ یَخٰافُونَ یَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً. و اسْتَطارَ الفجرُ و غیره إِذا انتشر فی الأُفُق ضَوءُهُ، فهو مُسْتَطِیر، و هو الصُّبْح الصادق البیّنُ الذی یُحَرِّم علی الصائم الأَكلَ و الشربَ و الجماعَ، و به تحلّ صلاة الفجر، و هو الخیط الأَبیض الذی ذكره الله عز و جل فی كتابه العزیز، و أَما الفجر المستطیل، باللام، فهو المُسْتَدقّ الذی یُشَبَّه بذَنب السِّرْحان، و هو الخیط الأَسود و لا یُحَرِّم علی الصائم شیئاً، و هو الصبح الكاذب عند العرب. و فی حدیث السجود و الصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِیر، هو الذی انتشر ضوءه و اعْتَرض فی الأُفُقِ خلاف المستطیل؛ و فی حدیث بنی قریظة: و هانَ علی سَراةِ بنی لُؤَیٍّ حَرِیقٌ، بالبُوَیْرةِ، مُسْتَطِیرُ أَی منتشر متفرّق كأَنه طارَ فی نواحیها. و یقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه: ثارَ ثائِرُه و طارَ طائِرُه و فارَ فائِرُه. و قد اسْتطارَ البِلی فی الثوب و الصَّدْعُ فی الزُّجاجة: تَبَیّن فی أَجزائهما. و اسْتَطارَت الزُّجاجةُ: تبیّن فیها الانصداعُ من أَوّلها إِلی آخرها. و اسْتطارَ الحائطُ: انْصدَع من أَوله إِلی آخره؛ و اسْتطارَ فیه الشَّقّ: ارتفع. و یقال: اسْتطارَ فلانٌ سَیْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً؛ و أَنشد: إِذا اسْتُطِیرَتْ من جُفون الأَغْمادْ، فَقَأْنَ بالصَّقْع یَرابِیعَ الصادْ و اسْتطارَ الصَّدْعُ فی الحائط إِذا انتشر فیه. و اسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر فی أُفُقِ السماء. یقال: اسْتُطِیرَ فلانٌ یُسْتَطارُ اسْتِطارةً، فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ؛ و قال عنترة: متی ما تَلْقَنی، فَرْدَینِ، تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْیَتَیكَ و تُسْتطارا و اسْتُطِیر الفرسُ، فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْیَ؛ و قول عدی: كأَنَّ رَیِّقَه شُؤْبُوبُ غادِیةٍ، لما تَقَفَّی رَقِیبَ النَّقْعِ مُسْطارا قیل: أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء، كما قالوا اسْطَعْت و اسْتَطَعْت. و تَطایَرَ الشی‌ءُ: طال. و‌فی الحدیث: خُذْ ما تَطایَرَ من شَعرِك و فی روایة: من شَعرِ رأْسِك‌أَی طال و تفرق. و اسْتُطِیر الشی‌ءُ أَی طُیِّر؛ قال الراجز: إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا و كلبٌ مُسْتَطِیر كما یقال فَحْلٌ هائِجٌ. و یقال أَجْعَلَت الكلبةُ و اسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ. و بئر مَطارةٌ: واسعةُ الفَمِ؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌4، ص: 514
كأَنّ حَفِیفَها، إِذ بَرّكوها، هُوِیّ الرِّیحِ فی جَفْرٍ مَطارِ و طَیّر الفحلُ الإِبلَ: أَلْقَحها كلَّها، و قیل: إِنما ذلك إِذا أَعْجَلت اللَّقَحَ؛ و قد طَیَّرَت هی لَقَحاً و لَقاحاً كذلك أَی عَجِلت باللِّقاح، و قد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ، و إِذا كان فی بطن الناقة حَمْل، فهی ضامِنٌ و مِضْمان و ضَوامِنُ و مَضامِینُ، و الذی فی بطنها ملقوحةٌ و ملقوح؛ و أَنشد: طَیّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح، فی الهَیْجِ، قبل كلَبِ الرِّیاحِ و طارُوا سِراعاً أَی ذهبوا. و مَطارِ و مُطارٌ، كلاهما: موضع؛ و اختار ابن حمزة مُطاراً، بضم المیم، و هكذا أَنشد، هذا البیت: حتی إِذا كان علی مُطار و الروایتان جائزتان مَطارِ و مُطار، و سنذكر ذلك فی مطر. و قال أَبو حنیفة: مُطار واد فیما بین السَّراة و بین الطائف. و المُسْطارُ من الخمر: أَصله مُسْتَطار فی قول بعضهم. و تَطایَرَ السحابُ فی السماء إِذا عَمّها. و المُطَیَّرُ: ضَرْبٌ من البُرود؛ و قول العُجَیر السلولی: إِذا ما مَشَتْ، نادی بما فی ثِیابها، ذَكِیٌّ الشَّذا، و المَنْدَلیُّ المُطیَّرُ قال أَبو حنیفة: المُطَیَّر هنا ضربٌ من صنعته، و ذهب ابن جنی إِلی أَن المُطَیَّر العود، فإِذا كان كذلك كان بدلًا من المَنْدلیِّ لأَن المندلی العُود الهندی أَیضاً، و قیل: هو مقلوب عن المُطَرَّی؛ قال ابن سیدة: و لا یُعْجِبنی؛ و قیل: المُطَیَّر المشقَّق المكسَّر، قال ابن بری: المَنْدَلیّ منسوب إِلی مَنْدَل بلد بالهند یجلب منه العود؛ قال ابن هَرْمَة: أُحِبُّ اللیلَ أَنّ خَیالَ سَلْمی، إِذا نِمْنا، أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ، إِذ طَرَقَتْكَ، باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَیْ قِمَارا و قِمار أَیضاً: موضع بالهند یجلب منه العُود. و طارَ الشعر: طالَ؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: طِیرِی بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِیمُ رِماحٍ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِیرِی أَی اعْلَقی به. و مِخْراق: كریم لم تنله الزعانف أَی النساء الزعانف، أَی لم یَتزوّج لئیمةً قط. سَلِیم رِماح أَی قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِیم الحیّة. و الطائرُ: فرس قتادة بن جریر. و ذو المَطارة: جبل. و قوله‌فی الحدیث: رجل مُمْسِكٌ بعِنانِ فَرسه فی سبیل الله یَطِیر علی مَتْنِه؛ أَی یُجْرِیه فی الجهاد فاستعار له الطَیرانَ. و‌فی حدیث وابِصَة: فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبی مَطارَه‌أَی مال إِلی جهة یَهواها و تعلّق بها. و المَطارُ: موضع الطیَرانِ.

فصل الظاء المعجمة؛ ج4، ص: 514

ظأر؛ ج4، ص: 514

: الظِّئْرُ، مهموز: العاطفةُ علی غیر ولدها المرْضِعةُ له من الناس و الإِبل، الذكرُ و الأُنثی فی ذلك سواء، و الجمع أَظْؤُرٌ و أَظْآرٌ و ظُؤُورٌ و ظُؤَار، علی فُعال بالضم؛ الأَخیرة من الجمع العزیز، و ظُؤْرةٌ و هو عند سیبویه اسم للجمع كفُرْهةٍ لأَن فِعْلًا لیس مما یُكَسَّر علی فُعْلةٍ عنده؛ و قیل: جمع الظِّئْر من الإِبل ظُؤارٌ، و من النساء ظُؤُورة. و ناقةٌ ظَؤُور: لازمة للفَصِیل أَو البَوِّ؛ و قیل:
لسان العرب، ج‌4، ص: 515
معطوفة علی غیر ولدها، و الجمع ظُؤَارٌ، و قد ظَأَرها علیه یَظْأَرُها ظَأْراً و ظِئاراً فاظّأَرَت، و قد تكون الظُّؤُورةُ التی هی المصدر فی المرأَة؛ و تفسیر یعقوب لقول رؤبة: إِن تَمِیماً لم یُراضَع مُسْبَعا بأَنه لم یُدْفَع إِلی الظُّؤُورة، یجوز أَن تكون الظؤورة هنا مصدراً و أَن تكون جمع ظِئْرٍ، كما قالوا الفُحُولة و البُعُولة. و تقول: هذه ظِئْرِی، قال: و الظِّئْرُ سواءٌ فی الذكر و الأُنثی من الناس. و‌فی الحدیث: ذَكَر ابنَه إِبراهیم، علیه السلام، فقال: إِن له ظِئْراً فی الجنّة؛ الظِّئْرُ: المُرْضِعة غیر وَلدها؛ و منه‌حدیث سَیْفٍ القَیْنِ: ظِئْر إِبراهیم ابن النبی، علیهما السلام و الصلاة، و هو زوج مُرْضِعته؛ و منه‌الحدیث: الشَّهیدُ تَبْتَدِرهُ زَوْجَتاه كظِئْرَیْنِ أَضَلَّتا فَصِیلَیهما.و‌فی حدیث عمرو: سأَله رجل فأَعطاه رُبَعَةً من الصدقة یَتْبَعُها ظِئْراها‌أَی أُمُّها و أَبوها. و قال أَبو حنیفة: الظأْرُ أَن تُعْطَفَ الناقةُ و الناقتان و أَكثرُ من ذلك علی فَصِیل واحد حتی تَرْأَمَه و لا أَوْلادَ لها و إِنما یفعلون ذلك لیَستَدرُّوها به و إِلا لم تَدِرّ؛ و بینهما مُظاءَرةٌ أَی أَن كلَّ واحد منهما ظِئْرٌ لصاحبه. و قال أَبو الهیثم: ظَأَرْتُ الناقةَ علی ولدها ظَأْراً، و هی ناقة مَظْؤُورة إِذا عطفتها علی ولد غیرها؛ و قال الكمیت: ظَأَرَتْهمُ بِعَصاً، و یا عَجَباً لِمَظْؤُورٍ و ظائرْ قال: و الظِّئْرُ فِعْل بمعنی مفعول، و الظَّأْر مصدر كالثِّنْیِ و الثَّنْی، فالثِّنْیُ اسم للمَثْنِیّ، و الثَّنْیُ فِعْل الثانی، و كذلك القِطْفُ، و القَطْفُ و الحِمْلُ و الحَمْل. الجوهری: و ظأَرَت الناقةُ أَیضاً إِذا عَطفَت علی البَوِّ، یتعدی و لا یتعدی، فهی ظَؤُورٌ. و ظاءَرَت المرأَةُ، بوزن فاعَلَت: اتخذت ولداً تُرْضِعه؛ و اظّأَرَ لولده ظِئْراً: اتخذها. و یقال لأَبی الولد لِصُلْبه: هو مُظائرٌ لتلك المرأَة. و یقال: اظّأَرْتُ لِولدی ظئْراً أَی اتخذت، و هو افتعلت، فأُدْغِمت الطاء فی باب الافتعال فحُوِّلَت ظاءً لأَن الظاء من فِخام حروف الشجْر التی قلبت مخارجها من التاء، فضَمُّوا إِلیها حرفاً فَخْماً مثلها لیكون أَیسر علی اللسان لتَبایُنِ مَدْرجة الحروف الفِخام من مدارج الحروف الفُخْتِ، و كذلك تحویل تلك التاء مع الضاد و الصاد طاء لأَنهما من الحروف الفِخَام، و القول فیه كالقول فی اظّلَم. و یقال: ظَأَرَنی فلان علی أَمر كذا و أَظْأَرَنی و ظاءَرَنی علی فاعَلنی أَی عطفَنی. قال أَبو عبید: من أَمثالهم فی الإِعطاء من الخوف قولهم: الطَّعْنُ یَظْأَرُ أَی یَعْطِف علی الصُّلْح. یقول: إِذا خافَك أَن تَطْعَنَه فَتَقْتُلَه، عطفَه ذلك علیكَ فجادَ بمالِه للخوف حینئذ. أَبو زید: ظأَرْت مُظاءرةً إِذا اتخذْت ظِئْراً. قال ابن سیدة: و قالوا الطَّعْنُ ظِئارُ قومٍ، مُشْتَقّ من الناقة یؤخذ عنها ولدُها فتُظْأَرُ علیه إِذا عَطفوها علیه فتُحِبّه و تَرْأَمُه؛ یقول: فأَخِفْهُمْ حتی یُحِبّوك. الجوهری: و فی المثل: الطعن یُظْئِرُه أَی یَعْطِفه علی الصُّلْح. قال الأَصمعی: عَدْوٌ ظَأْرٌ إِذا كان معه مثلُه، قال: و كل شی‌ء مع شی‌ء مثله، فهو ظَأْرٌ؛ و قول الأَرقط یصف حُمُراً: تَأْنیفُهُنَّ نَقَلٌ و أَفْرُ، و الشَّدُّ تاراتٍ و عَدْوٌ ظَأْرُ التأْنیف: طلبُ أُنُفِ الكَلإِ؛ أَراد: عندها صَوْنٌ من العَدْوِ لم تَبْذِله كلَّه، و یقال للرُّكْن من أَركان
لسان العرب، ج‌4، ص: 516
القَصْر: ظِئْرٌ، و الدِّعامةُ تُبنی إِلی جَنْب حائطٍ لیُدْعَم علیها: ظِئرةٌ. و یقال للظئْرِ: ظَؤُورٌ، فَعُول بمعنی مفعول، و قد یوصف بالظُّؤَارِ الأَثافیّ؛ قال ابن سیدة: و الظُّؤَار الأَثافیُّ شُبِّهَت بالإِبِل لتعطُّفِها حول الرماد؛ قال: سُفْعاً ظُؤَاراً حَوْلَ أَوْرَقَ جاثمٍ، لَعِلَ الرِّیاحُ بتُرْبِه أَحْوالا و ظأَرَنی علی الأَمر راوَدَنی. اللیث: الظَّؤُورُ من النُّوقِ التی تَعْطِف علی ولد غیرها أَو علی بَوٍّ؛ تقول: ظُئِرت فاظَّأَرتْ، بالظاء، فهی ظَؤُورٌ و مَظْؤُورةٌ، و جمع الظَّؤُور أَظْآرٌ و ظُؤَارٌ؛ قال متمم: فما وَجْدُ أَظْآرٍ ثلاثٍ رَوائمٍ، رَأَینَ مَخَرّاً من حُوَارٍ و مَصْرَعا و قال آخر فی الظُّؤَار: یُعَقِّلُهنّ جَعْدةُ من سُلَیمٍ، و بِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظؤارِ و الظِّئَارُ: أَن تعالِجَ الناقةَ بالغِمامةِ فی أَنفِها لِكیْ تَظْأَر. و‌رُوی عن ابن عمر أَنه اشتری ناقةً فرأَی فیها تَشْریمَ الظِّئارِ فرَدَّها؛ و التشریم: التشقیق. و الظِّئارُ: أَن تُعْطَفَ الناقةُ علی ولد غیرها، و ذلك أَن یُشَدَّ أَنْفُ الناقة و عَیْناها و تُدَسَّ دُرْجةٌ من الخِرَق مجموعة فی رَحِمِها، و یَخُلُّوه بِخلالَین، و تُجَلّل بغِمامة تَسْتُر رأْسها، و تُتْرَك كذلك حتی تَغُمَّها، و تَظُنَّ أَنها قد مُخِضَت للولادة ثم تُنْزع الدُّرْجة من حیائها، و یُدْنی حُوارُ ناقةٍ أُخری منها قد لُوِّثَ رأْسُه و جلدُه بما خرج مع الدُّرْجة من أَذی الرحِم؛ ثم یفتحون أَنفَها و عینَها، فإِذا رأَت الحُوارَ و شَمَّته ظنَّت أَنها ولدَتْه إِذا شافَتْه فَتَدِرّ علیه و تَرْأَمُه، و إِذا دُسَّت الدُّرجةُ فی رحمها ضُمَّ ما بین شُفْرَی حیائها بسَیْرٍ، فأَراد بالتشریم ما تخرَّق من شُفْریها؛ قال الشاعر: و لم تَجْعَلْ لها دُرَج الظِّئَارِ و‌فی الحدیث: و من ظَأَرَه الإِسلامُ؛ أَی عطفَه علیه. و‌فی حدیث علی: أَظأَرُكم إِلی الحَقّ و أَنتم تفِرّون منه.و‌فی حدیث صعصعة بن ناجیة جدّ الفرزدق: قد أَصَبْنا ناقَتیْك و نَتَجْناهما و ظَأَرْناهما علی أَولادهما.و‌فی حدیث عمر: أَنه كتب إِلی هُنَیّ و هو فی نَعَمِ الصدقة: أَن ظاوِر؛ قال: فكنا نَجْمَعُ الناقتین و الثلاثَ علی الرُّبَعِ الواحد ثم نَحْدُرها إِلیه.قال شمر: المعروف فی كلام العرب ظائِرْ، بالهمز، و هی المُظاءَرةُ. و الظِّئارُ: أَن تُعْطَفَ الناقةُ إِذا مات ولدُها أَو ذُبِح علی ولد الأُخری. قال الأَصمعی: كانت العرب إِذا أَرادت أَن تُغِیرَ ظاءَرَت، بتقدیر فاعَلَت، و ذلك أَنهم یُبْقُون اللبنَ لیَسْقوه الخیلَ. قال الأَزهری: قرأْت بخط أَبی الهیثم لأَبی حاتم فی باب البقر: قال الطائِفِیّون إِذا أَرادت البقرةُ الفحلَ، فهی ضَبِعَة كالناقة، و هی ظُؤْرَی، قال: و لا فعل للظُّؤْرَی. ابن الأَعرابی: الظُّؤْرةُ الدایةُ، و الظُّؤْرةُ المُرْضِعة. قال أَبو منصور: قرأْت فی بعض الكتب اسْتَظْأَرَت الكلبة، بالظاء، أَی أَجْعَلَت و اسْتَحْرَمت؛ و فی كتاب أَبی الهیثم فی البقر: الظُّؤْری من البقر و هی الضَّبِعةُ. قال الأَزهری: و روی لنا المنذری فی كتاب الفروق: اسْتَظْأَرت الكلبةُ إِذا هاجت، فهی مُسْتَظْئرة، قال: و أَنا واقف فی هذا.
لسان العرب، ج‌4، ص: 517‌

ظرر؛ ج4، ص: 517

: الظِّرُّ و الظُّرَرَةُ و الظُّرَرُ: الحَجَرُ عامة، و قیل: هو الحجر المُدَوّر، و قیل: قطعة حجر له حَدّ كحدِّ السكین، و الجمع ظِرَّان و ظُرَّان. قال ثعلب: ظُرَر و ظِرَّان كجُرَذٍ و جِرْذانٍ، و قد یكون ظِرّان و ظُرّان جمع ظِرٍّ كَصِنْوٍ و صِنْوان و ذِئْب و ذؤبان. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن عدِیّ بن حاتم سأَله فقال: إِنَّا نَصیدُ الصَّیْدَ و لا نَجِدُ ما نُذَكِّی به إِلَّا الظِّرَارَ و شِقّةَ العَصا، قال: امْرِ الدمَ بما شئْت.قال الأَصمعی: الظِّرَارُ واحدها ظُرَرٌ، و هو حجر مُحَدَّدٌ صُلْب، و جمعُه ظِرَارٌ، مثل رُطَب و رِطَابٍ، و ظِرَّانٌ مثل صُرَدٍ و صِرْدان؛ قال لبید: بجَسْرةٍ تَنْجُل الظِّرَّانَ ناجِیةً، إِذا تَوقَّدَ فی الدَّیْموسةِ الظُّرَرُ و‌فی حدیث عدی أَیضاً: لا سكِّینَ إِلَّا الظِّرَّانُ، و یجمع أَیضاً علی أَظِرَّة؛ و‌منه: فأَخذت ظُرَراً من الأَظِرَّة فذَبَحْتُها به.شمر: المَظَرّة فلْقة من الظِّرَّان یقطع بها، و قال: ظَرِیر و أَظِرَّة، و یقال ظُرَرَةٌ واحدةٌ؛ و قال ابن شمیل: الظِّرُّ حَجَر أَمْلَس عریض یَكسره الرجل فیَجْزِر الجَزورَ و علی كل لون یكون الظُّرَر، و هو قبل أَن یُكسر ظُرَرٌ أَیضاً، و هی فی الأَرض سَلِیل و صَفائحُ مثل السیوف. و السَّلِیل الحجر العریض؛ و أَنشد: تَقِیه مَظارِیرَ الصُّوی من نعاله؛ بسورٍ تُلحِّیه الحصی، كنَوی القَسْبِ و أَرض مَظِرَّة، بكسر الظاء: ذاتُ حجارة؛ عن ثعلب. و فی التهذیب: ذات ظِرَّان. و حكی الفارسی: أَری أَرضاً مَظَرَّةً، بفتح المیم و الظاء، ذات ظِرَّان. و الظَّرِیرُ: نَعْتُ المكان الحَزْن. و الظَّرِیرُ: المكان الكثیر الحجارة، و الجمع كالجمع. و الظَّرِیرُ: العلَمُ الذی یُهْتدَی به، و الجمع أَظِرَّةٌ و ظُرَّانٌ، مثل أَرْغْفِة و رُغْفانٍ. التهذیب: و الأَظِرَّةُ من الأَعلام التی یهتدی بها مثل الأَمِرَّة، و منها ما یكون مَمْطوراً «2». صُلْباً یُتَّخذُ منه الرَّحی. و الظُّرَرُ و المَظَرَّةُ: الحجر یقطع به. اللیث: یقال ظَرَرْتُ مَظَرَّةً، و ذلك أَن الناقة إِذا أَبْلَمت، و هو داء یأْخذها فی حَلْقة الرحم، فیَضِیق فیأْخذ الراعی مَظَرَّةً و یُدْخل یدَه فی بطنها من ظَبْیَتها ثم یقطع من ذلك الموضع كالثُّؤْلولِ، و هو ما أَبْلم فی بطن الناقة، و ظَرَّ مَظَرَّةً: قطعها. و قال بعضهم فی المثل: أَظِرِّی فإِنك ناعلة أَی اركبی الظُّرَرَ، و المعروف بالطاء، و قد تقدم.

ظفر؛ ج4، ص: 517

: الظُّفْرُ و الظُّفُرُ: معروف، و جمعه أَظْفارٌ و أُظْفورٌ و أَظافیرُ، یكون للإِنسان و غیره، و أَما قراءة من قرأَ: كل ذی ظِفْر، بالكسر، فشاذ غیر مأْنوسٍ به إِذ لا یُعْرف ظِفْر، بالكسر، و قالوا: الظُّفْر لما لا یَصِید، و المِخْلَبُ لما یَصِید؛ كله مذكر صرح به اللحیانی، و الجمع أَظفار، و هو الأُظْفُورُ، و علی هذا قولهم أَظافیرُ، لا علی أَنه جمع أَظفار الذی هو جمع ظُفْر لأَنه لیس كل جمع یجمع، و لهذا حمل الأَخفش قراءة من قرأَ: فَرُهُنٌ مقبوضة، علی أَنه جمع رَهْن و یُجَوّز قِلَّته لئلا یضْطَرَّه إِلی ذلك أَن یكون جمعَ رِهانٍ الذی هو جمعُ رَهْنٍ، و أَما من لم یقل إِلَّا ظُفْر فإِن أَظافِیرَ عنده مُلْحَقةٌ بباب دُمْلوج، بدلیل ما انضاف إِلیها من زیادة الواو معها؛ قال ابن سیدة: هذا مذهب بعضهم. اللیث: الظُّفْر ظُفْر الأُصبع و ظُفْر الطائر، و الجمع الأَظفار، و جماعة
(2). قوله: [ممطوراً] بهامش الأَصل ما نصه: صوابه ممطولًا
لسان العرب، ج‌4، ص: 518
الأَظْفار أَظافِیرُ، لأَن أَظفاراً بوزن إِعْصارٍ، تقول أَظافِیرُ و أَعاصیرُ، و إِنْ جاء ذلك فی الأَشعار جاز و لا یُتَكلّم به بالقیاس فی كل ذلك سواء غیر أَن السمع آنَسُ، فإِذا ورد علی الإِنسان شی‌ء لم یسمعه مستعملًا فی الكلام اسْتوحَشَ منه فَنَفَر، و هو فی الأَشعار جیّدٌ جائز. و قوله تعالی: وَ عَلَی الَّذِینَ هٰادُوا حَرَّمْنٰا كُلَّ ذِی ظُفُرٍ؛ دخل فی ذی الظُّفْرِ ذواتُ المناسم من الإِبل و النعامِ لأَنها كالأَظْفار لها. و رجل أَظْفَرُ: طویل الأَظفار عریضُها، و لا فَعْلاء لها من جهة السماع، و مَنْسِم أَظْفَرُ كذلك؛ قال ذو الرمة: بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذا اصْمَعَدّتْ علی وَهَلٍ، و أَصفَرَ كالعَمُودِ و التَّظْفیرُ: غَمْزُ الظُّفْرِ فی التُّفَّاحة و غیرها. و ظَفَرَه یَظْفِرُه و ظَفَّرَه و اظَّفَرَه: غرزَ فی وَجْهه ظُفْرَه. و یقال: ظَفَّرَ فلانٌ فی وَجْهِ فلانٍ إِذا غَرَزَ ظُفْرَه فی لحمه فعَقَره، و كذلك التَّظْفِیرُ فی القِثَّاء و البطِّیخ. و كلُّ ما غَرَزْت فیه ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثّرْتَ فیه، فقد ظَفَرْته؛ أَنشد ثعلب لخَنْدَق بن إِیاد: و لا تُوَقّ الحَلْقَ أَن تَظَفّرَا و اظّفَرَ الرجلُ و اطَّفَر أَی أَعْلَقَ ظُفْرَه، و هو افتعل فأَدغم؛ و قال العجاج یصف بازیاً: تَقَضِّیَ البازِی إِذا البازِی كَسَرْ أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فَانْكَدَرْ شاكِی الكَلالِیبِ إِذا أَهْوَی اظَّفَرْ الكَلالِیبُ: مَخالِیبُ البازی، الواحد كَلّوب. و الشاكی: مأْخوذ من الشَّوْكةِ، و هو مقلوب، أَی حادُّ المَخالِیبِ. و اظّفَرَ أَیضاً: بمعنی ظَفِرَ بهم. و رجل مُقلَّم الظُّفْرِ عن الأَذَی و كَلِیل الظُّفْرِ عن العِدَی، و كذلك علی المثل. و یقال للرجل: إِنه لمَقْلُومُ الظُّفُرِ أَی لا یُنْكی عَدُوّاً؛ و قال طرفة: لَسْتُ بالفَانِی و لا كَلِّ الظُّفُرْ و یقال للمَهین: هو كَلیلُ الظُّفُرِ. و رجل أَظْفَرُ بَیِّن الظُّفُرِ إِذا كان طویلَ الأَظْفارِ، كما تقول رجل أَشْعَرُ طویل الشعر. ابن سیدة: و الظُّفْرُ ضَرْبٌ من العِطْر أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصله علی شكل ظُفْر الإِنسان، یوضع فی الدخنة، و الجمع أَظْفارٌ و أَظافِیرُ، و قال صاحب العین: لا واحد له، و قال الأَزهری: لا یُفْرَدُ منه الواحد، قال: و ربما قال بعضهم أَظْفارةٌ واحدة و لیس بجائز فی القیاس، و یجمعونها علی أَظافِیرَ، و هذا فی الطِّیب، و إِذا أُفرد شی‌ء من نحوها ینبغی أَن یكون ظُفْراً و فُوهاً، و هم یقولون أَظفارٌ و أَظافِیرُ و أَفْواهٌ و أَفاوِیهُ لهذین العِطْرَینِ. و ظَفَّرَ ثَوبه: طیَّبَه بالظُّفْر. و‌فی حدیث أُمّ عطیّة: لا تَمَسّ المُحِدّ إِلَّا نُبْذَةً من قُسْطِ أَظفارٍ، و فی روایة: من قُسْطٍ و أَظفار؛ قال: الأَظْفارُ جنس من الطِّیب، لا واحد له من لفظه، و قیل: واحده ظُفْر، و هو شی‌ء من العِطْر أَسود و القطعةُ منه شبیهةٌ بالظُّفْرِ. و ظَفَّرَت الأَرض: أَخْرجت من النبات ما یمكن احتفاره بالظُّفْرِ. و ظَفَّرَ العَرْفَجُ و الأَرْطی: خرج منه شِبهُ الأَظفار و ذلك حین یُخَوِّصُ. و ظَفَّرَ البَقْلُ: خرج كأَنه أَظفارُ الطائر. و ظَفَّرَ النَّصِیُّ و الوَشِیجُ و البَرْدِیُّ و الثُّمامُ و الصِّلِّیَانُ و العَرَزُ و الهَدَبُ إِذا خرج له عُنْقُرٌ أَصفر كالظُّفْرِ، و هی خُوصَةٌ تَنْدُرُ منه فیها نَوْرٌ أَغبر. الكسائی: إِذا طلع النبت قیل: قد ظَفَّرَ تَظْفِیراً؛ قال أَبو منصور: هو مأْخوذ من الأَظْفارِ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 519
الجوهری: و الظَّفَرُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض و أَنبت. و یقال: ظَفَّرَ النبتُ إِذا طلع مقدار الظُّفْرِ. و الظُّفْرُ و الظَّفَرَةُ، بالتحریك: داء یكون فی العین یَتَجَلَّلُها منه غاشِیةٌ كالظُّفْرِ، و قیل: هی لحمة تنبت عند المَآقی حتی تبلغ السواد و ربما أَخَذَت فیه، و قیل: الظَّفَرَةُ، بالتحریك، جُلَیْدَة تُغَشِّی العینَ تنبت تِلْقَاءَ المَآقی و ربما قُطعت، و إِن تُركت غَشِیَتْ بَصر العین حتی تَكِلَّ، و فی الصحاح: جُلَیْدة تُغَشِّی العین نَابتة من الجانب الذی یلی الأَنف علی بیاض العین إِلی سوادهَا، قال: و هی التی یقال لها ظُفْرٌ؛ عن أَبی عبید. و‌فی صفة الدجال: و علی عینه ظَفَرَةٌ غلیظة، بفتح الظاء و الفاء، و هی لحمة تنبت عند المَآقی و قد تمتد إِلی السواد فتُغَشِّیه؛ و قد ظَفِرَتْ عینُه، بالكسر، تَظْفَرُ ظَفَراً، فهی ظَفِرَةٌ. و یقال ظُفِرَ فلانٌ، فهو مَظْفُورٌ؛ و عین ظَفِرَةٌ؛ و قال أَبو الهیثم: ما القولُ فی عُجَیِّزٍ كالحُمّره، بِعَیْنها من البُكاء ظَفَرَه، حَلَّ ابنُها فی السِّجْن وَسْطَ الكَفَرَه؟ الفراء: الظَّفَرَةُ لحمة تنبت فی الحَدَقَةِ، و قال غیره: الظُّفْر لحم ینبت فی بیاض العین و ربما جلل الحَدَقَةَ. و أَظْفَارُ الجلد: ما تكسر منه فصارت له غُضُونٌ. و ظَفَّرَ الجلدَ: دَلَكَهُ لِتَمْلاسَّ أَظْفارُه. الأَصمعی: فی السِّیَةِ الظُّفْرُ و هو ما وراء معْقِدِ الوتَرِ إِلی طرَف القَوْس، و الجمع ظِفَرَةٌ؛ قال الأَزهری: هنا یقال للظُّفْرِ أُظْفُورٌ، و جمعه أَظافیر؛ و أَنشد: ما بَیْنَ لُقْمَتِها الأُولی، إِذا ازْدَرَدتْ، و بَیْنَ أُخْرَی تَلِیها، قِیسُ أُظْفُورِ و الظَّفَرُ، بالفتح: الفوز بالمطلوب. اللیث: الظَّفَرُ الفوز بما طلبتَ و الفَلْجُ علی من خاصمت؛ و قد ظَفِرَ به و علیه و ظَفِرَهُ ظَفَراً، مثل لَحِقَ به و لَحِقَهُ فهو ظَفِرٌ، و أَظْفَرَهُ الله به و علیه و ظَفَّرَهُ به تَظْفِیراً. و یقال: ظَفِرَ اللهُ فُلاناً علی فلان، و كذلك أَظْفَرَهُ اللهُ. و رجل مُظَفَّرٌ و ظَفِرٌ و ظِفِّیرٌ: لا یحاول أَمراً إِلَّا ظَفِرَ به؛ قال العجیر السلولی یمدح رجلًا: هو الظَّفِرُ المَیْمُونُ، إِنْ رَاحَ أَو غَدَا به الركْبُ، و التِّلْعابةُ المُتَحَبِّبُ و رجل مُظَفَّرٌ: صاحب دَوْلَةٍ فی الحرب. و فلان مُظَفَّرٌ: لا یَؤُوب إِلَّا بالظَّفَر فثُقِّلَ نعتُه للكثرة و المبالغة. و إِن قیل: ظَفَّرَ الله فلاناً أَی جعله مُظَفَّراً جاز و حسُن أَیضاً. و تقول: ظَفَّره اللّه علیه أَی غَلّبه علیه؛ و كذلك إِذا سئل: أَیهما أَظْفَرُ، فأَخْبِرْ عن واحد غلَب الآخر؛ و قد ظَفّره. قال الأَخفش: و تقول العرب: ظَفِرْت علیه فی معنی ظَفِرْت به. و ما ظَفَرتْكَ عَیْنی مُنْذ زمانٍ أَی ما رَأَتْك، و كذلك ما أَخَذَتْكَ عینی مند حین. و ظَفَّرَه: دَعا لَه بالظَّفَر؛ و ظَفِرْت به، فأَنا ظافرٌ و هو مَظْفُورٌ به. و یقال: أَظْفَرَنیَ الله به. و تَظَافَرَ القومُ علیه و تظاهَرُوا بمعنی واحد. و ظَفارِ مثل قَطَامِ مبنیة: موضع، و قیل: هی قَرْیة من قُرَی حِمْیر إِلیها ینسب الجَزْع الظَّفارِیّ، و قد جاءت مرفوعة أُجْرِیَت مُجْرَی رَبابِ إِذا سَمّیْتَ بها. ابن السكیت: یقال جَزْعٌ ظَفارِیّ منسوب إِلی ظَفارِ أَسد مدینة بالیمن، و كذلك عُودٌ ظَفارِیّ منسوب، و هو العود الذی یُتَبَخّر به؛ و منه قولهم: مَنْ دَخل ظَفارِ حَمّرَ أَی تعلم الحِمْیَریّة؛ و قیل: كل أَرض ذات مَغَرّةٍ ظَفارِ.
لسان العرب، ج‌4، ص: 520
و‌فی الحدیث: كان لباسُ آدَم، علیه السلام، الظُّفُرَ؛ أَی شی‌ء یُشْبِه الظُّفُرَ فی بیاضه و صفائه و كثافِته. و‌فی حدیث الإِفْكِ: عِقد من جَزْع أَظفار؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی و أُرید بها العطْرُ المذكور أَوَّلًا كأَنه یؤخذ فیُثْقَبُ و یُجْعل فی العِقْد و القلادة؛ قال: و الصحیح‌فی الروایة أَنه من جَزْعِ ظَفارِ‌مدینة لحِمْیر بالیمن. و الأَظْفارُ: كِبارُ القِرْدانِ و كواكبُ صِغارٌ. و ظَفْرٌ و مُظَفَّرٌ و مِظْفارٌ: أَسماء. و بنو ظَفَر: بَطْنانِ بطن فی الأَنصار.، و بطن فی بنی سلیم.

ظهر؛ ج4، ص: 520

: الظَّهْر من كل شی‌ء: خِلافُ البَطْن. و الظَّهْر من الإِنسان: من لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلی أَدنی العجز عند آخره، مذكر لا غیر، صرح بذلك اللحیانی، و هو من الأَسماء التی وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف، و الجمع أَظْهُرٌ و ظُهور و ظُهْرانٌ. أَبو الهیثم: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، و الكاهلُ و الكَتِدُ [الكَتَدُ ستُّ فقارات، و هما بین الكتفین، و فی الرَّقبَة ست فقارات؛ قال أَبو الهیثم: الظَّهْر الذی هو ست فِقَرٍ یكْتَنِفُها المَتْنانِ، قال الأَزهری: هذا فی البعیر؛ و‌فی حدیث الخیل: و لم یَنْسَ حقَّ الله فی رِقابِها و لا ظُهورها؛ قال ابن الأَثیر: حَقُّ الظهورِ أَن یَحْمِلَ علیها مُنْقَطِعاً أَو یُجاهدَ علیها؛ و منه‌الحدیث الآخر: و مِنْ حَقِّها إِفْقارُ ظَهْرِها.و قَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِیرَه، و كذلك یقول المُدَبِّرُ للأَمر. و قَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ و ظهرَه لِبَطْنه و ظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قال الفرزدق: كیف ترانی قالباً مِجَنّی، أَقْلِبُ أَمْرِی ظَهْرَه لِلْبَطْنِ و إِنما اختار الفرزدق هاهنا لِلْبَطْنِ علی قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله ظَهْرَه معرفة، فأَراد أَن یعطف علیه معرفة مثله، و إِن اختلف وجه التعریف؛ قال سیبویه: هذا باب من الفعل یُبْدَل فیه الآخر من الأَول یَجْرِی علی الاسم كما یَجْرِی أَجْمعون علی الاسم، و یُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول، فالبدل أَن یقول: ضُرب عبدُ الله ظَهرُه و بَطنُه، و ضُرِبَ زَیدٌ الظهرُ و البطنُ، و قُلِبَ عمرو ظَهْرُه و بطنُه، فهذا كله علی البدل؛ قال: و إِن شئت كان علی الاسم بمنزلة أَجمعین، یقول: یصیر الظهر و البطن توكیداً لعبد الله كما یصیر أَجمعون توكیداً للقوم، كأَنك قلت: ضُرِبَ كُلّه؛ قال: و إِن شئت نصبت فقلت ضُرِب زیدٌ الظَّهرَ و البطنَ، قال: و لكنهم أَجازوا هذا كما أَجازوا دخلت البیتَ، و إِنما معناه دخلت فی البیت و العامل فیه الفعل، قال: و لیس المنتصبُ هاهنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت: هو ظَهْرَه و بَطْنَه و أَنت تعنی شیئاً علی ظهره لم یجز، و لم یجیزوه فی غیر الظَّهْر و البَطْن و السَّهْل و الجَبَلِ، كما لم یجز دخلتُ عبدَ الله، و كما لم یجز حذف حرف الجر إِلَّا فی أَماكن مثل دخلت البیتَ، و اختص قولهم الظهرَ و البطنَ و السهلَ و الجبلَ بهذا، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال لیست فی غیرها من الأَسماء. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: ما نزل من القرآن آیة إِلَّا لها ظَهْرٌ و بَطْنٌ و لكل حَرْفٍ حَدٌّ و لكل حَدّ مُطَّلَعٌ؛ قال أَبو عبید: قال بعضهم الظهر لفظ القرآن و البطن تأْویله، و قیل: الظهر الحدیث و الخبر، و البطن ما فیه من الوعظ و التحذیر و التنبیه، و المُطَّلَعُ مَأْتی الحد و مَصْعَدُه، أَی قد عمل بها قوم أَو سیعملون؛ و قیل فی تفسیر‌قوله لها ظَهْرٌ و بَطْن‌قیل: ظهرها لفظها و بطنها معناها و قیل: أَراد بالظهر ما ظهر تأْویله و عرف معناه، و بالبطن ما بَطَنَ تفسیره، و قیل: قِصَصُه
لسان العرب، ج‌4، ص: 521
فی الظاهر أَخبار و فی الباطن عَبْرَةٌ و تنبیه و تحذیر، و قیل: أَراد بالظهر التلاوة و بالبطن التفهم و التعلم. و المُظَهَّرُ، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشدید الظهر. و ظَهَره یَظْهَرُه ظَهْراً: ضرب ظَهْره. و ظَهِرَ ظَهَراً: اشتكی ظَهْره. و رجل ظَهِیرٌ: یشتكی ظَهْرَه. و الظَّهَرُ: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل، بالكسر، إِذا اشتكی ظَهْره. الأَزهری: الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ، و رجل مَظْهُورٌ. و ظَهَرْتُ فلاناً: أَصبت ظَهْره. و بعیر ظَهِیر: لا یُنْتَفَع بظَهْره من الدَّبَرِ، و قیل: هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غیره؛ قال ابن سیدة: رواه ثعلب. و رجل ظَهیرٌ و مُظَهَّرٌ: قویُّ الظَّهْرِ و رجل مُصَدَّر: شدید الصَّدْر، و مَصْدُور: یشتكی صَدْرَه؛ و قیل: هو الصُّلْبُ الشدید من غیر أَن یُعَیَّن منه ظَهْرٌ و لا غیره، و قد ظَهَرَ ظَهَارَةً. و رجل خفیف الظَّهْر: قلیل العیال، و ثقیل الظهر كثیر العیال، و كلاهما علی المَثَل. و أَكَل الرجُل أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَی سَمِنَ منها. قال: و أَكل أَكْلَةً إِن أَصبح منها لناتیاً، و لقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها؛ یقول: سَمِنْتُ منها. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنی‌أَی ما كان عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًی، و قیل: أَراد ما فَضَلَ عن العِیَال؛ و الظَّهْرُ قد یزاد فی مثل هذا إِشباعاً للكلام و تمكیناً كأَنَّ صدقته إِلی ظَهْرٍ قَویٍّ من المال. قال مَعْمَرٌ: قلتُ لأَیُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًی، ما ظَهْرُ غِنًی؟ قال أَیوب: ما كان عن فَضْلِ عیال. و‌فی حدیث طلحة: ما رأَیتُ أَحداً أَعطی لجَزِیلٍ عن ظَهْرِ یَدٍ من طَلْحَةَ، قیل: عن ظهر یَدٍ ابْتدَاءً من غیر مكافأَة. و فلانٌ یأْكل عن ظَهْرِ ید فُلانٍ إِذا كان هو یُنْفِقُ علیه. و الفُقَراء یأْكلون عن ظَهْرِ أَیدی الناس. قال الفراء: العرب تقول: هذا ظَهْرُ السماء و هذا بَطْنُ السَّمَاءِ لظاهرها الذی تراه. قال الأَزهری: و هذا جاء فی الشی‌ء ذی الوجهین الذی ظَهْرُه كَبَطْنه، كالحائط القائم لما وَلِیَك یقال بطنُه، و لما وَلِیَ غَیْرَك ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثوب و بِطانَتُه، فالبطانَةُ ما وَلِیَ منه الجسدَ و كان داخلًا، و الظِّهارَةُ ما علا و ظَهَرَ و لم یَل الجسدَ؛ و كذلك ظِهارَة البِسَاطِ؛ و بطانته مما یلی الأَرضَ. و یقال: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا جعلتَ له ظِهَارَة و بَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً، و جمع الظِّهارَة ظَهَائِر، و جمع البِطَانَة بَطَائِنُ و الظِّهَارَةُ، بالكسر: نقیض البِطانة. وَ ظَهَرْتُ البیت: عَلَوْتُه. و أَظْهَرْتُ بفلان: أَعلیت به. و تظاهر القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّی كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلی صاحبه. و أَقْرانُ الظَّهْرِ: الذین یجیئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك فی الحرب، مأْخوذ من الظَّهْرِ؛ قال أَبو خِراشٍ: لكانَ جَمِیلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً، و لكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مقَاتِلُ الأَصمعی: فلان قِرْنُ الظَّهْر، و هو الذی یأْتیه من ورائه و لا یعلم؛ قال ذلك ابن الأَعرابی، و أَنشد: فلو كان قِرْنی واحداً لكُفِیتُه، و لكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مقَاتِلُ و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده: فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا، و لَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ قال: أَقران الظهور أَن یتظاهروا علیه، إِذا جاء اثنان و أَنت واحد غلباك.
لسان العرب، ج‌4، ص: 522
و شَدَّه الظُّهاریَّةَ إِذا شَدَّه إِلی خَلْف، و هو من الظَّهْر. ابن بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِیَّة أَی كَتَّفَه. و الظَّهْرُ: الرِّكابُ التی تحمل الأَثقال فی السفر لحملها إِیاها علی ظُهُورها. و بنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر یَنْقُلُون علیه، كما یقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ. و‌فی حدیث عَرْفَجَة: فتناول السیف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به؛ الظَّهْر: الإِبل التی یحمل علیها و یركب. یقال: عند فلان ظَهْر أَی إِبل؛ و منه‌الحدیث: أَ تأْذن لنا فی نَحْر ظَهْرنا؟أَی إبلنا التی نركبها؛ و تُجْمَعُ علی ظُهْران، بالضم؛ و منه‌الحدیث: فجعل رجالٌ یستأْذنونه فی ظُهْرانهم فی عُلْوِ المدینة.و فلانٌ علی ظَهْرٍ أَی مُزْمِعٌ للسفر غیر مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك؛ قال یصف أَمواتاً: و لو یَسْتَطِیعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا معی، أَو غَدَوْا فی المُصْبِحِین علی ظَهْرِ و البعیر الظِّهْرِیُّ، بالكسر: هو العُدَّة للحاجة إِن احتیج إِلیه، نسب إِلی الظَّهْر نَسَباً علی غیر قیاس. یقال: اتَّخِذْ معك بعیراً أَو بعیرین ظِهْرِیَّیْنِ أَی عُدَّةً، و الجمع ظَهارِیٌّ و ظَهَارِیُّ، و فی الصحاح: ظَهَارِیُّ غیر مصروف لأَن یاء النسبة ثابتة فی الواحد. و بَعیر ظَهِیرٌ بَیِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شدیداً قویّاً، و ناقة ظهیرة. و قال اللیث: الظَّهِیرُ من الإِبل القوی الظَّهْر صحیحه، و الفعل ظَهَرَ ظَهارَةً. و‌فی الحدیث: فَعَمَدَ إِلی بعیر ظَهِیر فأَمَرَ به فَرُحِلَ، یعنی شدید الظهر قویّاً علی الرِّحْلَةِ، و هو منسوب إِلی الظَّهْرِ؛ و قد ظَهَّر به و اسْتَظَهْرَهُ. و ظَهَرَ بحاجةِ الرجل و ظَهَّرها و أَظْهَرها: جعلها بظَهْرٍ و استخف بها و لم یَخِفَّ لها، و معنی هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها كأَنه أَزالها و لم یلتفت إِلیها. و جعلها ظِهْرِیَّةً أَی خَلْفَ ظَهْر، كقوله تعالی: فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ إِذا أَقْبَلَ علیها بقضائها، و جَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك؛ قال الفرزدق: تَمِیمُ بنَ قَیْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِی بظَهْرٍ، فلا یَعْیا عَلیَّ جَوابُها و الظِّهْرِیُّ: الذی تَجْعَلُه بظَهْر أَی تنساه. و الظِّهْرِیُّ: الذی تَنْساه و تَغْفُلُ عنه؛ و منه قوله: وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِیًّا؛ أَی لم تَلْتَفِتوا إِلیه. ابن سیدة: و اتخذ حاجته ظِهْرِیّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلی الظَّهْر، علی غیر قیاس، كما قالوا فی النسب إِلی البَصْرَة بِصْریُّ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِیّاً حتی شُنَّتْ علیكم الغاراتُ‌أَی جعلتموه وراء ظهوركم، قال: و كسر الظاء من تغییرات النَّسَب؛ و قال ثعلب فی قوله تعالی: وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِیًّا: نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم؛ و قال الفراء: یقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم، یقول شعیب، علیه السلام: عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطی و تركتم تعظیم الله و خوفه. و قال فی أَثناء الترجمة: أَی و اتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِیّاً تَسْتَظْهِرُون به علیَّ، و ذلك لا ینجیكم من الله تعالی. یقال: اتخذ بعیراً ظِهْرِیّاً أَی عُدَّةً. و یقال للشی‌ء الذی لا یُعْنَی به: قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ و رَمیته بظَهْرٍ. و قولهم. و لا تجعل حاجتی بظَهْر أَی لا تَنْسَها. و حاجتُه عندك ظاهرةٌ أَی مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ. و أَظْهَرَ بحاجته و اظَّهَرَ: جعلها وراء ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عبیدة: جعلت حاجته بظَهْرٍ أَی بظَهْرِی خَلْفِی؛ و منه قوله: وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِیًّا، و هو استهانتك بحاجة الرجل. و جعلنی بظَهْرٍ أَی طرحنی.
لسان العرب، ج‌4، ص: 523
و ظَهَرَ به و علیه یَظْهَرُ: قَوِیَ. و فی التنزیل العزیز: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلیٰ عَوْرٰاتِ النِّسٰاءِ؛ أَی لم یبلغوا أَن یطیقوا إِتیانَ النساء؛ و قوله: خَلَّفْتَنا بین قَوْم یَظْهَرُون بنا، أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا و مَشْغُولُ هو من ذلك؛ قال ابن سیدة: و قد یكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه، قال: و لیس بقوی، و أَراد منها عازب و منها مشغول، و كل ذلك راجع إِلی معنی الظَّهْر. و أَما قوله عز و جل: وَ لٰا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلّٰا مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا؛روی الأَزهری عن ابن عباس قال: الكَفُّ و الخاتَمُ و الوَجْهُ، و‌قالت عائشة: الزینة الظاهرة القُلْبُ و الفَتَخة، و‌قال ابن مسعود: الزینة الظاهرة الثیاب.و الظَّهْرُ: طریق البَرِّ. ابن سیدة: و طریق الظَّهْر طریق البَرِّ، و ذلك حین یكون فیه مَسْلَك فی البر و مسلك فی البحر. و الظَّهْرُ من الأَرض: ما غلظ و ارتفع، و البطن ما لانَ منها و سَهُلَ و رَقَّ و اطْمأَنَّ. و سال الوادی ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه، فإن سال بمطر غیره قیل: سال دُرْأً؛ و قال مرة: سال الوادی ظُهْراً كقولك ظَهْراً؛ قال الأَزهری: و أَحْسِبُ الظُّهْر، بالضم، أَجْودَ لأَنه أَنشد: و لو دَرَی أَنَّ ما جاهَرتَنی ظُهُراً، ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ و ظَهَرت الطیرُ من بلد كذا إِلی بلد كذا: انحدرت منه إِلیه، و خص أَبو حنیفة به النَّسْرَ فقال یَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ إِلی نَجْدٍ تَتَحیَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها. و‌فی كتاب عمر، رضی الله عنه، إِلی أَبی عُبیدة: فاظْهَرْ بمن معك من المسلمین إِلیها‌یعنی إِلی أَرض ذكرها، أَی اخْرُجْ بهم إِلی ظاهرها و أَبْرِزْهم. و‌فی حدیث عائشة: كان یصلی العَصْر فی حُجْرتی قبل أَن تظهر، تعنی الشمس، أَی تعلو السَّطْحَ، و‌فی روایة: و لم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها‌أَی لم ترتفع و لم تخرج إِلی ظَهْرها؛ و منه قوله: و إِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا یعنی مَصْعَداً. و الظاهِرُ: خلاف الباطن؛ ظَهَرَ یَظْهَرُ ظُهُوراً، فهو ظاهر و ظهِیر؛ قال أَبو ذؤیب: فإِنَّ بَنِی لِحْیَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم، ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَی اللِّئامُ، ظَهِیرُ و یروی … طهیر، بالطاء المهملة. و قوله تعالی: وَ ذَرُوا ظٰاهِرَ الْإِثْمِ وَ بٰاطِنَهُ؛ قیل: ظاهره المُخالَّةُ علی جهة الرِّیبَةِ، و باطنه الزنا؛ قال الزجاج: و الذی یدل علیه الكلام، و الله أَعلم، أَن المعنی اتركوا الإِثم ظَهْراً و بَطْناً أَی لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً و لا سرّاً. و الظاهرُ: من أَسماء الله عز و جل؛ و فی التنزیل العزیز: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی ظهر فوق كل شی‌ء و علا علیه؛ و قیل: عُرِفَ بطریق الاستدلال العقلی بما ظهر لهم من آثار أَفعاله و أَوصافه. و هو نازل بین ظَهْرَیْهم و ظَهْرانَیْهِم، بفتح النون و لا یكسر: بین أَظْهُرِهم. و‌فی الحدیث: فأَقاموا بین ظَهْرانیهم و بین أَظْهرهم؛ قال ابن الأَثیر: تكررت هذه اللفظة فی الحدیث و المراد بها أَنهم أَقاموا بینهم علی سبیل الاستظهار و الاستناد لهم، و زیدت فیه أَلف و نون مفتوحة تأْكیداً، و معناه أَن ظَهْراً منهم قدامه و ظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبیه، و من جوانبه إِذا قیل بین أَظْهُرِهم، ثم كثر حتی استعمل فی الإِقامة بین القوم مطلقاً.
لسان العرب، ج‌4، ص: 524
و لقیته بین الظَّهْرَیْنِ و الظَّهْرانَیْنِ أَی فی الیومین أَو الثلاثة أَو فی الأَیام، و هو من ذلك. و كل ما كان فی وسط شی‌ء و مُعْظَمِه، فهو بین ظَهْرَیْه و ظَهْرانَیْه. و هو علی ظَهْرِ الإِناء أَی ممكن لك لا یحال بینكما؛ عن ابن الأَعرابی. الأَزهری عن الفراء: فلانٌ بین ظَهْرَیْنا و ظَهْرانَیْنا و أَظهُرِنا بمعنی واحد، قال: و لا یجوز بین ظَهْرانِینا، بكسر النون. و یقال: رأَیته بین ظَهْرانَی اللیل أَی بین العشاء إِلی الفجر. قال الفراء: أَتیته مرة بین الظَّهْرَیْنِ یوماً فی الأَیام. قال: و قال أَبو فَقْعَسٍ إِنما هو یوم بین عامین. و یقال للشی‌ء إِذا كان فی وسط شی‌ء: هو بین ظَهْرَیْه و ظَهْرانَیْه؛ و أَنشد: أَ لَیْسَ دِعْصاً بَیْنَ ظَهْرَیْ أَوْعَسا و الظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعی: یقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض و ذلك ما ارتفع منها، و معنی هاجَتْ یَبِسَ بَقْلُها. و یقال: هاجَتْ ظَواهِرُ الأَرض. ابن شمیل: ظاهر الجبل أَعلاه، و ظاهِرَةُ كل شی‌ء أَعلاه، استوی أَو لم یستو ظاهره، و إِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال مُهَلْهِلٌ: و خَیْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِین، كَمْشیِ الوُعُولِ علی الظَّاهِره و قال الكمیت: فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطاحِ، و حَلَّ غَیْرُك بالظَّوَاهِرْ قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة و البطحاء الرمل، و ذلك أَن بنی هاشم و بنی أُمیة و سادة قریش نُزول ببطن مكة و من كان دونهم فهم نزول بظواهر جبالها؛ و یقال: أَراد بالظواهر أَعلی مكة. و‌فی الحدیث ذِكر قریشِ الظَّواهِرِ، و قال ابن الأَعرابی: قُرَیْشُ الظواهرِ الذین نزلوا بظُهور جبال مكة، قال: و قُرَیْشُ البِطاحِ أَكرمُ و أَشرف من قریش الظواهر، و قریش البطاح هم الذین نزلوا بطاح مكة. و الظُّهارُ: الرّیشُ. قال ابن سیدة: الظُّهْرانُ الریش الذی یلی الشمس و المَطَرَ من الجَناح، و قیل: الظُّهار، بالضم، و الظُّهْران من ریش السهم ما جعل من ظَهْر عَسِیبِ الریشة، و هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ، و هو أَجود الریش، الواحد ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فعلی القیاس، و أَما ظُهار فنادر؛ قال: و نظیره عَرْقٌ و عُراقٌ و یوصف به فیقال رِیشٌ ظُهارٌ و ظُهْرانٌ، و البُطْنانُ ما كان من تحت العَسِیب، و اللُّؤَامُ أَن یلتقی بَطْنُ قُذَّةٍ و ظَهرُ أُخْرَی، و هو أَجود ما یكون، فإِذا التقی بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فهو لُغابٌ و لَغْبٌ. و قال اللیث: الظُّهارُ من الریش هو الذی یظهر من ریش الطائر و هو فی الجناح، قال: و یقال: الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ، و یجمع علی الظُّهْرانِ، و هو أَفضل ما یُراشُ به السهم فإِذا ریشَ بالبُطْنانِ فهو عَیْبٌ، و الظَّهْرُ الجانب القصیر من الریش، و الجمع الظُّهْرانُ، و البُطْنان الجانب الطویل، الواحد بَطْنٌ؛ یقال: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ و لا تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، واحدهما ظَهْر و بَطْنٌ، مثل عَبْد و عُبْدانٍ؛ و قد ظَهَّرت الریش السهمَ. و الظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأَعْلَیانِ الغلیظان؛ عن أَبی حنیفة. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد: للقَوْسِ ظَهْرٌ و بَطْنٌ، فالبطن ما یلی منها الوَتَر، و ظَهْرُها الآخرُ الذی لیس فیه وتَرٌ. و ظاهَرَ بین نَعْلین و ثوبین: لبس أَحدهما علی الآخر و ذلك إِذا طارق بینهما و طابقَ، و كذلك ظاهَرَ بینَ دِرْعَیْن، و قیل: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ بعضها علی بعض.
لسان العرب، ج‌4، ص: 525
و‌فی الحدیث: أَنه ظاهرَ بین دِرْعَیْن یوم أُحُد‌أَی جمع و لبس إِحداهما فوق الأُخری، و كأَنه من التظاهر التعاون و التساعد؛ و قول وَرْقاء بن زُهَیر: رَأَیَتُ زُهَیْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ، فَجِئْتُ إِلیه كالعَجُولِ أُبادِرُ فَشُلَّتْ یمینی یَوْمَ أَضْرِبُ خالداً، و یَمْنَعهُ مِنِّی الحدیدُ المُظاهرُ إِنما عنی بالحدید هنا الدرع، فسمی النوع الذی هو الدرع باسم الجنس الذی هو الحدید؛ و قال أَبو النجم: سُبِّی الحَماةَ و ادْرَهِی علیها، ثم اقْرَعِی بالوَدّ مَنْكِبَیْها، و ظاهِری بِجَلِفٍ علیها قال ابن سیدة: هو من هذا، و قد قیل: معناه اسْتَظْهِری، قال: و لیس بقوی. و اسْتَظَهْرَ به أَی استعان. و ظَهَرْتُ علیه: أَعنته. و ظَهَرَ عَلیَّ: أَعاننی؛ كلاهما عن ثعلب. و تَظاهرُوا علیه: تعاونوا، و أَظهره الله علی عَدُوِّه. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ تَظٰاهَرٰا عَلَیْهِ. و ظاهَرَ بعضهم بعضاً: أَعانه، و التَّظاهُرُ: التعاوُن. و ظاهَرَ فلان فلاناً: عاونه. و المُظاهَرَة: المعاونة، و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَنه بارَزَ یَوْمَ بَدْرٍ‌و ظاهَرَ أَی نَصَر و أَعان. و الظَّهِیرُ: العَوْنُ، الواحد و الجمع فی ذلك سواء، و إِنما لم یجمع ظَهِیر لأَن فَعیلًا و فَعُولًا قد یستوی فیهما المذكر و المؤُنث و الجمع، كما قال الله عز و جل: إِنّٰا رَسُولُ رَبِّ الْعٰالَمِینَ. و فی التنزیل العزیز: وَ كٰانَ الْكٰافِرُ عَلیٰ رَبِّهِ ظَهِیراً؛ یعنی بالكافر الجِنْسَ، و لذلك أَفرد؛ و فیه أَیضاً: وَ الْمَلٰائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِیرٌ؛ قال ابن سیدة: و هذا كما حكاه سیبویه من قولهم للجماعة: هم صَدِیقٌ و هم فَرِیقٌ؛ و الظَّهِیرُ: المُعِین. و قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ الْمَلٰائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِیرٌ، قال: یرید أَعواناً فقال ظَهِیر و لم یقل ظُهَراء. قال ابن سیدة: و لو قال قائل إِن الظَّهیر لجبریل و صالح المؤمنین و الملائكة كان صواباً، و لكن حَسُنَ أَن یُجعَلَ الظهیر للملائكة خاصة لقوله: وَ الْمَلٰائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ، أَی مع نصرة هؤلاء، ظَهِیرٌ. و قال الزجاج: وَ الْمَلٰائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِیرٌ، فی معنی ظُهَراء، أَراد: و الملائكة أَیضاً نُصَّارٌ للنبی، صلی الله علیه و سلم، أَی أَعوان النبی، صلی الله علیه و سلم، كما قال: وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِیقاً؛ أَی رُفَقاء، فهو مثل ظَهِیر فی معنی ظُهَراء، أَفرد فی موضع الجمع كما أَفرده الشاعر فی قوله: یا عاذِلاتی لا تَزِدْنَ مَلامَتِی، إِن العَواذِلَ لَسْنَ لی بأَمِیرِ یعنی لَسْنَ لی بأُمَراء. و أَما قوله عز و جل: وَ كٰانَ الْكٰافِرُ عَلیٰ رَبِّهِ ظَهِیراً؛ قال ابن عَرفة: أَی مُظاهِراً لأَعداء الله تعالی. و قوله عز و جل: وَ ظٰاهَرُوا عَلیٰ إِخْرٰاجِكُمْ؛ أَی عاوَنُوا. و قوله: تَظٰاهَرُونَ عَلَیْهِمْ؛ أَی تَتَعاونُونَ. و الظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قال تمیم: أَ لَهْفِی علی عِزٍّ عَزِیزٍ و ظِهْرَةٍ، و ظِلِّ شَبابٍ كنتُ فیه فأَدْبرا و الظُّهْرَةُ و الظِّهْرَةُ: الكسر عن كراع: كالظَّهْرِ. و هم ظِهْرَةٌ واحدة أَی یَتَظَاهرون علی الأَعداء و جاءنا فی ظُهْرَته و ظَهَرَتِه و ظاهِرَتِهِ أَی فی عشیرته و قومه و ناهِضَتِهِ الذین یعینونه. و ظَاهرَ علیه: أَعان. و اسْتَظْهَره علیه: استعانه. و اسْتَظْهَرَ علیه بالأَمر: استعان. و‌فی حدیث علی، كرّم الله وجهه: یُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله و بنعمته علی كتابه.و فلان ظِهْرَتی علی فلان و أَنا ظِهْرَتُكَ علی هذا أَی عَوْنُكَ الأَصمعی: هو ابن عمه دِنْیاً فإِذا تباعد فهو ابن عمه
لسان العرب، ج‌4، ص: 526
ظَهْراً، بجزم الهاء، و أَما الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل و أَنْصاره، بكسر الظاء. اللیث: رجل ظِهْرِیٌّ من أَهل الظَّهْرِ، و لو نسبت رجلًا إِلی ظَهْرِ الكوفة لقلت ظِهْریٌّ، و كذلك لو نسبت جِلْداً إِلی الظَّهْر لقلت جِلْدٌ ظِهْرِیٌّ. و الظُّهُور: الظَّفَرُ بالشی‌ء و الاطلاع علیه. ابن سیدة: الظُّهور الظفر؛ ظَهَر علیه یَظْهَر ظُهُوراً و أَظْهَره الله علیه. و له ظَهْرٌ أَی مال من إِبل و غنم. و ظَهَر بالشی‌ء ظَهْراً: فَخَرَ؛ و قوله: و اظْهَرْ بِبِزَّتِه و عَقْدِ لوائِهِ أَی افْخَرْ به علی غیره. و ظَهَرْتُ به: افتخرت به و ظَهَرْتُ علیه: قَوِیتُ علیه یقال: ظَهَر فلانٌ علی فلان أَی قَوِیَ علیه. و فلان ظاهِرٌ علی فلان أَی غالب علیه. و ظَهَرْتُ علی الرجل: غلبته. و‌فی الحدیث: فظَهَر الذین كان بینهم و بین رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع یدعو علیهم؛ أَی غَلَبُوهم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، قالوا: و الأَشبه أَن یكون مُغَیَّراً كما جاء‌فی الروایة الأُخری: فَغَدَرُوا بهم.و فلان من وَلَدِ الظَّهْر أَی لیس منا، و قیل: معناه أَنه لا یلتفت إِلیهم؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَیَّة: فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا وَجْدْنَا بَنی البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ؟ أَی من الذین یَظْهَرُون بهم و لا یلتفتون إِلی أَرحامهم. و فلان لا یَظْهَرُ علیه أَحد أَی لا یُسَلِّم. و الظَّهَرَةُ، بالتحریك: ما فی البیت من المتاع و الثیاب. و قال ثعلب: بیت حَسَنُ الظَّهَرَةِ و الأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه، و الأَهَرَةُ ما بَطَنَ منه. ابن الأَعرابی: بیت حَسَنُ الأَهَرة و الظَّهَرَةِ و العَقارِ بمعنی واحد. و ظَهَرَةُ المال: كَثْرَتُه. و أَظْهَرَنَا الله علی الأَمر: أَطْلَعَ. و قوله فی التنزیل العزیز: فَمَا اسْطٰاعُوا أَنْ یَظْهَرُوهُ؛ أَی ما قَدَرُوا أَن یَعْلُوا علیه لارتفاعه. یقال: ظَهَرَ علی الحائط و علی السَّطْح صار فوقه. و ظَهَرَ علی الشی‌ء إِذا غلبه و علاه. و یقال: ظَهَرَ فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه. و ظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: علاه. و قوله تعالی: وَ مَعٰارِجَ عَلَیْهٰا یَظْهَرُونَ أَی یَعْلُون، و المعارج الدَّرَجُ. و قوله عز و جل: فَأَصْبَحُوا ظٰاهِرِینَ؛ أَی غالبین عالین، من قولك: ظَهَرْتُ علی فلان أَی عَلَوْتُه و غلبته. یقال: أَظْهَر الله المسلمین علی الكافرین أَی أَعلاهم علیهم. و الظَّهْرُ: ما غاب عنك. یقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَیْبِ، و الظَّهْر فیما غاب عنك؛ و قال لبید: عن ظَهْرِ غَیْبٍ و الأَنِیسُ سَقَامُها و یقال: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ علی ظَهْرِ لسانه، كما یقال: حَفِظَه عن ظَهْر قلبه. و‌فی الحدیث: من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره؛ أَی حفظه؛ تقول: قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبی أَی قرأْته من حفظی. و ظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه عن غیر كتاب. و قد قرأَه ظاهِراً و اسْتَظْهره أَی حفظه و قرأَه ظاهِراً. و الظاهرةُ: العَین الجاحِظَةُ. النضر: العین الظَّاهرَةُ التی ملأَت نُقْرَة العَیْن، و هی خلاف الغائرة؛ و قال غیره: العین الظاهرة هی الجاحظة الوَخْشَةُ. و قِدْرٌ ظَهْرٌ: قدیمة كأَنها تُلقی و راءَ الظَّهْرِ لِقِدَمِها؛ قال حُمَیْدُ بن ثور: فَتَغَیَّرَتْ إِلَّا دَعائِمَها، و مُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ و تَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، و قد تقدم أَنه التعاوُنُ،
لسان العرب، ج‌4، ص: 527
فهو ضدّ. و قتله ظَهْراً أَی غِیْلَةً؛ عن ابن الأَعرابی. و ظَهَر الشی‌ءُ بالفتح، ظُهُوراً: تَبَیَّن. و أَظْهَرْتُ الشی‌ء: بَیَّنْته. و الظُّهور: بُدُوّ الشی‌ء الخفیّ. یقال: أَظْهَرنی الله علی ما سُرِقَ منی أَی أَطلعنی علیه. و یقال: فلان لا یَظْهَرُ علیه أَحد أَی لا یُسَلِّمُ علیه أَحد. و قوله: إِنْ یَظْهَرُوا عَلَیْكُمْ*؛ أَی یَطَّلِعوا و یَعْثرُوا. یقال: ظَهَرْت علی الأَمر. و قوله تعالی: یَعْلَمُونَ ظٰاهِراً مِنَ الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا؛ أَی ما یتصرفون من معاشهم. الأَزهری: و الظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابن شمیل: الظُّهَارِیَّة أَن یَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِیَّةَ فَیَصْرَعَه. یقال: أَخذه الظُّهارِیَّةَ و الشَّغْزَبِیَّةَ بمعنًی. و الظُّهْرُ: ساعة الزوال، و لذلك قیل: صلاة الظهر، و قد یحذفون علی السَّعَة فیقولون: هذه الظُّهْر، یریدون صلاة الظهر. الجوهری: الظهر، بالضم، بعد الزوال، و منه صلاة الظهر. و الظَّهِیرةُ: الهاجرة. یقال: أَتیته حَدَّ الظَّهِیرة و حین قامَ قائم الظَّهِیرة. و فی الحدیث ذكر صلاة الظُّهْر؛ قال ابن الأَثیر: هو اسم لنصف النهار، سمی به من ظَهِیرة الشمس، و هو شدّة حرها، و قیل: أُضیفت إِلیه لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ، و قیل: أَظْهَرُها حَرّاً، و قیل: لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت و صلیت. و قد تكرر ذكر الظَّهِیرة فی الحدیث، و هو شدّة الحرّ نصف النهار، قال: و لا یقال فی الشتاء ظهیرة. ابن سیدة: الظهیرة حدّ انتصاف النهار، و قال الأَزهری: هما واحد، و قیل: إِنما ذلك فی القَیْظِ مشتق. و أَتانی مُظَهِّراً و مُظْهِراً أَی فی الظهیرة، قال: و مُظْهِراً، بالتخفیف، هو الوجه، و به سمی الرجل مُظْهِراً. قال الأَصمعی: یقال أَتانا بالظَّهِیرة و أَتانا ظُهْراً بمعنی. و یقال: أَظْهَرْتَ یا رَجُلُ إِذا دخلت فی حدّ الظُّهْر. و أَظْهَرْنا أَی سِرْنا فی وقت الظُّهْر. و أَظْهر القومُ: دخلوا فی الظَّهِیرة. و أَظْهَرْنا. دخلنا فی وقت الظُّهْر كأَصْبَحْنا و أَمْسَیْنا فی الصَّباح و المَساء، و تجمع الظَّهیرة علی ظَهائِرَ. و‌فی حدیث عمر: أَتاه رجل یَشْكُو النِّقْرِسَ فقال: كَذَبَتْكَ الظَّهائِرُ‌أَی علیك بالمشی فی الظَّهائِر فی حَرِّ الهواجر. و فی التنزیل العزیز: وَ حِینَ تُظْهِرُونَ؛ قال ابن مقبل: و أَظْهَرَ فی عِلانِ رَقْدٍ، و سَیْلُه عَلاجِیمُ، لا ضَحْلٌ و لا مُتَضَحْضِحُ یعنی أَن السحاب أَتی هذا الموضع ظُهْراً؛ أَ لا تری أَن قبل هذا: فأَضْحَی له جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ، أَجَشُّ سِمَاكِیٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ و یقال: هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَی زائل، و قیل: ظاهرٌ عنك أَی لیس بلازم لك عَیْبُه؛ قال أَبو ذؤیب: أَبی القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ تحرَّقُ نارِی بالشَّكاةِ و نارُها و عَیَّرَها الواشُونَ أَنِّی أُحِبُّها، و تلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها و معنی تحرَّق ناری بالشكاة أَی قد شاعَ خبرِی و خبرُها و انتشر بالشَّكاة و الذكرِ القبیح. و یقال: ظهرَ عنی هذا العیبُ إِذا لم یَعْلَق بی و نبا عَنِّی، و فی النهایة: إِذا ارتفع عنك و لم یَنَلْك منه شی‌ء؛ و‌قیل لابن الزبیر: یا ابنَ ذاتِ النِّطاقَین تَعْییراً له بها؛ فقال متمثلًا: و تلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن نِطاقَها لا یَغُضُّ منها و لا منه فیُعَیَّرا به
لسان العرب، ج‌4، ص: 528
و لكنه یرفعه فیَزیدُه نُبْلًا. و هذا أَمْرٌ أَنت به ظاهِرٌ أَی أَنت قویٌّ علیه. و هذا أَمر ظاهرٌ بك أَی غالب علیك. و الظِّهارُ من النساء، و ظاهَرَ الرجلُ امرأَته، و منها، مُظاهَرَةً و ظِهاراً إِذا قال: هی علیّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، و قد تَظَهَّر منها و تَظاهَر، و ظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِیراً كله بمعنی. و قوله عز و جل: و الذین یَظَّهَّرُون من نِسائهم؛ قُرئ: یُظٰاهِرُونَ، و قرئ: یَظَّهَّرُون، و الأَصل یَتَظَهَّرُون، و المعنی واحد، و هو أَن یقول الرجل لامرأَته: أَنتِ علیّ كظَهْر أُمِّی. و كانت العرب تُطلِّق نساءها فی الجاهلیة بهذه الكلمة، و كان الظِّهارُ فی الجاهلیة طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه و أُوجبَت الكفَّارةُ علی من ظاهَرَ من امرأَته، و هو الظِّهارُ، و أَصله مأْخوذ من الظَّهْر، و إِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن و الفَخذِ و الفرج، و هذه أَولی بالتحریم، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب، و المرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُیَت، فكأَنه إِذا قال: أَنت علیّ كظَهْر أُمِّی، أَراد: رُكوبُكِ للنكاح علیّ حرام كركُوب أُمی للنكاح، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب، و أَقام الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب، و هذا من لَطِیف الاستعارات للكنایة؛ قال ابن الأَثیر: قیل أَرادوا أَنتِ علیّ كبطن أُمی أَی كجماعها، فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة، قال: و قیل إِن إِتْیانَ المرأَة و ظهرُها إِلی السماء كان حراماً عندهم، و كان أَهلُ المدینة یقولون: إِذا أُتِیت المرأَةُ و وجهُها إِلی الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرجل المُطَلِّق منهم إِلی التغلیظ فی تحریم امرأَته علیه شبَّهها بالظهر، ثم لم یَقْنَعْ بذلك حتی جعلها كظَهْر أُمه؛ قال: و إِنما عُدِّی الظهارُ بمن لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما یتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ و یحترزون منها، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَی بعُد و احترز منها، كما قیل: آلی من امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ معنی التباعد عدی بمن. و فی كلام بعض فقهاء أَهل المدینة: إِذا استُحیضت المرأَةُ و استمرّ بها الدم فإِنها تقعد أَیامها للحیض، فإِذا انقضت أَیَّامُها اسْتَظْهَرت بثلاثة أَیام تقعد فیها للحیض و لا تُصلی ثم تغتسل و تصلی؛ قال الأَزهری: و معنی الاستظهار فی قولهم هذا الاحتیاطُ و الاستیثاق، و هو مأْخوذ من الظِّهْرِیّ، و هو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك، قال الأَزهری: و اتخاذُ الظِّهْرِیّ من الدواب عُدَّةً للحاجة إِلیه احتیاطٌ لأَنه زیادة علی قدر حاجة صاحبِه إِلیه، و إِنما الظِّهْرِیّ الرجلُ یكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته، فیَحْتاطُ لسفره و یُعِدُّ بَعیراً أَو بعیرین أَو أَكثر فُرَّغاً تكون مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة، ثم یقال: استَظْهَر ببعیرین ظِهْرِیّیْنِ محتاطاً بهما ثم أُقیم الاستظهارُ مُقامَ الاحتیاط فی كل شی‌ء، و قیل: سمی ذلك البعیرُ ظِهْرِیّاً لأَن صاحبَه جعلَه وراء ظَهْرِه فلم یركبه و لم یحمل علیه و تركه عُدّةً لحاجته إِن مَسَّت إِلیه؛ و منه قوله عز و جل حكایة عن شعیب: وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِیًّا. و‌فی الحدیث: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن یَسْتَظْهِرُوا؛ أَی یحتاطوا لأَرْبابها و یدَعُوا لهم قدرَ ما ینُوبُهم و یَنْزِل بهم من الأَضْیاف و أَبناءِ السبیل. و الظاهِرةُ من الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ یوم نِصف النهار. و یقال: إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ یوم نصف النهار. و قال شمر: الظاهرة التی تَرِدُ كلَّ یوم نصف النهار و تَصْدُرُ عند العصر؛ یقال: شاؤُهم ظَواهِرُ، و الظاهرةُ: أَن تَردَ كل یوم
لسان العرب، ج‌4، ص: 529
ظُهْراً. و ظاهرةُ الغِبِّ: هی للغنم لا تكاد تكون للإِبل، و ظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ قلیلًا. و ظُهَیْرٌ: اسم. و المُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل. ابن سیدة: و مُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب و شُعرائهم. و الظَّهْرانُ و مَرُّ الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثیر: و لقد حَلَفْتُ لها یَمِیناً صادقاً بالله، عند مَحارِم الرحمنِ بالراقِصات علی الكلال عشیّة، تَغْشَی مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ العَرْمَضُ هاهنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سیدة عن أَبی حنیفة: و‌روی ابن سیرین: أَن أَبا موسی كَسَا فی كفّارة الیمین ثوبَینِ ظَهْرانِیّاً و مُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانیّ ثوبٌ یُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ، و قیل: هو منسوب إِلی ظَهْران قریة من قُرَی البحرین. و المُعَقَّدُ: بُرْدٌ من بُرود هَجَر، و قد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، و هو واد بین مكة و عُسْفان، و اسم القریة المضافة إِلیه مَرٌّ، بفتح المیم و تشدید الراء؛ و‌فی حدیث النابغة الجعدی أَنه أَنشده، صلی الله علیه و سلم: بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا و سَناؤنا، و إِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا فغَضِبَ و قال: إِلی أَین المَظْهرُ یا أَبا لَیْلی؟ قال: إِلی الجنة یا رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله.المَظْهَرُ: المَصْعَدُ. و الظواهر: موضع؛ قال كثیر عزة: عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ، فأَكْنافُ تُبْنی قد عَفَت، فالأَصافِرُ

ظور؛ ج4، ص: 529

: التهذیب فی أَثناء ترجمة قضب: و یقال للبقرة إِذا أَرادت الفحلَ فهی ظُؤْرَی، قال: و لم یسمع الظُّورَی فُعْلَی، و یقال لها إِذا ضربها الفحل: قد عَلِقَت، فإِذا استوی لَقاحُها قیل: مُخضت، فإِذا كان قبل نتاجها بیوم أَو یومین، فهی حائشٌ، لأَنها تَنْحاشُ من البقر فَتَعْتَزِلُهُنّ.

فصل العین المهملة؛ ج4، ص: 529

عبر؛ ج4، ص: 529

: عَبَرَ الرُؤیا یَعْبُرُها عَبْراً و عِبارةً و عبَّرها: فسَّرها و أَخبر بما یؤول إِلیه أَمرُها. و فی التنزیل العزیز: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْیٰا تَعْبُرُونَ؛ أَی إِن كنتم تعْبُرون الرؤیا فعدّاها باللام، كما قال: قُلْ عَسیٰ أَنْ یَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ أَی رَدِفَكم؛ قال الزجاج: هذه اللام أُدْخِلت علی المفعول للتَّبْیین، و المعنی إِن كنتم تَعْبُرون و عابرین، ثم بَیَّنَ باللام فقال: للرؤیا، قال: و تسمی هذه اللام لامَ التعقیب لأَنها عَقَّبَت الإِضافةَ، قال الجوهری: أَوصَل الفعل باللام، كما یقال إِن كنت للمال جامعاً. و اسْتعْبَرَه إِیاها: سأَله تَعْبِیرَها. و العابر: الذی ینظر فی الكتاب فیَعْبُره أَی یَعْتَبِرُ بعضه ببعض حتی یقع فهمُه علیه، و لذلك قیل: عبَر الرؤْیا و اعتَبَر فلان كذا، و قیل: أُخذ هذا كله من العِبْرِ، و هو جانبُ النهر، و عِبْرُ الوادی و عَبْرُه؛ الأَخیرة عن كراع: شاطئه و ناحیته؛ قال النابغة الذبیانی یمدح النعمان: و ما الفُراتُ إِذا جاشَت غَوارِبهُ، ترْمی أَواذِیُّه العِبْرَینِ بالزَّبَدِ قال ابن بری: و خبر ما النافیة فی بیت بعده، و هو: یوماً، بأَطیبَ منه سَیْبَ نافلةٍ، و لا یَحُول عطاءُ الیوم دُون غد و السَّیْب: العطاءُ. و النافلة: الزیادة، كما قال سبحانه و تعالی: وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ یَعْقُوبَ نٰافِلَةً. و قوله:
لسان العرب، ج‌4، ص: 530
و لا یَحُول عطاءُ الیوم دون غد إِذا أَعْطی الیوم لم یمنعه ذلك من أَن یُعْطِی فی غدٍ. و غواربُه: ما علا منه. و الأَوَاذیُّ: الأَمواج، واحدُها آذیّ. و یقال: فلان فی ذلك العِبر أَی فی ذلك الجانب. و عَبَرْت النهرَ و الطریق أَعْبُره عَبْراً و عُبوراً إِذا قطعته من هذا العِبْر إِلی ذلك العِبر، فقیل لعابر الرؤیا: عابر لأَنه یتأَمل ناحیَتی الرؤیا فیتفكر فی أَطرافها، و یتدبَّر كل شی‌ء منها و یمضی بفكره فیها من أَول ما رأَی النائم إِلی آخر ما رأَی. و‌روی عن أَبی رَزِین العقیلی: أَنه سمع النبی، صلی الله علیه و سلم، یقول: الرُّؤْیا علی رِجْل طائر، فإِذا عُبِّرت وقَعَت فلا تَقُصَّها إِلا علی وادٍّ أَو ذی رَأْیٍ، لأَن الوادَّ لا یُحبّ أَن یستقبلك فی تفسیرها إِلا بما تُحِبّ، و إِن لم یكن عالماً بالعبارة لم یَعْجَل لك بما یَغُمُّك لا أَن تَعْبِیرَه یُزِیلُها عما جعلها الله علیه، و أَما ذُو الرأْی فمعناه ذو العلم بعبارتها، فهو یُخْبِرُك بحقیقة تفسیرها أَو بأَقْرَب ما یعلمه منها، و لعله أَن یكون فی تفسیرها موعظةٌ تَرْدَعُك عن قبیح أَنت علیه أَو یكون فیها بُشْرَی فَتَحْمَد الله علی النعمة فیها. و‌فی الحدیث: الرؤیا لأَول عابر؛ العابر: الناظر فی الشی‌ء، و المُعْتَبِرُ: المستدلّ بالشی‌ء علی الشی‌ء. و‌فی الحَدیث: للرؤیا كُنًی و أَسماءٌ فكنُّوها بكُناها و اعتَبروها بأَسمائها.و‌فی حدیث ابن سیرین: كان یقول إِنی أَعْتَبرُ الحدیث؛ المعنی فیه أَنه یُعَبِّر الرؤیا علی الحدیث و یَعْتَبِرُ به كما یَعْتبرها بالقرآن فی تأْویلها، مثل أَن یُعَبِّر الغُرابَ بالرجل الفاسق، و الضِّلَعَ بالمرأَة،لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، سمی الغُرابَ فاسقاً و جعل المرأَة كالضِّلَع، و نحو ذلك من الكنی و الأَسماء. و یقال: عَبَرْت الطیر أَعْبُرها إِذا زجَرْتها. و عَبَّر عمَّا فی نفسه: أَعْرَبَ و بیّن. و عَبّر عنه غیرُه: عیِیَ فأَعْرَب عنه، و الاسم العِبْرةُ «3». و العِبارة و العَبارة. و عَبّر عن فلان: تكلَّم عنه؛ و اللسان یُعَبّر عما فی الضمیر. و عَبَرَ بفلان الماءَ و عَبَّرَهُ به؛ عن اللحیانی. و المِعْبَرُ: ما عُبِرَ به النهر من فُلْكٍ أَو قَنْطَرة أَو غیره. و المَعْبَرُ: الشطُّ المُهَیّأُ للعُبور. قال الأَزهری: و المِعْبَرَةُ سفینة یُعْبَرُ علیها النهر. و قال ابن شمیل: عَبَرْت مَتاعی أَی باعَدْته. و الوادی یَعْبرُ السیلَ عَنّا أَی یُباعِدُه. و العُبْرِیّ من السِّدْر: ما نبت علی عِبْر النهر و عَظُم، منسوب إِلیه نادر، و قیل: هو ما لا ساقَ له منه، و إِنما یكون ذلك فیما قارَب العِبْرَ. و قال یعقوب: العُبْرِیّ و العُمْرِیُّ منه ما شرب الماء؛ و أَنشد: لاث به الأَشاءُ و العُبْرِیُّ قال: و الذی لا یشرب یكون بَرِّیّاً و هو الضالُ. قال و إن كان عِذْیاً فهو الضال. أَبو زید: یقال للسدْر و ما عظُم من العوسج العُبْریّ. و العُمْرِیُّ: القدیمُ من السدر؛ و أَنشد قول ذی الرمة: قَطَعْت، إِذا تخوّفت العَواطِی، ضُروبَ السدْرِ عُبْرِیّاً و ضالا و رجل عابرُ سبیلٍ أَی مارّ الطریق. و عَبرَ السبیلَ یَعْبُرُها عُبوراً: شَقَّها؛ و هم عابرُو سبیلٍ و عُبّارُ سبیل، و قوله تعالی: وَ لٰا جُنُباً إِلّٰا عٰابِرِی سَبِیلٍ؛ فسّره فقال: معناه أَن تكون له حاجة فی المسجد و بیتُه بالبُعد فیدخل المسجد و یخرج مُسْرِعاً. و قال الأَزهری: إِلّٰا عٰابِرِی سَبِیلٍ، معناه إِلا مسافرین، لأَن
(3). قوله: [و الاسم العبرة] هكذا ضبط فی الأَصل و عبارة القاموس و شرحه: و الاسم العبرة، بالفتح كما هو مضبوط فی بعض النسخ و فی بعضها بالكسر
لسان العرب، ج‌4، ص: 531
المسافر یُعْوِزُه الماء، و قیل: إِلا مارّین فی المسجد غَیر مُرِیدین الصلاة. و عبر السَّفَر یعبُره عَبراً: شَقّة؛ عن اللحیانی. و الشِّعْرَی العَبور، و هما شِعْریانِ: أَحدُهما الغُمَیصاء، و هو أَحدُ كوكَبَی الذراعین، و أَما العَبور فهی مع الجوْزاء تكونُ نیِّرةً، سُمّیت عَبوراً لأَنها عَبَرت المَجَرَّةَ، و هی شامیة، و تزعم العرب أَن الأُخری بكت علی إِثْرِها حتی غَمِصَت فسُمّیت الغُمَیْصاءَ. و جمل عُبْرُ أَسفارٍ و جمال عُبْرُ أَسفارٍ، یستوی فیه الواحد و الجمع و المؤنث مثل الفُلك الذی لا یزال یُسافَر علیها، و كذلك عِبْر أَسفار، بالكسر. و ناقة عُبْر أَسْفارٍ و سفَرٍ و عَبْرٌ و عِبْرٌ: قویَّةٌ علی السفر تشُقُّ ما مرّت به و تُقْطعُ الأَسفارُ علیها، و كذلك الرجل الجری‌ء علی الأَسفَارِ الماضی فیها القوی علیها. و العِبَارُ: الإِبل القویة علی السیر. و العَبَّار: الجمل القوی علی السیر. و عَبَر الكتابَ یعبُره عَبْراً: تدبَّره فی نفسه و لم یرفع صوته بقراءته. قال الأَصمعی: یقال فی الكلام لقد أَسرعت اسْتِعبارَك للدراهم أَی استخراجك إِیاها. و عَبَرَ المتاعَ و الدراهم یعبرها: نَظر كَمْ وزْنُها و ما هی، و عبَّرها: وزنَها دیناراً دیناراً، و قیل عبّر الشی‌ءَ إِذا لم یبالغ فی وزنه أَو كیله، و تعبیر الدراهم وزنُها جملة بعد التفاریق. و العِبْرة: العجب. و اعْتَبَر منه: تعجّب. و فی التنزیل: فَاعْتَبِرُوا یٰا أُولِی الْأَبْصٰارِ؛ أَی تدبّروا و انظُروا فیما نزل بقُرَیْظةَ و النضیر، فقایِسوا فِعالَهم و اتّعِظُوا بالعذاب الذی نزل بهم. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: فما كانت صُحُفُ موسی؟ قال: كانت عِبَراً كلُّها؛ العِبَرُ: جمعُ عِبْرة، و هی كالمَوْعِظة مما یَتّعِظُ به الإِنسان و یَعمَلُ به و یَعتبِر لیستدل به علی غیره. و العِبْرة: الاعتبارُ بما مضی، و قیل: العِبْرة الاسم من الاعتبار. الفراء: العَبَرُ الاعتبار، قال: و العرب تقول اللهم اجْعَلْنا ممن یَعبَرُ الدنیا و لا یَعْبُرها أَی ممن یعتبر بها و لا یموت سریعاً حتی یُرْضیَك بالطاعة. و العَبورُ: الجذعة من الغنم أَو أَصغر؛ و عیَّنَ اللحیانی ذلك الصِّغَرَ فقال: العبور من الغنم فوق الفَطیم من إناث الغنم، و قیل: هی أَیضاً التی لم تَجُز عامَها، و الجمع عبائر. و حكی عن اللحیانی: لی نعجتان و ثلاث عبائرَ. و العَبِیر: أَخْلاطٌ من الطیب تُجْمَع بالزعفران، و قیل: هو الزعفران وحده، و قیل: هو الزعفران عند أَهل الجاهلیة؛ قال الأَعشی: و تَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَروس، فی الصَّیْفِ، رَقْرَقْت فیه العَبیرا و قال أَبو ذؤیب: و سِرْب تَطَلَّی بالعَبیر، كأَنه دِماءُ ظباء بالنحور ذبیح ابن الأَعرابی: العبیرُ الزعفرانة، و قیل: العبیرُ ضرْبٌ من الطیب. و‌فی الحدیث: أَ تَعْجَزُ إِحْداكُنّ أَن تتخذ تُومَتینِ ثم تَلْطَخَهما بِعَبِیرٍ أَو زعفران؟و فی هذا الحدیث بیان أَن العبیر غیرُ الزعفران؛ قال ابن الأَثیر: العَبیرُ نوعٌ من الطیب ذو لَوْنٍ یُجْمع من أَخْلاطٍ. و العَبْرة: الدَّمْعة، و قیل: هو أَن یَنْهَمِل الدمع و لا یسمع البكاء، و قیل: هی الدمعة قبل أَن تَفیض، و قیل: هی تردُّد البكاء فی الصدر، و قیل: هی الحزن بغیر بكاء، و الصحیح الأَول؛ و منه قوله:
لسان العرب، ج‌4، ص: 532
و إِنّ شِفائی عَبْرةٌ لو سَفَحْتُها الأَصمعی: و من أَمثالهم فی عنایة الرجل بأَخیه و إِیثارِه إِیاه علی نفسه قولهم: لك ما أَبْكِی و لا عَبْرَةَ بی؛ یُضْرَب مثلًا للرجل یشتد اهتمامه بشأْن أَخیه، و یُرْوَی: و لا عَبْرَة لی، أَی أَبكی من أَجْلِك و لا حُزْن لی فی خاصّة نفسی، و الجمع عَبَرات و عِبَر؛ الأَخیرة عن ابن جنی. و عَبْرةُ الدمعِ: جرْیُه. و عَبَرَتْ عینُه و اسْتَعْبَرت: دمَعَتْ. و عَبَر عَبْراً و اسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه و حزن. و حكی الأَزهری عن أَبی زید: عَبِر الرجلُ یعبَرُ عَبَراً إِذا حزن. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه ذكَرَ النبی، صلی الله علیه و سلم، ثم اسْتَعْبَر فبكی؛ هو استفْعل من العَبْرة، و هی تحلُّب الدمع. و من دُعاء العرب علی الإِنسان: ما له سَهِر و عَبِر. و امرأَة عابرٌ و عَبْری و عَبِرةٌ: حزینة، و الجمع عَباری؛ قال الحرث بن وعْلةَ الجَرْمی، و یقال هو لابن عابس الجرمی: یقول لِیَ النَّهْدیُّ: هل أَنتَ مُرْدِفی؟ و كیف ردافُ الفَرِّ؟ أُمُّك عابرُ أَی ثاكل‌یُذَكّرُنی بالرُّحْمِ بینی و بینه، و قد كان فی نَهْدٍ و جَرْمٍ تدارُ أَی تقاطع‌نجوْت نجاءً لم یَرَ الناسُ مثلَه، كأَنی عُقابٌ عند تَیْمَنَ كاسِرُ و النَّهْدیّ: رجل من بنی نَهْد یقال له سَلِیط، سأَل الحرث أَن یُرْدِفَه خَلْفه لینجُوَ به فأَبی أَن یُرْدِفَه، و أَدركت بنو سعد النَّهْدِیّ فقتلوه. و عینٌ عَبْری أَی باكیة. و رجل عَبرانُ و عَبِرٌ: حزِینٌ. و العُبْرُ: الثَّكْلی. و العُبْرُ: البكاء بالحُزْن؛ یقال: لأُمِّه العُبْرُ و العَبَرُ. و العَبِرُ و العَبْرانُ: الباكی. و العُبْر و العَبَر: سُخْنةُ العین من ذلك كأَنه یَبْكی لما به. و العَبَر، بالتحریك: سُخنة فی العین تُبكیها. و رأَی فلان عُبْرَ عینه فی ذلك الأَمر و أَراه عُبْرَ عینه أَی ما یبكیها أَو یُسْخِنها. و عَبَّر به: أَراه عُبْرَ عینه؛ قال ذو الرمة: و مِنْ أَزْمَة حَصَّاءَ تَطْرَحُ أَهلَها علی مَلَقِیَّات یُعَبِّرْنَ بالغُفْر و‌فی حدیث أُمْ زرع: و عُبْر جارتِها‌أَی أَن ضَرَّتَها تری من عِفَّتِها ما تَعْتَبِرُ به، و قیل: إِنها تری من جَمالِها ما یُعَبِّرُ عینها أَی یُبكیها. و امرأَة مُسْتَعْبِرة و مُسْتَعْبَرَة: غیر حظیة؛ قال القُطامی: لها روْضة فی القلب لم تَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، و لا المُسْتَعْبِرات الصَّلائف و العُبْر، بالضم: الكثیر من كل شی‌ء، و قد غلب علی الجماعة من الناس. و العُبْر: جماعة القوم؛ هذلیة عن كراع. و مجلس عِبْر و عَبْر: كثیر الأَهل. و قوم عَبِیر: كثیر. و العُبْر: السحائب التی تسیر سیراً شدیداً. یقال: عَبَّرَ بفلان هذا الأَمرُ أَی اشتد علیه؛ و منه قول الهذلی: ما أَنا و السَّیْرَ فی مَتْلَفٍ، یُعَبِّرُ بالذَّكَر الضَّابِط و یقال: عَبَرَ فلان إِذا مات، فهو عابر، كأَنه عَبَرَ سبیلَ الحیاة. و عبَرَ القومُ أَی ماتوا؛ قال الشاعر: فإِنْ نَعْبُرْ فإِنَّ لنا لُمَاتٍ، و إِنْ نَعْبُرْ فنحن علی نُذُور
لسان العرب، ج‌4، ص: 533
یقول: إِن متنا قلنا أَقرانٌ، و إِن بَقینا فنحن ننتظر ما لا بد منه كأَن لنا فی إِتیانه نذراً. و قولهم: لغة عابِرَة أَی جائزة. و جاریة مُعْبَرَة: لم تُخْفَض. و أَعبَر الشاة: وفَّر صوفها. و جمل مُعْبَر: كثیر الوبَر كأَن وبره وُفِّر علیه و إِن لم یقولوا أَعْبَرْته؛ قال: أَو مُعْبَرُ الظَّهْر یُنْبی عن وَلِیَّتِهِ، ما حَجَّ رَبُّه فی الدنیا و لا اعْتَمَرَا و قال اللحیانی: عَبَرَ الكَبشَ ترك صوفه علیه سنة. و أَكْبُشٌ عُبرٌ إِذا ترك صوفها علیها، و لا أَدری كیف هذا الجمع. الكسائی: أَعْبَرْت الغنم إِذا تركتها عاماً لا تُجزّها إِعْباراً. و قد أَعْبَرْت الشاة، فهی مُعْبَرَة. و المُعْبَر: التیس الذی ترك علیه شعره سنوات فلم یُجَزَّ؛ قال بشر بن أَبی خازم یصف كبشاً: جَزیزُ القَفا شَبْعانُ یَرْبِضُ حَجْرة، حدیثُ الخِصَاء وارمُ العَفْل مُعْبَرُ أَی غیر مجزوز. و سهم مُعْبَرٌ و عَبِرٌ: مَوْفُور الریش كالمُعْبَر من الشاء و الإِبل. ابن الأَعرابی: العُبْرُ من الناس القُلْف، واحدهم عَبُورٌ. و غلام مُعْبَرٌ: كادَ یَحْتلم و لم یُخْتَن بَعْدُ؛ قال: فَهْوَ یُلَوِّی باللِّحاءِ الأَقْشَرِ، تَلْویَةَ الخاتِن زُبَّ المُعْبَرِ و قیل: هو الذی لم یُخْتَن، قارَب الاحتلام أَو لم یُقارِب. قال الأَزهری: غلام مُعْبَرٌ إِذا كادَ یحتلم و لم یُخْتَن. و قالوا فی الشتم: یا ابن المُعْبَرَة أَی العَفْلاء، و أَصله من ذلك. و العُبْرُ: العُقاب، و قد قیل: إِنه العُثْرُ، بالثاء، و سیذكر فی موضعه. و بنات عِبْرٍ: الباطل؛ قال: إِذا ما جِئْتَ جاء بناتُ عِبْرٍ، و إِن ولَّیْتَ أَسْرَعْنَ الذَّهابا و أَبو بناتِ عِبْرٍ: الكَذَّاب. و العُبَیْراءُ، ممدود: نبت؛ عن كراع حكاه مع الغُبَیْراء. و العَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْد؛ عن كراع أَیضاً. و العَبْرُ و بنو عَبْرَة، كلاهما: قبیلتان. و العُبْرُ: قبیلة. و عابَرُ بنُ أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح، علیه السلام. و العِبْرانیة: لغة الیهود. و العِبْری، بالكسر: العِبْرانی، لغة الیهود.

عبثر؛ ج4، ص: 533

: العَبَوْثَرانُ و العَبَیْثَرانُ: نبات كالقَیْصوم فی الغُبْرة إِلا أَنه طَیِّب للأَكل، له قُضْبان دِقاق طیب الریح، و تفتح الثاء فیهما و تضم أَربع لغات. و قال الأَزهری: هو نبات ذَفِرُ الریح؛ و أَنشد: یا رِیَّها إِذا بدا صُنانی، كأَننی جَانی عَبَیْثَرَانِ قال الأَزهری: شبه ذَفَرَ صُنانه بذَفَر هذه الشجرة. و الذَّفَر: شدة ذكاء الرائحة، طیبة كانت أَو خبیثة، و أَما الدَّفَر، بالدال المهملة، فلا یكون إِلا للمنتن. و الواحدة عَبَوْثَرانة و عَبَیْثَرانة، فإِذا یبست ثمرتها عادت صفراء كَدْراء. و‌فی حدیث قُسٍّ: ذاتُ حَوْذَان وَ عَبَیْثَران، و هو نبت طیب الرائحة من نبات البادیة. و یقال: عَبَوْثَران، بالواو و تفتح العین و تضم. و عَباثِرُ: موضع، و هو فی أَنه جمع اسم للواحد كحَضَاجر؛ قال كُثَیِّر: و مَرّ فأَرْوی یَنْبُعاً فَجُنُوبَه، و قد جِیدَ منه حَیْدَةٌ فَعَباثِرُ و عَبْثَرٌ: اسم. و وقع فلان فی عَبَیْثَرانِ شَرٍّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 534
و عَبَوْثَران شَرٍّ و عُبَیْثَرة شر إِذا وقع فی أَمر شدید. قال: و العَبَیثرانُ شجرة طیبة الریح كثیرة الشوك لا یَكادُ یَتَخلص منها مَنْ شاكها، یضرب مثلًا لكل أَمر شدید.

عبجر؛ ج4، ص: 534

: العَبَنْجَر: الغلیظ.

عبسر؛ ج4، ص: 534

: العُبْسور من النُّوق: السریعة. الأَزهری: العُبْسور الصلْبة.

عبقر؛ ج4، ص: 534

: عَبْقَر: موضع بالبادیة كثیر الجن. یقال فی المثل: كأَنهم جِنُّ عَبْقَر؛ فأَما قول مَرَّار بن مُنْقِذٍ العَدَوی: هل عَرَفْتَ الدارَ أَم أَنكرتَهَا بَیْنَ تِبْراكٍ فَشَمَّیْ عَبَقُرْ؟ و فی الصحاح: … فَشَسَّیْ عَبَقُرْ، فإِن أَبا عثمان ذهب إِلی أَنه أَراد عَبْقَر فغیر الصیغة؛ و یقال: أَراد عبَیْقُر فحذف الیاء، و هو واسع جدّاً؛ قال الأَزهری: كأَنه توهم تثقیل الراء و ذلك أَنه احتاج إِلی تحریك الباء لإِقامة الوزن، فلو ترك القاف علی حالها مفتوحة لتحول البناء إِلی لفظ لم یجئ مثله، و هو عَبَقَر، لم یجئ علی بنائه ممدود و لا مُثَقَّل، فلما ضم القاف توهم به بناء قَرَبوسٍ و نحوه و الشاعر یجوز له أَن یَقْصِر [یَقْصُر قربوس فی اضطرار الشعر فیقول قَرَبُس، و أَحسن ما یكون هذا البناء إِذا ذهب حرف المدّ منه أَن یثقل آخره لأَن التثقیل كالمد؛ قال الجوهری: إِنه لما احتاج إِلی تحریك الباء لإِقامة الوزن و تَوَهَّمَ تشدید الراء ضم القاف لئلا یخرج إِلی بناء لم یجئ مثله فأَلحقه ببناءٍ جاء فی المَثَل، و هو قولهم هو أَبْردُ من عَبَقُرٍّ، و یقال: حَبَقُرٍّ كأَنهما كلمتان جُعِلَتا واحدة لأَن أَبا عمرو بن العلاء یرویه أَبرد من عَبِّ قُرٍ؛ قال: و العَبُّ اسم للبَرَد الذی ینزل من المُزْن، و هو حَبُّ الغَمام، فالعین مبدلة من الحاء. و القُرُّ: البَردُ؛ و أَنشد: كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍ باردٌ، أَو ریحُ مسك مَسَّه تَنْضاحُ رِكْ و یروی: كأَنَّ فاها عَبْقَرِیٌّ بارد و الرِّكُّ: المطر الضعیف، و تَنْضاحُهُ: ترشُّشه. الأَزهری: یقال إِنه لأَبْرَدُ من عَبَقُرٍّ و أَبرد من حَبَقُرٍّ و أَبرد من عَضْرَسٍ؛ قال: و الحَبَقُرُّ و العَبَقُرُّ و العَضْرَسُ البَرَدُ. الأَزهری: قال المبرد عَبَقُرٌّ و العَبَقُرُّ البَرَد. الجوهری: العَبْقَرُ موضع تزعم العرب أَنه من أَرض الجن؛ قال لبید: و مَنْ فادَ من إِخوانِهِم و بَنِیهِمُ، كُهُول و شُبَّان كجنَّةِ عَبْقَرِ مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبیلِ علیهمُ بَهیّاً من السُّلَّافِ، لیس بِجَیْدَر أَی قصیر؛ و منها: أَقی العِرضَ بالمال التِّلادِ، و أَشْتَری به الحمدَ، إِن الطالبَ الحمد مُشْتَری و كم مُشْتَرٍ من ماله حُسْنَ صِیته لِآبائِهِ فی كلّ مَبْدًی و مَحْضَرِ ثم نسبوا إِلیه كل شی‌ء تعجبوا من حِذْقِهِ أَو جَوْدة صنعته و قوته فقالوا: عَبْقَرِیٌّ، و هو واحد و جمع، و الأُنثی عَبْقَرِیَّةٌ؛ یقال: ثیاب عبقریة. قال ابن بری: قول الجوهری العَبْقرُ موضع صوابه أَن یقول عَبْقَرٌ بغیر أَلف و لام لأَنه اسم علم لموضع؛ كما قال إمرؤ القیس: كأَنّ صَلیلَ المَرْوِ، حین تشدُّهُ، صَلیلُ زُیُوفٍ یُنْتَقَدْنَ بعَبْقَرا
لسان العرب، ج‌4، ص: 535
و كذلك قول ذی الرمة: حتی كأَنَّ رِیاض القُفِّ أَلْبَسَها، من وشْیِ عَبْقَر، تَجْلیلٌ و تَنْجِیدُ قال ابن الأَثیر: عَبْقَر قریة تسكنها الجن فیما زعموا، فكلَّما رأَوا شَیئاً فائقاً غریباً مما یصعب عملُه و یَدِقُّ أَو شیئاً عظیماً فی نفسه نسبوه إِلیها فقالوا: عَبْقَرِیٌّ، اتُّسِعَ فیه حتی سمی به السیّد و الكبیر. و‌فی الحدیث: أَنه كان یسجد علی عَبْقَرِیٍّ؛ و هی هذه البُسُط التی فیها الأَصْباغ و النُّقوش، حتی قالوا ظُلْمٌ عبقریّ، و هذا عبقریُّ قوم للرجل القوی، ثم خاطبهم الله تعالی بما تعارَفوه: فقال عَبْقَرِیٍّ حِسٰانٍ؛ و قرأَه بعضهم: عَباقِریّ، و قال: أَراد جمع عبقریّ، و هذا خطأٌ لأَن المنسوب لا یجمع علی نسبته و لا سیما الرباعی، لا یُجْمَع الخَثْعَمِیُّ بالخَثاعِمِیّ و لا المُهَلَّبِیُّ بالمَهالِبِیّ، و لا یجوز ذلك إِلَّا أَن یكون نُسِب إِلی اسم علی بناء الجماعة بعد تمام الاسم نحو شی‌ء تنسبه إِلی حَضاجِر فتقول حضاجِرِیّ، فینسب كذلك إِلی عباقِر فیقال عباقِرِیّ، و السراویلُ و نحو ذلك كذلك؛ قال الأَزهری: و هذا قول حُذَّاق النحویین الخلیل و سیبویه و الكسائی؛ قال الأَزهری: و قال شمر قرئ عباقَریّ، بنصب القاف، و كأَنه منسوب إِلی عباقِر. قال الفراء: العَبْقَرِیّ الطنافِس الثخانُ، واحدتها عَبقریّة، و العَبْقَرِیّ الدیباج؛ و منه‌حدیث عمر: أَنه كان یسجد علی عَبْقَرِیّ. قیل: هو الدیباج، و قیل: البسُط المَوْشِیّة، و قیل: الطنافس الثخان، و قال قتادة: هی الزَّرابیّ، و قال سعید بن جبیر: هی عِتاقُ الزرابی، و قد قالوا عَباقِر ماء لبنی فزارة؛ و أَنشد لابن عَنمة: أَهْلی بِنَجْدٍ و رحْلی فی بیوتكمُ، علی عباقِرَ من غَوْریّة العلَم قال ابن سیدة: و العَبْقَرِیّ و العَباقری ضرب من البسط، الواحدة عَبْقَرِیّة. قال: و عَبْقَر قریة بالیمن تُوَشَّی فیها الثیاب و البسط، فثیابها أَجود الثیاب فصارت مثلًا لكل منسوب إِلی شی‌ء رفیع، فكلما بالغوا فی نعت شی‌ء مُتَناهٍ نسبوه إِلیه، و قیل: إِنما یُنْسَب إِلی عَبْقَر الذی هو موضع الجن، و قال أَبو عبید: ما وجدنا أَحداً یدری أَین هذه البلاد و لا متی كانت. و یقال: ظُلْمٌ عَبْقَرِیّ و مالٌ عَبْقَرِیّ و رجل عَبْقَرِیّ كامل. و‌فی الحدیث: أَنه قصَّ رُؤیا رآها و ذكر عمرَ فیها فقال: فلم أَرَ عَبْقَرِیّاً یَفْرِی فَرِیَّه؛ قال الأَصمعی: سأَلت أَبا عمرو بن العلاء عن العَبْقَرِیّ، فقال: یقال هذا عَبْقَرِیُّ قومٍ، كقولك هذا سیدُ قوم و كبیرهم و شدیدهم و قویُّهم و نحو ذلك. قال أَبو عبید: و إِنما أَصل هذا فیما یقال أَنه نسب إِلی عَبْقَر، و هی أَرض یسكنها الجنُّ، فصارت مثلًا لكل منسوب إِلی شی‌ء رفیع؛ و قال زهیر: بِخَیْلٍ علیها جِنَّةٌ عَبْقَریةٌ، جَدیرون یوماً أَن یَنالوا فیَسْتَعْلُوا و قال: أَصل العَبْقَرِیّ صفةٌ لكل ما بولغ فی وصفه، و أَصله أَن عَبْقَرَ بلد یُوشَّی فیه البسُط و غیرُها، فنُسب كل شی‌ء جیّد إِلی عَبْقَر. و عَبْقَریُّ القومِ: سیدُهم، و قیل: العَبْقَریّ الذی لیس فوقه شی‌ء، و العَبْقَریّ: الشدید، و العَبْقَرِیُّ: السید من الرجال، و هو الفاخر من الحیوان و الجوهر. قال ابن سیدة: و أَما عَبَقُرٌ فقیل أَصله عَبَیْقُرٌ، و قیل: عَبَقُور فحذفت الواو، و قال: و هو ذلك الموضع نفسه.
لسان العرب، ج‌4، ص: 536
و العَبْقَرُ و العَبْقَرةُ من النساء: المرأَة التارّة الجمیلة؛ قال: تَبَدَّلَ حِصْنٌ بأَزواجه عِشاراً، و عَبقرةً عَبْقَرا أَراد عَبْقَرَةً عَبْقَرَةً فأَبدل من الهاء أَلفاً للوصل، و عَبْقَر: من أَسماء النساء. و‌فی حدیث عصام: عینُ الظَّبْیة العَبْقَرةِ؛ یقال: جاریة عَبْقَرةٌ أَی ناصِعَةُ اللون، و یجوز أَن تكون واحدةَ العَبْقَرِ، و هو النرْجِسُ تشبّه به العین. و العَبْقَرِیّ: البساطُ المُنَقّش. و العَبْقَرةُ: تَلأْلُؤُ السراب. و عَبْقَرَ السرابُ: تَلأْلأَ. و العَبَوْقَرة: اسم موضع؛ قال الهجری: هو جبل فی طریق المدینة من السَّیالة قبل مَللٍ بمیلین؛ قال كثیر عزة: أَ هاجَك بالعَبَوْقَرةِ الدِّیارُ؟ نَعَمْ منّا مَنازِلُها قِفارُ و العَبْقَرِیّ: الكذب البحت. كَذِبٌ عَبْقَرِیٌّ و سُمَاقٌ أَی خالص لا یَشوبُه صِدْق. قال اللیث: و العَبْقَرُ أَول ما ینبت من أُصول القصب و نحوه، و هو غضٌّ رَخْصٌ قبل أَن یظهر من الأَرض، الواحدة عَبْقَرة؛ قال العجاج: كَعَبْقَراتِ الحائرِ المَسْحور قال: و أَولادُ الدهاقِین یقال لهم عَبْقر، شبَّههمِ لتَرارتِهم و نَعْمتِهم بالعَبْقَر؛ هكذا رأَیت فی نسخ التهذیب، و فی الصحاح: عُنْقُرُ القَصَب أَصْلُه، بزیادة النون، و هذا یحتاج إِلی نظر، و الله أَعلم بالصواب.

عبهر؛ ج4، ص: 536

: العَبْهَرُ: الممتلئ شدّةً و غِلَظاً. و رجل عَبْهَرٌ: ممتلئ الجسم. و امرأَة عَبْهَرٌ و عَبْهَرة. و قَوْس عَبْهَر: ممتلئة العَجْس؛ قال أَبو كبیر یصف قوساً: و عُراضةُ السِّیَتَیْنِ تُوبِعَ بَرْیُها، تأْوِی طوائفُها بعَجْسٍ عَبْهَر و العَبْهَرَةُ: الرقیقةُ البشرة الناصعةُ البیاض، و قیل: هی التی جمعت الحُسْنَ و الجسم و الخُلُق، و قیل: هی الممتلئة، جاریة عَبْهَرة؛ و أَنشد الأَزهری: قامت تُرائِیكَ قَواماً عَبْهَرَا منها، و وَجْهاً واضحاً و بَشَرَا، لو یَدْرُج الذَّرُّ علیه أَثّرا و العَبْهرة: الحسنة الخَلْق؛ قال الشاعر: عَبْهَرَةُ الخَلْقِ لُبَاخِیَّةٌ، تَزِینُهُ بالخُلُقِ الظَّاهِرِ و قال: من نِسْوةٍ بِیضِ الوُجوهِ، نَواعِمٍ غِیدٍ عَباهِرْ و العَبْهر و العُباهِر: العظیم، و قیلَ: هما الناعم الطویل من كل شی‌ء، و قال الأَزهری: من الرجال. و العَبْهر: الیاسمینُ، سمی به لنَعْمتِه. و العَبْهَر: النَّرْجِسُ، و قیل: هو نبت، و لم یُحَلِّ. الجوهری: العَبْهَر بالفارسیة بُسْتان أَفْرُوز.

عتر؛ ج4، ص: 536

: عتَرَ الرُّمْحُ و غیره یَعْتِر عَتْراً و عتَراناً: اشتدّ و اضطرب و اهتز؛ قال: و كلّ خَطِّیٍّ إِذا هُزَّ عَتَرْ و الرُّمْحُ العاترُ: المضطرب مثل العاسِل، و قد عَتَرَ و عَسَلَ و عَرَتَ و عَرَصَ. قال الأَزهری: قد صح عَتَر و عرتَ و دلَّ اختلافُ بنائها علی أَن كل واحد منها غیر الآخر. و عَتَر الذكَرُ یَعْتِر عَتْراً و عُتُوراً: اشتدّ إِنعاظُه و اهتز؛ قال: تقول إِذْ أَعْجَبَها عُتُورُه،
لسان العرب، ج‌4، ص: 537
و غابَ فی فقْرتِها جُذْمورُه: أَسْتَقْدِرُ اللهَ و أَسْتَخِیرُه و العُتُر: الفروجُ المُنْعِظة، واحدها عاتِرٌ و عَتُور. و العَتْر و العِتْر: الذَّكَر. و رجل مُعَتَّر: غلیظٌ كثیر اللحم. و العَتَّار: الرجل الشجاع، و الفرس القوی علی السیر، و من المواضع الوَحْش الخشن؛ قال المبرد: جاء فِعْوَل من الأَسماء خِرْوَع و عِتْوَر، و هو الوادی الخشن التربة. و العِتْر: العَتِیرة، و هی شاة كانوا یذبحونها فی رجب لآلهتهم مثل ذِبح و ذَبِیحة. و عَتَرَ الشاةَ و الظبیة و نحوهما یَعْتِرُها عَتْراً، و هی عَتِیرة: ذَبَحها. و العَتِیرةُ: أَول ما یُنْتَج كانوا یذبحونها لآلهتهم؛ فأَما قَوله: فخرّ صَرِیعاً مثلَ عاتِرَة النُّسُكْ فإِنه وضع فاعلًا موضع مفعول، و له نظائر، و قد یكون علی النسب؛ قال اللیث: و إنما هی مَعْتُورةٌ، و هی مثل عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* و إِنما هی مَرْضِیّة. و العِتْر: المذبوح. و العِتْر: ما عُتِرَ كالذِّبْح. و العِتْرُ: الصَنم یُعْتَرُ له؛ قال زهیر: فَزَلّ عنها و أَوْفی رأْس مَرْقَبَةٍ، كناصِبِ العِتْر دَمَّی رأْسَه النُّسُكُ و یروی: كمَنْصِب العِتْر؛ یرید كمنصب ذلك الصنم أَو الحجر الذی یُدَمَّی رأْسُه بدم العَتِیرة، و هذا الصنم كان یُقَرَّب له عِتْرٌ أَی ذِبْح فیذبح له و یُصیب رأْسه من دم العِتْر؛ و قول الحرث بن حِلِّزة یذكر قوماً أَخذوهم بذنب غیرهم: عَنَناً باطلًا و ظُلْماً، كما تُعْتَرُ عن حَجْرة الرَّبِیضِ الظِّبَاءُ معناه أَن الرجل كان یقول فی الجاهلیة: إِن بَلَغَتْ إِبلی مائة عَتَرْت عنها عَتِیرةً، فإِذا بلغت مائةً ضَنَّ بالغنم فصاد ظبیاً فذبحه؛ یقول فهذا الذی تَسَلُوننا اعتراضٌ و باطل و ظلم كما یُعْتَر الظبیُ عن رَبِیض الغنم. و قال الأَزهری فی تفسیر اللیث: قوله كما تُعْتَر یعنی العَتِیرة فی رجب، و ذلك أَن العرب فی الجاهلیة كانت إِذا طلب أَحدُهم أَمراً نَذَرَ لئن ظَفِرَ به لیذبَحَنَّ من غنمه فی رجب كذا و كذا، و هی العَتائر أَیضاً فإذا ظَفر به فربما ضاقت نفسُه عن ذلك و ضَنّ بغنمه، و هی الرَّبِیض، فیأْخذ عددَها ظباءً، فیذبحها فی رجب مكان تلك الغنم، فكأَن تلك عتائرُه، فضرب هذا مثلًا، یقول: أَخَذْتمونا بذنبِ غیرِنا كما أُخِذَت الظباءُ مكانَ الغنم. و‌فی الحدیث أَنه قال: لا فَرَعةَ و لا عَتِیرَة؛ قال أَبو عبید: العَتِیرة هی الرَّجَبِیَّة، و هی ذبیحة كانت تُذْبَح فی رجب یتَقَرَّب بها أَهلُ الجاهلیة ثم جاء الإِسلام فكان علی ذلك حتی نُسخَ بعد؛ قال: و الدلیل علی ذلك‌حدیث مخنف بن سُلَیم قال: سمعت رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یقول إِنّ علی كل مسلم فی كل عام أَضْحاةً و عَتِیرَةً؛ قال أَبو عبید: الحدیث الأَول أَصح، یقال منه: عَتَرْت أَعْتِرُ عَتْراً، بالفتح، إِذا ذَبح العَتِیرة؛ یقال: هذه أَیام تَرْجِیبٍ و تَعْتارٍ. قال الخطابی: العَتیرةُ فی الحدیث شاة تُذْبَح فی رجب، و هذا هو الذی یُشْبِه معنی الحدیث و یَلِیق بحكم الدِّین، و أَما العَتِیرة التی كانت تَعْتِرُها الجاهلیة فهی الذبیحة التی كانت تُذْبَح للأَصنام و یُصَبُّ دَمُها علی رأْسها. و عِتْرُ الشی‌ء: نصابُه، و عِتْرةُ المِسْحاة: نِصابُها، و قیل: هی الخشبة المعترضة فیه یعتمد علیها الحافِرُ برجله، و قیل: عِتْرتُها خشبتُها التی تسمی یَدَ المِسْحاة.
لسان العرب، ج‌4، ص: 538
و عِتْرةُ الرجل: أَقْرِباؤه من ولدٍ و غیرهِ، و قیل: هم قومُهُ دِنْیاً، و قیل: هم رهطه و عشیرته الأَدْنَون مَنْ مَضی منهم و مَن غَبَر؛ و منه‌قول أَبی بكر، رضی الله عنه: نحن عِتْرةُ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، التی خرج منها و بَیْضَتُه التی تَفَقَّأَتْ عنه، و إِنما جِیبَت العرَبُ عنّا كما جِیَبت الرحی عن قُطْبها؛ قال ابن الأَثیر: لأَنهم من قریش؛ و العامة تَظُنُّ أَنها ولدُ الرجل خاصة و أَن عترة رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، ولدُ فاطمة، رضی الله عنها؛ هذا قول ابن سیدة، و قال الأَزهری، رحمه الله، و‌فی حدیث زید بن ثابت قال: قال رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، إِنی تارك فیكم الثَّقَلَینِ خَلْفی: كتابَ الله و عتْرتی فإِنهما لن یتفرّقا حتی یَرِدا علیّ الحوض؛ و قال: قال محمد بن إِسحق و هذا حدیث صحیح و رفعَه نحوَه زیدُ بن أَرقم و أَبو سعید الخدری، و‌فی بعضها: إِنِّی تاركٌ فیكم الثَّقَلیْن: كتابَ الله و عِتْرَتی أَهلَ بیتی، فجعل العترة أَهلَ البیت. و قال أَبو عبید و غیره: عِتْرةُ الرجل و أُسْرَتُه و فَصِیلتُه رهطه الأَدْنَون. ابن الأَثیر: عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه. و قال ابن الأَعرابی: العِتْرة ولدُ الرجل و ذریته و عَقِبُه من صُلْبه، قال: فعِتْرةُ النبی، صلی الله علیه و سلم، ولدُ فاطمة البَتُول، علیها السلام. و روی عن أَبی سعید قال: العِتْرةُ ساقُ الشجرة، قال: و عِتْرةُ النبی، صلی الله علیه و سلم، عبدُ المطلب و ولده، و قیل: عِتْرتُه أَهل بیته الأَقربون و هم أَولاده و علیٌّ و أَولاده، و قیل: عِتْرتُه الأَقربون و الأَبعدون منهم، و قیل: عِتْرةُ الرجل أَقرباؤُه من ولد عمه دِنْیاً؛ و منه‌حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، قال للنبی، صلی الله علیه و سلم، حین شاوَرَ أَصحابَه فی أَسَارَی بدر: عتْرتُك و قَوْمُك؛ أَراد بِعِتْرتِه العباسَ و من كان فیهم من بنی هاشم، و بقومه قُرَیشاً. و المشهور المعروف أَن عتْرتَه أَهلُ بیته، و هم الذین حُرّمَت علیهم الزكاة و الصدقة المفروضة، و هم ذوو القربی الذین لهم خُمُسُ الخُمُسِ المذكور فی سورة الأَنفال. و العِتْرُ، بالكسر: الأَصل، و فی المثل: عادَتْ إِلی عِتْرِها لَمِیس أَی رجعت إِلی أَصلها؛ یُضْرَب لمن رجع إِلی خُلُق كان قد تركه. و عِتْرة الثغر: دِقَّةٌ فی غُروبِه و نقاءٌ و ماءٌ یجری علیه. یقال: إِن ثغرها لذو أُشْرة و عِتْرةٍ. و العِتْرةُ: الرِّیقةُ العذبة. و عِتْرةُ الأَسنان: أُشَرُها. و العِتْرُ: بَقْلَةٌ إِذا طالت قطع أَصلها فخرج منه اللَّبن؛ قال البُرَیْق الهذلی: فما كنتُ أَخْشَی أَن أُقِیمَ خِلافَهم، لِستّة أَبیاتٍ، كما نَبَتَ العِتْرُ یقول: هذه الأَبیات متفرقة مع قلتها كتفرق العِتْر فی مَنْبِته، و قال: لستة أَبیات كما نبت، لأَنه إِذا قُطع نبتَ من حوالیه شُعَبٌ ست أَو ثلاث؛ و قال ابن الأَعرابی: هو نبات متفرق، قال: و إِنما بَكَی قومَه فقال: ما كنت أَخشی أَن یموتوا و أَبقی بین ستة أَبیات مثل نبت العِتْر؛ قال غیره: هذا الشاعرُ لم یَبْكِ قوماً ماتُوا كما قال ابن الأَعرابی، و إِنما هاجروا إِلی الشام فی أَیام معاویة فاستأْجرهم لقتال الروم، فإِنما بَكَی قوماً غُیَّباً متباعدین؛ أَ لا تری أَن قبل هذا: فإِن أَكُ شیخاً بالرَّجِیع و صِبْیة، و یُصْبِحُ قومِی دُونَ دارِهمُ مِصْر فما كنت أَخشی … و العِتْر إِنما ینبت منه ست من هنا و ست من هنالك لا
لسان العرب، ج‌4، ص: 539
یجتمع منه أَكثر من ست فشبّه نفسَه فی بقائه مع ستة أَبیات مع أَهله بنبات العِتْر و قیل: العِتْر الغَضّ، واحدته عِتْرة، و قیل: العِتْرُ بقلةٌ، و هی شجرة صغیرة فی جِرْم العرفج شاكةٌ كثیرة اللبَن، و منَبْتُها نجدٌ و تهامة، و هی غُبَیراء فَطحاء الورق كأَن ورقها الدراهمُ، تنبت فیها جِراءٌ صغارٌ أَصغر من جِراء القطن، تؤكل جراؤها ما دامت غَضَّةً؛ و قیل: العِتْر ضرب من النبت، و قیل: العِتْر شجر صِغَار، واحدتها عِتْرةٌ، و قیل: العِتْر نبت ینبت مثل المَرْزَنْجوش متفرقاً، فإِذا طال و قُطِعَ أَصله خرج منه شَبِیهُ اللبن، و قیل: هو المَرْزَنْجوش، قیل: إِنه یُتَداوَی به؛ و‌فی حدیث عطاء: لا بأْس للمُحْرِم أَن یَتَداوی بالسَّنا و العِتْر؛ و‌فی الحدیث: أَنه أُهْدِی إِلیه عتْرٌ فَسُرَّ بهذا النبت؛ و‌فی الحدیث: یُفْلغُ رأْسی كما تُفْلغُ العِتْرةُ؛ هی واحدة العِتْرُ؛ و قیل: هو شجرة العرفج؛ قال أَبو حنیفة: العِتْرُ شجر صغار له جِرَاء نحو جِراء الخَشْخَاش، و هو المَرزَنجوش. قال: و قال أَعرابی من ربیعة: العِتْرةُ شُجَیرة تَرْتفعُ ذراعاً ذات أَغصان كثیرة و ورق أَخضر مُدَوّر كورق التَّنُّوم، و العِتْرة: قثَّاء اللَّصَف، و هو الكَبَر، و العِتْرة: شجرة تنبت عند وِجَارِ الضّب فهو یُمَرّسُها فلا تَنْمِی، و یقال: هو أَذلُّ من عِتْرة الضّب. و العِتْر المُمَسَّكُ: قلائدُ یُعْجَنَّ بالمسك و الأَفاویهِ، علی التشبیه بذلك. و العِتْرةُ و العِتْوارةُ: القطعة من المسك. و عِتْوَارة و عُتْوارة؛ الضمُّ عن سیبویه: حَیٌّ من كنانة؛ و أَنشد: مِن حَیّ عِتْوارٍ و مَنْ تَعَتْوَرا قال المبرد: العَتْوَرةُ الشدة فی الحرب، و بنو عِتْوارة سمیت بهذا لقوتها فی جمیع الحیوان، و كانوا أُولِی صبر و خُشونةٍ فی الحرب. و عِتْر: قبیلة. و عاتِرُ: اسم امرأَة. و مِعْتَر و عُتَیر: اسمان. و فی الحدیث ذكرُ العِتْر، و هو جبل بالمدینة من جهة القِبْلة.

عثر؛ ج4، ص: 539

: عَثَر یعثِرُ و یَعْثُرُ عَثْراً و عِثَاراً و تَعَثَّرَ: كَبا؛ و أَری اللحیانی حكی عَثِرَ فی ثوبه یعْثَرُ عِثَاراً و عَثُر و أَعْثَره و عَثَّره؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فخرجْتُ أُعْثَرُ فی مَقادِم جَبَّتِی، لو لا الحَیاءُ أَطَرْتُها إِحْضارا هكذا أَنشده أُعْثَر علی صیغة ما لم یسم فاعله. قال: و یروی أَعْثُر، و العَثْرةُ: الزلَّةُ، و یقال: عَثَرَ به فرسُهُ فسقط، و تَعَثّر لِسانُه: تَلَعْثَم. و‌فی الحدیث: لا حَلِیم إِلَّا ذُو عَثْرةٍ؛ أَی لا یحصل له الحِلم و یوصف به حتی یركب الأُمور و تَنْخَرِقَ علیه و یَعْثُر فیها فیعتبر بها و یَسْتَبین مواضع الخطإِ فیجتنبها، و یدل علیه‌قوله بعده: و لا حلیمَ إِلَّا ذو تَجْرِبة.و العَثْرة: المرة من العِثار فی المشی. و‌فی الحدیث: لا تَبْدَأْهم بالعَثْرة؛ أَی بالجهاد و الحرب لأَن الحرب كثیرةُ العِثَار، فسماها بالعَثْرة نفسِها أَو علی حذف المضاف، أَی بذی العَثْرة، یعنی: ادْعُهم إِلی الإِسلام أَوّلًا أَو الجزْیةِ، فإِن لم یُجیبُوا فبالجهاد. و عَثَرَ جَدُّه یَعْثُر و یَعْثِر: تَعِسَ، علی المثل. و أَعْثَره الله: أَتْعَسَه، قال الأَزهری: عَثرَ الرجل یَعْثُرُ عَثْرَةً و عَثَر الفرس عِثَاراً، قال: و عُیوب الدواب تجی‌ء علی فِعَال مثل العِضَاضِ و العِثَار و الخِرَاط و الضِّرَاح و الرِّمَاح و ما شاكلها. و یقال: لقیت منه عاثوراً أَی شدة. و العِثَارُ و العاثورُ: ما عُثِر به. و وقعوا فی عاثورِ شرٍّ أَی فی اختلاط من شرٍّ و شدة، علی المثل أَیضاً. و العاثورُ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 540
ما أَعدّه لیُوقع فیه آخرَ. و العاثُور من الأَرضین: المَهْلَكة؛ قال ذو الرمة: و مَرْهوبةِ العاثورِ تَرْمی بِرَكْبِها إِلی مِثْله، حَرْف بَعِید مَناهِلُه و قال العجاج: و بَلْدَةَ كَثیرَة العَاثُورِ یعنی المَتَالفَ، و یروی: … مَرْهُوبة العاثُور، و هذا البیت نسبه الجوهری لرؤبة؛ قال ابن بری: هو للعجاج، و أَول القصیدة: جَاریَ لا تَسْتَنكِرِی عَذِیرِی و بعده: زَوْرَاء تَمْطُو فی بلادٍ زُورِ و الزَّوْرَاءُ: الطریق المُعْوَجّة، و ذهب یعقوب إِلی أَن الفاء فی عَافُور بدل من الثاء فی عَاثُور، و للذی ذهب إِلیه وجه، قال: إِلَّا أَنَّا إِذا وجدنا للفاء وجهاً نحملها فیه علی أَنه أَصل لم یجز الحكم بكونها بدلًا فیه إِلَّا علی قُبْحٍ و ضَعْفِ تجویزٍ و ذلك أَنه یجوز أَن یكون قولهم وقعوا فی عَافُور. فَاعُولًا من العَفْر، لأَن العفر من الشدة أَیضاً، و لذلك قالوا عِفْرِیتٌ لشدته. و العَاثُورُ: حفرة تحفر للأَسد لیقع فیها للصید أَو غیره. و العَاثُورُ: البئر، و ربما وصف به؛ قال بعض الحجازیین: أَلَا لَیْتَ شِعْرِی، هل أَبِیتَنَّ لیلةً، و ذكْرُكِ لا یَسْرِی إِلیَّ كَما یَسْرِی؟ و هل یَدَعُ الوَاشونَ إِفْسَادَ بَیْنِنَا، و حَفْرَ الثَّأَی العَاثُورِ من حَیْثُ لا نَدْرِی؟ و فی الصحاح: و حَفْراً لَنَا العَاثُورَ؛ قال ابن سیدة: یكون صفة و یكون بدلًا. الأَزهری: یقول هل أَسْلُو عنك حتی لا أَذكرك لَیْلًا إِذا خَلَوْتُ و أَسْلَمْتُ لما بی؟ و العَاثُورُ ضربه مَثَلًا لما یوقعه فیه الواشِی من الشر؛ و أَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فَهَلْ تَفْعَلُ الأَعداءُ إِلَّا كَفِعْلِهِمْ، هَوَان السَّرَاة و ابتغَاء العَواثِرِ؟ فقد یكون جمع عَاثُورٍ و حذف الیاء للضرورة، و یكون جمع خَدٍّ عَاثر. و العَثْرُ: الإِطلاع علی سِرّ الرجل. و عَثَر علی الأَمر یَعْثُرُ عَثْراً و عُثُوراً: اطّلع. و أَعْثَرْتُه علیه: أَطلعته. و فی التنزیل العزیز: وَ كَذٰلِكَ أَعْثَرْنٰا عَلَیْهِمْ؛ أَی أَعْثَرْنَا علیهم غیرَهم، فحذف المفعول؛ و قال تعالی: فَإِنْ عُثِرَ عَلیٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقّٰا إِثْماً؛ معناه فإِن اطّلعَ علی أَنهما قد خانا. و قال اللیث: عَثَرَ الرجلُ یَعْثُرُ عُثُوراً إِذا هجم علی أَمر لم یَهْجِمْ علیه غیره. و عَثَرَ العِرْقُ، بتخفیف الثاء: ضَرَب؛ عن اللحیانی. و العِثْیَرُ، بتسكین الثاء، و العِثْیَرَةُ: العَجَاجُ الساطع؛ قال: تَرَی لهم حَوْلَ الصِّقَعْلِ عِثْیرَه یعنی الغبار، و العِثْیَرَاتُ: التراب؛ حكاه سیبویه. و لا تقل فی العِثْیَر التراب عَثْیَراً لأَنه لیس فی الكلام فَعْیَل، بفتح الفاء، إِلَّا ضَهْیَد، و هو مصنوع، معناه الصُّلْب الشدید. و العَیْثَر: كالعِثْیَر، و قیل: هو كلُّ ما قَلَبْتَ من تراب أَو مَدَرٍ أَو طین بأَطراف أَصابع رجلیك، إِذا مشیت لا یُرَی من القدم أَثر غیره، فیقال: ما رأَیت له أَثَراً و لا عَیْثَراً. و العَیْثَرُ و العَثْیَرُ: الأَثر الخفی، مثال الغَیْهَب. و فی المثل: ما له أَثَرٌ و لا عَثْیَرٌ، و یقال: … و لا عَیْثَرٌ، مثال فَیْعَلٍ، أَی لا یعرف رَاجِلًا فیتبین أَثره و لا فارساً فیُثِیرُ الغبارَ فَرَسُهُ، و قیل: العَیْثَر أَخفی
لسان العرب، ج‌4، ص: 541
من الأَثر. و عَیْثَرَ الطیرَ: رآها جاریة فزجرها؛ قال المغیرة بن حَبْنَاء التمیمی: لَعَمْرُ أَبیك یا صَخْرُ بنَ لَیْلی، لقد عَیْثَرْتَ طَیركَ لو تَعِیفُ یرید: لقد أَبصرتَ و عاینتَ. و روی الأَصمعی عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه قال: بُنِیَتْ سَلْحُون مدینة بالیمن فی ثمانین أَو سبعین سنة، و بُنِیَتْ بَرَاقش و مَعِین بغسالة أَیدیهم، فلا یری لسَلْحِین أَثر و لا عَیْثَرٌ، و هاتان قائمتان؛ و أَنشد قول عمرو بن معدیكرب: دَعانا مِنْ بَراقِشَ أَو مَعینٍ، فَأَسْمَعَ و اتْلأَبَّ بِنَا مَلِیعُ و مَلیعٌ: اسم طریق. و قال الأَصمعی: العَیْثَرُ تبع لأَثَرٍ. و یقال: العَیْثَرُ عین الشی‌ء و شخصه فی قوله: ما له أَثَرٌ و لا عَیْثر. و یقال: كانت بین القوم عَیْثَرَةٌ و غَیْثَرَةٌ و كأَن العَیْثَرة دون الغَیْثرةِ. و تركت القوم فی عَیْثرَةٍ و غَیْثرةٍ أَی فی قتال دون قتال. و العُثْر: العُقَاب؛ و قد ورد‌فی حدیث الزكاة: ما كان بَعْلًا أَو عَثَریّاً ففیه العُشْر؛ قال ابن الأَثیر: هو من النخل الذی یشرب بعروقه من ماء المطر یجتمع فی حفیرة، و قیل: هو العِذْی [العَذْی، و قیل: ما یُسْقَی سَیْحاً، و الأَول أَشهر، قال الأَزهری: و العَثْرُ و العَثَرِیّ العِذْیُ، و هو ما سقته السماء من النخل، و قیل: هو من الزرع ما سقی بماء السیل و المطر و أُجری إِلیه الماء من المَسَایل و حُفر له عاثور أی أَتِیٌّ یجری فیه الماء إِلیه، و جمع العاثور عَواثیر؛ و قال ابن الأَعرابی: هو العَثَّرِی، بتشدید الثاء، و ردَّ ذلك ثعلب فقال: إِنما هو بتخفیفها، و هو الصواب؛ قال الأَزهری: و من هذا یقال فلان وقع فی عَاثورِ شرٍّ و عَافور شر إِذا وقع فی وَرْطة لم یحتسبها و لا شعرَ بها، و أَصله الرجل یمشی فی ظلمة اللیل فیَتَعَثَّر بِعاثور المَسِیل أَو فی خَدٍّ خَدَّه سیلُ المطر فربما أَصابه منه وَث‌ءٌ أَو عَنَتٌ أَو كَسْر. و‌فی الحدیث: إِن قریشاً أَهل أَمانة مَنْ بَغاها العَوَاثیرَ كبَّه الله لمُنْخُرَیْه، و یروی: العَواثر، أَی بغی لها المكاید التی یُعْثَر بها كالعاثور الذی یَخُدُّ فی الأَرض فَیَتَعَثَّر به الإِنسان إِذا مَرَّ لیلًا و هو لا یشعر به فربما أَعْنَتَهُ. و العَواثِر: جمع عاثور، و هو المكان الوعْث الخَشِن لأَنه یُعْثَر فیه، و قیل: هو الحفرة التی تُحْفَر للأَسد، و استعیر هنا للوَرْطة و الخُطَّة المُهْلِكة. قال ابن الأَثیر: و أَما عَواثِر فهی جمع عاثِرٍ، و هی حِبالَة الصائد، أَو جمع عاثرة، و هی الحادثة التی تَعْثُر بصاحبها، من قولهم: عَثَر بهم الزمانُ إِذا أَخْنَی علیهم. و العُثْر و العَثَر: الكذب؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: وَ عثَرَ عَثْراً: كَذَب؛ عن كراع. یقال: فلان فی العَثْر و البائن؛ یرید فی الحق و الباطل. و العَاثِر: الكَذّاب. و العَثَرِیّ: الذی لا یَجِدّ فی طلب دنیا و لا آخرة، و قال ابن الأَعرابی: هو العَثَّرِیُّ علی لفظ ما تقدم عنه. و‌فی الحدیث: أَبغض الناس إِلی الله تعالی العَثَرِیّ؛ قیل: هو الذی لیس فی أَمر الدنیا و لا فی أَمر الآخرة. یقال: جاء فلان عَثَرِیًّا إِذا جاء فارغاً، و جاء عَثَّریًّا أَیضاً، بشد الثاء، و قیل: هو من عَثَرِیّ النخل، سمی به لأَنه لا یحتاج فی سقیه إِلی تعب بدالِیَة و غیرها، كأَنه عَثَر علی الماء عَثْراً بلا عمل من صاحبه، فكأَنه نسب إِلی العَثْر، و حركةُ الثاء من تغییرات النسب. و قال مرة: جاء رائِقاً عَثَّرِیًّا أَی فارغاً دون شی‌ء. قال أَبو العباس:
لسان العرب، ج‌4، ص: 542
و هو غیر العَثَرِی الذی جاء فی الحدیث مخففَ الثاء، و هذا مشدد الثاء. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بأَرض تسمی عَثِرةً فسماها خَضِرةً؛ العَثِرةُ من العِثْیَرِ، و هو الغُبار، و الیاء زائدة، و المراد بها الصعید الذی لا نبات فیه. و ورد‌فی الحدیث: هی أَرض عِثْیَرةٌ.و عَثَّر: موضع بالیمن، و قیل: هی أَرض مَأْسَدَةٌ بناحیة تَبَالَةَ علی فَعَّل، و لا نظیر لها إِلَّا خَضَّمٌ و بَقَّمٌ و بَذَّرٌ؛ و فی قصید كعب بن زهیر: من خادِرٍ من لُیُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِیلٌ دونَه غِیلُ و قال زهیر بن أَبی سُلْمی: لَیْثٌ بِعَثَّرَ یَصطادُ الرجالَ، إِذا ما اللیثُ كَذّبَ عن أَقرانه صَدَقا و عَثْر، مخففة: بلد بالیمن؛ و أَنشد الأَزهری فی آخر هذه الترجمة للأَعشی: فبَاتَتْ، و قد أَوْرَثَتْ فی الفُؤاد صَدْعاً یُخَالِط عَثَّارَها «4».

عجر؛ ج4، ص: 542

: العَجَر، بالتحریك: الحَجْم و النُّتُوُّ. یقال: رجل أَعْجَرُ بَیِّن العَجَر أَی عظیم البطن. و عَجِر الرجلُ، بالكسر، یعْجَر عَجَراً أَی غلُظ و سَمِن. و تَعَجَّر بطنُه: تَعَكَّنَ. و عَجِر عَجَراً: ضَخُم بطنُه. و العُجْرةُ: موضع العَجَر.و روی عن علیّ، كرَّم الله وجهه، أَنه طاف لیلةَ وقعةِ الجمل علی القَتْلی مع مَوْلاه قَنْبَرٍ فوقف علی طلحةَ بن عبید الله، و هو صَریع، فبكی ثم قال: عز علیّ أَبا محمد أَن أَراك مُعَفَّراً تحت نجوم السماء؛ إِلی الله أَشكو عُجَرِی و بُجَرِی‌قال محمد بن یزید: معناه همومی و أَحزانی، و قیل: ما أُبْدِی و أُخْفِی، و كله علی المَثَل. قال أَبو عبید: و یقال أَفضیت إِلیه بعُجَرِی و بُجَرِی أَی أَطلعتُه من ثِقتی به علی مَعَایِبی. و العرب تقول: إِن من الناس من أُحَدِّثه بعُجَرِی و بُجَری أَی أُحدثه بمَساوِیَّ، یقال هذا فی إِفشاء السر. قال: و أَصل العُجَر العُرُوق المتعقدة فی الجسد، و البُجَر العروق المتعقدة فی البطن خاصة. و قال الأَصمعی: العُجْرَة الشی‌ء یجتمع فی الجسد كالسِّلعة، و البُجْرة نحوها، فیراد: أَخْبرته بكل شی‌ء عندی لم أَستر عنه شیئاً من أَمری. و‌فی حدیث أُم زرع: إِن أَذكُرْه أَذكُرْ عُجَرَهُ و بُجَرَه؛ المعنی إِنْ أَذكُرْه أَذكر مَعایِبَه التی لا یعرفها إِلَّا مَن خَبَرَه؛ قال ابن الأَثیر: العُجَر جمع عُجْرة، هو الشی‌ء یجتمع فی الجسد كالسِّلعة و العُقْدة، و قیل: هو خَرَز الظهر، قال: أَرادت ظاهرَ أَمره و باطنَه و ما یُظْهِرُه و یُخفیه. و العُجْرَة: نَفْخَة فی الظهر، فإِذا كانت فی السرة فهی بُجْرة، ثم یُنْقَلانِ إِلی الهموم و الأَحزان. قال أَبو العباس: العُجَر فی الظهر و البُجر فی البطن. و عَجَرَ الفرسُ یَعْجِرُ إِذا مدَّ ذنبه نحو عَجُزِه فی العَدْو؛ و قال أَبو زید: و هَبَّتْ مَطایاهُمْ، فَمِنْ بَیْنِ عاتبٍ، و مِنْ بَیْنِ مُودٍ بالبَسِیطَةِ یَعْجِرُ أَی هالك قد مَدَّ ذنبه. و عَجَر الفرسُ یَعْجِرُ عَجْراً و عَجَرَاناً و عاجَرَ إِذا مَرَّ مَرّاً سریعاً من خوف و نحوه. و یقال: فرس عاجِر، و هو الذی یَعْجِر برجلیه كقِماص الحِمار، و المصدر العَجَران؛ و عَجَرَ الحمارُ یَعْجِر عَجْراً: قَمصَ؛ و أَما قول
(4). قوله: [یخالط عثارها] العثار ككتان: قرحة لا تجف، و قیل: عثارها هو الأَعشی عثر بها فابتلی و تزود منها صدعاً فی الفؤاد، أَفاده شارح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 543
تمیم بن مقبل: أَما الأَداةُ ففِینا ضُمَّرٌ صُنُعٌ، جُرْدٌ عَواجِرُ بالأَلْبادِ و اللُّجُمِ فإِنها رویت بالحاء و الجیم فی اللجم، و معناه علیها أَلبادها و لحمُها، یصفها بالسِّمَن و هی رافعةٌ أَذنابها من نشاطها. و یقال: عَجَرَ الرِّیقُ علی أَنیابه إِذا عَصَبَ به و لزِقَ كما یَعْجِرُ الرجل بثوبه علی رأْسه؛ قال مُزَرِّد بن ضرار أَخو الشماخ: إِذ لا یزال یابِساً لُعابُه بالطَّلَوَان، عاجراً أَنْیابُه و العَجَرُ: القوة مع عِظَم الجسد. و الفحل الأَعْجَرُ: الضَّخْم. و عَجِرَ الفرسُ: صلُب لحمُه. و وظیف عَجِرٌ و عَجُرٌ، بكسر الجیم و ضمها: صلب شدید، و كذلك الحافر؛ قال المرار: سَلِط السُّنْبُكِ ذی رُسْغٍ عَجِرْ و الأَعْجَر: كل شی‌ء تری فیه عُقَداً. و كِیسٌ أَعْجَر و هِمْیان أَعْجَر: و هو الممتلئ. و بَطْنٌ أَعْجرُ: مَلآن، و جمعه عُجْر؛ قال عنترة: أَ بَنِی زَبِیبةَ، ما لِمُهْرِكُمُ مُتَخَدِّداً، و بُطونكُمْ عُجْر؟ و العُجْرة، بالضم: كل عقدة فی الخشبة، و قیل: العُجْرة العقدة فی الخشبة و نحوها أَو فی عروق الجسد. و الخَلَنْج فی وشْبِه عُجَر، و السیف فی فِرِنْدِه عُجَر؛ و قال أَبو زبید: فأَوَّلُ مَنْ لاقَی یجُول بسَیْفهِ عَظِیم الحواشی قد شَتا، و هو أَعْجَرُ الأَعْجَر: الكثیر العُجَر. و سیف ذو مَعْجَرٍ: فی مَتْنِه كالتعقید. و العَجِیر: الذی لا یأْتی النساء، یقال له عَجِیر و عِجِّیر، و قد رویت بالزای أَیضاً. ابن الأَعرابی: العَجِیر، بالراء غیر معجمة، و القَحُول و الحَرِیك و الضعیف و الحَصُور العِنِّین، و العَجِیر العِنِّین من الرجال و الخیل. الفراء: الأَعْجَر الأَحْدَب، و هو الأَفْزَرُ و الأَفْرَصُ و الأَفْرَسُ و الأَدَنّ و الأَثْبَج. و العَجّارُ: الذی یأْكل العَجاجِیر، و هی كُتَلُ العجین تُلقی علی النار ثم تؤكل. ابن الأَعرابی: إِذا قُطِّع العَجین كُتَلًا علی الخِوَان قبل أَن یبسط فهو المُشَنَّق. و العَجاجِیرُ و العَجّارُ: الصِّرِّیعُ الذی لا یُطاق جنبُه فی الصِّراع المُشَغْزب لِصَریعه. و العَجْرُ: لَیُّك عنق الرجل. و فی نوادر الأَعراب: عَجَر عنقه إِلی كذا و كذا یَعْجِره إِذا كان علی وجه فأَراد أَن یرجع عنه إِلی شی‌ء خلفه، و هو منهیّ عنه، أَو أَمَرْته بالشی‌ء فَعَجَر عنقه و لم یرد أَن یذهب إِلیه لأَمرك. و عَجَر عنقَه یَعْجِرها عَجْراً: ثناها. وَ عَجَر به بَعِیرُه عَجَراناً: كأَنه أَراد أَن یركب به وجهاً فرجع به قِبَل أُلَّافِه و أَهِله مثل عكَر به؛ و قال أَبو سعید فی قول الشاعر: فلو كُنتَ سیفاً كان أَثْرُكَ عُجْرَةً، و كنت دَداناً لا یُؤَیِّسُه الصَّقْل یقول: لو كنتَ سیفاً كنت كَهاماً بمنزلة عُجْرَةِ التِّكَّة. كَهاماً: لا یقطع شیئاً. قال شمر: یقال عَجَرْت علیه و حَظَرْت علیه و حَجَرْت علیه بمعنی واحد. و عَجَر علیه بالسیف أَی شدّ علیه. و عُجِرَ علی الرجل: أُلِحَّ علیه فی أَخذ ماله. و رجل مَعْجورٌ علیه: كَثُر سؤاله حتی قلَّ، كمَثْمودٍ. الفراء: جاء فلان بالعُجرِ و البُجَرِ أَی جاء بالكذب، و قیل: هو الأَمر العظیم. و جاء بالعَجارِیّ و البَجاریّ، و هی
لسان العرب، ج‌4، ص: 544
الدواهی. و عَجَرَه بالعصا و بَجَرَه إِذا ضَرَبه بها فانتفخ موضع الضرب منه. و العَجارِیُّ: رؤوس العظام؛ و قال رؤبة: و مِنْ عَجارِیهنَّ كلَّ جِنْجِن فخفف یاءَ العَجارِی، و هی مشددة. و المِعْجَر و العِجارُ: ثوب تَلُفُّه المرأَة علی استدارة رأْسها ثم تَجَلْبَبُ فوقه بجلِبابِها، و الجمع المَعاجرُ؛ و منه أُخذ الاعْتِجارُ، و هو لَیُّ الثوب علی الرأْس من غیر إِدارة تحت الحنَك. و فی بعض العبارات: الاعْتِجارُ لَفُّ العمامة دون التَّلَحِّی. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه دخل مكة یوم الفتح مُعْتَجِراً بعمامةٍ سَوْداءَ؛ المعنی أَنه لَفَّها علی رأْسه و لم یَتَلَحَّ بها؛ و قال دكین یمدح عمرو بن هبیرة الفزاری أمیر العراق و كان راكباً علی بغلة حسناء فقال یمدحه بدیهاً: جاءت به، مُعْتَجِراً بِبُرْدِه، سَفْواءُ تَرْدِی بنَسِیج وَحْدِه مُسْتَقْبِلًا خَدَّ الصَّبَّا بخدِّه، كالسَّیفِ سُلَّ نَصْلُه من غِمْدِه خَیرُ أَمیرٍ جاء من مَعَدِّه، من قبله، أَو رَافِداً مِن بَعْدِه فكل قلس قادِحٌ بِزَنْدِه، یَرْجُون رَفْعَ جَدِّهم بِجَدِّه «5». فإن ثَوَی ثَوی الندی فی لَحْدِه، و اخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدِه فدفع إِلیه البغلةَ و ثیابَه و البُرْدة التی علیه. و السَّفْواء: الخَفِیفةُ الناصِیةِ، و هو یستحب فی البِغال و یكره فی الخیل. و السَّفْواء أَیضاً: السریعة. و الرافد: هو الذی یَلی المَلِك و یقوم مقامه إِذا غاب. و العِجْرة، بالكسر: نوع من العِمَّة. یقال: فلان حسَنُ العِجْرة. و‌فی حدیث عبید الله بن عدیّ بن الخیار: و جاء و هو مُعْتَجِرٌ بعمامته ما یری وَحْشِیٌّ منه إِلَّا عَیْنَیْهِ و رِجْلَیْه؛ الاعْتِجارُ بالعمامة: هو أَن یَلُفَّها علی رأْسِه و یردَّ طرفها علی وجهه و لا یعمل منها شیئاً تحت ذَفَنِه. و الاعْتِجارُ: لِبسة كالالْتِحافِ؛ قال الشاعر: فما لَیْلی بِتَاشِزَة القُصَیْرَی، و لا وَقْصاءَ لِبْستُها اعْتجِارُ و المِعْجَر: ثوبٌ تَعْتَجِر به المرأَة أَصغَر من الرداء و أَكبر من المِقْنَعة. و المِعْجر و المَعاجِرُ: ضرب من ثیاب الیمن. و المِعْجَر: ما ینْسَج من اللِّیف كالجُوالقِ. و العَجْراء: العصا التی فیها أُبَنٌ؛ یقال: ضربه بعَجْراءَ من سَلَمٍ. و‌فی حدیث عیاش بن أَبی ربیعة لما بَعَثَه إِلی الیمن: و قَضیب ذو عُجَرٍ كأَنه من خَیزُرانٍ‌أَی ذو عُقَدٍ. و كعب بن عُجْرة: من الصحابة رضی الله عنهم. و عاجِرٌ و عُجَیرٌ و العُجَیر و عُجْرة، كلها: أَسماء. و بنو عُجْرة: بطن منهم. و العُجَیر: موضع؛ قال أَوس بن حجر: تَلَقَّیْنَنی یوم العُجَیرِ بمنْطِقٍ، ترَوَّحَ أَرْطَی سُعْدَ منه و ضالُها

عجهر؛ ج4، ص: 544

: عَنْجَهورُ: اسم امرأَة، و اشتقاقه من العَجْهرةِ، و هی الجفاء.

عدر؛ ج4، ص: 544

العَدْرُ و العُدْرُ: المطر الكثیر. و أَرض مَعْدُورةٌ: ممطورة و نحو ذلك. قال شمر: و اعْتَدَرَ المطرُ، فهو مُعْتَدِرٌ؛ و أَنشد: مُهْدَوْدِراً مُعْتَدِراً جُفالا
(5). قوله [قلس] هكذا هو فی الأَصل و لعله ناس أو نحوه
لسان العرب، ج‌4، ص: 545
و العادِرُ: الكذابُ، قال: و هو العاثِرُ أَیضاً. و عَدِرَ المكان عَدَراً و اعْتَدَرَ: كثر ماؤه. و العُدْرةُ: الجُرْأَة و الإِقدام. و عُدّار: اسم. و العَدَّار: الملَّاح. و العَدَرُ: القَیْلَةُ الكَبِیرةُ؛ قال الأَزهری: أَراد بالقیلة الأَدَرَ، و كأَن الهمزة قلبت عیناً فقیل: عَدِرَ عَدَراً: و الأَصل أَدِرَ أَدَراً.

عذر؛ ج4، ص: 545

: العُذْر: الحجة التی یُعْتَذر بها؛ و الجمع أَعذارٌ. یقال: اعْتَذَر فلان اعْتِذاراً و عِذْرةً و مَعْذُرة [مَعْذِرة من دَیْنهِ فعَذَرْته، و عذَرَه یَعْذُرُهُ [یَعْذِرُهُ فیما صنع عُذْراً و عِذْرةً و عُذْرَی و مَعْذُرة [مَعْذِرة، و الاسم المعذَرة [المعذِرة «1». و لی فی هذا الأَمر عُذْرٌ و عُذْرَی و مَعْذرةٌ أَی خروجٌ من الذنب؛ قال الجَمُوح الظفری: قالت أُمامةُ لما جِئْتُ زائَرها: هلَّا رَمَیْتَ بَبَعْض الأَسْهُم السُّودِ؟ لله دَرُّكِ إِنی قد رَمَیْتُهُمُ، لو لا حُدِدْتُ، و لا عُذْرَی لِمَحْدودِ قال ابن بری: أَورد الجوهری نصف هذا البیت: إِنی حُدِدْتُ، قال و صواب إِنشاده: لو لا؛ قال: و الأَسْهُم السُّود قیل كنایة عن الأَسْطر المكتوبة، أَی هلَّا كتبْتَ لی كتاباً، و قیل: أَرادت بالأَسْهُم السودِ نَظَرَ مُقْلَتیه، فقال: قد رَمَیتُهم لو لا حُدِدْتُ أَی مُنِعت. و یقال: هذا الشعر لراشد بن عبد ربه‌و كان اسمه غاوِیاً، فسماه النبی، صلی الله علیه و سلم، راشداً؛ و قوله: لو لا حددت … هو علی إِرادة أَن تقدیره لو لا أَن حُدِدْتُ لأَنَّ لو لا التی معناها امتناعُ الشی‌ء لوجود غیره هی مخصوصة بالأَسماء، و قد تقع بعدها الأَفعال علی تقدیر أَن، كقول الآخر: أَلا زَعَمَتْ أَسْماءُ أَن لا أُحِبّها، فقلتُ: بَلی، لو لا یُنازِعُنی شَغْلی و مثله كثیر؛ و شاهدُ العِذْرةِ مثل الرِّكبةِ و الجِلْسةِ قولُ النابغة:ها إِنّ تا عِذْرة إِلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ، فإِن صاحِبَها قد تاهَ فی البَلَدِ «2». و أَعْذَرَه كعذَرَه؛ قال الأَخطل: فإن تكُ حَرْبُ ابْنَیْ نِزارٍ تَوَاضَعَتْ، فقد أَعْذَرَتْنا فی طِلابكمُ العُذْر و أَعْذَرَ إِعْذاراً و عُذْراً: أَبْدَی عُذْراً؛ عن اللحیانی. و العرب تقول: أَعْذَرَ فلانٌ أَی كان منه ما یُعْذَرُ به، و الصحیح أَن العُذْرَ الاسم، و الإِعْذار المصدر، و فی المثل: أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ؛ و یكون أَعْذَرَ بمعنی اعْتَذَر اعتذاراً یُعْذَرُ به و صار ذا عُذْرٍ منه؛ و منه قول لبید یخاطب بنتیه و یقول: إِذا متُّ فنُوحا و ابْكِیا علیّ حَوْلًا: فقُوما فقُولا بالذی قد عَلِمْتُما، و لا تَخْمِشَا وَجْهاً و لا تَحْلِقا الشَّعَرْ و قولا: هو المَرْءُ الذی لا خَلِیلَه أَضاعَ، و لا خان الصدیقَ، و لا غَدَرْ إِلی الحولِ، ثم اسمُ السلامِ علیكما، و مَنْ یَبْكِ حَوْلًا كامِلًا فقد اعْتَذَرْ أَی أَتی بعُذْر، فجعل الاعْتِذارَ بمعنی الإِعْذارِ، و المُعْتَذِرُ یكون مُحِقّاً و یكون غیر مُحِقٍّ؛ قال الفراء: اعْتَذَرَ الرجل إِذا أَتی بعُذْرٍ، و اعْتَذَرَ إِذا لم یأْت بعُذْرٍ؛ و أَنشد: و من یبك حولًا كاملًا فقد اعتذر
(1). قوله: [و الاسم المعذرة] مثلث الذال كما فی القاموس (2). فی دیوان النابغة:ها إِنّ ذی عِذْرةٌ إِلَّا تكن تفعت فإِنّ صاحبها مشاركُ النَّكَد
لسان العرب، ج‌4، ص: 546
أَی أَتی بعُذْرٍ. و قال الله تعالی: یَعْتَذِرُونَ إِلَیْكُمْ إِذٰا رَجَعْتُمْ إِلَیْهِمْ، قُلْ لٰا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّٰهُ مِنْ أَخْبٰارِكُمْ؛ قُلْ لٰا تَعْتَذِرُوا یعنی أَنه لا عُذْرَ لهم، و المعَاذِیرُ یَشُوبُها الكذبُ.و اعتذرَ رجلٌ إِلی عمر بن عبد العزیز فقال له: عَذَرْتُكَ غیرَ مُعْتَذِرٍ؛ یقول: عَذَرْتُك دون أَن تَعْتَذِرَ لأَنّ المُعْتَذِرَ یكون مُحِقّاً و غیر محق؛ و المُعَذِّر أَیضاً: كذلك. و اعْتَذَرَ منْ ذنبه و تَعَذّر: تَنَصَّلَ؛ قال أَبو ذؤیب: فإِنك منها و التعَذّر بعد ما لَجَجتَ، و شطَّتْ مِن فُطَیمةَ دارُها و تعذّر: اعْتَذَرَ و احتجَّ لنفسه؛ قال الشاعر: كأَنّ یَدَیْها، حین یُفْلَقُ ضَفْرُها، یدا نَصَفٍ غَیْرَی تَعَذّرُ مِنْ جُرْمِ و عَذَّرَ فی الأَمر: قَصَّر بعد جُهْد. و التَّعْذِیرُ فی الأَمر: التقصیرُ فیه. و أَعْذَرَ: قَصَّر و لم یُبالِغ و هو یُرِی أَنه مُبالِغٌ. و أَعْذَرَ فیه: بالَغَ. و‌فی الحدیث: لقد أَعْذَرَ اللهُ إِلی مَنْ بَلَغ مِنَ العُمْرِ ستّین سنة؛ أَی لم یُبْقِ فیه موضعاً للاعْتِذارِ، حیث أَمْهَلَه طُولَ هذه المدة و لم یَعْتَذِر. یقال: أَعْذَرَ الرجل إِذا بَلَغ أَقْصی الغایةِ فی العُذْر. و‌فی حدیث المِقْداد: لقد أَعْذَرَ اللهُ إِلیك‌أَی عَذَرَكَ و جَعَلَك موضعَ العُذْر، فأَسْقَط عنك الجهاد و رَخّصَ لك فی تركه لأَنه كان قد تَناهَی فی السِّمَنِ و عَجَزَ عن القتال. و‌فی حدیث ابن عمر: إِذا وُضِعَت المائدةُ فلْیأْكلِ الرجلُ مما عنده و لا یَرْفَعْ یده و إِن شَبِعَ و لْیُعذِرْ فإِن ذلك یُخَجِّلُ جَلِیسَه؛ الإِعْذارُ: المبالغة فی الأَمر، أَی لیُبالِغْ فی الأَكل؛ مثل‌الحدیث الآخر: إِنه كان إِذا أَكَلَ مع قوم كانَ آخرَهم أَكْلًا؛ و قیل: إِنما هو و لیُعَذِّرْ من التعذیر التَّقْصِیر أَی لیُقَصِّرْ فی الأَكل لِیَتَوفَّرَ علی الباقین و لْیُرِ أَنه بالغَ. و‌فی الحدیث: جاءَنا بطعامٍ جَشْبٍ فكنا نُعَذِّرُ؛ أَی نُقَصِّر و نُرِی أَننا مجتهدون. و عَذّرَ الرجل، فهو مُعَذّرُ إِذا اعْتَذَرَ و لم یأْت بِعُذرٍ. و عَذَّرَ: لم یثبت له عُذْرٌ. و أَعْذَرَ: ثبت له عُذْرٌ. و قوله عز و جل: وَ جٰاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرٰابِ لِیُؤْذَنَ لَهُمْ، بالتثقیل؛ هم الذین لا عُذْرَ لهم و لكن یتكلَّفُون عُذْراً. و قرئ: المُعْذِرون بالتخفیف، و هم الذین لهم عُذْرٌ،قرأَها ابن عباس ساكنةَ العین و كان یقول: و الله لكذا أُنْزِلَت. و قال: لَعَنَ الله المُعَذِّرِینَ.قال الأَزهری: ذهب ابن عباس إِلی أَن المُعْذِرینَ الذین لهم العُذْر؛ و المُعَذِّرِینَ، بالتشدید: الذین یَعْتذِرون بلا عُذْرٍ كأَنهم المُقَصِّرون الذین لا عذر لهم، فكأَنَّ الأَمرَ عنده أَن المُعَذِّرَ، بالتشدید، هو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتلالًا من غیر حقیقة له فی العُذْر و هو لا عُذْرَ له، و المُعْذِر الذی له عُذْرٌ، و المُعَذِّرُ الذی لیس بمُحقٍّ علی جهة المُفَعِّل لأَنه المُمَرِّض و المُقَصِّر یَعْتَذِرُ بغیر عُذْرٍ. قال الأَزهری: و قرأَ یعقوب الحضرمی وحده: و جاء المُعْذِرُون، ساكنة العین، و قرأَ سائرُ قُرّاء الأَمْصارِ: الْمُعَذِّرُونَ، بفتح العین و تشدید الذال، قال: فمن قرأَ الْمُعَذِّرُونَ فهو فی الأَصل المُعْتَذِرُون فأُدْغِمَت التاء فی الذال لِقُرْب المَخْرَجین، و معنی المُعْتَذِرُون الذین یَعْتَذِرُون، كان لهم عُذْرٌ أَو لم یكن، و هو هاهنا شبیه بأَنْ یكون لَهم عُذْرٌ، و یجوز فی كلام العرب المُعِذِّرُون، بكسر العین، لأَن الأَصل المُعْتَذِرُون فأُسكنت التاء و أُبدل منها ذال و أُدغمت فی الذال و نُقِلَت حركتها إِلی العین فصار الفتح فی العین أَوْلی الأَشیاء، و مَنْ كَسَرَ العین
لسان العرب، ج‌4، ص: 547
جَرّه لِالتقاء الساكنین، قال: و لم یُقْرَأْ بهذا، قال و یجوز أَن یكون الْمُعَذِّرُونَ الذین یُعَذِّرُون یُوهِمُون أَنَّ لهم عُذْراً و لا عُذْرَ لهم. قال أَبو بكر: ففی المُعَذِّرِینَ وجْهان: إِذا كان الْمُعَذِّرُونَ مِنْ عَذّرَ الرجل، فهو مُعَذِّر، فهم لا عذر لهم، و إِذا كان الْمُعَذِّرُونَ أَصلهم المُعْتَذِرُون فأُلْقِیَت فتحةُ التاء علی العین و أُبْدِلَ منها دالٌ و أُدغمت فی الذال التی بعدها فلهم عذر؛ قال محمد بن سلام الجُمَحِی: سأَلت یونس عن قوله: وَ جٰاءَ الْمُعَذِّرُونَ، فقلت له: المُعْذِرُون، مخففة، كأَنها أَقْیَسُ لأَن المُعْذِرَ الذی له عُذْرٌ، و المُعَذِّر الذی یَعْتَذِر و لا عُذْر له، فقال یونس: قال أَبو عمرو بن العلاء كلا الفریقین كان مُسیِئاً جاء قوم فَعذَّرُوا و جَلَّحَ آخرون فقعدوا. و قال أَبو الهیثم فی قوله: وَ جٰاءَ الْمُعَذِّرُونَ، قال: معناه المُعْتَذِرُون. یقال: عَذَّر یَعَذِّر عِذّاراً فی معنی اعتذر، و یجوز عِذَّرَ الرجل یَعِذِّر، فهو مُعِذِّر، و اللغة الأُولی أَجودهما. قال: و مثله هَدّی یَهَدِّی هِدّاءً إِذا اهْتَدَی و هِدَّی یَهِدِّی؛ قال الله عز و جل: أَمَّنْ لٰا یَهِدِّی إِلّٰا أَنْ یُهْدیٰ؛ و مثله قراءة من قرأَ یَخَصِّمُون، بفتح الخاء، قال الأَزهری: و یكون الْمُعَذِّرُونَ بمعنی المُقَصِّرِینَ علی مُفَعِّلیِن من التَّعْذیر و هو التقصیر. یقال: قام فلان قیام تَعْذِیرٍ فیما اسْتَكْفَیْتُه إِذا لم یُبالغْ و قَصَّرَ فیما اعْتُمِدَ علیه. و‌فی الحدیث: أَن بنی إِسرائیل كانوا إِذا عُمِلَ فیهم بالمعاصی نَهاهُم أَحْبارُهم تَعْذِیراً فعمَّهم الله بالعِقاب، و ذلك إِذا لم یُبالِغُوا فی نَهْیِهم عن المعاصی، و داهَنُوهم و لم یُنْكِرُوا أَعْمالَهم بالمعاصی حَقَّ الإِنْكارِ، أَی نَهَوْهم نَهْیاً قَصَّروا فیه و لم یُبالغُوا؛ وضَعَ المصدرَ موضع اسم الفاعل حالًا، كقولهم: جاء مَشْیاً. و منه‌حدیث الدعاء: و تَعاطی ما نَهَیْتُ عنه تَعْذِیراً.و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لن یَهْلِكَ الناسُ حتی یُعذِرُوا من أَنفسهم؛ یقال: أَعْذَرَ من نفسه إِذا أَمْكَن منها، یعنی أَنهم لا یَهْلِكون حتی تكثر ذنوبهم و عیوبهم، فیُعْذِرُوا من أَنْفُسِهم و یستوجبوا العقوبة و یكون لمن یُعَذِّبُهم عُذْرٌ، كأَنهم قاموا بعُذْرِه فی ذلك، و یروی بفتح الیاء، من عَذَرْته، و هو بمعناه، و حقیقة عَذَرْت مَحَوْتُ الإِساءَةَ و طَمَسْتها، و فیه لغتان؛ یقال أَعْذَرَ إِعذَاراً إِذا كثرت عیوبُه و ذنوبه و صار ذا عیب و فساد. قال الأَزهری: و كان بعضهم یقول: عَذَر یَعْذِرُ بمعناه، و لم یَعْرفه الأَصمعی؛ و منه قول الأَخطل: فإِن تَكُ حَرْبُ ابنَیْ نِزارٍ تواضَعَتْ، فقد عَذَرَتْنا فی كِلاب و فی كَعَبِ «1». و یروی: … أَعْذَرَتْنا … أَی جعلت لنا عُذْراً فیما صنعناه؛ و هذا‌كالحدیث الآخر: لن یَهْلِك علی الله إِلا هَالِكٌ؛ و منه قول الناس: مَن یَعْذِرُنی من فلان؛ قال ذو الإِصْبَع العَدْوانیّ: عَذِیرَ الحَیِّ مِن عَدْوَانَ، كانُوا حَیَّةَ الأَرضِ بَغَی بَعْضٌ علی بَعْضِ، فلم یَرْعَوْا علی بَعْضِ فقد أَضْحَوْا أَحادِیثَ، بِرَفْعِ القَولِ و الخَفْضِ یقول: هاتِ عُذْراً فیما فَعَل بعضُهم ببعض من التباعُد و التباغُض و القتل و لم یَرْعَ بعضُهم علی بعض، بعد ما كانوا حیَّةَ الأَرض التی یَحْذَرُها كلُّ أَحد، فقد صاروا أَحادیثَ للناس یرفعونها و یخفضونها، و معنی
(1). هذا البیت فی صفحة 545 مرویّ فی صورة تختلف عما هو علیه فی هذه الصفحة، و ما فی هذه الصفحة یتفق و ما فی دیوان الأَخطل
لسان العرب، ج‌4، ص: 548
یخفضونها یُسِرّونها، و قیل: معناه هاتِ مَن یَعْذِرُنی؛ و منه‌قول علی بن أَبی طالب، رضی الله عنه، و هو ینظر إِلی ابن مُلْجَم: عَذِیرَك مِن خَلِیلك مِن مُرادِ یقال: عَذِیرَك مِن فلان، بالنصب، أَی هاتِ مَن یَعْذِرُك، فَعِیل بمعنی فاعل، یقال: عَذِیری مِن فُلان أَی مَن یَعْذِرنی، و نصبُه علی إِضمار هَلُمَّ مَعْذِرَتَك إِیَّای؛ و یقال: ما عندهم عَذِیرةٌ أَی لا یَعْذِرون، و ما عندهم غفیرةٌ أَی لا یَغْفِرُون. و العَذِیرُ: النَّصِیرُ؛ یقال: مَن عَذِیرِی مِن فلان أَی مَن نَصِیرِی. و عَذِیرُ الرجل: ما یَرُومُ و ما یُحاوِلُ مما یُعْذَرُ علیه إِذا فَعَلَه؛ قال العجاج یخاطب امرأَته: جارِیَ لا تَسْتَنْكِری عَذِیرِی، سَیْرِی، و إِشْفاقی علی بَعِیرِی یرید یا جاریة فرخم، و یروی: سَعْیِی …، و ذلك أَنه عزم علی السفر فكانَ یرُمُّ رَحْل ناقته لسفره فقالت له امرأَته: ما هذا الذی ترُمُّ؟ فخاطبها بهذا الشعر، أَی لا تُنْكِری ما أُحاوِلُ. و العَذِیرُ: الحال؛ و أَنشد: لا تستنكری عذیری و جمعه عُذُرٌ مثل سَرِیرٍ و سُرُرٍ، و إِنما خفف فقیل عُذْر؛ و قال حاتم: أَماوِیَّ قد طال التجنُّبُ و الهجْرُ، و قد عَذَرَتْنِی فی طِلابِكُمُ العُذْرُ أَماوِیَّ إِن المال غادٍ و رائحٌ، و یَبْقَی من المال الأَحادیثُ و الذِّكْرُ و قد عَلِمَ الأَقوامُ لو أَن حاتماً أَرادَ ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ و فی الصحاح: و قد عذرتنی فی طلابكم عذر قال أَبو زید: سمعت أَعرابیین تمیمیّاً و قیسیّاً یقولان: تَعَذَّرْت إِلی الرجل تَعَذُّراً، فی معنی اعْتَذَرْت اعْتِذاراً؛ قال الأَحْوَص بن محمد الأَنصاری: طَرِید تَلافاهُ یَزِیدُ برَحْمَةٍ، فلم یُلْفَ مِنْ نَعْمائهِ یَتَعَذَّرُ أَی یَعْتَذر؛ یقول: أَنعم علیه نعمة لم یحتج إِلی أَن یَعْتذر منها، و یجوز أَن یكون معنی قوله یَتَعَذَّر أَی یذهب عنها. و تَعَذَّر: تأَخَّر؛ قال إمرؤ القیس: بِسَیْر یَضِجُّ العَوْدُ منه، یَمُنّه أَخُو الجَهْدِ، لا یَلْوِی علی مَنْ تَعَذَّرا و العَذِیرُ: العاذرُ. و عَذَرْته من فلان أَی لُمْت فلاناً و لم أَلُمْه؛ و عَذِیرَك إِیَّایَ منه أَی هَلُمَّ مَعْذِرَتك إِیَّایَّ، و قال خالد بن جَنْبة: یقال أَ ما تُعذرنی من هذا؟ بمعنی أَ ما تُنْصِفُنی منه. یقال: أَعْذِرْنی من هذا أَی أَنْصِفْنی منه. و یقال: لا یُعْذِرُك من هذا الرجل أَحدٌ؛ معناه لا یُلْزِمُه الذنب فیما تضیف إِلیه و تشكوه منه؛ و منه قول الناس: مَنْ یَعْذِرُنی من فلان أَی من یقوم بعُذْرِی إِن أَنا جازیته بسُوءِ صنیعه، و لا یُلْزِمُنی لوْماً علی ما یكون منی إِلیه؛ و منه‌حدیث الإِفك: فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، من عبد الله بن أُبَیّ و قال و هو علی المنبر: من یَعْذِرُنی من رجل قد بلغنی عنه كذا و كذا؟ فقال سعد: أَنا أَعْذِرُك منه، أَی من یقوم بعُذری إِن كافأْته علی سوء صنیعه فلا یلومُنی؟ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، استعذرَ أَبا بكر من عائشة، كان
لسان العرب، ج‌4، ص: 549
عَتَبَ علیها فی شی‌ء فقال لأَبی بكر: أَعْذِرْنی منها إِن أَدَّبْتُها؛ أَی قُمْ بعُذْری فی ذلك. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: مَنْ یَعْذِرُنی من معاویة؟ أَنا أُخْبِرُه عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و هو یخبرنی عن نفسه.و منه‌حدیث علی: مَنْ یَعْذرنی من هؤلاء الضَّیاطِرة؟و أَعْذر فلان من نفسه أَی أَتی من قبَل نفسه. قال: و عَذّر یُعذّر نفسه أَی أَتی من قبل نفسه؛ قال یونس: هی لغة العرب. و تَعَذَّر علیه الأَمر: لم یستقم. و تَعَذَّر علیه الأَمر إِذا صعب و تعسر. و‌فی الحدیث: أَنه كان یتعَذَّر فی مرضه؛ أَی یتمنّع و یتعسر. و أَعْذَرَ و عَذَرَ: كَثُرت ذنوبه و عیوبه. و فی التنزیل: قالوا مَعْذِرةٌ إِلی ربكم؛ نزلت فی قوم من بنی إِسرائیلَ وعَظُوا الذین اعتدَوْا فی السبت من الیهود، فقالت طائفة منهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ؟ ف قٰالُوا، یعنی الواعظین: مَعْذِرةٌ إِلی ربكم، فالمعنی أَنهم قالوا: الأَمرُ بالمعروف واجبٌ علینا فعلینا موعظةُ هؤلاء وَ لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ، و یجوز النصب فی مَعْذِرَةً فیكون المعنی نَعْتَذِرُ مَعْذِرَةً بوَعْظِنا إِیَّاهم إِلی ربنا؛ و المَعْذِرةُ: اسمٌ علی مَفْعِلة من عَذَرَ یَعْذِر أُقِیم مُقام الاعتذار؛ و قول زهیر بن أَبی سلمی: علی رِسْلِكمْ إِنا سَنُعْدِی ورَاءكم، فتمنعُكم أَرْماحُنا أَو سَنُعْذَر قال ابن بری: هذا البیت أَورد الجوهری عجزه و أَنشد: ستمنعكم …، و صوابه: فتمنعكم …، بالفاء، و هذا الشعر یخاطب به آلَ عكرمة، و هم سُلَیم و غَطفان «2» و سلیم هو سلیم بن منصور بن عكرمة، و هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قَیْس عَیْلان، و غطفان هو غطفان بن سعد بن قیس عیلان، و كان بلغ زهیراً أَن هوازن و بنی سلیم یریدون غَزْوَ غطفان، فذكَّرهم ما بین غطفان و بینهم من الرَّحِم، و أَنهم یجتمعون فی النسب إِلی قیس؛ و قبل البیت: خُذُوا حظَّكم یا آلَ عِكْرِمَ، و اذْكُروا أَواصِرَنا، و الرِّحْمُ بالغیب یُذْكَرُ فإِنَّا و إِیَّاكم إِلی ما نَسُومُكم لَمِثْلانِ، بل أَنتم إِلی الصُّلْح أَفْقَرُ معنی قوله علی رِسْلِكم أَی علی مَهْلِكم أَی أَمْهِلوا قلیلًا. و قوله: سَنُعْدِی وراءكم أَی سنعدی الخیل وراءكم. و قوله: أَو سنعذر أَی نأْتی بالعُذْر فی الذبِّ عنكم و نصنع ما نُعْذَر فیه. و الأَوَاصِرُ: القرابات. و العِذَارُ من اللجام: ما سال علی خد الفرس، و فی التهذیب: و عِذَارُ اللجام ما وقع منه علی خَدی الدابة، و قیل: عذَارُ اللجام السَّیْرانِ اللذان یجتمعان عند القَفا، و الجمع عُذُرٌ. و عَذَرَه یَعْذِرُهُ عَذْراً و أَعْذَرَه و عَذَّرَه: أَلْجَمه، و قیل: عَذَّره جعل له عِذَاراً لا غیر؛ و قول أَبی ذؤیب: فإِنی إِذا ما خُلّةٌ رَثَّ وصلُها، و جَدَّتْ لصَرْمٍ و استمرّ عِذارُها لم یفسره الأَصمعی، و یجوز أَن یكون من عِذَار اللجام، و أَن یكون من التَعَذُّر الذی هو الامتناع؛ و فرس قصیرُ العِذَار و قصیرُ العِنان. و‌فی الحدیث: الفَقْرُ أَزْیَنُ للمؤمن من عِذَارٍ حسَنٍ علی خَدِّ فرس؛ العِذَارانِ من الفرس: كالعارِضَین من وجه الإِنسان، ثم سمی السیر الذی یكون علیه من اللجام عِذاراً باسم موضعه. و عَذَرْت الفرس بالعِذَار
(2). قوله: [و هم سلیم و غطفان] كذا بالأَصل، و المناسب و هوازن بدل و غطفان كما یعلم مما بعد
لسان العرب، ج‌4، ص: 550
أَعْذِره و أَعْذُره إِذا شَدَدْت عِذَارَه. و العِذَاران: جانبا اللحیة لأَن ذلك موضع العذار من الدابة؛ قال رؤبة: حتی رَأَیْنَ الشَّیْبَ ذا التَّلَهْوُقِ یَغْشَی عِذَارَی لحْیَتی و یَرْتَقی و عِذَارُ الرجل: شعرُه النابت فی موضع العِذَار. و العِذَارُ: استواء شعر الغلام. یقال: ما أَحْسَنَ عِذَارَه أَی خطَّ لحیته. و العِذَارُ: الذی یضُمّ حبلَ الخطام إِلی رأْس البعیر و الناقة. و أَعْذَرَ الناقة: جعل لها عِذَاراً. و العِذَارُ و المُعَذَّر: المَقَذُّ، سمی بذلك لأَنه موضع العِذَار من الدابة. و عَذَّرَ الغلامُ: نبت شعرُ عِذَاره یعنی خدّه. و خَلَعَ العِذَارَ أَی الحیاء؛ و هذا مثل للشابّ المُنْهَمِك فی غَیِّه، یقال: أَلْقَی عنه جِلْبابَ الحیاء كما خلَع الفرسُ العِذارَ فَجَمَعَ و طَمَّح. قال الأَصمعی: خلَع فلان مُعَذَّرَه إِذا لم یُطِعْ مُرْشِداً، و أَراد بالمُعَذَّر الرَّسن ذا العِذَارین، و یقال للمنهمك فی الغیّ: خلَع عِذَارَه؛ و منه كتاب عبد الملك إِلی الحجاج: اسْتَعْمَلْتُك علی العراقین فاخْرُجْ إِلیهما كَمِیشَ الإِزار شدیدَ العِذَارِ؛ یقال للرجل إِذا عزم علی الأَمر: هو شدید العِذَار، كما یقال فی خلافه: فلان خَلیع العذار كالفرس الذی لا لجام علیه، فهو یَعِیرُ علی وجهه لأَن اللجام یمسكه؛ و منه قولهم: خَلَعَ عِذارَه أَی خرج عن الطاعة و انهمك فی الغی. و العِذَارُ: سِمةٌ فی موضع العِذَار؛ و قال أَبو علی فی التذكرة: العِذَارُ سِمةٌ علی القفا إِلی الصُّدْغَین. و الأَول أَعرف. و قال الأَحمر: من السمات العُذْرُ. و قد عُذِرَ البعیر، فهو مَعْذورٌ، و العُذْرةُ: سمة كالعِذار؛ و قول أَبی وجزة السعدی و اسمه یزید بن أَبی عُبَید یصف أَیاماً له مضت و طِیبَها من خیر و اجتماع علی عیش صالح: إِذِ الحَیُّ و الحَوْمُ المُیَسِّرُ وَسْطَنا، و إِذ نَحْنُ فی حالٍ من العَیْشِ صالحِ و ذو حَلَقٍ تُقْضَی العَواذِیرُ بینَه، یلُوحُ بأَخْطارٍ عِظَام اللَّقائِحِ قال الأَصمعی: الحَوْم الإِبل الكثیرة. و المُیَسِّر: الذی قد جاء لبنُه. و ذو حَلَقٍ: یعنی إِبلًا مِیسَمُها الحَلَقُ: یقال: إِبلٌ محَلَّقة إِذا كان سِمَتُها الحَلَق. و الأَخْطَارُ: جمع خِطْر، و هی الإِبل الكثیرة. و العَواذِیرُ: جمع عاذُور، و هو أَن یكون بنو الأَب مِیسَمُهم واحداً، فإِذا اقتسموا مالهم قال بعضهم لبعض: أَعْذِرْ عنی، فیخُطّ فی المِیسَم خطّاً أَو غیره لتعرف بذلك سمة بعضهم من بعض. و یقال: عَذِّرْ عَینَ بَعِیرك أَی سِمْه بغیر سِمَة بعیری لتتعارف إِبلُنا. و العاذُورُ: سِمَةٌ كالخط، و الجمع العَواذِیرُ. و العُذْرةُ: العلامة. و العُذْر: العلامة. یقال: أَعْذِر علی نصیبك أَی أَعْلِمْ علیه. و العُذْرةُ: الناصیة، و قیل: هی الخُصْلة من الشعر و عُرْفُ الفرس و ناصیته، و الجمعُ عُذَر؛ و أَنشد لأَبی النجم: مَشْیَ العَذاری الشُّعْثِ یَنْفُضْن العُذَرْ و قال طرفة: و هِضَبّات إِذا ابتلّ العُذَرْ و قیل: عُذْر الفرس ما علی المِنْسَج من الشعر، و قیل: العُذْرة الشعر الذی علی كاهل الفرس. و العُذَرُ: شعرات من القفا إِلی وسط العنق. و العِذار من الأَرض: غِلَظٌ یعترض فی فضاء واسع، و كذلك هو من الرمل، و الجمع عُذْرٌ؛ و أَنشد ثعلب لذی الرمة: و مِن عاقرٍ یَنْفِی الأَلاءَ سَراتُها، عِذارَینِ من جَرْداءَ وعْثٍ خُصُورُها
لسان العرب، ج‌4، ص: 551
أَی حَبْلین مستطیلین من الرمل، و یقال: طریقین؛ هذا یصف ناقة یقول: كم جاوزت هذه الناقة من رملة عاقر لا تنبت شیئاً، و لذلك جعلها عاقراً كالمرأَة العاقر. و الأَلاءُ: شجر ینبت فی الرمل و إِنما ینبت فی جانبی الرملة، و هما العِذَارانِ اللذان ذكرهما. و جَرْداء: مُنْجَرِدة من النبت الذی ترعاه الإِبل. و الوَعْثُ: السهل. و خُصورُها: جوانبها. و العُذْرُ: جمع عِذار، و هو المستطیل من الأَرض. و عِذارُ العراق: ما انْفَسَح عن الطَّفِّ. و عِذارا النصل: شَفْرَتاه. و عِذارا الحائطِ و الوادی: جانباه. و یقال: اتخذ فلان فی كَرْمِهِ عِذاراً من الشجر أَی سِكّة مصطفة. و العُذْرة: البَظْر؛ قال: تَبْتَلُّ عُذْرتُها فی كلّ هاجِرةٍ، كما تَنَزَّل بالصَّفْوانةِ الوَشَلُ و العُذْرةُ: الخِتَانُ و العُذْرة: الجلدة یقطعها الخاتن. و عَذَرَ الغلامَ و الجاریة یَعْذِرُهما عَذْراً و أَعْذَرَهما: خَتَنَهما؛ قال الشاعر: فی فتْیَةٍ جعلوا الصَّلِیبَ إِلَهَهُمْ، حَاشایَ، إِنِّی مسلم مَعْذُورُ و الأَكثر خَفَضْتُ الجاریة؛ و قال الراجز: تَلْوِیَةَ الخَاتِن زُبَّ المَعْذُور و العِذَار و الإِعْذار و العَذِیرة و العَذِیرُ، كله: طعام الختان. و‌فی الحدیث: الولیمة فی الإِعْذار حقٌّ؛ الإِعْذار: الختان. یقال: عَذَرته و أَعْذَرته فهو معذور و مُعْذَرٌ، ثم قیل للطعام الذی یُطْعم فی الختان إِعْذار. و‌فی الحدیث: كنا إِعْذارَ عامٍ واحد؛ أَی خُتِنّا فی عام واحد، و كانوا یُخْتَنُونَ لِسِنٍّ معلومة فیما بین عشر سنین و خمسَ عشرة. و‌فی الحدیث: وُلِدَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مَعْذوراً مَسْروراً؛ أَی مختوناً مقطوع السرة. و أَعْذَرُوا للقوم: عَمِلوا ذلك الطعام لَهم و أَعَدّوه. و الإِعْذارُ و العِذارُ و العَذِیرةُ و العَذِیرُ: طعامُ المأْدُبة. و عَذَّرَ الرجلُ: دعا إِلیه. یقال: عَذَّرَ تَعْذِیراً للخِتَان و نحوه. أَبو زید: ما صُنِع عند الختان الإِعْذار، و قد أَعْذَرْت؛ و أَنشد: كلّ الطعامِ تَشْتَهِی رَبِیعَهْ: الخُرْس و الإِعْذار و النَّقِیعَهْ و العِذَار: طعام البِنَاء و أَن یستفید الرجلُ شیئاً جدیداً یتّخذ طعاماً یدعو إِلیه إِخوانه. و قال اللحیانی: العُذْرة قُلْفةُ الصبی و لم یَقُل إِن ذلك اسم لها قبل القطع أَو بعده. و العُذْرة: البَكارةُ؛ قال ابن الأَثیر: العُذْرة ما لِلْبِكْر من الالتحام قبل الافتضاض. و جاریة عَذْراء: بِكْرٌ لم یمسَّها رجل؛ قال ابن الأَعرابی وحده: سُمِّیت البكرُ عَذْراء لضِیقِها، من قولك تَعَذَّرَ علیه الأَمرُ، و جمعها عَذارٍ و عَذاری و عَذْراوات و عَذارِی كما تقدم فی صَحاری. و‌فی الحدیث فی صفة الجنة: إِن الرجل لَیُفْضِی فی الغَداةِ الواحدة إِلی مائة عَذْراء؛ و فی حدیث الاستسقاء: أَتَیْناكَ و العَذْراءُ یَدْمَی لَبانُها أَی یَدْمَی صدرُها من شدة الجَدْب؛ و منه‌حدیث النخعی فی الرجل یقول إِنه لم یَجد امرأَتَه عَذْراءَ قال: لا شی‌ء علیه لأَن العُذْرةَ قد تُذْهِبُها الحیضةُ و الوثْبةُ و طولُ التَّعْنِیس.و‌فی حدیث جابر: ما لَكَ و لِلْعَذَارَی و لِعَابهنّ‌أَی مُلاعَبتِهنّ؛ و منه حدیث عمر: مُعِیداً یَبْتَغِی سَقَطَ العَذارَی و عُذْرةُ الجاریةِ: اقْتِضاضُها. و الاعْتذارُ:
لسان العرب، ج‌4، ص: 552
الاقْتِضاضُ. و یقال: فلان أَبو عُذْر فلانة إِذا كان افْتَرَعَها و اقتضّها، و أَبو عُذْرَتها. و قولهم: ما أَنت بذی عُذْرِ هذا الكلامِ أَی لسْتَ بأَوَّلِ من اقْتضّه. قال اللحیانی: للجاریة عُذْرتانِ إِحداهما التی تكون بها بكراً و الأُخری فِعْلُها؛ و قال الأَزهری عن اللحیانی: لها عُذْرتانِ إِحداهما مَخْفِضُها، و هو موضع الخفض من الجاریة، و العُذْرةُ الثانیة قضّتُها، سمیت عُذْرةً بالعَذْر، و هو القطع، لأَنها إِذا خُفِضت قطعت نَواتُها، و إِذا افْتُرِعَت انقطع خاتمُ عُذْرتِها. و العاذُورُ: ما یُقْطع من مَخْفِض الجاریة. ابن الأَعرابی: و قولهم اعْتَذَرْت إِلیه هو قَطْعُ ما فی قلبه. و یقال: اعْتَذَرَت المیاهُ إِذا انقطعت. و الاعْتِذارُ: قطعُ الرجلِ عن حاجته و قطعُه عما أَمْسَك فی قلبه. و اعْتَذَرت المنازلُ إِذا دَرَسَت؛ و مررت بمنزل مُعْتَذرٍ بالٍ؛ و قال لبید: شهور الصیف، و اعْتَذَرَتْ إلیه نِطَاف الشیِّطَین مِن الشِّمال و تَعَذَرَّ الرسم و اعْتَذَر: تَغَیَّر؛ قال أَوس: فبطن السُّلَیِّ فالسّجال تَعَذَّرَت، فمَعْقُلة إِلی مَطارِ فوَاحِف و قال ابن میّادةَ و اسمه الرَّمَّاحُ بن أَبرد «1»: ما هاجَ قَلْبك من مَعَارِفِ دِمْنَةٍ، بالبَرْقِ بین أَصَالِفٍ و فَدَافِدِ لَعِبَتْ بها هُوجُ الرِّیاح فأَصْبَحَتْ قَفْراً تَعَذَّر، غَیْرَ أَوْرَقَ هَامِدِ البَرْق: جمع برقة، و هی حجارة و رملٌ و طین مختلطة. و الأَصالِفُ و الفَدافِدُ: الأَماكن الغلیظة الصلبة؛ یقول: درست هذه الآثار غیر الأَوْرَقِ الهامِد، و هو الرماد؛ و هذه القصیدة یمدح بها عبد الواحد بن سلیمان ابن عبد الملك و یقول فیها: مَنْ كان أَخْطَأَه الربیعُ، فإِنه نُصِرَ الحجازُ بغَیْثِ عبد الواحدِ سَبَقَتْ أَوائِلَه أَواخِرُه، بمُشَرَّعِ عَذبٍ و نَبْتٍ واعِدِ «2». نُصِرَ أَی أُمْطِر. و أَرض منصورة: ممطورة. و المُشَرَّعُ: شریعة الماء. و نَبْت واعِد أَی یُرْجی خیرُه، و كذلك أَرضٌ واعِدةٌ یُرْجی نباتُها؛ و قال ابن أَحمر الباهلی فی الاعتذار بمعنی الدُّرُوس: بانَ الشَّبابُ و أَفْنی ضِعْفَه العمُرُ، لله دَرُّك أَیَّ العَیْشِ تَنْتَظِرُ؟ هل أَنتَ طالبُ شی‌ءٍ لسْتَ مُدْرِكه؟ أَمْ هل لِقَلْبِك عن أُلَّافِه وطَرُ؟ أَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آیات، فقد جَعَلَتْ أَطْلالُ إِلْفِك بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ؟ ضِعْفُ الشی‌ء: مثلهُ؛ یقول: عِشْت عمرَ رجلین و أَفناه العمر. و قوله: أَم هل لقلبك أَی هل لقلبك حاجة غیر أُلَّافِه أَی هل له وَطَرٌ غیرهم. و قوله: أَم كنت تعرف آیات؛ الآیات: العلامات، و أَطْلالُ إِلْفك قد دَرَسَت، و أُخِذ الاعْتِذارُ من الذنب من هذا لأَن مَن اعْتَذَرَ شابَ اعتذارَه بكذِبٍ یُعَفِّی علی ذنبه. و الاعتِذارُ: مَحْوُ أَثر المَوْجِدة، من قولهم: اعْتَذَرَت المنازلُ إِذا دَرَسَت. و المَعاذِرُ: جمع مَعْذِرة. و من أَمثالهم: المَعاذِرُ مكاذِبُ؛ قال الله عز و جل: بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلیٰ نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ وَ لَوْ أَلْقیٰ مَعٰاذِیرَهُ؛ قیل: المعاذیر الحُجَجُ، أَی
(1). قوله: [ابن أَبرد] هكذا فی الأَصل (2). قوله: [سبقت أَوائله أواخره] هو هكذا فی الأَصل و الشطر ناقص
لسان العرب، ج‌4، ص: 553
لو جادَلَ عنها و لو أَدْلی بكل حجة یعتذر بها؛ و جاء فی التفسیر: المَعاذیر السُّتور بلغة الیمن، واحدها مِعْذارٌ، أَی وَ لَوْ أَلْقیٰ مَعٰاذِیرَهُ. و یقال: تَعَذَّرُوا علیه أَی فَرُّوا عنه و خذلوه. و قال أَبو مالك عمرو ابن كِرْكِرَة: یقال ضربوه فأَعْذَروه أَی ضربوه فأَثْقَلُوه. و ضُرِبَ فلانٌ فأُعْذِرَ أَی أُشْرف به علی الهلاك. و یقال: أَعْذَرَ فلان فی ظَهْرِ فلان بالسیَاط إِعْذاراً إِذا ضرَبه فأَثَّر فیه، و شَتَمه فبالغَ فیه حتی أَثَّر به فی سبِّه؛ و قال الأَخطل: و قد أَعْذَرْن فی وَضَحِ العِجَانِ و العَذْراء: جامِعةٌ توضع فی حَلْق الإِنسان لم توضع فی عنق أَحد قبله، و قیل: هو شی‌ء من حدید یعذَّب به الإِنسانُ لاستخراج مال أَو لإِقرارٍ بأَمر. قال الأَزهری: و العَذَاری هی الجوامع كالأَغْلال تُجْمَع بها الأَیدی إِلی الأَعناق. و العَذْراء: الرملة التی لم تُوطَأْ. و رَمْلة عَذْراء: لم یَرْكَبْها أَحدٌ لارتفاعها. و دُرَّة عَذْراءُ. لم تُثْقب. و أَصابعُ العَذارَی: صِنْف من العِنَب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط، یُشَبَّه بأَصابع العَذاری المُخَضَّبَةِ. و العَذْراء: اسم مدینة النبی، صلی الله علیه و سلم، أُراها سمیت بذلك لأَنها لم تُنْكَ. و العَذْراءُ: برْجٌ من بروج السماء. و قال النَّجَّامون: هی السّنْبُلة، و قیل: هی الجَوْزاء. و عَذْراء: قریة بالشام معروفة؛ و قیل: هی أَرض بناحیة دمشق؛ قال ابن سیدة: أُراها سمیت بذلك لأَنها لم تُنْكَ بمكروه و لا أُصِیبَ سُكّانُها بأَداة عدُوّ؛ قال الأَخطل: و یا مَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، و یاسَرَتْ بنَا العِیسُ عن عَذْراءَ دارِ بنی الشَّجْب و العُذْرةُ: نجْمٌ إِذا طلَع اشتد غَمُّ الحرّ، و هی تطلع بعد الشِّعْری، و لها وَقْدة و لا رِیحَ لها و تأْخذ بالنفَس، ثم یطلُع سُهَیلٌ بعدها، و قیل: العُذْرة كواكبُ فی آخر المَجَرَّة خمسة. و العُذْرةُ و العاذورُ: داءٌ فی الحلق؛ و رجل مَعْذورٌ: أَصابَه ذلك؛ قال جریر: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ یا فَرَزْدَقُ كَیْنَها، غَمْزَ الطَّبِیبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ الكَیْنُ: لحم الفرج. و العُذْرة: وجع الحلق من الدم، و ذلك الموضع أَیضاً یسمی عُذْرة، و هو قریب من اللَّهاةِ. و عُذِرَ، فهو مَعْذورٌ: هاجَ به وجعُ الحلقِ. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی صبیّاً أُعْلِقَ علیه من العُذْرةِ؛ هو وجع فی الحلق یهیجُ من الدم، و قیل: هی قُرْحة تخرج فی الحَزْم الذی بین الحلق و الأَنف یَعْرِض للصبیان عند طلوع العُذْرة، فتَعْمِد المرأَة إِلی خِرْقةٍ فَتَفْتِلُها فتلًا شدیداً، و تُدْخِلُها فی أَنْفِه فتطعَن ذلك الموضعَ، فینفجرُ منه دمٌ أَسْودُ ربما أَقْرحَه، و ذلك الطعنُ یسمی الدَّغْر. یقال: عَذَرَت المرأَةُ الصبیَّ إِذا غَمَزَت حلْقَه من العُذْرة، إِن فعلت به ذلك، و كانوا بعد ذلك یُعَلِّقون علیه عِلاقاً كالعُوذة. و قوله: عند طلوع العُذْرة؛ هی خمسةُ كواكبَ تحت الشِّعْری العَبُور، و تسمی العَذاری، و تطلع فی وسط الحرّ، و قوله: من العُذْرة أَی من أَجْلِها. و العاذِرُ: أَثرُ الجُرْح؛ قال ابن أَحمر: أُزاحِمُهم بالباب إِذ یَدْفَعُونَنی، و بالظهرِ، منی من قَرَا الباب عاذِرُ تقول منه: أَعْذَرَ به أَی ترك به عاذِراً، و العَذِیرُ مثله. ابن الأَعرابی: العَذْر جَمْع العَاذِر، و هو الإِبداء. یقال: قد ظهر عاذِره، و هو دَبُوقاؤه.
لسان العرب، ج‌4، ص: 554
و أَعْذَرَ الرجلُ: أَحْدَثَ. و العاذِرُ و العَذِرةُ: الغائط الذی هو السَّلح. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كره السُّلْت الذی یُزْرَعُ بالعَذِرة؛ یرید الغائطَ الذی یلقیه الإِنسان. و العَذِرةُ: فناء الدار. و‌فی حدیث علیٍّ: أَنه عاتَب قوماً فقال: ما لكم لا تُنَظِّفُون عَذِراتِكم؟أَی أَفْنِیَتكم. و‌فی الحدیث: إِن الله نظیف یُحِبّ النَّظافةَ فنظفوا عَذِراتكم و لا تَشَبَّهوا بالیهود.و‌فی حدیث رُقَیقة: و هذه عِبِدَّاؤُك بعَذِراتِ حَرَمِك، و قیل: العَذِرةُ أَصلها فِناءُ الدار، و إِیَّاها أَرادَ علیٌّ، رضی الله عنه، بقوله. قال أَبو عبید: و إِنما سمیت عَذِراتُ الناس بهذا لأَنها كانت تُلْقَی بالأَفْنِیة، فكُنِیَ عنها باسم الفناء كما كُنِیَ بالغائط و هی الأَرض المطمئنة عنها؛و قال الحطیئة یهجو قومه و یذكر الأَفنیة: لعَمْرِی لقد جَرَّبْتُكم، فوَجَدْتُكم قِباحَ الوُجوهِ سَیِّئِی العَذِراتِ أَراد: سیئین فحذف النون للإِضافة؛ و مدح فی هذه القصیدة إِبِلَهُ فقال: مَهارِیس یُرْوِی رِسْلُها ضَیْفَ أَهْلِها، إِذا النارُ أَبْدَتْ أَوْجُهَ الخفِراتِ فقال له عمر: بئس الرجل أَنت تمدح إبِلَكَ و تهجو قومَك‌و‌فی الحدیث: الیهودُ أَنْتَنُ خَلْقِ الله عَذِرةً؛ یجوز أَن یَعْنِیَ به الفِناءَ و أَن یَعْنِیَ به ذا بطونِهم، و الجمع عَذِرات؛ قال ابن سیدة: و إِنما ذكّرتها لأَن العذرة لا تكسر؛ و إِنه لَبَرِی‌ءُ العَذِرة من ذلك علی المثَل، كقولهم بَرِی‌ءُ الساحةِ. و أَعْذَرَت الدارُ أَی كَثُرَ فیها العَذِرةُ. و تعَذَّرَ من العَذِرَة أَی تلَطَّخ. و عَذّره تَعْذیراً: لطَّخَه بالعَذِرَة. و العَذِرة أَیضاً: المَجْلِسُ الذی یجلس فیه القوم. و عَذِرةُ الطعامِ: أَرْدَأُ ما یخرج منه فیُرْمَی به؛ هذه عن اللحیانی. و قال اللحیانی: هی العَذِرة و العَذِبة. و العُذْرُ: النُّجْحُ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد لمسكین الدارمی: و مُخاصِم خاصَمْتُ فی كَبَدٍ، مثل الدِّهان، فكان لی العُذْرُ أَی قاوَمْتُه فی مزلّةٍ فثبتت قدمی و لم تَثْبُتْ قدمُه فكان النُّجْحُ لی. و یقال فی الحرب: لمن العُذْرُ؟ أَی النجح و الغلبة. الأَصمعی: لقیت منه عاذُوراً أَی شّراً، و هو لغة فی العاثُور أَو لثغة. و ترك المطرُ به عاذِراً أَی أَثراً. و العواذِیرُ: جمع العاذِرِ، و هو الأَثر. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: لم یَبْقَ لهم عاذِرٌ‌أَی أَثر. و العاذِرُ: العِرْقُ الذی یخرُج منه دمُ المستحاضة، و اللام أَعرف «3». و العاذِرةُ: المرأَة المستحاضة، فاعلة بمعنی مفعولة، من إِقامة العُذْر؛ و لو قال إِن العاذِرَ هو العرق نفسه لأَنه یقوم بِعُذْرِ المرأَة لكان وجهاً، و المحفوظ العاذل، باللام. و قوله عز و جل: فَالْمُلْقِیٰاتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْراً؛ فسره ثعلب فقال: العُذْرُ و النُّذْر واحد، قال اللحیانی: و بعضهم یُثَقِّل، قال أَبو جعفر: مَن ثَقَّل أَراد عُذْراً أَوْ نُذْراً، كما تقول رُسُل فی رُسْل؛ و قال الأَزهری فی قوله عز و جل: عُذْراً أَوْ نُذْراً، فیه قولان: أَحدهما أَن یكون معناه فَالْمُلْقِیٰاتِ ذِكْراً للإِعْذار و الإِنذار، و القول الثانی أَنهما نُصِبَا علی البدل من قوله ذِكْراً، و فیه وجه ثالث و هو أَن تنصِبَهما بقوله ذِكْراً؛ المعنی فَالْمُلْقِیٰاتِ إِن ذَكَرَتْ عُذْراً أَوْ نُذْراً، و هما اسمان یقومان مقام الإِعْذار و الإِنْذار، و یجوز تخفیفُهما و تثقیلُهما معاً.
(3). یرید أن العاذل، باللام، أعرف من العاذر، بالراء
لسان العرب، ج‌4، ص: 555
و یقال للرجل إِذا عاتَبَك علی أَمر قبل التقدُّم إِلیك فیه: و الله ما استْتَعْذَرْتَ إِلیَّ ما اسْتَنْذَرْت أَی لم تُقَدِّمْ إِلیَّ المَعْذِرةَ و الإِنذارَ. و الاستعذارُ: أَن تقول له أَعْذِرْنی منك. و حمارٌ عَذَوَّرٌ: واسعُ الجوف فحّاشٌ. و العَذَوَّرُ أَیضاً: السی‌ء الخلُق الشدید النفْس؛ قال الشاعر: حُلْو حَلال الماء غیر عَذَوّر أَی ماؤه و حوضُه مباح. و مُلْكٌ عَذَوَّرٌ: واسع عریض، و قیل شدید؛ قال كثیر بن سعد: أَرَی خَالیَ اللَّخْمِیَّ نُوحاً یَسُرُّنی كَرِیماً، إِذا ما ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرا ذَاحَ و حاذَ: جَمَعَ، و أَصل ذلك فی الإِبل. و عُذْرة: قبیلة من الیمن؛ و قول زینب بنت الطثریة ترثی أَخاها یزید: یُعِینُك مَظْلوماً و یُنْجِیك ظالماً، و كلُّ الذی حَمَّلْتَه فهو حامِلُهْ إِذا نَزلَ الأَضْیافُ كان عَذَوَّراً علی الحَیِّ، حتی تَسْتَقلَّ مَراجِلُه قوله: و ینجیك ظالماً أَی إِن ظَلَمْتَ فطُولِبْت بظُلْمِكَ حَماكَ و مَنَعَ منك. و العَذوَّر: السی‌ء الخلق، و إِنما جعلَتْه عَذوَّراً لشدة تَهَمُّمِه بأَمر الأَضیاف و حِرْصِه علی تعجیل قِراهم حتی تستقل المراجل علی الأَثافیّ. و المَراجلُ: القدور، واحدها مِرْجَل.

عذفر؛ ج4، ص: 555

: جمل عُذافِرٌ و عَذَوْفَرٌ: صُلْبٌ عظیم شدید، و الأُنثی بالهاء. الأَزهری: العُذافِرةُ الناقة الشدیدة الأَمِینةُ الوَثِیقة الظَّهِیرةُ و هی الأَمُون. و العُذافِرُ: الأَسد لشدته، صفة غالبة. و عُذافِرٌ: اسم رجل. و عُذافرٌ: اسم كوكب الذنب. قال الأَصمعی: العُذافِرةُ الناقة العظیمة، و كذلك الدَّوسَرة؛ قال لبید: عُذَافِرة تَقَمَّصُ بالرُّدَافَی، تَخَوَّنَها نزُولی و ارْتِحالی و فی قصیدة كعب: و لن یبلغها إِلا عُذافِرة؛ هی الناقة الصُّلْبة القویة.

عذمهر؛ ج4، ص: 555

: بَلَدٌ عَذَمْهَرٌ: رَحْبٌ واسع.

عرر؛ ج4، ص: 555

: العَرُّ و العُرُّ و العُرَّةُ: الجربُ، و قیل: العَرُّ، بالفتح، الجرب، و بالضم، قُروحٌ بأَعناق الفُصلان. یقال: عُرَّت، فهی مَعْرُورة؛ قال الشاعر: و لانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد عَرِّه أَی جَرَبِه، و یروی غَرّه، و سیأْتی ذكره؛ و قیل: العُرُّ داءٌ یأْخذ البعیر فیتمعّط عنه وَبَرُه حتی یَبْدُوَ الجلدُ و یَبْرُقَ؛ و قد عَرَّت الإِبلُ تَعُرُّ و تَعِرُّ عَرّاً، فهی عارّة، و عُرَّتْ. و استعَرَّهم الجربُ: فَشَا فیهم. و جمل أَعَرُّ و عارٌّ أَی جَرِبٌ. و العُرُّ، بالضم: قروح مثل القُوَباء تخرج بالإِبل متفرقة فی مشافرها و قوائمها یسیل منها مثلُ الماء الأَصفر، فتُكْوَی الصِّحاحُ لئلا تُعْدِیها المِراضُ؛ تقول منه: عُرَّت الإِبلُ، فهی مَعْرُورة؛ قال النابغة: فحَمَّلْتَنِی ذَنْبَ امْرِئٍ و تَرَكْتَه، كذِی العُرِّ یُكْوَی غیرُه، و هو راتِعْ قال ابن درید: من رواه بالفتح فقد غلط لأَن الجرَب لا یُكْوی منه؛ و یقال: به عُرَّةٌ، و هو ما اعْتَراه من الجنون؛ قال إمرؤ القیس: و یَخْضِدُ فی الآرِیّ حتی كأَنما به عُرَّةٌ، أَو طائِفٌ غیرُ مُعْقِب
لسان العرب، ج‌4، ص: 556
و رجل أَعَرُّ بیّنُ العَرَرِ و العُرُورِ: أَجْرَبُ، و قیل: العَرَرُ و العُرُورُ الجرَبُ نفسه كالعَرِّ؛ و قول أَبی ذؤیب: خَلِیلی الذی دَلَّی لِغَیٍّ خَلِیلَتی جِهاراً، فكلٌّ قد أَصابَ عُرُورَها و المِعْرارُ من النخل: التی یصیبها مثل العَرّ و هو الجرب؛ حكاه أَبو حنیفة عن التَّوَّزِیّ؛ و استعار العَرّ و الجرب جمیعاً للنخل و إِنما هما فی الإِبل. قال: و حكی التَّوَّزِیُّ إِذا ابتاع الرجل نخلًا اشترط علی البائع فقال: لیس لی مِقْمارٌ و لا مِئْخارٌ و لا مِبْسارٌ و لا مِعْرارٌ و لا مِغْبارٌ؛ فالمِقْمارُ: البیضاءُ البُسْر التی یبقی بُسْرُها لا یُرْطِبُ، و المِئْخارُ: التی تُؤَخِّرُ إِلی الشتاء، و المِغْبارُ: التی یَعْلُوها غُبارٌ، و المِعْرار: ما تقدم ذكره. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سأَل آخر عن منزله فأَخْبَره أَنه ینزل بین حَیّین من العرب فقال: نَزَلْتَ بین المَعَرّة و المَجَرّة؛ المَجرّةُ التی فی السماء البیاضُ المعروف، و المَعَرَّة ما وراءَها من ناحیة القطب الشمالی؛ سمیت مَعَرّة لكثرة النجوم فیها، أَراد بین حیین عظیمین لكثرة النجوم. و أَصل المَعَرَّة: موضع العَرّ و هو الجرَبُ و لهذا سَمَّوا السماءَ الجَرْباءَ لكثرة النجوم فیها، تشبیهاً بالجَرَبِ فی بدن الإِنسان. و عارَّه مُعارّة و عِراراً: قاتَلَه و آذاه. أَبو عمرو: العِرارُ القِتالُ، یقال: عارَرْتُه إِذا قاتلته. و العَرَّةُ و المَعُرَّةُ: الشدة، و قیل: الشدة فی الحرب. و المَعَرَّةُ: الإِثم. و فی التنزیل: فَتُصِیبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَیْرِ عِلْمٍ؛ قال ثعلب: هو من الجرب، أَی یصیبكم منهم أَمر تَكْرَهُونه فی الدِّیات، و قیل: المَعَرَّة الجنایةُ أَی جِنایَتُه كجنایة العَرِّ و هو الجرب؛ و أَنشد: قُلْ لِلْفوارِس من غُزَیّة إِنهم، عند القتال، مَعَرّةُ الأَبْطالِ و قال محمد بن إِسحاق بن یسار: المَعَرَّةُ الغُرْم؛ یقول: لو لا أَن تصیبوا منهم مؤمناً بغیر عِلْم فتَغْرموا دِیَته فأَما إِثمه فإِنه لم یخْشَه علیهم. و قال شمر: المَعَرّةُ الأَذَی. و مَعَرَّةُ الجیشِ: أَن ینزلوا بقوم فیأْكلوا من زُروعِهم شیئاً بغیر علم؛ و هذا الذی‌أَراده عمر، رضی الله عنه، بقوله: اللهم إِنی أَبْرَأُ إِلیك من مَعَرّةِ الجَیْش، و قیل: هو قتال الجیش دون إِذْن الأَمیر. و أَما قوله تعالی: لَوْ لٰا رِجٰالٌ مُؤْمِنُونَ وَ نِسٰاءٌ مُؤْمِنٰاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِیبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَیْرِ عِلْمٍ؛ فالمَعَرَّةُ التی كانت تُصِیب المؤمنین أَنهم لو كَبَسُوا أَهلَ مكة و بین ظَهْرانَیْهم قومٌ مؤمنون لم یتمیزوا من الكُفّار، لم یأْمنوا أَن یَطَأُوا المؤمنین بغیر عِلْمٍ فیقتلوهم، فتلزمهم دیاتهم و تلحقهم سُبّةٌ بأَنهم قتلوا مَنْ هو علی دینهم إِذ كانوا مختلطین بهم. یقول الله تعالی: لو تمیزَ المؤمنون من الكُفّار لسَلّطْناكم علیهم و عذّبناهم عذاباً أَلِیماً؛ فهذه المَعَرّةُ التی صانَ الله المؤمنین عنها هی غُرْم الدیات و مَسَبّة الكُفار إِیاهم، و أَما مَعَرّةُ الجیشِ التی تبرّأَ منها عُمر، رضی الله عنه، فهی وطْأَتُهم مَنْ مَرُّوا به من مسلم أَو معاهَدٍ، و إِصابتُهم إِیاهم فی حَرِیمِهم و أَمْوالِهم و زُروعِهم بما لم یؤذن لهم فیه. و المَعَرّة: كوكبٌ دون المَجَرَّة. و المَعَرّةُ: تلوُّنُ الوجه مِن الغضب؛ قال أَبو منصور: جاء أَبو العباس بهذا الحرف مشدد الراء، فإِن كان من تَمَعّرَ وجهُه فلا تشدید فیه، و إِن كان مَفْعَلة من العَرّ فالله أَعلم. و حِمارٌ أَعَرُّ: سَمینُ الصدر و العُنُقِ، و قیل: إِذا كان السِّمَنُ فی صدره و عُنُقِه أَكثرَ منه فی سائر
لسان العرب، ج‌4، ص: 557
خلقه. و عَرَّ الظلیمُ یَعِرُّ عِراراً، و عارَّ یُعارُّ مُعارَّةً و عِراراً، و هو صوته: صاحَ؛ قال لبید: تحَمَّلَ أَهُلها إِلَّا عِرَاراً و عَزْفاً بعد أَحْیاء حِلال و زمَرَت النعامةُ زِماراً، و فی الصحاح: زَمَرَ النعامُ یَزْمِرُ زِماراً. و التَّعارُّ: السَّهَرُ و التقلُّبُ علی الفراش لَیْلًا مع كلام، و هو من ذلك. و‌فی حدیث سلمان الفارسی: أَنه كان إِذا تعارَّ من اللیل، قال: سبحان رَبِّ النبیِّین، و لا یكون إِلا یَقَظَةً مع كلامٍ و صوتٍ، و قیل: تَمَطَّی و أَنَّ. قال أَبو عبید: و كان بعض أَهل اللغة یجعله مأْخُوذاً من عِرارِ الظلیم، و هو صوته، قال: و لا أَدری أَ هو من ذلك أَم لا. و العَرُّ: الغلامُ. و العَرّةُ: الجاریة. و العَرارُ و العَرارة: المُعجَّلانِ عن وقت الفطام. و المُعْتَرُّ: الفقیر، و قیل: المتعَرِّضُ للمعروف من غیر أَن یَسأَل. و منه‌حدیث علی، رضوان الله علیه: فإِن فیهم قانِعاً و مُعْتَرًّا.عَراه و اعْتَراه و عرّه یعُرُّه عَرّاً و اعْتَرَّه و اعْتَرَّ به إِذا أَتاه فطلب معروفه؛ قال ابن أَحمر: تَرْعَی القَطاةُ الخِمْسَ قَفُّورَها، ثم تَعُرُّ الماءَ فِیمَنْ یَعُرُّ أَی تأْتی الماء و ترده. القَفُّور: ما یوجد فی القَفْر، و لم یُسْمَع القَفّورُ فی كلام العرب إِلا فی شعر ابن أَحمر. و فی التنزیل: وَ أَطْعِمُوا الْقٰانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ. و‌فی الحدیث: فأَكَلَ و أَطْعَمَ القانعَ و المُعْتَرَّ.قال جماعة من أَهل اللغة: القانعُ الذی یسأْل، و المُعْتَرُّ الذی یُطِیف بك یَطْلُب ما عندك، سأَلَك أَو سَكَتَ عن السؤال. و‌فی حدیث حاطب بن أَبی بَلْتَعة: أَنه لما كَتَب إِلی أَهل مكة كتاباً یُنْذِرُهم فیه بِسَیْرِ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِلیهم أَطْلَع اللهُ رسولَه علی الكتاب، فلما عُوتِبَ فیه قال: كنت رجلًا عَریراً فی أَهل مكة فأَحْبَبْت أَن أَتقربَ إِلیهم لیحْفَظُونی فی عَیْلاتی عندهم؛ أَراد بقوله عَریراً أَی غَریباً مُجاوِراً لهم دَخیلًا و لم أَكن من صَمیمهم و لا لی فیهم شُبْكَةُ رَحِمٍ. و العَرِیرُ، فَعِیل بمعنی فاعل، و أَصله من قولك عَرَرْته عَرّاً، فأَنا عارٌّ، إِذا أَتیته تطلب معروفه، و اعْتَرَرْته بمعناه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله تعالی عنه: أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، أَعطاه سَیْفاً مُحَلًّی فنزَعَ عُمَرُ الحِلْیةَ و أَتاه بها و قال: أَتیتك بهذا لِمَا یَعْرُرُك من أُمور الناس؛ قال ابن الأَثیر: الأَصل فیه یَعُرُّك، ففَكّ الإِدغامَ، و لا یجی‌ء مثل هذا الاتساعِ إِلا فی الشعر، و قال أَبو عبید: لا أَحسبه محفوظاً و لكنه عندی: لما یَعْرُوك، بالواو، أَی لما یَنُوبُك من أَمر الناس و یلزمك من حوائجهم؛ قال أَبو منصور: لو كان من العَرّ لقال لما یعُرُّك. و‌فی حدیث أَبی موسی: قال له علیّ، رضی الله عنه، و قد جاء یعود ابنَه الحَسَنَ: ما عَرَّنا بك أَیّها الشَّیْخُ؟أَی ما جاءنا بك. و یقال فی المثل: عُرَّ فَقْرَه بفِیه لعلّه یُلْهِیه؛ یقول: دَعْه و نَفْسَه لا تُعِنْه لعل ذلك یَشْغَلُه عما یصنع. و قال ابن الأَعرابی: معناه خَلِّه و غَیِّه إِذا لم یُطِعْكَ فی الإِرشاد فلعله یقع فی هَلَكة تُلْهیه و تشغله عنك. و المَعْرورُ أَیضاً: المقرور، و هو أَیضاً الذی لا یستقرّ. و رجل مَعْرورٌ: أَتاه ما لا قِوَام له معه. و عُرّا الوادی: شاطِئاه. و العُرُّ و العُرّةُ: ذَرْقُ الطیر. و العُرّةُ أَیضاً: عَذِرةُ الناس و البعرُ و السِّرْجِینُ؛ تقول منه: أَعَرَّت الدارُ. و عَرَّ الطیرُ یَعُرُّ عَرَّةً: سَلَحَ. و‌فی الحدیث إِیَّاكم و مُشارّةَ الناس فإِنها تُظْهِرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 558
العُرّةَ، و هی القذَر و عَذِرة الناس، فاستعِیر للمَساوِئِ و المَثالب. و‌فی حدیث سعد: أَنه كان یُدْمِلُ أَرْضَه بالعُرّة فیقول: مِكْتَلُ عُرّةٍ مكْتَلُ بُرٍّ.قال الأَصمعی: العُرّةُ عَذِرةُ الناس، و یُدْمِلُها: یُصْلِحها، و‌فی روایة: أَنه كان یَحْمِل مكیالَ عُرّةٍ إِلی أَرض له بمكة.و عَرَّ أَرْضه یَعُرُّها أَی سَمَّدَها، و التَّعْرِیرُ مثله. و منه‌حدیث ابن عمر: كان لا یَعُرُّ أَرْضَه‌أَی لا یُزَبِّلُها بالعُرَّة. و‌فی حدیث جعفر بن محمد، رضی الله عنهما: كُلْ سَبْعَ تَمَراتٍ من نَخْلةٍ غیرِ مَعْرورةٍ‌أَی غیر مُزَبَّلة بالعُرّة، و منه قیل: عَرَّ فلانٌ قومَه بشرٍّ إِذا لطّخهم؛ قال أَبو عبید: و قد یكون عرّهم بشرٍّ من العَرّ و هو الجَربُ أَی أَعْداهم شرُّه؛ و قال الأَخطل: و نَعْرُرْ بقوم عُرَّةً یكرهونها، و نَحْیا جمیعاً أَو نَمُوت فنُقْتَل و فلانٌ عُرّةٌ و عارُورٌ و عارُورةٌ أَی قَذِرٌ. و العُرّةُ: الأُبْنةُ فی العَصا و جمعها عُرَرٌ. و جَزورٌ عُراعِرٌ، بالضم، أَی سَمِینة. و عُرَّةُ السنام: الشحمةُ العُلیا، و العَرَرُ: صِغَرُ السنام، و قیل: قصرُه، و قیل: ذهابُه و هو من عیوب الإِبل، جمل أَعرُّ و ناقة عرّاء و عرّة؛ قال: تَمَعُّكَ الأَعَرّ لاقَی العَرّاء أَی تَمَعَّك كما یتمعك الأَعَرُّ، و الأَعَرُّ یُحِبُّ التمعُّكَ لذهاب سنامه یلتذّ بذلك؛ و قال أَبو ذؤیب: و كانوا السَّنامَ اجتُثَّ أَمْسِ، فقومُهم كعرّاءَ، بَعْدَ النَّیّ، راثَ رَبِیعُها و عَرَّ إِذا نقص. و قد عَرَّ یَعَرُّ: نقص سنامُه. و كَبْشٌ أَعَرُّ. لا أَلْیة له، و نعجة عَرّاء. قال ابن السكیت: الأَجَبُّ الذی لا سنام له من حادِثٍ، و الأَعَرُّ الذی لا سنام له من خلْقة. و فی كتاب التأْنیث و التذكیر لابن السكیت: رجل عارُورةٌ إِذا كان مشؤوماً، و جمل عارُورةٌ إِذا لم یكن له سنام، و فی هذا الباب رجل صارُورةٌ. و یقال: لقیت منه شرّاً و عَرّاً و أَنت شرٌّ منه و أَعَرُّ، و المَعَرَّةُ: الأَمر القبیح المكروه و الأَذی، و هی مَفْعلة من العَرّ. و عَرَّه بشرٍّ أَی ظلَمه و سبّه و أَخذ مالَه، فهو مَعْرُورٌ. و عَرَّه بمكروه یعُرُّه عَرّاً: أَصابَه به، و الاسم العُرَّة. و عَرَّه أَی ساءه؛ قال العجاج: ما آیبٌ سَرَّكَ إِلا سرَّنی نُصحاً، و لا عَرَّك إِلا عَرَّنی قال ابن بری: الرجز لرؤبة بن العجاج و لیس للعجاج كما أَورده الجوهری؛ قاله یخاطب بلال بن أَبی بردة بدلیل قوله: أَمْسی بِلالٌ كالرَّبِیعِ المُدْجِنِ أَمْطَرَ فی أَكْنافِ غَیْمٍ مُغْیِنِ، و رُبَّ وَجْهٍ من حراء مُنْحَنِ و قال قیس بن زهیر: یا قَوْمَنا لا تَعُرُّونا بداهیَةٍ، یا قومَنا، و اذكُروا الآباءَ و القُدمَا قال ابن الأَعرابی: عُرَّ فلانٌ إِذا لُقِّبَ بلقب یعُرُّه؛ و عَرَّه یعُرُّهُ إِذا لَقَّبه بما یَشِینُه؛ و عَرَّهم یعُرُّهم: شانَهُم. و فلان عُرّةُ أَهله أَی یَشِینُهم. و عَرَّ یعُرُّ إِذا صادَفَ نوبته فی الماء و غیره، و العُرَّی: المَعِیبةُ من النساء. ابن الأَعرابی: العَرَّةُ الخَلّةُ القبیحة. و عُرّةُ الجربِ و عُرّةُ النساء: فَضیحَتُهنّ و سُوءُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 559
عشْرتهنّ. و عُرّةُ الرجال: شرُّهم. قال إِسحق: قلت لأَحمد سمعت سفیان ذكَر العُرّةَ فقال: أَكْرَهُ بیعَه و شراءَه، فقال أَحمد: أَحْسَنَ؛ و قال ابن راهویه كما قال، و إِن احتاج فاشتراه فهو أَهْون لأَنه یُمْنَحُ. و كلُّ شی‌ءٍ باءَ بشی‌ءٍ، فهو له عَرَار؛ و أَنشدَ للأَعشی: فقد كان لهم عَرار و قیل: العَرارُ القَوَدُ. و عَرارِ، مثل قطام: اسم بقرة. و فی المثل: باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ، و هما بقرتان انتطحتا فماتتا جمیعاً؛ باءت هذه بهذه؛ یُضْرَب هذا لكل مستویین؛ قال ابن عنقاء الفزاری فیمن أَجراهما: باءَتْ عَرارٌ بكَحْلٍ و الرِّفاق معاً، فلا تَمَنَّوا أَمانیَّ الأَباطِیل و فی التهذیب: و قال الآخر فیما لم یُجْرِهما: باءَتْ عَرارِ بكَحْلَ فیما بیننا، و الحقُّ یَعْرفُه ذَوُو الأَلْباب قال: و كَحْل و عَرارِ ثورٌ و بقرة كانا فی سِبْطَینِ من بنی إِسرائیل، فعُقِر كَحْل و عُقِرت به عَرارِ فوقعت حرب بینهما حتی تَفانَوْا، فضُربا مثلًا فی التساوی. و تزوّجَ فی عَرارة نِساءٍ أَی فی نساءٍ یَلِدْن الذكور، و فی شَرِیَّةِ نساء یلدن الإِناث. و العَرَارةُ: الشدة؛ قال الأَخطل: إِن العَرارةَ و النُّبُوحَ لِدارِمٍ، و المُسْتَخِفُّ أَخُوهمُ الأَثْقالا و هذا البیت أَورده الجوهری للأَخطل و ذكر عجزه: و العِزُّ عند تكامُلِ الأَحْساب قال ابن بری: صدر البیت للأَخطل و عجزه للطرماح، فإن بیت الأَخطل كما أَوردناه أَولًا؛ و بیت الطرماح: إِن العرارة و النبوح لِطَیِّ‌ءٍ، و العز عند تكامل الأَحساب و قبله: یا أَیها الرجل المفاخر طیئاً، أَعْزَبْت لُبَّك أَیَّما إِعْزاب و‌فی حدیث طاووس: إِذا اسْتَعَرَّ علیكم شی‌ءٌ من الغَنم‌أَی نَدَّ و اسْتَعْصَی، من العَرارة و هی الشدة و سوء الخلق، و العَرَارةُ: الرِّفْعة و السُودَدُ. و رجل عُراعِرٌ: شریف؛ قال مهلهل: خَلَعَ المُلوكَ، و سارَ تحت لِوائِه شجرُ العُرا، و عُراعِرُ الأَقْوامِ شجر العرا: الذی یبقی علی الجدب، و قیل: هم سُوقة الناس. و العُراعِرُ هنا: اسم للجمع، و قیل: هو للجنس، و یروی عَراعِر، بالفتح، جمع عُراعِر، و عَراعِرُ القوم: ساداتُهم، مأْخوذ من عُرْعُرة الجبل، و العُراعِرُ: السید، و الجمع عَراعِرُ، بالفتح؛ قال الكمیت: ما أَنْتَ مِنْ شَجَر العُرا، عند الأُمورِ، و لا العَراعِرْ و عُرْعُرة الجبل: غلظه و معظمه و أَعلاه. و‌فی الحدیث: كتب یحیی بن یعمر إِلی الحجاج: إِنا نزلنا بعُرْعُرةِ الجبل و العدوُّ بحَضِیضِه؛ فعُرْعُرتُه رأْسه، و حَضِیضُه أَسفلُه. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز أَنه قال: أَجْمِلوا فی الطَلب فلو أَن رِزْقَ أَحدِكم فی عُرْعُرةِ جبلٍ أَو حَضِیض أَرض لأَتاه قبل أَن یموت.و عُرْعُرةُ كل شی‌ءٍ، بالضم: رأْسُه و أَعلاه. و عَرْعَرةُ الإِنسان: جلدةُ رأْسِه. و عُرْعرةُ السنامِ: رأْسُه و أَعلاه
لسان العرب، ج‌4، ص: 560
و غارِبُه، و كذلك عُرْعُرةُ الأَنف و عُرْعُرةُ الثورِ كذلك؛ و العراعِرُ: أَطراف الأَسْمِنة فی قول الكمیت: سَلَفی نِزار، إِذْ تحوّلت المَناسمُ كالعَراعرْ و عَرْعَرَ عینَه: فقأَها، و قیل: اقتلعها؛ عن اللحیانی. و عَرْعَرَ صِمامَ القارورة عَرْعرةً: استخرجه و حرّكه و فرّقه. قال ابن الأَعرابی: عَرْعَرْت القارورةَ إِذا نزعت منها سِدادَها، و یقال إِذا سَدَدْتها، و سِدادُها عُرعُرُها، و عَرعَرَتُها وِكاؤها. و فی التهذیب: غَرْغَرَ رأْسَ القارورة، بالغین المعجمة، و العَرْعَرةُ التحریك و الزَّعْزعةُ، و قال یعنی قارورةً صفْراء من الطیب: و صَفْراء فی وَكْرَیْن عَرْعَرْتُ رأْسَها، لأُبْلِی إِذا فارَقْتُ فی صاحبِی عُذْرا و یقال للجاریة العَذْراء: عَرَّاء. و العَرْعَر: شجرٌ یقال له الساسَم، و یقال له الشِّیزَی، و یقال: هو شجر یُعْمل به القَطِران، و یقال: هو شجر عظیم جَبَلیّ لا یزال أَخضرَ تسمیه الفُرْسُ السَّرْوُ. و قال أَبو حنیفة: للعَرْعَر ثمرٌ أَمثال النبق یبدو أَخضر ثم یَبْیَضُّ ثم یَسْوَدُّ حتی یكون كالحُمَم و یحلُو فیؤكل، واحدته عَرْعَرةٌ، و به سمی الرجل. و العَرَارُ: بَهارُ البَرِّ، و هو نبت طیب الریح؛ قال ابن بری: و هو النرجس البَرِّی؛ قال الصمّة بن عبد الله القشیری: أَقولُ لصاحِبی و العِیسُ تَخْدِی بنا بَیْنَ المُنِیفة فالضِّمَارِ «4»: تمَتَّعْ مِن شَمِیمِ عَرَارِ نَجْدٍ، فما بَعْدَ العَشِیَّة مِن عَرارِ أَلا یا حَبّذا نَفَحاتُ نَجْدٍ، و رَیّا رَوْضه بعد القِطَار شهورٌ یَنْقَضِینَ، و ما شَعَرْنا بأَنْصافٍ لَهُنَّ، و لا سِرَار [سَرَار واحدته عَرارة؛ قال الأَعشی: بَیْضاء غُدْوَتها، و صَفْراء العَشِیّة كالعَراره معناه أَن المرأَة الناصعةَ البیاض الرقیقةَ البشرة تَبْیَضّ بالغداة ببیاض الشمس، و تَصْفَرّ بالعشیّ باصفرارها. و العَرَارةُ: الحَنْوةُ التی یَتَیَمّن بها الفُرْسُ؛ قال أَبو منصور: و أَری أَن فرَس كَلْحَبةَ الیَرْبوعی سمیت عَرَارة بها، و اسم كلحبة هُبَیرة بن عبد مناف؛ و هو القائل فی فرسه عرارة هذه: تُسائِلُنی بنو جُشَمَ بنِ بكْرٍ: أَ غَرّاءُ العَرارةُ أَمْ یَهِیمُ؟ كُمَیتٌ غیرُ مُحْلفةٍ، و لكن كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ به الأَدِیمُ و معنی قوله: تسائلنی بنو جشم بن بكر أَی علی جهة الاستخبار و عندهم منها أَخبار، و ذلك أَن بنی جشم أَغارت علی بَلِیٍّ و أَخذوا أَموالهم، و كان الكَلْحَبةُ نازلًا عندهم فقاتَلَ هو و ابنُه حتی رَدُّوا أَموال بَلِیٍّ علیهم و قُتِلَ ابنُه، و قوله: كمیت غیر محلفة، الكمیت المحلف هو الأَحَمُّ و الأَحْوی و هما یتشابهان فی اللون حتی یَشُكّ فیهما البَصِیران، فیحلف أَحدُهما أَنه كُمَیْتٌ أَحَمُّ، و یحلف الآخرُ أَنه كُمَیت أَحْوَی، فیقول الكلحبة: فرسِی لیست من هذین اللونین و لكنها كلون الصِّرْف، و هو صبغ أَحمر تصبغ به الجلود؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاده أَ غَرّاءُ العَرادةُ، بالدال، و هو اسم فرسه، و قد ذكرت فی فصل عرد، و أَنشد
(4). قوله: [و العیس تخدی] فی یاقوت: تهوی بدل تخدی
لسان العرب، ج‌4، ص: 561
البیت أَیضاً، و هذا هو الصحیح؛ و قیل: العَرَارةُ الجَرادةُ، و بها سمیت الفرس؛ قال بشر: عَرارةُ هَبْوة فیها اصْفِرارُ و یقال: هو فی عَرارة خیرٍ أَی فی أَصل خیر. و العَرَارةُ: سوءُ الخلق. و یقال: رَكِبَ عُرْعُرَه إِذا ساءَ خُلُقه، كما یقال: رَكِبَ رَأْسَه؛ و قال أَبو عمرو فی قول الشاعر یذكر امرأَة: و رَكِبَتْ صَوْمَها و عُرْعُرَها أَی ساء خُلُقها، و قال غیره: معناه ركبت القَذِرَ من أَفْعالها. و أَراد بعُرْعُرها عُرَّتَها، و كذلك الصوم عُرَّةُ النعام. و نخلة مِعْرارٌ أَی محْشافٌ. الفراء: عَرَرْت بك حاجتی أَی أَنْزَلْتها. و العَرِیرُ فی الحدیث: الغَرِیبُ؛ و قول الكمیت: و بَلْدة لا یَنالُ الذئْبُ أَفْرُخَها، و لا وَحَی الوِلْدةِ الدَّاعِین عَرْعارِ أَی لیس بها ذئب لبُعْدِها عن الناس. و عِرَار: اسم رجل، و هو عِرَار بن عمرو بن شاس الأَسدی؛ قال فیه أَبوه: و إِنَّ عِرَاراً إِن یكن غیرَ واضحٍ، فإِنی أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنكِب العَمَمْ و عُرَاعِر و عَرْعَرٌ و العَرَارةُ، كلها: مواضع؛ قال إمرؤ القیس: سَمَا لَكَ شَوْقٌ بعد ما كان أَقْصرَا، و حَلَّت سُلَیْمی بَطْنَ ظَبْیٍ فعَرْعَرَا و یروی: … بطن قَوٍّ …؛ یخاطب نفسه یقول: سما شوقُك أَی ارتفع و ذهب بك كلَّ مذهب لِبُعْدِ مَن تُحِبُّه بعد ما كان أَقصر عنك الشوق لقُرْب المُحِبّ و دُنوِّه؛ و قال النابغة: زیدُ بن زید حاضِرٌ بعُراعِرٍ، و علی كُنَیْب مالِكُ بن حِمَار و منه مِلْحٌ عُراعِرِیّ. و عَرْعارِ: لُعْبة للصبیان، صِبْیانِ الأَعراب، بنی علی الكسرة و هو معدول من عَرْعَرَة مثل قَرْقارٍ من قَرْقَرة. و العَرْعَرة أَیضاً: لُعْبةٌ للصبیان؛ قال النابعة: یَدْعُو ولِیدُهُم بها عَرْعارِ لأَن الصبی إِذا لم یجد أَحداً رفَع صوتَه فقال: عَرْعارِ، فإِذا سَمِعُوه خرجوا إِلیه فلَعِبوا تلك اللُّعْبَةَ. قال ابن سیدة: و هذا عند سیبویه من بنات الأَربع، و هو عندی نادر، لأَن فَعالِ إِنما عدلت عن افْعل فی الثلاثی و مَكّنَ غیرُه عَرْعار فی الاسمیة. قالوا: سمعت عَرْعارَ الصبیان أَی اختلاطَ أَصواتهم، و أَدخل أَبو عبیدة علیه الأَلف و اللام فقال: العَرْعارُ لُعْبةٌ للصبیان؛ و قال كراع: عَرْعارُ لعبة للصبیان فأَعْرَبه، أَجراه مُجْرَی زینب و سُعاد.

عزر؛ ج4، ص: 561

: العَزْر: اللَّوْم. و عَزَرَهُ یَعْزِره عَزْراً و عَزَّرَه: ردَّه. و العَزْرُ و التَّعْزِیرُ: ضرب دون الحدّ لِمَنْعِه الجانِیَ من المُعاودَة و رَدْعِه عن المعصیة؛ قال: و لیس بتعزیرِ الأَمیرِ خَزایةٌ علیَّ، إِذا ما كنتُ غَیرَ مُرِیبِ و قیل: هو أَشدُّ الضرب. و عَزَرَه: ضَربَه ذلك الضَّرْب. و العَزْرُ: المنع. و العَزْرُ: التوقیف علی باب الدِّین. قال الأَزهری: و حدیث سعد یدل علی أَن التَّعْزِیرَ هو التوقیف علی الدین‌لأَنه قال: لقد رأَیْتُنی مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و ما لنا طعامٌ إِلَّا الحُبْلَةَ و وَرقَ السَّمُر، ثم أَصبَحتْ بنو سَعْدٍ تُعَزِّرُنی
لسان العرب، ج‌4، ص: 562
علی الإِسلام، لقد ضَلَلْتُ إِذاً و خابَ عَمَلی؛ تُعَزِّرُنی علی الإِسلام أَی تُوَقِّفُنی علیه، و قیل: تُوَبِّخُنی علی التقصیر فیه. و التَّعْزِیرُ: التوقیفُ علی الفرائض و الأَحكام. و أَصل التَّعْزیر: التأْدیب، و لهذا یسمی الضربُ دون الحد تَعْزیراً إِنما هو أَدَبٌ. یقال: عَزَرْتُه و عَزَّرْتُه، فهو من الأَضداد، و عَزَّرَه: فخَّمه و عظَّمه، فهو نحْوُ الضد. و العَزْرُ: النَّصْرُ بالسیف. و عَزَرَه عَزْراً و عَزَّرَه: أَعانَه و قوَّاه و نصره. قال الله تعالی: تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ، و قال الله تعالی: وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ؛ جاء فی التفسیر أَی لِتَنْصُروه بالسیف، و من نصر النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فقد نَصَرَ الله عزَّ و جل. وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ: عَظَّمْتموهم، و قیل: نصَرْتُموهم؛ قال إِبراهیم بن السَّریّ: و هذا هو الحق، و الله تعالی أَعلم، و ذلك أَن العَزْرَ فی اللغة الرَّدُّ و المنع، و تأْویل عَزَرْت فلاناً أَی أَدَّبْتُه إِنما تأْویله فعلت به ما یَرْدَعُه عن القبیح، كما أن نَكَّلْت به تأْویله فعلت به ما یجب أَن یَنْكَل معه عن المُعاودة؛ فتأْویل عَزَّرْتُموهم نصَرْتُموهم بأَن تردُّوا عنهم أَعداءَهم، و لو كان التَّعْزیرُ هو التَّوْقِیر لكان الأَجْوَدُ فی اللغة الاستغناءَ به، و النُّصْرةُ إِذا وجبت فالتعظیمُ داخلٌ فیها لأَن نصرة الأَنبیاء هی المدافعة عنهم و الذب عن دِینِم و تعظیمُهم و توقیرُهم؛ قال: و یجوز تَعْزِرُوه، من عَزَرْتُه عَزْراً بمعنی عَزَّرْته تعزیراً. و التعزیر فی كلام العرب: التوقیرُ، و التَّعْزِیرُ: النَّصْرُ باللسان و السیف. و‌فی حدیث المبعث: قال وَرَقَةُ بن نَوْفَلٍ: إِنْ بُعِثَ و أَنا حیٌّ فسَأُعَزِّرهُ و أَنْصُرُه؛ التَّعْزیرُ هاهنا: الإِعانةُ و التوقیرُ و النصرُ مرة بعد مرة، و أَصل التعزیر: المنعُ و الردُّ، فكأَن مَن نصَرْتَه قد رَدَدْتَ عنه أَعداءَه و منعتهم من أَذاه، و لهذا قیل للتأْدیب الذی هو دون الحدّ: تَعْزیر، لأَنه یمنع الجانیَ أَن یُعاوِدَ الذنب. و عَزَرَ المرأَةَ عَزْراً: نكَحَها. و عَزَرَه عن الشی‌ء: منَعَه. و العَزْرُ و العَزیرُ: ثمنُ الكلإِ إِذا حُصِدَ و بِیعَتْ مَزارِعُه سَوادیّة، و الجمع العَزائرُ؛ یقولون: هل أَخذتَ عَزیرَ هذا الحصید؟ أَی هل أَخذت ثمن مراعیها، لأَنهم إِذا حصدوا باعوا مراعِیَها. و العَزائِرُ و العَیازِرُ: دُونَ العِضَاه و فوق الدِّق كالثُّمام و الصَّفْراء و السَّخْبر، و قیل: أُصول ما یَرْعَوْنَه من سِرّ الكلإِ كالعَرفَج و الثُّمام و الضَّعَة و الوَشِیج و السَّخْبَر و الطریفة و السَّبَطِ، و هو سِرُّ ما یَرْعَوْنَه. و العَیزارُ: الصُّلْبُ الشدید من كل شی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی. و مَحالةٌ عَیْزارَةٌ: شدیدةُ الأَسْرِ، و قد عَیْزَرَها صاحِبُها؛ و أَنشد: فابتغ ذاتَ عَجَلٍ عَیَازِرَا، صَرَّافةَ الصوتِ دَمُوكاً عاقِرَا و العَزَوَّرُ: السی‌ء الخلُق. و العَیزار: الغلامُ الخفیف الروح النشیطُ، و هو اللَّقِنُ الثَّقِفُ اللَّقِفُ، و هو الریشة «5». و المُماحِل و المُمانی. و العَیزارُ و العَیزارِیَّةُ: ضَرْبٌ من أَقداح الزُّجاج. و العَیازِرُ: العِیدانُ؛ عن ابن الأَعرابی: و العَیزارُ: ضَرْبٌ من الشجر، الواحدة عَیزارةٌ. و العَوْزَرُ: نَصِیُّ الجبل؛ عن أَبی حنیفة. و عازَرٌ [عازِرٌ و عَزْرة و عَیزارٌ و عَیزارة و عَزْرانُ: أَسماء. و الكُرْكیّ یُكْنَی أَبا العَیزار؛ قال الجوهری: و أَبو العَیزار كنیة طائر طویل العنق تراه أَبداً فی الماء الضَّحْضاح یسمی السَّبَیْطَر. و عَزَرْتُ الحِمارَ:
(5). قوله: [و هو الریشة] كذا بالأَصل بهذا الضبط. و فی القاموس: و الورش ككتف النشیط الخفیف، و الأنثی و ریشة
لسان العرب، ج‌4، ص: 563
أَوْقَرْته. و عُزَیرٌ: اسم نبی. و عُزَیرٌ: اسم ینصرف لخفته و إِن كان أَعجمیّاً مثل نوح و لوط لأَنه تصغیر عَزْر. ابن الأَعرابی: هی العَزْوَرةُ و الحَزْوَرةُ و السَّرْوَعةُ و القائِدةُ: للأَكَمة. و فی الحدیث ذكر عَزْوَر، بفتح العین و سكون الزای و فتح الواو، ثَنِیَّةُ الجُحْفَة و علیها الطریق من المدینة إِلی مكة، و یقال فیه عَزُورا.

عسر؛ ج4، ص: 563

: العسْر و العُسُر: ضد الیُسْر، و هو الضّیق و الشدَّة و الصعوبة. قال الله تعالی: سَیَجْعَلُ اللّٰهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْراً، و قال فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً؛روی عن ابن مسعود أَنه قرأَ ذلك و قال: لا یَغْلِبُ عُسْرٌ یُسْرَینِ؛ و سئل أَبو العباس عن تفسیر قول ابن مسعود و مُرادِه من هذا القول فقال: قال الفراء العرب إِذا ذكرت نكرة ثم أَعادتها بنكرة مثلها صارتا اثنتین و إِذا أَعادتها بمعرفة فهی هی، تقول من ذلك: إِذا كَسَبْت دِرْهماً فأَنْفِقْ دِرْهماً فالثانی غیر الأَول، و إِذا أَعَدْتَه بالأَلف و اللام فهی هی، تقول من ذلك: إِذا كسبت درهماً فأَنْفِق الدرهم فالثانی هو الأَول. قال أَبو العباس: و هذا معنی قول ابن مسعود لأَن الله تعالی لما ذكر العُسْر ثم أَعاده بالأَلف و اللام علم أَنه هو، و لما ذكر یسراً ثم أَعاده بلا أَلف و لام عُلِم أَن الثانی غیر الأَول، فصار العسر الثانی العسر الأَول و صار یُسْرٌ ثانٍ غیر یُسرٍ بدأَ بذِكْرِه، و یقال: إِن الله جلَّ ذِكْرُه أَراد بالعُسْر فی الدنیا علی المؤمن أَنه یُبْدِلهُ یُسْراً فی الدنیا و یسراً فی الآخرة، و الله تعالی أَعلم. قال الخطابی: العُسْرُ بَیْنَ الیُسْرَینِ إِمّا فَرَجٌ عاجلٌ فی الدنیا، و إِما ثوابٌ آجل فی الآخرة. و‌فی حدیث عُمَر أَنه كتب إِلی أَبی عبیدة و هو محصور: مهما تنزلْ بامرِئٍ شَدِیدةٍ یَجْعَلِ الله بعدَها فَرَجاً فإِنه لن یغلب عُسْرٌ یُسْرَینِ.و‌قیل: لو دخلَ العُسْرُ جُحْراً لَدَخَل الیُسْرُ علیه؛ و ذلك أَن أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كانوا فی ضِیقٍ شدید فأَعْلَمَهم الله أَنه سیَفْتَحُ علیهم، ففتح الله علیهم الفُتوحَ و أَبْدَلَهم بالعُسْر الذی كانوا فیه الیُسْرَ، و قیل فی قوله: فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْریٰ، أَی للأَمر السهل الذی لا یَقْدِرُ علیه إِلا المؤمنون. و قوله عز و جل: فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْریٰ؛ قالوا: العُسْرَی العذابُ و الأَمرُ العَسِیرُ. قال الفراء: یقول القائل كیف قال الله تعالی: فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْریٰ؟ و هل فی العُسْرَی تَیْسیرٌ؟ قال الفراء: و هذا فی جوازه بمنزلة قوله تعالی: وَ بَشِّرِ الَّذِینَ كَفَرُوا بِعَذٰابٍ أَلِیمٍ؛ و البِشارةُ فی الأَصل تقع علی المُفَرِّحِ السارّ، فإِذا جمعتَ كلَّ أَمرٍ فی خیر و شر جاز التبشیرُ فیهما جمیعاً. قال الأَزهری: و تقول قابِلْ غَرْبَ السانیة لقائدها إِذا انتهی الغَرْب طالعاً من البئر إِلی أَیدی القابل، و تَمَكَّنَ من عَراقِیها، أَلا و یَسِّر السانیةَ أَی اعطف رأْسَها كی لا یُجاوِر المَنْحاة فیرتفع الغرْبُ إِلی المَحالة و المِحْورِ فینخرق، و رأَیتهم یُسَمُّون عَطْفَ السانیةِ تَیْسِیراً لما فی خلافه من التَّعْسیر؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَبی تُذَكِّرُنِیهِ كلُّ نائبةٍ، و الخیرُ و الشرُّ و الإِیسارُ و العُسُرُ و یجوز أَن یكون العُسُر لغة فی العُسْر، كما قالوا: القُفُل فی القُفْل، و القُبُل فی القُبْل، و یجوز أَن یكون احتاج فثقل، و حسّن له ذلك إِتباعُ الضمِّ الضمَّ. قال عیسی بن عمر: كل اسم علی ثلاثة أَحرف أَوله مضموم و أَوسطُه ساكن، فمن العرب من یُثَقِّلُه و منهم من یخففه، مثل عُسْر و عُسُر و حُلْم و حُلُم. و العُسْرةُ و المَعْسَرةُ و المَعْسُرةُ و العُسْرَی: خلاف
لسان العرب، ج‌4، ص: 564
المَیْسَرة، و هی الأُمور التی تَعْسُر و لا تَتَیَسَّرُ، و الیُسْرَی ما اسْتَیْسَرَ منها، و العُسْری تأْنیث الأَعْسَر من الأُمور. و العرَبُ تضع المَعْسورَ موضع العُسْرِ، و المَیْسورَ موضعَ الیُسْر، و یجعل المفعول فی الحرفین كالمصدر. قال ابن سیدة: و المَعْسورُ كالعُسْر، و هو أَحد ما جاء من المصادر علی مثال مفعول. و یقال: بلغْتُ مَعْسورَ فلانٍ إِذا لم تَرْفُقْ به. و قد عَسِرَ الأَمرُ یَعْسَر عَسَراً، فهو عَسِرٌ، و عَسُرَ یَعْسُر عُسْراً و عَسارَةً، فهو عَسِیر: الْتاثَ. و یوم عَسِرٌ و عَسِیرٌ: شدیدٌ ذو عُسْرٍ. قال الله تعالی فی صفة یوم القیامة: فَذٰلِكَ یَوْمَئِذٍ یَوْمٌ عَسِیرٌ عَلَی الْكٰافِرِینَ غَیْرُ یَسِیرٍ. و یوم أَعْسَر أَی مشؤوم؛ قال معقل الهذلی: و رُحْنا بقومٍ من بُدالة قُرّنوا، و ظلّ لهم یومٌ من الشَّرِّ أَعْسَرُ فسَّر أَنه أَراد به أَنه مشؤوم. و حاجة عَسِیر و عَسِیرة: مُتَعَسِّرة؛ أَنشد ثعلب: قد أَنْتَحِی للحاجة العَسِیرِ، إِذ الشَّبابُ لَیّنُ الكُسورِ قال: معناه للحاجة التی تعسر علی غیری؛ و قوله: إِذ الشاب لین الكسور أَی إِذ أَعضائی تُمَكِّنُنی و تُطاوِعُنی، و أَراد قد انتحیت فوضع الآتی موضع الماضی. و تعسَّر الأَمر و تعاسَرَ، و اسْتَعْسَرَ: اشتدّ و الْتَوَی و صار عَسِیراً. و اعْتَسَرْت الكلامَ إِذا اقْتَضَبْته قبل أَن تُزَوِّرَه و تُهَیِّئَه؛ و قال الجعدی: فَذَرْ ذا و عَدِّ إِلی غیرِه، فشَرُّ المَقالةِ ما یُعْتَسَرْ قال الأَزهری: و هذا من اعْتِسارِ البعیر و رُكوبه قبل تذلیله. و یقال: ذهبت الإِبلُ عُسارَیاتٍ و عُسارَی، تقدیر سُكارَی، أَی بعضُها فی إِثر بعض. و أَعْسَرَ الرجلُ: أَضاق. و المُعْسِر: نقیض المُوسِر. و أَعْسَر، فهو مُعْسِر: صار ذا عُسْرَةٍ و قلَّةِ ذاتِ ید، و قیل: افتقر. و حكی كُراع: أَعْسَرَ إِعْساراً و عُسْراً، و الصحیح أَن الإِعْسارَ المصدرُ و أَن العُسْرة الاسم. و فی التنزیل: وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلیٰ مَیْسَرَةٍ؛ و العُسْرةُ: قِلّة ذات الید، و كذلك الإِعْسارُ. و اسْتَعْسَرَه. طلب مَعْسورَه. و عَسَرَ الغریمَ یَعْسِرُه و یَعْسُره عُسْراً و أَعْسَرَه: طلب منه الدَّیْنَ علی عُسْرة و أَخذه علی عُسْرة و لم یرفُق به إِلی مَیْسَرَتِه. و العُسْرُ: مصدر عَسَرْتُه أَی أَخذته علی عُسْرة. و العُسْر، بالضم: من الإِعْسار، و هو الضِّیقُ. و المِعْسَر: الذی یُقَعِّطُ علی غریمه. و رجل عَسِرٌ بیِّن العَسَرِ: شَكسٌ، و قد عاسَرَه؛ قال: بِشْرٌ أَبو مَرْوانَ إِن عاسَرْتَه عَسِرٌ، و عند یَسارِه مَیْسورُ و تَعَاسَرَ البَیِّعان: لم یتَّفِقا، و كذلك الزوجان. و فی التنزیل: وَ إِنْ تَعٰاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْریٰ. و أَعْسَرت المرأَةُ و عَسَرَتْ: عَسُرَ علیها وِلادُها، و إِذا دُعِیَ علیها قیل: أَعْسَرت و آنَثَتْ، و إِذا دُعِیَ لها قیل: أَیْسَرَت و أَذْكَرَتْ أَی وضعت ذَكَراً و تیسَّر علیها الولادُ. و عَسَرَ الزمانُ: اشتدّ علینا. و عَسَّرَ علیه: ضَیَّق؛ حكاها سیبویه. و عَسَر علیه ما فی بطنه: لم یخرج. و تَعَسَّر: التَبَسَ فلم یُقْدَرْ علی تخلیصه، و الغین المعجمة لغة. قال ابن المُظَفَّرِ: یقال للغزل إِذا التبس فلم یقدر علی تخلیصه قد تغَسَّر، بالغین، و لا یقال بالعین إِلَّا تحشُّماً؛ قال
لسان العرب، ج‌4، ص: 565
الأَزهری: و هذا الذی قاله ابن المظفر صحیح و كلام العرب علیه، سمعته من غیر واحد منهم. و عَسَرَ علیه عُسْراً و عَسَّرَ: خالَفَه. و العُسْرَی: نقیض الیُسْرَی. و رجل أَعْسَرُ یَسَرٌ. یعمل بیدیه جمیعاً فإِن عَمِل بیده الشِّمال خاصة، فهو أَعْسَرُ بیّن العَسَر، و المرأَة عَسْراء، و قد عَسَرَتْ عَسَراً «1»؛ قال: لها مَنْسِمٌ مثلُ المَحارةِ خُفُّه، كأَن الحَصی، مِن خَلْفِه، خَذْفُ أَعْسَرا و یقال: رجل أَعْسَرُ و امرأَة عَسْراء إِذا كانت قوّتُهما فی أَشْمُلِهما و یَعْمَلُ كل واحد منهما بشماله ما یعمَلُه غیرُه بیمینه. و یقال للمرأَة عَسْراء یَسَرَةٌ إِذا كانت تعمل بیدیها جمیعاً، و لا یقال أَعْسَرُ أَیْسَرُ و لا عَسْراء یَسْراء للأُنثی، و علی هذا كلام العرب. و یقال من الیُسر: فی فلان یَسَرة.و كان عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، أَعْسَرَ یَسَراً.و‌فی حدیث رافع بن سالم: إِنا لنرتمی فی الجَبّانةِ و فینا قومٌ عُسْرانٌ یَنْزِعُونَ نَزْعاً شدِیداً؛ العُسْرانُ جمع الأَعْسَر و هو الذی یعمل بیده الیُسْرَی كأَسْودَ و سُودانٍ. یقال: لیس شَیْ‌ءٌ أَشَدُّ رَمْیاً من الأَعْسَرِ. و منه‌حدیث الزَّهْری: أَنه كان یَدَّعِمُ علی عَسْرائِه؛ العَسْراء تأْنیث الأَعْسَر: الید العَسْراء، و یحتمل أَنه كان أَعْسَرَ. و عُقابٌ عَسْراءُ: رِیشُها من الجانب الأَیْسر أَكثر من الأَیمن، و قیل: فی جناحها قَوادِمُ بیضٌ. و العَسْراء: القادمةُ البیضاء؛ قال ساعدة بن جؤیة: و عَمَّی علیه الموتَ یأْتی طَرِیقَه سِنانٌ، كَعَسْراء العُقابِ، و مِنْهَبُ و یروی: … یأْبی طریقه یعنی عُیَیْنة. و مِنْهَبٌ: فرس ینتهب الجری، و قیل: هو اسم لهذا الفرس. و حَمامٌ أَعْسَرُ: بجناحهِ من یَسارِه بیاضٌ. و المُعاسَرةُ: ضدُّ المُیاسَرة، و التعاسُر، ضدّ التیاسُر، و المَعْسورُ: ضد المَیْسور، و هما مصدران، و سیبویه یقول: هما صفتان و لا یجی‌ء عنده المصدرُ علی وزن مفعول البتة، و یتأَول قولهم: دَعْه إِلی مَیْسورِه و إِلی مَعْسورِه. یقول: كأَنه قال دعه إِلی أَمر یُوسِرُ فیه و إِلی أَمر یُعْسِرُ فیه، و یتأَول المعقول أَیضاً. و العَسَرةُ: القادمةُ البیضاء، و یقال: عُقابٌ عَسْراء فی یدِها قَوادِم بیض. و‌فی حدیث عثمان: أَنه جَهَّزَ جَیْشَ العُسْرةِ؛ هو جیش غزوة تَبوك، سمی بها لأَنه نَدَبَ الناسَ إِلی الغَزْوِ فی شدة القیظ، و كان وقت إِیناع الثمرة و طِیب الظِّلال، فعَسُر ذلك علیهم و شقَّ. و عَسَّرَنی فلانٌ و عَسَرَنی یَعْسِرْنی عَسْراً إِذا جاء عن یَسارِی. و عَسَرْتُ الناقةَ عَسْراً إِذا أَخذتها من الإِبل. و اعْتَسَرَ الناقة: أَخذَها رَیِّضاً قبل أَن تذلل بخَطْمِها و رَكِبَها، و ناقة عَسِیرٌ: اعْتُسِرت من الإِبل فرُكِبَت أَو حُمِلَ علیها و لم تُلَیَّنْ قبل، و هذا علی حذف الزائد، و كذلك ناقة عَیْسَرٌ و عَوْسَرانةٌ و عَیْسَرانةٌ؛ و بعیر عَسِیرٌ و عَیْسُرانٌ «2». و عَیْسُرانیٌّ. قال الأَزهری: و زعم اللیث أَن العَوْسَرانیّة و العَیْسَارنِیَّة من النوق التی تُركَب قبل أَن تُراضَ؛ قال: و كلام العرب علی غیر ما قال اللیث؛ قال الجوهری: و جمل عَوْسَرانیّ. و العَسِیرُ: الناقة التی لم تُرَضْ. و العَسِیرُ: الناقة التی لم تَحْمِل سَنَتها. و العَسِیرةُ: الناقة إِذا اعْتاطت فلم تحمل عامها، و فی
(1). قوله: [و قد عسرت عسراً] كذا بالأَصل بهذا الضبط. و عبارة شارح القاموس؛ و قد عسرت، بالفتح، عسراً، بالتحریك، هكذا هو مضبوط فی سائر النسخ انتهی. و عبارة المصباح: و رجل أَعسر یعمل بیساره، و المصدر عسر من باب تعب (2). قوله: [و عیسران] هو بضم السین و ما بعده بضمها و فتحها كما فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌4، ص: 566
التهذیب بغیر هاء. و قال اللیث: العَسِیرُ الناقة التی اعتاطت فلم تحمل سنتها، و قد أَعْسَرتْ و عُسِرَت؛ و أَنشد قول الأَعشی: و عَسِیرٍ أَدْماءَ حادرةِ العینِ خَنُوفٍ عَیْرانةٍ شِمْلال قال الأَزهری: تفسیرُ اللیث للعَسِیر أَنها الناقة التی اعتاطت غیرُ صحیح، و العَسِیرُ من الإِبل، عند العرب: التی اعْتُسِرت فرُكِبَت و لم تكن ذُلِّلَت قبل ذلك و لا رِیضَت، و كذا فسره الأَصمعی؛ و كذلك قال ابن السكیت فی تفسیر قوله: و رَوْحَةِ دُنْیا بین حَیَّیْنِ رُحْتُها، أَسِیرُ عَسِیراً أَو عَروضاً أَرُوضُها قال: العَسِیرُ الناقةُ التی رُكِبَت قبل تذلیلها. و عَسَرت الناقةُ تَعْسِر عَسْراً و عَسَراناً، و هی عاسِرٌ و عَسیرٌ: رَفَعت ذَنبها فی عَدْوِها؛ قال الأَعشی: بِناجِیةٍ، كأَتان الثَّمِیل، تُقَضِّی السُّرَی بعد أَیْنٍ عَسِیرَا و عَسَرَت، فهی عاسِرٌ، رفَعَت ذنبها بعد اللّقاح. و العَسْرُ: أَن تَعْسِرَ الناقة بذنبها أَی تَشُولَ به. یقال: عَسَرت به تَعْسِر عَسْراً؛ قال ذو الرمة: إِذا هی لم تَعْسِرْ به ذَنَّبَتْ به، تُحاكی به سَدْوَ النَّجاءِ الهَمَرْجَلِ و العَسَرانُ: أَن تَشولَ الناقةُ بذنبها لتُرِی الفحلَ أَنها لاقح، و إِذا لم تَعْسِرْ و ذنَّبَت به فهی غیرُ لاقح. و الهَمَرْجَلُ: الجمل الذی كأَنه یدحُو بیدیه دَحْواً. قال الأَزهری: و أَما العاسِرةُ من النوق فهی التی إِذا عَدَتْ رفعت ذنبها، و تفعل ذلك من نشاطها، و الذِّئب یفعل ذلك؛ و منه قول الشاعر: إِلَّا عَواسِرَ، كالقِداحِ، مُعِیدة باللیل مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ أراد بالعَواسِر الذئابَ التی تَعْسِرُ فی عَدْوِها و تُكَسِّر أَذنابها. و ناقة عَوْسَرانِیَّة إِذا كان من دَأْبِها تَكْسِیرُ ذنبِها و رَفْعُه إِذا عَدَتْ؛ و منه قول الطرماح: عَوْسَرانِیّة إِذا انْتَقَضَ الخِمْسُ نَفاضَ الفَضِیض أَیَّ انْتِفاض الفَضِیضُ: الماء السائل؛ أَراد أَنها ترفع ذنبها من النشاط و تعدُو بعد عطشها و آخر ظمئها فی الخمس. و العَسْرَی و العُسْرَی: بَقْلة؛ و قال أَبو حنیفة: هی البقلة إِذا یبست؛ قال الشاعر: و ما مَنعاها الماءَ إِلا ضَنانَةً بأَطْرافِ عَسْری، شَوْكُها قد تَخَدَّدا و العَیْسُرانُ: نَبْتٌ. و العَسْراء: بنت جریر بن سعید الرِّیاحِیّ. و اعْتَسَرَه: مثل اقْتَسَرَه؛ قال ذو الرمة: أُناسٌ أَهْلَكُوا الرُّؤَساءَ قَتْلًا، و قادُوا الناسَ طَوْعاً و اعْتِسارا قال الأَصمعی: عَسَرَه و قَسَرَه واحدٌ. و اعْتَسرَ الرجلُ من مالِ ولده إِذا أَخذ من ماله و هو كاره. و‌فی حدیث عمر: یَعْتَسِرُ الوالدُ من مال ولده‌أَی یأْخذُه منه و هو كاره، من الاعْتِسارِ و هو الاقْتِسارُ و القَهْر، و یروی بالصاد؛ قال النضر فی هذا الحدیث رواه بالسین و قال: معناه و هو كارهٌ؛ و أَنشد: مُعْتَسِر الصُّرْم أَو مُذِلّ و العُسُرُ: أَصحابُ البُتْرِیّة فی التقاضِی و العملِ. و العِسْرُ: قبیلة من قبائل الجن؛ قال بعضهم فی قول
لسان العرب، ج‌4، ص: 567
ابن أَحمر: و فِتْیان كجِنّة آل عِسْرِ إِنّ عِسْرَ قبیلة من الجن، و قیل: عِسْر أَرض تسكنها الجن. و عِسْر فی قول زهیر: موضع: كأَنّ علیهمُ بِجُنوبٍ عِسْر و فی الحدیث ذكر العَسِیر، هو بفتح العین و كسر السین، بئر بالمدینة كانت لأَبی أُمَیَّة المخزومی سماها النبی، صلی الله علیه و سلم، بِیَسِیرة، و الله تعالی أَعلم.

عسبر؛ ج4، ص: 567

: العُسْبرُ: النَّمِرُ، و الأُنثی بالهاء. و العُسْبُور و العُسْبُورةُ: ولد الكلب من الذئبة. و العِسْبارُ و العِسْبارةُ: ولد الضبع من الذئب، و جمعه عَسابِرُ. قال الجوهری: العِسْبارةُ ولد الضبع، الذكرُ و الأُنثی فیه سواءٌ. و العِسْبارُ: ولدُ الذئبِ؛ فأَما قول الكمیت: و تَجَمَّع المُتَفَرِّقُون من الفَراعِل و العَسابِرْ فقد یكون جمع العُسْبُر، و هو النمر، و قد یكون جمع عِسْبار، و حذفت الیاء للضرورة. و الفُرْعُلُ: ولد الضبع من الضِّبْعان، قال ابن بَحْر: رَماهم بأَنهم أَخْلاطٌ مُعَلْهَجُون. و العُسْبُرة و العُسْبُورة: الناقةُ النجیبة، و قیل: السریعة من النجائب؛ و أَنشد: لقد أَرانِیَ، و الأَیَّامُ تُعْجِبُنی، و المُقْفِراتُ بها الخُورُ العسابِیرُ قال الأَزهری: و الصحیح العُبْسُورة، الباء قیل السین، فی نعت الناقة؛ قال: و كذلك رواه أَبو عبید عن أَصحابه. ابن سیدة: و ناقة عُسْبُرٌ و عُسْبُورٌ شدیدة سریعة.

عسجر؛ ج4، ص: 567

: العَیْسَجُور: الناقة الصُّلْبة، و قیل: هی الناقة السریعة القَوِیَّة، و الاسم العَسْجَرة. و العَیْسَجُور: السِّعلاة، و عَسْجَرتُها خُبْثُها، و إِبل عَساجِیرُ: و هی المتتابعة فی سیرها. و العَسْجَرُ: المِلْحُ. و عَسْجَرَ عَسْجَرَةً إِذا نظر نظراً شدیداً. و عَسْجَرَت الإِبلُ: استمرّت فی سیرها. و العَیْسَجُور: الناقةُ الكریمة النسب، و قیل: هی التی لم تُنْتَج قط، و هو أَقوی لها.

عسقر؛ ج4، ص: 567

: الأَزهری: قال المؤرج رجل مُتَعَسْقرٌ إِذا كان جَلْداً صبُوراً؛ و أَنشد: و صِرْتَ مملوكاً بقاعٍ قَرْقَرِ، یَجْرِی علیك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ یا لَك من قُنْبُرةٍ و قُنْبُرِ كنْت علی الأَیَّامِ فی تعَسْقُرِ أَی صَبْرٍ و جَلادةٍ. و التَّهَرْهُرُ: صوت الریح، تَهَرْهَرت و هَرْهَرت واحدٌ؛ قال الأَزهری: و لا أَدری من روی هذا عن المؤرج و لا أَثق به.

عسكر؛ ج4، ص: 567

: العَسْكَرةُ: الشدة و الجدب؛ قال طرفة: ظلَّ فی عَسْكَرةٍ من حُبِّها، و نأَتْ شَحْطَ مَزارِ المُدَّكِرْ أَی ظلّ فی شدة من حُبّها، و الضمیر فی نأَت یعود علی محبوبته، و قوله: … شَحْطَ مَزارِ المُدَّكر أَراد یا شحطَ مزار المُدّكر. و العَسْكَرُ: الجمع، فارسی؛ قال ثعلب: یقال العَسْكَرُ مُقْبِلٌ و مُقْبِلون، فالتوحید علی الشخص، كأَنك قلت: هذا الشخص مقبل، و الجمع علی جماعتهم، و عندی أَن الإِفراد علی اللفظ و الجمع علی المعنی.
لسان العرب، ج‌4، ص: 568
و قال ابن الأَعرابی: العَسْكر الكثیرُ من كل شی‌ء. یقال: عَسْكَرٌ من رجال و خیل و كلاب. و قال الأَزهری: عَسْكَرُ الرجلِ جماعةُ مالِه و نَعَمِه؛ و أَنشد: هل لَك فی أَجْرٍ عَظِیمٍ تُؤْجَرُهْ، تُعِینُ مِسْكِیناً قَلِیلًا عَسْكَرُهْ؟ عَشْرُ شِیَاهٍ سَمْعُه و بَصَرُهْ، قد حدَّثَ النَّفسَ بِمصْرٍ یَحْضُرُهُ و عَساكِرُ الهَمِّ: ما رَكِبَ بعضه بعضاً و تتابع. و إِذا كان الرجلُ قلیلَ الماشیة قیل: إِنه لقلیل العَسْكَرِ. و عَسْكَرُ اللیلِ: ظلمته؛ و أَنشد: قد وَرَدَتْ خَیْلُ بنی العجَّاجِ، كأَنها عَسْكَرُ لَیْلٍ داجِ و عَسْكَرَ اللیلُ: تَراكَمَتْ ظُلْمتُه. و عَسْكَرَ بالمكان: تجمَّع. و العَسْكَر: مُجْتَمَعُ الجیش. و العَسْكَرانِ: عرفةُ و مِنی. و العَسْكَرُ: الجَیْش؛ و عَسْكَرَ الرجلُ، فهو مُعَسْكِرٌ، و الموضع مُعَسْكَرٌ، بفتح الكاف. و العَسْكَرُ و المُعَسْكَر: موضعان. و عَسْكَر مُكْرَم: اسم بلد معروف، و كأَنه معرب.

عشر؛ ج4، ص: 568

: العَشَرة: أَول العُقود. و العَشْر: عدد المؤنث، و العَشَرةُ: عدد المذكر. تقول: عَشْرُ نِسْوة و عَشَرةُ رجال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرین استوی المذكر و المؤنث فقلت: عِشْرون رجلًا و عِشْرون امرأَة، و ما كان من الثلاثة إِلی العَشَرة فالهاء تلحقه فیما واحدُه مذكر، و تحذف فیما واحدُه مؤنث، فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ و ذكّرت المؤنث، و حذفت الهاء فی المذكر فی العَشَرة و أَلْحَقْتها فی الصَّدْر، فیما بین ثلاثةَ عشَر إِلی تسعة عشَر، و فتحت الشین و جعلت الاسمین اسماً واحداً مبنیّاً علی الفتح، فإِذا صِرْت إِلی المؤنث أَلحقت الهاء فی العجز و حذفتها من الصدر، و أَسكنت الشین من عَشْرة، و إِن شئت كَسَرْتها، و لا یُنْسَبُ إِلی الاسمین جُعِلا اسماً واحداً، و إِن نسبت إِلی أَحدهما لم یعلم أَنك ترید الآخر، فإن اضطُرّ إلی ذلك نسبته إلی أَحدهما ثم نسبته إلی الآخر، و من قال أَرْبَعَ عَشْرة قال: أَرْبَعِیٌّ عَشَرِیٌّ، بفتح الشین، و مِنَ الشاذ فی القراءة: فانْفَجَرَت منه اثنتا عَشَرة عَیْناً، بفتح الشین؛ ابن جنی: وجهُ ذلك أَن أَلفاظ العدد تُغَیَّر كثیراً فی حدّ التركیب، أَ لا تراهم قالوا فی البَسِیط: إِحْدی عَشْرة، و قالوا: عَشِرة و عَشَرة، ثم قالوا فی التركیب: عِشْرون؟ و من ذلك قولهم ثلاثون فما بعدها من العقود إِلی التسعین، فجمعوا بین لفظ المؤنث و المذكر فی التركیب، و الواو للتذكیر و كذلك أُخْتُها، و سقوط الهاء للتأْنیث، و تقول: إِحْدی عَشِرة امرأَة، بكسر الشین، و إِن شئت سكنت إِلی تسعَ عَشْرة، و الكسرُ لأَهل نجد و التسكینُ لأَهل الحجاز. قال الأَزهری: و أَهل اللغة و النحو لا یعرفون فتح الشین فی هذا الموضع، و روی عن الأَعمش أَنه قرأَ: و قَطَّعْناهم اثْنَتَیْ عَشَرة، بفتح الشین، قال: و قد قرأَ القُرّاء بفتح الشین و كسرها، و أَهل اللغة لا یعرفونه، و للمذكر أَحَدَ عَشَر لا غیر. و عِشْرون: اسم موضوع لهذا العدد، و لیس بجمع العَشَرة لأَنه لا دلیل علی ذلك، فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النون قلت: هذه عِشْرُوك و عِشْرِیَّ، بقلب الواو یاء للتی بعدها فتدغم. قال ابن السكیت: و من العرب من یُسَكّن العین فیقول: أَحَدَ عْشَر، و كذلك یُسَكّنها إِلی تِسْعَةَ عْشَر
لسان العرب، ج‌4، ص: 569
إِلا اثنی عَشَر فإِن العین لا تسكن لسكون الأَلف و الیاء قبلها. و قال الأَخفش: إِنما سكَّنوا العین لمّا طال الاسم و كَثُرت حركاتُه، و العددُ منصوبٌ ما بین أَحَدَ عَشَرَ إِلی تِسْعَةَ عَشَرَ فی الرفع و النصب و الخفض، إِلا اثنی عشر فإِن اثنی و اثنتی یعربان لأَنهما علی هِجَاءَیْن، قال: و إِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ و أَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ و عَشَرة، فأُسْقِطَت الواوُ و صُیِّرا جمیعاً اسماً واحداً، كما تقول: هو جاری بَیْتَ بَیْتَ و كِفّةَ كِفّةَ، و الأَصلُ بیْتٌ لبَیْتٍ و كِفَّةٌ لِكِفَّةٍ، فصُیِّرَتا اسماً واحداً. و تقول: هذا الواحد و الثانی و الثالث إِلی العاشر فی المذكر، و فی المؤنث الواحدة و الثانیة و الثالثة و العاشرة. و تقول: هو عاشرُ عَشَرة و غَلَّبْتَ المذكر، و تقول: هو ثالثُ ثَلاثةَ عَشَرَ أَی هو أَحدُهم، و فی المؤنث هی ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لا غیر، الرفع فی الأَول، و تقول: هو ثالثُ عَشَرَ یا هذا، و هو ثالثَ عَشَرَ بالرفع و النصب، و كذلك إِلی تِسْعَةَ عَشَرَ، فمن رفع قال: أَردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَیت الثلاثة و تركتُ ثالث علی إِعرابه، و مَن نَصَب قال: أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ فلما أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ لیعلم أَن هاهنا شیئاً محذوفاً، و تقول فی المؤنث: هی ثالثةُ عَشْرةَ و هی ثالثةَ عَشْرةَ، و تفسیرُه مثل تفسیر المذكر، و تقول: هو الحادی عَشَر و هذا الثانی عَشَر و الثالثَ عَشَرَ إِلی العِشْرِین مفتوح كله، و فی المؤنث: هذه الحادیةَ عَشْرةَ و الثانیةَ عَشْرَةَ إِلی العشرین تدخل الهاء فیها جمیعاً. قال الكسائی: إِذا أَدْخَلْتَ فی العدد الأَلفَ و اللامَ فأَدْخِلْهما فی العدد كلِّه فتقول: ما فعلت الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ، و البصریون یُدْخِلون الأَلفَ و اللام فی أَوله فیقولون: ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهمٍ. و قوله تعالی: وَ لَیٰالٍ عَشْرٍ؛ أَی عَشْرِ ذی الحِجَّة. و عَشَرَ القومَ یَعْشِرُهم، بالكسر، عَشْراً: صار عاشرَهم، و كان عاشِرَ عَشَرةٍ. و عَشَرَ: أَخذَ واحداً من عَشَرة. و عَشَرَ: زاد واحداً علی تسعة. و عَشَّرْت الشی‌ء تَعْشِیراً: كان تسعة فزدت واحداً حتی تمّ عَشَرة. و عَشَرْت، بالتخفیف: أَخذت واحداً من عَشَرة فصار تسعة. و العُشورُ: نقصان، و التَّعْشیرُ زیادة و تمامٌ. و أَعْشَرَ القومُ: صاروا عَشَرة. و قوله تعالی: تِلْكَ عَشَرَةٌ كٰامِلَةٌ؛ قال ابن عرفة: مذهب العرب إِذا ذَكَرُوا عَدَدین أَن یُجْمِلُوهما؛ قال النابغة: توهَّمْتُ آیاتٍ لها، فَعرَفْتُها لِسِتَّةِ أَعْوامِ، و ذا العامُ سابِعُ «3». و قال الفرزدق: ثَلاثٌ و اثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ، و ثالِثةٌ تَمیلُ إِلی السِّهَام و قال آخر: فسِرْتُ إِلیهمُ عِشرینَ شَهْراً و أَرْبعةً، فذلك حِجّتانِ و إِنما تفعل ذلك لقلة الحِسَاب فیهم. و ثوبٌ عُشارِیٌّ: طوله عَشْرُ أَذرع. و غلام عُشارِیٌّ: ابن عَشْرِ سنین، و الأُنثی بالهاء. و عاشُوراءُ و عَشُوراءُ، ممدودان: الیومُ العاشر من المحرم، و قیل: التاسع. قال الأَزهری: و لم یسمع فی أَمثلة الأَسماء اسماً علی فاعُولاءَ إِلا أَحْرُفٌ قلیلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ، و السارُوراءُ
(3). قوله: [توهمت آیات إلخ] تأمل شاهده
لسان العرب، ج‌4، ص: 570
السَّرَّاءُ، و الدَّالُولاء الدَّلال. و قال ابن الأَعرابی: الخابُوراءُ موضع، و قد أُلْحِقَ به تاسُوعاء. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال فی صوم عاشوراء: لئن سَلِمْت إِلی قابلٍ لأَصُومَنَّ الیومَ التاسِعَ؛ قال الأَزهری: و لهذا الحدیث عدّةٌ من التأْویلات أَحدُها أَنه كَرِه موافقة الیهود لأَنهم یصومون الیومَ العاشرَ، و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: صُوموا التاسِعَ و العاشِرَ و لا تَشَبَّهُوا بالیهود؛ قال: و الوجه الثانی ما قاله المزنی یحتمل أَن یكون التاسعُ هو العاشر؛ قال الأَزهری: كأَنه تأَول فیه عِشْر الوِرْدِ أَنها تسعة أَیام، و هو الذی حكاه اللیث عن الخلیل و لیس ببعید عن الصواب. و العِشْرون: عَشَرة مضافة إِلی مثلها وُضِعَت علی لفظ الجمع و كَسَرُوا أَولها لعلة. و عَشْرَنْت الشی‌ء: جعلته عِشْرینَ، نادر للفرق الذی بینه و بین عَشَرْت. و العُشْرُ و العَشِیرُ: جزء من عَشَرة، یطّرد هذان البناءان فی جمیع الكسور، و الجمع أَعْشارٌ و عُشُورٌ، و هو المِعْشار؛ و فی التنزیل: وَ مٰا بَلَغُوا مِعْشٰارَ مٰا آتَیْنٰاهُمْ؛ أَی ما بلَغ مُشْرِكُو أَهل مكة مِعْشارَ ما أُوتِیَ مَن قَبْلَهم من القُدْرة و القُوّة. و العَشِیرُ: الجزءُ من أَجْزاء العَشرة، و جمع العَشِیر أَعْشِراء مثل نَصِیب و أَنْصِباء، و لا یقولون هذا فی شی‌ء سوی العُشْر. و‌فی الحدیث: تِسعةُ أَعْشِراء الرِّزْق فی التجارة و جُزْءٌ منها فی السَّابِیاء؛ أَراد تسعة أَعْشار الرزق. و العَشِیر و العُشْرُ: واحدٌ مثل الثَّمِین و الثُّمْن و السَّدِیس و السُّدْسِ. و العَشِیرُ فی مساحة الأَرَضین: عُشْرُ القَفِیز، و القَفِیز: عُشْر الجَرِیب. و الذی ورد‌فی حدیث عبد الله: لو بَلَغَ ابنُ عباس أَسْنانَنا ما عاشَرَه منا رجلٌ، أَی لو كانَ فی السن مِثْلَنا ما بَلَغَ أَحدٌ منا عُشْرَ عِلْمِهِ. و عَشَر القومَ یَعْشُرُهم عُشْراً، بالضم، و عُشُوراً و عَشَّرَهم: أَخذ عُشْرَ أَموالهم؛ و عَشَرَ المالَ نَفْسَه و عَشَّرَه: كذلك، و به سمی العَشّار؛ و منه العاشِرُ. و العَشَّارُ: قابض العُشْرِ؛ و منه قول عیسی بن عمر لابن هُبَیْرة و هو یُضرَب بین یدیه بالسیاط: تالله إِن كنت إِلا أُثَیّاباً فی أُسَیْفاط قبضها عَشّاروك. و‌فی الحدیث: إِن لَقِیتم عاشِراً فاقْتُلُوه؛ أَی إِن وجدتم مَن یأْخذ العُشْر علی ما كان یأْخذه أَهل الجاهلیة مقیماً علی دِینه، فاقتلوه لكُفْرِه أَو لاستحلاله لذلك إِن كان مسلماً و أَخَذَه مستحلًّا و تاركاً فرض الله، و هو رُبعُ العُشْر، فأَما من یَعْشُرهم علی ما فرض الله سبحانه فحَسَنٌ جمیل. و قد عَشَر جماعةٌ من الصحابة للنبی و الخلفاء بعده، فیجوز أَن یُسمَّی آخذُ ذلك: عاشراً لإِضافة ما یأْخذه إِلی العُشْرِ كرُبع العُشْرِ و نِصْفِ العُشْرِ، كیف و هو یأْخذ العُشْرَ جمیعه، و هو ما سَقَتْه السماء. و عُشْرُ أَموالِ أَهل الذمة فی التجارات، یقال: عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً، فأَنا عاشرٌ، و عَشَّرْته، فأَنا مُعَشِّرٌ و عَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه. و كل ما ورد فی الحدیث من عقوبة العَشّار محمول علی هذا التأْویل. و‌فی الحدیث: لیس علی المُسْلِمین عُشورٌ إِنما العُشور علی الیهود و النصاری؛ العُشُورُ: جَمْع عُشْرٍ، یعنی ما كان من أَموالهم للتجارات دون الصدقات، و الذی یلزمهم من ذلك، عند الشافعی، ما صُولِحُوا علیه وقتَ العهد، فإِن لم یُصالَحُوا علی شی‌ء فلا یلزمهم إِلا الجِزْیةُ. و قال أَبو حنیفة: إِن أَخَذُوا من المسلمین إِذا دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا منهم إِذا دَخَلُوا بِلادَنا للتجارة. و‌فی الحدیث: احْمَدُوا الله إِذْ رَفَعَ عنكم العُشورَ؛ یعنی ما كانت المُلوكُ تأْخذه منهم. و‌فی الحدیث: إِن
لسان العرب، ج‌4، ص: 571
وَفْدَ ثَقِیف اشترطوا أَن لا یُحشَرُوا و لا یُعْشَروا و لا یُجَبُّوا؛ أَی لا یؤخذ عُشْرُ أَموالهم، و قیل: أَرادوا به الصدقةَ الواجبة، و إِنما فَسَّح لهم فی تركها لأَنها لم تكن واجبة یومئذ علیهم، إِنما تَجِب بتمام الحَوْل. و سئل جابرٌ عن اشتراط ثَقِیف: أَن لا صدقة علیهم و لا جهادَ، فقال: عَلِم أَنهم سَیُصدِّقون و یُجاهدون إِذا أَسلموا، و أَما‌حدیث بشیر بن الخصاصیّة حین ذَكر له شرائع الإِسلام فقال: أَما اثنان منها فلا أُطِیقُهما: أَما الصدقةُ فإِنما لی ذَوْدٌ هُنَّ رِسْلُ أَهلی و حَمولتُهم، و أَما الجهاد فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ خَشَعَتْ نفسِی، فكَفَّ یده و قال: لا صدقةَ و لا جهادَ فبِمَ تدخلُ الجنة؟فلم یَحْتَمِل لبشیر ما احتمل لثقیف؛ و یُشْبِه أَن یكون إِنما لم یَسْمَعْ له لعِلْمِه أَنه یَقْبَل إِذا قیل له، و ثَقِیفٌ كانت لا تقبله فی الحال و هو واحد و هم جماعة، فأَراد أَن یتأَلَّفَهم و یُدَرِّجَهم علیه شیئاً فشیئاً. و منه‌الحدیث: النساء لا یُعشَرْنَ و لا یُحْشَرْن: أَی لا یؤخذ عُشْرُ أَموالهن، و قیل: لا یؤخذ العُشْرُ من حَلْیِهِنّ و إِلا فلا یُؤخذ عُشْرُ أَموالهن و لا أَموالِ الرجال. و العِشْرُ: ورد الإِبل الیومَ العاشرَ. و فی حسابهم: العِشْر التاسع فإِذا جاوزوها بمثلها فظِمْؤُها عِشْران، و الإِبل فی كل ذلك عَواشِرُ أَی ترد الماء عِشْراً، و كذلك الثوامن و السوابع و الخوامس. قال الأَصمعی: إِذا وردت الإِبل كلَّ یوم قیل قد وَرَدَتْ رِفْهاً، فإذا وردت یوماً و یوماً لا، قیل: وردت غِبًّا، فإِذا ارتفعت عن الغِبّ فالظم‌ء الرِّبْعُ، و لیس فی الورد ثِلْث ثم الخِمْس إِلی العِشْر، فإِذا زادت فلیس لها تسمیة وِرْد، و لكن یقال: هی ترد عِشْراً و غِبّاً و عِشْراً و رِبْعاً إِلی العِشرَین، فیقال حینئذ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، فإِذا جاوزت العِشْرَیْنِ فهی جَوازِئُ؛ و قال اللیث: إِذا زادت علی العَشَرة قالوا: زِدْنا رِفْهاً بعد عِشْرٍ. قال اللیث: قلت للخلیل ما معنی العِشْرِین؟ قال: جماعة عِشْر، قلت: فالعِشْرُ كم یكون؟ قال: تِسعةُ أَیام، قلت: فعِشْرون لیس بتمام إِنما هو عِشْران و یومان، قال: لما كان من العِشْر الثالث یومان جمعته بالعِشْرین، قلت: و إِن لم یستوعب الجزء الثالث؟ قال: نعم، أَ لا تری قول أَبی حنیفة: إِذا طَلَّقها تطلیقتین و عُشْرَ تطلیقة فإِنه یجعلها ثلاثاً و إِنما من الطلقة الثالثة فیه جزء، فالعِشْرون هذا قیاسه، قلت: لا یُشْبِهُ العِشْرُ «4». التطلیقةَ لأَن بعض التطلیقة تطلیقة تامة، و لا یكون بعض العِشْرِ عِشْراً كاملًا، أَ لا تری أَنه لو قال لامرأَته أَنت طالق نصف تطلیقة أَو جزءاً من مائة تطلیقة كانت تطلیقة تامة، و لا یكون نصف العِشْر و ثُلُث العِشْرِ عِشْراً كاملًا؟ قال الجوهری: و العِشْرُ ما بین الوِرْدَین، و هی ثمانیة أَیام لأَنها تَرِدُ الیوم العاشر، و كذلك الأَظْماء، كلها بالكسر، و لیس لها بعد العِشْر اسم إِلا فی العِشْرَینِ، فإِذا وردت یوم العِشْرِین قیل: ظِمْؤُها عِشْرانِ، و هو ثمانیة عَشَر یوماً، فإِذا جاوزت العِشْرَینِ فلیس لها تسمیة، و هی جَوازِئُ. و أَعْشَرَ الرجلُ إِذا وَرَدت إِبلُه عِشْراً، و هذه إِبل عَواشِرُ. و یقال: أَعْشَرْنا مذ لم نَلْتقِ أَی أَتی علینا عَشْرُ لیال. و عَواشِرُ القرآن: الآیُ التی یتم بها العَشْرُ. و العاشِرةُ: حَلْقةُ التَّعْشِیر من عَواشِر المصحف، و هی لفظة مولَّدة.
(4). [قوله: قلت لا یشبه العشر إلخ] نقل شارح القاموس عن شیخه أن الصحیح أن القیاس لا یدخل اللغة و ما ذكره الخلیل لیس إلا لمجرد البیان و الإیضاح لا للقیاس حتی یرد ما فهمه اللیث
لسان العرب، ج‌4، ص: 572
و عُشَار، بالضم: معدول من عَشَرة. و جاء القوم عُشارَ عُشارَ و مَعْشَرَ مَعْشَرَ و عُشار و مَعْشَر أَی عَشَرة عَشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ و ثُناءَ ثُناءَ و مَثْنی مَثْنی؛ قال أَبو عبید: و لم یُسْمع أَكثرُ من أُحاد و ثُناء و ثُلاث و رُباع إِلا فی قول الكمیت: و لم یَسْتَرِیثوك حتی رَمَیْت، فوق الرجال، خِصَالًا عُشَارا قال ابن السكیت: ذهب القوم عُشَارَیاتٍ و عُسَارَیاتٍ إِذا ذهبوا أَیادِیَ سَبَا متفرقین فی كل وجه. و واحد العُشاریَات: عُشارَی مثل حُبارَی و حُبَارَیات. و العُشَارة: القطعةُ من كل شی‌ء، قوم عُشَارة و عُشَارات؛ قال حاتم طی‌ء یذكر طیئاً و تفرُّقَهم: فصارُوا عُشَاراتٍ بكلّ مكانِ و عَشَّر الحمار: تابَعَ النهیق عَشْرَ نَهَقاتٍ و والی بین عَشْرِ تَرْجِیعات فی نَهِیقه، فهو مُعَشِّرٌ، و نَهِیقُه یقال له التَّعْشِیر؛ یقال: عَشَّرَ یُعَشِّرُ تَعْشِیراً؛ قال عروة بن الورد: و إِنِّی و إِن عَشَّرْتُ من خَشْیةِ الرَّدَی نُهاقَ حِمارٍ، إِننی لجَزُوعُ و معناه: إِنهم یزعمون أَن الرجل إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ وضَعَ یدَه خلف أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهیقَ الحِمار ثم دخلها أَمِنَ من الوَباء؛ و أَنشد بعضهم: فی أَرض مالِكٍ، مكان قوله: من خشیة الرَّدَی، و أَنشد: نُهاق الحمار، مكان نُهاق حمار. و عَشَّرَ الغُرابُ: نَعبَ عَشْرَ نَعَبَاتٍ. و قد عَشَّرَ الحِمارُ: نهق، و عَشَّرَ الغُرابُ: نَعَقَ، من غیر أَن یُشْتَقّا من العَشَرة. و حكی اللحیانی: اللهمَّ عشِّرْ خُطایَ أَی اكتُبْ لكل خُطْوة عَشْرَ حسنات. و العَشِیرُ: صوت الضَّبُع؛ غیر مشتق أَیضاً؛ قال: جاءَتْ به أُصُلًا إِلی أَوْلادِها، تَمْشی به معها لهمْ تَعْشِیرُ و ناقة عُشَراء: مصی لحملها عَشَرةُ أَشهر، و قیل ثمانیة، و الأَولُ أَولی لمكان لفظه، فإِذا وضعت لتمام سنة فهی عُشَراء أَیضاً علی ذلك كالرائبِ من اللبن «1». و قیل: إِذا وَضَعت فهی عائدٌ و جمعها عَوْدٌ؛ قال الأَزهری: و العرب یسمونها عِشَاراً بعد ما تضع ما فی بطونها للزوم الاسم بعد الوضع كما یسمونها لِقَاحاً، و قیل العُشَراء من الإِبل كالنّفساء من النساء، و یقال: ناقتان عُشَراوانِ. و‌فی الحدیث: قال صَعْصعة بن ناجیة: اشْتَرَیْت مَوءُودةً بناقَتَینِ عُشَرَاوَیْنِ؛ قال ابن الأَثیر: قد اتُّسِعَ فی هذا حتی قیل لكل حامل عُشَراء و أَكثر ما یطلق علی الخیل و الإِبل، و الجمع عُشَراواتٌ، یُبْدِلون من همزة التأْنیث واواً، و عِشَارٌ كَسَّرُوه علی ذلك، كما قالوا: رُبَعة و رُبَعاتٌ و رِباعٌ، أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَی فُعَلة كما أَجْرَوْا فُعْلَی مُجْرَی فُعْلَة، شبهوها بها لأَن البناء واحد و لأَن آخره علامة التأْنیث؛ و قال ثعلب: العِشَارُ من الإِبل التی قد أَتی علیها عشرة أَشهر؛ و به فسر قوله تعالی: وَ إِذَا الْعِشٰارُ عُطِّلَتْ؛ قال الفراء: لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لاشتغالهم بأَنْفُسِهم و لا یُعَطِّلُها قومُها إِلا فی حال القیامة، و قیل: العِشارُ اسم یقع علی النوق حتی یُتْتج بعضُها، و بعضُها یُنْتَظَرُ نِتاجُها؛ قال
(1). قوله: [كالرائب من اللبن] فی شرح القاموس فی مادة راب ما نصه: قال أَبو عبید إِذا خثر اللبن، فهو الرائب و لا یزال ذلك اسمه حتی ینزع زبده، و اسمه علی حاله بمنزلة العشراء من الإِبل و هی الحامل ثم تضع و هی اسمها
لسان العرب، ج‌4، ص: 573
الفرزدق: كَمْ عَمَّة لك یا جَرِیرُ و خالة فَدْعاء، قد حَلَبَتْ عَلَیّ عِشَارِی قال بعضهم: و لیس للعِشَارِ لبن و إِنما سماها عِشاراً لأَنها حدیثة العهد بالنِّتاج و قد وضعت أَولادها. و أَحْسَن ما تكون الإِبل و أَنْفَسُها عند أَهلها إِذا كانت عِشَاراً. و عَشَّرَت الناقةُ تَعْشِیراً و أَعْشَرَت: صارت عُشَراء، و أَعْشَرت أَیضاً: أَتی علیها عَشَرَةُ أَشهر من نتاجها. و امرأَة مُعْشِرٌ: مُتِمٌّ، علی الاستعارة. و ناقة مِعْشارٌ: یَغْزُر لبنُها لیالی تُنْتَج. و نَعتَ أَعرابی ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبَارٌ؛ مِعْشَارٌ ما تقدم، و مِشكارٌ تَغْزُر فی أَول نبت الربیع، و مِغْبارٌ لَبِنةٌ بعد ما تَغْزُرُ اللواتی یُنْتَجْن معها؛ و أَما قول لبید یذكر مَرْتَعاً: هَمَلٌ عَشائِرُه علی أَوْلادِها، مِن راشح مُتَقَوّب و فَطِیم فإِنه أَراد بالعَشائِر هنا الظباءَ الحدِیثات العهد بالنتاج؛ قال الأَزهری: كأَنَّ العَشائرَ هنا فی هذا المعنی جمع عِشَار، و عَشائرُ هو جمع الجمع، كما یقال جِمال و جَمائِل و حِبَال و حَبائِل. و المُعَشِّرُ: الذی صارت إِبلُه عِشَاراً؛ قال مَقّاس بن عمرو: لیَخْتَلِطَنَّ العامَ راعٍ مُجَنِّبٌ، إِذا ما تلاقَیْنا براعٍ مُعَشِّر و العُشْرُ: النُّوقُ التی تُنْزِل الدِّرَّة القلیلة من غیر أَن تجتمع؛ قال الشاعر: حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ فی لَیْلةِ الصَّبا، سَریعٌ إِلی الأَضْیافِ قبل التأَمُّلِ و أَعْشارُ الجَزورِ: الأَنْصِباء. و العِشْرُ: قطعة تنكَسِرُ من القَدَح أَو البُرْمة كأَنها قطعة من عَشْر قطع، و الجمع أَعْشارٌ. و قَدَحٌ أَعْشارٌ و قِدْرٌ أَعْشَارٌ و قُدورٌ أَعاشِیرُ: مكسَّرَة علی عَشْرِ قطع؛ قال إمرؤ القیس فی عشیقته: و ما ذَرَفَتْ عَیْناكِ إِلا لِتَقدَحِی بِسَهْمَیكِ فی أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ أَراد أَن قلبه كُسِّرَ ثم شُعِّبَ كما تُشَعَّبُ القِدْرُ؛ قال الأَزهری: و فیه قول آخر و هو أَعجب إِلیّ من هذا القول، قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: أَراد بقوله بسَهْمَیْكِ هاهنا سَهْمَیْ قِداح المَیْسِر، و هما المُعَلَّی و الرَّقیب، فللمُعَلَّی سبعة أَنْصِباء و للرقیب ثلاثة، فإِذا فاز الرجل بهما غلَب علی جَزورِ المَیْسرِ كلها و لم یَطْمَعْ غیرُه فی شی‌ء منها، و هی تُقْسَم علی عَشَرة أَجزاء، فالمعنی أَنها ضَربت بسهامها علی قلبه فخرج لها السهمان فغَلبته علی قَلْبه كلِّه و فَتَنته فَمَلَكَتْه؛ و یقال: أَراد بسهْمَیْها عَیْنَیْها، و جعل أَبو الهیثم اسم السهم الذی له ثلاثة أَنْصِباء الضَّرِیبَ، و هو الذی سماه ثعلب الرَّقِیب؛ و قال اللحیانی: بعض العرب یُسمّیه الضَّرِیبَ و بعضهم یسمّیه الرقیب، قال: و هذا التفسیر فی هذا البیت هو الصحیح. و مُقَتَّل: مُذَلَّل. و قَلْبٌ أَعْشارٌ: جاء علی بناء الجمع كما قالوا رُمْح أَقْصادٌ. و عَشّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذا أَضْناه. و عَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِیراً إِذا كسَّرته فصیَّرته أَعْشاراً؛ و قیل: قِدْرٌ أَعشارٌ عظیمة كأَنها لا یحملها إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ، و قیل: قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فلم یشتق من شی‌ء؛ قال اللحیانی: قِدر أَعشارٌ من الواحد الذی فُرِّقَ ثم جُمِع كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُشْراً.
لسان العرب، ج‌4، ص: 574
و العواشِرُ: قوادمُ ریش الطائر، و كذلك الأَعْشار؛ قال الأَعشی: و إِذا ما طغا بها الجَرْیُ، فالعِقْبانُ تَهْوِی كَواسِرَ الأَعْشارِ و قال ابن بری إِن البیت: إِن تكن كالعُقَابِ فی الجَوّ، فالعِقْبانُ تَهْوِی كَواسِرَ الأَعْشار و العِشْرَةُ: المخالطة؛ عاشَرْتُه مُعَاشَرَةً، و اعْتَشَرُوا و تَعاشَرُوا: تخالطوا؛ قال طَرَفة: و لَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةَ، لَعَلَی عَهْد حَبیب مُعْتَشِرْ جعل الحَبیب جمعاً كالخَلِیط و الفَرِیق. و عَشِیرَة الرجل: بنو أَبیه الأَدْنَونَ، و قیل: هم القبیلة، و الجمع عَشَائر. قال أَبو علی: قال أَبو الحسن: و لم یُجْمَع جمع السلامة. قال ابن شمیل: العَشِیرَةُ العامّة مثل بنی تمیم و بنی عمرو بن تمیم، و العَشِیرُ القبیلة، و العَشِیرُ المُعَاشِرُ، و العَشِیرُ: القریب و الصدیق، و الجمع عُشَراء، و عَشِیرُ المرأَة: زوجُها لأَنه یُعاشِرها و تُعاشِرُه كالصدیق و المُصَادِق؛ قال ساعدة بن جؤیة: رأَتْه علی یَأْسٍ، و قد شابَ رَأْسُها، و حِینَ تَصَدَّی لِلْهوَانِ عَشِیرُها أَراد لإِهانَتِها و هی عَشِیرته. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النار، فقیل: لِمَ یا رسول الله؟ قال: لأَنَّكُنّ تُكْثِرْن اللَّعْنَ و تَكْفُرْنَ العَشِیرَ؛ العَشِیرُ: الزوج. و قوله تعالی: لَبِئْسَ الْمَوْلیٰ وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ؛ أَی لبئس المُعاشِر. و مَعْشَرُ الرجل: أَهله. و المَعْشَرُ: الجماعة، متخالطین كانوا أَو غیر ذلك؛ قال ذو الإِصبع العَدْوانیّ: و أَنْتُمُ مَعْشَرٌ زیْدٌ علی مِائَةٍ، فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِیدُونی و المَعْشَر و النَّفَر و القَوْم و الرَّهْط معناهم: الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، للرجال دون النساء. قال: و العَشِیرة أَیضاً الرجال و العالَم أَیضاً للرجال دون النساء. و قال اللیث: المَعْشَرُ كل جماعة أَمرُهم واحد نحو مَعْشر المسلمین و مَعْشَر المشركین. و المَعاشِرُ: جماعاتُ الناس. و المَعْشَرُ: الجن و الإِنس. و فی التنزیل: یٰا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ*. و العُشَرُ: شجر له صمغ و فیه حُرّاقٌ مثل القطن یُقْتَدَح به. قال أَبو حنیفة: العُشر من العِضاه و هو من كبار الشجر، و له صمغ حُلْوٌ، و هو عریض الورق ینبت صُعُداً فی السماء، و له سُكّر یخرج من شُعَبِه و مواضع زَهْرِه، یقال له سُكّرُ العُشَر، و فی سُكّرِه شی‌ءٌ من مرارة، و یخرج له نُفّاخٌ كأَنها شَقاشِقُ الجمال التی تَهْدِرُ فیها، و له نَوْرٌ مثل نور الدِّفْلی مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر و له ثمر. و‌فی حدیث مَرْحب: أن محمد بن سلمة بارَزَه فدخلت بینهما شجرةٌ من شجر العُشر.و‌فی حدیث ابن عمیر: و قُرْصٌ بُرِّیٌّ بلبنٍ عُشَریّ‌أَی لَبَن إِبلٍ ترعی العُشَرَ، و هو هذا الشجر؛ قال ذو الرمة یصف الظلیم: كأَنّ رِجْلَیه، مما كان من عُشَر، صَقْبانِ لم یَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ الواحدة عُشَرة و لا یكسر، إِلا أَن یجمع بالتاء لقلة فُعَلة فی الأَسماء. و رجل أَعْشَر أَی أَحْمَقُ؛ قال الأَزهری: لم یَرْوِه
لسان العرب، ج‌4، ص: 575
لی ثقةٌ أَعتمده. و یقال لثلاث من لیالی الشهر: عُشَر، و هی بعد التُّسَع، و كان أَبو عبیدة یُبْطِل التُّسَعَ و العُشَرَ إِلا أَشیاء منه معروفة؛ حكی ذلك عنه أَبو عبید. و الطائفیّون یقولون: من أَلوان البقر الأَهلیّ أَحمرُ و أَصفرُ و أَغْبَرُ و أَسْودُ و أَصْدأُ و أَبْرَقُ و أَمْشَرُ و أَبْیَضُ و أَعْرَمُ و أَحْقَبُ و أَصْبَغُ و أَكْلَفُ و عُشَر و عِرْسِیّ و ذو الشرر و الأَعْصم و الأَوْشَح؛ فالأَصْدَأُ: الأَسود العینِ و العنقِ و الظهرِ و سائرُ جسده أَحمر، و العُشَرُ: المُرَقَّع بالبیاض و الحمرةِ، و العِرْسِیّ: الأَخضر، و أَما ذو الشرر فالذی علی لون واحد، فی صدرِهِ و عنُقِه لُمَعٌ علی غیر لونه. و سَعْدُ العَشِیرة: أَبو قبیلة من الیمن، و هو سعد بن مَذْحِجٍ. و بنو العُشَراء: قوم من العرب. و بنو عُشَراء: قوم من بنی فَزارةَ. و ذو العُشَیْرة: موضع بالصَّمّان معروف ینسب إِلی عُشَرةٍ نابتة فیه؛ قال عنترة: صَعْل یَعُودُ بذی العُشَیْرة بَیْضَه، كالعَبْدِ ذی الفَرْوِ الطویل الأَصْلَمِ شبَّهه بالأَصْلم، و هو المقطوع الأُذن، لأَن الظلیم لا أُذُنَین له؛ و فی الحدیث ذكر غزوة العُشَیرة. و یقال: العُشَیْر و ذاتُ العُشَیرة، و هو موضع من بطن یَنْبُع. و عِشَار و عَشُوراء: موضع. و تِعْشار: موضع بالدَّهناء، و قیل: هو ماء؛ قال النابغة: غَلَبُوا علی خَبْتٍ إِلی تِعْشارِ و قال الشاعر: لنا إِبلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بَیْنَها بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ

عشزر؛ ج4، ص: 575

: العَشَنْزَرُ: الشدید الخلْق العظیم من كل شی‌ء؛ قال الشاعر: ضَرْباً و طَعْناً نافذاً عَشَنْزَرا و الأُنثی بالهاء. قال الأَزهری: العَشَنْزَرُ و العَشَوْزَنُ من الرجال الشدید. و سَیْرٌ عَشَنْزَرٌ: شدید. و العَشَنْزَرُ: الشدید؛ أَنشد أَبو عمرو لأَبی الزحف الكلینی: و دُونَ لَیْلی بلَدٌ سَمَهْدَرُ، جَدْبُ المُنَدَّی عن هَوانا أَزْوَرُ، یُنْضِی المطایا خِمْسُه العَشَنْزَرُ المُنَدَّی: حیث یُرْتَعُ، و الأُنثی عَشَنْزَرة؛ قال حبیب بن عبد الله المعروف بالأَعلم الهذلی فی صفة الضبع: عَشَنْزَرة جَواعِرُها ثَمانٌ، فُوَیْقَ زِماعِها وَشْمٌ حُجُولُ أَراد بالعَشَنْزَرَة الضبُعَ، و لها جاعِرَتانِ، فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضونٍ و سمی كل غَضْنٍ منها جاعِرةً باسم ما هی فیه. و الزِّمَاعُ، بكسر الزای: جمع زَمَعة و هی شعرات مجتمعات خلف ظِلْف الشاة و نحوها. و الوَشْمُ: خطوط تُخالِف معظم اللون. و الحُجول: جمع حِجْل للبیاض، و یجوز أَن یكون جمعَ حِجْلٍ، و أَصله القید. و قَرَبٌ عَشَنْزَرٌ: مُتْعِبٌ. و ضبُعٌ عَشَنْزَرَة: سیئة الخلُق. و العَشَنْزَر: الشدید، و هو نعت یرجع فی كل شی‌ء إِلی الشدة.

عصر؛ ج4، ص: 575

: العَصْر و العِصْر و العُصْر و العُصُر؛ الأَخیرة عن اللحیانی: الدهر. قال الله تعالی: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِی خُسْرٍ؛قال الفراء: الْعَصْرِ الدهرُ، أَقسم الله تعالی به؛ و‌قال ابن عباس: الْعَصْرِ ما یلی المغرب من النهار، و‌قال قتادة: هی ساعة من ساعات
لسان العرب، ج‌4، ص: 576
النهار؛ و قال إمرؤ القیس فی العُصُر: و هل یَعِمَنْ مَن كان فی العُصُر الخالی؟ و الجمع أَعْصُرٌ و أَعْصار و عُصُرٌ و عُصورٌ؛ قال العجاج: و العَصْر قَبْل هذه العُصورِ مُجَرِّساتٍ غِرّةَ الغَرِیرِ و العَصْران: اللیل و النهار. و العَصْر: اللیلة. و العَصْر: الیوم؛ قال حمید بن ثور: و لن یَلْبَثَ العَصْرَانِ یومٌ و لیلة، إِذا طَلَبَا أَن یُدْرِكا ما تَیَمَّما و قال ابن السكیت فی باب ما جاء مُثْنی: اللیل و النهار، یقال لهما العَصْران، قال: و یقال العَصْران الغداة و العشیّ؛ و أَنشد: و أَمْطُلُه العَصْرَینِ حتی یَمَلَّنی، و یَرضی بنِصْفِ الدَّیْنِ، و الأَنْفُ راغمُ یقول: إِذا جاء فی أَول النهار وعَدْتُه آخره. و‌فی الحدیث: حافظْ علی العَصْرَیْنِ؛ یرید صلاةَ الفجر و صلاة العصر، سمّاهما العَصْرَینِ لأَنهما یقعان فی طرفی العَصْرَین، و هما اللیل و النهار، و الأَشْبَهُ أَنه غلَّب أَحد الاسمین علی الآخر كالعُمَرَیْن لأَبی بكر و عمر، و القمرین للشمس و القمر، و قد جاء تفسیرهما‌فی الحدیث، قیل: و ما العَصْران؟ قال: صلاةٌ قبل طلوع الشمس و صلاةٌ قبل غروبها؛ و منه‌الحدیث: من صلَّی العَصْرَیْنِ دخل الجنة، و منه‌حدیث علی رضی الله عنه: ذَكِّرْهُمْ بِأَیّٰامِ اللّٰهِ و اجْلِسْ لهم العَصْرَیْن‌أَی بكرة و عشیّاً. و یقال: لا أَفعل ذلك ما اختلف العَصْران. و العَصْر: العشی إِلی احمرار الشمس، و صلاة العَصْر مضافة إِلی ذلك الوقت، و به سمیت؛ قال: تَرَوَّحْ بنا یا عَمْرو، قد قَصُرَ العَصْرُ، و فی الرَّوْحةِ الأُولی الغَنیمةُ و الأَجْرُ و قال أَبو العباس: الصلاة الوُسْطی صلاةُ العَصْرِ، و ذلك لأَنها بین صلاتَی النهار و صلاتی اللیل، قال: و العَصْرُ الحَبْسُ، و سمیت عَصْراً لأَنها تَعْصِر أَی تَحْبِس عن الأُولی، و قالوا: هذه العَصْر علی سَعة الكلام، یریدون صلاة العَصْر. و أَعْصَرْنا: دخلنا فی العَصْر. و أَعْصَرْنا أَیضاً: كأَقْصَرْنا، و جاء فلانٌ عَصْراً أَی بَطیئاً. و العِصارُ: الحِینُ؛ یقال: جاء فلان علی عِصارٍ من الدهر أَی حین. و قال أَبو زید: یقال نام فلانٌ و ما نام العُصْرَ أَی و ما نام عُصْراً، أَی لم یكد ینام. و جاء و لم یجئ لِعُصْرٍ أَی لم یجئ حین المجی‌ء؛ و قال ابن أَحمر: یَدْعون جارَهُمُ و ذِمَّتَه عَلَهاً، و ما یَدْعُون من عُصْر أَراد من عُصُر، فخفف، و هو الملجأ. و المُعْصِر: التی بَلَغَتْ عَصْرَ شبابها و أَدركت، و قیل: أَول ما أَدركت و حاضت، یقال: أَعْصَرَت، كأَنها دخلت عصر شبابها؛ قال منصور بن مرثد الأَسدی: جاریة بسَفَوانَ دارُها تَمْشی الهُوَیْنا ساقِطاً خِمارُها، قد أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها و الجمع مَعاصِرُ و مَعاصِیرُ؛ و یقال: هی التی قاربت الحیض لأَنّ الإِعصارَ فی الجاریة كالمُراهَقة فی الغُلام، روی ذلك عن أَبی الغوث الأَعرابی؛ و قیل: المُعْصِرُ هی التی راهقت العِشْرِین، و قیل: المُعْصِر ساعة
لسان العرب، ج‌4، ص: 577
تَطْمِث أَی تحیض لأَنها تحبس فی البیت، یجعل لها عَصَراً، و قیل: هی التی قد ولدت؛ الأَخیرة أَزْدیّة، و قد عَصَّرَت و أَعْصَرَت، و قیل: سمیت المُعْصِرَ لانْعِصارِ دم حیضها و نزول ماء تَرِیبَتِها للجماع. و یقال: أَعْصَرَت الجاریة و أَشْهَدَت و تَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت. قال اللیث: و یقال للجاریة إِذا حَرُمت علیها الصلاةُ و رأَت فی نفسها زیادةَ الشباب قد أَعْصَرت، فهی مُعْصِرٌ: بلغت عُصْرةَ شبابِها و إِدْراكِها؛ یقال بلغت عَصْرَها و عُصورَها؛ و أَنشد: و فَنَّقَها المَراضِعُ و العُصورُ و‌فی حدیث ابن عباس: كان إِذا قَدِمَ دِحْیةُ لم یَبْقَ مُعْصِرٌ إِلا خرجت تنظر إِلیه من حُسْنِه؛ قال ابن الأَثیر: المُعْصِرُ الجاریة أَول ما تحیض لانْعِصار رَحِمها، و إِنما خصَّ المُعْصِرَ بالذِّكر للمبالغة فی خروج غیرها من النساء. و عَصَرَ العِنَبَ و نحوَه مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل یَعْصِرُه عَصْراً، فهو مَعْصُور، و عَصِیر، و اعْتَصَرَه: استخرج ما فیه، و قیل: عَصَرَه وَلیَ عَصْرَ ذلك بنفسه، و اعْتَصَره إِذا عُصِرَ له خاصة، و اعْتَصَر عَصِیراً اتخذه، و قد انْعَصَر و تَعَصَّر، و عُصارةُ الشی‌ء و عُصارهُ و عَصِیرُه: ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته؛ قال: فإِن العَذَاری قد خَلَطْنَ لِلِمَّتی عُصارةَ حِنَّاءٍ معاً و صَبِیب و قال: حتی إِذا ما أَنْضَجَتْه شَمْسُه، و أَنی فلیس عُصارهُ كعُصارِ و قیل: العُصارُ جمع عُصارة، و العُصارةُ: ما سالَ عن العَصْر و ما بقی من الثُّفْل أَیضاً بعد العَصْر؛ و قال الراجز: عُصارة الخُبْزِ الذی تَحَلَّبا و یروی: … تُحُلِّبا؛ یقال تَحَلَّبت الماشیة بقیَّة العشب و تَلَزَّجَته أَی أَكلته، یعنی بقیة الرَّطْب فی أَجواف حمر الوحش. و كل شی‌ء عُصِرَ ماؤه، فهو عَصِیر؛ و أَنشد قول الراجز: و صار ما فی الخُبْزِ من عَصِیرِه إِلی سَرَار الأَرض، أَو قُعُورِه یعنی بالعصیر الخبزَ و ما بقی من الرَّطْب فی بطون الأَرض و یَبِسَ ما سواه. و المَعْصَرة: التی یُعْصَر فیها العنب. و المَعْصَرة: موضع العَصْر. و المِعْصارُ: الذی یجعل فیه الشی‌ء ثم یُعْصَر حتی یتحلَّب ماؤه. و العَواصِرُ: ثلاثة أَحجار یَعْصِرون العنب بها یجعلون بعضها فوق بعض. و قولهم: لا أَفعله ما دام للزیت عاصِرٌ، یذهب إِلی الأَبَدِ. و المُعْصِرات: السحاب فیها المطر، و قیل: السحائب تُعْتَصَر بالمطر؛ و فی التنزیل: وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ الْمُعْصِرٰاتِ مٰاءً ثَجّٰاجاً. و أُعْصِرَ الناسُ: أُمْطِرُوا؛ و بذلك قرأَ بعضهم: فیه یغاث الناس و فیه یُعْصَرُون؛ أَی یُمْطَرُون، و من قرأَ: یَعْصِرُونَ، قال أَبو الغوث: یستغِلُّون، و هو مِن عَصر العنب و الزیت، و قرئ: و فیه تَعْصِرُون، من العَصْر أَیضاً، و قال أَبو عبیدة: هو من العَصَر و هو المَنْجاة و العُصْرة و المُعْتَصَر و المُعَصَّر؛ قال لبید: و ما كان وَقَّافاً بدار مُعَصَّرٍ
لسان العرب، ج‌4، ص: 578
و قال أَبو زبید: صادِیاً یَسْتَغِیثُ غیر مُغاثٍ، و لقد كان عُصْرة المَنْجود أَی كان ملجأَ المكروب. قال الأَزهری: ما علمت أَحداً من القُرَّاء المشهورین قرأَ یُعْصَرون، و لا أَدری من أَین جاء به اللیث، فإِنه حكاه؛ و قیل: المُعْصِر السحابة التی قد آن لها أَن تصُبّ؛ قال ثعلب: و جاریة مُعْصِرٌ منه، و لیس بقویّ. و قال الفراء: السحابة المُعْصِر التی تتحلَّب بالمطر و لمَّا تجتمع مثل الجاریة المُعْصِر قد كادت تحیض و لمّا تَحِضْ، و قال أَبو حنیفة: و قال قوم: إِن المُعْصِرات الرِّیاحُ ذوات الأَعاصِیر، و هو الرَّهَج و الغُبار؛ و استشهدوا بقول الشاعر: و كأَنَّ سُهْكَ المُعْصِرات كَسَوْتَها تُرْبَ الفَدافِدِ و البقاع بمُنْخُلِ و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: المُعْصِراتُ الرِّیاحُ‌و زعموا أَن معنی مِن، من قوله: مِنَ الْمُعْصِرٰاتِ، معنی الباء الزائدة «2». كأَنه قال: و أَنزلنا بالمُعْصِرات مٰاءً ثَجّٰاجاً، و قیل: بل المُعْصِراتُ الغُیُومُ أَنفُسُها؛ و فسر بیت ذی الرمة: تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عن مُتَوَضِّحٍ، كنَوْرِ الأَقاحی، شافَ أَلوانَها العَصْرُ فقیل: العَصْر المطر من المُعْصِرات، و الأَكثر و الأَعرف: شافَ أَلوانها القَطْرُ. قال الأَزهری: و قولُ من فَسَّر الْمُعْصِرٰاتِ بالسَّحاب أَشْبَهُ بما أَراد الله عز و جل لأَن الأَعاصِیر من الریاح لیستْ مِن رِیاح المطر، و قد ذكر الله تعالی أَنه یُنْزِل منها ماءً ثجّاجاً. و قال أَبو إِسحق: الْمُعْصِرٰاتِ السحائب لأَنها تُعْصِرُ الماء، و قیل: مُعْصِرات كما یقال أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلی أَن یُجنّ، و كذلك صارَ السحابُ إِلی أن یُمْطِر فیُعْصِر؛ و قال البَعِیث فی المُعْصِرات فجعلها سحائب ذوات المطر: و ذی أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ذِهابُ الصَّبا، و المعْصِراتُ الدَّوالِحُ و الدوالحُ: من نعت السحاب لا من نعت الریاح، و هی التی أَثقلها الماء، فهی تَدْلَحُ أَی تَمِشی مَشْیَ المُثْقَل. و الذِّهابُ: الأَمْطار، و یقال: إِن الخیر بهذا البلد عَصْرٌ مَصْرٌ أَی یُقَلَّل و یُقطَّع. و الإِعْصارُ: الریح تُثِیر السحاب، و قیل: هی التی فیها نارٌ، مُذَكَّر. و فی التنزیل: فَأَصٰابَهٰا إِعْصٰارٌ فِیهِ نٰارٌ فَاحْتَرَقَتْ، و الإِعْصارُ: ریح تُثِیر سحاباً ذات رعد و برق، و قیل: هی التی فیها غبار شدید. و قال الزجاج: الإِعْصارُ الریاح التی تهب من الأَرض و تُثِیر الغبار فترتفع كالعمود إِلی نحو السماء، و هی التی تُسَمِّیها الناس الزَّوْبَعَة، و هی ریح شدیدة لا یقال لها إِعْصارٌ حتی تَهُبّ كذلك بشدة؛ و منه قول العرب فی أَمثالها: إِن كنتَ رِیحاً فقد لاقیت إِعْصاراً؛ یضرب مثلًا للرجل یلقی قِرْنه فی النَّجْدة و البسالة. و الإِعْصارُ و العِصارُ: أَن تُهَیِّج الریح التراب فترفعه. و العِصَارُ: الغبار الشدید؛ قال الشماخ: إِذا ما جَدَّ و اسْتَذْكی علیها، أَثَرْنَ علیه من رَهَجٍ عِصَارَا و قال أَبو زید: الإِعْصارُ الریح التی تَسْطَع فی السماء؛ و جمع الإِعْصارِ أَعاصیرُ؛ أَنشد الأَصمعی: و بینما المرءُ فی الأَحْیاء مُغْتَبِطٌ، إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِیرُ
(2). قوله: [الزائدة] كذا بالأَصل و لعل المراد بالزائدة التی لیست للتعدیة و إن كانت للسببیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 579
و العَصَر و العَصَرةُ: الغُبار. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: أَنّ امرأَة مرَّت به مُتَطَیِّبة بذَیْلِها عَصَرَةٌ، و فی روایة: إِعْصار، فقال: أَینَ تُرِیدین یا أَمَةَ الجَبّارِ؟ فقالت: أُریدُ المَسْجِد؛ أَراد الغُبار أَنه ثارَ من سَحْبِها، و هو الإِعْصار، و یجوز أَن تكون العَصَرة من فَوْحِ الطِّیب و هَیْجه، فشبّهه بما تُثِیر الریاح، و بعض أَهل الحدیث یرویه عُصْرة و العَصْرُ: العَطِیَّة؛ عَصَرَه یَعْصِرُه: أَعطاه؛ قال طرفة: لو كان فی أَمْلاكنا واحدٌ، یَعْصِر فینا كالذی تَعْصِرُ و قال أَبو عبید: معناه أَی یتخذ فینا الأَیادِیَ، و قال غیره: أَی یُعْطِینا كالذی تُعْطِینا، و كان أَبو سعید یرویه: یُعْصَرُ فینا كالذی یُعْصَرُ أَی یُصابُ منه، و أَنكر تَعْصِر. و الاعْتِصَارُ: انْتِجَاعُ العطیة. و اعْتَصَرَ من الشی‌ء: أَخَذَ؛ قال ابن أَحمر: و إِنما العَیْشُ بِرُبَّانِهِ، و أَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَصِرْ و المُعْتَصِر: الذی یصیب من الشی‌ء و یأْخذ منه. و رجل كَریمُ المُعْتَصَرِ و المَعْصَرِ و العُصارَةِ أَی جَوَاد عند المسأَلة كریم. و الاعْتِصارُ: أَن تُخْرِجَ من إِنسان مالًا بغُرْم أَو بوجهٍ غیرِه؛ قال: فَمَنَّ و اسْتَبْقَی و لم یَعْتَصِرْ و كل شی‌ء منعتَه، فقد عَصَرْتَه. و‌فی حدیث القاسم: أَنه سئل عن العُصْرَةِ للمرأَة، فقال: لا أَعلم رُخِّصَ فیها إِلا للشیخ المَعْقُوفِ المُنْحَنِی؛ العُصْرَةُ هاهنا: منع البنت من التزویج، و هو من الاعْتِصارِ المَنْع، أَراد لیس لأَحد منعُ امرأَة من التزویج إِلا شیخ كبیر أَعْقَفُ له بنت و هو مضطر إِلی استخدامها. و اعْتَصَرَ علیه: بَخِلَ علیه بما عنده و منعه. و اعْتَصَر مالَه: استخرجه من یده. و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: أَنه قضی أَن الوالد یَعْتَصِرُ ولَدَه فیما أَعطاه و لیس للولَد أَن یَعتَصِرَ من والده، لفضل الوالد علی الولد؛ قوله یَعْتَصِرُ ولده‌أَی له أَن یحبسه عن الإِعطاء و یمنعه إِیاه. و كل شی‌ء منعته و حبسته فقد اعْتَصَرْتَه؛ و قیل: یَعْتَصِرُ یَرْتَجِعُ. و اعْتَصَرَ العَطِیَّة: ارْتَجعها، و المعنی أَن الوالد إِذا أَعطی ولده شیئاً فله أَن یأْخذه منه؛ و منه‌حدیث الشَّعْبی: یَعْتَصِرُ الوالد علی ولده فی ماله؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما عداه بعلی لأَنه فی معنی یَرْجِعُ علیه و یعود علیه. و قال أَبو عبید: المُعْتَصِرُ الذی یصیب من الشی‌ء یأْخذ منه و یحبسه؛ قال: و منه قوله تعالی: فِیهِ یُغٰاثُ النّٰاسُ وَ فِیهِ یَعْصِرُونَ. و حكی ابن الأَعرابی فی كلام له: قومٌ یَعْتَصِرُونَ العطاء و یَعِیرون النساء؛ قال: یَعْتَصِرونَه یَسْترجعونه بثوابه. تقول: أَخذت عُصْرَتَه أَی ثوابه أَو الشی‌ء نَفسَه. قال: و العاصِرُ و العَصُورُ هو الذی یَعْتَصِرُ و یَعْصِرُ من مال ولده شیئاً بغیر إِذنه. قال العِتریفِیُّ: الاعْتِصَار أَن یأْخذ الرجل مال ولده لنفسه أَو یبقیه علی ولده؛ قال: و لا یقال اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فلان إِلا أَن یكون قریباً له. قال: و یقال للغلام أَیْضاً اعْتَصَرَ مال أَبیه إِذا أَخذه. قال: و یقال فلان عاصِرٌ إِذا كان ممسكاً، و یقال: هو عاصر قلیل الخیر، و قیل: الاعْتِصَارُ علی وجهین: یقال اعْتَصَرْتُ من فلان شیئاً إِذا أَصبتَه منه، و الآخر أَن تقول أَعطیت فلاناً عطیة فاعْتَصَرْتُها أَی رجعت فیها؛ و أَنشد: نَدِمْتُ علی شی‌ء مَضَی فَاعْتَصَرْتُه، و للنِّحْلَةُ الأُولی أَعَفُّ و أَكْرَمُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 580
فهذا ارتجاع. قال: فأَما الذی یَمْنَعُ فإِنما یقال له تَعَصَّرَ أَی تَعَسَّر، فجعل مكان السین صاداً. و یقال: ما عَصَرك و ثَبَرَكَ و غَصَنَكَ و شَجَرَكَ أَی ما مَنَعَك. و‌كتب عمر، رضی الله عنه، إِلی المُغِیرَةِ: إِنَّ النساء یُعْطِینَ علی الرَّغْبة و الرَّهْبة، و أَیُّمَا امرأَةٍ نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَصِرَ فَهُوَ لها‌أَی ترجع. و یقال: أَعطاهم شیئاً ثم اعْتَصَره إِذا رجع فیه. و العَصَرُ، بالتحریك، و العُصْرُ و العُصْرَةُ: المَلْجَأُ و المَنْجَاة. و عَصَرَ بالشی‌ء و اعْتَصَرَ به: لجأَ إِلیه. و أَما الذی‌ورد فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَمر بلالًا أَن یؤذن قبل الفجر لِیَعْتَصِرَ مُعْتَصِرُهُمْ؛ فإِنه أَراد الذی یرید أَن یضرب الغائط، و هو الذی یحتاج إِلی الغائط لیَتَأَهَّبَ للصلاة قبل دخول وقتها، و هو من العَصْر أَو العَصَر، و هو المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَی، و قد قیل فی قوله تعالی: فِیهِ یُغٰاثُ النّٰاسُ وَ فِیهِ یَعْصِرُونَ: إِنه من هذا، أَی یَنْجُون من البلاء و یَعْتَصِمون بالخِصْب، و هو من العُصْرَة، و هی المَنْجاة. و الاعْتِصَارُ: الالتجاء؛ و قال عَدِی بن زید: لو بِغَیْرِ الماءِ حَلْقِی شَرِقٌ، كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِی و الاعْتِصار: أَن یَغَصَّ الإِنسان بالطعام فَیَعْتَصِر بالماء، و هو أَن یشربه قلیلًا قلیلًا، و یُسْتَشْهد علیه بهذا البیت، أَعنی بیت عدی بن زید. و عَصَّرَ الزرعُ: نبتت أَكْمامُ سُنْبُلِه، كأَنه مأَخوذ من العَصَر الذی هو الملجأُ و الحِرْز؛ عن أَبی حنیفة، أَی تَحَرَّزَ فی غُلُفِه، و أَوْعِیَةُ السنبل أَخْبِیَتُه و لَفائِفُه و أَغْشِیَتُه و أَكِمَّتُه و قبائِعُهُ، و قد قَنْبَعَت السُّنبلة و هی ما دامت كذلك صَمْعَاءُ، ثم تَنْفَقِئُ. و كل حِصْن یُتحصن به، فهو عَصَرٌ. و العَصَّارُ: الملك الملجأُ. و المُعْتَصَر: العُمْر و الهَرَم؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: أَدركتُ مُعْتَصَرِی و أَدْرَكَنی حِلْمِی، و یَسَّرَ قائِدِی نَعْلِی مُعْتَصَری: عمری و هَرَمی، و قیل: معناه ما كان فی الشباب من اللهو أَدركته و لَهَوْت به، یذهب إِلی الاعْتِصَار الذی هو الإِصابة للشی‌ء و الأَخذ منه، و الأَول أَحسن. و عَصْرُ الرجلِ: عَصَبته و رَهْطه. و العُصْرَة: الدِّنْیة، و هم موالینا عُصْرَةً أَی دِنْیَةً دون من سواهم؛ قال الأَزهری: و یقال قُصْرَة بهذا المعنی، و یقال: فلان كریم العَصِیر أَی كریم النسب؛ و قال الفرزدق: تَجَرَّدَ منها كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ، لِعَوْهَجٍ أوِ لِلدَّاعِرِیِّ عَصِیرُها و یقال: ما بینهما عَصَرٌ و لا یَصَرٌ و لا أَعْصَرُ و لا أَیْصَرُ أَی ما بینهما مودة و لا قرابة. و یقال: تَوَلَّی عَصْرُك أَی رَهْطك و عَشِیرتك. و المَعْصُور: اللِّسان الیابس عطشا؛ قال الطرماح: یَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَیْ ضَئِیلَةٍ أَفَاوِیق، منها هَلَّةٌ و نُقُوعُ و قوله أَنشده ثعلب: أَیام أَعْرَقَ بی عَامُ المَعَاصِیرِ فسره فقال: بَلَغَ الوسخُ إِلی مَعَاصِمِی، و هذا من الجَدْب؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هذا التفسیر. و العِصَارُ: الفُسَاء؛ قال الفرزدق: إِذا تَعَشَّی عَتِیقَ التَّمْرِ، قام له تَحْتَ الخَمِیلِ عِصَارٌ ذو أَضَامِیمِ و أَصل العِصَار: ما عَصَرَتْ به الریح من التراب فی
لسان العرب، ج‌4، ص: 581
الهواء و بنو عَصَر: حَیّ من عبد القیس، منهم مَرْجُوم العَصَریّ. و یَعْصُرُ و أَعْصُرُ: قبیلة، و قیل: هو اسم رجل لا ینصرف لأَنه مثل یَقْتُل و أَقتل، و هو أَبو قبیلة منها باهِلَةُ. قال سیبویه: و قالوا باهِلَةُ بن أَعْصُر و إِنما سمی بجمع عَصْرٍ، و أَما یَعْصُر فعلی بدل الیاء من الهمزة، و یشهد بذلك ما ورد به الخبر من أَنه إِنما سمی بذلك لقوله: أَ بُنَیّ، إِنّ أَباك غَیَّرَ لَوْنَه كَرُّ اللیالی، و اخْتِلافُ الأَعْصُرِ و عَوْصَرة: اسم. و عَصَوْصَر و عَصَیْصَر و عَصَنْصَر، كله: موضع؛ و قول أَبی النجم: لو عُصْرَ منه البانُ و المِسْكُ انْعَصَرْ یرید عُصِرَ، فخفف. و العُنْصُرُ و العُنْصَرُ: الأَصل و الحسب. و عَصَرٌ: موضع. و‌فی حدیث خیبر: سَلَكَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی مَسِیرِه إِلیها علی عَصَرٍ؛ هو بفتحتین، جبل بین المدینة و وادی الفُرْع، و عنده مسجد صلی فیه النبی، صلی الله علیه و سلم.

عصفر؛ ج4، ص: 581

: الأَزهری: العُصْفُر نبات سُلافَتُه الجِرْیالُ، و هی معربة. ابن سیدة: العُصْفُر هذا الذی یصبغ به، و منه رِیفِیٌّ و منه بَرِّیٌّ، و كلاهما نبتٌ بأَرض العرب. و قد عَصْفَرْت الثوب فتَعَصْفَرَ. و العُصْفور: السیِّد. و العُصُفور: طائر ذكر، و الأُنثی بالهاء. و العُصْفور: الذكر من الجراد. و العُصْفور: خشبة فی الهودج تجمَع أَطراف خشبات فیها، و هی كهیئة الإِكاف، و هی أَیضاً الخشبات التی تكون فی الرَّحْل یُشَدّ بها رؤوس الأَحْناء. و العُصْفور: الخشب الذی تشدُّ به رؤوسُ الأَقْتاب. و عُصْفورُ الإِكاف عند مقدّمه فی أَصل الدَّأْیةِ، و هو قطعة خشبة قدر جُمْعِ الكف أَو أُعَیْظِم منه شیئاً مشدودٌ بین الحِنْوَیْنِ المقدّمین؛ و قال الطرماح یصف الغَبِیط أَو الهودج: كلّ مَشْكوكٍ عَصافِیرُه، قانئ اللَّوْنِ حَدِیث الزِّمام یعنی أَنه شكّ فشدّ العُصْفور من الهودج فی مواضع بالمسامیر. و عُصْفورُ الإِكاف: عُرْصُوفُه علی القلب. و‌فی الحدیث: قد حرَّمت المدینة أَن تُعْضَد أَو تُخْبَط إِلا لِعُصْفورِ قَتَبٍ أَو شَدَّ مَحالةٍ أَو عَصا حدیدةٍ؛ عُصْفورُ القتَبِ: أَحدُ عِیدانِه، و جمعه عَصافِیرُ. قال: و عصافِیر القتب أَربعة أَوْتادٍ یُجْعَلْن بین رؤوس أَحناء القتب فی رأْس كل حِنْوٍ وتدان مشدودان بالعَقَب أَو بجلود الإِبل فیه الظَّلِفات. و العُصْفور: عظم ناتئ فی جَبین الفرس، و هما عُصْفورانِ یَمْنَةً و یَسْرة. قال ابن سیدة: عُصْفور الناصیة أَصلُ منبتِها، و قیل: هو العُظیم الذی تحت ناصیة الفرس بین العینین. و العُصْفور: قُطَیْعة من الدماغ تحت فَرْخ الدماغ كأَنه بائِنٌ، بینها و بین الدماغ جُلَیْدةٌ تَفْصِلها؛ و أَنشد: ضَرْباً یُزیلُ الهام عن سریره، عن أُمّ فَرْخ الرَّأْس أَو عُصْفوره و العُصْفور: الشِّمْراخُ السائل من غُرّة الفرس لا یبلغ الخَطْمَ. و العَصافِیرُ: ما علی السَّناسِن من العصب و العُصْفورُ: الولد، یمانیة. و تَعَصْفَرت عُنُقُه تَعَصْفُراً: الْتَوَتْ. و یقال للرجل إِذا جاع: نَقَّت عَصافیرُ بَطْنِه، كما یقال: نَقَّت ضفادعُ بطنه. الأَزهری: العَصافیرُ ضرب من الشجر له صورة كصورة العُصْفور، یسمون هذا
لسان العرب، ج‌4، ص: 582
الشجر: مَنْ رَأَی مِثْلی. و أَما ما رُوی أَن النعمان أَمَرَ للنابغة بمائة ناقة من عَصافِیرِه؛ قال ابن سیدة: أَظنّه أَرادَ مِن فَتایا نُوقِه؛ قال الأَزهری: كان للنعمان بن المنذر نجائبُ یقال لها عَصافیر النعمان. أَبو عمرو: یقال للجمل ذی السنامین عُصْفورِیٌّ. قال الجوهری: عَصافیرُ المُنْذِرِ إِبلٌ كانت للملوك نجائب؛ قال حسان بن ثابت: فما حَسَدْت أَحداً حَسَدی للنابغة حین أَمَرَ له النعمانُ بن المنذر بمائة ناقة برِیشِها من عَصافِیرِه و حُسَامٍ و آنِیةٍ من فضة؛ قوله: بریشها كان علیها رِیشٌ لیعلم أَنها من عطایا الملوك.

عصمر؛ ج4، ص: 582

: العُصْمورُ: الدُّولابُ، و سنذكره فی الضاد. و قال اللیث: العَصامیر دلاءُ المَنْجَنون، واحدها عُصْمور. ابن الأَعرابی: العُصْمورُ دَلْوُ الدُّولاب. و الصُّمْعُورُ: القصیر الشجاع.

عصنصر؛ ج4، ص: 582

: الأَزهری فی الخماسی: عَصَنْصَر موضع.

عضر؛ ج4، ص: 582

: عَضْرٌ: حَیٌّ من الیمن، و قیل: هو اسم موضع. و العاضِرُ: المانِعُ، و كذلك الغاضِرُ، بالعین و الغین، و عَضَرَ بكلمة أَی باحَ بها.

عضمر؛ ج4، ص: 582

: العَضَمَّرُ: البخیل الضّیِّق. و العُضْمورُ: دَلْوُ المَنْجَنون. و فی بعض النسخ: العُصْمور، بالصاد المهملة، و قد تقدم.

عطر؛ ج4، ص: 582

: العِطْرُ: اسم جامع للطِّیب، و الجمع عُطورٌ. و العطّار: بائعُه، و حِرْفَتُه العِطَارةُ. و رجل عاطرٌ و عَطِرٌ و مِعْطِیر و مِعْطارٌ و امرأَة عَطِرةٌ و مِعْطیرٌ و مُعَطَّرة: یتعهّدان أَنفُسهما بالطیب و یُكْثِران منه، فإِذا كان ذلك من عادتِها، فهی مِعْطار و مِعْطارة؛ قال: عُلِّقَ خَوْداً طَفْلةً مِعْطارَهْ، إِیاكِ أَعْنی، فاسْمَعِی یا جارهْ قال اللحیانی: ما كان علی مِفْعال فإِنّ كلام العرب و المجتمعَ علیه بغیر هاء، فی المذكر و المؤَنث، إِلا أَحْرُفاً جاءت نوادِرَ قیلَ فیها بالهاء، و سیأْتی ذكرها، و قیل: رَجلٌ عَطِرٌ و امرأَة عَطِرة إِذا كانا طَیّبَیْنِ رِیحَ الجِرْم، و إِن لم یَتَعَطَّرا. و قال ابن الأَعرابی: رجل عاطِرٌ، و جمعه عُطُرٌ، و هو المُحِبُّ للطِّیب. و عَطِرت المرأَة، بالكسر، تَعْطَرُ عَطَراً: تَطیّبتْ. و امرأَة عَطِرة مَطِرةٌ بَضّة مَضّة، قال: و المَطِرة الكثیرة السِّواك. أَبو عمرو: تَعَطَّرت المرأَةُ و تأَطَّرت إِذا أَقامت فی بیت أَبَوَیْها و لم تتزوج. و‌فی الحدیث: أَنه كان یكره تَعَطُّرَ النساء و تشبُّهَهُنَّ بالرجال؛ أَراد العِطْرَ الذی تَظْهَرُ ریحُه كما یظهر عِطْرُ الرجال، و قیل: أَراد تَعَطُّلَ النساء، باللام، و هی التی لا حَلْیَ علیها و لا خِضابَ، و اللام و الراء یتعاقبان. و‌فی حدیث أَبی موسی: المرأَةُ إِذا اسْتَعْطَرت و مَرَّت علی القوم لیَجِدُوا رِیحَها‌أَی استعملت العِطْرَ و هو الطیب؛ و منه‌حدیث كعب بن الأَشرف: و عندی أَعْطَرُ العربِ‌أَی أَطْیَبُها عِطْراً. قال أَبو عبیدة: یقال بَطْنی أَعْطِری «3». و سائرِی فذَرِی؛ یقال ذلك لمن یُعْطِیك ما لا تحتاج إِلیه، كأَنه فی التمثُّل رجل جائع أَتی قوماً فطیّبوه. و ناقة عَطِرةٌ و مِعْطارةٌ و عَطّارةٌ إذا كانت نافِقةً فی السوق تَبِیعُ نفسَها لحُسْنها. أَبو حنیفة: المُعْطِرات من الإِبل التی كأَنَّ علی أَوبارِها صِبْغاً من حُسْنها، و أَصله من العطْرِ؛ قال المرّار بن منقذ: هِجاناً و حُمْراً مُعْطِراتٍ كأَنها حَصی مَغْرةٍ، أَلْوانُها كالمَجاسِد
(3). قوله: [بطنی أعطری] هكذا فی الأَصل، و الذی فی الأَمثال: عطری، بفتح العین و تشدید الطاء. و فی شرح القاموس و قال أَبو عبیدة یقال: بطنی عطری؛ هكذا فی سائر النسخ، و الذی فی أمهات اللغة: أعطری و سائری فذری
لسان العرب، ج‌4، ص: 583
و ناقةٌ مِعْطارٌ و مُعْطِرٌ: شدیدة؛ ابن الأَعرابی: و مِعْطِیرٌ: حمراء طیّبة العَرَق؛ أَنشد أَبو حنیفة: كَوْماء مِعْطِیر كَلَوْنِ البَهْرَمِ قال الأَزهری: و قرأْت فی كتاب المعانی للباهلی: أَبكی علی عَنْزَیْنِ لا أَنْساهُما، كأَنَّ ظِلَّ حَجَرٍ صُغْراهما، و صالغٌ مُعْطِرةٌ كُبْراهُما قال: مُعْطِرة حمراء. قال عمرو: مأْخوذ من العِطْر، و جَعَلَ الأُخْری ظِلَّ حَجَرٍ لأَنها سَوْداء، و ناقة عَطِرة و مِعْطارٌ و مُعْطِرة و عِرْمِسٌ أَی كریمة؛ و أَما قول العجاج یصف الحمار و الأُتن: یَتْبَعْنَ جأْباً كمُدُقِّ المِعْطِیر فإِنه یرید العطّار. و عُطَیْرٌ و عُطْرانُ: اسمان.

عظر؛ ج4، ص: 583

: عَظِرَ الرجل: كَرِهَ الشی‌ءَ، و لا یكادون یتكلمون به. و العِظَارُ: الامتِلاء من الشراب. و أَعْظَرَه الشرابُ: كَظّه و ثَقُل فی جوفه، و هو الإِعْظارُ. و العُظُرُ: جمع عَظُورٍ، و هو الممتلئ من أَیّ الشراب كان. و رجل عِظْیَرٌّ: سیّ‌ء الخلُق و قیل مُتظاهِرٌ «1» … مَرْبُوعٌ. و عِظْیَرٌ، مخفف الراء: غلیظ قصیر، و قیل: قصیر، و قیل: كَزٌّ متقارب الأَعضاء، و قیل: العِظْیَرُ القویّ الغلیظ؛ و أَنشد: تُطَلِّحُ العِظْیَرَ ذا اللَّوْثِ الضَّبِثْ و العَظارِیُّ: ذكورُ الجراد؛ و أَنشد: غدا كالعَمَلَّس، فی حُذْلِه رُؤوسُ العَظارِیّ كالعُنْجُدِ العَمَلّس: الذئب. و حُذْلُه: حُجْزة إِزاره. و العُنْجُد: الزبیب.

عفر؛ ج4، ص: 583

: العَفْرُ و العَفَرُ: ظاهر التراب، و الجمع أَعفارٌ. و عَفَرَه فی التُّراب یَعْفِره عَفْراً و عَفَّره تَعْفِیراً فانْعَفَر و تَعَفَّرَ: مَرَّغَه فیه أَو دَسَّه. و العَفَر: التراب؛ و‌فی حدیث أَبی جهل: هل یُعَفِّرُ مُحمدٌ وَجْهَه بین أَظْهُرِكم؟یُرِیدُ به سجودَه فی التُّرابِ، و لذلك‌قال فی آخره: لأَطَأَنّ علی رقبته أَو لأُعَفِّرَنّ وجْهَه فی التراب؛ یرید إِذلاله؛ و منه قول جریر: و سارَ لبَكْرٍ نُخْبةٌ من مُجاشِعٍ، فلما رَأَی شَیْبانَ و الخیلَ عَفّرا قیل فی تفسیره: أَراد تَعَفَّر. قال ابن سیدة: و یحتمل عندی أَن یكون أَراد عَفّرَ جَنْبَه، فحذف المفعول. و عَفَرَه و اعْتَفَرَه: ضرَبَ به الأَرض؛ و قول أَبی ذؤیب: أَلْفَیْتُ أَغْلَب من أُسْد المُسَدِّ حَدِیدَ الناب، أَخْذتُه عَفْرٌ فتَطْرِیحُ قال السكری: عَفْر أَی یَعْفِرُه فی التراب. و قال أَبو نصر: عَفْرٌ جَذْب؛ قال ابن جنی: قول أَبی نصر هو المعمول به، و ذلك أَن الفاء مُرَتِّبة، و إِنما یكون التَّعْفِیر فی التراب بعد الطَّرْح لا قبله، فالعَفْرُ إِذاً هاهنا هو الجَذْب، فإِن قلت: فكیف جاز أَن یُسمّی الجذب عَفْراً؟ قیل: جاز ذلك لتصوّر معنی التَّعْفِیر بعد الجَذْب، و أَنه إِنما یَصِیر إِلی العَفَر الذی هو التراب بعد أَن یَجْذِبَه و یُساوِرَه؛ أَ لا تری ما أَنشده الأَصمعی: و هُنَّ مَدّا غَضَنَ الأَفِیق «2». فسَمَّی جلودَها، و هی حیةٌ، أَفِیقاً؛ و إِنما الأَفِیقُ الجلد ما دام فی الدباغ، و هو قبل ذلك جلد و إِهاب و نحو ذلك، و لكنه لما كان قد یصیر إِلی الدباغ سَمَّاه
(1). كذا بیاض بالأَصل (2). قوله: [و هن مدا إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 584
أَفِیقاً و أَطلق ذلك علیه قبل وصوله إِلیه علی وجه تصور الحال المتوقعة. و نحوٌ منه قولُه تعالی: إِنِّی أَرٰانِی أَعْصِرُ خَمْراً؛ و قول الشاعر: إِذا ما ماتَ مَیْتٌ مِن تمِیمٍ، فسَرَّك أَن یَعِیشَ، فجِئْ بزادِ فسماه میتاً و هو حیّ لأَنه سَیموت لا محالة؛ و علیه قوله تعالی أَیضاً: إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ؛ أَی إِنكم ستموتون؛ قال الفرزدق: قَتَلْتَ قَتِیلًا لم یَرَ الناسُ مِثْلَه، أُقَلِّبُه ذا تُومَتَیْنِ مُسَوَّرا و إِذ جاز أَن یسمی الجَذْبُ عَفْراً لأَنه یصیر إِلی العَفْر، و قد یمكن أَن لا یصیر الجذبُ إِلی العَفْر، كان تسمیةُ الحیِّ میتاً لأَنه میّت لا محالة أَجْدَرَ بالجواز. و اعْتَفَرَ ثَوْبَه فی التراب: كذلك. و یقال: عَفّرْت فلاناً فی التراب إِذا مَرَّغْته فیه تَعْفِیراً. و انْعَفَرَ الشی‌ء: تترّب، و اعْتَفَرَ مثله، و هو مُنْعَفِر الوجه فی التراب و مُعَفَّرُ الوجه. و یقال: اعْتَفَرْتُه اعْتِفاراً إِذا ضربت به الأَرض فمَغَثْتَه؛ قال المرار یصف امرأَة طال شعرُها و كَثُفَ حتی مسَّ الأَرض: تَهْلِك المِدْراةُ فی أَكْنافِه، و إِذا ما أَرْسَلَتْه یَعْتَفِرْ أَی سقط شعرها علی الأَرض؛ جعَلَه من عَفَّرْته فاعْتَفَر. و‌فی الحدیث: أَنه مرّ علی أَرضٍ تُسَمَّی عَفِرةً فسماَّها خَضِرَةً؛ هو من العُفْرة لَوْنِ الأَرض، و یروی بالقاف و الثاء و الدال؛ و فی قصید كعب: یعدو فیَلْحَمُ ضِرْغامَیْنِ، عَیْشُهما لَحْمٌ، من القوم، مَعْفُورٌ خَراذِیلُ المَعْفورُ: المُترَّبُ المُعَفَّرُ بالتراب. و‌فی الحدیث: العافِر الوجْهِ فی الصلاة؛ أَی المُترّب. و العُفْرة: غُبْرة فی حُمْرة، عَفِرَ عَفَراً، و هو أَعْفَرُ. و الأَعْفَر من الظباء: الذی تَعْلو بیاضَه حُمْرَةٌ، و قیل: الأَعْفَرُ منها الذی فی سَراتِه حُمْرةٌ و أَقرابُه بِیضٌ؛ قال أَبو زید: من الظباء العُفْر، و قیل: هی التی تسكن القفافَ و صلابة الأَرض. و هی حُمْر، و العُفْر من الظباء: التی تعلو بیاضَها حمرة، قِصار الأَعناق، و هی أَضعف الظباء عَدْواً؛ قال الكمیت: و كنّا إِذا جَبّارُ قومٍ أَرادَنا بكَیْدٍ، حَمَلْناه علی قَرْنِ أَعْفَرا یقول: نقتله و نَحْمِل رأْسَه علی السِّنَان، و كانت تكون الأَسِنَّة فیما مضی من القرون. و یقال: رمانی عن قَرْن أَعْفَرَ أَی رمانی بداهیة؛ و منه قول ابن أَحمر: و أَصْبَحَ یَرْمِی الناسَ عن قَرْنِ أَعْفَرا و ذلك أَنهم كانوا یتخذون القُرونَ مكانَ الأَسِنّة فصار مثلًا عندهم فی الشدة تنزل بهم. و یقال للرجل إِذا بات لیلَته فی شدة تُقْلِقُه: كنتَ علی قَرْن أَعْفَرَ؛ و منه قول إمرئ القیس: كأَنی و أَصْحابی علی قَرْنِ أَعْفَرا و ثَرِیدٌ أَعْفَرُ: مُبْیَضٌّ، و قد تعافَرَ. و من كلامهم «1» … هم و وصف الحَرُوقة فقال: حتی تعافرَ من نَفْثها أَی تَبَیَّض. و الأَعْفَرُ: الرَّمْل الأَحمر؛ و قول بعض الأَغفال: و جَرْدَبَت فی سَمِلٍ عُفَیْر یجوز أَن یكون تصغیر أَعْفَر علی تصغیر الترخیم أَی مصبوغ بِصِبْغ بین البیاض و الحمرة. و الأَعْفَر:
(1). كذا بیاض فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 585
الأَبْیضُ و لیس بالشدید البیاض. و ماعِزةٌ عَفْراء: خالصة البیاض. و أَرض عَفْراء: بیضاء لم تُوطأْ كقولهم فیها بیحان‌اللون «1». و‌فی الحدیث: یُحْشَرُ الناسُ یوم القیامة علی أَرض عَفْراء.و العُفْرُ من لَیالی الشهر: السابعةُ و الثامنةُ و التاسعةُ، و ذلك لبیاض القمر. و قال ثعلب: العُفْرُ منها البِیضُ، و لم یُعَیِّنْ؛ و قال أَبو رزمة: ما عُفُرُ اللَّیالی كالدَّآدِی، و لا تَوالی الخیلِ كالهَوادِی توالیها: أَواخرها. و‌فی الحدیث: لیس عُفر اللیالی كالدَّآدِی؛ أَی اللیالی المقمرةُ كالسود، و قیل: هو مثَل. و‌فی الحدیث: أَنه كان إِذا سجد جافی عَضُدَیْهِ حتی یُری من خلفه عُفْرَة إِبْطَیْهِ؛ أَبو زید و الأَصمعی: العُفْرَةُ بیاض و لكن لیس بالبیاض الناصع الشدید. و لكنه كلون عَفَر الأَرض و هو وجهها؛ و منه‌الحدیث: كأَنی أَنظر إِلی عُفْرَتَیْ إِبْطَیْ رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ و منه قیل للظِّباء عُفْر إِذا كانت أَلوانها كذلك، و إِنما سُمیت بعَفَر الأَرض. و یقال: ما علی عَفَرِ الأَرض مِثْلَهُ أَی ما علی وجهها. و عَفَّر الرجلُ: خلَط سُودَ غنمِه و إِبلِه بعُفْرٍ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فی الضَّحِیَّةِ: لَدَمُ عَفْرَاء أَحَبُّ إِلیّ من دم سَوْدَاوَیْنِ‌و التَّعْفِیر: التبییض. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة شكت إِلیه قِلَّةَ نَسْل غنمها و إِبلها و رِسْلِها و أَن مالها لا یَزْكُو، فقال: ما أَلوانُها؟ قالت: سُودٌ. فقال: عَفِّرِی‌أَی اخْلِطیها بغنم عُفْرٍ، و قیل: أَی اسْتَبْدِلی أَغناماً بیضاً فإِن البركة فیها. و العَفْراءُ من اللیالی: لیلة ثلاثَ عشْرة. و المَعْفُورةُ: الأَرض التی أُكِل نبتُها. و الیَعْفور و الیُعْفور: الظبی الذی لونه كلون العَفَر و هو التراب، و قیل: هو الظبی عامة، و الأُنثی یَعْفورة، و قیل: الیَعْفور الخِشْف [الخَشْف، سمی بذلك لصغره و كثرة لُزوقِه بالأَرض، و قیل: الیَعْفُور ولد البقرة الوحشیة، و قیل: الیَعَافیرُ تُیُوس الظباء. و‌فی الحدیث: ما جَرَی الیَعْفُورُ؛ قال ابن الأَثیر: هو الخِشْف [الخَشْف، و هو ولد البقرة الوحشیة، و قیل: تَیْس الظباء، و الجمع الیَعافِرُ، و الیاء زائدة. و الیَعفور أَیضاً: جزء من أَجزاء اللیل الخمسة التی یقال لها: سُدْفة و سُتْفة و هَجْمة و یَعْفور و خُدْرة؛ و قول طرفة: جازت البِیدَ إِلی أَرْحُلِنا، آخرَ اللیل، بیَعْفورٍ خَدِرْ أَراد بشخصِ إِنسانٍ مثل الیَعْفور، فالخَدِرُ علی هذا المتخلف عن القطیع، و قیل: أَراد بالیَعْفُورِ الجزء من أَجزاء اللیل، فالخَدِرُ علی هذا المُظْلِمُ. و عَفَّرت الوحشیّة ولدَها تُعَفِّرُه: قطعت عنه الرَّضاعَ یوماً أَو یومین، فإِن خافت أن یضرّه ذلك ردّته إِلی الرضاع أَیاماً ثم أَعادته إِلی الفِطام، تفعل ذلك مرّات حتی یستمر علیه، فذلك التَّعْفیر، و الولد مُعَفَّر، و ذلك إِذا أَرادت فِطامَه؛ و حكاه أَبو عبید فی المرأَة و الناقة، قال أَبو عبید: و الأُمُّ تفعل مثل ذلك بولدها الإِنْسِیّ؛ و أَنشد بیت لبید یذكر بقرةً وحشیةً و ولدَها: لمُعَفَّر قَهْدٍ، تَنَازَعُ شِلْوَه غُبْسٌ كَواسِبُ ما یُمَنُّ طَعامُها قال الأَزهری: و قیل فی تفسیر المُعَفَّر فی بیت لبید إِنه ولدها الذی افْتَرَسَتْه الذئابُ الغُبْسُ فعَفَّرته فی التراب أَی مرّغته. قال: و هذا عندی أَشْبَه بمعنی البیت. قال الجوهری: و التَّعْفِیرُ فی الفِطام أَن تَمْسَحَ المرأَةُ ثَدْیَها بشی‌ء من التراب تنفیراً للصبی.
(1). قوله: [بیحان اللون] هو هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 586
و یقال: هو من قولهم لقیت فلاناً عن عُفْر، بالضم، أَی بعد شهر و نحوه لأَنها ترضعه بین الیوم و الیومین تَبْلو بذلك صَبْرَه، و هذا المعنی أَراد لبید بقوله: لمعفر قَهْدٍ. أَبو سعید: تَعَفَّر الوحشیُّ تَعَفُّراً إِذا سَمِن؛ و أَنشد: و مَجَرُّ مُنْتَحِر الطَّلِیِّ تَعَفَّرتْ فیه الفِراءُ بجِزْع وادٍ مُمْكِنِ قال: هذا سحاب یمر مرّاً بطیئاً لكثرة مائه كأَنه قد انْتَحَر لكثرة مائه. و طَلِیُّه: مَناتحُ مائه، بمنزلة أَطْلاءِ الوحش. و تَعَفَّرت: سَمِنَت. و الفِراءُ: حُمُر الوحش. و المُمْكِنُ: الذی أَمكن مَرْعاه؛ و قال ابن الأَعرابی: أَراد بالطَّلِیّ نَوْءَ الحمَل، و نَوءُ الطَّلِیّ و الحمَلِ واحدٌ عنده. قال: و منتحر أَراد به نحره فكان النوء بذلك المكان من الحمل. قال: و قوله واد مُمْكِن یُنْبِت المَكْنان، و هو نبتٌ من أَحرار البقول. و اعْتَفَرَه الأَسد إِذا افْتَرَسَه. و رجل عِفْرٌ و عِفْرِیةٌ و نِفْرِیةٌ و عُفارِیةٌ و عِفْرِیتٌ بیّن العَفارةِ: خبیث مُنْكَر داهٍ، و العُفارِیةُ مثل العِفْریت، و هو واحد؛ و أَنشد لجریر: قَرَنْتُ الظالمِین بمَرْمَرِیسٍ، یَذِلّ لها العُفارِیةُ المَرِیدُ قال الخلیل: شیطان عِفْرِیةٌ و عِفْریتٌ، و هم العَفارِیَةُ و العَفارِیت، إِذا سَكّنْتَ الیاء صَیَّرت الهاء تاء، و إِذا حرّكتها فالتاء هاء فی الوقف؛ قال ذو الرمة: كأَنّه كَوْكَبٌ فی إِثْرِ عِفْرِیة، مُسَوّمٌ فی سوادِ اللیل مُنْقَضِب و العِفْرِیةُ: الداهیة. و‌فی الحدیث: أَول دینكم نُبُوَّةٌ و رَحْمة ثم مُلْكٌ أَعْفَرُ؛ أَی مُلْكٌ یُسَاسُ بالدَّهاء و النُّكْر، من قولهم للخبیث المُنْكَر: عِفْر. و العَفارةُ: الخُبْث و الشَّیْطنةُ؛ و امرأَة عِفِرَّة. و فی التنزیل: قٰالَ عِفْرِیتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِیكَ بِهِ؛ و قال الزجاج: العِفْرِیت من الرجال النافذُ فی الأَمر المبالغ فیه مع خُبْثٍ و دَهاءٍ، و قد تَعَفْرَت، و هذا مما تحملوا فیه تَبْقِیةَ الزائدَ مع الأَصل فی حال الاشتقاق تَوْفِیةً للمعنی و دلالةً علیه. و حكی اللحیانی: امرأَة عِفْرِیتةٌ و رجلٌ عِفرِینٌ و عِفِرّینٌ كَعِفْرِیت. قال الفراء: من قال عِفْرِیة فجمعه عَفارِی كقولهم فی جمع الطاغوت طَواغِیت و طَواغِی، و من قال عِفْرِیتٌ فجمعه عَفارِیت. و قال شمر: امرأَة عِفِرّة و رجل عِفِرٌّ، بتشدید الراء؛ و أَنشد فی صفة امرأَة غیر محمودة الصفة: و ضِبِرّة مِثْل الأَتانِ عِفِرّة، ثَجْلاء ذات خواصِرٍ ما تَشْبَعُ قال اللیث: و یقال للخبیث عفَرْنی أَی عِفْرٌ، و هم العَفَرْنَوْنَ. و العِفْرِیت من كل شی‌ء: المبالغ. یقال: فلان عِفْرِیتٌ نِفْرِیتٌ و عِفرِیةٌ نِفْرِیة. و‌فی الحدیث: إِن الله یُبْغِضُ العِفْرَیةَ النِّفْرِیةَ الذی لا یُرْزَأُ فی أَهلٍ و لا مالٍ؛ قیل: هو الداهی الخبیثُ الشِّرِّیرُ، و منه العِفْرِیت، و قیل: هو الجَمُوع المَنُوع، و قیل: الظَّلُوم. و قال الزمخشری: العِفْر و العِفْریةُ و العِفْرِیت و العُفارِیةُ القوی المُتَشیْطِن الذی یَعْفِر قِرْنَه، و الیاء فی عِفْرِیةٍ و عُفارِیةٍ للإِلحاق بشرذمة و عُذافِرة، و الهاء فیهما للمبالغة، و التاء فی عِفْرِیتٍ للإِلحاق بِقِنْدِیل. و‌فی كتاب أَبی موسی: غَشِیَهم یومَ بَدْرٍ لَیْثاً عِفِرِّیّاً‌أَی قَوِیّاً داهیاً. یقال: أَسدٌ عِفْرٌ و عِفِرٌّ
لسان العرب، ج‌4، ص: 587
بوزن طِمِرّ أَی قویّ عظیم. و العِفْرِیةُ المُصَحَّحُ و النِّفْرِیة إِتباع؛ الأَزهری: التاء زائدة و أَصلها هاء، و الكلمة ثُلاثِیّة أَصلها عِفْرٌ و عِفْرِیة، و قد ذكرها الأَزهری فی الرباعی أَیضاً، و مما وضع به ابنُ سیدة من أَبی عبید القاسم بن سلام قوله فی المصنف: العِفْرِیة مثال فِعْلِلة، فجعل الیاء أَصلًا، و الیاء لا تكون أَصلًا فی بنات الأَربعة. و العُفْرُ: الشجاع الجَلْدُ، و قیل: الغلیظ الشدید، و الجمع أَعْفارٌ و عِفارٌ؛ قال: خلا الجَوْفُ من أَعْفارِ سَعْدٍ فما به، لمُسْتَصْرِخٍ یَشْكُو التُّبولَ، نَصِیرُ و العَفَرْنی: الأَسَدُ، و هو فَعَلْنی، سمی بذلك لشدته. و لَبْوةٌ عَفَرْنی أَیضاً أَی شدیدة، و النون للإِلحاق بسفرجل. و ناقة عَفَرناة أَی قویة؛ قال عمر ابن لجإِ التیمی یصف إِبلًا: حَمَّلْتُ أَثْقالی مُصَمِّماتِها غُلْبَ الذَّفاری و عَفَرْنَیاتِها الأَزهری: و لا یقال جمل عَفَرْنی؛قال ابن بری و قبل هذه الأَبیات: فوَرَدَتْ قَبْل إِنَی ضَحَائِها، تفَرّش الحیّات فی خِرْشائِها تُجَرُّ بالأَهْونِ من إِدْنائِها، جَرَّ العجوزِ جانِبَیْ خِفَائِها قال: و لما سمعه جریر ینشد هذه الأُرجوزة إِلی أَن بلغ هذا البیت قال له: أَسأْت و أَخْفَقْتَ قال له عمر: فكیف أَقول؟ قال: قل: جرَّ العروس الثِّنْیَ من رِدائِها فقال له عمر: أَنت أَسْوَأُ حالًا منی حیث تقول: لَقَوْمِی أَحْمی للحَقِیقَة مِنْكُم، و أَضْرَبُ للجبّارِ، و النقعُ ساطِعُ و أَوْثَقُ عند المُرْدَفات عَشِیّةً لَحاقاً، إِذا ما جَرَّدَ السیفَ لامِعُ و الله إِن كنّ ما أُدْرِكْنَ إِلا عِشاءً ما أُدْرِكْن حتی نكحن، و الذی قاله جریر: … عند المُرْهَفات …، فغیّره عُمَر، و هذا البیت هو سبب التَّهاجی بینهما؛ هذا ما ذكره ابن بری و قد تری قافیة هذه الأُرجوزة كیف هی، و الله تعالی أَعلم. و أَسد عِفْرٌ و عِفْرِیةٌ و عُفارِیةٌ و عِفْرِیت و عَفَرْنی: شدید قویّ، و لَبُوءَة عِفِرْناة إِذا كانا جَرِیئین، و قیل: العِفِرْناة الذكر و الأُنثی؛ إِما أَن یكون من العَفَر الذی هو التراب، و إِما أَن یكون من العَفْر الذی هو الاعتِفَار، و إِما أَن یكون من القوة و الجلَدِ. و یقال: اعْتَفَرَه الأَسد إِذا فَرَسَه. و لیثُ عِفِرِّینَ تُسَمِّی به العربُ دُوَیْبّة مأْواها التراب السهل فی أُصول الحِیطان، تُدَوِّرُ دُوّارةً ثم تَنْدَسّ فی جوفها، فإِذا هِیجَت رَمَتْ بالتراب صُعُداً. و هی من المُثُل التی لم یجدها سیبویه. قال ابن جنی: أَما عِفِرِّین فقد ذكر سیبویه فِعِلًّا كطِمِرٍّ و حِبِرٍّ فكأَنه أَلحق علم الجمع كالبِرَحِین و الفِتَكْرِین إِلا أَن بینهما فرقاً، و ذلك أَن هذا یقال فیه البِرَحُون و الفِتَكْرون، و لم یسمع فی عِفِرِّین فی الرفع، بالیاء، و إِنما سمع فی موضع الجر، و هو قولهم: لیثُ عِفِرِّینَ، فیجوز أَن یقال فیه فی الرفع هذا عِفِرُّون، لكن لو سمع فی موضع الرفع بالیاء لكان أَشبه بأَن یكون فیه النظر، فأَما و هو فی موضع الجر فلا تُسْتَنْكرُ فیه الیاء. و لَیْثُ عِفِرِّین: الرجلُ الكامل ابن الخَمْسِین، و یقال:
لسان العرب، ج‌4، ص: 588
ابن عَشْر لَعّابٌ بالقُلِینَ، و ابن عشْرین باعی نسّین «2». و ابن الثَّلاثین أَسْعی الساعِینَ، و ابن الأَرْبَعِین أَبْطَشُ الأَبْطَشِین، و ابن الخمسین لَیْثُ عِفِرِّین، و ابن السِّتِّین مُؤْنِسُ الجَلِیسِین، و ابن السَّبْعِین أَحْكمُ الحاكِمینَ، و ابن الثمانین أَسرعُ الحاسِبین، و ابن التِّسْعِین واحد الأَرْذَلین، و ابن المائة لا جا و لا سا؛ یقول: لا رجل و لا امرأَة و لا جنّ و لا إِنس. و یقال: إِنه لأَشْجَع من لَیْثِ عِفِرِّین، و هكذا قال الأَصمعی و أَبو عمرو فی حكایة المثل و اختلفا فی التفسیر، فقال أَبو عمرو: هو الأَسد، و قال أَبو عمر: هو دابّةٌ مثل الحِرْباء تتعرّض للراكب، قال: و هو منسوب إِلی عِفِرِّین اسم بلد؛ و روی أَبو حاتم عن الأَصمعی أَنه دابة مثل الحِرْباء یَتَصَدّی للراكب و یَضْرِبُ بذنبه. و عِفِرِّین: مَأْسَدة، و قیل لكل ضابط قوی: لَیْثُ عِفِرِّین، بكسر العین، و الراء مشددة. و قال الأَصمعی: عِفِرِّین اسم بلد. قال ابن سیدة: و عِفِرُّون بلد. و عِفْرِیةُ الدِّیكِ: رِیشُ عُنُقِه، و عِفْریةُ الرأْس، خفیفة علی مثال فِعْلِلة، و عَفْراة [عِفْراة الرأْس: شعره، و قیل: هی من الإِنسان شعر الناصیة، و من الدابة شعرُ القفا؛ و قیل: العِفْرِیةُ و العِفْراة [العَفْراة الشعرات النابتات فی وسط الرأْس یَقْشَعرِرن عند الفزع؛ و ذكر ابن سیدة فی خطبة كتابه فیما قصد به الوضع من أَبی عبید القاسم بن سلام قال: و أَی شی‌ء أَدلّ علی ضعف المُنَّة و سخافة الجُنَّة من قول أَبی عبید فی كتابه المصنف: العِفْرِیة مثال فِعْلِلَة، فجعل الیاء أَصلًا و الیاء لا تكون أَصلًا فی بنات الأَربعة. و العُفْرة، بالضم: شعرة القَفا من الأَسد و الدیك و غیرهما و هی التی یُرَدِّدُها إِلی یافوخِه عند الهِراش؛ قال: و كذلك العِفْرِیة و العِفْراة، فیهما بالكسر. یقال: جاء فلان نافشاً عِفْرِیَته إِذا جاء غَضْبان. قال ابن سیدة: یقال جاء ناشِراً عِفْرِیَته و عِفْراتَه أَی ناشراً شعرَه من الطَّمَع و الحِرْص و العِفْر، بالكسر: الذكر الفحل من الخنازیر. و العُفْر: البُعْد. و العُفْر: قلَّة الزیارة. یقال: ما تأْتینا إِلا عن عُفْرٍ أَی بعد قلة زیارة. و العُفْرُ: طولُ العهد. یقال: ما أَلقاه إِلا عن عُفْرٍ و عُفُرٍ أَی بعد حین، و قیل: بعد شهر و نحوه؛ قال جریر: دِیارَ جمیعِ الصالحین بذی السِّدْرِ، أَبِینی لَنا، إِن التحیةَ عن عُفْرِ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: فلئن طَأْطَأْتُ فی قَتْلِهمُ، لَتُهاضَنَّ عِظامِی عن عُفُرْ عن عُفُرٍ أَی عن بُعْد من أَخوالی، لأَنهم و إِن كانوا أَقْرِباءَ، فلیسوا فی القُرْب مثل الأَعمام؛ و یدل علی أَنه عنی أَخوالَه قولُه قبل هذا: إِنَّ أَخوالی جمیعاً من شَقِرْ، لَبِسُوا لی عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ العَمَسُ هاهنا، كالحَمَسِ: و هی الشدّة. قال ابن سیدة: و أَری البیت لضبّاب بن واقد الطُّهَوِی؛ و أَما قول المرار: علی عُفُرٍ من عَنْ تَناءٍ، و إِنما تَدانی الهَوَی مِن عَن تَناءٍ و عن عُفْرِ و كان هَجَرَ أَخاه فی الحبْس بالمدینة فیقول: هجرت أَخی علی عُفْرٍ أَی علی بُعْدٍ من الحیّ و القرابات أَی و عن غیرنا، و لم یكن ینبغی لی أَن أَهجره و نحن علی هذه الحالة.
(2). قوله: [باعی نسین]كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 589
و یقال؛ دخلتُ الماء فما انْعَفَرَتْ قَدَمایَ أَی لم تَبْلُغا الأَرضَ؛ و منه قول إمرئ القیس: ثانِیاً بُرْثُنَه ما یَنْعَفِر و وقع فی عافور شَرٍّ كعاثورِ شَرٍّ، و قیل هی علی البدل أَی فی شدة. و العَفارُ، بالفتح: تلقیحُ النخل و إِصلاحُه. و عَفَّرَ النخل: فرغ من تلقیحه. و العَفَرُ: أَولُ سَقْیة سُقِیها الزرعُ. و عَفْرُ الزَّرْع: أَن یُسْقَی سَقْیة ینبت عنه ثم یُتْرَك أَیاماً لا یُسْقَی فیها حتی یعطش، ثم یُسْقَی فیصلح علی ذلك، و أَكثر ما یفعل ذلك بخِلْف الصَّیفِ و خَضْراواته. و عَفَرَ النخلَ و الزرع: سَقاهما أَوَّلَ سَقْیةٍ؛ یمانیة. و قال أَبو حنیفة: عَفَرَ الناسُ یَعْفِرون عَفْراً إِذا سَقَوا الزرع بعد طَرْح الحبّ. و‌فی حدیث هلال: ما قَرِبْتُ أَهْلی مُذْ عَفَّرْنَ النخلَ.و‌روی أَن رجلًا جاء إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: إِنی ما قَرِبْتُ أَهْلی مُذْ عَفار النخل و قد حَمَلَتْ، فلاعَنَ بینهما؛ عَفارُ النخل تلقیحُها و إِصلاحُها؛ یقال: عَفَّرُوا نخلَهم یُعَفِّرون، و قد روی بالقاف؛ قال ابن الأَثیر: و هو خطأٌ. ابن الأَعرابی: العَفارُ أَن یُتْرك النخلُ بعد السقی أَربعین یوماً لا یسقی لئلا ینتفِضَ حملُها، ثم یسقی ثم یترك إِلی أَن یَعْطَشَ، ثم یُسقَی، قال: و هو من تَعْفِیر الوحشیّة ولدَها إِذا فَطَمَتْه، و قد ذكرناه آنفاً. و العَفَّارُ: لَقَّاحُ النخیل. و یقال: كنا فی العَفارِ، و هو بالفاء أَشهرُ منه بالقاف. و العَفارُ: شجرٌ یتخذ منه الزنادُ و قیل فی قوله تعالی: أَ فَرَأَیْتُمُ النّٰارَ الَّتِی تُورُونَ أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهٰا؛ إِنها المَرْخُ و العَفارُ و هما شجرتان فیهما نارٌ لیس فی غیرهما من الشجر، و یُسَوَّی من أَغصانها الزنادُ فیُقْتَدَحُ بها. قال الأَزهری: و قد رأَیتهما فی البادیة و العربُ تضرب بهما المثل فی الشرف العالی فتقول: فی كل الشجر نار. و اسْتَمْجَدَ المَرْخُ و العَفار أَی كثرت فیهما علی ما فی سائر الشجر. و اسْتَمجَدَ: اسْتَكْثَر، و ذلك أَن هاتین الشجرتین من أَكثرِ الشجر ناراً، و زِنادُهما أَسرعُ الزناد وَرْیاً، و العُنَّابُ من أَقلّ الشجر ناراً و فی المثل: اقْدَحْ بِعَفارٍ «1». أَو مَرْخ ثم اشدُدْ إِن شئْتَ أَو أَرْخ؛ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی بعضُ أَعراب السراة أَن العَفَارَ شَبِیةٌ بشجرة الغُبَیراء الصغیرة، إِذا رأَیتها من بعید لم تَشُكَّ أَنها شجرة غُبَیراء، و نَوْرُها أَیضاً كنَوْرِها، و هو شجر خَوَّار و لذلك جاد للزِّناد، واحدته عَفارةٌ. و عَفَارةُ: اسم امرأَة، منه؛ قال الأَعشی: باتَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارهْ، یا جارتا، ما أَنْتِ جارهْ و العَفِیرُ: لحمٌ یُجَفَّف علی الرمل فی الشمس، و تَعْفِیرُه: تَجْفِیفُه كذلك. و العَفِیرُ: السویقُ المَلتوتُ بلا أُدْمٍ. و سَویقٌ عَفِیر و عَفَارٌ: لا یُلَتُّ بأُدْم، و كذلك خُبز عَفِیر و عَفار؛ عن ابن الأَعرابی. یقال: أَكلَ خُبزاً قَفاراً و عَفاراً و عَفِیراً أَی لا شی‌ء معه. و العَفارُ: لغة فی القَفار، و هو الخبز بلا أُدم. و العَفِیر: الذی لا یُهْدِی شیئاً، المذكر و المؤنث فیه سواء؛ قال الكمیت: و إِذا الخُرَّدُ اعْتَرَرْن من المَحلِ، و صارَتْ مِهْداؤهُنَّ عَفِیرا
(1). قوله: [و فی المثل اقدح بعفار إلخ] هكذا فی الأَصل. و الذی فی أمثال المیدانی: اقدح بدفلی فی مرخ ثم اشدد بعد أو أرخ. قال المازنی: أَكثر الشجر ناراً المرخ ثم العفار ثم الدفلی، قال الأَحمر: یقال هذا إِذا حملت رجلًا فاحشاً علی رجل فاحش فلم یلبثا أَن یقع بینهما شر. و قال ابن الأَعرابی: یضرب للكریم الذی لا یحتاج أَن تكدّه و تلح علیه
لسان العرب، ج‌4، ص: 590
قال الأَزهری: العَفِیرُ من النساء التی لا تُهْدِی شیئاً؛ عن الفراء، و أَورد بیت الكمیت. و قال الجوهری: العَفِیرُ من النساء التی لا تُهْدِی لجارتها شیئاً. و كان ذلك فی عُفْرةِ البرد و الحرّ و عُفُرَّتِهما أَی فی أَولهما. یقال: جاءنا فلان فی عُفُرَّةِ الحر، بضم العین و الفاء لغة فی أُفُرَّة الحر و عُفْرةِ الحر أَی فی شدته. و نَصْلٌ عُفارِیّ: جیِّد. و نَذِیرٌ عَفِیرٌ: كثیر، إِتباع. و حكی ابن الأَعرابی: علیه العَفارُ و الدَّبارُ و سوءُ الدارِ، و لم یفسره. و مَعافِرُ: قبیلة؛ قال سیبویه: مَعافِر بن مُرّ فیما یزعمون أَخو تمیم بن مُرّ، یقال: رجل مَعافِریّ، قال: و نسب علی الجمع لأَن مَعافِر اسم لشی‌ء واحد، كما تقول لرجل من بنی كلاب أَو من الضِّباب كِلابیّ و ضِبابیّ، فأَما النسب إِلی الجماعة فإِنما تُوقِع النسب علی واحد كالنسب إِلی مساجد تقول مَسْجِدِیّ و كذلك ما أَشبهه. و مَعافِر: بلد بالیمن، و ثوب مَعافِریّ لأَنه نسب إِلی رجل اسمه مَعافِر، و لا یقال بضم المیم و إِنما هو معافِر غیر منسوب، و قد جاء فی الرجز الفصیح منسوباً. قال الأَزهری: بُرْدٌ مَعافِریّ منسوب إِلی معافِر الیمنِ ثمن صار اسماً لها بغیر نسبة، فیقال: مَعافِر. و‌فی الحدیث: أَنه بعَث مُعاذاً إِلی الیمَن و أَمره أَن یأْخذ من كل حالِمٍ دیناراً أَو عِدْلَه من المَعافِرِیّ، و هی برود بالیمن منسوبة إِلی مَعافِر، و هی قبیلة بالیمن، و المیم زائدة؛ و منه‌حدیث ابن عمر: أَنه دخل المسجد و علیه بُرْدانِ مَعافِریّانِ.و رجل مَعافِریٌّ: یمشی مع الرُّفَق فینال فَضْلَهم. قال ابن درید: لا أَدری أَ عربی هو أَم لا؛ و فی الصحاح: هو المُعافِرُ بضم المیم، و مَعافِرُ، بفتح المیم: حیٌّ من هَمْدانَ لا ینصرف فی معرفة و لا نكرة لأَنه جاء علی مثال ما لا ینصرف من الجمع، و إِلیهم تنسب الثیاب المَعافِریَّة. یقال: ثوب مَعافِریٌّ فتصرفه لأَنك أَدخلت علیه یاء النسبة و لم تكن فی الواحد. و عُفَیْرٌ و عَفَار و یَعْفور و یَعْفُرُ: أَسماء. و حكی السیرافی: الأَسْود بن یَعْفُر و یُعْفِر و یُعْفُر، فأَما یَعْفُر و یُعْفِر فأَصْلانِ، و أَما یُعْفُر فعلی إِتباع الیاء ضمة الفاء، و قد یكون علی إِتباع الفاء من یُعْفُر ضمة الیاء من یُعْفُر، و الأَسود بن یَعْفُر الشاعر، إِذا قُلْتَه بفتح الیاء لم تصرفه، لأَنه مثل یَقْتُل. و قال یونس: سمعت رؤبة یقول أَسود بن یُعْفُر، بضم الیاء، و هذا ینصرف لأَنه قد زال عنه شبَهُ الفعل. و یَعْفَورٌ: حمارُ النبی، صلی الله علیه و سلم، و‌فی حدیث سعد بن عُبادة: أَنه خرج علی حِمارِه یَعْفور لیعودَه؛ قیل: سُمِّیَ یَعْفوراً لكونه من العُفْرة، كما یقال فی أَخْضَر یَخْضور، و قیل: سمی به تَشْبِیهاً فی عَدْوِه بالیَعْفور، و هو الظَّبْیُ. و‌فی الحدیث: أَن اسم حمار النبی، صلی الله علیه و سلم، عُفَیْر، و هو تصغیر ترخیم لأَعْفَر من العُفْرة، و هی الغُبْرة و لون التراب، كما قالوا فی تصغیر أَسْوَد سُوَیْد، و تصغیره غیر مرخم: أُعَیْفِر كأُسَیْودِ. و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: یقال للحمار الخفیف فِلْوٌ و یَعْفورٌ و هِنْبِرٌ و زِهْلِق. و عَفْراء و عُفَیرة و عَفاری: من أَسماء النساء. و عُفْر و عِفْرَی: موضعان؛ قال أَبو ذؤیب: لقد لاقَی المَطِیَّ بنَجْدِ عُفْرٍ حَدِیثٌ، إِن عَجِبْتَ له، عَجِیبُ و قال عدی بن الرِّقَاع: غَشِیتُ بِعِفْرَی، أَو بِرجْلَتِها، رَبْعَا رَماداً و أَحْجاراً بَقِینَ بها سُفْعا
لسان العرب، ج‌4، ص: 591‌

عفزر؛ ج4، ص: 591

: العَفْزَر: السابقُ السریع. و عَفْزرُ: اسم أَعجمی، و لذلك لم یَصرفه إمرؤ القیس فی قوله: أَشِیمُ بُروقَ المخزْنِ أَیْنَ مُصابُه، و لا شی‌ءَ یَشْفِی مَنْكِ یا ابنةَ عَفْزَرا و قیل: ابنةُ عَفْزَرَ قَینةٌ كانت فی الدهر الأَول لا تدوم علی عهد فصارت مثلًا، و قیل: قَیْنةٌ كانت فی الحِیرة و كان وَفْدُ النُّعْمان إِذا أَتَوْه لَهَوا بها. و عَفَزّرانُ: اسم رجل. قال ابن جنی: یجوز أَن یكون أَصله عَفَزّر كشَعَلّعٍ و عَدَبَّسٍ ثم ثنی و سمی به، و جعلت النون حرف إِعرابه، كما حكی أَبو الحسن عنهم من اسم رجل خَلیلان؛ و كذلك ذهب أَیضاً فی قوله: أَلا یا دیارَ الحَیِّ بالسَّبُعان إِلی أَنه تثنبة سبُع، و جعلت النون حرف الإِعراب، و العَفْزرُ: الكثیر الجَلَبة فی الباطل. و عَفْزَرٌ: اسم رجل.

عقر؛ ج4، ص: 591

: العَقْرُ و العُقْرُ: العُقْم، و هو اسْتِعقْامُ الرَّحِم، و هو أَن لا تحمل. و قد عَقُرَت المرأَة عَقَارةً و عِقارةً و عَقَرت تَعْقِر عَقْراً و عُقْراً و عَقِرَت عَقاراً، و هی عاقرٌ. قال ابن جنی: و مما عدُّوه شاذّاً ما ذكروه من فَعُل فهو فاعِلٌ، نحو عَقُرَت المرأَة فهی عاقِرٌ، و شَعُر فهو شاعرٌ، و حَمُض فهو حامِضٌ، و طَهُرَ فهو طاهِرٌ؛ قال: و أَكثر ذلك و عامَّتُه إِنما هو لُغات تداخَلَت فَتَركَّبَت، قال: هكذا ینبغی أَن تعتَقِد، و هو أَشَبهُ بحِكمةِ العرب. و قال مرَّة: لیس عاقرٌ من عَقُرَت بمنزلة حامِضٍ من حَمُض و لا خاثرٍ من خَثُر و لا طاهِرٍ من طَهُر و لا شاعِرٍ من شَعُر لأَن كل واحد من هذه هو اسم الفاعل، و هو جارٍ علی فَعَل، فاستغنی به عما یَجْرِی علی فَعُل، و هو فَعِیل، و لكنه اسمٌ بمعنی النسب بمنزلة امرأَة حائضٍ و طالِقٍ، و كذلك الناقة، و جمعها عُقَّر؛ قال: و لو أَنَّ ما فی بَطْنِه بَیْنَ نِسْوَةٍ حَبِلْنَ، و لو كانت قَواعِدَ عُقّرا و لقد عَقُرَت، بضم القاف، أَشدَّ العُقْر و أَعْقَر اللهُ رَحِمَها، فهی مُعْقَرة، و عَقُر الرجلُ مثل المرأَة أَیضاً، و رجال عُقَّرٌ و نساء عُقَّرٌ. و قالوا: امرأَة عُقَرة، مثل هُمَزة؛ و أَنشد: سَقَی الكِلابیُّ العُقَیْلیَّ العُقُرْ و العُقُر: كل ما شَرِبه «2». الإِنسان فلم یولد له، فهو عُقْرٌ له. و یقال: عَقَر و عَقِر إِذا عَقُر فلم یُحْمَل له. و‌فی الحدیث: لا تَزَوَّجُنَّ عاقِراً فإِنی مُكاثِرٌ بكم؛ العاقرُ: التی لا تحمل. و روی عن الخلیل: العُقْرُ اسْتِبْراءُ المرأَة لتُنْظَرَ أَ بِكْرٌ أَم غیر بكر، قال: و هذا لا یعرف. و رجل عاقرٌ و عَقِیرٌ: لا یولد له بَیْن العُقْر، بالضم، و لم نسمع فی المرأَة عَقِیراً. و قال ابن الأَعرابی: هو الذی یأْتی النساء فیُحاضِنُهنّ و یُلامِسهُنّ و لا یولد له. و عُقْرةُ العلم: النِّسْیانُ: و العُقَرة: خرزة تشدُّها المرأَة علی حِقْوَیْها لئلا تَحْبَل. قال الأَزهری: و لنساء العرب خرزةٌ یقال لها العُقَرة یَزْعُمْن أَنها إِذا عُلِّقَت علی حِقْوِ [حَقْوِ المرأَة لم تحمل إِذا وُطِئت. قال الأَزهری: قال ابن الأَعرابی العُقَرة خرزةٌ تعلَّق علی العاقر لتَلِدَ. و عَقُر الأَمرُ عُقْراً: لم یُنْتِجْ عاقِبةً؛ قال ذو الرمة یمدح بلال بن أَبی بردة: أَبوكَ تَلافَی الناسَ و الدِّینَ بعد ما تَشاءَوْا، و بَیْتُ الدِّین مُنْقطِع الكَسْر
(2). قوله: [و العقر كل ما شربه إلخ] عبارة شارح القاموس العقر، بضمتین، كل ما شربه إِنسان فلم یولد له، قال: [سقی الكلابی العقیلی العقر] قال الصاغانی: و قیل هو العقر بالتخفیف فثقله للقافیة
لسان العرب، ج‌4، ص: 592
فشدَّ إِصارَ الدِّینِ أَیَّامَ أَذْرُحٍ و رَدَّ حُروباً قد لَقِحْن إِلی عُقْرِ الضمیر فی شدَّ عائد علی جد الممدوح و هو أَبو موسی الأَشعری. و التَّشائِی: التبایُنُ و التَّفَرُّق. و الكَسْرُ؛ جانب البیت. و الإِصَارُ: حَبْل قصیر یشدّ به أَسفلُ الخباء إِلی الوتد، و إِنما ضربه مثلًا. و أَذْرُح: موضع؛ و قوله: و ردَّ حُروباً قد لَقِحْنَ إِلی عُقْرِ أَی رَجَعْن إِلی السكون. و یقال: رَجَعَت الحربُ إِلی عُقْرٍ إِذا فَتَرَتْ. و عَقْرُ النَّوَی: صَرْفُها حالًا بعد حال. و العاقِرُ من الرمل: ما لا یُنْبِت، یُشَبَّه بالمرأَة، و قیل: هی الرملة التی تُنْبِت جَنَبَتَاها و لا یُنْبِت وَسَطُها؛ أَنشد ثعلب: و مِن عاقرٍ یَنْفِی الأَلاءَ سَراتُها، عِذَارَیْنِ عَنْ جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها و خَصَّ الأَلاء لأَنه من شجر الرمل، و قیل: العاقر رملة معروفة لا تنبت شیئاً؛ قال: أَمَّا الفُؤادُ، فلا یَزالُ مُوكَّلًا بهوی حَمامةَ، أَو بِرَیّا العاقِر حَمامَةُ: رملة معروفة أَو أَكَمَة، و قیل: العاقِرُ العظیم من الرمل، و قیل: العظیم من الرمل لا ینبت شیئاً؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: صَرَّافةَ القَبِّ دَموكاً عاقِرا فإِنه فسره فقال: العاقِرُ التی لا مثل لها. و الدَّمُوك هنا: البَكَرة التی یُسْتقی بها علی السانِیة، و عَقَرَه أَی جَرَحَه، فهو عَقِیرٌ و عَقْرَی، مثَّل جریح و جَرْحَی و العَقْرُ: شَبِیهٌ بالحَزِّ؛ عَقَرَه یَعْقِره عَقْراً و عَقَّره. و العَقِیرُ: المَعْقورُ، و الجمع عَقْرَی، الذكر و الأُنثی فیه سواء. و عَقَر الفرسَ و البعیرَ بالسیف عَقْراً: قطع قوائمه؛ و فرس عَقِیرٌ مَعْقورٌ، و خیل عَقْری؛ قال: بسِلَّی و سِلِّبْرَی مَصارعُ فِتْیةٍ كِرامٍ، و عَقْرَی من كُمَیْتٍ و من وَرْدِ و ناقةٌ عَقِیرٌ و جمل عَقِیر. و‌فی حدیث خدیجة، رضی الله تعالی عنها، لما تزوجت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كَسَتْ أَباها حُلَّةً و خَلَّقَتْه و نَحَرَتْ جزوراً، فقال: ما هذا الحَبِیرُ و هذا العَبِیرُ و هذا العَقِیرُ؟أَی الجزور المنحور؛ قیل: كانوا إِذا أَرادوا نَحْرَ البعیر عَقَرُوه أَی قطعوا إِحدی قوائمه ثم نَحرُوه، یفْعل ذلك به كَیْلا یَشْرُد عند النَّحْر؛ و فی النهایة فی هذا المكان: و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بحِمارٍ عَقِیرٍ‌أَی أَصابَه عَقْرٌ و لم یَمُتْ بعد، و لم یفسره ابن الأَثیر. و عَقَرَ الناقة یَعْقِرُها و یَعْقُرها عَقْراً و عَقَّرَها إِذا فعل بها ذلك حتی تسقط فَنَحَرَها مُسْتمكناً منها، و كذلك كل فَعِیل مصروف عن مفعول به فإِنه بغیر هاء. قال اللحیانی: و هو الكلام المجتمع علیه، و منه ما یقال بالهاء؛ و قول إمرئ القیس: و یومَ عَقَرْتُ للعَذارَی مَطِیَّتی فمعناه نحرتها. و عاقَرَ صاحبَه: فاضَلَه فی عَقْر الإِبل، كما یقال كارَمَه و فاخَرَه. و تعاقَر الرجُلان: عَقَرا إِبِلَهما یَتَباریَان بذلك لیُرَی أَیُّهما أَعْقَرُ لها؛ و لما أَنشد ابن درید قوله: فما كان ذَنْبُ بنِی مالك، بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبْ بأَبْیَضَ ذِی شُطَبٍ باتِرٍ یَقُطُّ العِظامَ و یَبْرِی العَصَبْ فسره فقال: یرید مُعاقرةَ غالب بن صعصعة أَبی
لسان العرب، ج‌4، ص: 593
الفرزدق و سُحَیم بن وَثِیل الریاحی لما تَعاقَرَا بِصَوْأَر، فعقر سحیم خمساً ثم بدَا له، و عَقَر غالبٌ أَبو الفرزدق مائة. و‌فی حدیث ابن عباس: لا تأْكلوا من تَعاقُرِ الأَعراب فإِنی لا آمَنُ أَن یكون مما أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللّٰهِ؛ قال ابن الأَثیر: هو عَقْرُهم الإِبل، كان الرجلان یَتَباریانِ فی الجود و السخاء فیَعْقِر هذا و هذا حتی یُعَجِّزَ أَحدُهما الآخر، و كانوا یفعلونه ریاءً و سُمْعة و تفاخُراً و لا یقصدون به وجه الله تعالی، فشبَّهه بما ذُبح لغیر الله تعالی. و‌فی الحدیث: لا عَقْرَ فی الإِسلام: قال ابن الأَثیر: كانوا یَعْقِرون الإِبل علی قبور المَوْتَی أَی یَنْحَرُونها و یقولون: إِن صاحبَ القبر كان یَعْقِر للأَضیاف أَیام حیاته فنُكافِئُه بمثل صَنِیعه بعد وفاته. و أَصل العَقْرِ ضَرْبُ قوائم البعیر أَو الشاة بالسیف، و هو قائم. و‌فی الحدیث: و لا تَعْقِرنّ شاةً و لا بَعِیراً إِلَّا لِمَأْكَلة، و إِنما نهی عنه لأَنه مُثْلة و تعذیبٌ للحیوان؛ و منه‌حدیث ابن الأَكوع: و ما زِلْتُ أَرْمِیهم و أَعْقِرُ بهم‌أَی أَقتُلُ مركوبهم؛ یقال: عَقَرْت به إِذا قتلت مركوبه و جعلته راجلًا؛ و منه‌الحدیث: فَعَقَرَ حَنْظَلةُ الراهب بأَبی سُفْیَان بن حَرْب‌أَی عَرْقَبَ دَابّته ثم اتُّسِعَ فی العَقْر حتی استعمل فی القَتْل و الهلاك؛ و منه‌الحدیث: أَنه قال لمُسَیْلِمةَ الكذّاب: و إِن أَدْبَرْتَ لیَعْقرَنَّك الله‌أَی لیُهْلِكَنّك، و قیل: أَصله من عَقْر النخل، و هو أَن تقطع رؤوسها فتَیْبَس؛ و منه‌حدیث أُم زرع: و عَقْرُ جارِتها‌أَی هلاكُهَا من الحسد و الغیظ. و قولهم: عَقَرْتَ بی أَی أَطَلْت جَبْسِی كأَنك عَقَرْت بَعِیرِی فلا أَقدر علی السیر، و أَنشد ابن السكیت: قد عَقَرَتْ بالقومِ أُمُّ خَزْرج و‌فی حدیث كعب: أَن الشمس و القَمَرَ ثَوْرانِ عَقِیران فی النار؛ قیل لمّا وصَفَهما الله تعالی بالسِّبَاحة فی قوله عز و جل: وَ كُلٌّ فِی فَلَكٍ یَسْبَحُونَ، ثم أَخبر أَنه یجعلهما فی النار یُعَذِّب بهما أَهْلَها بحیث لا یَبْرَحانِها صارا كأَنهما زَمِنان عَقِیران. قال ابن الأَثیر: حكی ذلك أَبو موسی، و هو كما تراه. ابن بزرج: یقال قد كانت لی حاجة فعَقَرَنی عنها أَی حَبَسَنِی عنها و عاقَنِی. قال الأَزهری: و عَقْرُ النَّوَی منه مأْخوذ، و العَقْرُ لا یكون إِلَّا فی القوائم. عَقَرَه إِذا قطع قائِمة من قوائمه. قال الله تعالی فی قضیَّة ثمود: فَتَعٰاطیٰ فَعَقَرَ؛ أَی تعاطَی الشقِیُّ عَقْرَ الناقةِ فبلغ ما أَراد، قال الأَزهری: العَقْرُ عند العرب كَشْفُ عُرْقوب البعیر، ثم یُجْعَل النَّحْرُ عَقْراً لأَن ناحِرَ الإِبل یَعْقِرُها ثم ینحرها. و العَقِیرة: ما عُقِرَ من صید أَو غیره. و عَقِیرةُ الرجل: صوتُه إِذا غَنّی أَو قَرَأَ أَو بَكی، و قیل: أَصله أَن رجلًا عُقِرَت رجلُه فوضع العَقِیرةَ علی الصحیحة و بكَی علیها بأَعْلی صوته، فقیل: رفع عَقِیرَته، ثم كثر ذلك حتی صُیِّر الصوتُ بالغِنَاء عَقِیرة. قال الجوهری: قیل لكل مَن رفع صوته عَقِیرة و لم یقیّد بالغناء. قال: و العَقِیرة الساقُ المقطوعة. قال الأَزهری: و قیل فیه هو رجل أُصِیبَ عُضْوٌ من أَعضائه، و له إِبل اعتادت حُداءَه، فانتشرت علیه إِبلُه فرفع صوتَه بالأَنِینِ لِمَا أَصابه من العَقْرِ فی بدنه فتسمَّعت إِبلُه فحَسِبْنه یَحْدو بها فاجتمعت إِلیه، فقیل لكل من رفع صوته بالغناء: قد رفع عَقِیرته. و العَقِیرة: منتهی الصوت؛ عن یعقوب؛ و اسْتَعْقَرَ الذئبُ رَفَع صوتَه بالتطریب فی العُواء؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: فلما عَوَی الذئبُ مُسْتَعْقِراً، أَنِسْنا به و الدُّجی أَسْدَفُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 594
و قیل: معناه یطلب شیئاً یَفْرِسُه و هؤلاء قومٌ لُصوصٌ أَمِنُوا الطلب حین عَوَی الذئب. و العَقِیرة: الرجل الشریف یُقْتَل. و فی بعض نسخ الإِصلاح: ما رأَیت كالیوم عَقِیرَةً وَسْطَ قوم. قال الجوهری: یقال ما رأَیت كالیوم عَقِیرةً وَسْطَ قوم، للرجل الشریف یُقْتَل، و یقال: عَقَرْت ظهر الدابة إِذا أَدْبَرْته فانْعَقَر و اعْتَقَر؛ و منه قوله: عَقَرْتَ بَعِیری یا إمْرَأَ القَیْسِ فانْزِلِ و المِعْقَرُ من الرِّحالِ: الذی لیس بِواقٍ. قال أَبو عبید: لا یقال مِعْقر إِلَّا لما كانت تلك عادته، فأَمّا ما عَقَر مرة فلا یكون إِلَّا عاقراً؛ أَبو زید: سَرْجٌ عُقَرٌ؛ و أَنشد للبَعِیث: أَلَدُّ إِذا لاقَیْتُ قَوْماً بِخُطَّةٍ، أَلَحَّ علی أَكتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ و عَقَرَ القَتَبُ و الرحل ظهر الناقة، و السرجُ ظهرَ الدابة یَعْقِرُه عَقْراً: حَزَّه و أَدْبَرَه. و اعْتَقَر الظهرُ و انْعَقَرَ: دَبِرَ. و سرجٌ مِعْقار و مِعْقَر و مُعْقِرٌ و عُقَرَةٌ و عُقَر و عاقورٌ: یَعْقِرُ ظهر الدابة، و كذلك الرحل؛ و قیل: لا یقال مِعْقَر إِلَّا لما عادته أَن یَعْقِرَ. و رجل عُقَرة و عُقَر و مِعْقَر: یَعقِر الإِبل من إِتْعابِه إِیّاها، و لا یقال عَقُور. و كلب عَقُور، و الجمع عُقْر؛ و قیل: العَقُور للحیوان، و العُقَرَة للمَواتِ. و‌فی الحدیث: خَمْسٌ مَن قَتَلَهُنّ، و هو حَرامٌ، فلا جُناح علیه. العَقْرب و الفأْرة و الغُراب و الحِدَأُ و الكلبُ العَقُور؛ قال: هو كل سبع یَعْقِر أَی یجرح و یقتل و یفترس كالأَسد و النمر و الذئب و الفَهْد و ما أَشبهها، سمّاها كلباً لاشتراكها فی السَّبُعِیَّة؛قال سفیان بن عیینة: هو كل سبع یَعْقِر، و لم یخص به الكلب.و العَقُور من أَبنیة المبالغة و لا یقال عَقُور إِلَّا فی ذی الروح. قال أَبو عبید: یقال لكل جارحٍ أَو عاقرٍ من السباع كلب عَقُور. و كَلأُ أَرضِ كذا عُقَارٌ و عُقَّارٌ: یَعْقِر الماشیة و یَقْتُلُها؛ و منه سمِّی الخمر عُقَاراً لأَنه یَعْقِرُ العَقْلَ؛ قاله ابن الأَعرابی. و یقال للمرأَة: عَقْرَی حَلْقی، معناه عَقَرها الله و حَلَقها أَی حَلَقَ شَعَرها أَو أَصابَها بوجع فی حَلْقِها، فعَقْری هاهنا مَصْدَرٌ كدَعْوی فی قول بَشِیر بن النِّكْث أَنشده سیبویه: وَلَّتْ و دَعْواها شدیدٌ صَخَبُهْ أَی دعاؤُها؛ و علی هذا قال: صَخَبُه، فذكّر، و قیل: عَقْری حَلْقی تَعْقِرُ قومها و تَحْلِقُهم بشُؤْمِها و تستأْصلهم، و قیل: العَقْری الحائض. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، حین قیل له یوم النَّفْر فی صَفِیَّة إِنها حائضٌ فقال: عَقْرَی حَلقی ما أُراها إِلَّا حابِسَتَنا؛ قال أَبو عبید: قوله عَقْری عَقَرَها اللهُ؛ و حَلْقی خَلَقَها اللهُ تعالی، فقوله عَقَرَهَا الله یعنی عَقَرَ جسدَها، و حَلْقی أَصابَها الله تعالی بوجعٍ فی حَلْقِها؛ قال: و أَصحاب الحدیث یروونه عَقْری حَلْقی، و إِنما هو عَقْراً و حَلْقاً، بالتنوین، لأَنهما مصدرا عَقَرَ و حَلَقَ؛ قال: و هذا علی مذهب العرب فی الدعاء علی الشی‌ء من غیر إِرادة لوقوعه. قال شمر: قلت لأَبی عبید لم لا تُجِیزُ عَقْری؟ فقال: لأَنّ فَعْلی تجی‌ء نعتاً و لم تجئ فی الدعاء. فقلت: روی ابن شمیل عن العرب مُطَّیْری، و عَقْری أَخَفّ منه، فلم یُنْكِرْه؛ قال ابن الأَثیر: هذا ظاهرُه الدعاء علیها و لیس بدعاء فی الحقیقة، و هو فی مذهبهم معروف. و قال سیبویه: عَقَّرْته إِذا قلت له عَقْراً و هو من باب سَقْیاً و رَعْیاً و جَدْعاً، و قال الزمخشری: هما صِفتان للمرأَة المشؤومة أَی أَنها تَعْقِرُ
لسان العرب، ج‌4، ص: 595
قومَها و تَحْلِقُهم أَی تستأْصِلُهم، من شؤمها علیهم، و محلُّها الرفع علی الخبریة أَی هی عَقْری و حَلْقی، و یحتمل أَن یكونا مصدرین علی فَعْلی بمعنی العَقْر و الحَلْق كالشَّكْوی للشَّكْوِ، و قیل: الأَلف للتأْنیث مثلها فی غَضْبی و سَكْری؛ و حكی اللحیانی: لا تفعل ذلك أُمُّك عَقْری، و لم یفسره، غیر أَنه ذكره مع قوله أُمك ثاكِلٌ و أُمُّك هابِلٌ. و حكی سیبویه فی الدعاء: جَدْعاً له و عَقْراً، و قال: جَدَّعْتُه و عَقَّرْته قلت له ذلك؛ و العرب تقول: نَعُوذُ بالله من العَواقِر و النَّواقِر؛ حكاه ثعلب، قال: و العواقِرُ ما یَعْقِرُ، و النَّواقِرُ السهامُ التی تُصیب. و عَقَرَ النخلة عَقْراً و هی عَقِرةٌ: قطع رأْسها فیبست. قال الأَزهری: و عَقْرُ النَّخْلة أَنْ یُكْشَطَ لِیفُها عن قَلْبها و یؤخذ جَذَبُها فإِذا فعل ذلك بها یَبِسَتْ و هَمَدت. قال: و یقال عَقَر النخلة قَطَع رأْسَها كلَّه مع الجُمّار، فهی مَعْقورة و عَقِیر، و الاسم العَقَار. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بأَرضٍ تسمی عَقِرة فسماها خضِرَة؛ قال ابن الأَثیر: كأَنه كرِه لها اسم العَقْر لأَن العاقِرَ المرأَةُ التی لا تحمل، و شجرة عاقر لا تحمل، فسماها خَضِرة تفاؤلًا بها؛ و یجوز أَن یكون من قولهم نخلة عَقِرةٌ إِذا قطع رأْسها فیبست. و طائر عَقِرٌ و عاقِرٌ إِذا أَصاب ریشَه آفةٌ فلم ینبت؛ و أَما قول لبید: لَمَّا رأَی لُبَدُ النُّسورَ تطایَرَتْ، رَفَعَ القَوادِمَ كالعَقِیر الأَعْزلِ قال: شبَّه النَّسْرَ، لمّا تطایر ریشُه فلم یَطِرْ، بفرس كُشِفَ عرقوباه فلم یُحْضِرْ. و الأَعْزَلُ المائل الذنب. و‌فی الحدیث فیما روی الشعبی: لیس علی زانٍ عُقْرٌ‌أَی مَهْر و هو للمُغْتَصَبةِ من الإِماء كمَهْرِ المثل للحُرَّة. و‌فی الحدیث: فأَعْطاهم عُقْرَها؛ قال: العُقْرُ، بالضم، ما تُعْطاه المرأَة علی وطء الشبهة، و أَصله أَن واطئ البِكْر یَعْقِرها إِذا اقْتَضَّها. فسُمِّیَ ما تُعْطاه للعَقْرِ عُقْراً ثم صار عامّاً لها و للثیّب، و جمعه الأَعْقارُ. و قال أَحمد بن حنبل: العُقْرُ المهر. و قال ابن المظفر: عُقْرُ المرأَة دیةُ فرجها إذا غُصِبَت فَرْجَها. و قال أَبو عبیدة: عُقْرُ المرأَة ثَوابٌ تُثابُه المرأَةُ من نكاحها، و قیل: هو صداق المرأَة، و قال الجوهری: هو مَهْرُ المرأَة إِذا وُطِئت علی شبهة فسماه مَهْراً. و بَیْضَةُ العُقْرِ: التی تُمْتحنُ بها المرأَةُ عند الاقْتِضاض، و قیل: هی أَول بیضة تبِیضُها الدجاجة لأَنها تَعْقِرها، و قیل: هی آخر بیضة تبیضها إِذا هَرِمَت، و قیل: هی بیضة الدِّیك یبیضها فی السنة مرة واحدة، و قیل: یبیضها فی عمره مرة واحدة إِلی الطُّول ما هی، سمیِّت بذلك لأَن عُذْرةَ الجاریة تُخْتَبَرُ بها. و قال اللیث: بَیْضةُ العُقْر بَیْضةُ الدِّیك تُنْسَبُ إِلی العُقْر لأَن الجاریة العذراء یُبْلی ذلك منها بِبَیْضة الدِّیك، فیعلم شأْنها فتُضْرَبُ بیضةُ الدیك مثلًا لكل شی‌ء لا یستطاع مسُّه رَخاوةً و ضَعْفاً، و یُضْرَب بذلك مثلًا للعطیة القلیلة التی لا یَرُبُّها مُعْطِیها بِبِرّ یتلوها؛ و قال أَبو عبید فی البخیل یعطی مرة ثم لا یعود: كانت بیْضَة الدِّیك، قال: فإِن كان یعطی شیئاً ثم یقطعه آخر الدهر قیل للمرة الأَخیرة: كانت بَیْضةَ العُقْر، و قیل: بیضة العُقْر إِنما هو كقولهم: بَیْض الأَنُوق و الأَبْلق العَقُوق، فهو مثل لما لا یكون. و یقال للذی لا غَنَاء عنده: بَیْضَة العقر، علی التشبیه بذلك. و یقال: كان ذلك بَیْضَة العقر، معناه كان ذلك مرة واحدة لا ثانیة لها. و بَیْضةَ العقر، معناه كان ذلك مرة واحدة لا ثانیة لها. و بَیْضة العُقْر: الأَبْترُ الذی لا ولد له. و عُقْرُ القوم و عَقْرُهم: مَحَلّتُهم
لسان العرب، ج‌4، ص: 596
بین الدارِ و الحوضِ. و عُقْرُ الحوض و عُقُره، مخففاً و مثقلًا: مؤخَّرُه، و قیل: مَقامُ الشاربة منه. و‌فی الحدیث: إِنی لبِعُقْرِ حَوْضِی أَذُودُ الناس لأَهل الیَمَنِ؛ قال ابن الأَثیر: عُقْرُ الحوض، بالضم، موضع الشاربة منه، أَی أَطْرُدُهم لأَجل أَن یَرِدَ أَهلُ الیمن. و فی المثل: إِنما یُهْدَمُ الحَوْضُ من عُقْرِه أَی إِنما یؤتی الأَمرُ من وجهه، و الجمع أَعقار، قال: یَلِدْنَ بأَعْقارِ الحِیاضِ كأَنَّها نِساءُ النَّصاری، أَصْبَحَتْ و هی كُفَّلُ ابن الأَعرابی: مَفْرَغُ الدَّلْو من مُؤَخَّرِه عُقْرُه، و من مُقَدَّمِه إزاؤه. و العَقِرةُ: الناقةُ التی لا تشرب إِلَّا من العُقْرِ، و الأَزِیَة: التی لا تَشْرَبُ إِلَّا من الإِزاءِ؛ و وصف إمرؤ القیس صائداً حاذقاً بالرمی یصیب المَقاتل: فَرماها فی فَرائِصِها بإِزاءِ الحَوْضِ، أَو عُقُرِهْ و الفرائِصُ: جمع فَرِیصة، و هی اللحمة التی تُرْعَدُ من الدابة عند مرجع الكتف تتّصل بالفؤاد. و إِزاءُ الحوض: مُهَراقُ الدَّلْوِ و مصبُّها من الحوض. و ناقةٌ عَقِرةٌ: تشرب من عُقْرِ الحوض. و عُقْرُ البئر: حیث تقع أَیدی الواردة إِذا شربت، و الجمع أَعْقارٌ. و عُقْرُ النار و عُقُرها: أَصلها الذی تأَجَّجُ منه، و قیل: معظمها و مجتمعها و وسطها؛ قال الهذلی یصف النصال: و بِیض كالسلاجِم مُرْهَفات، كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِیج الكاف زائدة. أَراد بیض سَلاجِم أَی طِوَالٌ. و العُقْر: الجمر. و الجمرة: عُقْرة. و بَعِیجٌ بمعنی مبعوج أَی بُعِج بِعُودٍ یُثارُ به فشُقَّ عُقْرُ النار و فُتِح؛ قال ابن بری: هذا البیت أَورده الجوهری و قال: قال الهذلی یصف السیوف، و البیت لعمرو ابن الداخل یصف سهاماً، و أَراد بالبِیضِ سِهاماً، و المَعْنِیُّ بها النصالُ. و الظُّبَةُ: حدُّ النصل. و عُقْرُ كلِّ شی‌ء: أَصله. و عُقْرُ الدار: أَصلُها، و قیل: وسطها، و هو مَحلّة للقوم. و‌فی الحدیث: ما غُزِیَ قومٌ فی عُقرِ دارهم إلَّا ذَلُّوا؛ عقْر الدار؛ بالفتح و الضم: أَصلُها؛ و منه‌الحدیث: عُقْرُ دارِ الإِسلام الشامُ‌أَی أَصله و موضعه، كأَنه أَشار به إِلی وقت الفِتَن أَی یكون الشأْم یومئذٍ آمِناً منها و أَهلُ الإِسلام به أَسْلَمُ. قال الأَصمعی: عُقْرُ الدار أَصلُها فی لغة الحجاز، فأَما أَهل نجد فیقولون عَقْر، و منه قیل: العَقَارُ و هو المنزل و الأَرض و الضِّیَاع. قال الأَزهری: و قد خلط اللیث فی تفسیر عُقْر الدار و عُقْر الحوض و خالف فیه الأَئمة، فلذلك أَضربت عن ذكر ما قاله صفحاً. و یقال: عُقِرَت رَكِیّتُهم إِذا هُدِمت. و قالوا: البُهْمَی عُقْرُ الكلإِ. و عُقَارُ الكلإِ أَی خیارُ ما یُرْعی من نبات الأَرض و یُعْتَمَد علیه بمنزلة الدار. و هذا البیت عُقْرُ القصیدة أَی أَحسنُ أَبیاتها. و هذه الأَبیات عُقارُ هذه القصیدة أَی خیارُها؛ قال ابن الأَعرابی: أَنشدنی أَبو مَحْضة قصیدة و أَنشدنی منها أَبیاتاً فقال: هذه الأَبیات عُقَارُ هذه القصیدة أَی خِیارُها. و تَعَقَّرَ شحمُ الناقة إِذا اكْتَنَزَ كلُّ موضعٍ منها شَحْماً. و العَقْرُ: فَرْجُ ما بین كل شیئین، و خص بعضهم به ما بین قوائم المائدة. قال الخلیل: سمعت أَعرابیّاً من أَهل الصَّمّان یقول: كل فُرْجة تكون بین شیئین
لسان العرب، ج‌4، ص: 597
فهی عَقْرٌ و عُقْر، لغتان، و وضَعَ یدیه علی قائمتی المائدة و نحن نتغدَّی، فقال: ما بنیهما عُقْر. و العَقْرُ و العَقارُ: المنزل و الضَّیْعةُ؛ یقال: ما له دارٌ و لا عَقارٌ، و خص بعضهم بالعَقار النخلَ. یقال للنخل خاصة من بین المال: عَقارٌ. و‌فی الحدیث: مَن باع داراً أَو عَقاراً؛ قال: العَقارُ، بالفتح، الضَّیْعة و النخل و الأَرض و نحو ذلك. و المُعْقِرُ: الرجلُ الكثیر العَقار، و قد أَعْقَر.قالت أُم سلمة لعائشة، رضی الله عنها، عند خروجها إِلی البصرة: سَكَّنَ الله عُقَیْراكِ فلا تُصْحِریها‌أَی أَسكَنَكِ الله بَیْتَك و عقَارَك و سَتَرَكِ فیه فلا تُبْرِزیه؛ قال ابن الأَثیر: هو اسم مصغَّر مشتق من عُقْرِ الدار، و قال القتیبی: لم أَسمع بعُقَیْری إِلَّا فی هذا الحدیث؛ قال الزمخشری: كأَنها تصغیر العَقْری علی فَعْلی، من عَقِرَ إِذا بقی مكانه لا یتقدم و لا یتأَخر فزعاً أَو أَسَفاً أَو خجلًا، و أَصله من عَقَرْت به إِذا أَطَلْتَ حَبْسَه، كأَنك عَقَرْت راحلته فبقی لا یقدر علی البَراحِ، و أَرادت بها نفسها أَی سكِّنی نفْسَك التی حقُّها أَن تلزم مكانها و لا تَبْرُز إِلی الصحراء، من قوله تعالی: وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَ لٰا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِیَّةِ الْأُولیٰ. و عَقَار البیت: متاعُه و نَضَدُه الذی لا یُبْتَذلُ إِلَّا فی الأَعْیادِ و الحقوق الكبار؛ و بیت حَسَنُ الأَهَرةِ و الظَّهَرةِ و العَقارِ، و قیل: عَقارُ المتاع خیارُه و هو نحو ذلك لأَنه لا یبسط فی الأَعْیادِ و الحُقوقِ الكبار إِلَّا خیارُه، و قیل: عَقارُه متاعه و نَضَدُه إِذا كان حسناً كبیراً. و‌فی الحدیث: بعث رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عُیَیْنَةَ بن بدر حین أَسلم الناس و دَجا الإِسلام فهجَمَ علی بنی علی بن جُنْدب بذات الشُّقُوق، فأَغارُوا علیهم و أَخذوا أَموالهم حتی أَحْضَرُوها المدینةَ عند نبی الله، فقالت وفُودُ بنی العَنْبرِ: أُخِذْنا یا رسولُ الله، مُسْلِمین غیر مشركین حین خَضْرَمْنا النَّعَمَ، فردّ النبی، صلی الله علیه و سلم، علیهم ذَرارِیَّهم و عَقَار بُیوتهم؛ قال الحربیّ: ردّ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، ذَرارِیَّهمْ لأَنه لم یَرَ أَن یَسْبِیهَم إِلَّا علی أَمر صحیح و وجدهم مُقِرّین بالإِسلام، و أَراد بعَقارِ بیوتهم أَراضِیَهم، و منهم مَنْ غلّط مَنْ فسّر عَقارَ بیوتهم بأَراضیهم، و قال: أَراد أَمْتِعةَ بیوتهم من الثیاب و الأَدوات. و عَقارُ كل شی‌ء: خیاره. و یقال: فی البیت عَقارٌ حسنٌ أَی متاع و أَداة. و‌فی الحدیث: خیرُ المال العُقْرُ، قال: هو بالضم، أَصل كل شی‌ء، و بالفتح أَیضاً، و قیل: أَراد أَصل مالٍ له نماءٌ؛ و منه قیل للبُهْمَی: عُقْرُ الدار أَی خیرُ ما رَعَت الإِبل؛ و أَما قول طفیل یصف هوادج الظعائن: عَقَارٌ تَظَلُّ الطَّیرُ تَخْطِفُ زَهْوَه و عالَیْن أَعْلاقاً علی كل مُفْأَم فإِنَّ الأَصمعی رفع العین من قوله عُقار، و قال: هو متاع البیت، و أَبو زید و ابن الأَعرابی رَویاه بالفتح، و قد مر ذلك فی حدیث عیینة بن بدر. و فی الصحاح و العُقارُ ضَرْبٌ من الثیاب أَحمر؛ قال طفیل: عقار تظل الطیر (و أَورد البیت). ابن الأَعرابی: عُقارُ الكلإِ البُهْمی؛ كلُّ دار لا یكون فیها بُهْمی فلا خیر فی رعیها إِلَّا أَن یكون فیها طَرِیفة، و هی النَّصِیّ و الصِّلِّیان. و قال مرة: العُقارُ جمیع الیبیس. و یقال: عُقِرَ كلأُ هذه الأَرض إذا أُكِلَ. و قد أَعْقَرْتُكَ كلأَ موضعِ كذا فاعْقِرْه أَی كُلْه. و‌فی الحدیث: أَنه أَقطع حُصَیْنَ بن مُشَمّت ناحیة كذا و اشترط علیه أَن لا
لسان العرب، ج‌4، ص: 598
یَعْقِرَ مرعاها‌أَی لا یَقْطعَ شجرها. و عاقَرَ الشی‌ءَ مُعاقرةً و عِقاراً: لَزِمَه. و العُقَارُ: الخمر، سمیت بذلك لأَنها عاقَرت العَقل و عاقَرت الدَّنّ أَی لَزِمَتْه؛ یقال: عاقَرَه إِذا لازَمَه و داوم علیه. و أَصله من عُقْر الحوض. و المُعاقَرةُ: الإِدمان. و المُعاقَرة: إِدْمانُ شرب الخمر. و مُعاقَرةُ الخمر: إِدْمانُ شربها. و‌فی الحدیث: لا تُعاقرُوا‌أَی لا تُدْمِنُوا شرب الخمر. و‌فی الحدیث: لا یدخل الجنةَ مُعاقر خَمْرٍ؛ هو الذی یُدْمِنُ شربها، قیل: هو مأْخوذ من عُقْر الحوض لأَن الواردة تلازمه، و قیل: سمیت عُقَاراً لأَن أَصحابها یُعاقِرُونها أَی یلازمونها، و قیل: هی التی تَعْقِرُ شارِبَها، و قیل: هی التی لا تَلْبَثُ أَن تُسكر.، ابن الأَنباری: فلان یُعاقِرُ النبیذَ أَی یُداوِمهُ، و أَصله مِنْ عُقْر الحوض، و هو أَصله و الموضع الذی تقوم فیه الشاربة، لأَن شاربها یلازمها مُلازمةَ الإِبل الواردةِ عُقْرَ الحوض حتی تَرْوی. قال أَبو سعید: مُعاقَرةُ الشراب مُغالبَتُه؛ یقول: أَنا أَقوی علی شربه، فیغالبه فیغلبه، فهذه المُعاقَرةُ. و عَقِرَ الرجلُ عَقَراً: فجِئَه الرَّوْعُ فدَهشَ فلم یقدر أَن یتقدم أَو یتأَخر. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لمَّا مات قرأَ أَبو بكر: رضی الله عنه، حین صَعِدَ إِلی مِنْبره فخطب: إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ؛ قال: فعَقِرْت حتی خَرَرت إِلی الأَرض و فی المحكم: فعَقِرْت حتی ما أَقْدِرُ علی الكلام، و فی النهایة: فَعقِرْت و أَنا قائم حتی وقعت إلی الأَرض؛ قال أَبو عبید: یقال عَقِر و بَعِل و هو مثل الدَّهَشِ، و عَقِرْت أَی دَهِشْت. قال ابن الأَثیر: العَقَرُ، بفتحتین، أَن تُسْلِمَ الرجلَ قَوائِمُه إِلی الخوف فلا یقدر أَن یمشی من الفَرَق و الدَّهَش، و فی الصحاح؛ فلا یستطیع أَن یقاتل. و أَعْقَرَه غیرُه: أَدْهَشَه. و‌فی حدیث العباس: أَنه عَقِرَ فی مجلسه حین أُخْبِر أَن محمداً قُتِل.و‌فی حدیث ابن عباس: فلما رأَوا النبی، صلی الله علیه و سلم، سَقَطَتْ أَذْقانُهم علی صدورهم و عَقِرُوا فی مجالسهم.و ظَبْیٌ عَقِیرٌ: دَهِشٌ؛ و روی بعضهم بیت المُنَخَّل الیشكری: فلَثَمتُها فتنَفَّسَت، كتنَفُّسِ الظَّبْیِ العَقِیرْ و العَقْرُ و العُقْر: القَصْرُ؛ الأَخیرة عن كراع، و قیل: القصر المتهدم بعضه علی بعض، و قیل: البنَاء المرتفع. قال الأَزهری: و العَقْرُ القصر الذی یكون مُعْتَمداً لأَهل القریة؛ قال لبید بن ربیعة یصف ناقته: كعَقْر الهاجِرِیّ، إِذا ابْتَناه بأَشْباهٍ حُذِینَ علی مثال «3». و قیل: العَقْرُ القصر علی أَی حال كان. و العَقْرُ: غیْمٌ فی عَرْض السماء. و العَقْرُ: السحاب الأَبیض، و قیل: كل أَبیض عَقْرٌ. قال اللیث: العَقْر غیم ینشأُ من قِبَل العین فیُغَشِّی عین الشمس و ما حوالیها، و قال بعضهم: العَقْرُ غیم ینشأَ فی عرض السماء ثم یَقْصِد علی حِیَالِه من غیر أَن تُبْصِرَه إِذا مرّ بك و لكن تسمع رعده من بعید؛ و أَنشد لحمید بن ثور یصف ناقته: و إِذا احْزَأَلَّتْ فی المُناخِ رأَیْتَها كالعَقْرِ، أَفْرَدَها العَماءُ المُمْطِرُ و قال بعضهم: العَقْرُ فی هذا البیت القصرُ، أَفرده العماء فلم یُظلِّلْه و أَضاء لِعَینِ الناظر لإِشراق نُورِ
(3). قوله: [إِذا ابتناه كذا فی الأَصل و یاقوت. و فی الصحاح و شارح القاموس إِذا بناه
لسان العرب، ج‌4، ص: 599
الشمس علیه من خَلَلِ السحاب. و قال بعضهم: العَقْر القطعة من الغمام، و لكلٍّ مقال لأَن قِطَعَ السحاب تشبَّه بالقصور. و العَقِیرُ: البَرْق، عن كراع. و العَقّار و العِقّیرُ: ما یُتَداوی به من النبات و الشجر. قال الأَزهری: العَقاقِیر الأَدْویة التی یُسْتَمْشی بها. قال أَبو الهیثم: العَقّارُ و العَقاقِرُ كل نبت ینبت مما فیه شفاءٌ، قال: و لا یُسمی شی‌ء من العَقاقِیر فُوهاً، یعنی جمیع أَفواه الطیب، إِلا ما یُشَمُّ و له رائحة. قال الجوهری: و العَقاقِیرُ أُصول الأَدْوِیة. و العُقّارُ: عُشْبة ترتفع قدر نصف القامة و ثمرُه كالبنادق و هو مُمِضٌّ البتَّة لا یأْكله شی‌ء، حتی إِنك تری الكلب إِذا لابَسَه یَعْوی، و یسمی عُقّار ناعِمَةَ؛ و ناعِمةُ: امرأَة طبخته رجاء أَن یذهب الطبخ بِغائِلته فأَكلته فقتلها. و العَقْر و عَقاراء و العَقاراء، كلها: مواضع؛ قال حمید ابن ثور یصف الخمر: رَكُودُ الحُمَیّا طَلّةٌ شابَ ماءَها، بها من عَقاراءِ الكُرومِ، ربِیبُ أَراد من كُرومِ عَقاراء، فقدّم و أَخّر؛ قال شمر: و یروی لها من عُقارات الخمور، قال: و العُقارات الخمور. رَبیب: مَن یَرُبُّها فیَمْلِكُها. قال: و العَقْر موضع بعینه؛ قال الشاعر: كَرِهْتُ العَقْرَ، عَقْرَ بنی شُلَیْلٍ، إِذا هَبَّتْ لِقارِیها الرِّیاح و العُقُور، مثل السُّدُوس، و العُقَیر و العَقْر أَیضاً: مواضع؛ قال: و مِنَّا حَبِیبُ العَقْرِ حین یَلُفُّهم، كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّرِیمة أَخْطَبُ قال: و العُقَیْر قریة علی شاطئ البحر بحذاء هجر. و العَقْر: موضع ببابل قتل به یزید بن المهلب یوم العَقْر. و المُعاقَرةُ: المُنافرةُ و السِّبابُ و الهِجاء و المُلاعنة، و به سمَّی أَبو عبید كتاب المُعاقرات. و مُعَقِّر: اسم شاعر، و هو مُعَقِّر بن حمار البارِقیِّ حلیف بنی نمیر. قال: و قد سموا مُعَقِّراً و عَقّاراً و عُقْرانَ.

عقفر؛ ج4، ص: 599

: العَنْقَفِیر: الداهیة من دواهی الزمان؛ یقال: غُول عَنْقَفِیر، و عَقْفَرَتُها دَهاؤها و نُكْرُها، و الجمع العَقافیر. یقال: جاء فلان بالعَنْقَفِیر و السِّلْتِمِ، و هی الداهیة، و‌فی الحدیث: و لا سَوْداء عَنْقَفِیر؛ العَنْقَفِیرُ: الداهیة. و عقْفَرَتْه الدواهی و عَقْفَرَت علیه حتی تَعَقْفَر أَی صَرَعَتْه و أَهلكته. و قد اعْقَنْفَرت علیه الدواهی، تؤخَّرُ النون عن موضعها فی الفعل لأَنها زائدة حتی یَعْتَدِلَ بها تصریفُ الفعل. و امرأَة عَنْقَفِیرٌ: سَلِیطة غالبة بالشرّ.

عكر؛ ج4، ص: 599

: عَكَر علی الشی‌ء یَعْكِرُ عَكْراً و اعتَكر: كَرَّ و انصرف؛ و رجل عَكَّارٌ فی الحرب عطّاف كرّار، و العَكْرة الكَرّة. و‌فی الحدیث: أَنتم العَكّارُون لا الفرّارون‌أَی الكَرّارون إِلی الحَرْب و العطّافون نحوها. قال ابن الأَعرابی: العَكّار الذی یُوَلِّی فی الحروب ثم یَكُرُّ راجعاً. یقال: عَكَرَ و اعْتَكَر بمعنی واحد، و عَكَرْت علیه إِذا حَمَلْت، و عَكَرَ یَعْكِرُ عَكْراً: عطَفَ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا فَجر بامرأَة عَكْوَرةً‌أَی عَكَرَ علیها فتَسَنَّمها و غَلَبَها علی نفسها. و‌فی حدیث أَبی عبیدة یوم أُحُدٍ: فَعَكَرَ علی إِحداهما فنزَعَها فسَقَطَتْ ثَنیَّتُه ثم عكَرَ علی
لسان العرب، ج‌4، ص: 600
الأُخری فنزعها فسقطت ثنیتُه الأُخری،یعنی الزِّرَدَتَیْن اللتین نَشِبَتا فی وجه رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و عَكَرَ به بَعِیرُه، مثل عَجَرَ به، إِذا عطف به علی أَهله و غلَبَه. و تعاكَرَ القومُ: اخْتَلَطُوا. و اعْتَكَروا فی الحرب: اختلطوا. و اعْتَكَرَ العَسْكَرُ: رجع بعضه علی بعض فلم یُقْدَرْ علی عَدِّه؛ قال رؤبة: إِذا أَرادُوا أَن یَعُدّوه اعْتَكَرْ و اعْتَكَرَ اللیل: اشتد سواده و اختلط و التبس؛ قال رؤبة: و أَعْسِف اللیلَ إِذا اللَّیْلُ اعْتَكَرْ قال عبد الملك بن عمیر: عاد عمرو بن حُرَیْث أَبا العُرْیان الأَسدی فقال له: كیف تجدك؟ فأَنشده: تَقارُبُ المَشْی و سُوءٌ فی البَصْر، و كَثْرةُ النِّسْیان فیما یُدَّكَرْ و قلّةُ النوم، إِذا اللّیلُ اعْتَكَرْ، و تَرْكِیَ الحَسْناءَ فی قُبْل الطُّهَرْ و اعْتَكَر الظلامُ: اختلط كأَنه كرّ بعضُه علی بعض من بُطْء انجلائه. و‌فی حدیث الحرث بن الصِّمّة: و علیه عَكَرٌ من المشركین‌أَی جماعة، و أَصله من الاعْتِكار و هو الازدحام و الكثرة. و‌فی حدیث عمرو ابن مُرّة: عند اعْتِكارِ الضرائر‌أَی اختلاطِها؛ و الضرائرُ: الأُمورُ المختلفة، أَی عند اختلاط الأُمور، و یروی: عند اعتكال الضرائر، و سنذكره فی موضعه. و اعْتَكَر المطر: اشتدّ و كَثُر. و اعْتَكَرت الریحُ: جاءت بالغبار. و اعْتَكر الشَّبابُ: دام و ثبت حتی ینتهی منتهاه، و اسْبَكَرَّ الشَّبابُ إِذا مضی عن وجهه و طالَ. و طعامٌ مُعْتَكِرٌ أَی كثیر. و تعاكَرَ القومُ: تَشاجَرُوا فی الخصومة. و العَكَرُ: دُرْدِیُّ كلّ شی‌ء. و عَكَرُ الشرابِ و الماء و الدهن: آخرُه و خائرُه، و قد عَكِرَ، و شرابٌ عَكِرٌ. و عَكِرَ الماءُ و النبیذُ عَكَراً إِذا كَدِرَ. و عَكَّرَه و أَعْكَرَه: جعله عَكِراً. و عَكَّرَه و أَعْكَرَه: جعل فیه العَكَر. ابن الأَعرابی: العَكَرُ الصَّدَأُ علی السیف و غیره؛ و أَنشد للمفضل: فصِرْت كالسَّیْفِ لا فِرِنْدَ له، و قد عَلاه الخَبَاطُ و العَكَرُ الخَباطُ: الغُبار. و نَسَق بالعَكَرِ، علی الهاء «1»، فكأَنه قال: و قد علاه یعنی السیفَ، و عَكّره الغبارُ. قال: و من جعل الهاء للخَباط فقد لَحَنَ لأَن العرب لا تقدم المكنّی علی الظاهر، و قد عَكِرت المِسْرَجةُ، بالكسر، تَعْكَرُ عَكَراً إِذا اجتمع فیها الدُّرْدِیُّ. و العَكَرةُ: القطعة من الإِبل، و قیل: العَكَرة الستون منها. و قال أَبو عبید: العَكَرةُ ما بین الخمسین إِلی المائة. و قال الأَصمعی: العَكَرةُ الخمسون إِلی الستین إِلی السبعین، و قیل: العَكَرة الكثیرُ من الإِبل، و قیل: العَكَرُ ما فوق خمسمائة من الإِبل، و العَكرُ جمع عَكَرة، و هی القطیع الضخم من الإِبل. یقال: أَعْكَرَ الرّجلُ إِذا كانت عنده عَكَرةٌ. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ برجل له عَكَرةٌ فلم یذبح له شیئاً؛ العَكَرَةُ، بالتحریك: ما بین الخمسین إِلی السبعین إِلی المائة؛ و قول ساعدة بن جؤیة: لَمّا رَأَی نَعْمان حلَّ بِكِرْفِئٍ عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ جعل للسحاب عَكَراً كَعَكَرِ الإِبل، و إِنما عنی بذلك
(1). قوله: [و نسق بالعكر علی الهاء إلخ] هكذا فی الأَصل، و ظاهر أنه معطوف علی الخباط
لسان العرب، ج‌4، ص: 601
قِطَع السحاب و قَلَعَه، و القطعةُ عَكَرة و عَكْرة. و رجل مُعْكِرٌ: عنده عَكَرة. و العَكَرةُ: أَصل اللسان كالعَكَدة، و جمعها عَكَرٌ. و العِكْر، بالكسر: الأَصل مثل العِتْر، و رجع فلانٌ إِلی عِكْرِه؛ قال الأَعشی: لَیَعُودَنْ لِمعَدٍّ عِكْرُها، دَلَجُ اللیلِ و تَأْخاذُ المِنَحْ و یقال: باع فلان عِكْرة أَرضِه أَی أَصلَها، و فی الصحاح: باع فلان عِكْرَه أَی أَصلَ أَرضه. و‌فی الحدیث: لما نزل قوله تعالی: اقْتَرَبَ لِلنّٰاسِ حِسٰابُهُمْ، تَناهَی أَهلُ الضلالة قلیلًا ثم عادوا إِلی عِكْرِهم عِكْرِ السوء‌أَی أَصل مذهبهم الرّدی‌ء و أَعمالهم السوء. و منه المثل: عادت لِعِكْرِها لَمِیس؛ و قیل: العِكْر العادةُ و الدَّیْدَنُ؛ و روی عَكَرهم، بفتحتین، ذهاباً إِلی الدنس و الدَّرِن، من عَكَر الزیت، و الأَول الوجه. و العَكَرْكَرُ: اللبن الغلیظ؛ و أَنشد: فَجَعَّهم باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ، غَضّ لَئِیم المُنْتَمی و العُنْصُرِ و عاكِرٌ و عُكَیرٌ و مِعْكَر و عَكَّار: أَسماء.

عكبر؛ ج4، ص: 601

: العِكْبِرُ: شی‌ء تجی‌ء به النَّحْل علی أَفخاذها و أَعضادها فتجعله فی الشهد مكان العسل. و العَكابرُ: الذكور من الیرابیع.

عمر؛ ج4، ص: 601

: العَمْر و العُمُر و العُمْر: الحیاة. یقال قد طال عَمْرُه و عُمْرُه، لغتان فصیحتان، فإِذا أَقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غیر، و الجمع أَعْمار. و سُمِّی الرجل عَمْراً تفاؤلًا أَن یبقی. و العرب تقول فی القسَم: لَعَمْرِی و لَعَمْرُك، یرفعونه بالابتداء و یضمرون الخبر كأَنه قال: لَعَمْرُك قَسَمِی أَو یمینی أَو ما أَحْلِفُ به؛ قال ابن جنی: و مما یجیزه القیاس غیر أَن لم یرد به الاستعمال خبر العَمْر من قولهم: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، و أَصله لو أُظهر خبره: لَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به، فصار طولُ الكلام بجواب القسم عِوَضاً من الخبر؛ و قیل: العَمْرُ هاهنا الدِّینُ؛ و أَیّاً كان فإِنه لا یستعمل فی القسَم إِلا مفتوحاً. و فی التنزیل العزیز: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِی سَكْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ؛ لم یقرأْ إِلا بالفتح؛ و استعمله أَبو خراش فی الطیر فقال: لَعَمْرُ أَبی الطَّیْرِ المُرِنّة عُذْرةً علی خالدٍ، لقد وَقَعْتَ علی لَحْمِ «1». أَی لحم شریف كریم. و‌روی عن ابن عباس فی قوله تعالی: لَعَمْرُكَ أَی لحیاتك. قال: و ما حَلَفَ الله بحیاة أَحد إِلا بحیاة النبی، صلی الله علیه و سلم.و قال أَبو الهیثم: النحویون ینكرون هذا و یقولون معنی لَعَمْرُكَ لَدِینُك الذی تَعْمُر و أَنشد لعمر بن أَبی ربیعة: أَیُّها المُنْكِحُ الثُّرَیّا سُهَیْلًا، عَمْرَكَ اللهَ كیف یَجْتَمِعان؟ قال: عَمْرَك اللهَ عبادتك اللهَ، فنصب؛ و أَنشد: عَمْرَكِ اللهَ ساعةً، حَدِّثِینا، و ذَرِینا مِن قَوْلِ مَن یُؤْذِینا فأَوْقَع الفعلَ علی الله عز و جل فی قوله عَمْرَك الله. و قال الأَخفش فی قوله: لَعَمْرُكَ إِنهم و عَیْشِك و إِنما یرید العُمْرَ. و قال أَهل البصرة: أَضْمَر له ما رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ به. قال: و قال الفراء الأَیْمان یَرْفعها جواباتها. قال الجوهری: معنی لَعَمْرُ الله و عَمْر الله أَحْلِفُ ببقاء الله و دوامِه؛ قال: و إِذا
(1). قوله: [عذرة] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 602
قلت عَمْرَك اللهَ فكأَنك قلت بِتَعْمِیرِك الله أَی بإِقرارك له بالبقاء؛ و قول عمر بن أَبی ربیعة: عَمْرَك اللهَ كیف یجتمعان یرید: سأَلتُ الله أَن یُطیل عُمْرَك لأَنه لم یُرِد القسم بذلك. قال الأَزهری: و تدخل اللام فی لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بها بالابتداء فقلت: لَعَمْرك و لَعَمْرُ أَبیك، فإِذا قلت لَعَمْرُ أَبیك الخَیْرَ، نَصَبْتَ الخیر و خفضت، فمن نصب أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخیرَ یَعْمُرُه عَمْراً و عِمارةً، فنصب الخیر بوقوع العَمْر علیه؛ و مَن خفض الخیر جعله نعتاً لأَبیك، و عَمْرَك اللهَ مثل نَشَدْتُك اللهَ. قال أَبو عبید: سأَلت الفراء لمَ ارتفع لَعَمْرُكَ؟ فقال: علی إِضمار قسم ثان كأَنه قال و عَمْرِك فلَعَمْرُك عظیم، و كذلك لَحیاتُك مثله، قال: و صِدْقُه الأَمرُ، و قال: الدلیل علی ذلك قول الله عز و جل: اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ لَیَجْمَعَنَّكُمْ، كأَنه أَراد: و الله لیجمعنكم، فأَضمر القسم. و قال المبرد فی قوله عَمْرَك اللهَ: إِن شئت جعلت نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، و إِن شئت نصبته بواو حذفته و عَمْرِك «1». الله، و إِن شئت كان علی قولك عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِیراً و نَشَدْتُك الله نَشِیداً ثم وضعتَ عَمْرَك فی موضع التَّعْمِیر؛ و أَنشد فیه: عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا ما ذَكَرْتِ لنا، هل كُنْتِ جارتَنا، أَیام ذِی سَلَمِ؟ یرید: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قال: و فی لغة لهم رَعَمْلُك، یریدون لَعَمْرُك. قال: و تقول إِنّك عَمْرِی لَظَرِیفٌ. ابن السكیت: یقال لَعَمْرُك و لَعَمْرُ أَبیك و لَعَمْرُ الله، مرفوعة. و‌فی الحدیث: أَنه اشتری من أَعرابی حِمْلَ خَبَطٍ فلما وجب البیع قال له: اخْتَرْ، فقال له الأَعرابیّ: عَمْرَكَ اللهَ بَیْعاً‌أَی أَسأَلُ الله تَعْمِیرَك و أَن یُطیل عُمْرك، و بَیِّعاً منصوب علی التمییز أَی عَمَّرَك اللهُ مِن بَیِّعٍ. و‌فی حدیث لَقِیط: لَعَمْرُ إِلَهِك؛ هو قسَم ببقاء الله و دوامِه. و قالوا: عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كذا و أَلا فعلت كذا و أَلا ما فَعَلْتَ علی الزیادة، بالنصب، و هو من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة علی إِضمار الفعل المتروكِ إِظهارُه؛ و أَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِیراً فحذفت زیادته فجاء علی الفعل. و أُعَمِّرُك اللهَ أَن تفعل كذا: كأَنك تُحَلِّفه بالله و تسأَله بطول عُمْرِه؛ قال: عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِیلَ، فإِنّنی أَلْوِی علیك، لَوَ أنّ لُبَّكَ یَهْتَدِی الكسائی: عَمْرَك اللهَ لا أَفعل ذلك، نصب علی معنی عَمَرْتُك اللهَ أَی سأَلت الله أَن یُعَمِّرَك، كأَنه قال: عَمَّرْتُ الله إِیَّاك. قال: و یقال إِنه یمین بغیر واو و قد یكون عَمْرَ اللهِ، و هو قبیح. و عَمِرَ الرجلُ یَعْمَرُ عَمَراً و عَمارةً و عَمْراً و عَمَر یَعْمُرُ و یَعْمِر؛ الأَخیرة عن سیبویه، كلاهما: عاشَ و بقی زماناً طویلًا؛ قال لبید: و عَمَرْتُ حَرْساً قبل مَجْرَی داحِسٍ، لو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلُودُ و أَنشد محمد بن سلام كلمة جریر: لئن عَمِرَتْ تَیْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ، لقد حُدِیَتْ تَیْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا و منه قولهم: أَطال الله عَمْرَك و عُمْرَك، و إِن كانا مصدرین بمعنًی إِلا أَنه استعمل فی القسم أَحدُهما و هو المفتوح. و عَمَّرَه اللهُ و عَمَرَه: أَبقاه. و عَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر
(1). قوله: بواو حذفته [و عمرك إِلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 603
لها قدْراً محدوداً. و قوله عز و جل: وَ مٰا یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لٰا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلّٰا فِی كِتٰابٍ؛ فسر علی وجهین، قال الفراء: ما یُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر و لا یُنْقَص من عُمُرِه، یرید الآخر غیر الأَول ثم كنی بالهاء كأَنه الأَول؛ و مثله فی الكلام: عندی درهم و نصفُه؛ المعنی و نصف آخر، فجاز أَن تقول نصفه لأَن لفظ الثانی قد یظهر كلفظ الأَول فكُنِیَ عنه ككنایة الأَول؛ قال: و فیها قول آخر: مٰا یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لٰا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ، یقول: إِذا أَتی علیه اللیلُ، و النهار نقصا من عُمُرِه، و الهاء فی هذا المعنی للأَول لا لغیره لأَن المعنی ما یُطَوَّل و لا یُذْهَب منه شی‌ء إِلا و هو مُحْصًی فی كتاب، و كلٌّ حسن، و كأَن الأَول أَشبه بالصواب، و هو قول ابن عباس و الثانی قول سعید بن جبیر. و العُمْرَی: ما تجعله للرجل طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه. و قال ثعلب: العُمْرَی أَن یدفع الرجل إِلی أَخیه داراً فیقول: هذه لك عُمُرَك أَو عُمُرِی، أَیُّنا مات دُفِعَت الدار إِلی أَهله، و كذلك كان فعلُهم فی الجاهلیة. و قد عَمَرْتُه أَیاه و أَعْمَرْته: جعلتُه له عُمُرَه أَو عُمُرِی؛ و العُمْرَی المصدرُ من كل ذلك كالرُّجْعَی. و‌فی الحدیث: لا تُعْمِرُوا و لا تُرْقِبُوا، فمن أُعْمِرَ داراً أَو أُرْقِبَها فهی له و لورثته من بعده، و هی العُمْرَی و الرُّقْبَی. یقال: أَعْمَرْتُه الدار عمْرَی أَی جعلتها له یسكنها مدة عُمره فإِذا مات عادت إِلیَّ، و كذلك كانوا یفعلون فی الجاهلیة فأَبطل ذلك، و أَعلمهم أَن من أُعْمِرَ شیئاً أَو أُرْقِبَه فی حیاته فهو لورثته مِن بعده. قال ابن الأَثیر: و قد تعاضدت الروایات علی ذلك و الفقهاءُ فیها مختلفون: فمنهم من یعمل بظاهر الحدیث و یجعلها تملیكاً، و منهم من یجعلها كالعاریة و یتأَول الحدیث. قال الأَزهری: و الرُّقْبی أَن یقول الذی أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قبلی رجعَتْ إِلیَّ، و إِن مُتُّ قبلك فهی لك. و أَصل العُمْرَی مأَخوذ من العُمْر و أَصل الرُّقْبَی من المُراقبة، فأَبطل النبی، صلی الله علیه و سلم، هذه الشروط و أَمْضَی الهبة؛ قال: و هذا الحدیث أَصل لكل من وهب هِبَة فشرط فیها شرطاً بعد ما قبضها الموهوب له أَن الهبة جائزة و الشرط باطل؛ و فی الصحاح: أَعْمَرْتُه داراً أَو أَرضاً أَو إِبِلًا؛ قال لبید: و ما البِرّ إِلَّا مُضْمَراتٌ من التُقَی، و ما المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ و ما المالُ و الأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ، و لا بد یوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ أَی ما البِرُّ إِلا ما تُضْمره و تخفیه فی صدرك. و یقال: لك فی هذه الدار عُمْرَی حتی تموت. و عُمْرِیُّ الشجرِ: قدیمُه، نسب إِلی العُمْر، و قیل: هو العُبْرِیّ من السدر، و المیم بدل. الأَصمعی: العُمْرِیّ و العُبْرِیّ من السِّدْر القدیم، علی نهر كان أَو غیره، قال: و الضّالُ الحدیثُ منه؛ و أَنشد قول ذی الرمة: قطعت، إِذا تَجَوَّفت العَواطِی، ضُروبَ السِّدْر عُبْرِیّاً و ضالا «2». و قال: الظباء لا تَكْنِس بالسدر النابت علی الأَنهار. و‌فی حدیث محمد بن مَسْلمة و مُحارَبتِه مَرْحَباً قال الراوی «3» لحدیثهما ما رأَیت حَرْباً بین رجلین قطّ قبلهما مثلَهما، قام كلُّ واحد منهما إِلی صاحبه عند شجرة عُمْرِیَّة، فجعل كل واحد منهما یلوذ بها من
(2). قوله: [إِذا تجوفت] كذا بالأَصل هنا بالجیم، و تقدم لنا فی مادة عبر بالخاء و هو بالخاء فی هامش النهایة و شارح القاموس (3). قوله: [قال الراوی] بهامش الأَصل ما نصه قلت راوی هذا الحدیث جابر بن عبد الله الأَنصاری كما قاله الصاغانی كتبه محمد مرتضی
لسان العرب، ج‌4، ص: 604
صاحبه، فإِذا استتر منها بشی‌ء خَذَم صاحبُه ما یَلِیه حتی یَخْلُصَ إِلیه، فما زالا یَتَخَذَّمانها بالسَّیْف حتی لم یبق فیها غُصْن و أَفضی كل واحد منهما إِلی صاحبه.قال ابن الأَثیر: الشجرة العُمْریَّة هی العظیمة القدیمة التی أَتی علیها عُمْرٌ طویل. یقال للسدر العظیم النابت علی الأَنهار: عُمْرِیّ و عُبْرِیّ علی التعاقب. و یقال: عَمَر اللهُ بك منزِلَك یَعْمُره عِمارة و أَعْمَره جعلَه آهِلًا. و مكان عامِرٌ: ذو عِمَارةٍ. و مكان عَمِیرٌ: عامِرٌ. قال الأَزهری: و لا یقال أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف. و أَعْمَرْتُ الأَرضَ: وجدتها عامرةً. و ثوبٌ عَمِیرٌ أَی صَفِیق. و عَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فهو عامِرٌ أَی مَعْمورٌ، مثل دٰافِقٍ أَی مدفوق، و عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* أَی مَرْضِیّة. و عَمَر الرجلُ مالَه و بیتَه یَعْمُره عِمارةً و عُموراً و عُمْراناً: لَزِمَه؛ و أَنشد أَبو حنیفة لأَبی نخیلة فی صفة نخل: أَدامَ لها العَصْرَیْنِ رَیّاً، و لم یَكُنْ كما ضَنَّ عن عُمْرانِها بالدراهم و یقال: عَمِرَ فلان یَعْمَر إِذا كَبِرَ. و یقال لساكن الدار: عامِرٌ، و الجمع عُمّار. و قوله تعالی: وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ؛جاء فی التفسیر أَنه بیت فی السماء بإزاء الكعبة یدخله كل یوم سبعون أَلف ملك یخرجون منه و لا یعودون إِلیه.و المَعْمورُ: المخدومُ. و عَمَرْت رَبِّی و حَجَجْته أَی خدمته. و عَمَر المالُ نَفْسُه یَعْمُرُ و عَمُر عَمارةً؛ الأَخیرة عن سیبویه، و أَعْمَره المكانَ و اسْتَعْمَره فیه: جعله یَعْمُره. و فی التنزیل العزیز: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِیهٰا؛ أَی أَذِن لكم فی عِمارتها و استخراجِ قومِكم منها و جعَلَكم عُمَّارَها. و المَعْمَرُ: المَنْزِلُ الواسع من جهة الماء و الكلإِ الذی یُقامُ فیه؛ قال طرفة بن العبد: یا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ و منه قول الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، یَبْغِینَك فی الأَرض مَعْمَرا أَی یبغین لك منزلًا، كقوله تعالی: یَبْغُونَهٰا عِوَجاً*؛ و قال أَبو كبیر: فرأَیتُ ما فیه فثُمَّ رُزِئْتُه، فبَقِیت بَعْدَك غیرَ راضی المَعْمَرِ و الفاء هناك فی قوله: فثُمَّ رُزِئته، زائدة و قد زیدت فی غیر موضع؛ منها بیت الكتاب: لا تَجْزَعِی، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذلك فاجْزَعِی فالفاء الثانیة هی الزائدة لا تكون الأُولی هی الزائدة، و ذلك لأَن الظرف معمول اجْزَع فلو كانت الفاء الثانیة هی جواب الشرط لما جاز تعلق الظرف بقوله اجزع، لأَن ما بعد هذا الفاء لا یعمل فیما قبلها، فإِذا كان ذلك كذلك فالفاء الأُولی هی جواب الشرط و الثانیة هی الزائدة. و یقال: أَتَیْتُ أَرضَ بنی فلان فأَعْمَرْتُها أَی وجدتها عامِرةً. و العِمَارةُ: ما یُعْمَر به المكان. و العُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة. و أَعْمَرَ علیه: أَغناه. و العُمْرة: طاعة الله عز و جل. و العُمْرة فی الحج: معروفة، و قد اعْتَمر، و أَصله من الزیارة، و الجمع العُمَر. و قوله تعالی: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّٰهِ؛ قال الزجاج: معنی العُمْرة فی العمل الطوافُ بالبیت و السعیُ بین الصفا و المروة فقط، و الفرق بین الحج و العُمْرةِ أَن العُمْرة تكون للإِنسان فی السَّنَة كلها و الحج وقت واحد فی السنة؛ قال: و لا یجوز أَن یحرم به إِلا فی أَشهر الحج شوّال و ذی القعدة و عشر من ذی الحجة، و تمامُ العُمْرة أَن یطوف بالبیت و یسعی بین الصفا و المروة، و الحج لا یكون إِلَّا مع
لسان العرب، ج‌4، ص: 605
الوقوف بعرفة یومَ عرفة. و العُمْرة: مأَخوذة من الاعْتِمار، و هو الزیارة، و معنی اعْتَمر فی قصد البیت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل فی موضع عامر، و لذلك قیل للمُحْرِم بالعُمْرةِ: مُعْتَمِرٌ، و قال كراع: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بالمصدر. و فی الحدیث ذكرُ العُمْرة و الاعْتِمار فی غیر موضع، و هو الزیارة و القصد، و هو فی الشرع زیارة البیت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة. و‌فی حدیث الأَسود قال: خرجنا عُمّاراً فلما انصرفنا مَرَرْنا بأَبی ذَرٍّ؛ فقال: أَ حَلَقْتم الشَّعَث و قضیتم التَّفَثَ عُمّاراً؟أَی مُعْتَمِرین؛ قال الزمخشری: و لم یجئ فیما أَعلم عَمَر بمعنی اعْتَمَر، و لكن عَمَر اللهَ إِذا عبده، و عَمَر فلانٌ ركعتین إِذا صلاهما، و هو یَعْمُر ربَّه أَی یصلی و یصوم. و العَمَار و العَمَارة: كل شی‌ء علی الرأْس من عمامة أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غیر ذلك. و قد اعْتَمَر أَی تعمّم بالعمامة، و یقال للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ و منه قول الأَعشی: فَلَمَّا أَتانا بُعَیْدَ الكَری، سَجَدْنا لَهُ و رَفَعْنا العَمارا أَی وضعناه من رؤوسنا إِعْظاماً له. و اعْتَمرة أَی زارَه؛ یقال: أَتانا فلان مُعْتَمِراً أَی زائراً؛ و منه قول أَعشی باهلة: و جاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُّهمُ، و راكِبٌ، جاء من تَثْلِیثَ، مُعْتَمِرُ قال الأَصمعی: مُعْتَمِر زائر، و قال أَبو عبیدة: هو متعمم بالعمامة؛ و قول ابن أَحمر: یُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، كما یُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فیه قولان: قال الأَصمعی: إِذا انْجلی لهم السحابُ عن الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَی رفعوا أَصواتهم بالتكبیر كما یُهِلّ الراكب الذی یرید عمرة الحج لأَنهم كانوا یهتدون بالفَرْقَد، و قال غیره: یرید أَنهم فی مفازة بعیدة من المیاه فإِذا رأَوْا فرقداً، و هو ولد البقرة الوحشیة، أَهلّوا أَی كبّروا لأَنهم قد علموا أَنهم قد قربوا من الماء. و یقال للاعْتِمار: القصد. و اعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه و قصد له: قال العجاج: لقد غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حین اعْتَمَرْ، مَغْزًی بَعِیداً من بَعید و ضَبَرْ المعنی: حین قصد مَغْزًی بعیداً. و ضبَرَ: جَمعَ قوائمه لیَثِبَ. و العُمْرةُ: أَن یَبْنِیَ الرجلُ بامرأَته فی أَهلها، فإِن نقلها إِلی أَهله فذلك العُرْس؛ قاله ابن الأَعرابی. و العَمَارُ: الآسُ، و قیل: كل رَیْحانٍ عَمَارٌ. و العَمّارُ: الطَّیِّب الثناء الطَّیِّب الروائح، مأْخوذ من العَمَار، و هو الآس. و العِمَارة و العَمارة: التحیّة، و قیل فی قول الأَعشی [… و رفعنا العمارا] أَی رفعنا له أَصواتنا بالدعاء و قلنا عمَّرك الله و قیل: العَمَارُ هاهنا الریحان یزین به مجلس الشراب، و تسمیه الفُرْس میُوران، فإِذا دخل علیهم داخل رفعوا شیئاً منه بأَیدیهم و حیَّوْه به؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاده [… و وَضَعْنا العَمارا] فالذی یرویه … و رفعنا العَمَارا، هو الریحان أَو الدعاء أَی استقبلناه بالریحان أَو الدعاء له، و الذی یرویه [… و وضعنا العمارا] هو العِمَامة؛ و قیل: معناه عَمّرَك اللهُ و حیّاك، و لیس بقوی؛ و قیل: العَمارُ هنا أَكالیل الرَّیْحان یجعلونها علی رؤوسهم كما تفعل العجم؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. و رجل عَمّارٌ: مُوَقًّی مستور مأْخوذ من العَمَر،
لسان العرب، ج‌4، ص: 606
و هو المندیل أَو غیره، تغطّی به الحرّة رأْسها. حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: إِن العَمَرَ أَن لا یكون للحُرّة خِمار و لا صَوْقَعة تُغطّی به رأْسها فتدخل رأْسها فی كمها؛ و أَنشد: قامَتْ تُصَلّی و الخِمارُ مِن عَمَرْ و حكی ابن الأَعرابی: عَمَر ربَّه عبَدَه، و إِنه لعَامِرٌ لربّه أَی عابدٌ. و حكی اللحیانی عن الكسائی: تركته یَعمرُ ربَّه أَی یعبده یصلی و یصوم. ابن الأَعرابی: یقال رجل عَمّار إِذا كان كثیرَ الصلاة كثیر الصیام. و رجل عَمّار، و هو الرجل القوی الإِیمان الثابت فی أَمره الثَّخینُ الوَرَعِ: مأْخوذ من العَمِیر، و هو الثوب الصفیق النسجِ القویُّ الغزلِ الصبور علی العمل، قال: و عَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ للجماعة الحَدِبُ علی السلطان، مأْخوذ من العَمارةِ، و هی العمامة، و عَمّارٌ مأْخوذ من العَمْر، و هو البقاء، فیكون باقیاً فی إِیمانه و طاعته و قائماً بالأَمر و النهی إِلی أَن یموت. قال: و عَمّارٌ الرجل یجمع أَهل بیته و أَصحابه علی أَدَبِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و القیامِ بسُنّته، مأْخوذ من العَمَرات، و هی اللحمات التی تكون تحت اللَّحْی، و هی النَّغانِغُ و اللَّغادِیدُ؛ هذا كله محكی عن ابن الأَعرابی. اللحیانی: سمعت العامِریّة تقول فی كلامها: تركتهم سامِراً بمكان كذا و كذا و عامِراً؛ قال أَبو تراب: فسأَلت مصعباً عن ذلك فقال: مقیمین مجتمعین. و العِمَارة و العَمارةُ: أَصغر من القبیلة، و قیل: هو الحیُّ العظیم الذی یقوم بنفسه، ینفرد بِظَعْنِها و إِقامتها و نُجْعَتِها، و هی من الإِنسان الصدر، سُمِّی الحیُّ العظیم عِمَارة بعِمارة الصدر، و جمعها عمائر؛ و منه قول جریر: یَجُوسُ عِمارة، و یَكُفّ أُخری لنا، حتی یُجاوزَها دَلیل قال الجوهری: و العَمَارة القبیلة و العشیرة؛ قال التغلبی: لكل أُناسٍ من مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوضٌ، إِلیها یَلْجأُون، و جانِبُ و عَمارة خفض علی أَنه بدل من أُناس. و‌فی الحدیث: أَنه كتب لِعَمَائر كَلْب و أَحْلافها كتاباً؛ العَمَائرُ: جمع عمارة، بالكسر و الفتح، فمن فتح فَلالْتفاف بعضهم علی بعض كالعَمارة العِمامةِ، و من كسر فلأَن بهم عِمارةَ الأَرض، و هی فوق البَطْن من القبائل، أَولها الشَّعْب ثم القبیلة ثم العِمارة ثم البَطْن ثم الفَخْذ. و العَمْرة: الشَّذْرة من الخرز یفصّل بها النظم، و بها سمیت المرأَة عَمْرة؛ قال: و عَمْرة مِن سَرَوات النساءِ، یَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها و قیل: العَمْرة خرزة الحُبّ. و العَمْر: الشَّنْف، و قیل: العَمْر حلقة القرط العلیا و الخَوْقُ حلقة أَسفل القرط. و العَمَّار: الزَّیْن فی المجالس، مأْخوذ من العَمْر، و هو القرط. و العَمْر: لحم من اللِّثَة سائل بین كل سِنَّیْن. و‌فی الحدیث: أَوْصانی جِبْرِیل بالسواك حتی خَشِیتُ علی عُمورِی؛ العُمُور: منابت الأَسنان و اللحم الذی بین مَغارِسها، الواحد عَمْر، بالفتح، قال ابن الأَثیر: و قد یضم؛ و قال ابن أَحمر: بانَ الشَّبابُ و أَخْلَفَ العَمْرُ، و تَبَدَّلَ الإِخْوانُ و الدَّهْرُ و الجمع عُمور، و قیل: كل مستطیل بین سِنَّیْنِ عَمْر. و قد قیل: إِنه أَراد العُمْر. و جاء فلان عَمْراً
لسان العرب، ج‌4، ص: 607
أَی بطیئاً؛ كذا ثبت فی بعض نسخ المصنف، و تبع أَبا عبید كراع، و فی بعضها: عَصْراً. اللحیانی: دارٌ مَعْمورة یسكنها الجن، و عُمَّارُ البیوت: سُكّانُها من الجن. و‌فی حدیث قتل الحیّات: إِنّ لهذه البیوت عَوامِرَ فإِذا رأَیتم منها شیئاً فحَرِّجُوا علیها ثلاثاً؛ العَوامِرُ: الحیّات التی تكون فی البیوت، واحدها عامِرٌ و عامرة، قیل: سمیت عَوامِرَ لطول أَعمارها. و العَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ یقال: تركت القوم فی عَوْمَرةٍ أَی صیاحٍ و جَلبة. و العُمَیْرانِ و العُمَیْمِرانِ و العَمَّرتان «1». و العُمَیْمِرتان: عظمان صغیران فی أَصل اللسان. و الیَعْمورُ: الجَدْیُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابی: الیَعامِیرُ الجِداءُ و صغارُ الضأْن، واحدها یَعْمور؛ قال أَبو زید الطائی: تری لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلًا، مثل الذَّمِیم علی قَرْم الیَعامِیر أَی یَنْسُل اللبن منها كأَنه الذمیم الذی یَذِمّ من الأَنف. قال الأَزهری: و جعل قطرب الیَعامِیرَ شجراً، و هو خطأٌ. قال ابن سیدة: و الیَعْمورة شجرة، و العَمِیرة كُوَّارة النَّحْل. و العُمْرُ: ضربٌ من النخل، و قیل: من التمر. و العُمور: نخلُ السُّكَّر «2». خاصة، و قیل: هو العُمُر، بضم العین و المیم؛ عن كراع، و قال مرة: هی العَمْر، بالفتح، واحدتها عَمْرة، و هی طِوال سُحُقٌ. و قال أَبو حنیفة: العَمْرُ و العُمْرُ نخل السُّكّر، و الضم أَعلی اللغتین. و العَمْرِیّ: ضرب من التمر؛ عنه أَیضاً. و حكی الأَزهری عن اللیث أَنه قال: العَمْر ضرب من النخیل، و هو السَّحُوق الطویل، ثم قال: غلظ اللیث فی تفسیر العَمْر، و العَمْرُ نخل السُّكَّر، یقال له العُمُر، و هو معروف عند أَهل البحرین؛ و أَنشد الریاشی فی صفة حائط نخل: أَسْوَد كاللیل تَدَجَّی أَخْضَرُهْ، مُخالِط تَعْضوضُه و عُمُرُه، بَرْنیّ عَیْدانٍ قَلِیل قَشَرُهْ و التَّعْضوض: ضرب من التمر سِرِّیّ، و هو من خیر تُمْران هجَر، أَسود عذب الحلاوة. و العُمُر: نخل السُّكّر، سحوقاً أَو غیر سحوق. قال: و كان الخلیل ابن أَحمد من أَعلم الناس بالنخیل و أَلوانِه و لو كان الكتابُ مِن تأْلیفه ما فسر العُمُرَ هذا التفسیر، قال: و قد أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ و رُطَبَ التَّعْضوضِ و خَرَفْتُهما من صغار النخل و عَیدانِها و جَبّارها، و لو لا المشاهدةُ لكنت أَحد المغترّین باللیث و خلیلِه و هو لسانه. ابن الأَعرابی: یقال كَثِیر بَثِیر بَجِیر عَمِیر إِتباع؛ قال الأَزهری: هكذا قال بالعین. و العَمَرانِ: طرفا الكُمّین؛ و‌فی الحدیث: لا بأْس أَن یُصَلِّیَ الرجلُ علی عَمَرَیْهِ، بفتح العین و المیم، التفسیر لابن عرفة حكاه الهروی فی الغریبین و غیره. و عَمِیرة: أَبو بطن و زعمها سیبویه فی كلْب، النسبُ إِلیه عَمِیرِیّ شاذ، و عَمْرو: اسم رجل یكتب بالواو للفرق بینه و بین عُمَر و تُسْقِطها فی النصب لأَن الأَلف تخلفها، و الجمع أَعْمُرٌ و عُمور؛ قال الفرزدق یفتخر بأَبیه و أَجداده: و شَیَّدَ لی زُرارةُ باذِخاتٍ، و عَمرو الخیر إِن ذُكِرَ العُمورُ
(1). قوله: [العمرتان] هو بتشدید المیم فی الأَصل الذی بیدنا، و فی القاموس بفتح العین و سكون المیم و صوب شارحه تشدید المیم نقلًا عن الصاغانی (2). قوله: [السكر] هو ضرب من التمر جید
لسان العرب، ج‌4، ص: 608
الباذِخاتُ: المراتب العالیات فی الشرف و المجد. و عامِرٌ: اسم، و قد یسمی به الحیّ؛ أَنشد سیبویه فی الحی: فلما لَحِقنا و الجیاد عشِیّة، دَعَوْا: یا لَكَلْبٍ، و اعْتَزَیْنا لِعامِر و أَما قول الشاعر: و ممن ولَدُوا عامِرُ ذو الطُّول و ذو العَرْض فإِن أَبا إِسحق قال: عامر هنا اسم للقبیلة، و لذلك لم یصرفه، و قال ذو و لم یقل ذات لأَنه حمله علی اللفظ، كقول الآخر: قامَتْ تُبَكِّیه علی قَبْرِه: مَنْ لیَ مِن بَعدِك یا عامِرُ؟ تَرَكْتَنی فی الدار ذا غُرْبةٍ، قد ذَلَّ مَن لیس له ناصِرُ أَی ذات غُرْبة فذكّر علی معنی الشخص، و إِنما أَنشدنا البیت الأَول لتعلم أَن قائل هذا امرأَة و عُمَر و هو معدول عنه فی حال التسمیة لأَنه لو عدل عنه فی حال الصفة لقیل العُمَر یُراد العامِر. و عامِرٌ: أَبو قبیلة، و هو عامرُ بن صَعْصَعَة بن معاویة بن بكر بن هوازن. و عُمَیر و عُوَیْمِر و عَمَّار و مَعْمَر و عُمارة و عِمْران و یَعْمَر، كلها: أَسماء؛ و قول عنترة: أَ حَوْلیَ تَنْفُضُ اسْتُك مِذْرَوَیْها لِتَقْتُلَنی؟ فها أَنا ذا عُمارا هو ترخیم عُمارة لأَنه یهجو به عُمارةَ بن زیاد العبسی. و عُمارةُ بن عقیل بن بلال بن جریر: أَدِیبٌ جدّاً. و العَمْرانِ: عَمْرو بن جابر بن هلال بن عُقَیْل بن سُمَیّ بن مازن بن فَزارة، و بَدْر بن عمرو بن جُؤیّة بن لَوْذان بن ثعلبة بن عدیّ بن فَزارة، و هما رَوْقا فزراة؛ و أَنشد ابن السكیت لقُراد بن حبش الصاردیّ یذكرهما: إِذا اجتمع العَمْران: عَمْرو بنُ جابر و بَدْرُ بن عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْیانَ تُبَّعا و أَلْقَوْا مَقالیدَ الأُمورِ إِلیهما، جَمِیعاً قِماءً كارهین و طُوَّعا و العامِرانِ: عامِرُ بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربیعة بن عامر بن صعصعة و هو أَبو براء مُلاعِب الأَسِنَّة، و عامر بن الطفیل بن مالك بن جعفر بن كلاب و هو أَبو علی. و العُمَران: أَبو بكر و عُمَر، رضی الله تعالی عنهما، و قیل: عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزیز، رضی الله عنهما؛ قال مُعاذٌ الهَرَّاء: لقد قیل سِیرةُ العُمَرَیْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزیز لأَنهم‌قالوا لعثمان یوم الدار: تَسْلُك سِیرةَ العُمَرَیْن. قال الأَزهری: العُمَران أَبو بكر و عمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمین، قال: فإِن قیل كیف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبی بكر و هو قبله و هو أَفضل منه، فإِن العرب تفعل هذا یبدأُون بالأَخسّ، یقولون: رَبیعة و مُضَر و سُلَیم و عامر و لم یترك قلیلًا و لا كثیراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهری فیه افْتِئات علی عمر، رضی الله عنه، و هو قوله: إِن العرب یبدأُون بالأَخس و لقد كان له غُنیة عن إِطلاق هذا اللفظ الذی لا یلیق بجلالة هذا الموضع المتشرّف بهذین الاسمین الكریمین فی مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضی الله عنه، و كان قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمین یكفیه و لا یتعرض إِلی هُجْنة هذه العبارة، و حیث اضطر إِلی مثل ذلك و أَحْوَجَ نفسَه إِلی حجة أُخری فلقد كان قِیادُ الأَلفاظ بیده و كان یمكنه أَن یقول إِن العرب یقدمون المفضول أَو یؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو
لسان العرب، ج‌4، ص: 609
یبدأُون بالمشروف، و أَما أَفعل علی هذه الصیغة فإِن إِتیانه بها دل علی قلة مبالاته بما یُطْلِقه من الأَلفاظ فی حق الصحابة، رضی الله عنهم، و إِن كان أَبو بكر، رضی الله عنه، أَفضل فلا یقال عن عمر، رضی الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا و عنه. و‌روی عن قتادة: أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضی العُمَران فما بینهما من الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففی قول قتادة العُمَران فما بینهما أَنه عُمر بن الخطاب و عُمَر ابن عبد العزیز لأَنه لم یكن بین أَبی بكر و عُمَر خلیفةٌ. و عَمْرَوَیْهِ: اسم أَعجمی مبنی علی الكسر؛ قال سیبویه: أَما عَمْرَوَیْه فإِنه زعم أَنه أَعجمی و أَنه ضَرْبٌ من الأَسماء الأَعجمیة و أَلزموا آخره شیئاً لم یلزم الأَعْجمیّة، فكما تركوا صرف الأَعجمیة جعلوا ذلك بمنزلة الصوت، لأَنهم رَأَوْه قد جمع أَمرین فخطُّوه درجة عن إِسمعیل و أَشباهه و جعلوه بمنزلة غاقٍ منونة مكسورة فی كل موضع؛ قال الجوهری: إِن نَكَّرْتَه نوّنت فقلت مررت بعَمْرَوَیْهِ و عَمْرَوَیْهٍ آخر، و قال: عَمْرَوَیْه شیئان جعلا واحداً، و كذلك سیبویه و نَفْطَوَیْه، و ذكر المبرد فی تثنیته و جمعه العَمْرَوَیْهانِ و العَمْرَوَیْهُون، و ذكر غیره أَن من قال هذا عَمْرَوَیْهُ و سِیبَوَیْهُ و رأَیت سِیبَوَیْهَ فأَعربه ثناه و جمعه، و لم یشرطه المبرد. و یحیی بن یَعْمَر العَدْوانیّ: لا ینصرف یَعْمَر لأَنه مثل یَذْهَب. و یَعْمَر الشُّدّاخ [الشِّدّاخ: أَحد حُكّام العرب. و أَبو عَمْرة: رسولُ المختار «3». و كان إِذا نزل بقوم حلّ بهم البلاء من القتل و الحرب و كان یُتَشاءم به. و أَبو عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قال: إِن أَبا عَمْرة شرُّ جار و قال: حلّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتی و أَبو عَمْرة: كنیة الجوع. و العُمُور: حیٌّ من عبد القیس؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: جعلنا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً لِرُكْبانِ شَنٍّ و العُمُورِ و أَضْجَما شَنٌّ: من قیس أَیضاً. و الأَضْجَم: ضُبَیْعة بن قیس ابن ثعلبة. و بنو عمرو بن الحرث: حیّ؛ و قول حذیفة بن أَنس الهذلی: لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم، و لن تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا قیل: معنی مَن تَعَمَّر انتسب إِلی بنی عمرو بن الحرث، و قیل: معناه من جاء العُمْرة. و الیَعْمَریّة: ماء لبنی ثعلبة بوادٍ من بطن نخل من الشَّرَبّة. و الیَعامِیرُ: اسم موضع؛ قال طفیل الغنوی: یقولون لمّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم: لك الأُمُّ مما بالیَعامِیر و الأَبُ «4». و أَبو عُمَیْر: كنیة الفَرْج. و أُمُّ عَمْرو و أُم عامر، الأُولی نادرة: الضبُعُ معروفة لأَنه اسم سمی به النوع؛ قال الراجز: یا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِری بالبُشْرَی، مَوْتٌ ذَرِیعٌ و جَرادٌ عَظْلی و قال الشنفری: لا تَقْبِرُونی، إِنّ قَبْرِی مُحَرَّم علیكم، و لكن أَبْشِری، أُمَّ عامر یقال للضبع أُمّ عامر كأَن ولدها عامر؛ و منه قول الهذلی: و كَمْ مِن وِجارٍ كجَیْبِ القَمِیص، به عامِرٌ و به فُرْعُلُ
(3). قوله: [المختار] أَی ابن أبی عبید كما فی شرح القاموس (4). هذا الشطر مختل الوزن و یصح إِذا وضع [فیه] مكان [لغدٍ] هذا إِذا كان الیعامیر مذكراً، و هو مذكور فی شعر سابق لیعود إِلیه ضمیر فیه
لسان العرب، ج‌4، ص: 610
و من أَمثالهم: خامِرِی أُمَّ عامر، أَبْشِری بجرادٍ عَظْلی و كَمَرِ رجالٍ قَتْلی، فتَذِلّ له حتی یكْعَمها ثم یجرّها و یستخرجها. قال: و العرب تضرب بها المثل فی الحمق، و یجی‌ء الرجل إِلی وجارِها فیسُدُّ فمه بعد ما تدخله لئلا تری الضوء فتحمل الضبعُ علیه فیقول لها هذا القول؛ یضرب مثلًا لمن یُخْدع بلین الكلام.

عمبر؛ ج4، ص: 610

: ذكر ابن سیدة فی ترجمة عنبر: حكی سیبویه عَمْبر، بالمیم علی البدل، قال: فلا أَدری أَیّ عنبر عنی: أ العلم أَم أَحد الأَجناس المذكورة فی عنبر؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنها فی جمیعها مقولة، و الله أَعلم.

عنبر؛ ج4، ص: 610

: العَنْبر: من الطیب معروف، و به سمی الرجل. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه سئل عن زكاة العنبر فقال: إِنما هو شی‌ء دَسَره البحرُ، هو هذا الطیب المعروف، و جمعه ابن جنی علی عَنابِر، فلا أَدری أَ حفظ لك أَم قاله لیُرِینَا النون متحركة، و إن لم یسمع عَنابِر، و العَنْبَر: الزعفران و قیل الوَرْس، و العَنْبَرُ: الترس، و إِنما سمی بذلك لأَنه یتخذ من جلد سمكة بحریة یقال لها العَنْبَر. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، بعث سَریَّة إِلی ناحیة السِّیف فجاعوا، فأَلقی اللَّهُ لهم دابة یقال لها العَنْبر فأَكَل منها جماعةُ السَّرِیّة شَهْراً حتی سَمِنُوا، هی سمكة كبیرة بَحریّة تُتَّخذ من جلدها التِّراسُ، و یقال للتُّرْسِ عَنْبر. و العَنْبَر: أَبو حیّ من تمیم، قال ابن سیدة: هو العَنْبَر بن عمرو بن تمیم معروف، سمّی بأَحد هذه الأَشیاء. و عَنْبَرُ الشِّتَاء و عَنْبَرتُه: شدّتُه، الأُولی عن كراع. الكسائی: أَتَیْتُه فی عَنْبَرةِ الشتاء أَی فی شدته، قال ابن سیدة: و حكی سیبویه عَمْبر بالمیم علی البدل فلا أَدری أَیّ عَنْبَرٍ عنی أَ العلم أَم أَحد هذه الأَجناس، و عندی أَنها فی جمیعها مقولة. قال الجوهری: بَلْعَنْبَر هم بنو العَنْبَر، حذفوا النون لما ذكرناه فی باب الثاء فی بلحرث.

عنتر؛ ج4، ص: 610

: العَنْتَر: الشجاع. و العَنْتَرَةُ: الشجاعة فی الحرب. و عَنْتَره بالرمح: طعَنَه. و عَنْتَر و عَنْتَرة: اسمان منه؛ فأَما قوله: یَدْعُون: عَنْتَرُ، و الرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بِئرٍ فی لَبانِ الأَدْهَمِ «1». فقد یكون اسمه عَنْتراً كما ذهب إِلیه سیبویه، و قد یكون أَراد یا عَنْترةُ، فرخّم علی لغة من قال یا حارُ؛ قال ابن جنی: ینبغی أَن تكون النون فی عَنْتَر أَصلًا و لا تكون زائدة كزیادتها فی عَنْبَس و عَنْسَلٍ لأَن ذینك قد أَخرجهما الاشتقاق، إِذ هما فَنْعل من العُبُوس و العَسَلان و أَما عَنْتر فلیس له اشتقاق یحكم له بكون شی‌ء منه زائداً فلا بدّ من القضاء فیه بكونه كله أَصلًا. و العَنْتَر و العُنْتَر و العَنْتَرةُ، كله: الذباب، و قیل: العَنْتَر الذباب الأَزرق، قال ابن الأَعرابی: سمی عَنْتراً لصوته، و قال النضر: العَنْتَرُ ذُباب أَخضر؛ و أَنشد: إِذا عرّد اللُّفَّاحُ فیها، لِعَنْترٍ، بمُغْدَوْدِنٍ مُسْتَأْسِدِ النَّبْت ذی خمر و‌فی حدیث أَبی بكر و أَضیافِه، رضی الله عنهم، قال لابنه عبد الرحمن: یا عَنْتر، هكذا جاء فی روایة، و هو الذباب شبّهه به تصغیراً له و تحقیراً، و قیل: هو الذباب الكبیر الأَزرق شبّهه به لشدة أَذاه، و یروی بالغین المعجمة و الثاء المثلثة، و سیأْتی ذكره. و العَنْتَرَةُ: السلوك فی الشدائد،. و عَنْتَرة: اسم رجل، و هو عنترة بن معاویة بن شدّاد العبسی «2».
(1). فی معلقة عنترة: یدعون عنتر، بنصب عنتر علی المفعولیة (2). المشهور أنه ابن شدّاد لا ابن معاویة
لسان العرب، ج‌4، ص: 611‌

عنجر؛ ج4، ص: 611

: العَنْجَرة: المرأَة الجَرِیئة. الأَزهری: العَنْجَرة المرأَة المُكَتَّلة الخفیفة الروح. و العُنْجورُ، بالضم: غلافُ القارورة. و عُنْجورةُ: اسم رجل كان إِذا قیل له عَنْجِرْ یا عُنْجور غَضِب. و العَنْجَر: القصیر من الرجال. و عَنْجَر الرجلُ إِذا مدّ شفتیه و قَلَبهما. قال: و العَنْجَرة بالشفة، و الزَّنْجَرة بالأُصبع.

عنصر؛ ج4، ص: 611

: العُنْصُر و العُنْصَر: الأَصل؛ قال: تَمَهْجَرُوا و أَیُّما تَمَهْجُرِ، و هم بنو العَبْد اللئیمِ العُنْصرِ و یقال: هو لَئِیم العُنْصُر و العُنْصَر أَی الأَصل. قال الأَزهری: العُنْصَرُ أَصل الحسب، جاءَ عن الفصحاء بضم العین و نصْب الصاد، و قد یجی‌ء نحوَه من المضموم كثیرٌ نحو السُّنْبَل، و لكنهم اتفقوا فی العُنْصَر و العُنْصَل و العُنْقَر و لا یجی‌ء فی كلامهم المنبسط علی بناء فُعْلَلٍ إِلا ما كان ثانیه نوناً أَو همزة نحو الجُنْدَب و الجُؤْذَرِ، و جاء السُّودَدُ كذلك كراهیة أَن یقولوا سُودُدٌ فتلتقی الضمات مع الواو ففتحوا، و لغة طی‌ء السُّودُدُ مضموم. قال: و قال أَبو عبید هو العُنْصُر، بضم الصاد، الأَصْلُ. و العُنْصُر: الداهیة. و العُنْصُر: الهِمَّة و الحاجةُ: قال البعیث: أَلا راحَ بالرَّهْنِ الخلیطُ فَهَجَرّوا، و لم یُقْضَ من بین العَشِیَّاتِ عُنْصُرُ قال الأَزهری: أَراد العَصَرَ و المَلْجأَ. قال ابن الأَثیر: و‌فی حدیث الإِسراء: هذا النیل و الفُرات عُنْصَرُهما؛ العُنْصَر، بضم العین و فتح الصاد: الأَصل، و قد تضم الصاد، و النونُ مع الفتح زائدة عند سیبویه لأَنه لیس عنده فُعْلَل بالفتح؛ و منه‌الحدیث: یَرْجِعُ كلّ ماءٍ إِلی عُنْصَره.

عنقر؛ ج4، ص: 611

: العُنْقُرُ: البَرْدِیُّ، و قیل: أَصلهُ، و قیل: كلُّ أَصلِ نَباتٍ أَبیضَ فهو عُنْقُر، و قیل: العُنْقُر أَصل كل قِضَة أَو بَرْدیّ أَو عُسْلوجة یخرج أَبیضَ ثم یستدیر ثم یتقشَّر فیخرج له ورق أَخضر، فإِذا خرج قبل أَن تنتشِر خضرتهُ فهو عُنْقُر؛ و قال أَبو حنیفة: العُنْقُر أَصل البَقل و القصب و البَرْدِیّ، ما دام أَبیض مجتمعاً و لم یتلوّن بلون و لم ینتشر. و العُنْقُر أَیضاً: قلب النخلة لبیاضه. و العُنْقُر: أَولاد الدَّهاقِین لبیاضهم و تَرارتِهم، و فتحُ القاف فی كل ذلك لغة، و قد ذكر بالزای؛ قال ابن الفرج: سأَلت عامریّاً عن أَصل عُشْبة رأَیتها معه فقلت: ما هذا؟ فقال: عُنْقُر، قال: و سمعت غیره یقول عُنْقَر، بفتح القاف؛ و أَنشد: یُنْجِدُ بَیْنَ الإِسْكَتَیْنِ عُنْقَرهْ، و بین أَصْلِ الوَرِكَیْنِ قَنْفَرهْ الجوهری: و عُنْقُر الرجل عُنْصُره.

عهر؛ ج4، ص: 611

: عَهَر إِلیها یَعْهَر «1». عَهْراً و عُهُوراً و عَهارةً و عُهُورةً و عاهَرَها عِهاراً: أَتاها لیلًا للفُجور ثم غلب علی الزِّنا مطلقاً، و قیل: هو الفجور أَیّ وقت كان فی الأَمة و الحرّة. و‌فی الحدیث: أَیّما رجلٍ عاهَرَ بحُرّة أَو أَمة؛ أَی زنی و هو فاعَلَ منه. و امرأَة عاهِرٌ، بغیر هاء، إِلا أَن یكون علی الفعل، و مُعاهِرة، بالهاء. و فی التهذیب: قال أَبو زید یقال للمرأَة الفاجرة عاهِرةٌ و مُعاهِرة و مُسافِحة. و قال
(1). قوله: [عهر إلیها یعهر] فی القاموس: عهر المرأَة كمنع عهراً و یكسر و یحرك، و عهارة بالفتح و عهوراً و عهورة بضمهما انتهی. و فی المصباح: عهر عهراً من باب تعب: فجر، فهو عاهر، و عهر عهوراً من باب قعد لغة
لسان العرب، ج‌4، ص: 612
أَحمد بن یحیی و المبرد: هی العَیْهرة للفاجرة، قالا: و الیاء فیها زائدة، و الأَصل عَهَرة مثلَ ثَمَرة؛ و أَنشد لابن دارة «1». التَّغْلبی: فقام لا یَحْفِل ثَمَّ كَهْرا، و لا یبالی لو یُلاقی عِهْرا و الكَهْر: الانتهار. و‌فی حرف عبد الله بن مسعود: فأَمَّا الیَتِیمَ فلا تَكْهَرْ.و تَعَیْهَرَ الرجلُ إِذا كان فاجراً. و لقی عبدْ الله بن صفوان بن أُمیّة أَبا حاضر الأَسِیدی أَسِید، بن عمرو بن تمیم فراعَه جمالُه فقال: ممن أَنت؟ فقال: من أَسِید بن عمرو و أَنا أَبو حاضر، فقال: أُفّة لك عُهَیْرة تَیّاس قال: العُهَیرة تصغیر العَهِر، قال: و العَهِر و العاهِرُ هو الزانی. و حكی عن رؤبة قال: العاهِرُ الذی یتّبِع الشرّ، زانیاً كان أَو فاسقاً. و‌فی الحدیث: الولدُ للفِراش و للعاهِر الحَجَرُ؛ العاهِرُ: الزانی. قال أَبو عبید: معنی‌قوله و للعاهِر الحجَرُ‌أَی لا حَقَّ له فی النسب و لا حظّ له فی الولد، و إِنما هو لصاحب الفراش أَی لصاحب أُمِّ الولد، و هو زوجها أَو مولاها؛ و هو‌كقوله الآخَر: له الترابُ‌أَی لا شی‌ء له؛ و الاسم العِهْر، بالكسر. و العَهْرُ: الزنا، و كذلك العَهَرُ مثل نَهْر و نَهَر. و‌فی الحدیث: اللهم بَدِّلْه بالعَهْرِ العِفَّةَ.و العَیْهرة: التی لا تستقر فی مكانها نَزَقاً من غیر عفة. و قال كراع: امرأَة عَیْهرة نَزِقة خَفیفة لا تستقر فی مكانها، و لم یقل من غیر عفّة، و قد عَیْهَرت. و العَیْهَرةُ: الغُول فی بعض اللغات، و الذكر منها العَیْهران. و ذو مُعاهِر: قَیْلٌ من أَقیال حِمْیر.

عور؛ ج4، ص: 612

: العَوَرُ: ذهابُ حِسِّ إِحدی العینین، و قد عَوِرَ عَوَراً و عارَ یَعارُ و اعْوَرَّ، و هو أَعْوَرُ، صحَّت العین فی عَوِر لأَنه فی معنی ما لا بد من صحته، و هو أَعْوَرُ بیّن العَوَرِ، و الجمع عُورٌ و عُوران؛ و أَعْوَرَ اللهُ عینَ فلان و عَوَّرَها، و ربما قالوا: عُرْتُ عینَه. و عَوِرَت عینُه و اعْوَرَّت إِذا ذهب بصرها؛ قال الجوهری: إِنما صحت الواو فی عَوِرَت عینُه لصحتها فی أَصله، و هو اعْوَرَّت، لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد الأَلفُ و التشدیدُ فبقی عَوِرَ، یدل علی أَن ذلك أَصله مجی‌ءُ أَخواته علی هذا: اسْوَدَّ یَسْوَدُّ و احْمَرَّ یَحْمَرّ، و لا یقال فی الأَلوان غیره؛ قال: و كذلك قیاسه فی العیوب اعْرَجَّ و اعْمَیَّ فی عَرِج و عَمِیَ، و إِن لم یسمع، و العرب تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَیْراً، و منه قولهم كُسَیْرٌ و عُوَیْر و كلٌّ غَیْرُ خَیْر. قال الجوهری: و یقال فی الخصلتین المكروهتین: كُسَیْرٌ و عُوَیْر و كلٌّ غیرُ خَیْر، و هو تصغیر أَعور مرخماً. قال الأَزهری: عارَت عینُه تَعارُ و عَوِرَت تَعْورُ و اعْوَرَّت تَعْوَرُّ و اعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنی واحد. و یقال: عارَ عینَه یَعُورُها إِذا عَوَّرها؛ و منه قول الشاعر: فجاء إِلیها كاسِراً جَفْنَ عَیْنه، فقلتُ له: من عارَ عَیْنَك عَنْتَرهْ؟ یقول: من أَصابها بعُوّار؟ و یقال: عُرْتُ عینه أَعُورُها و أَعارُها من العائِر. قال ابن بزرج: یقال عارَ الدمعُ یَعِیرُ عَیَراناً إِذا سال؛ و أَنشد: و رُبَّتَ سائلٍ عنِّی حَفِیٍّ: أَ عارَتْ عینُه أَم لم تَعارا؟ أَی أَدْمَعَت عینُه؛ قال الجوهری: و قد عارَت عینُه
(1). قوله: [و أَنشد لابن دارة] عبارة الصحاح: و الاسم العهر، بالكسر، و أنشد إلخ
لسان العرب، ج‌4، ص: 613
تَعار، و أَورد هذا البیت: و سائلة بظَهْرِ الغیب عَنّی: أَ عارَتْ عینُه أَم لم تَعارا؟ قال: أَراد تعارَنْ، فوقف بالأَلف؛ قال ابن بری: أَورد هذا البیت علی عارت أَی عَوِرت، قال: و البیت لعمرو بن أَحمر الباهلی؛ قال: و الأَلف فی آخر تعارا بدل من النون الخفیفة، أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف علیها، و لهذا سلمت الأَلف التی بعد العین إِذ لو لم یكن بعدها نون التوكید لانحذفت، و كنت تقول لم تَعَرْ كما تقول لم تَخَفْ، و إِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت: لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع نون التوكید مبنی فلا یلحقه جزم. و قولهم: بَدَلٌ أَعْوَر؛ مَثَلٌ یضرب للمذموم یخلف بعد الرجل المحمود. و‌فی حدیث أُمّ زَرْع: فاسْتَبْدَلت بعدَه و كلُّ بَدَلٍ أَعْوَر؛ هو من ذلك، قال عبد الله بن هَمّام السّلُولی لقُتَیْبَة بن مسلم و وَلیَ خراسان بعد یزید بن المهلّب: أَ قُتَیْبَ، قد قُلْنا غداةَ أَتَیْتَنا: بَدَلٌ لَعَمْرُك من یَزیدٍ أَعْوَرُ و ربما قالوا: خَلَفٌ أَعْوَرُ؛ قال أَبو ذؤیب: فأَصْبَحْتُ أَمْشِی فی دِیارٍ، كأَنها خِلافُ دِیار الكامِلیّة عُورُ كأَنه جمع خَلَفاً علی خِلافٍ مثل جَبَل و جِبال. قال: و الاسم العَوْرة. و عُورانُ قَیْسٍ: خمسة شُعَراء عُورٌ، و هم الأَعْور الشَّنِّی «2». و الشمَّاخ و تمیم بن أُبَیّ بن مُقْبِل و ابن أَحمر و حُمَیْد بن ثور الهلالی. و بنو الأَعْور: قبیلة، سموا بذلك لعَوَرِ أَبیهم؛ فأَما قوله: فی بِلاد الأَعْورِینا؛ فعلی الإِضافة كالأَعْجَمِینَ و لیس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا یُسَلّم عند سیبویه. و عارَه و أَعْوَرَه و عَوَّرَه: صیَّره كذلك؛ فأَما قول جَبَلة: و بِعْتُ لها العینَ الصحیحةَ بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة، و لو أَراد العَوَر الذی هو العرَض لقابَل الصحیحة و هی جوهر بالعَوَر و هو عرَضٌ، و هذا قبیح فی الصنْعة و قد یجوز أَن یرید العین الصحیحة بذات العَوَرِ فحذف، و كل هذا لِیُقَابَلَ الجوهرُ بالجوهر لأَن مقابلة الشی‌ء بنظیره أَذهبُ فی الصُّنْع و أَشْرَف فی الوضع؛ فأَما قول أَبی ذؤیب: فالعینُ بعدهمُ كأَن حِداقَها سُمِلَت بِشَوْكٍ، فهی عُورٌ تَدْمَعُ فعلی أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء، و هذه ضرورة، و إِنما آثر أَبو ذؤیب هذا لأَنه لو قال: فهی عَوْرا تدمع، لقصر الممدود فرأَی ما عَمِله أَسهلَ علیه و أَخفَّ. و قد یكون العَوَرُ فی غیر الإِنسان؛ قال سیبویه: حدثنا بعض العرب أَن رجلًا من بنی أَسد قال یوم جَبَلة: و استقبله بَعِیرٌ أَعْور فَتَطیّر، فقال: یا بَنِیّ أَعْوَرَ و ذا نابٍ، فاستعمل الأَعْورَ للبعیر، و وجه نصبه أَنه لم یرد أَن یسترشدهم لیخبروه عن عَورِه و صحَّته، و لكنه نبّههم كأَنه قال: أَ تستقبلون أَعْوَرَ و ذا ناب؟ فالاستقبالُ فی حال تنبیهه إِیّاهم كان واقعاً كما كان التلَوُّن و التنقل عندك ثابتین فی الحال الأَول، و أَراد أَن یثبت الأَعْوَرَ لیَحْذَرُوه، فأَما قول سیبویه فی تمثیل النصب أَ تَعَوَّرون فلیس من كلام العرب، إِنما أَراد أَن یُرِینَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلًا لیس من كلام العرب؛ و نظیر ذلك قوله فی الأَعْیار
(2). قوله: [الأَعور الشنی] ذكر فی القاموس بدله الراعی
لسان العرب، ج‌4، ص: 614
من قول الشاعر: أَ فی السِّلْم أَعْیاراً جَفاءً و غِلْظةً، و فی الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك؟ أَ تَعَیَّرون، و كل ذلك إِنما هو لیصوغ الفعل مما لا یجری علی الفعْل أَو مما یقلّ جریه علیه. و الأَعْوَرُ: الغراب، علی التشاؤم به، لأَن الأَعْورَ عندهم مشؤوم، و قیل: لخلاف حاله لأَنهم یقولون أَبْصَرُ من غراب، قالوا: و إِنما سمی الغراب أَعْوَر لحدّة بصره، كما یقال للأَعمی أَبو بَصِیر و للحبَشِیّ أَبو البَیْضاء، و یقال للأَعمی بَصِیر و للأَعْوَر الأَحْوَل. قال الأَزهری: رأَیت فی البادیة امرأَة عَوْراء یقال لها حَوْلاء؛ قال: و العرب تقول للأَحْوَل العین أَعْوَر، و للمرأَة الحَوْلاء هی عَوْراء، و یسمی الغراب عُوَیْراً علی ترخیم التصغیر؛ قال: سمی الغراب أَعْوَرَ و یُصاح به فیقال عُوَیْر عُوَیْر؛ و أَنشد: و صِحَاحُ العُیونِ یُدْعَوْن عُورا و قوله أَنشده ثعلب: و مَنْهل أَعْوَر إِحْدی العَیْنَیْن، بَصِیر أُخری و أَصَمّ الأُذُنَیْن فسره فقال: معنی أَعْوَر إِحدی العینین أَی فیه بئران فذهبت واحدة فذلك معنی قوله أَعْوَر إِحدی العینین، و بقیت واحدة فذلك معنی قوله‌بَصِیر أُخری …، و قوله … أَصَمّ الأُذنین أَی لیس یُسْمَع فیه صَدًی. قال شمر: عَوَّرْت عُیونَ المیاه إِذا دَفَنْتها و سدَدْتها، و عَوَّرْت الركیّة إِذا كَبَسْتها بالتراب حتی تنسدّ عیونها. و فلاة عَوْراء: لا ماء بها. و عَوَّرَ عین الركیة: أَفسدها حتی نَضَبَ الماءُ. و‌فی حدیث عُمَر و ذكَرَ إمرأَ القیس فقال: افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ؛ العُورُ جمع أَعْوَر و عَوْراء و أَراد به المعانی الغامضة الدقیقة، و هو من عَوَّرْت الركیّة و أَعَرْتُها و عُرْتُها إِذا طَمَمْتها و سددت أَعینها التی ینبَع منها الماء. و‌فی حدیث علیٍّ: أَمرَه أَن یُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ‌أَی یَدْفِنها و یَطُمّها؛ و قد عارَت الركیةُ تَعُور. و قال ابن الأَعرابی: العُوَارُ البئر التی لا یستقی منها. قال: و عَوَّرْت الرجل إِذا اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه. قال الجوهری: و یقال للمستجیز الذی یطلب الماء إِذا لم تسقه: قد عَوَّرْت شُرْبَه؛ قال الفرزدق: متی ما تَرِدْ یَوْماً سَفارِ، تَجِدْ به أُدَیْهم، یَرْمی المُسْتَجِیز المُعَوَّرا سفارِ: اسم ماء. و المستجیز: الذی یطلب الماء. و یقال: عَوَّرْته عن الماء تَعْوِیراً أَی حَلَّأْته. و قال أَبو عبیدة: التَّعْوِیرُ الردّ. عَوَّرْته عن حاجته: رددته عنها. و طریق أَعْوَرُ: لا عَلَم فیه كأَنّ ذلك العَلَم عَیْنُه، و هو مثل. و العائرُ: كل ما أَعَلَّ العینَ فعقَر، سمی بذلك لأَن العین تُغْمَضُ له و لا یتمكن صاحبها من النظر لأَن العین كأَنها تَعُور. و ما رأَیت عائرَ عَیْنٍ أَی أَحداً یَطْرِف العین فیَعُورها. و عائرُ العین: ما یملؤُها من المال حتی یكاد یَعُورُها. و علیه من المال عائرةُ عَیْنَیْن و عَیِّرَةُ عینین؛ كلاهما عن اللحیانی، أَی ما یكاد من كثرته یَفْقأُ عینیه، و قال مرة: یرید الكثرة كأَنه یملأُ بصره. قال أَبو عبید: یقال للرجل إِذا كثر مالُه: تَرِدُ علی فلان عائرةُ عین و عائرةُ عینین أَی ترد علیه إِبلٌ كثیرة كأَنها من كثرتها تملأُ العینین حتی تكاد تَعُورهما أَی تَفْقَؤُهما. و قال أَبو العباس: معناه أَنه من كثرتها تَعِیرُ فیها العین؛ قال الأَصمعی: أَصل ذلك أَن الرجل من العرب فی الجاهلیة كان إِذا بلغ
لسان العرب، ج‌4، ص: 615
إِبلُه أَلفاً عارَ عَینَ بَعِیر منها، فأَرادوا بعَائرة العین أَلفاً من الإِبل تَعُورُ عینُ واحد منها. قال الجوهری: و عنده من المال عائرةُ عینٍ أَی یَحارُ فیه البصر من كثرته كأَنه یملأُ العین فیَعُورُها. و العائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَی فی العین: اسم كالكاهِل و الغارِب، و قیل: العائرُ الرَّمَد، و قیل: العائرُ بَثْرٌ یكون فی جَفْن العین الأَسفل، و هو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج و الناعِر و الباطِل، و لیس اسم فاعل و لا جاریاً علی معتل، و هو كما تراه معتل. و قال اللیث: العائرُ غَمَصة تمَضُّ العین كأَنما وقع فیها قَذًی، و هو العُوّار. قال: و عین عائرةٌ ذات عُوّار؛ قال: و لا یقال فی هذا المعنی عارَت، إِنما یقال عارَت إِذا عَوِرَت، و العُوّار، بالتشدید، كالعائر، و الجمع عَواوِیر: القذی فی العین؛ یقال: بعینه عُوّار أَی قذی؛ فأَما قوله: و كَحَّلَ العَیْنَیْنِ بالعَواوِر فإِنما حذف الیاء للضرورة و لذلك لم یهمز لأَن الیاء فی نیة الثبات، فكما كان لا یهمزها و الیاء ثابتة كذلك لم یهمزها و الیاء فی نیة الثبات. و روی الأَزهری عن الیزیدی: بعَیْنِه ساهِكٌ و عائرٌ، و هما من الرمد. و العُوّار: الرمد. و العُوّار: الرمص الذی فی الحدقة. و العُوّارُ: اللحم الذی ینزع من العین بعد ما یُذَرّ علیه الذّرور، و هو من ذلك. و العَوْراء: الكلمة القبیحة أَو الفَعْلة القَبیحة، و هو من هذا لأَن الكلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العین فیمنعها ذلك من الطُّمْوحِ و حِدّةِ النظر، ثم حَوّلوها إِلی الكلمة و الفعلةِ علی المَثَل، و إِنما یریدون فی الحقیقة صاحبها؛ قال ابن عنقاء الفزاری یمدح ابن عمه عُمَیْلة و كان عمیلة هذا قد جبره من فقر: إِذا قِیلَت العَوْراءُ أَغْضَی، كأَنه ذلیلٌ بلا ذُلٍّ، و لو شاء لانْتَصَرْ و قال آخر: حُمِّلْت منه علی عَوْراءَ طائِشةٍ، لم أَسْهُ عنها و لم أَكْسِرْ لها فَزَعا قال أَبو الهیثم: یقال للكلمة القبیحة عَوْراء، و للكلمة الحسْناء: عَیْناء؛ و أَنشد قول الشاعر: و عَوْراء جاءت من أَخٍ، فرَدَدْتُها بِسالمةِ العَیْنَیْنِ، طالبةً عُذْرا أَی بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء. و قال اللیث: العَوْراء الكلمة التی تَهْوِی فی غیر عقل و لا رُشْد. قال الجوهری: الكلمة العَوْراء القبیحة، و هی السَّقْطة؛ قال حاتم طی‌ء: و أَغْفِرُ عَوْراءَ الكریم ادِّخارَه، و أُعْرِضُ عن شَتْمِ اللَّئِیم تَكَرُّما أَی لادخاره. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: یَتَوَضَّأُ أَحدكم من الطَّعام الطیّبِ و لا یَتَوَضَّأُ من العَوْراء یقولُها‌أَی الكلمة القبیحة الزائغة عن الرُّشد. و عُورانُ الكلامِ: ما تَنْفِیه الأُذُن، و هو منه، الواحدة عَوْراء؛ عن أَبی زید، و أَنشد: و عَوْراء قد قِیلَتْ، فلم أَسْتَمِعْ لها، و ما الكَلِمُ العُورانُ لی بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع و أَخبر عنه بالقَتُول، و هو واحد لأَن الكلم یذكر و یؤنث، و كذلك كل جمع لا یُفارِق واحده إِلا بالهاء و لك فیه كل ذلك. و العَوَرُ: شَیْنٌ و قُبْحٌ. و الأَعْوَرُ: الردی‌ء من كل شی‌ء.فی الحدیث: لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ علی النبی، صلی الله علیه و سلم، عند إِظهار
لسان العرب، ج‌4، ص: 616
الدَّعْوة قال له أَبو طالب: یا أَعْوَرُ، ما أَنتَ و هذا؟لم یكن أَبو لهب أَعْوَرَ و لكن العرب تقول للذی لیس له أَخٌ من أُمّه و أَبیه أَعْوَر، و قیل: إِنهم یقولون للردی‌ء من كل شی‌ء من الأُمور و الأَخلاق أَعْوَر، و للمؤنث منه عَوْراء. و الأَعْوَرُ: الضعیف الجبان البَلِید الذی لا یَدُلّ و لا یَنْدَلّ و لا خیر فیه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد للراعی: إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ یعنی بالجُثْمان سوادَ اللیل و مُنْتَصَفه، و قیل: هو الدلیل السیِّ‌ء الدلالة. و العُوّار أَیضاً: الضعیف الجبان السریع الفرار كالأَعْور، و جمعه عواویر؛ قال الأَعشی: غیر مِیلٍ و لا عَواوِیر فی الهیجا، و لا عُزّلٍ و لا أَكْفالِ قال سیبویه: لم یُكْتَفَ فیه بالواو و النون لأَنهم قلما یصفون به المؤنث فصار كمِفْعال و مِفْعِیل و لم یَصِرْ كفَعّال، و أَجْرَوْه مُجْرَی الصفة فجمعوه بالواو و النون كما فعلوا ذلك فی حَسَّانٍ و كَرّام. و العُوّار أَیضاً: الذین حاجاتهم فی أَدْبارِهم؛ عن كراع. قال الجوهری: جمع العُوّار الجبان العَواوِیرُ، قال: و إِن شئت لم تُعَوِّضْ فی الشعر فقلت العواور؛ و أَنشد عجز بیت للبید یخاطب عمّه و یُعاتِبه: و فی كلِّ یوم ذی حِفاظٍ بَلَوْتَنِی، فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْه العَواوِرُ و قال أَبو علی النحوی: إِنما صحت فیه الواو مع قربها من الطرف لأَن الیاء المحذوفة للضرورة مرادة فهی فی حكم ما فی اللفظ، فلما بعدت فی الحكم من الطَّرف لم تقلب همزة. و من أَمثال العرب السائرة: أَعْوَرُ عَیْنَك و الحَجَر. و الإِعْوَار: الرِّیبةُ. و رجل مُعْوِرٌ: قبیح السریرة. و مكان مُعْوِر: مخوف. و هذا مكان مُعْوِر أَی یُخاف فیه القطع. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: قال مسعود بن هُنَیْدة: رأَیته و قد طلَع فی طریقٍ مُعْوِرة‌أَی ذات عَوْرة یُخاف فیها الضلال و الانقطاع. و كلّ عَیْبٍ و خلل فی شی‌ء، فهو عَوْرة و شی‌ء مُعْوِر و عَوِرٌ: لا حافظ له. و العَوَارُ و العُوار، بفتح العین و ضمها: خرق أَو شق فی الثوب، و قیل: هو عیب فیه فلم یعین ذلك؛ قال ذو الرمة: تُبَیِّنُ نِسْبةَ المُزَنِیِّ لُؤْماً، كما بَیَّنْتَ فی الأُدُم العُوارا و‌فی حدیث الزكاة: لا تؤخذ فی الصدقة هَرِمةٌ و لا ذاتُ عَوار؛ قال ابن الأَثیر: العَوارُ، بالفتح، العیب، و قد یضم. و العَوْرةُ: الخَلَلُ فی الثَّغْر و غیره، و قد یوصف به منكوراً فیكون للواحد و الجمع بلفظ واحد. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ بُیُوتَنٰا عَوْرَةٌ؛ فأَفرد الوصف و الموصوفُ جمع، و أَجمع القُرّاء علی تسكین الواو من عَوْرة، و لكن فی شواذ القراءات عَوِرة علی فَعِلة، و إِنما أَرادوا: إِنَّ بُیُوتَنٰا عَوْرَةٌ أَی مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز و جل فقال: وَ مٰا هِیَ بِعَوْرَةٍ و لكن یُرِیدون الفِرار؛ و قیل معناه: إِنَّ بُیُوتَنٰا عَوْرَةٌ أَی مُعْوِرة أَی بیوتنا مما یلی العَدُوَّ و نحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ. قال: و من قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة. إِنْ یُرِیدُونَ إِلّٰا فِرٰاراً؛ المعنی: ما یریدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ و لكن یریدون الفِرارَ عن نُصْرة النبی، صلی الله علیه و سلم، و قد قیل: إِنَّ بُیُوتَنٰا عَوْرَةٌ
لسان العرب، ج‌4، ص: 617
أَی لیست بِحَرِیزة، و من قرأَ عَوِرة ذَكَّر و أَنَّث، و من قرأَ عَوْرَةٌ قال فی التذكیر و التأْنیث و الجمع عَوْرة كالمصدر. قال الأَزهری: العَوْرة فی الثُّغُور و فی الحُروبِ خَلَلٌ یُتَخَوَّف منه القتل. و قال الجوهری: العَوْرة كل خَلَل یُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ أَو حَرْب. و العَوْرة: كل مَكْمَنٍ للسَّتْر. و عَوْرةُ الرجل و المرأَة: سوْأَتُهما، و الجمع عَوْرات، بالتسكین، و النساء عَوْرة؛ قال الجوهری: إِنما یحرك الثانی من فَعْلة فی جمع الأَسماء إِذا لم یكن باءً أَو واواً، و قرأَ بعضهم: عَوَرات النساء، بالتحریك. و العَوْرةُ: الساعة التی هی قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فیها، و هی ثلاث ساعات: ساعة قبل صلاة الفجر، و ساعة عند نصف النهار، و ساعة بعد العشاء الآخرة. و فی التنزیل: ثَلٰاثُ عَوْرٰاتٍ لَكُمْ؛ أَمر الله تعالی الوِلْدانَ و الخَدَمَ أَن لا یدخلوا فی هذه الساعات إِلا بتسلیم منهم و استئذان. و كلُّ أَمر یستحیا منه: عَوْرة. و‌فی الحدیث: یا رسول الله، عَوْراتُنا ما نأْتی منها و ما نَذَرُ؟العَوْرات: جمع عَوْرة، و هی كل ما یستحیا منه إِذا ظهر، و هی من الرجل ما بین السرة و الركبة، و من المرأَة الحرة جمیعُ جسدها إِلا الوجه و الیدین إِلی الكوعین، و فی أَخْمَصِها خلاف، و من الأَمَة مثلُ الرجل، و ما یبدو منها فی حال الخدمة كالرأْس و الرقبة و الساعد فلیس بِعَوْرة. و سترُ العَوْرة فی الصلاة و غیرِ الصلاة واجبٌ، و فیه عند الخلوة خلاف. و‌فی الحدیث: المرأَة عَوْرة؛ جعلها نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظهرت یستحیا منها كما یستحیا من العَوْرة إِذا ظهرت. و المُعْوِرُ: المُمْكِن البیِّن الواضح. و أَعْوَرَ لك الصید أَی أَمْكَنك. و أَعْوَرَ الشی‌ءُ: ظهر و أَمكن؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لكُثَیّر: كذاك أَذُودُ النَّفْسَ، یا عَزَّ، عنكمُ، و قد أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لا یَذُودُها أَعْوَرَتْ: أَمكنت، أَی من لم یَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها و فشَتْ أَسرارُها. و ما یُعْوِرُ له شی‌ء إِلا أَخذه أَی یظهر. و العرب تقول: أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ، و أَعْوَرَ الفارِسُ إِذا كان فیه موضع خلل للضرب؛ و قال الشاعر یصف الأَسد: له الشَّدّةُ الأُولی إِذا القِرْن أَعْورَا و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: لا تُجْهِزوا علی جَریح و لا تُصِیبُوا مُعْوِراً؛ هو من أَعْوَر الفارسُ إِذا بدا فیه موضع خللٍ للضرب. و عارَه یَعُوره أَی أَخذه و ذهب به. و ما أَدْرِی أَیُّ الجرادِ عارَه أَی أَیّ الناس أَخذه؛ لا یستعمل إِلا فی الجحد، و قیل معناه و ما أَدری أَیّ الناس ذهب به و لا مُسْتَقْبَل له. قال یعقوب: و قال بعضهم یَعُوره، و قال أَبو شبل: یَعِیره، و سیذكر فی الیاء أَیضاً. و حكی اللحیانی: أَراك عُرْته و عِرْته أَی ذهبت به. قال ابن جنی: كأَنهم إِنما لم یكادوا یستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلًا جاریاً فی الأَمر المنقضی الفائت، و إِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع هاهنا لأَنه لیس بمُنْقَضٍ و لا ینطقون فیه بیفعل، و یقال: معنی عارَه أَی أَهلكه. ابن الأَعرابی: تَعَوّرَ الكتابُ إِذا دَرَسَ. و كتاب أَعْوَرُ: دارِسٌ. قال: و الأَعْور الدلیل السی‌ء الدلالة لا یحسن أَن یَدُلّ و لا یَنْدَلّ، و أَنشد: ما لَكَ، یا أَعْوَرُ، لا تَنْدَلّ، و كیف یَنْدَلّ امْرؤٌ عِتْوَلّ؟
لسان العرب، ج‌4، ص: 618
و یقال: جاءه سهم عائرٌ فقَتَله، و هو الذی لا یُدْرَی مَن رماه؛ و أَنشد أَبو عبید: أَخْشَی علی وَجْهِك یا أَمیر، عَوائِراً من جَنْدَل تَعِیر و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله؛ أَی لا یدری من رماه. و العائِرُ من السهام و الحجارةِ: الذی لا یدری مَن رماه؛ و فی ترجمة نسأَ: و أَنشد لمالك بن زغبة الباهلی: إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ نُطِیرُها قال ابن بری: عَوائِرُ نَبْلٍ أَی جماعة سهام متفرقة لا یدری من أَین أَتت. و عاوَرَ المكاییل و عَوَّرَها: قدَّرَها، و سیذكر فی الیاء لغة فی عایَرَها. و العُوّارُ: ضرب من الخَطاطِیف أَسود طویل الجناحین، و عَمَّ الجوهری فقال: العُوّار، بالضم و التشدید، الخُطّاف؛ و ینشد: كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّیقِ عُوّارُ الصِّیق: الغبار. و العُوّارَی: شجرة یؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُیَبَّس ثم تُذَرَّی ثم تحمل فی الأَوعیة إِلی مكة فتباع و یتخذ منها مَخانِقُ. قال ابن سیدة: و العُوَّار شجرة تنبت نِبْتة الشَّرْیة و لا تشِبُّ، و هی خضراء، و لا تنبت إِلا فی أَجواف الشجر الكبار. و رِجْلة العَوْراء: بالعراق بِمَیْسان. و العارِیّة و العارةُ: ما تداوَلُوه بینهم؛ و قد أَعارَه الشی‌ءَ و أَعارَه منه و عاوَرَه إِیَّاه. و المُعاوَرة و التَّعاوُر: شبه المُدَاوَلة و التّداوُل فی الشی‌ء یكون بین اثنین؛ و منه قول ذی الرمة: و سَقْطٍ كعَیْنِ الدِّیك عاوَرْتُ صاحبی أَباها، و هَیَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا یعنی الزند و ما یسقط من نارها؛ و أَنشد ابن المظفر: إِذا رَدَّ المُعاوِرُ ما استْعَارا و‌فی حدیث صفوان بن أُمیة: عارِیّة مضمونة؛ مُؤدّاة العارِیّة یجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت عینُها باقیة، فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قیمتها عند الشافعی، و لا ضمان فیها عند أَبی حنیفة. و تَعَوّرَ و اسْتَعار: طلب العارِیّة. و اسْتَعارَه الشی‌ءَ و اسْتَعارَه منه: طلب منه أَن یُعِیرَه إِیّاه؛ هذه عن اللحیانی: و‌فی حدیث ابن عباس و قصة العجل: من حُلِیٍّ تَعَوَّرَه بنو إِسرائیل‌أَی اسْتَعارُوه. یقال: تعوَّر و اسْتَعار نحو تعجّب و اسْتَعْجَب. و حكی اللحیانی: أَری ذا الدهرَ یَسْتَعِیرُنی ثیابی، قال: یقوله الرجل إِذا كَبِر و خَشِیَ الموت. و اعْتَوَروا الشی‌ءَ و تَعوَّرُوه و تَعاوَرُوه: تداوَلُوه فیما بینهم؛ قال أَبو كبیر: و إِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلی، نَذَرُ البِكَارَة فی الجَزاءِ المُضْعَفِ قال الجوهری: إِنما ظهرت الواو فی اعْتَوَرُوا لأَنه فی معنی تَعاوَرُوا فبُنِیَ علیه كما ذكرنا فی تجاوَرُوا. و‌فی الحدیث: یَتَعَاوَرُون علی مِنْبَرِی‌أَی یختلفون و یتناوبون كلّما مضی واحد خَلَفَه آخَرُ. یقال: تَعاوَرَ القومُ فلاناً إِذا تَعاوَنْوا علیه بالضرب واحداً بعد واحد. قال الأَزهری: و أَما العارِیّة و الإِعارةُ و الاسْتِعارة فإِن قول العرب فیها: هم یَتَعاوَرُون العَوَارِیَّ و یَتَعَوَّرُونها، بالواو، كأَنهم أَرادوا تفرقة بین ما یتردّد من ذات نفسه و بین ما یُرَدَّد.
لسان العرب، ج‌4، ص: 619
قال: و العارِیّة منسوبة إِلی العارَة، و هو اسم من الإِعارة. تقول: أَعَرْتُه الشی‌ء أُعِیره إِعارة و عَارةً، كما قالوا: أَطَعْتُه إِطاعة و طاعة و أَجَبْتُه إِجابة و جابة؛ قال: و هذا كثیر فی ذوات الثلاثة، منها العارة و الدَّارة و الطاقة و ما أَشبهها. و یقال: اسْتَعَرْت منه عارِیّةً فأَعارَنِیها؛ قال الجوهری: العارِیّة، بالتشدید، كأَنها منسوبة إِلی العارِ لأَن طلَبَها عارٌ و عیْبٌ؛ و ینشد: إِنما أَنْفُسُنا عاریّة، و العَواریّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ: مثل العارِیّة؛ قال ابن مقبل: فأَخْلِفْ و أَتْلِفْ، إِنما المالُ عارةٌ، و كُلْه مع الدَّهْرِ الذی هو آكِلُهْ و استعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه، و منه قولهم: كِیرٌ مُسْتعار؛ و قال بشر بن أَبی خازم: كأَن حَفِیفَ مَنْخِره، إِذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ، كِیرٌ مُسْتَعارُ قیل: فی قوله مستعار قولان: أَحدهما أَنه اسْتُعِیر فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إِیَّاه، و الثانی أَن تجعله من التَّعاوُرِ. یقال: اسْتَعَرْنا الشی‌ء و اعْتَوَرْناه و تَعاوَرْنَاه بمعنی واحد، و قیل: مُسْتَعار بمعنی مُتعاوَر أَی مُتداوَل. و یقال: تَعاوَرَ القومُ فلاناً و اعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تعاونوا علیه فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ، و التعاوُر عامٌّ فی كل شی‌ء. و تَعاوَرت الریاحُ رَسْمَ الدار حتی عَفَّتْه أَی تَواظَبت علیه؛ قال ذلك اللیث؛ قال الأَزهری: و هذا غلط، و معنی تعاوَرت الریاحُ رَسْمَ الدار أَی تَداوَلَتْه، فمرَّةً تهب جَنوباً و مرة شَمالًا و مرَّة قَبُولًا و مرة دَبُوراً؛ و منه قول الأَعشی: دِمْنة قَفْزة، تاوَرها الصَّیْفُ برِیحَیْنِ من صَباً و شَمالِ قال أَبو زید: تعاوَرْنا العَوارِیَّ تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بعضاً، و تَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كنت أَنت المُسْتَعِیرَ، و تَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إِذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ. و قال ابن الأَعرابی: التَّعاوُرُ و الاعْتِوَارُ أَن یكون هذا مكان هذا، و هذا مكان هذا. یقال: اعْتَوَراه و ابْتدّاه هذا مرة و هذا مرة، و لا یقال ابْتَدّ زید عمراً و لا اعْتَوَرَ زیدٌ عمراً. أَبو زید: عَوَّرْت عن فلان ما قیل له تَعْوِیراً و عَوَّیْت عنه تَعْوِیةً أَی كذّبت عنه ما قیل له تكذیباً و رَدَدْت. و عَوّرْته عن الأَمر: صرَفته عنه. و الأَعْوَرُ: الذی قد عُوِّرَ و لم تُقْضَ حاجتُه و لم یُصِبْ ما طلب و لیس من عَوَر العین؛ و أَنشد للعجاج: و عَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّی العَوَرْ و یقال: معناه أَفسد من وَلَّاه و جعله وَلیَّاً للعَوَر، و هو قبح الأَمر و فسادُه. تقول: عَوَّرْت علیه أَمَره تَعْوِیراً أَی قَبَّحْته علیه. و العَوَرُ: تَرْكُ الحقّ. و یقال: عَاوَرَه الشی‌ءَ أَی فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به. و عوراتُ الجبال: شقوقها؛ و قول الشاعر: تَجاوَبَ بُومُها فی عَوْرَتَیْها، إِذا الحِرْباء أَوْفی للتَّناجی «3».
(3). قوله: [تجاوب بومها إلخ] فی شرح القاموس ما نصه: هكذا أَنشده الجوهری فی الصحاح. و قال الصاغانی: و الصواب … غورتیها، بالغین معجمة، و هما جانباها. و فی البیت تحریف و الروایة: … أَوفی للبراح، و القصیدة حائیة، و البیت لبشر بن أَبی خازم
لسان العرب، ج‌4، ص: 620
قال ابن الأَعرابی: أَراد عَوْرَتی الشمس و هما مشرقها و مغربها. و إِنها لَعَوْراء القُرِّ: یَعْنون سَنَة أَو غداة أَو لیلة؛ حكی ذلك عن ثعلب. و عَوائرُ من الجراد: جماعات متفرقة. و العَوارُ: العَیْب؛ یقال: سِلْعَة ذات عَوارٍ، بفتح العین و قد تضم. و عُوَیْرٌ و العُوَیْرُ: اسم رجل؛ قال إمرؤ القیس: عُوَیْرٌ، و مَن مِثْلُ العُوَیْرِ و رَهْطِه؟ و أَسْعَدُ فی لَیلِ البَلابِل صَفْوانُ و عُوَیرْ: اسم موضع. و العُوَیْر: موضع علی قبْلة الأَعْوریَّة، هی قریة بنی محجنٍ المالكیّین؛ قال القطامی: حتی وَرَدْنَ رَكیّات العُوَیْرِ، و قد كادَ المُلاءُ مِنَ الكتّان یَشْتَعِلُ و ابنا عُوارٍ: جبلان؛ قال الراعی: بل ما تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ، یا ابْنَیْ عُوَارٍ، و أَمْسی دُونها بُلَعُ «1». و قال أَبو عبیدة: ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ. و تِعار: جبل بنجد؛ قال كثیر: و ما هبت الأَرْواحُ تَجْری، و ما ثَوی مُقِیماً بِنَجْدٍ عَوْفُها و تِعارُها قال ابن سیدة: و هذه الكلمة یحتمل أَن تكون فی الثلاثی الصحیح و الثلاثی المعتل.

عیر؛ ج4، ص: 620

: العَیْر: الحمار، أَیّاً كان أَهلیّاً أَو وَحْشِیّاً، و قد غلب علی الوَحْشِیّ، و الأُنثی عَیْرة. قال أَبو عبید: و من أَمثالهم فی الرضا بالحاضر و نِسْیان الغائب قولهم: إِن ذَهَب العَیْرُ فعَیْرٌ فی الرِّباط؛ قال: و لأَهل الشام فی هذا مثل: عَیْرٌ بِعَیْرٍ و زیادةُ عشرة. و كان خلفاء بنی أُمیّة كلما مات واحد منهم زاد الذی یخلُفه فی عطائهم عشرة فكانوا یقولون هذا عند ذلك. و من أَمثالهم: فلان أَذَلُّ من العَیْرِ، فبعضهم یجعله الحمار الأَهلی، و بعضهم یجعله الوتد؛ و قول شمر: لو كُنْتَ عَیْراً كُنْتَ عَیْرَ مَذَلَّة، أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِیح أَراد بالعَیْر الحمارَ، و بِكْسرِ القبیح طرف عظم المِرْفق الذی لا لحم علیه؛ قال: و منه قولهم فلان أَذلُّ من العَیْر. و جمع العَیْر أَعْیارٌ و عِیارٌ و عُیورٌ و عُیُورة و عِیَارات، و مَعْیوراء اسم للجمع. قال الأَزهری: المَعْیُورا الحَمِیر، مقصور، و قد یقال المَعْیوراء ممدودة، مثل المَعْلوجاء و المَشْیُوخاء و المَأْتوناء، یمد ذلك كله و یقصر. و‌فی الحدیث: إِذا أَرادَ اللهُ بِعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك علیه بذُنوبِه حتی یُوافیه یوم القیامة كأَنه عَیْر؛ العَیْر: الحمار الوحشی، و قیل: أَراد الجبَل الذی بالمدینة اسمه عَیْر، شبَّه عِظَم ذنوبه به. و‌فی حدیث علیّ: لأَنْ أَمْسَح علی ظَهْر عَیْر بالفلاة‌أَی حمارِ وحْشٍ؛ فأَما قول الشاعر: أَ فی السِّلْم أَعْیاراً جَفاءً و غلْظةً، و فی الحَرْب أَشباهَ النّساء العَوارك؟ فإِنه لم یجعلهم أَعْیاراً علی الحقیقة لأَنه إِنما یخاطب قوماً، و القوم لا یكونون أَعیاراً و إِنما شبّههم بها فی الجفاء و الغلظة، و نصبه علی معنی أَ تَلَوّنون و تَنَقّلون مرة كذا و مرة كذا؟ و أَما قول سیبویه: لو مَثَّلْت
(1). قوله: [بل ما تذكر إلخ] هكذا فی الأَصل و الذی فی یاقوت: ما ذا تذكر من هند إِذا احتجبت یا بنی عوار و أدنی دارها بلع
لسان العرب، ج‌4، ص: 621
الأَعْیار فی البدل من اللفظ بالفعل لقلت: أَ تَعَیَّرون إِذا أَوضحت معناه، فلیس من كلام العرب، إِنما أَراد أَن یصوغُ فعلًا أَی بناءَ كَیْفِیَّة البدل من اللفظ بالفعل، و قوله لأَنك إِنما تُجْرِیه مُجْری ما له فعل من لفظه، یُدلّك علی أَن قوله تَعَیّرون لیس من كلام العرب. و العَیرُ العظم الناتئ وسط الكف «2». و الجمع أَعْیارٌ. و كَتِفٌ مُعَیَّرة و مُعْیَرة علی الأَصل: ذات عَیْر. و عَیْر النصل: الناتئ فی وسطه؛ قال الراعی: فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ، كَسَرْن العَیْرَ منه و الغِرارا و قیل: عَیْرُ النَّصل وسطه. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو عمرو: نصل مُعْیَر فیه عَیْر. و العَیْر من أُذن الإِنسان و الفرسِ ما تحت الفَرْع من باطنه كعَیْر السهم، و قیل: العَیْرانِ مَتْنا أُذُنَی الفرس. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ علی عِیَار الأُذُنین الماء؛ العِیارُ جمع عَیْرٍ، و هو الناتئ المرتفع من الأَذن. و كل عظم ناتئ من البدن: عَیْرٌ. و عَیر القدم: الناتئ فی ظهرها. و عَیرُ الوَرقة: الخط الناتئ فی وسطها كأَنه جُدَیِّر. و عَیرُ الصخرة: حرفٌ ناتئ فیها خلقة، و قیل: كل ناتئ فی وسط مستو عَیرٌ. و عَیْرُ الأُذن: الوتد الذی فی باطنها. و العَیْر: ماقی‌ء العین؛ عن ثعلب، و قیل: العَیْر إِنسانُ العین، و قیل لَحْظُها؛ قال تأَبَّطَ شَرّاً: و نارٍ قد حَضَأْتُ بُعَیْد وَهْنٍ، بدارٍ ما أُرِیدُ بها مُقاما سوی تَحْلِیل راحِلة و عَیْرٍ، أُكالِئُه مَخافةَ أَن یَناما و فی المثل: جاءَ قَبْلَ عَیْرٍ و ما جَرَی أَی قبل لحظة العین. قال أَبو طالب: العَیْر المِثال الذی فی الحدقة یسمی اللُّعْبة؛ قال: و الذی جری الطَّرْفُ، و جَرْیُه حركته؛ و المعنی: قبل أَن یَطْرِف الإِنسانُ، و قیل: عَیْرُ العین جَفْنُها. قال الجوهری: یقال فعلت قبل عیْرٍ و ما جری. قال أَبو عبیدة: و لا یقال أَفعل؛ و قول الشماخ: أَ عَدْوَ القِبِصَّی قبل عَیْرٍ و ما جَری، و لم تَدْرِ ما خُبْرِی، و لم أَدْرِ ما لَها؟ فسره ثعلب فقال: معناه قبل أَن أَنظر إِلیك، و لا یُتَكلّم بشی‌ء من ذلك فی النفی. و القِبِصَّی و القِمِصَّی: ضَرْبٌ من العَدْو فیه نَزْوٌ. و قال اللحیانی: العَیْرُ هنا الحمار الوحشی، و من قال: قبل عائرٍ و ما جری، عنی السهم. و العَیر: الوَتد. و العَیْر: الجَبلُ، و قد غلب علی جبل بالمدینة. و الَعیْر: السیّد و المَلِك. و عَیْرُ القوم: سیّدُهم؛ و قوله: زعَمُوا أَنّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَیْر مَوالٍ لنا، و أَنَّی الوَلاءُ؟ «3». قیل: معناه كلُّ مَن ضرب بِجفنٍ علی عَیْرٍ، و قیل: یعنی الوتد، أَی من ضرب وتِداً من أَهل العَمَد، و قیل: یعنی إِیاداً لأَنهم أَصحاب حَمِیر، و قیل: یعنی جبلًا، و منهم من خص فقال: جبلًا بالحجاز، و أَدخل علیه اللام كأَنه جعله من أَجْبُلٍ كلُّ واحد منها عَیْر، و جعل اللام زائدة علی قوله:
(2). قوله: [وسط الكف] كذا فی الأَصل، و لعله الكتف. و قوله: معیرة و معیرة علی الأَصل، هما بهذا الضبط فی الأَصل و انظره مع قوله علی الأَصل فلعل الأَخیرة و معیرة بفتح المیم و كسر العین (3). فی معلقة الحرث بن حلِّزة: [مُوال لنا و أَنّا الوَلاء] و لا یمكن إِصلاح هذا البیت علی ما هو علیه فی المعلقة لأَن له فی صفحة 624 شرحاً یناسب روایته هنا لاحقاً
لسان العرب، ج‌4، ص: 622
و لقد نَهَیْتُك عن بناتِ الأَوْبَرِ إِنما أَراد بنات أَوبر فقال: كل من ضربه أَی ضرب فیه وتداً أَو نزله، و قیل: یعنی المُنْذِر بن ماء السماء لِسیادتهِ، و یروی الوِلاء، بالكسر، حكی الأَزهری عن أَبی عمرو بن العلاء، قال: مات مَنْ كان یحسن تفسیر بیت الحرث بن حلزة: زعموا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَیْر «1». قال أَبو عمر: العَیْر هو الناتئ فی بُؤْبُؤِ العین، و معناه أَن كل من انْتَبَه من نَوْمِه حتی یدور عَیْرُه جَنی جنایة فهو مَوْلًی لنا؛ یقولونه ظلماً و تجَنّیاً؛ قال: و منه قولهم: أَتیتك قبل عَیْرٍ و ما جَری أَی قبل أَن ینتبه نائم. و قال أَحمد بن یحیی فی قوله: و ما جری، أَرادوا و جَرْیه، أَرادوا المصدر. و یقال: ما أَدری أَیّ مَن ضرب العَیْر هو، أَی أَیّ الناس هو؛ حكاه یعقوب. و العَیْرانِ: المَتْنانِ یكتنفان جانبی الصُّلْب. و العَیْرُ: الطَّبْل. و عارَ الفرسُ و الكلبُ یَعِیر عِیاراً: ذهب كأَنه مُنْفَلت من صاحبه یتردد و من أَمثالهم: كَلْبٌ عائرٌ خیرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ؛ فالعائرُ المتردد، و به سمی العَیْرُ لأَنه یَعِیر فیتردّد فی الفلاة. و عارَ الفرسُ إِذا ذهب علی وجهه و تباعد عن صاحبه. و عارَ الرجلُ فی القوم یضربُهم: مثل عاث. الأَزهری: فرسٌ عَیّارٌ إِذا عاثَ، و هو الذی یكون نافراً ذاهباً فی الأَرض. و فرس عَیّار بأَوصالٍ أَی یَعِیر هاهنا و هاهنا من نشاطه. و فرس عَیّار إِذا نَشِط فرَكِبَ جانباً ثم عدل إِلی جانب آخر من نشاطه؛ و أَنشد أَبو عبید: و لقد رأَیتُ فوارِساً مِن قَوْمِنا، غَنَظُوك غَنْظَ جَرادةِ العَیّارِ قال ابن الأَعرابی فی مثل العرب: غَنَظُوه غَنْظَ جرادة العیّار؛ قال: العَیّار رجل، و جرادة فرس؛ قال: و غیره یخالفه و یزعم أَن جرادة العیّار جَرادةٌ وُضِعَت بین ضِرْسیه فأَفْلَتت، و قیل: أَراد بجرادة العَیَّار جرادة وضعها فی فیه فأَفْلَتت من فیه، قال: و غَنَظَه و وكَظَه یَكِظُه وَكْظاً، و هی المُواكَظَة و المُواظبة، كل ذلك إِذا لازمه و غمَّه بشدة تَقاضٍ و خُصومة؛ و قال: لو یُوزَنون عِیاراً أَو مُكایَلةً، مالُوا بسَلْمَی، و لم یَعْدِلهْمُ أَحَدُ و قصیدة عائرة: سائرة، و الفعل كالفعل، د و الاسم العِیَارة. و‌فی الحدیث: أَنه كان یمُرّ بالتمرة العائِرةِ فما یَمْنعُه من أَخذها إِلَّا مَخافةُ أَن تكون من الصدقة؛ العائرة: الساقطة لا یُعْرَف لها مالك، من عارَ الفرسُ إِذا انطلق من مرْبطه مارّاً علی وجهه؛ و منه‌الحدیث: مَثلُ المُنافِق مَثَلُ الشاةِ العائرة بین غَنَمْینِ‌أَی المتردّدة بین قَطِیعین لا تَدْری أَیّهما تَتْبَع. و‌فی حدیث ابن عمر فی الكلب الذی دخل حائِطَه: إِنما هو عائرٌ؛ و‌حدیثه الآخر: أَنَّ فرساً له عارَ‌أَی أَفْلَت و ذهب علی وجهه. و رجل عَیّار: كثیر المجی‌ء و الذهاب فی الأَرض، و ربما سمی الأَسد بذلك لتردده و مجیئه و ذهابه فی طلب الصید: قال أَوس بن حجر: لَیْثٌ علیه من البَرْدِیّ هِبْرِیة، كالمَزبَرانیّ، عَیَّارٌ بأَوْصالِ «2». أَی یذهب بها و یجی‌ء؛ قال ابن بری: من رواه عیّار، بالراء، فمعناه أَنه یذهب بأَوْصال الرِّجال إِلی أَجَمَته،
(1). البیت (2). قوله: [كالمزبرانی إلخ] قال الجوهری فی مادة رزب ما نصه: و رواه المفضل كالمزبرانی عیار بأوصال، ذهب إِلی زبرة الأَسد فقال له الأَصمعی: یا عجباه الشی‌ء یشبه بنفسه و إِنما هو المرزبانی انتهی. و فی القاموس و المرزبة كمرحلة ریاسة الفرس و هو مرزبانهم بضم الزای
لسان العرب، ج‌4، ص: 623
و منه قولهم ما أَدری أَی الجراد عارَه، و یروی عَیَّال، و سنذكره فی موضعه؛ و أَنشد الجوهری: لَمّا رأَیتُ أَبَا عمرو رَزَمْتُ له مِنِّی، كما رَزَمَ العَیَّارُ فی الغُرُفِ جمع غَرِیف و هو الغابة. قال: و حكی الفراء رجل عَیَّار إِذا كان كثیر التَّطْواف و الحركة ذكِیّاً؛ و فرس عَیَّار و عیّال؛ و العَیْرانة من الإِبل: الناجیة فی نشاط، من ذلك، و قیل: شبّهت بالعَیْرِ فی سرعتها و نشاطها، و لیس ذلك بقوی؛ و فی قصید كعب: عَیْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ هی الناقة الصلبة تَشْبیهاً بِعَیْر الوحش، و الأَلف و النون زائدتان. ابن الأَعرابی: العَیِّرُ الفرس النشیط. قال: و العرب تمدح بالعَیَّار و تَذُمّ به، یقال: غلام عَیّار نَشِیط فی المعاصی، و غلام عَیّار نشیط فی طاعة الله تعالی. قال الأَزهری: و العَیْر جمع عائِر و هو النشیط، و هو مدح و ذمٌّ. عاورَ البَعِیرُ عَیَراناً إِذا كان فی شَوْل فتركها و انطلق نحوَ أُخْرَی یرید القَرْع،. و العائِرةُ التی تخرج من الإِبل إِلی أُخْرَی لیضربها الفحل. و عارَ فی الأَرض یَعِیر أَی ذهب، و عارَ الرجلُ فی القوم یضربهم بالسیف عَیَراناً: ذهب و جاء؛ و لم یقیده الأَزهری بضرب و لا بسیف بل قال: عارَ الرجلُ یَعِیر عَیَراناً، و هو تردّدُه فی ذهابه و مجیئه؛ و منه قیل: كلْبٌ عائِرٌ و عَیّار، و هو من ذوات الیاء، و أَعطاه من المال عائرةَ عینین أَی ما یذهب فیه البصر مرة هنا و مرة هنا، و قد تقدم فی عور أَیضاً. و عیرانُ الجراد و عَوائِرهُ: أَوائلُ الذاهبة المفْترقة فی قلة. و یقال: ما أَدری أَیّ الجراد عارَه أَی ذهب به و أَتْلَفه، لا آتَی له فی قول الأَكثر، «1». و قیل: یَعِیره و یَعُوره؛ و قول مالك بن زغبة: إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ عوائرُ نَبْلٍ، كالجرادِ نُطِیرُها عنی به الذاهبة المتفرقة؛ و أَصله فی الجراد فاستعاره قال المؤرج: و من أَمثالهم؛ عَیْرٌ عارَه وَتِدُه؛ عارَه أَی أَهلكه كما یقال لا أَدری أَیّ الجراد عارَه. و عِرْت ثوبه: ذهبت به. و عَیَّر الدینارَ: وازَنَ به آخر. و عَیَّر المیزان و المكیال و عاوَرَهما و عایَرَهُما و عایَرَ بینهما مُعایَرَة و عِیاراً: قدَّرَهما و نظر ما بینهما؛ ذكر ذلك أَبو الجراح فی باب ما خالفت العامة فیه لغة العرب. و یقال: فلان یُعایرُ فلاناً و یُكایلُه أَی یُسامِیه و یُفاخِره. و قال أَبو زید: یقال هما یتعایبانِ و یَتَعایَران، فالتعایُرُ التسابّ، و التَعایُب دون التَّعایُرِ إِذا عاب بعضهم بعضاً. و المِعْیار من المكاییل: ما عُیِّر. قال اللیث: العِیَار ما عایَرْت به المكاییل، فالعِیَار صحیح تامٌّ وافٍ، تقول: عایَرْت به أَی سَوَّیْتُه، و هو العِیَار و المِعْیار. یقال: عایِرُوا ما بین مكاییلكم و مَوازِینكم، و هو فاعِلُوا من العِیَار، و لا تقل: عَیِّروا. و عَیَّرْتُ الدنانیر: و هو أَن تُلْقِی دیناراً دیناراً فتُوازِنَ به دیناراً دیناراً، و كذلك عَیَّرْت تَعْییراً إِذا وَزَنْت واحداً واحداً، یقال هذا فی الكیل و الوزن. قال الأَزهری: فرق اللیث بین عایَرْت و عَیَّرْت، فجعل عایَرْت فی المكیال و عَیَّرْت فی المیزان؛ قال: و الصواب ما ذكرناه فی عایَرْت و عَیَّرت فلا یكون عَیَّرْت إِلَّا من العار و التَّعْیِیر؛ و أَنشد الباهلی قول الراجز: و إِن أَعارَت حافراً مُعارا وَأْباً، حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا
(1). هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌4، ص: 624
و قال: و معنی أَعارَت رفعت و حوّلت، قال: و منه إِعارةُ الثیاب و الأَدوات. و استعار فلانٌ سَهْماً من كِنانته: رفعه و حوَّله منها إِلی یده؛ و أَنشد قوله: هتَّافة تَحْفِض مَن یُدِیرُها، و فی الیَدِ الیُمْنَی لِمُسْتَعِیرها، شَهْباءُ تَروی الرِّیشَ مِن بَصِیرها شهباء: مُعْبِلة، و الهاء فی مُسْتَعِیرها لها. و البَصِیرة: طریقة الدّم. و العِیرُ، مؤنثة: القافلة، و قیل: العِیرُ الإِبل التی تحمل المِیرَة، لا واحد لها من لفظها. و فی التنزیل: وَ لَمّٰا فَصَلَتِ الْعِیرُ؛ و روی سلمة عن الفراء أَنه أَنشده قول ابن حلِّزة: زعموا أَنَّ كلّ مَن ضَرَبَ العِیر بكسر العین. قال: و العِیرُ الإِبل، أَی كلُّ من رَكِب الإِبل مَوالِ لنا أَی العربُ كلهم موالٍ لنا من أَسفل لأَنا أَسَرْنا فیهم فلَنا نِعَمٌ علیهم؛ قال ابن سیدة: و هذا قول ثعلب، و الجمع عِیَرات، قال سیبویه: جمعوه بالأَلف و التاء لمكان التأْنیث و حركوا الیاء لمكان الجمع بالتاء و كونه اسماً فأَجمعوا علی لغة هذیل لأَنهم یقولون جَوَزات و بَیَضات. قال: و قد قال بعضهم عِیرات، بالإِسكان، و لم یُكَسَّر علی البناء الذی یُكَسَّر علیه مثله، جعلوا التاء عوضاً من ذلك، كما فعلوا ذلك فی أَشیاء كثیرة لأَنهم مما یستغنون بالأَلف و التاء عن التكسیر، و بعكس ذلك، و قال أَبو الهیثم فی قوله: وَ لَمّٰا فَصَلَتِ الْعِیرُ كانت حُمُراً، قال: و قول من قال العِیرُ الإِبلُ خاصّة باطلٌ. العِیرُ: كلُّ ما امْتِیرَ علیه من الإِبل و الحَمِیر و البغال، فهو عِیرٌ؛ قال: و أَنشدنی نُصَیر لأَبی عمرو السعدی فی صفة حَمِیر سماها عِیراً: أَ هكذا لا ثَلَّةٌ و لا لَبَنْ؟ و لا یُزَكِّین إِذا الدَّیْنُ اطْمَأَنْ، مُفَلْطَحات الرَّوْثِ یأْكُلْن الدِّمَنْ، لا بدّ أَن یَخْترْن مِنِّی بین أَنْ یُسَقْنَ عِیراً، أَو یُبَعْنَ بالثَّمَنْ قال: و قال نصیرٌ الإِبل لا تكون عِیراً حتی یُمْتارَ علیها. و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: العیرُ من الإِبل ما كان علیه حملُه أَو لم یكن. و‌فی حدیث عثمان: أَنه كان یشتری العِیرَ حُكْرة، ثم یقول: من یُرْبِحُنی عُقْلَها؟العِیرُ: الإِبل بأَحْمالها. فِعْلٌ من عارَ یَعیر إِذا سار، و قیل: هی قافلة الحَمِیر، و كثرت حتی سمیت بها كل قافلة، فكل قافلة عِیرٌ كأَنها جمع عَیْر، و كان قیاسها أَن یكون فُعْلًا، بالضم، كسُقْف فی سَقْف إِلَّا أَنه حوفظ علی الیاء بالكسرة نحو عِین. و‌فی الحدیث: أَنهم كانوا یترصّدون عِیَرات قُرَیْش؛ هو جمع عِیر، یرید إِبلهم و دوابهم التی كانوا یتاجرون علیها. و‌فی حدیث ابن عباس: أَجاز لها العیَرات؛ هی جمع عِیرٍ أَیضاً؛ قال سیبویه: اجتمعوا فیها علی لغة هذیل، یعنی تحریك الیاء، و القیاس التسكین؛ و قول أَبی النجم: و أَتَت النَّمْلُ القُرَی بِعِیرها، من حَسَكِ التَّلْع و من خافورها إِنما استعاره للنمل، و أَصله فیما تقدم. و فلان عُیَیْرُ وَحْدِه إِذا انفرد بأَمره، و هو فی الذمِّ، كقولك: نَسِیج وحده، فی المدح. و قال ثعلب: عُیَیْرُ وَحْدِه أَی یأْكل وحده. قال الأَزهری: فلانٌ عُیَیْرُ وحده و جُحَیْش وَحْدِه. و هما اللذان لا یُشاوِران الناس و لا یخالطانهم و فیهما مع ذلك مهانة
لسان العرب، ج‌4، ص: 625
و ضعف. و قال الجوهری: فلان عُیَیْرُ وَحْدِه و هو المعجب برأْیه، و إِن شئت كسرت أَوله مثل شُیَیْخٍ و شِیَیْخٍ، و لا تقل: عُوَیر و لا شُوَیخ. و العارُ: السُّبّة و العیب، و قیل: هو كل شی‌ء یلزم به سُبّة أَو عیب، و الجمع أَعْیارٌ. و یقال: فلان ظاهرُ الأَعْیارِ أَی ظاهر العیوب؛ قال الراعی: و نَبَتَّ شَرَّ بَنی تمیم مَنْصِباً، دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْیارِ كأَنه مما یُعَیَّر به، و الفعل منه التَّعْییر، و من هذا قیل: هم یَتَعَیَّرون من جیرانِهم الماعونَ و الأَمتعة؛ قال الأَزهری: و كلام العرب یَتَعَوَّرون، بالواو، و قد عیّره الأَمرَ؛ قال النابغة: و عَیَّرَتْنی بنو ذُبْیانَ خَشیَتَه، و هل علیّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار؟ و تعایرَ القومُ: عَیَّر بعضُهم بعضاً، و العامة تقول: عیّره بكذا. و المَعایرُ: المعایب؛ یقال: عارَه إِذا عابَه؛ قالت لیلی الأَخیلیة: لعَمْرُك ما بالموت عارٌ علی امرئٍ، إِذا لم تُصِبْه فی الحیاة المَعایرُ و تعایرَ القومُ: تعایَبُوا. و العارِیَّة: المَنیحة، ذهب بعضهم إِلی أَنها مِن العارِ، و هو قُوَیل ضعیف، و إِنما غرّهم منه قولهم یَتَعَیَّرون العَواریَّ، و لیس علی وضعه إِنما هی مُعاقبة من الواو إِلی الیاء. و قال اللیث: سمیت العاریّة عاریَّةً لأَنها عارٌ علی من طلبها. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة مخزومیة كانت تَسْتَعِیر المتاعَ و تَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت یدُها؛ الاستعارةُ من العاریة، و هی معروفة. قال ابن الأَثیر: و ذهب عامة أَهل العلم إِلی أَن المُسْتَعِیر إِذا جحد العاریَّة لا یُقْطَع لأَنه جاحد خائن، و لیس بسارق، و الخائن و الجاحد لا قطع علیه نصّاً و إِجماعاً. و ذهب إِسحاق إِلی القول بظاهر هذا الحدیث، و قال أَحمد: لا أَعلم شیئاً یدفعه؛ قال الخطابی: و هو حدیث مختصرُ اللفظ و السیاقِ و إِنما قُطِعَت المخزومیة لأَنها سَرَقت، و ذلك بَیِّنٌ فی روایة عائشة لهذا الحدیث؛ و‌رواه مسعود بن الأَسود فذكر أَنها سرقت قَطِیفة من بیت رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و إِنما ذكرت الاستعارة و الجحد فی هذه القصة تعریفاً لها بخاصّ صفتها إِذ كانت الاستعارة و الجحد معروفة بها و من عادتها، كما عُرِّفت بأَنها مخزومیَّة، إِلَّا أَنها لما استمر بها هذا الصنیع ترقَّت إِلی السرقة، و اجترأَت علیها، فأَمر بها فقطعت. و المُسْتَعِیر: السَّمِین من الخیل. و المُعارُ: المُسَمَّن. یقال: أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه؛ قال: أَعِیرُوا خَیْلَكم ثم ارْكُضوها، أَحَقُّ الخیل بالرَّكْضِ المُعارُ و منهم من قال: المُعار المنتوف الذنب، و قال قوم: المُعار المُضَمَّر المُقَدَّح، و قیل: المُضَمَّر المُعار لأَن طریقة متنه نتأَت فصار لها عیرٌ ناتئ، و قال ابن الأَعرابی وحده: هو من العاریَّة، و ذكره ابن بری أَیضاً و قال: لأَن المُعارَ یُهان بالابتذال و لا یُشْفَق علیه شفقة صاحبه؛ و قیل فی قوله: أَعیروا خیلكم ثم اركبوها إِن معنی أَعیروها أَی ضَمِّروها بتردیدها، من عارَ یَعیر، إِذا ذهب و جاء. و قد روی المِعار، بكسر المیم، و الناس رَوَوْه المُعار؛ قال: و المِعارُ الذی یَحِید عن الطریق براكبه كما یقال حادَ عن الطریق؛ قال الأَزهری: مِفْعَل من عارَ یَعِیر كأَنه فی الأَصل مِعْیَر، فقیل مِعار. قال الجوهری: و عارَ الفَرَسُ أَی انفَلَت و ذهب
لسان العرب، ج‌4، ص: 626
هاهنا و هاهنا من المَرَح، و أَعارَه صاحبُه، فهو مُعَار؛ و منه قول الطِّرمَّاح: وجَدْنا فی كتاب بنی تمیمٍ: أَحَقُّ الخیل بالرَّكْضِ المُعارُ قال: و الناسُ یَرَوْنه المُعار من العارِیَّة، و هو خَطَأ؛ قال ابن بری: و هذا البیت یُروی لِبشْر بن أَبی خازِم. و عَیْرُ السَّراة: طائر كهیئة الحمامة قصیر الرجلین مُسَرْوَلُهما أَصفر الرِّجلین و المِنقار أَكحل العینین صافی اللَّوْن إِلی الخُضْرة أَصفر البطن و ما تحت جناحیه و باطن ذنبه كأَنه بُرْدٌ وشِّیَ، و یُجمَع عُیُورَ السَّراةِ، و السَّراةُ موضع بناحیة الطائف، و یزعمون أَن هذا الطائر یأْكل ثلثمائة تِینةٍ من حین تطلعُ من الوَرقِ صِغاراً و كذلك العِنَب. و العَیْرُ: اسم رجُل كان له وادٍ مُخْصِب، و قیل: هو اسم موضع خَصیب غیَّره الدهرُ فأَقفر، فكانت العرب تستوحشه و تضرب به المَثَل فی البلَد الوَحْش، و قیل: هو اسم وادٍ؛ قال إمرؤ القیس: و وادٍ، كجَوْف العَیْرِ، قَفْرٍ مَضِلَّةٍ، قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّانِ قال الأَزهری: قوله كجَوْف العَیرِ، أَی كوادی العَیرِ و كلُّ وادٍ عند العرب: جوفٌ. و یقال للموضع الذی لا خیرَ فیه: هو كجوف عَیرٍ لأَنه لا شی‌ء فی جَوْفه یُنتفع به؛ و یقال: أَصله قولهم أَخلی من جَوْف حِمار. و‌فی حدیث أَبی سفیان: قال رجل: أَغْتال محمداً ثم آخُذُ فی عَیْرٍ عَدْوی‌أَی أَمْضی فیه و أَجعلُه طریقی و أَهْرب؛ حكی ذلك ابن الأَثیر عن أَبی موسی. و عَیْرٌ: اسم جَبلَ؛ قال الراعی: بِأَعْلام مَرْكُوزٍ فَعَیْرٍ فَعُزَّبٍ، مَغَانِیَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِیَ ما هِیَا و‌فی الحدیث: أَنه حَرَّم ما بین عَیْرٍ إِلی ثَوْرٍ؛ هما جبلان، و قال ابن الأَثیر: جبلان بالمدینة، و قیل: ثَوْرٌ بمكة؛ قال: و لعلّ الحدیث ما بین عَیْرٍ إِلی أُحُد، و قیل: بمكة أَیضاً جبل یقال له عَیْرٌ. و ابْنَةُ مِعْیَرٍ الداهیة. و بنَاتُ مِعْیَرٍ: الدواهی؛ یقال: لقیت منه ابْنَةَ مِعْیَرٍ؛ یُریدون الداهیة و الشدّة. و تِعَارٌ، بكسر التاء: اسم جبَل؛ قال بِشْر یصف ظُعْناً ارتحلن من منازلهن فشبّههنَّ فی هَوَادِجِهِن بالظِّباء فی أَكْنِسَتِها: و لیل ما أَتَیْنَ عَلی أَرُومٍ وَ شابَة، عن شمائِلها تِعارُ كأَنَّ ظِباءَ أَسْنِمَة علیها كَوانِس، قالِصاً عنها المَغَارُ المَغارُ: أَماكن الظِّباء، و هی كُنُسها. و شابَة و تِعار: جبَلان فی بِلاد قیس. و أَرُوم و شابة: موضعان.

الجزء الخامس‌

[تتمة] ر؛ ج5، ص: 3

فصل الغین المعجمة؛ ج5، ص: 3

غبر؛ ج5، ص: 3

: غَبَرَ الشی‌ءُ یَغْبُر غُبوراً: مكث و ذهب. و غَبَرَ الشی‌ءُ یَغْبُر أَی بقی. و الغابِرُ: الباقی. و الغابِرُ: الماضی، و هو من الأَضداد؛ قال اللیث: و قد یَجِی‌ء الغابِرُ فی النعت كالماضی. و رجل غابِرٌ و قوم غُبَّرٌ: غابِرون. و الغابِرُ من اللیل: ما بقی منه. و غُبْرُ كل شی‌ء: بقیَّته، و الجمع أَغبارٌ، و هو الغُبَّرُ أَیضاً، و قد غلب ذلك علی بقیّة اللبن فی الضرع و علی بقیَّة دَمِ الحیض؛ قال ابن حِلِّزة: لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها، إِنَّك لا تَدْرِی مَنِ الناتِجُ و یقال: بها غُبَّرٌ من لَبَنٍ أَی بالناقة. و غُبَّرُ الحَیْض: بقایاه؛ قال أَبو كبیر الهذلی و اسمه عامر بن الحُلَیس: و مُبَرَّإٍ من كل غُبَّرِ حَیْضةٍ، و فَسادِ مُرْضِعَة، و داءٍ مُغْیِلِ قوله: و مُبَرَّإٍ معطوف علی قوله: و لقد سَرَیْتُ علی الظلامِ بمِغْشَم و غُبَّرُ المرَض: بقایاه، و كذلك غُبْرُ اللیل. و غُبْرُ اللیل: آخره. و غُبْرُ اللیل: بقایاه، واحدها غُبْرٌ «2». و‌فی حدیث معاویة: بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ‌أَی قلیل. و غُبْرُ اللبَن: بقیَّته و ما غَبَرَ منه. و قوله‌فی الحدیث: إِنه كان یَحْدُر فیما غَبَرَ من السُّورة؛ أَی یُسرِع فی قِراءتها؛ قال الأَزهری: یحتمل الغابِرُ هنا الوجهین یعنی الماضی و الباقی، فإِنه من الأَضداد، قال: و المعروف الكثیر أَن الغابِرَ الباقی. قال: و قال غیر واحد من الأَئمة إِنه یكون بمعنی الماضی؛ و منه‌الحدیث: أَنه اعتكَفَ العَشْر الغوابِرَ من شهر رمضان، أَی البواقی، جمعُ غابِرٍ. و‌فی حدیث ابن عمر: سُئِل عن جُنُب اغترف بكُوز من حُبّ فأَصابت یدُه الماء، فقال: غابرُه نَجِسٌ‌أَی باقیهِ. و‌فی الحدیث: فلم یَبْقَ إِلا غُبَّرات من أَهل الكتاب، و فی روایة: غُبَّرُ أَهل الكتاب؛ الغُبَّر جمع غابِر، و الغُبَّرات جمع غُبَّرٍ. و‌فی حدیث عَمرو بن العاص: ما تأَبَّطَتْنی الإِماءُ و لا حَمَلَتْنی البغایا فی غُبَّرات المآلی؛ أَراد أَنه لم تتولَّ الإِماء تربیتَه، و المآلی:
(2). قوله [و غبر اللیل بقایاه واحدها غبر] كذا بضبط الأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 4
خِرَقُ الحیض، أَی فی بَقایاها؛ و تَغَبَّرْتُ من المرأَة ولداً. و تَزَوَّج رجل من العرب امرأَة قد أَسنَّت فقیل له فی ذلك فقال: لعلِّی أَتَغبَّر منها ولداً، فولدتْ له غُبَرَ. مِثالُ عُمَر، و هو غُبَرُ بنَ غَنْم بن یَشْكُر بن بَكْر بن وائل. و ناقة مِغْبار: تَغْزُرُ بعد ما تَغْزُرُ اللَّواتِی یُنْتَجْن معها. و نَعت أَعرابی ناقةً فقال: إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ، فالمِغْبار ما ذكرناه آنفاً، و المِشْكار الغَزیرة علی قِلَّة الحَظِّ من المَرْعی، و المِعشَار تقدم ذكره. ابن الأَنباری: الغابِرُ الباقی فی الأَشْهَر عندهم، قال: و قد یقال للماضی غابِرٌ؛ قال الأَعشی فی الغابِرِ بمعنی الماضی: عَضَّ بِما أَبْقی المَواسی له، من أُمِّه، فی الزَّمَن الغابِرِ أَراد الماضی. قال الأَزهری: و العروف فی كلام العرب أَن الغابِرَ الباقی. قال أَبو عبید: الغُبَّرات البَقایا، واحدها غابِرٌ، ثم یجمع غُبَّراً، ثم غُبَّرات جمع الجمع. و قال غیر واحد من أَئمة اللغة: إِن الغابرَ یكون بمعنی الماضی. و داهیة الغَبَرِ، بالتحریك: داهیة عظیمة لا یُهتدی لِمِثْلها؛ قال الحرْمازی یمدح المنذِرَ بنَ الجارُودِ: أَنت لها مُنْذِرُ، من بین البَشَرْ، داهِیَةُ الدَّهْرِ و صَمَّاء الغَبَرْ یرید یا منذر. و قیل: داهیة الغَبَرِ الذی یعانِدُك ثم یرجع إِلی قولك. و حكی أَبو زید: ما غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء. قال أَبو عبید: من أَمثالهم فی الدَّهاءِ و الإِرْب: إِنه لداهیة الغَبَر؛ و معنی شعر المنذر یقول: إِن ذُكِرتْ یقولون لا تسمعوها فإِنها عظیمة؛ و أَنشد: قد أَزِمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ قال: هو من قولهم جُرْح غَبِرٌ. و داهیة الغَبَر: بلیّة لا تكاد تذهب؛ و قول الشاعر: و عاصِماً سلّمه من الغدَرْ من بعد إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ قال أَبو الهیثم: یقول أَنجاه من الهلاك بعد إِشراف علیه. و إِرْهانُ الشی‌ء: إِثباتُه و إِدامتُه. و الغَبَرُ: البقاء و الغَبَرُ، بغیر هاء: التُّراب؛ عن كراع. و الغَبَرةُ و الغُبار: الرَّهَجُ، و قیل: الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا ثار سُمّی غُباراً. و الغُبْرة: الغُبار أَیضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِعَیْنَیَّ لم تَسْتأْنسا یومَ غُبْرَةٍ، و لم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا و قوله أَنشده ثعلب: فَرَّجْت هاتیك الغُبَرْ عنا، و قد صابت بقُرْ قال ابن سیدة: لم یفسره، قال: و عندی أَنه عَنَی غُبَر الجَدْب لأَن الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ؛ قال: و عندی أَن غُبَر هاهنا موضع. و‌فی الحدیث: لو تعلمون ما یكون فی هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ و المَوْت الأَحْمر؛ قال ابن الأَثیر: هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً یكون فی السنین المُجدبة، و سِنُو الجَدْب تُسمَّی غُبْراً لاغْبرار آفاقها من قلَّة الأَمطار و أَرَضِیها من عَدَم النبات و الاخْضِرار، و الموتُ الأَحمرُ الشدید كأَنه موتٌ بالقَتْل و إِراقة الدماء؛ و منه‌حدیث عبدِ الله بن الصامت: یُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر و الموت الأَحْمَرُ؛ هو من ذلك.
لسان العرب، ج‌5، ص: 5
و اغْبَرَّ الیوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبی علیّ. و أَغْبَرْتُ: أَثَرْت الغُبار، و كذلك غَبَّرْت تَغْبِیراً. و طَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه أَی لم یُدْرِكه. و غَبَّرَ الشی‌ءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. و تَغَبَّر: تلطَّخ به. و اغبَرَّ الشی‌ءُ: عَلاه الغُبار. و الغَبْرةُ: لطخُ الغُبار. و الغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ و قد غَبِرَ و اغْبَرَّ اغْبِرَاراً، و هو أَغْبَرُ. و الغُبْرة: اغْبِرار اللوْن یَغْبَرُّ للهمِّ و نحوه. و قوله عز و جل: وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْهٰا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهٰا قَتَرَةٌ؛ قال: و قول العامة غُبْرة خطأ، و الغُبْرة لون الأَغْبر، و هو شبیه بالغُبار. و الأَغْبر: الذئب للونه؛ التهذیب: و المُغَبِّرة قوم یُغَبِّرون بذكر الله تعالی بدعاء و تضرّع، كما قال: عبادك المُغَبِّره، رُشَّ علینا المَغفِرَه قال الأَزهری: و قد سَمَّوْا ما یُطَرِّبون فیه من الشِّعْر فی ذكر الله تَغْبیراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا و أَرْهَجوا فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنی. قال الأَزهری: و‌روینا عن الشافعی، رضی الله عنه، أَنه قال: أَری الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِیر لیَصُدّوا عن ذكر الله و قراءة القرآن.و قال الزجاج: سُمّوا مُغَبِّرین لتزهیدهم الناس فی الفانیة، و هی الدنیا، و ترغیبهم فی الآخرة الباقیة، و المِغْبار من النخل: التی یعلوها الغُبار؛ عن أَبی حنیفة. و الغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فیها من الغُبار. و‌فی حدیث أَبی هریرة: بَیْنا رجُل فی مفازة غَبْراء؛ هی التی لا یهتدی للخروج منها. و جاء علی غَبْراء الظهر و غُبَیراء الظهر، یعنی الأَرض. و تركه علی غُبَیراء الظهر أَی لیس له شی‌ء. التهذیب: یقال جاء فلان علی غُبَیراء الظهر، و رجع عَوْده علی بَدْئه، و رجع علی أَدْراجه و رَجَع دَرَجَه الأَوَّل، و نكَص علی عَقِبَیْه، كل ذلك إِذا رجع و لم یصِب شیئاً. و قال ابن أَحمر: إِذا رجع و لم یقدر علی حاجته قیل: جاء علی غُبَیراء الظهر كأَنه رجع و علی ظهره غُبار الأَرض. و قال زید بن كُثْوة: یقال تركته علی غُبَیراء الظهر إِذا خاصَمْت رجلًا فَخَصَمته فی كل شی‌ء و غلبته علی ما فی یدیه. و الوَطْأَة الغَبْراء: الجدیدة، و قیل: الدارسة و هو مثل الوَطأَة السَّوداء. و الغَبراء: الأَرض فی‌قوله، صلی الله علیه و سلم: ما أَظلَّت الخَضراء و لا أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبی ذرّ؛ قال ابن الأَثیر: الخَضراء السماء، و الغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناهٍ فی الصِّدق إِلی الغایة فجاء به علی اتِّساع الكلام و المجاز. و عِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛ قال المخبَّل السعدی: فأَنْزَلَهم دارَ الضَّیاع، فأَصْبَحوا علی مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا و سَنة غبراء: جَدْبة، و بَنُو غَبْراء: الفقراء، و قیل: الغُرَباء، و قیل: الصَّعالِیك، و قیل: هم القوم یجتمعون للشراب من غیر تعارُف؛ قال طرفَة: رأَیتُ بنی غَبْراء لا ینكروننی، و لا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد و قیل: هم الذین یَتناهَدون فی الأَسفار. الجوهری: و بَنُو غَبْراء الذین فی شِعْر طرفة المَحَاویج، و لم یذكر الجوهری البیت، و ذكره ابن بری و غیره و هو: رأَیت بنی غَبْراء لا ینكروننی قال ابن بری: و إِنما سمی الفقراء بنی غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كما قیل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء، و هی الأَرض كأَنهم لا حائل بینهم و بینها. و قوله: و لا أَهلُ مرفوع بالعطف علی الفاعل المضمَر فی یُنكروننی، و لم یحتج إِلی تأْكید لطول الكلام بلا
لسان العرب، ج‌5، ص: 6
النافیة؛ و مثله قوله سبحانَه و تعالی: مٰا أَشْرَكْنٰا وَ لٰا آبٰاؤُنٰا. و الطراف: خِباءٌ من أَدَم تتخذه الأَغنیاء؛ یقول: إِن الفقراء یعرفوننی بإِعطائی و بِرّی و الأَغنیاء یعرفوننی بفَضْلی و جَلالة قَدْرِی. و‌فی حدیث أُوَیْس: أَكون فی غُبَّر الناس أَحبُّ إِلیَّ، و فی روایة: فی غَبْراء الناس، بالمدّ، فالأَوّل فی غُبَّر الناس أَی أَكون مع المتأَخرین لا المتقدِّمین المشهورین، و هو من الغابِرِ الباقی، و الثانی فی غَبْراء الناس بالمدّ أَی فی فقرائهم؛ و منه قیل للمَحاویج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلی الأَرض و التراب؛ و قال الشاعر: و بَنُو غَبْراء فیها یَتعاطَون الصِّحافا یعنی الشُّرْب. و الغَبْراء: اسم فرس قیس بن زهیر العَبسی. و الغَبْراء: أُنثی الحَجَل. و الغَبْراء و الغُبَیْراء: نَباتٌ سُهْلِیٌّ، و قیل: الغَبْراء شجرته و الغُبَیْراء ثمرته، و هی فاكهة، و قیل: الغُبَیْراء شجرته و الغَبْراء ثمرته بقلب ذلك، الواحد و الجمع فیه سواء، و أَما هذا الثمر الذی یقال له الغُبَیْراء فدخیل فی كلام العرب؛ قال أَبو حنیفة: الغُبَیْراء شجرة معروفة، سمیت غُبَیْراء للون وَرَقِها و ثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شدیدة، قال: و لیس هذا الاشتقاق بمعروف، قال: و یقال لثمرتها الغُبَیراء، قال: و لا تذكر إِلا مصغّرة. و الغُبَیراء: السُّكُرْكَةُ، و هو شراب یعمل من الذرة یتخذه الحَبَشُ و هو یُسْكِر. و‌فی الحدیث: إِیاكم و الغُبَیراءَ فإِنها خمر العالم.و قال ثعلب: هی خمر تُعْمَل من الغُبَیراء، هذا الثمر المعروف، أَی هی مثل الخمر التی یتعارفها جمیع الناس لا فضل بینهما فی التحریم. و الغَبْراء من الأَرض: الخَمِرُ. و الغَبْراء و الغَبَرة: أَرض كثیرة الشجر. و الغِبْرُ: الحِقْد كالغِمْر. و غَبِرَ العِرْق غَبَراً، فهو غَبِرٌ: انتقض. و یقال: أَصابه غَبَرٌ فی عِرْقِه أَی لا یكاد یبرأُ؛ قال الشاعر: فهو لا یَبْرأُ ما فی صَدْرِه، مثل ما لا یَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ بكسر الباء. و غَبِرَ الجُرْح، بالكسر، یَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل علی فساد ثم انتقض بعد البُرْء؛ و منه سمی العرْق الغَبِر لأَنه لا یزال ینتقض، و الناسور بالعربیة هو العِرْق الغَبِر. قال: و الغَبَرُ أَن یَبْرأَ ظاهرُ الجرح و باطنه دَوٍ؛ و قال الأَصمعی فی قوله: و قَلِّبی مَنْسِمَك المُغْبَرَّا قال: الغَبَرُ داء فی باطن خف البعیر. و قال المفضل: هو من الغُبْرة، و قیل: الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّی كان؛ أَنشد ثعلب: أَعْیَا علی الآسِی بَعِیداً غَبَرُهْ قال: معناه بعیداً فسادُه یعنی أَن فساده إِنما هو فی قعره وما غَمَضَ من جوانبه فهو لذلك بعید لا قریب. و أَغْبَر فی طلب الشی‌ء: انكمش و جَدّ فی طلبه. و أَغْبَرَ الرجل فی طلب الحاجة إِذا جدّ فی طلبها؛ عن ابن السكیت. و‌فی حدیث مجاشع: فخرجوا مُغْبِرین هم و دَوابُّهم؛ المُغْبِرُ: الطالب للشی‌ء المنكمش فیه كأَنه لحرصه و سرعته یُثِیر الغُبار؛ و منه‌حدیث الحرث بن أَبی مصعب: قدم رجل من أَهل المدینة فرأَیته مُغْبِراً فی جِهازه.و أَغْبَرت علینا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مطرها و اشتد. و الغُبْرانُ: بُسْرتان أَو ثلاث فی قِمْع واحد، و لا جمع للغُبْران من لفظه. أَبو عبید: الغُبْرانُ رُطَبتان فی قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان فی أَصل واحد، قال: و الجمع غَبارِین. و قال أَبو حنیفة: الغُبْرانة،
لسان العرب، ج‌5، ص: 7
بالهاء، بَلَحات یخرجن فی قمع واحد. و یقال: لَهِّجوا ضَیْفَكم و غَبِّروه بمعنی واحد. و الغَبِیر: ضرب من التمر. و الغُبْرورُ: عُصَیْفِیر أَغْبَر. و المُغْبور، بضم المیم؛ عن كراع: لغة فی المُغْثور، و الثاء أَعلی.

غثر؛ ج5، ص: 7

: الغَثَرة و الغَثْراء: الجماعة المختلطة، و كذلك الغَیْثرة. أَبو زید: الغَیْثَرة الجماعة من الناس المختلطون من الناس الغَوْغاء. و الغَثْراء و الغُثْر: سَفِلة الناس، الواحد أَغْثَر، مثل أَحْمَر و حُمْر و أَسْوَدَ و سُود. و‌فی الحدیث: رَعاع غَثرة؛ هكذا یروی، قیل و أَصله غَیْثرة حذفت منه الیاء، و قیل‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، حین دخل علیه القومُ لیَقْتُلوه، فقال: إِن هؤلاء رَعاعٌ غَثَرة‌أَی جُهَّال؛ قال ابن الأَثیر: و هو من الأَغْثَر الأَغْبَر، و قیل للأَحمق الجاهل: أَغْثَر، استعارةً و تشبیهاً بالضبع الغَثْراء للونها، قال: و الواحد غاثِر، و قال القتیبی: لم أَسمع غاثِراً، و إِنما یقال رجل أَغْثَر إِذا كان جاهلًا، قال: و الأَجود فی غَثَرة أَن یقال هو جمع غاثِرٍ مثل كافرٍ و كَفَرة، و قیل: هو جمع أَغْثَر فجُمِعَ جمْع فاعِل كما قالوا أَعْزَل و عُزَّل، فجاءَ مثل شاهدٍ و شُهَّد، و قیاسه أَن یقال فیه أَعْزَل و عُزْل و أَغْثَر و غُثْر، فلو لا حملهما علی معنی فاعل لم یجمعا علی غَثَرة و عُزَّل؛ قال: و شاهد عُزَّل قول الأَعشی: غیرِ مِیلٍ، و لا عَواوِیر فی الهَیْجا، و لا عُزَّلٍ و لا أَكْفال و‌فی حدیث أَبی ذر: أُحِبُّ الإِسلامَ و أَهلَه و أُحِبّ الغَثْراءَ‌أَی عامّة الناس و جماعتهم، و أَراد بالمحبة المُناصَحةَ لهم و الشفقة علیهم. و‌فی حدیث أُویس: أَكون فی غَثْراء الناس؛ هكذا جاء فی روایة، أَی فی العامّة المجهولین، و قیل: هم الجماعة المختلطة من قبائل شتی. و قولهم: كانت بین القوم غَیْثرة شدیدة؛ قال ابن الأَعرابی: هی مُداوَسة القوم بعضهم بعضاً فی القتال. قال الأَصمعی: تركت القوم فی غَیْثَرة و غَیْثَمةٍ أَی فی قتال و اضطراب. و الأَغْثَر: الذی فیه غُبْرة. و الأَغْثَر: قریب من الأَغْبَر؛ و یسمی الطُّحْلُبُ الأَغْثَرَ، و الغُثْرةُ: غُبْرة إِلی خضرة، و قیل: الغُثْرة شبیهة بالغُبْشة یخلطها حمرة، و قیل: هی الغُبْرة، الذكر أَغْثَر و الأُنثی غَثْراء؛ قال عمارة: حتی اكْتَسَیْتُ مِنَ المَشیبِ عِمامةً غَثْراء، أُعْفِرَ لَوْنُها بخِضاب و الغَثْراءُ و غَثَارِ معرفة: الضبع، كلتاهما لِلَوْنها. قال ابن الأَعرابی: الضبع فیها شُكْلة و غُثْرة أَی لونان من سواد و صفرة سَمْجة، و ذئب أَغْثَر كذلك؛ ابن الأَعرابی: الذئب فیه غُبْرة و طُلْسة و غُثْرة. و كَبْش أَغْثَر: لیس بأَحْمر و لا أَسود و لا أَبیض. و فی حدیث لقیامة: یُؤتی بالموت كأَنه كبش أَغْثَر؛ قال: هو الكَدِر اللون كالأَغْبَر و الأَرْبَدِ و الأَغْثَر. و الغَثْراء من الأَكْسِیة و القطائف و نحوهما: ما كثر صوفه و زِئْبِرُه، و به شبِّه الغَلْفَق فوق الماء؛ قال الشاعر: عَباءة غَثراء مِنْ أَجَن طالی أَی من ماء ذی أَجَنٍ علیه طلوة عَلَتْه. و الأَغْثَر: طائر ملتبس الریش طویل العنق فی لونه غُبْرة، و هو من طیر الماء. و رجل أَغْثَر: أَحمق. و الغُنْثَر: الثقیل الوَخِم، نونه زائدة؛ و منه‌قول أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه، لابنه عبد الرحمن،
لسان العرب، ج‌5، ص: 8
رضی الله عنه: یا غُنْثَر.و أَصابَ القومُ من دُنیاهم غَثَرة أَی كثرة. و علیه غَثَرةٌ من مال أَی قطعة. و المَغاثِیرُ: لغة فی المَغافِیر. و المُغثور: لغة فی المُغْفور. و أَغْثَر الرِّمْثُ و أَغْفَرَ إِذا سال منه صمغ حلو، و یقال له المُغْثور و المِغْثَر، و جمعه المَغاثِیر و المغافیر، یؤكل و ربما سال لثَاه علی الثَّری مثل الدِّبس، و له ریح كریهة، و قال یعقوب: هو شی‌ء یَنْضَحُه الثُّمام و الرِّمْثُ و العُرْفُط و العُشَر حُلْوٌ كالعسل، واحدها مُغٌثور و مِغْثار و مِغْثَر؛ الأَخیرة عن یعقوب وحده. و خرج الناس یَتَمَغْثَرُون، مثل یَتَمَغْفَرون أَی یَجْتَنُون المَغافِیرَ.

غثمر؛ ج5، ص: 8

: المُغَثْمَر: الثوب الخَشِن الردی‌ء النسج؛ قال الراجز: عَمْداً كَسَوْتُ مُرْهِباً مُغَثْمَرا، و لو أَشاءُ حِكْتُه مُحَبَّرا یقول: أَلبسته المُغَثْمَر لأَدفع به عنه العین. و مُرهِب: اسم ولده. و غَثْمَر الرجلُ ماله: أَفسده. و قال أَبو زید: إِنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ و مُغَذْرَم و مَغْثُوم أَی مُخَلَّط لیس بجید. ابن السكیت: طعام مُغَثْمَرٌ إِذا كان بقشره لم یُنَقَّ و لم یُنْخَل. و قال اللیث: المُغَثْمِر الذی یَحْطِم الحقوقَ و یتهَضَّمها؛ و أَنشد: و مُغَثْمِر لحقُوقِها هضّامها و رواه أَبو عبید و مُغَذْمِر.

غدر؛ ج5، ص: 8

: ابن سیدة: الغَدْرُ ضدُّ الوفاء بالعهد. و قال غیره: الغَدْرُ ترك الوفاء؛ غدَرَهُ و غَدَر به یَغْدِرُ غَدْراً. تقول: غَدَرَ إِذا نقض العهد، و رجل غادِرٌ و غَدَّارٌ و غِدِّیرٌ و غَدُور، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و غُدَرُ و أَكثر ما یستعمل هذا فی النداء فی الشتم یقال: یا غُدَرُ و‌فی الحدیث: یا غُدَرُ أَ لَسْتُ أَسْعَی فی غَدْرَتك‌و یقال فی الجمع: یالَ غُدَر. و‌فی حدیث الحدیبیة: قال عروة بن مسعود للمُغِیرة: یا غُدَرُ، و هل غَسَلْتَ غَدْرَتك إِلا بالأَمس؟قال ابن الأَثیر: غُدَر معدول عن غادِر للمبالغة، و یقال للذكر غُدَر و الأُنثی غَدارِ كقَطامِ، و هما مختصّان بالنداء فی الغالب؛ و منه‌حدیث عائشة: قالت للقاسم: اجْلِسْ غُدَرُ‌أَی یا غُدَرُ فحذفت حرفَ النداء؛ و منه‌حدیث عاتكة: یا لَغُدَر یا لَفُجَر‌قال ابن سیدة: قال بعضهم یقال للرجل یا غُدَر و یا مَغْدَر و یا مَغْدِر و یا ابن مَغْدِر و مَغْدَر، و الأُنثی یا غَدارِ لا یستعمل إِلا فی النداء؛ و امرأَة غَدّار و غدّارة. قال: و لا تقول العرب هذا رجل غُدَر لأَن الغُدَر فی حال المعرفة عندهم. و قال شمر: رجل غُدَرٌ أَی غادِرٌ، و رجل نُصَرٌ أَی ناصرٌ، و رجل لُكَعٌ أَی لَئیم؛ قال الأَزهری: نَوَّنها كلها خلاف ما قال اللیث و هو الصواب، إِنما یترك صَرْف باب فُعَل إِذا كان اسماً معرفة مثل عُمَر و زُفَر. و‌فی الحدیث: بین یَدَی الساعة سِنونَ غدّارةٌ یَكثُر المطرُ و یَقِلّ النبات؛ هی فَعّالة من الغَدْر أَی تُطْمِعُهم فی الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف فجعل ذلك غَدْراً منها. و‌فی الحدیث: أَنه مر بأَرض یقال لها غَدِرة فسماها خَضِرة‌كأَنها كانت لا تسمح بالنبات، أَو تنبت ثم تُسْرِع إِلیه الآفةُ، فشبِّهَت بالغادر لأَنه لا یَفِی؛ و قد تكرر ذكر الغَدْرِ علی اختلاف تصرُّفه فی الحدیث. و غدرَ الرجلُ غَدْراً و غَدَراناً؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة. و قالوا: الذنب غادرٌ أَی لا عهد له، كما قالوا: الذِّئب فاجر. و المغادَرة: الترك. و أَغْدَرَ الشی‌ءَ: تركه و بقّاه.
لسان العرب، ج‌5، ص: 9
حكی اللحیانی: أَعاننی فُلانٌ فأَغْدَرَ له ذلك فی قلبی مَوَدَّةً أَی أَبْقاها. و الغُدرَة: ما أُغْدِرَ من شی‌ء، و هی الغُدَارة؛ قال الأَفْوه: فی مُضَرَ الحَمْراء لم یَتَّركْ غُدَارةً، غیر النِّساء الجُلوس و علی بنی فلان غَدَرةٌ من الصدقَة و غَدَرٌ أَی بقیّة. و أَلْقَت الناقةُ غَدَرَها أَی ما أَغْدَرَتْه رَحِمُها من الدم و الأَذی. ابن السكیت: و أَلقتِ الشاة غُدُورَها و هی بقایا و أَقذاءٌ تبقی فی الرحم تلقیها بعد الولادة. و قال أَبو منصور: واحدة الغِدَر غِدْرة و یجمع غِدَراً و غِدَرات؛ و روی بیت الأَعشی: لها غِدَرات و اللواحِقُ تَلْحَق و به غادِرٌ من مرض و غابِرٌ أَی بقیة. و غادَرَ الشی‌ء مُغَادَرة و غِداراً و أَغْدَرَه: تركه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لیتنی غُودِرْت مع أَصحاب نُحْصِ الجبل؛ قال أَبو عبید: معناه یا لیتنی اسْتُشْهدْتُ معهم، النُّحْص: أَصل الجبل و سَفْحُه، و أَراد بأَصحاب النُّحْصِ قَتْلی أُحُد و غیرهم من الشهداء. و‌فی حدیث بدر: فخرج رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی أَصحابه حتی بلغ قَرْقَرةَ الكُدْر فأَغْدَرُوه؛ أَی تركوه و خلَّفوه، و هو موضع. و‌فی حدیث عمر و ذكر حسن سیاستِه فقال: و لو لا ذلك لأَغْدَرْتُ بعضَ ما أَسُوق‌أَی خَلَّفْت؛ شَبَّه نَفْسَه بالراعی و رَعِیَّتَه بالسَّرْح، و‌روی: لغَدَّرْت‌أَی لأَلْقَیْتُ الناس فی الغَدَر، و هو مكان كثیر الحجارة. و فی التنزیل العزیز: لٰا یُغٰادِرُ صَغِیرَةً وَ لٰا كَبِیرَةً؛ أَی لا یترك. و غادَرَ و أَغْدَرَ بمعنی واحدٍ. و الغَدِیر: القطعة من الماء یُغادِرُها السیل أَی یتركها؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَبی عبید فهو إِذاً فَعِیل فی معنی مفعول علی اطِّراح الزائد، و قد قیل: إِنه من الغَدْر لأَنه یَخُونُ وُرَّادَه فیَنْضُب عنهم و یَغْدر بأَهله فینقطع عند شدة الحاجة إِلیه؛ و یقوّی ذلك قول الكمیت: و مِنْ غَدْره نَبَزَ الأَوّلون، بأَنْ لَقَّبوه، الغَدِیر، الغدِیرا أَراد: من غَدْرِهِ نَبَزَ الأَولون الغَدیر بأَن لقَّبوه الغَدِیر، فالغدیر الأَول مفعول نَبَزَ، و الثانی مفعول لقَّبوه. و قال اللحیانی: الغَدِیرُ اسم و لا یقال هذا ماء غَدِیر، و الجمع غُدُرٌ و غُدرَانٌ. و اسْتَغْدَرَتْ ثَمَّ غُدْرٌ: صارت هناك غُدْرَانٌ. و‌فی الحدیث: أَن قادماً قدم علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فسأَله عن خِصْب البلاد فحدّث أَن سحابة وقعت فاخضرَّت لها الأَرض، و فیها غُدُرٌ تَنَاخَسُ و الصیدُ قد ضَوَی إِلیها؛ قال شمر: قوله غُدُرٌ تَناخَسُ أَی یَصُبّ بعضُها فی إِثر بعض. اللیث: الغَدِیرُ مستنقع الماء ماءِ المطر، صغیراً كان أَو كبیراً، غیر أَنه لا یبقی إِلی القیظ إِلا ما یتخذه الناس من عِدّ أَو وَجْدٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْریجٍ أَو حائر. قال أَبو منصور: العِدّ الماءُ الدائم الذی لا انقطاع له، و لا یسمی الماء الذی یجمع فی غَدِیر أَو صهریج أَو صِنْعٍ عِدّاً، لأَن العِدّ ما یدوم مثل ماء العین و الرَّكِیَّةِ. المؤرج: غَدَر الرجلُ یَغْدِرُ غَدْراً إِذا شرب من ماء الغَدِیرِ؛ قال الأَزهری: و القیاس غَدِرَ یَغْدَرُ بهذا المعنی لا غَدَرَ مثل كَرِعَ إِذا شرب الكَرَعَ. و الغَدِیرُ: السیف، علی التشبیه، كما یقال له اللُّجّ. و الغَدِیرُ: القطعة من النبات، علی التشبیه أَیضاً، و الجمع غُدْران لا غیر. و غَدِر فلانٌ بعد إِخْوته أَی ماتوا و بقی هو. و غَدِر عن أَصحابه: تخلَّف. و غَدِرَت الناقةُ عن الإِبل و الشاةُ عن الغنم غَدْراً: تخلفت عنها، فإِن تركها
لسان العرب، ج‌5، ص: 10
الراعی، فهی غَدیرة، و قد أَغدَرها؛ قال الراجز: فَقَلَّما طَارَدَ حتی أَغْدَرَا وسْطَ الغُبَارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا و قال اللحیانی: ناقة غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرةٌ إِذا كانت تخلّف عن الإِبل فی السوق. و الغَدُور من الدوابّ و غیرها: المتخلف الذی لم یلحق. و أَغْدَرَ فلان المائة: خلّفها و جاوزها. و لیلة غَدِرَةٌ بَیّنَةُ الغَدَرِ، و مُغْدِرَةٌ: شدیدة الظلمة تحبس الناس فی منازلهم و كِنِّهِمْ فیَغْدَرون أَی یتخلفون. و‌روی عنه، علیه الصلاة و السلام، أَنه قال: المشی فی اللیلة المظلمة المُغْدِرَة إِلی المسجد یوجب كذا و كذا.و غَدِرَت اللیلة، بالكسر، تَغْدَر غَدَراً و أَغْدَرَتْ، و هی مُغْدِرَةٌ، كل ذلك: أَظلمت. و‌فی الحدیث: من صلی العشاء فی جماعة فی اللیلة المُغْدِرَة فقد أَوجَبَ؛ المُغْدِرَةُ: الشدیدة الظلمة التی تُغْدِرُ الناس فی بیوتهم أَی تتركهم، و قیل: إِنما سمیت مُغْدِرَةً لطرحها من یخرج فیها فی الغَدَر، و هی الجِرَفَةُ. و‌فی حدیث كعب: لو أَن امرأَة من الحُور العِینِ اطَّلعت إِلی الأَرض فی لیلة ظلماء مُغْدِرَةٍ لأَضاءت ما علی الأَرض.و فی النهر غَدَرٌ، و هو أَن یَنْضُبَ الماء و یبقی الوَحْل، فقالوا: الغدراءُ الظلمة. یقال: خرجنا فی الغدراءِ. و غَدِرَت الغنم غَدَراً: شبعت فی المَرْج فی أَول نبته و لم یُسْل «1». عن أَحظّها لأَن النبت قد ارتفع أَن یذكر فیه الغنم. أَبو زید: الغَدَرُ و الجَرَل و النَّقَل كلُّ هذه الحجارةُ مع الشجر. و الغَدَر: الموضع الظَّلِف الكثیر الحجارة. و الغَدَر: الحجارة و الشجر. و كل ما واراك و سدّ بصَرَك: غَدَرٌ. و الغَدَرُ: الأَرض الرِّخْوَة ذات الجِحَرَة و الجِرَفةِ و اللَّخَاقیقِ المُتَعادِیة. و قال اللحیانی: الغَدَر الجِحَرَة و الجِرَفَة فی الأَرض و الأَخَاقیق و الجَراثِیم فی الأَرض، و الجمع أَغْدار. و غَدِرَت الأَرض غَدَراً: كثر غَدَرُها. و كل موضع صعب لا تكاد الدابة تنفُذ فیه: غَدَرٌ. و یقال: ما أَثبت غَدَرَهُ أَی ما أَثبته فی الغَدَر، و یقال ذلك للفرس و الرجل إِذا كان لسانه یثبت فی موضع الزَّلَل و الخصومة؛ قال العجاج: سَنابِكُ الخیل یُصَدّعْنَ الأَیَرّ، من الصَّفا القاسی و یَدْعَسْنَ الغَدَرْ و رجل ثَبْتُ الغَدَرِ: یثبت فی مواضع القتال و الجَدَل و الكلام، و هو من ذلك. یقال أَیضاً: إِنه لثَبْت الغَدَر إِذا كان ثَبْتاً فی جمیع ما یأْخذ فیه. و قال اللحیانی: معناه ما أَثبت حجته و أَقل ضرر الزَّلَق و العِثار علیه. قال: و قال الكسائی: ما أَثْبَتَ غَدَرَ فلان أَی ما بقی من عقله، قال ابن سیدة: و لا یعجبنی. قال الأَصمعی: الجِحَرَةُ و الجِرَفَة و الأَخاقیق فی الأَرض فتقول: ما أثبت حجته و أَقل زَلَقه و عِثاره. و قال ابن بزرج: إِنه لثَبْتُ الغَدَر إِذا كان ناطَقَ الرجالَ و نازَعَهم كان قویّاً. و فرس ثَبْت الغَدَر: یثبت فی موضع الزلل. و الغَدائِرُ: الذوائب، واحدتها غَدِیرة. قال اللیث: كل عَقِیصة غَدِیرة، و الغَدِیرتان: الذُّؤابتان اللتان تسقطان علی الصدر، و قیل: الغَدائِرُ للنساء و هی المضفورة و الضفائر للرجال. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: قَدِمَ مكّة و له أَربعُ غَدائِرَ؛ هی الذوائب، واحدتها غَدِیرة. و‌فی حدیث ضِمام: كان رجلًا جَلْداً أَشْعَرَ ذا غَدِیرتین.الفراء: الغَدِیرة و الرَّغیدة واحدة. و قد اغْتَدَر القومُ إِذا جعلوا الدقیقَ فی إِناء و صبُّوا
(1). قوله [و لم یسل إلخ] هكذا هو فی الأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 11
علیه اللبن ثم رَضَفُوه بالرِّضاف. ابن الأَعرابی: المُغْدِرة البئر تُحْفَر فی آخر الزرع لتسقی مَذانِبَه. و الغَیْدرة: الشر؛ عن كراع. و رجل غَیْدارٌ: سی‌ء الظن یَظُنّ فیُصِیب. و الغَدِیر: اسم رجل. و آل غُدْرانٍ: بطن.

غذر؛ ج5، ص: 11

: الغَذِیرة: دقیق یُحْلب علیه لبن ثم یُحْمی بالرَّضْف، و قد اغْتَذَر؛ قال عبد المطلب: و یأْمُر العبد بلَیلٍ یَغْتَذِرْ مِیراثَ شَیْخٍ عاشَ دَهْراً، غیر حُرّ و الغَیْذَرة: الشرّ؛ عن یعقوب. الأَزهری: قرأْت فی كتاب ابن درید: یقال للحِمار غَیْذارٌ، و جمعه غَیاذِیرُ، قال: و لم أَره إِلا فی هذا الكتاب، قال: و لا أَدری عَیْذار أَم غَیْذار. و‌فی الحدیث: لا یُلْقی المُنافِقُ إِلا غَذْوَریًّا؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی كذا ذكروه، و هو الجافی الغلیظ.

غذمر؛ ج5، ص: 11

: المُغَذْمِر من الرجال، و فی المحكم: المُغَذْمِرُ الذی یركب الأُمور فیأْخذ من هذا و یعطی هذا و یدع لهذا من حقِّه، و یكون ذلك فی الكلام أَیضاً إِذا كان یُخَلِّط فی كلامه، یقال: إِنه لذو غَذامِیرَ؛ كذا حكی، و نظیره الخناسِیر و هو الهلاك، كلاهما لا نعرف له واحداً، و قیل: المُغَذْمِر الذی یَهبُ الحقوق لأَهلها، و قیل: هو الذی یتحمل علی نفسه فی ماله. و قیل: هو الذی یَحْكُم علی قومه ما شاء فلا یُرَدُّ حكمُه و لا یُعْصی. و الغَذْمَرة: مثل الغَشْمَرة، و منه قیل للرئیس الذی یَسُوس عشیرته بما شاء من عدل و ظلم: مُغَذْمِر؛ قال لبید: و مُقَسِّم یُعْطِی العَشِیرة حقَّها، و مُغَذْمِر لحُقوقها، هضّامها و غِذْمِیر: مشتق من أَحد هذه الأَشیاء المتقدمة. و التَّغَذْمُر: سوء اللفظ، و هی الغَذامِر، و إِذا رَدَّد لفظَه فهو مُتَغَذْمِر. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: سأَله أَهل الطَّائف أَن یكتُبَ لهم الأَمانَ بتحلِیل الربا و الخمرِ فامتنع، فقاموا و لهم تَغذْمُرٌ و بَرْبَرةٌ؛ التَّغَذْمُر: الغضب و سوء اللفظ و التخلیط فی الكلام، و كذلك البَرْبرة. اللیث: المُغَثْمِر الذی یَحْطم الحُقوق و یَتَهَضَّمُها، و هو المُغَذْمِر؛ و أَنشد بیت لبید: و مُغَثْمر لحقوقها، هَضّامها و الغَذْمَرة: الصَّخَب و الصِّیاح و الغضب و الزجْرُ و اختلاط الكلام مثل الزَّمْجَرة، و فلان ذو غذامِیرَ؛ قال الراعی: تَبَصَّرْتهم، حتی إِذا حالَ دُونَهم رُكامٌ، و حادٍ ذو غَذامِیرَ صَیْدَحُ و قال الأَصمعی: الغَذْمَرة أَن یحمل بعض كلامه علی بعض. و تَغَذْمَر السبُع إِذا صاح. و سمعت غَذامِیرَ و غَذْمَرةً أَی صوتاً، یكون ذلك للسبع و الحادی، و كذلك التَّغَذْمُر. و غَذْمَر الرجلُ كلامه: أَخْفَاه فاخِراً أَو مُوعِداً و أَتبع بعضَهُ بعضاً. و الغَذْمرة: لغة فی الغَذْرَمة، و هو بیع الشی‌ء جزافاً. و غَذْمَره الرجلُ: باعَه جِزافاً كغَذْرَمه. و الغُذامِرُ: لغة فی الغُذارِم، و هو الكثیر من الماء؛ حكاهما أَبو عبید:

غرر؛ ج5، ص: 11

: غرّه یغُرُّه غَرًّا و غُروراً و غِرّة؛ الأَخیرة عن اللحیانی، فهو مَغرور و غریر: خدعه و أَطعمه بالباطل؛ قال: إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ، بَعْدِی و بعدَكِ فی الدنیا، لمغرور أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ و حَقَّ
لسان العرب، ج‌5، ص: 12
مغرورٍ، و لو لا ذلك لم یكن فی الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَیُّ فائدة فی قوله لمغرور، إِنما هو علی ما فسر. و اغْتَرَّ هو: قَبِلَ الغُرورَ. و أَنا غَرَرٌ منك، أَی مغرور و أَنا غَرِیرُك من هذا أَی أَنا الذی غَرَّك منه أَی لم یكن الأَمر علی ما تُحِبّ. و‌فی الحدیث: المؤمِنُ غِرٌّ كریم‌أَی لیس بذی نُكْر، فهو ینْخَدِع لانقیاده و لِینِه، و هو ضد الخَبّ. یقال: فتی غِرٌّ، و فتاة غِرٌّ، و قد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ یرید أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ و قلةُ الفطنة للشرّ و تركُ البحث عنه، و لیس ذلك منه جهلًا، و لكنه كَرَمٌ و حسن خُلُق؛ و منه‌حدیث الجنة: یَدْخُلُنی غِرّةُ الناس‌أَی البُلْه الذین لم یُجَرِّبوا الأُمور فهم قلیلو الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ و إِصلاحَ نفسه و التزوُّدَ لمعاده و نَبَذَ أُمور الدنیا فلیس غِرًّا فیما قَصَد له و لا مذموماً بنوع من الذم؛ و قول طرفة: أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِیفتی، و لم أُعْطِكم، فی الطَّوْعِ، مالی و لا عِرْضِی إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا علی ذلك. قاله ابن سیدة قال: لأَن الغُرور عرض و الصحیفة جوهر و الجوهر لا یكون عرضاً. و الغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان و شیطان و غیرهما؛ و خص یعقوب به الشیطان. و قوله تعالی: وَ لٰا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ*؛ قیل: الغَرور الشیطان، قال الزجاج: و یجوز الغُرور، بضم الغین، و قال فی تفسیره: الغُرور الأَباطیل، و یجوز أَن یكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد و شُهود و قاعد و قُعود، و الغُرور، بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنیا. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیٰاةُ الدُّنْیٰا*؛ یقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنیا فإِن كان لكم حظ فیها یَنْقُص من دینكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ وَ لٰا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ*. و الغَرُور: الشیطان یَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب و التَّمْنِیة. و قال الأَصمعی: الغُرور الذی یَغُرُّك. و الغُرور، بالضم: الأَباطیل، كأَنها جمع غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا، قال: و هو أَحسن من أَن یجعل غَرَرْت غُروراً لأَن المتعدی من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها علی فُعول إِلا شاذّاً، و قد قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: و قوله: وَ لٰا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ*، یرید به زینة الأَشیاء فی الدنیا. و الغَرُور: الدنیا، صفة غالبة. أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ؛ أَی ما خدَعَك و سوَّل لك حتی أَضَعْتَ ما وجب علیك؛ و قال غیره: مٰا غَرَّكَ أَی ما خدعك بربِّك و حملك علی معصِیته و الأَمْنِ من عقابه فزیَّن لك المعاصی و الأَمانیَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، و لم تَخَفْه و أَمِنْت عذابه، و هذا توبیخ و تبكیت للعبد الذی یأْمَنُ مكرَ الله و لا یخافه؛ و قال الأَصمعی: ما غَرَّك بفلان أَی كیف اجترأْت علیه. و مَنْ غَرَّك مِنْ فلان و مَنْ غَرَّك بفلان أَی من أَوْطأَك منه عَشْوةً فی أَمر فلان؛ و أَنشد أَبو الهیثم: أَغَرَّ هشاماً، من أَخیه ابن أُمِّه، قَوادِمُ ضَأْنٍ یَسَّرَت و رَبیعُ قال: یرید أَجْسَرَه علی فراق أَخیه لأُمِّه كثرةُ غنمِه و أَلبانِها، قال: و القوادم و الأَواخر فی الأَخْلاف لا تكون فی ضروع الضأْن لأَن للضأْن و المعز خِلْفَیْنِ مُتحاذِیَینِ وما له أَربعة أَخلاف غیرهما، و القادِمان: الخِلْفان اللذان یَلیان البطن و الآخِران اللذان یلیان الذَّنَب فصیّره مثلًا للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن «2». له یَسَّرت و ظن أَنه قد استغنی عن أَخیه.
(2). قوله [لضأْن] هكذا بالأَصل و لعله قوادم لضأن
لسان العرب، ج‌5، ص: 13
و قال أَبو عبید: الغَریر المَغْرور. و‌فی حدیث سارِق أَبی بكر، رضی اللَّه عنه: عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز و جل‌أَی اغترارِه. و الغَرارة من الغِرِّ، و الغِرّة من الغارّ، و التَّغرّة من التَّغْریر، و الغارّ: الغافل. التهذیب: و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَیّما رجل بایعَ آخَرَ علی مشورة «1». فإِنه لا یُؤَمَّرُ واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن یُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقیته فی الغَرَر و هو من التَّغْریر كالتَّعِلّة من التعلیل؛ قال ابن الأَثیر: و فی الكلام مضاف محذوف تقدیره خوف تَغرَّةٍ فی أَن یُقْتَلا أَی خوف وقوعهما فی القتل فحَذَف المضافَ الذی هو الخوف و أَقام المضاف إِلیه الذی هو ثَغِرّة مقامه، و انتصب علی أَنه مفعول له، و یجوز أَن یكون قوله أَن یُقْتَلا بدلًا من تَغِرّة، و یكون المضاف محذوفاً كالأَول، و من أَضاف ثَغِرّة إِلی أَن یُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ و معنی الحدیث: أَن البیعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة و الاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان دون الجماعة فبایَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا و اطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بیعةٌ فلا یكون المعقودُ له واحداً منهما، و لیْكونا معزولین من الطائفة التی تتفق علی تمییز الإِمام منها، لأَنه لو عُقِد لواحد منهما و قد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنیعة التی أَحْفَظَت الجماعة من التهاوُن بهم و الاستغناء عن رأْیهم، لم یُؤْمَن أَن یُقْتلا؛ هذا قول ابن الأَثیر، و هو مختصر قول الأَزهری، فإِنه یقول: لا یُبایع الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس و اتفاقهم، ثم قال: و من بایع رجلًا عن غیر اتفاق من الملإِ لم یؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر المؤمَّر منهما، لئلا یُقْتَلا أَو أَحدهما، و نَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له و إِن شئت مفعول من أَجله؛ و قوله: أَن یقتلا أَی حِذارَ أَن یقتلا و كراهةَ أَن یقتلا؛ قال الأَزهری: وما علمت أَحداً فسر من حدیث عمر، رضی الله عنه، ما فسرته، فافهمه. و الغَرِیر: الكفیل. و أَنا غَرِیر فلان أَی كفیله. و أَنا غَرِیرُك من فلان أَی أُحذِّرُكَه، و قال أَبو نصر فی كتاب الأَجناس: أَی لن یأْتیك منه ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القیم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه قال أَنا الكفیل لك بذلك؛ و أَنشد الأَصمعی فی الغَرِیر الكفیل رواه ثعلب عن أَبی نصر عنه قال: أَنت لخیرِ أُمّةٍ مُجیرُها، و أَنت مما ساءها غَرِیرُها أَبو زید فی كتاب الأَمثال قال: و من أَمثالهم فی الخِبْرة و العلم: أَنا غَرِیرُك من هذا الأَمر أَی اغْترَّنی فسلنی منه علی غِرّةٍ أَی أَنی عالم به، فمتی سأَلتنی عنه أَخبرتك به من غیر استعداد لذلك و لا روِیّة فیه. و قال الأَصمعی فی هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور منی لكنِّی أَنا المَغْرور، و ذلك أَنه بلغنی خبرٌ كان باطلًا فأَخْبَرْتُك به، و لم یكن علی ما قلتُ لك و إِنما أَدَّیت ما سمعتُ. و قال أَبو زید: سمعت أَعرابیا یقول لآخر: أَنا غریرك مِن تقولَ ذلك، یقول من أَن تقول ذلك، قال: و معناه اغْترَّنی فسَلْنی عن خبره فإِنی عالم به أُخبرك عن أمره علی الحق و الصدق. قال: الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شی‌ء، فهو غَرُور. و غَرَّرَ بنفسه و مالِه تَغْریراً و تَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غیر أَن یَعْرِف، و الاسم الغَرَرُ، و الغَرَرُ الخَطَرُ.و نهی رسول اللَّه، صلی الله علیه و سلم، عن بیع الغَرَرِ
(1). قوله [علی مشورة] هو هكذا فی الأَصل، و لعله علی غیر مشورة. و فی النهایة بایع آخر فانه لا یؤمر إلخ
لسان العرب، ج‌5، ص: 14
و هو مثل بیع السمك فی الماء و الطیر فی الهواء. و التَّغْریر: حمل النفس علی الغَرَرِ، و قد غرَّرَ بنفسه تَغْرِیراً و تَغِرّة كما یقال حَلَّل تَحْلِیلًا و تَحِلَّة و عَلّل تَعِلیلًا و تَعِلّة، و قیل: بَیْعُ الغَررِ المنهیُّ عنه ما كان له ظاهرٌ یَغُرُّ المشتری و باطنٌ مجهول، یقال: إِیاك و بیعَ الغَرَرِ؛ قال: بیع الغَرَر أَن یكون علی غیر عُهْدة و لا ثِقَة. قال الأَزهری: و یدخل فی بیع الغَرَرِ البُیوعُ المجهولة التی لا یُحیط بكُنْهِها المتبایِعان حتی تكون معلومة. و‌فی حدیث مطرف: إِن لی نفساً واحدة و إِنی أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها‌أَی أَحملها علی غیر ثقة، قال: و به سمی الشیطان غَرُوراً لأَنه یحمل الإِنسان علی مَحابِّه و وراءَ ذلك ما یَسوءه، كفانا الله فتنته. و‌فی حدیث الدعاء: و تَعاطِی ما نهیت عنه تَغْریراً‌أَی مُخاطرةً و غفلة عن عاقِبة أَمره. و‌فی الحدیث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآیة و لا أُقاتلَ أَحَبُّ إِلیّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأَیة؛ یرید قوله تعالی: فَقٰاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتّٰی تَفِی‌ءَ إِلیٰ أَمْرِ اللّٰهِ، و قوله: وَ مَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً؛ المعنی أَن أُخاطِرَ بتركی مقتضی الأَمر بالأُولی أَحَبُّ إِلیّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآیة الأُخری. و الغُرَّة، بالضم: بیاض فی الجبهة، و فی الصحاح: فی جبهة الفرس؛ فرس أَغَرُّ و غَرّاء، و قیل: الأَغَرُّ من الخیل الذی غُرّتُه أَكبر من الدرهم، قد وَسَطَت جبهَته و لم تُصِب واحدة من العینین و لم تَمِلْ علی واحد من الخدّینِ و لم تَسِلْ سُفْلًا، و هی أَفشی من القُرْحة، و القُرْحة قدر الدرهم فما دونه؛ و قال بعضهم: بل یقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول و العِرَض و الصِّغَر و العِظَم و الدّقّة، و كلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه یقال أَغرُّ أَقْرَح، و أَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، و أَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ لیس بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة و شِمْراخ و نحوهما. و غُرّةُ الفرسِ: البیاضُ الذی یكون فی وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهی وَتِیرة، و إن كانت طویلة فهی شادِخةٌ. قال ابن سیدة: وعندی أَن الغُرّة نفس القَدْر الذی یَشْغَله البیاض من الوجه لا أَنه البیاض. و الغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة الفرس. و رجل غُرغُرة أَیضاً: شریف. و یقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فیقول صاحبه: بشادِخةٍ أَو بوَتِیرةٍ أَو بِیَعْسوبٍ. ابن الأَعرابی: فرس أَغَرُّ، و به غَرَرٌ، و قد غَرّ یَغَرُّ غَرَراً، و جمل أَغَرُّ و فیه غَرَرٌ و غُرور. و الأَغَرُّ: الأَبیض من كل شی‌ء. و قد غَرَّ وجهُه یَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً و غُرّةً و غَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابیضَّ؛ عن ابن الأَعرابی، و فكَّ مرةً الإِدغام لیُری أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ. قال ابن سیدة: وعندی أَن غُرّة لیس بمصدر كما ذهب إِلیه ابن الأَعرابی هاهنا، إِنما هو اسم و إِنما كان حكمه أَن یقول غَرِرْت غَرَراً، قال: علی أَنی لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابی فی مثل هذا. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله تعالی وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتین؛ الغُرّتان: النُّكْتتان البَیْضاوانِ فوق عینیه. و رجل أَغَرُّ: كریم الأَفعال واضحها، و هو علی المثل. و رجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبیض الوجه من قوم غُرٍّ و غُرّان؛ قال إمرؤ القیس یمدح قوماً: ثِیابُ بنی عَوْفٍ طَهارَی نَقِیّةٌ، و أَوجُهُهم بِیضُ المَسافِر غُرّانُ و قال أَیضاً: أُولئكَ قَوْمی بَهالِیلُ غُرّ
لسان العرب، ج‌5، ص: 15
قال ابن بری: المشهور فی بیت إمرئ القیس: و أَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ أَی إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم مستبشرة غیر منكرة، لأَن اللئیم یَحْمَرُّ وجهه عندها یسائله السائل، و الكریم لا یتغیّر وجهُه عن لونه قال: و هذا المعنی هو الذی أَراده من روی بیض المسافر. و قوله: ثیاب بنی عوف طهارَی …، یرید بثیابهم قلوبهم؛ و منه قوله تعالی: وَ ثِیٰابَكَ فَطَهِّرْ. و‌فی الحدیث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛ الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بیاضِ الوجه، یرید بیاضَ وجوههم بنور الوُضوء یوم القیامة؛ و قول أُمّ خالد الخَثْعَمِیّة: لیَشْرَبَ منه جَحْوَشٌ، و یَشِیمهُ بِعَیْنی قُطامِیٍّ أَغَرّ شآمی یجوز أَن تعنی قطامیًّا أَبیض، و إِن كان القطامی قلما یوصف بالأَغَرّ، و قد یجوز أَن تعنی عنُقَه فیكون كالأَغَرّ بین الرجال، و الأَغَرُّ من الرجال: الذی أَخَذت اللحیَةُ جمیعَ وجهه إِلا قلیلًا كأَنه غُرّة؛ قال عبید بن الأَبرص: و لقد تُزانُ بك المَجالِسُ، لا أَغَرّ و لا عُلاكزْ «2». و غُرّة الشی‌ء: أَوله و أَكرمُه. و‌فی الحدیث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا فی غُرَّةِ الإِسلام مَثَلًا إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِیَ أَوّلُها فنَفَر آخِرُها؛ و غُرّة الإِسلام: أَوَّلُه. و غُرَّة كل شی‌ء: أَوله. و الغُرَرُ: ثلاث لیال من أَول كل شهر. و غُرّةُ الشهر: لیلةُ استهلال القمر لبیاض أَولها، و قیل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، و كل ذلك من البیاض. یقال: كتبت غُرّةَ شهر كذا. و یقال لثلاث لیال من الشهر: الغُرَر و الغُرُّ، و كل ذلك لبیاضها و طلوع القمر فی أَولها، و قد یقال ذلك للأَیام. قال أَبو عبید: قال غیر واحد و لا اثنین: یقال لثلاث لیال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، و الواحدة غُرّة، و قال أَبو الهیثم: سُمِّین غُرَراً واحدتها غُرّة تشبیهاً بغُرّة الفرس فی جبهته لأَن البیاض فیه أَول شی‌ء فیه، و كذلك بیاض الهلال فی هذه اللیالی أَول شی‌ء فیها. و‌فی الحدیث: فی صوم الأَیام الغُرِّ؛أَی البیض اللیالی بالقمر. قال الأَزهری: و أَما اللَّیالی الغُرّ التی أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم، بصومها فهی لیلة ثلاثَ عَشْرةَ و أَربعَ عَشْرةَ و خمسَ عَشْرةَ، و یقال لها البیض، و أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم، بصومها لأَنه خصها بالفضل؛ و فی قول الأَزهری: اللیالی الغُرّ التی أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم، بصومها نَقْدٌ و كان حقُّه أَن یقول بصوم أَیامها فإِن الصیام إِنما هو للأَیام لا للیالی، و یوم أَغَرُّ: شدید الحرّ؛ و منه قولهم: هاجرة غَرّاء و وَدِیقة غَرّاء؛ و منه قول الشاعر: أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِی تُرابه، إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه و ضیاهِبُه «3». قال و أنشد أَبو بكر: مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ، شَعْشَعَتْها ظَهیرةٌ غَرّاء و یقال: وَدِیقة غَرّاء شدیدة الحرّ؛ قال: و هاجرة غَرّاء قاسَیْتُ حَرّها إلیك، و جَفْنُ العینِ بالماء سابحُ «4».
(2). قوله [… و لا علاكز] هكذا هو فی الأَصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزای (3). قوله [… و ضیاهبه] هو جمع ضیهب كصیقل، و هو كل قف أو حزن أو موضع من الجبل تحمی علیه الشمس حتی یشوی علیه اللحم. لكن الذی فی الأساس: سباسبه، و هی جمع سبسب بمعنی المفازة (4). قوله [بالماء] روایة الأساس: فی الماء
لسان العرب، ج‌5، ص: 16
الأَصمعی: ظَهِیرة غَرّاء أَی هی بیضاء من شدّة حر الشمس، كما یقال هاجرة شَهْباء. و غُرّة الأَسنان: بیاضُها. و غَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَی بیاضها. و قیل: هو إذا طلعت أُولی أَسنانه و رأَیت غُرّتَها، و هی أُولی أَسنانه. و یقال: غَرَّرَت ثَنِیَّتا الغلام إذا طلعتا أَول ما یطلعُ لظهور بیاضهما، و الأَغَرُّ: الأَبیض، و قوم غُرّان. و تقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، و غُرّةُ المتاع خیارُه و رأْسه، و فلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَی شریف من أَشرافهم. و رجل أَغَرُّ: شریف، و الجمع غُرٌّ و غُرَّان؛ و أَنشد بیت إمرئ القیس: و أَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان و هو غرة قومِه أَی سیّدهُم، و هم غُرَرُ قومهم. و غُرّةُ النبات: رأْسه. و تَسَرُّعُ الكَرْمِ إلی بُسُوقِه: غُرّتُه؛ و غُرّةُ الكرم: سُرْعةُ بُسوقه. و غُرّةُ الرجل: وجهُه، و قیل: طلعته و وجهه. و كل شی‌ء بدا لك من ضوء أَو صُبْح، فقد بدت لك غُرّته. و وَجْهٌ غریرٌ: حسن، و جمعه غُرّان؛ و الغِرُّ و الغرِیرُ: الشابُّ الذی لا تجربة له، و الجمع أَغِرّاء و أَغِرّة و الأُنثی غِرٌّ و غِرّة و غَریرة؛ و قد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، و رجل غِرٌّ، بالكسر، و غریر أَی غیر مجرّب؛ و قد غَرّ یَغِرُّ، بالكسر، غرارة، و الاسم الغِرّة. اللیث: الغِرُّ كالغِمْر و المصدر الغَرارة، و جاریة غِرّة. و‌فی الحدیث: المؤمنُ غِرٌّ كَریم و الكافرُ خَبٌّ لَئِیم؛ معناه أَنه لیس بذی نَكراء، فالغِرُّ الذی لا یَفْطَن للشرّ و یغفلُ عنه، و الخَبُّ ضد الغِرّ، و هو الخَدّاع المُفْسِد، و یَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، و جمع الغَرِیر أَغرّاء. و‌فی حدیث ظبیان: إنّ ملوك حِمْیر مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض و قرَارَها و رؤوسَ المُلوكِ و غِرارَها.الغِرار و الأَغْرارُ جمع الغِرّ. و‌فی حدیث ابن عمر: إنّك ما أَخَذْتَها بَیْضاءَ غَرِیرة؛ هی الشابة الحدیثة التی لم تجرِّب الأُمور. أَبو عبید: الغِرّة الجاریة الحدیثة السِّنِّ التی لم تجرِّب الأُمور و لم تكن تعلم ما یعلم النساء من الحُبِّ، و هی أَیضاً غِرٌّ، بغیر هاء؛ قال الشاعر: إن الفَتَاةَ صَغِیرةٌ غِرٌّ، فلا یُسْرَی بها الكسائی: رجل غِرٌّ و امرأَة غِرٌّ بیِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم أَغِرّاء؛ قال: و یقال من الإِنسان الغِرّ: غَرَرْت یا رجل تَغِرُّ غَرارة، و من الغارّ و هو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابی: یقال غَرَرْت بَعْدی تَغِرُّ غَرارَة فأَنت غِرٌّ و الجاریة غِرٌّ إذا تَصابَی. أَبو عبید: الغَریرُ المَغْرور و الغَرارة من الغِرّة و الغِرَّة من الغارّ و الغَرارةُ و الغِرّة واحدٌ؛ الغارّ: الغافل و الغِرَّة الغفلة، و قد اغْتَرّ، و الاسم منهما الغِرة. و فی المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَی الغفلة تجلب الرزق، حكاه ابن الأَعرابی. و یقال: كان ذلك فی غَرارتی و حَداثتی أَی فی غِرّتی. و اغْتَرّه أَی أَتاه علی غِرّة منه. و اغْترَّ بالشی‌ء: خُدِع به. و عیش غَرِیرٌ: أَبْله یُفَزِّع أَهله. و الغَریِر الخُلُق: الحسن. یقال للرجل إِذا شاخَ: أَدْبَرَ غَریرهُ و أَقْبَل هَریرُه أَی قد ساء خلُقه. و الغِرارُ: حدُّ الرمح و السیف و السهم. و قال أَبو حنیفة: الغِراران ناحیتا المِعْبلة خاصة. غیره: و الغِراران شَفْرتا السیف و كل شی‌ء له حدٌّ، فحدُّه غِرارُه، و الجمع أَغِرّة، و غَرُّ السیف حدّه؛، منه قول هِجْرِس بن كلیب حین رأَی قاتِلَ أَبیه: أَما و سَیْفِی و غَرَّیْه أَی و حَدّیه. و لَبِثَ فلان غِرارَ شهر أَی مكث مقدارَ شهر. و یقال: لَبِث الیومُ غِرارَ
لسان العرب، ج‌5، ص: 17
شهر أَی مِثالَ شهر أَی طُول شهر، و الغِرارُ: النوم القلیل، و قیل: هو القلیل من النوم و غیره. و روی الأَوزاعی عن الزهری أَنه قال: كانوا لا یَرَون بغرار النَّوْم بأْساً حتی لا یَنْقض الوضوءَ أَی لا ینقض قلیلُ النوم الوضوء. قال الأَصمعی: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق فی مرثیة الحجاج: إن الرَّزِیّة من ثَقیفٍ هالكٌ تَرَك العُیونَ، فنَوْمُهُن غِرارُ أَی قلیل. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لا غِرار فی صلاة و لا تسلیم؛ أَی لا نقصان. قال أَبو عبید: الغرارُ فی الصلاة النقصان فی ركوعها و سجودها و طُهورها و هو أَن لا یُتِمَّ ركوعها و سجودها. قال أَبو عبید: فمعنی الحدیث لا غِرار فی صلاة أَی لا یُنْقَص من ركوعها و لا من سجودها و لا أَركانها،كقول سَلْمان: الصلاة مكیال فمن وَفَّی وُفِّیَ له، و من طَفّفَ فقد علمتم ما قال الله فی المُطَفِّفِین؛ قال: و أَما الغِرَارُ فی التسلیم فنراه أَن یقول له: السَّلام علیكم، فَیَرُدَّ علیه الآخر: و علیكم، و لا یقول و علیكم السلام؛ هذا من التهذیب. قال ابن سیدة: و أَما الغِرارُ فی التّسلیم فنراه أَن یقول سَلامٌ علیكَ أَو یَرُدَّ فیقول و علیك و لا یقول و علیكم، و قیل: لا غِرَارَ فی الصلاة و لا تَسلیم فیها أَی لا قلیل من النوم فی الصلاة و لا تسلیم أَی لا یُسَلِّم المصلّی و لا یَسَلَّم علیه؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بالنصب و الجر، فمن جرّه كان معطوفاً علی الصلاة، و من نصبه كان معطوفاً علی الغِرار، و یكون المعنی: لا نَقْصَ و لا تسلیمَ فی صلاة لأَن الكلام فی الصلاة بغیر كلامها لا یجوز؛ و‌فی حدیث آخر: لا تُغارُّ التحیّةُ‌أَی یُنْقَص السلامُ. و أَتانا علی غِرارٍ أَی علی عجلة. و لقیته غِراراً أَی علی عجلة، و أَصله القلَّةُ فی الرَّوِیة للعجلة. و ما أَقمت عنده إلا غِراراً أَی قلیلًا. التهذیب: و یقال اغْتَرَرْتُه و اسْتَغْرَرْتُه أَی أَتیته علی غِرّة أَی علی غفلة، و الغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، و فی لبنها غِرارٌ؛ و منه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر فی قولهم: غَرَّ فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة و البَوارِ، من قولهم: ناقة مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة. و یقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه نَقَصه، من الغِرار و هو النقصان. و یقال: معنی قولهم غَرَّ فلان فلاناً فعل به ما یشبه القتلَ و الذبح بِغرار الشّفْرة، و غارَّت الناقةُ بلبنها تُغارُّ غِراراً، و هی مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ و منهم من قال ذلك عند كراهیتها للولد و إنكارها الحالِبَ. الأَزهری: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَی فَتَدِرّ فإن لم یُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتی تُفِیق. الأَصمعی: من أَمثالهم فی تعَجُّلِ الشی‌ء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه غِرارَه، و مثله سَبَقَ سَیْلُه مَطرَه. ابن السكیت: غارَّت الناقةُ غراراً إِذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ یقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، و نُوق مَغارُّ یا هذا، بفتح المیم، غیر مصروف. و یقال فی التحیة: لا تُغارَّ أَی لا تَنْقُصْ، و لكن قُلْ كما یُقال لك أَو رُدَّ، و هو أَن تمرَّ بجماعة فتخصَّ واحداً. و لِسُوقنا غِرارٌ إذا لم یكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله علی المثل. و غارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، و دَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛ و قول أَبی خراش «1»: فغارَرت شیئاً و الدَّرِیسُ، كأَنّما یُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ قیل: معنی غارَرْت تَلَبَّثت، و قیل: تنبهت
(1).: قوله [و قول أبی خراش إلخ] فی شرح القاموس ما نصه: هكذا ذكره صاحب اللسان هنا، و الصواب ذكره فی العین المهملة
لسان العرب، ج‌5، ص: 18
و وَلَدَت ثلاثةً علی غِرارٍ واحد أَی بعضُهم فی إثْر بعض لیس بینهم جاریة. الأَصمعی: الغِرارُ الطریقة. یقال: رمیت ثلاثة أَسْهُم علی غِرار واحد أَی علی مَجْرًی واحد. و بنی القومُ بیوتهم علی غِرارٍ واحدٍ. و الغِرارُ: المثالُ الذی یَضْرَب علیه النصالُ لتصلح. یقال: ضرَبَ نِصالَه علی غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلی یصف نصلًا: سَدید العَیْر لم یَدْحَضْ علیه الغِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ قوله سدید، بالسین، أَی مستقیم. قال ابن بری: البیت لعمرو بن الداخل، و قوله سَدِید العَیْر أَی قاصِد. و العَیر: الناتئ فی وسط النصل. و لم یَدْحَضْ أَی لم یَزْلَقْ علیه الغِرارُ، و هو المثال الذی یضرب علیه النصل فجاء مثل المثال. و زَعِلٌ: نَشِیط. و دَرُوجٌ: ذاهِبٌ فی الأَرض. و الغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر: كأَنّه غرارةٌ مَلأَی حَثَی الجوهری: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التی للتّبْن، قال: و أَظنّه معرباً. الأَصمعی: الغِرارُ أَیضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، و قد غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا و غِراراً. قال: و غارَّ القُمْرِیُّ أُنْثاه غِراراً إذا زقَّها. و غَرَّ الطائرُ فَرْخَه یَغُرُّه غِراراً أَی زقَّه. و‌فی حدیث معاویة قال: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یَغُرُّ علیًّا بالعلم‌أَی یُلْقِمُه إِیّاه. یقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَی زقَّه. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: مَنْ یُطِع اللّه یَغُرّه كما یغُرّهُ الغُرابُ بُجَّه‌أَی فَرْخَه. و‌فی حدیث ابن عمر و ذكر الحسن و الحسین، رضوان اللّه علیهم أَجمعین، فقال: إِنما كانا یُغَرّان العِلْمَ غَرًّا، و الغَرُّ: اسمُ ما زقَّتْه به، و جمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله فی سیر الإِبل: إِذا احْتَسَی، یومَ هَجِیر هائِفِ، غُرورَ عِیدِیّاتها الخَوانِفِ یعنی أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَی تلك الغُرورَ. و یقال: غُرَّ فلانٌ من العِلْمِ ما لم یُغَرَّ غیرهُ أَی زُقَّ و عُلِّم. و غُرَّ علیه الماءُ و قُرَّ علیه الماء أَی صُبَّ علیه. و غُرَّ فی حوضك أَی صُبَّ فیه. و غَرَّرَ السقاء إِذا ملأَه؛ قال حمید: و غَرَّرَه حتی اسْتَدارَ كأَنَّه، علی الفَرْو، عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ یرید مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذیب: و غَرَرْتُ الأَساقِیَ ملأْتها؛ قال الراجز: فَظِلْتَ تَسْقی الماءَ فی قِلاتِ، فی قُصُبٍ یُغَرُّ فی وأْباتِ، غَرَّكَ فی المِرارِ مُعْصَماتِ القُصْبُ: الأَمْعاءُ. و الوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیًّا یقول لآخر غُرَّ فی سِقائك و ذلك إِذا وضعه فی الماء و ملأَه بیده یدفع الماء فی فیه دفعاً بكفه و لا یستفیق حتی یملأَه. الأَزهری: الغُرّ طَیْرٌ سُود بیضُ الرءوس من طیر الماء، الواحدة غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثی. قال ابن سیدة: الغُرُّ ضرب من طیر الماء، و وصفه كما وصفناه. و الغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله بالغُرَّة؛ و قال الراجز: كلُّ قَتیلٍ فی كُلَیْبٍ غُرَّه، حتی ینال القَتْلَ آلُ مُرَّه یقول: كلُّهم لیسوا بكف‌ء لكلیب إِنما هم بمنزلة العبید و الإِماء إن قَتَلْتُهُمْ حتی أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حینئذ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه
لسان العرب، ج‌5، ص: 19
قَضَی فی ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل یتزوج امرأَة علی أَنها حرة فتظهر مملوكة فیَغْرَم الزوجُ لمولی الأَمة غُرَّةً، عبداً أو أَمة، و یرجع بها علی من غَرَّه و یكون ولدُه حرًّا. و قال أَبو سعید: الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شی‌ء یُمْلك و أَفْضلُه، و الفرس غُرَّةُ مال الرجل، و العبد غرَّةُ ماله، و البعیر النجیب غُرَّةُ مالِهِ، و الأَمة الفارِهَةُ من غُرَّة المال. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن حَمَلَ بن مالك قال له: إِنی كنت بین جاریتین لی فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخری بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِیناً میتاً و ماتت، فقَضَی رسول الله، صلی الله علیه و سلم بدیَةِ المقتولة علی عاقلة القاتلة، و جَعَلَ فی الجَنِین غُرَّةً عبداً أَو أَمة.و أَصل الغُرَّة البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و كأَنه عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: و لم یقصد النبی، صلی الله علیه و سلم، فی جعله فی الجنین غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس الحیوان بِعینه فقال: عبداً أَو أَمة. و غُرَّةُ المال: أَفضله. و غُرَّةُ القوم: سیدهم. و روی عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه قال فی تفسیر الغُرّة الجنین، قال: الغٌرّة عَبْدٌ أَبیض أَو أَمَةٌ بیضاء. و فی التهذیب: لا تكون إِلا بیضَ الرقیق. قال ابن الأَثیر: و لا یُقْبَل فی الدیة عبدٌ أَسود و لا جاریةٌ سوداء. قال: و لیس ذلك شرطاً عند الفقهاء، و إنما الغُرَّة عندهم ما بلغ ثمنُها عُشْر الدیة من العبید و الإِماء. التهذیب و تفسیر الفقهاء: إن الغرة من العبید الذی یكون ثمنُه عُشْرَ الدیة. قال: و إنما تجب الغُرّة فی الجنین إِذا سقط میّتاً، فإِن سقط حیًّا ثم مات ففیه الدیة كاملة. و قد جاء‌فی بعض روایات الحدیث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ، و قیل: إِن الفرس و البَغْل غلط من الراوی. و‌فی حدیث ذی الجَوْشَن: ما كُنْتُ لأَقْضِیَه الیوم بغٌرّة؛ سمّی الفرس فی هذا الحدیث غُرّة؛ و أَكثرُ ما یطلق علی العبد و الأَمة، و یجوز أَن یكون أَراد بالغُرّة النِّفِیسَ من كل شی‌ء، فیكون التقدیر ما كنت لأَقْضِیَه بالشی‌ء النفیس المرغوب فیه. و‌فی الحدیث: إِیّاكم و مُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ و تُظْهِرُ العُرّةَ؛ الغُرّة هاهنا: الحَسَنُ و العملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس. و كلُّ شی‌ء تُرْفَع قیمتُه، فهو غُرّة. و قوله‌فی الحدیث: عَلیْكُم بالأَبْكارِ فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، یحتمل أَن یكون من غُرَّة البیاض و صفاء اللون، و یحتمل أَن یكون من حسن الخلُق و العِشْرةِ؛ و یؤیده‌الحدیث الآخر: عَلَیْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَی إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ الشرّ و معرفتِه من الغِرّة الغفْلة. و كلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ فی ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال: قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه و لانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه و جمعه غُرور؛ قال أَبو النجم: حتی إذا ما طَار منْ خَبِیرِها، عن جُدَدٍ صُفْرٍ، و عن غُرورِها الواحد غَرٌّ، بالفتح؛ و منه قولهم: طَوَیْت الثوبَ علی غَرِّه أَی علی كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعی: حدثنی رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ علیه ثوبٌ فنظر إلیه و قَلَّبَه ثم قال: اطْوِه علی [غَرِّه. و الغُرورُ فی الفخذین: كالأَخادِید بین الخصائل. و غُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّی منها. و غَرُّ الظهر: ثَنِیُّ المَتْنِ؛ قال: كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه، إِذ تَجْنُبُهْ، سَیْرُ صَناعٍ فی خَرِیرٍ تَكْلُبُهْ قال اللیث: الغَرُّ الكَسْرُ فی الجلد من السِّمَن،
لسان العرب، ج‌5، ص: 20
و الغَرُّ تكسُّر الجلد، و جمعه غُرور، و كذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعی: الغُرورُ مَكاسِرُ الجلد. و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضی الله عنهما، فقالت: رَدَّ نَشْرَ الإِسلام علی غَرِّه‌أَی طَیِّه و كَسْرِه. یقال: اطْوِ الثَّوْبَ علی غَرِّه الأَول كما كان مَطْویاًّ؛ أَرادت تَدْبیرَه أَمرَ الردة و مُقابَلة دَائِها بدوائها. و غُرورُ الذراعین: الأَثْناءُ التی بین حِبالِهما. و الغَرُّ: الشَّقُّ فی الأَرض. و الغَرُّ: نَهْرٌ دقیق فی الأَرض، و قال ابن الأَعرابی: هو النهر، و لم یُعَیِّن الدَّقِیقَ و لا غیره؛ و أَنشد: سَقِیّة غَرٍّ فی الحِجال دَمُوج هكذا فی المحكم؛ و أَورده الأَزهری، قال: و أَنشدنی ابن الأَعرابی فی صفة جاریة: سقیّة غَرٍّ فی الحِجال دَمُوج و قال: یعنی أَنها تُخْدَمُ و لا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابی: الغَرُّ النهر الصغیر، و جمعه غُرور، و الغُرور: شَرَكُ الطریق، كلُّ طُرْقة منها غَرٌّ؛ و من هذا قیل: اطْوِ الكتابَ و الثوبَ علی غَرّه و خِنْثِه أَی علی كَسْره؛ و قال ابن السكیت فی تفسیر قوله: كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ غَرُّ المتن: طریقه. یقولُ دُكَیْن: طریقتُه تَبْرُق كأَنها سَیْرٌ فی خَرِیز، و الكَلبُ: أَن یُبَقَّی السَّیْرُ فی القربة تُخْرَز فتُدْخِل الجاریةُ یدها و تجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السیر ثم تخرق خرقاً بالإِشْفَی فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها فاسْتَخْرَجَت السَّیْرَ. و قال أَبو حنیفة: الغَرّانِ خَطّانِ یكونان فی أَصل العَیْر من جانبیه؛ قال ابن مقروم و ذكر صائداً: فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّیْن حَشْراً، فخیَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ و الغرّاء: نبت لا ینبت إِلّا فی الأَجارِع و سُهولةِ الأَرض و وَرَقُها تافِهٌ و عودها كذلك یُشْبِه عودَ القَضْب إلّا أَنه أُطَیْلِس، و هی شجرة صدق و زهرتها شدیدة البیاض طیبة الریح؛ قال أَبو حنیفة: یُحبّها المال كله و تَطِیب علیها أَلْبانُها. قال: و الغُرَیْراء كالغَرّاء، قال ابن سیدة: و إِنما ذكرنا الغُرَیْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثیراً. و الغِرْغِرُ: من عشب الربیع، و هو محمود، و لا ینبت إِلا فی الجبل له ورق نحو ورق الخُزامی و زهرته خضراء؛ قال الراعی: كأَن القَتُودَ علی قارِحٍ، أَطاع الرَّبِیعَ له الغِرْغِرُ أراد: أَطاع زمن الربیع، واحدته غِرْغِرة. و الغِرْغِر، بالكسر: دَجاج الحبشة و تكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة و الأَقْذار، أَو الدجاجُ البرّی، الواحدة غِرْغرة؛ و أَنشد أَبو عمرو: أَلُفُّهُمُ بالسَّیفِ من كلِّ جانبٍ، كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلی و غِرغِرا حِجْلی: جمع الحَجَلِ، و ذكر الأَزهری قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم الأَراك و رُمَّانَهم المَظَّ و دَجاجَهم الغِرْغِرَ. و الغَرْغَرَةُ و التَّغَرْغُر بالماء فی الحَلْقِ: أَن یتردد فیه و لا یُسیغه. و الغَرُورُ: ما یُتَغَرْغَرُ به من الأَدْویة، مثل قولهم لَعُوق و لَدُود و سَعُوط. و غَرْغَر فلانٌ بالدواء و تَغَرْغَرَ غَرْغَرةً و تَغَرْغُراً. و تَغَرْغَرَت عیناه: تردَّد فیهما الدمع. و غَرَّ و غَرْغَرَ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 21
جادَ بنفسه عند الموت. و الغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح فی الحلق. و الغَرْغَرَةُ: صوتٌ معه بَحَحٌ. و غَرْغَرَ اللحمُ علی النار إِذا صَلَیْتَه فسمعت له نشِیشاً؛ قال الكمیت: و مَرْضُوفة لم تُؤْنِ فی الطَّبْخِ طاهِیاً، عَجِلْتُ إلی مُحْوَرِّها حین غَرْغَرا و الغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، و قد غَرْغَرت؛ قال عنترة: إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة تَغْلی، و أَعْلی لَوْنِها صَهْرُ أَی حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، و كأَنه قال: أَعْلی لونِها لونُ صَهْر. و الغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف و كَسْرُ رأْس القارورة؛ و أَنشد: و خَضْراء فی وكرَیْنِ غَرْغَرْت رأْسها لأُبْلِیَ إن فارَقْتُ فی صاحِبی عُذْرا و الغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ و حكاها كراع بالفتح؛ أَبو زید: هی الحوصلة و الغُرْغُرة و الغُراوی «2». و الزاورة. و ملأْت غَراغِرَك أَی جَوْفَك. و غَرْغَرَه بالسكین: ذبحه. و غَرْغَرَه بالسّنان: طعنه فی حلقه. و الغَرْغَرَةُ: حكایة صوت الراعی و نحوه. یقال: الراعی یُغَرْغِرُ بصوته أَی یردِّده فی حلقه؛ و یَتَغَرْغَرُ صوته فی حلقه أَی یتردد. و غَرٌّ: موضع؛ قال همیان بن قحافة: أَقْبَلْتُ أَمْشِی، و بِغَرٍّ كُورِی، و كان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور و الغَرُّ: موضع بالبادیة؛ قال: فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَی جَفَرَهْ و الغَرّاء: فرس طریف بن تمیم، صفة غالبة. و الأَغَرُّ: فرس ضُبَیْعة بن الحرث. و الغَرّاء: فرسٌ بعینها. و الغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس: سَرَتْ من قُرَی الغَرّاء حتی اهْتَدَتْ لنا، و دُونی خَراتیّ الطَّوِیّ فیَثْقُب «3» و فی حبال الرمل المعترض فی طریق مكة حبلان یقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال الراجز: و قد قَطَعْنا الرَّمْلَ غیر حَبْلَیْن: حَبْلَی زَرُودٍ و نَقا الأَغَرَّیْن و الغُرَیْرُ: فحل من الإِبل، و هو ترخیم تصغیر أَغَرّ. كقولك فی أَحْمَد حُمَید، و الإِبل الغُرَیْریّة منسوبة إِلیه؛ قال ذو الرمة: حَراجیج مما ذَمَّرَتْ فی نتاجِها، بناحیة الشّحْرِ الغُرَیْر و شَدْقَم یعنی أَنها من نتاج هذین الفحلین، و جعل الغریر و شدقماً اسمین للقبیلتین؛ و قول الفرزدق یصف نساء: عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِیط، و قد نَرَی بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِیبُ رَشَفْنَه، رشِیفَ الغُرَیْریّاتِ ماءَ الوَقائِع و الوَقائعُ: المَناقعُ، و هی الأَماكن التی یستنقع فیها الماء، و قیل فی رَشْفِ الغُرَیْرِیّات إِنها نوق منسوبات إِلی فحل؛ قال الكمیت: غُرَیْریّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِیَّة، یَصِلْن إِلی البِید الفَدافِد فَدْفدا و‌فی الحدیث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمین غِرَّةً فصلَّی صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة،
(2). قوله [و الغراوی] هو هكذا فی الأصل (3). قوله [خراتی] هكذا فی الأَصل و لعله حزابی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 22
أَی كانوا غافلین عن حِفْظِ مقامِهم و ما هم فیه من مُقابلة العَدُوِّ؛ و منه‌الحدیث: أَنه أَغارَ علی بنِی المُصْطَلِق و هم غارُّون؛ أَی غافلون. و‌فی حدیث عمر: كتب إِلی أَبی عُبَیدة، رضی الله عنهما، أَن لا یُمْضِیَ أَمْرَ الله تعالی إِلا بَعِیدَ الغِرّة حَصِیف العُقْدة‌أَی من بعد حفظه لغفلة المسلمین. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء و لا تَغْتَرّوهُنّ‌أَی لا تدخلوا إِلیهن علی غِرّة. یقال: اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَی غفلته. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث حاطب: كُنْتُ غَرِیراً فیهم‌أَی مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛ قال: قال بعض المتأَخرین هكذا الروایة و الصواب: كنت غَرِیًّا أَی مُلْصَقاً. یقال: غَرِیَ فلانٌ بالشی‌ء إِذا لزمه؛ و منه الغِراء الذی یُلْصَقُ به. قال: و ذكره الهروی فی العین المهملة: كنت عَرِیراً، قال: و هذا تصحیف منه؛ قال ابن الأَثیر: أَما الهروی فلم یصحف و لا شرح إِلا الصحیح، فإِن الأَزهری و الجوهری و الخطابی و الزمخشری ذكروا هذه اللفظة بالعین المهملة فی تصانیفهم و شرحوها بالغریب و كفاك بواحد منهم حجة للهروی فیما روی و شرح، و الله تعالی أَعلم. و غَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها، و قد تقدم فی العین المهملة.

غزر؛ ج5، ص: 22

: الغَزارةُ: الكثرة، و قد غَزُرَ الشی‌ء، بالضم، یَغْزُر، فهو غَزِیرٌ. ابن سیدة: الغَزِیرُ الكثیر من كل شی‌ء. و أَرض مغزورةٌ: أَصابها مطرٌ غَزِیرُ الدَّرِّ. و الغزِیرة من الإِبل و الشاء و غیرهما من ذوات اللبن: الكثیرةُ الدَّرِّ. و غَزُرَت الماشیةُ عن الكلإِ: دَرَّت أَلبانُها. و هذا الرِّعْیُ مُغْزِرةٌ للّبن: یَغزُر علیه اللبن. و المُغْزِرة: ضرْبٌ من النبات یُشْبِه ورَقُه وَرَقَ الحُرْف غُبْرٌ صغار و لها زهرة حمراء شبیهة بالجُلَّنار، و هی تعجب البقر جِدًّا و تَغْزُر علیها، و هی ربْعیَّة، سمیت بذلك لسرعة غَزْرِ الماشیة علیها؛ حكاه أَبو حنیفة. اللیث: غَزُرَت الناقةُ و الشاة كثُرَ لبنُها، فهی تَغْزُرُ غَزارةً، و هی غَزِیرة كثیرة اللبن. و‌فی الحدیث: مَنْ مَنَحَ مَنیحةَ لَبَنٍ بَكِیئةً كانت أَو غَزِیرةً؛ أَی كثیرة اللبن. و‌فی حدیث أَبی ذر: هل یَثْبُت لكم العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قالوا: نعم و أَرْبَعِ شِیَاهٍ غُزرٍ؛ هی جمع غَزِیرة كثیرة اللبن؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة و المعروف بالعین المهملة و الزایین جمع عزوز، و سیأْتی ذكره؛ و مطر غَزِیرٌ و معروف غَزِیرٌ و عینٌ غَزیرة الماء. قال أَبو منصور: و یقال ناقة ذات غُزْرٍ أَی ذات غزارةٍ و كثرة اللبن. ابن الأَعرابی: المُغازَرةُ أَن یُهْدِیَ الرجلُ شیئاً تافِهاً لآخر لیُضاعِفَه بها. و قال بعض التابعین: الجانبُ المُسْتَغْزِرُ یثاب من هبته؛ المُسْتَغْزِرُ: الذی یطلب أَكثر مما یعطی، و هی المُغازَرة؛ و معنی الحدیث أَن الغَریب الذی لا قرابة بینه و بینك إِذا أَهدی لك شیئاً یطلب أَكثر منه فإِنه یثاب منْ هَدِیّتهِ أَی أَعْطِه فی مقابلة هدیته. و اسْتَغْزَرَ: طلب أَكثر مما أَعطی. و بئر غَزِیرة: كثیرة الماء، و كذلك عین الماء و الدمع، و الجمع غِزارٌ، و قد غَزُرَت غَزارةً و غَزْراً و غُزْراً، و قیل: الغُزْرُ من جمیع ذلك المصدر، و الغَزْرُ الاسم مثل الضَّرْب. و أَغزَرَ المعروفَ: جعله غَزیراً. و أَغْزَرَ القومُ: غَزُرَت إِبلُهم و شاؤُهم و كثرت أَلبانها؛ و نوق غِزَار، و الجمع غُزْر مثل جَوْن و جُون و أُذن حَشْرٌ و آذانٌ حُشْرٌ. و قومٌ مُغْزَرٌ لهم: غزُرت إِبلُهم أَو أَلْبانُهم. و التَّغْزِیر: أَن تَدَعَ حَلْبة بین حَلْبتین و ذلك إِذا
لسان العرب، ج‌5، ص: 23
أَدبَر لبنُ الناقةِ. و غُزْران: موضع.

غسر؛ ج5، ص: 23

: تَغَسَّرَ الأَمرُ: اختلط و الْتَبَس. و كل أَمر التبس و عسُر المخرجُ منه، فقد تغَسَّر. و هذا أَمر غَسِرٌ أَی ملتبس مُلْتاثٌ. و تَغَسَّرَ الغزلُ: الْتَوی و الْتَبَس و لم یُقْدر علی تخلیصه؛ قال الأَزهری: و هو حرف صحیح مسموع من العرب. و تَغَسَّر الغَدِیر: أَلْقَت الریحُ فیه العِیدانَ؛ ابن الأَعرابی: الغَسْرُ التَّشْدِید علی الغَریم، بالغین معجمة، و هو العَسْر أَیضاً. و قد غَسَره عن الشی‌ء و عَسَره بمعنی واحد؛ و أَنشد أَبو عمرو: فوَثَبَت تأْبِرُ و اسْتَعْفاها، كأَنّها، من غَسْرِه إِیّاها، سُرِّیّةٌ نَغَّصَها مولاها

غشمر؛ ج5، ص: 23

: الغَشْمَرة: التهضُّم و الظلم، و قیل: الغَشْمرة التهضم فی الظلم و الأَخْذُ من فوق من غیر تثبُّت كما یَتَغَشْمَر السیلُ و الجیش، كما یقال: تَغَشْمَر لهم، و قیل: الغَشْمَرةُ إِتیان الأَمر من غیر تثبت. و غَشْمَر السیلُ: أَقْبَل. و التغشمور «1»: ركوب الإِنسان رأْسه فی الحق و الباطل لا یُبالی ما صنع؛ و فیه غَشْمَرِیّةٌ و فیهم غَشْمَرِیّة. و تَغَشْمَرَ لی: تَنمَّر. و أَخَذَه بالغِشْمِیرِ أَی الشدة. و تَغَشْمَره: أَخَذَه قهْراً. و‌فی حدیث جَبْر بن حبیب قال: قاتَلَه اللّه لقد تَغَشْمَرها‌أَی أَخَذها بجفَاءٍ و عُنْفٍ. و رأَیته مُتَغَشْمِراً أَی غضبان.

غضر؛ ج5، ص: 23

: الغَضَارُ: الطّین الحُرّ. ابن سیدة و غیره: الغَضارةُ الطین الحر، و قیل: الطین اللَّازب الأَخضر. و الغَضارُ: الصَّحْفة المتخذة منه. و الغُضْرة و الغَضْراء: الأَرض الطَّیّبة العَلِكة الخَضراء، و قیل: هی أَرض فیها طین حُرٌّ. یقال: أَنْبَطَ فلانٌ بئرَه فی غَضْراءَ، و قیل: قول العرب أَنبَطَ فی غَضْراءَ أَی استخرَج الماء من أَرض سهلة طیّبة التُّربة عَذْبة الماء، و سمی النَّبَطُ نَبَطاً لاستنباطهم ما یخرج من الأَرضین. ابن الأَعرابی: الغَضْراء المكان ذو الطین الأَحمر، و الغَضْراء طینةٌ خضراء عَلِكة، و الغَضَارُ خَزَفٌ أَخضر یُعَلَّق علی الإِنسان یَقی العَین؛ و أَنشد: و لا یُغْنی تَوَقِّی المَرْء شیئاً، و لا عُقَدُ التَّمیم، و لا الغَضارُ إِذا لاقی مَنِیَّتَه فأَمْسی یُساقُ به، و قد حَقَّ الحِدارُ و الغَضْراء: طین حرٌّ. شمر: الغَضارةُ الطین الحر نفسه و منه یتخذ الخزف الذی یسمی الغَضارَ. و الغَضْراءُ و الغُضْرة: أَرض لا ینبت فیها النخل حتی تُحْفَر و أَعلاها كَذّان أَبْیض. و الغَضْوَرُ: طِینٌ لَزِجٌ یلتزق بالرِّجْل لا تكاد تذهب الرّجْلُ فیه. و الغَضارة: النّعْمة و السَّعة فی العیش. و قولهم فی الدعاء: أَبادَ اللّه خضراءَهم؛ و منهم من یقول: غَضْراءَهم و غَضارَتَهم أَی نِعْمَتهم و خیرَهم و خِصْبَهم و بَهْجَتَهم و سعة عیشهم، من الغَضارة، و قیل: طِینَتهم التی منها خُلقوا. قال الأَصمعی: و لا یقال أَبادَ الله خَضْراءَهم و لكن أَبادَ اللّه غَضْراءَهم أَی أَهْلَك خیرَهم و غَضارتهم؛ و قول الشاعر: بخالِصة الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ عنی بخُضْرِ المناكب ما هم فیه من الخِصْب. و قال ابن الأَعرابی: أَبادَ اللّٰه خَضْراءَهم أَی سوادَهم. و قال
(1). قوله [و التغشمور] كذا فی الأَصل بدون ضبطه، و نقله شارح القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 24
أَحمد بن عبید: أَبادَ اللّه خَضْراءَهم و غَضْراءَهم أَی جماعتهم. و غَضِرَ الرجل بالمال و السَّعةِ و الأَهلِ غَضراً: أَخصب بعد إِقطارٍ؛ و غَضَره اللّه یَغْضُره غَضْراً. و رجل مَغْضورٌ: مُبارَك. و قوم مَغْضورون إذا كانوا فی خیر و نِعْمة. و عَیْشٌ غَضِرٌ مَضِرٌ؛ فغَضرٌ ناعمٌ رافِةٌ، و مَضِرٌ إِتباع. و إِنهم لفی غَضارةٍ من العیش و فی غَضْراءَ من العَیْشِ و فی غَضارةِ عَیْش أَی فی خصب و خیر. و الغَضارةُ: طِیبُ العیش؛ تقول منه: بنو فلان مغضورون. و فی حدیث ابن زِمْل: الدُّنْیا و غَضارَةَ عیشها أَی طِیبها وَ لَذّتها. و هم فی غَضارةٍ من العیْش أَی فی خِصْبٍ و خیر. و یقال: إِنه لفی غَضْراءِ عَیْشٍ و خَضْراءِ عَیْشٍ أَی فی خِصْب. و إِنه لفی غَضْراءَ من خَیْرٍ، و قد غَضَرَهم اللّه یَغْضُرهم. و اخْتُضِرَ الرجلُ و اغْتُضِرَ إذا مات شابًّا مُصَحَّحاً. و الغَضیرُ: الناعم من كل شی‌ء، و قد غَضُرَ غَضارةً؛ و نَبات غَضیرٌ و غَضِرٌ و غاضِرٌ. قال أَبو عمرو: الغَضِیر الرَّطْبُ الطَّرِیّ؛ قال أَبو النجم: مِنْ ذابِلِ الأَرْضِ و مِنْ غَضیرِها و الغَضارةُ: القَطاةُ؛ قال الأَزهری: و لا أَعرفه. وما نام لِغَضْرٍ أَی لم یكد ینام؛ و غَضَر عنه یَغْضِر، و غَضِر، و تَغَضَّر: انْصَرَفَ و عدل عنه. و یقال: ما غَضَرْتُ عن صَوْبی أَی ما جُرْتُ عنه؛ قال ابن أَحمر یصف الجواری: تَواعَدْنَ أَن لا وَعْیَ عن فَرْجِ راكِسٍ، فَرُحْنَ و لم یَغْضِرْنَ، عن ذاكَ، مَغْضَرا أَی لم یَعْدِلن و لم یجرن. و یقال: غَضَرَه أَی حبسه و منعه. و حَمَل فما غَضَرَ أَی ما كذب و لا قَصَّر. و ما غَضَرَ عن شتمی أَی ما تأَخّر و لا كذَب. و غَضَرَ علیه یَغْضِر غضراً: عطف. و غَضَر له من ماله: قَطَعَ له قِطْعة منه. و الغاضِرُ: الجِلْد الذی أُجِیدَ دباغُه. و جلد غاضِرٌ: جید الدباغ؛ عن أَبی حنیفة، و الغَضِیر: مثل الخَضیر؛ قال الراجز: من ذابل الأَرْطی و من غضیرها و الغَضْرةُ. نَبْتٌ. و الغَضْوَرةُ: شجرة غبراء تَعْظُم، و الجمع غَضْوَرٌ، و قیل: الغَضْوَرُ نبات لا یعقد علیه شحم، و قیل: هو نبات یُشْبِه الضَّعَةَ و الثُّمامَ. و یقال فی مَثَلٍ: هو یأْكل غَضْرةً و یربض جَحْرةً. و الغَضْوَرُ، بتسكین الضاد: نبت یشبه السّبَط؛ قال الراعی یصف حُمُراً: تَثِیر الدواجِنَ فی قَصَّة عِراقِیّة، حَوْلها الغَضْوَرُ و غَضْوَر: ثنیَّة بین المدینة و بلاد خزاعة، و قیل: هو ماء لطیِّ‌ء؛ قال إمرؤ القیس: كأَثْلٍ من الأَعْراضِ من دون بِئشة و دُونَ الغَمِیر، عامداتٍ لِغَضْوَرا و قال الشماخ: كأَنَّ الشبابَ كانَ رَوْحةَ راكبٍ، قضی حاجةً من سُقْفَ فی آلِ غَضْوَرا و الغاضِرُ: المانِعُ، و كذلك العاضِرُ، بالعین و الغین. أَبو عمرو: الغاضِرُ المانع و الغاضِرُ الناعم و الغاضِرُ المُبَكِّرُ فی حوائجه. و یقال: أَردت أَن آتیكَ فَغَضَرَنی أَمرٌ أَی منعنی. و الغَواضِرُ: فی قیس. و غاضِرة: قبیلة فی بنی أَسد و حیٌّ من بنی صَعْصَعَة، و بطن من ثَقِیف و فی بنی كِنْدة. و مسجدُ غاضِرةَ: مسجدٌ بالبصرة منسوب إِلی امرأَة. و غُضَیْرٌ و غَضْران: اسمان.
لسان العرب، ج‌5، ص: 25

غضفر؛ ج5، ص: 25

: الغَضْفَرُ: الجافی الغلیظ، و رجل غَضَنْفَرٌ؛ قال الشاعر: لهم سَیِّدٌ لم یَرْفَع اللّه ذِكْرَه، أَزَبُّ غَضُوبُ الساعِدَین غَضَنْفَرُ و قال أَبو عمرو: الغَضَنْفرُ الغلیظ المُتَغَضِّن؛ و أَنشد: دِرْحایةٌ كَوَأْلَلٌ غَضَنْفَر و أُذُنٌ غضَنْفَرةٌ: غلیظة كثیرة الشعر؛ و قال أَبو عبیدة: أُذن غَضَنْفَرة و هی التی غلظت و كثر لحمها. و أَسد غَضَنْفَر: غلیظ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه. اللیث: الغَضَنْفَر الأَسدُ. و رجل غَضَنْفَرٌ إذا كان غلیظاً أَو غلیظ الجثّة. قال الأَزهری: أَصله الغَضْفَر، و النون زائدة. و فی نوادر الأَعراب: بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ و غَضَنْفَرٌ، و قد غَضْفَرَ و قَنْدَلَ إِذا ثَقُل؛ و ذكره الأَزهری فی الخماسی أَیضاً.

غطر؛ ج5، ص: 25

: الغَطْرُ لغة فی الخَطْرِ؛ مَرَّ یَغْطِرُ بذَنَبِه أَی یَخْطِرُ. أَبو عمرو: الغِطْیَرُّ المتظاهر اللحم، المربوع؛ و أَنشد: لمَّا رَأَتْه مُودَناً غِطْیَرّا قال: و ناظرت أَبا حمزة فی هذا الحرف فقال: إن الغِطْیَرّ القصیر، بالغین و الطاء.

غفر؛ ج5، ص: 25

: الغَفُورُ الغَفّارُ، جلّ ثناؤه، و هما من أَبنیة المبالغة و معناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطایاهم و ذنوبهم. یقال: اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة و غَفْراً و غُفْراناً، و إنك أَنت الغَفُور الغَفّار یا أَهل المَغْفِرة. و أَصل الغَفْرِ التغطیة و الستر. غَفَرَ الله ذنوبه أَی سترها؛ و الغَفْر: الغُفْرانُ. و‌فی الحدیث: كان إذا خرج من الخَلاء قال: غُفْرانَك‌الغُفْرانُ: مصدرٌ، و هو منصوب بإضمار أَطلُبُ، و فی تخصیصه بذلك قولان أَحدهما التوبة من تقصیره فی شكر النعم التی أَنعم بها علیه بإطعامه و هضمه و تسهیل مخرجه، فلجأَ إِلی الاستغفار من التقصیر و تَرْكِ الاستغفار من ذكر الله تعالی مدة لبثه علی الخلاء، فإِنه كان لا یترك ذكر اللّه بلسانه و قلبه إِلا عند قضاء الحاجة، فكأَنه رأَی ذلك تقصیراً فتداركه بالاستغفار. و قد غَفَرَه یَغْفِرُه غَفراً: ستره. و كل شی‌ء سترته، فقد غَفَرْته؛ و منه قیل للذی یكون تحت بیضة الحدید علی الرأْس: مِغْفَرٌ. و تقول العرب: اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لوَسَخِه أَی أَحْمَلُ له و أَغطی له. و منه: غَفَرَ اللّه ذنوبه أَی سترها. و غَفَرْتُ المتاع: جعلته فی الوعاء. ابن سیدة: غَفَرَ المتاعَ فی الوعاء یَغْفِرُه غَفْراً و أَغْفَرَه أَدخله و ستره و أَوعاه؛ و كذلك غَفَرَ الشیبَ بالخِضاب و أَغْفَرَه؛ قال: حتی اكْتَسَیْتُ من المَشِیب عِمامةً غَفراءَ، أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ و یروی: … أَغْفِرُ لونها … و كلُّ ثوب یغطَّی به شی‌ء، فهو غِفارة؛ و منه غِفارة الزِّنُون تُغَشَّی بها الرحالُ، و جمعها غِفارات و غَفائِر. و‌فی حدیث عمر لمَّا حَصَّبَ المسجدَ قال: هو أَغْفَرُ للنُّخامة‌أَی أَسْتَرُ لها. و الغَفْرُ و المَغْفِرةُ: التغطیة علی الذنوب و العفوُ عنها، و قد غَفَرَ ذنبه یَغْفِرُه غَفْراً و غِفْرةً حَسَنة؛ عن اللحیانی، و غُفْراناً و مَغْفِرة و غُفوراً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و غَفیراً و غَفیرةً. و منه قول بعض العرب: اسلُك الغفیرة، و الناقةَ الغَزیرة، و العزَّ فی العَشیرة، فإِنها علیك یَسیرة. و اغْتَفَر ذنبَه مثله، فهو غَفُور، و الجمع غُفُرٌ؛ فأَما قوله: غَفَرْنا و كانت من سَجِیّتِنا الغَفْرُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 26
فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه فی معنی المَغْفِرة. و اسْتَغْفَرَ اللَّه من ذنبه و لذنبه بمعنی، فغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرةً و غَفُراً و غُفْراناً. و‌فی الحدیث: غِفارُ غَفَرَ اللَّه لها؛ قال ابن الأَثیر: یحتمل أَن یكون دعاءً لها بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تعالی قد غَفَرَ لها. و‌فی حدیث عَمْرو بن دینار: قلت لعروة: كم لَبِثَ رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم بمكة؟ قال: عَشْراً، قلت: فابنُ عباس یقول بِضْعَ عَشْرة؟ قال: فغَفَره‌أَی قال غَفَر اللَّه له. و اسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه، علی حذف الحرف: طلب منه غَفْرَه؛ أَنشد سیبویه: أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذنباً لَسْتُ مُحْصِیَه، ربّ العباد إلیه القولُ و العملُ و تَغافَرَا: دَعا كلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة؛ و امرأَة غَفُور، بغیر هاء. أَبو حاتم فی قوله تعالی: لِیَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ؛ المعنی لَیَغْفِرَنَّ لك اللهُ، فلما حذف النون كسر اللام و أَعْملها إِعمال لامِ كی، قال: و لیس المعنی فتحنا لك لكی یغفر اللهُ لك، و أَنْكَر الفتح سبباً للمغفرة، و أَنكر أَحمد بن یحیی هذا القول و قال: هی لام كی، قال: و معناه لكی یجتَمِع لك مع المغفرة تمامُ النعمة فی الفتح، فلما انضم إِلی المغفرة شی‌ء حادث حَسُنَ فیه معنی كی؛ و كذلك قوله عز و جل: لِیَجْزِیَهُمُ اللّٰهُ أَحْسَنَ مٰا كٰانُوا یَعْمَلُونَ. و الغُفْرةُ: ما یغطَّی به الشی‌ء. و غَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته و غَفیرتِه: أَصلحه بما ینبغی أَن یَصْلَح به. یقال: اغْفِروا هذا الأَمرَ بِغُفْرتِه و غَفیرتِه أَی أَصْلحوه بما ینبغی أَن یُصْلَح. وما عندهم عَذیرةٌ و لا غَفِیرة أَی لا یَعْذِرون و لا یَغفِرون ذنباً لأَحد؛قال صخر الغَیّ، و كان خرج هو و جماعة من أَصحابها إلی بعض متوجّهاتهم فصادفوا فی طریقهم بنی المصطلق، فهرب أَصحابه فصاح بهم و هو یقول: یا قوم لَیْسَت فیهمُ غَفِیرهْ، فامْشُوا كما تَمْشی جِمالُ الحِیرهْ یقول: لا یَغفرون ذنب أَحد منكم إِن ظفروا به، فامشوا كما تمشی جمالُ الحیرة أَی تَثاقَلوا فی سیركم و لا تُخِفّوه، و خصّ جمالَ الحیرة لأَنها كانت تحمل الأَثقال، أَی مانِعوا عن أَنفسكم و لا تَهْرُبوا. و المِغْفرُ و المِغْفرةُ و الغِفارةُ: زَرَدٌ ینسج من الدروع علی قدر الرأْس یلبس تحت القلنسوة، و قیل: هو رَفْرَفُ البیضة، و قیل: هو حَلقٌ یَتَقَنَّعُ به المُتَسَلِّح. قال ابن شمیل: المِغْفَرُ حِلَقٌ یجعلُها الرجل أَسفلَ البیضة تُسْبَغ علی العنُق فتَقِیه، قال: و ربما كان المِغْفَرُ مثلَ القلنسوة غیر أَنها أَوسع یُلْقِیها الرجل علی رأْسه فتبلغ الدرع، ثم یَلْبَس البیضة فوقها، فذلك المِغْفرُ یُرفّلُ علی العاتقین، و ربما جُعل المِغْفَرُ من دیباج و خَزٍّ أَسفلَ البیضة. و‌فی حدیث الحدیبیة: و المغیرة بن شعبة علیه المِغْفَرُ؛ هو ما یلبَسُه الدارع علی رأْسه من الزرد و نحوه. و الغِفارةُ، بالكسر: خرقة تلبسها المرأَة فتغطی رأْسها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غیر وَسْطِ رأْسها، و قیل: الغِفارةُ خرقة تكون دون المِقْنَعة تُوَقِّی بها المرأَة الخمارَ من الدُّهْن، و الغِفارةُ الرقعة التی تكون علی حزّ القوس الذی یجری علیه الوتر، و قیل: الغِفارةُ جلدة تكون علی رأْس القوس یجری علیها الوتر، و الغِفارةُ السحابة فوق السحابة، و فی التهذیب: سَحابة تراها كأَنها فَوق سحابة، و الغِفارةُ رأْسُ الجبل. و الغَفْرُ البَطْنُ؛ قال: هو القارِبُ التالی له كلُّ قاربٍ، و ذو الصَّدَرِ النامی، إذا بَلَغَ الغَفْرا
لسان العرب، ج‌5، ص: 27
و الغَفْرُ: زِئْبِرُ الثوب و ما شاكله، واحدته غَفْرة. و غَفِر الثوبُ، بالكسر، یَغْفَرُ غَفَراً: ثارَ زِئْبِرُه؛ و اغْفارَّ اغْفِیراراً. و الغَفَرُ و الغَفارُ و الغَفیرُ: شَعرُ العنُقِ و اللحیین و الجبهة و القفا. و غَفَرُ الجسدِ و غُفارُه: شعرُه، و قیل: هو الشعر الصغیر القصیر الذی هو مثل الزَّغَب، و قیل: الغَفْرُ شعر كالزغب یكون علی ساق المرأة و الجبهة و نحو ذلك، و كذلك الغَفَرُ، بالتحریك؛ قال الراجز: قد عَلِمَت خَوْدٌ بساقَیْها الغَفَرْ لَیَرْوِیَنْ أَو لَیَبِیدَنَّ الشَّجَرْ و الغُفارُ، بالضم: لغة فی الغَفْر، و هو الزغب؛ قال الراجز: تُبْدِی نَقیًّا زانَها خِمارُها، و قُسْطةً ما شأنَها غُفارُها القُسْطة: عَظْمُ الساق. قال الجوهری: و لست أَرویه عن أَحد. و الغَفیرةُ: الشعر الذی یكون علی الأُذُن. قال أَبو حنیفة: یقال رجل غَفِرُ القفا، فی قفاه غَفَرٌ. و امرأَة غَفِرةُ الوجهِ إِذا كان فی وجهها غَفَرٌ. و غَفَرُ الدابة: نباتُ الشعر فی موضع العرف. و الغَفَرُ أَیضاً: هُدْبُ الثوب و هدبُ الخمائص و هی القُطُ دِقاقُها و لِینُها و لیس هو أَطرافَ الأَرْدِیةِ و لا الملاحفِ. و غَفَرُ الكلإِ: صِغارُه؛ و أَغْفَرت الأَرضُ: نبَتَ فیها شی‌ء منه. و الغَفَرُ: نوع من التَّفِرة رِبْعِیٌّ ینبت فی السَّهْل و الآكام كأَنه عصافیرُ خُضْرٌ قِیامٌ إِذا كان أَخضر، فإِذا یبس فكأَنه حُمْرٌ غیر قیام. و جاء القوم جَمًّا غَفیراً و جَمَّاءَ غَفیراً، ممدود، و جَمَّ الغَفِیرِ و جمّاء الغَفیرِ و الجَمّاءَ الغَفیرَ أَی جاؤوا بجماعتهم الشریفُ و الوضیع و لم یتخلّفْ أَحد و كانت فیهم كثرة؛ و لم یَحْكِ سیبویه إِلا الجَمَّاءَ الغَفیرَ، و قال: هو من الأَحوال التی دخلها الأَلف و اللام، و هو نادر، و قال: الغَفیر وصفٌ لازم للجَمّاء یعنی أَنك لا تقول الجَمّاء و تسكت. و یقال أَیضاً: جاؤوا جَمّاءَ الغَفیرة و جاؤوا بجَمَّاءِ الغَفیر و الغَفیرة، لغات كلها. و الجَمّاء الغَفیر: اسم و لیس بفعل إِلَّا أَنه ینصب كما تنصب المصادر التی هی فی معناه، كقولك: جاؤونی جمیعاً و قاطبةً و طُرًّا و كافَّةً، و أَدخلوا فیه الأَلف و اللام كما أَدخلوهما فی قولهم: أَوْرَدَها العِراكَ أَی أَوردها عِراكاً. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: إِذا رأَی أَحدُكم لأَخِیه غَفِیرةً فی أَهلٍ أَو مالٍ فلا یكونَنَّ له فِتْنة؛ الغَفِیرةُ: الكثرةُ و الزیادةُ، من قولهم للجمع الكثیر الجَمّ الغَفِیر. و‌فی حدیث أَبی ذر: قلت یا رسول الله، كم الرسلف قال: ثَلاثمائةٍ و خمسة عَشر جَمِّ الغَفِیر‌أَی جماعة كثیرة، و قد ذكر فی جمم مبسوطاً مستقصی. و غَفَرَ المریضُ و الجریحُ یَغْفِرُ غَفْراً و غُفِرَ علی صیغة ما لم یسمَّ فاعله، كلُّ ذلك: نُكِسَ؛ و كذلك العاشِقُ إِذا عادَه عیدُه بعد السَّلْوة؛ قال.خَلِیلیّ إِن الدارَ غَفْرٌ لِذِی الهَوَی، كما یَغْفِرُ المَحْمُومُ، أَو صاحِبُ الكَلْمِ و هذا البیت أَورده الجوهری: لَعَمْرُكَ إِن الدار؛ قال ابن بری: البیت للمرّار الفقعسی، قال و صواب إِنشاده: خلیلی إِن الدار بدلالة قوله بعده: قِفَا فاسأَلا منْ مَنْزِلِ الحَیِّ دِمْنةً، و بالأَبْرَقِ البادِی أَلِمّا علی رَسْمِ و غَفَرَ الجرحُ یَغْفِرُ غَفْراً: نُكِسَ و انتقض، و غَفِرَ، بالكسر، لغة فیه. و یقال للرجل إِذا قام من مرضه ثم نُكِسَ: غَفَرَ یَغْفِرُ غَفْراً. و غَفَرَ
لسان العرب، ج‌5، ص: 28
الجَلَبُ السُّوقَ یَغْفِرُها غَفْراً: رَخّصها. و الغُفْرُ و الغَفْرُ، الأَخیرة قلیلة: ولدُ الأُرْوِیّة، و الجمع أَغْفارٌ و غِفَرةٌ و غُفورٌ؛ عن كراع، و الأُنثی غُفْرة و أُمُّهُ مُغْفِرةٌ و الجمع مُغْفِرات؛ قال بشر: و صَعْب یَزِلّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِه، بحافاته بانٌ طِوالٌ و عَرْعَرُ و قیل: الغُفْر اسم للواحد منها و الجمع؛ و حكی: هذا غُفْرٌ كثیر و هی أَرْوَی مُغْفِرٌ لها غُفْرٌ؛ قال ابن سیدة: هكذا حكاه أَبو عبید و الصواب: أُرْوِیّةٌ مُغْفِر لأَن الأَرْوَی جمع أَو اسمُ جمع. و الغِفْرُ، بالكسر: ولدُ البقرة؛ عن الهَجَریّ. و غِفارٌ: مِیسمٌ یكون علی الخد. و المَغافرُ و المَغافِیرُ: صمغ شبیه بالناطِفِ ینضحه العُرْفط فیوضع فی ثوب ثم یُنْضَح بالماء فیُشْرب، واحدها مِغْفَر و مَغْفَر و مُغْفُر و مُغْفور و مِغْفار و مِغْفِیر. و المَغْفوراءُ: الأَرضُ ذات المَغافِیر؛ و حكی أَبو حنیفة ذلك فی الرباعی؛ و أَغْفَر العُرْفُط و الرِّمْثُ: ظهر فیهما ذلك، و أَخرج مَغافِیرَه و خرج الناس یَتَغَفَّرُون و یَتَمَغْفَرُون أَی یجتَنُون المَغافیرَ من شجره؛ و من قال مُغْفور قال: خرجنا نتَمَغْفَر؛ و من قال مُغْفُر قال: خرجنا نتَغَفَّر، و قد یكون المُغْفورُ أَیضاً للعُشَر و السَّلَم و الثُّمام و الطلح و غیر ذلك. التهذیب: یقال لصمغ الرِّمْث و العرفط مَغافِیر و مَغاثِیرُ، الواحد مُغْثور و مُغْفور و مِغْفَر و مِغْثَر، بكسر المیم.روی عن عائشة، رضی الله عنها، أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، شَرِبَ عند حَفْصة عسلًا فتواصَیْنا أَن نقول له: أَكَلْتَ مغافِیرَ، و فی روایة: فقالت له سَوْدة أَكلتَ مغافِیرَ؛ و یقال له أَیضاً مَغاثِیر، بالثاء المثلثة، و له ریح كریهة منكرة؛ أَرادت صَمْغَ العرفط. و المَغافِیر: صمغٌ یسیل من شجر العرفط غیر أَن رائحته لیست بطیبة. قال اللیث: المِغْفارُ ذَوْبةٌ تخرج من العرفط حلوة تُنْضح بالماء فتشرب. قال: و صَمْغُ الإِجّاصةِ مِغفارٌ. أَبو عمرو: المَغافیرُ الصمغ یكون فی الرمث و هو حلو یؤكلُ، واحدُها مُغْفور، و قد أَغْفَر الرِّمْثُ. و قال ابن شمیل: الرمث من بین الحمض له مَغافیرُ، و المَغافیرُ: شی‌ء یسیل من طرف عِیدانها مثل الدِّبْس فی لونه، تراه حُلواً یأْكله الإِنسان حتی یَكْدَن علیه شِدْقاه، و هو یُكْلِع شَفته و فَمه مثل الدِّبْق و الرُّبّ یعلق به، و إِنما یُغْفِر الرمثُ فی الصفَریَّة إِذا أَوْرَسَ؛ یقال: ما أَحسن مَغافیرَ هذا الرمث. و قال بعضهم: كلُّ الحمض یُورِس عند البرد و هو بروحه و ارباده یخرج «2». مغافیره تجدُ ریحَه من بعید. و المَغافیرُ: عسل حلو مثل الرُّبّ إِلا أَنه أَبیض. و مَثَلُ العربِ: هذا الجَنی لا أَن یُكَدَّ المُغْفُر؛ یقال ذلك للرجل یصیب الخیر الكثیر، و المُغْفُرُ هو العود من شجر الصمغ یمسح به ما ابیضّ فیتخذ منه شی‌ء طیب؛ و قال بعضهم: ما استدار من الصمغ یقال له المُغْفُر، وما استدار مثل الإِصبع یقال له الصُّعْرور، و ما سال منه فی الأَرض یقال له الذَّوْبُ، و قالت الغنویة: ما سال منه فبقی شَبیه الخیوط بین الشجر و الأَرض یقال له شَآبِیب الصمغ؛ و أَنشدت: كأَنَّ سَیْلَ مَرْغِه المُلَعْلِعِ شُؤْبوبُ صَمْغٍ، طَلْحُه لم یُقْطَعِ و‌فی الحدیث: أَن قادِماً قَدِم علیه من مكة فقال: كیف تركتَ الحَزْوَرة؟ قال: جادَها المطرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحاؤها‌أَی أَن المطر نزل علیها حتی صار
(2). قوله [بروحه و ارباده یخرج] إلخ هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 29
كالغَفَر من النبات. و الغَفَرُ: الزِّئْبِرُ علی الثوب، و قیل: أَراد أَن رِمْثَها قد أَغْفَرت أَی أَخرجت مَغافیرَها. و المَغافیرُ: شی‌ء ینضحه شجر العرفط حلو كالناطف، قال: و هذا أَشْبَه، أَ لا تراه وصف شجرها فقال: و أَبْرَم سَلمُها و أَغْدَق إِذْخِرُها؟ و الغِفْرُ: دُوَیْبّة. و الغَفْرُ: منزل من منازل القمر ثلاثةُ أَنْجُم صغار، و هی من المیزان. و غُفَیر: اسم و غُفَیرة: اسم امرأَة. و بنو غافِرٍ: بطن. و بنو غِفارٍ، من كنانة: رهط أَبی ذر الغِفَارِیّ.

غمر؛ ج5، ص: 29

: الغَمْرُ: الماء الكثیر. ابن سیدة و غیره: ماء غَمْر كثیرٌ مُغَرِّقٌ بیّن الغُمورةِ، و جمعه غِمار و غُمور. و‌فی الحدیث: مَثَلُ الصلوات الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر؛ الغَمْرُ، بفتح الغین و سكون المیم: الكثیرُ، أَی یَغْمُر مَنْ دخله و یُغطِّیه. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر‌أَی الغرَق. و رجل غَمْرُ الرِّداء و غَمْرُ الخُلُقِ أَی واسع الخلُق كثیر المعروف سخیّ، و إِن كان رداؤه صغیراً، و هو بیّن الغُمورة من قوم غِمارٍ و غُمورٍ؛ قال كثیِّر: غَمْر الرِّداء، إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ و كله علی المثل، و بَحْر غَمْر. یقال: ما أَشدّ غُمورةَ هذا النهر و بحار غِمارٌ و غُمورٌ. و غَمْرُ البحر: معظمه، و جمعه غِمارٌ و غُمورٌ؛ و قد غَمُرَ الماءُ «1». غَمارةً و غُمورةً، و كذلك الخلُق. و غَمَره الماء یَغْمُرُه غَمْراً و اغْتَمَره: عَلاه و غَطّاه؛ و منه قیل للرجل: غَمَرَه القومُ یَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شرفاً. و جیش یَغْتَمرُ كلَّ شی‌ء: یُغطِّیه و یستغرقه، علی المثل. و المَغْمورُ من الرجال: الذی لیس بمشهور. و نخل مُغْتَمِر: یشرب فی الغَمْرة؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد قول لبید فی صفة نخل: یَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غیرَ صادِرةٍ فكلُّها كارِعٌ، فی الماء، مُغْتَمِرُ و‌فی حدیث معاویة: و لا خُضْتُ برجل غَمْرةً إِلَّا قَطَعْتُها عَرْضاً؛ الغَمْرة: الماء الكثیر؛ فضربه مثلا لقوّة رأْیه عند الشدائد، فإِن من خاضَ الماءَ فقطَعَه عرضاً لیس كمن ضَعُفَ و اتَّبَع الجِرْیةَ حتی یخرج بعیداً من الموضع الذی دخل فیه. أَبو زید: یقال للشی‌ء إِذا كثر: هذا كثیر غَمیرٌ. و الغَمْرُ: الفرس الجواد. و فرس غَمْرٌ: جواد كثیر العَدْو واسع الجَرْی؛ قال العجاج: غَمْرَ الأَجارِیِّ مِسَحًّا مِهْرَجا و الغَمْرةُ: الشدة. و غَمْرةُ كل شی‌ء: مُنْهَمَكه و شدَّتُه كغَمْرةِ الهمّ و الموت و نحوهما. و غَمَراتُ الحَرْب و الموت و غِمارُها: شدائدها؛ قال: و فارِس فی غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس، إِذا تَأَلَّی علی مَكْروهةٍ صَدَقا و جمع الغَمْرة غُمَرٌ مثل نَوْبة و نُوَب؛ قال القطامی یصف سفینة نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و یذكر قصته مع قومه و یذكر الطوفان: و نادی صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ، و صُبَّ علیهمُ منه البَوارُ و ضَجُّوا عند جَیْئَتِه و فَرُّوا، و لا یُنْجِی من القدَرِ الحِذارُ و جاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِلیهم، كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ
(1). قوله [و قد غمر الماء] ضبط فی الأصل بضم المیم و عبارة القاموس و شرحه [و غمر الماء] یغمر من حد نصر كما فی سائر النسخ و وجد فی بعض أمهات اللغة مضبوطاً بضم المیم
لسان العرب، ج‌5، ص: 30
و عامَتْ، و هی قاصِدةٌ، بإِذْنٍ، و لو لا اللّه جارَ بها الجَوارُ إِلی الجودیّ حتی صارَ حِجْراً، و حانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ فهذا فیه مَوْعِظةٌ و حكْم، و لكنِّی امرؤٌ فیَّ افْتِخارُ الحِجْر: الممنوع الذی له حاجز، قال ابن سیدة: و جمع السلامة أَكثر. و شجاع مُغامِرٌ: یَغْشَی غَمَراتِ الموت. و هو فی غَمْرةٍ من لَهْوٍ و شَبِیبة و سُكْرٍ، كله علی المثل. و قوله تعالی: فَذَرْهُمْ فِی غَمْرَتِهِمْ حَتّٰی حِینٍ؛ قال الفراء أَی فی جهلهم. و قال الزجاج: و قرئ فی غَمَراتِهم أَی فی عَمایَتِهم و حَیْرتِهم؛ و كذلك قوله تعالی: بَلْ قُلُوبُهُمْ فِی غَمْرَةٍ مِنْ هٰذٰا؛ یقول: بل قلوب هؤلاء فی عَمایةٍ من هذا. و قال القتیبی: أَی فی غطاء و غفلة. و الغَمْرةُ: حَیْرةُ الكفّار. و قال اللیث: الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل، و مُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب. و یقال: هو یضرب فی غَمْرَةِ اللَّهْو و یَتَسَكَّع فی غمرة الفتنة، و غَمْرةُ الموت: شدّة همومِه؛ قال ذو الرمة: كأَنَّنی ضاربٌ فی غَمْرةٍ لَعِبُ أَی سابح فی ماء كثیر. و‌فی حدیث القیامة: فیقذِفُهم فی غَمَراتِ جهنَّم‌أَی المواضع التی تكثر فیها النار. و‌فی حدیث أَبی طالب: وجَدْتُه فی غَمَراتٍ من النار!، واحدتها غَمْرةٌ. و المُغامِرُ و المُغَمِّرُ: المُلْقی بنفسه فی الغَمَراتِ. و الغَمْرة: الزَّحْمةُ من الناس و الماء، و الجمع غِمارٌ. و‌فی حدیث أُویس: أَكُون فی غِمارِ الناس‌أَی جَمْعِهم المتكاثف. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ‌أَی خاصَم غیرَه، و معناه دخل فی غَمْرةِ الخصومة و هی معظمها. و المُغامِرُ: الذی رمی بنفسه فی الأُمور المُهْلكة، و قیل: هو من الغِمْر، بالكسر، و هو الحِقْد، أَی حاقد غیره؛ و‌فی حدیث خیبر: شاكی السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ أَی مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ. و‌فی حدیث الشهادة: و لا ذی غِمْرٍ علی أخیه‌أَی ضِغْنٍ و حقد. و غَمْرةُ الناس و الماء و غَمْرُهم و غُمارُهم و غِمارهم: جماعتهم و لَفیفُهم و زحمتهم. و دخلت فی غُمارِ الناس و غَمارِهم، یضم و یفتح، و خُمارِهم و خَمارِهم و غَمَرِهم و خَمَرِهم أَی فی زحمتهم و كثرتهم. و اغْتَمَر فی الشی‌ء: اغْتَمَس. و الاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ. و الانْغِمارُ: الانْغِماسُ فی الماء. و طعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره. و الغَمِیرُ: شی‌ء یخرج فی البُهْمَی فی أَول المطر رطباً فی یابس، و لا یعرف الغَمیرُ فی غیر البهمی. قال أَبو حنیفة: الغَمیرُ حبُّ البهمی الساقط من سنبله حین یَیْبَس، و قیل: الغَمیرُ ما كان فی الأَرض من خُضْرة قلیلًا إِمَّا ریحةً و إِمَّا نباتاً، و قیل: الغَمیرُ النبت ینبت فی أَصل النبت حتی یَغْمُره الأَول، و قیل: هو الأَخضر الذی غَمَرَه الیبیس یذهبون إِلی اشتقاقه، و لیس بقویّ، و الجمع أَغْمِراء. أَبو عبیدة: الغَمیرة الرَّطْبة و القتُّ الیابس و الشعیر تعلفه الخیل عند تضمیرها. الجوهری: الغَمیرُ نبات قد غَمَره الیَبِیس؛ قال زهیر یصف وحشاً: ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ و ناشِطٌ، قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمیر جَحافِلُهْ و‌فی حدیث عمرو بن حُرَیْثٍ: أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَمیرُ، بفتح الغین و كسر المیم، هو نبت البقل
لسان العرب، ج‌5، ص: 31
عن المطر بعد الیُبْس، و قیل: هو نبات أَخْضَر قد غَمَرَ ما قبله من الیَبِیس. و‌فی حدیث قُسٍّ: و غَمیرُ حَوْذانٍ، و قیل: هو المستور بالحَوْذان لكثرة نباته. و تَغَمَّرت الماشیةُ: أَكلت الغَمیر. و غَمَرَه: علاه بفضله و غطّاه. و رجل مَغْمورٌ: خامل. و‌فی حدیث صفته: إذا جاء مع القوم غَمَرَهم‌أَی كان فوق كلِّ مَنْ معه؛ و‌فی حدیث حُجَیْر: إِنِّی لمَغْمورٌ فیهم‌أَی لست بمشهور كأَنّهم قد غَمَرُوه؛ و‌فی حدیث الخندق: حتی أَغْمَرَ بَطْنَه‌أَی وارَی التُّرابُ جِلْدَه و ستَره؛ و‌فی حدیث مَرَضِه: أَنه اشتدّ به حتی غُمِرَ علیه‌أَی أُغْمِیَ علیه حتی كأَنه غُطِّی علی عقله و سُتِر. و الغِمْرُ، بالكسر: العطش؛ قال العجاج: حتی إذا ما بَلَّت الأَغْمارا و الغُمَرُ: قَدَحٌ صغیر یَتصافَنُ به القومُ فی السفر إِذا لم یكن معهم من الماء إلا یسیرٌ علی حصاة یُلْقونها فی إِناء ثم یصبّ فیه من الماء قدر ما یَغْمُر الحصاة فیعطاها كلُّ رجل منهم. و‌فی الحدیث: أَنه كان فی سَفَرٍ فشُكِیَ إِلیه العَطَشُ، فقال: أَطْلقوا لی غُمَرِی‌أَی ائتونی به، و قیل: الغُمَرُ أَصغر الأَقداح؛ قال أَعشی باهلة یرثی أَخاه المُنتَشِر بن وهب الباهلی: یَكْفِیه حُزّةُ فِلْذٍ، إن أَلَمَّ بها، من الشِّواءِ، و یُرْوِی شُرْبَه الغُمَرُ و قیل: الغُمَر القَعْبُ الصغیر. و‌فی الحدیث: لا تجعلونی كغُمَرِ الراكب، صَلُّوا علیَّ أَوّلَ الدعاء و أَوْسَطَه و آخرَه؛ الغُمَرُ، بضم الغین و فتح المیم: القدح الصغیر؛ أَراد أَن الراكب یحمل رَحْلَه و أَزوادَه و یترك قَعْبَه إلی آخر تَرْحالِه ثم یعلّقه علی رحله كالعِلاوة فلیس عنده بمُهمٍّ، فنهاهم أَن یجعلوا الصلاة علیه كالغُمَرِ الذی لا یُقدَّم فی المُهامّ و یجعل تبعاً. ابن شمیل: الغُمَرُ یأْخذ كَیْلَجَتیْنِ أَو ثلاثاً، و القَعْب أَعظمُ منه و هو یُرْوی الرجلَ، و جمع الغُمَرِ أَغْمارٌ. و تَغَمّرْت أَی شربت قلیلًا من الماء؛ قال العجاج: حتی إذا ما بَلّت الأَغْمارا رِیٍّا و لمَّا، یَقْصَعِ الأَصْرَارَا و‌فی الحدیث: أَمَّا الخیلُ فغَمِّروها و أَما الرجالُ فأَرْوُوهم؛ و قال الكمیت: بها نَقْعُ المُغَمَّرِ و العَذُوبِ المُغَمَّر: الذی یشرب فی الغُمَر إذا ضاق الماء. و التَّغَمُّر الشرب بالغُمَرِ، و قیل: التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دون الریّ، و هو منه. و یقال: تَغَمَّرْت، من الغُمَرِ، و هو القَدَح الصغیر. و تغَمَّر البعیرُ: لم یَرْوَ من الماء، و كذلك العَیْر، و قد غَمَّرَه الشُّرْب؛ قال: و لست بصادِرٍ عن بَیْت جارِی، صُدورَ العَیْر غَمَّرَه الوُرودُ قال ابن سیدة: و حكی ابن الأَعرابی غَمَّره أَصْحُناً سقاه إِیاها، فعدَّاه إِلی مفعولین. و قال أَبو حنیفة: الغامِرةُ النخلُ التی لا تحتاج إِلی السقی، قال: و لم أَجد هذا القول معروفاً. و صبیّ غُمْرٌ و غَمْرٌ و غَمَرٌ و غَمِرٌ و مُغَمَّر: لم یُجرِّب الأُمور بیّنُ الغمارة من قوم أَغْمارٍ، و قد غَمُر، بالضم، یَغْمُر غَمارةً؛ و كذلك المُغَمَّر من الرجال إِذا استجهله الناس، و قد غُمِّرَ تَغْمیراً. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَن الیهود قالوا للنبی، صلی الله علیه و سلم: لا یَغُرّك أَن
لسان العرب، ج‌5، ص: 32
قَتَلْتَ نَفَراً من قُریش أَغْماراً؛ الأَغْمارُ جمع غُمْر، بالضم، و هو الجاهل الغِرُّ الذی لم یُجَرِّب الأُمور؛ قال ابن سیدة: و یُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده و لا رَأْی. و رجل غُمْر و غَمِر: لا تجربة له بحرب و لا أَمر و لم تحنِّكه التَّجارب؛ و قد روی بیت الشماخ: لا تَحْسَبَنّی، و إِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً، كحیّة الماء بین الصَّخْرِ و الشِّیدِ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هو إِتباع أَم لغة؛ و هم الأَغمار. و امرأَة غَمِرَةٌ: غِرٌّ. و غامَرَه أَی باطَشَه و قاتَلَه و لم یبال الموت. قال أَبو عمرو: رجل مُغامِرٌ إذا كان یقتحم المهالك. و الغُمْرة: تَطْلی به العروس یتخذ من الورس. قال أَبو العمیثل: الغُمْرة و الغُمْنة واحد. قال أَبو سعید: هو تمر و لبن یطلی به وجه المرأَة و یداها حتی ترِقَّ بشرتها، و جمعها الغُمَر و الغُمَنُ؛ و قال ابن سیدة فی موضع آخر: و الغُمْرة و الغُمْرُ الزعفران، و قیل: الورس، و قیل: الجِصّ، و قیل: الكُرْكُم. و ثوب مُغَمَّرُ: مصبوغ بالزعفران. و جاریة مُغَمَّرةٌ: مطلیة. و مغْتَمِرة و مُتَغَمِّرة: مُتَطلّیة. و قد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِیراً أَی طلت به وجهها لیَصْفُو لونها، و تَغَمَّرَت مثله؛ و غَمَّر فلانٌ جاریته. و الغَمَرُ، بالتحریك: السَّهَكُ و ریحُ اللحم وما یَعْلَق بالید من دَسَمِه. و قد غَمِرَت یدُه من اللحم غَمَراً، فهی غَمِرةٌ أَی زَهِمةٌ، كما تقول من السَّهَك: سَهِكةٌ؛ و منه مندیل الغَمَر، و یقال لمندیل الغَمَرِ: المَشُوش. و‌فی الحدیث: مَنْ باتَ و فی یده غَمَرٌ؛ هو الدسم، بالتحریك، و هو الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن. و الغِمْرُ و الغَمَرُ: الحقد و الغلّ، و الجمع غُمورٌ. و قد غَمِرَ صدرُه علیّ، بالكسر، یَغْمَرُ غِمْراً و غَمَراً. و الغامر من الأَرض و الدور: خلافُ العامِر. و قال أَبو حنیفة: الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم یستخرج حتی یصلح للزرع و الغرس، و قیل: الغامِرُ من الأَرض ما لم یزرع مما یحتمل الزراعة، و إنما قیل له غامِرٌ لأَن الماء یبلغه فیَغْمُره، و هو فاعلٌ بمعنی مفعول، كقولهم: سرٌّ كاتمٌ و ماءٌ دافقٌ، و إنما بنی علی فاعِلٍ لیقابل به العامر، و ما لا یبلغه الماء من موات الأَرض لا یقال له غامِرٌ. قال أَبو عبید: المعروف فی الغامِر المعاشُ الذی أَهله بخیر، قال: و الذی یقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التی لم تُعْمَر، لا أَدری ما هو، قال: و قد سأَلت عنه فلم یبینه لی أَحد؛ یرید قولهم العامِر و الغامِر. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه مَسَحَ السَّوادَ عامِرَه و غامِرَه، فقیل: إنه أَراد عامِرَه و خرابه. و‌فی حدیث آخر: أَنه جعل علی كلِّ جَرِیبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً و قفیزاً، و إنما فعل عمر، رضی الله عنه، ذلك لئلا یُقَصِّرَ الناسُ فی المُزارعةِ. قال أَبو منصور: قیل للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل و التراب، أَو غَلب علیه النَّزُّ فنبت فیه الأَباءُ و البَرْدِیّ فلا ینبت شیئاً، و قیل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء و غیره للذی غَمَره، كما یقال: همٌّ ناصبٌ أَی ذو نصَب؛ قال ذو الرمة: تَرَی قُورَها یَغْرَقْن فی الآلِ مَرَّةً، و آوِنةً یَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ أی من سراب قد غَمَرَها و علاها. و الغَمْرُ و ذات الغَمْر و ذو الغَمْر: مواضع، و كذلك الغُمَیرْ؛ قال: هَجَرْتُك أَیّاماً بذی الغَمْرِ، إنَّنی علی هَجْرِ أَیّامٍ بذی الغَمْرِ نادِمُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 33
و قال إمرؤ القیس: كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ و دُون الغُمَیرِ عامِدات لِغَضْوَرا و غَمْرٌ و غُمَیْرٌ و غامِرٌ: أَسماء. و غَمْرة: موضع بطریق مكة؛ قال الأَزهری: هو منزل من مَناهِل طریق مكة، شرفها الله تعالی، و هو فَصْلُ ما بین نجد و تهامة. و فی الحدیث ذكر غَمْر، بفتح الغین و سكون المیم، بئر قدیمة بمكة حفرها بنو سَهْمٍ. و المَغْمورُ: المقهورُ. و المَغْمورُ: المَمْطورُ. و لیل غَمرٌ: شدید الظلمة؛ قال الراجز یصف إبلًا: یَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهیِمٍ غَمْرِ، داجی الرِّواقَیْنِ غُدافِ السِّتْرِ و ثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً.

غمجر؛ ج5، ص: 33

: الغِمْجارُ: غِراءٌ یجعل علی القوس من وَهْیٍ بها، و قد غَمْجَرها. و قال اللیث: الغِمْجارُ شی‌ء یصنع علی القوس من وَهْیٍ بها، و هو غراء و جِلدٌ. و تقول: غَمْجِرْ قوسَك، و هی الغَمْجرةُ، و رواه ثعلب عن ابن الأَعرابی قِمْجار، بالقاف. و یقال: جاد المطرُ الروضةَ حتی غَمْجَرها غَمْجَرة أَی ملأَها، و الله أَعلم.

غمدر؛ ج5، ص: 33

: الغَمَیْدَرُ: السَّمِین الناعم، و قیل: السمین المتنعّم، و قیل: الممتلئ سِمَناً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: للَّه دَرُّ أَبِیك رَبِّ غَمَیْدَرٍ حَسَنِ الرُّواء، و قَلْبُه مَدْكوكُ المَدْكوكُ: الذی لا یفهم شیئاً. و شابٌّ غَمَیْدَرٌ: ریّان؛ أَنشد ثعلب: لا یَبْعُدَنْ عَصْرُ الشّباب الأَنْضَرِ و الخَبْط فی غَیْسانِه الغَمَیْدَرِ قال: و كان ابن الأَعرابی قال مرة الغَمَیْذَر، بالذال المعجمة، ثم رجع عنه.

غمذر؛ ج5، ص: 33

: الغَمَیْذَرُ: حَسَن الشباب. و الغَمَیْذَرُ: المتنعم، و قیل: الممتلئ سمناً كالغَمَیْدَرِ؛ و قد روی ابن الأَعرابی قول الشاعر: للَّه دَرُّ أبیك ربّ غمیذر بالذال المعجمة و الدال المهملة معاً و فسرهما تفسیراً واحداً، و قال: هو الممتلئ سمناً؛ و قال ثعلب فی قوله: و الخبط فی غیسانه الغمیذر قال: كان ابن الأَعرابی قال مرة الغَمَیْذَر، بالذال، ثم رجع عنه. الأَزهری: قال أَبو العباس: الغَمَیْذَر، بالذال، المُخَلِّطُ فی كلامه. التهذیب فی ترجمة غذرم: الغَذْرَمَةُ كَیْلٌ فیه زیادة علی الوفاء. قال: و أجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنی غَذْرَمَ إذا كالَ فأَكثر.

غنثر؛ ج5، ص: 33

: تَغَنْثَرَ الرجلُ بالماء: شربه عن غیر شهوة. و الغُنْثُر: ماء بعینه؛ عن ابن جنی. و‌فی الحدیث: أَن أَبا بكر قال لابنه عبد الرحمن، رضی الله عنهما، و قد وَبَّخَه: یا غُنْثَرُ، قال: و أَحسِبُه الثقیلَ الوَخِمَ، و قیل: هو الجاهل من الغَثارةِ و الجَهْل، و النون زائدة، و یروی بالعین المهملة، و قد تقدم.

غندر؛ ج5، ص: 33

: غلام غُنْدَرٌ: سمین غلیظ. و یقال للغلام الناعم: غُنْدَرٌ و غُنْدُرٌ و غَمَیْدَرٌ. و غُنْدَرٌ: اسم رجل.

غور؛ ج5، ص: 33

: غَوْرُ كلِّ شی‌ء: قَعْرُه. یقال: فلان بعید الغَوْر. و‌فی الحدیث: أَنه سَمِع ناساً یذكرون القَدَرَ فقال: إنكم قد أُخذتم فی شِعْبَین بَعیدَی الغَوْرِ؛ غَوْرُ كل شی‌ء: عُمْقه و بُعْده، أَی یَبْعُد
لسان العرب، ج‌5، ص: 34
أَن تدركوا حقیقةَ علمه كالماء الغائرِ الذی لا یُقْدَر علیه؛ و منه‌حدیث الدعاء: و من أَبْعَدُ غَوْراً فی الباطل منی.و غَوْرُ تهامةَ: ما بین ذات عرْق و البحرِ و هو الغَوْرُ، و قیل: الغَوْرُ تهامةُ و ما یلی الیمنَ. قال الأَصمعی: ما بین ذات عرق إلی البحر غَوْرٌ و تهامة. و قال الباهلی: كل ما انحدر مسیله، فهو غَوْرٌ. و غارَ القومُ غَوْراً و غُؤُوراً و أَغارُوا و غَوَّرُوا و تَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ؛ قال جریر: یا أُمَّ حزْرة، ما رأَینا مِثْلَكم فی المُنْجدِینَ، و لا بِغَوْرِ الغائِرِ و قال الأَعشی: نَبیّ یَرَی ما لا تَرَون، و ذِكْرُه أَغارَ، لَعَمْری، فی البلاد و أَنْجدا و قیل: غارُوا و أَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر. و قال الفراء: أَغارَ لغة بمعنی غارَ، و احتج ببیت الأَعشی. قال محمد بن المكرم: و قد روی بیتُ الأَعشی مخروم النصف: غارَ، لَعَمْرِی، فی البلاد و أَنْجَدا و قال الجوهری: غارَ یَغُورُ غَوْراً أَی أَتی الغَور، فهو غائِرٌ. قال: و لا یقال أَغارَ؛ و قد اختلف فی معنی قوله: أَغار، لعمرِی، فی البلاد و أَنجدا فقال الأَصمعی: أَغارَ بمعنی أَسرع و أَنجد أَی ارتفع و لم یرد أَتی الغَوْرَ و لا نَجْداً؛ قال: و لیس عنده فی إتیان الغَوْر إلا غارَ؛ و زعم الفراء أَنها لغة و احتج بهذا البیت، قال: و ناسٌ یقولون أَغارَ و أَنجد، فإِذا أَفْرَدُوا قالوا: غارَ، كما قالوا: هَنَأَنی الطعامُ و مَرَأَنی، فإِذا أَفردوا قالوا: أَمْرَأَنِی. ابن الأَعرابی: تقول ما أَدری أَغارَ فلانٌ أَم مار؛ أَغارَ: أَتَی الغَوْرَ، و مارَ: أَتَی نجداً. و‌فی الحدیث: أَنه أَقطع بلالَ بنَ الحرث مَعادِنَ القَبَلِیَّة جَلْسِیَّها و غَوْرِیَّها؛ قال ابن الأَثیر: الغَورُ ما انخفض من الأَرض، و الجَلْسُ ما ارتفع منها. یقال: غارَ إذا أَتی الغَوْرَ، و أَغارَ أَیضاً، و هی لغة قلیلة؛ و قال جمیل: و أَنتَ امرؤٌ من أَهل نَجْدٍ، و أَهْلُنا تِهامٌ، و ما النَّجْدِیّ و المُتَغَوّرُ؟ و التَّغْوِیرُ: إتیان الغَوْر. یقال: غَوَّرْنا و غُرْنا بمعنی. الأَصمعی: غارَ الرجلُ یَغُورُ إذا سارَ فی بلاد الغَورِ؛ هكذا قال الكسائی؛ و أَنشد بیت جریر أَیضاً: فی المنْجِدینَ و لا بِغَوْر الغائر و غارَ فی الشی‌ء غَوْراً و غُؤوراً و غِیاراً، عن سیبویه: دخل. و یقال: إنك غُرْتَ فی غیر مَغارٍ؛ معناه طَلَبْتَ فی غیر مطْلَبٍ. و رجل بعید الغَوْرِ أَی قَعِیرُ الرأْی جیّدُه. و أَغارَ عَیْنَه و غارَت عینُه تَغُورُ غَوْراً و غُؤوراً و غَوَّرَتْ: دخلت فی الرأْس، و غَارت تَغارُ لغة فیه؛ و قال الأَحمر: و سائلة بظَهْر الغَیْبِ عنّی: أَ غارَت عینُه أَم لم تَغارا؟ و یروی: و رُبَّتَ سائلٍ عنِّی خَفِیٍّ: أَ غارت عینهُ أَمْ لم تَغارا؟ و غار الماءُ غَوْراً و غُؤوراً و غَوَّرَ: ذهب فی الأَرض و سَفَلَ فیها. و قال اللحیانی: غارَ الماءُ و غَوَّرَ ذهب فی العیون. و ماءٌ غَوْرٌ: غائر، وصف بالمصدر. و فی التنزیل العزیز: قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مٰاؤُكُمْ غَوْراً؛ سمی بالمصدر، كما یقال: ماءٌ سَكْبٌ و أُذُنٌ حَشْرٌ
لسان العرب، ج‌5، ص: 35
و درهم ضَرْبٌ أَی ضُرب ضرباً. و غارَت الشمسُ تَغُور غِیاراً و غُؤوراً و غَوَّرت: غربت، و كذلك القمر و النجوم؛ قال أَبو ذؤیب: هل الدَّهْرُ إلا لَیْلةٌ و نَهارُها، و إلا طلُوع الشمس ثم غِیارُها؟ و الغارُ: مَغارةٌ فی الجبل كالسَّرْب، و قیل: الغارُ كالكَهْف فی الجبل، و الجمع الغِیرانُ؛ و قال اللحیانی: هو شِبْهُ البیت فیه، و قال ثعلب: هو المنخفض فی الجبل. و كل مطمئن من الأَرض: غارٌ؛ قال: تؤمُّ سِناناً، و كم دُونه من الأَرض مُحْدَوْدِباً غارُها و الغَوْرُ: المطمئن من الأَرض. و الغارُ: الجُحْرُ الذی یأْوی إلیه الوحشیّ، و الجمع من كل ذلك، القلیل: أَغوارٌ؛ عن ابن جنی، و الكثیرُ: غِیرانُ. و الغَوْرُ: كالغار فی الجبل. و المَغارُ و المَغارةُ: كالغارِ؛ و فی التنزیل العزیز: لَوْ یَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغٰارٰاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا؛ و ربما سَمَّوْا مكانِسَ الظباء مَغاراً؛ قال بشر: كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ علیها كَوانِس، قالصاً عنها المَغارُ و تصغیر الغارِ غُوَیْرٌ. و غارَ فی الأَرض یَغُورُ غَوْراً و غُؤوراً: دخل. و الغارُ: ما خلف الفَراشة من أَعلی الفم، و قیل: هو الأُخدود الذی بین اللَّحْیین، و قیل: هو داخل الفم، و قیل: غارُ الفم نِطْعاه فی الحنكین. ابن سیدة: الغارانِ العَظْمان اللذان فیهما العینان، و الغارانِ فمُ الإِنسان و فرجُه، و قیل: هما البطن و الفرج؛ و منه قیل: المرء یسعی لِغارَیْه؛ و قال: أَ لم تر أَنَّ الدهْرَ یومٌ و لیلة، و أَنَّ الفتَی یَسْعَیْ لِغارَیْهِ دائبا؟ و الغارُ: الجماعة من الناس. ابن سیدة: الغارُ الجمع الكثیر من الناس، و قیل: الجیش الكثیر؛ یقال: الْتَقَی الغاران أَی الجیشان؛ و منه‌قول الأَحْنَفِ فی انصراف الزبیر عن وقعة الجمل: و ما أَصْنَعُ به إن كان جَمَعَ بین غارَیْنِ من الناس ثم تركهم و ذهب؟و الغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ و به فسر بعضهم قول الأَخطل: آلَتْ إلی النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها عِلْجٌ، و لَثَّمها بالجَفْنِ و الغارِ و الغارُ: ضَرْبٌ من الشجر، و قیل: شجر عظام له ورق طوال أَطول من ورق الخِلاف و حَمْلٌ أَصغر من البندق، أَسود یقشر له لب یقع فی الدواء، ورقُه طیب الریح یقع فی العِطر، یقال لثمره الدهمشت، واحدته غارةٌ، و منه دُهْنُ الغارِ؛ قال عدی بن زید: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، تَقْضَمُ الهِنْدِیَّ و الغارا اللیث: الغارُ نبات طیب الریح علی الوُقود، و منه السُّوس. و الغار: الغبار؛ عن كراع. و أَغارَ الرجلُ: عَجِلَ فی الشی‌ء و غیّره. و أَغار فی الأَرض: ذهب، و الاسم الغارة. و عَدَا الرجلُ غارةَ الثعلب أَی مثل عَدْوِه فهو مصدر كالصَّماء، من قولهم اشْتَملَ الصَّماءَ؛ قال بشر بن أَبی خازم: فَعَدِّ طِلابَها، و تَعَدَّ عنها بِحَرْفٍ، قد تُغِیرُ إذا تَبُوعُ و الاسم الغَویِرُ؛ قال ساعدة یبن جؤیة: بَساقٍ إذا أُولی العَدیِّ تَبَدَّدُوا، یُخَفِّضُ رَیْعانَ السُّعاةِ غَوِیرُها و الغارُ: الخَیْل المُغِیرة؛ قال الكمیت بن معروف:
لسان العرب، ج‌5، ص: 36
و نحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارةً: تَمِیمَ بنَ مُرٍّ و الرِّماحَ النَّوادِسا یقول: سقیناهم خَیْلًا مُغِیرة، و نصب تمیم بن مر علی أَنه بدل من غارة؛ قال ابن بری: و لا یصح أَن یكون بدلًا من آل نجران لفساد المعنی، إِذ المعنی أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نجران بتمیم بن مُرٍّ و برماح أَصحابه، فأَهل نجران هم المطعونون بالرماح، و الطاعن لهم تمیم و أَصحابه، فلو جعلته بدلًا من آل نَجْران لانقلب المعنی فثبت أَنها بدل من غارة. و أَغار علی القوم إِغارَةً و غارَةً: دفع علیهم الخیل، و قیل: الإِغارة المصدر و الغارة الاسم من الإِغارة علی العدوّ؛ قال ابن سیدة: و هو الصحیح. و تغاوَرَ القوم: أَغار بعضهم علی بعض. و غاوَرَهم مُغاورة، و أَغار علی العدوّ یُغیر إِغارة و مُغاراً. و‌فی الحدیث: مَنْ دخل إلی طعامٍ لم یُدْعَ إِلیه دَخل سارقاً و خرج مُغیراً؛ المُغیر اسم فاعل من أَغار یُغیر إِذا نَهَب، شبَّه دُخوله علیهم بدُخول السارق و خروجَه بمَن أَغارَ علی قوم و نَهَبَهُم. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: كنت أُغاوِرُهم فی الجاهلیة‌أَی أُغِیر علیهم و یُغِیرُون علیّ، و المُغاورَة مُفاعلة؛ و فی قول عمرو بن مرة: و بیض تَلالا فی أَكُفِّ المَغاوِرِ المَغاوِرُ، بفتح المیم: جمعُ مُغاوِر بالضم، أَو جمع مِغْوار بحذف الأَلف أَو حذْفِ الیاء من المَغاوِیر. و المِغْوارُ: المبالِغُ فی الغارة. و‌فی حدیث سهل، رضی الله عنه: بَعثَنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی غَزارةٍ فلما بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِی، قال ابن الأَثیر: المُغارُ، بالضم، موضع الغارةِ كالمُقامِ موضع الإِقامة، و هی الإِغارةُ نفسها أَیضاً. و‌فی حدیث علیّ: قال یومَ الجمل: ما ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بین هذین الغارَیْنِ؟أَی الجَیشین؛ قال ابن الأَثیر: هكذا أَخرجه أَبو موسی فی الغین و الواو؛ و ذكره الهروی فی الغین و الیاء، و ذكر حدیث الأَحْنَف و قوله فی الزبیر، رضی الله عنه، قال: و الجوهری ذكره فی الواو، قال: و الواوُ و الیاءُ متقاربان فی الانقلاب؛ و منه‌حدیث فِتْنة الأَزْدِ: لیَجْمعا بین هذین الغارَیْن.و الغَارَةُ: الجماعة من الخیل إِذا أَغارَتْ. و رجل مِغْوار بیّن الغِوار: مقاتل كثیر الغاراتِ علی أَعدائِه، و مُغاورٌ كذلك؛ و قومٌ مَغاوِیرُ و خیل مغیرةٌ. و فرسٌ مِغْوارٌ: سریع؛ و قال اللحیانی: فرسٌ مِغوارٌ شدید العَدْوِ؛ قال طفیل: عَناجِیج من آل الوَجِیه، و لاحِقٍ، مَغاویرُ فیها للأَریب مُعَقَّبُ اللیث: فرس مُغارٌ شدید المفاصل. قال الأَزهری: معناه شدَّة الأَسْر كأَنه فُتِل فَتْلًا. الجوهری: أَغارَ أَی شدَّ العَدْوَ و أَسرع. و أَغارَ الفرسُ إِغارةً و غارةً: اشْتدّ عَدْوُه و أَسرع فی الغارةِ و غیرها، و المُغِیرة و المِغیرة: الخیل التی تُغِیر. و‌قالوا فی حدیث الحج: أَشْرِقْ ثَبِیر كَیْما نُغِیر‌أَی نَنْفِر و نُسْرِع للنحر و ندفع للحجارة؛ و قال یعقوب: الإِغارةُ هنا الدفع أَی ندفع للنفر، و قیل: أَرادَ نُغِیر علی لُحوم الأَضاحی، من الإِغارة: النهبِ، و قیل: نَدْخل فی الغَوْرِ، و هو المنخفض من الأَرض علی لغة من قال أَغارَ إِذا أَتی الغَوْرَ؛ و منه قولهم: أَغارَ إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع و دفع فی عَدْوِه. و یقال للخیل المُغِیرة: غارةٌ. و كانت العرب تقول للخیل إذا شُنَّت علی حیٍّ نازلین: فِیحِی فَیاحِ أَی اتَّسِعی و تفرّقی أَیتُها الخیل بالحیّ، ثم قیل للنهب غارة،
لسان العرب، ج‌5، ص: 37
و أَصلها الخیل المُغیرة؛ و قال إمرؤ القیس: و غارةُ سِرْحانٍ و تقرِیبُ تَتْفُل و السِّرحان: الذئب، و غارتهُ: شدَّةُ عَدْوِه. و فی التنزیل العزیز: فَالْمُغِیرٰاتِ صُبْحاً. و غارَنی الرجلُ یَغیرُنی و یَغُورُنی إذا أَعطاه الدّیة؛ رواه ابن السكیت فی باب الواو و الیاء. و أَغارَ فلانٌ بنی فلان: جاءهم لینصروه، و قد تُعَدَّی بإلی. و غارَهُ بخیر یَغُورُه و یَغِیرُه أَی نفعه. و یقال: اللهم غُرْنا غِرْنا منك بغیث و بخیر أَی أَغِثْنا به. و غارَهم الله بخیر یَغُورُهم و یَغِیرُهم: أَصابهم بِخصْب و مطر و سقاهم. و غارَهم یَغُورُهم غَوْراً و یَغِیرُهم: مارَهُم. و اسْتَغْوَرَ اللهَ: سأَله الغِیرةَ؛ أَنشد ثعلب: فلا تَعْجلا، و اسْتَغْوِرا اللهَ، إِنّه إذا الله سَنَّی عقْد شی‌ء تَیَسَّرا ثم فسّره فقال: اسْتَغْوِرا من المیرَةِ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن معناه اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هو مَیْرُ الله خَلْقَه و الاسم الغِیرةُ، و هو مذكور بالیاء أَیضاً لأَن غار هذه یائیة و واویة. و غار النهار أَی اشتدّ حرّه. و التَّغْوِیر: القَیْلولة. یقال: غوِّروا أَی انزلوا للقائلة. و الغائرة: نصف النهار. و الغائرة: القائلة. و غَوَّر القوم تَغْویراً: دخلوا فی القائلة. و قالوا: و غَوَّروا نزلوا فی القائلة؛ قال إمرؤ القیس یصف الكلاب و الثور: و غَوَّرْنَ فی ظِلِّ الغضا، و تَرَكْنَه كقَرْم الهِجان الفادِرِ المُتَشَمِّس و غَوَّروا: ساروا فی القائلة. و التغویر: نوم ذلك الوقت. و یقال: غَوِّروا بنا فقد أَرْمَضْتُمونا أَی انزلوا وقت الهاجرة حتی تَبْرُد ثم تَرَوّحوا. و قال ابن شمیل: التغویر أَن یسیر الراكب إلی الزّوال ثم ینزل. ابن الأَعرابی: المُغَوِّر النازل نصف النهار هُنَیْهة ثم یرحل. ابن بزرج: غَوَّر النهار إذا زالت الشمس. و‌فی حدیث السائب: لما ورد علی عمر، رضی الله عنه، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قال: وَیْحَك ما وراءك؟ فو الله ما بِتُّ هذه اللیلة إلا تَغْوِیراً؛ یرید النومة القلیلة التی تكون عند القائلة. یقال: غَوَّر القوم إذا قالوا، و من رواه تَغْرِیراً جعله من الغِرار، و هو النوم القلیل. و منه‌حدیث الإِفْك: فأَتینا الجیش مُغَوِّرِین؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایةٍ، أَی و قد نزلوا للقائلة. و قال اللیث: التَّغْوِیر یكون نُزولًا للقائلة و یكون سیراً فی ذلك الوقت؛ و الحجةُ للنزول قولُ الراعی: و نحْن إلی دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ، یَقِسْنَ علی الحَصی نُطَفاً لقینا و قال ذو الرمة فی التَّغْویر فجعله سیراً: بَرَاهُنَّ تَغْوِیری، إذا الآلُ أَرْفَلَتْ به الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ و رواه أَبو عمرو: … أَرْقَلَت، و معناه حركت. و أَرفلَت: بلغت به الشمس أَوساط الحَزْوَراتِ؛ و قول ذی الرمة: نزلنا و قد غَارَ النهارُ، و أَوْقَدَتْ، علینا حصی المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها أَی من قربها كأَنك تنالها. ابن الأَعرابی: الغَوْرَة هی الشمس. و قالت امرأَة من العرب لبنت لها: هی تشفینی من الصَّوْرَة، و تسترنی من الغَوْرة؛ و الصَّوْرة: الحكة. اللیث: یقال غارَتِ الشمس غِیاراً؛ و أَنشد: فلمَّا أَجَنَّ الشَّمْسَ عنیّ غیارُها
لسان العرب، ج‌5، ص: 38
و الإِغارَة: شدة الفَتْل. و حبل مُغارٌ: محكم الفَتْل، و شدید الغَارَةِ أَی شدید الفتل. و أَغَرْتُ الحبلَ أَی فتلته، فهو مُغارٌ؛ و ما أَشد غارَتَه و الإِغارَةُ مصدر حقیقی، و الغَارَة اسم یقوم مقام المصدر؛ و مثله أَغَرْتُ الشی‌ء إِغارَةً و غارَة و أَطعت الله إِطاعةً و طاعةً. و فرس مُغارٌ: شدید المفاصل. و اسْتَغار فیه الشَّحْم: استطار و سمن. و اسْتغارت الجَرْحَةُ و القَرْحَةُ: تورَّمت؛ و أَنشد للراعی: رَعَتْهُ أَشهراً و حَلا علیها، فطارَ النِّیُّ فیها و اسْتَغارا و یروی: فسار النِّیُّ فیها أَی ارتفع، و استغار أَی هبط؛ و هذا كما یقال: تَصَوَّبَ الحسنُ علیها و ارْتَقَی قال الأَزهری: معنی اسْتَغار فی بیت الراعی هذا أَی اشتد و صَلُب، یعنی شحم الناقة و لحمها إذا اكْتَنَز، كما یَسْتَغیر الحبلُ إذا أُغِیرَ أَی شدَّ فتله. و قال بعضهم: اسْتَغار شحم البعیر إِذا دخل جوفه، قال: و القول الأَول. الجوهری: اسْتغار أی سمن و دخل فیه الشحمُ. و مُغِیرة: اسم. و قول بعضهم: مِغِیرَةُ، فلیس اتباعُه لأَجل حرف الحلق كشِعِیرٍ و بِعِیرٍ؛ إِنما هو من باب مِنْتِن، و من قولهم: أَنا أُخْؤُوك و ابنؤُوك و القُرُفُصاء و السُّلُطان و هو مُنْحُدُر من الجبل. و المغیریة: صنف من السبائیة نسبوا إلی مغیرة بن سعید مولی بجیلة. و الغار: لغة فی الغَیْرَة؛ و قال أَبو ذؤیب یشّبه غَلَیان القدور بصخب الضرائر: لَهُنّ نَشِیجٌ بالنَّشِیل كأَنها ضَرائر حِرْمیٍّ، تَفَاحشَ غارُها قوله لهن، هو ضمیر قُدورٍ قد تقدم ذكرها. و نَشِیجٌ غَلَیانٌ أَی تَنْشِج باللحم. و حِرْمیّ: یعنی من أَهل الحَرَم؛ شبّه غلیان القُدُور و ارتفاعَ صوتها باصْطِخاب الضرائر، و إنما نسبهنّ إلی الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول من اتخذ الضرائر. و أَغار فلانٌ أَهلَه أَی تزوّج علیها؛ حكاه أَبو عبید عن الأَصمعی. و یقال: فلان شدید الغَارِ علی أَهله، من الغَیْرَة. و یقال: أَغار الحبْلَ إغارة و غارَة إذا شدَّ فَتْله. و الغارُ موضع بالشام، و الغَوْرة و الغوَیْر: ماء لكلب فی ناحیة السَّماوَة مَعْروف. و قال ثعلب: أُتِیَ عمر بمَنْبُوذٍ؛ فقال: عَسَی الغُوَیْر أَبْؤُسَا أَی عسی الریبة من قَبَلِكَ، قال: و هذا لا یوافق مذهب سیبویه. قال الأَزهری: و ذلك أَن عمر اتَّهَمَه أَن یكون صاحب المَنْبوذ حتی أَثْنَی علی الرجُل عَرِیفُهُ خیراً، فقال عمر حینئذٍ: هو حُرٌّ وَ وَلاؤه لك. و قال أَبو عبید: كأَنه أَراد عسی الغُوَیْر أَن یُحْدِث أَبؤُساً و أَن یأْتی بأَبؤُس؛ قال الكمیت: قالوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لهم: عسی الغُوَیْرُ بِإِبْآسٍ و إِغْوارِ و قیل: إِن الغُوَیر تصغیر غارٍ. و فی المثل: عسی الغُوَیْر أَبؤُسا؛ قال الأَصمعی: و أَصله أَنه كان غارٌ فیه ناس فانهارَ علیهم أَو أَتاهم فیه عدوّ فقتلوهم فیه، فصار مثلًا لكل شی‌ءٍ یُخاف أَن یأْتی منه شرّ ثم صغِّر الغارُ فقیل غُوَیر؛ قال أَبو عبید: و أَخبرنی الكلبی بغیر هذا، زعم أَن الغُوَیْر ماء لكلب معروف بناحیة السَّماوَة، و هذا المثل إِنما تكلَّمت به الزِّباء لما وجَّهَت قَصِیراً اللَّخْمِیَّ بالعِیر إلی العِراق لیَحْمل لها من بَزِّه، و كان قَصِیر یطلُبها بثأْر جذِیمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صنادیقَ فیها الرجالُ و السلاح، ثم
لسان العرب، ج‌5، ص: 39
عدَل عن الجادَّة المأْلوفة و تَنَكَّب بالأَجْمال الطَّریقَ المَنْهَج، و أَخذ علی الغُوَیْر فأَحسَّت الشرَّ و قالت: عسی الغُوَیْر أَبؤُسا، جمع بأْس، أَی عَساه أَن یأْتی بالبأْس و الشرِّ، و معنی عسی هاهنا مذكور فی موضعه. و قال ابن الأَثیر فی المَنْبُوذ الذی‌قال له عمر: عَسَی الغُوَیْر أَبؤُسا، قال: هذا مثَل قدیم یقال عند التُّهَمة، و الغُوَیْر تصغیر غار، و معنی المثَل: ربما جاء الشرّ من مَعْدن الخیر، و أَراد عمر بالمثَل لعلَّك زَنَیت بأُمِّه و ادّعیته لَقِیطاً، فشهد له جماعة بالسَّتْر فتركه. و‌فی حدیث یحیی بن زكریا، علیهما السلام: فَسَاحَ و لَزِم أَطراف الأَرض و غِیرانَ الشِّعاب؛ الغِیران جمع غارٍ و هو الكَهْف، و انقلبت الواو یاء لكسرة الغین. و أَما ما ورد‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَ هاهنا غُرْت، فمعناه إِلی هذا ذهبت، و اللَّه أَعلم.

غیر؛ ج5، ص: 39

: التهذیب: غَیْرٌ من حروف المعانی، تكون نعتاً و تكون بمعنی لا، و له باب علی حِدَة. و قوله: مٰا لَكُمْ لٰا تَنٰاصَرُونَ؛ المعنی ما لكم غیر مُتَناصرین. و قولهم: لا إِلَه غیرُك، مرفوع علی خبر التَّبْرِئة، قال: و یجوز لا إِله غیرَك بالنصب أَی لا إِله إِلَّا أَنت، قال: و كلَّما أَحللت غیراً محلّ إِلا نصبتها، و أَجاز الفراء: ما جاءنی غیرُك علی معنی ما جاءنی إِلا أَنت؛ و أَنشد: لا عَیْبَ فیها غیرُ شُهْلَة عَیْنِها و قیل: غیر بمعنی سِوَی، و الجمع أَغیار، و هی كلمة یوصف بها و یستثنی، فإِن وصفت بها أَتبعتها إِعراب ما قبلها، و إِن استثنیت بها أَعربتها بالإِعراب الذی یجب للاسم الواقع بعد إِلا، و ذلك أَن أَصل غیر صفة و الاستثناء عارض؛ قال الفراء: بعض بنی أَسد و قُضاعة ینصبون غیراً إِذا كان فی معنی إِلَّا، تمَّ الكلام قبلها أَو لم یتم، یقولون: ما جاءنی غیرَك و ما جاءنی أَحد غیرَك، قال: و قد تكون بمعنی لا فتنصبها علی الحال كقوله تعالی: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بٰاغٍ وَ لٰا عٰادٍ*، كأَنه تعالی قال: فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغیاً. و كقوله تعالی: غَیْرَ نٰاظِرِینَ إِنٰاهُ، و قوله سبحانه: غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ. التهذیب: غیر تكون استثناء مثل قولك هذا درهم غیرَ دانق، معناه إِلا دانقاً، و تكون غیر اسماً، تقول: مررت بغیرك و هذا غیرك. و فی التنزیل العزیز: غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ؛ خفضت غَیْرِ لأَنها نعت للذین جاز أَن تكون نعتاً لمعرفة لأَن الذین غیر مَصْمود صَمْده و إِن كان فیه الأَلف و اللام؛ و قال أَبو العباس: جعل الفراء الأَلف و اللام فیهما بمنزلة النكرة. و یجوز أَن تكون غیرٌ نعتاً للأَسماء التی فی قوله أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ و هی غیر مَصْمود صَمْدها؛ قال: و هذا قول بعضهم و الفراء یأْبی أَن یكون غیر نعتاً إِلا للّذین لأَنها بمنزلة النكرة، و قال الأَخفش: غیر بَدل، قال ثعلب: و لیس بممتنع ما قال و معناه التكریر كأَنه أَراد صراط غیرِ المغضوب علیهم، و قال الفراء: معنی غیر معنی لا، و فی موضع آخر قال: معنی غیر فی قوله غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ معنی لا، و لذلك رُدّت علیها لا كما تقول: فلان غیر محسِن و لا مُجْمِل، قال: و إِذا كان غیر بمعنی سِوی لم یجز أَن یكرّر علیها، أَ لا تری أَنه لا یجوز أَن تقول عندی سوی عبد الله و لا زیدٍ؟ قال: و قد قال مَنْ لا یعرِف العربیة إِن معنی غَیر هاهنا بمعنی سوی و إِنّ لا صِلَة؛ و احتجّ بقوله: فی بِئرِ لا حُورٍ سَرَی وما شَعَرْ قال الأَزهری: و هذا قول أَبی عبیدة، و قال أَبو زید: مَن نصَب قوله غَیْرِ الْمَغْضُوبِ فهو قطْع، و قال الزجاج: مَن نصَب غیراً، فهو علی وجهین: أَحدهما الحال، و الآخر الاستثناء. الفراء و الزجاج
لسان العرب، ج‌5، ص: 40
فی قوله عز و جل: غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ: بمعنی لا، جعلا معاً غَیْرَ بمعنی لا، و قوله عز و جل: غَیْرَ مُتَجٰانِفٍ لِإِثْمٍ، غیرَ حال هذا. قال الأَزهری: و یكون غیرٌ بمعنی لیس كما تقول العرب كلامُ الله غیرُ مخلوق و لیس بمخلوق. و قوله عز و جل: هَلْ مِنْ خٰالِقٍ غَیْرُ اللّٰهِ یَرْزُقُكُمْ؛ و قرئ: غَیْرِ الله، فمن خفض ردَّه علی خالق، و من رفعه فعلی المعنی أَراد: هل خالقٌ؛ و قال الفراء: و جائز هل من خالق «2». غیرَ الله، و كذلك: ما لكم من إِله غیرَه، هل مِنْ خالقٍ إِلا الله و ما لكم من إِله إِلا هُوَ، فتنصب غیر إِذا كانت محلَّ إِلا. و قال ابن الأَنباری فی قولهم: لا أَرانی الله بك غِیَراً؛ الغِیَرُ: من تغیَّر الحال، و هو اسم بمنزلة القِطَع و العنَب وما أَشبههما، قال: و یجوز أَن یكون جمعاً واحدته غِیرَةٌ؛ و أَنشد: و مَنْ یَكْفُرِ اللهَ یَلْقَ الغِیَرْ و تغیَّر الشی‌ءُ عن حاله: تحوّل. و غَیَّرَه: حَوَّله و بدّله كأَنه جعله غیر ما كان. و فی التنزیل العزیز: ذٰلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ لَمْ یَكُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهٰا عَلیٰ قَوْمٍ حَتّٰی یُغَیِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ؛ قال ثعلب: معناه حتی یبدِّلوا ما أَمرهم الله. و الغَیْرُ: الاسم من التغیُّر؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد: إِذْ أَنا مَغْلوب قلیلُ الغَیْر قال: و لا یقال إِلا غَیَّرْت. و ذهب اللحیانی إِلی أَن الغَیْرَ لیس بمصدر إِذ لیس له فعل ثلاثی غیر مزید. و غَیَّرَ علیه الأَمْرَ: حَوَّله. و تَغَایرتِ الأَشیاء: اختلفت. و المُغَیِّر: الذی یُغَیِّر علی بَعیره أَداتَه لیخفف عنه و یُریحه؛ و قال الأَعشی: و اسْتُحِثَّ المُغَیِّرُونَ من القَوْمِ، و كان النِّطافُ ما فی العَزَالی ابن الأَعرابی: یقال غَیَّر فلان عن بعیره إِذا حَطّ عنه رَحْله و أَصلح من شأْنه؛ و قال القُطامی: إِلا مُغَیِّرنا و المُسْتَقِی العَجِلُ و غِیَرُ الدهْرِ: أَحوالُه المتغیِّرة. و ورد‌فی حدیث الاستسقاء: مَنْ یَكْفُرِ اللهَ یَلْقَ الغِیَرَ‌أَی تَغَیُّر الحال و انتقالَها من الصلاح إِلی الفساد. و الغِیَرُ: الاسم من قولك غَیَّرْت الشی‌ء فتغیَّر. و أَما ما ورد‌فی الحدیث: أَنه كَرِه تَغْیِیر الشَّیْب‌یعنی نَتْفَه، فإِنّ تغییر لونِه قد أُمِر به فی غیر حدیث. و غارَهُم الله بخیر و مطَرٍ یَغِیرُهم غَیْراً و غِیاراً و یَغُورهم: أَصابهم بمَطر و خِصْب، و الاسم الغِیرة. و أَرض مَغِیرة، بفتح المیم، و مَغْیُورة أَی مَسْقِیَّة. یقال: اللهم غِرْنا بخیر و غُرْنا بخیر. و غارَ الغیثُ الأَرض یَغِیرها أَی سقاها. و غارَهُم الله بمطر أَی سقاهم، یَغِیرهم و یَغُورهم. و غارَنا الله بخیر: كقولك أَعطانا خیراً؛ قال أَبو ذؤیب: وما حُمِّلَ البُخْتِیُّ عام غِیَارهِ، علیه الوُسُوقُ بُرُّها و شَعِیرُها و غارَ الرجلَ یَغُورُه و یَغِیره غَیْراً: نفعه؛ قال عبد مناف «3». بن ربعیّ الهُذَلی: ما ذا یَغیر ابْنَتَیْ رِبْعٍ عَوِیلُهُما لا تَرْقُدانِ، و لا بُؤْسَی لِمَنْ رَقَدَا یقول: لا یُغنی بُكاؤهما علی أَبیهما من طلب ثأْرِه شیئاً. و الغِیرة، بالكسر، و الغِیارُ: المِیرة. و قد غارَهم یَغِیرهم و غارَ لهم غِیاراً أَی مارَهُم و نفعهم؛
(2). قوله [هل من خالق إلخ] هكذا فی الأَصل و لعل أصل العبارة بمعنی هل من خالق إلخ (3). قوله [عبد مناف] هكذا فی الأَصل، و الذی فی الصحاح: عبد الرحمن
لسان العرب، ج‌5، ص: 41
قال مالك بن زُغْبة الباهِلیّ یصِف امرأَة قد كبِرت و شاب رأْسها تؤمِّل بنیها أَن یأْتوها بالغنیمة و قد قُتِلوا: و نَهْدِیَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِیَّةٍ، تُؤَمِّل نَهْباً مِنْ بَنِیها یَغِیرُها أَی یأْتِیها بالغَنیمة فقد قُتِلوا؛ و قول بعض الأَغفال: ما زِلْتُ فی مَنْكَظَةٍ و سَیْرِ لِصِبْیَةٍ أَغِیرُهم بِغَیْرِ قد یجوز أَن یكون أَراد أَغِیرُهم بِغَیرٍ، فغیَّر للقافیة، و قد یكون غَیْر مصدر غارَهُم إِذا مارَهُم. و ذهب فلان یَغیرُ أَهله أَی یَمِیرهم. و غارَه یَغِیره غَیْراً: وَداهُ؛ أَبو عبیدة: غارَنی الرجل یَغُورُنی و یَغیرُنی إِذا وَداك، من الدِّیَة. و غارَه من أَخیه یَغِیره و یَغُوره غَیْراً: أَعطاه الدیة، و الاسم منها الغِیرة، بالكسر، و الجمع غِیَر؛ و قیل: الغِیَرُ اسم واحد مذكَّر، و الجمع أَغْیار. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لرجل طلَب القَوَد بِوَلیٍّ له قُتِلَ: أَ لا تَقْبَل الغِیَر؟ و فی روایة أَ لا الغِیَرَ تُرِیدُ؟الغِیَرُ: الدیة، و جمعه أَغْیار مثل ضِلَع و أَضْلاع. قال أَبو عمرو: الغِیَرُ جمع غِیرةٍ و هی الدِّیَةُ؛ قال بعض بنی عُذْرة: لَنَجْدَعَنَّ بأَیدِینا أُنُوفَكُمُ، بَنِی أُمَیْمَةَ، إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِیَرَا «1» و قال بعضهم: إِنه واحد و جمعه أَغْیار. و غَیَّرَه إِذا أَعطاه الدیة، و أَصلها من المُغایَرة و هی المُبادَلة لأَنها بدَل من القتل؛ قال أَبو عبیدة: و إِنما سمّی الدِّیة غِیَراً فیما أَری لأَنه كان یجب القَوَد فغُیّر القَوَد دیةً، فسمّیت الدیة غِیَراً، و أَصله من التَّغْییر؛ و قال أَبو بكر: سمیت الدیة غِیَراً لأَنها غُیِّرت عن القَوَد إِلی غیره؛ رواه ابن السكِّیت فی الواو و الیاء. و‌فی حدیث مُحَلِّم «2». بن جثَّامة: إنی لم أَجد لِمَا فعَل هذا فی غُرَّة الإِسلام مثلًا إِلا غَنَماً وردَتْ فَرُمِیَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها: اسْنُن الیومَ و غَیِّر غداً؛ معناه أَن مثَل مُحَلِّمٍ فی قتْله الرجلَ و طلَبِه أَن لا یُقْتَصَّ منه و تُؤخذَ منه الدِّیة، و الوقتُ أَول الإِسلام و صدرُه، كمَثل هذه الغَنَم النافِرة؛ یعنی إِنْ جَری الأَمر مع أَوْلِیاء هذا القتیل علی ما یُرید مُحَلِّم ثَبَّطَ الناسَ عن الدخول فی الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد یُغَیَّر بالدِّیة، و العرب خصوصاً، و همُ الحُرَّاص علی دَرْك الأَوْتار، و فیهم الأَنَفَة من قبول الدیات، ثم حَثَّ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، علی الإِقادة منه‌بقوله: اسْنُن الیوم و غَیِّرْ غداً؛ یرید: إِنْ لم تقتَصَّ منه غَیَّرْت سُنَّتَك، و لكنَّه أَخرج الكلام علی الوجه الذی یُهَیّج المخاطَب و یحثُّه علی الإِقْدام و الجُرْأَة علی المطلوب منه. و منه‌حدیث ابن مسعود: قال لعمر، رضی الله عنهما، فی رجل قتل امرأَة و لها أَولیاء فعَفَا بعضهم و أَراد عمر، رضی الله عنه، أَن یُقِیدَ لمن لم یَعْفُ، فقال له: لو غَیَّرت بالدیة كان فی ذلك وفاءٌ لهذا الذی لم یَعْفُ و كنتَ قد أَتممت لِلْعافی عَفْوَه، فقال عمر، رضی الله عنه: كَنِیفٌ مُلئ عِلْماً؛ الجوهری: الغِیَرُ الاسم من قولك غَیَّرت الشی‌ء فتَغَیَّر. و الغَیْرة، بالفتح، المصدر من قولك غار الرجل علی أَهْلِه. قال ابن سیدة: و غار الرجل علی امرأَته، و المرأَة علی بَعْلها تَغار غَیْرة و غَیْراً
(1). قوله [بنی أمیمة] هكذا فی الأصل و الأَساس، و الذی فی الصحاح: بنی أمیة. (2). قوله [و فی حدیث محلم] أی حین قتل رجلًا فأبی عیینة بن حصن أن یقبل الدیة، فقام رجل من بنی لیث فقال: یا رسول الله إنی لم أجد إلخ. انتهی. من هامش النهایة
لسان العرب، ج‌5، ص: 42
و غاراً و غِیاراً؛ قال أَبو ذؤیب یصِف قُدوراً: لَهُنَّ نَشِیجٌ بالنَّشِیلِ كأَنَّها ضَرائِرُ حِرْمِیٍّ، تَفاحَشَ غارُها و قال الأَعشی: لاحَهُ الصَّیْفُ و الغِیارُ و إِشْفاقٌ علی سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ و رجل غَیْران، و الجمع غَیارَی و غُیَارَی، و غَیُور، و الجمع غُیُرٌ، صحَّت الیاء لخفّتها علیهم و أَنهم لا یستثقلون الضمة علیها استثقالهم لها علی الواو، و من قال رُسْل قال غُیْرٌ، و امرأَة غَیْرَی و غَیُور، و الجمع كالجمع؛ الجوهری: امرأَة غَیُور و نسوة غُیُرٌ و امرأَة غَیْرَی و نسوة غَیارَی؛ و‌فی حدیث أُم سلمة، رضی الله عنها: إِنَّ لی بِنْتاً و أَنا غَیُور، هو فَعُول من الغَیْرة و هی الحَمِیّة و الأَنَفَة. یقال: رجل غَیور و امرأَة غَیُور بلا هاء لأَنّ فَعُولًا یشترِك فیه الذكر و الأُنثی. و‌فی روایة: امرأَة غَیْرَی؛ هی فَعْلی من الغَیْرة. و المِغْیارُ: الشدید الغَیْرة؛ قال النابغة: شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَیْلَةِ حُرَّةٍ، یُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْیارِ و رجل مِغْیار أَیضاً و قوم مَغایِیر. و فلان لا یَتَغَیَّر علی أَهله أَی لا یَغار و أَغارَ أَهلَه: تزوّج علیها فغارت. و العرب تقول: أَغْیَرُ من الحُمَّی أَی أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَیُور لبعْلها. و غایَرَه مُغایَرة: عارضه بالبیع و بادَلَه. و الغِیارُ: البِدالُ؛ قال الأَعشی: فلا تَحْسَبَنّی لكمْ كافِراً، و لا تَحْسبَنّی أُرِیدُ الغِیارَا تقول للزَّوْج: فلا تحسَبَنّی كافراً لِنعْمتك و لا مِمَّن یرید بها تَغْیِیراً. و قولهم: نزل القوم یُغَیِّرون أَی یُصْلِحون الرحال. و بَنُو غِیَرة: حیّ.

فصل الفاء؛ ج5، ص: 42

فأر؛ ج5، ص: 42

: الفَأْرُ، مهموز: جمع فَأْرَةٍ. ابن سیدة: الفَأْر معروف، و جمعه فِئْرانٌ و فِئَرَةٌ، و الأُنثی فَأْرَةٌ، و قیل: الفَأْرُ للذكر و الأُنثی كما قالوا للذكر و الأُنثی من الحمام: حَمامة. ابن الأَعرابی: یقال لذكر الفَأْرِ الفُؤْرور «3». و العَضَل، و یقال للحمِ المَتْنِ فَأْرُ المَتْنِ و یَرابیعُ المَتْنِ؛ و قال الراجز یصف رجلًا: كأَنَّ جَحْمَ حَجَرٍ إِلی حَجَرْ نِیطَ بمَتْنَیْه من الفَأْرِ الفُؤَرْ و‌فی الحدیث: خَمْس فَواسِق یُقْتَلْنَ فی الحلّ و الحَرَم، منها الفَأْرة، هی مهموزة و قد یترك همزها تخفیفاً. و أرضٌ فَئِرَةٌ، علی فَعِلة، و مَفْأَرة: من الفِئْران، و جَرِذةٌ: من الجُرَذ. و لبن فَئِر: وقعت فیه الفَأْرةُ. و فَأَرَ الرجلُ: حفر حفرَ الفَأْرِ، و قیل: فَأَرَ حفر و دفن؛ أَنشد ثعلب: إِنّ صُبَیْحَ ابنَ الزِّنا قد فَأَرَا فی الرَّضم، لا یَتْرُكُ منهُ حَجَرَا و ربما سُمِّی المسك فَأْراً لأَنه من الفَأْرِ، یكونُ فی قول بعضهم. و فَأْرَةُ المِسْكِ: نافِجَتُهُ.قال عمرو ابن بحر: سأَلت رجلًا عَطّاراً من المعتزلة عن فَأْرَةِ المسكِ، فقال: لیس بالفَأْرة و هو بالخِشْفِ أَشبه، ثم قال: فأْرة المسك تكون بناحیة تُبَّت یصیدها الصیاد فیعصب سُرَّتها بعصاب شدید و سرتها مُدَلّاة فیجتمع فیها دمها ثم تذبح، فإِذا سكنت قَوَّر السرة
(3). قوله [الفؤرور] كذا هو بالأَصل و الذی نقله شارح القاموس عن ابن الأَعرابی الفُؤَر كصُرَد و استشهد علیه بالبیت الآتی
لسان العرب، ج‌5، ص: 43
المُعَصَّرة ثم دفنها فی الشعیر حتی یستحیل الدم الجامد مسكاً ذكیّاً بعد ما كان دماً لا یُرام نَتْناً، قال: و لو لا أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قد تطیَّب بالمسك ما تطیبت به.قال: و یقع اسم الفَأْر علی فَأْرَة التَّیْس و فَأْرَة البیت و فَأْرَة المِسْك و فَأْرَة الإِبل؛ قال: و فَأْرَةُ الإِبل أن تُفوح منها رائحة طیبة، و ذلك إِذا رعت العشب و زهره ثم شربت و صدرت عن الماء نَدِیَتْ جلودها ففاحت منها رائحة طیبة، فیقال لتلك فأْرة الإِبل؛ عن یعقوب؛ قال الراعی یصف إِبلًا: لها فَأْرَة ذَفْراء كلَّ عشیةٍ، كما فَتَقَ الكافورَ بالمسك فاتِقُهْ و عقیل تهمز الفأْرة و الجُؤْنة و المُؤْسی و الحُؤْت. و مكان فَئِرٌ: كثیر الفَأْر. و أَرضٌ مَفْأَرَةٌ: ذات فَأْرٍ. و الفَأْرة و الفُؤْرة، تهمز و لا تهمز: ریح تكون فی رُسْغ البعیر، و فی المحكم: فی رسغ الدابة تَنْفَشُّ إِذا مُسِحت، و تَجْتمع إِذا تُرِكت. و الفِئْرةُ و الفُؤَارةُ، كلاهما: حُلْبة و تمر یطبخ و تسقاه النُّفَساء؛ التهذیب: و الفِئْرةُ حلبة تطبخ حتی إِذا قارب فَوَرانها أُلقیت فی مِعْصَر فصُفِّیت ثم یُلْقی علیها تمر ثم تَتَحَسَّاها المرأَة النفساء؛ قال أَبو منصور: هی الفِئْرَةُ و الفَئِیرةُ و الفَرِیقةُ. و الفَأْرُ: ضرب من الشجر، یهمز و لا یهمز. ابن الأَثیر فی هذه الترجمة: و فی الحدیث ذكر فاران، هو اسم عبرانی لجبال مكة، شرفها الله، له ذكر فی أَعلام النبوة، قال: و أَلفه الأُولی لیست همزة.

فتر؛ ج5، ص: 43

: الفَتْرَةُ: الانكسار و الضعف. و فَتَر الشی‌ءُ و الحرّ و فلان یَفْتُر و یَفْتِر فُتُوراً و فُتاراً: سكن بعد حدّة و لانَ بعد شدة؛ و فَتَّره الله تَفْتِیراً و فَتَّر هو؛ قال ساعدة بن جؤیة الهذلی: أُخِیلُ بَرْقاً متی حابٍ له زَجَلٌ، إِذا یُفَتِّرُ من تَوْماضِه حَلَجَا یرید من سحاب «1» حاب. و الزجل: صوت الرعد؛ و قول ابن مقبل یصف غیثاً: تَأَمَّلْ خَلیلی، هَلْ تَرَی ضَوْءَ بارِقٍ یَمانٍ، مَرَتْه ریحُ نَجْدٍ فَفَتَّرا؟ قال حماد الروایة: فتَّر أَی أَقام و سكن. و قال الأَصمعی: فَتَّر مَطَر و فَرغ ماؤُه و كَفَّ و تحیّر. و الفَتَر: الضعف. و فَتَر جسمُه یَفْتِرُ فُتوراً: لانَتْ مفاصله و ضعف. و یقال: أَجد فی نفسی فَتْرةً، و هی كالضَّعفة. و یقال للشیخ: قد عَلَتْه كَبْرة و عَرَتْه فَتْرَة. و أفْتَرَه الداء: أَضعفه، و كذلك أَفْتَره السكر. و الفُتار: ابتداء النَّشْوة؛ عن أَبی حنیفة، و أَنشد للأَخطل: و تَجَرَّدَتْ بعد الهَدیر، و صَرَّحَتْ صَهْباء، ترمی شَرْبَها بفُتارِ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نهی عن كل مُسْكر و مُفَتِّرٍ؛ فالمسكر الذی یزیل العقل إِذا شُرب، و المُفَتِّر الذی یُفَتِّر الجسد إِذا شُرب أَی یحمی الجسد و یصیِّر فیه فُتُوراً؛ فإِما أَن یكون أَفْتَره بمعنی فَتَّره أَی جعله فاتراً، و إِما أَن یكون أَفْتَرَ الشرابُ إِذا فَتَرَ شاربُه كأَقْطَفَ إِذا قَطَفَتْ دابتُه. و ماءٌ فاترٌ: بین الحار و البارد. و فَتَرَ الماءُ: سكن حرّه. و ماء فاتورٌ: فاتر. و طَرْف فاتِرٌ: فیه
(1). قوله [یرید من سحاب] أی فمتی بمعنی من، و یحتمل أن تكون بمعنی وسط، أو بمعنی فی كما ذكره فی مادة ح ل ج و قال هناك و یروی خلجا
لسان العرب، ج‌5، ص: 44
فُتور و سُجُوّ لیس بحادّ النظر. ابن الأَعرابی: أَفْتَر الرجلُ، فهو مُفْتِرٌ إِذا ضعفت جفونه فانكسر طَرْفه. الجوهری: طَرْف فاتر إِذا لم یكن حدیداً. و الفِتْر: ما بین طرف الإِبهام و طرف المُشیرة. و قیل: ما بین الإِبهام و السبابة. الجوهری: الفِتْرُ ما بین طرف السَّبَّابة و الإِبهام إِذا فتحتهما. و فَتَر الشی‌ءَ: قدّره و كاله بِفتْرِه، كشَبَره: كاله بِشبْره. و الفَتْرَةُ: ما بین كل نَبِیَّیْنِ، و فی الصحاح: ما بین كل رسولین من رسل الله، عز و جل، من الزمان الذی انقطعت فیه الرسالة. و‌فی الحدیث: فَتْرَةَ ما بین عیسی و محمد، علیهما الصلاة و السلام.و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: أَنه مرض فبكی فقال: إِنما أَبكی لأَنه أَصابنی علی حال فَتْرة و لم یصبنی علی حال اجتهاد‌أَی فی حال سكون و تقلیل من العبادات و المجاهدات. و فَتْرٌ و فِتْرٌ: اسم امرأَة؛ قال المسیب بن علس و یروی للأَعشی: أَ صَرَمْتَ حبل الوَصْلِ من فَتْرِ، و هَجَرْتَها و لَجَحْتَ فی الهجرِ و سَمِعْتَ حَلْفتها التی حَلَفَتْ، إِن كان سَمْعُك غیر ذی وَقْر قال ابن بری: المشهور عند الرواة من فتر، بفتح الفاء، و ذكر بعضهم أَنها قد تكسر و لكن الأَشهر فیها الفتح. و صرمتَ: قطعتَ. و الحبل: الوصل. و الوَقْر: الثقل فی الأُذن. یقال منه: وَقِرَتْ أُذنُه تَوْقَرُ وَقْراً و وَقَرَتْ تَوْقِرُ أَیضاً، و جواب إِن الشرطیة أَغنی عنه ما تقدم تقدیره: إِن لم یكن بك صمم فقد سمعت حلفتها. أَبو زید: الفُتْر النَّبِیَّة، و هو الذی یُعْمل من خُوص یُنخل علیه الدقیق كالسُّفْرة.

فتكر؛ ج5، ص: 44

: لقیت منه الفِتَكْرِینَ و الفُتَكْرِینَ، بكسر الفاء و ضمها و التاء مفتوحة و النون للجمع، أَی الدواهی و الشدائد، و قیل: هی الأَمر العَجَب العظیم كأَن واحد الفِتَكْرِینَ فِتَكْر، و لم ینطق به إِلا أَنه مقدر كان سبیله أَن یكون الواحد فِتَكْرة، بالتأْنیث، كما قالوا: داهیة و منكرة، فلما لم تظهر الهاء فی الواحد جعلوا جمعه بالواو و النون عوضاً من الهاء المقدرة، و جری ذلك مجری أَرض و أَرضین، و إِنما لم یستعملوا فی هذه الأَسماء الإِفراد فیقولوا: فِتَكْر و بِرَح و أَقْوَر، و اقتصروا فیه علی الجمع دون الإِفراد، من حیث كانوا یصفون الدواهی بالكثرة و العموم و الاشتمال و الغلبة.

فثر؛ ج5، ص: 44

: الفَاثور، عند العامة: الطَّست أَو الخِوان یتخذ من رُخامٍ أَو فضة أَو ذهب؛ قال الأَغلب العجلی: إِذا انْجَلی فاثُور عَیْن الشَّمسِ و قال أَبو حاتم فی الخِوان الذی یتخذ من الفضة: و نَحْراً كفَاثُورِ اللُّجَیْنِ، یَزینُه تَوَقُّدُ یاقوتٍ، و شَذْراً مُنَظَّما و مثله لمعن بن أَوس: و نحراً، كفاثور اللجین، و ناهداً و بَطْناً كغِمْدِ السیف، لم یَدْرِ ما الحَمْلا و یروی: … لم یعرف الحَمْلا. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: و تكون الأَرض كفَاثُور الفضة؛ قال: الفاثور الخِوان، و قیل: طست أَو جامٌ من فضة أَو ذهب؛ و منه قولهم لقُرْص الشمس فاثورها؛ و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: كان بین یدیه یوم عید فَاثُور علیه خبزُ السَّمْراءِ‌أَی خِوان، و قد یشبَّه
لسان العرب، ج‌5، ص: 45
الصدر الواسع به فیسمی فاثوراً؛ قال الشاعر: لها جِیدُ ریمٍ فوق فاثُور فِضَّةٍ، و فَوقَ مَناطِ الكَرْمِ وَجْهٌ مُصَوَّر و عمَّ بعضهم به جمیع الأَخْونَة، و خص التهذیب به أَهل الشام فقال: و أَهل الشام یتخذون خِواناً من رُخام یسمونه الفاثور، فأَقام فی مقام علی «1»؛ و قول لبید: حَقائِبُهُمْ راحٌ عَتیقٌ و دَرْمَكٌ، و رَیْطٌ و فاثُورِیَّةٌ و سُلاسِل قال: الفاثوریة هنا أَخْوِنة و جَاماتٌ. و‌فی الحدیث: تكون الأَرض یوم القیامة كفَاثورِ الفضةِ؛ و قیل: إِنه خوان من فضة، و قیل: جامٌ من فضة. و الفاثور: المِصْحَاةُ و هی النَّاجُود و الباطِیةُ. و قال اللیث فی كلام ذكره لبعضهم: و أَهل الشام و الجزیرة علی فاثُورٍ واحد، كأَنه عَنی علی بساط واحد. و ابن سیدة و غیره: و الفاثور الجَفْنةُ، عند ربیعة. و هم علی فاثور واحد أَی بُسُطٍ واحدة و مائدة واحدة و منزلة واحدة؛ قال: و الكلمة لأَهل الشام و الجزیرة. و فاثور: موضع؛ عن كراع؛ قال لبید: بین فاثُورٍ أُفاقٍ فالدَّحَلْ «2».

فجر؛ ج5، ص: 45

: الفَجْر: ضوء الصباح و هو حُمْرة الشمس فی سواد اللیل، و هما فَجْرانِ: أَحدهما المُسْتطیل و هو الكاذب الذی یسمی ذَنَبَ السِّرْحان، و الآخر المُسْتطیر و هو الصادق المُنتَشِر فی الأُفُقِ الذی یُحَرِّم الأَكل و الشرب علی الصائم و لا یكون الصبحُ إِلا الصادقَ. الجوهری: الفَجْر فی آخر اللیل كالشَّفَقِ فی أَوله. ابن سیدة: و قد انْفَجَر الصبح و تَفَجَّر و انْفَجَر عنه اللیلُ. و أَفْجَرُوا: دخلوا فی الفَجْر كما تقول: أَصبحنا، من الصبح؛ و أَنشد الفارسی: فما أَفْجَرَتْ حتی أَهَبَّ بسُدْفةٍ عَلاجیمُ، عَیْنُ ابْنَیْ صُباحٍ تُثیرُها و‌فی كلام بعضهم: كنت أَحُلّ إِذا أَسحرْت، و أَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْت.و‌فی الحدیث: أُعَرّسُ إِذا أَفْجَرْت، و أَرْتَحِل إِذا أَسْفَرْت‌أَی أَنزل للنوم و التعریس إِذا قربت من الفجر، و أَرتحل إِذا أَضاء. قال ابن السكیت: أَنت مُفْجِرٌ من ذلك الوقت إِلی أَن تطلع الشمس. و حكی الفارسی: طریقٌ فَجْرٌ واضح: و الفِجار: الطُّرُقُ مثل الفِجاج. و مُنْفَجَرُ الرمل: طریق یكون فیه. و الفَجْر: تَفْجیرُكَ الماء، و المَفْجَرُ: الموضع یَنْفَجِرُ منه. و انْفَجَر الماءُ و الدمُ و نحوهما من السیّال و تَفَجَّرَ: انبعث سائلًا. و فَجَرَه هو یَفْجُره، بالضم، فَجْراً فانْفَجَرَ أَی بَجَسه فانْبَجَس. و فَجَّره: شُدّد للكثرة؛ و‌فی حدیث ابن الزبیر: فَجَّرْت بنفسك‌أَی نسبتها إِلی الفُجورِ كما یقال فَسَّقْته و كَفَّرْته. و المَفْجَرةُ و الفُجْرةُ، بالضم: مُنْفَجَر الماء من الحوض و غیره، و فی الصحاح: موضع تَفَتُّح الماء. و فَجْرَة الوادی: مُتَّسعه الذی ینفجر إِلیه الماء كثُجْرَته. و المَفْجَرة: أَرض تطمئنّ فتنفجر فیها أَوْدِیة. و أَفْجَرَ یَنْبُوعاً من ماء أَی أَخرجه. و مَفاجر الوادی: مَرَافضه حیث یرفضُّ إِلیه السیل. و انْفَجَرَتْ علیهم الدواهی: أَتتهم من كل وجه كثیرة بَغْتة؛ و انْفَجَر علیهم القومُ، و كله علی التشبیه.
(1). قوله [فأقام فی مقام علی] هكذا فی الأَصل (2). قوله [بین فاثور إلخ] صدره: و لدی النعمان منی موقف
لسان العرب، ج‌5، ص: 46
و المُتَفَجِّر: فرس الحرث بن وَعْلَةَ كأَنه یَتَفَجَّرُ بالعرق. و الفَجَر: العطاء و الكرم و الجود و المعروف؛ قال أَبو ذؤیب: مَطاعیمُ للضَّیْفِ حین الشِّتاءِ، شُمُّ الأُنوفِ، كثِیرُ و الفَجَرْ و قد تَفَجَّرَ بالكَرم و انْفَجَرَ. أَبو عبیدة: الفَجَر الجود الواسع و الكرم، من التَّفَجُّرِ فی الخیر؛ قال عمرو بن إمرئ القیس الأَنصاری یخاطب مالك بن العجلان: یا مالِ، و السَّیِّدُ المُعَمَّمُ قد یُبْطِرُه، بَعْدَ رأْیهِ، السَّرَفُ نَحْنُ بما عندنا، و أَنت بما عِندك راضٍ، و الرأْی مختلفُ یا مالِ، و الحَقُّ إِن قَنِعْتَ به، فالحقُّ فیه لأَمرِنا نَصَفُ خالفتَ فی الرأْی كلَّ ذی فَجَرٍ، و الحقُّ، یا مالِ، غیرُ ما تَصِفُ إِنَّ بُجَیْراً مولیً لِقَوْمِكُمُ، و الحَقُّ یُوفی به و یُعْتَرَفُ قال ابن بری: و بیت الاستشهاد أَورده الجوهری: خالفتَ فی الرأْی كلَّ ذی فَجَرٍ، و البَغْیُ، یا مالِ، غیرُ ما تَصفُ قال: و صواب إِنشاده: و الحق، یا مال، غیر ما تصف قال: و سبب هذا الشعر أَنه كان لمالك بن العَجْلان مَوْلی یقال له بُجَیْر، جلس مع نَفَرٍ من الأَوْس من بنی عمرو بن عوف فتفاخروا، فذكر بُجَیْر مالك بن العجلان و فضله علی قومه، و كان سید الحیَّیْنِ فی زمانه، فغضب جماعة من كلام بُجیر و عدا علیه رجل من الأَوس یقال له سُمَیْر بن زید بن مالك أَحد بنی عمرو بن عوف فقتله، فبعث مالك إِلی عمرو بن عوف أَن ابعثوا إِلیَّ بسُمَیْر حتی أَقتله بَمَوْلایَ، و إِلا جَرَّ ذلك الحرب بیننا، فبعثوا إِلیه: إِنا نعطیك الرضا فخذ منا عَقْله، فقال: لا آخذ إِلا دِیَةَ الصَّریحِ، و كانت دیة الصَّریح ضعف دیة المَوْلی، و هی عشر من الإِبل، و دِیةُ المولی خمس، فقالوا له: إِن هذا منك استذلال لنا و بَغْیٌ علینا، فأَبی مالك إِلا أَخْذَ دِیَةِ الصریح، فوقعت بینهم الحرب إِلی أَن اتفقوا علی الرضا بما یحكم به عمرو بن إمرئ القیس، فحكم بأَن یُعْطی دیة المولی، فأَبی مالك، و نَشِبَت الحرب بینهم مدة علی ذلك. ابن الأَعرابی: أَفْجَر الرجلُ إِذا جاء بالفَجَرِ، و هو المال الكثیر، و أَفْجَرَ إِذا كذب، و أَفْجَرَ إِذا عصی، و أَفْجَرَ إِذا كفر. و الفَجَرُ: كثرة المال؛ قال أَبو مِحْجن الثقفی: فقد أَجُودُ، و ما مَالی بذی فَجَرٍ، و أَكْتُم السرَّ فیه ضَرْبَةُ العُنُقِ و یروی: بذی فَنَعٍ، و هو الكثرة، و سیأْتی ذكره. و الفَجَر: المال؛ عن كراع. و الفَاجِرُ: الكثیر المالِ، و هو علی النسب. و فَجَرَ الإِنسانُ یَفْجُرُ فَجْراً و فُجوراً: انْبَعَثَ فی المعاصی. و‌فی الحدیث: إِن التُّجَّار یُبْعثون یوم القیامة فُجَّاراً إِلا من اتقی الله؛ الفُجَّار: جمع فاجِرٍ و هو المْنْبَعِث فی المعاصی و المحارم. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، فی العُمْرة: كانوا یَرَوْنَ العمرة فی أَشهر الحج من أَفْجَرِ الفُجورِ‌أَی من أَعظم الذنوب؛ و قول أَبی ذؤیب:
لسان العرب، ج‌5، ص: 47
و لا تَخْنُوا عَلَیَّ و لا تَشِطُّوا بقَوْل الفَجْرِ، إِنَّ الفَجْر حُوبُ یروی: الفَجْر و الفَخْر، فمن قال الفَجْر فمعناه الكذب، و من قال الفَخر فمعناه التَّزَیُّد فی الكلام. و فَجَرَ فُجُوراً أَی فسق. و فَجَر إِذا كذب، و أَصله المیل. و الفاجرُ: المائل؛ و قال الشاعر: قَتَلْتُم فتًی لا یَفْجُر اللهَ عامداً، و لا یَحْتَویه جارُه حین یُمْحِلُ أَی لا یَفْجُر أَمرَ الله أَی لا یمیل عنه و لا یتركه. الهوازنی: الافْتِجارُ فی الكلام اخْتِراقُه من غیر أَن تَسْمعه من أَحد فَتَتَعَلَّمَهُ؛ و أَنشد: نازِعِ القومَ، إِذا نازَعْتَهُمْ، بأَرِیبٍ أَو بِحَلَّافٍ أَبَلْ یَفْجُرُ القولَ و لم یَسْمَعْ به، و هو إِنْ قیلَ: اتَّقِ اللهَ، احْتَفَلْ و فَجَرَ الرجلُ بالمرأَة یَفْجُر فُجوراً: زنا. و فَجَرَت المرأَة: زنت. و رجل فاجِرٌ من قوم فُجَّارٍ و فَجَرَةٍ، و فَجورٌ من قوم فُجُرٍ، و كذلك الأُنثی بغیر هاء؛ و قوله عز و جل: بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسٰانُ لِیَفْجُرَ أَمٰامَهُ؛ أَی یقول سوف أَتوب؛ و یقال: یُكْثرُ الذنوبَ و یؤخّر التوبة، و قیل: معناه أَنه یسوِّف بالتوبة و یقدم الأَعمال السیئة؛ قال: و یجوز، و الله أَعلم، لیَكْفُر بما قدّامه من البعث. و قال المؤرج: فَجَرَ إِذا ركب رأْسه فمضی غیر مُكْتَرِثٍ. قال: و قوله لِیَفْجُرَ، لیمضی أَمٰامَهُ راكباً رأْسه. قال: و فَجَرَ أَخطأَ فی الجواب، و فَجَرَ من مرضه إِذا برأَ، و فَجَرَ إِذا كلَّ بصرُه. ابن شمیل: الفُجورُ الركوب إِلی ما لا یَحِلُّ. و حلف فلان علی فَجْرَةَ و اشتمل علی فَجْرَةَ إِذا ركب أَمراً قبیحاً من یمین كاذبة أَو زِناً أَو كذب. قال الأَزهری: فالفَجْرُ أَصله الشق، و منه أُخِذَ فَجْرُ السِّكْرِ، و هو بَثْقُه، و یسمی الفَجْرُ فَجْراً لانْفِجارِه، و هو انصداع الظلمة عن نور الصبح. و الفُجورُ: أَصله المیل عن الحق؛ قال لبید یخاطب عمه أَبا مالك: فقلتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَیْرِكَ، و اعْلَمَنْ بأَنك، إِنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ فأَصْبَحْتَ أَنَّی تأْتِها تَبْتَئِسْ بها، كِلا مَرْكَبَیها، تحتَ رِجْلِكَ، شاجِرُ فإِن تَتَقَدَّمْ تَغْشَ منها مُقَدَّماً غلیظاً، و إِن أَخَّرْتَ فالكِفْلُ فاجِرُ یقول: مَقْعد الردیف مائل. و الشاجر: المختلف. و أَحْناءَ طَیرِك أَی جوانب طَیْشِكَ. و الكاذب فاجرٌ و المكذب فاجرٌ و الكافر فاجرٌ لمیلهم عن الصدق و القصد؛ و قول الأَعرابی لعمر: فاغفر له، اللهمَّ، إِن كان فَجَرْ أَی مال عن الحق، و قیل فی قوله: لِیَفْجُرَ أَمٰامَهُ: أَی لیُكَذِّبَ بما أَمامه من البعث و الحساب و الجزاء. و قول الناس فی الدعاء: و نَخْلَع و نترك مَنْ یَفْجُرُك؛ فسره ثعلب فقال: مَنْ یَفْجُرُك من یعصیك و من یخالفك، و قیل: من یضع الشی‌ء فی غیر موضعه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا استأْذنه فی الجهاد فمنعه لضعف بدنه، فقال له: إِن أَطلقتنی و إِلا فَجَرْتُكَ؛ قوله: و إِلا فَجَرْتُكَ أَی عصیتك و خالفتك و مضیت إِلی الغَزْوِ، یقال: مال من حق إِلی باطل. ابن الأَعرابی: الفَجُور و الفاجِرُ المائل و الساقط عن الطریق. و یقال للمرأَة: یا فَجارِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 48
معدول عن الفاجِرةِ، یرید: یا فاجِرةُ. و‌فی حدیث عائشة «3» رضی اللَّه عنها: یا لَفُجَر‌هو معدول عن فاجِرٍ للمبالغة و لا یستعمل إِلا فی النداء غالباً. و فَجارِ: اسم للفَجْرَة و الفُجورِ مثل قَطامِ، و هو معرفة؛ قال النابغة: إِنا اقْتَسَمْنا خُطَّتَیْنا بیننا: فَحَمَلْتُ بَرَّةَ، و احتملتَ فَجارِ قال ابن سیدة: قال ابن جنی: فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ، و فَجْرَةُ علم غیر مصروف، كما أَن بَرَّةَ كذلك؛ قال: و قول سیبویه إِنها معدولة عن الفَجْرَةِ تفسیر علی طریق المعنی لا علی طریق اللفظ، و ذلك أَن سیبویه أَراد أَن یعرِّف أَنه معدول عن فَجْرَةَ علماً فیریك ذلك فعدل عن لفظ العلمیة المراد إِلی لفظ التعریف فیها المعتاد، و كذلك لو عدلتَ عن بَرَّةَ قلت بَرَارِ كما قلت فَجارِ، و شاهد ذلك أَنهم عدلوا حَذام و قَطام عن حاذمة و قاطمة، و هما علمان، فكذلك یجب أَن تكون فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ علماً أَیضاً. و أَفْجَرَ الرجلَ: وجده فاجِراً. و فَجَرَ أَمرُ القوم: فسد. و الفُجور: الرِّیبة، و الكذب من الفُجُورِ. و قد ركب فلان فَجْرَةَ و فَجارِ، لا یُجْرَیان، إِذا كذب و فَجَرَ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: إِیاكم و الكذب فإِنه مع الفُجُورِ، و هما فی النار؛ یرید المیل عن الصدق و أَعمال الخیر. و أَیامُ الفِجارِ: أَیامٌ كانت بین قَیْسٍ و قریش. و‌فی الحدیث: كنت أَیام الفِجارِ أَنْبُلُ علی عمومتی، و قیل: أَیام الفِجارِ أَیام وقائع كانت بین العرب تفاجروا فیها بعُكاظَ فاسْتَحَلُّوا الحُرُمات. الجوهری: الفِجارُ یوم من أَیام العرب، و هی أَربعة أَفْجِرَةٍ كانت بین قریش و مَن معها من كِنانَةَ و بین قَیْس عَیْلان فی الجاهلیة، و كانت الدَّبْرة علی قیس، و إِنما سَمَّتْ قریش هذه الحرب فِجاراً لأَنها كانت فی الأَشهر الحرم، فلما قاتلوا فیها قالوا: قد فَجَرْنا فسمیت فِجاراً. و فِجاراتُ العرب: مفاخراتها، واحدها فِجارٌ. و الفِجاراتُ أَربعة: فِجار الرجل، و فِجار المرأَة، و فِجار القِرْد، و فِجار البَرَّاضِ، و لكل فِجار خبر. و فَجَرَ الراكبُ فُجوراً: مال عن سرجه. و فَجَرَ أیضاً: مال عن الحق؛ و منه قولهم: كَذَبَ و فَجَرَ؛ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اسْتَحْمَلَه أَعرابی و قال: إِن ناقتی قد نَقِبتْ، فقال له: كذبتَ، و لم یحمله، فقال: أَقْسَمَ بالله أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: ما مَسَّها من نَقَبٍ و لا دَبَرْ، فاغفر له، اللهمَّ، إِن كان فَجَرْ أَی كذب و مال عن الصدق. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: لأَن یُقَدَّمَ أَحدُكم فتُضْرَب عُنُقُه خیر له من أَن یَخُوض غَمَراتِ الدنیا، یا هادی الطریق جُرْتَ، إِنما هو الفَجْر أَو البحر؛ یقول: إن انتظرت حتی یضی‌ء لك الفجرُ أَبْصَرْتَ قصدك، و إِن خَبَطت الظلماء و ركبت العَشْواء هجما بك علی المكروه؛ یضرب الفَجْر و البحر مثلًا لغمرات الدنیا، و قد تقدم البحرُ فی موضعه.

فخر؛ ج5، ص: 48

: الفَخْرُ و الفَخَرُ، مثل نَهْرٍ و نَهَرٍ، و الفُخْر و الفَخار و الفَخارةُ و الفِخِّیرَی و الفِخِّیراءُ: التمدُّح بالخصال و الافتِخارُ و عَدُّ القدیم؛ و قد فَخَرَ یَفْخَرُ فَخْراً و فَخْرَةً حسنة؛ عن اللحیانی، فهو فاخِرٌ و فَخُورٌ، و كذلك افْتَخَرَ. و تَفاخَرَ القومُ: فَخَرَ بعضُهم علی بعض.
(3). قوله [و فی حدیث عائشة] كذا بالأصل. و الذی فی النهایة: عاتكة،
لسان العرب، ج‌5، ص: 49
و التفاخُرُ: التعاظم. و التَّفَخُّر: التعظم و التكبر. و یقال: فلان مُتَفَخِّرٌ مُتَفَجِّسٌ. و فاخَرَه مُفاخَرَةً و فِخاراً: عارضه بالفَخْر فَفَخَره؛ أَنشد ثعلب: فأَصْمَتُّ عَمْراً و أَعْمَیْتُه، عن الجودِ و الفَخْرِ، یومَ الفِخار كذا أَنشده بالكسر، و هو نشر المناقب و ذكر الكرام بالكَرَمِ. فَخِیرُكَ: الذی یُفاخِرُك، و مثاله الخَصِیمُ و الفِخِّیر: الكثیر الفَخْر، و مثاله السِّكِّیر. و فِخِّیرٌ: كثیر الافتخار؛ و أَنشد: یَمْشِی كَمَشْیِ الفَرِحِ الفِخِّیر و قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ لٰا یُحِبُّ كُلَّ مُخْتٰالٍ فَخُورٍ؛ الفَخُور: المتكبر. و فاخَرَه ففَخَره یَفْخُره فَخْراً: كان أَفْخَرَ منه و أَكرم أَباً و أُمّاً. و فَخَره علیه یَفْخَره فَخْراً و أَفْخَره علیه: فَضَّله علیه فی الفَخْر. ابن السكیت: فَخَرَ فلان الیوم علی فلان فی الشرف و الجَلَد و المنطق أَی فَضَل علیه. و‌فی الحدیث: أَنا سید ولد آدم و لا فَخْرَ؛ الفَخْرُ: ادّعاء العظم و الكبر و الشرف، أَی لا أَقوله تَبَجُّحاً، و لكن شكراً لله و تحدثاً بنعمه. و الفَخِیرُ: المغلوب بالفَخْر. و المَفْخَرَة و المَفْخُرة، بفتح الخاء و ضمها: المَأْثُرة وما فُخِرَ به. و فیه فُخْرَة أَی فَخْرٌ. و إِنه لذو فُخْرةٍ علیهم أَی فَخْرٍ. و ما لك فُخْرَةُ هذا أَی فَخْرُه؛ عن اللحیانی، و فَخَر الرجلُ: تكبر بالفَخْر؛ و قول لبید: حتی تَزَیَّنَت الجِواءُ بفاخِرٍ قَصِفٍ، كأَلوان الرِّحال، عَمیمِ عنی بالفاخر الذی بلغ و جاد من النبات فكأَنه فَخَرَ علی ما حوله. و الفاخرُ من البسر: الذی یعْظُم و لا نوی له. و الفاخر: الجید من كل شی‌ء. و اسْتَفْخَر الشی‌ءَ: اشتراه فاخراً، و كذلك فی التزویج. و اسْتَفْخَر فلان ما شاء و أَفْخَرَت المرأَةُ إِذا لم تلد إِلا فاخراً. و قد یكون فی الفَخْر من الفعل ما یكون فی المَجْد إِلا أَنك لا تقول فَخِیرٌ مكان مَجید، و لكن فَخُور، و لا أَفْخَرْتُه مكان أَمْجَدْته. و الفَخُور من الإِبل: العظیمة الضرع القلیلة اللبن، و من الغنم كذلك، و قیل: هی التی تعطیك ما عندها من اللبن و لا بقاء للبنها، و قیل: الناقة الفَخُورُ العظیمة الضَّرْع الضیّقة الأَحالیل: و ضَرْع فَخُورٌ: غلیظ ضیِّق الأَحالیل قلیل اللبن، و الاسم الفُخْر و الفُخُرُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكُرْ، واسعة الأَخْلافِ فی غیر فُخُرْ و نخلة فَخُورٌ: عظیمة الجِذْع غلیظة السَّعَف. و فرس فَخور: عظیم الجُرْدانِ طویله. و غُرْمُول فَیْخَر: عظیم. و رجل فَیْخَر: عظم ذلك منه، و قد یقال بالزای، و هی قلیلة. الأَصمعی: یقال من الكِبْر و الفَخْر فَخِزَ الرجلُ، بالزای؛ قال أَبو منصور: فجعل الفَخْر و الفَخْز واحداً. قال أَبو عبیدة: فرس فَیْخَر و فَیْخَزٌ، بالراء و الزای، إِذا كان عظیم الجُرْدانِ. ابن الأَعرابی: فَخِرَ الرجل یَفْخَر إِذا أَنِفَ؛ و قول الشاعر: و تَراه یَفْخَرُ أَنْ تَحُلّ بیوتُه، بمَحَلَّة الزَّمِر القصیرِ، عِنانا و فسره ابن الأَعرابی فقال: معناه یأْنَفُ. و الفَخَّار: الخَزَف. و‌فی الحدیث: أَنه خرج یَتَبَرَّز فاتبعه عمر بإِداوةٍ و فَخَّارة؛ الفَخَّار: ضرب
لسان العرب، ج‌5، ص: 50
من الخَزَف معروف تعمل منه الجِرارُ و الكِیزان و غیرها. و الفَخَّارةُ: الجَرَّة، و جمعها فَخَّار معروف. و فی التنزیل: مِنْ صَلْصٰالٍ كَالْفَخّٰارِ. و الفاخُور: نبت طیب الریح، و قیل: ضرب من الریاحین؛ قال أَبو حنیفة: هو المَرْوُ العریض الورقِ، و قیل: هو الذی خرجت له جَمامِیحُ فی وسطه كأَنه أَذناب الثعالب، علیها نَوْرٌ أَحمر فی وسطه، طیب الریح، یسمیه أَهْل البصرة رَیْحان الشیوخ، زعم أَطباؤهم أَنه یقطع السُّباتَ؛ و أَما قول الراجز: إِنَّ لنا لجَارَةً فُناخِره، تَكْدَحُ للدنیا و تَنْسی الآخره فیقال: هی المرأَة التی تتدحرج فی مشیتها.

فدر؛ ج5، ص: 50

: فَدَر الفحلُ یَفْدِر فُدُوراً، فهو فادِرٌ: فَتَرَ و انقطع و جَفَر عن الضراب و عدل، و الجمع فُدْر و فَوادِر. ابن الأَعرابی: یقال للفحل إِذا انقطع عن الضراب فَدَّرَ و فَدَر و أَفْدَرَ، و أَصله فی الإِبل. و طعام مُفْدِرٌ و مَفْدَرةٌ؛ عن اللحیانی: یقطع عن الجماع؛ تقول العرب: أَكل البطیخ مَفْدَرة. و الفَدُور و الفادر: الوَعِل العاقل فی الجبل، و قیل: هو الوَعِل الشابّ التام، و قیل: هو المُسِن، و قیل: العظیم، و قیل: هو الفَدَر أَیضاً، فجمع الفادِرِ فَوادر و فُدورٌ، و جمع الفَدَر فُدورٌ، و فی الصحاح: الجمع فُدْر و فُدور، و المَفْدرة اسم الجمع، كما قالوا مَشْیَخة. و مكان مَفْدرة: كثیر الفُدْر، و قیل فی جمعه: فُدُر؛ و أَنشد الأَزهری للراعی: و كأَنما انْبَطَحَتْ، علی أَثْباجِها، فُدُر تَشابَهُ قد یَمَمْنَ وُعُولا قال الأَصمعی: الفادِرُ من الوُعول الذی قد أَسَنَّ بمنزلة القارِح من الخیل و البازِل من الإِبل و من البقر و الغنم و‌فی حدیث مجاهد قال فی الفادر: العظیم من الأَرْوَی، بقرة.قال ابن الأَثیر: الفادِر و الفَدُور المُسِن من الوُعول، و هو من فَدَر الفحل فُدوراً إِذا عجز عن الضِّراب؛ یعنی فی فِدْیته بقرة الضمیر عائد إِلی مجاهد؛ یرید أن فدیة الفادر بقرة. و الفادرةُ: الصخرة الضخمة الصَّمَّاء فی رأْس الجبل، شبهت بالوَعِل. و الفادرُ: اللحم البارد المطبوخ. و الفِدْرةُ: القطعة من اللحم إِذا كانت مجتمعة؛ قال الراجز: و أَطْعَمَتْ كِرْدِیدةً و فِدْرَة و‌فی حدیث أُم سلمة: أُهْدِیَتْ لی فِدْرةٌ من لحم‌أَی قطعة و الفِدْرة: القطعة من كل شی‌ء؛ و منه‌حدیث جیش الخَبَط: فكنا نقتطع منه الفِدَرَ كالثور؛ و فی المحكم: الفِدْرة القطعة من اللحم المطبوخ الباردة. الأَصمعی: أَعطیته فِدْرَةً من اللحم و هَبْرَةً إِذا أَعطاه قطعة مجتمعة، و جمعها فِدَرٌ. و الفِدْرةُ: القطعة من اللیل، و الفِدْرة من التمر: الكعب، و الفِدْرة من الجبل: قطعة مشرفة منه، و الفِنْدیرةُ دونها. و الفَدِر: الأَحمق، بكسر الدال.

فرر؛ ج5، ص: 50

: الفَرّ و الفِرارُ: الرَّوَغان و الهرب. فَرَّ یَفِرُّ فراراً: هرب. و رجل فَرورٌ و فَرورةٌ و فَرَّار: غیر كَرَّارٍ، و فَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد و الجمع فیه سواء. و‌فی حدیث الهجرة: قال سُراقةُ بن مالك حین نظر إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و إِلی أَبی بكر، رضی الله عنه، مُهاجِرَیْنِ إِلی المدینة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ قریشٍ، أَ فلا أَردّ علی قریش فَرَّها؟ یرید الفارَّین من قریش؛ یقال منه رجل فَرٌّ و رجلان فَرٌّ، لا یثنی و لا یجمع. قال
لسان العرب، ج‌5، ص: 51
الجوهری: رجل فَرٌّ، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث، یعنی هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤیب یصف صائداً أَرسل كلابه علی ثور وحشی فحمل علیها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم فأَنفذ به طُرَّتَیْ جنبیه: فَرمی لیُنْفِذَ فرَّها، فهَوی له سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَیْهِ المِنْزَعُ و قد یكون الفَرُّ جمع فارٍّ كشارب و شَرْبٍ و صاحب و صَحْبٍ؛ و أَراد: فأَنفذ طُرَّتیه السهم فلما لم یستقم له قال: المِنْزَع. و الفُرَّی: الكَتیبةُ المنهزمة، و كذلك الفُلَّی. و أَفَرَّه غیرُه و تَفارُّوا أَی تهاربوا. و فرس مِفَرٌّ، بكسر المیم: یصلح للفِرار علیه؛ و منه قوله تعالی: أَیْنَ الْمَفَرُّ. و المَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع. و أَفَرَّ به: فَعَل به فِعْلًا یَفِرُّ منه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لعدی بن حاتم: ما یُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن یقال لا إِله إِلا الله.التهذیب: یقال أَفْرَرْتُ الرَّجُلَ أُفِرُّه إِفْرَاراً إِذا عملت به عملًا یَفِرُّ منه و یهرب، أَی یحملك علی الفرار إِلا التوحید؛ و كثیر من المحدثین یقولونه بفتح الیاء و ضم الفاء قال: و الصحیح الأَول؛ و‌فی حدیث عاتكة: أَفَرَّ صِیاحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم، فَهُنَّ هَواء، و الحُلوم عَوازِبُ أَی حملها علی الفرار و جعلها خالیة بعیدة غائبة العقول. و الفَرورُ من النساء: النَّوارُ. و قوله تعالی: أَیْنَ الْمَفَرُّ؛ أَی أَین الفِرارُ، و قرئ: أَین المَفِرّ، أَی أَین موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ و قد أَفْرَرْته. و فَرَّ الدابةَ یَفُرُّها، بالضم، فَرّاً كشف عن أَسنانها لینظر ما سِنُّها. یقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت عنها لتنظر إِلیها. أَبو ربعی و الكلابی: یقال هذا فُرُّ بنی فلانٍ و هو وجههم و خیارهم الذی یَفْترُّونَ عنه؛ قال الكمیت: و یَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات، إِذا غیرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ و من أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عینُه فُرارُهُ. و یقال: الخبیثُ عینُه فرُارُه؛ یقول: تعرف الجودة فی عینه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها، و كذلك تعرف الخبث فی عینه إِذا أَبصرته. الجوهری: إِن الجوادَ عینُه فُراره، و قد یفتح، أَی یُغْنیك شخصه و مَنْظَرُه عن أَن تختبره و أَن تَفُرَّ أَسنانه. و فَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرّاً إِذا نظرت إِلی أَسنانه. و‌فی خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ و تَجْرِبةٍ.و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما، أَراد أَن یشتری بَدَنَةً فقال: فُرَّها.و‌فی حدیث عمر: قال لابن عباس، رضی الله عنه: كان یبلغنی عنك أَشیاء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها‌أَی أَكشفك. ابن سیدة: و یقال للفرس الجواد عینه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَیته، بكسر الفاء، و هو مثل یضرب للإِنسان یسأَل عنه أَی أَنه مقیم لم یبرح. و فَرَّ الأَمرَ و فَرَّ عنه: بحث، و فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَی استقبله. و یقال أَیضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَی رجع عوده علی بدئه؛ قال: و ما ارْتَقَیْتُ علی أَرجاءِ مَهْلَكةٍ، إِلا مُنیتُ بأَمرٍ فُرَّ لی جَذَعا و أَفَرَّت الخیلُ و الإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها و طلع غیرُها. و افْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً و افْتَرَّ فلان ضاحكاً أَی أَبدی أَسنانه. و افْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ و منه‌الحدیث فی صفة النبی،
لسان العرب، ج‌5، ص: 52
صلی الله علیه و سلم: و یَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام‌أَی یَكْشِرُ إِذا تبسم من غیر قَهْقَهَة، و أَراد بحب الغمام البَرَدَ؛ شبَّه بیاض أَسنانه به. و افْتَرَّ یَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ أَفُرُّ. و یقال: فُرَّ فلاناً عما فی نفسه أَی استنطقه لیدل بنطقه عما فی نفسه. و افْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، و هو فوق الانْكِلالِ فی الضحك و البرق، و استعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذی یَفْتَرُّ عنه، و ذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر و اعْتَمَّ النبت. و افْتَرَّ الشی‌ءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة: كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا و یقال: هو فُرَّةُ قومِه أَی خیارهم، و هذا فُرَّةُ مالی أَی خِیرته. الیزیدی: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسیف إِذا فلقته. و الفَرِیرُ و الفُرارُ: ولد النعجة و الماعزة و البقرة. ابن الأَعرابی: الفَریرُ ولد البقر؛ و أَنشد: یَمْشِی بنو عَلْكَمٍ هَزْلی و إِخوتُهم، علیكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، و الأُنثی فُرارةٌ، و جمعها فُرارٌ أَیضاً، و هو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ و عَمَّ ابن الأَعرابی بالفَرِیرِ ولد الوحشیة من الظِّباء و البقر و نحوهما. و قال مرة: هی الخِرْفان و الحُمْلان؛ و من أَمثالهم: نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشیة یقال له فُرارٌ و فَرِیرٌ، مثل طُوالٍ و طَویلٍ، فإِذا شبَّ و قوی أَخذ فی النَّزَوان، فمتی ما رآه غیرُه نَزا لِنَزْوِه؛ یضرب مثلًا لمن تُتَّقی مصاحبته. یقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ فعلَه. یقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ و هی الخِرْفان، و قیل: الفَریر واحد و الفُرارُ جمع. قال أَبو عبیدة: و لم یأْت علی فُعالٍ شی‌ء من الجمع إِلا أَحرف هذا أَحدها، و قیل: الفَرِیرُ و الفُرارُ و الفُرارَةُ و الفُرْفُر و الفُرْفُورُ و الفَرورُ و الفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم و استَجْفر و أَخصب و سَمِن؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی الفُرارِ الذی هو واحد قول الفرزدق: لَعَمْری لقد هانتْ علیكَ ظَعِینةٌ، فَرَیْتَ برجلیها الفُرارَ المُرَنَّقا و الفُرارُ: یكون للجماعة و الواحد. و الفُرار: البهْم الكبار، واحدها فُرْفُور. و الفَرِیرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، و قیل: هو أَصل مَعْرفة الفرس. و فَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة. و وقع القوم فی فُرَّةٍ و أُفُرَّة أَی اختلاط و شدة. و فُرَّةُ الحرّ و أُفُرَّتهُ: شدته، و قیل: أَوله. و یقال: أَتانا فلان فی أُفُرَّةِ الحر أَی فی أَوله، و یقال: بل فی شدته، بضم الهمزة و فتحها و الفاء مضمومة فیهما؛ و منهم من یقول: فی فُرَّةِ الحر، و منهم من یقول: فی أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف. و حكی الكسائی أَن منهم من یجعل الأَلف عیناً فیقول: فی عَفُرَّة الحرِّ و عُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو منصور: أُفُرَّةٌ عندی من باب أَفَرَ یأْفِر، و الأَلف أَصلیة علی فُعُلَّةٍ مثل الخُضُلَّةِ. اللیث: ما زال فلان فی أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان. و الفَرْفَرَةُ: الصیاح. و فَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدی: إِذا ما فَرْفَروه رَغَا و بالا و الفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابی: فَرَّ یَفِرُّ إِذا
لسان العرب، ج‌5، ص: 53
عقل بعد استرخاء. و الفَرْفَرةُ: الطیش و الخفة؛ و رجلٌ فَرْفارٌ و امرأَة فَرْفارةٌ. و الفَرْفَرةُ: الكلام. و الفَرْفارُ: الكثیر الكلام كالثَّرْثارِ. و فَرْفَر فی كلامه: خلَّط و أَكثر. و الفُرافِرُ: الأَخْرَقُ. و فَرْفَر الشی‌ءَ: كسره. و الفُرافِرُ و الفَرْفار: الذی یُفَرْفِرُ كل شی‌ء أَی یكسره. و فَرْفَرْت الشی‌ء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ یقال: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس لجامه أَسنانه و حرك رأْسه؛ و ناس یَرْوُونه فی شعر إمرئ القیس بالقاف، قال ابن بری هو قوله: إِذا زُعْتُه من جانِبَیْهِ كِلَیْهما، مشی الهَیْذَبی فی دَفِّه ثم فَرْفَرا و یروی قَرْقَرا. و الهَیْذَبی، بالذال المعجمة: سیر سریع من أَهْذَبَ الفرسُ فی سیره إِذا أَسرع، و یروی الهَیْدَبی، بدال غیر معجمة، و هی مِشْیة فیها تبختر، و أَصله من الثوب الذی له هدب لأَن الماشی فیه یتبختر؛ قال: و الروایة الصحیحة فَرْفَر، بالفاء، علی ما فسره؛ و من رواه قَرْقَر، بالقاف، فبمعنی صَوَّت. قال: و لیس بالجید عندهم لأَن الخیل لا توصف بهذا. و فَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه. و فرس فُرافِرٌ: یُفَرْفِرُ اللجام فی فیه. و فَرْفَرَنی فَرْفاراً: نفضنی و حركنی. و فَرْفَر البعیرُ: نفض جسده. و فَرْفَرَ أَیضاً: أَسرع و قارب الخَطْو؛ و أَنشد بیت إمرئ القیس: مشی الهَیْذَبی فی دَفِّه ثم فَرْفَرا و فَرْفَر الشی‌ءَ: شققه. و فَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ و غیرها. و الفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ و القِصاعُ؛ قال: و البَلْطُ یَبْرِی حُبَرَ الفَرْفارِ البَلط: المِخرطة. و الحُبَر: العُقَد. و فَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد بالفَرْفار، و هی شجرة صَبُور علی النار. و فَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، و هو مَرْكب من مراكب النساء و الرِّعاءِ شِبْه الحَوِیَّة و السَّوِیَّة. و الفُرْفُور و الفُرافِرُ: سَوِیق یتخذ من الیَنْبُوتِ، و فی مكان آخر: سویقُ یَنْبوتِ عُمان. و الفُرْفُر: العصفور، و قیل: الفُرْفُر و الفُرْفُور العصفور الصغیر. الجوهری: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر: حجازیَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ، و لم تأْتِ یوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة. و‌فی حدیث عون بن عبد الله: ما رأَیت أَحداً یُفَرْفِرُ الدنیا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ یعنی أَبا حازم، أَی یذمها و یمزِّقها بالذم و الوقیعة فیها. و یقال الذئب یُفَرْفِرُ الشاة أَی یمزقها. و فَرِیر: بطن من العرب.

فزر؛ ج5، ص: 53

: الفَزْر، بالفتح: الفسخ فی الثوب. و فَزَرَ الثوب فَزْراً: شقه. و الفِزَرُ: الشقوق. و تَفَزَّر الثوب و الحائط: تشقق و تقطع و بَلِیَ. و یقال: فَزَرْتُ الجُلَّة و أَفْزَرْتُها و فَزَّرْتُها إِذا فَتَّتَّها. شمر: الفَزْر الكسر؛ قال: و كنت بالبادیة فرأَیت قِباباً مضروبة، فقلت لأَعرابی: لمن هذه القِباب؟ فقال: لبنی فَزارَةَ، فَزَر اللهُ ظهورهم فقلت: ما تَعْنی به؟ فقال: كسر الله. و الفُزُورُ: الشقوق و الصُّدوع. و یقال: فَزَرْتُ أَنف فلان فَزْراً أَی ضربته بشی‌ء فشققته، فهو مَفْزُورُ الأَنف. و قال بعض أَهل اللغة: الفَرْز قریب من الفَزْر؛ تقول: فَرَزْت الشی‌ء من الشی‌ء أَی فَصَلته، و فَزَرْت الشی‌ءَ صَدَعْته. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من الأَنصار أَخذ لَحْیَ جَزورٍ فضرب به أَنف سعد فَفَزَره أَی شقه.و‌فی حدیث طارق بن
لسان العرب، ج‌5، ص: 54
شهاب: خرجنا حُجَّاجاً فأَوطأَ رجل راحلته ظبیاً فَفَزَر ظهره‌أَی شقه و فسخه. و فَزَرَ الشی‌ء یَفْزُره فَزْراً: فرقه. و الفَزْرُ: الضرب بالعصا، و قیل: فَزَرَه بالعصا ضربه بها علی ظهره. و الفَزَر: ریح الحَدبة. و رجل أَفْزَرُ بیِّن الفَزَر: و هو الأَحدب الذی فی ظهره عُجْرة عظیمة، و هو المَفْزور أَیضاً. و الفُزْرة: العُجْرة العظیمة فی الظهر و الصدر. فَزِرَ فَزَراً، و هو أَفْزَر. و المَفْزور: الأَحدب. و جاریة فَزْراء: ممتلئة شحماً و لحماً، و قیل: هی التی قاربت الإِدراك؛ قال الأَخطل: و ما إِن أَری الفَزْراءَ إِلا تَطَلُّعاً، و خِیفةَ یَحْمِیها بنو أُم عَجْرَدِ أَراد: و خیفة أَن یحمیها. و الفِزْرُ، بالكسر: القَطِیع من الغنم. و الفِزرُ من الضأْن: ما بین العشرة إِلی الأَربعین، و قیل: ما بین الثلاثة إِلی العشرین، و الصُّبَّةُ: ما بین العشر إلی الأَربعین من المِعْزَی. و الفِزْرُ الجدی؛ یقال: لا أَفعله ما نَزَا فِزْرٌ. و قولهم فی المثل: لا آتیك مِعْزَی الفِزْر؛ الفزر لقب لسعد بن زید مَناةَ بن تمیم، و كان وَافی الموسم بمِعْزَی فأَنْهَبَها هناك و قال: من أَخذ منها واحدة فهی له، و لا یؤخذ منها فِزْرٌ، و هو الاثنان فأَكثر، و قال أَبو عبیدة نحو ذلك إلا أَنه قال: الفِزْرُ هو الجدی نفسه، فضربوا به المثل فقالوا: لا آتیك مِعْزَی الفِزْرِ أَی حتی تجتمع تلك، و هی لا تجتمع أَبداً؛ هذا قول ابن الكلبی؛ و قال أَبو الهیثم: لا أَعرفه، و قال الأَزهری: و ما رأَیت أَحداً یعرفه. قال ابن سیدة: إِنما لُقِّب سعد بن زید مناة بذلك لأَنه قال لولده واحداً بعد واحد: ارْعَ هذه المِعْزَی، فأَبوا علیه فنادی فی الناس أَن اجتمعوا فاجتمعوا، فقال: انتهبوها و لا أُحِلُّ لأَحد أَكثر من واحدة، فتقطَّعوها فی ساعة و تفرقت فی البلاد، فهذا أَصل المثل، و هو من أَمثالهم فی ترك الشی‌ء. یقال: لا أَفعل ذلك مِعْزَی الفِزْرِ؛ فمعناه فی مِعْزَی الفِزْر أَن یقولوا حتی تجتمع تلك و هی لا تجتمع الدهر كله. الجوهری: الفِزْرُ أَبو قبیلة من و هو تمیم سعد بن زید مناة بن تمیم. و الفَزارةُ: الأُنثی من النِّمِر، و الفِزْرُ: ابن النمر. و فی التهذیب: ابن البَبْرِ و الفَزارةُ أُمه و الفِزْرَةُ أُخته و الهَدَبَّسُ أَخوه. التهذیب: و البَبْرُ یقال له الهَدَبَّس و أُنثاه الفَزارةُ؛ و أَنشد المبرد: و لقد رأَیتُ هَدَبَّساً و فَزارةً، و الفِزْرُ یَتْبَعُ فِزْرَه كالضَّیْوَنِ قال أَبو عمرو: سأَلت ثعلباً عن البیت فلم یعرفه؛ قال أَبو منصور: و قد رأَیت هذه الحروف فی كتاب اللیث و هی صحیحة. و طریقٌ فازِرٌ: بَیِّن واسع؛ قال الراجز: تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطریقِ الفازِرِ، دَقَّ الدَّیاسِ عَرَمَ الأَنادِرِ و الفازِرةُ: طریق تأْخذ فی رملة فی دَكادِكَ لینةٍ كأَنها صدع فی الأَرض منقاد طویل خلقة. ابن شمیل: الفَازِرُ الطریق تعلو النِّجَافَ و القُورَ فتَفْزِرُها كأَنها تَخُدُّ فی رؤوسها خُدُوداً. تقول: أَخَذْنا الفازِرَ و أَخذنا طریقَ فازِرٍ، و هو طریق أَثَّرَ فی رؤوس الجبال و فَقَرها. و الفِزْرُ: هنة كَنَبْخَةٍ تخرج فی مَغْرِز الفخذ دُوَیْنَ منتهی العانة كغُدَّةٍ من قرحة تخرج بالرجل «4». أَو جراحة. و الفازِرُ: ضرب من النمل فیه حمرة و فَزَارة.
(4). قوله [تخرج بالرجل] عبارة القاموس تخرج بالإنسان
لسان العرب، ج‌5، ص: 55
و بنو الأَفْرَرِ: قبیلة؛ و قیل: فَزَارةُ أَبو حیّ من غَطَفان، و هو فَزارَةُ بن ذُبْیان بن بَغِیض بن رَیْث بن غَطَفان.

فسر؛ ج5، ص: 55

: الفَسْرُ: البیان. فَسَر الشی‌ءَ یفسِرُه، بالكَسر، و یفْسُرُه، بالضم، فَسْراً و فَسَّرَهُ: أَبانه، و التَّفْسیرُ مثله. ابن الأَعرابی: التَّفْسیرُ و التأْویل و المعنی واحد. و قوله عز و جل: وَ أَحْسَنَ تَفْسِیراً؛ الفَسْرُ: كشف المُغَطّی، و التَّفْسیر كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل، و التأْویل: ردّ أَحد المحتملین إلی ما یطابق الظاهر. و اسْتَفْسَرْتُه كذا أَی سأَلته أَن یُفَسِّره لی. و الفَسْر: نظر الطبیب إلی الماء، و كذلك التَّفْسِرةُ؛ قال الجوهری: و أَظنه مولَّداً، و قیل: التَّفْسِرةُ البول الذی یُسْتَدَلُّ به علی المرض و ینظر فیه الأَطباء یستدلون بلونه علی علة العلیل، و هو اسم كالتَّنْهِیَةِ، و كل شی‌ء یعرف به تفسیر الشی‌ء و معناه، فهو تَفْسِرَتُه.

فطر؛ ج5، ص: 55

: فطَرَ الشی‌ءَ یَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر و فطَّرَه: شقه. و تَفَطَّرَ الشی‌ءُ: تشقق. و الفَطْر: الشق، و جمعه فُطُور. و فی التنزیل العزیز: هَلْ تَریٰ مِنْ فُطُورٍ؛ و أَنشد ثعلب: شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فیه هواكِ، فَلِیمَ، فالتَأَمَ الفُطُورُ و أَصل الفَطْر: الشق؛ و منه قوله تعالی: إِذَا السَّمٰاءُ انْفَطَرَتْ؛ أَی انشقت. و‌فی الحدیث: قام رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی تَفَطَّرَتْ قدماه‌أَی انشقتا. یقال: تَفَطَّرَتْ و انْفَطَرتْ بمعنی؛، منه أُخذ فِطْرُ الصائم لأَنه یفتح فاه. ابن سیدة: تَفَطَّرَ الشی‌ءُ و فَطَر و انْفَطَر. و فی التنزیل العزیز: السَّمٰاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ؛ ذكّر علی النسب كما قالوا دجاجة مُعْضِلٌ. و سیف فُطَار: فیه صدوع و شقوق؛ قال عنترة: و سیفی كالعَقِیقَةِ، و هو كِمْعِی، سلاحی لا أَفَلَّ و لا فُطارا ابن الأَعرابی: الفُطَارِیّ من الرجال الفَدْم الذی لا خیر عنده و لا شر، مأْخوذ من السیف الفُطارِ الذی لا یَقْطع. و فَطَر نابُ البعیر یَفْطُر فَطْراً: شَقّ و طلع، فهو بعیر فاطِر؛ و قول همیان: آمُلُ أن یَحْمِلَنی أَمِیری علی عَلاةٍ لأْمَةِ الفُطُور یجوز أَن یكون الفُطُور فیه الشُّقوق أَی أَنها مُلْتَئِمةُ ما تباین من غیرها فلم یَلْتَئِم، و قیل: معناه شدیدة عند فُطورِ نابها موَثَّقة. و فَطَر الناقة «1». و الشاة یَفْطِرُها فَطْراً: حلبها بأَطراف أَصابعه، و قیل: هو أَن یحلبها كما تَعْقِد ثلاثین بالإِبهامین و السبابتین. الجوهری: الفَطْر حلب الناقة بالسبابة و الإِبهام، و الفُطْر: القلیل من اللبن حین یُحْلب. التهذیب: و الفُطْر شی‌ء قلیل من اللبن یحلب ساعتئذٍ؛ تقول: ما حلبنا إلا فُطْراً؛ قال المرَّار: عاقرٌ لم یُحْتلب منها فُطُرْ أَبو عمرو: الفَطِیرُ اللبن ساعة یحلب. و الفَطْر: المَذْی؛ شُبِّه بالفَطْر فی الحلب. یقال: فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها أَفْطِرُها فَطْراً، و هو الحلب بأَطراف الأَصابع. ابن سیدة: الفَطْر المذی، شبه بالحَلْب لأَنه لا یكون إِلا بأَطراف الأَصابع فلا یخرج اللبن إِلا قلیلًا، و كذلك المذی یخرج قلیلًا، و لیس المنیّ كذلك؛
(1). قوله [و فطر الناقة] من باب نصر و ضرب،. عن الفراء. و ما سواه من باب نصر فقط أَفاده شرح القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 56
و قیل: الفَطْر مأْخوذ من تَفَطَّرَتْ قدماه دماً أَی سالَتا، و قیل: سمی فَطْراً لأَنه شبّه بفَطْرِ ناب البعیر لأَنه یقال: فَطَرَ نابُه طلع، فشبّه طلوع هذا من الإِحْلیلِ بطلوع ذلك. و‌سئل عمر، رضی الله عنه، عن المذی فقال: ذلك الفَطْرُ؛ كذا رواه أَبو عبید بالفتح، و رواه ابن شمیل: ذلك الفُطْر، بضم الفاء؛ قال ابن الأَثیر: یروی بالفتح و الضم، فالفتح من مصدر فَطَرَ نابُ البعیر فَطْراً إذا شَقّ اللحم و طلع فشُبِّه به خروج المذی فی قلته، أَو هو مصدر فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها إذا حلبتها بأَطراف الأَصابع، و أَما الضم فهو اسم ما یظهر من اللبن علی حَلَمة الضَّرْع. و فَطَرَ نابُه إِذا بَزَل؛ قال الشاعر: حتی نَهَی رائِضَه عن فَرِّهِ أَنیابُ عاسٍ شَاقِئٍ عن فَطْرِهِ و انْفَطر الثوب إِذا انشق، و كذلك تَفَطَّر. و تَفَطَّرَت الأَرض بالنبات إِذا تصدعت. و‌فی حدیث عبد الملك: كیف تحلبها مَصْراً أَم فَطْراً؟ هو أَن تحلبها بإصبعین بطرف الإِبهام. و الفُطْر: ما تَفَطَّر من النبات، و الفُطْر أَیضاً: جنس من الكَمْ‌ءِ أَبیض عظام لأَن الأَرض تَنْفطر عنه، واحدته فُطْرةٌ. و الفِطْرُ الفُطْرُ: العنب إِذا بدت رؤوسه لأَن القُضْبان تتَفَطَّر. و التَّفاطِیرُ: أَول نبات الوَسْمِیّ، و نظیره التَّعاشِیب و التَّعاجیب و تَباشیرُ الصبحِ و لا واحد لشی‌ء من هذه الأَربعة. و التَّفاطیر و النَّفاطیر: بُثَر تخرج فی وجه الغلام و الجاریة؛ قال: نَفاطیرُ الجنونِ بوجه سَلْمَی، قدیماً، لا تفاطیرُ الشبابِ واحدتها نُفْطور. و فَطَر أَصابعَه فَطْراً: غمزها. و فَطَرَ الله الخلق یَفْطُرُهم: خلقهم و بدأَهم. و الفِطْرةُ: الابتداء و الاختراع. و فی التنزیل العزیز: الْحَمْدُ لِلّٰهِ فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛قال ابن عباس، رضی الله عنهما: ما كنت أَدری ما فٰاطِرُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ حتی أَتانی أَعرابیّان یختصمان فی بئر فقال أَحدهما: أَنا فَطَرْتُها أَی أَنا ابتدأْت حَفْرها. و ذكر أَبو العباس أَنه سمع ابن الأَعرابی یقول: أَنا أَول من فَطَرَ هذا أَی ابتدأَه. و الفِطْرةُ، بالكسر: الخِلْقة؛ أَنشد ثعلب: هَوِّنْ علیكَ فقد نال الغِنَی رجلٌ، فی فِطْرةِ الكَلْب، لا بالدِّینِ و الحَسَب و الفِطْرةُ: ما فَطَرَ الله علیه الخلقَ من المعرفة به. و قد فَطَرهُ یَفْطُرُه، بالضم، فَطْراً أَی خلقه. الفراء فی قوله تعالی: فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا، لٰا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ؛ قال: نصبه علی الفعل، و قال أَبو الهیثم: الفِطْرةُ الخلقة التی یُخْلقُ علیها المولود فی بطن أُمه؛ قال و قوله تعالی: الَّذِی فَطَرَنِی فَإِنَّهُ سَیَهْدِینِ؛ أَی خلقنی؛ و كذلك قوله تعالی: وَ مٰا لِیَ لٰا أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی. قال: و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: كلُّ مولودٍ یُولَدُ علی الفِطْرةِ؛ یعنی الخِلْقة التی فُطِرَ علیها فی الرحم من سعادةٍ أَو شقاوة، فإِذا ولَدَهُ یهودیان هَوَّداه فی حُكْم الدنیا، أَو نصرانیان نَصَّرَاه فی الحكم، أَو مجوسیان مَجَّساه فی الحُكم، و كان حُكْمُه حُكْمَ أَبویه حتی یُعَبِّر عنه لسانُه، فإِن مات قبل بلوغه مات علی ما سبق له من الفِطْرةِ التی فُطرَ علیها فهذه فِطْرةُ المولود؛ قال: و فِطْرةٌ ثانیة و هی الكلمة التی یصیر بها العبد مسلماً و هی شهادةُ أَن لا إله إلا الله و أَن محمداً رسوله جاء بالحق من عنده فتلك الفِطْرةُ للدین؛ و الدلیل علی ذلك‌حدیث البَرَاءِ بن عازِب، رضی الله عنه، عن النبی، صلی الله علیه و سلم:
لسان العرب، ج‌5، ص: 57
أَنه علَّم رجلًا أَن یقول إذا نام و قال: فإِنك إن مُتَّ من لیلتك مُتَّ علی الفِطْرةِ.قال: و قوله فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا؛ فهذه فِطْرَة فُطِرَ علیها المؤمن. قال: و قیل فُطِرَ كلُّ إنسان علی معرفته بأَن الله ربُّ كلِّ شی‌ء و خالقه، و الله أَعلم. قال: و‌قد یقال كل مولود یُولَدُ علی الفِطْرة التی فَطَرَ الله علیها بنی آدم حین أَخرجهم من صُلْب آدم كما قال تعالی: و إذ أَخذ ربُّكَ من بنی آدم من ظهورهم ذُرّیاتهم وَ أَشْهَدَهُمْ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلیٰ. و قال أَبو عبید: بلغنی عن ابن المبارك أَنه سئل عن تأْویل هذا الحدیث، فقال: تأْویله‌الحدیث الآخر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، سُئِل عن أَطفال المشركین فقال: الله أَعلم بما كانوا عاملین؛ یَذْهَبُ إلی أَنهم إنما یُولدون علی ما یَصیرون إلیه من إسلامٍ أَو كفرٍ. قال أَبو عبید: و سأَلت محمد بن الحسن عن تفسیر هذا الحدیث فقال: كان هذا فی أول الإِسلام قبل نزول الفرائض؛ یذهب إلی أَنه لو كان یُولدُ علی الفِطْرَةِ ثم مات قبل أَن یُهَوِّدَه أَبوان ما وَرِثَهُما و لا وَرِثَاه لأَنه مسلم و هما كافران؛ قال أَبو منصور: غَبَا علی محمد بن الحسن معنی قوله الحدیث فذهب إلی أَنَّ‌قول رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كلُّ مولود یُولد علی الفِطْرةِ، حُكْم من النبی، صلی الله علیه و سلم، قبل نزول الفرائض ثم نسخ ذلك الحُكْم من بَعْدُ؛ قال: و لیس الأَمرُ علی ما ذهب إلیه لأَن معنی‌قوله كلُّ مولود یُولد علی الفِطْرةِ‌خبر أَخبر به النبی، صلی الله علیه و سلم، عن قضاءٍ سبقَ من الله للمولود، و كتابٍ كَتَبَه المَلَكُ بأَمر الله جل و عز من سعادةٍ أَو شقاوةٍ، و النَّسْخ لا یكون فی الأَخْبار إنما النسخ فی الأَحْكام؛ قال: و قرأْت بخط شمر فی تفسیر هذین الحدیثین: أَن إِسحاق بن إِبراهیم الحَنْظلی روی حدیثَ أَبی هریرة، رضی الله عنه، عن النبی، صلی الله علیه و سلم: كلُّ مولودٍ یُولد علی الفطرة [الحدیث] ثم قرأَ أَبو هریرة بعدما حَدَّثَ بهذا الحدیث: فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا، لٰا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ. قال إسحاق: و معنی قول النبی، صلی الله علیه و سلم، علی ما فَسَّر أَبو هریرة حین قَرَأَ: فِطْرَتَ اللّٰهِ، و قولَه: لٰا تَبْدِیلَ، یقول: لَتلْكَ الخلقةُ التی خَلَقهم علیها إِمَّا لجنةٍ أَو لنارٍ حین أَخْرَجَ من صُلْب آدم كل ذریة هو خالِقُها إلی یوم القیامة، فقال: هؤلاء للجنة و هؤلاء للنار، فیقول كلُّ مولودٍ یُولَدُ علی تلك الفِطْرةِ، أَ لا تری غلامَ الخَضِر، علیه السلام؟قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: طَبَعهُ الله یوم طَبَعه كافراً و هو بین أَبوین مؤمنین فأَعْلَمَ اللهُ الخضرَ، علیه السلام، بِخلْقته التی خَلَقَه لها، و لم یُعلم موسی، علیه السلام، ذلك فأَراه الله تلك الآیة لیزداد عِلْماً إلی علمه؛ قال: و‌قوله فأَبواهُ یُهوِّدانِهِ و یُنَصِّرانِه، یقول: بالأَبوین یُبَیِّن لكم ما تحتاجون إلیه فی أَحكامكم من المواریث و غیرها، یقول: إذا كان الأَبوان مؤمنین فاحْكُموا لِولدهما بحكم الأَبوین فی الصلاة و المواریث و الأَحكام، و إن كانا كافرین فاحكموا لولدهما بحكم الكفر «2» … أَنتم فی المواریث و الصلاة؛ و أَما خِلْقَته التی خُلِقَ لها فلا عِلْمَ لكم بذلك، أَ لا تری‌أَن ابن عباس، رضی الله عنهما، حین كَتَبَ إلیه نَجْدَةُ فی قتل صبیان المشركین، كتب إلیه: إنْ علمتَ من صبیانهم ما عَلِمَ الخضُر من الصبی الذی قتله فاقْتُلْهُم؟ أَراد به أَنه لا یعلم عِلْمَ الخضرِ أَحدٌ فی ذلك لما خصه الله به كما خَصَّه بأَمر السفینة و الجدار، و كان مُنْكَراً فی الظاهر فَعَلَّمه الله علم الباطن، فَحَكَم بإرادة الله
(2). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 58
تعالی فی ذلك؛ قال أَبو منصور: و كذلك أَطفال قوم نوح، علیه السلام، الذین دعا علی آبائهم و علیهم بالغَرَقِ، إنما استجاز الدعاء علیهم بذلك و هم أَطفال لأَن الله عز و جل أَعلمه أَنهم لا یؤمنون حیث قال له: لَنْ یُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلّٰا مَنْ قَدْ آمَنَ، فأَعْلَمه أَنهم فُطِروا علی الكفر؛ قال أَبو منصور: و الذی قاله إِسحاق هو القول الصحیح الذی دَلَّ علیه الكتابُ ثم السنَّةُ؛ و قال أَبو إسحاق فی قول الله عز و جل: فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا: منصوب بمعنی اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله، لأَن معنی قوله: فَأَقِمْ وَجْهَكَ، اتَبِعِ الدینَ القَیّم اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله أَی خِلْقةَ الله التی خَلَق علیها البشر. قال: و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: كلُّ مولودٍ یُولَدُ علی الفِطرةِ، معناه أَن الله فَطَرَ الخلق علی الإِیمان به علی ما جاء‌فی الحدیث: إن الله أَخْرَجَ من صلب آدم ذریتَه كالذَّرِّ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ بأَنه خالِقُهم، و هو قوله تعالی: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ … إلی قوله: قٰالُوا بَلیٰ شَهِدْنٰا؛ قال: و كلُّ مولودٍ هو من تلك الذریَّةِ التی شَهِدَتْ بأَن الله خالِقُها، فمعنی فِطْرَتَ اللّٰهِ أَی دینَ الله الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا؛ قال الأَزهری: و القول ما قال إِسحاقُ بن إِبراهیم فی تفسیر الآیة و معنی الحدیث، قال: و الصحیح فی قوله: فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا، اعلَمْ فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِی فَطَرَ النّٰاسَ عَلَیْهٰا من الشقاء و السعادة، و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: لٰا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ؛ أَی لا تبدیل لما خَلَقَهم له من جنة أَو نار؛ و الفِطْرةُ: ابتداء الخلقة هاهنا؛ كما قال إسحاق. ابن الأَثیر فی‌قوله: كلُّ مولودٍ یُولَدُ علی الفِطْرةِ، قال: الفَطْرُ الابتداء و الاختراع، و الفِطرَةُ منه الحالة، كالجِلْسةِ و الرِّكْبةِ، و المعنی أَنه یُولَدُ علی نوع من الجِبِلَّةِ و الطَّبْعِ المُتَهَیِّئ لقبول الدِّین، فلو تُرك علیها لاستمر علی لزومها و لم یفارقها إلی غیرها، و إنما یَعْدل عنه من یَعْدل لآفة من آفات البشر و التقلید، ثم مثّل بأَولاد الیهود و النصاری فی اتباعهم لآبائهم و المیل إلی أَدیانهم عن مقتضی الفِطْرَةِ السلیمة؛ و قیل: معناه كلُّ مولودٍ یُولد علی معرفة الله تعالی و الإِقرار به فلا تَجِد أَحداً إلا و هو یُقِرّ بأَن له صانعاً، و إن سَمَّاه بغیر اسمه، و لو عَبَدَ معه غیره، و تكرر ذكر الفِطْرةِ فی الحدیث. و‌فی حدیث حذیفة: علی غیر فِطْرَة محمد؛ أَراد دین الإِسلام الذی هو منسوب إلیه. و‌فی الحدیث: عَشْر من الفِطْرةِ؛ أَی من السُّنّة یعنی سُنن الأَنبیاء، علیهم الصلاة و السلام، التی أُمِرْنا أَن نقتدی بهم فیها. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و جَبَّار القلوب علی فِطَراتِها‌أَی علی خِلَقِها، جمع فِطَر، و فِطرٌ جمع فِطْرةٍ، و هی جمع فِطْرةٍ ككِسْرَةٍ و كِسَرَات، بفتح طاء الجمیع. یقال فِطْرات و فِطَرَات و فِطِرَات. ابن سیدة: و فَطَر الشی‌ء أَنشأَه، و فَطَر الشی‌ء بدأَه، و فَطَرْت إصبع فلان أَی ضربتها فانْفَطَرتْ دماً. و الفَطْر للصائم، و الاسم الفِطْر، و الفِطْر: نقیض الصوم، و قد أَفْطَرَ و فَطَر و أَفْطَرَهُ و فَطَّرَه تَفْطِیراً. قال سیبویه: فَطَرْته فأَفْطَرَ، نادر. و رجل فِطْرٌ. و الفِطْرُ: القوم المُفْطِرون. و قوم فِطْرٌ، وصف بالمصدر، و مُفْطِرٌ من قوم مَفاطیر؛ عن سیبویه، مثل مُوسِرٍ و مَیاسیر؛ قال أَبو الحسن: إنما ذكرت مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن یجمع بالواو و النون فی المذكَّر، و بالأَلف و التاء فی المؤنث. و الفَطُور: ما یُفْطَرُ علیه، و كذلك الفَطُورِیّ، كأَنه منسوب إلیه. و‌فی الحدیث: إذا
لسان العرب، ج‌5، ص: 59
أَقبل اللیل و أَدبر النهار فقد أَفْطَرَ الصائم‌أَی دخل فی وقت الفِطْر و حانَ له أَن یُفْطِرَ، و قیل: معناه أَنه قد صار فی حكم المُفْطِرین، و إن لم یأْكل و لم یشرب. و منه‌الحدیث: أَفْطَرَ الحاجمُ و المحجومُ‌أَی تَعرَّضا للإِفطارِ، و قیل: حان لهما أَن یُفْطِرَا، و قیل: هو علی جهة التغلیظ لهما و الدعاء علیهما. و فَطَرَتِ المرأَةُ العجینَ حتی استبان فیه الفُطْرُ، و الفَطِیر: خلافُ الخَمِیر، و هو العجین الذی لم یختمر. و فَطَرْتُ العجینَ أَفْطِره [أَفْطُره فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه. تقول: عندی خُبْزٌ خَمِیرٌ و حَیْسٌ فَطِیرٌ أَی طَرِیّ. و‌فی حدیث معاویة: ماء نَمِیرٌ و حَیْسٌ فَطِیر‌أَی طَریٌّ قَرِیبٌ حَدِیثُ العَمَل. و یقال: فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر، و مثله بَشَّرْتُه فأَبْشَر. و‌فی الحدیث: أَفطر الحاجمُ و المَحْجوم.و فَطَر العجینَ یَفْطِرُه و یَفْطُره، فهو فطیر إذا اختبزه من ساعته و لم یُخَمّرْه، و الجمع فَطْرَی، مَقصورة. الكسائی: خَمَرْتُ العجین و فَطَرْته، بغیر أَلف، و خُبْز فَطِیر و خُبْزة فَطِیر، كلاهما بغیر هاء؛ عن اللحیانی، و كذلك الطین. و كل ما أُعْجِلَ عن إدراكه: فَطِیر. اللیث: فَطَرْتُ العجینَ و الطین، و هو أَن تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته، و إذا تركته لیَخْتَمِرَ فقد خَمَّرْته، و اسمه الفَطِیر. و كل شی‌ءٍ أَعجلته عن إدراكه، فهو فَطِیر. یقال: إِیایَ و الرأْیَ الفَطِیر؛ و منه قولهم: شَرُّ الرأْیِ الفَطِیر. و فَطَرَ جِلْدَه، فهو فَطِیرٌ، و أَفْطَره: لم یُرْوِه من دِباغٍ؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال: قد أَفْطَرْتَ جلدك إذا لم تُرْوِه من الدباغ. و الفَطِیرُ من السِّیاطِ: المُحَرَّمُ الذی لم یُجَدْ دباغُه. و فِطْرٌ، من أَسمائهم: مُحَدِّثٌ، و هو فِطْرُ بن خلیفة.

فعر؛ ج5، ص: 59

: الفَعْرُ: لغة یمانیة، و هو ضرب من النبت، زعموا أَنه الهَیْشُ؛ قال ابن درید: و لا أَحُقُّ ذاك. و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الفَعْرُ أَكل الفَعارِیر، و هی صغارُ الذآنین؛ قال الأَزهری: و هذا یُقَوِّی قولَ ابن درید:

فغر؛ ج5، ص: 59

: فَغَر فاه یَفْغَرُه و یَفْغُره؛ الأَخیرة عن أبی زید، فَغْراً و فُغُوراً: فتحه و شحَاه؛ و هو واسعُ فَغْرِ الفَمِ؛ قال حُمَیْدُ بن ثور یصف حمامة: عَجِبْتُ لها أَنَّی یَكُونُ غِناؤُها فَصیحاً، و لم تَفْغَرْ بمَنْطقها فَمَا؟ یعنی بالمَنْطِق بكاءها. و فَغَرَ الفَمُ نفْسُه و انْفَغَر: انفتح، یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی. و‌فی حدیث الرؤیا: فیَفْغَرُ فاه فیُلْقِمه حَجَراً‌أَی بفتحه. و‌فی حدیث أَنس، رضی الله عنه: أَخَذَ تمراتٍ فَلاكَهُنَّ ثم فَغَر فَا الصبیِّ و تركها فیه.و‌فی حدیث عصا موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: فإِذا هی حیة عظیمة فاغِرَةٌ فاها.و‌فی حدیث النابغة الجَعْدِیّ: كُلَّما سقطت له سِنٌّ فَغَرَتْ له سِنٌّ؛ قوله فغرت أَی طلعت، من قولك فَغَر فاه إذا فتحه، كأَنها تَتَفَطَّرُ و تَتَفَتَّح كما یَنْفَطِرُ و یَنْفَتِحُ النبات؛ قال الأَزهری: صوابه ثَغَرَتْ، بالثاء، إلا أَن تكون الفاء مبدلة من الثاء. و فَغْرُ الفَم: مَشَقُّه. و أَفْغَرَ النجمُ، و ذلك فی الشتاء، لأَن الثُّرَیَّا إِذا كَبَّدَ السماءَ مَنْ نَظَر إلیه فَغَر فاه أَی فتحه. و فی التهذیب: فَغَرَ النجمُ، و هو الثُّرَیَّا إذا حَلَّقَ فصار علی قِمَّةِ رأْسِك، فمن نظر إلیه فَغَر فاه. و الفَغْرُ: الوَرْدُ إذا فَتَّحَ. قال اللیث: الفَغْرُ الوردُ إذا فَغَمَ و فَقَّحَ. قال الأَزهری: إخاله أَراد الفَغْوَ، بالواو، فصحَّفه و جعله راء. و انْفَغَر النَّوْرُ: تَفَتَّح.
لسان العرب، ج‌5، ص: 60
و المَفْغَرَةُ: الأَرض الواسعة، و ربما سمیت الفَجْوَةُ فی الجبل إِذا كانت دون الكَهْف مَفْغَرةً، و كلُّه من السَّعَة. و الفُغَرُ: أَفواه الأَوْدِیة، الواحدة فُغرَةٌ؛ قال عَدِیّ بن زید: كالبیضِ فی الرَّوْضِ المُنَوِّرِ قد أَفْضَی إِلیه، إِلی الكَثِیبِ، فُغَرْ و الفَغَّار: لقب رجل من فرسان العرب سمی بهذا البیت: فَغَرْتُ لَدَی النعمانِ لما لقیته، كما فَغَرتْ للحَیْض شَمْطاءُ عارِكُ و الفَاغِرةُ: ضرب من الطِّیب، و قیل: إِنه أُصول النَّیْلُوفَرِ الهندی. و الفاغِرُ: دُوَیْبَّة أَبرق الأَنفِ یَلْكَعُ الناسَ، صفة غالبة كالغارِب، و دُوَیْبَّة لا تزال فاغِرةً فاها یقال لها الفاغر. و فِغْرَی: اسم موضع؛ قال كُثَیّر عَزَّة: و أَتْبَعْتُها عَیْنَیَّ، حتی رأَیتُها أَلَمَّتْ بفِغْرَی و القِنَان تَزُورُها

فقر؛ ج5، ص: 60

: الفَقْر و الفُقْر: ضد الغِنی، مثل الضَّعْفِ و الضُّعْف. اللیث: و الفُقْر لغة ردیئة؛ ابن سیدة: و قَدْرُ ذلك أَن یكون له ما یَكْفی عیالَه، و رجل فَقِیرٌ من المال، و قد فَقُرَ، فهو فَقیر، و الجمع فُقَراءُ، و الأُنثی فَقِیرةٌ من نسوة فَقَائِر؛ و حكی اللحیانی: نسوة فُقَراءُ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا، قال: و عندی أَن قائل هذا من العرب لم یَعْتدّ بهاء التأْنیث فكأَنه إِنما جمع فقیراً، قال: و نظیره نسوة فُقَهاءُ. ابن السكیت: الفَقِیرُ الذی له بُلْغَةٌ من العیش؛ قال الراعی یمدح عبد الملك بن مَرْوان و یشكو إِلیه سُعاته: أَما الفَقِیرُ الذی كانت حَلُوبَتُهُ وَفْقَ العِیال، فلم یُتْرَكْ له سَبَدُ قال: و المسكین الذی لا شی‌ء له. و قال یونس: الفَقِیرُ أَحسن حالًا من المسكین. قال: و قلت لأَعرابی مرةً: أَ فَقِیرٌ أَنت؟ فقال: لا و الله بل مسكین؛ فالمسكین أَسوأُ حالًا من الفقیر. و قال ابن الأَعرابی: الفَقِیرُ الذی لا شی‌ء له، قال: و المسكین مثله. و الفَقْر: الحاجة، و فعله الافْتِقارُ، و النعت فَقِیرٌ. و فی التنزیل العزیز: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاكِینِ؛ سئل أَبو العباس عن تفسیر الفَقِیر و المسكین فقال: قال أَبو عمرو بن العلاء فیما یَروی عنه یونُس: الفَقِیرُ الذی له ما یَأْكل، و المسكین الذی لا شی‌ء له؛ و روی ابن سلام عن یونس قال: الفَقِیرُ یكون له بعض ما یُقیمه، و المسكین الذی لا شی‌ء له؛ و یُرْوی عن خالد بن یزید أَنه قال: كأَن الفَقِیرَ إِنما سُمِّی فَقِیراً لِزَمانةٍ تصیبه مع حاجة شدیدة تمنعه الزَّمانةُ من التَّقَلُّب فی الكسب علی نفسه فهذا هو الفَقِیرُ. الأَصمعی: المسكین أَحسن حالًا من الفَقِیرِ، قال: و كذلك قال أَحمد بن عبید، قال أَبو بكر: و هو الصحیح عندنا لأَن الله تعالی سَمَّی من له الفُلْك مسكیناً، فقال: أَمَّا السَّفِینَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ؛ و هی تساوی جُمْلة؛ قال: و الذی احتج به یونس من أَنه قال لأَعرابی أَ فَقیرٌ أَنت؟ فقال: لا و الله بل مسكین، یجوز أَن یكون أَراد لا و الله بل انا أَحسن حالًا من الفقیر، و البیت الذی احتج به لیس فیه حجة، لأَن المعنی كانت لهذا الفَقِیرِ حَلوبةٌ فیما تقدم، و لیست له فی هذه الحالة حَلوبَةٌ؛ و قیل الفَقِیرُ الذی لا شی‌ء له، و المسكین الذی له بعض ما
لسان العرب، ج‌5، ص: 61
یَكْفِیه؛ و إِلیه ذهب الشافعی رضی الله عنه، و قیل فیهما بالعكس، و إِلیه ذهب أَبو حنیفة، رحمه الله، قال: و الفَقِیرُ مبنیّ علی فَقُرَ قیاساً و لم یُقَلْ فیه إِلا افْتَقَر یَفْتَقِرُ، فهو فَقِیرٌ. و‌فی الحدیث: عاد البراءَ بنَ مالكٍ، رضی الله عنه، فی فَقَارة من أَصحابه‌أَی فی فَقْرٍ. و قال الفراء فی قوله عز و جل: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاكِینِ،قال الفراء: هم أَهل صُفَّةِ النبی، صلی الله علیه و سلم، كانوا لا عشائر لهم، فكانوا یلتمسون الفضل فی النهار و یأْوون إِلی المسجد، قال: و المساكین الطَوَّافون علی الأَبواب. و روی عن الشافعی، رضی الله عنه، أَنه قال: الفُقَراءُ الزَّمْنَی الضعاف الذین لا حرفة لهم، و أَهل الحِرْفةِ الضعیفة التی لا تقع حرْفتُهم من حاجتهم موقعاً، و المساكین: السُّؤَّالُ ممن له حرفةٌ تقع مَوْقِعاً و لا تغنیه و عیالَهُ، قال الأَزهری: الفَقِیرُ أَشد حالًا عند الشافعی، رحمه الله تعالی. قال ابن عرفة: الفَقِیرُ، عند العرب، المحتاج. قال الله تعالی: أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَی اللّٰهِ؛ أَی المحتاجون إِلیه، فأَما المسكین فالذی قد أَذلَّه الفَقْرُ، فإِذا كان هذا إِنما مَسْكَنَتُه من جهة الفَقْر حلَّتْ له الصدقة و كان فَقیراً مسكیناً، و إِذا كان مسكیناً قد أَذلَّهُ سوی الفَقْرِ فالصدقة لا تحل له، إِذ كان شائعاً فی اللغة أَن یقال: ضُرِبَ فلانٌ المسكینُ و ظُلِمَ المسكینُ، و هو من أَهل الثَّرْوَةِ و الیَسار، و إِنما لحقه اسم المسكین من جهة الذِّلَّةِ، فمن لم تكن مسكنتُه من جهة الفَقْر فالصدقةُ علیه حرام. قال عبد الله محمد بن المكرم، عفا الله عنه: عَدْلُ هذه الملةِ الشریفة و إِنْصافُها و كَرَمُها و إِلطافها إِذا حَرَّمَت صدقةَ المال علی مسكین الذِّلَّةِ أَباحَتْ له صدقةَ القُدْرةِ، فانتقلت الصدقةُ علیه من مال ذی الغِنَی إِلی نُصْرة ذی الجَاهِ، فالدِّینُ یَفْرِضُ للمسكین الفَقِیرِ مالًا علی ذوی الغِنَی، و هو زكاة المال، و المُرُوءةُ تَفْرِضُ للمسكین الذلیلِ علی ذوی القدرة نُصْرَةً، و هو زكاة الجاه، لیتساوی مَنْ جَمَعَتْهُ أُخُوَّةُ الإِیمانِ فیما جعله الله تعالی للأَغنیاء من تَمْكینٍ و إِمكان، و الله سبحانه هو ذو الغِنَی و القدرةِ و المُجازِی علی الصدقة علی مسكین الفَقْرِ و النُّصْرَةِ لمسكین الذِّلَّةِ، و إِلیه الرغبة فی الصدقة علی مِسْكِینَیْنَا بالنُّصرةِ و الغِنَی و نَیْلِ المُنَی، إِنه غنیٌّ حمید. و قال سیبویه: و قالوا افْتَقَر كما قالوا اشتَدَّ، و لم یقولوا فَقُر كما لم یقولوا شَدُدَ، و لا یستعمل بغیر زیادة. و أَفْقَرَهُ الله من الفَقْرِ فافْتَقَرَ. و المَفَاقِرُ: وجوه الفَقْرِ لا واحد لها. و شَكَا إِلیه فُقُورَه أَی حاجتَه. و أَخبره فُقُورَه أَی أَحْوالَه. و أَغنی الله مَفَاقِرَه أَی وُجُوه فَقْره. و یقال: سَدّ الله مَفاقِره أَی أَغناه و سَدَّ وُجوه فَقْره؛ و‌فی حدیث معاویة أَنه أَنشد: لَمَالُ المَرْءِ یُصْلِحه، فیُغْنی مَفاقِرَه، أَعفّ من القُنُوعِ المَفاقِر: جمع فَقْر علی غیر قیاس كالمَشابه و المَلامحِ، و یجوز أَن یكون جمع مَفْقَر مصدر أَفْقَره أَو جمع مُفْقِرٍ. و قولهم: فلان ما أَفْقَره و ما أَغْناه، شاذ لأَنه یقال فی فِعْلَیْهما افتقر و استغنی، فلا یصح التعَجُّب منه. و الفِقْرة و الفَقْرة و الفَقَارة، بالفتح: واحدة فَقَار الظهر، و هو ما انتضد من عِظام الصلب من لَدُن الكاهِل إِلی العَجْب، و الجمع فِقَر و فَقَارٌ، و قیل فی الجمع: فِقْرات و فِقَرات و فِقِرات. قال ابن الأَعرابی: أَقَلُّ فِقَر البَعِیر ثمانی عشرة و أَكثرها إِحدی و عشرون إِلی ثلاث و عشرین، و فَقَار الإِنسان سبع. و رجل مَفقُور و فَقِیر: مكسور الفَقَار؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 62
قال لبید یصف لُبَداً و هو السابع من نُسُور لُقْمان بن عاد: لَمَّا رأَی لُبَدُ النُّسورَ تطایَرَتْ، رَفَعَ القَوادِم كالفَقِیرِ الأَعْزَلِ و الأَعْزَلُ من الخیل: المائل الذَّنَب. و قال: الفَقِیر المكسور الفَقَار؛ یضرب مثلًا لكل ضعیفٍ لا ینفُذ فی الأُمور. التهذیب: الفقیر معناه المَفْقُور الذی نُزِعت فِقَره من ظهره فانقطع صُلْبه من شدة الفَقْر، فلا حال هی أَوكد من هذه. أَبو الهثیم: للإِنسان أَربع و عشرون فَقَارةً و أَربع و عشرون ضِلَعاً، ست فَقَاراتٍ فی العنق و ست فَقَاراتٍ فی الكاهل، و الكاهل بین الكتفین، بین كل ضِلَعَینِ من أَضلاع الصدر فَقَارةٌ من فَقَاراتِ الكاهل الست ثم ستُّ فَقَاراتٍ أَسفلُ من فَقَاراتِ الكاهل، و هی فَقَاراتُ الظهرِ التی بِحِذاء البطن، بین كلِ ضِلَعَیْنِ من أَضلاع الجنبین فَقَارةٌ منها، ثم یقال لِفَقَارةٍ واحدة تفرق بین فَقَارِ الظهر و العَجُزِ: القَطاةُ، و یلی القَطاةَ رأْسا الوَرِكَیْنِ، و یقال لهما: الغُرابانِ أَبعدُهما تمامُ فَقارِ العَجُز، و هی ست فَقَاراتٍ آخرها القُحْقُحُ و الذَّنَبُ متصل بها، و عن یمینها و یسارها الجَاعِرتانِ، و هما رأْسا الوركین اللذان یلیان آخر فَقَارةٍ من فَقَاراتِ العَجُز، قال: و الفَهْقَةُ فَقارةٌ فی أَصل العنق داخلة فی كُوَّةِ الدماغ التی إِذا فُصِلَتْ أَدخل الرجل یده فی مَغْرزِها فیخرج الدماغ. و‌فی حدیث زید بن ثابت: ما بین عَجْبِ الذَّنَب إِلی فِقْرةِ القفا ثنتان و ثلاثون فِقْرَة فی كل فِقْرَةٍ أَحد و ثلاثون دیناراً، یعنی خَرَز الظهر. و رجل فَقِرٌ: یشتكی فَقارَهُ؛ قال طرفة: و إِذا تَلْسُنُنی أَلْسُنُها، إِنَّنی لسْتُ بمَوْهونٍ فَقِرْ و أَجود بیت فی القصیدة یسمی فِقْرَةً، تشبیهاً بفِقْرةِ الظهر. و الفاقِرةُ: الداهیة الكاسرة للفَقَارِ. یقال: عمل به الفاقِرةَ أَی الداهیة. قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: تَظُنُّ أَنْ یُفْعَلَ بِهٰا فٰاقِرَةٌ؛ المعنی توقن أَن یُفْعَلَ بها داهیة من العذاب، و نحو ذلك؛ قال الفراء: قال و قد جاءت أَسماء القیامة و العذاب بمعنی الدواهی و أَسمائها؛ و قال اللیث: الفاقِرةُ داهیة تكسر الظهر. و الفاقِرةُ: الداهیة و هو الوسم «3» الذی یَفْقِرُ الأَنف. و یقال: فَقَرَتْه الفاقِرةُ أَی كسرت فَقَارَ ظهره. و یقال أَصابته فاقِرةٌ و هی التی فَقَرَتْ فَقَارَه أَی خَرَز ظهره. و أَفْقَرَك الصیدُ: أَمْكَنَك من فَقارِه أَی فارْمِه، و قیل: معناه قد قَرُبَ منك. و‌فی حدیث الولید بن یزید بن عبد الملك: أَفْقَر بعد مَسْلَمَةَ الصیدُ لمن رَمی‌أَی أَمكن الصیدُ من فَقارِه لرامیه؛ أَراد أَن عمه مسلمة كان كثیر الغزو یَحْمی بیضةَ الإِسلام و یتولی سِدادَ الثغور، فلما مات اختل ذلك و أَمكن الإِسلامُ لمن یتعرّض إِلیه. یقال: أَفقرك الصیدُ فارْمِه أَی أَمكنك من نفسه. و ذكر أَبو عبیدة وجوهَ العَوارِیّ و قال: أَما الإِفقارُ فأَن یعطی الرجلُ الرجلَ دابته فیركبها ما أَحب فی سفر ثم یردّها علیه. ابن السكیت: أَفْقَرْتُ فلاناً بعیراً إِذا أَعرته بعیراً یركب ظهره فی سفر ثم یرده. و أَفْقَرَنی ناقتَه أَو بعیره: أَعارنی ظهره للحمل أَو للركوب، و هی الفُقْرَی علی مثال العُمْرَی؛ قال الشاعر: له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه، فما فیه لِلفُقْرَی و لا الحَجِّ مَزْعَمُ
(3). قوله [و هو الوسم] ظاهره أن الفاقرة تطلق علی الوسم، و لم نجد ما یؤیده فی الكتب التی بأیدینا، فإن لم یكن صحیحاً فلعل فی العبارة سقطاً؛ و الأَصل و الفاقرة الداهیة من الفقر و هو الوسم إلخ
لسان العرب، ج‌5، ص: 63
و أَفقرتُ فلاناً ناقتی أَی أَعرته فَقَارَها. و‌فی الحدیث: ما یَمْنَعُ أَحدَكم أَن یُفْقِرَ البعیرَ من إِبله‌أَی یُعیره للركوب. یقال: أَفقر البعیرَ یُفْقِرُه إِفقاراً إِذا أَعاره، مأْخوذ من ركوب فَقارِ الظهر، و هو خَرَزَاتُه، الواحدة فَقارَة و‌فی حدیث الزكاة: و من حَقِّها إِفْقارُ ظهرِها.و‌فی حدیث جابر: أَنه اشتری منه بعیراً و أَفْقَره ظهرَه إِلی المدینة.و‌فی حدیث عبد الله: سئل عن رجل استقرض من رجل دراهم ثم إِنه أَفْقَر المُقْرِضَ دابتَه، فقال: ما أَصاب من ظهر دابته فهو ربًا.و‌فی حدیث المزارعة: أَفْقِرْها أَخاك‌أَی أَعِرْه أَرضك للزراعة، استعاره للأَرض من الظهر. و أَفْقَرَ ظهرُ المُهْرِ: حان أَن یُرْكَبَ. و مُهْر مُفْقِر: قویّ الظهر، و كذلك الرجل. ابن شمیل: إِنه لَمُفْقِرٌ لذلك الأَمر أَی مُقْرنٌ له ضابط؛ مُفْقِرٌ لهذا العَزْم و هذا القِرْنِ و مُؤْدٍ سواء. و المُفَقَّر من السیوف: الذی فیه حُزُوز مطمئنة عن متنه؛ یقال منه: سیف مُفَقَّر. و كلُّ شی‌ء حُزَّ أَو أُثِّرَ فیه، فقد فُقِّرَ. و‌فی الحدیث: كان اسم سیف النبی، صلی الله علیه و سلم، ذا الفَقَارِ؛ شبهوا تلك الحزوز بالفَقارِ. قال أَبو العباس: سمی سیف النبی، صلی الله علیه و سلم، ذا الفَقار لأَنه كانت فیه حُفَرٌ صِغار حِسانٌ، و یقال للحُفْرة فُقْرة، و جمعها فُقَر؛ و استعاره بعض الشعراء للرُّمْح، فقال: فما ذُو فَقارٍ لا ضُلُوعَ لجوفِه، له آخِرٌ من غیره و مُقَدَّمُ؟ عنی بالآخر و المُقَدَّم الزُّجَّ و السِّنانَ، و قال: من غیره لأَنهما من حدید، و العصا لیست بحدید. و الفُقْر: الجانب، و الجمع فُقَر، نادر؛ عن كراع، و قد قیل: إِن قولهم أَفْقَرَكَ الصیدُ أَمكنكَ من جانبه. و فَقَرَ الأَرضَ و فَقَّرَها: حفرها. و الفُقْرةُ: الحُفرة؛ و رَكِیَّة فَقِیرةٌ مَفْقُورةٌ. و الفَقِیرُ: البئر التی تغرس فیها الفَسِیلةُ ثم یكبس حولَها بتُرْنُوقِ المَسِیل، و هو الطین، و بالدِّمْنِ و هو البعر، و الجمع فُقُر، و قد فَقَّرَ لها تَفْقِیراً. الأَصمعی: الوَدِیَّة إِذا غرست حفر لها بئر فغرست ثم كبس حولها بتُرْنُوق المَسِیلِ و الدِّمْنِ، فتلك البئر هی الفَقِیرُ. الجوهری: الفَقِیرُ حفیر یحفر حول الفَسِیلة إِذا غرست. و فَقِیرُ النخلة: حفیرة تحفر للفسیلة إِذا حوّلت لتغرس فیها. و‌فی الحدیث: قال لسلمان: اذهب ففَقّر الفسیل‌أَی احْفِرْ لها موضعاً تُغْرَسُ فیه، و اسم تلك الحفرة فُقْرَةٌ و فَقِیرٌ. و الفَقِیر: الآبار المجتمعة الثلاث فما زادت، و قیل: هی آبار تُحْفَرُ و ینفذ بعضها إِلی بعض، و جمعه فُقُرٌ. و البئر العتیقة: فَقِیر، و جمعها فُقُر. و‌فی حدیث عبد الله بن أنیس، رضی الله عنه: ثم جمعنا المفاتیح فتركناها فی فَقِیرٍ من فُقُر خیبر‌أَی بئر من آبارها. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَنه كان یشرب و هو محصور من فَقِیرٍ فی داره‌أَی بئر، و هی القلیلة الماء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: و ذكر إمرأَ القیس فقال: افْتَقَر عن مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بصَرٍ، أَی فتح عن معان غامضة. و‌فی حدیث القَدَر: قِبَلَنَا ناسٌ یتَفَقَّرون العلم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، بتقدیم الفاء علی القاف، قال و المشهور بالعكس؛ قال: و قال بعض المتأَخرین هی عندی أَصح الروایات و أَلیَقها بالمعنی، یعنی أَنهم یستخرجون غامضه و یفتحون مُغْلَقَه، و أَصله من فَقَرْتُ البئر إِذا حفرتها لاستخراج مائها، فلما كان القَدَرِیَّةُ بهذه الصفة من البحث و التَتَبُّع لاستخراج المعانی الغامضة بدقائق التأْویلات وصفهم بذلك. و الفَقِیرُ: رَكِیَّة بعینها معروفة؛ قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 64
ما لَیْلَةُ الفَقِیرِ إِلا شَیْطان، مجنونةٌ تُودِی بِرُوح الإِنسانْ لأَن السیر إِلیها متعب، و العرب تقول للشی‌ء إِذا استصعبوه: شیطان. و الفَقِیرُ: فم القَناةِ التی تجری تحت الأَرض، و الجمع كالجمع، و قیل: الفَقِیرُ مَخْرَجُ الماء من القَناة. و‌فی حدیث مُحَیِّصَةَ: أَن عبد الله بن سَهْل قُتِلَ و طُرِحَ فی عین أَو فَقِیرٍ؛ الفَقِیرُ: فم القَناة. و الفَقْر: أَن یُحَزَّ أَنفُ البعیر. و فَقَر أَنفَ البعیر یَفْقِرُه و یَفْقُره فَقْراً، فهو مَفْقُورٌ و فَقِیرٌ إِذا حَزَّه بحدیدة حتی یَخْلُصَ إِلی العظم أَو قریب منه ثم لوی علیه جَریراً لیُذلِّلَ الصعبَ بذلك و یَرُوضَه. و‌فی حدیث سعد، رضی الله عنه: فأَشار إِلی فَقْرٍ فی أَنفه‌أَی شق و حَزٍّ كان فی أَنفه؛ و منه قولهم: قد عمل بهم الفاقرة. أَبو زید: الفَقْرُ إِنما یكون للبعیر الضعیف، قال: و هی ثلاث فِقَرٍ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: ثلاثٌ من الفَواقِرِ‌أَی الدواهی، واحدتها فاقِرَةٌ، كأَنها تَحْطِمُ فَقارَ الظَّهْرِ كما یقال قاصمة الظهر. و الفَقارُ: ما وقع علی أَنفِ البعیر الفَقِیر من الجرِیرِ؛ قال: یَتُوقُ إِلی النَّجاءِ بفَضْلِ غَرْبٍ، و تَقْذَعُه الخِشَاشَةُ و الفَقارُ ابن الأَعرابی: قال أَبو زیاد تكون الحُرْقة فی اللِّهْزِمَة. أَبو زیاد: و قد یُفْقَرُ الصعْب من الإِبل ثلاثةَ أَفْقُرٍ فی خَطْمِه، فإِذا أَراد صاحبه أَن یُذِله و یمنعه من مَرَحِه جعل الجَرِیرَ علی فَقْرِه الذی یلی مِشْفَره فَمَلَكه كیف شاء، و إِن كان بین الصعب و الذلول جعل الجریر علی فَقْره الأَوسط فَتَرَیَّد فی مشیته و اتسع، فإِذا أَراد أَن ینبسط و یذهب بلا مؤونة علی صاحبه جعل الجریر علی فَقْره الأَعلی فذهب كیف شاء، قال: فإِذا حُزَّ الأَنف حَزًّا فذلك الفَقْرُ، و بعیر مَفْقُور. و رَوَی مُجالِدٌ عن عامر فی قوله تعالی: السَّلٰامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدْتُ وَ یَوْمَ أَمُوتُ وَ یَوْمَ أُبْعَثُ حَیًّا؛قال الشعبی: فُقرات ابن آدم ثلاثٌ: یوم ولد و یوم یموت و یوم یبعث حیاً، هی التی ذكر عیسی [علیه السلام]قال: و قال أَبو الهیثم الفُقرات هی الأُمور العظام جمع فُقْرة، بالضم، كما‌قیل فی قتل عثمان، رضی الله عنه: استَحَلُّوا الفُقَر الثلاثَ: حُرْمة الشهر الحرام و حرمة البلد الحرام و حرمة الخلافة؛ قال الأَزهری: و روی القتیبی قول عائشة، رضی الله عنها، فی عثمان: المركوبُ منه الفِقَرُ الأَربع، بكسر الفاء، و قال: الفِقَر خَرَزَات الظهر، الواحدة فِقْرَة؛ قال: و ضَربتْ فِقَرَ الظهر مثلًا لما ارْتُكِبَ منه لأَنها موضع الركوب، و أَرادت أَنه رُكِبَ منه أَربعُ حُرَمٍ عِظَامٍ تجب له بها الحقوقُ فلم یَرْعَوْها و انتهكوها، و هی حرمته بصحبة النبی، صلی الله علیه و سلم، و صهره و حرمة البلد و حرمة الخلافة و حرمة الشهر الحرام.قال الأَزهری: و الروایات الصحیحة الفُقَر الثلاثُ، بضم الفاء، علی ما فسره ابن الأَعرابی و أَبو الهیثم، و هو الأَمر الشنیع العظیم، و یؤید قولهما ما قاله الشعبی فی تفسیر الآیة و قوله: فُقراتُ ابن آدم ثلاث. و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه قال: البعیر یُقْرَمُ أَنفه، و تلك القُرْمَة یقال لها الفُقْرَة، فإِن لم یَسْكُنْ قُرِمَ أُخری ثم ثالثةً؛ قال: و منه‌قول عائشة فی عثمان، رضی الله عنهما: بَلَغْتُم منه الفُقَرَ الثلاث، و فی روایة: استعتبتموه ثم عَدَوْتُمْ علیه الفُقَرَ الثلاثَ.قال أَبو زید: و هذا مَثَلٌ، تقول: فعلتم به كفعلكم هذا البعیر الذی لم تُبْقُوا فیه غایة؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 65
أَبو عبید: الفَقِیر له ثلاثة مواضع «4»، یقال: نزلنا ناحیةَ فَقِیر بنی فلان، یكون الماء فیه هاهنا رَكِیَّتان لقوم فهم علیه، و هاهنا ثلاث و هاهنا أَكثر فیقال: فَقِیرُ بنی فلان أَی حصتهم منها كقوله: تَوَزَّعْنا فَقِیرَ مِیاهِ أُقْرٍ، لكلِّ بنی أَبٍ فیها فَقِیرُ فَحِصَّةُ بعضِنا خَمْسٌ و سِتٌّ، و حِصَّةُ بعضِنا منهنّ بِیرُ و الثانی أَفواه سَقْفِ القُنِیّ؛ و أَنشد: فَوَرَدَتْ، و اللیلُ لما یَنْجَلِ، فَقِیرَ أَفْواهِ رَكِیَّاتِ القُنی و قال اللیث: یقولون فی النِّضال أُرامیك من أَدنی فِقْرةٍ و من أَبعد فِقْرة أَی من أَبعد مَعْلَمٍ یتعلمونه من حفِیرة أَو هَدَف أَو نحوه. قال: و الفُقْرة حُفْرة فی الأَرض. و أَرض مُتَفَقِّرة: فیها فُقَرٌ كثیرة. ابن سیدة: و الفِقْرَةُ العَلم من جبل أَو هَدَفٍ أَو نحوه. ابن المُظَفَّر فی هذا الباب: التَّفْقِیر فی رِجْل الدواب بیاضٌ مخالط للأَسْؤُقِ إِلی الرُّكَبِ، شاة مُفَقَّرة و فرس مُفَقَّر؛ قال الأَزهری: هذا عندی تصحیف و الصواب بهذا المعنی التقفیز، بالزای و القاف قبل الفاء، و سیأْتی ذكره. و فَقَرَ الخَرَزَ: ثَقَبه للنَّظْم؛ قال: غَرائِرُ فی كِنٍّ و صَوْنٍ و نَعْمةٍ، یُحَلَّیْنَ یاقُوتاً و شَذْراً مُفَقَّرا قال الأَزهری: و هو مأْخوذ من الفَقارِ. و فُقْرَةُ القمیص: مَدْخَلُ الرأْس منه. و أَفْقَرَكَ الرَّمْیُ: أَكْثَبَك. و هو منك فُقْرَةً أَی قریبٌ؛ قال ابن مقبل: رامیتُ شَیْبی، كِلانا مُوضِعٌ حِجَجاً سِتِّینَ، ثم ارْتَمَیْنا أَقربَ الفُقَرِ و الفَقُرَة: نبت، و جمعها فَقُرٌ؛ حكاها سیبویه، قال: و لا یكسر لقلة فَعُلَةٍ فی كلامهم و التفسیر لثعلب، و لم یحكِ الفَقُرَة إِلا سیبویه ثم ثعلب. ابن الأَعرابی: فُقُورُ النَّفْس و شُقُورُها هَمُّها، و واحد الفُقُورِ فَقْر. و فی حدیث الإِیلاء علی فَقِیرٍ من خَشَب، فسره فی الحدیث بأَنه جِذْعٌ یُرْقی علیه إِلی غُرْفة أَی جعل فیه كالدَّرَج یُصْعَدُ علیها و ینزل، قال ابن الأَثیر: و المعروف نَفِیر، بالنون، أَی منقور.

فكر؛ ج5، ص: 65

: الفَكْرُ و الفِكْرُ: إِعمال الخاطر فی الشی‌ء؛ قال سیبویه: و لا یجمع الفِكْرُ و لا العِلْمُ و لا النظرُ، قال: و قد حكی ابن درید فی جمعه أَفكاراً. و الفِكْرة: كالفِكْر و قد فَكَرَ فی الشی‌ء «5» و أَفْكَرَ فیه و تَفَكَّرَ بمعنیً. و رجل فِكِّیر، مثال فِسِّیق، و فَیْكَر: كثیر الفِكْر؛ الأَخیرة عن كراع. اللیث: التَّفَكُّر اسم التَّفْكِیر. و من العرب من یقول: الفِكْرُ الفِكْرَة، و الفِكْری علی فِعْلی اسم، و هی قلیلة. الجوهری: التَّفَكُّر التأَمل، و الاسم الفِكْرُ و الفِكْرَة، و المصدر الفَكْر، بالفتح. قال یعقوب: یقال: لیس لی فی هذا الأَمرِ فكْرٌ أَی لیس لی فیه حاجة، قال: و الفتح فیه أَفصح من الكسر.

فلر؛ ج5، ص: 65

: الفَلاوِرَةُ: الصَّیادِلة، فارسی معرّب.

فنخر؛ ج5، ص: 65

: الفِنْخِیرة: شبه صخرة تنقلع فی أَعلی الجبل، فیها رَخاوة و هی أَصغر من الفِنْدِیرة. و یقال للمرأَة إِذا
(4). قوله [الفقیر له ثلاثة مواضع إلخ] سقط من نسخة المؤلف الموضع الثالث، و ذكره یاقوت بعد أن نقل عبارة أبی عبیدة حیث قال: و الثالث تحفر حفرة ثم تغرس بها الفسیلة فهی فقیر (5). قوله [و قد فَكَرَ فی الشی‌ء إلخ] بابه ضرب كما فی المصباح
لسان العرب، ج‌5، ص: 66
تَدَحْرَجت فی مِشْیَتِها: إِنها لفُناخِرة. و الفِنْخِرُ: الصُّلْبُ الباقی علی النكاح. ابن السكیت: رجل فُنْخُر و فُناخِرٌ، و هو العظیم الجُثَّة؛ قال و أَنشدنی بعض أَهل الأَدب: إِنَّ لنا لَجارةً فُناخِره، تَكْدَحُ للدنیا و تَنْسی الآخره

فندر؛ ج5، ص: 66

: الفِنْدِیرة: قطعة ضَخْمة من تمر مكتنز. و الفِنْدیرة: صخرة تنقلع عن عُرْضِ الجبل. الجوهری: الفِنْدِیر و الفِنْدِیرة الصخرة العظیمة تَنْدُرُ من رأْس الجبل، و الجمع فَنادِیر؛ قال الشاعر فی صفة الإِبل: كأَنها من ذُری هَضْبٍ فَنادیرُ ابن الأَعرابی: الفُنْدُورَةُ هی أُمُّ عِزْمٍ و أُم سُوَیْدٍ، یعنی السَّوْأَةَ.

فنزر؛ ج5، ص: 66

: الفَنْزَرُ: بیت صغیر یتخذ علی خشبة طولها ستون ذراعاً یكون الرجل فیها رَبِیئة.

فنقر؛ ج5، ص: 66

: الفُنْقُورة: ثَقْبُ الفَقْحة.

فهر؛ ج5، ص: 66

: الفِهْرُ: الحجر قَدْرَ ما یُدَقُّ به الجَوْزُ و نحوه، أُنْثی؛ قال اللیث: عامة العرب تؤنث الفِهْرَ، و تصغیرها فُهَیْر. و قال الفراء: الفِهْرُ یذكر و یؤنث، و قیل: هو حجر یملأ الكف. و‌فی الحدیث: لما نزل تَبَّتْ یَدٰا أَبِی لَهَبٍ جاءت امرأَته و فی یدها فِهْر؛ قال: هو الحجر مِلْ‌ءَ الكف، و قیل: هو الحجر مطلقاً، و الجمع أَفْهار و فُهُورٌ، و كان الأَصمعی یقول: فِهْرَة و فِهْرٌ، و تصغیرها فُهَیْرة، و عامر بن فُهَیْرة سمی بذلك. و تَفَهَّر الرجلُ فی المال. اتَّسع. و فَهَّرَ الفرسُ و فَیْهَرَ و تَفَیْهَر: اعتراه بُهْرٌ و انقطاع فی الجری و كَلال. و الفَهْرُ: أَن ینكح الرجل المرأَة ثم یتحوّل عنها قبل الفَراغ إِلی غیرها فَیُنْزِل، و قد نهی عن ذلك. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن الفَهْرِ، و كذلك الفَهَر، مثل نَهْرٍ و نَهَر، بالسكون و التحریك؛ یقال: أَفْهَرَ یُفْهِرُ إِفْهاراً. ابن الأَعرابی: أَفْهَر الرجلُ إذا خلا مع جاریته لقضاء حاجته و معه فی البیت أُخری من جواریه، فأَكْسَلَ عن هذه أَی أَوْلَجَ و لم یُنْزِل، فقام من هذه إِلی أُخری فأَنزل معها، و قد نهی عنه فی الخبر. قال: و أَفْهَر الرجل إذا كان مع جاریته و الأُخری تسمع حِسَّه، و قد نهی عنه. و العرب تسمی هذا الفَهْرَ و الوَجْسَ و الرَّكْزَ و الحَفْحَفَةَ؛ و قال غیره فی تفسیر هذا الحدیث: هو من التَّفْهیر، و هو أَن یُحْضِرَ الفرسُ فیعتریه انقطاع فی الجری من كَلال أَو غیره؛ و كأَنه مأْخوذ من الإِفْهارِ و هو الإِكْسال عن الجماع. و فَهَّر الرجلُ تَفْهِیراً أَی أَعیا. یقال: أَوّل نقصان حُضْرِ الفرس التَّرادُّ ثم الفُتُور ثم التَّفْهیر. و تَفَهَّر الرجل فی الكلام: اتَّسع فیه، كأَنه مبدل من تَبَحَّر أَو أَنه لغة فی الإِعیاء و الفُتُور. و أَفْهَر بعیرُه إِذا أَبْدَع فأُبْدِعَ به. و فِهْر: قبیلة، و هی أَصل قریش و هو فِهْرُ بن غالب بن النَّضْر بن كنانة، و قریش كلهم ینسبون إِلیه. و الفَهِیرةُ: مَخْضٌ یلقی فیه الرَّضْف فإِذا هو غلی ذُرَّ علیه الدقیق و سِیطَ به ثم أُكل، و قد حكیت بالقاف. و فُهْرُ الیهود، بالضم: موضعُ مِدْراسِهم الذی یجتمعون إِلیه فی عیدهم یصلون فیه، و قیل: هو یوم یأْكلون فیه و یشربون؛ قال أَبو عبید: و هی كلمة نَبَطِیَّة أَصلها بُهْر أَعجمی، عرّب بالفاء فقیل فُهْر، و قیل: هی عبرانیة عرّبت أَیضاً، و النصاری یقولون فُخْر. قال ابن درید: لا أَحسب الفُهْر عربیّاً صحیحاً.
لسان العرب، ج‌5، ص: 67
و‌فی حدیث علی، علیه السلام، و رأَی قوماً قد سَدَلوا ثیابهم فقال: كأَنهم الیهود خرجوا من فُهْرهم‌أَی موضع مِدْراسهم. قال: و أَفْهَرَ إِذا شهد الفُهْر، و هو عید الیهود. و أَفهر إِذا شهد مِدْراس الیهود. و مفاهرُ الإِنسان: بَآدِلُه، و هو لحم صدره. و أَفْهَر إِذا اجتمع لحمه زِیَماً زِیَماً و تَكَتَّل فكان مُعَجَّراً، و هو أَقبح السمن. و ناقة فَیْهرة: صلبة عظیمة.

فور؛ ج5، ص: 67

: فارَ الشی‌ء فَوْراً و فُؤُوراً و فُواراً و فَوَراناً: جاش. و أَفَرْته و فُرْتُه المتعدّیان؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فلا تَسْأَلِینی و اسأَلی عن خَلِیقَتی، إِذا رَدَّ عافی القِدْر، مَنْ یَسْتَعِیرُها و كانوا قُعوداً حَوْلَها یَرْقُبونها، و كانتْ فَتاةُ الحیّ ممن یُفیرُها یُفِیرُها: یوقد تحتها، و یروی یَفُورها علی فُرْتُها، و رواه غیره یُغِیرها أَی یشدّ وَقُودها. و فارتِ القِدْرُ تَفُور فَوْراً و فَوَراناً إِذا غلت و جاشت. و فار العِرْقُ فَوَراناً: هاج و نَبَعَ. و ضرْبٌ فَوَّار: رَغِیبٌ واسع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بِضَرْبٍ یُخَفِّتُ فوَّارُه، و طَعْنٍ تَری الدمَ منه رَشِیشا إِذا قَتَلوا منكمُ فارساً، ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن یَعِیشا یُخَفِّتُ فَوَّارُه أَی أَنها واسعة فدمها یسیل و لا صوت له. و قوله: ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن یعیشا، یعنی أَنه یُدْرَكُ بثأْره فكأَنه لم یُقتل. و یقال: فارَ الماءُ من العین یَفُورُ إِذا جاش. و‌فی الحدیث: فجعل الماءُ یَفُور من بین أَصابعه‌أَی یَغْلی و یظهر متدفِّقاً. و فارَ المسكُ یَفُورُ فُوَاراً و فَواراناً: انتشر. و فارةُ المِسْكِ: رائحته، و قیل: فارتُه وعاؤُه، و أَما فأْرَةُ المسك، بالهمز، فقد تقدم ذكرها. و فارة الإِبل: فَوْح جلودها إِذا نَدِیَتْ بعد الوِرْدِ؛ قال: لها فارةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشیةٍ، كما فَتَقَ الكافورَ، بالمسكِ، فاتِقُه و جاؤوا من فَوْرِهمْ أَی من وجههم. و الفائرُ: المنتشرُ الغَضَب من الدواب و غیرها. و یقال للرجل إِذا غضب: فارَ فائرُه و ثارَ ثائرُه أَی انتشر غضبه. و أَتیته فی فَوْرَةِ النهار أَی فی أَوله. و فَوْرُ الحرّ: شدته. و‌فی الحدیث: كلا، بل هی حُمَّی تَثُور أَو تَفُور‌أَی یظهر حرها. و‌فی الحدیث: إِن شدة الحرّ من فَوْرِ جهنم‌أَی وَهَجِها و غلیاها. و فَوْرَةُ العشاء: بعده. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: ما لم یسقط فَوْرُ الشَّفَقِ، و هو بقیة حمرة الشمس فی الأُفُق الغربی، سمِّی فَوْراً لسطوعه و حمرته، و یروی بالثاء و قد تقدم. و‌فی حدیث مِعْصار «1»: خرج هو و فلان فضربوا الخیام و قالوا أَخْرِجْنا من فَوْرَةِ الناس‌أَی من مجتَمَعِهم و حیث یَفُورونَ فی أَسواقهم. و‌فی حدیث مُحَلِّم: نعطیكم خمسین من الإِبل فی فَوْرِنا هذا؛ فَوْرُ كلِّ شی‌ء: أَوله. و قولهم: ذهبتُ فی حاجةٍ ثم أَتیتُ فُلاناً من فَوْری أَی قبل أَن أَسكن. و قوله عز و جل: وَ یَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هٰذٰا؛ قال الزجاج: أَی من وجههم هذا. و الفِیرةُ: الحُلْبة تخلط للنفساء؛ و قد فَوَّر لها، و قد تقدم ذلك فی الهمز. و الفارُ: عَضَل الإِنسان؛ و من كلامهم: بَرِّز نارَكَ
(1). قوله [و فی حدیث معصار] الذی فی النهایة: معضد
لسان العرب، ج‌5، ص: 68
و إِن هَزَلْت فارَكَ أَی أَطعم الطعام و إِن أَضررت ببدنك، و حكاه كراع بالهمز. و الفَوَّارتانِ: سِكَّتانِ بین الوركین و القُحْقُحِ إِلی عُرْض الوَرِكِ لا تحولان دون الجوف، و هما اللتان تَفُوران فتتحركان إِذا مشی، و قیل: الفَوَّارةُ خرق فی الورك إِلی الجوف لا یحجبه عظم. الجوهری: فَوَّارةُ الورك، بالفتح و التشدید: ثقبها؛ و فُوَارة القِدْر، بالضم و التخفیف: ما یَفُور من حرِّها. اللیث: للكرش فَوَّارتان و فی باطنهما عُذَّتان من كل ذی لحم، و یزعمون أَن ماء الرجل یقع فی الكُلْیة ثم فی الفَوَّارة ثم فی الخُصْیة، و تلك الغُدَّةُ لا تؤكل، و هی لحمة فی جوف لحم أَحمر؛ التهذیب: و قول عوف بن الخَرِع یصف قوساً: لها رُسُغٌ أَیِّدٌ مُكْرَبٌ، فلا العَظْمُ واهٍ و لا العِرْقُ فارا المُكْرَبُ: الممتلئ فأَراد أَنه ممتلئ العَصَب. و قوله: و لا العِرْق فارا، قال ابن السكیت: یكره من الفرس فَوْرُ العِرْقِ، و هو أَن یظهر به نَفْخ أَو عَقْدٌ. یقال: قد فارتْ عروقه تَفُور فَوْراً. ابن الأَعرابی: یقال للمَوْجة و البِرْكة فَوَّارة، و كل ما كان غیرَ الماء قیل له فوارة «2»، و قال فی موضع آخر: یقال دَوَّارة و فَوَّارة لكل ما لم یتحرّك و لم یدر، فإِذا تحرّك و دار فهی دُوارة و فُوارة. و فَوَّارة الماء: مَنْبَعُه. و الفُورُ، بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها؛ هذا قول یعقوب، و قال كراع: واحدها فائر. ابن الأَعرابی: لا أَفعل ذلك ما لأْلأَتِ الفُورُ أَی بَصْبصَت بأَذنابها، أَی لا أَفعله أَبداً. و الفُورُ: الظباء، لا یفرد لها واحد من لفظها. و یقال: فعلتُ أَمرَ كذا و كذا من فَوْری أَی من ساعتی، و الفَوْرُ: الوقت. و الفُورةُ: الكُوفة؛ عن كراع. و فَوْرة الجبل: سَراتُه و مَتْنُه؛ قال الراعی: فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً، لم تَدْرِ أَنَّی أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ و الفِیارُ: أَحد جانبی حائط لسان المیزان، و لسان المیزان الحدیدة التی یكتنفها الفِیارانِ، یقال لأَحدهما فِیارٌ، و الحدیدةُ المعترِضة التی فیها اللسان المِنْجَمُ، قال: و الكِظامَةُ الحَلْقة التی تجتمع فیها الخیوط فی طرفی الحدیدة. ابن سیدة: و الفِیارانِ حدیدتان تكتنفان لسان المیزان، و قد فُرْتُه؛ عن ثعلب، قال: و لو لم نجد الفعل لقضینا علیه بالواو و لعدمنا [ف ی ر] متناسقة.

فصل القاف؛ ج5، ص: 68

قبر؛ ج5، ص: 68

: القَبْرُ: مدفن الإِنسان، و جمعه قُبُور، و المَقْبَرُ المصدر. و المَقْبرَة، بفتح الباء و ضمها: موضع القُبُور. قال سیبویه: المَقْبُرة لیس علی الفعل و لكنه اسم. اللیث: و المَقْبَرُ أَیضاً موضع القبر، و هو المَقْبَریّ و المَقْبُرِیّ. الجوهری: المَقْبَرَة و المَقْبُرة واحدة المقابر، و قد جاء فی الشعر المَقْبَرُ؛ قال عبد الله بن ثعلبة الحَنَفیّ: أَزُورُ و أَعْتادُ القُبورَ، و لا أَرَی سِوَی رَمْسِ أَعجازٍ علیه رُكُودُ لكلِّ أُناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائِهم، فهمْ یَنْقُصُونَ، و القُبُورُ تَزِیدُ قال ابن بری: قول الجوهری: و قد جاء فی الشعر
(2). قوله [قیل له فوارة إلی قوله و فوارة الماء منبعه] هكذا بضبط الأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 69
المَقْبَرُ، یقتضی أَنه من الشاذ، قال: و لیس كذلك بل هو قیاس فی اسم المكان من قَبَرَ یَقْبُرُ المَقْبَرُ، و من خرج یَخْرُجُ المَخْرَج، و من دخل یَدْخُلُ المَدْخَل، و هو قیاس مطَّرد لم یَشِذَّ منه غیرُ الأَلفاظِ المعروفة مثل المَبِیتِ و المَسْقِطِ و المَطْلِع و المَشْرِقِ و المَغْرِب و نحوها. و الفِناء: ما حول الدار، قال: و همزته منقلبة عن واو بدلیل قولهم شجرة فَنْواء أَی واسعة الفناء لكثرة أَغصانها. و‌فی الحدیث: نهی عن الصلاة فی المَقْبُرَة؛ هی موضع دفن الموتی، و تضم باؤها و تفتح، و إِنما نهی عنها لاختلاط ترابها بصدید الموتی و نجاساتهم، فإِن صلی فی مكان طاهر منها صحت صلاته؛ و منه‌الحدیث: لا تجعلوا بیوتَكم مَقابر‌أَی لا تجعلوها لكم كالقبور لا تصلون فیها لأَن العبد إِذا مات و صار فی قبره لم یُصَلّ، و یشهد له‌قوله فیه: اجعلوا من صلاتكم فی بیوتكم و لا تتخذوها قبوراً، و قیل: معناه لا تجعلوها كالمقابر لا تجوز الصلاة فیها، قال: و الأَول الوجه. و قَبَره یَقْبِره و یَقْبُره: دفنه. و أَقْبره: جعل له قبراً. و أَقْبَرَ إِذا أَمر إِنساناً بحفر قبر.قال أَبو عبیدة: قالت بنو تمیم للحجاج و كان قتل صالح بن عبد الرحمن: أَقْبِرْنا صالحاً أَی ائذن لنا فی أَن نَقْبره، فقال لهم: دونكموه.الفراء فی قوله تعالی: ثُمَّ أَمٰاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، أَی جعله مقبوراً ممن یُقْبَرُ و لم یجعله ممن یُلْقَی للطیر و السباع و لا ممن یُلْقَی فی النواویس، كان القبر مما أُكرم به المسلم، و فی الصحاح: مما أُكرم به بنو آدم، و لم یقل فقَبَره لأَن القابر هو الدافن بیده، و المُقْبِرُ هو الله لأَنه صیره ذا قَبْر، و لیس فعله كفعل الآدمی. و الإِقْبار: أَن یُهَیِّئَ له قبراً أَو یُنْزِلَهُ مَنْزِله. و‌فی الحدیث عن ابن عباس، رضی الله عنهما، أَن الدجال وُلِدَ مقبوراً، قال أَبو العباس: معنی‌قوله ولد مقبوراً‌أَن أُمه وضعته و علیه جلدة مُصْمَتة لیس فیها شق و لا نَقْبٌ، فقالت قابلته: هذه سِلْعة و لیس ولداً، فقالت أُمه: بل فیها ولد و هو مقبور فیها، فشقوا عنه فاستهلَّ. و أَقْبره: جعل له قبراً یُوارَی فیه و یدفن فیه. و أَقبرته: أَمرت بأَن یُقْبَر. و أَقْبَر القومَ قتیلَهم: أَعطاهم إِیاه یَقْبُرونه. و أَرض قَبُور: غامضة. و نخلة قَبُور: سریعة الحمل، و قیل: هی التی یكون حملها فی سَعَفها، و مثلها كبَوس. و القِبْرُ: موضع مُتأَكِّل فی عُود الطیب. و القِبِرَّی: العظیم الأَنف، و قیل: هو الأَنف نفسه. یقال: جاء فلان رامِعاً قِبِرّاه و رامِعاً أَنفه إِذا جاء مُغْضَباً، و مثله: جاء نافخاً قِبِرَّاه و وارماً خَوْرَمَتُه؛ و أَنشد: لما أَتانا رامِعاً قِبِرَّاه، لا یَعْرِفُ الحقَّ و لیس یَهْواه ابن الأَعرابی: القُبَیْرَةُ تصغیر القِبِرَّاة، و هی رأْس القَنْفاء. قال: و القِبِرَّاة أَیضاً طَرَفُ الأَنف، تصغیره قُبَیرة. و القُبَرُ: عنب أَبیض فیه طُولٌ و عناقیده متوسطة و یُزَبَّب. و القُبَّرُ و القُبَّرة و القُنْبَرُ و القُنْبَرة و القُنْبَراء: طائر یشبه الحُمَّرة. الجوهری: القُبَّرة واحدة القُبَّر، و هو ضرب من الطیر؛ قال طَرَفَة و كان یصطاد هذا الطیر فی صباه: یا لكِ من قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ، خَلا لكِ الجَوُّ فبیضِی و اصْفِرِی، و نَقِّرِی ما شِئْتِ أَن تُنَقِّرِی، قد ذهبَ الصَّیَّادُ عنكِ فابْشِرِی، لا بُدَّ من أَخذِكِ یوماً فاصْبرِی
لسان العرب، ج‌5، ص: 70
قال ابن بری: یا لكِ من قُبَّرَةٍ بمعمر لكُلَیْبِ بن ربیعة التغلبی و لیس لطَرَفَة كما ذكر، و ذلك أَن كلیب بن ربیعة خرج یوماً فی حِماه فإِذا هو بقُبَّرَة علی بیضها، و الأَكثر فی الروایة بحُمَّرَةٍ علی بیضها، فلما نظرت إِلیه صَرْصَرَتْ و خَفَقَتْ بجناحیها، فقال لها: أَمِنَ رَوْعُك، أَنت و بیضك فی ذمتی ثم دخلت ناقة البَسُوس إِلی الحِمَی فكسرت البیض فرماها كلیب فی ضَرْعها. و البَسُوس: امرأَة، و هی خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشیبانی، فوثب جسَّاس علی كُلَیْب فقتله، فهاجت حرب بكر و تَغْلِب ابنی وائل بسببها أَربعین سنة. و القُنْبَراءُ: لغة فیها، و الجمع القَنَابر مثل العُنْصَلاءِ و العَناصل، قال: و العامة تقول القُنْبُرَةُ، و قد جاء ذلك فی الرجز، أَنشد أَبو عبیدة: جاء الشِّتاءُ و اجْثأَلَّ القُنْبُرُ، و جَعَلَتْ عینُ الحَرَورِ تَسْكُرُ أَی یسكن حرها و تخْبو. و القُبَّارُ: قوم یتجمعون لجَرِّ ما فی الشِّبَاكِ من الصید؛ عُمانیة؛ قال العجاج: كأَنَّما تَجَمَّعُوا قُبَّارَا

قبتر؛ ج5، ص: 70

: القُبْتُرُ و القُباتِرُ: الصغیر القصیر.

قبثر؛ ج5، ص: 70

: رجل قَبْثَر و قُباثِرٌ: خسیس خامل.

قبشر؛ ج5، ص: 70

: اللیث: القُبْشُور المرأَة التی لا تحیض.

قبطر؛ ج5، ص: 70

: القُبْطُرِیُّ: ثیاب كَتَّانٍ بیضٌ، و فی التهذیب: ثیاب بیض؛ و أَنشد: كأَن لَوْنَ القِهْزِ فی خُصورِها، و القُبْطُرِیّ البِیض فی تَأْزِیرِها الجوهری: القُبْطُرِیَّةُ، بالضم، ضرب من الثیاب؛ قال ابن الرِّقاع: كأَن زُرورَ القُبْطُرِیَّةِ عُلِّقَتْ بَنَادِكُهَا مِنْه بجِذْعٍ مُقَوَّمِ

قبعر؛ ج5، ص: 70

: رأَیت فی نسختین من الأَزهری: رجل قَبْعَرِیّ شدید علی الأَهْل بخیل سیِّئ الخلق؛ قال: و قد جاء فیه حدیث مرفوع لم یذكره؛ و الذی رأَیته فی غریب الحدیث و الأَثر لابن الأَثیر رجل قَعْبَرِیّ، بتقدیم العین علی الباء، و الله أَعلم.

قبعثر؛ ج5، ص: 70

: القَبَعْثَرَی: الجمل العظیم، و الأُنثی قَبَعْثَراةٌ. و القَبَعْثَرَی أَیضاً: الفصیل المهزول؛ قال بعض النحویین: أَلف قَبَعْثَرَی قسم ثالث من الأَلفات الزوائد فی آخر الكَلِم لا للتأْنیث و لا للإِلحاق. قال اللیث: و سأَلت أَبا الدُّقَیْش عن تصغیره فقال: قُبَیْعِثٌ؛ ذهب إِلی الترخیم. و رجل قَبَعْثَرَی و ناقة قَبَعْثَراةٌ، و هی الشدیدة. الجوهری القَبَعْثَرُ العظیم الخلق. قال المبرد: القَبَعْثَری العظیم الشدید، و الأَلف لیست للتأْنیث و إِنما زیدَتْ لتُلْحِقَ بناتِ الخمسةِ ببنات الستة، لأَنك تقول قَبَعْثَراةٌ، فلو كانت الأَلف للتأْنیث لما لحقه تأْنیث آخر، فهذا و ما أَشبهه لا ینصرف فی المعرفة و ینصرف فی النكرة، و الجمع قَباعِثُ، لأَن ما زاد علی أَربعة أَحرف لا یبنی منه الجمع و لا التصغیر حتی یُرَدَّ إِلی الرباعی إِلا أَن یكون الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ و اللین نحو أُسْطُوَانة و حانوت. و‌فی حدیث المفقود: فجاءنی طائر كأَنه جمل قَبَعْثَرَی فحملنی علی خافیةٍ من خَوَافِیه؛ القَبَعْثَرَی: الضَخم العظیم.

قتر؛ ج5، ص: 70

: القَتْرُ و التَّقْتِیرُ: الرُّمْقةُ من العیش. قَتَرَ یَقْتِرُ و یَقْتُر قَتْراً و قُتوراً، فهو قاتِرٌ و قَتُور و أَقْتَرُ، و أَقْتَرَ الرجل: افتقر؛ قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 71
لكم مَسْجِدا اللهِ: المَزورانِ، و الحَصی لكم قِبْصُهُ من بین أَثْرَی و أَقْتَرَا یرید من بین مَنْ أَثْرَی و أَقْتَر؛ و قال آخر: و لم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنی غلامُ و قَتَّر و أَقْتَرَ، كلاهما: كَقَتَر. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا، وَ لَمْ یَقْتُرُوا؛قال الفراء: لم یُقَتِّروا عما یجب علیهم من النفقة.یقال: قَتَرَ و أَقْتَر و قَتَّر بمعنی واحد. و قَتَرَ علی عیاله یَقْتُرُ و یَقْتِرُ قَتْراً و قُتُوراً أَی ضیق علیهم فی النفقة. و كذلك التَّقْتیرُ و الإِقْتارُ ثلاث لغات. اللیث: القَتْرُ الرُّمْقةُ فی النفقة. یقال: فلان لا ینفق علی عیاله إِلا رُمْقةً أَی ما یمسك إِلا الرَّمَقَ. و یقال: إِنه لَقَتُور مُقَتِّرٌ. و أَقْتر الرجلُ إِذا أَقَلَّ، فهو مُقتِرٌ، و قُتِرَ فهو مَقْتُور علیه. و المُقْترُ: عقیب المُكْثرِ. و‌فی الحدیث: بسُقْمٍ فی بدنه و إِقْتارٍ فی رزقه؛ و الإِقْتارُ: التضییق علی الإِنسان فی الرزق. و یقال: أَقْتَر الله رزقه أَی ضَیَّقه و قلله. و‌فی الحدیث: مُوسَّع علیه فی الدنیا و مَقْتُور علیه فی الآخرة.و‌فی الحدیث: فأَقْتَر أَبواه حتی جَلسَا مع الأَوْفاضِ‌أَی افتقرا حتی جلسا مع الفقراء. و القَتْر: ضِیقُ العیش، و كذلك الإِقْتار. و أَقْتَر: قلَّ ماله و له بقیة مع ذلك. و القَتَرُ: جمع القَتَرةِ، و هی الغَبَرة؛ و منه قوله تعالی: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْهٰا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهٰا قَتَرَةٌ؛ عن أَبی عبیدة، و أَنشد للفرزدق: مُتَوَّج برِداء المُلْكِ یَتْبَعُه مَوْجٌ، تَری فوقَه الرَّایاتِ و القَتَرا التهذیب: القَتَرةُ غَبَرة یعلوها سواد كالدخان، و القُتارُ ریح القِدْر، و قد یكون من الشِّواءِ و العظم المُحْرَقِ و ریح اللحم المشویّ. و لحمٌ قاترٌ إِذا كان له قُتار لدَسَمه، و ربما جعلت العرب الشحم و الدسم قُتاراً؛ و منه قول الفرزدق: إِلیكَ تَعَرَّفْنَا الذُّرَی بِرحالِنا، و كلِّ قُتارٍ فی سُلامَی و فی صُلْبِ و‌فی حدیث جابر، رضی الله عنه: لا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك؛ هو ریح القِدْر و الشِّواءِ و نحوهما. و قَتِرَ اللحمُ «1». و قَتَرَ یَقْتِرُ، بالكسر، و یَقْتُر و قَتَّرَ: سطعت ریح قُتارِهِ. و قَتَّرَ للأَسد: وضع له لحماً فی الزُّبْیةِ یجد قُتارَهُ. و القُتارُ: ریح العُودِ الذی یُحْرق فَیُدَخَّنُ به؛ قال الأَزهری: هذا وجه صحیح و قد قاله غیره، و قال الفراء: هو آخر رائحة العُود إِذا بُخِّرَ به؛ قاله فی كتاب المصادر، قال: و القُتارُ عند العرب ریح الشِّواءِ إِذا ضُهّبَ علی الجَمْر، و أَما رائحة العُود إِذا أُلقی علی النار فإِنه لا یقال له القُتارُ، و لكن العرب وصفت استطابة المُجْدِبین رائحةَ الشِّواءِ أَنه عندهم لشدّة قَرَمِهم إِلی أَكله كرائحة العُود لِطیبِهِ فی أُنوفهم. و التَّقْتیرُ: تهییج القُتارِ، و القُتارُ: ریح البَخُور؛ قال طرفة: حِینَ قال القومُ فی مَجْلِسِهمْ: أَ قُتَارٌ ذاك أَم رِیحُ قُطُرْ؟ و القُطْرُ: العُود الذی یُتَبَخَّر به؛ و منه قول الأَعشی: و إِذا ما الدُّخان شُبِّهَ بالآنُفِ یوماً بشَتْوَةٍ أَهْضامَا و الأَهْضام: العود الذی یوقد لیُسْتَجْمَر به؛ قال لبید فی مثله: و لا أَضِنُّ بمَغْبوطِ السَّنَامِ، إِذا كان القُتَارُ كما یُسْتَرْوحُ القُطُرُ
(1). قوله [و قتر اللحم إلخ] بابه فرح و ضرب و نصر كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 72
أَخْبَرَ أَنه یَجُود بإِطعام اللحم فی المَحْل إِذا كان ریح قُتارِ اللحم عند القَرِمینَ كرائحة العود یُبَخَّر به. و كِباءٌ مُقَتَّر، و قَتَرت النارُ: دَخَّنَت، و أَقْتَرْتُها أَنا؛ قال الشاعر: تَراها، الدَّهْرَ، مُقْتِرةً كِباءً، و مِقْدَحَ صَفْحةٍ، فیها نَقِیعُ «1» و أَقْتَرَت المرأَةُ، فهی مُقْترةٌ إِذا تبخرت بالعود. و‌فی الحدیث: و قد خَلَفَتْهم قَتَرةُ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم؛ القَتَرةُ: غَبَرةُ الجیش، و خَلَفَتْهم أَی جاءت بعدهم. و قَتَّر الصائدُ للوحش إِذا دَخَّن بأَوبار الإِبل لئلا یجد الصیدُ ریحَه فَیهْرُبَ منه. و القُتْر و القُتُر: الناحیة و الجانب، لغة فی القُطْر، و هی الأَقْتار و الأَقْطار، و جمع القُتْر و القُتُر أَقْتار. و قَتَّرهُ: صرعه علی قُتْرة. و تَقَتَّر فلانٌ أَی تهیأَ للقتال مثل تَقَطَّرَ. و تَقَتَّر للأَمر: تهیأَ له و غضب، و تَقَتَّرهُ و اسْتَقْتَرهُ: حاولَ خَتْلَه و الاسْتِمكانَ به؛ الأَخیرة عن الفارسی، و التَّقَاتُر: التَّخاتل؛ عنه أَیضاً، و قد تَقَتَّر فلان عنا و تَقَطَّر إِذا تَنَحَّی؛ قال الفرزدق: و كُنَّا بهِ مُسْتَأْنِسین، كأَنّهُ أَخٌ أَو خَلِیطٌ عن خَلیطٍ تَقَتَّرَا و القَتِرُ: المتكبر؛ عن ثعلب، و أَنشد: نحن أَجَزْنا كلَّ ذَیَّالٍ قَتِرْ فی الحَجِّ، من قَبْلِ دَآدِی المُؤْتَمِرْ و قَتَرَ ما بین الأَمرین و قَتَّره: قَدَّره. اللیث: التَّقتیرُ أَن تدنی متاعك بعضه من بعض أَو بعضَ رِكابك إِلی بعض، تقول: قَتَّر بینها أَی قارب. و القُتْرةُ: صُنْبور القناة، و قیل هو الخَرْق الذی یدخل منه الماء الحائط. و القُتْرةُ: ناموس الصائد، و قد اقتتر فیها. أَبو عبیدة: القُتْرةُ البئر یحتفرها الصائد یَكْمُن فیها، و جمعها قُتَر. و القُتْرةُ: كُثْبَةٌ من بعر أَو حصًی تكون قُتَراً قُتَراً. قال الأَزهری: أَخاف أَن یكون تصحیفاً و صوابه القُمْزة، و الجمع القُمَزُ، و الكُثْبة من الحصی و غیره. و قَتَرَ الشی‌ءَ: ضمَّ بعضَه إِلی بعض. و القاترُ من الرحال و السروج: الجَیِّدُ الوقوعِ علی ظهر البعیر، و قیل: اللطیف منها، و قیل: هو الذی لا یَسْتَقْدمُ و لا یَسْتَأْخِرُ، و قال أَبو زید: هو أَصغر السروج. و رحْل قاتِرٌ أَی قَلِقٌ لا یَعْقِرُ ظهرَ البعیر. و القَتِیرُ: الشَّیْبُ، و قیل: هو أَوّل ما یظهر منه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سأَله عن امرأَة أَراد نكاحها قال: و بِقَدْرِ أَیّ النساء هِی؟ قال: قد رَأَتِ القَتِیرَ، قال: دَعْها؛ القَتیرُ: المَشیب، و أَصلُ القَتِیر رؤوسُ مسامیر حَلَق الدروع تلوح فیها، شُبّه بها الشیب إِذا نَقَبَ فی سواد الشعر. الجوهری: و القَتِیرُ رؤوس المسامیر فی الدرع؛ قال الزَّفَیانُ: جَوارناً تَرَی لها قَتِیرَا و قول ساعدة بن جؤیة: ضَبْرٌ لباسُهُمُ القَتِیرُ مُؤَلَّب القَتِیرُ: مسامیر الدرع، و أَراد به هاهنا الدرع نفسها. و‌فی حدیث أَبی أمامة، رضی الله تعالی عنه: من اطَّلَعَ من قُتْرةٍ فَفُقِئَتْ عینه فهی هَدَرٌ؛ القترة، بالضم: الكُوَّة النافذة و عین التَّنُّور و حلقة الدرع و بیت الصائد، و المراد الأَول. و جَوْبٌ قاتِرٌ أَی تُرْس حسن التقدیر؛ و منه قول
(1). قوله [و مقدح صفحة] كذا بالأصل بتقدیم الفاء علی الحاء و لعله محرف عن صفحة الإناء المعروف.
لسان العرب، ج‌5، ص: 73
أَبی دَهْبَلٍ الجُمَحی: دِرْعِی دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، و جَوْبُها القاتِرُ من سَیْرِ الیَلَبْ و القِتْرُ و القِتْرةُ: نِصال الأَهْداف، و قیل: هو نَصْل كالزُّجّ حدیدُ الطرف قصیر نحو من قدر الأُصبع، و هو أَیضاً القصب الذی ترمی به الأَهداف، و قیل: القِتْرةُ واحد و القِتْرُ جمع، فهو علی هذا من باب سِدْرة و سِدْرٍ؛ قال أَبو ذؤیب یصف النخل: إِذا نَهَضَتْ فیه تَصَعَّدَ نَفْرُها، كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِیَابُها الجوهری: و القِتْرُ، بالكسر، ضرب من النِّصال نحو من المَرْماة و هی سهم الهَدَف، و قال اللیث: هی الأَقْتار و هی سِهام صغار؛ یقال: أُغالیك إِلی عشر أَو أَقلّ و ذلك القِتْرُ بلغة هُذَیْل. یقال: كم فعلتم قِتْرَكُمْ، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب.ابن الكلبی: أَهْدی یَكْسُومُ ابن أَخی الأَشْرَم للنبی، صلی الله علیه و سلم، سلاحاً فیه سَهْمُ لَعِبٍ قد رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ فی رُعْظِهِ فَقَوَّم فُوقَهُ و قال: هو مستحكم الرِّصافِ، و سماه قِتْرَ الغِلاء.و‌روی حماد بن سلمة عن ثابت عن أَنس: أَن أَبا طلحة كان یَرْمی و النبی، صلی الله علیه و سلم، یُقَتِّر بین یدیه و كان رامیاً، فكان أَبو طلحة، رضی الله تعالی عنه، یَشُور نَفْسَه و یقول له إِذا رَفَع شَخْصه: نَحْری دون نَحْرِك یا رسول الله؛ یقتر بین یدیه، قال ابن الأَثیر: یُقَتِّر بین یدیه أَی یُسَوّی له النصالَ و یَجْمع له السهامَ، من التَّقْتِیر، و هو المقاربة بین الشیئین و إِدناء أَحدهما من الآخر، قال: و یجوز أَن یكون من القِتْر، و هو نَصْل الأَهداف، و قیل: القِتْرُ سهم صغیر، و الغِلاءُ مصدر غَالَی بالسهم إِذا رماه غَلْوةً؛ و قال أَبو حنیفة: القِتْر من السهام مثل القُطْب، واحدته قِتْرةٌ؛ و القِتْرَة و السِّرْوَةُ واحد. و ابن قِتْرَةَ: ضرب من الحیات خبیث إِلی الصغر ما هو لا یسلم من لدغها، مشتق من ذلك، و قیل: هو بِكْر الأَفْعی، و هو نحو من الشِّبْرِ یَنْزو ثم یقع؛ شمر: ابن قِتْرَةَ حیة صغیرة تنطوی ثم تَنْزو فی الرأْس، و الجمع بنات قِتْرةَ؛ و قال ابن شمیل: هو أُغَیْبِرُ اللون صغیر أَرْقَطُ ینطوی ثم یَنْقُز ذراعاً أَو نحوها، و هو لا یُجْرَی؛ یقال: هذا ابنُ قِتْرَة؛ و أَنشد: له منزلٌ أَنْفُ ابنِ قِتْرَةَ یَقْتَری به السَّمَّ، لم یَطْعَمْ نُقاخاً و لا بَرْدَا و قِتْرَةُ معرفة لا ینصرف. و أَبو قِتْرة: كنیة إِبلیس. و‌فی الحدیث: تعوّذوا بالله من قِتْرةَ وما وَلَد؛ هو بكسر القاف و سكون التاء، اسم إِبلیس.

قثر؛ ج5، ص: 73

: ابن الأَعربی: القَثَرةُ قماش البیت، و تصغیرها قُثَیْرة؛ و اقْتَثَرْتُ الشی‌ء «2»

قحر؛ ج5، ص: 73

: القَحْر: المُسِنُّ و فیه بقیة و جَلَدٌ، و قیل: إِذا ارتفع فوق المُسِن و هَرِمَ، فهو قَحْرٌ و إِنْقَحْرٌ فهو ثانٍ لإِنْقَحْلٍ الذی قد نَفی سیبویه أَن یكون له نظیرٌ، و كذلك جمل قَحْر، و الجمع أَقْحُرٌ و قُحُورٌ، و إِنْقَحْرٌ كَقَحْرٍ، و الأُنثی بالهاءْ، و الاسم القَحارةُ و القُحُورة. أَبو عمرو: شیخ قَحْرٌ و قَهْبٌ إِذا أَسنّ و كَبِرَ، و إِذا ارتفع الجمل عن العَوْد فهو قَحْر، و الأُنثی قَحْرة فی أَسنان الإِبل؛ و قال غیره: هو قُحارِیَةٌ. ابن سیدة: القُحارِیَةُ من الإِبل كالقَحْرِ، و قیل: القُحارِیَةُ منها العَظیم الخَلْق، و قال بعضهم: لا یقال فی
(2). قوله [و اقتثرت الشی‌ء] عبارة المجد و اقتثرت الشی‌ء أخذته قماشاً لبیتی، و التقثر التردد و الجزع.
لسان العرب، ج‌5، ص: 74
الرجل إِلَّا قَحْرٌ؛ فأَما قول رؤبة: تَهْوی رُؤوس القاحِراتِ القُحَّرِ، إِذا هَوَتْ بین اللُّهَی و الحَنْجَرِ فعلی التشنیع و لا فِعْلَ له. قال الجوهری: القَحْرُ الشیخ الكبیر الهَرِمُ و البعیر المُسِنُّ، و یقال للأُنثی نابٌ وشارِفٌ، و لا یقال قَحْرَةٌ، و بعضهم یقوله. و‌فی حدیث أُمّ زَرْعٍ: زَوْجی لَحْمُ جَمَل قَحْر؛ القَحْرُ: البعیر الهَرِمُ القلیل اللحم، أَرادت أَن زوجها هزیل قلیل المال.

قحثر؛ ج5، ص: 74

: الأَزهری: قَحْثَرْتُ الشی‌ءَ من یدی إِذا رَدَدْته.

قخر؛ ج5، ص: 74

: القَخْرُ: الضرب بالشی‌ء الیابس علی الیابس؛ قَخَره یَقْخَرُه قَخْراً.

قدر؛ ج5، ص: 74

: القَدِیرُ و القادِرُ: من صفات الله عز و جل یكونان من القُدْرَة و یكونان من التقدیر. و قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ*؛ من القُدْرة، فالله عز و جل علی كل شی‌ء قدیر، و الله سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شی‌ء و قاضیه. ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی الْقٰادِرُ و المُقْتَدِرُ و الْقَدِیرُ، فالقادر اسم فاعل من قَدَرَ یَقْدِرُ [یَقْدُرُ، و القَدِیر فعیل منه، و هو للمبالغة، و المقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ، و هو أَبلغ. التهذیب: اللیث: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. یقال: قَدَّرَ الإِله كذا تقدیراً، و إِذا و افق الشی‌ءُ الشی‌ءَ قلت: جاءه قَدَرُه. ابن سیدة: القَدْرُ و القَدَرُ القضاء و الحُكْم، و هو ما یُقَدِّره الله عز و جل من القضاء و یحكم به من الأُمور. قال الله عز و جل: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ؛ أَی الحُكْمِ، كما قال تعالی: فِیهٰا یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ؛ و أَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ: أَلا یا لَقَوْمی للنوائبِ و القَدْرِ و للأَمْرِ یأْتی المَرءَ من حیثُ لا یَدْری و للأَرْض كم من صالح قد تَوَدَّأَتْ علیه، فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه، و لا ذا ضَیاعٍ هُنَّ یَتْرُكْنَ للفَقْرِ تودّأَت علیه أَی استوت علیه. و اللماعة: الأَرض التی یَلْمع فیها السَّرابُ. و قوله: فلا ذا جَلال … انتصب ذا بإِضمار فعل یفسره ما بعده أَی فلا هِبْنَ ذا جَلال، و قوله: و لا ذا ضَیاع … منصوب بقوله یتركن. و الضَّیاعُ، بفتح الضاد: الضَّیْعَةُ، و المعنی أَن المنایا لا تَغْفُلُ عن أَحد، غنیّاً كان أَو فقیراً، جَلیلَ القَدْر كان أَو وضیعاً. و قوله تعالی: لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؛ أَی أَلف شهر لیس فیها لیلة القدر؛ و قال الفرزدق: و ما صَبَّ رِجْلی فی حدیدِ مُجاشِعٍ، مَعَ القَدْرِ، إِلا حاجَةٌ لی أُرِیدُها و القَدَرُ: كالقَدْرِ، و جَمْعُهما جمیعاً أَقْدار. و قال اللحیانی: القَدَرُ الاسم، و القَدْرُ المصدر؛ و أَنشد‌كُلُّ شی‌ء حتی أَخِیكَ مَتاعُ؛ و بِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ و اجْتِماعُ و أَنشد فی المفتوح: قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذا النخیلِ، و قد أَری، و أَبیكَ، ما لَكَ، ذُو النَّخیلِ بدارِ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده بالفتح و الوزن یقبل الحركة و السكون. و فی الحدیث ذكر لیلة القدر، و هی اللیلة التی تُقَدَّر فیها الأَرزاقُ و تُقْضی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 75
و القَدَرِیَّةُ: قوم یَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التهذیب: و القَدَرِیَّة قوم ینسبون إِلی التكذیب بما قَدَّرَ اللهُ من الأَشیاء، و قال بعض متكلمیهم: لا یلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفی القَدَرَ عن الله عز و جل و من أَثبته فهو أَولی به، قال: و هذا تمویه منهم لأَنهم یثبتون القَدَرَ لأَنفسهم و لذلك سموا؛ و قول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق فی البشر فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِیمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق فی الخلق و كتبه، و كلُّ میسر لما خلق له و كتب علیه. قال أَبو منصور: و تقدیر الله الخلق تیسیره كلًّا منهم لما علم أَنهم صائرون إِلیه من السعادة و الشقاء، و ذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِیاهم، فكتب علمه الأَزلیّ السابق فیهم و قَدَّره تقدیراً؛ و قَدَرَ الله علیه ذلك یَقْدُرُه و یَقْدِرُه قَدْراً و قَدَراً، و قَدَّره علیه و له؛ و قوله: من أَیّ یَوْمَیَّ من الموتِ أَفِرّ: أَ یَومَ لم یُقْدَرَ أَمْ یومَ قُدِرْ؟ فإِنه أَراد النون الخفیفة ثم حذفها ضرورة فبقیت الراء مفتوحة كأَنه أَراد: یُقْدَرَنْ، و أَنكر بعضهم هذا فقال: هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما بعدها و لا سكون هاهنا بعدها؛ قال ابن جنی: و الذی أَراه أَنا فی هذا و ما علمت أَن أَحداً من أَصحابنا و لا غیرهم ذكره، و یشبه أَن یكونوا لم یذكروه للُطْفِه، هو أَنْ یكون أَصله أَ یوم لم یُقْدَرْ أَم بسكون الراء للجزم، ثم إِنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة و هی ساكنة، و قد أَجرت العرب الحرف الساكن إِذا جاور الحرف المتحرّك مجری المتحرك، و ذلك قولهم فیما حكاه سیبویه من قول بعض العرب: الكَماةُ و المَراة، یریدون الكَمْأَةَ و المَرْأَةَ و لكن المیم و الراء لما كانتا ساكنتین، و الهمزتان بعدهما مفتوحتان، صارت الفتحتان اللتان فی الهمزتین كأَنهما فی الراء و المیم، و صارت المیم و الراء كأَنهما مفتوحتان، و صارت الهمزتان لما قدّرت حركاتهما فی غیرهما كأَنهما ساكنتان، فصار التقدیر فیهما مَرَأْةٌ و كَمَأْةٌ، ثم خففتا فأُبدلت الهمزتان أَلفین لسكونهما و انفتاح ما قبلهما، فقالوا: مَرَاةٌ و كَماةٌ، كما قالوا فی رأْس و فأْس لما خففتا: راس و فاس، و علی هذا حمل أَبو علی قول عبد یَغُوثَ: و تَضْحَكُ مِنّی شَیْخَةٌ عَبْشَمِیَّةٌ، كَأَنْ لم تَرَا قَبْلی أَسیراً یمَانِیا قال: جاء به علی أَن تقدیره مخففاً كأَن لم تَرْأَ، ثم إِن الراء الساكنة لما جاورت الهمزة و الهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها فی التقدیر قبل الهمزة و اللفظُ بها لم تَرَأْ، ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها و انفتاح ما قبلها فصارت تَرا، فالأَلف علی هذا التقدیر بدل من الهمزة التی هی عین الفعل، و اللام محذوفة للجزم علی مذهب التحقیق، و قَوْلِ من قال: رَأَی یَرْأَی، و قد قیل: إِن قوله ترا، علی التخفیف السائغ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف فی موضع الجزم تشبیهاً بالیاء فی قول الآخر: أَ لم یأْتیك، و الأَنباءُ تَنْمِی، بما لاقَتْ لَبُونُ بنی زِیادِ؟ و رواه بعضهم أَ لم یأْتك علی ظاهر الجزْم؛ و أَنشده أَبو العباس عن أَبی عثمان عن الأَصمعی: أَلا هَل أَتاكَ و الأَنباءُ تَنْمِی و قوله تعالی: إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنٰا إِنَّهٰا لَمِنَ الْغٰابِرِینَ؛ قال الزجاج: المعنی علمنا أَنها لمن الغابرین، و قیل: دَبَّرنا أنها لمن الغابرین أَی الباقین فی العذاب. و یقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خیراً، و اسْتَقْدَرَ اللهَ خَیْراً سأَله أَن
لسان العرب، ج‌5، ص: 76
یَقْدُرَ له به؛ قال: فاسْتَقْدِرِ اللهَ خیراً و ارضَیَنَّ به، فبَیْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَیاسِیرُ و‌فی حدیث الاستخارة: اللهم إِنی أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك‌أَی أَطلب منك أَن تجعل لی علیه قُدْرَةً. و قَدَرَ الرزقَ یَقْدِرُهُ [یَقْدُرُهُ: قَسَمه. و القَدْرُ و القُدْرَةُ «1» و المِقْدارُ: القُوَّةُ؛ و قَدَرَ علیه یَقْدِرُ و یَقْدُرُ و قَدِرَ، بالكسر، قُدْرَةً و قَدارَةً و قُدُورَةً و قُدُوراً و قِدْراناً و قِداراً؛ هذه عن اللحیانی، و فی التهذیب: قَدَراناً، و اقْتَدَرَ و هو قادِرٌ و قَدِیرٌ و أَقْدَرَه اللهُ علیه، و الاسم من كل ذلك المَقْدَرَة و المَقْدُرَة و المَقْدِرَةُ. و یقال: ما لی علیك مَقْدُرَة و مَقْدَرَة و مَقْدِرَة أَی قُدْرَة. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: إِنَّ الذَّكاة فی الحَلْقِ و اللَّبَّة لمن قَدَرَ «2» أَی لمن أَمكنه الذبْحُ فیهما، فأَما النَّادُّ و المُتَرَدِّی فأَیْنَ اتَّفَقَ من جسمهما؛ و منه قولهم: المَقْدِرَةُ [المَقْدُرَةُ تُذْهِبُ الحَفِیظَةَ. و الاقتدارُ علی الشی‌ء: القُدْرَةُ علیه، و القُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ علی الشی‌ء قُدْرَة أَی مَلَكه، فهو قادِرٌ و قَدِیرٌ. و اقْتَدَرَ الشی‌ءَ: جعله قَدْراً. و قوله: عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ؛ أَی قادِرٍ. و القَدْرُ: الغِنی و الیَسارُ، و هو من ذلك لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ. و بنو قَدْراء: المَیاسیرُ. و رجل ذو قُدْرَةٍ أَی ذو یَسارٍ. و رجل ذو مَقْدُرَة [مَقْدِرَة أَی ذو یسار أَیضاً؛ و أَما من القَضاء و القَدَرِ فالمَقدَرَةُ، بالفتح، لا غیر؛ قال الهُذَلیّ: وما یَبْقَی علی الأَیّامِ شَی‌ءٌ، فیا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكتابِ و قدْرُ كل شی‌ء و مِقْدارُه: مِقْیاسُه. و قَدَرَ الشی‌ءَ بالشی‌ء یَقْدُرُه قَدْراً و قَدَّرَه: قاسَه. و قادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إِذا قایسته و فعلت مثل فعله. التهذیب: و التقدیر علی وجوه من المعانی: أَحدها الترویة و التفكیر فی تسویة أَمر و تهیئته، و الثانی تقدیره بعلامات یقطعه علیها، و الثالث أَن تَنْوِیَ أَمراً بِعَقْدِك تقول: قَدَّرْتُ أَمر كذا و كذا أَی نویتُه و عَقَدْتُ علیه. و یقال: قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له و أَقْدُرُ قَدْراً إِذا نظرت فیه و دَبَّرْتَه و قایسته؛ و منه‌قول عائشة، رضوان الله علیها: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاریةِ الحدیثة السِّنِّ المستهیئة للنظر‌أَی قَدِّرُوا و قایسوا و انظروه و افْكِرُوا فیه. شمر: یقال قَدَرْتُ أَی هیأْت و قَدَرْتُ أَی أَطَقْتُ و قَدَرْتُ أَی مَلَكْتُ و قَدَرْتُ أَی وَقَّتُّ؛ قال لبید: فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً، فَوَرَدْتُ قبل تَبَیُّنِ الأَلْوانِ و قال الأَعشی: فاقْدُرْ بذَرْعِكَ بینَنا، إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ بَوَّأْتَ: هَیَّأْتَ. قال أَبو عبیدة: اقْدُر بذَرْعِك بیننا أَی أَبْصِرْ و اعْرِفْ قَدْرَك. و قوله عز و جل: ثُمَّ جِئْتَ عَلیٰ قَدَرٍ یٰا مُوسیٰ؛ قیل فی التفسیر: علی مَوْعدٍ، و قیل: علی قَدَرٍ من تكلیمی إِیاك؛ هذا عن الزجاج. و قَدَرَ الشی‌ءَ: دَنا له؛ قال لبید:
(1). قوله [و القدر و القدرة إلخ] عبارة القاموس: و القدر الغنی و الیسار و القوة كالقدرة و المقدرة مثلثة الدال و المقدار و القدارة و القدورة و القدور بضمهما و القدران بالكسر و القدار و یكسر و الاقتدار و الفعل كضرب و نصر و فرح. (2). قوله [لمن قَدَرَ] أی لمن كانت الذبیحة فی یده مقدر علی إیقاع الذكاة بهذین الموضعین، فأما إذا ندت البهیمة فحكمها حكم الصید فی أن مذبحه الموضع الذی أصاب السهم أو السیف، كذا بهامش النهایة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 77
قلتُ: هَجِّدْنا، فقد طال السُّرَی، و قَدَرْنا إِنْ خَنی اللیل غَفَلْ و قَدَر القومُ أَمرهم یَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه و قَدَرْتُ علیه الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَی جاءَ علی المِقْدار. و یقال: بین أَرضك و أَرض فلان لیلة قادرة إِذا كانت لینة السیر مثل قاصدةٍ و رافِهةٍ؛ عن یعقوب. و قَدَرَ علیه الشی‌ءَ یَقْدِرُه و یَقْدُره قَدْراً و قَدَراً و قَدَّرَه: ضَیَّقه؛ عن اللحیانی. و فی التنزیل العزیز: عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ؛ قال الفراء: قرئ قَدَرُهُ و قَدْرُه، قال: و لو نصب كان صواباً علی تكرر الفعل فی النیة، أَی لیُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه و المُقْتِرُ قَدْرَه؛ و قال الأَخفش: عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ أَی طاقته؛ قال الأَزهری: و أَخبرنی المنذری عن أَبی العباس فی قوله عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ و قَدْرُهُ، قال: التثقیل أَعلی اللغتین و أَكثر، و لذلك اختیر؛ قال: و اختار الأَخفش التسكین، قال: و إِنما اخترنا التثقیل لأَنه اسم، و قال الكسائی: یقرأُ بالتخفیف و التثقیل و كلٌّ صواب، و قال: قَدَرَ و هو یَقْدِر مَقْدِرة و مَقْدُرة و مَقْدَرَة و قِدْراناً و قَدَاراً و قُدْرةً، قال: كل هذا سمعناه من العرب، قال: و یَقْدُر لغة أُخری لقوم یضمون الدال فیها، قال: و أَما قَدَرْتُ الشی‌ء فأَنا أَقْدِرُه، خفیف، فلم أَسمعه إِلا مكسوراً، قال: و قوله: وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ*؛ خفیفٌ و لو ثُقِّلَ كان صواباً، و قوله: إِنّٰا كُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلَقْنٰاهُ بِقَدَرٍ، مُثَقَّلٌ، و قوله: فَسٰالَتْ أَوْدِیَةٌ بِقَدَرِهٰا؛ مُثَقَّلٌ و لو خفف كان صواباً؛ و أَنشد بیت الفرزدق أَیضاً: و ما صَبَّ رِجْلِی فی حَدِیدِ مُجاشِعٍ، مع القَدْر، إِلا حاجةٌ لی أُرِیدُها و قوله تعالی: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ؛ یفسر بالقُدرة و یفسر بالضِّیق، قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ؛ قال الفراء: المعنی فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ من العقوبة ما قَدَرْنا. و‌قال أَبو الهیثم: روی أَنه ذَهَبَ مُغٰاضِباً لقومه، و روی أَنه ذَهَبَ مُغٰاضِباً لربه، فأَما من اعتقد أَن یونس، علیه السلام، ظن أَن لن یقدر الله علیه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غیر مؤمن، و یونس، علیه السلام، رسول لا یجوز ذلك الظن علیه. فآل المعنی: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ العقوبة، قال: و یحتمل أَن یكون تفسیره: فظن أَن لن نُضَیِّقَ علیه، من قوله تعالی: وَ مَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ؛ أَی ضُیِّقَ علیه، قال: و كذلك قوله: وَ أَمّٰا إِذٰا مَا ابْتَلٰاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ؛ معنی فَقَدَرَ عَلَیْهِ فَضَیَّقَ علیه، و قد ضیق الله علی یونس، علیه السلام، أَشدَّ تَضْیِیق ضَیَّقَه علی مُعَذَّب فی الدنیا لأَنه سجنه فی بطن حوت فصار مَكْظُوماً أُخِذَ فی بَطْنِه بكَظَمِهِ؛ و قال الزجاج فی قوله: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ؛ أَی لن نُقَدِّرَ علیه ما قَدَّرنا من كونه فی بطن الحوت، قال: و نَقْدِرُ بمعنی نُقَدِّرُ، قال: و قد جاء هذا فی التفسیر؛ قال الأَزهری: و هذا الذی قاله أَبو إِسحق صحیح، و المعنی ما قَدَّرَه الله علیه من التضییق فی بطن الحوت، و یجوز أَن یكون المعنی لن نُضَیِّق علیه؛ قال: و كل ذلك شائع فی اللغة، و الله أَعلم بما أَراد. فأَما أَن یكون قوله أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ من القدرة فلا یجوز، لأَن من ظن هذا كفر، و الظن شك و الشك فی قدرة الله تعالی كفر، و قد عصم الله أَنبیاءه عن مثل ما ذهب إِلیه هذا المُتَأَوِّلُ، و لا یَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب و لغاتها؛ قال الأَزهری: سمعت
لسان العرب، ج‌5، ص: 78
المُنْذِرِیَّ یقول: أَفادنی ابن الیَزیدیّ عن أَبی حاتم فی قوله تعالی: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ؛ أَی لن نضیق علیه، قال: و لم یدر الأَخفش ما معنی نَقْدِر و ذهب إِلی موضع القدرة إِلی معنی فظن أَن یَفُوتَنَا و لم یعلم كلام العرب حتی قال: إِن بعض المفسرین قال أَراد الاستفهام، أَ فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ علیه، و لو علم أَن معنی نَقْدِر نُضَیِّق لم یخبط هذا الخبط، قال: و لم یكن عالماً بكلام العرب، و كان عالماً بقیاس النحو؛ قال: و قوله: مَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ؛ أَی ضُیِّقَ علیه عِلْمُه، و كذلك قوله: وَ أَمّٰا إِذٰا مَا ابْتَلٰاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ؛ أَی ضَیَّقَ. و أَما قوله تعالی: فَقَدَرْنٰا فَنِعْمَ الْقٰادِرُونَ، فإِن الفراء قال: قرأَها علیّ، كرم الله وجهه، فَقَدَّرْنٰا، و خففها عاصم، قال: و لا یبعد أَن یكون المعنی فی التخفیف و التشدید واحداً لأَن العرب تقول: قُدِّرَ علیه الموتُ و قُدِرَ علیه الموتُ، و قُدِّر علیه و قُدِرَ، و احتج الذین خففوا فقالوا: لو كانت كذلك لقال: فنعم المُقَدِّرون، و قد تجمع العربُ بین اللغتین. قال الله تعالی: فَمَهِّلِ الْكٰافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً. و قَدَرَ علی عیاله قَدْراً: مثل قَتَرَ. و قُدِرَ علی الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مثل قُتِرَ؛ و قَدَّرْتُ الشی‌ء تَقْدِیراً و قَدَرْتُ الشی‌ء أَقْدُرُه و أَقْدِرُه قَدْراً من التقدیر. و‌فی الحدیث فی رؤیة الهلال: صوموا لرؤیته و أَفطروا لرؤیته فإِن غُمَّ علیكم فاقْدُرُوا له، و‌فی حدیث آخر: فإِن غم علیكم فأَكملوا العِدَّة؛ قوله: فاقْدُرُوا له أَی قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتی تكملوه ثلاثین یوماً، و اللفظان و إن اختلفا یرجعان إِلی معنی واحد؛ و روی عن ابن شریح أَنه فسر قوله فاقْدُرُوا له أَی قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم و تبین لكم أَن الشهر تسع و عشرون أَو ثلاثون، قال: و هذا خطاب لمن خصه الله تعالی بهذا العلم؛ قال: و قوله فأَكْمِلُوا العِدَّة خطاب العامَّة التی لا تحسن تقدیر المنازل، و هذا نظیر النازلة تنزل بالعالِمِ الذی أَمر بالاجتهاد فیها و أَن لا یُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به حتی یتبین له الصواب كما بان لهم، و أَما العامة التی لا اجتهاد لها فلها تقلید أَهل العلم؛ قال: و القول الأَول أَصح؛ و قال الشاعر إِیاس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّی: كِلا ثَقَلَیْنا طامعٌ بغنِیمةٍ، و قد قَدَر الرحمنُ ما هو قادِرُ فلم أَرَ یوماً كانَ أَكثَرَ سالِباً و مُسْتَلَباً سِرْبالَه لا یُناكِرُ و أَكثَرَ مِنَّا یافِعاً یَبْتَغِی العُلی، یُضارِبُ قِرْناً دارِعاً، و هو حاسِرُ قوله: ما هو قادرُ أَی مُقَدِّرٌ، و ثَقَلُ الرجل، بالثاء: حَشَمه و متاع بیته، و أَراد بالثَّقَل هاهنا النساء أَی نساؤنا و نساؤهم طامعات فی ظهور كل واحد من الحَیَّیْنِ علی صاحبه و الأَمر فی ذلك جار علی قدر الرحمن. و قوله: و مُسْتَلَباً سِرْبالَه لا یُناكِرُ أَی یُسْتَلَبُ سِرْبالَه و هو لا یُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل، و انتصب سرباله بأَنه مفعول ثان لمُسْتَلَب، و فی مُسْتَلَب ضمیر مرفوع به، و من رفع سرباله جعله مرتفعاً به و لم یجعل فیه ضمیراً. و الیافع: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ فی عَصْرِ شبابه. و الدارع: اللابس الدرع. و الحاسر: الذی لا درع علیه. و تَقَدَّر له الشی‌ءُ أَی تهیأَ. و‌فی حدیث الاستخارة: فاقْدُرْه لی و یَسِّرْه علیّ‌أَی اقض لی به و هیئه. و قَدَرْتُ الشی‌ء أَی هیأْته. و قَدْرُ كل شی‌ء و مِقْداره: مَبْلَغُه. و قوله تعالی: وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ*؛ أَی ما عظموا الله
لسان العرب، ج‌5، ص: 79
حق تعظیمه، و قال اللیث: ما وَصَفوه حق صِفَتِه، و القَدَرُ و القَدْرُ هاهنا بمعنی واحد، و قَدَرُ الله و قَدْرُه بمعنًی، و هو فی الأَصل مصدر. و المِقْدارُ: الموتُ. قال اللیث: المِقْدارُ اسم القَدْر إِذا بلغ العبدُ المِقْدارَ مات؛ و أَنشد: لو كان خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً بَشَراً سِواكَ، لَهابَك المِقْدارُ یعنی الموت. و یقال: إِنما الأَشیاء مقادیرُ لكل شی‌ء مِقْدارٌ داخل. و المِقْدار أَیضاً: هو الهِنْداز، تقول: ینزل المطر بمِقْدار أَی بقَدَرٍ و قَدْرٍ، و هو مبلغ الشی‌ء. و كل شی‌ء مُقْتَدِرٌ، فهو الوَسَطُ. ابن سیدة: و المُقْتَدِر الوسط من كل شی‌ء. و رجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَی وَسَطُه لیس بالطویل و القصیر، و كذلك الوَعِلُ و الظبی و نحوهما. و القَدْرُ: الوسط من الرحال و السروج و نحوهما؛ تقول: هذا سرجٌ قَدْرٌ، یخفف و یثقل. التهذیب: سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ، و هو الواقی الذی لا یَعْقِرُ، و قیل: هو بین الصغیر و الكبیر. و القَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، و هو أَقدرُ؛ و الأَقْدَر: القصیر من الرجال؛ قال صَخْرُ الغَیّ یصف صائداً و یذكر وُعُولًا قد وردت لتشرب الماء: أَرَی الأَیامَ لا تُبْقِی كریماً، و لا الوَحْشَ الأَوابِدَ و النَّعاما و لا عُصْماً أَوابِدَ فی صُخُورٍ، كُسِینَ علی فَراسِنِها خِداما أُتِیحَ لها أُقَیْدِرُ ذو حَشِیفٍ، إِذا سامتْ علی المَلَقاتِ ساما معنی أُتیح: قُدّر، و الضمیر فی لها یعود علی العُصْم. و الأُقَیْدِرُ: أَراد به الصائد. و الحَشیف: الثوب الخَلَقُ. و سامت: مَرَّتْ و مضت. و المُلَقات: جمع مَلَقَةٍ، و هی الصخرة الملساء. و الأَوابد: الوحوش التی تأَبَّدَتْ أَی توحشت. و العُصْمُ: جمع أَعْصَمَ و عَصْماء: الوَعِلُ یكون بذراعیه بیاض. و الخِدَام: الخَلاخِیلُ، و أَراد الخطوطَ السُّودَ التی فی یدیه؛ و قال الشاعر: رأَوْكَ أُقَیْدِرَ حِنْزَقْرَةً و قیل: الأَقْدَر من الرجال القصیر العنق. و القُدَارُ: الرَّبْعَةُ من الناس. أَبو عمرو: الأَقْدَرُ من الخَیل الذی إِذا سار وقعت رجلاه مواقع یدیه؛ قال رجل من الأَنصار، و قال ابن بری: هو عَدِیُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِیُّ: و یَكْشِفُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّی جُرَازٌ، كالعَقِیقَةِ، إِن لَقِیتُ و أَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ كُمَیْتٌ، لا أَحَقُّ و لا شَئِیتُ النخوة: الكبر. و المختال: ذو الخیلاء. و الجراز: السیف الماضی فی الضَّرِیبة؛ شبهه بالعقیقة من البرق فی لَمَعانه. و الصهوات: جمع صَهْوَة، و هو موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس. و الشئیب: الذی یَقْصُرُ حافرا رجلیه عن حافِرَی یدیه بخلاف الأَقْدَرِ. و الأَحَقُّ: الذی یُطَبِّقُ حافِرا رجلیه حافِرَیْ یدیه، و ذكر أَبو عبید أَن الأَحَقَّ الذی لا یَعْرَقُ، و الشَّئیتُ العَثُور، و قیل: الأَقدر الذی یُجاوِزُ حافرا رجلیه مَواقعَ حافِرَیْ یدیه؛ ذكره أَبو عبید، و قیل: الأَقْدَرُ الذی یضع رجلیه حیث ینبغی. و القِدْرُ: معروفة أُنْثَی و تصغیرها قُدَیْرٌ، بلا هاء علی غیر قیاس. الأَزهری: القِدْرُ مؤنثة عند جمیع العرب، بلا هاء، فإِذا صغرت قلت لها قُدَیرة
لسان العرب، ج‌5، ص: 80
و قُدَیْر، بالهاء و غیر الهاء، و أَما ما حكاه ثعلب من قول العرب ما رأَیت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه لیس علی تذكیر القِدْرِ و لكنهم أَرادوا ما رأَیت شیئاً غلا؛ قال: و نظیره قول الله تعالی: لٰا یَحِلُّ لَكَ النِّسٰاءُ مِنْ بَعْدُ؛ قال: ذكر الفعل لأَن معناه معنی شی‌ء، كأَنه قال: لا یحل لك شی‌ء من النساء. قال ابن سیدة: فأَما قراءة من قرأَ: فناداه الملائكة، فإِنما بناه علی الواحد عندی كقول العرب ما رأَیت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها، و لا كقوله تعالی: لٰا یَحِلُّ لَكَ النِّسٰاءُ مِنْ بَعْدُ، لأَن قوله تعالی: فناداه الملائكة، لیس بجحد فیكون شی‌ء مُقَدَّر فیه كما قُدِّرَ فی ما رأَیت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، و فی قوله: لٰا یَحِلُّ لَكَ النِّسٰاءُ، و إِنما استعمل تقدیر شی‌ء فی النفی دون الإِیجاب لأَن قولنا شی‌ء عام لجمیع المعلومات، و كذلك النفی فی مثل هذا أَعم من الإِیجاب، أَ لا تری أَن قولك: ضربت كل رجل، كذب لا محالة و قولك: ما ضربت رجلًا قد یجوز أَن یكون صدقاً و كذباً، فعلی هذا و نحوه یوجد النفی أَعم من الإِیجاب، و من النفی قوله تعالی: لَنْ یَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لٰا دِمٰاؤُهٰا، إِنما أَراد لن ینالَ اللهَ شی‌ءٌ من لحومها و لا شی‌ء من دمائها؛ و جَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لا یُكَسَّرُ علی غیر ذلك. و قَدَرَ القِدْرَ یَقْدِرُها و یَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، و اقْتَدَر أَیضاً بمعنی قَدَرَ مثل طَبَخَ و اطَّبَخَ. و مَرَقٌ مَقْدُور و قَدِیرُ أَی مطبوخ. و القَدِیرُ: ما یطبخ فی القِدْرِ، و الاقتدارُ: الطَّبْخُ فیها، و یقال: أَ تَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. اللیث: القدیرُ ما طُبِخَ من اللحم بتَوابِلَ، فإِن لم یكن ذا تَوابِلَ فهو طبیخ. و اقْتَدَرَ القومُ: طَبَخوا فی قِدْرٍ. و القُدارُ: الطَّبَّاخُ، و قیل: الجَزَّارُ، و قیل الجَزَّار هو الذی یلی جَزْرَ الجَزُور و طَبْخَها؛ قال مُهَلْهِلٌ: إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها، ضَرْبَ القُدارِ نَقِیعةَ القُدَّامِ القُدَّام: جمع قادم، و قیل هو المَلِكُ. و‌فی حدیث عُمَیْر مولی آبی اللحم: أَمرنی مولای أَن أَقْدُرَ لحماً‌أَی أَطْبُخَ قِدْراً من لحم. و القُدارُ: الغلام الخفیف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ. و القُدارُ: الحیة، كل ذلك بتخفیف الدال. و القُدارُ: الثعبان العظیم. و‌فی الحدیث: كان یَتَقَدَّرُ فی مرضه أَین أَنا الیومَ؛ أَی یُقَدِّرُ أَیامَ أَزواجه فی الدَّوْرِ علیهن. و القَدَرةُ: القارورةُ الصغیرة. و قُدارُ بن سالِفٍ: الذی یقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح، علیه السلام؛ قال الأَزهری: و قالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبیهاً به؛ و منه قول مُهَلْهِل: ضَرْبَ القُدارِ نَقِیعةَ القُدَّامِ اللحیانی: یقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن یفعل ذلك، قال: و لم أَسمعهم یطرحون أَن فی المواقیت إِلا حرفاً حكاه هو و الأَصمعی، و هو قولهم: ما قعدت عنده إلَّا رَیْثَ أَعْقِد شِسْعی. و قَیْدارٌ: اسم.

قدحر؛ ج5، ص: 80

: اقْدَحَرَّ للشر: تهیأَ، و قیل: تهیأَ للسِّباب و القتال، و هو القِنْدَحْرُ. و القَنْدَحورُ: السی‌ء الخُلُق. و ذهبوا شَعالِیلَ بقِدَّحْرَةٍ و قِنْدَحْرةٍ أَی بحیث لا یُقْدَرُ علیهم؛ عن اللحیانی، و قیل: إِذا تفرّقوا.

قذر؛ ج5، ص: 80

: القَذَرُ: ضدّ النظافة؛ و شی‌ء قَذِرٌ بَیِّنُ القَذارةِ. قَذِرَ الشی‌ءُ قَذَراً و قَذَر و قَذُرَ یقْذُرُ قَذارةً، فهو قَذِرٌ و قَذُرٌ و قَذَرٌ و قَذْرٌ، و قد
لسان العرب، ج‌5، ص: 81
قَذِرَه قَذَراً و تَقَذَّره و اسْتَقْذره. اللیث: یقال قَذِرتُ الشی‌ء، بالكسر، إِذا استقذرته و تَقَذَّرْت منه، و قد یقال للشی‌ء القَذِرِ قَذْرٌ أَیضاً، فمن قال قَذِرٌ جعله علی بناء فَعِل من قَذِرَ یَقْذَرُ، فهو قَذِرٌ، و من جزم قال قَذُرَ یَقْذُر قَذارةً، فهو قَذْرٌ. و‌فی الحدیث: اتقوا هذه القاذُورةَ التی نهی الله عنها؛ قال خالد بن جَنْبَةَ: القاذورة التی نهی الله عنها الفعل القبیح و اللفظ السی‌ء؛ و رجل قَذُرٌ [قَذِرٌ و قَذْرٌ. و یقال: أَقْذَرْتَنا یا فلان أَی أَضْجَرْتَنا. و رجل مَقْذَرٌ: مُتَقذِّرٌ. و القَذُورُ من النساء: المتنحیة من الرجال؛ قال: لقد زادنی حُبّاً لسَمْراء أَنها عَیُوفٌ لإِصهارِ اللِّئامِ، قَذُورُ و القَذُورُ من النساء: التی تتنزه عن الأَقذار. و رجل مَقْذَرٌ: تجتنبه الناس، و هو فی شعر الهذلی. و رجل قَذُورٌ و قاذُورٌ و قاذُورَةٌ: لا یخالط الناس. و‌فی الحدیث: و یبقی فی الأَرض شِرارُ أَهلها تَلْفِظُهم أَرَضُوهم و تَقْذَرُهم نَفْسُ الله عز و جل؛ أَی یكره خروجهم إِلی الشام و مَقامَهم بها فلا یوفقهم لذلك، كقوله تعالی: كَرِهَ اللّٰهُ انْبِعٰاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ. یقال: قَذِرْتُ الشی‌ء أَقْذَرُه إِذا كَرِهْته و اجتنبته. و القَذُورُ من الإِبل: المتنحی. و القذورُ و القاذورةُ من الإِبل: التی تَبْرُك ناحیة منها و تَستبعِدُ و تُنافِرُها عند الحلب، قال: و الكَنُوفُ مثلها إِلا أَنها لا تستبعد؛ قال الحُطَیْئة یصف إِبلًا عازبة لا تسمع أَصوات الناس: إِذا بَرَكَتْ لم یُؤْذِها صوتُ سامِرٍ، و لم یَقْصُ عن أَدنی المَخاض قَذُورُها أَبو عبید: القاذورة من الرجال الفاحش السیئ الخُلُق. اللیث: القاذورة الغَیُورُ من الرجال. ابن سیدة: و القاذورة السیئ الخلق الغیور، و قیل: هو المُتَقَزِّزُ. و ذو قاذورة: لا یُخالُّ الناسَ لسوء خُلُقه و لا ینازلهم؛ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَة یرثی أَخاه: فإِن تَلْقَه فی الشَّرْب، لا تَلْقَ فاحِشاً علی الكاسِ، ذا قاذُورَةٍ متَرَیِّعا و القاذورة من الرجال: الذی لا یبالی ما قال و ما صنع؛ و أَنشد: أَصْغَتْ إِلیه نَظَرَ الحَیِیّ، مَخافَةً من قَذِرٍ حَمِیِّ قال: و القَذِرُ القاذُورَة، عنی ناقةً و فَحْلًا. و قال عبد الوهاب الكلابی: القاذُورة المُتَطَرِّسُ، و هو الذی یَتَقَذَّرُ كلِّ شی‌ء لیس بنَظیف. أَبو عبیدة: القاذورة الذی یتقذر الشی‌ء فلا یأْكله. و‌روی أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان قاذُورةً لا یأْكل الدجاج حتی تُعْلَفَ.القاذورة هاهنا: الذی یَقْذُرُ الأَشیاءَ، و أَراد بعَلْفِها أَن تُطْعَم الشی‌ءَ الطاهر، و الهاء للمبالغة. و‌فی حدیث أَبی موسی فی الدجاج: رأَیته یأْكل شیئاً فَقَذِرْتُه‌أَی كرهتُ أَكله كأَنه رآه یأْكل القَذَر. أَبو الهیثم: یقال قَذِرْتُ الشی‌ء أَقْذَرُه قَذْراً، فهو مَقْذور؛ قال العجاج: و قَذَری ما لیس بالمَقْذُورِ یقول: صِرْتُ أَقْذَرُ ما لم أَكن أَقْذَره فی الشباب من الطعام.و لما رَجَمَ النبی، صلی الله علیه و سلم، ماعِزَ بن مالك قال: اجتنبوا هذه القاذورة‌یعنی الزنا؛ و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: من أَصاب من هذه القاذورة شیئاً فلْیَسْتَتِرْ بسِتْرِ الله؛ قال ابن سیدة:
لسان العرب، ج‌5، ص: 82
أُراه عنی به الزنا و سماه قاذورةً كما سماه الله عز و جل فقال: إِنَّهُ كٰانَ فٰاحِشَةً وَ مَقْتاً. و قال ابن الأَثیر فی تفسیره: أَراد به ما فیه حدّ كالزنا و الشُّرْب. و رجل قاذُورَة: و هو الذی یَتَبَرَّمُ بالناس و یجلس وحده. و‌فی الحدیث: اجتنبوا هذه القاذورة التی نهی الله عنها.قال ابن الأَثیر: القاذورة هاهنا الفعل القبیح و القول السیئ. و‌فی الحدیث: هلك المُقَذِّرُونَ‌یعنی الذین یأْتون القاذورات. و رجل قُذَرَة، مثال هُمَزة: یتنزه عن المَلائِم ملائم الأَخلاق و یكرهها. و قَذُورُ: اسم امرأَة؛ أَنشد أَبو زیاد: و إِنی لأَكْنی عن قَذُورٍ بغیرها، و أُعْرِبُ أَحیاناً بها فأُصارِحُ و قَیْذَر بن إِسمعیل: و هو أَبو العرب، و فی التهذیب: قَیْذار، و هو جَدُّ العرب، یقال: بنو بنت ابن إِسمعیل. و‌فی حدیث كعب: قال الله تعالی لرومِیَّةَ: إِنی أُقْسِمُ بعِزَّتی لأَهَبَنَّ سَبیَكِ لبنی قاذِرٍ‌أَی بنی إِسمعیل بن إِبراهیم، علیهما السلام، یرید العرب. و قاذِرُ: اسم ابن إِسمعیل، و یقال له قَیْذَر و قَیْذار.

قذحر؛ ج5، ص: 82

: أَبو عمرو: الاقْذِحْرارُ سوء الخُلُق؛ و أَنشد: فی غیرِ تَعْتَعةٍ و لا اقْذِحْرارِ و قال آخر: ما لَكَ، لا جُزِیتَ غیرَ شَرِّ من قاعدٍ فی البیت مُقْذَحِرِّ الأَصمعی: ذهبوا قِذَّحْرَةً، بالذال، إِذا تفرّقوا من كل وجه. النضر: ذهبوا قِذَّحْرَةً و قِذَّحْمَةً، بالراء و المیم، إِذا ذهبوا فی كل وجه. و المُقْذَحِرُّ: المتهیِّ‌ءُ للسِّباب و الشر تراه الدَّهْرَ مُنْتَفخاً شِبْهَ الغضبان، و هو بالدال و الذال جمیعاً؛ قال الأَصمعی: سأَلت خَلَفاً الأَحْمَرَ عنه فلم یتهیأْ له أَن یُخْرِجَ تفسیره بلفظ واحد، و قال: أَ ما رأَیت سِنَّوْراً مُتَوَحِّشاً فی أَصلِ راقُود؟ و أَنشد الأَصمعی لعمرو بن جَمِیل: مثل الشُّیَیْخِ المُقْذَحِرِّ الباذی، أَوفی علی رُباوَةٍ یُباذِی ابن سیدة: القِنْذَحْرُ و المُقْذَحِرّ المتهی‌ء للسباب المُعِدُّ للشر، و قیل المُقْذَحِرُّ العابسُ الوجه؛ عن ابن الأَعرابی. و ذهبوا شَعالیلَ بقِذَّحْرَةٍ و قِنْذَحْرةٍ أَی بحیث لا یُقْدَرُ علیهم؛ عن اللحیانی، و هو بالدال أَیضاً.

قذعر؛ ج5، ص: 82

: المُقْذَعِرُّ مثل المُقْذَحِرِّ: المتعرّض للقوم لیدخل فی أَمرهم و حدیثهم. و اقْذَعَرَّ نحوهم یَقْذَعِرّ: رمی بالكلمة بعد الكلمة و تَزَحَّفَ إِلیهم.

قذمر؛ ج5، ص: 82

: القُذْمُورُ: الخِوان من الفِضَّةِ.

قرر؛ ج5، ص: 82

: القُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، و قال بعضهم: القُرُّ فی الشتاء و البرد فی الشتاء و الصیف، یقال: هذا یومٌ ذو قُرٍّ أَی ذو بَرْدٍ. و القِرَّةُ: ما أَصاب الإِنسانَ و غیره من القُرِّ. و القِرَّةُ أَیضاً: البرد. یقال: أَشدُّ العطش حِرَّةٌ علی قِرَّةٍ، و ربما قالوا: أَجِدُ حِرَّةً علی قِرَّةٍ، و یقال أَیضاً: ذهبت قِرَّتُها أَی الوقتُ الذی یأْتی فیه المرض، و الهاء للعلة، و مَثَلُ العرب للذی یُظهر خلاف ما یُضْمِرُ: حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ، و جعلوا الحارّ الشدیدَ من قولهم اسْتَحَرَّ القتلُ أَی اشتدّ، و قالوا: أَسْخَنَ اللهُ عینه و القَرُّ: الیوم البارد. و كلُّ باردٍ: قَرٌّ. ابن السكیت: القَرُورُ الماء البارد یغسل به. یقال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 83
قد اقْتَرَرْتُ به و هو البَرُودُ، و قرَّ یومنا، من القُرّ. و قُرَّ الرجلُ: أَصابه القُرُّ. و أَقَرَّه اللهُ: من القُرِّ، فهو مَقْرُورٌ علی غیر قیاس كأَنه بنی علی قُرٍّ، و لا یقال قَرَّه. و أَقَرَّ القومُ: دخلوا فی القُرِّ. و یوم مقرورٌ و قَرٌّ و قارٌّ: بارد. و لیلة قَرَّةٌ و قارَّةٌ أَی باردة؛ و قد قَرَّتْ تَقَرّ و تَقِرُّ قَرًّا. و لیلة ذاتُ قَرَّةٍ أَی لیلة ذات برد؛ و أَصابنا قَرَّةٌ و قِرَّةٌ، و طعام قارٌّ. و‌روی عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدری: بلغنی أَنك تُفْتی، وَلِّ حارَّها من تَوَلَّی قارَّها؛ قال شمر: معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّی خَیْرَها و وَلِّ شدیدَتها من تولی هَیِّنَتها، جعل الحرّ كنایة عن الشر، و الشدّةَ و البردَ كنایة عن الخیر و الهَیْنِ. و القارُّ: فاعل من القُرِّ البرد؛ و منه‌قول الحسن بن علی فی جَلْدِ الولید بن عُقْبة: وَلِّ حارَّها من تولَّی قارَّها، و امتنعَ من جَلْدِه.ابن الأَعرابی: یوم قَرٌّ و لا أَقول قارٌّ و لا أَقول یوم حَرٌّ. و قال: تَحَرَّقت الأَرضُ و الیوم قَرٌّ. و قیل لرجل: ما نَثَرَ أَسنانَك؟ فقال: أَكلُ الحارّ و شُرْبُ القارِّ. و‌فی حدیث أُم زَرْعٍ: لا حَرٌّ و لا قُرٌّ؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو حر و لا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر و البرد الكنایة عن الأَذی، فالحرّ عن قلیله و البرد عن كثیره؛ و منه‌حدیث حُذَیفة فی غزوة الخَنْدَق: فلما أَخبرتُه خَبَرَ القوم و قَرَرْتُ قَرِرْتُ، أَی لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ البرد. و‌فی حدیث عبد الملك بن عُمَیْر: لَقُرْصٌ بُرِّیٌّ بأَبْطَحَ قُرِّیٍّ؛ قال ابن الأَثیر: سئل شمر عن هذا فقال: لا أَعرفه إِلا أَن یكون من القُرِّ البرد. و قال اللحیانی: قَرَّ یومُنا یَقُرُّ، و یَقَرُّ لغة قلیلة. و القُرارة: ما بقی فی القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها. و قَرَّ القِدْرَ یَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ ما فیها من الطبیخ و صب فیها ماء بارداً كیلا تحترق. و القَرَرَةُ و القُرَرَة و القَرارة و القِرارة و القُرورةُ، كلّه: اسم ذلك الماء. و كلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ محترق أَو سمن أَو غیره: قُرّة و قُرارة و قُرُرَة، بضم القاف و الراء، و قُرَرة، و تَقَرَّرَها و اقْتَرَّها: أَخذها و ائْتَدَمَ بها. یقال: قد اقْتَرَّتِ القِدْرُ و قد قَرَرْتُها إِذا طبخت فیها حتی یَلْصَقَ بأَسفلها، و أَقْرَرْتها إِذا نزعت ما فیها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبی زید. و القَرُّ: صبُّ الماء دَفْعَة واحدة. و تَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ بولها علی أَرجلها. و تَقَرَّرَت: أَكلت الیَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها. و الاقْتِرار: أَن تأْكل الناقةُ الیبیسَ و الحِبَّةَ فَیَتَعَقَّدَ علیها الشحمُ فتبول فی رجلیها من خُثُورة بولها. و یقال: تَقَرَّرت الإِبل فی أَسْؤُقها، و قَرّت تَقِرُّ: نَهِلَتْ و لم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حتی إِذا قَرَّتْ و لمّا تَقْرِرِ، و جَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ و یروی أَجِنَّةً. و جَهَرَتْ: كَسَحَتْ. و آجنة: متغیرة، و من رواه أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، علی التشبیه بأَجنَّة الحوامل. و قَرَّرت الناقةُ ببولها تَقْریراً إِذا رمت به قُرَّةً بعد قُرَّةٍ أَی دُفْعَةً بعد دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز: یُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ، فی مُنْخُرَیْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ قرراً بعد قرر أَی حُسْوَة بعد حُسْوَة و نَشْقَةً بعد نَشْقة. ابن الأَعرابی: إِذا لَقِحَت الناقة فهی مُقِرٌّ و قارِحٌ، و قیل: إِن الاقْترارَ السِّمنُ، تقول:
لسان العرب، ج‌5، ص: 84
اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب الهذلی یصف ظبیة: به أَبِلَتْ شَهْرَی رَبیعٍ كلاهما، فقد مارَ فیها نَسْؤُها و اقترارُها نسؤها: بَدْءُ سمنها، و ذلك إِنما یكون فی أَوّل الربیع إِذا أَكلت الرُّطْبَ، و اقترارُها: نهایة سمنها، و ذلك إِنما یكون إِذا أَكلت الیبیس و بُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ علیها الشحم. و قَرَّ الكلامَ و الحدیث فی أُذنه یَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه و صَبَّه فیها، و قیل هو إِذا سارَّه. ابن الأَعرابی: القَرُّ تَرْدِیدُك الكلام فی أُذن الأَبكم حتی یفهمه. شمر: قَرَرْتُ الكلامَ فی أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، و هو أَن تضع فاك علی أُذنه فتجهر بكلامك كما یُفعل بالأَصم، و الأَمر: قُرَّ. و یقال: أَقْرَرْتُ الكلامَ لفلان إِقراراً أَی بینته حتی عرفه. و‌فی حدیث استراق السمع: یأْتی الشیطانُ فَیَتَسَمَّعُ الكلمةَ فیأْتی بها إِلی الكاهن فَیُقِرُّها فی أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فیها، و فی روایة: فیَقْذفها فی أُذن وَلِیِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَرُّ: تردیدك الكلام فی أُذن المخاطَب حتی یفهمه. و قَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، یقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً و قَرِیراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، و یروی: كقَزِّ الزجاجة، بالزای، أَی كصوتها إِذا صُبَّ فیها الماء. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: تنزل الملائكة فی العَنانِ و هی السحابُ فیتحدثون ما علموا به مما لم ینزل من الأَمر، فیأْتی الشیطان فیستمع فیسمع الكلمة فیأْتی بها إِلی الكاهن فیُقِرُّها فی أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فیها مائة كِذْبةٍ.و القَرُّ: الفَرُّوج. و اقْتَرَّ بالماء البارد: اغتسل. و القَرُورُ: الماء البارد یُغْتَسل به. و اقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغتسلت به. و قَرَّ علیه الماءَ یَقُرُّه: صبه. و القَرُّ: مصدر قَرَّ علیه دَلْوَ ماء یَقُرُّها قَرّاً، و قَرَرْتُ علی رأْسه دلواً من ماء بارد أَی صببته. و القُرّ، بالضم: القَرار فی المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أَقَرُّ قَراراً و قَرَرْتُ أَیضاً، بالفتح، أَقِرُّ قراراً و قُروراً، و قَرَّ بالمكان یَقِرُّ و یَقَرُّ، و الأُولی أَعلی؛ قال ابن سیدة: أَعنی أَن فَعَلَ یَفْعِلُ هاهنا أَكثر من فَعَلَ یَفْعَلُ قَراراً و قُروراً و قَرّاً و تَقْرارةً و تَقِرَّة، و الأَخیرة شاذة؛ و اسْتَقَرَّ و تَقارَّ و اقْتَرَّه فیه و علیه و قَرَّره و أَقَرَّه فی مكانه فاستقرَّ. و فلان ما یَتَقارُّ فی مكانه أَی ما یستقرّ. و‌فی حدیث أَبی موسی: أُقِرَّت الصلاة بالبر و الزكاة؟، و روی: قَرَّتْ‌أَی اسْتَقَرَّت معهما و قُرِنت بهما، یعنی أَن الصلاة مقرونة بالبر، و هو الصدق و جماع الخیر، و أَنها مقرونة بالزكاة فی القرآن مذكورة معها. و‌فی حدیث أَبی ذر: فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ‌أَی لم أَلْبَثْ، و أَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء فی الراء. و‌فی حدیث نائل مولی عثمان: قلنا لرَباح بن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ‌أَی أَهل الحَضَر المستقرِّین فی منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذین لا یزالون متنقلین. اللیث: أَقْرَرْتُ الشی‌ء فی مَقَرِّه لیَقِرّ. و فلان قارٌّ: ساكنٌ، و ما یَتَقَارُّ فی مكانه. و قوله تعالی: وَ لَكُمْ فِی الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ*؛ أَی قَرار و ثبوت. و قوله تعالی: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ؛ أَی لكل ما أَنبأْتكم عن الله عز و جل غایة و نهایة ترونه فی الدنیا و الآخرة. وَ الشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَهٰا؛ أَی لمكان لا تجاوزه وقتاً و محلًّا و قیل لأَجَلٍ قُدِّر لها. و قوله تعالی: وَ قَرْنَ وَ قِرْنَ، هو كقولك ظَلْنَ و ظِلْنَ؛ فقَرْنَ علی أَقْرَرْنَ كظَلْنَ علی
لسان العرب، ج‌5، ص: 85
أَظْلَلْنَ و قِرنَ علی أَقْرَرنَ كظِلْنَ علی أَظْلَلنَ. و قال الفراء: قِرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ؛ هو من الوَقار. و قرأَ عاصم و أَهل المدینة: وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ؛ قال و لا یكون ذلك من الوَقار و لكن یُرَی أَنهم إِنما أَرادوا: و اقْرَرْنَ فی بیوتكن، فحذف الراء الأُولی و حُوّلت فتحتها فی القاف، كما قالوا: هل أَحَسْتَ صاحِبَك، و كما یقال فَظِلْتم، یرید فَظَلِلْتُمْ؛ قال: و من العرب من یقول: و اقْرِرْنَ فی بیوتكن، فإِن قال قائل: و قِرْن، یرید و اقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلی القاف، كان وجهاً؛ قال: و لم نجد ذلك فی الوجهین مستعملًا فی كلام العرب إِلا فی فعَلْتم و فَعَلْتَ و فَعَلْنَ، فأَما فی الأَمر و النهی و المستقبل فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام فی النسوة ساكنة فی فَعَلْن و یَفْعَلن فجاز ذلك؛ قال: و قد قال أَعرابی من بنی نُمَیْر: یَنْحِطْنَ من الجبل، یرید ینْحَطِطْنَ، فهذا یُقَوِّی ذلك. و قال أَبو الهیثم: وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ، عندی من القَرارِ، و كذلك من قرأَ: وَ قِرْنَ، فهو من القَرارِ، و قال: قَرَرْتُ بالمكان أَقِرُّ و قَرَرْتُ أَقَرُّ. و قارّه مُقارَّةً أَی قَرّ معه و سَكَنَ. و‌فی حدیث ابن مسعود: قارُّوا الصلاةَ، هو من القَرارِ لا من الوَقارِ، و معناه السكون، أَی اسكنوا فیها و لا تتحرّكوا و لا تَعْبَثُوا، و هو تَفَاعُلٌ، من القَرارِ. و تَقْرِیرُ الإِنسان بالشی‌ء: جعلُه فی قَراره؛ و قَرَّرْتُ عنده الخبر حتی اسْتَقَرَّ. و القَرُور من النساء: التی تَقَرّ [تَقِرّ لما یُصْنَعُ بها لا تَرُدّ المُقَبِّلَ و المُراوِدَ؛ عن اللحیانی، كأَنها تَقِرُّ و تسكن و لا تَنْفِرُ من الرِّیبَة. و القَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، و قیل: المستوی الأَملس الذی لا شی‌ء فیه. و القَرارة و القَرارُ: ما قَرَّ فیه الماء. و القَرارُ و القَرارةُ من الأَرض: المطمئن المستقرّ، و قیل: هو القاعُ المستدیر، و قال أَبو حنیفة: القَرارة كل مطمئن اندفع إِلیه الماء فاستقَرّ فیه، قال: و هی من مكارم الأَرض إِذا كانت سُهولةٌ. و‌فی حدیث ابن عباس و ذكر علّیاً فقال: عِلْمِی إِلی علمه كالقَرارة فی المُثْعَنْجَرِ؛ القَرارةُ المطمئن من الأَرض وما یستقرّ فیه ماء المطر، و جمعها القَرارُ. و‌فی حدیث یحیی بن یَعْمَر: و لحقت طائفةٌ بقَرارِ الأَودیة.و‌فی حدیث الزكاة: بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوی. و‌فی حدیث عمر: كنت زَمیلَه فی غَزْوة قَرقَرةِ الكُدْرِ؛ هی غزوة معروفة، و الكُدْرُ: ماء لبنی سلیم: و القَرْقَرُ: الأَرض المستویة، و قیل: إِن أَصل الكُدْرِ طیر غُبْرٌ سمی الموضعُ أَو الماء بها؛ و قول أَبی ذؤیب: بقَرارِ قِیعانٍ سقَاها وابلٌ واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا یُقْلِعُ قال الأَصمعی: القَرارُ هاهنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سیدة: و إِنما حمل الأَصمعی علی هذا قولُه قِیعان لیضیف الجمع إِلی الجمع، أَ لا تری أَن قراراً هاهنا لو كان واحداً فیكون من باب سَلٍّ و سَلَّة لأَضاف مفرداً إِلی جمع و هذا فیه ضرب من التناكر و التنافر. ابن شمیل: بُطونُ الأَرض قَرارُها لأَن الماء یستقرّ فیها. و یقال: القَرار مُسْتَقَرُّ الماء فی الروضة. ابن الأَعرابی: المَقَرَّةُ الحوض الكبیر یجمع فیه الماء، و القَرارة القاعُ المستدیر، و القَرْقَرة الأَرض الملساء لیست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت غلب علیها اسم التذكیر فقالوا قَرْقَرٌ؛ و قال عبید:
لسان العرب، ج‌5، ص: 86
تُرْخِی مَرابِعَها فی قَرْقَرٍ ضاحِی قال: و القَرَقُ [القَرِقُ مثل القَرْقَرِ سواء. و قال ابن أَحمر: القَرْقَرة وسطُ القاع و وسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فیه و لا دَفَّ و لا حجارة، إِنما هی طین لیست بجبل و لا قُفٍّ، و عَرْضُها نحو من عشرة أَذرع أَو أَقل، و كذلك طولها؛ و قوله عز و جل: ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِینٍ؛ هو المكان المطمئن الذی یستقرّ فیه الماء. و یقال للروضة المنخفضة: القَرارة. و صار الأَمر إِلی قَراره و مُسْتَقَرِّه: تَناهَی و ثبت. و قولهم عند شدّة تصیبهم: صابتْ بقُرٍّ أَی صارت الشدّةُ إِلی قَرارها، و ربما قالوا: وَقَعَت بقُرٍّ، و قال ثعلب: معناه وقعت فی الموضع الذی ینبغی. أَبو عبید فی باب الشدّة: صابتْ بقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال: و إِنما هو مَثَل. الأَصمعی: وقع الأَمرُ بقُرِّه أَی بمُسْتَقَرّه؛ و أَنشد: لعَمْرُكَ، ما قَلْبی علی أَهله بحُرّ، و لا مُقْصِرٍ، یوماً، فیأْتیَنی بقُرّ أَی بمُسْتَقَرّه؛ و قال عَدِیُّ بنُ زید: تُرَجِّیها، و قد وقَعَتْ بقُرٍّ، كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِیبُ و یقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَی صادَفَ فؤادُك ما كان مُتَطَلِّعاً إِلیه فتَقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ: كأَنها و ابنَ أَیامٍ تُؤَبِّنُه، من قُرَّةِ العَیْنِ، مُجْتابا دَیابُوذِ أَی كأَنهما من رضاهما بمرتعهما و ترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ فهما مسروران به؛ قال المنذریّ: فعُرِضَ هذا القولُ علی ثعلب فقال هذا الكلام أَی سَكَّنَ اللهُ عینَه بالنظر إِلی ما یحب. و یقال للرجل: قَرْقارِ أَی قِرَّ و اسكنْ. قال ابن سیدة: و قَرَّتْ عینُه تَقَرّ؛ هذه أَعلی عن ثعلب، أَعنی فَعِلَتْ تَفْعَلُ، و قَرَّت تَقِرُّ قَرَّة و قُرَّةً؛ الأَخیرة عن ثعلب، و قال: هی مصدر، و قُرُوراً، و هی ضدُّ سَخِنتْ، قال: و لذلك اختار بعضهم أَن یكون قَرَّت فَعِلَت لیجی‌ء بها علی بناء ضدّها، قال: و اختلفوا فی اشتقاق ذلك فقال بعضهم: معناه بَرَدَتْ و انقطع بكاؤها و استحرارُها بالدمع فإِن للسرور دَمْعَةً باردةً و للحزن دمعة حارة، و قیل: هو من القَرارِ، أَی رأَت ما كانت متشوّقة إِلیه فقَرَّتْ و نامت. و أَقَرَّ اللهُ عینَه و بعینه، و قیل: أَعطاه حتی تَقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلی من هو فوقه، و یقال: حتی تَبْرُدَ و لا تَسْخَنَ، و قال بعضهم: قَرَّت عینُه مأْخوذ من القَرُور، و هو الدمع البارد یخرج مع الفرح، و قیل: هو من القَرارِ، و هو الهُدُوءُ، و قال الأَصمعی: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة. و أَقَرَّ الله عینه: مشتق من القَرُور، و هو الماء البارد، و قیل: أَقَرَّ اللهُ عینك أَی صادفت ما یرضیك فتقرّ عینك من النظر إِلی غیره، و رضی أَبو العباس هذا القول و اختاره، و قال أَبو طالب: أَقرَّ الله عینه أَنام الله عینه، و المعنی صادف سروراً یذهب سهره فینام؛ و أَنشد: أَقَرَّ به موالیك العُیونا أَی نامت عیونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا. و قوله تعالی: فَكُلِی وَ اشْرَبِی وَ قَرِّی عَیْناً؛ قال الفراء: جاء فی التفسیر أَی طیبی نفساً، قال: و إِنما نصبت العین لأَن الفعل كان لها فصیرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عینُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل علی التفسیر. و عین قَرِیرةٌ: قارَّة، و قُرَّتُها: ما قَرَّت به. و القُرَّةُ: كل شی‌ء قَرَّت به عینك، و القُرَّةُ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 87
مصدر قَرَّت العین قُرَّةً. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا تَعْلَمُ نَفْسٌ مٰا أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ؛و قرأَ أَبو هریرة: من قُرَّاتِ أَعْیُن، و رواه عن النبی، صلی الله علیه و سلم.و‌فی حدیث الاستسقاء: لو رآك لقَرَّتْ عیناه‌أَی لَسُرَّ بذلك و فَرِحَ، قال: و حقیقته أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عینیه لأَن دمعة الفرح باردة، و قیل: أَقَرَّ الله عینك أَی بَلَّغَك أُمْنِیَّتك حتی تَرْضَی نَفْسُك و تَسْكُنَ عَیْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ إِلی غیره؛ و رجل قَرِیرُ العین و قَرِرْتُ به عیناً فأَنا أَقَرُّ و قَرَرْتُ أَقِرُّ و قَرِرْتُ [قَرَرْتُ فی الموضع مثلها. و یومُ القَرِّ: الیوم الذی یلی عید النحر لأَن الناس یَقِرُّونَ فی منازلهم، و قیل: لأَنهم یَقِرُّون بمنًی؛ عن كراع، أَی یسكنون و یقیمون. و‌فی الحدیث: أَفضلُ الأَیام عند الله یومُ النحر ثم یوم القَرِّ؛ قال أَبو عبید: أَراد بیوم القَرِّ الغَدَ من یوم النحر، و هو حادی عشر ذی الحجة، سمی یومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ یوم الترویة و یوم عرفة و یوم النحر فی تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من یوم النحر قَرُّوا بمنًی فسمی یومَ القَرِّ؛ و منه‌حدیث عثمان: أَقِرُّوا الأَنفس حتی تَزْهَقَ‌أَی سَكِّنوا الذبائح حتی تُفارقها أَرواحها و لا تُعْجِلُوا سَلْخها و تقطیعها. و‌فی حدیث البُراق: أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ و أَقَرَّ‌أَی سكن و انقاد. و مَقَرُّ الرحم: آخِرُها، و مُسْتَقَرُّ الحَمْل منه. و قوله تعالی: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ؛ أَی فلكم فی الأَرحام مستقر و لكم فی الأَصلاب مستودع، و قرئ: فمستقِرٌّ و مُسْتَوْدَعٌ أَی مستقرّ فی الرحم، و قیل: مستقرّ فی الدنیا موجود، و مستودعَ فی الأَصلاب لم یخلق بَعْدُ؛ و قال اللیث: المستقر ما ولد من الخلق و ظهر علی الأَرض، و المستودَع ما فی الأَرحام، و قیل: مستقرّها فی الأَصلاب و مستودعها فی الأَرحام، و سیأْتی ذكر ذلك مستوفی فی حرف العین، إِن شاءَ الله تعالی، و قیل: مُسْتَقِرٌّ فی الأَحیاء وَ مُسْتَوْدَعٌ فی الثَّرَی. و القارورة: واحدة القَواریر من الزُّجاج، و العرب تسمی المرأَة القارورة و تكنی عنها بها. و القارُورُ: ما قَرَّ فیه الشرابُ و غیره، و قیل: لا یكون إِلا من الزجاج خاصة. و قوله تعالی: قَوٰارِیرَا قَوٰارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ؛ قال بعض أَهل العلم: معناه أَوانیَ زُجاج فی بیاض الفضة و صفاء القواریر. قال ابن سیدة: و هذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف فی قواریر الأَخیرة فإِنه زاد الأَلف لتَعْدِلَ رؤوس الآی. و القارورة: حَدَقة العین، علی التشبیه بالقارورة من الزجاج لصفائها و أَن المتأَمّل یری شخصه فیها؛ قال رؤبة: قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا قارورةُ العینِ، فصارتْ وَقْبا ابن الأَعرابی: القَوارِیرُ شجر یشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ و الموائد. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لأَنْجَشةَ و هو یَحْدُو بالنساء: رِفْقاً بالقَواریر؛ أَراد، صلی الله علیه و سلم، بالقواریر النساء، شبههن بالقواریر لضعف عزائمهن و قلة دوامهن علی العهد، و القواریرُ من الزُّجاج یُسْرِع إِلیها الكسر و لا تقبل الجَبْرَ، و كان أَنْجَشَةُ یحدو بهن رِكابَهُنَّ و یرتجز بنسیب الشعر و الرجز وراءهن، فلم یُؤْمَنْ أَن یصیبهن ما یسمعن من رقیق الشعر فیهن أَو یَقَعَ فی قلوبهن حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشیده و حُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلی غیر الجمیل، و قیل: أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت فی المشی و اشتدت فأَزعجت الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء یضعفن عن شدة الحركة. و واحدةُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 88
القواریر: قارورةٌ، سمیت بها لاستقرار الشراب فیها. و‌فی حدیث علیّ: ما أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِیتُ عملی إِلا هذه القُوَیْرِیرةَ أَهداها إِلیّ الدِّهْقانُ؛ هی تصغیر قارورة. و روی عن الحُطَیْئة أَنه نزل بقوم من العرب فی أَهله فسمع شُبَّانَهم یَتَغَنَّوْنَ فقال: أَغْنُوا أَغانیَّ شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْیَةُ الزنا. و سمع سلیمانُ بن عبد الملك غِناءَ راكب لیلًا، و هو فی مِضْرَبٍ له، فبعث إِلیه من یُحْضِرُه و أَمر أَن یُخْصَی و قال: ما تسمع أُنثی غِناءه إِلا صَبَتْ إِلیه؛ قال: و ما شَبَّهْتُه إِلا بالفحل یُرْسَلُ فی الإِبل یُهَدِّرُ فیهن فیَضْبَعُهنّ. و الاقْترارُ: تتبع ما فی بطن الوادی من باقی الرُّطْبِ، و ذلك إِذا هاجت الأَرض و یَبِستْ مُتونُها. و الاقترارُ: استقرارُ ماء الفحل فی رحم الناقة؛ قال أَبو ذؤیب: فقد مار فیها نسؤها و اقترارها قال ابن سیدة: و لا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن یكون مصدراً و إِلا فهو غریب ظریف، و إِنما عبر بذلك عنه أَبو عبید و لم یكن له بمثل هذا علم، و الصحیح أَن الاقترار تَتَبُّعُها فی بطون الأَوْدِیة النباتَ الذی لم تصبه الشمس. و الاقترارُ: الشِّبَعُ. و أَقَرَّت الناقةُ: ثبت حملها. و اقْتَرَّ ماءُ الفحل فی الرحم أَی استقرَّ. أَبو زید: اقترارُ ماء الفحل فی الرحم أَن تبولَ فی رجلیها، و ذلك من خُثورة البول بما جری فی لحمها. تقول: قد اقْتَرَّت، و قد اقْتَرَّ المالُ إذا شَبِعَ. یقال ذلك فی الناس و غیرهم. و ناقة مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته فی رحمها و لم تُلْقِه. و الإِقرارُ: الإِذعانُ للحق و الاعترافُ به. أَقَرَّ بالحق أَی اعترف به. و قد قَرَّرَه علیه و قَرَّره بالحق غیرُه حتی أَقَرَّ. و القَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بین الرَّحْل و السَّرْج، و قیل: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ و أَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ و قال إمرؤ القیس: فإِمَّا تَرَیْنی فی رِحالةِ جابرٍ علی حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفانی و قیل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء. و القَرارُ: الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَسْرَعْت فی قَرارِ، كأَنما ضِرارِی أَرَدْتِ یا جَعارِ و خصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ. و قال الأَصمعی: القَرارُ و القَرارةُ النَّقَدُ، و هو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه. الأَصمعی: القَرار النَّقَدُ من الشاء و هی صغارٌ، و أَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ و أَنشد لعلقمة بن عبدة: و المالُ صُوفُ قَرارٍ یَلْعَبونَ به، علی نِقادَتِه، وافٍ و مَجْلُومُ أَی یقل عند ذا و یكثر عند ذا. و القُرَرُ: الحَسا، واحدتها قُرَّة؛ حكاها أَبو حنیفة؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری أَیَّ الحَسا عنی أَ حَسَا الماء أَم غیره من الشراب. و طَوَی الثَّوْبَ علی قَرِّه: كقولك علی غَرّه أَی علی كَسْرِه، و القَرُّ و الغَرُّ و المَقَرُّ: كَسْرُ طَیِّ الثوب. و المَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ، و به قبر غالب أَبی الفرزدق و قبر امرأَة جریر؛ قال الراعی: فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، و هنّ خُوصٌ، علی رَوَحٍ یُقَلِّبْنَ المَحارا
لسان العرب، ج‌5، ص: 89
و قیل: المَقَرُّ ثنیةُ كاظِمةَ. و قال خالدُ بن جَبَلَة: زعم النُّمَیْرِی أَن المَقَرّ جبل لبنی تمیم. و قَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا و قَرِیراً: قَطَعتْ صوتَها و قَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سیدة عن الهروی فی الغریبین. و القِرِّیَّة: الحَوْصلة مثل الجِرِّیَّة. و القَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قال ابن أَحمر: كالقَرِّ بین قَوادِمٍ زُعْرِ قال ابن بری: هذا العَجُزُ مُغَیَّر، قال: و صواب إِنشاد البیت علی ما روته الرواة فی شعره: حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه و الرأْسَ، غیرَ قَنازِعٍ زُعْرِ فَیَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً، و یَظَلُّ یُلْجِئُه إِلی النَّحْرِ قال هذا یصف ظلیماً. و بنو غزوان: حیّ من الجن، یرید أَن جُؤْجُؤَ هذا الظلیم أَجربُ و أَن رأْسه أَقرع، و الزُّعْرُ: القلیلة الشعر. و دَفَّاه: جناحاه، و الهاء فی له ضمیر البیض، أَی یجعل جناجیه حرساً لبیضه و یضمه إِلی نحره، و هو معنی قوله یلجئه إِلی النحر. و قُرَّی و قُرَّانُ: موضعان. و القَرْقَرة: الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فیه و رُجِّعَ. و القَرْقَرة: الهدیر، و الجمع القَراقِرُ. و القَرْقَرة: دُعاء الإِبل، و الإِنْقاضُ: دعاء الشاء و الحمیر؛ قال شظَاظٌ: رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَیْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد القَرْقَره أَی سبیتها فحوّلتها إِلی ما لم تعرفه. و قَرْقَر البعیرُ قَرْقَرة: هَدَر، و ذلك إِذا هَدَلَ صوتَه و رَجَّع، و الاسم القَرْقارُ. یقال: بعیر قَرْقارُ الهَدِیر صافی الصوت فی هَدیرِه؛ قال حُمَیدٌ: جاءت بها الوُرَّادُ یَحْجِزُ بینَها سُدًی، بین قَرْقارِ الهَدِیر، و أَعْجَما و قولهم: قَرْقارِ، بُنِیَ علی الكسر و هو معدول، قال: و لم یسمع العدل من الرباعی إِلا فی عَرْعارِ و قَرْقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِیُّ: حتی إِذا كان علی مَطارِ یُمناه، و الیُسْری علی الثَّرْثارِ قالت له ریحُ الصَّبا: قَرْقارِ، و اخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ یرید: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه یأْمر السحاب بذلك. و مَطارِ و الثَّرْثارُ: موضعان؛ یقول: حتی إِذا صار یُمْنی السحاب علی مَطارِ و یُسْراه علی الثَّرْثارِ قالت له ریح الصَّبا: صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت الرعد، و هو قَرْقَرَته، و المعنی ضربته ریح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها قالت له و إِن كانت لا تقول. و قوله: و اختلط المعروف بالإِنكار أَی اختلط ما عرف من الدار بما أُنكر أَی جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم یعرف منها المكان المعروف من غیره. و القَرْقَرة: نوع من الضحك، و جعلوا حكایة صوت الریح قَرْقاراً. و‌فی الحدیث: لا بأْس بالتبسم ما لم یُقَرْقِرْ؛ القَرْقَرة: الضحك لعالی. و القَرْقَرة: لقب سعد الذی كان یضحك منه النعمان بن المنذر. و القَرْقَرة: من أَصوات الحمام، و قد قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً و قَرْقَرِیراً نادرٌ؛ قال ابن جنی: القَرْقِیرُ فَعْلِیلٌ، جعله رُباعیّاً، و القَرْقارَة: إِناء، سمیت بذلك لقَرْقَرَتها.
لسان العرب، ج‌5، ص: 90
و قَرْقَرَ الشرابُ فی حلقه: صَوَّت. و قَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قال شمر: القَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، و القَرْقَرة نحو القَهْقهة، و القَرْقَرة قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، و القَرْقَرة قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، و هو القَرْقَرِیرُ. و رجل قُراقرِیٌّ: جَهیرُ الصوت؛ و أَنشد: قد كان هَدَّاراً قُراقِرِیَّا و القُراقِرُ و القُراقِرِیّ: الحَسَنُ الصوت؛ قال: فیها عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر و منه: حادٍ قُراقِرٌ و قُراقِرِیٌّ جید الصوت من القَرْقَرة؛ قال الراجز: أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِیَّا، من بعدِ ما كان قُراقِرِیّا، فمن یُنادی بعدَك المَطِیّا؟ و القُراقِرُ: فرس عامر بن قیس؛ قال: و كانَ حدَّاءً قُراقِرِیَّا و القَرارِیُّ: الحَضَریّ الذی لا یَنْتَجِعُ یكون من أَهل الأَمصار، و قیل: إِن كل صانع عند العرب قَرارِیّ. و القَرارِیُّ: الخَیَّاط؛ قال الأَعشی: یَشُقُّ الأُمُورَ و یَجْتابُها كشَقِّ القَرارِیِّ ثوبَ الرَّدَنْ قال: یرید الخَیَّاطَ؛ و قد جعله الراعی قَصَّاباً فقال: و دَارِیٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه، كما سَلَخ القَرارِیُّ الإِهابا ابن الأَعرابی: یقال للخیاط القَرارِیُّ و الفُضُولِیُّ، و هو البَیطَرُ و الشَّاصِرُ. و القُرْقُورُ: ضرب من السفن، و قیل: هی السفینة العظیمة أَو الطویلة، و القُرْقُورُ من أَطول السفن، و جمعه قَراقیر؛ و منه قول النابغة: قَراقِیرُ النَّبیطِ علی التِّلالِ و‌فی حدیث صاحب الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه فی قُرْقُورٍ؛ قال: هو السفینة العظیمة. و‌فی الحدیث: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب شهداءُ البحر فی قَراقیرَ من دُرّ.و‌فی حدیث موسی، علیه السلام: رَكِبُوا القَراقِیرَ حتی أَتوا آسِیَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسی.و قُراقِرُ و قَرْقَری و قَرَوْری و قُرَّان و قُراقِریّ: مواضع كلها بأَعیانها معروفة. و قُرَّانُ: قریة بالیمامة ذات نخل و سُیُوحٍ جاریةٍ؛ قال علقمة: سُلَّاءَة كَعصَا النَّهْدِیِّ غُلَّ لَها ذُو فِیئَةٍ، من نَوی قُرَّانَ، مَعْجومُ ابن سیدة: قُراقِرُ و قَرْقَری، علی فَعْلَلی، موضعان، و قیل: قُراقِرُ، علی فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعینه، و منه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال الشاعر: وَ هُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ، مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّی تَوَلَّتِ قال ابن بری: البیت للأَعشی، و صواب إِنشاده: هُمُ ضربوا …؛ و قبله: فِدًی لبنی دُهْلِ بنِ شَیْبانَ ناقَتِی، و راكبُها یومَ اللقاء، و قَلَّتِ قال: هذا یذكِّر فعل بنی ذهل یوم ذی قار و جعل النصر لهم خاصة دون بنی بكر بن وائل. و الهامُرْزُ: رجل من العجم، و هو قائد من قُوَّاد كِسْری. و قُراقِرُ: خلف البصرة و دون الكوفة قریب من ذی قار، و الضمیر فی قلت یعود علی الفدیة أَی قَلَّ لهم أَن أَفدیهم بنفسی و ناقتی. و فی الحدیث ذكر
لسان العرب، ج‌5، ص: 91
قُراقِرَ، بضم القاف الأُولی، و هی مفازة فی طریق الیمامة قطعها خالد بن الولید، و هی بفتح القاف، موضع من أَعراض المدینة لآل الحسن بن علیّ، علیهما السلام. و القَرْقَرُ: الظهر. و‌فی الحدیث: ركب أَتاناً علیها قَرْصَف لم یبق منه إِلا قَرْقَرُها‌أَی ظهرها. و القَرْقَرَةُ: جلدة الوجه. و‌فی الحدیث: فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ منه سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وجهه؛ حكاه ابن سیدة عن الغریبین للهروی. قَرقَرَةُ وجهه أَی جلدته. و القَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، و قیل: إِنما هی رَقْرَقَةُ وجهه، و هو ما تَرَقْرَقَ من محاسنه. و یروی: فَرْوَةُ وجهه، بالفاء؛ و قال الزمخشری: أَراد ظاهر وجهه و ما بدا منه، و منه قیل للصحراء البارزة: قَرْقَرٌ. و القَرْقَرُ و القَرْقَرَةُ: أَرض مطمئنة لینة. و القَرَّتانِ: الغَداةُ و العَشِیُّ؛ قال لبید: و جَوارِنٌ بیضٌ و كلُّ طِمِرَّةٍ، یَعْدُو علیها، القَرَّتَیْنِ، غُلامُ الجَوارِنُ: الدروع. ابن السكیت: فلان یأْتی فلاناً القَرَّتین أَی یأْتیه بالغداة و العَشِیّ. و أَیوب بن القِرِّیَّةِ: أَحدُ الفصحاء. و القُرَّةُ: الضِّفْدَعَة و قُرَّانُ: اسم رجل. و قُرَّانُ فی شعر أَبی ذؤیب: اسم وادٍ. ابن الأَعرابی: القُرَیْرَةُ تصغیر القُرَّة، و هی ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة الغنائم فتنحر و تُصْلَح و یأْكلها الناس یقال لها قُرَّة العین. یقال ابن الكلبی: عُیِّرَتْ هَوازِنُ و بنو أَسد بأَكل القُرَّة، و ذلك أَن أَهل الیمن كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًی وَضَع كلُّ رجل علی رأْسه قُبْضَةَ دقیق فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقیق و یجعلون ذلك الدقیق صدقة فكان ناس من أَسد و قیس یأْخذون ذلك الشعر بدقیقه فیرمون الشعر و ینتفعون بالدقیق؛ و أَنشد لمعاویة بن أَبی معاویة الجَرْمی: أَ لم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ و أَبوكُمُ، مع الشَّعْرِ، فی قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ إِذا قُرَّةٌ جاءت یقولُ: أُصِبْ بها سِوی القَمْلِ، إِنی من هَوازِنَ ضارِعُ التهذیب: اللیث: العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما قالوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، و رجل رَعِشٌ رِعْشِیشٌ، و فلان دَخیلُ فلان و دُخْلُله، و الیاء فی رِعْشِیشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛ و أَنشد یصف إِبلًا و شُرْبَها: كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قال: قِرِرْ فأَظهر حرفی التضعیف، فإِذا صَرَّفوا ذلك فی الفعل قالوا: قَرْقَرَ فیظهرون حرف المضاعف لظهور الراءین فی قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ یَصِرُّ صَرِیراً، و إِذا خفف الراء و أَظهر الحرفین جمیعاً تحوّل الصوت من المد إِلی الترجیع فضوعف، لأَن الترجیع یُضاعَفُ كله فی تصریف الفعل إِذا رجع الصائت، قالوا: صَرْصَر و صَلْصَل، علی توهم المدّ فی حال، و الترجیع فی حال. التهذیب: واد قَرِقٌ و قَرْقَرٌ و قَرَقُوْسٌ أَی أَملس، و القَرَق المصدر. و یقال للسفینة: القُرْقُور و الصُّرْصُور.

قزبر؛ ج5، ص: 91

: التهذیب: من أَسماء الذَّكر القَسْبَرِیّ و القَزْبَرِیّ. أَبو زید: یقال للذكر القَزْبَرُ و الفَیْخَر و المُتْمَئِرُّ و العُجارِمُ و الجُرْدانُ.

قسر؛ ج5، ص: 91

: القَسْرُ: القَهْرُ علی الكُرْه. قَسَرَه یَقْسِرُه قَسْراً و اقْتَسَرَه: غَلَبه و قَهَره، و قَسَرَه علی
لسان العرب، ج‌5، ص: 92
الأَمر قَسْراً: أَكرهه علیه، و اقْتَسَرْته أَعَمُّ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: مَرْبُوبونَ اقْتِساراً؛ الاقْتِسارُ افْتِعال من القَسْر، و هو القهر و الغلبة. و القَسْوَرَةُ: العزیز یَقْتَسِر غیرَه أَی یَقْهَرُه، و الجمع قَساوِرُ. و القَسْوَرُ: الرامی، و قیل: الصائد؛ و أَنشد اللیث: و شَرْشَرٍ و قَسْوَرٍ نَصْرِیِّ و قال: الشَّرْشَرُ الكلب و القَسْوَرُ الصیاد و القَسْوَرُ الأَسد، و الجمع قَسْوَرَةٌ. و فی التنزیل العزیز: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة و تحریره أَن القَسْوَرَ و القَسْوَرَة اسمان للأَسد، أَنثوه كما قالوا أُسامة إِلا أَن أُسامة معرفة. و قیل فی قوله: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ، قیل: هم الرماة من الصیادین؛ قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث فی غیر شی‌ء مما فَسَّر، فمنها قوله: الشَّرْشَرُ الكلب، و إِنما الشرشر نبت معروف، قال: و قد رأَیته فی البادیة تسمن الإِبل علیه و تَغْزُر، و قد ذكره ابن الأَعرابی و غیره فی أَسماء نُبُوت البادیة؛ و قوله: القَسْوَرُ الصیاد خطأٌ إِنما القَسْوَر نبت معروف ناعم؛ روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده لِجُبَیها فی صفة مِعْزَی بحسن القُبول و سُرْعة السِّمَن علی أَدْنی المَرْتَعِ: فلو أَنها طافَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفَی الرِّقَّ عنه جَدْبُه، و هو صالِحُ لجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِیجَهُ، و الثَّامِرُ المُتَناوِحُ قال: القَسْوَرُ ضرب من الشجر، واحدتُهُ قَسْوَرَةٌ. قال: و قال اللیث القَسْوَرُ الصَّیَّادُ و الجمع قَسْوَرَة، و هو خطأٌ لا یجمع قَسْوَرٌ علی قَسْوَرة إِنما القَسْورة اسم جامع للرُّماة، و لا واحد له من لفظه. ابن الأَعرابی: القَسْوَرة الرُّماة و القَسْوَرَة الأَسد و القَسْوَرة الشجاعُ و القَسْوَرة أَول اللیل و القَسْوَرة ضرب من الشجر. الفراء فی قوله تعالی: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ، قال: الرُّماة، و قال الكلبی بإِسناده: هو الأَسد. و‌روی عن عكرمة أَنه قیل له: القَسْوَرة، بلسان الحبشة، الأَسد، فقال: القَسْوَرة الرُّماة، و الأَسَدُ بلسان الحبشة عَنْبَسَةُ، قال: و قال ابن عُیَیْنَة: كان ابن عباس یقول القَسْوَرة نُكْرُ الناس، یرید حِسَّهُم و أَصواتهم.و قال ابن عرفة: قَسْوَرَة فَعْوَلَةٌ من القَسْر، فالمعنی كأَنهم حُمُرٌ أَنفرها مَنْ نَفَّرَها برمی أَو صید أَو غیر ذلك. قال ابن الأَثیر: و ورد القَسْوَرة فی الحدیث، قال: القَسْوَرة الرُّماة من الصیادین، و قیل الأَسد، و قیل كل شدید. و القَیَاسِرُ و القَیاسِرَةُ: الإِبل العظام؛ قال الشاعر: و علی القَیاسِرِ فی الخُدُورِ كَواعِبٌ رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقَیاسِرُ دُلَّفُ الواحد: قَیْسَریٌّ، و قال الأَزهری: لا أَدری ما واحدها. و قَسْوَرَةُ اللیل: نصفه الأَول، و قیل مُعْظَمه؛ قال تَوْبَةُ بن الحُمَیَّر: و قَسْوَرَةُ اللیلِ التی بین نِصْفِهِ و بین العِشاءِ، قد دَأَبْتُ أَسِیرُها و قیل: هو من أَوله إِلی السَّحَر. و القَسْوَرُ: ضرب من النبات سُهْلِیٌّ، واحدته قَسْوَرة. و قال أَبو حنیفة: القَسْوَرُ حَمْضَة من النَّجِیل، و هو مثل جُمَّةِ الرجل یطول و یَعْظُم و الإِبل حُرَّاص علیه؛ قال جُبَیْها الأَشْجَعِیّ فی صفة شاة من المعز: و لو أُشْلِیَتْ فی لَیْلَةٍ رَحَبِیَّةٍ، لأَرْواقِها قَطْرٌ من الماءِ سافِحُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 93
لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَر الجَوْنَ بَجَّها عَسالِیجَه، و الثَّامِرُ المُتَناوِحُ یقول: لو دُعیت هذه المعز فی مثل هذه اللیلة الشَّتَوِیَّةِ الشدیدة البرد لأَقْبَلتْ حتی تُحْلَب، و لجاءَت كأَنها تَمَأّتْ من القَسْوَر أَی تجی‌ء فی الجَدْب و الشتاء من كَرَمها و غَزَارتها كأَنها فی الخِصْب و الربیع. و القَسْوَرِیُّ: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ أَحمر. و القَیْسَرِیّ من الإِبل: الضخم الشدید القویّ، و هی القَیَاسِرَة. و القَیْسَرِیّ: الكبیر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَضْحَكُ مِنِّی أَن رأَتْنی أَشْهَقُ، و الخُبْزُ فی حَنْجَرَتی مُعَلَّقُ، و قد یَغَضُّ القَیْسَرِیُّ الأَشْدَقُ. و رُدّ ذلك علیه فقیل: إِنما القَیْسَرِیّ هنا الشدید القوی؛ و أَما قول العجاج: أَ طَرَباً و أَنتَ قَیْسَرِیُّ؟ و الدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّارِیُّ فهو الشیخ الكبیر أَیضاً، و یروی قِنِّسْرِیّ، بكسر النون. و قال اللیث: القَیْسَرِیُّ الضخم المنیع الشدید. قال ابن بری: صوابه أَن یذكر فی فصل قنسر لأَنه لا یقوم له دلیل علی زیادة النون، و سنذكره هناك مُسْتَوْفی. و القَوْسَرَة و القَوْسَرَّة، كلتاهما: لغة فی القَوْصَرَة و القَوْصَرَّة. و بنو قَسْرٍ: بطن من بَجِیلَة، إِلیهم ینسب خالد بن عبد الله القَسْرِیُّ من العرب و هم رَهْطُه. و القَسْرُ: اسم رجل قیل هو راعی ابنِ أَحْمَرَ، و إِیاه عنی بقوله: أَظُنُّها سَمِعتْ عَزْفاً، فتَحْسِبُه أَشاعَه القَسْرُ لیلًا حین یَنْتَشِرُ و قَسْرٌ: موضع؛ قال النابغة الجعدی: شَرِقاً بماء الذَّوْب یَجْمَعُه فی طَوْدِ أَیْمَنَ من قُرَی قَسْرِ

قسبر؛ ج5، ص: 93

: القِسْبارُ و القُسْبُرِیّ و القُسابریُّ: الذكر الشدید. الأَزهری فی رُباعِیِّ العین: و فلان عِنْفاش اللحیة و عَنْفَشِیُّ اللحیة و قِسْبارُ اللحیة إِذا كان طویلها. و قال فی رُباعِیِّ الحاء عن أَبی زید: یقال للعصا القِزْرَحْلةُ و القِحْرَبَةُ و القِشْبارَة و القِسْبارة. و من أَسماء العصا القِسْبارُ و منهم من یقول القِشْبار؛ و أَنشد أَبو زید: لا یَلْتَوی من الوَبیل القِسْبارْ، و إِن تَهَرَّاه بها العبدُ الهارْ

قسطر؛ ج5، ص: 93

: القَسْطَرُ و القَسْطَرِیّ و القَسْطارُ: مُنْتَقِدُ الدراهم، و فی التهذیب: الجِهْبِذُ، بلغة أَهل الشام، و هم القَساطِرَة؛ و أَنشد: دَنانِیرُنا من قَرْن ثَوْرٍ، و لم تكنْ من الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عند القَساطِرَه و قد قَسْطَرها. و القَسْطَرِیُّ: الجَسِیمُ.

قشر؛ ج5، ص: 93

: القَشْرُ: سَحْقُك الشی‌ء عن ذیه. الجوهری: القِشْرُ واحد القُشُور، و القِشْرَة أَخص منه. قَشَرَ الشی‌ءَ یَقْشِرُه و یَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر و قَشَّرَهُ تَقْشیراً فَتَقَشَّر: سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، و فی الصحاح: نَزَعْتُ عنه قِشْرَه، و اسم ما سُحی منه القُشارة. و شی‌ء مُقَشَّر و فُسْتُقٌ مُقَشَّر، و قِشْرُ كل شی‌ء غشاؤه خِلْقَةً أَو عَرَضاً. و انْقَشَر العُودُ و تَقَشَّر بمعنًی. و القُشارة: ما تَقْشِرُه عن شجرة من شی‌ء رقیق. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِذا أَنا حركته ثارَ لی قُشارٌ أَی قِشْرٌ.و القُشارة: ما یَنْقَشِرُ عن الشی‌ء الرقیق. و القِشْرةُ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 94
الثوب الذی یُلْبَسُ. و لباسُ الرجل: قِشْره، و كل ملبوس: قِشْرٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مُنِعَتْ حَنیفةُ و اللَّهازِمُ منكمُ قِشْرَ العِراقِ، و ما یَلَذُّ الحَنْجَرُ قال ابن الأَعرابی: یعنی نبات العراق، و رواه ابن درید: ثمر العراق، و الجمع من كل ذلك قُشورٌ. و‌فی حدیث قَیْلَةَ: كنت إِذا رأَیت رجلًا ذا رُواء أَو ذا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِی إِلیه.و‌فی حدیث معاذ بن عَفْراء: أَن عمر أَرسل إِلیه بحُلَّةٍ فباعها فاشتری بها خمسة أَرْؤس من الرقیق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلًا آثر قِشْرَتَیْنِ یَلْبَسُهما علی عِتْقِ خمسة أَعْبُدٍ لغَبِینُ الرأْی؛ أَراد بالقشرتین الحُلَّةَ لأَن الحلة ثوبان إِزار و رداء. و إِذا عُرِّیَ الرجلُ عن ثیابه، فهو مُقْتَشِر؛ قال أَبو النجم یصف نساء: یَقُلْنَ للأَهْتَمِ منا المُقْتَشِرْ: وَیْحَك وارِ اسْتَكَ منا و اسْتَتِرْ و یقال للشیخ الكبیر: مُقْتَشِرٌ لأَنه حین كَبِرَ ثَقُلَتْ علیه ثیابه فأَلقاها عنه. و‌فی الحدیث: إِن المَلَك یقول للصبی المنفوش خرجت إِلی الدنیا و لیس علیك قِشْرٌ.و‌فی حدیث ابن مسعود لیلةَ الجنّ: لا أَری عَوْرةً و لا قِشْراً‌أَی لا أَری منهم عورة منكشفة و لا أَری علیهم ثیاباً. وتَمْرٌ قَشِرٌ أَی كثیر القِشْر. و قِشْرَةُ الهُبْرَةِ و قُشْرَتُها: جلدها إِذا مص ماؤها و بقیت هی. و تمر قَشِیر و قَشِرٌ: كثیر القِشْرِ. و الأَقْشَرُ: الذی انْقَشَر سِحاؤُه. و الأَقْشَرُ: الذی یَنْقَشِرُ أَنفه من شدة الحر، و قیل: هو الشدید الحمرة كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، و به سمی الأُقَیْشِرُ أَحد شعراء العرب كان یقال له ذلك فیغضب؛ و قد قَشِرَ قَشَراً. و رجل أَقْشَرُ بَیِّنُ القَشرِ، بالتحریك، أَی شدید الحمْرة. و یقال للأَبرص الأَبْقَعُ و الأَسْلَعُ و الأَقْشَرُ و الأَعْرَمُ و المُلَمَّع و الأَصْلَخُ و الأَذْمَلُ. و شجرة قَشْراءُ: مُنْقَشِرَة، و قیل: هی التی كأَنَّ بعضَها قد قُشِرَ و بعض لم یُقْشَرْ. و رجل أَقْشَرُ إِذا كان كثیر السؤال مُلِحًّا. و حیة قَشْراء: سالِخٌ، و قیل: كأَنها قد قُشِرَ بعضُ سَلْخِها و بعضٌ لَمَّا. و القُشْرةُ و القُشَرةُ: مَطْرَةٌ شدیدة تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ و الحصی عن الأَرض، و مَطَرةٌ قاشِرةٌ منه: ذات قَشْرٍ. و‌فی حدیث عبد الملك بن عُمَیْر: قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِیٍّ، هو منسوب إِلی القِشْرة، و هی التی تكون فوق رأْس اللبن، و قیل: إِلی القُشْرَة و القاشِرةِ، و هی مطرة شدیدة تَقْشِرُ وجه الأَرض، یرید لبناً أَدَرَّه المَرْعَی الذی یُنْبِتُه مثلُ هذه المطرة. و عام أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَی شدید. و سنة قاشُور و قاشُورة: مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شی‌ء، و قیل: تَقْشِرُ الناسَ؛ قال: فابْعَثْ علیهم سَنَةً قاشُورَه، تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه و القَشُورُ: دواء یُقْشَرُ به الوجه لیَصْفُوَ لونُه. و‌فی الحدیث: لُعِنَتِ القاشرةُ و المَقْشُورة؛ هی التی تَقْشِرُ بالدواء بشرة وجهها لیصفو لونه و تعالج وجهها أَو وجه غیرها بالغُمْرة. و المَقْشُورة: التی یفعل بها ذلك كأَنها تَقْشِرُ أَعلی الجلد. و القاشورُ و القُشَرةُ: المَشْؤوم، و قَشَرَهم قَشْراً: شَأَمَهم. و قولُهم: أَشأَم من قاشر؛ هو اسم فحل كان لبنی عُوَافةَ بن سعد بن زید مَناةَ بن تمیم، و كانت لقومه إِبل تُذْكِرُ فاستطرقوه رجاء أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم فماتت الأُمهات و النسل. و القاشورُ: المَشْؤوم. و القاشورُ: الذی یجی‌ء فی الحَلْبة آخر
لسان العرب، ج‌5، ص: 95
اللیل، و هو الفِسْكِلُ و السُّكَیْتُ أَیضاً. و القَشْوَرُ: المرأَة التی لا تحیض. و القُشْرانِ: جناحا الجرادة الرقیقانِ. و القاشِرة: أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الجلد. و بنو قَیْشَرٍ: من عُكْلٍ. و قُشَیْرٌ: أَبو قبیلة، و هو قُشَیْرُ بن كعب بن ربیعة بن عامر بن صَعْصَعة بن مُعَاویة بن بكر بن هوزان. غیره: و بنو قُشَیر من قیس.

قشبر؛ ج5، ص: 95

: الأَزهری فی رُباعیِّ الحاء عن أَبی زید: یقال للعصا القِرْزَحْلَة و القَحْرَبة و القِشْبارة و القِسْبارة. غیره. و من أَسماء العصا القِسْبارُ و القِشْبار؛ و أَنشد أَبو زید للراجز: لا یَلْتَوِی من الوَبیلِ القِشْبارْ، و إِن تَهَرَّاه بها العبدُ الهارْ الجوهری: القِشْبارُ من العِصِیِّ الخَشِنةُ.

قشعر؛ ج5، ص: 95

: القُشْعُر: القِثَّاء، واحدته قُشْعُرة، بلغة أَهل الحَوْفِ من الیَمن. و القُشَعْرِیرة: الرِّعْدَة و اقْشِعْرارُ الجلد؛ و أَخَذَتْه قُشَعْرِیرة و قد اقْشَعَرَّ جلدُ الرجل اقْشِعْراراً، فهو مُقْشَعِرّ؛ و رجل مُتَقَشْعِرٌ: مُقْشَعِرّ، و الجمع قَشاعِرُ، بحذف المیم لأَنها زائدة. و القُشاعِرُ: الخَشِنُ المَسِّ. الأَزهری: اقْشَعَرَّتِ الأَرضُ من المَحْلِ. و‌فی حدیث كعبٍ: إِن الأَرض إِذا لم ینزل علیها المطرُ ارْبَدَّتْ و اقْشَعَرَّتْ‌أَی تَقَبَّضَت و تجمعت. و‌فی حدیث عمر: قالت له هِنْد لما ضرب أَبا سیفان بالدِّرَّة: لَرُبَّ یومٍ لو ضَرَبْتَه لاقْشَعَرَّ بطنُ مكة فقال: أَجَلْ.و اقْشَعَرَّ الجلدُ من الجَرَبِ و النباتُ إِذا لم یُصِبْ رِیًّا، فهو مُقْشَعِرٌّ؛ و قال أَبو زُبَیْدٍ: أَصْبَحَ البیتُ بیتُ آلِ بَیانٍ مُقْشَعِرًّا، و الحَیُّ حَیٌّ خُلُوفُ الفراء فی قوله تعالی: كِتٰاباً مُتَشٰابِهاً مَثٰانِیَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ؛ قال: تَقْشَعِرُّ من آیة العذاب ثُمَّ تَلِینُ عند نزول آیة الرحمة. و قال ابن الأَعرابی فی قوله تعالی: وَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ؛ أَی اقْشَعَرَّت؛ و قال غیره: نَفَرَتْ و اقْشَعَرَّ جلدُه إِذا قَفَّ.

قصر؛ ج5، ص: 95

: القَصْرُ و القِصَرُ فی كل شی‌ء: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: عادتْ مَحُورَتُه إِلی قَصْرِ قال: معناه إِلی قِصَر، و هما لغتان. و قَصُرَ الشی‌ءُ، بالضم، یَقْصُرُ قِصَراً: خلاف طال؛ و قَصَرْتُ من الصلاة أَقْصُر قَصْراً. و القَصِیرُ: خلاف الطویل. و‌فی حدیث سُبَیْعَةَ: نزلت سورة النساء القُصْرَی بعد الطُّولی؛ القُصْرَی تأْنیث الأَقْصَر، یرید سورة الطلاق، و الطُّولی سورة البقرة لأَن عِدَّة الوفاة فی البقرة أَربعة أَشهر و عشر، و فی سورة الطلاق وَضْعُ الحمل، و هو قوله عز و جل: وَ أُولٰاتُ الْأَحْمٰالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ یَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً جاءه فقال: عَلِّمْنی عملًا یُدْخِلُنی الجنّة، فقال: لئن كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لقد أَعْرَضْتَ المسأَلةَ؛ أَی جئت بالخِطْبةِ قصیرة و بالمسأَلة عریضة یعنی قَلَّلْتَ الخِطْبَةَ و أَعظمت المسأَلة. و‌فی حدیث عَلْقَمة: كان إِذا خَطَبَ فی نكاح قَصَّرَ دون أَهله‌أَی خَطَبَ إِلی من هو دونه و أَمسك عمن هو فوقه، و قد قَصُرَ قِصَراً و قَصارَةً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، فهو قَصِیر، و الجمع قُصَراء و قِصارٌ، و الأُنثی قَصِیرَة، و الجمع قِصارٌ. و قَصَّرْتُه تَقْصِیراً إِذا صَیَّرْته
لسان العرب، ج‌5، ص: 96
قَصِیراً. و قالوا: لا و فائتِ نَفَسِی القَصِیرِ؛ یَعْنُون النَّفَسَ لقِصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله عز و جل. و الأَقاصِرُ: جمع أَقْصَر مثل أَصْغَر و أَصاغِر؛ و أَنشد الأَخفش: إِلیكِ ابنةَ الأَغْیارِ، خافی بَسالةَ الرِّجالِ، و أَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ و لا تَذْهَبَنْ عَیْناكِ فی كلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِینَ أَمازِرُهْ یقول لها: لا تعیبینی بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال و دُهاتَهم أَقاصِرُهم، و إِنما قال أَقاصره علی حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتیان و أَجْمَله، یرید: و أَجملهم، و كذا قوله فإِن الأَقصرین أَمازره یرید أَمازِرُهم، و واحدُ أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ و أَقْصَر فی البیت المتقدم، و الأَمْزَرُ هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِیرٌ، و هو أَمْزَرُ منه، و هو الصُّلْبُ الشدید و الشَّرْمَحُ الطویل. و أَما قولهم فی المثل: لا یُطاعُ لقَصِیرٍ أَمرٌ، فهو قَصِیرُ بن سَعْد اللَّخْمِیّ صاحب جَذِیمَة الأَبْرَشِ. و فرس قَصِیرٌ أَی مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، و قال ابن بری: هو لزُغْبَةَ الباهلیّ و كنیته أَبو شقیق، یصف فرسه و أَنها تُصانُ لكرامتها و تُبْذَلُ إِذا نزلت شِدَّةٌ: و ذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ، كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشیِقُ تُنِیفُ بصَلْهَبٍ للخیلِ عالٍ، كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ تَراها عند قُبَّتِنا قَصِیراً، و نَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ البَؤُوقُ: الداهیةُ. و باقَتْهم: أَهْلَكَتْهم و دهَتْهم. و قوله: و ذاتُ مَناسب یرید فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب و الأُم. و سَراتُها: أَعلاها. و الكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل. و المَشِیقُ: المُداوَلُ. و تُنِیفُ: تُشْرِفُ. و الصَّلْهَبُ: العُنُق الطویل. و السَّحُوقُ من النخل: ما طال. و یقال للمَحْبُوسة من الخیل: قَصِیر؛ و قوله: لو كنتُ حَبْلًا لَسَقَیْتُها بِیَهْ، أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِیَهْ قال ابن سیدة: أُراه علی النَّسَب لا علی الفعل، و جاء قوله هابیه و هو منفصل مع قوله ثوبیه لأَن أَلفها حینئذ غیر تأْسیس، و إِن كان الرویُّ حرفاً مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالیاء قوی فأَمكن فصله. و تَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ. و قَصَّرَ الشی‌ءَ: جعله قَصِیراً. و القَصِیرُ من الشَّعَر: خلافُ الطویل. و قَصَرَ الشعرَ: كف منه و غَضَّ حتی قَصُرَ. و فی التنزیل العزیز: مُحَلِّقِینَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِینَ؛ و الاسم منه القِصارُ؛ عن ثعلب. و قَصَّرَ من شعره تَقْصِیراً إِذا حذف منه شیئاً و لم یستأْصله. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه مر برجل قد قَصَّر الشَّعَر فی السوق فعاقَبه؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، و إِنما عاقبه لأَن الریح تحمله فتلقیه فی الأَطعمة. و‌قال الفراء: قلت لأَعرابی بمنی: آلْقِصارُ أَحَبُّ إِلیك أَم الحَلْقُ؟یرید: التقصیرُ أَحَبُّ إِلیك أَم حلق الرأْس. و إِنه لقَصِیر العِلْم علی المَثَل. و القَصْرُ: خلاف المَدِّ، و الفعلُ كالفعل و المصدر كالمصدر. و المَقْصُور: من عروض المدید و الرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه و أُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت نونه و أُسكنت تاؤه فبقی فاعلات فنقل إِلی فاعلان، نحو قوله: لا یَغُرَّنَّ امْرَأً عَیْشُه، كلُّ عَیْشٍ صائرٌ للزَّوالْ
لسان العرب، ج‌5، ص: 97
و قوله فی الرمل: أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّی مَأْلُكاً: إنَّنِی قد طالَ حَبْسِی و انْتِظارْ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده الخلیل بتسكین الراء و لو أَطلقه لجاز، ما لم یمنع منه مخافةُ إِقواء؛ و قول ابن مقبل: نازعتُ أَلبابَها لُبِّی بمُقْتَصِرٍ من الأَحادِیثِ، حتی زِدْنَنی لِینا إِنما أَراد بقَصْر من الأَحادیث فزِدْنَنی بذلك لِیناً. و القَصْرُ: الغایة؛ قاله أَبو زید و غیره؛ و أَنشد: عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ، لا مَعْقِلٌ منه و لا فَوْتُ بَیْنا غِنی بَیْتٍ و بَهْجَتِه، زال الغِنی و تَقَوَّضَ البَیْتُ و‌فی الحدیث: من شَهِدَ الجمعة فصَلی و لم یُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم یُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه فی الجمعة التی تلیها‌أَی غایته. یقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَی حسبك و كفایتك و غایتك، و كذلك قُصارُك و قُصارَاك، و هو من معنی القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت الغایة حَبَسَتْك، و الباء زائدة دخلت علی المبتدإِ دُخُولَها فی قولهم: بحسبك قولُ السَّوْءِ، و جمعته منصوبة علی الظرف. و‌فی حدیث معاذ: فإِنَّ له ما قَصَرَ فی بیته‌أَی ما حَبَسَه. و‌فی حدیث أَسماء الأَشْهَلِیَّة: إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فإِذا هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم اللیلُ أَی حبسهم.و‌فی حدیث ابن عباس: قُصِرَ الرجالُ علی أَربع من أَجل أَموال الیتامی‌أَی حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح أَكثر من أَربع. ابن سیدة: یقال قَصْرُك و قُصارُك و قَصارُك و قُصَیْراكَ و قُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَی جُهْدُك و غایتُك و آخرُ أَمرك و ما اقْتَصَرْتَ علیه؛ قال الشاعر: لها تَفِراتٌ تَحْتَها، و قُصارُها إِلی مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ و قال الشاعر: إِنما أَنْفُسُنا عارِیَّةٌ، و العَوارِیُّ قُصارَی أَن تُرَدّ و یقال: المُتَمَنِّی قُصاراه الخَیْبةُ. و القَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن أَمر و كفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع. و یقال: قَصَرْتُ نفسی عن هذا أَقْصُرها قَصْراً. ابن السكیت: أَقْصَر عن الشی‌ءِ إِذا نَزَع عنه و هو یَقْدِر علیه، و قَصَر عنه إِذا عجز عنه و لم یستطعه، و ربما جاءَا بمعنی واحد إِلا أَن الأَغلب علیه الأَول؛ قال لبید: فلستُ، و إِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر قال المازنی: یقول لستُ و إِن لمتنی حتی تُقْصِرَ بی بمُقْصِرٍ عما أُرید؛ و قال إمرؤ القیس: فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة و تَبوصُ و یقال: قَصَرْتُ بمعنی قَصَّرْت؛ قال حُمَیْد: فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً، و لئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ و أَقْصَر فلان عن الشی‌ء یُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه و انتهی. و الإِقْصار: الكف عن الشی‌ء. و أَقْصَرْتُ عن الشی‌ء: كففتُ و نَزَعْتُ مع القدرة علیه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف. و قَصَرْتُ عن الشی‌ء قصوراً: عجزت عنه و لم أَبْلُغْهُ. ابن
لسان العرب، ج‌5، ص: 98
سیدة: قَصَرَ عن الأَمر یَقْصُر قُصُوراً و أَقْصَر و قَصَّرَ و تَقَاصَر، كله: انتهی؛ قال: إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه، تَقاصَرَ منها للصَّرِیحَ فأَقْنَعا و قیل: التَّقاصُر هنا من القِصَر أَی قَصُر عُنُقُه عنها؛ و قیل: قَصَرَ عنه تركه و هو لا یقدر علیه، و أَقْصَرَ تركه و كف عنه و هو یقدر علیه. و التَّقْصِیرُ فی الأَمر: التوانی فیه. و الاقْتصارُ علی الشی‌ء: الاكتفاء به. و اسْتَقْصَره أَی عَدَّه مُقَصِّراً، و كذلك إِذا عَدَّه قَصِیراً. و قَصَّرَ فلانٌ فی حاجتی إِذا وَنی فیها؛ و قوله أَنشده ثعلب: یقولُ و قد نَكَّبْتُها عن بلادِها: أَ تَفْعَلُ هذا یا حُیَیُّ علی عَمْدِ فقلتُ له: قد كنتَ فیها مُقَصِّراً، و قد ذهبتْ فی غیر أَجْرٍ و لا حَمْدِ قال: هذا لِصٌّ؛ یقول صاحب الإِبل لهذا اللِّص: تأْخذ إِبلی و قد عرفتها، و قوله: فقلت له قد كنت فیها مقصِّراً، یقول كنت لا تَهَبُ و لا تَسْقی منها قال اللحیانی: و یقال للرجل إِذا أَرسلته فی حاجة فَقَصَر دون الذی أَمرته به إِما لحَرّ و إِما لغیره: ما منعك أَن تدخل المكان الذی أَمرتك به إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ و القَصَرَ و القُصْرَةَ أَی أَن تُقَصِّرَ. و تَقاصَرتْ نَفْسُه: تضاءلت. و تَقَاصَر الظلُّ: دنا و قَلَصَ. و قَصْرُ الظلام: اختلاطُه، و كذلك المَقْصَر، و الجمع المَقاصر؛ عن أَبی عبید؛ و أَنشد لابن مقبل یصف ناقته: فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، و بعد ما كَرَبَتْ حیاةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ قال خالد بن جَنْبة: المقاصِرُ أُصولُ الشجر، الواحد مَقْصُور، و هذا البیت ذكره الأَزهری فی ترجمة وقص شاهداً علی وَقَصْتُ الشی‌ء إِذا كَسَرْتَه، تَقِصُ المقاصر أَی تَدُقُّ و تكسر. و رَضِیَ بمَقْصِرٍ، بكسر الصاد مما كان یُحاوِلُ أی بدونِ ما كان یَطْلُب. و رضیت من فلان بمَقْصِرٍ و مَقْصَرٍ أَی أَمرٍ دُونٍ. و قَصَرَ سهمُه عن الهَدَف قُصُوراً: خَبا فلم ینته إِلیه. و قَصَرَ عنی الوجعُ و الغَضَبُ یَقْصُر قُصُوراً و قَصَّر: سكن، و قَصَرْتُ أَنا عنه، و قَصَرْتُ له من قیده أَقْصُر قَصْراً: قاربت. و قَصَرْتُ الشی‌ء علی كذا إِذا لن تجاوز به غیره. یقال: قَصَرْتُ اللِّقْحة علی فرسی إِذا جعلت دَرَّها له. و امرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لا تَمُدُّه إِلی غیر بعلها. و قال أَبو زید: قَصَرَ فلانٌ علی فرسه ثلاثاً أَو أَربعاً من حلائبه یَسْقِیه أَلبانها. و ناقة مَقْصورة علی العِیال: یشربون لبنها؛ قال أَبو ذؤیب: قَصَر الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها بالنِّیِّ، فهی تَتُوخُ فیه الإِصْبَعُ قَصَره علی الأَمر قَصْراً: رَدّه إِلیه. و قَصَرْتُ السِّتْر: أَرخیته. و‌فی حدیث إِسلام ثُمامة: فأَبی أَن یُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه، یعنی حَبساً علیه و إِجباراً. یقال: قَصَرْتُ نفسی علی الشی‌ء إِذا حبستها علیه و أَلزمتها إِیاه، و قیل: أَراد قهراً و غلبةً، من القسْر، فأَبدل السین صاداً، و هما یتبادلان فی كثیر من الكلام، و من الأَول‌الحدیث: و لتَقْصُرَنَّه علی الحق قَصْراً.و قَصَرَ الشی‌ءَ یَقْصُره قَصْراً: حبسه؛ و منه مَقْصُورة الجامع؛ قال أَبو دُواد یصف فرساً: فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ علیه، و هْو للذَّوْدِ أَن یُقَسَّمْنَ جارُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 99
أَی حُبِسْنَ علیه یَشْرَبُ أَلبانها فی شدة الشتاء. قال ابن جنی: هذا جواب كم، كأَنه قال كم قُصِرْن علیه، و كم ظرف و منصوبه الموضع، فكان قیاسه أَن یقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا كافیة من معرفته، أَ لا تری أَن قولك عشرون و العشرون و عشروك فائدته فی العدد واحدة؟ لكن المعدود معرفة فی جواب كم مرة، و نكرة أُخری، فاستعمل الشتاء و هو معرفة فی جواب كم، و هذا تطوّع بما لا یلزم و لیس عیباً بل هو زائد علی المراد، و إِنما العیب أَن یُقَصِّرَ فی الجواب عن مقتضی السؤَال، فأَما إِذا زاد علیه فالفضل له، و جاز أَن یكون الشتاء جواباً لكم من حیث كان عدداً فی المعنی، أَ لا تراه ستة أَشهر؟ قال: و وافقنا أَبو علی، رحمه الله تعالی، و نحن بحلب علی هذا الموضع من الكتاب و فسره و نحن بحلب فقال: إِلا فی هذا البلد فإِنه ثمانیة أَشهر؛ و معنی قوله: و هو للذود أَن یقسَّمن جار أَی أَنه یُجیرها من أَن یُغار علیها فَتُقْسَمَ، و موضع أَن نصبٌ كأَنه قال: لئلا یُقَسَّمْنَ و من أَن یُقَسَّمْنَ، فَحذف و أَوصل. و مرأَة قَصُورَة و قَصیرة: مَصُونة محبوسة مقصورة فی البیت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛ قال كُثَیِّر: و أَنتِ التی جَبَّبْتِ كلَّ قَصِیرَةٍ إِلیَّ، و ما تدری بذاك القَصائِرُ عَنَیْتُ قَصِیراتِ الحِجالِ، و لم أُرِدْ قِصارَ الخُطَی، شَرُّ النساء البَحاتِرُ و فی التهذیب: عَنَیتُ قَصُوراتِ الحجالِ، و یقال للجاریة المَصونة التی لا بُروزَ لها: قَصِیرةٌ و قَصُورَة؛ و أَنشد الفراء: و أَنتِ التی حببتِ كلَّ قَصُورة و شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التهذیب: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالی: حُورٌ مَقْصُورٰاتٌ فِی الْخِیٰامِ، أَی محبوسات فی خیام من الدُّرِّ مُخَدَّرات علی أَزواجهن فی الجنات؛ و امرأَة مَقْصورة أَی مُخَدَّرة. و قال الفرّاء فی تفسیر مَقْصُورٰاتٌ، قال: قُصِرْنَ علی أَزواجهن أَی حُبِسْن فلا یُرِدْنَ غیرهم و لا یَطْمَحْنَ إِلی من سواهم. قال: و العرب تسمی الحَجَلَةَ المقصورةَ و القَصُورَةَ، و تسمی المقصورة من النساء القَصُورة، و الجمع القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِیرة، و تُجْمَعُ قِصاراً. و أَما قوله تعالی: وَ عِنْدَهُمْ قٰاصِرٰاتُ الطَّرْفِ أَتْرٰابٌ؛ قال الفراء: قٰاصِرٰاتُ الطَّرْفِ* حُورٌ قد قَصَرْنَ أَنفسهنَّ علی أَزواجهن فلا یَطْمَحْنَ إِلی غیرهم؛ و منه قول إمرئ القیس: من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا و قال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقیَّد الذی قَصَرَ القیدُ خَطوَه، و یقال لها: قَصِیرُ الخُطی؛ و أَنشد: قَصِیرُ الخطی ما تَقْرُبُ الجِیرَةَ القُصَی، و لا الأَنَسَ الأَدْنَیْنَ إِلا تَجَشُّما التهذیب: و قد تُجْمَعُ القَصِیرةُ من النساء قِصارَةً؛ و منه قول الأَعشی: لا ناقِصِی حَسَبٍ و لا أَیْدٍ، إِذا مدَّتْ قِصارَه قال الفراء: و العرب تدخل الهاء فی كل جمع علی فِعالٍ،
لسان العرب، ج‌5، ص: 100
یقولون: الجِمالَةُ و الحِبالَة و الذِّكارَة و الحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابن سیدة: و أَما قول الشاعر: و أَهْوی من النِّسْوانِ كلَّ قَصِیرةٍ، لها نَسَبٌ، فی الصالحین، قَصِیرُ فمعناه أَنه یَهْوی من النساء كل مقصورة یُغْنی بنسبها إِلی أَبیها عن نَسَبها إِلی جَدِّها. أَبو زید: یقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بنی فلان قَصْرَةً و مَقْصُورةً أَی دون الناس، و قد سمیت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها قُصِرَت علی الإِمام دون الناس. و فلان قَصِیرُ النسب إِذا كان أَبوه معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفایةٌ عن الانتماء إِلی الجد الأَبعد؛ قال رؤبة: قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْری فادْعُنی باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، یَكفِنی و دخل رُؤْبةُ علی النَّسَّابة البَكْریّ فقال: من أَنت قال: رؤبة بن العجاج. قال: قُصِرْتَ و عُرِفْتَ. و سَیْلٌ قَصِیر: لا یُسِیل وادِیاً مُسَمًّی إِنما یُسِیلُ فُرُوعَ الأَوْدِیة و أَفْناءَ الشِّعابِ و عَزَازَ الأَرضِ. و القَصْرُ من البناء: معروف، و قال اللحیانی: هو المنزل، و قیل: كل بیت من حَجَر، قُرَشِیَّةٌ، سمی بذلك لأَنه تُقصَرُ فیه الحُرَمُ أَی تُحْبس، و جمعه قُصُور. و فی التنزیل العزیز: وَ یَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً. و المَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة، و قیل: هی أَصغر من الدار، و هو من ذلك أَیضاً. و القَصُورَةُ و المَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحیانی. اللیث: المَقْصُورَة مقام الإِمام، و قال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحیطان فكل ناحیة منها علی حِیالِها مَقْصُورة، و جمعها مَقاصِرُ و مَقاصِیرُ؛ و أَنشد: و من دونِ لَیْلی مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. و قُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا یدخلها غیر صاحب الدار. قال أُسَیْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِیرَة قد علم صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً و أَجودُها نبتاً قدر خمسین ذراعاً أَو أَكثر، و قُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا یدخلها غیر صاحب الدار، قال: و كان أَبی و عمی علی الحِمی فَقَصَرَا منها مقصورة لا یطؤها غیرهما. و اقْتَصَرَ علی الأَمر: لم یُجاوزه. و ماء قاصِرٌ أَی بارد. و ماء قاصِرٌ: یَرْعی المالُ حولَه لا یجاوزه، و قیل: هو البعید عن الكلإِ. ابن السكیت: ماء قاصِرٌ و مُقْصِرٌ إِذا كان مَرْعاه قریباً؛ و أَنشد: كانتْ مِیاهِی نُزُعاً قَواصِرَا، و لم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا و النُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، و هی البئر التی یُنْزَعُ منها بالیدین نَزْعاً، و بئر جَرُورٌ: یستقی منها علی بعیر؛ و قوله أَنشده ثعلب فی صفة نخل: فهُنَّ یَرْوَیْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ قال: عَنی أَنها تشرب بعروقها. و قال ابن الأَعرابی: الماء البعید من الكلإِ قاصِرٌ ثم باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ. و كَلأ قاصِرٌ: بینه و بین الماء نَبْحَةُ كلب أَو نَظَرُك باسِطاً. و كَلأ باسِطٌ: قریب؛ و قوله أَنشده ثعلب: إِلیكِ ابْنَةَ الأَغْیارِ، خافی بَسالَةَ الرجالِ، و أَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه عنی حَبائسَ قَصائِرَ. و القُصارَةُ و القِصْرِیُّ و القَصَرَة و القُصْری [القِصْری و القَصَرُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی: ما یَبْقی فی المُنْخُلِ بعد
لسان العرب، ج‌5، ص: 101
الانتخال، و قیل: هو ما یَخْرُجُ من القَثِّ وما یبقی فی السُّنْبُل من الحب بعد الدَّوْسَةِ الأُولی، و قیل: القِشْرتان اللتان علی الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ و عُلْیاهما القَصَرة. اللیث: و القَصَرُ كَعابِرُ الزرع الذی یَخْلُص من البُرِّ و فیه بقیة من الحب، یقال له القِصْرَی، علی فِعْلی. الأَزهری: و‌روی أَبو عبید حدیثاً عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی المُزارَعة أَن أَحدهم كان یَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ و القُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بالضم: ما سَقی الربیعُ، فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ذلك.قال أَبو عبید: و القُصارة ما بقی فی السنبل من الحب مما لا یتخلص بعد ما یداس، قال: و أَهل الشام یسمونه القِصْرِیَّ بوزن القِبْطِیِّ، قال الأَزهری: هكذا أَقرأَنیه ابن هاجَك عن ابن جَبَلة عن أَبی عبید، بكسر القاف و سكون الصاد و كسر الراء و تشدید الیاء، قال: و قال عثمان بن سعید: سمعت أَحمد بن صالح یقول هی القُصَرَّی إِذا دِیسَ الزرعُ فغُرْبِل، فالسنابل الغلیظة هی القُصَرَّی، علی فُعَلَّی. و قال اللحیانی: نُقِّیَتْ من قَصَره و قَصَلِه أَی من قُماشِه. و قال أَبو عمرو: القَصَلُ و القَصَرُ أَصل التبن. و قال ابن الأَعرابی: القَصَرةُ قِشْر الحبة إِذا كانت فی السنبلة، و هی القُصارَةُ. و ذكر النضر عن أَبی الخطاب أَنه قال: الحبة علیها قشرتان: فالتی تلی الحبة الحَشَرَةُ، و التی فوق الحَشَرة القَصَرَةُ. و القَصَرُ: قِشْر الحنطة إِذا یبست. و القُصَیْراة: ما یبقی فی السنبل بعد ما یداس. و القَصَرَة، بالتحریك: أَصل العنق. قال اللحیانی: إِنما یقال لأَصل العنق قَصَرَة إِذا غَلُظَت، و الجمع قَصَرٌ؛ و به فسر ابن عباس قوله عز و جل: إِنَّهٰا تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ، بالتحریك؛ و فسره قَصَرَ النخلِ یعنی الأَعْناقَ. و‌فی حدیث ابن عباس فی قوله تعالی: إِنَّهٰا تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ؛ هو بالتحریك، قال: كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث أَذرع أَو أَقل و نسمیه القَصَر، و نرید قَصَر النخل و هو ما غَلُظَ من أَسفلها أَو أَعناق الإِبل، واحدتها قَصَرة؛ و قیل فی قوله بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، قیل: أَقصارٌ جمعُ الجمع. و قال كراع: القَصَرة أَصل العنق، و الجمع أَقصار، قال: و هذا نادر إِلا أَن یكون علی حذف الزائد. و‌فی حدیث سلْمانَ: قال لأَبی سفیان و قد مر به: لقد كان فی قَصَرة هذا موضع لسیوف المسلمین، و ذلك قبل أَن یسلم، فإِنهم كانوا حِراصاً علی قتله، و قیل: كان بعد إِسلامه. و‌فی حدیث أَبی رَیْحانة: إِنی لأَجِدُ فی بعض ما أُنْزِلَ من الكتب الأَقْبَلُ القَصِیرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَیْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة یلعنه أَهلُ السماء و أَهل الأَرض، وَیْلٌ له ثم ویل له‌و قیل: القَصَر أَعناق الرجال و الإِبل؛ قال: لا تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حذْوَ مَنْكِبِه، فی حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ و القَصَرُ و قال الفراء فی قوله تعالی: إِنَّهٰا تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، قال: یرید القَصْر من قُصُورِ میاه العرب، و توحیده و جمعه عربیان. قال: و مثله: سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ، معناه الأَدبار، قال: و من قرأَ كالقَصَر، فهو أَصل النخل، و قال الضحاك: القَصَرُ هی أُصول الشجر العظام. و‌فی الحدیث: من كان له بالمدینة أَصلٌ فلْیَتَمَسَّك به، و من لم یكن فلیجعل له بها أَصلًا و لو قَصَرةً؛ القَصَرةُ، بالفتح و التحریك: أَصل الشجرة، و جمعها قَصَر؛ أَراد فلیتخذ له بها و لو أَصل نخلة واحدة. و القَصَرة أَیضاً: العُنُق و أَصل الرقبة.قال: و قرأَ الحسن كَالْقَصْرِ، مخففاً، و فسره الجِذْل من الخشب، الواحدة قَصْرة مثل تمر و تمرة؛ و‌قال
لسان العرب، ج‌5، ص: 102
قتادة: كالقَصَرِ یعنی أُصول النخل و الشجر.النَّضِر: القِصارُ مِیْسَمٌ یُوسَمُ به قَصَرةُ العُنق. یقال: قَصَرْتُ الجمل قَصْراً، فهو مَقْصورٌ. قال: و لا یقال إِبل مُقَصَّرة. ابن سیدة: القِصارُ سِمَة علی القَصَر و قد قَصَّرها. و القَصَرُ: أُصول النخل و الشجر و سائر الخشب، و قیل: هی بقایا الشجر، و قیل: إِنَّهٰا تَرْمِی بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، و كالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النخل و الشجر، و القَصْر من البناء، و قیل: القَصْر هنا الحطب الجَزْلُ؛ حكاه اللحیانی عن الحسن. و القَصْرُ: المِجْدَلُ و هو الفَدَنُ الضخمُ، و القَصَرُ: داء یأْخذ فی القَصَرة. و قال أَبو معاذ النحوی: واحد قَصَر النخل قَصَرة، و ذلك أَن النخلة تُقْطَعُ قَدْرَ ذراع یَسْتَوْقِدُون بها فی الشتاء، و هو من قولك للرجل: إِنه لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كان ضَخْمَ الرَّقَبة، و القَصَرُ یُبْسٌ فی العنق؛ قَصِرَ، بالكسر، یَقْصَرُ قَصَراً، فهو قَصِرٌ و أَقْصَرُ، و الأُنثی قَصْراء؛ قال ابن السكیت: هو داء یأْخذ البعیر فی عنقه فیلتوی فَیُكْتَوَی فی مفاصل عنقه فربما بَرَأَ. أَبو زید: یقال قَصِرَ الفرسُ یَقْصَرُ قَصَراً إِذا أَخذه وجع فی عنقه، یقال: به قَصَرٌ. الجوهری: قَصِرَ الرجلُ إِذا اشتكی ذلك. یقال: قَصِرَ البعیر، بالكسر، یَقْصَرُ قَصَراً. و التِّقْصارُ و التِّقْصارَة، بكسر التاء: القِلادة للزومها قَصَرَةَ العُنق، و فی الصحاح: قلادة شبیهة بالمِخْنَقَة، و الجمع التَّقاصِیرُ؛ قال عَدِیُّ بن زید العِبَادی: و لها ظَبْیٌ یُؤَرِّثُها، عاقِدٌ فی الجِیدِ تِقْصارا و قال أَبو وَجْزة السَّعْدِی: و غَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحی وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها قالوا: قِصارُها أَطواقها. قال الأَزهری: كأَنه شبه بقِصارِ المِیْسَمِ، و هو العِلاطُ. و قال نُصَیر: القَصَرَةُ أَصل العنق فی مُرَكَّبِهِ فی الكاهل و أَعلی اللِّیتَیْنِ، قال: و یقال لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ. و القَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عن قُطْرُب. الأَزهری: أَبو زید: قَصَرَ فلانٌ یَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضم شیئاً إِلی أَصله الأَوّل؛ و قَصَرَ قَیْدَ بعیره قَصْراً إِذا ضیقه، و قَصَرَ فلانٌ صلاتَه یَقْصُرها قَصْراً فی السفر. قال الله تعالی: فَلَیْسَ عَلَیْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلٰاةِ، و هو أَن تصلی الأُولی و العصر و العشاء الآخرة ركعتین ركعتین، فأَما العشاءُ الأُولی و صلاة الصبح فلا قَصْرَ فیهما، و فیها لغات: یقال قَصَرَ الصلاةَ و أَقْصَرَها و قَصَّرَها، كل ذلك جائز، و التقصیر من الصلاة و من الشَّعَرِ مثلُ القَصْرِ. و قال ابن سیدة: و قَصَرَ الصلاةَ، و منها یَقْصُر قَصْراً و قَصَّرَ نَقَصَ و رَخُصَ، ضِدٌّ. و أَقْصَرْتُ من الصلاة: لغة فی قَصَرْتُ. و‌فی حدیث السهو: أَ قَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِیَت؛ یروی علی ما لم یسم فاعله و علی تسمیة الفاعل بمعنی النقص. و‌فی الحدیث: قلت لعمر إِقْصارَ الصلاةِ الیومَ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء‌فی روایة من أَقْصَرَ الصلاةَ، لغة شاذة فی قَصَر. و أَقْصَرَتِ المرأَة: ولدت أَولاداً قِصاراً، و أَطالت إِذا ولدت أَولاداً طِوالًا. و‌فی الحدیث: إِن الطویلة قد تُقْصِرُ و إِن القَصیرة قد تُطِیل؛ و أَقْصَرتِ النعجةُ و المَعَزُ، فهی مُقْصِرٌ، إِذا أَسَنَّتا حتی تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حكاها یعقوب. و القَصْرُ و المَقْصَرُ و المَقْصِرُ و المَقْصَرَةُ: العَشِیّ. قال سیبویه: و لا یُحَقَّرُ القُصَیْرَ، اسْتَغْنوا عن تَحْقیره بتحقیر المَساء. و المَقاصِر و المَقاصِیر: العشایا؛ الأَخیرة نادرة، قال ابن مقبل:
لسان العرب، ج‌5، ص: 103
فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعد ما كَرَبَتْ حَیاةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ و قَصَرْنا و أَقْصَرْنا قَصْراً: دخلنا فی قَصْرِ العَشِیِّ، كما تقول: أَمْسَیْنا من المَساء. و قَصَرَ العَشِیُّ یَقْصُر قُصوراً إِذا أَمْسَیْتَ؛ قال العَجَّاجُ: حتی إِذا ما قَصَرَ العَشِیُّ و یقال: أَتیته قَصْراً أَی عَشِیّاً؛ و قال كثیر عزة: كأَنهمُ قَصْراً مَصابیحُ راهِبٍ بمَوْزَنَ، رَوَّی بالسَّلِیط ذُبالَها همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِیرِ و یمْنِه، قَرابِینُ أَرْدافاً لها و شِمالَها الأَردافُ: الملوك فی الجاهلیة، و الاسم منه الرِّدافة، و كانت الرِّدافَةُ فی الجاهلیة لبنی یَرْبوعٍ. و الرِّدافَةُ: أَن یجلس الرِّدْف عن یمین الملك، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بعده قبل الناس، و إِذا غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مكانه فكان خلیفة علی الناس حتی یعود المَلِكُ، و له من الغنیمة المِرْباعُ. و قَرابینُ الملك: جُلَساؤه و خاصَّتُه، واحدهم قُرْبانٌ. و قوله: هم أَهل أَلواح السریر أَی یجلسون مع الملك علی سریره لنفاستهم و جلالتهم. و جاء فلان مُقْصِراً حین قَصْرِ العِشاء أَی كاد یَدْنُو من اللیل؛ و قال ابن حِلِّزَة: آنَسَتْ نَبْأَةً و أَفْزَعَها القناصُ قَصْراً، و قَدْ دنا الإِمْساءُ و مَقاصِیرُ الطریق: نواحیها، واحدَتُها مَقْصَرة، علی غیر قیاس. و القُصْرَیانِ و القُصَیْرَیانِ ضِلَعانِ تَلِیانِ الطِّفْطِفَة، و قیل: هما اللتان تَلِیانِ التَّرْقُوَتَیْنِ. و القُصَیرَی: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، و قیل هی الضِّلَعُ التی تلی الشاكلَةَ، و هی الواهِنةُ، و قیل: هی آخر ضِلَعٍ فی الجنب. التهذیب: و القُصْرَی و القُصَیْری الضِّلَعُ التی تلی الشاكلة بین الجنب و البطن؛ و أَنشد: نَهْدُ القُصَیْرَی یزینُهُ خُصَلُه و قال أَبو دُواد: و قُصْرَی شَنِجِ الأَنْساءِ نَبَّاحٍ من الشَّعْب أَبو الهیثم: القُصْرَی أَسفل الأَضلاع، و القُصَیرَی أَعلی الأَضلاع؛ و قال أَوس: مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِیصِ، شِواؤُه من اللحمِ قُصْرَی رَخْصَةٌ و طَفاطِفُ قال: و قُصْرَی هاهنا اسم، و لو كانت نعتاً لكانت بالأَلف و اللام. قال: و فی كتاب أَبی عبید: القُصَیْرَی هی التی تلی الشاكلة، و هی ضِلَعُ الخَلْفِ؛ فأَما قوله أَنشده اللحیانی: لا تَعْدِلینی بظُرُبٍّ جَعْدِ، كَزِّ القُصَیْرَی، مُقْرِفِ المَعَدِّ قال ابن سیدة: عندی أَن القُصَیْرَی أَحد هذه الأَشیاء التی ذكرنا فی القُصَیْرَی؛ قال: و أَما اللحیانی فحكی أَن القُصَیْرَی هنا أَصلُ العُنُق، قال: و هذا غیر معروف فی اللغة إِلا أَن یرید القُصَیْرَة، و هو تصغیر القَصَرة من العُنق، فأَبدل الهاء لاشتراكهما فی أَنهما علما تأْنیث. و القَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قال الأَزهری أَنشدنی المُنْذرِیُّ روایة عن ابن الأَعرابی: و صارِمٍ یَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ، كأَنَّ فی مَتْنَتِهِ مِلْحاً یُذَرّ، أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فی آثارِ ذَرّ
لسان العرب، ج‌5، ص: 104
و یروی: كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً یُذَرّ ابن الأَعرابی: القَصَرُ و القَصارُ الكَسَلُ. و قال أَعرابی: أَردت أَن آتیك فمنعنی القَصارُ، قال: و القَصارُ و القُصارُ و القُصْرَی و القَصْرُ، كله أُخْرَی الأُمور. و قَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ و قال عَمْرُو بن كُلْثُوم: أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دینا و یقال: ما رضیت من فلان بِمَقْصَرٍ و مَقْصِرٍ أَی بأَمر من دون أَی بأَمر یسیر، و من زائدة. و یقال: فلان جاری مُقاصِرِی أَی قَصْرُه بحذاء قَصْرِی؛ و أَنشد: لِتَذْهَبْ إِلی أَقْصی مُباعَدةٍ جَسْرُ، فما بی إِلیها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ یقول: لا حاجة لی فی جوارهم. و جَسْرٌ: من محارب. و القُصَیْرَی و القُصْرَی: ضرب من الأَفاعی، یقال: قُصْرَی قِبالٍ و قُصَیْرَی قِبالٍ. و القَصَرَةُ: القطعة من الخشب. و قَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عن سیبویه، و قَصَّرَه، كلاهما: حَوَّرَه و دَقَّهُ؛ و منه سُمِّی القَصَّارُ. و قَصَّرْتُ الثوب تَقْصِیرا مثله. و القَصَّارُ و المُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ للثیاب لأَنه یَدُقُّها بالقَصَرَةِ التی هی القِطْعَة من الخشب، و حرفته القِصارَةُ. و المِقْصَرَة: خشبة القَصَّار. التهذیب: و القَصَّارُ یَقْصُر الثوبَ قَصْراً. و المُقَصِّرُ: الذی یُخسُّ العطاءَ و یقلِّله. و التَّقْصیرُ: إِخْساسُ العطیة. و هو ابن عمی قُصْرَةً، بالضم، و مَقْصُورةً و ابن عمی دِنْیا و دُنْیا أَی دانی النسب و كان ابنَ عَمِّه لَحًّا؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: رَهْطُ التِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورةً قال: مقصورةً، أَی خَلَصُوا فلم یخالطهم غیرهم من قومهم؛ و قال اللحیانی: تقال هذه الأَحرف فی ابن العمة و ابن الخالة و ابن الخال. و تَقَوْصَرَ الرجلُ: دخل بعضه فی بعض. و القَوْصَرَة و القَوْصَرَّةُ، مخفف و مثقل: وعاء من قصب یرفع فیه التمر من البَوارِی؛ قال: و ینسب إِلی علیّ، كرم الله وجهه: أَفْلَحَ من كانتْ له قَوْصَرَّه، یأْكلُ منا كلَّ یومٍ مَرَّه قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً. ابن الأَعرابی: العربُ تَكْنِی عن المرأَة بالقارُورةِ و القَوْصَرَّة. قال ابن بری: و هذا الرجز ینسب إِلی علی؛ علیه السلام، و قالوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة و بالأَكل النكاح. قال ابن بری: و ذكر الجوهری أَن القَوْصرَّة قد تخفف راؤها و لم یذكر علیه شاهداً. قال: و ذكر بعضهم أَن شاهده قول أَبی یَعْلی المْهَلَّبِی: و سَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ: مَتَی رَأَی بی عن العُلی قَصْرا؟ قال: و قالوا ابن قَوْصَرة هنا المَنْبُوذ. قال: و قال ابن حمزة: أَهل البصرة یسمون المنبوذ ابن قَوْصَرة، وجد فی قَوصَرة أَو فی غیرها، قال: و هذا البیت شاهد علیه. و قَیْصَرُ: اسم ملك یَلی الرُّومَ، و قیل: قَیْصَرُ ملك الروم. و الأُقَیْصِرُ: صنم كان یعبد فی الجاهلیة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أَنْصابُ الأُقَیْصِرِ حین أَضْحَتْ تَسِیلُ، علی مَناكِبِها، الدِّماءُ و ابن أُقَیْصِر: رجل بصیر بالخیل. و قاصِرُونَ و قاصِرِینَ: موضع، و فی النصب و الخفض قاصِرِینَ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 105‌

قطر؛ ج5، ص: 105

: قَطَرَ الماءُ و الدَّمْعُ و غیرهما من السَّیَّالِ یَقْطُر قَطْراً و قُطُوراً و قَطَراناً و أَقْطَر؛ الأَخیرةُ عن أَبی حنیفة، و تَقاطَرَ؛ أَنشد ابن جنی: كأَنه تَهْتانُ یومٍ ماطرِ، من الربِیعِ، دائمُ التَّقاطُرِ و أَنشده دائب بالباء، و هو فی معنی دائم، و أَراد من أَیام الربیع؛ و قَطَره اللهُ و أَقْطَره و قَطَّره و قد قَطَرَ الماءُ و قَطَرْتُه أَنا، یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی؛ و قَطَرانُ الماء، بالتحریك، و تَقْطِیرُ الشی‌ء: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً. و القَطْرُ: المَطَرُ. و القِطارُ: جمع قَطْرٍ و هو المطر. و القَطْرُ: ما قَطَرَ من الماء و غیره، واحدته قَطْرة، و الجمع قِطار. و سحابٌ قَطُورٌ و مِقْطار: كثیر القَطْرِ؛ حكاهما الفارسی عن ثعلب. و أَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر. و اسْتَقْطَر الشی‌ءَ: رامَ قَطَرَانَه. و أَقْطَرَ الشی‌ءُ: حان أَن یَقْطُرَ. و غیث قُطارٌ: عظیم القَطْر. و قَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة یَقْطُر قَطْراً: خرج. و قُطَارةُ الشی‌ء: ما قَطَرَ منه؛ و خص اللحیانی به قُطارةَ الحَبِّ، قال: القُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ و نحوه. و قَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، و فی الإِناء قُطارَة من ماء أَی قلیلٌ؛ عن اللحیانی. و القَطْرانُ و القَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ و الأَرْزِ و نحوهما یُطْبَخ فیُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنیفة: زعم بعض من ینظر فی كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصیر ثمر الصَّنَوْبَر، و أَن الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، و أَن شجرته به سمیت صَنَوْبراً؛ و سمع قول الشماخ فی وصف ناقته و قد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت فاسْوَدَّت بمنادیلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال: كأَن بذِفْراها مَنادِیلَ فارقتْ أَكُفَّ رِجالٍ، یَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا فظن أَن ثمره یعصر، و فی التنزیل العزیز: سَرٰابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرٰانٍ؛ قیل، و الله أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه یُبالِغُ فی اشْتِعالِ النار فی الجلود، و قرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ. و القِطْرُ: النُّحاسُ و الآنی الذی قد انتهی حَرُّه. و القَطِرانُ: اسم رجل سمی به لقوله: أَنا القَطِرانُ و الشُّعَراءُ جَرْبی، و فی القَطِرانِ للجَرْبی هِناءُ و بعیر مَقْطُورٌ و مُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلی أَصله: مَطْلیٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبید: بَكَرَتْ به جُرَشِیَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوِی المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ و قَطَرْتُ البعیر: طَلَیْتُه بالقَطِرانِ؛ قال إمرؤ القیس: أَ تَقْتُلنی، و قد شَغَفْتُ فؤادَها، كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالی؟ قوله: … شغفت فؤادها أَی بلغ حبی منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ شِغافَ الناقة المهنوءة؛ یقول: كیف تقتلنی و قد بلغ من حبها لی ما ذكرته، إِذ لو أَقدمت علی قتله لفسد ما بینه و بینها، و كان ذلك داعیاً إِلی الفرقة و القطیعة منها. و القِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، و قیل: ضرب منه؛ و منه قوله تعالی: من قِطْرٍ آنٍ. و القِطْرُ، بالكسر، و القِطْرِیَّة: ضرب من البُرود. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ
لسان العرب، ج‌5، ص: 106
قِطْرِیّ.و‌فی حدیث عائشة: قال أَیْمَنُ دَخَلْتُ علی عائشة و علیها دِرْعٌ قِطْرِیٌّ ثَمَنُهُ خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ و أَنشد: كَساكَ الحَنْظَلیُّ كساءَ صُوفٍ و قِطْرِیّاً، فأَنتَ به تَفِیدُ شمر عن البَكْراوِیّ قال: البُرُود القِطْرِیّة حُمْرٌ لها أَعلام فیها بعض الخشونة، و قال خالد بن جَنْبَةَ: هی حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدری أَین هو. قال: و هی جِیادٌ و قد رأَیتها و هی حُمْرٌ تأْتی من قِبَلِ البحرین. قال أَبو منصور: و بالبحرین علی سِیف و عُمان «3» مدینة یقال لها قَطَرٌ، قال: و أَحسبهم نسبوا هذه الثیاب إِلیها فخففوا و كسروا القاف للنسبة، و قالوا: قِطْرِیٌّ، و الأَصل قَطَرِیٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جریر: لَدَی قَطَرِیَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ بها البِیدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَیافِیا أَراد بالقَطَرِیَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلی قَطَر و ما والاها من البَرِّ؛ قال الراعی و جعل النعام قَطَرِیَّةً: الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَریَّةٍ، و الآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ نسب النعائم إِلی قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ و محاذاتها رِمالَ یَبْرِینَ. و القُطْر، بالضم: الناحیة و الجانب، و الجمع أَقْطار. و قومُك أَقْطارَ البلادِ: علی الظرف و هی من الحروف التی عزلها سیبویه لیفسر معانیها و لأَنها غرائب. و فی التنزیل العزیز: مِنْ أَقْطٰارِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛ أَقطارُها: نواحیها، واحدها قُطْر، و كذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ.قال ابن مسعود: لا یعجبنك ما تری من المرء حتی تنظر علی أَیِّ قُطْرَیْه یقع‌أَی علی أَی شِقَّیه یقع فی خاتمة عمله، أَ علی شق الإِسلام أَو غیره. و أَقطارُ الفَرَس: ما أَشرف منه و هو كاثِبَتُه و عَجُزُه، و كذلك أَقطار الخیل و الجمل ما أَشْرَفَ من أَعالیه. و أَقطارُ الفَرس و البعیر: نواحیه. و التَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ. و طَعَنه فَقَطَّرَه أَی أَلقاه علی قُطْرِه أَی جانبه، فَتَقَطَّر أَی سقط، قال الهُذَلیُّ المُتَنَخِّلُ: التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ مُجَدَّلًا یتَسَقَّی جِلْدُه دَمَهُ، كما یُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ و یروی: … یتَكَسَّی جِلْدُه … و القُطُلُ: المقطوعُ. و قول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه یرید أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. و العُقار: الخَمْر التی لازَمَتِ الدَّنَّ و عاقَرَتْه. و الثَّمِلُ: الذی أَخذ منه الشَّرابُ. و المُجَدَّلُ: الذی سقط بالجَدالَةِ و هی الأَرض. و الدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ و هو شجر المُقْل. اللیث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شدیدة قلت قَطَّرْتُه؛ و أَنشد: قد عَلِمَتْ سَلْمَی و جاراتُها ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلَّا أَنا و‌فی الحدیث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ فی الفُراتِ فغَرِقَ‌أَی أَلقته فی الفُرات علی أَحد قُطْرَیْه أَی شِقَّیْهِ. و النَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا رمی امرأَةً یوم الطائف فما أَخطأَ أَن قَطَّرَها.و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضی الله عنهما: قد جمع حاشِیَتَیْه و ضَمَّ قُطْرَیْه‌أَی جمع جانبیه عن الانتشارِ و التَّبَدُّدِ و التَّفَرُّقِ، و الله
(3). قوله [علی سیف و عمان] كذا بالأصل، و عبارة یاقوت: قال أبو منصور فی أعراض البحرین علی سیف الخط بین عمان و القعیر قریة یقال لها قطر.
لسان العرب، ج‌5، ص: 107
أَعلم. و قَطَرَه فَرَسُه و أَقْطَرَه و تَقَطَّر به: أَلقاه علی تلك الهیئة. و تَقَطَّرَ هو: رَمی بنَفْسه من عُلْوٍ. و تَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. و البعیرُ القاطِرُ: الذی لا یزال یَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِیُّ الحَیّةُ مأْخوذ من القُطارِ و هو سَمُّه الذی یَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِیَّةُ الحیة. و حیةٌ قُطارِیَّةٌ: تأْوی إِلی قُطْرِ الجبل، بَنی فُعالًا منه و لیست بنسبة علی القُطْرِ و إِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُیارِیّ و فُخاذِیّ؛ قال تأَبَّطَ شرّاً: أَصَمُّ قُطارِیٌّ یكونُ خروجُه، بُعَیْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ و تَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَیَّأَ و تحَرَّقَ له. قال: و التَقَطُّر لغة فی التَّقَتُّر و هو التَّهَیُّؤُ للقتال. و القُطْرُ و القُطُرُ، مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ: العُودُ الذی یُتَبَخَّر به؛ و قد قَطَّر ثوبَه و تَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال إمرؤ القیس: كأَنَّ المُدامَ و صَوْبَ الغَمامْ، و رِیحَ الخُزامی و نَشرَ القُطُرْ یُعَلُّ بها بَرْد أَنْیابِها، إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ شَبَّهَ ماءَ فیها فی طیبه عند السَّحَر بالمُدام و هی الخمر، و صَوْب الغَمام: الذی یُمْزَجُ به الخمر، و ریح الخُزامی: و هو خِیْرِیُّ البَرِّ. و نَشْر القُطُر: و هو رائحة العود، و الطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند السَّحَر. و المِقْطَرُ و المِقْطَرَة: المِجْمَر؛ و أَنشد أَبو عُبید للمُرَقِّشِ الأَصْغَر: فی كلِّ یومٍ لها مِقْطَرَةٌ، فیها كِباءٌ مُعَدٌّ و حَمِیمْ أَی ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعی: إِذا تَهَیَّأَ النبتُ للیُبْسِ قیل: اقْطارَّ اقْطِیراراً، و هو الذی یَنْثَنی و یَعْوَجُّ ثم یَهِیجُ، یعنی النبات. و أَقْطَرَ النبتُ و اقْطارَّ: وَلَّی و أَخذ یَجِفُّ و تَهَیَّأَ للیُبْسِ؛ قال سیبویه: و لا یستعمل إِلا مزیداً. و أَسْوَدُ قُطارِیٌّ: ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ تَرْجُو الحَیاةَ یا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ، و قد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا أَصَمَّ قُطارِیٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً، تَزَیَّلَ أَعْلی جِلْدِه فتَرَبَّدا؟ و ناقة مِقْطار علی النسب، و هی الخَلِفةُ. و قد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ. و القِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلی بعض علی نَسَقٍ واحد. و تَقْطِیرُ الإِبل: من القِطارِ. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَنه كان یكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثیر: هو بفتحتین أَن یَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلًا من متاع أَو حَبٍّ و نحوهما و یأْخُذَ ما بقی علی حساب ذلك و لا یزنه، و هو المُقاطَرة؛ و قیل: هو أَن یأْتی الرجل إِلی آخر فیقول له: بعنی ما لك فی هذا البیت من التمر جُزافاً بلا كیل و لا وزن، فیبیعه، و كأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً. و قال أَبو معاذ: القَطَرُ هو البیع نفسه؛ و منه حدیث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به قِطارةُ جمال؛ القِطارَةُ و القِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ علی نَسَقٍ واحداً خَلفَ واحد. و قَطَرَ الإِبلَ یَقْطُرها قَطْراً و قَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلی بعض علی نَسَقٍ. و فی المثل: النُّفاضُ یُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ معناه أَن القوم إِذا
لسان العرب، ج‌5، ص: 108
أَنْفَضُوا و نَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها للبیع قِطاراً قِطاراً. و القطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم: و انْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه، و أَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه و الجمع قُطُرٌ و قُطُراتٌ. و تَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالًا، و هو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: و جاءت الإِبل قطاراً أَی مَقْطورة. الرِّیاشِیُّ: یقال أَكْرَیْتُهُ مُقاطَرَةً إِذا أَكراه ذاهباً و جائیاً، و أَكریته وضعة و توضعة «1» إِذا أَكراه دَفْعةً. و یقال: اقْطَرَّتِ الناقة اقْطِراراً، فهی مُقْطَرَّةٌ، و ذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها و شَمَختْ برأْسها. قال الأَزهری: و أَكثر ما سمعت العرب تقول فی هذا المعنی: اقْمَطَرَّت، فهی مُقْمَطِرَّة، و كأَن المیم زائدة فیها. و القُطَیْرة: تصغیر القُطْرَة و هو الشی‌ء التافه الخسیس. و المِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، و هی خشبة فیها خروق، كل خرق علی قدرِ سَعَةِ الساق، یُدْخَلُ فیها أَرجل المحبوسین، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسین فیها علی قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلی بعض، أَرجلهم فی خروق خشبة مفلوقة علی قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم. و قَطَرَ فی الأَرض قُطوراً و مَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع. و ذهب ثوبی و بعیری فما أَدری من قَطَره و من قَطَرَ به أَی أَخذه، لا یستعمل إِلا فی الجَحْدِ. و یقال: تَقَطَّرَ عنی أَی تَخَلَّفَ عنی، و أَنشد: إِنِّی علی ما كانَ من تَقَطُّری عنكَ، و ما بی عنكَ من تأَسُّری و المُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس. و قَطُوراءُ، ممدودٌ: نبات، و هی سَوادِیَّة. و القَطْراء، ممدود: موضع؛ عن الفارسی. و قَطَرٌ: موضع بالبحرین؛ قال عَبْدَةُ بن الطبیب: تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ، و خافوا عُمانَ و خافوا قَطَرْ و القَطَّارُ: ماء معروف. و قَطَرِیُّ بنُ فُجاءةَ المازنیُّ زعم بعضهم أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَریّ النِّعالِ.

قطعر؛ ج5، ص: 108

: اقْطَعَرَّ الرجل: انقطع نَفَسُه من بُهْر، و كذلك اقْعَطَرَّ.

قطمر؛ ج5، ص: 108

: القِطْمِیرُ و القِطْمارُ: شَقُّ النواة، و فی الصحاح: القِطْمِیرُ الفُوفة التی فی النواة، و هی القِشْرة الدقیقة التی علی النواة بین النواة و التمر، و یقال: هی النُّكْتة البیضاء التی فی ظهر النواة التی تنبت منها النخلة. و ما أَصبتُ منه قِطْمیراً أَی شیئاً.

قعر؛ ج5، ص: 108

: قَعْرُ كل شی‌ء: أَقصاه، و جمعه قُعُور. و قَعَر البئرَ و غیرها: عَمَّقَها و نهر قَعِیرٌ: بعید القَعْرِ، و كذلك بئر قَعِیرة و قَعِیر، و قد قَعُرَتْ قَعارةً. و قصعة قَعیرة: كذلك. و قَعَر البئرَ یَقْعَرُها قَعْراً: انتهی إِلی قَعْرها، و كذلك الإِناء إِذا شَرِبْتَ جمیع ما فیه حتی تَنْتَهی إِلی قَعْره. و قَعَر الثریدةَ: أَكلها من قَعْرها. و أَقْعَر البئرَ: جعل لها قَعْراً. و قال ابن الأَعرابی: قَعَر البئرَ یَقْعَرُها عَمَّقها، و قَعَر الحَفْرَ كذلك، و بئر قَعِیرةٌ و قد قَعُرَتْ قَعارةً. و رجل بعید القَعْرِ أَی الغَوْر، علی المَثَل. و قَعْرُ الفمِ: داخلُه. و قَعَّر فی كلامه و تَقَعَّرَ تَشَدَّقَ و تكلم بأَقصی قَعْر فمه، و قیل: تكلم بأَقصی حلقه. و رجل قَیْعَرٌ و قَیْعار: مُتَقَعِّر فی كلامه. و التقعیرُ: التعمیق.
(1). قوله [وضعة و توضعة] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 109
و التَّقْعیر فی الكلام: التَّشَدُّق فیه. و التَّقَعُّر: التَّعَمُق. و قَعَّر الرجلُ إِذا رَوَّی فنظر فیما یَغْمُضُ من الرأْی حتی یستخرجه. ابن الأَعرابی: القَعَرُ العقل التام. یقال: هو یَتَقَعَّر فی كلامه إِذا كان یَتَنَحَّی و هو لَحَّانة، و یَتعاقَلُ و هو هِلْباجة. أَبو زید: یقال ما خرج من أَهل هذا القَعْرِ أَحدٌ مثله، كقولك: من أَهل هذا الغائط مثل البصرة أَو الكوفة. و إِناء قَعْرانُ: فی قَعْره شی‌ء. و قصعة قَعْری و قَعِرة: فیها ما یُغَطِّی قَعْرها، و الجمع قَعْری، و اسم ذلك الشی‌ء القَعْرَةُ و القُعْرَة. الكسائی: إِناء نَصْفانُ و شَطْرانُ بلغ ما فیه شَطْرَه، و هو النصف. و إِناء نَهْدانُ و هو الذی علا و أَشرف، و المؤنث من هذا كله فَعْلی. و قَعْبٌ مِقْعار: واسع بعید القَعْر. و القَعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجابُ من الأَرض و تنهبط یَصْعُب الانحدار فیها. و المُقَعِّر: الذی یبلغ قَعْرَ الشی‌ء. و امرأَة قَعِرة و قَعِیرة: بعیدة الشهوة؛ عن اللحیانی، و قیل: هی التی تجد الغُلْمةَ فی قَعْر فرجها، و قیل: هی التی ترید المبالغة، و قیل: امرأَة قَعِرَة و قَعِیرةٌ نَعْتُ سَوْء فی الجماع. و القُعَرُ من النمل: التی تَتَّخِذُ القُرَیَّاتِ. و ضربه فقَعَرَه أَی صَرَعَه. ابن الأَعرابی قال: صحف أَبو عبید یوماً فی مجلس واحد فی ثلاثة أَحرف فقال: ضربه فانْعَقَر، و إِنما هو فانْقَعَر، و قال: فی صدره حَشَكٌ، و الصحیح حَسَكٌ، و قال: شُلَّتْ یَدُه، و الصواب شَلَّتْ. و قَعَر النخلَةَ فانْقَعَرَتْ هی: قَطَعَها من أَصلها فسقطت، و الشجرةُ انْجَعَفَتْ من أَصلها و انْصَرَعَتْ هی. و فی التنزیل العزیز: كَأَنَّهُمْ أَعْجٰازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ؛ و المُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ من أَصله. و قَعَرْتُ النخلة إِذا قَلَعْتها من أَصلها حتی تَسْقُط، و قد انْقَعَرَتْ هی. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا تَقَعَّر عن مال له، و فی روایة: انْقَعَر عن ماله‌أَی انْقَلَع من أَصله. یقال: قَعَرَه إِذا قَلَعَه، یعنی أَنه مات عن مال له. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن عمر لقی شیطاناً فصارَعَه فقَعَره‌أَی قَلَعه، و قیل: كلُّ ما انْصَرَع، فقد انْقَعَر و تَقَعَّر؛ قال لبید: و أَرْبَد فارِس الهَیْجا، إِذا ما تَقَعَّرَتِ المشاجِرُ بالفِئامِ أَی انقلبت فانصرعت، و ذلك فی شِدَّة القتال عند الإِنهزام. ابن الأَعرابی: قالت الدُّبَیْریَّةُ القَعْر الجَفْنَة و كذلك المِعْجَنُ و الشِّیزی و الدَّسِیعَةُ؛ روی ذلك كله الفراء عن الدُّبَیْریَّةِ. و قَعَّرتِ الشاةُ: أَلقت ولدها لغیر تمام؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَبقی لنا اللهُ و تَقْعِیرُ المَجَرْ سُوداً غَرابیبَ، كأَظْلالِ الحَجَر و القَعْراء: موضع. و بنو المِقْعارِ: بطن من بنی هِلالٍ. و قَدَحٌ قَعْرانُ أَی مُقَعَّرٌ.

قعبر؛ ج5، ص: 109

: القَعْبَرِیّ: الشدید علی الأَهل و العشیرة و الصاحب. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال: یا رسول الله، مَنْ أَهلُ النار؟ فقال: كلُّ شدید قَعْبَرِیٍّ، قیل: یا رسول الله، و ما القَعْبَرِیُّ … ففسره بما تقدَّم. و قال الهروی: سأَلت عنه الأَزهری فقال لا أَعرفه. و قال الزمخشری: أَری أَنه قلب عَبْقَرِیّ، یقال: رجل عَبْقَریّ و ظُلْم عَبْقَریّ شدید فاحش.

قعثر؛ ج5، ص: 109

: القَعْثَرة: اقْتِلاعُ الشی‌ء من أَصله.

قعسر؛ ج5، ص: 109

: القَعْسَرة: الصلابة و الشدة. و القَعْسَرِیّ و القَعْسَر، كلاهما: الجَمَل الضخم الشدید.
لسان العرب، ج‌5، ص: 110
و القَعْسَریّ: الصُّلْبُ الشدید. و القَعْسَرِیّ فی صفة الدهر؛ قال العجاج فی وصف الدهر: و الدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِیُّ، أَفْنی القُرُونَ، و هو قَعْسَریُّ شبه الدهر بالجمل الشدید. و القَعْسَرِیُّ: الخشبة التی تُدار بها الرَّحی الصغیرة یُطْحَنُ بها بالید؛ قال: الْزَمْ بقَعْسَرِیِّها، و أَلْهِ فی خُرْتِیِّها، تُطْعِمْكَ من نَفِیِّها؛ أَی ما تَنْفی الرَّحی. و خُرْتِیّها: فَمُها الذی تُلْقی فیه لَهْوَتُها، و یروی خُرْبِیِّها. و القَعْسَرِیُّ من الرجال: الباقی علی الهَرَمِ. و عِزٌّ قَعْسَرِیٌّ: قدیم. و قَعْسَرَ الشی‌ءَ: أَخذه؛ و أَنشد فی صفة دلو: دَلْوٌ تَمأَّی دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، و من أَعالی السَّلَمِ المُضَرَّبِ إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِیِّ الأَشْهَبِ، فلا تُقَعْسِرْها، و لكن صَوِّبِ

قعصر؛ ج5، ص: 110

: ضربه حتی اقْعَنْصَر أَی تَقاصَرَ إِلی الأَرض.

قعطر؛ ج5، ص: 110

: اقْعَطَرَّ الرجلُ: انقطع نفسه من بُهْرٍ، و كذلك اقْطَعَرَّ. و قَعْطَر الشی‌ءَ: مَلأَه. الأَزهری: القَعْطَرة شدّة الوثاق، و كل شی‌ء أَوثَقْتَه فقد قَعْطَرْتَه. و قَعْطَره أَی صَرَعه و صَمَعه أَی صَرَعه.

قفر؛ ج5، ص: 110

: القَفْرُ و القَفْرة: الخلاءُ من الأَرض، و جمعه قِفارٌ و قُفُورٌ؛ قال الشَّمَّاخُ: یَخُوضُ أَمامَهُنَّ الماءَ حتی تَبَیَّن أَن ساحَتَه قُفورُ و ربما قالوا: أَرَضُونَ قَفْرٌ. و یقال: أَرض قَفرٌ و مَفازة قَفْر و قَفْرة أَیضاً؛ و قیل: القَفْر مَفازة لا نبات بها و لا ماء، و قالوا: أَرض مِقْفار أَیضاً. و أَقْفَر الرجلُ: صار إِلی القَفْر، و أَقْفَرْنا كذلك. و ذئب قَفِرٌ: منسوب إِلی القَفْر كرجل نَهِر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلئن غادَرْتُهم فی وَرْطَةٍ، لأَصِیرَنْ نُهْزَةَ الذئبِ القَفِرْ و قد أَقْفر المكانُ و أَقْفَر الرجلُ من أَهله: خلا. و أَقْفَر: ذهب طعامُه و جاع. و قَفِرَ مالُه قَفَراً: قَلَّ. قال أَبو زید: قَفِرَ مالُ فلان و زَمِرَ یَقْفَرُ و یَزْمَرُ قَفَراً و زَمَراً إِذا قَلَّ ماله، و هو قَفِرُ المال زَمِرُه. اللیث: القَفْرُ المكان الخَلاء من الناس، و ربما كان به كَلأٌ قلیل. و قد أَقْفَرَتِ الأَرض من الكلإِ و الناس و أَقْفَرتِ الدارُ: خلت، و أَقْفَرت من أَهلها: خلت. و تقول: أَرض قَفْرٌ و دار قَفْر، و أَرض قِفارٌ و دار قِفارٌ تُجْمَعُ علی سَعَتها لتوهم المواضع، كلُّ موضع علی حِیالِه قَفْرٌ، فإِذا سمیت أَرضاً بهذا الاسم أَنثت. و یقال: دار قَفْر و منزل قَفْر، فإِذا أَفردت قلت انتهینا إِلی قَفْرة من الأَرض. و یقال: أَقْفَر فلان من أَهله إِذا انفرد عنهم و بقی وحده؛ و أَنشد لعَبِید: أَقْفَرَ من أَهلهِ عَبِیدُ، فالیومَ لا یُبْدِی و لا یُعِیدُ و یقال: أَقْفَر جسدُه من اللحم، و أَقْفَر رأْسُه من الشعر، و إِنه لقَفِرُ الرأْس أَی لا شعر علیه، و إِنه لقَفِرُ الجسم من اللحم؛ قال العجاج: لا قَفِراً غَشا و لا مُهَبَّجا ابن سیدة: رجل قَفِرُ الشعر و اللحم قلیلُهما؛ و الأُنثی قَفِرة و قَفْرة، و كذلك الدابة؛ تقول منه: قَفِرَت المرأَة، بالكسر، تَقْفَرُ قَفَراً، فهی قَفِرَة أَی قلیلة
لسان العرب، ج‌5، ص: 111
اللحم. أَبو عبید: القَفِرة من النساء القلیلة اللحم. ابن سیدة: و القَفَرُ الشعر؛ قال: قد علمت خَوْدٌ بساقَیها القَفَرْ قال الأَزهری: الذی عرفناه بهذا المعنی الغَفَرُ، بالغین، قال: و لا أَعرف القَفَر. و سَوِیق قَفَارٌ: غیر ملتوت. و خبز قَفَارٌ: غیر مَأْدُوم. و قَفِرَ الطعامُ قَفَراً: صار قَفَاراً. و أَقْفَر الرجلُ: أَكل طعامَه بلا أُدْم. و أَكل خُبزَه قَفاراً: بغیر أُدْم. و أَقْفَر الرجلُ إِذا لم یبق عنده أُدْمٌ. و‌فی الحدیث: ما أَقْفَر بیتٌ فیه خَلّ‌أَی ما خلا من الأَدام و لا عَدِمَ أَهلُه الأُدْمَ؛ قال أَبو عبید: قال أَبو زید و غیره: هو مأْخوذ من القَفَار، و هو كل طعام یؤكل بلا أُدم. و القَفَار، بالفتح: الخبز بلا أُدم. و القَفار: الطعام بلا أُدم. یقال: أَكلت الیوم طعاماً قَفَاراً إِذا أَكله غیر مأْدوم؛ قال: و لا أَری أصله إِلا مأْخوذاً من القَفْر من البلد الذی لا شی‌ء به. و القفار و القَفِیر: الطعام إِذا كان غیر مأْدوم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فإِنی لم آتهم ثلاثة أَیام و أَحْسِبُهم مُقْفِرین‌أَی خالین من الطعام؛ و منه‌حدیثه الآخر: قال للأَعرابی الذی أَكل عنده: كأَنك مُقْفِر.و القَفَارُ: شاعر؛ قال ابن الأَعرابی: هو خالد بن عامر أَحدُ بنی عَمِیرَة بن خُفَافِ بن إمرئ القیس، سمی بذلك لأَن قوماً نزلوا به فأَطعمهم الخبز قَفَاراً، و قیل: إِنما أَطعمهم خبزاً بلبن و لم یذبح لهم فلامه الناس، فقال: أَنا القَفَارُ خالدُ بن عامِرِ، لا بَأْسَ بالخُبْز و لا بالخَاثِرِ أَتت بهم داهِیَةُ الجَواعِرِ، بَظْراءُ لیس فَرجُها بطاهِرِ و العرب تقول: نزلنا ببنی فلان فبِتْنا القَفْرَ إِذا لم یُقْرَوْا. و التَّقْفِیر: جَمْعُك الترابَ و غیره. و القَفِیر: الزَّبیل؛ یمانیة. أَبو عمرو: القَفِیر القَلِیفُ و النجویة «2» الجُلَّة العظیمة البَحْرانیة التی یُحْمَلُ فیها القِبابُ، و هو الكَنْعَدُ المالِحُ. و قَفَرَ الأَثَرَ یَقْفُره قَفْراً و اقْتَفَرَه اقْتِفاراً و تَقَفَّره، كلُّه: اقْتَفاه و تَتَبَّعَه. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عمن یَرْمِی الصیدَ فَیَقْتَفِرُ أَثره‌أَی یتبعه. یقال: اقْتَفَرْتُ الأَثرَ و تَقَفَّرْته إِذا تتبعته و قَفَوْتَه. و‌فی حدیث یحیی بن یَعْمَرَ: ظَهَر قبلنا أُناس یَتَقَفَّرُونَ العِلْم، و یروی یَقْتَفِرون‌أَی یَتَطَلَّبونه. و‌فی حدیث ابن سِیرینَ: أَن بنی إِسرائیل كانوا یَجِدُون محمداً، صلی الله علیه و سلم، مَنْعُوتاً عندهم و أَنه یَخْرُجُ من بعض هذه القُرَی العربیة و كانوا یَقْتَفِرُونَ الأَثَر؛ و أَنشد لأَعشی باهِلةَ یَرْثی أَخاه المُنْتَشِرَ بن وَهْب: أَخُو رَغائِبَ یُعْطِیها و یُسْأَلُها، یأْبی الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ مَنْ لیس فی خَیْرِه شَرٌّ یُكَدِّرُه علی الصَّدیقِ، و لا فی صَفْوِه كَدَرُ لا یَصْعُبُ الأَمْرُ إِلا حیث یَرْكَبُه، و كلَّ أَمْرٍ سِوَی الفَحْشاءِ یَأْتَمِرُ لا یَغْمِزُ الساقَ من أَیْنٍ و من وَصَبٍ، و لا یَزال أَمامَ القَوْمِ یَقْتَفِرُ قال ابن بری: قوله یأْبی الظلامة منه النوفل الزفر، یقضی ظاهره أَن النوفل الزفر بعضه و لیس كذلك،
(2). قوله [و النجویة] كذا بالأصل و لم نجدها بهذا المعنی فیما بأیدینا من كتب اللغة بل لم نجد بعد التصحیف و التحریف إلا البحونة بموحدة مفتوحة و حاء مهملة ساكنة، و هی القربة الواسعة؛ و البحنانة بهذا الضبط الجلة العظیمة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 112
و إِنما النوفل الزفر هو نفسه. قال: و هذا أَكثر ما یجی‌ء فی كلام العرب بجعل الشی‌ء نفسه بمنزلة البعض لنفسه، كقولهم: لئن رأَیت زیداً لَتَرَیَنَّ منه السیدَ الشریفَ، و لئن أَكرمته لَتَلْقَیَنَّ منه مُجازیاً للكرامة؛ و منه قوله تعالی: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ ظاهر الآیة یقضی أَن الأُمة التی تدعو إِلی الخیر و یأْمرون بالمعروف و ینهون عن المنكر هی بعض المخاطبین، و لیس الأَمر علی ذلك بل المعنی: و لْتَكُونوا كلُّكم أُمةً یدعون إِلی الخیر؛ و قال أَیوبُ بنُ عَیَایةَ فی اقْتفَر الأَثرَ تتبعه: فتُصْبِحُ تَقْفُرُها فِتْیةٌ، كما یَقْفُر النِّیبَ فیها الفَصِیلُ و قال أَبو المُلَثَّمِ صَخْرٌ: فإِنی عن تَقَفُّركم مَكِیثُ و القَفُّور، مثال التَّنُّور: كافُورُ النخل، و فی موضع آخر: وِعاءُ طَلْعِ النخل؛ قال الأَصمعی: الكافور وعاء النخل، و یقال له أَیضاً قَفُّورٌ. قال الأَزهری: و كذلك الكافور الطیب یقال له قَفُّور. و القَفُّورُ: نبت ترعاه القَطا؛ قال أَبو حنیفة: لم یُحَلَّ لنا؛ و قد ذكره ابن أَحمر فقال: تَرْعَی القَطاةُ البَقْل قَفُّورهُ، ثم تَعُرُّ الماءَ فیمن یَعُرْ اللیث: القَفُّورُ شی‌ء من أَفاوِیهِ الطیب؛ و أَنشد: مَثْواة عَطَّارِینَ بالعُطُورِ أَهْضامِها و المِسْكِ و القَفُّورِ و قُفَیرةُ: اسم امرأَة. اللیث: قُفَیْرةُ اسم أُم الفرزدق؛ قال الأَزهری: كأَنه تصغیر القَفِرة من النساء، و قد مر تفسیره.

قفخر؛ ج5، ص: 112

: القِنْفَخْرُ و القُفَاخِرُ، بضم القاف، و القُفاخِریُّ: التارُّ الناعم الضَّخْمُ الجُثَّة؛ و أَنشد: مُعَذْلَجٌ بَضٌّ قُفاخِرِیُّ و رواه شمر: مُعَذْلَجٌ بِیضٌ قُفاخِرِیُّ قوله بیض علی قوله قبله: فَعْمٌ بَناه قَصَبٌ فَعْمِیُّ و زاد سیبویه قُنْفَخْر، قال: و بذلك استدْل علی أَن نون قِنْفَخْر زائدة مع قُفاخِرِیّ لعدم مثل جِرْدَحْل. و فی الصحاح: رجل قِنْفَخْر أَیضاً مثل جردحل، و النون زائدة؛ عن محمد بن السَّرِیّ. و القُنْفَخْرُ و القِنْفَخْرُ: الفائق فی نوعه؛ عن السیرافی. و القِنْفَخْر: أَصل البَرْدِیّ، واحدته قِنْفَخْرة. أَبو عمرو: امرأَة قُفاخِرة حَسَنة الخَلْق حادِرتُه، و رجل قُفاخِرٌ.

قفندر؛ ج5، ص: 112

: القَفَنْدَرُ: القبیح المَنْظَر؛ قال الشاعر: فما أَلُومُ البِیضَ أَلَّا تَسْخَرا، لمَّا رَأَیْنَ الشَّمَطَ القَفَنْدَرا «1» یرید أَن تسخر و لا زائدة. و فی التنزیل العزیز: مٰا مَنَعَكَ أَلّٰا تَسْجُدَ؛ و قیل: القَفَنْدَرُ الصغیر الرأْس، و قیل: الأَبیض. و القَفَنْدَرُ أَیضاً: الضَّخْمُ الرِّجْل، و قیل: القصیر الحادر، و قیل: القَفَنْدَرُ الضخم من الإِبل و قیل الضخم الرأْس.

قلر؛ ج5، ص: 112

: القِلَّارُ و القِلَّارِیّ: ضرب من التین أَضخم من الطُّبَّار و الجُمَّیْزِ؛ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی أَعرابی قال: هو تین أَبیض متوسط و یابسه أَصفر كأَنه یُدْهَنُ بالدِّهان لصفائه، و إِذا كثر لَزِمَ بعضُه بعضاً
(1). قوله [لما رأین إلخ] مثله فی الصحاح. و نقل شارح القاموس عن الصاغانی أن الروایة: [إِذا رأت ذا الشیبة القفندرا] و الرجز لأبی النجم.
لسان العرب، ج‌5، ص: 113
كالتمر، و قال: نَكْنِزُ منه فی الحِبابِ ثم نَصُبُّ علیه رُبَّ العنب العَقِید، و كلما تشربه فنقص زدناه حتی یَرْوَی ثم نُطَیِّنُ أَفواهها فیمكث ما بیننا السنة و السنتین فیَلْزَمُ بعضُه بعضاً و یتلبد حتی یُقْتَلَعَ بالصَّیاصِی، و الله تعالی أَعلم.

قمر؛ ج5، ص: 113

: القُمْرَة: لون إِلی الخُضْرة، و قیل: بیاض فیه كُدْرَة؛ حِمارٌ أَقْمَرُ. و العرب تقول فی السماء إِذا رأَتها: كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فهی أَمْطَرُ ما یكون. و سَنَمَةٌ قَمْراءُ: بیضاء؛ قال ابن سیدة: أَعنی بالسَّنَمَة أَطرافَ الصِّلِّیان التی یُنْسِلُها أَی یُلْقیها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، ذكر الدجال فقال: هِجانٌ أَقْمَرُ.قال ابن قتیبة: الأَقمر الأَبیض الشدید البیاض، و الأُنثی قَمْراء. و یقال للسحاب الذی یشتدّ ضوءُه لكثرة مائه: سحاب أَقمر. و أَتان قمراء أَی بیضاء. و‌فی حدیث حلیمة: و مَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ، و قد تكرر ذكر القُمْرة فی الحدیث. و یقال: إِذا رأَیت السحابة كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فذلك الجَوْدُ. و لیلة قَمْراء أَی مضیئة. و أَقْمَرَتْ لیلتنا: أَضاءت. و أَقْمَرْنا أَی طلع علینا القَمَرُ. و القَمَرُ: الذی فی السماء. قال ابن سیدة: و القَمَر یكون فی اللیلة الثالثة من الشهر، و هو مشتق من القُمْرة، و الجمع أَقْمار. و أَقْمَرَ: صار قَمَراً، و ربما قالوا: أَقْمَر اللیلُ و لا یكون إِلا فی الثالثة؛ أَنشد الفارسی: یا حَبَّذا العَرَصاتُ لَیلًا فی لَیالٍ مُقْمِرات أَبو الهثیم: یسمی القمر للیلتین من أَول الشهر هلالًا، و للیلتین من آخره، لیلة ست و عشرین و لیلة سبع و عشرین، هلالًا، و یسمی ما بین ذلك قَمَراً. الجوهری: القَمَرُ بعد ثلاث إِلی آخر الشهر یسمی قمراً لبیاضه، و فی كلام بعضهم قُمَیْرٌ، و هو تصغیره. و القَمَرانِ: الشمس و القمر. و القَمْراءُ: ضوء القَمَرِ، و لیلة مُقْمِرَة و لیلة قمراء مُقْمِرَة؛ قال: یا حبذا القَمْراءُ و اللیلُ السَّاجْ، و طُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج و حكی ابن الأَعرابی: لیلٌ قَمْراءُ، قال ابن سیدة: و هو غریب، قال: و عندی أَنه عنی باللیل اللیلة أَو أَنثه علی تأْنیث الجمع. قال: و نظیره ما حكاه من قولهم لیل ظَلْماءُ، قال: إِلا أَن ظلماء أَسهل من قمراء، قال: و لا أَدری لأَیِّ شی‌ء استسهل ظلماء إِلا أَن یكون سمع العرب تقوله أَكثر. و لیلة قَمِرَةٌ: قَمْراءُ؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و قیل لرجل: أَیّ النساء أَحَبُّ إِلیك؟ قال: بَیْضاء بَهْتَرة، حالیةٌ عَطِرَة، حَیِیَّةٌ خَفِرَة، كأَنها لیلة قَمِرَة؛ قال ابن سیدة: و قَمِرَة عندی علی النَّسَب. و وجهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّه بالقَمر. و أَقْمَر الرجل: ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر؛ قال ابن أَحمر: لا تُقْمِرَنَّ علی قَمْرٍ و لَیْلَتِه، لا عَنْ رِضاكَ، و لا بالكُرْه مُغْتَصبا ابن الأَعرابی: یقال للذی قَلَصَتْ قُلْفَته حتی بدا رأْس ذكره عَضَّه القَمَرُ؛ و أَنشد: فِداكَ نِكْسٌ لا یَبِضُّ حَجَرُهْ، مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِیدٌ مِمْطَرُه فی لیلِ كانونٍ شدیدٍ خَصَرُهْ، عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانی قَمَرُهْ یقول: هو أَقلف لیس بمختون إِلا ما نَقَصَ منه القَمَرُ، و شبه قلفته بالزُّبانی، و قیل: معناه أَنه وُلد و القمر فی العقرب فهو مشؤوم. و العرب تقول:
لسان العرب، ج‌5، ص: 114
اسْتَرْعَیْتُ مالی القَمَرَ إِذا تركته هَمَلًا لیلًا بلا راع یحفظه، و اسْتَرْعَیْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نهاراً؛ قال طَرَفَةُ: و كانَ لها جارانِ قابُوسُ منهما و بِشْرٌ، و لم أَسْتَرْعِها الشمسَ و القَمر أَی لم أُهْمِلْها؛ قال و أَراد البَعِیثُ هذا المعنی بقوله: بحَبْلِ أَمیرِ المؤمنین سَرَحْتُها، و ما غَرَّنی منها الكواكبُ و القَمَرْ و تَقَمَّرْته: أَتیته فی القَمْراء. و تَقَمَّر الأَسدُ: خرج یطلب الصیدَ فی القَمْراء؛ و منه قول عبد الله بن عَثْمةَ الضَّبِّیِّ: أَبْلِغْ عُثَیْمَةَ أَنَّ راعی إِبْلِهِ سَقَطَ العَشاءُ به علی سِرْحانِ سَقَطَ العَشاءُ به علی مُتَقَمِّرٍ، حامی الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ قال ابن بری: هذا مثل لمن طلب خیراً فوقع فی شر، قال: و أَصله أَن یكون الرجل فی مَفازةٍ فیعوی لتجیبه الكلابُ بنُباحِها فیعلم إِذا نَبَحَتْه الكلابُ أَنه موضع الحَیِّ فیستضیفهم، فیسمع الأَسدُ أَو الذئب عُواءَه فیقصد إِلیه فیأْكله؛ قال: و قد قیل إِن سرحان هاهنا اسم رجل كان مُغِیراً فخرج بعضُ العرب بإِبله لیُعَشِّیَها فهَجَم علیه سِرْحانُ فاستاقها؛ قال: فیجب علی هذا أَن لا ینصرف سرحان للتعریف و زیادة الأَلف و النون، قال: و المشهور هو القول الأَوّل. و قَمَروا الطیرَ: عَشَّوْها فی اللیل بالنار لیَصِیدُوها، و هو منه؛ و قول الأَعشی: تَقَمَّرَها شیخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ قُضاعِیَّةً، تأْتی الكواهِنَ ناشِصا یقول: صادَها فی القَمْراء، و قیل: معناه بَصُرَ بها فی القَمْراء، و قیل: اخْتَدَعها كما یُخْتَدَعُ الطیر، و قیل: ابْتَنی علیها فی ضوء القمر، و قال أَبو عمرو: تَقَمَّرها أَتاها فی القَمْراء، و قال الأَصمعی: تَقَمَّرها طلب غِرَّتَها و خَدَعها، و أَصله تَقَمَّر الصَّیَّادُ الظِّباءَ و الطَّیْرَ باللیل إِذا صادها فی ضوء القمر فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ و قال أَبو زُبَیْدٍ یصف الأَسد: و راحَ علی آثارهم یَتَقَمَّرُ أَی یتعاهد غِرَّتَهم، و كأَنَّ القِمارَ مأْخوذ من الخِدَاع؛ یقال: قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ. قال ابن الأَعرابی فی بیت الأَعشی: تَقَمَّرها تزوّجها و ذهب بها و كان قَلْبُها مع الأَعشی فأَصبحت و هی قضاعیة، و قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابی عن معنی قوله تَقَمَّرها فقال: وقع علیها و هو ساكت فظنته شیطاناً. و سحاب أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قال: سَقی دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ، یَسُحُّ فَضِیضَ الماء مِن قَلَعٍ قُمْرِ و قَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دخل الماء بین الأَدَمَةِ و البَشَرة فأَصابها فضاء و فساد؛ و قال ابن سیدة: و هو شی‌ء یصیب القربة من القَمَرِ كالاحتراق. و قَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بانت أَدَمَتُه من بَشَرَتِه. و قَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ فی القَمَر فلم ینم. و قَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر عَشاؤها أَو طال فی القَمَر، و القَمَرُ: تَحَیُّرُ البصر من الثلج. و قَمِرَ الرجلُ یَقْمَرُ قَمَراً: حار بصره فی الثلج فلم یبصر. و قَمِرَتِ الإِبلُ أَیضاً: رَوِیتْ من الماء. و قَمِرَ الكلأُ و الماءُ و غیره: كثر. و ماء قَمِرٌ: كثیر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فی رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ، كنَطَفانِ الشَّنِّ فی الماءِ القَمِرْ و أَقْمَرَتِ الإِبلُ: وقعت فی كَلإٍ كثیر. و أَقْمَر
لسان العرب، ج‌5، ص: 115
الثمرُ إِذا تأَخر إِیناعه و لم یَنْضَجْ حتی یُدْرِكَه البَرْدُ فتذهب حلاوته و طعمه. و قامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً و قِماراً: راهنه، و هو التقامرُ. و القِمارُ: المُقامَرَةُ. و تَقَامَرُوا: لعبوا القِمارَ. و قَمِیرُك: الذی یُقامِرُك؛ عن ابن جنی، و جمعه أَقْمارٌ؛ عنه أَیضاً، و هو شاذ كنصیر و أَنصارٍ، و قد قَمَره یَقْمِرُه قَمْراً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: من قال تَعالَ أُقامِرْكَ فلْیَتَصَدَّق بقَدْرِ ما أَراد أَن یجعله خَطَراً فی القِمار.الجوهری: قَمَرْتُ الرجل أَقْمِرُه، بالكسر، قَمْراً إِذا لاعبته فیه فغلبته، و قامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه، بالضم، قَمْراً إِذا فاخرته فیه فغلبته. و تَقَمَّر الرجلُ: غلب من یُقامِرُه. أَبو زید: یقال فی مَثَلٍ: وضَعْتُ یدی بین إِحدی مَقْمُورَتَینِ أَی بین إِحدی شَرَّتَیْنِ. و القَمْراء: طائر صغیر من الدَّخاخِیلِ. التهذیب: القَمْراء دُخَّلَةٌ من الدُّخَّلِ، و القُمْرِیُّ: طائر یُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البیضَ. ابن سیدة: القُمْرِیَّة ضرب من الحمام. الجوهری: القُمْرِیُّ منسوب إِلی طَیْرٍ قُمْرٍ، و قُمْرٌ إِما أَن یكون جمع أَقْمَرَ مثل أَحْمَرَ و حُمْرٍ، و إِما أَن یكون جمع قُمْرِیٍّ مثل رُومِیٍّ و رُومٍ و زِنْجِیٍّ و زِنْجٍ؛ قال أَبو عامر جَدُّ العباس بن مِرْداس: لا نَسَبَ الیومَ و لا خُلَّةً، إِتَّسَعَ الفَتْقُ علی الراتِقِ لا صُلْحَ بینی فاعْلَمُوه، و لا بینكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتقی سَیْفی، و ما كنا بنَجْدٍ، و ما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهقِ قال ابن بری: سبب هذا الشعر أَن النعمان بن المنذر بعث جیشاً إِلی بنی سُلیم لشی‌ء كان وَجَدَ علیهم من أَجله، و كان مُقَدَّمَ الجیش عمرو بنُ فَرْتَنا، فمرّ الجیش علی غَطَفَانَ فاستجاشوهم علی بنی سُلیم، فهزمت بنو سُلَیم جیشَ النعمان و أَسَرُوا عمرو بن فَرْتَنا، فأَرسلت غَطَفان إِلی بنی سُلَیم و قالوا: ننشدكم بالرَّحِم التی بیننا إِلَّا ما أَطلقتم عمرو بن فرتنا، فقال أَبو عامر هذه الأَبیات أَی لا نسب بیننا و بینكم و لا خُلَّة أَی و لا صداقة بعد ما أَعنتم جیش النعمان و لم تُراعُوا حرمة النسب بیننا و بینكم، و قد تَفاقَم الأَمرُ بیننا فلا یُرْجی صلاحُه فهو كالفَتْقِ الواسع فی الثوب یُتْعِبُ من یَرُومُ رَتْقَه، و قطع همزة اتسع ضرورة و حَسَّنَ له ذلك كونه فی أَول النصف الثانی لأَنه بمنزلة ما یبتدأُ به، و یروی البیت الأَول: اتسع الخرق علی الراقع؛ قال: فمن رواه علی هذا فهو لأَنَسِ بن العباس و لیس لأَبی عامر جد العباس. قال: و الأُنثی من القَمارِیِّ قُمْرِیَّة، و الذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ، و الجمع قَمارِی، غیر مصروف، و قُمْرٌ. و أَقْمَرَ البُسْرُ: لم یَنْضَجْ حتی أَدركه البرد فلم یكن له حلاوة. و أَقْمَر التمر: ضربه البَرْدُ فذهبت حلاوته قبل أَن یَنْضَجَ. و نخلة مِقْمارٌ: بیضاء البُسْر. و بنو قَمَرٍ: بطنٌ من مَهْرَةَ بن حَیْدانَ. و بنو قُمَیْرٍ: بطنٌ منهم. و قَمارِ: موضع، إِلیه ینسب العُود القَمارِیّ. و عُود قَمارِیٌّ: منسوب إِلی موضع ببلاد الهند. و قَمْرة عنز: موضع؛ قال الطرماح: و نحن حَصَدْنا … صَرْخَدٍ بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلًا أَیَّما حَصْدِ «2»

قمجر؛ ج5، ص: 115

: المُقَمْجِرُ: القَوَّاسُ، فارسیّ معرّب؛ قال أَبو الأَخْزَر الحُمانِیُّ و اسمه قتیبة و وصَفَ المَطایا:
(2). كذا بیاض بأصله.
لسان العرب، ج‌5، ص: 116
و قد أَقَلَّتْنا المطایا الضُّمَّرُ، مثْلَ القِسِیِّ عاجَها المُقَمْجِرُ شبه ظهور إِبله بعد دُؤُوب السفر بالقِسِیّ فی تَقَوُّسها و انحنائها. و عاجَها بمعنی عَوَّجَها. قال: و هو القَمَنْجَر أَیضاً، و أَصله بالفارسیة كمانْكَرْ. قال أَبو حنیفة: و القَمْجَرة رَصْف بالعَقَب و الغِراء علی القَوْس إِذا خِیف علیها أَن تَضْعُفَ سِیاتُها، و قد قَمْجَروا علیها. و یقال فی ترجمة غمجر: الغِمْجارُ شی‌ء یصنع علی القوس من وَهْیٍ بها، و هی غِراءٌ و جِلْدٌ، و رواه ثعلب عن ابن الأَعرابی قِمْجار، بالقاف. التهذیب: الأَصمعی: یقال لغلاف السكین القِمْجارُ. قال ابن سیدة: و قد جری المُقَمْجِرُ فی كلام العرب؛ و قال مَرَّةً: القَمْجَرة إِلباسُ ظهورِ السِّیَتَیْنِ العَقَبَ لیتغطی الشَّعَثُ الذی یَحْدُثُ فیهما إِذا حُنِیَتا، و الله أَعلم.

قمدر؛ ج5، ص: 116

: القَمْدَرُ: الطویل.

قمطر؛ ج5، ص: 116

: القِمَطْرُ: الجمل القویّ السریع، و قیل: الجمل الضَّخْمُ القویّ؛ قال جَمِیلٌ: قِمَطْرٌ یَلُوحُ الوَدْعُ تحتَ لبَانِه، إِذا أَرْزَمَتْ من تحتِه الرِّیحُ أَرْزَما و رجل قِمَطْرٌ: قصیر؛ و أَنشد أَبو بكر لعُجَیْر السَّلُولیّ: قِمَطْرٌ كَحُوَّازِ الدَّحارِیج أَبْتَرُ و القِمَطْرُ و القِمَطْرِیُّ: القصیر الضخم. و مرأَة قِمَطْرة: قصیرة عریضة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد‌وَهَبْتُه من وَثَبی قِمَطْرَه، مَصْرورة الحَقْوَیْن مثلَ الدَّبْرَهْ و القِمَطْرُ و القِمَطْرَة: شِبْهُ سَفَطٍ یُسَفُّ من قَصَبٍ. و ذئب قِمَطْرُ الرِّجُلِ: شدیدُها. و كلب قِمَطْرُ الرِّجْل إِذا كان به عُقَّالٌ من اعْوِجاج ساقیه؛ قال الطِّرِمَّاح یصف كلباً: مُعِیدٌ قِمَطْرُ الرِّجْلِ مُخْتَلِفُ الشَّبا، شَرَنْبَثُ شَوْكِ الكَفِّ، شَثْنُ البَراثِن و شَرٌّ قِمَطْرٌ و قُماطِر و مُقْمَطِرّ. و اقْمَطَرَّ علیه الشی‌ءُ: تزاحم. و اقْمَطَرَّ للشَّرِّ: تهیّأَ. و یقال: اقْمَطَرَّت علیه الحجارة أَی تراكمت و أَظَلَّتْ؛ قالت خَنْساءُ تصف قبراً: مُقْمَطِرَّات و أَحجار. و المُقْمَطِرّ: المجتمع. و اقْمَطَرَّتِ العقربُ إِذا عطفت ذنبها و جمعت نَفْسَها. و قَمْطَرَ المرأَةَ و قَمْطَرَ جاریته قَمْطَرَة: نكحها. و قَمْطَرَ القِرْبة: شَدَّها بالوِكاء. و قَمْطَرَ القِرْبَة أَیضاً: ملأَها؛ عن اللحیانی. و قَمْطَرَ العدوُّ أَی هرب؛ عن ابن الأَعرابی. و یوم مُقْمَطِرّ و قُماطِرٌ و قَمْطَرِیرٌ: مُقَبِّضُ ما بین العینین لشدته، و قیل: إِذا كان شدیداً غلیظاً؛ قال الشاعر: بَنی عَمِّنا، هَلْ تَذْكرونَ بلاءَنا علیكم، إِذا ما كان یومٌ قُماطِرُ؟ بضم القاف. و اقْمَطَرّ یومُنا: اشتد. و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا نَخٰافُ مِنْ رَبِّنٰا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً؛ جاء فی التفسیر: أَنه یُعَبِّسُ الوَجْهَ فیجمع ما بین العینین، و هذا شائع فی اللغة. و شَرٌّ قَمْطَرِیر: شدید. اللیث: شَرٌّ قُماطِرٌ و قِمَطْرٌ و قِمْطَرٌ؛ و أَنشد: و كنتُ إِذا قومی رَمَوْنی رَمَیْتُهم بمُسْقِطَةِ الأَحْمالِ، فَقْماءَ قِمْطَرِ و یقال: اقْمَطَرَّتِ الناقةُ إِذا رفعت ذنبها و جمعت قُطْرَیْها و زَمَّتْ بأَنفها. و المُقْمَطِرّ: المنتشر.
لسان العرب، ج‌5، ص: 117
و اقْمَطَرَّ الشی‌ء: انْتَشر، و قیل: تَقَبَّضَ كأَنه ضدّ؛ قال الشاعر: قد جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ، تَكْسُو اسْتَها لَحْماً و تَقْمَطِرُّ التهذیب: و من الأَحاجِیّ: ما أَبْیَضُ شَطْرا، أَسودُ ظَهْرا، یَمْشِی قِمَطْرا، و یَبُول قَطْرا و هو القُنْفُذُ. و قوله: یمشی قمطراً أَی مجتمعاً. و كل شی‌ء جمعته، فقد قَمْطَرْتَه. و القِمَطْرُ و القِمْطَرةُ: ما تُصان فیه الكتب؛ قال ابن السكیت: لا یقال بالتشدید؛ و ینشد: لیس بعِلْمٍ ما یَعی القِمَطْرُ، ما العِلْمُ إِلا ما وَعاه الصَّدْرُ و الجمع قَماطِرُ.

قنبر؛ ج5، ص: 117

: قَنْبَرُ، بالفتح: اسم رجل. و القِنْبِیرُ و القُنَیْبیرُ: ضَرْبٌ من النبات. اللیث: القُنَیْبِرُ نبات تسمیه أَهل العراق البقر یُمَشِّی كدَواء المَشیِّ. اللیث: القُنْبُرُ ضَرْبٌ من الحُمّرِ. قال: و دجاجة قُنْبُرانِیَّة و هی التی علی رأْسها قُنْبُرة أَی فضلُ ریشٍ قائمةٌ مثلَ ما علی رأْس القُنْبُر. و قال أَبو الدُّقَیْش: قُنْبُرتها التی علی رأْسها؛ و القُنْبُراء؛ لغة فیها، و الجمع القَنابِرُ، و قد ذكر فی قبر.

قنثر؛ ج5، ص: 117

: القَنْثَرُ: القصیر.

قنجر؛ ج5، ص: 117

: ابن الأَعرابی: القُنْجُورُ الرجل الصغیر الرأْس الضعیف العقل.

قنخر؛ ج5، ص: 117

: القِنَّخْرُ: الصُّلْبُ الرأْس الباقی علی النِّطاحِ؛ قال اللیث: ما أَدری ما صحته، قال: و أَظن الصواب القِنَّحْر. و القُناخِرِیّ و القِنَّخْرُ و القِنَّخْرة شِبْهُ صخرة تنقلع من أَعلی الجبل و فیها رَخاوة، و هی أَصغر من الفِنْدِیرة. و القِنْخِیرَةُ و القُنْخُورَة: الصخرة العظیمة المُتَفَلِّقة. و القِنَّخْر و القُناخِرُ: العظیم الجُثَّة. و أَنف قُناخِرٌ: ضخم. و امرأَة قُناخِرَة: ضَخْمَة. اللیث: القِنَّخْر الواسع المنْخَرَیْنِ و الفم الشدیدُ الصوت.

قندفر؛ ج5، ص: 117

: التهذیب فی الخماسی: ابن درید: القَنْدَفِیرُ العجوز.

قنسر؛ ج5، ص: 117

: القِنَّسْرُ و القِنَّسْریّ: الكبیر المُسِنّ الذی أَتی علیه الدهر؛ قال العجاج: أَ طَرَباً و أَنتَ قِنَّسْریُّ و الدَّهْرُ بالإِنسان دَوّاریُّ أَفْنْی القرونَ، و هو قَعْسَریُّ و قیل: لم یسمع هذا إِلا فی بیت العجاج و ذكره الجوهری فی ترجمة قسر؛ قال ابن بری: و صوابه أَن یذكر فی فصل قنسر لأَنه لا یقوم له دلیل علی زیادة النون. و الطَّرَبُ: خفة تلحق الإِنسان عند السرور و عند الحزن، و المراد به فی هذا البیت السرور، یخاطب نفسه فیقول: أَ تَطْرَبُ إِلی اللهو طَرَبَ الشُّبانِ و أَنت شیخ مُسِنّ؟ و قوله دَوَّارِیُّ أَی ذو دَوَرانٍ یَدُورُ بالإِنسان مرة كذا و مرة كذا. و القَعْسَریّ: القویّ الشدید. و كل قدیم: قِنَّسْرٌ، و قد تَقَنْسَرَ و قَنْسَرَتْه السِّنُّ. و یقال للشیخ إِذا وَلَّی و عَسَا: قد قَنْسَرَه الدهرُ؛ و منه قول الشاعر: و قَنْسَرَتْه أُمورٌ فاقْسَأَنَّ لها، و قد حَنی ظَهْرَه دَهْرٌ و قد كَبِرا ابن سیدة: و قِنَّسْرِینُ و قِنِّسْرینُ و قِنَّسْرونُ و قِنِّسْرونُ كُورة بالشام، و هی أَحدُ أَجنادها، فمن
لسان العرب، ج‌5، ص: 118
قال قِنَّسْرِینُ فالنسب إِلیه قِنَّسْرِینیّ، و من قال قِنَّسْرون فالنسب إِلیه قِنَّسْریّ لأَن لفظه لفظ الجمع، و وجه الجمع أَنهم جعلوا كل ناحیة من قِنَّسْرِینَ كأَنه قِنَّسْرٌ، و إِن لم ینطق به مفرداً، و الناحیة و الجهة مؤنثتان و كأَنه قد كان ینبغی أَن یكون فی الواحد هاء فصار قِنَّسْرٌ المُقَدَّرُ كأَنه ینبغی أَن یكون قِنَّسْرة، فلما لم تظهر الهاء و كان قِنَّسْر فی القیاس فی نیة الملفوظ به عَوَّضُوا الجمع بالواو و النون، و أُجری فی ذلك مُجْرَی أَرض فی قولهم أَرَضُون، و القول فی فِلَسْطینَ و السَّیْلَحِیْنَ و یَبْرِینَ و نَصِیبین و صَرِیفِین و عانِدیْن «1» كالقول فی قِنَّسْرِین. الجوهری فی ترجمة قسر: و قِنَّسْرُونُ بلد بالشام، بكسر القاف و النون مشددة تكسر و تفتح؛ و أَنشد ثعلب بالفتح هذا البیت لعَكْرَشَةَ الضَّبِّی یرثی بنیه: سَقَی اللهُ فِتْیاناً ورائِی تَرَكْتُهم بِحاضِرِ قِنَّسْرِینَ، من سَبَلِ القَطْرِ قال ابن بری: صواب إِنشاده: سقی الله أَجداثاً ورائی تركتها و حاضِرُ قِنَّسْرِینَ: موضع الإِقامة علی الماء من قِنَّسْرِین؛ و بعد البیت: لَعَمْرِی لقد وارتْ و ضَمَّتْ قُبورُهُمْ أَكُفًّا شِدادَ القَبْضِ بالأَسَلِ السُّمْرِ یُذكِّرُنِیهِمْ كلُّ خَیْرٍ رأَیتُه و شَرٍّ، فما أَنْفَكُّ منهم علی ذُكْرِ یرید أَنهم كانوا یأْتون الخیر و یجتنبون الشر، فإِذا رأَیتُ من یأْتی خیراً ذَكَرْتُهم، و إِذا رأَیت من یأْتی شرّاً و لا ینهاه عنه أَحدٌ ذكرتهم.

قنشر؛ ج5، ص: 118

: القُنْشُورَةُ: التی لا تحیض.

قنصر؛ ج5، ص: 118

: التهذیب فی الرباعی: قُناصِرِینُ موضع بالشام.

قنصعر؛ ج5، ص: 118

: القِنْصَعْرُ من الرجال: القصیر العنق و الظهر المُكَتَّلُ؛ و أَنشد: لا تَعْدِلی، بالشَّیْظَمِ السِّبَطْرِ الباسِطِ الباعِ الشَّدِیدِ الأَسْرِ، كلَّ لَئِیمٍ حَمِقٍ قِنْصَعْرِ قال الأَزهری: و ضربته حتی اقْعَنْصَرَ أَی تَقاصَر إِلی الأَرض، و هو مُقْعَنْصرٌ، قدّم العین علی النون حتی یحسن إِخفاؤه فإِنها لو كانت بجنب القاف ظهرت، و هكذا یفعلون فی افْعَنْلَلَ یقلبون البناء حتی لا تكون النون قبل الحروف الحلقیة، و إِنما أُدخلت هذه فی حدّ الرباعی فی قول من یقول: البناء رباعی و النون زائدة.

قنطر؛ ج5، ص: 118

: القَنْطَرة، معروفة: الجِسْرُ؛ قال الأَزهری: هو أَزَجٌ یبنی بالآجُرّ أَو بالحجارة علی الماء یُعْبَرُ علیه؛ قال طَرَفَةُ: كقَنْطَرَةِ الرُّومِیِّ أَقْسَمَ رَبُّها لَتُكْتَنَفَنْ، حتی تُشادَ بِقَرْمَدِ و قیل: القَنْطَرة ما ارتفع من البنیان. و قَنْطَرَ الرجلُ: ترك البَدْوَ و أَقام بالأَمصار و القُرَی، و قیل: أَقام فی أَیّ موضع قام. و القِنْطارُ: مِعْیارٌ، قیل: وَزْنُ أَربعین أُوقیة من ذهب، و یقال: أَلف و مائة دینار، و قیل: مائة و عشرون رطلًا، و عن أَبی عبید: أَلف و مائتا أُوقیة، و قیل: سبعون أَلف دینار، و هو بلغة بَرْبَر أَلف مثقال من ذهب أَو فضة، و‌قال ابن عباس: ثمانون أَلف درهم، و‌قیل: هی جملة كثیرة مجهولة من المال، و‌قال السُّدِّیّ: مائة رطل من ذهب أَو فضة، و هو
(1). قوله [و عاندین] فی یاقوت: بلفظ المثنی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 119
بالسُّریانیة مِل‌ءُ مَسْك ثَوْر ذهباً أَو فضة، و منه قولهم: قَناطِیرُ مُقَنْطَرةٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ الْقَنٰاطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ. و‌فی الحدیث: من قامَ بأَلف آیة كُتِبَ من المُقَنْطِرِینَ؛ أَی أُعْطِیَ قِنْطاراً من الأَجْر. و‌روی أَبو هریرة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: القِنْطارُ اثنا عشر أَلف أُوقیة، الأُوقیة خیر مما بین السماء و الأَرض.و‌روی ابن عباس عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: من قرأَ أَربعمائة آیة كتب له قِنْطارٌ؛ القِنْطارُ مائة مثقال، المثقال عشرون قیراطاً، القیراط مثل واحد. أَبو عبیدة: القَناطِیر واحدها قِنْطار، قال: و لا نجد العرب تعرف وزنه و لا واحد له من لفظه، یقولون: هو قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثور ذهباً. و المُقَنْطَرة: مُفَنْعَلة من لفظه أَی مُتَمَّمة، كما قالوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، و یجوز القناطیر فی الكلام، و المُقَنْطَرةُ تسعة، و القناطیر ثلاثة، و معنی المُقَنْطَرة المُضَعَّفة. قال ثعلب: اختلف الناس فی القنطار ما هو، فقالت طائفة: مائة أُوقیة من ذهب، و قیل: مائة أُوقیة من الفضة، و قیل: أَلف أُوقیة من الذهب، و قیل: أَلف أُوقیة من الفضة، و قیل: مِلْ‌ءُ مَسْك ثور ذهباً، و قیل: مل‌ء مسك ثور فضة، و یقال: أَربعة آلاف دینار، و یقال: أَربعة آلاف درهم، قال: و المعمول علیه عند العرب الأَكثر أَنه أَربعة آلاف دینار. قال: و قوله الْمُقَنْطَرَةِ، یقال: قد قَنْطَرَ زیدٌ إِذا ملك أَربعة آلاف دینار، فإِذا قالوا قَناطِیرُ مُقَنْطَرة فمعناها ثلاثة أَدْوارٍ دَوْرٌ و دَوْرٌ و دَوْرٌ، فمحصولها اثنا عشر أَلف دینار. و‌فی الحدیث: أَن صَفْوان بنَ أُمَیَّة قَنْطَر فی الجاهلیة و قَنْطَر أَبوه؛ أَی صار له قِنْطارٌ من المال. ابن سیدة: قَنْطَر الرجلُ ملك مالًا كثیراً كأَنه یوزن بالقِنْطار. و قِنْطار مُقَنْطَر: مُكَمَّل. و القِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة من المال. و القِنْطارُ: طِلاءٌ «2». هكذا فی سائر النسخ، و فی اللسان طلاء لعود البخور. لعُود البَخُور. و القِنْطِیرُ و القِنْطِر، بالكسر: الداهیة؛ قال الشاعر: إِنَّ الغَرِیفَ یَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ الغریف: الأَجَمَةُ. و یقال: جاء فلان بالقِنْطِیر، و هی الداهیة؛ و أَنشد شمر: و كلُّ امرئٍ لاقٍ من الأَمر قِنْطِرا و أَنشد محمد بن إِسحق السَّعْدی: لَعَمْری لقد لاقَی الطُّلَیْلِیُّ قِنْطِراً من الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمٌّ قَناطِرُه أَی دواهیه. و القِنْطِرُ: الدُّبْسِیُّ من الطیر؛ یمانیة. و بنو قَنْطُوراءَ: هم التُّرْكُ، و‌ذكرهم حذیفة فیما روی عنه فی حدیثه فقال: یُوشِكُ بنو قَنْطُوراءَ أَن یُخْرِجُوا أَهْل العراق من عِراقهم، و یُرْوَی: أَهلَ البَصْرة منها، كأَنی بهم خُزْرَ العُیُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ الوجوه، قال: و یقال إِن قَنْطوراء كانت جاریة لإِبراهیم، علی نبینا و علیه السلام، فولدت له أَولاداً، و الترك و الصین من نسلها. و‌فی حدیث ابن عمرو بن العاص: یُوشكُ بنو قَنْطُوراء أَن یُخْرِجوكم من أَرض البَصْرة.و‌فی حدیث أَبی بَكْرة: إِذا كان آخِرُ الزمان جاء بنو قَنْطُوراء، و قیل: بنو قَنْطوراء هم السُّودانُ.

قنغر؛ ج5، ص: 119

: القَنْغَر: شجر مثل الكَبَر إِلا أَنها أَغلظُ شَوْكاً و عُوداً و ثمرتها كثمرته و لا ینبت فی الصخر؛ حكاه أَبو حنیفة.
(2). قوله [و القنطار طلاء] عبارة القاموس و شرحه: و القنطار، بالكسر، طراء لعود البخور
لسان العرب، ج‌5، ص: 120‌

قنفر؛ ج5، ص: 120

: القِنفِیرُ و القُنافِرُ: القصیر.

قنور؛ ج5، ص: 120

: القَنَوَّرُ، بتشدید الواو: الشدیدُ الضَّخْمُ الرأْس من كل شی‌ء. و كلُّ فَظٍّ غلیظٍ: قَنَوّرٌ؛ و أَنشد: حَمَّال أَثقالٍ بها قَنَوَّرُ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَرْسَلَ فیها سَبِطاً لم یَقْفَرِ، قَنَوَّراً زادَ علی القَنَوَّرِ و القَنَوَّر: السیئ الخُلُق، و قیل: الشَّرِسُ الصعب من كل شی‌ء. و القِنَّوْرُ: العبد؛ عن كراع. قال ابن سیدة: و القِنَّوْرُ الدَّعِیّ، و لیس بثَبَتٍ؛ و بعیر قَنَوَّرٌ. و یقال: هو الشَّرِسُ الصعب من كل شی‌ء. قال أَبو عمرو: قال أَحمد بن یحیی فی باب فِعَّوْل: القِنَّوْرُ الطویل و القِنَّوْرُ العبد؛ قاله ابن الأَعرابی؛ و أَنشد أَبو المكارم: أَضْحَتْ حَلائِلُ قِنَّوْرٍ مُجَدَّعَةً، لِمَصْرَعِ العبدِ قِنَّوْر بن قِنَّورِ و القِنَّارُ و القِنَّارَةُ: الخشبة یُعَلِّقُ علیها القَصَّابُ اللحم، لیس من كلام العرب. و قَنُّورٌ: اسم ماء؛ قال الأَعشی: بَعَرَ الكَرِیُّ به بُعُورَ سَیُوفةٍ دَنَفاً، و غادَره علی قَنُّورِ قال الأَزهری: و رأَیت فی البادیة مَلَّاحةً تُدْعی قَنُّورَ، بوزن سَفُّودٍ، قال: و مِلْحها أَجود مِلْحٍ رأَیته. و فی نوادر الأَعراب: رجل مُقَنْوِرٌ و مُقَنِّرٌ و رجلٍ مُكَنْوِرٌ و مُكَنِّرٌ إِذا كان ضَخْماً سَمجاً أَو مُعْتَمّاً عِمَّةً جافیة.

قهر؛ ج5، ص: 120

: القَهْرُ: الغَلَبة و الأَخذ من فوق. و الْقَهّٰارُ: من صفات الله عز و جل. قال الأَزهری: و الله القاهرُ القَهّار، قَهَرَ خَلْقَه بسلطانه و قدرته و صَرَّفهم علی ما أَراد طوعاً و كرهاً، و القَهَّار للمبالغة. و قال ابن الأَثیر: القاهر هو الغالب جمیع الخلق. و قَهَرَه یَقْهَرُه قَهْراً: غلبه. و تقول: أَخَذْتُهُم قَهْراً أَی من غیر رضاهم. و أَقْهَرَ الرجلُ: صار أَصحابُه مَقْهُورین. و أَقْهَرَ الرجلَ: وَجَدَه مقهوراً؛ و قال المُخَبَّل السَّعْدِی یهجو الزِّبْرِقانَ و قومه و هم المعروفون بالجِذاع: تَمَنَّی حُصَیْنٌ أَن یَسُودَ جِذاعَه، فأَمْسَی حُصَیْنٌ قد أُذلَّ و أُقْهِرا علی ما لم یسم فاعله أَی وجد كذلك، و الأَصمعی یرویه: … قد أَذَلَّ و أَقْهَر أَی صار أَمره إِلی الذل و القَهْر. و فی الأَزهری: أَی صار أَصحابُه أَذِلاءَ مقهورین، و هو من قیاس قولهم أَحْمَدَ الرجلُ صار أَمره إِلی الحمد. و حُصَین: اسم الزِّبْرِقانِ، و جِذاعُه: رَهْطُه من تمیم. و قُهِرَ: غُلِبَ. و فخذٌ قَهِرَةٌ: قلیلة اللحم. و القَهِیرة: مَحْضٌ یلقی فیه الرَّضْفُ فإِذا غَلی ذُرَّ علیه الدقیقُ و سِیطَ به ثم أُكل؛ قال ابن سیدة: وجدناه فی بعض نسخ لإِصلاح لیعقوب. و القَهْر: موضع ببلاد بنی جَعْدة؛ قال المُسَیَّبُ بن عَلَسٍ: سُفلی العراق و أَنتَ بالقَهْرِ و یقال: أَخَذْتُ فلاناً قُهْرَةً، بالضم، أَی اضطراراً. و قُهِرَ اللحمُ إِذا أَخذته النار و سال ماؤه؛ و قال: فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، به اللَّهْبانُ مقهوراً ضَبِیحا
لسان العرب، ج‌5، ص: 121
یقال: ضبَحَتْه النارُ و ضَبَتْه و قَهَرَتْه إِذا غیرته.

قهقر؛ ج5، ص: 121

: القَهْقَرُ و القَهْقَرُّ، بتشدید الراء: الحجر الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ، و كان أَحمد بن یحیی یقول وحده القَهْقارُ؛ و قال الجَعْدِیّ: بأَخْضَرَ كالقَهْقَرِّ یَنْفُضُ رأْسَه، أَمامَ رِعالِ الخَیْلِ، و هی تُقَرَّبُ قال اللیث: و هو القُهْقُور. ابن السكیت: القُهْقُرُّ قِشْرَة حمراء تكون علی لُبّ النخلة؛ و أَنشد: أَحْمَرُ كالقُهْقُرِّ وضَّاحُ البَلَقْ و قال أَبو خَیْرَة: القَهْقَرُ و القُهاقِرُ و هو ما سَهَكْتَ به الشی‌ءَ؛ و فی عبارة أُخری: هو الحجر الذی یُسْهَكُ به الشی‌ء، قال: و الفِهْرُ أَعظم منه؛ قال الكمیت: و كأَن، خَلْفَ حِجاجِها من رأْسِها و أَمامَ مَجْمَعِ أَخْدَعَیْها، القَهْقَرا و غراب قَهْقَرٌ: شدید السواد. و حِنْطَةٌ قَهْقَرة: قد اسْوَدَّتْ بعد الخُضْرَة، و جمعها أَیضاً قَهْقَرٌ. و القَهْقَرة: الصَّخْرة الضخمة، و جمعها أَیضاً قَهْقَرٌ. و القَهْقَرَی: الرجوع إِلی خلف، فإِذا قلت: رَجَعْتُ القَهْقَرَی، فكأَنك قلت: رجعت الرجوعَ الذی یعرف بهذا الاسم لأَن القَهْقَرَی ضرب من الرجوع؛ و قَهْقَر الرجلُ فی مِشْیَته: فعل ذلك. و تَقَهْقَر: تَراجَعَ علی قفاه. و یقال: رجع فلانٌ القَهْقَرَی. و الرجل یُقَهْقِرُ فی مِشْیَته إِذا تَراجَعَ علی قفاه قَهْقَرة. و القَهْقَرَی: مصدر قَهْقَرَ إِذا رجع علی عقبیه. الأَزهری: ابن الأَنباری: إِذا ثَنَّیْتَ القَهْقَرَی و الخَوْزَلی ثَنَّیْتَه بإِسقاط الیاء فقلت القَهْقَرانِ و الخَوْزَلانِ، استثقالًا للیاء مع أَلف التثنیة و یاء التثنیة، و قد جاء‌فی حدیث رواه عكرمة عن ابن عباس عن عمر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: إِنی أُمْسِكُ بحُجَزكُمْ هَلُمَّ عن النار و تَقاحَمُونَ فیها تَقاحُمَ الفَراشِ و تَرِدُونَ عَلیَّ الحَوْضَ و یُذْهَبُ بكم ذاتَ الشمال فأَقول: یا رب، أُمَّتی فیقال: إِنهم كانوا یمشونَ بَعْدَك القَهْقَرَی؛ قال الأَزهری: معناه الإِرتداد عما كانوا علیه. و تكرر فی الحدیث ذكر القَهْقَرَی و هو المَشْیُ إِلی خَلْف من غیر أَن یُعیدَ وَجْهه إِلی جهة مشیه، قیل: إِنه من باب القَهْرِ. شمر: القَهْقَرُ، بالتخفیف، الطعام الكثیر الذی فی الأَوعیة مَنْضُوداً؛ و أَنشد: باتَ ابنُ أَدْماءَ یُسامی القَهْقَرا قال شمر: الطعام الكثیر الذی فی العَیْبَةِ. و القُهَیْقِرانُ: دُوَیْبَّةٌ. النضر: القَهْقَرُ العَلْهَبُ، و هو التیس المُسِنُّ، قال: و أَحْسبُه القَرْهَبَ.

قور؛ ج5، ص: 121

: قارَ الرجلُ یَقُورُ: مَشَی علی أَطراف قدمیه لیُخْفِیَ مَشْیَه؛ قال: زَحَفْتُ إِلیها، بَعْدَ ما كنتُ مُزْمِعاً علی صَرْمِها، و انْسَبْتُ باللیلِ قائِرا و قارَ القانصُ الصیدَ یَقُورُه قَوْراً: خَتَله. و القارَةُ: الجُبَیْلُ الصغیر، و قال اللحیانی: هو الجُبَیْلُ الصغیر المُنْقَطع عن الجبال. و القارَةُ: الصخرة السوداء، و قیل: هی الصخرة العظیمة، و هی أَصغر من الجبل، و قیل: هی الجبیل الصغیر الأَسود المنفردُ شِبْهُ الأَكَمَة. و‌فی الحدیث: صَعِدَ قارَةَ الجبل، كأَنه أَراد جبلًا صغیراً فوق الجبل، كما یقال صَعِدَ قُنَّةَ الجبل أَی أَعلاه. ابن شمیل: القارَةُ جُبَیْلٌ مُسْتَدِقٌّ مَلْمُومٌ طویل فی السماء لا یَقُودُ فی الأَرض كأَنه جُثْوَةٌ، و هو عَظِیمٌ مُسْتَدِیر. و القارَةُ: الأَكَمَةُ؛ قال منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِیّ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 122
هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعلی ذی القُورْ؟ قد دَرَسَتْ، غَیْرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ، مَرُوحٍ مَمْطُورْ، أَزْمانَ عَیْناءُ سُرُورُ المَسْرُورْ قوله: … بأَعلی ذی القور أَی بأَعلی المكان الذی بالقور، و قوله: قد درست غیر رماد مكفور أَی دَرَسَتْ مَعالِمُ الدار إِلا رماداً مكفوراً، و هو الذی سَفَتْ علیه الریحُ الترابَ فغطاه و كَفَره، و قوله: مكتئب اللون … یرید أَنه یَضْرِبُ إِلی السواد كما یكونُ وَجْهُ الكئیب، و مَروحٌ: أَصابته الریح، و ممطور: أَصابه المطر، و عیناء مبتدأٌ و سُرور المَسْرورِ خبره، و الجملة فی موضع خفض بإِضافة أَزمان إِلیها، و المعنی: هل تعرف الدار فی الزمان الذی كانت فیه عیناء سُرور من رآها و أَحبها؟ و القارَةُ: الحَرَّةُ، و هی أَرض ذات حجارة سود، و الجمع قاراتٌ و قارٌ و قُورٌ و قِیرانٌ. و‌فی الحدیث: فله مِثْلُ قُورِ حِسْمَی؛ و فی قَصِید كعب: و قد تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِیلُ و‌فی حدیث أُم زرع: علی رأْسِ قُورٍ وَعْثٍ.قال اللیث: القُورُ جمع القارة و القِیرانُ جمعُ القارَة، و هی الأَصاغر من الجبال و الأَعاظم من الآكام، و هی متفرقة خشنة كثیرة الحجارة. و دار قَوْراءُ: واسعة الجوف. و القار: القطیع الضخم من الإِبل. و القارُ أَیضاً: اسم للإِبل، قال الأَغْلَبُ العِجْلی: ما إِن رأَینا مَلِكاً أَغارا أَكثَرَ منه قِرَةً و قارا، و فارِساً یَسْتَلِبُ الهِجارا القِرَة و القارُ: الغنم. و الهِجار: طَوْقُ المَلِكِ، بلغة حِمْیَر؛ قال ابن سیدة: و هذا كله بالواو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عیناً أَكثر من انقلابها عن الیاء. و قارَ الشی‌ءَ قَوْراً و قَوَّرَه: قطع من وَسَطه خرقاً مستدیراً. و قَوَّرَ الجَیْبَ: فعل به مثل ذلك. الجوهری: قَوَّرَه و اقْتَوَره و اقْتاره كله بمعنی قطعه. و‌فی حدیث الاستسقاء: فتَقَوَّرَ السحابُ‌أَی تَقَطَّع و تَفَرَّقَ فِرَقاً مستدیرة؛ و منه قُوارَةُ القمیص و الجَیْبِ و البِطِّیخ. و‌فی حدیث معاویة: فی فِنائِه أَعْنُزٌ دَرُّهُن غُبْرٌ یُحْلَبْنَ فی مثل قُوارَةِ حافِر البعیر‌أَی ما استدار من باطن حافره یعنی صِغَرَ المِحْلَب و ضِیقَه، وصفه باللُّؤم و الفقر و استعار للبعیر حافراً مجازاً، و إِنما یقال له خف. و القُوارَة: ما قُوِّرَ من الثوب و غیره، و خص اللحیانی به قُوارةَ الأَدیم. و فی أَمثال العرب: قَوِّرِی و الْطُفی؛ إِنما یقوله الذی یُرْكَبُ بالظُّلْم فیسأَل صاحبه فیقول: ارْفُقْ أَبْقِ أَحْسِنْ؛ التهذیب: قال هذا المثل رجل كان لامرأَته خِدْنٌ فطلب إِلیها أَن تتخذ له شِراكَیْن من شَرَجِ اسْتِ زوجها، قال: ففَظِعَتْ بذلك فأَبی أَن یَرْضَی دون فعل ما سأَلها، فنظرت فلم تجد لها وجهاً ترجو به السبیل إِلیه إِلا بفساد ابن لها، فَعَمَدَتْ فعَصَبَتْ علی مبَالِه عَقَبَةً فأَخْفَتْها فعَسُرَ علیه البولُ فاستغاث بالبكاء، فسأَلها أَبوه عَمَّ أَبكاه، فقالت: أَخذه الأُسْرُ و قد نُعِتَ له دواؤه، فقال: وما هو؟ فقالت: طَرِیدَةٌ تُقَدُّ له من شَرَجِ اسْتِك، فاستعظم ذلك و الصبی یَتَضَوَّرُ، فلما رأَی ذلك بَخِعَ لها به و قال لها: قَوِّرِی و الْطُفی، فقطعتْ منه طَرِیدةً تَرْضِیَةً لخلیلها، و لم تَنْظُرْ سَدادَ بَعْلِها و أَطلقت عن الصبی و سَلَّمَتِ الطَّریدةَ إِلی خلیلها؛ یقال ذلك عند الأَمر بالاسْتِبْقاءِ من الغَرِیر أَو عند المَرْزِئة فی سُوء التدبیر و طَلَبِ ما لا یُوصَلُ إِلیه. و قارَ المرأَة: خَتَنها، و هو من ذلك؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 123
قال جریر: تَفَلَّقَ عن أَنْفِ الفَرَزْدَقِ عارِدٌ، له فَضَلاتٌ لم یَجِدْ من یَقُورُها و القارَة: الدُّبَّةُ. و القارَةُ: قومٌ رُماة من العرب. و فی المثل: قد أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ راماها. و قارَةُ: قبیلة و هم عَضَلٌ و الدِّیشُ ابنا الهُونِ بن خُزَیْمَةَ من كِنانَةَ، سُمُّوا قارَةً لاجتماعهم و الْتِفافِهم لما أَراد ابن الشَّدَّاخ أَن یُفَرِّقَهم فی بنی كنانة؛ قال شاعرهم: دَعَوْنا قارَةً لا تُنْفِرُونا، فَنُجْفِلَ مثلَ إِجْفالِ الظَّلِیمِ و هم رُماةٌ. و‌فی حدیث الهجرة: حتی إذا بَلَغَ بَرْكَ الغَمَادِ لقیه ابن الدَّغِنَةِ و هو سَیِّدُ القارة؛ و فی التهذیب و غیره: و كانوا رُماةَ الحَدَقِ فی الجاهلیة و هم الیوم فی الیمن ینسبون إلی أَسْدٍ، و النسبة إِلیهم قارِیٌّ، و زعموا أَن رجلین التقیا: أَحدهما قارِیٌّ و الآخر أَسْدِیّ، فقال القارِیّ: إن شئتَ صارعتُك و إِن شئتَ سابقتُك و إِن شئتَ رامیتُك: فقال: اخْتَرْتُ المُراماةَ، فقال القارِیُّ: قد أَنْصَفْتَنی؛ و أَنشد: قد أَنْصَفَ القارَةَ من راماها، إِنَّا، إِذا ما فِئَةٌ نَلْقاها، نَرُدُّ أُولاها علی أُخْراها ثم انتزع له سهماً فَشَكَّ فُؤادَه؛ و قیل: القارَةُ فی هذا المثل الدُّبَّةُ، و ذكر ابن بری قال: بعض أَهل اللغة إِنما قیل: [أَنْصَفَ القارَةَ من راماها] لحرب كانت بین قریش و بین بكر بن عبد مناة بن كنانة، قال: و كانت القارَةُ مع قریش فلما التقی الفریقان راماهم الآخرون حین رَمَتْهُم القارَةُ، فقیل: قد أَنصفكم هؤلاء الذین ساوَوْكم فی العمل الذی هو صناعَتُكم، و أَراد الشَّدَّاخُ أَن یُفَرِّق القارَةَ فی قبائل كنانة فأَبَوْا، و قیل فی مثلٍ: لا یَفْطُنُ الدُّبُّ الحجارَة. ابن الأَعرابی: القَیِّرُ الأُسْوارُ من الرُّماةِ الحاذقُ، من قارَ یَقُور. و یقال: قُرْتُ خُفَّ البعیر قَوْراً و اقْتَرْتُه إِذا قَوَّرْتَه، و قُرْتُ البطیخة قَوَّرتها. و القُوارَة: مشتقة من قُوارَة الأَدِیم و القِرْطاس، و هو ما قَوَّرْتَ من وسطه و رَمَیْتَ ما حَوالَیْه كقُوارة الجَیْب إِذا قَوَّرْته و قُرْتَه. و القُوارة أَیضاً: اسم لما قطعت من جوانب الشی‌ء المُقَوَّر. و كل شی‌ء قطعت من وسطه خرقاً مستدیراً، فقد قَوَّرْتَه. و الاقْورارُ: تَشَنُّجُ الجلد و انحناءُ الصلب هُزالًا و كِبَراً. و اقْوَرَّ الجلدُ اقوراراً: تَشَنَّجَ؛ كما قال رُؤبةُ بن العَجَّاج: و انْعاجَ عُودِی كالشَّظِیفِ الأَخْشَنِ، بعد اقْورارِ الجِلْدِ و التَّشَنُّنِ یقال: عُجْتُه فانعاج أَی عطفته فانعطف. و الشظیف من الشجر: الذی لم یَجِدْ رِیَّه فصَلُبَ و فیه نُدُوَّةٌ. و التَّشَنُّنُ: هو الإِخلاقُ، و منه الشَّنَّةُ القِرْبةُ البالیة؛ و ناقة مُقوَرَّةٌ و قد اقْوَرَّ جلدُها و انحنَت و هُزِلَتْ. و‌فی حدیث الصدقة: و لا مُقْوَرَّةُ الأَلْیاطِ؛ الاقْوِرارُ: الاسترخاء فی الجُلُود، و الأَلْیاطُ: جمعُ لِیطٍ، و هو قشر العُودِ، شبهه بالجلد لالتزاقه باللحم؛ أَراد غیر مسترخیة الجلود لهُزالها. و‌فی حدیث أَبی سعید: كجلد البعیر المُقْوَرِّ.و اقْتَرْتُ حدیثَ القوم إذا بَحَثْتَ عنه. و تَقَوَّرَ اللیلُ إِذا تَهَوَّرَ؛ قال ذو الرمة: حتی تَرَی أَعْجازَه تَقَوَّرُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 124
أَی تَذْهَبُ و تُدْبِرُ. و انقارتِ الرَّكِیَّة انْقِیاراً إِذا تَهَدَّمتِ؛ قال الأَزهری: و هو مأَخوذ من قولك قُرْتُه فانْقارَ؛ قال الهُذَلی: جادَ و عَقَّتْ مُزْنَهُ الریحُ، و انْقارَ به العَرْضُ و لم یَشْمَلِ أَراد: كأَنَّ عَرْضَ السحاب انْقارَ أَی وقعت منه قطعة لكثرة انصباب الماء، و أَصله من قُرْتُ عَیْنَه إِذا قلعتها. و القَوَرُ: العَوَرُ، و قد قُرْتُ فلاناً إذا فقأْت عینه، و تَقَوَّرَتِ الحیةُ إذا تَثَنَّت؛ قال الشاعر یصف حیة: تَسْرِی إلی الصَّوْتِ، و الظلماءُ داجِنَةٌ، تَقَوُّرَ السِّیْلِ لاقی الحَیْدَ فاطَّلَعا و انْقارَتِ البئرُ: انهدمت. و یومُ ذی قارٍ: یومٌ لبنی شَیْبانَ و كان أَبْرَوِیزُ أَغْزاهُمْ جیشاً فظَفِرَتْ بنو شیبان، و هو أَول یوم انتصرت فیه العرب من العجم. و فلانٌ ابنُ عبدٍ القاریُّ: منسوب إلی القارَة، و عبد مُنَوَّنٌ و لا یضاف. و الاقْورِارُ: الضُّمْرُ و التَّغیُّر، و هو أَیضاً السِّمَنُ ضِدٌّ؛ قال: قَرَّبْنَ مُقْوَرّاً كأَنَّ وَضِینَهُ بِنِیقٍ، إذا ما رامَه العُقْرَ أَحْجَما و القَوْرُ: الحَبْلُ الجَیِّدُ الحدیثُ من القطن؛ حكاه أَبو حنیفة و قال مرة: هو من القطن ما زرع من عامه. و لقیت منه الأَقْوَرِینَ و الأَمَرِّینَ و البُرَحِینَ و الأَقْوَرِیَّاتِ: و هی الدواهی العظام؛ قال نَهارُ بن تَوْسِعَةَ: و كنا، قَبْلَ مُلْكِ بنی سُلَیْمٍ، نَسُومُهُمُ الدَّواهِی الأَقْوَرِینا و القُورُ: الترابُ المجتمع. و قَوْرانُ: موضع. اللیث القارِیَةُ طائر من السُّودانِیَّاتِ أَكْثَرُ ما تأْكل العِنَبُ و الزیتونُ، و جمعها قَوارِی، سمیت قارِیَةً لسَوادها؛ قال أَبو منصور: هذا غَلط، لو كان كما قال سمیت قارِیةً لسوادها تشبیهاً بالقارِ لقیل قارِیَّة، بتشدید الیاء، كما قالوا عارِیَّةٌ من أَعار یُعیر، و هی عند العرب قاریَةٌ، بتخفیف الیاء. و روی عن الكسائی: القارِیَةُ طیر خُضْر، و هی التی تُدْعَی القَوارِیرَ. قال: و القَرِیِّ أَولُ طیر قُطُوعاً، خُضْرٌ سودُ المناقیر طِوالُها أَضْخَمُ من الخُطَّافِ، و روی أَبو حاتم عن الأَصمعی: القارِیَةُ طیر أَخضر و لیس بالطائر الذی نعرف نحن، و قال ابن الأَعرابی: القارِیَةُ طائر مشؤوم عند العرب، و هو الشِّقِرَّاق. و اقْوَرَّت الأَرضُ اقْوِراراً إذا ذهب نباتها. و جاءت الإِبل مُقْوَرَّة أَی شاسِفَةً؛ و أَنشد: ثم قَفَلْنَ قَفَلًا مُقْوَرّا قَفَلْنَ أَی ضَمَرْنَ و یَبِسْنَ؛ قال أَبو وَجْزةَ یصف ناقة قد ضَمُرَتْ: كأَنما اقْوَرَّ فی أَنْساعِها لَهَقٌ مُرَمَّعٌ، بسوادِ اللیلِ، مَكْحُولُ و المُقْوَرُّ أَیضاً من الخیل: الضامر؛ قال بشر: یُضَمَّرُ بالأَصائِل فهو نَهْدٌ أَقَبُّ مُقَلَّصٌ، فیه اقْوِرارُ

قیر؛ ج5، ص: 124

: القیرُ و القارُ: لغتان، و هو صُعُدٌ یذابُ فیُسْتَخْرَجُ منه القارُ و هو شی‌ء أَسود تطلی به الإِبل و السفن یمنع الماء أَن یدخل، و منه ضرب تُحْشَی به الخَلاخیل و الأَسْوِرَةُ. و قَیَّرْتُ السفینةَ: طلیتها بالقارِ، و قیل: هو الزِّفت؛ و قد قَیَّرَ الحُبَّ و الزِّقَّ، و صاحبه قَیَّارٌ، و ذكره الجوهری فی قور.
لسان العرب، ج‌5، ص: 125
و القارُ: شجر مُرٌّ؛ قال بِشْرُ بنُ أَبی خازم: یَسُومونَ الصَّلاحَ بذات كَهْفٍ، و ما فیها لهم سَلَعٌ و قارُ و حكی أَبو حنیفة عن ابن الأَعرابی: هذا أَقْیَرُ من ذلك أَی أَمَرُّ. و رجل قَیُّورٌ: خامل النَّسَب. و قَیَّارٌ: اسم رجل و هو أَیضاً اسم فرس؛ قال ضابِئٌ البُرْجُمِیُّ: فمن یَكُ أَمْسَی بالمدینة رَحْلُه، فإِنی، و قَیَّاراً بها، لغَرِیبُ و ما عاجلاتُ الطیر تُدْنی من الفَتی نَجاحاً، و لا عن رَیْثِهِنَّ نَحِیبُ و رُبَّ أُمورٍ لا تَضِیرُك ضَیْرَةً، و للْقلب من مَخْشاتهنَّ وَجِیبُ و لا خَیْرَ فیمن لا یُوَطِّنُ نَفْسَهُ علی نائباتِ الدَّهْرِ، حینَ تَنُوبُ و فی الشَّكِّ تَفْریطٌ و فی الحزْمِ قُوَّةٌ و یُخْطِئُ فی الحَدْسِ الفَتی و یُصِیبُ قوله: و ما عاجلات الطیر … یرید التی تُقَدَّمُ للطیران فَیَزْجُرُ بها الإِنسانُ إذا خَرَجَ و إن أَبطأَت علیه و انتظرها فقد راثَتْ، و الأَول عندهم محمود و الثانی مذموم؛ یقول: لیس النُّجْحُ بأَن تُعَجِّلَ الطیرُ و لیس الخَیْبَةُ فی إبطائها. التهذیب: سمی الفرس قیَّاراً لسواده. الجوهری: و قَیَّار قیل اسم جمل ضابئ بن الحرث البُرْجُمِیِّ؛ و أَنشد: فإنی و قَیَّارٌ بها لَغَریبُ قال: فیرفع قَیَّارٌ علی الموضع،قال ابن بری: قَیّار قیل هو اسم لجمله، و قیل: هو اسم لفرسه؛ یقول: من كان بالمدینة بیته و منزله فلست منها و لا لی بها منزل، و كان عثمان، رضی الله عنه، حَبَسهُ لفِرْیَة افترَاها و ذلك أَنه استعار كلباً من بعض بنی نَهْشَل یقال له قرْحانُ، فطال مكثه عنده و طلبوه، فامتنع علیهم فعَرَضُوا له و أَخذوه منه، فغضب فرَمَی أُمَّهم بالكلب، و له فی ذلك شعر معروف، فاعْتَقَله عثمانُ فی حبسه إلی أَن مات عثمان، رضی الله عنه، و كان هَمَّ بقتل عثمان لما أَمر بحبسه؛ و لهذا یقول: هَمَمْتُ، و لم أَفْعَلْ، و كِدْتُ و لَیْتَنی تَرَكْتُ علی عثمانَ تَبْكِی حَلائِلُهْ و‌فی حدیث مجاهد: یَغْدُو الشیطانُ بقَیْرَوانِه إلی السُّوق فلا یزال یهتز العرش مما یَعْلَم اللهُ ما لا یَعْلَم؛ قال ابن الأَثیر: القَیْرَوان معظمُ العسكرِ و القافِلة من الجماعة، و قیل: إِنه مُعَرَّب [كارَوان] و هو بالفارسیة القافلة، و أَراد بالقَیْرَوانِ أَصحابَ الشیطان و أَعوانه، و قوله: یعلم الله ما لا یعلم یعنی أَنه یحمل الناس علی أَن یقولوا یعلم الله كذا لأَشیاءِ یعلم الله خلافها، فینسبون إلی الله علم ما یعلم خلافَه، و یعلم اللهُ من أَلفاظ القَسَم.

باب الكاف؛ ج5، ص: 125

كبر؛ ج5، ص: 125

: الكَبیر فی صفة الله تعالی: العظیم الجلیل و المُتَكَبِّر الذی تَكَبَّر عن ظلم عباده، و الكِبْرِیاء عَظَمَة الله، جاءتْ علی فِعْلِیاء؛ قال ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی الْمُتَكَبِّرُ و الْكَبِیرُ أَی العظیم ذو الكبریاء، و قیل: المتعالی عن صفات الخلق، و قیل: المتكبر علی عُتاةِ خَلْقه، و التاء فیه للتفرّد و التَّخَصُّصِ لا تاء التَّعاطِی و التَّكَلُّف. و الكِبْرِیاء: العَظَمة و الملك، و قیل: هی عبارة عن كمال الذات و كمال الوجود و لا یوصف بها إلا الله
لسان العرب، ج‌5، ص: 126
تعالی، و قد تكرر ذكرهما فی الحدیث، و هما من الكِبْرِ، بالكسر، و هو العظمة. و یقال كَبُرَ بالضم یَكْبُرُ أَی عَظُمَ، فهو كبیر. ابن سیدة: الكِبَرُ نقیض الصِّغَرِ، كَبُرَ كِبَراً و كُبْراً فهو كبیر و كُبَار و كُبَّار، بالتشدید إذا أَفرط، و الأُنثی بالهاء، و الجمع كِبارٌ و كُبَّارونَ. و استعمل أَبو حنیفة الكِبَرَ فی البُسْر و نحوه من التمر، و یقال: علاه المَكْبِرُ [المَكْبَرُ]، و الاسم الكَبْرَةُ، بالفتح، و كَبُرَ بالضم یَكْبُر أَی عظم. و‌قال مجاهد فی قوله تعالی: قٰالَ كَبِیرُهُمْ أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبٰاكُمْ؛ أَی أَعْلَمُهم لأَنه كان رئیسهم و أَما أَكبرهم فی السِّنِّ فَرُوبِیلُ و الرئیسُ كان شَمْعُونَ؛ قال الكسائی فی روایته: كَبیرهم یَهُوذا.و قوله تعالی: إِنَّهُ لَكَبِیرُكُمُ الَّذِی عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ*؛ أَی مُعَلِّمكم و رئیسكم. و الصبی بالحجاز إِذا جاء من عند مُعَلِّمه قال: جئت من عند كَبیری. و اسْتَكْبَر الشی‌ءَ: رآه كبیراً و عَظُمَ عنده؛ عن ابن جنی. و المَكْبُوراء: الكِبَارُ. و یقال: سادُوك كابِراً عن كابِرٍ أَی كبیراً عن كبیر، و وَرِثُوا المَجْدَ كابِراً عن كابِرٍ، و أَكْبَرَ أَكْبَرَ. و‌فی حدیث الأَقْرَعِ و الأَبْرَصِ: ورِثْتُه كابِراً عن كابِرٍ‌أَی ورثته عن آبائی و أَجدادی كبیراً عن كبیر فی العز و الشرف. التهذیب: و یقال ورثوا المجد كابراً عن كابر أَی عظیماً و كبیراً عن كبیر. و أَكْبَرْتُ الشی‌ءَ أَی استعظمته. اللیث: المُلوك الأَكابِرُ جماعة الأَكْبَرِ و لا تجوز النَّكِرَةُ فلا تقول مُلوك أَكابِرُ و لا رجالٌ أَكابِرُ لأَنه لیس بنعت إِنما هو تعجب. و كَبَّرَ الأَمْرَ: جعله كبیراً، و اسْتَكْبَرَه: رآه كبیراً؛ و أَما قوله تعالی: فَلَمّٰا رَأَیْنَهُ أَكْبَرْنَهُ؛ فأَكثر المفسرین یقولون: أَعظَمْنَه. و‌روی عن مجاهد أَنه قال: أَكْبَرْنَهُ حِضْنَ‌و لیس ذلك بالمعروف فی اللغة؛ و أَنشد بعضهم: نَأْتی النساءَ علی أَطْهارِهِنّ، و لا نأْتی النساءَ إِذا أَكْبَرْنَ إِكْباراً قال أَبو منصور: و إِن صحت هذه اللفظة فی اللغة بمعنی الحیض فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ، و ذلك أَن المرأَة أَوَّلَ ما تحیض فقد خرجت من حَدِّ الصِّغَرِ إِلی حد الكِبَر، فقیل لها: أَكْبَرَتْ أَی حاضت فدخلت فی حد الكِبَر المُوجِبِ علیها الأَمْرَ و النهی. و روی عن أَبی الهیثم أَنه قال: سأَلت رجلًا من طَیِّ‌ء فقلت: یا أَخا طی‌ء، أَ لك زوجة؟ قال: لا و الله ما تزوّجت و قد وُعِدْتُ فی ابنة عم لی، قلت: و ما سِنُّها؟ قال: قد أَكْبَرَتْ أَو كَبِرَت، قلت: ما أَكْبَرَتْ؟ قال: حاضت. قال أَبو منصور: فلغة الطائی تصحح أَن إِكْبارَ المرأَة أَول حیضها إِلا أَن هاء الكنایة فی قوله تعالی أَكْبَرْنَهُ تنفی هذا المعنی، فالصحیح أَنهن لما رأَین یوسف راعَهُنَّ جَمالُه فأَعظمنه. و روی الأَزهری بسنده عن ابن عباس فی قوله تعالی: فَلَمّٰا رَأَیْنَهُ أَكْبَرْنَهُ، قال: حِضْنَ؛ قال أَبو منصور: فإِن صحت الروایة عن ابن عباس سلمنا له و جعلنا الهاء فی قوله أَكْبَرْنَهُ هاء وقفة لا هاء كنایة، و الله أَعلم بما أَراد. و اسْتِكْبارُ الكفار: أَن لا یقولوا لا إِله إِلَّا اللهُ؛ و منه قوله: إِنَّهُمْ كٰانُوا إِذٰا قِیلَ لَهُمْ لٰا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ یَسْتَكْبِرُونَ؛ و هذا هو الكِبْرُ الذی‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن من كان فی قلبه مِثْقالُ ذَرَّة من كِبْرٍ لم یدخل الجنة، قال: یعنی به الشرك، و الله أَعلم، لا أَن یتكبر الإِنسان علی مخلوق مثله و هو مؤمن بربه. و الاستكبار: الامتناع عن قبول الحق مُعاندة و تَكَبُّراً. ابن بُزُرْجٍ: یقال هذه الجاریة من كُبْرَی بناتِ فلان و من صُغْرَی بناته، یریدون من صِغارِ بناته، و یقولون من وُسْطی بنات
لسان العرب، ج‌5، ص: 127
فلان یریدون من أَوساط بنات فلان، فأَما قولهم: الله أَكبر، فإِن بعضهم یجعله بمعنی كَبِیر، و حمله سیبویه علی الحذف أَی أَكبر من كل شی‌ء، كما تقول: أَنت أَفضلُ، ترید: من غیرك. و كَبَّرَ: قال: الله أَكبر. و التكبیر: التعظیم. و‌فی حدیث الأَذان: الله أَكبر.التهذیب: و أَما قول المصلی الله أَكبر و كذلك قول المؤذن ففیه قولان: أَحدهما أَن معناه الله كبیر فوضع أَفعل موضع فَعِیل كقوله تعالی: وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ؛ أَی هو هَیِّنٌ علیه؛ و مثله قول مَعْنِ بن أَوس: لَعَمْرُكَ ما أَدْرِی و إِنی لأَوْجَلُ معناه إِنی وَجِل، و القول الآخر أن فیه ضمیراً، المعنی الله أَكْبَرُ كَبیرٍ، و كذلك الله الأَعَزُّ أَی أَعَزُّ عَزیز؛ قال الفرزدق: إِن الذی سَمَكَ السماءَ بَنَی لنا بیتاً، دَعائِمُه أَعَزُّ و أَطْوَلُ أَی عزیزة طویلة، و قیل: معناه الله أَكبر من كل شی‌ء أَی أَعظم، فحذف لوضوح معناه، و أَكبر خبر، و الأَخبار لا ینكر حذفها، و قیل: معناه الله أَكبر من أن یُعْرف كُنْه كبریائه و عظمته، و إِنما قُدِّرَ له ذلك و أُوّلَ لأَن أَفعل فعل یلزمه الأَلف و اللام أَو الإِضافة كالأَكْبَر و أَكْبَر القَوْمِ، و الراء فی أَكبر فی الأَذان و الصلاة ساكنة لا تضم للوقف، فإِذا وُصِلَ بكلام ضُمَّ. و‌فی الحدیث: كان إِذا افتتح الصلاة قال: الله أَكبر كبیراً، كبیراً منصوب بإِضمار فعل كأَنه قال أُكَبِّرُ كَبیراً، و قیل: هو منصوب علی القطع من اسم الله. و‌روی الأَزهری عن ابن جُبَیْر بن مُطْعِم عن أَبیه: أَنه رأَی النبی، صلی الله علیه و سلم، یصلی قال: فكَبَّرَ و قال: الله أَكبر كبیراً، ثلاث مرات، ثم ذكر الحدیث بطوله؛ قال أَبو منصور: نصب كبیراً لأَنه أَقامه مقام المصدر لأَن معنی قوله الله أَكْبَرُ أُكَبِّرُ اللهَ كَبیراً بمعنی تَكْبِیراً، یدل علی ذلك ما‌روی عن الحسن: أَن نبی الله، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا قام إِلی صلاته من اللیل قال: لا إِله إِلا الله، الله أَكبر كبیراً، ثلاث مرات، فقوله كبیراً بمعنی تكبیراً فأَقام الاسم مقام المصدر الحقیقی، و قوله: الحمد لله كثیراً أَی أَحْمَدُ الله حَمْداً كثیراً. و الكِبَرُ: فی السن؛ و كَبِرَ الرجلُ و الدابةُ یَكْبَرُ كِبَراً و مَكْبِراً، بكسر الباء، فهو كبیر: طعن فی السن؛ و قد عَلَتْه كَبْرَةٌ و مَكْبُرة و مَكْبِرَة و مَكْبَرٌ و علاه الكِبَرُ إِذا أَسَنَّ. و الكِبَرُ: مصدر الكبِیرِ فی السِّنِّ من الناس و الدواب. و یقال للسیف و النَّصْلِ العتیقِ الذی قَدُمَ: عَلَتْهُ كَبْرَة؛ و منه قوله: سَلاجِمُ یَثْرِبَ اللاتی عَلَتْها، بِیَثْرِبَ، كَبْرَةٌ بعد المُرونِ ابن سیدة: و یقال للنصل العتیق الذی قد علاه صَدَأٌ فأَفسده: علته كَبْرَةٌ. و حكی ابن الأَعرابی: ما كَبَرَنی «3» إِلا بسنة أَی ما زاد عَلَیَّ إِلا ذلك. الكسائی: هو عِجْزَةُ وَلَدِ أَبویه آخِرُهم و كذلك كِبْرَةُ ولد أَبویه أَی أَكبرهم. و فی الصحاح: كِبْرَةُ ولد أَبویه إِذا كان آخرهم، یستوی فیه الواحد و الجمع، و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء، فإِذا كان أَقعدَهم فی النسب قیل: هو أَكْبَرُ قومه و إِكْبِرَّةُ قومه، بوزن إِفْعِلَّة، و المرأَة فی ذلك كالرجل. قال أَبو منصور: معنی قول الكسائی و كذلك كِبْرَةُ ولد أَبویه لیس معناه أَنه مثل عِجْزَة أَی أَنه آخرهم،
(3). قوله [ما كبرنی إلخ] بابه نصر كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌5، ص: 128
و لكن معناه أَن لفظه كلفظه، و أَنه للمذكر و المؤنث سواء، و كِبْرَة ضِدُّ عِجْزَة لأَن كِبْرة بمعنی الأَكْبَر كالصِّغْرَة بمعنی الأَصْغَر، فافهم. و روی الإِیادی عن شمر قال: هذا كِبْرَة ولد أَبویه للذكر و الأُنثی، و هو آخر ولد الرجل، ثم قال: كِبْرَة ولد أَبیه بمعنی عِجْزة. و فی المؤلف للكسائی: فلان عِجْزَةُ ولَدِ أَبیه آخرهم، و كذلك كِبْرَة ولد أَبیه، قال الأَزهری: ذهب شمر إِلی أَن كِبْرَة معناه عِجْزَة و إِنما جعله الكسائی مثله فی اللفظ لا فی المعنی. أَبو زید: یقال هو صِغْرَةُ ولد أَبیه و كِبْرَتُهم أَی أَكبرهم، و فلان كِبْرَةُ القوم و صِغْرَةُ القوم إِذا كان أَصْغَرَهم و أَكبرهم. الصحاح: و قولهم هو كُبْرُ قومه، بالضم، أَی هو أَقْعَدُهم فی النسب. و‌فی الحدیث: الوَلاءُ للكُبْرِ، و هو أَن یموت الرجل و یترك ابناً و ابن ابن، فالولاء للابن دون ابن الابن. و قال ابن الأَثیر فی قوله الولاء للكُبْر أَی أَكْبَرِ ذریة الرجل مثل أَن یموت عن ابنین فیرثان الولاء، ثم یموت أحد الابنین عن أَولاد فلا یرثون نصیب أَبیهما من الولاء، و إِنما یكون لعمهم و هو الابن الآخر. یقال: فلان كُبْر قومه بالضم إِذا كان أَقعدَهم فی النسب، و هو أَن ینتسب إِلی جده الأَكبر بآباء أَقل عدداً من باقی عشیرته. و‌فی حدیث العباس: إِنه كان كُبْرَ قومه‌لأَنه لم یبق من بنی هاشم أَقرب منه إِلیه فی حیاته. و‌فی حدیث القسامة: الكُبْرَ الكُبْرَ‌أَی لِیَبْدَإِ الأَكْبَرُ بالكلام أَو قَدِّموا الأَكْبَر إِرْشاداً إِلی الأَدب فی تقدیم الأَسَنِّ، و‌یروی: كَبِّر الكُبْرَ‌أَی قَدِّمِ الأَكبر. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا مات و لم یكن له وارث فقال: ادْفعوا ماله إِلی أَكْبَرِ خُزاعة‌أَی كبیرهم و هو أَقربهم إِلی الجد الأَعلی. و‌فی حدیث الدفن: و یجعل الأَكْبَرُ مما یلی القبلة‌أَی الأَفضل، فإِن استووا فالأَسن. و‌فی حدیث ابن الزبیر و هدمه الكعبة: فلما أَبرَزَ عن رَبَضه دعا بكُبْرِه فنظروا إِلیه‌أَی بمشایخه و كُبَرائه، و الكُبْرُ هاهنا: جمع الأَكْبَرِ كأَحْمَر و حُمْر. و فلان إِكْبِرَّة قومه، بالكسر و الراء مشددة، أَی كُبْرُ قومه، و یستوی فیه الواحد و الجمع و المؤنث. ابن سیدة: و كُبْرُ وَلَدِ الرجل أَكْبَرُهم من الذكور، و منه قولهم: الولاء للكُبْر. و كِبْرَتُهم و إِكبِرَّتُهم: ككُبرهم. الأَزهری: و یقال فلان كُبُرُّ ولد أَبیه و كُبُرَّةُ ولد أَبیه، الراء مشددة، هكذا قیده أَبو الهیثم بخطه. و كُبْرُ القوم و إِكْبِرَّتُهم: أَقعدهم بالنسب، و المرأَة فی ذلك كالرجل، و قال كراع: لا یوجد فی الكلام علی إِفْعِلٍّ إِكْبِرٌّ. و كَبُرَ الأَمْرُ كِبَراً و كَبارَةً: عَظُمَ. و كلُّ ما جَسُمَ، فقد كَبُرَ. و فی التنزیل العزیز: قُلْ كُونُوا حِجٰارَةً أَوْ حَدِیداً أَوْ خَلْقاً مِمّٰا یَكْبُرُ فِی صُدُورِكُمْ؛ معناه كونوا أَشد ما یكون فی أَنفسكم فإِنی أُمِیتكم و أُبْلِیكم. و قوله عز و جل: وَ إِنْ كٰانَتْ لَكَبِیرَةً إِلّٰا عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللّٰهُ؛ یعنی و إِن كان اتباعُ هذه القبلة یعنی قبلة بیت المقدس إِلَّا فَعْلَة كبیرة؛ المعنی أَنها كبیرة علی غیر المخلصین، فأَما من أَخلص فلیست بكبیرة علیه. التهذیب: إِذا أَردت عِظَمَ الشی‌ء قلت: كَبُرَ یَكْبُرُ كِبَراً، كما لو قلت: عَظُمَ یَعظُم عِظَماً. و تقول: كَبُرَ الأَمْرُ یَكْبُر كَبارَةً. و كُبْرُ [كِبْرُ] الشی‌ء أَیضاً: معظمه. ابن سیدة: و الكِبْرُ معظم الشی‌ء، بالكسر، و قوله تعالی: وَ الَّذِی تَوَلّٰی كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذٰابٌ عَظِیمٌ؛ قال ثعلب: یعنی معظم الإِفك؛ قال الفراء: اجتمع القراء علی كسر الكاف و قرأَها حُمَیْدٌ الأَعرج
لسان العرب، ج‌5، ص: 129
وحده كُبْرَه، و هو وجه جید فی النحو لأَن العرب تقول: فلان تولی عُظْمَ الأَمر، یریدون أَكثره؛ و قال ابن الیزیدی: أَظنها لغة؛ قال أَبو منصور: قاسَ الفراء الكُبْرَ علی العُظْمِ و كلام العرب علی غیره. ابن السكیت: كِبْرُ الشی‌ء مُعْظَمُه، بالكسر؛ و أَنشد قول قَیْسِ بن الخَطِیمِ: تَنامُ عن كِبْرِ شأْنِها، فإِذا قامَتْ رُوَیْداً، تَكادُ تَنْغَرِفُ و ورد ذلك‌فی حدیث الإِفك: و هو الَّذِی تَوَلّٰی كِبْرَهُ أَی معظمه، و قیل: الكِبر الإِثم و هو من الكبیرة كالخِطْءِ من الخَطیئة. و‌فی الحدیث أَیضاً: إِن حسان كان ممن كَبَّر علیها.و من أَمثالهم: كِبْرُ سِیاسَةِ الناس فی المال. قال: و الكِبْرُ من التَّكَبُّرِ أَیضاً، فأَما الكُبْرُ، بالضم، فهو أَكْبَرُ ولد الرجل. ابن سیدة: و الكِبْرُ الإِثم الكبیر و ما وعد الله علیه النار. و الكِبْرَةُ: كالكِبْرِ، التأْنیث علی المبالغة. و فی التنزیل العزیز: الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ*. و فی الأَحادیث ذكر الكبائر فی غیر موضع، واحدتها كبیرة، و هی الفَعْلةُ القبیحةُ من الذنوب المَنْهِیِّ عنها شرعاً، العظیم أَمرها كالقتل و الزنا و الفرار من الزحف و غیر ذلك، و هی من الصفات الغالبة. و‌فی الحدیث عن ابن عباس: أَن رجلًا سأَله عن الكبائر: أَ سَبْعٌ هی ففقال: هی من السبعمائة أَقْرَبُ إِلا أَنه لا كبیرة مع استغفار و لا صغیرة مع إِصرار.و‌روی مَسْرُوقٌ قال: سُئِلَ عبد الله عن الكبائر فقال: ما بین فاتحة النساء إِلی رأْس الثلثین.و یقال: رجل كَبِیر و كُبارٌ و كُبَّارٌ؛ قال الله عز و جل: وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبّٰاراً. و‌قوله فی الحدیث فی عذاب القبر: إِنهما لیعذبان و ما یُعَذَّبان فی كَبیر‌أَی لیس فی أَمر كان یَكْبُر علیهما و یشق فعله لو أَراداه، لا أَنه فی نفسه غیر كبیر، و كیف لا یكون كبیراً و هما یعذبان فیه و‌فی الحدیث: لا یدخل الجنة من فی قلبه مثقال حبة خردل من كِبْر؛ قال ابن الأَثیر: یعنی كِبْرَ الكفر و الشرك كقوله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰاخِرِینَ؛ أَ لا تَری أَنه قابله فی نقیضه بالإِیمان‌فقال: و لا یَدْخُلُ النارَ من فی قلبه مثل ذلك من الإِیمان؛ أَراد دخول تأْبید؛ و قیل: إِذا دَخَلَ الجنةَ نُزِعَ ما فی قلبه من الكِبر كقوله تعالی: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ*؛ و منه‌الحدیث: و لكنّ الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَّ؛ هذا علی الحذف، أَی و لكنّ ذا الكبر مَن بَطِرَ، أَو و لكنَّ الكِبْرَ كِبْرُ من بَطِر، كقوله تعالی: وَ لٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقیٰ. و‌فی الحدیث: أَعُوذ بك من سُوءِ الكِبر؛ یروی بسكون الباء و فتحها، فالسكون من هذا المعنی، و الفتح بمعنی الهَرَم و الخَرَفِ. و الكِبْرُ [الكُبْرُ]: الرفعة فی الشرف. ابن الأَنباری: الكِبْرِیاء الملك فی قوله تعالی: وَ تَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِیٰاءُ فِی الْأَرْضِ؛ أَی الملك. ابن سیدة: الكِبْر، بالكسر، و الكبریاء العظمة و التجبر؛ قال كراع: و لا نظیر له إِلا السِّیمِیاءُ العَلامةُ، و الجِرْبِیاءُ الریحُ التی بین الصَّبا و الجَنُوب، قال: فأَما الكِیمیاء فكلمة أَحسبها أَعجمیة. و قد تَكَبَّر و استكْبَر و تَكابَر و قیل تَكَبَّرَ: من الكِبْر، و تَكابَر: من السِّنّ. و التكَبُّر و الاستِكبار: التَّعظّم. و قوله تعالی: سَأَصْرِفُ عَنْ آیٰاتِیَ الَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ؛ قال الزجاج: أَی أَجْعَلُ جزاءَهم الإِضلال عن هدایة آیاتی؛ قال: و معنی یَتَكَبَّرُونَ أَی أَنهم
لسان العرب، ج‌5، ص: 130
یَرَوْنَ أَنهم أَفضل الخلق و أَن لهم من الحق ما لیس لغیرهم، و هذه الصفة لا تكون إِلا لله خاصة لأَن الله، سبحانه و تعالی، هو الذی له القدرة و الفضل الذی لیس لأَحد مثله، و ذلك الذی یستحق أَن یقال له المُتَكَبِّر، و لیس لأَحد أَن یَتَكَبَّرَ لأَن الناس فی الحقوق سواء، فلیس لأَحد ما لیس لغیره فالله الْمُتَكَبِّرُ، و أَعْلَمَ اللهُ أَن هؤلاء یَتَكَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أَی هؤلاء هذه صفتهم؛ و‌روی عن ابن العباس أَنه قال فی قوله یَتَكَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ: من الكِبَر لا من الكِبْرِ‌أَی یتفضلون و یَرَوْنَ أَنهم أَفضل الخلق. و قوله تعالی: لَخَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ؛ أَی أَعجب. أَبو عمرو: الكابِرُ السیدُ، و الكابِرُ الجَدُّ الأَكْبَرُ. و الإِكْبِرُ و الأَكْبَرُ: شی‌ء كأَنه خبیص یابس فیه بعض اللین لیس بشمع و لا عسل و لیس بشدید الحلاوة و لا عذب، تجی‌ء النحل به كما تجی‌ء بالشمع. و الكُبْری: تأْنیث الأَكْبَر و الجمع الكُبَرُ، و جمع الأَكْبَرِ الأَكابِرُ و الأَكْبَرُون، قال: و لا یقال كُبْرٌ لأَن هذه البنیة جعلت للصفة خاصة مثل الأَحمر و الأَسود، و أَنت لا تصف بأَكبر كما تصف بأَحمر، لا تقول هذا رجل أَكبر حتی تصله بمن أَو تدخل علیه الأَلف و اللام. و‌فی الحدیث: یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، قیل: هو یوم النحر، و قیل: یوم عرفة، و إِنما سمی الحج الأَكبر لأَنهم یسمون العمرة الحج الأَصغر. و‌فی حدیث أَبی هریرة: سَجَدَ أَحدُ الأَكْبَرَیْنِ فی: إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ؛ أَراد الشیخین أَبا بكر و عمر. و‌فی حدیث مازِنٍ: بُعِثَ نبیّ من مُضَر بدین الله الكُبَر، جمع الكبری؛ و منه قوله تعالی: إِنَّهٰا لَإِحْدَی الْكُبَرِ، و فی الكلام مضاف محذوف تقدیره بشرائع دین الله الكُبَرِ. و قوله‌فی الحدیث: لا تُكابِرُوا الصلاةَ بمثلها من التسبیح فی مقام واحد‌كأَنه أَراد لا تغالبوها أَی خففوا فی التسبیح بعد التسلیم، و قیل: لا یكن التسبیح الذی فی الصلاة أَكثر منها و لتكن الصلاة زائدة علیه. شمر: یقال أَتانی فلان أَكْبَرَ النهار و شَبابَ النهار أَی حین ارتفع النهار، قال الأَعشی: ساعةً أَكْبَرَ النهارُ، كما شدَّ مُحِیلٌ لَبُونَه إِعْتاما یقول: قتلناهم أَول النهار فی ساعة قَدْرَ ما یَشُدّ المُحِیلُ أَخْلافَ إِبله لئلا یَرْضَعَها الفُصْلانُ. و أَكْبَر الصبیُّ أَی تَغَوَّطَ، و هو كنایة. و الكِبْرِیتُ: معروف، و قولهم أَعَزُّ من الكبریت الأَحمر، إِنما هو كقولهم: أَعَزُّ من بَیْضِ الأَنُوقِ. و یقال: ذَهَبٌ كِبْرِیتٌ أَی خالص؛ قال رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاج بن رؤبة: هل یَنْفَعَنّی كذبٌ سِخْتِیتُ، أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِیتُ؟ و الكَبَرُ: الأَصَفُ، فارسی معرب. و الكَبَرُ: نبات له شوك. و الكَبَرُ: طبل له وجه واحد. و‌فی حدیث عبد الله بن زید صاحب الأَذان: أَنه أَخَذَ عوداً فی منامه لیتخذ منه كَبَراً؛ رواه شمر فی كتابه قال: الكبر بفتحتین الطبلُ فیما بَلَغَنا، و قیل: هو الطبل ذو الرأْسین، و قیل: الطبل الذی له وجه واحد. و‌فی حدیث عطاء: سئل عن التعویذ یعلق علی الحائط، فقال: إِن كان فی كَبَرٍ فلا بأْس‌أَی فی طبل صغیر، و‌فی روایة: إِن كان فی قَصَبَةٍ، و جمعه كِبارٌ مثل جَمَلٍ و جِمالٍ. و الأَكابِرُ: أَحیاء من بكر بن وائل، و هم شَیْبانُ و عامر و طلحة من بنی تَیْم الله بن ثعلبة بن عُكابَة
لسان العرب، ج‌5، ص: 131
أَصابتهم سنة فانْتَجَعُوا بلادَ تَمیم و ضَبَّةَ و نزلوا علی بَدْرِ بن حمراء الضبی فأَجارهم و وفی لهم، فقال بَدْرٌ فی ذلك: وَفَیْتُ وفاءً لم یَرَ الناسُ مِثْلَهُ بتِعشارَ، إِذ تَحْبو إِلیَّ الأَكابِرُ و الكِبْرُ [الكُبْرُ] فی الرِّفْعةِ و الشَّرَف؛ قال المَرَّارُ: و لِیَ الأَعْظَمُ من سُلَّافِها، و لِیَ الهامَةُ فیها و الكُبُرْ و ذُو كِبار: رجل. و إِكْبِرَةُ و أَكْبَرَةُ: من بلاد بنی أَسد؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسیّ: فما شَهِدَتْ كَوادِسُ إِذْ رَحَلْنا، و لا عَتَبَتْ بأَكْبَرَةَ الوُعُولُ

كتر؛ ج5، ص: 131

: اللیث: جَوْزُ كلِّ شی‌ء أَی أَوْسَطُه، و أَصْلُ السَّنام: كَتْرٌ. ابن سیدة: كَتْرُ كل شی‌ء جَوْزُه؛ جَبَلٌ عظیم الكَتْرِ. و یقال للجمل الجسیم: إِنه لعظیم الكَتْر، و رجل رفیع الكَتْرِ فی الحسب و نحوه، و الكَتْرُ: بناء مثل القُبَّة. و الكِتْرُ و الكَتْرُ و الكَتَرُ، بالتحریك، و الكَتْرَةُ: السَّنامُ، و قیل: السنام العظیم شبه بالقبة، و قیل: هو أَعلاه، و كذلك هو من الرأْس؛ و فی الصحاح: هو بناء مثل القبة یُشَبَّه السَّنامُ به. و أَكْتَرَتِ الناقة: عظم كِتْرُها [كَتْرُها]؛ و قال عَلْقَمةُ بن عَبْدَةَ یصف ناقة: قد عُرِّیَتْ حِقْبَةً حتی اسْتَظَفَّ لها كِتْرٌ، كحافَةِ كِیرِ القَیْنِ، مَلْمُومُ قوله عُرِّیَتْ أَی عُرِّیَتْ هذه الناقة من رحلها فلم تركب بُرْهَةً من الزمان فهو أَقوی لها. و معنی اسْتَظَفَّ ارتفع، و قیل: أَشرف و أَمكن. و كِیرُ الحداد: زِقُّه أَو جلد غلیظ له حافات. و مَلْمومٌ: مجتمع. قال الأَصمعی: و لم أَسمع الكِتْرَ إِلا فی هذا البیت. ابن الأَعرابی: الكِتْرة القِطْعَة من السنام. و الكِتْرَةُ: القُبَّةُ. و الكَتْر أَیضاً: الهَوْدَجُ الصغیر. و الكَتْرةُ: مِشیَةٌ فیها تَخَلُّجٌ.

كثر؛ ج5، ص: 131

: الكَثْرَةُ و الكِثْرَةُ و الكُثْرُ: نقیض القلة. التهذیب: و لا تقل الكِثْرَةُ، بالكسر، فإِنها لغة ردیئة، و قوم كثیر و هم كثیرون. اللیث: الكَثْرَة نماء العدد. یقال: كَثُرَ الشی‌ءُ یَكْثُر كَثْرَةً، فهو كَثِیرٌ. و كُثْرُ الشی‌ء: أَكْثَرُه، و قُلُّه: أَقله. و الكُثْرُ، بالضم، من المال: الكثیرُ؛ یقال: ما له قُلٌّ و لا كُثْرٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو لرجل من ربیعة: فإِنَّ الكُثْرَ أَعیانی قدیماً، و لم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّی غُلامُ قال ابن بری: الشعر لعمرو بن حَسَّان من بنی الحرث بن هَمَّام؛ یقول: أَعیانی طلبُ الكثرة من المال و إِن كنتُ غیرَ مُقْتِرٍ من صِغَرِی إِلی كِبَرِی، فلست من المُكْثِرِین و لا المُقْتِرِین؛ قال: و هذا یقوله لامرأَته و كانت لامته فی نابین عقرهما لضیف نزل به یقال له إِساف فقال: أَ فی نابین نالهما إِسافٌ تَأَوَّهُ طَلَّتی ما أَن تَنامُ؟ أَ جَدَّكِ هل رأَیتِ أَبا قُبَیْسٍ، أَطالَ حَیاتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ بَنی بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا، تَغَنَّی فی طوائقِه الحَمامُ تَمَخَّضَت المَنُونُ له بیَوْمٍ أَنَی، و لكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 132
و كِسْری، إِذ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ بأَسیافٍ، كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ قوله: أَبا قبیس یعنی به النعمان بن المنذر و كنیته أَبو قابوس فصغره تصغیر الترخیم. و الركام: الكثیر؛ یقول: لو كانت كثرة المال تُخْلِدُ أَحداً لأَخْلَدَتْ أَبا قابوس. و الطوائق: الأَبنیة التی تعقد بالآجُرِّ. و شی‌ء كَثِیر و كُثارٌ: مثل طَویل و طُوال. و یقال: الحمد لله علی القُلِّ و الكُثْرِ و القِلِّ و الكِثْرِ. و‌فی الحدیث: نعم المالُ أَربعون و الكُثْرُ سِتُّون؛ الكُثْرُ، بالضم: الكثیر كالقُلِّ فی القلیل، و الكُثْرُ معظم الشی‌ء و أَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشی‌ءُ كَثارَةً فهو كَثِیر و كُثارٌ و كَثْرٌ. و قوله تعالی: و الْعَنْهم لَعْناً كثیراً، قال ثعلب: معناه دُمْ علیه و هو راجع إِلی هذا لأَنه إِذا دام علیه كَثُرَ. و كَثَّر الشی‌ءَ: جعله كثیراً. و أَكْثَر: أَتی بكَثِیر، و قیل: كَثَّرَ الشی‌ء و أَكْثَره جعله كَثیراً. و أَكْثَر اللهُ فینا مِثْلَكَ: أَدْخَلَ؛ حكاه سیبویه. و أَكثَر الرجلُ أَی كَثُر مالُه. و‌فی حدیث الإِفْك: … و لها ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فیها‌أَی كَثَّرْنَ القولَ فیها و العَنَتَ لها؛ و فیه أَیضاً: و كان حسانُ ممن كَثَّرَ علیها، و یروی بالباء الموحدة، و قد تقدّم. و رجل مُكْثِرٌ: ذو كُثْرٍ من المال؛ و مِكْثارٌ و مِكْثیر: كثیر الكلام، و كذلك الأُنثی بغیر هاء؛ قال سیبویه: و لا یجمع بالواو و النون لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء. و الكاثِرُ: الكَثِیر. و عَدَدٌ كاثِرٌ: كَثِیر؛ قال الأَعشی: و لَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًی، و إِنما العِزَّةُ للكاثِرِ الأَكثر هاهنا بمعنی الكثیر، و لیست للتفضیل، لأَن الأَلف و اللام و من یتعاقبان فی مثل هذا؛ قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن تكون للتفضیل و تكون من غیر متعلقة بالأَكثر، و لكن علی قول أَوْسِ بن حَجَرٍ: فإِنَّا رَأَیْنا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً، إِلی الصِّدْقِ من رَیْطٍ یَمانٍ مُسَهَّمِ و رجل كَثِیرٌ: یعنی به كَثْرَة آبائه و ضُرُوبَ عَلْیائه. ابن شمیل عن یونس: رِجالٌ كَثیر و نساء كَثِیر و رجال كَثیرة و نساء كَثِیرة. و الكُثارُ، بالضم: الكَثِیرُ. و فی الدار كُثار و كِثارٌ من الناس أَی جماعات، و لا یكون إِلا من الحیوانات. و كاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَی غلبناهم بالكَثْرَةِ. و كاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ یَكْثُرونَهُمْ: كانوا أَكْثَرَ منهم؛ و منه قول الكُمَیْتِ یصف الثور و الكلاب: و عاثَ فی غابِرٍ منها بعَثْعَثَةٍ نَحْرَ المُكافئِ، و المَكْثورُ یَهْتَبِلُ العَثْعَثَة: اللَّیِّنْ من الأَرض. و المُكافئُ: الذی یَذْبَحُ شاتین إِحداهما مقابلة الأُخری للعقیقة. و یَهْتَبِلُ: یَفْتَرِصُ و یَحْتال. و التَّكاثُر: المُكاثَرة. و‌فی الحدیث: إِنكم لمع خَلِیقَتَیْنِ ما كانتا مع شی‌ء إِلا كَثَّرتاه؛ أَی غَلَبناه بالكَثْرَةِ و كانَتا أَكْثَر منه.الفراء فی قوله تعالی: أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ حَتّٰی زُرْتُمُ الْمَقٰابِرَ؛ نزلت فی حَیَّیْنِ تَفاخَرُوا أَیُّهم أَكْثَرُ عَدداً و هم بنو عبد مناف و بنو سَهْم فكَثَرَتْ بنو عبد مناف بنی سهم، فقالت بنو سهم: إِن البَغْیَ أَهلكنا فی الجاهلیة فعادُّونا بالأَحیاء و الأَموات. فكَثَرَتْهم بنو سَهْم، فأَنزل الله تعالی: أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ حَتّٰی زُرْتُمُ الْمَقٰابِرَ؛ أَی حتی زرتم الأَموات‌و‌قال غیره: أَلهاكم التفاخر بكثرة العدد و المال حَتّٰی زُرْتُمُ الْمَقٰابِرَ أَی حتی متم‌قال جریر للأَخطل:
لسان العرب، ج‌5، ص: 133
زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ، فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها «4» فجعل زیارةَ القبور بالموت؛ و فلان یَتَكَثَّرُ بمال غیره. و كاثَره الماءَ و اسْتَكْثَره إِیاه إِذا أَراد لنفسه منه كثیراً لیشرب منه، و إِن كان الماء قلیلًا. و استكثر من الشی‌ء: رغب فی الكثیر منه و أَكثر منه أَیضاً. و رجل مَكْثُورٌ علیه إِذا كَثُرَ علیه من یطلب منه المعروفَ، و فی الصحاح: إِذا نَفِدَ ما عنده و كَثُرَتْ علیه الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ و مَشْفوهٍ و مَضْفوفٍ. و‌فی حدیث قَزَعَةَ: أَتیتُ أَبا سعید و هو مَكْثُورٌ علیه.یقال: رجل مَكْثُورٌ علیه إِذا كَثُرَتْ علیه الحقوقُ و المطالَباتُ؛ أَراد أَنه كان عنده جمع من الناس یسأَلونه عن أَشیاء فكأَنهم كان لهم علیه حقوق فهم یطلبونها. و‌فی حدیث مقتل الحسین، علیه السلام: ما رأَینا مَكْثُوراً أَجْرَأَ مَقْدَماً منه؛ المَكْثُورُ: المغلوب، و هو الذی تَكَاثَرَ علیه الناس فقهروه، أَی ما رأَینا مقهوراً أَجْرَأَ إِقْداماً منه. و الكَوْثَر: الكثیر من كل شی‌ء. و الكَوْثَر: الكثیر الملتف من الغبار إِذا سطع و كَثُرَ، هُذَلیةٌ؛ قال أُمَیَّةُ یصف حماراً و عانته: یُحامی الحَقِیقَ إِذا ما احْتَدَمْن، و حَمْحَمْنَ فی كَوْثَرٍ كالجَلالْ أَراد: فی غُبار كأَنه جَلالُ السفینة. و قد تَكَوْثَر الغُبار إِذا كثر؛ قال حَسّان بن نُشْبَة: أَبَوْا أَن یُبِیحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ، و قد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حتی تَكَوْثَرا و قد تَكَوْثَرَ. و رجل كَوْثَرٌ: كثیر العطاء و الخیر. و الكَوْثَرُ: السید الكثیر الخیر؛ قال الكمیت: و أَنتَ كَثِیرٌ، یا ابنَ مَرْوانَ، طَیِّبٌ، و كان أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا و قال لبید: و عِنْدَ الرِّداعِ بیتُ آخرَ كَوْثَرُ و الكَوْثَرُ: النهر؛ عن كراع.و الكوثر: نهر فی الجنة یتشعب منه جمیع أَنهارها و هو للنبی، صلی الله علیه و سلم، خاصة.و‌فی حدیث مجاهد: أُعطِیتُ الكَوْثَر، و هو نهر فی الجنة، و هو فَوْعَل من الكثرة و الواو زائدة، و معناه الخیر الكثیر. و‌جاء فی التفسیر: أَن الكَوْثَرَ القرآن و النبوّة.و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا أَعْطَیْنٰاكَ الْكَوْثَرَ؛ قیل: الكَوْثَرُ هاهنا الخیر الكثیر الذی یعطیه الله أُمته یوم القیامة، و كله راجع إِلی معنی الكثرة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن الكَوْثَرَ نهر فی الجنة أَشد بیاضاً من اللبن و أَحلی من العسل، فی حافَتَیه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، و‌جاء أَیضاً فی التفسیر: أَن الكَوْثَرَ الإِسلام و النبوّة، و جمیع ما جاء فی تفسیر الكوثر قد أُعطیه النبی، صلی الله علیه و سلم، أُعطی النبوّة و إِظهار الدین الذی بعث به علی كل دین و النصر علی أَعدائه و الشفاعة لأُمته، و ما لا یحصی من الخیر، و قد أُعطی من الجنة علی قدر فضله علی أَهل الجنة، صلی الله علیه و سلم. و قال أَبو عبیدة: قال عبد الكریم أَبو أُمیة: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ كَثیر، و هو فوعل من الكثرة. أَبو تراب: الكَیْثَرُ بمعنی الكَثِیر؛ و أَنشد: هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهی و الثَّرَاءُ و العَدَدُ الكَیْثَرُ الأَعْظَمُ؟ فالكَیْثَرُ و الكَوْثَرُ واحد. و الكَثْرُ و الكَثَرُ، بفتحتین: جُمَّار النخل، أَنصاریة، و هو شحمه الذی
(4). و فی روایة أخری: فكان كأَلأَمِ زُوّارِها
لسان العرب، ج‌5، ص: 134
فی وسط النخلة؛ فی كلام الأَنصار: و هو الجَذَبُ أَیضاً. و یقال: الكَثْرُ طلع النخل؛ و منه‌الحدیث: لا قَطْعَ فی ثَمَرٍ و لا كَثَرٍ، و قیل: الكَثَرُ الجُمَّارُ عامَّةً، واحدته كَثَرَةٌ. و قد أَكْثَرَ النخلُ أَی أَطْلَعَ. و كَثِیر: اسم رجل؛ و منه كُثَیِّرُ بن أَبی جُمْعَةَ، و قد غلب علیه لفظ التصغیر. و كَثِیرَةُ: اسم امرأَة. و الكَثِیراءُ: عِقِّیرٌ معروف.

كخر؛ ج5، ص: 134

: قال الأَزهری: أَهمله اللیث و غیره؛ و قال أَبو زید الأَنصاری: فی الفخذ الغُرُورُ، و هی غُضون فی ظاهر الفخذین، واحدها غَرٌّ، و فیه الكاخِرَةُ، و هی أَسفل من الجاعرة فی أَعالی الغُرور.

كدر؛ ج5، ص: 134

: الكَدَرُ: نقیض الصفاء، و فی الصحاح: خلاف الصَّفْوِ؛ كَدَرَ و كَدُرَ، بالضم، كَدارَةً و كَدِرَ، بالكسر، كَدَراً و كُدُوراً و كُدْرَةً و كُدُورَةً و كَدارَةً و اكْدَرَّ؛ قال ابن مَطِیرٍ الأَسَدِیُّ: و كائنْ تَری من حال دُنْیا تَغَیَّرتْ، و حالٍ صَفا، بعد اكدِرارٍ، غَدیرُها و هو أَكْدَرُ و كَدِرٌ و كَدِیرٌ؛ یقال: عَیْشٌ أَكْدَرُ كِدرٌ، و ماءٌ أَكدَرُ كَدِرٌ؛ الجوهری: كَدِرَ الماءُ بالكسر، یَكْدَرُ كَدَراً، فهو كَدِرٌ و كَدْرٌ، مثل فَخِذٍ و فَخْذٍ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لو كنتَ ماءً كنتَ غیرَ كَدرِ و كذلك تَكَدَّر و كَدَّره غیرُه تَكْدیراً: جعله كَدِراً، و الاسم الكُدْرة و الكُدُورَة. و الكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد و الغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة فی اللون خاصةً، و الكُدُورة فی الماء و العیش، و الكَدَرُ فی كلٍّ. و كَدِرَ لونُ الرجل، بالكسر؛ عن اللحیانی. و یقال: كَدُرَ عیش فلان و تَكَدَّرَتْ معیشته، و یقال: كَدِرَ الماء و كَدُرَ و لا یقال كَدَرَ إِلا فی الصبِّ. یقال: كَدَرَ الشی‌ءَ یَكْدُرُه كَدْراً إِذا صبه؛ قال العجاج یصف جیشاً: فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ، سَنابِكُ الخَیْلِ یُصَدِّعْنَ الأَیَرّ و الكَدَرُ: جمع الكَدَرَة، و هی المَدَرَةُ التی یُثیرها السَّنُّ، و هی هاهنا تُثیرُ سَنابِكُ الخیل. و نُطفة كَدْراء: حدیثة العهد بالسماء، فإِن أُخِذَ لبن حلیب فأُنْقِعَ فیه تمر بَرْنِیٌّ، فهو كُدَیْراء. و كَدَرَةُ الحوض، بفتح الدال: طینه و كدَرُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قال مرة: كَدَرَتُه ما علاه من طُحْلُبٍ و عَرْمَضٍ و نحوهما؛ و قال أَبو حنیفة: إِذا كان السحاب رقیقاً لا یواری السماء فهو الكَدَرة، بفتح الدال. ابن الأَعرابی: یقال خُذْ ما صفا و دَعْ ما كَدَرَ و كدُرَ و كَدِرَ، ثلاث لغات. ابن السكیت: القَطا ضربان: فضرب جُونِیَّة، و ضرب منها الغَطاطُ و الكُدْرِیُّ، و الجُونیُّ ما كان أَكْدَرَ الظهر أَسود باطن الجناح مُصْفَرَّ الخلق قصیر الرجلین، فی ذنبه ریشتان أَطول من سائر الذنب. ابن سیدة: الكُدْرِیُّ و الكُدارِیّ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: ضرب من القَطا قِصارُ الأَذناب فصیحة تُنادی باسمها و هی أَلطف من الجُونیّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَلْقی به بَیْضَ القَطا الكُدارِی تَوائماً، كالحَدَقِ الصِّغارِ واحدته كُدْرِیَّةٌ و كُدارِیَّة، و قیل: إِنما أَراد الكُدْرِیّ فحرّك و زاد أَلفاً للضرورة، و رواه غیره
لسان العرب، ج‌5، ص: 135
الكَدَارِیّ، و فسره بأَنه جمع كُدْرِیّة. قال بعضهم: الكُدْرِیّ منسوبٌ إِلی طیر كُدْرٍ، كالدُّبْسِیّ منسوب إِلی طیر دُبْسٍ. الجوهری: القَطا ثلاثة أَضرب: كُدْرِیٌّ و جُونیّ و غَطاطٌ، فالكُدْرِیّ ما وصفناه و هو أَلطف من الجُونیِّ، كأَنه نسب إِلی معظم القطا و هی كُدْرٌ، و الضربان الآخران مذكوران فی موضعیهما. و الكَدَرُ: مصدر الأَكْدَرِ، و هو الذی فی لونه كُدْرَة؛ قال رؤبة: أَكْدَرُ لَفَّافٌ عِنادَ الرُّوع و الكَدَرَةُ: القُلاعَة الضَّخْمَة المُثارة من مَدَر الأَرض. و الكَدَرُ: القَبضات المحصودة المتفرّقة من الزرع و نحوه، واحدته كَدَرَة؛ قال ابن سیدة: حكاه أَبو حنیفة. و انْكَدَرَ یَعْدُو: أَسرع بعض الإِسراع، و فی الصحاح: أَسرع و انْقَضّ. و انكَدَر علیهم القومُ إِذا جاؤوا أَرسالًا حتی یَنْصَبُّوا علیهم. و انْكَدَرَتِ النجومُ: تَناثَرَتْ. و فی التنزیل: وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ. و الكُدَیْراءُ: حلیب یُنْقَع فیه تمر بَرْنیٌّ، و قیل: هو لبن یُمْرَسُ بالتمر ثم تسقاه النساء لیَسْمَنَّ، و قال كراع: هو صنف من الطعام، و لم یُحَلِّهِ. و حمار كُدُرٌّ و كُنْدُر و كُنادِرٌ: غلیظ؛ و أَنشد: نَجاءُ كُدُرٍّ من حَمِیرِ أَتِیدَةٍ، بفائله و الصَّفْحَتَیْن نُدُوبُ و یقال: أَتان كُدُرَّة. و یقال للرجل الشاب الحادر القوی المكتنز: كُدُرٌّ، بتشدید الراء؛ و أَنشد: خُوص یَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا، لا یَبْرَحُ المنزلَ إِلا حُرّا و روی أَبو تراب عن شُجاع: غلام قُدُرٌ و كُدُرٌ، و هو التام دون المنخزل؛ و أَنشد: خوص یدعن العزب الكدرا و رجل كُنْدُر و كُنادِرٌ: قصیر غلیظ شدید. قال ابن سیدة: و ذهب سیبویه إِلی أَن كُنْدُراً رباعی، و سنذكره فی الرباعی أَیضاً. و بناتُ الأَكْدَرِ: حَمیرُ وَحْشٍ منسوبة إِلی فحل منها. و أُكَیْدِرٌ: صاحبُ دُومَةِ الجَنْدَلِ. و الكَدْراء، ممدود: موضع. و أَكْدَرُ: اسم. و كَوْدَرٌ: ملك من ملوك حِمْیَر؛ عن الأَصمعی؛ قال النابغة الجعدی: و یومَ دَعا وِلْدانَكم عِنْدَ كَوْدَرٍ، فَخَالُوا لدی الدَّاعی ثَرِیداً مُفلْفَلا و تَكادَرت العین فی الشی‌ء إِذا أَدامت النظر إِلیه. الجوهری: و الأَكْدَرِیّة مسأَلة فی الفرائض، و هی زوج و أُم و جَدّ و أُخت لأَب و أُم.

كرر؛ ج5، ص: 135

: الكَرُّ: الرجوع. یقال: كَرَّه و كَرَّ بنفسه، یتعدّی و لا یتعدّی. و الكَرُّ: مصدر كَرَّ علیه یَكُرُّ كرًّا و كُروراً و تَكْراراً: عطف. و كَرَّ عنه: رجع، و كَرّ علی العدوّ یَكُرُّ؛ و رجل كَرَّار و مِكَرّ، و كذلك الفرس. و كَرَّرَ الشی‌ء و كَرْكَره: أَعاده مرة بعد أُخری. و الكَرّةُ: المَرَّةُ، و الجمع الكَرَّات. و یقال: كَرَّرْتُ علیه الحدیث و كَرْكَرْتُه إِذا ردّدته علیه. و كَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته. و الكَرُّ: الرجوع علی الشی‌ء، و منه التَّكْرارُ. ابن بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بمعنی التَّكْرارِ و كذلك التَّسِرَّة و التَّضِرَّة و التَّدِرَّة. الجوهری: كَرَّرْتُ الشی‌ء تَكْرِیراً و تَكْراراً؛ قال أَبو سعید الضریر: قلت لأبی عمرو: ما بین
لسان العرب، ج‌5، ص: 136
تِفْعالٍ و تَفْعال؟ فقال: تِفْعالٌ اسم، و تَفْعالٌ، بالفتح، مصدر. و تَكَرْكَرَ الرجلُ فی أَمره أَی ثردّد. و المُكَرر من الحروف: الراء، و ذلك لأَنك إِذا وقفت علیه رأَیت طرف اللسان یتغیر بما فیه من التكریر، و لذلك احْتُسِبَ فی الإِمالة بحرفین. و الكَرَّةُ: البَعْث و تَجْدیدُ الخَلْق بعد الفَناء. و كَرّ المریضُ یَكِرُّ كَرِیراً: جاد بنفسه عند الموت و حَشْرَجَ، فإِذا عَدَّیته قلت كَرَّه یَكُرّه إِذا رَدَّه. و الكَرِیر: الحَشْرَجَة، و قیل: الحشرجة عند الموت، و قیل: الكَرِیرُ صوت فی الصدر مثل الحَشْرَجَة و لیس بها؛ و كذلك هو من الخیل فی صدورها، كَرَّ یَكِرُّ، بالكسر، كَرِیراً مثل كرِیرِ المُخْتَنِقِ؛ قال الشاعر «1» یَكِرُّ كَرِیرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه لیَقْتُلَنِی، و المرءُ لیسَ بقَتَّال و الكَرِیرُ: صوت مثل صوت المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قال الأَعشی: فأَهْلی الفِداءُ غَداةَ النِّزال، إِذا كان دَعْوَی الرجالِ الكَرِیرَا و الكَرِیرُ: بُحَّة تَعْتَرِی من الغبار. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَبا بكر و عمر، رضی الله عنهما، تَضَیَّفُوا أَبا الهَیْثَم فقال لامرأَته: ما عندك؟ قالت: شعیر، قال: فكَرْكِری‌أَی اطْحَنِی. و الكَرْكَرة: صوت یردّده الإِنسان فی جوفه. و الكَرُّ: قَیْدٌ من لیف أَو خوص. و الكَرّ، بالفتح: الحبل الذی یصعد به علی النخل، و جمعه كُرورٌ؛ و قال أَبو عبید: لا یسمی بذلك غیره من الحبال؛ قال الأَزهری: و هكذا سماعی من العرب فی الكَرّ و یُسَوَّی من حُرِّ اللِّیف؛ قال الراجز: كالكَرِّ لا سَخْتٌ و لا فیه لَوَی و قد جعل العجاج الكَرّ حبلًا تُقاد به السفن فی الماء، فقال: جَذْبَ الصَّرَارِیِّینَ بالكُرورِ و الصَّرارِیُّ: المَلَّاحُ، و قیل: الكَرّ الحبل الغلیظ. أَبو عبیدة: الكَرّ من اللیف و من قِشْرِ العراجین و من العَسِیب، و قیل: هو حَبْل السَّفِینة، و قال ثعلب: هو الحبل، فَعَمَّ به. و الكَرُّ: حبلُ شِراعِ السفینة، و جمعه كُرورٌ؛ و أَنشد بیت العجاج: جذب الصراریِّین بالكرور و الكِرَارانِ: ما تحت المِیرَكَةِ من الرَّحْل؛ و أَنشد: وَقَفْتُ فیها ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ، تُنْبِی الكِرارَیْن بصُلْبٍ زاهِمِ و الكَرّ: ما ضم ظَلِفَتی الرَّحْلِ و جَمَع بینهما، و هو الأَدیم الذی تدخل فیه الظَّلِفاتُ من الرحل، و الجمع أَكرار؛ و البِدادانِ فی القَتَبِ بمنزلة الكَرّ فی الرحل، غیر أَن البِدادَینِ لا یظهران من قُدّام الظَّلِفة. قال أَبو منصور: و الصواب فی أَكْرارِ الرحل هذا، لا ما قاله فی الكِرارَیْن ما تحت الرحل. و الكَرَّتانِ: القَرَّتان، و هما الغداة و العشیّ؛ لغة حكاها یعقوب. و الكَرّ و الكُرُّ: من أَسماء الآبار، مذكر؛ و قیل: هو الحِسْیُ، و قیل: هو الموضع یجمع فیه الماء الآجِنُ لیَصْفُوَ، و الجمع كِرارٌ؛ قال كُثَیِّر: أُحِبُّكِ، ما دامَتْ بنَجْدٍ وَشِیجَةٌ، و ما ثَبَتتْ أُبْلَی به و تِعَارُ
(1). الشاعر هو إمرؤ القیس:
لسان العرب، ج‌5، ص: 137
و ما دامَ غَیْثٌ من تِهامَةَ طَیِّبٌ، به قُلُبٌ عادِیَّةٌ و كِرارُ قال ابن بری: هذا العجز أَورده الجوهری: بها قُلُبٌ عادیة، و الصواب: به قُلُبٌ عادیة. و القُلُب: جمع قَلِیب و هو البئر. و العادِیَّة: القدیمة منسوبة إِلی عادٍ. و الوشیجة: عِرْقُ الشجرة. و أُبْلی و تِعارٌ: جبلان. و الكُرُّ: مكیال لأَهل العراق؛ و‌فی حدیث ابن سیرین: إِذا بلغ الماءُ كُرًّا لم یَحْمِلْ نَجَساً، و‌فی روایة: إِذا كان الماء قَدْرَ كُرٍّ لم یَحْمِلِ القَذَرَ، و الكُرّ: ستة أَوقار حمار، و هو عند أَهل العراق ستون قفیزاً. و یقال للحِسْی: كُرٌّ أَیضاً؛ و الكُرُّ: واحدٌ أَكْرارِ الطعام؛ ابن سیدة: یكون بالمصری أَربعین إِرْدَبًّا؛ قال أَبو منصور: الكُرّ سِتُّون قَفِیزاً، و القَفِیز ثمانیة مَكَاكِیكَ، و المَكُّوكُ صاع و نصف، و هو ثلاثُ كَیْلَجاتٍ؛ قال الأَزهری: و الكُرُّ من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاً، كل وَسْقٍ ستون صاعاً. و الكُرُّ أَیضاً: الكساء. و الكُرُّ: نهر. و الكُرّة: البَعَرُ، و قیل: الكُرّةُ سِرْقینٌ و تراب یدق ثم تجلی به الدروع، و فی الصحاح: الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تجلی به الدُّروع؛ و قال النابغة یصف دروعاً: عُلِینَ بكدْیَوْنٍ و أُشْعِرْنَ كُرَّةً، فَهُنَّ إِضاءٌ صافیاتُ الغلائل و فی التهذیب: و أُبْطِنَّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ. الجوهری: و كَرارِ مثلُ قَطام خَرَزة یُؤَخِّذُ بها نِساءُ الأَعراب. ابن سیدة: و الكَرَارُ خرزة یُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ عن اللحیانی، قال: و قال الكسائی تقول الساحرة یا كَرارِ كُرِّیه، یا هَمْرَةُ اهْمِرِیه، إِن أَقبل فَسُرِّیه، و إِن أَدْبَر فَضُرِّیه. و الكَرْكَرةُ: تصریف الریح السحابَ إِذا جمعته بعد تفرُّق؛ و أَنشد: تُكَرْكِرُه الجَنائبُ فی السِّدادِ و فی الصحاح: باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب، و أَصله تُكَرِّره، من التَّكْرِیر، و كَرْكَرَتْهُ: لم تَدَعْهُ یَمْضِی؛ قال أَبو ذؤیب: تُكَرْكِرُه نَجْدِیَّةٌ و تَمُدُّه مُسَفْسِفَةٌ، فَوْقَ التراب، مَعُوجُ و تكرْكَرَ هو: تَرَدَّی فی الهواء. و تَكَرْكَرَ الماءُ: تَراجَع فی مَسِیلِه. و الكُرْكُورُ: وادٍ بَعِیدُ القَعْرِ یَتَكَرْكَرُ فیه الماء. و كَرْكَرَهُ: حَبَسه. و كَرْكَرَه عن الشی‌ء: دَفَعَه و رَدَّه و حَبَسه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لما قَدِمَ الشامَ و كان بها الطاعونُ تَكَرْكَرَ عن ذلك‌أَی رجع، من كَرْكَرْتُه عنِّی إِذا دَفَعْتَه و رَدَدْتَهُ. و‌فی حدیث كنانة: تَكَرْكَرَ الناسُ عنه.و الكَرْكَرَة: ضرب من الضحك، و قیل: هو أَن یَشْتَدَّ الضَّحِكُ. و فلان یُكَرْكِرُ فی صوته: كیُقَهْقِهُ. أَبو عمرو: الكَرْكَرَةُ صوت یردّده الإِنسانُ فی جوفه. ابن الأَعرابی: كَرْكَرَ فی الضحك كَرْكَرَةً إِذا أَغْرَبَ، و كَرْكَرَ الرَّحی كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها. الفراء: عَكَكْتُه أَعُكُّه و كَرْكَرْتُه مثله. شمر: الكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ و التَّرْدِیدِ. و كَرْكَرَ بالدَّجاجة: صاح بها. و الكَرْكرَةُ: اللبن الغلیظ؛ عن كراع. و الكِرْكِرَةُ: رَحَی زَوْرِ البعیر و الناقةِ، و هی إِحدی الثَّفِنات الخمس، و قیل: هو الصَّدْرُ من كل
لسان العرب، ج‌5، ص: 138
ذی خفٍّ. و‌فی الحدیث: أَ لم تَرَوْا إِلی البَعِیر یكون بكِرْكِرَته نُكْتَة من جَرَب‌هی بالكسر زَوْرُ البعیر الذی إِذا برك أَصاب الأَرضَ، و هی ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ، و جمعها كراكِرُ. و‌فی حدیث عمر: ما أَجْهَلُ عن كَراكِرَ و أَسْنِمة؛ یرید إِحضارها للأَكل فإِنها من أَطایب ما یؤكل من الإِبل؛ و‌فی حدیث ابن الزبیر: عَطاؤكُمُ للضَّارِبِینَ رِقابَكُمْ، و نُدْعَی إِذا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ قال ابن الأَثیر: هو أَن یكون بالبعیر داء فلا یَسْتَوِی إِذا برك فَیُسَلُّ من الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثم یُكْوَی؛ یرید: إِنما تَدْعونا إِذا بَلَغَ منكم الجُهْدُ لعلمنا بالحرب، و عند العَطاء و الدَّعة غَیْرَنا. و كَرْكَر الضاحِكُ: شَبَّه بكَرْكَرَة البعیر إِذا رَدَّدَ صوته. و الكَرْكَرَةُ فی الضحك مثل القَرْقَرة. و‌فی حدیث جابر: من ضحك حتی یُكَرْكِرَ فی الصلاة فلْیُعِدِ الوضوءَ و الصلاة؛ الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فوق القَرْقَرة؛ قال ابن الأَثیر: و لعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج. و الكَرْكَرَةُ: من الإِدارَةِ و التَّرْدید، و هو من كَرَّ و كَرْكَرَ. قال: و كَرْكَرَةُ الرَّحی تَرْدادُها. و أُلِحَّ علی أَعرابی بالسؤال فقال: لا تُكَرْكِرُونی؛ أَراد لا تُرَدّدوا عَلیَّ السؤال فأَغْلَطَ. و‌روی عبد العزیز عن أَبیه عن سهل بن سعد أَنه قال: كنا نَفْرَحُ بیوم الجمعة و كانت عجوز لنا تَبْعَثُ إِلی بُضاعَة فتأْخُذُ من أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه فی قِدْرٍ و تُكَرْكِرُ حباتٍ من شعیر، فكنا إِذا صَلَّینا انصرفنا إِلیها فتُقَدِّمه إِلینا، فَنَفْرَحُ بیوم الجمعة من أَجله‌قال القَعْنَبی: تُكَرْكِرُ أَی تَطْحَنُ، و سمِّیت كَرْكَرَةً لتردید الرّحی علی الطَّحْن؛ قال أَبو ذؤیب: إِذا كَرْكَرَتْه رِیاحُ الجَنوبِ، أَلْقَحَ منها عِجافاً حِیالا و الكَرْكَرُ: وِعاءُ قضیب البعیر و التَّیْسِ و الثور و الكَراكِرُ: كرادِیسُ الخیل، و أَنشد: نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فینا كَراكِرٌ، و خَیْلٌ جِیادٌ ما تَجِفُّ لُبودُها و الكَراكِرُ: الجماعاتُ، واحدتها كِرْكِرَةٌ. الجوهری: الكِرْكِرَة الجماعة من الناس. و المَكَرُّ، بالفتح: موضع الحرب. و فرس مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كان مؤَدَّباً طَیِّعاً خفیفاً، إِذا كُرَّ كَرَّ، و إِذا أَراد راكبه الفِرارَ علیه فَرَّ به. الجوهری: و فرس مِكَرٌّ یصلح للكَرِّ و الحملة. ابن الأَعرابی: كَرْكَرَ إِذا انهزم، و رَكْرَكَ إِذا جَبُنَ. و‌فی حدیث سُهَیْلِ بنِ عَمْرٍو حین اسْتَهداه النبی، صلی الله علیه و سلم، ماءَ زَمْزَم: فاستعانَت امرأَته بأُثَیْلَةَ ففَرَتا مَزَادَتَیْنِ و جعلتاهما فی كُرَّیْنِ غُوطِیَّینِ.قال ابن الأَثیر: الكُرُّ جنس من الثیاب الغلاظ، قال: قاله أَبو موسی. و أَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ: رجل من علماء اللغة.

كربر؛ ج5، ص: 138

: حكاه ابن جنی و لم یفسره.

كركر؛ ج5، ص: 138

: التهذیب فی النوادر: كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً و حَبْكَرْتُه حَبْكَرَةً و كَرْكَرْتُه إِذا جمعته و رَدَدت أَطراف ما انتشر منه، و كذلك كَبْكَبْتُه.

كزبر؛ ج5، ص: 138

: الكُزْبَرة: لغة فی الكُسْبَرة؛ و قال أَبو حنیفة: الكُزْبَرة، بفتح الباء، عربیة معروفة. الجوهری: الكُزْبُرَة من الأَبازیر، بضم الباء، و قد تفتح، قال: و أَظنه معرّباً.
لسان العرب، ج‌5، ص: 139

كسر؛ ج5، ص: 139

: كَسَرَ الشی‌ء یَكْسِرُه كَسْراً فانْكَسَرَ و تَكَسَّرَ شُدِّد للكثرة، و كَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قال سیبویه: كَسَرْتُه انكساراً و انْكَسَر كَسْراً، وضعوا كل واحد من المصدرین موضع صاحبه لاتفاقهما فی المعنی لا بحسب التَّعَدِّی و عدم التَّعدِّی. و رجل كاسرٌ من قوم كُسَّرٍ، و امرأَة كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ و عبر یعقوب عن الكُرَّهِ من قول رؤبة: و خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ بأَنهن الكُسَّرُ؛ و شی‌ء مَكْسور. و‌فی حدیث العجین: قد انْكَسَر، أَی لانَ و اخْتَمر. و كل شی‌ء فَتَر، فقد انْكسَر؛ یرید أَنه صَلَح لأَنْ یُخْبَزَ. و منه‌الحدیث: بسَوْطٍ مَكْسور‌أَی لَیِّنٍ ضعیف. و كَسَرَ الشِّعْرَ یَكْسِرُه كَسْراً فانْكسر: لم یُقِمْ وَزْنَه، و الجمع مَكاسِیرُ؛ عن سیبویه؛ قال أَبو الحسن: إِنما أَذكر مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن یجمع بالواو و النون فی المذكر، و بالأَلف و التاء فی المؤنث، لأَنهم كَسَّروه تشبیهاً بما جاء من الأَسماء علی هذا الوزن. و الكَسِیرُ: المَكْسور، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و الجمع كَسْرَی و كَسَارَی، و ناقة كَسِیر كما قالوا كَفّ خَضِیب. و الكَسیر من الشاء: المُنْكسرةُ الرجل. و‌فی الحدیث: لا یجوز فی الأَضاحی الكَسِیرُ البَیِّنَةُ الكَسْرِ؛ قال ابن الأَثیر: المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل التی لا تقدر علی المشی، فعیل بمعنی مفعول. و‌فی حدیث عمر: لا یزال أَحدهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة مُغْزِیَةٍ یَتَحَدَّثُ إِلیها‌أَی یَثْنی وِسادَه عندها و یتكئ علیها و یأْخذ معها فی الحدیث؛ و المُغْزِیَةُ التی غَزا زوْجُها. و الكواسِرُ: الإِبلُ التی تَكْسِرُ العُودَ. و الكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة من الشی‌ء، و الجمع كِسَرٌ مثل قِطْعَةٍ و قِطَع. و الكُسارَةُ و الكُسارُ: ما تَكَسَّر من الشی‌ء. قال ابن السكیت و وَصَفَ السُّرْفَة فقال: تَصْنعُ بیتاً من كُسارِ العِیدان، و كُسارُ الحَطَب: دُقاقُه. و جَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عظیمة مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها، و إِناء أَكْسار كذلك؛ عن ابن الأَعرابی. و قِدْرٌ كَسْرٌ و أَكْسارٌ: كأَنهم جعلوا كل جزء منها كَسْراً ثم جمعوه علی هذا. و المَكْسِرُ: موضع الكَسْر من كل شی‌ء. و مَكْسِرُ الشجرة: أَصلُها حیث تُكْسَرُ منه أَغصانها؛ قال الشُّوَیْعِر: فَمَنَّ و اسْتَبْقَی و لم یَعْتَصِرْ من فَرْعِهِ مالًا، و لا المَكْسِرِ و عُود صُلْبُ المَكْسِر، بكسر السین، إِذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بكسره. و یقال: فلان طَیِّبُ المَكْسِرِ إِذا كان محموداً عند الخِبْرَةِ [الخُبْرَةِ]. و مَكْسِرُ كل شی‌ء: أَصله. و المَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ یقال: هو طیب المَكْسِرِ و رَدِی‌ءُ المَكْسِر. و رجل صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ علی الشِّدَّةِ، و أَصله من كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَ صُلْبٌ أَم رِخْوٌ. و یقال للرجل إِذا كانت خُبْرَتُه محمودة: إِنه لطیب المَكْسِرِ. و یقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ، و هو مدح و ذم، فإِذا أَرادوا أَن یقولوا لیس بمُصْلِدِ القِدْحِ فهو مدح، و إِذا أَرادوا أَن یقولوا هو خَوَّارُ العُود فهو ذم، و جمع التكسیر ما لم یبنَ علی حركة أَوَّله كقولك دِرْهم و دراهم و بَطْن و بُطُون و قِطْف و قُطُوف، و أَما ما یجمع علی حركة أَوّله فمثل صالح و صالحون و مسلم و مسلمون. و كَسَرَ من بَرْدِ الماء و حَرِّه یَكْسِرُ كَسْراً: فَتَّرَ. و انْكَسَر الحَرُّ: فتَر. و كل من عَجَز عن شی‌ء، فقد انْكَسَر عنه. و كل شی‌ء فَتَر عن أَمر یَعْجِزُ عنه یقال فیه: انْكسَر، حتی یقال كَسَرْتُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 140
من برد الماء فانْكَسَر. و كَسَرَ من طَرْفه یَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ. و قال ثعلب: كسَرَ فلان علی طرفه أَی غَضَّ منه شیئاً. و الكَسْرُ: أَخَسُّ القلیل. قال ابن سیدة: أُراه من هذا كأَنه كُسِرَ من الكثیر، قال ذو الرمة: إِذا مَرَئیٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ، فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ یَسْتَفِیدُها و الكَسْرُ و الكِسْرُ، و الفتح أَعلی: الجُزْءُ من العضو، و قیل: هو العضو الوافر، و قیل: هو العضو الذی علی حِدَتِه لا یخلط به غیره، و قیل هو نصف العظم بما علیه من اللحم؛ قال: و عاذِلةٍ هَبَّتْ عَلیَّ تَلُومُنی، و فی كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ أَبو الهیثم: یقال لكل عظم كِسْرٌ و كَسْرٌ، و أَنشد البیت أَیضاً. الأُمَویّ: و یقال لعظم الساعد مما یلی النصف منه إِلی المِرْفَق كَسْرُ قَبیحٍ؛ و أَنشد شمر: لو كنتَ عَیْراً، كنتَ عَیْرَ مَذَلَّةٍ، أَو كنتَ كِسْراً [كَسْراً]، كنتَ كِسْرَ قَبیحِ و هذا البیت أَورد الجوهری عجزه: و لو كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبیحِ قال ابن بری: البیت من الطویل و دخله الخَرْمُ من أَوله، قال: و منهم من یرویه أَو كنت كسراً، و البیت علی هذا من الكامل؛ یقول: لو كنت عیراً لكنت شرَّ الأَعیار و هو عیر المذلة، و الحمیر عندهم شرُّ ذوات الحافر، و لهذا تقول العرب: شر الدواب ما لا یُذَكَّی و لا یُزَكَّی، یَعْنُون الحمیر؛ ثم قال: و لو كنت من أَعضاء الإِنسان لكنت شَرَّها لأَنه مضاف إِلی قبیح، و القبیح هو طرفه الذی یَلی طَرَفَ عظم العَضُدِ؛ قال ابن خالویه: و هذا النوع من الهجاء هو عندهم من أَقبح ما یهجی به؛ قال: و مثله قول الآخر: لو كُنْتُمُ ماءً لكنتم وَشَلا، أَو كُنْتُمُ نَخْلًا لكُنْتُمْ دَقَلا و قول الآخر: لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَرِیرا، أَو كُنْتَ رِیحاً كانَتِ الدَّبُورَا، أَو كنتَ مُخّاً كُنْتَ مُخّاً رِیرا الجوهری: الكَسْرُ عظم لیس علیه كبیر لحم؛ و أَنشد أَیضاً: و فی كَفِّها كِسْرٌ [كَسْرٌ] أَبَحُّ رَذُومُ قال: و لا یكون ذلك إِلا و هو مكسور، و الجمع من كل ذلك أَكْسارٌ و كُسورٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال سعدُ بنُ الأَخْرَم: أَتیته و هو یُطْعم الناسَ من كُسورِ إِبلٍ‌أَی أَعضائها، واحدها كَسْرٌ و كِسْرٌ، بالفتح و الكسر، و قیل: إِنما یقال ذلك له إِذا كان مكسوراً؛ و‌فی حدیثه الآخر: فدعا بخُبْز یابس و أَكسارِ بعیر؛ أَكسار جمعُ قلة للكِسْرِ، و كُسورٌ جمعُ كثرة؛ قال ابن سیدة: و قد یكون الكَسْرُ من الإِنسان و غیره؛ و قوله أَنشده ثعلب: قد أَنْتَحِی للناقَةِ العَسِیرِ، إِذِ الشَّبابُ لَیِّنُ الكُسورِ فسره فقال: إِذ أَعضائی تمكننی. و الكَسْرُ من الحساب: ما لا یبلغ سهماً تامّاً، و الجمع كُسورٌ. و الكَسْر و الكِسْرُ: جانب البیت، و قیل: هو ما انحدر من جانبی البیت عن الطریقتین، و لكل بیت كِسْرانِ. و الكَسْرُ و الكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلی من الخباء،
لسان العرب، ج‌5، ص: 141
و الكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة التی تلی الأَرض من الخباء، و قیل: هو ما تَكَسَّر أَو تثنی علی الأَرض من الشُّقَّة السُّفْلی. و كِسْرا كل شی‌ء: ناحیتاه حتی یقال لناحیتی الصَّحراءِ كِسْراها. و قال أَبو عبید: فیه لغتان: الفتح و الكسر. الجوهری: و الكِسْرُ، بالكسر، أَسفلُ شُقَّةِ البیت التی تَلی الأَرضَ من حیثُ یُكْسَرُ جانباه من عن یمینك و یسارك؛ عن ابن السكیت. و‌فی حدیث أُم مَعْبَدٍ: فنظر إِلی شاة فی كِسْرِ الخَیْمة‌أَی جانبها. و لكل بیتٍ كِسْرانِ: عن یمین و شمال، و تفتح الكاف و تكسر، و منه قیل: فلان مُكاسِرِی أَی جاری. ابن سیدة: و هو جاری مُكاسِرِی و مُؤاصِرِی أَی كِسْرُ بیتی إِلی جَنْبِ كِسْرِ بیته. و أَرضٌ ذاتُ كُسُورٍ أَی ذات صُعودٍ و هُبُوطٍ. و كُسُورُ الأَودیة و الجبال: معاطفُها و جِرَفَتها و شِعابُها، لا یُفْرد لها واحدٌ، و لا یقال كِسْرُ الوادی. و وادٍ مُكَسِّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ و منه قول بعض العرب: مِلْنا إِلی وادی كذا فوجدناه مُكَسِّراً. و قال ثعلب: واد مُكَسَّرٌ: بالفتح، كأَن الماء كسره أَی أَسال معَاطفَه و جِرَفَتَه، و روی قول الأَعرابی: فوجدناه مُكَسَّراً، بالفتح. و كُسُور الثوب و الجلد: غٌضُونُه. و كَسَرَ الطائرُ یَكْسِرُ كَسْراً و كُسُوراً: ضمَّ جناحیه حتی یَنْقَضَّ یرید الوقوعَ، فإِذا ذكرت الجناحین قلت: كَسَرَ جناحیه كَسْراً، و هو إِذا ضم منهما شیئاً و هو یرید الوقوع أَو الانقضاض؛ و أَنشد الجوهری للعجاج: تَقَضِّیَ البازِی إِذا البازِی كَسَرْ و الكاسِرُ: العُقابُ، و یقال: بازٍ كاسِرٌ و عُقابٌ كاسر؛ و أَنشد: كأَنها كاسِرٌ فی الجَوّ فَتْخاءُ طرحوا الهاء لأَن الفعل غالبٌ. و‌فی حدیث النعمان: كأَنها جناح عُقابٍ كاسِرٍ؛ هی التی تَكْسِرُ جناحیها و تضمهما إِذا أَرادت السقوط؛ ابن سیدة: و عُقاب كاسر؛ قال: كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجرِ و مَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ و أَنشده سیبویه: و مَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ یرید: و مَسْحِه فأَخفی الهاء. قال ابن جنی: قال سیبویه كلاماً یظن به فی ظاهره أَنه أَدغم الحاء فی الهاء بعد أَن قلب الهاء حاء فصارت فی ظاهر قوله و مَسْحّ، و استدرك أَبو الحسن ذلك علیه، و قال: إِن هذا لا یجوز إِدغامه لأَن السین ساكنة و لا یجمع بین ساكنین؛ قال: فهذا لعمری تعلق بظاهر لفظه فأَما حقیقة معناه فلم یُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قال ابن جنی: و لیس ینبغی لمن نظر فی هذا العلم أَدنی نظر أَن یظنَّ بسیبویه أَنه یتوجه علیه هذا الغلط الفاحش حتی یخرج فیه من خطإِ الإِعراب إِلی كسر الوزن، لأَن هذا الشعر من مشطور الرجز و تقطیع الجزء الذی فیه السین و الحاء و مسحه [مفاعلن] فالحاء بإِزاء عین مفاعلن، فهل یلیق بسیبویه أَن یكسر شعراً و هو ینبوع العروض و بحبوحة وزن التفعیل، و فی كتابه أَماكن كثیرة تشهد بمعرفته بهذا العلم و اشتماله علیه، فكیف یجوز علیه الخطأ فیما یظهر و یبدو لمن یَتَسانَدُ إِلی طبعه فضلًا عن سیبویه فی جلالة قدره؟ قال: و لعل أَبا الحسن الأَخفش إِنما أَراد التشنیع علیه و إِلا فهو كان أَعرف الناس بجلاله؛ و یُعَدَّی فیقال: كَسَرَ جَناحَیْه. الفراء: یقال رجل ذو كَسَراتٍ و هَزَراتٍ، و هو الذی یُغْبَنُ فی كل شی‌ء، و یقال: فلان
لسان العرب، ج‌5، ص: 142
یَكْسِرُ علیه الفُوقَ إِذا كان غَضْبانَ علیه؛ و فلان یَكْسِرُ علیه الأَرْعاظَ غَضَباً. ابن الأَعرابی: كَسَرَ الرجلُ إِذا باع «2» متاعه ثَوْباً ثَوْباً، و كَسِرَ إِذا كَسِلَ. و بنو كِسْرٍ: بطنٌ من تَغْلِب. و كِسْری و كَسْری، جمیعاً بفتح الكاف و كسرها: اسم مَلِكِ الفُرْس، معرّب، هو بالفارسیة خُسْرَوْ أَی واسع الملك فَعَرَّبَتْه العربُ فقالت: كِسْری؛ و ورد ذلك فی الحدیث كثیراً، و الجمع أَكاسِرَةٌ و كَساسِرَةٌ و كُسورٌ علی غیر قیاس لأَن قیاسه كِسْرَوْنَ، بفتح الراء، مثل عِیسَوْنَ و مُوسَوْنَ، بفتح السین، و النسب إِلیه كِسْرِیّ، بكسر الكاف و تشدید الیاء، مثل حِرْمیٍّ و كِسْرَوِیّ، بفتح الراء و تشدید الیاء، و لا یقال كَسْرَوِیّ بفتح الكاف. و المُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَیْدَعٍ. و المُكَسَّرُ: بلد؛ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ: فما نُوِّمَتْ حتی ارتُقی بِنقالِها من اللیل قُصْوی لابَةٍ و المُكَسَّرِ و المُكَسِّرُ: لقب رجلٍ؛ قال أَبو النجم: أَو كالمُكَسِّرِ لا تَؤُوبُ جِیادُه إِلا غَوانِمَ، و هی غَیْرُ نِواء

كسبر؛ ج5، ص: 142

: الكُسْبُرَة: نبات الجُلْجُلانِ. و قال أَبو حنیفة: الكُسْبَرةُ، بضم الكاف و فتح الباء عربیة معروفة.

كشر؛ ج5، ص: 142

: الكَشْرُ: بُدُوُّ الأَسنان عند التبسم؛ و أَنشد: إِنّ مِنَ الإِخْوانِ إِخْوانَ كِشْرَةٍ، و إِخْوانَ كَیْفَ الحالُ و البالُ كلُّه قال: و الفِعْلَة تجی‌ء فی مصدر فاعَلَ، تقول هاجَرَ هِجْرَةً و عاشَرَ عِشْرَةً. و إنما یكون هذا التأْسیس «3» فیما یدخل الافتعال علی تفاعلا جمیعاً. الجوهری: الكَشْرُ التبسم. یقال: كَشَرَ الرجلُ و انْكَلَّ و افْتَرَّ و ابْتَسَمَ كل ذلك تَبْدَوُ منه الأَسنان. ابن سیدة: كَشَرَ عن أَسنانه یَكْشِرُ كَشْراً أَبْدی، یكون ذلك فی الضحك و غیره، و قد كاشَرَهُ، و الاسم الكِشْرَةُ كالعِشْرَةِ. و كَشَرَ البعیرُ عن نابه أَی كَشَفَ عنه. و روی عن أَبی الدرداء: إنا لَنَكْشِرُ فی وُجُوهِ أَقوام، و إِن قُلُوبَنا لتَقْلِیهم أَی نَبْسِمُ فی وُجوههم. و كاشَرَه إذا ضَحِكَ فی وجهه و باسطه. و یقال: كَشَرَ السبعُ عن نابه إذا هَرَّ الحِراش، و كَشَرَ فلانٌ لفلان إذا تَنَمَّرَ له و أَوْعَدَه كأَنه سبع. ابن الأَعرابی: العُنْقُود إذا أُكل ما علیه و أُلقی فهو الكَشَرُ. و الكَشْرُ: الخُبْزُ الیابس. قال: و یقال كَشِرَ إِذا هَرَبَ، و كَشَرَ إذا افْتَرَّ. و الكَشْرُ: ضرب من النكاح، و البَضْعُ الكاشِرُ: ضربٌ منه. و یقال: باضَعها بُضْعاً كاشِراً، و لا یُشْتَقُّ منه فِعْلٌ.

كشمر؛ ج5، ص: 142

: كَشْمَر أَنْفَه، بالشین بعد الكاف: كَسَره.

كصر؛ ج5، ص: 142

: أَبو زید: الكَصِیرُ لغة فی القَصِیر لبعض العرب.

كظر؛ ج5، ص: 142

: الكُظْرُ: حرف الفَرْج. أَبو عمرو: الكُظْرُ جانب الفرج، و جمعه أَكْظار؛ و أَنشد: و اكْتَشَفَتْ لِنَاشِئٍ دَمَكْمَكِ عن وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ قال ابن برّیّ: و ذكر ابن النحاس أَن الكُظْرَ رَكَبُ المرأَة؛ و أَنشد:
(2). قوله [كسر الرجل إِذا باع إلخ] عبارة المجد و شرحه: كسر الرجل متاعه إذا باعه ثوباً ثوباً. (3). قوله [و إنما یكون هذا التأْسیس إلخ] كذلك بالأَصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 143
و ذاتِ كُظْرٍ سَبِطِ المَشافِرِ ابن سیدة: و الكُظْرُ و الكُظْرَةُ شَحْمُ الكُلْیَتَیْن المحیطُ بهما. و الكُظْرَة إَیضاً: الشحمة التی قُدّام الكُلْیة فإذا انْتُزِعَت الكُلْیة كان موضعُها كُظْراً، و هما الكُظْرانِ. و الكُظْرُ: ما بین التَّرْقُوَتَیْنِ؛ قال الجوهری: هذا الحرف نقلته من كتاب من غیر سماع. و الكُظْرُ: مَحَزُّ القوس «1» الذی تقع فیه حَلَقَةُ الوَتَرِ، و جمعه كِظارٌ، و قد كَظَرَ القوسَ كَظْراً. الأَصمعی فی سِیَةِ القَوْسِ: الكُظْرُ، و هو الفَرْضُ الذی فیه الوَتَرُ، و جمعه الكِظارَةُ. و یقال: اكْظُرْ زَنْدَتك أَی حُز فیها حَزّاً.

كعر؛ ج5، ص: 143

: كَعِرَ الصبیُّ كَعَراً، فهو كَعِرٌ، و أَكْعَرُ: امْتَلأَ بطنُه و سَمِنَ، و قیل: امتلأَ بطنه من كثرة الأَكل. و كَعِرَ البطنُ و نحوه: تَمَلَّأَ، و قیل: سَمِنَ، و قیل: الكَعَرُ تَمَلُّؤُ بطنِ الصبی من كثرة الأَكل. و أَكْعَرَ البعیرُ: اكْتَنَزَ سَنامه. و كَعِر الفَصِیلُ و أَكْعَرَ و كَعَّرَ و كَوْعَرَ: اعْتَقَدَ فی سَنامه الشحمُ، فهو مُكْعِر، و إِذا حَمَلَ الحُوارُ فی سَنامه شَحْماً، فهو مُكَعِّر. و یقال: مرّ فلان مُكْعِراً إِذا مَرَّ یَعْدُو مُسْرِعاً. و الكَعْرَةُ: عُقْدَة كالغُدَّة. و الكُعْرُ: شَوْكٌ ینبسط له وَرَقٌ كِبار أَمثال الذراع كثیرة الشوك ثم تخرج له شُعَبٌ و تظهر فی رؤوس شعبه هَناتٌ أَمثالُ الرَّاح یُطِیفُ بها شوك كثیر طِوالٌ، و فیها وردة حمراء مُشْرِقة تَجْرُسُها النحل، و فیها حَبٌّ أَمثال العُصْفُر إِلا أَنه شدید السواد. و الكَیْعَرُ من الأَشْبال: الذی قد سَمِنَ و خَدِرَ لَحْمُه. و كَوْعَرُ: اسم.

كعبر؛ ج5، ص: 143

: الكَعْبَرَةُ من النساء: الجافیة العِلْجَةُ الكَعْباءُ فی خَلْقِها؛ و أَنشد: عَكْباءُ كَعْبَرَةُ اللَّحْیَینِ جَحْمَرِشٌ و الكُعْبُرَةُ: عُقدَةُ أُنْبوبِ الزَّرْع و السُّنبلِ و نحوه، و الجمع الكَعابِرُ. و الكُعْبُرة و الكُعْبورةُ: كل مُجْتَمِعٍ مُكَتَّلٍ. و الكُعْبُورَة: ما حاد من الرأْس؛ قال العجاج: كعابر الرؤوس منها أَو نسر «2» و كُعْبُرة الكتف: المستدیرةُ فیها كالخرزة و فیها مَدارُ الوابِلَةِ. الأَزهری: الكُعْبُرة من اللحم الفِدْرَةُ الیسیرة أَو عظم شدید مُتَعَقِّد؛ و أَنشد: لو یَتَغَدَّی جَملًا لم یُسْئِرِ منه، سِوَی كُعْبُرةٍ و كُعْبُرِ ابن شمیل: الكَعابِرُ رؤوس الفخذین، و هی الكَرادیسُ. و قال أَبو زید: یسمی الرأْسُ كله كُعْبُورَةً و كُعْبُرةً و الجمع كَعابِر و كَعابِیر. أَبو عمرو: كُعْبُرة الوَظِیفِ مُجْتَمَعُ الوَظیفِ فی الساق. و الكُعْبُرة و الكُعْبورَة: ما یُرْمی من الطعام كالزُّؤانِ و نحوه، و حكی اللحیانی كُعْبُرَّة. و الكُعْبُرة: واحدة الكَعابِر، و هو شی‌ء یخرج من الطعام إِذا نُقِّی غلیظ الرأْس مجتمع، و منه سمیت رؤوس العظام الكَعابر. اللحیانی: أَخْرَجْتُ من الطعام كَعابِرَه و سَعابِرَه بمعنی واحد. و الكُعْبُرة: الكوع. و كَعْبَرَ الشی‌ءَ: قطعه. و المُكَعْبِرُ: العَجَمِیُّ لأَنه یقطع الرؤوس، و المُكَعْبِرُ: العَرَبیُّ؛ كلتاهما عن ثعلب.
(1). قوله [و الكظر محز القوس إلخ] هذا و الذی قبله بضم الكاف كالذی بعده، و أما بكسرها فهو العقبة تشدّ فی أصل فوق السهم؛ نبه علیه المجد. (2). قوله [كعابر الرؤوس إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 144
و المُكَعْبَرُ و المُكَعْبِرُ: من أَسماء الرجال. و بَعْكَرَ الشی‌ءَ: قطعَه ككَعْبَره. و یقال: كَعْبَره بالسیف أَی قطعه، و منه سمی المُكَعْبِرُ الضَّبِّیُّ لأَنه ضرب قوماً بالسیف.

كعتر؛ ج5، ص: 144

: كَعْتَر فی مشیه: تمایل كالسكران.

كعور؛ ج5، ص: 144

: الأَزهری: الكَعْوَرَةُ من الرجال الضَّخْمُ الأَنفِ كهیئة الزِّنْجِیِّ.

كفر؛ ج5، ص: 144

: الكُفْرُ: نقیض الإِیمان؛ آمنَّا بالله و كَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ باللّٰه یَكْفُر كُفْراً و كُفُوراً و كُفْراناً. و یقال لأَهل دار الحرب: قد كَفَرُوا أَی عَصَوْا و امتنعوا. و الكُفْرُ: كُفْرُ النعمة، و هو نقیض الشكر. و الكُفْرُ: جُحود النعمة، و هو ضِدُّ الشكر. و قوله تعالی: إِنّٰا بِكُلٍّ كٰافِرُونَ؛ أَی جاحدون. و كَفَرَ نَعْمَةَ الله یَكْفُرها كُفُوراً و كُفْراناً و كَفَر بها: جَحَدَها و سَتَرها. و كافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. و رجل مُكَفَّر: مجحود النعمة مع إِحسانه. و رجل كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، و قیل: لأَنه مُغَطًّی علی قلبه. قال ابن درید: كأَنه فاعل فی معنی مفعول، و الجمع كُفَّار و كَفَرَة و كِفارٌ مثل جائع و جِیاعٍ و نائم و نِیَامٍ؛ قال القَطامِیّ: و شُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسی، و غُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ و جمعُ الكافِرَة كَوافِرُ. و‌فی حدیث القُنُوتِ: و اجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ؛ الكوافرُ جمع كافرة، یعنی فی التَّعادِی و الاختلاف، و النساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سیما إِذا كُنَّ كوافر، و رجل كَفَّارٌ و كَفُور: كافر، و الأُنثی كَفُورٌ أَیضاً، و جمعهما جمیعاً كُفُرٌ، و لا یجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل فی مؤنثه، إِلا أَنهم قد قالوا عدوة الله، و هو مذكور فی موضعه. و قوله تعالی: فَأَبَی الظّٰالِمُونَ إِلّٰا كُفُوراً؛ قال الأَخفش: هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ و بُرودٍ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ و سِبابُه فِسْقٌ و من رغِبَ عن أَبیه فقد كَفَرَ‌قال بعض أَهل العلم: الكُفْرُ علی أَربعة أَنحاء: كفر إِنكار بأَن لا یعرف الله أَصلًا و لا یعترف به، و كفر جحود، و كفر معاندة، و كفر نفاق؛ من لقی ربه بشی‌ء من ذلك لم یغفر له و یغفر ما دون ذلك لمن یشاء. فأَما كفر الإِنكار فهو أَن یكفر بقلبه و لسانه و لا یعرف ما یذكر له من التوحید، و كذلك روی فی قوله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لٰا یُؤْمِنُونَ؛ أَی الذین كفروا بتوحید الله، و أَما كفر الجحود فأَن یعترف بقلبه و لا یقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبلیس و كفر أُمَیَّةَ بن أَبی الصَّلْتِ، و منه قوله تعالی: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ؛ یعنی كُفْرَ الجحود، و أَما كفر المعاندة فهو أَن یعرف الله بقلبه و یقرّ بلسانه و لا یَدِینَ به حسداً و بغیاً ككفر أَبی جهل و أَضرابه، و فی التهذیب: یعترف بقلبه و یقرّ بلسانه و یأْبی أَن یقبل كأَبی طالب حیث یقول: و لقد علمتُ بأَنَّ دینَ محمدٍ من خیرِ أَدیانِ البَرِیَّةِ دِینَا لو لا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ، لوَجَدْتَنی سَمْحاً بذاك مُبِیناً و أَما كفر النفاق فأَن یقرّ بلسانه و یكفر بقلبه و لا یعتقد بقلبه.قال الهروی: سئل الأَزهری عمن یقول بخلق القرآن أَ نسمیه كافراً؟ فقال: الذی یقوله كفر،
لسان العرب، ج‌5، ص: 145
فأُعید علیه السؤال ثلاثاً و یقول ما قال ثم قال فی الآخر: قد یقول المسلم كفراً.قال شمر: و الكفر أَیضاً بمعنی البراءة، كقول الله تعالی حكایة عن الشیطان فی خطیئته إِذا دخل النار: إِنِّی كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ؛ أَی تبرأْتُ. و‌كتب عبدُ الملك إِلی سعید بن جُبَیْر یسأَله عن الكفر فقال: الكفر علی وجوه: فكفر هو شرك یتخذ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ، و كفر بكتاب الله و رسوله، و كفر بادِّعاء ولد الله، و كفر مُدَّعی الإِسْلام، و هو أَن یعمل أَعمالًا بغیر ما أَنزل الله و یسعی فِی الْأَرْضِ فَسٰاداً و یقتل نفساً محرّمة بغیر حق، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ: أَحدهما كفر نعمة الله، و الآخر التكذیب بالله.و فی التنزیل العزیز: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدٰادُوا كُفْراً لَمْ یَكُنِ اللّٰهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ؛ قال أَبو إِسحق: قیل فیه غیر قول،قال بعضهم: یعنی به الیهود لأَنهم آمَنُوا بموسی، علیه السلام، ثُمَّ كَفَرُوا بعزیر ثُمَّ كَفَرُوا بعیسی ثُمَّ ازْدٰادُوا كُفْراً بكفرهم بمحمد؛ صلی الله علیه و سلم؛ و قیل: جائز أَن یكون مُحاربٌ آمن ثم كفر، و قیل: جائز أَن یكون مُنافِقٌ أَظْهَرَ الإِیمانَ و أَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر و ازداد كفراً بإِقامته علی الكفر، فإِن قال قائل: الله عز و جل لا یغفر كفر مرة، فلمَ قیل هاهنا فیمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لَمْ یَكُنِ اللّٰهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ*، ما الفائدة فی هذا فالجواب فی هذا، و الله أَعلم، أَن الله یغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره، فإِن كفر بعد إِیمانه لم یغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله یقبل التوبة، فإِذا كَفَر بعد إِیمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجمیع كفره، و لا یجوز أَن یكون إِذا آمن بعد ذلك لا یغفر له لأَن الله عز و جل یغفر لكل مؤْمن بعد كفره، و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ؛ و هذا سیئة بالإِجماع. و قوله سبحانه و تعالی: وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذی أَتت به الأَنبیاء، علیهم السلام، باطل فهو كافر. و‌فی حدیث ابن عباس: قیل له: وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ و لیسوا كمن كفر بالله و الیوم الآخر، قال: و قد أَجمع الفقهاء أَن من قال: إِن المحصنَین لا یجب أَن یرجما إِذا زنیا و كانا حرین، كافر، و إِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبی، صلی الله علیه و سلم، لأَنه مكذب له، و من كذب النبی، صلی الله علیه و سلم، فهو كافر.و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: إذا قال الرجل للرجل أَنت لی عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام؛ أَراد كفر نعمته لأَن الله عز و جل أَلف بین قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم یعرفها فقد كفرها. و‌فی الحدیث: من ترك قتل الحیات خشیة النار فقد كفر‌أَی كفر النعمة، و كذلك‌الحدیث الآخر: من أَتی حائضاً فقد كفر، و‌حدیث الأَنْواء: إِن الله یُنْزِلُ الغَیْثَ فیُصْبِحُ قومٌ به كافرین؛ یقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا و كذا، أَی كافرین بذلك دون غیره حیث یَنْسبُون المطر إِلی النوء دون الله؛ و منه‌الحدیث: فرأَیت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن، قیل: أَ یَكْفُرْنَ بالله؟ قال: لا و لكن یَكْفُرْنَ الإِحسانَ و یَكْفُرْنَ العَشِیرَ‌أَی یجحدن إِحسان أَزواجهن؛ و‌الحدیث الآخر: سباب المسلم فسوق و قتاله كفر، و من رغب عن أَبیه فقد كفر و من ترك الرمی فنعمة كفرها؛ و الأَحادیث من هذا النوع كثیرة، و أَصل الكفر تغطیة الشی‌ء تغطیة تستهلكه. و قال اللیث: یقال إِنما سمی الكافر كافراً لأَن الكفر غطی قلبه كله؛ قال الأَزهری: و معنی قول اللیث هذا یحتاج إِلی بیان یدل علیه و إِیضاحه أَن الكفر فی
لسان العرب، ج‌5، ص: 146
اللغة التغطیة، و الكافر ذو كفر أَی ذو تغطیة لقلبه بكفره، كما یقال للابس السلاح كافر، و هو الذی غطاه السلاح، و مثله رجل كاسٍ أَی ذو كُسْوَة، و ماء دافق ذو دَفْقٍ، قال: و فیه قول آخر أَحسن مما ذهب إِلیه، و ذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلی توحیده فقد دعاه إِلی نعمة و أَحبها له إِذا أَجابه إِلی ما دعاه إِلیه، فلما أَبی ما دعاه إِلیه من توحیده كان كافراً نعمة الله أَی مغطیاً لها بإِبائه حاجباً لها عنه. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال فی حجة الوداع: أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدی كُفَّاراً یَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور: فی قوله كفاراً قولان: أَحدهما لابسین السلاح متهیئین للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهیَ عن الحرب، و القول الثانی أَنه یُكَفِّرُ الناسَ فیَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فیُكَفِّرونهم، و هو‌كقوله، صلی الله علیه و سلم: من قال لأَخیه یا كافر فقد باء به أَحدهما، لأَنه إِما أَن یَصْدُقَ علیه أَو یَكْذِبَ، فإِن صدق فهو كافر، و إِن كذب عاد الكفر إِلیه بتكفیره أَخاه المسلم. قال: و الكفر صنفان: أَحدهما الكفر بأَصل الإِیمان و هو ضده، و الآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا یخرج به عن أَصل الإِیمان. و‌فی حدیث الردّة: و كفر من كفر من العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفین: صنف ارتدوا عن الدین و كانوا طائفتین إِحداهما أَصحاب مُسَیْلِمَةَ و الأَسْودِ العَنْسِیّ الذین آمنوا بنبوتهما، و الأُخری طائفة ارتدوا عن الإِسلام و عادوا إِلی ما كانوا علیه فی الجاهلیة و هؤلاء اتفقت الصحابة علی قتالهم و سبیهم و استولد علیّ، علیه السلام، من سبیهم أُمَّ محمدِ بن الحنفیة ثم لم ینقرض عصر الصحابة، رضی الله عنهم، حتی أَجمعوا أَن المرتد لا یُسْبی، و الصنف الثانی من أَهل الردة لم یرتدوا عن الإِیمان و لكن أَنكروا فرض الزكاة و زعموا أَن الخطاب فی قوله تعالی: خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً؛ خاص بزمن النبی، صلی الله علیه و سلم، و لذلك اشتبه علی عمر، رضی الله عنه، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحید و الصلاة، و ثبت أَبو بكر، رضی الله عنه، علی قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة علی ذلك لأَنهم كانوا قَرِیبی العهد بزمان یقع فیه التبدیل و النسخ، فلم یُقَرّوا علی ذلك، و هؤلاء كانوا أَهل بغی فأُضیفوا إِلی أَهل الردة حیث كانوا فی زمانهم فانسحب علیهم اسمها، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضیة أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمین فتُذِلُّوهم و لا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق.و‌فی حدیث سَعْدٍ، رضی الله عنه: تَمَتَّعْنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و مُعَاویة كافر بالعُرُش قبل إِسلامه؛ و العُرُش: بیوت مكة، و قیل معناه أَنه مقیم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن التمتع كان فی حجة الوداع بعد فتح مكة، و مُعاویة أَسلم عام الفتح، و قیل: هو من التكفیر الذُّلِّ و الخضوعِ. و أَكْفَرْتُ الرجلَ: دعوته كافراً. یقال: لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَی لا تَنْسُبْهم إِلی الكفر أَی لا تَدْعُهُم كفاراً و لا تجعلهم كفاراً بقولك و زعمك. و كَفَّرَ الرجلَ: نسبه إِلی الكفر. و كل من ستر شیئاً، فقد كَفَرَه و كَفَّره. و الكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب. و الكُفَّارُ: الزُّرَّاعُ. و تقول العرب للزَّرَّاعِ: كافر لأَنه یَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ علیها مالَقَهُ؛ و منه قوله تعالی: كَمَثَلِ غَیْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّٰارَ نَبٰاتُهُ؛ أَی أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته، و إِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به فهو غایة
لسان العرب، ج‌5، ص: 147
ما یستحسن، و الغیث المطر هاهنا؛ و قد قیل: الكفار فی هذه الآیة الكفار بالله و هم أَشد إِعجاباً بزینة الدنیا و حرثها من المؤمنین. و الكَفْرُ، بالفتح: التغطیة. و كَفَرْتُ الشی‌ء أَكْفِرُه، بالكسر، أَی سترته. و الكافِر: اللیل، و فی الصحاح: اللیل المظلم لأَنه یستر بظلمته كل شی‌ء. و كَفَرَ اللیلُ الشی‌ءَ و كَفَرَ علیه: غَطَّاه. و كَفَرَ اللیلُ علی أَثَرِ صاحبی: غَطَّاه بسواده و ظلمته. و كَفَرَ الجهلُ علی علم فلان: غَطّاه. و الكافر: البحر لسَتْرِه ما فیه، و یُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً؛ و أَنشد اللحیانی: و غُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ و قول ثعلب بن صُعَیْرة المازنی یصف الظلیم و النعامة و رَواحَهما إِلی بیضهما عند غروب الشمس: فَتَذَكَّرا ثَقَلًا رثِیداً بَعْدَ ما أَلْقَتْ ذُكاءُ یمینَها فی كافِرِ و ذُكاء: اسم للشمس. أَلقت یمینها فی كافر أَی بدأَت فی المغیب، قال الجوهری: و یحتمل أَن یكون أَراد اللیل؛ و ذكر ابن السكیت أَن لَبِیداً سَرَق هذا المعنی فقال: حتی إِذا أَلْقَتْ یداً فی كافِرٍ، و أَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها قال: و من ذلك سمی الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز و جل؛ قال الأَزهری: و نعمه آیاته الدالة علی توحیده، و النعم التی سترها الكافر هی الآیات التی أَبانت لذوی التمییز أَن خالقها واحد لا شریك له؛ و كذلك إِرساله الرسل بالآیات المعجزة و الكتب المنزلة و البراهین الواضحة نعمة منه ظاهرة، فمن لم یصدّق بها و ردّها فقد كفر نعمة الله أَی سترها و حجبها عن نفسه. و یقال: كافرنی فلان حقی إِذا جحده حقه؛ و تقول: كَفَر نعمةَ الله و بنعمة الله كُفْراً و كُفْراناً و كُفُوراً. و‌فی حدیث عبد الملك: كتب إِلی الحجاج: من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبیله‌أَی بكفر من خالف بنی مَرْوانَ و خرج علیهم؛ و منه‌حدیث الحجاج: عُرِضَ علیه رجلٌ من بنی تمیم لیقتله فقال: إِنی لأَری رجلًا لا یُقِرّ الیوم بالكُفْر، فقال: عن دَمی تَخْدَعُنی؟ إِنّی أَكْفَرُ من حِمَارٍ؛ و حمار: رجل كان فی الزمان الأَول كفر بعد الإِیمان و انتقل إِلی عبادة الأَوثان فصار مثلًا. و الكافِرُ: الوادی العظیم، و النهر كذلك أَیضاً. و كافِرٌ: نهر بالجزیرة؛ قال المُتَلَمِّسُ یذكر طَرْحَ صحیفته: و أَلْقَیْتُها بالثِّنْی من جَنْبِ كافِرٍ؛ كذلك أَقْنِی كلَّ قِطٍّ مُضَللِ و قال الجوهری: الكافر الذی فی شعر المتلمس النهر العظیم؛ ابن بری فی ترجمة عصا: الكافرُ المطرُ؛ و أَنشد: و حَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ لیس بینها، و بین قُرَی نَجْرانَ و الشامِ، كافِرُ و قال: كافر أَی مطر. اللیث: و الكافِرُ من الأَرض ما بعد عن الناس لا یكاد ینزله أَو یمرّ به أحد؛ و أَنشد: تَبَیَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ فی كافرٍ، ما به أَمْتٌ و لا عِوَجُ و فی روایة ابن شمیل: فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ و قال ابن شمیل أَیضاً: الكافر الغائطُ الوَطِی‌ءُ، و أَنشد هذا البیت. و رجل مُكَفَّرٌ: و هو المِحْسانُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 148
الذی لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه. و الكافِرُ: السحاب المظلم. و الكافر و الكَفْرُ: الظلمة لأَنها تستر ما تحتها؛ و قول لبید: فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ، و هی لاهِیَةٌ، فی كافِرٍ ما به أَمْتٌ و لا شَرَفُ یجوز أَن یكون ظلمةَ اللیل و أَن یكون الوادی. و الكَفْرُ: الترابُ؛ عن اللحیانی لأَنه یستر ما تحته. و رماد مَكْفُور: مُلْبَسٌ تراباً أَی سَفَتْ علیه الریاحُ الترابَ حتی وارته و غطته؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلی ذِی القُورْ؟ قد دَرَسَتْ غَیرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ و الكَفْرُ: ظلمة اللیل و سوادُه، و قد یكسر؛ قال حمید: فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ، و ابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ فی كَفْرِ أَی فیما یواریه من سواد اللیل. و قد كَفَر الرجلُ متاعَه أَی أَوْعاه فی وعاءٍ. و الكُفْر: القِیرُ الذی تُطْلی به السُّفُنُ لسواده و تغطیته؛ عن كراع. ابن شمیل: القِیرُ ثلاثة أَضْرُبٍ: الكُفْرُ و الزِّفْتُ و القِیرُ، فالكُفْرُ تُطْلی به السُّفُنُ، و الزفت یُجْعَل فی الزقاق، و القِیرُ یذاب ثم یطلی به السفن. و الكافِرُ: الذی كَفَر دِرْعَه بثوب أَی غطاه و لبسه فوقه. و كلُّ شی‌ء غطی شیئاً، فقد كفَرَه. و‌فی الحدیث: أَن الأَوْسَ و الخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم فی الجاهلیة فثار بعضهم إِلی بعض بالسیوف فأَنزلَ اللهُ تعالی: وَ كَیْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلیٰ عَلَیْكُمْ آیٰاتُ اللّٰهِ وَ فِیكُمْ رَسُولُهُ؟و لم یكن ذلك علی الكفر بالله و لكن علی تغطیتهم ما كانوا علیه من الأُلْفَة و المودّة. و كَفَر دِرْعَه بثوب و كَفَّرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن السكیت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر. و قد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه؛ و كلُّ ما غَطَّی شیئاً، فقد كَفَره. و منه قیل للیل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شی‌ء و غطاه. و رجل كافر و مُكَفَّر فی السلاح: داخل فیه. و المُكَفَّرُ: المُوثَقُ فی الحدید كأَنه غُطِّیَ به و سُتِرَ. و المُتَكَفِّرُ: الداخل فی سلاحه. و التَّكْفِیر: أَن یَتَكَفَّرَ المُحارِبُ فی سلاحه؛ و منه قول الفرزدق: هَیْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَیَّةُ رَأْیَها، فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بینها بتَشَاجُرٍ، قد كَفَّرَتْ آباؤُها، أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ، و رفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَی كَفَّرَتْ آباؤها فی السلاح. و تَكَفَّر البعیر بحباله إِذا وقعت فی قوائمه، و هو من ذلك. و الكَفَّارة: ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك؛ قال بعضهم: كأَنه غُطِّیَ علیه بالكَفَّارة. و تَكْفِیرُ الیمین: فعل ما یجب بالحنث فیها، و الاسم الكَفَّارةُ. و التَّكْفِیرُ فی المعاصی: كالإِحْباطِ فی الثواب. التهذیب: و سمیت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَی تسترها مثل كَفَّارة الأَیْمان و كَفَّارة الظِّهارِ و القَتْل الخطإِ، و قد بینها الله تعالی فی كتابه و أَمر بها عباده. و أَما الحدود فقد‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ما أَدْرِی أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا.و‌فی حدیث قضاء
لسان العرب، ج‌5، ص: 149
الصلاة: كَفَّارَتُها أَن تصلیها إِذا ذكرتها، و فی روایة: لا كفارة لها إِلا ذلك.و تكرر ذكر الكفارة فی الحدیث اسماً و فعلًا مفرداً و جمعاً، و هی عبارة عن الفَعْلَة و الخَصْلة التی من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطیئة أَی تمحوها و تسترها، و هی فَعَّالَة للمبالغة، كقتالة و ضرابة من الصفات الغالبة فی باب الأَسمیة، و معنی حدیث قضاء الصلاة أَنه لا یلزمه فی تركها غیر قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غیر ذلك، كما یلزم المُفْطِر فی رمضان من غیر عذر، و المحرم إِذا ترك شیئاً من نسكه فإِنه تجب علیه الفدیة. و‌فی الحدیث: المؤمن مُكَفَّرٌ‌أَی مُرَزَّأٌ فی نفسه و ماله لتُكَفَّر خَطایاه. و الكَفْرُ: العَصا القصیرة، و هی التی تُقْطَع من سَعَف النخل. ابن الأَعرابی: الكَفْرُ الخشبة الغلیظة القصیرة. و الكافُورُ: كِمُّ العِنَب قبل أَن یُنَوِّر. و الكَفَرُ و الكُفُرَّی و الكِفِرَّی و الكَفَرَّی و الكُفَرَّی: وعاء طلع النخل، و هو أَیضاً الكافُورُ، و یقال له الكُفُرَّی و الجُفُرَّی. و‌فی حدیث الحسن: هو الطِّبِّیعُ فی كُفُرَّاه؛ الطِّبِّیعُ لُبُّ الطَّلْع و كُفُرَّاه، بالضم و تشدید الراء و فتح الفاء و ضمها، هو وعاء الطلع و قشره الأَعلی، و كذلك كافوره، و قیل: هو الطَّلْعُ حین یَنْشَقُّ و یشهد للأَول «3» قولُه‌فی الحدیث قِشْر الكُفُرَّی، و قیل: وعاء كل شی‌ء من النبات كافُوره. قال أَبو حنیفة: قال ابن الأَعرابی: سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّی و هذا كُفُرَّی و كَفَرَّی و كِفِرَّاه و كُفَرَّاه، و قد قالوا فیه كافر، و جمع الكافُور كوافیر، و جمع الكافر كوافر؛ قال لبید: جَعْلٌ قِصارٌ و عَیْدانٌ یَنْوءُ به، من الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ و مُهْتَصَرُ و الكافُور: الطَّلْع. التهذیب: كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذی ینشق عنها، سُمِّی كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَی غطَّاها؛ و قول العجاج: كالكَرْم إِذ نَادَی من الكافُورِ كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّی لما فی جوفه من العُنْقُود، شبهه بكافور الطلع لأَنه ینفرج عمَّا فیه أَیضاً. و‌فی الحدیث: أَنه كان اسم كِنانَةِ النبی، صلی الله علیه و سلم، الكافُورَ‌تشبیهاً بغِلاف الطَّلْع و أَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها و هی فیها كالسِّهام فی الكِنانةِ. و الكافورُ: أَخْلاطٌ تجمع من الطیب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع؛ قال ابن درید: لا أَحسب الكافور عَرَبیًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور و القافُور. و قوله عز و جل: إِنَّ الْأَبْرٰارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كٰانَ مِزٰاجُهٰا كٰافُوراً؛ قیل: هی عین فی الجنة. قال: و كان ینبغی أَن لا ینصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة علی أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن إِنما صرفه لتعدیل رؤوس الآی، و قال ثعلب: إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبیهاً و لو كان اسماً للعین لم یصرفه؛ قال ابن سیدة: قوله جعله تشبیهاً؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور. قال الفراء: یقال إِنها عَیْنٌ تسمی الكافور، قال: و قد یكون كان مِزاجُها كالكافور لطیب ریحه؛ و قال الزجاج: یجوز فی اللغة أَن یكون طعم الطیب فیها و الكافور، و جائز أَن یمزج بالكافور و لا یكون فی ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا یَمَسُّهم فیها نَصَبٌ و لا وَصَبٌ. اللیث: الكافور نبات له نَوْرٌ أَبیض كنَوْر الأُقْحُوَان، و الكافورُ عینُ ماءٍ فی الجنة طیبِ الریح، و الكافور
(3). قوله [و یشهد للأول إلخ] هكذا فی الأصل. و الذی فی النهایة: و یشهد للاول قوله فی قشر الكفری.
لسان العرب، ج‌5، ص: 150
من أَخلاط الطیب. و فی الصحاح: من الطیب، و الكافور وعاء الطلع؛ و أَما قول الراعی: تَكْسُو المَفَارِقَ و اللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ قال الجوهری: الظبی الذی یكون منه المسك إِنما یَرْعَی سُنْبُلَ الطیب فجعله كافوراً. ابن سیدة: و الكافورُ نبت طیب الریح یُشَبَّه بالكافور من النخل. و الكافورُ أَیضاً: الإِغْرِیضُ، و الكُفُرَّی: الكافُورُ الذی هو الإِغْرِیضُ. و قال أَبو حنیفة: مما یَجْرِی مَجْرَی الصُّمُوغ الكافورُ. و الكافِرُ من الأَرضین: ما بعد و اتسع. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة، و أَراد عقد نكاحهن. و الكَفْرُ: القَرْیة، سُرْیانیة، و منه قیل كَفرُ تُوثَی و كَفْرُ عاقِبٍ و كَفْرُ بَیَّا و إِنما هی قری نسبت إِلی رجال، و جمعه كُفُور. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه، أَنه قال: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلی سُنْبُكٍ من الأَرض، قیل: و ما ذلك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَی جُذام‌أَی من قری الشام. قال أَبو عبید: قوله كفراً كفراً یعنی قریة قریة، و أَكثر من یتكلم بهذا أَهل الشام یسمون القریة الكفر. و روی عن مُعَاویة أَنه قال: أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور. قال الأَزهری: یعنی بالكفور القُرَی النائیةَ عن الأَمصار و مُجْتَمَعِ أهل العلم، فالجهل علیهم أَغلب و هم إِلی البِدَع و الأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ یقول: إِنهم بمنزلة الموتی لا یشاهدون الأَمصارَ و الجُمعَ و الجماعاتِ و ما أَشبهها. و الكَفْرُ: القَبْرُ، و منه قیل: اللهم اغفر لأَهل الكُفُور. ابن الأَعرابی: اكْتَفَر فلانٌ أَی لزم الكُفُورَ. و‌فی الحدیث: لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور.قال الحَرْبیّ: الكُفور ما بَعُدَ من الأَرض عن الناس فلا یمرّ به أَحد؛ و أَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحیاء فكأَنهم فی القبور. و‌فی الحدیث: عُرِضَ علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ما هو مفتوح علی أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك‌أَی قریة قریة. و قول العرب: كَفْرٌ علی كَفْرٍ أَی بعض علی بعض. و أَكْفَرَ الرجلُ مُطِیعَه: أَحْوَجَه أَن یَعْصِیَه. التهذیب: إِذا أَلجأْت مُطِیعَك إِلی أَن یعصیك فقد أَكْفَرْتَه. و التَّكْفِیر: إِیماءُ الذمی برأْسه، لا یقال: سجد فلان لفلان و لكن كَفَّرَ له تَكْفِیراً. و الكُفْرُ: تعظیم الفارسی لِمَلكه. و التَّكْفِیرُ لأَهل الكتاب: أَن یُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسلیم عندنا، و قد كَفَّر له. و التكفیر: أَن یضع یده أَو یدیه علی صدره؛ قال جریر یخاطب الأَخطل و یذكر ما فعلت قیس بتغلب فی الحروب التی كانت بعدهم: و إِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قیْسٍ بَعْدَها، فَضَعُوا السِّلاحَ و كَفِّرُوا تَكْفِیرَا یقول: ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرین علی حرب قیس لعجزكم عن قتالهم، فكَفِّروا لهم كما یُكَفِّرُ العبد لمولاه، و كما یُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ یضع یده علی صدره و یَتَطامَنُ له و اخْضَعُوا و انْقادُوا. و‌فی الحدیث عن أَبی سعید الخدریّ رفعه قال: إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان، تقول: اتق الله فینا فإِن استقمت استقمنا و إِن اعوججت اعوججنا.قوله: تكفر للسان أَی تَذِلّ و تُقِرّ بالطاعة له و تخضع لأَمره. و التَّكْفِیر: هو أَن ینحنی الإِنسان و یطأْطئ رأْسه قریباً من الركوع كما یفعل من یرید تعظیم صاحبه. و التكفیر: تتویج الملك بتاج إِذا رؤی كُفِّرَ له. الجوهری: التكفیر أَن یخضع
لسان العرب، ج‌5، ص: 151
الإِنسان لغیره كما یُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِینِ، و أَنشد بیت جریر. و‌فی حدیث عمرو بن أُمیة و النجاشی: رأَی الحبشة یدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرین فوَلَّاه ظهره و دخل.و‌فی حدیث أَبی معشر: أَنه كان یكره التكفیر فی الصلاة‌و هو الانحناء الكثیر فی حالة القیام قبل الركوع؛ و قال الشاعر یصف ثوراً: مَلكٌ یُلاثُ برأْسِه تَكْفِیرُ قال ابن سیدة: و عندی أَن التكفیر هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو یكون اسماً غیر مصدر كالتَّمْتِینِ و التَّنْبِیتِ. و الكَفِرُ، بكسر الفاء: العظیم من الجبال. و الجمع كَفِراتٌ؛ قال عبدُ الله بن نُمَیْرٍ الثَّقَفِیُّ: له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ، تُطَلَّعُ رَیَّاهُ من الكَفِراتِ و الكَفَرُ: العِقابُ من الجبال. قال أَبو عمرو: الكَفَرُ الثنایا العِقَاب، الواحدة كَفَرَةٌ؛ قال أُمیة: و لیس یَبْقَی لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ، إِلا السماءُ و إِلا الأَرْضُ و الكَفَرُ و رجل كِفِرِّینٌ: داهٍ، و كَفَرْنی: خاملٌ أَحمق. اللیث: رجل كِفِرِّینٌ عِفِرِّینٌ أَی عِفْریت خبیث. التهذیب: و كلمة یَلْهَجُونَ بها لمن یؤمر بأَمر فیعمل علی غیر ما أُمر به فیقولون له: مَكْفورٌ بِكَ یا فلان عَنَّیْتَ و آذَیْتَ. و فی نوادر الأَعراب: الكافِرَتانِ و الكافِلَتانِ الأَلْیَتانِ.

كفهر؛ ج5، ص: 151

: المُكْفَهِرُّ من السحاب: الذی یَغْلُظُ و یَسْوَدُّ و یركب بعضُه بعضاً، و المُكْرَهِفُّ مثله. و كلُّ مُتَراكِبٍ: مُكْفَهِرّ. و وجه مُكْفَهِرٌّ: قلیل اللحم غلیظ الجلد لا یَسْتَحِی من شی‌ء، و قیل: هو العَبُوسُ، و منه‌قول ابن مسعود: إِذا لقیت الكافر فالْقَه بوجه مُكْفَهِرّ‌أَی بوجه منقبض لا طَلاقةَ فیه، یقول: لا تَلْقَه بوجه مُنْبَسِط. و‌فی الحدیث أَیضاً: الْقَوُا المُخالِفِین بوجه مُكْفَهِرٍّ‌أَی عابس قَطوبٍ، و عامٌ مُكْفَهِرٌّ كذلك. و یقال: رأَیته مُكْفَهِرَّ الوجه. و قد اكْفَهَرَّ الرجلُ إِذا عَبَّسَ، و اكْفَهَرَّ النجم إِذا بدا وَجْهُه و ضوءُه فی شدة ظلمة اللیل؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: إِذا اللیل أَدْجَی و اكْفَهَرَّتْ نُجومُه، و صاحَ من الأَفْراطِ هامٌ جواثِمُ و المُكْرَهِفُّ: لغة فی المُكْفَهِرّ. و فلان مُكْفَهِرُّ الوجه إِذا ضَرَبَ لوْنُه إِلی الغُبْرة مع الغِلَظ؛ قال الراجز: قامَ إِلی عَذْراءَ فی الغُطَاطِ یَمْشِی بمِثْلِ قائِم الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذی حَطاطِ أَبو بكر: فلان مُكْفَهِرٌّ أَی منقبض كالح لا یُرَی فیه أَثرُ بِشْرٍ و لا فَرَحٍ. و جَبَلٌ مُكْفَهِرٌّ: صلب شدید لا یناله حادِثٌ. و المُكْفَهِرُّ: الصُّلْبُ الذی لا تغیره الحوادث.

كمر؛ ج5، ص: 151

: الكَمَرَةُ: رأْس الذكر، و الجمع كَمَرٌ. و المَكْمُور من الرجال: الذی أَصابَ الخاتنُ طَرَفَ كَمَرَته، و فی المحكم: الذی أَصاب الخاتنُ كَمَرته. و المَكْمُورُ: العظیم الكَمَرَة، و هم المَكْمُوراء. و رجل كِمِرَّی إِذا كان ضخم الكَمَرَةِ، مِثالُ الزِّمِكَّی. و تَكامَرَ الرجلانِ: نَظَرا أَیُّهما أَعظمُ كَمَرَةً، و قد كامَرَه فكَمَرَه: غلبه بعِظَمِ الكَمَرَة؛ قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 152
تاللهِ لَو لا شَیْخُنا عَبَّادُ، لَكامَرُونا الیومَ أَو لَكادُوا و یروی: لَكَمَرونا الیومَ أَو لكادوا. و امرأَة مَكْمُورَة: منكوحة. و الكِمْرُ من البُسْرِ: ما لم یُرْطِبْ علی نخله و لكنه سقط فأَرْطَبَ فی الأَرض. قال ابن سیدة: و أَظنهم قالوا نخلة مِكْمارٌ. و الكِمِرَّی: القصیر؛ قال: قد أَرْسَلَتْ فی عِیرها الكِمِرَّی و الكِمِرَّی: موضع؛ عن السیرافی.

كمتر؛ ج5، ص: 152

: الكَمْتَرَةُ: مِشْیَةٌ فیها تَقارُبٌ مثل الكَرْدَحَة، و یقال: قَمْطَرة و كمْتَرَة بمعنی، و قیل: الكَمْتَرَةُ من عَدْوِ القصیر المُتَقارِبِ الخُطی المجتهدِ فی عَدْوِه؛ قال الشاعر: حیثُ تَرَی الكَوَأْلَلَ الكُماتِرا، كالهُبَعِ الصَّیْفیِّ و یَكْبُو عاثِرا و كَمْتَرَ إِناءَه و السقاءَ: ملأَه. و كَمْتَر القربة: سَدَّها بوِكائها. و الكُمْتُرُ و الكُماتِرُ: الصُّلْبُ الشدید مثل الكُنْدُرِ و الكُنادِر.

كمثر؛ ج5، ص: 152

: الكَمْثَرةُ: فِعْلٌ مُمات، و هو تداخل الشی‌ء بعضه فی بعض. و الكُمَّثْرَی: معروف من الفواكه هذا الذی تسمیه العامة الإِجَّاصَ، مؤنث لا ینصرف؛ قال ابن مَیَّادَةَ: أَ كُمَّثْرَی، یَزِیدُ الحَلْقَ ضِیقاً، أَحَبُّ إِلیكَ أَم تِینٌ نَضِیجُ؟ واحدته كُمَّثْراة، و تصغیرها كُمَیْمِثْرةٌ، و حكی ثعلب فی تصغیر الواحدة: كُمَیْمِثْراة؛ قال ابن سیدة: و الأَقیس كُمَیْمِثْرة كما قدّمنا. و الكُماثِر: القصیر. قال الأَزهری: سأَلت جماعة من الأَعراب عن الكُمَّثْری فلم یعرفوها. ابن درید: الكَمْثَرة تداخلُ الشی‌ء بعضه فی بعض و اجْتِماعُه، قال: فإِن یكن الكُمَّثْرَی عربیّاً فمنه اشتقاقه؛ التهذیب: و تصغیرها كُمَیْمِثْرَی و كُمَیْثِرَةٌ و كُمَیْمِثْراة، و أَنشد بیت ابن میادة: كُمَیْمِثْرَی یزیدُ الحَلْقَ ضِیقاً

كمعر؛ ج5، ص: 152

: كَمْعَرَ سنامُ البعیر: مثل أَكْعَرَ.

كنر؛ ج5، ص: 152

: الكِنَّارَةُ، و فی المحكم: الكِنَّارُ الشُّقَّة من ثیاب الكَتَّانِ، دَخیلٌ. و‌فی حدیث معاذ: نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن لُبْسِ الكِنَّار؛ هو شُقة الكتان؛ قال ابن الأَثیر: كذا ذكره أَبو موسی. قال ابن سیدة: و الكِنَّاراتُ یختلف فیها فیقال هی العیدان التی یضرب بها، و یقال هی الدُّفُوف؛ و منه‌حدیث عبد الله بن عمرو بن العاص، رضی الله عنهما: إِن الله تبارك و تعالی أَنزَلَ الحقَّ لیُذْهِبَ به الباطل و یُبْطِلَ به اللَّعِبَ و الزَّفْنَ و الزَّمَّاراتِ و المَزاهِرَ و الكِنَّارات.و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم، فی التوراة: بعثتك تمحو المَعازِفَ و الكِنَّاراتِ؛ هی، بالفتح و الكسر، العیدان، و قیل البَرابِطُ، و قیل الطُّنْبُورُ، و قال الحَربی: كان ینبغی أَن یقال الكِرانات، فقدّمت النون علی الراء، قال: و أَظن الكِرانَ فارسیّاً معرّباً. قال: و سمعت أَبا نصر یقول: الكَرِینَةُ الضاربة بالعُود، سمیت به لضربها بالكِرانِ؛ و قال أَبو سعید الضریر: أَحسبها بالباء، جمع كِبارٍ، و كبار جمع كَبَرٍ، و هو الطبل كجَمَل و جِمال و جِمالات. و منه‌حدیث علیّ، علیه السلام: أُمِرنا بكسر الكُوبَةِ و الكِنَّارة و الشِّیاع.ابن الأَعرابی: الكَنانِیرُ واحدتها كِنَّارَة،
لسان العرب، ج‌5، ص: 153
قال قوم: هی العیدان، و یقال: هی الطنابیر، و یقال الطُّبُول. التهذیب فی ترجمة قنر: رجل مُقَنْوِرٌ و مُقَنِّرٌ و مُكَنْوِرٌ و مُكَنِّر إِذا كان ضَخْماً سَمِجاً أَو مُعْتَمًّا عِمَّةً جافیة.

كنبر؛ ج5، ص: 153

: الكِنْبارُ: حَبْلُ النَّارَجِیلِ، و هو نخیل الهند تتخذ من لیفه حبال للسفن یبلغ منها الحبل سبعین دیناراً. و الكِنْبِرَةُ: الأَرْنَبَة الضخمة.

كنثر؛ ج5، ص: 153

: رجل كُنْثُرٌ و كُناثِرٌ: و هو المجتمع الخلق.

كندر؛ ج5، ص: 153

: الكُنْدُرُ و الكُنادِرُ و الكُنَیدِرُ من الرجال: الغلیظ القصیر مع شدّة، و یوصف به الغلیظ من حُمُر الوحش. و روی شمر لابن شمیل كُنَیْدِرٌ، علی فعیلل، و كُنَیْدِرٌ تصغیر كُنْدُر؛ و حمار كُنْدُر و كُنادِرٌ: عظیم، و قیل غلیظ؛ و أَنشد للعجاج: كأَنّ تَحْتی كُنْدُوراً كُنادِرا، جَأْباً قَطَوْطی یَنْشِجُ المَشاجِرَا یقال: حمار كُدُرٌ و كُنْدُرٌ و كُنادِرٌ للغلیظ. و الجأْب: الغلیظ، و القَطَوطی: الذی یمشی مُقْطَوْطِیاً، و هو ضرب من المشی سریعٌ. و قوله: … یَنْشِجُ المَشاجر أَی یصوّت بالأَشجار، و ذهب سیبویه إِلی أَنه رباعی، و ذهب غیره إِلی أَنه ثلاثی بدلیل كَدَرَ، و هو مذكور فی موضعه، و قال أَبو عمرو: إِنه لذو كِنْدِیرَة؛ و أَنشد: یَتْبَعْنَ ذا كِنْدِیرَةٍ عَجَنَّسا، إِذا الغرابانِ به تَمَرَّسا، لم یَجِدا إِلا أَدِیماً أَمْلَسا ابن شمیل: الكُنْدُر الشدید الخَلْقِ، و فِتْیانٌ كَنادِرَة. و الكُنْدُر: اللُّبانُ، و فی المحكم: ضَرْبٌ من العِلْكِ، الواحدة كُنْدُرة. و الكُنْدُرة من الأَرض: ما غَلُظ و ارتفع. و كُنْدُرة البازی: مَجْثِمُه الذی یُهَیَّأُ له من خَشَب أَو مَدَر، و هو دخیل لیس بعربی، و بیان ذلك أَنه لا یلتقی فی كلمة عربیة حرفان مثلان فی حشو الكلمة إِلا بِفَصْلٍ لازم كالعَقَنْقَل و الخَفَیْفَد و نحوه؛ قال أَبو منصور: قد یلتقی حرفان مثلان بلا فصل بینهما فی آخر الاسم؛ یقال: رَمادٌ رِمْدَدٌ [رِمْدِدٌ] و فرس سُقْدُدٌ إِذا كان مُضمَّراً. و الخَفَیْدَدُ: الظلیم. و ما لَهُ عُنْدُدٌ. و قال المبرد: ما كان من حرفین من جنس واحد فلا إِدغام فیها إِذا كانت فی ملحقات الأَسماء لأَنها تنقص عن مقادیر ما أُلحقت به نحو: قَرْدَدٍ و مَهْدَدٍ لأَنه ملحق بجَعْفَر، و كذلك الجمع نحو قَرادِدَ و مهادِدَ مثل جَعافِرَ، فإِن لم یكن ملحقاً لزمه الإِدغام نحو أَلَدّ و أَصَمّ. و الكَنْدَر: ضرب من حساب الروم، و هو حساب النجوم. و كِنْدِیرٌ: اسم، مثل به سیبویه و فسره السیرافی.

كنعر؛ ج5، ص: 153

: الكَنْعَرَةُ: الناقة العظیمة الجسیمة السمینة، و جمعها كناعِرُ. الأَزهری: كَنْعَرَ سَنامُ الفصیل إِذا صار فیه شحم، و هو مثل أَكْعَرَ.

كنهر؛ ج5، ص: 153

: الكَنَهْوَرُ من السحاب: المتراكبُ الثخین؛ قال الأَصمعی و غیره: هو قِطَعٌ من السحاب أَمثالُ الجبال؛ قال أَبو نُخَیْلَةَ: كَنَهْوَر كان من أَعقاب السُّمِیّ «4» واحدته كَنَهْوَرَة، و قیل: الكَنَهْوَر السحاب المتراكم؛ قال ابن مُقْبِل:
(4). هذا الشطر لا وزن له معروف.
لسان العرب، ج‌5، ص: 154
لها قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ، و خَلْفَهُ روایا یُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْورا و‌فی حدیث علی، علیه السلام: وَمِیضُه فی كَنَهْوَرِ رَبابه؛ الكَنَهْوَرُ: العظیم من السحاب، و الرَّبابُ الأَبیضُ منه، و النون و الواو زائداتان. و نابٌ كَنَهْوَرَةٌ: مُسِنَّة. و قال فی موضع آخر: كَنْهَرَةُ موضع بالدَّهْناء بین جبلین فیها قِلاتٌ یملؤها ماءُ السماء، و الكَنَهْوَرُ منه أُخِذَ.

كهر؛ ج5، ص: 154

: كَهَرَ الضُّحی: ارتفع؛ قال عَدِیُّ بن زید العَبَّادی: مُسْتَخِفِّینَ بلا أَزْوادِنا، ثقةً بالمُهْرِ من غیرِ عَدَمْ فإِذا العانَةُ فی كَهْرِ الضُّحی، دُونها أَحْقَبُ ذو لَحْمٍ زِیَمْ یصف أَنه لا یحمل معه زاداً فی طریقه ثقة بما یصیده بمُهرِه. و العانة: القطیع من الوحش. و الأَحقب: الحمار الذی فی حِقْوَیْهِ بیاض. و لحم زِیَمٌ: لحم متفرق لیس بمجتمع فی مكان. و كَهَرَ النهارُ یَكْهَرُ كَهْراً: ارتفع و اشتدّ حَرُّه. الأَزهری: كَهْرُ النهارِ ارتفاعُه فی شدة الحر. و الكَهْرُ: الضحك و اللهو. و كَهَرَه یَكْهَرُه كَهْراً: زَبَرَهُ و استقبله بوجه عابسٍ و انْتَهره تَهاوناً به. و الكَهْرُ: الانْتِهارُ؛ قال ابنُ دارة الثَّعْلَبیّ: فقامَ لا یَحْفِلُ ثَمَّ كَهْرا، و لا یُبالی لو یُلاقی عَهْرا قال: الكَهْرُ الانْتِهارُ، و كَهَرَه و قَهَره بمعنی. و فی قراءة عبد الله بن مسعود، رضی الله عنه: فأَما الیتیم فلا تَكْهَرْ؛ و زعم یعقوب أَن كافه بدل من قاف تَقْهَرْ. و‌فی حدیث مُعَاویة بن الحَكَمِ السّلَمِیّ أَنه قال: ما رأَیت مُعَلِّماً أَحْسَنَ تعلیماً من النبی، صلی الله علیه و سلم، فبأَبی هو و أُمی ما كَهَرنی و لا شَتَمَنی و لا ضَرَبنی.و‌فی حدیث المَسْعی: أَنهم كانوا لا یُدَعُّون عنه و لا یُكْهَرون؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی فی كتب الغریب و بعض طرق مسلم، قال: و الذی جاء فی الأَكثر یُكْرَهُون بتقدیم الراء من الإِكراه. و رجل كُهْرُورَةٌ: عابس، و قیل قبیح الوجه، و قیل: ضحَّاك لعَّاب. و فی فلان كُهْرُورةٌ أَی انْتِهارٌ لمن خاطبه و تعبیس للوجه؛ قال زَیْدُ الخیل: و لستُ بذِی كُهْرورَةٍ غیرَ أَنَّنی، إِذا طَلَعَتْ أُولی المُغِیرَةِ، أَعْبَسُ و الكَهْرُ: القَهْرُ. و الكَهْرُ: عُبُوسُ الوجه. و الكَهْرُ: الشَّتْمُ؛ الأَزهری: الكَهْرُ المُصاهَرة؛ و أَنشد: یُرَحَّبُ بی عند بابِ الأَمِیر، و تُكْهَرُ سَعْدٌ و یُقْضی لها أَی تُصاهَرُ.

كور؛ ج5، ص: 154

: الكُورُ، بالضم: الرحل، و قیل: الرحل بأَداته، و الجمع أَكْوار و أَكْوُرٌ؛ قال: أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَیْن إِناخَةَ الْیَمانی قِلاصاً، حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا و الكثیر كُورانٌ و كُؤُور؛ قال كُثَیِّر عَزَّة: علی جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ فی البُری، فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ و كُؤُورُها قال ابن سیدة: و هذا نادر فی المعتل من هذا البناء
لسان العرب، ج‌5، ص: 155
و إِنما بابه الصحیح منه كبُنُودٍ و جُنُودٍ. و‌فی حدیث طَهْفَة: بأَكْوارِ المَیسِ تَرْتَمِی بنا العِیسُ؛ الأَكْوارُ جمع كُورٍ، بالضم، و هو رَحْل الناقة بأَداته، و هو كالسَّرْج و آلتِه للفرس، و قد تكرّر فی الحدیث مفرداً و مجموعاً قال ابن الأَثیر: و كثیر من الناس یفتح الكاف، و هو خطأ؛ و قول خالد بن زهیر الهذلی: نَشَأْتُ عَسِیراً لم تُدَیَّثْ عَرِیكَتی، و لم یَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِیَ كُورُها استعار الكُورَ لتذلیل نفسه إِذ كان الكُورُ مما یذلل به البعیر و یُوَطَّأُ و لا كُورَ هنالك. و یقال للكُورِ، و هو الرحل: المَكْوَرُ، و هو المُكْوَرُّ، إِذا فتحت المیم خففت الراء، و إِذا ثقلت الراء ضممت المیم؛ و أَنشد قول الشاعر: قِلاص یَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا فخفف، و أَنشد الأَصمعی: كأَنّ فی الحَبْلَیْنِ من مُكْوَرِّه مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ و كُورُ الحَدَّاد: الذی فیه الجَمْر و تُوقَدُ فیه النار و هو مبنیّ من طین، و یقال: هو الزِّقُّ أَیضاً. و الكَوْرُ: الإِبل الكثیرة العظیمة. و یقال: علی فلان كَوْرٌ من الإِبل، و الكَوْرُ من الإِبل: القَطیِعُ الضَّخْم، و قیل: هی مائة و خمسون، و قیل: مائتان و أَكثر. و الكَوْرُ: القطیع من البقر؛ قال أبو ذؤیب: و لا شَبُوبَ من الثِّیرانِ أَفْرَدَه، من كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغْراءِ و الطَّرَدُ و الجمع منهما أَكْوار؛ قال ابن بری هذا البیت أَورده الجوهری: و لا مُشِبَّ من الثِّیرانِ أَفْرَده، عن كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغراءِ و الطَّرَدِ بكسر الدال، قال: و صوابه: و الطردُ، برفع الدال؛ و أَول القصیدة: تالله یَبْقی علی الأَیَّامِ مُبْتَقِلٌ، جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ، سِنُّه غَرِدُ یقول: تالله لا یبقی علی الأَیَّام مُبْتَقِلٌ أَی الذی یَرْعی البقل. و الجَوْنُ: الأَسْوَدُ. و السَّراةُ: الظَّهْر. و غَرِدٌ: مُصَوِّتٌ. و لا مُشِبَّ من الثیران: و هو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به و طَرَدُه. و الكَوْرُ: الزیادة. اللیث: الكَوْرُ لَوْثُ العمامة یعنی إِدارتها علی الرأْس، و قد كَوَّرْتُها تَكْوِیراً. و قال النضر: كل دارة من العمامة كَوْرٌ، و كل دَوْرٍ كَوْرٌ. و تكْوِیرُ العمامة: كَوْرُها. و كارَ العِمامَةَ علی الرأْس یَكُورُها كَوْراً: لاثَها علیه و أَدارها؛ قال أَبو ذؤیب: و صُرَّادِ غَیْمٍ لا یزالُ، كأَنه مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ و كذلك كَوَّرَها. و المِكْوَرُ و المِكْوَرَةُ و الكِوارَةُ: العمامةُ. و قولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، قیل: الحَوْرُ النقصان و الرجوع، و الكَوْرُ: الزیادة، أُخذ من كَوْرِ العمامة؛ یقول: قد تغیرت حاله و انتقضت كما ینتقض كَوْرُ العمامة بعد الشدّ، و كل هذا قریب بعضه من بعض، و قیل: الكَوْرُ تَكْوِیرُ العمامة و الحَوْرُ نَقْضُها، و قیل: معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة و النقصان بعد الزیادة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه
لسان العرب، ج‌5، ص: 156
و سلم، أَنه كان یتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ‌أَی من النقصان بعد الزیادة، و هو من تَكْوِیر العمامة، و هو لفها و جمعها، قال: و یروی بالنون. و‌فی صفة زرع الجنة: فیبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه و استحصادُه و تَكْوِیرُه‌أَی جَمْعُه و إِلقاؤه. و الكِوارَة: خرقة تجعلها المرأَة علی رأْسها. ابن سیدة: و الكِوارَةُ لوث تَلْتاثه المرأَة علی رأْسها بخمارها، و هو ضَرْبٌ من الخِمْرَةِ؛ و أَنشد: عَسْراءُ حینَ تَرَدَّی من تَفَحُّشِها، و فی كِوارَتِها من بَغْیِها مَیَلُ و قوله أَنشده الأَصْمَعِیُّ لبعض الأَغْفال: جافِیَة مَعْوی ملاث الكَوْر قال ابن سیدة: یجوز أَن یعنی موضع كَوْرِ العمامة: و الكِوارُ و الكِوارَة: شی‌ء یتخذ للنحل من القُضْبان، و هو ضیق الرأْس. و تَكْوِیرُ اللیل و النهار: أَن یُلْحَقَ أَحدُهما بالآخر، و قیل: تَكْوِیرُ اللیل و النهار تَغْشِیَةُ كل واحد منهما صاحبه، و قیل: إِدخال كل واحد منهما فی صاحبه، و المعانی متقاربة؛ و فی الصحاح: و تَكْوِیرُ اللیل علی النهار تَغْشیته إِیاه، و یقال زیادته فی هذا من ذلك. و فی التنزیل العزیز: یُكَوِّرُ اللَّیْلَ عَلَی النَّهٰارِ وَ یُكَوِّرُ النَّهٰارَ عَلَی اللَّیْلِ؛ أَی یُدْخِلُ هذا علی هذا، و أَصله من تَكْوِیرِ العمامة، و هو لفها و جمعها. و كُوِّرَتِ الشمسُ: جُمِعَ ضوءُها و لُفَّ كما تُلَفُّ العمامة، و‌قیل: معنی كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، و هو بالفارسیة [كُورْبِكِرْ] و‌قال مجاهد: كُوِّرَتْ اضمحلت و ذهبت.و یقال: كُرْتُ العمامةَ علی رأْسی أَكُورُها و كَوَّرْتُها أُكَوِّرُها إِذا لففتها؛ و قال الأَخفش: تُلَفُّ فَتُمْحَی؛ و قال أَبو عبیدة: كُوِّرَتْ مثل تَكْوِیر العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَی، و‌قال قتادة: كُوِّرَتْ ذهب ضوءُها، و هو قول الفراء، و قال عكرمة: نُزِعَ ضوءُها، و‌قال مجاهد: كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ، و‌قال الرَّبیعُ بن خَیثَمٍ: كُوِّرَتْ رُمیَ بها، و یقال: دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طرحته حتی یَسْقُطَ، و‌حكی الجوهری عن ابن عباس: كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، و‌فی الحدیث: یُجاءُ بالشمس و القمر ثَوْرَیْنِ یُكَوَّرانِ فی النار یوم القیامة‌أَی یُلَفَّانِ و یُجْمَعانِ و یُلْقَیانِ فیها، و الروایة ثورین، بالثاء، كأَنهما یُمْسَخانِ؛ قال ابن الأَثیر: و قد روی بالنون، و هو تصحیف. الجوهری: الكُورَةُ المدینة و الصُّقْعُ، و الجمع كُوَرٌ. ابن سیدة: و الكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ، و هی القریة من قُرَی الیمن؛ قال ابن درید: لا أَحْسِبُه عربیّاً. و الكارَةُ: الحالُ الذی یحمله الرجل علی ظهره، و قد كارها كَوْراً و اسْتَكارَها. و الكارَةُ: عِكْمُ الثِّیاب، و هو منه، و كارةُ القَصَّار من ذلك، سمیت به لأَنه یُكَوِّر ثیابه فی ثوب واحد و یحمِلها فیكون بعضُها علی بعض. و كوّر المتاعَ: أَلقی بعضه علی بعض. الجوهری: الكارةُ ما یُحمل علی الظهر من الثِّیاب، و تَكْوِیرُ المتاع: جمعُه و شدّه. و الكارُ: سُفُن مُنحدِرة فیها طعام فی موضع واحد. و ضربه فكَوَّره أَی صرَعه، و كذلك طعنه فكَوّرَه أَی أَلقاه مجتمعاً؛ و أَنشد أَبو عبیدة: ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ، و النَّقْعُ ساطِعٌ، فَخَرَّ صَرِیعاً للیَدَیْنِ مُكَوَّرَا و كَوَّرْته فتكَوَّر أَی سقَط، و قد تكَوَّر هو؛ قال أَبو كبیر الهذلی:
لسان العرب، ج‌5، ص: 157
مُتَكَوِّرِینَ علی المَعارِی، بینهم ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ و قیل: التَّكْوِیر الصَّرْع، ضرَبه أَو لم یضربْه. و الاكتیارُ: صرعُ الشی‌ءِ بعضُه علی بعضٍ. و الاكْتِیار فی الصِّراع: أَن یُصرَع بعضه علی بعض. و التَّكَوُّر: التَّقَطُّر و التَّشَمُّر. و كارَ الرجلُ فی مشْیته كَوْراً، و اسْتَكار: أَسْرع. و الكِیار: رَفْع الفَرس ذنبه فی حُضْره؛ و الكَیِّر: الفرس إِذا فعل ذلك. ابن بزرج: أَكارَ علیه یضربه، و هما یَتَكایرانِ، بالیاء. و‌فی حدیث المُنافق: یَكِیر فی هذه مرّة و فی هذه مرّة‌أَی یجری. یقال: كارَ الفرسُ یَكِیرُ إِذا جری رافعاً ذنبه، و یروی یَكْبِنُ. و اكْتار الفرسُ: رفع ذنَبه فی عَدْوِه. و اكْتارَتِ الناقة: شالت بذنَبها عند اللِّقاح. قال ابن سیدة: و إِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأَن الأَلف فیه عین، و انقلاب الأَلف عن العین واواً أَكثر من انقلابها عن الیاء. و یقال: جاء الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه؛ قال الكمیت یصف ثوراً: كأَنه، من یَدَیْ قِبْطِیَّة، لَهِقاً بالأَتْحَمِیّة مُكْتارٌ و مُنْتَقِبُ قالوا: هو من اكْتار الرجلُ اكْتِیاراً إِذا تعمَّم. و قال الأَصمعی: اكْتارَتِ الناقة اكْتِیاراً إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح. و اكْتار الرجل للرجل اكْتِیاراً إِذا تهیأَ لِسبابه. و قال أَبو زید: أَكَرْت علی الرجل أُكِیرُ كیارةً إِذا استذللته و استضعفته و أَحَلْت علیه إِحالة نحو مائةٍ. و الكُورُ: بناء الزَّنابیر؛ و فی الصحاح: موضِع الزَّنابیر. و الكُوَّارات: الخَلایا الأَهْلِیَّة؛ عن أَبی حنیفة، قال: و هی الكَوائر أَیضاً علی مثال الكَواعِر؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الكَوائر لیس جمع كُوَّارة إِنما هو جمع كُوَارة، فافهم، و الكِوَار و الكِوارة: بیت یُتَّخذ من قُضبانٍ ضیِّقُ الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فیه. الجوهری: و كُوَّارة النحل عسلها فی الشمَع. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: لیس فیما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل صدَقة، واحدها كُور، بالضم، و هو بیت النحل و الزَّنابیر؛ أَراد أَنه لیس فی العسل صدقة. و كُرْت الأَرض كَوْراً: حفرتُها. و كُور و كُوَیْرٌ و الكَوْر: جبال معروفة؛ قال الراعی: و فی یَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه، و ذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ و دارَةُ الكَوْر، بفتح الكاف: موضع؛ عن كُراع. و المِكْوَرَّی: القصیر العریض. و رجل مِكْوَرَّی [مَكْوَرَّی] أَی لئیم. و المَكْوَرَّی: الرَّوْثة العظیمة، و جعلها سیبویه صفة، فسرها السیرافی بأَنه العظیم رَوثَةِ الأَنف، و كسر المیم فیه لغة، مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه، قال: و هو مَفْعَلَّی، بتشدید اللام، لأَن فَعْلَلَّی لم یَجِئ، و قد یحذف الأَلف فیقال مَكْوَرٌّ، [مِكْوَرٌّ] و الأُنثی فی كل ذلك بالهاء؛ قال كراع: و لا نظیر له. و رجل مَكْوَرٌّ: فاحش مكثار؛ عنه، قال: و لا نظیر له أَیضاً. ابن حبیب: كَوْرٌ أَرض بالیمامة.

كیر؛ ج5، ص: 157

: الكِیرُ: كِیرُ الحدّاد، و هو زِقّ أَو جلد غلیظ ذو حافاتٍ، و أَما المبنی من الطین فهو الكُورُ. ابن سیدة: الكِیر الزِّقّ الذی یَنْفُخ فیه الحدّاد، و الجمع أَكْیارٌ و كِیَرة. و‌فی الحدیث: مثَلُ الجلِیس السَّوْء مَثَلُ الكِیر، هو من ذلك؛ و منه‌الحدیث: المدینة كالكِیرِ تَنفی خَبَثها و یَنْصَع طِیبُها؛ و لما
لسان العرب، ج‌5، ص: 158
فسر ثعلب قول الشاعر: ترَی آنُفاً دُغماً قِباحاً، كأَنها مَقادِیمُ أَكْیارٍ، ضخامَ الأَرانِب قال: مَقادِیم الكِیرانِ تسودُّ من النار، فكسَّر كِیراً علی كیران، و لیس ذلك بمعروف فی كتب اللغة؛ إِنما الكِیران جمع الكُور، و هو الرّحْل، و لعل ثعلباً إِنما قال مَقادِیم الأَكْیار. و كِیر: بلد؛ قال عروة بن الورد: إِذا حَلَّتْ بأَرض بنی علیٍّ، و أَهْلُكَ بین إِمَّرَة و كِیر ابن بزرج: أَكارَ علیه یضربه، و هُما یتكایران؛ بالیاء. و كِیر: اسم جبل.

فصل اللام؛ ج5، ص: 158

لهبر؛ ج5، ص: 158

: ابن الأَثیر: فی الحدیث لا تَتَزَوَّجَنَّ لَهْبَرَةً؛ هی الطویلة الهزیلة.

فصل المیم؛ ج5، ص: 158

مأر؛ ج5، ص: 158

: المِئْرَةُ، بالهمزة: الذَّحْلُ و العَدَاوَةُ، و جمعها مِئَرٌ. و مَئِرَ علیه و امْتَأَرَ: اعْتَقَدَ عَداوتَه. و مَأَرَ بینهم یَمْأَرُ مَأْراً و ماءَرَ بینهم مُماءَرَةً و مِئاراً: أَفسد بینهم و أَغری و عادی. و ماءَرْتُهُ مُماءَرَةً، علی فاعَلْتُه، و امْتَأَر فلانٌ علی فلان أَی احتقد علیه. و رجل مَئِرٌ وَ مِئَرٌ: مفسد بین الناس. و تَمَاءَرُوا: تفاخروا. و ماءَرَهُ مماءَرَةً: فاخَرَهُ. و ماءَرَهُ فی فِعْلِه: ساواه؛ قال: دَعْتْ ساقَ حُرٍّ، فانْتَحی مِثْلَ صَوْتِها یُمائِرُها فی فِعْله، و تُمائِرُهْ وَ تَماءَرَا: تساویا؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَماءَرْتُمُ فی العِزِّ حَتَّی هَلَكْتُمُ، كما أَهْلَكَ الغارُ النِّساءَ الضَّرائِرا وَ أَمْرٌ مَئِرٌ وَ مَئِیرٌ: شدید. یقال: هم فی أَمر مَئِرٍ أَی شدید. وَ مَأَرَ السِّقاءَ مَأْراً: وَسَّعَه.

متر؛ ج5، ص: 158

: مَتَرَهُ مَتْراً: قطعه. و رأَیته یَتَماتَرُ أَی یتجاذب، و تَماتَرَتِ النارُ عند القَدْحِ كذلك. قال اللیثُ: و النارُ إِذا قُدِحَتْ رأَیتَها تَتَماتَرُ؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع هذا الحرف لغیر اللیث. و المَتْرُ: السَّلْحُ إِذا رُمی به. وَ مَتَرَ بِسَلْحِهِ إِذا رَمَی به مثل مَتَحَ. و المَتْرُ: المَدُّ. وَ مَتَرَ الحَبْلَ یَمْتُرُهُ: مَدَّهُ. و امْتَرَّ هو: امْتَدَّ، قال: و ربما كنی به عن البِضَاعِ. و المَتْرُ: لغة فی البَتْرِ، و هو القطع.

مجر؛ ج5، ص: 158

: المَجْرُ: ما فی بُطون الحوامل من الإِبل و الغنم؛ و المَجْرُ: أَن یُشْتَرَی ما فی بطونها، و قیل: هو أَن یشتری البعیر بما فی بطن الناقة؛ و قد أَمْجَرَ فی البیع و مَاجَرَ مُمَاجَرَةً و مِجَاراً. الجوهری: و المَجْرُ أَن یباع الشی‌ء بما فی بطن هذه الناقة. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن المَجْرِ‌أَی عن بیع المَجْرِ، و هو ما فی البطون كنهیه عن الملاقیح، و یجوز أَن یكون سُمِّی بَیعُ المَجْرِ مَجْراً اتساعاً و مجازاً، و كان من بِیاعاتِ الجاهلیة. و قال أَبو زید: المَجْرُ أَن یُبَاع البعیر أَو غیره بما فی بطن الناقة، یقال منه: أَمْجَرْتُ فی البیع إِمْجَاراً و ماجَرْتُ مُمَاجَرَةً، و لا یقال لما فی البطن مَجْرٌ إِلا إِذا أَثْقَلَتِ الحامِلُ، فالمَجْرُ اسم للحَمْلِ الذی فی بطن الناقة، و حَمْلُ الذی فی بطنها حَبَلُ الحَبَلَةِ. و مَجِرَ من الماء و اللَّبَنِ مَجَراً، فهو مَجِرٌ: تَمَلَّأَ
لسان العرب، ج‌5، ص: 159
و لم یَرْوَ، و زعم یعقوب أَن میمه بدل من نون نَجِرَ، و زعم اللحیانی أَن میمه بدل من باء بَجِرَ. و یقال: مَجِرَ و نَجِرَ إِذا عَطِشَ فأَكثر من الشرب فلم یَرْوَ، لأَنهم یبدلون المیم من النون، مثل نَخَجْتُ الدَّلْوَ و مَخَجْتُ. و مَجِرَتِ الشاة مَجَراً و أَمْجَرَتْ و هی مُمْجِر إِذا عَظُمَ ولدها فی بطنها فَهُزِلَتْ و ثَقُلَت و لن تطق علی القیام حتی تقام؛ قال: تَعْوِی كِلابُ الحَیِّ مِنْ عُوَائها، و تَحْمِلُ المُمْجِرَ فی كِسائها فإِذا كان ذلك عادة لها فهی مِمْجَارٌ. و الإِمْجارُ فی النُّوق مثلُه فی الشاء؛ عن ابن الأَعرابی. غیره: و المَجَرُ، بالتحریك، الاسم من قولك أَمجرت الشاة، فهی مُمْجِرٌ، و هو أَن یعظم ما فی بطنها من الحمل و تكون مهزولة لا تقدر علی النهوض. و یقال: شاة مَجْرَةٌ، بالتسكین؛ عن یعقوب، و منه قیل للجیش العظیم مَجْرٌ لِثِقَلِه و ضِخَمِه. و المَجَرُ: انتفاخ البطن من حَبَلٍ أَو حَبَنٍ؛ یقال: مَجِرَ بطنها و أَمْجَرَ، فهی مَجِرَةٌ و مُمْجِرٌ. و الإِمْجَارُ: أَن تَلْقَحَ الناقةُ و الشاة فتَمْرَضَ أَو تَحْدَبَ فلا تقدر أَن تمشی و ربما شق بطنها فأُخرج ما فیه لِیُرَبُّوه. و المَجَرُ: أَن یعظم بطن الشاة الحامل فَتُهْزَلَ؛ یقال: شاة مُمْجِرٌ و غَنَمٌ مَمَاجِرُ. قال الأَزهری: و قد صح أَن بطنَ النعجة المَجِرَ «5» … شی‌ء علی حدة و أَنه یدخل فی البیوع الفاسدة، و أَن المَجَرَ شی‌ء آخر، و هو انتفاخ بطن النعجة إِذا هزلت. و‌فی حدیث الخلیل، علیه السلام: فیلتفت إِلی أَبیه و قد مسخه الله ضِبْعَاناً أَمْجَرَ؛ الأَمْجَرُ: العظیمُ البطنِ المهزولُ الجسم. ابن شمیل: المُمْجِرُ الشاةُ التی یصیبها مرض أَو هُزال و تعسر علیها الولادة. قال: و أَما المَجْرُ فهو بیع ما فی بطنها. و ناقة مُمْجِرٌ إِذا جازت وقتها فی النِّتَاج؛ و أَنشد: و نَتَجُوها بَعْدَ طُولِ إِمْجَار و أَنشد شمر لبعض الأَعراب: أَمْجَرْتَ إِرْباءً ببیعٍ غالِ، مُحَرَّمٍ علیك، لا حَلالِ أَعْطَیْتَ كَبْشاً وارِم الطِّحَالِ، بالغَدَوِیَّاتِ و بالفِصَالِ و عاجلًا بآجِلِ السِّخَالِ، فی حَلَقِ الأَرْحامِ ذی الأَقْفَالِ حَتَّی یُنَتَّجْنَ مِنَ المَبَالِ، ثُمَّتَ یُفْطَمْنَ علی إِمْهَالِ؛ و المَجْرُ بَیْعُ اللَّحْمِ بالأَحْبالِ، لحُومِ جُزْرٍ غَثَّةٍ هِزَالِ فَطائِم الأَغْنامِ و الآبالِ، أَلعَیْنَ بالضِّمَارِ ذی الآجالِ و الشِّفَّ بالناقص لا تُبالی و المِجَارُ: العِقَالُ، و الأَعْرَفُ الهِجَارُ. و جَیْشٌ مَجْرٌ: كثیرٌ جدّاً. الأَصمعی: المَجْرُ، بالتسكین، الجیش العظیم المجتمع. و ما له مَجْرٌ أَی ما له عَقْلٌ. و جعل ابن قتیبة تفسیر نهیه عن المَجْرِ غَلَطاً، و ذهب بالمجْر إِلی الولد یعظم فی بطن الشاة، قال الأَزهری: و الصواب ما فسر أَبو زید. أَبو عبیدة: المَجْرُ ما فی بطن الناقة، قال: و الثانی حَبَلُ الحَبَلَةِ، و الثالث الغَمِیسُ؛ قال أَبو العباس: و أَبو عبیدة ثقة. و قال القتیبی: هو المَجَرُ، بفتح الجیم؛ قال ابن الأَثیر: و قد أُخذ علیه لأَن المَجَرَ داء فی الشاء و هو أَن یعظم بطن الشاة الحامل فتهزل و ربما
(5). كذا بیاض بالأصل المنقول من مسودة المؤلف
لسان العرب، ج‌5، ص: 160
رَمَتْ بولدها، و قد مجَرَتْ و أَمْجَرَتْ. و‌فی الحدیث: كلُّ مَجْرٍ حَرَامٌ؛ قال: أَ لَمْ تَكُ مَجْراً لا تَحِلُّ لِمُسْلِمٍ، نهاه أَمِیرُ المِصْرِ عَنْهُ و عامِلُهْ؟ ابن الأَعرابی: المَجْرُ الولد الذی فی بطن الحامل. و المَجْرُ: الرِّبا. و المَجْرُ: القِمَارُ. و المُحاقَلَةُ و المُزابَنَةُ یقال لهما: مَجْر. قال الأَزهری: فهؤلاء الأَئمة أَجمعوا فی تفسیر المجر، بسكون الجیم، علی شی‌ء واحد إِلا ما زاد ابن الأَعرابی علی أَنه وافقهم علی أَن المجر ما فی بطن الحامل و زاد علیهم أَن المجر الربا. و أَما المَجَرُ فإِن المنذریَّ أَخبر عن أَبی العباس أَنه أَنشده: أَبْقَی لَنا اللهُ و تَقْعِیرَ المَجَرْ قال: و التقعیر أَن یسقط «6» فیذهب. الجوهری: و سئل ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ عن الضأْن فقال: مالُ صِدْقٍ قَرْیَةٌ لا حُمَّی «7» بها إِذا أَفلتت من مَجَرَتَیها؛ یعنی من المَجَرِ فی الدهر الشدید و النشر، و هو أَن تنتشر باللیل فتأْتی علیها السباع، فسماهما مَجَرَتَیْنِ كما یقال القمران و العمران، و فی نسخة بُنْدارٍ: حَزَّتَیْها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمثالها و الصومُ لی و أَنا أَجْزی به، یَذَرُ طَعامَه و شرابه مِجْرَایَ‌أَی من أَجلی، و أَصله مِنْ جَرَّایَ، فحذف النون و خفف الكلمة؛ قال ابن الأَثیر: و كثیراً ما یرد هذا فی حدیث أَبی هریرة.

محر؛ ج5، ص: 160

: اللیث: المَحَارَةُ دابة فی الصَّدَفَیْنِ، قال: و یسمی باطن الأُذن مَحارَةً، قال: و ربما قالوا لها «8» محارة بالدابة و الصدفین. و روی عن الأَصمعی قال: المحارةُ الصَّدَفَةُ. قال الأَزهری: ذكر الأَصمعی و غیره هذا الحرف أَعنی المحارة فی باب حار یحور، فدل ذلك علی أَنه مَفْعَلَةٌ و أَن المیم لیست بأَصلیة، قال: و خالفهم اللیث فوضع المحارة فی باب محر، قال: و لا نعرف محر فی شی‌ء من كلام العرب.

مخر؛ ج5، ص: 160

: مَخَرَتِ السفینةُ تَمْخَرُ و تَمْخُر مَخْراً و مُخُوراً: جرت تَشُقُّ الماءَ مع صوت، و قیل: استقبلتِ الریح فی جریتها، فَهی ماخِرَةٌ. و مَخَرَتِ السفینةُ مَخْراً إِذا استقبلتَ بها الریح. و فی التنزیل: وَ تَرَی الْفُلْكَ فِیهِ مَوٰاخِرَ؛ یعنی جَوارِیَ، و قیل: المواخر التی تراها مُقْبِلةً و مُدْبِرةً بریح واحدة، و قیل: هی التی تسمع صوت جریها، و قیل: هی التی تشق الماء، و قال الفراء فی قوله تعالی مَوٰاخِرَ: هو صوت جری الفلك بالریاح؛ یقال: مَخَرَتْ تَمْخُرُ و تَمْخَرُ؛ و قیل: مَوٰاخِرَ جوارِیَ. و الماخِرُ: الذی یشق الماء إِذا سبَح؛ قال أَحمد بن یحیی: الماخرة السفینة التی تَمْخَرُ الماء تدفعه بصدرها؛ و أَنشد ابن السكیت: مُقَدِّمات أَیْدِیَ المَواخِرِ یصف نساء یتصاحبن و یستعن بأَیدیهن كأَنهن یسبحن. أَبو الهیثم: مَخْرُ السفینةِ شَقُّها الماء بصدرها. و‌فی الحدیث: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشامَ أَربعین صباحاً؛ أَراد أَنها تدخل الشام و تخوضه و تَجُوسُ خِلالَه و تتمكن فیه فشبهه بمَخْرِ السفینةِ البحرَ. و امتخر الفرسُ الریحَ و استمخرها: قابلها بأَنفه لیكون أَرْوَحَ لنَفْسِه؛ قال الراجز یصِفُ الذِّئْبَ: یَسْتَمْخِرُ الرِّیحَ إِذا لمْ یسْمَعِ، بمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ و‌فی الحدیث: إِذا أَراد أَحدُكم البَوْلَ فَلْیَتَمَخَّرِ
(6). قوله [یسقط] أی حملها لغیر تمام. (7). قوله [حمی] كذا ضبط بنسخة خط من الصحاح یظن بها الصحة، و یحتمل كسر الحاء و فتح المیم (8). قوله [و ربما قالوا لها إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 161
الرِّیحَ‌أَی فلینظُرْ من أَین مَجْراها فلا یستقبلَها كی لا تَرُدَّ علیه البول و یَتَرَشَّشَ علیه بَوْلُه و لكن یستدبرُها. و المَخْرُ فی الأَصل: الشَّقُّ. مَخَرَتِ السفینةُ الماءَ: شقَّتْه بِصَدْرها و جَرَتْ. و مَخَرَ الأَرضَ إِذا شقها للزراعة. و قال ابن شمیل‌فی حدیث سراقة: إِذا أَتیتم الغائط فاسْتَمْخِرُوا الریح؛ یقول: اجعلوا ظُهورَكُم إِلی الریحِ عند البول لأَنه إِذا ولاها ظهره أَخذَتْ عن یمینه و یساره فكأَنه قد شقها به. و‌فی حدیث الحرث بن عبد الله بن السائب قال لنافع بن جبیر: من أَین؟ قال: خرجتُ أَتَمَخَّرُ الریحَ، كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها. و فی النوادر: تَمَخَّرَتِ الإِبلُ الریحَ إِذا استَقْبَلَتْها و استنْشَتْها، و كذلك تَمَخَّرت الكلأَ إِذا استقبلَتْه. و مَخَرْتُ الأَرضَ أَی أَرْسَلْتُ فیها الماء. و مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: أَرْسَلَ فی الصیْفِ فیها الماءَ لِتَجُودَ، فهی مَمْخُورَةٌ. و مَخَرَتِ الأَرضُ: جادَت و طابَتْ من ذلكَ الماءِ. و امْتَخَرَ الشی‌ءَ: اخْتارَه. و امْتَخَرْتُ القومَ أَی انتَقَیْتُ خِیارَهُم و نُخْبَتَهم؛ قال الراجز: مِنْ نُخْبَةِ الناسِ التی كانَ امْتَخَرْ و هذا مِخْرَةُ المال أَی خِیارُه. و المِخْرَةُ و المُخْرَةُ، بكسر المیم و ضمها: ما اخْتَرْتَه، و الكَسْرُ أَعلی. و مَخَرَ البیْتَ یَمْخَرُه مَخْراً: أَخَذَ خِیارَ متاعِه فذهب به. و مَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ یَمْخَرُها مَخْراً إِذا كانت غَزِیرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها و جَهَدَها ذلكَ و أَهْزَلَها. و امْتَخَرَ العَظْمَ: استخرَجَ مُخَّه؛ قال العجاج: مِنْ مُخَّةِ الناس التی كان امْتَخر و الیُمْخُور و الیَمْخُور: الطویل من الرجال، الضمُّ علی الإِتباع، و هو من الجمال الطَّوِیلُ العُنُقِ. و عُنُقٌ یَمْخُورٌ: طویلٌ. و جَمَلٌ یَمْخُورُ العُنُقِ أَی طویله؛ قال العجاج یصف جملًا: فی شَعْشَعانٍ عُنُق یَمْخُور، حابی الحُیودِ فارِض الحُنْجور و بعض العرب یقول: مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إِذا شَقَّ بَطْنَها. و الماخُورُ: بَیْتُ الریبة، و هو أَیضاً الرجل الذی یَلی ذلك البیتَ و یقود إِلیه. و‌فی حدیث زیاد حین قَدِمَ البصرةَ أَمیراً علیها: ما هذه المَواخِیرُ؟ الشرابُ علیه حَرامٌ حتی تُسَوَّی بالأَرضِ هَدْماً و إِحْراقاً؛ هی جمع ماخُورٍ، و هو مَجْلِسُ الرِّیبَةِ و مَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ و الفَسادِ و بُیوتُ الخَمَّارِینَ، و هو تعریب مَیْ خُور، و قیل: هو عربی لتردّد الناس إِلیه من مَخْرِ السفینةِ الماءَ. و بَناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ یَأْتِینَ قُبُلَ الصَّیْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ بِیضٌ حسانٌ و هُنَّ بنات المَخْرِ؛ قال طرفة: كَبَناتِ المَخْرِ یَمْأَدْنَ، كما أَنْبَتَ الصَّیْفُ عَسالِیجَ الخَضِرْ و كل قطعة منها علی حیالها: بنات مخر؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كأَن بناتِ المَخْرِ، فی كُرْزِ قَنْبَرٍ، مَوَاسِقُ تَحْدُوهُنَّ بالغَوْرِ شَمْأَلُ إِنما عنی ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه فی كُرْزِ هذا العَبْدِ بهذا الضَّرْبِ من السَّحابِ؛ قال أَبو علی: كان أَبو بكر محمد بن السَّرِیِّ یَشْتَقُّ هذا من البُخارِ، فهذا یَدُلُّك علی أَنّ المیم فی مَخْرٍ بدل من الباء فی بَخْر؛ قال: و لو ذَهَب ذاهِبٌ إِلی أَن المیم فی مخر
لسان العرب، ج‌5، ص: 162
أَصْلٌ أَیضاً غَیْرُ مُبْدَلَةٍ علی أَن تجعله من قوله عزَّ اسمه: وَ تَرَی الْفُلْكَ فِیهِ مَوٰاخِرَ، و ذلك أَن السحابَ كأنها تَمْخَرُ البحر لأَنها فیما تَذْهَبُ إِلیْهِ عنه تَنْشَأُ و منه تَبْدَأُ، لكان مصیباً غیرَ مُبْعِدٍ؛ أَ لا تری إِلی قول أَبی ذؤیب: شَرِبْنَ بِماء البَحْرِ، ثم تَرَفَّعَتْ مَتی لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِیجُ

مدر؛ ج5، ص: 162

: المَدَرُ: قِطَعُ الطینِ الیابِسِ، و قیل: الطینُ العِلْكُ الذی لا رمل فیه، واحدته مَدَرَةٌ؛ فأَما قولُهُم الحِجارَةُ و المِدارَةُ فعَلی الإِتْباعِ و لا یُتَكَلَّم به وحدَه مُكَسَّراً علی فِعالَة، هذا معنی قول أَبی ریاش. و امْتَدَر المَدَرَ: أَخَذَه. و مدَرَ المكانَ یَمْدُرُهُ مَدْراً و مَدَّرَه: طانَه. و مَكانٌ مَدِیرٌ: مَمْدُورٌ. و المَدْرُ لِلْحَوْضِ: أَنْ تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ، و قیل: هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ القَرْمَدَةَ بالجِصِّ و المدْر بالطین. التهذیب: و المَدْرُ تَطْیینُك وجْهَ الحَوْضِ بالطین الحُرّ لئلا یَنْشَفَ. الجوهری: و المَدَرَةُ، بالفتح، الموضع الذی یُؤخَذُ مِنهُ المَدَرُ فَتُمْدَرُ به الحِیاضُ أَی یُسَدُّ خَصاصُ ما بَیْنَ حِجارَتِها. و مَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَی أَصلحته بالمَدَرِ. و‌فی حدیث جابر: فانطلق هو و جَبَّارُ بن صخر فنزعا فی الحض سَجْلًا أَو سَجْلَیْن ثم مَدَراه‌أَی طَیَّناه و أَصلحاه بالمدر، و هو الطین المتماسك، لئلا یخرج منه الماء؛ و منه‌حدیث عمر و طلحة فی الإِحرام: إِنما هو مَدَرٌ‌أَی مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ. و المِمْدَرَةُ و المَمْدَرَةُ، الأَخیرة نادرة: موضع فیه طین حُرٌّ یُسْتَعَدُّ لذلك؛ فأَما قوله: یا أَیُّها السَّاقی، تَعَجَّلْ بِسَحَرْ، و أَفْرِغِ الدَّلْو علی غَیْر مَدَرْ قال ابن سیدة: أَراد بقوله … علی غیر مدر أَی علی غیر إصلاح للحوض؛ یقول: قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض و أَنْ یَمْتَلئَ فَصُبَّ علی رُؤوسها دَلْواً دلواً؛ قال: و قال مرة أُخری لا تصبه علی مَدَرٍ و هو القُلاعُ فَیذُوبَ و یَذْهَبَ الماء: قال: و الأَوّل أَبین. و مَدَرَةُ الرجلِ: بَیْتُه. و بنو مَدْراءَ: أَهل الحَضَر. و‌قول عامر للنبی، صلی الله علیه و سلم: لنا الوَبَرُ و لكُمُ المَدَرُ؛ إِنما عنی به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن مبانیها إِنما هی بالمَدَرِ، و عنی بالوبر الأَخبیة لأَن أَبنیة البادیة بالوبر. و المَدَرُ: ضِخَمُ البِطْنَةِ. و رجل أَمْدَرُ: عظیمُ البَطْنِ و الجنْبَیْنِ مُتَتَرِّبُهما، و الأُنثی مَدْراءُ. و ضَبُعٌ مَدْراءُ: عظیمةُ البَطْنِ. و ضِبْعانٌ أَمْدَرُ: علی بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه. و رجل أَمْدَرُ بیِّن المدَر إِذا كان منتفخ الجنبین. و‌فی حدیث إِبراهیم النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه یأْتیه أَبوه یوم القیامة فیسأَلُه أَن یشفَعَ له فیلتفتُ إِلیه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ، فیقول: ما أَنت بأَبی‌قال أَبو عبید: الأَمدَرُ المنتفِخُ الجنبین العظیمُ البطْنِ؛ قال الراعی یصف إِبلًا لها قَیِّم: و قَیِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَیْن مُنْخَرِقٍ عنه العَباءَةُ، قَوَّام علی الهَمَلِ قوله أَمدر الجنبین أَی عظیمهما. و یقال: الأَمْدَرُ الذی قد تَتَرَّبَ جنباه من المَدَر، یذهب به إِلی التراب، أَی أَصابَ جسدَه الترابُ. قال أَبو عبید: و قال بعضهم الأَمْدَرُ الكَثیرُ الرَّجیع الذی لا یَقْدِرُ علی حَبْسه؛ قال: و یستقیم أَن یكون المعنیان جمیعاً فی ذلك الضِّبْعان. ابن شمیل: المَدْراءُ من الضِّباعِ التی لَصِقَ بِها بَوْلُها. و مَدِرَتِ الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ. الجوهری: الأَمْدَرُ من الضباع الذی فی
لسان العرب، ج‌5، ص: 163
جسده لُمَعٌ من سَلْحِه و یقال لَوْنٌ له. و الأَمْدَرُ: الخارئُ فی ثیابه؛ قال مالك بن الریب: إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلی ثَوْبِ آلِفٍ منَ القَوْمِ، أَمْسی وَ هْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ و مادِرٌ؛ و فی المثل: أَلأَمُ من مادِرٍ، هو جد بنی هلال بن عامر، و فی الصحاح: هو رجل من هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ لأَنه سقی إِبله فبقی فی أَسفل الحوْضِ ماء قلیل، فَسَلَحَ فیه و مدَرَ به حَوْضَهُ بُخْلًا أَنْ یُشْرَبَ مِن فَضْلِه؛ قال ابن بری: هذا هلال جدّ لمحمد بن حرب الهلالی، صاحب شرطة البصرة، و كانت بنو هلال عَیَّرَتْ بنی فَزارَة بأَكل أَیْرِ الحِمار، و لما سمعت فزارة بقول الكمیت بن ثعلبة: نَشَدْتُكَ یا فزارُ، و أَنت شیْخٌ، إِذا خُیِّرْتَ تُخطئُ فی الخِیارِ أَ صَیْحانِیَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمْنٍ أَحَبُّ إِلیكَ أَمْ أَیْرُ الحمارِ؟ بَلی أَیْرُ الحِمارِ و خُصْیَتاهُ، أَحَبُّ إِلی فَزارَةَ مِنْ فَزَارِ قالت بنو فزارة: أَ لیس منكم یا بَنی هِلالٍ مَنْ قری فی حوضه فسقی إِبله، فلما رَوِیَتْ سلح فیه و مدره بخلًا أَن یُشرب منه فضلُهُ و كانوا جعلوا حَكَماً بینهم أَنس بن مُدْرِك، فقضی علی بنی هلال بعظم الخزی، ثم إِنهم رمَوْا بنی فَزَارَةَ بِخِزْیٍ آخرَ، و هو إِتیان الإِبل؛ و لهذا یقول سالم بن دارَة: لا تأْمَنَنَّ فزارِیًّا، خَلَوْتَ به، علی قَلُوصِكَ، و اكْتُبْها بِأَسْیارِ لا تَأْمَنَنْهُ و لا تَأْمَنْ بَوائِقَه، بَعد الَّذی امْتَكَّ أَیْرَ العَیْرِ فی النَّارِ «1» فقال الشاعر: لَقَدْ جَلَّلَتْ خِزْیاً هِلالُ بنُ عامِرِ، بَنی عامِرٍ طُرًّا، بِسَلْحةِ مادِرِ فأُفٍّ لَكُم لا تَذكُروا الفَخْرَ بَعْدَها، بنی عامِرٍ، أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ و یقال للرجل أَمْدَرُ و هو الذی لا یَمْتَسِحُ بالماء و لا بالحجر. و المَدَرِیَّةُ: رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فیها القُرونُ المُحدّدةُ مكانَ الأَسِنَّة؛ قال لبید یصف البقرة و الكلاب: فَلحِقْنَ و اعْتَكَرَتْ لَها مَدَرِیَّةٌ، كالسَّمْهَرِیَّةِ حَدُّها و تَمامُها یعنی القرون. و مَدْرَی: مَوْضِعٌ «2» و ثَنِیَّةُ مِدْرانَ: من مَساجِدِ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، بین المدینة و تَبُوكَ. و قال شمر: سمعت أَحمد بن هانئ یقول: سمعت خالد بن كلثوم یروی بیت عمرو بن كلثوم: و لا تُبْقِی خُمُورَ الأَمْدَرِینَا بالمیم، و قال: الأَمْدَرُ الأَقْلَفُ، و العرب تسمی القَرْیَةَ المبنیة بالطین و اللَّبِنِ المَدَرَةَ، و كذلك المدینة الضخْمةُ یقال لها المَدَرَةُ، و فی الصحاح: و العرب تسمی القریة المَدَرَةَ؛ قال الراجز یصف رجلًا مجتهداً فی رَعْیِهِ الإِبل یقوم لوردها من آخر اللیل لاهتمامه بها: شَدَّ علی أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ، لَیْلًا، و ما نادَی أَذِینُ المَدَرَهْ
(1). و فی روایة أخری امتلَّ. (2). قوله [مدری موضع] فی یاقوت: مدری، بفتح أوّله و ثانیه و القصر: جبل بنعمان قرب مكة. و مدری، بالفتح ثم السكون: موضع.
لسان العرب، ج‌5، ص: 164
و الأَذِینُ هاهنا: المُؤَذِّن؛ و منه قول جریر: هَلْ تَشْهَدُونَ مِنَ المشاعِرِ مَشْعَراً، أَوْ تَسْمَعُونَ لَدَی الصَّلاةِ أَذِینا؟ و مَدَر: قریة بالیمن، و منه فلان المَدَرِیُّ. و‌فی الحدیث: أَحَبُّ إِلیَّ من أَن یكونَ لی أَهْلُ الوَبَرِ و المَدَرِ؛ یرید بأَهْلِ المَدَرِ أَهْلَ القُرَی و الأَمْصارِ. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: أَمَا إِنَّ العُمْرَةَ مِنْ مَدَرِكم‌أَی من بَلَدكم. و مَدَرَةُ الرجلِ: بَلْدَتُه؛ یقول: من أرادَ العُمْرَةَ ابْتَدَأَ لها سَفَراً جدیداً من منزله غیرَ سفَرِ الحج، و هذا علی الفضِیلة لا الوجوب.

مذر؛ ج5، ص: 163

: مَذِرَتِ البیْضَةُ مَذَراً إِذا غَرْقَلَتْ، فهی مَذِرَةٌ: فَسَدَتْ، و أَمْذَرَتْها الدَّجاجَةُ. و إِذا مَذِرَتِ البیضةُ فهی الثَّعِطَةُ. و امْرَأَةٌ مَذِرَةٌ قَذِرَةٌ: رائحتها كرائحة البیضة المَذِرَةِ. و‌فی الحدیث: شَرُّ النساء المَذِرَةُ الوذِرَةُ؛ المذَرُ: الفسادُ؛ و قد مَذِرَتْ تَمْذَرُ، فهی مَذِرَةٌ؛ و منه: مَذِرَتِ البیضةُ أَی فَسدَتْ. و التَّمَذُّرُ: خُبْثُ النفْس. و مَذِرَت نَفْسُه و مَعِدَتُه مذَراً و تَمَذَّرَتْ: خَبُثَتْ و فسدت؛ قال شوّال بن نعیم: فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِی لِذاك، و لَم أَزَلْ مَذِلًا نَهارِی كُلَّه حَتَّی الأُصُلْ و یقال: رأَیت بیضةً مَذِرَةً فَمَذِرَتْ لذلك نفسی أَی خبثت. و ذهبَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ و شِذَرَ مِذَرَ أَی متفرّقین. و یقال: تفرقت إِبله شَذَر مَذَر و شِذَرَ مِذَرَ إِذا تفرقت فی كل وجه، و مَذَرَ إِتباع. و رجل هَذِرٌ مَذِرٌ: إِتباع. و الأَمْذَرُ: الذی یكثر الاختلاف إِلی الخلاء. قال شمر: قال شیخ من بنی ضبة: المُمْذَقِرُّ من اللبن یَمَسُّه الماءُ فَیَتَمَذَّرُ، قلت: و كیف یَتَمَذَّر؟ فقال: یُمَذِّرُه الماء فیتفرق؛ قال: و یَتَمَذَّرُ یتفرّق، قال: و منه قوله: تفرّق القومُ شذر مذر.

مذقر؛ ج5، ص: 164

: امْذَقَرَّ اللبَنُ و اذْمَقَرَّ: تَقَطَّع و تفلَّقَ، و الثانیة أَعرف، و كذلك الدم؛ و قیل: المُمْذَقِرُّ المختلط. ابن شمیل: الممذقرّ اللبن الذی تفلَّق شیئاً فإِذا مُخِضَ اسْتَوی. و لَبَنٌ مُمْذَقِرٌّ إِذا تَقَطَّع حَمْضاً. غیره: المُمْذَقِرُّ اللبن المُتَقَطِّع. یقال: امذقَرَّ الرائبُ امْذِقْراراً إِذا انْقَطَعَ و صار اللبن ناحیة و الماء ناحیة. و‌فی حدیث عبد الله بن خَبَّاب: أَنه لما قتله الخوارج بالنَّهْروان سال دمه فی النهر فما امْذَقَرّ دمُه بالماء و ما اختلط، قال الراوی: فأَتبعته بصری كأَنه شِراكٌ أَحمر؛ قال أَبو عبید: معناه أَنه ما اختلط و لا امتزج بالماء؛ و قال محمد بن یزید: سال فی لماء مستطیلًا، قال: و الأَوّل أَعرف؛ و فی التهذیب: قال أَبو عبید معناه أَنه امتزج بالماء؛ و قال شمر: الامْذِقرارُ أَن یجتمع الدم ثم یَتَقَطَّعَ قِطَعاً و لا یختلط بالماءِ؛ یقول: فلم یكن كذلك و لكنه سال و امتزج بالماء؛ و قال أَبو النضر هاشم بن القاسم: معنی قوله فما امْذَقَرَّ دَمُه أَی لم یتفرّق فی الماء و لا اختلط؛ قال الأَزهری: و الأَوّل هو الصواب، قال: و الدلیل علی ذلك قوله: رأَیت دمَه مثل الشِّراكِ فی الماء، و فی النهایة فی سیاق الحدیث: أَنه مر فیه كالطریقة الواحدة لم یختلط به، و لذلك شبهه بالشراك الأَحْمَرِ، و هو سَیر من سُیُورِ النعل؛ قال: و قد‌ذكر المبرد هذا الحدیث فی الكامل، قال: فأَخذوه و قرّبوه إِلی شاطئ النهر فذبحوه فامْذَقَرَّ
لسان العرب، ج‌5، ص: 165
دَمُه‌أَی جَری مستطیلًا متفرقاً، قال: هكذا رواه بغیر حرف النفی، و‌رواه بعضهم فما ابْذَقَرَّ دَمُه، و هی لغة، معناه ما تَفَرَّق و لا تَمَذَّر؛ و مثله قوله: تَفَرَّق القَوْمُ شَذَرَ مَذَر؛ قال: و الدلیل علی ما قلناه ما رواه أَبو عبید عن الأَصمعی: إِذا انقطع اللبن فصار اللبن ناحیة و الماء ناحیة فهو مُمْذَقِرٌّ.

مرر؛ ج5، ص: 165

: مَرَّ علیه و به یَمُرُّ مَرًّا أَی اجتاز. و مَرَّ یَمُرُّ مرًّا و مُروراً: ذهَبَ، و استمرّ مثله. قال ابن سیدة: مرَّ یَمُرُّ مَرًّا و مُروراً جاء و ذهب، و مرَّ به و مَرَّه: جاز علیه؛ و هذا قد یجوز أَن یكون مما یتعدَّی بحرف و غیر حرف، و یجوز أَن یكون مما حذف فیه الحرف فأُوصل الفعل؛ و علی هذین الوجهین یحمل بیت جریر: تَمُرُّون الدِّیارَ و لَمْ تَعُوجُوا، كَلامُكُمُ علیَّ إِذاً حَرَامُ و قال بعضهم: إِنما الروایة: مررتم بالدیار و لم تعوجوا فدل هذا علی أَنه فَرقَ من تعدّیه بغیر حرف. و أَما ابن الأَعرابی فقال: مُرَّ زیداً فی معنی مُرَّ به، لا علی الحذف، و لكن علی التعدّی الصحیح، أَ لا تری أَن ابن جنی قال: لا تقول مررت زیداً فی لغة مشهورة إِلا فی شی‌ء حكاه ابن الأَعرابی قال: و لم یروه أَصحابنا. و امْتَرَّ به و علیه: كَمَرّ. و‌فی خبر یوم غَبِیطِ المَدَرَةِ: فامْتَرُّوا علی بنی مالِكٍ.و قوله عز و جل: فَلَمّٰا تَغَشّٰاهٰا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ؛ أَی استمرّت به یعنی المنیّ، قیل: قعدت و قامت فلم یثقلها. و أَمَرَّهُ علی الجِسْرِ: سَلَكه فیه؛ قال اللحیانی: أَمْرَرْتُ فلاناً علی الجسر أُمِرُّه إِمراراً إِذا سلكت به علیه، و الاسم من كل ذلك المَرَّة؛ قال الأَعشی: أَلا قُلْ لِتِیَّا قَبْلَ مَرَّتِها: اسْلَمی تَحِیَّةَ مُشْتاقٍ إِلیها مُسَلِّمِ و أَمَرَّه بِه: جَعَله یَمُرُّه. و مارَّه: مَرَّ معه. و‌فی حدیث الوحی: إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ علی الصَّفا‌أَی صوْتَ انْجِرارِها و اطِّرادِها علی الصَّخْرِ. و أَصل المِرارِ: الفَتْلُ لأَنه یُمَرُّ «3» أَی یُفْتل. و‌فی حدیث آخر: كإِمْرارِ الحدِیدِ علی الطَّسْتِ الجَدِیدِ؛ أَمْرَرْتُ الشی‌ءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا جعلته یَمُرُّ أَی یذهب، یرید كجَرِّ الحَدِیدِ علی الطسْتِ؛ قال: و ربما رُوِیَ الحدیثُ الأَوّلُ: صوتَ إِمْرارِ السلسة. و استمر الشی‌ءُ: مَضی علی طریقة واحدة. و استمرَّ بالشی‌ء: قَوِیَ علی حَمْلِه. و یقال: استمرّ مَرِیرُه أَی استحكم عَزْمُه. و قال الكلابیون: حَمَلَتْ حَمْلًا خَفیفاً فاسْتَمَرَّتْ به أَی مَرَّتْ و لم یعرفوا فَمَرَّتْ بِهِ قال الزجاج فی قوله فَمَرَّتْ بِهِ: معناه استمرتّ به قعدت و قامت لم یثقلها فَلَمّٰا أَثْقَلَتْ أَی دنا وِلادُها. ابن شمیل: یقال للرجل إِذا استقام أَمره بعد فساد قد استمرّ، قال: و العرب تقول: أَرْجَی الغِلْمانِ الذی یبدأُ بِحُمْقٍ ثم یستمرّ؛ و أَنشد للأَعشی یخاطب امرأَته: یا خَیْرُ، إِنِّی قد جَعَلْتُ أَسْتَمِرّ، أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَیَّ ما كُنْتُ أَجُرّ و قال اللیث: كلُّ شی‌ء قد انقادت طُرْقَتُه، فهو مُسْتَمِرٌّ. الجوهری: المَرَّةُ واحدة المَرِّ و المِرارِ؛
(3). قوله [لأَنه یمرّ] كذا بالأَصل بدون مرجع للضمیر و لعله سقط من قلم مبیض مسودة المؤلف بعد قوله علی الصخر، و المرار الحبل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 166
قال ذو الرمة: لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها، مَرًّا شَمالٌ و مَرًّا بارِحٌ تَرِبُ یقال: فلان یَصْنَعُ ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَی یصنعه مِراراً و یدعه مراراً. و المَمَرُّ: موضع المُرورِ و المَصْدَرُ. ابن سیدة: و المَرَّةُ الفَعْلة الواحدة، و الجمع مَرٌّ و مِرارٌ و مِرَرٌ و مُرُورٌ؛ عن أَبی علی و یصدقه قول أَبی ذؤیب: تَنَكَّرْت بَعدی أَم أَصابَك حادِثٌ من الدَّهْرِ، أَمْ مَرَّتْ عَلَیك مُرورُ؟ قال ابن سیدة: و ذهب السكری إِلی أَنّ مرُوراً مصدر و لا أُبْعِدُ أَن یكون كما ذكر، و إِن كان قد أَنث الفعل، و ذلك أَنّ المصدر یفید الكثرة و الجنسیة. و قوله عز و جل: سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَیْنِ؛ قال: یعذبون بالإِیثاقِ و القَتْل، و قیل: بالقتل و عذاب القبر، و قد تكون التثنیة هنا فی معنی الجمع، كقوله تعالی: ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَیْنِ؛ أَی كَرَّاتٍ، و قوله عز و جل: أُولٰئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِمٰا صَبَرُوا؛جاء فی التفسیر: أَن هؤلاء طائفة من أَهل الكتاب كانوا یأْخذون به و ینتهون إِلیه و یقفون عنده، و كانوا یحكمون بحكم الله بالكتاب الذی أُنزل فیه القرآن، فلما بُعث النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، و تلا علیهم القرآنَ، قٰالُوا: آمَنّٰا بِهِ، أَی صدقنا به، إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنٰا، و ذلك أَنّ ذكر النبی، صلی الله علیه و سلم، كان مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِیلِ فلم یعاندوا و آمنوا و صدَّقوا فأَثنی الله تعالی علیهم خیراً، و یُعْطَون أَجرهم بالإِیمان بالكتاب قبل محمد، صلی الله علیه و سلم، و بإِیمانهم بمحمد، صلی الله علیه و سلم.وَ لَقِیَه ذات مرَّةٍ؛ قال سیبویه: لا یُسْتَعْمَلُ ذات مَرَّةٍ إِلا ظرفاً. و لقِیَه ذاتَ المِرارِ أَی مِراراً كثیرة. و جئته مَرًّا أَو مَرَّیْنِ، یرید مرة أَو مرتین. ابن السكیت: یقال فلان یصنع ذلك تارات، و یصنع ذلك تِیَراً، و یَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ؛ معنی ذلك كله: یصنعه مِراراً و یَدَعُه مِراراً. و المَرَارَةُ: ضِدُّ الحلاوةِ، و المُرُّ نَقِیضُ الحُلْو؛ مَرَّ الشی‌ءُ یَمُرُّ؛ و قال ثعلب: یَمَرُّ مَرارَةً، بالفتح؛ و أَنشد: لَئِنْ مَرَّ فی كِرْمانَ لَیْلی، لَطالَما حَلا بَیْنَ شَطَّیْ بابِلٍ فالمُضَیَّحِ و أَنشد اللحیانی: لِتَأْكُلَنی، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمی، فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِی أَوْ أَتاعَا و أَنشده بعضهم: فأَفْرَقَ، و معناهما: سَلَحَ. و أَتاعَ أَی قاءَ. و أَمَرَّ كَمَرَّ: قال ثعلب: تُمِرُّ عَلَیْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَی بها أَنیساً، و یَحْلَوْلی لَنا البَلَدُ القَفْرُ عدّاه بعلی لأَنَّ فیه مَعْنی تَضِیقُ؛ قال: و لم یعرف الكسائی مَرَّ اللحْمُ بغیر أَلفٍ؛ و أَنشد البیت: لِیَمْضغَنی العِدَی فأَمَرَّ لَحْمی، فأَشْفَقَ مِنْ حِذاری أَوْ أَتاعا قال: و یدلك علی مَرَّ، بغیر أَلف، البیت الذی قبله: أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ عَلَیَّ، و حالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا لِتَأْكُلَنی، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمی ابن الأَعرابی: مَرَّ الطعامُ یَمَرُّ، فهو مُرٌّ، و أَمَرَّهُ غَیْرُهُ و مَرَّهُ، و مَرَّ یَمُرُّ من المُرُورِ. و یقال: لَقَدْ مَرِرْتُ من المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا و مِرَّةً، و هی
لسان العرب، ج‌5، ص: 167
الاسم؛ و هذا أَمَرُّ من كذا؛ قالت امرأَة من العرب: صُغْراها مُرَّاها. و الأَمَرَّانِ: الفَقْرُ و الهَرَمُ؛ و قول خالد بن زهیر الهذلی: فَلَمْ یُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها، حِینَ أَزْمَعَتْ صَرِیمَتَها، و النَّفْسُ مُرٌّ ضَمِیرُها إِنما أَراد: و نفسها خبیثة كارهة فاستعار لها المرارة؛ و شی‌ء مُرٌّ و الجمع أَمْرارٌ. و المُرَّةُ: شجَرة أَو بقلة، و جمعها مُرٌّ و أَمْرارٌ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ، و قال أَبو حنیفة: المُرَّةُ بقلة تتفرّش علی الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض، و لها نَوْرة صُفَیْراء و أَرُومَة بیضاء و تقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل و الخبز، و فیها علیقمة یسیرة؛ التهذیب: و قیل هذه البقلة من أَمرار البقول، و المرّ الواحد. و المُرارَةُ أَیضاً: بقلة مرة، و جمعها مُرارٌ. و المُرارُ: شجر مُرٌّ، و منه بنو آكِلِ المُرارِ قومٌ من العرب، و قیل: المُرارُ حَمْضٌ، و قیل: المُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه مَشافِرُها، واحدتها مُرارَةٌ، و هو المُرارُ، بضم المیم. و آكِلُ المُرارِ معروف؛ قال أَبو عبید: أَخبرنی ابن الكلبی أَن حُجْراً إِنما سُمِّی آكِلَ المُرارِ أَن ابنةً كانت له سباها ملك من ملوك سَلِیحٍ یقال له ابن هَبُولَةَ، فقالت له ابنة حجر: كأَنك بأَبی قد جاء كأَنه جملٌ آكِلُ المُرارِ، یعنی كاشِراً عن أَنیابه، فسمی بذلك، و قیل: إِنه كان فی نفر من أصحابه فی سَفَر فأَصابهم الجوع، فأَما هو فأَكل من المُرارِ حتی شبع و نجا، و أَما أَصحابه فلم یطیقوا ذلك حتی هلك أَكثرهم فَفَضَلَ علیهم بصبره علی أَكْلِه المُرارَ. و ذو المُرارِ: أَرض، قال: و لعلها كثیرة هذا النبات فسمِّیت بذلك؛ قال الراعی: مِنْ ذِی المُرارِ الذی تُلْقِی حوالِبُه بَطْنَ الكِلابِ سَنِیحاً، حَیثُ یَنْدَفِقُ الفراء: فی الطعام زُؤانٌ و مُرَیْراءُ و رُعَیْداءُ، و كله ما یُرْمَی به و یُخْرَجُ منه. و المُرُّ: دَواءٌ، و الجمع أَمْرارٌ؛ قال الأَعشی یصف حمار وحش: رَعَی الرَّوْضَ و الوَسْمِیَّ، حتی كأَنما یَرَی بِیَبِیسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ یصف أَنه رعی نبات الوسْمِیِّ لطِیبه و حَلاوتِه؛ یقول: صار الیبیس عنده لكراهته إِیاه بعد فِقْدانِه الرطْبَ و حین عطش بمنزلة العلقم. و‌فی قصة مولد المسیح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: خرج قوم معهم المُرُّ، قالوا نَجْبُرُ به الكَسِیرَ و الجُرْحَ؛ المُرُّ: دواء كالصَّبرِ، سمی به لمرارته. و فلان ما یُمِرُّ و ما یُحْلِی أَی ما یضر و لا ینفع. و یقال: شتمنی فلان فما أَمْرَرْتُ و ما أَحْلَیْتُ أَی ما قلت مُرة و لا حُلوة. و قولهم: ما أَمَرَّ فلان و ما أَحْلی؛ أَی ما قال مُرًّا و لا حُلواً؛ و فی حدیث الاسْتِسْقاءِ: و أَلْقَی بِكَفَّیْهِ الفَتِیُّ اسْتِكانَةً من الجُوعِ ضَعْفاً، ما یُمِرُّ و ما یُحْلی أَی ما ینطق بخیر و لا شر من الجوع و الضعف، و قال ابن الأَعرابی: ما أُمِرُّ و ما أُحْلِی أَی ما آتی بكلمة و لا فَعْلَةٍ مُرَّة و لا حُلوة، فإِن أَردت أَن تكون مَرَّة مُرًّا و مَرَّة حُلواً قلت: أَمَرُّ و أَحْلو و أَمُرُّ و أَحْلو. و عَیْشٌ مُرٌّ، علی المثل، كما قالوا حُلْو. و لقیت منه الأَمَرَّینِ و البُرَحَینِ و الأَقْوَرَینِ أَی الشرَّ و الأَمْرَ العظیم. و قال ابن الأَعرابی: لقیت منه الأَمَرَّینِ، علی التثنیة، و لقیت منه المُرَّیَیْنِ كأَنها تثنیة الحالة المُرَّی. قال أَبو منصور: جاءت هذه الحروف
لسان العرب، ج‌5، ص: 168
علی لفظ الجماعة، بالنون، عن العرب، و هی الدواهی، كما قالوا مرقه مرقین «1» و أَما‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: ما ذا فی الأَمَرَّینِ من الشِّفاء، فإِنه مثنی و هما الثُّفَّاءُ و الصَّبِرُ، و المَرارَةُ فی الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ، فغَلَّبَه علیه، و الصَّبِرُ هو الدواء المعروف، و الثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ؛ قال: و إِنما قال الأَمَرَّینِ، و المُرُّ أَحَدُهما، لأَنه جعل الحُروفةَ و الحِدَّةَ التی فی الخردل بمنزلة المرارة و قد یغلبون أَحد القرینین علی الآخر فیذكرونهما بلفظ واحد، و تأْنیث الأَمَرِّ المُرَّی و تثنیتها المُرَّیانِ؛ و منه‌حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه، فی الوصیة: هما المُرَّیان: الإِمْساكُ فی الحیاةِ و التَّبْذِیرُ عنْدَ المَمات؛ قال أَبو عبید: معناه هما الخصلتان المرتان، نسبهما إِلی المرارة لما فیهما من مرارة المأْثم. و قال ابن الأَثیر: المُرَّیان تثنیة مُرَّی مثل صُغْری و كبری و صُغْرَیان و كُبْرَیانِ، فهی فعلی من المرارة تأْنیث الأَمَرِّ كالجُلَّی و الأَجلِّ، أَی الخصلتان المفضلتان فی المرارة علی سائر الخصال المُرَّة أَن یكون الرجل شحیحاً بماله ما دام حیّاً صحیحاً، و أَن یُبَذِّرَه فیما لا یُجْدِی علیه من الوصایا المبنیة علی هوی النفس عند مُشارفة الموت. و المرارة: هَنَةٌ لازقة بالكَبد و هی التی تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذی رُوحٍ إِلَّا النَّعامَ و الإِبل فإِنها لا مَرارة لها. و المارُورَةُ و المُرَیرَاءُ: حب أَسود یكون فی الطعام یُمَرُّ منه و هو كالدَّنْقَةِ، و قیل: هو ما یُخرج منه فیُرْمی به. و قد أَمَرَّ: صار فیه المُرَیْراء. و یقال: قد أَمَرَّ هذا الطعام فی فمی أَی صار فیه مُرّاً، و كذلك كل شی‌ء یصیر مُرّاً، و المَرارَة الاسم. و قال بعضهم: مَرَّ الطعام یَمُرّ مَرارة، و بعضهم: یَمَرُّ، و لقد مَرَرْتَ یا طَعامُ و أَنت تَمُرُّ؛ و من قال تَمَرُّ قال مَرِرْتَ یا طعام و أَنت تَمَرُّ؛ قال الطرمَّاح: لَئِنْ مَرَّ فی كِرْمانَ لَیْلی، لرُبَّما حَلا بَیْنَ شَطَّی بابِلٍ فالمُضَیَّحِ و المَرارَةُ: التی فیها المِرَّةُ، و المِرَّة: إِحدی الطبائع الأَربع؛ ابن سیدة: و المِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن. قال اللحیانی: و قد مُررْتُ به علی صیغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا و مَرَّة. و قال مَرَّة: المَرُّ المصدر، و المَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّی، و الحمی الاسم. و المَمْرُور: الذی غلبت علیه المِرَّةُ، و المِرَّةُ القوّة و شدة العقل أَیضاً. و رجل مریر أَی قَوِیُّ ذو مِرّة. و‌فی الحدیث: لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغَنِیٍّ و لا لِذی مِرَّةَ سَوِیٍّ؛ المِرَّةُ: القُوَّةُ و الشِّدّةُ، و السَّوِیُّ: الصَّحیحُ الأَعْضاءِ. و المَرِیرُ و المَرِیرَةُ: العزیمةُ؛ قال الشاعر: و لا أَنْثَنی مِنْ طِیرَةٍ عَنْ مَرِیرَةٍ، إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعی علی الدَّوحِ صَرْصَرا و المِرَّةُ: قُوّةُ الخَلْقِ و شِدّتُهُ، و الجمع مِرَرٌ، و أَمْرارٌ جمع الجمع؛ قال: قَطَعْتُ، إِلی مَعْرُوفِها مُنْكراتِها، بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَین شَوْدَحِ و مِرَّةُ الحَبْلِ: طاقَتُهُ، و هی المَرِیرَةُ، و قیل: المَرِیرَةُ الحبل الشدید الفتل، و قیل: هو حبل طویل دقیق؛ و قد أمْرَرْتَه. و المُمَرُّ: الحبل الذی أُجِیدَ فتله، و یقال المِرارُ و المَرُّ. و كل مفتول مُمَرّ، و كل قوّة من قوی الحبل مِرَّةٌ، و جمعها مِرَرٌ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَصابه فی سیره المِرَارُ‌أَی الحبل؛ قال ابن الأَثیر: هكذا فسر، و إِنما الحبل
(1). قوله [مرقه مرقین] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 169
المَرُّ، و لعله جمعه. و‌فی حدیث علیّ فی ذكر الحیاةِ: إِنّ الله جعل الموت قاطعاً لمَرائِر أَقرانها؛ المَرائِرُ: الحبال المفتولة علی أَكثَر من طاق، واحدها مَریرٌ و مَرِیرَةٌ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: ثم اسْتَمَرَّتْ مَریرَتی؛ یقال: استمرت مَرِیرَتُه علی كذا إِذا استحكم أَمْرُه علیه و قویت شَكِیمَتُه فیه و أَلِفَه و اعْتادَه، و أَصله من فتل الحبل. و‌فی حدیث معاویة: سُحِلَتْ مَریرَتُه أَی جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِیلًا، یعنی رخواً ضعیفاً. و المَرُّ، بفتح المیم: الحبْل؛ قال: زَوْجُكِ یا ذاتَ الثَّنایا الغُرِّ، و الرَّبَلاتِ و الجَبِینِ الحُرِّ، أَعْیا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ، ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ، بَیْنَ خَشاشَیْ بازِلٍ جِوَرِّ الرَّبَلاتُ: جمع رَبَلَة و هی باطن الفخذ. و الجَرُّ هاهنا: الزَّبیلُ. و أَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه، فهو مُمَرٌّ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه؛ و منه قوله عز و جل: سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ؛ أَی مُحْكَمٌ قَوِیٌّ، و قیل مُسْتَمِرٌّ أَی مُرٌّ، و قیل: معناه سَیَذْهَبُ و یَبْطُلُ؛ قال أَبو منصور: جعله من مَرَّ یَمُرُّ إِذا ذهَب. و قال الزجاج فی قوله تعالی: فِی یَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ، أَی دائمٍ، و قیل أَی دائمِ الشُّؤْمِ، و قیل: هو القویُّ فی نحوسته، و قیل: مُسْتَمِرٌّ أَی مُرّ، و قیل: مُسْتَمِرٌّ نافِذٌ ماضٍ فیما أُمِرَ به و سُخّر له. و یقال: مَرَّ الشی‌ءُ و اسْتَمَرَّ و أَمَرَّ من المَرارَةِ. و قوله تعالی: وَ السّٰاعَةُ أَدْهیٰ وَ أَمَرُّ؛ أَی أَشد مَرارة؛ و قال الأَصمعی فی قول الأَخطل: إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا وصف رجلًا یَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ و الدِّیاتِ فیقول: إِذا اسْتُوثِقَ منه بأَن یحمِل المِئینَ من الإِبل دیات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَی شُدَّتْ بالمِرارِ و هو الحبل، كما یُشَدُّ علی ظهر البعیر حِمْلُه، حَمَلَها و أَدّاها؛ و معنی قوله حَمَلا أَی ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل و كفل. الجوهری: و المَرِیرُ من الحبال ما لَطُفَ و طال و اشتد فَتْلُه، و الجمع المَرائِرُ؛ و منه قولهم: ما زال فلان یُمِرُّ فلاناً و یُمارُّه أَی یعالجه و یَتَلَوَّی علیه لِیَصْرَعَه. ابن سیدة: و هو یُمارُّه أَی یَتَلَوَّی علیه؛ و قول أَبی ذؤیب: و ذلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَیْنِ خَلْجَمٌ خَشُوفٌ، إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها فسره الأَصمعی فقال: مِرارُها مُداوَرَتُها و مُعالجتُها. و سأَل أَبو الأَسود «2» الدؤلی غلاماً عن أَبیه فقال: ما فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبیك؟ قال: كانت تُسارُّه و تُجارُّه و تُزارُّه و تُهارُّه و تُمارُّه، أَی تَلتَوی علیه و تخالِفُه، و هو من فتل الحبل. و هو یُمارُّ البعیرَ أَی یریده لیصرعه. قال أَبو الهیثم: مارَرْت الرجلَ مُمارَّةً و مِراراً إِذا عالجته لتصرعه و أراد ذلك منك أَیضاً. قال: و المُمَرُّ الذی یُدْعی لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِیَمُرَّها قَبْلَ الرائِضِ. قال: و المُمَرُّ الذی یَتَعَقَّلُ «3» البَكْرَةَ الصعْبَةَ فیَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم یُوَتِّدُ قَدَمَیْهِ فی الأَرض كی لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ، و أَمَرَّها بذنبها أَی صرفها شِقًّا لشِقٍّ حتی یذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِمرار أَرسلها إِلی الرائض. و فلان أَمَرُّ عَقْداً من فلان أَی أَحكم أَمراً منه و أَوفی ذمةً. و إِنه لذو مِرَّة أَی عقل و أَصالة و إِحْكامٍ، و هو علی
(2). قوله [و سأل أبو الأسود إلخ] كذا بالأصل. (3). قوله [یتعقل] فی القاموس: یتغفل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 170
المثل. و المِرَّةُ: القوّة، و جمعها المِرَرُ. قال الله عز و جل: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَویٰ، و قیل فی قوله ذُو مِرَّةٍ: هو جبریل خلقه الله تعالی قویّاً ذا مِرَّة شدیدة؛ و قال الفراء: ذُو مِرَّةٍ من نعت قوله تعالی: عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُویٰ ذُو مِرَّةٍ؛ قال ابن السكیت: المِرَّة القوّة، قال: و أَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ. یقال: أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً. و یقال: اسْتَمَرَّت مَریرَةُ الرجل إِذا قویت شَكِیمَتُه. و المَریرَةُ: عِزَّةُ النفس. و المَرِیرُ، بغیر هاء: الأَرض التی لا شی‌ء فیها، و جمعها مَرائِرُ. و قِرْبة مَمْرورة: مملوءة. و المَرُّ: المِسْحاةُ، و قیل: مَقْبِضُها، و كذلك هو من المِحراثِ. و الأَمَرُّ: المصارِینُ یجتمع فیها الفَرْثُ، جاء اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذی هو الجماعة؛ قال: و لا تُهْدِی الأَمَرَّ و ما یَلِیهِ، و لا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ قال ابن بری: صواب إِنشاد هذا البیت و لا، بالواو، تُهْدِی، بالیاء، لأَنه یخاطب امرأَته بدلیل قوله‌و لا تهدنّ …، و لو كان لمذكر لقال: و لا تُهْدِیَنَّ، و أَورده الجوهری فلا تهد بالفاء؛ و قبل البیت: إِذا ما كُنْتِ مُهْدِیَةً، فَأَهْدِی من المَأْناتِ، أَو فِدَرِ السَّنامِ یأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَی لا تهْدی من الجَزُورِ إِلا أَطایِبَه. و العَرْقُ: العظم الذی علیه اللحم فإِذا أُكِلَ لحمه قیل له مَعْرُوقٌ. و المَأْنَةُ: الطَّفْطَفَةُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كره من الشَّاءِ سَبْعاً: الدَّمَ و المَرارَ و الحَیاءَ و الغُدّةَ و الذَّكَرَ و الأُنْثَیَیْنِ و المَثانَةَ؛ قال القتیبی: أَراد المحدث أَن یقول الأَمَرَّ فقال المَرارَ، و الأَمَرُّ المصارِینُ. قال ابن الأَثیر: المَرارُ جمع المَرارَةِ، و هی التی فی جوف الشاة و غیرها یكون فیها ماء أَخضر مُرٌّ، قیل: هی لكل حیوان إِلَّا الجمل. قال: و قول القتیبی لیس بشی‌ء. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه جرح إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً و كان یتوضأُ علیها.و مَرْمَرَ إِذا غَضِبَ، و رَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنَه. ابن السكیت: المَرِیرَةُ من الحبال ما لَطُف و طال و اشتد فتله، و هی المَرائِرُ. و اسْتَمَرَّ مَرِیرُه إِذا قَوِیَ بعد ضَعْفٍ. و‌فی حدیث شریح: ادّعی رجل دَیْناً علی میِّت فأَراد بنوه أَن یحلفوا علی عِلْمِهِم فقال شریح: لَتَرْكَبُنَّ منه مَرَارَةَ الذَّقَنِ‌أَی لَتَحْلِفُنَّ ما له شی‌ء، لا علی العلم، فیركبون من ذلك ما یَمَرُّ فی أَفْواهِهم و أَلسِنَتِهِم التی بین أَذقانهم. و مَرَّانُ شَنُوءَةَ: موضع بالیمن؛ عن ابن الأَعرابی. و مَرَّانُ و مَرُّ الظَّهْرانِ و بَطْنُ مَرٍّ: مواضعُ بالحجاز؛ قال أَبو ذؤَیب: أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْنافُ الرَّجِیعِ، فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ وَحْشاً سِوَی أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها، كَأَنها مِنْ تَبَغِّی النَّاسِ أَطْلاحُ و یروی: بطن مَرٍّ، فَوَزْنُ [رِنْ فَأَكْ] علی هذا فاعِلُنْ. و قوله رَفَأَكْ، فعلن، و هو فرع مستعمل، و الأَوّل أَصل مَرْفُوض. و بَطْنُ مَرٍّ: موضع، و هو من مكة، شرفها الله تعالی، علی مرحلة. و تَمَرْمَرَ الرجلُ «1»: مارَ. و المَرْمَرُ: الرُّخامُ؛ و‌فی الحدیث: كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً؛ هی واحدةُ المَرْمَرِ، و هو نوع من
(1). قوله [و تمرمر الرجل إلخ] فی القاموس و تمرمر الرمل
لسان العرب، ج‌5، ص: 171
الرخام صُلْبٌ؛ و قال الأَعشی: كَدُمْیَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها بِمُذْهَبٍ ذی مَرْمَرٍ مائِرِ و قال الراجز: مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ و المَرْمَرُ: ضَرْبٌ من تقطیع ثیاب النساء. و امرأَة مَرْمُورَةٌ و مَرْمارَةٌ: ترتَجُّ عند القیام. قال أَبو منصور: معنی تَرْتَجُّ و تَمَرْمَرُ واحد أَی تَرْعُدُ من رُطوبتها، و قیل: المَرْمارَةُ الجاریة الناعمة الرَّجْراجَةُ، و كذلك المَرْمُورَةُ. و التَّمَرْمُرُ: الاهتزازُ. و جِسْمٌ مَرْمارٌ و مَرْمُورٌ و مُرَامِرٌ: ناعمٌ. و مَرْمارٌ: من أَسماء الداهیة؛ قال: قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِیسِ، لَیْلَةَ مَرْمارٍ و مَرْمَرِیسِ و المرْمارُ: الرُّمانُ الكثیر الماء الذی لا شحم له. و مَرَّارٌ و مُرَّةُ و مَرَّانُ: أَسماء. و أَبو مُرَّةَ: كنیة إِبلیس. و مُرَیْرَةٌ و المُرَیْرَةُ: موضع؛ قال: كأَدْماءَ هَزَّتْ جِیدَها فی أَرَاكَةٍ، تَعاطَی كَبَاثاً مِنْ مُرَیْرَةَ أَسْوَدَا و قال: و تَشْرَبُ أَسْآرَ الحِیاضِ تَسُوفُه، و لو وَرَدَتْ ماءَ المُرَیْرَةِ آجِما أَراد آجنا، فأَبدل. و بَطْنُ مَرٍّ: موضعٌ. و الأَمْرَارُ: میاه معروفة فی دیار بنی فَزَارَةَ؛ و أَما قول النابغة یخاطب عمرو بن هند: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آیةً؟ و مِنَ النَّصِیحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا، فی جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِی الأَمْرَارِ فهی میاه بالبادِیَة مرة. قال ابن بری: و رواه أَبو عبیدة: فی جف ثعلب، یعنی ثعلبة بن سعد بن ذبیان، و جعلهم جفّاً لكثرتهم. یقال للحی الكثیر العدد: جف، مثل بكر و تغلب و تمیم و أَسد، و لا یقال لمن دون ذلك جف. و أَصل الجف: وعاء الطلع فاستعاره للكثرة، لكثرة ما حوی الجف من حب الطلع؛ و من رواه: فی جف تغلب، أَراد أَخوال عمرو بن هند، و كانت له كتیبتان من بكر و تغلب یقال لإِحداهما دَوْسَرٌ و الأُخری الشَّهْباء؛ قوله: عارضاً لرماحنا أَی لا تُمَكِّنها من عُرْضِكَ؛ یقال: أَعرض لی فلان أَی أَمكننی من عُرْضِه حتی رأَیته. و الأَمْرارُ: میاهٌ مُرَّةٌ معروفة منها عِراعِرٌ [عُراعِرٌ] و كُنَیْبٌ و العُرَیْمَةُ. و المُرِّیُّ: الذی یُؤْتَدَمُ به كأَنَّه منسوب إِلی المَرارَةِ، و العامة تخففه؛ قال: و أَنشد أَبو الغوث: و أُمُّ مَثْوَایَ لُباخِیَّةٌ، و عِنْدَها المُرِّیُّ و الكامَخُ و فی حدیث أَبی الدرداء ذكر المُرِّیِّ، هو من ذلك. و هذه الكلمة فی التهذیب فی الناقص: و مُرامِرٌ اسم رجل. قال شَرْقیُّ بن القُطَامی: إِن أَوّل من وضع خطنا هذا رجال من طی‌ء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ؛ قال الشاعر: تَعَلَّمْتُ باجاداً و آلَ مُرامِرٍ، و سَوَّدْتُ أَثْوابی، و لستُ بكاتب قال: و إِنما قال و آل مرامر لأَنه كان قد سمی كل واحد من أَولاده بكلمة من أَبجد و هی ثمانیة. قال ابن بری: الذی ذكره ابن النحاس و غیره عن المدائنی أَنه مُرامِرُ بن مَرْوَةَ، قال المدائنی: بلغنا أَن أَوَّل من كتب بالعربیة مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار، و یقال من أَهل الحِیرَة، قال: و قال سمرة بن جندب:
لسان العرب، ج‌5، ص: 172
نظرت فی كتاب العربیة فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار قبل أَن یَمُرَّ بالحِیرَةِ. و یقال إِنه سئل المهاجرون: من أَین تعلمتم الخط؟ فقالوا: من الحیرة؛ و سئل أَهل الحیرة: من أَین تعلمتم الخط؟ فقالوا: من الأَنْبار. و المُرّانُ: شجر الرماح، یذكر فی باب النون لأَنه فُعَّالٌ. و مُرٌّ: أَبو تمیم، و هو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْیاسَ بنِ مُضَرَ. و مُرَّةُ: أَبو قبیلة من قریش، و هو مُرّة بن كعب بن لُؤَیِّ بن غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر و مُرَّةُ: أَبو قبیلة من قَیْسِ عَیْلانَ، و هو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن قیس عیلانَ. مُرَامِراتٌ: حروف وها «1» قدیم لم یبق مع الناس منه شی‌ء، قال أَبو منصور: و سمعت أَعرابیّاً یقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ، یُمَرْمِرُ مِرْزةً و یَلُوكُها؛ یُمَرْمِرُ أَصلُه یُمَرِّرُ أَی یَدْحُوها علی وجه الأَرض. و یقال: رَعَی بَنُو فُلانٍ المُرَّتَیْنِ «2» و هما الأَلاءُ و الشِّیحُ. و فی الحدیث ذكر ثنیة المُرارِ المشهور فیها ضم المیم، و بعضهم یكسرها، و هی عند الحدیبیة؛ و فیه ذكر بطن مَرٍّ و مَرِّ الظهران، و هما بفتح المیم و تشدید الراء، موضع بقرب مكة. الجوهری: و قوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوی بَعیدَ المُسْتَمَرِّ، بفتح المیم الثانیة، أَی أَنه قَوِیٌّ فی الخُصُومَةِ لا یَسْأَمُ المِراسَ؛ و أَنشد أَبو عبید: إِذا تَخازَرْتُ، و ما بی من خَزَرْ، ثم كَسَرْتُ العَیْنَ مِنْ غَیْرِ عَوَرْ وجَدْتَنی أَلْوَی بَعِیدَ المُسْتَمَرْ، أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَیْرٍ و شَرْ قال ابن بری: هذا الرجز یروی لعمرو بن العاص، قال: و هو المشهور؛ و یقال: إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَیَّةَ تمثل به عمرو، رضی الله عنه.

مزر؛ ج5، ص: 172

: المِزْرُ: الأَصل. و المزرُ: نَبِیذُ الشعیر و الحنطة و الحبوب، و قیل: نبیذ الذُّرَة خاصَّة. غیره: المِزْر ضَرْبٌ من الأَشربة. و ذكر أَبو عبید: أَن ابن عمر قد فسر الأَنبذة فقال البِتْعُ نبیذ العَسَل، و الجِعَةُ نبیذ الشعیرِ، و المزر من الذرة، و السَّكَرُ من التمر، و الخَمْرُ من العنب، و أَما السُّكُرْكَة، بتسكین الراء، فخمر الحَبَش؛ قال أَبو موسی الأَشعری: هی من الذرة، و یقال لها السُّقُرْقَعُ أَیضاً، كأَنه معرب سُكُرْكَةٍ، و هی بالحبشیة. و المَزْرُ و التَّمَزُّرُ: التَّرَوُّقُ و الشُّرْبُ القَلِیلُ، و قیل: الشرْبُ بمَرَّةٍ، قال: و المِزْرُ الأَحْمَقُ. و المَزْرُ، بالفتح: الحَسْوُ لِلذَّوْقِ. و یقال: تَمَزَّرْتُ الشرابَ إِذا شَرِبْتَه قلیلًا قلیلًا، و أَنشد الأُموی یصف خمراً: تَكُونُ بَعْدَ الحَسْوِ و التَّمَزُّرِ، فی فَمِهِ، مِثْلَ عَصِیرِ السُّكَّرِ و التَّمَزُّرُ: شُرْبُ الشرابِ قلیلًا قلیلًا، بالراء، و مثله التَّمَزُّرُ و هو أَقل من التمزر؛ و‌فی حدیث أَبی العالیة: اشْرَبِ النبیذَ و لا تُمَزِّرْ‌أَی اشْرَبْه لتسكین العطش كما تشرب الماء و لا تشربه للتلذذ مرة بعد أُخری كما یصنع شارِبُ الخمر إِلی أَن یَسْكَر. قال ثعلب: مما وجدنا‌عن النبی، صلی الله علیه و سلم: اشْرَبُوا و لا تَمَزَّرُوا‌أَی لا تُدِیرُوه بینكم قلیلًا قلیلًا، و لكن اشربوه فی طِلْقٍ واحد كما یُشْرَبُ الماء، أَو اتركوه و لا تشربوه شرْبة بعد شربة. و‌فی الحدیث: المَزْرَةُ الواحدة تحرِّمُ‌أَی المصَّةُ الواحدة. قال: و المَزْرُ و التَّمَزُّرُ الذوْقُ شیئاً بعد شی‌ء؛ قال ابن الأَثیر:
(1). قوله [حروف وها] كذا بالأصل. (2). فی القاموس: المریان بالیاء التحتیة بعد الراء بدل التاء المثناة
لسان العرب، ج‌5، ص: 173
و هذا بخلاف المرویّ فی‌قوله: لا تُحَرِّمُ المَصَّةُ و لا المصتانِ، قال: و لعله لا تحرم فحرَّفه الرواة. و مَزَرَ السقاءَ مَزْراً: مَلأَه؛ عن كراع. ابن الأَعرابی: مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِیراً ملأَها فلَم یتْرُكْ فیها أَمْتاً؛ و أَنشد شمر: فَشَرِبَ القَوْمُ و أَبْقَوْا سُورا، و مَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِیرا و المَزِیرُ: الشَّدِیدُ القلبِ القَوِیُّ النافِذُ بَیِّنُ المَزَارَةِ؛ و قد مَزُرَ، بالضم، مَزَارَةً، و فلان أَمْزَرُ منه؛ قال العباس بن مِرْداسٍ: تَرَی الرَّجُلَ النَّحِیفَ فَتَزْدَرِیه، و فی أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِیرُ و یروی: أَسد مَزِیرُ، و الجمع أَمازِرُ مثل أَفِیل و أَفائِلَ؛ و أَنشد الأَخفش: إِلَیْكِ ابْنَةَ الأَعْیارِ، خافی بَسَالَةَ الرجالِ، و أَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ و لا تَذْهَبَنْ عَیْناكِ فی كُلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِینَ أَمازِرُهْ قال: یرید أَقاصِرُهُم و أَمازِرُهم، كما یقال فلان أَخبث الناس و أَفْسَقُه، و هی خَیْرُ جاریةٍ و أَفْضَلُهُ. و كل تَمْرٍ استحكم، فقد مَزُرَ یَمْزُرُ مَزَارَةً. و المَزِیرُ: الظَّرِیفُ؛ قاله الفراء؛ و أَنشد: فلا تذهبن عیناك فی كل شرمح طوال، فإِن الأَقصرین أَمازره أَراد: أَمازر ما ذكرنا، و هم جمع الأَمزر.

مسر؛ ج5، ص: 173

: مَسَرَ الشی‌ءَ یَمْسُرُه مَسْراً: استخرجه من ضیق، و المَسْرُ فعل الماسِرِ. و مَسَرَ الناسَ یَمْسُرُهُمْ مَسْراً: غَمزَ بهم. و یقال: هو یَمْسُرُ الناسَ أَی یُغْرِیهِمْ. و مَسَرْتُ به و مَحَلْتُ به أَی سَعَیْتُ به. و الماسِرُ: الساعِی.

مستفشر؛ ج5، ص: 173

: من المعرّب: المُسْتَفْشارُ، و هو العسَل المعتَصَرُ بالأَیدی إِذا كان یسیراً، و إِن كان كثیراً فبالأَرجل؛ و منه‌قول الحجاج فی كتابه إِلی بعض عماله بفارس: أَن ابْعَثْ إِلیّ بعَسَلٍ من عسَلِ خُلَّار، من النحْلِ الأَبْكار، من المُسْتفْشار، الذی لم تمسَّه نار.

مشر؛ ج5، ص: 173

: المَشْرَةُ: شِبه خُوصة تخرج فی العِضاه و فی كثیر من الشجر أَیام الخریف، لها ورقٌ و أَغصان رَخْصَة. و یقال: أَمْشَرَت العِضاهُ إِذا خرج لها ورق و أَغصان؛ و كذلك مَشَّرَتِ العضاه تمشیراً. و فی صفة مكة، شرفها الله: و أَمْشَرَ سَلَمُها أَی خرج ورَقُه و اكتسی به. و المَشْرُ: شی‌ءٌ كالخوص یخرج فی السَّلَم و الطَّلْحِ، واحدته مَشْرَةٌ. و‌فی حدیث أَبی عبید: فأَكلوا الخبط و هو یومئذ ذو مَشْرٍ.و المَشْرَةُ من العُشْبِ: ما لم یَطُلْ؛ قال الطرماح بن حكیم یصف أُرْوِیَّةً: لها تَفَراتٌ تَحْتَها، و قُصارُها إِلی مَشْرَةٍ، لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ و التَّفَرات: ما تَساقَطَ من ورَقِ الشَّجَرِ. و المَشْرَةُ: ما یَمْتَشِرُه الراعی من ورق الشجر بِمِحْجَنِهِ؛ یقول: إِن هذه الأُرْوِیَّةَ ترعی من ورق لا یُمْتَشَرُ لها بالمحاجن، و قُصارُها أَن تَأْكُلَ هذه المَشْرَة التی تحت الشجر من غیر تعب. و أَرْضٌ ماشِرَةٌ: و هی التی اهْتَزَّ نباتُها و اسْتَوَتْ و رَوِیَتْ من المطرِ، و قال بعضهم: أَرض ناشِرَةٌ بهذا المعنی؛ و قد مَشِرَ الشجرُ و مَشَّرَ و أَمْشَرَ و تَمَشَّرَ. و قیل: التَّمَشُّرُ أَن یُكْسَی الورقُ خُضْرةً. و تَمَشَّرَ الشجرُ إِذا أَصابه مطرٌ فخرجت
لسان العرب، ج‌5، ص: 174
رِقَتُه أَی وَرَقَتُه. و تَمَشَّرَ الرجلُ إِذا اكتسی بعد عُرْیٍ. و امْرَأَةٌ مَشْرَةُ الأَعضاءِ إِذا كانت رَیَّا. و أَمْشَرَتِ الأَرضُ أَی أَخرجتْ نباتَها. و تَمَشَّرَ الرجلُ: استغنی، و فی المحكم: رُؤِیَ علیه أَثر غِنًی؛ قال الشاعر: و لَوْ قَدْ أَتانا بُرُّنا و دقِیقُنا، تَمَشَّرَ مِنكُم مَنْ رَأَیناهُ مُعْدِمَا و مَشَّرَه هو: أَعطاهُ و كساهُ؛ عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: إِنما هو مَشَرَه، بالتخفیف. و المَشْرَةُ: الكُسْوَةُ [الكِسْوَةُ]. و تَمَشَّرَ لأَهله: اشتری لهم مَشْرَةً. و تَمَشَّرَ القومُ: لبِسُوا الثِّیابَ. و المَشْرَةُ: الورَقَة قبل أَن تَتَشَعَّبَ و تَنْتشِر. و یقال: أُذُنٌ حَشْرَة مَشْرَةٌ أَی مُؤَلَّلَةٌ علیها مَشْرَةُ العِتقِ أَی نَضارَتُه و حُسْنُه، و قیل: لطیفَةٌ حَسَنَةٌ؛ و قوله: و أُذْنٌ لها حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، كإِعْلِیطِ مَرْخٍ، إِذا ما صَفِرْ إِنما عنی أَنها دَقِیقَةٌ كالورَقَةِ قبل أَن تَتَشَعَّب. و حَشْرَةٌ: مُحَدَّدَةُ الطرَف، و قیل: مَشْرَةٌ إِتباع حَشْرَة. قال ابن بری: البیت للنمر بن تولب یصف أُذن ناقته و رِقَّتها و لُطفها، شبهها بإِعْلِیطِ المَرْخِ، و هو الذی یكون فیه الحب، و علیه مَشْرَةُ غِنی أَی أَثَرُ غِنی. و أَمْشَرَت الأَرضُ: ظَهَرَ نباتُها. و ما أَحسن مَشَرَتَها، بالتحریك، أَی نَشَرَتَها و نباتَها. و قال أَبو خیرة: مَشَرَتُها ورَقُها، و مشْرَة الأَرضِ أَیضاً، بالتسكین؛ و أَنشد: إِلی مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِن و تَمَشَّرَ فلان إِذا رُؤِی علیه آثارُ الغِنی. و التَّمْشِیرُ: حُسْنُ نَباتِ الأَرض و اسْتِواؤُه. و مَشَرَ الشی‌ءَ یَمْشُرُهُ مَشْراً: أَظهره. و المَشارَةُ: الكَرْدَةُ؛ قال ابن درید: و لیس بالعربی الصحیح. و تَمَشَّرَ لأَهله شیئاً: تَكَسَّبَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَرَكْتُهُمْ كَبِیرُهُمْ كالأَصْغَرِ، عَجْزاً عَنِ الحِیلَةِ و التَّمَشُّرِ و التَّمْشِیرُ: القِسْمَةُ. و مَشَّرَ الشی‌ءَ: قَسَّمَه و فَرَّقَه، و خَصَّ بعضُهم به اللحمَ؛ قال: فَقُلْتُ لأَهْلی: مَشِّرُوا القِدْرَ حَوْلكم، و أَیَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ أَی لم یُقَسَّمْ ما فیها؛ و هذا البیت أَورد الجوهری عجزه و أَورده ابن سیدة بكماله؛ قال ابن بری: البیت للمَرَّارِ بن سعیدٍ الفَقْعَسِیِّ و هو: و قُلْتُ: أَشِیعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، و أَیَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ قال: و معنی أَشِیعَا أَظْهِرا أَنَّا نُقَسِّمُ ما عندنا من اللحم حتی یَقْصِدَنا المُسْتَطْعِمون و یأْتینا المُسْتَرْفِدُون، ثم قال: و أَیّ زمان قِدْرُنا لم تمشر أَی هذا الذی أَمرتكما به هو خُلُق لنا و عادة فی الأَزمنة علی اختلافها؛ و بعده: فَبِتْنا بِخَیْرٍ فی كرامَةِ ضَیْفِنا، و بِتْنا نُؤَدِّی طُعْمَةً غَیْرَ مَیْسِرِ أَی بِتْنا نُؤَدِّی إِلی الحیّ من لَحْمِ هذه الناقة من غیر قِمارٍ، و خص بعضهم به المُقَسَّم من اللحم، و قیل: المُمَشِّرُ المُفَرِّقُ لكل شی‌ء. و التَّمْشِیرُ: النشاطُ لِلجماع؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: إِنّی إِذا أَكَلْتُ اللحمَ وجدت فی نفسی تَمْشِیراً أَی نَشاطاً للجماع، و جعله الزمخشری حدیثاً
لسان العرب، ج‌5، ص: 175
مرفوعاً. و الأَمْشَرُ: النَّشِیطُ. و المُشَرَةُ: طائِرٌ صغیر مُدَبَّج كأَنه ثَوْبُ وشْیٍ. و رجل مِشْرٌ: أَقْشَرُ شدید الحُمْرَةِ. و بنو المِشْرِ: بَطْن من مَذْحج.

مصر؛ ج5، ص: 175

: مَصَرَ الشاةَ و الناقَةَ یَمْصُرُها مَصْراً و تَمَصَّرها: حَلَبها بأَطراف الثلاث، و قیل: هو أَن تأْخذ الضَّرْعَ بكفك و تُصَیِّرَ إِبهامَك فوق أَصابِعِك، و قیل: هو الحَلْبُ بالإِبهامِ و السَّبابةِ فقط. اللیث: المَصْرُ حَلْب بأَطراف الأَصابع و السبابة و الوسطی و الإِبهام و نحو ذلك. و‌فی حدیث عبد الملك قال لحالب ناقَتِه: كیف تَحْلُبها مَصْراً أَم فَطْراً؟و ناقة مَصُور إِذا كان لَبَنُها بطی‌ء الخروج لا یُحْلَبُ إِلا مَصْراً. و التَّمَصُّرُ: حَلْبُ بقایا اللَّبَن فی الضَّرْع بعد الدرِّ، و صار مستعملًا فی تَتَبُّعِ القِلَّة، یقولون: یَمْتَصِرونها. الجوهری قال ابن السكیت: المَصْرُ حَلْبُ كل ما فی الضَّرْعِ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: و لا یُمْصَرُ لبنُها فَیَضُرَّ ذلك بولدها؛ یرید لا یُكْثَرُ من أَخذ لبنها. و‌فی حدیث الحسن، علیه السلام: ما لم تَمْصُرْ‌أَی تَحْلُب، أَراد أَن تسرق اللبن. و ناقة ماصِرٌ و مَصُورٌ: بطیئة اللبن، و كذلك الشاة و البقرة، و خص بعضهم به المِعْزی، و جمعها مِصارٌ مثل قِلاصٍ، و مَصائِرُ مثل قَلائِصَ. و المَصْرُ: قِلة اللبن. الأَصمعی: ناقة مَصُورٌ و هی التی یُتَمَصَّرُ لبنها أَی یُحْلَب قلیلًا قلیلًا لأَن لبنها بَطِی‌ءُ الخروج. الجوهری: أَبو زید المَصُورُ من المَعزِ خاصَّة دون الضأْن و هی التی قد غَرَزَتْ إِلا قلیلًا، قال: و مثلها من الضأْن الجَدُودُ. و یقال: مَصَّرَتِ العَنْزُ تَمْصِیراً أَی صارت مَصُوراً. و یقال: نعجة ماصِرٌ و لَجْبَةٌ و جَدُودٌ و غَرُوزٌ أَی قلیلة اللبن. و‌فی حدیث زیاد: إِنّ الرجلَ لَیَتَكَلَّمُ بالكلمة لا یقطع بها ذَنَبَ عَنْزٍ مَصُورٍ لو بلغت إِمامَه سَفَكَ دَمَه.حكی ابن الأَثیر: المصور من المعز خاصة و هی التی انقطع لبنها. و التَّمَصُّر: القلیل من كل شی‌ء؛ قال ابن سیدة: هذا تعبیر أَهل اللغة و الصحیح التَّمَصُّر القِلَّةُ. و مَصَّر علیه العَطاءَ تَمْصِیراً: قَلَّله و فَرَّقَه قلیلًا قلیلًا. و مَصَّرَ الرجلُ عَطِیَّتَه: قَطَّعَها قلیلًا قلیلًا، مشتق من ذلك. و مُصِرَ الفَرسُ: اسْتُخْرِجَ جَرْیهُ. و المُصارَةُ: الموضع الذی تُمْصَرُ فیه الخیل، قال: حكاه صاحب العین. و التمصر: التتبع، و جاءت الإِبل إِلی الحوض مُتَمَصِّرة و مُمْصِرَة أَی متفرقة. و غرة مُتَمَصِّرة: ضاقت من موضع و اتسعت من آخر. و المَصْرُ: تَقَطُّعُ الغزْلِ و تَمَسُّخُه. و قَدِ امَّصَرَ الغزْلُ إِذا تَمَسَّخَ. و المُمَصَّرَةُ: كُبَّةُ الغزْلِ، و هی المُسَفَّرَةُ. و المِصْرُ: الحاجِزُ و الحَدُّ بین الشیئین؛ قال أُمیة یذكر حِكْمة الخالق تبارك و تعالی: و جَعَلَ الشمسَ مِصْراً لا خَفاءَ به، بین النهارِ و بین اللیلِ قد فَصَلا قال ابن بری: البیت لعدی بن زید العبادی و هذا البیت أَورده الجوهری: و جاعل الشمس مصراً، و الذی فی شعره و جعل الشمس كما أَوردناه عن ابن سیدة و غیره؛ و قبله: و الأَرضَ سَوّی بِساطاً ثم قَدّرَها، تحتَ السماءِ، سَواءً مثل ما ثَقَلا قال: و معنی ثَقَلَ تَرَفَّعَ أَی جعل الشمس حَدًّا و عَلامةً بین اللیلِ و النهارِ؛ قال ابن سیدة: و قیل هو الحدُّ بین الأَرضین، و الجمع مُصُور. و یقال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 176
اشتری الدارَ بِمُصُورِها أَی بحدودها. و أَهلُ مِصْرَ یكتبون فی شروطهم: اشتری فلان الدارَ بِمُصُورِها أَی بحدودها، و كذلك یَكْتُبُ أَهلُ هَجَرَ. و المِصْرُ: الحدّ فی كل شی‌ء، و قیل: المصر الحَدُّ فی الأَرض خاصة. الجوهری: مِصْر هی المدینة المعروفة، تذكر و تؤنث؛ عن ابن السراج. و المِصْر: واحد الأَمْصار. و المِصْر: الكُورَةُ، و الجمع أَمصار. و مَصَّروا الموضع: جعلوه مِصْراً. و تَمَصَّرَ المكانُ: صار مِصْراً. و مِصْرُ: مدینة بعینها، سمیت بذلك لتَمَصُّرِها، و قد زعموا أَن الذی بناها إِنما هو المِصْرُ بن نوح، علیه السلام؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذاك، و هی تُصْرفُ و لا تُصْرَفُ. قال سیبویه فی قوله تعالی: اهْبِطُوا مِصْراً؛ قال: بلغنا أَنه یرید مِصْرَ بعینها. التهذیب فی قوله: اهْبِطُوا مِصْراً، قال أَبو إِسحق: الأَكثر فی القراءَة إِثبات الأَلف، قال: و فیه وجهان جائزان، یراد بها مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا فی تیه، قال: و جائز أَن یكون أَراد مِصْرَ بعینها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، و من قرأَ مصر بغیر أَلف أَراد مصر بعینها كما قال: ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ، و لم یصرف لأَنه اسم المدینة، فهو مذكر سمی به مؤنث. و قال اللیث: المِصْر فی كلام العرب كل كُورة تقام فیها الحُدود و یقسم فیها الفی‌ءُ و الصدَقاتُ من غیر مؤامرة للخلیفة. و كان عمر، رضی الله عنه، مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة و الكوفة. الجوهری: فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما یقال مَدّن المُدُنَ، و حُمُرٌ مَصارٍ. و مَصارِیُّ: جمع مِصْرِیٍّ؛ عن كراع؛ و قوله: و أَدَمَتْ خُبْزِیَ مِنْ صُیَیْرِ، من صِیرِ مِصْرِینَ أَو البُحَیْرِ أَراه إِنما عنی مصر هذه المشهورة فاضطر إِلیها فجمعها علی حدّ سنین؛ قال ابن سیدة: و إِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّیرَ قلما یوجد إِلا بها و لیس من مآكل العرب؛ قال: و قد یجوز أَن یكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر فقال مِصْرینَ، و ذلك لأَنه كان بعیداً من الأَریاف كمصر و غیرها، و غلطُ العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ فی مثل هذا كثیر، و قد رواه بعضهم من صِیرِ مِصْرَیْن كأَنه أَراد المِصْرَیْنِ فحذف اللام. و المِصْران: الكوفةُ و البصْرةُ؛ قال ابن الأَعرابی: قیل لهما المصران لأَن‌عمر، رضی الله عنه، قال: لا تجعلوا البحر فیما بینی و بینكم، مَصِّروها‌أَی صیروها مِصْراً بین البحر و بینی أَی حدّاً. و المصر: الحاجز بین الشیئین. و‌فی حدیث مواقیت الحج: لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ؛ المِصْر: البَلَد، و یرید بهما الكوفةَ و البَصْرَةَ. و المِصْرُ: الطِّینُ الأَحْمَرُ. و ثوب مُمَصَّرٌ: مصبوغ بالطین الأَحمر أَو بحُمْرة خفیفة. و فی التهذیب: ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ بالعِشْرِقِ، و هو نبات أَحْمَرُ طیِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس؛ و أَنشد: مُخْتلِطاً عِشْرِقُه و كُرْكُمُهْ أَبو عبید: الثیاب المُمَصَّرَةُ التی فیها شی‌ء من صفرة لیست بالكثیرة. و قال شمر: المُمَصَّرُ من الثیاب ما كان مصبوغاً فغسل. و قال أَبو سعید: التَّمْصِیرُ فی الصَّبْغِ أَن یخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم یُسْتَحْكْم صَبْغُه. و التمصیر فی الثیاب: أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غیرِ بلی. و‌فی حدیث عیسی، علیه السلام: ینزل بین مُمَصَّرَتَیْن؛ المُمَصَّرَةُ من الثیاب: التی فیها صُفْرة خفیفة؛ و منه‌الحدیث: أَتی علیٌّ طَلْحَةَ، رضی الله عنهما، و علیه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ.و المَصِیرُ: المِعی، و هو فَعِیلٌ، و خص بعضُهم به
لسان العرب، ج‌5، ص: 177
الطیرَ و ذواتِ الخُفِّ و الظِّلْف، و الجمع أَمْصِرَة و مُصْرانٌ مثل رَغِیفٍ و رُغْفانٍ، و مَصارِینُ جمع الجمع عند سیبویه. و قال اللیث: المَصارِینُ خطأٌ؛ قال الأَزهری: المصارین جمع المُصْران، جمعته العرب كذلك علی توهُّم النونِ أَنها أَصلیة. و قال بعضهم: مَصِیر إِنما هو مَفْعِلٌ من صار إِلیه الطعام، و إِنما قالوا مُصران كما قالوا فی جمع مَسِیل الماء مُسْلان، شبهوا مَفْعِلًا بفَعِیل، و كذلك قالوا قَعود و قِعْدانٌ، ثم قَعادِینُ جمع الجمع، و كذلك توهموا المیم فی المصیر أَنها أَصلیة فجمعوها علی مُصْران كما قالوا لجماعة مَصادِ الجَبَل مُصْدانٌ. و المِصْرُ: الوعاء؛ عن كراع. و مِصْرٌ: أَحدُ أَولاد نوح، علیه السلام؛ قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة. التهذیب: و الماصِرُ فی كلامهم الحَبْل یلقی فی الماءِ لِیَمْنَعَ السفُنَ عن السیر حتی یُؤدِّیَ صاحبُها ما علیه من حق السلطان، هذا فی دجلة و الفرات. و مُصْرانُ الفارةِ: ضرب من ردی‌ءِ التمر.

مصطر؛ ج5، ص: 177

: المُصْطارُ و المُصْطارَةُ: الحامض من الخمر؛ قال عدیّ بن الرقاع: مُصْطارَة ذهَبَتْ فی الرأْسِ نَشْوَتُها، كأَنَّ شارِبَها مما به لَمَمُ أَی كأَنّ شاربها مما به ذو لمم، أَو یكون التقدیر: كأَنّ شاربها من النوع الذی به لمم، و أَوقع ما علی من یعقل كما حكاه أَبو زید من قول العرب: سبحان ما یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، و كما‌قالت كفار قریش للنبی، صلی الله علیه و سلم، حین تلا علیهم: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ؛ قالوا: فالمسیح معبود فهل هو فی جهنم؟ فأَوقعوا ما علی من یعقل، فأَنزل الله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنیٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ. قال: و القیاس أَن یكون أَراد بقوله: وَ مٰا تَعْبُدُونَ، الأَصنام المصنوعة؛ و قال أَیضاً فاستعاره للبن: نَقْری الضُّیُوفَ، إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، مُصْطار مَاشِیَةٍ لم یَعْدُ أَنْ عُصِرا قال أَبو حنیفة: جعل اللبن بمنزلة الخمر فسماه مصطاراً؛ یقول: إِذا أَجدب الناس سقیناهم اللبن الصَّرِیفَ و هو أَحْلی اللبَنِ و أَطیَبُه كما نسقی المُصْطارَ. قال أَبو حنیفة: إِنما أُنْكِر قول من قال إِن المُصْطارَ الحامِضُ لأَن الحامض غیر مختار و لا ممدوح، و قد اختیر المصطار كما تری من قول عدی بن الرقاع و غیره؛ و أَنشد الأَزهری للأَخطل یصف الخمر: تَدْمَی، إِذا طَعَنُوا فیها بِجائِفَةٍ، فَوْقَ الزُّجاجِ، عتِیقٌ غیرُ مُصْطارِ «3» قالوا: المصطار الحدیثة المتغیرة الطعم، قال الأَزهری: و أَحسب المیم فیها أَصلیة لأَنها كلمة رومیة لیست بعربیة محضة و إِنما یتكلم بها أَهل الشام و وجد أَیضاً فی أَشعار من نشأَ بتیك الناحیة.

مضر؛ ج5، ص: 177

: مَضَرَ اللَّبَنُ یَمْضُرُ مُضُوراً: حَمُضَ و ابْیَضَّ، و كذلك النبیذ إِذا حَمُضَ. و مَضَرَ اللبنُ أَی صار ماضِراً، و هو الذی یَحْذِی اللسانَ قبل أَن یَرُوبَ. و لبن مَضِیرٌ: حامِضٌ شدید الحُموضة؛ قال اللیث: یقال إِن مُضَر كان مُولَعاً بشربه فسمی مُضَرَ به؛ قال ابن سیدة: مُضَرُ اسم رجل قیل سمی به لأَنه كان مولعاً بشرب اللبن الماضر، و هو مُضَرُ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، و قیل: سمی به لبیاض لونه من مَضِیرة الطبیخ.
(3). فی دیوان الأَخطل: غیر مسطار، بالسین، و المعنی هوَ هوَ فی كلتا اللَّفظتین.
لسان العرب، ج‌5، ص: 178
و المَضِیرَة: مُرَیْقَة تطبخ بلبن و أَشیاء، و قیل: هی طبیخ یتخذ من اللبن الماضر. قال أَبو منصور: المضیرة عند العرب أَن تطبخ اللحم باللبن البحت الصریح الذی قد حذی اللسانَ حتی یَنْضَجَ اللحمُ و تَخْثُرَ المضیرة، و ربما خلطوا الحلیب بالحَقِین و هو حینئذ أَطیب ما یكون. و یقال: فلان یَتَمَضَّرُ أَی یتعَصَّبُ لمضر، و نقل لی مُتَحَدِّث أَن‌فی الروض الأُنف للسهیلی قال فی الحدیث: لا تَسُبُّوا مُضَرَ و لا ربیعة فإِنهما كانا مُؤمِنَیْن.الجوهری: و قیل لمُضَرَ الحَمْراءُ و لربیعَةَ الفَرَسُ لأَنهما لما اقتسما المیراث أُعْطِیَ مُضَرُ الذهبَ، و هو یؤنث، و أُعطی ربیعةُ الخیل. و یقال: كان شِعارهم فی الحرب العمائم و الرایاتِ الحُمْر و لأَهل الیمن الصفر. و قال الجوهری: سمعت بعض أَهل العلم یفسر قول أَبی تمام یصف الربیع: مُحْمَرَّة مُصْفَرَّة فكأَنها عُصُبٌ، تَیَمَّنُ فی الوغی و تَمَضَّرُ ابن الأَعرابی: لبَن مَضِرٌ، قال ابن سیدة: و أُراه علی النسب كَمَضِرٍ و طَعِمٍ لأَن فِعْله إِنما هو مَضَر، بفتح الضاد لا كسرها، قال: و قلما یجی‌ء اسم الفاعل من هذا علی فَعِلٍ. و مُضارَةُ اللبن: ما سال منه. و الماضِرُ: اللبن الذی یَحْذی اللسانَ قبل أَن یُدْرِك، و قد مَضَرَ یَمْضُر مُضُوراً، و كذلك النبیذ. و‌فی حدیث حذیفة، و ذكر خروج عائشة فقال: یُقاتِلُ معها مُضَرُ، مَضَّرَها الله فی النار، أَی جعلها فی النار، فاشتق لذلك لفظاً من اسمها؛ یقال: مَضَّرْنا فلاناً فَتَمَضَّرَ أَی صیرناه كذلك بأَن نسبناه إِلیها؛ و قال الزمخشری: مَضَّرها جَمَعها كما یقال جَنَّدَ الجُنودَ، و قیل: مَضَّرها أَهلكها، من قولهم: ذهَب دمُهُ خِضْراً مِضْراً أَی هَدَراً، و مِضْرٌ إِتباع، و حكی الكسائی بِضْراً، بالباء؛ قال الجوهری: نُرَی أَصلَه من مُضُورِ اللبنِ و هو قَرْصُه اللسانَ و حَذْیُه له، و إِنما شدد للكثرة و المبالغة. و التَّمَضُّرُ: التشبه بالمُضَرِیَّةِ. و‌فی الحدیث: سأَله رجلٌ فقال: یا رسولَ الله، ما لی مِنْ ولَدِی؟ قال: ما قَدَّمْتَ منهم، قال: فَمَنْ خَلَّفْتُ بَعْدِی قال: لك منهم ما لِمُضَرَ من ولَدِه‌أَی أَنّ مُضَر لا أَجْرَ له فیمن مات من ولده الیَوْمَ و إِنما أَجره فیمن مات من ولده قبله. و خذ الشی‌ء خِضْراً مِضْراً و خَضِراً مَضِراً أَی غَضًّا طَرِیًّا. و العرب تقول: مَضَّرَ اللهُ لك الثناء أَی طَیَّبَه. و تُماضِرُ: اسم امرأَة، مشتق من هذه الأَشیاء؛ قال ابن درید: أَحسبَهُ من اللبن الماضر.

مطر؛ ج5، ص: 178

: المَطَرُ: الماء المنسكب من السَّحابِ. و المَطرُ: ماءُ السحابِ، و الجمع أَمْطارٌ. وَ مَطَرٌ: اسم رجل، سمی به من حیث سمی غَیْثاً؛ قال: لامَتْكَ بِنْتُ مطَرٍ، ما أَنت و ابْنَةَ مَطرْ و المَطَرُ: فِعْل المَطَرِ، و أَكثر ما یجی‌ء فی الشعر و هو فیه أَحسن، و المَطْرَةُ: الواحِدَة. و مَطَرَتْهُم السماء تَمْطُرُهُمْ مَطْراً و أَمْطَرَتْهم: أَصابَتْهُم بالمطَرِ، و هو أَقبحهما؛ و مطَرتِ السماءُ و أَمْطَرها اللهُ و قد مُطِرْنا. و ناس یقولون: مَطَرتِ السماء و أَمْطرتْ بمعنی. و أَمْطرهم اللهُ مَطَراً أَو عذاباً. ابن سیدة: أَمطَرهم الله فی العذاب خاصَّة كقوله تعالی: وَ أَمْطَرْنٰا عَلَیْهِمْ مَطَراً فَسٰاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِینَ*، و قوله عز و جل: وَ أَمْطَرْنٰا عَلَیْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ سِجِّیلٍ؛ جعل الحجارة كالمَطر لنزولها من السماء. و یَوْمٌ مُمْطِرٌ و ماطِرٌ و مطِرٌ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 179
ذُو مطَر؛ الأَخیرة علی النسب. و یوم مَطِیرٌ: ماطِر. و مكان مَمْطُورٌ و مطِیر: أَصابه مطَر. و وادٍ مَطِیر: مَمْطورٌ. و وادٍ مطِرٌ، بغیر یاءٍ، إِذا كان مَمْطُوراً؛ و منه قوله: فَوادٍ خَطاءٌ و وادٍ مطِرْ و أَرض مَطِیر و مطِیرَة كذلك؛ و قوله: یُصَعِّد فی الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفیَّةٍ، أَحَمُّ حَبَرْكَی مُزْحِفٌ مُتماطِرُ قال أَبو حنیفة: المتماطر الذی یَمْطُر ساعةً و یَكُفُّ أُخْری. ابن شمیل: من دعاء صبیان العرب إِذا رأَوا حالًا للمطَر: مُطَّیْرَی. و المِمْطَرُ و المِمْطَرَةُ: ثوب من صوف یلبس فی المطر یُتَوَقَّی به من المطر؛ عن اللحیانی. و اسْتَمْطَرَ الرجلُ ثَوبَهُ: لبِسَه فی المَطَر. و اسْتَمْطَرَ الرجلُ أَی استكَنّ من المطَر. قالوا: و إِنما سمی المِمْطَر لأَنه یَسْتَظِلُّ به الرجل؛ و أَنشد: أَ كُلَّ یومٍ خَلَقِی كالمِمْطَر، الیَوْمَ أَضْحَی و غَداً أظَلَّل «4» و اسْتَمْطَر للسیاطِ: صبَرَ علیها. و الاسْتِمطار: الاسْتِسْقاءُ؛ و منه قول الفرزدق: اسْتَمْطِرُوا مِنْ قُرَیْشٍ كُلَّ مُنْخَدِعِ أَی سلوه أَن یعطی كالمطر مثلًا. و مكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: محتاج إِلی المطر و إِن لم یُمْطَر؛ قال خفاف بن ندبة: لم یَكْسُ مِنْ ورَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عُودَا و یقال: نزل فلان بالمسْتَمْطَر أَی فی برازٍ من الأَرض مُنْكَشف؛ قال الشاعر: و یَحِلُّ أَحْیاءٌ و راءَ بُیوتِنا، حذَر الصَّباح، و نَحْنُ بالمُسْتَمْطَرِ و یقال: أَراد بالمُسْتَمْطَرِ مَهْوی العادات و مُخْترَقَها. و یقال: لا تَسْتَمْطِر الخیل أَی لا تَعْرِضْ لها. الفراء: إِنّ تلك الفعلة من فلان مَطِرة أَی عادة، بكسر الطاء. و قال ابن الأَعرابی: ما زال علی مَطْرَةٍ واحدةٍ و مطِرَةٍ واحدة و مطَرٍ واحد إِذا كان علی رأْیٍ واحد لا یفارقه. و تلك منه مُطْرَة أَی عادة و رجل مُسْتَمْطِرٌ: طالب للخیر، و قال اللیث: طالب خیر من إِنسان. و مطَرَنی بخیر: أَصابنی. و ما أَنا من حاجتی عندك بِمُسْتَمْطِرٍ أَی لا أَطمَع منك فیها؛ عن ابن الأَعرابی. و رجل مُسْتَمْطَرٌ إِذا كان مُخَیِّلًا للخیر؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و صاحبٍ، قُلْتُ له، صالحٍ: إِنكَ لِلخَیر لَمُسْتَمْطَرُ فسره فقال: معناه إِنك صالٍ «5» قال أَبو الحسن: و تلخیص ذلك إِنك للخیر مستمطَر أَی مَطْمَعٌ. و مَزَرَ قِرْبَتَه و مَطَرَها إِذا مَلأَها. و حكی عن مبتكر الكلابی: كلمت فلاناً فأَمْطَرَ و اسْتَمْطَر إِذا أَطرق. و قال غیره: أَمْطَر الرجلُ عَرِقَ جَبِینُه، و اسْتَمْطَرَ سكت. یقال: ما لك مُسْتَمْطِراً أَی ساكتاً. ابن الأَعرابی: المَطَرَةُ القِرْبة، مسموع من العرب. و مَطَرَتِ الطیرُ و تَمَطَّرَتْ: أَسْرَعَتْ فی هُوِیّها. و تَمَطَّرَتِ الخیلُ: ذهبت مسرعة. و جاءت مُتَمَطِّرة أَی جاءت مسرعة یسبق بعضها بعضاً؛ قال: من المُتَمَطِّرَاتِ بِجانِبَیْها، إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِیمُ قال ثعلب: أَراد أَنها «6» … من نشاطها إِذا عَرِقَتِ
(4). فی قوله: كالممطرِ، وقوفٌ علی حرف غیر ساكن، و هذا من عیوب الشعر. (5). قوله: صالٍ، هكذا فی الأَصل، و ربما كانت من صلی بالأَمر إذا قاسی شدته به. (6). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 180
الخیل؛ و قال رؤبة: و الطَّیْرُ تَهْوِی فی السماءِ مُطَّرا و فی شعر حسان: تَظَلُّ جِیادُنا مُتَمَطِّراتٍ، یُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النساءُ یقال: تَمَطَّرَ به فَرَسُه إِذا جری و أَسرعَ. و المُتَمَطِّرُ: فرس لبنی سَدُوسٍ، صفة غالبة. و مَطَرَ فی الأَرض مُطُوراً: ذهب، و تَمَطَّرَ بهذا المعنی؛ قال الشاعر: كأَنَّهُنّ، و قد صدَرْنَ مِنْ عَرَقٍ، سِیدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ اللیلِ مَبْلُولُ تَمَطَّرَ: أَسرع فی عَدْوه، و قیل: تَمَطَّرَ بَرَزَ للمطر و بَردِه. و مَرّ الفرسُ یَمْطُرُ مَطْراً و مُطوراً أَی أَسرع، و التَّمَطُّر مثله؛ قال لبید یرثی قیسَ بن جَزْءٍ فی قتلی هَوازِنَ: أَتَتْه المَنایا فَوْقَ جَرْداءَ شِطْبَةٍ، تَدُفُّ دَفِیفَ الطائِرِ المُتَمَطِّر و راكبه مُتَمَطِّر أَیضاً. و ذهب ثوبی و بعیری فلا أَدری من مَطَر بهما أَی أَخذهما. و مَطَرَةُ الحَوضِ: وسَطُه. و المُطْرُ: سُنْبُولُ الذُّرَةِ. و رجل مَمْطورٌ إِذا كان كثیرَ السواكِ طَیّب النكْهة. و امرأَة مَطِرة: كثیرةُ السواك عَطِرة طیبة الجِرْم، و إِن لم تُطَیَّب. و العرب تقول: خیر النساء الخَفِرَةُ العَطِرَةُ المَطِرة، و شرهن المَذِرَةُ الوَذِرَةُ القَذِرةُ؛ تعنی بالوذِرة الغلیظة الشفتین أَو التی ریحها ریح الوَذَرِ و هو اللحم؛ قال ابن الأَثیر: و العَطِرة المَطِرة هی التی تتنظف بالماء، أُخِذَ من لفظ المطر كأَنها مُطِرت فهی مَطِرة أَی صارت مَمْطورة مغسولة. و مُطارٌ و مَطارٌ، بضم المیم و فتحها: موضع؛ قال: حَتی إِذا كان علی مُطارِ، یُسْراه و الیُمْنی علی الثَّرْثارِ، قالت له رِیحُ الصَّبا: قَرْقارِ قال علیّ بن حمزة: الروایة مُطار، بضم المیم، قال: و قد یجوز أَن یكون مُطار مُفْعلًا و مَطار مَفْعلًا، و هو أَسبق. التهذیب: و مَطارِ موضعٌ بین الدهناء و الصَّمانِ. و الماطِرُون: موضع آخر؛ و منه قوله: و لهَا بالماطِرُونَ، إِذا أَكَلَ النملُ الذی جَمَعا و أَبو مطَر: من كُناهم؛ قال: إِذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أَبا مَطَرْ، مَشَتْ رُوَیْداً و أَسَفَّتْ فی الشجرْ یقول: إِن هذا حادٍ ضعِیفُ السَّوْقِ للإِبل، فإِذا أَحَسَّت به تَرَفَّقَتْ فی المشی و أَخَذَتْ فی الرعی، و عدّی أَسَفَّت بفی لأَنه فی معنی دخلت؛ و قال: أَ تَطْلُبُ مَنْ أُسُودُ بِئْشَةَ دُونَه، أَبو مَطَرٍ و عامِرٌ و أَبو سَعْدِ؟

معر؛ ج5، ص: 180

: مَعِرَ الظُّفُرُ یَمْعَرُ مَعَراً، فهو مَعِرٌ: نَصَلَ من شی‌ء أَصابه؛ قال لبید: و تَصُكُّ المَرْوَ، لَمَّا هَجَّرَتْ، بِنَكِیبٍ مَعِرٍ دَامِی الأَظَل و المَعَرُ: سُقوطُ الشَعر. و مَعِرَ الشعَرُ و الرِّیشُ مَعَراً، فهو مَعِرٌ، و أَمْعَرَ: قَلَّ. و مَعِرَت الناصِیةُ مَعَراً و هی مَعْراء: ذهب شعَرُها كلُّه حتی لم یبق منه شی‌ء، و خص بعضهم به ناصیة الفرس. و تَمَعَّر رأْسُه إِذا تَمَعَّط. و تَمَعَّر شعَرُه: تساقط. و شعر أَمْعَرُ: متساقط. و خُفٌّ مَعِر: لا شعرَ علیه. و أَمْعَرَ: ذهَب شعَرُه أَو وَبرُه. و الأَمْعَرُ من الحافِرِ: الشعر الذی یَسْبُغُ علیه من مُقَدَّم الرُّسْغِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 181
لأَنه متهیئ لذلك، فإِذا ذهب ذلك الشعر قیل: مَعِر الحافِرُ مَعَراً، و كذلك الرأْس و الذنب. قال ابن شمیل: إِذا تَفَقَّأَتِ الرَّهْصَةُ من ظاهر فذلك المَعر، و مَعِرتْ مَعَراً. و جمل مَعِرٌ و خُفٌّ مَعِرٌ: لا شعَر علیه. و قال أَبو عبید: الزَّمِرُ و المعِرُ القلیل الشر. و أَرض معِرَةٌ إِذا انْجَرَد نَبْتها. و أَرض معِرَة: قلیلةُ النباتِ. و أَمْعَرَتِ الأَرض: لم یك فیها نباتٌ. و أَمْعَرَتِ المواشی الأَرضَ إِذا رعتْ شجرَها فلم تدَعْ شیئاً یُرْعَی؛ و قال الباهلی فی قول هشام أَخی ذی الرمة: حتی إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَیْ مَباءَتِهِمْ، و جرَّدَ الخَطْبُ أَثْباجَ الجَراثِیمِ قال: أَمْعَرُوه أَكلوهُ. و أَمْعَرَ الرجلُ: افتقَرَ. و أَمْعَرَ القومُ إِذا أَجْدَبُوا. و‌فی الحدیث: ما أَمْعَرَ حَجَّاجٌ قط‌أَی ما افتقر حتی لا یبقی عنده شی‌ء، و الحجاجُ: المُداوِم للحَجِّ، و أَصله من مَعَرِ الرأْس، و هو قلة شعره. و قد مَعِرَ الرجل، بالكسر، فهو معِرٌ. و الأَمْعَرُ: القلیل الشعر و المكانُ القلیلُ النباتِ؛ و المعنی ما افْتقرَ من یَحُجُّ. و یقال: أَمْعَرَ الرجلُ و معَرَ و معَّرَ إِذا أَفْنی زادَهُ. و ورد رؤبةُ ماءً لعُكْلٍ، و علیه فَتِیَّةٌ تَسْقِی صِرْمَة لأَبیها، فأُعجب بها فخطَبها، فقالت: أَرَی سِنًّا فهل من مالٍ؟ قال: نعم قطعةٌ من إِبلٍ، قالت: فهل من ورِقٍ؟ قال: لا. قالت: یا لَعُكْلٍ أَ كِبَراً و إِمْعاراً؟ فقال رؤبة: لمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِی، و قلَّتْ إِبْلی تأَلَّقَتْ، و اتَّصَلَتْ بعُكْلِ خِطْبی و هَزَّتْ رأْسَها تَسْتَبْلی، تسأَلُنی عَنِ السِّنِینَ كمْ لِی؟ و أَمْعَرَهُ غیرُهُ: سَلَبه مالَهُ فأَفقرَهُ؛ قال درید ابن الصِّمَّةِ: جَزَیْتُ عِیاضاً كُفْرَهُ و فُجُورَهُ، و أَمْعَرْتُه مِنَ المُدَفِّئَةِ الأَدْمِ و رجل مَعِرٌ: بخیلٌ قلیلُ الخیرِ، و هو أَیضاً القلیلُ اللحمِ. و المَعِرُ: الكثیرُ اللَّمْسِ للأَرض. و غضِبَ فلان فتَمَعَّرَ لونُه و وجهُه: تغیر و عَلَتْهُ صُفْرَةٌ. و‌فی الحدیث: فَتَمَعَّرَ وجهُه‌أی تغیر، و أَصلُه قِلةُ النَّضارةِ و عدمُ إِشْراقِ اللون، من قولهم: مكان أَمْعَرُ و هو الجَدْبُ الذی لا خِصْبَ فیه. و مَعَّرَ وجهَه: غَیَّرَهُ. و المَمْعُورُ: المقَطِّب غَضباً لله تعالی؛ و أَورد ابن الأَثیر فی هذه الترجمة‌قول عمر، رضی الله عنه: اللهم إِنی أَبْرَأُ إِلیكَ من مَعَرَّةِ الجَیْشِ‌و قال: المَعَرَّةُ الأَذی، و المیمُ زائدةٌ، و سنذكره نحن فی موضعه.

مغر؛ ج5، ص: 181

: المَغَرَةُ و المَغْرَةُ: طِینٌ أَحمرُ یُصْبَغُ به. و ثوبٌ مُمَغَّرٌ: مصبوغ بالمغرة. و بُسْرٌ مُمَغَّر: لونُه كلونِ المَغْرَةِ. و الأَمْغَرُ من الإِبل: الذی علی لون المَغْرَةِ. و المَغَرُ و المُغْرَةُ: لونٌ إِلی الحُمْرَةِ. و فرس أَمْغَرُ: من المَغْرَةِ، و من شِیاتِ الخیل أَشْقَرُ أَمْغَرُ، و قیل: الأَمْغَرُ الذی لیس بناصِع الحُمرَة و لیست إِلی الصفرة، و حمرته كلَوْن المَغْرَةِ، و لون عُرْفِهِ و ناصیتِه و أُذنَیه كلون الصُّهْبة لیس فیها من البیاض شی‌ء، و قیل: هو الذی لیس بناصع الحمرة، و هو نحوٌ من الأَشقَرِ، و شُقْرَتُهُ تَعلوها مُغْرَةٌ أَی كُدْرَةٌ، و الأَشقَرُ الأَقْهَبُ دون الأَشقَرِ فی الحُمْرَة و فوق الأَفْضَحِ. و یقال: إِنه لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أَی أَحمر. و المَكْرُ: المَغْرَةُ. الجوهری: الأَمْغَرُ من الخیل نحوٌ من الأَشقَرِ، و هو الذی
لسان العرب، ج‌5، ص: 182
شُقْرته تعلوها مُغْرَة أَی كدرةٌ. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: فَرَمَوْا بِنِبالِهِمْ فخرّت علیهم مُتَمَغِّرَةً دماً‌أَی مُحْمرَّة بالدَّم. و صقر أَمْغَرُ: لیس بناصِع الحمرة. و الأَمغرُ: الأَحمرُ الشعَرِ و الجِلدِ علی لونِ المَغَرَةِ. و الأَمغرُ: الذی فی وجهه حمرةٌ و بیاضٌ صافٍ، و قیل: المَغَرُ حمرة لیست بالخالصة. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً قدِم علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فرآه مع أَصحابه فقال: أَیُّكُم ابنُ عبد المطلب؟ فقالوا هو الأَمغرُ المرتَفِقُ؛ أَرادوا بالأَمغرِ الأَبیضَ الوجهِ، و كذلك الأَحمرُ هو الأَبیضُ؛ قال ابن الأَثیر: معناه هو الأَحمرُ المتَّكِئُ علی مِرْفَقِه، مأْخوذ من المَغْرَةِ، و هو هذا المدَرُ الأَحمرُ الذی یُصْبَغُ به، و قیل: أَراد بالأَمغرِ الأَبیضَ لأَنهم یسمُّون الأَبیضَ أَحمرَ. و لبنٌ مَغِیرٌ: أَحمرُ یخالِطه دمٌ. و أَمْغَرتِ الشاةُ و الناقةُ و أَنْغَرَتْ و هی مُمْغِرٌ: احمرَّ لبنُها و لم تُخْرِطْ، و قال اللحیانی: هو أَن یكون فی لبنها شُكْلَةُ من دم أَی حمرة و اختلاط، و قیل: أَمغرَتْ إِذا حُلِبت فخرج مع لبنها دم من داءٍ بها، فإِن كان ذلك لها عادةً فهی مِمْغارٌ. و نخلة مِمْغارٌ: حمراء التَّمرِ. و مغَرَ فلان فی البلاد إِذا ذهب و أَسرع. و مغَرَ به بعیره یَمْغَرُ: أَسرع؛ و رأَیته یَمْغَرُ به بعیره. و مغَرَتْ فی الأَرض مَغْرَةٌ من مطَرَةٍ: هی مطرة صالحة. و قال ابن الأَعرابی: المَغْرَةُ المطَرة الخفیفة. و مَغْرَةُ الصیف و بَغْرَتُه: شدة حره. و أَوْسُ بن مَغْراء: أَحد شعراء مُضَر. و‌قول عبد الملك لجریر: یا جریر مَغِّرْ لنا‌أَی أَنشِدْ لنا قولَ ابن مَغْرَاء، و المغراء تأْنیث الأَمغرِ. و مَغْرَانُ: اسم رجل. و ماغِرَةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهری: و رأَیت فی بلاد بنی سعد رَكِیَّةً تعرف بمكانها، و كان یقال له الأَمغرُ، و بحذائها ركیةٌ أُخری یقال لها الحِمارَةُ، و هما شَرُوبٌ. و‌فی حدیث الملاعنة: إِنْ جاءت به أُمَیْغِرَ سَبِطاً [سَبْطاً] فهو لزوجها؛ هو تصغیر الأَمغرِ.

مقر؛ ج5، ص: 182

: المَقْرُ: دَقُّ العنق. مَقَرَ عنقه یَمْقُرُها مَقْراً إِذا دقها و ضربها بالعصا حتی تكسَّر العظم، و الجلد صحیحٌ. و المَقْرُ: إِنقاعُ السمك المالح فی الماء. و مقَرَ السمكة المالحة مَقْراً: أَنْقَعَها فی الخل. و كل ما أُنْقِع، فقد مُقِرَ؛ و سمك مَمْقُورٌ. الأَزهری: الممقور من السمك هو الذی یُنقع فی الخل و الملح فیصیر صِباغاً بارِداً یُؤتَدَمُ به. ابن الأَعرابی: سمك مَمْقُورٌ أَی حامض. و یقال: سمك مَلِیحٌ و مَمْلوحٌ، و مالح لغة أَیضاً. الجوهری: سمك مَمْقُورٌ یُمْقَرُ فی ماء و ملح، و لا تقل مَنْقُورٌ. و شی‌ء مُمْقِرٌ و مَقِرٌ: بَیِّنُ المَقَرِ حامض، و قیل: المَقِرُ و المَقْرُ و المُمْقِرُ المُرُّ؛ و قال أَبو حنیفة: هو نبات یُنْبِتُ ورَقاً فی غیر أَفنان، و أَمقر الشرابَ: مَرَّرَهُ. أَبو زید: المُرُّ و المُمْقِرُ اللَّبنُ الحامض الشدید المحوضة، و قد أَمْقَرَ إِمْقاراً. أَبو مالك: المُزُّ القلیل الحموضة، و هو أَطیب ما یكون، و المُمْقِرُ: الشدید المرارة، و المَقِرُ: شبیه بالصَّبِرِ و لیس به، و قیل: هو الصَّبِرُ نفسه، و ربما سكن؛ قال الراجز: أَمَرّ مِنْ صَبْرٍ و مَقْرٍ و حُظَظْ و صواب إِنشاده‌أَمرَّ …، بالنصب، لأَن قبله: أَرْقَش ظَمآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ یصف حیَّة؛ و اختلاف الأَلفاظ فی حُظَظ كل منها مذكور فی موضعه، و قیل: المَقِرُ السُّمُّ، و قال أَبو
لسان العرب، ج‌5، ص: 183
عمرو: المَقِرُ شجر مُرٌّ. ابن السكیت: أَمْقَرَ الشی‌ءُ، فهو مُمْقِرٌ إِذا كان مرًّا. و یقال للصبر: المَقِرُ؛ قال لبید: مُمْقِرٌ مُرٌّ علی أَعدائِه، و علی الأَدْنَیْنَ حُلْوٌ كالعسلْ و مَقِرَ الشی‌ءُ، بالكسر، یَمْقَرُ مَقَراً أَی صار مرًّا، فهو شی‌ء مَقِرٌ. و‌فی حدیث لقمان: أَكلتُ المَقِرَ و أَكلت علی ذلك الصَّبِر؛ المَقِرُ: الصَّبِرُ و صَبَرَ علی أَكله. و‌فی حدیث علیّ: أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ و المَقِرِ.و رجل مُمْقَرُّ النَّسَا، بتشدید الراء: ناتِئُ العِرْق؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: نَكَحَتْ أُمامةُ عاجِزاً تَرْعِیَّةً، مُتَشَقِّقَ الرِّجْلَیْنِ مُمْقَرَّ النَّسَا اللیث: المُمْقِرُ من الرَّكایا القلیلة الماء؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف، و صوابه المُنْقُرُ، بضم المیم و القاف، و هو مذكور فی موضعه.

مكر؛ ج5، ص: 183

: اللیث: المَكْرُ احتیال فی خُفیة، قال: و سمعنا أَن الكید فی الحروف حلال، و المكر فی كل حلال حرام. قال الله تعالی: وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنٰا مَكْراً وَ هُمْ لٰا یَشْعُرُونَ. قال أَهل العلم بالتأْویل: المَكْرُ من الله تعالی جزاء سُمی باسم مكر المُجازَی كما قال تعالی: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا، فالثانیة لیست بسیئة فی الحقیقة و لكنها سمیت سیئة لازدواج الكلام، و كذلك قوله تعالی: فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ، فالأَول ظلم و الثانی لیس بظلم و لكنه سمی باسم الذنب لیُعلم أَنه عِقاب علیه و جزاءٌ به، و یجری مَجْرَی هذا القول قوله تعالی: یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ و اللّٰهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، مما جاء فی كتاب الله عز و جل. ابن سیدة: المَكْرُ الخَدِیعَة و الاحتیال، مَكَرَ یَمْكُرُ مَكْراً و مَكَرَ به. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم امْكُرْ لی و لا تَمْكُرْ بی؛ قال ابن الأَثیر: مَكْرُ الله إِیقاعُ بلائه بأَعدائه دون أَولیائه، و قیل: هو استدراج العبد بالطاعات فَیُتَوَهَّمُ أَنها مقبولة و هی مردودة، المعنی: أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائی لا بی: و أَصل المَكْر الخِداع. و‌فی حدیث علیّ فی مسجد الكوفة: جانِبُهُ الأَیْسَرُ مَكْرٌ، قیل: كانت السوق إِلی جانبه الأَیسر و فیها یقع المكر و الخداع. و رجل مَكَّارٌ و مَكُورٌ: ماكِرٌ. التهذیب: رجل مَكْوَرَّی نعت للرجل، یقال: هو القصیر اللئیم الخلقة. و یقال فی الشتیمة: ابنُ مَكْوَرَّی، و هو فی هذا القول قذف كأَنها توصف بِزَنْیَةٍ؛ قال أَبو منصور: هذا حرف لا أَحفظه لغیر اللیث فلا أَدری أَ عربی هو أَم أَعجمی. و المَكْوَرَّی: اللئیم؛ عن أَبی العَمَیْثَلِ الأَعرابی. قال ابن سیدة: و لا أُنكِر أَن یكون من المكر الذی هو الخدیعة. و المَكْرُ: المَغْرَةُ. و ثوب مَمْكُورٌ و مُمْتَكَرٌ: مصبوغ بالمَكْرِ، و قد مَكَرَه فامْتَكَرَ أَی خَضَبَه فاخْتَضَبَ؛ قال القُطامی: بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطالُ مِنهُ، و تَمْتَكِرُ اللِّحَی منه امْتِكَارَا أَی تَخْتَضِبُ، شبَّه حمرة الدم بالمَغْرَةِ. قال ابن بری: الذی فی شعر القُطامی تَنْعسُ الأَبطالُ منه أَی تَتَرَنَّحُ كما یَتَرَنَّحُ الناعِسُ. و یقال للأَسد: كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَی طُلیَ بالمَغْرَةِ. و المَكْرُ: سَقْیُ الأَرض؛ یقال: امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ ثم احرثوها، یرید اسقوها. و المَكْرَةُ: السقْیة للزرع. یقال: مررت بزرع مَمْكُورٍ أَی مَسْقِیٍّ. و مَكَرَ أَرضه یَمْكُرُها مَكْراً: سقاها.
لسان العرب، ج‌5، ص: 184
و المَكْرُ: نَبْتٌ. و المَكْرَةُ: نبتة غُبَیْراءُ مُلَیْحاءُ إِلی الغُبرة تُنْبِت قَصَداً كأَن فیها حَمْضاً حین تمضغ، تَنْبُتُ فی السهل و الرمل لها ورق و لیس لها زهر، و جمعها مَكْرٌ و مُكُورٌ، و قد یقع المُكُورُ علی ضروب من الشجر كالرُّغْل و نحوه؛ قال العجاج: یَسْتَنُّ فی عَلْقَی و فی مُكُورِ قال: و إِنما سمیت بذلك لارتوائها و نُجُوع السَّقْی فیها؛ و أَورد الجوهری هذا البیت: فَحَطَّ فی عَلْقَی و فی مُكُورِ الواحد مَكْرٌ؛ و قال الكمیت یصف بكرة: تَعاطَی فِرَاخَ المَكْرِ طَوْراً، و تارَةً تُثِیرُ رُخَامَاها و تَعْلَقُ ضَالَها فراخ المَكْرِ ثمره. و المَكْرُ: ضرْب من النبات، الواحدة مَكْرَة، و أَما مُكور الأَغْصان فهی شجرة علی حدة، و ضُرُوبُ الشجر تسمی المُكورَ مثل الرُّغْل و نحوه. و المَكْرَة: شجرة، و جمعها مُكور. و المَكْرَةُ: الساقُ الغلیظة الحسناء. ابن سیدة: و المَكْرُ حُسن خَدالَةِ الساقین. و امرأَة مَمْكُورَةٌ: مستدیرة الساقین، و قیل: هی المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشدیدة البَضْعَةِ، و قیل: المَمْكُورَةُ المطویة الخَلْقِ. یقال: امرأَة مَمْكُورَةُ الساقین أَی خَدْلاء. و قال غیره: مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِیَةُ الساق خَدْلَةٌ، شبهت بالمَكْر من النبات. ابن الأَعرابی: المَكْرَة الرُّطَبة الفاسدة. و المَكْرَةُ: التدبیر و الحیلة فی الحرْب. ابن سیدة: و المَكْرَةُ الرُّطَبَة التی قد أَرطبت كلها و هی مع ذلك صُلْبَة لم تنهضم؛ عن أَبی حنیفة. و المَكْرَةُ أَیضاً: البُسْرَةُ المُرْطِبة و لا حلاوة لها. و نخلة مِمْكارٌ: یكثر ذلك من بُسرها.

مهر؛ ج5، ص: 184

: المَهْرُ: الصَّداق، و الجمع مُهور؛ و قد مهر المرأَة یَمْهَرها و یَمْهُرها مَهْراً و أَمهرها. و‌فی حدیث أُمِّ حبیبة: و أَمهرها النجاشیُّ من عنده؛ ساق لها مهرها، و هو الصداق و فی المثل: أَحمقُ من المَمْهُورة إِحدی خَدَمَتَیْها؛ یضرب مثلًا للأَحمق البالغ فی الحمق الغایةَ؛ و ذلك أَنّ رجلًا تزوج امرأَة فلما دخل علیها قالت: لا أُطیعك أَو تُعطِیَنی مهری فنزع إِحدی خدمتَیْها من رجلها و دفعها إِلیها فرضیت بذلك لحمقها؛ و قال ساعدة بن جؤیة: إِذا مُهِرتْ صُلْباً قلیلًا عِراقُهُ تَقول: أَلا أَدّیْتَنی فَتَقَرَّبِ و قال آخر: أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبَةً عَجْرَفِیَّةً، و أُمْهِرْنَ أَرْماحاً مِنَ الخَطِّ ذُبَّلا و قال بعضهم: مَهَرْتها، فهی ممهورة، أَعطیتها مهراً. و أَمهرتها: زوّجتها غیری علی مهر. و المَهِیرة: الغالیة المهر. و المَهارة: الحِذق فی الشی‌ء. و الماهر: الحاذق بكل عمل، و أَكثر ما یوصف به السابح المُجِید، و الجمع مَهَرَة؛ قال الأَعشی یذكر فیه تفضیل عامر علی علقمة ابن عُلاثة: إِنّ الذی فیه تمارَیْتُما بَیَّنَ لِلسامِع و النَّاظرِ ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذی جُنِّب صَوْب اللَّجِبِ المَاطِر مثلَ الفُراتیِّ، إِذا ما طَما یَقْذِف بالبُوصِیِّ و الماهِر قال: الجُدُّ البئر، و الظَّنون: التی لا یوثق بمائها، و الفراتیّ: الماء المنسوب إِلی الفرات، و طما: ارتفع،
لسان العرب، ج‌5، ص: 185
و البُوصی: الملَّاح، و الماهر: السابح. و یقال: مَهَرْتُ بهذا الأَمر أَمهَرُ به مَهارة أَی صرتُ به حاذقاً. قال ابن سیدة: و قد مَهَر الشی‌ءَ و فیه و به یَمْهَر مَهْراً و مُهُوراً و مَهارة و مِهارة. و قالوا: لم تفعل به المِهَرَة و لم تُعْطِه المِهَرَة، و ذلك إِذا عالجت شیئاً فلم ترفُق به و لم تُحسِن عملَه، و كذلك إِن غَذَّی إِنساناً أَو أَدّبه فلم یحسن. أَبو زید: لم تعط هذا الأَمر المِهَرَة أَی لم تأْته من قِبَل وجهه. و یقال أَیضاً: لم تأْت إِلی هذا البناء المِهَرَة أَی لم تأْته من قِبَل وجهه و لم تَبْنِه علی ما كان ینبغی. و‌فی الحدیث: مَثَلُ الماهِر بالقرآن مَثَل السَّفَرَة؛ الماهر: الحاذق بالقراءة، و السفَرة: الملائكة. الأَزهری: و المُهْر ولد الرَّمَكَة و الفرسِ، و الأُنثی مُهْرة، و الجمع مُهَر و مُهَرات؛ قال الربیع بن زیاد العبسی یحرِّض قومه فی طلب دم مالك بن زهیر العبسی، و كانت فزارة قتلته لما قَتَلَ حذیفة بن بدر الفزاری: أَ فبَعْدَ مَقْتَلِ مالك بنِ زُهَیْر تَرْجو النساءُ عَواقِبَ الأَطْهارِ؟ ما إِنْ أَرَی فی قتله لِذوِی الحِجی، إِلا المَطِیَّ تُشدُّ بالأَكْوارِ و مُجَنَّباتٍ ما یَذُقْنَ عَذُوفاً یَقْذِفْنَ بالمُهَرات و الأَمْهارِ «7» المجنبات: الخیل تُجَنَّب إِلی الإِبل. ابن سیدة: المُهْر ولدُ الفرس أَوّل ما یُنْتَج من الخیل و الحُمُرِ الأَهلیة و غیرها، و الجمع القلیل أَمْهار؛ قال عدی بن زید: و ذی تَناوِیرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ، یَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَیْنَ أَمْهارا یعنی بالأَمْهار هاهنا أَولادَ الوحش، و الكثیر مِهار و مِهارة؛ قال: كأَن عَتِیقاً مِن مِهارة تَغلِب، بأَیْدِی الرِّجال الدَّافِنین ابنَ عَتَّابْ و قد فَرَّ حَرْبٌ هارباً و ابنُ عامِرٍ، و من كان یرجو أَنْ یَؤُوبَ، فلا آبْ قال ابن سیدة: هكذا روته الرواة بإِسكان الباء و وزن نَعَتْتَابْ؛ و وزن فلا آب مفاعیلْ، و الأُنثی مُهْرَة؛ قال الأَزهری: و منه قولهم لا یَعْدَمُ شَقِیٌّ مُهَیْراً. یقول: من الشَّقاءِ مُعالَجَة المِهارَةِ. و فرس مُمْهِرٌ: ذات مُهْر. و أُمُّ أَمْهار: اسم قارَة، و فی التهذیب: هَضْبَة، و قال ابن جبلة: أُمُّ أَمْهار أُكُمٌ حُمْر بأَعْلی الصَّمَّان، و لعلها شبهت بالأَمْهار من الخیل فسمیت بذلك؛ قال الراعی: مَرَّتْ علی أُمِّ أَمْهارٍ مُشَمِّرَةً، تَهْوِی بها طُرُقٌ، أَوساطُها زُورُ و أَما قول أَبی زبید فی صفة الأَسد: أَقْبَلَ یَرْدِی، كما یَرْدِی الحِصانُ، إِلی مُسْتَعْسِبٍ أَرِبٍ مِنْهُ بِتَمْهِیرِ أَرِبٍ: ذی إِرْبَةٍ أَی حاجة. و قوله بِتَمْهِیر أَی یَطْلُب مُهْراً. و یقال للخَرَزَة: المُهْرة، قال: و ما أُراه عربیّاً. و المِهارُ: عُود غلیظ یُجْعَل فی أَنْفِ البُخْتیِّ. و المُهَرُ: مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ فی الصَّدْرِ، و قیل: هی غَراضِیفُ الضُّلوعِ، واحدتها مُهْرَةٌ؛ قال أَبو حاتم: و أُراها بالفارسیة، أَراد فُصُوصَ الصدْرِ أَو خَرَزَ الصدْرِ فی الزوْر؛ أَنشد ابن الأَعرابی لغُداف: عن مُهْرَةِ الزَّوْرِ و عنْ رَحاها
(7). و قوله [عذوفاً] كذا أورده المؤلف هنا و أورده فی عدف بمهملتین و هاء تأنیث.
لسان العرب، ج‌5، ص: 186
و أَنشد أَیضاً: جافی الیدَین عن مُشاشِ المُهْر الفراء: تحت القلب عُظَیْم یقال له المُهْر و الزِّرُّ، و هو قِوامُ القلب. و قال الجوهری فی تفسیر قوله مشاش المهر: یقال هو عَظْم فی زَوْر الفرس. و مَهْرَةُ بن حَیْدان: أَبو قبیلة، و هم حیّ عظیم، و إِبل مَهْرِیَّة منسوبة إِلیهم، و الجمع مَهارِیُّ و مَهارٍ و مَهارَی، مخففة الیاء؛ قال رؤبة: به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِیلَهِ بنا حَراجِیجُ المَهارَی النُّفَّهِ و أَمْهَرَ الناقةَ: جعلها مَهْرِیَّة. و المَهْرِیَّة: ضَرْب من الحِنْطَة، قال أَبو حنیفة: و هی حمراء، و كذلك سَفاها، و هی عظیمة السُّنْبُلِ غَلِیظة القَصَب مُرَبَّعة. و ماهِرٌ و مُهَیْر: اسمان. و مَهْوَرٌ: موضع؛ قال ابن سیدة: و إِنما حملناه علی فَعْوَل دون مَفْعل من هار یَهُورُ لأَنه لو كان مفعلًا منه كان مُعْتَلًّا و لا یحمل علی مُكرَّرِه لأَن ذلك شاذ للعلمیة. و نَهْرُ مِهْرانَ: نَهر بالسند، و لیس بعربی. الجوهری: المَهِیرَةُ الحُرّةُ، و المَهائِرُ الحرائِرُ، و هی ضِدُّ السَّرائرِ.

مور؛ ج5، ص: 186

: مار الشی‌ءُ یَمورُ مَوْراً: تَرَهْیَأَ أَی تحرّك و جاء و ذهب كما تتكفأُ النخلة العَیْدانَةُ، و فی المحكم: تَردّدَ فی عَرْض؛ و التَّمَوُّرُ مثله. و المَوْرُ: الطریق؛ و منه قول طرفة: تُبارِی عِتاقاً ناجِیاتٍ، و أَتْبَعَتْ وَظِیفاً وظِیفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ تُبارِی: تُعارِض. و العِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. و الناجِیاتُ: السریعاتُ. و الوظیفُ: عظم الساق. و المُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. و فی المحكم: المَوْرُ الطریق المَوطوء المستوی. و المور: المَوْجُ. و المَوْرُ: السرْعة؛ و أَنشد: و مَشْیُهُنَّ بالحَبِیبِ مَوْر و مارَتِ الناقةُ فی سیرها مَوْراً: ماجَتْ و تَردّدتْ؛ و ناقة مَوَّارَةُ الید، و فی المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السیْرِ سَرِیعة؛ قال عنترة: خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّری مَوَّارَةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِیثَمِ «1» و كذلك الفرس. التهذیب: المُورُ جمع ناقة مائِرٍ و مائِرَةٍ إِذا كانت نَشِیطة فی سیرها قَتْلاءَ فی عَضُدها. و البعیر یَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا فی عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر: علی ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ و مارَ: جَری. و مارَ یَمورُ مَوْراً إِذا جعل یَذْهَبُ و یجی‌ء و یَتَردّد. قال أَبو منصور: و منه قوله تعالی: یَوْمَ تَمُورُ السَّمٰاءُ مَوْراً وَ تَسِیرُ الْجِبٰالُ سَیْراً؛ قال فی الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، و قال أَبو عبیدة: تَكَفَّأُ، و الأَخفش مثله؛ و أَنشد الأَعشی: كأَنّ مِشْیَتَها منْ بَیْتِ جارَتِها مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَیْثٌ و لا عَجَلُ «2» الأَصمعی: سایَرْتُه مسایَرةً و مایَرْتُه مُمایَرةً، و هو أَن تفْعل مثل ما یَفْعل؛ و أَنشد: یُمایِرُها فی جَرْیِه و تُمایِرُهْ أَی تُبارِیه. و المُماراةُ: المُعارَضةُ. و مار الشی‌ءُ مَوْراً: اضْطَرَب و تحرّك؛ حكاه ابن سیدة عن ابن الأَعرابی. و قولهم: لا أَدْری أَ غارَ أَمْ مارَ أَی أَتی غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلی نَجْد. و سَهْم مائِرٌ:
(1). فی معلقة عنترة: زیّافةٌ، و وخدُ خفٍّ، فی مكان موّارة و ذات خفّ. (2). فی قصیدة الأَعشی: مَرُّ السحابة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 187
خَفِیفٌ نافِذٌ داخِلٌ فی الأَجسام؛ قال أَبو عامر الكلابی: لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الذی كان عادِیاً علی الناسِ، أَنِّی مائِرُ السَّهْم نازِعُ و مَشْیٌ مَوْرٌ: لَیِّنٌ. و المَوْرُ: ترابٌ. و المَور: أَنْ تَمُورَ به الرِّیحُ. و المُورُ، بالضم: الغُبارُ بالریح. و المُورُ: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ، و قیل: التراب تُثیرُه الریحُ، و قد مارَ مَوْراً و أَمارَتْه الریحُ، و ریحٌ موَّارة، و أَریاحٌ مُورٌ؛ و العرب تقول: ما أَدْری أَ غارَ أَمْ مارَ؛ حكاه ابن الأَعرابی و فسره فقال: غار أَتی الغَوْرَ، و مارَ أَتی نَجْداً. و قَطاةٌ مارِیَّةٌ: مَلْساءُ. و امرأَةٌ مارِیَّةٌ: بیضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ الیَدَ تَمُورُ علیها أَی تَذهَبُ و تَجِی‌ءُ، و قد تكون المارِیَّةُ فاعُولة من المَرْیِ، و هو مذكور فی موضعه. و المَوْرُ: الدَّوَرانُ. و المَوْرُ: مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا نَتَفْتَهُ و هی المُوَارَةُ و المُراطَةُ: و مُرْتُ الوَبَرَ فانْمار: نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ. و المُوارَةُ: نَسِیلُ الحِمارِ، و قد تَمَوَّرَ عنه نَسِیلُه أَی سقط. و انمارَتْ عقِیقةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَیامَ الربیعِ. و المُورَة و المُوارَةُ: ما نَسَلَ من عَقِیقَةِ الجحش و صُوفِ الشاةِ، حیَّةً كانت أَو مَیِّتَةً؛ قال: أَوَیْتُ لِعَشْوَةٍ فی رأْسِ نِیقٍ، و مُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا قال: و كذلك الشی‌ء یسقط من الشی‌ء و الشی‌ءُ یفنی فیبقی منه الشی‌ء. قال الأَصمعی: وقع عن الحمار مُوارَتُه و هو ما وقع من نُسالهِ. و مارَ الدمْعُ و الدمُ: سال. و‌فی الحدیث عن ابن هُرْمُز عن أَبی هریرة عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: مَثَلُ المُنْفِقِ و البخیلِ كمثلِ رجلین علیهما جبتان من لدن تراقیهما إِلی أَیدیهما، فأَما المُنْفِقُ فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ علیه و سَبَغَتْ حتی تَبلُغَ قَدَمَیْهِ و تَعْفُوَ أَثَرَه، و أَما البخیل فإِذا أَراد أَن یُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَها و لَزِمَتْه فهو یرید أَن یُوسِّعَها و لا تَتَّسِع؛ قال أَبو منصور: قوله مارت أَی سالت و تردّدت علیه و ذهبت و جاءت یعنی نفقته؛ و ابن هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج. و‌فی حدیث ابن الزبیر: یُطْلَقُ عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد‌أَی تتردّد و تضطرب لكثرتها. و‌فی حدیث عِكْرِمة: لما نُفِخ فی آدمَ الروحُ مارَ فی رأْسِهِ فَعَطَسَ أَی دار و تَردّد.و‌فی حدیث قُسٍّ: و نجوم تَمُورُ‌أَی تَذهَبُ و تجی‌ء، و‌فی حدیثه أَیضاً: فتركت المَوْرَ و أَخذت فی الجبل؛ المَوْرُ، بالفتح: الطریق، سمی بالمصدر لأَنه یُجاء فیه و یُذهب، و الطعنة تَمُورُ إِذا مالت یمیناً و شمالًا، و الدِّماءُ تَمورُ علی وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ فتردّدت. و‌فی حدیث عدیِّ بن حاتم: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له: أَمِرِ الدمَ بما شئت، قال شمر: من رواه أَمِرْهُ فمعناه سَیِّلْه و أَجْرِه؛ یقال: مارَ الدمُ یَمُورُ مَوْراً إِذا جَری و سال، و أَمَرْتُه أَنا؛ و أَنشد: سَوْفَ تُدْنِیكَ مِنْ لَمِیسَ سَبَنْداةٌ أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ و‌رواه أَبو عبید: امْرِ الدمَ بما شئت‌أَی سیِّله و اسْتَخْرِجْه، من مَرَیْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ. الجوهری: مار الدمُ علی وجه الأَرض یَمُورُ مَوْراً و أَمارَه غیرُه؛ قال جریر بن الخَطَفی:
لسان العرب، ج‌5، ص: 188
نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ القَیْنَ بالقَنَا، و مارَ دمٌ منْ جارِ بَیْبَةَ ناقِعُ أَبو مَنْدُوسَة: هو مُرَّة بن سُفیان بن مُجاشع، و مجاشع قبیلة الفرزدق، و كان أَبو مندوسة قتله بنو یَرْبوع یوم الكُلابِ الأَوّل. و جارُ بَیْبَةَ: هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمی قتله ثعلبة الیربوعی، و كان فی جِوار الحرث بن بیبة بن قُرْط بن سفیان بن مجاشع. و معنی نَدَسْناه: طعنَّاه. و الناقِعُ: المُرْوی. و‌فی حدیث سعید بن المسیب: سئل عن بعیر نحروه بعُود فقال: إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه، و إِنْ ثَرَّدَ فلا. و المائِراتُ: الدماءُ فی قول رُشَیْدِ بنِ رُمَیْض، بالضاد و الصاد معجمة و غیر معجمة، العنزی: حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، و أَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَی السَّعِیرِ و عَوْضٌ و السَّعِیرُ: صنمان. و مارَسَرْجِسَ: موضع و هو مذكور أَیضاً فی موضعه. الجوهری: مارَسَرْجِسَ من أَسماء العجم و هما اسمان جعلا واحداً؛ قال الأَخطل: لما رأَوْنا و الصَّلِیبَ طالِعاً، و مارَسَرْجِیسَ و مَوْتاً ناقِعا، خَلَّوْا لَنا زَاذانَ و المَزارِعا، و حِنْطَةً طَیْساً و كَرْماً یانِعا، كأَنما كانوا غُراباً واقِعا إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الیاء. و مَوْرٌ: موضع. و‌فی حدیث لیلی: انْتَهَیْنَا إِلی الشُّعَیْثَة فَوَجَدْنا سفینةً قد جاءت من مَوْرٍ؛ قیل: هو اسم موضع سمی به لِمَوْرِ الماء فیه أَی جَرَیانهِ.

میر؛ ج5، ص: 188

: المِیرَةُ: الطعامُ یَمْتارُه الإِنسان. ابن سیدة: المِیرَةُ جَلَب الطعام، و فی التهذیب: جلَب الطعام للبیع؛ و هم یَمتارُون لأَنفسهم و یَمِیرُون غیرهم مَیْراً، و قد مار عیالَه و أَهلَه یَمِیرُهم مَیْراً و امْتارَ لهم. و المَیَّارُ: جالبُ المِیرَة. و المُیَّارُ: جَلّابة لیس بِجمْعِ مَیَّار إِنما هو جمع مائِرٍ. الأَصمعی: یقال مارَه یمُورُه إِذا أَتاه بِمِیرَة أَی بطعام، و منه یقال: ما عنده خَیْر و لا مَیْر، و الامْتِیارُ مِثلُه، و جمع المائِر مُیَّارٌ مثل كُفَّارٍ، و مَیَّارَةٌ مثل رَجَّالةٍ، یقال: نحن ننتظر مَیَّارَتَنا و مُیَّارَنا. و یقال للرُّفْقة التی تنهض من البادیة إِلی القُری لِتَمْتار: مَیَّارَةٌ. و‌فی الحدیث: و الحَمُولَة المائِرَةُ لهم لاغِیةٌ؛ یعنی الإِبل التی تُحْمَلُ علیها المیرة و هی الطعام و نحوه مما یجلب للبیع، لا یُؤْخَذُ منها زكاةٌ لأَنها عَوامِلُ. و یقال مارَهم یَمِیرُهم إِذا أَعطاهم المیرة. و تمایَرَ ما بینهم: فَسَدَ كتماءَرَ. و أَمارَ أَوداجَه: قطعها؛ قال ابن سیدة: علی أَن أَلف أَمارَ قد یجوز أَن تكون منقلبة من واو لأَنها عین. و أَمارَ الشی‌ءَ: أَذابَه. و أَمار الزعفرانَ: صَبَّ فیه الماء ثم دافَه؛ قال الشماخ یصف قوساً: كأَنّ علیها زَعْفَرَاناً تُمِیرُه خَوازِنُ عَطَّارٍ یَمانٍ كوانِزُ و یروی: … ثمان …، علی الصفة للخوزان. و مِرْتُ الدواءَ: دُفْتُه. و مِرْتُ الصُّوفَ مَیْراً: نفشْتُه. و المُوارَةُ: ما سقط منه، و واوه منقلبة عن یاء للضمة التی قبلها. و مَیَّارٌ: فَرس قُرطِ بن التَّوْأَم.

فصل النون؛ ج5، ص: 188

نأر؛ ج5، ص: 188

: نأرَتْ نائِرَةٌ فی الناس: هاجَتْ هائجة، قال: و یقال نارت بغیر همز، قال ابن سیدة: و أُراه بدلًا.
لسان العرب، ج‌5، ص: 189
و النَّؤُورُ: دخان الشحْم. و النَّؤُورُ: النِّیلَنْجُ؛ عن ابن الأَعرابی.

نبر؛ ج5، ص: 189

: النَّبْرُ بالكلامِ: الهَمْز. قال: و كلُّ شی‌ء رفع شیئاً، فقد نَبَرَه. و النبْرُ: مصدر نَبَرَ الحَرْفَ یَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه. و‌فی الحدیث: قال رجل للنبی، صلی الله علیه و سلم: یا نَبی‌ءَ الله، فقال: لا تَنْبِر باسمی‌أَی لا تَهْمِزْ، و‌فی روایة: فقال إِنَّا معْشَرَ قریش لا نَنْبِرُ؛ و النبْرُ: هَمْزُ الحرْفِ و لم تكن قریش تَهْمِزُ فی كلامها.و لما حج المهدی قدّم الكسائی یصلی بالمدینة فهمز فأَنكر أَهل المدینة علیه و قالوا: تنبرُ فی مسجد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بالقرآن.و المَنْبور: المهموز. و النبْرَةُ: الهَمْزَةُ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: اطْعُنُوا النَّبْرَ و انظروا الشَّزْرَ؛ النبرُ الخَلْسُ، أَی اخْتَلِسُوا الطعْنَ. و رجل نَبَّارٌ: فصیحُ الكلامِ، و نَبَّارٌ بالكلام: فصیح بَلِیغٌ، و قال اللحیانی: رجل نبار صَیَّاحٌ. ابن الأَنباری: النبْر عند العرب ارتفاع الصوت. یقال: نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فیها عُلُوٌّ؛ و أَنشد: إِنِّی لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها، فأَكادَ أَن یُغْشَی علیّ سُرُورا و النبْرُ: صیحة الفَزَعِ. و نبرة المغنی: رفع صوْتِه عن خَفْضٍ. و نَبرَ الغلامُ: تَرَعْرَعَ. و النبرة: وسَطُ النُّقْرَةِ. و كل شی‌ء ارتفع من شی‌ء: نَبْرَة لانْتباره. و النبرَةُ: الورم فی الجَسدِ، و قد انتبر. و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه. إِیاكم و التخلُّلَ بالقَصَب فإِن الفمَ یَنْتَبِرُ منه‌أَی یَتَنَفَّطُ. و كلُّ مرتَفِع مُنْتَبِرٌ. و كلُّ ما رفَعْتَهُ، فقد نبرْتَه تنبِره نبْراً. و انتبر الجرحُ: ارتفَعَ و ورِمَ. الجوهری: نبَرْتُ الشی‌ءَ أَنبِره نبْراً رفعتُه. و‌فی حدیث: نَصَلَ رافعُ بن خَدِیجٍ غیر أَنه بقیَ مُنتبراً‌أَی مرتفِعاً فی جسمه. و انتَبَرتْ یدُه أَی تنفطت. و‌فی الحدیث: إِن الجرح ینتبر فی رأْس الحول‌أَی یَرم. و المِنْبَرُ: مَرْقاةُ الخاطب، سمی مِنْبَراً لارتفاعه و عُلُوِّه. و انتبر الأَمیرُ: ارتفع فوق المنبر. و النُّبَرُ: اللُّقَمُ الضِّخامُ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: أَخذتُ من جَنْبِ الثَّرِیدِ نُبَرا و النَّبِیرُ: الجُبْنُ، فارسی، و لعل ذلك لِضِخَمه و ارتفاعه؛ حكاه الهَرَوِیُّ فی الغریبین. و النَّبُورُ: الاسْتُ؛ عن أَبی العَلاءِ؛ قال ابن سیدة: و أَری ذلك لانْتِبارِ الأَلْیَتَیْنِ و ضِخَمِهِما. و نَبَرَه بلسانه ینبِرهُ نبْراً: نال منه. و رجل نَبْرٌ: قلیل الحیاءِ یَنْبرُ الناسَ بلسانه. و النِّبْرُ: القُرادُ، و قیل: النِّبر، بالكسر، دُوَیْبَّة شبیهة بالقراد إِذا دَبَّتْ علی البعیر تورَّمَ مَدَبُّها، و قیل: النِّبْر دوَیْبَّة أَصغر من القراد تلْسَعُ فینتبر موضع لسعتها و یَرِمُ، و قیل: هو الحُرْقُوص، و الجمع نِبارٌ و أَنبارٌ؛ قال الراجز و ذكر إِبلًا سَمِنَتْ و حملت الشُّحومَ: كأَنها من بُدُنٍ و اسْتِیقارْ، دَبَّتْ علیها ذَرِباتُ الأَنبارْ یقول: كأَنها لَسعَتْها الأَنبار فورِمَتْ جُلُودُها و حَنِطَتْ؛ قال ابن بری: البیتُ لِشَبِیبِ بن البَرْصاءِ، و یروی عارِماتُ الأَنْبار، یرید الخَبِیثاتِ، مأْخوذ من العُرامِ؛ و من روی ذَرِباتُ فهو مأْخوذ من الذَّرَبِ و هو الحِدَّةُ، و یروی كأَنها من سِمَنٍ و إِیقار؛ و قوله من بُدْنٍ و اسْتِیقار، هو بمعنی إِیقارٍ یرید أَنها قد أُوقِرَتْ من الشَّحْم، و قد روی أَیضاً
لسان العرب، ج‌5، ص: 190
و اسْتِیفار، بالفاء، مأْخوذ من الشی‌ء الوافِرِ. و‌فی حدیث حذیفة أَنه قال: تُقْبَضُ الأَمانةُ من قلْبِ الرجلِ فَیَظَلُّ أَثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ علی رِجْلِكَ فَنَفِطَ تراه مُنْتَبِراً و لیس فیه شی‌ءٌ؛ قال أَبو عبید: المُنْتَبِرُ المُتَنَفِّطُ. و النِّبْرُ: ضَرْبٌ مِنَ السِّباعِ. اللیث: النِّبْرُ مِنَ السِّباعِ لیس بِدُبٍّ و لا ذِئْبٍ؛ قال أَبو منصور: لیس النِّبْرُ من جنس السِّباعِ إِنما هی دابَّة أصْغَرُ من القُرادِ، قال: و الذی أَراد اللیثُ البَبْر، بباءین؛ قال: و أَحْسَبُهُ دَخِیلًا و لیس من كلام العرب، و الفُرْسُ تُسَمِّیه بقرا. و الأَنْبارُ: أَهْراءُ الطَّعامِ، واحدُها نَبْرٌ، و یُجْمَعُ أَنابِیرَ جمعَ الجمع، و یسمی الهُرْیُ نِبْراً لأَن الطعامَ إِذا صُبَّ فی موضعه انْتَبَرَ أَی ارتَفَعَ. و أَنبارُ الطعام: أَكْداسُهُ، واحدُها نِبْرٌ مثلُ نِقسٍ و أَنْقاسٍ. و الأَنبارُ: بیتُ التاجر الذی یُنَضِّدُ فیه مَتاعَهُ. و الأَنبارُ: بَلَدٌ، لیس فی الكلام اسمٌ مُفْردٌ علی مثال الجمعِ غیرُ الأَنبارِ و الأَبْواءِ و الأَبْلاءِ، و إِن جاء فإِنما یجی‌ءُ فی أَسماءِ المواضع لأَن شَوَاذَّها كثیرةٌ، و ما سوی هذه فإِنما یأْتی جمعاً أَو صفةً، كقولهم: قِدْرٌ أَعْشارٌ و ثوبٌ أَخلاقٌ و أَسمالٌ و سراویلُ أَسماطٌ و نحو ذلك. و الأَنبارُ: مواضِعُ معروفةٌ بین الرِّیفِ و البَرِّ، و فی الصحاح: و أَنْبار اسم بَلَدٍ.

نتر؛ ج5، ص: 190

: النَّتْرُ: الجَذْبُ بِجَفاءٍ، نَتَرَهُ یَنْتُرُه نَتْراً فانْتَترَ. و اسْتَنْترَ الرجلُ من بَوْلِهِ: اجْتَذَبَهُ و استخرج بقیته من الذَّكَرِ عند الاستنجاء. و‌فی الحدیث: إِذا بال أَحدكم فلْیَنْتُرْ ذكَرَهُ ثلاث نَتَراتٍ‌یعنی بعد البول هو الجَذْب بقوّة. و‌فی الحدیث: أَما أَحدُهما فكان لا یَسْتَنْتِرُ من بولِهِ.قال الشافعی فی الرجل یَسْتَبْرِئُ ذَكَرَهُ إِذا بال: أَن یَنْتُرَهُ نَتْراً مرة بعد أُخری كأَنه یجتَذِبُهُ اجتذاباً. و فی النهایة: فی الحدیث: إِنّ أَحدكم یُعَذَّبُ فی قبره، فیقالُ إِنه لم یكن یَسْتَنْتِرُ عند بوله؛ قال: الاسْتِنْتارُ اسْتِفْعالٌ من النَّتْرِ، یرید الحِرْصَ علیه و الاهتمامَ به، و هو بَعْثٌ علی التَّطَهُّرِ بالاستبراءِ من البول. و نَتَرَ الثوبَ نَتْراً: شَقَّهُ بأَصابعه أَو أَضراسه. و طَعْنٌ نَتْرٌ: مبالَغٌ فیه كأَنه ینتُر ما مر به فی المطعون؛ قال ابن سیدة: و أُراه وُصِفَ بالمصدر. ابن السكیت: یقال رَمْیٌ سَعْرٌ و ضَرْبٌ هَبْرٌ و طَعْنٌ نَتْرٌ، و هو مثْلُ الخَلْسِ یَخْتَلِسُها الطاعنُ اختلاساً. ابن الأَعرابی: النَّتْرَةُ الطعنةُ النافِذةُ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه، قال لأَصحابه: اطْعُنُوا النَّتْرَ‌أَی الخَلْسَ و هو من فعل الحُذَّاق؛ یقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ و طَعْنٌ نَتْرٌ، و یروی بالباء بدل التاء. و النَّتَرُ، بالتحریك: الفسادُ و الضَّیاعُ؛ قال العجاج: و اعلم بأَن ذَا الجَلالِ قَدْ قَدَرْ، فی الكُتُبِ الأُولی التی كان سَطَرْ، أَمْرَكَ هذا، فاجْتَنِبْ منه النَّتَرْ و النَّتْرُ: الضَّعْفُ فی الأَمْرِ و الوَهْنُ، و الإِنسانُ یَنْتُرُ فی مشیِه نَتْراً كأَنه یَجْذِبُ شیئاً. و نَتَرَ فی مِشْیَتِهِ و انْتَتَرَ: اعتمد. و النَّواتِرُ: القِسِیُّ المنقطعةُ الأَوتارِ. و قَوْسٌ ناتِرَةٌ: تَقْطَعُ وتَرَها لصلابتها؛ قال الشماخ بن ضرار یصف حماراً أَوْرَدَ أُتُنَه الماءَ فلما رَوِیَتْ ساقها سَوْقاً عنِیفاً خوفاً من صائدٍ و غیره: فَجالَ بها من خِیفَةِ المَوْتِ والِهاً، و بادَرَها الخَلَّاتِ أَیَّ مُبادَرِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 191
یَزُرُّ القَطَا منها، و یضْرِبُ وجْهَهُ قَطُوفٌ بِرِجْلٍ، كالقِسِیّ النَّوَاتِرِ قال ابن بری: و الذی فی شعره: … یُضْرب وجْهُهُ بِمُخْتَلِفاتٍ كالقِسِیِّ النَّوَاتِرِ و قوله یَزُرُّ: یَعَضُّ. و القطا: جمع قَطاةٍ و هو موضِعُ الرِّدْفِ. و الخلات: جمعُ خَلٍّ و هو الطریق فی الرمل، كلما عَضَّ الحمارُ أَكفالَ الأُتُنِ نَفَحَتْه بأَرجلها. و القَطُوفُ من الدوابِّ: البطی‌ءُ السَّیْرِ؛ یرید أَن الأُتُنَ لما رَوِیَتْ من الماءِ و امتلأَت بطونُها منه بَطُؤَ سَیْرُها.

نثر؛ ج5، ص: 191

: اللیث: النَّثْرُ نَثْرُكَ الشی‌ءَ بیدك تَرْمی به متفرقاً مثلَ نَثْرِ الجَوْزِ و اللَّوْزِ و السُّكَّرِ، و كذلك نَثْرُ الحَبِّ إِذا بُذرَ، و هو النِّثَارُ؛ و قد نَثَرَهُ یَنْثُرُهُ و یَنْثِرُهُ نَثراً و نِثاراً و نَثَّرَه فانْتَثَرَ و تناثَرَ؛ و النُّثارةُ: ما تناثَرَ منه، و خص اللحیانی به ما یَنْتَثِرُ من المائدة فَیُؤكل فیرجی فیه الثوابُ. التهذیب: و النُّثارُ فُتاتُ ما یَتَناثَرُ حَوالی الخِوانِ من الخبز و نحو ذلك من كل شی‌ء. الجوهری: النُّثارُ، بالضم، ما تناثر من الشی‌ء. و دُرٌّ مُنَثَّرٌ: شُدِّدَ للكثرة، و قیل: نُثارةُ الحِنْطة و الشعیرِ و نحوهما ما انْتَثَرَ منه. و شی‌ءٌ نَثَرٌ: مُنْتَثِرٌ، و كذلك الجمع؛ قال: حَدَّ النهارِ تُراعِی ثِیرَةً نَثَرا و یقال: شَهِدتُ نِثارَ فلان؛ و قوله أَنشده ثعلب: هِذْرِیانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ، مُوشِكُ السَّقْطةِ، ذُو لُبٍّ نَثِر قال ابن سیدة: لم یفسر نَثِراً، قال: و عندی أَنه مُتَناثِرٌ مُتساقطٌ لا یَثْبُتْ. و‌فی حدیث ابن مسعود و حذیفةَ فی القراءة: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْرِ و نَثْراً كَنَثْرِ الدَّقَلِ‌أَی كما یَتساقَطُ الرُّطَبُ الیابِسُ من العِذْقِ إِذا هُزَّ. و‌فی حدیث أَبی ذر: یُوافِقُكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نَثورٍ؛ هی الواسعة الإِحلیلِ كأَنها تَنْثُرُ اللَّبنَ نَثْراً و تَفْتَحُ سَبِیلَه، و وجأَه فَنَثَر أَمْعاءَهُ. و تَناثَرَ القوم: مَرِضُوا فماتوا. و النَّثورُ: الكثِیرُ الولد، و كذلك المرأَة، و قد نَثَرَ ولداً و نثر كلاماً: أَكثره، و قد نَثَرَتْ ذا بَطْنِها و نَثَرَتْ بَطْنَها. و‌فی الحدیث: فلما خلا سِنِّی و نَثَرْتُ له ذا بَطْنی؛ أَرادت أَنها كانت شابَّةً تَلِدُ الأَولادَ عنده. و قیل لامرأَةٍ: أَیُّ البُغاةِ أَبغضُ إِلیكِ فقالت: التی إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ، و إِن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ. و رجلٌ نَثِرٌ بَیِّنُ النَّثَرِ و مِنْثَرٌ، كِلاهُما: كثیرُ الكلام، و الأُنثی نَثِرَةٌ فقط. و النَّثْرةُ: الخَیْشومُ و ما والاه. و شاةٌ ناثِرٌ و نَثُورٌ: تَطْرَحُ من أَنفها كالدُّود. و النَّثِیرُ للدّواب و الإِبلِ: كالعُطاسِ للناس؛ زاد الأَزهری: إِلا أَنه لیس بغالب له و لكنه شی‌ءٌ یفعله هو بأَنفه؛ یقال: نَثَرَ الحِمارُ و هو یَنْثِرُ نَثِیراً. الجوهری: و النَّثْرةُ للدواب شِبْهُ العَطْسةِ، یقال: نَثَرَتِ الشاةُ إِذا طرحَتْ من أَنفها الأَذی. قال الأَصمعی: النافر و الناثِرُ لشاةُ تَسْعُلُ فَیَنْتَثرُ من أَنفها شی‌ءٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: الجرادُ نَثْرةُ الحوتِ‌أَی عَطْسَتُهُ؛ و‌حدیثِ كعبٍ: إِنما هو نَثْرَةُ حوتٍ، و قد نَثَرَ یَنْثِرُ نَثِیراً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فما أَنْجَرَتْ حتی أَهَبَّ بِسُدْفَةٍ علاجِیمَ، عیرُ ابنی صُباحٍ نَثِیرُها و استَنْثَر الإِنسانُ: استَنْشَقَ الماء ثم استخرج ذلك بِنَفَسِ الأَنفِ. و الانْتِثارُ و الاستِنْثارُ بمعنی: و هو
لسان العرب، ج‌5، ص: 192
نَثْرُ ما فی الأَنف بالنَّفَسِ. و‌فی الحدیث: إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر، و فی التهذیب: فانْثِر، و قد روی: فأَنْثِرْ، بقطع الأَلف، قال: و لا یعرفه أَهل اللغة، و قد وُجِدَ بخطه فی حاشیة كتابه‌فی الحدیث: من توضأَ فَلْیَنْثِرْ، بكسر الثاء، یقال: نَثَرَ الجوزَ و الدُّرَّ یَنْثُرُ، بضم الثاء، و نَثَرَ من أَنفه یَنْثِرُ، بكسر الثاء لا غیر؛ قال: و هذا صحیح كذا حفظه علماء اللغة. ابن الأَعرابی: النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ، و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، فی الطهارة: اسْتَنْثِرْ؛ قال: و معناه اسْتَنْشِقْ و حَرِّكِ النَّثْرةَ. الفراء: نَثَرَ الرجلُ و انْتَثَرَ و اسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ فی الطهارة؛ قال أَبو منصور: و قد روی هذا الحرف عن أَبی عبید أَنه قال‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: إِذا توضأْت فأَنْثِرْ، من الإِنْثار، إِنما یقال: نَثَرَ یَنْثِرُ و انْتَثَرَ یَنْتَثِرُ و اسْتَنْثَرَ یَسْتَنْثِرُ. و‌روی أَبو الزناد عن الأَعرج عن أَبی هریرة، رضی الله عنه، أَنه قال: إِذا توضأَ أَحدُكم فلیجعلِ الماءَ فی أَنْفِه ثم لِیَنْثِرْ؛ قال الأَزهری: هكذا رواه أَهل الضبط لأَلفاظ الحدیث، قال: و هو الصحیح عندی، و قد فسر قوله لِیَنْثِرْ و اسْتَنْثِرْ علی غیر ما فسره الفراء و ابن الأَعرابی، قال بعض أَهل العلم: معنی الاستنثارِ و النَّثْر أَن یستنشق الماء ثم یستخرج ما فیه من أَذی أَو مُخاط، قال: و مما یدل علی هذا‌الحدیث الآخر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یَستنشِق ثلاثاً فی كل مرة یَسْتَنْثِرُ؛ فجعل الاستنثار غیر الاستنشاق، یقال منه: نَثَر یَنْثِر، بكسر الثاء. و‌فی الحدیث: من توضأَ فَلْیَنْثِر، بكسر الثاء، لا غیر. و الإِنسان یستنثر إِذا استنشق الماء ثم استخرج نَثِیرَه بنَفَس الأَنفِ. ابن الأَثیر: نَثَرَ یَنثِرُ، بالكسر، إِذا امتخط، و استَنْثَر استفعل منه: استنشق الماء ثم استخرج ما فی الأَنف، و قیل: هو من تحریك النَّثْرةِ، و هی طرَف الأَنف؛ قال: و یروی فأَنْثِر بأَلف مقطوعة، قال: و أَهل اللغة لا یجیزونه و الصواب بأَلف الوصل. و نَثَر السُّكَّر یَنْثُره، بالضم، قال: و أَما قول ابن الأَعرابی النَّثْرةُ طرف الأَنف فهو صحیح، و به سمی النجْم الذی یقال له نَثْرةُ الأَسد كأَنها جعلت طرَف أَنفه. و النثرة: فُرْجة ما بین الشاربین حِیالَ وتَرةِ الأَنف، و كذلك هی من الأَسَدِ، و قیل: هی أَنف الأَسد. و النَّثْرةُ: نَجْم من نُجوم الأَسَد ینزلها القمر؛ قال: كادَ السِّماكُ بها أَو نَثْرةُ الأَسَدِ التهذیب: النثْرة كوكب فی السماء كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِیالَ كَوكبین، تسمیه العرب نثرة الأَسد و هی من منازل القمر، قال: و هی فی علم النجوم من بُرْجِ السرَطانِ. قال أَبو الهیثم: النثرة أَنف الأَسد و منْخراه، و هی ثلاثة كواكبَ خَفِیَّة متقاربة، و الطرْفُ عینا الأَسَد كوكبان، الجبهة أَمامَها قوله [كوكبان، الجبهة امامها] كذا بالأصل. و عبارة القاموس: الطرف كوكبان یقدمان الجبهة. و هی أَربعةُ كواكِبَ. الجوهری: النثرة كوكبان بینهما مقدار شبر، و فیهما لَطْخ بیاض كأَنه قِطْعة سحاب و هی أَنف الأَسد ینزلها القمر. و العرب تقول: إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَی داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ، و طلوع النثرة علی إِثْر طُلُوع الشِّعْرَی. و طعَنه فأَنْثَره عن فرسه أَی أَلقاه علی نَثْرَتِه؛ قال: إِنّ علیها فارِساً كَعَشَرَهْ؛ إِذا رَأَی فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ قال ثعلب: معناه طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه من أَنفه، و یروی رئِیسَ. الجوهری: و یقال طعنه فأَنْثَره أًی
لسان العرب، ج‌5، ص: 193
أَرعفه؛ و أَنشد الراجز: إِذا رأَی فارس قوم أَنثره و النثْرةُ: الدِّرْعُ السَّلِسةُ المَلْبَس، و قیل: هی الدرْعُ الواسِعةُ. و نَثَر دِرْعَه علیه: صَبَّها، و یقال للدِّرعِ: نثْرةٌ و نَثْلَةٌ. قال ابن جنی: ینبغی أَن تكون الراء فی النثرة بدلًا من اللام لقولهم نَثَلَ علیه دِرْعَه و لم یقولوا نثرها، و اللام أَعمّ تصرفاً، و هی الأَصل، یعنی أَن باب نَثَلَ أَكثر من باب نثر. و قال شمر فی كتابه فی السلاح: النثرة و النثْلةُ اسم من أَسماء الدرْعِ، قال: و هی المَنْثُولةُ؛ و أَنشد: و ضاعَفَ مِنْ فَوْقِها نَثْرَةً، تَرُدُّ القَواضِبَ عنها فُلُولا و قال ابن شمیل: النَّثْلُ الأَدْراعُ، یقال نَثَلَها علیه و نَثَلَها عنه أَی خَلَعها. و نَثَلَها علیه إِذا لَبِسَها. قال الجوهری: یقال نَثَر دِرْعه عنه إِذا أَلقاها عنه، قال: و لا یقال نَثَلَها. و‌فی حدیث أُم زرع: و یَمِیسُ فی حِلَقِ النثْرةِ، قال: هی ما لَطُفَ من الدُّرُوع، أَی یَتَبَخْتَرُ فی حَلَقِ [حِلَقِ] الدِّرْعِ، و هو ما لطُف منها.

نجر؛ ج5، ص: 193

: النَّجْر و النِّجارُ و النُّجارُ: الأَصْلُ و الحَسَبُ، و یقال: النَّجْرُ اللَّوْنُ؛ قال الشاعر: نجارُ كلِّ إِبِلٍ نِجارُها، و نارُ إِبْلِ العالَمِینَ نارُها هذه إِبلٌ مسروقةٌ من آبالٍ شَتَّی و فیها من كلِّ ضَرْبٍ و لَوْنٍ و سِمةٍ ضَرْب. الجوهریّ: و من أَمثالهم فی المخلط: كلُّ نِجارِ إِبِلٍ نِجارُها أَی فیه من كل لَوْن من الأَخلاقِ و لیس له رأْی یثبت علیه؛ عن أَبی عبیدة. و‌فی حدیث علیّ: و اختَلَفَ النَّجْر و تَشَتَّتَ الأَمْر؛ النَّجْر: الطبْعُ و الأَصْل. ابن الأَعرابی: النجر شَكْل الإِنسان و هیئتُه؛ قال الأَخطل: و بَیْضاء لا نَجْرُ النجاشِیِّ نَجْرُها، إِذا التَهَبَتْ منها القَلائدُ و النَّحْرُ و النَّجْرُ: القَطْع، و منه نَجْرُ النَّجَّارِ، و قد نَجَرَ العُودَ نَجراً. التهذیب: اللیث النَّجْرُ عمل النَّجَّارِ و نحْتُه، و النجْرُ نَحْتُ الخَشَبة، نَجَرَها یَنْجُرها نَجْراً: نَحَتها. و نُجارةُ العُود: ما انْتُحِتَ منه عند النَّجْرِ. و النجَّارُ: صاحبُ النَّجْر و حِرْفَتُه النِّجارةُ. و النَّجْرانُ: الخَشَبة التی تَدُور فیها رِجْل الباب؛ و أَنشد: صَبَبْتُ الماءَ فی النَّجْرانِ صَبّاً، تَرَكْتُ البابَ لیس له صَرِیرُ ابن الأَعرابی: یقال لأَنف الباب الرِّتاجُ، و لِدَرَوَنْدِه النَّجْرانُ، و لِمِتْرَسه القُنَّاحُ و النِّجافُ؛ و قال ابن درید: هو الخشبة التی یَدُور فیها. و النَّوْجَرُ: الخَشبة التی تُكْرَبُ بها الأَرضُ، قال ابن درید: لا أَحسبها عربیة محضة. و المنْجُور فی بعض اللغات: المَحالةُ التی یُسْنی علیها. و النَّجِیرةُ: سَقِیفةٌ من خشب لیس فیها قَصَبٌ و لا غیره. و نَجَر الرجلَ یَنْجُرهُ نَجْراً إِذا جَمَعَ یده ثم ضَرَبه بالبُرْجُمةِ الوُسْطی. اللیث: نَجَرْتُ فلاناً بیدی، و هو أَن تَضُمَّ من كفِّك بُرْجُمةَ الإِصبَعِ الوُسْطی ثم تَضْرِبَ بها رأْسَه، فَضَرْبُكَه النَّجْرُ؛ قال الأَزهری: لم أَسمعه لغیره و الذی سمعناه نَجَرْتُه إِذا دفعْتَه ضَرْباً؛ و قال ذو الرمة: یَنْجُرْنَ فی جانِبَیْها و هْیَ تَنْسَلِبُ و أَصله الدقُّ. و یُقال لِلهاوُنِ: مِنْجارٌ. و النَّجِیرةُ: بَیْنَ الحَسُوِّ و بین العَصِیدةِ؛ قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 194
و یقال انْجُرِی لِصِبْیانِك و رِعائِك، و یقال: ماءٌ مَنْجُور أَی مُسَخَّنٌ؛ ابن الأَعرابی: هی العَصیدةُ ثم النجِیرة ثم الحَسُوُّ. و النَّجِیرة: لَبن و طَحِینٌ یُخْلَطان، و قیل: هو لبنٌ حلیبٌ یجعل علیه سَمْن، و قیل: هو ماء و طَحِین یُطْبخ. و نَجَرْتُ الماء نَجْراً: أَسخنته بالرَّضَفَةِ. و المِنْجَرةُ: حجر مُحْمًی یُسخَّن به الماء و ذلك الماء نَجِیرةٌ. و لأَنْجُرَنّ نَجِیرَتَك أَی لأَجْزِینَّك جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابی. و النَّجَرُ و النَّجَرانُ: العطشُ و شِدّة الشرْب، و قیل: هو أَن یمتلئ بطنه من الماء و اللبَنِ الحامض و لا یَرْوَی من الماء، نَجِرَ نَجَراً، فهو نَجِرٌ. و النجَرُ: أَن تأْكل الإِبل و الغنم بُزُورَ الصحْراءِ فلا تَرْوَی. و النجَرُ، بالتحریك: عطَشٌ یأْخذ الإِبل فتشرب فلا تروَی و تمرَض عنه فتموت، و هی إِبل نَجْرَی و نَجارَی و نَجِرَةٌ. الجوهری: النَّجَرُ، بالتحریك، عطش یصیب الإِبل و الغنم عن أَكل الحِبَّةِ فلا تكاد تروَی من الماء؛ یقال: نَجِرَتِ الإِبلُ و مَجِرَتْ أَیضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسی: حتی إِذا ما اشْتَدّ لُوبانُ النَّجَرْ، و رشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ و الغُدُرْ و لاحَ لِلعَیْنِ سُهَیْلٌ بِسَحَرْ، كَشُعْلةِ القابِس تَرْمی بالشَّرَرْ یصف إِبلًا أَصابها عطش شدید. و اللُّوبانُ و اللُّوابُ: شِدّةُ العطشِ. و سُهَیْلٌ: یجی‌ء فی آخر الصیف و إِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فلا تُمْسِكُ الماءَ و لذلك یُصِیبُها العطشُ الشدید. التهذیب: نَجِرَ یَنْجَرُ نَجَراً إِذا أَكثر من شرب الماء و لم یكَدْ یروَی. قال یعقوب: و قد یصیب الإِنسانَ «3»؛ و منه شهرُ ناجِرٍ. و كل شهر فی صَمِیمِ الحَرِّ، فاسمه ناجِرٌ لأَن الإِبل تَنْجَرُ فیه أَی یَشتَدُّ عطشها حتی تَیْبَسَ جُلُودُها. و صَفَرٌ كان فی الجاهلیة یقال له ناجرٌ؛ قال ذو الرمة: صَرًی آجِنٌ یَزْوِی له المَرْءُ وجْهَه، إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ فی شهر ناجِرٍ ابن سیدة: و النَّجْر الحرُّ؛ قال الشاعر: ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّیاً هَرَباً، و أَتتكَ وافِدةٌ من النَّجْرِ و شهرا ناجرٍ و آجرٍ: أَشدّ ما یكون من الحرّ، و یزعم قوم أَنهما حَزِیرانُ و تَمُّوزُ، قال: و هذا غلط إِنما هو وقت طلوع نجمین من نجوم القَیْظ؛ و أَنشد عركة الأَسدی: تُبَرِّدُ ماء الشَّنِّ فی لیلة الصَّبا، و تَسْقِینِیَ الكُرْكورَ فی حَرِّ آجِرِ و قیل: كل شهر من شهور الصیف ناجر؛ قال الحطیئة: كنِعاج وَجْرَةَ، ساقَهُنّ إِلی ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ و ناجِرٌ: رَجَبٌ، و قیل: صفر؛ سمی بذلك لأَن المال إِذا ورد شرب الماء حتی یَنْجَرَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: صَبَحْناهُمُ كأْساً من الموتِ مُرَّةً بناجِرَ، حتی اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ و قال بعضهم: إِنما هو بِناجَرَ، بفتح الجیم، و جمعها نواجر. المفضل: كانت العرب تقول فی الجاهلیة
(3). قوله [قال یعقوب و قد یصیب الانسان] عبارة یعقوب كما فی الصحاح: و قد یصیب الانسان النجر من شرب اللبن الحامض فلا یروی من الماء
لسان العرب، ج‌5، ص: 195
للمحرَّم مُؤْتَمِرٌ، و لصفرٍ ناجِرٌ، و لربیع الأَول خَوَّانٌ. و النَّجْر: السَّوقُ الشدید. و رجل مِنْجَر أَی شدیدُ السَّوْقِ للإِبِل. و‌فی حدیث النجاشیِّ: لما دخل علیه عَمْرو بنُ العاصِ و الوَفْدُ قال لهم: نَجِّرُوا‌أَی سَوِّقوا الكلامَ؛ قال أَبو موسی: و المشهور بالخاء، و سیجی‌ء. و نَجَرَ الإِبل یَنْجُرُها نَجْراً: ساقَها سَوْقاً شدیداً؛ قال الشماخ: جَوَّاب أَرْضٍ مِنْجَر العَشِیَّات قال ابن سیدة: هكذا أَنشده أَبو عبیدة جَوَّاب أَرض، قال: و المعروف جوّاب لَیْل، قال: و هو أَقعد بالمعنی لأَن اللیل و العَشِیّ زمانان، فأَما الأَرض فلیست بزمان. و نَجَرَ المرأَة نَجْراً: نكَحها. و الأَنْجَرُ: مِرْساةُ السفینة، فارسی؛ فی التهذیب: هو اسم عِراقیٌّ، و هو خَشبات یُخالَفُ بینها و بین رؤوسها و تُشدّ أَوساطها فی موضع واحد ثم یفرغ بینها الرَّصاص المذاب فتصیر كأَنها صخرة، و رؤوسها الخشب ناتئة بها الحبال و ترسل فی الماء فإِذا رَسَتْ رَسَتِ السفینة فأَقامت. و من أَمثالهم یقال: فلان أَثْقلُ مِن أَنجَرة. و الإِنْجارُ: لغة فی الإِجَّارِ، و هو السَّطْح؛ و قول الشاعر: رَكِبْتُ من قَصْدِ الطریق مَنْجَرَهْ قال ابن سیدة: فهو المَقْصِدُ الذی لا یَعْدِلُ و لا یَجُورُ عن الطریق. و المِنْجارُ: لُعْبة للصبیان یَلْعَبُون بها؛ قال: و الوَرْدُ یَسْعی بِعُصْمٍ فی رِحالِهِمُ، كأَنه لاعِبٌ یَسْعی بِمِنْجارِ و النُّجَیرُ: حِصْن بالیَمن؛ قال الأَعشی: و أَبْتَعِثُ العِیسَ المَراسِیلَ تَفْتَلی مسافةَ ما بین النُّجَیرِ و صَرْخَدَا و بنو النَّجَّار: قبیلة من العرب؛ و بنو النَّجَّار: الأَنصار «1»؛ قال حسان: نَشَدْتُ بَنی النَّجَّارِ أَفعالَ والِدی، إِذا العارُ لم یُوجَدْ له من یُوارِعُهْ أَی یُناطِقُه، و یروی: … یُوازِعُه. و النَّجیرَةُ: نَبْت عَجِرٌ قَصِیرٌ لا یَطولُ. الجوهری: نَجْرُ أَرض مكة و المدینة، و نَجْرَان: بلد و هو من الیمن؛ قال الأَخطل: مِثْل القَنافِذِ هَدّاجُونَ قد بَلَغَتْ نَجْرَانَ، أَو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَجَرُ «2» قال: و القافیة مرفوعة و إِنما السوأَة هی البالِغَةُ إِلَّا أَنه قَلَبَها. و‌فی الحدیث: أَنه كُفِّن فی ثلاثة أَثواب نَجْرَانِیَّة؛ هی منسوبة إِلی نَجْرانَ، و هو موضع معروف بین الحجاز و الشام و الیمن. و‌فی الحدیث: قَدِمَ علیه نَصاری نَجْرَانَ.

نحر؛ ج5، ص: 195

: النَّحْرُ: الصَّدْر. و النُّحُورُ: الصدُور. ابن سیدة: نَحْرُ الصدر أَعلاه، و قیل: هو موضعُ القلادة منه، و هو المَنْحَر، مذكر لا غیر؛ صرح اللحیانی بذلك، و جمعه نُحور لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و نَحَره ینْحَره نَحْراً: أَصاب نَحْرَه. و نَحَر البعیرَ ینحَره نحراً: طَعَنه فی مَنْحَرِه حیث یبدو الحُلقوم من أَعلی الصدْر؛ و جَمَلٌ نَحِیر فی جمال نَحْری و نُحَراء و نَحائِرَ، و ناقة نَحِیر و نَحِیرَة فی أَنْیُق نَحْری و نُحَرَاء و نَحائرَ. و یومُ النَّحر: عاشر ذی الحجة یومُ الأَضحی لأَن
(1). قوله [و بنو النجار الأَنصار] عبارة القاموس: و بنو النجار قبیلة من الأَنصار (2). فی دیوان الأَخطل: علی العِیاراتِ هذّاجون.
لسان العرب، ج‌5، ص: 196
البُدْنَ تُنحر فیه. و المنْحَر: الموضع الذی یُنحر فیه الهدْی و غیره. و تَناحَرَ القومُ علی الشی‌ء و انْتَحَرُوا: تَشاحُّوا علیه فكاد بعضهم یَنْحَر بعضاً من شِدّة حِرْصِهم، و تناحَرُوا فی القِتال. و النَّاحِرَانِ و النَّاحِرَتانِ: عِرْقان فی النحر، و فی الصحاح: الناحِران عِرْقانِ فی صَدر الفَرَس. المحكم: و الناحِرَتانِ ضِلعان من أَضلاع الزَّوْرِ، و قیل: هما الواهِنَتانِ، و قال ابن الأَعرابی: الناحِرَتان التَّرْقُوَتانِ من الناس و الإِبِل و غیرهم. غیرُه: و الجَوانِحُ ما رُفِع علیه الكَتِف من الدابة و البعیر، و من الإِنسان الدَّأْیُ، و الدَّأْیُ ما كان من قِبَلِ الظهر، و هی سِتٌّ ثلاثٌ من كل جانب، و هی من الصدر الجوانح لِجُنُوحِها علی القلب؛ و قال: الكتف علی ثلاثة أَضلاع من جانب و ستة أَضلاع من جانب، و هذه الستة یقال لها الدَّأَیاتُ. أَبو زید: الجوانح أَدنی الضلوع من المنحر، و فیهن الناحِرات و هی ثلاث من كل جانب، ثم الدَّأَیاتُ و هی ثلاث من كل شقٍّ، ثم یبقی بعد ذلك ست من كل جانب متصلات بالشَّراسِیفِ لا یسمونها إِلا الأَضلاع، ثم ضِلَع الخَلْفِ و هی أَواخر الضلوع. و نَحْرُ النهار: أَولُه. و أَتیتُه فی نَحْرِ النهار أَی أَوله، و كذلك فی نَحْرِ الظهیرة. و‌فی حدیث الهجرة: أَتانا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فی نَحْرِ الظَّهِیرَةِ؛ هو حین تبلغ الشمس مُنتهاها من الارتفاع كأَنها وصَلَتْ إِلی النحر، و هو أَعلی الصدر. و‌فی حدیث الإِفْكِ: حتی أَتینا الجیشَ فی نَحْرِ الظهیرة.و‌فی حدیث وابِصَةَ: أَتانی ابن مسعود فی نَحْرِ الظهیرة فقلت: أَیَّةُ ساعةِ زیادةٍ‌و نُحُورُ الشُّهور: أَوائِلُها، و كل ذلك علی المَثَلِ. و النَّحِیرَةُ: أَوّل یوم من الشهر، و یقال لآخر لیلة من الشهرِ نَحِیرَةٌ لأَنها تَنْحَرُ الهلال؛ قال الكمیت: فَبادَرَ لَیْلَةَ لا مُقْمِرٍ، نَحِیرَةَ شهرٍ لِشهرٍ سَرَارَا أَراد لیلة لا رَجُلٍ مُقْمِرٍ، و السِّرارُ: مردودٌ علی اللیلة، و نَحِیرَة: فعیلة بمعنی فاعلة لأَنها تَنْحَر الهلال أَی تَسْتقبِله، و قیل: النَّحِیرَة آخر یوم من الشهر لأَنه یَنْحَر الذی یَدخل بعده، و قیل: النَّحِیرة لأَنها تنحَر التی قبلها أَی تستقبلها فی نحرها، و الجمع ناحِراتٌ و نَواحِرُ، نادران؛ قال الكمیت یصف فعل الأَمطار بالدیار: و الغَیْثُ بالمُتَأَلِّقاتِ من الأَهلَّة فی النَّواحِرْ «1» و قال: النَّحِیرة آخر لیلة من الشهر مع یومها لأَنها تَنْحَر الذی یدخل بعدها أَی تصیر فی نحره، فهی ناحرة؛ و قال ابن أَحمر الباهلی: ثم اسْتمرّ علیه واكِفٌ هَمِعٌ، فی لیلة نَحَرَتْ شعبانَ أَو رجبا قال الأَزهری: معناه أَنه یَستقبل أَوّل الشهر و یقال له ناحِرٌ. و‌فی الحدیث: أَنه خرج و قد بَكَّروا بصلاة الضحی، فقال: نَحَرُوها نَحَرَهُمُ الله‌أی صَلَّوْها فی أَول وقتها من نَحْرِ الشهر، و هو أَوله؛ قال ابن الأَثیر: و قوله نحرهم الله یحتمل أَن یكون دعاءً لهم، أَی بكَّرهم الله بالخیر كما بكَّروا بالصلاة فی أَول وقتها، و یحتمل أَن یكون دعاءً علیهم بالنَّحْرِ و الذبح لأَنهم غَیَّروا وقتها؛ و قوله أَنشده ثعلب:
(1). قوله [و الغیث إلخ] أورده الصحاح فی مادة نحر، بالواو بدل فی، فقال: و النواحر.
لسان العرب، ج‌5، ص: 197
مرفوعةٌ مِثلُ نَوْءِ السِّمَاكِ، وافَقَ غُرَّةَ شهرٍ نَحِیرا قال ابن سیدة: أَری نَحِیراً فعیلًا بمعنی مفعول، فهو علی هذا صفة لِلْغُرَّة، قال: و قد یجوز أَن یكون النَّحِیرُ لغة فی النَّحِیرة. و الدَّارَانِ [تَتناحَرَانِ أَی تَتقابلانِ، و إِذا استقبلتْ دَارٌ دَاراً قیل: هذه تَنْحَرُ تلك؛ و قال الفرّاء: سمعت بعض العرب یقول منازلُهم تَناحَرُ هذا بِنَحْرِ هذا أَی قُبالَتِهِ؛ قال و أَنشدنی بعض بنی أَسد: أَبا حَكَمٍ، هل أَنتَ عمُّ مُجالِدٍ، و سیِّدُ أَهلِ الأَبْطَحِ المُتناحِرِ؟ و‌فی الحدیث: حتی تُدْعَقَ الخیول فی نَواحِرِ أَرضهم‌أَی مُقابِلاتِها؛ یقال: منازل بنی فلان تَتَناحَرُ أَی تَتَقابَلُ؛ و قول الشاعر: أَوْرَدْتُهم و صُدورُ العِیسِ مُسْنَفَةٌ، و الصبحُ بالكَوكَبِ الدُّرِّیِّ مَنْحُورُ أَی مستقبَلٌ. و نَحَرَ الرجلُ فی الصلاة یَنْحَرُ: انتصب و نَهَدَ صَدْرُه. و قوله تعالی: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ؛قیل: هو وضع الیمین علی الشمال فی الصلاة‌قال ابن سیدة: و أَراها لغة شرعیة، و‌قیل: معناه وَ انْحَرْ البُدْن، و قال طائفة: أُمِرَ بنحر النُّسك بعد الصلاة، و‌قیل: أَمر بأَن ینتصِب بنَحْره بإِزاء القبلة و أَن لا یلتفتَ یمیناً و لا شمالًا‌و‌قال الفراء: معناه استقبل القبلة بِنَحْرِك.ابن الأَعرابی: النَّحْرَة انتصاب الرجلُ فی الصلاة بإِزاء المحراب. و النِّحْرُ و النِّحْریرُ: الحاذق الماهر العاقل المجرِّب، و قیل: النِّحریرُ الرجل الطَّبِنُ الفطِن المُتْقِن البصِیر فی كل شی‌ء، و جمعه النَّحارِیر. و‌فی حدیث حُذیفة: وُكِّلَتِ الفِتنةُ بثلاثة: بالحادِّ النحریر، و هو الفطِن البصیر بكل شی‌ء. و النَّحْرُ فی اللَّبَّة: مثلُ الذبح فی الحلق. و رجل مِنْحار، و هو للمبالغة: یوصف بالجود. و من كلام العرب: إِنه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها أَی یَنْحَرُ سِمانَ الإِبلِ. و یقال للسحاب إِذا انْعَقَّ بماء كثیر: انْتَحَرَ انْتِحاراً؛ و قال الراعی: فمرّ علی منازِلِها، و أَلقی بها الأَثْقالَ، و انْتَحر انْتِحارا و قال عدیّ بن زید یصف الغیث: مَرِحٌ وَبْلُهُ یَسُحُّ سُیُوبَ الماءِ سَحّاً، كأَنه مَنْحُورُ و دائرةُ الناحِرِ تكون فی الجِرَانِ إِلی أَسفل من ذلك. و یقال: انْتَحر الرجلُ أی نَحَر نفسه. و فی المثل: سُرِقَ السارِقُ فانْتَحَر. و بَرَقَ نَحْرُهُ: اسم رجل؛ و أَورد الجوهری فی نخر بیتاً لغَیلان بن حُریث شاهداً علی مُنْخورِه لغة فی الأَنْفِ و هو: من لَدُ لَحْیَیْه إِلی مُنْخُورِه قال ابن بری: صواب إِنشاده كما أَنشده سیبویه إِلی مُنْحُورِهِ، بالحاء. و المُنْحُورُ: النحر؛ وصف الشاعر فرساً بطول العنق فجعله یستوعب من حبله مقدار باعین من لحییه إِلی نَحْرِه.

نخر؛ ج5، ص: 197

: النَّخِیرُ: صوتُ الأَنفِ. نَخَرَ الإِنسانُ و الحمار و الفرس بأَنفه یَنْخِرُ و یَنْخُرُ نَخِیراً: مدّ الصوت و النفَس فی خَیاشِیمه. الفراء فی قوله تعالی: أَ إِذٰا كُنّٰا عِظٰاماً نَخِرَةً، و قرئ: ناخِرَةً؛ قال: و ناخِرَةً أَجود الوجهین لأَن الآیات بالأَلف، أَ لا تری أَن ناخرة
لسان العرب، ج‌5، ص: 198
مع الحافِرة و الساهِرة أَشبه بمجی‌ء التأْویل؟ قال: و الناخِرة و النَّخِرة سواء فی المعنی بمنزلة الطامِع و الطمِع؛ قال ابن بری و قال الهَمْدانی یوم القادسیة: أَقْدِمْ أَخا نَهْمٍ علی الأَساوِرَهْ، و لا تَهُولَنْكَ رؤوسٌ نادِرَهْ، فإِنما قَصْرُكَ تُرْبُ الساهِرَه، حتی تعودَ بعدَها فی الحافِرَهْ، من بعدِ ما صِرتَ عِظاماً ناخِرَهْ و یقال: نَخِرَ العَظْمُ، فهو نَخِرٌ إِذا بَلیَ و رَمَّ، و قیل: ناخِرة أَی فارِغة یجی‌ء منها عند هُبوب الریح كالنَّخیر. و المَنْخِرُ و المَنْخَرُ و المِنْخِرُ و المُنْخُرُ و المُنْخورُ: الأَنف؛ قال غیلان بن حریث: یَسْتَوْعِبُ البُوعَینِ من جَرِیرِهِ من لَدُ لَحْیَیْهِ إِلی مُنْخُورِهِ قال ابن بری: و صواب إِنشاده كما أَنشده سیبویه … إِلی مُنْحورهِ، بالحاء، و المنحور: النَّحْر؛ وصف الشاعر فَرَساً بطول العُنُق فجعله یَستوعِب من حَبْله مقدار باعَین من لحْیَیْه إِلی نَحْرِه. الجوهری: و المَنْخِرُ ثُقْبُ الأَنْفِ، قال: و قد تكسر المیم إِتباعاً لكسرة الخاء، كما قالوا مِنْتِن، و هما نادران لأَن مِفْعِلًا لیس من الأَبنیة. و‌فی الحدیث: أَنه أَخذ بِنُخْرَة الصبیّ‌أَی بأَنفِه. و المُنْخُران أَیضاً: ثُقْبا الأَنْف. و‌فی حدیث الزِّبْرِقان: الأُفَیْطِس النُّخْرَةِ‌لِلذی كان یَطْلُع فی حِجْرِه. التهذیب: و یقولون مِنْخِراً و كان القیاس مَنْخِراً و لكن أَرادوا مِنْخِیراً، و لذلك قالوا مِنْتِن و الأَصل مِنْتِین. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه أُتِیَ بسكران فی شهر رمضان فقال: لِلمَنْخِرَین‌دُعاءٌ علیه أَی كَبَّه الله لِمَنْخِرَیهِ، كقولهم: بْعداً له و سُحْقاً و كذلك للیدین و الفَم. قال اللحیانی فی كل ذی مَنْخِرٍ: إِنه لَمُنْتَفِخُ المَناخِر كما قالوا إِنه لمُنْتَفِخ الجوانِب، قال: كأَنهم فَرَّقوا الواحد فجعلوه جمعاً. قال ابن سیدة: و أَما سیبویه فذهب إِلی تعظیم العُضْوِ فجعل كلَّ واحد منه مَنْخِراً «2»، و الغَرَضان مُقْترِبان. و النُّخْرة: رأْس الأَنفِ. و امرأَةٌ مِنْخار: تَنْخِرُ عند الجماع، كأَنها مجنونة، و من الرجال من یَنْخِرُ عند الجماع حتی یُسمع نَخِیره. و نُخْرَتا الأَنْف: خَرْقاه، الواحدة نخْرة، و قیل: نُخْرَتُه مُقدّمه، و قیل: هی ما بین المُنْخُرَین، و قیل: أَرْنَبَتُهُ یكون للإِنسان و الشاء و الناقة و الفرس و الحمار؛ و كذلك النُّخَرة مثال الهُمَزَة. و یقال: هَشَم نُخْرَتَه أَی أَنفه. غیره: النُّخْرة و النُّخَرة، مثال الهُمَزة، مُقدَّم أَنف الفرس و الحمار و الخنزیر. و نَخَرَ الحالِبُ الناقةَ: أَدخل یده فی مَنْخرها و دلَكه أَو ضرَب أَنفَها لتَدِرَّ؛ و ناقة نَخُور: لا تَدِرُّ إِلّا علی ذلك. اللیث: النَّخُور الناقة التی یَهلِك ولدُها فلا تَدِرّ حتی تُنَخَّر تَنْخِیراً؛ و التَّنْخِیر: أَن یدلُك حالبُها مُنْخُرَیها بإِبهامَیه و هی مُناخة فتثُور دارَّة. الجوهری: النَّخُور من النُّوق التی لا تَدِرّ حتی تضرِب أَنفَها، و یقال: حتی تُدخِل إِصْبَعَك فی أَنفها. و نَخِرَت الخشَبة، بالكسر، نَخَراً، فهی نَخِرة: بَلِیَتْ و انْفَتَّت أَو اسْتَرْخَت تَتَفَتَّت إِذا مُسَّت، و كذلك العظْم، یقال: عَظْم نَخِر و ناخِر، و قیل: النَّخِرَة من العظام البالیةُ، و الناخِرة التی فیها بقیَّة «3»
(2). قوله [فجعل كل واحد إلخ] لعل المناسب فجعل كل جزء (3). قوله [التی فیها بقیة] كذا فی الأصل. و عبارة القاموس: المجوفة التی فیها ثقبة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 199
، و الناخر من العظام الذی تَدخل الریح فیه ثم تخرج منه، و لها نَخِیر. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: لما خلق الله إِبلیس نَخَرَ؛ النَّخِیر: صوت الأَنف. و نَخَر نَخِیراً: مدّ الصَّوت فی خیاشیمه و صوَّت كأَنه نَغْمة جاءت مضطرِبة. و‌فی الحدیث: ركِب عمرو بن العاص علی بغلة شَمِطَ وجهُها هرَماً فقیل له: أَ تركب بغلة و أَنت علی أَكرمِ ناخرة بمصر؟و قیل: ناجِرة، بالجیم؛ قال المبرّد: قوله الناخِرة یرید الخیل، یقال للواحد ناخِر و للجماعة ناخرة، كما یقال رجل حَمَّار و بغَّال و للجماعة الحمَّارة و البغَّالة؛ و قال غیره: یرید و أَنت علی ذلك أَكرم «1» ناخِرة. یقال: إِن علیه عَكَرَةً من مال أَی إِنّ له عَكَرة، و الأَصل فیه أَنها تَرُوحُ علیه، و قیل للحمیر الناخِرة للصَّوت الذی خرج من أُنوفها، و أَهلُ مِصر یُكثِرون ركوبها أَكثرَ من ركوب البِغال. و‌فی الحدیث: أَفضلُ الأَشیاءِ الصلاةُ علی وقتها‌أَی لوقتها. و قال غیره: الناخِر الحمار. الفراء: هو الناخِر و الشاخِر، نخیرُه من أَنفِه و شَخِیرُه من حلقِه. و‌فی حدیث النَّجاشیِّ: لما دخل علیه عمرو و الوفْدُ معه قال لهم: نَخِّرُوا‌أَی تكلموا؛ قال ابن الأَثیر: كذا فُسر فی الحدیث، قال: و لعله إِن كان عربیّاً مأْخوذ من النَّخیر الصَّوتِ، و یروی بالجیم، و قد تقدم. و‌فی الحدیث أَیضاً: فتناخَرَتْ بَطارِقَتُه‌أَی تكلمت و كأَنه كلام مع غضب و نُفور. و الناخِر: الخِنزیر الضَّارِی، و جمعه نُخُرٌ. و نُخْرة الریح، بالضم: شِدّةُ هُبوبها. و النَّخْوَرِیُّ: الواسع الإِحلِیل؛ و قال أَبو نصر فی قول عَدِیِّ بن زید: بعدَ بنِی تُبَّعٍ نَخاوِرَة، قدِ اطمأَنَّتْ بهم مَرازِبُها قال: النَّخاوِرَة الأَشراف، واحدهم نِخْوارٌ و نَخْوَرِیّ، و یقال: هم المتكبرون. و یقال: ما بها ناخِر أَی ما بها أَحد؛ حكاه یعقوب عن الباهلی. و نُخَیر و نَخَّار: اسمانِ.

ندر؛ ج5، ص: 199

: نَدَرَ الشی‌ءُ یَنْدُرُ نُدُوراً: سَقَط، و قیل: سَقَطَ و شذَّ، و قیل: سقط من خَوْف شی‌ء أَو من بین شی‌ء أَو سقط من جَوْف شی‌ء أَو من أَشیاء فظهرَ. و نوادِرُ الكلام تَنْدُر، و هی ما شَذَّ و خرج من الجمهور، و ذلك لظُهوره. و أَندَرَه غیرُه أَی أَسقطه. و یقال: أَندَر من الحِساب كذا و كذا، و ضرب یدَه بالسیف فأَندَرَها؛ و قول أَبی كَبیر الهذلی: و إِذا الكُمَاةُ تَنادَرُوا طَعْنَ الكُلی، نَدْرَ البِكارة فی الجَزاءِ المُضْعَفِ یقول: أُهْدِرَتْ دِماؤكم كما تُنْدَرُ البِكارة فی الدِّیة، و هی جمع بَكْرٍ من الإِبل؛ قال ابن بری: یرید أَن الكُلی المطعونة تُنْدَر أَی تُسقط فلا یحتسب بها كما یُنْدَر البَكْر فی الدیة فلا یُحتَسب به. و الجَزاء هو الدیة، و المُضْعَف: المُضاعَف مَرَّة بعد مرة. و‌فی الحدیث: أَنه ركِب فرساً له فمرّت بشجرة فطار منها طائِرٌ فحادتْ فنَدَرَ عنها علی أَرض غلیظة‌أَی سقَط و وقع. و‌فی حدیث زَواج صفِیَّة: فعَثَرَتِ الناقة و نَدَرَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و نَدَرَتْ.و‌فی حدیث آخر: أَن رجلًا عَضَّ ید آخر فندَرَت ثَنِیَّتُه، و فی روایة: فنَدَر ثنیَّتَه. و فی حدیث آخر: فضرب رأْسَه فنَدَر.و أَندَر عنه من ماله كذا: أَخرج. و نَقَدَه مائة نَدَرَی: أَخرجها له من ماله. و لقیه ندْرة و فی النَّدْرة و النَّدَرة و نَدَری و النَّدَری و فی النَّدَرَی أَی فیما بین الأَیام. و إِن شئت قل:
(1). قوله [و أنت علی ذلك أكرم إلخ] كذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 200
لقیتُه فی نَدَرَی بلا أَلف و لام. و یقال: إِنما یكون ذلك فی النَّدْرة بعد النَّدْرة إِذا كان فی الأَحایین مرة، و كذلك الخطِیئة بعد الخطیئة. و نَدَرتِ الشجرةُ: ظهَرت خُوصَتُها و ذلك حین یَستمكِن المالُ من رَعْیِها. و ندَرَ النباتُ یَنْدُرُ: خرج الورَق من أَعراضِه. و استندرتِ الإِبلُ: أَراغَتْه للأَكل و مارسَتْه. و النَّدْرة: الخَضْفَة بالعَجَلة. و ندَرَ الرجلُ: خَضَفَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا ندَرَ فی مجلسِه فأَمَرَ القومَ كلهم بالتطهر لئلا یَخْجَل النادِرُ حكاها الهَرَوِیّ فی الغَرِیبَین، معناه أَنه ضَرطَ كأَنها ندَرَت منه من غیر اختیار. و یقال للرجل إِذا خَضَفَ: ندَرَ بها، و یقال: ندَرَ الرجلُ إِذا مات؛ و قال ساعدة الهذلی: كِلانا، و إِن طال أَیامُهُ، سَیَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ سَیَنْدُرُ: سَیَموت. و النَّدْرة: القِطعة من الذهب و الفضة توجد فی المَعْدِن. و قالوا: لو ندَرْت فلاناً لوجدتَه كما تُحِب أَی لو جرّبتَه. و الأَندَرُ: البَیْدَرُ، شامِیَّة، و الجمع الأَنادِر؛ قال الشاعر: دَقَّ الدِّیاسِ عَرَمَ الأَنادِرِ و قال كُراع: الأَنْدَر الكُدْس من القمح خاصة. و الأَندَرُون: فِتْیان من مواضع شتی یجتمعون للشُّرب؛ قال عمرو بن كلثوم: و لا تُبْقِی خُمُور الأَندَرِینا واحدهم أَندَرِیٌّ، لمَّا نسَب الخمرَ إِلی أَهل القریة اجتمعتْ ثلاثُ یاءات فخفَّفها للضرورة، كما قال الراجز: وما عِلْمِی بِسِحْرِ البابِلِینا و قیل: الأَندَرُ قریة بالشام فیها كروم فجمَعها الأَندَرِین، تقول إِذا نسَبتَ إِلیها: هؤلاء الأَندَرِیُّون. قال: و كأَنه علی هذا المعنی أَراد خمور الأَندَرِیِّین فخفَّف یاء النسبة، كما قالوا الأَشْعَرِین بمعنی الأَشعریین. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: أَنه أَقبل و علیه أَندَرْوَرْدِیَّةُ؛ قیل: هی فوق التُّبَّان و دون السراوِیل تُغطِّی الركبة، منسوبة إِلی صانع أَو مكانٍ. أَبو عمرو: الأَندَرِیّ الحَبْل الغلیظ؛ و قال لبید: مُمَرٍّ كَكَرِّ الأَندَرِیّ شَتیم

نذر؛ ج5، ص: 200

: النَّذْرُ: النَّحْبُ، و هو ما یَنْذِرُه [یَنْذُرُه] الإِنسان فیجعله علی نفسه نَحْباً واجباً، و جمعه نُذُور، و الشافعی سَمَّی فی كتاب جِراحِ العَمْد ما یجب فی الجِراحات من الدِّیات نَذْراً، قال: و لغة أَهل الحجاز كذلك، و أَهل العراق یسمونه الأَرْش. و قال أَبو نَهْشَل: النَّذْرُ لا یكون إِلا فی الجِراح صِغارها و كِبارها و هی مَعاقِل تلك الجِراح. یقال: لی قِبَل فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل؛ و قال أَبو سعید الضریر: إِنما قیل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فیه أَی أَوجب، من قولك نَذَرتُ علی نفسی أَی أَوجبْت. و‌فی حدیث ابن المسیَّب: أَن عمر و عثمان، رضی الله عنهما، قَضَیا فی المِلْطاة بنصف نَذْرِ المُوضِحَة‌أَی بنصف ما یجب فیها من الأَرْش و القِیمة؛ و قد نَذَرَ علی نفسه لله كذا یَنْذِرُ و یَنْذُر نَذْراً و نُذُوراً. و النَّذِیرة: ما یُعطیه. و النَّذِیرة: الابن یجعله أَبواه قَیِّماً أَو خادماً للكَنیسة أَو للمتعبَّد من ذكر و أُنثی، و جمعه النَّذَائر، و قد نَذَرَه. و فی التنزیل العزیز: إِنِّی نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِی بَطْنِی مُحَرَّراً؛ قالته امرأَة عِمران أُمُّ مریم. قال الأَخفش: تقول العرب نَذَرَ علی نفسه نَذْراً و نذَرتُ مالی فأنا أَنذِرُه [أَنذُرُه] نذْراً؛ رواه عن یونس عن العرب. و فی
لسان العرب، ج‌5، ص: 201
الحدیث ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً؛ تقول: نذَرْتُ أَنذِرُ و أَنذُر نذْراً إِذا أَوجبتَ علی نفسِك شیئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غیرِ ذلك. قال ابن الأَثیر: و قد تكرّر فی أَحادیثه ذِكْرُ النهی عنه و هو تأْكیدٌ لأَمرِه و تحذیرٌ عن التَّهاوُن به بعد إِیجابه؛ قال: و لو كان معناه الزَّجْرَ عنه حتی لا یُفعلَ لكان فی ذلك إِبطالُ حُكمِهِ و إِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء به، إِذْ كان بالنهی یصیر معصیة فلا یَلزمُ، و إِنما وجهُ الحدیث أَنه قد أَعلمهم أَن ذلك أَمرٌ لا یَجرُّ لهم فی العاجل نفعاً و لا یَصرِف عنهم ضَرًّا و لا یَرُدُّ قضاء، فقال: لا تَنْذِرُوا علی أَنكم تُدرِكون بالنَّذرِ شیئاً لم یُقدِّرْه الله لكم أَو تَصرفون به عنكم ما جری به القضاء علیكم، فإِذا نذَرْتم و لم تعتقدوا هذا فاخرُجوا عنه بالوَفاء فإِن الذی نذَرْتُمُوه لازم لكم. و نَذِرَ بالشی‌ء و بالعدوّ، بكسر الذال، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه. و أَنذَرَه بالأَمر «2» إِنْذاراً و نُذْراً؛ عن كراع و اللحیانی: أَعلَمَهُ، و الصحیح أَن النُّذْر الاسم و الإِنذار المصدرُ. و أَنذَره أَیضاً: خوّفه و حذَّره. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْآزِفَةِ؛ و كذلك حكی الزجاجی: أَنذَرْتهُ إِنذاراً و نذِیراً، و الجیِّد أَن الإِنذار المصدر، و النذِیر الاسم. و فی التنزیل العزیز: فَسَتَعْلَمُونَ كَیْفَ نَذِیرِ. و قوله تعالی: كَیْفَ نَذِیرِ؛ معناه فكیف كان إِنذاری. و النذِیر: اسمُ الإِنذار. و قوله تعالی: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ؛ قال الزجاج: النُّذُر جمع نَذِیر. و قوله عز و جل: عُذْراً أَوْ نُذْراً؛ قرئت: عُذُراً أَو نُذُراً، قال: معناهما المصدر و انتصابُهما علی المفعول له، المعنی فَالْمُلْقِیٰاتِ ذِكْراً للإِعذارِ أَو الإِنذار. و یقال: أَنذَرْتُه إِنذاراً. و النُّذُر: جمع النذِیر، و هو الاسم من الإِنذار. و النذِیرة: الإِنذار. و النذِیرُ: الإِنذار. و النذِیر: المُنْذِر، و الجمع نُذُرٌ، و كذلك النذِیرة؛ قال ساعدة بن جُؤیَّة: و إِذا تُحُومِیَ جانبٌ یَرْعَوْنَه، و إِذا تَجی‌ء نَذِیرة لم یَهْربوا و قال أَبو حنیفة: النذیرُ صَوْت القَوْس لأَنه یُنْذِر الرَّمِیَّة؛ و أَنشد لأَوس بن حجر: و صَفْراء من نَبْعٍ كأَن نذِیرَها، إِذا لم تُخفِّضه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ و تَناذَر القوم: أَنذر بعضُهم بعضاً، و الاسم النُّذْر. الجوهری. تَناذرَ القومُ كذا أَی خَوّف بعضُهم بعضاً؛ و قال النابغة الذُّبیانی یصف حَیَّة و قیل یصف أَن النعمان توعَّده فبات كأَنه لدیغ یَتململ علی فِراشه: فبِتُّ كأَنی ساوَرَتْنی ضَئِیلَةٌ من الرُّقْشِ، فی أَنیابِها السُّمُّ ناقِعُ تَناذَرَها الرَّاقُون من سُوء سَمِّها، تُطَلّقُه طَوْراً، و طَوْراً تُراجِعُ و نَذِیرة الجیش: طَلِیعَتُهم الذی یُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَی یُعلمهم؛ و أَما قول ابن أَحمر: كَم دون لَیْلی من تَنُوفِیَّةٍ لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فیها النُّذُرْ فیقال: إِنه جمع نَذْر مثل رَهْن و رُهُن. و یقال: إِنه جمع نَذِیر بمعنی مَنْذُور مثل قَتیل و جَدید.
(2). قوله [و أنذره بالأمر إلخ] هكذا بالأصل مضبوطاً، و عبارة القاموس مع شرحه: و أَنذره بالأَمر إنذاراً و نذراً، بالفتح عن كراع و اللحیانی و یضم و بضمتین، و نذیراً
لسان العرب، ج‌5، ص: 202
و الإِنذارُ: الإِبلاغ، و لا یكون إِلا فی التخویف، و الاسم النُّذُر. و منه قوله تعالی: فَكَیْفَ كٰانَ عَذٰابِی وَ نُذُرِ* أَی إِنذاری. و النَّذِیر: المُحذِّر، فعیل بمعنی مُفْعِل، و الجمع نُذُر. و قوله عز و جل: وَ جٰاءَكُمُ النَّذِیرُ؛ قال ثعلب: هو الرسول، و قال أَهل التفسیر: یعنی النبی، صلی الله علیه و سلم، كما قال عز و جل: إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ شٰاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً*. و قال بعضهم: النَّذِیر هاهنا الشَّیْب، قال الأَزهری: و الأَوّل أَشبَه و أَوضح. قال أَبو منصور: و النذِیرُ یكون بمعنی المُنْذِر و كان الأَصلَ و فعلُه الثُّلاثیُّ أُمِیتَ، و مثله السمیعُ بمعنی المُسمِعِ و البدیعُ بمعنی المُبدِعِ.قال ابن عباس: لما أَنزل الله تعالی: وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ، أَتی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الصَّفا فصعَّد علیه ثم نادی: یا صباحاه فاجتمع إِلیه الناسُ بین رجُل یَجی‌ء و رجُل یَبعثُ رسوله، قال: فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یا بنی عبدِ المطَّلِب، یا بنی فلان، لو أَخبرْتُكم أَن خَیْلًا ستَفْتَحُ هذا الجبَلَ «1» تُریدُ أَن تُغِیرَ علیكم صدّقتُمونی؟ قالوا: نعم. قال: فإِنی نَذِیرٌ لَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذٰابٍ شَدِیدٍ، فقال أَبو لَهَب: تَبًّا لكم سائرَ القَومِ أَ ما آذنْتُمونا إِلا لهذا؟ فأَنزل الله تعالی: تَبَّتْ یَدٰا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَّ.و یقال: أَنذَرْتُ القومَ سَیْرَ العدُوّ إِلیهم فنَذِروا أَی أَعلمتُهم ذلك فعَلِموا و تحرّزوا. و التَّناذُر: أَن یُنْذِر القومُ بعضُهم بعضاً شرًّا مَخُوفاً؛ قال النابغة: تَناذَرَها الرَّاقُون من شرِّ سَمِّها یعنی حیَّة إِذا لَدَغَتْ قتلت. و من أَمثال العرب: قد أَعذَرَ من أَنذَر أَی من أَعلَمك أَنه یُعاقِبُك علی المكروهِ منك فیما یَستقبِله ثم أَتیتَ المكروه فعاقَبَك فقد جَعَل لنفسه عُذْراً یكُفُّ به لائِمَةَ الناس عنه. و العرب تقول: عُذْراك لا نُذراك أَی أَعْذِر و لا تُنْذِر. و النَّذِیرُ العُرْیانُ: رجُل من خَثْعَمَ حَمَلَ علیه یومَ ذِی الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامر فقطَع یَده و یَدَ امرأَتِه؛ و حكی ابن بَرّی فی أَمالیه عن أَبی القاسم الزجاجی فی أَمالیه عن ابن درید قال: سأَلت أَبا حاتم عن قولهم أَنا النَّذِیرُ العُرْیان، فقال: سمعت أَبا عُبیدة یقول: هو الزبیر بن عمرو الخثْعَمی، و كان ناكِحاً فی بنی زُبَیْد، فأَرادت بنو زبید أَن یُغِیروا علی خَثْعَمَ فخافوا أَن یُنْذِر قومَه فأَلقَوْا علیه بَراذِعَ و أَهْداماً و احتَفَظوا به فصادف غِرّة فحاضَرَهم و كان لا یُجارَی شَدًّا، فأَتی قومَه فقال: أَنا المُنْذِرُ العُرْیان یَنْبِذ ثَوبَه، إِذا الصَّدْقُ لا یَنْبِذْ لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ الأَزهری: من أَمثال العرب فی الإِنذار: أَنا النَّذِیرُ العُرْیان؛ قال أَبو طالب: إِنما قالوا أَنا النذِیرُ العریان لأَنّ الرجُل إِذا رأَی الغارة قد فَجِئَتْهُم و أَراد إِنذار قومه تجرّد من ثیابه و أَشار بها لیُعلم أَن قد فَجِئَتْهُم الغارة، ثم صار مثلًا لكل شی‌ء تخاف مُفاجأَته؛ و منه قول خُفاف یصف فرساً: ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه رجُل، یُلوِّحُ بالیدَیْن، سَلِیبُ و‌فی الحدیث: كان إِذا خَطَب احْمرَّت عیناه و علا صَوْتُه و اشتدّ غضبُه كأَنه مُنذِر جَیش یقول صَبَّحَكُم و مَسَّاكم؛ المُنْذِر: المعلِم الذی یُعْرّف القومَ بما یكون قد دهَمَهم من عَدُوّ أَو غیره، و هو
(1). قوله [ستفتح هذا الجبل] هكذا بالأصل؛ و الذی فی تفسیر الخطیب و الكشاف بسفح هذا الجبل
لسان العرب، ج‌5، ص: 203
المخوِّف أَیضاً، و أَصل الإِنذار الإِعلام. یقال: أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا أَعلمته، فأَنا مُنْذِر و نَذیر أَی مُعْلِم و مُخوِّف و مُحذِّر. و نَذِرْت به إِذا عَلِمْت؛ و منه‌الحدیث: انذَرِ القوم‌أَی احْذَرْ منهم و استعِدّ لهم و كُنْ منهم علی عِلم و حَذَرٍ. و مُنذِر و مُناذِر: اسْمان. و بات بلیلة ابن المُنذِر یعنی النعمان، أَی بلیلة شدیدة؛ قال ابن أَحمر: و بات بنو أُمّی بِلیلِ ابنِ مُنذِر، و أَبناءُ أَعمامی عذُوباً صَوادِیا عذُوب: وُقُوف لا ماء لهم و لا طعام. و مُناذِر و محمد بن مَناذِر، بفتح المیم: اسم، و هُمُ المَناذِرة یرید آل المُنذِر أَو جماعةَ الحیّ مثل المَهالِبة و المَسامِعة؛ قال الجوهری: ابن مناذِر شاعر، فمن فتح المیم منه لم یصرفه، و یقول إِنه جمع مُنذِر لأَنه محمد بن مُنذِر بن مُنذِر بن مُنذِر، و من ضمها صرَفه.

نزر؛ ج5، ص: 203

: النَّزْر: القلیل التافِه. قال ابن سیدة: النَّزْر و النَّزِیر القلیل من كل شی‌ء؛ نَزُرَ الشی‌ء، بالضم، یَنْزُرُ نَزْراً و نَزارة و نُزُورة و نُزْرَة. و نَزَّر عطاءه: قَلَّلَهُ. و طَعام مَنْزُورٌ و عَطاء مَنزُور أَی قلیل، و قیل: كل قلیل نَزْرٌ و مَنْزُورٌ؛ قال: بَطِی‌ءٌ من الشی‌ء القَلیلِ احْتِفاظُهُ علیكَ، و مَنْزورُ الرِّضا حِینَ یَغْضَبُ و قول ذی الرمة: لها بَشَرٌ مثلُ الحَرِیر، و مَنْطِقٌ رَخِیمُ الحَواشی، لا هُراءٌ و لا نَزْرُ یعنی أَن كلامَها مختصرُ الأَطرافِ و هذا ضِدّ الهَذْرِ و الإِكثار و ذاهِبٌ فی التخفیف و الاختصار، فإِن قال قائل: و قد قال و لا نَزْر، فَلَسْنا ندفع أَن الخَفَرَ یَقِلُّ معه الكلام و تُحذَف منه أَحْناءُ المقال لأَنه علی كل حال لا یكون ما یَجری منه، و إِن خَفَّ و نَزَرَ، أَقلَّ من الجُمل التی هی قواعد الحدیث الذی یَشُوق مَوْقِعُه و یَرُوق مَسْمَعُه. و التَّنَزُّر: التَّقلُّل. و امرأَة نَزُورٌ: قلیلة الولد، و نِسوةٌ نُزُرٌ. و النَّزُور: المرأَة القلیلة الولَد؛ و‌فی حدیث ابن جُبَیر: إِذا كانت المرأَة نَزرَةً أَو مِقْلاتاً‌أَی قلیلةَ الولَد؛ یقال: امرأَة نَزِرَة و نَزُورٌ، و قد یُستعمل ذلك فی الطیر؛ قال كُثیِّر: بُغاثُ الطَّیْر أَكثرها فِراخاً، و أُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ و قال النضر: النَّزُورُ القلیل الكلامِ لا یتكلم حتی تُنْزِرَه. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَد: لا نَزْر و لا هَذَر؛ النَّزْر القلیل، أَی لیس بقلیل فیدُلَّ علی عِیٍّ و لا كثیرٍ فاسد. قال الأَصمعی: نَزَرَ فلان فلاناً یَنْزُره نَزْراً إِذا استخرج ما عنده قلیلًا قلیلًا. و نَزَرَ الرجلَ: احتقَره و استقلَّه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قد كنتُ لا أُنزَرُ فی یوم النَّهَلْ، و لا تَخُونُ قُوَّتی أَن أُبْتَذَلْ، حتی تَوَشَّی فیَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ یقول: كنتُ لا أُسْتَقَلُّ و لا أُحتقَرُ حتی كَبِرت. و تَوَشَّی: ظهَر فیّ كالشِّیَة. و وضَّاح: شَیْب. وقَلْ: مُتَوَقِّل. و النَّزْرُ: الإِلحاحُ فی السؤال. و قولهم: فلان لا یُعطی حتی یُنْزَر أَی یُلحَّ علیه و یُصغَّرَ من قدرِه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: و ما كان لكم أَن تَنْزُرُوا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی
لسان العرب، ج‌5، ص: 204
الصَّلاة‌أَی تُلِحُّوا علیه فیها. و نَزَرَه نَزْراً: أَلحَّ علیه فی المسأَلة. و‌فی الحدیث: أَن عمرَ، رضی الله عنه، كان یُسایِرُ النبی، صلی الله علیه و سلم، فی سفَرٍ فسأَلهُ عن شی‌ء فلم یُجِبْه ثم عاد یسأَلهُ فلم یُجِبْه، فقال لنفسه كالمُبَكِّت لها: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ یا ابنَ الخطَّابِ نَزَرْتَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مِراراً لا یُجِیبُك؛ قال الأَزهری: معناه أَنك أَلْحَحْتَ علیه فی المسأَلة إِلْحاحاً أَدَّبك بسكوته عن جوابك؛ و قال كثیر: لا أَنْزُرُ النَّائِلَ الخلیلَ، إِذا ما اعْتلَّ نَزْرُ الظُّؤُورِ لم تَرَمِ أَراد: لم تَرْأَمْ فحذف الهمزة. و یقال: أَعطاه عطاء نَزْراً و عطاء مَنْزُوراً إِذا أَلَحَّ علیه فیه، و عطاءً غیر مَنْزُور إِذا لم یُلِحَّ علیه فیه بل أَعطاه عفواً؛ و منه قوله: فَخُذْ عَفْوَ ما آتاك لا تَنْزُرَنَّهُ، فعندَ بُلوغِ الكدْرِ رَنْقُ المَشارِبِ «1» أَبو زید: رجلٌ نَزْر و فَزر، و قد نَزُرَ نَزارَة إِذا كان قلیل الخیر؛ و أَنْزَرَه الله و هو رجلٌ مَنْزُور. و یقال لكل شی‌ء یَقِل: نَزُورٌ؛ و منه قول زید بن عدی: أَو كماءِ المَثْمُودِ بَعْدَ جمامٍ، رَذِم الدَّمْعِ لا یَؤُوب نَزُورا قال: و جائز أَن یكون النَّزُور بمعنی المنزور فعول بمعنی مفعول. و النَّزُور من الإِبل: التی لا تَكاد تَلقَحُ إِلا و هی كارهة. و ناقة نَزُورٌ: بینة النَّزار. و النَّزور أَیضاً: القلیلة اللبن، و قد نَزُرَتْ نَزْراً. قال: و النَّاتِق التی إِذا وجَدت مسَّ الفحل لَقِحَت، و قد نَتَقَت تَنتُقُ إِذا حَمَلت. و النَّزُور: الناقة التی مات ولدها فهی تَرْأَم ولدَ غیرها و لا یجی‌ء لبنُها إِلا نَزْراً. و فرس نَزُور: بطیئة اللِّقاح. و النَّزْر: ورمٌ فی ضَرْع الناقة؛ ناقة مَنْزُورة، و نَزَرْتُك فأَكثرت أَی أَمرتُك. قال شمر: قال عِدَّة من الكِلابِییِّن النَّزْر الاستعجال و الاسْتِحْثاث، یقال: نَزَرَه إِذا أَعجلَه، و یقال: ما جئتَ إِذا نَزْراً أَی بطیئاً. و نِزَار: أَبو قبیلة، و هو نِزارُ بن مَعَدّ بن عَدنان. و التَّنَزُّر: الانتِساب إِلی نِزار بن معد. و یقال: تَنَزَّر الرجل إِذا تشَبَّه بالنِّزَاریة أَو أَدخَل نفسَه فیهم. و‌فی الروض الأُنُفِ: سُمی نِزارٌ نِزاراً لأَن أَباه لمَّا وُلد له نظر إِلی نُور النبوّة بین عینیه، و هو النُّور الذی كان یُنقل فی الأَصلاب إِلی محمد، صلی الله علیه و سلم، ففرِح فرَحاً شدیداً و نَحَر و أَطعم و قال: إِن هذا كلَّه لَنَزْرٌ فی حق هذا المولود، فسمی نِزاراً لذلك.

نسر؛ ج5، ص: 204

: نَسَرَ الشی‌ءَ: كشَطَه. و النِّسْر [النَّسْر]: طائر «2» معروف، و جمعه أَنْسُر فی العدد القلیل، و نُسُور فی الكثیر، زعم أَبو حنیفة أَنه من العتاق؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك. ابن الأَعرابی: من أَسماء العُقاب النُّسارِیَّة شبهت بالنَّسْر؛ الجوهری: یقال النَّسْر لا مِخْلَب له، و إِنما له الظُّفُر كظُفُر الدَّجاجة و الغُراب و الرَّخَمَة. و فی النجوم: النَّسْر الطائر، و النَّسْر الواقع. ابن سیدة: و النَّسْران كوكبان فی السماء معروفان علی التشبیه بالنَّسْر الطائر، یقال لكل واحد منهما نَسْر أَو النَّسْر، و یَصِفونهما فیقولون: النَّسْر الواقع و النَّسْر الطائر. و استنسر البُغاث [البِغاث]: صار نَسْراً، و فی الصحاح: صار كالنَّسْر.
(1). قوله [ما آتاك إلخ] فی الأساس: فخذ عفو من آتاك إلخ. (2). قوله [و النسر طائر] هو مثلث الأول كما فی شرح القاموس نقلًا عن شیخ الإسلام
لسان العرب، ج‌5، ص: 205
و فی المثل: إِنّ البُغاث [البِغاث] بأَرضنا یسْتنسِر أَی أَن الضعیف یصیر قوِیّاً. و النَّسْر: نتف اللحم بالمِنْقار. و النَّسْر: نَتْف البازی اللحمَ بِمَنْسِره. و نسَر الطائر اللحم یَنْسِرُه [یَنْسُرُه] نَسْراً: نتفه. و المَنْسِر و المِنْسَر: مِنْقاره الذی یَسنتسِر به. و مِنقار البازی و نحوِه: مَنْسِره. أَبو زید: مِنْسَر الطائر مِنْقاره، بكسر المیم لا غیر. یقال: نَسَره بِمِنْسَره نَسْراً. الجوهری: و المِنْسَر، بكسر المیم، لسِباع الطیر بمنزلة المِنقار لغیرها. و المِنْسَر أَیضاً: قطعة من الجیش تمرّ قدام الجیش الكبیر، و المیم زائدة؛ قال لبید یَرْثی قتلی هوازن: سَمَا لهمُ ابنُ الجَعْد حتی أَصابهمْ بذی لَجَبٍ، كالطَّودِ، لیس بِمِنْسَرِ و المَنْسِر، مثال المجلس: لغة فیه. و‌فی حدث علیّ، كرم الله وجهه: كلما أَظلَّ علیكم مَنْسِر من مَناسِر أَهل الشأْم أَغلق كلُّ رجل منكم بابه.ابن سیدة: و المَنْسِر و المِنْسَر من الخیل ما بین الثلاثة إِلی العشرة، و قیل: ما بین الثلاثین إِلی الأَربعین، و قیل: ما بین الأَربعین إِلی الخمسین، و قیل: ما بین الأَربعین إِلی الستین، و قیل: ما بین المائة إِلی المائتین. و النَّسْر: لَحْمَة صُلْبة فی باطن الحافِرِ كأَنها حَصاة أَو نَواة، و قیل: هو ما ارتفع فی باطن حافر الفرَس من أَعلاه، و قیل: هو باطن الحافر، و الجمع نُسُور؛ قال الأَعشی: سَوَاهِمُ جُذْعانُها كالجِلامِ، قد أَقرَحَ القَوْدُ منها النُّسُورا و یروی: قد أَقْرَحَ منها القِیادُ النُّسُورا التهذیب: و نَسْرُ الحافر لحمُه تشبّهه الشعراء بالنوی قد أَقْتَمَها الحافِر، و جمعه النُّسُور؛ قال سلمة بن الخُرشُب: عَدَوْتُ بها تُدافِعُنِی سَبُوحٌ، فَرَاشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِیمُ قال أَبو سعید: أَراد بفَراش نُسُورِها حَدّها، و فَراشة كل شی‌ء: حدّه؛ فأَراد أَن ما تَقَشَّر من نُسُورها مثل العَجَم و هو النَّوی. قال: و النُّسُور الشَّواخِص اللَّواتی فی بطن الحافر، شُبهت بالنوی لصلابتها و أَنها لا تَمَسُّ الأَرض. و تَنَسَّر الحبلُ و انتَسَر طرَفُه و نَسَره هو نَسْراً و نَسَّره: نَشَره. و تَنَسَّر الجُرْحُ: تَنَقَّض و انتشرت مِدّتُه؛ قال الأَخطل: یَخْتَلُّهُنَّ بِحدِّ أَسمَرَ ناهِل، مثلِ السِّنانِ جِراحُهُ تَتَنَسَّرُ و النَّاسُور: الغاذُّ. التهذیب: النَّاسُور، بالسین و الصاد، عِرْق غَبِرٌ، و هو عرق فی باطنه فَساد فكلما بدا أَعلاه رجَع غَبِراً فاسداً. و یقال: أَصابه غَبَرٌ فی عِرْقه؛ و أَنشد: فهو لا یَبْرَأُ ما فی صَدرِه، مِثْل ما لا یَبرأُ العِرْق الغَبِرْ و قیل: النَّاسُور العِرْق الغَبِر الذی لا یَنقطع. الصحاح: الناسُور، بالسین و الصاد، جمیعاً عِلة تحدث فی مآقی العین یَسقِی فلا یَنقطع؛ قال: و قد یحدث أَیضاً فی حَوَالَیِ المَقعدة و فی اللِّثة، و هو مُعَرَّب. و النِّسْرِین: ضرْب من الرَّیاحین، قال الأَزهری: لا أَدری أَ عربیّ أَم لا. و النِّسار: موضع، و هو بكسر النون، قیل: هو ماء لبنی عامر، و منه یوم النِّسار لِبَنی أَسد و ذُبْیان علی جُشَم بن معاویة؛ قال بشر بن أَبی خازم:
لسان العرب، ج‌5، ص: 206
فلمَّا رأَوْنا بالنِّسار، كأَنَّنا نَشاصُ الثُّرَیَّا هَیّجَتْه جَنُوبُها و نَسْرٌ و ناسِر: اسمان. و نَسْر و النَّسْر، كلاهما: اسم لِصَنم. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً؛ و قال عبد الحق: أَما و دِماءٍ لا تزالُ كأَنها علی قُنَّة العُزَّی، و بالنَّسْر عَنْدَمَا الصحاح: نَسْر صنم كان لذی الكَلاع بأَرض حِمْیر و كان یَغُوثُ لِمذْحِج و یَعُوقُ لهَمْدان من أَصنام قوم نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ و فی شعر العباس یمدح سیدَنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: بل نُطْفة تَرْكبُ السَّفِین، و قدْ أَلْجَمَ نَسْراً و أَهلَه الغرَقُ قال ابن الأَثیر: یرید الصنم الذی كان یعبده قوم نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام.

نسطر؛ ج5، ص: 206

: النُّسْطُورِیَّة «3»: أُمة من النصاری یخالفون بقیتَهم، و هم بالرُّومیة نَسْطُورِسْ، و الله أَعلم.

نشر؛ ج5، ص: 206

: النَّشْر: الرِّیح الطیِّبة؛ قال مُرَقِّش: النَّشْر مِسْك، و الوُجُوه دَنانِیرٌ، و أَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ أَراد: النَّشْرُ مثلُ ریح المسك لا یكون إِلا علی ذلك لأَن النشر عَرضٌ و المسك جوهر، و قوله: … و الوُجوه دنانیر، الوجه أَیضاً لا یكون دیناراً إِنما أَراد مثل الدنانیر، و كذلك قال: و أَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد مثلَ العَنَم لأَن الجوهر لا یتحول إِلی جوهر آخر، و عَمَّ أَبو عبید به فقال: الَّنشْر الریح، من غیر أَن یقیّدها بطیب أَو نَتْن، و قال أَبو الدُّقَیْش: النَّشْر ریح فَمِ المرأَة و أَنفها و أَعْطافِها بعد النوم؛ قال إمرؤُ القیس: كأَن المُدامَ و صَوْبَ الغَمَامِ و رِیحَ الخُزامی و نَشْرَ القُطُرْ و‌فی الحدیث: خرج معاویة و نَشْرُه أَمامَه، یعنی ریحَ المسك؛ النَّشْر، بالسكون: الریح الطیبة، أَراد سُطوعَ ریح المسك منه. و نَشَر الله المیت یَنْشُره نَشْراً و نُشُوراً و أَنْشره فَنَشَر المیتُ لا غیر: أَحیاه؛ قال الأَعشی: حتی یقولَ الناسُ مما رَأَوْا: یا عَجَباً للمیّت النَّاشِرِ و فی التنزیل العزیز: وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظٰامِ كَیْفَ نُنْشِزُهٰا؛ قرأَها ابن عباس: كیف نُنْشِرُها، و قرأَها الحسن: نَنْشُرها؛ و قال الفراء: من قرأَ كیف نُنشِرها، بضم النون، فإِنْشارُها إِحیاؤها، و احتج ابن عباس بقوله تعالی: ثُمَّ إِذٰا شٰاءَ أَنْشَرَهُ، قال: و من قرأَها نَنْشُرها و هی قراءة الحسن فكأَنه یذهب بها إِلی النَّشْرِ و الطیّ، و الوجه أَن یقال: أَنشَرَ الله الموتی فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَیُوا و أَنشَرَهم الله أَی أحْیاهم؛ و أَنشد الأَصمَعی لأَبی ذؤیب: لو كان مِدْحَةُ حَیٍّ أَنشرَتْ أَحَداً، أَحْیا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِیحُ قال: و بعض بنی الحرث كان به جَرَب فَنَشَر أَی عاد و حَیِیَ. و قال الزجاج: یقال نَشَرهُم الله أَی بعثَهم كما قال تعالی: وَ إِلَیْهِ النُّشُورُ. و‌فی حدیث الدُّعاء: لك المَحیا و المَمَات و إِلیك النُّشُور.یقال: نَشَر المیتُ یَنْشُر نُشُوراً إِذا عاش بعد الموت، و أَنْشَره الله أَی أَحیاه؛ و منه یوم النُّشُور. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: فَهلَّا إِلی الشام
(3). قوله [النسطوریة] قال فی القاموس بالضم و تفتح
لسان العرب، ج‌5، ص: 207
أَرضِ المَنْشَر‌أَی موضِع النُّشُور، و هی الأَرض المقدسة من الشام یحشُر الله الموتی إِلیها یوم القیامة، و هی أَرض المَحْشَر؛ و منه‌الحدیث: لا رَضاع إِلا ما أَنشر اللحم و أَنبت العظم «1» أَی شدّه و قوّاه من الإِنْشار الإِحْیاء، قال ابن الأَثیر: و یروی بالزای. و قوله تعالی: و هو الذی یرسل الریاح نُشُراً بین یَدَیْ رَحمتِه، و قرئ: نُشْراً و نَشْراً. و النَّشْر: الحیاة. و أَنشر اللهُ الریحَ: أَحیاها بعد موت و أَرسلها نَشْراً و نَشَراً، فأَما من قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشُور مثل رسول و رسُل، و من قرأَ نُشْراً أَسكن الشینَ اسْتِخفافاً، و من قرأَ نَشْراً فمعناه إِحْیاءً بِنَشْر السحاب الذی فیه المطر الذی هو حیاة كل شی‌ء، و نَشَراً شاذّة؛ عن ابن جنی، قال: و قرئ بها و علی هذا قالوا ماتت الریح سكنتْ؛ قال: إِنِّی لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّیحُ، فأَقعُد الیومَ و أَستَرِیحُ و قال الزجاج: من قرأَ نَشْراً فالمعنی: و هو الذی یُرسِل الریاح مُنْتَشِرة نَشْراً، و من قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشور، قال: و قرئ بُشُراً، بالباء، جمع بَشِیرة كقوله تعالی: وَ مِنْ آیٰاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیٰاحَ مُبَشِّرٰاتٍ. و نَشَرتِ الریحُ: هبت فی یوم غَیْمٍ خاصة. و قوله تعالی: وَ النّٰاشِرٰاتِ نَشْراً، قال ثعلب: هی الملائكة تنشُر الرحمة، و قیل: هی الریاح تأْتی بالمطر. ابن الأَعرابی: إِذا هبَّت الریح فی یوم غیم قیل: قد نَشَرت و لا یكون إِلا فی یوم غیم. و نَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً: أَصابها الربیعُ فأَنبتتْ. و ما أَحْسَنَ نَشْرها أَی بَدْءَ نباتِها. و النَّشْرُ: أَن یخرج النَّبْت ثم یبطئَ علیه المطر فییبَس ثم یصیبَه مطر فینبت بعد الیُبْسِ، و هو رَدِی‌ء للإِبل و الغنم إِذا رعتْه فی أَوّل ما یظهر یُصیبها منه السَّهام، و قد نَشَر العُشْب نَشْراً. قال أَبو حنیفة: و لا یضر النَّشْرُ الحافِرَ، و إِذا كان كذلك تركوه حتی یَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أَی شرُّه و هو یكون من البَقْل و العُشْب، و قیل: لا یكون إِلا من العُشْب، و قد نَشَرت الأَرض. و عمَّ أَبو عبید بالنَّشْر جمیعَ ما خرج من نبات الأَرض. الصحاح: و النَّشْرُ الكلأُ إِذا یَبِسَ ثم أَصابه مطر فی دُبُرِ الصیف فاخضرّ، و هو ردی‌ء للراعیة یهرُب الناس منه بأَموالهم؛ و قد نَشَرتِ الأَرض فهی ناشِرة إِذا أَنبتتْ ذلك. و‌فی حدیث مُعاذ: إِن كلَّ نَشْرِ أَرض یُسلم علیها صاحِبُها فإِنه یُخرِج عنها ما أُعطِیَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِیّ و عُشْرَ المَظْمَئِیِّ؛ قوله رُبعَ المَسْقَوِیّ قال: أَراه یعنی رُبعَ العُشْر. قال أَبو عبیدة: نَشْر الأَرض، بالسكون، ما خرج من نباتها، و قیل: هو فی الأَصل الكَلأُ إِذا یَبِسَ ثم أَصابه مطر فی آخر الصَّیف فاخضرّ، و هو ردی‌ء للرّاعیة، فأَطلقه علی كل نبات تجب فیه الزكاة. و النَّشْر: انتِشار الورَق، و قیل: إِیراقُ الشَّجَر؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كأَن علی أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ و قد جاوَزُوا نَیَّان كالنَّبَطِ الغُلْفِ یجوز أَن یكون انتشارَ الورق، و أَن یكون إِیراقَ الشجر، و أَن یكون الرائحة الطیّبة، و بكل ذلك فسره ابن الأَعرابی. و النَّشْر: الجَرَب؛ عنه أَیضاً. اللیث: النَّشْر الكلأُ یهیج أَعلاه و أَسفله ندِیّ أَخضر تُدْفِئُ منه الإِبل إِذا رعته؛ و أَنشد لعُمیر بن حباب: أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِیقاً، و لو تَری مَقالتَه فی الغَیب، ساءَك ما یَفْرِی
(1). قوله [إلا ما أنشر اللحم و أنبت العظم] هكذا فی الأصل و شرح القاموس. و الذی فی النهایة و المصباح: إلا ما أنشر العظم و أنبت اللحم
لسان العرب، ج‌5، ص: 208
مَقالتُه كالشَّحْم، ما دام شاهِداً، و بالغیب مَأْثُور علی ثُغرة النَّحْرِ یَسرُّك بادِیهِ، و تحت أَدِیمِه نَمِیَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِی عَصَب الظَّهر تُبِینُ لك العَیْنان ما هو كاتِمٌ من الضِّغْن، و الشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر و فِینا، و إِن قیل اصطلحنا، تَضاغُنٌ كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ علی النَّشْر فَرِشْنی بخیر طالَما قد بَرَیْتَنی، فخیرُ الموالی من یَرِیشُ و لا یَبرِی یقول: ظاهرُنا فی الصُّلح حسَن فی مَرْآة العین و باطننا فاسد كما تحسُن أَوبار الجَرْبی عن أَكل النَّشْر، و تحتها داءٌ منه فی أَجوافها؛ قال أَبو منصور: و قیل: النَّشْر فی هذا البیت نَشَرُ الجرَب بعد ذهابه و نَباتُ الوبَر علیه حتی یخفی، قال: و هذا هو الصواب. یقال: نَشِرَ الجرَب یَنْشَر نَشَراً و نُشُوراً إِذا حَیِیَ بعد ذهابه. و إِبل نَشَری إِذا انتشر فیها الجَرب؛ و قد نَشِرَ البعیرُ إِذا جَرِب. ابن الأَعرابی: النَّشَر نَبات الوبَر علی الجرَب بعد ما یَبرأُ. و النَّشْر: مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر نَشْراً. الجوهری: نَشَر المتاعَ و غیرَه ینشُر نَشْراً بَسَطَه، و منه ریح نَشُور و ریاح نُشُر. و النَّشْر أَیضاً: مصدر نَشَرت الخشبة بالمِنْشار نَشْراً. و النَّشْر: خلاف الطیّ. نَشَر الثوبَ و نحوه یَنْشُره نَشْراً و نَشَّره: بَسَطه. و صحف مُنَشَّرة، شُدّد للكثرة. و‌فی الحدیث: أَنه لم یخرُج فی سَفَر إِلا قال حین ینهَض من جُلوسه: اللهم بك انتَشَرت؛ قال ابن الأَثیر: أَی ابتدأْت سفَری. و كلُّ شی‌ء أَخذته غضّاً، فقد نَشَرْته و انْتَشَرته، و مَرْجِعه إِلی النَّشْر ضدّ الطیّ، و یروی بالباء الموحدة و السین المهملة. و‌فی الحدیث: إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فعلیه بالنَّشِیر و لا یَخْصِف؛ هو المِئْزر سمی به لأَنه یُنْشَر لیُؤْتَزَرَ به. و النَّشِیرُ: الإِزار من نَشْر الثوب و بسْطه. و تَنَشَّر الشی‌ءُ و انْتَشَر: انْبَسَط. و انْتَشَر النهارُ و غیره: طال و امْتدّ. و انتشَر الخبرُ: انْذاع. و نَشَرت الخبرَ أَنشِره و أَنشُره أَی أَذعته. و النَّشَر: أَن تَنْتَشِر الغنمُ باللیل فترعی. و النَّشَر: أَن ترعَی الإِبل بقلًا قد أَصابه صَیف و هو یضرّها، و یقال: اتق علی إِبلك النَّشَر، و یقال: أَصابها النَّشَر أَی ذُئِیَتْ علی النَّشَر، و یقال: رأَیت القوم نَشَراً أَی مُنْتشِرین. و اكتسی البازِی ریشاً نَشَراً أَی مُنتشِراً طویلًا. و انتشَرت الإِبلُ و الغنم: تفرّقت عن غِرّة من راعیها، و نَشَرها هو ینشُرها نشْراً، و هی النَّشَر. و النَّشَر: القوم المتفرِّقون الذین لا یجمعهم رئیس. و جاء القوم نَشَراً أَی متفرِّقین. و جاء ناشِراً أُذُنیه إِذا جاء طامِعاً؛ عن ابن الأَعرابی. و النَّشَر، بالتحریك: المُنتشِر. و ضَمَّ الله نَشَرَك أَی ما انتشَر من أَمرِك، كقولهم: لَمَّ الله شَعَثَك و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فرَدَّ نَشَر الإِسلام علی غَرِّهِ‌أَی رَدَّ ما انتشر من الإِسلام إِلی حالته التی كانت علی عهد سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تعنی أَمرَ الرِّدة و كفایة أَبیها إِیّاه، و هو فَعَلٌ بمعنی مفعول. أَبو العباس: نَشَرُ الماء، بالتحریك، ما انتشر و تطایر منه عند الوضوء.و سأَل رجل الحسَن عن انتِضاح الماء فی إِنائه إِذا توضأَ فقال: ویلك أَ تملك نَشَر الماء؟ كل هذا محرّك الشین من نَشَرِ الغنم. و‌فی حدیث الوضوء: فإِذا اسْتنْشَرتَ و استنثرتَ خرجتْ خَطایا وجهك و فیك و خَیاشِیمك مع الماء، قال الخطابی: المحفوظ اسْتَنْشیت بمعنی
لسان العرب، ج‌5، ص: 209
استنْشقْت، قال: فإِن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء و تفرّقه. و انتشَر الرجل: أَنعظ. و انتشَر ذكَرُه إِذا قام. و نَشَر الخشبة ینشُرها نشراً: نَحتها، و فی الصحاح: قطعها بالمِنْشار. و النُّشارة: ما سقط منه. و المِنْشار: ما نُشِر به. و المِنْشار: الخَشَبة التی یُذرَّی بها البُرُّ، و هی ذات الأَصابع. و النواشِر: عَصَب الذراع من داخل و خارج، و قیل: هی عُرُوق و عَصَب فی باطن الذراع، و قیل: هی العَصَب التی فی ظاهرها، واحدتها ناشرة. أَبو عمرو و الأَصمعی: النواشِر و الرَّواهِش عروق باطِن الذراع؛ قال زهیر: مَراجِیعُ وَشْمٍ فی نَواشِرِ مِعْصَمِ الجوهری: النَّاشِرة واحدة النَّواشِر، و هی عروق باطن الذراع. و انتِشار عَصَب الدابة فی یده: أَن یصیبه عنت فیزول العَصَب عن موضعه. قال أَبو عبیدة: الانْتِشار الانتِفاخ فی العصَب للإِتعاب، قال: و العَصَبة التی تنتشِر هی العُجَایة. قال: و تحرُّك الشَّظَی كانتِشار العَصَب غیر أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احتمالًا منه لتحرك الشَّظَی. شمر: أَرض ماشِرة و هی التی قد اهتزَّ نباتها و استوت و روِیت من المطَر، و قال بعضهم: أَرض ناشرة بهذا المعنی. ابن سیدة: و التَّناشِیر كتاب للغِلمان فی الكُتَّاب لا أَعرِف لها واحداً. و النُّشرةُ: رُقْیَة یُعالَج بها المجنون و المرِیض تُنَشَّر علیه تَنْشِیراً، و قد نَشَّر عنه، قال: و ربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ: كأَنه نُشْرة. و التَّنْشِیر: من النُّشْرة، و هی كالتَّعوِیذ و الرُّقیة. قال الكلابی: و إِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَی یذهب عنه سریعاً. و‌فی الحدیث أَنه قال: فلعل طَبًّا أَصابه یعنی سِحْراً، ثم نَشَّره بِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ‌أَی رَقَاهُ؛ و كذلك إِذا كَتب له النُّشْرة. و‌فی الحدیث: أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال: هی من عَمَل الشیطان؛ النُّشرة، بالضم: ضرْب من الرُّقیة و العِلاج یعالَج به من كان یُظن أَن به مَسًّا من الجِن، سمیت نُشْرة لأَنه یُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء أَی یُكشَف و یُزال. و قال الحسن: النُّشْرة من السِّحْر؛ و قد نَشَّرت عنه تَنشِیراً. و ناشِرة: اسم رجل؛ قال: لقد عَیَّل الأَیتامَ طَعنةُ ناشِرَهْ أَ ناشِرَ، لا زالتْ یمینُك آشِرَهْ أَراد: یا ناشِرَةُ فرخَّم و فتح الراء، و قیل: إِنما أَراد طعنة ناشِر، و هو اسم ذلك الرجل، فأَلحق الهاء للتصریع، قال: و هذا لیس بشی‌ء لأَنه لم یُرْوَ إِلا أَناشِر، بالترخیم، و قال أَبو نُخَیلة یذكُر السَّمَك: تَغُمُّه النَّشْرة و النَّسِیمُ، و لا یَزالُ مُغْرَقاً یَعُومُ فی البحر، و البحرُ له تَخْمِیمُ، و أُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ تَلْهَمُه جَهْلًا، و ما یَرِیمُ یقول: النَّشْرة و النسیم الذی یُحیی الحیوان إِذا طال علیه الخُمُوم و العَفَن و الرُّطُوبات تغُم السمك و تكرُبه، و أُمّه التی ولدته تأْكله لأَن السَّمَك یأْكل بعضُه بعضا، و هو فی ذلك لا یَرِیمُ موضعه. ابن الأَعرابی: امرأَة مَنْشُورة و مَشْنُورة إِذا كانت سخیَّة كریمة، قال: و من المَنْشُورة قوله تعالی:
لسان العرب، ج‌5، ص: 210
نُشُراً بین یدَیْ رحمتِه أَی سَخاء و كَرَماً. و المَنْشُور من كُتب السلطان: ما كان غیر مختوم. و نَشْوَرَت الدابة من عَلَفها نِشْواراً: أَبقتْ من علفها؛ عن ثعلب، و حكاه مع المِشْوار الذی هو ما أَلقتِ الدابة من عَلَفها، قال: فوزنه علی هذا نَفْعَلَتْ، قال: و هذا بناء لا یُعرف. الجوهری: النِّشْوار ما تُبقیه الدابة من العَلَف، فارسی معرب.

نصر؛ ج5، ص: 210

: النَّصر: إِعانة المظلوم؛ نصَره علی عدوّه ینصُره و نصَره ینصُره نصْراً، و رجل ناصِر من قوم نُصَّار و نَصْر مثل صاحب و صحْب و أَنصار؛ قال: و اللهُ سَمَّی نَصْرَك الأَنْصَارَا، آثَرَكَ اللهُ به إِیْثارا و‌فی الحدیث: انصُر أَخاك ظالِماً أَو مظلوماً، و تفسیره أَن یمنَعه من الظلم إِن وجده ظالِماً، و إِن كان مظلوماً أَعانه علی ظالمه، و الاسم النُّصْرة؛ ابن سیدة: و قول خِدَاش بن زُهَیر: فإِن كنت تشكو من خلیل مَخانَةً، فتلك الحَوارِی عَقُّها و نُصُورُها یجوز أَن یكون نُصُور جمع ناصِر كشاهد و شُهود، و أن یكون مصدراً كالخُروج و الدُّخول؛ و قول أُمیة الهذلی: أُولئك آبائی، و هُمْ لِیَ ناصرٌ، و هُمْ لك إِن صانعتَ ذا مَعْقِلُ «1» أَراد جمع ناصِر كقوله عز و جل: نَحْنُ جَمِیعٌ مُنْتَصِرٌ. و النَّصِیر: النَّاصِر؛ قال الله تعالی: نِعْمَ الْمَوْلیٰ وَ نِعْمَ النَّصِیرُ*، و الجمع أَنْصَار مثل شَرِیف و أَشرافٍ. و الأَنصار: أَنصار النبی، صلی الله علیه و سلم، غَلبت علیهم الصِّفة فجری مَجْرَی الأَسماء و صار كأَنه اسم الحیّ و لذلك أُضیف إِلیه بلفظ الجمع فقیل أَنصاری. و قالوا: رجل نَصْر و قوم نَصْر فَوصَفوا بالمصدر كرجل عَدْلٍ و قوم عَدْل؛ عن ابن الأَعرابی. و النُّصْرة: حُسْن المَعُونة. قال الله عز و جل: مَنْ كٰانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللّٰهُ فِی الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَةِ؛ المعنی من ظن من الكفار أَن الله لا یُظْهِر محمداً، صلی الله علیه و سلم، علی مَنْ خالفَه فلیَخْتَنِق غَیظاً حتی یموت كَمَداً، فإِن الله عز و جل یُظهره، و لا یَنفعه غیظه و موته حَنَقاً، فالهاء فی قوله أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ للنبیّ محمد، صلی الله علیه و سلم. و انْتَصَر الرجل إِذا امتَنَع من ظالِمِه. قال الأَزهری: یكون الانْتصَار من الظالم الانْتِصاف و الانْتِقام، و انْتَصَر منه: انْتَقَم. قال الله تعالی مُخْبِراً عن نُوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و دعائِه إِیاه بأَن یَنْصُره علی قومه: فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنٰا، كأَنه قال لِرَبِّه: انتقم منهم كما قال: رَبِّ لٰا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِینَ دَیّٰاراً. و الانتصار: الانتقام. و فی التنزیل العزیز: وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ؛ و قوله عز و جل: وَ الَّذِینَ إِذٰا أَصٰابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ؛ قال ابن سیدة: إِن قال قائل أَ هُمْ مَحْمُودون علی انتصارهم أَم لا؟ قیل: من لم یُسرِف و لم یُجاوِز ما أمر الله به فهو مَحْمُود. و الاسْتِنْصار: اسْتِمْداد النَّصْر. و اسْتَنْصَره علی عَدُوّه أَی سأَله أَن ینصُره علیه. و التَّنَصُّرُ: مُعالَجَة النَّصْر و لیس من باب تَحَلَّم و تَنَوَّر. و التَّناصُر: التَّعاون علی النَّصْر. و تَناصَرُوا: نَصَر بعضُهم بعضاً. و‌فی الحدیث: كلُّ المُسْلِمِ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّم أَخَوانِ نَصِیرانَ‌أَی هما أَخَوانِ یَتَناصَران
(1). [أولئك آبائی إلخ] هكذا فی الأَصل و الشطر الثانی منه ناقص.
لسان العرب، ج‌5، ص: 211
و یَتعاضَدان. و النَّصِیر فعیل بمعنی فاعِل أَو مفعول لأَن كل واحد من المتَناصِرَیْن ناصِر و مَنْصُور. و قد نصره ینصُره نصْراً إِذا أَعانه علی عدُوّه و شَدَّ منه؛ و منه‌حدیث الضَّیْفِ المَحْرُوم: فإِنَّ نَصْره حق علی كل مُسلم حتی یأْخُذ بِقِرَی لیلته، قیل: یُشْبه أَن یكون هذا فی المُضْطَرّ الذی لا یجد ما یأْكل و یخاف علی نفسه التلف، فله أَن یأْكل من مال أَخیه المسلم بقدر حاجته الضروریة و علیه الضَّمان. و تَناصَرَتِ الأَخبار: صدَّق بعضُها بعضاً. و النَّواصِرُ: مَجاری الماء إِلی الأَودیة، واحدها ناصِر، و النَّاصِر: أَعظم من التَّلْعَةِ یكون مِیلًا و نحوَه ثم تمج النَّواصِر فی التِّلاع. أَبو خیرة: النَّواصِر من الشِّعاب ما جاء من مكان بعید إِلی الوادی فَنَصَرَ سَیْلَ الوادی، الواحد ناصِر. و النَّواصِر: مَسایِل المِیاه، واحدتها ناصِرة، سمیت ناصِرة لأَنها تجی‌ء من مكان بعید حتی تقع فی مُجْتَمع الماء حیث انتهت، لأَن كل مَسِیل یَضِیع ماؤه فلا یقع فی مُجتَمع الماء فهو ظالم لمائه. و قال أَبو حنیفة: الناصِر و الناصِرة ما جاء من مكان بعید إِلی الوادی فنَصَر السُّیول. و نصَر البلاد ینصُرها: أَتاها؛ عن ابن الأَعرابی. و نَصَرْتُ أَرض بنی فلان أَی أَتیتها؛ قال الراعی یخاطب خیلًا: إِذا دخل الشهرُ الحرامُ فَوَدِّعِی بِلادَ تمیم، و انْصُرِی أَرضَ عامِرِ و نَصر الغیثُ الأَرض نَصْراً: غاثَها و سقاها و أَنبتها؛ قال: من كان أَخطاه الربیعُ، فإِنما نصر الحِجاز بِغَیْثِ عبدِ الواحِدِ و نَصَر الغیثُ البلَد إِذا أَعانه علی الخِصْب و النبات. ابن الأَعرابی: النُّصْرة المَطْرَة التَّامّة؛ و أَرض مَنْصُورة و مَضْبُوطَة. و قال أَبو عبید: نُصِرَت البلاد إِذا مُطِرَت، فهی مَنْصُورة أَی مَمْطُورة. و نُصِر القوم إِذا غِیثُوا. و‌فی الحدیث: إِنَّ هذه السَّحابةَ تَنصُر أَرضَ بنی كَعْب‌أَی تُمطرهم. و النَّصْر: العَطاء؛ قال رؤبة: إِنی و أَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لَقائِلٌ: یا نَصْرُ نَصْراً نَصْراً و نَصَره ینصُره نَصْراً: أَعطاه. و النَّصائِرُ: العطایا. و المُسْتَنْصِر: السَّائل. و وقف أَعرابیّ علی قوم فقال: انْصُرُونی نَصَركم الله أَی أَعطُونی أَعطاكم الله. و نَصَری و نَصْرَی و ناصِرَة و نَصُورِیَّة «2»: قریة بالشام، و النَّصارَی مَنْسُوبُون إِلیها؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة، قال: و هو ضعیف إِلا أَن نادِر النسب یَسَعُه، قال: و أَما سیبویه فقال أَما نَصارَی فذهب الخلیل إِلی أَنه جمع نَصْرِیٍّ و نَصْران، كما قالوا ندْمان و نَدامی، و لكنهم حذفوا إِحدی الیاءَین كما حذفوا من أُثْفِیَّة و أَبدلوا مكانها أَلفاً كما قالوا صَحارَی، قال: و أَما الذی نُوَجِّهه نحن علیه فإنه جاء علی نَصْران لأَنه قد تكلم به فكأَنك جمعت نَصْراً كما جمعت مَسْمَعاً و الأَشْعَث و قلت نَصارَی كما قلت نَدامی، فهذا أَقیس، و الأَول مذهب، و إِنما كان أَقْیَسَ لأَنا لم نسمعهم قالوا نَصْرِیّ. قال أَبو إِسحاق: واحِد النصارَی فی أَحد القولین نَصْرَان كما تری مثل نَدْمان و نَدامی، و الأُنثی نَصْرانَة مثل نَدْمانَة؛ و أَنشد لأَبی الأَخزر الحمانی یصف ناقتین طأْطأَتا رؤوسهما من الإِعیاء فشبه رأْس الناقة من تطأْطئها برأْس النصرانیة إِذا طأْطأَته فی صلاتها: فَكِلْتاهُما خَرَّتْ و أَسْجَدَ رأْسُها، كما أَسْجَدَتْ نَصْرانَة لم تحَنَّفِ
(2). قوله [و نصوریة] هكذا فی الأصل و متن القاموس بتشدید الیاء، و قال شارحه بتخفیف الیاء
لسان العرب، ج‌5، ص: 212
فَنَصْرانَة تأْنیث نَصْران، و لكن لم یُستعمل نَصْران إِلا بیاءی النسب لأَنهم قالوا رجل نَصْرانی و امرأَة نَصْرانیَّة، قال ابن بری: قوله إِن النصاری جمع نَصْران و نَصْرانَة إِنما یرید بذلك الأَصل دون الاستعمال، و إِنما المستعمل فی الكلام نَصْرانیٌّ و نَصْرانِیّة، بیاءی النسب، و إِنما جاء نَصْرانَة فی البیت علی جهة الضرورة؛ غیره: و یجوز أَن یكون واحد النصاری نَصْرِیّاً مثل بعیر مَهْرِیّ و إِبِل مَهارَی، و أَسْجَد: لغة فی سَجَد. و قال اللیث: زعموا أَنهم نُسِبُوا إِلی قریة بالشام اسمها نَصْرُونة. التهذیب: و قد جاء أَنْصار فی جمع النَّصْران؛ قال: لما رأَیتُ نَبَطاً أَنْصارا بمعنی النَّصاری. الجوهری: و نَصْرانُ قریة بالشأْم ینسب إِلیها النَّصاری، و یقال: ناصِرَةُ. و التَّنَصُّرُ: الدخول فی النَّصْرانیة، و فی المحكَم: الدخول فی دین النصْری «1». و نَصَّرَه: جعله نَصْرانِیّاً. و‌فی الحدیث: كلُّ مولود یولد علی الفِطْرة حتی یكونَ أَبواه اللذان یَهَوِّدانِه و یُنَصِّرانِه؛ اللَّذان رفع بالابتداء لأَنه أُضمر فی یكون؛ كذلك رواه سیبویه؛ و أَنشد: إِذا ما المرء كان أَبُوه عَبْسٌ، فَحَسْبُك ما تُرِیدُ إِلی الكلامِ أَی كان هو. و الأَنْصَرُ: الأَقْلَفُ، و هو من ذلك لأَن النصاری قُلْف. و‌فی الحدیث: لا یَؤمَّنَّكُم أَنْصَرُ‌أَی أَقْلَفُ؛ كذا فُسِّر فی الحدیث. و نَصَّرُ: صَنَم، و قد نَفَی سیبویه هذا البناء فی الأَسماء. و بُخْتُنَصَّر: معروف، و هو الذی كان خَرَّب بیت المقدس، عَمَّره الله تعالی. قال الأَصمعی: إِنما هو بُوخَتُنَصَّر فأُعرب، و بُوخَتُ ابنٌ، و نَصَّرُ صَنَمٌ، و كان وُجد عند الصَّنَم و لم یُعرف له أَب فقیل: هو ابن الصنم. و نَصْر و نُصَیْرٌ و ناصِر و مَنْصُور: أَسماء. و بنو ناصِر و بنو نَصْر: بَطْنان. و نَصْر: أَبو قبیلة من بنی أَسد و هو نصر ابن قُعَیْنٍ؛ قال أَوس بن حَجَر یخاطب رجلًا من بنی لُبَیْنی بن سعد الأَسَدِی و كان قد هجاه: عَدَدْتَ رِجالًا من قُعَیْنٍ تَفَجُّساً، فما ابنُ لُبَیْنی و التَّفَجُّسُ و الفَخْرُ؟ شَأَتْكَ قُعَیْنٌ غَثُّها و سَمِینُها، و أَنت السَّهُ السُّفْلی، إِذا دُعِیَتْ نَصْرُ التَّفَجُّس: التعظُّم و التكبر. و شأَتك: سَبَقَتْك. و السَّه: لغة فی الاسْتِ.

نضر؛ ج5، ص: 212

: النَّضْرة: النَّعْمة و العَیْش و الغِنی، و قیل: الحُسْن و الرَّوْنَق، و قد نَضَر الشجرُ و الورقُ و الوَجهُ و اللون، و كل شی‌ء یَنْضُر نَضْراً و نَضْرة و نَضارة و نُضُوراً، و نَضِر و نَضُر، فهو ناضِر و نَضِیر و نَضِرٌ أَی حَسَن، و الأُنثی نَضِرَة. و أَنْضَر: كنَضَر. و نَضَره اللَّه و نَضَّره و أَنْضَره و نَضَر اللَّهُ وجهه یَنْضُره نَضْرة أَی حَسَّن. و نَضَر وجهه یتعدی و لا یتعدی. و یقال: نَضُر، بالضم، نَضَارة، و فیه لغة ثالثة نَضِر، بالكسر، حكاها أَبو عبید. و یقال: نَضَّر اللَّه وجهه، بالتشدید، و أَنْضَر اللَّه وجهه بمعنی. و إذا قلت: نَضَر اللَّه امرأً یعنی نَعَّمَه. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: نَضَّر اللَّهُ عبداً سمِع مَقالتی فَوَعاها ثم أَدَّاها إِلی من یسمعها، نَضَره و نَضَّره و أَنْضَره أَی نَعَّمَه، یروی بالتخفیف و التشدید من النَّضارة، و هی فی الأَصل حُسْن الوجه و البَرِیقُ، و إِنما أَراد حُسْنَ خلُقِه و قَدْرِه، قال
(1). قوله [فی دین النصری] هكذا بالأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 213
شَمِر: الرُّواة یَرْوُون هذا الحدیث بالتخفیف و التشدید و فسره أَبو عبیدة فقال: جعله اللَّه ناضِراً، قال: و روی عن الأَصمَعی فیه التشدید: نَضَّر اللَّه وجهه، و أَنشد: نَضَّرَ اللَّه أَعْظُماً دَفَنُوها، بِسِجِسْتانَ، طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ و أَنشد شمر فی لغة من رواه بالتخفیف قول جریر: و الوَجْه لا حَسَناً و لا مَنْضُورَا و مَنْضُور لا یكون إِلا من نَضَره، بالتخفیف. قال شمر: و سمعت ابن الأَعرابی یقول: نَضَره اللَّه فنَضُر یَنْضُر و نَضِرَ یَنْضَر. و قال ابن الأَعرابی: نَضَر وجهه و نَضِر وجهه و نَضُر و أَنْضَر و أَنْضَره اللَّه، بالتخفیف، و نَضَره، بالتخفیف أَیضاً. أَبو داود عن النَّضْر: نَضَّر اللَّه امرأً و أَنْضَر اللَّه امرأً فعل كذا و نَضَر اللَّه امرأً، قال الحسن المؤدّب: لیس هذا من الحُسن فی الوجه إِنما معناه حَسَّن اللَّه وجهه فی خُلُقه أَی جاهِه و قَدْرِه، قال: و هو مثل‌قوله: اطْلُبُوا الحوائج إِلی حِسان الوُجوه، یعنی به ذَوی الوجُوه فی الناس و ذَوی الأَقدار. أَبو الهُزَیل: نَضَر اللَّه وجهَه و نَضَر وجهُ الرجل سواء. و‌فی الحدیث: یا مَعْشَر مُحارب، نَضَّركم اللَّه لا تُسْقُونی حَلَب امرأَة، قال: كان حلْب النِّساء عندهم عَیْباً یَتعایَرُون علیه. و قال الفراء فی قوله عز و جل: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ، قال: مُشْرِقة بالنَّعِیم، قال و قوله: تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ، قال: بَرِیقُه و نَداه، و النَّضْرة نَعِیمُ الوجه. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ إِلیٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ، قال: نَضَرَتْ بنعیم الجنة و النَّظَر إِلی ربها عز و جل. و أَنضَر النَّبْتُ: نَضَر ورَقُه. و غلام نَضِیر: ناعم، و الأُنثی نَضِیرة. و یقال: غلام غَضٌّ نَضِیر و جاریة غَضَّة نَضِیرة. و قد أَنْضَر الشجرُ إِذا اخضرَّ ورقه، و ربما صار النَّضْر نعتاً، یقال: شی‌ء نَضْر و نَضِیر و ناضِر. و النَّاضِر: الأَخضر الشدیدُ الخضرة. یقال: أَخضر ناضِر كما یقال: أَبیض ناصِع و أَصفرُ فاقِع، و قد یبالغ بالناضِر فی كل لون. یقال: أَحمر ناضِر و أَصفر ناضِر، رُوی ذلك عن ابن الأَعرابی و حكاه فی نوادره. أَبو عبید: أَخضر ناضِر معناه ناعِم. ابن الأَعرابی: الناضِر فی جمیع الأَلوان، قال أَبو منضور: كأَنه یُجیز أَبیض ناضِر و أَحمر ناضِر و معناه الناعم الذی له بَرِیق فی صفائه. و النَّضِیرُ و النُّضار و الأَنْضَر: اسم الذهب و الفضة، و قد غلب علی الذهب، و هو النَّضْر، عن ابن جنی، و قال الأَعشی: إِذا جُرِّدَتْ یوماً حَسِبتَ خَمِیصةً علیها و جِرْیالَ النَّضِیر الدُّلامِصا و جمعه نِضار و أَنضُر، قال أَبو كبیر الهذلی: و بَیاضُ وجهٍ لم تَحُلْ أَسْرارُه، مثل الوَذِیلَةِ أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ التهذیب: النَّضْر الذهب، و جمعه أَنْضُر، قال الشاعر: كنَاحِلَةٍ من زَیْنِها حَلْیَ أَنْضُر، بغیر نَدَی مَن لا یُبَالی اعْتطالها و أَنشد الجوهری للكمیت: تَری السَّابِحَ الخِنْذِیذَ منها، كأَنما جَری بین لِیتَیْهِ إِلی الخَدّ أَنْضُرُ و النَّضْرة: السَّبِیكة من الذهب. و ذهب نُضَار: صار هاهنا نعتاً. و نُضارة كلِّ شی‌ء: خالِصُه. و النُّضَار: الخالص من كل شی‌ء، قالت الخِرنِق
لسان العرب، ج‌5، ص: 214
بنت هَفَّان: لا یَبْعَدَنْ قَوْمی الَّذین هُمُ سُمُّ العُداة، و آفَةُ الجُزرِ الخالِطِین نَحِیتَهمْ بِنُضَارِهم، و ذوی الغِنی منهم بذی الفَقْرِ و یروی هذا البیت لحاتم الطائی فی قصیدة له مشهورة أَولها: إن كنتِ كارِهة لِعِیشَتِنا هاتا، فَحُلّی فی بنی بَدْرِ و النَّضْر: أَبو قُرَیْش، و هو النَّضْر بن كِنانة بن خُزَیمة بن مُدْرِكة بنِ إِلیاس بنِ مُضَر. ابن سیدة: النضر بن كِنانة أَبو قریش خاصَّة، من لم یَلِدْه النَّضْر فلیس من قریش. و النُّضَار: الأَثْل، و قیل: هو ما كان عَذْیاً [عِذْیاً علی غیر ماء، و قیل: هو الطویل منه المُسْتقیم الغُصون، و قیل: هو ما نبت منه فی الجبل، و هو أَفضله، قال رؤبة: فَرْعٌ نَما منه نُضارُ الأَثْلِ، طَیِّبُ أَعْراقِ الثَّرَی فی الأَصْلِ قال أَبو حنیفة: النُّضار و النِّضار لغتان، و الأَول أَعرف، قال: و هو أَجود الخشب للآنیة لأَنه یُعمل منه ما رَقَّ من الأَقداح و اتَّسع و ما غَلُظ و لا یحتمله من الخشب غیره. قال: و مِنْبر سیدِنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، نُضار. و قدَح نُضارٌ: اتُّخِذ من نُضار الخشب، و قیل: هو یُتخذ من أَثْل ورْسِیّ اللَّون، یُضافُ و لا یُضاف، یكون بالغَوْرِ. و‌فی حدیث إِبراهیم النَّخَعی: لا بأْس أَن یَشربَ فی قدح النُّضار، قال شمر: قال بعضهم معنی النُّضار هذه الأَقداح الحُمر الجِیشانیَّة سمیت نُضارا. ابن الأَعرابی: النُّضار النَّبْع، و النُّضار شجر الأَثْل، و النُّضار الخالِص من كل شی‌ء. و قال یحیی بنُ نجیم: كل شجر أَثْل ینبت فی جبل فهو نُضار، و قال الأَعشی: تراموا به غَرَباً أَو نُضارَا و الغَرَب و النُّضار: ضَربان من الشجر تُعمل منهما الأَقداح. و قال مؤرج: النُّضار من الخِلاف یُدفن خشبه حتی یَنْضُر ثم یعمل فیكون أَمكن لعامله فی تَرْقِیقِه، و قال ذو الرمة: نُقِّح جِسمی عن نُضار العُودِ، بعد اضطِراب العُنُق الأُمْلودِ قال: نُضاره حُسْن عُودِه، و أَنشد: أَلْقَوْم نَبْع و نُضار و عُشَرْ و زعم أَن النُّضار تُتَّخذ منه الآنیة التی یُشْرَب فیها، قال: و هی أَجود العِیدان التی تتخذ منها الأَقداح. قال اللیث: النُّضار الخالص من جَوْهَرِ التِّبر و الخشب، و جمعه أَنْضُر. و‌فی حدیث عاصم الأَحول: رأَیت قَدَح رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عند أَنس و هو قَدَح عَرِیض من نُضار‌أَی من خشب نُضار، و هو خشب معروف، و قیل هو الأَثْل الوَرْسِیّ اللون، و قیل النَّبع، و قیل الخِلاف، و قیل أَقداح النُّضار حُمْر من خشب أَحمر. شمر فیما روی عنه الإِیادی: امرأَة الرجل یقال لها هی الحَدَادَة و هی النِّضْر، بالضاد، قال: و هی شاعَتُه أی امرأَته. و النَّاضِر: الطُّحْلُب. و بنو النَّضِیر: حیّ من یهود خَیْبَرَ من آل هرون أَو موسی، علیهما السلام، و قد دخلوا فی العرب. و النَّضْرة و النَّضِیرة: اسم امرأَة، قال حسان: حَیِّ النَّضِیرة رَبَّةَ الخِدْرِ، أَسْرَتْ إِلیك و لم تكن تَسْرِی
لسان العرب، ج‌5، ص: 215‌

نطر؛ ج5، ص: 215

: النَّاطِر و النَّاطور من كلام أَهل السَّواد: حافظ الزرع و التَّمر و الكَرْم، قال بعضهم: و لیست بعربیة محضة، و قال أَبو حنیفة: هی عربیة؛ قال الشاعر: أَلا یا جارَتَا بأُباضَ، إِنی رأَیتُ الریحَ خَیْراً منكِ جارَا تُغَذِّینا إِذا هبَّت علینا، و تَمْلأُ وَجْهَ ناطِرِكم غُبارَا قال: النَّاطِر الحافظ، و یُروی: … إِذا هبَّت جَنُوباً. قال أَبو منصور: و لا أَدری أَخذه الشاعر من كلام السَّوادِیِّین أَو هو عَربیّ. قال: و رأَیت بالبَیْضاء من بلاد بنی جَذِیمة عَرازِیل سُوِّیت لمن یحفظ ثمر النخیل وقت الصَّرَام [الصِّرَام، فسأَلت رجلًا عنها فقال: هی مَظالُّ النَّواطِیر كأَنه جمع النَّاطُور؛ و قال ابن أَحمر فی النَّاطُور: و بُسْتان ذی ثورَین لا لِین عندَه، إِذا ما طَغَی ناطُوره و تَغَشْمَرَا و جمع النَّاطِر نُطَّار و نُطَراء، و جمع النَّاطُور نَواطِیر، و الفعل النَّطْر و النِّطارة، و قد نَطَر یَنْطُر. ابن الأَعرابی: النَّطْرة الحفظ بالعینین، بالطاء، قال: و منه أُخذ النَّاطُور. و النَّاطِرُون: موضع «2»: و لها بالنَّاطِرُونَ، إِذا أَكلَ النَّمْلُ الذی جَمَعا و ذكره الأَزهری فی مَطَر بالمیم، و قد تقدم، فقال: هو موضع.

نظر؛ ج5، ص: 215

: النَّظَر: حِسُّ العین، نَظَره یَنْظُره نَظَراً و مَنْظَراً و مَنْظَرة و نَظَر إِلیه. و المَنْظَر: مصدر نَظَر. اللیث: العرب تقول نَظَرَ یَنْظُر نَظَراً، قال: و یجوز تخفیف المصدر تحمله علی لفظ العامة من المصادر، و تقول نَظَرت إِلی كذا و كذا مِنْ نَظَر العین و نَظَر القلب، و یقول القائل للمؤمَّل یرجوه: إِنما نَنْظُر إِلی الله ثم إِلیك أَی إِنما أَتَوَقَّع فضل الله ثم فَضْلك. الجوهری: النَّظَر تأَمُّل الشی‌ء بالعین، و كذلك النَّظَرانُ، بالتحریك، و قد نَظَرت إِلی الشی‌ء. و‌فی حدیث عِمران بن حُصَین قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: النَّظَر إِلی وجه علیّ عِبادة؛ قال ابن الأَثیر: قیل معناه أَن علیًّا، كرم الله وجهه، كان إِذا بَرَزَ قال الناس: لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتی لا إِله إِلا الله ما أَعلمَ هذا الفتی لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتی أَی ما أَتْقَی، لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتی فكانت رؤیته، علیه السلام، تحملُهم علی كلمة التوحید. و النَّظَّارة: القوم ینظُرون إِلی الشی‌ء. و قوله عز و جل: وَ أَغْرَقْنٰا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ. قال أَبو إِسحق: قیل معناه و أَنتم تَرَوْنَهم یغرَقون؛ قال: و یجوز أَن یكون معناه و أَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك و إِن شَغَلهم عن أَن یَروهم فی ذلك الوقت شاغل. تقول العرب: دُور آل فلان تنظُر إِلی دُور آل فلان أَی هی بإِزائها و مقابِلَةٌ لها. و تَنَظَّر: كنَظَر. و العرب تقول: داری تنظُر إِلی دار فلان، و دُورُنا تُناظِرُ أَی تُقابِل، و قیل: إِذا كانت مُحاذِیَةً. و یقال: حَیٌّ حِلالٌ و نَظَرٌ أَی
(2). قوله [و الناطرون موضع إلخ] عبارة القاموس: و غلط الجوهری فی قوله ناطرون موضع بالشأم، و إنما هو ماطرون بالمیم اه. و لهذا أنشد یاقوت فی معجم البلدان البیت بالمیم فقال: و لها بالماطرون إلخ و لم یذكر ناطرون فی فصل النون. بناحیة الشأْم؛ قال الجوهری: و القول فی إِعرابه كالقول فی نَصیبِین؛ و ینشد هذا البیت بكسر النون
لسان العرب، ج‌5، ص: 216
متجاورون ینظر بعضهم بعضاً. التهذیب: و ناظِرُ العَیْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافیة التی فی وسط سواد العین و بها یری النَّاظِرُ ما یَرَی، و قیل: الناظر فی العین كالمرآة إِذا استقبلتها أَبصرت فیها شخصك. و النَّاظِرُ فی المُقْلَةِ: السوادُ الأَصغر الذی فیه إِنْسانُ العَیْنِ، و یقال: العَیْنُ النَّاظِرَةُ. ابن سیدة: و النَّاظِرُ النقطة السوداء فی العین، و قیل: هی البصر نفسه، و قیل: هی عِرْقٌ فی الأَنف و فیه ماء البصر. و الناظران: عرقان علی حرفی الأَنف یسیلان من المُوقَین، و قیل: هما عرقان فی العین یسقیان الأَنف، و قیل: الناظران عرقان فی مجری الدمع علی الأَنف من جانبیه. ابن السكیت: الناظران عرقان مكتنفا الأَنف؛ و أَنشد لجریر: و أَشْفِی من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ، و أَكْوِی النَّاظِرَیْنِ من الخُنَانِ و الخنان: داء یأْخذ الناس و الإِبل، و قیل: إِنه كالزكام؛ قال الآخر: و لقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوْجَمْتُها، ممن تَعَرَّضَ لی من الشُّعَراءِ قال أَبو زید: هما عرقان فی مَجْرَی الدمع علی الأَنف من جانبیه؛ و قال عتیبة بن مرداس و یعرف بابن فَسْوة: قَلِیلَة لَحْمِ النَّاظِرَیْنِ، یَزِینُها شَبَابٌ و مخفوضٌ من العَیْشِ بارِدُ تَناهَی إِلی لَهْوِ الحَدِیثِ كأَنها أَخُو سَقْطَة، قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ وصف محبوبته بأَسالة الخدّ و قلة لحمه، و هو المستحب. و العیش البارد: هو الهَنِیُّ الرَّغَدُ. و العرب تكنی بالبَرْدِ عن النعیم و بالحَرِّ عن البُؤسِ، و علی هذا سُمِّیَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة و تَنَعُّمٌ. قال الله تعالی: لٰا یَذُوقُونَ فِیهٰا بَرْداً وَ لٰا شَرٰاباً؛ قیل: نوماً؛ و قوله: تناهی أَی تنتهی فی مشیها إِلی جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ، و شبهها فی انتهارها عند المشی بعلیل ساقط لا یطیق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة ضعفه. و تَناظَرَتِ النخلتان: نَظَرَتِ الأُنثی منهما إِلی الفُحَّالِ فلم ینفعهما تلقیح حتی تُلْقَحَ منه؛ قال ابن سیدة: حكی ذلك أَبو حنیفة. و التَّنْظارُ: النَّظَرُ؛ قال الحطیئة: فما لَكَ غَیْرُ تَنْظارٍ إِلیها، كما نَظَرَ الیَتِیمُ إِلی الوَصِیِّ و النَّظَرُ: الانتظار. یقال: نَظَرْتُ فلاناً و انْتَظَرْتُه بمعنی واحد، فإِذا قلت انْتَظَرْتُ فلم یُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت و تمهلت. و منه قوله تعالی: انْظُرُونٰا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ، قرئ: انْظُرُونٰا و أَنْظِرُونا بقطع الأَلف، فمن قرأَ انْظُرُونٰا، بضم الأَلف، فمعناه انْتَظِرُونا، و من قرأَ أَنْظِرُونا فمعناه أَخِّرُونا؛ و قال الزجاج: قیل معنی أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَیضاً؛ و منه قول عمرو بن كلثوم: أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علینا، و أَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ الیَقِینا و قال الفرّاء: تقول العرب أَنْظِرْنی أَی انْتَظِرْنی قلیلًا، و یقول المتكلم لمن یُعْجِلُه: أَنْظِرْنی أَبْتَلِع رِیقِی أَی أَمْهِلْنِی. و قوله تعالی: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ إِلیٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ؛ الأُولی بالضاد و الأُخری بالظاءِ؛ قال أَبو إِسحق: یقول نَضِرَت بِنَعِیم الجنة و النَّظَرِ إِلی ربها. و قال الله تعالی: تَعْرِفُ فِی وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ؛ قال أبو منصور: و من قال إِن معنی قوله إِلیٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ یعنی منتظرة فقد أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلی الشی‌ء بمعنی انتظرته،
لسان العرب، ج‌5، ص: 217
إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَی انتظرته؛ و منه قول الحطیئة: و قد نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ، طَالَ بها حَوْزِی و تَنْساسِی و إِذا قلت نَظَرْتُ إِلیه لم یكن إِلا بالعین، و إِذا قلت نظرت فی الأَمر احتمل أَن یكون تَفَكُّراً فیه و تدبراً بالقلب. و فرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِیدَ القلبِ؛ قال الراجز أَبو نُخَیْلَةَ: یَتْبَعْنَ نَظَّارِیَّةً لم تُهْجَمِ نَظَّارِیَّةٌ: ناقة نجیبة من نِتاجِ النَّظَّارِ، و هو فحل من فحول العرب؛ قال جریر: و الأَرْحَبِیّ و جَدّها النَّظَّار لم تُهْجَم: لم تُحْلَبْ. و المُناظَرَةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك فی أَمر إِذا نَظَرْتُما فیه معاً كیف تأْتیانه. و المَنْظَرُ و المَنْظَرَةُ: ما نظرت إِلیه فأَعجبك أَو ساءك، و فی التهذیب: المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِلیه فأَعجبك، و امرأَة حَسَنَةُ المَنْظَرِ و المَنْظَرة أَیضاً. و یقال: إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا مَخْبَرَةٍ. و المَنْظَرُ: الشی‌ء الذی یعجب الناظر إِذا نظر إِلیه و یَسُرُّه. و یقال: مَنْظَرُه خیر من مَخْبَرِه. و رجل مَنْظَرِیٌّ و مَنْظَرانیٌّ، الأَخیرة علی غیر قیاس: حَسَنُ المَنْظَرِ؛ و رجل مَنْظَرانیٌّ مَخْبَرانیّ. و یقال: إِن فلاناً لفی مَنْظَرٍ و مُستَمَعٍ، و فی رِیٍّ و مَشْبَع، أَی فیما أَحَبَّ النَّظَرَ إِلیه و الاستماع. و یقال: لقد كنت عن هذا المَقامِ بِمَنْظَرٍ أَی بمَعْزَل فیما أَحْبَبْتَ؛ و قال أَبو زید یخاطب غلاماً قد أَبَقَ فَقُتِلَ: قد كنتَ فی مَنْظَرٍ و مُسْتَمَعٍ، عن نَصْرِ بَهْرَاءَ، غَیرَ ذی فَرَسِ و إِنه لسدیدُ النَّاظِرِ أَی بَرِی‌ءٌ من التهمة ینظر بمِل‌ءِ عینیه. و بنو نَظَرَی و نَظَّرَی: أَهلُ النَّظَرِ إِلی النساء و التَّغَزُّل بهن؛ و منه قول الأَعرابیة لبعلها: مُرَّ بی علی بَنی نَظَرَی، و لا تَمُرَّ بی علی بنات نَقَرَی، أَی مُرَّ بی علی الرجال الذین ینظرون إِلیّ فأُعجبهم و أَرُوقُهم و لا یَعِیبُونَنی من ورائی، و لا تَمُرَّ بی علی النساء اللائی ینظرننی فیَعِبْنَنی حسداً و یُنَقِّرْنَ عن عیوب من مَرَّ بهن. و امرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ و سِمْعَنَةٌ نِظْرَنة، كلاهما بالتخفیف؛ حكاهما یعقوب وحده: و هی التی إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ شیئاً فَظَنَّتْ. و النَّظَرُ: الفكر فی الشی‌ء تُقَدِّره و تقیسه منك. و النَّظْرَةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ و منه الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لعلی: لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإِن لك الأُولی و لیست لك الآخرةُ.و النَّظْرَةُ: الهیئةُ. و قال بعض الحكماء: من لم یَعْمَلْ نَظَرُه لم یَعْمَلْ لسانُه؛ و معناه أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت بإِبكار القلب عَمِلَتْ فی القلب، و إِذا خرجت بإِنكار العین دون القلب لم تعمل، و معناه أَن من لم یَرْتَدِعْ بالنظر إِلیه من ذنب أَذنبه لم یرتدع بالقول. الجوهری و غیره: و نَظَرَ الدَّهْرُ إِلی بنی فلان فأَهلكهم؛ قال ابن سیدة: هو علی المَثَلِ، قال: و لستُ منه علی ثِقَةٍ. و المَنْظَرَةُ: موضع الرَّبِیئَةِ. غیره: و المَنظَرَةُ موضع فی رأْس جبل فیه رقیب ینظر العدوَّ یَحْرُسُه. الجوهری: و المَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 218
و رجلٌ نَظُورٌ و نَظُورَةٌ و ناظُورَةٌ و نَظِیرَةٌ: سَیِّدٌ یُنْظَر إِلیه، الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء. الفراء: یقال فلان نَظُورةُ قومه و نَظِیرَةُ قومهِ، و هو الذی یَنْظُرُ إِلیه قومه فیمتثلون ما امتثله، و كذلك هو طَرِیقَتُهم بهذا المعنی. و یقال: هو نَظِیرَةُ القوم و سَیِّقَتُهم أَی طَلِیعَتُهم. و النَّظُورُ: الذی لا یُغْفِلُ النَّظَرَ إِلی ما أَهمه. و المَناظِر: أَشرافُ الأَرضِ لأَنه یُنْظَرُ منها. و تَناظَرَتِ الدَّارانِ: تقابلتا. و نَظَرَ إِلیك الجبلُ: قابلك. و إِذا أَخذت فی طریق كذا فَنَظَر إِلیك الجبلُ فَخُذْ عن یمینه أَو یساره. و قوله تعالی: وَ تَرٰاهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْكَ وَ هُمْ لٰا یُبْصِرُونَ؛ ذهب أَبو عبید إِلی أَنه أَراد الأَصنام أَی تقابلك، و لیس هنالك نَظَرٌ لكن لما كان النَّظَرُ لا یكون إِلا بمقابلةٍ حَسُنَ و قال: و تراهم، و إِن كانت لا تعقل لأَنهم یضعونها موضع من یعقل. و النَّاظِرُ: الحافظ. و ناظُورُ الزرع و النخل و غیرهما: حَافِظُه؛ و الطاء نَبَطِیَّة. و قالوا: انْظُرْنی أی اصْغ إِلیَّ؛ و منه قوله عز و جل: وَ قُولُوا انْظُرْنٰا وَ اسْمَعُوا. و النَّظْرَةُ: الرحمةُ. و قوله تعالی: وَ لٰا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ؛ أَی لا یَرْحَمُهُمْ. و‌فی الحدیث: إِن الله لا یَنْظُر إِلی صُوَرِكم و أَموالكم و لكن إِلی قلوبكم و أَعمالكم؛ قال ابن الأَثیر: معنی النظر هاهنا الإِحسان و الرحمة و العَطْفُ لأَن النظر فی الشاهد دلیل المحبة، و ترك النظر دلیل البغض و الكراهة، و مَیْلُ الناسِ إِلی الصور المعجبة و الأَموال الفائقة، و الله سبحانه یتقدس عن شبه المخلوقین، فجعل نَظَرَهُ إِلی ما هو للسِّرِّ و اللُّبِّ، و هو القلب و العمل؛ و النظر یقع علی الأَجسام و المعانی، فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام، و ما كان بالبصائر كان للمعانی. و‌فی الحدیث: مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخیر النَّظَرَیْنِ‌أَی خیر الأَمرین له: إِما إِمساك المبیع أَو ردُّه، أَیُّهما كان خیراً له و اختاره فَعَلَه؛ و كذلك‌حدیث القصاص: من قُتل له قتیل فهو بخیر النَّظَرَیْنِ؛ یعنی القصاص و الدیة؛ أَیُّهُما اختار كان له؛ و كل هذه معانٍ لا صُوَرٌ. و نَظَرَ الرجلَ ینظره و انْتَظَرَه و تَنَظَّرَه: تَأَنی علیه؛ قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ: إِذا بَعُدُوا لا یأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ، تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و لا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِیَّةٍ، و لا عِدَةً فی النَّاظِرِ المُتَغَیَّبِ فسره فقال: الناظر هنا علی النَّسَبِ أَو علی وضع فاعل موضع مفعول؛ هذا معنی قوله، و مَثَّلَه بِسِرٍّ كاتم أَی مكتوم. قال ابن سیدة: و هكذا وجدته بخط الحَامِضِ «1»، بفتح الیاء، كأَنه لما جعل فاعلًا فی معنی مفعول استجاز أَیضاً أَن یجعل مُتَفَعَّلًا فی موضع مُتَفَعِّلٍ و الصحیح المتَغَیِّب، بالكسر. و التَّنَظُّرُ: تَوَقُّع الشی‌ء. ابن سیدة: و التَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُهُ. و النَّظِرَةُ، بكسر الظاء: التأْخیر فی الأَمر. و فی التنزیل العزیز: فَنَظِرَةٌ إِلیٰ مَیْسَرَةٍ، و قرأَ بعضهم: فناظِرَةٌ، كقوله عز و جل: لَیْسَ لِوَقْعَتِهٰا كٰاذِبَةٌ؛ أَی تكذیبٌ. و یقال: بِعْتُ فلاناً فأَنْظَرْتُه أَی أَمهلتُه، و الاسم منه النَّظِرَةُ.
(1). قوله [الحامض] هو لقب أبی موسی سلیمان بن محمد بن أحمد النحوی أخذ عن ثعلب، صحبه أربعین سنة و ألف فی اللغة غریب الحدیث و خلق الإنسان و الوحوش و النبات، روی عنه أبو عمر الزاهد و أبو جعفر الأصبهانی. مات سنة 305
لسان العرب، ج‌5، ص: 219
و قال اللیث: یقال اشتریته منه بِنَظِرَةٍ و إِنْظارٍ. و قوله تعالی: فَنَظِرَةٌ إِلیٰ مَیْسَرَةٍ؛ أَی إِنظارٌ. و‌فی الحدیث: كنتُ أُبایِعُ الناس فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ؛ الإِنظار: التأْخیر و الإِمهال. یقال: أَنْظَرْتُه أُنْظِره. و نَظَرَ الشی‌ءَ: باعه بِنَظِرَة. و أَنْظَرَ الرجلَ: باع منه الشی‌ء بِنَظِرَةٍ. و اسْتَنْظَره: طلب منه النَّظرَةَ و اسْتَمْهَلَه. و یقول أَحد الرجلین لصاحبه: بیْعٌ، فیقول: نِظْرٌ أَی أَنْظِرْنی حتی أَشْتَرِیَ منك. و تَنَظَّرْه أَی انْتَظِرْهُ فی مُهْلَةٍ. و‌فی حدیث أَنس: نَظَرْنا النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، ذاتَ لیلة حتی كان شَطْرُ اللیلِ.یقال: نَظَرتُهُ و انْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ حضورَه. و یقال: نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك: انْتَظِرْ، اسم وضع موضع الأَمر. و أَنْظَرَه: أَخَّرَهُ. و فی التنزیل العزیز: قٰالَ أَنْظِرْنِی إِلیٰ یَوْمِ یُبْعَثُونَ. و التَّناظُرُ: التَّراوُضُ فی الأَمر. و نَظِیرُك: الذی یُراوِضُك و تُناظِرُهُ، و ناظَرَه من المُناظَرَة. و النَّظِیرُ: المِثْلُ، و قیل: المثل فی كل شی‌ء. و فلان نَظِیرُك أَی مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِلیهما النَّاظِرُ رآهما سواءً. الجوهری: و نَظِیرُ الشی‌ء مِثْلُه. و حكی أَبو عبیدة: النِّظْر و النَّظِیر بمعنًی مثل النِّدِّ و النَّدِیدِ؛ و أَنشد لعبد یَغُوثَ بن وَقَّاصٍ الحارِثیِّ: أَلا هل أَتی نِظْرِی مُلَیْكَةَ أَنَّنی أَنا اللیثُ، مَعْدِیّاً علیه و عادِیا؟ «2» و قد كنتُ نَحَّارَ الجَزُورِ و مُعْمِلَ الْمَطِیِّ، و أَمْضِی حیثُ لا حَیَّ ماضِیَا و یروی: … عِرْسِی مُلَیْكَةَ … بدل … نِظْرِی ملیكة … قال الفرّاء: یقال نَظِیرَةُ قومه و نَظُورَةُ قومه للذی یُنْظَر إِلیه منهم، و یجمعان علی نَظَائِرَ، و جَمْعُ النَّظِیر نُظَرَاءُ، و الأُنثی نَظِیرَةٌ، و الجمع النَّظائر فی الكلام و الأَشیاء كلها. و‌فی حدیث ابن مسعود: لقد عرفتُ النَّظائِرَ التی كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَقُومُ بها عشرین سُورَةً من المُفَصَّل، یعنی سُوَرَ المفصل، سمیت نظائر لاشتباه بعضها ببعض فی الطُّول. و قول عَدیّ: لم تُخطِئْ نِظارتی أَی لم تُخْطِئْ فِراسَتی. و النَّظائِرُ: جمع نَظِیرة، و هی المِثْلُ و الشِّبْهُ فی الأَشكال، الأَخلاق و الأَفعال و الأَقوال. و‌یقال: لا تُناظِرْ بكتاب الله و لا بكلام رسول الله، و فی روایة: و لا بِسُنَّةِ رسول الله؛ قال أَبو عبید: أَراد لا تجعل شیئاً نظیراً لكتاب الله و لا لكلام رسول الله فتدعهما و تأْخذ به؛ یقول: لا تتبع قول قائل من كان و تدعهما له. قال أَبو عبید: و یجوز أَیضاً فی وجه آخر أَن یجعلهما مثلًا للشی‌ء یعرض مثل‌قول إِبراهیم النخعی: كانوا یكرهون أَن یذكروا الآیة عند الشی‌ء یَعْرِضُ من أَمر الدنیا، كقول القائل للرجل إِذا جاء فی الوقت الذی یُرِیدُ صاحبُه: جِئْتَ عَلیٰ قَدَرٍ یٰا مُوسیٰ، هذا و ما أَشبهه من الكلام، قال: و الأَوّل أَشبه. و یقال: ناظَرْت فلاناً أَی صِرْتُ نظیراً له فی المخاطبة. و ناظَرْتُ فلاناً بفلان أَی جعلته نَظِیراً له. و یقال للسلطان إِذا بعث أَمیناً یَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قریةٍ: بَعث ناظِراً. و قال الأَصمعی: عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَی مَثْنَی مثنی، و عددتها جَمَاراً إِذا عددتها و أَنت تنظر إِلی جماعتها. و النَّظْرَةُ: سُوءُ الهیئة. و رجل فیه نَظْرَةٌ أَی شُحُوبٌ؛ و أَنشد شمر: و فی الهامِ منها نَظْرَةٌ و شُنُوعُ
(2). روی هذا البیت فی قصیدة عبد یغوث علی الصورة التالیة: و قد عَلِمت عِرسِی مُلَیكةُ أننی أنا اللیثُ، مَعدُوّاً علیّ و عَادیا
لسان العرب، ج‌5، ص: 220
قال أَبو عمرو: النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ و القُبْحُ. و یقال: إِن فی هذه الجاریة لَنَظْرَةً إِذا كانت قبیحة. ابن الأَعرابی: یقال فیه نَظْرَةٌ و رَدَّةٌ أَی یَرْتَدُّ النظر عنه من قُبْحِهِ. و فیه نَظْرَةٌ أَی قبح؛ و أَنشد الرِّیاشِیُّ: لقد رَابَنی أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ، و فی جِسْمِ لَیْلی نَظْرَةٌ و شُحُوبُ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی جاریة فقال: إِن بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها؛ و قیل: معناه إِن بها إِصابة عین من نَظَرِ الجِنِّ إِلیها، و كذلك بها سَفْعَةٌ؛ و منه قوله تعالی: غَیْرَ نٰاظِرِینَ إِنٰاهُ؛ قال أَهل اللغة: معناه غیر منتظرین بلوغه و إِدراكه. و‌فی الحدیث: أَن عبد الله أَبا النبی، صلی الله علیه و سلم، مرّ بامرأَة تَنْظُرُ و تَعْتافُ، فرأَتْ فی وجهه نُوراً فدعته إِلی أَن یَسْتَبْضِعَ منها و تُعْطِیَهُ مائةً من الإِبل فأَبی، قوله: تَنْظُرُ أَی تَتَكَهَّنُ، و هو نَظَرُ تَعَلُّمٍ و فِراسةٍ، و هذه المرأَة هی كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، و كانت مُتَهَوِّدَةً قد قرأَت الكتب، و قیل: هی أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ. و النَّظْرَةُ: عین الجن. و النَّظْرَةُ: الغَشْیَةُ أَو الطائف من الجن، و قد نُظِرَ. و رجل فیه نَظْرَةٌ أَی عیبٌ. و المنظورُ: الذی أَصابته نَظْرَةٌ. و صبی مَنْظُورٌ: أَصابته العین. و المنظورُ: الذی یُرْجَی خَیْرُه. و یقال: ما كان نَظِیراً لهذا و لقد أَنْظَرْتُه، و ما كان خَطِیراً و لقد أَخْطَرْتُه. و مَنْظُورُ بن سَیَّارٍ: رجلٌ. و مَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّیٍّ؛ قال: و لو أَنَّ مَنْظُوراً و حَبَّةَ أَسْلما لِنَزْعِ القَذَی، لم یُبْرِئا لی قَذَاكُما و حَبَّةُ: اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجنی فكانت تَطَبَّبُ بما یُعَلِّمُها. و ناظِرَةُ: جبل معروف أَو موضع. و نَواظِرُ: اسم موضع؛ قال ابن أَحمر: و صَدَّتْ عن نَواظِرَ و اسْتَعَنَّتْ قَتَاماً، هاجَ عَیْفِیًّا و آلا «1» و بنو النَّظَّارِ: قوم من عُكْلٍ، و إِبل نَظَّاریَّة: منسوبة إِلیهم؛ قال الراجز: یَتْبَعْنَ نَظَّارِیَّة سَعُومَا السَّعْمُ: ضَرْبٌ من سیر الإِبل.

نعر؛ ج5، ص: 220

: النُّعْرَةُ و النُّعَرَةُ: الخَیْشُوم، و منها یَنْعِرُ النَّاعِرُ. و النَّعْرَةُ: صوتٌ فی الخَیْشُوم؛ قال الراجز: إِنی و ربِّ الكَعْبَةِ المَسْتُورَه، و النَّعَراتِ من أَبی مَحْذُورَه یعنی أَذانه. و نَعَرَ الرجلُ یَنْعَرُ و یَنْعِرُ نَعِیراً و نُعاراً: صاحَ و صَوَّتَ بخیشومه، و هو من الصَّوْتِ. قال الأَزهری: أَما قول اللیث فی النَّعِیرِ إِنه صوت فی الخیشوم و قوله النُّعَرَةُ الخیشومُ، فما سمعته لأَحد من الأَئمة، قال: و ما أَری اللیث حفظه. و النَّعِیرُ: الصِّیاحُ. و النَّعِیرُ: الصُّراخُ فی حَرْب أَو شَرّ. و امرأَة نَعَّارَةٌ: صَخَّابَةٌ فاحشة، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر. و یقال: غَیْرَی نَعْرَی للمرأَة؛ قال الأَزهری: نَعْرَی لا یجوز أَن یكون تأْنیث نَعْرانَ، و هو الصَّخَّابُ، لأَن فَعْلانَ و فَعْلی یجیئان فی باب فَعِلَ یَفْعَلُ و لا یجیئان فی باب فَعَلَ یَفْعِلُ. قال شمر: النَّاعِرُ علی وجهین: النَّاعِرُ المُصَوِّتُ و النَّاعِرُ العِرْقُ الذی یسیل دماً. و نَعَرَ عِرْقُه
(1). قوله [عیفیاً] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 221
یَنْعِرُ نُعوراً و نَعِیراً، فهو نَعَّارٌ و نَعُورٌ: صَوَّتَ لخروج الدم؛ قال العجاج: و بَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، قَضْبَ الطَّبِیبِ نائِطَ المَصْفُورِ و هذا الرجز نسبه الجوهری لرؤبة؛ قال ابن بری: و هو لأَبیه العجاج، و معنی بَجَّ شَقَّ، یعنی أَن الثور طعن الكلبَ فشق جلده. و العَانِدُ: العرق الذی لا یَرْقَأُ دَمُه. و قوله قَضْبَ الطبیب أَی قَطْعَ الطبیب النائطَ و هو العرق. و المصفور: الذی به الصُّفَارُ، و هو الماء الأَصفر. و النَّاعُورُ: عِرْقٌ لا یرقأُ دمه. و نَعَرَ الجُرْحُ بالدم یَنْعَرُ إِذا فار. و جُرْحٌ نَعَّارٌ: لا یرقأُ. و جُرْحٌ نَعُورٌ: یُصَوِّت من شدّة خروج دمه منه. و نَعَرَ العرقُ یَنْعَرُ، بالفتح فیهما، نَعْراً أَی فار منه الدم؛ قال الشاعر: صَرَتْ نَظْرَةً لو صادَفَتْ جَوْزَ دَارِعٍ غَدَا، و العَواصِی من دَمِ الجَوْفِ تَنْعَرُ و قال جندل بن المثنی: رأَیتُ نیرانَ الحُروبِ تُسْعَرُ منهم إِذا ما لُبِسَ السَّنَوَّرُ، ضَرْبٌ دِرَاكٌ و طِعانٌ یَنْعَرُ و یروی … یَنْعِرُ، أَی واسع الجراحات یفور منه الدم. و ضربٌ دِراكٌ أَی متتابع لا فُتُور فیه. و السَّنَوَّرُ: الدروع، و یقال: إِنه اسم لجمیع السلاح؛ و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَعوذ بالله من شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، من ذلك. و نَعرَ الجُرْحُ یَنْعَرُ: ارتفع دمه. و نَعَر العِرْقُ بالدم، و هو عِرْقٌ نَعَّارٌ بالدم: ارتفع دمه. قال الأَزهری: قرأْت فی كتاب أَبی عمر الزاهد منسوباً إِلی ابن الأَعرابی أَنه قال: جرح تَعَّارٌ، بالعین و التاء، و تَغَّارٌ، بالغین و التاء، و نَعَّارٌ، بالعین و النون، بمعنی واحد، و هو الذی لا یَرْقَأُ، فجعلها كلها لغات و صححها. و النُّعَرَةُ: ذبابٌ أَزْرَقُ یدخل فی أُنوف الحمیر و الخیل، و الجمع نُعَرٌ. قال سیبویه: نُعَرٌ من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلَّا بالهاء، قال ابن سیدة: و أُراه سمع العرب تقول هو النُّعَرُ، فحمله ذلك علی أَن تأَوَّل نُعَراً فی الجمع الذی ذكرنا، و إِلَّا فقد كان توجیهه علی التكسیر أَوْسَعَ. و نَعِرَ الفرسُ و الحمارُ یَنْعَرُ نَعَراً، فهو نَعِرٌ: دخلت النُّعَرَةُ فی أَنفه؛ قال إمرؤُ القیس: فَظَلَّ یُرَنِّحُ فی غَیْطَلٍ، كما یَسْتَدِیرُ الحِمارُ النَّعِرْ أَی فظل الكلب لما طعنه الثور بقرنه یستدیر لأَلم الطعنة كما یستدیر الحمار الذی دخلت النُّعَرَةُ فی أَنفه. و الغَیْطَلُ: الشجر، الواحدة غَیْطَلَةٌ. قال الجوهری: النُّعَرَةُ، مثال الهُمَزَةِ، ذباب ضخم أَزرق العین أَخضر له إِبرة فی طرف ذنبه یلسع بها ذوات الحافر خاصة، و ربما دخل فی أَنف الحمار فیركب رأْسه و لا یَرُدُّه شی‌ء، تقول منه: نَعِرَ الحمار، بالكسر، یَنْعَرُ نَعَراً، فهو حمار نَعِرٌ، و أَتانٌ نَعِرَةٌ، و رجل نَعِرٌ: لا یستقر فی مكان، و هو منه. و قال الأَحمر: النُّعَرَةُ ذبابة تسقط علی الدواب فتؤذیها؛ قال ابن مقبل: تَرَی النُّعَراتِ الخُضْرَ حَوْلَ لَبَانِهِ، أُحادَ و مَثْنَی، أَصْعَقَتْها صَواهِلُه أَی قتلها صهیله. و نَعَرَ فی البلاد أَی ذَهَب. و قولهم: إِن فی رأْسه نُعَرَةً أَی كِبْراً. و قال الأُمَوِیُّ: إِن فی رأْسه نَعَرَةً، بالفتح، أَی أَمْراً یَهُمُّ به.
لسان العرب، ج‌5، ص: 222
و یقال: لأُطِیرَنَّ نُعَرَتَكَ أَی كبرك و جهلك من رأْسك، و الأَصل فیه أَنَّ الحمار إِذا نَعِرَ رَكِب رأْسَه، فیقال لكل من رَكِبَ رأْسَه: فیه نُعَرَةٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا أُقْلِعُ عنه حتی أُطِیرَ نُعَرَتَهُ، و روی: حتی أَنْزِعَ النُّعَرَةَ التی فی أَنفه؛ قال ابن الأَثیر: هو الذباب الأَزرق و وصفه و قال: و یَتَولَّعُ بالبعیر و یدخل فی أَنفه فیركب رأْسَه، سمیت بذلك لنَعِیرِها و هو صوتها، قال: ثم استعیرت للنَّخْوَةِ و الأَنَفَةِ و الكِبْرِ أَی حتی أُزیل نَخْوَتَهُ و أُخْرِجَ جهله من رأْسه، أَخرجه الهروی من حدیث عمر، رضی الله عنه، و جعله الزمخشری حدیثاً مرفوعاً؛ و منه‌حدیث أَبی الدرداء، رضی الله عنه: إِذا رأَیت نُعَرَةَ الناس و لا تستطیع أَن تُغَیِّرَها فدَعْها حتی یكون الله یغیرها‌أَی كِبْرَهُمْ و جهلهم، و النُّعَرَةُ و النُّعَرُ: ما أَجَنَّتْ حُمُرُ الوحش فی أَرحامها قبل أَن یتم خلقه، شبه بالذباب، و قیل: إِذا استحالت المضغة فی الرحم فهی نُعَرَةٌ، و قیل: النُّعَرُ أَولاد الحوامل إِذا صَوَّتَتْ، و ما حملت الناقةُ نُعَرَةً قط أَی ما حملت ولداً؛ و جاءَ بها العَجَّاجُ فی غیر الجَحْدِ فقال: و الشَّدنِیَّات یُسَاقِطْنَ النُّعَرْ «1» یرید الأَجنة؛ شبهها بذلك الذباب. و ما حملت المرأَة نُعَرَةً قط أَی ملقوحاً؛ هذا قول أَبی عبید، و الملقوح إِنما هو لغیر الإِنسان. و یقال للمرأَة و لكل أُنثی: ما حملت نُعَرَةً قط، بالفتح، أَی ما حملت ملقوحاً أَی ولداً. و النُّعَرُ ریح تأْخذ فی الأَنف فَتَهُزُّهُ. و النَّعُورُ من الریاح: ما فاجَأَكَ بِبَرْدٍ و أَنت فی حَرٍّ، أَو بحَرٍّ و أَنت فی بَرْدٍ؛ عن أَبی علی فی التذكرة. و نَعَرَتِ الریحُ إِذا هَبَّتْ مع صوت، و ریاح نَواعِرُ و قد نَعَرَتْ نُعاراً. و النَّعْرَةُ من النَّوْءِ إِذا اشتدَّ به هُبُوبُ الریح؛ و منه قوله: عَمِل الأَنامِل ساقِط أَرْواقُه مُتَزَحِّر، نَعَرَتْ به الجَوْزاءُ و النَّاعُورَةُ: الدُّولابُ. و النَّاعُورُ: جَنَاحُ الرَّحَی. و النَّاعُورُ: دَلْوٌ یستقی بها. و النَّاعُورُ: واحد النَّواعِیر التی یستقی بها یدیرها الماءُ و لها صوتٌ. و النُّعَرَةُ: الخُیَلاءُ. و فی رأْسه نُعرَةٌ و نَعَرَةٌ أَی أَمْرٌ یَهُمُّ به. و نِیَّةٌ نَعُورٌ: بعیدة؛ قال: و كنتُ إِذا لم یَصِرْنِی الهَوَی و لا حُبُّها، كان هَمِّی نَعُورَا و فلان نَعِیرُ الهَمّ أَی بَعِیدُه. و هِمَّةٌ نَعُورٌ: بعیدةٌ. و النَّعُورُ من الحاجات: البعیدة. و یقال: سَفَرٌ نَعُورٌ إِذا كان بعیداً؛ و منه قول طرفة: و مِثْلِی، فاعْلَمِی یا أُمَّ عَمرٍو، إِذا ما اعْتادَهُ سَفَرٌ نَعُورُ و رجل نَعَّارٌ فی الفتن: خَرَّاجٌ فیها سَعَّاءٌ، لا یراد به الصوتُ و إِنما تُعْنَی به الحركةُ. و النَّعَّارُ أَیضاً: العاصی؛ عن ابن الأَعرابی. و نَعَرَ القومُ: هاجوا و اجتمعوا فی الحرب. و‌قال الأَصمعی فی حدیث ذكره: ما كانت فتنةٌ إِلَّا نَعَرَ فیها فلانٌ‌أَی نَهَضَ فیها. و‌فی حدیث الحَسَنِ: كلما نَعَرَ بهم ناعِرٌ اتَّبَعُوه‌أَی ناهِضٌ یدعوهم إِلی الفتنة و یصیح بهم إِلیها. و نَعَر الرجل: خالف و أَبی؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للمُخَبَّلِ السَّعْدِی: إِذا ما هُمُ أَصْلَحُوا أَمرَهُمْ، نَعَرْتَ كما یَنْعَرُ الأَخْدَعُ
(1). قوله [و الشدنیات] الذی تقدم: كالشدنیات، و لعلهما روایتان.
لسان العرب، ج‌5، ص: 223
یعنی أَنه یفسد علی قومه أَمرهم، و نَعْرَةُ النَّجْمِ: هُبُوبُ الریح و اشتداد الحر عند طلوعه فإِذا غرب سكن. و من أَین نَعَرْتَ إِلینا أَی أَتیتنا و أَقبلت إِلینا؛ عن ابن الأَعرابی. و قال مرة: نَعَرَ إِلیهم طَرَأَ علیهم. و التَّنْعِیرُ: إِدارة السهم علی الظُّفُرِ لِیُعْرَفَ قَوَامُهُ من عِوَجِهِ، و هكذا یَفْعَلُ من أَراد اختبار النَّبْلِ، و الذی حكاه صاحب العین فی هذا إِنما هو التَّنْفِیزُ. و النُّعَرُ: أَوَّل ما یُثْمِرُ الأَراكُ، و قد أَنْعَرَ أَی أَثْمر، و ذلك إِذا صار ثمره بمقدار النُّعَرَةِ. و بنو النَّعِیر: بطن من العرب.

نغر؛ ج5، ص: 223

: نَغِرَ علیه، بالكسر، نَغَراً، و نَغَرَ یَنْغِرُ نَغَراناً و تَنَغَّر: غَلَی و غَضِبَ، و قیل: هو الذی یَغْلِی جوفه من الغیظ، و رجل نَغِر، و امرأَة نَغِرَة: غَیْرَی. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَن امرأَة جاءَته فذكرت له أَن زوجها یأْتی جاریتها، فقال: إِن كنتِ صادقةً رجمناه، و إِن كنتِ كاذبةً جَلَدْناكِ، فقالت: رُدُّونی إِلی أَهلی غَیْرَی نَغِرَةً‌أَی مغتاظة یغلی جوفی غَلَیانَ القِدْرِ؛ قال الأَصمعی: سأَلنی شُعْبَةُ عن هذا الحرف فقلت: هو مأْخوذ من نَغَرِ القِدر، و هو غَلَیانُها و فَوْرُها. یقال منه: نَغِرَتِ القِدر تَنْغَر نَغَراً إِذا غلت، فمعناه أَنها أَرادت أَن جوفها یغلی من الغیظ و الغَیْرَةِ، ثم لم تجد عند علیّ، علیه السلام، ما ترید. و كانت بعض نساء الأَعراب عَلِقَةً ببعلها فتزوج علیها، فتاهت و تَدَلَّهَتْ من الغَیْرَةِ، فمرت یوماً برجل یرعی إِبلًا له فی رأْس أَبرق، فقالت: أَیها الأَبرق فی رأْس الرجل عسی رأَیت جَرِیراً یَجُرُّ بَعِیراً، فقال لها الرجل: أَ غَیْرَی أَنت أَم نَغِرَةٌ؟ فقالت له: ما أَنا بالغَیْرَی و لا النَّغِرَة، أُذِیبُ أَحْمالی و أَرْعَی زُبْدَتی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن النَّغِرَةَ هنا الغَضْبی لا الغَیْرَی لقوله: أَ غْیْرَی أَنتِ أَم نَغِرَةٌ؟ فلو كانت النَّغِرَةُ هنا هی الغَیْرَی لم یعادل بها قوله أَ غَیْرَی كما لا تقول للرجل: أَ قاعد أَنت أَم جالس؟ و نَغَرَتِ القِدْرُ تَنْغِرُ نَغِیراً و نَغَراناً و نَغِرَتْ: غَلَتْ. و ظَلَّ فلان یَتَنَغَّرُ علی فلان أَی یَتَذَمَّرُ علیه، و قیل: أَی یغلی علیه جوفه غَیْظاً. و نَغَرَتِ الناقةُ تَنْغِرُ: ضَمَّتْ مُؤَخَّرَها فَمَضَتْ. و نَغَرَها: صاحَ بها؛ قال: و عَجُز تَنْغِرُ للتَّنْغِیر و روی بعضهم: تنفر للتنفیر یعنی تطاوعه علی ذلك. و النُّغَرُ: فِراخُ العصافیر، واحدته نُغَرَةٌ مثال هُمَزَة، و قیل: النُّغَرُ ضربٌ من الحُمَّرِ حُمْرُ المناقیر و أُصُولِ الأَحْناكِ، و جمعها نِغْرانٌ، و هو البُلْبُلُ عند أَهل المدینة؛ قال یصف كَرْماً: یَحْمِلْنَ أَزقاقَ المُدامِ، كأَنما یحْمِلْنَها بأَظافِرِ النِّغْرانِ شَبَّهَ مَعالق العِنَبِ بأَظافِرِ النِّغْرانِ. الجوهری: النغَرَةُ، مثال الهُمَزة، واحدة النُّغَرِ، و هی طیر كالعصافیر حُمْرُ المناقیر؛ قال الراجز: عَلِقَ حَوْضِی نُغَرٌ مُكِبُّ، إِذا غَفَلْتُ غَفْلَةً یَعُبُّ، و حُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ و بتصغیره‌جاء الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لِبُنَیٍّ كان لأَبی طلحة الأَنصاری و كان له نُغَرٌ فمات: فما فعل النُّغَیرُ یا أَبا عُمَیرٍ؟ قال الأَزهری: النُّغَر طائر یُشبه العُصْفُورَ و تصغیره نُغَیْرٌ، و یجمع نِغْراناً مثل صُرَدٍ و صِرْدانٍ. شمر: النُّغَرُ فرخ العصفور،
لسان العرب، ج‌5، ص: 224
و قیل: هو من صغار العصافیر تراه أَبداً صغیراً ضاوِیّاً. و النُّغَرُ: أَولاد الحوامل إِذا صَوَّتَتْ و وزَّغَتْ أَی صارت كالوَزَغِ فی خلقتها صِغَرٌ؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف و إِنما هو النُّعَرُ، بالعین، و یقال منه: ما أَجَنَّتِ الناقةُ نُغَراً قط أَی ما حملت، و قد مر تفسیره؛ و أَنشد ابن السكیت: كالشَّدَنِیَّاتِ یُساقِطْنَ النُّغَرْ و نَغِرَ من الماء نَغَراً: أَكثر. و أَنْغَرَت الشاةُ: لغة فی أَمْغَرَتْ، و هی مُنْغِرٌ: احمَرَّ لبنها و لم تُخْرِطْ؛ و قال اللحیانی: هو أَن یكون فی لبنها شُكْلَةُ دَمٍ فإِذا كان ذلك لها عادة، فهی مِنغارٌ. قال الأَصمعی: أَمْغَرَتِ الشاةُ و أَنْغَرَتْ، و هی شاة مُمْغِرٌ و مُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فخرج مع لبنها دم. و شاة مِنْغارٌ: مثل مِمْغار. و جُرْحٌ نَغَّارٌ: یسیل منه الدم؛ قال أَبو مالك: یقال نَغَرَ الدم و نَعَرَ و تَغَرَ كل ذلك إِذا انفجر، و قال العُكْلِیُّ: شَخَبَ العِرْقُ و نَغَر و نَعَرَ؛ قال الكُمَیْتُ بن زید: و عاثَ فیهنَّ من ذی لیَّةٍ نُتِقَتْ، أَو نازِفٌ من عُرُوقِ الجَوْفِ نَغَّارُ و قال أَبو عمرو و غیره: نَغَّارٌ سَیَّالٌ.

نفر؛ ج5، ص: 224

: النَّفْرُ: التَّفَرُّقُ. یقال: لقیته قبل كل صَیْحٍ و نَفْرٍ أَی أَولًا، و الصَّیْحُ: الصِّیاحُ. و النَّفْرُ: التفرق؛ نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ و تَنْفُر نِفاراً و نُفُوراً و دابة نافِرٌ، قال ابن الأَعرابی: و لا یقال نافِرَةٌ، و كذلك دابة نَفُورٌ، و كلُّ جازِعٍ من شی‌ء نَفُورٌ. و من كلامهم: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ و قول أَبی ذؤیب: إِذا نَهَضَتْ فیه تَصَعَّدَ نَفْرُها، كَقِتْر الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صیابُها قال ابن سیدة: إِنما هو اسم لجمع نافر كصاحب و صَحْبٍ و زائر و زَوْرٍ و نحوه. و نَفَرَ القومُ یَنْفِرُون نَفْراً و نَفِیراً. و‌فی حدیث حمزة الأَسلمی: نُفِّرَ بنا فی سَفَرٍ مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ یقال: أَنْفَرْنا أَی تَفَرَّقَتْ إِبلنا، و أُنْفِرَ بنا أَی جُعِلنا مُنْفِرِین ذَوِی إِبلٍ نافِرَةٍ. و منه‌حدیث زَیْنَبَ بنت رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فأَنْفَرَ بها المشركون بَعِیرَها حتی سَقَطَتْ.و نَفَرَ الظَّبْیُ و غیره نَفْراً و نَفَراناً: شَرَدَ. و ظَبْیٌ نَیْفُورٌ: شدید النِّفارِ. و اسْتَنْفَرَ الدابة: كَنَفَّرَ. و الإِنْفارُ عن الشی‌ء و التَّنْفِیرُ عنه و الاسْتِنْفارُ كلُّه بمعنًی. و الاسْتِنْفارُ أَیضاً: النُّفُورُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ارْبُطْ حِمارَكَ، إِنه مُسْتَنْفِرٌ فی إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ أَی نافر: و یقال: فی الدابة نِفارٌ، و هو اسمٌ مِثْلُ الحِرانِ؛ و نَفَّرَ الدابة و اسْتَنْفَرَها. و یقال: اسْتَنْفَرْتُ الوحشَ و أَنْفَرْتُها و نَفَّرْتُها بمعنًی فَنَفَرَتْ تَنْفِرُ و اسْتَنْفَرَتْ تَسْتَنْفِرُ بمعنی واحد. و فی التنزیل العزیز: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ؛ و قرئت: مُسْتَنْفِرَةٌ، بكسر الفاء، بمعنی نافرة، و من قرأَ مستنفَرة، بفتح الفاء، فمعناها مُنَفَّرَةٌ أَی مَذْعُورَةٌ. و‌فی الحدیث: بَشِّرُوا و لا تُنَفِّرُوا‌أَی لا تَلْقَوْهُمْ بما یحملهم علی النُّفُورِ. یقال: نَفَرَ یَنْفِر نُفُوراً و نِفاراً إِذا فَرَّ و ذهب؛ و منه‌الحدیث: إِن منكم مُنَفِّرِینَ‌أَی من یَلْقی الناسَ بالغِلْظَةِ و الشِّدَّةِ فَیَنْفِرُونَ من الإِسلام و الدِّین. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تُنَفِّرِ الناسَ.و‌فی الحدیث: أَنه اشْتَرَطَ لمن أَقْطَعَهُ أَرضاً أَن لا یُنَفَّرَ مالُه‌أَی لا یُزْجَرَ ما یرعی من ماله
لسان العرب، ج‌5، ص: 225
و لا یُدْفَعَ عن الرَّعْی. و اسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه و أَنْفَرُوه أَی نصروه و مَدُّوه. و نَفَرُوا فی الأَمر یَنْفِرُون نِفاراً و نُفُوراً و نَفِیراً؛ هذه عن الزَّجَّاج، و تَنافَرُوا: ذهبوا، و كذلك فی القتال. و‌فی الحدیث: و إِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا.و الاسْتِنْفارُ: الاسْتِنْجادُ و الاسْتِنْصارُ، أَی إِذا طلب منكم النُّصْرَةَ فأَجیبوا و انْفِرُوا خارجین إِلی الإِعانة. و نَفَرُ القومِ جماعَتُهم الذین یَنْفِرُون فی الأَمر، و منه‌الحدیث: أَنه بعث جماعة إِلی أَهل مكة فَنَفَرَتْ لهم هُذَیْلٌ فلما أَحَسُّوا بهم لجَؤُوا إِلی قَرْدَدٍ‌أَی خرجوا لقتالهم. و النَّفْرَةُ و النَّفْرُ و النَّفِیرُ: القومُ یَنْفِرُونَ معك و یَتَنافَرُونَ فی القتال، و كله اسم للجمع؛ قال: إِنَّ لها فَوارِساً و فَرَطَا، و نَفْرَةَ الحَیِّ و مَرْعًی وَسَطَا، یَحْمُونَها من أَنْ تُسامَ الشَّطَطَا و كل ذلك مذكور فی موضعه. و النَّفِیرُ: القوم الذین یتَقَدَّمُونَ فیه. و النَّفیرُ: الجماعةُ من الناس كالنَّفْرِ، و الجمع من كل ذلك أَنْفارٌ. و نَفِیر قریش: الذین كانوا نَفَرُوا إِلی بَدْرٍ لیمنعوا عِیْرَ أَبی سفیان. و یقال: جاءت نَفْرَةُ بنی فلان و نَفِیرُهم أَی جماعتهم الذین یَنْفِرُون فی الأَمر. و یقال: فلان لا فی العِیْرِ و لا فی النَّفِیر؛ قیل هذا المثل لقریش من بین العرب، و ذلك أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما هاجر إِلی المدینة و نهض منها لِتَلَقِّی عِیر قریش سمع مشركو قریش بذلك، فنهضوا و لَقُوه ببَدْرٍ لیَأْمَنَ عِیرُهم المُقْبِلُ من الشأْم مع أَبی سفیان، فكان من أَمرهم ما كان، و لم یكن تَخَلَّفَ عن العِیْرِ و القتال إِلا زَمِنٌ أَو من لا خیر فیه، فكانوا یقولون لمن لا یستصلحونه لِمُهِمٍّ: فلان لا فی العِیرِ و لا فی النَّفِیرِ، فالعیرُ ما كان منهم مع أَبی سفیان، و النفیر ما كان منهم مع عُتْبَةَ بن ربیعة قائدهم یومَ بَدْرٍ. و اسْتَنْفَرَ الإِمامُ الناسَ لجهاد العدوّ فنفروا یَنْفِرُونَ إِذا حَثَّهُم علی النَّفِیرِ و دعاهم إِلیه؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: و إِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا.و نَفَرَ الحاجُّ من مِنًی نَفْراً و نَفرَ الناسُ من مِنًی یَنْفِرُونَ نَفْراً و نَفَراً، و هو یوم النَّفْرِ و النَّفَرِ و النُّفُورِ و النَّفِیرِ، و لیلةُ النَّفْر و النَّفَرِ، بالتحریك، و یومُ النُّفُورِ و یومُ النَّفِیر، و‌فی حدیث الحج: یومُ النَّفْرِ الأَوّل؛ قال ابن الأَثیر: هو الیوم الثانی من أَیام التشریق، و النَّفْرُ الآخِرُ الیومُ الثالث، و یقال: هو یوم النَّحْرِ ثم یوم القَرِّ ثم یوم النفر الأَول ثم یوم النفر الثانی، و یقال یوم النفر و لیلة النفر للیوم الذی یَنْفِرُ الناس فیه من منی، و هو بعد یوم القرِّ؛ و أَنشد لِنُصَیْبٍ الأَسْوَدِ و لیس هو نُصَیْباً الأَسْوَدَ المَرْوانِیَّ: أَمَا و الذی حَجَّ المُلَبُّونَ بَیْتَهُ، و عَلَّمَ أَیامَ الذبائحِ و النَّحْرِ لقد زَادَنی، لِلْغَمْرِ، حُبّاً، و أَهْلهِ، لَیالٍ أَقامَتْهُنَّ لَیْلی علی الغَمْرِ و هل یَأْثَمَنِّی اللهُ فی أَن ذَكَرْتُها، و عَلَّلْتُ أَصحابی بها لیلةَ النَّفْرِ و سَكَّنْتُ ما بی من كَلالٍ و من كرًی، و ما بالمَطایا من جُنُوحٍ و لا فَتْرِ و یروی: و هل یأْثُمَنِّی …، بضم الثاء. و النَّفَرُ، بالتحریك، و الرَّهْطُ: ما دون العشرة من الرجال، و منهم من خصص فقال للرجال دون النساءِ، و الجمع أَنفار. قال أَبو العباس: النَّفَرُ و القومُ و الرَّهْطُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 226
هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم. قال سیبویه: و النسبُ إِلیه نَفَرِیٌّ، و قیل: النَّفَرُ الناسُ كلهم؛ عن كراع، و النَّفِیرُ مثلُه، و كذلك النَّفْرُ و النَّفْرَةُ. و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: لو كان هاهنا أَحدٌ من أَنْفارِنا‌أَی من قومنا، جمع نَفَرٍ و هم رَهْطُ الإِنسان و عشیرته، و هو اسم جمع یقع علی جماعة من الرجال خاصة ما بین الثلاثة إِلی العشرة. و‌فی الحدیث: و نَفَرُنا خُلُوفٌ‌أَی رجالنا. اللیث: یقال هؤلاء عَشَرَةُ نَفَرٍ أَی عشرة رجال، و لا یقال عشرون نَفَراً و لا ما فوق العشرة، و هم النَّفَرُ من القوم. و قال الفراء: نَفْرَةُ الرجل و نَفَرُهُ رَهْطُه؛ قال إمرؤ القیس یصف رجلًا بِجَوْدَةِ الرَّمْی: فَهْوَ لا تَنْمِی رَمِیَّتُهُ، ما لَه؟ لا عُدَّ من نَفَرِه فدعا علیه و هو یمدحه، و هذا كقولك لرجل یعجبك فعله: ما له قاتله اللهُ أَخزاه اللهُ و أَنت ترید غیر معنی الدعاء علیه. و قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰاكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً؛ قال الزجاج: النَّفِیرُ جمع نَفْرٍ كالعَبِیدِ و الكَلِیبِ، و قیل: معناه و جعلناكم أَكثر منهم نُصَّاراً. و جاءنا فی نُفْرَتِه و نافِرَتِه أَی فی فَصِیلَتِه و من یغضب لغضبه. و یقال: نَفْرَةُ الرجل أُسْرَتُه. یقال: جاءنا فی نَفْرَتِه و نَفْرِه؛ و أَنشد: حَیَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ: إِنَّ نَفْرَتَنا أَلْیَوْمَ كلَّهُمُ، یا عُرْوَ، مُشْتَغِلُ و یقال للأُسْرَةِ أَیضاً: النُّفُورَةُ. یقال: غابتْ نُفُورَتُنا و غَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُمْ، و ورد ذلك‌فی الحدیث: غَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُم؛ یقال لأَصحاب الرجل و الذین یَنْفِرُونَ معه إِذا حَزَبَه أَمر. نَفْرَتُه و نَفْرُهُ و نافِرَتُه و نُفُورَتُه. و نافَرْتُ الرجلَ مُنافَرَةً إِذا قاضیتَه. و المُنافَرَةُ: المفاخرة و المحاكمة. و المُنافَرَةُ: المحاكمة فی الحَسَبِ. قال أَبو عبید: المُنافَرَةُ أَن یفتخر الرجلان كل واحد منهما علی صاحبه، ثم یُحَكِّما بینهما رجلًا كَفِعْلِ عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ مع عامر بن طُفَیْلٍ حین تَنافرا إِلی هَرِمِ بن قُطْبَةَ الفَزارِیِّ؛ و فیهما یقول الأَعشی یمدح عامر بن الطفیل و یحمل علی عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ: قد قلتُ شِعْری فمَضی فیكما، و اعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنَّافِرِ و المَنْفُورُ: المغلوب. و النَّافِرُ: الغالب. و قد نافَرَهُ فَنَفَرَهُ یَنْفُرُه، بالضم لا غیر، أَی غلبه، و قیل: نَفَرَهُ یَنْفِرُه و یَنْفُرُهُ نَفْراً إِذا غلبه. و نَفَّرَ الحاكمُ أَحدهما علی صاحبه تَنْفِیراً أَی قضی علیه بالغلبة، و كذلك أَنْفَرَه. و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: نافَرَ أَخی أُنَیْسٌ فلاناً الشاعِرَ؛ أَراد أَنهما تَفاخَرا أَیُّهما أَجْوَدُ شِعْراً. و نافَرَ الرجلَ مُنافَرَةً و نِفاراً: حاكَمَهُ، و اسْتُعْمِلَ منه النُّفُورَةُ كالحُكومَةِ؛ قال ابن هَرْمَةَ: یَبْرُقْنَ فَوْقَ رِواقِ أَبیضَ ماجِدٍ، یُرْعی لیومِ نُفُورَةٍ و مَعاقِلِ قال ابن سیدة: و كأَنما جاءت المُنافَرَةُ فی أَوّل ما اسْتُعْمِلَتْ أَنهم كانوا یسأَلون الحاكم: أَیُّنا أَعَزُّ نَفَراً؟ قال زهیر: فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثلاثٌ: یَمِینٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ و أَنْفَرَهُ علیه و نَفَّرَه و نَفَرَهُ یَنْفُرُه، بالضم، كل ذلك: غَلَبَه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و لم
لسان العرب، ج‌5، ص: 227
یَعْرِفْ أَنْفُرُ، بالضم، فی النِّفارِ الذی هو الهَرَبُ و المُجانَبَةُ. و نَفَّرَه الشی‌ءَ و علی الشی‌ء و بالشی‌ء بحرف و غیر حرف: غَلَبَهُ علیه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: نُفِرْتُمُ المَجْدَ فلا تَرْجُونَهْ، وجَدْتُمُ القومَ ذَوِی زَبُّونَهْ كذا أَنشده نُفِرْتُمْ، بالتخفیف. و النُّفارَةُ: ما أَخَذَ النَّافِرُ من المَنْفَورِ، و هو الغالبُ «2»، و قیل: بل هو ما أَخذه الحاكم. ابن الأَعرابی: النَّافِرُ القَامِرُ. و شاة نافِرٌ: و هی التی تُهْزَلُ فإِذا سعلت انتثر من أَنفها شی‌ء، لغة فی النَّاثِرِ. و نَفَرَ الجُرْحُ نُفُوراً إِذا وَرِمَ. و نَفَرَتِ العینُ و غیرها من الأَعضاء تَنْفِرُ نُفُوراً: هاجت و وَرِمَتْ. و نَفَرَ جِلْدُه أَی وَرِمَ. و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا فی زمانه تَخَلَّلَ بالقَصَبِ فَنَفَرَ فُوهُ، فنهی عن التخلل بالقصب؛ قال الأَصمعی: نَفَرَ فُوه أَی وَرِمَ. قال أَبو عبید: و أُراهُ مأْخوذاً من نِفارِ الشی‌ء من الشی‌ء إِنما هو تَجافِیهِ عنه و تَباعُدُه منه فكأَن اللحْمَ لما أَنْكَرَ الداء الحادث بینهما نَفَرَ منه فظهر، فذلك نِفارُه. و‌فی حدیث غَزْوانَ: أَنه لَطَمَ عینه فَنَفَرَتْ‌أَی وَرِمَتْ. و رجل عِفْرٌ نِفْرٌ و عِفْرِیَةٌ نِفْرِیَةٌ و عِفْرِیتٌ نِفْرِیتٌ و عُفارِیَةٌ نُفارِیَةٌ إِذا كان خبیثاً مارِداً. قال ابن سیدة: و رجل عِفْرِیتَةٌ نِفْرِیتَةٌ فجاء بالهاء فیهما، و النِّفْرِیتُ إِتباعٌ للعِفْرِیت و توكیدٌ. و بنو نَفْرٍ: بطنٌ. و ذو نَفْرٍ: قَیْلٌ من أَقیال حِمْیَرَ. و‌فی الحدیث: إِن الله یُبْغِضُ العِفْرِیَةَ النِّفْرِیَةَ‌أَی المُنْكَرَ الخَبیثَ، و قیل: النِّفْرِیَةُ و النِّفْرِیتُ إِتباع للعِفْرِیَةِ و العِفْرِیتِ. ابن الأَعرابی: النَّفائِرُ العصافیر «3» و قولهم: نَفِّرْ عنه أَی لَقِّبْهُ لَقَباً كأَنه عندهم تَنْفِیرٌ للجن و العینِ عنه. و قال أَعرابی: لما وُلدتُ قیل لأَبی: نَفِّرْ عنه، فسمانی قُنْفُذاً و كنَّانی أَبا العَدَّاءِ.

نفطر؛ ج5، ص: 227

: التهذیب فی الرباعی ابن الأَعرابی: النَّفاطِیر البَثْرُ؛ و أَنشد المفضل: نَفاطِیرُ المِلاحِ بوَجْهِ سَلْمی زماناً، لا نَفاطِیرُ القِباحِ قال الأَزهری: و قرأْت بخط أَبی الهَیْثَمِ بیتاً للحطیئة فی صفة إِبل نَزَعَتْ إِلی نَبْتِ بَلَدٍ فقال: طَباهُنَّ، حتی أَطْفَلَ اللیلُ دونها، نَفاطِیرُ وَسْمِیٍّ رَواءٌ جُذُورُها أَی دعاهن نفاطِیرُ وَسْمِیٍّ. و النفاطیر: نَبْذٌ من النبت یقع فی مواقع من الأَرض مختلفة. و یقال: النفاطیر أَول النبت. قال الأَزهری: و من هذا أُخِذَ نَفاطِیرُ البَثْرِ. و أَطْفَلَ اللیلُ أَی أَظلم. و قال بعضهم: النفاطیر من النبات و هو روایة الأَصمعی. و التَّفاطِیرُ، بالتاء: النَّوْرُ.

نقر؛ ج5، ص: 227

: النَّقْرُ: ضربُ الرَّحی و الحجرِ و غیره بالمِنْقارِ. و نَقَرَهُ یَنْقُره نَقْراً: ضربه. و المِنْقارُ: حدیدة كالفأْس یُنْقَرُ بها، و فی غیره: حدیدة كالفأْس مُشَكَّكَةٌ مستدیرة لها خَلْفٌ یُقطع به الحجارة و الأَرض الصُّلْبَةُ. و نَقَرْتُ الشی‌ء: ثَقَبْتُه بالمِنْقارِ. و المِنْقَر، بكسر المیم: المِعْوَل؛ قال ذو الرمة: كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ و نَقَرَ الطائرُ الشی‌ءَ یَنْقُره نَقْراً: كذلك.
(2). قوله [و هو الغالب] عبارة القاموس أی الغالب من المغلوب (3). قوله [النفائر العصافیر] كذا بالأصل. و فی القاموس: النفاریر العصافیر.
لسان العرب، ج‌5، ص: 228
و مِنْقارُ الطائر: مِنْسَرُه لأَنه یَنْقُرُ به. و نَقَرَ الطائر الحَبَّة یَنْقُرُها نَقْراً: التقطها. و مِنْقارُ الطائر و النَّجَّارِ، و الجمع المَناقِیرُ، و مِنْقارُ الخُفِّ: مُقَدَّمُه، علی التشبیه. و ما أَغْنی عَنِّی نَقْرَةً یعنی نَقْرَةَ الدیك لأَنه إِذا نَقَرَ أَصاب. التهذیب: و ما أَغنی عنی نَقْرَةً و لا فَتْلَةً و لا زُبالًا. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن نَقْرَةِ الغراب، یرید تخفیف السجود، و أَنه لا یمكث فیه إِلا قدر وضع الغراب مِنْقارَهُ فیما یرید أَكله. و منه‌حدیث أَبی ذر: فلما فرغوا جعل یَنْقُرُ شیئاً من طعامهم‌أَی یأْخذ منه بأُصبعه. و النِّقْرُ و النُّقْرَةُ و النَّقِیرُ: النُّكْتَةُ فی النواة كأَنَّ ذلك الموضعَ نُقِرَ منها. و فی التنزیل العزیز: فَإِذاً لٰا یُؤْتُونَ النّٰاسَ نَقِیراً؛ و قال أَبو هذیل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء: و إِذا أَرَدْنا رِحْلَةً جَزِعَتْ، و إِذا أَقَمْنا لم تُفِدْ نِقْرا و منه قول لبید یرثی أَخاه أَرْبَدَ: و لیس النَّاسُ بَعْدَكَ فی نَقِیرٍ، و لا هُمْ غَیْرُ أَصْداءٍ و هامِ أَی لیسوا بعدك فی شی‌ء؛ قال العجاج: دَافَعْت عنهمْ بِنَقِیرٍ مَوْتتی قال ابن بری: البیت مغیر و صواب إِنشاده: دَافَعَ عَنِّی بِنَقِیرٍ … قال: و فی دافع ضمیر یعود علی ذكر الله سبحانه و تعالی لأَنه أَخبر أَن الله عز و جل أَنقذه من مرض أَشْفی به علی الموت؛ و بعده: بَعْدَ اللُّتَیَّا و اللَّتَیَّا و الَّتی و هذا مما یعبر به عن الدواهی. ابن السكیت فی قوله: وَ لٰا یُظْلَمُونَ نَقِیراً، قال: النقیر النكتة التی فی ظهر النواة. و روی عن أَبی الهیثم أَنه قال: النَّقِیرُ نُقْرَةٌ فی ظهر النواة منها تنبت النخلة. و النَّقِیرُ: ما نُقِبَ من الخشب و الحجر و نحوهما، و قد نُقِرَ و انْتُقِرَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: علی نَقِیر من خشب؛ هو جِذْعٌ یُنْقَرُ و یجعل فیه شِبْهُ المَراقی یُصْعَدُ علیه إِلی الغُرَفِ. و النَّقِیرُ أَیضاً: أَصل خشبة یُنْقَرُ فَیُنْتَبَذ فیه فَیَشْتَدُّ نبیذه، و هو الذی ورد النهی عنه. التهذیب: النَّقِیرُ أَصل النخلة یُنْقَرُ فَیُنْبَذُ فیه، و‌نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الدُّبَّاء و الحَنْتَمِ و النَّقِیرِ و المُزَفَّتِ؛ قال أَبو عبید: أَما النقیر فإِن أَهل الیمامة كانوا یَنْقُرُونَ أَصل النخلة ثم یَشْدَخُون فیها الرُّطَبَ و البُسْرَ ثم یَدَعُونه حتی یَهْدِرَ ثم یُمَوَّتَ؛ قال ابن الأَثیر: النَّقِیرُ أَصل النخلة یُنْقَرُ وسَطُه ثم ینبذ فیه التمر و یلقی علیه الماء فیصیر نبیذاً مسكراً، و النهی واقع علی ما یعمل فیه لا علی اتخاذ النقیر، فیكون علی حذف المضاف تقدیره: عن نبیذ النَّقِیرِ، و هو فعیل بمعنی مفعول؛ و قال فی موضع آخر: النَّقِیرُ النخلة تُنْقَرُ فیجعل فیها الخمر و تكون عروقها ثابتة فی الأَرض. و فَقِیرٌ نَقِیرٌ: كأَنه نُقِرَ، و قیل إِتباع لا غیر، و كذلك حقِیر نَقِیر و حَقْرٌ نَقْرٌ إِتباع له. و‌فی الحدیث: أَنه عَطَسَ عنده رجل فقال: حَقِرْتَ و نَقِرْتَ؛ یقال: به نَقِیرٌ أَی قُرُوحٌ و بَثْرٌ، و نَقِرَ أَی صار نَقِیراً؛ كذا قاله أَبو عبیدة، و قیل نَقِیرٌ إِتباعُ حَقِیر. و المُنْقُر من الخشب: الذی یُنْقَرُ للشراب. و قال أَبو حنیفة: المِنْقَرُ كل ما نُقِرَ للشراب، قال: و جمعه مَناقِیرُ، و هذا لا یصح إِلا أَن یكون جمعاً شاذّاً جاء علی غیر واحده.
لسان العرب، ج‌5، ص: 229
و النُّقْرَةُ: حفرة فی الأَرض صغیرة لیست بكبیرة. و النُّقْرَةُ: الوَهْدَةُ المستدیرة فی الأَرض، و الجمع نُقَرٌ و نِقارٌ. و‌فی خبر أَبی العارم: و نحن فی رَمْلَةٍ فیها من الأَرْطی و النِّقارِ الدَّفَئِیَّةِ ما لا یعلمه إِلا الله.و النُّقْرَةُ فی القفا: مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ، و هی وَهْدَةٌ فیها. و فلان كَریمُ النَّقِیرِ أَی الأَصل. و نُقْرَةُ العینِ: وَقْبَتُها، و هی من الوَرِك الثَّقْبُ الذی فی وسطها. و النُّقْرَةُ من الذهب و الفضة: القِطْعَةُ المُذابَةُ، و قیل: هو ما سُبِكَ مجتمعاً منها. و النُّقْرَةُ: السَّبِیكَةُ، و الجمع نِقارٌ. و النَّقَّارُ: النَّقَّاشُ، التهذیب: الذی یَنْقُشُ الرُّكُبَ و اللُّجُمَ و نحوها، و كذلك الذی یَنْقُرُ الرَّحَی. و النَّقْرُ: الكتابُ فی الحَجَرِ. و نَقَرَ الطائرُ فی الموضع: سَهَّلَهُ لیَبِیضَ فیه؛ قال طرفة: یا لَكِ من قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ، خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِیضِی و اصْفِری، و نَقِّری ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِی و قیل: التَّنْقِیرُ مثلُ الصَّفِیر؛ و ینشد: و نَقِّرِی ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّری و النُّقْرَةُ: مَبِیضُهُ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِیُّ: لِلقارِیاتِ من القَطَا نُقَرٌ فی جانِبَیْهِ، كأَنَّها الرَّقْمُ و نَقَرَ البَیْضَةَ عن الفَرْخ: نَقَبَها. و النَّقْرُ: ضَمُّكَ الإِبهام إِلی طَرَفِ الوُسْطَی ثم تَنْقُر فیسمع صاحبك صوت ذلك، و كذلك باللسان. و‌فی حدیث ابن عباس فی قوله تعالی: وَ لٰا یُظْلَمُونَ نَقِیراً؛ وضَعَ طَرَفَ إِبهامه علی باطن سَبَّابَتِهِ ثم نَقَرَها و قال هذا التفسیر.وما له نَقِرٌ أَی ماء. و المِنْقَرُ و المُنْقُرُ، بضم المیم و القاف: بئر صغیرة، و قیل: بئر ضیقة الرأْس تحفر فی الأَرض الصُّلْبَةِ لئلَّا تَهَشَّمَ، و الجمع المَناقِرُ، و قیل: المُنْقُر و المِنْقَرُ بئر كثیرة الماء بعیدة القعر؛ و أَنشد اللیث فی المِنْقَرِ: أَصْدَرَها عن مِنْقَرِ السَّنابِرِ نَقْرُ الدَّنانِیرِ و شُرْبُ الخازِرِ، و اللَّقْمُ فی الفاثُورِ بالظَّهائِرِ الأَصمعی: المُنْقُرُ و جمعها مَناقِرُ و هی آبار صغار ضیقة الرؤُوس تكون فی نَجَفَةٍ صُلْبة لئلَّا تَهَشَّمَ، قال الأَزهری: القیاس مِنْقَرٌ كما قال اللیث، قال: و الأَصمعی لا یحكی عن العرب إِلا ما سمعه. و المُنْقُرُ أَیضاً: الحوض؛ عن كراع. و‌فی حدیث عثمانَ البَتِّیِّ: ما بهذه النُّقْرَةِ أَعلم بالقضاءِ من ابن سِیْرینَ، أَراد بالبصرة. و أَصل النُّقْرَةِ: حُفْرَةٌ یُسْتَنْقَعُ فیها الماء. و نَقَرَ الرجلَ یَنْقُره نَقْراً: عابه و وقع فیه، و الاسم النَّقَرَی. قالت امرأَة من العرب لبعلها: مُرَّ بی علی بنی نَظَری و لا تَمُرَّ بی علی بنات نَقَرَی أَی مُرَّ بی علی الرجال الذین ینظرون إِلیّ و لا تَمُرَّ بی علی النساءِ اللَّوَاتی یَعِبْنَنِی، و یروی نَظَّرَی و نَقَّرَی، مشدَّدین. و فی التهذیب فی هذا المثل: قالت أَعرابیة لصاحبة لها مُرِّی بی علی النَّظَرَی و لا تَمُرِّی بی علی النَّقَرَی أَی مری بی علی من ینظر إِلیّ و لا یُنَقِّرُ. قال: و یقال إِن الرجال بنو النَّظَرَی و إِن النساءَ بنو النَّقَرَی. و المُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ. و قد ناقَرَهُ أَی نازعه. و المُناقَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الكلام. و بینی و بینه مُناقَرَةٌ و نِقارٌ و ناقِرَةٌ و نِقْرَةٌ أَی كلام؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و لم یفسره، قال: و هو عندی من المراجعة. و جاءَ‌فی الحدیث: متی ما
لسان العرب، ج‌5، ص: 230
یَكْثُرْ حَمَلَةُ القرآن یُنَقِّرُوا، و متی ما یُنَقِّرُوا یختلفوا؛ التَّنْقِیرُ: التَّفْتِیشُ؛ و رجل نَقَّارٌ و مُنَقِّرٌ. و المُناقَرَةُ: مراجعةُ الكلام بین اثنین و بَثُّهُما أَحادِیثَهما و أُمُورَهما. و النَّاقِرَةُ: الداهیةُ. و رَمَی الرامی الغَرَضَ فَنَقَره أَی أَصابه و لم یُنْفِذْهُ، و هی سِهامٌ نَواقِرُ. و یقال للرجل إِذا لم یستقم علی الصواب: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه؛ قال ابن مقبل: و أَهْتَضِمُ الخَالَ العَزِیزَ و أَنْتَحِی علیه، إِذا ضَلَّ الطَّرِیقَ نَواقِرُه و سهم ناقِرٌ: صائبٌ. و النَّاقِرُ: السهم إِذا أَصاب الهَدَفَ. و تقول العرب: نعوذ بالله من العَواقِرِ و النَّواقِرِ، و قد تقدم ذكر العواقر، و إِذا لم یكن السهم صائباً فلیس بِناقِرٍ. التهذیب: و یقال نعوذ بالله من العَقَرِ و النَّقَرِ، فالعَقَرُ الزَّمانَة فی الجسد، و النَّقَرُ ذهاب المال. و رماه بِنَواقِرَ أَی بِكَلِمٍ صَوائِبَ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی النواقر من السهام: خَواطِئاً كأَنها نَواقِرُ أَی لم تخطئْ إِلَّا قریباً من الصواب. و انْتَقَرَ الشی‌ءَ و تَنَقَّرَه و نَقَّرَه و نَقَّرَ عنه، كل ذلك: بحث عنه. و التَّنْقیرُ عن الأَمرِ: البحث عنه. و رجل نَقَّارٌ: مُنَقِّرٌ عن الأُمور و الأَخبار. و‌فی حدیث ابن المسیب: بلغه قول عكرمة فی الحین أَنه ستة أَشهر فقال: انْتَقَرَها عِكْرِمَةُ‌أَی استنبطها من القرآن؛ قال ابن الأَثیر: و التَّنْقیر البحث هذا إِن أَراد تصدیقه، و إِن أَراد تكذیبه فمعناه أَنه قالها من قِبَل نفسه و اختص بها من الانتقار الاختصاص، یقال: نَقَّرَ باسم فلان و انْتَقَر إِذا سماه من بین الجماعة. و انْتَقَر القومَ: اختارهم. و دعاهم النَّقَرَی إِذا دعا بعضاً دون بعض یُنَقِّرُ باسم الواحد بعد الواحد. قال: و قال الأَصمعی إِذا دعا جماعتهم قال: دَعَوْتُهم الجَفَلَی؛ قال طرفة بن العبد: نحن فی المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَی، لا تَرَی الآدِبَ فینا یَنْتَقِرْ الجوهری: دعوتهم النَّقَرَی أَی دَعْوَةً خاصةً، و هو الانْتِقار أَیضاً، و قد انْتَقَرَهُم؛ و قیل: هو من الانتقار الذی هو الاختیار، أَو من نَقَرَ الطائر إِذا لقط من هاهنا و هاهنا. قال ابن الأَعرابی: قال العُقَیلیّ ما ترك عندی نُقارَةً إِلَّا انْتَقَرَها أَی ما ترك عندی لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقاةً إِلَّا أَخذها لذاته. و نَقَّر باسمه: سماه من بینهم. و الرجل یُنَقِّرُ باسم رجل من جماعة یخصه فیدعوه، یقال: نَقَّرَ باسمه إِذا سماه من بینهم، و إِذا ضرب الرجل رأْس رجل قلت: نَقَرَ رأْسه. و النَّقْرُ: صوت اللسان، و هو إِلزاق طرفه بمخرج النون ثم یُصَوِّتُ به فَیَنْقُر بالدابة لتسیر؛ و أَنشد: و خانِقٍ [خانَقٍ ذی غُصَّةٍ جِرْیاضِ، راخَیْتُ یومَ النَّقْرِ و الإِنْقاضِ و أَنشده ابن الأَعرابی: و خانِقَیْ ذی غُصَّةٍ جَرَّاضِ و قیل: أَراد بقوله و خانِقَیْ هَمَّیْن خَنَقَا هذا الرجل. و راخیت أَی فَرَّجْتُ. و النَّقْرُ: أَن یضع لسانه فوق ثنایاه مما یلی الحَنَكَ ثم یَنْقُرَ. ابن سیدة: و النَّقْرُ أَن تُلْزِقَ طرف لسانك بحنكك و تَفْتَحَ ثم تُصَوِّتَ، و قیل: هو اضطراب اللسان فی الفم إِلی فوق و إِلی أَسفل؛ و قد نَقَرَ بالدابة نَقْراً و هو صُوَیْتٌ یزعجه. و فی الصحاح: نَقَرَ بالفرس؛ قال عبید بن
لسان العرب، ج‌5، ص: 231
ماوِیَّةَ الطائی: أَنا ابنُ ماوِیَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ، و جاءَتِ الخَیْلُ أَثابِیَّ زُمَرْ أَراد النَّقْرَ بالخیل فلما وقف نقل حركة الراء إِلی القاف، و هی لغة لبعض العرب، تقول: هذا بَكُرْ و مررت بِبَكِر، و قد قرأَ بعضهم: و تواصَوْا بالصَّبِرْ. و الأَثابِیُّ: الجماعات، الواحد منهم أُثْبِیَّة. و قال ابن سیدة: أَلقی حركة الراء علی القاف إِذ كان ساكناً لیعلم السامع أَنها حركة الحرف فی الوصل، كما تقول هذا بَكُر و مررت بِبَكِر، قال: و لا یكون ذلك فی النصب، قال: و إِن شئت لم تنقل و وقفت علی السكون و إِن كان فیه ساكن، و یقال: أَنْقَرَ الرجلُ بالدابة یُنْقِرُ بها إِنْقاراً و نَقْراً؛ و أَنشد: طَلْحٌ كأَنَّ بَطْنَهُ جَشِیرُ، إِذا مَشَی لكَعْبِه نَقِیرُ و النَّقْرُ: صُوَیْتٌ یسمع من قَرْع الإِبهام علی الوُسْطی. یقال: ما أَثابَهُ نَقْرَةً أَی شیئاً، لا یستعمل إِلا فی النفی؛ قال الشاعر: و هُنَّ حَرًی أَن لا یُثِبْنَكَ نَقْرَةً، و أَنتَ حَرًی بالنار حین تُثِیبُ و النَّاقُور: الصُّورُ الذی یَنْقُر فیه المَلَكُ أَی ینفخ. و قوله تعالی: فَإِذٰا نُقِرَ فِی النّٰاقُورِ؛ قیل: الناقور الصور الذی یُنْفَخُ فیه للحشر، أَی نُفِخَ فِی الصُّورِ*، و قیل فی التفسیر: إِنه یعنی به النفخة الأُولی، و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی قال: النَّاقُور القلبُ، و قال الفرّاء: یقال إِنها أَوّل النفختین، و النقیر الصوتُ، و النَّقِیر الأَصلُ. و أَنْقَرَ عنه أَی كف، و ضربه فما أَنْقَرَ عنه حتی قتله أَی ما أَقلع عنه. و‌فی الحدیث عن ابن عباس: ما كان الله لیُنْقِرَ عن قاتل المؤمن‌أَی ما كان الله لیُقْلِعَ و لیَكُفَّ عنه حتی یهلكه؛ و منه قول ذؤیب بن زُنَیم الطُّهَوِیِّ: لعَمْرُك ما وَنَیْتُ فی وُدِّ طَیِّ‌ءٍ، وما أَنا عن أَعْداء قَوْمِی بِمُنْقِرِ و النُّقَرَةُ: داء یأْخذ الشاة فتموت منه. و النُّقَرَةُ، مثل الهُمَزَةِ: داء یأْخذ الغنم فتَرِمُ منه بطون أَفخاذها و تَظْلَعُ؛ نَقِرَتْ تَنْقَرُ نَقَراً، فهی نَقِرَةٌ. قال ابن السكیت: النُّقَرَةُ داء یأْخذ المِعْزَی فی حوافرها و فی أَفخاذها فَیُلْتَمَسُ فی موضعه، فیُرَی كأَنه وَرَمٌ فیكوی، فیقال: بها نُقَرَةٌ، و عَنْزٌ نَقِرَةٌ. الصحاح: و النُّقَرَةُ، مثال الهُمَزَةِ، داء یأْخذ الشاء فی جُنُوبها، و بها نُقَرَةٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِیُّ: و حَشَوْتُ الغَیْظَ فی أَضْلاعِهِ، فَهْوَ یَمْشِی خَضَلاناً كالنَّقِرْ و یقال: النَّقِرُ الغضبان. یقال: هو نَقِرٌ علیك أَی غضبان، و قد نَقِرَ نَقَراً. ابن سیدة: و النُّقَرَةُ داء یصیب الغنم و البقر فی أَرجلها، و هو التواء العُرْقوبَینِ. و نَقِرَ علیه نَقَراً، فهو نَقِرٌ: غضب. و بنو مِنْقَرٍ: بطن من تمیم، و هو مِنْقَرُ بن عبید بن الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زید مَنَاة بن تمیم. و فی التهذیب: و بنو مِنْقَرٍ حَیّ من سعد. و نَقْرَةُ: منزل بالبادیة. و النَّاقِرَةُ: موضع بین مكة و البصرة. و النَّقِیرَةُ: موضع بین الأَحْساءِ و البصرة. و النَّقِیرَةُ: رَكِیَّةٌ معروفة كثیرة الماء بین ثاجَ و كاظِمَةَ. ابن الأَعرابی: كل أَرض مُتَصَوِّبَة فی هَبْطَةٍ فهی النَّقِرَةُ، و منها سمیت نَقِرَةُ بطریق مكة التی یقال لها مَعْدِنُ النَّقِرَة. و نَقَرَی:
لسان العرب، ج‌5، ص: 232
موضع؛ قال: لما رَأَیْتُهُمُ كأَنَّ جُمُوعَهُمُ، بالجِزْعِ من نَقَرَی، نِجاءُ خَرِیفِ «4». و أَما قول الهُذَلیّ: و لما رَأَوْا نَقْرَی تَسِیلُ أَكامُها بأَرْعَنَ جَرَّارٍ و حامِیَةٍ غُلْبِ فإِنه أَسكن ضرورة. و نَقِیرٌ: موضع؛ قال العجاج: دَافَعَ عَنِّی بِنَقِیرٍ مَوْتَتی و أَنْقِرَةُ: موضع بالشأْم أَعجمی؛ و استعمله إمرؤ القیس علی عُجْمَتِهِ: قد غُودِرَتْ بأَنْقِرَه و قیل: أَنْقِرَةُ موضع فیه قَلْعَةٌ للروم، و هو أَیضاً جمع نَقِیرٍ مثل رغیف و أَرْغِفَةٍ، و هو حفرة فی الأَرض؛ قال الأَسود بن یَعْفُرَ: نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ یَسِیلُ علیهِمُ ماءُ الفُرَاتِ، یَجِی‌ءُ من أَطْوَادِ أَبو عمرو: النَّواقِرُ المُقَرْطِسات؛ قال الشماخ یصف صائداً: و سَیِّرْهُ یَشْفِی نفسَه بالنَّواقِر و النَّواقِرُ: الحُجَجُ المُصِیباتُ كالنَّبْلِ المصیبة. و إِنه لَمُنَقَّرُ العین أَی غائر العین. أَبو سعید: التَّنَقُّرُ الدعاء علی الأَهل و المال. أَراحنی الله منه، ذهب الله بماله. و قوله‌فی الحدیث: فأَمَرَ بنُقْرَةٍ من نحاس فأُحمیت؛ ابن الأَثیر: النُّقْرَةُ قِدْرٌ یُسَخَّنُ فیها الماء و غیره، و قیل: هو بالباء الموحدة، و قد تقدم. اللیث: انْتَقَرَتِ الخیلُ بحوافرها نُقَراً أَی احْتَفَرَتْ بها. و إِذا جَرَتِ السُّیُولُ علی الأَرض انْتَقَرتْ نُقَراً یحتبس فیها شی‌ء من الماء. و یقال: ما لفلان بموضع كذا نَقِرٌ و نَقِزٌ، بالراء و بالزای المعجمة، و لا مُلْكٌ و لا مَلْكٌ و لا مِلْكٌ؛ یرید بئراً أَو ماء.

نكر؛ ج5، ص: 232

: النُّكْرُ و النَّكْراءُ: الدَّهاءُ و الفِطنة. و رجل نَكِرٌ و نَكُرٌ و نُكُرٌ و مُنْكَرٌ من قوم مَناكِیر: دَاهٍ فَطِنٌ؛ حكاه سیبویه. قال ابن جنی: قلت لأَبی علیّ فی هذا و نحوه: أَ فنقول إِنّ هذا لأَنه قد جاء عنهم مُفْعِلٌ و مِفْعالٌ فی معنی واحد كثیراً، نحو مُذْكِرٍ و مِذْكارٍ و مُؤْنِثٍ و مِئْناثٍ و مُحْمِق و مِحْماقٍ و غیر ذلك، فصار جمع أَحدهما كجمع صاحبه، فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جمع مِحْماقاً، و كذلك مَسَمٌّ و مَسامّ، كما أَن قولهم دِرْعٌ دِلاصٌ و أَدْرُعٌ دِلاصٌ و ناقة هِجانٌ و نوقٌ هِجانٌ كُسِّرَ فیه فِعالٌ علی فِعالٍ من حیث كان فِعالٌ و فَعِیلٌ أُختین، كلتاهما من ذوات الثلاثة، و فیه زائدة مَدَّة ثالثة، فكما كَسَّرُوا فَعِیلًا علی فِعالٍ نحو ظریف و ظراف و شریف و شراف، كذلك كَسَّرُوا فِعالًا علی فِعال فقالوا درع دِلاصٌ و أَدْرُعٌ دِلاصٌ، و كذلك نظائره؟ فقال أَبو علیّ: فلست أَدفع ذلك و لا آباه. و امرأَة نَكِرٌ، و لم یقولوا مُنْكَرَةٌ و لا غیرها من تلك اللغات. التهذیب: امرأَة نَكْراء و رجل مُنْكَرٌ دَاهٍ، و لا یقال للرجل أَنْكَرُ بهذا المعنی. قال أَبو منصور: و یقال فلان ذو نَكْراءَ إِذا كان داهِیاً عاقلًا. و جماعة المُنْكَرِ من الرجال: مُنْكَرُونَ، و من غیر ذلك یجمع أَیضاً بالمناكیر؛ و قال الأُقیبل القینی: مُسْتَقْبِلًا صُحُفاً تدْمی طَوابِعُها، و فی الصَّحائِفِ حَیَّاتٌ مَناكِیرُ
(4). قوله [كأن جموعهم] كذا بالأصل. و الذی فی یاقوت: كأن نبالهم إلخ، ثم قال: أی كأن نبالهم مطر الخریف. و قوله: و أما قول الهذلی، عبارة یاقوت: مالك بن خالد الخناعی الهذلی
لسان العرب، ج‌5، ص: 233
و الإِنْكارُ: الجُحُودُ. و المُناكَرَةُ: المُحارَبَةُ. و ناكَرَهُ أَی قاتَلَهُ لأَن كل واحد من المتحاربین یُناكِرُ الآخر أَی یُداهِیه و یُخادِعُه. یقال: فلان یُناكِرُ فلاناً. و بینهما مُناكَرَةٌ أَی مُعاداة و قِتالٌ. و‌قال أَبو سفیان بن حرب: إِن محمداً لم یُناكِرْ أَحداً إِلا كانت معه الأَهوالُ‌أَی لم یحارب إِلا كان منصوراً بالرُّعْبِ. و قوله تعالی: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوٰاتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ؛ قال: أَقبح الأَصوات. ابن سیدة: و النُّكْرُ و النُّكُرُ الأَمر الشدید. اللیث: الدَّهاءُ و النُّكْرُ نعت للأَمر الشدید و الرجل الداهی، تقول: فَعَلَه من نُكْرِه و نَكارَتِه. و‌فی حدیث معاویة، رضی الله عنه: إِنی لأَكْرَهُ النَّكارَةَ فی الرجل، یعنی الدَّهاءَ. و النَّكارَةُ: الدَّهاء، و كذلك النُّكْرُ، بالضم. یقال للرجل إِذا كان فَطِناً مُنْكَراً: ما أَشدّ نُكْرَه و نَكْرَه أَیضاً، بالفتح. و قد نَكُرَ الأَمر، بالضم، أَی صَعُبَ و اشتَدَّ. و‌فی حدیث أَبی وائل و ذكر أَبا موسی فقال: ما كان أَنْكَرَه‌أَی أَدْهاهُ، من النُّكْرِ، بالضم، و هو الدَّهاءُ و الأَمر المُنْكَرُ. و‌فی حدیث بعضهم: «5» كنتَ لی أَشَدَّ نَكَرَةٍ؛ النَّكَرَةُ، بالتحریك: الاسم من الإِنْكارِ كالنَّفَقَةِ من الإِنفاق، قال: و النَّكِرَةُ إِنكارك الشی‌ء، و هو نقیض المعرفة. و النَّكِرَةُ: خلاف المعرفة. و نَكِرَ الأَمرَ نَكِیراً و أَنْكَرَه إِنْكاراً و نُكْراً: جهله؛ عن كراع. قال ابن سیدة: و الصحیح أَن الإِنكار المصدر و النُّكْر الاسم. و یقال: أَنْكَرْتُ الشی‌ء و أَنا أُنْكِرُه إِنكاراً و نَكِرْتُه مثله؛ قال الأَعشی: و أَنْكَرَتْنی، و ما كان الذی نَكِرَتْ من الحوادثِ إِلا الشَّیْبَ و الصَّلَعا و فی التنزیل العزیز: نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً؛ اللیث: و لا یستعمل نَكِرَ فی غابر و لا أَمْرٍ و لا نهی. الجوهری: نَكِرْتُ الرجلَ، بالكسر، نُكْراً و نُكُوراً و أَنْكَرْتُه و اسْتَنْكَرْتُه كله بمعنی. ابن سیدة: و اسْتَنْكَرَه و تَناكَرَه، كلاهما: كنَكِرَه. قال: و من كلام ابن جنی: الذی رأَی الأَخفشُ فی البَطِیِّ من أَن المُبْقاةَ إِنما هی الیاءُ الأُولی حَسَنٌ لأَنك لا تَتَناكَرُ الیاءَ الأُولی إِذا كان الوزن قابلًا لها. و الإِنْكارُ: الاستفهام عما یُنْكِرُه، و ذلك إِذا أَنْكَرْتَ أَن تُثْبِتَ رَأْیَ السائل علی ما ذَكَرَ، أَو تُنْكِرَ أَن یكون رأْیه علی خلاف ما ذكر، و ذلك كقوله: ضربتُ زیداً، فتقول مُنْكِراً لقوله: أَ زَیْدَنِیهِ؟ و مررتُ بزید، فتقول: أَ زَیْدِنِیهِ؟ و یقول: جاءنی زید، فتقول: أَ زَیْدُنِیه؟ قال سیبویه: صارت هذه الزیادة عَلَماً لهذا المعنی كعَلمِ النَّدْبَةِ، قال: و تحركت النون لأَنها كانت ساكنة و لا یسكن حرفان. التهذیب: و الاسْتِنْكارُ استفهامك أَمراً تُنْكِرُه، و اللازمُ من فِعْلِ النُّكْرِ المُنْكَرِ نَكُرَ نَكارَةً. و المُنْكَرُ من الأَمر: خلاف المعروف، و قد تكرر فی الحدیث الإِنْكارُ و المُنْكَرُ، و هو ضد المعروف، و كلُّ ما قبحه الشرع و حَرَّمَهُ و كرهه، فهو مُنْكَرٌ، و نَكِرَه یَنْكَرُه نَكَراً، فهو مَنْكُورٌ، و اسْتَنْكَرَه فهو مُسْتَنْكَرٌ، و الجمع مَناكِیرُ؛ عن سیبویه. قال أَبو الحسن: و إِنما أَذكُرُ مثل هذا الجمع لأَن حكم مثله أَن الجمع بالواو و النون فی المذكر و بالأَلف و التاء فی المؤنث. و النُّكْرُ و النَّكْراءُ، ممدود: المُنْكَرُ. و فی التنزیل العزیز:
(5). قوله [و فی حدیث بعضهم] عبارة النهایة: و فی حدیث عمر بن عبد العزیز
لسان العرب، ج‌5، ص: 234
لَقَدْ جِئْتَ شَیْئاً نُكْراً، قال: و قد یحرك مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ؛ قال الشاعر الأَسْوَدُ بنُ یَعْفُرَ: أَتَوْنی فلم أَرْضَ ما بَیَّتُوا، و كانوا أَتَوْنی بِشی‌ءٍ نُكُرْ لأُنْكِحَ أَیِّمَهُمْ مُنْذِراً، و هل یُنْكحُ العبدَ حُرٌّ لِحُرْ؟ و رجل نَكُرٌ و نَكِرٌ أَی داهٍ مُنْكَرٌ، و كذلك الذی یُنْكِرُ المُنْكَرَ، و جمعهما أَنْكارٌ، مثل عَضُدٍ و أَعْضادٍ و كَبِدٍ و أَكباد. و التَّنَكُّرُ: التَّغَیُّرُ، زاد التهذیب: عن حالٍ تَسُرُّكَ إِلی حال تَكْرَهُها منه. و النَّكِیرُ: اسم الإِنْكارِ الذی معناه التغییر. و فی التنزیل العزیز: فَكَیْفَ كٰانَ نَكِیرِ*؛ أَی إِنكاری. و قد نَكَّرَه فتَنَكَّرَ أَی غَیَّرَه فتَغَیَّرَ إِلی مجهولٍ. و النَّكِیرُ و الإِنكارُ: تغییر المُنْكَرِ. و النَّكِرَةُ: ما یخرج من الحُوَلاءِ و الخُراجِ من دَمٍ أَو قَیْحٍ كالصَّدِید، و كذلك من الزَّحِیرِ. یقال: أُسْهِلَ فلانٌ نَكِرةً و دَماً، و لیس له فِعْلٌ مشتق. و التَّناكُرُ: التَّجاهُلُ. و طریقٌ یَنْكُورٌ: علی غیر قَصْدٍ. و مُنْكَرٌ و نَكِیرٌ: اسما ملَكَینِ، مُفْعَلٌ و فَعیلٌ؛ قال ابن سیدة: مُنْكَرٌ و نَكِیرٌ فَتَّانا القبور. و ناكُورٌ: اسم. و ابن نُكْرَةَ: رجل من تَیْمٍ كان من مُدْرِكی الخیلِ السوابق؛ عن ابن الأَعرابی. و بنو نُكْرَةَ: بطن من العرب.

نمر؛ ج5، ص: 234

: النُّمْرَةُ: النُّكْتَةُ من أَیِّ لونٍ كان. و الأَنْمَرُ: الذی فیه نُمْرَةٌ بیضاء و أُخری سوداء، و الأُنثی نَمْراءُ. و النَّمِرُ و النِّمْرُ: ضربٌ من السباع أَخْبَثُ من الأَسد، سمی بذلك لنُمَرٍ فیه، و ذلك أَنه من أَلوان مختلفة، و الأُنثی نَمِرَةٌ و الجمع أَنْمُرٌ و أَنْمارٌ و نُمُرٌ و نُمْرٌ و نُمُورٌ و نِمارٌ، و أَكثر كلام العرب نُمْرٌ. و‌فی الحدیث: نهی عن ركوب النِّمارِ، و فی روایة: النُّمُورِ‌أَی جلودِ النُّمورِ، و هی السباع المعروفة، واحدها نَمِرٌ، و إِنما نهی عن استعمالها لما فیها من الزینة و الخُیَلاء، و لأَنه زِیُّ العجم أَو لأَن شعره لا یقبل الدباغ عند أَحد الأَئمة إِذا كان غیر ذَكِیٍّ، و لعل أَكثر ما كانوا یأْخذون جُلودَ النُّمور إِذا ماتت لأَن اصطیادها عسیر. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: أَنه أُتِیَ بدابة سَرْجُها نُمُورٌ فَنَزَع الصُّفَّةَ، یعنی المِیْثَرَةَ، فقیل الجَدَیاتُ نُمُورٌ یعنی البِدَادَ، فقال: إِنما ینهی عن الصُّفَّةِ. قال ثعلب: من قال نُمْرٌ ردَّه إِلی أَنْمَر، و نِمارٌ عنده جمع نِمْرٍ كذئبٍ و ذئابٍ، و كذلك نُمُورٌ عنده جمع نِمْرٍ كَسِتْرٍ و سُتُورٍ، و لم یحك سیبویه نُمُراً فی جمع نَمِرٍ. الجوهری: و قد جاء فی الشعر نُمُرٌ و هو شاذ، قال: و لعله مقصور منه؛ قال: فیها تَماثِیلُ أُسُودٌ و نُمُرْ قال ابن سیدة: فأَما ما أَنشده من قوله: فیها عَیایِیلُ أُسُودٌ و نُمُرْ فإِنه أَراد علی مذهبه و نُمْرٌ، ثم وقف علی قول من یقول البَكُرْ و هو فَعْلٌ؛ قال ابن بری البیت الذی أَنشده الجوهری: فیها تَماثِیلُ أُسُودٌ و نُمُرْ هو لحُكَیْم بن مُعَیَّةَ الرَّبَعِیِّ، و صواب إِنشاده: «1» فیها عَیایِیلُ أُسُودٌ و نُمُرْ
(1). قوله [و صواب إنشاده إلخ] نقل شارح القاموس بعد ذلك ما نصه: و قال أبو محمد الأسود صحف ابن السیرافی و الصواب غیاییل، بالمعجمة، جمع غیل علی غیر قیاس كما نبه علیه الصاغانی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 235
قال: و كذلك أَنشده ابن سیدة و غیره. قال ابن بری: وصف قناة تنبت فی موضع محفوف بالجبال و الشجر؛ و قبله: حُفَّتْ بأَطوادِ جبالٍ و سَمُرْ، فی أَشَبِ الغِیطانِ مُلْتَفِّ الحُظُرْ یقول: حُفَّ موضع هذه القناة الذی تنبت فیه بأَطواد الجبال و بالسَّمُرِ، و هو جمع سَمُرَةٍ، و هی شجرة عظیمة. و الأَشَبُ: المكان المُلْتَفُّ النَّبْتِ المتداخل. و الغِیطانُ: جمع غائط، و هو المنخفض من الأَرض. و الحُظُرُ: جمع حظیرة. و العَیَّالُ: المُتَبَخْتِرُ فی مشیه. و عَیایِیلُ: جمعه. و أُسُودٌ بدل منه، و نُمُر معطوفة علیه. و یقال للرجل السی‌ء الخُلُقِ: قد نَمِرَ و تَنَمَّرَ. و نَمَّرَ وجهَه أَی غَیَّره و عَبَّسَه. و النَّمِرُ لونه أَنْمَرُ و فیه نُمْرَةٌ مُحْمَرَّةٌ أَو نُمْرَةٌ بیضاء و سوداء، و من لونه اشتق السحابُ النَّمِرُ، و النَّمِرُ من السحاب: الذی فیه آثار كآثار النَّمِر، و قیل: هی قِطَعٌ صغار متدان بعضها من بعض، واحدتها نَمِرَةٌ؛ و قول أَبی ذؤیب: أَرِنِیها نَمِرَة أُرِكْها مَطِرَة، و سحاب أَنْمَرُ و قد نَمِرَ السحابُ، بالكسر، یَنْمَرُ نَمَراً أَی صار علی لون النَّمِر تری فی خَلَلِه نِقاطاً. و قوله: أَرنیها نَمِرَةً أُرِكْها مَطِرَةً، قال الأَخفش: هذا كقوله تعالی: فَأَخْرَجْنٰا مِنْهُ خَضِراً؛ یرید الأَخْضَرَ. و الأَنْمَرُ من الخیل: الذی علی شِبْهِ النَّمِر، و هو أَن یكون فیه بُقْعَة بیضاء و بقعة أُخری علی أَیّ لون كان. و النَّعَمُ النُّمْرُ: التی فیها سواد و بیاض، جمع أَنْمَر. الأَصمعی: تَنَمَّرَ له أَی تَنَكَّر و تَغَیَّرَ و أَوعَدَه لأَن النَّمِرَ لا تلقاه أَبداً إِلا مُتَنَكِّراً غضْبانَ؛ و قول عمرو بن معدیكرب: و علِمْتُ أَنِّی، یومَ ذاكَ، مُنازِلٌ كَعْباً و نَهْدا قَوْمٌ، إِذا لبِسُوا الحَدِیدَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً و قِدَّا أَی تشبهوا بالنَّمِرِ لاختلاف أَلوان القِدِّ و الحدید، قال ابن بری: أَراد بكعب بنی الحرثِ بن كَعْبٍ و هم من مَذْحِج و نَهْدٌ من قُضاعة، و كانت بینه و بینهم حروب، و معنی تنمروا تنكروا لعدوّهم، و أَصله من النَّمِر لأَنه من أَنكر السباع و أَخبثها. یقال: لبس فلان لفلان جلدَ النَّمِرِ إِذا تنكر له، قال: و كانت ملوك العرب إِذا جلست لقتل إِنسان لبست جلود النمر ثم أَمرت بقتل من ترید قتله، و أَراد بالحلق الدروع، و بالقدِّ جلداً كان یلبس فی الحرب، و انتصبا علی التمییز، و نسب التنكر إِلی الحلق و القدِّ مجازاً إِذ كان ذلك سَببَ تَنَكُّر لابِسِیهما، فكأَنه قال تَنَكَّر حَلَقُهم و قِدُّهم، فلما جعل الفعل لهما انتصبا علی التمییز، كما تقول: تَنَكَّرَتْ أَخلاقُ القوم، ثم تقول: تَنَكَّرَ القومُ أَخْلاقاً. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیة: قد لبسوا لك جُلودَ النُّمورِ؛ هو كنایة عن شدة الحقد و الغضب تشبیهاً بأَخْلاقِ النَّمِر و شَراسَتِه. و نَمِرَ الرجلُ و نَمَّر و تَنَمَّر: غَضِب، و منه لَبِسَ له جلدَ النَّمِرِ. و أَسدٌ أَنْمَرُ: فیه غُبْرَةٌ و سواد. و النَّمِرَةُ: الحِبَرَةُ لاختلاف أَلوان خطوطها. و النَّمِرَةُ: شَملة فیها خطوط بیض و سود. و طیرٌ مُنَمَّرٌ: فیه نُقَط سود، و قد یوصف به البُرودُ. ابن الأَعرابی: النُّمْرَةُ البَلَقُ، و النَّمِرَةُ العَصْبَةُ، و النَّمِرَةُ بُرْدَةٌ مُخَطَّطَةٌ، و النَّمِرَةُ الأُنثی من النَّمِر؛ الجوهری: و النَّمِرَةُ بُرْدَةٌ من صوف یلبسها الأَعراب. و‌فی الحدیث: فجاءه قوم مُجْتابی النِّمار؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 236
كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطَةٍ من مآزِرِ الأَعراب، فهی نَمِرَةٌ، و جمعها نِمارٌ كأَنها أُخذت من لون النَّمِر لما فیها من السواد و البیاض، و هی من الصفات الغالبة؛ أَراد أَنه جاءه قوم لابسی أُزُرٍ مخططة من صوف. و‌فی حدیث مُصْعَبِ بن عُمَیْرٍ، رضی الله عنه: أَقبل النبی، صلی الله علیه و سلم، و علیه نَمِرَةٌ.و‌فی حدیث خَبَّابٍ: لكنَّ حَمْزَةَ لم یترك له إِلا نَمِرَة مَلْحاء.و‌فی حدیث سعد: نَبَطِیٌّ فی حُبْوَتِه، أَعرابیٌّ فی نَمِرَتِه، أَسَدٌ فی تامُورَتِه.و النَّمِرُ و النَّمِیرُ، كلاهما: الماء الزَّاكی فی الماشیة، النامی، عذباً كان أَو غیر عذب. قال الأَصمعی: النَّمِیر النامی، و قیل: ماء نَمِیرٌ أَی ناجِعٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: قد جَعَلَتْ، و الحمدُ للهِ، تَفرْ من ماء عِدٍّ فی جُلودها نَمِرْ أَی شَرِبَتْ فَعَطَنَتْ، و قیل: الماء النَّمِیر الكثیر؛ حكاه ابن كَیْسانَ فی تفسیر قول إمرئ القیس: غَذَاها نَمِیرُ الماءِ غیر المُحَلَّلِ و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی الله عنه: الحمد لله لذی أَطْعَمَنا الخَمِیرَ و سقانا النَّمِیرَ؛ الماءُ النَّمِیر الناجع فی الرِّیِّ. و‌فی حدیث معاویة، رضی الله عنه: خُبْزٌ خَمِیرٌ و ماء نَمِیرٌ.و حَسَبٌ نَمِرٌ و نَمِیرٌ: زَاكٍ، و الجمع أَنْمارٌ. و نَمَرَ فی الجبل «1» نَمْراً: صَعَّدَ. و‌فی حدیث الحج: حتی أَتی نَمِرَة؛ هو الجبل الذی علیه أَنصابُ الحَرَمِ بعرفات. أَبو تراب: نَمَرَ فی الجبل و الشجرِ و نَمَلَ إِذا علا فیهما. قال الفرّاء: إِذا كان الجمع قد سمی به نسبت إِلیه فقلت فی أَنْمارٍ أَنْمارِیٌّ، و فی مَعافِرَ مَعافِرِیٌّ، فإِذا كان الجمع غیر مسمی به نسبت إِلی واحده فقلت: نَقِیبیٌّ و عَرِیفِیٌّ و مَنْكِبیٌّ. و النَّامِرَةُ: مِصْیَدَةٌ تربط فیها شاة للذئب. و النَّامُورُ: الدمُ كالتَّامورِ. و أَنْمارٌ: حَیٌّ من خُراعة، قال سیبویه: النسب إِلیه أَنْمارِیٌّ لأَنه اسم للواحد. الجوهری: و نُمَیْرٌ أَبو قبیلة من قَیْسٍ، و هو نُمَیْرُ بن عامر بن صَعْصَعَةَ بن معاویة بن بكر ابن هَوازِن. و نَمِرٌ و نُمَیْرٌ: قبیلتان، و الإِضافة إِلی نُمَیْرٍ نُمَیْرِیٌّ. قال سیبویه: و قالوا فی الجمع النُّمَیْرُونَ، استخفوا بحذف یاء الإِضافة كما قالوا الأَعْجَمُونَ. و نَمِرٌ: أَبو قبیلة، و هو نَمِرُ بن قاسط بن هِنْبِ بن أَفْصی بن دُعْمِیِّ بن جَدِیلَةَ بن أَسَدِ بن ربیعة، و النسبة إِلی نَمِر بن قاسط نَمَرِیٌّ، بفتح المیم، استیحاشاً لتوالی الكَسَراتِ لأَن فیه حرفاً واحداً غیر مكسور. و نُمارَةُ: اسم قبیلة. الجوهری: و نِمْرٌ، بكسر النون، اسم رجل؛ قال: تَعَبَّدَنی نِمْرُ بن سَعْدٍ و قد أُری، وَ نِمْرُ بنُ سَعْدٍ لی مُطِیعٌ و مُهْطِعُ قال ابن سیدة: و نِمْرانُ و نُمارَةُ اسمان. و النُّمَیْرَةُ: موضع؛ قال الراعی: لها بِحَقِیلٍ فالنُّمَیْرَةِ مَنْزِلٌ، تَری الوَحْشَ عُوذاتٍ به و مَتالِیا و نُمارٌ: جبلٌ؛ قال صخر الغَیّ: سَمِعْتُ، و قد هَبَطْنا من نُمارٍ، دُعاءَ أَبی المُثَلَّمِ یَسْتَغِیثُ

نهر؛ ج5، ص: 236

: النَّهْرُ و النَّهَرُ: واحد الأَنْهارِ، و فی المحكم: النَّهْرُ و النَّهَر من مجاری المیاه، و الجمع أَنْهارٌ و نُهُرٌ و نُهُورٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی:
(1). قوله [و نمر فی الجبل إلخ] بابه نصر كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌5، ص: 237
سُقِیتُنَّ، ما زالَتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ، عَوامِرَ تَجْری بینَكُنَّ نُهُورُ هكذا أَنشده ما زالت، قال: و أُراهُ ما دامت، و قد یتوجه ما زالت علی معنی ما ظهرت و ارتفعت؛ قال النابغة: كأَنَّ رَحْلی، و قد زالَ النَّهارُ بنا یوم الجَلِیلِ، علی مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ و‌فی الحدیث: نَهْرانِ مؤمنان و نَهْرانِ كافران، فالمؤمنان النیل و الفرات، و الكافران دجلة و نهر بَلْخٍ.و نَهَرَ الماءُ إِذا جری فی الأَرض و جعل لنفسه نَهَراً. و نَهَرْتُ النَّهْرَ: حَفَرْتُه. و نَهَرَ النَّهْرَ یَنْهَرُهُ نَهْراً: أَجراه. و اسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إِذا أَخذ لِمَجْراهُ موضعاً مكیناً. و المَنْهَرُ: موضع فی النَّهْرِ یَحْتَفِرُه الماءُ، و فی التهذیب: موضع النَّهْرِ. و المَنْهَرُ: خَرْق فی الحِصْنِ نافذٌ یجری منه الماء، و هو‌فی حدیث عبد الله بن أَنس: فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا.و حفر البئر حتی نَهِرَ یَنْهَرُ أَی بلغ الماء، مشتق من النَّهْرِ. التهذیب: حفرت البئر حتی نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَی بلغتُ الماء. و نَهَر الماءُ إِذا جَری فی الأَرض و جعل لنفسه نَهْراً. و كل كثیر جری، فقد نَهَرَ و اسْتَنْهَر. الأَزهری: و العرب تُسَمِّی العَوَّاءَ و السِّماكَ أَنْهَرَیْنِ لكثرة مائهما. و النَّاهُور: السحاب؛ و أَنشد: أَو شُقَّة خَرَجَتْ من جَوْفِ ناهُورِ و نَهْرٌ واسع: نَهِرٌ؛ قال أَبو ذؤیب: أَقامت به، فابْتَنَتْ خَیْمَةً علی قَصَبٍ و فُراتٍ نَهِرْ و القصب: مجاری الماء من العیون، و رواه الأَصمعی: و فُراتٍ نَهَرْ، علی البدل، و مَثَّلَه لأَصحابه فقال: هو كقولك مررت بظَرِیفٍ رجلٍ، و كذلك ما حكاه ابن الأَعرابی من أَن سایَةَ وادٍ عظِیمٌ فیه أَكثر من سبعین عیناً نَهْراً تجری، إِنما النهر بدل من العین. و أَنْهَرَ الطَّعْنَةَ: وسَّعها؛ قال قیس بن الخطیم یصف طعنة: مَلَكْتُ بها كَفِّی فأَنْهَرْتُ فَتْقَها، یَری قائمٌ من دونها ما وراءَها ملكت أَی شددت و قوّیت. و یقال: طعنه طعنة أَنْهَرَ فَتْقَها أَی وسَّعه؛ و أَنشد أَبو عبید قول أَبی ذؤیب. و أَنْهَرْتُ الدمَ أَی أَسلته. و‌فی الحدیث: أَنْهِرُوا الدمَ بما شئتم إِلا الظُّفُرَ و السِّنَّ.و‌فی حدیث آخر: ما أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ؛ الإِنهار الإِسالة و الصب بكثرة، شبه خروج الدم من موضع الذبح بجری الماء فی النهر، و إِنما نهی عن السن و الظفر لأَن من تعرّض للذبح بهما خَنَقَ المذبوحَ و لم یَقْطَعْ حَلْقَه. و المَنْهَرُ: خرق فی الحِصْنِ نافذٌ یدخل فیه الماء، و هو مَفْعَلٌ من النَّهر، و المیم زائدة. و‌فی حدیث عبد الله بن سهل: أَنه قتل و طرح فی مَنْهَرٍ من مناهیر خیبر.و أَما قوله عز و جل: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ، فقد یجوز أَن یعنی به السَّعَةَ و الضِّیاءَ و أَن یعنی به النهر الذی هو مجری الماء علی وضع الواحد موضع الجمیع؛ قال: لا تُنْكِرُوا القَتْلَ، و قد سُبِینا، فی حَلْقِكُمْ عَظْمٌ و قد شُجِینا و قیل فی قوله: جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ؛ أَی فی ضیاء و سعة لأَن الجنة لیس فیها لیل إِنما هو نور یتلألأُ، و قیل: نهر أَی أَنهار. و قال أَحمد بن یحیی: نَهَرٌ جمع نُهُرٍ، و هو جمع الجمع للنَّهار. و یقال: هو واحد نَهْرٍ كما
لسان العرب، ج‌5، ص: 238
یقال شَعَرٌ و شَعْرٌ، و نصب الهاء أَفصح. و قال الفرّاء: فِی جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ، معناه أَنهار. كقوله عز و جل: وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ، أَی الأَدْبارَ، و قال أَبو إِسحاق نحوه و قال: الاسم الواحد یدل علی الجمیع فیجتزأُ به عن الجمیع و یعبر بالواحد عن الجمع، كما قال تعالی: وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ. و ماء نَهِرٌ: كثیر. و ناقة نَهِرَة: كثیرة النَّهر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ، نَهِیرَةُ الأَخْلافِ فی غیرِ فَخَرْ حَنْدَلِسٌ: ضخمة عظیمة. و الفخر: أَن یعظم الضرع فیقل اللبن. و أَنْهَرَ العِرْقُ: لم یَرْقَأْ دَمُه. و أَنْهَرَ الدمَ: أَظهره و أَساله. و أَنْهَرَ دَمَه أَی أَسال دمه. و یقال: أَنْهَرَ بطنُه إِذا جاء بطنُه مثلَ مجی‌ء النَّهَرِ. و قال أَبو الجَرَّاحِ: أَنْهَرَ بطنُه و اسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه. و یقال: أَنْهَرْتُ دَمَه و أَمَرْتُ دَمَه و هَرَقْتُ دَمَه. و المَنْهَرَةُ: فضاء یكون بین بیوت القوم و أَفْنیتهم یطرحون فیه كُناساتِهم. و حَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا: لم یصیبوا خیراً؛ عن اللحیانی. و النَّهار: ضِیاءُ ما بین طلوع الفجر إِلی غروب الشمس، و قیل: من طلوع الشمس إِلی غروبها، و قال بعضهم: النهار انتشار ضوء البصر و اجتماعه، و الجمع أَنْهُرٌ؛ عن ابن الأَعرابی، و نُهُرٌ عن غیره. الجوهری: النهار ضد اللیل، و لا یجمع كما لا یجمع العذاب و السَّرابُ، فإِن جمعت قلت فی قلیله: أَنْهُر، و فی الكثیر: نُهُرٌ، مثل سحاب و سُحُب. و أَنْهَرْنا: من النهار؛ و أَنشد ابن سیدة: لو لا الثَّرِیدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ: ثَرِیدُ لَیْلٍ و ثَرِیدٌ بالنُّهُرْ قال ابن بری: و لا یجمع، و قال فی أَثناء الترجمة: النُّهُر جمع نَهار هاهنا. و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم قال: النهار اسم و هو ضد اللیل، و النهار اسم لكل یوم، و اللیل اسم لكل لیلة، لا یقال نهار و نهاران و لا لیل و لیلان، إِنما واحد النهار یوم، و تثنیته یومان، و ضد الیوم لیلة، ثم جمعوه نُهُراً؛ و أَنشد: ثرید لیل و ثرید بالنُّهُر و رجل نَهِرٌ: صاحب نهار علی النسب، كما قالوا عَمِلٌ و طَعِمٌ و سَتِهٌ؛ قال: لَسْتُ بلَیْلِیٍّ و لكنی نَهِرْ قال سیبویه: قوله بلیلیٍّ یدل أَن نَهِراً علی النسب حتی كأَنه قال نَهاریٌّ. و رجل نَهِرٌ أَی صاحب نَهارٍ یُغِیرُ فیه؛ قال الأَزهری و سمعت العرب تنشد: إِن تَكُ لَیْلِیّاً فإِنی نَهِرُ، متی أَتی الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ «2» قال: و معنی نَهِر أَی صاحب نهار لست بصاحب لیل؛ و هذا الرجز أَورده الجوهری: إِن كنتَ لَیْلِیّاً فإِنی نَهِرُ قال ابن بری: البیت مغیر، قال: و صوابه علی ما أَنشده سیبویه: لستُ بلَیْلِیٍّ و لكنی نَهِرْ، لا أُدْلِجُ اللیلَ، و لكن أَبْتَكِرْ و جعل نَهِر فی مقابلة لَیْلِیٍّ كأَنه قال: لست بلیلیّ و لكنی نهاریّ. و قالوا: نهارٌ أَنْهَرُ كَلَیْلٍ أَلْیَل و نَهارٌ نَهِرٌ كذلك؛ كلاهما علی المبالغة. و اسْتَنْهَرَ الشی‌ءُ أَی اتسع. و النَّهار: فَرْخُ القَطا و الغَطاط، و الجمع أَنْهِرَةٌ، و قیل: النَّهار ذكر
(2). قوله [متی أتی] فی نسخ من الصحاح متی أری.
لسان العرب، ج‌5، ص: 239
البُوم، و قیل: هو ولد الكَرَوانِ، و قیل: هو ذكر الحُبَارَی، و الأُنثی لَیْلٌ. الجوهری: و النهار فرخ الحباری؛ ذكره الأَصمعی فی كتاب الفرق. و اللیل: فرخ الكروان؛ حكاه ابن بری عن یونس بن حبیب؛ قال: و حكی التَّوْزِیُّ عن أَبی عبیدة أَن جعفر بن سلیمان قدم من عند المهدی فبعث إِلی یونس بن حبیب فقال إِنی و أَمیر المؤْمنین اختلفنا فی بیت الفرزدق و هو: و الشَّیْبُ یَنْهَضُ فی السَّوادِ كأَنه لیلٌ، یَصِیح بجانِبیهِ نَهارُ ما اللیل و النهار؟ فقال له: اللیل هو اللیل المعروف، و كذلك النهار، فقال جعفر: زعم المهدی أَنَّ اللیل فرخ الكَرَوان و النهار فرخُ الحُبارَی، قال أَبو عبیدة: القول عندی ما قال یونس، و أَما الذی ذكره المهدی فهو معروف فی الغریب و لكن لیس هذا موضعه. قال ابن بری: قد ذكر أَهل المعانی أَن المعنی علی ما قاله یونس، و إِن كان لم یفسره تفسیراً شافیاً، و إِنه لما قال: لیل یصیح بجانبیه نهار، فاستعار للنهار الصیاح لأَن النهار لما كان آخذاً فی الإِقبال و الإِقدام و اللیل آخذ فی الإِدبار، صار النهار كأَنه هازم، و اللیل مهزوم، و من عادة الهازم أَنه یصیح علی المهزوم؛ أَ لا تری إِلی قول الشَّمَّاخ: و لاقَتْ بأَرْجاءِ البَسِیطَةِ ساطعاً من الصُّبح، لمَّا صاح باللیل نَفَّرَا فقال: صاح باللیل حتی نَفَر و انهزم؛ قال: و قد استعمل هذا المعنی ابن هانئ فی قوله: خَلِیلَیَّ، هُبَّا فانْصُراها علی الدُّجَی كتائبَ، حتی یَهْزِمَ اللیلَ هازِمُ و حتی تَرَی الجَوْزاءَ تَنثُر عِقْدَها، و تَسْقُطَ من كَفِّ الثُّریَّا الخَواتمُ و النَّهْر: من الانتهار. و نَهَرَ الرجلَ یَنْهَرُه نَهْراً و انْتَهَرَه: زَجَرَه. و فی التهذیب: نَهَرْتَه و انْتَهرْتُه إِذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر. قال: و النَّهْرُ الدَّغْر و هی الخُلْسَةُ. و نَهار: اسم رجل. و نهار بن تَوْسِعَةَ: اسم شاعر من تمیم. و النَّهْرَوانُ: موضع، و فی الصحاح: نَهْرَوانُ، بفتح النون و الراء، بلدة، و الله أَعلم.

نهبر؛ ج5، ص: 239

: النَّهابیر: المهالك. و غَشِیَ به النَّهابیرَ أَی حمله علی أَمر شدید. و النَّهابِرُ و النَّهابیر والهَنابِیرُ: ما أَشرف من الأَرض، واحدتها نُهْبُرَةٌ و نُهْبُورَةٌ و نُهْبُورٌ، و قیل: النهابر و النهابیر الحُفَرُ بین الآكام.و ذكر كعب الجنة فقال: فیها هَنابِیرُ مسْكٍ یبعث الله تعالی علیها ریحاً تسمی المُثِیرَةَ فتُثِیرُ ذلك المسك علی وجوههم.و قالوا: الهنابیر و النهابیر حبالُ رمالٍ مشرفة، واحدها نُهْبُورَةٌ و هُنْبورَة و نُهْبُور. قال: و النَّهابیر الرمال، واحدها نُهْبُور، و هو ما أَشرف منه. و‌روی عن عمرو بن العاص أَنه قال لعثمان، رضی الله عنهما: إِنك قد ركبت بهذه الأُمَّة نَهابِیرَ من الأُمور فركبوها منك، و مِلْتَ بهم فمالوا بك، اعْدِلْ أَو اعْتَزِلْ.و فی المحكم: فَتُبْ، یعنی بالنهابیر أُموراً شِدَاداً صعبة شبهها بنهابیر الرمل لأَن المشی یصعب علی من ركبها؛ و قال نافع بن لقیط: و لأَحْمِلَنْكَ علی نَهابِرَ إِنْ تَثِبْ فیها، و إِن كنتَ المُنَهِّتَ، تُعْطَبِ أَنشده ابن الأَعرابی، و أَنشد أَیضاً:
لسان العرب، ج‌5، ص: 240
یا فتًی ما قَتَلْتُمُ غَیْرَ دُعْبُوبٍ، و لا من فَوَارِه الهِنَّبْرِ قال: الهِنَّبْرُ هاهنا الأَدیم، قال: و قوله‌فی الحدیث: من كَسَبَ مالًا من نَهاوِشَ أَنفقه فی نَهابرَ، قال: نهاوش من غیر حِلِّه كما تَنْهَشُ الحَیَّةُ من هاهنا و هاهنا، و نهابر حرام، یقول من اكتسب مالًا من غیر حله أَنفقه فی غیر طریق الحق. و قال أَبو عبید: النَّهابر المهالك هاهنا، أَی أَذهبه الله فی مهالك و أُمور متبدِّدة. یقال: غَشِیتَ بی النَّهابیرَ أَی حملتنی علی أُمور شدیدة صعبة، و واحد النهابیر نُهْبُور، و النهابر مقصور منه كأَنَّ واحده نُهْبُرٌ؛ قال: و دونَ ما تَطْلُبُه یا عامِرُ نَهابِرٌ، من دونها نَهابِرُ و قیل: النَّهابر جهنم، نعوذ بالله منها. و قول نافع ابن لقیط: و لأَحملنك علی نهابر؛ یكون النهابر هاهنا أَحد هذه الأَشیاء. و‌فی الحدیث: لا تتزوجن نَهْبَرَة‌أَی طویلة مهزولة، و قیل: هی التی أَشرفت علی الهلاك، من النَّهابر المهالك، و أَصلها حبال من رمل صعبة المُرْتَقَی.

نهتر؛ ج5، ص: 240

: النَّهْتَرَةُ: التحدُّث بالكذب، و قد نَهْتَرَ علینا.

نهسر؛ ج5، ص: 240

: النَّهْسَرُ: الذئب.

نور؛ ج5، ص: 240

: فی أَسماء الله تعالی: النُّورُ؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی یُبْصِرُ بنوره ذو العَمَایة و یَرْشُدُ بهداه ذو الغَوایَةِ، و قیل: هو الظاهر الذی به كل ظهور، و الظاهر فی نفسه المُظْهِر لغیره یسمی نوراً. قال أَبو منصور: و النُّور من صفات الله عز و جل، قال الله عز و جل: اللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛ قیل فی تفسیره: هادی أَهل السموات و الأَرض، و قیل: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ فِیهٰا مِصْبٰاحٌ؛ أَی مثل نور هداه فی قلب المؤمن كمشكاة فیها مصباح. و النُّورُ: الضیاء. و النور: ضد الظلمة. و فی المحكم: النُّور الضَّوْءُ، أَیًّا كان، و قیل: هو شعاعه و سطوعه، و الجمع أَنْوارٌ و نِیرانٌ؛ عن ثعلب. و قد نارَ نَوْراً و أَنارَ و اسْتَنارَ و نَوَّرَ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، بمعنی واحد، أَی أَضاء، كما یقال: بانَ الشی‌ءُ و أَبانَ و بَیَّنَ و تَبَیَّنَ و اسْتَبانَ بمعنی واحد. و اسْتَنار به: اسْتَمَدَّ شُعاعَه. و نَوَّرَ الصبحُ: ظهر نُورُه؛ قال: و حَتَّی یَبِیتَ القومُ فی الصَّیفِ لیلَةً یقولون: نَوِّرْ صُبْحُ، و اللیلُ عاتِمُ و‌فی الحدیث: فَرَض عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، للجدّ ثم أَنارَها زیدُ بن ثابت‌أَی نَوَّرَها و أَوضحها و بَیَّنَها. و التَّنْوِیر: وقت إِسفار الصبح؛ یقال: قد نَوَّر الصبحُ تَنْوِیراً. و التنویر: الإِنارة. و التنویر: الإِسفار. و‌فی حدیث مواقیت الصلاة: أَنه نَوَّرَ بالفَجْرِ‌أَی صلَّاها، و قد اسْتنار الأُفق كثیراً. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: نائرات الأَحكام و مُنِیرات الإِسلام؛ النائرات الواضحات البینات، و المنیرات كذلك، فالأُولی من نارَ، و الثانیة من أَنار، و أَنار لازمٌ و مُتَعَدٍّ؛ و منه: ثم أَنارها زیدُ بن ثابت. و أَنار المكانَ: وضع فیه النُّورَ. و قوله عز و جل: وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ؛ قال الزجاج: معناه من لم یهده الله للإِسلام لم یهتد. و المنار و المنارة: موضع النُّور. و المَنارَةُ: الشَّمْعة ذات السراج. ابن سیدة: و المَنارَةُ التی یوضع علیها السراج؛ قال أَبو ذؤیب: و كِلاهُما فی كَفِّه یَزَنِیَّةٌ، فیها سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 241
أَراد أَن یشبه السنان فلم یستقم له فأَوقع اللفظ علی المنارة. و قوله أَصلع یرید أَنه لا صَدَأَ علیه فهو یبرق، و الجمع مَناوِرُ علی القیاس، و منائر مهموز، علی غیر قیاس؛ قال ثعلب: إِنما ذلك لأَن العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة و هی مَفْعَلة من النُّور، بفتح المیم، بفَعَالةٍ فَكَسَّرُوها تكسیرها، كما قالوا أَمْكِنَة فیمن جعل مكاناً من الكَوْنِ، فعامل الحرف الزائد معاملة الأَصلی، فصارت المیم عندهم فی مكان كالقاف من قَذَالٍ، قال: و مثله فی كلام العرب كثیر. قال: و أَما سیبویه فحمل ما هو من هذا علی الغلط. الجوهری: الجمع مَناوِر، بالواو، لأَنه من النور، و من قال منائر و همز فقد شبه الأَصلی بالزائد كما قالوا مصائب و أَصله مصاوب. و المَنار: العَلَم و ما یوضع بین الشیئین من الحدود. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لعن الله من غَیَّر مَنارَ الأَرض أَی أَعلامها.و المَنارُ: عَلَم الطریق. و فی التهذیب: المنار العَلَمُ و الحدّ بین الأَرضین. و المَنار: جمع منارة، و هی العلامة تجعل بین الحدّین، و مَنار الحرم: أَعلامه التی ضربها إِبراهیم الخلیل، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، علی أَقطار الحرم و نواحیه و بها تعرف حدود الحَرَم من حدود الحِلِّ، و المیم زائدة. قال: و یحتمل معنی‌قوله لعن الله من غیَّر منار الأَرض، أَراد به منار الحرم، و یجوز أَن یكون لعن من غیر تخوم الأَرضین، و هو أَن یقتطع طائفة من أَرض جاره أَو یحوّل الحدّ من مكانه. و روی شمر عن الأَصمعی: المَنار العَلَم یجعل للطریق أَو الحدّ للأَرضین من طین أَو تراب. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة، رضی الله عنه: إِن للإِسلام صُوًی و مَناراً‌أَی علامات و شرائع یعرف بها. و المَنارَةُ: التی یؤذن علیها، و هی المِئْذَنَةُ؛ و أَنشد: لِعَكٍّ فی مَناسِمها مَنارٌ، إِلی عَدْنان، واضحةُ السَّبیل و المَنارُ: مَحَجَّة الطریق، و قوله عز و جل: قَدْ جٰاءَكُمْ مِنَ اللّٰهِ نُورٌ وَ كِتٰابٌ مُبِینٌ؛ قیل: النور هاهنا هو سیدنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی جاءكم نبی و كتاب. و‌قیل إِن موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، قال و قد سئل عن شی‌ء: سیأْتیكم النُّورُ.و قوله عز و جل: وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ؛ أَی اتبعوا الحق الذی بیانه فی القلوب كبیان النور فی العیون. قال: و النور هو الذی یبین الأَشیاء و یُرِی الأَبصار حقیقتها، قال: فَمَثلُ ما أَتی به النبی، صلی الله علیه و سلم، فی القلوب فی بیانه و كشفه الظلمات كمثل النور، ثم قال: یَهْدِی اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشٰاءُ، یَهْدِی بِهِ اللّٰهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوٰانَهُ. و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی الله عنه، قال له ابن شقیق: لو رأَیتُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كنتُ أَسأَله: هل رأَیتَ ربك؟ فقال: قد سأَلتُه فقال: نُورٌ أَنَّی أَرَاه‌أَی هو نور كیف أَراه. قال ابن الأَثیر: سئل أَحمد بن حنبل عن هذا الحدیث فقال: ما رأَیتُ مُنْكِراً له و ما أَدری ما وجهه. و قال ابن خزیمة: فی القلب من صحة هذا الخبر شی‌ء، فإِن ابن شقیق لم یكن یثبت أَبا ذر، و قال بعض أَهل العلم: النُّورُ جسم و عَرَضٌ، و الباری تقدّس و تعالی لیس بجسم و لا عرض، و إِنما المراد أَن حجابه النور، قال: و كذا روی فی حدیث أَبی موسی، رضی الله عنه، و المعنی كیف أَراه و حجابه النور أَی أَن النور یمنع من رؤیته. و‌فی حدیث الدعاء: اللهمّ اجْعَلْ فی قلبی نُوراً و باقی أَعضائه؛ أَراد ضیاء الحق و بیانه، كأَنه قال: اللهم استعمل هذه الأَعضاء منی فی الحق و اجعل تصرفی و تقلبی فیها علی سبیل الصواب و الخیر.
لسان العرب، ج‌5، ص: 242
قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابی عن‌قوله: لا تَسْتَضِیئُوا بنار المشركین، فقال: النار هاهنا الرَّأْیُ، أَی لا تُشاورُوهم، فجعل الرأْی مَثَلًا للضَّوءِ عند الحَیْرَة، قال: و أَما‌حدیثه الآخر أَنا بری‌ء من كل مسلم مع مشرك، فقیل: لم یا رسول الله؟ ثم قال: لا تَراءَی ناراهُما.قال: إِنه كره النزول فی جوار المشركین لأَنه لا عهد لهم و لا أَمان، ثم وكده‌فقال: لا تَراءَی ناراهما‌أَی لا ینزل المسلم بالموضع الذی تقابل نارُه إِذا أَوقدها نارَ مشرك لقرب منزل بعضهم من بعض، و لكنه ینزل مع المسلمین فإنهم یَدٌ علی من سواهم. قال ابن الأَثیر: لا تراءَی ناراهما أَی لا یجتمعان بحیث تكون نار أَحدهما تقابل نار الآخر، و قیل: هو من سمة الإِبل بالنار. و‌فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنْوَرُ المُتَجَرَّدِ‌أَی نَیِّر الجسم. یقال للحسَنِ المشرِق اللَّوْنِ: أَنْوَرُ، و هو أَفعلُ من النُّور. یقال: نار فهو نَیِّر، و أَنار فهو مُنِیرٌ. و النار: معروفة أُنثی، و هی من الواو لأَن تصغیرها نُوَیْرَةٌ. و فی التنزیل العزیز: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِی النّٰارِ وَ مَنْ حَوْلَهٰا؛قال الزجاج: جاءَ فی التفسیر أَن من فی النار هنا نُور الله عز و جل، و من حولها قیل الملائكة و قیل نور الله أَیضاً.قال ابن سیدة: و قد تُذَكَّرُ النار؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد فی ذلك: فمن یأْتِنا یُلْمِمْ بنا فی دِیارِنا، یَجِدْ أَثَراً دَعْساً و ناراً تأَجَّجا و روایة سیبویه: یجد حطباً جزلًا و ناراً تأَججا و الجمع أَنْوُرٌ «3» و نِیرانٌ، انقلبت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و نِیْرَةٌ و نُورٌ و نِیارٌ؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة. و‌فی حدیث شجر جهنم: فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْیارِ؛ قال ابن الأَثیر: لم أَجده مشروحاً و لكن هكذا روی فإن صحت الروایة فیحتمل أَن یكون معناه نارُ النِّیرانِ بجمع النار علی أَنْیارٍ، و أَصلها أَنْوارٌ لأَنها من الواو كما جاء فی ریح و عید أَرْیاحٌ و أَعْیادٌ، و هما من الواو. و تَنَوَّرَ النارَ: نظر إِلیها أَو أَتاها. و تَنَوَّرَ الرجلَ: نظر إِلیه عند النار من حیث لا یراه. و تَنَوَّرْتُ النارَ من بعید أَی تَبَصَّرْتُها. و‌فی الحدیث: الناسُ شُركاءُ فی ثلاثة: الماءُ و الكلأُ و النارُ؛ أَراد لیس لصاحب النار أَن یمنع من أَراد أَن یستضی‌ءَ منها أَو یقتبس، و قیل: أَراد بالنار الحجارةَ التی تُورِی النار، أَی لا یمنع أَحد أَن یأْخذ منها. و‌فی حدیث الإِزار: و ما كان أَسْفَلَ من ذلك فهو فی النار؛ معناه أَن ما دون الكعبین من قَدَمِ صاحب الإِزارِ المُسْبَلِ فی النار عُقُوبَةً له علی فعله، و قیل: معناه أَن صنیعه ذلك و فِعْلَه فی النار أَی أَنه معدود محسوب من أَفعال أَهل النار. و‌فی الحدیث: أَنه قال لعَشَرَةِ أَنْفُسٍ فیهم سَمُرَةُ: آخِرُكُمْ یموت فی النار قال ابن الأَثیر: فكان لا یكادُ یَدْفَأُ فأَمر بِقِدْرٍ عظیمة فملئت ماء و أَوقد تحتها و اتخذ فوقها مجلساً، و كان یصعد بخارها فَیُدْفِئُه، فبینا هو كذلك خُسِفَتْ به فحصل فی النار، قال: فذلك الذی قال له، و الله أَعلم. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: العَجْماءُ جُبارٌ و النار جُبارٌ؛ قیل: هی النار التی یُوقِدُها الرجلُ فی ملكه فَتُطِیرها الریح إِلی مال غیره فیحترق و لا یَمْلِكُ رَدَّها فیكون هَدَراً. قال ابن الأَثیر: و قیل الحدیث غَلِطَ فیه عبدُ الرزاق و قد تابعه عبدُ الملك الصَّنْعانِیُّ، و قیل: هو تصحیف البئر، فإِن أَهل الیمن یُمِیلُونَ النار فتنكسر النون، فسمعه بعضهم علی الإِمالة فكتبه بالیاء، فَقَرؤُوه
(3). قوله [و الجمع أنور] كذا بالأصل. و فی القاموس: و الجمع أنوار. و قوله و نیرة كذا بالأَصل بهذا الضبط و صوبه شارح القاموس عن قوله و نیرة كقردة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 243
مصحفاً بالیاء، و البئر هی التی یحفرها الرجل فی ملكه أَو فی موات فیقع فیها إِنسان فیهلك فهو هَدَرٌ؛ قال الخطابی: لم أَزل أَسمع أَصحاب الحدیث یقولون غلط فیه عبد الرزاق حتی وجدته لأَبی داود من طریق أُخری. و‌فی الحدیث: فإِن تحت البحر ناراً و تحت النار بحراً؛ قال ابن الأَثیر: هذا تفخیم لأَمر البحر و تعظیم لشأْنه و إِن الآفة تُسْرِع إِلی راكبه فی غالب الأَمر كما یسرع الهلاك من النار لمن لابسها و دنا منها. و النارُ: السِّمَةُ، و الجمع كالجمع، و هی النُّورَةُ. و نُرْتُ البعیر: جعلت علیه ناراً. و ما به نُورَةٌ أَی وَسْمٌ. الأَصمعی: و كلُّ وسْمٍ بِمِكْوًی، فهو نار، و ما كان بغیر مِكْوًی، فهو حَرْقٌ و قَرْعٌ و قَرمٌ و حَزٌّ و زَنْمٌ. قال أَبو منصور: و العرب تقول: ما نارُ هذه الناقة أَی ما سِمَتُها، سمیت ناراً لأَنها بالنار تُوسَمُ؛ و قال الراجز: حتی سَقَوْا آبالَهُمْ بالنارِ، و النارُ قد تَشْفی من الأُوارِ أَی سقوا إِبلهم بالسِّمَة، أَی إِذا نظروا فی سِمَةِ صاحبه عرف صاحبه فَسُقِیَ و قُدِّم علی غیره لشرف أَرباب تلك السمة و خلَّوا لها الماءَ. و من أَمثالهم: نِجارُها نارُها أَی سمتها تدل علی نِجارِها یعنی الإِبل؛ قال الراجز یصف إِبلًا سمتها مختلفة: نِجارُ كلِّ إِبلٍ نِجارُها، و نارُ إِبْلِ العالمین نارُها یقول: اختلفت سماتها لأَن أَربابها من قبائل شتی فأُغِیرَ علی سَرْح كل قبیلة و اجتمعت عند من أَغار علیها سِماتُ تلك القبائل كلها. و‌فی حدیث صعصة ابن ناجیة جد الفرزدق: و ما ناراهما‌أَی ما سِمَتُهما التی وُسِمَتا بها یعنی ناقتیه الضَّالَّتَیْنِ، و السِّمَةُ: العلامة. و نارُ المُهَوِّل: نارٌ كانت للعرب فی الجاهلیة یوقدونها عند التحالف و یطرحون فیها ملحاً یَفْقَعُ، یُهَوِّلُون بذلك تأْكیداً للحلف. و العرب تدعو علی العدوّ فتقول: أَبعد الله داره و أَوقد ناراً إِثره قال ابن الأَعرابی: قالت العُقَیْلیة: كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوقدنا خلفه ناراً، قال فقلت لها: و لم ذلك؟ قالت: لیتحَوّلَ ضبعهم معهم أَی شرُّهم؛ قال الشاعر: و جَمَّة أَقْوام حَمَلْتُ، و لم أَكن كَمُوقِد نارٍ إِثْرَهُمْ للتَّنَدُّم الجمة: قوم تَحَمَّلوا حَمالَةً فطافوا بالقبائل یسأَلون فیها؛ فأَخبر أَنه حَمَلَ من الجمة ما تحملوا من الدیات، قال: و لم أَندم حین ارتحلوا عنی فأُوقد علی أَثرهم. و نار الحُباحِبِ: قد مر تفسیرها فی موضعه. و النَّوْرُ و النَّوْرَةُ، جمیعاً: الزَّهْر، و قیل: النَّوْرُ الأَبیض و الزهر الأَصفر و ذلك أَنه یبیضُّ ثم یصفر، و جمع النَّوْر أَنوارٌ. و النُّوّارُ، بالضم و التشدید: كالنَّوْرِ، واحدته نُوَّارَةٌ، و قد نَوَّرَ الشجرُ و النبات. اللیث: النَّوْرُ نَوْرُ الشجر، و الفعل التَّنْوِیرُ، و تَنْوِیر الشجرة إِزهارها. و‌فی حدیث خزیمة: لما نزل تحت الشجرة أَنْوَرَتْ‌أَی حسنت خضرتها، من الإِنارة، و قیل: إِنها أَطْلَعَتْ نَوْرَها، و هو زهرها. یقال: نَوَّرَتِ الشجرةُ و أَنارَتْ، فأَما أَنورت فعلی الأَصل؛ و قد سَمَّی خِنْدِفُ بنُ زیادٍ الزبیریُّ إِدراك الزرع تَنْوِیراً فقال: سامی طعامَ الحَیِّ حتی نَوَّرَا و جَمَعَه عَدِیّ بن زید فقال: و ذی تَناوِیرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ یَغْذُو أَوَابِدَ قد أَفْلَیْنَ أَمْهارَا
لسان العرب، ج‌5، ص: 244
و النُّورُ: حُسْنُ النبات و طوله، و جمعه نِوَرَةٌ. و نَوَّرَتِ الشجرة و أَنارت أَیضاً أَی أَخرجت نَوْرَها. و أَنار النبتُ و أَنْوَرَ: ظَهَرَ و حَسُنَ. و الأَنْوَرُ: الظاهر الحُسْنِ؛ و منه‌صفته، صلی الله علیه و سلم: كان أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ.و النُّورَةُ: الهِناءُ. التهذیب: و النُّورَةُ من الحجر الذی یحرق و یُسَوَّی منه الكِلْسُ و یحلق به شعر العانة. قال أَبو العباس: یقال انْتَوَرَ الرجلُ و انْتارَ من النُّورَةِ، قال: و لا یقال تَنَوَّرَ إِلا عند إِبصار النار. قال ابن سیدة: و قد انْتارَ الرجل و تَنَوَّرَ تَطَلَّی بالنُّورَة، قال: حكی الأَوّل ثعلب، و قال الشاعر: أَ جِدَّكُما لم تَعْلَما أَنَّ جارَنا أَبا الحِسْلِ، بالصَّحْراءِ، لا یَتَنَوَّرُ التهذیب: و تأْمُرُ من النُّورةِ فتقول: انْتَوِرْ یا زیدُ و انْتَرْ كما تقول اقْتَوِلْ و اقْتَلْ؛ و قال الشاعر فی تَنَوّر النار: فَتَنَوَّرْتُ نارَها من بَعِید بِخَزازَی؛ هَیْهاتَ مِنك الصَّلاءُ «1» قال: و منه قول ابن مقبل: كَرَبَتْ حیاةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ و النَّوُورُ: النَّیلَجُ، و هو دخان الشحم یعالَجُ به الوَشْمُ و یحشی به حتی یَخْضَرَّ، و لك أَن تقلب الواو المضمومة همزة. و قد نَوَّرَ ذراعه إِذا غَرَزَها بإِبرة ثم ذَرَّ علیها النَّؤُورَ. و النَّؤُورُ: حصاة مثل الإِثْمِدِ تُدَقُّ فَتُسَفُّها اللِّثَةُ أَی تُقْمَحُها، من قولك: سَفِفْتُ الدواء. و كان نساءُ الجاهلیة یَتَّشِمْنَ بالنَّؤُور؛ و منه و قول بشر: كما وُشِمَ الرَّواهِشُ بالنَّؤُورِ و قال اللیث: النَّؤُور دُخان الفتیلة یتخذ كحلًا أَو وَشْماً؛ قال أَبو منصور: أما الكحل فما سمعت أَن نساء العرب اكتحلن بالنَّؤُورِ، و أَما الوشم به فقد جاء فی أَشعارهم؛ قال لبید: أَو رَجْع واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها التهذیب: و النَّؤُورُ دخان الشحم الذی یلتزق بالطَّسْتِ و هو الغُنْجُ أَیضاً. و النَّؤُورُ و النَّوَارُ: المرأَة النَّفُور من الریبة، و الجمع نُورٌ. غیره: النُّورُ جمع نَوارٍ، و هی النُّفَّرُ من الظباء و الوحش و غیرها؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسدیُّ و ذكر الظباء و أَنها كَنَسَتْ فی شدّة الحر: تَدَلَّتْ علیها الشمسُ حتی كأَنها، من الحرِّ، تَرْمی بالسَّكِینَةِ نُورَها و قد نارتْ تَنُورُ نَوْراً و نَواراً و نِواراً؛ و نسوةٌ نُورٌ أَی نُفَّرٌ من الرِّیبَةِ، و هو فُعُلٌ، مثل قَذالٍ و قُذُلٍ إِلا أَنهم كرهوا الضمة علی الواو لأَن الواحدة نَوارٌ و هی الفَرُورُ، و منه سمیت المرأَة؛ و قال العجاج: یَخْلِطْنَ بالتَّأَنُّسِ النَّوارا الجوهری: نُرْتُ من الشی‌ء أَنُورُ نَوْراً و نِواراً، بكسر النون؛ قال مالك بن زُغْبَةَ الباهلی یخاطب امرأَة: أَ نَوْراً سَرْعَ ما ذا یا فَرُوقُ، و حَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِیقُ أَراد أَ نِفاراً یا فَرُوقُ، و قوله سَرْعَ ما ذا: أَراد سَرُعَ فخفف؛ قال ابن بری فی قوله: أَ نوراً سرع ما ذا یا فروق
(1). قوله [بخزازی] بخاء معجمة فزایین معجمتین: جبل بین منعج و عاقل، و البیت للحرث بن حلزة كما فی یاقوت
لسان العرب، ج‌5، ص: 245
قال: الشعر لأَبی شقیق الباهلی و اسمه جَزْءُ بن رَباح، قال: و قیل هو لزغبة الباهلی، قال: و قوله أَ نوراً بمعنی أَ نِفاراً سَرُعَ ذا یا فروق أَی ما أَسرعه، و ذا فاعل سَرُعَ و أَسكنه للوزن، و ما زائدة. و البین هاهنا: الوصل، و منه قوله تعالی: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ؛ أَی وصْلُكم، قال: و یروی‌و حبل البین منتكث و منتكث: منتقض. و حذیق: مقطوع؛ و بعده: أَ لا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَیْفی یُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَلیقُ؟ و علاقة: اسم محبوبته؛ یقول: أَ زعمت أَن سیفی لیس بقاطع و أَن الرأْس الحلیق یفلل غربه؟ و امرأَة نَوارٌ: نافرة عن الشر و القبیح. و النَوارُ: المصدر، و النِّوارُ: الاسم، و قیل: النِّوارُ النِّفارُ من أَی شی‌ء كان؛ و قد نارها و نَوَّرها و استنارها؛ قال ساعدة بن جؤیة یصف ظبیة: بِوادٍ حَرامٍ لم تَرُعْها حِبالُه، و لا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ یَسْتَنِیرُها و بقرة نَوَارٌ: تنفر من الفحل. و‌فی صفة ناقة صالح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: هی أَنور من أَن تُحْلَبَ‌أَی أَنْفَرُ. و النَّوَار: النِّفارُ. و نُرْتُه و أَنرْتُه: نَفَّرْتُه. و فرس وَدِیق نَوارٌ إِذا استَوْدَقَت، و هی ترید الفحل، و فی ذلك منها ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ الناكح. و یقال: بینهم نائِرَةٌ أَی عداوة و شَحْناء. و‌فی الحدیث: كانت بینهم نائرة‌أَی فتنة حادثة و عداوة. و نارُ الحرب و نائِرَتُها: شَرُّها و هَیْجها. و نُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه و نَفَّرْتُه؛ قال: إِذا هُمُ نارُوا، و إِن هُمْ أَقْبَلُوا، أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِیبٌ مِفْضَلُ و نار القومُ و تَنَوَّرُوا انهزموا. و اسْتَنارَ علیه: ظَفِرَ به و غلبه؛ و منه قول الأَعشی: فأَدْرَكُوا بعضَ ما أَضاعُوا، و قابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا و نُورَةُ: اسم امرأَة سَحَّارَة؛ و منه قیل: هو یُنَوِّرُ علیه أَی یُخَیِّلُ، و لیس بعربیّ صحیح. الأَزهری: یقال فلان یُنَوِّرُ علی فلان إِذا شَبَّهَ علیه أَمراً، قال: و لیست هذه الكلمة عربیة، و أَصلها أَن امرأَة كانت تسمی نُورَةَ و كانت ساحرة فقیل لمن فعل فعلها: قد نَوَّرَ فهو مُنَوِّرٌ. قال زید بن كُثْوَةَ: عَلِقَ رجلٌ امرأَة فكان یَتَنَوَّرُها باللیل، و التَّنَوُّرُ مثل التَّضَوُّء، فقیل لها: إِن فلاناً یَتَنَوَّرُكِ، لتحذره فلا یری منها إِلا حَسَناً، فلما سمعت ذلك رفعت مُقَدَّمَ ثوبها ثم قابلته و قالت: یا مُتَنَوِّراً هاه فلما سمع مقالتها و أَبصر ما فعلت قال: فبئسما أَری هاه و انصرفت نفسه عنها، فصیرت مثلًا لكل من لا یتقی قبیحاً و لا یَرْعَوی لحَسَنٍ. ابن سیدة: و أَما قول سیبویه فی باب الإِمالة ابن نُور فقد یجوز أَن یكون اسماً سمی بالنور الذی هو الضوء أَو بالنُّورِ الذی هو جمع نَوارٍ، و قد یجوز أَن یكون اسماً صاغه لتَسُوغَ فیه الإِمالة فإِنه قد یَصوغ أَشیاء فَتَسوغ فیها الإِمالة و یَصُوغ أَشیاءَ أُخَرَ لتمتنع فیها الإِمالة. و حكی ابن جنی فیه: ابن بُور، بالباء، كأَنه من قوله تعالی: وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً، و قد تقدم. و مَنْوَرٌ: اسم موضع صَحَّتْ فیه الواوُ صِحَّتَها فی مَكْوَرَةَ للعلمیة؛ قال بشر بن أَبی خازم: أَ لَیْلی علی شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ؟ و من دونِ لَیْلی ذو بِحارٍ و مَنْوَرُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 246
قال الجوهری: و قول بشر: و من دون لیلی ذو بحار و مَنْوَرُ قال: هما جبلان فی ظَهْر حَرَّةِ بنی سلیم. و ذو المَنار: ملك من ملوك الیمن و اسمه أَبْرَهَةُ بن الحرث الرایش، و إِنما قیل له ذو المنار لأَنه أَوّل من ضرب المنارَ علی طریقه فی مغازیه لیهتدی بها إِذا رجع.

نیر؛ ج5، ص: 246

: النِّیرُ: القَصَبُ و الخیوط إِذا اجتمعت. و النِّیرُ: العَلَمُ، و فی الصحاح: عَلَمُ الثوب و لُحْمته أَیضاً. ابن سیدة: نِیرُ الثوب علمه، و الجمع أَنْیارٌ. و نِرْتُ الثوب أَنِیرُه نَیْراً و أَنَرْتُه و نَیَّرْتُه إِذا جعلت له علماً. الجوهری: أَنَرْتُ الثوب و هَنَرْتُ مثل أَرَقْتُ و هَرَقْتُ؛ قال الزَّفَیانُ: و مَنْهَلٍ طامٍ علیه الغَلْفَقُ یُنِیرُ، أَو یُسْدی به الخَدَرْنَقُ قال بعض الأَغفال: تَقْسِمُ اسْتِیًّا لها بِنَیْرِ، و تَضْرِبُ النَّاقُوسَ وَسْطَ الدَّیْرِ قال: و یجوز أَن یكون أَراد بِنِیر فغیر للضرورة. قال: و عسی أَن یكون النَّیْرُ لغةً فی النِّیرِ. و نَیَّرْتُه و أَنَرْتُه و هَنَرْتُه أُهَنِیرُه إِهْنارَةً، و هو مُهَنارٌ علی البدل؛ حكی الفعل و المصدر اللحیانی عن الكسائی: جعلت له نِیراً. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كره النِّیرَ، و هو العلم فی الثوب. یقال: نِرْتُ الثوب و أَنَرْتُه و نَیَّرْتُه إِذا جعلت له علماً. و‌روی عن ابن عمر، رضی الله عنهما، أَنه قال: لو لا أَن عمر نهی عن النِّیر لم نَرَ بالعَلَم بأْساً و لكنه نهی عن النِّیر، و الاسم النِّیْرَةُ، و هی الخُیُوطَةُ و القَصَبَةُ إِذا اجتمعنا، فإِذا تفرّقنا سمیت الخیوطة خیوطة و القَصَبَةُ قَصَبَةً و إِن كانت عصاً فعصاً، و علم الثوب نِیْرٌ، و الجمع أَنْیارٌ. و نَیَّرْتُ الثوب تَنْیِیراً، و الاسم النِّیرُ، و یقال لِلُحْمَةِ الثوب نِیرٌ. ابن الأَعرابی: یقال للرجل نِرْ نِرْ إِذا أَمرته بعمل علم للمندیل. و ثوبٌ مُنَیَّر: منسوج علی نِیرَیْنِ؛ عن اللحیانی. و نِیْرُ الثوب: هُدْبُه؛ عن ابن كیسان؛ و أَنشد بیت إمرئ القیس: فَقُمْتُ بها تَمْشی تَجُرُّ وراءَنا علی أَثَرَیْنا نِیرَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ و النِّیْرَةُ أَیضاً: من أَدوات النَّسَّاج یَنْسجُ بها، و هی الخشبة المعترضة. و یقال للرجل: ما أَنتَ بِسَتَاةٍ و لا لُحْمَةٍ و لا نِیرَةٍ، یضرب لمن لا یضر و لا ینفع؛ قال الكمیت: فما تأْتوا یكن حَسَناً جَمِیلًا، و ما تُسْدُوا لِمَكْرُمَةٍ تُنِیرُوا یقول: إِذا فعلتم فعلًا أَبرمتموه؛ و قول الشاعر أَنشده ابن بُزُرج: أَ لم تسأَلِ الأَحْلافَ كیفَ تَبَدَّلُوا بأَمرٍ أَنارُوه، جمیعاً، و أَلْحَمُوا؟ قال: یقال نائِرٌ و نارُوه و مُنِیرٌ و أَنارُوه، و یقال: لستَ فی هذا الأَمر بِمُنِیرٍ و لا مُلْحمٍ، قال: و الطُّرَّةُ من الطریق تسمَّی النِّیر تشبیهاً بنِیرِ الثوب، و هو العَلَمُ فی الحاشیة؛ و أَنشد بعضهم فی صفة طریق: علی ظَهْرِ ذی نِیرَیْنِ: أَمَّا جَنابُه فَوَعْثٌ، و أَما ظَهْرُهُ فَمُوَعَّسُ و جَنابُه: ما قرب منه فهو وَعْثٌ یشتد فیه المشی، و أَما ظهر الطریق الموطوء فهو متین لا یشتد علی الماشی فیه المشی؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌5، ص: 247
أَلا هل تُبْلِغَنِّیها، علی اللِّیَّان و الضِّنَّهْ، فلاةً ذاتَ نِیرَیْنِ بِمَرْوٍ، سَمْحُها رَنَّهْ تَخالُ بها إِذا غَضیَتْ حَمَاةَ، فأَصْبَحَتْ كِنَّهْ یقال: ناقة ذات نِیرَیْنِ إِذا حملت شحماً علی شحم كان قبل ذلك، و أَصل هذا من قولهم ثوب ذو نِیرَیْنِ إِذا نُسج علی خیطین، و هو الذی یقال له دَیابُوذُ، و هو بالفارسیة [دو باف] و یقال له فی النسج: المُتَاءَمَةُ، و هو أَن یُنار خیطان معاً و یوضع علی الحَفَّةِ خیطان، و أَما ما نِیر خیطاً واحداً فهو السَّحْلُ، فإِذا كان خیط أَبیض و خیط أَسود فهو المُقاناة، و إِذا نسج علی نِیرَیْنِ كان أَصفق و أَبقی. و رجل ذو نِیرَیْنِ أَی قوّته و شدّته ضِعْفُ شدّة صاحبه. و ناقة ذات نِیْرَیْنِ إِذا أَسَنَّت و فیها بقیة، و ربما استعمل فی المرأَة. و النِّیرُ: الخشبة التی تكون علی عنق الثور بأَداتها؛ قال: دَنانِیرُنا من نِیرِ ثَوْرٍ، و لم تكنْ من الذهب المضروب عند القَسَاطِرِ و یروی‌من التابَل المضروب …، جعل الذهب تابَلًا علی التشبیه، و الجمع أَنْیارٌ و نِیرانٌ؛ شامیَّة. التهذیب: یقال للخشبة المعترضة علی عنقی الثورین المقرونین للحراثة نِیرٌ، و هو نیر الفَدّان، و یقال للحرب الشدیدة: ذات نِیْرَیْنِ؛ و قال الطرماح: عَدَا عن سُلَیْمَی أَننی كلَّ شارِقٍ أَهُزُّ، لِحَرْبٍ ذاتِ نِیرَیْنِ، أَلَّتی و نِیرُ الطریق: ما یتضح منه. قال ابن سیدة: و نیر الطریق أُخدود فیه واضح. و النائر: المُلْقی بین الناس الشرور. و النائرة: الحقد و العداوة. و قال اللیث: النائرة الكائنة تقع بین القوم. و قال غیره: بینهم نائرة أَی عداوة. الجوهری: و النِّیرُ جبل لبنی غاضِرَةَ؛ و أَنشد الأَصمعی: أَقْبَلْنَ، من نِیرٍ و من سُوَاجِ، بالقومِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ و أَبو بُرْدَةَ بن نِیار: رجل من قُضاعة من الصحابة، و اسمه هانئٌ.

باب الهاء؛ ج5، ص: 247

هبر؛ ج5، ص: 247

: الهَبْرُ: قطع اللحم. و الهَبْرَةُ: بضعة من اللحم أَو نَحْضَة لا عظم فیها، و قیل: هی القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة. و أَعطیته هَبْرَةً من لحم إذا أَعطاه مجتمعاً منه، و كذلك البِضْعَةُ و الفِدْرَةُ. و هَبَرَ یَهْبُرُ هَبْراً: قطع قِطَعاً كباراً. و قد هَبَرْت له من اللحم هَبْرَةً أَی قطعت له قِطْعَةً. و اهْتَبَرَهُ بالسیف إِذا قطعه. و‌فی حدیث عمر: أَنه هَبَرَ المنافقَ حتی بَرَدَ.و‌فی حدیث علی، علیه السلام: انظروا شَزْراً و اضْرِبُوا هَبْراً؛ الهَبْرُ: الضرب و القطع. و‌فی حدیث الشُّراةِ: فَهَبَرْناهم بالسیوف.ابن سیدة: و ضَرْبٌ هَبْرٌ یَهْبُرُ اللحم، وصف بالمصدر كما قالوا: دِرْهَمٌ ضربٌ. ابن السكیت: ضرب هَبْرٌ أَی یُلْقِی قِطْعَةً من اللحم إِذا ضربه، و طعنٌ نَتْرٌ فیه اختلاسُ، و كذلك ضربٌ هَبِیرٌ و ضربَةٌ هَبِیرٌ؛ قال المتنخل: كَلَوْنِ المِلْحِ، ضَرْبَتُه هَبِیرٌ، یُتِرُّ العَظْمَ، سَقَّاطٌ سُراطِی و سیف هَبَّارٌ یَنْتَسِفُ القطعة من اللحم فیقطعه،
لسان العرب، ج‌5، ص: 248
و الهِبِرُّ: المنقطع من ذلك، مثل به سیبویه و فسره السیرافی. و جملٌ هَبِرٌ و أَهْبَرُ: كثیر اللحم. و قد هَبِرَ الجمل، بالكسر، یَهْبَرُ هَبَراً، و ناقة هَبِرَةٌ و هَبْراءُ و مُهَوْبِرَةٌ كذلك. و یقال: بعیر هَبِرٌ وَبِرٌ أَی كثیر الوَبَرِ و الهَبْرِ، و هو اللحم. و‌فی حدیث ابن عباس فی قوله تعالی: كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، قال: هو الهَبُّورُ؛ قیل: هو دُقاقُ الزرع بالنَّبَطِیَّة و یحتمل أَن یكون من الهَبْرِ القَطْع. و الهُبْرُ: مُشاقَةُ الكتان؛ یمانیة؛ قال: كالهُبْرِ، تحتَ الظُّلَّةِ، المَرْشُوشِ و الهِبْرِیَةُ: ما طار من الزَّغَبِ الرقیق من القطن؛ قال: فی هِبْرِیاتِ الكُرْسُفِ المَنْفُوشِ و الهِبْرِیَة و الهُبارِیة: ما طار من الریش و نحوه. و الهِبْرِیَة و الإِبْرِیَةُ و الهُبارِیَةُ: ما تعلق بأَسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأْس. و یقال: فی رأْسه هِبْرِیَةٌ مثلُ فِعْلِیَةٍ؛ و قول أَوسِ بن حَجَرٍ: لَیْثٌ علیه من البَرْدِیِّ هِبْرِیَةٌ، كالمَرْزُبانِیِّ عَیَّارٌ بأَوْصالِ قال یعقوب: عنی بالهِبْرِیَةِ ما یتناثر من القصب و البردی فیبقی فی شعره متلبداً. و هَوْبَرَتْ أُذُنُه: احْتَشَی جَوْفُها وَبَراً و فیها شعر و اكْتَسَتْ أَطرافُها و طُرَرُها، و ربما اكتَسَی أُصولُ الشعر من أَعالی الأُذنین. و الهَبْرُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض و ارتفع ما حوله عنه، و قیل: هو ما اطمأَن من الرمل؛ قال عدی: فَتَری مَحانِیَهُ التی تَسِقُ الثَّرَی، و الهَبْرَ یُونِقُ نَبْتُها رُوَّادَها و الجمع هُبُور؛ قال الشاعر: هُبُور أَغْواطٍ إِلی أَغْواطِ و هو الهَبیرُ أَیضاً؛ قال زُمَیْلُ بن أُم دینار: أَغَرُّ هِجانٌ خَرَّ من بَطْنِ حُرّةٍ علی كَفِّ أُخْرَی حُرَّةٍ بِهَبِیرِ و قیل: الهبیر من الأَرض أَن یكون مطمئناً و ما حوله أَرفع منه، و الجمع هُبْرٌ؛ قال عدی: جَعَلَ القُفَّ شمالًا و انْتَحی، و علی الأَیْمَنِ هُبْرٌ و بُرَقْ و یقال: هی الصُّخُورُ بین الرَّوابی. و الهَبْرَةُ: خرزة یُؤَخَّذُ بها الرجال. و الهَوْبَرُ: الفهد؛ عن كراع. و هَوْبَرٌ: اسم رجل؛ قال ذو الرمة: عَشِیَّةَ فَرَّ الحارِثِیُّون، بعد ما قَضَی نَحْبَه من مُلْتَقَی القومِ هَوْبَرُ أَراد ابن هَوْبَر، و هُبَیْرَةُ: اسم. و ابنُ هُبَیْرَةَ: رجل. قال سیبویه: سمعناهم یقولون ما أَكثَرَ الهُبَیْراتِ، و اطَّرَحُوا الهُبَیْرِینَ كراهیة أَن یصیر بمنزلة ما لا علامة فیه للتأْنیث. و العرب تقول: لا آتیك هُبَیْرَةَ بنَ سَعْدٍ أَی حتی یَؤُوبَ هُبَیْرَةُ، فأَقاموا هُبَیْرَةَ مقام الدَّهْرِ و نصبوه علی الظرف و هذا منهم اتساع؛ قال اللحیانی: إِنما نصبوه لأَنهم ذهبوا به مذهب الصفات، و معناه لا آتیك أَبداً، و هو رجل فُقِدَ؛ و كذلك لا آتیك أَلْوَةَ بْنَ هُبَیْرَةَ، و یقال: إِن أَصله أَن سَعْدَ بنَ زید مناةَ عُمِّرَ عُمُراً طویلًا و كَبِرَ، و نظر یوماً إِلی شائه و قد أُهْمِلَتْ و لم تَرْعَ، فقال لابنه هُبَیْرَةَ: ارْعَ شاءَك، فقال: لا أَرعاها سِنَّ الحِسْلِ أَی أَبداً، فصار مثلًا. و قیل لا آتیك أَلْوَةَ هُبَیْرَةَ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 249
و الهُبَیْرَةُ: الضَّبُعُ الصغیرة. أَبو عبیدة: من آذان الخیل مُهَوْبَرَةٌ، و هی التی یَحْتَشِی جَوْفُها وَبَراً و فیها شعر، و تَكْتَسِی أَطرافُها و طُرَرُها أَیضاً الشَّعْرَ، و قلما یكون إِلا فی روائد الخیل و هی الرَّواعِی. و الهَوْبَرُ و الأَوْبَرُ: الكثیر الوَبَرِ من الإِبل و غیرها. و یقال للكانُونَیْنِ: هما الهَبَّارانِ و الهَرَّارانِ. أَبو عمرو: یقال للعنكبوت الهَبُورُ و الهَبُونُ. و‌عن ابن عباس، رضی الله عنهما، فی قوله تعالی: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ؛ قال: الهَبُّورُ، قال سفیان: و هو الذَّرُّ الصغیر. و‌عن ابن عباس، رضی الله عنهما، قال: هو الهَبُّورُ‌عُصافَةُ الزرع الذی یؤكل، و قیل: الهَبُّورُ بالنَّبَطیَّة دُقاق الزرع، و العُصافَةُ ما تفتت من ورقه، و المأْكول ما أُخذ حبه و بقی لا حب فیه. و الهَوْبَرُ: القِرْدُ الكثیر الشعر، و كذلك الهَبَّارُ؛ و قال: سَفَرَتْ فقلتُ لها: هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ، فذَكَرْتُ حین تَبَرْقَعَتْ هَبَّارَا و هَبَّار: اسم رجل من قریش. و هَبَّار و هابِرٌ: اسمان. و الهَبِیرُ: موضع، و الله أَعلم.

هتر؛ ج5، ص: 249

: الهَتْرُ: مَزْقُ العِرْضِ؛ هَتَرَه یَهْتِرُه هَتْراً و هَتَّرَه. و رجل مُسْتَهْتَرٌ: لا یبالی ما قیل فیه و لا ما قیل له و لا ما شُتِمَ به. قال الأَزهری: قول اللیث الهَتْرُ مَزْقُ العرض غیر محفوظ، و المعروف بهذا المعنی الهَرْت إِلا أَن یكون مقلوباً كما قالوا جَبَذَ و جَذَبَ، و أَما الاسْتِهْتارُ فهو الوُلوعُ بالشی‌ء و الإِفراط فیه حتی كأَنه أُهْتِرَ أَی خَرِفَ. و‌فی الحدیث: سبق المُفْرِدُونَ؛ قالوا: و ما المُفْرِدُونَ؟ قال: الذین أُهْتِرُوا فی ذكر الله یَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أَثْقالَهُمْ فیأْتون یوم القیامة خِفافاً؛ قال: و المُفْرِدُونَ الشیوخُ الهَرْمی، معناه أَنهم كَبِرُوا فی طاعة الله و ماتت لذاتهم و ذهب القَرْنُ الذین كانوا فیهم، قال: و معنی أُهْتِرُوا فی ذكر الله أَی خَرِفُوا و هم یذكرون الله. یقال: خرف فی طاعة الله أَی خَرِفَ و هو یطیع الله؛ قال: و المُفْرِدُونَ یجوز أَن یكون عنی بهم المُتَفَرِّدُونَ المُتَخَلُّونَ لذكر الله، و المُستَهْتَرونَ المُولَعُونَ بالذكر و التسبیح. و جاء‌فی حدیث آخر: هم الذین اسْتُهْتِرُوا بذكر الله‌أَی أُولِعُوا به. یقال: اسْتُهْتِرَ بأَمر كذا و كذا أَی أُولِعَ به لا یتحدّثُ بغیره و لا یفعلُ غیرَه. و قولٌ هِتْرٌ: كَذِبٌ. و الهِتْرُ، بالكسر: السَّقَطُ من الكلام و الخطأُ فیه. الجوهری: یقال هِتْرٌ هاتِرٌ، و هو توكید له؛ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ: أَلمَّ خَیالٌ مَوْهِناً من تُماضِرٍ هُدُوّاً، و لم یَطْرُقْ من اللیل باكرا و كان، إِذا ما الْتَمَّ منها بِحاجَةٍ، یُراجِعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرَا قوله هُدُوّاً أَی بعد هَدْءٍ من اللیل. و لم یطرق من اللیل باكراً أَی لم یطرق من أَوله. و الْتَمَّ: افْتَعَلَ من الإِلمام، یرید أَنه إِذا أَلمَّ خَیالُها عاوَدَه خَبالُه فَقْدَ كلامِهِ. و قوله یُراجِعُ هِتْراً أَی یعود إِلی أَن یَهْذِیَ بذكرها. و رجلٌ مُهْتَرٌ: مُخْطِئٌ فی كلامه. و الهُتْرُ، بضم الهاء: ذهاب العقل من كبر أَو مرض أَو حزن. و المُهْتَرُ: الذی فَقَدَ عقلَه من أَحد هذه الأَشیاء، و قد أَهْتَرَ، نادرٌ. و قد قالوا: أَهْتَرَ و أُهْتِرَ الرجلُ، فهو مُهْتَرٌ إِذا فقد عقله من الكِبَرِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 250
و صار خَرِفاً. و روی أَبو عبید عن أَبی زید أَنه قال: إِذا لم یَعْقِلْ من الكِبَرِ قیل أُهْتِرَ، فهو مُهْتَرٌ، و الاستهتارُ مثله. قال یعقوب: قیل لامرأَة من العرب قد أُهْتِرَتْ: إِن فلاناً قد أَرسل یَخْطُبُكِ، فقالت: هل یُعْجِلُنی أَن أَحِلَّ؛ ما لَه؟ أُلَّ و غُلَّ معنی قولها: أَن أَحلَّ أَن أَنزل، و ذلك لأَنها كانت علی ظهر طریق راكبة بعیراً لها و ابنها یقودها. و رواه أَبو عبید: تُلَّ و غُلَّ أَی صُرِعَ، من قوله تعالی: وَ تَلَّهُ لِلْجَبِینِ. و فلان مُسْتَهْتَرٌ بالشراب أَی مُولَعٌ به لا یبالی ما قیل فیه. و هَتَره الكِبَرُ، و التَّهْتارُ تَفْعال من ذلك، و هذا البناء یجاء به لتكثیر المصدر. و التَّهَتُّرُ: كالتَّهْتارِ. و قال ابن الأَنباری فی قوله: فلان یُهاتِرُ فلاناً معناه یُسابُّه بالباطل من القول، قال: هذا قول أَبی زید، و قال غیره: المُهاتَرَةُ القول الذی یَنْقُضُ بعضُه بعضاً. و أُهْتِرَ الرجلُ فهو مُهْتَرٌ إِذا أُولِعَ بالقول فی الشی‌ء. و اسْتُهْتِرَ فلان فهو مُسْتَهْتَرٌ إِذا ذهب عقله فیه و انصرفت هِمَمُه إِلیه حتی أَكثر القول فیه بالباطل. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: المُسْتَبَّانِ شیطانان یَتَهاتَرانِ و یَتَكاذَبانِ و یَتقاوَلانِ و یَتَقابَحانِ فی القول، من الهِتْرِ، بالكسر، و هو الباطل و السَّقَطُ من الكلام. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: اللهم إِنی أَعوذ بك أَن أَكون من المُسْتَهْتَرین.یقال: اسْتُهْتِر فلان، فهو مُسْتَهْتَر إِذا كان كثیر الأَباطیل، و الهِتْرُ: الباطلُ. قال ابن الأَثیر: أَی المُبْطِلینَ فی القول و المُسْقِطِینَ فی الكلام، و قیل: الذین لا یبالون ما قیل لهم و ما شتموا به، و قیل: أَراد المُسْتَهْتَرِینَ بالدنیا. ابن الأَعرابی: الهُتَیْرَةُ تصغیر الهِتْرَةِ، و هی الحَمْقَةُ المُحْكَمَةُ. الأَزهری: التَّهْتارُ من الحُمْقِ و الجهل؛ و أَنشد: إِن الفَزارِیَّ لا یَنْفَكُّ مُغْتَلِماً، من النَّواكَةِ، تَهْتاراً بِتَهْتارِ قال: یرید التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّرِ، قال: و لغة العرب فی هذه الكلمة خاصة دَهْداراً بِدَهْدارِ، و ذلك أَن منهم من یجعل بعض التاءات فی الصدور دالًا، نحو الدُّرْیاقِ و الدِّخْرِیص لغة فی التِّخْرِیص، و هما معرّبان. و الهِتْرُ: العَجَبُ و الداهیة. و هِتْرٌ هاتِرٌ: علی المبالغة؛ و أَنشد بیت أَوس بن حَجَرٍ: یراجع هتراً من تماضر هاترا و إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ أَی داهیة دَواهٍ. الأَزهری: و من أَمثالهم فی الداهی المُنْكَرِ: إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ و إِنه لَصِلُّ أَصْلالٍ. و تَهاتَرَ القومُ: ادّعی كل واحد منهم علی صاحبه باطلًا. و مضی هِتْرٌ من اللیل إِذا مضی أَقَلُّ من نصفه؛ عن ابن الأَعرابی.

هتكر؛ ج5، ص: 250

: التهذب: الهَیْتَكُورُ من الرجال الذی لا یستیقظ لیلًا و لا نهاراً.

هتمر؛ ج5، ص: 250

: الهَتْمَرَةُ: كثرة الكلام؛ و قد هَتْمَرَ.

هجر؛ ج5، ص: 250

: الهَجْرُ: ضد الوصل. هَجَره یَهْجُرُه هَجْراً و هِجْراناً: صَرَمَه، و هما یَهْتَجِرانِ و یَتَهاجَرانِ، و الاسم الهِجْرَةُ. و‌فی الحدیث: لا هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ؛ یرید به الهَجْر ضدَّ الوصلِ، یعنی فیما یكون بین المسلمین من عَتْبٍ و مَوْجِدَةٍ أَو تقصیر یقع فی حقوق العِشْرَة و الصُّحْبَةِ دون ما كان من ذلك فی جانب الدِّین، فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء و البدع دائمة علی مَرِّ الأَوقات ما لم تظهر منهم التوبة و الرجوع إِلی الحق، فإِنه، علیه الصلاة و السلام، لما خاف علی كعب بن مالك و أَصحابه النفاق حین تخلفوا عن غزوة تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خمسین یوماً، و قد هَجَر نساءه شهراً،
لسان العرب، ج‌5، ص: 251
و هجرت عائشة ابنَ الزُّبَیْرِ مُدَّةً، و هَجَر جماعة من الصحابة جماعة منهم و ماتوا متهاجرین؛ قال ابن الأَثیر: و لعل أَحد الأَمرین منسوخ بالآخر، و من ذلك ما جاء‌فی الحدیث: و من الناس من لا یذكر الله إِلا مُهاجِراً؛ یرید هِجْرانَ القلب و تَرْكَ الإِخلاص فی الذكر فكأَنَّ قلبه مهاجر للسانه غیر مُواصِلٍ له؛ و منه‌حدیث أَبی الدرداء، رضی الله عنه: و لا یسمعون القرآن إِلا هَجْراً؛ یرید الترك له و الإِعراض عنه. یقال: هَجَرْتُ الشی‌ء هَجْراً إِذا تركته و أَغفلته؛قال ابن الأَثیر: رواه ابن قتیبة فی كتابه: و لا یسمعون القول إِلا هُجْراً، بالضم، و قال: هو الخنا و القبیح من القول، قال الخطابی: هذا غلط فی الروایة و المعنی، فإِن‌الصحیح من الروایة و لا یسمعون القرآن، و من رواه القول فإِنما أَراد به القرآن، فتوهم أَنه أَراد به قول الناس، و القرآنُ العزیز مُبَرَّأٌ عن الخنا و القبیح من القول. و هَجَر فلان الشِّرْك هَجْراً و هِجْراناً و هِجْرَةً حَسَنَةً؛ حكاه عن اللحیانی. و الهِجْرَةُ و الهُجْرَةُ: الخروج من أَرض إِلی أَرض. و المُهاجِرُونَ: الذین ذهبوا مع النبی، صلی الله علیه و سلم، مشتق منه. و تَهَجَّرَ فلان أَی تشبه بالمهاجرین.و قال عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: هاجِرُوا و لا تَهَجَّروا؛ قال أَبو عبید: یقول أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله و لا تَشَبَّهُوا بالمهاجِرِینَ علی غیر صحة منكم، فهذا هو التَّهَجُّر، و هو كقولك فلان یَتَحَلَّم و لیس بحلیم و یَتَشَجَّع أَی أَنه یظهر ذلك و لیس فیه. قال الأَزهری: و أَصل المُهاجَرَةِ عند العرب خروجُ البَدَوِیّ من بادیته إِلی المُدنِ؛ یقال: هاجَرَ الرجلُ إِذا فعل ذلك؛ و كذلك كل مُخْلٍ بِمَسْكَنِه مُنْتَقِلٍ إِلی قوم آخرین بِسُكناهُ، فقد هاجَرَ قومَه. و سمی المهاجرون مهاجرین لأَنهم تركوا دیارهم و مساكنهم التی نَشَؤُوا بها لله، و لَحِقُوا بدار لیس لهم بها أَهل و لا مال حین هاجروا إِلی المدینة؛ فكل من فارق بلده من بَدَوِیٍّ أَو حَضَرِیٍّ أَو سكن بلداً آخر، فهو مُهاجِرٌ، و الاسم منه الهِجْرة. قال الله عز و جل: وَ مَنْ یُهٰاجِرْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ یَجِدْ فِی الْأَرْضِ مُرٰاغَماً كَثِیراً وَ سَعَةً. و كل من أَقام من البوادی بِمَنادِیهم و مَحاضِرِهم فی القَیْظِ و لم یَلْحَقُوا بالنبی، صلی الله علیه و سلم، و لم یتحوّلوا إِلی أَمصار المسلمین التی أُحدثت فی الإِسلام و إِن كانوا مسلمین، فهم غیر مهاجرین، و لیس لهم فی الفَیْ‌ءِ نصیب و یُسَمَّوْنَ الأَعراب. الجوهری: الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلی الحبشة و هجرة إِلی المدینة. و المُهاجَرَةُ من أَرض إِلی أَرض: تَرْكُ الأُولی للثانیة. قال ابن الأَثیر: الهجرة هجرتان: إِحداهما التی وعد الله علیها الجنةَ فی قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ اشْتَریٰ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، فكان الرجل یأْتی النبی، صلی الله علیه و سلم، و یَدَعُ أَهله و ماله و لا یرجع فی شی‌ء منه و ینقطع بنفسه إِلی مُهاجَرِه، و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یكره أَن یموت الرجل بالأَرض التی هاجر منها، فمن ثم‌قال: لكن البائِسُ سَعْدُ بن خَوْلَةَ، یَرْثی له أَن ماتَ بمكة، و‌قال حین قدم مكة: اللهم لا تجْعَلْ مَنایانا بها؛ فلما فتحت مكة صارت دار إِسلام كالمدینة و انقطعت الهجرة؛ و الهجرة الثانیة من هاجر من الأَعراب و غزا مع المسلمین و لم یفعل كما فعل أَصحاب الهجرة الأُولی، فهو مهاجر، و لیس بداخل فی فضل من هاجر تلك الهجرة، و هو المراد‌بقوله: لا تنقطع الهجرة حتی تنقطع التوبة، فهذا وجه الجمع بین الحدیثین، و إِذا أَطلق ذكر الهجرتین فإِنما یراد بهما هجرة الحبشة و هجرة المدینة. و‌فی الحدیث: سیكون هِجْرَةٌ بعد هِجْرَة، فخیار أَهل الأَرض أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهیمَ؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 252
المُهاجَرُ، بفتح الجیم: موضع المُهاجَرَةِ، و یرید به الشام لأَن إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، لما خرج من أَرض العراق مضی إِلی الشام و أَقام به. و‌فی الحدیث: لا هِجْرَةَ بعد الفتح و لكن جهادٌ و نِیَّةٌ.و‌فی حدیث آخر: لا تنقطع الهجرة حتی تنقطع التوبة.قال ابن الأَثیر: الهِجْرة فی الأَصل الاسم من الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ، و قد هاجَرَ مُهاجَرَةً، و التَّهاجُرُ التَّقاطُعُ، و الهِجِرُّ المُهاجَرَةُ إِلی القُرَی؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: شَمْطاءُ جاءتْ من بِلادِ الحَرِّ، قد تَرَكَتْ حَیَّهْ و قالت: حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ، عَمْداً علی جانِبِها الأَیْسَرِّ، تَحْسَبُ أَنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ و هَجَرَ الشی‌ءَ و أَهْجَرَه. تركه؛ الأَخیرة هذلیة؛ قال أُسامة: كأَنی أُصادِیها علی غُبْرِ مانِعٍ مُقَلَّصَةً، قد أَهْجَرَتْها فُحُولُها و هَجَر الرجلُ هَجْراً إِذا تباعد و نَأَی. اللیث: الهَجْرُ من الهِجْرانِ، و هو ترك ما یلزمك تعاهده. و هَجَر فی الصوم یَهْجُرُ هِجْراناً: اعتزل فیه النكاح. و لقیته عن هَجْرٍ أَی بعد الحول و نحوه؛ و قیل: الهَجْر السَّنَةُ فصاعداً، و قیل: بعد ستة أَیام فصاعداً، و قیل: الهَجْرُ المَغِیب أَیّاً كان؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لمَّا أَتاهمْ، بعد طُولِ هَجْرِه، یَسْعَی غُلامُ أَهْلِه بِبِشْرِه ببشره أَی یبشرهم به. أَبو زید: لقیت فلاناً عن عُفْرٍ: بعد شهر و نحوه، و عن هَجْرٍ: بعد الحول و نحوه. و یقال للنخلة الطویلة: ذهبت الشجرة هَجْراً أَی طولًا و عِظماً. و هذا أَهْجَرُ من هذا أَی أَطول منه و أَعظم. و نخلة مُهْجِرٌ و مُهْجِرَةٌ: طویلة عظیمة، و قال أَبو حنیفة: هی المُفْرِطَةُ الطول و العِظَم. و ناقة مُهْجِرَةٌ: فائقة فی الشحم و السَّیْرِ، و فی التهذیب: فائقة فی الشحم و السِّمَنِ. و بعیر مُهْجِرٌ: و هو الذی یَتَناعَتُه الناس و یَهْجُرون بذكره أَی یَنْتَعِتُونه؛ قال الشاعر: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه رَوْضُ القِذافِ رَبیعاً أَیَّ تَأْوِیمِ قال أَبو زید: یقال لكل شی‌ء أَفْرَطَ فی طول أَو تمام و حُسْنٍ: إِنه لمُهْجِرٌ. و نخلة مُهْجِرَةٌ إِذا أَفْرَطَتْ فی الطول؛ و أَنشد: یُعْلی بأَعلی السَّحْق منها غشاش الهُدْهُدِ القُراقر «2» قال: و سمعت العرب تقول فی نعت كل شی‌ء جاوز حَدَّه فی التمام: مُهْجِرٌ. و ناقة مُهْجِرَةٌ إِذا وصفت بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ. الأَزهری: و ناقة هاجِرَة فائقة؛ قال أَبو وَجْزَةَ: تُبارِی بأَجْیادِ العَقِیقِ، غُدَیَّةً، علی هاجِراتٍ حانَ منها نُزولُها و المُهْجِرُ: النجیب الحَسَنُ الجمیل یَتَناعَتُه الناسُ و یَهْجُرون بذكره أَی یتناعَتُونه. و جاریة مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ و الحُسْنِ، و إِنما قیل ذلك لأَن واصفها یخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إِلی صفة كأَنه یَهْجُر فیها أَی یَهْذِی. الأَزهری: و الهُجَیرة تصغیر الهَجْرة، و هی السمینة التامة. و أَهْجَرَتِ الجاریةُ: شَبَّتْ شباباً حسناً. و المُهْجِر: الجید الجمیل من كل شی‌ء، و قیل: الفائق الفاضل
(2). قوله [یعلی إلخ] هكذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 253
علی غیره؛ قال: لما دَنا من ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر و الهَجِیرُ: كالمُهْجِرِ؛ و منه‌قول الأَعرابیة لمعاویة حین قال لها: هل من غَدَاء؟ فقالت: نعم، خُبْزٌ خَمِیر و لَبَنٌ هَجِیر و ماءٌ نَمِیر‌أَی فائق فاضل. و جَمَلٌ هَجْر و كبشٌ هَجْر: حسن كریم. و هذا المكان أَهْجَر من هذا أَی أَحسن؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: تَبَدَّلْتُ داراً من دِیارِكِ أَهْجَرَا قال ابن سیدة: و لم نسمع له بفعل فعسی أَن یكون من باب أَحنك الشاتین و أَحنك البعیرین. و هذا أَهْجَرُ من هذا أَی أَكرم، یقال فی كل شی‌ء؛ و ینشد: و ماء یَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ یقول: طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله. و الهَاجِرُ: الجَیِّدُ الحَسَنُ من كل شی‌ء. و الهُجْرُ: القبیح من الكلام، و قد أَهْجَرَ فی منطقه إِهْجاراً و هُجْراً؛ عن كراع و اللحیانی، و الصحیح أَن الهُجْر، بالضم، الاسم من الإِهْجار و أَن الإِهْجارَ المصدر. و أَهْجَرَ به إِهْجاراً: استهزأَ به و قال فیه قولًا قبیحاً. و قال: هَجْراً و بَجْراً و هُجْراً و بُجْراً، إِذا فتح فهو مصدر، و إِذا ضم فهو اسم. و تكلم بالمَهاجِر أَی بالهُجْر، و رماه بِهاجِرات و مُهْجِرات، و فی التهذیب: بِمُهَجِّرات أَی فضائح. و الهُجْرُ: الهَذیان. و الهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، و هو الإِفحاش، و كذلك إِذا أَكثر الكلام فیما لا ینبغی. و هَجَرَ فی نومه و مرضه یَهْجُرُ هَجْراً و هِجِّیرَی و إِهْجِیرَی: هَذَی. و قال سیبویه: الهِجِّیرَی كثرة الكلام و القول السیّ‌ء. اللیث: الهِجِّیرَی اسم من هَجَر إِذا هَذَی. و هَجَر المریضُ یَهْجُر هَجْراً، فهو هاجِرٌ، و هَجَرَ به فی النوم یَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ و هَذَی. و فی التنزیل العزیز: مُسْتَكْبِرِینَ بِهِ سٰامِراً تَهْجُرُونَ و تُهْجِرُون فَتُهْجِرُون تقولون القبیح، و تَهْجُرُونَ تَهْذُون. الأَزهری قال: الهاء فی قوله عز و جل للبیت العتیق تقولون نحن أَهله، و إِذا كان اللیلُ سَمَرْتم و هَجَرْتُمُ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، و القرآنَ، فهذا من الهَجْر و الرَّفْضِ، قال: و قرأَ ابن عباس، رضی الله عنهما: تُهْجِرُون، من أَهْجَرْتُ، و هذا من الهُجْر و هو الفُحْش، و كانوا یسبُّون النبی، صلی الله علیه و سلم، إِذا خَلَوْا حولَ البیت لیلًا؛ قال الفراء: و إِن قُرئَ تَهْجُرُونَ، جعل من قولك هَجَرَ الرجلُ فی منامه إِذا هَذَی، أَی أَنكم تقولون فیه ما لیس فیه و ما لا یضره فهو كالهَذیان. و‌روی عن أَبی سعید الخدری، رضی الله عنه، أَنه كان یقول لبنیه: إِذا طفتم بالبیت فلا تَلْغُوا و لا تهْجُروا، یروی بالضم و الفتح، من الهُجْر الفُحْش و التخلیط؛ قال أَبو عبید: معناه و لا تَهْذُوا، و هو مثل كلام المحموم و المُبَرْسَمِ. یقال: هَجَر یَهْجُر هَجْراً، و الكلام مَهْجُور، و قد هَجَر المریضُ. و‌روی عن إِبراهیم أَنه قال فی قوله عز و جل: إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً، قال: قالوا فیه غیر الحق، أَ لم ترَ إِلی المریض إِذا هجر قال غیر الحق؟و عن مجاهد نحوه. و أَما‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنی كنت نَهَیْتُكم عن زیارة القبور فزوروها و لا تقولوا هُجْراً، فإِنَّ أَبا عبید ذكر عن الكسائی و الأَصمعی أَنهما قالا: الهُجْرُ الإِفحاش فی المنطق و الخنا، و هو بالضم، من الإِهْجار، یقال منه: یُهْجِرُ؛ كما قال الشماخ: كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ علیها كلاماً، جارَ فیه و أَهْجَرا
لسان العرب، ج‌5، ص: 254
و كذلك إِذا أَكثر الكلام فیما لا ینبغی. و معنی الحدیث: لا تقولوا فُحْشاً. هَجَر یَهْجُر هَجْراً، بالفتح، إِذا خلط فی كلامه و إِذا هَذَی. قال ابن بری: المشهور فی روایة البیت عند أَكثر الرواة: مُبَرَّأَة الأَخلاق عوضاً من قوله: كماجدة الأَعراق …، و هو صفة لمخفوض قبله، و هو: كأَنَّ ذراعیها ذِراعَا مُدِلَّةٍ، بُعَیْدَ السِّبابِ، حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا یقول: كأَنّ ذراعی هذه الناقة فی حسنهما و حسن حركتهما ذراعا امرأَة مُدِلَّة بحسن ذراعیها أَظهرتهما بعد السباب لمن قال فیها من العیب ما لیس فیها، و هو قول ابن ضرتها، و معنی تعَذَّر أَی تَعتذر من سوءِ ما رمیت به؛ قال: و رأَیت فی الحاشیة بیتاً جُمِعَ فیه هُجْر علی هواجِر، و هو من الجموع الشاذة عن القیاس كأَنه جمع هاجِرَةٍ، و هو: و إِنَّكَ یا عامِ بنَ فارِس قُرْزُلٍ مُعِیدٌ علی قِیل الخنا و الهَواجِرِ قال ابن بری: هذا البیت لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنماری یخاطب عامر بن طفیل. و قُرْزُلُ: اسم فرس للطفیل. و المعید: الذی یعاود الشی‌ءَ مرة بعد مرة. قال: و كان عثمان بن جنی یذهب إِلی أَن الهواجر جمع هُجْر كما ذكر غیره، و یری [أَنه من الجموع الشاذة كأَنَّ واحدها هاجرة]، كما قالوا فی جمع حاجة حوائج، كأَنَّ واحدها حائجة، قال: و الصحیح فی هواجر أَنها جمع هاجرة بمعنی الهُجْر، و یكون من المصادر التی جاءَت علی فاعلة مثل العاقبة و الكاذبة و العافیة؛ قال: و شاهد هاجرة بمعنی الهُجْر قول الشاعر أَنشده المفضل: إِذا ما شئتَ نالَكَ هاجِراتِی، و لم أُعْمِلْ بِهِنَّ إِلیك ساقِی فكما جُمِعَ هاجِرَةٌ علی هاجِرات جمعاً مُسَلَّماً كذلك تُجْمَعُ هاجرة علی هواجر جمعاً مكسراً. و‌فی الحدیث: قالوا ما شَأْنُه أَ هَجَرَ؟أَی اختلف كلامه بسبب المرض علی سبیل الاستفهام، أَی هل تغیر كلامه و اختلط لأَجل ما به من المرض. قال ابن الأَثیر: هذا أَحسن ما یقال فیه و لا یجعل إِخباراً فیكون إِما من الفُحْشِ أَو الهَذَیانِ، قال: و القائلُ كان عُمَر و لا یظن به ذلك. و ما زال ذلك هِجِّیراه و إِجْرِیَّاه و إِهْجِیراهُ و إِهْجِیراءَه، بالمد و القصر، و هِجِّیره و أُهْجُورَتَهُ و دَأْبَه و دَیْدَنَهُ أَی دأْبه و شأْنه و عادته. و ما عنده غَناءُ ذلك و لا هَجْراؤُه بمعنی. التهذیب: هِجِّیرَی الرجل كلامه و دأْبه و شأْنه؛ قال ذو الرمة: رَمَی فأَخْطَأَ، و الأَقدارُ غالِبةٌ فانْصَعْنَ، و الویلُ هِجِّیراه و الحَرَبُ الجوهری: الهِجِّیر، مثال الفِسِّیق، الدَّأْبُ و العادة، و كذلك الهِجِّیری و الإِهْجِیرَی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: ما له هِجِّیری غیرها؛ هی الدَّأْبُ و العادةُ و الدَّیْدَنُ. و الهَجِیر و الهَجِیرة و الهَجْر و الهاجِرَةُ: نصف النهار عند زوال الشمس إِلی العصر، و قیل فی كل ذلك: إِنه شدة الحر؛ الجوهری: هو نصف النهار عند اشتداد الحر؛ قال ذو الرمة: و بَیْداءَ مِقْفارٍ، یكَادُ ارتِكاضُها بآلِ الضُّحی، و الهَجْرُ بالطَّرْفِ یَمْصَحُ و التَّهْجِیر و التَّهَجُّر و الإِهْجارُ: السیر فی الهاجرة. و‌فی الحدیث: أَنه كان، صلی الله علیه و سلم، یصلی الهَجِیرَ حین تَدْحَضُ الشمسُ؛ أَراد صلاة الهَجِیر یعنی الظهر فحذف المضاف. و قد هَجَّرَ النهارُ و هَجَّرَ
لسان العرب، ج‌5، ص: 255
الراكبُ، فهو مُهَجِّرٌ. و‌فی حدیث زید بن عمرو: و هل مُهَجِّر‌كمن قالَ أَی هل من سار فی الهاجرة كمن أَقام فی القائلة. و هَجَّرَ القومُ و أَهْجَرُوا و تَهَجَّرُوا: ساروا فی الهاجرة؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بأَطْلاحِ مَیْسٍ قد أَضَرَّ بِطِرْقِها تَهَجُّرُ رَكْبٍ، و اعْتِسافُ خُرُوقِ و تقول منه: هَجَّرَ النهارُ؛ قال امرؤ القیس: فَدَعْ ذا، و سَلِّ الهَمَّ عنك بِجَسْرَةٍ ذَمُولٍ، إِذا صامَ النهارُ و هَجَّرا و تقول: أَتَیْنا أَهْلَنا مُهْجِرین كما یقالُ مُوصِلین. أَی فی وقت الهاجرة و الأَصِیل.الأَزهری عن أَبی هریرة، رضی الله عنه، قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لو یعلم الناسُ ما فی التهجیر لاسْتَبَقُوا إِلیه.و‌فی حدیث آخر مرفوع: المُهَجِّرُ إِلی الجمعة كالمُهْدی بَدَنَةً.قال الأَزهری: یذهب كثیر من الناس إِلی أَن التَّهْجِیرَ فی هذه الأَحادیث من المُهاجَرَة وقت الزوال، قال: و هو غلط و الصواب فیه ما‌روی أَبو داود المَصاحِفی عن النضر بن شمیل أَنه قال: التَّهجیر إِلی الجمعة‌و غیرها التبكیر و المبادرة إِلی كل شی‌ء، قال: و سمعت الخلیل یقول ذلك، قاله فی تفسیر هذا الحدیث. یقال: هَجَّرَ یُهَجِّرُ تَهْجِیراً، فهو مُهَجِّر، قال الأَزهری: و هذا صحیح و هی لغة أَهل الحجاز و من جاورهم من قیس؛ قال لبید: رَاحَ القَطِینُ بهَجْرٍ بَعْدَ ما ابْتَكَرُوا فقرن الهَجْرَ بالابتكار. و الرواحُ عندهم: الذهابُ و المُضیُّ. یقال: راح القوم أَی خَفُّوا و مَرُّوا أَیَّ وقت كان. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لو یعلم الناس ما فی التَّهْجِیر لاسْتَبَقُوا إِلیه، أَراد التَّبْكِیرَ إِلی جمیع الصلوات، و هو المضیّ إِلیها فی أَوَّل أَوقاتها. قال الأَزهری: و سائر العرب یقولون: هَجَّر الرجل إِذا خرج بالهاجرة، و هی نصف النهار. و یقال: أَتیته بالهَجِیر و بالهَجْرِ؛ و أَنشد الأَزهری عن ابن الأَعرابی فی نوادره قال: قال جِعْثِنَةُ بن جَوَّاسٍ الرَّبَعِیّ فی ناقته: هلْ تَذْكُرین قَسَمِی و نَذْری، أَزْمانَ أَنت بِعَرُوضِ الجَفْرِ، إِذ أَنتِ مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ، عَلَیَّ، إِن لم تَنْهَضی بِوِقْری، بأَربعین قُدِّرَتْ بِقَدْرِ، بالخالدیّ لا بصاعِ حَجْرِ، و تُصْبِحی أَیانِقاً فی سَفْرِ، یُهَجِّرُونَ بَهَجِیرِ الفَجْرِ، ثُمَّتَ تَمْشی لَیْلَهُمْ فَتَسْری، یَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ، طَیَّ أَخی التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ قال: المِضْرارُ التی تَنِدُّ و تَرْكَبُ شِقَّها من النشاط. قال الأَزهری: قوله‌یُهَجِّرُون بهجیر الفجر أَی یبكرون بوقت الفجر. و حكی ابن السكیت عن النضر أَنه قال: الهاجِرَة إِنما تكون فی القیظ، و هی قبل الظهر بقلیل و بعدها بقلیل؛ قال: الظهیرة نصف النهار فی القیظ حین تكون الشمس بِحِیال رأْسك كأَنها لا ترید أَن تبرح. و قال اللیث: أَهْجَرَ القومُ إِذا صاروا فی ذلك الوقت، و هَجَّرَ القومُ إِذا ساروا فی وقته. قال أَبو سیعد: الهاجرة من حین نزول الشمس، و الهُوَیْجِرَةُ بعدها بقلیل. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من العرب یقول: الطعام الذی یؤْكل نصف النهار الهَجُورِیُّ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 256
و الهَجیر: الحوض العظیم؛ و أَنشد القَنانی: یَفْری الفَریَّ بالهَجِیر الواسِع و جمعه هُجُرٌ، و عَمَّ به ابن الأَعرابی فقال: الهَجِیر الحوض، و فی التهذیب: الحوض المَبْنِیّ؛ قالت خَنْساء تصف فرساً: فمال فی الشَّدِّ حثِیثاً، كما مال هَجِیرُ الرجُل الأَعْسَرِ تعنی بالأَعسر الذی أَساء بناء حوضه فمال فانهدم؛ شبهت الفرس حین مال فی عدوه و جَدَّ فی حُضْرِه بحوض مُلِئَ فانْثَلَم فسال ماؤه. و الهَجِیرُ: ما یَبِس من الحَمْضِ. و الهَجِیرُ: المتروك. و قال الجوهری: و الهَجِیرُ یَبِیسُ الحَمْضِ الذی كَسَرَتْهُ الماشیة و هُجِرَ أَی تُرِكَ؛ قال ذو الرمة: و لم یَبْقَ بالخَلْصاءِ، مما عَنَتْ به من الرُّطْبِ، إِلَّا یَبْسُها و هَجِیرُها و الهِجارُ: حَبْل یُعْقَدُ فی ید البعیر و رجله فی أَحد الشِّقَّیْنِ، و ربما عُقِدَ فی وَظِیفِ الیَدِ ثم حُقِبَ بالطَّرَفِ الآخر؛ و قیل: الهِجارُ حبل یُشد فی رُسْغ رجله ثم یُشَدُّ إِلی حَقْوِه [حِقْوِه إِن كان عُرْیاناً، و إِن كان مَرْحُولًا شُدَّ إِلی الحَقَبِ. و هَجَرَ بعیرَه یَهْجُرُه هَجْراً و هُجُوراً: شَدَّه بالهِجارِ. الجوهری: المَهْجُورُ الفحل یُشَدُّ رأْسه إِلی رجله. و قال اللیث: تُشَدُّ ید الفحل إِلی إِحدی رجلیه، یقال فحل مَهْجُورٌ؛ و أَنشد: كأَنَّما شُدَّ هِجاراً شاكِلا اللیث: و الهِجارُ مخالف الشِّكالِ تُشَدُّ به ید الفحل إِلی إِحدی رجلیه؛ و استشهد بقوله: كأَنما شُدّ هجاراً شاكلا قال الأَزهری: و هذا الذی حكاه اللیث فی الهِجار مقارب لما حكیته عن العرب سماعاً و هو صحیح، إِلا أَنه یُهْجَرُ بالهِجار الفَحْلُ و غیره. و قال أَبو الهیثم: قال نُصَیْرٌ: هَجَرْتُ البَكْرَ إِذا ربطت فی ذراعه حبلًا إِلی حقوه و قصَّرته لئلا یقدر علی العَدْوِ؛ قال الأَزهری: و الذی سمعت من العرب فی الهِجار أَن یؤْخذ فحل و یسوّی له عُرْوتانِ فی طرفیه و زِرَّانِ ثم تُشَدَّ إِحدی العروتین فی رُسْغ رجل الفرس و تُزَرَّ، و كذلك العُرْوَة الأُخری فی الید و تُزَرَّ، قال: و سمعتهم یقولون: هَجِّرُوا خیلكم. و قد هَجَّرَ فلان فرسه. و المهجور: الفحل یُشدّ رأْسه إِلی رجله. و عَدَدٌ مُهْجِر: كثیر؛ قال أَبو نُخَیْلَةَ: هذاك إِسحاق، وَ قِبْصٌ مُهْجِرُ الأَزهری فی الرباعی: ابن السكیت التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مع الغنی؛ و أَنشد: تَمَهْجَرُوا، و أَیُّما تَمَهْجُرِ و هم بَنُو العَبْدِ اللَّئِیمِ العُنْصُرِ و الهاجِرِیُّ: البَنَّاءُ؛ قال لبید: كعَقْرِ الهاجِرِیِّ، إِذا بَناه بأَشْباهٍ حُذِینَ علی مِثالِ و هِجارُ القوس: وَتَرُها. و الهِجارُ: الوَتَرُ؛ قال: علی كل «3» … من ركوض لها هِجاراً تُقاسِی طائِفاً مُتَعادِیا و الهجار: خاتم كانت تتخذه الفُرْسُ غَرَضاً؛ قال الأَغلب: ما إِنْ رَأَیْنا مَلِكاً أَغارَا، أَكْثَرَ منه قِرَةً وقارَا، و فارِساً یَسْتَلِبُ الهِجَارَا
(3). كذا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 257
یصفه بالحِذْق. ابن الأَعرابی: یقال للخاتم الهِجار و الزینة؛ و قول العجاج: و غِلْمَتی منهم سَحِیرٌ و بَحِرْ، و آبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَیْها هَجِرْ فسره ابن الأَعرابی فقال: الهَجِر الذی یمشی مُثْقَلًا ضعیفاً متقارِبَ الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ینبسط مما به من الشر و البلاء، و فی المحكم: و ذلك من شدة السقی. و هَجَرٌ: اسم بلد مذكر مصروف، و فی المحكم: هَجَرٌ مدینة تصرف و لا تصرف؛ قال سیبویه: سمعنا من العرب من یقول: كجالب التمر إِلی هَجَرٍ یا فَتی، فقوله یا فتی من كلام العربی، و إِنما قال یا فتی لئلا یقف علی التنوین و ذلك لأَنه لو لم یقل له یا فتی للزمه أَن یقول كجالب التمر إِلی هجر، فلم یكن سیبویه یعرف من هذا أَنه مصروف أَو غیر مصروف. الجوهری: و فی المثل: كَمُبْضِع تمر إِلی هَجَرَ. و‌فی حدیث عمر: عَجِبْتُ لتاجِر هَجَرَ و راكب البحر؛ قال ابن الأَثیر: هَجَرُ بلد معروف بالبحرین و إِنما خصها لكثرة وبائها، أَی تاجرها و راكب البحر سواء فی الخَطَرِ، فأَما هَجَرُ التی ینسب إِلیها القلال الهَجَرِیَّة فهی قریة من قری المدینة، و النسب إِلی هَجَرَ هَجَرِیٌّ علی القیاس، و هاجِرِیٌّ علی غیر قیاس؛ قال: و رُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فیها، كَسَحِّ الهاجِرِیِّ جَرِیمَ تمْرِ و منه قیل للبَنَّاءِ: هاجِرِیٌّ. و الهَجْرُ و الهَجِیرُ: موضعان. و هاجَرُ: قبیلة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِیئَةِ هاجَرٌ و هَكَّ الخَلایا، لم تَرِقَّ عُیُونُها و بنو هاجَرَ: بطن من ضَبَّة. غیره: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذیلها و أَوّل من ثَقَبَتْ أُذنیها و أَوّل من خُفِضَ؛ قال: و ذلك‌أَن سارة غضبت علیها فحلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها، فأَمرها إِبراهیم، علیه السلام، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَیْها و خَفْضِها، فصارت سُنَّةً فی النساء.

هدر؛ ج5، ص: 257

: الهَدَرُ: ما یَبْطُلُ من دَمٍ و غیره. هَدَرَ یَهْدِرُ، بالكسر، و یَهْدُر، بالضم، هَدْراً و هَدَراً، بفتح الدال، أَی بطل. و هَدَرْتُه و أَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً و أَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله و أَباحه. و دماؤهم هَدَرٌ بینهم أَی مُهْتَدَرَةٌ «1» و تَهادَرَ القوم: أَهْدَرُوا دماءهم. و ذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً و هَدَراً، بالتحریك، أَی باطلًا لیس فیه قَوَدٌ و لا عَقْلٌ و لم یُدْرَكْ بثأْره. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا عَضَّ یَدَ آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه‌أَی أَبطله. و‌فی الحدیث: من اطَّلَع فی دار بغیر إِذن فقد هَدَرَتْ عینُه‌أَی إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا قصاص فیها و لا دیة. و ضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَی أَسْقَطَه، و فی الصحاح: ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَی سقطت. و الهَدْرُ و الهادِرُ: الساقط؛ الأُولی عن كراع. و بنو فلان هَدَرَةٌ و هِدَرَةٌ و هُدَرَةٌ: ساقطون لیسوا بشی‌ء؛ قال ابن سیدة: و الفتح أَقیس لأَنه جمع هادِرٍ فهو مثل كافر و كَفَرَةٍ، و أَما هِدَرَةٌ فلا یُكَسَّرُ علیه فاعل من الصحیح و لا المعتل، إِلا أَنه قد یكون من أَبنیة الجموع، و أَما هُدَرَةٌ فلا یوافق ما قاله النحویون لأَن هذا بناء من الجمع لا یكون إِلا للمعتل دون الصحیح نحو غُزاة و قُضاة، اللهمّ إِلا أَن یكون اسماً للجمع، و الذی روی هُدَرَةً، بالضم، إِنما هو ابن الأَعرابی و قد أُنْكِرَ ذلك علیه. و رجل هُدَرَةٌ،
(1). قوله [أی مهتدرة] عبارة القاموس مهدرة مبنیاً للمفعول محذوف المثناة الفوقیة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 258
مثال هُمَزة، أَی ساقط؛ قال الحُصَین بن بكیر الرَّبَعِیُّ: إِنی إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه، رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِیلِ مَنْجَرَه و المَنْجَر: الطریق المستقیم. قال: و هو بالدال هنا أَجود منه بالذال المعجمة، و هی روایة أَبی سعید. قال ابن سیدة: و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث؛ قال الأَزهری: هذا الحرف رواه أَبو عبید عن الأَصمعی بفتح الهاء و هُدَرَة بضم الهاء و بُدَرَة، قال: و قال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل قِرْدٍ و قِرَدَةٍ، و أَنشد بیت الحصین بن بكیر؛ و قال أَبو صخر الهذلی: إِذا اسْتَوْسَنَتْ و اسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ و قال الباهلی فی قول العجاج: و هَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ فَهَدَرَ هاهنا معناه أَهْدَر، أَی الجَدُّ أَسقط من لا خیر فیه من الناس. و الهَدَرُ: الذین لا خیر فیهم. و هَدَرَ البعیرُ یَهْدِرُ هَدْراً و هَدِیراً و هُدُوراً: صَوَّتَ فی غیر شِقْشِقَةٍ، و كذلك الحمام یَهْدِرُ، و الجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِیراً و تَهْداراً؛ قال الأَخطل یصف خمراً: كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِینَتِها، حتی إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ و جَرَّةٌ هَدُورٌ، بغیر هاء؛ قال: دَلَفْتُ لهم بباطِیَةٍ هَدُور الجوهری: هَدَرَ البعیرُ هدِیراً أَی رَدَّدَ صوته فی حَنْجَرَتِه. و‌فی الحدیث: هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ؛ الهَدِیرُ: تَرَدُّدُ صوت البعیر فی حنجرته، و إِبل هَوادِرُ، و كذلك هَدَّرَ تَهْدِیراً. و فی المثل: كالمُهَدِّرِ فی العُنَّةِ؛ یُضْرَبُ مَثَلًا للرجل یصیح و یُجَلِّبُ و لیس وراء ذلك شی‌ء كالبعیر الذی یحبس فی الحظیرة و یمنع من الضِّرابِ، و هو یُهَدِّرُ؛ قال الولید بن عقبة یخاطب معاویة: قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّی، تُهَدِّرُ فی دِمَشْقَ فما تَرِیمُ و جَرَّة النبیذ تَهْدِرُ، و هَدَرَ الطائر و هَدَلَ یَهْدِرُ و یَهْدِلُ هَدِیراً و هَدِیلًا. الأَصمعی: هَدَرَ الغلام و هدَلَ إِذا صوّت. قال أَبو السَّمَیْدَعِ: هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ و هو صغیر. و جَوْفٌ أَهْدَرُ أَی منتفخ. و هَدَرَ العَرْفَجُ أَی عَظُمَ نباتُه. و الهادِرُ: اللبنُ الذی خَثُرَ أَعلاه و رَقَّ أَسفله، و ذلك بعد الحُزُور. و هَدَرَ العُشْبُ هَدِیراً: كَثُرَ و تَمَّ. و قال أَبو حنیفة: الهادِرُ من العشب الكثیرُ، و قیل: هو الذی لا شی‌ء أَطول منه، و قد هَدَرَ یَهْدِرُ هُدُوراً. و أَرض هادِرَة: كثیرة العشب متناهیة. ابن شمیل: یقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ إِناه فی الطُّول و العِظَمِ، و كذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِیراً إِذا انتهی بقلها طولًا. و الهَدَّارُ: موضع أَو واد، و فی حدیث مُسَیْلِمة ذكر الهَدَّار، هو بفتح الهاء و تشدید الدال، ناحیة بالیمامة كان بها مولد مسیلمة. و قوله‌فی الحدیث: لا تتزوّجنَّ هَیْدَرَةً‌أَی عجوزاً أَدبرت شهوتها و حَرارَتُها، و قیل: هو بالذال المعجمة من الهَذْر، و هو الكلام الكثیر، و الیاء زائدة. و أَبو الهَدَّار: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَمْتَحِقُ الشیخُ أَبو الهَدَّارِ، مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ الجوهری: هَدَرَ الشرابُ یَهْدِرُ هَدْراً و تَهْداراً أَی غلی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 259

هدكر؛ ج5، ص: 259

: رجل هُداكِرٌ: مُنَعَّم. و امرأَة هَیْدَكُرٌ و هُدْكُورَةٌ و هَیْدَكُورَة: كثیرة اللحم. ابن شمیل: الهَیْدَكُور الشابة من النساء الضخمة الحسنة الدَّلِّ فی الشباب؛ و أَنشد: بَهْكَنَةٌ هَیْفاءُ هَیْدَكُورُ قال أَبو علی: سأَلت محمد بن الحسن عن الهَیْدَكور فقال: لا أَعرفه، قال: و أَظنه من تحریف النَّقَلَةِ؛ أَ لا تری إِلی بیت طَرَفَةَ: فَهْیَ بَدَّاءُ، إِذا ما أَقْبَلَتْ، فَخْمَةُ الجِسْمِ رَداحٌ هَیْدَكُرْ فكأَنّ الواو حذفت من هَیْدَكُور ضرورة. و الهَیْدَكُورُ: اللبن الخاثر؛ قال: قُلْنَ له: اسْقِ عَمَّكَ النَّمِیرَا و لَبَناً، یا عَمْرُو، هَیْدَكُورَا النضر: الهُدَكِرُ أَخْثَرُ اللبنِ و لم یَحْمُضْ جِدًّا. و هَیْدَكُورٌ: لقب رجل من العرب.

هذر؛ ج5، ص: 259

: الهَذَرُ: الكلام الذی لا یُعْبَأُ به. هَذرَ كلامُه هَذَراً: كثر فی الخطإِ و الباطل. و الهَذَرُ: الكثیر الردی‌ء، و قیل: هو سَقَطُ الكلام. هَذَرَ الرجلُ فی منطقه یَهْذِرُ و یَهْذُر هَذْراً، بالسكون، و تَهْذاراً و هو بناء یدل علی التكثیر، و الاسم الهَذَرُ، بالتحریك، و هو الهَذَیانُ، و الرجل هَذِرٌ، بكسر الذال؛ قال سیبویه: هذا باب ما یكثر فیه المصدر من فَعَلْتُ فَتُلْحِقُ الزوائدَ و تبنیه بناء آخر كما أَنك قلت فی فَعَلْتُ فَعَّلْتُ، ثم ذكر المصادر التی جاءت علی التَّفْعال كالتَّهْذارِ و نحوها، قال: و لیس شی‌ء من هذا مَصْدَرَ فَعَّلْتُ، و لكن لما أَردتَ التكسیر بنیتَ المصدر علی هذا، كما بنیت فَعَلْت علی فَعَّلت. و أَهْذَر الرجلُ فی كلامه: أَكثر. و رجل هِذْرِیانٌ إِذا كان غَثَّ الكلام كثیره. الجوهری: رجل هِذْرِیانٌ خفیف الكلام و الخدمة؛ قال عبد العزیز بن زُرارَةَ الكِلابیُّ یصف كَرَمَهُ و كثرة خَدَمِه، فضیوفه یأْكلون من الجَزُورِ التی نحرها لهم علی أَیّ نوع یشتهون مما یصنع لهم من مَشْوِیٍّ و مطبوخ و غیر ذلك من غیر أَن یَتَوَلَّوْا ذلك بأَنفسهم لكثرة خَدَمِهم و المسارعین إِلی ذلك: إِذا ما اشْتَهَوْا منها شِواءً، سَعَی لهم به هِذْرِیانٌ للكرام خَدُومُ قوله منها أَی من الجزور. و حكی ابن الأَعرابی: من أَكْثَرَ أَهْذَر أَی جاء بالهَذَرِ و لم یقل أَهْجَرَ. و رجل هَذِرٌ و هَذُرٌ و هُذَرَةٌ و هُذُرَّةٌ؛ قال طُرَیْحٌ: و اتْرُكْ مُعانَدَةَ اللَّجُوجِ، و لا تكن بین النَّدِیِّ هُذُرَّةً تَیَّاها و هَذَّار و هَیْذارٌ و هَیْذارَةٌ و هِذْرِیانٌ و مِهْذارٌ؛ قال الشاعر: إِنِّی أُذَرِّی حَسَبی أَن یُشْتَما بِهَذْرِ هَذَّارٍ یَمُجُّ البَلْغَما و الأُنثی هَذِرَةٌ و مِهْذارٌ، و الجمع المَهاذِیرُ. قال ابن سیدة: و لا یجمع مِهْذارٌ بالواو و النون لأَن مؤنثه لا یدخله الهاء. الأَزهری: یقال رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ، و مَنْطِقٌ هِذْرِیانٌ؛ أَنشد ثعلب: لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِیانٌ طَمَی به سَفَاءٌ، و لا بادِی الجَفاءِ جَشِیبُ و‌فی الحدیث: لا تَتَزَوَّجنَّ هَیْذَرَةً؛ هی الكثیرة الهَذْرِ من الكلام، و المیم زائدة «1» و‌فی حدیث أُم معْبَدٍ: لا نَزْرٌ و لا هَذْرٌ‌أَی لا قلیل و لا كثیر.
(1). قوله: و المیم زائدة؛ هكذا فی الأَصل و فی النهایة لابن الأثیر. و لا أثر لهذا الحرف الزائد فی الحدیث المرویّ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 260
ابن الأَثیر: و‌فی حدیث سلمان، رضی الله عنه: مَلْغاةُ أَوّلِ اللیلِ مَهْذَرَةٌ لآخره، قال: هكذا جاء فی روایة و هو من الهَذْر السُّكونِ، قال: و الروایة بالنون. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: ما شَبِعَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من الكِسَرِ الیابسة حتی فارق الدنیا، و قد أَصبحتم تَهْذِرُونَ الدنیا أَی تتوسعون فیها؛ قال الخطابی: یرید تَبْذِیرَ المال و تفریقَه فی كل وَجْهٍ، قال: و یروی و تَهُذُّون، و هو أَشبه بالصواب، یعنی تقتطعونها إِلی أَنفسكم و تجمعونها أَو تُسْرِعُون إِنفاقها.

هذخر؛ ج5، ص: 260

: الأَزهری: أُهملت الهاء مع الخاء فی الرباعی فلم أَجد فیه شیئاً غیر حرف واحد و هو التَّهَذْخُرُ؛ أَنشد بعض اللغویین: لكلِّ مَوْلًی طَیْلَسانٌ أَخْضَرُ، و كامَخٌ و كَعَكٌ مُدَوَّرُ، و طِفْلَةٌ فی بَیْتِهِ تهْذَخَرُ أَی تَبَخْتَرُ، و یقال: تقوم له بأَمر بیته.

هرر؛ ج5، ص: 260

: هَرَّ الشی‌ءَ یَهُرُّه و یَهِرُّه هَرّاً و هَریراً: كَرِهَهُ؛ قال المفضل بن المهلب بن أَبی صُفْرَةَ: و مَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْیَةَ الرَّدَی فلیسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ و هَرَرْتُه أَی كَرِهْتُه أَهُرُّه و أَهِرُّه، بالضم و الكسر. و قال ابن الأَعرابی: أَجِد فی وَجْهِهِ هِرَّةً و هَرِیرَةً أَی كراهیة. الجوهری: و الهِرُّ الاسم من قولك هَرَرْتُه هَرّاً أَی كرهته. و هَرَّ فلان الكأْسَ و الحرْبَ هَرِیراً أَی كرهها؛ قال عنترة: حَلَفْنا لهم، و الخَیْلُ تَرْدی بنا معاً نُزایِلُكُمْ حتی تَهِرُّوا العَوالِیا الرَّدَیانُ: ضَرْبٌ من السَّیْرِ، و هو أَن یَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ. و قوله نزایلكم هو جواب القسم أَی لا نزایلكم، فحذف لا علی حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَی لا أَبرح، و نزایلكم: نُبارِحُكُمْ، یقال: ما زایلته أَی ما بارحته. و العوالی: جمع عالیةِ الرمح، و هی ما دون السِّنان بقدر ذراع. و فلان هَرَّهُ الناسُ إِذا كرهوا ناحِیته؛ قال الأَعشی: أَرَی الناسَ هَرُّونِی و شُهِّرَ مَدْخَلِی ففی كلِّ مَمْشًی أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا و هَرَّ الكلبُ إِلیه یَهِرُّ هَرِیراً و هِرَّةً، و هَرِیرُ الكلبِ: صوته و هو دون النُّبَاحِ من قلة صبره علی البرد؛ قال القَطَامِیُّ یصف شدَّة البرد: أَری الحَقَّ لا یعْیا عَلَیَّ سبیلُه إِذا ضافَنِی لیلًا مع القُرِّ ضائِفُ إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ علی حینَ هَرَّ الكلبُ، و الثَّلْجُ خاشِفُ ضائف: من الضیف. و كَبَّدَ النجمُ السماءَ: یرید بالنجم الثریا، و كَبَّدَ: صار فی وسط السماء عند شدَّة البرد. و خاشف: تسمع له خَشْفَة عند المشی و ذلك من شدة البرد. ابن سیدة: و بالهَرِیرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ إِلی بعض فی الحرب. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر قارئ القرآن و صاحب الصدقة فقال رجل: یا رسول الله أَ رأَیْتَكَ النَّجْدَةَ التی تكون فی الرجل؟ فقال: لیستْ لها بِعِدْلٍ، إِن الكلب یَهِرُّ من وراءِ أَهله؛ معناه أَن الشجاعة غَرِیزة فی الإِنسان فهو یَلقَی الحروبَ و یقاتل طبعاً و حَمِیَّةً لا حِسبَةً، فضرب الكلب مثلًا إِذ كان من طبعه أَن یَهِرَّ دون أَهله و یَذُبَّ عنهم، یرید أَنَّ الجهاد و الشجاعة لیسا
لسان العرب، ج‌5، ص: 261
بمثل القراءَة و الصدقة. یقال: هَرَّ الكلبُ یَهِرُّ هَرِیراً، فهو هارٌّ و هَرَّارٌ إِذا نَبَحَ و كَشَرَ عن أَنیابه، و قیل: هو صوته دون نُباحه. و‌فی حدیث شُرَیْحٍ: لا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ‌أَی إِذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب علیه شیئاً إِذا كان نَبَّاحاً لأَنه یؤْذی بِنُباحِه. و‌فی حدیث أَبی الأَسود: المرأَة التی تُهارُّ زوجَها‌أَی تَهِرُّ فی وجهه كما یَهِرُّ الكلب. و‌فی حدیث خزیمة: و عاد لها المَطِیُّ هارّاً‌أَی یَهِرُّ بعضها فی وجه بعض من الجهد. و قد یطلق الهریر علی صوت غیر الكلب، و منه‌الحدیث: إِنی سمعت هَرِیراً كَهَرِیرِ الرَّحَی‌أَی صوت دورانها. ابن سیدة: و كلب هَرَّارٌ كثیر الهَرِیر، و كذلك الذئب إِذا كَشَرَ أَنیابه و قد أَهَرَّه ما أَحَسَّ به. قال سیبویه: و فی المثل: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ، و حَسُنَ الابتداءُ بالنكرة لأَنه فی معنی ما أَهَرَّ ذا ناب إِلَّا شَرٌّ، أَعنی أَنَّ الكلام عائد إِلی معنی النفی و إِنما كان المعنی هذا لأَن الخبریة علیه أَقوی، أَ لا تری أَنك لو قلت: أَهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ، لكنت علی طرف من الإِخبار غیر مؤَكد فإِذا قلت: ما أَهَرَّ ذا نابٍ إِلَّا شَرٌّ، كان أَوْكَدَ، أَ لا تری أَن قولك ما قام إِلَّا زید أَوْكَدُ من قولك قام زید؟ قال: و إِنما احتیج فی هذا الموضع إِلی التوكید من حیث كان أَمراً مُهِماً، و ذلك أَن قائل هذا القول سمع هَرِیرَ كلب فأَضاف منه و أشفق لاستماعه أَن یكون لطارِقِ شَرٍّ، فقال: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ أَی ما أَهَرَّ ذا ناب إِلَّا شَرٌّ تعظیماً للحال عند نفسه و عند مُستَمِعِه، و لیس هذا فی نفسه كأَن یطرقه ضیف أَو مسترشد، فلما عناه و أَهمه أَكد الإِخبار عنه و أَخرجه مخرج الإِغاظ به. و هارَّه أَی هَرَّ فی وجهه. و هَرْهَرْتُ الشی‌ءَ: لغة فی مَرْمَرْتُه إِذا حَرَّكْتَه؛ قال الجوهری: هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ لأَبی تُرابٍ من غیر سماع. و هرَّت القوسُ هَرِیراً: صَوَّتَتْ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد‌مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها فی شِمالِه هَرِیرٌ، إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ و الهِرُّ: السِّنَّوْرُ، و الجمع هِرَرَةٌ مثل قِرْدٍ و قِرَدَةٍ، و الأُنثی هِرَّةٌ بالهاء، و جمعها هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ و قِرَبِ. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن أَكل الهرِّ و ثَمَنِه؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما نهی عنه لأَنه كالوحشیِّ الذی لا یصح تسلیمه و أَنه یَنْتابُ الدُّورَ و لا یقیم فی مكان واحد، فإِن حبس أَو ربط لم ینتفع به و لئلا یتنازع الناس فیه إِذا انتقل عنهم، و قیل: إِنما نهی عن الوحشی منه دون الإِنسی. و هِرّ: اسم امرأَة، من ذلك؛ قال الشاعر: أَ صَحَوْتَ الیومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ؟ و هَرَّ الشِّبْرِقُ و البُهْمَی و الشَّوْكُ هَرّاً: اشتدَّ یُبْسُه و تَنَفَّشَ فصار كأَظفار الهِرِّ و أَنیابه؛ قال: رَعَیْنَ الشِّبْرِقَ الرَّیَّانَ حتی إِذا ما هَرَّ، و امْتَنَعَ المَذاقُ و قولهم فی المثل: ما یعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ قیل: معناه ما یعرف من یَهُرُّه أَی یكرهه ممن یَبَرُّه و هو أَحسن ما قیل فیه. و قال الفَزاریُّ: البِرُّ اللُّطف، و الهِرُّ العُقُوق، و هو من الهَرِیرِ؛ ابن الأَعرابی: البِرُّ الإِكرام و الهِرُّ الخُصُومَةُ، و قیل: الهِرُّ هاهنَا السِّنَّوْرُ و البِرُّ الفأْر. و قال ابن الأَعرابی: لا یعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ له، و قیل: أَرادوا هِرْهِرْ، و هو سَوْقُ الغنم، و بِرْبِرْ و هو دعاؤُها؛ و قیل: الهِرُّ دعاؤُها و البِرُّ سَوْقُها. و قال أَبو عبید: ما یعرف الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ؛ الهَرْهَرَةُ: صوت
لسان العرب، ج‌5، ص: 262
الضأْن، و البَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزَی. و قال یونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، و البِرُّ دعاءُ الغنم. و قال ابن الأَعرابی: الهِرُّ دعاءُ الغنم إِلی العَلَفِ، و البِرُّ دعاؤُها إِلی الماء. و هَرْهَرْتُ بالغنم إِذا دعوتها. و الهُرارُ: داءٌ یأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بین الجلد و اللحم؛ قال غَیْلانُ بن حُرَیْث: فإِلَّا یكن فیها هُرارٌ، فإِنَّنی بِسِلٍّ یُمانِیها إِلی الحَوْلِ خائِفُ أَی خائِفٌ سِلًّا، و الباء زائدة؛ تقول منه: هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ هَرّاً. و بعیر مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ، و ناقة مَهْرُورَةٌ؛ قال الكمیت یمدح خالد بن عبد الله القَسْرِیَّ: و لا یُصادفْنَ إِلَّا آجِناً كَدِراً و لا یُهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ قوله به أَی بالماء یعنی أَنه مَری‌ءٌ لیس بالوَبِی‌ءِ، و ذكر الإِبِلَ و هو یرید أَصحابها. قال ابن سیدة: و إِنما هذا مثل یَضْرِبُه یخبر أَن الممدوح هنی‌ءُ العطیة، و قیل: هو داء یأْخذها فَتَسْلَحُ عنه، و قیل: الهُرارُ سَلْحُ الإِبل من أَیِّ داءٍ كان. الكسائیُّ و الأُمَوِیُّ: من أَدواءِ الإِبل الهُرَارُ، و هو استطلاق بطونها، و قد هَرَّتْ هَرّاً و هُراراً، و هَرَّ سَلْحُه و أَرَّ: اسْتَطْلَقَ حتی مات. و هَرَّهُ هو و أَرَّهُ: أَطلقه من بطنه، الهمزة فی كل ذلك بدل من الهاء. ابن الأَعرابی: هَرَّ بِسَلْحِهِ و هَكَّ به إِذا رمی به. و به هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتی یموت. و الهَرَّارَانِ: نَجْمانِ؛ قال ابن سیدة: الهَرَّارانِ النَّسْرُ الواقِعُ و قلبُ العقرب؛ قال شُبَیْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِیُّ: و ساق الفَجْرُ هَرَّارَیْهِ، حتی بدا ضَوْآهُما غَیْرَ احتِمالِ و قد یفرد فی الشعر؛ قال أَبو النجم یصف امرأَة: وَسْنَی سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ و الهَرُّ: ضَرْبٌ من زجر الإِبل. و هِرٌّ: بلد و موضع؛ قال: فَوَ الله لا أَنْسَی بلاءً لقیتُه بصَحْراءِ هِرٍّ، ما عَدَدْتُ اللَّیالِیا و رأْس هِرّ: موضع فی ساحل فارسَ یرابَطُ فیه. و الهُرُّ و الهُرّهُورُ و الهَرْهارُ و الهُراهِرُ: الكثیر من الماءِ و اللَّبَنِ و هو الذی إِذا جَری سمعت له هَرْهَرْ، و هو حكایة جَرْیِهِ. الأَزهری: و الهُرْهُورُ الكثیر من الماءِ و اللبن إِذا حلبته سمعت له هَرْهَرَةً؛ و قال: سَلْمٌ تَرَی الدَّالِیَّ منه أَزْوَرا إِذا یَعُبُّ فی السَّرِیِّ هَرْهَرَا و سمعت له هَرْهَرَةً أَی صوتاً عند الحَلْب. و الهَرُورُ و الهُرْهُورُ: ما تناثر من حب العُنْقُود، زاد الأَزهری: فی أَصل الكَرْم. قال أَعرابی: مررت علی جَفنةٍ و قد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها فأَكلتُ هُرْهُورَةً فما وقعت و لا طارت؛ قال الأَصمعی: الجفنة الكَرْمَة، و السُّروغُ قضبان الكرم، واحدها سَرْغٌ، رواه بالغین، و القطوف العناقید، قال: و یقال لما لا ینفع ما وَقَعَ و لا طارَ. و هرّ یَهُرُّ إِذا أَكل الهَرُور، و هو ما یتساقط من الكرم، و هَرْهَرَ إِذا تَعَدَّی. ابن السكیت: یقال للناقة الهَرِمَة هِرْهِرٌ، و قال النضر: الهِرْهِرُ الناقة التی تَلْفِظُ رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ؛ و الجمع الهَراهِرُ؛ و قال غیره: هی الهِرْشَفَّةُ و الهِرْدِشَةُ أَیضاً. و من أَسماءِ الحیات: القَزَازُ و الهِرْهِیرُ. ابن الأَعرابی: هَرَّ یَهَرُّ إِذا ساءَ خُلُقُه.
لسان العرب، ج‌5، ص: 263
و الهُرْهُور: ضرب من السُّفُن. و یقال للكانُونَیْنِ: هما الهَرَّارانِ و هما شَیْبان و مِلْحانُ. و هَرْهَرَ بالغنم: دعاها إِلی الماءِ فقال لها: هَرْهَرْ. و قال یعقوب: هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز. و الهَرْهَرَةُ: حكایة أَصوات الهند فی الحرب. غیره: و الهَرْهَرَةُ و الغَرْغَرَةُ یحكی به بعض أَصوات الهند و السِّنْدِ عند الحرب. و هَرْهرَ: دعا الإِبل إِلی الماءِ. و هَرْهَرةُ الأَسد: تَرْدیدُ زئِیرِه، و هی التی تسمی الغرغرة. و الهَرْهَرَةُ: الضحك فی الباطل. و رجل هَرْهارٌ: ضَحَّاك فی الباطل. الأَزهری فی ترجمة عقر: التَّهَرْهُرُ صوت الریح، تَهَرْهَرَتْ و هَرْهَرَتْ واحدٌ؛ قال و أَنشد المؤَرِّجُ: و صِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَرِ یَجْری علیك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ یا لك من قُنْبُرَةٍ و قُنْبُرِ كنتِ علی الأَیَّام فی تَعَقُّرِ أَی فی صبر و جلادة، و الله أَعلم.

هزر؛ ج5، ص: 263

: الهَزْرُ و البَزْرُ: شدة الضرب بالخشب، هَزَرَهُ هَزْراً كما یقال هَطَرَهُ و هَبَجَهُ. ابن سیدة: هَزَرَه یَهْزِرُهُ هَزْراً بالعصا ضربه بها علی جنبه و ظهره ضرباً شدیداً. الجوهری: هَزَرَه بالعصا هَزَرات أَی ضربه. و‌فی حدیث وَفْدِ عبد القیس: إِذا شرب قام إِلی ابن عمه فَهَزَر ساقَه؛ الهَزْرُ: الضرب الشدید بالخشب و غیره، و هو مَهْزُورٌ و هَزِیرٌ. و الهَزْرُ: الغَمْزُ الشدید، هَزَرَهُ یَهْزِرُه هَزْراً فیهما. و رجل مِهْزَر، بكسر المیم، و ذو هَزَراتٍ و ذو كَسَراتٍ: یُغْبَنُ فی كل شی‌ءٍ؛ قال: إِلَّا تَدَعْ هَزَراتٍ لستَ تاركها تُخْلَعْ ثِیابُكَ، لا ضأْنٌ و لا إِبلُ یقول: لا یبقی له ضَأْن و لا إِبل. الفرّاء: فی فلان هَزَراتٌ و كَسَراتٌ و دَغَوات و دَغَیات، كله الكسل. و الهُزَیْرَة: تصغیر الهَزْرَةِ، و هی الكسل التام. و الهَزْرُ فی البیع: التَّقَحُّمُ فیه و الإِغلاء. و قد هَزَرْتُ له فی بیعه هَزْراً أَی أَغلیت له. و الهازِرُ: المُشْتَری المُقَحِّمُ فی البیع. و رجل هِزْرٌ: مغبون أَحمق یطمع به. و الهَزْرَةُ و الهَزَرَةُ: الأَرض الرقیقة. و الهُزَرُ: قبیلة من الیمن بُیِّتُوا فَقُتِلُوا. و الهُزَرُ: موضع؛ قال أَبو ذؤَیب: لقالَ الأَباعدُ و الشَّامِتُون كانوا كَلیْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ یعنی تلك القبیلة أَو ذلك الموضع. و قال بعضهم: الهُزَرُ ثَمُودُ حیث أُهلكوا فیقال: كما باد أَهلُ الهُزَرِ؛ و قال الأَصمعی: هی وقعة كانت لهم منكرة. و مَهْزُورٌ: واد بالحجاز. و‌فی الحدیث: أَنه قضی فی سیل مَهْزُورٍ أَن یُحْبَسَ حتی یبلغ الماء الكعبین.قال ابن الأَثیر: مَهْزُورٌ وادی بنی قُرَیْظَة بالحجاز، قال: فأَما بتقدیم الراء علی الزای فموضع سوق المدینة تصدق به رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی المسلمین. و هَیْزَرٌ: اسم. و الهَزَوَّرُ: الضعیف، زعموا.

هزبر؛ ج5، ص: 263

: الهِزْبْرُ: من أَسماء الأَسد. و الهَزَنْبَرُ و الهَزَنْبَرانُ: الحدید السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ. و قال ابن السكیت: رجل هَزَنْبَرٌ و هَزَنْبَران أَی حدید وثَّابٌ. ابن الأَعرابی: ناقة هِزَبْرَةٌ صُلْبَةٌ؛ و أَنشد: هِزَبْرَةٌ ذاتُ نَسِیبٍ أَصْهَبَا

هزمر؛ ج5، ص: 263

: الهَزْمَرَةُ: الحركة الشدیدة. و هَزْمَرَه: عَنَّفَ به.
لسان العرب، ج‌5، ص: 264

هسر؛ ج5، ص: 264

: ابن الأَعرابی قال: الهُسَیْرةُ تصغیر الهُسْرَةِ، و هم قرابات الرجل من طرفیه أَعمامُه و أَخوالُه.

هشر؛ ج5، ص: 264

: الهَشْرُ: خِفَّة الشی‌ء و رِقَّتُه. و رجل هَیْشَرٌ: رِخْوٌ ضعیف طویل. و الهَیْشَرُ و الهَیْشُور: شجر، و قیل: نبات رِخْوٌ فیه طول علی رأْسه بُرْعُومَةٌ كأَنه عنق الرَّأْلِ؛ قال ذو الرمة یصف فراخ النَّعام: كأَن أَعْناقَها كُرَّاثُ سائِفَةٍ طارَتْ لَفائِفُه، أَوْ هَیْشَرٌ سُلُبُ أَی مَسْلُوبُ الورق؛ و قال الراجز: باتتْ تَعَشَّی الحَمْضَ بالقَصِیم لُبایَةً من هَمِقٍ هَیْشُور قوله [لبایة] بموحدة فمثناة تحتیة بینهما ألف، كذا بالأصل و نسخة من القاموس شرح علیها السید مرتضی و صوَّبها. و فی نسخ من الصحاح و القاموس: لبابة بموحدتین. و فی روایة: هَیْشُوم، و قیل: الهیشور شجر ینبت فی الرمل یطول و یستوی و له كمأَة، البَزْرُ فی رأْسه. و السائفة: ما استرق من الرمل. غیره: الهَیْشَرُ كَنْكَرُ البَرِّ ینبت فی الرمال. ابن الأَعرابی: الهُشَیْرَةُ تصغیر الهُشْرَةِ، و هی البَطَرُ. و فی النوادر: شجرة هَشُورٌ و هَشِرَةٌ و هَمُورٌ و هَمِرَةٌ إِذا كان ورقها یسقط سریعاً. و قال أَبو حنیفة: من العُشْب الهَیْشَرُ و له ورقة شاكَةٌ فیها شَوْكٌ ضخم و هو یُسَمِّقُ، و زهرته صفراء و تطولُ، له قصبةٌ من وسطه حتی تكون أَطول من الرجل، واحدته هَیْشَرَةٌ. و المِهْشارُ من الإِبل: التی تَضْبعُ قَبْلَها قوله [التی تضبع قبلها] أی تشتهی الفحل قبل الإبل. و وقع فی القاموس: التی تضع أی من الوضع قبلها أی بضمتین، و خطأه شارحه و صوّب ما فی اللسان و صوّب و تَلْقَحُ فی أَوّل ضَرْبَة و لا تُمارِنُ. و المَهْشُورُ من الإِبل: المُحْتَرِقُ الرِّئَةِ.

هصر؛ ج5، ص: 264

: الهَصْرُ: الكسْرُ. هَصَرَ الشی‌ءَ یَهْصِرُه هَصْراً: جَبَذَه و أَماله و اهْتَصَرَه. أَبو عبیدة: هَصَرْتُ الشی‌ء و وَقَصْتُه إِذا كسرته. و الهَصْرُ: عطف الشی‌ء الرَّطْبِ كالغصن و نحوه و كَسْرُه من غیر بَیْنُونَةٍ، و قیل: هو عَطْفُك أَیَّ شی‌ء كان؛ هَصَرَه یَهْصِرُه هَصْراً فانْهَصَرَ و اهْتَصَرَه فاهْتَصَر. الجوهری: هَصَرْتُ الغُصْنَ و بالغُصْنِ إِذا أَخذت برأْسه فأَملته إِلیك. و‌فی الحدیث: كان إِذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه أَی ثناه إِلی الأَرض.و أَصل الهَصْرِ: أَن تأْخذ برأْس عود فتثنیَه إِلیك و تَعْطِفَه. و‌فی الحدیث: لما بنی مسجدَ قُباءٍ رفع حَجَراً ثقیلًا فَهَصَرَه إِلی بطنه‌أَی أَضافه و أَماله. و قال أَبو حنیفة: الانْهِصار و الاهْتِصار سُقُوط الغصن علی الأَرض و أَصله فی الشجرة؛ و استعاره أَبو ذؤیب فی العرض فقال: وَیْلُ أمّ قَتْلی، فُوَیْقَ القَاعِ من عُشَرٍ من آل عُجْرَةَ أَمْسَی جَدُّهُمْ هَصِرَا التهذیب: اهْتَصَرْتُ النخلة إِذا ذَلَّلْت عُذُوقَها و سَوَّیْتَها؛ و قال لبید: جَعْلٌ قِصارٌ و عَیْدانٌ یَنُوءُ به من الكَوافِرِ، مَهْضُومٌ و مُهْتَصَرُ و یروی: … مَكْمُومٌ … أَی مُغَطًّی. و‌فی الحدیث: أَنه كان مع أَبی طالب فنزل تحت شجرة فَتَهَصَّرَتْ أَغصانُ الشجرة‌أَی تَهَدّلَتْ علیه. و الهَیْصَرُ: الأَسدُ. و الهَصَّارُ: الأَسد. و أَسدٌ هُصُورٌ و هَصَّارٌ و هَیْصَرٌ و هَیْصارٌ و مِهْصارٌ و هُصَرَةٌ و هُصَرٌ و مُهْتَصِرٌ: یَكْسِرُ و یُمِیلُ؛ من ذلك؛ أَنشد ثعلب: و خَیْل قد دَلَفْتُ لها بِخَیْلٍ علیها الأُسْدُ تَهْتَصِرُ اهْتِصارَا
لسان العرب، ج‌5، ص: 265
و‌فی حدیث ابن أُنَیْسٍ: كأَنه الرِّئْبالُ الهَصُورُ‌أَی الأَسد الشدید الذی یَفْتَرِسُ و یَكْسِرُ، و یجمع علی هَواصِرَ؛ و فی حدیث عمرو بن مرة: و دارَتْ رَحاها باللُّیُوثِ الهواصِرِ و فی حدیث سَطِیح: فربما … أَضْحَوْا بِمنْزِلَةٍ تَهابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الهَواصِیرُ كذا بیاض بالأصل. جمع مِهْصارٍ، و هو مفعال منه. و الهَصْرُ: شدّة الغَمْزِ، و رجل هَصِرٌ و هُصَرٌ. و هَصَرَ قرْنَه یَهْصِرُه هَصْراً: غمزه. و الهَصْرُ: أَن تأْخذ برأْس شی‌ء ثم تكسره إِلیك من غیر بینونة؛ و أَنشد لإمرئ القیس: و لما تَنازَعْنا الحَدِیثَ و أَسْمَحَتْ هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذی شَمارِیخ مَیَّالِ قوله: تنازعنا الحدیث أَی حَدّثَتْنِی و حَدَّثْتُها. و أَسْمَحَتْ: انقادت و تَسَهَّلَتْ بعد صعوبتها. و هَصَرْتُ: جذبت؛ و أَراد بالغصن جِسْمَها و قَدَّها فی تَثَنِّیهِ و لینه كتثنی الغصن، و شبه شعرها بشماریخ النخل فی كثرته و التفافه. و المُهاصِریُّ: ضَرْبٌ من البُرُود، و فی التهذیب: من برود الیمن. و الهَصْرَةُ و الهَصَرَةُ: خَرَزَة یُؤَخَّذُ بها الرجال. و هاصِرٌ و هَصَّارٌ و مُهاصِر: أَسماء.

هطر؛ ج5، ص: 265

: هَطَرَ الكلبَ یَهْطِرُه هَطْراً: قتله بالخشب. قال اللیث: هَطَرَه یَهْطِرُه هَطْراً كما یُهَیِّجُ الكلبَ بالخشبة. ابن الأَعرابی: الهَطْرَةُ تَذَلُّلُ الفقیر للغنیّ إِذا سأَله.

هعر؛ ج5، ص: 265

: الهَیْعَرَةُ من النساء: التی لا تستقر من غیر عفة كالعَیْهَرَة، و الفعل كالفعل. و قال اللیث: هَیْعَرَتِ المرأَةُ و تَهَیْعَرَت إِذا كانت لا تستقر فی مكان. قال أَبو منصور: كأَنه عنده مقلوب من العَیْهَرَةِ لأَنه جعل معناهما واحداً. و ترجم الأَزهری بعد هذه ترجمة أُخری و أَعاد هذه الترجمة و قال: قال بعضهم الهَیْعَرُونُ الداهیة. و یقال للعجوز المُسِنَّة: هَیْعَرُونٌ، سمیت بالداهیة. قال: و لا أَحُقُّ الهَیْعَرُونَ و لا أُثْبِتُه و لا أَدری ما صحته.

هقر؛ ج5، ص: 265

: الهَقَوَّرُ: الطویل الضَّخْمُ الأَحمقُ. و یقال للرجل الطویل العظیم الجسم: هِرطالٌ و هِرْدَبَّةٌ و هَقَوَّر و قَنَوَّرٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو لِنجادٍ الخَیْبَرِیِّ: لیس بِجِلْحابٍ و لا هَقَوَّرِ لكنه البُهْتُرُ و ابْنُ البُهْتُرِ عِضٌّ لَئِیمُ المُنْتَمی و العُنْصُرِ الجلحات: الكثیر الهم. و البُهْتُرِ: القصیر، لغة فی البُحْتُر. و العِضُّ: العَسِرُ. یقال: غَلَقٌ عِضٌّ إِذا كان لا یكاد ینفتح. و الهُقَیْرَةُ: تصغیر الهَقْرَةِ، و هو وجع من أَوجاع الغنم.

هكر؛ ج5، ص: 265

: الهَكْرُ: العَجَبُ، و قیل: الهَكْرُ أَشدُّ العجبِ. هَكِرَ یَهْكَرُ هَكَراً و هِكْراً، فهو هَكِرٌ: اشتدَّ عَجَبُه، مثال عَشِقَ یَعشَقُ عِشْقاً و عَشَقاً؛ قال أَبو كَبِیر الهذلی: أَ زُهَیْرُ، وَیْحَكِ لِلشَّبابِ المُدْبِرِ و الشَّیْبُ یَغْشَی الرأْسَ غَیْرَ المُقْصِرِ فَقَدَ الشَّبابَ أَبوكِ إِلا ذِكْرَه فاعْجَبْ لذلك، رَیْبَ دَهْرٍ، و اهْكَرِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 266
بدأَ بخطاب ابنته زهیرة ثم رجع فخاطب نفسه فقال: اعجب لذلك و اهْكَر أَی تعجب أشدّ العجب. و الهَكِرُ: المُتَعَجِّبُ. و‌فی حدیث عمر و العجوز: أَقبلت من هَكْرانَ و كَوكَبٍ؛ هما جبلان معروفان ببلاد العرب. و فیه مَهْكَرَة أَی عُجْبٌ. و الهَكُرُ و الهَكِرُ: الناعِسُ. و قد هَكِرْتُ أَی نَعِسْتُ. و هَكِرَ الرجلُ هَكَراً: سَكِرَ من النوم، و قیل: اشتد نومه، و قیل: هو أَن یعتریه نُعاس فتسترخی عظامه و مفاصله. و تَهَكَّرَ: تَحَیَّرَ. و هَكْرٌ و هَكِرٌ: موضع؛ قال إمرؤ القیس: لَدَی جُؤْذُرَیْن أَو كَبَعْضِ دُمی هَكِرْ و قد یجوز أَن یكون أَراد دُمی هَكْرِ فنقل الحركة للوقف كما حكاه سیبویه من قولهم: هذا البَكُرْ و من البَكِرْ. قال الأَزهری: هَكِرٌ موضع أَو دَیْرٌ، قال: أُراه رُومِیًّا، و أَنشد بیت إمرئ القیس.

همر؛ ج5، ص: 266

: الهَمْرُ: الصَّبُّ قوله [الهمر الصب] بابه ضرب و نصر كما فی القاموس.. غیره: الهَمْرُ صَبُّ الدمع و الماء و المطر. هَمَرَ الماءُ و الدَّمْعُ یَهْمِرُ هَمْراً: صَبَّ؛ قال ساعدة بن جؤیة: و جاءَ خَلِیلاه إِلیها، كِلاهما یَفِیضُ دُموعاً، لا یَرِیثُ هُمُورُها و انْهَمَرَ كَهَمَر، فهو هامِرٌ و مُنْهَمِرٌ: سال. و هَمَرَ الماءَ و الدمعَ و غیره یَهْمِرُه هَمْراً: صَبَّه. و الهَمْرَة: الدُّفْعَةُ من المطر. و الهَمَّارُ: السحاب السَّیَّال؛ قال: أَناخَتْ بهَمَّارِ الغَمامِ مُصَرِّحٍ یَجُودُ بمطلُوقٍ من الماءِ أَصْحَمَا و هَمَرَ الكلام یَهْمِرُه هَمْراً: أَكثر فیه. و رجل مِهْمارٌ: كثیر الكلام. و الهَمْرُ: شدة العَدْوِ. و هَمَرَ الفرسُ الأَرضَ یَهْمِرُها هَمْراً و اهْتَمَرها: و هو شدة ضربه إِیاها بحوافره؛ و أَنشد: عَزَازَة و یَنْهَمِرنَ ما انْهَمَرْ و هَمَرَ ما فی الضَّرْع أَی حلَبَه كله. و هَمَرَ له من ماله أَی أَعطاه. و رجل هَمَّارٌ و مِهْمارٌ و مِهْمَر أَی مِهْذارٌ یَنْهَمِرُ بالكلام؛ و قال یمدح رجلًا بالخَطابَةِ: تَرِیغُ إِلیه هَوادی الكلام إِذا خَطِلَ النَّثِرُ المِهْمَرُ الأَزهری: الهَمَّارُ النَّمَّامُ. قال الأَزهری: صوابه الهَمَّاز، بالزای، فأَما الهَمَّارُ فالمِكْثارُ. و المِهْمارُ: الذی یَهْمِرُ علیك الكلامَ هَمْراً أَی یكثر. و اهْتَمَر الفرسُ إِذا جری. و الهَمَرَی: الصَّخَّابة من النساء. و الهَمْرَةُ: و الدَّمْدَمَةُ، و قیل: الدَّمْدَمَةُ بغضب. و هَمَرَ الغُزْرُ الناقةَ یَهْمِرُها هَمْراً: جَهَدَها، و حكی بعضهم هَمَزَها، و لیس بصحیح. و الهَمِرُ و الیَهْمُورُ: من أَسماء الرمال؛ قال الشاعر: من الرِّمالِ هَمِرٌ یَهْمُورُ و قال الشاعر: یُهامِرُ السَّیْلَ و یُولی الأَخْشَبَا و الهَمْرَةُ: خَرَزَة الحُبِّ یُستعطف بها الرجالُ؛ یقال: یا هَمْرَةُ اهْمِرِیه، و یا غَمْرَةُ اغْمُرِیِه، إِن أَقبل فَسُرِّیه، و إِن أَدبر فَضُرِّیه. و رجل هَمِر: غلیظ سمین. و بنو هَمْرة: بطن. و بنو هُمَیْر: بطن منهم.
لسان العرب، ج‌5، ص: 267‌

هنر؛ ج5، ص: 267

: الهَنْرَةُ: وَقْبَةُ الأُذُنِ الملیحة، لم یحكها غیر صاحب العین. و قال الأَزهری: یقال هَنَرْتُ الثوبَ بمعنی أَنَرْتُه أَهَنِیرُه و هو أَن تُعَلِّمَه؛ قاله اللحیانی.

هنبر؛ ج5، ص: 267

: الهِنْبِرَةُ: الأَتان، و هی أُم الهِنْبِرِ. و أُم الهِنْبِرِ: الضبع فی لغة بنی فَزارة؛ قال الشاعر القتال الكلابی و اسمه عبید بن المُضرِّجی: یا قاتَلَ اللهُ صبیاناً، تَجی‌ءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَیْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاری من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِیرَتُهُ لم یُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار و یروی: یا قبح الله ضبعاناً … و فی شعره: … من زند لها حاری، و الحاری: الناقص، و الواری: السمین، و الأَعلم: المشقوق الشفة العلیا، و الوتیرة: إِطار الشفة. و أَبو الهِنْبِر: الضِّبْعانُ؛ و قول الشاعر: ملقینَ لا یَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعی: هی الضبع؛ و غیره: هی الحِمَارَةُ الأَهلیة. الأَصمعی: الهِنْبِرُ، مثل الخِنْصِرِ، ولد الضَّبُعِ، و الهِنْبِرُ الجحش، و منه قیل للأَتان أُم الهِنْبِرِ. ابن سیده: هو الهِنْبِرُ، و الهِنَّبْرُ الثور و الفرس؛ و هو أَیضاً الأَدیم الردی‌ء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یا فَتًی ما قَتَلْتُمُ غَیْرَ دُعْبُوبٍ و لا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال: الهِنَّبر هاهنا الأَدیم. و‌فی حدیث كعب فی صفة الجنة فقال: فیها هَنابِیرُ مسك یبعث الله تعالی علیها ریحاً تسمی المُثیرَةَ، فَتُثِیر ذلك المسكَ علی وجوههم.و قالوا: الهَنابِیرُ و النَّهابیرُ رمال مُشْرِفَةٌ، واحدتها نُهْبورة و هُنْبُورة، و قیل فی قوله فیها هنابیر مسك، و قیل: أَراد أَنابیر جمع أَنبار، قلبت الهمزة هاء، و هی كُثْبانٌ مُشْرِفَة، أُخذ من انْتِبار الشی‌ء و هو ارتفاعه، و الأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه.

هنزمر؛ ج5، ص: 267

: الهِنْزَمْرُ و الهِنْزَمْنُ و الهِیزَمْنُ، كلها: عید من أَعیاد النصاری أَو سائر العجم، و هی أَعجمیة؛ قال الأَعشی: إِذا كان هِنْزَمْنٌ و رُحْتُ مُخَشَّما

هور؛ ج5، ص: 267

: هارَه بالأَمرِ هَوْراً: أَزَنَّه. و هُرْتُ الرجلَ بما لیس عنده من خیر إِذا أَزْنَنْتَه، أَهُورُه هَوْراً؛ قال أَبو سعید: لا یقال ذلك فی غیر الخبر. و هارَه بكذا أَی ظنه به؛ قال أَبو مالك بن نُوَیْرَة یصف فرسه: رَأَی أَنَّنی لا بالكثیر أَهُورُه و لا هُوَ عَنِّی فی المُواساةِ ظاهرُ أَهُورُه أَی أَظن القلیلَ یكفیه. یقال: هو یُهارُ بكذا أَی یُظَنُّ بكذا؛ و قال آخر یصف إِبلًا: قد عَلِمَتْ جِلَّتُها و خُورُها أَنی، بِشِرْبِ السُّوءِ، لا أَهُورُها أَی لا أَظن أَن القلیل یكفیها و لكن لها الكثیر. و یقال: هُرْتُ الرجلَ هَوْراً إِذا غَشَشْتَه. و هُرْتُه بالشی‌ء: اتَّهَمْتُه به، و الاسم الهُورَةُ. و هارَ الشی‌ءَ: حَزَرَه. و قیل للفَزارِیِّ: ما القطعة من اللیل؟ فقال: حُزْمَةٌ یَهُورُها أَی قطعة یَحْزُرها. و هُرْتُه: حملته علی الشی‌ء و أَردته به. و ضَرَبَه فَهارَه و هَوَّره إِذا صرعه. و هارَ البناءَ هَوْراً: هَدَمَه. و هار البناءُ و الجُرْفُ یَهُورُ هَوْراً و هُؤُوراً، فهو هائِرٌ و هارٍ، علی القلب.
لسان العرب، ج‌5، ص: 268
و تَهَوَّر و تَهَیَّر، الأَخیرة علی المعاقبة، و قد یكون تَفَیْعَل، كُلُّه: تَهَدَّمَ، و قیل: انصدع من خَلْفه و هو ثابت بَعْدُ فی مكانه، فإِذا سقط فقد انْهار و تَهَوَّر. و‌فی حدیث ابن الضبعاء: فَتَهَوَّرَ القَلِیبُ بمن علیه.یقال: هارَ البناءُ یَهُورُ و تَهَوَّر إِذا سقط، و قول بشر بن أَبی خازم: بكُلِّ قَرارَةٍ من حیثُ حارَتْ رَكِیَّةُ سُنْبُكٍ فیها انْهِیارُ قال ابن الأَعرابی: الانهیار موضع لین یَنْهار، سماه بالمصدر و هكذا عبر عنه، و كل ما سقط من أَعلی جُرُفٍ أَو شفیر رَكِیَّةٍ فی أَسفلها، فقد تَهَوَّرَ و تَدَهْوَرَ. و‌فی حدیث خزیمة: تَرَكَتِ المُخَّ راراً و المَطِیَّ هاراً، الهارُ الساقط الضعیف. یقال: هُوَ هارٌ و هارٍ و هائِرٌ، فأَما هائِرٌ فهو الأَصل من هارَ یَهُورُ، و أَما هارٌ بالرفع فعلی حذف الهمزة، و أَما هارٍ بالجر فعلی نقل الهمزة إِلی بعد الراء، كما قالوا فی شائِك السلاح: شاك السلاح ثم عمل به ما عمل بالمنقوص نحو قاض و داع، و یروی هارّاً، بالتشدید. و تَهَوَّر الشتاءُ: ذهب أَشده و أَكثره و انكسر بَرْدُه. و تَهَوَّر اللیلُ: ذهب، و قیل: تَهَوَّر اللیل وَلَّی أَكثره و انكسر ظلامه. و یقال فی هذا المعنی بعینه: تَوَهَّر اللیل و الشتاء، و تَوَهَّر اللیل إِذا تَهَوَّر. و‌فی الحدیث: حتی تَهَوَّرَ اللیل‌أَی ذهب أَكثره. الجوهری: و یقال جُرُفٌ هارٍ، خفضوه فی موضع الرفع و أَرادوا هائر، و هو مقلوب من الثلاثی «2» إِلی الرباعی كما قلبوا شائك السلاح إِلی شاك السلاح، قال ابن بری: قول الجوهری جرف هار فی موضع الرفع و أَصله هائر و هو مقلوب من الثلاثی إِلی الرباعی، قال: هذه العبارة لیست بصحیحة لأَن المقلوب من هائر و غیر المقلوب من الثلاثی و هو من هور، أَ لا تری أَنّ هائِراً و هارِیاً علی وزن فاعل؟ و إِنما أَراد الجوهری أَن قولهم هارٍ هو علی ثلاثة أَحرف و هائر علی أَربعة أَحرف و لیس الأَمر علی ذلك أَیضا بل هار علی أَربعة أَحرف و إِنما حذفت الیاء لسكونها و سكون التنوین، و ما حذف لالتقاء الساكنین فهو بمنزلة الموجود، أَ لا تری أَنك إِذا نصبته ثبتت الیاء لتحرّكها فتقول: رأَیت جُرفاً هاریاً؟ فهو علی فاعل، كما أَن قولك رأَیت جرفاً هائراً هو أَیضا علی فاعل فقد ثبت أَن كلًا منهما علی أَربعة أَحرف. و هَوَّرْتُه فَتَهَوَّرَ و انْهارَ أَی انهدم. و التَّهَوُّر: الوقوع فی الشی‌ء بقلة مبالاة. یقال: فلان مُتَهَوِّرٌ. و اهْتَوَرَ الشی‌ءُ: هلك. ابن الأَعرابی: الهائر الساقط و الرَّاهی المستقیم و الهَوْرَةُ الهَلَكَةُ. أَبو عمرو: الهَوَرْوَرَةُ المرأَة الهالكة. و رجل هارٌ و هارٍ، الأَخیرة علی القلب: ضعیفٌ. الأَزهری: رجل هارٍ إِذا كان ضعیفاً فی أَمره، و أَنشد: ماضی العَزِیمَةِ لا هارٍ و لا خَزِلُ و خَرْقٌ هَوْرٌ أَی واسع بعید، قال ذو الرمة: هَیْماءُ یَهْماءُ و خَرْقٌ أَهْیَمُ هَوْرٌ، علیه هَبَواتٌ جُثَّمُ، لِلرِّیحِ وَشْیٌ فَوْقَهُ مُنَمْنَمُ و هَوَّرْنا عَنَّا القَیْظَ و جَرَمْناه و جَرَّمْناه و كَبَبْناه بمعنیً. و یقال: هُرْتُ القوم أَهُورُهُمْ هَوْراً إِذا قتلتهم و كَبَبْتَ بعضهم علی بعض كما یَنْهار الجُرُفُ، قال الهذلی: فاسْتَدْبَروُهُمْ فَهارُوهُمْ، كأَنَّهُمُ أَفْنادُ كَبكَبَ ذاتِ الشَّتِّ و الخَزَمِ «3»
(2). 1 قوله «و هو مقلوب من الثلائی إلخ» كذا بالأصل و مثله فی نسخ الصحاح و لعل الأولی العكس. (3). 1 قوله «أفناد كبكب» جمع فند كحمل و أحمال، و هو الشمراخ من شماریخ الجبل. و كبكب: جبل لهذیل مشرف علی موقف عرفة كما فی یاقوت.
لسان العرب، ج‌5، ص: 269
و اهْتَوَرَ إِذا هلك، و منه‌الحدیث: من أَطاع ربه فلا هَوارَةَ علیه‌أَی لا هُلْكَ. و‌فی الحدیث: من اتقی اللّٰه وُقِیَ الهَوْراتِ‌یعنی المهالك، واحدتها هَوْرَةٌ. و‌فی حدیث أَنس: أَنه خطب فقال: من یتقی اللّٰه لا هَوارَةَ علیه، فلم یَدْرُوا ما قال، فقال یحیی بن یَعْمُرَ: أَی لا ضَیْعَةَ علیه.و الهَوْرُ: بُحَیْرَةٌ تغِیضُ فیها مِیاهُ غِیاضٍ و آجامٍ فتتسع و یكثر ماؤُها، و الجمع أَهْوارٌ. و التَّهْیُور: ما انْهارَ من الرمل، و قیل: التَّهْیُور ما اطمأَنَّ من الرمل. و تِیهٌ تَیْهُور: شدید، یاؤه علی هذا مُعاقِبةٌ بعد القَلْبِ.

هیر؛ ج5، ص: 269

: هارَ الجُرْفُ و البِناءُ و تَهَیَّرَ: انهدم، و قیل: إِذا انصدع الجرف من خلفه و هو ثابت بعد فی مكانه فقد هارَ، فإِذا سقط فقد انْهارَ و تَهَیَّر. و هَیَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَیَّر: لغة فی هَوَّرْتُه. و رجل هَیارٌ: یَنْهار كما یَنْهار الرمل؛ قال كثیِّر: فما وَ جَدُوا منكَ الضَّریبَةَ هَدَّةً هَیَاراً، و لا سَقْطَ الأَلِیَّةِ أَخْرَما و الهَیْرَةُ: الأَرضُ السهلة. و هِیرٌ و هَیْرٌ و هَیِّرٌ: من أَسماء الصَّبا، و كذلك إِیْرٌ و أَیْرٌ و أَیِّرٌ، و قیل: هِیْرٌ و إِیْرٌ من أَسماء الشَّمال. و الهائر: الساقط، و الراهی المستقیم، و الهَوْرَةُ الهَلَكَةُ. یقال: اسْتَیْهِرْ بإِبلك و اقْتَیِلْ و ارْتَجِعْ أَی استبدل بها إِبلًا غیرها، و اقتیل هو افْتَعِلْ من المُقایَلَةِ فی البیع المبادلة. و مضی هِیْرٌ من اللیل أَی أَقل من نصفه؛ عن ابن الأَعرابی، و حكی فیه هِتْرٌ و قد ذكر. و هِیْرُورٌ: ضرب «1» من التمر، و الذی حكاه أَبو حنیفة هِیْرُونُ، بضم النون، فإِن كان ذلك فهو یحتمل أَن یكون فِعْلُوناً و فِعْلُولًا. و الیَهْیَرُّ: الحجر الصُّلْبُ الأَحمر. الحجرُ الیَهْیَرُّ: الصُّلْبُ، و منه سمی صمغ الطلْح یَهْیَرّاً، و قیل: هی حجارة أَمثال الأَكف، و قیل: هو حجر صغیر، قال: و ربما زادوا فیه الأَلف فقالوا: یَهْیَرَّی، قالوا: و هو من أَسماءِ الباطل. ابن شمیل: قیل لأَبی أَسلم: ما الثَّرَّةُ الیَهْیَرَّةُ الأَخلاف فقال: الثَّرَّةُ السَّاهِرَة العِرْقِ تسمع زَمِیرَ شَخْبِها و أَنت من ساعة، قال: و الیَهْیَرَّةُ التی یسیل لبنها من كثرته، و ناقة ساهرة العروق، كثیرة اللبن: و قال أَبو حنیفة: الیَهْیَرُّ، مشدد: الصَّمْغة الكبیرة؛ و أَنشد: قد مَلَؤُوا بُطونَهُمْ یَهْیَرَّا و الیَهْیَرُّ و الیَهْیَرَّی: الماءُ الكثیر. و ذهب ماله فی الیَهْیَرَّی أَی الباطل. أَبو الهیثم: ذهب صاحبك فی الیَهْیَرَّی أَی فی الباطل. شمر: ذهب فی الیَهْیَرِّ أَی فی الریح. و یقال للرجل إِذا سأَلته عن شی‌ء فأَخطأَ: ذهبتَ فی الیَهْیَرَّی، و أَین تذهبْ تذهبْ فی الیَهْیَرَّی؛ و أَنشد: لما رأَتْ شیخاً لها دَوْدَرَّی فی مثلِ خَیْطِ العِهِنِ المُعَرَّی طَلَّتْ كأَنَّ وجْهَها یَحْمَرَّا تَرْبُدُ فی الباطلِ و الیَهْیَرَّی و الدَّوْدَرَّی من قولك فرس دَرِیرٌ أَی جواد، و الدلیل علیه قوله: فی مثل خیط العهن المعری؛ یرید الخُدْرُوفَ. و زعم أَبو عبیدة أَن الیَهْیَرَّی الحجارة. و الیَهْیَرُّ: الكذب. و قولهم أَكذبُ من الیَهْیَرِّ، هو السراب. اللیث: الیَهْیَرُّ اللَّجَاجَةُ و التَّمادِی فی الأَمر، تقول استیهر، و أَنشد:
(1). قوله [و هیرور ضرب إلخ] بكسر الهاء بضبط الأصل و ضبط فی القاموس بفتحها و تكلم الشارح علیهما و عزا الأَول لأَئمة اللغة
لسان العرب، ج‌5، ص: 270
و قَلْبُكَ فی اللَّهْو مُستَیْهِرُ «1» الفراء: یقال قد اسْتَیْهَرْتُ أَنكم قد اصطلحتم، مثل استیقنت. قال أَبو تراب: سمعت الجعفریین أَنا مُسْتَوْهِرٌ بالأَمر مستیقن؛ السلمیّ: مُسْتَیهِرٌ. و الیَهْیَرُّ: دُوَیْبَّة أَعظم من الجُرَذِ تكون فی الصحاری، واحدته یَهْیَرَّة؛ و أَنشد: فَلاةٌ بها الیَهْیَرُّ شُقْراً كأَنها خُصَی الخَیْلِ، قد شُدَّتْ علیها المَسامِرُ و اختلفوا فی تقدیرها فقالوا: یَفْعَلّةٌ، و قالوا: فَیْعَلَّةٌ، و قالوا: فَعْلَلَّةٌ. ابن هانئ: الیَهْیَرُّ شجرة، و الیَهْیَرُ، بالتخفیف، الحنظل، و هو أَیضاً السَّمُّ. و الیَهْیَرُ: صَمْغُ الطَّلْحِ؛ عن أَبی عمرو. قال سیبویه: أَما یَهْیَرُّ، مشدد، فالزیادة فیه أَولی لأَنه لیس فی الكلام فَعْیَلُّ، و قد نقل ما أَوَّله زیادة، و لو كانت یَهْیَرُّ مخففة الیاء كانت الأُولی هی الزائدة أَیضاً، لأَن الیاء إِذا كانت أَوَّلًا بمنزلة الهمزة؛ و أَنشد أَبو عمرو فی الیَهْیَرِّ صَمْغِ الطَّلْحِ: أَطْعَمْتُ رَاعِیَّ من الیَهْیَرِّ فَظَلَّ یَعْوِی حَبَطاً بِشَرِّ خَلْفَ اسْتِهِ، مثلَ نَقِیق الهِرِّ و هو یَفْعَلُّ لأَنه لیس فی الكلام فَعْیَلٌّ. قال ابن بری: أَسقط الجوهری ذكر تَیْهُور للرمل الذی یَنْهار لأَنه یحتاج فیه إِلی فضل صنعة من جهة العربیة؛ و شاهدُ تَیْهورٍ للرمل المُنْهارِ قول العجاج: إِلی أَراطٍ و نَقاً تَیْهُورِ وزنه تَفْعُول، و الأَصل فیه تَهْیُور، فقدِّمت الیاء التی هی عین إِلی موضع الفاء، فصار تَیْهُوراً، فهذا إِن جعلت تَیهُوراً من تَیَهَّرَ الجُرُفُ، و إِن جعلته من تَهَوَّر كان وزنه فَیْعُولًا لا تَفْعُولًا، و یكون مقلوب العین أَیضاً إِلی موضع الفاء، و التقدیر فیه بعد القلب وَیْهُور، ثم قلبت الواو تاء كما قلبت فی تَیْقُور، و أَصله وَیْقُور من الوَقار كقول العجاج: فإِن یكن أَمْسی البِلَی تَیْقورِی أَی وَقاری قال: و كثیراً ما تبدل التاء من الواو فی نحو تُراثٍ و تُجاهٍ و تُخَمَة و تُقًی و تُقاةٍ، و قد ذكرنا نحن التَّیْهُورَ فی فصل التاء كما ذكره ابن سیدة و غیره.

فصل الواو؛ ج5، ص: 270

وأر؛ ج5، ص: 270

: وَأَرَ الرجلَ یَئِرُه وأْراً: فَزَّعَهُ و ذَعَرَه؛ قال لبید یصف ناقته: تَسْلُبُ الكانِسَ لم یُوأَرْ بها شُعْبَةُ السَّاقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَل و من رواه لم یُؤْرَ بها جعله من قولهم: الدابةُ تَأْری الدابة إِذا انضمت إِلیها و أَلفت معها مَعْلَفاً واحداً. و آرَیْتُها أَنا، و هو من الآرِیِّ. و وَأَرَ الرجلَ: أَلقاه علی شَرٍّ. و اسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ: تتابعت علی نِفارٍ، و قیل: هو نِفارُها فی السهل، و كذلك الغنم و الوحش. قال أَبو زید: إِذا نفرت الإِبل فَصَعَّدَتِ الجَبَلَ فإِذا كان نِفارُها فی السَّهْلِ قیل: اسْتَأْوَرَت؛ قال: هذا كلام بنی عقیل؛ قال الشاعر: ضَمَمْنا علیهم حُجْرَتَیْهِمْ بِصادِقٍ من الطَّعْنِ، حتی استأْوَرُوا و تَبَدَّدُوا ابن الأَعرابی: الوَائرُ الفَزِعُ. و الإِرَةُ: مَوْقِدُ النار، و قیل: هی النار نفسها، و الجمع إِراتٌ و إِرُون علی ما یَطَّرِدُ فی هذا النحو و لا یُكَسَّرُ.
(1). قوله [و قلبك إلخ] صدره كما فی شرح القاموس عن الصاغانی [صحا العاشقون و ما تقصر].
لسان العرب، ج‌5، ص: 271
و وَأَرَها و وَأَرَ لها وَأْراً و إِرةً: عمل لها إِرَةً. قال أَبو حنیفة: الوُؤْرةُ فی وزن الوُعْرَةِ حُفْرَة المَلَّةِ، و الجمع وُأَرٌ مثل وُعَرٍ، و منهم من یقول أُوَرٌ مثل عُوَرٍ، صَیَّرُوا الواو لما انضمت همزة و صیروا الهمزة التی بعدها واواً. و الإِرَةُ: شحمة السَّنام. و الإِرَةُ أَیضاً: لحم یطبخ فی كرش. و‌فی الحدیث: أُهْدِیَ لهم إِرَةٌ أَی لحم فی كرش.ابن الأَعرابی: الإِرَةُ النار، و الإِرَةُ الحُفْرة للنار، و الإِرَةُ اسْتِعارُ النار و شدَّتها، و الإِرَةُ الخَلْعُ، و هو أَن یُغْلَی اللحم و الخل إِغلاءً ثم یحمل فی الأَسفار، و الإِرَةُ القَدِیدُ؛ و منه‌خبر بلال: قال لنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَ معكم شی‌ءٌ من الإِرَةِ؟ أَی القدید. قال أَبو عمرو: هو الإِرَةُ و القَدِیدُ و المُشَنَّقُ و المُشَرَّقُ و المُتَمَّرُ و الموحر و المفرند «2» و الوَشِیقُ. و یقال: ائْتِنا بِإِرَةٍ أَی بنارٍ. و الإِرَةُ: العداوة أَیضاً؛ و أَنشد: لِمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذی إِرَةٍ و قال أَبو عبید: الإِرَةُ الموضع الذی تكون فیه الخُبْزَةُ، قال: و هی المَلَّةُ. قال: و الخبزة هی المَلِیلُ. و أَرض وَئِرَةٌ، مثل فَعِلَةٍ، و هی شدیدة الأُوارِ، و هو الحَرُّ، قال: و هی مقلوبة. اللیث: یقال من الإِرَةِ: وأَرْتُ إِرَة، و هی إِرَةٌ مَوْؤُورَةٌ، قال: و هی مُسْتَوْقَدُ النار تحت الحَمَّامِ و تحت أَتُّونِ الجِرارِ و الجَصَّاصَةِ، إِذا حَفَرْتَ حُفْرَة لإِیقاد النار. یقال: وأَرْتُها أَئِرُها وأْراً و إِرَةً. التهذیب: الوِئارُ الممدّدة و هی مَخاضُ الطین «3» الذی یُلاطُ به الحِیاض؛ قال: بذی وَدَعٍ یَحُلُّ بكُلّ وَهْدٍ رَوایا الماء یَظَّلِمُ الوِئارا

وبر؛ ج5، ص: 271

: الوَبَرُ: صوف الإِبل و الأَرانب و نحوها، و الجمع أَوْبارٌ. قال أَبو منصور: و كذلك وَبَرُ السَّمُّور و الثعالب و الفَنَكِ، الواحدة وَبَرَةٌ. و قد وَبِرَ البعیر، بالكسر؛ و حاجی به ثعلبةُ بن عبید فاستعمله للنحل فقال: شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقی و لا الذِّئْبَ تَخْشی، و هی بالبَلَدِ المُفْضی یقال: جمل وَبِرٌ و أَوْبَرُ إِذا كان كثیر الوَبَرِ، و ناقة وَبِرَةٌ و وَبْراءُ. و‌فی الحدیث: أَحَبُّ إِلیّ من أَهل الوَبَرِ و المَدَرِ‌أَی أَهل البوادی و المُدْنِ و القُری، و هو من وَبَرِ الإِبل لأَن بیوتهم یتخذونها منه، و المَدَرُ جمع مَدَرَة، و هی البِنْیَةُ. و بناتُ أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكمأَة مُزْغِبٌ؛ قال أَبو حنیفة: بناتُ أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الحصی صِغارٌ، یَكنَّ فی النقص من واحدة إِلی عشر، و هی ردیئة الطعم، و هی أَول الكمأَة؛ و قال مرة: هی مثل الكمأَة و لیست بكمأَة و هی صغار. الأَصمعی: یقال للمُزْغِبَةِ من الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ، واحدها ابن أَوبر، و هی الصغار. قال أَبو زید: بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ صغار مُزْغِبَةٌ علی لون التراب؛ و أَنشد الأَحمر: و لقد جَنَیْتُكَ أَكْمُؤاً و عَساقِلًا و لقد نَهَیْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ أَی جنیت لك، كما قال تعالی: وَ إِذٰا كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ؛ قال الأَصمعی: و أَما قول الشاعر: و لقد نهیتك عن بنات الأَوبر
(2). قوله [و الموحر و المفرند] كذا بالأَصل (3). قوله [و هی مخاض الطین] عبارة القاموس محافر الطین
لسان العرب، ج‌5، ص: 272
فإِنه زاد الأَلف و اللام للضرورة كقول الراجز: باعَدَ أُمَّ العَمْرِ من أَسِیرِها و قول الآخر: یا لیتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحبی یرید أَنه عمرو فیمن رواه هكذا، و إِلا فالأَعرف: یا لیت أُم الغَمْرِ …، قال: و قد یجوز أَن یكون أَوْبَرُ نكرةً فعرّفه باللام كما حكی سیبویه أَن عُرْساً من ابن عُرْسٍ قد نكره بعضهم، فقال: هذا ابن عُرْسٍ مقبلٌ. و قال أَبو حنیفة: یقال إِن بنی فلان مثل بَناتِ أَوْبَر یظن أَن فیهم خیراً. و وَبَّرَتِ الأَرنبُ و الثعلب تَوْبِیراً إِذا مشی فی الحُزُونَةِ لیخفی أَثره فلا یتبین. و‌فی حدیث الشُّوری رواه الرِّیاشِیُّ: أَن الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم فی خطبته: لا تُوَبِّرُوا آثارَكم فَتُولِتُوا دیْنَكُمْ. و فی حدیث عبد الرحمن یوم الشُّوری: لا تَغْمِدوا السیوف عن أَعدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم؛ التَّوْبِیرُ التَّعْفِیَةُ و مَحْوُ الأَثر؛ قال الزمخشری: هو من تَوْبِیر الأَرنب مَشْیِها علی وَبَرِ قوائمها لئلا یُقْتَصَّ أَثَرُها، كأَنه نهاهم عن الأَخذ فی الأَمر بالهُوَیْنا، قال: و یروی بالتاء و هو مذكور فی موضعه،رواه شمر: لا تُوَتِّرُوا آثاركم، ذهب به إِلی الوَتْرِ و الثَّأْرِ، و الصواب ما رواه الریاشی، أَ لا تری أَنه یقال وَتَرْتُ فلاناً أَتِرُه من الوَتْرِ و لا یقال أَوْتَرْتُ؟ التهذیب: إِنما یُوَبِّرُ من الدواب التُّفَهُ و عَناقُ الأَرض و الأَرنبُ. و یقال: وَبَّرَتِ الأَرنب فی عَدْوها إِذا جمعت بَراثِنَها لِتُعَفِّیَ أَثَرَها. قال أَبو منصور: و التَّوْبِیرُ أَن تَتْبَعَ المكانَ الذی لا یَسْتَبِین فیه أَثَرُها، و ذلك أَنها إِذا طُلِبَتْ نظرت إِلی صَلابة من الأَرض و حَزْنٍ فَوَثَبَتْ علیه لئلا یستبین أَثرها لصلابته. قال أَبو زید: إِنما یُوَبِّرُ من الدواب الأَرنبُ و شی‌ءٌ آخرُ لم نحفظه. وَ وَبَّرَ الرجلُ فی منزله إِذا أَقام حیناً فلم یبرح. التهذیب فی ترجمة أَبر: أَبَّرْتُ النخلَ أَصلحته، و روی عن أَبی عمرو بن العلاء قال: یقال نخل قد أُبِّرَتْ و وُبِرتْ و أُبِرَتْ، ثلاث لغات، فمن قال أُبِّرَتْ فهی مؤَبَّرَةٌ، و من قال وُبِرَتْ فهی مَوْبُورَةٌ، و من قال أُبِرَتْ فهی مأْبُورَةٌ أَی مُلَقَّحَةٌ. و الوَبْرُ، بالتسكین: دُوَیْبَّة علی قدر السِّنَّوْرِ غبراء أَو بیضاء من دواب الصحراء حسنة العینین شدیدة الحیاء تكون بالغَوْرِ، و الأُنثی وَبْرَةٌ، بالتسكین، و الجمع وَبْرٌ و وُبُورٌ و وِبارٌ و وِبارَةٌ و إِبارةٌ؛ قال الجوهری: هی طَحْلاء اللون لا ذَنَبَ لها تَدْجُنُ فی البیوت، و به سمی الرجل وَبْرَةَ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: وَبْرٌ تَحَدَّرَ من قُدُومِ ضأْنٍ «1»؛ الوَبْرُ، بسكون الباء: دویبة كما حلیناها حجازیة و إِنما شبهه بالوَبْرِ تحقیراً له، و رواه بعضهم بفتح الباء من وَبَرِ الإِبلِ تحقیراً له أَیضاً، قال: و الصحیح الأَول. و فی حدیث مجاهد: فی الوَبْرِ شاةٌ، یعنی إِذا قتلها المحرم لأَن لها كَرِشاً و هی تَجْتَرُّ. ابن الأَعرابی: فلان أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْرِ. قال و العرب تقول: قالت الأَرنبُ للوَبْرِ: وَبْر وَبْر، عَجُزٌ و صَدْر، و سائرك حَقْرٌ نَقْر فقال لها الوَبْرُ: أَرانِ أَرانْ، عَجُزٌ و كَتِفانْ، و سائركِ أُكْلَتانْ و وَبَّرَ الرجلُ: تَشَرَّدَ فصار مع الوَبْرِ فی التَّوَحُّشِ؛ قال جریر:
(1). قوله [من قدوم ضأن] كذا ضبط بالأَصل بضم القاف، و ضبط فی النهایة بفتحها، و نبه یاقوت فی المعجم علی أنهما روایتان
لسان العرب، ج‌5، ص: 273
فما فارقْتُ كِنْدَةَ عن تَراضٍ و ما وَبَّرْتُ فی شعبی ارْتِعابا أَبو زید: یقال وَبَّرَ فلانٌ علی فلانٍ الأَمرَ أَی عَمَّاه علیه؛ و أَنشد أَبو مالك بیت جریر أَیضاً: و ما وَبَّرْتُ فی شُعَبَی ارتعابا و یُروی: ارتغاباً كما فی دیوان جریر. قال: یقول ما أَخفیت أَمرك ارتعاباً أَی اضطراباً. و أُمُّ الوَبْرِ: اسم امرأَة؛ قال الراعی: بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ مَغانی أُمِّ الوَبْرِ إِذ هی ما هیا و ما بالدار وابِرٌ أَی ما بها أَحد؛ قال ابن سیدة: لا یستعمل إِلا فی النفی؛ و أَنشد غیره: فَأُبْتُ إِلی الحیّ الذین وراءَهمْ جَرِیضاً، و لم یُفْلِتْ من الجیشِ وابِرُ و الوَبْراءُ: نبات. و وَبارِ مثل قَطام: أَرض كانت لعاد غلبت علیها الجن، فمن العرب من یجریها مجری نَزالِ، و منهم من یجریها مجری سُعادَ، و قد أُعرب فی الشعر؛ و أَنشد سیبویه للأَعشی: و مَرَّ دَهرٌ علی وَبارِ فَهَلَكَتْ جَهْرَةً و بارُ قال: و القوافی مرفوعة. قال اللیث: وَبارِ أَرضٌ كانت من مَحالِّ عادٍ بین الیمن و رمال یَبْرِینَ، فلما هلكت عاد أَورث الله دیارهم الجنَّ فلا یتقاربها أَحد من الناس؛ و أَنشد: مِثْل ما كان بَدْءُ أَهلِ وَبارِ و قال محمد بن إِسحق بن یسار: وبَارِ بلدة یسكنها النَّسْنَاسُ. و الوَبْرُ: یوم من أَیام العجوز السبعة التی تكون فی آخر الشتاء، و قیل: إِنما هو وَبْر بغیر أَلف و لام. تقول العرب: صِنٌّ و صِنَّبْر و أُخَیُّهما وَبْر، و قد یجوز أَن یكونوا قالوا ذلك للسجع لأَنهم قد یتركون للسجع أَشیاء یوجبها القیاس. و‌فی حدیث أُهبانَ الأَسْلَمِیّ: بینا هو یَرْعَی بِحرَّةِ الوَبْرَةِ، هی بفتح الواو و سكون الباء، ناحیة من أَعراض المدینة، و قیل: هی قریة ذات نخیل. و وَبَرٌ و وَبَرَةُ: اسمان، و وَبْرَةُ: لصٌّ معروف؛ عن ابن الأَعرابی.

وتر؛ ج5، ص: 273

: الوِتْرُ و الوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم یَتَشَفَّعْ من العَدَدِ. و أَوْتَرَهُ أَی أَفَذَّهُ. قال اللحیانی: أَهل الحجاز یسمون الفَرْدَ الوَتْرَ، و أَهل نجد یكسرون الواو، و هی صلاة الوِتْرِ، و الوَتْرِ لأَهل الحجاز، و یقرؤُون: وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ، و الكسر لتمیم، و أَهل نجد یقرؤُون: وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ، و أَوْتَرَ: صَلَّی الوتر. و قال اللحیانی: أَوتر فی الصلاة فعدّاه بفی. و قرأَ حمزة و الكسائی: و الوِتر، بالكسر. و قرأَ عاصم و نافع و ابن كثیر و أَبو عمرو و ابن عامر: وَ الْوَتْرِ، بالفتح، و هما لغتان معروفتان. و‌روی عن ابن عباس، رضی الله عنهما، أَنه قال: الوتر آدم، علیه السلام، و الشَّفْع شُفِعَ بزوجته، و قیل: الشفع یوم النحر و الوتر یوم عرفة، و قیل: الأَعداد كلها شفع و وتر، كثرت أَو قَلَّتْ، و قیل: الوتر الله الواحد و الشفع جمیع الخلق خلقوا أَزواجاً، و هو قول عطاء؛ كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم و كانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم. ابن سیدة: وتَرَهُمْ وتْراً و أَوْتَرَهُمْ جعل شفعهم وتراً. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ‌أَی اجعل الحجارة التی تستنجی بها فرداً، معناه استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو
لسان العرب، ج‌5، ص: 274
سبعة، و لا تستنج بالشفع، و كذلك یُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ اللیل فیصلی مثنی مثنی یسلم بین كل ركعتین ثم یصلی فی آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّی؛ و أَوْتَر صلاته. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن الله وِتْرٌ یحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا یا أَهل القرآن.و قد قال: الوتر ركعة واحدة. و الوتر: الفرد، تكسر واوه و تفتح، و قوله: أَوتروا، أَمر بصلاة الوتر، و هو أَن یصلی مثنی مثنی ثم یصلی فی آخرها ركعة مفردة و یضیفها إِلی ما قبلها من الركعات. و الوَتْرُ و الوِتْرُ و التِّرَةُ و الوَتِیرَةُ: الظلم فی الذَّحْل، و قیل: هو الذَّحْلُ عامةً. قال اللحیانی: أَهل الحجاز یفتحون فیقولون وَتْرٌ، و تمیم و أَهل نجد یكسرون فیقولون وِتْرٌ، و قد وَتَرْتُه وَتْراً و تِرَةً. و كلُّ من أَدركته بمكروه، فقد وَتَرْتَه. و المَوْتُورُ: الذی قتل له قتیل فلم یدرك بدمه؛ تقول منه: وَتَرَهُ یَتِرُه وَتْراً و تِرَةً. و‌فی حدیث محمد بن مسلمة: أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ‌أَی صاحب الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر، و الموتور المفعول. ابن السكیت: قال یونس أَهل العالیة یقولون: الوِتْرُ فی العدد و الوَتْرُ فی الذَّحْلِ، قال: و تمیم تقول وِتر، بالكسر، فی العدد و الذحل سواء. الجوهری: الوتر، بالكسر، الفرد، و الوتر، بالفتح: الذَّحْلُ، هذه لغة أَهل العالیة، فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم، و أَما تمیم فبالكسر فیهما. و‌فی حدیث عبد الرحمن فی الشوری: لا تَغْمِدُوا السیوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم.قال الأَزهری: هو من الوَتْرِ؛ یقال: وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، و أَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك، قال: و الثَّأْرُ هاهنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر؛ المعنی لا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ فی أَنفسكم. و وَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عن الفراء. و وَتَرَهُ حَقَّه و ماله: نَقَصَه إِیاه. و فی التنزیل العزیز: وَ لَنْ یَتِرَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله و ماله؛ أَی نقص أَهله و ماله و بقی فرداً؛ یقال: وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثیراً، و قیل: هو من الوَتْرِ الجنایة التی یجنیها الرجل علی غیره من قتل أَو نهب أَو سبی، فشبه ما یلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِیمُهُ أَو سُلِبَ أَهله و ماله؛ و یروی بنصب الأَهل و رفعه، فمن نصب جعله مفعولًا ثانیاً لوُتِرَ و أَضمر فیها مفعولًا لم یسم فاعله عائداً إِلی الذی فاتته الصلاة، و من رفع لم یضمر و أَقام الأَهل مقام ما لم یسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون، فمن ردَّ النقص إِلی الرجل نصبهما، و من ردّه إِلی الأَهل و المال رفعهما و ذهب إِلی قوله: وَ لَنْ یَتِرَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ، یقول: لن یَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شیئاً. و قال الجوهری: أَی لن یَنْتَقِصَكم فی أَعمالكم، كما تقول: دخلت البیت، و أَنت ترید فی البیت، و تقول: قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه، و أَحد القولین قریب من الآخر. و‌فی الحدیث: اعمل من وراء البحر فإِن الله لن یَتِرَكَ من عملك شیئاً‌أَی لن یَنْقُصَك. و‌فی الحدیث: من جلس مجلساً لم یَذْكُرِ الله فیه كان علیه تِرَةً‌أَی نقصاً، و الهاء فیه عوض من الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً، و یجوز نصبها و رفعها علی اسم كان و خبرها، و قیل: أَراد بالتِّرَةِ هاهنا التَّبِعَةَ. الفراء: یقال وَتَرْتُ الرجل إِذا قتلت له قتیلًا و أَخذت له مالًا، و یقال: وَتَرَه فی الذَّحْلِ یَتِرُه وَتْراً، و الفعل من الوَتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ یَتِرُ، و من الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ یُوتِرُ، بالأَلف. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: قَلِّدوا الخیل و لا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ؛ هی
لسان العرب، ج‌5، ص: 275
جمع وِتر، بالكسر، و هی الجنایة؛ قال ابن شمیل: معناه لا تَطْلُبوا علیها الأَوْتارَ و الذُّحُولَ التی وُتِرْتُمْ علیها فی الجاهلیة. قال: و منه‌حدیث عَلِیٍّ یصف أَبا بكر: فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا.و‌فی الحدیث: إِنها لَخَیْلٌ لو كانوا یضربونها علی الأَوْتارِ.قال أَبو عبید فی تفسیر‌قوله: و لا تُقلدوها الأَوتار، قال: غیر هذا الوجه أَشبه عندی بالصواب، قال: سمعت محمد بن الحسن یقول: معنی الأَوتار هاهنا أَوتار القِسِیِّ، و كانوا یقلدونها أَوتار القِسِیِّ فتختنق، فقال: لا تقلدوها. و‌روی: عن جابر: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخیل.قال أَبو عبید: و بلغنی أَن‌مالك بن أَنس قال: كانوا یُقَلِّدُونها أَوتار القِسِیِّ لئلا تصیبها العین فأَمرهم بقطعها یُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من أَمر الله شیئاً؛ قال: و هذا شبیه بما كره من التمائم؛ و منه‌الحدیث: من عَقَدَ لِحْیَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً، كانوا یزعمون أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ یَرُدُّ العَیْنَ و یدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك. و التَّواتُرُ: التتابُعُ، و قیل: هو تتابع الأَشیاء و بینها فَجَواتٌ و فَتَراتٌ. و قال اللحیانی: تواتَرَت الإِبل و القَطا و كلُّ شی‌ء إِذا جاء بعضه فی إِثر بعض و لم تجئ مُصْطَفَّةً؛ و قال حمید بن ثور: قَرِینَةُ سَبْعٍ، إِن تواتَرْنَ مَرَّةً ضُرِبْنَ و صَفَّتْ أَرْؤُسٌ و جُنُوبُ و لیست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ و المُتَتابِعة. و قال مرة: المُتَواتِرُ الشی‌ء یكون هُنَیْهَةً ثم یجی‌ء الآخر، فإِذا تتابعت فلیست مُتَواتِرَةً، و إِنما هی مُتَدارِكة و متتابعة علی ما تقدّم. ابن الأَعرابی: تَری یَتْری إِذا تَراخی فی العمل فعمل شیئاً بعد شی‌ء. الأَصمعی: واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ و بین الخبرین هُنَیْهَةٌ. و قال غیره: المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ، و أَصل هذا كله من الوَتْر الوِتْر، و هو الفَرْدُ، و هو أَنی جعلت كل واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً. و المُتَواتِرُ: كل قافیة فیها حرف متحرّك بین حرفین ساكنین نحو مفاعیلن و فاعلاتن و فعلاتن و مفعولن و فَعْلُنْ و فَلْ إِذا اعتمد علی حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَلْ؛ و إِیاه عنی أَبو الأَسود بقوله: و قافیةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِیُّها كَسَرْدِ الصَّنَاعِ، لیس فیها تواتُرُ أَی لیس فیها توقف و لا فتور. و أَوْتَرَ بین أَخباره و كُتُبه و واتَرَها مُواتَرَةً و وِتاراً: تابَعَ و بین كل كتابین فَتْرَةٌ قلیلة. و الخَبَرُ المُتَواتِرُ: أَن یحدِّثه واحد عن واحد، و كذلك خبر الواحد مثل المُتواتِرِ. و المُواتَرَةُ: المتابعة، و لا تكون المُواتَرَةُ بین الأَشیاء إِلا إِذا وقعت بینها فترة، و إِلا فهی مُدارَكَة و مُواصَلة. و مُواتَرَةُ الصوم: أَن یصوم یوماً و یفطر یوماً أَو یومین، و یأْتی به وِتْراً؛ قال: و لا یراد به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ، و كذلك واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَی جاءت بعضُها فی إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غیر أَن تنقطع. و ناقة مُواتِرَةٌ: تضع إِحدی ركبتیها أَوّلًا فی البُرُوكِ ثم تضع الأُخری و لا تضعهما معاً فتشق علی الراكب. الأَصمعی: المُواتِرَةُ من النوق هی التی لا ترفع یداً حتی تستمكن من الأُخری، و إِذا بركت وضعت إِحدی یدیها، فإِذا اطمأَنت وضعت الأُخری فإِذا اطمأَنت وضعتهما جمیعاً ثم تضع وركیها قلیلًا قلیلًا؛ و التی لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق علی راكبها عند البروك. و فی كتاب هشام إِلی عامله: أَن أَصِبْ لی ناقة مُواتِرَةً؛ هی التی تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك و لا تَزُجُّ نفسها
لسان العرب، ج‌5، ص: 276
زَجّاً فَتَشُقَّ علی راكبها، و كان بهشام فَتْقٌ. و‌فی حدیث الدعاء: أَلِّفْ جَمْعَهُم و واتِرْ بین مِیَرِهم‌أَی لا تقطع المِیْرَةَ عنهم و اجْعَلْها تَصِلُ إِلیهم مَرَّةً بعد مرة. و جاؤوا تَتْری و تَتْراً أَی مُتَواتِرِین، التاء مبدلة من الواو؛ قال ابن سیدة: و لیس هذا البدل قیاساً إِنما هو فی أَشیاء معلومة، أَ لا تری أَنك لا تقول فی وَزِیر تَزِیرٌ؟ إِنما تَقِیسُ علی إِبدال التاء من الواو فی افْتَعَل و ما تصرف منها، إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء و تدغم فی تاء افتعل التی بعدها، و ذلك نحو اتَّزَنَ؛ و قوله تعالی: ثُمَّ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا تَتْرٰا؛ من تتابع الأَشیاء و بینها فَجَواتٌ و فَتَراتٌ لأَن بین كل رسولین فَتْرَةً، و من العرب من ینوّنها فیجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة أَرْطی و مِعْزی، و منهم من لا یصرف، یجعل أَلفها للتأْنیث بمنزلة أَلف سَكْری و غَضْبی؛ الأَزهری: قرأَ أَبو عمرو و ابن كثیر: تَتْرًی منوّنة و وقفا بالأَلف، و قرأَ سائر القراء: تَتْرٰا غیر منوّنة؛ قال الفراء: و أَكثر العرب علی ترك تنوین تتری لأَنها بمنزلة تَقْوی، و منهم من نَوَّنَ فیها و جعلها أَلفاً كأَلف الإِعراب؛ قال أَبو العباس: من قرأَ تَتْرٰا فهو مثل شَكَوْتُ شَكْوی، غیر منوّنة لأَن فِعْلی و فَعْلی لا ینوّن، و نحو ذلك قال الزجاج؛ قال: و من قرأَها بالتنوین فمعناه وَتْراً، فأَبدل التاء من الواو، كما قالوا تَوْلَج من وَلَجَ و أَصله وَوْلَجٌ كما قال العجاج: فإِن یكن أَمْسی البِلی تَیْقُورِی أَرادَ وَیْقُورِی، و هو فَیْعُول من الوَقار، و من قرأَ تَتْرٰا فهو أَلف التأْنیث، قال: و تَتْرٰا من المواترة. قال محمد بن سلام: سأَلت یونس عن قوله تعالی: ثُمَّ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا تَتْرٰا، قال: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً. و جاءت الخیل تَتْری إِذا جاءت متقطعة؛ و كذلك الأَنبیاء: بین كل نبیین دهر طویل. الجوهری: تَتْری فیها لغتان: تنوّن و لا تنوّن مثل عَلْقی، فمن ترك صرفها فی المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنیث، و هو أَجود، و أَصلها وَتْری من الوِتْرِ و هو الفرد، و تَتْری أَی واحداً بعد واحد، و من نونها جعلها ملحقة. و‌قال أَبو هریرة: لا بأْس بقضاء رمضان تَتْری‌أَی متقطعاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لا بأْس أَن یُواتِرَ قضاءَ رمضان‌أَی یُفَرِّقَهُ فیصومَ یوماً و یُفْطِرَ یوماً و لا یلزمه التتابع فیه فیقضیه وِتْراً وِتْراً. و الوتیرة: الطریقة، قال ثعلب: هی من التَّواتُرِ أَی التتابع، و ما زال علی وَتِیرةٍ واحدة أَی علی صفة. و‌فی حدیث العباس بن عبد المطلب قال: كان عمر بن الخطاب لی جاراً فكان یصوم النهار و یقوم اللیل، فلما وَلِیَ قلت: لأَنظرنّ الیوم إِلی عمله، فلم یزل علی وَتِیرَةٍ واحدة حتی مات‌أَی علی طریقة واحدة مطردة یدوم علیها. قال أَبو عبیدة: الوَتِیرَةُ المداومة علی الشی‌ء، و هو مأْخوذ من التَّواتُرِ و التتابُع. و الوَتِیرَةُ فی غیر هذا: الفَتْرَةُ عن الشی‌ء و العمل؛ قال زهیر یصف بقرة فی سیرها: نَجَأٌ مُجِدٌّ لیس فیه وَتِیرَةٌ و یَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ یعنی القَرْنَ. و یقال: ما فی عمله وَتِیرَةٌ، و سَیْرٌ لیست فیه وَتِیرَةٌ أَی فتور. و الوَتِیرَةُ: الفَتْرَةُ فی الأَمر و الغَمِیزَةُ و التوانی. و الوَتِیرَةُ: الحَبْسُ و الإِبطاء. و وَتَرَةُ الفخِذِ: عَصَبَةٌ بین أَسفل الفخذ و بین الصَّفنِ. و الوَتِیرَةُ و الوَتَرَةُ فی الأَنف: صِلَةُ ما بین المنخرین، و قیل: الوَتَرَةُ حرف المنخر، و قیل: الوَتِیرَةُ الحاجز
لسان العرب، ج‌5، ص: 277
بین المنخرین من مقدّم الأَنف دون الغُرْضُوف. و یقال للحاجز الذی بین المنخرین: غرضوف، و المنخران: خرقا الأَنف، و وَتَرَةُ الأَنف: حِجابُ ما بین المنخرین، و كذلك الوَتِیرَة. و‌فی حدیث زید: فی الوَتَرَةِ ثلث الدیة؛ هی وتَرَةُ الأَنف الحاجزة بین المنخرین. اللحیانی: الوَتَرَةُ ما بین الأَرْنَبَةِ و السَّبَلَةِ. و قال الأَصمعی: خِتارُ كل شی‌ء وَتَرُه. ابن سیدة: و الوَتَرَةُ و الوَتِیرَةُ غُرَیضیفٌ فی أَعلی الأُذن یأْخُذُ من أَعلی الصِّماخ. و قال أَبو زید: الوتیرة غریضیف فی جوف الأُذن یأْخذ من أَعلی الصماخ قبل الفَرْع. و الوَتَرَةُ من الفَرَسِ: ما بین الأَرْنَبَةِ و أَعلی الجَحْفَلةِ. و الوَتَرَتان: هَنَتانِ كأَنهما حلقتان فی أُذنی الفرس، و قیل: الوَتَرَتانِ العَصَبتان بین رؤوس العُرْقُوبین إِلی المَأْبِضَیْنِ، و یقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه. و الوَتَرَة من الذَّكر: العِرْقُ الذی فی باطن الحَشَفَة، و قال اللحیانی: هو الذی بین الذكر و الأُنثیین. و الوترتان: عصبتان بین المأْبضین و بین رؤوس العُرقوبین. و الوَتَرَةُ أَیضاً: العَصَبَةُ التی تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس. الجوهری: و الوَتَرَةُ العرق الذی فی باطن الكَمَرَة، و هو جُلَیْدَةٌ. و وَتَرَةُ كل شی‌ء: حِتارُه، و هو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر و المُنْخُلِ و الدُّبُر و ما أَشبهه. و الوَتَرَةُ: عَقَبَة المَتْنِ، و جمعها وَتَرٌ. و وَتَرَةُ الید و وَتِیرَتُها: ما بین الأَصابع، و قال اللحیانی: ما بین كل إِصبعین وَتَرَةٌ، فلم یخص الید دون الرجل. و الوَتَرَةُ و الوَتِیرَةُ: جُلَیْدَة بین السبابة و الإِبهام. و الوَتَرَةُ: عصبة تحت اللسان. و الوتِیرَةُ: حَلْقَةٌ یتعلم علیها الطعن، و قیل: هی حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ علی طَرَفِ قَناةٍ یتعلم علیها الرمی تكون من وَتَرٍ و من خیط؛ فأَما قول أُم سلمة زوج النبی، صلی الله علیه و سلم: حامی الحقیقةِ ماجِدٌ یَسْمُو إِلی طَلَبِ الوَتِیرَهْ قال ابن الأَعرابی: فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ، و هو غلط منه، إِنما الوتیرة هنا الذَحْلُ أَو الظلم فی الذحلِ. و قال اللحیانی: الوَتِیرة التی یتعلم الطعن علیها، و لم یخص الحَلْقَةَ. و الوَتِیرة: قطعة تستكن و تَغْلُظ و تنقاد من الأَرض؛ قال: لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلینا بوجهها مَنازِلَ ما بین الوَتائِرِ و النَّقْعِ و ربما شبهت القبور بها؛ قال ساعدة بن جؤیة الهذلی یصف ضَبُعاً نبشت قبراً: فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ یدیها عند جانبها، تَهِیلُ ذَاحَتْ: یعنی ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتیل. و قال الجوهری: ذاحت مَشَتْ؛ قال ابن بری: ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سریعاً؛ قال: و الوَتائِرُ جمع وَتِیرَةٍ الطریقة من الأَرض؛ قال: و هذا تفسیر الأَصمعی؛ و قال أَبو عمرو الشَّیْبانیُّ: الوتائر هاهنا ما بین أَصابع الضبع، یرید أَنها فَرَّجَتْ بین أَصابعها، و معنی بَدَّتْ یدیها أَی فرّقت بین أَصابع یدیها فحذف المضاف. و تَهِیل: تَحْثُو الترابَ. الأَصمعی: الوَتِیرَةُ من الأَرض، و لم یَحُدَّها. الجوهری: الوَتِیرَةُ من الأَرض الطریقة. و الوَتِیرَةُ: الأَرض البیضاء. قال أَبو حنیفة: الوَتِیرُ نَوْرُ الوردِ، واحدته وَتِیرَةٌ. و الوَتِیرَةُ: الوَرْدَةُ البیضاء. و الوتِیرَةُ: الغُرّة الصغیرة. ابن سیدة: الوَتِیرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستدیرة، فإِذا طالت فهی الشَّادِخَة. قال أَبو منصور: شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستدیرة بالحلقة التی یتعلم علیها الطعن
لسان العرب، ج‌5، ص: 278
یقال لها الوتیرة. الجوهری: الوتیرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ یتعلم فیها الطعن، و هی الدَّرِیئَةُ أَیضاً؛ قال الشاعر یصف فرساً: تُبارِی قُرْحَةً مثل الْوَتِیرَةِ لم تكن مَغْدَا المَغْدُ: النَّتْفُ، أَی مَمْغُودَةً، وضع المصدر موضع الصفة؛ یقول: هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبیضَّ. و الوتر، بالتحریك: واحد أَوتار القوس. ابن سیدة: الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس و مُعَلَّقُها، و الجمع أَوتارٌ. و أَوْتَرَ القوسَ: جعل لها وَتَراً. وَ وتَرَها وَ وتَّرها: شدَّ وتَرَها. و قال اللحیانی: وَتَّرَها و أَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها. و فی المثل: إِنْباضٌ بغیر تَوْتِیر. ابن سیدة: و من أَمثالهم: لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل التَّوتِیرِ؛ و هذا مثل فی استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه. قال: و قال بعضهم وَتَرَها، خفیفة، عَلَّق علیها وترها. و الوَتَرَةُ: مجری السهم من القوس العربیة عنها یزل السهم إِذا أَراد الرامی أَن یرمی. و تَوَتَّرَ عَصَبُه: اشتدّ فصار مثل الوَتَر. و تَوَتَّرَتْ عروقه: كذلك. كلُّ وَتَرَة فی هذا الباب، فجمعها وتَرٌ؛ و قول ساعدة بن جؤیة: فِیمَ نِساءُ الحَیِّ من وَتَرِیَّةٍ سَفَنَّجَةٍ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ؟ قیل: هجا امرأَة نسبها إِلی الوتائر، و هی مساكن الذین هجا، و قیل: وَتَرِیَّة صُلْبَة كالوَتَرِ. و الوَتِیرُ: موضع؛ قال أُسامة الهذلی: و لم یَدَعُوا، بین عَرْضِ الوَتِیر و بین المناقِب، إِلا الذِّئابا

وثر؛ ج5، ص: 278

: وثَرَ الشی‌ءَ وثْراً و وَثَّرَهُ: وَطَّأَه. و قد وَثُر، بالضم، وثارَة أَی وَطُؤَ، فهو وَثِیرٌ، و الأُنثی وَثِیرَةٌ. الوَثیرُ: الفِراشُ الوَطِی‌ءُ، و كذلك الوِثْرُ، بالكسر. و كل شی‌ء جلست علیه أَو نمت علیه فوجدته وطیئاً، فهو وَثِیر. یقال: ما تحته وِثْرٌ و وِثارٌ، و شی‌ء وَثْرٌ و وَثِرٌ و وَثیر، و الاسم الوِثارُ و الوَثارُ. و‌فی حدیث ابن عباس قال لعمر: لو اتخذت فِراشاً أَوْثَرَ منه‌أَی أَوْطَأَ و أَلْیَنَ. و امرأَة وثِیرَةُ العَجِیزَة: وطِیئَتُها، و الجمع وَثائِرُ و وِثارٌ. و قال ابن درید: الوَثیرَة من النساء الكثیرة اللحم، و الجمع كالجمع. و یقال للمرأَة السمینة الموافقة للمضاجعة: إِنها لوَثِیرَةٌ، فإِذا كانت ضَخْمَةَ العَجُزِ فهی وَثِیرَةُ العَجُزِ. أَبو زید: الوَثارَةُ كَثْرَةُ الشحم، و الوَثاجَةُ كثرة اللحم؛ قال القَطَامیُّ: و كأَنَّما اشْتَمَلَ الضَّجِیعُ بِرَیْطَةٍ لا بَلْ تَزِیدُ وَثارَةً و لَیانا و‌فی حدیث ابن عمر و عُیَیْنَةَ بن حِصْنٍ: ما أَخَذْتَها بیضاء غَریرَةً و لا نَصَفاً وثِیرَةً.و المِیثَرَة: الثوبُ الذی تُجَلَّلُ به الثیاب فیعلوها. و المِیْثَرَة: هنَةٌ كهیئة المِرْفَقَةِ تتخذ للسَّرْج كالصُّفَّة، و هی المَواثِرُ و المَیاثِرُ، الأَخیرة علی المعاقَبَةِ، و قال ابن جنی: لَزِمَ البَدَلُ فیه كما لزم فی عِیدٍ و أَعْیادٍ. التهذیب: و المِیثَرَةُ مِیْثَرَةُ السَّرْجِ و الرَّحْلِ یُوَطَّآن بها، و مِیثَرَةُ الفَرَسِ: لِبْدَتُه، غیر مهموز. قال أَبو عبید: و أَما المَیاثِرُ الحُمْرُ التی جاء فیها النهی فإِنها كانت من مراكب الأَعاجم من دیباج أَو حریر. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن مِیثَرَة الأُرْجُوان؛ هی وِطاءٌ محشوّ یُترَكُ علی رحل البعیر تحت الراكب. و المِیثَرَةُ، بالكسر، مِفْعَلَةٌ من الوثَارَةِ، و أَصلها مِوْثَرَةٌ، فقلبت الواو یاء لكسرة المیم، و الأُرْجُوانُ صِبْغ أَحمر یتخذ كالفِراشِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 279
، الصغیر و یحشی بقطن أَو صوف یجعلها الراكب تحته علی الرحال فوق الجمال؛ قال ابن الأَثیر: و یدخل فیه مَیاثِرُ السُّروج لأَن النهی یشتمل علی كل مِیْثَرَةٍ حمراءَ سواء كانت علی رحل أَو سرج. و الوَاثِرُ: الذی یَأْثُرُ أَسفلَ خُفِّ البعیر، و أَری الواو فیه بدلًا من الهمزة فی الآثِرِ. و الوَثْرُ، بالفتح: ماء الفحل یجتمع فی رحم الناقة ثم لا تَلْقحُ؛ و وَثَرَها الفحلُ یَثِرُها وَثْراً: أَكثر ضِرابَها فلم تَلْقَحْ. أَبو زید: المَسْطُ أَن یُدْخِلَ الرجلُ الیدَ فی الرحم رحمِ الناقة بعد ضِرابِ الفحل إِیاها فیستخرج وَثْرَها، و هو ماء الفحل یجتمع فی رحمها ثم لا تَلْقَحُ منه؛ و قال النضرُ: الوَثْرُ أَن یضربها علی غیر ضَبْعَةٍ. قال: و المَوْثُورَةُ تُضْرَبُ فی الیوم الواحد مراراً فلا تَلْقَحُ. و قال بعض العرب: أَعْجَبُ النكاح وَثْرٌ علی وِثْرٍ أَی نكاحٌ علی فِراشٍ وَثِیر. و اسْتوْثَرْتُ من الشی‌ء أَی استكثرت منه، مثل اسْتَوْثَنْتُ و اسْتَوْثَجْتُ. ابن الأَعرابی: التَّواثِیرُ الشُّرَطُ، و هم العَتَلَةُ و الفَرَعَةُ و الأَمَلَةُ، واحدهم آمِلٌ مثل كافر و كَفَرَةٍ. ابن سیدة: و الوَثْرُ جلد یُقَدُّ سُیُوراً عَرْضُ السیر منها أَربع أَصابع أَو شِبْرٌ تلبَسُه الجاریة الصغیرة قبل أَن تُدْرِكَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: عَلِقْتُها و هی علیها وَثِرْ حتی إِذا ما جُعِلَتْ فی الخِدِرْ و أَتْلَعَتْ بمثلِ جِیدِ الوَبِرْ و قال مرة: و تلبسه أَیضاً و هی حائض، و قیل: الوَثْرُ النُّقْبَةُ التی تلبس، و المعنیان متقاربان، قال: و هو الرَّیْطُ أَیضاً.

وجر؛ ج5، ص: 279

: الوَجْرُ: أَن توجِرَ ماء أَو دواء فی وسط حلق صبی. الجوهری: الوَجُورُ الدواء یُوجَرُ فی وسط الفم. ابن سیدة: الوَجُورُ من الدواء فی أَیِّ الفَمِ كان، وَجَرَه وَجْراً و أَوْجَرَه و أَوْجَرَه إِیاه و أَوْجَرَه الرُّمْحَ لا غیر: طعنه به فی فیه، و أَصله من ذلك. اللیث: أَوْجَرْتُ فلاناً بالرمح إِذا طعنته فی صدره؛ و أَنشد: أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ شَذْراً ثم قلتُ له هَذِی المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحالِیقِ و‌فی حدیث عبد الله بن أُنَیْسٍ، رضی الله عنه: فوَجَرْته بالسیف وَجْراً‌أَی طعنته. قال ابن الأَثیر: من المعروف فی الطعن أَوْجَرْتُه الرمح، قال: و لعله لغة فیه. و تَوَجَّرَ الدواءَ: بلعه شیئاً بعد شی‌ء. أَبو خَیْرَةَ: الرجل إِذا شرب الماء كارهاً فهو التَّوَجُّرُ و التَّكارُه. و المِیجَرُ و المِیجَرَةُ: شبه المُسْعُطِ یُوجَرُ به الدواءُ، و اسم ذلك الدواء الوَجُورُ. ابن السكیت: الوَجُورُ فی أَیِّ الفم كان و اللَّدُودُ فی أَحد شقیه، و قد وَجَرْتُه الوَجُورَ و أَوْجَرْتُه. و قال أَبو عبیدة: أَوْجَرْتُه الماء و الرمح و الغیظ أَفْعَلْتُ فی هذا كله. أَبو زید: وَجَرْتُه الدواء وَجْراً جعلته فی فیه. و اتَّجَرَ أَی تداوَی بالوَجُور، و أَصله اوْتَجَرَ. و الوَجْرُ: الخوف. وَجِرْتُ منه، بالكسر، أَی خفت، و إِنی منه لأَوْجَرُ: مثل لأَوْجَلُ. و وَجِرَ من الأَمر وَجَراً: أَشفَقَ، و هو أَوْجَرُ و وَجِرٌ، و الأُنثی وَجِرَةٌ، و لم یقولوا وَجْراءُ فی المؤنث. و الوَجْرُ: مثل الكهف یكون فی الجبل؛ قال تأَبط شرّاً: إِذا وَجْرٌ عظیمٌ، فیه شیخٌ من السُّودَانِ یُدْعَی الشَّرَّتَیْنِ «2»
(2). قوله [یدعی الشرتین] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 280
و الوَجارُ و الوِجارُ: سَرَبُ الضَّبُعِ، و فی المحكم: جُحْرُ الضبع و الأَسد و الذئب و الثعلب و نحو ذلك، و الجمع أَوْجِرَةٌ و وُجُرٌ، و استعاره بعضهم لموضع الكلب؛ قال: كِلابُ وِجارٍ یَعْتَلِجْنَ بغائِطٍ دُمُوسَ اللَّیالی، لا رُواءٌ و لا لُبُّ قال ابن سیدة: و لا أبعد أن تكون الروایة ضِباعُ وِجارٍ، علی أَنه قد یجوز أَن تسمی الضباع كلاباً من حیث سَمَّوْا أَولادها جِراءً؛ أَ لا تری أَن أَبا عبید لما فسر قول الكمیت: حتی غال أَوسٌ عِیالَها قال: یعنی أَكل جِراءَها؟ التهذیب: الوِجارُ سَرَبُ الضبع و نحوه إِذا حفر فأَمْعَنَ. و‌فی حدیث الحسن: لو كنت فی وِجار الضَّبِّ، ذكره للمبالغة لأَنه إِذا حفر أَمعن؛ و قال العجاج: تَعَرَّضَتْ ذا حَدَبٍ جَرْجارَا أَمْلَسَ إِلا الضِّفْدَعَ النَّقَّارَا یَرْكُضُ فی عَرْمَضِه الطَّرَّارا تَخالُ فیه الكوكبَ الزَّهَّارَا لُؤْلُؤَةً فی الماءِ أَو مِسْمارَا و خافَت الرامِینَ و الأَوْجارَا قال: الأَوجار حفر یجعل للوحوش فیها مناجل فإِذا مرت بها عرقبتها، الواحدة وَجْرَةٌ و وَجَرَةٌ: حتی إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمارَا رِیًّا، و لَمَّا تَقْصَعِ الإِصْرارَا یعنی جمع غِمْرٍ، و هو حَرٌّ یَجِدْنَهُ فی صدورهن. و أَراد بالأِصرارِ إِصْرارَ العطش. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: و انْجَحر انْجِحارَ الضَّبَّةِ فی جُحْرِها و الضَّبُعِ فی وِجارِها؛ هو جُحْرُها الذی تأْوی إِلیه. و‌فی حدیث الحجاج: جِئْتُكَ فی مِثْلِ وِجارِ الضَّبُعِ.قال ابن الأَثیر: قال الخطابی هو خطأٌ و إِنما هو فی مثل جارِ الضبع. یقال: غَیْثٌ جارُ الضبع أَی یدخل علیها فی وِجارِها حتی یخرجها منه، قال: و یشهد لذلك أَنه جاء‌فی روایة أُخری و جئتك فی ماءٍ یَجُرُّ الضَّبُعَ و یستخرجُها من وِجارِها.أَبو حنیفة: الوِجارانِ الجُرْفانِ اللذان حفرهما السیل من الوادی. و وَجْرَةُ: موضع بین مكة و البصرة، قال الأَصمعی: هی أَربعون میلًا لیس فیها منزل فهی مَرْتٌ للوَحْشِ، و قد أَكثرت الشعراء ذكرها؛ قال الشاعر: تَصُدُّ و تُبْدی عن أَسِیلٍ و تَتَّقی بناظِرَةٍ، من وَحْشِ وَجْرَةَ، مُطْفِلِ

وحر؛ ج5، ص: 280

: الوَحَرَةُ: وزَغَة تكون فی الصَّحاری أَصغرُ من العِظاءَةِ، و هی علی شكل سامِّ أَبْرَصَ، و فی التهذیب: و هی إلف سوامّ أَبرص خلقةً، و جمعها وَحَرٌ. غیره: و الوَحَرَة ضرب من العظاءِ، و هی صغیرة حمراء تعدو فی الجَبابِینِ لها ذنب دقیق تَمْصَعُ به إِذا عَدَتْ، و هی أَخبث العظاء لا تطأُ طعاماً و لا شراباً إِلا شمته، و لا یأْكله أَحد إِلَّا دَقِیَ بطنُه و أَخذه قَیْ‌ءٌ و ربما هلك آكله؛ قال الأَزهری: و قد رأَیت الوَحَرَةَ فی البادیة و خِلقتها خلقة الوَزَغ إِلا أَنها بیضاء منقطة بحمرة، و هی قذرة عند العرب لا تأْكلها. الجوهری: الوحرة، بالتحریك، دویبة حمراء تلتزق بالأَرض كالعظاء. و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءَت به أَحمر قصیراً مثل الوَحَرَةِ فقد كذب علیها؛ هو بالتحریك ما ذكرناه. و وَحِرَ الرجلُ وَحَراً: أَكل ما دَبَّتْ علیه الوَحَرَةُ أَو شربه فأَثر فیه سَمُّها. و لَبَنٌ وَحِرٌ: وقعت فیه
لسان العرب، ج‌5، ص: 281
الوَحَرَةُ. و لحم وَحِرٌ: دَبَّ علیه الوَحَرُ. قال أَبو عمرو: الوَحَرَةُ إِذا دبت علی اللحم أَوْحَرَتْه، و إِیحارها إِیاه أَن یأْخذَ آكلَه القی‌ءُ و المَشِیُّ. و قال أَعرابی: من أَكل الوَحَرَة، فأُمّه منتحرة، بغائط ذی جحرة. و امرأَة وَحَرةٌ: سوداء دَمیمة، و قیل حمراء. و الوَحَرَةُ من الإِبل: القصیرة. ابن شمیل: الوَحَرُ أَشدّ الغضْب. یقال: إِنه لوَحِرٌ عَلیَّ؛ قال ابن أَحمر: هل فی صُدُورهمُ من ظُلْمنا وَحَرُ؟ الوَحَرُ: الغیظ و الحِقْدُ و بَلابِلُ الصدر و وساوسه، و الوَحَرُ فی الصدر مثل الغِلّ. و‌فی الحدیث: الصومُ یَذْهَبُ بوَحَرِ الصُّدور، و هو بالتحریك: غِشُّه و وساوسه، و قیل: الحقد و الغیظ، و قیل: العداوة. و‌فی الحدیث: من سَرَّه أَن یذهب كثیرٌ من وَحَرِ صدرِه فَلْیَصُمْ شهرَ الصَّبْر و ثلاثةَ أَیام من كل شهر؛ قال الكسائی و الأَصمعی فی قوله وَحِرَ صدرُه: الوَحَرُ غش الصدر و بلابله. و یقال: إِن أَصل هذا من الدُّوَیْبَّة التی یقال لها الوَحَرَةُ، شبهت العداوة و الغلّ ها، شبهوا العداوة و لزوقها بالصدر بالتزاق الوَحَرَةِ بالأَرض. و فی صدره وَحَرٌ و وَحْرٌ أَی وَغْرٌ من غیظ و حقد. و قد وَحِرَ صدره علیّ یَحِرُ وَحَراً، و یَوْحَرُ أَعلی، أَی وَغِرَ، فهو وَحِرٌ. و فی صدره وَحْرٌ، بالتسكین، أَی وَغْرٌ، و هو اسم و المصدر بالتحریك.

ودر؛ ج5، ص: 281

: وَدَّر الرجلَ تَوْدِیراً: أَوقعه فی مَهْلَكَةٍ، و قیل: هو أَن یُغْرِیَهُ حتی یتكلف ما یقع منه فی هَلكَةٍ، یكون ذلك فی الصدق و الكذب، و قیل: إِنما هو إِیرادك صاحبك الهَلَكَةَ. ابن شمیل: تقول وَدَّرْتُ رسولی قِبَلَ بَلْخٍ إِذا بعثته. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد یقول للرجل إِذا تَجَهَّم له و ردّه ردّاً قبیحاً: ودِّرْ وجهك عنی أَی نَحِّه و بَعِّدْه. ابن الأَعرابی: تَهَوَّل فی الأَمر و تَورَّطَ و تَوَدَّرَ بمعنی مال.

وذر؛ ج5، ص: 281

: الوَذْرَةُ، بالتسكین، من اللحم: القطعة الصغیرة مثل الفِدْرَةِ، و قیل: هی البَضْعَةُ لا عظم فیها، و قیل: هی ما قطع من اللحم مجتمعاً عَرْضاً بغیر طُولٍ. و‌فی الحدیث: فأَتینا بثریدة كثیرة الوَذْرِ‌أَی كثیرة قِطَعِ اللحم، و الجمع وَذْرٌ و وَذَرٌ؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: فإِن كان ذلك فوَذْرٌ اسم جمع لا جمع. و وَذَرَه وَذْراً: قَطَعَه. و الوَذْرُ: بَضْعُ اللحم. و قد وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً إِذا بَضَعْتَها بَضْعاً. و وَذَّرْتُ اللحم تَوْذِیراً: قطعته، و كذلك الجُرْح إِذا شرطته. و الوَذْرَتانِ: الشَّفَتانِ؛ عن أَبی عبیدة؛ قال أَبو حاتم: و قد غلط إِنما الوَذْرَتان القطعتان من اللحم فشبهت الشفتان بهما. و عَضُدٌ وذِرَة: كثیرة الوَذْرِ، و امرأَة وَذِرَةٌ: رائحتها رائحة الوَذْرِ، و قیل: هی الغلیظة الشفة. و یقال للرجل: یا ابنَ شَامَّة الوَذْرِ و هو سَبٌّ یكنی به عن القذف. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَنه رُفِعَ إِلیه رجلٌ قال لرجل: یا ابن شامَّة الوَذْرِ، فحَدَّه، و هو من سِبابِ العَرَبِ و ذَمِّهم، و إِنما أَراد یا ابن شامَّة المَذاكیر یعنون الزنا كأَنها كانت تَشُمُّ كَمَراً مختلفة فكنی عنه، و الذكر: قطعة من بدن صاحبه، و قیل: أَرادوا بها القُلَفَ جمع قُلْفَةِ الذكر، لأَنها تقطع، و كذلك إِذا قال له: یا ابن ذات الرایات، و یا ابن مُلْقی أَرحُل الرُّكْبانِ و نحوها، و قال أَبو زید فی قولهم: یا ابن شامّة الوَذْرِ أَراد بها القُلَفَ، و هی كلمة قذف. ابن الأَعرابی: الوَدَفَةُ و الوَذَرَةُ بُظارةُ المرأَة. و‌فی
لسان العرب، ج‌5، ص: 282
الحدیث: شر النساء الوَذِرَةُ المَذِرَةُ‌و هی التی لا تستحی عند الجماع. ابن السكیت: یقال ذَرْ ذا، و دَعْ ذا، و لا یقال وَذَرْتُه و لا وَدَعْتُه، و أَما فی الغابر فیقال یَذَرُه و یَدَعُه و أَصله وَذِرَهُ یَذَرُه مثال وَسِعَه یَسَعُه، و لا یقال واذِرٌ و لا وَادِعٌ، و لكن تركته فأَنا تارك. و قال اللیث: العرب قد أَماتت المصدر من یَذَرُ و الفعلَ الماضی، فلا یقال وَذِرَهُ و لا وَاذِرٌ، و لكن تركه و هو تارك، قال: و استعمله فی الغابر و الأَمر فإِذا أَرادوا المصدر قالوا ذَرْهُ تَرْكاً، و یقال هو یَذَرُه تركاً. و‌فی حدیث أُم زرع: إِنی أَخاف أَن لا أَذَرَه‌أَی أَخاف أَن لا أَترك صفته و لا أَقطعها من طولها، و قیل: معناه أَخاف أَن لا أَقدر علی تركه و فراقه لأَن أَولادی منه و الأَسباب التی بینی و بینه؛ و حكم یَذَرُ فی التصریف حكم یَدَعُ. ابن سیدة: قالوا هو یَذَرُه تَرْكاً و أَماتوا مصدره و ماضیه، و لذلك جاء علی لفظ یَفْعَلُ و لو كان له ماض لجاء علی یَفْعُلُ أَو یَفْعِلُ، قال: و هذا كُلُّه أَو جُلُّه قِیلُ سیبویه. و قوله عز و جل: فَذَرْنِی وَ مَنْ یُكَذِّبُ بِهٰذَا الْحَدِیثِ؛ معناه كِلْه إِلیّ و لا تَشْغَلْ قَلْبَكَ به فإِنی أُجازیه. و حكی عن بعضهم: لم أَذِرْ وَرائی شیئاً، و هو شاذ، و الله أَعلم.

ورر؛ ج5، ص: 282

: الوَرَّةُ: الحَفِیرَةُ. و من كلامهم: أَرَّة فی وَرَّةٍ. وَ وَرْوَرَ نَظَرَه. أَحَدَّه. و ما كلامُه إِلا وَرْوَرَةً إِذا كان یُسْرِعُ فی كلامه. الفراء: الوَرْوَرِیُّ الضعیف البصر. و الوَرُّ: الوَرِكُ، و قیل: الوَرَّةُ، بالهاء، و الوَرِكُ.

وزر؛ ج5، ص: 282

: الوَزَرُ: المَلْجَأُ، و أَصل الوَزَرِ الجبل المنیع، و كلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ. و فی التنزیل العزیز: كَلّٰا لٰا وَزَرَ؛ قال أَبو إِسحق: الوَزَرُ فی كلام العرب الجبل الذی یُلْتَجَأُ إِلیه، هذا أَصله. و كل ما الْتَجَأْتَ إِلیه و تحصنت به، فهو وَزَرٌ. و معنی الآیة لا شی‌ء یعتصم فیه من أَمر الله. و الوِزْرُ: الحِمْلُ الثقیل. و الوِزْرُ: الذَّنْبُ لِثِقَلهِ، و جمعهما أَوْزارٌ. و أَوْزارُ الحرب و غیرها: الأَثْقالُ و الآلات، واحدها وِزرٌ؛ عن أَبی عبید، و قیل: لا واحد لها. و الأَوْزارُ: السلاح؛ قال الأَعشی: و أَعْدَدْت للحربِ أَوْزارَها رِماحاً طِوالًا و خَیْلًا ذُكُورَا قال ابن بری: صواب إِنشاده فأَعددتَ، و فتح التاء لأَنه یخاطب هَوْذةَ بن علی الحنفی؛ و قبله: و لما لُقِیتَ مع المُخْطِرِین وَجَدْتَ الإِلهَ علیهم قَدِیرَا المخطرون: الذین جعلوا أَهلهم خَطَراً و أَنفسهم، إِما أَن یظفروا أَو یظفر بهم، و وضعت الحربُ أَوْزارَها أَی أَثقالها من آلة حرب و سلاح و غیره. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا؛ و قیل: یعنی أَثقال الشهداء لأَنه عز و جل یُمَحِّصُهم من الذنوب. و‌قال الفراء: أَوْزٰارَهٰا آثامها و شِرْكها حتی لا یبقی إِلا مُسْلم أَو مُسالم، قال: و الهاء فی أَوْزٰارَهٰا للحرب، و أَتت بمعنی أَوزار أَهلها. الجوهری: الوَزَرُ الإِثم و الثِّقْلُ و الكارَةُ و السلاحُ. قال ابن الأَثیر: و أَكثر ما یطلق فی الحدیث علی الذنب و الإِثم. یقال: وَزَرَ یَزِرُ إِذا حمل ما یُثْقِلُ ظهرَه من الأَشیاء المُثْقِلَةِ و من الذنوب. و وَزَرَ وِزْراً: حمله. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْریٰ*؛ أَی لا یؤخذ أَحد
لسان العرب، ج‌5، ص: 283
بذنب غیره و لا تحملُ نفسٌ آثمةٌ وِزْرَ نَفْسٍ أُخری، و لكن كلٌّ مَجْزِیٌّ بعمله. و الآثام تسمی أَوْزاراً لأَنها أَحمال تُثْقِلُه، واحدها وِزْرٌ، و قال الأَخفش: لا تأْثَمُ آثِمَةٌ بإِثم أُخری. و‌فی الحدیث: قد وضعت الحرب أَوزارها‌أَی انقضی أَمرها و خفت أَثقالها فلم یبق قتال. و وَزَرَ وَزْراً و وِزْراً و وِزْرَةً: أَثم؛ عن الزجاج. وَ وُزِرَ الرجلُ: رُمِیَ بِوِزْرٍ. و‌فی الحدیث: ارْجِعْنَ مأْزُورات غیر مأْجورات؛ أَصله موْزورات و لكنه أَتبع مأْجورات، و قیل: هو علی بدل الهمزة من الواو فی أُزِرَ، و لیس بقیاس، لأَن العلة التی من أَجلها همزت الواو فی وُزِرَ لیست فی مأْزورات. اللیث: رجل مَوْزُورٌ غیر مأْجور، و قد وُزِرَ یُوزَرُ، و قد قیل: مأْزور غیر مأْجور، لما قابلوا الموزور بالمأْجور قلبوا الواو همزة لیأْتلف اللفظان و یَزْدَوِجا، و قال غیره: كأَن مأْزوراً فی الأَصل مَوْزُورٌ فَبَنَوْه علی لفظ مأْجور. و اتَّزَرَ الرجلُ: رَكِبَ الوِزْرَ، و هو افْتَعَلَ منه، تقول منه: وَزِرَ یَوْزرُ و وَزَرَ یَزِرُ و وُزِرَ یُوزَرُ، فهو موزورٌ، و إِنما قال فی الحدیث مأْزورات لمكان مأْجورات أَی غیر آثمات، و لو أَفرد لقال موزورات، و هو القیاس، و إِنما قال مأْزورات للازدواج. و الوَزِیرُ: حَبَأُ المَلِكِ الذی یحمل ثِقْلَه و یعینه برأْیه، و قد اسْتَوْزَرَه، و حالَتُه الوَزارَةُ و الوِزارَةُ، و الكسر أَعلی. و وَازَرَه علی الأَمر: أَعانه و قوّاه، و الأَصل آزره. قال ابن سیدة: و من هاهنا ذهب بعضهم إِلی أَن الواو فی وزیر بدل من الهمزة؛ قال أَبو العباس: لیس بقیاس لأَنه إِذا قل بدل الهمزة من الواو فی هذا الضرب من الحركات فبدل الواو من الهمزة أَبعد. و فی التنزیل العزیز: وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی؛ قال: الوزیر فی اللغة اشتقاقه من الوَزَرِ، و الوَزَرُ الجبلُ الذی یعتصم به لیُنْجی من الهلاك، و كذلك وَزِیرُ الخلیفة معناه الذی یعتمد علی رأْیه فی أُموره و یلتجئ إِلیه، و قیل: قیل لوزیر السلطان وَزِیرٌ لأَنه یَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِلیه من تدبیر المملكة أَی یحمل ذلك. الجوهری: الوَزِیرُ المُوازِرُ كالأَكِیلِ المُواكِلِ لأَنه یحمل عنه وِزْرَه أَی ثقله. و قد اسْتُوزِرَ فلان، فهو یُوازِرُ الأَمیر و یَتَوَزَّرُ له. و‌فی حدیث السَّقِیفة: نحن الأُمراء و أَنتم الوزراء، جمع وزیر و هو الذی یُوازِرُه فیحمل عنه ما حُمِّلَه من الأَثقال و الذی یلتجئ الأَمیر إِلی رأْیه و تدبیره، فهو ملجأٌ له و مَفْزَعٌ. و وَزَرْتُ الشی‌ءَ أَزِرُه وزْراً أَی حملته؛ و منه قوله تعالی: وَ لٰا تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْریٰ*. أَبو عمرو: أَوْزَرْتُ الشی‌ء أَحرزته، و وَزَرْتُ فلاناً أَی غلبته؛ و قال: قد وَزَرَتْ جِلَّتَها أَمْهارُها التهذیب: و من باب وَزَرَ قال ابن بُزُرج یقول الرجل منا لصاحبه فی الشركة بینهما: إِنك لا تَوَزَّرُ حُظُوظَةَ القوم. و یقال: قد أَوْزَرَ الشی‌ءَ ذهب به و اعْتَبَأَه. و یقال: قد اسْتَوْزَرَه. قال: و أَما الاتِّزارُ فهو من الوِزْر، و یقال: اتَّزَرْتُ و ما اتَّجَرْتُ، و وَزَرْتُ أَیضاً. و یقال: وازَرَنی فلان علی الأَمر و آزَرَنی، و الأَوّل أَفصح. و قال: أَوْزَرْتُ الرجل فهو مُوزَرٌ جعلت له وَزَراً یأْوی إِلیه، و أَوْزَرْتُ الرجل من الوِزْرِ، و آزَرْتُ من المُوازَرَةِ و فعلتُ منها أَزَرْتُ أَزْراً و تَأَزَّرْتُ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 284‌

وشر؛ ج5، ص: 284

: وَشَرَ الخَشَبَةَ وشْراً بالمِیشار، غیر مهموز: نَشَرَها، لغة فی أَشَرها. و المئشار: ما وُشِرَتْ به. و الوَشْرُ: لغة فی الأَشْرِ. الجوهری: و الوَشْرُ أَن تُحَدِّدَ المرأَةُ أَسنانها و تُرَقِّقَها. و‌فی الحدیث: لعن الله الواشرةَ و المُوتَشِرَةَ؛ الواشرة: المرأَة التی تحدّد أَسنانها و ترقق أَطرافها، تفعله المرأَة الكبیرة تتشبه بالشواب، و الموتشرة: التی تأْمر من یفعل بها ذلك؛ قال: و كأَنه من وشَرْتُ الخشبة بالمِیْشار، غیر مهموز، لغة فی أَشَرْتُ.

وصر؛ ج5، ص: 284

: الوِصْرُ: السِّجِلُّ؛ و جمعه أَوْصارٌ. و الوَصِیرَةُ: الصَّكُ، كلتاهما فارسیة معرّبة. اللیث: الوَصَرَّةُ معربة و هی الصك و هو الأَوْصَرُ؛ و أَنشد: و ما اتَّخَذْتُ صَدَاماً لِلمُكُوثِ بها و ما انْتَقَیْتُكَ إِلا لِلوَصَرَّاتِ و‌روی عن شریح فی الحدیث: أَن رجلین احتكما إِلیه فقال أَحدهما: إِن هذا اشتری منی داراً و قبض منی وِصْرَها فلا هو یعطینی الثمن و لا هو یردّ إِلی الوِصْرَ؛ الوِصْرُ، بالكسر: كتاب الشراء، و الأَصل إِصْرٌ، سمی إِصْراً لأَن الإِصْرَ العهد، و سمی كتاب الشروط كتاب العهد و الوثائق، قلبت الهمزة واواً، و جمع الوِصْر أَوْصارٌ؛ و قال عدی بن زید: فأَیُّكُمْ لم یَنَلْه عُرْفُ نائِلِه دَثْراً سَواماً، و فی الأَرْیافِ أَوصارَا أَی أَقطعكم و كتب لكم السجلات فی الأَریاف. الجوهری: الوِصْرُ لغة فی الإِصْرِ، و هو العهد، كما قالوا إِرث و وِرْثٌ و إِسادَةٌ و وِسادَةٌ، و الوِصْرُ: الصَّكُ و كتاب العهد، و الله أَعلم.

وضر؛ ج5، ص: 284

: الوَضَرُ: الدَّرَنُ و الدَّسَمُ. ابن سیدة: الوَضَرُ وسَخُ الدسمِ و اللبن و غُسالَةُ السِّقاء و القصعة و نحوهما؛ و أَنشد: إِن تَرْحضُوها تَزدْ أَعْراضُكم طَبَعاً أَو تَتْرُكوها فَسُودٌ ذاتُ أَوْضارِ ابن الأَعرابی: یقال للفُنْدُورَةِ وَضْرَی و قد وَضِرَت القصعةُ تَوْضَرُ وَضَراً أَی دَسِمَتْ؛ قال أَبو الهندی و اسمه عبد المؤْمن بن عبد القدوس: سَیُغْنِی أَبا الهِنْدِیِّ عن وَطْبِ سالمٍ أَبارِیقُ، لم یَعْلَقْ بها وَضَرُ الزُّبْدِ مُفَدَّمَةٌ قَزّاً، كأَنَّ رِقابَها رِقابُ بناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ الوَطْبُ: زِقُّ اللبن، و هو فی البیت زق الخمر. و المُفَدَّم: الإِبریق الذی علی فمه فِدَامٌ، و هو خِرْقَةٌ من قَزٍّ أَو غیره. و شبه رقابها فی الإِشراف و الطول برقاب بنات الماء، و هی الغَرانِیقُ، لأَنها إِذا فَزِعَت نصبت أَعناقها. وَ وَضِرَ الإِناءُ یَوْضَرُ وَضَراً إِذا اتسخ، فهو وَضِرٌ، و یكون الوَضَرُ من الصُّفْرَة و الحُمرة و الطِّیب. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: رأَی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، به وَضَراً من صفرة فقال له: مَهْیَمْ؛ المعنی أَنه رأَی به لَطْخاً من خَلُوق أَو طیب له لون فسأَل عنه فَأَخبره أَنه تزوَّج، و ذلك من فعل العروس إِذا دخل علی زوجته. و الوَضَرُ: الأَثر من غیر الطیب. قال: و الوَضَرُ ما یشمه الإِنسان من ریح یجده من طعام فاسد. أَبو عبیدة: یقال لبقیة الهِناءِ و غیره الوَضَرُ. و‌فی الحدیث فجعل یأْكل و یتتبع باللقمة وَضَرَ الصَّحْفَةِ‌أَی دَسَمَها و أَثَرَ الطعامِ فیها. و‌فی
لسان العرب، ج‌5، ص: 285
حدیث أُمّ هانئ، رضی الله عنها: فَسَكَبْتُ له فی صَحْفَة إِنی لأَرَی فیها وَضَرَ العجین؛ و امرأَة وَضِرَةٌ و وَضْرَی؛ قال: إِذا مَلا بَطْنَه أَلْبانُها حَلَباً باتَتْ تُغَنِّیهِ وَضْرَی ذاتُ أَجْراسِ أَراد ملأَ فأَبدل للضرورة، قال: و مثله كثیر.

وطر؛ ج5، ص: 285

: اللیث: الوَطَرُ كلُّ حاجةٍ كان لصاحبها فیها همة، فهی وَطَرُه، قال: و لم أَسمع لها فعلًا أَكثر من قولهم قضیت من أَمر كذا وَطَرِی أَی حاجتی، و جمع الوَطَرِ أَوْطارٌ. قال الله تعالی: فَلَمّٰا قَضیٰ زَیْدٌ مِنْهٰا وَطَراً؛ قال الزجاج: الوَطَرُ فی اللغة و الأَرَبُ بمعنی واحد، ثم قال: قال الخلیل الوَطَرُ كل حاجة یكون لك فیها هِمَّةٌ، فإِذا بلغها البالغ قیل: قضی وَطَرَه و أَرَبَهُ، و لا یبنی منه فعل.

وعر؛ ج5، ص: 285

: الوَعْرُ: المكانُ الحَزْنُ ذو الوُعُورَةِ ضدّ السَّهْل؛ طریقٌ وَعْرٌ و وَعِرٌ و وَعِیرٌ و أَوْعَرُ، و جمع الوَعِرِ أَوْعُرٌ؛ قال یصف بحراً: و تارَةً یُسْنَدُ فی أَوْعُرِ و الكثیر وعُورٌ و جمع الوَعِرِ و الوَعِیرِ أَوْعارٌ، و قد وَعُرَ یَوْعُرُ و وَعَرَ یَعِرُ وَعْراً و وُعُورَةً و وَعارَةً و وُعُوراً و وَعِرَ وَعَراً و وُعُورَةً و وَعارَةً. و یقال: رمل وَعِرٌ و مكان وَعِرٌ و قد تَوَعَّر، و حكی اللحیانی: وَعِرَ یَعِرُ كَوَثِقَ یَثِقُ. و أَوْعَرَ به الطریقُ: وَعُرَ علیه أَو أَفْضَی به إِلی وَعْرٍ من الأَرض، و جبل وَعْرٌ، بالتسكین، و وَاعِرٌ، و الفعل كالفعل. قال الأَصمعی: لا تَقُلْ وَعِرٌ. و أَوْعَرَ القومُ: وقعوا فی الوَعْرِ. و‌فی حدیث أُم زرع: زَوْجِی لَحْمُ جَمَلٍ غَثّ علی جبلٍ وَعْرٍ لا سَهْلٌ فیُرْتَقَی و لا سَمِینٌ فَیُنْتَقَی‌أَی غلیظ حَزْنٌ یصعُب الصعود إِلیه؛ شبهته بلحم هزیل لا ینتفع به و هو مع هذا صعب الوصول و المَنالِ. قال الأَزهری: و الوُعُورَة تكون غِلَظاً فی الجبل و تكون وُعُوثَة فی الرمل. و الوَعْرُ: المكانُ الصُّلْبُ. و الوَعْرُ: الموضعُ المُخِیفُ الوَحْشُ. و اسْتَوْعَرُوا طرِیقَهم: رأَوْه وَعْراً. و تَوَعَّرَ علیَّ: تَعَسَّر أَی صار وَعْراً، و وَعَّرْتُه أَنا تَوْعِیراً. و الوُعُورَةُ: القِلَّةُ؛ قال الفرزدق: وَفَتْ ثمَّ أَدَّتْ لا قَلِیلًا و لا وَعْرَا یصف أُم تمیم لأَنها وَلَدَتْ فأَنْجَبَتْ و أَكْثَرَتْ. و وَعُرَ الشی‌ءُ وعارَةً و وُعُورَةً: قَلَّ. و أَوْعَرَه: قَلَّلَه. و أَوْعَرَ الرجلُ: قَلَّ مالُه. وَ وَعِرَ صدرُه علیَّ: لغة فی وَغرَ، و زعم یعقوب أَنها بدل، قال: لأَن الغین قد تبدل من العین، و قال الأَزهری: هما لغتان بالعین و الغین. و الوَعْرُ: المكان الصُّلب. و وَعَرَ الرجلَ و وَعَّرَه: حبسه عن حاجته و وجْهَتِه. و فلان وَعْرُ المعروف أَی قلیله. و أَوْعَرَه: قَلَّلَه، و مطلب وَعْرٌ. یقال: قلیل وَعْرٌ و وَتْحٌ، وعر إِتباع له. قال الأَزهری: یقال قلیل شَقْنٌ و وَتْحٌ و وَعْرٌ، و هی الشُّقُونَة و الوُتُوحَةُ و الوُعُورَةُ بمعنی واحد. و قال الأَصمعی: شَعَرٌ مَعِرٌ وَعِرٌ زَمِرٌ بمعنی واحد. و وُعَیْرَةُ: موضع؛ قال كثیر عزة: فأَمْسَی یَسُحُّ الماءَ فوقَ وُعَیْرَةٍ له باللِّوَی و الوَادِیَیْنِ حَوائِرُ و الأَوْعارُ: موضع بالسَّماوَةِ سَماوَةِ كَلْبٍ؛ قال الأَخطل: فی عانَةٍ رَعَتِ الأَوْعارَ، صَیْفَتَها حتی إِذا زَهِمَ الأَكْفالُ و السُّرَرُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 286‌

وغر؛ ج5، ص: 286

: الوَغْرَةُ: شدَّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ. و الوَغْرُ: احتراق الغیظ، و منه قیل: فی صدره علیَّ وَغْرٌ، بالتسكین، أَی ضِغْنٌ و عداوة و تَوَقُّدٌ من الغیظ، و المصدر بالتحریك. و یقال: وَغِرَ صدرُه علیه یَوْغَرُ وَغَراً و وَغَر یَغِرُ إِذا امتلأَ غیظاً و حقداً، و قیل: هو أَن یحترق من شدة الغیظ. و یقال: ذهب وَغَرُ صدره و وَغَم صدره أَی ذهب ما فیه من الغِلِّ و العداوة، و لقیته فی وَغْرَةِ الهاجرة: و هو حین تتوسط الشمس السماء. و قوله‌فی حدیث الإِفك: فأَتینا الجیشَ مُوغِرِین فی نَحْرِ الظَّهیرة‌أَی فی وقت الهاجرة وقت توسط الشمس السماء. یقال: وَغَرَتِ الهاجرة وَغْراً أَی رَمِضَتْ و اشتدّ حرها، و یقال: نزلنا فی وَغْرَةِ القَیْظِ علی ماء كذا. و أَوغَرَ الرجلُ: دخل فی ذلك الوقت، كما یقال: أَظهر إِذا دخل فی وقت الظهر. و یروی‌فی الحدیث: فأَتینا الجیشَ مُغَوِّرِینَ.و أَوغَرَ القومُ: دخلوا فی الوَغْرَةِ. و الوَغْرُ و الوَغَرُ: الحِقْدُ و الذَّحْلُ، و أَصله من ذلك، و قد وَغِرَ صدره یَوْغَرُ وَغَراً و وَغَرَ یَغِرُ وَغْراً فیهما، قال: و یَوْغَرُ أَكثر، و أَوْغَرَه و هو واغِرُ الصدر علیّ. و‌فی الحدیث: الهَدِیَّةُ تُذْهِبُ وَغَرَ الصدر؛ هو بالتحریك الغِلُّ و الحرارة، و أَصله من الوَغْرَة و شدة الحرّ؛ و منه‌حدیث مازن، رضی الله عنه: ما فی القلوب علیكُمْ، فاعْلَموا، وَغَرُ‌و‌فی حدیث المغیرة: واغِرَةُ الضمیر، و قیل: الوَغَرُ تَجَرُّع الغیظ و الحقد. و التَّوْغِیرُ: الإِغراء بالحقد؛ و أَنشد سیبویه للفرزدق: دَسَّتْ رَسُولًا بأَنَّ القومَ، إن قَدَروا علیكَ، یَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوغِیرِ و أَوغَرْتُ صدرَه علی فلان أَی أَحْمَیْتُه من الغیظ. و الوَغِیرُ: لحم یُشْوَی علی الرَّمْضاءِ. و الوَغِیرُ: اللبن تُرْمی فیه الحجارَةُ المُحْماةُ ثم یُشْرَبُ؛ و المستوغِرُ بن ربیعةَ الشاعرُ المعروف منه، سمی بذلك لقوله یصف فرساً عرقت: یَنِشُّ الماءُ فی الرَّبَلاتِ منها نَشِیشَ الرَّضْفِ فی اللبنِ الوَغِیرِ و الرَّبَلات: جمع رَبْلَةٍ و رَبَلَة، و هی باطن الفخذ. و الرَّضْف: حجارة تحمی و تطرح فی اللبن لیَجْمُد، و قیل: الوغِیرُ اللبن یُغْلی و یُطْبَخُ. الجوهری: الوَغِیرَةُ اللبن یُسَخَّنُ بالحجارة المحماة، و كذلك الوغیر. ابن سیدة: و الوَغِیرَةُ اللبن وحده مَحْضاً یسخن حتی یَنْضَجَ، و ربما جعل فیه السمن، و قد أَوغَرَه، و كذلك التوغِیرُ؛ قال الشاعر: فَسائِلْ مُراداً عن ثلاثةِ فِتْیَةٍ و عن أُثْر ما أَبْقی الصَّرِیحُ المُوَغَّرُ و الإِیغارُ: أَن تُسخن الحجارة و تُحْرِقَها ثم تلقیها فی الماء لتسخنه. و قد أَوغَرَ الماءَ إِیغاراً إِذا أَحرقه حتی غلی؛ و منه المثل: كَرِهَتِ الخنازِیرُ الحَمِیمَ المُوغَرَ، و ذلك لأَن قوماً من النصاری كانوا یَسْمُطون الخنزیر حیًّا ثم یَشْوُونه؛ قال الشاعر: و لقد رأَیتُ مكانَهم فكرِهْتُهمْ كَكَراهَةِ الخِنزیرِ للإِیغار وَ وَغْرُ الجیشِ: صوتهم و جَلَبَتُهُمْ؛ قال ابن مقبل: فی ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِیلُ السَّرابِ به كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادینا المَرْتُ: القَفْر الذی لا نبات له. و عساقیل السراب: قِطَعُه، واحدها عُسْقُول؛ شبه أَصوات القطا فیه
لسان العرب، ج‌5، ص: 287
بأَصوات رجال حادین، و الأَلف فی آخره للإِطلاق؛ و قال الراجز: كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ لیلٌ، و رِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ الوَغْرُ: الصوت. و وَغَرُهُمْ: كَوَغْرِهم؛ و لم یحك ابن الأَعرابی فی وَغْرِ الجیش إِلا الإِسكانَ فقط، و صرح بأَن الفتح لا یجوز. و الإِیغارُ: المستعمل فی باب الخراج، قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً صحیحاً. غیره: یقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَی استوفاه، و فی التهذیب: وَغَرَ. و یقال: الإِیغار أَن یُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ یجعلها له من غیر خراج. قال: و قد یسمی ضمانُ الخراج إِیغاراً، و هی لفظة مولَّدة، و قیل: الإِیغار أَن یُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه فی بلد و یُحَوِّلَ مثلَه إِلی بلد آخر فیكون ساقطاً عن الأَوّل و راجعاً إِلی بیت المال، و قیل: سمی الإِیغارَ لأَنه یُوغِرُ صدور الذین یزاد علیهم خَراجٌ لا یلزمهم. و أَوْغرْتُ صدرَه أَی أَوقدته من الغیظ و أَحمیته. أَبو سعید: أَوغَرْتُ فلاناً إِلی كذا أَی أَلجأْته؛ و أَنشد: و تَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ قد أَوْغَرَتْكَ إِلی صِباً و مُجُونِ أَی أَلجأَتك إِلی الصبا. قال: و اشتقاقه من إِیغار الخراج و هو أَن یؤدی الرجل خراجه إِلی السلطان الأَكبر فراراً من العمال. یقال: أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك. قال ابن سیدة: و هو بالواو لوجود أَوْغَرَ و عدم أَیْغَر، و الله تعالی أَعلم.

وفر؛ ج5، ص: 287

: الوَفْرُ من المال و المتاع: الكثیرُ الواسعُ، و قیل: هو العامُّ من كل شی‌ء، و الجمع وُفُورٌ؛ و قد وَفَرَ المالُ و النباتُ و الشی‌ءُ بنفسه وَفْراً و وُفُوراً وَ فِرَةً. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: و لا ادَّخَرْتُ من غنائمها وَفْراً؛ الوَفْرُ: المال الكثیر، و فی التهذیب: المال الكثیر الوافر الذی لم ینقص منه شی‌ء، و هو موفور و قد وَفَرْناه فِرَةً، قال: و المستعمل فی التعدّی وفَّرْناه تَوْفِیراً. و‌فی الحدیث: الحمد لله الذی لا یَفِرُه المَنْعُ‌أَی لا یُكْثِرُه من الوافِر الكثیر. یقال: وَفَرَه یَفِرُه كوَعَدَه یَعِدُه. و أَرض وَفْراءُ: فی نباتها فِرَةٌ. و هذه أَرض فی نباتها وَفْرٌ و وَفْرَةٌ و فِرَةٌ أَیضاً أَی وُفُورٌ لم تُرْعَ. و الوَفْراءُ: الأَرضُ التی لم یَنْقُصْ من نبتها؛ قال الأَعشی: عَرَنْدَسَةٌ لا یَنْقُصُ السَّیْرُ غَرْضَها كأَحْقَبَ بالوَفْراءِ جَأْبٍ مُكَدَّمِ العرندسة: الشدیدة من النوق. و الغَرْضُ للرَّحْلِ: بمنزلة الحزام للسرج؛ یرید أَنها لا تَضْمُر فی سیرها و كَلالها فَیَقْلَقَ غَرْضُها. و یقال: إِنها لعظم جوفها تستوفی الغَرْضَ. و الأَحقب: الحمار الذی بموضع الحَقَبِ منه بیاض، و إِنما تشبه الناقة بالعیر لصلابته، و لهذا یقال فیها عَیْرانة. و الجأْب: الغلیظ. و مكدَّم: مُعَضَّض أی كَدَّمَتْهُ الحمیر و هو یطردها عن عانته. و وَفَّرَ علیه حقه تَوْفِیراً و استوفَرَه أَی استوفاه و تَوَفَّرَ علیه أی رَعی حُرُماتِه. و یقال: هم مُتوافِرونَ أَی هم كثیر. و وَفُرَ الشی‌ءُ وَفْراً و فِرَةً و وفَّره: كثره، و كذلك وَفَرَه مالَه وَفْراً و فِرَةً. و وَفَّرَه: جعله وافِراً. و وَفَرَه عِرْضَه و وَفَّره له: لم یَشْتِمْه كأَنه أَبقاه له كثیراً طیباً لم یَنْقُصْه بشتم؛ قال
لسان العرب، ج‌5، ص: 288
: أَلِكْنِی، وَ فِرْ لابنِ الغَرِیرَةِ عِرْضَه إِلی خالِدٍ من آلِ سَلْمی بنِ جَنْدَلِ و وَفُرَ عِرْضُه و وَفَرَ وُفوراً: كَرُمَ و لم یُبْتَذَلْ، قال: و هو من الأَوّل «3»، و فی التنزیل العزیز: جَزٰاءً مَوْفُوراً؛ هو من وَفَرْتُه أَفِرُه وَفْراً و فِرَةً، و هذا متعد، و اللازم قولك وَفَرَ المالُ یَفِرُ وُفوراً و هو وافر، و سِقاءٌ أَوْفَرُ، و هو الذی لم ینقص من أَدیمه شی‌ء، و الموفور: الشی‌ء التام؛ و وَفَرْتُ الشی‌ءَ وَفْراً. و قولهم: تُوفَرُ و تُحْمَدُ من قولك وَفَرْتُه عِرْضَه و ماله. قال الفراء: إِذا عُرِضَ علیك الشی‌ء تقول تُوفَرُ و تُحْمَدُ، و لا تقل تُوثَر؛ یُضْرَب هذا المثل للرجل تعطیه الشی‌ء فیردُّه علیك من غیر تسخُّط؛ و قول الراجز: كأَنها من بُدُنٍ و إِیفارْ دَبَّتْ علیها ذَرِباتُ الأَنْبارْ إِنما هو من الوفور و التمام. یقول: كأَنها مما أَوْفَرَها الراعی دَبَّتْ علیها الأَنْبار، و یروی: و استیفار، و المعنی واحد، و یروی: و إِیغار من أَوغَرَ العاملُ الخراج أَی استوفاه، و یروی بالقاف من أَوقَرَه أَی أَثقله. و وَفَرَ الشی‌ءَ: أَكمَلَهُ. و وَفَرَ الثوبَ: قطعه وافراً؛ و كذلك السقاء إِذا لم یقطع من أَدیمه فَضْلٌ. و مَزادة وَفْراءُ: وافِرَةُ الجلد تامة لم یُنْقَصْ من أَدیمها شی‌ء، و سِقاءٌ أَوْفَرُ؛ قال ذو الرمة: وَفْراءَ غَرْفِیَّةٍ أَثْأَی خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَیَّعَتْهُ بَیْنَها الكُتَبُ «4» و الوفْراءُ أَیضاً: الملأَی المُوَفَّرَةُ المِلْ‌ءِ. و تَوَفّرَ فلانٌ علی فلان بِبِرّه، و وَفَّرَ اللهُ حظه من كذا أَی أَسبغه. و الموفورُ فی العروض: كل جزء یجوز فیه الزحاف فیسلم منه؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَبی إِسحق، قال: و قال مرة الموفور ما جاز أَن یخرم فلم یخرم، و هو فعولن و مفاعلین و مفاعلتن، و إِن كان فیها زحاف غیر الخرم لم تخلُ من أَن تكون موفورة، قال: و إِنما سمیت موفورة لأَن أَوتادها توفرت. و أُذُنٌ وَفْراءُ: ضَخْمَةُ الشحمة عظیمة؛ و قول الشاعر: و ابْعَثْ یَساراً إِلی وَفْرٍ مُدَمَّعَةٍ و اجْدَحْ إِلیها … معناه أَنه لم یُعْطُوا منها الدیات فهی موفورةٌ، یقول له: أَنت راع، و وَفَرَه عطاءَه إِذا رَدَّه علیه و هو راضٍ أَو مستقل له. و الوَفْرَةُ: الشعر المجتمع علی الرأْس، و قیل: ما سال علی الأُذنین من الشعر، و الجمع وِفارٌ؛ قال كثیر عزة: كأَنَّ وِفارَ القومِ تحتَ رِحالِها إِذا حُسِرَتْ عنها العمائمُ، عُنْصُلُ و قیل: الوَفْرَةُ أَعظم من الجُمَّةِ؛ قال ابن سیدة: و هذا غلط إِنما هی وَفْرَةٌ ثم جُمَّة ثم لِمَّة. و الوَفْرَةُ: ما جاوز شحمة الأُذنین، و اللِّمَّةُ: ما أَلمَّ بالمَنْكِبَینِ. التهذیب: و الوَفْرَةُ الجُمَّة من الشعر إِذا بلغت الأُذنین، و قد وَفَرَها صاحبها، و فلان مُوَفَّرُ الشعر؛ و قیل: الوَفْرَةُ الشعرة إِلی شمحة الأُذن ثم الجُمَّة ثم اللِّمَّةُ. و‌فی حدیث أَبی رِمْثَةَ: انطلقتُ مع أَبی نَحْوَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فإِذا هو ذو
(3). قوله [و هو من الأول] لعل المراد أنه من باب ضرب أو هو محرف عن و هو من اللازم بدلیل ما بعده (4). قوله [مشلشل] أی مقطر، نعت لسرب كما نص علیه الصحاح. و الكتب جمع كتبه كغرفة و غرف: خروف الخرز. و أثأی: خرم. و الخوارز: جمع خارزة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 289
وَفْرَة فیها رَدْعٌ من حِنَّاء؛ الوَفْرَة: شَعر الرأْس إِذا وصل إِلی شحمة الأُذن. و الوافِرَةُ: أَلْیَةُ الكبش إِذا عظمت، و قیل: هی كل شحمة مستطیلة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و عَلَّمنَا الصَّبْرَ آباؤُنا و خُطَّ لنا الرَّمْیُ فی الوافِرَه الوافرة: الدنیا، و قیل: الحیاة. و الوافِرُ: ضَرْب من العَرُوض، و هو مفاعلتن مفاعلتن فعولن، مرتین، أَو مفاعلتن مفاعلتن، مرتین، سمی هذا الشطر وافراً لأَن أَجزاءه موفرةٌ له وُفورَ أَجزاء الكامل، غیر أَنه حذف من حروفه فلم یكمل.

وقر؛ ج5، ص: 289

: الوَقْرُ: ثِقَلٌ فی الأُذن، بالفتح، و قیل: هو أَن یذهب السمع كله، و الثِّقَلُ أَخَفُّ من ذلك. و قد وَقِرَتْ أُذنه، بالكسر، تَوْقَرُ وقْراً أَی صَمَّتْ، و وَقَرَتْ وَقْراً. قال الجوهری: قیاس مصدره التحریك إِلا أَنه جاء بالتسكین، و هو موقور، و وَقَرَها الله یَقِرُها وَقْراً؛ ابن السكیت: یقال منه وُقِرَتْ أُذُنُه علی ما لم یسم فاعله تُوقَرُ وَقْراً، بالسكون، فهی موقورة، و یقال: اللهم قِرْ أُذُنَه. قال الله تعالی: وَ فِی آذٰانِنٰا وَقْرٌ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: تَسْمَعُ به بعد الوَقْرَةِ؛ هی المرّة من الوَقْرِ، بفتح الواو: ثِقَلُ السمع. و الوِقْرُ: بالكسر: الثِّقْلُ یحمل علی ظهر أَو علی رأْس. یقال: جاء یحمل وِقْرَه، و قیل: الوِقْرُ الحِمْل الثقیل، و عَمَّ بعضهم به الثقیل و الخفیف و ما بینهما، و جمعه أَوقارٌ. و قد أَوقَرَ بعیرَه و أَوْقَرَ الدابة إِیقاراً و قِرَةً شدیدةً، الأَخیرة شاذة، و دابَّةٌ وَقْرَی: مُوقَرَةٌ؛ قال النابغة الجعدی: كما حُلَّ عن وَقْرَی، و قد عَضَّ حِنْوُها بغارِبها حتی أَرادَ لیَجْزِلا قال ابن سیدة: أَری وَقْرَی مصدراً علی فَعْلی كحَلْقی و عَقْرَی، و أَراد: حُلَّ عن ذات وَقْرَی، فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه. قال: و أَكثر ما استعمل الوِقْرُ فی حِمل البغل و الحمار و الوَسْقُ فی حمل البعیر. و‌فی حدیث عمر و المجوس: فأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَو بغلین من الوَرِقِ؛ الوِقْرُ، بكسر الواو: الحِمْلُ یرید حمل بغل أَو حملین أَخِلَّةً من الفضة كانوا یأْكلون بها الطعام فأَعْطَوْها لیُمَكَّنُوا من عادتهم فی الزَّمْزَمَةِ؛ و منه‌الحدیث: لعله أَوقَرَ راحلته ذهباً‌أَی حَمَّلَها وِقْراً. و رجل مُوقَرٌ: ذو وِقْرٍ؛ أَنشد ثعلب: لقد جَعَلَتْ تَبْدُو شَواكِلُ منكما كأَنَّكما بی مُوقَرانِ من الجَمْرِ و امرأَةٌ مُوقَرَةٌ: ذاتُ وِقْرٍ. الفراء: امرأَة مُوقَرَة، بفتح القاف، إِذا حملت حملًا ثقیلًا. و أَوْقَرَتِ النخلةُ أَی كَثُرَ حَمْلُها؛ و نخلة مُوقِرَة و مُوقِرٌ و موقَرة و مُوقَر و مِیقار؛ قال: من كُلِّ بائنة تَبِینُ عُذُوقُها منها، و خاصِبَةٍ لها مِیقارِ قال الجوهری: نخلة مُوقَرٌ علی غیر القیاس لأَن الفعل لیس للنخلة، و إِنما قیل مُوقِر، بكسر القاف، علی قیاس قولك امرأَة حامل لأَن حمل الشجر مشبه بحمل النساء، فأَما موقَر، بالفتح، فشاذ، قد روی فی قول لبید یصف نخلًا: عَصَبٌ كَوارِعُ فی خَلیج مُحَلِّمٍ حَمَلَتْ، فمنها موقَر مَكْمُومُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 290
و الجمع مَواقِر؛ و أَما قول قُطْبَة بن الخضراء من بنی القَیْنِ: لمن ظُعُنٌ تَطالَعُ من سِتارِ مع الإِشْراقِ، كالنَّخْلِ الوِقارِ قال ابن سیدة: ما أَدری ما واحده، قال: و لعله قَدَّرَ نخلة واقِراً أَو وَقِیراً فجاء به علیه. و اسْتَوْقَرَ وِقْرَه طعاماً: أَخذه. و اسْتَوْقَرَ إِذا حَمَلَ حِمْلًا ثقیلًا. و اسْتَوْقَرَتِ الإِبلُ: سمنت و حملت الشُّحُوم؛ قال: كأَنها من بُدُنٍ و اسْتِیقارْ دَبَّتْ علیها عَرِماتُ الأَنْبارْ و قوله عز و جل: فَالْحٰامِلٰاتِ وِقْراً، یعنی السحاب یحمل الماء الذی أَوْقَرها. و الوَقار: الحلم و الرَّزَانة؛ وَقَرَ یَقِرُ وَقاراً و وَقارَةً و وَقَرَ قِرَةً و تَوَقَّرَ و اتَّقَرَ: تَرَزَّنَ. و‌فی الحدیث: لم یَسْبِقْكم أَبو بكر بكثرة صوم و لا صلاة و لكنه بشی‌ء وَقَرَ فی القلب، و فی روایة: لِسِرٍّ وَقَرَ فی صدره‌أَی سكن فیه و ثبت من الوَقارِ و الحلم و الرزانة، و قد وَقَرَ یَقِرُ وَقاراً؛ و التَّیْقُور: فَیْعُول منه، و قیل: لغة فی التَّوْقِیر، قال: و التیقور الوَقارُ و أَصله وَیْقُور، قلبت الواو تاء؛ قال العجاج: فإِن یكن أَمْسی البِلی تَیْقُوری أَی أَمسی وَقاری، و یروی: فإِن أَكن أُمْسی البِلی تَیْقُوری و فی یكن علی هذا ضمیر الشأْن و الحدیث، و التاء فیه مبدلة من واو، قیل: كان فی الأَصل وَیْقُوراً فأَبدل الواو تاء حمله علی فَیْعُول، و یقال حمله علی تفعول، مثل التَّذْنُوب و نحوه، فكره الواو مع الواو، فأَبدلها تاء لئلا یشتبه بفَوْعُول فیخالف البناء، أَ لا تری أَنهم أَبدلوا الواو حین أَعربوا فقالوا نَیْروزٌ؟ و رجل وَقارٌ و وَقُورٌ و وَقَرٌ «1»؛ قال العجاج یمدح عمر بن عبید الله بن مَعمَر: هذا أَوانُ الجِدِّ، إِذ جَدَّ عُمَرْ و صَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمَرْ منها: بِكُلّ أَخلاق الشُّجاعِ قد مَهَرْ ثَبْتٌ، إِذا ما صِیحَ بالقوم وَقَرْ «2» قوله ثبت أَی هو ثبت الجنان فی الحرب و موضع الخوف. و وَقَرَ الرجل من الوَقار یَقِرُ، فهو وَقُورٌ، و وَقُرَ یَوْقُرُ، و مَرَةٌ وَقُورٌ. و وَقَرَ وَقْراً: جلس. و قوله تعالی: وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ، قیل: هو من الوَقارِ، و قیل: هو من الجلوس، و قد قلنا إِنه من باب قَرَّ یَقِرُّ و یَقَرُّ، و عللناه فی موضعه من المضاعف. الأَصمعی: یقال وَقَرَ یَقِرُ وَقاراً إِذا سكن. قال الأَزهری: و الأَمْرُ قِرْ، و منه قوله تعالی: وَ قِرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ. قال: وَ وَقُرَ یَوْقُرُ و الأَمر منه اوْقُرْ، و قرئ: وَ قَرْنَ، بالفتح، فهذا من القَرار كأَنه یرید اقْرَرْنَ، فتحذف الراء الأُولی للتخفیف و تلقی فتحتها علی القاف، و یستغنی عن الأَلف بحركة ما بعدها، و یحتمل قراءة من قرأَ بالكسر أَیضاً أَن یكون من اقْرِرْنَ، بكسر الراء، علی هذا كما قرئ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، بفتح الظاء
(1). قوله [و وقر] فی القاموس أنه بضم القاف (2). قوله [ثبت إذا ما صیح … إلخ] استشهد به الجوهری علی أن وقر فیه فعل حیث قال و وقر الرجل إذا ثبت یقر وقاراً و قرة فهو وقور، قال العجاج: [ثبت إذا ما صیح بالقوم وقر].
لسان العرب، ج‌5، ص: 291
و كسرها، و هو من شواذ التخفیف. و وَقَّرَ الرجلَ: بجَّلَهُ. و تُعَزِّرُوه و تُوَقِّرُوه؛ و التوقیر: التعظیم و التَّرْزِینُ. التهذیب: و أَما قوله تعالی: مٰا لَكُمْ لٰا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقٰاراً؛ فإِن الفرّاء قال: ما لكم لا تخافون لله عظمة. و وَقَّرْتُ الرجل إِذا عظمته. و فی التنزیل العزیز: وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ. و الوَقار: السكینة و الوَداعَةُ. و رجل وَقُورٌ و وقارٌ و مُتَوَقِّر: ذو حلم و رَزانَة. و وَقَّر الدابة: سَكَّنَها؛ قال: یَكادُ یَنْسَلُّ من التَّصْدِیرِ علی مُدَالاتِیَ و التَّوْقِیرِ و الوَقْرُ: الصَّدْعُ فی الساق. و الوقْرُ و الوَقْرَةُ: كالوَكْتَةِ أَو الهَزْمَةِ تكون فی الحجر أَو العین أَو الحافر أَو العظم، و الوَقْرَةُ أَعظم من الوَكْتَةِ. الجوهری: الوَقْرَةُ أَن یصیب الحافرَ حَجَرٌ أَو غیره فیَنْكُبَه، تقول منه: وَقِرَت الدابةُ، بالكسر، و أَوْقَرَها الله مثلَ رَهِصَتْ و أَرْهَصَها الله؛ قال العجاج: وَأْباً حَمَتْ نُسُورُه الأَوْقارا و یقال فی الصبر علی المصیبة: كانتْ وَقْرَةً فی صَخْرة یعنی ثَلْمَةً و هَزْمَةً أَی أَنه احتمل المصیبة و لم تؤثر فیه إِلا مثلَ تلك الهزمة فی الصخرة. ابن سیدة: و قد وُقِرَ العظمُ وَقْراً، فهو موقور و وقِیر. و رجل وَقِیر: به وَقرة فی عظمه أَی هَزْمَة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: حَیاء لنَفْسی أَن أُری مُتَخَشِّعاً لوَقْرَةِ دَهْرٍ یَسْتَكِینُ وَقِیرُها لِوَقْرَةِ دَهْرٍ أَی لخَطْبٍ شدید أُتَیَفَّنُ فی حالة كالوَقْرَةِ فی العظْمِ. الأَصمعی: یقال ضربه ضربة وَقَرَتْ فی عظمه أَی هَزَمَتْ، و كَلَّمته كلمةً وَقَرَتْ فی أُذنه أَی ثبتت. و الوَقْرَةُ تصیب الحافر، و هی أَن تَهْزِمَ العظمَ. و الوَقْرُ فی العظم: شی‌ء من الكسر، و هو الهَزْمُ، و ربما كُسِرَتْ یَدُ الرجل أَو رجلُه إِذا كان بها وَقْرٌ ثم تُجْبَرُ فهو أَصلب لها، و الوَقْرُ لا یزال واهِناً أَبداً. وَ وقَرْتُ العظم أَقِرُه وقْراً: صَدَعْتُه؛ قال الأَعشی: یا دَهْرُ، قد أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنا بِسَراتِنا، و وَقَرْتَ فی العَظْمِ و الوَقیر و الوَقِیرَةُ: النُّقْرَةُ العظیمة فی الصخرة تُمْسِكُ الماء، و فی التهذیب: النقرة فی الصخرة العظیمة تمسك الماء، و فی الصحاح: نقرة فی الجبل عظیمة. و‌فی الحدیث: التَّعَلُّمُ فی الصِّبا كالوَقْرَةِ فی الحجر؛ الوَقْرَةُ: النقرة فی الصخرة، أَراد أَنه یثبت فی القلب ثبات هذه النُّقْرَةِ فی الحجر. ابن سیدة: تَرَكَ فلان قِرَةً أَی عِیالًا، و إِنه علیه لَقِرَةٌ أَی عیال، و ما علی منك قِرَةٌ أَی ثِقَلٌ؛ قال: لما رأَتْ حَلِیلَتی عَیْنَیَّه و لِمَّتی كأَنها حَلِیَّه تقولُ: هذا قِرَةٌ عَلَیَّه یا لیتنی بالبَحْرِ أَو بِلِیَّه و القِرَةُ و الوَقِیرُ: الصغار من الشاء، و قیل: القِرَةُ الشاء و المال. و الوَقِیر: الغنم، و فی المحكم: الضخم من الغنم؛ قال اللحیانی: زعموا أَنها خمسمائة، و قیل: هی الغنم عامة؛ و به فسر ابن الأَعرابی قول جریر
لسان العرب، ج‌5، ص: 292
: كأَنَّ سَلیطاً فی جَواشِنِها الحَصی إِذا حَلَّ بین الأَمْلَحَیْنِ وَقِیرُها و قیل: هی غنم أَهل السواد، و قیل: إِذا كان فیها كلابها و رُعاؤُها [رِعاؤُها فهی وَقِیر؛ قال ذو الرمة یصف بقرة الوحش: مُوَلَّعَةً خَنْساءَ لیستْ بِنَعجَةٍ یُدَمِّنُ أَجوافَ المِیاه وَقِیرُها و كذلك القِرَةُ، و الهاء عوض الواو؛ و قال الأَغلب العجلی: ما إِنْ رأَینا مَلِكاً أَغارا أَكثَرَ منه قِرَةً وقارا قال الرَّمادی: دخلت علی الأَصمعی فی مرضه الذی مات فیه فقلت: یا أَبا سعید ما الوَقِیر؟ فأَجابنی بضعف صوت فقال: الوَقِیرُ الغنم بكلبها و حمارها و راعیها، لا یكون وَقِیراً إِلا كذلك. و فی حدیث طَهْفَةَ: و وَقِیر كثیرُ الرَّسَلِ؛ الوَقِیرُ: الغَنَمُ، و قیل: أَصحابها، و قیل: القطیع من الضأْن خاصة، و قیل: الغنم و الكلاب و الرُّعاءُ جمیعاً، أَی أَنها كثیرة الإِرْسال فی المَرْعی. و الوَقَرِیُّ: راعی الوَقِیر، نسب علی غیر قیاس؛ قال الكمیت: و لا وَقَرِیِّینَ فی ثَلَّةٍ یُجاوِبُ فیها الثُّؤَاجُ الیُعارا و یروی: و لا قَرَوِیِّینَ، نسبة إِلی القریة التی هی المصر. التهذیب: و الوَقِیرُ الجماعة من الناس و غیرهم. و رجل مُوَقَّر أَی مُجَرَّبٌ، و رجل مُوَقَّر إِذا وقَّحَتْه الأُمورُ و استمر علیها. و قد وَقَّرَتنی الأَسفار أَی صَلَّبَتْنی و مَرَّنَتْنی علیها؛ قال ساعدة الهذلی یصف شهدة: أُتِیحَ لها شَتْنُ البَراثِنِ مُكْزَمٌ أَخُو حُزَنٍ قد وَقَّرَتْه كُلُومُها لها: للنخل. مكزم قصیر. حُزَنٌ من الأَرض: واحدتها حُزْنَةٌ. و فقیر وَقِیرٌ: جعل آخره عماداً لأَوّله، و یقال: یعنی به ذِلَّته و مَهانته كما أَن الوقیر صغار الشاء؛ قال أَبو النجم: نَبحَ كِلاب الشاءِ عن وَقِیرِها و قال ابن سیدة: یُشَبَّه بصغار الشاءِ فی مَهانته، و قیل: هو الذی قد أَوْقَرَه الدَّیْنُ أَی أَثقله، و قیل: هو من الوَقْرِ الذی هو الكسر، و قیل هو إِتباع. و فی صدره وَقْرٌ علیك، بسكون القاف؛ عن اللحیانی، و المعروف وَغْرٌ. الأَصمعی: بینهم وَقْرَةٌ و وَغْرَةٌ أَی ضِغْنٌ و عداوة. و واقِرَةُ و الوَقِیرُ: موضعان؛ قال أَبو ذؤیب: فإِنك حَقًّا أَیّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ، و قُدْسٌ دونَها و وَقِیرُ و المُوَقَّرُ: موضع بالشام؛ قال جریر: أَشاعتْ قُرَیْشٌ للفَرَزْدَقِ خَزْیَةً و تلك الوُفُودُ النازلونَ المُوَقَّرا

وكر؛ ج5، ص: 292

: وَكْرُ الطائر: عُشُّه. ابن سیدة: الوَكْرُ عُشُّ الطائر، و إِن لم یكن فیه، و فی التهذیب: موضع الطائر الذی یبیض فیه و یُفَرِّخُ، و هو الخُرُوقُ فی الحیطان و الشجر، و الجمع القلیل أَوْكُرٌ و أَوكارٌ؛ قال: إِن فِراخاً كفراخِ الأَوْكُرِ تَرَكْتُهُمْ كبیرُهم كالأَصْغَرِ و قال: من دُونِهِ لِعتاقِ الطَّیْرِ أَوكارُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 293
و الكثیر وُكُورٌ و وُكَرٌ، و هی الوَكْرَةُ. الأَصمعی: الوَكْرُ و الوَكْنُ جمیعاً المكان الذی یدخل فیه الطائر، و قد وَكَنَ یَكِنُ وكْناً. قال أَبو یوسف: و سمعت أَبا عمرو یقول: الوَكْرُ العُشُّ حیثما كان فی جبل أَو شجر. و وَكَرَ الطائرُ یَكِرُ وَكْراً و وُكُوراً: أَتی الوَكْرَ و دخل وَكْرَه. و وَكَرَ الإِناءَ و السِّقاءَ و القِرْبَةَ و المكیالَ وَكْراً و وَكَّرَه توكیراً، كلاهما: مَلأَه. و وَكَّرَ فلانٌ بطنه و أَوْكَرَه: ملأَه. و تَوَكَّر الصبیُّ: امْتَلأَ بطنُه. و تَوَكَّرَ الطائر: امتلأَتْ حَوْصَلَتُه؛ و قال الأَحمر: وَكَرْتُه و وَرَكْتُه وَرْكاً، قال الأَصمعی: شَرِبَ حتی تَوَكَّرَ و حتی تَضَلَّعَ. و الوَكْرَةُ و الوَكَرَةُ الوَكِیرَةُ: الطعامُ یتخذه الرجل عند فراغه من بنیانه فیدعو إِلیه، و قد وَكَّرَ لهم توكیراً. الفراء قال: الوَكِیرةُ تَعْمَلُها المرأَةُ فی الجِهازِ، قال: و ربما سمعتهم یقولون التَّوْكِیر، و التَّوْكِیرُ اتخاذ الوكیرة، و هی طعام البِناء. و التَّوْكِیرُ: الإِطعام. و الوَكَرُ و الوَكَری: ضربٌ من العَدْوِ، و قیل: هو العَدْوُ الذی كأَنه یَنْزُو. أَبو عبید: هو یَعْدُو الوَكَری أَی یُسْرِعُ؛ و أَنشد غیره لِحُمَیدِ بن ثَوْرٍ: إِذا الجَمَلُ الرِّبْعِیُّ عارَضَ أُمَّه عَدَتْ وَكَری حتی تَحِنَّ الفَراقِدُ و الوَكَّارُ: العَدَّاءُ: و ناقة وَكَری: سریعة، و قیل: الوَكَری من الإِبل القصیرة اللَّحِیمَةُ الشدیدة الأَبْزِ، و قد وكَرَتْ فیهما؛ و وَكَرَ الظَّبْیُ وَكْراً: وَثَبَ. وَ وكَرَتِ الناقةُ تَكِرُ وَكْراً إِذا عدت الوَكَری، و هو عَدْوٌ فیه نَزْوٌ، و كذلك الفرس. و قوله‌فی الحدیث: إِنه نهی عن المُواكَرَةِ؛ قال: هی المخابرة، و أَصله الهمز من الأُكْرَةِ، و هی الحُفْرَةُ.

وهر؛ ج5، ص: 293

: تَوَهَّرَ اللیل و الشتاء كَتَهَوَّرَ، و تَوَهَّرَ الرملُ كتهوّر أَیضاً. و الوَهَرُ: تَوَهُّجُ وَقْعِ الشمس علی الأَرض حتی تری له اضطراباً كالبُخارِ؛ یمانیة. و لَهَبٌ واهِرٌ: ساطِعٌ. و تَوَهَّرْتُ الرجلَ فی الكلام و تَوَعَّرْتُه إِذا اضْطَرَرْتَه إِلی ما بقی به متحیراً. و یقال: وَهَّرَ فلانٌ «3» فلاناً إِذا أَوقعه فیما لا مخرج له منه. و وَهْرانُ: اسم رجل و هو أَبو بطن.

فصل الیاء؛ ج5، ص: 293

یبر؛ ج5، ص: 293

: یَبْرِینُ: اسم موضع یقال له رَمْلُ یَبْرِینَ، و فیه لغتان: یَبْرُونَ فی الرفع، و فی الجر و النصب یَبْرِینَ، لا ینصرف للتعریف و التأْنیث فجری إِعرابه كإِعرابه؛ و لیست یَبْرِینُ هذه العلمیة منقولةً من قولك: هُنَّ یَبْرِینَ لفلانٍ أَی یُعارِضْنَه كقول أَبی النجم: یَبْری لها من أَیْمُنٍ و أَشْمُلِ یدل علی أَنه لیس منقولًا منه قوله فیه یَبْرونَ، و لیس لك أَن تقول إِن یَبْرِینَ من بَرَیْتُ القَلَم و یَبْرونَ من بَرَوْتُه، و یكون العلم منقولًا منهما، فقد حكی أَبو زید بریت القلم و بروته، قال: و لهذا نظائر كَقَنَیْتُ و قَنَوْتُ و كَنَیْتُ و كَنَوْتُ، فیكون یَبْرونَ
(3). قوله [و یقال وَهَّرَ فلان إلخ [و یقال أیضاً وهره كوعده كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 294
علی هذا كَیَكْنُونَ من قولك: هُنَّ یَكْنُونَ، و یَبْرِینَ كَیَكْنِینَ من قولك: هُنَّ یَكْنِینَ، و إِنما منعك أَن تحمل یَبْرِینَ و یَبْرُونَ علی بَرَیْتُ و بَرَوْتُ أَن العرب قالت: هذه یَبْرِینُ، فلو كانت یَبْرُونَ من بَرَوْتُ لقالوا هذه یَبْرُونَ و لم یقله أَحد من العرب، أَ لا تری أَنك لو سمیت رجلًا بِیَغْزُونَ، فیمن جعل النون علامة الجمع، لقلت هذا یَغْزُونَ؟ قال: فدل ما ذكرناه علی أَن الیاء و الواو فی یَبْرِینَ و یَبْرُونَ لیستا لامین، و إِنما هما كهیئة الجمع كفَلَسْطِینَ و فَلَسْطُونَ، و إِذا كانت واو جمع كانت زائدة و بعدها النون زائدة أَیضاً، فحروف الاسم علی ذلك ثلاثة كأَنه یَبْرِ، و یَبْرُ، و إِذا كانت ثلاثة فالیاء فیها أَصل لا زائدة لأَن الیاء إِذا طرحتها من الاسم فبقی منه أَقل من الثلاثة لم یحكم علیها بالزیادة البتة، علی ما أَحكمه لك سیبویه فی باب عِلَلِ ما تجعله زائداً من حروف الزوائد، یدلك علی أَن یاءَ یَبْرِین لیست للمضارعة أَنهم قالوا أَبْرین فلو كان حرف مضارعة لم یبدلوا مكانه غیره، و لم نجد ذلك فی كلامهم البتة، فأَما قولهم أَعْصُرُ و یَعْصُرُ اسم رجل فلیس مسمی بالفعل، و إِنما سمی بأَعْصُرٍ جمع عَصْرٍ الذی هو الدهر؛ و إِنما سمی به لقوله أَنشده أَبو زید: أَ خُلَیْدُ، إِنَّ أَباكَ غَیَّرَ رأْسَه مَرُّ اللیالِی، و اخْتلافُ الأَعْصُرِ و سهل ذلك فی الجمع لأَن همزته لیست للمضارعة و إِنما هی لصیغة الجمع، و الله تعالی أَعلم.

یجر؛ ج5، ص: 294

: المِیجار: الصَّوْلَجانُ.

یرر؛ ج5، ص: 294

: الیَرَرُ: مصدر قولهم حَجَرٌ أَیَرُّ أَی صَلْد صُلب. اللیث: الیَرَرُ مصدر الأَیَرِّ، یقال: صخرة یَرَّاءُ و حَجَرٌ أَیَرُّ. و‌فی حدیث لقمان علیه السلام. إِنه لیُبْصِرُ أَثَرَ الذَّرّ فی الحجر الأَیَرِّ؛ قال العجاج یصف جیشاً: فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ سَنابِكُ الخیلِ یُصَدِّعنَ الأَیَرْ قال أَبو عمرو: الأَیَرُّ الصَّفا الشدید الصلابة؛ و قال بعده: من الصفا القاسی و یَدْهَسْنَ الغَدَرْ عَزازَةً، و یَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ یدهسن الغَدَرَ أَی یَدَعْنَ الجِرْفَةَ و ما تَعادَی من الأَرضِ دَهاساً؛ و قال بعده: من سَهْلَةٍ و یَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ یعنی الخیل و ضربها الأَرضَ العَزازَ بحوافرها، و الجمع یُرٌّ. و حَجَرٌ یَارٌّ و أَیَرُّ علی مثال الأَصَمِّ: شدیدٌ صُلْبٌ، یَرَّ یَیَرُّ یَرّاً، و صخرة یَرَّاءُ. و قال الأَحمر: الیَهْیَرُّ الصلب. و حارٌّ یارٌّ: إِتباع؛ و قد یَرَّ یَرّاً و یَرَراً. و الیَرَّةُ: النار. و قال أَبو الدُّقَیْش: إِنه لحارٌّ یارٌّ، عنی رَغیفاً أُخرج من التنور، و كذلك إِذا حمیت الشمس علی حَجَر أَو شی‌ء غیره صُلْبٍ فلزمته حرارة شدیدة یقال: إِنه لحارٌّ یارٌّ، و لا یقال لماءٍ و لا طین إِلا لشی‌ءٍ صلب. قال: و الفعل یَرَّ یَیَرُّ یَرَراً، و تقول: الحَرُّ لم یَیَر، و لا یوصف به علی نعت أَفعل و فعلاء إِلا الصَّخر و الصفا. یقال: صفاة یَرَّاءُ و صَفاً أَیَرُّ، و لا یقال إِلا مَلَّةٌ حارَّة یارَّة، و كل شی‌ءٍ من نحو ذلك إِذا ذكروا الیارَّ لم یذكروه إِلا و قبله حارٌّ. و‌ذكر عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه ذكر الشُّبْرُمَ فقال: إِنه حارٌّ یارٌّ.و قال أَبو عبید: قال
لسان العرب، ج‌5، ص: 295
الكسائی حارٌّ یارٌّ، و قال بعضهم: حارٌّ جارٌّ و حَرَّانُ یَرَّانُ إِتباع، و لم یَخُصَّ شیئاً دون شی‌ء.

یسر؛ ج5، ص: 295

: الیَسْرُ «1»: اللِّینُ و الانقیاد یكون ذلك للإِنسان و الفرس، و قد یَسَرَ یَیْسِرُ. و یاسَرَه: لایَنَهُ؛ أَنشد ثعلب: قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ، و إِن یاسَرْتَهُمْ یَسَرُوا و یاسَرَه أَی ساهَلَه. و‌فی الحدیث: إِن هذا الدّین یُسْرٌ؛ الیُسْرُ ضِدُّ العسر، أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قلیل التشدید. و‌فی الحدیث: یَسِّرُوا و لا تُعَسِّرُوا.و‌فی الحدیث الآخر: من أَطاع الإِمام و یاسَرَ الشَّریكَ‌أَی ساهله. و‌فی الحدیث: كیف تركتَ البلاد؟ فقال: تَیَسَّرَتْ‌أَی أَخصبت، و هو من الیُسْرِ. و‌فی الحدیث: لن یغلب عُسْرٌ یُسْرَیْنِ، و قد ذكر فی فصل العین. و‌فی الحدیث: تَیاسَرُوا فی الصَّداق‌أَی تساهلوا فیه و لا تُغالُوا. و‌فی الحدیث: اعْمَلُوا و سَدِّدوا و قاربوا فكلٌّ مُیَسَّرٌ لما خُلِقَ له‌أَی مُهَیَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ. و منه‌الحدیث و قد یُسِّرَ له طَهُورٌ‌أَی هُیِّئَ و وُضِع. و منه‌الحدیث: قد تَیَسَّرا للقتال‌أَی تَهَیَّآ له و اسْتَعَدّا. اللیث: یقال إِنه لیَسْرٌ خفیف و یَسَرٌ إِذا كان لَیِّنَ الانقیاد، یوصف به الإِنسان و الفرس؛ و أَنشد: إِنی، علی تَحَفُّظِی و نَزْرِی أَعْسَرُ، إِن مارَسْتَنِی بعُسْرِ و یَسَرٌ لمن أَراد یُسْرِی و یقال: إِن قوائم هذا الفرس لیَسَرَات خِفافٌ؛ یَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه، و الواحدة یَسْرَةٌ و یَسَرَةٌ. و الیَسَرُ: السهل؛ و فی قصید كعب: تَخْدِی علی یَسَراتٍ و هی لاهِیةٌ الیَسَراتُ: قوائم الناقة. الجوهری: الیَسَرات القوائم الخفاف. و دابةٌ حَسَنَةُ التَّیْسُورِ أَی حسنة نقل القوائم. و یَسَّرَ الفَرَسَ: صَنَعه. و فرس حسنُ التَّیْسورِ أَی حَسَنُ السِّمَنِ، اسم كالتَّعْضُوضِ. أَبو الدُّقَیْش: یَسَرَ فلانٌ فرسَه، فهو مَیْسُورٌ، مصنوعٌ سَمِین؛ قال المَرَّارُ یصف فرساً: قد بلَوْناه علی عِلَّاتِه و علی التَّیْسُورِ منه و الضُّمُرْ و الطَّعْنُ الیَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: اطْعَنُوا الیَسْرَ؛ هو بفتح الیاء و سكون السین الطعن حذاءَ الوجه. و ولدت المرأَة ولداً یَسَراً أَی فی سهولة، كقولك سَرَحاً، و قد أَیْسَرَتْ؛ قال ابن سیدة: و زعم اللحیانی أَن العرب تقول فی الدعاء و أَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر، و یَسَرَتِ الناقةُ: خرج ولدها سَرَحاً؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فلو أَنها كانت لِقَاحِی كثیرةً لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ و عَلَّتِ و لكنها كانت ثلاثاً مَیاسِراً و حائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ و یَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله و غنمه و لم یَعْطَبْ منها شی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بِتْنا إِلیه یَتَعاوَی نَقَدُه مُیَسِّرَ الشاءِ كثیراً عَدَدُه و العرب تقول: قد یَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت و تهیأَت للولادة. و یَسَّرَتِ الغنم: كثرت و كثر لبنها و نسلها، و هو من السهولة؛ قال أَبو أُسَیْدَةَ الدُّبَیْرِیُّ
(1). قوله [الیسر] بفتح فسكون و بفتحتین كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 296
: إِنَّ لنا شَیْخَیْنِ لا یَنْفَعانِنَا غَنِیَّیْن، لا یُجْدِی علینا غِناهُما هما سَیِّدَانا یَزْعُمانِ، و إِنما یَسُودَانِنا أَنْ یَسَّرْتْ غَنَماهما أَی لیس فیهما من السیادة إِلا كونهما قد یَسَّرَتْ غنماهما، و السُّودَدَ یوجب البذلَ و العطاء و الحِراسَة و الحمایة و حسن التدبیر و الحلم، و لیس عندهما من ذلك شی‌ء. قال الجوهری: و منه قولهم رجل مُیَسِّرٌ، بكسر السین، و هو خلاف المُجَنِّب. ابن سیدة: و یَسَّرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما یقال ذلك فی الغنم. و الیُسْرُ و الیَسارُ و المَیْسَرَةُ و المَیْسُرَةُ، كله: السُّهولة و الغِنی؛ قال سیبویه: لیست المَیْسُرَةُ علی الفعل و لكنها كالمَسْرُبة و المَشْرُبَة فی أَنهما لیستا علی الفعل. و فی التنزیل العزیز: فَنَظِرَةٌ إِلیٰ مَیْسَرَةٍ؛ قال ابن جنی: قراءة مجاهد: فَنَظِرَةٌ إِلی مَیْسُرهِ، قال: هو من باب مَعْوُنٍ و مَكْرُمٍ، و قیل: هو علی حذف الهاء. و المَیْسَرَةُ و المَیْسُرَةُ: السَّعَة و الغنی. قال الجوهری: و قرأَ بعضهم فنظرة إِلی مَیْسُرِهِ، بالإِضافة؛ قال الأَخفش: و هو غیر جائز لأَنه لیس فی الكلام مَفْعُلٌ، بغیر الهاء، و أَما مَكْرُمٌ و مَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ و مَعُونَةٍ. و أَیْسَرَ الرجلُ إِیساراً و یُسْراً؛ عن كراع و اللحیانی: صار ذا یَسارٍ، قال: و الصحیح أَن الیُسْرَ الاسم و الإِیْسار المصدر. و رجلٌ مُوسِرٌ، و الجمع مَیاسِیرُ؛ عن سیبویه؛ قال أَبو الحسن: و إِنما ذكرنا مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن یجمع بالواو و النون فی المذكر و بالأَلف و التاء فی المؤنث. و الیُسْر: ضدّ العُسْرِ، و كذلك الیُسُرُ مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ. التهذیب: و الیَسَرُ و الیاسِرُ من الغنی و السَّعَة، و لا یقال یَسارٌ. الجوهری: الیَسار و الیَسارة الغِنی. غیره: و قد أَیْسَر الرجل أَی استغنی یُوسِرُ، صارت الیاء واواً لسكونها و ضمة ما قبلها؛ و قال: لیس تَخْفَی یَسارَتی قَدْرَ یومٍ و لقد یُخْفی شِیمَتی إِعْسارِی و یقال: أَنْظِرْنی حتی یَسارِ، و هو مبنی علی الكسر لأَنه معدول عن المصدر، و هو المَیْسَرَةُ، قال الشاعر: فقلتُ امْكُثی حتی یَسارِ لَعَلَّنا نَحُجُّ معاً، قالتْ: أَ عاماً و قابِلَه؟ و تَیَسَّر لفلان الخروجُ و اسْتَیْسَرَ له بمعنی أَی تهیأَ. ابن سیدة: و تَیَسَّر الشی‌ء و اسْتَیْسَر تَسَهَّل. و یقال: أَخذ ما تَیَسَّر و ما اسْتَیْسَر، و هو ضدّ ما تَعَسَّر و الْتَوَی. و‌فی حدیث الزكاة: و یَجْعَلُ معها شاتین إِن اسْتَیْسَرتا له أَو عشرین درهماً؛ استیسر استفعل من الیُسْرِ، أَی ما تیسر و سَهُلَ، و هذا التخییر بین الشاتَیْنِ و الدراهم أَصل فی نفسه و لیس ببدل فجری مجری تعدیل القیمة لاختلاف ذلك فی الأَزمنة و الأَمكنة، و إِنما هو تعویض شرعی كالغُرَّةِ فی الجنین و الصَّاع فی المُصَرَّاةِ، و السِّرُّ فیه أَن الصدقة كانت تؤخذ فی البراری و علی المیاه حیث لا یوجد سُوقٌ و لا یُری مُقَوِّمٌ یرجع إِلیه، فَحَسُنَ فی الشرع أَن یُقَدَّر شی‌ء یقطع النزاع و التشاجر. أَبو زید: تَیَسَّر النهار تَیَسُّراً إِذا بَرَدَ. و یقال: أَیْسِرْ أَخاك أَی نَفِّسْ علیه فی الطلب و لا تُعْسِرْهُ أَی لا تُشَدِّدْ علیه و لا تُضَیِّقْ. و قوله تعالی: فَمَا اسْتَیْسَرَ مِنَ الْهَدْیِ*؛ قیل: ما تَیَسَّر من الإِبل و البقر و الشاء، و قیل: من بعیر أَو بقرة أَو شاة. و یَسَّرَه هو: سَهَّله، و حكی سیبویه: یَسَّرَه و وَسَّعَ علیه و سَهَّلَ. و التیسیر یكون فی الخیر و الشر؛ و فی التنزیل العزیز
لسان العرب، ج‌5، ص: 297
: فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْریٰ، فهذا فی الخیر، و فیه: فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْریٰ، فهذا فی الشر؛ و أَنشد سیبویه: أَقام و أَقْوَی ذاتَ یومٍ، و خَیْبَةٌ لأَوَّلِ من یَلْقَی و شَرٌّ مُیَسَّرُ و المیسورُ: ضدّ المعسور. و قد یَسَّرَه الله للیُسری أَی وفَّقَه لها. الفرّاء فی قوله عز و جل: فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْریٰ، یقول: سَنُهَیِّئُه للعَوْد إِلی العمل الصالح؛ قال: و قال فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْعُسْریٰ، قال: إِن قال قائل كیف كان نیسره للعسری و هل فی العُسْری تیسیر؟ قال: هذا كقوله تعالی: وَ بَشِّرِ الَّذِینَ كَفَرُوا بِعَذٰابٍ أَلِیمٍ، فالبشارَةُ فی الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت فی كلامین أَحدهما خیر و الآخر شر جاز التیسیر فیهما. و المیسورُ: ما یُسِّرَ. قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة، و أَما سیبویه فقال: هو من المصادر التی جاءت علی لفظ مفعول و نظیره المعسور؛ قال أَبو الحسن: هذا هو الصحیح لأَنه لا فعل له إِلا مَزِیداً، لم یقولوا یَسَرْتُه فی هذا المعنی، و المصادر التی علی مثال مفعول لیست علی الفعل الملفوظ به، لأَن فَعَلَ و فَعِلَ و فَعُلَ إِنما مصادرها المطردة بالزیادة مَفْعَل كالمضرب، و ما زاد علی هذا فعلی لفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله: أَ لم تَعْلَمْ مُسَرَّحِیَ القَوافی و إِنما یجی‌ء المفعول فی المصدر علی توهم الفعل الثلاثی و إِن لم یلفظ به كالمجلود من تَجَلَّد، و لذلك یخیل سیبویه المفعول فی المصدر إِذا وجده فعلًا ثلاثیّاً علی غیر لفظه، أَ لا تراه قال فی المعقول: كأَنه حبس له عقله؟ و نظیره المعسورُ و له نظائر. و الیَسَرَةُ: ما بین أَساریر الوجه و الراحة. التهذیب: و الیَسَرَة تكون فی الیمنی و الیسری و هو خط یكون فی الراحة یقطع الخطوط التی فی الراحة كأَنها الصلیب. اللیث: الیَسَرَة فُرْجَةُ ما بین الأَسِرَّةِ من أَسرارِ الراحة یُتَیَمَّنُ بها، و هی من علامات السخاء. الجوهری: الیسرة، بالتحریك، أَسرار الكف إِذا كانت غیر ملتزقة، و هی تستحب، قال شمر: و یقال فی فلان یَسَرٌ؛ و أَنشد: فَتَمَتَّی النَّزْعَ فی یَسَرِه قال: هكذا روی عن الأَصمعی، قال: و فسره حِیَال وجهه. و الیَسْرُ من الفَتْلِ: خلاف الشَّزْر. الأَصمعی: الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن یمینك و شمالك، و الیَسْرُ ما كان حِذاء وجهك؛ و قیل: الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلی فوق و الیَسْرُ إِلی أَسفل، و هو أَن تَمُدَّ یمینكَ نحوَ جَسَدِكَ؛ و روی ابن الأَعرابی: فتمتی النزع فی یُسَرِه جمع یُسْرَی، و رواه أَبو عبید: فی یُسُرِه، جمع یَسارٍ. و الیَسارُ: الیَدُ الیُسْری. و المَیْسَرَةُ: نقیضُ المیمنةِ. و الیَسار و الیِسار: نقیضُ الیمین؛ الفتح عند ابن السكیت أَفصح و عند ابن درید الكسر، و لیس فی كلامهم اسم فی أَوّله یاء مكسورة إِلا فی الیَسار یِسار، و إِنما رفض ذلك استثقالًا للكسرة فی الیاء، و الجمع یُسْرٌ؛ عن اللحیانی، و یُسُرٌ؛ عن أَبی حنیفة. الجوهری: و الیسار خلاف الیمین، و لا تقل «2» الیِسار بالكسر. و الیُسْرَی خلاف الیُمْنَی، و الیاسِرُ كالیامِن، و المَیْسَرَة كالمَیْمَنة، و الیاسرُ نَقِیضُ الیامن، و الیَسْرَة خلافُ الیَمْنَة. و یاسَرَ بالقوم: أَخَذَ بهم یَسْرَةً، و یَسَر یَیْسِرُ:
(2). قوله [و لا تقل إلخ] وهمه المجد فی ذلك و یؤیده قول المؤلف، و عند ابن درید الكسر
لسان العرب، ج‌5، ص: 298
أَخذ بهم ذات الیَسار؛ عن سیبویه. الجوهری: تقول یاسِرْ بأَصحابك أَی خُذْ بهم یَساراً، و تیاسَرْ یا رجلُ لغة فی یاسِرْ، و بعضهم ینكره. أَبو حنیفة: یَسَرَنی فلانٌ یَیْسِرُنی یَسْراً جاء علی یَسارِی. و رجلٌ أَعْسَرُ یَسَرٌ: یعمل بیدیه جمیعاً، و الأُنثی عَسْراءُ یَسْراءُ، و الأَیْسَرُ نقیض الأَیْمَنِ. و‌فی الحدیث: كان عمر، رضی الله عنه، أَعْسَرَ أَیْسَرَ؛ قال أَبو عبید: هكذا روی فی الحدیث، و أَما كلام العرب فالصواب أَنه أَعْسَرُ یَسَرٌ، و هو الذی یعمل بیدیه جمیعاً، و هو الأَضْبَطُ.قال ابن السكیت: كان عمر، رضی الله عنه، أَعْسَرَ یَسَراً، و لا تقل أَعْسَرَ أَیْسَرَ. و قعد فلانٌ یَسْرَةً أَی شَأْمَةً. و یقال: ذهب فلان یَسْرَةً من هذا. و قال الأَصمعی: الیَسَرُ الذی یساره فی القوة مثل یمینه، قال: و إِذا كان أَعْسَرَ و لیس بِیَسَرٍ كانت یمینه أَضعف من یساره. و قال أَبو زید: رجل أَعْسَرُ یَسَرٌ و أَعْسَرُ أَیْسَرُ، قال: أَحسبه مأْخوذاً من الیَسَرَةِ فی الید، قال: و لیس لهذا أَصل؛ اللیث: رجل أَعْسَرُ یَسَرٌ و امرأَة عَسْراءُ یَسَرَةٌ. و المَیْسِرُ: اللَّعِبُ بالقِداح، یَسَرَ یَیْسَرُ یَسْراً. و الیَسَرُ: المُیَسَّرُ المُعَدُّ، و قیل: كل مُعَدٍّ یَسَرٌ. و الیَسَرُ: المجتمعون علی المَیْسِرِ، و الجمع أَیْسار؛ قال طرفة: و همُ أَیْسارُ لُقْمانَ، إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ و الیَسَرُ: الضَّرِیبُ. و الیاسِرُ: الذی یَلی قِسْمَةَ الجَزُورِ، و الجمع أَیْسارٌ، و قد تَیاسَرُوا. قال أَبو عبید: و قد سمعتهم یضعون الیاسِرَ موضع الیَسَرِ و الیَسَرَ موضعَ الیاسِرِ. التهذیب: و فی التنزیل العزیز: یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَیْسِرِ؛قال مجاهد: كل شی‌ء فیه قمارٌ فهو من المیسر حتی لعبُ الصبیان بالجَوْزِ. و‌روی عن علی، كرم الله وجهه، أَنه قال: الشِّطْرَنْج مَیْسِرُ العَجَمِ؛ شبه اللعب به بالمیسر، و هو القداح و نحو ذلك.قال عطاء فی المیسر: إِنه القِمارُ بالقِداح فی كل شی‌ء.ابن الأَعرابی: الیاسِرُ له قِدْحٌ و هو الیَسَرُ و الیَسُورُ؛ و أَنشد: بما قَطَّعْنَ من قُرْبی قَرِیبٍ و ما أَتْلَفْنَ من یَسَرٍ یَسُورِ و قد یَسَرَ یَیْسِرُ إِذا جاء بِقِدْحِه للقِمار. و قال ابن شمیل: الیاسِرُ الجَزَّار. و قد یَسَرُوا أَی نَحَرُوا. و یَسَرْتُ الناقة: جَزَّأْتُ لحمها. و یَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَی اجْتَزَرُوها و اقتسموا أَعضاءها؛ قال سُحَیْمُ بن وُثَیْلٍ الیربوعی: أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ یَیْسِرونَنی أَ لم تَعْلَمُوا أَنِّی ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟ كان وقع علیه سِباءٌ فضُربَ علیه بالسهام، و قوله یَیْسِرونَنی هو من المَیْسر أَی یُجَزِّئُوننی و یقتسموننی. و قال أَبو عُمَر الجَرْمِیُّ: یقال أَیضاً اتَّسَرُوها یَتَّسرُونها اتِّساراً، علی افْتَعَلُوا، قال: و ناس یقولون یأْتَسِرُونها ائْتِساراً، بالهمز، و هم مُؤْتَسِرون، كما قالوا فی اتَّعَدَ. و الأَیْسارُ: واحدهم یَسَرٌ، و هم الذین یَتقامَرُون. و الیاسِرونَ: الذین یَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور؛ و قال فی قول الأَعشی: و الجاعِلُو القُوتِ علی الیاسِرِ یعنی الجازرَ. و المَیْسِرُ: الجَزُورُ نفسه، سمی مَیْسِراً لأَنه یُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة. و كل شی‌ء جَزَّأْته، فقد یَسَرْتَه. و الیاسِرُ: الجازرُ لأَنه یُجَزِّئ لحم الجَزُور، و هذا الأَصل فی الیاسر،
لسان العرب، ج‌5، ص: 299
ثم یقال للضاربین بالقداح و المُتَقامِرِینَ علی الجَزُور: یاسِرُون، لأَنهم جازرون إِذا كانوا سبباً لذلك. الجوهری: الیاسِرُ اللَّاعِبُ بالقداحِ، و قد یَسَر یَیْسِرُ، فهو یاسِرٌ و یَسَرٌ، و الجمع أَیْسارٌ؛ قال الشاعر: فأَعِنْهُمُ و ایْسِرْ ما یَسَرُوا به و إِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ قال: هذه روایة أَبی سعید و لن تحذف الیاء فیه و لا فی یَیْعِرُ و یَیْنِعُ كما حذفت فی یَعِد و أَخواته، لتَقَوِّی إِحدی الیاءَین بالأُخری، و لهذا قالوا فی لغة بنی أَسد: یِیْجَلُ، و هم لا یقولون یِعْلَم لاستثقالهم الكسرة علی الیاء، فإِن قال: فكیف لم یحذفوها مع التاء و الأَلف و النون؟ قیل له: هذه الثلاثة مبدلة من الیاء، و الیاء هی الأَصل، یدل علی ذلك أَن فَعَلْتُ و فَعَلْتَ و فَعَلَتا مبنیات علی فَعَلَ. و الیَسَر و الیاسِرُ بمعنی؛ قال أَبو ذؤیب: و كأَنهنَّ رِبابَةٌ، و كأَنه یَسَرٌ یَفِیض علی القِداحِ و یَصْدَعُ قال ابن بری عند قول الجوهری و لم تحذف الیاء فی یَیْعِر و یَیْنع كما حذفت فی یعد لتقوّی إِحدی الیاءَین بالأُخری، قال: قد وهم فی ذلك لأَن الیاء لیس فیها تقویة للیاء، أَ لا تری أَن بعض العرب یقول فی یَیْئِسُ یَئِسُ مثل یَعِدُ؟ فیحذفون الیاء كما یحذفون الواو لثقل الیاءین و لا یفعلون ذلك مع الهمزة و التاء و النون لأَنه لم یجتمع فیه یاءان، و إِنما حذفت الواو من یَعِدُ لوقوعها بین یاء و كسرة فهی غریبة منهما، فأَما الیاء فلیست غریبة من الیاء و لا من الكسرة، ثم اعترض علی نفسه فقال: فكیف لم یحذفوها مع التاء و الأَلف و النون؟ قیل له: هذه الثلاثة مبدلة من الیاء، و الیاء هی الأَصل؛ قال الشیخ: إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الیاء فی یَیْعِرُ لتقوّیها بالیاء التی قبلها فاعترض علی نفسه و قال: إِن الیاء ثبتت و إِن لم یكن قبلها یاء فی مثل تَیْعِرُ و نَیْعِرُ و أَیْعِرُ، فأَجاب بأَن هذه الثلاثة بدل من الیاء، و الیاء هی الأَصل، قال: و هذا شی‌ء لم یذهب إِلیه أَحد غیره، أَ لا تری أَنه لا یصح أَن یقال همزة المتكلم فی نحو أَعِدُ بدل من یاء الغیبة فی یَعِدُ و كذلك لا یقال فی تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها بدل من یاء الغیبة فی یَعِدُ، و كذلك التاء فی قولهم هی تَعِدُ لیست بدلًا من الیاء التی هی للمذكر الغائب فی یَعِدُ، و كذلك نون المتكلم و من معه فی قولهم نحن نَعِدُ لیس بدلًا من الیاء التی للواحد الغائب، و لو أَنه قال: إِن الأَلف و التاء و النون محمولة علی الیاء فی بنات الیاء فی یَیْعِر كما كانت محمولة علی الیاء حین حذفت الواو من یَعِدُ لكان أَشبه من هذا القول الظاهر الفساد. أَبو عمرو: الیَسَرَةُ وسْمٌ فی الفخذین، و جمعها أَیْسارٌ؛ و منه قول ابن مُقْبِلٍ: فَظِعْتَ إِذا لم یَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّری و لا السَّیْرَ راعی الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ علی ذاتِ أَیْسارٍ، كأَنَّ ضُلُوعَها و أَحْناءَها العُلْیا السَّقِیفُ المُشَبَّحُ یعنی الوَسْمَ فی الفخذین، و یقال: أَراد قوائم لَیِّنَةً، و قال ابن بری فی شرح البیت: الثلة الضأْن و المشبح المعرّض؛ یقال: شَبَّحْتُه إِذا عَرَّضْتَه، و قیل: یَسَراتُ البعیر قوائمه؛ و قال ابن فَسْوَةَ: لها یَسَراتٌ للنَّجاءِ، كأَنها مَواقِعُ قَیْنٍ ذی عَلاةٍ و مِبْرَدِ قال: شبه قوائمها بمطارق الحدَّاد؛ و جعل لبید الجزور
لسان العرب، ج‌5، ص: 300
مَیْسِراً فقال: و اعْفُفْ عن الجاراتِ، و امْنَحْهُنَّ مَیْسِرَكَ السَّمِینا الجوهری: المَیْسِرُ قِمارُ العرب بالأَزلام. و‌فی الحدیث: إِن المسلم ما لم یَغْشَ دَناءَةً یَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ و یَفْری به لِئامُ الناس كالیاسِرِ الفالِجِ؛ الیاسِرُ من المَیْسِر و هو القِمارُ. و الیُسْرُ‌فی حدیث الشعبی: لا بأْس أَن یُعَلَّقَ الیُسْرُ علی الدابة، قال: الیُسْرُ، بالضم، عُودٌ یُطْلِق البولَ. قال الأَزهری: هو عُودُ أُسْرٍ لا یُسْرٍ، و الأُسْرُ احتباس البول. و الیَسِیرُ: القلیل. و شی‌ء یسیر أَی هَیِّنٌ. و یُسُرٌ: دَحْلٌ لبنی یربوع؛ قال طرفة: أَرَّقَ العینَ خَیالٌ لم یَقِرْ طاف، و الركْبُ بِصَحْراءِ یُسُرْ و ذكر الجوهری الیُسُرَ و قال: إِنه بالدهناء، و أَنشد بیت طرفة. یقول: أَسهر عینی خیال طاف فی النوم و لم یَقِرْ، هو من الوَقارِ، یقال: وَقَرَ فی مجلسه، أَی خَیالُها لا یزال یطوف و یَسْری و لا یَتَّدعُ. و یَسارٌ و أَیْسَرُ و یاسِرٌ: أَسماء. و یاسِرُ مُنْعَمٍ: مَلِكٌ من ملوك حمیر. و مَیاسِرُ و یَسارٌ: اسم موضع؛ قال السُّلَیْكُ: دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتی و خادِف طَعْنَةٍ بقَفا یَسارِ أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة؛ و قال كثیر: إِلی ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ میاسِرٍ حَدَتْها تَوالِیها و مارَتْ صُدورُها و أَما قول لبید أَنشده ابن الأَعرابی: دَری بالیَساری جِنَّةً عبْقَرِیَّةً مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم قال ابن سیدة: فإِنه لم یفسر الیساری، قال: و أُراه موضعاً. و المَیْسَرُ: نَبْتٌ رِیفیّ یُغْرَسُ غرساً و فیه قَصَفٌ؛ الجوهری و قول الفرزدق یخاطب جریراً: و إِنی لأَخْشَی، إِن خَطَبْتَ إِلیهمُ، علیك الذی لاقی یَسارُ الكَواعِبِ هو اسم عبد كان یتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكیره.

یستعر؛ ج5، ص: 300

: الیَسْتَعُور: شجر تصنع منه المساویك، و مساویكه أَشَدُّ المساویك إِنْقاءً للثَّغْرِ و تبییضاً له، و مَنابِتُه بالسَّراةِ و فیها شی‌ء من مَرارة مع لِین؛ قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: أَطَعْتُ الآمِرِینَ بِصَرْمِ سَلْمی فطارُوا فی البلادِ الیَسْتَعُورِ الجوهری: الیَستعور الذی فی شعر عروة موضع، و یقال شجر، و هو فَعْلَلُولٌ، قال سیبویه: الیاء فی یَسْتَعُور بمنزلة عین عَضْرَفُوط لأَن الحروف الزوائد لا تلحق بنات الأَربعة أَوّلًا إِلا المیم التی فی الاسم المبنی الذی یكون علی فعله كمدحرج و شبهه، فصار كفعل بنات الثلاثة المزید، و رأَیت حاشیة بخط الشیخ رضی الدین الشاطبی، رحمه الله، قال: الیستعور: بفتح أَوله و إِسكان ثانیه بعده تاء معجمة باثنتین من فوقها مفتوحة و عین مهملة و واو و راء مهملة علی وزن یفتعول، و لم یأْت فی الكلام علی هذا البناء غیره؛ قال: و هو موضع قبل حَرَّةِ المدینة كثیر
لسان العرب، ج‌5، ص: 301
العضاه موحش لا یكاد یدخله أَحد؛ و أَنشد بیت عروة: فطاروا فی البلاد الیستعور قال: أَی تفرقوا حیث لا یُعْلم و لا یُهْتدی لمواضعهم؛ و قال ابن بری: معنی البیت أَن عروة كان سبی امرأَة من بنی عامر یقال لها سلمی، فمكثت عنده زماناً و هو لها شدید المحبة، ثم إنها استزارته أَهلها فحملها حتی انتهی بها إِلیهم، فلما أَراد الرجوع أَبت أَن ترجع معه، و أَراد قومها قتله فمنعتهم من ذلك، ثم إِنه اجتمع به أَخوها و ابن عمها و جماعة فشربوا خمراً و سقوه و سأَلوه طلاقها فطلقها، فلما صحا ندم علی ما فرط منه؛ و لهذا یقول بعد البیت: سَقَوْنی الخَمْرَ ثم تَكَنَّفُونی عُداةَ اللهِ من كَذِبٍ و زُورِ و نصب عداة الله علی الذم؛ و بعده: أَلا یا لیتنی عاصَیْتُ طَلْقاً و جَبَّاراً و مَنْ لی من أَمِیرِ طَلْق: أَخوها، و جبار ابن عمها، و الأَمیر هو المستشار؛ قال المبرد: الیاء من نفس الكلمة.

یعر؛ ج5، ص: 301

: الیَعْرُ و الیَعْرَةُ: الشاة أَو الجَدْیُ یُشَدُّ عند زُبْیَةِ الذئب أَو الأَسد؛ قال البُرَیْقُ الهُذَلیُّ و كان قد توجه قومه إِلی مصر فی بَعْثٍ فبكی علی فقدهم: فإِن أُمْسِ شیخاً بالرَّجِیع و وُلْدُهُ و یُصْبِحُ قَوْمی دون أَرضِهِمُ مِصْرُ أُسائِلُ عنهم كلما جاءَ راكِبٌ مقیماً بأَمْلاحٍ، كما رُبِطَ الیَعْرُ و الرجیع و الأَملاح: موضعان. و جعل نفسه فی ضَعْفِه و قِلَّةِ حیلته كالجَدْیِ المربوط فی الزُّبْیَةِ، و ارتفع قوله وُلْدُه بالعطف علی المضمر الفاعل فی أُمس. و‌فی حدیث أُم زرع: و تُرْوِیه فِیقَةُ الیَعْرَةِ؛ هی بسكون العین العَناق. و الیَعْرُ: الجَدْیُ، و به فسر أَبو عبید قول البریق. و الفِیقَةُ: ما یجتمع فی الضرع بین الحلبتین. قال الأَزهری: و هكذا قال ابن الأَعرابی، و هو الصواب، رُبط عند زُبْیَةِ الذئب أَو لم یُرْبَطْ. و فی المثل: هو أَذلُّ من الیَعْرِ. و الیُعارُ: صوتُ الغنم، و قیل: صوتُ المِعْزی، و قیل: هو الشدید من أَصوات الشاء. و یَعَرَتْ تَیْعَرُ و تَیْعِرُ، الفتح عن كراع، یُعاراً؛ قال: و أَما أَشْجَعُ الخُنْثی فَوَلَّوْا تُیوساً، بالشَّظِیِّ، لها یُعارُ و یَعَرَتِ العَنْزُ تَیْعِرُ، بالكسر، یُعاراً، بالضم: صاحت؛ و قال: عَرِیضٌ أَرِیضٌ باتَ یَیْعِرُ حولَه و باتَ یُسَقِّینا بُطونَ الثَّعالِبِ هذا رجل ضاف رجلًا و له عَتُودٌ یَیْعِرُ حوله، یقول: فلم یذبحه لنا و بات یُسْقِینا لبناً مَذِیقاً كأَنه بطون الثعالب لأَن اللبن إِذا أُجْهِدَ مَذْقُه اخْضَرَّ. و‌فی الحدیث: لا یجی‌ء أَحدكم بشاة لها یُعارٌ، و فی حدیث آخر: بشاة تَیْعَرُ [تَیْعِرُ‌أَی تصیح. و فی كتاب عُمَیْر ابن أَفْصی: إِن لهم الیاعِرَة أَی ما له یُعارٌ، و أَكثر ما یقال لصوت المعز. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنه: مَثَلُ المُنافِقِ كالشاة الیاعِرَة بین الغَنَمَیْنِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی مسند أَحمد فیحتمل أَن یكون من الیُعار الصوت، و یحتمل أَن یكون من المقلوب لأَن الروایة العائِرَة، و هی التی تذهب
لسان العرب، ج‌5، ص: 302
كذا و كذا. و الیَعُورَةُ و الیَعُورُ: الشاة تبول علی حالبها و تَبْعَرُ فیفسد اللبن؛ قال الجوهری: هذا الحرف هكذا جاء، قال: و قال أَبو الغَوْثِ هو البَعُورُ، بالباء، یجعله مأْخوذاً من البَعَرِ و البَوْلِ. قال الأَزهری: هذا وَهَمٌ، شاة یَعُور إِذا كانت كثیرة الیُعارِ، و كأَن اللیث رأَی فی بعض الكتب شاة یعور فصحَّفه و جعله شاة بعور، بالباء. و الیَعارَةُ: أَن یُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فیعارضها معارضة من غیر أَن یُرْسَلَ فیها. قال ابن سیدة: و اعترض الفحلُ الناقةَ یَعارَةً إِذا عارضها فَتَنَوَّخَها، و قیل: الیَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإِبل و لكن یُقادُ إِلیها الفحلُ و ذلك لكرمها؛ قال الراعی یصف إِبلًا نجائب و أَن أَهلها لا یَغْفُلون عن إِكرامها و مراعاتها، و لیست للنتاج فهنّ لا یضرب فیهن فحل إِلا معارضة من غیر اعتماد، فإِن شاءت أَطاعته و إِن شاءت امتنعت منه فلا تُكره علی ذلك: قلائص لا یُلْقَحْنَ إِلا یَعارَةً عِراضاً، و لا یُشْرَیْنَ إِلا غَوالِیا لا یشرین إِلا غوالیا أَی لكونها لا یوجد مثلها إِلا قلیلًا. قال الأَزهری: قوله یقاد إِلیها الفحل محال، و معنی بیت الراعی هذا أَنه وصف نجائب لا یرسل فیها الفحل ضِنّاً بِطِرْقِها و إِبقاءً لقوّتها علی السیر لأَن لِقاحَها یُذهِبُ مُنَّتَها، و إِذا كانت عائطاً فهو أَبقی لسیرها و أَقل لتعبها، و معنی قوله إِلا یَعارَةً، یقول: لا تُلْقَحُ إِلا أَن یُفْلِتَ فحل من إِبل أُخری فَیَعِیر و یضربها فی عَیرَانِه؛ و كذلك قال الطِّرِمَّاحُ فی نجیبة حَمَلَت یَعارَةً فقال: سَوْفَ تُدْنِیكَ من لَمِیسٍ سَبَنْتاةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَنْضَجَتْهُ عشرینَ یوماً، و نِیلَتْ حین نِیلَتْ یَعارَةً فی عِراضِ أَراد أَن الفحل ضربها یَعارَةً، فلما مضی علیها عشرون لیلة من وقتِ طَرَقها الفحلُ أَلقت ذلك الماء الذی كانت عقدت علیه فبقیت مُنَّتُها كما كانت؛ قال أَبو الهیثم: معنی الیَعارَةِ أَن الناقة إِذا امتنعت علی الفحل عارَتْ منه أَی نَفَرَتْ، تعارُ، فَیُعارِضها الفحلُ فی عَدوِها حتی یَنالها فَیَسْتَنِیخَها و یضربها. قال: و قوله یَعارَةً إِنما یرید عائرةً فجعل یَعارة اسماً لها و زاد فیه الهاء، و كان حقه أَن یقال عارَتْ تَعِیرُ فقال تعارُ لدخول أَحد حروف الحلق فیه. و الیَعْرُ: ضرب من الشجر. و‌فی حدیث خزیمة: و عاد لها الیَعارُ مُجْرَنْثِماً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة و فسر أَنه شجرة فی الصحراء تأْكلها الإِبل، و قد وقع هذا الحدیث فی عدّة تراجم. و یَعْرٌ: بلد؛ و به فسر السُّكَّرِیُّ قول ساعدة بن العَجْلان: تَرَكْتَهُمُ و ظَلْتَ بِجَرِّ یَعْرٍ و أَنتَ زَعَمْتَ ذو خَبَبٍ مُعِیدُ

یمر؛ ج5، ص: 302

: الیامُورُ، بغیر همز: الذَّكَرُ من الأَیِّل. اللیث: الیامُورُ من البحر، یجری علی من قتله فی الحرم أَو الإِحرام الحكْمُ، و ذكر عمرو بن بحر الیامُورَ فی باب الأَوعال الجبلیة و الأَیاییل و الأَرْوَی، و هو اسم لجنس منها بوزن الیَعْمُور؛ و الیَعْمُورُ: الجَدْیُ،
لسان العرب، ج‌5، ص: 303
و جمعه الیَعامِیرُ.

یهر؛ ج5، ص: 303

: الیَهْیَرُّ: اللجاجة و التمادی فی الأَمر، و قد اسْتَیْهَرَ. و المُسْتَیْهِرُ: الذاهب العقل؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: یَسْعَی و یَجْمَعُ دائباً مُسْتَیْهِراً جِدًّا، و لیس بآكِلٍ یَجْمَعُ و اسْتَیْهَرَتِ الحُمُرُ: فَزِعَتْ؛ عنه أَیضاً، و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌5، ص: 304‌

[ز]؛ ج5، ص: 304

ز؛ ج5، ص: 304

: الزای من الحروف المجهورة، و الزای و السین و الصاد فی حیز واحد، و هی الحروف الأَسَلِیَّة لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان. قال الأَزهری: لا تأْتلف الصاد مع السین و لا مع الزای فی شی‌ء من كلام العرب.

فصل الألف؛ ج5، ص: 304

أبز؛ ج5، ص: 304

: أَبَزَ الظَّبْیُ یأْبِزُ أَبْزاً و أُبوزاً: وثَبَ و قَفَزَ فی عَدْوِه، و قیل تَطَلَّقَ فی عَدْوه؛ قال: یَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ و الاسم الأَبَزَی، و ظبی أَبَّازٌ و أَبُوزٌ، و كذلك الأُنثی. ابن الأَعرابی: الأَبوزُ القَفَّازُ من كل الحیوان، و هو أَبوزٌ، و الأَبَّازُ الوَثَّابُ؛ قال الشاعر: یا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذئبُ إِلیه، فاجْتَمَعْ لَمَّا رَأَی أَن لا دَعَهْ و لا شِبَعْ مالَ إِلی أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ قال ابن السكیت: الأَبَّازُ القَفَّازُ. قال ابن بری: وصف ظیباً، و العُفْر من الظباء التی یعلو بیاضها حمرة. و تَقَبَّضَ: جمع قوائمه لیَثِبَ علی الظبی فلما رأَی الذئب أَنه لا دَعَةَ له و لا شِبَعَ لكونه لا یصل إِلی الظبی فیأْكله مال إِلی أَرْطاةِ حِقْفٍ، و الأَرطاة: واحدة الأَرْطَی، و هو شجر یدبغ بورقه. و الحِقْفُ: المُعْوَجُّ من الرمل، و جمعه أَحقاف و حُقُوفٌ؛ و قال جِرانُ العَوْدِ: لقد صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ كُوزِ عُلالَةً من وَكَرَی أَبُوزِ تُرِیحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِراحَةَ الجِدَایَةِ [الجَدَایَةِ النَّفُوزِ قال أَبو الحسن محمد بن كَیْسان: قرأْته علی ثعلب جَمَلَ بن كُوز، بالجیم، و أَخذه علیٌّ بالحاء، قال: و أَنا إِلی الحاءِ أَمیل. و صبحته: سقیته صبوحاً، و جعل الصبوح الذی سقاه له عُلالَةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَری، و هی الشدیدة العَدْوِ؛ یقول: سقیته عُلالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صباحاً، یعنی أَنه أَغار علیه وقت الصبح فجعل
لسان العرب، ج‌5، ص: 305
ذلك صَبوحاً له؛ و اسم جِرانِ العَوْدِ عامرُ «3» بن الحرث، و إِنما لقب جِرانَ العَوْدِ لقوله: خُذَا حَذَراً یا خِلَّتَیَّ، فإِنَّنِی رأَیتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ یَصْلُحُ «4» یقول لامرأَتیه: احذرا فإِنی رأَیت السَّوْطَ قد قرب صلاحه. و الجران: باطن عنق البعیر. و العَوْدُ: الجمل المسن. و حَمَلٌ: اسم رجل. و قوله: بعد النَّفَسِ المحفوز، یرید النفس الشدید المتتابع الذی كأَن دافعاً یدفعه من سِباق. و تُرِیح: تَتَنَفَّسُ؛ و منه قول إمرئ القیس: لها مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع فمنه تُرِیحُ إِذا تَنْبَهِرْ و الجِدایَةُ: الظبیة، و النَّفُوز: التی تَنْفِزُ أَی تَثِبُ. و أَبَزَ الإِنسانُ فی عَدْوِه یأْبِزُ أَبْزاً و أُبوزاً: استراح ثم مضی. و أَبَزَ یَأْبِزُ أَبْزاً: لغة فی هَبَزَ إِذا مات مُغافَصَةً.

أجز؛ ج5، ص: 305

: اسْتَأْجَزَ عن الوِسادَة: تَنَحَّی عنها و لم یَتَّكِئْ، و كانت العرب تَسْتَأْجِزُ و لا تَتَّكِئ. و آجَزُ: اسمٌ. التهذیب: اللیث الإِجازَةُ ارْتِفاقُ العرب، كانت العرب تَحْتَبئ و تَسْتَأْجِزُ علی وسادة و لا تتكئ علی یمین و لا شمال؛ قال الأَزهری: لم أَسمعه لغیر اللیث و لعله حفظه. و روی عن أَحمد بن یحیی قال: دَفَعَ إِلیَّ الزُّبَیرُ إِجازَةً و كتب بخطه، و كذلك عبد الله بن شبیب فقلت: أیش أَقول فیهما فقالا: قل فیه إِن شئت حدّثنا، و إِن شئت أَخبرنا، و إِن شئت كتب إِلیّ.

أرز؛ ج5، ص: 305

: أَرَزَ یَأْرِزُ أُرُوزاً: تَقَبَّضَ و تَجَمَّعَ و ثَبَتَ، فهو آرِزٌ و أَرُوزٌ، و رجل أَرُوزٌ: ثابت مجتمع. الجوهری: أَرَزَ فلان یَأْرِزُ أَرْزاً و أُرُوزاً إِذا تَضامَّ و تَقَبَّضَ من بخْلِه، فهو أَرُوزٌ. و سئل حاجة فأَرَزَ أَی تَقَبَّضَ و اجتمع؛ قال رؤبة: فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ یعنی أَنه لا ینبسط للمعروف و لكنه ینضم بعضه إِلی بعض، و قد أَضافه إِلی المصدر كما یقال عُمَرُ العَدْلِ و عُمَرُ الدَّهاءِ، لما كان العدل و الدهاء أَغلب أَحواله. و روی عن أَبی الأَسود الدؤلی أَنه قال: إِن فلاناً إِذا سئل أَرَزَ و إِذا دُعِیَ اهْتَزَّ؛ یقول: إِذا سئل المعروفَ تَضامَّ و تَقَبَّضَ من بخله و لم ینبسط له، و إِذا دعی إِلی طعام أَسرع إِلیه. و یقال للبخیل: أَرُوزٌ، و رجل أَرُوزُ البخل أَی شدید البخل. و ذكر ابن سیدة قول أَبی الأَسود أَنه قال: إِن اللئیم إِذا سئل أَرَزَ و إِن الكریم إِذا سئل اهتز. و استشیر أَبو الأَسود فی رجل یُعَرَّف أَو یُوَلَّی فقال: عَرّفُوه فإِنه أَهْیَسُ أَلْیَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ إِن أُعْطِیَ انْتَهزَ و إِن سئل أَرَزَ. و أَرَزَتِ الحیةُ تأْرِزُ: ثبتت فی مكانها، و أَرَزَتْ أَیضاً: لاذت بجحرها و رجعت إِلیه. و‌فی الحدیث: إِن الإِسلام لیأْرِزُ إِلی المدینة كما تأْرِزُ الحیة إِلی جُحْرِها؛ قال الأَصمعی: یأْرِزُ أَی ینضم إِلیها و یجتمع بعضه إِلی بعض فیها. و منه‌كلام علیّ، علیه السلام: حتی یأْرِزَ الأَمْرُ إِلی غیركم.و المَأْرِزُ: المَلْجَأُ. و قال زید بن كُثْوَةَ: أَرَزَ الرجلُ إِلی مَنَعَتِه أَی رحل إِلیها. و قال الضریر: الأَرْزُ أَیضاً أَن تدخل الحیة جحرها علی ذنبها فآخر ما یبقی منها رأْسها فیدخل بعد، قال: و كذلك الإِسلام خرج من المدینة فهو یَنْكُصُ إِلیها حتی یكون آخره نكوصاً
(3). قوله [و اسم جران العود عامر إلخ] فی الصحاح: و اسمه المستورد (4). قوله [یا خلتی] تثنیة خلة، بكسر الخاء المعجمة، مؤنث الخل بمعنی الصدیق. و فی الصحاح: یا جارتی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 306
كما كان أَوّله خروجاً، و إِنما تأْرِزُ الحیة علی هذه الصفة إِذا كانت خائفة، و إِذا كانت آمنة فهی تبدأُ برأْسها فتدخله و هذا هو الانجحار. و أَرَزَ المُعْیِی: وَقَفَ. و الآرِزُ من الإِبل: القوی الشدید. و فَقارٌ آرِزٌ: متداخل. و یقال للناقة القویة آرِزَةٌ أَیضاً؛ قال زهیر یصف ناقة: بآرِزَةِ الفَقارَة لم یَخُنْها قِطافٌ فی الرِّكابِ، و لا خِلاءُ قال: الآرِزَةُ الشدیدة المجتَمعُ بعضها إِلی بعض؛ قال أَبو منصور: أَراد أَنها مُدْمَجَةُ الفَقارِ متداخلته و ذلك أَقوی لها. و یقال للقوس: إِنها لذات أَرْزٍ، و أَرْزُها صَلابَتُها، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرْزاً، قال: و الرمیُ من القوس الصُّلبة أَبلغ فی الجَرْحِ، و منه قیل: ناقة آرِزَةُ الفَقار أَی شدیدة. و لیلة آرِزَةٌ: باردة، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرِیزاً؛ قال فی الأَرَز: ظَمآن فی ریحٍ و فی مَطِیرِ و أَرْزِ قُرٍّ لیس بالقَرِیرِ و یوم أَرِیزٌ: شدید البرد؛ عن ثعلب، و رواه ابن الأَعرابی أَزِیزٌ، بزایین، و قد تقدم. و الأَرِیزُ: الصَّقِیعُ؛ و قوله: و فی اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ یعنی الباردة. و الظلل هنا: بیوت السجن. و سئل أَعرابی عن ثوبین له فقال: إِن وجدتُ الأَرِیزَ لبستُهما، و الأَرِیزُ و الحَلِیتُ: شِبْهُ الثلج یقع بالأَرض. و فی نوادر الأَعراب: رأَیت أَرِیزَتَه و أَرائِزَهُ تَرْعُدُ، و أَرِیزَةُ الرجل نَفَسُه. و أَرِیزَةُ القوم: عَمِیدُهم. و الأُرْزُ و الأُرُزُ و الأُرُزُّ كله ضربٌ من البُرِّ. الجوهری: الأُرْزُ حبٌّ، و فیه ست لغات: أَرُزٌّ و أُرُزٌّ، تتبع الضمةُ الضمةَ، و أُرْزٌ و أُرُزٌ مثل رُسْلٍ و رُسُلٍ، و رُزٌّ و رُنْزٌ، و هی لعبد القیس. أَبو عمرو: الأَرَزُ، بالتحریك، شجر الأَرْزَنِ، و قال أَبو عبیدة: الأَرْزَةُ، بالتسكین، شجر الصَّنَوْبَرِ، و الجمع أَرْزٌ. و الأَرْزُ: العَرْعَرُ، و قیل: هو شجر بالشام یقال لثمره الصَّنَوْبَرُ؛ قال: لها رَبَذاتٌ بالنَّجاءِ كأَنها دَعائِمُ أَرْزٍ، بینهنَّ فُرُوعُ و قال أَبو حنیفة: أَخبرنی الخَبِرُ أَن الأَرْزَ ذَكَرُ الصنوبر و أَنه لا یحمل شیئاً و لكن یستخرج من أَعجازه و عروقه الزِّفْتُ و یستصبحُ بخشبه كما یستصبح بالشمع و لیس من نبات أَرض العرب، واحدته أَرْزَةٌ.قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: مَثَلُ الكافر مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِیَةِ علی الأَرض حتی یكون انْجِعافُها مرةً واحدة.قال أَبو عمرو: هی الأَرَزَةُ، بفتح الراء، من الشجر الأَرْزَنِ، و نحوَ ذلك قال أَبو عبیدة: قال أَبو عبید. و القول عندی غیر ما قالا إِنما هی الأَرْزَةُ، بسكون الراء، و هی شجرة معروفة بالشام تسمی عندنا الصنوبر من أَجل ثمره، قال: و قد رأَیت هذا الشجر یسمی أَرْزَةً، و یسمی بالعراق الصنوبر، و إِنما الصنوبر ثمر الأَرْزِ فسمی الشجر صنوبراً من أَجل ثمره؛ أَراد النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن الكافر غیرُ مَرْزُوءٍ فی نفسه و ماله و أَهله و ولده حتی یموت، فشبه موته بانجعاف هذه الشجرة من أَصلها حتی یلقی الله بذنوبه حامَّةً؛ و قال بعضهم: هی آرِزَةٌ بوزن فاعلة، و أَنكرها أَبو عبید: و شجرة آرِزَةٌ أَی ثابتة فی الأَرض، و قد أَرَزَتْ تأْرِزُ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: جعل الجبالَ للأَرضِ عِماداً و أَرَزَ فیها أَوتاداً‌أَی أَثبتها، إِن كانت الزای مخففة فهی من أَرَزَت الشجرةُ تأْرِزُ إِذا ثبتت فی الأَرض، و إِن
لسان العرب، ج‌5، ص: 307
كانت مشددة فهو من أَرَزَّت الجَرادَةُ و رَزَّتْ إِذا أَدخلت ذنبها فی الأَرض لتلقی فیها بیضها. و رَزَزْتُ الشی‌ءَ فی الأَرض رَزّاً أَثبته فیها، قال: و حینئذٍ تكون الهمزة زائدة و الكلمة من حروف الراء. و الأُرْزَةُ و الأَرَزَةُ، جمیعاً: الأَرْزَةُ، و قیل: إِن الأَرْزَةَ إِنما سمیت بذلك لثباتها. و‌فی حدیث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ: و لم ینظر فی أَرْزِ الكلام‌أَی فی حَصْرِه و جمعِه و التروّی فیه.

أزز؛ ج5، ص: 307

: أزّت القِدْرُ تَؤُزُّ و تَئِزُّ أَزّاً و أَزِیزاً و أَزازاً و ائْتَزَّتِ ائْتِزازاً إِذا اشتدّ غلیانها، و قیل: هو غلیان لیس بالشدید. و‌فی الحدیث عن مُطَرِّفٍ عن أَبیه، رضی الله عنه، قال: أَتیت النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو یصلی و لجوفه أَزِیزٌ كأَزِیزِ المِرْجَلِ من البكاءِ‌یعنی یبكی، أَی أَن جوفه یَجِیش و یغلی بالبكاءِ؛ و قال ابن الأَعرابی فی تفسیره: خَنِین، بالخاء المعجمة، فی الجوف إِذا سمعه كأَنه یبكی. و أَزَّ بها أَزّاً: أَوقد النار تحتها لتغلی. أَبو عبیدة: الأَزِیزُ الالتهابُ و الحركة كالتهاب النار فی الحطب. یقال: أُزَّ قِدْرَك أَی أَلْهِبِ النارَ تحتها. و الأَزَّةُ: الصوتُ. و الأَزِیزُ: النَّشِیشُ. و الأَزِیزُ: صوت غلیان القدر. و الأَزِیزُ: صوت الرعد من بعید، أَزَّت السحابةُ تَئِزُّ أَزّاً و أَزِیزاً. و أَما‌حدیث سَمُرَة: كَسَفَتِ الشمسُ علی عهد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فانتهیت إِلی المسجد فإِذا هو یأْزَزُ، فإِن أَبا إِسحاق الحَرْبیَّ قال فی تفسیره: الأَزَزُ الامتلاءُ من الناس یرید امتلاءَ المجلس، قال ابن سیدة: و أُراه مما تقدّم من الصوت لأَن المجلس إِذا امتلأَ كثرت فیه الأَصوات و ارتفعت. و قوله یأْزَزُ، بإظهار التضعیف، هو من باب لَحِحَتْ عینُه و أَللَ السِّقاءُ و مَشِشَت الدابةُ، و قد یوصف بالمصدر منه فیقال: بیت أَزَز، و الأَزَزُ الجمعُ الكثیر من الناس. و قوله: المسجد یأْزَزُ أَی مُنْغَصٌّ بالناس. و یقال: البیت منهم بأَزَزٍ إِذا لم یكن فیه مُتَّسَعٌ، و لا یشتق منه فعل؛ یقال: أَتیت الوالی و المجلسُ أَزَزٌ أَی كثیر الزحام لیس فیه متسع، و الناس أَزَزٌ إِذا انضم بعضهم إِلی بعض. و قد جاءَ‌حدیث سَمُرة فی سنن أَبی داود فقال: و هو بارِزٌ‌من البُروز و الظهور، قال: و هو خطأٌ من الراوی؛ قاله الخطابی فی المعالم و كذا قاله الأَزهری فی التهذیب. و‌فی الحدیث: فإِذا المجلس یَتَأَزَّزُ‌أَی تموج فیه الناس، مأْخوذ من أَزِیزِ المِرْجَل، و هو الغلیان. و بیت أَزَزٌ: ممتلئ بالناس، و لیس له جمع و لا فعل. و الأَزَزُ: الضِّیق. أَبو الجَزْلِ الأَعرابی: أَتیت السُّوق فرأَیت النساءَ أَزَزاً، قیل: ما الأَزَزُ؟ قال كأَزَزِ الرُّمَّانة المحتشیة. و قال الأَسَدِیُّ فی كلامه: أَتیت الوالی و المجلس أَزَزٌ أَی ضَیِّق كثیر الزِّحام؛ قال أَبو النجم: أَنا أَبو النَّجْمِ إِذا شُدَّ الحُجَزْ و اجْتَمَع الأَقْدامُ فی ضَیْقٍ أَزَزْ و الأَزُّ: ضَرَبانُ عِرْق یَأْتَزُّ أَو وجَعٌ فی خُراج. و أَزُّ العروق: ضَرَبانُها. و العرب تقول: اللهم اغفر لی قبل حَشَكِ النَّفْسِ و أَزِّ العروق؛ الحَشَكُ: اجتهادها فی النَّزْعِ، و الأَزُّ: الاختلاطُ. و الأَزُّ: التَّهْیِیجُ و الإِغراءُ. و أَزَّهُ یَؤُزُّهُ أَزّاً: أَغراه و هیجه. و أَزَّهُ: حَثَّه. و فی التنزیل العزیز: أَنّٰا أَرْسَلْنَا الشَّیٰاطِینَ عَلَی الْكٰافِرِینَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا؛قال الفراء أَی تُزْعِجُهم إِلی المعاصی و تُغْرِیهم بها، و قال مجاهد: تُشْلیهم إِشْلاءً، و قال الضحاك: تغریهم إِغراءً.ابن الأَعرابی: الأُزَّازُ الشیاطین الذین یَؤُزُّونَ الكفارَ. و أَزَّه أَزَّاً و أَزِیزاً مثل هَزَّه. و أَزَّ یَؤُزُّ أَزّاً، و هو
لسان العرب، ج‌5، ص: 308
الحركة الشدیدة، قال ابن سیدة: هكذا حكاه ابن درید؛ و قول رؤْبة: لا یأْخُذُ التأْفِیكُ و التَّحَزِّی فینا، و لا قَوْلُ العِدَی ذُو الأَزِّ یجوز أَن یكون من التحریك و من التهییج. و‌فی حدیث الأَشْتَرِ: كان الذی أَزَّ أُمَّ المؤْمنین علی الخروج ابنَ الزبیر‌أَی هو الذی حركها و أَزعجها و حملها علی الخروج. و قال الحَرْبِیُّ: الأَزُّ أَن تحمل إِنساناً علی أَمْر بحیلة و رفق حتی یفعله. و‌فی روایة: أَنَّ طلحة و الزبیر، رضی الله عنهما، أَزَّا عائشة حتی خرجت.و غَداةٌ ذاتُ أَزِیزٍ أَی بَرْدٍ، و عَمَّ ابنُ الأَعرابی به البَرْدَ فقال: الأَزِیزُ البردُ و لم یَخُصَّ بَرْدَ غَداةٍ و لا غیرها فقال: و قیل لأَعرابی و لَبِسَ جَوْرَبَیْن لِمَ تَلْبَسُهما؟ فقال: إِذا وجدت أَزِیزاً لبستهما. و یومٌ أَزِیزٌ: بارد، و حكاه ثعلب أَرِیزٌ. و أَزَّ الشی‌ءَ یَؤُزُّه إِذا ضم بعضه إِلی بعض. أَبو عمرو: أَزَّ الكتائبَ إِذا أَضاف بعضها إِلی بعض؛ قال الأَخطل: و نَقْضُ العُهُودِ بِإِثْرِ العُهود یَؤُزُّ الكتائبَ حتی حَمِینا الأَصمعی: أَزَزْتُ الشی‌ءَ أَؤُزُّه أَزّاً إِذا ضممت بعضه إِلی بعض. و أَزَّ المرأَةَ أَزّاً إِذا نكحها، و الراء أَعلی، و الزای صحیحة فی الاشتقاق لأَن الأَزَّ شِدَّةُ الحركة. و‌فی حدیث جَمَلِ جابر، رضی الله عنه: فَنَخَسَه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بقَضِیب فإِذا تحتی له أَزِیزٌ‌أَی حركةٌ و اهتیاجٌ و حِدَّةٌ. و أَزَّ الناقةَ أَزّاً: حلبها حلباً شدیداً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد‌كأَنْ لم یُبَرِّكْ بالقُنَیْنِیِّ نیبُها و لم یَرْتَكِبْ منها الزِّمِكَّاءَ حافِلُ شدیدَةُ أَزِّ الآخِرَیْنِ كأَنها إِذا ابْتَدَّها العِلْجانِ، زَجْلَةُ قافِلِ قال: الآخِرَینِ و لم یقل القادِمَیْنِ لأَن بعض الحیوان یختار آخِرَیْ أُمِّهِ علی قادِمَیْها، و ذلك إِذا كان ضعیفاً یجثو علیه القادمان لجَثْمِهما، و الآخران أَدَقُّ. و الزَّجْلَةُ: صوت الناس، شَبَّهَ حَفِیفَ شَخْبِها بحفیف الزَّجْلَةِ. و أَزَّ الماءَ یَؤُزُّه أَزّاً: صَبَّهُ. و فی كلام بعض الأَوائل: أُزَّ ماءً ثم غَلِّه؛ قال ابن سیدة: هذه روایة ابن الكلبی و زعم أَنّ أُزَّ خَطَأٌ. و‌روی المُفَضَّلُ أَنَّ لُقْمانَ قال لِلُقَیْم: اذهبْ فَعَشِّ الإِبلَ حتی تَرَی النجمَ قِمَّ رأْسٍ، و حتی تَری الشِّعْرَی كأَنها نارٌ، و إِلَّا تكن عَشَّیْتَ فقد آنَیْتَ؛ و قالَ له لُقَیْمٌ: و اطْبُخْ أَنت جَزُورَك فأُزَّ ماءً و غَلِّهِ حتی تری الكَرادِیسَ كأَنها رُؤُوس شُیوخٍ صُلْعٍ، و حتی تری اللحم یدعو غُطَیْفاً و غَطَفان، و إِلَّا تكن أَنْضَجْتَ فقد آنَیْتَ؛ قال: یقول إِن لم تُنْضِجْ فقد آنیت و أَبطأْتَ إِذا بلغت بها هذا و إِن لم تنضج. و أَزَزْتُ القِدْرَ أَؤُزُّها أَزّاً إِذا جمعت تحتها الحطب حتی تلتهب النار؛ قال ابن الطَّثَرِیَّةِ یصف البرق: كأَنَّ حَیْرِیَّةً غَیْرَی مُلاحِیَةً باتتْ تَؤُزُّ به من تَحْتِه القُضُبا اللیث: الأَزَزُ حسابٌ من مَجاری القمر، و هو فُضُولُ ما یدخل بین الشهور و السنین. أَبو زید: ائْتَرَّ الرجلُ ائتِراراً إِذا استعجل، قال أَبو منصور: لا أَدری أَ بالزای هو أَم بالراء.
لسان العرب، ج‌5، ص: 309‌

أفز؛ ج5، ص: 309

: أَبو عمرو: الأَفْزُ، بالزای، الوثْبَةُ بالعَجَلَة، و الأَفْرُ، بالراء: العَدْوُ.

ألز؛ ج5، ص: 309

: ابن الأَعرابی: الأَلْزُ اللزوم للشی‌ء، و قد أَلَزَ به یأْلِزُ أَلْزاً و أَلِزَ فی مكانه یأْلَزُ أَلَزاً مثل أَرَزَ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِیُّ: أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُه وَهِلٌ تَمْسَحُه ما یَسْتَقِر السَّلَّةُ: أَن یَكْبُوَ الفرسُ فَیَرْتَدَّ ذلك الرَّبْوُ فیه.

أوز؛ ج5، ص: 309

: الأَوْزُ: حِسابٌ من مجاری القمر، و هو فضول ما یدخل بین الشهور و السنین. و رجل إِوَزٌّ: قصیر غلیظ، و الأُنثی إِوَزَّةٌ. و فرس إِوَزٌّ: مُتَلاحِكُ الخَلْقِ شدیده، فِعَلٌّ. قال ابن سیدة: و لا یجوز أَن یكون إِفَعْلًا لأَن هذا البناء لم یجئ صفة؛ قال: حكی ذلك أَبو علی، و أَنشد: إِن كنتَ ذا خَزٍّ، فإِنَّ بَزِّی سابِغةٌ فوقَ وَأًی إِوَزِّ و الإِوَزَّی: مِشْیَةٌ فیها تَرَقُّصٌ إِذا مشی مرةً علی الجانب الأَیمن و مرةً علی الجانب الأَیسر؛ حكاه أَبو علی، و أَنشد: أَمْشِی الإِوَزَّی و مَعِی رُمْحٌ سَلِبْ قال: و یجوز أَن یكون إِفْعَلَّی و فِعَلَّی عند أَبی الحسن أَصح لأَن هذا البناء كثیر فی المشی كالجِیَضَّی و الدِّفَقَّی. الجوهری: الإِوَزَّةُ و الإِوَزُّ البَطُّ، و قد جمعوه بالواو و النون فقالوا: إِوَزُّونَ.

فصل الباء الموحدة؛ ج5، ص: 309

بأز؛ ج5، ص: 309

: البَأْزُ: لغة فی البازی، و الجمع أَبْؤُزٌ و بُؤُوزٌ و بِئْزانٌ؛ عن ابن جنی، و ذهب إِلی أَن همزته مبدلة من أَلف لقربها منها، و استمر البدل فی أَبْؤُزٍ و بِئْزانٍ كما استمرَّ فی أَعیاد.

بخز؛ ج5، ص: 309

: التهذیب: بَخَزَ عینه و بَخَسَها إِذا فقأَها، و بَخَصَها كذلك.

برز؛ ج5، ص: 309

: البَرازُ، بالفتح: المكان الفَضاء من الأَرض البعیدُ الواسعُ. و إِذا خرج الإِنسان إِلی ذلك الموضع قیل: قد بَرَزَ یَبْرُزُ بُرُوزاً أَی خرج إِلی البَرازِ. و البَرازُ، بالفتح أَیضاً: الموضع الذی لیس به خَمَر من شجر و لا غیره. و‌فی الحدیث: كان إِذا أَراد البَراز أَبْعَدَ؛ البراز، بالفتح: اسم للفضاء الواسع فَكَنَوْا به عن قضاء الغائط كما كَنَوْا عنه بالخلاء لأَنهم كانوا یَتَبَرَّزُون فی الأَمكنة الخالیة من الناس. قال الخطابی: المحدّثون یروونه بالكسر، و هو خطأٌ لأَنه بالكسر مصدر من المُبارَزَةِ فی الحرب. و قال الجوهری بخلافه: و هذا لفظه البِرازُ المُبارَزَةُ فی الحرب، و البِرازُ أَیضاً كنایة عن ثُفْلِ الغذاء، و هو الغائط، ثم قال: و البَرازُ، بالفتح، الفضاء الواسع. و تَبَرَّزَ الرجلُ: خرج إِلی البَراز للحاجة، و قد تكرر المكسور فی الحدیث، و من المَفْتُوحِ‌حدیث علیّ، كرم الله وجهه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، رأَی رجلًا یغتسل بالبَرازِ، یرید الموضع المنكشف بغیر سُتْرَةٍ. و المَبْرَزُ: المُتَوَضَّأُ. و بَرَزَ إِلیه و أَبْرَزَهُ غیره و أَبْرَزَ الكتابَ: أَخرجه، فهو مَبْرُوزٌ. و أَبْرَزَهُ: نَشَرَه، فهو مُبْرَزٌ، و مَبْرُوزٌ شاذ علی غیر قیاس جاء علی حذف الزائد؛ قال لبید: أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ علی أَلواحِهِ أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ و المَخْتُومُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 310
قال ابن جنی: أَراد المَبْرُوزَ به ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمیر و استتر فی اسم المفعول به؛ و علیه قول الآخر: إِلی غیرِ مَوْثُوقٍ من الأَرض یَذْهَبُ أَراد موثوق به؛ و أَنشد بعضهم المُبْرَزُ علی احتمال الخَزْلِ فی متفاعلن؛ قال أَبو حاتم فی قول لبید إِنما هو: أَلنَّاطقُ المُبْرَزُ و المَخْتُومُ مزاحف فغیره الرواة فراراً من الزحاف. الصحاح: أَلناطق بقطع الأَلف و إِن كان وصلًا، قال و ذلك جائز فی ابتداء الأَنصاف لأَن التقدیر الوقف علی النصف من الصدر، قال: و أَنكر أَبو حاتم المبروز قال: و لعله المَزْبُورُ و هو المكتوب؛ و قال لبید أَیضاً فی كلمة له أُخری: كما لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ یَلُوحُ مع الكَفِّ عُنْوانُها قال: فهذا یدل علی أَنه لغته، قال: و الرواة كلهم علی هذا، قال: فلا معنی لإِنكار من أَنكره، و قد أَعطوه كتاباً مَبْرُوزاً، و هو المنشور. قال الفراء: و إِنما أَجازوا المبروز و هو من أَبرزت لأَن یبرز لفظه واحد من الفعلین. و كلُّ ما ظهر بعد خفاء، فقد بَرَزَ. و بَرَّزَ الرجلُ: فاق علی أصحابه، و كذلك الفرس إِذا سَبَقَ. و بارَزَ القِرْنَ مُبارَزَةً و بِرازاً: بَرَزَ إِلیه، و هما یَتَبارَزانِ. و امرأَة بَرْزَةٌ: بارِزَةُ المَحاسِنِ. قال ابن الأَعرابی: قال الزبیری: البَرْزَة من النساء التی لیست بالمُتَزایِلَةِ التی تُزایِلُك بوجهها تستره عنك و تَنْكَبُّ إِلی الأَرض، و المُخْرَمِّقَةُ التی لا تتكلم إِن كُلِّمَتْ، و قیل: امرأَة بَرْزَةٌ مُتَجالَّةٌ تَبْرُزُ للقوم یجلسون إِلیها و یتحدَّثون عنها. و‌فی حدیث أُم مَعْبَدٍ: و كانت امرأَةً بَرْزَةً تَخْتَبِئُ بِفِناءِ قُبَّتِها؛ أَبو عبیدة: البَرْزَةُ من النساءِ الجلیلة التی تظهر للناس و یجلس إِلیها القوم. و امرأَة بَرْزَة: موثوق برأْیها و عفافها. و یقال: امرأَة بَرْزَة إِذا كانت كَهْلَةً لا تحتجب احتجابَ الشَّوابِّ، و هی مع ذلك عفیفة عاقلة تجلس للناس و تحدِّثهم، من البُروزِ و هو الظهور و الخروج. و رجلٌ بَرْزٌ: ظاهر الخلقِ عَفِیفٌ؛ قال العجاج: بَرْزٌ و ذو العَفَافَةِ البَرْزِیُّ و قال غیره: بَرْزٌ أَراد أَنه متكشف الشأْن ظاهر. و رجل بَرْزٌ و امرأَة بَرْزَةٌ: یوصفان بالجَهارَة و العقل؛ و أَما قول جریر: خَلِّ الطَّرِیقَ لمن یَبْنِی المَنارَ به و ابْرُزْ ببَرْزَةَ حیثُ اضْطَرَّكَ القَدَرُ فهو اسم أُم عمر بن لَجَإٍ التَّیْمِیِّ. و رجل بَرْزٌ و بَرْزِیٌّ: مَوثوق بفضله و رأْیه، و قد بَرُزَ بَرازَةً. و بَرَّزَ الفرسُ علی الخیل: سَبَقها، و قیل كلُّ سابق مُبَرِّزٌ. و بَرَّزَه فرسُه: نَجَّاه؛ قال رؤْبة: لو لم یُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ و إِذا تسابقت الخیل قیل لسابقها: قد بَرَّزَ علیها، و إِذا قیل بَرَزَ، مخففٌ، فمعناه ظهر بعد الخفاء، و إِنما قیل فی التَّغَوُّطِ تَبَرَّزَ فلان كنایة أَی خرج إِلی بَرازٍ من الأَرض للحاجة. و المُبارَزَةُ فی الحرب و البِرازُ من هذا أُخذ، و قد تَبارَزَ القِرْنانِ. و أَبْرَزَ الرجلُ إِذا عزم علی السفر، و بَرَزَ إِذا ظهر بعد خُمول، و بَرَزَ إِذا خرج إِلی البرازِ، و هو الغائط. و قوله تعالی: وَ تَرَی الْأَرْضَ بٰارِزَةً، أَی ظاهرة بلا جبل و لا تَلٍّ و لا رمل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 311
و ذَهَبٌ إِبْرِیزٌ: خالص؛ عربی؛ قال ابن جنی: هو إِفْعِیلٌ من بَرَزَ. و‌فی الحدیث: و منه ما یَخْرُجُ كالذهب الإِبْرِیزِ‌أَی الخالص، و هو الإِبْرِزِیُّ أَیضاً، و الهمزة و الیاء زائدتان. ابن الأَعرابی: الإِبْریزُ الحَلْیُ الصافی من الذهب. و قد أَبْرَزَ الرجلُ إِذا اتخذ الإِبْرِیزَ و هو الإِبْرِزِیُّ؛ قال النابغة: مُزَیَّنَةٌ بالإِبْرِزِیِّ و جشْوُها رَضِیعُ النَّدَی، و المُرْشِفاتِ الحَوَاضِنِ و‌روی أَبو أُمامة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِنَّ الله لَیُجَرِّبُ أَحدَكم بالبلاءِ كما یُجَرِّبُ أَحدُكم ذهبَه بالنار، فمنه ما یخرج كالذهب الإِبْرِیزِ، فذلك الذی نجاه الله من السیِّئات، و منهم من یخرج من الذهب دون ذلك و هو الذی یشك بعض الناس، و منهم من یخرج كالذهب الأَسود و ذلك الذی أُفْتِن؛ قال شمر: الإِبْرِیزُ من الذهب الخالص و هو الإِبْرِزیُّ و العِقْیانُ و العَسْجَدُ.النهایة لابن الأَثیر: فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: لا تقوم الساعة حتی تقاتلوا قوماً یَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ و هم البازَرُ؛ قیل: بازَرُ ناحیة قریبة من كِرْمانَ بها جبال، و فی بعض الروایات هم الأَكراد، فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر أَو یكون سُمُّوا باسم بلادهم، قال: هكذا أَخرجه أَبو موسی فی حرف الباء و الزای من كتابه و شَرَحَه، قال: و الذی‌رویناه فی كتاب البخاری عن أَبی هریرة، رضی الله عنه: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: بین یدی الساعة تُقاتِلُون قوماً نعالهم الشعر و هو هذا البازر؛ و قال سفیانُ مَرَّةً: هم أَهلُ البارِز، یعنی بأَهل البارز أَهل فارس، هكذا هو بلغتهم و هكذا جاءَ فی لفظ الحدیث كأَنه أَبدل السین زایاً، فیكون من باب الباء و الراء و هو هذا الباب لا من باب الباء و الزای؛ قال: و قد اختلف فی فتح الراء و كسرها، و كذلك اختلف مع تقدیم الزای، و قد ذكر أَیضاً فی موضعه متقدماً، و الله أَعلم.

برغز؛ ج5، ص: 311

: البَرْغَزُ و البُرْغُزُ: ولد البقرة، و قیل: البقرة الوحشیة، و الأُنثی بَرْغَزَةٌ؛ قال الشاعر: كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها أَعْقَبَتْها الغُبْسُ منه عَدَمَا غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَرْقُبُهُ فإِذا هی بعِظامٍ و دَمَا قال: الأَطُوم هاهنا البقرة الوحشیة، و الأَصل فی الأَطُوم أَنها سمكة غلیظة الجلد تكون فی البحر، شبه البقرة بها. و الغُبْسُ: الذئاب، الواحد أَغْبَسُ، و قوله بعظام و دما أَراد و دم ثم ردَّ إِلیه لامه فی الشعر ضرورة و هو الیاء فتحركت و انفتح ما قبلها فانقلبت أَلِفاً و صار الاسم مقصوراً؛ قال ابن بری و علی هذا قول الآخر: فَلَسْنا علی الأَعقابِ تَدْمَی كُلُومُنا و لكن علی أَعقابنا یَقْطُرُ الدَّما و الدما فی موضع رفع بیقطر و هو اسم مقصور. و قال ابن الأَعرابی: البُرْغُزُ هو ولدُ البقرة إِذا مشی مع أُمه؛ قال النابغة یصف نساء سُبِینَ: و یَضْرِبْنَ بالأَیْدِی وراءَ بَرَاغِزٍ حِسَانِ الوجُوه، كالظِّباءِ العواقد أَراد بالبراغِز أَولادَهُنَّ، الواحد بَرْغَزٌ. ابن الأَعرابی: یقال لولد بقر الوحش بَرْغَزٌ و جُؤْذَرٌ.

بزز؛ ج5، ص: 311

: البَزُّ: الثیاب، و قیل: ضرب من الثیاب، و قیل: البَزُّ من الثیاب أَمتعة البَزَّاز، و قیل: البَزُّ متاع
لسان العرب، ج‌5، ص: 312
البیت من الثیاب خاصة؛ قال: أَحسَن بیتٍ أَهَراً و بَزَّا كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا و البَّزَّازُ: بائع البَزِّ و حِرْفَتُهُ البِزَازَةُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: شَمْطاءُ أَعلی بَزِّها مُطَرَّحُ یعنی أَنها سمنت فسقط وَبَرُها و ذلك لأَن الوبر لها كالثیاب. و البِزَّة، بالكسر: الهیئة و الشَّارةُ و اللِّبْسَةُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، لما دنا من الشام و لقیه الناس قال لأَسْلَمَ: إِنهم لم یروا علی صاحبك بِزَّةَ قوم غضب الله علیهم؛ البِزَّةُ: الهیئة، كأَنه أَراد هیئة العجم. و البَزُّ و البِزَّةُ: السلاح یدخل فیه الدِّرْعُ و المِغْفَرُ و السیف؛ قال الشاعر: و لا بِكَهامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ إِذا هُوَ لاقَی حاسِراً أَو مُقَنَّعا فهذا یدل علی أَنه السیف. أَبو عمرو: البَزَرُ: السلاح التامُّ؛ قال الهذلی: فَوَیْلُ أمِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ علی الحَصی و وُقِّرَ بَزٌّ ما هُنالك ضائعُ الوَقْرُ: الصدعُ. وُقِّرَ بَزٌّ أَی صُدِعَ و فُلِّلَ و صارت فیه وَقَراتٌ. و شَعْلٌ: لَقَبُ تأَبَّطَ شَرًّا و كان أَسَرَ قَیْسَ بن عَیْزَارَة الهذلیَّ قائلَ هذا الشعر فسلبه سلاحه و درعه، و كان تأَبط شرّاً قصیراً فلما لبس درع قیس طالت علیه فسحبها علی الحصی، و كذلك سیفه لما تقلده طال علیه فسحبه فوقره لأَنه كان قصیراً فهذا یعنی السلاح كله؛ و قال الشاعر: كأَنِّی إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّی من العِقْبَانِ، خائِتَةً طَلُوبا أَی سلاحی. و البِزِّیزَی: السلاح. و البَزُّ: السَّلْبُ، و منه قولهم فی المثل: من عَزَّ بَزَّ؛ معناه من غَلَبَ سَلَبَ، و الاسم البِزِّیزَی كالخِصِّیصَی و هو السَّلْبُ. و ابْتَزَزْتُ الشی‌ءَ: اسْتَلَبْتُه. و بَزَّهُ یَبُزُّهُ بَزًّا: غلبه و غصبه. و بَزَّ الشی‌ءَ یَبُزُّ بَزًّا: انتزعه. و بَزَّهُ ثیابَهُ بَزًّا. و بَزَّه: حَبَسَه. و حكی عن الكسائی: لن یأْخذه أَبداً بَزَّةً منی أَی قَسْراً. و ابْتَزَّهُ ثیابَه: سَلبَهُ إِیاها. و‌فی حدیث أَبی عبیدة: إِنه سیكون نبُوَّةٌ و رحمةٌ ثم كذا و كذا ثم یكون بِزِّیزَی و أَخْذ أَموال بغیر حق؛ البِزِّیزَی، بكسر الباء و تشدید الزای الأُولی و القصر: السَّلْبُ و التَّغَلُّبُ، و‌رواه بعضهم بَزْبَزِیّاً.قال الهَرَوِیُّ: عرضته علی الأَزهری فقال: هذا لا شی‌ء، قال: و قال الخطابی إِن كان محفوظاً فهو من البَزْبَزة، الإِسراع فی السیر، یرید به عَسْفَ الوُلاةِ و إِسراعَهم إِلی الظلم، فمن الأَول‌الحدیث فَیَبْتَزُّ ثیابی و متاعی‌أَی یُجَرِّدُنی منها و یغلبنی علیها، و من الثانی‌الحدیث الآخر: من أَخرج ضیفه «5» فلم یَجِدْ إِلَّا بَزْبَزِیّاً فیردّها.قال: هكذا جاء فی مسند أحمد بن حنبل، رحمه الله. و یقال: ابْتَزَّ الرجلُ جاریتَهُ من ثیابها إِذا جَرَّدَها؛ و منه قول إمرئ القیس: إِذا ما الضَّجِیعُ ابْتَزَّها من ثیابها تَمیلُ علیه هَوْنَةً غیرَ مِتْفالِ و قول خالد بن زهیر الهذلی: یا قَوْمُ، ما لی و أَبا ذؤیبِ كنتُ إِذا أَتَوْتُهُ من غَیْبِ یَشُمُّ عِطْفِی و یَبُزُّ ثَوْبی كأَننی أَرَبْتُهُ بِرَیبِ
(5). قوله [من أخرج ضیفه] كذا بالأصل و النهایة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 313
أَی یَجْذِبُه إِلیه. و غلام بُزْبُزٌ: خفیف فی السفر؛ عن ثعلب. ابن الأَعرابی: البُزْبُزُ الغلام الخفیفُ الرُّوحِ. و بَزْبَزَ الرجلُ و عَبَّدَ إِذا انهزم و فَرَّ. و البَزْبازُ و البُزابِزُ: السریعُ فی السیر؛ قال: لا تَحْسِبِنِّی، یا أُمَیْمُ، عاجِزَا إِذا السِّفارُ طَحْطَحَ البَزابِزَا قال ابن سیدة: كذا أَنشده ابن الأَعرابی، بفتح الباء علی أَنه جمع بَزْبازٍ. و البَزْبَزَةُ: الشِّدَّة فی السوق و نحوه، و قیل: كثرة الحركة و الاضطراب؛ و قال الشاعر: ثم اعْتَلاها قَزحاً و ارْتَهَزَا و ساقَها ثَمَّ سِیاقاً بَزْبَزَا و البَزْبَزَةُ: معالجة الشی‌ء و إِصلاحه؛ یقال للشی‌ء الذی أُجید صنعته: قد بَزْبَزْتُه؛ و أَنشد: و ما یَسْتَوِی هِلْباجَةٌ مُتَنَفِّخٌ و ذو شُطَبٍ، قد بَزْبَزَتْه البَزابِزُ أَراد ما یستوی رجل ثقیل ضخم كأَنه لبن خاثر و رجل خفیف ماض فی الأُمور كأَنه سیف ذو شطب قد سوّاه و صقله الصانع. و البُزَابِزُ: الشدید من الرجال إِذا لم یكن شجاعاً. و رجل بَزْبَزٌ و بُزَابِزٌ: للقوی الشدید من الرجال و إِن لم یكن شجاعاً. و فی حدیث عن الأَعْشَی: أَنه تَعَرَّی بإِزاءِ قوم و سَمَّی فَرْجَه البَزْبازَ و رَجَزَ بِهِمْ، قال: إِیهاً خُثَیْمُ حَرِّك البَزْبازا إِنَّ لنا مجالِساً كِنازَا أَبو عمرو: البَزْبازُ قَصَبَةٌ من حدید عَلَمُ فَم الكِیرِ یَنْفُخُ النارَ، و أَنشد الرجز: إِیهاً خثیم حرك البزبازا و بَزْبَزُوا الرجلَ: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابی. و بَزْبَزَ الشی‌ء: رمی به و لم یردّه.

بغز؛ ج5، ص: 313

: البَغْزُ: الضرب بالرِّجل أَو العصا. و الباغِزُ: المقیم علی الفجور، و قیل: هو منه؛ قال ابن درید: و لا أَحقُّه. و البَغْزُ: النَّشاطُ فی الإِبل خاصة. و الباغِزُ: مثل ذلك، اسم كالكاهِلِ؛ قال ابن مقبل: و اسْتَحْمل السَّیْرَ مِنِّی عِرْمِساً أُجُداً تَخالُ باغِزَها باللَّیْلِ مَجْنُونا قال الأَزهری: جعل اللیث البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْلِ و حَثّاً و كأَنه جعل الباغِزَ الراكبَ الذی یَركُضُها بِرِجْلهِ. و قال غیره: بَغَزَتِ الناقةُ إِذا ضربتْ برجلها الأَرضَ فی سیرها نشاطاً. و قال أَبو عمرو فی قوله تخال باغزها أَی نشاطها. و قد بَغَزها باغِزُها أَی حَرّكها محرِّكها من النشاط. و قال بعض العرب: ربما ركبت الناقَةَ الجوادَ فَبَغَزَها باغِزُها فتجری شوطاً و قد تَقَحَّمَتْ بی فَلأْیاً ما أَكُفُّها فیقال لها باغِزٌ من النشاط. و الباغِزِیَّةُ: ضرب من الثیاب. قال أَبو عمرو: الباغِزیة ثیاب، و لم یزد علی هذا؛ قال الأَزهری: و لا أَدری أَی جنس هی من الثیاب.

بلأَز؛ ج5، ص: 313

: بَلأَزَ الرجلُ: فَرَّ كَبَلأَصَ.

بلز؛ ج5، ص: 313

: امرأَة بِلِزٌ و بِلِزٌّ: ضخمة مكتنزة. الجوهری امرأَة بِلِزٌ، علی فِعِلٍ بكسر الفاء و العین، أَی ضخمة. قال ثعلب: لم یأْت من الصفات علی فِعِلٍ إِلَّا حرفان: امرأَة بِلِزٌ و أَتان إِبِدٌ. و جَمَل بَلَنْزی: غلیظ شدید. أَبو عمرو: امرأَة بِلِزٌ خفیفة؛ قال: و البِلِزُ الرجل القصیر. الفراء: من أَسماء الشیطان البَلأَزُ و الجَلأَزُ و الجانُ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 314‌

بلنز؛ ج5، ص: 314

: التهذیب فی الرباعی عن ابن الأَعرابی: جمل جَلَنْزَی و بَلَنْزَی إِذا كان غلیظاً شدیداً.

بهز؛ ج5، ص: 314

: بَهَزَهُ عَنِّی یَبْهَزُه بَهْزاً: دفعه دفعاً عنیفاً و نَحَّاه، و بَهَزْتُه عنی. و البَهْزُ: الضَّرْبُ و الدفع فی الصدر بالرجل و الید أَو بكلتا الیدین. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بشاربٍ فَخُفِقَ بالنِّعالِ و بُهِزَ بالأَیْدِی؛ البَهْزُ: الدفع العنیف. قال ابن الأَعرابی: هو البَهْزُ و اللَّهْزُ. وَ بَهَزَهُ و لَهَزَه إِذا دفعه. و البَهْزُ: الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ؛ قال رؤبة: دَعْنی فقد یُقْرَعُ للأَضَرِّ صَكِّی حِجاجَیْ رأْسِه و بَهْزی و رجل مِبْهَزٌ، مِفْعَلٌ: من ذلك؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: أَنا طَلِیقُ اللهِ و ابنِ هُرْمُزِ أَنْقَذَنی من صاحِبٍ مُشَرَّزِ شَكْسٍ علی الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ إِن قام نَحْوی بالعَصَا لم یُحْجَزِ مِثَلٍّ: یَصْرَعُه، و رواه ثعلب: مِثَلٍّ. یَثُلُّهُم: یُهْلِكُهُم. و المُشارَزَةُ: المُشارَّة بین الناس. و بَهْزُ بن حَكیم بن معاویة بن حَیْدَةَ القُشَیْرِیُّ صَحِبَ جَدُّهُ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم. و بَهْزٌ: من أسماء العرب. و بَهْزٌ: حَیٌّ من بنی سُلَیْمٍ؛ قال الشاعر: كانتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ، و غَرَّهُمُ عَقْدُ الجِوَارِ، و كانوا مَعْشراً غُدُرا

بهوز؛ ج5، ص: 314

: التهذیب فی الرباعی: البَهاوِیزُ من النوق و النخیل الجِسَامُ الصَّفایا، الواحدة بَهْوازَةٌ؛ قال الأَزهری: أَظنه تصحیفاً، و هی البَهازِیرُ، و قد تقدم أَن البهازِرَ من النخل و الإِبل العظام، و الله تعالی أَعلم.

بوز؛ ج5، ص: 314

: البَازُ: لغة فی البازی؛ قال الشاعر: كأَنه بازُ دَجْنٍ، فَوْقَ مَرْقَبَة جَلَّی القَطا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلَقِ و الجمع أَبْوازٌ و بیزانٌ. و جمع البازی بُزاةٌ، و كان بعضهم یهمز الباز. قال ابن جنی: هو مما همز من الأَلفات التی لا حظ لها فی الهمز كقول الآخر: یا دارَ سَلْمَی بدكادِیكِ البُرَقْ صبراً، فقد هَیَّجْتِ شَوْقَ المشْتأَقْ و بازَ یَبُوزُ إِذا زال من مكان إِلی مكان آمناً. أَبو عمرو: البَوْزُ الزَّوَلانُ من موضع إِلی موضع.

بیز؛ ج5، ص: 314

: بازَ عنه یَبیزُ بَیْزاً و بُیُوزاً: حادَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنها ما حَجَرٌ مَكْزُوزُ لُزَّ إِلی آخر ما یَبیزُ أَراد كأَنها حجر، و ما زائدة، و الله أَعلم.

فصل التاء المثناة؛ ج5، ص: 314

تبرز؛ ج5، ص: 314

: التهذیب فی الرباعی: تِبْرِزُ موضع.

ترز؛ ج5، ص: 314

: التَّارِزُ: الیابس الذی لا رُوحَ فیه. تَرِزَ تَرْزاً و تُرُوزاً. و تَرِزَ: ماتَ و یَبِسَ؛ قال أَبو ذؤیب: فَكَبا كما یَكْبُو فَنِیقٌ تارِزُ بالخَبْتِ، إِلَّا أَنه هو أَبْرَعُ و تَرَزَ الماءُ إِذا جَمَدَ. قال أَبو منصور: و منهم من أَجاز تَرَزَ، بالفتح، إِذا هَلَكَ. و تَرَزَ اللحمُ: صَلُبَ. و كلُّ قویّ صُلْب تارِزٌ. و أَتْرَزَتِ المرأَة عجینها، و أَتْرَزَ العَدْوُ لحمَ الفَرسِ: أَیْبَسَه. ابن سیدة: و أَتْرَزَ الجَرْیُ لحم الدابة: صَلَّبَهُ، و أَصله من التَّارِزِ الیابس الذی لا رُوحَ فیه؛ قال إمرؤ القیس:
لسان العرب، ج‌5، ص: 315
بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْیُ لَحْمَها كُمَیْتٍ، كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ ثم كثر ذلك فی كلامهم حتی سَمَّوا الموتَ تارِزاً؛ قال الشماخ: كأَنَّ الذی یَرْمی من الموت تارِزٌ و‌فی حدیث مجاهد: لا تقوم الساعة حتی یَكْثُرَ التُّرازُ؛ هو بالضم و الكسر: موت الفجأَة؛ و أَصله من تَرَزَ الشی‌ءُ إِذا یَبِسَ، و سُمِّیَ المَیِّتُ تارزاً لأَنه یابِسٌ. و‌فی حدیث الأَنصاری الذی كان یَسْتَقی لِیَهُودِیٍّ كلَّ دلو بتمرة: و اشترط أَن لا یأْخذ تمرةً تارِزَةً‌أَی حَشَفَةً یابسةً.

ترمز؛ ج5، ص: 315

: التُّرامِزُ من الإِبل: الذی إِذا مَضَغَ رأَیتَ دماغه یَرْتَفِعُ و یَسْفُلُ، و قیل: هو القوی الشدید. قال ابن جنی: ذهب أَبو بكر إِلی أَن التاء فیها زائدة و لا وجه لذلك لأَنها فی موضع عین عذافر، فهذا یقضی بكونها أَصلًا و لیس معنی اشتقاق فیقطع بزیادتها؛ أَنشد أَبو زید: إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفاوِزِ فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرامِزِ و قال أَبو عمرو: جَمَلٌ تُرامِزُ إِذا أَسَنَّ فتری هامته تَرَمَّزُ إِذا اعتلف. و ارْتَمَزَ رأْسُه إِذا تحرك؛ قال أَبو النجم: شُمُّ الذُّرَی مُرْتَمِزاتُ الهام

توز؛ ج5، ص: 315

: التُّوزُ: الطبیعة و الخُلُقُ كالتُّوسِ. و التُّوزُ: الأَصل. و الأَتْوَزُ: الكریم الأَصل. و التُّوزُ أَیضاً: شجر. و تُوزُ: موضع بین مكة و الكوفة؛ قال: بَیْنَ سَمِیراءَ و بَیْنَ تُوزِ

تیز؛ ج5، ص: 315

: التَّیَّاز: الرجل المُلَزَّزُ المفاصل الذی یَتَتَیَّزُ فی مِشْیَتِه لأَنه یَتَقَلَّعُ من الأَرض تَقَلُّعاً؛ و أَنشد: تَیَّازَةٌ فی مَشْیِها قُناخِرَهْ الفراء: رجل تَیَّازٌ كثیرُ العَضَلِ، و هو اللحم. و تازَ یَتُوزُ تَوْزاً و یَتِیزُ تَیْزاً إِذا غَلُظَ؛ و أَنشد: تُسَوَّی علی غُسْنٍ فَتازَ خَصِیلُها قال: فمن جعل تازَ من یَتِیزُ جعل التَّیَّازَ فَعَّالًا، و من جعله من یَتُوزُ جعله فَیْعالًا كالقَیَّام و الدَّیَّار من قامَ و دَارَ. و قوله تازَ خَصِیلُها أَی غَلُظَ. و تازَ السهم فی الرَّمِیَّةِ أَی اهتزَّ فیها. و تَتَیَّزَ فی مشْیَتِه: تَقَلَّعَ. و التَّیَّازُ من الرجال: القصیر الغلیظ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشدیدُ العَضَلِ مع كثرة لحم فیها. و یقال للرجل إِذا كان فیه غلظ و شدة: تَیَّازٌ؛ قال القَطَامِیُّ یصف بَكْرَةً اقْتَضَبَهَا و قد أَحسن القیام علیها إِلی أَن قویت و سمِنت و صارت بحیث لا یقدر علی ركوبها لقوَّتها و عزة نفسها: فلما أَنْ جَرَی سِمَنٌ علیها كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّیَاعا أَمَرْتُ بها الرِّجالَ لیَأْخُذُوها و نحن نظُنُّ أَن لا تُسْتَطاعا إِذا التَّیَّازُ ذو العَضَلاتِ قلنا إِلیكَ إِلیكَ ضاقَ بها ذِراعا قال ابن بری: هكذا أَنشده الجوهری و غیره إِلیك إِلیك و فسر فی شعره أَن إِلیك بمعنی خذها لتركبها و تَرُوضَها؛ قال: و هذا فیه إِشكال لأَن سیبویه و جمیع البصریین ذهبوا إِلی أَن إِلیك بمعنی تَنَحَّ و أَنها غیر متعدیة إِلی مفعول، و علی ما فسروه فی البیت یقضی أَنها متعدیة لأَنهم جعلوها بمعنی خذها؛ قال: و رواه أَبو
لسان العرب، ج‌5، ص: 316
عمرو الشَّیْبانِیُّ لَدَیْكَ لَدَیْكَ عوضاً من إِلیك إِلیك، قال: و هذا أَشبه بكلام العرب و قول النحویین لأَن لدیك بمعنی عندك، و عندك فی الإِغراء تكون متعدیة، كقولك عِنْدَكَ زیداً أَی خذ زیداً من عندك، و قد تكون أَیضاً غیر متعدیة بمعنی تَأَخَّرْ فتكون خلاف فَرْطَكَ التی بمعنی تَقَدَّمْ، فعلی هذا یصح أَن تقول لدیك زیداً بمعنی خذه. و قوله: ذو العضلات أَی ذو اللحمات الغلیظة الشدیدة، و كل لحمة غلیظة شدیدة فی ساق أَو غیره فهی عَضَلَةٌ، و إِذا فی البیت داخلة علی جملة ابتدائیة لأَن التیاز مبتدأٌ، و قلنا خبره، و العائد محذوف تقدیره قلنا له، و ضاق بها ذراعاً جواب إِذا؛ قال: و مثله قول الآخر: و هَلَّا أَعَدُّونی لمِثْلی تَفاقَدُوا إِذا الخَصْمُ أَبْزَی مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ و قوله: كما بطَّنت بالفدن السیاعا، قال: الفدن القَصْرُ، و السیاع: الطین، قال: و هذا من المقلوب، أَراد كما یُطَیَّنُ بالسِّیاعِ الفَدَنُ؛ قال: و مثله قول خُفَاف بنِ نُدْبَةَ: كَنَواحِ رِیشِ حَمامَةٍ نَجْدِیَّةٍ و مَسَحْتُ باللِّثَتَیْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ و عصف الإِثمد: غباره. تقدیره: و مسحت بعصف الإِثمد اللثتین؛ قال: و مثله لعروة بن الورد: فَدَیْتُ بنفْسِه نَفْسی و مالی و ما آلُوكَ إِلا ما أُطِیقُ أَی فدیت بنفسی و مالی نفسه، قال: و قد حمل بعضهم قوله سبحانه و تعالی: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ؛ علی القلب لأَنه قدّر فی الآیة مفعولًا محذوفاً تقدیره و امسحوا برؤُوسكم الماء، و التقدیر عنده و امسحوا بالماءِ رؤُوسكم فیكون مقلوباً، و لا یجعل الباء زائدة كما یذهب إِلیه الأَكثر.

فصل الجیم؛ ج5، ص: 316

جأز؛ ج5، ص: 316

: الجَأْزُ، بالتسكین: الغَصَصُ فی الصدر، و قیل: هو الغَصَصُ بالماء؛ قال رؤبة: یَسْقِی العِدَی غَیْظاً طَوِیلَ الجأْزِ أَی طویل الغَصَصِ لأَنه ثابت فی حلوقهم. و جَئِزَ بالماء یَجْأَزُ جَأَزاً إِذا غَصَّ به، فهو جَئزٌ و جَئِیزٌ، علی ما یطرد علیه هذا النحو فی لغة قوم.

جبز؛ ج5، ص: 316

: الجِبْزُ من الرجال: الكَزُّ الغلیظ. و الجِبْزُ، بالكسر: اللئیم البخیل، و قیل: الضعیف؛ و قد ذكره رؤبة فی قصیدته الزائیة: و كُرَّزٍ یَمْشی بَطِینَ الكُرْزِ أَجْرَدَ، أَو جَعْدَ الیَدَیْنِ جِبْزِ و الجَبِیز: الخُبْزُ الیابس. و جاء بخبزته جَبِیزاً أَی فَطِیراً. و أَكلت خبزاً جَبِیزاً أَی یابساً قَفاراً. و جَبَزَ له من ماله جَبْزَةً: قطع له منه قطعة؛ عن ابن الأَعرابی.

جرز؛ ج5، ص: 316

: جَرَزَ یَجْرُزُ جَرْزاً: أَكل أَكلًا وَحِیًّا. و الجَرُوزُ: الأَكُولُ، و قیل: السریع الأَكل، و إِن كان قسا «6» … و كذلك هو من الإِبل، و الأُنثی جَرُوزٌ أَیضاً. و قد جَرُزَ جَرَازَةً. و یقال: امرأَة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولًا. الأَصمعی: ناقة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولًا تأْكل شی‌ء. و إِنسان جَرُوزٌ إِذا كان أَكولًا. و الجَرُوزُ: الذی إِذا أَكل لم یترك علی المائدة شیئاً، و كذلك المرأَة. و یقال للناقة: إِنها لجُرازُ الشجر تأْكله و تكسره.
(6). كذا بالأصل مع بیاض
لسان العرب، ج‌5، ص: 317
و أَرض مَجْرُوزَةٌ و جُرُزٌ و جُرْزٌ و جَزْرٌ: لا تنبت كأَنها تأْكل النبت أَكلًا، و قیل: هی التی قد أُكل نباتها، و قیل: هی الأَرض التی لم یصبها مطر؛ قال: تُسَرُّ أَن تَلْقَی البِلادَ فِلًّا مَجْرُوزَةً نَفاسَةً و علَّا و الجمع أَجْرازٌ. و ربما قالوا: أَرض أَجْرازٌ. و جَرِزَتْ جَرَزاً و أَجْرَزَتْ: صارت جُرُزاً. قال الله تعالی: أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّٰا نَسُوقُ الْمٰاءَ إِلَی الْأَرْضِ الْجُرُزِ؛ قال الفراء: الجُرُزُ أَن تكون الأَرضُ لا نبات فیها؛ یقال: قد جُرِزَتِ الأَرضُ، فهی مَجْرُوزَةٌ، جَرَزَها الجَرادُ و الشَّاءُ و الإِبل و نحو ذلك؛ و یقال: أَرض جُرُزٌ و أَرَضُونَ أَجْرازٌ. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بَیْنا هو یَسِیرُ إِذ أَتَی علی أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مثل الأَیّمِ التی لا نبات بها.و‌فی حدیث الحجاج: و ذَكَرَ الأَرضَ ثم قال لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لا یبقی علیها من الحیوان أَحد.و سَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كانت جَدْبَةً. و الجُرُزُ: السنة المُجْدِبَةُ؛ قال الراجز: قد جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ و قال أبو إِسحاق: یجوز الجَرْزُ و الجَرَزُ كل ذلك قد حكی. قال: و جاء فی تفسیر الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض الیمن، فمن قال الجُرْزُ فهو تخفیف الجُرُزِ، و من قال الجَرْزُ و الجَرَزُ فهما لغتان، و یجوز أَن یكون جَرْزٌ مصدراً وصف به كأَنها أَرض ذات جَرْزٍ أَی ذات أَكل للنبات. و أَجْرَزَ القومُ: وقعوا فی أَرض جُرُز. الجوهری: أَرض جُرُزٌ لا نبات بها كأَنه انقطع عنها أَو انقطع عنها المطر، و فیها أَربع لغات: جُرْزٌ و جُرُزٌ مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ، و جَرْزٌ و جَرَزٌ مثل نَهْرٍ و نَهَرٍ، و جمع الجُرْزِ جِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ و جِحَرةٍ، و جمع الجَرَزِ أَجْرازٌ مثل سبب و أَسباب، تقول منه: أَجْرَزَ القومُ كما تقول أَیْبَسُوا، و أَجْرَزَ القومُ: أَمْحَلُوا. و أَرض جارِزَةٌ: یابسة غلیظة یكتنفها رمل أَو قاع، و الجمع جَوارِزُ، و أَكثر ما یستعمل فی جزائر البحر. و امرأَة جارِزٌ: عاقِر. و الجَرَزَةُ: الهَلاكُ. و یقال: رماه الله بِشَرَزَةٍ و جَرَزَةٍ، یرید به الهلاك. و أَجْرَزَتِ الناقة، فهی مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ. و الجُرْزُ: من السلاح، و الجمع الجِرَزَةُ و الجُرْزُ. و الجُرُزُ: العمود من الحدید، معروف عربی، و الجمع أَجْرازٌ و جِرَزَةٌ، ثلاثة جِرَزَة مثل جُحْر و جِحَرَةٍ؛ قال یعقوب: و لا تقل أَجْرِزَةٌ؛ قال الراجز: و الصَّقْعُ من خابِطَةٍ و جُرْزِ و جَرَزَهُ یَجْرُزُه جَرْزاً: قطعه. و سیف جُرازٌ، بالضم: قاطع، و كذلك مُدْیَةٌ جُرازٌ كما قالوا فیهما جمیعاً هُذامٌ. و یقال: سیف جُرازٌ إِذا كان مستأْصلًا. و الجُرازُ من السیوف: الماضی النافذ. و قولهم: لم تَرْضَ شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَی أَنها من شدة بَغْضائِها لا ترضی للذین تُبْغِضُهم إِلا بالاستئصال؛ و قوله: كلّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ إِنما عنی به ناقة شبهها بالجُرازِ من السیوف أَی أَنها تفعل فی الشجر فعل السیوف فیها. و الجِرزُ، بالكسر: لباس النساء من الوَبَرِ و جلود الشاء، و یقال: هو الفَرْوُ الغلیظ، و الجمع جُرُوزٌ. و الجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ من القَتِّ و نحوه. و إِنه لذو جَرَزٍ أَی قوَّة و خُلُق شدید یكون للناس و الإِبل. و قولهم: إِنه لذو جَرَزٍ، بالتحریك، أَی غِلَظٍ؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 318
و قال الراجز یصف حیة: إِذا طَوَی أَجْرازَهُ أَثْلاثَا فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا أَی عاد ثلاثَ طَرَقٍ بَعْد ما كان طَرَقَةً واحدة. و جَرَزُ الإِنسان: صدرُه، و قیل وسَطُه. ابن الأَعرابی: الجَرَزُ لحم ظهر الجمل، و جمعه أَجْرازٌ، و أَنشد للعجاج فی صفة جمل سمین فَضَخَه الحِمْلُ: و انْهَمَّ هامُومُ السَّدِیفِ الوارِی عن جَرَزٍ منه و جَوْزٍ عارِی أَراد القتل كالسُّم الجُرازِ و السیف الجُراز. و الجَرَزُ: الجِسْمُ؛ قال رؤبة: بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِیشِ قال ابن سیدة: كذا حكی فی تفسیره، قال: و یجوز أَن یكون ما تقدم من القوة و الصدر. و الجارِزُ من السُّعال: الشدیدُ. و جَرَزَه یَجْرُزُه جَرْزاً: نَخَسَه؛ ابن سیدة: و قول الشماخ یصف حُمُرَ الوحش: یُحَشْرِجُها طَوْراً، و طَوْراً كأَنها لها بالرُّغامَی و الخَیاشِیمِ جارِزُ یجوز أَن یكون السُّعال و أَن یكون النخس، و استشهد الأَزهری بهذا البیت علی السُّعال خاصة، و قال: الرغامی زیادة الكبد، و أَراد بها الرِّئَةَ و منها یهیج السُّعال، و أَورد ابن بری هذا البیت أَیضاً و قال: الضمیر فی یحشرجها ضمیر العیر و الهاء المفعولة ضمیر الأُتن أَی یصیح بأُتنه تارة حَشْرَجَةً، و الحشرجة: تردد الصوت فی الصدر، و تارة یصیح بهن كأَن به جارِزاً و هو السعال. و الرُّغامَی: الأَنْفُ و ما حوله. القُتَیْبِیُّ: الجُرُزُ الرَّغِیبَةُ التی لا تَنْشَفُ مطراً كثیراً. و یقال: طَوَی فلانٌ أَجْرازَه إِذا تراخی. و أَجْرازٌ: جمع الجَرْزِ، و الجَرْزُ: القَتْلُ؛ قال رؤبة: حتی وَقَمْنا كَیْدَهُ بالرِّجْزِ و الصَّقْعُ من قاذِفَةٍ و جَرْزِ قال: أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ. و جَرَزَه بالشَّتْمِ: رماه به. و التَّجارُزُ: یكون بالكلام و الفعال. و الجَرازُ: نبات یظهر مثل القَرْعَةِ بلا ورق یعظم حتی یكون كأَنه الناس القُعُودُ فإِذا عظمت دقت رؤُوسها و نَوَّرَتْ نَوْراً كَنَوْرِ الدِّفْلَی حَسَناً تَبْهَجُ منه الجبال و لا ینتفع به فی شی‌ء من مَرْعًی و لا مأْكل؛ عن أَبی حنیفة.

جربز؛ ج5، ص: 318

: جَرْبَزَ الرجلُ: ذهب أَو انقبضَ. و الجُرْبُزُ: الخِبُّ من الرجال، و هو دخیل. و رجل جُرْبُزٌ، بالضم: بَیِّنُ الجَرْبَزَةِ، بالفتح، أَی خِبّ، [خَبّ قال: و هو القُرْبُزُ أَیضاً و هما مُعَرَّبانِ «7»

جرمز؛ ج5، ص: 318

: جَرْمَزَ و اجْرَمَّزَ: انْقَبَض و اجتمع بعضه إِلی بعض. و المُجْرَنْمِزُ: المُجْتَمِعُ. قال الأَزهری: و إِذا أَدغمت النون فی المیم قلت مُجْرَمِّزٌ. و جَرْمَزَ الشی‌ءُ و اجْرَنْمَزَ أَی اجتمع إِلی ناحیة. و الجَرْمَزَةُ: الانقباض عن الشی‌ء. قال: و یقال ضَمَّ فلانٌ إِلیه جَرامِیزَهُ إِذا رفع ما انتشر من ثیابه ثم مضی. و جَرامِیزُ الوَحْشِیِّ: قوائمه و جَسَدُه؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی یصف حماراً: و أَسْحَمَ حامٍ جَرامِیزَهُ حَزابِیَةٍ حَیَدَی بالدِّحالِ و إِذا قلتَ للثّوْرِ: ضَمَّ جَرامِیزَه، فهی قوائمه، و الفعل
(7). قوله [و هما معربان] أی عن كربز، بالكاف الفارسیة كما فی القاموس و شرحه.
لسان العرب، ج‌5، ص: 319
منه اجْرَمَّزَ إِذا انقبض فی الكِناسِ؛ و أَنشد: مُجْرَمِّزٌ كضَجْعَةِ المأْسُورِ و رماه بِجَرامِیزِه أَی بنفسه. أَبو زید: رمی فلانٌ الأَرض بِجَرامِیزِه و أَرْواقِهِ إِذا رَمی بنفْسه. و جَرامِیزُ الرجل أَیضاً: جَسَدُه و أَعضاؤه. و یقال: جَمَعَ جَرامِیزَه إِذا تَقَبَّضَ لِیَثِبَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كان یجمع جَرامِیزَه و یَثِبُ علی الفرس، قیل: هی الیدان و الرجلان، و قیل: هی جملة البدن. و تَجَرْمَزَ إِذا اجتمع. و منه‌حدیث المغیرة، رضی الله عنه، لما بُعِثَ إِلی ذی الحاجبین قال: قلتُ فی نفسی لو جمعتَ جَرامِیزَكَ و وَثَبْتَ فَقَعَدْتَ مع العِلْج.و‌فی حدیث عیسی بن عمر: أَقْبَلْتُ مُجْرَمِّزاً حتی اقْعَنْبَیْتُ بین یَدَی الحَسَنِ‌أَی تَجَمَّعْتُ و انْقَبَضْتُ؛ و الاقْعِنْباءُ: الجلوسُ. و أَخَذَ الشی‌ءَ بِجَرامِیزِه و حَذافِیرِه أَی بجمیعه. و یقال: جَمَعَ فلانٌ لفلان جَرامِیزَه إِذا استعدّ له و عزم علی قصده. و تَجَرْمَزَ إِذا ذهب. و تَجَرْمَزَ اللیلُ: ذهب؛ قال الراجز: لما رأَیتُ اللیلَ قد تَجَرْمَزَا و لم أَجِدْ عَمَّا أَمامی مَأْرِزَا و جَرْمَزَ الرجلُ: نَكَصَ، و قیل أَخطأَ. و‌فی حدیث الشَّعْبیِّ و قد بلغه عن عكرمة فُتْیا فی طلاق فقال: جَرْمَزَ مَوْلی ابنِ عباس‌أَی نَكَصَ عن الجواب و فَرَّ منه و انقبض عنه. و تَجَرْمَزَ و اجْرَمَّزَ: ذهب. و تَجَرْمَزَ علیهم: سقط. أَبو داود عن النضر قال: قال المُنْتَجِعُ یُعْجِبُهُم كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأَوّلِ أَی لیس فی أَوّله مطر. و الجُرْمُوزُ: حوضٌ، قیل: هو الحوض الصغیر؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِیُّ: كأَنها، و العَهْد مُذْ أَقْیاظِ أُسُّ جَرامِیزَ علی وِجاذِ قال: و الضمیر فی كأَنها یعود علی أَثافیَّ ذكرها قبل البیت و هی حجارة القِدْرِ، شبهها بأُسِّ أَحْواضٍ علی وِجاذٍ، و هی جمع وَجْذٍ لنُقْرَةٍ فی الجبل تُمْسِكُ الماء. و قوله: و العهد مذ أَقیاظ أَی فی وقت القَیْظ فلیس فی الوِجاذِ و لا الأَحواض ماء؛ و قال ذو الرمة: و نَشَّتْ جَرامِیزُ اللِّوَی و المَصانِع اللیث: الجُرمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ فی قاع أو روضةٍ مُرْتَفِع الأَعْضادِ فیسیل منه الماء ثم یَفْرُغُ بعد ذلك، و قیل: الجُرْمُوزُ البیت الصغیر. و بنو جُرْمُوزٍ: بطن. و ابن جُرْمُوزٍ: قاتلُ الزُّبَیْرِ، رحمه الله.

جزز؛ ج5، ص: 319

: الجَزَزُ: الصوف لم یستعمل بعد ما جُزَّ، تقول: صوف جَزَزٌ. و جَزَّ الصوفَ و الشعر و النخل و الحشیش یَجُزُّهُ جَزّاً و جِزَّةً حَسَنَةً؛ هذه عن اللحیانی، فهو مَجْزُوزٌ و جَزِیزٌ، و اجْتَزَّه: قطعه؛ أَنشد ثعلب و الكسائی لیزید بن الطَّثَرِیَّةِ: و قلتُ لصاحِبی: لا تَحْبِسَنَّا بنَزْعِ أُصُولِهِ، و اجْتَزَّ شِیحَا و یروی: و اجْدَزَّ، و ذكر الجوهری أَن البیت لیزید ابن الطثریة، و ذكره ابن سیدة و لم ینسبه لأَحد بل قال: و أَنشد ثعلب؛ قال ابن بری: لیس هو لیزید و إِنما هو لمُضَرِّسِ بن رِبْعِیٍّ الأَسَدِی؛ و قبله: و فِتْیانٍ شَوَیْتُ لهم شِواءً سَرِیعَ الشَّیِّ، كنت به نَجِیحا
لسان العرب، ج‌5، ص: 320
فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ فی یَعْمَلاتٍ دَوامی الأَیْدِ یَخْبِطْنَ السَّرِیحا و قلت لصاحبی: لا تحبسنَّا بنزع أُصوله، و اجتزَّ شیحا قال: و البیت كذا فی شعره و الضمیر فی به یعود علی الشی‌ء. و النَّجِیحُ: المُنْجِحُ فی عمله. و المنصل: السیف. و الیعملات: النوق. و الدوامی: التی قد دَمِیَتْ أَیدیها من شدّة السیر. و السریح: خِرَقٌ أَو جلود تُشَدُّ علی أَخفافها إِذا دَمِیَتْ. و قوله … لا تحبسنا بنزع أُصوله …، یقول: لا تحبسنا عن شَیِّ اللحم بأَن تقلع أُصول الشجر بل خذ ما تیسر من قُضْبانِهِ و عیدانه و أَسْرِع لنا فی شَیِّه، و یروی: … لا تَحْبِسانا، و قال فی معناه: إِن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنین، كما قال سُوَیْدُ بن كُراعٍ العُكْلِیُّ و كان سوید هذا هجا بنی عبد الله بن دارم فاسْتَعْدَوْا علیه سعیدَ بن عثمان فأَراد ضربه فقال سوید قصیدة أَوّلها: تقول ابْنَةُ العَوْفیّ لَیْلی: أَ لا تَری إِلی ابن كُراعٍ لا یَزالُ مُفَزَّعا؟ مَخافَةُ هذین الأَمِیرَیْنِ سَهَّدَتْ رُقادِی، و غَشَّتْنی بَیاضاً مُقَزَّعا فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانیَ، فازْجُرَا أَراهِطَ تُؤْذِینی من الناسِ رُضَّعا و إِن تَزْجُرانی یا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ و إِن تَدَعانی أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا قال: و هذا یدل علی أَنه خاطب اثنین سعید بن عثمان و من ینوب عنه أَو یَحْضُر معه. و قوله: فإِن أَنتما أَحكمتمانی دلیل أَیضاً علی أَنه یخاطب اثنین. و قوله أَحكمتمانی أَی منعتمانی من هجائه، و أَصله من أَحْكَمْتُ الدابة إِذا جعلتَ فیها حَكَمَةَ اللّجام؛ و قوله: و إِن تدعانی أَحم عِرضاً ممنَّعا أَی إِن تركتمانی حَمَیْتُ عِرْضِی ممن یؤذینی، و إِن زجرتمانی انزجرت و صبرت. و الرُّضَّعُ: جمع راضع، و هو اللئیم، و خص ابن دُرَیْدٍ به الصُّوف؛ و الجَزَزُ و الجُزَازُ و الجُزَازَةُ و الجِزَّةُ: ما جُزَّ منه. و قال أَبو حاتم: الجِزَّةُ صوف نعجة أَو كبش إِذا جُزَّ فلم یخالطه غیره، و الجمع جِزَزٌ و جَزائِزُ؛ عن اللحیانی، و هذا كما قالوا ضَرَّةٌ و ضَرائِرُ، و لا تَحْتَفِلْ باختلاف الحركتین. و یقال: هذه جِزَّةُ هذه الشاة أَی صُوفُها المجزوزُ عنها. و یقال: قد جَزَزْتُ الكَبْشَ و النعجةَ، و یقال فی العَنْزِ و التَّیْسِ: حَلَقْتُهما و لا یقال جَزَزْتُهما. و الجِزَّةُ: صوفُ شاةٍ فی السنة. یقال: أَقْرِضْنی جِزَّةً أَو جِزَّتَیْنِ فتعطیه صوفَ شاة أَو شاتین. و‌فی حدیث حَمَّادٍ فی الصوم: و إِن دخل حَلْقَك جِزَّةٌ فلا تَضُرُّكَ؛ الجِزة، بالكسر: ما یُجَزُّ من صوف الشاة فی كل سنة و هو الذی لم یستعمل بعد ما جُزَّ،؛ و منه‌حدیث قتادة، رضی الله عنه، فی الیتیم: تكون له ماشیة یقوم ولیه علی إِصلاحها و یُصِیبُ من جِزَزها و رِسْلِها.و جُزازَةُ كل شی‌ء: ما جُزَّ منه. و الجَزُوزُ، بغیر هاء: الذی یُجَزُّ؛ عن ثعلب. و المِجَزُّ: ما یُجَزُّ به. و الجَزُوزُ و الجَزُوزَةُ من الغنم: التی یُجَزُّ صوفها؛ قال ثعلب: ما كان من هذا الضرب اسماً فإِنه لا یقال إِلا بالهاء كالقَتُوبَةِ و الرَّكُوبَةِ و الحَلُوبَةِ و العَلُوفَةِ، أَی هی مما یُجَزُّ، و أَما اللحیانی فقال: إِن هذا الضرب من الأَسماء یقال بالهاء و بغیر الهاء، قال: و جَمْع ذلك كله علی فُعُلٍ و فَعائِلَ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن فُعُلًا إِنما هو لما كان من هذا الضرب بغیر هاء كَرَكُوبٍ
لسان العرب، ج‌5، ص: 321
و رُكُبٍ، و أَن فعائل إِنما هو لما كان بالهاء كَرَكوبة و ركائب. و أَجَزَّ الرجلَ: جعل له جِزَّةَ الشاةِ. و أَجَزَّ القومُ: حان جِزَازُ غنمهم. و یقال للرجل الضخم اللحیة: كأَنه عاضٌّ علی جِزَّةٍ أَی علی صوف شاة جُزَّتْ. و الجَزُّ: جَزُّ الشعر و الصوف و الحشیش و نحوه. و جَزَّ النخلة یَجُزُّها جَزّاً و جِزازاً و جَزازاً؛ عن اللحیانی: صَرَمها. و جَزَّ النخلُ و أَجَزَّ: حانَ أَن یُجَزَّ أَی یُقْطع ثمره و یُصْرم؛ قال طرفة: أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِیفُ به فإِذا ما جَزَّ نَجْتَرِمُهْ و یروی: فإِذا أَجَزَّ … و جَزَّ الزرعُ و أَجَزَّ: حان أَن یزرع. و الجِزازُ و الجَزازُ: وقت الجَزّ. و الجِزازُ: حین تُجَزُّ الغنم. و الجِزازُ و الجَزازُ أَیضاً: الحَصاد. اللیث: الجزاز كالحَصاد واقع علی الحِینِ و الأَوانِ. یقال: أَجَزَّ النخلُ و أَحْصَد البرُّ. و قال الفراء: جاءنا وقت الجِزاز و الجَزاز أَی زمن الحَصاد و صِرامِ النخل. و أَجَزَّ النخلُ و البرّ و الغنم أَی حانَ لها أَن تُجَزّ. و أَجَزَّ القومُ إِذا أَجَزَّت غنمهم أَو زرعهم. و اسْتَجَزَّ البرُّ أَی اسْتَحْصَد. و اجْتَزَزْتُ الشِّیحَ و غیرَه و اجْدَزَزْتُه إِذا جَزَزْتَه. و‌فی الحدیث: أنا إِلی جِزازِ النخل؛ هكذا ورد بزایین، یرید به قطع التمر، و أَصله من الجَزّ و هو قص الشعر و الصوف، و المشهور فی الروایات بدالین مهملتین. و جِزَازُ الزرع: عَصْفُه. و جُزازُ الأَدیم: ما فَضَل منه و سقط منه إِذا قُطِع، واحدته جُزازَةٌ. و جَزَّ التمرُ یَجِزّ، بالكسر، جُزُوزاً: یبس، و أَجَزَّ مثله. و تمر فیه جُزُوز أَی یُبْس. و خَرَزُ الجَزِیز: شبیه بالجَزْعِ، و قیل: هو عِهْن كان یتخذ مكان الخَلاخِیل. و علیه جَزَّة من مال: كقولك ضَرَّة من مال. و جَزَّةُ: اسم أَرض یخرج منها الدَّجَّال. و الجِزْجِزَةُ: خُصْلة من صوف تشد بخیوط یزین بها الهَوْدج. و الجَزاجِزُ: خُصَل العِهْن و الصوفِ المصبوغة تعلق علی هوادج الظعائن یوم الظعن، و هی الثُّكَن و الجَزائِزُ؛ قال الشماخ: هوادِجُ مَشْدُودٌ علیها الجَزائِزُ و قیل: الجَزِیزُ ضرب من الخَرَزِ تزین به جواری الأَعراب؛ قال النابغة یصف نساء شَمَّرن عن أَسْؤُقِهِنَّ حتی بدت خَلاخِیلُهُن: خَرَزُ الجَزِیزِ من الخِدَامِ خَوارِجٌ من فَرْجِ كل وَصِیلَةٍ و إِزارِ الجوهری: الجَزِیزَة خُصْلة من صوف، و كذلك الجِزْجِزَة، و هی عِهْنة تعلق علی الهَوْدج؛ قال الراجز: كالقَرِّ ناسَتْ فَوْقَه الجَزاجِزُ و الجَزاجِز: المَذاكیر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و مُرْقَصَةٍ كَفَفْتُ الخَیْل عنها و قد هَمَّتْ بإِلْقاءِ الزِّمام فقلت لها: ارْفَعِی منه و سِیرِی و قد لَحِقَ الجَزاجِزُ بالحِزامِ قال ثعلب: أَی قلت لها سیری و لا تُلْقی بیدك و كونی آمنة، و قد كان لحق الحزامُ بِثِیلِ البعیر من شدة سیرها، هكذا روی عنه، و الأَجود أَن یقول: و قد كان لَحِقَ ثِیلُ البعیر بالحزام علی موضوع البیت، و إِلا فثعلب إِنما فسره علی الحقیقة لأَن الحزام هو الذی ینتقل فیلحق بالثِّیلِ، فأَما الثِّیلُ فملازم لمكانه لا ینتقل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 322‌

جعز؛ ج5، ص: 322

: الجَعْز و الجَأْز: الغَصَص، كأَنه أُبدل من الهمز عیناً. جَعِزَ جَعَزاً كجَئِزَ: غَصَّ.

جفز؛ ج5، ص: 322

: الجَفْز: سرعة المشی؛ یمانیة حكاها ابن درید، قال: و لا أَدری ما صحتها.

جلز؛ ج5، ص: 322

: الجَلْز: الطیّ و اللیّ. جَلَزْتُه أَجْلِزُه جَلْزاً. و كلّ عقد عقدته حتی یَستدیر، فقد جَلَزْتَه. و الجَلْزُ و الجِلازُ: العَقَب المشدود فی طرف السوط. الأَصْبَحیّ: و الجَلْز شدّة عَصْب العَقَب. و كلُّ شی‌ء یلوی علی شی‌ء، فَفِعْله الجَلْز، و اسمه الجِلاز. و جلائِزُ القوس: عَقَب تلوی علیها فی مواضع، و كل واحدة منها جِلازَة، و الجِلاز أَعم، أَ لا تری أَن العِصابة اسم التی للرأْس خاصة؟ و كلُّ شی‌ء یعصب به شی‌ء، فهو العِصابُ، و إِذا كان الرجل مَعْصوب الخَلْق و اللحم قلت: إِنه لَمَجْلُوز اللحمِ، و منه اشتق: ناقة جَلْسٌ، السین بدل من الزای، و هی الوثیقة الخَلْق. و جَلَزَ السكینَ و السوط یَجْلِزُه جَلْزاً: حَزَم مَقْبِضه و شدَّه بِعِلْباءِ البعیر؛ و كذلك التَّجْلِیز، و اسم ذلك العِلْباء: الجِلاز، بالكسر. و الجلائز: عَقَبات تلوی علی كل موضع من القوس، واحدها جِلاز و جِلازَة؛ قال الشماخ: مُدِلّ بِزُرْقٍ، لا یُداوَی رَمِیُّها و صَفْراءَ من نَبْعٍ، علیها الجَلائِزُ و لا تكون الجَلائز إِلا من غیر عیب. و جَلَز رأْسه بِرِدائِه جَلْزاً: عَصَبه؛ قال النابغة: یَحُثّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِه أَراد: جالزاً رأْسه بردائه. و جَلْزُ السِّنان: الحلقة المستدیرة فی أَسفله، و قیل: جَلْزه أَعلاه، و قیل: مُعْظمه. و یقال لأَغْلَظ السنان: جَلْز، و الجَلْز و الجَلِیز و التَّجْلِیز: الذهاب فی الأَرض و الإِسراع؛ قال: ثم مَضی فی إِثْرِها و جَلَّزا و قد جَلَّز فذهب. و قَرْضٌ مَجْلُوز: یُجْزی به مرة و لا یجزی به أُخری، و هو من الذهاب؛ قال المتنخل الهذلی: هل أَجْزِیَنَّكما یوماً بقَرْضِكما؟ و القَرْض بالقَرْضِ مَجْزیٌّ و مَجْلُوز و الجِلَّوْزُ: البندق؛ عربی حكاه سیبویه: التهذیب فی ترجمة شكر: و الجِلَّوْز نبت له حب إِلی الطُّول ما هو و یؤكل مُخُّه شِبْه الفستق. و الجِلَّوْز: الضخم الشجاع. و قال النضر: جَلَزَ شیئاً إِلی شی‌ء أَی ضَمَّه إِلیه؛ و أَنشد: قَضَیْت حُوَیْجَةً و جَلَزْتُ أُخْری كما جَلَزَ الفُشاغُ علی الغُصُونِ و قد سَمَّتْ جالِزاً و مِجْلَزاً و كَنَّت بأَبی مِجْلَز، و كان أَبو عبیدة یقول أَبو مَجْلِزِ، بفتح المیم و كسر اللام؛ ابن السكیت: هو أَبو مِجْلز، قال: و العامة تقول مَجْلِز و هو مشتق من جَلْز السوط و هو مَقْبِضه عند قَبِیعته. و تقول: هذا أَبو مِجْلَز قد جاء، بكسر المیم، و هو مشتق أَیضاً من جَلْز السنان و هو أَغلظه. و‌فی الحدیث: قال له رجل: إِنی أُحب أَن أَتَجَمَّل بِجِلازِ سَوْطی؛ الجِلاز: السیر الذی یشد فی طرف السوط؛ قال الخطابی: رواه یحیی بن معین جِلان، بالنون، و هو غلط. و الجِلْواز: الثُّؤْرُور، و قیل: هو الشُّرَطِیّ، و جَلْوَزَتُه: خِفَّته بین یدی العامل فی ذهابه و مجیئه، و الجمع الجَلاوِزَة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 323
و جَمَلٌ جَلَنْزی: غلیظ شدید. الفراء: الجِلْئِزُ من النساء القصیرة؛ و أَنشد أَبو ثروان: فوق الطَّوِیلة و القصیرة شَبْرُها لا جِلْئِزٌ كُنُدٌ و لا قَیْدُود قال: هی الفِنْئِلُ أَیضاً، و یقال فی نزع القوس إِذا أَغْرَق فیه حتی بَلَغ النَّصْل؛ قال عدی: أَبْلِغْ أَبا قابُوس، إِذ جَلَّزَ النَّزْعَ و لم یؤخذ لِخَطِّی یَسَرْ

جلبز؛ ج5، ص: 323

: ابن درید: جَلْبَزٌ و جُلابِز صلب شدید.

جلحز؛ ج5، ص: 323

: رجل جَلْحَزٌ و جِلْحاز: ضیِّق بخیل؛ قال الأَزهری: هذا الحرف فی كتاب الجمهرة لابن درید مع حروف غیره لم أَجد أَكثرها لأَحد من الثقات و یجب الفحص عنها، فما وجد لإِمام موثوق به أُلحق بالرباعی و إِلا فلیحذر منها.

جلفز؛ ج5، ص: 323

: الجَلْفَزُ و الجُلافِزُ: الصلب. و ناقة جَلْفَزِیزٌ: صلبة غلیظة، من ذلك. و الجَلْفَزِیزُ: العجوز المُتَشَنّجة و هی مع ذلك عَمُول. و نابٌ جَلْفَزِیز: هَرِمَة عَمُول حَمُول، و قیل: الجَلْفَزِیز من النساء التی أَسَنَّتْ و فیها بقیة، و كذلك الناقة؛ و أَنشد ابن السكیت یصف امرأَة أَسَنَّتْ و هی مع سِنِّها ضعیفة العقل: السِّنُّ من جَلْفَزِیزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ و الحِلْمُ حِلْم صَبیٍّ یَمْرُثُ الوَدَعَه و یقال: داهیة جَلْفَزِیز؛ و قال: إِنی أَری سَوْداءَ جَلْفَزِیزَا و یقال: جعلها الله الجَلْفَزِیزَ إِذا صَرَم أَمره و قطعه. و الجَلْفَزِیز: الثقیل؛ عن السیرافی.

جلنز؛ ج5، ص: 323

: ابن الأَعرابی: یقال جمل جَلَنْزَی و بَلَنْزی إِذا كان غلیظاً شدیداً.

جلهز؛ ج5، ص: 323

: الجَلْهَزَة: إِغضاؤك عن الشی‌ء و كَتْمك له و أَنت عالم به.

جمز؛ ج5، ص: 323

: جَمَزَ الإِنسانُ و البعیرُ و الدابةُ یَجْمِزُ جَمْزاً و جَمَزَی: و هو عَدْوٌ دون الحُضْر الشدید و فوق العَنَق، و هو الجَمْز، و بعیر جَمَّاز منه. و الجَمَّاز: البعیر الذی یركبه المُجَمِّزُ؛ قال الراجز: أَنا النَّجاشِیّ علی جَمَّاز حادَ ابنُ حَسَّان عن ارْتِجازی و حمار جَمَزَی: وَثَّاب سریع؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: كأَنی و رَحْلی، إِذا رُعْتُها علی جمَزَی جازِئٍ بالرّمالِ و أَصْحَمَ حامٍ جَرامِیزَه حَزابِیَةٍ حَیَدَی بالدِّحالِ شبه ناقته بحمار وحش و وصفه بِجَمَزَی، و هو السریع، و تقدیره علی حمار جَمَزَی. الكسائی: الناقة تعدو الجَمَزَی و كذلك الفَرَس. و حَیَدَی بالدِّحال: خطأٌ لأَن فَعَلی لا یكون إِلا للمؤنث. قال الأَصمعی: لم أَسمع بفَعَلی فی صفة المذكر إِلا فی هذا البیت، یعنی أَن جَمَزَی و بَشَكی و زَلَجی و مَرَطی و ما جاء علی هذا الباب لا یكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل، قال: و رواه ابن الأَعرابی لنا: [حَیَدٌ بالدِّحال] یرید عن الدِّحال. قال الأَزهری: و مَخْرج من رواه جَمَزَی علی عَیْرٍ ذی جَمَزَی أَی ذی مشیة جمزی، و هو كقولهم: ناقة وَكَرَی أَی ذات مِشْیَة وكَری. و‌فی حدیث ماعز، رضی الله عنه: فلما أَذْلَقَتْه الحجارة جَمَزَ‌أَی أَسرع هارباً من القتل؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 324
و منه‌حدیث عبد الله بن جعفر: ما كان إِلا الجَمْزُ؛ یعنی السیر بالجنائز. و‌فی الحدیث: یَرُدُّونهم عن دینهم كُفَّاراً جَمَزَی، هو من ذلك. و جَمَزَ فی الأَرض جَمْزاً: ذهب؛ عن كراع. و الجُمَّازَة: دُرَّاعَة من صوف. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، توضأَ فضاق عن یدیه كُمَّا جُمَّازَةٍ كانت علیه فأَخرج یدیه من تحتها؛ الجُمَّازة، بالضم: مِدْرعة صوف ضیقة الكمین؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَكْفِیكَ، من طاقٍ كثیر الأَثْمانْ جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّانْ و قال أَبو وجزة: دَلَنْظی یَزِلُّ القَطْر عن صَهَواتِهِ هو اللیث فی الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ ابن الأَعرابی: الجَمْز الاستهزاء. و الجُمْزانُ: ضرب من التمر و النخل و الجمیز. و الجُمْزَةُ: الكُتْلَةُ من التمر و الأَقِطِ و نحو ذلك، و الجمع جُمَز. و الجُمْزَةُ: بُرْعُوم النبت الذی فیه الحبة؛ عن كراع، كالقُمْزة، و سنذكرها فی موضعها. و الجَمْز: ما بقی من عُرْجون النخلة، و الجمع جُمُوز. و الجُمَّیز و الجُمَّیْزَی: ضرب من الشجر یشبه حمله التِّین و یَعْظم عِظَم الفِرْصاد، و تِینُ الجُمَّیْز من تین الشام أَحمر حلو كبیر. قال أَبو حنیفة: تِینُ الجُمَّیز رَطْب له معالیق طِوال و یُزَبَّب، قال: و ضرب آخر من الجُمَّیْز له شجر عظام یحمل حملًا كالتین فی الخلقة وَرَقَتُها أَصغر من ورَقَة التین الذكر، و تینُها صِغار أَصفر و أَسود یكون بالغَوْرِ یسمی التین الذكر، و بعضهم یسمی حمله الحما «8»، و الأَصفر منه حلو، و الأَسود یُدْمی الفم، و لیس لتِینها عِلاقة، و هو لاصق بالعُود، الواحدة منه جُمَّیْزَةٌ و جُمَّیْزَی، و الله أَعلم.

جنز؛ ج5، ص: 324

: جَنَزَ الشی‌ءَ یَجْنِزُه جَنْزاً: ستره. و‌ذكروا أَن النَّوَار لما احْتُضِرَت أَوْصَت أَن یصلی علیها الحسن، فقیل له فی ذلك، فقال: إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُونی.و الجِنَازَة و الجَنَازة: المیت؛ قال ابن درید: زعم قوم أَن اشتقاقه من ذلك، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما صحته، و قد قیل: هو نَبَطِیّ. و الجِنازة: واحدة الجَنائز، و العامة تقول الجَنازة، بالفتح، و المعنی المیّت علی السریر، فإِذا لم یكن علیه المیت فهو سریر و نَعْش. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان له امرأَتان فَرُمِیَتْ إِحداهما فی جنازتها‌أَی ماتت. تقول العرب إِذا أَخْبَرَتْ عن موت إِنسان: رُمِیَ فی جِنازته لأَن الجِنازَة تصیر مَرْمِیًّا فیها، و المراد بالرمی الحَمْل و الوَضْع. و الجِنازة، بالكسر: المیت بِسَرِیرِه، و قیل: بالكسر السّرِیر، بالفتح المیت. و رُمِیَ فی جَنَازته أَی مات، و طُعِن فی جِنازته أَی مات. ابن سیدة: الجَنَازَة، بالفتح، المیت، و الجِنازة، بالكسر: السریر الذی یُحْمل علیه المیت؛ قال الفارسی: لا یسمی جِنَازة حتی یكون علیه میت، و إِلا فهو سریر أَو نعش؛ و أَنشد الشماخ: إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فیها تَرَنَّمَتْ تَرَنُّمَ ثَكْلی أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ و استعار بعض مُجَّان العرب الجِنَازة لِزِقِّ الخمر فقال و هو عمرو بن قعاس: و كنتُ إِذا أَری زِقًّا مَرِیضاً یُناحُ علی جِنازَته، بَكَیْتُ و إِذا ثقل علی القوم أَمر أَو اغْتَمُّوا به، فهو جِنَازة
(8). قوله [یسمی حمله الحما] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 325
علیهم؛ قال: و ما كنتُ أَخْشی أَن أَكُونَ جِنازَةً علیك، و مَنْ یَغْتَرُّ بالحَدَثان؟ اللیث: الجِنازة الإِنسان المیت و الشی‌ء الذی قد ثَقُل علی قوم فاغْتَمُّوا به. قال اللیث: و قد جری فی أَفواه الناس جَنازة، بالفتح، و النَّحاریر ینكرونه، و یقولون: جُنِزَ الرجلُ، فهو مَجْنوز إِذا جمع. الأَصمعی: الجِنَازة، بالكسر، هو المیت نفسه و العوام یقولون إِنه السریر. تقول العرب: تركته جِنَازة أَی میتاً. النضر: الجِنَازة هو الرجل أَو السریر مع الرجل. و قال عبد الله بن الحسن: سمیت الجِنَازة لأَن الثیاب تُجْمع و الرجلُ علی السریر، قال: و جُنِزوا أَی جُمِعوا. ابن شمیل: ضُرِب الرجُل حتی تُرِك جِنازةً؛ قال الكمیت یذكر النبی، صلی الله علیه و سلم، حیّاً و میتاً: كانَ مَیْتاً جِنازَةً خیر مَیْتٍ غَیَّبَتْه حَفائِرُ الأَقْوام

جهز؛ ج5، ص: 325

: جَهاز العَرُوس و المیت و جِهازهما: ما یحتاجان إِلیه، و كذلك جهاز المسافر، یفتح و یكسر؛ و قد جَهَّزَه فَتَجَهَّز و جَهَّزْتُ العروسَ تَجْهِیزاً، و كذلك جَهَّزت الجیش. و‌فی الحدیث: من لم یغز و لم یجهز غازیاً؛ تجهیز الغازی: تَحْمِیله و إِعداد ما یحتاج إِلیه فی غزوه، و منه تَجْهِیزُ العروس: و تَجْهِیز المیت. و جَهَّزت القوم تَجْهِیزاً إِذا تكلَّفت لهم بِجهازِهِمْ للسفر، و كذلك جِهَاز العروس و المیت، و هو ما یحتاج له فی وجهه، و قد تَجَهَّزُوا جَهازاً. قال اللیث: و سمعت أَهل البصرة یخطئُون الجِهَازَ، بالكسر. قال الأَزهری: و القراء كلهم علی فتح الجیم فی قوله تعالی: وَ لَمّٰا جَهَّزَهُمْ بِجَهٰازِهِمْ؛ قال: و جِهَاز، بالكسر، لغة ردیئة؛ قال عمر بن عبد العزیز: تَجَهَّزی بِجهازٍ تَبْلُغِینَ به یا نَفْسُ، قبل الرَّدَی، لم تُخْلَقی عَبَثا و جَهاز الراحلة: ما علیها. و جَهَاز المرأَة: حَیاؤُها، و هو فَرْجها. و موت مُجْهِز أَی وَحِیٌّ. و جَهَزَ علی الجریح و أَجْهَزَ: أَثْبَت قَتْله. الأَصمعی: أَجْهَزْتُ علی الجریح إِذا أَسرعت قتله و قد تَمَّمت علیه. قال ابن سیدة: و لا یقال «1» أَجاز علیه إِنما یقال أَجازَ علی اسمه أَی ضَرَب. و موت مُجْهِز و جَهِیز أَی سریع. و‌فی الحدیث: هل تَنْظُرون إِلا مرضاً مُفْسداً أَو موتاً مُجْهِزاً‌أَی سریعاً. و منه‌حدیث علی، رضوان الله علیه: لا یُجْهَز علی جَریحهم‌أَی من صُرِع منهم و كُفِیَ قِتالُه لا یُقْتل لأَنهم مُسْلمون، و القصد من قتالهم دفع شرهم، فإِذا لم یكن ذلك إِلا بقتلهم قُتِلوا. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: أَنه أَتی علی أَبی جهل و هو صَرِیع فأَجْهَزَ علیه.و من أَمثالهم فی الشی‌ء إِذا نَفَر فلم یَعُدْ: ضَرَب فی جَهَازه، بالفتح، و أَصله فی البعیر یسقط عن ظهره القَتَب بأَداته فیقع بین قوائمه فَیَنْفِرُ عنه حتی یذهب فی الأَرض، و یجمع علی أَجْهِزَة؛ قال الشاعر: یَبِتْنَ یَنْقُلْنَ بأَجْهِزاتِها قال: و العرب تقول ضَرَب البعیرُ فی جَهازِه إِذا جَفَلَ فَنَدَّ فی الأَرض و الْتَبَط حتی طَوَّحَ ما علیه من أَداة و حِمْل. و ضَرَبَ فی جَهازٍ البعیرُ إِذا شرد. و جَهَّزت فلاناً أَی هَیَّأْتَ جَهاز سفره. و تَجَهَّزْت
(1). قوله [قال ابن سیدة و لا یقال إلخ] عبارة القاموس و شرحه فی مادة ج و ز: و أجزت علی الجریح لغة فی أجهزت، و أنكره ابن سیدة فقال و لا یقال إلخ
لسان العرب، ج‌5، ص: 326
لأَمْرِ كذا أَی تهیأَت له. و فرس جَهِیز: خفیف. أَبو عبیدة: فرس جَهِیز الشدّ أَی سریع العدو، و أَنشد: و مُقَلِّص عَتَد جَهِیز شَدُّهُ قَیْد الأَوَابِدِ فی الرِّهانِ جَواد و جَهِیزَةُ: اسم امرأَة رَعْناءَ تُحَمَّق. و فی المثل: أَحْمَقُ من جَهِیزَةَ؛ قیل: هی أُم شبِیبٍ الخَارجی، كان أَبو شَبِیبٍ من مُهاجِرَة الكوفة اشتری جَهِیزَةَ من السَّبی، و كانت حمراء طویلة جمیلة فأَرَادَها علی الإِسلام فأبت، فواقعها فحملت فتحرك الولد فی بطنها، فقالت: فی بَطْنی شی‌ء یَنْقُز، فقیل: أَحمق من جَهِیزَة. قال ابن بری: و هذا هو المشهور من هذا المثل: أَحمق من جَهِیزَةَ، غیر مصروف، و ذكر الجاحظ أَنه أَحمق من جَهِیزَةٍ، بالصرف. و الجَهِیزَة: عِرْسُ الذئب یَعْنون الذِّئْبَةَ، و من حُمْقها أَنها تَدَعُ ولدَها و تُرْضع أَولاد الضبع كَفِعْلِ النعامة بِبَیْض غیرها؛ و علی ذلك قول ابنِ جِذْلِ الطَّعَانِ: كَمُرْضِعَةٍ أَولادَ أُخری، و ضَیَّعَتْ بَنِیها، فلم تَرْقَعْ بذلك مَرْقَعا و كذلك النعامة إِذا قامت عن بَیْضها لطلب قُوتِها فلقیت بیض نعامة أُخری حَضَنَتْه فَحُمِّقَتْ بذلك؛ و علی ذلك قول ابن هرمة: إِنِّی و تَرْكی نَدی الأَكْرَمِینَ و قَدْحی بِكَفَّیّ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَیْضها بالعَراء و مُلْبِسَةٍ بَیْض أُخری جَناها قالوا: و یشهد لما بین الذئب و الضبع من الأُلْفَةِ أَن الضبع إِذا صِیدَتْ أَو قُتِلت فإِن الذئب یَكْفُل أَولادها و یأْتیها باللحم؛ و أَنشدوا فی ذلك للكمیت: كما خامَرَتْ فی حِضْنِها أُمُّ عامِر لذی الحَبْل، حتی عال أَوْسٌ عِیالَها «1» و قیل فی قولهم أَحمق من جَهِیزَةَ: هی الضبع نفسها، و قیل: الجَهِیزَةُ جِرْوُ الدُّبِّ و الجِبْسُ أُنْثاه، و قیل: الجَهِیزة الدُّبَّةُ. و قال اللیث: كانت جَهِیزَة امرأَة خَلِیقَةً فی بدنها رَعْناء یضرب بها المثل فی الحمق؛ و أَنشد: كأَنَّ صَلا جَهِیزَة، حین قامتْ حِبابُ الماء حالًا بعد حالِ

جوز؛ ج5، ص: 326

: جُزْتُ الطریقَ و جازَ الموضعَ جَوْزاً و جُؤُوزاً و جَوازاً و مَجازاً و جازَ به و جاوَزه جِوازاً و أَجازه و أَجاز غیرَه و جازَه: سار فیه و سلكه، و أَجازَه: خَلَّفه و قطعه، و أَجازه: أَنْفَذَه؛ قال الراجز: خَلُّوا الطریقَ عن أَبی سَیَّارَه حتی یُجِیزَ سالماً حِمارَه و قال أَوسُ بن مَغْراءَ: و لا یَرِیمُونَ للتَّعْریف مَوْضِعَهم حتی یُقال: أَجِیزُوا آل صَفْوانا یمدحهم بأَنهم یُجیزُون الحاج، یعنی أَنْفِذوهم. و المَجازُ و المَجازَةُ: الموضع. الأَصمعی: جُزْت الموضع سرت فیه، و أَجَزْته خَلَّفْته و قطعته، و أَجَزْتُه أَنْفَذْته؛ قال إمرؤ القیس: فلما أَجَزْنا ساحَةَ الحَیِّ، و انْتَحی بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذی قفافٍ عَقَنْقَلِ و یروی: … ذی حِقاف … و جاوَزْت الموضع جِوازاً:
(1). قوله [لذی الحبل] أی للصائد الذی یعلق الحبل فی عرقوبها.
لسان العرب، ج‌5، ص: 327
بمعنی جُزْتُه. و‌فی حدیث الصراط: فأَكون أَنا و أُمَّتی أَوّلَ من یُجِیزُ علیه؛ قال: یُجِیزُ لغة فی یجُوز جازَ و أَجازَ بمعنی؛ و منه‌حدیث المسعی: لا تُجِیزوا البَطْحاء إِلَّا شدًّا.و [الاجْتِیازُ: السلوك. و المُجْتاز: مُجْتابُ الطریق و مُجِیزه. و المُجْتاز أَیضاً: الذی یحب النَّجاءَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: ثم انْشَمَرْتُ علیها خائفاً وجِلًا و الخائفُ الواجِلُ المُجْتازُ یَنْشَمِر و یروی: الوَجِلُ. و الجَواز: صَكُّ المسافر. و تجاوَز بهم الطریق، و جاوَزَه جِوازاً: خَلَّفه. و فی التنزیل العزیز: وَ جٰاوَزْنٰا بِبَنِی إِسْرٰائِیلَ الْبَحْرَ*. و جَوَّز لهم إِبِلَهم إِذا قادها بعیراً بعیراً حتی تَجُوزَ. و جَوائِزُ الأَمثال و الأَشْعار: ما جازَ من بلد إِلی بلد؛ قال ابن مقبل: ظَنِّی بِهم كَعَسی، و هُمْ بِتَنُوفَةٍ یَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثال قال أَبو عبیدة: یقول الیقین منهم كَعَسی، و عَسی شَكٌّ؛ و قال ثعلب: یتنازعون جوائز الأَمثال أَی یجیلون الرأْی فیما بینهم و یَتَمَثَّلُون ما یریدون و لا یلتفتون إِلی غیرهم من إِرخاء إِبلهم و غفلتهم عنها. و أَجازَ له البیعَ: أَمْضاه. و‌روی عن شریح: إِذا باع المُجِیزان فالبیع للأَول، و إِذا أَنْكح المُجِیزان فالنكاح للأَول؛ المُجِیز: الولی؛ یقال: هذه امرأَة لیس لها مُجِیز. و المُجِیز: الوصی. و المُجِیز: القَیّم بأَمر الیتیم. و‌فی حدیث نكاح البكر: فإِن صَمَتَتْ فهو إِذنها، و إِن أَبَتْ فلا جَوازَ علیها‌أَی لا ولایة علیها مع الامتناع. و المُجِیز: العبد المأْذون له فی التجارة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا خاصم إِلی شُرَیْحٍ غلاماً لزیاد فی بِرْذوْن باعه و كَفَلَ له الغلامُ، فقال شریح: إِن كان مُجیزاً و كَفَلَ لك غَرِم، إِذا كان مأُذوناً له فی التجارة.ابن السكیت: أَجَزْت علی [اسمه إِذا جعلته جائزاً]. و جَوَّزَ له ما صنعه و أَجازَ له أَی سَوَّغ له ذلك، و أَجازَ رأْیَه و جَوَّزه: أَنفذه. و‌فی حدیث القیامة و الحساب: إِنی لا أُجِیزُ الیومَ علی نَفْسی شاهداً إِلا مِنِّی‌أَی لا أُنْفِذ و لا أُمْضِی، مِنْ أَجازَ أَمره یُجِیزه إِذا أَمضاه و جعله جائزاً. و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی الله عنه: قبل أَن تُجِیزُوا علیَّ‌أَی تقتلونی و تُنْفِذُوا فیَّ أَمْرَكم. و تَجَوَّزَ فی هذا الأَمر ما لم یَتَجَوَّز فی غیره: احتمله و أَغْمَض فیه. و المَجازَةُ: الطریق إِذا قَطَعْتَ من أَحد جانبیه إِلی الآخر. و المَجازَةُ: الطریق فی السَّبَخَة. و الجائِزَةُ: العطیة، و أَصله أَن أَمیراً واقَفَ عدوًّا و بینهما نهر فقال: من جازَ هذا النهر فله كذا، فكلَّما جاز منهم واحدٌ أَخذ جائِزَةً. أَبو بكر فی قولهم أَجازَ السلطان فلاناً بجائِزَةٍ: أَصل الجائزَة أَن یعطی الرجلُ الرجلَ ماء و یُجِیزه لیذهب لوجهه، فیقول الرجل إِذا وَرَدَ ماءً لقَیِّمِ الماء: أَجِزْنی ماء أَی أَعطنی ماء حتی أَذهب لوجهی و أَجُوز عنك، ثم كثر هذا حتی سَمَّوا العطیة جائِزَةً. الأَزهری: الجِیزَة من الماء مقدار ما یجوز به المسافر من مَنْهَلٍ إِلی مَنْهَلٍ، یقال: اسْقِنی جِیزة و جائزة و جَوْزة. و‌فی الحدیث: الضِّیافَةُ ثلاثة أَیام و جائِزَتُه یوم و لیلة و ما زاد فهو صدقة، أَی یُضافُ ثلاثَةَ أَیام فَیَتَكَلَّفُ له فی الیوم الأَوّل مما اتَّسَعَ له من بِرٍّ
لسان العرب، ج‌5، ص: 328
و إِلْطاف، و یقدّم له فی الیوم الثانی و الثالث ما حَضَره و لا یزید علی عادته، ثم یعطیه ما یَجُوزُ به مسافَةَ یومٍ و لیلة، و یسمی الجِیزَةَ، و هی قدر ما یَجُوز به المسافر من مَنْهَل إِلی منهل، فما كان بعد ذلك فهو صدقة و معروف، إِن شاء فعل، و إِن شاء ترك، و إِنما كره له المُقام بعد ذلك لئلا تضیق به إِقامته فتكون الصدقة علی وجه المَنِّ و الأَذی. الجوهری: أَجازَه بِجائِزَةٍ سَنِیَّةٍ أَی بعطاء. و یقال: أَصل الجَوائِز أَنَّ قَطَنَ بن عبد عَوْف من بنی هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ ولَّی فارس لعبد الله بن عامر، فمر به الأَحنف فی جیشه غازیاً إِلی خُراسان، فوقف لهم علی قَنْطرة فقال: أَجیزُوهم، فجعل یَنْسِبُ الرجل فیعطیه علی قدر حَسَبه؛ قال الشاعر: فِدًی للأَكْرَمِینَ بنی هِلالٍ علی عِلَّاتِهم، أَهْلی و مالی هُمُ سَنُّوا الجَوائز فی مَعَدٍّ فصارت سُنَّةً أُخْری اللَّیالی و‌فی الحدیث: أَجِیزُوا الوَفْد بنحو ما كنت أُجِیزُهم به‌أَی أَعْطوهم الجِیزَة. و الجائِزَةُ: العطیة من أَجازَه یُجِیزُه إِذا أَعطاه. و منه‌حدیث العباس، رضی الله عنه: أَ لا أَمْنَحُك، أَ لا أَجِیزُك؟ أَی أُعطیك، و الأَصل الأَوّل فاستعیر لكل عطاء؛ و أَما قول القطامی: ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الماء جائِزَةً فهی الشَّرْبة من الماء. و الجائزُ من البیت: الخشبة التی تَحْمِل خشب البیت، و الجمع أَجْوِزَةٌ و جُوزان و جَوائِز؛ عن السیرافی، و الأُولی نادرة، و نظیره وادٍ و أَوْدِیَة. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة أَتت النبی، صلی الله علیه و سلم، فقالت: إِنی رأَیت فی المنام كأَن جائِزَ بیتی قد انكسر فقال: خیر یَرُدّ الله غائِبَكِ، فرجع زوجها ثم غاب، فرأَت مثل ذلك فأَتت النبی، صلی الله علیه و سلم، فلم تجده و وجَدَتْ أَبا بكر، رضی الله عنه، فأَخْبَرَتْه فقال: یموت زوجُكِ، فذكرَتْ ذلك لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: هل قَصَصْتِها علی أَحد؟ قالت: نعم، قال: هو كما قیل لك.قال أَبو عبید: هو فی كلامهم الخشبة التی یوضع علیها أَطراف الخشب فی سقف البیت. الجوهری: الجائِزَة التی یقال لها بالفارسیة تِیر، و هو سهم البیت. و‌فی حدیث أَبی الطُّفَیْل و بناء الكعبة: إِذا هم بِحَیَّة مثل قطعة الجائِز.و الجائزَةُ: مَقام السَّاقی. و جاوَزْتُ الشی‌ء إِلی غیره و تجاوَزْتُه بمعنی أَی أَجَزْتُه. و تَجاوَزَ الله عنه أَی عفا. و قولهم: اللهم تَجَوَّز عنی و تَجاوَزْ عنی بمعنی. و‌فی الحدیث: كنت أُبایِع الناسَ و كان من خُلُقی الجَواز‌أَی التساهل و التسامح فی البیع و الاقْتِضاء. و جاوَزَ الله عن ذَنْبه و تَجاوَز و تَجَوَّز؛ عن السیرافی: لم یؤاخذه به. و‌فی الحدیث: إِن الله تَجاوز عن أُمَّتی ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها‌أَی عفا عنهم، من جازَهُ یَجُوزُه إِذا تعدَّاه و عَبَرَ علیه، و أَنفسها نصب علی المفعول و یجوز الرفع علی الفاعل. و جازَ الدّرْهَمُ: قُبِل علی ما فیه من خَفِیّ الداخلة أَو قَلِیلِها؛ قال الشاعر: إِذا وَرَقَ الفِتْیانُ صاروا كأَنَّهم دراهِمُ، منها جائِزاتٌ و زُیَّفُ اللیث: التَّجَوُّز فی الدراهم أَن یَجُوزَها. و تَجَوَّز الدراهمَ: قَبِلَها علی ما بها. و حكی اللحیانی: لم أَر النفقة تَجُوزُ بمكانٍ كما تَجُوز بمكة، و لم یفسرها، و أَری معناها: تَزْكو أَو تؤثر فی المال أَو تَنْفُق؛ قال ابن سیدة: و أُری هذه الأَخیرة هی الصحیحة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 329
و تَجاوَزَ عن الشی‌ء: أَغْضی. و تَجاوَزَ فیه: أَفْرط. و تَجاوَزْتُ عن ذنبه أَی لم آخذه. و تَجَوَّز فی صلاته أَی خَفَّف؛ و منه‌الحدیث: أَسْمَعُ بكاء الصبی فأَتَجوَّزُ فی صلاتی‌أَی أُخففها و أُقللها. و منه‌الحدیث: تَجَوَّزُوا فی الصلاة‌أَی خففوها و أَسرعوا بها، و قیل: إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ و السیرِ. و تَجَوَّز فی كلامه أَی تكلم بالمَجاز. و قولهم: جَعَل فلانٌ ذلك الأَمرَ مَجازاً إِلی حاجته أَی طریقاً و مَسْلكاً؛ و قول كُثَیِّر: عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْیَریَّة مَرِیس بِذِئْبان السَّبِیبِ تَلِیلُها قال: الأَجْواز الأَوساط. و جَوْز كل شی‌ء: وسطه، و الجمع أجْواز؛ سیبویه: لم یُكَسَّر علی غیر أَفْعال كراهة الضمة علی الواو؛ قال زهیر: مُقْوَرَّة تَتَباری لا شَوارَ لها إِلا القُطُوع علی الأَجْوازِ و الوُرُكِ و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أَنه قام من جَوْز اللیل یصلی؛ جَوْزُهُ: وسطه. و‌فی حدیث حذیفة: ربط جَوْزَهُ إِلی سماء البیت أَو إِلی جائِزِه.و‌فی حدیث أَبی المنهال: إِن فی النار أَودِیَةً فیها حَیَّات أَمثال أَجْوازِ الإِبل أَی أَوساطها.و جَوْز اللیل: مُعْظمه. و شاة جَوْزاءُ و مُجَوّزة: سوداء الجسد و قد ضُرب وسطُها ببیاض من أَعلاها إِلی أَسفلها، و قیل: المُجَوّزة من الغنم التی فی صدرها تَجْویز، و هو لون یخالف سائر لونها. و الجَوْزاء: الشاة یَبْیَضّ وسطُها. و الجَوْزاءُ: نَجْم یقال إِنه یعترض فی جَوْز السماء. و الجَوْزاءُ: من بُرُوج السماء. و الجَوْزاء: اسم امرأَة سمیت باسم هذا البُرْجِ؛ قال الراعی: فقلتُ لأَصحابی: هُمُ الحَیُّ فالحَقُوا بِجَوْزاء فی أَتْرابِها عِرْس مَعْبدِ و الجَوازُ: الماء الذی یُسْقاه المال من الماشیة و الحَرْث و نحوه. و قد اسْتَجَزْتُ فلاناً فأَجازَنی إِذا سقاك ماء لأَرْضِك أَو لِماشِیَتك؛ قال القطامی: و قالوا: فُقَیمٌ قَیِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ عُبادَةَ، إِنَّ المُسْتَجِیزَ علی قُتْرِ قوله: علی قُتْر أَی علی ناحیة و حرف، إِما أَن یُسْقی و إما أَن لا یُسْقی. و جَوَّز إِبلَه: سقاها. و الجَوْزَة: السَّقْیة الواحدة، و قیل: الجَوْزَة السَّقْیة التی یَجُوز بها الرجلُ إِلی غیرك. و فی المثل: لكل جابِهٍ جَوْزَةٌ ثم یُؤَذَّنُ أَی لكل مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علینا سَقْیَةٌ ثم یُمْنَعُ من الماء، و فی المحكم: ثم تُضْرَبُ أُذُنه إِعلاماً أَنه لیس له عندهم أَكثرُ من ذلك. و یقال: أَذَّنْتُه تَأْذِیناً أَی رَدَدْته. ابن السكیت: الجَواز السَّقْی. یقال: أَجِیزُونا، و المُسْتَجِیز: المُسْتَسْقی؛ قال الراجز: یا صاحِبَ الماءِ، فَدَتْكَ نَفْسی عَجِّل جَوازی، و أَقِلَّ حَبْسی الجوهری: الجِیزَةُ السَّقْیة؛ قال الراجز: یا ابْنَ رُقَیْعٍ، ورَدَتْ لِخِمْسِ أَحْسِنْ جَوَازِی، و أَقِلَّ حَبْسی یرید أَحْسِنْ سقی إِبلی. و الجَواز: العطش. و الجائِزُ: الذی یمر علی قوم و هو عطشان، سُقِی أَو لم یُسْق فهو جائِزٌ؛ و أنشد: من یَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه خَیْرُ مَعَدٍّ حَسَباً و مَكْرُمَه
لسان العرب، ج‌5، ص: 330
و الإِجازَة فی الشِّعْر: أَن تُتِم مِصْراع غیرك، و قیل: الإِجازَة فی الشِّعْر أَن یكون الحرفُ الذی یلی حرفَ الرَّوِی مضموماً ثم یكسر أَو یفتح و یكون حرف الروی مُقَیّداً. و الإِجازَة فی قول الخلیل: أَن تكون القافیة طاءً و الأُخری دالًا و نحو ذلك، و هو الإِكْفاء فی قول أَبی زید، و رواه الفارسی الإِجارَة، بالراء غیرَ معجمة. و الجَوْزة: ضرب من العنب لیس بكبیر، و لكنه یَصْفَرُّ جدًّا إِذا أَیْنَع. و الجَوْز: الذی یؤكل، فارسی معرب، واحدته جَوْزة و الجمع جَوْزات. و أَرض مجَازَة: فیها أَشجار الجَوزْ. قال أَبو حنیفة: شجر الجَوْز كثیر بأَرض العرب من بلاد الیمن یُحمَل و یُرَبَّی، و بالسَّرَوَات شجر جَوْز لا یُرَبَّی، و أَصل الجَوْز فارسی و قد جری فی كلام العرب و أَشعارها، و خشبُه موصوف عندهم بالصلابة و القوة؛ قال الجعدی: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِیفِه إِلی طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ لُطِمْن بتُرْس شدید الصِّفَاقِ من خَشَب الجَوْز لم یُثْقَبِ و قال الجعدی أَیضاً و ذكر سفینة نوح، علی نبینا محمد و علیه الصلاة و السلام، فزعم أَنها كانت من خشب الجَوْز، و إِنما قال ذلك لصلابة خشب الجَوْزِ و جَوْدته: یَرْفَعُ بالقَارِ و الحَدِیدِ من الجَوْزِ طوالًا جُذُوعُها عُمُما و ذو المَجاز: موضع؛ قال أَبو ذؤیب: و راحَ بها من ذی المَجاز عَشِیَّةً یُبادر أُولی السَّابِقاتِ إِلی الحَبْل الجوهری: ذو المَجاز موضع بِمِنًی كانت به سوق فی الجاهلیة؛ قال الحرث بن حِلِّزة: و اذكروا حِلْفَ ذی المَجازِ، و ما قُدِّمَ فیه العُهُودُ و الكُفَلاءُ و قد ورد فی الحدیث ذِكْر ذی المَجاز، و قیل فیه: إِنه موضع عند عَرَفات، كان یُقام فیه سُوقٌ فی الجاهلیة، و المیم فیه زائدة، و قیل: سمی به لأَن إِجازَةَ الحاج كانت فیه. و ذو المَجازَة: منزل من منازل طریق مكة بین ماوِیَّةَ و یَنْسُوعَةَ علی طریق البَصْرَة. و التَّجَاوِیز: بُرودٌ مَوْشِیَّة من برود الیمن، واحدها تِجْواز؛ قال الكمیت: حتی كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِیَةٌ من التَّجاوِیز، أَو كُرَّاسُ أَسْفار و المَجازَة: مَوْسم من المواسم.

جیز؛ ج5، ص: 330

: الجِیزَةُ: الناحیة و الجانب، و جمعها جِیزٌ و جِیَزٌ. و عِبْرُ [عَبْرُ النهر: جِیزَتُه. و جِیزَةُ: قریة من قُرَی مصر إِلیها ینسب الربیع بن سلیمان الجِیزی. و الجِیزُ: جانب الوادی و قد یقال فیه الجِیزَةُ، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الجِیزة، و هی بكسر الجیم و سكون الیاء: مدینة تلقاء مصر علی النیل المبارك. و الجِیزَةُ: الناحیة من الوادی و نحوه. الأَزهری: الجِیزَة من الماء مقدار ما یجوز به المسافر من مَنْهل إِلی منهل. یقال: اسقنی جِیزَةً و جائِزَةً و جَوْزَةً. و الجِیزُ: القبر؛ قال المتنخل: یا لَیْتَه كان حَظِّی من طعامكما أَنِّی أَجَنّ سَوَادی عَنْكما الجِیزُ و قد فُسِّر بأَنه جانب الوادی، و فسره ثعلب بأَنه القبر، و الله تعالی أَعلم.
لسان العرب، ج‌5، ص: 331

فصل الحاء المهملة؛ ج5، ص: 331

حجز؛ ج5، ص: 331

: الحَجْز: الفصل بین الشیئین، حَجَز بینهما یَحْجُزُ حَجْزاً و حِجازَةً فاحْتَجَز؛ و اسم ما فصل بینهما: الحاجِزُ. الأَزهری: الحَجْز أَن یَحْجِز بین مقاتلین، و الحِجَاز الاسم، و كذلك الحاجِزُ. قال الله تعالی: وَ جَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حٰاجِزاً؛ أَی حِجازاً بین ماءٍ مِلْح و ماءٍ عَذْبٍ لا یختلطان، و ذلك الحجاز قدرة الله. و حَجَزَه یَحْجِزُه حَجْزاً: منعه. و‌فی الحدیث: و لأَهْل القتیل أَن یَنْحَجِزوا الأَدْنی فالأَدنی‌أَی یَكُفوا عن القَوَد؛ و كل من ترك شیئاً، فقد انْحَجزَ عنه. و الانْحِجاز: مُطاوِع حَجَزَه إِذا منعه، و المعنی أَن لورثة القتیل أَن یعفوا عن دمه رجالهم و نساؤهم أَیهم عفا، و إِن كانت امرأَة، سقط القود و استحقوا الدیة؛ و قوله الأَدنی فالأَدنی أَی الأَقرب فالأَقرب؛ و بعض الفقهاء یقول: إِنما العفو و القَوَد إِلی الأَولیاء من الورثة لا إِلی جمیع الورثة ممن لیسوا بأَولیاء. و المُحاجَزَة: المُمانعة. و فی المثل: إِن أَرَدْتَ المُحاجَزَة فَقَبْل المُناجَزَة؛ المُحاجَزَة: المسالمة، و المُناجَزَة: القتال. و تحاجَزَ الفریقان. و فی المثل: كانت بین القوم رِمِّیَّا ثم صارت إِلی حِجِّیزَی أَی تراموا ثم تَحاجَزُوا، و هما علی مثال خِصِّیصَی. و الحِجِّیزَی: من الحَجْز بین اثنین. و الحَجَزَة، بالتحریك: الظَّلَمَةُ. و‌فی حدیث قَیْلة: أَ یُلام ابْنُ ذِهِ أَن یَفْصِل الخُطَّة و یَنْتَصر من وراء الحَجَزَة؟الحَجَزَة: هم الذین یَحْجزونه عن حقه، و قال الأَزهری: هم الذین یمنعون بعض الناس من بعض و یفصلون بینهم بالحق، الواحد حاجِزٌ؛ و أَراد بابنِ ذِهِ ولدها؛ یقول: إِذا أَصابه خُطّة ضَیم فاحْتَجّ عن نفسه و عَبَّر بلسانه ما یدفع به الظلم عنه لم یكن مَلُوماً. و الحِجاز: البلد المعروف، سمیت بذلك من الحَجْز الفصل بین الشیئین لأَنه فصل بین الغَوْر و الشام و البادیة، و قیل: لأَنه حَجَز بین نَجْدٍ و السَّراة، و قیل: لأَنه حَجَز بین تِهامة و نجد، و قیل: سمیت بذلك لأَنها حَجَزَتْ بین نَجْد و الغَوْر، و قال الأَصمعی: لأَنها احْتُجِزَتْ بالحِرَار الخمس منها حَرَّة بنی سُلَیْم و حَرَّة واقِمٍ، قال الأَزهری: سمی حِجازاً لأَن الحِرَارَ حَجَزَتْ بینه و بین عالیة نجد، قال: و قال ابن السكیت ما ارتفع عن بطن الرُّمَّة فهو نَجْدٌ، قال: و الرُّمَّة وادٍ معلوم، قال: و هو نَجْد إِلی ثنایا ذات عِرْقٍ، قال: و ما احْتَزَمَتْ به الحِرار «2» حَرَّةَ شَوْران و عامة منازل بنی سلیم إِلی المدینة فما احْتَاز فی ذلك الشق كله حِجاز، قال: و طَرَف تِهامة من قِبَل الحجاز مَدارِج العَرْج، و أَوّلها من قِبَل نجد مَدَارج ذات العِرْق. الأَصمعی: إِذا عرضت لك الحِرارُ بنجد فذلك الحِجاز؛ و أَنشد: و فَرُّوا بالحِجاز لیُعْجِزونی أَراد بالحِجاز الحِرارَ. و‌فی حدیث حُرَیْثِ بن حسان: یا رسول الله، إِن رأَیْتَ أَن تجعل الدِّهْناء حِجازاً بیننا و بین بنی تمیم‌أَی حدًّا فاصلًا یَحْجِزُ بیننا و بینهم، قال: و به سمی الحِجازُ الصُّقْعُ المعروف من الأَرض، و یقال للجبال أَیضاً: حِجاز؛ و منه قوله: و نحن أُناس لا حِجازَ بأَرْضِنا و أَحْجَزَ القومُ و احْتَجَزُوا و انْحَجَزُوا: أَتَوا
(2). قوله [و ما احتزمت به الحرار إلخ] نقل یاقوت هذه العبارة عن الأصمعی و نصه قال الأصمعی: ما احتزمت به الحرار حرة شوران و حرة لیلی و حرة واقم و حرة النار و عامة منازل بنی سلیم إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌5، ص: 332
الحِجازَ، و تَحاجَزُوا و انْحَجَزُوا و احْتَجَزُوا: تَزایَلُوا، و حَجَزَه عن الأَمر یَحْجُزه حِجازَةً و حِجِّیزَی: صرفه. و حَجازَیْكُ كحَنانَیْك أَی احْجُزْ بینهم حَجْزاً بعد حَجْزٍ، كأَنه یقول: لا تقطع ذلك وَ لْیَكُ بعضُه موصولًا ببعض. و حُجْزة الإِزار: جَنَبته. و حُجْزة السراویل: موضع التِّكَّة، و قیل: حُجْزة الإِنسان مَعْقِد السراویل و الإِزار. اللیث: الحُجْزة حیث یُثْنی طرف الإِزار فی لَوْث الإِزار، و جمعه حُجُزات؛ و أَما قول النابغة: رِقاق النِّعالِ طَیِّب حُجُزاتهم یُحَیَّوْن بالرَّیْحان یومَ السَّباسِب فإِنما كنی به عن الفروج؛ یرید أَنهم أَعِفَّاء عن الفجور. و‌فی الحدیث: إِن الرَّحِم أُخذت بحُجْزة الرحمن؛ قال ابن الأَثیر: أَی اعتصمت به و التجأَت إِلیه مستجیرة، و یدل علیه قوله‌فی الحدیث: هذا مقام العائِذِ بك من القَطِیعة، قال: و قیل معناه أَن اسم الرَّحِم مشتق من اسم الرحمن فكأَنه متعلق بالاسم آخِذٌ بوسطه، كما جاء‌فی الحدیث الآخر: الرَّحِمُ شِجْنَةٌ من الرحمن.قال: و أَصل الحُجْزة موضع شدّ الإِزار، قال: ثم قیل للإِزار حُجْزة للمجاورة. و احْتَجز بالإِزار إِذا شدّه علی وسطه فاستعاره للالتجاء و الاعتصام و التمسُّك بالشی‌ء و التعلق به؛ و منه‌الحدیث الآخر: و النبی، صلی الله علیه و سلم، آخذ بحُجْزة الله تعالی‌أَی بسبب منه، و منه‌الحدیث الآخر: منهم من تأْخذه النار إِلی حُجْزَته‌أَی إِلی مَشَدّ إِزاره، و یجمع علی حُجَز؛ و منه‌الحدیث: فأَنا آخِذٌ بحُجَزكم، و الحُجْزَة: مَرْكَبُ مُؤَخَّر الصِّفاق فی الحِقْو، و المُتَحَجِّز: الذی قد شَدَّ وسطه، و احْتَجَز بإِزاره: شدّه علی وسطه، من ذلك، و‌فی حدیث میمونة، رضی الله عنها: كان یباشر المرأَة من نسائه و هی حائض إِذا كانت مُحْتَجِزَةً‌أَی شادَّةً مِئْزرها علی العورة و ما لا تحل مباشرته. و الحاجِزُ: الحائل بین الشیئین. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: لما نزلت سورة النور عَمَدْن إِلی حُجَز مناطِقِهِنَّ فشَقَقْنَها فاتَّخَذنها خُمُراً؛ أَرادت بالحُجَز المآزر. قال ابن الأَثیر: و جاء فی سنن أَبی داود حُجُوز أَو حُجُور بالشك، و قال الخطابی: الحُجُور، بالراء، لا معنی لها هاهنا و إِنما هو بالزای جمع حُجَز فكأَنه جمع الجمع، و أَما الحُجُور، بالراء، فهو جمع حَجْر الإِنسان، و قال الزمخشری: واحد الحُجوز حِجْز، بكسر الحاء، و هی الحُجْزة، و یجوز أَن یكون واحدها حُجْزَةً. و‌فی الحدیث: رأَی رجلًا مُحْتَجِزاً بحبل و هو مُحْرم‌أَی مشدود الوسط. أَبو مالك: یقال لكل شی‌ء یَشُدُّ به الرجل وسطه لیشمر به ثیابه حجاز، و قال: الاحْتِجاز بالثوب أَن یُدْرجه الإِنسان فیشد به وسطه، و منه أُخِذَت الحُجْزَة. و قالت أُم الرَّحَّال: إِن الكلام لا یُحْجَز فی العِكْم كما یُحْجَز العَبَاء. العِكْم: العِدْل. و الحَجْز: أَن یُدْرج الحبل علیه ثم یشد. أَبو حنیفة: الحِجاز حبل یشد به العِكْم. و تحاجز القوم: أَخذ بعضهم بحُجَز بعض. رجل شدید الحجْزة: صَبُور علی الشدّة و الجَهْد؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه، و سئل عن بنی أُمیة فقال: هم أَشدُّنا حُجَزاً، و فی روایة: حُجْزَة، و أَطْلَبُنا للأَمر لا یُنال فیَنالونَه.و حُجْز الرجل: أَصله و مَنْبِته. و حُجْزُه أَیضاً: فصل ما بین فخذه و الفخذ الأُخری من عشیرته؛ قال: فامْدَحْ كَرِیمَ المُنْتَمَی و الحُجْزِ و‌فی الحدیث: تزوجوا فی الحُجْزِ الصالح فإِن العِرْق
لسان العرب، ج‌5، ص: 333
دَسَّاس؛ الحجز، بالضم و الكسر: الأَصل و المَنْبت، و بالكسر هو بمعنی الحِجْزة. و هی هیئة المُحْتَجِز، كنایة عن العِفَّة و طِیبِ الإِزار. و الحِجْز الحُجْز: الناحیة. و قال: الحُجْز الحِجْز العَشِیرة تَحْتَجِز بهم أَی تمتنع. و روی ابن الأَعرابی قوله: كریم المنتمی و الحجز، إِنه عفیف طاهر كقول النابغة: طَیِّب حُجُزاتُهم، و قد تقدّم. و الحِجْز: العفیف الطاهر. و الحِجاز: حبل یلقی للبعیر من قِبَل رجلیه ثم یناخ علیه ثم یشدّ به رُسْغا رجلیه إِلی حِقْوَیْه و عَجُزُه؛ تقول منه: حَجَزْت البعیر أَحْجِزه حَجْزاً، فهو مَحْجوز؛ قال ذو الرمة: فَهُنَّ من بین مَحْجُوزٍ بِنافِذَةٍ و قائِظٍ و كلا رَوْقَیْه مُخْتَضِب و قال الجوهری: هو أَن تُنِیخ البعیر ثم تشدّ حبلًا فی أَصل خُفَّیْه جمیعاً من رجلیه ثم ترفع الحبل من تحته حتی تشدّه علی حِقْوَیْه، و ذلك إِذا أَراد أَن یرتفع خفه؛ و قیل: الحِجاز حبل یشد بوسط یَدَی البعیر ثم یخالَف فتُعْقد به رجلاه ثم یُشَدّ طرفاه إِلی حِقْویه ثم یلقی علی جنبه شبه المَقْمُوط ثم تُداوَی دَبَرته فلا یستطیع أَن یمتنع إِلا أَن یجر جنبه علی الأَرض؛ و أَنشد: كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوز و حاجِزٌ: اسم. ابن بُزُرج: الحَجَزُ و الزَّنَجُ واحد. حَجِزَ و زَنِجَ: و هو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل و مَصَارینه من الظمإِ فلا یستطیع أَن یكثر الشرب و لا الطُّعْم، و الله تعالی أَعلم.

حرز؛ ج5، ص: 333

: الحِرْز: الموضع الحصین. یقال: هذا حِرْزٌ حَرِیزٌ. و الحِرْزُ: ما أَحْرَزَك من موضع و غیره. تقول: هو فی حِرْزٍ لا یُوصَل إِلیه. و‌فی حدیث یأَجوج و مأْجوج: فَحَرِّزْ عبادی إِلی الطُور‌أَی ضُمَّهم إِلیه و اجعله لهم حِرْزاً. یقال: أَحْرَزْت الشی‌ء أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حفظته و ضممته إِلیك و صُنْتَه عن الأَخذ. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم اجعلنا فی حِرْزٍ حارِزٍ‌أَی كَهْفٍ مَنِیع، و هذا كما یقال: شِعْرٌ شاعِرٌ، فأَجری اسم الفاعل صفة للشِّعْر و هو لقائله، و القیاس أَن یكون حِرْزاً مُحْرِزاً أَو فی حِرْزٍ حَرِیزٍ لأَنه الفعل منه أَحْرَز، و لكن كذا روی؛ قال ابن الأَثیر: و لعله لغة. و یسمی التّعْویذُ حِرْزاً. و احْتَرَزْتُ من كذا و تَحَرَّزْتُ أَی تَوَقَّیْتهُ. و أَحْرَزَ الشی‌ءَ فهو مُحْرَز و حَرِیزٌ: حازَه. و الحِرْزُ: ما حِیزَ من موضع أَو غیره أَو لُجِئَ إِلیه، و الجمع أَحْراز، و أَحْرَزَنی المَكانُ و حَرَّزَنی: أَلْجَأَنی؛ قال المتنخل الهذلی: یا لیتَ شِعْری، وَ هَمُّ المَرءِ مُنْصِبُه و المَرْءُ لیس له فی العَیْشِ تَحْرِیزُ و احْتَرَزَ منه و تَحَرَّزَ: جعل نفسه فی حِرْزٍ منه؛ و مكان مُحْرِزٌ و حَرِیزٌ، و قد حَرُزَ حَرازَةً و حَرَزاً. و أَحْرَزَت المرأَةُ فرجها: أَحْصَنَتْه؛ و قوله: ویْحَكَ یا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لك فی اللَّواقِحِ الحَرائِزِ؟ قال ثعلب: اللَّواقِح السِّیاط، و لم یفسر الحرائِز إِلا أَن یعنی به المعدودة أَو المُتَفَقَّدة إِذا صنعت و دبغت. و الحَرَز، بالتحریك: الخَطَر، و هو الجَوْز المَحْكوك یلعب به الصبیّ، و الجمع أَحْراز و أَخطار؛ و من أَمثالهم فیمن طَمِع فی الربح حتی فاته رأْس المال قولهم: وا حَرَزَا و أَبْتَغِی النَّوافِلا
لسان العرب، ج‌5، ص: 334
یرید وا حَرَزَاهُ، فَحَذف و قد اختلف فیه؛ و‌فی حدیث الصدّیق، رضی الله عنه: أَنه كان یُوتِرُ من أَوّل اللیل و یقول: وَا حَرَزا و أَبْتَغِی النَّوافلا و یروی: أَحْرزتُ نَهْبِی و أَبْتَغِی النوافلا؛ یرید أَنه قضی وتره و أَمِن فَواتَه و أَحْرَز أَجْره، فإِن استیقظ من اللیل تَنَفَّل، و إِلا فقد خرج من عُهْدة الوتر. و الحَرَز، بفتح الحاء: المُحْرَز، فَعَل بمعنی مُفْعَل، و الأَلفُ فی وا حَرَزَا مُنْقَلبةٌ عن یاءِ الإِضافة كقولهم: یا غلاما أَقْبِل، فی یا غلامی. و النوافِلُ: الزوائد، و هذا مثَل للعرب یُضربُ لمن ظَفِر بمطلوبه و أَحْرَزَه و طلب الزیادة. أَبو عمرو فی نوادره: الحَرائِزُ من الإِبل التی لا تباع نَفاسَة بها؛ و قال الشماخ: تُباعُ إِذا بِیعَ التِّلادُ الحَرائِزُ و من أَمثالهم: لا حَرِیزَ من بَیْعٍ أَی إِن أَعطیتنی ثمناً أَرضاه لم أَمتنع من بیعه؛ و قال الراجز یصف فحلًا: یَهْدِرُ فی عَقائِلٍ حَرائِزِ فی مثل صُفْنِ الأَدَم المَخارِزِ ابن الأَثیر: و‌فی حدیث الزكاة لا تأُخذوا من حَرَزات أَموال الناس شیئاً‌أَی من خیارِها، هكذا روی بتقدیم الراء علی الزای، و هی جمع حَرْزة، بسكون الراء، و هی خیار المال لأَن صاحبَها یُحْرِزها و یصونها، و الروایةُ المشهورةُ بتقدیم الزای علی الراء، و قد تقدم ذكره فی موضعه. و من الأَسماء: حَرَّاز و مُحْرِز. حرمز‌

حرمز؛ ج5، ص: 334

: روی عن ابن المستنیر أَنه قال: یقال حَرْمَزَه اللهُ لعنه الله. و بنو الحِرْمازِ: مُشْتَقٌّ منه. الجوهری: الحِرْمازُ حَیٌّ من تمیم، و من أَسماء العرب الحِرْمازُ، و هو من الحَرْمَزَة، و هی الذكاءُ، و قد احْرَمَّزَ الرجلُ و تَحَرْمَزَ إِذا صار ذكِیّاً؛ قاله ابن درید.

حزز؛ ج5، ص: 334

: الحَزُّ: قطْع فی عِلاج، و قیل: هو فی اللَّحْم ما كان غیرَ بائن، حَزَّه یَحُزُّه حَزّاً و احْتَزَّه احْتِزازاً. و‌فی الحدیث: أَنه احْتَزَّ من كَتِف شاة ثم صَلَّی و لم یتوضأْ؛ هو افْتَعَل من الحَزّ القَطْع، و قیل: الحَزُّ القطع من الشی‌ء فی غیر إِبانَة؛ و أَنشد: و عَبْد یَغُوث تَحْجِل الطَّیْرُ حَوْله قد احْتَزَّ عُرْشَیْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ فجعل الحَزّ هاهنا قَطْع العُنق، و المَحَزّ موضعه، و أَعطیته حِذْیَةً من لحم و حُزَّةً من لحم. و التَّحَزُّز: التَّقَطُّع. و الحُزَّة: ما قطع من اللحم طولًا؛ قال أَعشی باهلة: تَكْفِیه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن أَلَمَّ بها من الشِّواءِ، و یُرْوِی شُرْبَه الغُمَرُ و یقال: ما به وَذْیَةٌ، و هو مثل حُزَّة، و قیل: الحُزَّة القطعة من الكَبِد خاصة، و لا یقال فی سَنام و لا لحم و لا غیره حُزّة. و الحازّ: قطع فی كِرْكِرَة البعیر، و هو اسم كالنّاكت و الضَّاغط. و الحَزّ: الفَرْض فی الشی‌ء، الواحدة حَزَّة، و قد حَزَزْت العود أَحُزّه حَزّاً. و الحَزّ: فرض فی العود و المِسْواك و العظم غیر طائل. و التَّحْزِیز: كثرة الحَزِّ كأَسْنان المِنْجَل، و ربما كان ذلك فی أَطراف الأَسنان، و هو الذی یسمی الأَشَر، و قد حزز أَسنانه، و التَّحْزِیزُ: أَثر الحَزّ أیضاً؛ قال
لسان العرب، ج‌5، ص: 335
المتنخل الهذلی: إِن الهَوان، فلا یَكْذِبكُما أَحدٌ كأَنه فی بَیاضِ الجِلْدِ تَحْزِیز و التَّحَزُّز: التقطُّع. و حَزَّ الشی‌ءُ فی صدره حَزّاً: حَكَّ. و الحَزازَة و الحَزَازُ و الحَزَّاز و الحُزَّاز، كله: وجع فی القلب من خوف؛ قال الشماخ یصف رجلًا باع قوساً من رجل و غبن فیه: فلما شراها فاضَت العَیْنُ عَبْرَةً و فی الصَّدْر حَزَّاز من الهَمِّ حامِزُ و الحزَّاز: ما حَزَّ فی القلب. و كلّ شی‌ء حَكّ فی صدرك، فقد حَزّ، و یروی حُزَّاز. و الحَزْحَزَة: كالحُزّاز. الأَزهری: الحَزَازَة وجع فی القلب من غیظ و نحوه، و یجمع حَزَازَات. و الحَزَاز أَیضاً: وجع كذلك، قال زفر بن الحرث الكلابی: و قد یَنْبُت المَرْعَی علی دِمَنِ الثَّرَی و تَبْقَی حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كما هیا قال أَبو عبید: ضربه مثلًا لرجل یُظهر مودّة و قلبه نَغِلٌ بالعداوة. و الحَزَاحِزُ: الحركات؛ قال أَبو كبیر: و تَبَوَّأَ الأَبْطال، بعد حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ فی مُناخِ المَوْحِفِ و الحَزَاز: هِبْرِیَةٌ فی الرأْس كأَنه نُخالة، واحدته حَزَازَةٌ. و الحَزُّ: غامِضٌ من الأَرض ینقاد بین غلیظتین. و الحَزِیزُ من الأَرض: موضع كثرت حجارته و غلظت كأَنها السَّكاكِین؛ و قیل: هو المكان الغلیظ ینقاد. و قال ابن درید: الحَزِیزُ غلظ فی الأَرض فلم یزد علی ذلك. ابن شُمیل: الحَزِیزُ ما غلظ و صَلُبَ من جَلَد الأَرض مع إِشْرافٍ قلیل، قال: و إِذا جلست فی بطن المِرْبَد فما أَشْرَفَ من أَعلاه فهو حَزِیزٌ. و‌فی حدیث مطرّف: لقیتُ عَلِیّاً بهذا الحَزِیز؛ هو المُنْهبط من الأَرض، و قیل: هو الغلیظ منها، و یجمع علی حِزَّان [حُزَّان؛ و منه قصید كعب بن زهیر: تَرْمِی الغُیُوبَ بِعَیْنَیْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ إِذا تَوَقَّدَت الحُزَّان و المِیلُ و فی المحكم: و الجمع أَحِزَّةٌ و حُزَّان و حِزَّانٌ؛ عن سیبویه؛ قال لبید: بأَحِزَّة الثَّلَبُوتِ یَرْبَأُ فَوْقَها قَفْرَ المَرَاقِبِ، خَوْفُها آرَامُها و قال ابن الرِّقَاعِ یصف ناقة: نِعْم قُرْقُور المرُورَاتِ، إِذا غَرِقَ الحُزَّانُ فی آلِ السَّرابِ و قال زهیر: تَهْوی مَدافِعُها فی الحَزْنِ ناشِزَة الأَكتاف نَكَّبَها الحِزَّانُ و الأَكَمُ و قد قالوا: حُزُزٌ، فاحتملوا التضعیف؛ قال كثیر عزة: و كم قد جاوَزَت نِقْضی إِلیكمْ من الحُزُزِ الأَماعِرِ و البِرَاقِ قال: و لیس فی القِفاف و لا فی الجبال حِزَّانٌ إِنما هی جَلَد الأَرض، و لا یكون الحَزیز إِلَّا فی أَرض كثیرة الحَصْباء. و الحَزِیزُ و الحَزَازُ من الرجال: الشدیدُ علی السَّوق و القتال و العمل؛ قال: فَهْیَ تَفادَی من حَزازٍ ذی حَزِقْ أَی من حَزَازٍ حَزِقٍ، و هو الشدید جَذْبِ الرِّباط، و هذا كقولك: هذا ذُو زَیْد و أَتانا ذو تَمْرٍ؛ قال
لسان العرب، ج‌5، ص: 336
الأَزهری: و المعنی هذا زید و أَتانا تمر. قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول مرّ بنا ذو عَوْن بن عَدِیّ، یرید: مرَّ بنا عون بن عدّی، قال: و مثله كثیر فی كلامهم، قال: و یقال أَخذ بحُزَّته أَی بعنقه، قال: و هو من السراویل حُزَّة و حُجْزَة، و العنق عندی مشبه به، و حُزَّة السراویل: حُجْزته؛ قال الأَزهری: و قیل أَراد بحُجْزَته، و هی لغة فیها. الأَصمعی: تقول حُجْزة السراویل و لا تقل حُزَّة. ابن الأَعرابی: یقال حُجْزَتُه و حُذْلته و حُزَّتُه و حُبْكَتُه، و الحُزَّةُ العُنق. و‌فی الحدیث: آخذ بحُزَّته، و الحُزَّة من السراویل الحُجْزة. و‌فی الحدیث عن ابن مسعود، رضی الله عنه: الإِثْم حُزّاز القلوب؛ هی الأُمور التی تَحُزُّ فیها أَی تُؤَثر كما یؤَثر الحَزُّ فی الشی‌ء، و هو ما یخطر فیها من أَن تكون معاصی لفقد الطمأْنینة إِلیها، و هی بتشدید الزای جمع حازٍّ. یقال إِذا أَصاب مِرْفَقَ البعیر طَرَفُ كِرْكِرَتِه فقطعه و أَدماه، قیل: به حازٌّ. و قال اللیث: یعنی ما حَزَّ فی القلب و حَكَّ. و قال العَدَبَّس الكنانی: العَرَك و الحازّ واحد، و هو أَن یُحَزَّ فی الذراع حتی یُخْلَصَ إِلی اللحم و یُقْطع الجلدُ بحدِّ الكِرْكِرَة. و قال ابن الأَعرابی: إِذا أَثَّر فیه قیل ناكِتٌ، فإِذا حَزَّ به قیل به حازٌّ، فإِذا لم یُدْمه فهو الماسح؛ و‌رواه شمر: الإِثم حَوَّاز القلوب، بتشدید الواو، أَی یَحُوزها و یتملكها و یغلب علیها، و‌یروی: الإِثم حَزَّازُ القلوب، بزایین الأُولی مشددة، و هو فعَّال من الحَزّ. و الحَزّ: الحِینُ و الوقت؛ قال أَبو ذؤَیب: حتی إِذا حَزَزَتْ مِیاهُ رُزُونِهِ و بأَیِّ حَزّ مَلاوَةٍ یتقطع أَی بأَی حین من الدهر. و الحَزَّة: الساعة؛ یقال: أَیَّ حَزَّة أَتیتنی قضیتُ حقك؛ و أَنشد: و أَبَنْت للأَشْهاد حَزَّة أَدَّعی أَی أَبَنْت لهم قولی حین ادَّعیت إِلی قومی فقلت: أَنا فلان بن فلان قال أَبو الهیثم: سمعت أَبا الحسن الأَعرابی یقول لآخر: أَنت أَثقل من الخاثر، و فسره فقال: هو حَزَّاز یأْخذ علی رأْس الفؤاد یُكْره علی غِبِّ تُخَمة. و بعیر مَحْزوز: موسوم بِسِمَة الحُزّة یُحَزُّ بشَفْرة ثم یفتل. ابن الأَعرابی: الحَزّ الزیادة علی الشرف؛ یقال: لیس فی القبیل أَحد یَحُزُّ علی كرم فلان أَی یزید علیه. الأَزهری: قال مبتكر الأَعرابی: المُحازَّة الاسْتِقْصاء، تقول: بیننا حِزاز شدید أَی استقصاء، و بینهما شركة حِزَازٍ إِذا كان كل واحد منهما لا یَثِق بصاحبه. و الحَزْحَزة: من فعل الرئیس فی الحرب عند تَعْبِیَة الصفوف، و هو أن یقدّم هذا و یؤخر هذا؛ یقال: هم فی حَزاحِز من أَمرهم؛ قال أَبو كبیر الهذلی: و تَبَوَّأَ الأَبْطالُ، بعد حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ فی مُناخ المَوْحِف و الموحف: المَنْزل بعینه، و ذلك أَن البعیر الذی به النُّحاز یترك فی مُناخه لا یثار حتی یبرأَ أَو یموت. أَبو زید: من أَمثالهم: حَزَّت حازَّةٌ من كُوعِها؛ یضرب عند اشتغال القوم، یقول: فالقوم مشغولون بأُمورهم عن غیرها أَی فالحازّة قد شغلها ما هی فیه عن غیرها. و تَحَزْحَز عن الشی‌ء: تَنَحَّی. و الحَزُّ: موضع بالسَّرَاة. و حَزَّازٌ: اسم. و أَبو الحَزَّاز: كنیة أَرْبدَ أَخی لبید الذی یقول فیه: فَأَخی إِن شَرِبُوا من خَیْرهم و أبو الحَزَّاز من أَهل مَلِك
لسان العرب، ج‌5، ص: 337‌

حفز؛ ج5، ص: 337

: الحَفْزُ: حَثُّك الشی‌ء من خلفه سَوْقاً و غیر سوق، حَفَزَه یَحْفِزُه حَفْزاً؛ قال الأَعشی: لها فَخِذانِ یَحْفِزانِ مَحالَةً وَ دَأْیاً، كبُنْیان الصُّوی، مُتلاحِكا و‌فی حدیث البُراقِ: و فی فخذیه جناحان یَحْفِزُ بهما رجلیه.و من مسائل سیبویه: مُرْهُ یَحْفِزُها، رفع علی أَنه أَراد أَن یَحْفِزَها، فلما حذف أَن رفع الفعل بعدها. و رجل مُحْفِزٌ: حافِزٌ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و مُحْفِزَة الحِزامِ بِمِرْفَقَیْها كَشاة الرَّبْلِ أَفْلَتَت الكِلابا مُحْفزة هاهنا: مُفْعِلَة من الحَفْز، یعنی أَن هذه الفرس تَدْفع الحزام بمرفقیها من شدة جریها. و قوس حَفُوز: شدیدة الحَفْز و الدفع للسهم؛ عن أَبی حنیفة. و حَفَزَه أَی دفعه من خلفه یَحْفِزُه حَفْزاً؛ قال الراجز: تُرِیحُ بعد النَّفَسِ المَحْفوزِ یرید النَّفَس الشدید المتتابِع كأَنه یُحفز أَی یدفع من سیاق. و قال العكلی: رأَیت فلاناً مَحْفُوزَ النَّفَس إِذا اشتد به. و اللیلُ یَحفِز النهارَ حَفْزاً: یَحُثُّه علی اللیل و یسوقه؛ قال رؤبة: حَفْز اللَّیالی أَمَدَ التَّزْیِیفِ و‌فی الحدیث عن أَنس، رضی الله عنه: من أَشراط الساعة حَفْزُ الموت، قیل: و ما حَفْزُ الموت؟ قال: موت الفَجْأَة.و الحَفْزُ: الحَثّ و الإِعْجال. و الرجل یَحْتَفِزُ فی جلوسه: یرید القیام و البطشَ بشی‌ء. ابن شمیل: الاحْتِفاز و الاستِیفازُ و الإِقْعاء واحد. و‌روی الأَزهری عن مجاهد قال: ذُكِرَ القَدَرُ عند ابن عباس، رضی الله عنه، فاحْتَفَزَ و قال: لو رأَیت أَحدَهم لعَضَضْت بأَنفه؛ قال النضر: احْتَفَزَ استوی جالساً علی ورِكَیْه؛ و قال ابن الأَثیر: قلق و شَخَص ضَجَراً، و قیل: استوی جالساً علی ركبتیه كأَنه ینهض. و احْتَفَزَ فی مشیه: احْتَثَّ و اجتهد؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مُجَنّب مثل تَیْسِ الرَّبل مُحْتَفِز بالقُصْرَیَیْنِ، علی أُولاهُ مَصْبُوب مُحْتَفِز أَی یجهد فی مدّ یدیه. و قوله: علی أُولاه مصبوب، یقول: یجری علی جریه الأَوّل لا یحول عنه؛ و لیس مثل قوله: إِذا أَقْبَلَتْ قلتَ دبَّاءَةٌ ذاك إِنما یحمد من الإِناث. و كل دَفْع حَفْز. و‌فی حدیث أَنس، رضی الله عنه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أُتِیَ بتمر فجعل یَقْسمه و هو مُحْتَفِزٌ‌أَی مستعجل مُسْتَوْفِزٌ یرید القیام غیر متمكن من الأَرض. و‌فی حدیث أَبی بكرة: أَنه دَبَّ إِلی الصف راكعاً و قد حَفَزَه النَّفَس.و یقال: حافَزْت الرجل إِذا جاثیْتَه؛ و قال الشماخ: كما بادَرَ الخَصْمُ اللَّجُوجُ المُحافِزُ و قال الأَصمعی: معنی حافَزْته دَانَیْتُه. و قال بعض الكلابیین: الحَفْزُ تقارب النَّفَس فی الصدر. و قالت امرأَة منهم: حَفَزَ النَّفَس حین یدنو من الموت. و الحَوْفَزان: اسم رجل، و فی التهذیب: لقب لجَرَّارٍ من جَرَّارِی العرب، و كانت العرب تقول للرجل إِذا قادَ أَلْفاً جَرَّار، و قال الجوهری: الحَوْفَزانُ اسم الحرث بن شَرِیكٍ الشیبانی، لُقّب بذلك لأَن بِسْطام بن قَیْس طعنه فأَعْجَله؛ و قال ابن سیدة: سمی بذلك لأَن قیس بن عاصم التمیمی حَفَزَه بالرمح حین خاف أَن یفوته فَعَرَج من تلك الحَفْزَة فسمی بتلك الحَفْزَة حَوْفَزاناً؛ حكاه ابن قتیبة؛ و أَنشد
لسان العرب، ج‌5، ص: 338
جریر یفتخر بذلك: و نحن حَفَزْنا الحَوْفَزانَ بِطَعْنَةٍ سَقَتْهُ نَجِیعاً من دَمِ الجَوْفِ أَشْكَلا و حَفَزْتُه بالرمح: طَعَنْتُه. و الحَوْفَزانُ: فَوْعلان من الحَفْز. قال الجوهری: و أَما قَوْل من قال إِنما حَفَزه بِسطامُ بنُ قیس فَغَلَطٌ لأَنه شیبانی، فكیف یفتخر جریرٌ به قال ابن بری: لیس البیتُ لجریر و إِنما هو لسَوّار بن حبان المِنْقَری، قاله یوم جَدُودٍ؛ و بعده: و حُمْرانُ أَدَّتْه إِلینا رِماحُنا یُنازِع غُلًّا فی ذِراعَیْه مُثْقَلا یعنی بحُمْران ابن حُمْرانَ بنِ عبدِ بنِ عمرو بنِ بشر بن عمرو بنِ مَرْثَدٍ؛ قال: و أَما قول الآخر: و نحن حفزنا الحوفزان بطعنة سقته نجیعاً من دم الجوف آنیا فهو الأَهتم بن سُمَیٍّ المِنْقَری؛ و أَول الشعر: لما دَعَتْنی للسِّیادة مِنْقَرٌ لدی مَوْطِنٍ أَضْحَی له النجمُ بادِیا شَدَدْت لها أُزْرِی، و قد كنتُ قَبْلها أَشُدُّ لأَحْناءِ الأُمُور إِزاریا و رأَیته مُحْتفِزاً أَی مُستوفِزاً. و‌فی الحدیث عن علیّ، رضی الله عنه: إِذا صلّی الرجلُ فَلْیُخَوّ و إِذا صلَّت المرأَة فَلْتَحْتَفِزْ‌أَی تتضامَّ و تَجْتمع إِذا جلست و إِذا سجدت، و لا تُخَوِّی كما یُخَوِّی الرجلُ. و‌فی حدیث الأَحْنف: كان یُوَسِّعُ لمن أَتاه فإِذا لم یجد مُتَّسَعاً تَحَفَّزَ له تَحَفُّزاً.و الحَفَز: الأَجَل فی لغة بنی سعد؛ و أَنشد بعضهم هذا البیت: و اللهِ أَفْعَل ما أَرَدْتُمْ طائِعاً أَو تَضْرِبوا حَفَزاً لِعامٍ قابِلِ أَی تضربوا أَجَلًا. یقال: جعلت بینی و بین فلان حَفَزاً أَی أَمداً، و الله أَعلم.

حلز؛ ج5، ص: 338

: الحَلْز: البُخْل. و رجل حِلِّزٌ: بخیل. و امرأَة حِلِّزة: بخیلة؛ قال الجوهری: و به سُمِّیَ الحرث بن حِلِّزَة؛ قال الأَزهری و أَنشد الإِیادی: هی ابْنَةُ عَمِّ القوم، لا كلِّ حِلِّزٍ كصَخْرَة یَبْسٍ لا یُغَیِّرها البَلَلْ و حِلِّزَةُ: امرأَة. و الحِلّزة، بتشدید اللام أَیضاً: القصیرة. و كَبِدٌ حِلّزة و حَلِزَةٌ: قَرِیحَةٌ. و القلب یَتَحَلَّز عند الحزن، و هو كالاعْتِصار فیه و التَّوَجُّع، و قلب حالِزٌ علی النسب. و رجل حالِزٌ: وَجِعٌ. و الحِلِّز: ضرب من الحبوب یزرع بالشام، و قیل: هو ضرب من الشجرِ قصَار؛ عن السیرافی. الأَزهری: قال قطرب الحِلِّزَة ضرب من النبات، قال: و به سمی الحرث بن حِلِّزة الیَشْكُری؛ قال الأَزهری: و قطرب لیس من الثقات و له فی اشتقاق الأَسماء حروف مُنْكرة. و حِلِّزَة: دُوَیْبَّةٌ معروفة. الأَصمعی: حَلَزُون دابة تكون فی الرِّمْثِ، جاء به فی باب فَعَلُول و ذكر معه الزَّرَجُون و القَرَقُوس، فإِن كانت النون أَصیلة فالحرف رباعی، و إِن كانت زائدة فالحرف ثلاثی، أَصله حلز. و فی نوادر الأَعراب: احْتَلَزْتُ منه حقی أَی أَخذته، و تَحالَزْنا بالكلام: قال لی و قلت له، و مثله احْتَلَجْت منه حقی، و تَحالَجْنا بالكلام. و تَحَلَّز الرجلُ للأَمر إِذا تَشَمَّر له،
لسان العرب، ج‌5، ص: 339
و كذلك تَهَلَّز؛ قال الراجز: یَرْفَعْنَ للحادِی إِذا تَحَلَّزا هاماً، إِذا هَزَزْته تَهَزْهَزا و یروی: تَهَلَّزا.

حمز؛ ج5، ص: 339

: حَمَزَ اللبنُ یَحْمِز حَمْزاً: حَمُض، و هو دون الحازِرِ، و الاسم الحَمْزة. قال الفراء: اشْرَبْ من نَبِیذك فإِنه حَمُوزٌ لما تجد أَی یَهْضِمه. و الحَمْز: حَرافَة الشی‌ء. یقال: شَراب یَحْمِز اللسان. و رُمَّانَةٌ حامِزَة: فیها حُمُوضة. الأَزهری: الحَمْزَةُ فی الطعام شبه اللَّذْعَةِ و الحَرَافَةِ كطعم الخَرْدل. و قال أَبو حاتم: تَغَدَّی أَعرابی مع قوم فاعتمد علی الخَرْدَل فقالوا: ما یعجبك منه؟ فقال: حَمْزُهُ و حَرَافته. قال الأَزهری: و كذلك الشی‌ء الحامض إِذا لَذَعَ اللسانَ و قَرَصه، فهو حامزٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه شرب شراباً فیه حَمازة‌أَی لَذْع و حِدَّة أَی حُموضة. و حَمَزه یَحْمِزُه حَمْزاً: قَبَضه و ضَمَّه. و إِنه لحَمُوزٌ لما حَمَزه أَی محتمل له. و حَمَزَت الكلمةُ فؤاده تَحْمزه: قَبَضَتْه و أَوجعته. و فی التهذیب: حَمَز اللومُ فؤاده؛ قال اللحیانی: كلمت فلاناً بكلمة حَمَزَتْ فؤاده، قبضته و غَمَّته فَتَقَبَّض فؤادهُ من الغم، و قیل: اشتدّت علیه. و رجل حامِزُ الفؤاد: مُتَقَبّضه. و الحامزُ و الحَمِیزُ: الشدید الذَّكیّ. و فلان أَحْمَزُ أَمْراً من فلان أَی أَشدّ. ابن السكیت: یقال فلان أَحمَزُ أَمراً من فلان إِذا كان مُتَقَبِّض الأَمر مشمّره، و منه اشتق حَمْزة. و الحامِزُ: القابض. و الحَمِیز: الظریف. و كلُّ ما اشتد، فقد حَمُزَ. و فی لغة هذیل: الحَمْز التحدید. یقال حَمَز حَدِیدَته إِذا حدَّدها، و قد جاء ذلك فی أَشعارهم. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: سئل رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَیُّ الأَعمال أَفضل؟ فقال: أَحْمَزُها علیك‌یعنی أَمْتَنها و أَقواها و أَشدّها، و قیل: أَمَضّها و أَشَقّها. و یقال: رجل حامِز الفؤاد و حَمِیزُه أَی شدیده. و هَمٌّ حامِزٌ: شدید؛ قال الشماخ فی رجل باع قَوْساً من رجل: فلما شَراها فاضت العین عَبْرَةً و فی الصدر حُزَّازٌ من الوجد حامِزُ و فی التهذیب: من اللَّوْم حامِزٌ. أَی عاصر، و قیل: أَی مُمِضّ مُحْرِق. و حَمْزَةُ: بَقْلة، و بها سمی الرجل و كُنیَ. قال الجوهری: الحَمْزَة بقلة حِرِّیفَةٌ.قال أَنس: كنَّانی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بِبَقْلة كنت أَجْتَنِیها، و كان یُكْنی أَبا حَمْزَةَ، و البقلة التی جَنَاها أَنس كان فی طعمها لَذْع للّسان، فسُمِّیت البقلةُ حَمْزَة لفعلها، و كنی أَنس أَبا حَمْزة لِجَنْیِه إِیَّاها. و الحَمازَةُ: الشدّة، و قد حَمُز الرجلُ، بالضم، فهو حَمِیزُ الفؤاد و حامِز أَی صلب الفؤاد. و رجل مَحْموز البَنان أَی شدید؛ قال أَبو خِراش: أُقَیْدِرُ مَحْموز البَنانِ ضَئِیل‌

حنز؛ ج5، ص: 339

: الحِنْزُ: القلیل من العطاء. و هذا حِنْزُ هذا أَی مثله، و المعروف حِتْن، و الله أَعلم.

حوز؛ ج5، ص: 339

: الحَوْزُ السیر الشدید و الرُّوَیْد، و قیل: الحَوْز و الحَیْزُ السوق اللین. و حازَ الإِبلَ یَحُوزُها و یَحِیزها حَوْزاً و حَیْزاً و حَوَّزَها: ساقها سوقاً رُوَیْداً. و سَوْقٌ حَوْزٌ، وصف بالمصدر، قال الأَصمعی: و هو الحوز؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌5، ص: 340
و قد نَظَرْتُكُمُ إِینَاء صادِرَةٍ للوِرْدِ، طال بها حَوْزِی و تَنْساسِی و یقال: حُزْها أَی سُقْها سوقاً شدیداً. و لیلة الحَوْز: أَول لیلة تُوَجَّه فیها الإِبل إِلی الماء إِذا كانت بعیدة منه، سمیت بذلك لأَنه یُرْفَقُ بها تلك اللیلة فَیُسار بها رُوَیْداً. و حَوَّزَ الإِبلَ: ساقها إِلی الماء؛ قال: حَوَّزَها، من بُرَقِ الغَمِیمِ أَهْدَأُ یَمْشِی مِشْیَةَ الظَّلِیمِ بالحَوْز و الرِّفْق و بالطَّمِیمِ و قول الشاعر: و لم تُحَوَّز فی رِكابی العیرُ عَنی أَنه لم یشتدّ علیها فی السَّوْق؛ و قال ثعلب: معناه لم یُحْمَل علیها. و الأَحْوَزِیّ و الحُوزِی: الحَسَن السِّیاقة و فیه مع ذلك بعض النِّفار؛ قال العجاج یصف ثوراً و كلاباً: یَحُوزُهُنَّ، و له حُوزِیّ كما یَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِیّ و الأَحْوَزِیُّ و الحُوزِیّ: الجادّ فی أَمره. و‌قالت عائشة فی عمر، رضی الله عنهما: كان و اللهِ أَحْوَزِیّاً نَسِیجَ وَحْدِه؛ قال ابن الأَثیر: هو الحَسَن السِّیاق للأُمور و فیه بعض النِّفار. و كان أَبو عمرو یقول: الأَحْوَزِیّ الخفیف، و‌رواه بعضهم: كان و الله أَحْوَذِیّاً، بالذال، و هو قریب من الأَحْوَزِیّ، و هو السائق الخفیف. و كان أَبو عبیدة یروی رجز العجاج حُوذِیّ، بالذال، و المعنی واحد، یعنی به الثورَ أَنه یَطْرد الكلابَ و له طارِدٌ من نفسه یَطْرده من نشاطه و حَدّه. و قول العجاج: و له حُوزِیّ أَی مَذْخُور سَیْرٍ لم یَبْتذله، أَی یغلبهن بالهُوَیْنا. و الحُوزِیّ: المُتَنَزِّه فی المَحِل الذی یحتمل و یَحُلُّ وحده و لا یخالط البیوت بنفسه و لا ماله. و انْحازَ القومُ: تركوا مَرْكَزهم و مَعْركة قتالهم و مالوا إِلی موضع آخر. و تَحَوَّز عنه و تَحَیَّزَ إِذا تَنَحَّی، و هی تَفَیْعَل، أَصلها تَحَیْوَز فقلبت الواو یاء لمجاورة الیاء و أُدغمت فیها. و تَحَوَّزَ له عن فراشه: تَنَحَّی. و‌فی الحدیث: كما تَحَوَّز له عن فِراشه.قال أَبو عبیدة: التَّحَوُّز هو التنحی، و فیه لغتان: التَّحَوّز و التَّحَیّز. قال الله عز و جل: أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلیٰ فِئَةٍ؛ فالتَّحَوّز التَّفَعُّل، و التَّحَیُّز التَّفَیْعُل، و قال القطامی یصف عجوزاً استضافها فجعلت تَرُوغ عنه فقال: تَحَوَّزُ عَنِّی خِیفَةً أَن أَضِیفَها كما انْحازَت الأَفْعَی مَخافَة ضارِبِ یقول: تَتَنَحَّی هذه العجوز و تتأَخر خوفاً أَن أَنزل علیها ضیفاً، و یروی: تَحَیَّزُ منی …، و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلیٰ فِئَةٍ، نصب مُتَحَیِّزاً و مُتَحَرِّفاً علی الحال أَی إِلا أَن یتحرف لأَن یقاتل أَو أَن یَنْحاز أَی ینفرد لیكون مع المُقاتِلة، قال: و أَصل مُتَحَیِّز مُتَحَیْوِز فأُدغمت الواو فی الیاء. و قال اللیث: یقال ما لك تَتَحَوَّز إِذا لم یستقر علی الأَرض، و الاسم منه التَّحَوُّز. و الحَوْزاءُ: الحَرب تَحُوز القوم، حكاها أَبو ریاش فی شرح أَشعار الحماسة فی قول جابر بن الثعلب: فَهَلَّا علی أَخْلاق نَعْلَیْ مُعَصِّبٍ شَغَبْتَ، و ذُو الحَوْزاءِ یَحْفِزُه الوِتْر الوِتْر هاهنا: الغضب. و التَّحَوُّز: التَّلبُّث و التَّمَكُّث. و التَّحَیُّز و التَّحَوُّز: التَّلَوّی و التقلُّب، و خص بعضهم به الحیة. یقال: تَحَوَّزَت الحیة و تَحَیَّزت أَی
لسان العرب، ج‌5، ص: 341
تَلَوَّت. و من كلامهم: ما لك تَحَوَّزُ كما تَحَیَّزُ الحیة؟ تَحَوَّزُ تَحَیُّز الحیة، و تَحَوُّزَ الحیة، و هو بُطْءُ القیام إِذا أَراد أَن یقوم؛ قال غیره: و التَّحَوُّس مثله، و قال سیبویه: هو تَفَیْعل من حُزْت الشی‌ء، و الحَوْز من الأَرض أَن یتخذها رجلٌ و یبین حدودها فیستحقها فلا یكون لأَحد فیها حق معه، فذلك الحَوْز. تَحَوَّز الرجل و تَحَیَّز إِذا أَراد القیام فأَبطأَ ذلك علیه. و الحَوْز: الجمع. و كل من ضَمَّ شیئاً إِلی نفسه من مال أَو غیر ذلك، فقد حازَه حَوْزاً و حِیازَة و حازَه إِلیه و احْتازَهُ إِلیه؛ و قول الأَعشی یصف إِبلًا: حُوزِیَّة طُوِیَتْ علی زَفَراتِها طَیَّ القَناطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا قال: الحُوزِیَّة النُّوق التی لها خَلِفة انقطعت عن الإِبل فی خَلِفَتها و فَراهتها، كما تقول: مُنْقَطِعُ القَرِینِ، و قیل: ناقة حُوزِیَّة أَی مُنْحازة عن الإِبل لا تخالطها، و قیل: بل الحُوزِیَّة التی عندها سیر مذخور من سیرها مَصُون لا یُدْرك، و كذلك الرجل الحُوزِیُّ الذی له إِبْداءٌ من رأْیه و عقله مذخور. و قال فی قول العجاج: و له حُوزِیّ، أَی یغلبهن بالهُوَیْنا و عنده مذخور لم یَبْتَذِله. و قولهم حكاه ابن الأَعرابی: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَیانِ یَحُوزُهما النهار فهناك لا یجد الحَرُّ مَزِیداً، و إِذا طلعتا یَحُوزُهما اللیل فهناك لا یجد القُرّ مَزیداً، لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و هو یحتمل عندی أَن یكون یضمُّهما و أَن یكون یسوقهما. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من المشركین جَمیعَ اللأْمَةِ كان یحوز المسلمین‌أَی یجمعهم؛ حازَه یَحُوزه إِذا قبضه و مَلَكه و اسْتَبَدَّ به. قال شمر: حُزْت الشی‌ء جَمَعْتُه أَو نَحَّیته؛ قال: و الحُوزِیّ المُتَوَحِّد فی قول الطرماح: یَطُفْن بِحُوزیِّ المَراتِع، لم تَرُعْ بوَادِیه من قَرْعِ القِسِیِّ، الكَنَائِن قال: الحُوزِیُّ المتوحد و هو الفحل منها، و هو من حُزْتُ الشی‌ء إِذا جمعته أَو نَحَّیته؛ و منه‌حدیث معاذ، رضی الله عنه: فَتَحَوَّز كلٌّ منهم فَصَلَّی صلاة خفیفة‌أَی تَنَحَّی و انفرد، و یروی بالجیم، من السرعة و التسهل؛ و منه‌حدیث یأْجوج: فَحَوِّزْ عبادی إِلی الطُّور‌أَی ضُمَّهم إِلیه، و الروایة فَحَرِّزْ، بالراء، و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال لعائشة، رضی الله عنها، یوم الخَنْدَقِ: ما یُؤَمِّنُك أَن یكون بَلاء أَو تَحَوُّزٌ؟و هو من قوله تعالی: أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلیٰ فِئَةٍ، أَی مُنْضمّاً إِلیها. و التَّحَوُّزُ و التَّحَیُّز و الانْحِیاز بمعنی. و‌فی حدیث أَبی عبیدة: و قد انْحازَ علی حَلْقَة نَشِبَت فی جراحة النبی، صلی الله علیه و سلم، یوم أُحُدٍ‌أَی أَكَبَّ علیها و جمع نفسه و ضَمَّ بعضها إِلی بعض. قال عبید بن حرٍّ «3»: كنت مع أَبی نَضْرَة من الفُسْطاط إِلی الإِسْكنْدَرِیَّة فی سفینة، فلما دَفَعْنا من مَرْسانا أَمر بِسُفْرته فَقُرِّبت و دعانا إِلی الغداء، و ذلك فی رمضان، فقلت: ما تَغَیَّبَتْ عنا منازلُنا؛ فقال: أَ ترغب عن سنة النبی، صلی الله علیه و سلم؟ فلم نزل مفطرین حتی بلغنا ماحُوزَنا؛ قال شمر فی قوله ماحُوزَنا: هو موضعهم الذی أَرادوه، و أَهل الشام یسمون المكان الذی بینهم و بین العدوّ الذی فیه أَسامیهِم و مَكاتِبُهُم الماحُوزَ، و قال بعضهم: هو من قولك حُزْتُ الشی‌ء إِذا أَحْرَزْتَه، قال أَبو منصور: لو كان منه لقیل مَحازنا أَو مَحُوزنا. و حُزت الأَرض إِذا أَعلَمتها و أَحییت حدودها. و هو یُحاوِزُه أَی یخالطه و یجامعه؛ قال: و أَحسب قوله ماحُوزَنا بِلُغَةٍ غیر عربیة، و كذلك
(3). قوله [عبید بن حر] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 342
الماحُوز لغة غیر عربیة، و كأَنه فاعُول، و المیم أَصلیة، مثل الفاخُور لنبت، و الرَّاجُول للرَّجل. و یقال للرجل إِذا تَحَبَّسَ فی الأَمر: دعنی من حَوْزك و طِلْقك. و یقال: طَوّل علینا فلانٌ بالحَوْزِ و الطِّلْق، و الطِّلق: أَن یخلی وجوه الإِبل إِلی الماء و یتركها فی ذلك ترعی لَیْلَتَئِذٍ فهی لیلة الطِّلْق؛ و أَنشد ابن السكیت: قد غَرّ زَیْداً حَوْزُه و طِلْقُه و حَوْز الدار و حَیْزها: ما انضم إِلیها من المَرافِقِ و المنافع. و كل ناحیة علی حِدَةٍ حَیِّز، بتشدید الیاء، و أَصله من الواو. و الحَیْز: تخفیف الحَیِّز مثل هَیْن و هَیِّن و لیْن و لیِّن، و الجمع أَحْیازٌ نادر. فأَما علی القیاس فَحَیائِز، بالهمز، فی قول سیبویه، و حَیاوِزُ، بالواو، فی قول أَبی الحسن. قال الأَزهری: و كان القیاس أَن یكون أَحْواز بمنزلة المیت و الأَموات و لكنهم فرقوا بینهما كراهة الالتباس. و‌فی الحدیث: فَحَمَی حَوْزَة الإِسلام‌أَی حدوده و نواحیه. و فلان مانع لحَوْزَته أَی لما فی حَیّزه. و الحَوْزة، فَعْلَةٌ، منه سمیت بها الناحیة. و‌فی الحدیث: أَنه أَتی عبدَ الله بن رَواحَةَ یعوده فما تَحَوَّز له عن فراشه‌أَی ما تَنَحَّی؛ التَّحَوُّز: من الحَوزة، و هی الجانب كالتَّنَحِّی من الناحیة. یقال: تَحَوَّز و تَحَیَّز إِلا أَن التَّحَوُّز تَفَعُّل و التَّحَیُّز تَفَیْعُل، و إِنما لم یَتَنَحَّ له عن صدر فراشه لأَن السنَّة فی ترك ذلك. و الحَوْز: موضع یَحُوزه الرجل یَتَّخِذُ حوالیه مُسَنَّاةً، و الجمع أَحْواز، و هو یَحْمِی حَوْزته أَی ما یلیه و یَحُوزه. و الحَوْزة: الناحیة. و المُحاوَزَةُ: المخالطة. و حَوْزَةُ المُلْكِ: بْیضَتُه. و انْحاز عنه: انعدل. و انحاز القومُ: تركوا مركزهم إِلی آخر. یقال للأَولیاء: انحازوا عن العدوّ و حاصُوا، و للأَعداء: انهزموا و وَلَّوْا مُدْبِرین. و تَحاوَز الفریقان فی الحَرْب أَی انْحاز كلُّ فریق منهم عن الآخر. و حاوَزَه: خالطه. و الحَوْز: الملْك. و حَوْزة المرأَة: فَرْجها؛ و قالت امرأَة: فَظَلْتُ أَحْثی التُّرْبَ فی وجهِه عَنی، و أَحْمِی حَوْزَةَ الغائب قال الأَزهری: قال المنذری یقال حَمَی حَوْزاتِه؛ و أَنشد یقول: لها سَلَف یَعُودُ بِكُلِّ رَیْع حَمَی الحَوْزاتِ و اشْتَهَر الإِفالا قال: السلَفُ الفحل. حَمَی حوزاتِه أَی لا یَدْنو فحل سواه منها؛ و أَنشد الفراء: حَمَی حَوْزاتِه فَتُركْنَ قَفْراً و أَحْمَی ما یَلِیه من الإِجامِ أَراد بحَوْزاته نواحیه من المرعی. قال محمد بن المكرم: إِن كان للأَزهری دلیل غیر شعر المرأَة فی قولها و أَحْمِی حَوْزَتی للغائب علی أَن حَوْزة المرأَة فَرْجها سُمِعَ، و استدلالُه بهذا البیت فیه نظر لأَنها لو قالت و أَحْمی حَوْزتی للغائب صح الاستدلال، لكنها قالت و أَحمی حوزة الغائب، و هذا القول منها لا یعطی حصر المعنی فی أَن الحَوْزَة فرج المرأَة لأَن كل عِضْو للإِنسان قد جعله الله تعالی فی حَوْزه، و جمیع أَعضاء المرأة و الرجل حَوْزُه، و فرج المرأَة أَیضاً فی حَوْزها ما دامت أَیِّماً لا یَحُوزُه أَحد إِلا إِذا نُكِحَتْ برضاها، فإِذا نكحت صار فَرْجها فی حَوْزة زوجها، فقولها و أَحْمی حَوْزَة الغائب معناه أَن فرجها مما حازه زوجُها فملكه بعُقْدَةِ نكاحها، و استحق التمتع به دون غیره فهو إِذاً حَوْزَته بهذه الطریق لا حَوْزَتُها بالعَلَمیة، و ما أَشبه هذا بِوَهْم
لسان العرب، ج‌5، ص: 343
الجوهری فی استدلاله ببیت عبد الله بن عمر فی محبته لابنه سالم بقوله: و جِلْدَةُ بینِ العینِ و الأَنْفِ سالِمُ علی أَن الجلدة التی بین العین و الأَنْف یقال لها سالم، و إِنما قَصَد عبدُ الله قُرْبَه منه و محله عنده، و كذلك هذه المرأَة جَعَلَت فرجها حَوْزَة زوجها فَحَمَتْه له من غیره، لا أَن اسمه حَوْزَة، فالفرج لا یختص بهذا الاسم دون أَعضائها، و هذا الغائب بعینه لا یختص بهذا الاسم دون غیره ممن یتزوجها، إِذ لو طَلَّقها هذا الغائبُ و تزوجها غیره بعده صار هذا الفرجُ بعینه حَوْزَةً للزوج الأَخیر، و ارتفع عنه هذا الاسم للزوج الأَول، و الله أَعلم. ابن سیدة: الحَوْز النكاح. و حازَ المرأَةَ حَوْزاً: نكحها؛ قال الشاعر: یقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِی أَی جامعها. و الحُوَّازُ: ما یَحُوزه الجُعَلُ من الدُّحْرُوج و هو الخُرْءُ الذی یُدَحْرِجُه؛ قال: سَمِینُ المَطایا یَشْرَبُ الشِّرْبَ و الحِسا قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِیجِ أَبْتَرُ و الحَوْزُ: الطبیعة من خیر أَو شر. و حَوْز الرجل: طَبیعته من خیر أَو شر. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: الإِثْمُ حَوَّازُ القلوب؛ هكذا رواه شمر، بتشدید الواو، من حازَ یَحُوز أَی یَجْمَعُ القلوبَ، و المشهور بتشدید الزای، و قیل: حَوَّازُ القلوب أَی یَحُوز القلبَ و یغلب علیه حتی یَرْكَبَ ما لا یُحَب، قال الأَزهری: و لكن‌الروایة حَزَّاز القلوب‌أَی ما حَزَّ فی القلب و حَكَّ فیه. و أَمر مُحَوَّزٌ: محكم. و الحائِزُ: الخشبةُ التی تنصب علیها الأَجْذاع. و بنو حُوَیْزَة: قبیلة؛ قال ابن سیدة: أَظن ذلك ظنّاً. و أَحْوَزُ و حَوّازٌ: اسمان. و حَوْزَةُ: اسم موضع؛ قال صخر بن عمرو: قَتَلْتُ الخالِدَیْن بها و عَمْراً و بِشْراً، یومَ حَوْزَة، و ابْنَ بِشْرِ

حیز؛ ج5، ص: 343

: الحَوْزُ و الحَیْزُ: السیر الرُّوَیْدُ و السَّوْقُ اللَّیِّنُ. و حازَ الإِبلَ یَحُوزها و یحِیزُها: سارَها فی رِفْق. و التَّحَیُّز: التلوّی و التقلبُ. و تَحَیَّز الرجلُ: أَراد القیام فأَبطأَ ذلك علیه، و الواو فیهما أَعلی. و حَیْزِ حَیْزِ: من زجر المِعْزی؛قال: شَمْطاء جاءَتْ من بلادِ البَرِّ قد تَرَكَتْ حَیْزِ، و قالت: حَرِّ و رواه ثعلب: حَیْهِ «1». و تَحَوَّزت الحیةُ و تَحَیَّزت أَی تَلَوَّت. یقال: ما لك تَتَحَیَّزُ تَحَیُّزَ الحیة؟ قال سیبویه: هو تَفَیْعُلٌ من حُزْت الشی‌ءَ؛ قال القطامی: تَحَیَّزُ منی خَشْیَةً أَن أَضِیفَها كما انحازَتِ الأَفعی مَخافَةَ ضارِبِ یقول: تتنحی هذه العجوز و تتأَخر خوفاً أَن أَنزل علیها ضیفاً، و یروی: تَحَوَّزُ منی … و تَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحیة و تَحَیُّزَها، و هو بُطْءُ القیام إِذا أَراد أَن یقوم فأَبطأَ ذلك علیه.

فصل الخاء المعجمة؛ ج5، ص: 343

خبز؛ ج5، ص: 343

: الخُبْزَةُ: الطُّلْمَةُ، و هی عجین یوضع فی المَلَّةِ حتی یَنْضَجَ، و المَلَّة: الرَّماد و التراب الذی أُوقد فیه النار. و الخُبْزُ: الذی یؤكل. و الخَبْزُ،
(1). قوله [و رواه ثعلب حیه] تقدمت هذه الروایة فی حرر و ضبطت حیه بشد المثناة التحتیة مفتوحة و هو خطأ و الصواب كما هنا
لسان العرب، ج‌5، ص: 344
بالفتح: المصدر، خَبَزَه یَخْبِزه خَبْزاً و اخْتَبَزَه: عمله. و الخَبَّاز: الذی مِهْنَتُه ذلك، و حِرْفَته الخِبازَة. و الاخْتِباز: اتخاذ الخُبْز؛ حكاه سیبویه. التهذیب: اخْتَبز فلانٌ إِذا عالج دقیقاً یعجنه ثم خَبَزَه فی مَلَّة أَو تَنُّور. و خَبَزَ القومَ یَخْبِزُهم خَبْزاً: أَطعمهم الخُبْزَ. و رجل خابِز أَی ذو خُبْز مثل تامِر و لابن. و یقال: أَخذنا خُبْزَ مَلَّةٍ، و لا یقال أَكلنا مَلَّةً. و قول بعض العرب: أَتیت بنی فلان فَخَبَزوا و حاسُوا و أَقَطُوا أَی أَطعمونی كلَّ ذلك؛ حكاها اللحیانی غیرَ مُعَدَّیاتٍ أَی لم یقل خَبَزُونی و حاسُونی و أَقَطُونی. و الخَبِیز: ا لخُبْز المخبوز من أَیّ حَبٍّ كان. و الخُبْزة: الثَّریدة الضَّخمة، و قیل: هی اللحم. و الخَبْزُ: الضرب بالیدین، و قیل: هو الضرب بالید، و قیل: هو الضرب. و الخَبْزُ: السَّوْق الشدید، خَبَزَها یَخْبِزُها خَبْزاً؛ قال: لا تَخْبِزا خَبْزاً و نُسَّا نَسَّا و لا تُطِیلا بمُناخٍ حَبْسا یأْمره بالرِّفق. و النَّسُّ: السیر اللین، و قال بعضهم: إِنما یخاطِبُ لِصَّیْنِ، و رواه: … و بُسَّا بَسّا، من البَسِیسِ؛ یقول: لا تقعدا للخَبْز و لكن اتخذا البَسِیسة. و قال أَبو زید: الخَبْزُ السوق الشدید، و البَسُّ: السیر الرفیق، و أَنشد هذا الرجز: … و بُسَّا بَسَّا. و قال أَبو زید أَیضاً: البَسُّ بَسُّ السویق، و هو لَتُّهُ بالزیت أَو بالماء، فأَمر صاحِبَیْه بِلَتّ السویق و ترك المُقام علی خَبْز الخُبْز و مِراسه لأَنهم كانوا فی سفر لا مُعَرَّج لهم، فحث صاحبیه علی عُجالَةٍ یَتَبَلَّغُون بها و نهاهما عن إِطالة المُقام علی عجن الدقیق و خَبْزِه. و الخَبْزُ: ضَرْب البعیر بیدیه الأَرض، و هو علی التشبیه؛ و قیل: سمی الخَبْزُ به لضَرْبهم إِیاه بأَیدیهم، و لیس بقویّ. و الخُبَّازی و الخُبَّازُ: نبت بَقْلة معروفة عریضة الورق لها ثمرة مستدیرة، واحدته خُبَّازة؛ قال حمید: و عادَ خُبَّازٌ یُسَقِّیه النَّدی ذُراوَةً، تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ و انْخَبَزَ المكان: انخفض و اطمأَنَّ. و تَخَبَّزَت الإِبلُ العُشْبَ تَخَبُّزاً إِذا خبطته بقوائمها. و الخَبیزاتُ: خَبْزَواتٌ بِصَلْعاءِ ماوِیَّةَ، و هو ماء لِبَلْعَنبر؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لیست من اللَّائی تَلَهَّی بالطُّنُبْ و لا الخَبِیزات مع الشَّاءِ المُغِبْ قال: و إِنما سُمِّین خَبیزات لأَنهن انْخَبَزْنَ فی الأَرض أَی انخفضن و اطْمَأْنَنَّ فیها.

خرز؛ ج5، ص: 344

: الخَرَزُ: فُصوص من حجارة، واحدتها خَرَزَةٌ. و خَرَزُ الظهر: فَقَارُهُ. و كلُّ فَقْرَةٍ من الظهر و العنق خَرَزَةٌ، و قیل: الخَرَزُ فصوص من جَیّد الجوهر و ردیئه من الحجارة و نحوه. و الخَرَزُ، بالتحریك: الذی یُنْظَم، الواحدة خَرَزَة. و الخَرْزُ: خیاطة الأَدَم. و كلُّ كُتْبَةٍ من الأَدم: خُرْزَة، علی التشبیه بذلك، یعنی كلَّ ثُقْبَةٍ و خَیْطَها. و فی المثل: اجْمَعْ سَیْرَیْنِ فی خُرْزَةٍ أَی اقْضِ حاجتین فی حاجة، و الجمع خُرَز. و قد خَرَزَ الخف و غیره یَخْرِزُه و یَخْرُزُهُ خَرْزاً؛ و الخَرَّاز: صانع ذلك، و حرفته الخِرازَة، و المِخْرَزُ ما یُخْرَزُ به. قال سیبویه: هذا الضرب مما یُعْتَمَل به مكسورَ الأَوّل، كانت فیه الهاء أَو لم تكن، و یقال: خَرَزَ الخارِزُ خَرْزَةً واحدة و هی الغَرْزَة الواحدة، فأَما
لسان العرب، ج‌5، ص: 345
الخُرْزَة فهو ما بین الغُرْزَتین، و كذلك خُرْزة الظهر ما بین فَقْرَتین، و كذلك مفاصلُ الدَّأَیاتِ خُرَزٌ. ابن الأَعرابی: خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحْكَمَ أَمره بعد ضعف. و المُخَرَّزُ من الطیر و الحمام: الذی علی جناحیه نَمْنَمَةٌ و تَحْبیر شبیه بالخَرَز. و الخَرَزة: حَمْضَة من النَّجِیل ترتفع قدر الذراع خضراء ترتفع خِیطاناً من أَصل واحد لا ورق لها، لكنها منظومة من أَعلاها إِلی أَسفلها حَبًّا مدوّراً أَخضر فی غیر عِلاقة كأَنها خَرَزٌ منظوم فی سِلْكٍ، و هی تقتل الإِبل. و خَرَزاتُ المَلِك: جواهرُ تاجِهِ. و یقال: كان المَلِك إِذا مَلَك عاماً زیدت فی تاجه خَرَزَة لیعلم عدد سِنی مُلْكِه؛ قال لبید یذكر الحرث بن أَبی شَمِر الغَسَّانی: رَعی خَرَزاتِ المُلْكِ عشرین حِجَّةً و عشرین حتی فادَ و الشَّیْبُ شامِلُ ابن السكیت فی باب فُعَلَة قال: خَرَزَةٌ یقال لها خَرَزَةُ العُقَرِ «1» تشدّها المرأَة علی حِقْوَیها لئلا تَحْمل.

خربز؛ ج5، ص: 345

: الخِرْبِزُ: البطِّیخ، قال أَبو حنیفة: هو أَوّل ما یخرج قَعْسَرٌ ثم خَضَفٌ ثم فِجّ، قال: و أَصله فارسی و قد جری فی كلامهم. و‌فی حدیث أَنس، رضی الله عنه: رأَیت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یجمع بین الرُّطَب و الخِرْبز؛ قالوا: هو البطیخ بالفارسیة.

خزز؛ ج5، ص: 345

: الخُزَزُ: ولد الأَرنب، و قیل: هو الذكر من الأَرانب، و الجمع أَخِزَّةٌ و خِزَّانٌ مثل صُرَد و صِرْدان. و أَرض مَخَزَّة: كثیرة الخِزَّان. و الخَزُّ: معروف من الثیاب مشتق منه، عربی صحیح، و هو من الجواهر الموصوف بها؛ حكی سیبویه: مَررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، قال: و الرفع الوجه، یذهب إِلی أَن كونه جوهراً هو الأَصل. قال ابن جنی: و هذا مما سمی فیه البعض باسم الجملة كما ذهَب إِلیه فی قولهم هذا خاتم حدید و نحوه، و الجمع خُزُوزٌ، و منه قول بعضهم: فإِذا أَعرابی یَرْفُل فی الخُزُوز، و بائعه خَزَّاز. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: نهی عن ركوب الخَزِّ و الجلوس علیه؛ قال ابن الأَثیر: الخز المعروف أَوّلًا ثیاب تنسج من صوف و إِبْرَیْسَمٍ و هی مباحة، قال: و قد لبسها الصحابة و التابعون فیكون النهی عنها لأَجل التشبه بالعجم و زِیِّ المُتْرَفِینَ، قال: و إِن أُرید بالخَزّ النوعُ الآخر، و هو المعروف الآن، فهو حرام لأَنه كله معمول من الإِبْرَیْسَم، قال: و علیه یحمل‌الحدیث الآخر: قوم یستحلون الخَزَّ و الحریر.و الخَزِیزُ: العَوْسَجُ الذی یجعل علی رؤوس الحیطان لیمنع التَّسَلُّقَ. و خَزَّ الحائطَ یَخُزُّه خَزًّا: وضع علیه شوكاً لئلا یطلع علیه. ابن الأَعرابی: الضَّرِیعُ العَوْسَج الرَّطْب، فإِذا جف فهو عَوْسج، فإِذا زاد جُفوفه فهو الخَزِیزُ. و الخَزّ: تغریز العوسج علی رؤوس الحیطان. و فلان خَزَّ حائطه أَی وضع فیه الشوك لئلا یُتَسَلَّق. و الخَزّ: الطعن بالحِراب. و یقال: خَزَّهُ بسهم و اختَزَّه إِذا انتظمه و طعنه؛ قال رؤبة: لاقی حِمامَ الأَجَلِ المُخْتَزّ و قال ابن أَحمر: لما اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ و اخْتَزَّه بالرمح: انتظمه؛ قال الشاعر:
(1). قوله [خرزة العقر] فی القاموس العقرة كهمزة
لسان العرب، ج‌5، ص: 346
فاخْتَزَّهُ بِسَلبٍ مَدْرِیِّ كأَنَّما اخْتَزَّ بِراعِبِیِّ أَی انتظمه، یعنی الكلب، بقَرْنٍ سَلِبٍ أَی طویل. مَدْری: مُحَدَّد. و اخْتَزَّه بالرمح و اختلطه و انتظمه بمعنی واحد، و فی النوادر: اخْتَزَزْتُ فلاناً إِذا أَتیته فی جماعة فأَخذته منها. و اخْتَزَزْتُ بعیراً من الإِبل أَی اسْتَقْتُه و تركتها، و أَصل ذلك أَن الخُزَز إِذا وجد الأَرانبَ عاشیة اخْتَزَّ منها أَرنباً و تركها. قال أَبو عمرو: تمر خازٌّ فیه شی‌ء من الحموضة، و قد خَزِزْتَ یا تمرُ تَخْزَزُ فأَنت خازٌّ. و اخْتَزَّ البعیرَ: أَطْرَدَه من بین الإِبل؛ عن الهجری. و رجل خُزْخُزٌ و خُزَخِزٌ، مثال هُدَبِدٍ، و خُزاخِز: قویٌّ غلیظ كثیر العَضَلِ. و بعیر خُزَخِزٌ: قوی شدید؛ قال: أَعْدَدْتُ للوِرْدِ، إِذا الوِرْدُ حَفَزْ غَرْباً جَرُوراً و جُلالًا خُزَخِزْ و یقال: لتَجِدَنَّه بِحِمْله خُزَخِزاً أَی قویّاً علیه. و خَزازٌ و خَزازی، مقصور: كلاهما جبل كانت العرب تُوقِد علیه غداة الغارَة. و یومُ خَزازی: أَحدُ أَیام العرب. و خَزازی: موضع معروف؛ قال عمرو بن كلثوم: و نحنُ، غَداةَ أُوقِدَ فی خَزازی رَفَدْنا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِینا و یروی: … خَزاز. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: یُسْتَحَلُّ الحِرُ و الحَریر؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه أَبو موسی فی الحاء و الراء و قال: الحر، بتخفیف الراء الفرج و أَصله حِرْح، بكسر الحاء و سكون الراء، و جمعه أَحْراحٌ، و منهم من یشدد الراء و لیس بجید، فعلی التخفیف یكون فی حرح لا فی حرر، و‌المشهور فی روایة هذا الحدیث علی اختلاف طرقه: یستحلون الخَزَّ، بالخاء المعجمة و الزای، و هو ضرب من ثیاب الإِبریسم معروف، قال: و كذا جاء فی كتاب البخاری و أَبی داود، و لعله حدیث آخر جاء كما ذكره أَبو موسی و هو حافظ عارف بما رَوَی و شَرَح فلا یتهم، و الله أَعلم.

خزبز؛ ج5، ص: 346

: الخِزْبازُ: لغة فی الخازِبازِ؛ قال سیبویه: هو بمنزلة سِرْبال؛ و قال الشاعر: مثل الكلاب تَهِرُّ حَوْلَ دِرابِها ورِمَتْ لهَازِمُها من الخِزْبازِ و ذُكِرَ الخازِبازِ مستوفی فی ترجمة خوز. ابن شمیل: فلان یَتَخَزْبَز علینا أَی یَتَعَظَّم.

خمز؛ ج5، ص: 346

: قال الأَزهری: لا أَعرف خمز و لا أَحفظ للعرب فیه شیئاً صحیحاً، و قد قال اللیث: الخَامِیزُ اسم أعجمیّ إِعرابه عامص و آمص «2» و قال ابن سیدة: الخامِیزُ أَعجمی؛ حكاه صاحب العین و لم یفسره، قال: و أُراه ضرباً من الطعام.

خنز؛ ج5، ص: 346

: خَنِز اللحمُ و التمرُ و الجَوْزُ، بالكسر، خُنُوزاً و یخْنَز خَنَزاً، فهو خَنِزٌ و خَنَزٌ: كلاهما فسد و أَنتن؛ الفتح عن یعقوب، مثل خَزِنَ [خَزَنَ علی القلب. و‌فی الحدیث: لو لا بنو إِسرائیل ما أَنتن اللحمُ و لا خَنِز الطعامُ، كانوا یرفعون طعامهم لِغَدِهم‌أَی ما نَتُنَ و تغیرت ریحه. و الخُنَّاز: الیهود الذین ادّخروا اللحم حتی خَنِز؛ و قول الأَعلم الهذلی: زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنا تجری بلحم غیر ذی شَحْم
(2). قوله [إعرابه عامص إلخ] عبارة شرح القاموس: إعرابه عامص و آمص و بعضهم یقول عامیص و آمیص، و قال ابن الأعرابی: العامیص الهلام، و قال اللیث: طعام یتخذ من لحم عجل بجلده.
لسان العرب، ج‌5، ص: 347
یعنی المُنْتِنَةَ، أَخذه من خَنِز اللحمُ و جَعَل ذلك اسماً لها عَلَماً. و الخَنِیزُ: الثرید من الخُبز الفطِیرِ. و الخُنْزُوَةُ و الخُنْزُوانَةُ و الخُنْزوانِیَّة و الخُنْزُوان: الكِبْرُ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِذا رأَوا من مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً، ضَرَبوه ما خَطَا و أَنشد الجوهری: لَئِیم نَزَتْ فی أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ علی الرَّحِمِ القُرْبی أَحَذُّ أُباتِرُ و یقال: هو ذو خُنْزُواناتٍ. و فی رأْسه خُنْزُوانةٌ أَی كِبْر؛ و أَنشد الفراء قول عدی بن زید: فَضافَ یُفَرِّی جُلَّهُ عن سَراتِه یَبُذّ الجِیادَ فارِهاً مُتَتابِعا فآض كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً یُكَفْكِفُ منه خُنْزُواناً مُنازِعا و یقال: لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك و لأُطَیِّرَنَّ نُعَرَتَك. و فی الحدیث ذكر الخُنْزُوانة و هی الكِبْر لأَنها تُغَیِّرُ عن السَّمْت الصالح، و هی فُعْلُوانة، و یحتمل أَن تكون فُنْعُلانة من الخَنْز، و هو القهر، قال: و الأَوّل أَصح. التهذیب فی الرباعی: أَبو عمرو الخَنْزُوان الخِنزیر ذكره فی باب الهَیْلُمان و النَّیْدُلان و الكَیْذُبان و الخَنْزُوان؛ قال أَبو منصور: أَصل الحرف من خَنِزَ یَخْنَزُ إِذا أَنتن، و هو ثلاثی. و الخُنَّاز: الوزَغة. و فی المثل: ما الخَوافی كالقِلَبَة، و لا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة؛ فالخَوافی، بلغة أَهل نجد: السَّعَفات اللواتی یَلِین القِلَبة یسمیها أَهل الحجاز العَواهن، و الثُّعَبَة: دابَة أَكبر من الوَزَغَة تلدغ فتقتل. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه، أَنه قضی قضاء فاعترض علیه بعض الحَرُورِیَّة فقال له: اسكتْ یا خُنَّاز؛ الخُنَّاز: الوَزَغة، و هی التی یقال لها سامُّ أَبْرَصَ. و خَنُّوز و أُم خَنُّوز: الضَّبُع، و الراءُ لغة. و الخَنْزُوانُ، بالفتح: ذكر الخنازیر، و هو الدَّوْبَل و الرَّتُّ، و الله أَعلم.

خوز؛ ج5، ص: 347

: ابن الأَعرابی: یقال: خَزاهُ خَزْواً و خازَه خَوْزاً إِذا ساسَهُ، قال: و الخَوْزُ المعاداة أَیضاً. و الخوز: جِیلٌ من الناس معروف، أَعجمی معرب. و فی الحدیث ذكر خُوزِ كِرْمانَ و روی خُوز و كِرْمان و خُوزا و كِرْمان، قال: و الخُوز جبل معروف فی العجم، و یروی بالراء، و هو من أَرض فارس، قال ابن الأَثیر: و صوّبه الدارقطنی، و قیل: إِذا أَردت الإِضافة فبالراء و إِذا عطفت فبالزای. و الخازِبازِ: ذُباب، اسمان جُعِلا واحداً و بُنِیا علی الكسر لا یَتَغَیَّر فی الرفع و النصب و الجر؛ قال عمرو بن أَحمر: تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِی و جُنَّ الخَازِبازِ به حُنُونا الخازبازِ و سُمّی الذِّبَّانُ به، و هما صوتانِ جُعِلا واحداً لأَن صوته خازِبازِ، و من أَعربه نزله بمنزلة الكلمة الواحدة، فقال خازِبازُ، و قیل: أَراد النبت، و قیل: أَراد ذِبَّانَ الرِّیاض، و قیل: الخازِبازِ حكایة لصوت الذباب فسماه به، و قیل: الخَازِبازِ ذباب یكون فی الروض، و قیل: نبت؛ و أَنشد أَبو نصر تقویة لقوله: أَرْعَیْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا الصِّلَّ و الصِّفْصِلَّ و الیَعْضِیدا
لسان العرب، ج‌5، ص: 348
و الخَازِبازِ السَّنِمَ المَجُودا بحیث یَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودَا و عامر و مسعود: هما راعیان. قال ثعلب: الخازِبازِ بقلتان، فإِحداهما الدَّرْماءُ، و الأُخری الكَحْلاءُ؛ و قیل: الخازِباز ثمر العُنْصُلَة. و الخازِبازِ فی غیر هذا: داء یأْخذ الإِبلَ و الناسَ فی حُلوقها. و قال ابن سیدة: الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ فی الحَلْق، و فیه لغات؛ قال: یا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِما إِنی أَخافُ أَن تكون لازِما و منهم من خص بهذا الداء الإِبلَ، و الخِزْبازُ لغة فیه؛ و أَنشد الأَخفش: مثل الكلاب تَهِرُّ عند جِرائِها ورِمَتْ لهَازِمُه من الخِزْباز أَراد الخازِبازِ فبنی منه فعلًا رباعیْاً؛ قال ابن بری صواب إِنشاده: مثل الكلاب تهر عند دِرابِها ورِمَت لهَازِمُها من الخِزْباز و الدِّرابُ: جمع دَرْب. و اللَّهازِم: جمع لِهْزِمة، و هی لحمة فی أَصل الحَنَك، شبههم بالكلاب النابحة عند الدُّرُوب. ابن الأَعرابی: خازبازُ وَرَمٌ، قال أَبو علی: أَما تسمیتهم الورم فی الحلق خازِبازَ فإِنما ذلك لأَن الحلق طریق مجری الصوت، فلهذه الشركة مّا وقعت طریق التسمیة؛ و قال ابن سیدة: الخازِبازِ ذباب یكون فی الروض، و قیل: هو صوت الذباب، و قیل: خازِبازِ نبت، و قیل: كثرة النبات. و الخازِبازِ: السِّنَّوْر؛ عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: و أَلف خازِبازِ واو لأَنها عین، و العینُ وَاواً أَكثرُ منها یاءً.

فصل الدال المهملة؛ ج5، ص: 348

دحز؛ ج5، ص: 348

: الدَّحْز: العَزْد و هو الجماع.

درز؛ ج5، ص: 348

: الدَّرْزُ: واحد دُرُوز الثوب و نحوه، و هو فارسی معرّب. و یقال للقمل و الصِّئْبان: بنات الدُّرُوز. و الدَّرْزُ: زِئْبِرُ الثوب و ماؤه، و هو دَخیل، و جمعه دُرُوز. و بنو دَرْزٍ: الخیاطون و الحاكَةُ. و أَولادُ دَرْزَةَ: الغَوْغاءُ. و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الدَّرْزُ نعیم الدنیا و لَذَّاتها. و یقال للدنیا: أُمُّ دَرْزٍ، قال: و دَرِزَ الرجلُ و ذَرِزَ، بالدال و الذال، إِذا تمكن من نعیم الدنیا. قال: و العرب تقول للدَّعِیِّ: هو ابن دَرْزَةَ و ابن تُرْنی، و ذلك إِذا كان ابن أَمَةٍ تُساعی فجاءت به من المُساعاة و لا یعرف له أَب. و یقال: هؤلاء أَولاد دَرْزَة و أَولادُ فَرْتَنی للسِّفْلَة و السُّقَاطِ؛ قاله المبرد. قال ابن الأَعرابی: یقال للسَّفِلَة أَولادُ دَرْزَة، كما یقال للفقراء بنو غَبراء؛ قال الشاعر یخاطب زید بن علی، رضی الله عنهما: أَولادُ دَرْزَة أَسْلَموكَ و طارُوا و یقال: أَراد به الخیاطین، و قد كانوا خرجوا معه فتركوه و انهزموا.

دعز؛ ج5، ص: 348

: الدَّعْزُ: الدَّفْع و ربما كُنی به عن النكاح. دَعَزها یَدْعَزُها دَعْزاً: جامعها، و الله أَعلم.

دلمز؛ ج5، ص: 348

: الدُّلَمِزُ و الدُّلامِز: الماضی القویّ، و قیل: هو الشدید الضخم؛ و قد خففه الراجز فقال: دُلامِزٌ یُرْبی علی الدُّلَمْزِ و جمع الدُّلامِز دَلامِز، بفتح الدال؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌5، ص: 349
یَغْبَی علی الدَّلامِز الخَرَارِتِ «1» و یقال: دلیل دُلامِز، و قیل: الدُّلَمِز و الدُّلامِز الصلْبُ القصیر من الناس، و الدُّلَمِز الغلیظ. و دلْمَزَ الرجلُ: عَظَّمَ لُقْمَته. ابن شمیل: الدَّلمزَة فی اللَّقم تَضْخیم اللُّقَم الكبار، و یقال: دَلْمَزَ دَلْمَزَةً. ابن الأَعرابی: من أَسماء الشیطان الدُّلَمِز و الدُّلامِز. و قال الأَصمعی: یقال للوَبَّاصِ من الرجال الضخمِ دُلامِزٌ و دُلَمِز، و دُلامِص و دِلاص.

دهلز؛ ج5، ص: 349

: الدِّهْلِیز: الدِّلِّیج، فارسی معرب. و الدِّهْلِیز، بالكسر: ما بین الباب و الدار، فارسی معرب، و الجمع الدَّهالِیز. اللیث: دِهْلیز إِعراب دالیج. قال: و الدِّهْلِیز معرب بالفارسیة دالیز و دالاز. و الدِّهْلِیز: الجَیْئَةُ، قال: و هنزمز معرّب «2»

دهمز؛ ج5، ص: 349

: التهذیب: الدَّهْدَمُوزُ الشدیدُ الأَكل؛ و أَنشد: لا تَكْرِیَنَّ بعدَها عَجُوزا واسِعَةَ الشِّدْقَیْنِ دَهْدَمُوزا تَلْقَمُ لَقْماً كالقَطا مَكْنُوزا و الله أَعلم.

فصل الذال المعجمة؛ ج5، ص: 349

ذرز؛ ج5، ص: 349

: التهذیب: یقال للدنیا أُم ذَرْزٍ، قال: و دَرِزَ الرجلُ و ذَرِزَ، بالدال و الذال، إِذا تمكن من نعیم الدنیا.

فصل الراء؛ ج5، ص: 349

رأز؛ ج5، ص: 349

: الرَّأْزُ: من آلات البنائین، و الجمع رَأْزَةٌ؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة، قال: و عندی اسم للجمع.

ربز؛ ج5، ص: 349

: التهذیب: أَبو زید الرَّبیزُ و الرَّمِیزُ من الرجال العاقل الثَّخِین، و قد رَبُزَ رَبازَةً و أَرْبَزْتُهُ إِرْبازاً. قال: و منهم من یقول رَمِیز، بالمیم. و رَبُزَ رَبازَةً و رَمُزَ رَمازَةً بمعنی واحد. و فلان رَبیزٌ و رَمِیزٌ إذا كان كثیراً «3» فی فَنِّه، و هو مُرْتَبِزٌ و مُرْتَمِزٌ. و كَبْشٌ ربیز أَی مُكْتَنِز أَعْجَزُ مثل رَبِیسٍ. و رَبَّزَ القربةَ و رَبَّسَها: ملأَها. و‌فی حدیث عبد اللَّه ابن بِشْر: جاء رسول اللَّه، صلی الله علیه و سلم، إِلی داری فوضعنا له قَطِیفَةً رَبیزَةً‌أَی ضَخْمة، من قولهم: كِیس رَبیزٌ و صُرَّة رَبیزَةٌ.

رجز؛ ج5، ص: 349

: الرَّجَزُ: داء یصیب الإِبل فی أَعجازها. و الرَّجَز: أَن تضطرب رِجْلُ البعیر أَو فخذاه إِذا أَراد القیام أَو ثارَ ساعةً ثم تنبسط. و الرَّجَزُ: ارْتعادٌ یصیب البعیر و الناقة فی أَفخاذهما و مؤخرهما عند القیام، و قد رَجِزَ رَجَزاً، و هو أَرْجَزُ، و الأُنثی رَجْزاء، و قیل: ناقة رَجْزاء ضعیفةُ العَجُزِ إذا نهضت من مَبْرَكها لم تَسْتَقِلَّ إِلا بعد نَهْضتین أَو ثلاث، قال أَوس بن حَجَر یهجو الحكَم بن مَرْوانَ بن زِنْباع: هَمَمْتَ بخیر ثم قَصَّرْتَ دونَه كما ناءَتِ الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها مَنَعْتَ قلیلًا نَفْعُه، و حَرَمْتَنِی قلیلًا، فهَبْها بَیْعَةً لا تُقالُها و یروی: عَثْرَةً، و كان وَعَدَه بشی‌ء ثم أَخلفه، و الذی فی شِعْره: هممتَ بِباعٍ، و هو فعل خیر یعطیه. قال: و منه‌الحدیث: یَلْحَقُنی منكن أَطْوَلُكُنَّ باعاً، فلما ماتت زینب، رضی اللَّه عنها، عَلِمْنَ
(1). قوله [یغبی إلخ] كذا بالأصل بغین معجمة و باء موحدة، و مثله فی الجوهری. قال شارح القاموس و الذی بخط الأزهری: یعیا بعین مهملة بعدها مثناة تحتیة، و كل صحیح المعنی. (2). قوله [قال و هنزمز معرب] كذا بالأَصل. (3). قوله" إذا كان كثیراً" كذا بالأصل بالمثلثة، و فی القاموس كبیراً بالموحدة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 350
أَنها هی، یقول: لم تُتِمَّ ما وَعَدْتَ، كما أَن الرَّجْزاء أَرادت النُّهوضَ فلم تَكَد تَنْهَض إِلَّا بعد ارتعاد شدید، و منه سمی الرَّجَزُ من الشعر لتقارب أَجزائه و قلة حروفه، و قول الراعی یصف الأَثافِیَّ: ثَلاث صَلَیْنَ النَّارَ شَهْراً، و أَرْزَمَتْ علیهِنَّ رَجْزاءُ القِیام هَدُوجُ یعنی ریحاً تَهْدِج لها رَزَمَةٌ أَی صوت. و یقال: أَراد برَجزاءِ القِیام قِدْراً كبیرة ثقیلة. هَدُوجٌ: سریعة الغَلَیان، قال: و هذا هو الصواب، و قال أَبو النجم: حتی تَقُوم تَكَلُّفَ الرَّجْزاءِ و یقال للریح إِذا كانت دائمة: إِنها لَرَجْزاءُ، و قد رَجَزَتْ رَجْزاً، و الرَّجْزُ: مصدر رَجَز یَرْجُز، قال ابن سیدة: و الرَّجَزُ شِعْرٌ ابتداء أَجزائه سَبَبان ثم وَتِدٌ، و هو وَزْنٌ یسهل فی السَّمْع و یقع فی النَّفْس، و لذلك جاز أَن یقع فیه المَشْطور و هو الذی ذهب شَطْره، و المَنْهوك و هو الذی قد ذهب منه أَربعة أَجزائه و بقی جزآن نحو: یا لیتنی فیها جَذَعْ أَخُبُّ فیها و أَضَعْ و قد اختلف فیه فزعم قوم أَنه لیس بشِعْر و أَن مَجازه مَجازُ السَّجْع، و هو عند الخلیل شِعْر صحیح، و لو جاء منه شی‌ء علی جزء واحد لاحتمل الرَّجَزُ ذلك لحسن بنائه. و فی التهذیب: و زعم الخلیل أَنَّ الرَّجَزَ لیس بشِعْر و إِنما هو أَنْصافُ أَبیات و أَثْلاث، و دلیل الخلیل فی ذلك ما‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فی قوله: سَتُبْدِی لك الأَیَّامُ ما كنتَ جاهِلًا و یأْتیك من لم تُزَوِّد بالأَخْبار قال الخلیل: لو كان نصف البیت شعراً ما جری علی لسان النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: سَتُبْدِی لك الأَیَّامُ ما كنْتَ جاهِلًا و جاء بالنصف الثانی علی غیر تأْلیف الشِّعْر، لأَن نصف البیت لا یقال له شِعْر، و لا بیت، و لو جاز أَن یقال لِنِصْف البیت شِعْر لقیل لجزء منه شِعْر، و‌قد جری علی لسان النبی، صلی الله علیه و سلم: "أَنا النبی لا كَذِبْ، أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ " قال بعضهم: إِنما هو لا كَذِبَ بفتح الباء علی الوصل، قال الخلیل: فلو كان شِعْراً لم یَجْر علی لسان النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال اللَّه تعالی: وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا یَنْبَغِی لَهُ، أَی و ما یَتَسَهَّلُ له، قال الأَخفش: قول الخلیل إِن هذه الأَشیاء شِعْر، قال: و أَنا أَقول إِنها لیست بشِعْر، و ذكر أَنه هو أَلْزَمَ الخلیلَ ما ذكرنا و أَن الخلیلَ اعتقده. قال الأَزهری: قول الخلیل الذی كان بنی علیه أَن الرجز شعر و معنی قول اللَّه عز و جل: وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا یَنْبَغِی لَهُ، أَی لم نُعَلِّمه الشِّعْر فیقوله وَ یَتَدَرَّب فیه حتی یُنْشِئ منه كُتُباً، و لیس فی إِنشاده، صلی اللَّه علیه و سلم، البیت و البیتین لغیره ما یبطل هذا لأَن المعنی فیه إِنا لم نجعله شاعراً، قال الخلیل: الرَّجَزُ المَشْطُور و المَنْهوك لیسا من الشعر، قال: و المَنْهُوك‌كقوله: أَنا النَّبیّ لا كَذِبْ. و المَشْطُور: الأَنْصاف المُسَجَّعة. و‌فی حدیث الولید بن المُغِیرة حین قالت قریش للنبی، صلی اللَّه علیه و سلم: إِنه شاعِرٌ، فقال: لقد عرفت الشِّعْرَ و رَجَزَه و هَزَجَه و قَرِیضَه فما هو به.و الرَّجَز: بحر من بحور الشِّعْر معروف و نوعٌ من أَنواعه یكون كل مِصْراع منه مفرداً، و تسمی قصائده أَراجِیزَ، واحدتها أُرْجُوزَةٌ، و هی كهیئة السَّجْع إِلا أَنه فی
لسان العرب، ج‌5، ص: 351
وزن الشِّعْر، و یسمی قائله راجزاً كما یسمی قائل بحور الشِّعْر شاعراً. قال الحربی: و لم یبلغنی أَنه جری علی لسان النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، من ضروب الرَّجَز إلا ضربان: المَنْهُوك و المَشْطُور، و لم یَعُدَّهما الخلیل شِعْراً، فالمَنْهُوك كقوله‌فی روایة البراء إِنه رأَی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، علی بغلة بیضاء یقول: أَنا النبیّ لا كَذِبْ، أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِب. و المَشْطُور‌كقوله فی روایة جُنْدب: إِنه، صلی اللَّه علیه و سلم، دَمِیَتْ إِصبَعُه فقال: "هل أَنتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِیتِ و فی سبیل اللَّه ما لَقِیتِ " و‌یروی أَن العجاج أَنشد أَبا هریرة: ساقاً بَخَنْداةً و كَعْباً أَدْرَما فقال: كان النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، یُعْجِبه نحو هذا من الشِّعر.قال الحربی: فأَما القصیدة‌فلم یبلغنی أَنه أَنشد بیتاً تامّاً علی وزنه إِنما كان ینشد الصدر أَو العَجُز، فإِن أَنشده تامّاً لم یُقِمْه علی وزنه، إِنما أَنشد صدر بیت لبید: أَلا كُلُّ شیْ‌ءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ و سكت عن عَجُزه و هو: و كلُّ نَعِیمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ و أَنشد عجز بیت طَرَفَة: و یأْتیك مَنْ لم تُزَوِّد بالأَخْبار و صَدْره: سَتُبْدِی لك الأَیامُ ما كنتَ جاهِلًا و أَنشد: أَ تَجْعَلُ نَهْبی و نَهْبَ العُبَیْدِ بین الأَقْرَعِ و عُیَیْنَة فقال الناس: بین عُیَیْنَةَ و الأَقْرَعِ، فأَعادها: بین الأَقرع و عیینة، فقام أَبو بكر، رضی اللَّه عنه، فقال: أَشهد أَنك رسول الله! ثم قرأَ: وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا یَنْبَغِی لَهُ، قال: و الرَّجَز لیس بشِعْرٍ عند أَكثرهم. و‌قوله: أَنا ابْنُ عبد المُطَّلِب، لم یقله افتخاراً به لأَنه كان یكره الانتساب إِلی الآباء الكفار، أَ لا تراه‌لما قال له الأَعرابی: یا ابن عبد المطلب، قال: قد أَجَبْتُك‌و لم یتلفظ بالإِجابة كراهة منه لما دعاه به، حیث لم یَنْسُبْه إلی ما شرفه اللَّه به من النبوّة و الرسالة، و لكنه أَشار‌بقوله: أَنا ابن عبد المطلب، إلی رؤیا كان رآها عبدُ المطلب كانت مشهورة عندهم رأَی تصدیقها فَذَكَّرهم إِیاها بهذا القول. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللَّه عنه: من قرأَ القرآن فی أَقَلَّ من ثلاث فهو راجزٌ، إِنما سماه رَاجِزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف علی لسان المُنْشِدِ، و اللسان به أَسْرَعُ من القَصید. قال أَبو إِسحاق. إِنما سمی الرَّجَز رَجَزا لأَنه تتوالی فیه فی أَوَّله حركة و سكون ثم حركة و سكون إِلی أَن تنتهی أَجزاؤه، یشبه بالرَّجَز فی رِجْل الناقة و رِعْدَتها، و هو أَن تتحرك و تسكن ثم تتحرك و تسكن، و قیل: سمی بذلك لاضطراب أَجزائه و تقاربها، و قیل: لأَنه صدور بلا أَعْجاز، و قال ابن جنی: كل شعر تركب تركیب الرَّجَز سمی رَجَزاً، و قال الأَخفش مرة: الرَّجَز عند العرب كل ما كان علی ثلاثة أَجزاء، و هو الذی یَتَرَنَّمون به فی عملهم و سَوْقهم و یَحْدُون به، قال ابن سیدة: و قد روی بعضُ من أَثِقُ به نحوَ هذا عن الخلیل، قال ابن جنی: لم یَحْتَفِل الأَخفش هاهنا بما جاء من الرَّجَز علی جزأَین نحو قوله: یا لیتنی فیها جَذَع، قال: و هو لَعَمْرِی، بالإِضافة إِلی ما جاء منه علی ثلاثة أَجزاء، جُزْءٌ لا قَدْرَ له لِقِلَّته، فلذلك لم یذكره الأَخفش فی هذا الموضع، فإِن قلت: فإِن
لسان العرب، ج‌5، ص: 352
الأَخفش لا یری ما كان علی جُزْأَین شِعْرا، قیل: و كذلك لا یری ما هو علی ثلاثة أَجْزاء أَیضاً شِعْراً، و مع ذلك فقد ذكره الآن و سماه رَجَزاً، و لم یذكر ما كان منه علی جُزْأَین و ذلك لِقِلَّته لا غیر، و إذا كان إِنما سُمِّیَ رَجَزًا لاضطرابه تشبیهاً بالرَّجَزِ فی الناقة، و هو اضطرابها عند القیام، فما كان علی جُزْأَین فالاضطراب فیه أَبلغ و أَوكد، و هی الأُرْجُوزَةُ للواحدة، و الجمعُ الأَرَاجِیزُ. رَجَز الرَّاجِزُ یَرْجُزُ رَجْزاً و ارْتَجَز الرَّجَّاز ارْتجازاً: قال أُرْجُوزَةً. و تَراجَزُوا و ارتَجَزُوا: تَعاطَوْا بینهم الرَّجَزَ، و هو رجَّازٌ و رَجَّازَةٌ و راجزٌ. و الارْتِجازُ: صوت الرَّعْد المُتَدارِك. و ارْتَجَزَ الرعدُ ارْتِجازاً إِذا سمعت له صوتاً متتابعاً. و تَرَجَّزَ السحابُ إِذا تحرك تحركاً بَطِیئاً لكثرة مائه، قال الراعی: و رَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فیه تَرَجَّزَ من تِهامَةَ فاسْتَطارا و غیث مُرْتَجِز: ذو رعد، و كذلك مُتَرَجِّز، قال: أَبو صخر: و ما مُتَرَجِّزُ الآذِیِّ جَوْنٌ له حُبُكٌ یَطُمُّ علی الجبال و المُرْتَجِزُ: اسم فرس سیدنا رسول الله، صلی اللَّه علیه و سلم، سمی بذلك لِجَهارة صَهیله و حُسنه، و كان رسول الله، صلی اللَّه علیه و سلم، اشتراه من الأَعرابی و شهد له خُزَیْمَةُ بن ثابت، وَرَدَ ذكره فی الحدیث. و تَرَاجَزَ القوم: تنازعوا. و الرِّجْز: القَذَر مثل الرِّجْس. و الرِّجْز: العذاب. و الرِّجْز و الرُّجْز: عبادة الأَوثان، و قیل: هو الشِّرْك ما كان تأْویله أَن مَنْ عبدَ غیر اللَّه تعالی فهو علی رَیْب من أَمره و اضطراب من اعتقاده، كما قال سبحانه و تعالی: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللّٰهَ عَلیٰ حَرْفٍ، أی علی شك و غیر ثِقَةٍ و لا مُسْكة و لا طمأْنینة. و قوله تعالی: وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ،قال قوم: هو صنم و هو قول مجاهد، و اللَّه أَعلم. قال أَبو إِسحق: قری‌ء و الرِّجْزَ وَ الرُّجْزَ، بالكسر و الضم، و معناهما واحد، و هو العمل الذی یُؤَدِّی إِلی العذاب، و قال عز من قائل: لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ، أَی كشفت عنا العذاب. و قوله: رِجْزاً مِنَ السَّمٰاءِ*، هو العذاب. و‌فی الحدیث: أَن مُعاذاً، رضی الله عنه، أَصابه الطَّاعُون فقال عمرو بن العاص: لا أُراه إِلّا رِجْزاً و طُوفاناً، فقال معاذ: لیس بِرِجْزٍ و لا طُوفان،هو بكسر الراء، العذابُ و الإِثمُ و الذنبُ. و یقال فی قوله: وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ، أَی عبادةَ الأَوثان. و أَصل الرَّجَزِ فی اللغة: تَتَابُعُ الحركاتِ، و من ذلك قولهم: ناقة رَجْزاءُ إذا كانت قوائمها ترتعدُ عند قیامها، و من هذا رَجَزُ الشعرِ لأَنه أَقصرُ أَبیاتِ الشعرِ و الانتقالُ من بیت إِلی بیت سریعٌ نحو قوله: «4» صَبْراً بَنِی عبد الدَّارْ و كقوله: ما هاجَ أَحْزاناً و شَجْواً قد شَجا قال أَبو إِسحاق: و معنی الرِّجْزِ فی القرآنِ هو العذابُ المقَلْقِل لشدّته، و له قلقلةٌ شدیدةٌ متتابعة. و قوله عز و جل: وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطٰانِ، قال المفسرون: هو وساوسُه و خطایاهُ، و ذلك أَن المسلمین كانوا فی رَمْل تسوخ فیه الأَرجلُ، و أَصابت بعضَهم الجنابةُ فوسوس إِلیهم الشیطانُ بأَن عدوَّهم یقدرون علی الماء و هم لا یقدرون علیه، و خَیَّل إِلیهم أَن ذلك
(4). قوله" نحو قوله إلخ" أورده فی متن الكافی شاهداً علی العروض الموقوفة المنهوكة من المنسرح.
لسان العرب، ج‌5، ص: 353
عَوْنٌ من اللَّه تعالی لعدوّهم، فأَمطر اللَّه تعالی المكانَ الذی كانوا فیه حتی تطهَّروا من الماء، و استوت الأَرضُ التی كانوا علیها، و ذلك من آیات اللَّه عز و جل. و وَسواسُ الشیطان رِجْزٌ. و تَرَّجَزَ الرجل إِذا تحرك تحركاً بطیئاً ثقیلًا لكثرة مائه. و الرِّجَازَةُ: ما عُدِل به مَیْلُ‌الحِمْلِ و الهَوْدَجِ، و هو كساءٌ یجعل فیه حجارةٌ و یعلق بأَحد جانبی الهودج لیَعْدِله إِذا مال، سمی بذلك لاضطرابه، و فی التهذیب: هو شی‌ء من وسادة و أَدَم إذا مال أَحدُ الشِّقین وضع فی الشِّق الآخر لیستوی، سمی رِجازَة المَیْل. و الرِّجازَةُ: مَرْكَبٌ للنساء دون الهودج. و الرِّجازَة: ما زین به الهودجُ من صوف و شعر أَحمَر، قال الشَّمَّاخ: و لو ثَقِفاها ضُرِّجَتْ بدِمائها كما جَلَّلَتْ نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ قال الأَصمعی: هذا خطأٌ إِنما هی الجزائزُ، الواحدة جَزیزة، و قد تقدم ذكرها. و الرجائزُ: مراكبُ أَصغرُ من الهوادج، و یقال: هو كساء تجعل فیه أَحجار تعلق بأَحد جانبی الهودج إِذا مال. و الرَّجَّاز: وادٍ معروف، قال بدر بن عامر الهذلی: أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائه بِمَدَافِعِ الرَّجَّازِ أَو بعُیونِ و یروی: بمدامع الرَّجَّازِ …، و اللَّه أَعلم.

رخبز؛ ج5، ص: 353

: رَخْبَزٌ: اسم.

رزز؛ ج5، ص: 353

: رَزَّ الشی‌ءَ فی الأَرض و فی الحائط یَرُزُّه رَزًّا فارْتَزَّ: أَثبته فَثَبَتَ. و الرَّزُّ: رَزُّ كلِّ شی‌ءٍ تثبته فی شی‌ء مثل رَزَّ السِّكینَ فی الحائط یَرُزُّهُ فَیَرْتَزُّ فیه؛ قال یونس النحوی: كنا مع رُؤْبَةَ فی بیت سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمة السَّعدی فدعا جاریة له فجعلت تَباطأُ علیه فأَنشد یقول: جاریةٌ عند الدُّعاءِ كَزَّه لو رَزَّها بالقُرْبُزِیِّ رَزَّه جاءت إِلیه رَقَصاً مُهْتَزَّه و رَزَّزْتُ لك الأَمر تَرْزیزاً أَی وطَّأْتُه لك. وَ رَزَّت الجرادةُ ذَنَبَها فی الأَرض تَرِزُّه [تَرُزُّه رَزًّا و أَرَزَّتْه: أَثْبَتَتْه لِتَبِیضَ، و قد رَزَّ الجرادُ یَرُزُّ رَزًّا. و قال اللیث: یقال أَرَزَّت الجرادة إِرزازاً بهذا المعنی، و هو أَن تُدْخِلَ ذَنَبَها فی الأَرض فَتُلْقِیَ بَیضَها. و رَزّةُ الباب: ما ثبت فیه من «1» … و هو منه. و الرَّزَّة: الحدیدة التی یُدْخَل فیها القُفْلُ، و قد رَزَزْتُ الباب أَی أَصلحتُ علیه الرَّزَّة. و تَرْزِیزُ البیاضِ: صَقْلُه، و هو بیاض مُرَزَّز. و الرَّزِیزُ: نَبتٌ یصبغ به. و الرِّزُّ، بالكسر: الصوتُ، و قیل: هو الصوت تسمعه من بعید، و قیل: هو الصوت تسمعه و لا تدری ما هو. یقال: سمعتُ رِزَّ الرعد و غیره و أَرِیزَ الرعد. و الإِرْزِیزُ: الطویلُ الصوت. و الرَّز: أَن یسكت من ساعته. و رِزُّ الأَسدِ و رِزُّ الإِبل: الصوتُ تسمعه و لا تراه یكون شدیداً أَو ضعیفاً، و الجِرْسُ مثله. و رِزُّ الرعد و رَزیزه: صوته. و وجدت فی بطنی رِزًّا و رِزِّیزَی، مثال خِصِّیصَی: و هو الوجع. و‌فی حدیث علیّ بن أَبی طالب، كرم الله وجهه: من وجد فی بطنه رِزًّا فلینصرف و لیتوضأْ؛ الرِّزُّ فی الأَصل: الصوت الخفیُّ؛ قال الأَصمعی: أَراد بالرِّزِّ الصوتَ فی البطن من القَرْقَرَةِ و نحوها.
(1). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 354
قال أَبو عبید: و كذلك كل صوت لیس بالشدید فهو رِزٌّ؛ قال ذو الرمة یصف بعیراً یَهْدُر فی الشِّقْشِقَةِ: رَقْشاء تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزبِدا دَوَّمَ فیها رِزُّهُ و أَرْعَدَا و قال أَبو النجم: كأَنَّ، فی رَبابِهِ الكِبارِ رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ فی عِشَارِ قال أَبو منصور و غیره‌فی قول علیّ، كرم الله وجهه، من وَجَدَ رِزًّا فی بطنه: إِنه الصوت یحدث عند الحاجة إِلی الغائط، و هذا كما جاء‌فی الحدیث: أَنه یكره للرجل الصلاة و هو یدافعُ الأَخْبَثَیْنِ، فأَمره بالوضوء لئلا یدافع أَحد الأَخبثین، و إِلا فلیس بواجب إِن لم یخرج الحدث، قال: و هذا الحدیث هكذا جاءَ فی كتب الغریب عن علیّ نفسه، و أَخرجه الطبرانی عن ابن عمر عن النبی، صلی الله علیه و سلم. و قال القتیبی: الرِّزُّ غَمْزُ الحَدَثِ و حَرَكَتُه فی البطن للخروج حتی یحتاج صاحبُه إِلی دخول الخلاء، كان بقَرْقَرَةٍ أَو بغیر قَرْقَرَةٍ، و أَصل الرِّزِّ الوجعُ یجده الرجل فی بطنه. یقال: إِنه لیجد رِزًّا فی بطنه أَی وجعاً و غَمْزاً للحدث؛ و قال أَبو النجم یذكر إِبلًا عِطاشاً: لو جُرَّ شَنٌّ وَسْطَها، لم تَجْفُلِ من شَهْوَةِ الماءِ، و رِزٍّ مُعْضِلِ أَی لو جُرَّتْ قربة یابسة وسط هذه الإِبل لم تَنْفِرْ من شدة عطشها و ذُبُولها و شدّة ما تجده فی أَجوافها من حرارة العطش بالوجع فسماه رِزًّا. و رِزُّ الفَحْلِ: هَدِیره. و الإِرْزِیزُ: الصوتُ، و قال ثعلب: هو البَرَدُ، و الإِرْزِیزُ، بالكسر: الرِّعْدَةُ؛ و أَنشد بیت المتنخل: قد حالَ بین تَراقِیهِ و لَبَّتِه من جُلْبَةِ الجُوعِ، جَیَّارٌ و إِرْزیزُ و الإِرْزِیزُ: بَرَدٌ صغار شبیه بالثلج. و الإِرْزِیزُ: الطَّعْنُ الثابت. و رَزَّهُ رَزَّةً أَی طعنه طعنة. و ارْتَزَّ السهمُ فی القِرطاس أَی ثبت فیه. و ارْتَزَّ البَخیلُ عند المسأَلة إِذا بقی ثابتاً و بَخِلَ. و‌فی حدیث أَبی الأَسود: إِن سُئِلَ ارْتَزَّ‌أَی ثبت و بقی مكانه و خَجِلَ و لم ینبسط، و هو افْتَعَلَ، من رَزَّ إِذا ثَبَتَ، و یروی: أَرَزَ، بالتخفیف، أَی تقبَّض. و الرُّزُّ و الرُّنْزُ: لغة فی الأُرْزِ، الأَخیرة لعبد القیس؛ قال ابن سیدة: و إِنما ذكرتها هاهنا لأَن الأَصل رُزٌّ فكرهوا التشدید فأَبدلوا من الزای الأُولی نوناً كما قالوا إِنْجاصٌ فی إِجَّاصٍ، و إِن لم تكن النون مبدلة فالكلمة ثلاثیة. و طعام مُرَزَّزٌ: فیه رُزٌّ. قال الفراء: و لا تقل أُرْز، و قال غیره: رُزٌّ و رُنْزٌ و أُرْزٌ و أَرُزٌ و أُرُزٌ.

رطز؛ ج5، ص: 354

: التهذیب: أَهمله اللیث. و قال أَبو عمرو فی كتاب الیاقوت: الرَّطَزُ الضعیف، قال: و شَعَرٌ رَطَزٌ أَی ضعیف.

رعز؛ ج5، ص: 354

: المِرْعِزُّ و المِرْعِزَّی و المِرْعِزاءُ و المَرْعِزَّی و المَرْعِزَاءُ: معروف، و جعل سیبویه المِرْعِزَّی صفة عنی به اللَّیِّنَ من الصوف. قال كراع: لا نظیر للمِرْعِزَّی و لا للمِرْعِزاءِ. و ثوب مُمَرْعَزٌ: من باب تَمَدْرَعَ و تَمَسْكَنَ، و إِن شدَّدت الزای من المِرْعِزَّی قَصَرْتَ، و إِن خففت مددت، و المیم و العین مكسورتان علی كل حال، و حكی الأَزهری: المِرْعِزَّی كالصوف یخلص من بین شعر العَنْزِ.
لسان العرب، ج‌5، ص: 355
و ثوب مِرْعِزَّی علی وزن شِفْصِلَّی، قال: و یقال مَرْعِزاءُ، فمن فتح المیم مدّه و خفف الزای، و إِذا كسر المیم كسر العین و ثقل الزای و قصر. الجوهری: المِرْعِزَّی الزَّغَبُ الذی تحت شعر العنز، و هو مَفْعِلَّی، لأَن فَعْلِلَّی لم یجئ و إِنما كسروا المیم اتباعاً لكسرة العین، كما قالوا مِنْخِر و مِنْتِن، و كذلك المِرْعِزاءُ إِذا خففت مددت، و إِن شددت قصرت، و إِن شئت فتحت المیم، و قد تحذف الأَلف فتقول مِرْعِزٌّ، و هذه ذكرها الأَزهری فی الرباعی.

رفز؛ ج5، ص: 355

: قال اللیث: قرأْت فی بعض الكتب شعراً لا أَدری ما صحته، و هو: و بَلْدَة للدَّاء فیها غامِزُ میت بها العِرْقُ الصَّحیحُ الرافِزُ قال: هكذا كان مُقَیِّداً و فسره: رَفَزَ العِرْقُ إِذا ضَرَبَ. و إِن عرقه لَرَفَّاز أَی نَبَّاضٌ. قال الأَزهری: و لا أَعرف الرَّفَّازَ بمعنی النَّبَّاضِ، و لعله راقِزٌ، بالقاف، قال: و ینبغی أَن یبحث عنه.

رقز؛ ج5، ص: 355

: التهذیب: العرب تقول: رَقَزَ و رَقَصَ، و هو رَقَّاز و رَقَّاصٌ؛ و أَنشد: و بلدة للداء فیها غامز میت بها العرق الصحیح الراقز و قال: الراقز الضارب. یقال: ما یَرْقِزُ منه عرق أَی ما یضرب.

ركز؛ ج5، ص: 355

: الرَّكْزُ: غَرْزُكَ شیئاً منتصباً كالرمح و نحوه تَرْكُزُه رَكْزاً فی مَرْكَزِه، و قد رَكَزَه یَرْكُزُه و یَرْكِزُه رَكْزاً و رَكَّزَه: غَرَزَه فی الأَرض؛ أَنشد ثعلب: و أَشْطانُ الرِّماحِ مُرَكَّزاتٌ و حَوْمُ النَّعْمِ و الحَلَقُ الحُلُولُ و المَراكِزُ: منابت الأَسنان. و مَرْكَزُ الجُنْدِ: الموضع الذی أُمروا أَن یلزموه و أُمروا أَن لا یَبرَحُوه. و مَرْكَزُ الرجل: موضعُه. یقال: أَخَلَّ فلانٌ بِمَرْكَزِه. و ارْتَكَزْتُ علی القوس إِذا وضعت سِیَتَها بالأَرض ثم اعتمدت علیها. و مَرْكَزُ الدائرة: وَسَطُها. و المُرْتَكِزُ الساقِ من یابس النبات: الذی طار عنه الورق. و المُرْتَكِزُ من یابس الحشیش: أَن تری ساقاً و قد تطایر عنها ورقها و أَغصانها. و رَكَزَ الحَرُّ السَّفا یَرْكُزه رَكْزاً: أَثبته فی الأَرض؛ قال الأَخطل: فلما تَلَوَّی فی جَحافِلِه السَّفا و أَوْجَعَه مَرْكُوزُه و ذَوابِلُهْ و ما رأَیت له رِكْزَةَ عَقْلٍ أی ثَباتَ عقل. قال الفراء: سمعت بعض بنی أَسد یقول: كلمت فلاناً فما رأَیت له رِكْزَةً؛ یرید لیس بثابت العقل. و الرِّكْزُ: الصوتُ الخفیُّ، و قیل: هو الصوت لیس بالشدید. قال و فی التنزیل العزیز: أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً؛ قال الفراء: الرِّكْزُ الصوت، و الرِّكْز: صوت الإِنسان تسمعه من بعید نحو ركز الصائد إِذا ناجَی كلابَهُ؛ و أَنشد: و قد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ بنَبْأَةِ الصَّوْتِ، ما فی سَمْعِه كَذِب و‌فی حدیث ابن عباس فی قوله تعالی: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ، قال: هو رِكْز الناس، قال: الرِّكْزُ
لسان العرب، ج‌5، ص: 356
الحِسُّ و الصوت الخفی فجعل القَسْوَرَةَ نفسها رِكْزاً لأَن القسورة جماعة الرجال، و قیل: هو جماعة الرُّماة فسماهم باسم صوتهم، و أصلها من القَسْرِ، و هو القَهْرُ و الغلبة، و منه قیل للأَسد قَسْوَرَةٌ. و الرِّكازُ: قِطَعُ ذهب و فضة تخرج من الأَرض أَو المعدن. و‌فی الحدیث: و فی الرِّكازِ الخُمْسُ.و أَرْكَزَ المَعْدِنُ: وُجِدَ فیه الرِّكاز؛ عن ابن الأَعرابی. و أَرْكَزَ الرجلُ إِذا وَجد رِكازاً. قال أَبو عبید: اختلف أَهل الحجاز و العراق، فقال أَهل العراق: فی الرِّكاز المعادنُ كلُّها فما استخرج منها من شی‌ء فلمستخرجه أَربعة أَخماسه و لبیت المال الخمس، قالوا: و كذلك المالُ العادِیُّ یوجد مدفوناً هو مثل المعدن سواء، قالوا: و إِنما أَصل الركاز المعدنُ و المالُ العادِیُّ الذی قد ملكه الناس مُشَبَّه بالمعدن، و قال أَهل الحجاز: إِنما الركاز كنوز الجاهلیة، و قیل: هو المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإِسلام، فأَما المعادن فلیست بركاز و إِنما فیها مثل ما فی أَموال المسلمین من الركاز، إِذا بلغ ما أَصاب مائتی درهم كان فیها خمسة دراهم و ما زاد فبحساب ذلك، و كذلك الذهب إِذا بلغ عشرین مثقالًا كان فیه نصف مثقال، و هذان القولان تحتملهما اللغة لأَن كلًّا منهما مركوز فی الأَرض أَی ثابت. یقال: رَكَزَهُ یَرْكُزُهُ رَكْزاً إِذا دفنه، و الحدیث إِنما جاءَ علی رأْی أَهل الحجاز، و هو الكنز الجاهلی، و إِنما كان فیه الخمس لكثرة نفعه و سهولة أَخذه. و روی الأَزهری عن الشافعی أَنه قال: الذی لا أَشك فیه أَن الرِّكاز دَفِینُ الجاهلیة، و الذی أَنا واقف فیه الركاز فی المعدن و التِّبْر المخلوق فی الأَرض. و‌روی عن عمرو بن شعیب أَن عبداً وجد رِكْزَةً علی عهد عمر، رضی الله عنه، فأَخذها منه عمر؛ قال ابن الأَعرابی: الرِّكازُ ما أخرج المعدنُ و قد أَرْكَزَ المعدنُ و أَنالَ، و قال غیره: أَرْكَزَ صاحِبُ المعدن إِذا كثر ما یخرج منه له من فضة و غیرها. و الرِّكازُ: الاسم، و هی القِطَع العِظام مثل الجلامید من الذهب و الفضة تخرج من المعادن، و هذا یُعَضِّدُ تفسیر أَهل العراق. قال: و قال الشافعی یقال للرجل إِذا أَصاب فی المعدن البَدْرَةَ المجتمعة: قد أَرْكَزَ. و قال أَحمد بن خالد: الرِّكازُ جمع، و الواحدة رِكْزَةٌ، كأَنه رُكِزَ فی الأَرض رَكْزاً، و قد‌جاءَ فی مسند أَحمد بن حنبل فی بعض طرق هذا الحدیث: و فی الرَّكائزِ الخُمْسُ، كأَنها جمع رَكِیزَة أَو رِكازَةٍ. و الرَّكِیزة و الرِّكْزَةُ: القطعةُ من جواهر الأَرض المركوزةُ فیها. و الرِّكْزُ: الرجل العاقل الحلیم السخی. و الرِّكْزَة: النخلة التی تُقْتلَعُ عن الجِذْعِ؛ عن أَبی حنیفة. قال شمر: و النخلة التی تنبت فی جذع النخلة ثم تحوَّل إِلی مكان آخر هی الرِّكْزَة. و قال بعضهم: هذا رِكْزٌ حَسَنٌ و هذا وَدِیٌّ حَسَنٌ و هذا قَلْعٌ حسن. و یقال: رِكْزُ الوَدِیِّ و القَلْعِ. و مَرْكُوزٌ: اسم موضع؛ قال الراعی: بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ مَغانِیُّ أُمّ الوَرْدِ، إِذْ هی ما هیا

رمز؛ ج5، ص: 356

: الرَّمْزُ: تصویت خفی باللسان كالهَمْس، و یكون تحریكَ الشفتین بكلام غیر مفهوم باللفظ من غیر إِبانة بصوت إِنما هو إِشارة بالشفتین، و قیل: الرَّمْزُ إِشارة و إِیماء بالعینین و الحاجبین و الشفتین و الفم. و الرَّمْزُ فی اللغة كل ما أَشرت إِلیه مما یُبانُ بلفظ بأَی شی‌ءٍ أَشرت إِلیه بید أَو بعین، و رَمَزَ یَرْمُزُ و یَرْمِزُ رَمْزاً. و فی التنزیل العزیز فی قصة زكریا، علیه السلام: أَلّٰا تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلٰاثَةَ أَیّٰامٍ إِلّٰا رَمْزاً.
لسان العرب، ج‌5، ص: 357
و رَمَزَتْه المرأَة بعینها تَرْمِزُه رَمْزاً: غَمَزَتْه. و جاریة رَمَّازَةٌ: غَمَّازَةٌ، و قیل: الرَّمَّازَة الفاجرة مشتق من ذلك أَیضاً، و یقال للجاریة الغمازة بعینها: رَمَّازَةٌ أَی تَرْمُزُ بفیها و تَغْمِزُ بعینها؛ و قال الأَخطل فی الرَّمَّازة من النساء و هی الفاجرة: أَحادیثُ سَدَّاها ابنُ حَدْراءَ فَرْقَد و رَمَّازَةٍ مالتْ لمن یَسْتَمِیلُها قال شمر: الرَّمَّازَةُ هاهنا الفاجرة التی لا تَرُدُّ یَدَ لامِسٍ، و قیل للزانیة رَمَّازَة لأَنها تَرْمُزُ بعینها. و رجل رَمِیزُ الرأْی و رَزِینُ الرأْی أَی جَیِّدُ الرأْی أَصیلُه؛ عن اللحیانی و غیره. و الرَّمِیزُ: العاقل الثَّخِین الرَّزِینُ الرأْی بَیِّنُ الرَّمَازَة، و قد رَمَزَه. و الرَّامُوزُ: البحرُ. و ارْتَمَزَ الرجلُ و تَرَمَّزَ: تحرك. و إِبل مَرامِیزُ: كثیرة التحرُّك؛ أَنشد ابن الأَعرابی: سَلاجِمُ الأَلْحِی مَرامِیزُ الهامْ قوله سلاجم الأَلحی من باب أَشْفَی المرفق، إِنما أَراد طول الأَلْحِی فأَقام الاسم مقام الصفة، و أَشباهه كثیرة. و ما ارْمَأَزَّ من مكانه أَی ما برح. و ارْمَأَزَّ عنه: زال. و ارْتَمَزَ من الضربة أَی اضطرب منها؛ و قال: خَرَرْتُ منها لقَفایَ أَرْتَمِزْ و تَرَمَّزَ مثله. و ضربه فما ارْمَأَزَّ أَی ما تحرَّك. و كتیبة رَمَّازَةٌ إِذا كانت تَرْتَمِزُ من نواحیها و تموج لكثرتها أَی تتحرك و تضطرب. و الرَّمْزُ و التَّرَمُّزُ فی اللغة: الحَزْمُ و التحرُّك. و المُرْمَئِزُّ: اللازمُ مكانه لا یبرح؛ أَنشد ابن الأَنباری: یُرِیحُ بعدَ الجِدِّ و التَّرْمِیزِ إِراحَةَ الجِدایَةِ النَّفُوزِ قال: الترمیز من رَمَزَت الشاة إِذا هُزِلَتْ، و ارتمز البعیر: تحركت أَرْآدُ لَحْیِه عند الاجترار. و التُّرامِزُ من الإِبل: الذی إِذا مضغ رأَیت دماغه یرتفع و یَسْفُلُ. و قیل: هو القوی الشدید، و هو مثال لم یذكره سیبویه، و ذهب أَبو بكر إِلی أَن التاء فیها زائدة، و أَما ابن جنی فجعله رباعیّاً. و الرَّامِزَتانِ: شَحْمتان فی عین الركبة. و رَمُزَ الشی‌ءُ یَرْمُزُ و ارْمَأَزَّ: انقبض. و ارْمَأَزَّ: لزم مكانه. و الرَّمَّازَةُ: الاسْتُ لانضمامها، و قیل: لأَنها تَمُوجُ، و تَرَمَّزَتْ: ضَرطَتْ ضَرطاً خفیّاً. و الرَّمِیزُ: الكثیر الحركة، و الرَّمِیزُ: الكبیر. یقال: فلان رَبِیز و رَمِیزٌ إِذا كان كبیراً فی فنه، و هو مُرْتَبِزٌ و مُرْتَمِزٌ. و رَمَزَ فلانٌ غَنَمَه و إِبله: لم یَرْضَ رِعْیَةَ راعیها فحوّلها إِلی راع آخر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنَّا وجَدْنا ناقَةَ العَجُوزِ خَیْرَ النِّیاقاتِ علی التَّرْمِیزِ

رنز؛ ج5، ص: 357

: الرُّنْزُ، بالضم: لغة فی الأُرْزِ، و قد یكون من باب إِنْجاصٍ و إِجَّاصٍ، و هی لعبدِ القیسِ، و الأَصل فیها رُزٌّ فكرهوا التشدید فأَبدلوا من الزای الأُولی نوناً، كما قالوا إِنْجاصٌ فی إِجَّاص.

رهز؛ ج5، ص: 357

: الرَّهْزُ: الحركة. و قد رَهَزَها المُباضِع یَرْهَزُها رَهْزاً و رَهَزاناً فارْتَهَزَتْ: و هو تحركهما جمیعاً عند الإِیلاج من الرجل و المرأَة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 358‌

روز؛ ج5، ص: 358

: الرَّوْزُ: التَّجْربَةُ، رَازَهُ یَروزُه رَوْزاً: جَرَّبَ ما عنده و خَبَرَه. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُكَ فِی الصَّدَقٰاتِ؛ قال: یَروزُكَ و یسأَلك.و الرَّوْزُ: الامتحان و التقدیر. یقال: رُزْتُ ما عند فلان إِذا اختبرته و امتحنته، المعنی یمتحنك و یذوق أَمرك هل تخاف لائمته أَم لا، و منه‌حدیث البُراق: فاستصعب فَرازَهُ جبریلُ، علیه السلام، بإِذنه أَی اختبره.و یقال: رُزْ فلاناً و رُزْ ما عند فلان. قال أَبو بكر: قولهم قد رُزْتُ ما عند فلان أَی طلبته و أَردته؛ قال أَبو النجم یصف البقر و طلبها الكُنُسَ من الحَرِّ: إِذ رازَتِ الكُنْسَ إِلی قُعُورها و اتَّقَتِ اللافِحَ من حَرُورِها یعنی طلبت الظل فی قُعُور الكُنُسِ. و رَازَ الحَجَرَ رَوْزاً: رَزَنَه لیعرف ثقله. و الرَّازُ: رأْسُ البنَّائین، قال: أُراه لأَنه یَرُوزُ الحجر و اللَّبِنَ و یُقَدِّرُهما؛ و الجمع الرَّازَةُ، و حرفته الرِّیازَةُ، قال: و قد یستعمل ذلك لرأْس كل صناعة؛ قال أَبو منصور: كأَنه جعل الرازَ و هو البَنَّاء من رَازَ یَروزُ إِذا امتحن عَمَله فَحَذَقَه و عاود فیه. قال أَبو عبیدة: یقال رازَ الرجلُ صَنْعَتَهُ إِذا قام علیها و أَصلحها؛ و قال فی قول الأَعشی: فعادا لَهُنَّ و رَازَا لَهُنَّ و اشْتَركا عَمَلًا و ائْتِمارا قال: یرید قاما لهنّ. و‌فی الحدیث: كان رَازَ سفینة نوح جبریلُ، علیه السلام، و العامل نوحٌ‌یعنی رئیسَها و رأْسَ مُدَبِّریها. الفراء: المَرَازَانِ الثَّدْیان و هما النَّجْدانِ؛ و أَنشد غیره: فَرَوِّزَا الأَمْرَ الذی تَرُوزَان ابن الأَعرابی: رَازَی فلانٌ فلاناً إِذا اختبره؛ قال أَبو منصور: قوله رَازاه إِذا اختبره مقلوب أَصله رَاوَزَهُ فأَخَّر الواو و جعلها أَلفاً ساكنة، و إِذا نسبوا إِلی الرَّیِّ قالوا رَازِیٌّ؛ و منه قول ذو الرمة: و لَیْلٍ كأَثْناءِ الرُّوَیْزِیِّ جُبْتُه أَراد بالرویزی ثوباً أَخضر من ثیابهم شبه سواد اللیل به، و الله أَعلم.

فصل الزای؛ ج5، ص: 358

زأز؛ ج5، ص: 358

: تَزَأّزَ منه: هابه و تصاغر له و زَأْزَأَهُ الخوف. و تَزَأْزَأَ منه: اخْتَبَأَ. اللیث: تَزَأْزَأَ عنی فلان إِذا هابك و فَرِقَكَ، و تَزَأْزأَتِ المرأَةُ إِذا اختبأَت؛ قال جریر: تَدْنُو فَتُبْدِی جَمالًا زانه خَفَرٌ إِذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العَناكِیبُ أَبو زید: تَزَأْزَأْتُ من الرجل تَزَأْزؤاً شدیداً إِذا تصاغرت له و فَرِقْتَ منه. و زَأْزَأَ: عدا. و زَأْزَأَ الظلِیم: مشی مسرعاً و رفع قُطْرَیْهِ. و تَزَأْزَأَتِ المرأَةُ: مشت و حركت أَعطافها كمِشْیَةِ القِصَارِ. و قِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ و زُؤَزِئَةٌ: عظیمة تَضُمُّ الجَزورَ.

زلز؛ ج5، ص: 358

: الزَّلَزُ: الأَثاثُ و المتاع. و یقال: احتمل القومُ بِزَلَزِهِمْ. الأَزهری: شمر: جَمِّعْ زَلِزَكَ أَی أَثاثك و متاعك، نصب الزایین و كسر اللام، قال: و هذا هو الصحیح، قال: و فی كتاب الإِیادی:
لسان العرب، ج‌5، ص: 359
المَحاش المتاع و الأَثاث؛ قال: و الزَّلَزُ مثل المَحَاشِ و لم یذكر الزَّلَزِلَ، و الصواب الزَّلِزُ المَحاشُ، و رجع علی زَلَزِه أَی الطریق الذی جاء منه. و الزَّلِزَةُ: الطَّیَّاشَةُ الخفیفة، و قیل: هی التی تَرُود فی بیوت جاراتها أَی تطوف فیها. تقول العرب: تَوَقَّری یا زَلِزَةُ. و الزَّلِزُ: الغَرِضُ الضَّجِرُ. و إِنی لَزَلِزٌ بمجلسی هذا أَی قَلِقٌ نَغِل؛ عن ثعلب. و زَلِزَ الرجلُ أَی قَلِقَ و عَلِزَ. و جَمَعَ القومُ زَلُزاءَهُمْ أَی أَمرهم؛ قال أَبو علی: رواه محمد بن یزید عن الریاشی.

زیز؛ ج5، ص: 359

: الزِّیزاةُ و الزِّیْزاءَةُ بوزن زِیْزاعَة، و الزِّیزَی و الزِّیزَاءُ: الأَكَمَةُ الصغیرة، و قیل: الأَرض الغلیظة، و هی الزَّازِیَةُ، قال الزَّفَیانُ السَّعْدِیُّ: یا إِبلی! ما ذَامُهُ فَتَأْبَیَهْ؟ ماء رواءٌ و نَصِیُّ حَوْلَیَهْ هَذًّا بأَفواهها حتی تَأْبَیَهْ، «2» حتی تَرُوحِی أُصُلًا تُبارِیَه تبَاریَ العانةِ فوقَ الزَّازِیَه قال ابن جنی: هكذا رویناه عن أَبی زید، و أَما الكوفیون فیروونه خلاف هذا یقولون: فتأْبَیْه و نصیّ حَوْلَیْه و حتی تأْبَیْه و فوق الزازِیْه، فینشدونه من السریع لا من الرجز كما أَنشده أَبو زید، قال: و هكذا رویناه هَذًّا. و الزِّیزاءُ، بالمد: ما غلظ من الأَرض، و الزِّیزاءَةُ أَخص منه، و هی الأَكمة، و الهمزة فیه مبدلة من الیاء، یدل علی ذلك قولهم فی الجمع الزَّیازِی، و من قال الزَّوازِی جعل الیاء الأُولی مبدلة من الواو مثل القَواقِی جمع قَیْقَاءَةٍ. الفراء: الزِّیزاءُ من الأَرض ممدود مكسور الأَول و من العرب من ینصب فیقول: الزَّیزاءُ، و بعضهم یقول الزَّازاءُ، و كله ما غلظ من الأَرض. ابن شمیل: الزِّیزاةُ من الأَرض القُفُّ الغلیظ المُشْرِفُ الخَشِنُ، و جمعها الزَّیازِی، قال رؤبة: حتی إِذا زَوْزَی الزَّیازِی هَزَّقا و لَفَّ سدْرَ الهَجَرِیِّ حَزَّقا و الزِّیزاءُ: الریش. و زِیْ‌زِیْ: حكایة صوت الجن، قال: تَسْمَعُ للجِنِّ به زِیْ‌زِیْ زِیا و فی النوادر: یقال زَازَیْتُ من فلان أَمراً شاقًّا و صاصَیْتُ، و المرأَةُ تُزَازِی صبیها. و زَازَیْتُ المالَ و صاصَیْتُه إذا جمعته و صَعْصَعْته، «3» تفسیره جمعته. و الزِّیزَاءُ: أَطراف الریش. و قِدْرٌ زُوازِیَةٌ: عظیمة. و رجل زُوازِیَةٌ أَی قصیر غلیظ، و قوم زُوازِیَة أَیضاً. و یقال: رجل زَوَنْزَی و زَوَزَّی للمُتَحَذْلِقِ المُتكایِس، و أَنشد ابن درید لمنظور الدُّبَیْری: و زَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَی یَفْرَقُ إِنْ فُزِّعَ بالضَّبَغْطَی أَشْبَهُ شی‌ءٍ هو بالحَبَرْكَی إِذا حَطَأْتَ رَأْسَه تَشَكَّی و إِن نَقَرْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّی الزَّوَنْزَكُ: القصیر الدمیم. و الضَّبَغْطَی: شی‌ءٌ یُفَزَّعُ به الصبیان، و یقال: هی فَزَّاعة الزَّرع.
(2). قوله" … بأفواهها … " هو باختلاس حركة هاء الضمیر. (3). قوله" و صعصصعته إلخ" كذا بالأصل. و الذی فی القاموس: صعصعته فرقته.
لسان العرب، ج‌5، ص: 360
و الحَبَرْكَی: القصیر الرجلین الطویل الظهر، قالت الخَنْساء: مَعاذَ اللَّه یَنْكِحُنی حَبَركی قَصِیرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بن بَكْرِ و حَطَأَ رأْسه: ضربه بیده مبسوطة. قال الجوهری: زَوْزَیْت به زَوْزَاةً إذا استحقرته و طردته، قال ابن بری: هذا وهم من الجوهری و إِنما حق زَوْزَیته أَن یذكر فی المعتل لأَن لامه حرف علة و لیس لامه زایاً، و قد ذكره أَیضاً فی فصل زوی فی باب المعتل اللام فقال: قِدْرُ زُوَزِیَةٌ و زُوازِیَةٌ مثل عُلَبِطَةٍ و عُلابِطَةٍ للعظیمة التی تضم الجَزُور، و قوله مثل عُلَبِطَةٍ و عُلابِطَةٍ یشهد بأَن الیاء من زُوَزِیَةٍ و زُوازِیَةٍ أَصل كما كانت الطاء فی عُلَبِطَة و عُلابِطَةٍ أَصلًا و هی لام الكلمة، قال: و هذا هو الصحیح و الأَصل فیه زُوَزِوَةٌ و زُوازِوَةٌ لأَنه من مضاعف الأَربعة، و كذلك زَوْزی الرجلُ إِذا نصب ظهره و أَسرع فی عَدْوه، و إِنما قلبت الواو یاء فی زُوَزِیَةٍ و زُوازِیَةٍ لانكسار ما قبلها، و أَما زَوْزَیْت فإِنما قلبت الواو الأَخیرة یاء لكونها رابعة، كما تقلب الواو فی غَزَوْت یاء إِذا صارت رابعة فی نحو أَغْزَیْت، فبان لك بهذا وَهْم الجوهری فی جعل زُوَزِیَةٍ فی فصل زیز، قال: و قد وَهَمَ فیه من وجهین: أَحدهما أَن زُوَزِیَةً عینها واو و زَیَزَ عینه یاء و الثانی أَن زُوَزِیَةً لامها علة و لیس بزای. و حكی أَبو عبید و غیره، أَنه یقال قِدْرٌ زُؤَزِئَةٌ، بهمزة بعد الزای الأُولی و همزة أُخری بعد الزای الثانیة، فیكون من باب ما جاء تارة مهموزا و تارة معتلًّا، یقال زَأْزَأَ الظَّلیمُ إذا رفع قُطْرَیْه و مشی مسرعاً. و قالوا: زَوْزَی الرجلُ إذا نصب ظهره و أَسرع عَدْوه، فالمهموز و المعتل فی هذا سواء، و اللَّه أَعلم.

فصل السین المهملة؛ ج5، ص: 360

سهرز؛ ج5، ص: 360

: السُّهْرِیز و السِّهْریز: ضرب من التمر، معرب، و سهر بالفارسیة الأَحمر، و قیل هو بالفارسیة شهْریز، بالشین المعجمة، و یقال سُهْرِیز [سِهْرِیز و شِهْرِیز [شُهْرِیز، بالسین و الشین جمیعاً، و هو بالسین أَعْرَب، و إِن شئت أَضفت مثل ثوبُ خَزٍّ و ثوبٌ خَزٌّ، و قال أَبو عبید: لا تضف.

فصل الشین المعجمة؛ ج5، ص: 360

شأز؛ ج5، ص: 360

: مكان شَأْزٌ و شَئِزٌ: غلیظ كشأْسٍ و شَئِسٍ؛ قال رؤبة: شَأْز بمن عَوَّه جَدْب المُنْطَلَقْ و شَئِزَ مكانُنا شَأَزاً: غلظ. و یقال: قَلِقَ. و أَشْأَزَهُ: أَقلقه، و قد شَئِزَ شَأَزاً: غلظ و ارتفع؛ و أَنشد لرؤبة: جَدْب المُلَهَّی شَئِز المُعَوَّهِ قال: و قَلَبَه فی موضع آخر فقال: شاز بمن عَوَّهَ جَدْب المُنْطَلَق ترك الهمز و أَخرجه مخرج عاثٍ و عائِث و عاق و عائِق. و أَشْأَزَ الرجلُ عن كذا و كذا: ارتفع عنه؛ و أَنشد: فلو شَهِدْتَ عَقَبی و تَقْفاز أَشْأَزْتَ عن قَوْلك أَیَّ إِشْآز ابن شمیل: الشَّأْزُ الموضع الغلیظ الكثیر الحجارة، و لیست الشُّؤْزَة إِلا فی حجارة و خُشونة، فأَما أَرضٌ
لسان العرب، ج‌5، ص: 361
غلیظة و هی طین فلا تُعدّ شَأْزاً. و شَئِزَ الرجلُ شَأَزاً، فهو شَئِز: قَلِقَ من مرض أَو هَمّ، و أَشْأَزه غیرُه. و‌فی حدیث معاویة، رضی الله عنه: أَنه دخل علی خاله هاشم بن عُتْبة و قد طُعِنَ فبكی، فقال: ما یبكیك یا خال؟ أَ وَجَعٌ یُشْئِزُك أَم حِرْصٌ علی الدنیا؟قال أَبو عبید: قوله یُشْئِزُك أَی یُقْلِقُك. یقال: شَئِزْتُ أَی قلقت. و أَشْأَزَنی غیری و شُئِزَ فهو مَشْؤُوزٌ؛ قال ذو الرُّمة یصف ثوراً وحشیّاً: فباتَ یُشْئِزُه ثَأْدٌ و یُسْهِرُه تَذَؤُّبُ الریح و الوَسْواسُ و الهِضَبُ و شَأَزَ المرأَة شَأْزاً: نكحها.

شحز؛ ج5، ص: 361

: الشَّحْز: كلمة مرغوب عنها، یكنی بها عن النكاح.

شخز؛ ج5، ص: 361

: الشَّخْزُ: شدّة العَناء و المشقة. و الشَّخْزُ: الطَّعن. و شَخَزَه بالرمح یَشْخَزُه شَخْزاً: طعنه. و شَخَز عَیْنَهُ یَشْخَزُها شَخْزاً: فقأَها. قال أَبو عمرو: یقال شَخَزَ عینه و ضَخَزَها و بَخَصَها بمعنی واحد؛ قال: و لم أَر أَحداً یعرفه. و تَشاخَزَ القومُ: تباغضوا و تَعادَوْا. و الشَّخْز: لغة فی الشَّخْسِ، و هو الاضطراب؛ قال رؤبة: إِذا الأُمورُ أُولِعَتْ بالشَّخْزِ

شرز؛ ج5، ص: 361

: الشَّرْزُ: الشَّرْسُ، و هو الغلظ؛ و أَنشد لمرْداس الدُّبَیْریّ: إِذا قلتُ: إِن الیومَ یومُ خُضُلَّةٍ و لا شَرْزَ، لاقَیْتُ الأُمورَ البَجارِیا ابن سیدة: الشَّرْز و الشَّرْزَةُ الشدّة و القوّة. أَبو عمرو: الشَّرْز من المُشارَزَةِ و هی المعاداة؛ قال رؤبة: یَلْقی مُعادِیهمْ عذابَ الشَّرْزِ و الشَّرْزَة: الشدیدة من شدائد الدهر. یقال: رماه الله بشَرْزَةٍ لا یَنْحَلّ منها أَی أَهلكه. و أَشْرَزَه: أَوقعه فی شدّة و مَهْلَكة لا یخرج منها. و عذبه الله عذاباً شَرْزاً أَی شدیداً. و رجل مُشَرِّز: شدید التعذیب للناس؛ قال: أَنا طَلِیقُ اللهِ و ابنُ هُرْمُزِ أَنْقَذَنی من صاحبٍ مُشَرِّزِ ابن الأَعرابی: الشُّرَّازُ الذین یعذبون الناس عذاباً شَرْزاً أَی شدیداً. و المُشارِزُ: الشدید. اللیث: رجل مُشارِزٌ أَی مُحارِب مُخاشِن. و شَارَزَه أَی عاداه. و المُشارِزُ: السیئ الخُلُق؛ قال الشماخ یصف رجلًا قطع نَبْعَةً بِفَأْسٍ: فأَنْحی علیها ذاتَ حَدٍّ غُرابَها عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضَاهِ مُشارِزُ أَی أَ مال علیها علی النَّبْعة فأْساً ذات حدّ. غرابها: حدّها. مُشارِز: مُعادٍ. و المُشارَزَة: المنازعة و المُشارَسَةُ.

شزز؛ ج5، ص: 361

: الشَّزَازَة: الیُبْس الشدید الذی لا یطاق علی تَثْقِیفِه، و یقال: هو الذی لا ینقاد للتَّثْقِیف. و یقال: شَزَّ یَشِزُّ شَزِیزاً. و شی‌ء شَزٌّ و شَزِیزٌ: یابس جدّاً.

شغز؛ ج5، ص: 361

: ابن الأَعرابی: یقال للمِسَلَّة الشَّغِیزَةُ، قال الأَزهری: هذا حرف عربی، سمعت أَعرابیّاً یقول: سَوَّیْتُ شَغِیزَةً من الطَّرْفاء لأَسُفَّ بها سَفِیفَةً.
لسان العرب، ج‌5، ص: 362‌

شغبز؛ ج5، ص: 362

: اللیث فی الرباعی: الشَّغْبَزُ ابن آوی، قال الأَزهری: هكذا قال بالزای، و الصحیح الشَّغْبَرُ، بالراء. و روی عن أَبی عمرو أَنه قال: الشَّغْبَر ابن آوی، و من قاله بالزای فقد صَحَّف.

شفز؛ ج5، ص: 362

: الشَّفْزُ: الرَّفْسُ. شَفَزَه یَشفِزُه شَفْزاً: رَفَسَه برجله؛ حكاها ابن درید و قال: لیس بعربی صحیح.

شكز؛ ج5، ص: 362

: شَكَزَه بإِصبعه یَشْكُزه شَكْزاً: نَخَسه. و فی نوادر الأَعراب: شَكَزَ فلانٌ فلاناً و بَسَرَه و خَلَبه و خَدَبه و بَدَحَه و ذَرَبه إِذا جرحه بلسانه. و الشَّكَّاز: المُجامِع من وراء الثوب. أَبو الهثیم: یقال رجل شَكَّازٌ إِذا حَدَّثَ المرأَة أَنْزل قبل أَن یخالطها ثم لا یَنْتَشِر بعد ذلك لجماعها. قال الأَزهری: هو عند العرب الزُّمَّلِقُ و الذَّوذَحُ و الثَّمُوتُ. و الأُشْكُزُّ: ضرب من الأَدَمِ أَبیض. اللیث: الأُشْكُزُّ كالأَدیم إِلا أَنه أَبیض یؤكد به السُّرُوج؛ قال الأَزهری: هو معرب و أَصله بالفارسیة أَدرنج.

شلز؛ ج5، ص: 362

: التهذیب: المِشْلَوْز المِشْمِشَةُ الحُلْوة المخّ. قال الأَزهری: أُخِذَ من المشمش و اللَّوْز، قال: و الجِلَّوْزُ نبت له حَبٌّ إِلی الطول ما هو، و یؤكل مخه شبه الفُسْتُق.

شمز؛ ج5، ص: 362

: الشَّمْزُ: التَّقَبُّض. اشمَأَزَّ اشمِئْزازاً: انقبض و اجتمع بعضه إِلی بعض؛ و قال أَبو زید: ذُعِرَ من الشی‌ء و هو المَذْعور. و الشَّمْز: نفور النفس من الشی‌ء تكرهه. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لٰا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ؛ معناه نَفَرَتْ، و كان المشركون إِذا قیل لا إِله إِلا الله نَفَروا من هذا. و قال ابن الأَعرابی: اشْمَأَزَّتْ اقْشَعَرَّتْ. و‌قال قتادة: اشْمَأَزَّتْ استكبرتْ و كفرت و نَفَرَتْ.و‌فی الحدیث: فَسَیَلِیكُمْ أُمراءُ تَقْشَعِرّ منهم الجلود و تشْمَئِزُّ منهم القلوب‌أَی تنقبض و تجتمع، و همزته زائدة، و هی الشُّمَأْزِیزَة. و رجل فیه شُمَأْزِیزَة من اشْمَأْزَزْت. قال شمر: قال خالد بن جَنْبَةَ: اشْمِئزاز السعر «4» اشمأَز اللیل و النهار مقلولیاً، قلت: ما المقلولی؟ قال: الندة التی تجمعها جمعة واحدة، قلت: ما الندة؟ قال السَّوق الشدید حتی یكون كأَنه مُشْرَبة فی الأَقْران أَی مشدودة فی الحبال. و المُشْمَئِزُّ أَیضاً: النَّافر الكاره للشی‌ء. و اشْمَأَزَّ الشی‌ءَ: كَرِهه بغیر حرف جر؛ عن كراع. و المُشْمَئِزُّ: المَذْعور.

شنز؛ ج5، ص: 362

: الشِّینِیزُ من البَزْر [البِزْر، بكسر الشین غیر مهموز؛ عن أَبی حنیفة: هذه الحَبَّة السوداء، قال: و هو فارسی الأَصل، قال: و الفُرْس یسمونه الشُّونِیز، بضم الشین.

شهرز؛ ج5، ص: 362

: الشِّهْرِیز و الشُّهْریز: ضرب من التمر معرب، و أَنكر بعضهم ضم الشین، و الأَكثر الشِّهْریز. و یقال: فیه سِهْرِیز و شِهْرِیز، بالسین و الشین جمیعاً، و إِن شئت أَضفت مثل ثوب خزٍّ و ثوبٌ خَزٌّ.

شهنز؛ ج5، ص: 362

: ابن شمیل فی الرباعی: سمعت أَبا الدُّقَیْشِ یقول للشُّونِیز الشّهْنِیز.

شئنیز؛ ج5، ص: 362

: الشِّئْنیز من البِزْر، بكسر الشین و بالهمز: عجمی معرّب؛ عن ابن الأَعرابی.

شوز؛ ج5، ص: 362

: الأَشْوَز: مثل الأَشْوَس، و هو المتكبر.
(4). قوله [اشمئزاز السعر إِلی قوله أی مشدودة] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 363‌

شیز؛ ج5، ص: 363

: الشِّیزُ: خشب أَسود تتخذ منه الأَمْشاط و غیرها. و الشِّیزَی: شجر تُعْمل منه القِصَاع و الجِفَان، و قیل: هو شجر الجَوْز، و قیل: إِنما هی قِصاع من خَشَب الجَوْز فَتَسْوَدّ من الدَّسَم. الجوهری: الشِّیزُ و الشِّیزَی خشب أَسود تتخذ منه القصاع؛ قال لبید: و صَباً غَداةَ مُقامَةٍ وزَّعْتُها بِجِفانِ شِیزَی، فوقهنَّ سَنامُ التهذیب: و یقال للجفان التی تسوَّی من هذه الشجرة الشِّیزَی؛ قال ابن الزِّبَعْرَی: إِلی رُدُحٍ من الشِّیزی مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ یُلْبَكُ بالشِّهادِ أَبو عبید فی باب فِعْلی: الشِّیزی شجرة. أَبو عمرو: الشِّیزی یقال له الآبَنُوس و یقال السَّاسَم؛ و فی حدیث بدر فی شعر ابن سَوادَةَ: فماذا بالقَلِیبِ قَلِیبِ بَدْرٍ من الشِّیزَی، یُزَیَّنُ بالسَّنَام الشِّیزَی: شجر تتخذ منه الجِفان، و أَراد بالجِفان أَربابها الذین كانوا یُطْعِمون فیها و قُتِلُوا بِبَدْر و أُلْقوا فی القلیب، فهو یَرْثِیهم، و سَمَّی الجِفانَ شِیْزَی باسم أَصلها، و الله تعالی أَعلم.

فصل الضاد المعجمة؛ ج5، ص: 363

ضأز؛ ج5، ص: 363

: ضَأَزَه حقه یَضْأَزُه ضَأْزاً و ضَأَزاً: منعه. و قسمة ضُؤْزَی و ضَأْزَی مقصوران: جائرة غیر عَدْل و ضَازَ یَضِیزُ و ضَأَزَ یَضْأَزُ: مثله؛ و أَنشد أَبو زید: إِن تَنْأَ عَنَّا نَنْتَقِصْكَ، و إِن تُقِمْ فَحَظُّك مَضْؤُوز، و أَنْفُك رَاغِم ابن الأَعرابی: تقول العرب قسمة ضُؤْزَی، بالضم و الهمز، و ضُوزَی، بالضم بلا همز، و ضِئْزَی، بالكسر و الهمز، و ضِیزَی، بالكسر و ترك الهمز، قال: و معناها كلها الجَوْر. الأَزهری فی ترجمة ضوز قال: و الضُّوزَة من الرجال الحقیر الصغیر الشأْن، قال: و أَقْرأَنِیه المنذری عن أَبی الهثیم: الضُّؤْزَة، بالزای مهموزة، قال: و كذلك ضبطته عنه. قال أَبو منصور: و كلاهما صحیح. و الضَّیْأَزُ: المقتحم فی الأُمور.

ضبز؛ ج5، ص: 363

: الضَّبْز: شدّة اللحظ یعنی نظراً فی جانب. و ذئب ضَبِیزٌ: حدید اللحظ، و هو منه. اللیث: الضَّبِیزُ الشدید المحتال من الذئابِ؛ و أَنشد: و تَسْرِق مالَ جارِكَ باحْتِیالٍ كَحَوْلِ ذُؤَالَةٍ شَرِسٍ ضَبِیز

ضرز؛ ج5، ص: 363

: الضِّرِزُّ: ما صلب من الحجارة و الصُّخور. و الضِّرِزُّ: الرجل المتشدد الشدید الشُّحِّ. و رجل ضِرِزٌّ: شحیح شدید. یقال: رجل ضِرِزّ مثل فِلِزٍّ للبخیل الذی لا یخرج منه شی‌ء، و قیل: هو لئیم قصیر قبیح المَنْظَر، و الأُنثی ضِرِزَّة مُوَثَّقَة الخَلْقِ قویة؛ قال: باتَ یُقاسی كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ شدیدةِ جَفْنِ العینِ، ذاتِ ضَرِیرِ و امرأَة ضِرِزَّة: قصیرة لئیمة. و ناقة ضِمْرِز: قَلْبُ ضِرْزِم إِذا كانت قلیلة اللبن؛ عَدَّه یعقوبُ ثلاثیاً
لسان العرب، ج‌5، ص: 364
و اشتقه من الرجل الضِّرِزِّ، و هو البخیل، و المیم زائدة، قال: و قیاسه أَن یكون رباعیاً. النضر: ضَرْزُ الأَرض كثرة هُبْرِها و قلة جَدَدِها. یقال: أَرض ذات ضَرْزٍ.

ضزز؛ ج5، ص: 364

: الضَّزَزُ: لُزُوقُ الحنك الأَعلی بالأَسفل إِذا تكلم الرجل تكاد أَضراسه العُلیا تَمَسُّ السفلی فیتكلم و فُوهُ مُنْضَمٌّ، و قیل: هو ضِیق الشِّدق و الفم فی دِقَّةٍ من ملتقَی طَرَفَی اللَّحْیین لا یكاد فمه ینفتح، و قیل: هو أَن یتكلم كأَنه عاضّ بأَضراسه لا یفتح فاه، و قیل: هو أَن تقع الأَضراس العُلیا علی السفلی فیتكلم و فُوهُ منضم، و قیل: هو تقارب ما بین الأَسنان؛ رواه ثعلب، و الفعل ضَزَّ یَضَزُّ ضَزَزاً و هو أَضَزُّ و الأُنثی ضَزَّاء. التهذیب: الأَضَزّ الضَّیِّق الفَمِ جِدّاً، مصدره الضَّزَزُ و هو الذی إِذا تكلم لم یستطع أَن یُفَرِّج بین حنكیه خلقة خلق علیها، و هی من صلابة الرأْس فیما یقال؛ و أَنشد لرؤبة بن العجاج: دَعْنِی فقد یُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّی حِجاجَیْ رأْسِه و بَهْزِی ابن الأَعرابی: فی لَحْیِهِ ضَزَزٌ و كَزَزٌ و هو ضِیق الشِّدْق و أَن تلتقی الأَضراس العلیا بالسفلی إِذا تكلم لم یَبِنْ كلامه. و الضُّزَّاز: الذین تقرُب أَلْحِیْهِمْ فیضیق علیهم مخرج الكلام حتی یستعینوا علیه بالضاد؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: نَجِیبةُ مَوْلًی ضَزَّها القَتَّ و النَّوَی بیَثْرِبَ، حتی نِیُّها مُتَظاهِر أَی حشاها قَتّاً و نَوًی، مأْخوذ من الضَّزَزِ الذی هو تقارب ما بین الأَسنان. و ضَزَّها: أَكثر لها من الجماع؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو عمرو: رَكَبٌ أَضَزُّ شدید ضیِّق؛ و أَنشد: یا رُبَّ بَیْضاء تَكُزُّ كَزًّا بالفَخِذَیْن ركَباً أَضَزَّا و بئر فیها ضَزَزٌ أَی ضِیق؛ و أَنشد: و فَحَّت الأَفْعَی حِذاءَ لِحْیَتی و نَشِبَت كَفِّیَ فی الجَالِ الأَضَزّ أَی الضیِّق، یرید جالَ البئر. و أَضَزَّ الفرسُ علی فَأْسِ اللجام أَی أَزَمَ علیه مثل أَضَرَّ.

ضعز؛ ج5، ص: 364

: الضَّعْز: الوطء الشدید. و ضَیْعَز: موضع؛ قال ابن سیدة: أُراهُ دخیلًا.

ضغز؛ ج5، ص: 364

: اللیث: الضِّغْزُ من السباع السیئُ الخُلُق؛ قال الشاعر: فیها الجَرِیشُ و ضِغْزٌ ما یَنِی ضَئِزاً یأْوِی إِلی رَشَفٍ منها و تَقْلِیص قال أَبو منصور: لا أَعرف الضِّغْز من السباع و لا أَدری مَنْ قائلُ البیت.

ضفز؛ ج5، ص: 364

: الضَّفَزُ و الضَّفِیزة: شعیر یُجَشُّ ثم یُبَلُّ و تُعْلَفُه الإِبلُ، و قد ضَفَزْتُ البعیر أَضْفِزُه ضَفْزاً فاضْطَفَزَ، و قیل: الضَّفْزُ أَن تُلْقِمَه لُقَماً كباراً، و قیل: هو أَن تُكْرهه علی اللَّقْم، و كل واحدة من اللُّقَمِ ضَفِیزَة؛ و منه‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه مَرَّ بوادی ثمود فقال: من كان اعْتَجَنَ بمائِهِ فَلْیَضْفِزْه بَعِیرَه‌أَی یُلْقِمْه إِیاه. و‌فی حدیث الرؤْیا: فَیَضْفِزُونَه فی أَحدهم‌أَی یدفعونه فیه من ضَفَزْت البعیر إِذا علفته الضَّفائِزَ، و هی اللُّقم الكبار،
لسان العرب، ج‌5، ص: 365
و‌قال لعلی، كرم الله وجهه: أَلا إِنَّ قوماً یزعمون أَنهم یحبونك یُضْفَزُونَ الإِسلام ثم یَلْفِظونه، قالها ثلاثاً؛ معناه یُلَقَّنُونه ثم یتركونه فلا یقبلونه. و‌فی بعض الحدیث: أَوْتَرَ بسبع أَو تسع ثم نام حتی سُمِع ضَفِیزُه؛ إِن كان محفوظاً فهو الغَطِیطُ، و بعضهم یرویه صَفِیره، بالصاد المهملة و الراء، و الصَّفِیر بالشفتین یكون. و ضَفَزْتُ الفرسَ اللجامَ إِذا أَدخلته فی فِیهِ؛ قال الخطابی: الصَّفِیر لیس بشی‌ءٍ و أَما الضَّفِیزُ فهو كالغَطِیط و هو الصوت الذی یُسْمع من النائم عند تردید نَفَسه. و ضَفَزه برجله و یده: ضربه. و الضَّفْزُ: الجماع. و ضَفَزَها: أَكثَرَ لها من الجماع؛ عن ابن الأَعرابی. و قال أَعرابی: ما زلت أَضْفِزُها أَی أَنِیكُها إِلی أَن سطع الفُرْقانُ أَی السَّحَر. أَبو زید: الضَّفْزُ و الأَفْزُ العَدْوُ. یقال: ضَفَزَ یَضْفِزُ و أَفَزَ یأْفِزُ، و قال غیره: أَبَزَ و ضَفَزَ بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: ما علی الأَرض من نَفْس تموت لها عند الله خیر تُحِبُّ أَن ترجعَ إِلیكم و لا تُضافِزَ الدنیا إِلَّا القتیلَ فی سبیل الله فإِنه یُحِبُّ أَن یرجع فیُقْتَلَ مرة أُخری؛ المضافزَة: المعاودة و الملابسة، أَی لا یحب مُعاوَدَةَ الدنیا و ملابَسَتَها إِلَّا الشهیدُ؛ قال الزمخشری: هو عندی مُفاعَلة من الضَّفْزِ، و هو الطَّفْر و الوُثوب فی العَدْوِ، أَی لا یطمح إِلی الدنیا و لا یَنْزُو إِلی العود إِلیها إِلا هو، و ذكره الهروی بالراء و قال: المُضافَرَة، بالضاد و الراء، التَّأَلُّبُ، و قد تَضافَرَ القومُ و تَطافَروا إِذا تأَلَّبُوا، و ذكره الزمخشری و لم یقیده لكنه جعل اشتقاقه من الضَّفْز و هو الطَّفْر و القَفْز، و ذلك بالزای، قال: و لعله یقال بالراء و الزای، فإِن الجوهری قال فی حرف الراء: و الضَّفْر السعی، و قد ضَفَر یَضْفِر ضَفْراً، قال و الأَشبه بما ذهب إِلیه الزمخشری أَنه بالزای؛ و منه‌الحدیث: أَنه، علیه السلام، ضَفَزَ بین الصَّفا و المروة‌أَی هَرْوَل من الضَّفْزِ القَفز و الوثوب؛ و منه‌حدیث الخوارج: لما قتل ذو الثُّدَیَّة ضَفَز أَصحابُ علیّ، كرم الله وجهه، أَی قَفَزُوا فرحاً بقتله. و الضَّفْز: التَّلْقِیم. و الضَّفْز: الدفع. و الضَّفْز: القَفْزُ. و‌فی الحدیث عن علیّ، رضوان الله علیه، أَنه قال: ملعونٌ كلُّ ضَفَّازٍ؛ معناه نَمَّام مشتق من الضَّفْز، و هو شعیر یُجَشّ لیُعْلَفَه البعیرُ، و قیل للنَّمام ضَفَّاز لأَنه یُزوِّر القول كما یُهَیَّأُ هذا الشعیر لعَلْفِ الإِبل، و لذلك قیل للنمامِ قَتَّات من قولهم دُهْن مُقَتَّت أَی مُطَیَّب بالریاحین.

ضكز؛ ج5، ص: 365

: ضَكَزَه یَضْكُزُه ضَكْزاً: غَمَزه غَمْزاً شدیداً.

ضمز؛ ج5، ص: 365

: ضَمَزَ البعیرُ یَضْمِزُ ضَمْزاً و ضُمازاً و ضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه فی فِیهِ و لم یَجْتَرّ من الفزع، و كذلك الناقة. و بعیر ضامِزٌ: لا یَرْغُو. و ناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو. و ناقة ضامِزٌ و ضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء. و الحمار ضامِزٌ: لأَنه لا یَجْتَرّ؛ قال الشماخ یصف عَیْراً و أُتُنَه: و هنَّ وقُوفٌ یَنْتَظِرْنَ قَضاءَه بِضاحِی غَداةٍ أَمْرُه، و هو ضامِزُ و قال ابن مقبل: و قد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَیمٌ مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ و نسب الجوهری هذا البیت إِلی بشر بن أَبی خازم الأَسدی؛ معناه قد خضعت و ذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا یَجْتَرُّ و إِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها علی
لسان العرب، ج‌5، ص: 366
جهة المَثَل أَی سكتوا فما یتحركون و لا ینطقون. و یقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته و كَظَم بِجِرَّتِهِ إِذا لم یَجْتَرّ، و قَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، و كذلك دَسَعَ بِجِرَّته. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله تعالی وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ و قلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ و منه قول كعب: منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً و لا تَمَشَّی بِوَادِیهِ الأَراجِیلُ أَی ممسكة من خوفه؛ و منه‌حدیث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ‌أَی ممسكة عن الجِرّةِ، و یروی بالتشدید، و هما جمع ضامِزٍ. و‌فی حدیث سُبَیْعَة: فَضَمَزَ لی بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثیر: قد اختلف فی ضبط هذه اللفظة، فقیل هی بالضاد و الزای، من ضَمَزَ إِذا سكت و ضَمَزَ غیره إِذا سَكَّته، قال: و یروی فَضَمَّزَنی أَی سَكَّتَنی، قال: و هو أَشبه، قال: و قد روی بالراء و النون و الأَوّل أَشْبَهُهُما. و ضَمَزَ یَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت و لم یتكلم، و الجمع ضُمُوز، و یقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقیه فلم یتكلم: قد ضَمَزَ. اللیث: الضَّامِزُ الساكت لا یتكلم. و كل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، و كلُّ ساكتٍ ضامِزٌ و ضَمُوزٌ. و ضَمَزَ فلانٌ علی مالی جَمَدَ علیه و لَزِمه. و الضَّمُوز من الحیَّات: المُطْرِقة، و قیل الشدیدة، و خص بعضهم به الأَفاعی؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِی و یقال هو لأَبی حَیَّان الفَقْعَسِی: یا رَیَّها یوم تُلاقی أَسْلَما یومَ تُلاقِی الشَّیْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما تَحْسَبُ فی الأُذْنَیْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَیَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ و الشُّجاعَ الشَّجْعَما و ذاتَ قَرنَیْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله: یا رَیَّها نادی الرَّیَّ كأَنه حاضر علی جهة التعجب من كثرة استقائه. و أَسْلم: اسم راعٍ. و الشیظم: الطویل و المقوَّم الذی لیس فیه انحناء. و عبل المشاش: غلیظ العظام. و الأَهضم: الضامر البطن، و نسبه إِلی الصمم أَی لا یكادُ یجیب أَحداً فی أَوّل ندائه لكونه مشتغلًا فی مصلحة الإِبل فهو لا یسمع حتی یكرر علیه النداء. و مسالمة الحیات قدمَه لغلظها و خشونتها و شدة وطئها. و الأُفْعُوان: ذكر الأَفاعی، و كذلك الشجاع هو ذكر الحیات، و یقال هو ضرب معروف من الحیات. و الشجعم: الجری‌ء. و الضِّرزم: المسنة، و هو أَخبث لها و أَكثر لِسَمِّها. و امرأَة ضَمُوز: علی التشبیه بالحیة الضَّمُوز. و الضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغیرة خاشعة، و الجمع ضَمْز، و الضُّمَّز من الآكام؛ و أَنشد: مُوفٍ بها علی الإِكام الضُّمَّزِ ابن شمیل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد و حجارته حُمْر صِلاب و لیس فی الضَّمْز طین، و هو الضَّمْزَز أَیضاً. و الضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع و صَلُبَ، و جمعه ضُمُوز. و الضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ و فَرْزِ و نَكَّبَتْ من جُوءَةٍ و ضَمْزِ أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغلیظ المجتمع. و ناقة ضَمُوز: مُسِنَّة. و ضَمَز یَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم. و الضَّمُوز: الكَمَرة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 367‌

ضمرز؛ ج5، ص: 367

: ناقة ضِمْرِزٌ: مسنة، و هی فوق العَوْزَمِ، و قیل: كبیرة قلیلة اللبن. و الضَّمْرَزُ من النساء: الغلیظة؛ قال: ثَنَتْ عُنُقاً لم ثَتْنِها حَیْدَرِیَّةٌ عَضادٌ، و لا مَكْنُوزَةُ اللحم ضَمْرَزُ و ضَمْرَزُ: اسم ناقة الشَّماخ؛ قال: و كلُّ بَعیرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَه و آخَرُ لم یُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْرَزا و بعیر ضُمارِزٌ: صُلب شدید؛ قال: و شِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ أَراد ضُمازِراً فقلب. أَبو عمرو: فحل ضُمارِزٌ و ضُمازِرٌ غلیظ؛ و أَنشد: ترد شِعْبَ الجُمَّحِ الجَوامِزِ و شِعْبَ كُلّ باجِحٍ ضُمارِزِ الباجِجُ: الفَرِح كأَنه الذی هو فیه. و یقال: فی خُلُقه ضَمْرَزَةٌ و ضُمارِز أَی سوء و غلظ، و عد یعقوب قوله ناقة ضِمْرزٌ ثلاثیاً و اشتقه من الرجل الضِّرِزّ، و هو البخیل، و المیم زائدة، قال: و قیاسه أَن یكون رباعیًّا. و ناقة ضِمْرزٌ أَی قویة.

ضهز؛ ج5، ص: 367

: ضَهَزَه یَضْهَزُه ضَهْزاً: وطِئَه وطأً شدیداً.

ضوز؛ ج5، ص: 367

: ضازَه یَضُوزُه ضَوْزاً: أَكله، و قیل: مَضَغه، و قیل: أَكله و فَمه ملآنُ أَو أَكل علی كُرْه و هو شبعان؛ قال: فَظَلَّ یَضُوزُ التَّمر، و التَّمْرُ ناقِع بِوَرْد كَلَوْنِ الأُرْجُوانِ سَبائِبُه یعنی رجلًا أَخذ التمر فی الدِّیَةِ بدلًا من الدم الذی لونه كالأُرْجُوانِ فجعل یأْكل التمر فكأَن ذلك التمر ناقع فی دم المقتول. و ضازَ التمرةَ: لاكَها فی فمه؛ قال الشاعر: باتَ یَضُوزُ الصِّلِّیانَ ضَوْزا ضَوْزَ العَجُوز العَصَبَ الدِّلَّوْصا و هذا مُكْفَأٌ، جاء بالصاد مع الزای. ابن الأَعرابی: الضَّوْزُ لَوْكُ الشی‌ء و الضَّوْسُ أَكل الطعام. قال أَبو منصور: و قد جعل ابن الأَعرابی الضاد مع السین غیر مُهْملٍ كما أَهمله اللیث. و ضازَ یَضُوزُ إِذا أَكل. و ضازَ البعیرُ ضَوْزاً: أَكل. و بعیر ضِیَزٌّ: أَكول؛ عن ابن الأَعرابی، قلبت الواو فیه یاء للكسرة قبلها؛ قال: یَتْبَعُها كلُّ ضِیَزٍّ شَدْقَمِ قد لاكَ أَطْرافَ النُّیُوبِ النُّحَّمِ و اختار ثعلب: كل ضِبِرٍّ شَدْقَم، من الضَّبْر و هو العَدْوُ. و یقال: ضِزْتُه حقّه أَی نَقَصْته. و ضازَنِی یَضُوزُنی: نَقَصَنی؛ عن كراع. و المِضْواز: المِسْواك، و الضُّوازَة: النُّفاثَةُ منه، و قیل: هو ما بقی بین أَسنانه فَنَفَثه. ابن الأَعرابی: ما أَغنی عنی ضَوزَ سِواكٍ؛ و أَنشد: تَعَلَّما یا أَیُّها العَجُوزان ما هَاهُنا ما كُنْتُما تَضوزَان فَرَوِّزا الأَمْرَ الذی تَرُوزان و قِسْمَةٌ ضِیزَی و ضُوزَی.

ضیز؛ ج5، ص: 367

: ضازَ فی الحكم أَی جار. و ضازَه حقَّه یَضِیزُه ضَیْزاً: نقصه و بَخَسَه و منعه.
لسان العرب، ج‌5، ص: 368
و ضِزْتُ فلاناً أَضِیزُه ضَیْزاً: جُرْتُ علیه. و ضازَ یَضِیزُ إِذا جار، و قد یهمز فیقال: ضَأَزَه یَضْأَزُه ضَأْزاً. و فی التنزیل العزیز: تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِیزیٰ؛ و قسمة ضِیزَی و ضُوزَی أَی جائرة، و القراء جمیعهم علی ترك همز ضِیزیٰ، قال: و من العرب من یقول ضِیزَی، و لا یهمز، و یقولون ضِئْزَی و ضُؤْزَی، بالهمز، و لم یقرأْ بهما أَحد نعلمه. ابن الأَعرابی: تقول العرب قسمة ضُؤْزی، بالضم و الهمز، و ضُوزی، بالضم بلا همز، و ضِئْزَی، بالكسر و الهمز، و ضِیزی، بالكسر و ترك الهمز، و معناها كلها الجَوْر. و ضِیزَی، فُعْلی، و إِن رأَیت أَوّلها مكسوراً و هی مثل بِیضٍ و عِین، و كان أَوّلها مضموماً فكرهوا أَن یترك علی ضمته فیقال بُوضٌ و عُونٌ، و الواحدة بَیضاء و عَیْناء، فكسروا الباء لتكون بالیاء و یتأَلف الجمع و الاثنان و الواحدة، و كذلك كرهوا أَن یقولوا ضُؤْزَی فتصیر بالواو و هی من الیاء؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضیت علی أَولها بالضم لأَن النعوت للمؤَنث تأْتی إِما بفتح و إِما بضم؛ فالمفتوح مثل سَكْرَی و عَطْشی، و المضموم مثل أُنثی و حُبْلَی، و إِذا كان اسماً لیس بنعت كسر أَوله كالذِّكْرَی و الشِّعْرَی. قال الجوهری: لیس فی الكلام فِعْلَی صفةً و إِنما هو من بناء الأَسماء كالشِّعْرَی و الدِّفْلَی. قال الفراء: و بعض العرب یقول ضِئْزَی و ضُؤْزَی بالهمز، و حكی عن أَبی زید أَنه سمع العرب تهمز ضِیزَی، قال: و ضازَ یَضِیزُ؛ و أَنشد: إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنا فی غَنِیمَةٍ تَقَنَّعَ جارَانا فلم یَتَرَمْرَما قال: و ضَأَزَ یَضْأَزُ مثله. و الضَّیْزُ: الاعوجاج. و الضَّیْزَنُ: نُونُه عند یعقوب زائدة، و هو مذكور فی موضعه.

طبز؛ ج5، ص: 368

: أَبو عمرو: الطِّبْزُ ركن الجبل. و الطِّبْز: الجَمَلُ ذو السَّنامین الهائجُ. و طَبَزَ فلانٌ جاریَتَه طَبْزاً: جامعها.

طحز؛ ج5، ص: 368

: الطَّحْزُ: فی معنی الكذب، قال ابن دُرَیْد: و لیس بعربی صحیح.

طرز؛ ج5، ص: 368

: الطِّرْزُ: البَزُّ و الهیئة. و الطِّرْز: بیت إِلی الطول، فارسی، و قیل: هو البیت الصَّیْفِیُّ. قال الأَزهری: أُراه معرباً و أَصله تِرْزٌ. و الطِّراز: ما ینسج من الثیاب للسلطان، فارسی أَیضاً. و الطِّرْز و الطِّراز: الجیّد من كل شی‌ء. اللیث: الطِّراز معروف هو الموضع الذی تنسج فیه الثیاب الجِیادُ، و قیل: هو معرب و أَصله التقدیر المستوی بالفارسیة، جعلت التاء طاء، و قد جاء فی الشعر العربی؛ قال حسان بن ثابت الأَنصاری یمدح قوماً: بیضُ الوُجُوه كَرِیمَةٌ أَحْسابُهم شُمُّ الأُنُوف من الطِّرازِ الأَوَّلِ و الطِّراز: عَلَمُ الثوب، فارسیّ معرّب. و قد طَرَّزَ الثوبَ، فهو مُطرَّز. ابن الأَعرابی: الطَّرْز و الطِّرز الشَّكْل، یقال: هذا طِرْزُ هذا أَی شكله، و یقال للرجل إِذا تكلم بشی‌ء جید استنباطاً و قَرِیحَةً: هذا من طِرازِه. و‌روی عن صَفِیَّةَ، رضی الله عنها، أَنها قالت لزوجات النبی، صلی الله علیه و سلم: مَنْ فیكُنَّ مِثْلی؟ أَبی نبیّ و عمّی نبی و زوجی نبی، و كان، صلی الله علیه و سلم، علمها لِتَقُولَ ذلك، فقالت
لسان العرب، ج‌5، ص: 369
لها عائشة، رضی الله عنها: لیس هذا من طِرازك‌أَی من نَفْسِك و قَرِیحَتِك. ابن الأَعرابی: الطَّرز الدفع باللَّكْز، یقال: طَرَزَه طَرْزاً إِذا دفعه.

طعز؛ ج5، ص: 369

: الطَّعْزُ: كنایة عن النكاح.

طنز؛ ج5، ص: 369

: طَنَزَ یَطْنِزُ طَنْزاً: كلمه باستهزاء، فهو طَنَّاز. قال الجوهری: أَظنه مولَّداً أَو معرَّباً. و الطَّنْز: السُّخْریَةُ و فی نوادر الأَعراب: هؤُلاءِ قوم مَدْنَقَة و دُنَّاق و مَطْنَزَةٌ إِذا كانوا لا خیر فیهم هَیِّنَةً أَنفُسُهم علیهم.

طنبز؛ ج5، ص: 369

: التهذیب فی الرباعی: أَبو عمرو الشَّیْبانی: یقال لجَهازِ المرأَة و هو فرجها هو ظَنْبَزِیزُها، و الله أَعلم.

فصل العین المهملة؛ ج5، ص: 369

عجز؛ ج5، ص: 369

: العَجْزُ: نقیض الحَزْم، عَجَز عن الأَمر یَعْجِزُ و عَجِزَ عَجْزاً فیهما؛ و رجل عَجِزٌ و عَجُزٌ: عاجِزٌ. و مَرَةٌ عاجِزٌ: عاجِزَةٌ عن الشی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی. و عَجَّز فلانٌ رَأْیَ فلان إِذا نسبه إِلی خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلی العَجْز. و یقال: أَعْجَزْتُ فلاناً إِذا أَلفَیْتَه عاجِزاً. و المَعْجِزَةُ و المَعْجَزَة: العَجْزُ. قال سیبویه: هو المَعْجِزُ و المَعْجَزُ، الكسر علی النادر و الفتح علی القیاس لأَنه مصدر. و العَجْزُ: الضعف، تقول: عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز. و‌فی حدیث عمر: و لا تُلِثُّوا بدار مَعْجِزَة‌أَی لا تقیموا ببلدة تَعْجِزُون فیها عن الاكتساب و التعیش، و قیل بالثَّغْر مع العیال. و المَعْجِزَةُ، بفتح الجیم و كسرها، مفعلة من العَجْز: عدم القدرة. و‌فی الحدیث: كلُّ شی‌ءٍ بِقَدَرٍ حتی العَجْزُ و الكَیْسُ، و قیل: أَراد بالعَجْز ترك ما یُحبُّ فعله بالتَّسویف و هو عامّ فی أُمور الدنیا و الدین. و‌فی حدیث الجنة: ما لی لا یَدْخُلُنی إِلَّا سَقَطُ الناس و عَجَزُهُم؛ جمع عاجِزٍ كخادِمٍ و خَدَم، یرید الأَغْبِیاءَ العاجِزِین فی أُمور الدنیا. و فحل عَجِیزٌ: عاجز عن الضِّراب كعَجِیسٍ؛ قال ابن دُرَیْد: فحل عَجِیزٌ و عَجِیسٌ إِذا عَجَز عن الضِّراب؛ قال الأَزهری و قال أَبو عبید فی باب العنین: هو العَجِیر، بالراء، الذی لا یأْتی النساء؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصحیح، و قال الجوهری: العَجِیز الذی لا یأْتی النساء، بالزای و الراء جمیعاً. و أَعْجَزَه الشی‌ءُ: عَجَزَ عنه. و التَّعْجِیزُ: التَّثْبِیط، و كذلك إِذا نسبته إِلی العَجْز. و عَجَّزَ الرجلُ و عاجَزَ: ذهب فلم یُوصَل إِلیه. و قوله تعالی فی سورة سبأ: وَ الَّذِینَ سَعَوْا فِی آیٰاتِنٰا مُعٰاجِزِینَ*؛ قال الزجاج: معناه ظانِّین أَنهم یُعْجِزُوننا لأَنهم ظنوا أَنهم لا یُبعثون و أَنه لا جنة و لا نار، و قیل فی التفسیر: مُعٰاجِزِینَ* معاندین و هو راجع إِلی الأَوّل، و قرئت مُعَجِّزین، و تأْویلها أَنهم یُعَجِّزُون من اتبع النبی، صلی الله علیه و سلم، و یُثَبِّطُونهم عنه و عن الإِیمان بالآیات و قد أَعْجَزهم. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لٰا فِی السَّمٰاءِ؛ قال الفراء: یقول القائل كیف وصفهم بأَنهم لا یُعْجِزُونَ فی الأَرض و لا فی السماء و لیسوا فی أَهل السماء؟ فالمعنی مٰا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لٰا من فِی السَّمٰاءِ بمُعْجِزٍ، و قال أَبو إِسحق: معناه، و الله أَعلم، مٰا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لٰا لو كنتم فِی السَّمٰاءِ، و قال الأَخفش: معناه مٰا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لٰا فِی السَّمٰاءِ أَی لا تُعْجِزُوننا هَرَباً فی الأَرض و لا فی السماء، قال الأَزهری: و قول الفراء أَشهر فی المعنی و لو كان قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 370
و لا أَنتم لو كنتم فی السماء بمُعْجِزِینَ لكان جائزاً، و معنی الإِعْجاز الفَوْتُ و السَّبْقُ، یقال: أَعْجَزَنی فلان أَی فاتنی؛ و منه قول الأَعشی: فَذاكَ و لم یُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه و لكن أَتاه الموتُ لا یَتَأَبَّقُ و قال اللیث: أَعْجَزَنی فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه و إِدراكه. و قال ابن عرفة فی قوله تعالی مُعٰاجِزِینَ* أَی یُعاجِزُون الأَنبیاءَ و أَولیاءَ الله أَی یقاتلونهم و یُمانِعُونهم لیُصَیِّروهم إِلی العَجْزِ عن أَمر الله، و لیس یُعْجِزُ اللهَ، جل ثناؤه، خَلْقٌ فی السماء و لا فی الأَرض و لا مَلْجَأَ منه إِلا إِلیه؛ و قال أَبو جُنْدب الهذلی: جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِیلًا و فاتُوا فی الحجازِ لیُعْجِزُونی «5» و قد یكون أَیضاً من العَجْز. و یقال: عَجَزَ یَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه. و عاجَزَ إلی ثِقَةٍ: مالَ إلیه. و عاجَزَ القومُ: تركوا شیئاً و أَخذوا فی غیره. و یقال: فلان یُعاجِزُ عن الحق إلی الباطل أَی یلجأُ إلیه. و یقال: هو یُكارِزُ إلی ثقة مُكارَزَةً إذا مال إلیه. و المُعْجِزَةُ: واحدة مُعْجِزات الأَنبیاء، علیهم السلام. و أَعْجاز الأُمور: أَواخِرُها. و عَجْزُ الشی‌ء و عِجْزُه و عُجْزُه و عَجُزُه و عَجِزُه: آخره، یذكر و یؤنث؛ قال أَبو خِراش یصف عُقاباً: بَهِیماً، غیرَ أَنَّ العَجْزَ منها تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِیبا و قال اللحیانی: هی مؤنثة فقط. و العَجُز: ما بعد الظهر منه، و جمیع تلك اللغات تذكر و تؤنث، و الجمع أَعجاز، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و حكی اللحیانی: إِنها لعظیمة الأَعْجاز كأَنهم جعلوا كل جزء منه عَجُزاً، ثم جمعوا علی ذلك. و‌فی كلام بعض الحكماء: لا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قد وَلَّت صُدورُها؛ جمع عَجُزٍ و هو مؤخر الشی‌ء، یرید بها أَواخر الأُمور و صدورها؛ یقول: إِذا فاتَكَ أَمرٌ فلا تُتْبِعه نفسَك متحسراً علی ما فات و تَعَزَّ عنه متوكلًا علی الله عز و جل؛ قال ابن الأَثیر: یُحَرِّض علی تَدَبُّر عواقب الأُمور قبل الدخول فیها و لا تُتْبَع عند تَوَلِّیها و فواتها. و العَجُزُ فی العَرُوض: حذفك نون [فاعلاتن] لمعاقبتها أَلف [فاعلن] هكذا عبر الخلیل عنه ففسر الجَوْهر الذی هو العَجُز بالعَرَض الذی هو الحذف و ذلك تقریب منه، و إِنما الحقیقة أَن تقول العَجُز النون المحذوفة من [فاعلاتن] لمعاقبة أَلف [فاعلن] أَو تقول التَّعْجیز حذف نون [فاعلاتن] لمعاقبة أَلف [فاعلن] و هذا كله إِنما هو فی المدید. و عَجُز بیت الشعر: خلاف صدره. و عَجَّز الشاعرُ: جاء بعَجُز البیت. و فی الخبر: أَن الكُمَیْت لما افتتح قصیدته التی أَولها: أَلا حُیِّیتِ عَنَّا یا مَدِینا أَقام بُرْهة لا یدری بما یُعَجِّز علی هذا الصدر إِلی أَن دخل حمَّاماً و سمع إِنساناً دخله، فسَلَّم علی آخر فیه فأَنكر ذلك علیه فانتصر بعض الحاضرین له فقال: و هل بأْسٌ بقول المُسَلِّمِینَ؟ فاهْتَبلَها الكُمَیْتُ فقال: و هل بأْسٌ بقول مُسَلِّمِینا؟
(5). قوله [عزان] هو هكذا بضبط الأصل. و قوله [فاتوا فی الحجاز] كذا بالأصل هنا، و الذی تقدم فی مادة ح ج ز: و فروا بالحجاز.
لسان العرب، ج‌5، ص: 371
و أَیامُ العَجُوز عند العرب خمسة أَیام: صِنّ و صِنَّبْر و أُخَیُّهُما وَبْرٌ و مُطْفِئُ الجَمْر و مُكْفِئُ الظَّعْن؛ قال ابن كُناسَة: هی من نَوْءِ الصَّرْفَة، و قال أَبو الغَوْث: هی سبعة أَیام؛ و أَنشد لابن أَحمر: كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ أَیَّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَیَّامُها، و مَضتْ صِنٌّ و صِنِّبْرٌ مع الوَبْرِ و بآمِرٍ و أَخیه مُؤْتَمِرٍ و مُعَلِّلٍ و بِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهبَ الشِّتاء مُوَلِّیاً عَجِلًا و أَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ قال ابن بری: هذه الأَبیات لیست لابن أَحمر و إِنما هی لأَبی شِبْلٍ الأَعرابی؛ كذا ذكره ثعلب عن ابن الأَعرابی. و عَجِیزَةُ المرأَة: عَجُزُها، و لا یقال للرجل إِلا علی التشبیه، و العَجُزُ لهما جمیعاً. و رجل أَعْجَزُ و امرأَة عَجْزاءُ و مُعَجِّزَة: عظیما العَجِیزَةِ، و قیل: لا یوصف به الرجلُ. و عَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً و عُجْزاً، بالضم: عَظُمَتْ عَجِیزَتُها، و الجمع عَجِیزاتٌ، و لا یقولون عَجائِز مخافة الالتباس. و عَجُزُ الرجل: مؤَخَّره، و جمعه الأَعْجاز، و یصلح للرجل و المرأَة، و أَما العَجِیزَةُ فعَجِیزَة المرأَة خاصة. و‌فی حدیث البراء، رضی الله عنه: أَنه رفع عَجِیزَته فی السجود؛ قال ابن الأَثیر: العَجِیزَة العَجُز و هی للمرأَة خاصة فاستعارها للرجل. قال ثعلب: سمعت ابن الأَعرابی یقول: لا یقال عَجِزَ الرجلُ، بالكسر، إِلا إِذا عظم عَجُزُه. و العَجْزاء: التی عَرُض بطنُها و ثَقُلَت مَأْكَمَتُها فعظم عَجُزها؛ قال: هَیْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً تَمَّتْ، فلیس یُرَی فی خَلْقِها أَوَدُ و تَعَجَّزَ البعیرَ: ركِبَ عَجُزَه. و‌روی عن علی، رضی الله عنه، أَنه قال: لنا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه و إِن نُمْنَعْه نركب أَعْجازَ الإِبل و إِن طال السُّری؛ أَعْجاز الإِبل: مآخیرها و الركوب علیها شاقّ؛ معناه إِن مُنِعْنا حقنا ركبنا مَرْكَب المشقة صابرین علیه و إِن طال الأَمَدُ و لم نَضْجَر منه مُخِلِّین بحقنا؛ قال الأَزهری: لم یرد علیٌّ، رضی الله عنه، بقوله هذا ركوبَ المشقة و لكنه ضرب أَعْجاز الإِبل مثلًا لتقدم غیره علیه و تأْخیره إِیاه عن حقه، و زاد ابن الأَثیر: عن حقه الذی كان یراه له و تقدّم غیره و أَنه یصبر علی ذلك، و إِن طال أَمَدُه، فیقول: إِن قُدِّمْنا للإِمامة تقدّمنا، و إِن مُنِعْنا حقنا منها و أُخِّرْنا عنها صبرنا علی الأُثْرَة علینا، و إِن طالت الأَیام؛ قال ابن الأَثیر: و قیل یجوز أَن یرید و إِن نُمْنَعْه نَبْذُل الجهد فی طلبه، فِعْلَ مَنْ یضرب فی ابتغاء طَلِبَتِه أَكبادَ الإِبل، و لا نبالی باحتمال طول السُّری، قال: و الوجه ما تقدم لأَنه سَلَّم و صبر علی التأَخر و لم یقاتل، و إِنما قاتل بعد انعقاد الإِمامة له. و قال رجل من ربیعة بن مالك: إِن الحق بِقَبَلٍ، فمن تعدّاه ظلَم، و من قَصَّر عنه عَجَزَ، و من انتهی إِلیه اكتفی؛ قال: لا أَقول عَجِزَ إِلَّا من العَجِیزَة، و من العَجْز عَجَز. و قوله بِقَبَلٍ أَی واضحٌ لك حیث تراه، و هو مثل قولهم إِن الحق عاری «6» و عُقاب عَجْزاءُ: بمؤخرها بیاض أَو لون مخالف،
(6). قوله [عاری] هكذا هو فی الأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 372
و قیل: هی التی فی ذَنَبها مَسْح أَی نقص و قصر كما قیل للذنَب أَزَلُّ، و قیل: هی التی فی ذنبها ریشة بیضاء أَو ریشتان، و قیل: هی الشدیدة الدائرة؛ قال الأَعشی: و كأَنّما تَبِعَ الصِّوارُ، بِشَخْصِها عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَیِّ عِیالَها و العَجَزُ: داء یأْخذ الدواب فی أَعْجازِها فتثقل لذلك، الذكر أَعْجَزُ و الأُنثی عَجْزاءُ. و العِجازَة و الإِعْجازَة: ما تُعَظِّم به المرأَةُ عَجِیزَتَها، و هی شی‌ء شبیه بالوسادة تشده المرأَة علی عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ. و العِجْزَةُ و ابن العِجْزَةِ: آخر ولد الشیخ، و فی الصحاح: العِجْزَةُ، بالكسر، آخرُ ولد الرجل. و عِجْزَةُ الرجل: آخر ولد یولد له؛ قال: و اسْتَبْصَرَتْ فی الحَیِّ أَحْوی أَمْرَدا عَجِزَةَ شَیْخَینِ یُسَمَّی مَعْبَدا یقال: فلان عِجْزَةُ ولد أَبویه أَی آخرهم، و كذلك كِبْرَةُ ولد أَبویه، و المذكر و المؤنث و الجمع و الواحد فی ذلك سواء. و یقال: وُلِدَ لِعِجْزَةٍ أَی بعدما كَبِر أَبواه. و العِجازَةُ: دائرة الطائر، و هی الأُصبع المتأَخرة. و عَجُزُ هَوازِنَ: بنو نَصْر بن معاویة و بنو جُشَمِ ابن بكر كأَنه آخرهم. و عِجْزُ القوس و عَجْزها و مَعْجِزُها: مَقْبِضها؛ حكاه یعقوب فی المبدل، ذهب إِلی أَن زایه بدل من سینه، و قال أَبو حنیفة: هو العَجْز و العِجْز و لا یقال مَعْجِز، و قد حكیناه نحن عن یعقوب. و عَجْز السكین: جُزْأَتُها؛ عن أَبی عبید. و العَجُوز و العَجُوزة من النساء: الشَّیْخَة الهَرِمة؛ الأَخیرة قلیلة، و الجمع عُجُز و عُجْز و عَجائز، و قد عَجَزَت تَعْجِزُ و تَعْجُزُ عَجْزاً و عُجوزاً و عَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِیزاً: صارت عَجُوزاً، و هی مُعَجِّز، و الاسم العُجْز. و قال یونس: امرأَة مُعَجِّزة طعنت فی السن، و بعضهم یقول: عَجَزَت، بالتخفیف. قال الأَزهری: و العرب تقول لامرأَة الرجل و إِن كانت شابة: هی عَجُوزُهُ، و للزوج و إِن كان حَدَثاً: هو شَیْخُها، و قال: قلت لامرأَة من العرب: حالبی زوجكِ، فَتَذَمَّرَتْ و قالت: هلا قلتَ حالبی شَیْخَكِ؟ و یقال للرجل عَجُوز و للمرأَة عَجُوز. و یقال: اتَّقِی الله فی شَبِیبَتِكِ و عُجْزِك أَی بعدما تصیرین عَجُوزاً. قال ابن السكیت: و لا تقل عَجُوزَة و العامة تقوله. و‌فی الحدیث: إِن الجنة لا یدخلها العُجُز؛ و‌فیه: إِیاكم و العُجُزَ العُقُرَ؛ قال ابن الأَثیر: العُجُز جمع عَجُوز و عَجُوزة، و هی المرأَة الكبیرة المسنَّة، و العُقُر جمع عاقِرٍ، و هی التی لا تلد. و نَوی العَجُوزِ: ضرب من النَّوَی هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلینِه كما قالوا نَوی العَقُوقِ، و قد تقدّم. و العَجُوز: الخمر لقدمها؛ قال الشاعر: لَیْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من هَدایاهُ سِوی ما به الأَمِیرُ مُجِیزِی إِنما أَبْتَغِیهِ للعَسَلِ المَمْزُوجِ بالماءِ، لا لِشُرْبِ العَجُوزِ و فی التهذیب: یقال للخمر إِذا عَتَقَتْ عَجُوز. و العَجُوز: القِبْلة. و العَجُوز: البقرة. و العَجُوز: نَصْل السیف؛ قال أَبو المِقْدام: و عَجُوز رأَیتُ فی فَمِ كَلْبٍ جُعِلَ الكلبُ للأَمِیرِ حَمالا
لسان العرب، ج‌5، ص: 373
الكلبُ: ما فوق النصل من جانبیه، حدیداً كان أَو فضة، و قیل: الكلب مسمار فی قائم السیف، و قیل: هو ذُؤابَتُه. ابن الأَعرابی: الكلب مسمار مَقْبِض السیف، قال: و معه الآخر یقال له العَجُوز. و العَجْزاءُ: حَبْل من الرمل مُنْبِت، و فی التهذیب: العَجْزاءُ من الرمال حَبْل مرتفع كأَنه جَلَدٌ لیس بِرُكام رمل و هو مَكْرُمَة للنبت، و الجمع العُجْز لأَنه نعت لتلك الرملة. و العَجُوز: رملة بالدَّهْناء؛ قال یصف داراً: علی ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوزِ، كأَنها دَوائرُ رَقْمٍ فی سَراةِ قِرامِ و رجل مَعْجُوزٌ و مَشْفُوهٌ و مَعْرُوكٌ و مَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ علیه فی المسأَلة؛ عن ابن الأَعرابی. و العَجْزُ: طائر یضرب إِلی الصُّفرة یُشْبه صوتُه نُباح الكلب الصغیر یأْخذ السَّخْلَة فیطیر بها و یحتمل الصبی الذی له سبع سنین، و قیل: الزُّمَّجُ، و جمعه عِجْزان. و‌فی الحدیث: أَنه قَدِمَ علی النبی، صلی الله علیه و سلم، صاحبُ كِسْری فوهب له مِعْجَزَةً فسُمِّیَ ذا المِعْجَزَة، هی بكسر المیم، المِنْطَقَة بلغة الیمن؛ قال: و سمیت بذلك لأَنها تلی عَجُزَ المُتَنَطِّق بها، و الله أَعلم.

عجلز؛ ج5، ص: 373

: العِجْلِزَةُ و العَجْلَزَةُ، جمیعاً: الفرس الشدیدة الخَلْق، الكسر لقَیْس، و الفتح لتمیم، و قیل: هی الشدیدة الأَسْر المجتمِعةُ الغلیظة و لا یقولونه للفرس الذكر. الأَزهری: قال بعضهم أَخذ هذا من جَلْزِ الخَلْق، و هو غیر جائز فی القیاس، و لكنهما اسمان اتفقت حروفهما و نحوُ ذلك قد یجی‌ء و هو متباین فی أَصل البناء و لم أَسمعهم یقولون للذكر من الخیل، و لكنهم یقولون للجمل عِجْلِزٌ و للناقة عِجْلِزَة، و هذا النعت فی الخیل أَعْرَف، و ناقة عِجْلِزَةٌ و عَجْلَزَةٌ: قویة شدیدة، و جمل عِجْلِزٌ. و رملة عِجْلِزَة: ضخمة صلبة. و كَثِیبٌ عِجْلِز: كذلك. و عَجْلَزَ الكِثْیبُ: ضَخُم و صَلُبَ. الجوهری: فرس عِجْلِزَةٌ؛ قال بشر: و خَیْلٍ قد لَبِسْتُ بِجَمْعِ خَیْلٍ علی شَقَّاءَ عِجْلِزَةٍ وَقاحِ تُشَبِّه شَخْصَها، و الخَیْلُ تَهْفُو هُفُوًّا، ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ الشقَّاء: الفرس الطویلة. و الوقاح: الصُّلبة الحافر. و تهفو: تعدو. و الفتخاء: العُقاب اللینة الجناح تقلبه كیف شاءت. و الفَتَخ: لِینُ الجناح. و عِجْلِزَة: اسم رملة بالبادیة؛ قال الأَزهری: هی اسم رملة معروفة حذاءَ حَفَر أَبی موسی، و تجمع عَجالِزَ؛ ذكرها ذو الرمة فقال: مَرَرْنَ علی العَجالِزِ نِصْفَ یومٍ و أَدَّیْنَ الأَواصِرَ و الخِلالا و فرس رَوْعاءُ: و هی الحدیدة الذكیة، و لا یقال للذكر أَرْوَعُ، و كذلك فرس شَوْهاءُ، و لا یقال للذكر أَشْوَه، و هی الواسعة الأَشْداقِ.

عرز؛ ج5، ص: 373

: العَرْزُ: اشتداد الشی‌ء و غلظه، و قد عَرَزَ و اسْتَعْرَزَ. و اسْتَعْرَزَت الجلدة فی النار: انْزَوَتْ. و المُعارَزَة: المُعانَدَة و المُجانَبَة؛ قال الشماخ: و كلُّ خَلِیلٍ غیرِ هاضِمِ نَفْسِهِ لِوَصْلِ خَلِیلٍ صارِمٌ أَو مُعارِزُ و قال ثعلب: المُعارِز المنقبض، و قیل: المعاتب.
لسان العرب، ج‌5، ص: 374
و العارِزُ: العاتب. و العَرْز: الانقباض. و اسْتَعْرَز الشی‌ءُ: انقبض و اجتمع. و اسْتَعْرَز الرجل: تصَعَّب. و التَّعْرِیز: كالتَّعْرِیض فی الخصومة. و یقال: عَرَزْت لفلان عَرْزاً، و هو أَن تقبض علی شی‌ء فی كفك و تضم علیه أَصابعك و تُرِیَهُ منه شیئاً صاحبك «1» لینظر إِلیه و لا تُرِیَهُ كلَّه. و فی نوادر الأَعراب: أَعْرَزْتَنی من كذا أَی أَعْوَزْتَنی منه. و العُرَّازُ: المُغْتالُونَ للناس «2» و العَرَزُ: ضرب من أَصغر الثُّمام و أَدَقِّ شجره، له ورق صغار متفرق، و ما كان من شجر الثمام من ضربه فهو ذو أَماصِیخَ، أُمْصُوخَةٌ فی جوف أُمْصُوخَةٍ، تَنْقَلع العُلا من السُّفَل انقلاعَ العِفاصِ من رأْس المُكْحُلَة، الواحدة عَرَزَة، و قیل: هو الغَرَزُ، و الغَرَزَة: شجرة، و جمعها غَرَزٌ. و عَرْزَة: اسم، و الله أَعلم.

عرطز؛ ج5، ص: 374

: عَرْطَزَ الرجلُ: تَنَحَّی كعَرْطَسَ.

عرفز؛ ج5، ص: 374

: اعْرَنْفَزَ الرجل: مات، و قیل: كاد یموت قُرًّا.

عزز؛ ج5، ص: 374

: الْعَزِیزُ*: من صفات الله عز و جل و أَسمائه الحسنی؛ قال الزجاج: هو الممتنع فلا یغلبه شی‌ء، و قال غیره: هو القوی الغالب كل شی‌ء، و قیل: هو الذی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ. و من أَسمائه عز و جل المُعِزُّ، و هو الذی یَهَبُ العِزَّ لمن یشاء من عباده. و العِزُّ: خلاف الذُّلِّ. و‌فی الحدیث: قال لعائشة: هل تَدْرِینَ لِمَ كان قومُك رفعوا باب الكعبة؟ قالت: لا، قال: تَعَزُّزاً أَن لا یدخلها إِلا من أَرادوا‌أَی تَكَبُّراً و تشدُّداً علی الناس، و‌جاء فی بعض نسخ مسلم: تَعَزُّراً، براء بعد زایٍ، من التَّعْزیر و التوقیر، فإِما أَن یرید توقیر البیت و تعظیمه أَو تعظیمَ أَنفسهم و تَكَبُّرَهم علی الناس. و العِزُّ فی الأَصل: القوة و الشدة و الغلبة. و العِزُّ و العِزَّة: الرفعة و الامتناع، و العِزَّة لله؛ و فی التنزیل العزیز: وَ لِلّٰهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ؛ أَی له العِزَّة و الغلبة سبحانه. و فی التنزیل العزیز: مَنْ كٰانَ یُرِیدُ الْعِزَّةَ فَلِلّٰهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً؛ أَی من كان یرید بعبادته غیر الله فإِنما له العِزَّة فی الدنیا و لله العِزَّة جمیعاً أَی یجمعها فی الدنیا و الآخرة بأَن یَنْصُر فی الدنیا و یغلب؛ و عَزَّ یَعِزّ، بالكسر، عِزًّا و عِزَّةً و عَزازَة، و رجل عَزیزٌ من قوم أَعِزَّة و أَعِزَّاء و عِزازٍ. و قوله تعالی: فَسَوْفَ یَأْتِی اللّٰهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكٰافِرِینَ؛ أَی جانبُهم غلیظٌ علی الكافرین لَیِّنٌ علی المؤمنین؛ قال الشاعر: بِیض الوُجُوهِ كَرِیمَة أَحْسابُهُمْ فی كلِّ نائِبَةٍ عِزاز الآنُفِ و روی: بِیض الوُجُوه أَلِبَّة و مَعاقِل و لا یقال: عُزَزَاء كراهیة التضعیف و امتناع هذا مطرد فی هذا النحو المضاعف. قال الأَزهری: یَتَذَلَّلُون للمؤمنین و إِن كانوا أَعِزَّةً و یَتَعَزَّزُون علی الكافرین و إِن كانوا فی شَرَف الأَحْساب دونهم. و أَعَزَّ الرجلَ: جعله عَزِیزاً. و مَلِكٌ أَعَزُّ: عَزِیزٌ؛ قال الفرزدق: إِن الذی سَمَكَ السَّماءَ بَنی لنا بَیْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ و أَطْوَلُ
(1). قوله [و تریه منه شیئاً صاحبك] هكذا فی الأَصل و لفظ صاحبك غیر مذكور فی عبارة القاموس (2). قوله [المغتالون للناس] كذا بالأَصل باللام. قال شارح القاموس و هو الأَشبه، أی مما عبر به القاموس و هو المغتابون بالباء الموحدة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 375
أَی عَزِیزَةٌ طویلة، و هو مثل قوله تعالی: وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ، و إِنما وَجَّهَ ابنُ سیدة هذا علی غیر المُفاضلة لأَن اللام و مِنْ متعاقبتان، و لیس قولهم الله أَكْبَرُ بحجَّة لأَنه مسموع، و قد كثر استعماله، علی أَن هذا قد وُجِّهَ علی كبیر أَیضاً. و فی التنزیل العزیز: لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، و قد قرئ: لیَخْرُجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ أَی لیَخْرُجَنَّ العزیزُ منها ذلیلًا، فأَدخل اللام و الأَلف علی الحال، و هذا لیس بقویّ لأَن الحال و ما وضع موضعها من المصادر لا یكون معرفة؛ و قول أَبی كبیر: حتی انتهیْتُ إِلی فِراشِ عَزِیزَة شَعْواءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ «3» عنی عقاباً، و جعلها عَزِیزَةً لامتناعها و سُكْناها أَعالی الجبال. و رجل عزِیزٌ: مَنِیع لا یُغْلب و لا یُقْهر. و قوله عز و جل: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ؛ معناه ذُقْ بما كنت تعَدُّ فی أَهل العِزّ و الكرم كما قال تعالی فی نقیضه: كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ*؛ و من الأَوّل قول الأَعشی: علی أَنها، إِذْ رَأَتْنی أُقادُ قالتْ بما قَدْ أَراهُ بَصِیرا و‌قال الزجاج: نزلت فی أَبی جهل، و كان یقول: أَنا أَعَزُّ أَهلِ الوادی و أَمنعُهم، فقال الله تعالی: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ، معناه ذُقْ هذا العذاب إِنك أَنت القائل أَنا العَزِیزُ الكریم. أَبو زید: عَزَّ الرجلُ یَعِزُّ عِزّاً و عِزَّةً إِذا قوی بعد ذِلَّة و صار عزیزاً. و أَعَزَّه اللهُ و عَزَزْتُ علیه: كَرُمْت علیه. و قوله تعالی: وَ إِنَّهُ لَكِتٰابٌ عَزِیزٌ لٰا یَأْتِیهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لٰا مِنْ خَلْفِهِ؛ أَی أَن الكتب التی تقدّمته لا تبطله و لا یأْتی بعده كتاب یبطله، و قیل: هو محفوظ من أَن یُنْقَصَ ما فیه فیأْتیه الباطل من بین یدیه، أَو یُزاد فیه فیأْتیه الباطل من خلفه، و كِلا الوجهین حَسَنٌ، أَی حُفِظَ و عَزَّ مِنْ أَن یلحقه شی‌ء من هذا. و مَلِكٌ أَعَزّ و عَزِیزٌ بمعنی واحد. و عِزٌّ عَزِیزٌ: إِما أَن یكون علی المبالغة، و إِما أَن یكون بمعنی مُعِزّ؛ قال طرفة: و لو حَضَرتْهُ تَغْلِبُ ابْنَةُ وائلٍ لَكانُوا له عِزّاً عَزیزاً و ناصِرا و تَعَزَّزَ الرجلُ: صار عَزِیزاً. و هو یَعْتَزُّ بفلان و اعْتَزَّ به. و تَعَزَّزَ: تشرَّف. و عَزَّ عَلیَّ یَعِزُّ عِزّاً و عِزَّةً و عَزازَةً: كَرُمَ، و أَعْزَزتُه: أَكرمته و أَحببته، و قد ضَعَّفَ شمرٌ هذه الكلمة علی أَبی زید «4» و عَزَّ عَلَیَّ أَنْ تفعل كذا و عَزَّ عَلَیَّ ذلك أَی حَقَّ و اشتدَّ. و أُعْزِزْتُ بما أَصابك: عَظُم علیَّ. و أَعْزِزْ علیَّ بذلك أَی أَعْظِمْ و معناه عَظُمَ علیَّ. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه، لما رأَی طَلْحَةَ قتیلًا قال: أَعْزِزْ علیَّ أَبا محمد أَن أَراك مُجَدَّلًا تحت نجوم السماء؛ یقال: عَزَّ علیَّ یَعِزُّ أَن أَراك بحال سیئة أَی یشتدُّ و یشق علیَّ. و كلمةٌ شنعاء لأَهل الشِّحْر یقولون: بِعِزِّی لقد كان كذا و كذا و بِعِزِّكَ، كقولك لَعَمْری و لَعَمْرُكَ. و العِزَّةُ: الشدَّة و القوَّة. یقال: عَزَّ یَعَزُّ، بالفتح، إِذا اشتدَّ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اخْشَوْشِنُوا و تَمَعْزَزُوا‌أَی تشدَّدوا فی الدین و تصلَّبوا، من العِزِّ القوَّةِ و الشدةِ، و المیم زائدة، كَتَمَسْكَن من السكون، و قیل: هو من المَعَزِ و هو الشدة، و سیجی‌ءُ فی موضعه.
(3). قوله [شعواءَ] فی القاموس فی هذه المادة بدله سوداء. (4). قوله [علی أبی زید] عبارة شرح القاموس: عن أبی زید.
لسان العرب، ج‌5، ص: 376
و عَزَزْتُ القومَ و أَعْزَزْتُهم و عَزَّزْتُهم: قَوَّیْتُهم و شَدَّدْتُهم. و فی التنزیل العزیز: فَعَزَّزْنٰا بِثٰالِثٍ؛ أَی قَوَّینا و شَدَّدنا، و قد قرئت: فَعَزَزْنا بثالث، بالتخفیف، كقولك شَدَدْنا، و یقال فی هذا المعنی أَیضاً: رجل عَزِیزٌ علی لفظ ما تقدم، و الجمع كالجمع. و فی التنزیل العزیز: أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكٰافِرِینَ أَی أَشِداء علیهم، قال: و لیس هو من عِزَّةِ النَّفْس. و قال ثعلب: فی الكلام الفصیح: إِذا عَزَّ أَخوكَ فَهُنْ، و العرب تقوله، و هو مَثَلٌ معناه إِذا تَعَظَّم أَخوكَ شامِخاً علیك فالْتَزِمْ له الهَوانَ. قال الأَزهری: المعنی إِذا غلبك و قهرك و لم تقاوِمْه فتواضع له، فإِنَّ اضْطِرابَكَ علیه یزیدك ذُلًا و خَبالًا. قال أَبو إِسحاق: الذی قاله ثعلب خطأٌ و إِنما الكلام إِذا عزَّ أَخوك فَهِنْ، بكسر الهاء، معناه إِذا اشتد علیك فَهِنْ له و دارِه، و هذا من مكارم الأَخلاق كما‌روی عن معاویة، رضی الله عنه، أَنه قال: لو أَنَّ بینی و بین الناس شعرةً یمدُّونها و أَمُدُّها ما انقطعت، قیل: و كیف ذلك؟ قال: كنت إِذا أَرْخَوْها مَدَدْتُ و إِذا مدُّوها أَرْخَیْت، فالصحیح فی هذا المثل فَهِنْ، بالكسر، من قولهم هان یَهِینُ إِذا صار هَیِّناً لَیِّناً كقوله: هَیْنُونَ لَیْنُونَ أَیْسارٌ ذَوُو كَرَمٍ سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبناءُ أَطْهارِ و یروی: … أَیسار … و إِذا قال هُنْ، بضم الهاء، كما قاله ثعلب فهو من الهَوانِ، و العرب لا تأْمر بذلك لأَنهم أَعزَّة أَبَّاؤُونَ للضَّیْم؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الذی قاله ثعلب صحیح لقول ابن أَحمر: و قارعةٍ من الأَیامِ لولا سَبِیلُهُمُ، لزَاحَتْ عنك حِینا دَبَبْتُ لها الضَّرَاءَ و قلتُ: أَبْقَی إِذا عَزَّ ابنُ عَمِّكَ أَن تَهُونا قال سیبویه: و قالوا عَزَّ ما أَنَّك ذاهبٌ، كقولك: حقّاً أَنك ذاهب. و عَزَّ الشی‌ءُ یَعِزُّ عِزّاً و عِزَّةً و عَزازَةً و هو عَزِیز: قَلَّ حتی كاد لا یوجد، و هذا جامع لكل شی‌ء. و العَزَزُ و العَزازُ: المكان الصُّلْب السریع السیل. و قال ابن شمیل: العَزازُ ما غَلُظَ من الأَرض و أَسْرَعَ سَیْلُ مطره یكون من القِیعانِ و الصَّحاصِحِ و أَسْنادِ الجبال و الإِكامِ و ظُهور القِفاف؛ قال العجاج: من الصَّفا العاسِی و یَدْعَسْنَ الغَدَرْ عَزَازَهُ، و یَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ و قال أَبو عمرو: فی مسایل الوادی أَبعدُها سَیْلًا الرَّحَبَة ثم الشُّعْبَةُ ثم التَّلْعَةُ ثم المِذْنَبُ ثم العَزَازَةُ. و‌فی كتابه، صلی الله علیه و سلم، لوَفْدِ هَمْدانَ: علی أَن لهم عَزَازَها؛ العَزَازَ: ما صَلُبَ من الأَرض و اشتدّ و خَشُنَ، و إِنما یكون فی أَطرافها؛ و منه‌حدیث الزهری: قال كنتُ أَخْتَلِفُ إِلی عبید الله بن عبد الله بن عُتْبَة فكنت أَخدُمُه، و ذكَر جُهْدَه فی الخِدمة فَقَدَّرْتُ أَنی اسْتَنْظَفْتُ ما عنده و استغنیت عنه، فخرج یوماً فلم أَقُمْ له و لم أُظْهِرْ من تَكْرِمَته ما كنتُ أُظهره من قبلُ فنظر إِلیَّ و قال: إِنك بعدُ فی العَزَازِ فَقُمْ‌أَی أَنت فی الأَطراف من العلم لم تتوسطه بعدُ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نهی عن البول فی العَزازِ لئلا یَتَرَشَّشَ علیه.و‌فی حدیث الحجاج فی صفة الغیث: و أَسالت العَزازَ؛ و أَرض عَزازٌ و عَزَّاءُ و عَزَازَةٌ و مَعْزوزةٌ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 377
كذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابی: عَزَازَة كلِّ سائِلِ نَفْعِ سَوْءٍ لكلِّ عَزَازَةٍ سالتْ قَرارُ و أَنشده ثعلب: قَرارة كل سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ لكلِّ قَرارَةٍ سالتْ قَرارُ قال: و هو أَجود. و أَعْزَزْنا: وقعنا فی أَرضٍ عَزَازٍ و سرنا فیها، كما یقال: أَسْهَلْنا وقعنا فی أَرض سهلةٍ. و عَزَّزَ المطرُ الأَرضَ: لَبَّدَها. و یقال للوابلِ إِذا ضرب الأَرض السهلة فَشَدَّدَها حتی لا تَسُوخَ فیها الرِّجْلُ: قد عَزَّزَها و عَزَّزَ منها؛ و قال: عَزَّزَ منه، و هو مُعْطِی الإِسْهالْ ضَرْبُ السَّوارِی مَتْنَه بالتَّهْتالْ و تَعَزَّز لحمُ الناقة: اشتدَّ و صَلُبَ. و تَعَزَّزَ الشی‌ءُ: اشتدّ؛ قال المُتَلَمِّسُ: أُجُدٌ إِذا ضَمَرَتْ تَعَزَّزَ لَحْمُها و إِذا تُشَدُّ بِنِسْعِها لا تنْبِسُ لا تَنْبِسُ أَی لا تَرْغُو. و فرسٌ مُعْتَزَّة: غلیظة اللحم شدیدته. و قولهم تَعَزَّیْتُ عنه أَی تصبرت أَصلها تَعَزَّزْت أَی تشدّدت مثل تَظَنَّیْت من تَظَنَّنْتُ، و لها نظائر تذكر فی مواضعها، و الاسم منه العَزاءُ. و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: مَنْ لم یَتَعَزَّ بِعَزاءِ اللهِ فلیس منَّا؛ فسره ثعلب فقال: معناه من لم یَرُدَّ أَمْرَه إِلی الله فلیس منا. و العَزَّاءُ: السَّنَةُ الشدیدة؛ قال: و یَعْبِطُ الكُومَ فی العَزَّاءِ إِنْ طُرِقا و قیل: هی الشدة. و شاة عَزُوزٌ: ضیِّقة الأَحالیل، و كذلك الناقة، و الجمع عُزُزٌ، و قد عَزَّتْ تَعُزُّ عُزُوزاً و عِزازاً و عَزُزَتْ عُزُزاً، بضمتین؛ عن ابن الأَعرابی، و تَعَزَّزَتْ، و الاسم العَزَزُ و العَزَازُ. و فلان عَنْزٌ عَزُوزٌ: لها دَرُّ جَمٌّ، و ذلك إِذا كان كثیر المال شحیحاً. و شاة عَزُوز: ضیقة الأَحالیل لا تَدِرُّ حتی تُحْلَبَ بجُهْدٍ. و قد أَعَزَّت إِذا كانت عَزُوزاً، و قیل: عَزُزَتِ الناقة إِذا ضاق إِحلیلها و لها لبن كثیر. قال الأَزهری: أَظهر التضعیف فی عَزُزَتْ، و مثله قلیل. و‌فی حدیث موسی و شعیب، علیهما السلام: فجاءَت به قالِبَ لَوْنٍ لیس فیها عَزُوزٌ و لا فَشُوشٌ؛ العزُوزُ: الشاة البَكِیئَةُ القلیلة اللبن الضَّیِّقَةُ الإِحلیل؛ و منه‌حدیث عمرو بن میمون: لو أَن رجلًا أَخذ شاة عَزُوزاً فحلبها ما فرغ من حَلْبِها حتی أُصَلِّیَ الصلواتِ الخمسَ؛ یرید التجوّز فی الصلاة و تخفیفَها؛ و منه‌حدیث أَبی ذرٍّ: هل یَثْبُتُ لكم العدوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قال: إِی و الله و أَرْبَعٍ عُزُزٍ؛ هو جمع عزوز كصَبُور و صُبُرٍ. و عَزَّ الماءُ یَعِزُّ و عَزَّتِ القَرْحَةُ تَعِزُّ إِذا سال ما فیها، و كذلك مَذَعَ و بَذَعَ و ضَهَی و هَمَی و فَزَّ و فَضَّ إِذا سال. و أَعَزَّتِ الشاة: اسْتَبانَ حَمْلُها و عَظُمَ ضَرْعُها؛ یقال ذلك للمَعَز و الضَّأْن، یقال: أَرْأَتْ و رَمَّدَتْ و أَعَزَّت و أَضْرَعَتْ بمعنی واحد. و عازَّ الرجلُ إِبلَه و غنمه مُعازَّةً إِذا كانت مِراضاً لا تقدر أَن ترعی فاحْتَشَّ لها و لَقَّمَها، و لا تكون
لسان العرب، ج‌5، ص: 378
المُعازَّةُ إِلا فی المال و لم نسمع فی مصدره عِزازاً. و عَزَّه یَعُزُّه عَزًّا: قهره و غلبه. و فی التنزیل العزیز: وَ عَزَّنِی فِی الْخِطٰابِ؛ أَی غلبنی فی الاحتجاج. و قرأَ بعضهم: و عازَّنی فی الخطاب، أَی غالبنی؛ و أَنشد فی صفة جَمَل: یَعُزُّ علی الطریقِ بمَنْكِبَیْهِ كما ابْتَرَكَ الخَلِیعُ علی القِداحِ یقول: یغلب هذا الجملُ الإِبلَ علی لزوم الطریق فشبَّه حرصه علی لزوم الطریق و إِلحاحَه علی السیر بحرص هذا الخلیع علی الضرب بالقداح لعله یسترجع بعض ما ذهب من ماله، و الخلیع: المخلوع المَقْمُور مالُه. و فی المثل: من عَزَّ بَزَّ أی من غَلَبَ سَلَبَ، و الاسم العِزَّة، و هی القوّة و الغلبة؛ و قوله: عَزَّ علی الریح الشَّبُوبَ الأَعْفَرا أَی غلبه و حال بینه و بین الریح فردَّ وجوهها، و یعنی بالشَّبُوب الظبی لا الثور لأَن الأَعفر لیس من صفات البقر. و العَزْعَزَةُ: الغلبة. و عازَّنی فَعَزَزْتُه أَی غالبنی فغلبته، و ضمُّ العین فی مثل هذا مطَّرد و لیس فی كل شی‌ءٍ، یقال: فاعلنی فَفَعَلْتُه. و العِزُّ: المطر الغَزیر، و قیل: مطر عِزٌّ شدید كثیر لا یمتنع منه سهل و لا جبل إِلا أَساله. و قال أَبو حنیفة: العِزُّ المطر الكثیر. أَرض مَعْزُوزَة: أَصابها عِزٌّ من المطر. و العَزَّاءُ: المطر الشدید الوابل. و العَزَّاءُ: الشِّدَّةُ. و العُزَیْزاءُ من الفرس: ما بین عُكْوَتِه و جاعِرَتِه، یمد و یقصر، و هما العُزَیْزاوانِ؛ و العُزَیْزاوانِ: عَصَبَتانِ فی أُصول الصَّلَوَیْنِ فُصِلَتا من العَجْبِ و أَطرافِ الوَرِكَینِ؛ و قال أَبو مالك: العُزَیْزاءُ عَصَبَة رقیقة مركبة فی الخَوْرانِ إِلی الورك؛ و أَنشد فی صفة فرس: أُمِرَّتْ عُزَیْزاءُ و نِیطَتْ كُرومُه إِلی كَفَلٍ رَابٍ، و صُلْبٍ مُوَثَّقِ و الكَرْمَةُ: رأْس الفخذ المستدیر كأَنه جَوْزَةٌ و موضعُها الذی تدور فیه من الورك القَلْتُ، قال: و من مَدَّ العُزَیْزَا من الفرس قال: عُزَیْزاوانِ، و من قَصَرَ ثَنَّی عُزَیْزَیانِ، و هما طرفا الوَرِكین. و فی شرح أَسماء الله الحسنی لابن بَرْجانَ: العَزُوز من أَسماء فرج المرأَة البكر. و العُزَّی: شجرة كانت تُعبد من دون الله تعالی؛ قال ابن سیدة: أُراه تأْنیث الأَعَزِّ، و الأَعَزُّ بمعنی العَزیزِ، و العُزَّی بمعنی العَزِیزَةِ؛ قال بعضهم: و قد یجوز فی العُزَّی أَن تكون تأْنیث الأَعَزِّ بمنزلة الفُضْلی من الأَفْضَل و الكُبْرَی من الأَكْبَرِ، فإِذا كان ذلك فاللام فی العُزَّی لیست زائدة بل هی علی حد اللام فی الحَرثِ و العَبَّاسِ، قال: و الوجه أَن تكون زائدة لأَنا لم نسمع فی الصفات العُزَّی كما سمعنا فیها الصُّغْری و الكُبْرَی. و فی التنزیل العزیز: أَ فَرَأَیْتُمُ اللّٰاتَ وَ الْعُزّٰی؛ جاءَ فی التفسیر: أَن اللَّاتَ صَنَمٌ كان لِثَقِیف، و العُزَّی صنم كان لقریش و بنی كِنانَةَ؛ قال الشاعر: أَمَا و دِماءٍ مائراتٍ تَخالُها علی قُنَّةِ العُزَّی و بالنَّسْرِ، عَنْدَما و یقال: العُزَّی سَمُرَةٌ كانت لغَطَفان یعبدونها و كانوا بَنَوْا علیها بیتاً و أَقاموا لها سَدَنَةً فبعث إِلیها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، خالد بن الولید فهدم
لسان العرب، ج‌5، ص: 379
البیت و أَحرق السَّمُرَة و هو یقول: یا عُزَّ، كُفْرانَكِ لا سُبْحانَكِ إِنِّی رأَیتُ الله قد أَهانَكِ و عبد العُزَّی: اسم أَبی لَهَبٍ، و إِنما كَنَّاه الله عز و جل فقال: تَبَّتْ یَدٰا أَبِی لَهَبٍ، و لم یُسَمِّه لأَن اسمه مُحالٌ. و أَعَزَّت البقرةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُها. و اسْتَعَزَّ الرَّمْلُ: تَماسَكَ فلم یَنْهَلْ. و اسْتَعَزَّ الله بفلان «1» و اسْتَعَزَّ فلان بحقِّی أَی غَلَبَنی. و اسْتُعِزَّ بفلان أَی غُلِبَ فی كل شی‌ءٍ من عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غیره. و قال أَبو عمرو: اسْتُعِزَّ بالعلیل إِذا اشتدَّ وجعُه و غُلِب علی عقله. و‌فی الحدیث: لما قَدِمَ المدینة نزل علی كُلْثوم بن الهَدْمِ و هو شاكٍ ثم اسْتُعِزَّ بكُلْثُومٍ فانتقل إِلی سعد بن خَیْثَمة.و‌فی الحدیث: أَنه اسْتُعِزَّ برسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی مرضه الذی مات فیه‌أَی اشتدّ به المرضُ و أَشرف علی الموت؛ یقال: عَزَّ یَعَزُّ، بالفتح «2»، إِذا اشتدَّ، و اسْتُعِزَّ علیه إِذا اشتد علیه و غلبه. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنه: أَن قوماً مُحْرِمِینَ اشتركوا فی قتل صید فقالوا: علی كل رجل مِنَّا جزاءٌ، فسأَلوا بعضَ الصحابة عما یجبُ علیهم فأَمر لكل واحد منهم بكفَّارة، ثم سأَلوا ابنَ عمر و أَخبروه بفُتْیا الذی أَفتاهم فقال: إِنكم لَمُعَزَّزٌ بكم، علی جمیعكم شاةٌ، و فی لفظٍ آخر: علیكم جزاءٌ واحدٌ، قوله لَمُعَزَّزٌ بكم أَی مشدد بكم و مُثَقَّل علیكم الأَمرُ: و فلانٌ مِعْزازُ المرض أَی شدیده. و یقال له إِذا مات أَیضاً: قد اسْتُعِزَّ به. و العَزَّة، بالفتح: بنت الظَّبْیة؛ قال الراجز: هانَ علی عَزّةَ بنتِ الشَّحَّاجْ مَهْوَی جِمالِ مالِك فی الإِدْلاجْ و بها سمیت المرأَة عَزَّة. و یقال للعَنْز إِذا زُجِرت: عَزْعَزْ، و قد عَزْعَزْتُ بها فلم تَعَزْعَزْ أَی لم تَتَنَحَّ، و الله أَعلم.

عشز؛ ج5، ص: 379

: عَشَزَ الرجلُ یَعْشِزُ عَشَزاناً: مشی مِشْیَة المقطوع الرِّجْل، و هو العَشَزان. و العَشْوَزُ: ما صَلُب مَسْلَكُه من طریقٍ أَو أَرض؛ قال الشماخ «3» … المُقْفِراتِ العَشاوِزِ و قاله أَبو عمرو: تَدُقُّ شُهْبَ طِلْحِه العَشاوِزُ و العَشَوْزَنُ: ما صعُب مَسْلَكُه من الأَماكن؛ قال رؤبة: أَخْذك بالمَیْسُورِ و العَشَوْزَنِ و العَشَوْزَنُ: الشدید الخَلْق العظیم من الناس و الإِبل. و قَناة عَشَوْزَنَةٌ: صُلْبَة. و العَشْوَزُ و العَشَوَّزُ: الشدید الخَلْق الغلیظ.

عضز؛ ج5، ص: 379

: عَضَزَ یَعْضِزُ عَضْزاً: مَضَغ فی بعض اللغات.
(1). قوله [و استعز الله بفلان] هكذا فی الأَصل. و عبارة القاموس و شرحه: و استعز الله به أماته. (2). قوله [یقال عز یعز بالفتح إلخ] عبارة النهایة: یقال عز یعز بالفتح إِذا اشتد، و استعز به المرض و غیره و استعز علیه إذا اشتد علیه و غلبه، ثم یبنی الفعل للمفعول (3). قوله [قال الشماخ إلخ] هذا قطعة من بیت من الطویل، و عبارة شرح القاموس: قال الشماخ: حذاها من الصیداء نعلًا طراقها حوامی الكراع المؤیدات العشاوز و یروی … الموجعات …؛ قاله الصاغانی، قلت: و یروی … المقفرات … أیضاً.
لسان العرب، ج‌5، ص: 380

عضمز؛ ج5، ص: 380

: العَیْضَمُوزُ: العجوز الكبیرة؛ و أَنشد: أَعْطَی خُباسَة عَیْضَمُوزاً كَزَّةً لَطْعاءَ، بئسَ هَدِیَّةُ المتَكَرِّمِ و ناقة عَیْضَمُوزٌ. و العَضَمَّزُ: الشدید من كل شی‌ء. و العَضَمَّزُ: الضخمُ من كل شی‌ء. و العَضَمَّزُ: البخیلُ، و امرأَة عَضَمَّزٌ؛ و قال حمید الشاعر: عَضَمَّزَةٌ فیها بقاءٌ و شِدَّةٌ و رجل عَضَمَّزُ الخَلْق: شدیده. الأَزهری: عجوز عِكْرِشَةٌ و عِجْرِمَةٌ و عَضَمَّزَةٌ و قَلَمَّزَةٌ: و هی اللئیمة القصیرة.

عطمز؛ ج5، ص: 380

: الأَزهری فی ترجمة عطمس: ناقة عَیْطَمُوزٌ، بالزای، أَی طویلة عظیمة، و قال: صخرة عَیْطَمُوزٌ ضَخْمة.

عفز؛ ج5، ص: 380

: العَفْزُ: الملاعبة. یقال: بات یُعافِزُ امرأَتَه أَی یُغازِلُها؛ قال الأَزهری: هو من باب قولهم بات یُعافِسُها فأَبدل من السین زایاً. و یقال للجَوْزِ الذی یؤكل: عَفْزٌ و عَفَازٌ، الواحدة عَفْزَةٌ و عَفَازَةٌ. و العفازةُ: الأَكَمَةُ. یقال: لَقِیته فوق عَفازَة أَی فوق أَكَمَة.

عقز؛ ج5، ص: 380

: العَقْزُ: تَقارُبُ دَبیب النمل.

عقفز؛ ج5، ص: 380

: العَقْفَزَةُ: أَن یجلس الرجلُ جِلْسة المُحْتَبِی ثم یضم ركبتیه و فخذیه كالذی یَهمُّ بأَمرٍ شهوةً له؛ و أَنشد: ثم أَصابَ ساعةً فَعَقْفَزَا ثم عَلاها فَدَحَا و ارْتَهَزَا

عكز؛ ج5، ص: 380

: العَكْزُ: الائتمامُ بالشی‌ءِ و الاهتداءُ به. و العُكَّازَةُ: عَصاً فی أَسفلها زُجٌّ یَتَوَكَّأُ علیها الرجل، مشتق من ذلك، و الجمع عَكاكِیزُ و عُكَّازات. و العَكِزُ: الرجلُ السَّیئُ الخُلُق «4» البخیل المَشْؤُومُ. عُكَیزٌ و عاكزٌ: اسمان.

عكمز؛ ج5، ص: 380

: العُكْمُوزُ: التَّارَّة الحادِرةُ الطویلةُ الضَّخْمَةُ؛ قال: إِنِّی لأَقْلِی الجِلْبِحَ العَجُوزا و آمِقُ الفَتِیَّةَ العُكْمُوزا الأَزهری: عُكْمُوزَةٌ حادِرةٌ تارَّةٌ و عُكْمُزٌ أَیضاً، قال: و یقال للأَیْرِ إِذا كان مُكْتَنِزاً: إِنه لَعُكْمُزٌ؛ و أَنشد: و فَتَحَتْ للعَوْدِ بئْراً هُزْهُزا فالتَقَمَتْ جُرْدانَه و العُكْمُزا

علز؛ ج5، ص: 380

: العَلَزُ: الضَّجَرُ. و العَلَزُ: شِبْهُ رِعْدة تأْخذ المریض أَو الحریص علی الشی‌ءِ كأَنه لا یستقرُّ فی مكانه من الوجع، عَلِزَ یَعْلَزُ عَلَزاً و عَلَزاناً، و هو عَلِزٌ، و أَعْلَزَه الوجع؛ تقول: ما لی أَراك عَلِزاً و أَنشد: عَلَزان الأَسِیرِ شُدَّ صِفادا و العَلَزُ أَیضاً: ما تَبَعَّثَ من الوجع شیئاً إِثر شی‌ءْ كالحُمَّی یدخل علیها السُّعال و الصُّداع و نحوهُما. و العَلَزُ: القَلَقُ و الكَرْبُ عند الموت؛ قالت أَعرابیة تَرْثِی ابنها:
(4). قوله [و العَكِزُ الرجل السی‌ء الخلق] هكذا ضبط فی الأصل. و عبارة القاموس: و العكز، بالكسر، السیئ الخلق، قال شارحه: و فی اللسان ككتف
لسان العرب، ج‌5، ص: 381
و إِذا له عَلَزٌ و حَشْرَجَةٌ مما یَجِیشُ به من الصَّدْرِ و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: هل یَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَةِ الشَّبابِ إِلَّا عَلَزَ القَلِق؟قال: العَلَزُ، بالتحریك، خفة و قَلقٌ و هَلَعٌ یصیب الإِنسانَ، و یروی بالنون من الإِعْلان و هو الإِظهارُ، و یقال: مات فلان عَلِزاً أَی وَجِعاً قَلِقاً لا ینام. قال الأَزهری: و الذی ینزل به الموت یُوصَف بالعَلَز و هو سِیاقُه نَفْسَه. یقال: هو فی عَلَزِ الموت؛ و قوله: إِنَّك مِنِّی لاجِئٌ إِلی وَشَزْ إِلی قَوافٍ صَعْبَةٍ فیها عَلَزْ أَی فیها ما یُورِثُكَ ضِیقاً كالضیق الذی یكون عند الموت. و العِلَّوْزُ: الموتُ. و عَلِزَ عَلَزاً: حَرَصَ و غَرضَ؛ قال الأَزهری: معنی قوله غَرِضَ هاهنا أَی قَلِقَ. و العَلَزُ: المَیْلُ و العُدولُ، و الفعل كالفعل «1». و العِلَّوْزُ: البَشَمُ. قال الجوهری: العِلَّوْزُ لغة فی العِلَّوْصِ، و هو الوجع الذی یقال له اللَّوَی من أَوجاع البطن. و عالِزٌ: موضع.

علكز؛ ج5، ص: 381

: العِلْكِزُ: الشدیدُ الضخمُ العظیمُ.

علهز؛ ج5، ص: 381

: العِلْهِزُ: وَبَرٌ یخلط بدماءِ الحَلَمِ كانت العرب فی الجاهلیة تأْكله فی الجَدْب، و‌فی حدیث عِكْرِمَة: كان طعام أَهل الجاهلیة العِلْهِزَ.الأَزهری: العِلْهِزُ الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ، و إِنما كان ذلك فی الجاهلیة یعالج بها الوَبَرُ مع دماء الحَلَم یأْكلونه؛ و أَنشد ابن شمیل: و إِنَّ قِرَی قَحْطانَ قِرْفٌ و عِلْهِزٌ فأَقْبِحْ بهذا وَیْحَ نفسِكَ من فِعْلِ و قال أَبو الهیثم: العِلْهِزُ دم یابسٌ یُدَقُّ به أَوْبار الإِبل فی المجاعات و یؤْكل؛ و أَنشد: عن أَكْلِیَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَیْسِ و‌فی الحدیث فی دعائه، علیه السلام، علی مُضَرَ: اللهم اجعلها علیهم سِنِینَ كَسِنِی یُوسُفَ، فابْتُلُوا بالجوع حتی أَكلوا العِلْهِزَ؛ قال ابن الأَثیر: هو شی‌ءٌ یتخذونه فی سنی المجاعة یخلطون الدم بأَوبار الإِبل ثم یَشْوُونه بالنار و یأْكلونه، قال: و قیل كانوا یخلطون فیه القِرْدانَ. و یقال للقُراد الضخم: عِلْهِزٌ، و قیل: العِلْهِزُ شی‌ءٌ ینبت ببلاد بنی سُلَیم له أَصل كأَصل البَرْدِیِّ؛ و منه حدیث الاستسقاء: و لا شی‌ءَ مما یأْكلُ الناسُ عندنا سِوَی الحَنْظَلِ العامیّ و العِلْهِزِ الفَسْلِ و لیسَ لنا إِلَّا إِلیكَ فِرارُنا و أَینَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلی الرُّسْل؟ ابن الأَعرابی: العِلْهِزُ الصوفُ یُنْفَشُ و یُشْرَبُ بالدماءِ و یُشْوَی و یؤْكل، قال: و نابٌ عِلْهِزٌ و دِرْدِحٌ، قال ابن شمیل: هی التی فیها بقیةٌ و قد أَسَنَّتْ. قال ابن سیدة: المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل. الجوهری: لحم مُعَلْهَزٌ إِذا لم یَنْضَجْ.

عنز؛ ج5، ص: 381

: العَنْزُ: الماعِزَةُ، و هی الأُنثی من المِعْزَی و الأَوْعالِ و الظِّباءِ، و الجمع أَعْنُزٌ و عُنُوزٌ و عِنازٌ، و خص بعضهم بالعِنازِ جمع عَنْزِ الظِّباءِ؛ و أَنشد ابن
(1). قوله [و الفعل كالفعل] ای علی لغة من جعل مال من باب تعب
لسان العرب، ج‌5، ص: 382
الأَعرابی: أَ بُهَیُّ، إِنَّ العَنْزَ تَمْنَع رَبَّها مِن أَنْ یُبَیِّتَ جارَهُ بالحائِل أَراد یا بُهَیَّةُ فرخَّم، و المعنی أَن العنز یتبلغ أَهلُها بلبنها فتكفیهم الغارةَ علی مال الجار المستجیر بأَصحابها. و حائل: أَرض بعینها، و أَدخل علیها الأَلف و اللام للضرورة، و من أَمثال العرب: حَتْفَها تَحْمِلُ ضأْنٌ بأَظلافها. و من أَمثالهم فی هذا: لا تَكُ كالعَنْزِ تَبْحَثُ عن المُدْیَةِ؛ یضرب مثلًا للجانی علی نفسه جنایة یكون فیها هلاكه، و أَصله أَن رجلًا كان جائعاً بالفلاة فوجد عنزاً و لم یجد ما یذبحها به، فبحثت بیدیها و أَثارت عن مدیة فذبحها بها. و من أَمثالهم فی الرجلین یتساویان فی الشرف قولهم: هما كَرُكْبَتَیِ العَنْزِ؛ و ذلك أَن ركبتیها إِذا أَرادت أَن تَرْبِضَ وقعتا معاً. فأَما قولهم: قَبَّحَ اللهُ عَنْزاً خَیْرُها خُطَّةٌ فإِنه أَراد جماعة عَنْزٍ أَو أَراد أَعْنُزاً فأَوقع الواحد موقع الجمع. و من أَمثالهم: كُفِیَ فلانٌ یومَ العَنْزِ؛ یضرب للرجل یَلْقَی ما یُهْلِكُه. و حكی عن ثعلب: یومٌ كیومِ العَنْزِ، و ذلك إِذا قاد حَتْفاً؛ قال الشاعر: رأَیتُ ابنَ ذِبْیانَ یَزِیدَ رَمَی به إِلی الشام یومُ العَنْزِ، و اللهُ شاغِلُهْ «1» قال المفضل: یرید حَتْفاً كحتف العَنْزِ حین بحثت عن مُدْیَتِها. و العَنْزُ و عَنْزُ الماءِ، جمیعاً: ضَرْبٌ من السمك، و هو أَیضاً طائر من طیر الماء. و العَنْزُ: الأُنثی من الصُّقور و النُّسور. و العَنْزُ: العُقاب، و الجمع عُنُوزٌ. و العَنْزُ: الباطل. و العَنْزُ: الأَكَمَةُ السوداء؛ قال رؤبة: و إِرَمٌ أَخْرَسُ فوقَ عَنْزِ قال الأَزهری: سأَلنی أَعرابی عن قول رؤبة: و إِرَمٌ أَعْیَسُ فوقَ عَنْزِ فلم أَعرفه، و قال: العَنْزُ القارة السوداء، و الإِرَمُ عَلَمٌ یبنی فوقها، و جعله أَعیس لأَنه بنی من حجارة بیض لیكون أَظهر لمن یرید الاهتداء به علی الطریق فی الفلاة. و كلُّ بناءٍ أَصَمَّ، فهو أَخرس؛ و أَما قول الشاعر: و قاتَلَتِ العَنْزُ نصف النَّهارِ ثم تَوَلَّتْ مع الصَّادِرِ فهو اسم قبیلة من هوزان؛ و قوله: و كانت بیومِ العَنْزِ صادَتْ فُؤادَهُ العنز: أَكمة نزلوا علیها فكان لهم بها حدیث. و العَنْزُ: صخرة فی الماء، و الجمع عُنُوزٌ. و العَنْزُ: أَرض ذات حُزُونَةٍ و رمل و حجارة أَو أَثْلٍ، و ربما سمیت الحُبارَی عَنْزاً، و هی العَنْزَةُ أَیضاً و العَنَزُ. و العَنَزَةُ أَیضاً: ضَرْبٌ من السباع بالبادیة دقیق الخَطْمِ یأْخذ البعیر من قِبَلِ دُبُرِه، و هی فیها كالسَّلُوقِیَّةِ، و قلما یُرَی؛ و قیل: هو علی قدر ابن عُرْسٍ یدنو من الناقة و هی باركة ثم یَثِبُ فیدخل فی حیائها فَیَنْدَمِصُ فیه حتی یَصِلَ إِلی الرَّحِم فَیَجْتَبِذُها فَتَسْقُطُ الناقةُ فتموت، و یزعمون أَنه شیطان؛ قال الأَزهری: العَنَزَةُ عند العرب من جنس الذئاب و هی معروفة، و رأَیت بالصَّمَّانِ ناقةً مُخِرَتْ من قِبَلِ ذنبها لیلًا فأَصبحت و هی مَمْخُورة
(1). قوله [رأیت ابن ذبیان] الذی فی الأساس: رأیت ابن دینار.
لسان العرب، ج‌5، ص: 383
قد أَكلت العَنَزَةُ من عَجُزِها طائفةً فقال راعی الإِبل، و كان نُمَیْرِیّاً فصیحاً: طَرَقَتْها العَنَزَةُ فَمَخَرَتْها، و المَخْرُ الشَّقُّ، و قلما تظهر لخبثها؛ و من أَمثال العرب المعروفة: رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا و فیها یقول الشاعر: شَرَّ یَوْمَیْها و أَغواهُ لها رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا قال الأَصمعی: و أَصله أَن امرأَة من طَسْمٍ یقال لها عَنْزٌ أُخِذَتْ سَبِیَّةً، فحملوها فی هَوْدَج و أَلطفوها بالقول و الفعل فعند ذلك قالت: شر یومیها و أَغواه لها تقول: شَرُّ أَیامی حین صرت أُكرم للسِّباء؛ یضرب مثلًا فی إِظهار البِرِّ باللسان و الفعل لمن یراد به الغوائل. و حكی ابن بری قال: كان المُمَلَّكُ علی طَسْمٍ رجلًا یقال له عُمْلُوقٌ أَو عِمْلِیقٌ، و كان لا تُزَفُّ امرأَةٌ من جَدِیسَ حتی یؤْتی بها إِلیه فیكون هو المُفْتَضّ لها أَولًا، و جَدِیسُ هی أُخت طَسْمٍ، ثم إِن عُفَیْرَةَ بنت عَفَارٍ، و هی من سادات جَدِیسَ، زُفَّتْ إِلی بعلها، فأُتِیَ بها إِلی عِمْلِیقٍ فنال منها ما نال، فخرجت رافعة صوتها شاقة جیبها كاشفة قُبُلَها، و هی تقول: لا أَحَدٌ أَذَلَّ من جَدِیسِ أَ هكذا یُفْعَلُ بالعَرُوسِ فلما سمعوا ذلك عظم علیهم و اشتد غضبهم و مضی بعضهم إِلی بعض، ثم إِن أَخا عُفَیْرَةَ و هو الأَسود بن عَفَار صنع طعاماً لعُرْسِ أُخته عُفَیرة، و مضی إِلی عِمْلِیقٍ یسأَله أَن یَحْضُرَ طعامه فأَجابه، و حضر هو و أَقاربه و أَعیان قومه، فلما مَدُّوا أَیدیهم إِلی الطعام غَدَرَتْ بهم جَدِیسُ، فَقُتِلَ كل من حضر الطعام و لم یُفلِتْ منهم أَحد إِلا رجل یقال له رِیاحُ بن مُرَّة، توجه حتی أَتی حَسَّان بن تُبَّعٍ فاسْتَجاشَهُ علیهم و رَغَّبَهُ فیما عندهم من النِّعم، و ذكر أَن عندهم امرأَة یقال لها عَنْز، ما رأَی الناظرون لها شِبْهاً، و كانت طَسْم و جَدِیسُ بجَوِّ الیمامة، فأَطاعه حسانُ و خرج هو و من عنده حتی أَتوا جَوًّا، و كان بها زرقاءُ الیمامة، و كانت أَعلمتهم بجیش حسان من قبل أَن یأْتی بثلاثة أَیام، فأَوقع بجدیس و قتلهم و سبی أَولادهم و نساءَهم و قلع عینی زرقاء و قتلها، و أُتِیَ إِلیه بعَنْز راكبة جملًا، فلما رأَی ذلك بعض شعراء جدیس قال: أَخْلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا مثلَ ما أَخْلَقَ سَیْفٌ خِلَلا و تَداعَتْ أَرْبَعٌ دَفَّافَةٌ تَرَكَتْه هامِداً مُنْتَخِلا من جَنُوبٍ و دَبُورٍ حِقْبَةً و صَباً تُعْقبُ رِیحاً شَمْأَلا وَیْلَ عَنْزٍ و اسْتَوَتْ راكِبَةً فوقَ صَعْب، لم یُقَتَّلْ ذُلُلا شَرَّ یَوْمَیْها و أَغْواهُ لها رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا لا تُرَی من بیتها خارِجَةً و تَراهُنَّ إِلیها رَسَلا مُنِعَتْ جَوّاً، و رامَتْ سَفَراً تَرَكَ الخَدَّیْنِ منها سَبَلا
لسان العرب، ج‌5، ص: 384
یَعْلَمُ الحازِمُ ذو اللُّبِّ بِذا أَنما یُضْرَبُ هذا مَثَلا و نصب شر یومیها بركبت علی الظرف أَی ركبت بحدج جملًا فی شر یومیها. و العَنَزَةُ: عصاً فی قَدْر نصف الرُّمْح أَو أَكثر شیئاً فیها سِنانٌ مثل سنان الرمح، و قیل: فی طرفها الأَسفل زُجٌّ كزج الرمح یتوكأُ علیها الشیخ الكبیر، و قیل: هی أَطول من العصا و أَقصر من الرمح و العُكَّازَةُ قریب منها. و منه‌الحدیث لما طُعِنَ أُبیّ بن خلف بالعَنَزَة بین ثَدْیَیْه قال: قتلنی ابنُ أَبی كَبْشَة.و تَعَنَّزَ و اعْتَنَزَ: تَجَنَّب الناسَ و تنحی عنهم، و قیل: المُعْتَنِزُ الذی لا یُساكِنُ الناسَ لئلا یُرْزَأَ شیئاً. و عَنَزَ الرجلُ: عَدَلَ، یقال: نزل فلان مُعْتَنِزاً إِذا نزل حَرِیداً فی ناحیة من الناس. و رأَیته مُعْتَنِزاً و مُنْتَبِذاً إِذا رأَیته متنحیاً عن الناس؛ قال الشاعر: أَباتَكَ اللهُ فی أَبیاتِ مُعْتَنِزٍ عن المَكارِمِ، لا عَفٍّ و لا قارِی أَی و لا یَقْرِی الضیفَ و رجل مُعَنَّزُ الوجه إِذا كان قلیل لحم الوجه فی عِرْنِینِه شَمَمٌ. و عُنِّزَ وجه الرجل: قَلَّ لحمه. و سمع أَعرابی یقول لرجل: هو مُعَنَّزُ اللِّحْیَة، و فسره أَبو داود بُزْ رِیش: كأَنه شبه لحیته بلحیة التیس. و العَنْزُ و عَنْزٌ، جمیعاً: أَكَمَةٌ بعینها. و عَنْزُ: اسم امرأَة یقال لها عَنْز الیمامة، و هی الموصوفة بحدَّة النظر. و عَنْزٌ: اسم رجل، و كذلك عِنازٌ، و عُنَیْزَةُ اسم امرأَة تصغیر عَنَزَة. و عَنَزَةُ و عُنَیْزَةُ: قبیلة. قال الأَزهری: عُنَیْزَة فی البادیة موضع معروف، و عُنَیْزَة قبیلة. قال الأَزهری: و قبیلة من العرب ینسب إِلیهم فیقال فلان العَنَزِیّ، و القبیلة اسمها عَنَزَةُ. و عَنَزَةُ: أَبو حی من ربیعة، و هو عَنَزَة بن أَسد بن ربیعة بن نِزار؛ و أَما قول الشاعر: دَلَفْتُ له بِصَدْرِ العَنْزِ لَمَّا تَحامَتْهُ الفَوارِسُ و الرِّجالُ فهو اسم فرس؛ و العَنْزُ فی قول الشاعر: إِذا ما العَنْزُ من مَلَقٍ تَدَلَّتْ هی العُقاب الأُنثی. و عُنَیْزَةُ: موضع؛ و به فسر بعضهم قول إمرئِ القیس: و یوم دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَیْزَةٍ و عُنازة: اسم ماء؛ قال الأَخطل: رَعَی عُنازَةَ حتی صَرَّ جُنْدُبُها و ذَعْذَعَ المالَ یومٌ تالِعٌ یَقِرُ

عنقز؛ ج5، ص: 384

: العَنْقَزُ و العُنْقُزُ؛ الأَخیرة عن كراع: المَرْزَنْجُوش، قال ابن بری: و العُنْقُزانُ مثله؛ قال أَبو حنیفة: و لا یكون فی بلاد العرب و قد یكون بغیرها، و منه یكون هناك اللَّاذَنُ؛ قال الأَخطل یهجو رجلًا: أَلا اسْلَمْ، سَلِمْتَ أَبا خالِدٍ و حَیَّاكَ رَبُّكَ بالعَنْقَزِ و رَوَّی مُشاشَكَ بالخَنْدَرِیسِ قَبْل الممات فلا تَعْجَزِ أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَیْتَها فهل فی الخَنانِیصِ من مَغْمَزِ؟
لسان العرب، ج‌5، ص: 385
و دِینُكَ هذا كدین الحِمارِ بل أَنتَ أَكْفَرُ من هُرْمُزِ و قیل: العَنْقَزُ جُرْدانُ الحمار «1» و العَنْقَزُ: أَصلُ القَصَبِ الغَضِّ، و هو بالراء أَعلی، و كذلك حكاه كراع بالراء أَیضاً. و فی حدیث قُسٍّ ذكر العُنْقُزان؛ العُنْقُزُ أَصل القَصَب الغَضّ. و العُنْقُزُ أَبناء الدَّهاقِینِ، و قیل: العَنْقَزُ السَّمُّ «2» و العَنْقَزُ: الداهیة من كتاب أَبی عمرو، و الله أَعلم.

عوز؛ ج5، ص: 385

: اللیث: العَوَزُ أَن یُعْوِزَكَ الشی‌ءُ و أَنت إِلیه محتاج، و إِذا لم تجد الشی‌ءَ قلت: عازَنی؛ قال الأَزهری: عازَنِی لیس بمعروف. و قال أَبو مالك: یقال أَعْوزَنِی هذا الأَمْرُ إِذا اشتدَّ علیك و عَسُرَ، و أَعْوَزَنِی الشی‌ءُ یُعْوِزُنِی أَی قَلَّ عندی مع حاجتی إِلیه. و رجل مُعْوِزٌ: قلیل الشی‌ء. و أَعْوَزَه الشی‌ءُ إِذا احتاج إِلیه فلم یقدر علیه. و العَوَزُ، بالفتح: العُدْمُ و سوءُ الحال. و قال ابن سیدة: عازنی الشی‌ءُ و أَعْوَزَنِی أَعْجَزَنِی علی شدة حاجة، و الاسم العَوَزُ. و أَعْوَزَ الرجلُ، فهو مُعْوِزٌ و مُعْوَز إِذا ساءَتْ حالُه؛ الأَخیرة علی غیر قیاس. و أَعْوَزَه الدهرُ: أَحوجه و حلَّ علیه الفَقْرُ. و إِنه لَعَوِز لَوِزٌ: تأْكید له، كما تقول: تَعْساً له و نَعْساً. و العَوَزُ: ضِیقُ الشی‌ء. و الإِعْوازُ: الفقر. و المُعْوِزُ: الفقیر. و عَوِزَ الشی‌ءُ عَوَزاً إِذا لم یوجد. و عَوِزَ الرجلُ و أَعْوَزَ أَی افتقر. و یقال: ما یُعْوِزُ لفلان شی‌ءٌ إِلَّا ذهب به، كقولك: ما یُوهِفُ له و ما یُشْرِفُ؛ قاله أَبو زید بالزای، قال أَبو حاتم: و أَنكره الأَصمعی، قال: و هو عند أَبی زید صحیح و من العرب مسموع. و المِعْوَزُ: خرقة یلف بها الصبی، و الجمع المَعاوِزُ؛ قال حسان: و مَوْؤُودَةٍ مَقْرُورَةٍ فی مَعاوِزٍ بآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ الموْؤُودة: المدفونة حیة. و آمتها: هَنَتُها یعنی القُلْفَة. و فی التهذیب: المَعاوِزُ خُلْقانُ الثیاب، لُفَّ فیها الصبی أَو لم یلف. و المِعْوَزَةُ و المِعْوَزُ: الثوب الخَلَقُ، زاد الجوهری: الذی یُبْتَذَلُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَ مَا لك مِعْوَزٌ‌أَی ثوب خَلَقٌ لأَنه لباس المُعْوِزِینَ فَخُرِّجَ مَخْرَجَ الآلة و الأَداة. و‌فی حدیثه الآخر، رضی الله عنه: تَخْرُجُ المرأةُ إِلی أَبیها یَكِیدُ بنَفْسِه فإِذا خرجت فَلْتَلْبَس مَعاوِزَها؛ هی الخُلْقان من الثیاب، واحدها مِعْوَز، بكسر المیم، و قیل: المِعْوَزَةُ كل ثوب تَصُونُ به آخَرَ، و قیل: هو الجدید من الثیاب؛ حكی عن أَبی زید، و الجمع مَعاوِزَةٌ، زادوا الهاء لتمكین التأْنیث؛ أَنشد ثعلب: رَأَی نَظْرَةً منها، فلم یَمْلِكِ الهَوی مَعاوِزُ یَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثِیبُ فلا محالة أَن المعاوز هنا الثیاب الجُدُدُ؛ و قال: و مُحْتَضَرِ المَنافِعِ أَرْیَحِیٍّ نَبِیلٍ فی مَعاوِزةٍ طِوالِ أَبو الهیثم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت ما علیه من العَوْزِ، و هو الحب من العنب، بجمیع
(1). قوله [و قیل العنقز جردان الحمار] و هو المراد فی الأَبیات حتی یكون هجواً. (2). قوله [و قیل العنقز السم إلخ] كذا بالأَصل بوزن جعفر، و تبعه شارح القاموس. و عبارة المجد: و العنقزة، بهاء، الرایة و الداهیة و السم.
لسان العرب، ج‌5، ص: 386
أَصابعك حتی تُنقیه من عُودِه، و ذلك الخَرْطُ، و ما سقط منه عند ذلك هو الخُرَاطَةُ، و الله سبحانه و تعالی أَعلم.

فصل الغین المعجمة؛ ج5، ص: 386

غرز؛ ج5، ص: 386

: غَرَزَ الإِبْرَةَ فی الشی‌ء غَرْزاً و غَرَّزَها: أَدخلها. و كلُّ ما سُمِّرَ فی شی‌ء فقد غُرِزَ و غُرِّزَ، و غَرَزْتُ الشی‌ءَ بالإِبرة أَغْرِزُه غَرْزاً. و‌فی حدیث أَبی رافع: مَرَّ بالحسن بن علیّ، علیهما السلام، و قد غَرَزَ ضَفْرَ رأْسه‌أَی لَوَی شعره و أَدخل أَطرافه فی أُصوله. و‌فی حدیث الشَّعْبیِّ: ما طَلَع السِّماكُ قَطُّ إِلا غارِزاً ذَنَبَه فی بَرْدٍ؛ أَراد السِّماكَ الأَعْزَلَ، و هو الكوكب المعروف فی برج المیزان و طلوعه یكون مع الصبح لخمس تخلو من تَشْرِینَ الأَوّل، و حینئذ یبتدئ البرد، و هو من غَرَزَ الجرادُ ذَنَبه فی الأَرض إِذا أَراد أَن یَبِیضَ. و غَرَزت الجَرادَةُ و هی غارِزٌ و غرَّزَتْ: أَثبتت ذَنَبها فی الأَرض لتبیض، مثل رَزَّتْ؛ و جَرادةٌ غارِزٌ، و یقال: غارِزَةٌ إِذا رَزَّتْ ذَنَبها فی الأَرض لِتَسْرَأَ؛ و المَغْرَزُ بفتح الراء: موضع بیضها. و یقال: غَرَزْتُ عُوداً فی الأَرض و رَكَزْتُه بمعنی واحد. و مَغْرِزُ الضِّلَع و الضِّرْس و الریشة و نحوها: أَصْلُها، و هی المغارِزُ. و مَنْكِب مُغَرَّزٌ: مُلْزَقٌ بالكاهل. و الغَرْزُ: رِكابُ الرحْل، و قیل: ركاب الرحْل من جُلود مخروزة، فإِذا كان من حدید أَو خشب فهو رِكابٌ، و كل ما كان مِساكاً للرِّجْلَین فی المَرْكَب غَرْزٌ. و غَرَزَ رِجْلَه فی الغَرْزِ یَغْرِزُها غَرْزاً: وضعها فیه لیركب و أَثبتها. و اغْتَرَزَ: رَكِبَ. ابن الأَعرابی: و الغَرْزُ للناقة مثل الحزام للفرس. غیره: الغَرْزُ للجَمَلِ مثل الركاب للبغل؛ و قال لبید فی غَرْز الناقة: و إِذا حَرَّكْتُ غَرْزِی أَجْمَرَتْ أَو قِرابی، عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ و‌فی الحدیث: كان، صلی الله علیه و سلم، إِذا وَضَع رِجْلَه فی الغَرْزِ، یرید السفرَ، یقول: بسم الله؛ الغَرْزُ: رِكابُ كُورِ الجَمَلِ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سأَله عن أَفضل الجهاد فسكت عنه حتی اغْتَرَزَ فی الجَمْرَةِ الثالثة‌أَی دخَل فیها كما یَدْخُلُ قَدَمُ الراكب فی الغَرْزِ. و منه‌حدیث أَبی بكر أَنه قال لعمر، رضی الله عنهما: اسْتَمْسِكْ بغَرْزِه‌أَی اعتلق به و أَمسِكْه و اتَّبِعْ قولَهُ و فعلَهُ و لا تُخالِفْه؛ فاستعار له الغَرْزَ كالذی یُمسِكُ بركاب الراكب و یسیر بسیره. و اغْتَرَزَ السَّیْرَ اغْتِرازاً إِذا دنا مَسِیرُه، و أَصله من الغَرْزِ. و الغارِزُ من النوق: القلیلةُ اللبن. و غَرَزَتِ الناقَةُ تَغْرُزُ «1» غِرازاً و هی غارِزٌ من إِبل غُرَّزٍ: قَلَّ لبنها؛ قال القُطامی: كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلی، حینَ ضَمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً و مِعًی جِیاعا نسب ذلك إِلی الحوالب لأَن اللبن إِنما یكون فی العروق. و غَرَّزَها صاحِبُها: ترك حلبها أَو كَسَع ضَرْعَها
(1). قوله [و غرزت الناقة تغرز] من باب كتب كما هو صنیع القاموس و وجد كذلك مضبوطاً بنسخة صحیحة من النهایة، و الحاصل أن غرز بمعنی نخس و طعن و أثبت من باب ضرب و بمعنی أطاع بعد عصیان من باب سمع، و غرزت الناقة قلّ لبنها من باب كتب كما فی القاموس و غیره
لسان العرب، ج‌5، ص: 387
بماء بارد لیذهب لبنها و ینقطع، و قیل: التَّغْرِیزُ أَن تَدَعَ حَلْبَةً بین حلبتین و ذلك إِذا أَدبر لبن الناقة. الأَصمعی: الغارِزُ الناقةُ التی قد جَذَبَتْ لبنها فرفعته؛ قال أَبو حنیفة: التَّغْرِیزُ أَن یَنْضَح ضَرْعَ الناقة بالماء ثم یُلَوِّثَ الرجلُ یَدَه فی التراب، ثم یَكْسَعَ الضَّرْعَ كَسْعاً حتی یدفع اللبن إِلی فوق، ثم یأْخذ بذنبها فیجتذبها به اجتذاباً شدیداً، ثم یكسعها به كسعاً شدیداً و تُخَلَّی، فإِنها تذهب حینئذ علی وجهها ساعة. و‌فی حدیث عطاء: و سئل عن تَغْرِیزِ الإِبل فقال: إِن كان مُباهاةً فلا، و إِن كان یرید أَن تَصْلُحَ للبیع فَنَعَمْ.قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یكون تَغْرِیزُها نِتاجَها و سِمَنَها من غَرْزِ الشجر، قال: و الأَول الوجه. و غَرَزَتِ الأَتانُ: قَلَّ لبنها أَیضاً. أَبو زید: غَنَمٌ غَوارِزُ و عُیونٌ غَوارِزُ ما تجری لهن دُموع. و‌فی الحدیث قالوا: یا رسول الله، إِن غنمنا قد غَرَزَتْ‌أَی قلّ لبنها. یقال: غَرَزَت الغنم غِرازاً و غَرَّزَها صاحبُها إِذا قطع حلبها و أَراد أَن تَسْمَنَ؛ و منه قصید كعب: تمرُّ، مِثلَ عَسِیبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ بغارِزٍ لم تُخَوِّنْهُ الأَحالِیلُ الغارِزُ: الضَّرْعُ قد غَرَزَ و قَلَّ لبنه، و یروی بغارب. و الغارِزُ من الرجال: القلیل النكاح، و الجمع غُرَّزٌ. و الغَرِیزَةُ: الطبیعةُ و القریحةُ و السَّجِیَّة من خیر أَو شر؛ و قال اللحیانی: هی الأَصل و الطبیعة؛ قال الشاعر: إِنّ الشَّجاعَةَ، فی الفَتی و الجُودَ من كَرَمِ الغَرائزْ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: الجُبْنُ و الجُرْأةُ غَرائزُ‌أَی أَخلاق و طبائع صالحة أَو ردیئة، واحدتها غَرِیزَة. و یقال: الْزَمْ غَرْزَ فلان أَی أَمره و نهیه. الأَصمعی: و الغَرَزُ، محرّك، نبت رأَیته فی البادیة ینبت فی سُهولة الأَرض. غیره: الغَرَزُ ضَرْبٌ من الثُّمامِ صغیر ینبت علی شُطُوط الأَنهار لا ورق لها، إِنما هی أَنابیب مركب بعضها فی بعض، فإِذا اجتذبتها خرجت من جوف أُخری كأَنها عِفاصٌ أُخرج من مُكْحُلَة و هو من الحَمْضِ؛ و قیل: هو الأَسَلُ، و به سمیت الرماح علی التشبیه، و قال أَبو حنیفة: هو من وَخِیمِ المَرْعی، و ذلك أَن الناقة التی ترعاه تنحر فیوجد الغَرَزُ فی كرشها متمیزاً عن الماء لا یَتَفَشَّی و لا یورث المال قوّة، واحدتها غَرَزَةٌ، و هو غیر العَرَز الذی تقدم فی العین المهملة. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه رأَی فی رَوْث فرس شعِیراً فی عام مَجاعةٍ فقال: لئن عِشْتُ لأَجعلنّ له من غَرَزِ النَّقِیعِ ما یُغْنیه عن قوت المسلمین‌أَی یَكُفُّه عن أَكل الشعیر، و كان یومئذ قوتاً غالباً للناس یعنی الخیل و الإِبل؛ عَنی بالغَرَزِ هذا النَّبْتَ؛ و النقیع: موضع حماه عمر، رضی الله عنه، لِنَعَم الفَیْ‌ءِ و الخیل المُعَدَّةِ للسبیل. و‌روی عن نافع عن ابن عمر، رضی الله عنهما، أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، حَمَی غَرَزَ النَّقِیع لخیل المسلمین؛ النقیع، بالنون: موضع قریب من المدینة كان حِمًی لنعم الفی‌ء و الصدقة. و‌فی الحدیث أَیضاً: و الذی نفسی بیده لَتُعالِجُنَّ غَرَزَ النَّقِیع.و التَّغارِیزُ: ما حُوِّلَ من فَسِیل النخل و غیره. و‌فی الحدیث: إِن أَهل التوحید إِذا أُخرجوا من النار و قد
لسان العرب، ج‌5، ص: 388
امْتُحِشُوا یَنْبُتون كما تَنْبُتُ التَّغارِیزُ؛ قال القُتَیْبیُّ: هو ما حُوِّلَ من فَسِیل النخل و غیره، سمی بذلك لأَنه یحوَّل من موضع إِلی موضع فیُغْرَزُ، و هو التَّغْریزُ و التَّنْبِیتُ، و مثله فی التقدیر التَّناوِیرُ لنَوْرِ الشجر، و رواه بعضهم بالثاء المثلثة و العین المهملة و الراءین.

غزز؛ ج5، ص: 388

: أَغَزّت البَقَرَةُ، و هی مُغِزٌّ إِذا عَسُرَ حملها؛ قال الأَزهری: الصواب أَغْزَتْ «1»، فهی مُغْزٍ، من ذوات الأَربعة أَی من أَربعة أَحرف، فَغَزَا إِذا قلت منه أَغْزَتْ حصل منه أَربعة أَحرف، و إِذا قلتَ من القول قلتُ حصل ثلاثة أَحرف فهذه من ذوات الثلاثة، و أَغْزَتْ و ما أَشبهه من ذوات الأَربعة. و یقال للناقة إِذا تأَخر حملها فاستأْخر نَتاجُها: قد أَغْزَتْ، فهی مُغْزٍ؛ و منه قول رؤبة: و الحَرْبُ عَسْراءُ اللِّقاحِ مُغْزِی أَراد بُطْءَ إِقلاع الحرب؛ و قال ذو الرمة: بِلَحْیَیْهِ صَكُّ المُغْزِیاتِ الرَّواكِدِ شَمِر: أَغَزَّت الشجرة إِغْزازاً، فهی مُغِزٌّ إِذا كثر شوكها و التفَّت. أَبو عمرو: الغَزَزُ الخُصوصیة؛ تقول العرب: قد غَزَّ فلانٌ بفلان و اغْتَزَّ به و اغْتَزَی به إِذا اخْتَصَّه من بین أَصحابه: و أَنشد ابن نَجْدَةَ عن أَبی زید: فَمَنْ یَعْصِبْ بِلِیّته اغْتِزازاً فإِنك قد مَلأْتَ یَداً و شَاما قال أَبو العباس: مَن شرط هاهنا؛ و یعصب: یلزم. بلیته: بقراباته. اغتزازاً أَی اختصاصاً. و الید هاهنا: یرید الیمن؛ قال: معناه من یلزم بِبِرِّه أَهلَ بیته فإِنك قد ملأْت بمعروفك من الیمن إِلی الشام. و الغُزْغُزُ: الشِّدْقُ فی بعض اللغات، و الراء لغة. ابن الأَعرابی: الغُزَّانِ الشِّدْقانِ، واحدُهما غُزٌّ. و‌فی الحدیث: إِن المَلَكَیْنِ یجلسان علی ناجِذَیِ الرجلِ یكتبان خیره و شره و یَسْتَمِدَّانِ من غُزَّیْهِ؛ الغُزَّانِ، بالضم و التشدید: الشِّدْقانِ، الواحد غُزٌّ. و فی حدیث الأَحنف «2»: شَرْبَةً من ماء الغُزَیزِ، بضم الغین و فتح الزای الأُولی، ماء قُرْبَ الیمامة. و غَزَّةُ: موضع بمَشَارِف الشام بها قبر هاشم جَدِّ النبی، صلی الله علیه و سلم، و جاء فی الشعر غَزَّات و غَزَّاة كأَذْرِعاتٍ و أَذرعاة و عانات و عاناة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: مَیْتٌ بِرَدْمانَ، و مَیْتٌ بِسَلْمانَ و مَیْتٌ عند غَزَّاتِ قال الأَزهری: و رأَیت بالسَّوْدَةِ فی دیار سَعْدِ بنِ زَیْد مَناةَ رَمْلَةً یقال لها غَزَّةُ و فیها أَحْساءٌ جَمَّة. و الغُزُّ: جنس من التُّرْكِ.

غمز؛ ج5، ص: 388

: الغَمْزُ: الإِشارة بالعین و الحاجب و الجَفْنِ، غَمَزَه یَغْمِزُه غَمْزاً. قال الله تعالی: وَ إِذٰا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغٰامَزُونَ؛ و منه الغَمْزُ بالناس. قال ابن الأَثیر: و قد فسر الغمز فی بعض الأَحادیث بالإِشارة كالرَّمْزِ بالعین و الحاجب و الید. و جاریة غَمَّازَةٌ: حَسَنَةُ الغَمْزِ للأَعضاء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دخل علیه و عنده غُلَیِّم یَغْمِزُ ظهرَه. و فی
(1). قوله [الصواب أغزت إلخ] أی فیكون من المعتل، و اقتصر الجوهری علی ذكره فی المعتل، و قد ذكره القاموس فی المعتل و الصحیح معاً (2). قوله [و فی حدیث الأحنف إلخ] عبارة یاقوت: و قیل للأحنف بن قیس لما احتضر ما تتمنی؟ قال: شربة من ماء الغزیز، و هو ماء مرّ، و كان موته بالكوفة و الفرات جاره
لسان العرب، ج‌5، ص: 389
حدیث عائشة، رضی الله عنها: اللَّدُود مكانَ الغَمْزِ؛ هو أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فَتُغْمَزَ بالید أَی تُكْبَسَ. و الغَمْزُ فی الدابة: الظَّلْعُ من قِبَلِ الرِّجْل، غَمَزَتْ تَغْمِزُ، و قیل: هو ظَلْعٌ خَفِیٌّ. و الغَمْزُ: العَصْرُ بالید؛ قال زِیادٌ الأَعْجَمُ: و كنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ كَسَرْتُ كُعُوبَها، أَو تَسْتقِیما قال ابن بری: هكذا ذكر سیبویه هذا البیت بنصب تسقیم بأَو، و جمیع البصریین؛ قال: هو فی شعره تستقیم بالرفع و الأَبیات كلها ثلاثة لا غیر و هی: أَ لم تَرَ أَنَّنی وَتَّرْتُ قَوْسِی لأَبْقَعَ من كِلابِ بَنِی تَمِیمِ عَوَی، فَرَمَیْتُه بِسِهامِ مَوْتٍ تَرُدُّ عَوادِیَ الحَنِقِ اللَّئِیمِ و كنت إِذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها، أَو تَسْتَقِیمُ «1» قال: و الحجة لسیبویه فی هذا أَنه سمع من العرب من ینشد هذا البیت بالنصب فكان إِنشاده حجة، كما عمل أَیضاً فی البیت المنسوب لعُقْبَةَ الأَسَدِی و هو: مُعاوِیَ، إِنَّنا بَشَرٌ فأَسْجِحْ فَلَسْنا بالجِبالِ و لا الحَدِیدا هكذا سمع من ینشده بالنصب و لم تحفظ الأَبیات التی قبله و التی بعده؛ و هذه القصیدة من شعره مخفوضة الروی؛ و بعده: أَكَلْتُمْ أَرْضَنا فَجَرَدْتُموها فهل مِنْ قائِمٍ أَو مِنْ حَصِیدِ؟ و المعنی فی شعر زیاد الأَعجم أَنه هجا قوماً زعم أَنه أَثارهم بالهجاء و أَهلكهم إِلا أَن یتركوا سَبَّه و هِجاءه، و كان یُهاجِی المُغِیرةَ بن حَبْناءَ التمیمی، و معنی غَمَزْتُ لَیَّنْتُ، و هذا مَثَلٌ، و المعنی إِذا اشتدّ علیّ جانب قوم رُمْتُ تلیینه أَو یستقیم. و غَمَزْتُ الكَبْشَ و الناقة أَغْمِزُها غَمْزاً إِذا وضعت یدك علی ظهرها لتنظر أَ بها طِرْقٌ أَم لا؛ و ناقة غَمُوزٌ، و الجمع غُمُزٌ. و الغَمُوزُ من النُّوق: مثل العَرُوك و الشَّكُوكِ؛ عن أَبی عبید. و‌فی حدیث الغُسْلِ: قال لها: اغْمِزِی قُرونَكِ‌أَی اكْبِسی ضفائر شعرك عند الغسل. و الغَمْزُ: العَصْر و الكبس بالید. و الغَمَزُ، بالتحریك: رُذالُ المال من الإِبل و الغنم، و الضِّعافُ من الرجال، یقال: رجل غَمَزٌ من قوم غَمَزٍ و أَغْمازٍ؛ و القَمَزُ مثل الغَمَز؛ و أَنشد الأَصمعی: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ و نابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ هذا و هذا غَمَزٌ من الغَمَزْ و ناقة غَمُوزٌ إِذا صار فی سَنامِها شحم قلیل یُغْمَزُ، و قد أَغْمَزَتِ الناقة إِغْمازاً. و أَغْمَزَ فی الرجل إِغْمازاً: استضعفه و عابه و صَغَّرَ شأْنه؛ قال الكمیت: و من یُطِعِ النّساءَ یُلاقِ منها إِذا أَغْمَزْنَ فیه، الأَقْوَرِینا الأَقْوَرینا الدواهی یقول: من یطع النساء إِذا عِبْنه و زَهِدْنَ فیه یلاقِ الدواهی التی لا طاقة له بها. و الغَمِیزُ و الغَمِیزَةُ: ضَعْفٌ فی العملِ و فَهَّةٌ فی العَقْل، و فی التهذیب: و جَهْلَة فی العقل. و رجل
(1). فی هذا البیت إقواء.
لسان العرب، ج‌5، ص: 390
غَمَزٌ أَی ضعیف. و سَمِعَ منی كلمةً فاغْتَمَزَها فی عقله أَی استضعفها. و الغَمِیزة: العَیْب. و لیس فی فلان غَمِیزة و لا غَمِیزٌ و لا مَغْمَزٌ أَی ما فیه ما یُغْمَزُ فَیُعاب به و لا مَطْعَنٌ؛ قال حسان: و ما وَجَدَ الأَعْداءُ فِیَّ غَمِیزَةً و لا طافَ لی منهم بِوَحْشِیَ صائِدُ و المَغامِزُ: المعایب. و فعلتُ شیئاً فاغْتَمَزَه فلانٌ أَی طَعَنَ علیّ و وجد بذلك مَغْمَزاً، أَبو عمرو: غَمَزَ عَیْبُ فلان و غَمَزَ داؤُه إِذا ظهر؛ قال الشاعر: و بَلْدَة، لَلدَّاءُ فیها غامِزُ مَیْتٌ بها العِرْقُ الصحیحُ الرَّاقِزُ الرَّاقِزُ: الضاربُ. و المَغْمُوزُ: المُتَّهَمُ. و المَغْمَزُ: المَطْمَعُ؛ قال: أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَیْتَها فهل فی الخَنانِیصِ من مَغْمَزِ؟ و یقال: ما فی هذا الأَمر مَغْمَزٌ أَی مَطْمَعٌ. ابن السكیت: أَغْمَزَنی الحَرُّ أَی فَتَر فاجْتَرَأْتُ علیه و ركبت الطریق. و فی التهذیب: غَمَزَنی الحَرُّ؛ عن أَبی عمرو، و قد غَمَزْتُ الشی‌ءَ غَمْزاً. و غُمازٌ و غُمازَةُ: موضع، و قیل: هی بئر أَو عین؛ و فی التهذیب: و عین غُمازَةَ معروفة ذكرها ذو الرمة فقال: تَوَخَّی بها العَیْنَیْنِ، عَیْنَیْ غُمازَةَ أَقَبُّ رَباعٌ أَو قُوَیْرِحُ عامِ قال: و بالسَّوْدَةِ عین أُخری یقال لها عُیَیْنَةُ غُمازَةَ، نسبت إِلی غُمازَة من وَلَدِ جَرِیر، قال: و غُمازَةُ عین أُخری بالزای؛ قال ذو الرمة یصف الوحش و انتقاض جَرْوِها: صَوافِنُ لا یَعْدِلْنَ بالوِرْدِ غَیْرَهُ و لكنها فی مَوْردَیْنِ عِدالُها أَ عَیْنُ بَنی بَوٍّ غُمازَةُ مَوْرِدٌ لها، حین تجْتابُ الدُّجَی، أَم أُثالُها؟ قال شمر: عادلت بین كذا و كذا أَیُّهما أَتی.

غوز؛ ج5، ص: 390

: قال الأَزهری فی ترجمة غَزا: الغَزْو القصد، و كذلك الغَوْزُ، و قد غَزاه و غازَهُ غَزْواً و غَوْزاً إِذا قصده. و الأَغْوَزُ: البارُّ بأَهله.

فصل الفاء؛ ج5، ص: 390

فجز؛ ج5، ص: 390

: الفَجْزُ: لغة فی الفَجْس، و هو التَّكَبُّر.

فحز؛ ج5، ص: 390

: یقال رجل مُتَفَحِّز أَی متعظم متفحش؛ حكاه الجوهری عن ابن السكیت.

فخز؛ ج5، ص: 390

: الفَخْزُ و التَّفَخُّزُ: التعظم، فَخَزَ فَخْزاً و تَفخَّزَ: فَخَرَ، و قیل: تكبر و تعظم. الأَصمعی: یقال من الكِبْر و الفَخْرِ فَخَزَ الرجلُ و جَمَخَ و جَفَخَ بمعنی واحد. و رجل مُتَفَخِّز أَی متعظم متفحش؛ و یقال: هو یَتَفَخَّزُ علینا. ابن الأَعرابی: یقال فَخَزَ الرجلُ إِذا جاء بِفَخْزِه و فَخْزِ غیره و كَذَبَ فی مُفاخَرَتِه، و الاسم الفَخْزُ، بالزای. أَبو عبید: فرس فَیخَزٌ، بالخاء و الزای، إِذا كان ضَخْمَ الجُرْدانِ.

فرز؛ ج5، ص: 390

: فَرَزَ العَرَقَ فَرْزاً، و الفِرْزُ: القِطعةُ منه، و الجمع أَفْرازٌ و فُرُوزٌ. و الفِرْزَةُ: كالفِرْزِ. و أُفْرِزَ له نَصِیبُهُ: عُزِلَ. و قوله‌فی الحدیث: من أَخَذَ شَفْعاً فهو له، و من أَخذ فِرْزاً فهو له؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 391
قیل فی تفسیره قولان: قال اللیث: الفِرْزُ الفَرْدُ، و قال الأَزهری: لا أَعرف الفِرْزَ الفَرْد. و الفِرْزُ فی الحدیث: النصیبُ المفرُوزُ. و قد فَرَزْتُ الشی‌ء و أَفْرَزْتُه إِذا قسمته. و الفِرزُ: النصیب المَفْرُوزُ لصاحبه، واحداً كان أَو اثنین: و فَرَزَهُ یَفْرِزُه فَرْزاً و أَفْرَزَه: مازَهُ. الجوهری: الفَرْزُ مصدر قولك فَرَزْتُ الشی‌ء أَفْرِزُه إِذا عزلته عن غیره و مِزْتَه، و القِطعَةُ منه فِرْزَةٌ، بالكسر. و فارَزَ فلانٌ شریكه أَی فاصله و قاطعه. قال بعض أَهل اللغة: الفَرْزُ قریب من الفَزْرِ، تقول: فَرَزْتُ الشی‌ء من الشی‌ء أَی فصلته. و تكلم فلان بكلامٍ فارِزٍ أَی فَصَلَ به بین أَمرین. قال: و لسان فارِزٌ بَیِّنٌ؛ و أَنشد: إِنی إِذا ما نَشَزَ المُناشِزُ فَرَّجَ عن عِرْضِی لِسانٌ فارِزُ القشیری: یقال للفُرْصَةِ فُرْزَةٌ و هی النَّوْبَة. و أَفْرَزَه الصیدُ أَی أَمكنه فرماه من قُرْبٍ. و الفَرْزُ: الفَرْجُ بین الجبلین، و قیل: هو موضع مطمئن بین رَبْوَتَیْنِ؛ قال رؤبة یصف ناقة: كَمْ جاوَزَتْ من حَدَبٍ و فَرْزِ و الفَرْزُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض. و الفَرْزَةُ: شَقٌّ یكون فی الغَلْظِ؛ قال الراعی: فأَطْلَعَتْ فَرْزَة الآجامِ جافِلَةً لم تَدْرِ أَنَّی أَتاها أَوّل آهر «2» و الإِفْرِیزُ: الطَّنْفُ، و منه ثوب مَفْرُوزٌ. قال أَبو منصور: الإِفْرِیزُ إِفْرِیزُ الحائط؛ معرّب لا أَصل له فی العربیة؛ قال: و أَما الطَّنْفُ فهو عربی محض. التهذیب: الفارِزَةُ طریقة تأْخذ فی رَمْلَةٍ فی دَكادِكَ لَیِّنَةٍ كأَنها صَدْعٌ من الأَرض منقاد طویلٌ خِلْقَةً. و فَرْوَزَ الرجلُ: مات. و الفِرْزانُ: معروف. و فَیْرُوزٌ: اسم فارسی.

فزز؛ ج5، ص: 391

: الفَزُّ: ولد البقرة، و الجمع أَفْرازٌ؛ قال زهیر: كما اسْتَغاثَ بسَیْ‌ءٍ فَزُّ غَیْطَلَةٍ خافَ العُیونَ، و لم یُنْظَرْ به الحَشَكُ و فَزَّه فَزّاً و أَفَزّه: أَفزعه و أَزعجه و طَیَّر فؤادَه، و كذلك أَفْزَزْتُه؛ قال أَبو ذؤیب: و الدهرُ لا یَبْقَی علی حِدْثانِه شَبَبٌ أَفَزَّتْه الكِلابُ مُرَوَّعُ و اسْتَفَزَّه من الشی‌ء: أَخرجه. و اسْتَفَزَّه: خَتَلَه حتی أَلقاه فی مَهْلكة. و اسْتَفَزَّه الخوفُ أَی استخفه. و‌فی حدیث صفیَّة: لا یُغْضِبُه شی‌ء و لا یَسْتَفِزُّه‌أَی لا یستخفه. و رجل فَزٌّ أَی خفیف. و فی التنزیل العزیز: وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ؛ قال الفراء: أَی استخف بصوتك و دعائك، قال: و كذلك قوله عز و جل: وَ إِنْ كٰادُوا لَیَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ أَی لیستَخِفُّونَك. و قال أَبو إِسحاق فی قوله لَیَسْتَفِزُّونَكَ: أَی لیقتلونك، رواه لأَهل التفسیر؛ و قال أَهل اللغة: كادوا لیَسْتَخِفُّونَك إِفزاعاً یحملك علی خفة الهَرَب. قال أَبو عبید: أَفْزَزْتُ القومَ و أَفزعتهم سواء. و فَزّ الجُرْحُ و الماءُ یفِزُّ فَزًّا و فَزِیزاً و فَصَّ یَفِصُّ فَصِیصاً: نَدِیَ و سال بما فیه.
(2). قوله [فأطلعت البیت] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌5، ص: 392
و الفُزَفِزُ: الثَّدْیُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابی: فَزْفَزَ إِذا طرد إِنساناً و غیره. و فی النوادر: افْتَزَزْتُ و ابْتَزَزْتُ و ابْتَذَذْتُ و قد تباذَذْنا و تَبازَزْنا و قد بَذَذْتُه و بَزَزْتُه و فَزَزْتُه إِذا غَرَرْتَهُ و غَلَبْتَه. و ذَكر الجوهریُّ: و قَعَدَ مُسْتَوْفِزاً أَی غیر مطمئن.

فطز؛ ج5، ص: 392

: فَطَزَ الرجلُ فَطْزاً: مات كَفَطَس.

فلز؛ ج5، ص: 392

: الفِلَزُّ و الفِلِزُّ و الفُلُزُّ: النُّحاس الأَبیض تجعل منه القُدور العِظامُ المُفْرَغَةُ و الهَاوُناتُ. و الفِلَزُّ و الفِلِزُّ: الحجارة، و قیل: هو جمیع جواهر الأَرض من الذهب و الفضة و النحاس و أَشباهها و ما یرمی من خَبَثِها. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: من فِلِزِّ اللُّجَیْنِ و العِقْیانِ، و أَصله الصلابة و الشدة و الغلظ، و رواه ثعلب: الفُلُزُّ، و رواه ابن الأَعرابی بالقاف، و سیأْتی ذكره. و الفِلِزُّ أَیضاً، بالكسر و تشدید الزای: خَبَثُ ما أُذیب من الذهب و الفضة و الحدید و ما یَنْفِیه الكِیرُ مما یذاب من جواهر الأَرض. و‌فی الحدیث: كلُّ فِلِزٍّ أُذیب، هو من ذلك.و رجل فِلِزٌّ: غلیظ شدید.

فوز؛ ج5، ص: 392

: الفَوْزُ: النَّجاءُ و الظَّفَرُ بالأُمْنِیَّة و الخیرِ، فازَ به فَوْزاً و مَفازاً و مَفازَةً. و قوله عز و جل: إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفٰازاً حَدٰائِقَ وَ أَعْنٰاباً؛ إِنما أَراد مُوجِبات مَفاوِز و لا یجوز أَن یكون المَفازُ هنا اسْمَ الموضع لأَن الحدائق و الأَعناب لسن مواضع. اللیث: الفَوْزُ الظَّفَرُ بالخیر و النَّجاةُ من الشر. یقال: فازَ بالخیر و فازَ من العذاب و أَفازَهُ الله بكذا ففازَ به أَی ذهب به. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفٰازَةٍ مِنَ الْعَذٰابِ؛ قال الفراء: معناه ببعید من العذاب، و قال أَبو إِسحاق: بمنْجاةٍ من العذاب، قال: و أَصل المَفازَةِ مَهْلَكَةٌ فتفاءلوا بالسلامة و الفَوْزِ. و یقال: فازَ إِذا لَقِیَ ما یُغْتَبَطُ، و تأْویله التباعد من المكروه. و المَفازَةُ أَیضاً: واحدةُ المفاوِزِ، و سمیت بذلك لأَنها مَهْلَكة من فَوَّزَ أَی هَلَكَ، و قیل: سمیت تفاؤلًا من الفَوْزِ النَّجاةِ. و فازَ القِدْحُ فَوْزاً أَصابَ، و قیل: خرج قبل صاحبه؛ قال الطرماح: و ابْن سَبِیلٍ قَرَیْتُه أُصُلًا من فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ و إِذا تساهم القوم علی المَیْسِرِ فكلما خرج قِدْح رجل قیل: قد فازَ فَوْزاً. و الفَوْزُ أَیضاً: الهلاك. فازَ یَفُوزُ و فَوَّزَ أَی مات؛ و منه قول كعب بن زهیر: فَمَنْ للقَوافی شَانَها من یَحُوكُها إِذا ما تَوی كَعْبٌ، و فَوَّزَ جَرْوَلُ؟ یقولُ، فلا یَعْیا بشی‌ءٍ یَقُولُه و من قائلِیها من یُسِی‌ءُ و یَعْمَلُ قوله شانها أَی جاء بها شائنة أَی معیبة. و توی: مات و كذا فَوَّزَ. قال ابن بری: و قد قیل إِنه لا یقال فوّز فلان حتی یتقدم الكلامَ كَلامٌ فیقال: مات فلانٌ و فَوَّزَ فلان بعده، یشبه بالمُصَلِّی من الخیل بعد المُجَلِّی. و جَرْوَلٌ: یعنی به الحُطَیْئَةَ؛ و قال الكمیت: و ما ضَرَّها أَنَّ كَعْباً تَوَی و فَوَّزَ من بعدِه جَرْوَلُ قال ابن الأَعرابی: فوَّز الرجل إِذا مات؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 393
و أَنشد: «1» فَوَّزَ من قُراقِر إِلی سُوَی خَمْساً، إِذا ما ركب الجِبسُ بَكَی و یقال للرجل إِذا مات: قد فَوَّزَ أَی صار فی مَفازَةٍ ما بین الدنیا و الآخرة من البرزخ الممدود؛ و فی حدیث سَطِیح: أَمْ فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ أَی مات. قال ابن الأَثیر: و یروی بالدال، و قد تقدم. و یقال: فَوَّزَ الرجل بإِبله إِذا ركب بها المَفَازَةَ؛ و منه قول الراجز: فَوَّزَ من قُراقِر إِلی سُوَی و هما ماءان لكلب. و‌فی حدیث كعب بن مالك: و اسْتَقْبَلَ سفراً بعیداً و مَفازاً؛ المَفازُ و المَفازَةُ: البَرِّیَّةُ القَفْرُ، و تجمع المَفاوِزَ. و یقال: فاوَزْتُ بین القوم و فارَضْتُ بمعنی واحد. و المَفازَة: المَهْلَكة علی التَّطَیُّر، و كلُّ قَعْرٍ مَفازَةٌ؛ و قیل: المَفازَةُ و الفَلاة إِذا كان بین الماءین رِبْعٌ من وِرْدِ الإِبل و غِبٌّ من سائر الماشیة، و قیل: هی من الأَرضین ما بین الرِّبْع من وِرْدِ الإِبلِ من الغِبِّ من وِردِ غیرها من سائر الماشیة، و هی الفَیفاةُ، و لم یعرف أَبو زید الفَیْفَ. ابن الأَعرابی: سمیت الصحراء مفازَة لأَن من خرج منها و قطعها فاز. و قال ابن شمیل: المفازة التی لا ماء فیها و إِذا كانت لیلتین لا ماء فیها فهی مَفازة و ما زاد علی ذلك كذلك، و أَما اللیلة و الیوم فلا یعدّ مَفازة. قال ابن الأَعرابی: سمیت المفازة من فَوَّزَ الرجل إِذا مات. و یقال: فَوَّزَ إِذا مضی. و فَوَّزَ تَفْوِیزاً: صار إِلی المَفازة، و قیل: ركبها و مضی فیها، و قیل: فَوَّزَ خرج من أَرض إِلی أَرض كهاجَرَ. و تَفَوَّزَ: كَفَوَّزَ؛ قال النابغة الجعدی: ضَلال خَوِیّ إِذ تَفَوَّزَ عن حِمًی لیَشْرَبَ غِبًّا بالنِّباجِ و نَبْتَلا «2» و فازَ الرجلُ و فَوَّزَ: هلك؛ و قیل: إِن المَفازة مشتقة من هذا، و الأَول أَشهر و إِن كان الآخر أَقیس. و الفَازَةُ: بناء من خِرَقٍ و غیرها تبنی فی العساكر، و الجمع فازٌ، و أَلفها مجهولة الانقلاب؛ قال ابن سیدة: و لكن أَحملها علی الواو لأَن بدلها من الواو أَكثر من الیاء، و كذلك إِذا حَقَّرَ سیبویه شیئاً من هذا النحو أَو كَسَّرَه حمله علی الواو أَخذاً بالأَغلب. قال الجوهری: و الفازَةُ مِظَلَّةٌ تمدّ بعمود، عَرَبیٌّ فیما أُری.

فصل القاف؛ ج5، ص: 393

قبز؛ ج5، ص: 393

: التهذیب: أَهمله اللیث. و قال أَبو عمرو: القِبْزُ القصیر البخیل.

قحز؛ ج5، ص: 393

: القَحْزُ: الوَثْبُ و القَلَقُ. قَحَزَ یَقْحَزُ قَحْزاً: قَلِقَ و وَثَب و اضطرب؛ قال رؤبة:
(1). قوله [فوّز إلخ] الذی فی یاقوت: لله درّ رافع أنی اهتدی فوّز من قراقر إلی سوی خمساً إذا ما سارها الجبس بكی ما سارها من قبله إنس یری و رواها فی قراقر علی غیر هذا الترتیب فقدّم و أخر و جعل بدل الجبس الجیش. و لعله روی بهما إذ المعنی علی كل صحیح، ثم إن المؤلف استشهد بالبیت علی أن فوّز بمعنی هلك و عبارة یاقوت: قراقر واد نزله خالد بن الولید عند قصده الشام و فیه قیل لله در إلخ انتهی. ففوّز فیه بمعنی مضی فالأنسب ما ذكره المؤلف بعد و هو الذی اقتصر علیه الجوهری. (2). قوله [بالنباج و نبتلا] هما اسما موضعین كما فی یاقوت.
لسان العرب، ج‌5، ص: 394
إِذا تَنَزَّی قاحِزاتِ القَحْزِ یعنی شدائد الأُمور. و‌فی حدیث أَبی وائل: أَن الحجاج دعاه فقال له: أَحْسِبُنا قد رَوَّعْناك، فقال أَبو وائل: أَما إِنی بِتُّ أُقَحَّزُ البارِحَةَ‌أَی أُنَزَّی و أَقْلَقُ من الخوف. و‌فی حدیث الحسن و قد بلغه عن الحجاج شی‌ء فقال: ما زلت اللیلة أَقْحَزُ كأَنی علی الجمر، و هو رجل قاحِزٌ. و قَحَزَ الرجلُ، فهو قاحِزٌ إِذا سَقَط شِبْهَ المیتِ. و قَحَزَ الرجلُ عن ظهر البعیر یَقْحَزُ قُحوزاً: سَقَط. و قَحَزَ السهمُ یَقْحَزُ قَحْزاً: وقع بین یدی الرامی. و القاحِزُ: السهم الطَّامِحُ عن كبد القوس ذاهباً فی السماء. یقال: لَشَدَّ ما قَحَزَ سهمُك أَی شَخَصَ. و قَحَزَ الكلبُ ببوله یَقْحَزُ قَحْزاً: كقَزَحَ. و قَحَزَ الرجلَ یَقْحَزُه قَحْزاً و قُحوزاً و قَحَزاناً: أَهلكه. و التَّقْحِیزُ: الوعیدُ و الشَّرُّ، و هو من ذلك. و القُحازُ: داء یصیب الغنم. و تقول: ضربته فَقَحَزَ؛ قال أَبو كبیر یصف الطَّعْنَةَ: مُسْتَنَّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة تَنْفی التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ یعنی خروج الدم باسْتِنانٍ. و المُعْرَوْرِفُ: الذی له عُرْفٌ من ارتفاعه. و قَحَّزَه غیرُه تَقْحِیزاً أَی نَزَّاه.

قرز؛ ج5، ص: 394

: القَرْزُ: قَبْضُك الترابَ و غیره بأَطراف أَصابعك نحو القَبْضِ. قال أَبو منصور: كأَنَّ القَرْزَ مبدلٌ من القَرْصِ.

قربز؛ ج5، ص: 394

: القُرْبُزُ و القُرْبُزِیُّ: الذكر الصُّلب الشدید. الجوهری: رجل جُرْبُزٌ، بالضم، بَیِّنُ الجَرْبَزَةِ، بالفتح، أَی خَبٌّ، و هو القُرْبُزُ أَیضاً، و هما معرّبان.

قرمز؛ ج5، ص: 394

: القِرْمِزُ: صِبْغٌ أَرْمَنِیٌّ أَحمر یقال إِنه من عُصارة دود یكون فی آجامهم، فارسی معرب؛ و أَنشد شمر لبعض الأَعراب: جاء من الدَّهْنا و من آرابه لا یأْكلُ القِرْمازَ فی صِنابِه و لا شِواءَ الرُّغْفِ مع جُوذابِه إِلا بقایا فَضْلِ ما یُؤْتی به من الیَرابِیعِ و من ضِبابِه أَراد بالقرماز الخبز المحوّر، و هو معرّب، و ورد فی تفسیر قوله تعالی: فَخَرَجَ عَلیٰ قَوْمِهِ فِی زِینَتِهِ؛ قال: كالقِرْمِزِ هو صِبْعٌ أَحمر، و یقال إِنه حیوان تصبغ به الثیاب فلا یكاد یَنْصُلُ لونُه، و هو معرّب.

قزز؛ ج5، ص: 394

: القَزازَةُ: الحَیاءُ، قَزَّ یَقُزُّ. و رجل قَزٌّ: حَییٌّ، و الجمع أَقِزَّاءُ نادر. و قَزَّتْ نفسی عن الشی‌ء قَزًّا و قَزَّتْهُ، بحرف و غیر حرف: أَبَتْه و عافَتْه، و أَكثر ما یستعمل بمعنی عافَتْه. و تَقَزَّز الرجلُ من الشی‌ء: لم یَطْعَمْه و لم یَشْرَبْهُ بإِرادة، و قد تَقَزَّزَ من أَكْلِ الضَّبِّ و غیره، فهو رجل قَزٌّ و قِزٌّ و قُزٌّ، ثلاث لغات: مُتَقَزِّزٌ و قِنْزَهْوٌ؛ قال اللحیانی: و یثنی و یجمع و یؤنث ثم لم یذكر الجمع، و الأُنثی قَزَّةٌ و قُزَّة و قِزَّة. و ما فی طعامه قَزٌّ و لا قُزٌّ و لا قَزازَةٌ أَی ما یُتَقَزَّزُ له. و التَّقَزُّز: التَّنَطُّس و التباعد من الدَّنَس. و القَزَزُ: الرجل الظریف المُتَوَقِّی للعیوب. ابن الأَعرابی: رجل قُزَّازٌ مُتَقَزِّزٌ من المعاصی و المعایب
لسان العرب، ج‌5، ص: 395
لیس من الكِبْر و التِّیه. و یقال: رجل قَزٌّ و قُزٌّ و قِزٌّ و قَزَزٌ، و هو المُتَقَزِّزُ من المعاصی و المعایب. اللیث: قَزَّ الإِنسانُ یَقُزُّ قَزًّا إِذا قَعَدَ كالمُسْتَوْفِز ثم انقبض و وَثَبَ، و القَزَّة: الوَثْبَةُ. و‌فی الحدیث: إِن إِبلیس، لعنه الله، لیَقُزُّ القَزَّةَ من المشرق فیبلغ المغربَ‌أَی یَثِبُ الوَثْبَةَ. و القَزُّ: من الثیاب و الإِبْرَیْسَمِ، أَعجمی معرّب، و جمعه قُزُوزٌ؛ قال الأَزهری: هو الذی یُسَوَّی منه الإِبریسم. و القازُوزَةُ: مَشْرَبَةٌ و هی قَدَح دون القَرْقارَة، أَعجمیة معرّبة؛ الفراء: القوازِیزُ الجماجم الصغار التی هی من قواریر؛ و قال أَبو حنیفة: هذا الحرف فارسی و الحرف العجمی یعرّب علی وجوه؛ و قال اللیث: القاقُزَّةُ مَشْرَبَة دون القَرْقارَةِ معرّبة، قال: و لیس فی كلام العرب، مما یفصل، أَلف بین حرفین مثلین مما یرجع إِلی بناءِ قَفَزَ و نحوه، و أَما بابِلُ فهو اسم بلدة، و هو اسم خاص لا یجری مجری اسم العوام، قال: و قد قال بعض العرب قازُوزَة للقاقُزَّة، قال الجوهری: و لا تقل قاقُزَّة، و قال أَبو عبید فی كتاب ما خالفت العامةُ فیه لغاتِ العرب: هی قاقُوزَة و قازُوزَة للتی تسمی قاقُزَّة. و‌فی حدیث ابن سلام قال: قال موسی لجبریل، علیهما و علی نبینا الصلاة و السلام: هل ینام ربك؟ فقال الله تعالی: قل له فلیأْخذ قازوزَتَیْنِ أَو قارُورَتَیْنِ و لیَقُمْ علی الجبل من أَوّل اللیل حتی یصبح؛ قال الخطابی: هكذا روی مشكوكاً فیه، و القازُوزَة: مَشْرَبة كالقارُورَة.

قشنز؛ ج5، ص: 395

: القَشْنِیزَةُ: عُشْبَةٌ ذاتُ جِعْثِنَةٍ واسعة تُورِق ورقاً كورق الهِنْدِباء الصغار و هی خضراء كثیرة اللبن حُلْوَة یأْكلها الناسُ و یحبها الغنم جدًّا؛ حكاها أَبو حنیفة.

قعز؛ ج5، ص: 395

: قَعَزَ ما فی الإِناء یَقْعَزُه قَعْزاً: شَرِبَهُ عَبًّا. و قَعَزَ الإِناءَ قَعْزاً: ملأَه.

قعفز؛ ج5، ص: 395

: جلس القَعْفَزی: و هی جِلْسَةُ المُسْتوفِز، و قد اقْعَنْفَزَ.

قفز؛ ج5، ص: 395

: قَفَزَ یَقْفِزُ قَفْزاً و قِفازاً و قُفُوزاً و قَفَزاناً: وثب. و یقال: جاءت الخیلُ تَعْدُو القَفَزی من القَفْز. و یقال للخیل السِّراع التی تثب فی عدوها: قافِزَةٌ و قَوافِزُ، و أَنشد: بِقافِزاتٍ تحتَ قافِزینا و القَفِیزُ من المكاییل: معروف و هو ثمانیة مكاكیك عند أَهل العراق، و هو من الأَرض قدر مائة و أَربع و أَربعین ذراعا، و قیل: هو مكیال تتواضَعُ الناسُ علیه، و الجمع أَقْفِزَةٌ و قُفْزانٌ. و فی التهذیب: القَفِیزُ مقدار من مساحة الأَرض. الأَزهری: و قفیز الطحَّان الذی نهی عنه، قال ابن المبارك: هو أَن یقول أَطحن بكذا و كذا و زیادة قَفِیزٍ من نفس الدقیق، و قیل: إِن قفیز الطحَّان هو أَن یستأْجر رجلًا لیطحن له حنطة معلومة بقَفِیزٍ من دقیقها. و القُفَّازُ، بالضم و التشدید: لباس الكف و هو شی‌ء یعمل للیدین یحشی بقطن و یكون له أَزرار تُزَرَّرُ علی الساعدین من البرد تلبسه المرأَة فی یدیها، و هما قُفَّازان. و القُفَّازُ: ضرب من الحلی تتخذه المرأَة فی یدیها و رجلیها، و من ذلك یقال: تَقَفَّزَتِ المرأَة بالحناء. و تَقَفَّزَتِ المرأَة: نَقَشَتْ یدیها و رجلیها بالحناء، و أَنشد:
لسان العرب، ج‌5، ص: 396
قُولا لذاتِ القُلْبِ و القُفَّازِ أَ ما لمَوْعُودِكِ من نَجازِ؟ و‌فی الحدیث: لا تَنْتَقِب المحرمة و لا تَلْبَس قُفَّازاً، و فی روایة: لا تنتقب و لا تَبَرْقَع و لا تَقَفَّز.و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللَّه عنهما: أَنه كَرِهَ للمحرمة لُبْسَ القُفَّازَیْنِ.و‌فی حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها: أَنها رَخَّصَتْ للمحرمة فی القُفَازَیْنِ، القُفَّاز: شی‌ء تلبسه نساء الأَعراب فی أَیدیهن یغطی أَصابعها و یدها مع الكف. و قال خالد بن جَنْبَةَ: القُفَّازانِ تُقَفِّزُهما المرأَةُ إلی كعوب المرفقین فهو سترة لها، و إِذا لبست بُرْقُعَها و قُفَّازَیْهَا و خفها فقد تَكَتَّنَت، قال: و القُفَّازُ یتخذ من القطن فیحشی بِطَانَةً و ظِهَارَةً و من الجلود و اللبود. و یقال للمرأَة: قَفَّازَةٌ لقلة استقرارها. و فرس مُقَفَّزٌ: استدار تحجیله فی قوائمه و لم یجاوز الأَشاعِرَ نحو المُنَعَّلِ. و الأَقْفَزُ من الخیل: الذی بیاض تحجیله فی یدیه إلی مرفقیه دون الرجلین، و كذلك المُقَفَّزُ كأَنه لبس القُفَّازَیْنِ. و قال أَبو عمرو فی شِیَاتِ الخیل: إذا كان البیاض فی یدیه فهو مُقَفَّزٌ، فإِذا ارتفع إلی ركبتیه فهو مُجَبَّبٌ، و هو مأْخوذ من القُفَّازَیْنِ. و قَفَزَ الرجلُ: مات. و القُفَّیْزَی: من لعب صبیان الأَعراب یَنْصِبُونَ خَشَبَةً ثم یَتَقافَزُونَ علیها.

ققز؛ ج5، ص: 396

: القَاقُوزَةُ: كالقازُوزَة و هی أَعلی منها، أَعجمیة معرّبة. قال أَبو عبید فی كتاب ما خالفت فیه العامة لغات العرب: هی قاقُوزَةٌ و قازُوزَة للتی تسمی قاقُزَّةً. قال ابن السكیت: أَما القاقُزَّة فمولَّدة؛ و أَنشد للأُقَیْشِر الأَسَدِیِّ و اسمه المُغِیرَةُ بنُ الأَسود: أَفْنی تِلادی و ما جَمَّعْتُ من نَشَبٍ قَرْعُ القَواقِیزِ أَفواه الأَبارِیقِ كأَنَّهُنَّ، و أَیْدی الشَّرْبِ مُعْمَلَةٌ إِذا تَلأْلأْنَ فی أَیدی الغَرانِیقِ بناتُ ماءٍ تُری، بِیضٌ جآجِئُها حُمْرٌ مناقِرُها، صُفْرُ الحَمالِیقِ التِّلادُ: المال القدیم الموروث. و النَّشَبُ: الضِّیاع و البساتین التی لا یقدر الإِنسان أَن یرحل بها. و القواقیز: جمع قاقُوزَة، و هی أَوانٍ یشرب بها الخمر. و الغرانیق: شُبَّان الرجال، واحدهم غُرْنُوقٌ. قال: و یقال غِرْنَوْقٌ و غِرْناقٌ و غُرانِقٌ. و بنات ماء: طیر من طیر الماء طوال الأَعناق. و الجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، و من رفع أَفواه الأَباریق جعلها فاعلة بالقَرْع، و تكون القوافیز فی موضع مفعول تقدیره أَن قرعت القواقیزَ أَفواه، و من نصب الأَفواه كانت القواقیز فاعلة فی المعنی، تقدیره أَن قرعت القواقیزُ أَفواه، و المعنی واحد لأَن الأَباریق تقرع القواقیز و القواقیز تقرع الأَباریق، فكل منهما قارع مقروع، و القاقُزَّة لغة؛ قال النابغة الجَعْدیُّ: كأَنِّی إِنما نادَمْتُ كِسْری فلی قاقُزَّة و له اثنَتانِ و قیل: لا تقل قاقُزَّة، و قال یعقوب: القاقُزَّة مولَّدة، و قال أَبو حنیفة: القاقُزَّة الطَّاسُ. اللیث: القاقُزَّة مَشْرَبَةٌ دون القَرْقارَة، و هی معرّبة. قال اللیث: و لیس فی كلام العرب، مما یفصل، أَلف بین
لسان العرب، ج‌5، ص: 397
حرفین مثلین مما یرجع إِلی بناء قَقْز، و أَما بابِلُ فهو اسم بلدة، و هو اسم خاص لا یجری مجری اسم العوام. و القاقُزَّانُ: ثَغْرٌ بقَزْوِینَ تَهُبُّ فی ناحیته ریح شدیدة؛ قال الطرماح: بفَجِّ الریح فَجّ القاقُزان

قلز؛ ج5، ص: 397

: القَلْزُ: ضَرْبٌ من الشُّرْبِ. قَلَزَ الرجلُ یَقْلِزُ و یَقْلُزُ قَلْزاً: شرب، و قیل: تابع الشرب، و قیل: هو إِدامة الشرب، و قیل: هو الشرب دَفْعَةً واحدة؛ عن ثعلب، و قیل: هو المَصُّ. و قَلَزَ بسهم: رَمَی. و قَلَزه یَقْلُزه و یَقْلِزُه: ضربه. و قَلَزَ یَقْلِز و یَقْلُز قَلْزاً: عَرجَ. و القَلْزُ: قَلْزُ الغُراب و العُصْفور فی مِشْیَتِه. و قَلَزَ الطائر یَقْلِزُ قَلْزاً: وَثَبَ و ذلك كالعصفور و الغراب. و كلُّ ما لا یمشی مشیاً، فقد قَلَزَ، و هو یَقْلِزُ؛ و منه قول الشُّطَّار: قَلَزَ فی الشراب أَی قَذَفَ بیده النبیذ فی فمه كما یَقْلِزُ العصفورُ. و إِنه لَمِقْلَزٌ أَی وَثَّابٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَقْلِزُ فیها مِقْلَزُ الحُجُولِ نَعْباً علی شِقَّیْهِ كالمَشْكُولِ یَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ یصف داراً خلت من أَهلها فصار فیها الغِرْبانُ و الظباء و الوحش؛ و روی‌نَغْباً … و التَّقَلُّز: النشاط. و رجل قُلُزٌّ: شدید. و جاریة قُلُزَّةٌ: شدیدة. و القُلُزُّ من النحاس، بالقاف و ضم اللام: الذی لا یعمل فیه الحدید؛ عن ابن الأَعرابی. و قال كراع: القِلِزُّ و القُلُزُّ النحاس الذی لا یعمل فیه الحدید.

قلمز؛ ج5، ص: 397

: الأَزهری: عجوز عِكْرِشَةٌ و عِجْرِمَةٌ و عَضَمَّزَة و قَلَمَّزَة: و هی اللئیمة القصیرة.

قمز؛ ج5، ص: 397

: القَمَزُ: صِغار المال و رَدیئه و رُذالُهُ الذی لا خیر فیه كالقَزَمِ؛ و أَنشد: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ و نابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ قال الأَزهری: سمعت جامعاً الحَنْظَلِیَّ یقول رأَیت الكلأَ فی جُؤْجُؤَی قُمَزاً قُمَزاً؛ أَراد أَنه لم یتصل و لكنه نبت متفرقاً لُمْعَة هاهنا و لُمْعَة هاهنا. و قَمَزَ الشی‌ءَ یَقْمِزُه قَمْزاً: جمعه بیده، و هی القُمْزَةُ، و قیل: قَمَزَ قُمْزَةً أَخذ بأَطراف أَصابعه. و القُمْزَةُ: بُرْعُومُ النبت الذی تكون فیه الحبة. و القُمْزَةُ، بالضم، مثل الجُمْزَةِ: و هی كُتْلَةٌ من التمر. و القُمْزَةُ من الحصی و التراب: الصُّوَّةُ، و جمعها قُمَزٌ.

قمرز؛ ج5، ص: 397

: رجل قُمَرِزٌ و قُمَّرِزٌ: قصیر؛ التشدید عن ثعلب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قُمَّرِز آذانُهم كالإِسْكابْ الإِسْكاب و الإِسْكابَةُ: الفَلَكَةُ التی یرقع بها الزِّقُّ. قال اللحیانی: رجل قُمَّرِزٌ علی بناء الهُمَّقِعِ، و هو جَنی التَّنْضُبِ.

قنز؛ ج5، ص: 397

: القَنَزُ: لغة فی القَنَصِ، و حكی یعقوب أَنه بدل، قال غلام من بنی الصارد رَمی خنزیراً فأَخطأَه و انقطع وَتَرُه فأَقبل و هو یقول: إِنك رَعْمَلیٌّ، بئس الطَّریدَةُ القَنَزُ و منه قول صائد الضَّبّ: ثم اعْتَمَدْتُ فَجَبَذْتُ جَبْذَةً خَرَرْتُ منها لِقَفَایَ أَرْتَمِزْ
لسان العرب، ج‌5، ص: 398
فقلتُ حَقّاً صادِقاً أَقُولُه هذا لَعَمْرُ اللهِ من شَرِّ القَنَزْ یرید القَنَص. قال أَبو عمرو: و سأَلت أَعرابیاً عن أَخیه فقال: خرج یَتَقَنَّزُ أَی یَتَقَنَّصُ؛ كل ذلك حكاه یعقوب فی المبدل، قال: و یقال للقانص و القَنَّاص قانِزٌ و قَنَّاز. ابن الأَعرابی: أَقْنَزَ الرجلُ إِذا شرب بالإِقْنِیز طَرَباً و هو الدَّنُّ الصغیر، قال: و جِلْفَةُ الإِقْنِیزِ طینته. أَبو عمرو: القِنْزُ الراقُود الصغیر.

قهز؛ ج5، ص: 398

: القَهْزُ و القِهْزُ و القَهْزِیُّ: ضَرْبٌ من الثیاب تتخذ من صوف كالمِرْعِزَّی؛ و قال ابن سیدة: هی ثیاب صوف كالمِرْعِزَّی و ربما خالطها حریر، و قیل: هو القَزُّ بعینه و أَصله بالفارسیة كهْزانه، و قد یشبَّه الشَّعَرُ و العِفاءُ به، قال رؤبة: و ادَّرَعَتْ من قَهْزِها سَرابِلا أَطارَ عنها الخِرَقَ الرَّعابِلا یصف حمر الوحش یقول: سقط عنها العِفاءُ و نبت تحته شَعَرٌ لَیِّنٌ. و قال أَبو عبید: القَهْزُ و القِهْزُ ثیابٌ بیض یخالطها حریر؛ و أَنشد لذی الرمة یصف البُزاةَ و الصُّقُور بالبیاض: من الزُّرْق أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤوسَها من القِهْزِ و القُوهِیِّ، بیضُ المَقانِعِ و قال الراجز یصف حُمُرَ الوَحْش: كأَن لَوْنَ القِهْزِ فی خُصُورِها و القَبْطَرِیِّ البِیضِ فی تأْزِیرِها و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجه: أَن رجلًا أَتاه و علیه ثوبٌ من قَهْزٍ، هو من ذلك.

قهمز؛ ج5، ص: 398

: أَبو عمرو: القَهْمَزَةُ الناقة العظیمة البَطِیئَةَ؛ و أَنشد: إِذا رَعَی شَدَّاتِها العَوائِلا و الرُّقْصَ من رَیْعانِها الأَوائِلا و القَهْمَزاتِ الدُّلَّحَ الخَواذِلا بذات جَرْسٍ، تَمْلأُ المَداخِلا قوله [إذا رعی شداتها إلی آخر البیتین] هكذا فی الأَصل. اللیث: امرأَة قَهْمَزَةٌ قصیرة جدّاً. أَبو عمرو: القَهْمَزَی الإِحْضارُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لبعض بنی عقیل یصف أتاناً: من كلِّ قَبَّاءَ نَحُوصٍ جَرْیُها إِذا عَدَوْنَ القَهْمَزَی، غیرُ شَتِجْ أَی غیر بطی‌ء.

قوز؛ ج5، ص: 398

: القَوْزُ من الرَّمْلِ: صغیر مستدیر تشبَّه به أَرداف النساء؛ و أَنشد: و رِدْفُها كالقَوْزِ بَیْنَ القَوْزَیْن قال الأَزهری: و سماعی من العرب فی القَوْزِ أَنه الكَثِیبُ المُشْرِفُ. و‌فی الحدیث: مُحَمَّدٌ فی الدَّهْمِ بهذا القَوْزِ؛ القَوْزُ، بالفتح: العالی من الرمل كأَنه جبل؛ و منه‌حدیث أُمِّ زَرْع: زَوْجی لَحْمُ جَمَلٍ غثّ، علی رأْس قَوْزٍ وَعْثٍ؛ أَرادتْ شدَّة الصعود فیه لأَن المشی فی الرمل شاق فكیف الصعود فیه لا سیما و هو وَعْثٌ؟ ابن سیدة: القَوْزُ نَقاً مستدیر منعطف، و الجمع أَقْوازٌ و أَقاوِزُ؛
لسان العرب، ج‌5، ص: 399
قال ذو الرمة: إِلی ظُعُنٍ یَقْرِضْنَ أَقْوازَ مُشْرِفٍ شِمالًا، و عن أَیمانهنّ الفَوارِسُ و قال آخر: و مُخَلَّدات باللُّجَیْنِ، كأَنما أَعْجازُهُن أَقاوِزُ الكُثْبانِ قال: هكذا حكی أَهل اللغة أَقاوِز، و عندی أَنه أَقاوِیزُ، و أَن الشاعر احتاج فحذف ضرورة. مخلدات: فی أَیدیهن أَسورة؛ و منه قوله تعالی: وِلْدٰانٌ مُخَلَّدُونَ*، و الكثیر قِیزانٌ؛ قال: لما رأَی الرَّمْلَ و قِیزانَ الغَضَا و البَقَرَ المُلَمَّعاتِ بالشَّوَی بَكَی، و قال: هل تَرَوْنَ ما أَرَی؟ الجوهری: القَوْزُ، بالفتح، الكثیب الصغیر؛ عن أَبی عبیدة، و الله أَعلم.

فصل الكاف؛ ج5، ص: 399

كرز؛ ج5، ص: 399

: الكُرْزُ: ضَرْبٌ من الجُوالِقِ، و قیل: هو الجُوالِقُ الصغیر، و قیل: هو الخُرْجُ، و قیل: الخُرْجُ الكبیر یحمل فیه الراعی زاده و متاعه. و فی المثل: رُبَّ شَدٍّ فی الكُرْزِ؛ و أَصله أَن فرساً یقال له أَعوج نُتِجَتْهُ أُمُّه و تَحَمَّلَ أَصحابه فحملوه فی الكُرْزِ، فقیل لهم: ما تصنعون به؟ فقال أَحدهم: رب شدّ فی الكرز، یعنی عَدْوَهُ، و الجمع أَكرازٌ و كِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ و جِحَرَةٍ. و سعیدُ كُرْزٍ: لقبٌ. قال سیبویه: إِذا لقبت مفرداً بمفرد أَضفته إِلی اللقب، و ذلك قولك: هذا سعیدُ كُرْزٍ، جعلت كُرْزاً معرفة لأَنك أَردت المعرفة التی أَردتها إِذا قلت هذا سعید، فلو نكَّرت كرزاً صار سعید نكرة لأَن المضاف إِنما یكون نكرة و معرفة بالمضاف إِلیه، فیصیر كرز هاهنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضیف إِلیه. و الكَرَّازُ: الكَبْشُ الذی یضع علیه الراعی كُرْزَهُ فیحمله و یكون أَمام القوم، و لا یكون إِلا أَجَمَّ لأَن الأَقْرَنَ یشتغل بالنِّطاحِ؛ قال: یا لیتَ أَنِّی و سُبَیْعاً فی الغَنَمْ و الخُرْجُ منها فوقَ كَرَّازٍ أَجَمْ و كارَزَ إِلی ثِقَةٍ من إِخوان و مالٍ و غِنًی: مالَ. أَبو زید: إِنه لیُعاجِزُ إِلی ثِقَةٍ مُعاجَزَةً و یُكارِزُ إِلی ثقة مُكارَزَةً إِذا مال إِلیه؛ قال الشماخ: فلما رَأَیْنَ المالَ قد حالَ دونَه دُعافٌ، لَدَی جَنْبِ الشَّرِیعَةِ، كارِزُ قیل: كارز بمعنی المستخفی. یقال: كَرَزَ یَكْرُزُ كُرُوزاً، فهو كارِزٌ إِذا استخفی فی خَمَرٍ أَو غارٍ، و المُكارَزَةُ منه. و یقال: كارَزْتُ عن فلان إِذا فَرَرْتَ منه و عاجَزْتَهُ. و كارَزَ فی المكان: اخْتَبَأَ فیه. و كارَزَ إِلیه: بادر. و كارَزَ القومُ إِذا تركوا شیئاً و أَخذوا غیره. و الكَرِیصُ و الكَرِیزُ: الأَقِطُ. و الكُرَّزُ و الكُرَّزِیُّ: العَیِیُّ اللئیم، و هو دخیل فی العربیة، تسمیه الفُرْسُ كُرَّزِیًّا؛ و أَنشد لرؤبة: أَو كُرَّز یَمْشِی بَطِینَ الكُرْزِ و الكُرَّزُ: المُدَرَّبُ المُجَرَّبُ، و هو فارسی. و الكُرَّزُ: اللئیم. و الكُرَّزُ: النجیب. و الكُرَّزُ:
لسان العرب، ج‌5، ص: 400
الرجل الحاذق، كلاهما دخیل فی العربیة. و الكُرَّزُ: البازی یُشَدُّ لیَسْقُطَ ریشه؛ قال: لما رَأَتْنِی راضِیاً بالإِهْمادْ كَالكُرَّزِ المربوط بینَ الأَوْتادْ قال الأَزهری: شبهه بالرجل الحاذق و هو بالفارسیة كُرُو فَعُرِّبَ. و كُرِّزَ البازی إِذا سقط ریشه. أَبو حاتم: الكُرَّزُ البازی فی سَنَتِهِ الثانیة، و قیل: الكُرَّزُ من الطیر الذی قد أَتی علیه حول، و قد كُرِّزَ؛ قال رؤبة: رأَیْتُه كما رأَیْتُ النَّسْرا كُرِّزَ یُلْقِی قادِماتٍ زُعْرا و كَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه إِذا خاط عینیه و أَطعمه حتی یذل. ابن الأَنباری: هو كُرَّزٌ أَی داهٍ خبیثٌ محتال، شبه بالبازی فی خبثه و احتیاله و ذلك أَن العرب تسمی البازی كُرَّزاً، قال: و الطائر یُكَرَّزُ، و هو دخیل لیس بعربی. و الكُرَازُ: القارورة. قال ابن درید: لا أَدری أَ عربی أم عجمی غیر أَنهم قد تكلموا بها، و الجمع كِرْزانٌ. و كُرْزٌ و كَرِزٌ و كَارِزٌ و مُكْرَزٌ و كُرَیْز و كَرِیزٌ و كُرازٌ: أَسماء. و كَرازٌ: فرس حُصَین بن علقمة.

كربز؛ ج5، ص: 400

: ابن الأَعرابی: القَثْوُ أَكْلُ القَثَدِ و الكِرْبِزِ، قال فأَما القَثَدُ فهو الخیار و أَما الكِرْبِزُ فالقِثَّاءُ الكبار.

كزز؛ ج5، ص: 400

: الكَزُّ: الذی لا ینبسط. و وجْه كَزٌّ: قبیح، كَزَّ یَكُزُّ كَزازَةً. و جَمَلٌ كَزٌّ: صُلب شدید. و ذَهَبٌ كَزٌّ: صلب جدّاً. و رجل كَزٌّ: قلیل المُؤاتاةِ و الخَیْرِ بَیِّنُ الكَزَزِ؛ قال الشاعر: أَنتَ للأَبْعَدِ هَیْنٌ لَیِّنٌ و علی الأَقْرَبِ كَزٌّ جافِی و رجل كَزٌّ و قوم كُزٌّ، بالضم. و الكَزازُ: البُخْلُ. و رجل كَزُّ الیدین أَی بخیل مثل جَعْد الیدین. و الكَزازَةُ و الكَزازُ: الیُبْسُ و الانْقباضُ. و خَشَبة كَزَّة: یابسة مُعْوَجَّة. و قناة كَزَّة: كذلك، و فیها كَزَزٌ. و كَزَّ الشی‌ءَ: جعله ضیقاً. و یقال للشی‌ء إِذا جعلته ضیقاً: كَزَزْته، فهو مَكْزُوزٌ؛ قال الشاعر: یا رُبَّ بَیْضاءَ تَكُزُّ الدُّمْلُجا تَزَوَّجَتْ شَیْخاً طَویلًا عَفْشَجا و قوس كَزَّة: لا یتباعد سَهْمُها من ضیقها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا كَزَّةُ السَّهْم و لا قَلُوعُ و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد الكَزَّةُ أَصغر القیاس، ابن شمیل: من القسیّ الكَزَّةُ، و هی الغلیظة الأَزَّةِ الضَّیِّقة الفَرْج، و الوَطیئةُ أَكَزُّ القِسِیِّ. الجوهری: قَوْسٌ كَزَّة إِذا كان فی عُودِها یُبْسٌ عن الانعطاف، و بَكَرَةٌ كَزَّة أَی ضیقة شدیدة الصَّرِیرِ. و الكُزازُ: داء یأْخُذُ من شِدَّةِ البَرْدِ و تَعْتَرِی منه رِعْدَةٌ، و هو مَكْزُوزٌ. و قد كُزَّ الرجلُ، علی صیغة ما لم یسمَّ فاعله: زُكِمَ. و أَكَزَّه الله، فهو مَكْزُوزٌ: مثل أَحَمَّه، فهو محموم، و هو تَشَنُّج یصیب الإِنسان من البرد الشدید أَو من خروج دمٍ كثیر. ابن الأَعرابی: الكُزَّازُ الرِّعْدَةُ من
لسان العرب، ج‌5، ص: 401
البَرْدِ، و العامة تقول الكُزَاز، و قد كَزَّ: انْقَبَضَ من البرد. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا اغتسل فَكُزَّ فمات؛ الكُزازُ: داء یتولد من شدة البرد، و قیل: هو نفس البرد. و اكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً: انقبض، و اللام زائدة.

كعمز؛ ج5، ص: 401

: تَكَعْمَزَ الفِراشُ: انتقضت خُیوطه و اجتمع صوفه؛ عن الهَجَرِیِّ.

كلز؛ ج5، ص: 401

: كَلَزَ الشی‌ءَ یَكْلِزُه كَلْزاً و كَلَّزَهُ: جمعه. و اكْلأَزَّ الرجلُ: تَقَبَّض و لم یطمئن. و المُكْلَئِزُّ: المنقبض. اللیث: یقال اكْلأَزَّ، و هو انقباض فی جَفاء لیس بمطمئن، كالراكب إِذا لم یتمكن عَدْلًا عن ظهر الدابة؛ و أَنشد غیره: أَقولُ و الناقةُ بی تَقَحَّمُ و أَنا منها مُكْلَئِزٌّ مُعْصِمُ و أمیت ثلاثیُّ فعله؛ و أَنشد شمر: رُب فتاةٍ من بنی العِنازِ حَیَّاكَةٍ ذاتِ حِرٍ كِنازِ ذِی عَضُدَیْن مُكْلَئِزٍّ نازِی كالنَّبتِ الأَحْمَر بالبَرازِ و اكْلأَزَّ إِذا انقبض و تَجَمَّعَ؛ و فی شعر حُمید بن ثور: فَحَمّل الهَمَّ كِلازاً جَلْعَدا الكلاز: المجتمع الخَلْقِ الشدیدُ، و یروی: … كِنازاً …، بالنون؛ و قیل: اكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً انقبض، و اللام زائدة. و اكْلأَزَّ البازی: هَمَّ بأَخذ الصید و تَقَبَّض له. و كَلَّازٌ: اسم.

كمز؛ ج5، ص: 401

: كَمَزَ الشی‌ءَ یَكْمِزُه كَمْزاً إِذا جمعه فی یدیه حتی یستدیر، و لا یكون ذلك إِلَّا فی الشی‌ء المُبْتَلِّ كالعجین و نحوه. و الكُمْزَةُ: ما أُخذ بأَطراف الأَصابع، و قال أَبو حنیفة: الكُمْزَةُ و الجُمْزَةُ الكُتْلَةُ من التمر و غیره، و قال عُرَامٌ: هذه قُمْزَةٌ من تمر و كُمْزَةٌ، و هی الفِدْرَةُ كجُثْمانِ القَطا أَو أَكثر. و یقال للكُثْبَةِ من التراب: كُمْزَةٌ و قُمْزَة، و الجمع الكُمَزُ و القُمَزُ.

كنز؛ ج5، ص: 401

: الكَنْزُ: اسم للمال إِذا أُحرز فی وعاء و لما یحرز فیه، و قیل: الكَنْزُ المال المدفون، و جمعه كُنُوزٌ، كَنَزَهُ یَكْنِزُه كَنْزاً و اكْتَنَزَهُ. و یقال: كَنَزْتُ البُرَّ فی الجِرابِ فاكْتَنَزَ. و‌فی الحدیث: أُعْطِیتُ الكَنْزَیْنِ: الأَحمرَ و الأَبیضَ؛ قال شمر: قال العلاء بن عمرو الباهِلِیُّ الكَنْزُ الفِضَّة فی قوله: كأَنَّ الهِبْرِقِیَّ غَدا علیها بماءِ الكَنْزِ أَلْبَسَه قَراها قال: و تسمی العربُ كلَّ كثیر مجموع یتنافس فیه كنزاً. و‌فی الحدیث: أَ لا أُعَلِّمُكَ كَنْزاً من كُنوز الجنة: لا حول و لا قوَّة إِلا بالله، و‌فی روایة: لا حول و لا قوَّة إِلا بالله كَنْزٌ من كُنُوز الجنة‌أَی أَجرها مُدَّخَر لقائلها و المتصف بها كما یدخر الكنز، و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه؛ قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: یذهب كِسْرَی فلا كسری بعده، و یذهب قیصر فلا قَیْصَرَ بعده، و الذی نفسی بیده لتُنْفَقَنَّ كنوزُهما فی سبیل الله‌اللیث: یقال كَنَزَ الإِنسانُ مالًا یَكْنِزُه. و كَنَزْتُ السِّقاءَ إِذا ملأْته. ابن عباس فی قوله تعالی فی الكهف: وَ كٰانَ
لسان العرب، ج‌5، ص: 402
تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا؛ قال: ما كان ذهباً و لا فضة و لكن كان عِلْماً و صُحُفاً. و‌روی عن علی، كرم الله تعالی وجهه، أَنه قال: أَربعة آلاف و ما دونها نفقةٌ و ما فوقها كَنْزٌ.و‌فی الحدیث: كل مالٍ لا تُؤَدَّی زكاتُه فهو كَنْزٌ؛ الكَنْزُ فی الأَصل المال المدفون تحت الأَرض فإِذا أُخرج منه الواجب علیه لم یبق كَنْزاً و إِن كان مكنوزاً، و هو حكم شرعی تجوّز فیه عن الأَصل. و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی الله عنه: بَشِّرِ الكَنَّازِینَ بِرَضْفٍ من جهنم؛ هم جمع كَنَّازٍ و هو المبالغ فی كنز الذهب و الفضة و ادّخارهما و ترك إِنفاقهما فی أَبواب البرِّ. و اكْتَنَزَ الشی‌ءُ: اجتمع و امتلأَ. و كَنَزَ الشی‌ءَ فی الرِعاء و الأَرض یَكْنِزُه كَنْزاً: غَمَزه بیده. و شَدَّ كَنْزَ القِرْبَةِ: ملأَها. و یقال للجاریة الكثیرة اللحم: كِنازٌ، و كذلك الناقة؛ و قال: حَیَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنازِ و ناقة كِنازٌ، بالكسر، أَی مُكْتَنِزَةُ اللحمِ. و الكِنازُ: الناقة الصُّلْبة اللحم، و الجمع كُنُوز و كِنازٌ، كالواحد باعتقاد اختلاف الحركتین و الأَلفین، و جعله بعضهم من باب جُنب، و هذا خطأٌ لقولهم فی التثنیة كِنازانِ، و قد تَكَنَّزَ لحمه و اكْتَنَزَ، و رجل كَنِزُ اللحم و مُكْتَنِزُ اللحم و كَنیزُ اللحم و مَكْنُوزُه؛ أَنشد سیبویه: و ساقِیَیْنِ مِثْلِ زَیْدٍ و جُعَلْ صَقْبَانِ مَمْشُوقان مَكْنُوزا العَضَلْ و فی شعر حُمَید ین ثور: فَحَمّل الهَمَّ كِنازاً جَلْعَدَا الكِنازُ: المُجْتَمِعُ اللحم القَوِیُّه، و كلُّ مُكْتَنِزٍ مجتمعٌ، و یروی كِلازاً، باللام، و قد تقدم. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: بَعَثْتُك تَمْحُو المَعازِفَ و الكَنازاتِ، هی بالفتح. و الكِنازُ و الكَنازُ: رَفاعُ التمر، و قد كَنَزُوا التمر یَكْنِزُونَهُ كَنْزاً و كِنازاً، فهو كَنِیز و مكنوز، و الكَنیزُ: التمر یُكْتَنَزُ للشتاء فی قَواصِرَ و أَوعیة، و الفعل الاكْتِنازُ، قال: و البَحْرانِیُّونَ یقولون جاءَ زمن الكِنازِ، إِذا كَنَزُوا التمر فی الجِلالِ، و هو أَن یُلْقَی جِرابٌ أَسْفَلَ الجُلَّةِ، و یُكْنَزَ بالرِّجْلَین حتی یدخل بعضه فی بعض، ثم جرابٌ بعد جراب حتی تمتلئَ الجُلَّةُ مَكْنُوزَةً ثم تُخاطُ بالشرُطِ. الأُمَوِیُّ: أَتیتهم عند الكِنازِ و الكَنازِ، یعنی حین كَنَزُوا التمر. ابن السكیت: هو الكَنازُ، بالفتح لا غیر؛ قال: و لم یسمع إِلا بالفتح. و قال بعضهم: هو مثل الجَدادِ و الجِداد و الصَّرامِ و الصِّرامِ، و ربما استعمل الكَنازُ فی البُرِّ؛ أَنشد سیبویه للمُتَنَخِّل الهُذَلی: لا دَرَّ دَرِّیَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِیِّ، و عندی البُرُّ مَكْنُوزُ و كَنَّاز: اسم رجل.

كوز؛ ج5، ص: 402

: كازَ الشی‌ءَ كَوْزاً: جمعه، و كُزْتُه أَكُوزُه كَوْزاً: جمعته. و الكُوزُ: من الأَوانی، معروف، و هو مشتق من ذلك، و الجمع أَكْوازٌ و كِیزانٌ و كِوَزَةٌ؛ حكاها سیبویه مثل عُودٍ و عِیدانٍ و أَعْوادٍ و عِوَدَةٍ، و قال أَبو حنیفة: الكُوزُ فارسی؛ قال ابن سیدة: و هذا قول لا یُعَرَّج علیه، بل الكُوزُ عربی صحیح.
لسان العرب، ج‌5، ص: 403
و یقال: كازَ یَكُوزُ و اكْتازَ یَكْتازُ إِذا شرب بالكُوزِ. قال ابن الأَعرابی: كابَ یكُوبُ إِذا شرب بالكُوب، و هو الكُوزُ بلا عُرْوَة، فإِذا كان بعروة فهو كُوز، یقال: رأَیته یَكُوزُ و یَكْتازُ و یَكُوبُ و یَكْتاب. و اكتازَ الماءَ: اغْتَرَفَهُ، و هو افْتَعَلَ من الكُوزِ. و‌فی حدیث الحسن: كان مَلِكٌ من ملوك هذه القریة یری الغلامَ من غلمانه یأْتی الحُبَّ یَكْتازُ منه ثم یُجَرْجِر قائماً فیقول: یا لیتنی مِثْلُك، یا لها نِعْمة، تأْكل لَذَّةً و تُخْرجُ سَرْحاً یَكْتازُ‌أَی یَغْتَرِفُ بالكُوز، و كان بهذا الملك أُسْرٌ، و هو احتباس بوله، فتمنی حال غلامه. و بنو كُوزٍ: بَطْنٌ من بنی أَسَدٍ. التهذیب: و بنو الكُوز بطن من العرب، و فی بنی ضَبَّة كُوز بن كعب. و كُوَیْز و مَكْوَزَة: اسمان، شذَّ مَكْوَزَةُ عن حدّ ما تحتمله الأَسماءُ الأَعلام من الشذوذ نحو قولهم مَحْبَبٌ و رجاء بن حَیْوَةَ، و سمَّت العرب مَكْوَزَة و مِكْوازاً؛ و قول الشاعر: وضَعْنَ علی المِیزانِ كُوزاً و هاجِراً فمالتْ بنو كُوزٍ بأَبناءِ هاجِرِ و لو مَلأَتْ أَعْفاجَها من رثِیئَةٍ بنو هاجِرٍ، مالتْ بهَضْبِ الأَكادِرِ و لكِنَّما اغْتَرُّوا، و قد كان عندَهم قَطِیبانِ شَتَّی من حَلِیبٍ و حازِرِ كوز: اسم رجل من ضبة؛ و قال ابن بری: الشعر لشَمْعَلَة بن الأَخْضر؛ كوز و هاجر قبیلتان من ضبة ابن أُدٍّ، فیقول: وزنَّا إِحداهما بالأُخری فمالت كوز بهاجر أَی كانت أَثقل منها؛ یصف كوزاً برَجاحَةِ العقول و أَبناءَ هاجر بخفتها. و الأَعْفاج: جمع عَفْجٍ لما یجری فیه الطعام، و هی من الإِنسان كالمصارین من البهائم. یقول: لو ملأَت بنو هاجر أَعفاجها من رثیئة لمالت بهضب الأَكادر. و الهضب: جمع هضبة و هی جبل ینفرش علی الأَرض، و الأَكادر: جبال معروفة، و الرثیئة: اللبن الحامض یحلب علیه الحلیب؛ یرید بذلك عظم بطونهم و كثرة أَكلهم و عظم خلقهم، یَهْزَأُ بهم علی أَن بنی هاجر اغتروا و لو أَنهم تأَهبوا لموازنتهم حتی یشربوا الرثیئة فتمتلئَ بطونهم لوازنوا الهِضابَ و رَجَحوا بها و كانوا أَثقل منهم، و هذا كله هزء بهم، و القطیبان: الخلیطان من حلیب و حازر، و الحازر: الحامض، و الله تعالی أَعلم.

فصل اللام؛ ج5، ص: 403

لبز؛ ج5، ص: 403

: اللَّبْزُ: الأَكل الجیِّد، لَبَزَ یَلْبِزُ لَبْزاً: أَكل، و قیل: أَجاد الأَكل. و قال ابن السكیت: اللَّبْزُ اللَّقْمُ، و قد لَبَزَه یَلْبِزُه. و یقال: لَبَزَ فی الطعام إِذا جعل یضرب فیه. و كلُّ ضرب شدید: لَبْزٌ. و اللَّبْزُ: ضَرْبُ الناقة بجُمْعِ خُفها؛ قال رؤبة: خَبْطاً بأَخْفافٍ ثِقالٍ لُبْزِ و اللَّبْزُ: الوطء بالقدم. و لَبَزَ البعیرُ الأَرض بخفه یَلْبِزُ لَبْزاً: ضربها به ضرباً لطیفاً فی تحامل. و لَبَزَ ظهره لَبْزاً: ضربه بیده، و لَبَزَه: كَسَرَه. و اللِّبْزُ، بكسر اللام: ضَمْدُ الجُرْحِ بالدواء؛ رواه أَبو عمرو فی باب حروف علی مثال فِعْلٍ؛ قال: و اللَّبْزُ الأَكلُ الشدید؛ قال: تأْكلُ فی مَقْعَدِها قَفِیزا تَلْقَمُ أَمثالَ القَطا مَلْبُوزا
لسان العرب، ج‌5، ص: 404‌

لتز؛ ج5، ص: 404

: اللَّتْزُ: الدَّفْعُ، لَتَزَه یَلْتِزُه و یَلْتُزُه لَتْزاً: دَفَعه، و هو كاللَّكْزِ و الوَكْزِ.

لجز؛ ج5، ص: 404

: اللَّجِزُ: مقلوب اللَّزجِ؛ قال ابن مقبل: یَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْد ضاحِیَةً علی سَعابِیبِ ماءِ الضَّالَةِ اللَّجِزِ هكذا أَنشده الجوهری؛ قال ابن بری: و صوابه ماء الضَّالَةِ اللَّجِنِ، و قبله: من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا مَكْرَهٍ عُنُفٍ و لا فَواحِشَ فی سِرٍّ و لا عَلَنِ المَرْدَقُوش: المَرْزَجُوشُ. و ضاحیة: بارزة للشمس. و السعابیب: ما جری من الماء لَزِجاً. و اللَّجِنُ: اللَّزِجُ. و شُمُسٌ: لا یَلِنَّ للخَنا، الواحدة شَمُوسٌ. و مَكْرَه: كَرِیهاتُ المَنْظَرِ. و عُنُفٌ: لیس فیهنَّ خُرْقٌ و لا یُفْحِشْنَ فی القول فی سِرٍّ و لا عَلَنٍ.

لحز؛ ج5، ص: 404

: اللَّحِزُ: الضَّیِّقُ الشَّحیح النفْس الذی لا یكاد یعطی شیئاً، فإِن أَعطی فقلیل، و قد لَحِزَ «3» لَحزاً و تَلَحَّزَ؛ و أَنشد: تَرَی اللَّحِزَ الشَّحِیحَ، إِذا أُمِرَّتْ علیه، لماله فیها مهِینا و طریق لَحِزٌ: ضَیِّق بخیل؛ عن اللحیانی. و اللَّحِزُ: البخیل الضَّیق الخُلُق. و المَلاحِزُ: المَضایِقُ. و تَلاحَزَ القومُ: تعارضوا الكلامَ بینهم. و یقال: رجل لِحْزٌ، بكسر اللام و إِسكان الحاء، و لَحِزٌ، بفتح اللام و كسر الحاء، أَی بخیل. و تَلاحَزَ القومُ فی القول إِذا تعارضوا. و شجر مُتَلاحِزٌ أَی متضایق، دخل بعضه فی بعض. و قال ابن الأَعرابی: رجل لَحِزٌ و لِحْزٌ؛ و یروی بیت رؤبة: یُعْطِیك منه الجُود قبل اللَّحْزِ أَی قبل أَن یستغلق و یشتد؛ و فی هذه القصیدة: إِذا أَقَلَّ الخَیْرَ كلُّ لِحْزِ أَی كل لِحْزٍ شحیح. و التَّلَحُّزُ: تَحَلُّبُ فیك من أَكل رُمَّانة أَو إِجَّاصَةٍ شَهْوَةً لذلك.

لزز؛ ج5، ص: 404

: لَزَّ الشی‌ءَ بالشی‌ء یَلُزُّه لَزًّا و أَلَزَّه: أَلزمه إِیاه. و اللَّزَزُ: الشِّدَّةُ. و لَزَّه یَلُزُّه لَزًّا و لَزازاً أَی شَدَّه و أَلصقه. اللیث: اللَّزُّ لزوم الشی‌ء بالشی‌ء بمنزلة لِزازِ البیت، و هی الخشبة التی یُلَزُّ بها البابُ. و اللَّزَزُ: المَتْرَسُ. و لِزازُ الباب: نِطاقُه الذی یُشَدّ به. و كل شی‌ء دُونِیَ بین أَجزائه أَو قُرِنَ، فقد لُزَّ. و اللَّزُّ: الزُّرْفِین الذی «4» … طبقا المَحْبَرَة الأَعلی و الأسفل. و لَزُّ الحُقَّةِ: زُرْفینُها؛ قال ابن مقبل: لم یَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِیقُ لهَاتَه و رأَیتُ قارِحَه كَلَزِّ المِجْمَرِ یعنی كَزُرْفِینِ المِجْمَرِ إِذا فتحته، و لازَّه مُلازَّةً و لِزازاً: قارنه. و إِنه للِزَازُ خصومة و مِلَزٌّ أَی لازم لها موكل بها یقدر علیها، و الأُنثی مِلَزٌّ، بغیر هاء، و أَصل اللِّزازِ الذی یُتْرَسُ به البابُ. و رجل مِلَزٌّ: شدید اللُّزوم؛ قال رؤبة: و لا امْرِئٍ ذی جَلَدٍ مِلَزّ
(3). قوله [و قد لحز إلخ] اللحز، بسكون الحاء، بمعنی الإلحاح من باب منع. و اللحز، محركة، بمعنی الشح من باب فرح كما فی القاموس (4). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌5، ص: 405
هكذا أَنشده الجوهری قال: و إِنما خفض علی الجوار. و یقال: فلان لِزاز خَصِمٌ، و جعلتُ فلاناً لِزازاً لفلان أَی لا یَدَعُهُ یخالف و لا یُعاندُ، و كذلك جعلته ضَیْزَناً له أَی بُنْداراً علیه ضاغِطاً علیه. و یقال للبعیرین إِذا قُرِنا فی قَرَنٍ واحد قد لُزَّا، و كذلك وظیفا البعیر یُلَزَّانِ فی القَیْد إِذا ضُیِّقَ؛ قال جریر: و ابنُ اللَّبُونِ، إِذا ما لُزَّ فی قَرَنٍ لن یَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِیسِ و المُلَزَّزُ الخَلْقِ: المجتَمِعُه. و رجل مُلَزَّزُ الخَلْق أَی شدید الخلق منضم بعضه إِلی بعض شدید الأَسْرِ، و قد لَزَّزَه اللهُ و لازَزْتُه: لاصقته. و رجل مِلَزٌّ: شدید الخصومة لَزُومٌ لما طالب؛ قال رؤبة: و لا امرؤ ذو جَلَدٍ مِلَزُّ «5» و كَزٌّ لَزٌّ: إِتباعٌ له، قال أَبو زید: إِنه لَكَزٌّ لَزٌّ إِذا كان ممسكاً. و اللَّزِیزَةُ: مجتمع اللحم من البعیر فوق الزَّوْرِ مما یلی المِلاطَ؛ و أَنشد: ذی مِرْفَقٍ ناءٍ عن اللَّزائِز و اللَّزائِزُ: الجَناجِنُ؛ قال إِهابُ بن عُمیر: إِذا أَردتَ السَّیْرَ فی المَفاوِزِ فاعْمِدْ لها ببازِلٍ تُرامِزِ ذی مِرْفَقٍ بانَ عن اللَّزائِزِ التُّرامز: الجمل القوی، یقال: جمل تُرامِزٌ؛ قال أَبو بكر بنُ السَّرَّاج: التاء فیه زائدة و وزنه تُفاعلٌ، و أَنكره عثمان بن جنی و قال: التاء أَصلیة و وزنه فُعالِلٌ مثل عُذافِرٍ لقلة تفاعل، و كونِ التاء لا یُقْدَمُ علی زیادتها إِلا بدلیل. ابن الأَعرابی: عَجُوز لَزُوزٌ و كَیِّسٌ لَیِّسٌ. و یقال: لِزُّ شَرٍّ و لَزُّ شَرٍّ و لِزازُ شَرٍّ و نِزُّ شَرٍّ و نِزازُ شَرٍّ و نَزِیزُ شَرٍّ. و لَزَّه لَزّاً: طعنه. و لِزازٌ: اسم رجل. و لِزازٌ: اسم فرس سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، سمی به لشدة تَلَزُّزه و اجتماع خَلْقِه. و لَزَّ به الشی‌ءُ أَی لَصِقَ به كأَنه یلتزق بالمطلوب لسرعته.

لعز؛ ج5، ص: 405

: لَعَزَتِ الناقةُ فَصیلها: لطَعَتْهُ بلسانها؛ و اللَّعْزُ: كنایة عن النكاح؛ و لَعَزَها یَلْعَزُها لَعْزاً: نكحها، سُوقِیَّة غیر عربیة، و قال اللیث: هو من كلام أَهل العراق.

لغز؛ ج5، ص: 405

: أَلْغَزَ الكلامَ و أَلْغَزَ فیه: عَمَّی مُرادَه و أَضْمَرَه علی خلاف ما أَظهره. و اللُّغَّیْزَی، بتشدید الغین، مثل اللَّغَز و الیاء لیست للتصغیر لأَن یاء التصغیر لا تكون رابعة، و إِنما هی بمنزلة خُضَّارَی للزرع، و شُقَّارَی نبت. و اللُّغْزُ و اللُّغَزُ و اللَّغَزُ: ما أُلْغِزَ من كلام فَشُبِّه معناه، مثل قول الشاعر أَنشده الفراءُ: و لما رأَیتُ النَّسْرَ عَزَّ ابْنَ دَأْیَةٍ و عَشَّشَ فی وَكْرَیْهِ، جاشَتْ له نَفْسی أَراد بالنسر الشیب شبهه به لبیاضه، و شبه الشباب بابن دَأْیَةَ، و هو الغراب الأَسود، لأَن شعر الشباب أَسود. و اللُّغَزَ: الكلام المُلَبَّس. و قد أَلْغَزَ فی كلامه یُلْغِزُ إِلغازاً إِذا ورَّی فیه و عَرَّضَ لیَخْفَی،
(5). روی هذا الشطر فی صفحة 404 معرباً بالخفض.
لسان العرب، ج‌5، ص: 406
و الجمع أَلغاز مثل رُطَب و أَرطاب. و اللُّغْزُ و اللَّغْزُ و اللُّغَزُ و اللُّغَیْزَی و الإِلْغازُ، كله: حفرة یحفرها الیَرْبُوع فی جُحْرِه تحت الأَرض، و قیل: هو جُحْر الضَّبِّ و الفأْرِ و الیَرْبُوع بین القاصِعاءِ و النَّافِقاءِ، سمی بذلك لأَن هذه الدواب تحفره مستقیماً إِلی أَسفل، ثم تعدل عن یمینه و شماله عُروضاً تعترضها تُعَمِّیهِ لیخفَی مكانُه بذلك الإِلغاز، و الجمع أَلغازٌ، و هو الأَصل فی اللَّغَزِ. و اللُّغَیْزَی و اللُّغَیْزاءُ و الأُلْغوزَة: كاللَّغَزِ. یقال: أَلْغَزَ الیَرْبُوع إلغازاً فیحفر فی جانب منه طریقاً و یحفر فی الجانب الآخر طریقاً، و كذلك فی الجانب الثالث و الرابع، فإِذا طلبه البَدَوِیُّ بعصاه من جانب نَفَقَ من الجانب الآخر. ابن الأَعرابی: اللُّغَزُ الحَفْرُ الملتوی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه مرَّ بعلقمة بن القَعْواء یبایع أَعرابیّاً یُلْغِزُ له فی الیمین، و یَرَی الأَعرابیُّ أَنه قد حلف له، و یَرَی علقمةُ أَنه لم یحلف، فقال له عمر: ما هذه الیمین اللُّغَیْزاءُ‌اللغیزاء، ممدود: من اللُّغَزِ، و هی جِحَرَةُ الیربوع تكون ذات جهتین یدخل من جهة و یخرج من أُخری فاستعیر لمعاریض الكلام و مَلاحته. قال ابن الأَثیر: و قال الزمخشری اللُّغَّیْزی، مثقلة الغین، جاء بها سیبویه فی كتابه مع الخُلَّیْطَی و هی فی كتاب الأَزهری مخففة؛ قال: و حقها أَن تكون تحقیر المثقلة كما یقال فی سُكَیْتٍ إِنه تحقیر سِكِّیتٍ، و الأَلْغازُ: طُرُقٌ تلتوی و تُشْكِلُ علی سالكها. و ابن أَلْغَزَ: رجلٌ. و فی المثل: فلان أَنْكَح من ابن أَلْغَزَ، و كان رجلًا أُوتیَ حظّاً من الباه و بَسْطَةً فی الغَشْیَة، فضربته العرب مثلًا فی هذا الباب، فی باب التشبیه.

لقز؛ ج5، ص: 406

: لَقَزَه لَقْزاً: كَلَكَزَه.

لكز؛ ج5، ص: 406

: لَكَزَهُ یَلْكُزُه لَكْزاً: و هو الضرب بالجُمْعِ فی جمیع الجسد، و قیل: اللَّكْزُ هو الوَجْ‌ءُ فی الصدر بجُمْع الید، و كذلك فی الحنك. و‌فی الحدیث: لكَزَنی لَكْزَةً، قال: اللَّكْزُ الدفع فی الصدر بالكف، و لَقَزَه و لَكَزَه بمعنی واحد، و أَنشد: لو لا عِذارٌ للَكَزْتُ كَرْزَمَهْ قال الأَزهری: و لُكَیْز قبیلة من ربیعة، و من أَمثال العرب: یَحْمِلُ شَنٌّ و یُفَدَّی لُكَیْزٌ، و له قصة، و هما ابْنا أَفْصَی بن عبد القیس بن أَفصی بن دُعْمِیِّ بن جَدِیلَة، یضرب مثلًا لمن یعانی مِرَاسَ العمل فَیُحْرَمُ و یَحْظَی غیره فَیُكْرَمُ.

لمز؛ ج5، ص: 406

: اللَّمْزُ: كالغَمْز فی الوجه تَلْمِزُه بفیك بكلام خَفِیٍّ، قال و قوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُكَ فِی الصَّدَقٰاتِ، أَی یحرك شفتیه. و رجل لُمَزَةٌ: یعیبك فی وجهك، و رجل هُمَزَةٌ: یعیبك بالغیب. و قال الزجاج: الهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الذی یغتاب الناس و یَغُضُّهم، و كذلك قال ابن السكیت و لم یفرق بینهما. قال أَبو منصور: و الأَصل فی الهَمْزِ و اللَّمْزِ الدفع، قال الكسائی: یقال هَمَزْتُه و لَمَزْتُه و لَهَزْتُه إِذا دفعته. و قال الفراء: الهَمْزُ و اللَّمْزُ و المَرْزُ و اللَّقْسُ النَّقْسُ العیب. و قال اللحیانی: الهَمَّازُ و اللَّمَّازُ النَّمَّامُ. و یقال: لَمَزَه یَلْمِزُه لَمْزاً إِذا دفعه و ضربه. و اللَّمْزُ: العیب فی الوجه، و أَصله الإِشارة بالعین و الرأْس و الشفة مع كلام خفی، و قیل: هو الاغتیاب، لَمَزَه یَلْمِزُه و یَلْمُزُهُ، و قری‌ءَ بهما قوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُكَ فِی الصَّدَقٰاتِ. و فی التنزیل العزیز: الَّذِینَ یَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الصَّدَقٰاتِ، و كانوا عابوا
لسان العرب، ج‌5، ص: 407
أَصحاب رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فی صدقات أَتوه بها. و رجل لَمَّاز و لُمَزَة أَی عَیَّاب، و كذلك امرأَة لُمَزَة، الهاء فیها للمبالغة لا للتأْنیث، و هُمَزَة و عَلَّامَة فی موضعهما. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من هَمْزِ الشیطان و لَمْزِه، اللَّمْزُ العیب و الوقوع فی الناس، و قیل: هو العیب فی الوجه، و الهَمْزُ العیب بالغیب. و لَمَزَ الرجلَ: دَفَعَه و ضربه.

لهز؛ ج5، ص: 407

: لَهَزَه الشی‌ءُ یَلْهَزُه لَهْزاً: ظهر فیه. و لَهَزَهُ یَلْهَزُه لَهْزاً و لَهَّزَه: ضربه بِجُمْعِه فی لَهازمه و رقبته، و قیل: اللَّهْزُ الدفع و الضرب، و اللَّهْزُ: الضرب بِجُمْعِ الید فی الصدر و فی الحنك مثل اللَّكْزِ: و لَهَزْتُ القومَ أَی خالطتهم و دخلت بینهم. و لَهَزَه القَتِیرُ أَی خالطه الشیب، فهو مَلْهُوزٌ ثم هو أَشْمَطُ ثم أَشْیَبُ، و لَهَزَه الشَّیْبُ و لَهْزَمَه بمعنی. قال أَبو زید: یقال للرجل أَوَّلَ ما یظهر فیه الشیبُ قد لَهَزَه الشیبُ و لَهْزَمَه یَلْهَزُه و یُلَهْزِمُه. قال الأَزهری: و المیم زائدة، و منه قول رؤبة: لَهْزمَ خَدَّیَّ به مُلَهْزِمُه و لَهَزَ الفصیلُ أُمه یَلْهَزُها لَهزاً: ضرب ضَرْعها عند الرَّضاع بفیه لیَرْضَعَ. و لَهَزَه بالرمح: طعنه به فی صدره. و جمل مَلْهُوز إِذا وُسِمَ فی لِهْزِمَتِه. و قد لَهَزْتُ البعیر، فهو مَلْهُوزٌ، إِذا وسمته تلك السمة، و قال الجمیح: مَرَّت براكبِ مَلْهُوزٍ فقال لها ضُرِّی جُمَیْحاً، و مَسِّیه بتَعْذیبِ و دائرةُ اللَّاهِز: التی تكون علی اللِّهْزِمَةِ و تُكره، و ذكرها أَبو عبیدة فی الخیل. ابن بُزُرج: اللَّهْزُ فی العُنق، و اللَّكْزُ بجُمعك فی عنقه و صدره. الأَصمعی: لَهَزْتُه و بَهَزْتُه و لَكَمْته إِذا دفعته. و قال ابن الأَعرابی: البَهْزُ و اللَّهْزُ و الوَكْزُ واحد. الكسائی: لَهَزَه و بَهَزَه و مَهَزَه و نَهَزَه و نَحَزَه و بَحَزَه و مَحَزَه و وكَزَه واحد. و‌فی الحدیث: إِذا نُدِبَ المیتُ وُكِّلَ به ملكان یَلْهَزانه‌أَی یدفعانه و یضربانه. و‌فی حدیث أَبی میمونة: لَهَزْتُ رجلًا فی صدره.و‌فی حدیث شارب الخمر: یَلْهَزُه هذا و هذا، و الرجل مِلْهَزٌ، بكسر المیم، قال الراجز: أَ كُلَّ یومٍ لك شاطنانِ علی إِزاءِ البئرِ مِلْهَزانِ إِذا یَفُوتُ الضَّرْبُ یَحْذِفَانِ و اللَّهِزُ: الشدیدُ، قال ابن مقبل یصف فرساً: و حاجِبٍ خاضِعٍ و ماصِعٍ لَهِزٍ و العینُ یكْشفُ عنها ضافی الشَّعَر الضافی: السابغ المسترخی، قال ابن سیدة: و هذا عندهم غلط لأَن كثرة الشعر من الهُجْنةِ، و قد لُهِزَ الفرسُ لَهْزاً، و منه قول الأَعرابی فی صفة فرس: لُهِزَ لَهْزَ العَیْرِ و أُنِّفَ تَأْنیفَ السیر أَی ضُبِّرَ تَضْبِیرَ العَیْر و قُدَّ قَدَّ السَّیْر المُسْتَوِی. و قال أَبو حنیفة: اللَّاهِزَة الأَكمة إِذا شَرَعَتْ فی الوادی و انْعَرَجَ عنها. النَّضِرُ: اللاهِزُ الجبل یَلْهَزُ الطریقَ و یَضُرُّ به، و كذلك الأَكمة تَضُرُّ بالطریق، و إِذا اجتمعت الأَكمتان أَو التقی الجبلان حتی یضیق ما بینهما كهیئة الزُّقاق فهما لاهِزانِ، كل واحد منهما یَلْهَزُ صاحبه. و قد سموا لاهِزاً و لَهَّازاً و مِلْهَزاً.

لوز؛ ج5، ص: 407

: اللَّوْزُ: معروف من الثمار، عربی و هو فی بلاد العرب كثیر، اسم للجنس، الواحدة لَوْزَة. و أَرض
لسان العرب، ج‌5، ص: 408
مَلازَة: فیها أَشجار من اللَّوْزِ، و قیل: هو صِنْفٌ من المِزْجِ، و المِزْجُ: ما لم یوصل إِلی أَكله إِلَّا بكسر، و قیل: هو ما دَقَّ من المِزْجِ. قال أَبو عمرو: القُمْرُوصُ اللَّوزُ و الجِلَّوْزُ البُنْدُقُ. و رجل مُلَوَّز إِذا كان خفیف الصورة. و فلان عَوِزٌ لَوِزٌ: إِتباع له. و اللَّوْزِیْنَجُ: من الحلواء شبه القطائف تُؤْدَمُ بدهن اللَّوْزِ، و الله أَعلم‌

فصل المیم؛ ج5، ص: 408

متز؛ ج5، ص: 408

: ابن درید: مَتَزَ فلانٌ بسَلْحِه إِذا رمی به، قال: و مَتَسَ به مثله؛ قال الأَزهری: و لم أَسمعها لغیره.

محز؛ ج5، ص: 408

: المَحْزُ: النكاح. مَحَزَ المرأَة مَحْزاً: نكحها؛ و أَنشد لجریر: مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه من شاعر قال الأَزهری: و قرأَت بخط شمر: رُبَّ فتاة من بنی العِنازِ حَیَّاكَةٍ، ذاتِ هَنٍ كِنازِ ذی عَقَدَیْنِ مُكْلَئِزٍّ نازی تَأَشُّ للقُبْلَةِ و المِحازِ «1» أَراد بالمحاز: النَّیْكَ و الجماع. و المَاحُوزُ: ضرب من الرَّیاحین و یقال له: مَرْوُ ماحُوزِی. و‌فی الحدیث: فلم نَزَلْ مُفْطِرین حتی بلغنا ماحُوزَنا؛ قیل: هو موضعهم الذی أَرادوه، و أَهل الشام یُسَمُّونَ المكان الذی بینهم و بین العدوّ و فیه أَسامیهم و مَكاتبُهم: ماحُوزاً، و قیل: هو من حُزْتُ الشی‌ءَ أَحْرَزْتُه، و تكون المیم زائدة. قال ابن الأَثیر: قال الأَزهری لو كان منه لقیل مَحازَنا و مَحُوزَنا؛ قال: و أَحسبه بلغة غیر عربیة.

مرز؛ ج5، ص: 408

: مَرَزَه یَمْرُزُه مَرْزاً: قرصه، و قیل: هو دون القرص، و قیل: هو أَخذ بأَطراف الأَصابع، قلیلًا كان أَو كثیراً، و قیل: مَرَزْتُه أَمْرُزُه إِذا قرصته قرصاً رفیقاً لیس بالأَظفار، فإِذا أَوْجَعَ المَرْزُ فهو حینئذ قَرْصٌ عند أَبی عبید. و مَرَزَ الصبیُّ ثَدْیَ أُمه مَرْزاً: عصره بأَصابعه فی رَضاعِه، و ربما سمی الثدی المِرازَ لذلك. و المِرْزَةُ: القطعة من العجبن، مَرَزَها یَمْرُزُها مَرْزاً: قطعها. و یقال: امرُزْ لی من هذا العجین مِرْزَةً أَی اقطع لی منه قِطْعة. و امْتَرَزَ من ماله مِرْزَةً و مَرْزَةً: نال منه، و كذلك امْتَرَزَ من عِرْضه و امْتَرَزَهُ. و عِرْضٌ مَرِیزٌ: مَنِیلٌ منه. ابن الأَعرابی: عِرْض مَرِیزٌ و مُمْتَرَزٌ منه أَی قد نِیلَ منه. و المَرْزُ: العیب و الشَّیْنُ. و المَرْزُ: الضرب بالید. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه أَراد أَن یشهد جنازة رجل و یصلی علیه فَمَرَزَه حُذَیْفَةُ‌أَی قرصه بأَصابعه لئلا یصلی علیه، كأَنه أَراد أَن یكفه عن الصلاة علیها لأَن المیت كان منافقاً عنده، و كان حذیفة یعرف المنافقین. و مارَزَ الرجلَ: كمارَسَه، عن اللحیانی. و المَرْزُ: الحُبَاسُ الذی یحبس الماءَ، فارسی معرب، عن أبی حنیفة، و الجمع مُروزٌ.

مزز؛ ج5، ص: 408

: المِزُّ، بالكسر: القَدْرُ. و المِزُّ: الفضل، و المعنیان مقتربان. و شی‌ءٌ مِزٌّ و مَزِیزٌ و أَمَزُّ أَی فاضل. و قد مَزَّ یَمَزُّ مَزازَةً و مَزَّزَه: رأَی له فضلًا
(1). قوله [ذی عقدین] تثنیة عقد، بالتحریك، و الذی تقدم فی كلز ذی عضدین.
لسان العرب، ج‌5، ص: 409
أَو قَدْراً. و مَزَّزَه بذلك الأَمر: فضله؛ قال المتنخل الهذلی: لكان أُسْوَةَ حَجَّاجٍ و إِخْوَتِهِ فی جُهْدِنا، و له شَفٌّ و تَمْزِیز كأَنه قال: و لَفَضَّلْتُه علی حجاج و إِخوته، و هم بنو المُتَنَخِّلِ. و یقال: هذا شی‌ءٌ له مِزٌّ علی هذا أَی فضل. و هذا أَمَزُّ من هذا أَی أَفضل. و هذا له علیَّ مِزٌّ أَی فضل. و‌فی حدیث النخعی: إِذا كان المال ذا مِزٍّ فَفَرِّقْه فی الأَصناف الثمانیة، و إِذا كان قلیلًا فَأَعْطِه صنفاً واحداً؛ أَی إِذا كان ذا فضل و كثرة. و قد مَزَّ مَزَازَة، فهو مَزِیزٌ إِذا كثر. و ما بقی فی الإِناءِ إِلَّا مَزَّةٌ أَی قلیل. و المَزُّ: اسم الشی‌ءِ المَزِیز، و الفعل مزَّ یَمَزُّ، و هو الذی یقع موقعاً فی بلاغته و كثرته و جَوْدَته. اللیث: المُزُّ من الرُّمَّان ما كان طعمه بین حُموضةٍ و حلاوة، و المُزُّ بین الحامض و الحُلْو، و شراب مُزٌّ بین الحُلْو و الحامض. و المُزُّ و المُزَّةُ و المُزَّاءُ: الخمر اللذیذة الطعم، سمیت بذلك للذعها اللسان، و قیل: اللذیذة المَقْطَع؛ عن ابن الأَعرابی. قال الفارسی: المُزَّاءُ علی تحویل التضعیف، و المُزَّاءُ اسم لها، و لو كان نعتاً لقیل مَزَّاءُ، بالفتح. و قال اللحیانی: أَهل الشام یقولون هذه خمرة مُزَّةٌ، و قال أَبو حنیفة: المُزَّةُ و المُزَّاءُ الخمر التی تلذع اللسان و لیست بالحامضة؛ قال الأَخطل یعیب قوماً: بِئْسَ الصُّحاةُ و بِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ إِذا جَرَتْ فیهمُ المُزَّاءُ و السَّكَرُ و قال ابن عُرْسٍ فی جُنَیْدِ بن عبد الرحمن المُزِّی: لا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَی و شُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ فلما بلغه ذلك قال: كذب علیَّ و الله ما شربتها قَطُّ؛ المُزَّاءُ: من أَسماء الخمر یكون فُعَّالًا من المَزِیَّةِ و هی الفضیلة، تكون من أَمْزَیْتُ فلاناً علی فلان أَی فضلته. أَبو عبید: المُزَّاءُ ضرب من الشراب یُسكر، بالضم؛ قال الجوهری: و هی فُعَلاءُ، بفتح العین، فأَدغم لأَن فُعْلاءَ لیس من أَبنیتهم. و یقال: هو فُعَّال من المهموز؛ قال: و لیس بالوجه لأَن الاشتقاق لیس یدل علی الهمز كما دل فی القُرَّاء و السُّلَّاء؛ قال ابن بری فی قول الجوهری، و هو فُعَلاءُ فأَدغم، قال: هذا سهو لأَنه لو كانت الهمزة للتأْنیث لامتنع الاسم من الصرف عند الإِدغام كما امتنع قبل الإِدغام، و إِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ من المزِّ، و هو الفضل: و الهمز فیه للإِلحاق، فهو بمنزلة قُوباءٍ فی كونه علی وزن فُعْلاءٍ، قال: و یجوز أَن یكون مُزَّاء فُعَّالًا من المَزِیَّةِ، و المعنی فیهما واحد، لأَنه یقال: هو أَمْزَی منه و أَمَزُّ منه أَی أَفضل. و‌فی الحدیث: أَخشی أَن تكون المُزَّاءَ التی نَهَیْتُ عنها عبدَ القَیْس، و هی فُعْلاءٌ من المَزازَة أَو فُعَّالٌ من المَزِّ الفَضْلِ. و‌فی حدیث أَنس، رضی الله عنه: أَلا إِنَّ المُزَّاتِ حرامٌ، یعنی الخمور، و هی جمع مُزَّةٍ الخَمْر التی فیها حموضة، و یقال لها المُزَّاءُ، بالمد أَیضاً، و قیل: هی من خِلْطِ البُسْرِ و التَّمْرِ، و قال بعضهم: المُزَّةُ الخمرة التی فیها مَزَازَةٌ، و هو طعم بین الحلاوة و الحموضة؛ و أَنشد: مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها، فإِذا ما مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمُها من یَذُوقُ و حكی أَبو زید عن الكلابیین: شَرابكم مُزٌّ و قد مَزَّ
لسان العرب، ج‌5، ص: 410
شرابكم أَقبح المَزازَة و المُزُوزَة، و ذلك إِذا اشتدت حموضته. و قال أَبو سعید: المَزَّة، بفتح المیم، الخمر، و أَنشد للأَعشی: نازَعْتهم قُضُبَ الرَّیْحانِ مُتَّكِئاً و قَهْوَةً مُزَّةً، راوُوقُها خَضِلُ قال: و لا یقال مِزَّةٌ، بالكسر؛ و قال حسان: كأَنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزَّةٌ حَدِیثةُ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتام الجوهری: المُزَّة الخمر التی فیها طعم حموضة و لا خیر فیها. أَبو عمرو: التَّمَزُّزُ شُرْبُ الشراب قلیلًا قلیلا، و هو أَقل من التَّمَزُّرِ، و قیل هو مثله. و‌فی حدیث أَبی العالیة: اشْرَبِ النبیذَ و لا تُمَزِّزْ هكذا، روی مرة بزایین، و مرة بزای و راء، و قد تقدم. و مَزَّه یَمُزُّه مَزًّا أَی مَصَّه. و المَزَّة: المرة الواحدة. و‌فی الحدیث: لا تُحَرِّمُ المَزّةُ و لا المَزَّتانِ، یعنی فی الرَّضاع. و التَّمَزُّزُ: أَكلُ المُزِّ و شُرْبُه. و المَزَّةُ: المَصَّةُ منه. و المَزَّةُ: مثل المصة من الرضاع. و‌روی عن طاووس أَنه قال: المَزَّة الواحدة تُحَرِّمُ. و‌فی حدیث المغیرة: فَتُرْضِعُها جارتُها المَزّةَ و المَزَّتَیْنِ‌أَی المصَّة و المصتین. و تَمَزَّزْتُ الشی‌ءَ: تمصصته. و المَزْمَزَةُ و البَزْبَزَةُ: التحریك الشدید. و قد مَزْمَزَه إِذا حركه و أَقبل به و أَدبر؛ و‌قال ابن مسعود، رضی الله عنه، فی سكران أُتیَ به: تَرْتِرُوه و مَزْمِزُوهُ‌أَی حركوه لِیُسْتَنْكَهَ، و مَزْمِزُوه هو أَن یحرَّك تحریكاً عنیفاً لعله یُفِیقُ من سُكره و یَصْحُو. و مَزْمَزَ إِذا تَعْتَعَ إِنساناً.

مضز؛ ج5، ص: 410

: ناقة مَضُوزٌ: مُسِنَّة كضَمُوزِ.

مطز؛ ج5، ص: 410

: المَطْزُ: كنایة عن النكاح كالمصدر، قال ابن درید: و لیس بثبت.

معز؛ ج5، ص: 410

: الماعِزُ: ذو الشَّعَر من الغنم خلاف الضأْن، و هو اسم جنس، و هی العَنْزُ، و الأُنثی ماعِزَةٌ و مِعْزاة، و الجمع مَعْزٌ و مَعَزٌ و مَواعِزُ و مَعِیزٌ، مثل الضَّئِین، و مِعازٌ؛ قال القطامی: فَصَلَّیْنا بهم و سَعَی سِوانا إِلی البَقَرِ المُسَیَّبِ و المِعازِ و كذلك أُمْعُوزٌ و مِعْزَی؛ و مِعْزَی: أَلفه مُلْحِقَةٌ له ببناء هِجْرَعٍ و كل ذلك اسم للجمع، قال سیبویه: سأَلت یونس عن مِعْزَی فیمن نوَّن، فدل ذلك علی أَن من العرب من لا ینوِّن؛ و قال ابن الأَعرابی: مِعْزَی تصرف إِذا شبهت بِمِفْعَل و هی فِعْلَی، و لا تصرف إِذا حملت علی فِعْلَی و هو الوجه عنده، قال: و كذلك فِعْلَی لا یصرف؛ قال: أَغارَ علی مِعْزایَ، لم یَدْرِ أَننی و صَفْراءَ منها عَبْلَةَ الصَّفَواتِ أَراد لم یدر أَننی مع صفراء، و هذا من باب: كلُّ رجلٍ و ضَیْعَتُه، و أَنت و شَأْنُكَ؛ كما قیل للمحمرة «2» منها عاتكة. قال سیبویه: معزًی منوّن مصروف لأَن الأَلف للإِلحاق لا للتأْنیث، و هو ملحق بدرهم علی فِعْلَلٍ لأَن الأَلف المُلْحِقَةَ تجری مجری ما هو من نفس الكلم، یدل علی ذلك قولهم مُعَیْزٍ و أُرَیْطٍ فی تصغیر مِعْزًی و أَرْطًی فی قول من نوَّن فكسر، و أَما بعد یاء التصغیر كما قالوا دُرَیْهِم، و لو كانت
(2). قوله [كما قیل للمحمرة إلخ] كذا بالأصل و لعل قبل كما سقطاً
لسان العرب، ج‌5، ص: 411
للتأْنیث لم یقلبوا الأَلف یاء كما لم یقلبوها فی تصغیر حُبْلَی و أُخری. و قال الفراء: المَعْزَی مؤَنثة و بعضهم ذكرها. و حكی أَبو عبید: أَن الذِّفْری أَكثر العرب لا ینوِّنها و بعضهم ینون، قال: و المعزی كلهم ینوِّنونها فی النكرة. قال الأَزهری: المیم فی مِعْزًی أَصلیة، و من صرف دُنْیَا شبهها بِفُعْلَلٍ، و الأَصل أَن لا تصرف، و العرب تقول: لا آتیك مِعْزَی الفِرْزِ أَی أَبداً؛ موضعُ مِعْزَی الفِرْزِ نصب علی الظرف، و أَقامه مقام الدهر، و هذا منهم اتساع. قال اللحیانی: قال أَبو طیبة إِنما یُذْكَرُ مِعْزَی الفِرْزِ بالفُرْقَةِ، فیقال: لا یجتمع ذاك حتی تجتمع مِعْزَی الفِرْزِ، و قال: الفِرْزُ رجل كان له بنونَ یَرْعَوْنَ مِعْزاه فَتَواكَلُوا یوماً أَی أَبَوْا أَن یُسَرِّحوها، قال: فساقها فأَخرجها ثم قال: هی النُّهَیْبَی و النُّهَیْبَی أَی لا یحل لأَحد أَن یأْخذ منها أَكثر من واحدة. و الماعِزُ: جِلْدُ المَعَزِ؛ قال: الشماخ: و بُرْدانِ من خالٍ، و سَبْعُونَ دِرْهَماً علی ذاكَ مَقْرُوظٌ، من القَدِّ، ماعِزُ قوله علی ذاك أَی مع ذاك. و المَعَّازُ: صاحب مِعْزًی؛ قال أَبو محمد الفقْعسی یصف إِبلًا بكثرة اللبن و یفضلها علی الغنم فی شدة الزمان: یَكِلْنَ كَیْلًا لیس بالمَمْحُوقِ إِذْ رَضِیَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ قال الأَصمعی: قلت لأَبی عمرو بن العلاء: مِعْزَی من المَعَزِ؟ قال: نعم، قلت: و ذِفْرَی من الذَّفَرِ فقال: نعم. و أَمْعَزَ القومُ: كثر مَعَزُهم. و الأُمْعُوزُ: جماعة التُّیُوس من الظباء خاصة، و قیل: الأُمْعُوزُ الثلاثون من الظباء إِلی ما بلغت، و قیل: هو القطیع منها، و قیل: هو ما بین الثلاثین إِلی الأَربعین، و قیل: هی الجماعة من الأَوعال، و قال الأَزهری: الأُمْعُوز جماعة الثَّیاتِلِ من الأَوْعال، و الماعِزُ من الظباء خلاف الضائن لأَنهما نوعان. و الأَمْعَزُ و المَعْزاءُ: الأَرض الحَزْنَةُ الغلیظةُ ذات الحجارة، و الجمع الأَماعِزُ و المُعْزُ، فمن قال أَماعِزُ فلأَنه قد غلب علیه الاسم، و من قال مُعْزٌ فعلی توهم الصفة؛ قال طرفة: جَمادٌ بها البَسْباسُ یُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المَخاضِ، و الصَّلاقِمَةَ الحُمْرا و المَعْزاءُ كالأَمْعَزِ، و جمعها مَعْزاواتٌ. و قال أَبو عبید فی المصنف: الأَمْعَزُ و المَعْزاءُ المكان الكثیر الحَصَی الصُّلْبُ، حكی ذلك فی باب الأَرض الغلیظة، و قال فی باب فَعْلاء: المَعْزاء الحصی الصغار، فعبر عن الواحد الذی هو المَعْزاء بالحصی الذی هو الجمع؛ و أَرض مَعْزاء بَیِّنَةُ المَعَزِ. و أَمْعَزَ القومُ: صاروا فی الأَمْعَزِ. و قال الأَصمعی: عِظامُ الرملِ ضَوائنُه و لِطافُه مَواعِزُه. و قال ابن شمیل: المَعْزاءُ الصحراء فیها إِشراف و غلظ، و هو طین و حصی مختلطان، غیر أَنها أَرض صلبة غلیظة المَوْطِئِ و إِشرافها قلیل لئیم، تقود أَدنی من الدَّعْوَة، و هی مَعِزَةٌ من النبات. و المَعَزُ: الصَّلابَةُ من الأَرض. و رجل مَعِزٌ و ماعِزٌ و مُسْتَمْعِزٌ: جادٌّ فی أَمره. و رجل ماعِزٌ و مَعِزٌ: معصوب شدید الخَلْقِ. و ما أَمْعَزَه من رجل أَی ما أَشَدَّه و أَصلبه؛ و قال اللیث: الرجل الماعِزُ الشدید عَصْبِ الخَلْقِ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: تَمَعْزَزُوا و اخْشَوْشِنُوا؛ هكذا جاء فی روایة،
لسان العرب، ج‌5، ص: 412
أَی كونوا أَشِدَّاء صُبُراً، من المَعَزِ و هو الشِّدَّةُ، و إِن جعل من العِزِّ، كانت المیم زائدة مثلها فی تَمَدْرَعَ و تَمَسْكَنَ. قال الأَزهری: رجل ماعِزٌ إِذا كان حازماً مانعاً ما وراءه شَهْماً، و رجل ضائِنٌ إِذا كان ضعیفاً أَحمق، و قیل ضائن كثیر اللحم. ابن الأَعرابی: المَعْزِیُّ البخیل الذی یجمع و یمنع، و ما أَمْعَزَ رأْیه إِذا كان صُلْبَ الرأْی. و ماعِزٌ: اسم رجل؛ قال: وَیحَكَ یا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لكَ فی اللَّواقِحِ الحَرائِزِ؟ و أَبو ماعِزٍ: كنیة رجل. و بنو ماعِزٍ: بطن.

ملز؛ ج5، ص: 412

: مَلَزَ الشی‌ءُ عَنِّی مَلْزاً و امَّلَزَ و مَلَّزَ: ذهب. و تَمَلَّزَ من الأَمر تَمَلُّزاً و تَمَلَّسَ تَمَلُّساً: خرج منه. و امَّلَزَ من الأَمر و امَّلَسَ إِذا انفلت. و قد مَلَّزْتُه و مَلَّسْتُه إِذا فعلت به ذلك تَمْلِیزاً فَتَمَلَّز. و ما كدت أَتَمَلَّصُ من فلان و لا أَتَمَلَّزُ منه أَی أَتَخَلَّص.

موز؛ ج5، ص: 412

: اللیث: إِذا أَراد الرجل أَن یضرب عُنُقَ آخر فیقول: أَخْرِجْ رأْسَك، فقد أَخطأَ، حتی یقول مازِ رأْسك، أَو یقول: مازِ و یسكت، معناه مُدَّ رأْسك؛ قال الأَزهری: لا أَعرف مازِ رأْسك بهذا المعنی إِلَّا أَن یكون بمعنی مایِزْ فأَخر الیاء فقال: مازِ، و سقطت الیاء فی الأَمر «1». و المَوْزُ: معروف، الواحدة مَوْزَةٌ. قال أَبو حنیفة: المَوْزة تَنْبُتُ نباتَ البَرْدِیِّ و لها ورقة طویلة عریضة تكون ثلاثة أَذرع فی ذراعین و ترتفع قامة، و لا تزال فراخها تنبت حولها كل واحد منها أَصغر من صاحبه، فإِذا أَجْرَتْ قطعت الأُم من أَصلها و أَطْلَعَ فَرْخُها الذی كان لحق بها فیصیر أُمًّا، و تبقی البواقی فِراخاً و لا تزال هكذا، و لذلك قال أَشْعَبُ لابنه فیما رواه الأَصمعی: لم لا تكون مثلی؟ فقال: مَثَلی كَمَثَلِ المَوْزَةِ لا تَصْلُحُ حتی تموت أُمها؛ و بائعه: مَوَّازٌ.

میز؛ ج5، ص: 412

: المَیْزُ: التمییز بین الأَشیاء. تقول: مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا أَمِیزُه مَیْزاً، و قد أَمازَ بعضَه من بعض، و مِزْتُ الشی‌ءَ أَمِیزُه مَیْزاً: عزلته و فَرَزْتُه، و كذلك مَیَّزْتُه تمییزاً فانْمازَ. ابن سیدة: مازَ الشی‌ءَ مَیْزاً و مِیزَةً و مَیَّزَهُ: فصل بعضه من بعض. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ، قرئ: یَمِیزَ من مازَ یَمِیزُ، و قرئ: یُمَیِّزُ من مَیَّزَ یُمَیِّزُ، و قد تَمَیَّزَ و امَّازَ و اسْتَمازَ كله بمعنی، إِلَّا أَنهم إِذا قالوا مِزْتُه فلم یَنْمَزْ لم یتكلموا بهما جمیعاً إِلا علی هاتین الصیغتین، كما أَنهم إِذا قالوا زِلْتُه فلم یَنْزَلْ لم یتكلموا به إِلا علی هاتین الصیغتین لا یقولون مَیَّزْته فلم یَتَمَیَّزْ و لا زَیَّلْتُه فلم یَتَزَیَّلْ؛ و هذا قول اللحیانی. و تَمَیَّزَ القومُ و امْتازوا: صاروا فی ناحیة. و فی التنزیل العزیز: وَ امْتٰازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ؛ أَی تَمَیَّزوا، و قیل: أَی انْفَرِدُوا عن المؤمنین. و اسْتَمازَ عن الشی‌ء: تباعد منه، و هو من ذلك. و‌فی حدیث إِبراهیم النخعی: اسْتَمازَ رجلٌ عن رجل به بَلاءٌ فابْتُلِیَ به‌أَی انفصل عنه و تباعد، و هو اسْتَفْعَلَ من المَیْزِ. ابن الأَعرابی: مازَ الرجلُ إِذا انتقل من مكان إِلی مكان. و یقال: امْتاز القومُ إِذا تنحَّی عِصابَةٌ منهم ناحیةً، و كذلك اسْتَمازَ،
(1). زاد فی القاموس ابن الأَعرابی: أصله أن رجلًا أراد قتل رجل اسمه مازن، فقال: ماز رأسك و السیف، ترخیم مازن، فصار مستعملًا و تكلمت به الفصحاء
لسان العرب، ج‌5، ص: 413
قال الأَخطل: فإِن لا تُعَیِّرْها قریشٌ بِمَلْكِها یكن عن قُرَیْشٍ مُسْتَمازٌ و مَرْحَلُ و یقال: امتازَ القومُ إِذا تمیز بعضهم من بعض. و‌فی الحدیث: لا تَهْلِكُ أُمتی حتی یكون بینهم التَّمایُلُ و التَّمایُزُ‌أَی یتحزبون أَحزاباً و یتمیز بعضهم من بعض و یقع التنازع. یقال: مِزْتُ الشی‌ءَ من الشی‌ءِ إِذا فَرَّقْتَ بینهما فانْمازَ و امْتازَ، و مَیَّزْتُه فَتَمَیَّزَ؛ و منه‌الحدیث: من مازَ أَذًی فالحسَنةُ بعشر أَمثالها‌أَی نَحَّاه و أَزاله؛ و منه‌حدیث ابن عمر: أَنه كان إِذا صلی یَنْمازُ عن مُصَلَّاه فیركع‌أَی یتحول عن مُقامه الذی صلی فیه. و تَمَیَّزَ من الغَیْظِ: تَقَطَّع. و فی التنزیل العزیز: تَكٰادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ.

فصل النون؛ ج5، ص: 413

نبز؛ ج5، ص: 413

: النَّبَزُ، بالتحریك: اللَّقَبُ، و الجمع الأَنْبازُ. و النَّبْزُ، بالتسكین: المصدرُ. تقول: نَبَزَهُ یَنْبِزُه «1» نَبْزاً أَی لَقَّبَه، و الاسم النَّبَزُ كالنَّزَبِ. و فلان یُنَبِّزُ بالصِّبْیان أَی یُلَقِّبُهم، شدِّد للكثرة. و تَنابَزُوا بالأَلقاب أَی لَقَّبَ بعضهم بعضاً. و التَّنابُزُ: التداعی بالأَلقاب و هو یكثر فیما كان ذمّاً؛ و منه‌الحدیث: أَن رجلًا كان یُنْبَزُ قُرْقُوراً‌أَی یلقب بقرقور. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ؛قال ثعلب: كانوا یقولون للیهودی و النصرانی: یا یهودی و یا نصرانی، فنهاهم الله عز و جل عن ذلك؛ قال: و لیس هذا بشی‌ء. قال الزجاج: معناه لا یقول المسلم لمن كان نصرانیّاً أَو یَهودیّاً فأَسلم لقباً یُعیِّرُه فیه بأَنه كان نصرانیّاً أَو یهودیّاً، ثم وكده فقال: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمٰانِ؛ أَی بئسَ الاسم أَن یقول له یا یهودی و قد آمن، قال: و قد یحتمل أَن یكون فی كل لقب یكرهه الإِنسان لأَنه إِنما یجب أَن یخاطب المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِلیه. قال الخلیل: الأَسماءُ علی وجهین، أَسماءُ نَبَزٍ مثل زید و عمرو، و أَسماءُ عامٍّ مثل فرس و رجل و نحوه. و النَّبْزُ: كاللَّمْزِ. و النِّبْزُ: قشور الجِدام و هو السَّعَفُ.

نجز؛ ج5، ص: 413

: نَجِزَ و نَجَزَ الكلامُ: انقطع. و نَجَزَ الوعْدُ یَنْجُزُ نجْزاً: حَضَر، و قد یقال: نَجِزَ. قال ابن السكیت: كأَنَّ نَجِزَ فَنِیَ و انقضی، و كأَنَّ نَجَزَ قَضَی حاجَتَه؛ و قد أَنْجَزَ الوعدَ و وَعْدٌ ناجِزٌ و نَجِیزٌ و أَنْجَزتُه أَنا و نَجَزْتُ به. و إِنْجازُكَهُ: وفاؤُك به. و نَجَزَ هو أَی وَفَی به، و هو مثل قولك حضرت المائدة. و نَجَزَ الحاجةَ و أَنْجَزَها: قضاها. و أَنت علی نَجْزِ حاجتك و نُجْزِها، بفتح النون و ضمها، أَی علی شَرَفٍ من قضائها. و اسْتَنْجَزَ العِدَةَ و الحاجةَ و تَنَجَّزَه إِیاها: سأَله إِنْجازَها و استنجحها. قال سیبویه: و قالوا أَبِیعُكَهُ الساعةَ ناجِزاً بناجِزٍ أَی مُعَجَّلًا، انتصبت الصفة هنا كما انتصب الاسم فی قولهم: بِعْتُ الشاءَ شاةً بدرهم. و النَّاجِزُ: الحاضر. و من أَمثالهم: ناجِزاً بناجِزٍ كقولك: یَداً بیدٍ و عاجِلًا بعاجِلٍ؛ و أَنشد: رَكْض الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ و قال الشاعر: و إِذا تُباشِرُكَ الهُمُومُ فإِنه كالٍ و ناجِزْ
(1). قوله [نبزه ینبزه] بابه ضرب كما فی المصباح. و النبز ككتف: اللئیم فی حسبه و خلقه كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 414
و قال ابن الأَعرابی فی قولهم: جَزا الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ أَی جَزَیْتَ جزاءَ سَوْءٍ فَجَزَیْتُ لك مثله؛ و قال مرة: إِنما ذلك إِذا فعل شیئاً ففعلت مثله لا یقدر أَن یَفُوتك و لا یَجُوزك فی كلام أَو فعل. و‌فی الحدیث: لا تَبِیعُوا حاضراً «1» بناجِزٍ.و‌فی حدیث الصَّرْف: إِلَّا ناجِزاً بناجِزٍ‌أَی حاضراً بحاضر. و لأُنْجِزَنَّكَ نَجِیزَتَكَ أَی لأَجْزِیَنَّك جزاءَك. و المُناجَزَةُ فی القتال: المُبارزةُ و المقاتلة، و هو أَن یَتَبَارَزَ الفارسان فیتمارسا حتی یَقْتُلَ كلُّ واحد منهما صاحبه أَو یُقْتَلَ أَحدهما؛ قال عبید: كالهُنْدُوانِیِّ المُهَنَّدِ هَزَّهُ القِرْنُ المُناجِزْ و قال الشاعر: و وَقَفْت، إِذْ جَبُنَ المُشَیَّعُ مَوْقِفَ القِرْنِ المُناجِزْ قال: و هذا عَرُوضٌ مُرَفَّلٌ من ضرب الكامل علی أَربعة أَجزاء متفاعلن فی آخره حرفان زائدان، و هو مقید لا یطلق. و تَناجَزَ القوم: تسافكوا دماءَهم كأَنهم أَسرعوا فی ذلك. و تَنَجَّزَ الشرابَ: أَلَحَّ فی شربه؛ هذه عن أَبی حنیفة. و التَّنَجُّزُ: طلبُ شی‌ءٍ قد وُعِدْتَهُ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، قالت لابن السائب: ثلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّك‌أَی لأُقاتلنك و أُخاصمنك. أَبو عبید: من أَمثالهم: إِذا أَردتَ المُحاجَزَةَ فَقَبْلَ المُناجَزَة، یضرب لمن یطلب الصلح بعد القتال. و نَجَزَ و نَجِزَ الشی‌ءُ: فَنِیَ و ذهب فهو ناجز؛ قال النابغة الذبیانی: و كنتَ رَبیعاً للیتامَی و عِصْمَةً، فَمُلْكُ أَبی قابوسَ أَضْحَی و قد نَجَزْ أَبو قابوس: كنیة للنعمان بن المنذر، یقول: كنت للیتامی فی إِحسانك إِلیهم بمنزلة الربیع الذی به عیش الناس. و العِصْمَةُ: ما یَعْتَصِمُ به الإِنسانُ من الهلاك. و روی أَبو عبید هذا البیت نجز، بفتح الجیم، و قال: معناه فنی و ذهب، و ذكره الجوهری بكسر الجیم، و الأَكثر علی قول أَبی عبید، و معنی البیت أَی انقضَی وَقْتَ الضحی لأَنه مات فی ذلك الوقت. و نَجَزَتِ الحاجةُ إِذا قُضیت، و إِنْجازُكَها: قضاؤُها. و نَجَزَ حاجَتَه یَنْجُزها، بالضم، نَجْزاً: قضاها، و نَجَزَ الوعدُ. و یقال: أَنْجَزَ حُرٌّ ما وَعَد. ابن السكیت: نَجِزَ فَنِیَ، و نَجَزَ قضی حاجته. قال أَبو المقدام السلمی: أَنْجَزَ علیه و أَوْجَزَ علیه و أَجْهَزَ.

نحز؛ ج5، ص: 414

: النَّحْزُ: كالنَّخْسِ، نَحَزَه یَنْحَزُه نَحْزاً. و النَّحْزُ أَیضاً: الضَّرْبُ و الدَّفْع، و الفعل كالفعل. و‌فی حدیث داود، علیه السلام: لما رفع رأْسه من السجود ما كان فی وجهه نُحازَةٌ‌أَی قِطعةٌ من اللحم كأَنه من النَّحْزِ و هو الدَّقُّ و النَّخْسُ. و المِنْحازُ: الهَاوَنُ؛ و قول ذی الرمة: و العِیسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً، یُنْحَزْنَ من جانِبَیْها و هی تَنْسَلِبُ
(1). قوله [و فی الحدیث لا تبیعوا حاضراً إلخ] لم یذكر هذا الحدیث فی النهایة
لسان العرب، ج‌5، ص: 415
أَی تُضْرَبُ هذه الإِبل من حَوْل هذه الناقة لِلَّحاقِ بها، و هی تسبقهن و تَنْسَلِبُ أَمامهن، و أَراد من عاسج و واسج فكره الخَبْنَ فوضع أَو موضع الواو. و قال الأَزهری فی تفسیر هذا البیت: معنی قوله‌یُنْحزن من جانبیها … أَی یُدْفَعْنَ بالأَعقاب فی مَراكلها یعنی الركاب. و نَحَزْتُه برجلی أَی رَكَلْتُه. و النَّحْزُ: الدَّقُّ بالمِنْحازِ و هو الهَاوَنُ. و نَحَزَ فی صدره یَنْحَزُ نَحْزاً: ضرب فیه بجُمْعِهِ. الجوهری: نَحَزَه فی صدره مثل نَهَزَه إِذا ضربه بالجُمْعِ. و النَّحائِزُ: الإِبل المضروبة، واحدتها نَحِیزَة. و النَّحْزُ: شِبْهُ الدَّقِّ و السَّحْق، نَحَزَ یَنْحَزُ نَحْزاً. و المِنْحازُ: المِدَقُّ. و الراكبُ یَنْحَزُ بصدره واسطةَ الرَّحْل: یضربها؛ قال ذو الرمة: إِذا نَحَزَ الإِدْلاجُ ثُغْرَةَ نَحْرِه به، أَنَّ مُسْتَرْخِی العِمامَةِ ناعِسُ الأَزهری: و قال اللیث المِنْحازُ ما یُدَقُّ فیه؛ و أَنشد: دَقَّكَ بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ و هو مَثَلٌ؛ قال الراجز: نَحْزاً بمِنْحازٍ و هَرْساً هَرْسا و نَحَزَ النَّسِیجَةَ: جَذَبَ الصِّیصَةَ لیُحْكِمَ اللُّحْمَةَ. و النَّحْزُ: من عیوب الخیل، و هو أَن تكون الواهِنَةُ لیست بملتئمة فیعظم ما والاها من جِلْدَةِ السُّرَّةِ لوصول ما فی البطن إِلی الجلد، فذلك فی موضع السُّرَّة یُدعَی النَّحْزَ، و فی غیر ذلك الموضع من البطن یدعی الفَتْقَ. و النُّحازُ: داءٌ یأْخذ الدواب و الإِبل فی رئاتها فَتَسْعُلُ سُعالًا شدیداً، و قد نَحُزَ و نَحِزَ یَنْحُزُ و یَنْحَزُ نَحَزاً، و بعیر ناحِزٌ و مُنَحِّزٌ و نَحِزٌ؛ الأَخیرة عن سیبویه، و به نُحازٌ؛ قال الحرثُ بنُ مُصَرِّفٍ و هو أَبو مُزاحِمٍ العُقَیْلِیُّ: أَكْوِیهِ إِمَّا أَرادَ الكَیَّ مُعْتَرِضاً، كَیَّ المُطَنِّی من النَّحْزِ الطَنِی الطَّحِلا المُطَنِّی: الذی یعالج الطَّنَی، و هو لزوق الطِّحالِ بالجنب. و الطَّنِیُّ: الذی أَصابه الطَّنَی. و معترضاً: متقدراً علی ذلك، و هذا مثلٌ أَراد أَنه من تعرّض لی هجوته فیكون مثل الطَّنِیِّ من الإِبل الذی یكوی لیزول طَناهُ. و الطَّحِلُ: الذی یشتكی طِحالَهُ؛ و ناقةٌ ناحِزٌ و مُنَحِّزَةٌ و نَحِزَةٌ و مَنْحوزة، قال: له ناقَةٌ مَنْحوزةٌ عند جَنْبِهِ، و أُخْرَی له مَعْدودَةٌ ما یُثِیرُها و قیل: النُّحازُ سُعال الإِبل إِذا اشتدَّ. الجوهری: الأَنْحزانِ النُّحازُ و القَرْحُ و هما داءان یصیبان الإِبل. و أَنْحَزَ القومُ: أَصاب إِبلَهم النُّحازُ. و النَّحْزُ أَیضاً: السُّعال عامَّةً. و نَحِزَ الرجلُ: سَعَلَ. و نَحْزَةً له إِدعاء علیه. و الناحز: أَن یصیب المِرْفَقُ كِرْكِرَةَ البعیر فیقال: به ناحِزٌ. قال الأَزهری: لم أَسمع للناحز فی باب الضَّاغِطِ لغیر اللیث، و أُراه أَراد الحَازَّ فغیَّره. و النُّحازُ و النِّحازُ: الأَصل. و النَّحِیزَةُ: الطبیعة. و النَّحِیتَةُ و النَّحائِزُ: النحائتُ. الأَزهری: نَحِیزَةُ الرجل طبیعته و تجمع علی النَّحائِز. و النَّحِیزَةُ: طریقة من الرمل سوداء ممتدة كأَنها خط، مستویةٌ مع الأَرض خَشِنَةٌ لا یكون عَرْضُها ذراعین، و إِنما هی علامة فی الأَرض، و الجماعة النحائز،
لسان العرب، ج‌5، ص: 416
و إِنما هی حجارة و طین و الطین أَیضاً أَسود. و النَّحِیزَةُ: الطریق بعینه شبه بخطوط الثوب؛ قال الشَّمَّاخُ: فأَقْبَلَها تَعْلُو النِّجادَ عَشِیَّةً، علی طُرُقٍ كأَنَّهُنَّ نَحائِزُ قال الجوهری: و أَما قول الشماخ: علی طرق كأَنهن نحائز فیقال: النَّحِیزة شی‌ء یُنسج أَعرض من الحزام یُخاط علی طَرَف شُقَّةِ البیت، و قیل: كلُّ طریقة نَحِیزَة؛ قال ابن بری یروی هذا البیت: و عارَضَها فی بَطْنِ ذَرْوَةَ مُصْعِداً، علی طُرُقٍ كأَنهنّ نَحائِزُ و أَقبلها ما بَطْنَ ذِرْوَةَ أَی أَقبلها بطن ذروة، و ما: لَغْوٌ، و ذروة: موضع. و المُصْعِدُ: الذی یأْتی الوادی من أَسفله ثم یُصَعِّدُ، یصف حماراً و أُتُنَهُ؛ و بعده: و أَصْبَحَ فوقَ الحِقْفِ، حِقْفِ تَبالَةٍ، له مَرْكَدٌ فی مُسْتَوِی الأَرضِ بارِزُ الحِقْفُ: الرملة المُعْوَجَّةُ. و تَبالة: موضع. و المركد: الموضع الذی یركد فیه. و النَّحِیزَةُ: المُسنَّاة فی الأَرض، و قیل: هی مثل المُسَنَّاة فی الأَرض، و قیل: هی السَّهْلة. و النَّحِیزَةُ: قطعة من الأَرض مُسْتَدِقَّة صُلْبة. و قال أَبو خَیْرَةَ: النَّحِیزَةُ الجبل المنقاد فی الأَرض. قال الأَزهری: أَصل النحیزة الطریقة المستدقة؛ و كل ما قالوا فیها فهو صحیح و لیس باختلاف لأَنه یشاكل بعضه بعضاً. و یقال: النحیزة من الأَرض كالطِّبَّةِ ممدودة فی بطن من الأَرض نحواً من میل أَو أَكثر تقود الفراسخَ و أَقل من ذلك، قال: و ربما جاء فی الأَشعار النحائز یُعْنی بها طِبَبٌ كالخِرَقِ و الأَدیم إِذا قُطِّعت شُرُكاً طِوالًا. و النَّحِیزَةُ: طُرَّة تنسج ثم تخاط علی شَفَةِ الشُّقَّة من شُقَقِ الخباء و هی الخِرْقة أَیضاً. و النَّحیزة من الشَّعَرِ: هَنَةٌ عَرْضُها شِبْر و عُظْمُه ذِراعٌ طویلة یُعَلِّقُونها علی الهَوْدَجِ یُزَیِّنُونه بها و ربما رَقَمُوها بالعِهْنِ، و قیل: هی مثلُ الحزام بیضاءُ. و قال أَبو عمرو: النَّحِیزة النَّسِیجَة شِبْهُ الحِزام تكون علی الفَساطیط و البیوت تُنْسَجُ وحدها، فكأَنَّ النَّحائزَ من الطُّرُقِ مُشَبَّهة بها.

نخز؛ ج5، ص: 416

: نَخَزَه بحدیدة أَو نحوها: وَجَأَهُ. و نَخَزَه بكلمة: أَوجعه بها.

نرز؛ ج5، ص: 416

: النَّرْزُ: فِعْلٌ مماتٌ و هو الاستخفاء من فَزَع، و به سمی الرجل نَرْزَةَ و نارِزَةَ، و لم یجئ فی كلام العرب نون بعدها راء إِلا هذا، و لیس بصحیح. و النَّیْرُوزُ و النَّوْرُوزُ: أَصله بالفارسیة «2» نیع روز، و تفسیره جدید یوم. ابن الأَعرابی: نَرْزٌ موضع، قال: و أَما النَّرِیزِیُّ الحاسب فلا أَدری إِلی أَی شی‌ء نسب.

نزز؛ ج5، ص: 416

: النَّزُّ و النِّزُّ، و الكسر أَجود: ما تَحَلَّب من الأَرض من الماء، فارسی معرّب. و أَنَزَّت الأَرضُ: نبع منها النَّزُّ. و أَنَزَّت: صارت ذات نَزٍّ و صارت مناقع للنَّزِّ. و نَزَّتِ الأَرضُ: صارت ذات نَزٍّ. و نَزَّتْ: تَحَلَّبَ منها النَّزُّ. و‌فی حدیث الحرث ابن كِلْدَةَ قال لعمر، رضی الله عنه: البلاد الوَبِئةُ
(2). قوله [أصله بالفارسیة إلخ] كذا بالأصل، و قد عرضناه علی متقن من علماء اللغة الفارسیة فلم یعرفه، و عبارة القاموس: و النیروز أول یوم من السنة معرب نوروز
لسان العرب، ج‌5، ص: 417
ذاتُ الأَنْجالِ و البعوض و النَّزِّ؛ و فی بعض الأَوصاف: أَرض مناقع النَّزِّ حَبُّها لا یُجَزُّ، و قَصَبُها لا یَهْتَزُّ. و أَرض نازَّة و نَزَّة: ذات نَزٍّ؛ كلتاهما عن اللحیانی. و النَّزُّ و النِّزُّ: السخیُّ الذَّكیُّ الخفیف؛ و أَنشد: و صاحِبٍ أَبْدَأَ حُلْواً مُزّا فی حاجةِ القومِ خُفافاً نِزَّا و أَنشد بیت جریر یهجو البعیث: لَقًی حَمَلَتْه أُمُّه و هی ضَیْفَةٌ، فجاءتْ بِنَزٍّ للضِّیافة أَرْشَما قال: أَراد بالنَّزِّ هاهنا خفة الطیش لا خفة الروح و العقل. قال: و أَراد بالنُّزالة «1» الماء الذی أَنزله المجامع لأُمه. و ناقة نَزَّةٌ: خفیفة؛ و قوله: عَهْدِی بجنَّاح إِذا ما اهْتَزَّا، و أَذْرَتِ الریحُ تُراباً نَزَّا، أَنْ سَوْفَ یُمْطِیه و ما ارْمأَزّا أَی یمضی علیه. و نَزّاً أَی خفیفاً. و ظَلِیم نَزٌّ: سریع لا یستقر فی مكان؛ قال: أَو بَشَكَی وَخْدَ الظَّلِیم النَّزِّ وَخْد: بدل من بَشَكَی أَو منصوب علی المصدر. و المِنَزُّ: الكثیر الحركة. و المِنَزُّ: المَهْدُ مَهْدُ الصبی. و نَزَّ الظبیُ یَنِزُّ نَزِیزاً: عدا و صَوَّتَ؛ قال ذو الرمة: فلاةٌ یَنِزُّ الظَّبْیُ فی جِحَراتِها، نَزِیزَ خِطامِ القوْسِ یُحْذَی بها النَّبْلُ و نَزَّزَه عن كذا أَی نَزَّهه. و قتلته النَّزَّة أَی الشهوة. و فی نوادر الأَعراب: فلان نَزِیزٌ أَی شهوان، و یقال: نِزُّ شَرٍّ و نِزازُ شَرٍّ و نَزِیزُ شَرٍّ.

نشز؛ ج5، ص: 417

: النِّشْزُ و النَّشَزُ: المَتْنُ المرتفعُ من الأَرض، و هو أَیضاً ما ارتفع عن الوادی إِلی الأَرض، و لیس بالغلیظ، و الجمع أَنْشازٌ و نُشُوزٌ، و قال بعضهم: جمع النَّشْزِ نُشُوز، و جمع النَّشَز أَنْشازٌ و نِشازٌ مثل جَبَلٍ و أَجْبال و جِبال. و النَّشازُ، بالفتح: كالنَّشَزِ. و نَشَزَ یَنْشُزُ نُشُوزاً: أَشرف علی نَشَزٍ من الأَرض، و هو ما ارتفع و ظهر. یقال: اقْعُدْ علی ذلك النَّشازِ. و‌فی الحدیث: أَنه كان إِذا أَوْفی علی نَشَزٍ كَبَّر‌أَی ارتفع علی رابیة فی سَفَر، قال: و قد تسكن الشین؛ و منه‌الحدیث: فی خاتم النبوة بَضْعَة ناشِزَة‌أَی قِطْعَة لحم مرتفعةٌ علی الجسم؛ و منه‌الحدیث: أَتاه رجل ناشِزُ الجَبْهة‌أَی مرتفعها. و نَشَزَ الشی‌ءُ یَنْشِزُ نُشُوزاً: ارتفع. و تَلٌّ ناشِزٌ: مرتفع، و جمعه نَواشِزُ. و قَلْبٌ ناشِزٌ إِذا ارتفع عن مكانه من الرُّعْب. و أَنْشَزْتُ الشی‌ء إِذا رفعته عن مكانه. و نَشَزَ فی مجلسه یَنْشِزُ و یَنْشُزُ، بالكسر و الضم: ارتفع قلیلًا. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذٰا قِیلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا؛ قال الفراء: قرأَها الناس بكسر الشین و أَهل الحجاز یرفعونها، قال: و هما لغتان. قال أَبو إِسحق: معناه إِذا قیل انْهَضُوا فانْهَضُوا و قُومُوا كما قال: وَ لٰا مُسْتَأْنِسِینَ لِحَدِیثٍ؛ و قیل فی قوله تعالی: إِذٰا قِیلَ انْشُزُوا؛ أَی قوموا إِلی الصلاة أَو قضاء حق أَو شهادة فَانْشُزُوا. و نَشَزَ الرجلُ یَنْشِزُ إِذا كان قاعداً فقام. و رَكَبٌ ناشِزٌ: ناتئٌ مرتفع. و عِرْقٌ ناشِزٌ: مرتفع مُنْتَبِرٌ
(1). قوله [و أراد بالنزالة] لعل البیت روی بنز للنزالة، فنقل عبارة من شرح علیها، و إلا فالذی فی البیت للضیافة و كذلك فی الصحاح نعم رواه شارح القاموس من نزالة
لسان العرب، ج‌5، ص: 418
ناشز لا یزال یَضْرِبُ من داء أَو غیره؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فما لَیْلی بناشِزَةِ القُصَیْری و لا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ فسره فقال: ناشزة القُصَیْری أَی لیست بضخمة الجنبین مُشْرِفَةِ القُصَیْری بما علیها من اللحم. و أَنْشَزَ الشی‌ءَ: رفعه عن مكانه. و إِنْشازُ عظام المیت: رَفْعُها إِلی مواضعها و تركیبُ بعضها علی بعض. و فی التنزیل العزیز: وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظٰامِ كَیْفَ نُنْشِزُهٰا ثُمَّ نَكْسُوهٰا لَحْماً؛ أَی نرفع بعضها علی بعض؛ قال الفراء: قرأَ زید بن ثابت نُنْشِزُهٰا، بالزای، قال: و الإِنشازُ نقْلها إِلی مواضعها، قال: و بالراء قرأَها الكوفیون، قال ثعلب: و المختار الزای لأَن الإِنْشازَ تركیبُ العظام بعضها علی بعض. و‌فی الحدیث: لا رَضاعَ إِلا ما أَنْشَزَ العظمَ‌أَی رفعه و أَعلاه و أَكبر حَجْمَه و هو من النَّشَزِ المرتفع من الأَرض. قال أَبو إِسحق: النُّشُوزُ یكون بین الزوجین و هو كراهة كل واحد منهما صاحبه، و اشتقاقُه من النَّشَزِ و هو ما ارتفع من الأَرض. و نَشَزَت المرأَةُ بزوجها و علی زوجها تَنْشِزُ و تَنْشُز نُشُوزاً، و هی ناشِزٌ: ارتفعت علیه و استعصت علیه و أَبغضته و خرجت عن طاعته و فَرَكَتْه؛ قال: سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ من اللَّیْلِ حَنَّتی لِخَمَّانِ بیتٍ، فَهْیَ لا شَكَّ ناشِزُ قال الله تعالی: وَ اللّٰاتِی تَخٰافُونَ نُشُوزَهُنَّ؛ نُشُوزُ المرأَة استعصاؤها علی زوجها، و نَشَزَ هو علیها نُشُوزاً كذلك، و ضربها و جفاها و أَضَرّ بها. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنِ امْرَأَةٌ خٰافَتْ مِنْ بَعْلِهٰا نُشُوزاً أَوْ إِعْرٰاضاً؛ و قد تكرر ذكر النُّشُوز بین الزوجین فی الحدیث، و النُّشُوز كراهیة كل منهما صاحبه و سُوءُ عشرته له. و رجل نَشَزٌ: غلیظ عَبْلٌ؛ قال الأَعشی: و تَرْكَبُ مِنِّی، إِنْ بَلوْتَ نَكِیثَتی، علی نَشَزٍ قد شابَ لیس بِتَوْأَمِ أَی غِلَظٍ ذَهَب إِلی تكبیره و تعظیمه فلذلك جعله أَشْیَبَ. و نَشَزَ بالقوم فی الخصومة نُشُوزاً: نَهَضَ بهم للخصومة. و نَشَزَ بقِرْنِه یَنْشِزُ به نُشُوزاً: احتمله فصرعه. قال شمر: و هذا كأَنه مقلوب «1». مثل جَذَبَ و جَبَذَ. و یقال للرجل إِذا أَسنّ و لم یَنْقُصْ: إِنه لنَشَزٌ من الرجال، و صَتَمٌ إِذا انتهی سِنُّه و قُوَّتُه و شَبابه. قال أَبو عبید: النَّشَزُ و النَّشْزُ الغلیظ الشدید. و دابة نَشِیزَةٌ إِذا لم یَكَدْ یَسْتَقِرُّ الراكبُ و السَّرْجُ علی ظهرها. و یقال للدابة إِذا لم یكد یستقرّ السرج و الراكب علی ظهرها: إِنها لَنَشْزَةٌ.

نغز؛ ج5، ص: 418

: نَغَزَ بینهم: أَغْری و حَمَل بعضَهم علی بعض كَنَزَعَ.

نفز؛ ج5، ص: 418

: نَفزَ الظَّبْیُ یَنْفِزُ نَفْزاً و نُفُوزاً و نَفَزاناً إِذا وَثَبَ فی عَدْوِه، و قیل: رفع قوائمه معاً و وضعها معاً، و قیل: هو أَشَدُّ إِحضاره، و قیل: هو وَثْبُهُ و وقوعُه مُنْتَشِرَ القوائم، فإِن وقع مُنْضَمَّ القوائم فهو القَفْزُ. و قال ابن درید: القَفْزُ انضمام القوائم فی الوثب، و النَّفْزُ انتشارها. و قال
(1). قوله [و هذا كأنه مقلوب إلخ] أی من شزن كفرح نشط و تشزن صاحبه تشزناً صرعه كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 419
الأَصمعی: نَفَزَ الظبیُ یَنْفِزُ و أَبَزَ یَأْبِزُ إِذا نَزا فی عَدْوِه. و قال أَبو زید: النَّفْزُ أَن یجمع قوائمه ثم یَثِبَ؛ و أَنشد: إِراحَةَ الجِدایَةِ النَّفُوزِ أَبو عمرو: و النَّفْزُ عَدْو الظبی من الفَزَعِ. و النَّوافِزُ: القوائم، واحدتها نافِزَةٌ؛ قال الشماخ: هَتُوفٌ إِذا ما خالَطَ الظَّبْیَ سَهْمُها، و إِن رِیغَ منها أَسْلَمَتْه النَّوافِزُ یعنی القوائم، و المعروف النَّواقِزُ. و المرأَة تُنَفِّزُ ولدها أَی تُرَقِّصُه، و نَفَّزَتْهُ أَی رَقَّصَتْهُ. و التَّنْفِیزُ و الإِنْفازُ: إِدارة السهم علی الظُّفُر لیُعْرَفَ عَوَجُه من قِوامِه، و قد أَنْفَزَ السهمَ و نَفَّزَه تَنْفِیزاً؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: یُحَزْنَ إِذا أُنْفِزْنَ فی ساقِطِ النَّدی، و إِن كانَ یوماً ذا أَهاضِیبَ مُخْضِلا التهذیب: التَّنْفِیزُ أَن تضع سهماً علی ظُفُرك ثم تُنَفِّزَه بیدك الأُخری حتی یدور علی الظفر لیستبین لك اعوجاجه من استقامته. و النَّفِیزَةُ: الزُّبْدَةُ المتفرقة فی المِمْخَضِ لا تجتمع. و نَفَزَ الرجلُ: مات.

نقز؛ ج5، ص: 419

: النَّقَزُ و النَّقَزَانُ: كالوَثَبانِ صُعُداً فی مكان واحد، نَقَزَ الظَّبْیُ، و لم یُخَصِّصِ ابنُ سِیدَة شیئاً بل قال: نَقَزَ یَنْقُز و یَنْقِزُ نَقْزاً و نَقَزاناً و نِقازاً، و نَقَزَ: وَثَبَ صُعُداً، و قد غلب علی الطائر المعتادِ الوَثْبِ كالغراب و العصفور. و التَّنْقِیزُ: التوثیب. و النَّقَّازُ، و النُّقَّاز كلاهما: العصفور، سمی به لنَقَزانِه، و قیل: الصغیر من العصافیر، و قیل: هما عصفور أَسود الرأْس و العنق و سائره إِلی الوُرْقَةِ. قال عمرو بن بَحْر: یسمی العصفور نَقَّازاً، و جمعه النَّقاقیزُ، لنَقَزانِه أَی وَثْبه إِذا مشی؛ و العصفورُ طَیَرانُه نَقَزانٌ أَیضاً لأَنه لا یسمح بالطیران كما لا یسمح بالمشی، قال: و الخُرَّقُ و القُبَّرُ و الحُمَّرُ كلها من العصافیر. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: كان یُصلی الظُّهْرَ و الجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرَّمْضاء‌أَی تَقْفِزُ و تَثِبُ من شدة حرارة الأَرض؛ و منه‌الحدیث: تَنْقُزانِ القِرَبُ «2» علی مُتُونِهما‌أَی تحملانها و تَقفِزانِ بها وَثْباً؛ و منه‌الحدیث: فرأَیتُ عَقِیصَتَیْ أَبی عُبَیْدَةَ تَنْقُزانِ و هو خَلْفَه، و قد استُعمل النَّقْزُ فی بَقَر الوحش؛ قال الراجز: كأَنَّ صِیرانَ المَها المُنَقَّزِ و النُّقازُ: داء یأْخذ الغنم فتَثْغُو الشاة منه ثَغْوَةً واحدة و تَنْزُو و تَنْقُزُ فتموت، مثل النُّزاءِ، و قد انْتَقَزَتِ الغَنَمُ. و النَّواقِزُ: القوائم لأَن الدابة تَنْقُزُ بها، و فی المصنف: النَّواقِزُ؛ و كذلك وقع فی شعر الشماخ: هَتوف إِذا ما خالط الظبیَ سهمُها، و إِن ریغ منها أَسلمته النواقز و یروی: النوافز. و النَّقَزُ: الردی‌ء الفَسْلُ. و النِّقْزُ
(2). قوله [تنقزان القرب إلخ] قال فی النهایة: و فی نصب القرب بعد لأن تنقز غیر متعد، و أوله بعضهم بعدم الجار، و رواه بعضهم بضم التاء من أنقز فعداه بالهمز، یرید تحریك القرب و وثوبها بشدة العدو و الوثب، و روی برفع القرب علی الابتداء و الجملة فی موضع الحال
لسان العرب، ج‌5، ص: 420
و النَّقَزُ، بالتحریك: الخسیس و الرُّذالُ من الناس و المال، واحدة النَّقَزِ نَقَزَةٌ، قال ابن سیدة: و لم أَسمع للنَّقَزِ بواحد؛ و أَنشد الأَصمعی: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ، و نابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ و النَّقَزُ من الناس: صغارهم و رُذالُهُم. و انْتَقَزَ له مالَه: أَعطاه خسیسه. و ما لفلان بموضع كذا نُقْزٌ و نُقْرٌ أَی بئر أَو ماء؛ الضم عن ابن الأَعرابی، بالزای و الراء، و لا شِرْبٌ و لا مِلْكٌ «1» و لا مَلْكٌ و لا مُلُكٌ و لا مَلَكٌ. و مَلَكَنا الماءُ أَی أَرْوانا. و نَقَزَه عنهم: دفعه؛ عن اللحیانی. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: ما كان الله لیُنْقِزَ عن قاتل المؤمن‌أَی لیُقْلِعَ و یَكُفَّ عنه حتی یُهْلكه. و قد أَنْقَزَ عن الشی‌ء إِذا كَفَّ و أَقْلَعَ. ابن الأَعرابی: أَنْقَزَ الرجلُ إِذا دام علی شُرْب النَّقِزِ، و هو الماء العذب الصافی. و النَّقَزُ و النَّقِزُ: اللَّقَبُ. و أَنْقَزَ إِذا وقع فی إِبله النُّقازُ، و هو داء. و أَنْقَزَ عَدُوَّه إِذا قتله قتلًا وَحِیًّا. و أَنْقَزَ إِذا اقْتَنَی النَّقَزَ من ردی‌ء المال، و مثله أَقْمَزَ و أَغْمَزَ. أَبو عمرو: انْتَقَزَ له شَرَّ الإِبل أَی اختار له شرها. و عَطاء ناقِزٌ و ذو ناقِزٍ إِذا كان خسیساً؛ و أَنشد: لا شَرَطٌ فیها و لا ذُو ناقِزِ، قاظَ القَرِیَّاتِ إِلی العَجالِزِ

نكز؛ ج5، ص: 420

: نَكَزَتِ البئرُ تَنْكُزُ نَكْزاً و نُكُوزاً و هی بئر نَكِزٌ و ناكِزٌ و نَكُوز: قَلَّ ماؤها، و قیل: فَنِیَ ماؤها؛ و فیه لغة أُخری: نَكِزَتْ، بالكسر، تَنْكَزُ نَكَزاً و نَكَّزَها هو و أَنْكَزَها: أَنْفَدَ ماءَها، و أَنْكَزَها أَصحابُها؛ قال ذو الرمة: علی حِمْیَرِیَّاتٍ كأَنَّ عُیونَها ذِمامُ الرَّكایا، أَنْكَزَتْها المَواتِحُ و جاء مُنْكِزاً أَی فارغاً من قولهم: نَكَزَتِ البئرُ؛ عن ثعلب. و قال ابن الأَعرابی: مُنْكِزاً و إِن لم نسمعهم قالوا: أَنْكَزَتِ البئرُ و لا أَنْكَزَ صاحِبُها. و نَكَزَ و نَكِزَ البحرُ: نقص. و فلانٌ بمَنْكَزَةٍ من العَیْشِ أَی ضیق. و النَّكْزُ: الدفع و الضرب، نَكَزَهُ نَكْزاً أَی دفعه و ضربه. و النَّكْزُ: طعن بطَرَفِ سنانِ الرمح. و النَّكْزُ: الطعن و الغَرْزُ بشی‌ء مُحَدَّدِ الطَّرَف، و قیل: بطرف شی‌ء حدید. و نَكَزَتْه الحیة تَنْكُزُه نَكْزاً و أَنْكَزَتْه: طعنته بأَنفها؛ و خص بعضهم به الثعبان و الدَّسَّاسَةَ. و النَّكَّازُ: ضرب من الحیات یَنْكُزُ بأَنفه و لا یَعَضُّ بفیه و لا یُعرف رأْسه من ذنبه لدقة رأْسه. أَبو زید: النَّكْزُ من الحیة بالأَلف، و النَّكْزُ من كل دابة سوی الحیة العَضُّ. قال أَبو الجَرَّاح: یقال للدَّسَّاسَةِ من الحیات وَحْدَها: نَكَزَتْه، و لا یقال لغیرها. الأَصمعی: نَكَزَتْه الحیة و وَكَزَتْه و نَشَطَتْه و نَهَشَتْه بمعنی واحد. أَبو زید: نَكَزَتْه الحیة أَی لسعته بأَنفها، فإِذا عضته الحیة بأَنیابها قیل: نشَطَتْه؛ قال رؤبة: لا تُوعِدَنّی حَیَّةً بالنَّكْزِ و قیل: النَّكْزُ أَن یَطْعُنَ بأَنفه طَعْناً. ثم النَّكَّازُ حیة لا یُدْرَی ما ذنبها من رأْسها و لا تَعَضُّ إِلا
(1). قوله [و لا ملك إلخ] الأول مثلث المیم و الثانی بضمتین و الثالث بالتحریك كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌5، ص: 421
نَكْزاً أَی نَقْزاً؛ ابن شمیل: سُمِّیَ نَكَّازاً لأَنه یطعن بأَنفه و لیس له فم یَعَضُّ به، و جمعه النَّكاكِیزُ و النَّكَّازاتُ. و نَكَزَ الدابةَ بعَقِبه: ضربها یَسْتَحِثُّها. و النَّكْزُ: العَضُّ من كل دابة؛ عن أَبی زید. الكسائی: نَكَزَتْه و وَكَزَتْه و لهَزَتْه و نَفَتَتْه بمعنی واحد.

نهز؛ ج5، ص: 421

: نَهَزَه نَهْزاً: دفعه و ضربه مثل نَكَزَه و وَكَزَه. و‌فی الحدیث: من توضأَ ثم خرج إِلی المسجد لا یَنْهَزُه إِلَّا الصلاةُ غفر له ما خلا من ذنبه؛ النَّهْزُ: الدفعُ، یقال: نَهَزْتُ الرجلَ أَنْهَزُه إِذا دفعته، و نَهَزَ رأْسَه إِذا حَرَّكه؛، و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: من أَتی هذا البیتَ و لا یَنْهَزُه إِلیه غیرُه رَجَع و قد غُفِرَ له؛ یرید أَنه من خرج إِلی المسجد أَو حج و لم ینو بخروجه غیر الصلاة و الحج من أُمور الدنیا. و منه‌الحدیث: أَنه نَهَزَ راحِلَتَه‌أَی دفعها فی السیر. و نَهَزَتِ الدابةُ إِذا نهضت بصدرها للسیر؛ قال: فلا یَزالُ شاحِجٌ یَأْتِیكَ بِجْ، أَقْمَرُ نَهَّازٌ یُنَزِّی وَفْرَ تِجْ و النَّهْزُ: التَّناوُل بالید و النُّهوضُ للتناول جمیعاً. و الناقةُ تَنْهَزُ بصدرها إِذا نهضت لتَمْضِیَ و تسیر؛ و أَنشد: نَهُوزٌ بأُولاها زَجُولٌ بصَدْرِها و الدابة تَنْهَزُ بصدرها إِذا ذَبَّتْ عن نفسها؛ قال ذو الرمة: قِیاماً تَذُبُّ البَقَّ عن نُخَراتِها بِنَهْزٍ، كإِیماءِ الرُّؤوسِ المَواتِعِ الأَزهری: النُّهْزَةُ اسم للشی‌ء الذی هو لك مُعَرَّض كالغنیمة. و النُّهْزَةُ: الفُرْصَةُ تجده من صاحبك. و یقال: فلان نُهْزَةُ المُخْتَلِسِ أَی هو صید لكل أَحد؛ و منه‌حدیث أَبی الدَّحْداحِ: و انْتَهَزَ الحَقَّ إِذا الحَقُّ وَضَحْ أَی قلبه و أَسرع إِلی تناوله. و‌حدیث أَبی الأَسود: و إِن دُعِیَ انْتَهَزَ.و تقول: انْتَهِزْها قد أَمْكَنَتْكَ قبل الفَوْتِ. و المُناهَزَةُ: المُبادَرَةُ. یقال: ناهَزْتُ الصیدَ فَقَبَضْتُ علیه قبل إِفلاته. و انْتَهَزَها و ناهَزَها: تناولها من قُرْب و بادرها و اغتنمها، و قد ناهَزَتْهُم الفُرَصُ؛ و قال: ناهَزْتُهُمْ بِنَیْطَلٍ جَرُوفِ و تَناهَزَ القومُ: كذلك؛ أَنشد سیبویه: و لقد عَلِمْتُ، إِذا الرِّجالُ تَناهَزُوا، أَیِّی و أَیُّكمُ أَعَزُّ و أَمْنَعُ و یقال للصبی إِذا دنا للفطام: نَهَزَ للفطام، فهو ناهِزٌ، و الجاریة كذلك، و قد ناهَزا؛ و أَنشد: تُرْضِعُ شِبْلَیْن فی مَغارِهما، قد ناهَزا للفِطامِ أَو فُطِما و ناهَزَ فلانٌ الحُلُمَ و نَهَزَه إِذا قاربه. و ناهَزَ الصبی البلوغَ أَی داناه. و منه‌حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: و قد ناهَزْتُ الاحتلامَ.و ناهَزَ الخمسین: قارَبها. و إِبل نَهْزُ مائةٍ و نِهازُ مائة و نُهازُ مائة أَی قُرابَتُها. الأَزهری: كان الناس نَهْزَ عشرة آلافٍ أَی قُرْبَها. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا اشتری من مال یَتامَی خمراً فلما نزل التحریم أَتی النبیَّ، صلی الله علیه
لسان العرب، ج‌5، ص: 422
و سلم، فعرّفه فقال: أَهْرِقْها. و كان المالُ نَهْزَةَ عشرة آلاف‌أَی قُرْبَها، و حقیقته كان ذا نَهْز. و نَهَز الفَصِیلُ ضَرْعَ أُمه: مثل لهَزَه. الأَزهری: و فلان یَنْهَزُ دابته نَهْزاً و یَلْهَزُها لَهْزاً إِذا دفعها و حركها. الكسائی: نَهَزَه و لَهَزَه بمعنی واحد. و نَهَزَ الناقةَ یَنْهَزُها نَهْزاً: ضرب ضَرَّتَها لِتَدِرَّ صُعُداً. و النَّهُوزُ من الإِبل: التی یموت ولدها فلا تَدِرُّ حتی یُوجَأَ ضَرْعُها. و ناقة نَهُوزٌ: لا تَدِرُّ حتی یُنْهَزَ لَحْیاها أَی یُضْرَبا؛ قال: أَبْقَی علی الذُّلِّ من النَّهُوزِ و أَنْهَزَتِ الناقةُ إِذا نَهَزَ ولدُها ضَرْعَها؛ قال: و لكِنَّها كانت ثلاثاً مَیاسِراً، و حائِلَ حُولٍ أَنْهَلَتْ فأَحَلَّتِ و رواه ابن الأَعرابی: أَنْهَزَتْ و لا وجه له. و نَهَزْتُ بالدَّلو فی البئر إِذا ضربت بها إِلی الماء لتمتلئَ. و نَهَزَ الدَّلْوَ یَنْهَزُها نَهْزاً: نزع بها؛ قال الشَّمَّاخ: غَدَوْنَ لها صُعْرَ الخُدُودِ، كما غَدَتْ، علی ماء یَمْؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ یقول: غدت هذه الحمر لهذا الماء كما غدت الدلاء النواهز لماء یَمْؤُودَ، و قیل: النَّواهِزُ اللواتی یُنْهَزْنَ فی الماء أَی یُحَرَّكْنَ لیمتلئن، فاعل بمعنی مفعول، و الأَوّل أَفضل. و هما یَتناهَزانِ إِمارَةَ بلد كذا أَی یَبْتَدِرانِ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَتاه الجارودُ و ابنُ سَیَّارٍ یَتَناهَزان إِمارَةً‌أَی یتبادران إِلی طلبها و تناولها؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: سَیَجِدُ أَحدُكم امرأَته قد ملأَت عِكْمَها من وَبَرِ الإِبل فلْیُناهِزْها و لیقتطعْ و لیُرْسِلْ إِلی جاره الذی لا وَبَرَ له‌أَی یبادرها و یسابقها إِلیه. و نَهَزَ الرجلُ: مَدَّ بعُنُقِه و ناءَ بصدره لیَتَهَوَّعَ؛ و منه‌حدیث عطاء: أَو مَصْدُور یَنْهَزُ قَیْحاً‌أَی یقذفه؛ و المَصْدُور: الذی بِصَدْرِه وجع. و نَهَزَ: مَدَّ عُنُقَه و ناءَ بصدره لیَتَهَوَّع. و یقال: نَهَزَتْنی إِلیك حاجةٌ أَی جاءت بی إِلیك؛ و أَصل النَّهْز: الدفع، كأَنها دفعتنی و حَرَّكَتْنی. و ناهِزٌ و مُناهِزٌ و نُهَیْز: أَسماء.

نوز؛ ج5، ص: 422

: التهذیب: و‌روی شمر عن القَعْنَبیّ عن حِزام بن هشام عن أَبیه قال: رأَیت عمر، رضی الله عنه، أَتاه رجل من مُزَیْنَةَ بالمُصَلَّی عامَ الرَّمادَةِ فشكا إِلیه سُوءَ الحال و إِشرافَ عِیالِه علی الهلاك، فأَعطاه ثلاثةَ أَنیابٍ حَتائر و جعل علیهن غرائر فیهن رِزَمٌ من دَقِیق ثم قال له: سِرْ فإِذا قدمت فانحر ناقة فأَطعمهم بوَدَكِها و دقیقها، و لا تكثر إِطعامهم فی أَول ما تطعمهم و نَوِّزْ؛ فلَبِثَ حیناً ثم إِذا هو بالشَّیْخ فقال: فعلتُ ما أَمرتنی و أَتی الله بالحَیا فبِعْتُ ناقتین و اشتریت للعیال صُبَّةً من الغنم فهی تَروح علیهم؛ قال شمر: قال القَعْنبی قوله نَوِّزْ أَی قَلِّلْ؛ قال شمر: و لم أَسمع هذه الكلمة إِلا له، و هو ثقة.

فصل الهاء؛ ج5، ص: 422

هبز؛ ج5، ص: 422

: هَبَزَ یَهْبِزُ هَبْزاً و هُبُوزاً و هَبَزاناً: مات، و قیل: هلك فَجْأَةً، و قیل: هو الموت، أَیّاً كان؛ و كذلك قَحَزَ یَقْحَزُ قُحُوزاً: مات. و الهَبْزُ: ما اطْمَأَنَّ من الأَرض و ارتفع ما حوله، و جمعه هُبُوزٌ، و الراء أَعلی.
لسان العرب، ج‌5، ص: 423‌

هبرز؛ ج5، ص: 423

: الهِبْرِزِیُّ: الإِسْوارُ من أَساوِرَة فارسَ؛ قال ابن سیدة: أَعنی بالإِسْوارِ الجَیِّدَ الرَّمْی بالسهام، فی قول الزَّجَّاج، أَو هو الحَسَنُ الثَّبات علی ظهر الفرس، فی قول الفارسی. و رجل هِبْرِزِیٌّ: جمیل وَسِیم، و قیل: نافذ. و خُفٌّ هِبْرِزِیٌّ: جَیِّد؛ یمانیة. و كل جمیل وسیم عند العرب هِبْرِزِیٌّ مثل هِبْرِقِیٍّ. ابن الأَعرابی: الهِبْرِزیُّ الدینار الجدید؛ و أَنشد لرجل رثی ابناً له: فما هِبْرِزِیٌّ من دَنانِیر أَیْلَةٍ، بأَیْدِی الوُشاةِ ناصِعٌ یَتَأَكَّلُ قال: الوشاةُ ضَرَّابو الدنانیر. یَتَأَكَّلُ: یأْكل بعضه بعضاً من حُسْنِه. و الهِبْرِزِیُّ و الإِبْرِزِیُّ: الذهب الخالص، و هو الإِبرِیزُ؛ و قول العُجَیْر أَنشده الإِیادِیُّ: فإِن تَكُ أُمُّ الهِبْرِزِیِّ تَمَصَّرَتْ عِظامی، فمنها ناحِلٌ و حَسِیرُ قال: أُم الهِبْرِزِیِّ الحُمَّی. اللیث: الهِبْرِزِیُّ الجَلْدُ النافذُ. و الهِبْرِزِیُّ: الأَسد؛ و منه قوله: بها مِثْل مَشْیِ الهِبْرِزِیِّ المُسَرْوَلِ قال: و قال ذو الرمة یصف ماء: خَفِیف الجَبَا لا یَهْتَدِی فی فَلاتِهِ من القومِ إِلا الهِبْرِزِیُّ المُغامِسُ قال: كلُّ مِقْدامٍ هِبْرِزِیٌّ من كل شی‌ء.

هجز؛ ج5، ص: 423

: الهَجْزُ: لغة فی الهَجْسِ، و هی النَّبْأَةُ الخَفِیَّة.

هرز؛ ج5، ص: 423

: هَرْوَزَ الرجلُ و الدابةُ هَرْوَزَةً: ماتا؛ قال الأَزهری: هو فَعْوَلَةٌ من الهَرْزِ. و روی عن ابن الأَعرابی: هَرِزَ الرجلُ و هُرِئَ إِذا مات. و‌فی الحدیث: أَنه قضی فی سَیْلِ مَهْزُورٍ أَن یُحْبَس حتی یبلغ الماءُ الكَعْبَین؛ مَهْزُورٌ: وادی قُرَیْظَة بالحجاز، و أَما بتقدیم الراء علی الزای‌فموضِعُ سُوقِ المدینة تصدّق به سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی المسلمین.

هرمز؛ ج5، ص: 423

: الهُرْمُزُ و الهُرْمُزانُ و الهارَمُوزُ: الكبیر من ملوك العجم. و فی التهذیب: هُرْمُزُ من أَسماء العجم. و رَامَهُرْمُز: موضع، و من العرب من یبنیه علی الفتح فی جمیع الوجوه، و منهم من یعربه و لا یصرفه، و منهم من یضیف الأَول إِلی الثانی و لا یصرف الثانی و یُجْرِی الأَول بوجوه الإِعراب. و الشَّیْخُ یُهَرْمِزُ، و هَرْمَزَتُهُ: لَوْكَتُهُ لُقْمَتَه فی فیه لا یُسِیغه و هو یدیره فی فیه.

هزز؛ ج5، ص: 423

: الهَزُّ: تحریك الشی‌ء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب و تَهْتَزُّ، و هَزَّه یَهُزُّه هَزّاً و هَزَّ به و هَزَّزَهُ. و فی التنزیل العزیز: وَ هُزِّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ؛ أَی حَرِّكِی. و العرب تقول: هَزَّه و هَزَّ به إِذا حركه؛ و مثله: خُذِ الخِطامَ و خُذْ بالخطام و تَعلَّق زیداً و تَعَلَّق بزید؛ قال ابن سیدة: و إِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ فی هُزِّی معنی جُرِّی؛ و قال المتنخل الهُذَلیُّ: قد حال بَیْنَ دَرِیسَیْهِ مُؤَوِّبَةٌ مِسْعٌ، لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِیزُ مؤَوِّبة: ریح تأْتی لیلًا، و قد اهْتَزَّ؛ و یستعار فیقال: هَزَزْتُ فلاناً لخیر فاهْتَزَّ، و هَزَزْتُ الشی‌ءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَی حركته فتحرك؛ قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 424
كَرِیمٌ هُزَّ فاهْتَزّ، كذاك السَّیِّدُ النَّزّ و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: اهْتَزَّ العرشُ لموت معاذ؛ قال ابن شمیل: اهْتَزَّ العرشُ أَی فَرِحَ؛ و أَنشد: كریم هُزَّ فاهْتَزّ و قال بعضهم: أُرید بالعرش هاهنا السریر الذی حمل علیه سعد بن معاذ حین نقل إِلی قبره، و قیل: هو عرش الله ارتاح و استبشر لكرامته علی ربه أَی لروح سعد بن معاذ حین رفع إِلی السماء، و الله أَعلم بما أَراد. قال ابن الأَثیر: الهَزُّ فی الأَصل الحركة، و اهْتَزَّ إِذا تحرك، فاستعمله علی معنی الارتیاح، أَی ارتاح لصعوده حین صُعِدَ به و استبشر لكرامته علی ربه. و كل من خَفَّ لأَمر و ارتاح له، فقد اهْتَزَّ له؛ و قیل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش بموته. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فانطلقنا بالسِّقْطَینِ نَهُزُّ بهما‌أَی نُسْرِعُ السَّیْرَ بهما، و یروی: نَهِزُ من الوَهْزِ، و هو مذكور فی موضعه. و أَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَی أَرْیَحِیَّة و حركة. و اهْتَزَّ النبات: تَحَرَّك و طال. و هَزَّتْه الریح و الرِّیُّ: حَرَّكاه و أَطالاه. و اهتَزَّت الأَرضُ: تحركت و أَنبتت. و فی التنزیل العزیز: فَإِذٰا أَنْزَلْنٰا عَلَیْهَا الْمٰاءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ*؛ اهْتَزَّتْ* أَی تحركت عند وقوع النبات بها، وَ رَبَتْ أَی انتفخت و عَلَتْ. و‌فی الحدیث: إِنی سمعت هَزِیزاً كَهزِیز الرَّحَی‌أَی صوت دورانها. و الهَزُّ و الهَزِیزُ فی السیر: تحریك الإِبل فی خِفَّتِها. و قد هَزَّها السیرُ و هَزَّها الحادی هَزِیزاً فاهْتَزَّتْ هی إِذا تحركت فی سیرها بِحُدائِه. الأَصمعی: الهِزَّةُ من سیر الإِبل أَن یَهْتَزَّ المَوْكِبُ. قال النضر: یَهْتَزّ أَی یُسْرِع. ابن سیدة: الهِزَّة أَن یتحرك الموكِبُ و قد اهْتَزَّ؛ قال ابن قیس الرُّقَیَّاتِ: أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِیَّةٌ یَهْتَزُّ مَوْكِبُها و اهْتِزازُ الموكب أَیضاً «2» و جَلَبَتُهُم. و هَزِیزُ الریح: دَوِیُّها عند هَزِّها الشجرَ؛ یقال: الریح تُهَزِّزُ الشجر فَیَتَهَزَّزُ؛ و هَزْهَزَهُ أَی حركه فَتَهَزْهَزَ. و هَزِیزُ الریح: صوتُ حَرَكَتِها؛ قال إمرؤُ القیس: إِذا ما جَرَی شَأْوَیْنِ و ابْتَلَّ عِطْفُه، تقولُ: هَزِیزُ الریحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ و هِزَّانُ بن یَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ من الهِزَّة؛ قال الشاعر «3»: و فِتْیان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ و قیل: هِزَّانُ قبیلة معروفة، و قیل: هِزَّان قبیلة من العرب. و هَزْهَزَ الشی‌ءَ: كَهزَّه. و الهَزْهَزَةُ: تحریك الرأْس. و الهَزْهَزةُ: تحریك البلایا و الحروب للناس. و الهَزاهِزُ: الفتن یَهْتَزُّ فیها الناس. و سیف هَزْهازٌ و سیف هُزَهِزٌ و هُزاهِزٌ: صافٍ. و ماء هُزْهُزٌ و هُزاهِزٌ و هَزْهازٌ: یَهْتَزُّ من صفائه. و عَیْنٌ هُزْهُزٌ: كذلك. و ماء هُزَهِزٌ فی اهْتِزازِه إِذا جَری،
(2). قوله [و اهتزاز الموكب أیضا إلخ] عبارة الجوهری: و الهزة، بالكسر، النشاط و الارتیاح و صوت غلیان القدر و اهتزاز الموكب أیضا إلخ (3). قوله [قال الشاعر] هو الأَعشی یخاطب امرأة، و صدره: و قد كان فی شبان قومك منكح
لسان العرب، ج‌5، ص: 425
و نَهْرٌ هُزْهُزٌ، بالضم؛ و أَنشد الأَصمعی: إِذا اسْتَراثَتْ ساقیاً مُسْتَوْفِزا بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا قال ثعلب: قال أَبو العالیة: قلت للغَنَویِّ ما كان لك بنَجْدٍ فقال: ساحاتٌ فِیحٌ و عَیْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قلت: فما أَخرجك عنها قال: إِن بنی عامر جعلونی علی حِنْدِیرَةِ أَعینهم یریدون أَن یَخْتَفُوا دَمِیَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. و المَجَمُّ: موضع جُموم الماء أَی توفُّره و اجتماعه. و قوله: أَن یختفوا دمیه أَی یقتلونی و لا یُعْلَم بی. و بعیر هُزاهِزٌ: شدید الصوت؛ و قال الباهلی فی قول الراجز: فَوَرَدَتْ مِثْلَ الیَمانِ الهَزْهازْ، تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجازْ أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسیف الیمانی فی صفائه. أَبو عمرو: بئر هُزْهُزٌ بعیدة القَعر؛ و أَنشد: و فَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا و قول أَبی وَجْزَةَ: و الماءُ لا قَسْمٌ و لا أَقْلادُ، هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ، لا هُنَّ أَمْلاحٌ و لا ثِمادُ قیل: ماء هَزْهازٌ إِذا كان كثیراً یَتَهَزْهَزُ، و اهْتَزَّ الكوكبُ فی انْقِضاضِه، و كوكب هازٌّ. و الهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاط و الارتیاح و صوت غلیان القِدْرِ. و یقال: تَهَزْهَزَ إِلیه قلبی أَی ارتاح و هَشَّ؛ قال الراعی: إِذا فاطَنَتْنا فی الحدیث تَهَزْهَزَتْ إِلیها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ و الهَزائِزُ: الشدائد؛ حكاها ثعلب قال: و لا واحد لها.

هزبز؛ ج5، ص: 425

: الهَزَنْبَزُ و الهَزَنْبَزانُ و الهَزَنْبزانِیُّ، كلُّه: الحدیدُ، حكاه ابن جنی بزایین، قال: و هی من الأَمثلة التی لم یذكرها سیبویه.

همز؛ ج5، ص: 425

: هَمَزَ رأْسه یَهْمِزُه هَمْزاً: غَمَزَه، و قد هَمَزْتُ الشی‌ءَ فی كفی؛ قال رؤبة: و من هَمَزْنا رأْسَه تَهَشَّما و هَمَزَ الجَوْزَة بیده یَهْمِزُها: كذلك. و هَمَزَ الدابة یَهْمِزُها هَمْزاً: غَمَزَها. و المِهْمازُ: ما هُمِزَتْ به؛ قال الشماخ: أَقامَ الثِّقافُ و الطَّرِیدَةُ دَرْأَها، كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد المهامیز، فحذف الیاء ضرورة. قال ابن سیدة: و قد یكون جمع مِهْمَزٍ. قال الأَزهری: و هَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قال شمر: و المَهامِزُ عِصِیٌّ، واحدتها مِهْمَزَة، و هی عصاً فی رأْسها حدیدة یُنخس بها الحمار؛ قال الأَخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فی الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، دُنْسُ الثِّیابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، و جارُهُمْ یُعْطِی الظُّلامَةَ فی الخُطوبِ الحُوَّسِ
لسان العرب، ج‌5، ص: 426
أَبو الهیثم: المهامز مقارع النَّخَّاسِین التی یَهْمِزُون بها الدواب لتُسْرِعَ، واحدتها مِهْمَزة، و هی المِقْرَعَةُ. و المِهْمَزُ و المِهْمازُ: حدیدة تكون فی مؤخر خُف الرائض. و الهَمْزُ مثل الغَمْزِ و الضَّغْطِ، و منه الهَمْزُ فی الكلام لأَنه یُضْغَط. و قد هَمَزْتُ الحَرْفَ فانْهَمَز، و قیل لأَعرابی: أَ تَهْمِزُ الفار؟ فقال: السِّنَّورُ یَهْمِزُها. و الهَمْزُ مثل اللَّمْزِ. و هَمَزَهُ: دفعه و ضربه. و هَمَزْتُه و لَمَزْتُه و لَهَزْتُه و نَهَزْتُه إِذا دفعته؛ قال رؤبة: و مَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا علی اسْتِهِ زَوْبَعَةً، أَو زَوْبَعا تبركع الرجل إِذا صُرعَ فوقع علی استه. و قوسٌ هَمُوزٌ و هَمَزَی، علی فَعَلی: شدیدة الدفع و الحَفْزِ للسهم؛ عن أَبی حنیفة، و أَنشد لأَبی النجم و ذكر صائداً: نَحا شمالًا هَمَزَی نَصُوحا، و هَتَفَی مُعْطِیَةً طَرُوحا ابن الأَنباری: قوس هَمَزَی شدیدة الهَمْزِ إِذا نُزِعَ عنها. و قوسٌ هَتَفَی: تَهْتِفُ بالوَتَرِ. و الهَامِزُ و الهَمَّازُ: العَیَّابُ. و الهُمَزَةُ مثله، و رجل هُمَزَةٌ و امرأَة هُمَزَةٌ أَیضاً. و الهَمَّاز و الهُمَزَة: الذی یَخْلُف الناسَ من ورائهم و یأْكل لحومهم، و هو مثل العُیَبَةِ، یكون ذلك بالشِّدْقِ و العین و الرأْس. اللیث: الهَمَّازُ و الهُمَزَة الذی یَهْمِزُ أَخاه فی قفاه من خَلْفِه، و اللَّمْزُ فی الاستقبال. و فی التنزیل العزیز: هَمّٰازٍ مَشّٰاءٍ بِنَمِیمٍ؛ و فیه أَیضاً: وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ، و كذلك امرأَة هُمَزَة لُمَزَةٌ لم تَلْحَق الهاءُ لتأْنیث الموصوف بما فیه، و إِنما لحقت لإِعلام السامع أَن هذا الموصوف بما هی فیه قد بلغ الغایة و النهایة، فجعل تأْنیث الصفة أَمارة لما أُرید من تأْنیث الغایة و المبالغة. ابن الأَعرابی: الهُمَّازُ العَیَّابُونَ فی الغیب، و اللُّمَّازُ المغتابون بالحضرة؛ و منه قوله عز و جل: وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ. قال أَبو إِسحق: الهمزة اللمزة الذی یغتاب الناس و یَغُضُّهم؛ و أَنشد: إِذا لَقِیتُك عن شَحْطٍ تُكاشِرُنی، و إِن تَغَیَّبْتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ ابن الأَعرابی: الهَمْزُ الغَضُّ، و الهَمْزُ الكَسْرُ، و الهَمْزُ العَیْبُ. و‌روی عن أَبی العباس فی قوله تعالی: وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ؛ قال: هو المَشَّاءُ بالنمیمة المُفَرِّقُ بین الجماعة المُغْری بین الأَحبة.و هَمَزَ الشیطانُ الإِنسانَ هَمْزاً: هَمَسَ فی قلبه وَسْواساً. و هَمَزاتُ الشیطان: خَطَراتُه التی یُخْطِرُها بقلب الإِنسان. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان إِذا استفتح الصلاة قال: اللهم إِنی أَعوذ بك من الشیطان الرجیم من هَمْزِه و نَفْثِه و نَفْخِه قیل: یا رسول الله، ما هَمْزه و نَفْثُه و نَفْخه؟ قال: أَما هَمْزُه فالمُوتَةُ، و أَما نفثه فالشِّعْرُ، و أَما نفخُه فالكِبْرُ؛ قال أَبو عبید: المُوتَةُ الجُنُون، قال: و إِنما سماه هَمْزاً لأَنه جعله من النَّخْسِ و الغمز. و كلُّ شی‌ء دفعته، فقد هَمَزْتَهُ. و قال اللیث: الهَمْز العَصْر. یقال: هَمَزْتُ رأْسَه و همزتُ الجَوْز بكفِّی. و الهَمْزُ: النخس و الغمز. و الهَمْزُ: الغِیبَة و الوقیعة فی الناس و ذكر عیوبهم؛ و قد هَمَزَ یَهْمِزُ، فهو هَمَّاز و هُمَزَةٌ للمبالغة.
لسان العرب، ج‌5، ص: 427
و الهَمْزَة: النُّقْرَة كالهَزْمَةِ، و قیل هو المكان المنخسف؛ عن كراع. و الهَمْزَةُ من الحروف: معروفة، و سمیت الهَمْزَةَ لأَنها تُهْمَزُ فَتُهَتُّ فَتَنْهَمِزُ عن مخرجها، یقال: هو یَهُتُّ هَتًّا إِذا تكلم بالهَمْزِ، و قد تقدم الكلام علی الهمزة فی أَوّل حرف الهمزة أَوّل الكتاب. و هَمَزَی: موضع. و هُمَیْزٌ و هَمَّاز: اسمان، و الله أَعلم.

هنز؛ ج5، ص: 427

: الأَزهری فی نوادر الأَعراب: یقال هذه قَریصَةٌ من الكلام و هَنِیزَة و لَدِیغَةٌ فی معنی الأَذِیَّة.

هندز؛ ج5، ص: 427

: الهِنْدازُ: معرّب، و أَصله بالفارسیة أَنْدازَه، یقال: أَعطاه بلا حساب و لا هِنْدازٍ. و منه المُهَنْدِزُ: الذی یُقَدِّرُ مَجارِیَ القُنِیِّ و الأَبْنِیَة إِلا أَنهم صیروا الزای سیناً، فقالوا مُهَنْدِسٌ، لأَنه لیس فی كلام العرب زای قبلها دال.

هوز؛ ج5، ص: 427

: هَوَّزَ الرجلُ: مات. قال: و ما أَدری أَیُّ الهُوزِ هو أَی الخَلْقِ، و ما أَدری أَیُّ الطَّمْشِ هو، و رواه بعضهم: ما أَدری أَیُّ الهُونِ هو، و الزای أَعرف. قال ابن سیدة: و الأَهْوازُ سَبْعُ كُوَرٍ بین البصرة و فارِسَ، لكل واحدة منها اسم، و جمعها الأَهْوازُ أَیضاً، و لیس للأَهواز واحد من لفظه و لا یفرد واحد منها بِهُوزٍ. و هَوَّز و هَوَّاز: حروف وضعت لحساب الجُمَّلِ: الهاء خمسة و الواو ستة و الزای سبعة. و یقال: ما فی الهُوزِ مثله و ما فی الغَاطِ مثله أَی لیس فی الخلق مثله.

فصل الواو؛ ج5، ص: 427

وتز؛ ج5، ص: 427

: الوَتْزُ: ضرب من الشجر، قال ابن دُرَیْدٍ: و لیس بثَبَتٍ.

وجز؛ ج5، ص: 427

: وَجُزَ الكلامُ وَجازَةً و وَجْزاً و أَوْجَزَ: قَلَّ فی بلاغة، و أَوْجَزَه: اختصره. قال ابن سیدة: بین الإِیجاز و الاختصار فرق مَنْطِقِیٌّ لیس هذا موضعه. و كلامٌ وَجْزٌ: خفیف. و أَمر وَجْزٌ و واجِزٌ و وَجِیزٌ و مُوجَزٌ و مُوجِزٌ. و الوَجْزُ: الوَحَی؛ یقال: أَوْجَزَ فلانٌ إِیجازاً فی كل أَمر. و أَمرٌ وَجِیزٌ و كلام وَجِیز أَی خفیف مقتصر؛ قال رؤبة: لو لا عَطاءٌ من كَریمٍ وَجْز أَبو عمرو: الوَجْزُ السریع العطاء. یقال: وَجَزَ فی كلامه و أَوْجَزَ؛ قال رؤبة: علی حَزَابِیٍّ جُلالٍ وَجْز یعنی بعیراً سریعاً. و أَوْجَزْتُ الكلام: قَصَرْتُه. و‌فی حدیث جَرِیرٍ: قال له، علیه السلام: إِذا قُلْتَ فأَوجِز‌أَی أَسرع و اقْتَصِرْ. و تَوَجَّزْتُ الشی‌ء: مثل تَنَجَّزْتُه. و رجل مِیْجاز: یُوجِزُ فی الكلام و الجواب. و أَوْجَزَ القولَ و العطاء: قلَّله، و هو الوَجْزُ؛ قال: ما وَجْزُ مَعْرُوفِكِ بالرِّماقِ و رجل وَجْزٌ: سریع الحركة فیما أَخَذَ فیه، و الأُنثی بالهاء. و وَجْزَةُ: فرس یزید بنِ سِنانٍ، و هو من ذلك. و أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِیُّ سعدُ بن بَكْرٍ: شاعر
لسان العرب، ج‌5، ص: 428
معروف و مُحَدِّثٌ. و مُوجِزٌ: من أَسماء صَفَرَ؛ قال ابن سیدة: أُراها عادِیَّةً.

وخز؛ ج5، ص: 428

: الوَخْزُ: الشی‌ءُ القلیل من الخُضْرَة فی العِذْقِ و الشیب فی الرأْس، و قد وَخَزَهُ وَخْزاً. و قیل: كلُّ قلیل وَخْزٌ؛ قال أَبو كاهل الیَشْكُرِیُّ یُشَبِّه ناقته بالعُقابِ: لها أَشارِیرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُه من الثَّعالی، و وَخْزٌ من أَرانیها الوَخْزُ: شی‌ءٌ منه لیس بالكثیر. قال اللحیانی: الوَخْزُ الخطیئةُ بعد الخطیئةِ، قال أَبو منصور: و معنی الخطیئة القلیلُ بین ظَهْرانَیِ الكثیر؛ و قال ثعلب: هو الشی‌ء بعد الشی‌ء، قال: و قالوا هذه أَرض بنی تمیم و فیها وَخْزٌ من بنی عامر أَی قلیل؛ و أَنشد: سِوَی أَنَّ وَخْزاً من كلابِ بن مُرَّةٍ تَنَزَّوْا إلینا من نَقِیعَةِ جابِرِ و وَخَزَه بالرُّمْح و الخَنْجَرِ یَخِزُه وَخْزاً: طعنه طعناً غیر نافذ، و قیل: هو الطعن النافذ فی جنب المطعون. و‌فی الحدیث: فإِنه وَخْزُ إِخوانكم من الجن؛ الوَخْزُ طَعْنٌ لیس بنافِذٍ. و‌فی حدیث عمرو بن العاص، و ذكر الطاعونَ فقال: إِنما هو وَخْزٌ من الشیطان، و فی روایة: رِجْزٌ. أَبو عدنان: الطعن الوَخْزُ التَّبْزِیغُ؛ قال: التبزیغ و التغزیب واحد غَزَبَ و بَزَغَ. یقال: بَزَغَ البَیْطارُ الحافِرَ إِذا عَمَدَ إِلی أَشاعره بِمِبْضَع فَوَخَزَه به وَخْزاً خفیفاً لا یبلغ العَصَبَ فیكونُ دَواءً له؛ و منه قول الطِّرِمَّاح: كَبَزْغِ البِیَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ و أَما فَصْدُ عِرْقِ الدابة و إِخراج الدم منه فیقال له التَّوْدِیجُ؛ یقال: وَدِّجْ فَرَسَكَ و وَدِّجْ حمارك. قال خالد بن جَنْبَةَ: وَخَزَ فی سَنامِها بِمِبْضَعِه، قال: و الوَخْزُ كالنَّخْس یكون من الطعن الخفیف الضعیف؛ و قول الشاعر: قد أَعْجَلَ القومَ عن حاجاتِهم سَفَرٌ من وَخْزِ جِنٍّ، بأَرض الرُّومِ، مذكورِ یعنی بالوَخْزِ الطاعونَ هاهنا. و یقال: إِنی لأَجد فی یدی وَخْزاً أَی وجعاً؛ عن ابن الأَعرابی. و وَخَزَه الشَّیْبُ أَی خالطه. و یقال: وَخَزَه القَتِیرُ وَخْزاً و لَهَزَه لَهْزاً بمعنی واحد إِذا شَمَط مواضعَ من لحیته، فهو مَوْخُوزٌ. قال: و إِذا دُعِیَ القومُ إِلی طعام فجاؤُوا أَربعة أَربعة قالوا: جاؤُوا وَخْزاً وَخْزاً، و إِذا جاؤوا عُصْبة قیل: جاؤُوا أَفائج أَی فَوْجاً فَوْجاً؛ قال سلیمان بن المغیرة: قلت للحسن: أَ رأَیت التمر و البُسْرَ انْجَمَعَ بینما؟ قال: لا، قلت: البسر الذی یكون فیه الوَخْزُ، قال: اقطع ذلك، الوَخْزُ: القلیل من الإِرْطابِ، فشبه ما أَرْطَبَ من البُسْر فی قلته بالوَخْزِ.

وزز؛ ج5، ص: 428

: الوَزْوَزَةُ: الخِفَّة و الطَّیْشُ. و رجل وَزْوازٌ و وُزاوِزَةٌ: طائش خفیف فی مشه. و الوَزْوَزَةُ أَیضاً: مقاربة الخَطْوِ مع تحریك الجسد. و الوَزْوازُ: الذی یُوَزْوِزُ اسْتَه إِذا مشی یُلَوِّیها. و الوَزْوَزُ: خشبة عریضة یُجَرُّ بها ترابُ الأَرض المرتفعة إِلی الأَرض المنخفضة، و هو بالفارسیة زوزم. و الوَزَّةُ البَطَّةُ، و جمعها وَزٌّ، و هی الإِوَزَّةُ أَیضاً، و الجمع إِوَزٌّ و إِوَزُّونَ؛ قال:
لسان العرب، ج‌5، ص: 429
تَلْقَی الإِوَزِّینَ فی أَكْنافِ دَارَتِها فَوْضَی، و بَیْنَ یدیها التِّینُ مَنْثُورُ أَی أَن هذه المرأَة تَحَضَّرَتْ فالإِوَزُّ فی دارتها تأْكل التین، و إِنما جعل ذلك علامة التَّحَضُّر لأَن التین إِنما یكون بالأَریاف و هناك تأْكله الإِوَزُّ. و قال بعضهم: إِن قال قائل: ما بالُهم قالوا فی جمع إِوَزَّة إِوَزُّونَ، بالواو و النون، و إِنما یفعل ذلك فی المحذوف نحو ظُبَة و ثُبَةٍ، و لیست إِوَزَّةٌ مما حذف شی‌ء من أُصوله و لا هو بمنزلة أَرض فی أَنه بغیر هاءٍ؟ فالجواب أَن الأَصل فی إِوَزَّة إِوْزَزَة إِفْعَلَة، ثم إِنهم كرهوا اجتماع حرفین متحركین من جنس واحد فأَسكنوا الأَول منهما و نقلوا حركته إِلی ما قبله و أَدغموه فی الذی بعده، فلما دخل الكلمةَ هذا الإِعلالُ و التوهین عوَّضوها منه أَی جمعوها بالواو و النون فقالوا: إِوَزّونَ؛ و أَنشد الفارسی: كأَنَّ خَزًّا تَحْتَها وَ قَزَّا، و فُرُشاً مَحْشُوَّةً إِوَزَّا إِما أَن یكون أَراد محشوة ریش إِوَزٍّ، و إِما أَن یكون أَراد الإِوَزَّ بأَعیانها و جماعة شخوصها، و الأَول أَولی. و أَرض مَوَزَّةٌ: كثیرة الوَزِّ. اللیث: الإِوَزُّ طیر الماء، الواحدة إِوَزَّة، بوزن فِعَلَّة، و ینبغی أَن یكون المَفْعَلَةُ منها مَأْوَزَةً و لكن من العرب من یحذف الهمزة منها فیصیرها وَزَّة كأَنها فَعْلَة؛ و مَفْعَلَةٌ منها أَرض مَوَزَّة، و یقال هو البَطُّ. الجوهری: الوَزُّ لغة فی الإِوَزِّ و هو من طیر الماء. و رجل إِوَزّ: قصیر غلیظ، و الأُنثی إِوَزَّة، و قیل: هو الغلیظ اللَّحِیم فی غیر طُول؛ و أَنشد المفضل: أَمْشِی الإِوَزَّی و معی رُمْحٌ سَلِبْ قال: و هو مشی الرجل مُتَوَقِّصاً فی جانبیه و مَشْیُ الفرس النشیط، و قیل: الإِوَزُّ المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الناس و الخیل و الإِبل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِن كنتَ ذا بَزٍّ، فإِنَّ بَزِّی سابِغَةٌ فوقَ وأًی إِوَزِّ

وشز؛ ج5، ص: 429

: الوَشْزُ: رفع رأْس الشی‌ء. و الوَشَزُ، بالتحریك، و النَّشَزُ كله: ما ارتفع من الأَرض. و الوَشَزُ: الشدة فی العَیْش. یقال: أَصابهم أَوْشازُ الأُمور أَی شدائدها؛ و قوله: یا مُرُّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفِیكَ الرَّجَزْ، إِنك منی لاجئٌ إِلی وَشَزْ، إِلی قوافٍ صَعْبَةٍ فیها عَلَزْ هو محمول علی أَحد هذه الأَشیاء المتقدمة، و الجمع من كل ذلك أَوْشازٌ. و یقال: لَجَأْتُ إِلی وَشَزٍ أَی تحصنت؛ قال أَبو منصور: و جعله رؤبة وَشْزاً فخففه؛ قال: و إِن حَبَتْ أَوْشازُ كلِّ وَشْزِ بعَددٍ ذی عُدَّة و رِكْزِ أَی سالت بعدد كثیر. و قال ابن الأَعرابی: یقال إِن أَمامك أَوْشازاً فاحذرها أَی أُموراً شداداً مَخُوفة. و الأَوْشازُ من الأُمور: غَلْظُها. و لقیته علی أَوْشازٍ أَی علی عَجَلَةٍ، واحدها وَشْزٌ و وَشَزٌ. و الوَشائز: الوسائد المَحْشُوَّةُ جِدًّا.

وعز؛ ج5، ص: 429

: الوَعْزُ: التَّقْدِمَةُ فی الأَمر و التَّقَدُّمُ فیه. وعَزَ و وَعَّزَ: قَدَّمَ أَو تَقَدَّمَ؛ قال: قد كنتُ وَعَّزْتُ إِلی عَلاءِ،
لسان العرب، ج‌5، ص: 430
فی السِّرِّ و الإِعْلانِ و النَّجاءِ، بأَنْ یُحِقَّ وَذَمَ الدِّلاءِ و یقال: وَعَّزْتُ إِلیه تَوْعِیزاً. قال الأَزهری: و یقال أَوْعَزْتُ إِلی فلان فی ذلك الأَمر إِذا تقدمت إِلیه. و حكی عن ابن السكیت قال: یقال وَعَّزْتُ و أَوْعَزْتُ، و لم یجز وَعَزْتُ، مخففاً، و نحو ذلك روی أَبو حاتم عن الأَصمعی أَنه أَنكر وَعَزْتُ، بالتخفیف؛ قال الجوهری: و قد یخفف فیقال وَعَزْتُ إِلیه وَعْزاً.

وفز؛ ج5، ص: 430

: لقیته علی أَوْفازٍ أَی علی عَجَلَةٍ، و قیل: معناه أَن تلقاه مُعِدًّا، واحدها وَفَزٌ، و استَوْفَزَ فی قِعْدَتِه إِذا قَعَدَ قُعُوداً منتصباً غیر مطمئن. قال أَبو بكر: الوَفْزُ أَن لا یطمئن فی قعوده. یقال: قعد علی أَوفاز من الأَرض و وِفازٍ؛ و أَنشد: أَسُوقُ عَیْراً مائِلَ الجَهازِ، صَعْباً یُنَزِّینی علی أَوْفازِ قال: و لا تقل علی وِفازٍ. و الوَفَزُ و الوَفَزَةُ: العَجَلَة، و الجمع أَوْفازٌ. قال أَبو منصور: و العرب تقول فلان علی أَوفاز أَی علی حَدِّ عَجَلَة، و علی وَفَزٍ. و یقال: نحن علی أَوْفازٍ أَی علی سفر قد أَشْخَصْنا، و إِنا علی أَوفاز. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله تعالی وجهه: كونوا منها علی أَوْفازٍ، الوَفَزُ: العَجَلة. اللیث: الوَفَزَةُ أَن تَرَی الإِنسانَ مُسْتَوْفِزاً قد اسْتَقَلَّ علی رجلیه و لما یستو قائماً و قد تهیأَ للأَفْزِ و الوُثُوبِ و المُضِیِّ. یقال له: اطْمَئِنَّ فإِنی أَراك مُسْتَوْفِزاً. قال أَبو معاذ: المُسْتَوْفِزُ الذی قد رفع أَلیتیه و وضع ركبتیه؛ قاله فی تفسیر: وَ تَریٰ كُلَّ أُمَّةٍ جٰاثِیَةً؛قال مجاهد: علی الرُّكَبِ مُسْتَوْفِزِین.

وقز؛ ج5، ص: 430

: الأَزهری: قرأْتُ فی نوادر أَبی عمرو: المُتَوَقِّزُ الذی لا یكاد ینام یَتَقَلَّبُ.

وكز؛ ج5، ص: 430

: وَكَزَهُ وَكْزاً: دفعه و ضربه مثل نَكَزَه. و الوَكْزُ: الطعن. و وَكَزَه أَیضاً: طعنه بجُمْعِ كفه. و فی التنزیل العزیز: فَوَكَزَهُ مُوسیٰ فَقَضیٰ عَلَیْهِ، و قیل: وَكَزَه أَی ضربه بجُمْعِ یده علی ذَقَنِه. و‌فی حدیث موسی، علیه السلام: فَوَكَزَ الفِرْعَوْنِیَّ فقتله‌أَی نَخَسه. و‌فی حدیث المعراج: إِذ جاء جبریل، علیه السلام، فَوَكَزَ بین كَتِفَیَّ؛ الزجاج: الوَكْزُ أَن یضرب بجُمْع كفه، و قیل: وكَزَه بالعصا. و روی ابن الفَرَج عن بعضهم: رمح مَرْكُوزٌ و مَوْكوزٌ بمعنی واحد؛ و أَنشد: و الشَّوْكُ فی أَخْمَصِ الرِّجْلَیْنِ مَوْكُوزُ و فی التهذیب: یقال وَكَزْتُ أَنفه أَكِزُه إِذا كسرت أَنفه، و وَكَعْت أَنفَه فأَنا أَكَعُه مثل وَكَزْتُه. الكسائی: وَكَزْتُه و نَكَزْتُه و نَهَزْتُه و لَهَزْتُه بمعنی واحد. و وَكَزَتْهُ الحیة: لدغته. و وَكَزَ وَكْزاً و وَكَزَ فی عَدْوِه من فَزَع أَو نحوه؛ حكاه ابن درید، قال: و لیس بثَبَتٍ. و وَكْزٌ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فإَنَّ بأَجْراعِ البُرَیْراءِ فالحَشَی، فَوَكْزٍ إِلی النَّقْعَیْنِ من وَبِعانِ

وهز؛ ج5، ص: 430

: الكسائی: وَهَزْتُه و لَهَزْتُه و نَهَزْتُه، بن سیدة: وَهَزَه وَهْزاً دفعه و ضربه. و‌فی حدیث مُجَمِّع: شهدنا الحُدَیْبِیَةَ مع النبی، صلی الله علیه
لسان العرب، ج‌5، ص: 431
و سلم، فلما انصرفنا عنها إِذا الناس یَهزُونَ الأَباعِرَ‌أَی یَحُثُّونها و یدفعونها. و الوَهْزُ: شدّة الدفع و الوطء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن سَلَمَة بن قیس الأَسْلَمِیَّ بعث إِلی عمر من فتح فارس بِسَفَطَیْنِ مَمْلُوءَیْنِ جوهراً، قال: فانطلقنا بالسَّفَطَیْنِ نَهِزُهما حتی قدمنا المدینة‌أَی ندفعهما و نسرع بهما، و‌فی روایة: نَهِزُ بهما‌أَی ندفع بهما البعیر تحتهما؛ و یروی بتشدید الزای من الهَزِّ. و وَهَزْتُ فلاناً إِذا ضربته بِثِقَلِ یدك. و التَّوَهُّزُ: وَطْءُ البعیر المُثْقَلِ. الأَزهری فی ترجمة لَهَزَ: اللَّهْزُ الضرب فی العُنُق، و اللَّكْزُ بجُمْعِك فی عنقه و صدره، و الوَهْزُ بالرجلین، و البَهْزُ بالمِرْفَقِ. و وَهَزَ القَمْلَة بین أَصابعه وَهْزاً: حكها و قصعها؛ و أَنشد شمر: یَهِزُ الهَرانِعَ لا یَزالُ، و یَفْتَلِی بأَذَلَّ حیثُ یكونُ من یَتَذَلَّلُ و الوَهْزُ: الكسر و الدَّقُّ. و الوَهْزُ الوطءُ أَو الوَثْبُ. و تَوَهُّز الكلب: تَوَثُّبُه؛ قال: تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلْفَ الأَرْنَبِ و رجل وَهْزٌ: غلیظ شدید مُلَزَّزُ الخَلْق قصیر، و الجمع أَوْهازٌ، قیاساً. و جاء یَتَوَهَّزُ أَی یمشی مِشْیَةَ الغِلاظِ و یَشُدُّ وَطْأَهُ. و وَهَّزَهُ: أَثقله. و مَرَّ یَتَوَهَّز أَی یغمز الأَرض غَمْزاً شدیداً، و كذلك یَتَوَهَّسُ. ابن الأَعرابی: الأَوْهَزُ الحَسَنُ المِشْیَةِ مأْخوذ من الوَهازَةِ و هی مشی الخَفِرات. و‌فی حدیث أُم سلمة: حُمادَیاتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ و قِصَرُ الوَهازَةِ‌أَی قِصَرُ الخُطَی. و الوَهازَةُ «4»: الخَطْوُ، و قد تَوَهَّزَ یَتَوَهَّزُ إِذا وَطِئَ وَطأً ثقیلًا؛ و منه‌قول أُم سلمة لعائشة، رضی الله عنهما: قُصارَی النساء قِصَرُ الوَهازَةِ؛ و قال ابن مقبل: یَمِحْنَ بأَطْرافِ الذُّیولِ عَشِیَّةً، كما وَهَّزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما شبَّه مشی النساء بمشی إِبل فی وَعْثٍ قد شَقَّ علیها؛ و قال: كلّ طَویلٍ سَلِبٍ و وَهْزِ قالوا: الوَهْزُ الغلیظ الرَّبْعَة، و الله أَعلم.
(4). قوله [الوهازة] ضبطت بفتح الواو فی الأصل و متن القاموس شكلًا، و ضبطت فی النهایة بكسرها و نقل الكسر شارح القاموس عن الصاغانی‌

الجزء السادس‌

س؛ ج6، ص: 3

اشارة

حرف السین المهملة‌

س؛ ج6، ص: 3

: الصاد و السین و الزای أَسَلِیَّةٌ لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان، و هی مُسْتَدَقُّ طرف اللسان، و هذه الثلاثة فی حیز واحد، و السین من الحروف المهموسة، و مخرج السین بین مخرجی الصاد و الزای؛ قال الأَزهری: لا تأْتلف الصاد مع السین و لا مع الزای فی شی‌ء من كلام العرب.

فصل الألف؛ ج6، ص: 3

أبس؛ ج6، ص: 3

: أَبَسَهُ یأْبِسهُ أَبْساً و أَبَّسَه: صغَّر به و حَقَّره؛ قال العجاج: و لیْث غابٍ لم یُرَمْ بأَبْسِ أَی بزجر و إذلال، و یروی: لُیُوثُ هَیْجا … الأَصمعی: أَبَّسْتُ به تأْبیساً و أَبَسْتُ به أَبْساً إذا صغَّرته و حقرته و ذَلَّلْتَه و كَسَّرْته؛ قال عبّاس بن مِرْداس یخاطب خُفاف بن نُدْبَة: إن تكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لا أُؤَبِّسهُ، أُوقِدْ علیه فأَحْمِیه، فیَنْصَدِعُ السِّلْمُ تأْخذ منها ما رضیتَ به، و الحَرْبُ یكفیكَ من أَنفاسِها جُرَعُ و هذا الشعر أَنشده ابن بری: إِن تك جلمود بِصْرٍ …، و قال: البصْرُ حجارة بیض، و الجُلمود: القطعة الغلیظة منها؛ یقول: أَنا قادر علیك لا یمنعنی منك مانع و لو كنت جلمود بصر لا تقبل التأْبیس و التذلیل لأَوْقَدْتُ علیه النار حتی ینصدع و یتفتت. و السِلم: المُسالمة و الصلح ضد الحرب و المحاربة. یقول: إن السِّلم، و إن طالت، لا تضرك و لا یلحقك منها أذًی و الحرب أقل شی‌ء منها یكفیك. و رأَیت فی نسخة من أَمالی ابن بری بخط الشیخ رضیّ الدین الشاطبی، رحمه اللَّه، قال: أَنشده المُفَجِّع فی التَّرجُمان: إِن تك جُلْمودَ صَخْدٍ … و قال بعد إِنشاده: صَخْدٌ وادٍ، ثم قال: جعل أُوقِدْ جواب المجازاة و أَحْمِیه عطفاً علیه و جعل أُؤَبِّسُه نعتاً للجلمود و عطف علیه فینصدع.
لسان العرب، ج‌6، ص: 4
و التَّأَبُّس: التَّغَیُّر «5»؛ و منه قول المتلمس: تَطیفُ به الأَیام ما یَتأَبَّسُ و الإِبْس و الأَبْسُ: المكان الغلیظ الخشن مثل الشَّأْز. و مُناخ أَبْس: غیر مطمئن؛ قال منظور بن مَرثَدٍ الأَسَدی یصف نوقاً قد أَسقطت أَولادها لشدة السیر و الإِعیاء: یَتْرُكْنَ، فی كل مُناخٍ أَبْسِ، كلَّ جَنین مُشْعَرٍ فی الغِرْسِ و یروی: … مُناخِ إِنسِ، بالنون و الإِضافة، أَراد مُناخ ناس أَی الموضع الذی ینزله الناس أَو كل منزل ینزله الإِنس: و الجَنِین المُشْعَرُ: الذی قد نبت علیه الشعر. و الغِرْسُ: جلدة رقیقة تخرج علی رأْس المولود، و الجمع أَغراس. و أَبَسَه أَبْساً: قَهَرَه؛ عن ابن الأَعرابی. و أَبَسَه و أَبَّسَه: غاظه و رَوَّعه. و الأَبْسُ: بَكْع الرجل بما یسوءُه. یقال: أَبَسْتُه آبِسُه أَبْساً. و یقال: أَبَّسْتُه تأْبیساً إِذا قابلته بالمكروه. و‌فی حدیث جُبَیْر بن مُطْعِم: جاء رجل إِلی قریش من فتح خَیْبَر فقال: إِن أَهل خیبر أَسَروا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، و یریدون أَن یرسلوا به إِلی قومه لیقتلوه، فجعل المشركون یؤَبِّسون به العباس‌أَی یُعَیِّرونه، و قیل: یخوِّفونه، و قیل: یُرْغِمونه، و قیل: یُغضبونه و یحْمِلونه علی إِغلاظ القول له. ابن السكیت: امرأَة أُباس إِذا كانت سیِّئة الخلق؛ و أَنشد: لیسَتْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَه ابن الأَعرابی: الإِبْسُ الأَصل السُّوء، بكسر الهمزة. ابن الأَعرابی: الأَبْس ذَكر السَّلاحف، قال: و هو الرَّقُّ و الغَیْلَمُ. و إِباءٌ أَبْسٌ: مُخْزٍ كاسِرٌ؛ عن ابن الأَعرابیّ. و حكی عن المُفَضَّل أَن السؤال المُلِحَّ یكْفیكَه الإِباءُ الأَبْسُ، فكأَنَّ هذا وَصْف بالمصدر، و قال ثعلب: إِنما هو الإِباءُ الأَبْأَسُ أَی الأَشدُّ. قال أَعرابی لرجل: إِنك لتَرُدُّ السُّؤال المُلْحِف بالإِباءِ الأَبأَس.

أرس؛ ج6، ص: 4

: الإِرْس: الأَصل، و الأَریس: الأَكَّارُ؛ عن ثعلب. و‌فی حدیث معاویة: بلغه أَن صاحب الروم یرید قصد بلاد الشام أَیام صفین، فكتب إِلیه: تاللَّه لئن تممْتَ علی ما بَلَغَنی لأُصالحنَّ صاحبی، و لأَكونن مقدمته إِلیك، و لأَجعلن القُسطنطینیة الحمراء حُمَمَةً سوداء، و لأَنْزِعَنَّك من المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلینة، و لأَرُدَّنَّك إِرِّیساً من الأَرارِسَةِ تَرْعی الدَّوابِل، و فی روایة: كما كنت ترعی الخَنانیص؛ و الإِرِّیس: الأَمیر؛ عن كراع، حكاه فی باب فِعِّیل، و عَدَلَه بإِبِّیلٍ، و الأَصل عنده فیه رِئّیسٌ، علی فِعِّیل، من الرِّیاسةِ. و المُؤرَّس: المُؤمَّرُ فقُلِبَ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، كتب إِلی هِرَقْلَ عظیم الروم یدعوه إِلی الإِسلام و قال فی آخره: إِن أَبَیْتَ فعلیك إِثم الإِرِّیسین.ابن الأَعرابی: أَرَس یأْرِسُ أَرْساً إِذا صار أَریساً، و أَرَّسَ یُؤَرِّسُ تأْریساً إِذا صار أَكَّاراً، و جمع الأَرِیس أَرِیسون، و جمع الإِرِّیسِ إِرِّیسُونَ و أَرارِسَة و أَرارِسُ، و أَرارِسةٌ ینصرف، و أَرارِسُ لا ینصرف، و قیل: إِنما قال
(5). قوله [و التأبس التغیر إلخ] تبع فیه الجوهری. و قال فی القاموس: و تأبس تغیر، هو تصحیف من ابن فارس و الجوهری و الصواب تأیس، بالمثناة التحتیة، أی بمعنی تغیر و تبع المجد فی هذا الصاغانی حیث قال فی مادة أ ی س و الصواب إیرادهما، أعنی بیتی المتلمس و ابن مرداس، هاهنا لغة و استشهاداً: ملخصاً من شارح القاموس
لسان العرب، ج‌6، ص: 5
ذلك لأَن الأَكَّارینَ كانوا عندهم من الفُرْسِ، و هم عَبَدَة النار، فجعل علیه إِثمهم. قال الأَزهری: أَحسِب الأَریس و الإِرِّیس بمعنی الأَكَّار من كلام أَهل الشام، قال: و كان أَهل السَّواد و من هو علی دین كِسْری أَهلَ فلاحة و إِثارة للأَرض، و كان أَهل الروم أَهلَ أَثاثٍ و صنعة، فكانوا یقولون للمجوسی: أَریسیٌّ، نسبوهم إِلی الأَریس و هو الأَكَّارُ، و كانت العرب تسمیهم الفلاحین، فأَعلمهم النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنهم، و إِن كانوا أَهل كتاب، فإِن علیهم من الإِثم إِن لم یؤْمنوا بنبوته مثل إِثم المجوس و فَلَّاحی السَّواد الذین لا كتاب لهم، قال: و من المجوس قوم لا یعبدون النار و یزعمون أَنهم علی دین إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و أَنهم یعبدون اللَّه تعالی و یحرّمون الزنا و صناعتهم الحراثة و یُخْرِجون العُشر مما یزرعون غیر أَنهم یأْكلون المَوْقوذة، قال: و أَحسبهم یسجدون للشمس، و كانوا یُدعَوْن الأَریسین؛ قال ابن بری: ذكر أَبو عبیدة و غیره أَن الإِرِّیسَ الأَكَّارُ فیكون المعنی أَنه عبر بالأَكَّارین عن الأَتباع، قال: و الأَجود عندی أَن یقال: إِن الإِرِّیس كبیرهم الذی یُمْتَثَلُ أَمره و یطیعونه إِذا طلب منهم الطاعة: و یدل علی أَن الإِرِّیس ما ذكرت لك قول أَبی حِزام العُكْلیّ: لا تُبِئْنی، و أَنتَ لی، بك، وَغْدٌ، لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّیسا یقال: أَبَأْتُه به أَی سَوَّیته به، یرید: لا تُسَوِّنی بك. و الوَغْدُ: الخسیس اللئیم، و فصل بقوله: لی بك، بین المبتدإِ و الخبر، و بك متعلق بتبئنی، أَی لا تبئنی بك و أَنت لی وغد أَی عَدوٌّ لأن اللئیم عدوٌّ لی و مخالف لی، و قوله: لا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّیسا أَی لا تُسَوِّ الإِرِّیسَ، و هو الأَمیر، بالمُؤَرَّس؛ و هو المأْمور و تابعه، أَی لا تُسَوِّ المولی بخادمه، فیكون المعنی فی‌قول النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لهِرَقل: فعلیك إِثم الإِرِّیسین، یرید الذین هم قادرون علی هدایة قومهم ثم لم یهدوهم، و أَنت إِرِّیسُهم الذی یجیبون دعوتك و یمتثلون أَمرك، و إِذا دعوتهم إِلی أَمر أَطاعوك، فلو دعوتهم إِلی الإِسلام لأَجابوك، فعلیك إِثم الإِرِّیسین الذین هم قادرون علی هدایة قومهم ثم لم یهدوهم، و ذلك یُسْخِط اللَّهَ و یُعظم إِثمهم؛ قال: و فیه وجه آخر و هو أَن تجعل الإِرِّیسین، و هم المنسوبون إِلی الإِرِّیس، مثل المُهَلَّبین و الأَشْعَرین المنسوبین إِلی المُهَلَّب و إِلی الأَشْعَر، و كان القیاس فیه أَن یكون بیاءَی النسبة فیقال: الأَشْعَرِیُّون و المُهَلَّبیُّون، و كذلك قیاس الإِرِّیسین الإِرِّیسیُّون فی الرفع و الإِرِّیسیِّین فی النصب و الجر، قال: و یقوی هذا روایة من روی الإِرِّیسیِّین، و هذا منسوب قولًا واحداً لوجود یاءَی النسبة فیه فیكون المعنی: فعلیك إِثم الإِرِّیسیین الذین هم داخلون فی طاعتك و یجیبونك إِذا دعوتهم ثم لم تَدْعُهُم إِلی الإِسلام، و لو دعوتهم لأَجابوك، فعلیك إِثمهم لأَنك سبب منعهم الإِسلام و لو أَمرتهم بالإِسلام لأَسلموا؛ و حكی عن أَبی عبید: هم الخَدَمُ و الخَوَلُ، یعنی بصَدِّه لهم عن الدین، كما قال تعالی: رَبَّنٰا إِنّٰا أَطَعْنٰا سٰادَتَنٰا وَ كُبَرٰاءَنٰا؛ أَی علیك مثل إِثمهم. قال ابن الأَثیر: قال أَبو عبید فی كتاب الأَموال: أَصحاب الحدیث یقولون الإِریسیین مجموعاً منسوباً و الصحیح بغیر نسب، قال: و رده علیه الطحاوی، و قال بعضهم: فی رَهط هِرَقل فرقةٌ تعرف بالأَروسِیَّة فجاءَ علی النسب إِلیهم، و قیل: إِنهم أَتباع عبد اللَّه بن أَریس، رجل كان فی الزمن الأَول، قتلوا نبیّاً بعثه اللَّه إِلیهم، و قیل: الإِرِّیسون الملوك،
لسان العرب، ج‌6، ص: 6
واحدهم إِرِّیس، و قیل: هم العَشَّارون. و أَرْأَسَة بن مُرِّ بن أُدّ: معروف. و‌فی حدیث خاتم النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: فسقط من ید عثمان، رضی اللَّه عنه، فی بئر أَریسَ، بفتح الهمزة و تخفیف الراء، هی بئر معروفة قریباً من مسجد قُباء عند المدینة.

أسس؛ ج6، ص: 6

: الأُسُّ و الأَسَس و الأَساس: كل مُبْتَدَإِ شی‌ءٍ. و الأُسُّ و الأَساس: أَصل البناء، و الأَسَسُ مقصور منه، و جمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ و عِساس، و جمع الأَساس أُسس مثل قَذال و قُذُل، و جمع الأَسَس آساس مثل سببٍ و أَسباب. و الأَسیس: أَصل كل شی‌ء. و أُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن فی الرحم، و هو من الأَسماء المشتركة. و أُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابن درید، قال: و أَحْسِبُه لكذاب بنی الحِرْماز: و أُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطیدُ، نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِیدُ و قد أَسَّ البناءَ یَؤُسُّه أَسّاً و أَسَّسَه تأْسیساً، اللیث: أَسَّسْت داراً إِذا بنیت حدودها و رفعت من قواعدها، و هذا تأْسیس حسن. و أُسُّ الإِنسان و أَسُّه أَصله، و قیل: هو أَصل كل شی‌ء. و فی المثل: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ فی هذا الموضع: الشر، و الأَسُّ: الأَصل؛ یقول: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عادیتم أَو عاداكم. و كان ذلك علی أُسِّ الدهر و أَسِّ الدهر و إِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَی علی قِدَم الدهر و وجهه، و یقال: علی است الدهر. و الأَسیسُ: العِوَضُ. التهذیب: و التَّأسیس فی الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافیة و بینها و بین حرف الروی حرف یجوز كسره و رفعه و نصبه نحو مفاعلن، و یجوز إِبدال هذا الحرف بغیره، و أَما مثل محمد لو جاء فی قافیة لم یكن فیه حرف تأْسیس حتی یكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسیس، و قال أَبو عبید: الروی حرف القافیة نفسها، و منها التأْسیس؛ و أَنشد: أَلا طال هذا اللیلُ و اخْضَلَّ جانِبُه فالقافیة هی الباء و الأَلف فیها هی التأْسیس و الهاء هی الصلة، و یروی: … و اخْضَرَّ جانبه؛ قال اللیث: و إِن جاء شی‌ء من غیر تأْسیس فهو المُؤَسَّس، و هو عیب فی الشعر غیر أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: و أَحسن ما یكون ذلك إِذا كان الحرف الذی بعده مفتوحاً لأَن فتحه یغلب علی فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم؛ قال العجّاج: مُبارَكٌ للأَنبیاء خاتَمُ، مُعَلِّمٌ آیَ الهُدی مُعَلَّمُ و لو قال خاتِم، بكسر التاء، لم یحسن، و قیل: إن لغة العجاج خأْتم، بالهمزة، و لذلك أَجازه، و هو مثل السَّأْسَم، و هی شجرة جاء فی قصیدة المِیسَم و السَّأْسَم؛ و فی المحكم: التأْسیس فی القافیة الحرف الذی قبل الدخیل، و هو أَول جزء فی القافیة كأَلف ناصب؛ و قیل: التأْسیس فی القافیة هو الأَلف التی لیس بینها و بین حرف الروی إِلا حرف واحد، كقوله: كِلینی لِهَمٍّ، یا أُمَیْمَة، ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلی آخر القصیدة. قال ابن سیدة: هكذا سماء الخلیل تأْسیساً جعل المصدر اسماً له، و بعضهم یقول أَلف التأْسیس، فإِذا كان ذلك احتمل أَن یرید الاسم و المصدر. و قالوا فی الجمع: تأْسیسات فهذا یؤْذن بأَن التأْسیس عندهم قد أَجروه مجری الأَسماء، لأَن الجمع فی المصادر لیس بكثیر و لا أَصل فیكون هذا محمولًا علیه. قال: و رأی أَهل العروض
لسان العرب، ج‌6، ص: 7
إِنما تسمحوا بجمعه، و إِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، و المصدر قلما یجمع إِلا ما قد حدّ النحویون من المحفوظ كالأَمراض و الأَشغال و العقول. و أَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسیساً، و إِنما سمی تأْسیساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشی‌ء؛ قال ابن جنی: أَلف التأْسیس كأَنها أَلف القافیة و أَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط و أَساسه، و ذلك أَن أَلف التأْسیس لتقدّمها و العنایة بها و المحافظة علیها كأَنها أُسُّ القافیة اشتق «1» من أَلف التأْسیس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها. و الأَسُّ و الإِسُّ و الأُسُّ: الإِفساد بین الناس، أَسَّ بینهم یَؤُس أَسّاً. و رجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد. الأُمَویُّ: إِذا كانت البقیة من لحم قیل أَسَیْتُ له من اللحم أَسْیاً أَی أَبْقَیْتُ له، و هذا فی اللحم خاصة. و الأُسُّ: بقیة الرَّماد بین الأَثافیّ. و الأُسُّ: المُزَیِّن للكذب. و إِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها یَؤُسُّها أَسّاً، و قال بعضهم: نَسّاً. و أَسَّ بها: زجرها و قال: إِسْ إِسْ، و إِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ. و أُسْ أُسْ: من رُقی الحَیَّاتِ. قال اللیث: الرَّاقون إِذا رقَوا الحیة لیأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْیَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له و تَلین. و‌فی الحدیث: كتب عمر إِلی أَبی موسی: أَسِّسْ بین الناس فی وَجْهِك و عَدْلِك‌أَی سَوِّ بینهم. قال ابن الأَثیر: و هو من ساس الناسَ یَسوسُهم، و الهمزة فیه زائدة، و‌یروی: آسِ بین الناس‌من المُواساة.

ألس؛ ج6، ص: 7

: الأَلْسُ و المُؤَالَسَة: الخِداع و الخیانة و الغشُّ و السَّرَقُ، و قد أَلَس یأْلِس، بالكسر، أَلْساً. و منه قولهم: فلان لا یُدالِسُ و لا یُؤَالِسُ، فالمُدالَسَةُ من الدَّلْس، و هو الظُّلْمَةُ، یراد به لا یُغَمِّی علیك الشی‌ء فیُخْفیه و یستر ما فیه من عیب. و المُؤَالَسَةُ: الخِیانة؛ و أَنشد: هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فیهمُ، و همُ یَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن یُقَرَّدا و الأَلْسُ: أَصله الوَلْسُ، و هو الخیانة. و الأَلْسُ: الأَصلُ السُّوء. و الأَلْس: الغدر. و الأَلْسُ: الكذب. و الأَلْسُ و الأُلْسُ: ذهاب العقل و تَذْهیله؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: فقلتُ: إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً و تَجْرِبَةً، فقد تردَّدَ فیكَ الخَبْلُ و الأَلْسُ و‌فی حدیث النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه دعا فقال: اللهم إِنی أَعوذ بك من الأَلْسِ و الكِبْرِ؛ قال أَبو عبید: الأَلْسُ هو اختلاط العقل، و خطَّأَ ابن الأَنباری من قال هو الخیانة. و المأْلُوس: الضعیف العقل. و أُلِسَ الرجلُ أَلْساً، فهو مأْلوس أَی مجنون ذهب عقله؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال الراجز: یَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجِّ المَنْسوسِ، أَهْوَجَ یَمْشِی مِشْیَةَ المَأْلوسِ و قال مرة: الأَلْسُ الجُنون. یقال: إِن به لأَلْساً أَی جُنوناً؛ و أَنشد: یا جِرَّتَیْنا بالحَبابِ حَلْسا، إِنْ بنا أَو بكمُ لأَلْسا و قیل: الأَلْسُ الرِّیبةُ و تَغَیُّر الخُلُق من ریبة، أَو تغیر الخُلُقِ من مرض. یقال: ما أَلَسَكَ. و رجل مَأْلوس: ذاهب العقل و البدن. و ما ذُقْتُ عنده أَلوساً أَی شیئاً من الطعام. و ضربه مائة فما تأَلَّسَ أَی ما تَوَجَّع، و قیل: فما تَحَلَّس بمعناه. أَبو عمرو: یقال للغریم إِنه لیَتَأَلَّس
(1). قوله [كأنها أس القافیة اشتق إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 8
فما یُعْطِی و ما یمنع. و التَّأَلُّس: أَن یكون یرید أَن یُعطِیَ و هو یمنع. و یقال: إِنه لَمَأْلوس العطیة، و قد أُلِسَتْ عطیته إِذا مُنِعَتْ من غیر إیاس منها؛ و أَنشد: و صَرَمَت حَبْلَك بالتَّأَلُّس و إِلْیاسُ: اسم أَعجمی، و قد سمت به العرب، و هو إلیاسُ بنُ مُضَرَ بنِ نِزار بن معدّ بن عَدْنان.

أمس؛ ج6، ص: 8

: أَمْسِ: من ظروف الزمان مبنی علی الكسر إِلا أَن ینكر أَو یعرَّف، و ربما بنی علی الفتح، و النسبة إِلیه إِمسیٌّ، علی غیر قیاس. قال ابن جنی: امتنعوا من إِظهار الحرف الذی یعرَّف به أَمْسِ حتی اضطروا بذلك إِلی بنائه لتضمنه معناه، و لو أَظهروا ذلك الحرف فقالوا مَضَی الأَمسُ بما فیه لما كان خُلْفاً و لا خطأً؛ فأَما قول نُصیب: و إِنی وَقَفْتُ الیومَ و الأَمْسِ قَبْلَه ببابِكَ، حتی كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ فإِن ابن الأَعرابی قال: روی الأَمْسِ و الأَمْسَ جرّاً و نصباً، فمن جره فعلی الباب فیه و جعل اللام مع الجر زائدة، و اللام المُعَرَّفة له مرادة فیه و هو نائب عنها و مُضَمن لها، فكذلك قوله و الأَمس هذه اللام زائدة فیه، و المعرفة له مرادة فیه محذوفة منه، یدل علی ذلك بناؤه علی الكسر و هو فی موضع نصب، كما یكون مبنیّاً إِذا لم تظهر اللام فی لفظه، و أَما من قال و الأَمْسَ فإِنه لم یضمنه معنی اللام فیبنیه، لكنه عرَّفه كما عرَّف الیوم بها، و لیست هذه اللام فی قول من قال و الأَمسَ فنصب هی تلك اللام التی فی قول من قال و الأَمْسِ فجرّ، تلك لا تظهر أَبداً لأَنها فی تلك اللغة لم تستعمل مُظْهَرَة، أَ لا تری أَن من ینصب غیر من یجرّ؟ فكل منهما لغة و قیاسهما علی ما نطق به منهما لا تُداخِلُ أُخْتَها و لا نسبة فی ذلك بینها و بینها. الكسائی: العرب تقول: كَلَّمتك أَمْسِ و أَعجبنی أَمْسِ یا هذا، و تقول فی النكرة: أَعجبنی أَمْسِ و أَمْسٌ آخر، فإِذا أَضفته أَو نكرته أَو أَدخلت علیه الأَلف و اللام للتعریف أَجریته بالإِعراب، تقول: كان أَمْسُنا طیباً و رأَیت أَمسَنا المبارك و مررت بأَمسِنا المبارك، و یقال: مضی الأَمسُ بما فیه؛ قال الفراء: و من العرب من یخفض الأَمْس و إِن أَدخل علیه الأَلف و اللام، كقوله: و إِنی قَعَدْتُ الیومَ و الأَمْسِ قبله و قال أَبو سعید: تقول جاءَنی أَمْسِ فإِذا نسبت شیئاً إِلیه كسرت الهمزة، قلت إِمْسِیٌّ علی غیر قیاس؛ قال العجاج: و جَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسیُّ و قال العجاج: كأَنَّ إِمْسِیّاً به من أَمْسِ، یَصْفَرُّ للیُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ الجوهری: أَمْسِ اسم حُرِّك آخره لالتقاء الساكنین، و اختلفت العرب فیه فأَكثرهم یبنیه علی الكسر معرفة، و منهم من یعربه معرفة، و كلهم یعربه إِذا أَدخل علیه الأَلف و اللام أَو صیره نكرة أَو أَضافه. غیره: ابن السكیت: تقول ما رأَیته مُذْ أَمسِ، فإِن لم تره یوماً قبل ذلك قلت: ما رأَیته مذ أَوَّلَ من أَمْسِ، فإِن لم تره یومین قبل ذلك قلت: ما رأَیته مُذ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْسِ. قال ابن الأَنباری: أَدخل اللام و الأَلف علی أَمس و تركه علی كسره لأَن أَصل أَمس عندنا من الإِمساء فسمی الوقت بالأَمر و لم یغیر لفظه؛ من ذلك قول الفرزدق:
لسان العرب، ج‌6، ص: 9
ما أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضی حُكومَتُهُ، و لا الأَصیلِ و لا ذی الرأْی و الجَدَلِ فأَدخل الأَلف و اللام علی تُرْضی، و هو فعل مستقبل علی جهة الاختصاص بالحكایة؛ و أَنشد الفراء: أَخفن أَطنانی إِن شكین، و إِننی لفی شُغْلٍ عن دَحْلیَ الیَتَتَبَّعُ «1» فأَدخل الأَلف و اللام علی یتتبع، و هو فعل مستقبل لما وصفنا. و قال ابن كیسان فی أَمْس: یقولون إِذا نكروه كل یوم یصیر أَمْساً، و كل أَمسٍ مضی فلن یعود، و مضی أَمْسٌ من الأُموس. و قال البصریون: إِنما لم یتمكن أَمْسِ فی الإِعراب لأَنه ضارع الفعل الماضی و لیس بمعرب؛ و قال الفراء: إِنما كُسِرَتْ لأَن السین طبعها الكسر، و قال الكسائی: أَصلها الفعل أُخذ من قولك أَمْسِ بخیر ثم سمی به، و قال أَبو الهیثم: السین لا یلفظ بها إِلا من كسر الفم ما بین الثنیة إِلی الضرس و كسرت لأَن مخرجها مكسور فی قول الفراء؛ و أَنشد: و قافیةٍ بین الثَّنِیَّة و الضِّرْسِ و قال ابن بزرج: قال عُرامٌ ما رأَیته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ، و أَتانی أَمْسِ الأَحْدَثَ، و قال بِجادٌ: عهدی به أَمْسَ الأَحْدَثَ، و أَتانی أَمْسِ الأَحْدَثَ، قال: و یقال ما رأَیته قبل أَمْسِ بیوم؛ یرید من أَولَ من أَمْسِ، و ما رأَیته قبل البارحة بلیلة. قال الجوهری: قال سیبویه و قد جاء فی ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح؛ و أَنشد: لقد رأَیتُ عَجَباً، مُذْ أَمْسا، عَجائزاً مِثْلَ السَّعالی خَمْسا یأْكُلْنَ ما فی رَحْلِهنَّ هَمْسا، لا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا قال ابن بری: اعلم أَن أَمْسِ مبنیة علی الكسر عند أَهل الحجاز و بنو تمیم یوافقونهم فی بنائها علی الكسر فی حال النصب و الجرّ، فإِذا جاءَت أَمس فی موضع رفع أَعربوها فقالوا: ذهب أَمسُ بما فیه، و أَهل الحجاز یقولون: ذهب أَمسِ بما فیه لأَنها مبنیة لتضمنها لام التعریف و الكسرة فیها لالتقاء الساكنین، و أَما بنو تمیم فیجعلونها فی الرفع معدولة عن الأَلف و اللام فلا تصرف للتعریف و العدل، كما لا یصرف سَحَر إِذا أَردت به وقتاً بعینه للتعریف و العدل؛ و شاهد قول أَهل الحجاز فی بنائها علی الكسر و هی فی موضع رفع قول أُسْقُف نَجْران: مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ، و طُلوعُها من حیثُ لا تُمْسِی الیَوْمَ أَجْهَلُ ما یَجی‌ءُ به، و مَضی بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ فعلی هذا تقول: ما رأَیته مُذْ أَمْسِ فی لغة الحجاز، جَعَلْتَ مذ اسماً أَو حرفاً، فإِن جعلت مذ اسماً رفعت فی قول بنی تمیم فقلت: ما رأَیته مُذ أَمْسُ، و إِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تمیم أَهل الحجاز فی بنائها علی الكسر فقالوا: ما رأَیته مُذ أَمسِ؛ و علی ذلك قول الراجز یصف إِبلًا: ما زالَ ذا هزیزَها مُذْ أَمْسِ، صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ فمذ هاهنا حرف خفض علی مذهب بنی تمیم، و أَما علی مذهب أَهل الحجاز فیجوز أَن یكون مذ اسماً و یجوز أَن یكون حرفاً. و ذكر سیبویه أَن من العرب من یجعل أَمس معدولة فی موضع الجر بعد مذ خاصة،
(1). قوله [أخفن أطنانی إلخ] كذا بالأَصل هنا و فی مادة تبع.
لسان العرب، ج‌6، ص: 10
یشبهونها بمذ إِذا رفعت فی قولك ما رأَیته مذ أَمْسُ، و لما كانت أَمس معربة بعد مذ التی هی اسم، كانت أَیضاً معربة مع مذ التی هی حرف لأَنها بمعناها، قال: فبان لك بهذا غلط من یقول إن أَمس فی قوله: لقد رأَیت عجبا مذ أَمسا مبنیة علی الفتح بل هی معربة، و الفتحة فیها كالفتحة فی قولك مررت بأَحمد؛ و شاهد بناء أَمس إِذا كانت فی موضع نصب قول زیاد الأَعجم: رأَیتُكَ أَمْسَ خَیْرَ بنی مَعَدٍّ، و أَنت الیومَ خَیْرٌ منك أَمْسِ و شاهد بنائها و هی فی موضع الجر قول عمرو بن الشَّرید: و لقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ و مَوْحَداً، و تَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ و كذا قول الآخر: و أَبی الذی تَرَكَ المُلوك و جَمْعَهُمْ، بِصُهابَ، هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ قال: و اعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف و اللام أَو أَضفتها أَعربتها فتقول فی التنكیر: كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً، و تقول فی الإِضافة و مع لام التعریف: كان أَمْسُنا طَیِّباً و كان الأَمْسُ طیباً؛ و شاهده قول نُصَیْب: و إِنی حُبِسْتُ الیومَ و الأَمْسِ قَبْلَه ببابِك، حتی كادَتِ الشمسُ تَغْرُب «1» قال: و كذلك لو جمعته لأَعربته كقول الآخر: مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ، تَمِیسُ فینا مِشْیَةَ العَرُوسِ قال الجوهری: و لا یصغر أَمس كما لا یصغر غَدٌ و البارحة و كیف و أَین و متی و أَیّ و ما و عند و أَسماء الشهور و الأُسبوع غیر الجمعة. قال ابن بری: الذی حكاه الجوهری فی هذا صحیح إِلا قوله غیر الجمعة لأَن الجمعة عند سیبویه مثل سائر أَیام الأُسبوع لا یجوز أَن یصغر، و إِنما امتنع تصغیر أَیام الأُسبوع عند النحویین لأَن المصغر إنما یكون صغیراً بالإِضافة إِلی ما له مثل اسمه كبیراً، و أیام الأُسبوع متساویة لا معنی فیها للتصغیر، و كذلك غد و البارحة و أَسماء الشهور مثل المحرّم و صفر.

أنس؛ ج6، ص: 10

: الإِنسان: معروف؛ و قوله: أَقَلَّ بَنو الإِنسانِ، حین عَمَدْتُمُ إِلی من یُثیر الجنَّ، و هی هُجُودُ یعنی بالإِنسان آدم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام. و قوله عز و جل: وَ كٰانَ الْإِنْسٰانُ أَكْثَرَ شَیْ‌ءٍ جَدَلًا؛ عنی بالإِنسان هنا الكافر، و یدل علی ذلك قوله عز و جل: وَ یُجٰادِلُ الَّذِینَ كَفَرُوا بِالْبٰاطِلِ لِیُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ؛ هذا قول الزجّاج، فإِن قیل: و هل یُجادل غیر الإِنسان؟ قیل: قد جادل إِبلیس و كل من یعقل من الملائكة، و الجنُّ تُجادل، لكن الإِنسان أَكثر جدلًا، و الجمع الناس، مذكر. و فی التنزیل: یٰا أَیُّهَا النّٰاسُ*؛ و قد یؤنث علی معنی القبیلة أَو الطائفة، حكی ثعلب: جاءَتك الناسُ، معناه: جاءَتك القبیلة أَو القطعة؛ كما جعل بعض الشعراء آدم اسماً للقبیلة و أَنث فقال أَنشده سیبویه: شادوا البلادَ و أَصْبَحوا فی آدمٍ، بَلَغوا بها بِیضَ الوُجوه فُحُولا و الإِنسانُ أَصله إِنْسِیانٌ لأَن العرب قاطبة قالوا فی تصغیره: أُنَیْسِیانٌ، فدلت الیاء الأَخیرة علی الیاء فی تكبیره، إِلا أَنهم حذفوها لما كثر الناسُ فی كلامهم.
(1). ذكر هذا البیت فی صفحة 8 و فیه: و إِنی وقفت … بدلًا من: و إنی حبست … و هو فی الأَغانی: و إنی نَوَیْتُ …
لسان العرب، ج‌6، ص: 11
و‌فی حدیث ابن صَیَّاد: قال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، ذاتَ یوم: انْطَلِقوا بنا إِلی أُنَیسیانٍ قد رأَینا شأْنه؛ و هو تصغیر إِنسان، جاء شاذّاً علی غیر قیاس، و قیاسه أُنَیْسانٌ، قال: و إِذا قالوا أَناسینُ فهو جمع بَیِّنٌ مثل بُسْتانٍ و بَساتینَ، و إِذا قالوا أَناسی كثیراً فخففوا الیاء أَسقطوا الیاء التی تكون فیما بین عین الفعل و لامه مثل قَراقیرَ و قراقِرَ، و یُبَیِّنُ جواز أَناسی، بالتخفیف، قول العرب أَناسیَة كثیرة، و الواحدُ إِنْسِیٌّ و أُناسٌ إِن شئت. و‌روی عن ابن عباس، رضی اللَّه عنهما، أَنه قال: إِنما سمی الإِنسان إِنساناً لأَنه عهد إِلیه فَنَسیَ، قال أَبو منصور: إِذا كان الإِنسان فی الأَصل إِنسیانٌ، فهو إِفْعِلانٌ من النِّسْیان، و قول ابن عباس حجة قویة له، و هو مثل لَیْل إِضْحِیان من ضَحِیَ یَضْحَی، و قد حذفت الیاء فقیل إِنْسانٌ. و روی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه سأَله عن الناس ما أَصله؟ فقال: الأُناس لأَن أَصله أُناسٌ فالأَلف فیه أَصلیة ثم زیدت علیه اللام التی تزاد مع الأَلف للتعریف، و أَصل تلك اللام «2» إِبدالًا من أَحرف قلیلة مثل الاسم و الابن و ما أَشْبهها من الأَلفات الوصلیة فلما زادوهما علی أُناس صار الاسم الأُناس، ثم كثرت فی الكلام فكانت الهمزة واسطة فاستثقلوها فتركوها و صار الباقی: أَلُناسُ، بتحریك اللام بالضمة، فلما تحركت اللام و النون أَدغَموا اللام فی النون فقالوا: النَّاسُ، فلما طرحوا الأَلف و اللام ابتَدأُوا الاسم فقالوا: قال ناسٌ من الناس. قال الأَزهری: و هذا الذی قاله أَبو الهیثم تعلیل النحویین، و إِنْسانٌ فی الأَصل إِنْسِیانٌ، و هو فِعْلیانٌ من الإِنس و الأَلف فیه فاء الفعل، و علی مثاله حِرْصِیانٌ، و هو الجِلْدُ الذی یلی الجلد الأَعلی من الحیوان، سمی حِرْصِیاناً لأَنه یُحْرَصُ أَی یُقْشَرُ؛ و منه أُخذت الحارِصَة من الشِّجاج، یقال رجل حِذْریانٌ إِذا كان حَذِراً. قال الجوهری: و تقدیر إِنْسانٍ فِعْلانٌ و إِنما زید فی تصغیره یاء كما زید فی تصغیر رجل فقیل رُوَیْجِل، و قال قوم: أَصله إِنْسِیان علی إِفْعِلان، فحذفت الیاء استخفافاً لكثرة ما یجری علی أَلسنتهم، فإِذا صغّروه ردوهما لأَن التصغیر لا یكثر. و قوله عز و جل: أَ كٰانَ لِلنّٰاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَیْنٰا إِلیٰ رَجُلٍ مِنْهُمْ؛ النَّاسُ هاهنا أَهل مكة و الأُناسُ لغة فی الناس، قال سیبویه: و الأَصل فی الناس الأُناسُ مخففاً فجعلوا الأَلف و اللام عوضاً من الهمزة و قد قالوا الأُناس؛ قال الشاعر: إِنَّ المَنایا یَطَّلِعْنَ علی الأُناس الآمِنینا و حكی سیبویه: الناسُ الناسُ أَی الناسُ بكل مكان و علی كل حال كما تعرف؛ و قوله: بلادٌ بها كُنَّا، و كُنَّا نُحِبُّها، إِذ الناسُ ناسٌ، و البلادُ بلادُ فهذا علی المعنی دون اللفظ أَی إِذ الناس أَحرار و البلاد مُخْصِبَة، و لو لا هذا الغَرَض و أَنه مراد مُعْتَزَم لم یجز شی‌ء من ذلك لِتَعَرِّی الجزء الأَخیر من زیادة الفائدة عن الجزءِ الأَول، و كأَنه أُعید لفظ الأَول لضرب من الإِدْلالِ و الثقة بمحصول الحال، و كذلك كل ما كان مثل هذا. و النَّاتُ: لغة فی الناس علی البدل الشاذ؛ و أَنشد: یا قَبَّحَ اللَّهُ بنی السِّعْلاةِ عَمرو بنَ یَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ، غیرَ أَعِفَّاءٍ و لا أَكْیاتِ أَراد و لا أَكیاس فأَبدل التاء من سین الناس و الأَكیاس
(2). قوله [و أصل تلك اللام إلی قوله فلما زادوهما] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 12
لموافقتها إِیاها فی الهمس و الزیادة و تجاور المخارج. و الإِنْسُ: جماعة الناس، و الجمع أُناسٌ، و هم الأَنَسُ. تقول: رأَیت بمكان كذا و كذا أَنَساً كثیراً أَی ناساً كثیراً؛ و أَنشد: و قد تَری بالدّار یوماً أَنَسا و الأَنَسُ، بالتحریك: الحیُّ المقیمون، و الأَنَسُ أَیضاً: لغة فی الإِنْس؛ و أَنشد الأَخفش علی هذه اللغة: أَتَوْا ناری فقلتُ: مَنُونَ أَنتم؟ فقالوا: الجِنُّ قلتُ: عِمُوا ظَلاما فقلتُ: إِلی الطَّعامِ، فقال منهمْ زَعِیمٌ: نَحْسُد الأَنَسَ الطَّعاما قال ابن بری: الشعر لشمر بن الحرث الضَّبِّی، و ذكر سیبویه البیت الأَول جاء فیه منون مجموعاً للضرورة و قیاسه: من أَنتم؟ لأَن من إِنما تلحقه الزوائد فی الوقف، یقول القائل: جاءَنی رجل، فتقول: مَنُو؟ و رأَیت رجلًا فیقال: مَنا؟ و مررت برجل فیقال: مَنی؟ و جاءنی رجلان فتقول: مَنانْ؟ و جاءَنی رجال فتقول: مَنُونْ؟ فإِن وصلت قلت: مَنْ یا هذا؟ أَسقطت الزوائد كلها، و من روی عموا صباحاً فالبیت علی هذه الروایة لجِذْع بن سنان الغسانی فی جملة أَبیات حائیة؛ و منها: أَتانی قاشِرٌ و بَنُو أَبیه، و قد جَنَّ الدُّجی و النجمُ لاحا فنازَعنی الزُّجاجَةَ بَعدَ وَهْنٍ، مَزَجْتُ لهم بها عَسلًا و راحا و حَذَّرَنی أُمُوراً سَوْف تأْتی، أَهُزُّ لها الصَّوارِمَ و الرِّماحا و الأَنَسُ: خلاف الوَحْشَةِ، و هو مصدر قولك أَنِسْتُ به، بالكسر، أَنَساً و أَنَسَةً؛ قال: و فیه لغة أُخری: أَنَسْتُ به أُنْساً مثل كفرت به كُفْراً. قال: و الأُنْسُ و الاستئناس هو التَّأَنُّسُ، و قد أَنِسْتُ بفلان. و الإِنْسِیُّ: منسوب إِلی الإِنْس، كقولك جِنِّیٌّ و جِنٌّ و سِنْدِیٌّ و سِنْدٌ، و الجمع أَناسِیُّ كَكُرْسِیّ و كَراسِیّ، و قیل: أَناسِیُّ جمع إِنسان كسِرْحانٍ و سَراحینَ، لكنهم أَبدلوا الیاء من النون؛ فأَما قولهم: أَناسِیَةٌ جعلوا الهاء عوضاً من إِحدی یاءَی أَناسِیّ جمع إِنسان، كما قال عز من قائل: وَ أَنٰاسِیَّ كَثِیراً. و تكون الیاءُ الأُولی من الیاءَین عوضاً منقلبة من النون كما تنقلب النون من الواو إِذا نسبت إِلی صَنْعاءَ و بَهْراءَ فقلت: صَنْعانیٌّ و بَهْرانیٌّ، و یجوز أَن تحذف الأَلف و النون فی إِنسان تقدیراً و تأْتی بالیاءِ التی تكون فی تصغیره إِذا قالوا أُنَیْسِیان، فكأَنهم زادوا فی الجمع الیاء التی یردّونها فی التصغیر فیصیر أَناسِیَ، فیدخلون الهاء لتحقیق التأْنیث؛ و قال المبرد: أَناسِیَةٌ جمع إِنْسِیَّةٍ، و الهاء عوض من الیاء المحذوفة، لأَنه كان یجب أَناسِیّ بوزن زَنادیقَ و فَرازِینَ، و أَن الهاء فی زَنادِقَة و فَرازِنَة إِنما هی بدل من الیاء، و أَنها لما حذفت للتخفیف عوّضت منها الهاءُ، فالیاءُ الأُولی من أَناسِیّ بمنزلة الیاءِ من فرازین و زنادیق، و الیاء الأَخیرة منه بمنزلة القاف و النون منهما، و مثل ذلك جَحْجاحٌ و جَحاجِحَةٌ إِنما أَصله جَحاجیحُ. و قال اللحیانی: یُجْمَع إِنسانٌ أَناسِیَّ و آناساً علی مثال آباضٍ، و أَناسِیَةً بالتخفیف و التأْنیث. و الإِنْسُ: البشر، الواحد إِنْسِیٌّ و أَنَسیٌّ أَیضاً، بالتحریك. و یقال: أَنَسٌ و آناسٌ كثیر. و قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ أَنٰاسِیَّ كَثِیراً؛ الأَناسِیُّ جِماعٌ، الواحد إِنْسِیٌّ، و إِن شئت جعلته إِنساناً ثم جمعته
لسان العرب، ج‌6، ص: 13
أَناسِیّ فتكون الیاءُ عوضاً من النون، كما قالوا للأَرانب أَرانی، و للسَّراحین سَراحِیّ. و یقال للمرأَة أَیضاً إِنسانٌ و لا یقال إِنسانة، و العامة تقوله. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن الحُمُر الإِنسیَّة یوم خَیْبَر؛ یعنی التی تأْلف البیوت، و المشهور فیها كسر الهمزة، منسوبة إِلی الإِنس، و هم بنو آدم، الواحد إِنْسِیٌّ؛ قال: و فی كتاب أَبی موسی ما یدل علی أَن الهمزة مضمومة فإِنه قال هی التی تأْلف البیوت. و الأُنْسُ، و هو ضد الوحشة، الأُنْسُ، بالضم، و قد جاءَ فیه الكسر قلیلًا، و رواه بعضهم بفتح الهمزة و النون، قال: و لیس بشی‌ءٍ؛ قال ابن الأَثیر: إِن أَراد أَن الفتح غیر معروف فی الروایة فیجوز، و إِن أَراد أَنه لیس بمعروف فی اللغة فلا، فإِنه مصدر أَنِسْت به آنَس أَنَساً و أَنَسَةً، و قد حكی أَن الإِیْسان لغة فی الإِنسان، طائیة؛ قال عامر بن جریر الطائی: فیا لیتنی من بَعْدِ ما طافَ أَهلُها هَلَكْتُ، و لم أَسْمَعْ بها صَوْتَ إِیسانِ قال ابن سیدة: كذا أَنشده ابن جنی، و قال: إِلا أَنهم قد قالوا فی جمعه أَیاسِیَّ، بیاء قبل الأَلف، فعلی هذا لا یجوز أَن تكون الیاء غیر مبدلة، و جائز أَیضاً أَن یكون من البدل اللازم نحو عیدٍ و أَعْیاد و عُیَیْدٍ؛ قال اللحیانی: فی لغة طی‌ء ما رأَیتُ ثَمَّ إِیساناً أَی إِنساناً؛ و قال اللحیانی: یجمعونه أَیاسین، قال فی كتاب اللَّه عز و جل: یاسین وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ؛ بلغة طی‌ء، قال أَبو منصور: و قول العلماء أنه من الحروف المقطعة. و قال الفراءُ: العرب جمیعاً یقولون الإِنسان إِلا طیئاً فإِنهم یجعلون مكان النون یاء. و‌روی قَیْسُ بن سعد أَن ابن عباس، رضی اللَّه عنهما، قرأَ: یا سین وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ، یرید یا إِنسان.قال ابن جنی: و یحكی أَن طائفة من الجن وافَوْا قوماً فاستأْذنوا علیهم فقال لهم الناس: من أَنتم؟ فقالوا: ناسٌ من الجنِّ، و ذلك أَن المعهود فی الكلام إِذا قیل للناس من أَنتم قالوا: ناس من بنی فلان، فلما كثر ذلك استعملوه فی الجن علی المعهود من كلامهم مع الإِنس، و الشی‌ء یحمل علی الشی‌ء من وجه یجتمعان فیه و إِن تباینا من وجه آخر. و الإِنسانُ أَیضاً: إِنسان العین، و جمعه أَناسِیُّ. و إِنسانُ العین: المِثال الذی یری فی السَّواد؛ قال ذو الرمة یصف إِبلًا غارت عیونها من التعب و السیر: إِذا اسْتَحْرَسَتْ آذانُها، اسْتَأْنَسَتْ لها أَناسِیُّ مَلْحودٌ لها فی الحَواجِبِ و هذا البیت أَورده ابنُ بری: إِذا اسْتَوْجَسَتْ …، قال: و استوجست بمعنی تَسَمَّعَتْ، و اسْتَأْنَسَتْ و آنَسَتْ بمعنی أَبصرت، و قوله: … ملحود لها فی الحواجب، یقول: كأَن مَحارَ أَعیُنها جُعِلْنَ لها لُحوداً وصَفَها بالغُؤُور؛ قال الجوهری و لا یجمع علی أُناسٍ. و إِنسان العین: ناظرها. و الإِنسانُ: الأُنْمُلَة؛ و قوله: تَمْری بإِنْسانِها إِنْسانَ مُقْلَتها، إِنْسانةٌ، فی سَوادِ اللیلِ، عُطبُولُ فسره أَبو العَمَیْثَلِ الأَعرابیُّ فقال: إِنسانها أُنملتها. قال ابن سیدة: و لم أَره لغیره؛ و قال: أَشارَتْ لإِنسان بإِنسان كَفِّها، لتَقْتُلَ إِنْساناً بإِنْسانِ عَیْنِها و إِنْسانُ السیف و السهم: حَدُّهما. و إِنْسِیُّ القَدَم: ما أَقبل علیها و وَحْشِیُّها ما أَدبر منها. و إِنْسِیُّ الإِنسان و الدابة: جانبهما الأَیسر، و قیل الأَیمن.
لسان العرب، ج‌6، ص: 14
و إِنْسِیُّ القَوس: ما أَقبل علیك منها، و قیل: إِنْسِیُّ القوس ما وَلیَ الرامِیَ، و وَحْشِیُّها ما ولی الصید، و سنذكر اختلاف ذلك فی حرف الشین. التهذیب: الإِنْسِیُّ من الدواب هو الجانب الأَیسر الذی منه یُرْكَبُ و یُحْتَلَبُ، و هو من الآدمی الجانبُ الذی یلی الرجْلَ الأُخری، و الوَحْشِیُّ من الإِنسانِ الجانب الذی یلی الأَرض. أَبو زید: الإِنْسِیُّ الأَیْسَرُ من كل شی‌ء. و قال الأَصمعی: هو الأَیْمَنُ، و قال: كلُّ اثنین من الإِنسان مثل الساعِدَیْن و الزَّنْدَیْن و القَدَمین فما أَقبل منهما علی الإِنسان فهو إِنْسِیٌّ، و ما أَدبر عنه فهو وَحْشِیٌّ. و الأَنَسُ: أَهل المَحَلِّ، و الجمع آناسٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: مَنایا یُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جَهاراً، و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ و قال عمرو ذو الكَلْب: بفِتْیانٍ عَمارِطَ من هُذَیْلٍ، هُمُ یَنْفُونَ آناسَ الحِلالِ و قالوا: كیف ابنُ إِنْسِك و إِنْسُك أَی كیف نَفْسُك. أَبو زید: تقول العرب للرجل كیف تری ابن إِنْسِك إِذا خاطبت الرجل عن نفْسك. الأَحمر: فلان ابن إِنْسِ فلان أَی صَفِیُّه و أَنیسُه و خاصته. قال الفراء: قلت للدُّبَیْریّ إِیش، كیف تری ابنُ إِنْسِك، بكسر الأَلف؟ فقال: عزاه إِلی الإِنْسِ، فأَما الأُنْس عندهم فهو الغَزَلُ. الجوهری: یقال كیف ابنُ إِنْسِك و إِنْسُك یعنی نفسه، أَی كیف ترانی فی مصاحبتی إِیاك؟ و یقال: هذا حِدْثی و إِنسی و خِلْصی و جِلْسِی، كله بالكسر. أَبو حاتم: أَنِسْت به إِنساً، بكسر الأَلف، و لا یقال أُنْساً إِنما الأُنْسُ حدیثُ النساء و مُؤَانستهن. رواه أَبو حاتم عن أَبی زید. و أَنِسْتُ به آنَسُ و أَنُسْتُ آنُسُ أَیضاً بمعنی واحد. و الإِیناسُ: خلاف الإِیحاش، و كذلك التَّأْنیس. و الأَنَسُ و الأُنْسُ و الإِنْسُ الطمأْنینة، و قد أَنِسَ به و أَنَسَ یأْنَسُ و یأْنِسُ و أَنُسَ أُنْساً و أَنَسَةً و تَأَنَّسَ و اسْتَأْنَسَ؛ قال الراعی: أَلا اسْلَمی الیومَ ذاتَ الطَّوْقِ و العاجِ. و الدَّلِّ و النَّظَرِ المُسْتَأْنِسِ الساجی و العرب تقول: آنَسُ من حُمَّی؛ یریدون أَنها لا تكاد تفارق العلیل فكأَنها آنِسَةٌ به، و قد آنَسَنی و أَنَّسَنی. و‌فی بعض الكلام: إِذا جاءَ اللیل استأْنَس كلُّ وَحْشِیٍّ و استوحش كلُّ إِنْسِیٍّ؛ قال العجاج: و بَلْدَةٍ لیس بها طُوریُّ، و لا خَلا الجِنَّ بها إِنْسِیُّ تَلْقی، و بئس الأَنَسُ الجِنِّیُّ دَوِّیَّة لهَولِها دَویُّ للرِّیح فی أَقْرابها هُوِیُّ هُویُّ: صَوْتٌ. أَبو عمرو: الأَنَسُ سُكان الدار. و استأْنس الوَحْشِیُّ إِذا أَحَسَّ إِنْسِیّاً. و استأْنستُ بفلان و تأَنَّسْتُ به بمعنی؛ و قول الشاعر: و لكننی أَجمع المُؤْنِساتِ، إِذا ما اسْتَخَفَّ الرجالُ الحَدیدا یعنی أَنه یقاتل بجمیع السلاح، و إِنما سماها بالمؤْنسات لأَنهن یُؤْنِسْنَه فَیُؤَمِّنَّه أَو یُحَسِّنَّ ظَنَّهُ. قال الفراء: یقال للسلاح كله من الرُّمح و المِغْفَر و التِّجْفاف و التَّسْبِغَةِ و التُّرْسِ و غیره: المُؤْنِساتُ. و كانت العرب القدماءُ تسمی یوم الخمیس مُؤْنِساً
لسان العرب، ج‌6، ص: 15
لأَنَّهم كانوا یمیلون فیه إلی الملاذِّ؛ قال الشاعر: أُؤَمِّلُ أَن أَعیشَ، و أَنَّ یومی بأَوَّل أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالی دُبارِ، فإِن یَفُتْنی، فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِیارِ و‌قال مُطَرِّز: أَخبرنی الكریمی إِمْلاءً عن رجاله عن ابن عباس، رضی اللَّه عنهما، قال: قال لی علیّ، علیه السلام: إِن اللَّه تبارك و تعالی خلق الفِرْدَوْسَ یوم الخمیس و سماها مُؤْنِسَ.و كلب أَنُوس: و هو ضد العَقُور، و الجمع أُنُسٌ. و مكان مَأْنُوس إِنما هو علی النسب لأَنهم لم یقولوا آنَسْتُ المكان و لا أَنِسْتُه، فلما لم نجد له فعلًا و كان النسبُ یَسوغُ فی هذا حملناه علیه؛ قال جریر: حَیِّ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ المَواعِیسِ، فالحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْراً غیرَ مَأْنُوسِ و جاریة آنِسَةٌ: طیبة الحدیث؛ قال النابغة الجَعْدی: بآنِسةٍ غَیْرِ أُنْسِ القِرافِ، تُخَلِّطُ باللِّینِ منها شِماسا و كذلك أَنُوسٌ، و الجمع أُنُسٌ؛ قال الشاعر یصف بیض نعام: أُنُسٌ إِذا ما جِئْتَها بِبُیُوتِها، شُمُسٌ إِذا داعی السِّبابِ دَعاها جُعلَتْ لَهُنَّ مَلاحِفُ قَصَبیَّةٌ، یُعْجِلْنَها بالعَطِّ قَبْلَ بِلاها و المَلاحِف القصبیة یعنی بها ما علی الأَفْرُخِ من غِرْقی‌ءِ البیض. اللیث: جاریة آنِسَةٌ إِذا كانت طیبة النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ و حدیثك، و جمعها آنِسات و أَوانِسُ. و ما بها أَنِیسٌ أَی أَحد، و الأُنُسُ الجمع. و آنَسَ الشی‌ءَ: أَحَسَّه. و آنَسَ الشَّخْصَ و اسْتَأْنَسَه: رآه و أَبصره و نظر إِلیه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بعَیْنَیَّ لم تَسْتَأْنِسا یومَ غُبْرَةٍ، و لم تَرِدا جَوَّ العِراقِ فَثَرْدَما ابن الأَعرابی: أَنِسْتُ بفلان أَی فَرِحْتُ به، و آنَسْتُ فَزَعاً و أَنَّسْتُهُ إِذا أَحْسَسْتَه و وجدتَهُ فی نفسك. و فی التنزیل العزیز: آنَسَ مِنْ جٰانِبِ الطُّورِ نٰاراً؛ یعنی موسی أَبصر ناراً، و هو الإِیناسُ. و آنَس الشی‌ءَ: علمه. یقال: آنَسْتُ منه رُشْداً أَی علمته. و آنَسْتُ الصوتَ: سمعته. و‌فی حدیث هاجَرَ و إِسماعیلَ: فلما جاءَ إِسماعیل، علیه السلام، كأَنه آنَسَ شیئاً‌أَی أَبصر و رأَی لم یَعْهَدْه. یقال: آنَسْتُ منه كذا أَی علمت. و اسْتَأْنَسْتُ: اسْتَعْلَمْتُ؛ و منه‌حدیث نَجْدَةَ الحَرُورِیِّ و ابن عباس: حتی تُؤْنِسَ منه الرُّشْدَ‌أَی تعلم منه كمال العقل و سداد الفعل و حُسْنَ التصرف. و قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ بُیُوتِكُمْ حَتّٰی تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا؛ قال الزجاج: معنی تَسْتَأْنِسُوا فی اللغة تستأْذنوا، و لذلك جاءَ فی التفسیر تَسْتَأْنِسُوا فَتَعْلَموا أَ یرید أَهلُها أَن تدخلوا أَم لا؟ قال الفراءُ: هذا مقدم و مؤَخَّر إِنما هو حتی تسلِّموا و تستأْنسوا: السلام علیكم أَ أَدخل؟ قال: و الاستئناس فی كلام العرب النظر. یقال: اذهبْ فاسْتَأْنِسْ هل تری أَحداً؟ فیكون معناه انظرْ من تری فی الدار؛ و قال النابغة: بذی الجَلیل علی مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ
لسان العرب، ج‌6، ص: 16
أَی علی ثور وحشیٍّ أَحس بما رابه فهو یَسْتَأْنِسُ أَی یَتَبَصَّرُ و یتلفت هل یری أَحداً، أَراد أَنه مَذْعُور فهو أَجَدُّ لعَدْوِه و فراره و سرعته.و كان ابن عباس، رضی اللَه عنهما، یقرأُ هذه الآیة: حتی تستأْذنوا، قال: تَسْتَأْنِسُوا خطأ من الكاتب. قال الأَزهری: قرأ أُبیّ و ابن مسعود: تستأْذنوا، كما قرأَ ابن عباس، و المعنی فیهما واحد. و‌قال قتادة و مجاهد: تَسْتَأْنِسُوا هو الاستئذان، و قیل: تَسْتَأْنِسُوا تَنَحْنَحُوا.قال الأَزهری: و أَصل الإِنْسِ و الأَنَسِ و الإِنسانِ من الإِیناسِ، و هو الإِبْصار. و یقال: آنَسْتُه و أَنَّسْتُه أَی أَبصرته؛ و قال الأَعشی: لا یَسْمَعُ المَرْءُ فیها ما یؤَنِّسُه، باللیلِ، إِلَّا نَئِیمَ البُومِ و الضُّوَعا و قیل معنی قوله: ما یُؤَنِّسُه أَی ما یجعله ذا أُنْسٍ، و قیل للإِنْسِ إِنْسٌ لأَنهم یُؤنَسُونَ أَی یُبْصَرون، كما قیل للجنِّ جِنٌّ لأَنهم لا یؤنسون أَی لا یُبصَرون. و قال محمد بن عرفة الواسطی: سمی الإِنْسِیُّون إِنْسِیِّین لأَنهم یُؤنَسُون أَی یُرَوْنَ، و سمی الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّون عن رؤیة الناس أَی مُتَوارُون. و‌فی حدیث ابن مسعود: كان إِذا دخل داره اسْتَأْنس و تَكَلَّمَ‌أَی اسْتَعْلَم و تَبَصَّرَ قبل الدخول؛ و منه الحدیث: أَ لم تَرَ الجِنَّ و إِبلاسها، و یَأْسَها من بعد إِیناسها؟ أَی أَنها یئست مما كانت تعرفه و تدركه من استراق السمع ببعثة النبی، صلی اللَه علیه و سلم. و الإِیناسُ: الیقین؛ قال: فإِن أَتاكَ امْرؤٌ یَسْعَی بِكذْبَتِه، فانْظُرْ، فإِنَّ اطِّلاعاً غَیْرُ إِیناسِ الاطِّلاعُ: النظر، و الإِیناس: الیقین؛ قال الشاعر: لیَس بما لیس به باسٌ باسْ، و لا یَضُرُّ البَرَّ ما قال الناسْ، و إِنَّ بَعْدَ اطِّلاعٍ إِیناسْ و بعضهم یقول: … بعد طُلوعٍ إِیناسٌ. الفراء: من أَمثالهم: بعد اطِّلاعٍ إِیناسٌ؛ یقول: بعد طُلوعٍ إِیناس. و تَأَنَّسَ البازی: جَلَّی بطَرْفِه. و البازی یَتَأَنَّسُ، و ذلك إِذا ما جَلَّی و نظر رافعاً رأْسه و طَرْفه. و‌فی الحدیث: لو أَطاع اللَّهُ الناسَ فی الناسِ لم یكن ناسٌ؛ قیل: معناه أَن الناس یحبون أَن لا یولد لهم إِلا الذُّكْرانُ دون الإِناث، و لو لم یكن الإِناث ذهب الناسُ، و معنی أَطاع استجاب دعاءه. و مَأْنُوسَةُ و المَأْنُوسَةُ جمیعاً: النار. قال ابن سیدة: و لا أَعرف لها فِعْلًا، فأَما آنَسْتُ فإِنما حَظُّ المفعول منها مُؤْنَسَةٌ؛ و قال ابن أَحمر: كما تَطایَرَ عن مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ قال الأَصمعی: و لم نسمع به إِلا فی شعر ابن أَحمر. ابن الأَعرابی: الأَنِیسَةُ و المَأْنُوسَةُ النار، و یقال لها السَّكَنُ لأَن الإِنسان إِذا آنَسَها لیلًا أَنِسَ بها و سَكَنَ إِلیها و زالت عنه الوَحْشَة، و إِن كان بالأَرض القَفْرِ. أَبو عمرو: یقال للدِّیكِ الشُّقَرُ و الأَنیسُ و النَّزِیُّ. و الأَنِیسُ: المُؤَانِسُ و كل ما یُؤْنَسُ به. و ما بالدار أَنِیسٌ أَی أَحد؛ و قول الكمیت: فِیهنَّ آنِسَةُ الحدِیثِ حَیِیَّةٌ، لیسَتْ بفاحشَةٍ و لا مِتْفالِ أَی تَأْنَسُ حدیثَك و لم یرد أَنها تُؤْنِسُك لأَنه لو
لسان العرب، ج‌6، ص: 17
أَراد ذلك لقال مُؤْنِسَة. و أَنَسٌ و أُنَیسٌ: اسمان. و أُنُسٌ: اسم ماء لبنی العَجْلانِ؛ قال ابن مُقْبِل: قالتْ سُلَیْمَی ببطنِ القاعِ من أُنُسٍ: لا خَیْرَ فی العَیْشِ بعد الشَّیْبِ و الكِبَرِ و یُونُسُ و یُونَسُ و یُونِسُ، ثلاث لغات: اسم رجل، و حكی فیه الهمز أَیضاً، و اللَّه أَعلم.

أنقلس؛ ج6، ص: 17

: الأَنْقَیْلَسُ و الأَنْقَلَیْسُ: سمكة علی خِلقَة حیة، و هی عجمیة. ابن الأَعرابی: الشَّلِقُ الأَنْكَلَیْسُ، و مرة قال: الأَنْقَلَیْسُ، و هو السمك الجِرِّیُّ و الجِرِّیتُ؛ و قال اللیث: هو بفتح اللام و الأَلف، و منهم من یكسر الأَلف و اللام؛ قال الأَزهری: أُراها معرَّبة.

أنكلس؛ ج6، ص: 17

: ابن الأَعرابی: الشَّلِقُ الأَنْكَلَیْسُ، و مرة قال: الأَنْقَلَیْسُ، و هو السمك الجِرِّیُّ و الجِرِّیتُ؛ و قال اللیث: هو بفتح اللام و الأَلف و منهم من یكسرهما. قال الأَزهری: أُراها معرّبة. و‌فی حدیث علی، رضی اللَّه عنه: أَنه بَعَثَ إِلی السُّوق فقال لا تَأْكلوا الأَنْكَلَیْسَ؛ هو بفتح الهمزة و كسرها، سمك شبیه بالحیات ردی‌ء الغذاء، و هو الذی یسمی [المارْماهی] و إِنما كرهه لهذا لا لأَنه حرام، و رواه الأَزهری عن عَمّار و قال: الأَنْقَلَیْسُ، بالقاف لغة فیه.

أوس؛ ج6، ص: 17

: الأَوْسُ: العطیَّةُ «3». أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهم أَوْساً إِذا أَعطیتهم، و كذلك إِذا عوَّضتهم من شی‌ء. و الأَوْس: العِوَضُ. أُسْتُه أَؤُوسُه أَوْساً: عُضتُه أَعُوضُه عَوضاً؛ و قال الجَعْدِیُّ: لَبِسْتُ أُناساً فأَفْنَیْتُهم، و أَفْنَیْتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا ثلاثةُ أَهْلِینَ أَفْنَیْتُهم، و كان الإِلهُ هو المُسْتَآسَا أَی المُسْتَعاضَ. و‌فی حدیث قَیْلَةَ: ربِّ أُسْنی لما أَمْضَیْت‌أَی عَوّضْنی. و الأَوْسُ: العِوَضُ و العطیة، و‌یروی: رب أَثِبْنی، من الثواب. و اسْتَآسَنی فأُسْتُه: طلب إِلیَّ العِوَضَ. و اسْتَآسَهُ أَی اسْتَعَاضَه. و الإِیاسُ: العِوَضُ. و إِیاسٌ: اسم رجل، منه. و أَساهُ أَوْساً: كَآساه؛ قال المؤَرِّجُ: ما یُواسِیهِ ما یصیبه بخیر، من قول العرب: أُسْ فلاناً بخیر أَی أَصبه، و قیل: ما یُواسِیه من مودّته و لا قرابته شیئاً، مأْخوذ من الأَوْس و هو العِوَضُ. قال: و كان فی الأَصل ما یُواوِسُه فقدَّموا السین، و هی لام الفعل، و أَخَّروا الواو، و هی عین الفعل، فصار یُواسِوُه، فصارت الواو یاء لتحریكها و لانكسار ما قبلها، و هذا من المقلوب، و یجوز أَن یكون من أَسَوْتُ الجُرْحَ، و هو مذكور فی موضعه. و الأَوْسُ: الذئب، و به سمی الرجل. ابن سیدة: و أَوْسٌ الذئب معرفة؛ قال: لما لَقِینا بالفَلاةِ أَوْسا لم أَدْعُ إِلا أَسْهُماً و قَوْسا و ما عَدِمْتُ جُرْأَةً و كَیْسا و لو دَعَوْتُ عامراً و عبْسا، أَصَبْتُ فیهمْ نَجْدَةً و أُنْسا أَبو عبید: یقال للذئب: هذا أَوسٌ عادیاً؛ و أَنشد: كما خامَرَتْ فی حَضْنِها أُمُّ عامِرٍ، لَدی الحَبْل، حتی غالَ أَوْسٌ عِیالَها
(3). قوله [الأَوس العطیة إلخ] عبارة القاموس الأَوس الإعطاء و التعویض.
لسان العرب، ج‌6، ص: 18
یعنی أَكلَ جِراءَها. و أُوَیْسٌ: اسم الذئب، جاءَ مُصَّغَّراً مثل الكُمَیْت و اللُّجَیْن؛ قال الهذلی: یا لیتَ شِعْری عنكَ، و الأَمْرُ أَمَمْ ما فَعَلَ الیومَ أُوَیْسٌ فی الغَنَمْ؟ قال ابن سیدة: و أُویس حقروه مُتَفَئِّلِین أَنهم یقدرون علیه؛ و قول أَسماء بن خارجة: فی كلِّ یومٍ من ذُؤَالَهْ ضِغْثٌ یَزیدُ علی إِبالَهْ فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَیْسُ، من الهَبالَهْ الهبالة: اسم ناقته. و أُویس: تصغیر أَوس، و هو الذئب. و أَوساً: هو موضع الشاهد خاطب بهذا الذئب، و قیل: افترس له شاة فقال: لأَضعنَّ فی حَشاك مِشْقَصاً عوضاً یا أُویس من غنیمتك التی غنمتها من غنمی. و قال ابن سیدة: أَوساً أَی عوضاً، قال: و لا یجوز أَن یعنی الذئب و هو یخاطبه لأَن المضمر المخاطب لا یجوز أَن یبدل منه شی‌ء، لأَنه لا یلبس مع أَنه لو كان بدلًا لم یكن من متعلق، و إِنما ینتصب أَوساً علی المصدر بفعل دل علیه أَو بلأَحشأَنك كأَنه قال أَوساً «1». و أَما قوله أُویس فنداء، أَراد یا أُویس یخاطب الذئب، و هو اسم له مصغراً كما أَنه اسم له مكبراً، فأَما ما یتعلق به من الهبالة فإِن شئت علقته بنفس أَوساً، و لم تعتدّ بالنداء فاصلًا لكثرته فی الكلام و كونه معترضاً به للتأْكید، كقوله: یا عُمَرَ الخَیْرِ، رُزِقْتَ الجَنَّهْ اكْسُ بُنَیَّاتی و أُمَّهُنَّهْ، أَو، یا أَبا حَفْصٍ، لأَمْضِیَنَّهْ فاعترض بالنداء بین أَو و الفعل، و إِن شئت علقته بمحذوف یدل علیه أَوساً، فكأَنه قال: أَؤوسك من الهبالة أَی أُعطیك من الهبالة، و إِن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفاً لأَوساً فعلقته بمحذوف و ضمنته ضمیر الموصوف. و أَوْسٌ: قبیلة من الیمن، و اشتقاقه من آسَ یَؤُوسُ أَوْساً، و الاسم: الإِیاسُ، و هو من العوض، و هو أَوْسُ بن قَیْلَة أَخو الخَزْرَج، منهما الأَنصار، و قَیْلَة أُمهما. ابن سیدة: و الأَوْسُ من أَنصار النبی، صّلی اللَّه علیه و سلم، كان یقال لأَبیهم الأَوْسُ، فكأَنك إِذا قلت الأَوس و أَنت تعنی تلك القبیلة إِنما ترید الأَوْسِیِّین. و أَوْسُ اللات: رجل منهم أَعقب فله عِدادٌ یقال لهم أَوْس اللَّه، محوّل عن اللات. قال ثعلب: إِنما قَلَّ عدد الأَوس فی بدر و أُحُدٍ و كَثَرَتْهُم الخَزْرَجُ فیهما لتخلف أَوس اللَّه عن الإِسلام. قال: و‌حدث سلیمان بن سالم الأَنصاری، قال: تخلف عن الإِسلام أَوْس اللَّه فجاءت الخزرج إِلی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فقالوا: یا رسول اللَّه ائذن لنا فی أَصحابنا هؤلاء الذین تخلفوا عن الإِسلام، فقالت الأَوْس لأَوْسِ اللَّه: إِن الخَزْرَج ترید أَن تأْثِرَ منكم یوم بُغاث، و قد استأْذنوا فیكم رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فأَسْلِمُوا قبل أَن یأْذن لهم فیكم؛ فأَسْلَموا، و هم أُمَیَّة و خَطْمَةُ و وائل.أَما تسمیتهم الرجل أَوْساً فإِنه یحتمل أَمرین: أَحدهما أَن یكون مصدر أُسْتُه أَی أَعطیته كما سموه عطاء و عطیة، و الآخر أَن یكون سمی به كما سَمَّوْهُ ذئباً و كَنَّوْه بأَبی ذؤَیب. و الآسُ: العَسَلُ، و قیل: هو منه كالكَعْب من السَّمْن، و قیل: الآس أَثَرُ البعر و نحوه. أَبو عمرو: الآس أَن تَمُرَّ النحلُ فیَسْقُطَ منها نُقَطٌ
(1). قوله [كأنه قال أوساً] كذا بالأَصل و لعل هنا سقطاً كأنه قال أؤوسك أوساً أو لأَحشأنك أوساً.
لسان العرب، ج‌6، ص: 19
من العسل علی الحجارة فیستدل بذلك علیها. و الآس: البَلَحُ. و الآسُ: ضرب من الریاحین. قال ابن درید: الآسُ هذا المشمومُ أَحسبه دخیلًا غیر أَن العرب قد تكلمت به و جاءَ فی الشعر الفصیح؛ قال الهذلی: بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ قال أَبو حنیفة: الآس بأَرض العرب كثیر ینبت فی السهل و الجبل و خضرته دائمة أَبداً و یَسْمو حتی یكون شجراً عظاماً، واحدته آسَةٌ؛ قال: و فی دوام خضرته یقول رؤبة: یَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلی و الآسُ التهذیب: اللیث: الآس شجرة ورقها عَطِرٌ. و الآسُ: القَبْرُ. و الآسُ: الصاحب. و الآس: العسل. قال الأَزهری: لا أَعرف الآس بالوجوه الثلاثة من جهة تصح أَو روایة عن ثقة؛ و قد احتج اللیث لها بشعر أَحسبه مصنوعاً: بانَتْ سُلَیْمَی فالفُؤادُ آسِی، أَشْكو كُلُوماً، ما لَهُنَّ آسِی من أَجْلِ حَوْراءَ كغُصْنِ الآسِ، رِیقَتُها كمثل طَعْمِ الآسِ یعنی العسل.و ما اسْتَأَسْتُ بعدَها من آسِی، وَیْلی، فإِنی لاحِقٌ بالآسِ یعنی القبر. التهذیب: و الآسُ بقیة الرماد بین الأَثافی فی المَوْقِدِ؛ قال: فلم یَبْقَ إِلا آلُ خَیْمٍ مُنَضَّدٍ، و سُفْعٌ علی آسٍ، و نُؤْیٌ مُعَثلَبُ و قال الأَصمعی: الآسُ آثارُ النار و ما یعرف من علاماتها. و أَوْسْ: زجر العرب للمَعَزِ و البقر، تقول: أَوْسْ أَوْسْ.

أیس؛ ج6، ص: 19

: الجوهری: أَیِسْتُ منه آیَسُ یَأْساً لغة فی یَئِسْتُ منه أَیْأَسُ یَأْساً، و مصدرهما واحد. و آیَسَنی منه فلانٌ مثل أَیْأَسَنی، و كذلك التأْیِیسُ. ابن سیدة: أَیِسْتُ من الشی‌ء مقلوب عن یئِسْتُ، و لیس بلغة فیه، و لو لا ذلك لأَعَلُّوه فقالوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ. فظهوره صحیحاً یدل علی أَنه إِنما صح لأَنه مقلوب عما تصح عینه، و هو یَئِسْتُ لتكون الصحة دلیلًا علی ذلك المعنی كما كانت صحة عَوِرَ دلیلًا علی ما لا بد من صحته، و هو اعْوَرَّ، و كان له مصدر؛ فأَما إِیاسٌ اسم رجل فلیس من ذلك إِنما هو من الأَوْسِ الذی هو العِوَضُ، علی نحو تسمیتهم للرجل عطیة، تَفَؤُّلًا بالعطیة، و مثله تسمیتهم عیاضاً، و هو مذكور فی موضعه. الكسائی: سمعت غیر قبیلة یقولون أَیِسَ یایسُ بغیر همز. و الإِیاسُ: السِّلُّ. و آس أَیْساً: لان و ذَلَّ. و أَیَّسَه: لَیَّنَه. و أَیَّسَ الرجلَ و أَیْسَ به: قَصَّرَ به و احتقره. و تَأَیَّسَ الشی‌ءُ: تَصاغَرَ: قال المُتَلَمِّسُ: أَ لم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً، تَطِیفُ به الأَیامُ ما یَتَأَیَّسُ؟ أَی یتصاغَر. و ما أَیَّسَ منه شیئاً أَی ما استخرج. قال: و التَّأْیِیسُ الاستقلال. یقال: ما أَیَّسْنا فلاناً خیراً أَی ما استقللنا منه خیراً أَی أَردته لأَستخرج منه شیئاً فما قدرت علیه، و قد أَیَّسَ یُؤَیِّسُ تَأْیِیساً، و قیل: التَّأْیِیسُ التأْثیر فی الشی‌ء؛ قال الشمَّاخ:
لسان العرب، ج‌6، ص: 20
و جِلْدُها من أَطْومٍ ما یُؤَیِّسُه طِلْحٌ، بِضاحِیَةِ الصَّیْداءِ، مَهْزولُ و فی قصید كعب بن زهیر: و جِلْدُها من أَطُومٍ لا یُؤَیِّسُه التأْییس: التذلیل و التأْثیر فی الشی‌ء، أَی لا یؤثر فی جلدها شی‌ء، و جی‌ء به من أَیْسَ و لیْسَ أَی من حیث هو و لیس هو. قال اللیث: أَیْسَ كلمةٌ قد أُمیتت إِلا أَن الخلیل ذكر أَن العرب تقول جی‌ءَ به من حیث أَیْسَ و لیسَ، لم تستعمل أَیس إِلا فی هذه الكلمة، و إِنَّما معناها كمعنی حیث هو فی حال الكینونة و الوُجْدِ، و قال: إِن معنی لا أَیْسَ أَی لا وُجْدَ.

فصل الباء الموحدة؛ ج6، ص: 20

بأس؛ ج6، ص: 20

: اللیث: و البَأْساءُ اسم الحرب و المشقة و الضرب. و البَأْسُ: العذاب. و البأْسُ: الشدة فی الحرب. و‌فی حدیث علی، رضوان اللَّه علیه: كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَیْنا برسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم؛ یرید الخوف و لا یكون إِلا مع الشدَّة. ابن الأَعرابی: البأْسُ و البَئِسُ، علی مثال فَعِلٍ، العذاب الشدید. ابن سیدة: البأْس الحرب ثم كثر حتی قیل لا بَأْسَ علیك، و لا بَأْسَ أَی لا خوف؛ قال قَیْسُ بنُ الخطِیمِ: یقولُ لیَ الحَدَّادُ، و هو یَقُودُنی إِلی السِّجْنِ: لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس، فخفف تخفیفاً قیاسیاً لا بدلیاً، أَ لا تری أَن فیها: و تَتْرُكُ عُذْری و هو أَضْحَی من الشَّمْسِ فلو لا أَن قوله من باس فی حكم قوله من بأْس، مهموزاً، لما جاز أَن یجمع بین بأْس، هاهنا مخففاً، و بین قوله من الشمس لأَنه كان یكون أَحد الضربین مردفاً و الثانی غیر مردف. و البَئِسُ: كالبَأْسِ. و إِذا قال الرجل لعدوّه: لا بأْس علیك فقد أَمَّنه لأَنه نفی البأْس عنه، و هو فی لغة حِمیر لَبَاتِ أَی لا بأْس علیك، قال شاعرهم: شَرَیْنَا النَّوْمَ، إِذ غَضِبَتْ غَلاب، بتَسْهیدٍ و عَقْدٍ غیر مَیْنِ تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ: لَبَاتِ و قد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذی رُعَیْنِ و لَبَاتِ بلغتهم: لا بأْس؛ قال الأَزهری: كذا وجدته فی كتاب شمر. و‌فی الحدیث: نهی عن كسر السِّكَةِ الجائزة بین المسلمین إِلا من بأْس، یعنی الدنانیر و الدراهم المضروبة، أَی لا تكسر إِلا من أَمر یقتضی كسرها، إِما لرداءتها أَو شكٍّ فی صحة نقدها، و كره ذلك لما فیها من اسم اللَّه تعالی، و قیل: لأَن فیه إِضاعة المال، و قیل: إِنما نهی عن كسرها علی أَن تعاد تبراً، فأَما للنفقة فلا، و قیل: كانت المعاملة بها فی صدر الإِسلام عدداً لا وزناً، و كان بعضهم یقص أَطرافها فنُهوا عنه. و رجلٌ بَئِسٌ: شجاع، بَئِسَ بَأْساً و بَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زید: بَؤُسَ الرجل یَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شدید البَأْسِ شجاعاً؛ حكاه أَبو زید فی كتاب الهمز، فهو بَئِیسٌ، علی فَعِیل، أَی شجاع. و قوله عز و جل: سَتُدْعَوْنَ إِلیٰ قَوْمٍ أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ؛قیل: هم بنو حنیفة قاتلهم أَبو بكر، رضی اللَّه عنه، فی أَیام مُسَیْلمة، و قیل: هم هَوازِنُ، و قیل: هم فارس و الروم.و البُؤْسُ: الشدة و الفقر. و بَئِسَ الرجل یَبْأَسُ بُؤْساً و بَأْساً و بَئِیساً إِذا افتقر و اشتدت حاجته، فهو بائِسٌ أَی فقیر؛ و أَنشد أَبو عمرو:
لسان العرب، ج‌6، ص: 21
و بیضاء من أَهلِ المَدینةِ لم تَذُقْ بَئِیساً، و لم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قال: و هو اسم وضع موضع المصدر؛ قال ابن بری: البیت للفرزدق، و صواب إِنشاده لبیضاء من أَهل المدینة؛ و قبله: إِذا شِئتُ غَنَّانی من العاجِ قاصِفٌ، علی مِعْصَمٍ رَیَّانَ لم یَتَخَدَّدِ و‌فی حدیث الصلاة: تُقْنِعُ یَدَیكَ و تَبْأَسُ؛ هو من البُؤْسِ الخضوع و الفقر، و یجوز أَن یكون أَمراً و خبراً؛ و منه‌حدیث عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَیَّةَ‌كأَنه ترحم له من الشدة التی یقع فیها؛ و منه‌الحدیث: كان یكره البُؤْسَ و التَّباؤُسَ؛ یعنی عند الناس، و یجوز التَبَؤُسُ بالقصر و التشدید. قال سیبویه: و قالوا بُؤساً له فی حد الدعاء، و هو مما انتصب علی إِضمار الفعل غیر المستعمل إِظهاره. و البَأْسَاءُ و المَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازِم: فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ، و الدَّهْرُ یَخْدَعُ أَحْیاناً فَیَنْصَرِفُ و قوله تعالی: فَأَخَذْنٰاهُمْ بِالْبَأْسٰاءِ وَ الضَّرّٰاءِ؛ قال الزجاج: البأْساء الجوع و الضراء فی الأَموال و الأَنفس. و بَئِسَ یَبْأَسُ و یَبْئِسُ؛ الأَخیرة نادرة، قال ابن جنی: هو «2» … كرم یكرم علی ما قلناه فی نعم ینعم. و أَبْأَسَ الرجلُ: حلت به البَأْساءُ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: تَبُزُّ عَضارِیطُ الخَمِیسِ ثِیابَها فأَبْأَسْت «3» … یومَ ذلك و ابْنَما و البائِسُ: المُبْتَلی؛ قال سیبویه: البائس من الأَلفاظ المترحم بها كالمِسْكین، قال: و لیس كل صفة یترحم بها و إِن كان فیها معنی البائس و المسكین، و قد بَؤُسَ بَأْسَةً و بئِیساً، و الاسم البُؤْسی؛ و قول تأَبط شرّاً: قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا یُضَیِّقُنی، حتی عُدِدْتُ من البُوسِ المساكینِ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون عنی به جمع البائس، و یجوز أَن یكون من ذوی البُؤْسِ، فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه. و البائس: الرجل النازل به بلیة أَو عُدْمٌ یرحم لما به. ابن الأَعرابی: یقال بُوْساً و تُوساً و جُوْساً له بمعنی واحد. و البأْساء: الشدة؛ قال الأَخفش: بنی علی فَعْلاءَ و لیس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد یجی‌ء أَفْعَلُ فی الأَسماء لیس معه فَعْلاء نحو أَحمد. و البُؤْسَی: خلاف النُّعْمَی؛ الزجاج: البأْساءُ و البُؤْسی من البُؤْس، قال ذلك ابن درید، و قال غیره: هی البُؤْسی و البأْساءُ ضد النُّعْمی و النَّعْماء، و أَما فی الشجاعة و الشدة فیقال البَأْسُ. و ابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس. و لا تَبْتَئِسْ أَی لا تحزن و لا تَشْتَكِ. و المُبْتَئِسُ: الكاره و الحزین؛ قال حسان بن ثابت: ما یَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَیْرَ مُبتَئِسٍ منه، و أَقْعُدْ كریماً ناعِمَ البالِ أَی غیر حزین و لا كاره. قال ابن بری: الأَحسن فیه عندی قول من قال: إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذی هو الشدة، و منه قوله سبحانه: فَلٰا تَبْتَئِسْ بِمٰا كٰانُوا یَفْعَلُونَ؛ أَی فلا یشتدّ علیك أَمْرُهم، فهذا أَصله لأَنه لا یقال ابْتَأَسَ بمعنی كره، و إِنما الكراهة تفسیر معنوی لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه، و لیس اشتدّ بمعنی كره. و معنی بیت حسان أَنه یقول: ما یرزق اللَّه تعالی من فضله أَقبله راضیاً به
(2). كذا بیاض بالأَصل. (3). كذا بیاض بالأَصل و لعل موضعه بنتاً.
لسان العرب، ج‌6، ص: 22
و شاكراً له علیه غیر مُتَسَخِّطٍ منه، و یجوز فی منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَی أَقبله منه غیر متسخط و لا مُشتَدٍّ أَمره علیّ؛ و بعده: لقد عَلِمْتُ بأَنی غالبی خُلُقی علی السَّماحَةِ، صُعْلوكاً و ذا مالِ و المالُ یَغْشَی أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ، كالسِّلِّ یَغْشی أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالی و الطَّباخُ: القوّة و السِّمَنُ. و الدِّنْدنُ: ما بَلیَ و عَفِنَ من أُصول الشجر. و قال الزجاج: المُبْتَئِسُ المسكین الحزین، و به فسر قوله تعالی: فَلٰا تَبْتَئِسْ بِمٰا كٰانُوا یَعْمَلُونَ؛ أَی لا تَحْزَن و لا تَسْتَكِنْ. أَبو زید: و ابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شی‌ء یكرهه؛ قال لبید: فی رَبْرَبٍ كَنِعاج صارَةَ یَبْتَئِسْنَ بما لَقِینا و‌فی الحدیث فی صفة أَهل الجنة: إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا؛ بَؤُس یَبْؤُس، بالضم فیهما، بأْساً إِذا اشتد. و المُبْتَئِسُ: الكاره و الحزین. و البَؤُوس: الظاهر البُؤْسِ. و بِئْسَ: نَقیضُ نِعْمَ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له أَنامِلُ لم یُبْأَسْ علیها دُؤُوبُها فسره فقال: یصف زِماماً، و بئسما دأَبت «1» أَی لم یُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت، قال لم یسمع إِلا فی هذا البیت. و بئس: كلمة ذم، و نِعْمَ: كلمة مدح. تقول: بئس الرجلُ زَیدٌ و بئست المرأَة هِنْدٌ، و هما فعلان ماضیان لا یتصرفان لأَنهما أُزیلا عن موضعهما، فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً، و بِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً، فنقلا إِلی المدح و الذم فشابها الحروف فلم یتصرفا، و فیهما لغات تذكر فی ترجمة نعم، إِن شاء اللَّه تعالی. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها: بِئْسَ أَخو العَشِیرةِ؛ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم، و هو ضد نعم فی المدح، قال الزجاج: بئس و نعم هما حرفان لا یعملان فی اسم علم، إِنما یعملان فی اسم منكور دالٍّ علی جنس، و إِنما كانتا كذلك لأن نعم مستوفیة لجمیع المدح، و بئس مستوفیة لجمیع الذم، فإِذا قلت بئس الرجل دللت علی أَنه قد استوفی الذم الذی یكون فی سائر جنسه، و إِذا كان معهما اسم جنس بغیر أَلف و لام فهو نصب أَبداً، فإِذا كانت فیه الأَلف و اللام فهو رفع أَبداً، و ذلك قولك نعم رجلًا زید و نعم الرجل زید و بئس رجلًا زید و بئس الرجل زید، و القصد فی بئس و نعم أَن یلیهما اسم منكور أَو اسم جنس، و هذا قول الخلیل، و من العرب من یصل بئس بما قال اللَّه عز و جل: وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: بئسما لأَحدكم أَن یقول نَسِیتُ أَنه كَیْتَ و كَیْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِیَ و لكنه أُنْسِیَ.و العرب تقول: بئسما لك أَن تفعل كذا و كذا، إِذا أَدخلت ما فی بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل: بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك و بئسما لك أَن تشتم الناس؛ و روی جمیع النحویین: بئسما تزویجٌ و لا مَهْر، و المعنی فیه: بئس تزویج و لا مهر؛ قال الزجاج: بئس إِذا وقعت علی ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس و نعم لا یعملان فی اسم علم إِنما یعملان فی اسم منكور دالٍّ
(1). قوله [و بئسما دأبت] كذا بالأَصل و لعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 23
علی جنس. و فی التنزیل العزیز: بِعَذٰابٍ بَئِیسٍ بِمٰا كٰانُوا یَفْسُقُونَ؛ قرأَ أَبو عمرو و عاصم و الكسائی و حمزة: بِعَذٰابٍ بَئِیسٍ، علی فَعِیلٍ، و قرأَ ابن كثیر: بِئِیس، علی فِعِیلٍ، و كذلك قرأَها شِبْل و أَهلُ مكة و قرأَ ابن عامر: بِئْسٍ، علی فِعْلٍ، بهمزة و قرأَها نافع و أَهل مكة: بِیْسٍ، بغیر همز. قال ابن سیدة: عذاب بِئْسٌ و بِیسٌ و بَئِیسٌ أَی شدید، و أَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَیْئِسٍ فبنی الكلمة مع الهمزة علی مثال فَیْعِلٍ، و إِن لم یكن ذلك إِلا فی المعتل نحو سَیِّدٍ و مَیِّتٍ، و بابهما یوجهان العلة «1» و إِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة و كثیرة الانقلاب عن حرف العلة، فأُجریت مجری التعریة فی باب الحذف و العوض. و بیس كخِیس: یجعلها بین بین من بِئْسَ ثم یحولها بعد ذلك، و لیس بشی‌ء. و بَیِّسٍ علی مثال سَیِّدٍ و هذا بعد بدل الهمزة فی بَیْئِسٍ. و الأَبْؤُسُ: جمع بَؤُسٍ، من قولهم یومُ بُؤْس و یومُ نُعْمٍ. و الأَبْؤُسُ أَیضاً: الداهیة. و فی المثل: عَسی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً. و قد أَبْأَسَ إبْآساً؛ قال الكمیت: قالوا: أَساءَ بنو كُرْزٍ، فقلتُ لهم: عسی الغُوَیْرُ بإِبْآسٍ و إِغْوارِ قال ابن بری: الصحیح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس، و هو بمعنی الأَبْؤُس «2» لأَن باب فَعْلٍ أَن یُجْمَعَ فی القلة علی أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ و أَكْعُبٍ و فَلْسٍ و أَفْلُسٍ و نَسْرٍ و أَنْسُرٍ، و باب فُعْلٍ أَن یُجْمَع فی القلة علی أَفْعال نحو قُفْلٍ و أقفال و بُرْدٍ و أَبْرادٍ و جُنْدٍ و أَجنادٍ. یقال: بَئِسَ الشی‌ءُ یَبْأَسُ بُؤْساً و بَأْساً إِذا اشتدّ، قال: و أَما قوله و الأَبْؤُسُ الداهیة، قال: صوابه أَن یقول الدواهی لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد، و كذلك هو فی قول الزَّبَّاءِ: عَسی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً، هو جمع بأْسٍ علی ما تقدم ذكره، و هو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قال ابن الكلبی: التقدیر فیه: عسی الغُوَیْرُ أَن یُحْدِثَ أَبْؤُساً، قال: و هو جمع بَأْسٍ و لم یقل جمعُ بُؤْسٍ، و ذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِیرٍ قیل لها: ادخلی الغارَ الذی تحت قصرك، فقالت: عسی الغویر أَبؤُساً أَی إِن فررت من بأْس واحد فعسی أَن أَقع فی أَبْؤُسٍ، و عسی هاهنا إِشفاق؛ قال سیبویه: عسی طمع و إِشفاق، یعنی أَنها طمع فی مثل قولك: عسی زید أَن یسلم، و إِشفاق مثل هذا المثل: عسی الغویر أَبؤُساً، و فی مثل‌قول بعض أَصحاب النبی؛ صلی اللَّه علیه و سلم: عسی أَن یَضُرَّنی شَبَهُه یا رسول اللَّه، فهذا إِشفاق لا طمع، و لم یفسر معنی هذا المثل و لم یذكر فی أَی معنی یتمثل به؛ قال ابن الأَعرابی: هذا المثل یضرب للمتهم بالأَمر، و یشهد بصحة قوله‌قول عمر، رضی اللَّه عنه، لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ: عسی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً، و ذلك أَنه اتهمه أَن یكون صاحب المَنْبوذَ؛ و قال الأَصمعی: هو مثل لكل شی‌ء یخاف أَن یَأْتی منه شر؛ قال: و أَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فیه ناس فانْهارَ علیهم أَو أَتاهم فیه فقتلهم. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: عسی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً؛ هو جمع بأْس، و انتصب علی أَنه خبر عسی. و الغُوَیْرُ: ماء لكَلْبٍ، و معنی ذلك عسی أَن تكون جئت بأَمر علیك فیه تُهَمَةٌ و شِدَّةٌ.

ببس؛ ج6، ص: 23

: البابُوسُ: ولد الناقة، و فی المحكم: الحُوارُ، قال ابن أَحمر:
(1). قوله [یوجهان العلة إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [و هو بمعنی الأَبؤس] كذا بالأَصل و لعل الأولی بمعنی البؤس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 24
حَنَّتْ قَلُوصی إِلی بابوسِها طَرَباً، فما حَنِینُكِ أَم ما أَنتِ و الذِّكَرُ؟ «1» و قد یستعمل فی الإِنسان. التهذیب: البابُوسُ الصبی الرضیع فی مَهْدِه. و‌فی حدیث جُرَیْجٍ الراهب حین استنطق الرضیعَ فی مَهْدِه: مسح رأْس الصبی و قال له: یا بابُوسُ، مَنْ أَبوك؟ فقال: فلان الراعی، قال: فلا أَدری أَ هو فی الإِنسان أَصل أَم استعارة. قال الأَصمعی: لم نسمع به لغیر الإِنسان إِلا فی شعر ابن أَحمر، و الكلمة غیر مهموزة و قد جاءت فی غیر موضع، و قیل: هو اسم للرضیع من أَی نوع كان، و اختلف فی عربیته.

بجس؛ ج6، ص: 24

: البَجْسُ: انشقاق فی قِرْبة أَو حجر أَو أَرض یَنْبُعُ منه الماءُ، فإِن لم یَنْبُعْ فلیس بانْبِجاسٍ؛ و أَنشد: وَ كِیفَ غَرْبَیْ دالِجٍ تَبَجَّسا و بَجَسْتُه أَبْجِسُه و أَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ و بَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ، و ماء بَجِیسٌ: سائل؛ عن كراع. قال اللَّه تعالی: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتٰا عَشْرَةَ عَیْناً. و السحابُ یَتَبَجَّسُ بالمطر، و الانْبِجاسُ عامٌّ، و النُّبُوع للعین خاصة. و بَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَی فَجَرْتُه فانفجر. و بَجَس الماءُ بنفسه یَبْجُسُ، یتعدّی و لا یتعدّی، و سحاب بُجْسٌ. و انْبَجَسَ الماءُ و تَبَجَّسَ أَی تفجر. و‌فی حدیث حذیفة: ما منا رجل إِلا به آمَّةٌ یَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَیْن‌یعنی علیّاً و عمر، رضی اللَّه عنهما. الآمّة: الشجة التی تبلغ أُمَّ الرأْس، و یَبجُسُها: یَفْجُرُها، و هو مَثَلٌ، أَرادَ أَنها نَغِلَة كثیرة الصدید، فإِن أَراد أَحد أَن یفجرها بظفره قدر علی ذلك لامتلائها و لم یحتج إِلی حدیدة یشقها بها، أَراد لیس منا أَحد إِلا و فیه شی‌ء غیر هذین الرجلین. و منه‌حدیث ابن عباس: أَنه دخل علی معاویة و كأَنه قَزَعَةٌ یَتَبَجَّسُ‌أَی یتفجر. و جاءَنا بثرید یَتَبَجَّسُ أُدْماً. و بَجَّسَ المُخُّ: دخل فی السُّلامی و العین فذهب، و هو آخر ما یبقی، و المعروف عند أَبی عبید: بَخَّسَ. و بَجْسَةُ: اسم عین.

بحلس؛ ج6، ص: 24

: الأَزهری: یقال جاءَ رائقاً عَثَریّاً، و جاء یَنْفُضُ أَصْدَرَیْه، و جاءَ یَتَبَحْلَسُ، و جاءَ مُنْكَراً إِذا جاءَ فارغاً لا شی‌ء معه.

بخس؛ ج6، ص: 24

: البَخْسُ: النَّقْصُ. بَخَسَه حَقَّه یَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه؛ و امرأَة باخِسٌ و باخِسَةٌ. و فی المثل فی الرجل تَحْسَبُه مغفلًا و هو ذو نَكْراءَ: تَحسَبُها حمقاءَ و هی باخِسٌ أَو باخِسَةٌ؛ أَبو العباس: باخِسٌ بمعنی ظالم، وَ لٰا تَبْخَسُوا النّٰاسَ*. لا تظلموهم. و البَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا یَبْخَسُ الكیالُ مكیاله فینقصه. و قوله عز و جل: فَلٰا یَخٰافُ بَخْساً وَ لٰا رَهَقاً؛ أَی لا ینقص من ثواب عمله، وَ لٰا رَهَقاً أَی ظلماً. و ثَمَنٌ بَخْسٌ: دونَ ما یُحَبُّ. و قوله عز و جل: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ؛ أَی ناقص دون ثمنه. و البَخْسُ: الخَسِیسُ الذی بَخَس به البائعُ. قال الزجاج: بَخْس أَی ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا یحل بیعه. قال: و قیل بَخْسٌ ناقص، و أَكثر التفسیر علی أَن بَخْساً ظلم، و‌جاءَ فی التفسیر أَنه بیع بعشرین درهماً، و قیل باثنین و عشرین، أَخذ كل واحد من إِخوته درهمین، و قیل بأَربعین درهماً، و یقال للبیع إِذا
(1). قوله [طرباً] الذی فی النهایة: جزعاً. و الذكر: جمع ذكرة بكسر فسكون، و هی الذكری بمعنی التذكر.
لسان العرب، ج‌6، ص: 25
كان قَصْداً: لا بَخْسَ فیه و لا شطط. و فی التهذیب: لا بَخْس و لا شُطُوط. و بَخَسَ المیزانَ: نَقَصَه. و تَباخَسَ القومُ، تغابنوا. و‌روی عن الأَوزاعی فی حدیث: أَنه یأْتی علی الناس زمانٌ یُستحلُّ فیه الربا بالبیع، و الخمرُ بالنبیذ، و البَخْسُ بالزكاة؛ أَراد بالبَخْس ما یأْخذه الولاة باسم العُشْر، یتأَوّلون فیه أَنه الزكاة و الصدقات. و البَخْسُ: فَقْ‌ءُ العین بالإِصبع و غیرها، و بَخَسَ عینه یَبْخَسُها بخساً: فقأَها، لغة فی بَخَصَها، و الصاد أَعلی. قال ابن السكیت: یقال بَخَصْتُ عینَه، بالصاد، و لا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق. و البَخْسُ: أَرض تُنْبِتُ بغیر سَقْی، و الجمع بُخُوسٌ. و البَخْسُ من الزرع: ما لم یُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء؛ قال أَبو مالك: قال رجل من كندة یقال له العُذافَة و قد رأَیته: قالتْ لُبَیْنَی: اشْتَرْ لنا سَویقَا، و هاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِیقا، و اعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِیقا و اشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِیقا، و اصْبُغْ ثیابی صِبَغاً تَحْقِیقا، من جَیِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِیقا بِزَعْفَرَانٍ، صِبَغاً رَقیقا قال: البَخْسُ الذی یزرع بماء السماء، تشریقاً أَی صُفِّرَ شیئاً یسیراً. و الأَباخِسُ: الأَصابعُ. قال الكُمَیْتُ: جَمَعْتَ نِزَاراً، و هی شَتَّی شُعُوبُها، كما جَمَعَتْ كَفٌّ إلیها الأَباخِسا و إِنه لشدید الأَباخِسِ، و هی لحم العَصَب، و قیل: الأَباخِسُ ما بین الأَصابع و أُصولها. و البَخِیسُ من ذی الخُفِّ: اللحم الداخل فی خُفِّه. و البَخِیسُ: نِیاطُ القلب. و یقال: بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِیساً أَی نقص و لم یبق إِلا فی السُّلامَی و العین، و هو آخر ما یبقی. و قال الأُموی: إِذا دخل فی السُّلامَی و العین فذهب و هو آخر ما یبقی.

بدس؛ ج6، ص: 25

: بَدَسَه بِكَلِمَةٍ بَدْساً: رماه بها؛ عن كراع.

برس؛ ج6، ص: 25

: البِرْسُ و البُرْسُ: القُطْنُ؛ قال الشاعر: تَرْمِی اللُّغامَ علی هاماتها قَزَعاً، كالبُرْسِ [كالبِرْسِ طَیَّرَه ضَرْبُ الكَرابِیلِ الكرابیل: جمع كِرْبالٍ، و هو مِنْدَفُ القطن. و القَزَعُ: المتفرِّق قِطَعاً، و قیل: البُرْسُ شبیه بالقطن، و قیل: البرس قُطْنُ البَرْدِیِّ؛ و أَنشد: كنَدِیفِ البِرْسِ فوقَ الجُماحْ و النِّبْرَاسُ: المصباح؛ قال ابن سیدة، رحمه اللَّه تعالی: و إِنما قَضَینا بزیادة النون لأَن بعضهم ذهب إِلی أَن اشتقاقه من البُرْسِ الذی هو القطن، إذ الفتیلة فی الأَغلب إِنما تكون من قطن، و ذكره الأَزهری فی الرباعی قال: و یقال للسِّنانِ نِبْرَاسٌ، و جمعه النَّبَارِسُ؛ قال ابن مقبل: إِذ رَدَّها الخَیْلُ تَعْدُو و هی خافِضَةٌ، حَدَّ النَّبَارِسِ مَطْرُوراً نَواحِیها أَی خافضة الرماح. و البِرْسُ [البَرْسُ: حَذَاقَة الدلیل. و بَرَسَ إِذا اشتد علی غریمه. و بُرْسَانُ: قبیلة من العرب. و البَرْنَساءُ: الناسُ، و فیه لغات: بَرْنَسَاءُ ممدود غیر مصروف مثل عَقْرباءَ، و بَرْناساءُ و بَراساءُ. و‌فی حدیث الشعبی: هو أَحل من ماءِ بُرْسٍ؛ بُرْس: أَجَمَةٌ معروفة بالعراق، و هی الآن قریة، و اللَّه أَعلم.

بربس؛ ج6، ص: 25

: أَبو عمرو: البِرْباسُ البئر العَمِیقَةُ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 26‌

برجس؛ ج6، ص: 26

: البِرْجِسُ و البِرْجِیسُ: نجم قیل هو المُشتری. و هو قیل: المِرِّیخُ، و الأَعرف البِرْجِیسُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، سئل عن الكواكب الخُنَّسِ، فقال: هی البِرْجِیسُ و زُحَلُ و بَهْرَامُ و عُطارِدُ و الزُّهَرَةُ؛ البِرْجیسُ: المُشْتَرِی، و بَهْرام: المِرِّیخ. و البُرْجاسُ: غَرَض فی الهواء یرمی به؛ قال الجوهری: و أَظنه مولَّداً. شمر: البُرْجاسُ شبه الأَمارَةِ تنصب من الحجارة. غیره: المِرْجاسُ حجر یرمی به فی البئر لیطیب ماؤُها و تفتح عیونها؛ و أَنشد: إِذا رَأَوْا كَریهَةً یَرْمُونَ بی، رَمْیَكَ بالمِرْجاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی قال: و وجدت هذا فی أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس فی قعر الطَّوی، و الشعر لسعد بن المنتحر «2» البارقی، رواه المُؤَرِّجُ، و ناقة بِرْجِیسٌ أَی غزیرة.

بردس؛ ج6، ص: 26

: رجل بِرْدِیسٌ: خبیث منكر، و هی البَرْدَسة.

برطس؛ ج6، ص: 26

: المُبَرْطِسُ: الذی یكتری للناس الإِبل و الحمیر و یَأْخذ جُعْلًا، و الاسم البَرْطَسَةُ.

برعس؛ ج6، ص: 26

: ناقة بِرْعِسٌ و بِرْعِیسٌ: غزیرة؛ و أَنشد: إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ، فاعْمِدْ بَراعِیسَ أَبوها الرَّاهِمُ و راهم: اسم فحل، و قیل: ناقة بِرْعِسٌ و بِرْعِیسٌ جمیلة تامة.

برنس؛ ج6، ص: 26

: البُرْنُس: كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به، دُرَّاعَةً كان أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: سقط البُرْنُسُ عن رأْسی، هو من ذلك. الجوهری: البُرْنُسُ قَلَنْسُوَة طویلة، و كان النُّسَّاكُ یلبسونها فی صدر الإِسلام، و قد تَبَرْنَسَ الرجل إِذا لبسه، قال: و هو من البِرْس، بكسر الباء، القطن، و النون زائدة، و قیل: إِنه غیر عربی. و التَّبَرْنُسُ: مشی الكلب، و إذا مشی الإِنسان كذلك قیل: هو یَتَبَرْنَسُ. و تَبَرْنَس الرجل: مشی ذلك المشی. و هو یمشی البَرْنَسَاءَ أَی فی غیر صَنْعَةٍ. أَبو عمرو: یقال للرجل إِذا مرَّ مرّاً سریعاً: هو یَتَبَرْنَسُ؛ و أَنشد: فَصَبَّحَتْه سِلَقٌ تَبَرْنَسُ و البَرْنَسا و البَرْنَساءُ: ابن آدم. یقال: ما أَدری أَیُّ البَرْنَساء هو. و یقال: ما أَدری أَیُّ بَرَنْساءَ هو و أَیُّ بَرْناساء هو و أَی البَرَنْساءِ هو؛ معناه ما أَدری أَیُّ الناس هو. و البَرْنَساء: الناس، و فیه لغات: بَرْنَساء مثل عَقْرَباء، ممدود غیر مصروف، و بَرْناساء و بَراساء. و الولد بالنَّبَطِیَّة: بَرَقْ نَسا.

بسس؛ ج6، ص: 26

: بَسَّ السَّویقَ و الدقیقَ و غیرهما یَبُسُّه بَسّاً: خلطه بسمن أَو زیت، و هی البَسِیسَةُ. قال اللحیانی: هی التی تُلتُّ بسمن أَو زیت و لا تُبَلُّ. و البَسُّ: اتخاذ البَسیسَة، و هو أَن یُلتَّ السَّویقُ أَو الدقیق أَو الأَقِطُ المطحون بالسمن أَو بالزیت ثم یؤكل و لا یطبخ. و قال یعقوب: هو أَشد من اللَّتِّ بللًا؛ قال الراجز: لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا، و لا تُطِیلا بمُناخٍ حَبْسَا و ذكر أَبو عبیدة أَنه لص من غَطَفان أَراد أَن یخبز فخاف أَن یعجل عن ذلك فأَكله عجیناً، و لم یجعل
(2). قوله [لسعد بن المنتحر] كذا بالأَصل بالحاء المهملة و فی شرح القاموس بالخاء المعجمة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 27
البَسَّ من السَّوقِ اللَّین. ابن سیدة: و البَسِیسَةُ الشعیر یخلط بالنوی للإِبل. و البسیسة: خبز یجفف و یدق و یشرب كما یشرب السویق. قال ابن درید: و أَحسبه الذی یسمی الفَتُوتَ. و فی التنزیل العزیز: وَ بُسَّتِ الْجِبٰالُ بَسًّا؛ قال الفراء: صارت كالدقیق، و كذلك قوله عز و جل «1»: وَ سُیِّرَتِ الْجِبٰالُ فَكٰانَتْ سَرٰاباً. و بست: فتت فصارت أَرضاً، و قیل نسفت، كما قال تعالی: یَنْسِفُهٰا رَبِّی نَسْفاً؛ و قیل: سیقت، كما قال تعالی: وَ سُیِّرَتِ الْجِبٰالُ فَكٰانَتْ سَرٰاباً. و قال الزجاج: بُسَّتِ لُتَّتْ و خلطت. و بَسَّ الشی‌ءَ إِذا فَتَّتَه. و‌فی حدیث المتعة: و معی بُرْدَةٌ قد بُسَّ منها‌أَی نیلَ منها و بَلِیَتْ. و‌فی حدیث مجاهد: من أَسماء مكة البَاسَّةُ، سمیت بها لأَنها تَحْطِمُ من أَخطأَ فیها. و البَسُّ: الحَطْمُ، و یروی بالنون من النَّسِّ الطرد. الأَصمعی: البَسیسَة كل شی‌ء خلطته بغیره مثل السویق بالأَقط ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أَو مثل الشعیر بالنوی للإِبل. یقال: بَسَسْتُهُ أَبُسُّه بَسّاً. و قال ثعلب: معنی و بُسَّت الجبال بسّاً، خلطت بالتراب. و قال اللحیانی: قال بعضهم: فُتَّتْ، و قال بعضهم: سُوِّیتْ، و قال أَبو عبیدة: صارت تراباً تَرِباً. و جاء بالأَمر من حَسِّه و بَسِّه و من حِسِّه و بِسِّه أَی من حیث كان و لم یكن. و یقال: جئْ به من حِسِّك و بِسِّك أَی ائتِ به علی كل حال من حیث شئت. قال أَبو عمرو: یقال جاء به من حَسِّه و بَسِّه أَی من جهده. و لأَطلُبَنَّه من حَسِّی و بَسِّی أَی من جُهْدی؛ و ینشد: ترَكَتْ بَیْتی، من الأَشْیاءِ، قَفْراً، مثلَ أَمْسِ كلُّ شی‌ءٍ كنتُ قد جَمَّعْتُ من حَسِّی و بَسِّی و بَسَّ فی ماله بَسَّةً و وَزَمَ وَزْمَةً: أَذهب منه شیئاً؛ عن اللحیانی. و بِسْ بِسْ: ضرب من زجر الإِبل، و قد أَبَّسَ بها. و بَس بَسْ و بِسْ بِسْ: من زجر الدابة، بَسَّ بها یَبُسُّ و أَبَسَّ، و قال اللحیانی: أَبَسَّ بالناقة دعاها للحلب، و قیل: معناه دعا ولدها لِتَدِرَّ علی حالبها. و قال ابن درید: بَسَّ بالناقة و أَبَسَّ بها دعاها للحلب. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: یخرج قوم من المدینة إِلی الشام و الیمن و العراق یُبِسُّون، و المدینة خیر لهم لو كانوا یعلمون؛ قال أَبو عبید: قوله یُبِسُّون هو أَن یقال فی زجر الدابة إِذا سُقْتَ حماراً أَو غیره: بَسْ بَسْ و بِسْ بِسْ، بفتح الباء و كسرها، و أَكثر ما یقال بالفتح، و هو صوت الزجر للسَّوْق، و هو من كلام أَهل الیمن، و فیه لغتان: بَسَسْتُها و أَبْسَسْتُها إِذا سُقْتَها و زجَرْتها و قلت لها: بِسْ بِسْ، فیقال علی هذا یَبُسُّون و یُبِسِّون. و أَبَسَّ بالغنم إِذا أَشْلاها إِلی الماء. و أَبْسَسْتُ بالغنم إِبْسَاساً. و قال أَبو زید: أَبْسَسْتُ بالمَعَز إِذا أَشلَیْتَها إِلی الماء. و أَبَسَّ بالإِبل عند الحلب إِذا دعا الفصیل إِلی أُمه، و أَبَسَّ بأُمه له. التهذیب: و أَبْسَسْتُ بالإِبل عند الحلب، و هو صُویْتُ الراعی تسكن به الناقة عند الحلب. و ناقة بَسُوسٌ: تَدِرُّ عند الإِبْساس، و بَسْبَسَ بالناقة كذلك؛ و قال الراعی: لعَاشِرَةٍ و هو قد خافَها، فَظَلَّ یُبَسْبِسُ أَو یَنْقُر
(1). قوله [و كذلك قوله عز و جل إلخ] كذا بالأَصل و عبارة متن القاموس و شرحه: وَ بُسَّتِ الْجِبٰالُ بَسًّا أی فتت، نقله اللحیانی فصارت أرضاً قاله الفراء و قال أبو عبیدة فصارت تراباً و قیل نسفت كما قال تعالی یَنْسِفُهٰا رَبِّی نَسْفاً و قیل سیقت كما قال تعالی وَ سُیِّرَتِ إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 28
لعاشرة: بعد ما سارت عشر لیال. یُبَسْبِسُ أَی یَبُسُّ بها یسكنها لتَدِرَّ. و الإِبْساسُ بالشفتین دون اللسان، و النقر باللسان دون الشفتین، و الجمل لا یُبَسُّ إِذا استصعب و لكن یُشْلَی باسمه و اسم أُمه فیسكن، و قیل، الإِبْساسُ أَن یمسح ضرع الناقة یُسَكِّنُها لتَدِرَّ، و كذلك تَبُسُّ الریح بالسحابة. و البُسُسُ: الرُّعاة. و البُسُسُ: النُّوق الإِنْسِیَّة. و البُسُسُ: الأَسْوِقَةُ الملتوتة. و الإِبْساسُ عند الحلب: أَن یقال للناقة بِسْ بِسْ. أَبو عبید: بَسَسْتُ الإِبل و أَبْسَسْت لغتان إِذا زجرتها و قلت بِسْ بِسْ، و العرب تقول فی أَمثالهم: لا أَفعله ما أَبَسَّ عبدٌ بناقته، قال اللحیانی: و هو طوافه حولها لیحلبها. أَبو سعید: یُبِسُّون أَی یسیحون فی الأَرض، و انْبَسَّ الرجلُ إِذا ذهب. و بُسَّهُمْ عنك أَی اطردهم. و بَسَسْتُ المالَ فی البلاد فانْبَسَّ إِذا أَرسلته فتفرق فیها، مثل بَثَثْتُه فانْبَثَّ. و قال الكسائی: أَبْسَسْتُ بالنعجة إِذا دعوتها للحلب؛ و قال الأَصمعی: لم أَسمع الإِبْساسَ إِلا فی الإِبل؛ و قال ابن درید: بَسَسْتُ الغنم قلت لها بَسْ بَسْ. و البَسُوسُ: الناقة التی لا تَدِرُّ إِلا بالإِبْساسِ، و هو أشن یقال لها بُسُّ بُسُّ، بالضم و التشدید، و هو الصُّوَیْتُ الذی تُسَكَّنُ به الناقةُ عند الحلب، و قد یقال ذلك لغیر الإِبل. و البَسُوسُ: اسم امرأَة، و هی خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشَّیْبانی: كانت لها ناقة یقال لها سَرَابِ، فرآها كُلَیْبُ وائلٍ فی حِماه و قد كَسَرَتْ بَیْض طیر كان قد أَجاره، فَرَمی ضَرْعها بسهم، فَوَثَبَ جَسَّاس علی كلیب فقتله، فهاجت حَربُ بكرٍ و تَغْلِبَ ابنی وائل بسببها أَربعین سنة حتی ضربت بها العرب المثل فی الشؤم، و بها سمیت حرب البَسُوس، و قیل: إِن الناقة عقرها جَسَّاسُ بن مرة. و من أَمثال العرب السائرة [غیره: و فی الحدیث]: هو اشْأَمُ من البَسُوسِ، و هی ناقة كانت تَدِرُّ [تَدُرُّ علی المُبِسِّ بها، و لذلك سمیت بَسُوساً، أَصابها رجل من العرب بسهم فی ضرعها فقتلها. و فی البَسُوسِ قول آخر روی عن ابن عباس، قال الأَزهری: و هذه أَشْبه بالحق، و‌روی بسنده عن ابن عباس فی قوله تعالی: وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْنٰاهُ آیٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا؛ قال: هو رجل أُعْطِیَ ثلاث دعوات یستجاب له فیها، و كان له امرأَة یقال لها البَسُوسُ، و كان له منها ولد، و كانت له مُحبَّة، فقالت: اجعل لی منها دعوة واحدة، قال: فلك واحدة فما ذا تأْمرین؟ قالت: ادعُ اللَّه أَن یجعلنی أَجمل امرأَة فی بنی إِسرائیل، فلما علمت أَن لیس فیهم مثلها رغبت عنه و أَرادت شیئاً آخر، فدعا اللَّه علیها أَن یجعلها كلبة نَبَّاحَةً فذهبت فیها دعوتان، و جاء بنوها فقالوا: لیس لنا علی هذا قرار، قد صارت أُمنا كلبة تُعَیِّرُنا بها الناسُ، فادع اللَّه أَن یعیدها إِلی الحال التی كانت علیها، فدعا اللَّه فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاث فی البَسُوس، و بها یضرب المثل فی الشُّؤْمِ. و بُسْ: زجر للحافر، و بَسْ: بمعنی حَسْبُ، فارسیة. و قد بَسْبَسَ به و أَبَسَّ به و أَسَّ به إِلی الطعام: دعاه. و بَسَّ الإِبل بَسّاً: ساقها؛ قال: لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا و قال ابن درید: معناه لا تُبْطِئا فی الخَبْزِ و بُسَّا الدقیق بالماءِ فكلاه. و فی ترجمة خبز: الخَبْزُ السَّوْقُ الشدید بالضرب. و البَسُّ: السیر الرقیق. بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً و بَسَسْتُ الإِبل أَبُسُّها، بالضم، بَسّاً إِذا سُقْتَها سوقاً لطیفاً. و البَسُّ: السَّوْقُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 29
اللَّیِّنُ، و قیل: البَسُّ أَن تَبُلَّ الدَّقیق ثم تأْكله، و الخَبْزُ أَن تَخبِزَ المَلِیلَ. و البَسیسَة عندهم: الدقیق و السویق یلت و یتخذ زاداً. ابن السكیت: بَسَسْتُ السویقَ و الدقیق أَبُسُّه بَسّاً إِذا بللته بشی‌ءٍ من الماء، و هو أَشد من اللَّتِّ. و بَسَّ الرجلَ یَبُسُّه: طرده و نحاه. و انْبَسَّ: تَنَحَّی. و بَسَّ عَقاربه: أَرسل نمائمه و أَذاه. و انْبَسَّتِ الحیةُ: انْسابَتْ علی وجه الأَرض؛ قال: و انْبَسَّ حَیَّاتُ الكَثِیبِ الأَهْیَلِ و انْبَسَّ فی الأَرض: ذهب؛ عن اللحیانی وحده حكاه فی باب انْبَسَّت الحیات انْبِساساً، قال: و المعروف عند أَبی عبید و غیره ارْبَسَّ. و‌فی حدیث الحجاج: قال للنعمان بن زُرْعَةَ: أَ مِن أَهلِ الرَّسِّ و البَسِّ أَنت؟البَسُّ: الدَّسُّ. یقال: بَسَّ فلان لفلان من یتخبر له خبره و یأَتیه به أَی دَسَّه إِلیه. و البَسْبَسَة: السِّعایَةُ بین الناس. و البَسْبَسُ: شجرٌ. و البَسْبَسُ: لغة فی السَّبْسَبِ، و زعم یعقوب أَنه من المقلوب. و البَسابِسُ: الكذب. و البَسْبَس: القَفْرُ. و التُّرَّهات البَسابِسُ هی الباطلُ، و ربما قالوا تُرَّهاتُ البَسابِسِ، بالإِضافة. و‌فی حدیث قُسٍّ: فبینا أَنا أَجول بَسْبَسَها؛ البَسْبَسُ: البَرُّ المُقْفِرُ الواسع، و یروی سَبْسَبَها، و هو بمعناه. و بَسْبَس بَوْلَه: كَسَبْسَبَه. و البَسْباسُ: بَقْلَة: قال أَبو حنیفة: البَسْباسُ من النبات الطیب الریح، و زعم بعض الرواة أَنه النانخاه، و أَما أَبو زیاد فقال: البَسْباسُ طَیِّبُ الریح یُشْبِه طَعْمُه طعم الجزر، واحدته بَسْباسَةٌ. اللیث: البَسباسَة بقلة؛ قال الأَزهری: هی معروفة عند العرب؛ قال: و البَسْبَسُ شجر تتخذ منه الرحال. قال الأَزهری: الذی قالَه اللیث فی البسبس أَنه شجر لا أَعرفه، قال: و أُراه أَراد السَّبْسَبَ. و بَسْباسَةُ: اسم امرأَة، و البَسُوس كذلك. و بُسٌّ: موضع عند حنین؛ قال عباس بن مِرْداس السُّلَمِیُّ: رَكَضْتُ الخَیْلَ فیها بین بُسٍّ إِلی الأَوْراد، تَنْحِطُ بالنِّهابِ قال: و أُری عاهانَ بن كعب إیاه عنی بقوله: بَنِیكَ و هَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ، غِلاظُ منابِتِ القَصَراتِ كُومُ یقول: علیك بنیك أَو انظر بنیك، و رفع هجمة علی تقدیر و هذه هَجْمَةٌ كالأَشاء ففیها ما یَشْغَلُك عن النعیم.

بطس؛ ج6، ص: 29

: التهذیب: بِطیاسُ اسم موضع علی بناء الجِرْیال، قال: و كأَنه أَعجمی.

بغس؛ ج6، ص: 29

: البَغْسُ: السَّوادُ؛ یَمانِیَةٌ.

بكس؛ ج6، ص: 29

: التهذیب: ابن الأَعرابی بَكَسَ خَصْمَه إِذا قهره. قال: و البُكْسَةُ خرقة یدوّرها الصبیان ثم یأْخذون حجراً فیدوّرونه كأَنه كُرَةٌ، ثم یتقامرون بهما، و تسمی هذه اللُّعْبَةُ الكُجَّةَ، و یقال لهذه الخرقة أَیضاً: التُّونُ و الآجُرَّةُ.

بلس؛ ج6، ص: 29

: أَبْلَسَ الرجلُ: قُطِعَ به؛ عن ثعلب. و أَبْلَس: سكت. و أَبْلَسَ من رحمة اللَّه أَی یَئِسَ و نَدِمَ، و منه سمی إبلیس و كان اسمه عزازیلَ. و فی التنزیل العزیز: یومئذ یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ. و إِبلیس، لعنه اللَّه: مشتق منه لأَنه أُبْلِسَ من رحمة اللَّه أَی أُویِسَ. و قال أَبو إِسحاق: لم یصرف لأَنه أَعجمی معرفة. و البَلاسُ: المِسْحُ، و الجمع بُلُسٌ. قال أَبو عبیدَة: و مما دخل فی كلام العرب من كلام فارس المِسْحُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 30
تسمیه العرب البَلاسَ، بالباء المشبع، و أَهل المدینة یسمون المِسْحَ بَلاساً، و هو فارسی معرب، و من دعائهم: أَرانِیك اللَّهُ علی البَلَسِ، و هی غَرائِرُ كِبارٌ من مُسُوح یجعل فیها التَّین و یُشَهَّرُ علیها من یُنَكِّلُ به و ینادی علیه، و یقال لبائعه: البَلَّاسُ. و المُبْلِسُ: الیائسُ، و لذلك قیل للذی یسكت عند انقطاع حجته و لا یكون عنده جواب: قد أَبْلَسَ؛ و قال العجاج: قال: نَعَمْ أَعْرِفُه، و أَبْلَسا أَی لم یُحِرْ إِلیَّ جواباً. و نحو ذلك قیل فی المُبلِس، و قیل: إِن إِبلیس سمی بهذا الاسم لأَنه لما أُویِسَ من رحمة اللَّه أَبْلَسَ یأَساً. و‌فی الحدیث فتأَشَّبَ أَصحابُه حوله و أَبْلَسُوا حتی ما أَوضحوا بضاحِكة؛ أَبلسو ا أَی سكتوا. و المُبْلِسُ: الساكت من الحزن أَو الخوف. و الإِبْلاسُ: الحَیْرة؛ و منه‌الحدیث: أَ لم تر الجِنَّ و إِبلاسَها‌أَی تَحَیُّرَها و دَهَشَها. و قال أَبو بكر: الإِبْلاسُ معناه فی اللغة القُنُوط و قَطْعُ الرجاء من رحمة اللَّه تعالی؛ و أَنشد: و حَضَرَتْ یومَ خَمِیسٍ الأَخْماسْ، و فی الوجوهِ صُفْرَةٌ و إِبْلاسْ و یقال: أَبْلَسَ الرجلُ إِذا انقطع فلم تكن له حجة؛ و قال: به هَدَی اللَّهُ قوماً من ضلالَتِهِمْ، و قد أُعِدَّتْ لهم إِذ أَبْلَسُوا سَقَرُ و الإِبْلاسُ: الانكسار و الحزن. یقال: أَبْلَسَ فلان إِذا سكت غمّاً؛ قال العجاج: یا صاحِ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا؟ قال: نعم أَعْرِفُه، و أَبْلَسا و المُكْرَسُ: الذی صار فیه الكِرْسُ، و هو الأَبوال و الأَبعار. و أَبْلَسَتِ الناقة إِذا لم تَرْغُ من شدة الضَّبَعَة، فهی مِبْلاس. و البَلَسُ: التِّینُ، و قیل: البَلَسُ ثمر التین إذا أَدرك، الواحدة بَلَسَةٌ. و‌فی الحدیث: من أَحب أَن یَرِقَّ قلبه فلْیُدْمِنْ أَكل البَلَس، و هو التین، إِن كانت الروایة بفتح الباء و اللام، و إِن كانت البُلُسَ فهو العَدَسُ، و‌فی حدیث عطاء: البُلُس هو العدس، و‌فی حدیث ابن جُرَیْج قال: سأَلت عطاء عن صدقة الحَبِّ، فقال: فیه كُلِّه الصدقةُ، فذكر الذُّرَةَ و الدُّخْنَ و البُلُس و الجُلْجُلانَ؛ قال: و قد یقال فیه البُلْسُنُ، بزیادة النون. الجوهری: و البَلَس، بالتحریك، شی‌ء یشبه التین یكثر بالیمن. و البُلُس، بضم الباء و اللام: العدس، و هو البُلْسُن. و البَلَسانُ: شجر لحبه دُهْن. التهذیب فی الثلاثی: بَلَسانٌ شجر یجعل حبه فی الدواء، قال: و لحبه دهن حار یتنافس فیه. قال الأَزهری: بَلَسان أُراه رومیّاً. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللَّه عنهما: بعث اللَّه الطیر علی أَصحاب الفیل كالبَلَسان؛ قال عَبَّاد بن موسی: أَظنها الزَّرازیرَ. و البَلَسانُ: شجر كثیر الورق ینبت بمصر، و له دهن معروف. اللحیانی: ما ذُقْتُ عَلوساً و لا بَلُوساً أَی ما أَكلت شیئاً.

بلعس؛ ج6، ص: 30

: البَلْعَسُ و الدَّلْعَسُ و الدَّلْعَكُ، كل هذا: الضَّخْمَةُ من النوق مع استرخاء فیها. ابن سیدة: و البَلَعُوسُ الحَمْقاءُ.

بلعبس؛ ج6، ص: 30

: البُلَعْبیسُ: العَجَبُ.

بلهس؛ ج6، ص: 30

: بَلْهَسَ: أَسرع فی مشیه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 31‌

بنس؛ ج6، ص: 31

: بَنَّسَ عنه تَبْنِیساً: تأَخر؛ قال ابن أَحمر: كأَنها من نَقا العَزَّافِ طاوِیَةٌ، لَمَّا انْطَوی بطنُها و اخْرَوَّطَ السَفَرُ ماوِیَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ، اوَّدَها طَلٌّ، و بَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ قال ابن سیدة: قال ابن جنی قوله بَنَّسَ عنها إِنما هو من النوم غیر أَنه إنما یقال للبقرة، قال: و لا أَعلم هذا القول عن غیر ابن جنی، قال: و قال الأَصمعی هی أَحد الأَلفاظ التی انفرد بها بن أَحمر، قال: و لم یسند أَبو زید هذین البیتین إِلی ابن أَحمر و لا هما أَیضاً فی دیوانه و لا أَنشدهما الأَصمعی فیما أَنشده له من الأَبیات التی أَورد فیها كلماته، قال: و ینبغی أَن یكون ذلك شی‌ء جاء به غیر ابن أَحمر تابعاً له فیه و مُتَقَبِّلًا أَثره، هذا أَوفق من قول الأَصمعی إِنه لم یأْتِ به غیره. و قال شمر: و لم أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لابن أَحمر. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: بَنِّسوا عن البیوت لا تَطُمُّ [تَطِمُّ امرأَة و لا صبی یسمع كلامكم؛ أَی تأَخروا لئلا یسمعوا ما یَسْتَضِرُّون به من الرَّفَثِ الجاری بینكم. و بَنِّسْ: اقْعُدْ؛ عن كراع كذلك حكاها بالأَمر، و الشین لغة، و سیأْتی ذكرها. اللحیانی: بَنَّسَ و بَنَّشَ إِذا قعد؛ و أَنشد: إِن كنتَ غیرَ صائدٍ فَبَنِّسِ ابن الأَعرابی: أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان، قال: و البَنَسُ الفرار من الشر.

بهس؛ ج6، ص: 31

: البَهْسُ: المُقْلُ ما دام رطباً، و الشین لغة فیه. و البَهْسُ: الجُرْأَة. و بَیْهَسٌ: من أَسماء الأَسد؛ قال ابن سیدة: و بَیْهَسٌ: من صفات الأَسد، مشتق منه. و بُهَیْسَةُ: اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جَدُّ الطِّرِمَّاح: أَ لا قالتْ بُهَیْسَةُ: ما لِنَفْرٍ، أَراهُ غَیَّرَتْ منه الدُّهُورُ؟ و یروی … بُهَیْشَة …، بالشین المعجمة. و فلان یَتَبَیْهَسُ و یَتَبَهْنَس و یَتَبَرْنَسُ و یَتَفَیْجَسُ و یَتَفَیْسَجُ إذا یتبختر فی مشیه. و بَیْهَسٌ: من أَسماء العرب. و البَیْهَسِیَّةُ: صنف من الخوارج نسبوا إلی بَیْهَسٍ هَیْصَمِ بن جابر أَحد بنی سعد بن ضُبَیْعَةَ بن قیس.

بهنس؛ ج6، ص: 31

: البَهْنَسی: التبختر، و هو البَهْنَسَةُ. و الأَسد یُبَهْنِسُ فی مشیه و یَتَبَهْنَسُ أَی یتبختر؛ خص بعضهم به الأَسد و عم بعضهم به. و جَمَل بَهْنَسٌ و بُهانِسٌ: ذَلُولٌ.

بوس؛ ج6، ص: 31

: البَوْسُ: التقبیل، فارسی معرب، و قد باسَه یَبُوسه. و جاء بالبَوْسِ البائِسِ أَی الكثیر، و الشین المعجمة أَعلی.

بولس؛ ج6، ص: 31

: فی الحدیث: یحشر المتكبرون یوم القیامة أَمثال الذَّرِّ حتی یدخلوا سجناً فی جهنم یقال له بُولَسُ؛ هكذا جاء فی الحدیث مُسَمًّی.

بیس؛ ج6، ص: 31

: الفراء: باسَ إِذا تبختر. قال أَبو منصور: ماس یمیس بهذا المعنی أَكثر، و الباء و المیم یتعاقبان، و قال: باسَ الرجلُ یَبِیسُ إِذا تكبر علی الناس و آذاهم. و بَیْسانُ: موضع بالأُرْدُنِّ فیه نخل لا یثمر إِلی خروج الدجال. التهذیب: بَیْسانُ موضع فیه كُروم من بلاد الشام؛ و قول الشاعر: شُرْباً بِبَیسانَ من الأُردُنِّ هو موضع. قال الجوهری: بَیْسانُ موضع تنسب إِلیه الخمر؛ قال حسان بن ثابت:
لسان العرب، ج‌6، ص: 32
نَشْرَبُها صِرْفاً و مَمْزُوجَةً، ثم نُغَنِّی فی بُیوتِ الرُّخامْ من خَمْرِ بَیْسانَ تَخَیَّرْتُها، تُرْیاقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ قال ابن بری: الذی فی شعره تُسْرعُ فتر العظام، قال: و هو الصحیح لأَن أَوشك بابه أَن یكون بعده أَن و الفعل، كقول جریر: إِذا جَهِلَ الشَّقِیُّ و لم یُقَدِّرْ لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن یُصابا و قد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسی، كقول أُمیة: یُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِیَّتِه، فی بعضِ غِرَّاتِه، یُوافِقُها فهذا هو الأَكثر فی أَوشك یوشك، و حكی الفارسی بِیْسَ لغة فی بِئْسَ، و اللَّه أَعلم.

فصل التاء المثناة؛ ج6، ص: 32

تختنس؛ ج6، ص: 32

: دَخْتَنُوسُ: اسم امرأَة، و قیل: دَخْدَنوس و تَخْتَنُوسُ.

ترس؛ ج6، ص: 32

: التُّرْس من السلاح: المُتَوَقَّی بها، معروف، و جمعه أَتْراسٌ و تِراسٌ و تِرَسَةٌ و تُروسٌ؛ قال: كأَنَّ شَمْساً نازَعَتْ شُموسا دُروعَنا، و البَیْضَ و التُّروسا قال یعقوب: و لا تقل أَتْرِسَة. و كل شی‌ء تَتَرَّسْتَ به، فهو مِتْرَسَةٌ لك. و رجل تارِسٌ: ذو تُرْسٍ. و رجل تَرَّاسٌ: صاحب تُرْسٍ. و التَّتَرُّسُ: التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ، و كذلك التَتْریس. و تَتَرَّس بالتُّرْسِ: تَوَقَّی، و حكی سیبویه اتَّرَسَ. و المَتْروسَةُ: ما تُتُرِّسَ به. و التُّرْسُ: خشبة توضع خلف الباب یُضَبَّبُ بها السریر، و هی المَتَرْسُ بالفارسیة. الجوهری: المَتْرَسُ خشبة توضع خلف الباب. التهذیب: المَتَّرَسُ الشِّجار الذی یوضع قِبَلَ البابِ دِعامَةً، و لیس بعربی، معناه مَتَرْس أَی لا تَخَفْ.

ترمس؛ ج6، ص: 32

: التُّرْمُسُ: شجرة لها حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ، و به سمی الجُمانُ تَرامِسَ. و تَرْمَسَ الرجلُ إِذا تغیب عن حرب أَو شَغْبٍ. اللیث: حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحت الأَرض.

ترنس؛ ج6، ص: 32

: التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تحت الأَرض.

تعس؛ ج6، ص: 32

: التَعْسُ: العَثْرُ: و التَّعْسُ: أَن لا یَنْتَعِشُ العاثِرُ من عَثْرَتِه و أَن یُنَكَّسَ فی سِفال [سَفال، و قیل: التَّعْسُ الانحطاط و العُثُورُ. قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ؛ یجوز أَن یكون نصباً علی معنی أَتْعَسَهُم اللَّهُ. قال: و التَّعْسُ فی اللغة الانحطاط و العُثُور؛ قال الأَعشی: بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ، فالتَّعْسُ أَدْنی لها من أَنْ أَقولَ: لَعا و یدعو الرجل علی بعیره الجواد إِذا عَثُرَ [عَثِرَ فیقول: تَعْساً فإِذا كان غیر جواد و لا نَجِیب فَعَثِرَ [فَعَثُرَ قال له: لَعاً و منه قول الأَعشی: بذات لوث عفرناة … قال أَبو الهیثم: یقال تَعِسَ فلان یَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه، و معناه انْكَبَّ فَعَثَرَ [فَعَثِرَ فسقط علی یدیه و فمه، و معناه أَنه ینكر من مثلها فی سمنها و قوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قیل لها: تَعْساً، و لم یقل لها تَعِسَكِ اللَّه، و لكن یدعو علیها بأَن یَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَیْها. و التَّعْسُ أَیضاً: الهلاك؛ تَعِسَ تَعْساً و تَعَسَ
لسان العرب، ج‌6، ص: 33
یَتْعَسُ تَعْساً: هلك؛ قال الشاعر: و أَرْماحُهُم یَنْهَزْنَهُم نَهْزَ جُمَّةٍ، یَقُلْنَ لمن أَدْرَكْنَ: تَعْساً و لا لَعا و معنی التَّعْسِ فی كلامهم الشَّرُّ، و قیل: التَعْسُ البُعْدُ، و قال الرُّسْتُمی: التَعْسُ أَن یَخِرَّ علی وجهه، و النَكْسُ أَن یَخِرَّ علی رأْسه؛ و قال أَبو عمرو بن العلاءِ: تقول العرب: الوَقْسُ یُعْدِی فَتَعَدَّ الوَقْسا، مَنْ یَدْنُ للوَقْسِ یُلاقِ تَعْسا و قال: الوَقْسُ الجرب، و التَّعْسُ الهلاك. و تعدَّ أَی تجنب و تَنَكَّبْ كله سواء، و إِذا خاطب بالدعاء قال: تَعَسْتَ، بفتح العین، و إِن دعا علی غائب كسرها فقال: تَعِسَ؛ قال ابن سیدة: و هذا من الغرابة بحیث تراه. و قال شمر: سمعته فی حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها، فی الإِفْكِ حین عَثَرَتْ صاحِبَتُها فقالت: تَعِسَ مِسْطَحٌ.قال ابن الأَثیر: یقال تَعِسَ یَتْعَسُ إِذا عَثَر و انْكَبَّ لوجهه، و قد تفتح العین، و قال ابن شمیل: تَعَسْتَ، كأَنه یدعو علیه بالهلاك، و هو تَعِسٌ، و تاعِسٌ و جَدٌّ تَعِسٌ منه. و فی الدعاء: تَعْساً له أَی أَلزمه اللَّه هلاكاً. و تَعِسَه اللَّه و أَتْعَسَه، فَعَلْتُ و أَفْعَلْتُ بمعنی واحد؛ قال مُجَمِّعُ بن هلال: تقولُ و قد أَفْرَدْتُها من خَلِیلِها: تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَنی یا مُجَمِّعُ قال الأَزهری: قال شمر لا أَعرف تَعِسَه اللَّه و لكن یقال: تَعِس بنفسه و أَتْعَسَه اللَّه. و التَّعْسُ: السقوط علی أَی وجه كان. و قال بعض الكلابیین: تَعِسَ یَتْعَسُ تَعْساً و هو أَن یُخطئ حجته إِن خاصم، و بُغْیَتَه إِن طَلَبَ. یقال: تَعِسَ فما انْتَعَشَ و شِیكَ فلا انْتَقشَ. و‌فی الحدیث: تَعِسَ عبد الدینار و عبد الدرهم؛ و هو من ذلك.

تغلس؛ ج6، ص: 33

: أَبو عبید: وَقَع فلان فی تُغُلِّسَ، و هی الداهیة.

تلس؛ ج6، ص: 33

: التِّلِّیسَة: وعاء یُسَوَّی من الخوص شبه قَفْعَة، و هی شبه العیبة التی تكون عند العَصَّارینَ.

تنس؛ ج6، ص: 33

: تُناسُ الناس: رَعاعُهم، عن كراع. قال الأَزهری: أَما تَنَسَ فما وجدت للعرب فیها شیئاً، قال: و أَعرف مدینة بنیت فی جزیرة من جزائر بحر الروم یقال لها: تِنِّیسُ، و بها تعمل الشروب الثمینة.

توس؛ ج6، ص: 33

: التُّوسُ: الطبیعة و الخُلُق. یقال: الكرَم من تُوسِه و سُوسِه أَی من خلیقته و طبع علیه، و جعل یعقوب تاء هذا بدلًا من سین سوسه. و‌فی حدیث جابر: كان من توسی الحیاءُ؛ التُّوس: الطبیعة و الخِلْقَةُ. یقال: فلان من تُوسِ صِدْقٍ أَی من أَصلِ صِدْقٍ. و تُوساً له: كقوله بُوساً له؛ رواه ابن الأَعرابی قال: و هو الأَصل أَیضاً؛ قال الشاعر: إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا أَی خَرَّجْنَ طبائعَ الناس. و تاساه إِذا آذاه و استخف به.

تیس؛ ج6، ص: 33

: التَّیْسُ: الذكر من المَعَزِ، و الجمع أَتْیاسٌ و أَتْیُسٌ؛ قال طَرَفَةُ: ملك النهار و لِعْبُه بفُحُولَةٍ، یَعْلُونَه باللیل عَلْوَ الأَتْیُسِ و قال الهُذَلیّ: من فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ و أَغْرِبَةٌ، و دونه أَعْنُزٌ كُلْفٌ و أَتْیاسُ و الجمع الكثیر تُیُوسٌ. و التَّیَّاسُ: الذی یمسكه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 34
و المَتْیُوساءُ: جماعة التُّیُوس. و تاسَ الجَدْیُ: صار تَیْساً؛ عن الهَجَری. أَبو زید: إِذا أَتی علی ولد المِعْزی سنة فالذكر تَیْسٌ، و الأُنثی عنز. و اسْتَتْیَسَتِ الشاة: صارت كالتَّیْس. قال ثعلب: و لا یقال اسْتاسَتْ. و عَنْزٌ تَیْساءُ إِذا كان قرناها طویلین كَقَرْن التَّیْس، و هی بَیِّنَةُ التَّیَسِ. و قال ابن شمیل: التَّیْساءُ من المِعْزی التی یُشْبه قرناها قَرْنَی الأَوعالِ الجبلیة فی طولها، و العرب تُجْری الظِّباءَ مُجْری العَنْزِ فیقولون فی إناثها المَعَز، و فی ذكورها التُّیُوس؛ قال الهُذَلیُّ: و عادِیَةٍ تُلْقی الثِّیابَ، كأَنَّها تُیُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها و انْبِتارُها و لو أَجرَوها مُجْری الضأْن لقال: كباش ظباء؛ و رجل تَیَّاسٌ. و تِیسی: كلمة تقال عند إِرادة إِبطال الشی‌ء و تكذیبه و التكذیب به؛ و منه‌حدیث أَبی أَیوب: أَنه ذَكرَ الغُولَ فقال قل لها: تِیسِی جَعارِ، فكأَنه قال لها كذبت یا خاریة. قال: و العامة تغیر هذا اللفظ و تقول: طِیْزی، تبدل من التاء طاء و من السین زایاً لتقارب ما بین هذه الحروف من المخارج. أَبو زید: یقال احْمَقِی و تِیسی للرجل إِذا تكلم بحُمْق، و ربما لا یَسُبُّه سَبّاً. و من أَمثالهم فی الرجل الذلیل یَتَعَزَّزُ: كانت عَنْزاً فاستَتْیَستْ. و یقال: استَتْیَسَت العَنْزُ كما یقال استَنْوَقَ الجَمَلُ. الجوهری: و فی فلان تَیْسِیَّةٌ، و ناس یقولون: تَیْسُوسِیَّة و كَیْفُوفِیَّةٌ؛ قال: و لا أَدری ما صحتهما. و یقال: تُوساً له و بُوساً و جُوساً. و یقال للذكر من الظباء: تَیْسٌ و للأُنثی عَنْزٌ، و جَعارِ معدولة عن جاعِرَة كقولك قَطامِ و رَقاشِ، علی فَعالِ، مأْخوذ عن الجَعْر، و هو الحَدَث. قال: و هو من أَسماء الضَّبُع. قال ابن السكیت: تُشْتَم المرأَةُ فیقال قُومی جَعارِ، و تشبه بالضبع. و یقال للضبع: تِیْسی جَعار، و یقال: اذهبی لَكاعِ و ذَفارِ و بَظارِ. و‌فی حدیث علی، رضی اللَّه عنه: و اللَّه لأُتِیسَنَّهم عن ذلك‌أَی لأُبْطِلَنَّ قولهم و لأَرُدَّنَّهُمْ عن ذلك. و تِیَاسٌ: موضع بالبادیة كان به حرب حین قُطِعت رِجل الحرث بن كعب فسمی الأَعرج؛ و فی بعض الشعر: و قتْلَی تِیاسٍ عن صَلاحٍ تُعَرِّبُ

فصل الجیم؛ ج6، ص: 34

جاس؛ ج6، ص: 34

: مكان جَأْسٌ: وَعْرٌ كَشأْسٍ، و قیل: لا یتكلم به إِلا بعد شَأْس كأنه إِتباع.

جبس؛ ج6، ص: 34

: الجِبْسُ: الجَبانُ الفَدْمُ، و قیل: الضعیف اللئیم، و قیل: الثقیل الذی لا یجیب إِلی خیر، و الجمع أَجْباسٌ و جُبُوسٌ. و الأَجْبَسُ: الجبان الضعیف كالجِبْسِ؛ قال بشر بن أبی خازم: علی مِثلِها آتی المَهالِكَ واحِداً، إِذا خامَ عن طُولِ السُّرَی كلُّ أَجْبَسِ و الجِبْسُ: الرَّدی‌ءُ الدَّنِی‌ءُ الجَبانُ؛ قال الراجز: خِمْسٌ إِذا سار به الجِبْسُ بكی و یقال: هو ولد زِنْیَة. و الجِبْسُ: هو الجامد من كل شی‌ء الثقیل الروح و الفاسق. و یقال: إِنه لجِبْسٌ من الرجال إِذا كان عَیِیّاً. و الجِبْسُ: من أَولاد الدِّبَبَة. و الجِبسُ: الذی یبنی به؛ عن كراع. و التَّجَبُّسُ: التبختر؛ قال عمر بن لجَإٍ: تَمْشِی إِلی رِواءِ عاطِناتها تَجَبُّسَ العانِسِ فی رَیْطاتِها
لسان العرب، ج‌6، ص: 35
أَبو عبید: تَجَبَّسَ فی مشیه تَجَبُّساً إِذا تبختر. و المَجْبُوسُ: الذی یؤتی طائعاً. ابن الأَعرابی: المَجْبُوسُ و الجَبِیسُ نعت الرجل المأْبون.

جحس؛ ج6، ص: 35

: جَحَسَ جِلْدَه یَجْحَسُه: قَشَرَه، و الشین أَعرف. و جاحَسَه جِحاساً: زاحَمَه و قاتله و زاوله علی الأَمر كَجَاحَشَه، حكاه یعقوب فی البدل؛ قال: و الجِحاسُ القتال، و أَنشد: إِذا كَعْكَعَ القِرْنُ عن قِرْنِه، أَبی لك عِزُّكَ إِلَّا شِماسا، و إلَّا جِلاداً بِذی رَوْنَقٍ، و إِلَّا نِزَالًا و إِلَّا جِحاسا و أَنشد لرجل من بنی فَزارة: إِن عاشَ قاسَی لَكَ ما أُقاسِی، من ضَرْبِیَ الهاماتِ و احْتِباسِی، و الصَّقْعِ فی یوم الوَغَی الجِحاسِ الأَزهری فی ترجمة جحش: الجَحْشُ الجِهاد، و تُحوّل الشین سیناً؛ و أَنشد: یوماً تَرانا فی عِراكِ الجَحْسِ، نَنْبُو بأَجْلالِ الأُمورِ الرُّبْسِ

جدس؛ ج6، ص: 35

: الجادِسُ من كل شی‌ء: ما اشتدَّ و یَبِسَ كالجاسد. و أَرضٌ جادِسَةٌ: لم تُعْمَرْ و لم تُعْمَلْ و لم تُحْرَثْ، من ذلك. و‌روی عن معاذ بن جبل، رضی اللَّه عنه: من كانت له أَرض جادِسَةٌ قد عرفت له فی الجاهلیة حتی أَسلم فهی لربها.قال أَبو عبیدة: هی التی لم تعمر و لم تحرث، و الجمع الجَوادِسُ. ابن الأَعرابی: الجَوادِسُ الأَراضی التی لم تزرع قط. أَبو عمرو: جَدَس الأَثَرُ و طَلَقَ و دَمَسَ و دَسَمَ إِذا دَرَسَ. و جَدِیسٌ: حَیٌّ من عادٍ و هم إِخوة طَسْمٍ. و فی التهذیب: جَدیسٌ حَیٌّ من العرب كانوا یناسبون عاداً الأُولی و كانت منازلهم الیمامَة؛ و فیهم یقول رؤبة: بَوارُ طَسْمٍ بِیَدَیْ جَدِیسِ قال الجوهری: جَدِیسٌ قبیلة كانت فی الدهر الأَوّل فانقرضت.

جرس؛ ج6، ص: 35

: الجَرْسُ: مصدرٌ، الصوتُ المَجْرُوسُ. و الجَرْسُ: الصوتُ نفسه. و الجَرْسُ: الأَصلُ، و قیل: الجَرْسُ و الجِرْسُ الصوت الخَفِیُّ. قال ابن سیدة: الجَرْسُ و الجِرْسُ و الجَرَسُ؛ الأَخیرة عن كراع: الحركةُ و الصوتُ من كل ذی صوت، و قیل: الجَرْس، بالفتح، إِذا أُفرد، فإِذا قالوا: ما سمعت له حِسّاً و لا جِرْساً، كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ. و أَجْرَسَ: علا صوته، و أَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه؛ قال جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّی الحارثی الطُّهَوِیُّ یخاطب امرأَته: لقد خَشِیتُ أَن یَكُبَّ قابِرِی و لم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ شِنْظِیرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ، حتی إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ، قامتْ تُعَنْظِی بكِ سِمْعَ الحاضِرِ یقول: لقد خشیت أَن أَموت و لا أَری لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِی بكِ و تُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر، و ذلك عند الصَّباح. و الجمائر: جمع جَمِیرة، و هی ضفیرة الشعر، و قیل: جَرَسَ الطائرُ و أَجْرَس صَوَّتَ. و یقال: سمعت جَرْسَ الطیر إِذا سمعت صوت مناقیرها علی شی‌ء تأْكله. و‌فی الحدیث: فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَیْرِ الجنة؛ أَی صوتَ أَكلها.
لسان العرب، ج‌6، ص: 36
قال الأَصْمَعِیُّ: كنتُ فی مجلس شُعْبَةَ قال: فتسمعون جَرْشَ طیر الجنة، بالشین، فقلت: جَرْسَ، فنظر إِلیَّ و قال: خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا؛ و منه‌الحدیث: فأَقبل القوم یَدِبُّونَ و یُخْفُونَ الجَرْسَ؛ أَی الصوت. و‌فی حدیث سعید بن جبیر، رضی اللَّه عنه، فی صفة الصَّلْصالِ قال: أَرض خِصْبَةٌ جَرِسَةٌ؛ الجَرْسة: التی تصوِّت إِذا حركت و قلبت و أَجْرَسَ الحادی إِذا حدا للإِبل؛ قال الراجز: أَجْرِسْ لها یا ابنَ أَبی كِباشِ، فما لَها اللیلةَ من إِنْفاشِ، غیرَ السُّرَی و سائِقٍ نَجَّاشِ أَی احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِیرَ. قال الجوهری: و رواه ابن السكیت بالشین و أَلف الوصل، و الرواة علی خلافه. و جَرَسْتُ و تَجَرَّسْتُ أَی تكلمت بشی‌ء و تنغمت به. و أَجْرَسَ الحَیُّ: سمعتُ جَرْسه. و فی التهذیب: أَجْرَسَ الحیُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شی‌ء. و أَجرَسنی السَّبُعُ: سمع جَرْسِی. و جَرَسَ الكلامَ: تكلم به. و فلانٌ مَجْرَسٌ لفلان: یأْنس بكلامه و ینشرح بالكلام عنده؛ قال: أَنْتَ لی مَجْرَسٌ، إِذا ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ و قال أَبو حنیفة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَی مأْكلٌ و مُنتَفَعٌ. و قال مرة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَی یأْخذ منه و یأْكل من عنده. و الجَرَسُ: الذی یُضْرَبُ به. و أَجْرَسه: ضربه. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فیها جَرَسٌ؛ هو الجُلْجُلُ الذی یعلق علی الدواب؛ قیل: إِنما كرهه لأَنه یدل علی أَصحابه بصوته؛ و كان، علیه السلام، یحب أَن لا یعلم العدوّ به حتی یأْتیهم فجأَةً، و قیل الجَرَسُ الذی یُعلق فی عنق البعیر. و أَجْرَسَ الحَلْیُ: سُمِع له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ، و هو صوتُ جَرْسِه؛ قال العجاج: تَسْمَعُ للحَلْیِ إِذا ما وَسْوَسا، و ارْتَجَّ فی أَجیادِها و أَجْرَسا، زَفْزَفَةَ الرِّیحِ الحَصادَ الیَبَسا و جَرْس الحَرْفِ: نَغْمَتُه. و الحروفُ الثلاثة الجُوفُ: و هی الیاء و الأَلف و الواو، و سائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ. أَبو عبید: و الجَرْسُ الأَكل، و قد جَرَسَ یَجْرُسُ. و الجاروسُ: الكثیر الأَكل. و جَرَسَت الماشیةُ الشجرَ و العُشْبَ تَجْرِسُه و تَجْرُسُه جَرْساً: لَحَسَتْه. و جَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً: لحسته، و كذلك النحلُ إِذا أَكلت الشجر للتَّعْسِیل؛ قال أَبو ذؤیب یصف نحلًا: جَوارِسُها تَأْوی الشُّعُوفَ دَوائِباً، و تَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِیفاً كِرابُها و جَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُسُ [تَجْرِسُ إِذا أَكلته، و منه قیل للنحل: جَوارِسُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، دخل بیت بعض نسائه فسقته عَسَلًا، فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَیَّتُهما دخل علیها: أَكَلْتَ مَغافِیرَ، فإِن قال: لا، قالت: فَشَرِبْتَ إِذاً عسلًا جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ؛ أَی أَكلتْ و رَعَتْ. و العُرْفُطُ: شجر. و نَحْلٌ جَوارِسُ: تَأْكل ثمر الشجر؛ و قال أَبو ذؤیب الهذلی یصف النحل:
لسان العرب، ج‌6، ص: 37
یَظَلُّ علی الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ، مَراضیعُ صُهْبُ الرّیشِ زُغْبٌ رِقابُها و الثمراء: جبل؛ و قال بعضهم: هو اسم للشجر المُثْمِر. و مراضیع: صغارٌ، یعنی أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار. و الصُّهْبَةُ: الشُّقْرَةُ، یرید أَجنحتها. اللیث: النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً و تجرُسُ النَّوْرَ، و هو لَحْسُها إِیاه، ثم تُعَسِّله. و مرَّ جَرْسٌ من اللیل أَی وقتٌ و طائفة منه. و حكی عن ثعلب فیه: جَرَسٌ، بفتح الراء، قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة، و قد یقال بالشین معجمة، و الجمع أَجْراسٌ و جُرُوسٌ. و رجل مُجَرَّسٌ و مُجَرِّسٌ: مُجَرِّبٌ للأُمور؛ و قال اللحیانی: هو الذی أَصابته البلایا، و قیل: رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور و عرفها، و قد جَرَّسَتْه الأُمورُ أَی جَرَّبَتْه و أَحكمته؛ و أَنشد: مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِیرِ بالزَّجْرِ، و الرَّیْمُ علی المَزْجُورِ و أَوَّل هذه القصیدة: جارِیَ لا تَسْتَنْكِری غَدِیری، سَیْرِی و إِشفاقی علی بعیرِی، و حَذَرِی ما لیس بالمَحْذُورِ، و كَثْرَةَ التَحْدِیثِ عن شُقُوری، و حِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِیرِی أَی لا تنكری حِفظَة أَی غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه؛ ثم قال: و العَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ، مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِیرِ بالزَّجْرِ، و الرَّیْمُ علی المَزْجُورِ العصر: الزمن، و الدهر. و التجریس: التحكیم و التجربة، فیقول: هذه العصور قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَی حكمت بالزجر عما لا ینبغی إِتیانه. و الرِّیْمُ: الفضل، فیقول: من زُجِرَ فالفضل علیه لأَنه لا یُزْجَرُ إِلا عن أَمر قَصَّرَ فیه. و‌فی حدیث ناقة النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: و كانت ناقةً مُجَرَّسَةً‌أَی مُجَرَّبة مُدَرَّبة فی الركوب و السیر. و المُجَرَّسُ من الناس: الذی قد جرَّبَ الأُمور و خَبَرَها؛ و منه‌حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، قال له طَلحَة: قد جَرّسَتْك الدُّهورُ‌أَی حَنَّكَتك و أَحكمتك و جعلتك خبیراً بالأُمور مجرَّباً، و یروی بالشین المعجمة بمعناه. أَبو سعید: اجْتَرَسْتُ و اجْتَرَشْتُ أَی كَسَبْتُ.

جرجس؛ ج6، ص: 37

: الجِرْجِسُ: البَقُّ، و قیل: البَعُوض، و كره بعضهم الجِرْجِسَ و قال: إِنما هو القِرْقِسُ، و سیذكر فی فصل القاف. الجوهری: الجِرْجِسُ لغة فی الفِرْقِسِ، و هو البعوض الصِّغار؛ قال شُریح بنُ جَوَّاس الكلبی: لَبِیضٌ بِنَجْدٍ لم یَبِتْنَ نَواطِراً بِزَرْعٍ، و لم یَدْرُجْ علیهن جِرْجِسُ أَحَبُّ إِلینا من سَواكِن قَرْیَةٍ مُثَجَّلَةٍ، دایاتُها تَتَكَدَّسُ و جِرْجِیسُ: اسم نَبیٍّ. و الجِرْجِسُ: الصَّحِیفَةُ؛ قال: تَری أَثَرَ القَرْحِ فی نَفْسِه كَنَقْشِ الخَواتِیمِ فی الجِرْجِسِ

جرفس؛ ج6، ص: 37

: الجِرْفاسُ و الجُرافِسُ من الإِبل: الغلیظ العظیم، و قیل: العظیم الرأْس. و الجُرافِسُ و الجِرْفاسُ: الضَّخْمُ الشدید من الرجال، و كذلك الجَرَنْفَسُ. و الجَرْفَسَة: شِدَّةُ الوَثاق. و جَرْفَسَه جَرْفَسَةً: صَرَعَه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌6، ص: 38
كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِیّاً أَرْبَسا، بین صَبِیَّیْ لَحْیِهِ مُجَرْفَسا یقول: كأَن لحیته بین فَكَّیْه كَبْشٌ ساجِسِیٌّ، یصف لحیة عظیمة؛ قال أَبو العباس: جعل خبر كأَنَّ فی الظرف یعنی بین: الأَزهری: كل شی‌ء أَوثقته، فقد قَعْطَرْته، قال: و هی الجَرْفَسَةُ؛ و منه قوله: بین صَبِیَّیْ لَحْیِهِ مُجَرْفَسا و جِرْفاسٌ: من أَسماءِ الأَسد.

جرهس؛ ج6، ص: 38

: الجِرْهاسُ: الجسیم؛ و أَنشد: یُكْنی، و ما حُوِّل عن جِرْهاسِ، من فَرْسَةِ الأُسْدِ، أَبا فِراسِ

جسس؛ ج6، ص: 38

: الجَسُّ: اللَّمْسُ بالید. و المَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ. ابن سیدة: جَسَّه بیده یَجُسُّه جَسّاً و اجْتَسَّه أَی مَسَّه و لَمَسَه. و المَجَسَّةُ: الموضع الذی تقع علیه یده إِذا جَسَّه. و جَسَّ الشخصَ بعینه: أَحَدَّ النظر إِلیه لیَسْتَبِینَه و یَسْتَثْبِتَه؛ قال: و فِتْیَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم: إِنی أَری شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْیُنِهم، ثم اخْتَفَوْه و قَرنُ الشمس قد زالا اختفوه: أَظهروه. و الجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، و منه التَجَسُّسُ. و جَسَّ الخَبَرَ و تَجَسَّسه: بحث عنه و فحَصَ. قال اللحیانی: تَجَسَّسْتُ فلاناً و من فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، و من الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا من یوسف و أَخیه. و المَجَسُّ و المَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بیدك. و تَجَسَّسْتُ الخبر و تَحَسَّسْته بمعنی واحد. و فی الحدیث: لٰا تَجَسَّسُوا؛ التَّجَسُّسُ، بالجیم: التفتیش عن بواطن الأُمور، و أَكثر ما یقال فی الشر. و الجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، و الناموسُ: صاحب سرِّ الخیر، و قیل: التَّجَسُّسُ، بالجیم، أَن یطلبه لغیره، و بالحاء، أَن یطلبه لنفسه، و قیل بالجیم: البحث عن العورات، و بالحاء الاستماع، و قیل: معناهما واحد فی تطلب معرفة الأَخبار. و العرب تقول: فلان ضَیِّقُ المَجَسِّ إِذا لم یكن واسع السِّرْبِ و لم یكن رَحیب الصدر. و یقال: فی مَجَسِّكَ ضِیقٌ. و جَسَّ إِذا اختبر. و المَجَسَّةُ: الموضع الذی یَجُسُّه الطبیب. و الجاسُوسُ: العَیْنُ یَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم یأْتی بها، و قیل: الجاسُوسُ الذی یَتَجَسَّس الأَخبار. و الجَسَّاسَةُ: دابة فی جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار و تأْتی بها الدجالَ، زعموا. و‌فی حدیث تمیم الداری: أَنا الجَسَّاسَة‌یعنی الدابة التی رآها فی جزیرة البحر، و إِنما سمیت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال. و جَواسُّ الإِنسان: معروفة، و هی خمس: الیدان و العینان و الفم و الشم و السمع، و الواحدة جاسَّة، و یقال بالحاء؛ قال الخلیل: الجَواسُّ الحَواسُّ. و فی المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفی الناظر بذلك فی معرفة سمنها من أَن یَجُسَّها. قال ابن سیدة: و الجَواسُّ عند الأَوائل الحَواسُّ. و جَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ: قَتِیلٌ، ما قَتِیلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟ و جَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَریرِ و كذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَحْیا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه، خَلّی جِساساً لأَقْوام سَیَحْمُونَه
لسان العرب، ج‌6، ص: 39
و جَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّیْبانی: قاتلُ كُلَیبِ وائلٍ: و جِسْ: زَجْرٌ للإِبل.

جعس؛ ج6، ص: 39

: الجَعْسُ: العَذِرَة؛ جَعَسَ یَجْعَسُ جَعْساً، و الجَعْسُ مَوْقِعُها، و أُری الجِعْسَ، بكسر الجیم، لغة فیه. و الجُعْسُوسُ: اللئیم الخِلْقَة و الخُلُق، و یقال: اللئیم القبیح، و كأَنه اشْتُقَّ من الجَعْس، صفة علی فُعْلُول فشبه الساقط المَهین من الرجال بالخُرْءِ و نَتْنِه، و الأُنثی جُعْسُوسٌ أَیضاً؛ حكاه یعقوب، و هم الجَعاسِیسُ. و رجل دُعْبُوب و جُعْبُوبٌ و جُعْسُوسٌ إِذا كان قصیراً دمیماً. و‌فی حدیث عثمان، رضی اللَّه عنه، لما أَنْفَذَه النبیُّ، صلی اللَّه علیه و سلم، إِلی مكة نزل علی أَبی سفیان فقال له أَهل مكة: ما أَتاك به ابن عَمِّك؟ قال: سأَلنی أَن أُخَلِّیَ مكة لجَعاسِیس یَثْرِبَ؛ الجَعاسیسُ: اللئام فی الخَلْقِ و الخُلُقِ، الواحد جُعْسُوسٌ، بالضم. و منه‌الحدیث الآخر: أَ تُخَوِّفُنا بجعاسیس یَثْرِبَ؟قال: و قال أَعرابی لامرأَته: إِنكِ لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ فقالت: و اللَّه إِنك لهِلْباجَة نَؤُوم، خِرَقٌ سَؤُوم، شُرْبُك اشْتِفافٌ، و أَكْلُك اقْتِحافٌ، و نَوْمُك الْتِحافٌ، علیك العَفا، و قُبِّح منك القَفا قال ابن السكیت فی كتاب القلب و الإِبدال: جُعْسُوس و جُعْشُوش، بالسین و الشین، و ذلك إِلی قَمْأَةٍ و صِغَرٍ و قِلَّةٍ. یقال: هو من جَعاسِیس الناس، قال: و لا یقال بالشین؛ قال عمرو بن معدیكرب: تَداعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَكْرٍ، و أَسْلَمَه جَعاسِیسُ الرَّبابِ و الجَعْسُ: الرَّجِیع، و هو مولَّد، و العرب تقول: الجُعْمُوس، بزیادة المیم. یقال: رَمی بجَعامِیس بطنه.

جعبس؛ ج6، ص: 39

: الجُعْبُس و الجُعْبُوس: المائق الأَحْمَق.

جعمس؛ ج6، ص: 39

: الجُعْمُوس: العَذِرَةُ. و رجل مُجَعْمِسٌ و جُعامِسٌ: و هو أَن یَضَعَه بمَرَّةٍ، و قیل: هو الذی یضعه یابساً. أَبو زید: الجُعْمُوس ما یطرحه الإِنسان من ذی بطنه، و جمعه جَعامِیسُ؛ و أَنشد: ما لَكَ من إِبْلٍ تُری و لا نَعَمْ، إِلا جَعامِیسك وَسْطَ المُسْتَحَمْ و الجَعْسُ: الرَّجیع، و هو مولَّد، و العرب تقول: الجُعْمُوس، بزیادة المیم. یقال: رَمی بجعامیس بطنه.

جفس؛ ج6، ص: 39

: جَفِسَ من الطعام یَجْفَسُ جَفَساً: اتَّخَمَ، و هو جَفِسٌ؛ و جَفِسَتْ نَفْسُه: خَبُثَتْ منه. و الجِفْسُ و الجَفِیسُ: اللئیم من الناس مع ضَعْفٍ و فَدامَةٍ، و حكی الفارسی جَیْفَسٌ و جِیَفْسٌ مثل بَیْطر وَ بِیَطْر، و الأَعرف بالحاء. و فی النوادر: فلان جِفْسٌ و جَفِسٌ أَی ضخم جافٍ. و الجَفاسَةُ: الاتِّخامُ.

جلس؛ ج6، ص: 39

: الجُلُوسُ: القُعود. جَلَسَ یَجْلِسُ جُلوساً، فهو جالس من قوم جُلُوسٍ و جُلَّاس، و أَجْلَسَه غیره. و الجِلْسَةُ: الهیئة التی تَجْلِسُ علیها، بالكسر، علی ما یطرد علیه هذا النحو، و فی الصحاح: الجِلْسَةُ الحال التی یكون علیها الجالس، و هو حَسَنُ الجِلْسَة. و المَجْلَسُ، بفتح اللام، المصدر، و المَجلِس: موضع الجُلُوس، و هو من الظروف غیر المُتَعَدِّی إِلیها الفعلُ بغیر فی، قال سیبویه: لا تقول هو مَجْلِسُ زید. و قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذٰا قِیلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فی المَجْلِس؛ قیل: یعنی به مَجْلِسَ النبی،
لسان العرب، ج‌6، ص: 40
صلی اللَّه علیه و سلم، و قرئَ: فِی الْمَجٰالِسِ، و قیل: یعنی بالمجالس مجالس الحرب، كما قال تعالی: مَقٰاعِدَ لِلْقِتٰالِ. و رجل جُلَسَة مثال هُمَزَة أَی كثیر الجُلوس. و قال اللحیانی: هو المَجْلِسُ و المَجْلِسَةُ؛ یقال: ارْزُنْ فی مَجْلِسِك و مَجْلِسَتِك. و المَجْلِسُ: جماعة الجُلُوس؛ أَنشد ثعلب: لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ، سَواسِیَةٌ أَحْرارُها و عَبِیدُها و‌فی الحدیث: و إِن مَجْلِس بنی عوف ینظرون إِلیه؛ أَی أَهل المجْلِس علی حذف المضاف. یقال: داری تنظر إِلی داره إذا كانت تقابلها، و قد جالَسَه مُجالَسَةً و جِلاساً. و ذكر بعض الأَعراب رجلًا فقال: كریمُ النِّحاسِ طَیِّبُ الجِلاسِ. و الجِلْسُ و الجَلِیسُ و الجِلِّیسُ: المُجالِسُ، و هم الجُلَساءُ و الجُلَّاسُ، و قیل: الجِلْسُ یقع علی الواحد و الجمع و المذكر و المؤَنث. ابن سیدة: و حكی اللحیانی أَن المَجْلِسَ و الجَلْسَ لیشهدون بكذا و كذا، یرید أَهلَ المَجْلس، قال: و هذا لیس بشی‌ء إِنما هو علی ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس الجماعة من الجُلُوس، و هذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذی هو لا محالة اسم لجمع فاعل فی قیاس قول سیبویه أَو جمع له فی قیاس قول الأَخفش. و یقال: فلان جَلِیسِی و أَنا جَلِیسُه و فلانة جَلِیسَتی، و جالَسْتُه فهو جِلْسی و جَلِیسی، كما تقول خِدْنی و خَدینی، و تَجالَسُوا فی المَجالِسِ. و جَلَسَ الشی‌ءُ: أَقام؛ قال أَبو حنیفة: الوَرْسُ یزرع سَنة فَیَجْلِسُ عَشْرَ سنین أَی یقیم فی الأَرض و لا یتعطل، و لم یفسر یتعطل. و الجُلَّسانُ: نِثار الوَردِ فی المَجْلِس. و الجُلَّسانُ: الورد الأَبیض. و الجُلَّسانُ: ضرب من الرَّیْحان؛ و به فسر قول الأَعشی: لها جُلَّسانٌ عندها و بَنَفْسَجٌ، و سِیْسَنْبَرٌ و المَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما و آسٌ و خِیْرِیٌّ و مَروٌ و سَوْسَنٌ یُصَبِّحُنا فی كلِّ دَجْنٍ تَغَیَّما و قال اللیث: الجُلَّسانُ دَخِیلٌ، و هو بالفارسیة كُلَّشان. غیره: و الجُلَّسانُ ورد ینتف ورقه و ینثر علیهم. قال: و اسم الورد بالفارسیة جُلْ، و قول الجوهری: هو معرب كُلْشان هو نثار الورد. و قال الأَخفش: الجُلَّسانُ قبة ینثر علیها الورد و الریحان. و المَرْزَجُوش: هو المَردَقوش و هو بالفارسیة أُذن الفأْرة، فَمَرْزُ فأْرة و جوش أُذنها، فیصیر فی اللفظ فأْرة أُذن بتقدیم المضاف إِلیه علی المضاف، و ذلك مطرد فی اللغة الفارسیة، و كذلك دُوغْ باجْ للمَضِیرَة، فدوغ لبن حامض و باج لون، أَی لون اللبن، و مثله سِكْباج، فسك خلّ و باج لون، یرید لون الخل. و المنمنم: المصفرّ الورق، و الهاء فی عندها یعود علی خمر ذكرها قبل البیت؛ و قول الشاعر: فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوی اخْتَلَفَتْ بنا، كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ و سَمِیرِ قال: ابنا جالس و سمیر طریقان یخالف كل واحد منهما صاحبه. و جَلَسَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. و الجَلْسُ: الجبل. و جَبَل جَلْسٌ إِذا كان طویلًا؛ قال الهذلی: أَوْفی یَظَلُّ علی أَقْذافِ شاهِقَةٍ، جَلْسٍ یَزِلُّ بها الخُطَّافُ و الحَجَلُ و الجَلْسُ: الغلیظ من الأَرض، و منه جمل جَلْسٌ و ناقة جَلْسٌ أَی وثیقٌ جسیم. و شجرة جَلْسٌ
لسان العرب، ج‌6، ص: 41
و شُهْدٌ جَلْسٌ أَی غلیظ. و‌فی حدیث النساءِ: بِزَوْلَةٍ و جَلْسِ.و یقال: امرأَة جَلْسٌ للتی تجلس فی الفِناء و لا تبرح؛ قالت الخَنْساء: أَمّا لَیالیَ كنتُ جارِیةً، فَحُفِفْتُ بالرُّقَباء و الجَلْسِ حتی إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَنی، نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ و بِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنی، و حمٍ یَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ قال ابن بری: الشعر لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ، قال: و لیس للخنساء كما ذكر الجوهری، و كان حُمَیْدٌ خاطب امرأَة فقالت له: ما طَمِعَ أَحدٌ فیّ قط، و ذكرت أَسبابَ الیَأْسِ منها فقالت: أَما حین كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن یَرْقُبُنی و یحفظنی محبوسةً فی منزلی لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه، و أَما حین تزوَّجت و برز وجهی فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذین یریدون أَن یرونی بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تعنی نفسها، ثم قالت: و رُمِیَ الرجالُ أَیضاً بامرأَة شوهاء أَی حدیدة البصر ترقبنی و تحفظنی و لی حَمٌ فی البیت لا یبرح كالحِلْسِ الذی یكون للبعیر تحت البرذعة أَی هو ملازم للبیت كما یلزم الحِلْسُ برذعة البعیر، یقال: هو حِلْسُ بیته إِذا كان لا یبرح منه. و الجَلْسُ: الصخرة العظیمة الشدیدة. و الجَلْسُ: ما ارتفع عن الغَوْرِ، و زاد الأَزهری فخصص: فی بلاد نَجْدٍ. ابن سیدة: الجَلْسُ نَجْدٌ سمیت بذلك. و جَلَسَ القومُ یَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، و فی التهذیب: أَتوا نَجْداً؛ قال الشاعر: شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً، و عن یَمینِ الجالِسِ المُنْجدِ و قال عبد اللَّه بن الزبیر: قُلْ للفَرَزْدَقِ و السَّفاهَةُ كاسْمِها: إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ أَی ائْتِ نَجْداً؛ قال ابن بری: البیت لمَرْوان بن الحَكَمِ و كان مروان وقت ولایته المدینة دفع إِلی الفرزدق صحیفة یوصلها إِلی بعض عماله و أَوهمه أَن فیها عطیة، و كان فیها مثل ما فی صحیفة المتلمس، فلما خرج عن المدینة كتب إِلیه مروان هذا البیت: و دَعِ المدینةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ، و اقْصِدْ لأَیْلَةَ أَو لبیتِ المَقْدِسِ أَلْقِ الصحیفةَ یا فَرَزْدَقُ، إِنها نَكْراءُ، مِثلُ صَحِیفَةِ المُتَلَمِّسِ و إِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن یفتح الصحیفة فیدری ما فیها فیتسلط علیه بالهجاء. و جَلَسَ السحابُ: أَتی نَجْداً أَیضاً؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَیَّة: ثم انتهی بَصَری، و أَصْبَحَ جالِساً منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ و عداه باللام لأَنه فی معنی عامداً له. و ناقة جَلْسٌ: شدیدة مُشْرِفَة شبهت بالصخرة، و الجمع أَجْلاسٌ؛ قال ابن مقبل: فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً یَسُوقُها إِلیَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِیا و الكثیر جِلاسٌ، و جَمَلٌ جَلْسٌ كذلك، و الجمع جِلاسٌ. و قال اللحیانی: كل عظیم من الإِبل و الرجال جَلْسٌ. و ناقة جَلْسٌ و جَمَلٌ جَلْسٌ: وثیق جسیم، قیل: أَصله جَلْزٌ فقلبت الزای سیناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَی فتل حتی اكْتَنَزَ و اشتد أَسْرُه؛ و قالت طائفة: یُسَمَّی جَلْساً لطوله و ارتفاعه. و‌فی
لسان العرب، ج‌6، ص: 42
الحدیث: أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِیَّة غَوریَّها و جَلْسِیَّها؛ الجَلْسُ: كل مرتفع من الأَرض؛ و المشهور‌فی الحدیث: معادِنَ القَبَلِیَّة، بالقاف، و هی ناحیة قرب المدینة، و قیل: هی من ناحیة الفُرْعِ. و قِدْحٌ جَلْسٌ: طویلٌ، خلاف نِكْس؛ قال الهذلی: كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِیرٌ فأُغْرِقَه، و لا جَلْسٌ عَمُوجُ و یروی … غَمُوجٌ، و كل ذلك مذكور فی موضعه. و الجِلْسِیُّ: ما حول الحَدَقَة، و قیل: ظاهر العین؛ قال الشماخ.فأَضْحَتْ علی ماءِ العُذَیْبِ، و عَیْنُها كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِیُّها قد تَغَوَّرا ابن الأَعرابی: الجِلْسُ الفَدْمُ، و الجَلْسُ البقیة من العسل تبقی فی الإِناء. ابن سیدة: و الجَلْسُ العسل، و قیل: هو الشدید منه؛ قال الطِّرماح: و ما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها جَنی ثَمَرٍ، بالوادِیَیْنِ، وَشُوعُ قال أَبو حنیفة: و یروی وُشُوعُ، و هی الضُّرُوبُ. و قد سمت جُلاساً و جَلَّاساً؛ قال سیبویه عن الخلیل: هو مشتق، و اللَّه أَعلم.

جلدس؛ ج6، ص: 42

: جِلْداسٌ: اسم رجل؛ قال: عَجِّلْ لنا طعامَنا یا جِلْداسْ، علی الطعام یَقْتُلُ الناسُ الناسْ و قال أَبو حنیفة: الجِلْداسِیُّ من التین أَجوده یغرسونه غرساً، و هو تین أَسود لیس بالحالك فیه طول، و إِذا بلغ انقلع بأَذنابه و بطونه بیض و هو أَحلی تین الدنیا، و إِذا تمَّلأَ منه الآكل أَسكره، و ما أَقل من یُقْدِمُ علی أَكله علی الرِّیق لشدَّة حلاوته.

جمس؛ ج6، ص: 42

: الجامِسُ من النبات: ما ذهبت غُضُوضَتُه و رُطوبته فَوَلَّی وَجَسا. و جَمَسَ الوَدَكُ یَجْمُسُ جَمْساً و جُمُوساً و جَمُس: جَمَدَ، و كذا الماءُ، و الماءُ جامِسٌ أَی جامد، و قیل: الجُمُوسُ للودك و السمن و الجُمُودُ للماء؛ و كان الأَصمعی یعیب قول ذی الرمة: و نَقْری عَبِیطَ اللَّحْمِ و الماءُ جامِسُ و یقول: إِنما الجُموس للودك.و سئل عمر، رضی اللَّه عنه، عن فأْرَة وقعت فی سمن، فقال: إِن كان جامِساً أُلْقیَ ما حوله و أُكلَ، و إِن كان مائعاً أُریقَ كله؛ أَراد أَن السمن إِن كان جامداً أُخِذَ منه ما لَصِقَ الفأْرُ به فَرُمِیَ و كان باقیه طاهراً، و إِن كان ذائباً حین مات فیه نَجُسَ كله. و جَمَس و جَمَدَ بمعنی واحد. و دَمٌ جَمِیسٌ: یابس. و صخرة جامسة: یابسة لازمة لمكانها مقشعرّة. و الجُمْسَةُ: القطعة الیابسة من التمر. و الجُمْسَةُ: الرُّطَبَة التی رَطُبَتْ كلها و فیها یُبْسٌ. الأَصمعی: یقال للرُّطَبة و البُسْرَة إِذا دخلها كلها الإِرْطابُ و هی صُلْبَة لم تنهضم بَعْدُ فهی جُمْسَة، و جمعها جُمْسٌ. و‌فی حدیث ابن عمیر: لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ؛ إِن جعلتَ الجُمْسَ من نعت الفُطْسِ و ترید بها التمر كان معناه الصُّلْبَ العَلِكَ، و إِن جعلته من نعت الزُّبْد كان معناه الجامد؛ قال ابن الأَثیر: قاله الخطابی، قال: و قال الزمخشری الجَمْسُ، بالفتح، الجامد، و بالضم: جمع جُمْسَة، و هی البُسْرَة التی أَرْطَبت كلُّها و هی صُلْبَةٌ لم تنهضم بَعْدُ. و الجاموس: الكَمْأَةُ. ابن سیدة: و الجَمامِیسُ الكمأَة، قال: و لم أَسمع لها بواحد؛ أَنشد أَبو حنیفة عن الفراء: ما أَنا بالغادی، و أَكْبَرُ هَمِّه جَمامِیسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 43
و الجامُوسُ: نوع من البَقر، دَخیلٌ، و جمعه جَوامِیسُ، فارسی معرّب، و هو بالعجمیة كَوامِیشُ.

جنس؛ ج6، ص: 43

: الجِنْسُ: الضَّربُ من كل شی‌ء، و هو من الناس و من الطیر و من حدود النَحْوِ و العَرُوضِ و الأَشیاء جملةٌ. قال ابن سیدة: و هذا علی موضوع عبارات أَهل اللغة و له تحدید، و الجمع أَجناس و جُنُوسٌ؛ قال الأَنصاری یصف النخل: تَخَیَّرْتُها صالحاتِ الجُنُوسِ، لا أَسْتَمِیلُ و لا أَسْتَقِیلُ و الجِنْسُ أَعم من النوع، و منه المُجانَسَةُ و التَجْنِیسُ. و یقال: هذا یُجانِسُ هذا أَی یشاكله، و فلان یُجانس البهائم و لا یُجانس الناسَ إِذا لم یكن له تمییز و لا عقل. و الإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا والیت سنّاً من أَسنان الإِبل علی حِدَة فقد صنفتها تصنیفاً كأَنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً و بنات اللبون صِنفاً و الحِقاق صِنْفاً، و كذلك الجَذَعُ و الثَّنیُّ و الرُّبَعُ. و الحیوان أَجناسٌ: فالناس جنس و الإِبل جنس و البقر جنس و الشَّاء جنس، و كان الأَصمعی یدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا إِذا كان من شكله، و یقول: لیس بعربی صحیح، و یقول: إِنه مولَّد. و قول المتكلمین: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا لیس من كلام العرب. و قول المتكلمین: تَجانَس الشیئان لیس بعربی أَیضاً إِنما هو توسع. و جئْ به من جِنْسِك أَی من حیث كان، و الأَعرف من حِسِّك [حَسِّك. التهذیب: ابن الأَعرابی: الجَنَسُ جُمُودٌ «2». و قال: الجَنَسُ المیاه الجامدة.

جنعس؛ ج6، ص: 43

: ناقة جَنْعَسٌ: قد أَسَنَّتْ و فیها شدّة؛ عن كراع.

جنفس؛ ج6، ص: 43

: التهذیب: جَنْفسَ إِذا اتَّخَمَ.

جوس؛ ج6، ص: 43

: الجَوْسُ: مصدر جاسَ جَوْساً و جَوَساناً، تردّد. و فی التنزیل العزیز: فَجٰاسُوا خِلٰالَ الدِّیٰارِ؛ أَی تردّدوا بینها للغارة، و هو الجَوَسانُ، و قال الفراء: قتلوكم بین بیوتكم، قال: و جاسُوا و حاسُوا بمعنی واحد یذهبون و یجیثون؛ و قال الزجاج: فَجٰاسُوا خِلٰالَ الدِّیٰارِ أَی فطافوا فی خلال الدیار ینظرون هل بقی أَحد لم یقتلوه؛ و فی الصحاح: فَجٰاسُوا خِلٰالَ الدِّیٰارِ أَی تخللوها فطلبوا ما فیها، كما یَجُوس الرجلُ الأَخبار أَی یطلبها، و كذلك الاجْتِیاسُ. و الجَوَسان، بالتحریك: الطوفان باللیل؛ و‌فی حدیث قُسِّ بن ساعدة: جَوْسَة الناظر لا یَحارُ‌أَی شدة نظره و تتابعه فیه، و‌یروی: حَثَّةُ الناظر … من الحَثِّ. و كلُّ ما وُطِئَ، فقد جِیسَ. و الجَوْسُ: كالدَّوس. و رجل جَوَّاسٌ: یَجُوسُ كلَّ شی‌ء یَدُوسُه. و جاء یَجُوسُ الناسَ أَی یتخطاهم. و الجَوْسُ: طلب الشی‌ء باستقصاء. الأَصمعی: تركت فلاناً یَجُوسُ بنی فلان و یَحُوسُهم أَی یدوسهم و یطلب فیهم؛ و أَنشد أَبو عبید: یَجُوسُ عَمارَةً و یَكُفُّ أُخری لنا، حتی یُجاوِزَها دَلیلُ یَجُوسُ: یتخلل. أَبو عبید: كل موضع خالطته و وَطِئْتَه، فقد جُسْته و حُسته. و الجُوسُ: الجُوع. یقال: جُوساً له و بُوساً، كما یقال: جُوعاً له و نُوعاً. و حكی ابن الأَعرابی: جُوساً له كقوله بُوساً له.
(2). قوله [الجنس جمود] عبارة القاموس: و الجنس، بالتحریك، جمود الماء و غیره.
لسان العرب، ج‌6، ص: 44
و جُوسُ: اسم أَرض «1»؛ قال الراعی: فلما حَبا من دُونِها رَمْلُ عالِجٍ و جُوسٌ، بَدَتْ أَثْباجُهُ و دَجُوجُ ابن الأَعرابی: جاساه عاداه و جاساه رفوته «2». و جَوَّاسٌ: اسم.

جیس؛ ج6، ص: 44

: جَیْسانُ: موضع معروف، و رواه ابن دُرَیْد بالشین المعجمة، و سیأْتی ذكره. و جَیْسانُ: اسم، و اللَّه أَعلم.

فصل الحاء المهملة؛ ج6، ص: 44

حبس؛ ج6، ص: 44

: حَبَسَه یَحْبِسُه حَبْساً، فهو مَحْبُوس و حَبِیسٌ، و احْتَبَسَه و حَبَّسَه: أَمسكه عن وجهه. و الحَبْسُ: ضدّ التخلیة. و احْتَبَسَه و احْتَبَسَ بنفسه، یتعدّی و لا یتعدّی. و تَحَبَّسَ علی كذا أَی حَبَس نفسه علی ذلك. و الحُبْسة، بالضم: الاسم من الاحْتِباس. یقال: الصَّمْتُ حُبْسَة. سیبویه: حَبَسَه ضبطه و احْتَبَسَه اتخذه حَبیساً، و قیل: احْتِباسك إِیاه اختصاصُك نَفْسَكَ به؛ تقول: احْتَبَسْتُ الشی‌ء إِذا اختصصته لنفسك خاصة. و الحَبْسُ و المَحْبَسَةُ و المَحْبِسُ: اسم الموضع. و قال بعضهم: المَحْبِسُ یكون مصدراً كالحَبْس، و نظیره قوله تعالی: إِلَی اللّٰهِ مَرْجِعُكُمْ*؛ أَی رُجُوعكم؛ وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِیضِ؛ أَی الحَیْضِ؛ و مثله ما أَنشده سیبویه للراعی: بُنِیَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ، لا یَسْتَطِیعُ بها القُرادُ مَقِیلا أَی قَیْلُولة. قال ابن سیدة: و لیس هذا بمطرد إنما یقتصر منه علی ما سمع. قال سیبویه: المَحْبِسُ علی قیاسهم الموضع الذی یُحْبَس فیه، و المَحْبَس المصدر. اللیث: المَحْبِسُ یكون سجناً و یكون فِعْلًا كالحبس. و إِبل مُحْبَسَة: داجِنَة كأَنها قد حُبِسَتْ عن الرَّعْی. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: لا یُحْبَسُ دَرُّكُم‌أَی لا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ، و هو اللبن، عن المَرْعَی بحَشْرِها و سَوْقِها إِلی المُصَدِّقِ لیأْخذ ما علیها من الزكاة لما فی ذلك من الإِضرار بها. و‌فی حدیث الحُدَیبِیة: حَبَسها حابِسُ الفیل؛ هو فیل أَبْرَهَةَ الحَبَشِیِّ الذی جاء یقصد خراب الكعبة فَحَبَس اللَّه الفیلَ فلم یدخل الحرم و رَدَّ رأْسَه راجعاً من حیث جاء، یعنی أَن اللَّه حبس ناقة رسوله لما وصل إِلی الحدیبیة فلم تتقدم و لم تدخل الحرم لأَنه أَراد أَن یدخل مكة بالمسلمین. و‌فی حدیث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه الزمخشری و قال: الحُبُسُ جمع حابس من حَبَسَه إِذا أَخره، أَی أَنها صوابر علی العطش تؤخر الشُّرْبَ، و الروایة بالخاء و النون. و [المَحْبِسُ المَحْبَسُ: مَعْلَفُ الدابة. و المِحْبَسُ: المِقْرَمَةُ یعنی السِّتْرَ، و قد حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس، و هی المِقْرَمَةُ التی تبسط علی وجه الفِراشِ للنوم. و فی النوادر: جعلنی اللَّه رَبیطَةً لكذا و حَبِیسَة أَی تذهب فتفعل الشی‌ء و أُوخَذُ به. و زِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِك للماء، و تسمی مَصْنَعَة الماءِ حابِساً، و الحُبُسُ، بالضم: ما وُقِفَ. و حَبَّسَ الفَرَسَ فی سبیل اللَّه و أَحْبَسَه، فهو مُحَبَّسٌ و حَبیسٌ، و الأُنثی حَبِیسَة، و الجمع حَبائس؛ قال ذو الرمة: سِبَحْلًا أَبا شِرْخَیْنِ أَحْیا بَناتِه مَقالِیتُها، فهی اللُّبابُ الحَبائِسُ
(1). قوله [و جوس اسم أرض] الذی فی یاقوت: و جوش، بفتح الجیم و سكون الواو و شین معجمة، و استشهد بالبیت علی ذلك. (2). كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌6، ص: 45
و‌فی الحدیث: ذلك حَبیسٌ فی سبیل اللَّه؛ أَی موقوف علی الغزاة یركبونه فی الجهاد، و الحَبِیسُ فعیل بمعنی مفعول. و كل ما حُبِسَ بوجه من الوجوه حَبیسٌ. اللیث: الحَبیسُ الفرس یجعل حَبِیساً فی سبیل اللَّه یُغْزی علیه. الأَزهری: و الحُبُسُ جمع الحَبِیس یقع علی كل شی‌ء، وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا یورث و لا یباع من أَرض و نخل و كرم و مُسْتَغَلٍّ، یُحَبَّسُ أَصله وقفاً مؤبداً و تُسَبَّلُ ثمرته تقرباً إِلی اللَّه عز و جل، كما‌قال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لعمر فی نخل له أَراد أَن یتقرب بصدقته إِلی اللَّه عز و جل فقال له: حَبِّسِ الأَصلَ و سَبِّل الثمرة؛ أَی اجعله وقفاً حُبُساً، و معنی تحبیسه أَن لا یورث و لا یباع و لا یوهب و لكن یترك أَصله و یجعل ثمره فی سُبُلِ الخیر، و أَما ما‌روی عن شُرَیْح أَنه قال: جاءَ محمد، صلی اللَّه علیه و سلم، بإِطلاق الحُبْس‌فإِنما أَراد بها الحُبُسَ، هو جمع حَبِیسٍ، و هو بضم الباء، و أَراد بها ما كان أَهل الجاهلیة یَحْبِسُونه من السوائب و البحائر و الحوامی و ما أَشبهها، فنزل القرآن بإِحلال ما كانوا یحرّمون منها و إِطلاق ما حَبَّسوا بغیر أَمر اللَّه منها. قال ابن الأَثیر: و هو فی كتاب الهروی بإسكان الباء لأَنه عطف علیه الحبس الذی هو الوقف، فإِن صح فیكون قد خفف الضمة، كما قالوا فی جمع رغیف رُغْفٌ، بالسكون، و الأَصل الضم، أَو أَنه أَراد به الواحد. قال الأَزهری: و أَما الحُبُسُ التی وردت السنَّة بتحبیس أَصلها و تسبیل ثمرها فهی جاریة علی ما سَنَّها المصطفی، صلی اللَّه علیه و سلم، و علی ما أَمر به عمر، رضی اللَّه عنه، فیها. و‌فی حدیث الزكاة: أَن خالداً جَعَلَ رَقِیقَه و أَعْتُدَه حُبُساً فی سبیل اللَّه؛ أَی وقفاً علی المجاهدین و غیرهم. یقال: حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً و أَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَی وقفت، و الاسم الحُبس، بالضم؛ و الأَعْتُدُ: جمع العَتادِ، و هو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب، و قد تقدم. و‌فی حدیث ابن عباس: لما نزلت آیة الفرائض قال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: لا حُبْسَ بعد سورة النساء، أَی لا یُوقَف مال و لا یُزْوَی عن وارثه، إِشارة إِلی ما كانوا یفعلونه فی الجاهلیة من حَبْس مال المیت و نسائه، كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن أَولیاء المیت كانوا أَولی بهن عندهم. قال ابن الأَثیر: و قوله لا حبس، یجوز بفتح الحاء علی المصدر و بضمها علی الاسم. و الحِبْسُ: كلُّ ما سدَّ به مَجْری الوادی فی أَیّ موضع حُبِسَ؛ و قیل: الحِبْس حجارة أَو خشب تبنی فی مجری الماء لتحبسه كی یشرب القومُ و یَسقوا أَموالَهُم، و الجمع أَحْباس، سمی الماء به حِبْساً كما یقال له نِهْیٌ؛ قال أَبو زرعة التیمی: من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ، رَابٍ مُنِیفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ فَشِمْتُ فیها كعَمُود الحِبْسِ، أَمْعَسُها یا صاحٍ، أَیَّ مَعْسِ حتی شَفَیْتُ نَفْسَها من نَفْسی، تلك سُلَیْمَی، فاعْلَمَنَّ، عِرْسِی الكَعْثَبُ: الرَّكَبُ. و المَعْسُ: النكاح مثل مَعْسِ الأَدیم إِذا دبغ و دُلِكَ دَلْكاً شدیداً فذلك مَعْسُه. و‌فی الحدیث: أَنه سأَل أَین حِبْسُ سَیَل فإِنه یوشك أَن یخرج منه نار تضی‌ء منها أَعناق الإِبل ببصری؛ هو من ذلك. و قیل: هو فلُوقٌ فی الحَرَّة یجتمع فیها ماء لو وردت علیه أُمَّة لوسعهم. و حِبْسُ سَیَل: اسم موضع بِحَرَّةِ بنی سلیم، بینها و بین
لسان العرب، ج‌6، ص: 46
السَّوارِقیَّة مسیرة یوم، و قیل: حُبْسُ سَیَل، بضم الحاء، الموضع المذكور. و الحُباسَة و الحِباسَة كالحِبْس؛ أَبو عمرو: الحَبْس مثل المَصْنَعة یجعل للماء، و جمعه أَحْباسٌ. و الحِبْس: الماء المستنقع، قال اللیث: شی‌ء یحبس به الماء نحو الحُباسِ [الحِباسِ فی المَزْرَفَة یُحْبَس به فُضول الماء، و الحُباسة فی كلام العرب: المَزْرَفَة، و هی الحُباسات [الحِباسات فی الأَرض قد أَحاطت بالدَّبْرَةِ، و هی المَشارَةُ یحبس فیها الماء حتی تمتلئَ ثم یُساق الماء إِلی غیرها. ابن الأَعرابی: الحَبْسُ الشجاعة، و الحِبْسُ، بالكسر «1»، حجارة تكون فی فُوْهَة النهر تمنع طُغْیانَ الماءِ. و الحِبْسُ: نِطاق الهَوْدَج. و الحِبْسُ: المِقْرَمَة. و الحِبْسُ: سوار من فضة یجعل فی وسط القِرامِ، و هو سِتْرٌ یُجْمَعُ به لیُضِی‌ء البیت. و كَلأٌ حابسٌ: كثیر یَحْبِسُ المالَ. و الحُبْسَة و الاحْتِباس فی الكلام: التوقف. و تحَبَّسَ فی الكلام: توقَّفَ. قال المبرد فی باب علل اللسان: الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته، و العُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام. ابن الأَعرابی: یكون الجبل خَوْعاً أَی أَبیض و یكون فیه بُقْعَة سوداء، و یكون الجبلُ حَبْساً أَی أَسودَ و یكون فیه بقعة بیضاء. و‌فی حدیث الفتح: أَنه بعث أَبا عبیدة علی الحُبْسِ؛ قال القُتَیبی: هم الرَّجَّالة، سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان و تأَخرهم؛ قال: و أَحْسِبُ الواحد حَبیساً، فعیل بمعنی مفعول، و یجوز أَن یكون حابساً كأَنه یَحْبِسُ من یسیر من الرُّكبان بمسیره. قال ابن الأَثیر: و أَكثر ما یروی الحُبَّس، بتشدید الباء و فتحها، فإِن صحت الروایة فلا یكون واحدها إِلا حابساً كشاهد و شُهَّد، قال: و أَما حَبیس فلا یعرف فی جمع فَعِیل فُعَّلٌ، و إِنما یعرف فیه فُعُل كنَذِیر و نُذُر، و قال الزمخشری: الحُبُسُ، بضم الباء و التخفیف، الرَّجَّالة، سموا بذلك لحبسهم الخیالة ببُطْءِ مشیهم، كأَنه جمع حَبُوس، أَو لأَنهم یتخلفون عنهم و یحتبسون عن بلوغهم كأَنه جمع حَبِیسٍ؛ الأَزهری: و قول العجاج: حَتْف الحِمام و النُّحُوسَ النُّحَّسا التی لا یدری كیف یتجه لها.و حابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا أَراد: و حابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ، فقلبه و نصبه، و مثله كثیر. و قد سمت حابِساً و حَبِیساً، و الحَبْسُ: موضع. و فی الحدیث ذكر ذات حَبِیس، بفتح الحاء و كسر الباء، و هو موضع بمكة. و حَبِیس أَیضاً: موضع بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّینَ. و حابِسٌ: اسم أَبی الأَقرع التمیمی.

حبرقس؛ ج6، ص: 46

: الحَبَرْقَسُ: الضَّئِیلُ من البِكارَةِ و الحُملان، و قیل: هو الصغیر الخَلْقِ من جمیع الحیوان. و الحَبَرْقَسُ: صغار الإِبل، و هو بالصاد، و قد ذكر فی ترجمة حَبَرْقَصَ.

حبلبس؛ ج6، ص: 46

: الحَبَلْبَسُ: الحریص اللازم للشی‌ء و لا یفارقه كالحَلْبَسِ.

حدس؛ ج6، ص: 46

: الأَزهری: الحَدْسُ التوهم فی معانی الكلام و الأُمور؛ بلغنی عن فلان أَمر و أَنا أَحْدُسُ فیه أَی أَقول بالظن و التوهم. و حَدَسَ علیه ظنه یَحْدِسه و یَحْدُسُه حَدْساً: لم یحققه. و تَحَدَّسَ أَخبارَ الناس و عن أَخبار الناس: تَخَیَّر عنها و أَراغها لیعلمها من حیث لا یعرفون به. و بَلَغَ به الحِدَاسَ أَی الأَمرَ الذی ظن أَنه الغایة التی یجری إِلیها و أَبعد، و لا
(1). قوله [و الحبس بالكسر] حكی المجد فتح الحاء أَیضاً
لسان العرب، ج‌6، ص: 47
تقل الإِدَاسَ: و أَصلُ الحَدْسِ الرمی، و منه حَدْسُ الظن إِنما هو رَجْمٌ بالغیب. و الحَدْسُ: الظنّ و التخمین. یقال: هو یَحْدِس، بالكسر، أَی یقول شیئاً برأَیه. أَبو زید: تَحَدَّسْتُ عن الأَخبار تَحَدُّساً و تَنَدَّسْتُ عنها تَنَدُّساً و تَوَجَّسْت إِذا كنت تُرِیغُ أَخبار الناس لتعلمها من حیث لا یعلمون. و یقال: حَدَسْتُ علیه ظنی و نَدَسْتُه إِذا ظننت الظن و لا تَحُقُّه. و حَدَسَ الكلامَ علی عواهِنِه: تَعَسَّفه و لم یَتَوَقَّه. و حَدَسَ الناقة یَحْدِسُها حَدْساً: أَناخها، و قیل: أَناخها ثم وَجَأَ بشَفْرَتِه فی منحرها. و حَدَس بالناقة: أَناخها، و فی التهذیب؛ إِذا وَجَأَ فی سَبَلتها، و السَّبَلَةُ هاهنا: نَحْرُها. یقال: ملأَ الوادی إِلی أَسبالِه أَی إِلی شفاهِه. و حَدَسْتُ فی لَبَّةِ البعیر أَی وَجَأْتها. و حَدَس الشاةَ یَحْدِسها حَدْساً: أَضجعها لیذبحها. و حَدَسَ بالشاة: ذبحها. و منه المثل السائر: حَدَسَ لهم بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ؛ یعنی الشاة المهزولة، و قال الأَزهری: معناه أَنه ذبح لأَضیافه شاة سمینة أَطفأَت من شحمها تلك الرَّضْف. و قال ابن كناسَةَ: تقول العرب: إِذا أَمسی النَّجْمُ قِمَّ الرأْس فَعُظْماها فاحْدِسْ؛ معناه انْحَرْ أَعظم الإِبل. و حَدَس بالرجل یَحْدِسُ حَدْساً، فهو حَدِیسٌ: صَرَعَه؛ قال معدیكرب: لمن طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسا؟ تَبَدَّلَ آراماً و عِیناً كَوانِسا تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ و حَیْرَماً، و أَصْبَحْتُ فی أَطلالِها الیومَ جالِسا بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَیَّا تَرَی به، من القوم، مَحْدُوساً و آخر حادِسا العَمْقُ: ما بَعُدَ من طرف المفازة. و الآرام: الظباء البیض البطون. و العِینُ: بقر الوحش. و الكَوانِسُ: المقیمة فی أَكنستها. و كناس الظبی و البقرة: بیتهما. و الحُبَیَّا: موضع. و شَطُّه: ناحیته. و الحَیْرَمُ: بقر الوحش، الواحدة حَیرمة. و حَدَسَ به الأَرض حَدْساً: ضربها به. و حَدَسَ الرجلَ: وَطِئَه. و الحَدْسُ: السرعة و المُضِیُّ علی استقامة، و یوصف به فیقال: سَیْرٌ حَدْسٌ؛ قال: كأَنها من بَعْدِ سَیْرٍ حَدْسِ فهو علی ما ذكرنا صفة و قد یكون بدلًا. و حَدَسَ فی الأَرض یَحْدِسُ حَدْساً: ذهب. و الحَدْسُ: الذهاب فی الأَرض علی غیر هدایة. قال الأَزهری: الحَدْسُ فی السیر سرعة و مضیٌّ علی غیر طریقة مستمرة. الأُمَوِیُّ: حَدَس فی الأَرض و عَدَسَ یَحْدِسُ و یَعْدِسُ إِذا ذهب فیها. و بنو حَدَسٍ: حَیٌّ من الیمن؛ قال: لا تَخْبِزا خَبْزاً و بُسّا بَسَّا، مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِیِّ مَلْسا و حَدَسٌ: اسم أَبی حیٍّ من العرب و حَدَسْتُ بسهم: رمیت. و حَدَسْتُ برجلی الشی‌ء أَی وَطِئْتُه. و حَدَسْ: زجر للبغال كعَدَسْ، و‌قیل: حَدَسْ و عَدَسْ اسما بَغَّالَیْن علی عهد سلیمان بن داود، علیهما السلام، كانا یَعْنُفانِ علی البِغالِ، فإِذا ذُكِرَا نَفَرَتْ خوفاً مما كانت تلقی منهما؛ قال: إِذا حَمَلْتُ بِزَّتی علی حَدَسْ و العرب تختلف فی زجر البغال فبعض یقول: عَدَسْ، و بعض یقول: حَدَسْ؛ قال الأَزهری: و عَدَسْ أَكثر من حَدَسْ؛ و منه قول ابن مُفَرِّع: عَدَسْ ما لعَبَّادٍ علیكِ إِمارَةٌ نَجَوْت، و هذا تَحْمِلینَ طَلِیقُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 48
جعل عَدَسْ اسماً للبغلة، سماها بالزَّجْرِ: عَدَسْ.

حرس؛ ج6، ص: 48

: حَرَسَ الشی‌ء یَحْرُسُه و یَحْرِسُه حَرْساً: حفظه؛ و هم الحُرَّاسُ و الحَرَسُ و الأَحْراسُ. و احْتَرس منه: تَحَرَّزَ. و تَحَرَّسْتُ من فلان و احْتَرَسْتُ منه بمعنی أَی تحفظت منه. و فی المثل: مُحْتَرِسٌ من مثله و هو حارِسٌ؛ یقال ذلك للرجل الذی یُؤْتَمَنُ علی حفظ شی‌ء لا یؤمن أَن یخون فیه. قال الأَزهری: الفعل اللازم یَحْتَرِسُ كأَنه یحترز، قال: و یقال حارسٌ و حَرَسٌ للجمیع كما یقال خادِمٌ و خَدَمٌ و عاسٌّ و عَسَسٌ. و الحَرَسُ: حَرَسُ السلطان، و هم الحُرَّاسُ، الواحد حَرَسِیٌّ، لأَنه قد صار اسم جنس فنسب إِلیه، و لا تقل حارِسٌ إِلا أَن تذهب به إِلی معنی الحِراسَة دون الجنس. و‌فی معاویة، رضی اللَّه عنه: أَنه تناول قُصَّة شعر كانت فی ید حَرَسِیٍّ؛ الحرسی، بفتح الراءِ: واحد الحُرَّاس. و الحَرَس و هم خَدَمُ السلطان المرتبون لحفظه و حِراسَتِه. و البناء الأَحْرَسُ: هو القدیم العادِیُّ الذی أَتی علیه الحَرْس، و هو الدهر. قال ابن سیدة: و بناء أَحْرَسُ أَصم. و حَرَسَ الإِبل و الغنم یَحْرُسها [یَحْرِسها و احْتَرَسَها: سرقها لیلًا فأَكلها، و هی الحَرائِس. و‌فی الحدیث: أَن غِلْمَةً لحاطب بن أَبی بَلْتَعَةَ احْتَرَسُوا ناقة لرجل فانتحروها.و قال شمر: الاحْتِراسُ أَن یؤْخذ الشی‌ء من المرعی، و یقال للذی یسرق الغنم: مُحْتَرِس، و یقال للشاة التی تُسْرَق: حَرِیسَة. الجوهری: الحَریسَة الشاة تسرق لیلًا. و الحَریسة: السرقة. و الحَریسَة أَیضاً: ما احْتُرِس منها. و‌فی الحدیث: حَریسَة الجبل لیس فیها قَطْع؛ أَی لیس فیما یُحْرَس بالجبل إِذا سُرِق قطع لأَنه لیس بحرز. و الحَریسَة، فعیلة بمعنی مفعولة أَی أَن لها من یَحْرُسها و یحفظها، و منهم من یجعل الحَریسَة السرقة نفسها. یقال: حَرَس یَحْرِس حَرْساً إِذا سرق، فهو حارس و مُحْتَرِس، أَی لیس فیما یُسْرَق من الجبل قطع. و‌فی الحدیث الآخر: أَنه سئل عن حریسة الجبل فقال: فیها غُرْم مثلها و جَلَداتٌ نكالًا فإِذا آواها المُراح ففیها القطع.و یقال للشاة التی یدركها اللیل قبل أَن تصل إِلی مُراحِها: حَرِیسة. و‌فی حدیث أَبی هریرة: ثمن الحَریسَة حرام لعینها‌أَی أَكل المسروقة و بیعها و أَخذ ثمنها حرام كله. و فلان یأْكل الحِراساتِ إِذا تَسَرَّق غَنَمَ الناس فأَكلها. و الاحتراس أَن یُسْرَق الشی‌ء من المرعی. و الحَرْسُ: وقت من الدهر دون الحُقْب. و الحَرْسُ: الدهر؛ قال الراجز: فی نِعْمَةٍ عِشْنا بذاك حَرْسا و الجمع أَحْرُس؛ قال: وقَفْتُ بعَرَّافٍ علی غیرِ مَوْقِف، علی رَسْمِ دارٍ قد عَفَتْ مُنذُ أَحْرُسِ و قال إمرؤ القیس: لِمَنْ طَلَلٌ داثِرٌ آیُهُ، تَقادَمَ فی سالِف الأَحْرُسِ؟ و المُسْنَدُ: الدهر. و أَحْرَسَ بالمكان: أَقام به حَرْساً؛ قال رؤبة: و إِرَمٌ أَحْرَسُ فوقَ عَنْزِ العَنْز: الأَكَمَة الصغیرة. و الإِرَمُ: شبه عَلَمٍ یُبْنی فوق القارَة یستدل به علی الطریق. قال الأَزهری: و العَنْزُ قارة سوداء، و یروی: و إِرَمٌ أَعْیَسُ فوق عنز و المِحْراسُ: سهم عظیم القدر. و الحَرُوسُ: موضع.
لسان العرب، ج‌6، ص: 49
و الحَرْسانِ: الجَبَلانِ یقال لأَحدهما حَرْسُ قَسا؛ و قال: هُمُ ضَرَبُوا عن قَرْحِها بِكَتِیبَةٍ، كبَیْضاءِ حَرْسٍ فی طَرائِقِها الرَّجْلُ «2» البیضاء: هَضْبَةٌ فی الجَبَلِ.

حربس؛ ج6، ص: 49

: أَرض حَرْبَسِیسٌ: صُلْبَة كعَرْبَسیس.

حرقس؛ ج6، ص: 49

: الحُرْقُوسُ: لغة فی الحُرْقُوص و هو مذكور فی باب الصاد.

حرمس؛ ج6، ص: 49

: الحِرْمِسُ: الأَمْلَسُ. و الحِرْماسُ: الأَمْلَسُ. و أَرض حِرْماس: صُلبة شدیدة. أَبو عمرو: بلد حِرْماس أَی أَملس؛ و أَنشد: جاوَزْنَ رَمْلَ أَیْلَةَ الدَّهَاسا، و بَطْنَ لُبْنَی بَلَداً حِرْماسا و سِنونَ حَرامِسُ أَی شِدادٌ مُجْدِبَةٌ، واحدها حِرْمِسٌ.

حسس؛ ج6، ص: 49

: الحِسُّ و الحَسِیسُ: الصوتُ الخَفِیُّ؛ قال اللَّه تعالی: لٰا یَسْمَعُونَ حَسِیسَهٰا. و الحِسُّ، بكسر الحاء: من أَحْسَسْتُ بالشی‌ء. حسَّ بالشی‌ء یَحُسُّ حَسّاً و حِسّاً و حَسِیساً و أَحَسَّ به و أَحَسَّه: شعر به؛ و أَما قولهم أَحَسْتُ بالشی‌ء فعلی الحَذْفِ كراهیة التقاء المثلین؛ قال سیبویه: و كذلك یفعل فی كل بناء یُبْنی اللام من الفعل منه علی السكون و لا تصل إِلیه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ. الأَزهری: و یقال هل أَحَسْتَ بمعنی أَحْسَسْتَ، و یقال: حَسْتُ بالشی‌ء إِذا علمته و عرفته، قال: و یقال أَحْسَسْتُ الخبَرَ و أَحَسْتُه و حَسَیتُ و حَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً. و تقول: ما أَحْسَسْتُ بالخبر و ما أَحَسْت و ما حَسِیتُ ما حِسْتُ أَی لم أَعرف منه شیئا «3». قال ابن سیدة: و قالوا حَسِسْتُ به و حَسَیْتُه و حَسِیت به و أَحْسَیْتُ، و هذا كله من محوَّل التضعیف، و الاسم من كل ذلك الحِسُّ. قال الفراء: تقول من أَین حَسَیْتَ هذا الخبر؛ یریدون من أَین تَخَبَّرْته. و حَسِسْتُ بالخبر و أَحْسَسْتُ به أَی أَیقنت به. قال: و ربما قالوا حَسِیتُ بالخبر و أَحْسَیْتُ به، یبدلون من السین یاء؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطایا حَسِینَ به، فهنّ إِلیه شُوسُ قال الجوهری: و أَبو عبیدة یروی بیت أَبی زبید: أَحَسْنَ به فهن إلیه شُوسُ و أَصله أَحْسَسْنَ، و قیل أَحْسَسْتُ؛ معناه ظننت و وجدت. و حِسُّ الحمَّی و حِساسُها: رَسُّها و أَولها عند ما تُحَسُّ؛ الأَخیرة عن اللحیانی. الأَزهری: الحِسُّ مس الحُمَّی أَوّلَ ما تَبْدأُ، و قال الأَصمعی: أَول ما یجد الإِنسان مَسَّ الحمی قبل أَن تأْخذه و تظهر، فذلك الرَّسُّ، قال: و یقال وَجَدَ حِسّاً من الحمی. و‌فی الحدیث: أَنه قال لرجل متی أَحْسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمٍ؟أَی متی وجدت مَسَّ الحمی. و قال ابن الأَثیر: الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ، و هی مَشاعِرُ الإِنسان كالعین و الأُذن و الأَنف و اللسان و الید، و حَواسُّ الإِنسان: المشاعر الخمس و هی
(2). قوله [عن قرحها] الذی فی یاقوت: عن وجهها. (3). عبارة المصباح: و أحس الرجل الشی‌ء إحساساً علم به، و ربما زیدت الباء فقیل: أحسّ به علی معنی شعر به. و حسست به من باب قتل لغة فیه، و المصدر الحس، بالكسر، و منهم من یخفف الفعلین بالحذف یقول: أحسته و حست به، و منهم من یخفف فیهما بإبدال السین یاء فیقول: حسیت و أَحسیت و حسست بالخبر من باب تعب و یتعدی بنفسه فیقال: حسست الخبر، من باب قتل. انتهی. باختصار.
لسان العرب، ج‌6، ص: 50
الطعم و الشم و البصر و السمع و اللمس. و حَواسُّ الأَرض خمس: البَرْدُ و البَرَدُ و الریح و الجراد و المواشی. و الحِسُّ: وجع یصیب المرأَة بعد الولادة، و قیل: وجع الولادة عند ما تُحِسُّها، و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه مَرَّ بامرأَة قد ولدت فدعا لها بشربة من سَوِیقٍ و قال: اشربی هذا فإِنه یقطع الحِسَّ.و تَحَسَّسَ الخبر: تطلَّبه و تبحَّثه. و فی التنزیل: یٰا بَنِیَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَ أَخِیهِ. و قال اللحیانی: تَحَسَّسْ فلاناً و من فلان أَی تَبَحَّثْ، و الجیم لغیره. قال أَبو عبید: تَحَسَّسْت الخبر و تَحَسَّیته، و قال شمر: تَنَدَّسْتُه مثله. و قال أَبو معاذ: التَحَسُّسُ شبه التسمع و التبصر؛ قال: و التَجَسُّسُ، بالجیم، البحث عن العورة، قاله فی تفسیر قوله تعالی: وَ لٰا تَجَسَّسُوا و لا تَحَسَّسُوا. ابن الأَعرابی: تَجَسَّسْتُ الخبر و تَحَسَّسْتُه بمعنی واحد. و تَحَسَّسْتُ من الشی‌ء أَی تَخَبَّرت خبره. و حَسَّ منه خبراً و أَحَسَّ، كلاهما: رأَی. و علی هذا فسر قوله تعالی: فَلَمّٰا أَحَسَّ عِیسیٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ. و حكی اللحیانی: ما أَحسَّ منهم أَحداً أَی ما رأَی. و فی التنزیل العزیز: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ، و قیل فی قوله تعالی: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ، معناه هل تُبْصِرُ هل تَری؟ قال الأَزهری: و سمعت العرب یقول ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا وقف علی «1» … أَحوالًا و أَحِسُّوا ناقةً صفتها كذا و كذا؛ و معناه هل أَحْسَستُم ناقة، فجاؤوا به علی لفظ الأَمر؛ و قال الفراء فی قوله تعالی: فَلَمّٰا أَحَسَّ عِیسیٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ، و فی قوله: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ، معناه: فلما وَجَد عیسی، قال: و الإِحْساسُ الوجود، تقول فی الكلام: هل أَحْسَسْتَ منهم من أَحد؟ و قال الزجاج: معنی أَحَسَّ علم و وجد فی اللغة. و یقال: هل أَحسَست صاحبك أَی هل رأَیته؟ و هل أَحْسَسْت الخبر أَی هل عرفته و علمته. و قال اللیث فی قوله تعالی: فَلَمّٰا أَحَسَّ عِیسیٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ؛ أَی رأَی. یقال: أَحْسَسْتُ من فلان ما ساءنی أَی رأَیت. قال: و تقول العرب ما أَحَسْتُ منهم أَحداً، فیحذفون السین الأُولی، و كذلك فی قوله تعالی: وَ انْظُرْ إِلیٰ إِلٰهِكَ الَّذِی ظَلْتَ عَلَیْهِ عٰاكِفاً، و قال: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، و قرئ: فَظِلْتُم، أُلقیت اللام المتحركة و كانت فَظَلِلْتُم. و قال ابن الأَعرابی: سمعت أَبا الحسن یقول: حَسْتُ و حَسِسْتُ و وَدْتُ و وَدِدْتُ و هَمْتُ و هَمَمْتُ. و‌فی حدیث عوف بن مالك: فهجمت علی رجلین فلقت هل حَسْتُما من شی‌ء؟ قالا: لا.و‌فی خبر أَبی العارِم: فنظرت هل أُحِسُّ سهمی فلم أَرَ شیئاً‌أَی نظرت فلم أَجده. و قال: لا حَساسَ من ابْنَیْ مُوقِدِ النار؛ زعموا أَن رجلین كانا یوقدان بالطریق ناراً فإِذا مرَّ بهما قوم أَضافاهم، فمرَّ بهما قوم و قد ذهبا، فقال رجل: لا حَساسَ من ابْنَیْ مُوقِدِ النار، و قیل: لا حَسَاسَ من ابنی موقد النار، لا وجود، و هو أَحسن. و قالوا: ذهب فلان فلا حَساسَ به أَی لا یُحَسُّ به أَو لا یُحَسُّ مكانه. و الحِسُّ و الحَسِیسُ: الذی تسمعه مما یمرّ قریباً منك و لا تراه، و هو عامٌّ فی الأَشیاء كلها؛ و أَنشد فی صفة بازٍ: تَرَی الطَّیْرَ العِتاقَ یَظَلْنَ منه جُنُوحاً، إِن سَمِعْنَ له حَسِیسا و قوله تعالی: لٰا یَسْمَعُونَ حَسِیسَهٰا أَی لا یسمعون حِسَّها و حركة تَلَهُّبِها. و الحَسیسُ و الحِسُّ: الحركة. و‌فی الحدیث: أَنه كان فی مسجد الخَیْفِ فسمع حِسَّ حَیَّةٍ؛ أَی حركتها و صوت مشیها؛ و منه
(1). كذا بیاض بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 51
الحدیث: إِن الشیطان حَسَّاس لَحَّاسٌ؛ أَی شدید الحسِّ و الإِدراك. و ما سمع له حِسّاً و لا جِرْساً؛ الحِسُّ من الحركة و الجِرْس من الصوت، و هو یصلح للإِنسان و غیره؛ قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَلیّ: و للقِسِیِّ أَزامِیلٌ و غَمْغَمَةٌ، حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ و البَرَدا و الحِسُّ: الرَّنَّةُ. و جاءَ بالمال من حِسِّه و بِسِّه و حَسِّه و بَسِّه، و فی التهذیب: من حَسِّه و عَسِّه أَی من حیث شاءَ. و جئنی من حَسِّك و بَسِّك؛ معنی هذا كله من حیث كان و لم یكن. و قال الزجاج: تأْویله جئ به من حیث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو یُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرُّفِك. و‌فی الحدیث أَن رجلًا قال: كانت لی ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطینی مائة دینار؟ فطلبتها من حِسِّی [حَسِّی و بِسِّی [بَسِّی؛ أَی من كل جهة. و حَسِّ، بفتح الحاء و كسر السین و ترك التنوین: كلمة تقال عند الأَلم. و یقال: إِنی لأَجد حِسّاً من وَجَعٍ؛ قال العَجَّاجُ: فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ، عَطْفَ البَلایا المَسَّ بعد المَسِّ و حَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ، أَن یَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ یسمهرّوا: یشتدوا. و الضِّراس: المُعاضَّة. و الضَّرْسُ: العَضُّ. و یقال: لآخُذَنَّ منك الشی‌ء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَی بمُشادَّة أَو رفق، و مثله: لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. و العرب تقول عند لَذْعة النار و الوجع الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، و ضُرِبَ فما قال حَسٍّ و لا بَسٍّ، بالجر و التنوین، و منهم من یجر و لا ینوِّن، و منهم من یكسر الحاء و الباء فیقول: حِسٍّ و لا بِسٍّ، و منهم من یقول حَسّاً و لا بَسّاً، یعنی التوجع. و یقال: اقْتُصَّ من فلان فما تَحَسَّسَ أَی ما تَحَرَّك و ما تَضَوَّر. الأَزهری: و بلغنا أَن بعض الصالحین كان یَمُدُّ إِصْبعه إِلی شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال: حَسِّ حَسِّ كیف صَبْرُكَ علی نار جهنم و أَنت تَجْزَعُ من هذا؟ قال الأَصمعی: ضربه فما قال حَسِّ، قال: و هذه كلمة كانت تكره فی الجاهلیة، و حَسِّ مثل أَوَّهْ، قال الأَزهری: و هذا صحیح. و‌فی الحدیث: أَنه وضع یده فی البُرْمَة لیأْكل فاحترقت أَصابعه فقال: حَسِّ؛ هی بكسر السین و التشدید، كلمة یقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه و أَحرقه غفلةً كالجَمْرة و الضَّرْبة و نحوها. و‌فی حدیث طلحة، رضی اللَّه عنه: حین قطعت أَصابعه یوم أُحُدٍ قال: حَسِّ، فقال رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: لو قلت بسم اللَّه لرفعتك الملائكة و الناس ینظرون.و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، كان لیلة یَسْری فی مَسِیره إِلی تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه و نَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فقال: حَسِّ؛ و منه قول العجاج، و قد تقدم. و بات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَیِّئة و حَسَّةِ سَوْءٍ أَی بحالة سَوْءٍ و شدّة، و الكسر أَقیس لأَن الأَحوال تأْتی كثیراً علی فِعْلَة كالجِیْئَةِ و التِّلَّةِ و البِیْئَةِ. قال الأَزهری: و الذی حفظناه من العرب و أَهل اللغة: بات فلان بجیئة سوء و تلة سوء و بیئة سوء، قال: و لم أَسمع بحسة سوء لغیر اللیث. و قال اللحیانی: مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَی سِنُونَ شِدادٌ. و الحَسُّ: القتل الذریع. و حَسَسْناهم أَی استَأْصلناهم قَتْلًا. و حَسَّهم یَحُسُّهم حَسّاً: قتلهم
لسان العرب، ج‌6، ص: 52
قتلًا ذریعاً مستأْصلًا. و فی التنزیل العزیز: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ؛ أَی تقتلونهم قتلًا شدیداً، و الاسم الحُساسُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قال أَبو إِسحاق: معناه تستأْصلونهم قتلًا. یقال: حَسَّهم القائد یَحُسُّهم حَسّاً إِذا قتلهم. و قال الفراء: الحَسُّ القتل و الإِفناء هاهنا. و الحَسِیسُ؛ القتیل؛ قال صَلاءَةُ بن عمرو الأَفْوَهُ: إِنَّ بَنی أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ، للحَرْبِ أَو للجَدْبِ، عامَ الشُّمُوسْ یَقُونَ فی الجَحْرَةِ جِیرانَهُمْ، بالمالِ و الأَنْفُس من كل بُوسْ نَفْسِی لهم عند انْكسار القَنا، و قد تَرَدَّی كلُّ قِرْنٍ حَسِیسْ الجَحْرَة: السنة الشدیدة. و قوله: نفْسی لهم أَی نفسی فداء لهم فحذف الخبر. و‌فی الحدیث: حُسُّوهم بالسیف حَسّاً؛ أَی استأْصلوهم قتلًا. و‌فی حدیث علی: لقد شَفی وحاوِح صَدْری حَسُّكم إِیاهم بالنِّصال.و‌الحدیث الآخر: كما أَزالوكم حَسّاً بالنصال، و یروی بالشین المعجمة. و جراد محسوسٌ: قتلته النار. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بجراد مَحْسوس.و حَسَّهم یَحُسُّهم: وَطِئَهم و أَهانهم. و حَسَّان: اسم مشتق من أَحد هذه الأَشیاءِ؛ قال الجوهری: إِن جعلته فَعْلانَ من الحَسِّ لم تُجْره، و إِن جعلته فَعَّالًا من الحُسْنِ أَجریته لأَن النون حینئذ أَصلیة. و الحَسُّ: الجَلَبَةُ. و الحَسُّ: إِضْرار البرد بالأَشیاء. و یقال: أَصابتهم حاسَّة من البرد. و الحِسُّ: برد یُحْرِق الكلأَ، و هو اسم، و حَسَّ البَرْدُ. و الكلأَ یَحُسُّه حَسّاً، و قد ذكر أَن الصاد لغة؛ عن أَبی حنیفة. و یقال: إِن البرد مَحَسَّة للنبات و الكلإِ، بفتح المیم، أَی یَحُسُّه و یحرقه. و أَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَی بَرْدٌ؛ عن اللحیانی، أَنَّته علی معنی المبالغة أَو الجائحة. و أَصابتهم حاسَّةٌ: و ذلك إِذا أَضرَّ البردُ أَو غیره بالكلإِ؛ و قال أَوْسٌ: فما جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ علیهمُ، و لكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ و تَسْفَعُ قال الأَزهری: هكذا رواه شمر عن ابن الأَعرابی و قال: تَحُسُّ أَی تُحْرِقُ و تُفْنی، من الحاسَّة، و هی الآفة التی تصیب الزرع و الكلأَ فتحرقه. و أَرض مَحْسوسة: أَصابها الجراد و البرد. و حَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. و جراد مَحْسُوس إِذا مسته النار أَو قتلته. و‌فی الحدیث فی الجراد: إِذا حَسَّه البرد فقتله.و‌فی حدیث عائشة: فبعثت إِلیه بجراد مَحْسُوس‌أَی قتله البرد، و قیل: هو الذی مسته النار. و الحاسَّة: الجراد یَحُسُّ الأَرض أَی یأْكل نباتها. و قال أَبو حنیفة: الحاسَّة الریح تَحْثِی التراب فی الغُدُرِ فتملؤها فیَیْبَسُ الثَّرَی. و سَنَة حَسُوس إِذا كانت شدیدة المَحْل قلیلة الخیر. و سنة حَسُوس: تأْكل كل شی‌ء؛ قال: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا، تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ الیَبِیسا أَراد تأْكل بعد الأَخضر الیابس إِذ الخُضرة و الیُبْسُ لا یؤكلان لأَنهما عَرَضانِ. و حَسَّ الرأْسَ یَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله فی النار فكلما شِیطَ أَخذه بشَفْرَةٍ. و تَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل: تَطَایَرَتْ و تفرّقت. و انْحَسَّت أَسنانُه: تساقطت و تَحاتَّتْ و تكسرت؛ و أَنشد للعجاج: فی مَعْدِنِ المُلْك الكَریمِ الكِرْسِ، لیس بمَقْلوع و لا مُنْحَسِّ
لسان العرب، ج‌6، ص: 53
قال ابن بری: و صواب إِنشاد هذا الرجز‌بمعدن الملك …؛ و قبله: إِن أَبا العباس أَولَی نَفْسِ و أَبو العباس هو الولید بن عبد الملك، أَی هو أَولی الناس بالخلافة و أَولی نفس بها، و قوله: لیس بمقلوع و لا منحس أَی لیس بمحوّل عنه و لا مُنْقَطِع. الأَزهری: و الحُساسُ مثل الجُذاذ من الشی‌ء، و كُسارَةُ الحجارة الصغار حُساسٌ؛ قال الراجز یذكر حجارة المنجنیق: شَظِیَّة من رَفْضَةِ الحُساسِ، تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ و الحَسُّ و الاحْتِساسُ فی كل شی‌ء: أَن لا یترك فی المكان شی‌ء. و الحُساس: سمك صِغار بالبحرین یجفف حتی لا یبقی فیه شی‌ء من مائه، الواحدة حُساسَة. قال الجوهری: و الحُساس، بالضم، الهِفُّ، و هو سمك صغار یجفف. و الحُساسُ: الشُّؤْمُ و النَّكَدُ. و المَحْسوس: المشؤوم؛ عن اللحیانی. ابن الأَعرابی: الحاسُوس المشؤوم من الرجال. و رجل ذو حُساسٍ: ردِی‌ء الخُلُقِ؛ قال: رُبَّ شَریبٍ لك ذی حُساسِ، شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِی فالحُساسُ هنا یكون الشُّؤْمَ و یكون رَداءة الخُلُق. و قال ابن الأَعرابی وحده: الحُساسُ هنا القتل، و الشریب هنا الذی یُوارِدُك علی الحوض؛ یقول: انتظارك إِیاه قتل لك و لإِبلك. و الحِسُّ: الشر؛ تقول العرب: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هنا الأَصل، تقول: أَلحق الشر بأَهله؛ و قال ابن درید: إِنما هو أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَی أَلصقوا الشر بأُصول من عادیتم. قال الجوهری: یقال أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، معناه أَلحق الشی‌ء بالشی‌ء أَی إِذا جاءَك شی‌ء من ناحیة فافعل مثله. و الحِسُّ: الجَلْدُ. و حَسَّ الدابة یَحُسُّها حَسّاً: نفض عنها التراب، و ذلك إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَی حَسَّها. و المِحَسَّة، بكسر المیم: الفِرْجَوْنُ؛ و منه‌قول زید بن صُوحانَ حین ارْتُثَّ یوم الجمل: ادفنونی فی ثیابی و لا تَحُسُّوا عنی تراباً‌أَی لا تَنْفُضوه، من حَسَّ الدابة، و هو نَفْضُكَ التراب عنها. و‌فی حدیث یحیی بن عَبَّاد: ما من لیلة أَو قریة إِلا و فیها مَلَكٌ یَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ‌أَی یُذْهب عنها التَّعَب بِحسِّها و إِسقاط التراب عنها. قال ابن سیدة: و المِحَسَّة، مكسورة، ما یُحَسُّ به لأَنه مما یعتمل به. و حَسَسْتُ له أَحِسُّ، بالكسر، و حَسِسْتُ حِسّاً [حَسّاً فیهما: رَقَقْتُ له. تقول العرب: إِن العامِرِیَّ لیَحِسَّ للسَّعْدِی، بالكسر، أَی یَرِقُّ له، و ذلك لما بینهما من الرَّحِم. قال یعقوب: قال أَبو الجَرَّاحِ العُقَیْلِیُّ ما رأَیت عُقیلیّاً إِلا حَسَسْتُ له؛ و حَسِسْتُ أَیضاً، بالكسر: لغة فیه؛ حكاها یعقوب، و الاسم الحِسُّ [الحَسُّ؛ قال القُطامِیُّ: أَخُوكَ الذی لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه، و تَرْفَضُّ، عند المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ و یروی: … عند المخطفات … قال الأَزهری: هكذا روی أَبو عبید بكسر الحاء، و معنی هذا البیت معنی المثل السائر: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، یقول: إِذا رأَیتُ قریبی یُضام و أَنا علیه واجدٌ أَخرجت ما فی قلبی من السَّخِیمة له و لم أَدَعْ نُصْرَته و معونته، قال: و الكتائف الأَحقاد، واحدتها كَتِیفَة. و قال أَبو زید:
لسان العرب، ج‌6، ص: 54
حَسَسْتُ له و ذلك أَن یكون بینهما رَحِمٌ فَیَرِقَّ له، و قال أَبو مالك: هو أَن یتشكی له و یتوجع، و قال: أَطَّتْ له منی حاسَّةُ رَحِم. و حَسِسْتُ [حَسَسْتُ له حِسّاً [حَسّاً: رَفَقْتُ؛ قال ابن سیدة: هكذا وجدته فی كتاب كراع، و الصحیح رَقَقْتُ، علی ما تقدم. الأَزهری: الحَسُّ العَطْفُ و الرِّقَّة، بالفتح؛ و أَنشد للكُمَیْت: هل مَنْ بكی الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له، أَو یُبْكِیَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ؟ و‌فی حدیث قتادة، رضی اللَّه عنه: إِن المؤمن لیَحِسُّ للمنافق‌أَی یأْوی له و یتوجع. و حَسِسْتُ له، بالفتح و الكسر، أَحِسُّ أَی رَقَقْتُ له. و مَحَسَّةُ المرأَة: دُبُرُها، و قیل: هی لغة فی المَحَشَّة. و الحُساسُ: أَن یضع اللحم علی الجَمْرِ، و قیل: هو أَن یُنْضِجَ أَعلاه و یَتْرُكَ داخِله، و قیل: هو أَن یَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن یخرج من الجمر. و قد حَسَّه و حَسْحَسَه إِذا جعله علی الجمر، و حَسْحَسَتُه صوتُ نَشِیشِه، و قد حَسْحَسَتْه النار، ابن الأَعرابی: یقال حَسْحَسَتْه النارُ و حَشْحَشَتْه بمعنی. و حَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا علی خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحیه لیَنْضَجَ؛ و من كلامهم: قالت الخُبْزَةُ لو لا الحَسُّ ما بالیت بالدَّسِّ. ابن سیدة: و رجل حَسْحاسٌ خفیف الحركة، و به سمی الرجل. قال الجوهری: و ربما سَمَّوا الرجلَ الجواد حَسْحاساً؛ قال الراجز: مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ و بنو الحَسْحَاسِ: قوم من العرب.

حفس؛ ج6، ص: 54

: رجل حِیَفْسٌ مثال هِزَبْرٍ و حَیْفَسٌ و حَفَیْسَأٌ، مهموز غیر ممدود مثل حَفَیْتَإٍ علی فَعَیلَلٍ، و حَفَیْسِیٌّ: قصیر سمین، و قیل: لئیم الخلقة قصیر ضخم لا خیر عنده؛ الأَصمعی: إِذا كان مع القصر سمن قیل رجل حَیْفَسٌ و حَفَیْتَأٌ، بالتاء؛ الأَزهری: أَری التاء مبدلة من السین، كما قالوا انْحتَّتْ أَسنانُه و انْحَسَّتْ. و قال ابن السكیت: رجل حَفَیْسَأٌ و حَفَیْتَأٌ بمعنی واحد.

حفنس؛ ج6، ص: 54

: الحِنْفِسُ و الحِفْنِس: الصغیر الخَلْقِ، و هو مذكور فی الصاد. اللیث: یقال للجاریة البذیة القلیلة الحیاءِ حِنْفِسٌ و حِنْفِسٌ؛ قال الأَزهری: و المعروف عندنا بهذا المعنی عِنْفِصٌ.

حلس؛ ج6، ص: 54

: الحِلْسُ و الحَلَسُ مثل شِبْهٍ و شَبَهٍ و مِثْلٍ و مَثَلٍ: كلُّ شی‌ء وَلیَ ظَهْرَ البعیر و الدابة تحت الرحل و القَتَبِ و السَّرْج، و هی بمنزلة المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ، و قیل: هو كساء رقیق یكون تحت البرذعة، و الجمع أَحْلاس و حُلُوسٌ. و حَلَس الناقة و الدابة یَحْلِسُها و یَحْلُسُها حَلْساً: غَشَّاهما بحلس. و قال شمر: أَحْلَسْتُ بعیری إِذا جعلت علیه الحِلْسَ. و حِلْسُ البیت: ما یُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ و نحوه، و الجمع أَحْلاسٌ. ابن الأَعرابی: یقال لِبِساطِ البیت الحِلْسُ و لحُصُرِه الفُحولُ. و فلانٌ حِلْسُ بیته إِذا لم یَبْرَحْه، علی المَثَل. الأَزهری عن الغِتْریفیِّ: یقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البیت الذی لا یَبْرَحُ البیت، قال: و هو عندهم ذم أَی أَنه لا یصلح إِلا للزوم البیت، قال: و یقال فلان من أَحْلاس البلاد للذی لا یُزایلها من حُبِّه إِیاها، و هذا مدح، أَی أَنه ذو عِزَّة و شدَّة و أَنه لا یبرحها لا یبالی دَیْناً و لا سَنَةً حتی تُخْصِب
لسان العرب، ج‌6، ص: 55
البلادُ. و یقال: هو مُتَحَلِّسٌ بها أَی مقیم. و قال غیره: هو حِلْسٌ بها. و‌فی الحدیث فی الفتنة: كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بیتك حتی تأْتِیَك یَدٌ خاطِئَة أَو مَنِیَّة قاضِیة، أَی لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بیته و ترك القتال فی الفتنة. و‌فی حدیث أَبی موسی: قالوا یا رسول اللَّه فما تأْمرنا؟ قال: كونوا أَحْلاسَ بُیُوتِكم، أَی الزموها. و‌فی حدیث الفتن: عدَّ منها فتنة الأَحْلاس، هو الكساء الذی علی ظهر البعیر تحت القَتب، شبهها بها للزومها و دوامها. و‌فی حدیث عثمان: فی تجهیز جیش العُسْرة علی مائة بعیر بأَحْلاسِها و أَقتابها‌أَی بأَكسیتها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، فی أَعلام النبوَّة: أَ لم تَرَ الجِنَّ و إِبلاسَها، و لُحوقَها بالقِلاصِ و أَحْلاسَها؟و‌فی حدیث أَبی هریرة فی مانعی الزكاة: مُحْلَسٌ أَخفافُها شوكاً من حدید‌أَی أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حدید و أُلْزِمَتْه و عُولِیَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها. و رجل حِلْسٌ و حَلِسٌ و مُسْتَحْلِس: ملازم لا یبرح القتال، و قیل. لا یبرح مكانه، شُبِّه بِحِلْسِ البعیر أَو البیت. و فلان من أَحْلاسِ الخیلِ أَی هو فی الفُروسیة و لزوم ظهر الخیل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس. و‌فی حدیث أَبی بكر: قام إِلیه بنو فزارة فقالوا: یا خلیفة رسول اللَّه، نحن أَحلاس الخیل؛ یریدون لزومهم ظهورها، فقال: نعم أَنتم أَحْلاسُها و نحن فُرْسانُها أَی أَنتم راضَتُها و ساسَتُها و تلزمون ظُهورها، و نحن أَهل الفُروسیة؛ و قولهم نحن أَحْلاسُ الخیل أَی نَقْتَنیها و نَلْزَم ظُهورها. و رجل حَلُوسٌ: حریص ملازم. و یقال: رجل حَلِسٌ للحریص، و كذلك حِلْسَمٌّ، بزیادة المیم، مثل سِلْغَدٍّ؛ و أَنشد أَبو عمرو: لیس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، عند البُیوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ و أَحْلَسَتِ الأَرضُ و اسْتَحْلَسَت: كثر بذرها فأَلبسها، و قیل: اخضرت و استوی نَباتها. و أَرضٌ مُحْلِسَة: قد اخضرت كلها. و قال اللیث: عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَری له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه و سواده. الأَصمعی: إِذا غطی النبات الأَرض بكثرته قیل قد اسْتَحْلَسَ، فإذا بلغ و التف قیل قد استأْسد؛ و اسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطی الأَرضَ بكثرته، و استَحْلَسَ اللیل بالظلام: تراكم، و اسْتَحْلَسَ السَّنامُ: ركبته رَوادِفُ الشَّحْم و رواكِبُه. و بعیر أَحْلَسُ: كتفاه سوْداوانِ و أَرضه و ذِرْوته أَقل سَواداً من كَتِفَیْه. و الحَلْساءُ من المَعَزِ: التی بین السواد و الخُضْرَة لون بطنها كلون ظهرها. و الأَحْلَسُ الذی لونه بین السواد و الحمرة، تقول منه: احْلَسَّ احْلِساساً؛ قال المُعَطَّلُ الهذلی یصف سیفاً: لَیْنٌ حُسامٌ لا یَلِیقُ ضَریبَةً، فی مَتْنِه دَخَنٌ و أَثْرٌ أَحْلَسُ «2» و قول رؤبة: كأَنه فی لَبَدٍ و لُبَّدِ، من حَلِسٍ أَنْمَرَ فی تَرَبُّدِ، مُدَّرِعٌ فی قِطَعٍ من بُرْجُدِ و قال: الحَلِسُ و الأَحْلَسُ فی لونه و هو بین السواد و الحُمْرة. و الحَلِسُ، بكسر اللام: الشجاع الذی
(2). قوله [قال المعطل إلخ] كذا بالأَصل و مثله فی الصحاك، لكن كتب السید مرتضی ما نصه: الصواب أَنه قول أَبی قلابة الطابخی من هذیل انتهی. و قوله [لین] كذا بالأَصل و الصحاح، و كتب بالهامش الصواب: عضب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 56
یلازم قِرْنَه؛ و أَنشد: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ و قد حَلِسَ حَلَساً. و الحَلِسُ و الحُلابِسُ: الذی لا یبرح و یلازم قِرْنه؛ و أَنشد قول الشاعر: فقلتُ لها: كأَیٍّ من جَبانٍ یُصابُ، و یُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامی كأَیٍّ بمعنی كم. و أَحْلَسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مطراً رقیقاً دائماً. و فی التهذیب: و تقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها و هو غیر وابل. و الحَلْسُ: أَن یأْخذ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل، و فی التهذیب: مكان الفریضة. و أَحْلَسْتُ فلاناً یمیناً إِذا أَمررتها علیه. و الإِحْلاسُ: الحَمْلُ علی الشی‌ء؛ قال: و ما كنتُ أَخْشی، الدَّهرَ، إِحْلاسَ مُسْلِمٍ من الناسِ ذَنْباً جاءَه و هو مُسْلِما المعنی ما كنت أَخشی إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه، و هو یرد هو علی ما فی جاءه من ذكر مسلم؛ قال ثعلب: یقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب ذنباً هو و آخر ینسبه إِلیه دونه. و ما تَحَلَّسَ منه بشی‌ء و ما تَحَلَّسَ شیئاً أَی أَصاب منه. الأَزهری: و العرب تقول للرجل یُكْرَه علی عمل أَو أَمر: هو مَحْلوسٌ علی الدَّبَرِ أَی مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. و سَیْرٌ مُحْلَسٌ: لا یُفْتَر عنه. و فی النوادر: تَحَلَّسَ فلان لكذا و كذا أَی طاف له و حام به. و تَحَلَّسَ بالمكان و تَحَلَّز به إِذا أَقام به. و قال أَبو سعید: حَلَسَ الرجل بالشی‌ء و حَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ. و الحِلْسُ و الحَلْسُ، بفتح الحاء و كسرها: هو العهد الوثیق. و تقول: أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطیته حَلْساً أَی عهداً یأْمن به قومك، و ذلك مثل سَهْم یأْمن به الرجلُ ما دام فی یده. و اسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم یفارقه الخوفُ و لم یأْمن. و‌روی عن الشعبی أَنه دخل علی الحجاج فعاتبه فی خروجه مع أَبی الأَشعث فاعتذر إِلیه و قال: إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ و اكتَحَلْنا السَّهَرَ و أَصابتنا خِزْیةٌ لم یكن فیها بَرَرَرةٌ أَتْقِیاء و لا فَجَرة أَقویاء، قال: للَّه أَبوك یا شَعْبیُّ ثم عفا عنه.الفراء قال: أَنت ابنُ بُعثُطِها و سُرْسُورِها و حِلْسِها و ابن بَجْدَتها و ابن سِمسارِها و سِفْسِیرِها بمعنی واحد. و الحِلْسُ: الرابع من قداح المَیْسِر؛ قال اللحیانی: فیه أَربعة فروض، و له غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز، و علیه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم یفز. و أُم حُلَیْسٍ: كنیة الأَتان. و بنو حِلْس: بُطَیْنٌ من الأَزْدِ ینزلون نَهْر المَلِك. و أَبو الحُلَیْس: رجل. و الأَحْلَسُ العَبْدِی: من رجالهم؛ ذكره ابن الأَعرابی.

حلبس؛ ج6، ص: 56

: الحَلْبَسُ و الحَبَلْبَسُ و الحُلابِسُ: الشجاع. و الحَلْبَسُ: الحریص الملازم للشی‌ء لا یفارقه؛ قال الكمیت: فلما دَنَتْ للكاذبین، و أَخْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللِّقاءِ حُلابِسا و حَلْبَسُ: من أَسماء الأَسد. و حَلْبَسَ فلا حَساسَ له أَی ذهب؛ عن ابن الأَعرابی. و جاء فی الشعر الحَبَلْبَسُ، قال الجوهری: و أَظنه أَراد الحَلْبَسَ و زاد فیه باء؛ أَنشد أَبو عمرو لنَبْهان: سَیَعْلَمُ من یَنْوی جَلائیَ أَنَّنی أَرِیبٌ، بأَكنافِ النَضِیضِ، حَبَلْبَسْ

حمس؛ ج6، ص: 56

: حَمِسَ الشَّرُّ: اشتدَّ، و كذلك حَمِشَ. و احْتَمَسَ الدِّیكانِ و احْتَمَشا و احْتَمَسَ القِرْنانِ و اقتتلا؛ كلاهما عن یعقوب. و حَمِسَ بالشی‌ء: عَلِق به. و الحَماسَة: المَنْعُ و المُحارَبَةُ. و التَّحمُّسُ: التشدد. تَحَمَّسَ الرجلُ إِذا تَعاصَی. و‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: حَمِسَ الوَغی و اسْتَحَرَّ الموتُ‌أَی اشتدَّ الحرُّ. و الحَمِیسُ: التَّنُّورُ. قال أَبو الدُّقَیْشِ: التنور یقال له الوَطِیسُ و الحمِیسُ. و نَجْدَةٌ حَمْساء: شدیدة، یرید بها الشجاعةَ؛ قال: بِنَجْدَةٍ حَمْساءَ تُعْدِی الذِّمْرا و رجل حَمِسٌ و حَمِیسٌ و أَحْمَسُ: شجاع؛ الأَخیرة عن سیبویه، و قد حَمِسَ حَمَساً؛ عنه أَیضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنَّ جَمِیرَ قُصَّتِها، إِذا ما حَمِسْنا، و الوِقایَةُ بالخِناقِ و حَمِسَ الأَمرُ حَمَساً: اشتد. و تحَامَسَ القومُ تَحامُساً و حِماساً: تشادّوا و اقتتلوا. و الأَحْمَسُ و الحَمِسُ و المُتَحَمِّسُ: الشدید. و الأَحْمَسُ أَیضاً: المتشدِّد علی نفسه فی الدین. و عام أَحْمَسُ و سَنَة حَمْساء: شدیدة، و أَصابتهم سِنُون أَحامِسُ. قال الأَزهری: لو أَرادوا مَحْضَ النعت لقالوا سِنونَ حُمْسٌ، إِنما أرادوا بالسنین الأَحامس تذكیر الأَعوام؛ و قال ابن سیدة: ذَكَّروا علی إِرادة الأَعوام و أَجْرَوا أَفعل هاهنا صفةً مُجراه اسماً؛ و أَنشد: لنا إِبِلٌ لم نَكْتَسِبْها بغَدْرةٍ، و لم یُفْنِ مولاها السُنونَ الأَحامِسُ و قال آخر: سَیَذْهَبُ بابن العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ، ضَلالًا، و تُفْنِیها السِّنونَ الأَحامِسُ و لَقِیَ هِنْدَ الأَحامِسِ أَی الشدَّة، و قیل: هو إِذا وقع فی الداهیة، و قیل: معناه مات و لا أَشدَ من الموت. ابن الأَعرابی: الحَمْسُ الضَّلالُ و الهَلَكة و الشَّرُّ؛ و أَنشدنا: فإِنكمُ لَسْتُمْ بدارٍ تَكِنَّةٍ، و لكِنَّما أَنتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ قال الأَزهری: و أَما قول رؤبة: لاقَیْنَ منه حَمَساً حَمیسا معناه شدة و شجاعة. و الأَحامِسُ: الأَرضون التی لیس بها كَلأٌ و لا مرْتَعٌ و لا مَطَرٌ و لا شی‌ء، و أَراضٍ أَحامِسُ. و الأَحْمَس: المكان الصُّلْبُ؛ قال العجاج: و كم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسِ و أَرَضُون أَحامسُ: جَدْبة؛ و قول ابن أَحمر: لَوْ بی تَحَمَّسَتِ الرِّكابُ، إِذاً ما خانَنی حَسَبی و لا وَفْرِی قال شمر: تحمست تحرّمت و استغاثت من الحُمْسَة؛ قال العجاج: و لم یَهَبْنَ حُمْسَةً لِأَحْمَسا، و لا أَخَا عَقْدٍ و لا مُنَجَّسا یقول: لم یهبن لذی حُرْمة حُرمة أَی ركبت رؤوسهن. و الحُمْسُ: قریش لأَنهم كانوا یتشددون فی دینهم و شجاعتهم فلا یطاقون، و قیل: كانوا لا یستظلون أَیام منی و لا یدخلون البیوت من أَبوابها و هم محرمون و لا یَسْلأُون السمن و لا یَلْقُطُون الجُلَّة. و‌فی حدیث خَیْفان: أَما بنو فلان فَمُسَك أَحْماس‌أَی شجعان. و‌فی حدیث عرفة: هذا من الحُمْسِ؛ هم جمع الأَحْمس. و فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه،
لسان العرب، ج‌6، ص: 58
ذكر الأَحامِس؛ هو جمع الأَحْمس الشجاع. أَبو الهیثم: الحُمْسُ قریش و مَنْ وَلدَتْ قریش و كنانة و جَدیلَةُ قَیْسٍ و هم فَهْمٌ و عَدْوانُ ابنا عمرو بن قیس عَیْلان و بنو عامر بن صَعْصَعَة، هؤلاء الحُمْسُ، سُمُّوا حُمْساً لأَنهم تَحَمَّسُوا فی دینهم أَی تشدَّدوا. قال: و كانت الحُمْسُ سكان الحرم و كانوا لا یخرجون أَیام الموسم إِلی عرفات إِنما یقفون بالمزدلفة و یقولون: نحن أَهل اللَّه و لا نخرج من الحرم، و صارت بنو عامر من الحُمْسِ و لیسوا من ساكنی الحرم لأَن أُمهم قرشیة، و هی مَجْدُ بنت تیم بن مرَّة، و خُزاعَةُ سمیت خزاعة لأَنهم كانوا من سكان الحرم فَخُزِعُوا عنه أَی أُخْرجوا، و یقال: إِنهم من قریش انتقلوا بنسبهم إِلی الیمن و هم من الحُمْسِ؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول عمرو: بتَثْلِیثَ ما ناصَیت بَعْدی الأَحامِسا أَراد قریشاً؛ و قال غیره: أَراد بالأَحامس بنی عامر لأَن قریشاً ولدتهم، و قیل: أَراد الشجعان من جمیع الناس. و أَحْماسُ العرب أُمهاتهم من قریش، و كانوا یتشدّدون فی دینهم، و كانوا شجعان العرب لا یطاقون. و الأَحْمَسُ: الوَرِعُ من الرجال الذی یتشدد فی دینه. و الأَحْمَسُ: الشدید الصُّلْب فی الدین و القتال، و قد حَمِسَ، بالكسر، فهو حَمِسٌ و أَحْمَسُ بَیِّنُ الحَمَسِ. ابن سیدة: و الحُمْسُ فی قَیْسٍ أَیضاً و كله من الشدَّة. و الحَمْسُ: جَرْسُ الرجال؛ و أَنشد: كأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تحت الدُّجی حَمْسُ رجالٍ، سَمِعُوا صوتَ وَحی و الحَماسَةُ: الشجاعة. و الحَمَسَةُ: دابة من دواب البحر، و قیل: هی السُّلَحْفاة، و الحَمَسُ اسم للجمع. و فی النوادر: الحَمِیسَةُ القَلِیَّةُ. و حَمَسَ اللحم إِذا قَلاه. و حِماسٌ: اسم رجل. و بنو حَمْسٍ و بنو حُمَیْسٍ و بنو حِماسٍ: قبائل. و ذو حِماسٍ: موضع. و حَماساءُ، ممدود: موضع.

حمرس؛ ج6، ص: 58

: الحُمارِسُ: الشدید. و الحُمارِسُ: اسم للأَسد أَو صفة غالبة، و هو منه. و الحُمارِسُ و الرُّماحِسُ و القُداحِسُ، كل ذلك: الجری‌ء الشجاع؛ قال الأَزهری: هی كلها صحیحة؛ قال: ذو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِیُّ الجوهری: أُمُّ الحُمارِسِ امرأَة.

حنس؛ ج6، ص: 58

: الأَزهری خاصة: قال شمر الحَوَنَّسُ من الرجال الذی لا یَضِیمه أَحدٌ إِذا أَقام فی مكان لا یَخْلِجُه أَحد؛ و أَنشد: یَجْری النَفِیُّ فوقَ أَنْفٍ أَفْطَسِ منه، و عَیْنَیْ مُقْرِفٍ حَوَنَّسِ ابن الأَعرابی: الحَنَسُ لزومُ وسَطِ المعركة شجاعة، قال: و الحُنْسُ الوَرِعُون.

حندس؛ ج6، ص: 58

: الحِنْدِسُ: الظُّلْمَة، و فی الصحاح: اللیل الشدید الظلمة؛ و‌فی حدیث أَبی هریرة. كنا عند النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فی لیلة ظَلْماء حِنْدِسٍ‌أَی شدیدة الظلمة؛ و منه‌حدیث الحسن: و قام اللیلَ فی حِنْدِسِه.و لیلة حِنْدِسَة، و لیل حِنْدِسٌ: مُظْلِمٌ. و الحَنادِسُ: ثلاث لیالٍ من الشهرْ لظلمتهنّ، و یقال دَحامِسُ. و أَسْوَدُ حِنْدِسٌ: شدید السواد، كقولك أَسْوَدُ حالِكٌ.

حندلس؛ ج6، ص: 58

: ناقة حَنْدَلِسٌ: ثقیلة المشی، و هی أَیضاً النجیبة الكریمة؛ قال ابن الأَعرابی: هی الضخمة
لسان العرب، ج‌6، ص: 59
العظیمة. و الحَنْدَلِسُ أَیضاً: أَضْخَمُ القَمْل؛ قال كراع: هی فَنْعَلِلٌ.

حنفس؛ ج6، ص: 59

: الحِنْفِسُ و الحِفْنِسُ: الصغیر الخَلْقِ، و هو مذكور فی الصاد. اللیث: یقال للجاریة البَذِیَّة القلیلة الحیاء حِنْفِسٌ و حِفْنِسٌ؛ قال الأَزهری: و المعروف عندنا بهذا المعنی عِنْفِصٌ.

حوس؛ ج6، ص: 59

: حاسَه حَوْساً: كحَساه. و الحَوْسُ: انتشار الغارةِ و القتلُ و التحرّك فی ذلك، و قیل: هو الضربُ فی الحرب، و المعانی مُقْتَرِبَةٌ. و حاسَ حَوْساً: طَلَبَ. و حاسَ القومَ حَوْساً: طلبهم و داسَهُم. و قرئ: فحاسُوا خلالَ الدیار، و قد قدّمنا ذكر تفسیرها فی جوس. و رجل حَوَّاسٌ غَوَّاسٌ: طَلَّاب باللیل. و حاسَ القومَ حَوْساً: خالطهم و وَطِئَهم و أَهانهم؛ قال: یَحُوسُ قبیلةً و یُبِیرُ أُخْری و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَنه قال لأَبی العَدَبَّس: بل تَحُوسُك فِتنةٌ‌أَی تخالط قلبك و تَحُثُّك و تُحَرِّكك علی ركوبها. و كل موضع خالطته و وطئته، فقد حُسْتَه و جُسْتَه. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی فلاناً و هو یخاطب امرأَة تَحُوس الرجالَ؛ أَی تخالطهم؛ و‌الحدیث الآخر: قال لحَفْصَةَ أَ لم أَرَ جاریَةَ أَخیك تَحُوسُ الناسَ؟و‌فی حدیث آخر: فحاسُوا العَدُوَّ ضَرْباً حتی أَجْهَضُوهم عن أَثقالهم؛ أَی بالغوا فی النكایة فیهم. و أَصل الحَوْس شدة الاختلاط و مداركة الضَّرْب. و رجل أَحْوَسٌ: جری‌ء لا یردّه شی‌ء. الجوهری: الأَحْوَسُ الجری‌ء الذی لا یهوله شی‌ء؛ و أَنشد: أَحُوسُ فی الظَّلْماءِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ و تركت فلانا یَحُوسُ بنی فلان و یَجُوسُهم أَی یتخللهم و یطلب فیهم و یدوسُهم. و الذئب یَحُوسُ الغنم: یتخللها و یفرِّقها و حمل فلان علی القوم فحاسَهم؛ قال الحطیئة یذم رجلًا: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فی الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، دُنُسُ الثیابِ قَناتُهم لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، و جارُهم یُعْطِی الظُّلامَةَ فی الخُطُوبِ الحُوَّسِ و هی الأُمور التی تنزل بالقوم و تغشاهم و تَخَلَّلُ دیارهم. و التَحَوُّس: التشجع. و التَحَوُّسُ: الإِقامة مع إِرادة السفر كأَنه یرید سفراً و لا یتهیأُ له لاشتغاله بشی‌ء بعد شی‌ء؛ و أَنْشَدَ المتلمس یخاطب أَخاه طَرَفة: سرْ، قد أَنَی لك أَیُّهما المُتَحَوِّسُ، فالدار قد كادَت لعَهْدِكَ تَدْرُسُ و إِنه لذو حَوْسٍ و حَویس أَی عَداوة؛ عن كراع. و یقال: حاسُوهم و جاسُوهم و دَرْبَخُوهم و فَنَّخُوهم أَی ذللوهم. الفراء: حاسُوهم و جاسُوهم إِذا ذهبوا و جاؤوا یقتلونهم. و الأَحْوَسُ: الشدید الأَكل، و قیل: هو الذی لا یَشْبَعُ من الشی‌ء و لا یَمَلُّه. و الأَحْوَسُ و الحَؤُوس، كلاهما: الشجاع الحَمِسُ عند القتال الكثیرُ القتل للرجال، و قیل: هو الذی إِذا لَقِیَ لم یَبْرَحْ، و لا یقال ذلك للمرأَة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و البَطَلُ المُسْتَلْئِم الحَؤُوسُ و قد حَوِسَ حَوَساً. و الأَحْوَسُ أَیضاً: الذی لا یَبْرَحُ مكانه أَو یَنالَ حاجته، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر. ابن الأَعرابی: الحَوْسُ الأَكل الشدید، و الحُوسُ: الشجعان.
لسان العرب، ج‌6، ص: 60
و یقال للرجل إِذا ما تَحَیَّس و أَبطأَ: ما زال یَتَحَوَّسُ. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: دخل علیه قومٌ فجعل فَتًی منهم یَتَحَوَّسُ فی كلامه، فقال: كَبِّروا «3». كَبِّروا‌التَّحَوُّس: تَفَعُّلٌ من الأَحْوَس، و هو الشجاع، أَی یَتَشَجَّعُ فی كلامه و یَتَجَرَّأُ و لا یبالی، و قیل: هو یتأَهب له؛ و منه حدیث عَلْقَمة: عَرَفْتُ فیه تَحَوُّسَ القوم و هَیْئَتَهم أَی تأَهُّبَهم و تَشَجُّعَهم، و یروی بالشین. ابن الأَعرابی: الإِبل الكثیرة یقال لها حُوسی؛ و أَنشد: تَبَدَّلَتْ بعد أَنِیسٍ رُعُب، و بعد حُوسی جامِلٍ و سُرُب و إِبل حُوسٌ: بطیئات التحرّك من مَرْعاهُنَّ؛ جملٌ أَحْوَسُ و ناقة حَوْساء. و الحَوْساء من الإِبل: الشدیدة النَفَسِ. و الحَوْساء: الناقة الكثیرة الأَكل؛ و قول الفرزدق یصف الإِبل: حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ، إِذا النَّكْباء راوَحَتِ الشَّمالا قال ابن سیدة: لا أَدری ما معنی حُواسات إِلا أَن كانت الملازمةَ للعَشاءِ أَو الشدیدة الأَكل، و هذا البیت أَورده الأَزهری علی الذی لا یبرح مكانه حتی ینال حاجته، و أَورده الجوهری فی ترجمة حیس، و سیأْتی ذكره؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف أَیضاً معنی قوله: أَنْعَتُ غَیثاً رائحاً عُلْوِیًّا، صَعَّدَ فی نَخْلَةَ أَحْوَسِیَّا یَجُرُّ من عَفائِهِ حَیِیَّا، جَرَّ الأَسِیفِ الرَّمَكَ المَرْعِیَّا إِلا أَن یرید اللزوم و المواظبة، و أَورد الأَزهری هذا الرجز شاهداً علی قوله غیث أَحوسی دائم لا یُقْلِعُ. و إِبل حُوسٌ: كثیرات الأَكل. و حاسَتِ المرأَة ذَیْلَها إِذا سحبته. و امرأَة حَوساء الذیل: طویلة الذیل؛ و أَنشد شمر قوله: تَعِیبِینَ أَمراً ثم تأْتِینَ دونه، لقد حاسَ هذا الأَمرَ عندكِ حائسُ و ذلك أَن امرأَة وجدت رجلًا علی فُجور و عَیَّرَتْه فُجورَه فلم تلبث أَن وجدها الرجل علی مثل ذلك. الفراء: قد حاسَ حَیْسُهم إِذا دنا هلاكهم. و مثل العرب: عاد الحَیْسُ یُحاسُ أَی عاد الفاسِدُ یُفْسَدُ؛ و معناه أَن تقول لصاحبك إِن هذا الأَمر حَیْسٌ أَی لیس بمحكم و لا جَیِّد و هو ردی‌ء؛ و منه البیت: تعیبین أَمراً … و امرأَة حَوْساء الذیل أَی طویلة الذیل؛ و قال: قد عَلِمَتْ صَفْراءُ حَوْساءُ الذَّیْل أَی طویلة الذیل. و قد حاسَتْ ذیلها تَحُوسُه إِذا وَطِئَتْهُ تَسْحَبه، كما یقال حاسَهم و داسَهم أَی وطئهم؛ و قول رؤبة: و زَوَّلَ الدَّعْوی الخِلاط الحَوَّاسْ قیل فی تفسیره: الحَوَّاسُ الذی ینادی فی الحرب یا فلان یا فلان؛ قال ابن سیدة: و أُراه من هذا كأَنه یلازم النداء و یواظبه. و حَوْسٌ: اسم. و حَوْساء و أَحْوسُ: موضعان؛ قال مَعْنُ بن أَوْس: و قد عَلِمَتْ نَخْلِی بأَحْوَس أَننی أَقَلُّ، و إِن كانت بلادِی، اطِّلاعَها.
(3). قوله [فقال كبروا] تمامه كما بهامش النهایة: فقال الفتی: یا أَمیر المؤمنین لو كان بالكبر لكان فی المسلمین أسن منك حین ولوك الخلافة
لسان العرب، ج‌6، ص: 61‌

حیس؛ ج6، ص: 61

: الحَیْس: الخلط، و منه سمی الحَیْسُ. و الحَیسُ: الأَقِطُ یخلط بالتمر و السمن، و حاسَه یَحِیسُه حَیساً؛ قال الراجز: التَّمْرُ و السَّمْنُ مَعاً ثم الأَقِطْ الحَیْسُ، إِلا أَنه لم یَخْتَلِطْ و‌فی الحدیث: أَنه أَوْلَم علی بعض نسائه بحَیْسٍ؛ قال: هو الطعام المتخذ من التمر و الأَقط و السمن، و قد یجعل عوض الأَقط الدقیق و الفَتِیتُ. و حَیَّسَه: خَلَطَه و اتخذه؛ قال هُنَیُّ بن أَحمر الكنانی، و قیل هو لزُرافَةَ الباهلی: هل فی القضِیَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَیتُمُ و أَمِنْتُمُ، فأَنا البَعِیدُ الأَجْنَبُ؟ و إِذا الكتائِبُ بالشدائِدِ مَرَّةً جَحَرَتْكُمُ، فأَنا الحبیبُ الأَقربُ؟ و لِجُنْدَبٍ سَهْلُ البلادِ و عَذْبُها، وَ لیَ المِلاحُ و حَزْنُهُنَّ المُجْدِبُ و إِذا تكونُ كَرِیهَةٌ أُدْعَی لها، و إِذا یُحاسُ الحَیْسُ یُدْعَی جُنْدَبُ عَجَباً لِتِلْكَ قَضِیَّةً، و إِقامَتِی فیكمْ علی تلك القَضِیَّةِ أَعْجَبُ هذا لعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بعینهِ، لا أُمَّ لی، إِن كان ذاكَ، و لا أَبُ و الحَیْسُ: التمر البَرْنِیُّ و الأَقِطُ یُدَقَّان و یعجنان بالسمن عجناً شدیداً حتی یَنْدُرَ النوی منه نَواةً نواة ثم یُسَوَّی كالثرید، و هی الوَطْبَة أَیضاً، إِلا أَن الحَیْسَ ربما جعل فیه السویق، و أَما الوطبة فلا. و من أَمثالهم: عاد الحَیْسُ یُحاسُ؛ و معناه أَن رجلًا أُمِرَ بأَمر فلم یُحْكِمْه، فذمه آخر و قام لیحكمه فجاء بِشَرٍّ منه، فقال الآمر: عاد الحَیْسُ یُحاسُ أَی عاد الفاسدُ یُفْسَدُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً و قَیْسَا، و لَقِیَتْ من النكاحِ وَیْسَا، قد حِیسَ هذا الدینُ عندی حَیْسا معنی حِیسَ هذا الدین: خُلِطَ كما یُخْلَطُ الحَیْسُ، و قال مرة: فُرِغَ منه كما یُفْرَغُ من الحَیْسِ. و قد شَبَّهَتِ العربُ بالحَیْس؛ ابن سیدة: المَحْیُوسُ الذی أَحدقت به الإِماء من كل وجه، یُشَبَّه بالحَیسِ و هو یُخْلَطُ خَلْطاً شدیداً، و قیل: إِذا كانت أُمه و جدّته أَمتین، فهو محیوس؛ قال أَبو الهیثم: إِذا كانت «4» … أَو جدتاه من قِبل أَبیه و أُمه أَمة، فهو المَحْیُوسُ. و‌فی حدیث أَهل البیت: لا یُحِبُّنا اللُّكَعُ و لا المَحْیُوسُ؛ ابن الأَثیر: المَحْیُوس الذی أَبوه عبد و أُمه أَمة، كأَنه مأْخوذ من الحَیْسِ. الجوهری: الحُواسَةُ الجماعة من الناس المختلطةُ، و الحُواساتُ الإِبل المجتمعة؛ قال الفرزدق: حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ، إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمالا «5» و یروی … العَشاء …، بفتح العین، و یجعل الحُواسَة من الحَوْسِ، و هو الأَكل و الدَّوْسُ. و حُواسات: أَكُولات، و هذا البیت أَورده ابن سیدة فی ترجمة حوس و قال: لا أَدری معناه، و أَورده الأَزهری بمعنی الذی لا یَبْرَحُ مكانه حتی یَنالَ حاجَتَه. و یقال: حِسْتُ أَحِیسُ حَیْساً؛ و أَنشد: عن أَكْلِیَ العِلْهِزَ أَكلَ الحَیْسِ و رجل حَیُوسٌ: قَتَّالٌ، لغة فی حَؤُوس؛ عن ابن الأَعرابی، و اللَّه أَعلم.
(4). كذا بیاض بالأَصل. (5). روی هذا البیت فی صفحة 60 و فیه راوحت الشمال مكان عارضت.
لسان العرب، ج‌6، ص: 62‌

فصل الخاء المعجمة؛ ج6، ص: 62

خبس؛ ج6، ص: 62

: خَبَسَ الشی‌ءَ یَخْبُسُه خَبْساً و تَخَبَّسَه و اخْتَبَسَه: أَخذه و غَنِمَه. و الخُباسَةُ: الغنیمة؛ قال عمرو بن جُوَیْنٍ أَو إمرؤ القیس: فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ، و نَهْنَهْتُ نَفْسی بعد ما كِدتُ أَفْعَلَهْ نصب علی إِرادة أَن، لأَن الشعراء یستعملون أَن هاهنا مضطرین كثیراً. و الخُباساء: كالخُباسَة، و الخُباسَة، بالضم، المَغْنَمُ. الأَصمعی: الخُباسَةُ ما تَخَبَّسْتَ من شی‌ء أَی أَخذته و غنمته، و منه یقال: رجل خَبَّاسٌ أَی غَنَّام. و الاخْتِباسُ: أَخذ الشی‌ءِ مُغالَبَةً. و أَسَدٌ خَبُوس و خَبَّاسٌ و خابِسٌ و خُنابِسٌ: یَخْتَبِسُ الفَریسَة. و خَبَسه: أَخذه، و أَسَدٌ خُوابِسٌ؛ و أَنشد أَبو مَهْدِی لأَبی زُبَیْدٍ الطائی و اسمه حَرْمَلة بن المنذر: فما أَنا بالضَّعِیفِ فَتَزْدَرُونی، و لا حَقِّی اللَّفاءُ و لا الخَسِیسُ و لكنی ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ، علی الأَقْران، مُجْتَرئٌ خَبُوسُ اللَّفاءُ: الشی‌ء الیسیر الحقیر. یقال: رضیت من الوفاء باللَّفاء. و یقال: اللَّفاءُ ما دون الحَقِّ. و الضُّبارِمَة: المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الأُسْدِ و غیرها. و جَمُوحٌ: ماض راكبٌ رأْسَه. و الخَبْسُ و الاخْتباسُ: الظلم؛ خَبَسه مالَه و اخْتَبَسَه إِیاه. و الخُباسَة: الظُّلامَةُ.

خرس؛ ج6، ص: 62

: الخَرَسُ: ذهاب الكلام عِیّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً و هو أَخْرَسُ. و الخَرَسُ، بالتحریك: المصدر، و أَخْرَسَه اللَّه. و جمل أَخْرَسُ: لا ثَقب لشِقْشِقَتِه یَخْرُج منه هَدِیرُه فهو یُردِّدُه فیها، و هو یُستحب إِرسالُه فی الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما یكون مِئْناثاً. و عَلَم أَخْرَسُ: لا یسمع فی الجبل له صَدًی، یعنی العَلَم الذی یهتدی به؛ قال الأَزهری و سمعت العرب تنشد: و أَیْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ و الأَیْرَمُ: العَلَم فوق القارَةِ یُهْتَدی به. و الأَحْرَس: القدیم «1» العادی مأْخوذ من الحَرْس، و هو الدهْرُ. و العنز: القارة السوداء؛ قال و أَنشدنیه أَعرابی آخر: و أَرَمٌ أَعْیَسُ فَوق عَنْزِ قال: و الأَعْیَسُ الأَبیض. و العَنْزُ: الأَسْوَدُ من القُور، قارة عَنْزٌ: سوداء. و ناقة خَرْساء: لا یسمع لها رُغاء. و كتیبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَی لم یكن لها قَعاقِعُ، و قیل: هی التی لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ فی الحرب. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول للبن الخاثر: هذه لَبَنَة خَرْساء لا یسمع لها صوت إِذا أُریقت. المحكم: و شربة خَرْساء و هی الشربة الغلیظة من اللبن. و لبن أَخْرَسُ أَی خاثر لا یسمع له فی الإِناء صوت لغلظه. و قال أَبو حنیفة: عین خَرْساء و سحابة «2» خَرْساء لا رعد فیها و لا برق و لا یسمع لها صوت رعد. قال: و أَكثر ما یكون ذلك فی الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ و تُطفئ البَرْقَ. الفراء: یقال
(1). قوله [و الأَحرس القدیم إلخ] كذا بالأَصل و لعل هنا سقطاً و كأَنه قال و یروی الأَحرس بالحاء المهملة و هو إلخ و قد تقدم الاستشهاد بالبیت علی ذلك فی ح ر س و لیس الخرس بالمعجمة من معانی الدهر أَصلًا. (2). قوله [عین خرساء و سحابة إلخ] كذا بالأَصل. و لو قال كما قال شارح القاموس: و عین خرساء لا یسمع لجریها صوت، و سحابة إلخ لكان أحسن.
لسان العرب، ج‌6، ص: 63
وَلَّانی عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ؛ یرید أَعْرَضَ عنی و لا یكلمنی. و الخَرْساء: الداهیة. و العِظامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ، قال: حكاه ثعلب. و الخَرْساءُ من الصخور: الصَّمَّاء؛ أَنشد الأَخفش قول النابغة: أَواضِعَ البیتِ فی خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَیِّدُ العَیْرَ، لا یَسْری بها السَّاری و یروی: تقید العین …، و هو مذكور فی موضعه. و الخُرْسُ و الخِراسُ: طعام الولادة؛ الأَخیرة عن اللحیانی، هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً و خِراساً؛ قال الشاعر: كلُّ طعامٍ تَشْتَهی رَبیعَهْ: الخُرْسُ و الإِعْذارُ و النَّقِیعَهْ و خَرَّسْتُ علی المرأَة تَخْریساً إِذا أَطعمت فی ولادتها. و الخُرْسَةُ: التی تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما یُصْنع لها من فَریقَةٍ و نحوها. و خَرَسَها یَخْرُسُها؛ عن اللحیانی، و خَرَّسَها خُرْسَتَها و خَرَّسَ عنها، كلاهما: عملها لها؛ قال: و للَّه عَیْنا مَنْ رَأَی مثلَ مِقْیَسِ، إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ و قد خُرِّسَتْ هی أَی یجعلُ لها الخُرْسُ؛ قال الأَعْلم الهُذَلیُّ یصف جَدْبَ الزمان و عَدَمَ الكسب حتی إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ و الفَطِیم لا یُسْكَتُ بِحِتْرٍ، و هو الشی‌ء الیسیر من الطعام و غیره: إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً، و لم یُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِیمُها الحِتْرُ: الشی‌ء القلیل الحقیر، أَی لیس لهم شی‌ء یُطْعِمُون الصبی من شدّة الأَزْمَةِ. و قوله غلاماً منتصب علی التمییز فیكون بیاناً للبِكْر، لأَن البِكْر یكون غلاماً و جاریة، و أَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت فی النفوس آثَر و العنایَةُ بها آكَدَ، فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك علی شدّة الجَدْب و عموم الجَهْدِ. و‌فی الحدیث فی صفة التمر: هی صُمْتَةُ الصبی و خُرْسَةُ مَرْیَمَ؛ الخُرْسَة: ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها. و خَرَّسْتُ النفساء: أَطعمتها الخُرْسَة. و أَراد قول اللَّه عز و جل وَ هُزِّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسٰاقِطْ عَلَیْكِ رُطَباً جَنِیًّا. و الخُرْسُ، بلا هاء: الطعام الذی یدعی إِلیه عند الولادة. و‌فی حدیث حَسَّان: كان إِذا دُعِیَ إِلی طعام قال: إِلی عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ؟ فإِن كان فی واحد من ذلك أَجاب، و إِلا لم یُجِبْ؛ و أَما قول الشاعر یصف قوماً بقلة الخیر: شَرُّكُمْ حاضِرٌ و خَیْرُكُمُ دَرُّ خَرُوسٍ، من الأَرانِبِ، بِكْرِ فیقال: هی البِكْرُ فی أَوّل حملها، و یقال: هی التی یعمل لها الخُرْسَةُ. و من أمثالهم: تَخَرّسی لا مُخَرِّسَةَ لَكِ. و‌قال خالد بن صفوان فی صفة التمر: تُحْفَةُ الكبیر، و صُمْتَةُ الصغیر، و تَخْرِسَةُ مَرْیم.كأَنه سماه بالمصدر و قد تكون اسماً كالتَّنْهِیَةِ و التَّوْدیَةِ. و تَخَرَّسَت المرأَةُ: عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة. و الخَرُوسُ من النساء: التی یعمل لها شی‌ء عند الولادة. و الخَرُوس أَیضاً: البِكْر فی أَول بطن تحمله. و یقال للأَفاعی: خُرْسٌ؛ قال عنترة: علیهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ، كأَن قَتِیرَها أَعْیانُ خُرْسِ و الخَرْسُ و الخِرْسُ: الدَّنُّ؛ الأَخیرة عن كراع، و الصاد فی هذه الأَخیرة لغة. و الخَرَّاسُ: الذی یعمل
لسان العرب، ج‌6، ص: 64
الدِّنانَ؛ قال الجعدی: جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ و لا هَزِمُ الناقس: الحامض؛ قال العجاج: و خَرْسه المُحْمَرُّ فیه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهری: و قرأْت فی شعر العجاج المقروء علی شمر: مُعَلِّقِینَ فی الكلالِیبِ السُّفَرْ، و خَرْسه المُحْمَرُّ فیه ما اعْتُصِرْ قال: الخَرْسُ الدنّ، قیده بالخاء. و الخَرَّاس أَیضاً: الخَمَّار. و خُراسانُ: كُورَةٌ، النسب إِلیها خُراسانیٌّ، قال سیبویه: و هو أَجود، و خُراسِیٌّ و خُرْسِیٌّ، و یقال: هم خُرْسانٌ كما یقال هم سُودانٌ و بِیضانٌ؛ و منه قول بَشَّار: فی البیت من خُرْسان لا تُعابُ یعنی بناته، و یجمع علی الخُرَسِینَ، بتخفیف یاء النسبة كقولك الأَشْعَرین؛ و أَنشد: لا تُكْرِیَنَّ بعدها خُرَسِیَا.

خربس؛ ج6، ص: 64

: الخَرْبَسِیسُ: الشی‌ء الیسیر، و هی فی النفی بالصاد.

خرمس؛ ج6، ص: 64

: لیل خِرْمِسٌ: مظلم. و اخْرَنْمَسَ الرجل: ذَلَّ و خضع، و قیل: سكت؛ و قد وردت بالصاد عن كراع و ثعلب. و الاخْرِنْماسُ: السكوت. و المُخَرْمِسُ: الساكت. الفراء: اخْرَمَّسَ و اخْرَمَّصَ: سكت. و اخْرَمَّسَ الرجل إِذا ذَلَّ و خَضَع.

خسس؛ ج6، ص: 64

: الخَساسَةُ: مصدرُ الرجل الخَسِیس البَیِّن الخَساسَة. و الخَسِیسُ: الدنی‌ء. و خَسَّ الشی‌ءُ یَخَسُّ و یَخِسُّ خِسَّةً و خَساسَةً، فهو خسِیسٌ: رَذُلَ. و شی‌ء خَسِیسٌ و خُساسٌ و مَخْسُوسٌ: تافه. و رجل مَخْسُوسٌ: مَرْذُول. و قوم خِساسٌ: أَرذال. و خَسِسْتَ و خَسَسْستَ تَخِسُّ خَساسة و خُسُوسَةً و خِسَّة: صِرْتَ خَسِیساً. و أَخْسَسْتَ: أَتیت بخَسِیس. و خَسِسْتَ بعدی، بالكسر، خِسَّةً و خَساسةً إِذا كان فی نفسه خَسِیساً. و خَسَّ نصیبَه یَخُسُّه، بالضم، أَی جعله خَسِیساً، و أَخْسَسْتُه: وجدته خَسِیساً. و اسْتَخسَّه أَی عدَّه خَسِیساً. و خَسَّ الحظُّ خَسّاً، فهو خَسِیسٌ، و أَخَسَّه، كلاهما: قَلَّله و لم یُوَفِّرْه. قال أَبو منصور: العرب تقول أَخَسَّ اللَّهُ حَظَّه و أَخَتَّه، بالأَلف، إِذا لم یكن ذا جَدٍّ و لا حَظٍّ فی الدنیا و لا شی‌ءٍ من الخیر. و أَخسَّ فلان إِذا جاء بخَسِیس من الأَفعال. و قد أَخْسَسْتَ فی فعلك و أَخْسَسْتَ إِخْساساً إِذا فعلتَ فعلًا خسیساً. و امرأَة مُسْتَخِسَّة [مُسْتَخَسَّة و خَسَّاءُ: قبیحة الوجه، اشتقت من الخَسِیس؛ و فی التهذیب: امرأَة مُسْتَخِسَّة إِذا كانت دمیمة الوجه ذَرِبَةً، مشتق من الخِسَّة، و العرب تسمی النجوم التی لا تَعْزُبُ نحو بنات نَعْش و الفَرْقَدَیْن و الجَدْیِ و القُطْب و ما أَشْبه ذلك: الخُسَّان. و الخَسُّ، بالفتح: بقلة معروفة من أَحرار البقول عریضة الورق حُرَّة لَیِّنة تزید فی الدم. و الخُسُّ: رجل من إِیاد معروف. و ابنةُ الخُسّ الإِیادِیَة: التی جاءت عنها الأَمثال، و اسمها هِنْد، و كانت معروفة بالفصاحة. و یقال: رَفَعْتُ من خَسِیسَتِه إِذا فعلت به فعلًا یكون فیه رِفْعَتُه. قال الأَزهری: یقال رفع اللَّه خَسِیسَةَ فلان إِذا رفع حاله بعد انحطاطها. و‌فی
لسان العرب، ج‌6، ص: 65
حدیث عائشة: أَن فتاةً دخلت علیها فقالت: إِن أَبی زوَّجنی من ابن أَخیهِ و أَراد أَن یَرْفَعَ بی خَسِیسَته؛ الخَسِیسُ: الدنی‌ء. و الخَساسَةُ: الحالة التی یكون علیها الخَسِیسُ؛ و منه حدیث الأَحنف: إِن لم یَرْفَع خَسِیسَتنا. التهذیب: الخَسِیسُ الكافر. و یقال: هو خَسِیسٌ خَتِیتٌ. و خَسِیسةُ الناقة: أَسنانها دون الإِثْناءِ. یقال: جاوزت الناقةُ خَسِیسَتَها و ذلك فی السنة السادسة إِذا أَلقت ثَنِیَّتَها، و هی التی تجوز فی الضحایا و الهَدْی.

خفس؛ ج6، ص: 65

: خَفَسَ یَخْفِسُ خَفْساً و أَخْفَسَ الرجلُ: قال لصاحبه أَقْبَحَ ما یكون من القول و أَقبَح ما قدَرَ علیه. یقال للرجل: خَفَسْتَ یا هذا و أَخْفَسْتَ و هو من سوء القول. و شَرابٌ مُخْفِسٌ: سریع الإِسكار، و اشتقاقه من القُبْح لأَنه یخرج به من سُكْرِه إِلی القبیح من القول و الفعل. و خَفَسَ له یَخْفِس: قَلّل له من الماء فی شرابه، یقال: اخْفِسْ له من الماء أَی قَلِّل الماءَ و أَكثر النبیذ؛ قال ثعلب: هذا من كلام المُجَّانِ، و الصواب: أَعْرِقْ له، یرید أَقْلِلْ له من الماء فی الكأْس حتی یَسْكَرَ. و أَخْفَسَ الشرابَ و أَخْفَسَ له منه: أَكثر مَزْجَه. و قال أَبو حنیفة: أَخفس له إِذا أَقَلَّ الماء و أَكثر الشرابَ أَو اللبن أَو السویق؛ و كان أَبو الهیثم ینكر قول الفراء فی الشراب الخَفِیس إِنه الذی أُكثر نبیذه و أُقلَّ ماؤه. أَبو عمرو: الخَفْسُ الاستهزاء. و الخَفْسُ: الأَكل القلیل.

خلس؛ ج6، ص: 65

: الخَلْسُ: الأَخذ فی نُهْزَةٍ و مُخاتلة؛ خَلَسَه یَخلِسُه خَلْساً و خَلَسَه إِیاه، فهو خالِسٌ و خَلَّاس؛ قال الهذلی: یا مَیُّ، إِن تَفْقِدی قوماً وَلدْتِهم أَو تَخْلِسِیهم، فإِن الدَّهْرَ خَلَّاس الجوهری: خَلَسْتُ الشی‌ء و اخْتَلَسْته و تَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته. و التَّخالُسُ: التَّسالُبُ. و الاخْتلاسُ كالخَلْسِ، و قیل: الاخْتلاسُ أَوْحی من الخَلْسِ و أَخص. و الخُلْسَة، بالضم: النُّهْزةُ. یقال: الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ. و القرْنانِ إِذا تبارزا یَتَخالسان أَنفسَهما: یُناهِزُ كلُّ واحد منهما قَتْل صاحبه. الأَزهری: الخَلْسُ فی القتال و الصِّراع. و هو رجل مُخالِسٌ أَی شجاع حَذِرٌ. و تَخالسَ القِرْنانِ و تخالَسا نَفْسَیْهما: رام كلُّ واحد منهما اخْتِلاسَ صاحبه؛ قال أَبو ذؤیب: فَتَخَالَسا نَفْسَیْهما بنَوافِذٍ، كنَوافِذِ العُبْطِ التی لا تُرْقَعُ و خالَسَه مُخالَسَةً و خِلاساً؛ أَنشد ثعلب: نَظَرْتُ إِلی مَیٍّ خِلاساً عَشِیَّةً، علی عَجَلٍ، و الكاشِحُونَ حُضُورُ كذا مثلَ طَرْفِ العینِ، ثم أَجَنَّها رِواقٌ أَتی من دونِها و سُتُورُ و طَعْنة خَلیسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه. و أَخذه خِلِّیسَی أَی اختلاساً. و رجل خَلِیسٌ و خَلَّاسٌ: شجاعٌ حَذِرٌ. و رَكَبٌ مَخْلوس: لا یری من قلة لحمه. و أَخْلَسَ الشَّعْرُ، فهو مُخْلِسٌ و خَلِیسٌ: استوی سواده و بیاضه، و قیل: هو إِذا كان سواده أَكثر من بیاضه؛ قال سُوَیدٌ الحارثی: فَتًی قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه، سِوَی خُلْسَةٍ فی الرَّأْسِ كالبَرْقِ فی الدُّجَی أَبو زید: أَخْلَسَ رأْسُه، فهو مُخلِسٌ و خَلِیس إِذا
لسان العرب، ج‌6، ص: 66
ابیض بعضه، فإِذا غلب بیاضه سواده، فهو أَغْثَم. و الخَلِیسُ: الأَشْمط. و أَخْلَسَتْ لحیته إِذا شَمَطَتْ. الجوهری: أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خالط سوادُه البیاضَ، و كذلك النبت إِذا كان بعضه أَخْضَر و بعضه أَبیض، و ذلك فی الهَیْج، و خَص بعضهم به الطریقة و الصِّلِّیانَ و الهَلْتَی و السَحَمَ. و أَخْلَسَ الحَلِیُّ: خرجت فیه خُضْرَةٌ طَرِیَّة؛ عن ابن الأَعرابی. و أَخْلَسَت الأَرضُ و النباتُ: خالط یبیسُهما رَطْبَهما، و الخُلْسَةُ الاسم من ذلك. و أَخْلَست الأَرضُ أَیضاً: أَطْلَعَتْ شیئاً من النبات. و الخَلیسُ: النبات الهائج بعضُه أَصفر و بعضُه أَخضر، و كذلك الخَلِیطُ یسمی خلیساً. و الخِلاسِیُّ: الولد بین أَبیض و سوداء أَو بین أَسود و بیضاء. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول للغلام إِذا كانت أُمّه سوداء و أَبوه عربیّاً آدَمَ فجاءت بولد بین لونیهما: غلام خِلاسِیٌّ، و الأُنثی خِلاسِیَّة؛ و منه‌الحدیث: سِرْ حتی تأْتی فَتَیاتٍ قُعْساً، و رجالًا طُلْساً، و نساءً خُلْساً؛ الخُلْسُ: السُّمْرُ. و‌فی الحدیث: نهی عن الخلِیسَة، و هی ما تُسْتَخلَصُ من السبع فتموت قبل أَن تُذَكَّی، من خَلَسْتُ الشی‌ء و اخْتَلَسْته إِذا سلبته، و هی فَعِیلة بمعنی مفعولة؛ و منه‌الحدیث: لیس فی النُّهْبَة و لا الخَلِیسة قطع، و فی روایة: و لا فی الخُلْسَة‌أَی ما یؤخذ سَلْباً و مُكابَرَةً؛ و منه‌الحدیث: بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حابساً أَو موتاً خالِساً‌أَی یَخْتَلِسُكم علی غفلة. و الخِلاسِیُّ من الدِّیَكَةِ: بین الدَّجاج الهِنْدِیة و الفارسیة. الخلیل: من المصادر المُخْتَلَس و المُعْتَمَدُ: فالمُخْتَلَسُ ما كان علی حَذْوِ الفعل نحو انصرَف انصرافاً و رجع رجوعاً، و المعتمد ما اعتمدت علیه فجعلته اسماً للمصدر نحو المذهب و المَرْجِعِ، و قولك أَجَبْتُه إِجابةً، و هو المعتمد علیه و لا یعرف المعتمد إِلا بالسَّماع. و مُخالِسٌ: اسم حصان من خیل العرب معروف؛ قال مزاحِمٌ: یَقُودانِ جُرْداً من بناتِ مُخالِسٍ، و أَعْوَجَ یُقْفَی بالأَجِلَّةِ و الرُّسْلِ و قد سمت خَلَّاساً و مُخالِساً.

خلبس؛ ج6، ص: 66

: خَلْبَسَه و خَلْبَسَ قلبه أَی فتنه و ذهب به، كما یقال خَلَبه، و لیس یبعد أَن یكون هو الأَصل لأَن السین من حروف الزیادات، و الخُلابِسُ، بضم الخاء: الحدیث الرقیق، و قیل: الكذب؛ قال الكُمَیْت: بما قد أَرَی فیها أَوانِسَ كالدُّمَی و أَشْهَدُ منهنَّ الحدیثَ الخُلابِسا و الخَلابیسُ: الكَذِبُ. و أَمرٌ خَلابِیسُ: علی غیر استقامة، و كذلك خَلْقٌ خَلابِیسُ، و الواحد خِلْبیسٌ و خِلْباسٌ، و قیل: لا واحد له. و الخَلابِیسُ: أَن تَرْوَی الإِبلُ فتذهب ذهاباً شدیداً فَتُعَنِّی راعیها. یقال: أَكفِیكَ الإِبلَ و خَلابِیسَها، و الخَلابِیسُ: المتفرّقون.

خمس؛ ج6، ص: 66

: الخمسةُ: من عدد المذكر، و الخَمْسُ: من عدد المؤَنث معروفان؛ یقال: خمسة رجال و خمس نسوة، التذكیر بالهاء. ابن السكیت: یقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَیُغَلِّبُون اللیالی علی الأَیام إِذا لم یذكروا الأَیام، و إِنما یقع الصیام علی الأَیام لأَن لیلة كل یوم قبله، فإِذا أَظهروا الأَیام قالوا صمنا خمسة أَیام، و كذلك أَقمنا عنده عشراً بین یوم و لیلة؛ غلبوا التأْنیث، كما قال الجعدی:
لسان العرب، ج‌6، ص: 67
أَقامتْ ثلاثاً بینَ یومٍ و لیلةٍ، و كان النَّكِیرُ أَن تُضِیفَ و تَجْأَرا و یقال: له خَمْسٌ من الإِبل، و إن عَنَیْتَ جِمالا، لأَن الإِبل مؤنثة؛ و كذلك له خَمْس من الغنم، و إِن عنیت أَكْبُشاً، لأَن الغنم مؤنثة. و تقول: عندی خمسةُ دراهم، الهاءُ مرفوعة، و إِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصیر تاء فی الوصل فتدغم فی الدال، و إِن أَدخلت الأَلف و اللام فی الدراهم قلت: عندی خمسة الدراهم، بضم الهاء، و لا یجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام فی الدال، و لا یجوز أَن تدغم الهاء من خمسة و قد أَدغمت ما بعدها؛ قال الشاعر: ما زالَ مُذْ عَقدَتْ یداه إِزارَهُ، فسَمَا و أَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ و تقول فی المؤنث: عندی خَمْسُ القُدُور، كما قال ذو الرمة: و هل یَرْجِعُ التسلیمَ أَو یَكْشِفُ العَمَی ثلاثُ الأَثافی، و الرُّسُومُ البَلاقِعُ؟ و تقول: هذه الخمسة دراهم، و إِن شئت رفعت الدراهم و تجریها مجری النعت، و كذلك إِلی العشرة. و المُخَمَّسُ من الشِّعْرِ: ما كان علی خمسة أَجزاء، و لیس ذلك فی وضع العَرُوض. و قال أَبو إِسحاق: إِذا اختلطت القوافی، فهو المُخَمَّسُ. و شی‌ء مُخَمَّسٌ أَی له خمسة أَركان. و خَمَسَهم یَخْمِسُهم خَمْساً: كان لهم خامساً. و یقال: جاء فلان خامساً و خامیاً؛ و أَنشد ابن السكیت للحادِرَة و اسمه قُطْبةُ بن أَوس: كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ و أَعْوامِ بالمُنْحَنَی بین أَنْهارٍ و آجامِ مَضَی ثلاثُ سِنینَ مُنْذُ حُلَّ بها، و عامُ حُلَّتْ و هذا التابع الخامِی و الذی فی شعره: هذی ثلاث سنین قد خَلَوْنَ لها. و أَخْمَسَ القومُ: صاروا خمسة. و رُمْح مَخْمُوسٌ: طوله خمس أَذرع. و الخمسون من العدد: معروف. و كل ما قیل فی الخمسة و ما صُرِّفَ منها مَقُولٌ فی الخمسین و ما صُرِّفَ منها؛ و قول الشاعر: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟ مذ سَنَةٌ و خَمِسونَ عَدَدا بكسر المیم فی خمسون، احتاج إِلی حركة المیم لإِقامة الوزن، و لم یفتحها لئلا یوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا یسكن، و لا یجوز أَن یكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا یحرك بالفتح إِلا فی ضرورة لا بد منه فیها، و لكنه قدّر أَنها فی الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن، فلما احتاج رَدَّه إِلی الأَصل و آنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة؛ و فی التهذیب: كسر المیم من خَمِسُون و الكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بكسر الشین؛ و قال الفراء: رواه غیره خَمَسون عدداً، بفتح المیم، بناه علی خَمَسَة و خَمَساتٍ. و حكی ابن الأَعرابی عن أَبی مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَی خَمَسَة بمثله. و الخِمْسُ، بالكسر: من أَظْماء الإِبل، و هو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ الیومَ الخامسَ، و الجمع أَخْماس. سیبویه: لم یجاوز به هذا البناءَ. و قالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً یُكْنی عنه بغیره. قال ابن الأَعرابی: العرب تقول لمن خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ و أَصل ذلك أَن شیخاً كان فی إِبله و معه أَولاده، رجالًا یَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم، فقال لهم ذات یوم: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا
لسان العرب، ج‌6، ص: 68
رِبْعاً نحوَ طریق أَهلهم، فقالوا له: لو رعیناها خِمْساً، فزادوا یوماً قِبَلَ أَهلهم، فقالوا: لو رعیناها سِدْساً، ففَطَنَ الشیخُ لما یریدون، فقال: ما أَنتم إِلَّا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، ما هِمَّتُكم رَعْیُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ و أَنشأَ یقول: و ذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ، أُراهُ، لأَسْداسٍ، عَسی أَن لا تكونا و أَخذ الكمَیْتُ هذا البیتَ لأَنه مَثَل فقال: و ذلك ضرب أَخماس، أُریدَتْ، لأَسْداسٍ، عسی أَن لا تكونا قال ابن السكیت فی هذا البیت: قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ، و هو أَن تُظْهر خمسة ترید ستة. أَبو عبیدة: قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، یقال للذی یُقَدِّمُ الأَمرَ یرید به غیره فیأْتیه من أَوّله فیعمل رُوَیْداً رُوَیْداً. الجوهری: قولهم فلان یَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَی یسعی فی المكر و الخدیعة، و أَصله من أَظماء الإِبل، ثم ضُرِبَ مثلًا للذی یُراوِغُ صاحبه و یریه أَنه یطیعه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لرجل من طی‌ء: اللَّهُ یَعْلَمُ لو لا أَننی فَرِقٌ من الأَمیرِ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ فی مَوْعِدٍ قاله لی ثم أَخْلَفَه، غَداً غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ حتی إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه إِلی الطَّبِیعَةِ، فی رِفْقٍ و إِیناسِ أَجْلَتْ مَخِیلَتُه عن لا، فقلتُ له: لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ و لیس یَرْجِعُ فی لا، بَعْدَ ما سَلَفَتْ منه نَعَمْ طائعاً، حُرٌّ من الناسِ و قال خُرَیْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِیُّ: لو كان للقوم رأْیٌ یُرْشَدُونَ به، أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ للَّه دَرُّ أَبیهِ أَیُّما رجلٍ، ما مثلهُ فی فِصالِ القولِ فی الناسِ لكن رَمَوْكم بشیخٍ من ذَوی یَمَنٍ، لم یَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ یعنی أَنهم أَخطأُوا الرأْی فی تحكیم أَبی موسی دون ابن عباس. و ما أَحسن ما‌قاله ابن عباس، و قد سأَله عتبة بن أَبی سفیان بن حرب فقال: ما منع علیّاً أَن یبعثك مكان أَبی موسی؟ فقال: منعه و اللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ و مِحْنَةُ الابتلاء و قِصَرُ المدّة، و اللَّه لو بعثنی مكانه لاعْتَرَضْتُ فی مَدارِج أَنفاس معاویة ناقِضاً لما أَبْرَمَ، و مُبْرِماً لما نقض، و لكن مضی قَدَرٌ و بقی أَسَفٌ و الآخرةُ خیر لأَمیر المؤمنین؛ فاستحسن عتبة بن أَبی سفیان كلامه، و كان عتبة هذا من أَفصح الناس، و له خطبة بلیغة فی ندب الناس إِلی الطاعة خطبها بمصر‌فقال: یا أَهل مصر، قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ علیكم، و قد وَلِیَكم من یقول بفِعْلٍ و یفعل بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بیده، و إِن استعصیتم علیه مراكم بسیفه، و رَجا فی الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ فی الأَوَّل من الزَّجْر؛ إِن البَیْعَة متابَعَةٌ، فلنا علیكم الطاعة فیما أَحببنا، و لكم علینا العَدلُ فیما ولینا، فأَینا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه، و اللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتی عَقَدَتْ علیه قلوبنا، و لا طلبناها منكم حتی بذلناها لكم ناجزاً بناجز فقالوا: سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم: عَدْلًا عدلًا.و قد خَمَسَت الإِبلُ و أَخْمَسَ صاحبها: وردت إِبله خِمْساً، و یقال
لسان العرب، ج‌6، ص: 69
لصاحب الإِبل التی تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو بن العلاء لإمرئ القیس: یُثِیرُ و یُبْدِی تُرْبَها و یُهِیلُه، إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ غیره: الخِمْسُ، بالكسر، من أَظماء الإِبل أَن ترعی ثلاثة أَیام و تَرِدَ الیوم الرابع، و الإِبل خامسَة و خَوامِسُ. قال اللیث: و الخِمْسُ شُرْبُ الإِبل یوم الرابع من یوم صَدَرَتْ لأَنهم یَحْسُبون یوم الصَّدَر فیه؛ قال الأَزهری: هذا غلط لا یُحْسَبُ یومُ الصَّدَرِ فی وِرْدِ النَّعم، و الخِمْسُ: أَن تشرب یوم وِرْدِها و تَصْدُرَ یومها ذلك و تَظَلّ بعد ذلك الیوم فی المَرْعی ثلاثة أَیام سوی یوم الصَّدَرِ، و تَرد الیوم الرابع، و ذلك الخِمْس. قال: و یقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتی یكون وِرْدُ النَّعَمِ الیومَ الرابع سوی الیوم الذی شربت و صدرت فیه. و یقال: خِمْسٌ بَصْباصٌ و قَعْقاع و حَثْحاتٌ إِذا لم یكن فی سیرها إِلی الماء وَتِیرَة و لا فُتُور لبُعده. غیره: الخِمْسُ الیوم الخامس من صَدَرها یعنی صَدَر الواردة. و السِّدْسُ: الوِرْدُ یوم السادس. و قال راویةُ الكمیت: إِذا أَراد الرجلُ سفراً بعیداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتی إِذا دَفَعَتْ فی السیر صَبَرَتْ؛ و قول العجاج: و إِن طُوی من قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ، ما فی انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ أَراد: و إِن طُوی من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قال: و الخمس ثلاثة أَیام فی المرعی و یوم فی الماء، و یحسب یوم الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك الیوم فیُحْسَب یومُ تَرِدُ و یومُ تَصْدُرُ. و قوله كحبل الشعر المنحت، یقال: هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ. من أَمت: من اعوجاج. و التَخْمِیسُ فی سقی الأَرض: السَّقْیَةُ التی بعد التربیع. و خَمَسَ الحَبْلَ یَخْمِسُه خَمْساً: فتله علی خَمْسِ قُوًی. و حَبْلٌ مَخْموسٌ أَی من خَمْس قُوًی. ابن شمیل: غلام خُماسِیٌّ و رُباعِیٌّ: طال خمسَة أَشبار و أَربعة أَشبار، و إِنما یقال خُماسِیٌّ و رباعی فیمن یزداد طولًا، و یقال فی الثوب سُباعیٌّ. قال اللیث: الخُماسیُّ و الخُماسِیَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار؛ قال: و لا یقال سُداسِیٌّ و لا سُباعی إِذا بلغ ستة أَشبار و سبعة، قال: و فی غیر ذلك الخُماسیُّ ما بلغ خمسة، و كذلك السُّداسِیُّ و العُشارِیُّ. قال ابن سیدة: و غلام خُماسیٌّ طوله خمسة أَشبار؛ قال: فوقَ الخُماسِیِّ قلیلًا یَفْضُلُهُ، أَدْرَكَ عَقْلًا، و الرِّهانُ عَمَلُهْ و الأُنثی خُماسِیَّةٌ. و‌فی حدیث خالد: أَنه سأَل عمن یشتری غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ منی غلامین خُماسِیَّین أَو عِلْجاً أَمْرَدَ، قال: لا بأْس؛ الخُماسِیَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار و لا یقال سداسی و لا سباعی و لا فی غیر الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلًا. و ثَوب خُماسِیٌّ و خَمِیسٌ و مَخْموسٌ: طوله خمسة؛ قال عبید یذكر ناقته: هاتِیكَ تَحْمِلُنی و أَبْیَضَ صارِماً، و مُذَرِّباً فی مارِنٍ مَخْموسِ یعنی رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. و منه‌حدیث معاذ: ائتونی بخَمِیسٍ أَو لَبِیسٍ آخذه منكم فی الصدقة؛ الخَمِیسُ: الثوب الذی طوله خمس أَذرع،
لسان العرب، ج‌6، ص: 70
كأَنه یعنی الصغیر من الثیاب مثل جریح و مجروح و قتیل و مقتول، و قیل: الخَمِیسُ ثوب منسوب إِلی مَلِكٍ كان بالیمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردیة فنسبت إِلیه. و الخِمْسُ: ضرب من برود الیمن؛ قال الأَعشی یصف الأَرض: یوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِیَةِ الْخِمْسِ، و یوماً أَدِیمَها نَغِلا و كان أَبو عمرو یقول: إِنما قیل للثوب خَمِیسٌ لأَن أَول من عمله ملك بالیمن یقال له الخِمْسُ، بالكسر، أَمر بعمل هذه الثیاب فنسبت إِلیه. قال ابن الأَثیر: و جاء فی البخاری خَمِیصٌ، بالصاد، قال: فإِن صحت الروایة فیكون مُذَكَّرَ الخَمِیصَةٍ، و هی كساء صغیر فاستعارها للثوب. و یقال: هما فی بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا و اجتمعا و اصطلحا؛ و قوله أَنشده ثعلب: صَیَّرَنی جُودُ یدیه، و مَنْ أَهْواه، فی بُرْدَةِ أَخْماسِ فسره فقال: قَرَّبَ بیننا حتی كأَنی و هو فی خمس أَذرع. و قال فی التهذیب: كأَنه اشتری له جاریة أَو ساق مهر امرأَته عنه. قال ابن السكیت: یقال فی مَثَلٍ: لَیْتَنا فی بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَی لیتنا تَقارَبْنا، و یراد بأَخماس أَی طولُها خمسة أَشبار، و البُرْدَة: شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة، و جمعها البُرَدُ. ابن الأَعرابی: هما فی بُرْدَةٍ أَخماس، یفعلان فعلًا واحداً یشتبهان فیه كأَنهما فی ثوب واحد لاشتباههما. و الخَمِیسُ: من أَیام الأُسبوع معروف، و إِنما أَرادوا الخامِسَ و لكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ. قال اللحیانی: كان أَبو زید یقول مَضی الخمیسُ بما فیه فیفرد و یذكر، و كان أَبو الجرَّاح یقول: مضی الخمیس بما فیهن فیجمع و یؤَنث یخرجه مخرج العدد، و الجمع أَخْمِسة و أَخْمِساء و أَخامِسُ؛ حكیت الأَخیرة عن الفراء، و فی التهذیب: و خُماسَ و مَخْمَس كما یقال تُناءَ و مَثْنی و رُباعَ و مَرْبَع. و حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی: لا تك خَمِیساً أَی ممن یصوم الخمیس وحده. و الخُمْسُ و الخُمُسُ و الخِمْسُ: جزء من خمسة یَطَّرِدُ ذلك فی جمیع هذه الكسور عند بعضهم، و الجمع أَخْماس. و الخَمْسُ: أَخذك واحداً من خمسة، تقول: خَمَسْتُ مال فلان. و خَمَسَهم یَخْمُسُهم بالضم خَمْساً: أَخذ خُمْسَ أَموالهم، و خَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكسر، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك. و فی‌حدیث عَدِیّ بن حاتم: رَبَعْتُ فی الجاهلیة و خَمَسْتُ فی الإِسلام، یعنی قُدْتُ الجیشَ فی الحالین لأَن الأَمیر فی الجاهلیة كان یأْخذ الرُّبُع من الغنیمة، و جاءَ الإِسلامُ فجعله الخُمْسَ و جعل له مصارف، فیكون حینئد من قولهم رَبَعْتُ القوم و خَمَسْتُهم مخففاً إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم و خُمْسَها، و كذلك إِلی العشرة. و الخَمِیسُ: الجَیْشُ، و قیل: الجیش الجَرَّارُ، و قیل: الجَیْشُ الخَشِنُ، و فی المحكم: الجَیْشُ یَخْمِسُ ما وَجَدَه، و سمی بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ: المقدمة و القلب و المیمنة و المیسرة و الساقةُ؛ أَ لا تری إِلی قول الشاعر: قد یَضْرِبُ الجیشَ الخَمِیسَ الأَزْوَرا فجعله صفة. و‌فی حدیث خیبر: محمدٌ و الخَمِیس‌أَی و الجیش، و قیل: سمی خَمِیساً لأَنه تُخَمَّس فیه الغنائم، و محمد خبر مبتدإٍ أَی هذا محمد. و منه‌حدیث عمرو بن معدیكرب: هم أَعْظَمُنا خَمِیساً‌أَی جیشاً. و أَخْماسُ البَصْرة خمسة: فالخُمْس
لسان العرب، ج‌6، ص: 71
الأَول العالیة، و الخُمْسُ الثانی بَكْر بن وائل، و الخُمْسُ الثالث تمیم، و الخُمْسُ الرابع عبد القیس، و الخُمْسُ الخامس الأَزْدُ. و الخِمْسُ: قبیلة؛ أَنشد ثعلب: عادَتْ تمیمُ بأَحْفی الخِمْسِ، إِذ لَقِیَتْ إِحْدی القَناطِرِ لا یُمْشی لها الخَمَرُ و القناطر: الدواهی. و قوله: لا یمشی لها الخمر یعنی أَنهم أَظهروا لهم القتال. و ابنُ الخِمْسِ: رجل؛ و أَما قول شَبِیبِ بن عَوانَة: عَقِیلَةُ دَلَّاهُ لِلَحْدِ ضَریحِه، و أَثوابُه یَبْرُقْنَ و الخِمْسُ مائجُ فعقیلةُ و الخِمسُ: رجلان، و‌فی حدیث الحجاج: أَنه سأَل الشَعْبیَّ عن المُخَّمَسَة، قال: هی مسأَلة من الفرائض اختلفت فیها خمسة من الصحابة: علی و عثمان و ابن مسعود و زید و ابن عباس، رضی اللَّه عنهم، و هی أُم و أُخت و جد.

خنس؛ ج6، ص: 71

: الخُنُوس: الانقباضُ و الاستخفاء. خَنَسَ من بین أَصحابه یَخْنِسُ و یَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً و خِناساً و انْخَنَس: انقبض و تأَخر، و قیل: رجع. و أَخْنَسَه غیره: خَلَّفَه و مَضَی عنه. و‌فی الحدیث: الشیطان یُوَسْوِسُ إِلی العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ‌أَی انقبض منه و تأَخر. قال الأَزهری: و كذا‌قال الفراء فی قوله تعالی: مِنْ شَرِّ الْوَسْوٰاسِ الْخَنّٰاسِ؛ قال: إِبلیس یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّٰاسِ، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ، و‌قیل: إِن له رأْساً كرأْس الحیة یَجْثُمُ علی القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحی و خنَسَ، و إِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلی القلب یوسوس، نعوذ باللَّه منه. و‌فی حدیث جابر: أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ‌أَی تأَخرت عن قبول التلقیح فلم یؤثر فیها و لم تحمل تلك السنة. و‌فی حدیث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَی متأَخر، و الضُمَّزٌ جمع ضامز، و هو الممسك عن الجِرَّة، أَی أَنها صوابر علی العطش و ما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ و فی كتاب الزمخشری: حُبُسٌ، بالحاء و الباء الموحدة بغیر تشدید. الأَزهری: خَنَسَ فی كلام العرب یكون لازماً و یكون متعدیاً. یقال: خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَی أَخرته فتأَخر و قبضته فانقبض و خَنَسْته أَكثر. و روی أَبو عبید عن الفراء و الأُمَوِیِّ: خَنَسَ الرجل یَخْنِسُ و أَخْنَسْتُه، بالأَلف، و هكذا‌قال ابن شمیل فی حدیث رواه: یخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارین فی النار؛ یرید تدخل بهم فی النار و تغیبهم فیها. یقال: خَنَسَ به أَی واراه. و یقال: یَخْنِسُ بهم أَی یغیب بهم. و خَنَسَ الرجل إِذا تواری و غاب. و أَخنسته أَنا أَی خَلَّفْتُه؛ قال الراعی: إِذا سِرْتُمُ بین الجُبَیْلَیْنِ لیلةً، و أَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا الأَصمعی: أَخنستم خَلَّفْتُم، و قال أَبو عمرو: جُزْتم، و قال: أَخَّرْتُمْ. و‌فی حدیث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ.و‌حدیث ابن عباس: أَتیتُ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و هو یصلی فأَقامنی حذاءه فلما أَقبل علی صلاته انْخَنَسْتُ.و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لقیه فی بعض طُرُق المدینة قال: فانْخَنَسْتُ منه، و فی روایة: اخْتَنَسْتُ، علی المطاوعة بالنون و التاء، و‌یروی: فانْتَجَشْتُ، بالجیم و الشین. و‌فی حدیث الطُّفَیْل: فَخَنَسَ عنی أَو حَبَسَ، قال: هكذا جاء بالشك. و قال الفراء: أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَی أَخَّرْته؛ و قال البعِیثُ:
لسان العرب، ج‌6، ص: 72
و صَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها، و قد جَعَلَتْ عنها الأَخرَّةُ تَخْنِسُ قال الأَزهری: و أَنشدنی أَبو بكر الإِیادی لشاعر قدم علی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فأَنشده من أَبیات: و إِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً، و إِن خَنَسُوا عنك الحدیثَ فلا تَسَلْ و هذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: و مما یدل علی صحة هذه اللغة ما‌رویناه عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: الشهر هكذا و هكذا، و خَنَسَ إِصْبَعَه فی الثالثة‌أَی قَبَضَها یعلمهم أَن الشهر یكون تسعاً و عشرین؛ و أَنشد أَبو عبید فی أَخْنَسَ و هی اللغة المعروفة: إِذا ما القَلاسی و العَمائِمُ أُخْنِسَتْ، ففیهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ الأَصمعی: سمعت أَعرابیّاً من بنی عُقَیْلٍ یقول لخادم له كان معه فی السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا و غبت و لِمَ تواریْت؟ و الكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراری الخمسةُ تَخْنُسُ فی مَجْراها و ترجع و تَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء و هی: زُحَلٌ و المُشْتَرِی و المِرِّیخ و الزُّهَرَة و عُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحیاناً فی مَجْراها حتی تخفی تحت ضوء الشمس و تَكْنِسُ أَی تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء فی المَغارِ، و هی الكِناسُ، و خُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بینا نراها فی آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلی أَوّله؛ و یقال: سمیت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحیرة التی ترجع و تستقیم؛ و یقال: هی الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ فی المَغِیب أَو لأَنها تخفی نهاراً؛ و یقال: هی الكواكب السَّیَّارة منها دون الثابتة. الزجاج فی قوله تعالی: فَلٰا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوٰارِ الْكُنَّسِ؛ قال: أَكثر أَهل التفسیر فی الخُنَّسِ أَنها النجوم و خُنُوسُها أَنها تغیب و تَكْنِسُ تغیب أَیضاً كما یدخل الظبی فی كناسِهِ. قال: و الخُنَّسُ جمع خانس. و فرس خَنُوسٌ: و هو الذی یعدل، و هو مستقیم فی حُضْرِه، ذات الیمین و ذات الشمال، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و الجمع خُنُسٌ و المصدر الخَنْسُ، بسكون النون. ابن سیدة: فرس خَنُوس یستقیم فی حُضْره ثم یَخْنِسُ كأَنه یرجع الَقهْقَری. و الخَنَسُ فی الأَنف: تأَخره إِلی الرأْس و ارتفاعه عن الشفة و لیس بطویل و لا مُشْرِف، و قیل: الخَنَسُ قریب من الفَطَسِ، و هو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ و ضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، و قیل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف و عِرَض الأَرنبة، و قیل: الخَنَسُ فی الأَنف تأَخر الأَرنبة فی الوجه و قِصَرُ الأَنف، و قیل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قلیل فی الأَرنبة؛ و الرجل أَخْنَسُ و المرأَة خَنْساءُ، و الجمع خُنْسٌ، و قیل: هو قِصَرُ الأَنف و لزوقه بالوجه، و أَصله فی الظباء و البقر، خَنِسَ خَنَساً و هو أَخْنَسُ، و قیل: الأَخْنس الذی قَصُرَتْ قَصَبته و ارتدَّت أَرنبته إِلی قصبته، و البقر كلها خُنْسٌ، و أَنف البقر أَخْنَسُ لا یكون إِلا هكذا، و البقرة خَنْساءُ، و التُّرك خُنْسٌ؛ و‌فی الحدیث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ، و المراد بهم الترك لأَنه الغالب علی آنافهم و هو شِبْهُ الفَطَسِ؛ و منه‌حدیث أَبی المِنْهال فی صفة النار: و عقارب أَمثال البغال الخُنُسِ.و‌فی حدیث عبد الملك بن عمیر: و اللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، یغیب فیها الضَّرْسُ؛ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدینة و شبهه فی اكتنازه و انحنائه بالأُنوف الخُنْسِ
لسان العرب، ج‌6، ص: 73
لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعِ؛ و استعاره بعضهم للنَّبْل فقال یصف درعاً: لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، و تهْزَأُ بالمَعابِلِ و القِطاعِ ابن الأَعرابی: الخُنُسُ مأْوی الظباء، و الخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها. و خَنَسَ من ماله: أَخذَ. الفراء: الخِنَّوسُ، بالسین، من صفات الأَسد فی وجهه و أَنفه، و بالصاد ولد الخنزیر. و قال الأَصمعی: ولد الخنزیر یقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو یعلی عنه. و الخَنَسُ فی القدم: انبساط الأَخْمَصِ و كثرة اللحم، قَدَمٌ خَنْساء. و الخُناسُ: داء یصیب الزرع فَیَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا یطول. و خَنْساءُ و خُناسُ و خُناسی، كله: اسم امرأَة. و خُنَیْس: اسم. و بنو أَخْنَس: حَیّ. و الثلاث الخُنَّس: من لیالی الشهر، قیل لها ذلك لأَن القمر یَخْنِسُ فیها أَی یتأَخر؛ و أَما قول دُرَیْد بن الصِّمَّة: أَ خُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ، و أَصابه تَبْلٌ من الحُبِّ یعنی به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِید فغیَّره لیستقیم له وزْنُ الشعر.

خنبس؛ ج6، ص: 73

: الخُنابِسُ: القدیم الشدید الثابت؛ قال القطامی: و قالوا: علیكَ ابنَ الزُّبَیْرِ فَلُذْ به، أَبَی اللَّهُ أَن أُخْزَی و عِزٌّ خُنابِسُ كان القطامی هجا قوماً من الأَزْدِ فخاف منهم فقال له من یشیر علیه: اسْتَجِرْ بابن الزبیر و خذ منه ذمة تأْمن بها ما تخافه منهم، فقال مجیباً لمن أَشار علیه بهذا: أَبَی اللَّه أَن أُذلّ نفسی و أُهینها و عِزُّ قومی قدیم ثابت.و أَسد خُنابِسٌ: جری‌ء شدید، و الأُنثی خُنابِسَةٌ. و یقال: خُنابِسٌ غلیظ و خَنْبَسَتُه ترارَتُه، و یقال: مِشْیَتُه، و الخُنابِسَة الأُنثی، و هی التی استبان حملها. و الخُنابِسُ من الرجال: الضَّخْمُ الذی تعلوه كراهة من رجال خُنابِسِین؛ و أَنشد الإِیادیّ: لیثٌ یَخافُكَ خَوْفَه، جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ و الخُنابِسُ: الكریه المَنْظَرِ. و لیل خُنابِسٌ: شدید الظلمة. و الخَنَّبُوسُ: الحجر القَدَّاح.

خنبلس؛ ج6، ص: 73

: الأَزهری فی الخماسی: الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ.

خندرس؛ ج6، ص: 73

: تمر خَنْدَرِیسٌ: قدیم، و كذلك حِنْطَة خَنْدَرِیس. و الخَنْدَرِیسُ: الخمر القدیمة؛ قال ابن درید: أَحسبه معرباً سمیت بذلك لقدمها؛ و منه حِنْطَة خَنْدَریسٌ للقدیمة.

خندلس؛ ج6، ص: 73

: ناقة خَنْدَلِسٌ: كثیرة اللحم.

خنعس؛ ج6، ص: 73

: الخَنْعَسُ: الضَّبُعُ؛ قال: و لو لا أَمِیری عاصِم لتَثَوَّرَتْ، مع الصُّبحِ عن قُورِ ابن عَیْساءَ، خَنْعَسُ

خنفس؛ ج6، ص: 73

: خَنْفَس عن الأَمر: عَدَلَ. أَبو زید: خَنْفَسَ الرجل خَنْفَسَةً عن القوم إِذا كرههم و عدل عنهم. و الخُنْفَسُ، بالفتح، و الخُنْفَساء، بفتح الفاء ممدود: دُوَیْبَة سوداء أَصغر من الجُعَل منتنة الریح، و الأُنثی خُنْفَسَة و خُنْفَساء و خُنْفَساءة، و ضم الفاءِ فی كل ذلك
لسان العرب، ج‌6، ص: 74
لغة. و الخُنْفَسُ: الكبیر من الخَنافِس. و حكی ثعلب: هؤلاء ذوات خُنْفَسٍ قد جاءنی، إِذا جعلت خُنْفَساً اسماً للجنس، و لم یفسره، قال: و أُراه لقباً لرجل. غیره: الخُنْفَساءُ دُوَیبَّة سوداء تكون فی أُصول الحیطان. و یقال: هو أَلَحُّ من الخُنْفُساء لرجوعها إِلیك كلما رمیت بها، و ثلاث خُنْفُسَاواتٍ. أَبو عمرو: هو الخُنْفَس للذكر من الخَنافِس، و هو العُنْظُبُ و الحُنْظُبُ. الأَصمعی: لا یقال خُنْفُساءة بالهاء: و قال ابن كیسان: إِذا كانت أَلف التأْنیث خامسة حذفت إِذا لم تكن ممدودة فی التصغیر كقولك خُنْفُساء و خُنَیْفِساء، قال: و الذی أُسقط من ذلك حُباری تقول حُبَیْر كأَنك صغرت حُبار، قال: و ربما عوَّضوا منها الهاء فقالوا حُبَیْرَة، ذكره فی باب التصغیر، و یقال: خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لغة أَهل البصرة؛ قال الشاعر: و الخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه مَوَدَّةُ العَقْرَبِ فی السِّرِّ و قال ابن دارَةَ: و فی البَرِّ من ذئبٍ و سِمْعٍ و عَقْرَبٍ، و ثُرْمُلَةٍ تَسْعَی و خِنْفِسَةٍ تَسْری

خوس؛ ج6، ص: 74

: التَخْوِیسُ: التنقیص. و هو أَیضاً ضُمُر البطن. و المُتَخَوِّسُ من الإِبل: الذی ظهر شَحْمُه من السِّمَنِ. ابن الأَعرابی: الخَوْسُ طعن الرماح وِلاءً وِلاء، یقال: خاسَه یَخُوسُه خَوْساً.

خیس؛ ج6، ص: 74

: الخَیْسُ، بالفتح: مصدر خاسَ الشی‌ءُ یَخِیسُ خَیْساً تَغَیَّرَ و فَسَد و أَنْتَن. و خاسَتِ الجیفة أَی أَرْوَحَتْ. و خاسَ الطعامُ و البیع خَیْساً: كَسَدَ حتی فسد، و هو من ذلك كأَنه كَسَدَ حتی فسد. قال اللیث: یقال للشی‌ء یبقی فی موضع فیَفْسُد و یتغیر كالجوز و التمر: خائسٌ، و قد خاسَ یَخِیسُ، فإِذا أَنتن، فهو مَغِلٌ، قال: و الزای فی الجوز و اللحم أَحسن من السین. و خَیَّسَ الشی‌ءَ: لَیَّنَه. و خیَّسَ الرجلَ و الدابة تَخْیِیساً و خاسَهما: ذللهما. و خاسَ هو: ذَلَّ و یقال: إِنْ فعل فلان كذا فإِنه یُخاسُ أَنْفُه أَی یُذَلُّ أَنفه. و التَّخْیِیس: التذلیل. اللیث: خُوسَ المُتَخَیِّسُ و هو الذی قد ظهر لحمه و شحمه من السمن. و قال اللیث: الإِنسان یُخَیَّسُ فی المُخَیَّسِ حتی یبلغ شدّة الغمّ و الأَذَی و یذلّ و یهان، یقال: قد خاسَ فیه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سار معه علی جمل قد نَوَّقَه و خَیَّسه؛ أَی راضه و ذلله بالركوب. و‌فی حدیث معاویة: أَنه كتب إِلی الحسین بن علی، رضوان اللَّه علیه: إِنی لم أَكِسْك و لم أَخِسْك‌أَی لم أُذِلَّكَ و لم أُهِنْكَ و لم أُخْلِفْكَ وَعْداً. و منه المُخَیَّسُ و هو سِجْنٌ كان بالعراق؛ قال ابن سیدة: و المُخَیِّسُ السجن لأَنه یُخَیِّسُ المحبوسین و هو موضع التذلیل، و به سمی سجن الحجاج مُخَیَّساً [مُخَیِّساً، و قیل: هو سجن بالكوفة بناه أَمیر المؤمنین علی بن أَبی طالب، رضوان اللَّه علیه. و‌فی حدیث علی: أَنه بنی حَبْساً و سماه المُخَیَّسَ؛ و قال: أَ ما تَرانی كَیِّساً مُكَیّسا، بَنَیْتُ بعد نافِعٍ مُخَیَّسا باباً كبیراً و أَمِیناً كَیِّسا نافع: سجن بالكوفة كان غیر مستوثق البناء، و كان من قَصَب فكان المحبوسون یَهْرُبُون منه، و قیل: إِنه نقب و أُفْلِتَ منه المُحَبَّسون فهدمه علی، رضی اللَّه عنه، و بنی المُخَیَّسَ لهم من مَدَرٍ.و كل سجن مُخَیَّسٌ و مُخَیِّسٌ أَیضاً؛ قال الفرزدق:
لسان العرب، ج‌6، ص: 75
فلم یَبْقَ إِلا داخِرٌ فی مُخَیَّسٍ، و مُنْجَحِرٌ فی غیرِ أَرْضِكَ فی جُحْرِ و الإِبل المُخَیَّسَةُ: التی لم تُسَرَّحْ، و لكنها خُیِّسَتْ للنحر أَو القَسْم؛ و أَنشد للنابغة: و الأُدْمُ قد خُیِّسَتْ فُتْلًا مَرافِقُها، مَشدودةً برحالِ الحِیرَةِ الجُدُدِ و قال أَبو بكر فی قولهم: دَعْ فلاناً یَخِیسُ، معناه دعه یلزم موضعه الذی یلازمه، و السجن یسمی مُخَیَّساً لأَنه یُخَیَّسُ فیه الناس و یُلْزَمُون نزوله. و المُخَیَّسُ، بالفتح: موضع التخییس، و بالكسر: فاعله. و خاس الرجلَ خَیْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثمناً مّا ثم أَعطاه أَنقص منه، و كذلك إِذا وعده بشی‌ء ثم أَعطاه أَنقص مما وعده به. و خاسَ عَهْدَه و بعهده: نقضه و خانه. و خاسَ فلانٌ ما كان علیه أَی غَدَرَ به. و قال اللیث: خاسَ فلانٌ بوعده یَخِیسُ إِذا أَخلف، و خاسَ بعهده إِذا غَدَر و نَكَثَ. الجوهری: خاسَ به یَخِیسُ و یَخُوس أَی غدر به، و‌فی الحدیث: لا أَخِیسُ بالعهد؛ أَی لا أَنقضه. و الخَیْسُ: الخیر. یقال: ما لَه قَلَّ خَیْسُه. و الخَیْسُ: الغم، یقال للصبی: ما أَظرفه قَلَّ خَیْسُه أَی قل غمه؛ و قال ثعلب: معنی قَلَّ خَیْسُه قلت حركته، قال: و لیست بالعالیة. و الخِیْسُ: الدَّرُّ، قال أَبو منصور: و روی عمرو عن أَبیه فی قول العرب أَقَلَّ اللَّهُ خِیسَه أَی دَرَّه، و عُرِضَ علی الریاشی یدعو العربُ بعضُهم لبعض فیقول: أَقَلَّ اللَّه خِیسَكَ أَی لَبَنَكَ، فقال: نعم العرب تقول هذا إِلا أَن الأَصمعی لم یعرفه. و روی عن أَبی سعید أَنه قال: قَلَّ خَیسُ فلان أَی قَلَّ خَطَؤُه. و یقال: أَقْلِلْ من خَیسِك أَی من كذبك. و الخِیسُ،. بالكسر، و الخِیسَةُ: الشجر الكثیر الملتف. و قال أَبو حنیفة: الخِیسُ و الخِیسَةُ المجتمع من كل الشجر. و قال مرة: هو الملتف من القَصَبِ و الأَشاء و النَخْلِ؛ هذا تعبیر أَبی حنیفة، و قیل: لا یكون خیْساً حتی تكون فیه حَلْفاء. و الخِیسُ: مَنْبِتُ الطَّرْفاء و أَنواع الشجر. و خِیسٌ أَخْیَسُ: مستحكِم؛ قال: أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا و أَدْمَسا، و الطَّلُّ فی خِیسِ أَراطی أَخْیَسا و جَمْعُ الخِیسِ أَخْیاسٌ. و موضع الأَسد أَیضاً: خِیسٌ، قال الصَّیْداویُّ: سأَلت الرِّیاشی عن الخِیسة فقال: الأَجَمَة؛ و أَنشد: لِحاهُمُ كأَنها أَخْیاسُ و یقال: فلان فی عِیصٍ أَخْیَسَ أو عددٍ أَخْیَسَ أَی كثیر العدد؛ و قال جَنْدَل: و إِنَّ عِیصی عِیصُ عِزٍّ أَخْیَسُ، أَلَفُّ تَحْمِیهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ أَبو عبید: الخِیسُ الأَجَمَة، و الخِیسُ: ما تَجَمَّع فی أُصول النخلة مع الأَرض، و ما فوق ذلك الركائب. و مُخَیَّس: اسم صنم لبنی القَیْنِ.

فصل الدال المهملة؛ ج6، ص: 75

دبس؛ ج6، ص: 75

: الدَّبْسُ و الدِّبْسُ: الكثیر. ابن الأَعرابی: الدَّبْسُ [الدِّبْسُ الجمع الكثیر من الناس. و یقال: مال دِبْسٌ [دَبْسٌ و رَبْسٌ أَی كثیر، بالراء. و الدِّبْسُ و الدِّبِسُ: عَسَلُ التمر و عُصارته، و قال أَبو حنیفة: هو عُصارة الرُّطَب من غیر طبخ، و قیل: هو ما یسیل من الرطب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 76
و الدَّبُوسُ: خُلاصة التمر تلقی فی السمن مطیبة للسمن. و الدُّبْسَةُ: لونٌ فی ذوات الشعر أَحمرُ مُشْرَبٌ. و الأَدْبَسُ من الطیر و الخیل: الذی لونه بین السواد و الحمرة، و قد ادْبَسَّ ادْبِساساً. و الدُّبْسَةُ: حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً، و قد ادْباسَّ و هو أَدْبَسُ، یكون فی الشاء و الخیل. و الدَّبْسُ: الأَسْوَدُ من كل شی‌ء و ادْباسَّتِ الأَرضُ: اختلط سوادُها بخُضْرَتها. و قال أَبو حنیفة: أَدْبَسَت الأَرض رؤی أَول سواد نبتها، فهی مُدْبِسَةٌ. و الدُّبْسِیُّ: ضرب من الحمام جاء علی لفظ المنسوب و لیس بمنسوب، قال: و هو منسوب إِلی طیر دُبْسٍ، و یقال إِلی دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم یغیرون فی النسب و یضمون الدال كالدُّهْریِّ و السُهْلیِّ. و‌فی الحدیث: أَن أَبا طلحة كان یصلی فی حائط له فطار دُبْسِیٌّ فأَعجبه؛ قال: هو طائر صغیر قیل هو ذكر الیمام. و جاءَ بأُمور دُبْسٍ أَی دَواهٍ مُنْكَرَة، و أَنكر ذلك علی أَبی عبید فقال: إِنما هو رُبْس، و یقال للسماء إِذا مَطَرَتْ، و فی التهذیب إِذا خالت للمطر: دُرِّی دُبَسُ؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یفسره بأَكثر من هذا؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِنما سمیت بذلك لاسودادها بالغیم. و دَبَّسَ الشی‌ءَ واراه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: إِذا رآه فَحْلُ قومٍ دَبَّسا و أَنشد أَیضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَیْریّ: لا ذَنْبَ لی إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ بغیرِك أَلْوَی، یُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ و دَبَّسْتُه: وارَیْتُه. و الدَّبُّوس: معروف. و الدِّبَاساتُ، بتخفیف الباء: الخلایا الأَهلیةُ؛ عن أَبی حنیفة. و الدَّبَاساءُ و الدِّبَاساءُ، ممدود: إِناث الجراد، واحدتها دِباساءَةٌ [دَباساءَةٌ؛ و قول لَقِیط بن زُرارَةَ: لو سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابیسِ واحدها دَبُّوسٌ، قال: و أُراه معرَّباً.

دبخس؛ ج6، ص: 76

: الدُّبَّخْسُ: الضخم: مثل به سیبویه و فسره السیرافی.

دحس؛ ج6، ص: 76

: دَحَسَ بین القوم دَحْساً: أَفسد بینهم، و كذلك مَأَسَ و أَرَّشَ. قال الأَزهری: و أَنشد أَبو بكر الإِیادی لأَبی العلاء الحَضْرَمیّ أَنشده للنبی، صلی اللَّه علیه و سلم: و إِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً، و إِن خَنَسُوا عنك الحدیثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثیر: یروی بالحاء و الخاء، یرید: إِن فعلوا الشر من حیث لا تعلمه. و دَحَسَ ما فی الإِناء دَحْساً: حَساه. و الدَّحْسُ: التَدْسِیسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها و تطلبها أَخفی ما تقدر علیه، و لذلك سمیت دُودَةٌ تحت التراب: دَحَّاسَةً. قال ابن سیدة: الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافیة لها رأْس مُشَعَّب دقیقة تشدّها الصبیان فی الفخاخ لصید العصافیر لا تؤْذی، و هی فی الصحاح الدَّحَّاسُ، و الجمع الدَّحاحِیسُ؛ و أَنشد فی الدَحْسِ بمعنی الاستبطان للعجاج یصف الحُلَفاءَ: و یَعْتِلُونَ مَن مَأَی فی الدَّحْسِ و قال بعض بنی سُلَیم: وِعاء مَدْحُوس و مَدْكُوسٌ و مَكْبُوسٌ بمعنی واحد. قال الأَزهری: و هذا یدل علی أَن الدَّیْحَسَ مثلُ الدَّیْكَسِ، و هو الشی الكثیر. و الدَّحْسُ: أَن تدخل یدك بین جلد الشاة و صِفاقها فتَسْلَخَها. و‌فی حدیث سَلْخِ الشاة: فَدَحَسَ بیده حتی توارت إِلی الإِبط ثم مضی و صلی
لسان العرب، ج‌6، ص: 77
و لم یتوضأْ؛ أَی دَسَّها بین الجلد و اللحم كما یفعل السَّلَّاخُ. و دَحَسَ الثوبَ فی الوعاء یَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال: یَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَیْنْ، كما دَحَسْتَ الثوبَ فی الوِعاءَیْنْ و الدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، و قد أَدْحَسَ. و بیتٌ دِحاسٌ: ممتلئ. و‌فی حدیث جریر: أَنه جاء إِلی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و هو فی بیت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب، أَی مملوء. و كل شی‌ء ملأْته، فقد دَحَسْتَه. قال ابن الأَثیر: و الدَّحْسُ و الدَّسُّ متقاربان. و‌فی حدیث طلحة: أَنه دخل علیه داره و هی دِحاسٌ‌أَی ذاتِ دِحاسٍ، و هو الامتلاء و الزحام. و‌فی حدیث عطاء: حَقٌّ علی الناس أَن یَدْحَسُوا الصفوف حتی لا یكون بینهم فُرَجٌ‌أَی یَزْدَحِمُوا و یَدُسُّوا أَنفسهم بین فُرَجِها، و یروی بالخاء، و هو بمعناه. و الدَّاحِسُ: من الوَرَم و لم یُحَدِّدُوه؛ و أَنشد أَبو علیّ و بعض أَهل اللغة: تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً، و لا بَرِئا من داحِسٍ و كُناعِ و سئل الأَزهری عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج بالید تسمی بالفارسیة بَرْوَرَهْ. و داحِسٌ: موضع. و داحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهری: هو لقَیْسِ بن زُهَیر بن جَذِیمة العَبْسی و منه حرب داحِسٍ، و ذلك أَنَّ قَیْساً هذا و حُذَیْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْیانی ثم الفَزاری تراهَنا علی خَطَرٍ عشرین بعیراً، و جعلا الغایة مائة غَلْوَةٍ، و المِضْمارَ أَربعین لیلة، و المَجْری من ذات الإِصادِ، فأَجری قَیْسٌ داحِساً و الغَبْراءَ «3»، و أَجری حذیفة الخَطَّارَ و الحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذیفة. كَمِیناً علی الطریق فردوا الغبراء و لَطَمُوها، و كانت سابقة، فهاجت الحرب بین عَبْس و ذُبْیان أَربعین سنة.

دحمس؛ ج6، ص: 77

: الدَّحْسَمُ و الدَّحْمَسُ: العظیم مع سواد. و دَحْمَسَ اللیلُ: أَظلم. و لیلٌ دَحْمَسٌ: مظلم؛ قال: و ادَّرِعِی جِلبابَ لیلٍ دَحْمَسِ، أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ الأَزهری: لیال دَحامِسُ مظلمة. و‌فی حدیث حمزة بن عمرو: فی لیلة ظلماء دَحْمَسَةٍ‌أَی مظلمة شدیدة الظلمة. أَبو الهیثم: یقال للیالی الثلاث التی بعد الطُّلَم حَنادِسُ، و یقال: دَحامِسُ. و الدُحْمُسان: الآدَمُ السمین، و قد یقلب فیقال دُحْسُمانٌ. و‌فی الحدیث: كان یبایع الناسَ و فیهم رجل دُحْسُمانٌ‌أَی أَسود سمین.

دخس؛ ج6، ص: 77

: الدَّخَسُ: داءٌ یأْخذ فی قوائم الدابة، و هو وَرَمٌ یكون فی أُطْرَةِ حافر الدابة، و قد دَخِسَ، فهو دَخِسٌ. و فرس دَخِسٌ: به عیبٌ. و الدَّخِیسُ: اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ. و الدَّخِیسُ: باطن الكف. و الدَّخِیسُ من الحافر: ما بین اللحم و العَصَب، و قیل: هو عظم الحَوْشَبِ، و هو مَوْصِل الوَظِیفِ فی رُسْغِ الدابة. ابن شمیل: الدَّخِیسُ عظم فی جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له، و الحَوْشَبُ عُظَیْم الرسغ. و الدَّخْسُ و الدَّخِیس: الإِنسان التارُّ المكتنز غیرَ جدّ جسیمٍ. و امرأَة مُدْخِسَةٌ: سمینة كأَنها دَخْسٌ. و كل ذی سِمَنٍ دَخِیسٌ. قال: و دَخِیسُ اللحم مُكْتَنِزه؛ و أَنشد: مَقْذُوفَةٍ بِدَخِیسِ النَّحْضِ بازِلُها، له صَریفٌ صَریفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
(3). و فی روایة أخری: أَنَّ داحساً لقیس، و الغبراء لحمل بن بدر.
لسان العرب، ج‌6، ص: 78
و الدَّخِیسُ: اللحم المكتنز. و دَخَسُ اللحم: اكتنازه. و الدَّخَسُ: امتلاء العظم من السمن. و دَخَسُ العظمِ: امتلاؤه. و الدَّخْسُ: الكثیر اللحم الممتلئ العظم، و الجمع أَدْخاسٌ؛ و جمل مُداخِسٌ كذلك. و فی التهذیب: جمل مُدْخِسٌ، و الجمع مُدْخِسات. و الدَّخِیسُ من الناس: العَدَدُ الكثیر المجتمع؛ قال العجاجُ: و قد تَرَی بالدار یوماً أَنَسا، جَمَّ الدَّخِیسِ بالثُّغُور أَحْوَسا و الدَّخِیسُ: العدد الجَمُّ. و عددٌ دَخِیسٌ و دِخاسٌ: كثیر، و كذلك نَعَم دِخاسٌ. و دِرْعٌ دِخاسٌ: متقاربة الحَلَقِ. و بیتٌ دِخاسٌ: ملآنُ، و قد قیل بالحاء. و الدَّخْسُ: انْدِساسُ الشی‌ء تحت الأَرض، و الدَّواخِسُ و الدُّخَّسُ: الأَثافی، من ذلك. و یقال: دَخَسَ فیه أَی دخل فیه؛ و قال الطِّرِمَّاحُ: فكُنْ دُخَساً فی البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ إِلی الهِنْدِ، إِن لم تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ «1» اللیث: الدَّخْسُ انْدساسُ شی‌ء تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِیَّة فی الرماد، و كذلك یقال للأَثافیّ دَواخِسُ؛ قال العجاج: دَواخِساً فی الأَرضِ إِلا شَعَفا و الدَّخْسُ: الفَتِیُّ من الدِّبَبَةِ. و الدَّخْسُ: ضرب من السمك. و كَلأٌ دَیْخَسٌ: كَثُرَ و التفَّ؛ قال: یَرْعی حَلِیّاً و نَصِیّاً دَیْخَسا قال أَبو حنیفة: و قد یكون الدَّیْخَس فی الیبیس. و الدَّخِیسُ من أَنْقاء الرمل: الكثیر. و الدُّخَسُ، مثال الصُّرَدِ: دابة فی البحر تنجی الغریق تمكنه من ظهرها لیستعین علی السباحة و تسمی الدُّلْفِینَ. و‌فی حدیث سلخ الشاة: فَدَخَسَ بیده حتی توارت إِلی الإِبط، و یروی بالحاء، و هو مذكور فی موضعه.

دختنس؛ ج6، ص: 78

: دَخْتَنُوسُ: اسم امرأَة، و قیل: اسم لبنت حاجب بن زُرَارَة، و یقال: دَخْتَنُوس و دَخْدَنوس.

دخدنس؛ ج6، ص: 78

: دَخْتَنُوس: اسم امرأَة، و یقال: دَخْدَنوسُ، و دَخْدَنوس اسم بنتِ كِسْری، و أَصل هذا الاسم فارسی عرّب، معناه بنت الهَنِی‌ء، قلبت الشین سیناً لما عُرِّبَ.

دخمس؛ ج6، ص: 78

: الدَّخْمَسَةُ و الدَّخْمَسُ: الخَبُّ الذی لا یبین لك معنی ما یرید، و قد دَخْمَسَ علیه. و أَمر مُدَخْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً. و ثناء مُدَخْمَسٌ و دِخْماسٌ: لیست له حقیقة، و هو الذی لا یُبَیَّنُ و لا یُجَدُّ فیه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَقْبَلُون الیَسِیرَ منكَ، و یُثْنُونَ ثَناءً مُدَخْمَساً دِخْماسا و لم یفسره ابن الأَعرابی. و الدُّخامِسُ من الشی‌ء: الردی‌ءُ منه؛ قال حاتم الطائی: شَآمِیَةٌ لم تُتَّخَذْ لِدُخامِسِ الطَّبِیخِ، و لا ذَمَّ الخَلِیطِ المُجاوِرِ و الدُّخامِسُ: الأَسْود الضخم كالدُّحامِسِ، و هی قبیلة.

دخنس؛ ج6، ص: 78

: الدَّخْنَسُ: الشدید من الناس و الإِبل؛ و أَنشد: و قَرَّبوا كلَّ جُلالٍ دَخْنَسِ، عند القِرَی، جُنادِفٍ عَجَنَّسِ، تَری علی هامَتِه كالبُرْنُسِ
(1). قوله [فكن دخساً … إلخ] أَی مثل هذه الدابة فی الدخول فی البحر. و لو أَخر هذا البیت بعد قوله: و الدخس مثال الصرد إلخ كما فعل شارح القاموس حیث استشهد به علی هذه الدابة لكان أَولی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 79‌

درس؛ ج6، ص: 79

: دَرَسَ الشی‌ءُ و الرَّسْمُ یَدْرُسُ دُرُوساً: عفا. و دَرَسَته الریح، یتعدَّی و لا یتعدَّی، و دَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره. و الدِّرْسُ: أَثر الدِّراسِ. و قال أَبو الهیثم: دَرَسَ الأَثَرُ یَدْرُسُ دُروساً و دَرَسَته الریحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَی محَتْه؛ و من ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ و دَرِیسٌ، أَی أَخْلَقْته. و منه قیل للثوب الخَلَقِ: دَرِیس، و كذلك قالوا: دَرَسَ البعیرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شدیداً فَقُطِرَ؛ قال جریر: رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعیراً دارساً، فی السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ و بَعِیرِ و الدَّرْسُ: الطریق الخفیُّ. و دَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَی أَخْلَقَ؛ و فی قصید كعب بن زهیر: مُطَّرَحُ البَزِّ و الدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثیاب، واحدها دِرْسٌ. و قد یقع علی السیف و الدرع و المِغْفَرِ. و الدِّرْسُ و الدَّرْسُ و الدَّریسُ، كله: الثوب الخَلَقُ، و الجمع أَدْراسٌ و دِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ: قد حال بین دَرِیسَیْهِ مُؤَوِّبَةٌ، نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِیزُ و دِرعٌ دَرِیسٌ كذلك؛ قال: مَضَی وَ ورِثْناهُ دَرِیسَ مُفاضَةٍ، و أَبْیَضَ هِنْدِیّاً طویلًا حَمائِلُهْ و دَرَسَ الطعامَ یَدْرُسُه: داسَه؛ یَمانِیَةٌ. و دُرِسَ الطعامُ یُدْرسُ دِراساً إِذا دِیسَ. و الدِّراسُ: الدِّیاسُ، بلغة أَهل الشام، و دَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَی داسُوها؛ قال ابنُ مَیَّادَة: هلَّا اشْتَرَیْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ و دَرَسَ الناقة یَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال: یَكفیكَ من بعضِ ازْدِیارِ الآفاقْ حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قیل: یعنی البُرَّة، و قیل: یعنی الناقة، و فسر الأَزهری هذا الشعر فقال: مما دَرَسَ أَی داسَ، قال: و أَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء فی لونها. و دَرَسَ الكتابَ یَدْرُسُه دَرْساً و دِراسَةً و دارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده حتی انقاد لحفظه. و قد قرئ بهما: وَ لِیَقُولُوا دَرَسْتَ، و لیقولوا دارَسْتَ، و قیل: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، و دارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم، و قرئ: دَرَسَتْ و دَرُسَتْ أَی هذه أَخبار قد عَفَتْ و امَّحَتْ، و دَرُسَتْ أَشدّ مبالغة. و‌روی عن ابن العباس فی قوله عز و جل: وَ كَذٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآیٰاتِ وَ لِیَقُولُوا دَرَسْتَ؛ قال: معناه و كذلك نبین لهم الآیات من هنا و من هنا لكی یقولوا إِنك دَرَسْتَ أَی تعلمت أَی هذا الذی جئت به عُلِّمْتَ.و‌قرأَ ابن عباس و مجاهد: دارَسْتَ، و فسرها قرأْتَ علی الیهود و قرأُوا علیك.و قرئ: و لیقولوا دُرِسَتْ؛ أَی قُرِئَتْ و تُلِیَتْ، و قرئَ دَرَسَتْ أَی تقادمت أَی هذا الذی تتلوه علینا شی‌ء قد تطاول و مرَّ بنا. و دَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَی ذللته بكثرة القراءة جتی خَفَّ حفظه علیَّ، من ذلك؛ قال كعب بن زهیر: و فی الحِلم إِدْهانٌ و فی العَفْوِ دُرْسَةٌ، و فی الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ قال: الدُّرْسَةُ الرِّیاضَةُ، و منه دَرَسْتُ السورةَ أَی حَفظتها. و یقال: سمی إِدْرِیس، علیه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالی، و اسمه أَخْنُوخُ. و دَرَسْتُ الصَّعْبَ حتی رُضْتُه. و الإِدهانُ: المذَلَّة
لسان العرب، ج‌6، ص: 80
و اللِّین. و الدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جنی: و دَرَّسْتُه إِیاه و أَدْرَسْتُه؛ و من الشاذ قراءة ابن حَیْوَةَ: و بما كنتم تُدْرِسُونَ. و المِدْراسُ و المِدْرَسُ: الموضع الذی یُدْرَسُ فیه. و المِدْرَسُ: الكتابُ؛ و قول لبید: قَوْمِ لا یَدْخُلُ المُدارِسُ فی الرَّحْمَةِ، إِلَّا بَراءَةً و اعْتِذارا و المُدارِسُ: الذی قرأَ الكتب و دَرَسَها، و قیل: المُدارِسُ الذی قارَفَ الذنوب و تلطخ بها، من الدَّرْسِ، و هو الجَرَبُ. و المِدْراسُ: البیت الذی یُدْرَسُ فیه القرآن، و كذلك مَدارِسُ الیهود. و‌فی حدیث الیهودی الزانی: فوضع مِدْراسُها كَفَّه علی آیةِ الرَّجمِ؛المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم، و مِفْعَل و مِفْعالٌ من أَبنیة المبالغة؛ و منه‌الحدیث الآخر: حتی أَتی المِدْراسَ؛هو البیت الذی یَدْرسون فیه؛ قال: و مِفْعالٌ غریب فی المكان. و دارَسْت الكتبَ و تَدارَسْتُها و ادَّارَسْتُها أَی دَرَسْتُها. و‌فی الحدیث: تَدارَسُوا القرآن؛أَی اقرأُوه و تعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ. و أَصل الدِّراسَةِ: الریاضة و التَّعَهُّدُ للشی‌ء. و‌فی حدیث عكرمة فی صفة أَهل الجنة: یركبون نُجُباً أَلینَ مَشْیاً من الفِراشِ المَدْرُوس‌أَی المُوَطَّإِ المُمَهَّد. و دَرَسَ البعیرُ یَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قلیلًا، و اسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعی: إِذا كان بالبعیر شی‌ء خفیف من الجرب قیل: به شی‌ء من دَرْسٍ، و الدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما یظهر منه، و اسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَیضاً؛ قال العجاج: یَصْفَرُّ للیُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِیم الدَّرْسِ من الأَذی و من قِرافِ الوَقْسِ و قیل: هو الشی‌ء الخفیف من الجرب، و قیل: من الجرب یبقی فی البعیر. و الدَّرْسُ: الأَكل الشدید. و دَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً و دُرُوساً، و هی دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ و دَوارِسَ: حاضت؛ و خص اللحیانی به حیض الجاریة. التهذیب: و الدُّرُوس دُروسُ الجاریة إِذا طَمِثَتْ؛ و قال الأَسودُ بن یَعْفُر یصف جَواریَ حین أَدْرَكْنَ: الَّلاتِ كالبَیْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ، صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِیرِ و دَرَسَتِ الجاریة تَدْرُسُ دُرُوساً. و أَبو دِراسٍ: فرج المرأَة. و بعیر لم یُدَرَّسْ أَی لم یركب. و الدِّرْواسُ: الغلیظ العُنُقِ من الناس و الكلاب. و الدِّرْواسُ: الأَسد الغلیظ، و هو العظیم أَیضاً. و الدِّرْواس: العظیم الرأْس، و قیل: الشدید؛ عن السیرافی، و أَنشد له: بِتْنا و باتَ سَقِیطُ الطَّلِّ یَضْرِبُنا، عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ یجوز أَن یكون واحداً من هذه الأَشیاء و أَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو فی الأَصل للكلاب. التهذیب: الدِّرْواسُ الكبیر الرأْس من الكلاب. و الدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدْرباسِ الحُمُتْ قال: هذا كلب قد ضَرِیَ فی زِقاقِ السَّمْن یأْكلها فأَعَدَّ له كلباً یقال له دِرْواسٌ. و قال غیره: الدَّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدَّراوسُ العِظامُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 81
من الإِبل؛ قال ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ الیَرَنْدَجِ قَبْلَها، و دِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قال ابن السكیت: ظن أَن الیَرَنْدَجَ عَمَلٌ و إِنما الیَرَنْدَج جلود سود. و قوله و دِراسُ أَعوصَ أَی لم تُدارِس الناسَ عَویص الكلام. و قوله دارس متخدد أَی یَغْمُضُ أَحیاناً فلا یری، و یروی متجدد، بالجیم، و معناه أَی ما ظهر منه جدید و ما لم یظهر دارس.

دربس؛ ج6، ص: 81

: الدِّرْباسُ: الكلب العقور؛ قال الشاعر: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لدِرْباسِ الحُمُتْ و قالوا: الدُّرابِسُ الضخم الشدید من الإِبل و من الرجال؛ و أَنشد: لو كنتَ أَمسیتَ طَلیحاً ناعِسا، لم تُلْفِ ذا راوِیَةٍ دُرابِسا و تَدَرْبَسَ أَی تقدَّم؛ قال الشاعر: إِذا القومُ قالوا: مَنْ فَتًی لمُهِمَّةٍ؟ تَدَرْبَسَ باقی الرَّیْقِ فَخْمُ المَناكِبِ

دردبس؛ ج6، ص: 81

: الدَرْدَبِیسُ: خَرَزَةٌ سوداءُ كأَن سوادَها لونُ الكبد، إِذا رفعتها و استَشْفَفْتَها رأَیتها تَشِفُّ مثل لون العنبة الحمراء، تَتَحَبَّبُ بها المرأَة إِلی زوجها، توجد فی قُبور عادٍ؛ قال الشاعر: قَطَعْتُ القَیْدَ و الخَرَزاتِ عَنِّی، فَمَنْ لی من عِلاجٍ الدَّرْدَبیسِ؟ قال اللحیانی: هی من الخرز التی یُؤَخِّذ بها النساءُ الرجالَ؛ و أَنشد: جَمَعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ و فَطْسَةٍ و الدَّرْدَبِیسِ، مُقابلًا فی المِنْظَم قال: و هن یقلن فی تأْخیذهن إِیاه، أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبیسِ تُدِرُّ العِرْقَ الیَبِیس، قال: تعنی بالعرق الیبیس الذَّكَرَ، التفسیر له. و الدَّرْدَبیسُ: الفَیْشَلة. اللیث: الدَّرْدَبیسُ الشیخ الكبیر الهِمُّ، و العجوز أَیضاً یقال لها: دَرْدَبیسٌ؛ و أَنشد: أُمُّ عِیالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ، قد دَرْدَبَتْ، و الشیخُ دَرْدبیسُ العَوْسُ: هو الطَّوَفانُ باللیل. و دَرْدَبَت: خَضَعَتْ و ذلت؛ و شاهد العجوز قول الآخر: جاءَتْكَ فی شَوْذَرِها تَمِیسُ عُجَیِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبیسُ، أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبلیسُ لطعاء: تَحاتَّتْ أَسنانها من الكبر. و الدَّرْدَبیسُ: الداهیة. و الدِّرْدِبیس: الشیخ، بكسر الدال، قال: و هكذا. كتبه أَبو عمرو الإِیادیُّ؛ قال ابن بری: شاهد الداهیة قول جُرَیّ الكاهلی: و لو جَرَّبْتَنی فی ذاكَ یوماً رَضِیتَ، و قلتَ: أَنتَ الدَّرْدَبیسُ

دردقس؛ ج6، ص: 81

: الدُّرْداقِسُ: عظم القَفا، قیل فیه إِنه أَعجمی، قال الأَصمعی: أَحسبه رُومیّاً، قال: و هو طرف العظم الناتئ فوق القفا؛ أَنشد أَبو زید: مَنْ زال عن قَصْدِ السبیل، تَزایَلَتْ بالسیفِ هامَتُه عن الدُّرْقاسِ قال أَبو عبیدة: الدُّرْداقِسُ عظم یفصل بین الرأْس و العنق كأَنه رومی، قال محمد بن المكرم: أَظن قافیة البیت الدُّرْداقِسُ، و اللَّه أَعلم.

درطس؛ ج6، ص: 81

: إِدْرِیطُوسُ: دواء، رومی فأُعْرب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 82‌

درعس؛ ج6، ص: 82

: بعیر دِرْعَوْسٌ: غلیظ شدید؛ عن ابن الأَعرابی، و سیأْتی ذكرها فی الشین.

درفس؛ ج6، ص: 82

: بعیر دِرَفْسٌ: عظیم. و الدِّرَفْسُ: الضخم و الضخمة من الإِبل. و الدِّرَفْسةُ: الكثیرة لحم الجنبین و البَضِیع، و الدِّرَفْسُ: الناقة السهلةُ السیر، و جملٌ دِرَفْسٌ. الأُمَوِیُّ: الدِّرَفْسُ البعیر الضخم العظیم، و ناقة دِرَفْسَة. و الدِّرَفْسُ: الحریر. و قال شمر: الدِّرَفْسُ أَیضاً العَلَمُ الكبیر؛ و أَنشد قول ابن الرُّقَیَّاتِ: تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْس من الشمسِ، كَلَیْثٍ یُفَرِّجُ الأَجَما الصحاح: الدِّرَفْسُ من الإِبل العظیم،. و ناقةٌ دِرَفْسَةٌ؛ قال العجاج: دِرَفْسَةٌ أَو بازِلٌ دِرَفْسُ و الدِّرْفاسُ مثله؛ قال ابن برِّی: صواب إِنشاده: دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ، بالخفض؛ و قبله: كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ، كَبْداء كالقَوْسِ و أُخْری جَلْسِ، دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ دِرَفْسِ حسرنا: أَتعبنا. و العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَةُ القویة. و العَلاةُ: سَندانُ الحَدَّادِ. و كَبْداء: ضَخْمَةُ الوسط خِلقة، و جعلها كالقوس. لأَنها قد ضَمُرَتْ و اعْوَجَّتْ من السیر. و الجَلْس: الشدیدة، و یقال الجسیمةُ. و الدِّرَفْسَةُ: الغلیظة. و البازل من الإِبل: الذی له تسع سنین و دخل فی العاشرة.

درمس؛ ج6، ص: 82

: دَرْمَسَ الشی‌ءَ: ستره.

درهس؛ ج6، ص: 82

: الدُّراهِسُ: الشدید من الرجال.

دریس؛ ج6، ص: 82

: الدِّرْیَوْسُ: الغَبیُّ من الرجال، قال: و لا أَحسبها عربیة محضة.

دسس؛ ج6، ص: 82

: الدَّسُّ: إِدخال الشی‌ء من تحته، دَسَّه یَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ و دَسَّسَه و دَسَّاه؛ الأَخیرة علی البدل كراهیة التضعیف. و‌فی الحدیث: اسْتَجِیدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ‌أَی دَخَّال لأَنه یَنْزِعُ فی خَفاءٍ و لُطْفٍ. و دسَّه یَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله فی الشی‌ءِ بقهر و قوَّة. و فی التنزیل العزیز: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا؛ یقول: أَفلح من جعل نفسه زكیة مؤمنة و خابَ من دَسَّسَها فی أَهل الخیر و لیس منهم، و قیل: دَسّٰاهٰا جعلها خسیسة قلیلة بالعمل الخبیث. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابی عن تفسیر قوله تعالی: وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا، فقال: معناه من دسَّ نَفْسَه مع الصالحین و لیس هو منهم. قال: و قال الفراء خابت نفس دَسَّاها اللَّه عز و جل، و یقال: قد خاب من دَسَّی نَفْسَه فأَخْمَلَها بترك الصدقة و الطاعة، قال: و دَسّٰاهٰا من دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بعض سیناتها یاء كما یقال تَظَنَّیْتُ من الظَنِّ، قال: و یُرَی أَن دَسّٰاهٰا دَسَّسَها لأَن البخیل یُخْفی مَنْزِله و ماله، و السَّخِیَّ یُبْرِزُ منزله فینزل علی الشَرَفِ من الأَرض لئلا یستتر عن الضیفان و من أَراده و لكلٍّ وَجْهٌ. اللیث: الدَّسُّ دَسُّك شیئاً تحت شی‌ء و هو الإِخْفاءُ. و دَسَسْتُ الشی‌ء فی التراب: أَخفیته فیه؛ و منه قوله تعالی: أَمْ یَدُسُّهُ فِی التُّرٰابِ؛ أَی یدفنه. قال الأَزهری: أَراد اللَّه عز و جل بهذا الموءُودة التی كانوا یدفنونها و هی حیة. و ذَكَّرَ فقال: یَدُسُّه، و هی أُنثی، لأَنه رَدَّه علی لفظة ما فی قوله تعالی: یَتَوٰاریٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مٰا بُشِّرَ بِهِ، فردَّه علی اللفظ لا علی المعنی، و لو قال بها كان جائزاً. و الدَّسِیسُ: إِخفاء المكرِ. و الدَّسیسُ: من تَدُسُّه
لسان العرب، ج‌6، ص: 83
لیأْتیك بالأَخبار، و قیل الدَّسِیسُ: شبیه بالمُتَجَسِّس، و یقال: انْدَسَّ فلان إِلی فلان یأْتیه بالنمائم. ابن الأَعرابی: الدَّسِیسُ الصُّنانُ الذی لا یَقْلَعُه الدواء. و الدَّسِیسُ: المَشْوِیُّ. و الدُّسُسُ: الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الفائحة. و الدُّسُسُ: المُراؤُون بأَعمالهم یدخلون مع القُرَّاء و لیسوا قُرَّاءً. و دَسَّ البعیرَ یَدُسُّه دَسّاً: لم یبالغ فی هَنْئه. و دُسَّ البعیرُ: وَرِمَتْ مَساعِرُه، و هی أَرْفاغُه و آباطه. الأَصمعی: إِذا كان بالبعِیر شی‌ء خفیف من الجرب قیل به شی‌ء من جَرَب فی مَساعِرِه، فإِذا طلی ذلك الموضع بالهِناءِ قیل: دُسَّ، فهو مَدْسُوس؛ قال ذو الرمة: تَبَیَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه قَرِیعُ هِجانٍ، دُسَّ منه المَساعِرُ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌فَنِیقُ هِجانٍ …، قال: و أَما‌قریع هجان … فقد جاء قبل هذا البیت بأَبیات و هو: و قد لاحَ للسَّاری سُهَیْلٌ كأَنه قَرِیعُ هِجانٍ، عارَضَ الشَّوْلَ، جافرُ و قوله تَبَیَّنَ: فیه ضمیر یعود علی ركب تقدم ذكرهم. و بَرَّاق السَّراةِ: أَراد به الثور الوَحْشِیَّ. و السَّراةُ: الظهر. و الفَنِیقُ: الفحلُ المُكْرَمُ. و الهِجانُ: الإِبل الكرامُ. و دُسَّ البَعِیرُ إِذا طُلیَ بالهِناء طَلْیاً خفیفاً. و المساعِرُ: أُصول الآباط و الأَفخاذ، و إِنما شبه الثور بالفنیق المَهْنُوءِ فی أُصول أَفخاذه لأَجل السواد الذی فی قوائمه. و الجافر: المنقطع عن الضِّرابِ، و الشَّوْل: جمع شائلَةٍ التی شالَتْ بأَذنابها و أَتی علیها من نتَاجها سبعة أَشهر أَو ثمانیة فَجَفَّ لَبَنُها و ارتفع ضَرْعُها. و عارَضَ الشَّوْلَ: لم یَتْبَعْها. و یقال للهِناء الذی یُطْلَی به أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَیضاً؛ و منه المثل: لیس الهِناءُ بالدَّسِّ؛ المعنی أَن البعیر إِذا جَرِبَ فی مَساعِرِه لم یُقْتَصَرْ من هِنائِه علی موضع الجَرَبِ و لكن یُعَمُّ بالهِناءِ جمیعُ جلده لئلا یتعدّی الجَرَبُ موضِعَه فَیَجْرَبَ موضعٌ آخرُ؛ یضرب مثلًا للرجل یَقْتصِرُ من قضاء حاجة صاحبه علی ما یَتَبَلَّغ به و لا یبالغ فیها. و الدَّسَّاسَةُ: حَیَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تحت التراب انْدِساساً أَی تَنْدَفِنُ، و قیل: هی شحمة الأَرض، و هی الغَثِمَةُ أَیضاً. قال الأَزهری: و العرب تسمیها الحُلُكَّی و بناتِ النَّقا تَغُوصُ فی الرمل كما یغوص الحوت فی الماء، و بها یُشَبَّه بَنانُ العَذارَی و یقال بنات النَّقا؛ و إِیاها أَراد ذو الرمة بقوله: بَناتُ النَّقَا تَخْفی مِراراً و تَظْهَرُ و الدَّسَّاسُ: حَیَّة أَحمر كأَنه الدم مُحَدَّدُ الطرفین لا یُدْرَی أَیهما رأْسه، غلیظُ الجِلْدة یأْخذ فیه الضَّرْبُ و لیس بالضخم الغلیظ، قال: و هو النَّكَّازُ، قرأَه الأَزهری بخط شَمِر؛ و قال ابن درید: هو ضَرْبٌ من الحیات فلم یُحَلِّه. أَبو عمرو: الدَّسَّاسُ من الحیات الذی لا یدری أَیُّ طرفیه رأْسه، و هو أَخبث الحیات یَنْدَسُّ فی التراب فلا یظهر للشمس، و هو علی لون القُلْبِ من الذهب المُحَلَّی. و الدُّسَّة: لعبة لصبیان الأَعراب.

دعس؛ ج6، ص: 83

: دَعَسَه بالرمح یَدْعَسُه دَعْساً: طعنه. و المِدْعَسُ: الرمح یُدْعَسُ به، و قیل: المِدْعَسُ من الرماح الغلیظُ الشدیدُ الذی لا ینثنی، و رمح مِدْعَسٌ. و المَداعِسُ: الصُّمُّ من الرماح؛ حكاه أَبو عبید، و الدَعْسُ: الطعن. و المُداعَسَةُ: المُطاعَنَةُ. و‌فی الحدیث: فإِذا دَنا العدوُّ كانت
لسان العرب، ج‌6، ص: 84
المُداعَسَةُ بالرماح حتی تُقْصَدَ‌أَی تُكْسَر. و رجل مِدْعَسٌ: طَعَّانٌ؛ قال: لَتَجِدَنِّی بالأَمیرِ بَرَّا، و بالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا، إِذا غُطَیْفُ السُّلَمِیُّ فَرَّا و سنذكره فی الصاد، و هو الأَعرف. قال سیبویه: و كذلك الأُنثی بغیر هاء و لا یجمع بالواو و النون لأَن الهاء لا تدخل مؤَنثه. و رجل دِعِّیسٌ: كمِدْعَسٍ. و رجل مُداعِسٌ: مُطاعِنٌ؛ قال: إِذا هابَ أَقوامٌ، تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما یَهابُ حُمَیَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ و یروی: … تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً یَهابُ … و قد یكنی بالدَّعْسِ عن الجماع. و دَعَسَ فلان جاریته دَعْساً إِذا نكحها. و الدَّعْسُ: شدة الوطء. و دَعَسَت الإِبل الطریقَ تَدْعَسُه دَعْساً: وَطِئَتْه وَطْأً شدیداً. و الدَّعْسُ: الأَثَرُ، و قیل: هو الأَثر الحدیثُ البَیِّنُ؛ قال ابنُ مُقْبِلٍ: و مَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِیِّ به، تَلْقی المَحارِمَ عِرْنِیناً فَعِرْنِینا و طریق دَعْسٌ و مِدْعاسٌ و مَدْعُوسٌ: دَعَسَتْه القوائمُ و وَطِئَتْه و كثرت فیه الآثارُ. یقال: رأَیت طریقاً دَعْساً أَی كثیر الآثار. و المَدْعُوسُ من الأَرضین: الذی قد كثر به الناسُ و رعاه المالُ حتی أَفسده و كثرت فیه آثاره و أَبواله، و هم یكرهونه إِلا أَن یجمعهم أَثَرُ سَحابة لا یجدون منها بُدّاً. و المِدْعاسُ: الطریق الذی لَیَّنَتْه المارَّةُ؛ قال رؤْبة بن العجاج یصف حمیراً وردت الماء: فی رَسْم آثارٍ و مِدْعاسٍ دَعَقْ، یَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَیَّاحَ الدَّسَقْ أَی مَمَرُّ هذه الحمیر فی رَسْم قد أَثرت فیه حوافرها. و الطریق الدُّعاقُ: الذی كثر علیه المشی. و السَّیَّاح: الماء الذی یَسِیحُ علی وجه الأَرض. و الدَّسَقُ. البیاض؛ یرید به أَن الماء أَبیض. و مُدَّعَسُ القوم: مُخْتَبَزُهم و مُشْتَواهم فی البادیة و حیث توضَعُ المَلَّة، و هو مُفْتَعَلٌ من الدَّعْس، و هو الحَشْوُ. و دَعَسْتُ الوِعاء: حَشَوْتُه؛ قال أَبو ذؤَیب: و مُدَّعَسٍ فیه الأَنِیضُ اخْتَفَیْتُه، بِجَرْداءَ، یَنْتابُ الثَّمِیلَ حِمارُها یقول: رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فیه اللحم ثم استخرجته قبل أَن یَنْضَجَ للعَجَلَةِ و الخوف لأَنه فی سفر. و فی التهذیب: و المُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِیلِ؛ و منه قول الهُذَلی: و مدَّعس فیه الأَنیض اختفیته، بجرداء مثل الوَكْفِ، یَكْبُو غُرابُها أَی لا یثبت الغراب علیها لملاستها؛ أَراد الصحراء. و أَرض دَعْسَةٌ و مَدْعُوسَةٌ: سهلة. و أَدْعَسَه الحَرُّ: قتله. و المِدْعاسُ: اسم فرس الأَقْرَعِ بن سُفْیان؛ قال الفرزدق: یُعَدِّی عُلالاتِ العَبایَةِ إِذْ دَنا له فارِسُ المِدْعاسِ، غیرِ المُعَمَّرِ و فی النوادر: رجل دَعُوسٌ و غَطُوسٌ و قَدُوسٌ و دَقُوسٌ؛ كل ذلك فی الاستقدام فی الغَمَراتِ و الحروب.

دعكس؛ ج6، ص: 84

: الدَّعْكَسَةُ: لعب المَجُوسِ یَدُورُون قد أَخذ بعضهم بید بعض كالرقصِ یسمونه الدَّسْتَبَنْدَ،
لسان العرب، ج‌6، ص: 85
و قد دَعْكَسُوا و تَدَعْكَسَ بعضُهم علی بعض، و هم یُدَعْكِسُونَ؛ قال الراجز: طافوا به مُعْتَكِسِینَ نُكَّسا، عَكْفَ المَجُوسِ یَلعَبُون الدَّعْكَسا

دغس؛ ج6، ص: 85

: حَسَبٌ مُدَغْمَسٌ: فاسد مَدخُول: عن الهَجَری. قال أَبو تراب: سمعت شَبانَةَ یقول: هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً.

دفس؛ ج6، ص: 85

: ابن الأَعرابی: أَدْفَسَ الرجلُ إِذا اسودَّ وجهه من غیر علة؛ قال الأَزهری: لا أَحفظ هذا الحرف لغیره.

دفنس؛ ج6، ص: 85

: الدِّفْنِسُ، بالكسر: المرأة الحمقاء؛ و أَنشد أَبو عمرو بنُ العَلاء للفِنْدِ الزِّمَّانیِّ، و یروی لإمرئ القیس بن عابس الكِنْدیِّ: أَیا تَمْلِكُ، یا تَمْلِ، ذَرینی و ذَری عَذْلی ذَرِینی و سِلاحی، ثُمَّ شُدِّی الكفَّ بالعُزْلِ و نَبْلی و فُقاها كعَراقِیب قَطاً طُحْلِ و قد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَةَ، لا یَدْمی لها نَصْلی كجَیْبِ الدِّفْنِس الوَرْهاءِ ریعَتْ، و هی تَسْتَفْلی و قد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَةَ تَنْفی سَنَنَ الرِّجْلِ تَمْلِكُ: اسم امرأَة، و تمل مرخم مثل یا حار، یقول: دعینی و دعی عَذْلَكِ لی علی إِدامتی لُبْس السلاح للحرب و مقاومة الأَعداء. و العُزْلُ: جمع أَعْزَل و هو الذی لا سلاح معه؛ یقول: اصرفی همك إِلی من هو قاعد عن الحرب و الرَّمِیَّةِ و لا تفارقیه و شُدِّی كَفَّك به. و فُقاً: جمع فُوقِ السهم، و هو مقلوب من فُوَقٍ كما قال رؤبة: كَسَّرَ من عَیْنَیْه تَقْویم الفُوَقْ الهاء فی عینیه ضمیر الصائد لأَنه إِذا نظر إِلی السهم أَ بِهِ عِوَجٌ أَم لا كَسَرَ بَصَرَه عند نظره. و قوله: كعراقیب قَطاً طُحْلِ؛ شبه أَفواقَ النَّبْلِ أَی الحُمْرَة التی تكون فی الفُوقِ، بعراقیب القطا؛ و الطُّحْلُ: جمع أَطْحَل و طَحْلاء. و الطَّحَلُ: لون یشبه الطِّحال شَبَّه بها رِیشَ السهم. و قوله: تَنْفی سَنَنَ الرجل أَی یخرج منها من الدم ما یمنع سَنَن الطریق. و قیل: الدِّفْنِسُ الرَّعْناءُ البَلْهاء، و قال ابن درید: هی البلهاء فلم یزد علی ذلك؛ و أَنشد: عَمِیمَةُ ضاحی الجِسمِ لیسَتْ بِغَثَّةٍ، و لا دِفْنِسٍ، یَطْبی الكِلابَ حِمارُها و الدِّفْنِسُ و الدِّفْناسُ: الأَحمق، و قیل: الأَحمق البَذِیُّ. و الدِّفْناس: البخیلُ، و قیل: المُنْدَفِقُ النَّوَّامُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّی لِقاحَه، فإِنَّ لنا ذَوداً ضِخامَ المَحالِبِ صَوَّی: سَمَّنَ. و الدِّفْناسُ: الراعی الكَسْلان الذی ینام و یترك الإِبل ترعی وحدها.

دفطس؛ ج6، ص: 85

: دَفْطَسَ: ضَیَّعَ مالَه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: قد نامَ عنها جابرٌ و دَفْطَسا، یَشْكو عُرُوقَ خُصْیَتَیْهِ و النَّسا قال أَبو العباس: أُراه ذَفْطَسا، قال: و كذا أَحفظه، بالذال، قال: و لكن لا نغیره و أُعَلِّمُ علیه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 86‌

دقس؛ ج6، ص: 86

: دَقَسَ فی الأَرض دَقْساً و دُقُوساً: ذهب فتَغَیَّب. و الدُّقْسَةُ: دُوَیْبَّة صغیرة. و دَقْیُوسُ: اسم مَلِكٍ، أَعجمیة. اللیث: الدقس لیس بعربی، و لكن الملك الذی بنی المسجد علی أَصحاب الكهف اسمه دَقْیُوسُ. قال الأَزهری: و رأَیت فی نوادر الأَعراب: ما أَدری أَین دَقَسَ و لا أَین دُقِسَ به و لا أَین طَهَسَ و طُهِسَ به أَی أَین ذهب و ذُهب به.

دمقس؛ ج6، ص: 86

: التهذیب: قالوا للإِبْرَیْسَمِ دِمَقْسٌ و دِقَمْسٌ.

دكس؛ ج6، ص: 86

: الدُّكاسُ: ما یَغْشَی الإِنسانَ من النعاسِ و یتراكب علیه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنه من الكَرَی الدُّكاسِ باتَ بِكأْسَیْ قَهْوَةٍ یُحاسِی و الدَّاكِسُ: لغة فی الكادِسِ، و هو ما یُتَطَیَّرُ به من العُطاسِ و القَعِیدِ و نحوهما. دَكَسَ الشی‌ءَ: حَشَاه. و الدَّاكِسُ من الظِّباء: القَعِیدُ. و الدَوْكَسُ: العدد الكثیر. و مالٌ دَوْكَس: كثیر؛ عن كراع. وَ نَعَمٌ دَوْكسٌ و دَیْكَسٌ أَی كثیر. و الدَّوْكَسُ: من أسماء الأَسد، و هو الدَّوْسَكُ لغة. و قال أَبو منصور: لم أَسمع الدَّوْكسَ و لا الدَّوسَكَ فی أَسماء الأَسد، و العرب تقول: نَعَمٌ دَوْكَسٌ و شاء دَوْكَسٌ إِذا كثرت؛ و أَنشد بعضهم: مَن اتَّقَی اللَّهَ، فلمَّا یَیْئَسِ من عَكَرٍ دَثْرٍ و شاءٍ دَوْكَسِ و الدِّیَكْسا و الدِّیَكْساءُ: القِطعة العظیمة من الغنم و النَّعام. یقال: غنمٌ دِیَكْساء و غَبَرَةٌ دِیَكْساءُ عظیمة. و دَیْكَسَ الرجلُ فی بیته إِذا كان لا یَبْرُزُ لحاجة القوم یَكْمُنُ فیه. و دَوْكَسٌ: اسمٌ.

دلس؛ ج6، ص: 86

: الدَّلَسُ، بالتحریك: الظُّلْمَة. و فلان لا یُدالِسُ و لا یُوالِسُ أَی لا یُخادِعُ و لا یَغْدُرُ [یَغْدِرُ. و المُدالَسَة: المُخادَعَة. و فلان لا یُدالِسُك و لا یخادِعُك و لا یُخْفِی علیك الشی‌ء فكأَنه یأْتیك به فی الظلام. و قد دَالَسَ مُدالَسَةً و دِلاساً و دَلَّسَ فی البیع و فی كل شی‌ء إِذا لم یبین عیبه، و هو من الظُّلمة. و التَّدْلِیسُ فی البیع: كِتْمانُ عیب السِّلْعَة عن المشتری؛ قال الأَزهری: و من هذا أُخذ التدلیس فی الإِسناد و هو أَن یحدِّث المحدِّثُ عن الشیخ الأَكبر و قد كان رآه إِلا أَنه سَمِعَ ما أَسنده إِلیه من غیره من دونه، و قد فعل ذلك جماعة من الثقات. و الدُّلْسَةُ: الظُّلْمة. و سمعت أَعرابیّاً یقول لامرئٍ قُرِفَ بسوء فیه: ما لی فیه وَلْسٌ و لا دَلْسٌ أَی ما لی فیه خیانة و لا خدیعة. و یقال: دَلَّسَ لی سِلْعَةَ سَوْءٍ. و انْدَلَسَ الشیُ إِذا خَفِیَ. و دَلَّسْتُه فَتَدَلَّسَ و تَدَلَّسْتُه أَی لا تشعر به. و الدَّوْلَسِیُّ: الذَّرِیعِةُ المُدَلَّسَةُ؛ و منه‌حدیث ابن المسیَّب: رحم اللَّه عُمَرَ لو لم یَنْهَ عن المتعة لاتخذها الناسُ دَوْلَسِیّاً‌أَی ذریعةً إِلی الزنا مُدَلّسةً؛ و الواو فیه زائدة. و التَدْلیسُ: إِخفاء العیب. و الأَدْلاسُ: بقایا النَّبْتِ و البقلِ، واحدها دَلَسٌ، و قد أَدْلَسَتِ الأَرضُ؛ و أَنشد: بَدَّلْتَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا ذا صَهَواتٍ یَرْتَعُ الأَدْلاسا
لسان العرب، ج‌6، ص: 87
و یقال: إِن الأَدْلاسَ من الرِّبَبِ، و هو ضرب من النبت، و قد تَدلّسَ إِذا وقع بالأَدلاسِ. ابن سیدة: و أَدْلاسُ الأَرضِ بقایا عُشْبِها. و دَلَّسَتِ الإِبلُ: اتَّبَعَت الأَدْلاسَ. و أَدْلَسَ النَّصِیُّ: ظهر و اخضرّ. و أَدْلَسَتِ الأَرضُ: أَصاب المالُ منها شیئاً. و الدَّلَسُ: أَرض أَنبتت بعد ما أُكِلَتْ؛ و قال: لو كان بالوادی یُصِبْنَ دَلَسا، من الأَفانی و النَّصِیِّ أَمْلَسا، و باقِلًا یَخْرُطْنَه قد أَوْرَسا و الدَّلَسُ: النبات الذی یُورِقُ فی آخر الصیف. و أَنْدُلُسُ: جزیرة «2» معروفة، وزنها أَنْفُعُلُ، و إِن كان هذا مما لا نذیر له، و ذلك أَن النون لا محالة زائدة لأَنه لیس فی ذوات الخمسة شی‌ء علی فَعْلُلُلٍ فتكون النون فیه أَصلًا لوقوعها مع العین، و إِذا ثبت أَن النون زائدة فقد بَرَدَ فی أَنْدلس ثلاثة أَحرف أُصول، و هی الدال و اللام و السین، و فی أَوّل الكلام همزة، و متی وقع ذلك حكمت بكون الهمزة زائدة، و لا تكون النون أَصلًا و الهمزة زائدة لأَن ذوات الأَربعة لا تلحقها الزوائد من أَوائلها إِلا فی الأَسماء الجاریة علی أَفعالها نحو مدحرج و بابه، فقد وجب إِذاً أَن الهمزة و النون زائدتان و أَن الكلمة بها علی وزن أَنفعل، و إِن كان هذا مثالًا لا نظیر له.

دلعس؛ ج6، ص: 87

: البَلْعَسُ و الدَّلْعَسُ و الدَّلْعَكُ، كل هذا: الضخمة من النُّوق مع استرخاء فیها. ابن سیدة: الدِّلْعَوْسُ المرأَةُ الجَرِیئة باللیل الدائبة الدُّلْجَةِ، و كذلك الناقة. و جمَل دِلْعَوْسٌ و دُلاعِسٌ إِذا كان ذَلُولًا. الأَزهری: الدِّلْعَوْسُ المرأَة الجریئة علی أَمرها العَصِیَّةُ لأَهلها؛ قال: و الدِّلْعَوْسُ الناقة النَّشِزَةُ الجریئة باللیل.

دلمس؛ ج6، ص: 87

: دَلْمَسٌ: اسم. و لیل دُلامِسٌ: مظلم، و قد ادْلَمَّسَ اللیلُ إِذا اشتدّت ظلمته، و هو لیل مُدْلَمِّسٌ.

دلهمس؛ ج6، ص: 87

: الدَّلَهْمَسُ: الجری‌ء الماضی علی اللیل، و هو من أَسماء الأَسد و الشجاع؛ قال أَبو عبید: سمی الأَسد بذلك لقوّته و جراءته، و لم یُفْصِح عن صحیح اشتقاقه؛ قال الشاعر: و أَسدٌ فی غِیلِه دَلَهْمَسُ أَبو عبید: الدَّلَهْمَسُ الأَسد الذی لا یهوله شی‌ء لیلًا و لا نهاراً. و لیل دَلَهْمَسٌ: شدید الظلمة؛ قال الكمیت: إِلیكَ، فی الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ الطَّامِسِ، مثلَ الكواكبِ الثُقُبِ

دمس؛ ج6، ص: 87

: دَمَس الظلامُ و أَدْمَسَ و لیلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ و أَظلم. و قد دَمَسَ اللیل یَدْمِسُ و یَدْمُسُ دَمْساً و دُمُوساً و أَدْمَسَ: أَظلم، و قیل: اختلط ظلامه. و فی كلام مسیلمة: و اللیل الدَّامِس هو الشدید الظلمة. و دَمَسَه یَدْمُسُه و یَدْمِسُه دَمْساً: دفنه. و دَمَّسَ الخَمْرَ: أَغلق علیها دَنَّها؛ قال: إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ، أُریدَ به قَیْلٌ فَغُودِرَ فی سأْبِ و التدمیس: إِخفاء الشی‌ء تحت الشی‌ء، و یقال بالتخفیف. أَبو زید: المُدَمَّسُ المَخْبوء. و دَمَسْتُ الشی‌ء: دفنته و خَبَأْته، و كذلك التَّدْمِیسُ. و دَمَّسَ الشی‌ءَ: أَخفاه. و دَمَسَ علیه الخبرَ دَمْساً: كَتَمَه
(2). قوله [و أندلس جزیرة إلخ] ضبطها شارح القاموس بضم الهمزة و الدال و اللام و یاقوت بفتح الهمزة و ضم الدال و فتحها و ضم اللام لیس إلا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 88
البتة. و الدِّماسُ: كل ما غَطَّاك. أَبو عمرو: دَمَسْت الشی‌ء غطیته. و الدَّمَسُ: ما غُطِّی؛ و أَنشد للكمیت: بلا دَمَسٍ أَمرَ القَریبِ و لا غَمْلِ أَبو زید: یقال أَتانی حیث وَاری دَمَسٌ دَمْساً و حیث واری رُؤْیٌ رُؤْیاً، و المعنی واحد، و ذلك حین یُظْلِمُ أَوَّلُ اللیل شیئاً؛ و مثله: أَتانی حین تقول أَخوك أَم الذئب. و روی أَبو تراب لأَبی مالك: المُدَّمَّسُ و المُدَنَّسُ بمعنی واحد. و قد دَنَّسَ و دَمَّسَ. و الدِّماسُ: كساء یطرح علی الزِّقِّ. و دَمَسَ المرأَة دَمْساً: نكحها كَدَسَمها؛ عن كراع. و الدِّیماس و الدَّیْماسُ: الحَمَّامُ. و‌فی الحدیث فی صفة الدجال: كأَنما خَرَجَ من دیماس؛ قال بعضهم: الدِّیماسُ الكِنُّ؛ أَراد أَنه كان مُخَدَّراً لم یَرَ شمساً و لا ریحاً، و قیل: هو السَّرَبُ المظلم، و قد جاءَ فی الحدیث مفسراً أَنه الحَمَّام. و الدِّیْماسُ: السَّرَب؛ و منه یقال دَمَسْتُه أَی قَبَرْتُه. أَبو زید: دَمَسْته فی الأَرض دَمْساً إِذا دفنته، حیّاً كان أَو مَیِّتاً؛ و كان لبعض الملوك حبس سماه دَیْماساً لظلمته. و الدِّیماسُ: سجن الحجاج بن یوسف، سمی به علی التشبیه، فإِن فتحتَ الدال جمع علی دَیامیسَ مثل شیطان و شیاطین، و إِن كسرتها جمعت علی دَمامیس مثل قِیْراطٍ و قَراریطَ، و سمی بذلك لظلمته. و‌فی حدیث المسیح: أَنه سَبْطُ الشَّعرِ كثیرُ خِیلان الوجه كأَنه خَرَجَ من دِیماس؛ یعنی فی نَضْرَتِه و كثرة ماء وجهه كأَنه خرج من كِنٍّ لأَنه قال فی وصفه: كأَنَّ رأْسَه یَقْطُرُ ماءً. و المُدَمِّسُ و المُدَمَّسُ: السجن. و یقال: جاء فلان بأُمور دُمْسٍ أَی عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مثل بازِلٍ و بُزْلٍ. و الدُّودَمِسُ: الحیةُ، و قیل: ضرب من الحیات مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ، یقال ینفخ نَفخاً فیُحْرِقُ ما أَصابه، و الجمع دَوْدَمِساتٌ و دَوامِیسُ. و قال أَبو مالك: المُدَمَّسُ الذی علیه وَضَرُ العَسَل. و قال أَبو عمرو: دَمَسَ الموضعُ و دَسَمَ و سَمَدَ إِذا دَرَسَ.

دمحس؛ ج6، ص: 88

: الدُّماحِسُ: السی‌ءُ الخُلُق. و الدُّماحِسُ: مثل الدُّحْمُس، و قد تقدم ذكره. و الدُّحْسُمُ و الدُّماحِس: الغلیظان.

دمقس؛ ج6، ص: 88

الدِمَقْسُ و الدِمْقاسُ و المِدَقْسُ: الإِبْرَیْسَم و قیل القَزُّ، و ثوب مُدَمْقَسٌ، و قالوا للإِبْرَیْسَمِ: دِمَقْسٌ و دِقَمْسٌ؛ و قال إمرؤ القیس: و شَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ قال أَبو عبیدة: الدِمَقْسُ من الكَتَّانِ، و قال دِمَقْسٌ و مِدَقْسٌ، مقلوب. غیره: الدِمَقْسُ الدِّیباج، و یقال: هو الحریر، و یقال الإِبْرَیْسَمُ‌

دنس؛ ج6، ص: 88

: الدَّنَسُ فی الثیاب: لَطْخُ الوسخ و نحوه حتی فی الأَخلاق، و الجمع أَدْناسٌ. و قد دَنِسَ یَدْنَسُ دَنَساً، فهو دَنِسٌ: تَوَسَّخَ. و تَدَنَّسَ: اتَّسَخ، و دَنَّسَه غیره تَدْنِیساً. و‌فی حدیث الإِیمان: كأَن ثیابه لم یَمَسَّها دَنَسٌ؛ الدَّنَسُ: الوَسَخُ؛ و رجل دَنِسُ المروءَةِ، و الاسم الدَّنَسُ. و دَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فعل ما یَشِینُه.

دنخس؛ ج6، ص: 88

: الدَّنْخَسُ: الجسیم الشدید اللحم.

دنفس؛ ج6، ص: 88

: الدُّنافِسُ: السی‌ء الخُلُقِ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 89‌

دنقس؛ ج6، ص: 89

: الدَّنْقَسَةُ: تَطَأْطؤُ الرأْس؛ و أَنشد: إِذا رآنی من بَعِیدٍ دَنْقسا و الدَّنْقَسَةُ: خَفْضُ البَصَر ذُلًّا. و دَنْقَسَ: نظر و كَسَرَ عینیه؛ و أَنشد: یُدَنْقِسُ العینَ إِذا ما نَظَرا أَبو عبید فی باب العین: دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسَةً، و طَرْفَشَ طَرْفَشَةً إِذا نظر فكسر عینیه. قال شمر: إِنما هو دَنْفَشَ، بالفاء و الشین. و روی سَلَمة عن الفراء: الدَّنْقَشَةُ الفساد، رواه فی حروف شینیة مثل الدَّهْفَشَة و العَكْبَشَة و الكَیْبَشَة و الحَنبَشة، و رواه بالقاف، و رواه غیر الفراء دَنْقَسَةً، بالسین المهملة. و دَنْقَسَ بین القوم: أَفسد، بالسین و الشین جمیعاً. الأُمَوِیُّ: المُدَنْقِس المفسدُ. قال أَبو بكر: و رأَیته فی نسخة دَنْفَشْتُ بینهم أَفسدت، و المُدَنْفِشُ المفسد؛ قال الأَزهری: و الصواب عندی بالقاف و الشین.

دهس؛ ج6، ص: 89

: اللیث: الدُّهْسَةُ لون كلون الرمال و أَلوان المعْزی؛ قال العجاج: مُواصِلًا قُفّاً بلَوْنٍ أَدْهَسا «3» ابن سیدة: الدُّهْسَةُ لون یعلوه أَدنی سواد یكون فی الرمال و المَعَزِ. و رَمْل أَدْهَسُ بَیِّنُ الدَّهَسِ، و الدَّهَاسُ من الرمل: ما كان كذلك لا یُنبت شجراً و تغیب فیه القوائم؛ و أَنشد: و فی الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُواثمُ و قیل: هو كل لَیِّنٍ سَهْلٍ لا یبلغ أَن یكون رملًا و لیس بتراب و لا طین؛ قال ذو الرمة: جاءت من البِیضِ زُعْراً، لا لِباسَ لها إِلا الدَّهاسُ، و أُمُّ بَرَّةٌ و أَبُ و هی الدَّهْسُ. الأَصمعی: الدَّهاسُ كل لَیِّنٍ جدّاً، و قیل: الدَّهْسُ الأَرض السَّهْلة یثقل فیها المشی، و قیل: هی الأَرض التی لا یغلب علیها لونُ الأَرض و لا لونُ النبات و ذلك فی أَول نباتها، و الجمع أَدْهاسٌ؛ و قد ادْهاسَّتِ الأَرضُ. و أَدْهَسَ القومُ: ساروا فی الدَّهْسِ كما یقال أَوْعَثُوا ساروا فی الوَعْث. أَبو زید: من المِعْزَی الصَّدْآء، و هی السَّوْداء المُشْرَبَة حُمْرَةً، و الدَّهْساء أَقل منها حُمْرَةً، و الدَّهْساء من الضأْن التی علی لون الدَّهْسِ، و الدَّهْساءُ من المَعَزِ كالصَّدْآء إِلا أَنها أَقل منها حُمْرة؛ و قال المُعَلَّی بن جَمال العَبْدی: و جاءتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفایا، یَصُورُ عُنُوقَها أَحْوی زَنِیمُ و الخِلْعَةُ [الخُلْعَةُ: خیار المال. و یَصُورُ: یُمِیلُ، و یروی: یَصُوعُ … أَی یُفَرِّقُ. و عُنُوق: جمع عَناقٍ. و الدَّهْسُ و الدَّهاسُ مثل اللَّبْثِ و اللَّباثِ: المكانُ السهل اللین لا یبلغ أَن یكون رملًا، و لیس هو بتراب و لا طین، و رمالٌ دُهْسٌ. و‌فی الحدیث: أَقْبَلَ من الحُدَیْبیة فنزل دَهاساً من الأَرض؛ و منه‌حدیث دُرَیْد بنِ الصِّمَّة: لا حَزْنٌ ضَرِسٌ و لا سَهْلٌ دَهِسٌ.و رجل دَهاسُ الخُلُقِ أَی سهل الخلُق دَمِسُه، و ما فی خُلُقِه دَهاسَةٌ.

دهرس؛ ج6، ص: 89

: الدّهارِیسُ: الدواهی؛ قال المُخَبَّلُ: فإِن أَبْل لاقَیْت الدَّهارِیس منهما، فقد أَفْنَیا النُّعْمانَ، قَبْلُ، و تُبَّعا واحدها دِهْرِسٌ و دُهْرُسٌ؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری لم ثبتت الیاء فی الدَّهاریس. ابن الأَعرابی:
(3). قوله [بلون] فی الصحاح: و رملًا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 90
الدَّراهِیسُ أَیضاً و الدَّهْرَسُ الخِفَّةُ. و ناقة ذات دَهْرَسٍ أَی ذات خفة و نشاط؛ و أَنشد: ذات أَزابِیٍّ و ذات دَهْرَسِ و أَنشد اللیث: حَجَّتْ إِلی النَخْلَةِ القُصْوی فقلتُ لها: حَجْرٌ حَرامٌ أَلا تِلْكَ الدَّهارِیسُ «1» و الدِّهْرِسُ و الدُّهْرُسُ جمیعاً: الداهیة كالدَّهْرَس، و هی الدهارس؛ أَنشد یعقوب: مَعِی ابْنا صَرِیمٍ جازِعانِ كلاهُما، و عَرْزَةُ لولاه لَقِینا الدَّهارِسا

دهمس؛ ج6، ص: 90

: التهذیب: قال أَبو تراب سمعت شَبانَةَ یقول: هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً.

دوس؛ ج6، ص: 90

: داسَ السیفَ: صَقَلَه. و المِدْوَسَةُ: خَشَبة علیها سِنٌّ یُداسُ بها السیف. و المِدْوَسُ: المِصقَلَةُ؛ قال الشاعر: و أَبْیَضَ، كالغَدِیرِ، ثَوَی علیه قُیُونٌ بالمَدَاوِسِ نِصْفَ شَهْرِ و المِدْوَسُ: خشبة یُشَدُّ علیها مِسَنٌّ یَدُوسُ بها الصَّیْقَلُ السیفَ حتی یَجْلُوه، و جمعه مَداوِسُ؛ و منه قوله: و كأَنما هو مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ فی الكفِّ، إِلا أَنه هو أَضْلَعُ و داسَ الرجلُ جاریته إِذا علاها و بالغ فی جماعها. و داسَ الشی‌ء برجله یَدُوسُه دَوْساً و دِیاساً: وَطِئَه. و الدَّوْسُ: الدِّیاسُ، و البقر التی تَدُوسُ الكُدْسَ هی الدَّوائِس. و داسَ الطعامَ یَدُوسُه دِیاساً فانْداسَ هو، و الموضع مَداسَةٌ. و داسَ الناسُ الحَبَّ و أَداسُوه: دَرَسُوه؛ عن أَبی حنیفة. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: و دائس و منَقٍّ: الدائس الذی یَدُوسُ الطعامَ و یَدُقُّه لیُخْرجَ الحَبَّ منه، و هو الدِّیاسُ، و قلبت الواو یاء لكسرة الدال. و الدَّوائِس: البقر العوامل فی الدَوْس؛ یقال: قد أَلْقَوا الدَّوائِسَ فی بَیْدَرهم. و الدَّوْسُ: شدة وَطْءِ الشی‌ء بالأَقدام. و قولهم الدّوابّ حتی یَتَفَتَّت كما یتفتت قَصَبُ السَّنابل فیصیر تبناً، و من هذا یقال: طریق مَدُوسٌ. و قولهم: أَتتهم الخیلُ دَوائِسَ أَی یَتْبَعُ بعضهم بعضاً. و المِدْوَسُ: الذی یُداسُ به الكُدْسُ یُجرُّ علیه جَرًّا، و الخیل تَدُوسُ القَتْلَی بحوافرها إِذا وطئتهم؛ و أَنشد: فداسُوهُمُ دَوْسَ الحَصِیدِ فأَهْمَدُوا أَبو زید: یقال: فلانٌ دِیسٌ من الدِّیَسَةِ أَی شجاع شدید یَدُوسُ كلَّ من نازله، و أَصله دِوْسٌ علی فِعْلٍ، فقلبت الواو یاء لكسرة ما قبلها كما قالوا رِیحٌ، و أَصله رِوْحٌ. و یقال: نزل العدوُّ ببنی فلان فی الخیل فجاسَهُم و حاسَهُم و داسَهم إِذا قتلهم و تخلل دیارهم و عاث فیهم. و دیاسُ الكُدْسِ و دِراسُه واحد. و قال أَبو بكر فی قولهم: قد أَخذنا فی الدّوْسِ؛ قال الأَصمعی: الدّوْسُ تسویة الحدیقة و ترتیبها، مأْخوذ من دِیَاسِ السیف و هو صَقْلُه و جِلاؤُه؛ قال الشاعر: صافی الحَدِیدَةِ قد أَضرَّ بصَقْلِه طُولُ الدِّیاسِ، و بَطْنُ طَیْرٍ جائِعِ و یقال للحَجَر الذی یُجْلَی به السیفُ: مِدْوَسٌ. ابن الأَعرابی: الدَّوْسُ الذُّلُّ. و الدُّوْسُ: الصَّقْلة. و دَوْسٌ: قبیلة من الأَزْدِ، منها أَبو هریرة الدَّوْسِی، رحمة اللَّه علیه.

دودمس؛ ج6، ص: 90

: الدُّودَمِسُ: حَیَّة تنفخ فتُحْرِق.
(1). قوله [و أَنشد اللیث أَی لجریر]، و قوله حجت یروی حنت و قوله: حجر یروی بسل، و كل صحیح، و الحجر و البسل كالمنع وزناً و معنی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 91‌

فصل الراء؛ ج6، ص: 91

رأس؛ ج6، ص: 91

: رَأْسُ كلّ شی‌ء: أَعلاه، و الجمع فی القلة أَرْؤُسٌ و آراسٌ علی القلب، و رُؤوس فی الكثیر، و لم یقلبوا هذه، و رؤْسٌ: الأَخیرة علی الحذف؛ قال إمرؤ القیس: فیوماً إِلی أَهلی، و یوماً إِلیكمُ، و یوماً أَحُطُّ الخَیْلَ من رُؤْسِ أَجْبالِ و قال ابن جنی: قال بعض عُقَیْل: القافیة رأْس البیت؛ و قوله: رؤسُ كَبِیرَیْهِنَّ یَنْتَطِحان أَراد بالرؤس الرأْسین، فجعل كل جزء منها رأْساً ثم قال ینتطحان، فراجع المعنی. و رأَسَه یَرْأَسُه رَأْساً: أَصاب رَأْسَه. و رُئِسَ رَأْساً: شكا رأْسه. و رَأَسْتُه، فهو مرؤوسٌ و رئیس إِذا أَصبت رأْسه؛ و قول لبید: كأَنَّ سَحِیلَه شَكْوَی رَئیسٍ، یُحاذِرُ من سَرایا و اغْتِیالِ یقال: الرئیس هاهنا الذی شُدَّ رأْسه. و رجل مرؤوس: أَصابه البِرْسامُ. التهذیب: و رجل رئیسٌ و مَرْؤُوسٌ، و هو الذی رَأَسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه. و قوله‌فی الحدیث: إِنه، صلی اللَّه علیه و سلم، كان یصیب من الرأْس و هو صائم؛ قال: هذا كنایة عن القُبْلة. و ارْتَأَسَ الشی‌ءَ: رَكب رأْسه؛ و قوله أَنشده ثعلب: و یُعْطِی الفَتَی فی العَقْلِ أَشْطارَ مالِه، و فی الحَرْب یَرْتاسُ السِّنانَ فَیَقْتُل أَراد: یرتئس، فحذف الهمزة تخفیفاً بدلیّاً. الفراء: المُرائِسُ و الرَّؤوسُ من الإِبل الذی لم یَبْقَ له طِرْقٌ إِلا فی رأْسه. و فی نوادر الأَعراب: ارْتَأَسَنی فلان و اكْتَسَأَنی أَی شَغَلَنی، و أَصله أَخذ بالرَّقَبة و خفضها إِلی الأَرض، و مثله ارْتَكَسَنی و اعْتَكَسنی. و فحل أَرْأَسُ: و هو الضَّخْمُ الرأْس. و الرُّؤاسُ و الرُّؤاسِیُّ و الأَرْأَسُ: العظیم الرأْس، و الأُنثی رَأْساءُ؛ و شاة رأْساءُ: مُسْوَدَّة الرأْس. قال أَبو عبید: إِذا اسْوَدَّ رأْس الشاة، فهی رأْساء، فإِن ابیض رأْسها من بین جسدها، فهی رَخْماء و مُخَمَّرَةٌ. الجوهری: نعجة رأْساء أَی سوداء الرأْس و الوجه و سائرها أَبیض. غیره: شاة أَرْأَسُ و لا تقل رؤاسِیٌّ؛ عن ابن السكیت. و شاة رَئِیسٌ: مُصابة الرأْس، و الجمع رَآسَی بوزن رَعاسَی مثل حَباجَی و رَماثَی. و رجل رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ: یبیع الرؤوس، و العامة تقول: رَوَّاسٌ. و الرَّائِسُ: رأْسُ الوادی. و كل مُشْرِفٍ رائِسٌ. و رَأَسَ السَّیْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه؛ قال ذو الرمة: خَناطیلُ، یَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ و مَرْتٍ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائِسُ و بعض العرب یقول: إِن السیل یَرْأَسُ الغثاء، و هو جمعه إِیاه ثم یحتمله. و الرَّأْسُ: القوم إِذا كثروا و عَزُّوا؛ قال عمرو بن كلثوم: بِرَأْسٍ من بنی جُشَمِ بنِ بَكْرٍ، نَدُقُّ به السُّهُولَةَ و الخُزونا قال الجوهری: و أَنا أُری أَنه أَراد الرَّئیسَ لأَنه قال ندق به و لم یقل ندق بهم. و یقال للقوم إِذا كثروا و عَزُّوا: هم رَأْسٌ. و رَأَسَ القومَ یَرْأَسُهم، بالفتح، رَآسَةً و هو رئیسهم: رَأَسَ علیهم فَرَأَسَهم و فَضَلهم، و رَأَسَ علیهم كأَمَر علیهم، و تَرَأَّسَ علیهم
لسان العرب، ج‌6، ص: 92
كَتَأَمَّرَ، و رَأَّسُوه علی أَنفسهم كأَمَّروه، و رَأَّسْتُه أَنا علیهم تَرْئِیساً فَتَرَأَّسَ هو و ارْتَأَسَ علیهم. قال الأَزهری: و رَوَّسُوه علی أَنفسهم، قال: و هكذا رأَیته فی كتاب اللیث، قال: و القیاس رَأَّسوه لا رَوَّسُوه. ابن السكیت: یقال قد تَرَأَّسْتُ علی القوم و قد رَأَّسْتُك علیهم و هو رَئیسُهم و هم الرُّؤَساء، و العامَّة تقول رُیَساء. و الرَّئِیس: سَیِّدُ القوم، و الجمع رُؤَساء، و هو الرَّأْسُ أَیضاً، و یقال رَیِّسٌ مثل قَیِّم بمعنی رَئیس؛ قال الشاعر: تَلْقَ الأَمانَ علی حِیاضِ محمدٍ ثوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، و ذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذی تَخافُ و لا لِهذا جُرْأَة، تُهْدی الرَّعِیَّةُ ما اسْتَقامَ الرَّیِّسُ قال ابن بری: الشعر للكمیت یمدح محمد بن سلیمان الهاشمی. و الثَّوْلاء: النعجة التی بها ثَوَلٌ. و المُخْرِفَةُ: التی لها خروف یتبعها. و قوله لا ذی: إِشارة إِلی الثولاء، و لا لهذا: إِشارة إِلی الذئب أَی لیس له جُرأَة علی أَكلها مع شدة جوعه؛ ضرب ذلك مثلًا لعدله و إِنصافه و إِخافته الظالم و نصرته المظلوم حتی إِنه لیشرب الذئب و الشاة من ماء واحد. و قوله تهدی الرعیة ما استقام الریس أَی إِذا استقام رئیسهم المدبر لأُمورهم صلحت أَحوالهم باقتدائهم به. قال ابن الأَعرابی: رَأَسَ الرجلُ یَرْأَسُ رَآسَة إِذا زاحم علیها و أَراجها، قال: و كان یقال إِن الرِّیاسَة تنزل من السماء فیُعَصَّبُ بها رأْسُ من لا یطلبها؛ و فلان رأَسُ القوم و رَئیس القوم. و‌فی حدیث القیامة: أَ لم أَذَرْكَ تَرْأَسُ و تَرْبَعُ؟رَأَسَ القومَ: صار رئیسَهم و مُقَدَّمَهم؛ و منه‌الحدیث: رَأْس الكفر من قِبَلِ المشرق، و یكون إِشارة إِلی الدجال أَو غیره من رؤَساء الضلال الخارجین بالمشرق. و رَئیسُ الكلاب و رائِسها: كبیرها الذی لا تَتَقَدَّمُه فی القَنَص، تقول: رائس الكلاب مثلُ راعِسٍ أَی هو فی الكلاب بمنزلة الرئیس فی القوم. و كلبة رائِسَة: تأْخذ الصید برأْسه. و كلبة رَؤوس: و هی التی تُساوِرُ رأْسَ الصید. و رائس النهر و الوادی: أَعلاه مثل رائس الكلاب. و رَوائس الوادی: أَعالیه. و سحابة مُرائس و رائِس: مُتَقَدِّمَة السحاب. التهذیب: سحابة رائِسَةٌ و هی التی تَقَدَّمُ السحابَ، و هی الرَّوائِس. و یقال: أَعطنی رَأْساً من ثُومٍ. و الضَّبُّ ربما رَأَسَ الأَفْعَی و ربما ذَنَبها، و ذلك أَن الأَفعی تأْتی جُحْرَ الضب فتَحْرِشُه فیخرج أَحیاناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فیقال: خَرَجَ مُرَئِّساً، و ربما احْتَرَشَه الرجل فیجعل عُوداً فی فم جُحْره فیَحْسَبُه أَفْعَی فیخرج مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً. قال ابن سیدة: خرج الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه من جحره و ربما ذَنَّبَ. و وَلَدَتْ وَلَدها علی رَأْسٍ واحدٍ، عن ابن الأَعرابی، أَی بعضُهم فی إِثر بعض، و كذلك ولدت ثلاثة أَولاد رأْساً علی رأْس أَی واحداً فی إِثر آخر. و رَأْسُ عَینٍ و رأْسُ العین، كلاهما: موضع؛ قال المُخَبَّلُ یهجو الزِّبْرِقان حین زَوّجَ هَزَّالًا أُخته خُلَیْدَةَ: و أَنكحتَ هَزَّالا خُلَیْدَةَ، بعد ما زَعَمْتَ برأْسِ العین أَنك قاتِلُهْ و أَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ، أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ و كان هَزَّال قتل ابن مَیَّة فی جوار الزبرقان و ارتحل إِلی رأْس العین، فحلف الزبرقان لیقتلنه ثم إِنه بعد
لسان العرب، ج‌6، ص: 93
ذلك زوّجه أُخته، فقالت امرأَة المقتول تهجو الزبرقان: تَحَلَّلَ خِزْیَها عَوْفُ بن كعبٍ، فلیس لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْسِ العینِ قاتِلُ من أَجَرْتُمْ من الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ و أَنشد أَبو عبیدة فی یوم رأْس العین لسُحَیْم بن وُثَیْلٍ الرِّیاحِیِّ: و هم قَتَلوا عَمِیدَ بنی فِراسٍ، برأْسِ العینِ فی الحُجُج الخَوالی و یروی أَن المخبل خرج فی بعض أَسفاره فنزل علی بیت خلیدة امرأَة هزال فأَضافته و أَكرمته و زَوَّدَتْه، فلما عزم علی الرحیل قال: أَخبرینی باسمك. فقالت: اسمی رَهْوٌ، فقال: بئس الاسم الذی سمیت به فمن سماك به؟ قالت له: أَنت، فقال: وا أَسفاه وا ندماه ثم قال: لقد ضَلَّ حِلْمِی فی خُلَیْدَةَ ضَلَّةً، سَأُعْتِبُ قَوْمی بعدها و أَتُوبُ و أَشْهَدُ، و المُسْتَغْفَرُ اللَّهُ، أَنَّنی كَذَبْتُ علیها، و الهِجاءُ كَذُوبُ الجوهری: قَدِمَ فلان من رأْس عین و هو موضع، و العامَّة تقول من رأْس العین. قال ابن بری: قال علی بن حمزة إِنما یقال جاء فلان من رأْس عین إِذا كانت عیناً من العیون نكرة، فأَما رأْس عین هذه التی فی الجزیرة فلا یقال فیها إِلا رأْس العین. و رائِسٌ: جبل فی البحر؛ و قول أُمیة بن أَبی عائذ الهُذَلّی: و فی غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوی عُرُوكاً علی رائِسٍ یَقْسِمونا قیل: عنی هذا الجبل. و رائِسٌ و رَئیسٌ منهم، و أَنت علی رأْسِ أَمْرِكَ و رئاسهِ أَی علی شَرَفٍ منه؛ قال الجوهری: قولهم أَنت علی رِئاسِ أَمرك أَی أَوله، و العامة تقول علی رَأْسِ أَمرك. و رِئاسُ السیف: مَقْبِضُه و قیل قائمه كأَنه أُخِذَ من الرأْسِ رِئاسٌ؛ قال ابن مقبل: و لیلةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها بصُدْرَةِ العَنْسِ حتی تَعْرِفَ السَّدَفا ثم اضْطَغَنْتُ سِلاحی عند مَغْرِضِها، و مِرْفَقٍ كَرِئاسِ السیف إِذ سَشَفَا و هذا البیت الثانی أَنشده الجوهری: إِذا اضطغنت سلاحی …، قال ابن بری و الصواب: ثم اضطغنت سلاحی … و العنْسُ: الناقة القویة، و صُدْرَتُها: ما أَشرف من أَعلی صدرها. و السِّدَفُ هاهنا: الضوء. و اضْطَغَنْتُ سلاحی: جعلته تحت حِضْنی. و الحِضنُ: ما دون الإِبطِ إِلی الكَشْحِ، و یروی: ثم احْتَضَنْتُ … و المَغْرِضُ للبعیر كالمَحْزِم من الفرس، و هو جانب البطن من أَسفل الأَضلاع التی هی موضع الغُرْضَة. و الغُرْضَة للرحْل: بمنزلة الحزام للسرج. و شَسَفَ أَی ضَمَرَ یعنی المِرْفَق. و قال شمر: لم أَسمع رِئاساً إِلا هاهنا؛ قال ابن سیدة: و وجدناه فی المُصَنَّف كریاس السیف، غیر مهموز، قال: فلا أَدری هل هو تخفیف أَم الكلمة من الیاء. و قولهم: رُمِیَ فلان منه فی الرأْس أَی أَعرض عنه و لم یرفع به رأْساً و استثقله؛ تقول: رُمِیتُ منك فی الرَّأْسِ علی ما لم یسمَّ فاعله أَی ساء رأْیُك فیَّ حتی لا تقدر أَن تنظر إِلیَّ. و أَعِدْ علیّ كلامَك من رَأْسٍ و من الرَّأْسِ، و هی أَقل اللغتین و أَباها بعضهم و قال: لا تقل من الرَّأْسِ، قال: و العامة تقوله.
لسان العرب، ج‌6، ص: 94
و بیتُ رَأْسٍ: اسم قریة بالشام كانت تباع فیها الخمور؛ قال حسان: كأَنَّ سَبِیئةً من بیتِ رَأْسٍ، یكونُ مِزاجَها عَسَلٌ و ماءُ قال: نصب مزاجها علی أَنه خبر كان فجعل الاسم نكرة و الخبر معرفة، و إِنما جاز ذلك من حیث كان اسْمَ جنس، و لو كان الخبر معرفة محضة لَقَبُحَ. و بنو رؤاسٍ: قبیلة، و فی التهذیب: حَیٌّ من عامر بن صعصعة، منهم أَبو جعفر الرُّؤاسِی و أَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِی اسمه یزید بن معاویة بن عمرو بن قیس بن عبید بن رُؤاسِ بن كلاب بن ربیعة بن عامر بن صعصعة، و كان أَبو عمر الزاهد یقول فی الرُّؤاسِی أَحد القراء و المحدّثین: إِنه الرَّواسِی، بفتح الراء و بالواو من غیر همز، منسوب إِلی رَوَاسٍ قبیلة من سُلَیْم و كان ینكر أَن یقال الرُّؤاسِی، بالهمز، كما یقوله المحدّثون و غیرهم.

ربس؛ ج6، ص: 94

: الرَّبْسُ: الضرب بالیدین. یقال: رَبَسَه رَبْساً ضربه بیدیه. و الرَّبِیسُ: المضروب أَو المُصابُ بمال أَو غیره. و الرَّبْسُ منه الارْتِباسُ. و ارْتَبَسَ العُنْقُودُ: اكْتَنَزَ. و عنقود مُرْتَبِس: معناه انهضامُ حبه و تداخُلُ بعضه فی بعض. و كَبْش رَبِیسٌ و رَبیز أَی مكتنز أَعْجَر. و الارْتِباسُ: الاكتناز فی اللحم و غیره. و مال رِبْسٌ [رَبْسٌ: كثیر. و أَمر رَبْسٌ: منكر. و جاء بأُمُور رُبْسٍ: یعنی الدواهی كَدُبْس، بالراء و الدال. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا جاء إِلی قریش فقال: إِن أَهل خیبر أَسروا محمداً و یریدون أَن یرسلوا به إِلی قومه لیقتلوه فجعل المشركون یُرْبِسُون به العباسَ؛ قال ابن الأَثیر: یحتمل أَن یكون من الإِرْباس و هو المُراغَمَة، أَی یُسْمِعُونه ما یُسْخطه و یَغِیظُه، قال: و یحتمل أَن یكون من قولهم جاء بأُمور رُبْسٍ أَی سُود، یعنی یأْتونه بداهیة، و یحتمل أَن یكون من الرَّبِیس و هو المصاب بمال أَو غیره أَی یصیبون العباس بما یَسُوءُه. و جاء بمال رَبْسٍ [رِبْسٍ أَی كثیر. و رجل رَبِیسٌ: جَلْدٌ مُنْكرٌ دَاهٍ. و الرَّبیسُ من الرجال: الشجاع و الداهیة. یقال: داهیة رَبْساء أَی شدیدة؛ قال: و مِثلِی لنُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِیسِ و تَرَبَّسَ: طَلَبَ طَلَباً حَثیثاً. و تَرَبَّسْت فلاناً أَی طلبته؛ و أَنشد: تَرَبَّسْتُ فی تَطْلابِ أَرض ابنِ مالكٍ فأَعْجَزَنی، و المَرْءُ غیرُ أَصِیلِ ابن السكیت: یقال جاء فلان یَتَرَبَّسُ أَی یمشی مشیاً خفیّاً؛ و قال دُكَیْن: فَصَبَحَتْه سَلِقٌ تَبَرْبَسُ أَی تمشی مشیاً خفیّاً. و قال أَبو عمرو: جاء فلان یَتَبَرْبَسُ إِذا جاء مُتَبَخْتِراً. و ارْبَسَّ الرجلُ ارْبِساساً أَی ذهب فی الأَرض. و قیل: ارْبَسَّ إِذا غذا فی الأَرض. و ارْبَسَّ أَمرُهم اربِساساً: لغة فی ارْبَثَّ أَی ضَعُفَ حتی تفرقوا. ابن الأَعرابی: البِرْباسُ البئر العَمِیقة. و رَبَسَ قِرْبته أَی ملأَها. و أَصل الرَّبْس: الضرب بالیدین. و أُمُّ الرُّبَیْسِ: من أَسماء الداهیة و أَبو الرُّبَیْسِ التَّغْلَبِیُّ: من شعراء تَغْلِبَ.

رجس؛ ج6، ص: 94

: الرِّجْسُ: القَذَرُ، و قیل: الشی‌ء القَذِرُ. و رَجُسَ الشی‌ءُ یَرْجُسُ رَجاسَةً، و إِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، و كلُّ قَذَر رِجْسٌ. و رجل مَرْجوسٌ
لسان العرب، ج‌6، ص: 95
و رِجْسٌ: نِجْسٌ، و رَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قال ابن درید: و أَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ، و هی الرَّجاسَةُ و النَّجاسَة. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من الرِّجْسِ النِّجْسِ؛ الرِّجْسُ: القذر، و قد یعبر به عن الحرام و الفعل القبیح و العذاب و اللعنة و الكفر، و المراد فی هذا الحدیث الأَول. قال الفراء: إِذا بدأُوا بالرِّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ، كسروا الجیم، و إِذا بدأُوا بالنجس و لم یذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجیم و النون؛ و منه‌الحدیث: نهی أَن یُسْتَنْجَی بِرَوْثَةٍ، و قال: إِنها رِجْسٌ‌أَی مُسْتَقْذَرَة. و الرِّجْس: العذاب كالرِّجز. التهذیب: و أَما الرِّجْزُ فالعذاب و العمل الذی یؤدی إِلی العذاب. و الرِّجْسُ فی القرآن: العذاب كالرِّجْز. و‌جاء فی دعاء الوتر: و أَنْزِلْ علیهم رِجْسَك و عذابك؛ قال أَبو منصور: الرجس هاهنا بمعنی الرجز، و هو العذاب، قلبت الزای سیناً، كما قیل الأَسد و الأَزد. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ یَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لٰا یَعْقِلُونَ؛ إِنه العقاب و الغضب، و هو مضارع لقوله الرجز، قال: و لعلها لغتان. و قال ابن الكلبی فی قوله تعالی: فَإِنَّهُ رِجْسٌ؛ الرجس: المَأْثَمُ، و قال مجاهد كذلك یجعل اللَّه الرجس، قال: ما لا خیر فیه، قال أَبو جعفر: إِنَّمٰا یُرِیدُ اللّٰهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ، قال: الرِّجْسُ الشك. ابن الأَعرابی: مرَّ بنا جماعة رَجِسُونَ نَجِسُونَ أَی كُفَّار. و فی التنزیل العزیز: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ وَ الْأَنْصٰابُ وَ الْأَزْلٰامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطٰانِ فَاجْتَنِبُوهُ؛ قال الزجاج: الرِّجْسُ فی اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه تعالی فی ذم هذه الأَشیاء و سماها رِجْساً. و یقال: رَجُسَ الرجل رَ جَساً و رَجِسَ یَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملًا قبیحاً. و الرَّجْسُ، بالفتح: شدة الصوت، فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذی یقبح ذكره و یرتفع فی القبح. و قال ابن الكلبی: رِجْسٌ من عمل الشیطان أَی مَأْثَمٌ؛ قال ابن السكیت: الرَّجْسُ، مصدر، صوتُ الرَّعد و تَمَخُّضُه. غیره: الرَّجْسُ، بالفتح، الصوت الشدید من الرعد و من هدیر البعیر. و رجَسَت السماء تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ و تَمَخَّضَتْ، و ارتجَسَتْ مثله. و‌فی حدیث سَطِیح: لما وُلِدَ رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، ارْتَجَسَ إِیوان كِسْرَی‌أَی اضطرب و تحرك حركة سمع لها صوت. و‌فی الحدیث: إِذا كان أَحدكم فی الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ینصرف حتی یسمع صوتاً أَو یَجِدَ ریحاً.و رِجْسُ الشیطان: وَسْوَسَتُه. و الرَّجْسُ و الرَّجْسَةُ و الرَّجَسانُ و الارْتِجاسُ: صوت الشی‌ء المختلط العظیم كالجیش و السیل و الرعد. رَجَسَ یَرْجُسُ رَجْساً، فهو راجِسٌ و رَجَّاسٌ. و یقال: سحاب و رعد رَجَّاسٌ شدید الصوت، و هذا راجِسٌ حَسَن أَی راعِدٌ حسن؛ قال: و كلُّ رَجَّاسٍ یَسُوقُ الرُجَّسا، من السُیولِ و السَّحاب المُرَّسا یعنی التی تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما علیها. و بعیر رَجَّاس و مِرْجسٌ أَی شدید الهَدیر. و ناقة رَجْساء الحَنِین: متتابعته؛ حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد: یَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِین بَیْهَسا، تَری بأَعْلی فَخِذَیْها عَبَسا، مثلَ خَلُوقِ الفارِسِیِّ أَعْرَسا و رَجْسُ البعیر: هَدیرُه؛ عن اللحیانی؛ قال رؤبة: بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَدیرِ البَهْبَهِ و هم فی مَرْجُوسَة من أَمرهم و فی مَرْجُوساء أَی
لسان العرب، ج‌6، ص: 96
فی التباس و اختلاط و دَوَرانٍ؛ و أَنشد: نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ، بذاتِ خالٍ، لیلةً الخَمِیسِ و المِرْجاسُ: حجر یطرح فی جوف البئر یُقَدَّر به ماؤها و یعلم به قَدْرُ قعر الماء و عُمْقه؛ قاله ابن سیدة، و المعروف المِرْداسُ. و أَرْجَسَ الرجلُ: إِذا قدَّر الماء بالمِرْجاس. الجوهری: المِرْجاسُ حجر یُشَدُّ فی طرف الحبل ثم یُدْلی فی البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتی تَثُور ثم یُسْتقی ذلك الماء فتنقی البئر؛ قال الشاعر: إِذا رَأَوْا كَریهةً یَرْمُونَ بی، رَمْیَكَ بالمِرْجاسِ فی قَعْرِ الطَّوی و النَّرْجِسُ: من الریاحین، معرّب، و النون زائدة لأَنه لیس فی كلامهم فَعْلِلٌ و فی الكلام نَفْعِل، قاله أَبو علی. و یقال: النِّرْجِسُ، فإِن سمیت رجلًا بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ و نَجْرِس، و لیس برباعی، لأَنه لیس فی الكلام مثل جَعْفر فإِن سمیته بِنِرْجِسٍ صرفته لأَنه علی زنة فِعْلِلٍ، فهو رباعی كهِجْرِس؛ قال الجوهری: و لو كان فی الأَسماء شی‌ء علی مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلًا لأَن فی الأَسماء فَعْللًا مثل جَعْفَرٍ.

ردس؛ ج6، ص: 96

: رَدَسَ الشی‌ءَ یَرْدُسُه و یَردِسُه رَدْساً: دَكَّه بشی‌ء صُلْبٍ. و المِرْداس: ما رُدِسَ به. و رَدَسَ یَرْدِسُ رَدْساً و هو بأَی شی‌ء كان. و المِرْدَسُ و المِرْداسُ: الصخرة التی یرمی بها، و خص بعضهم به الحجر الذی یرمی به فی البئر لیعلم أَ فیها ماء أَم لا؛ و قال الراجز: قَذفَكَ بالمِرْداسِ فی قَعْرِ الطَّوی و منه سمی الرجل. و قال شمر: یقال رَدَسَه بالحجر أَی ضربه و رماه به؛ قال رؤبة: هناك مِرْدانَا مِدَّقٌّ مِرْداسْ أَی داقٌّ. یقال: رَدَسَه بحجر و ندَسَه و رَداه إِذا رماه. و الرَّدْسُ: دَكُّكَ أَرضاً أَو حائطاً أَو مَدَراً بشی‌ء صُلْب عریض یسمی مِرْدَساً؛ و أَنشد: تعمد الأَعداء حَوْزاً مِرْدَسا و رَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهم [أَرْدِسُهم رَدْساً إِذا رمیتهم بحجر؛ قال الشاعر: إِذا أَخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً، فارْدُسْ أَخاكَ بعَبْ‌ءٍ مثلِ عَتَّابِ یعنی مثل بنی عَتَّاب، و كذلك رادَسْتُ القومَ مُرادسَة. و رجل رِدِّیسٌ، بالتشدید، و قولٌ رَدْسٌ: كأَنه یرمی به خصمه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد للعُجَیْرِ السَّلولیّ: بِقَوْلٍ وَراءَ البابِ رَدْسٍ كأَنه رَدی الصَّخْرِ، فالمَقْلُوبةُ الصَّیدُ تَسْمَعُ ابن الأَعرابی: الرَّدُوسُ السَّطوحُ المُرَخَّمُ «2»؛ و قال الطرماح.تَشُقُّ مقمصار اللیلِ عنها، إِذا طَرَقَتْ بِمِرْداسٍ رَعُونِ قال أَبو عمرو: المِرْداسُ الرأْس لأَنه یُرْدَسُ به أَی یُرَدُّ به و یدفع. و الرَّعُونُ: المتحرك. یقال: رَدَسَ برأْسه أَی دفع به. و مِرْداسٌ: اسم؛ و أَما قول عباس بن مِرْداسٍ السُّلَمِی:
(2). قوله [السطوح المرخم] كذا بالأَصل. و كتب السید مرتضی بالهامش صوابه: النطوح المرجم، و كتب علی قوله: تشق مقمصار …، صوابه: تشق مغمضات …
لسان العرب، ج‌6، ص: 97
و ما كان حِصْنٌ و لا حابِسٌ یَفُوقانِ مِرْداسَ فی المَجْمَعِ فكان الأَخفش یجعله من ضرورة الشعر، و أَنكره المبرِّدُ و لم یجوّز فی ضرورة الشعر ترك صرف ما ینصرف؛ و قال الروایة الصحیحة: یَفوقانِ شَیْخَیَّ فی مَجْمَعِ و یقال: ما أَدری أَین رَدَسَ أَی أَین ذهب. و رَدَسَه رَدْساً كدَرَسَه دَرْساً: ذَلَّلَه. و الرَّدْسُ أَیضاً: الضرب.

رسس؛ ج6، ص: 97

: رَسَّ بینهم یَرُسُّ رَسّاً: أَصلح، و رَسَسْتُ كذلك. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: إِن المشركین راسُّونا للصلح و ابتدأُونا فی ذلك؛ هو من رَسَسْتُ بینهم أَرُسُّ رَسّاً أَی أَصلحت، و قیل: معناه فاتَحُونا، من قولهم: بلغنی رَسٌّ من خَبَر أَی أَوَّله، و یروی: واسَونا، بالواو، أَی اتفقوا معنا علیه. و الواو فیه بدل من همزة الأُسْوةِ. الصحاح: الرَّسُّ الإِصلاح بین الناس و الإِفسادُ أَیضاً، و قد رَسَسْتُ بینهم، و هو من الأَضداد. و الرَّسُّ: ابتداء الشی‌ء. و رَسُّ الحُمَّی و رَسِیسُها واحدٌ: بَدْؤُها و أَوّل مَسّها، و ذلك إِذا تَمَطَّی المحمومُ من أَجلها و فَتَرَ جسمهُ و تَخَتَّرَ. الأَصمعی: أَوّل ما یجد الإِنسانُ مَسَّ الحمی قبل أَن تأْخذه و تظهر فذاك الرَّسُّ و الرَّسِیسُ أَیضاً. قال الفراء: أَخذته الحمی بِرَسٍّ إِذا ثبت فی عظامه. التهذیب: و الرَّسُّ فی قوافی الشعر صرف الحرف الذی بعد أَلف التأْسیس نحو حركة عین فاعل فی القافیة كیفما تحرّكت حركتها جازت و كانت رَسّاً للأَلف؛ قال ابن سیدة: الرَّسُّ فتحة الحرف الذی قبل حرف التأْسیس، نحو قول إمرئ القیس: فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِیحَ فی حَجَراته، و لكن حدیثاً، ما حَدِیثُ الرَّواحِلِ ففتحة الواو هی الرَّسِّ و لا یكون إِلا فتحة و هی لازمة، قال: هذا كله قول الأَخفش، و قد دفع أَبو عمرو الجرمی اعتبار حال الرَّسِّ و قال: لم یكن ینبغی أَن یذكر لأَنه لا یمكن أَن یكون قبل الأَلف إِلا فتحة فمتی جاءت الأَلف لم یكن من الفتحة بدّ؛ قال ابن جنی: و القول علی صحة اعتبار هذه الفتحة و تسمیتها إِن أَلف التأْسیس لما كانت معتبرة مسماة، و كانت الفتحة داعیة إِلیها و مقتضیة لها و مفارقة لسائر الفتحات التی لا أَلف بعدها نحو قول و بیع و كعب و ذرب و جمل و حبل و نحو ذلك، خصت باسم لما ذكرنا و لأَنها علی كل حال لازمة فی جمیع القصیدة، قال: و لا نعرف لازماً فی القافیة إِلا و هو مذكور مسمی، بل إِذا جاز أَن نسمی فی القافیة ما لیس لازماً أَعنی الدخیل فما هو لازم لا محالة أَجْدَر و أَحْجی بوجوب التسمیة له؛ قال ابن جنی: و قد نبه أَبو الحسن علی هذا المعنی الذی ذكرته من أَنها لما كانت متقدمة للأَلف بعدها و أَول لوازم للقافیة و مبتدأها سماها الرَّسَّ، و ذلك لأَن الرسَّ و الرَّسِیسَ أَوّلُ الحُمَّی الذی یؤذن بها و یدل علی ورودها. ابن الأَعرابی: الرَّسَّة الساریةُ المُحكمَة. قال أَبو مالك: رَسِیسُ الحمی أَصلها؛ قال ذو الرمة: إِذا غَیَّرَ النّأْیُ المُحِبِّینَ، لم أَجِدْ رَسِیسَ الهَوَی من ذكرِ مَیَّةَ یَبْرَحُ أَی أَثبتَه. و الرَّسِیسُ: الشی‌ء الثابت الذی قد لزم مكانه؛ و أَنشد: رَسِیس الهَوَی من طُول ما یَتَذَكَّرُ و رسَّ الهوی فی قلبه و السَّقَمُ فی جسمه رَسّاً و رَسیساً و أَرَسَّ: دخل و ثبت. و رسُّ الحُبِّ و رَسِیسُه:
لسان العرب، ج‌6، ص: 98
بقیته و أَثره. و رَسَّ الحدیثَ فی نفسه یَرُسُّه رَسّاً: حَدَّثها به. و بلغنی رَسٌّ من خبر و ذَرْءٌ من خَبَر أَی طرف منه أَو شی‌ء منه. أَبو زید. أَتانا رَسٌّ من خبر و رَسِیسٌ من خبر و هو الخبر الذی لم یصح. و هم یَتَراسُّون الخبر و یَتَرَهْمَسُونه أَی یُسِرُّونه؛ و منه‌قول الحجاج للنعمان بن زُرْعة: أَ من أَهل الرَّسِّ و الرِهْمَسَةِ أَنت؟قال: أَهلُ الرَّسِّ هم الذین یبتدئون الكذب و یوقعونه فی أَفواه الناس. و قال الزمخشری: هو من رَسَّ بین القوم أَی أَفسد؛ و أَنشد أَبو عمرو لابن مُقْبل یذكر الریح و لِینَ هُبوبها: كأَنَّ خُزامَی عالِجٍ طَرَقَتْ بها شَمالٌ رَسِیسُ المَسِّ، بل هی أَطیَبُ قال: أَراد أَنها لینة الهُبوب رُخاء. و رَسَّ له الخَبَر: ذكره له؛ قال أَبو طالب: هما أَشْركا فی المَجْدِ مَن لا أَبا لَهُ من الناسِ، إِلا أَن یُرَسَّ له ذِكْرُ أَی إِلا أَن یُذْكَر ذِكْراً خفیّاً. المازنی: الرَّسُّ العلامة، أَرْسَسْتُ الشی‌ء: جعلت له علامة. و قال أَبو عمرو: الرَسِیسُ العاقل الفَطِنُ. و رسّ الشی‌ءَ: نَسِیَه لتَقادُم عهده؛ قال: یا خَیْرَ من زانَ سُروجَ المَیْسِ، قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَیْسِ، إِذ لا یَزالُ مُولَعاً بلَیْسِ و الرّسُّ: البئر القدیمة أَو المَعْدِنُ، و الجمع رِسَاسٌ؛ قال النابغة الجَعْدِی: تَنابِلَةٌ یَحْفِرُونَ الرِّسَاسا و رَسَسْتُ رَسّاً أَی حفرت بئراً. و الرَّسُّ: بئر لثمود، و فی الصحاح: بئر كانت لبَقِیَّة من ثمود. و قوله عز و جل: وَ أَصْحٰابَ الرَّسِّ*؛قال الزجاج: یروی أَن الرَّسَّ دیار لطائفة من ثمود، قال: و یروی أَن الرَّسَّ قریة بالیمامة یقال لها فَلْج، و یروی أَنهم كذبوا نبیهم و رَسُّوه فی بئر أَی دَسُّوه فیها حتی مات، و یروی أَن الرَّسَّ بئر، و كلُّ بئر عند العرب رَسٌّ؛ و منه قول النابغة: تنابلة یحفرون الرَّسَاسَا و رُسَّ المیتُ أَی قُبِرَ. و الرسُّ و الرّسِیسُ: وادیان بنَجْدٍ أَو موضعان، و قیل: هما ماءَان فی بلاد العرب معروفان؛ الصحاح: و الرّسُّ اسم وادٍ فی قول زهیر: بَكَرْن بُكُوراً و اسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ، فهُنَّ و وَادی الرَّسِّ كالیَدِ فی الفَمِ قال ابن بری: و یروی لوادی الرس، باللام، و المعنی فیه أَنهن لا یُجاوزن هذا الوادی و لا یُخْطِئنه كما لا تجاوز الیدُ الفَمَ و لا تُخْطِئُه؛ و أَما قول زهیر: لمن طَللٌ كالوَحْیِ عَفٌّ مَنازِلُه، عَفا الرَّسُّ منها فالرَّسِیسُ فَعاقِلُه؟ فهو اسم ماء. و عاقل: اسم جبل. و الرَّسْرَسَة: الرَّصْرصَة، و هی تثبیت البعیر ركبتیه فی الأَرض لیَنْهَضَ. و رَسَّسَ البعیرُ: تمكن للنُّهوض و یقال: رُسِّسَتْ و رُصِّصَتْ أَی أُثبتت. و‌یروی عن النخعی أَنه قال: إِنی لأَسمع الحدیث فأُحدِّث به الخادِمَ أَرُسُّه فی نفسی.قال الأَصمعی: الرَّسُّ ابتداء الشی‌ء؛ و منه رَسُّ الحُمَّی و رَسِیسُها حین تبدأُ، فأَراد إِبراهیم بقوله أَرُسُّه فی نفسی أَی أُثبِته، و قیل أَی أَبتدئ بذكر الحدیث و دَرْسِه فی نفسی و أُحَدِّث به خادمی أَسْتَذكِرُ بذلك الحدیثَ. و فلان یَرُسُّ الحدیثَ فی نفسه أَی یُحَدِّث به نفسه. و رَسَّ فلانٌ خبر القوم
لسان العرب، ج‌6، ص: 99
إِذا لقیهم و تعرّف أُمورهم. قال أَبو عبیدة: إِنك لَتَرُسُّ أَمراً ما یلتئم أَی تثبت أَمراً ما یلتئم، و قیل: كنت أَرُسُّه فی نفسی أَی أُعاود ذكره و أُرَدِّدُه، و لم یرد ابتداءه. و الرَّسُّ: البئر المطویة بالحجارة.

رطس؛ ج6، ص: 99

: الأَزهری: قال ابن دُرَیْد الرَّطْسُ الضربُ ببطن الكف، قال الأَزهری: لا أَحفظ الرَّطْسَ لغیره. و قد رَطسَه یَرْطُسُه و یَرْطِسُه رَطْساً: ضربه بباطن كفه.

رعس؛ ج6، ص: 99

: الرَّعْسُ و الارْتِعاس: الانْتِفاض، و قد رَعَسَ، فهو راعِسٌ؛ قال الراجز: و المَشْرَفیُّ فی الأَكُفِّ الرُّعَّسِ، بمَوْطِنٍ یُنْبِطُ فیه المُحْتَسِی، بالقَلَعِیَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ و رمح رَعَّاسٌ: شدید الاضطراب. و تَرَعَّس: رَجَفَ و اضطرب. و رمح مَرْعُوس و رَعَّاس إِذا كان لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شدید الاضطراب. و الرَّعْسُ: هَزُّ الرأْس فی السیر. و ناقة راعِسَة: تَهُزُّ رأْسها فی سیرها، و بعیر راعِسٌ و رَعِیسٌ كذلك؛ قال الأَفوَه الأَوْدیّ: یَمْشی خِلالَ الإَبْلِ مُسْتَسْلِماً فی قِدِّهِ، مَشْیَ البَعیرِ الرَّعِیسْ و الرَّعَسانُ: تحریك الرأْس و رَجَفانهُ من الكِبَر؛ و أَنشد لنَبْهانَ: سَیَعْلَمُ مَنْ یَنْوی جَلائی أَننی أَریبٌ، بأَكْنافِ النَّضِیضِ، حَبَلْبَسُ أَرادوا جلائی یومَ فَیْدَ، و قَرَّبوا لِحًی و رُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ و فی التهذیب: حَبَلَّسُ، و قال: الحَبَلَّسُ و الحَلْبَسُ و الحُلابسُ الشجاع الذی لا یبرح مكانه. و ناقة رَعُوسٌ: و هی التی قد رَجَف رأَسُها من الكِبَر، و قیل: تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ من نَشاطها. الفراء: رَعَسْتُ فی المشی أَرْعَسُ إِذا مشیت مشیاً ضعیفاً من إِعْیاء أَو غیره. و الارْتِعاسُ: مثلُ الارتِعاش و الارْتِعادِ، یقال: ارْتَعَسَ رأْسه و ارْتَعَشَ إِذا اضْطرب و ارْتَعَدَ، و أَرْعَسَه مثل أَرْعَشَه؛ قال العجاج یصف سیفاً یَهُذُّ ضَریبَتَه هَذّاً: یُذْری بإِرْعاسِ یَمینِ المُؤْتَلی، خُضُمَّةَ الدَّارِع هَذَّ المُخْتَلی و یروی بالشین؛ یقول: یقطع و إِن كان الضارب مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ الیدِ. یُذْری أَی یُطِیر. و الإِرْعاسُ: الارْتِجافُ. و المُؤْتَلی: الذی لا یبلغ جُهْدَه. و خُضُمَّةُ كل شی‌ء: معظمُه. و الدَّارِعُ: الذی علیه الدِّرْعُ، یقول: یقطع هذا السیفُ مُعْظَمَ هذا الدارع علی أَن یمین الضارب به تَرْجُف، و علی أَنه غیر مجتهد فی ضربته، و إِنما نعت السیف بسرعة القطع. و المُخْتَلی: الذی یَحْتَشُّ بمِخْلاه، و هو مِحَشُّه. و رَعَسَ یَرْعَسُ رَعْساً، فهو راعِسٌ و رَعُوسٌ: هَزَّ رأْسه فی نومه؛ قال: عَلَوْت حین یَخْضَعُ الرَّعُوسا و المَرْعُوسُ و الرَّعِیسُ: الذی یُشدّ من رجله إِلی رأْسه بحبل حتی لا یرفع رأْسه، و قد فسر بیت الأَفوه به. و المِرْعَسُ: الرجل الخسیس القَشَّاشُ، و القشَّاشُ: الذی یلتقط الطعام الذی لا خیر فیه من المزابل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 100

رغس؛ ج6، ص: 100

: الرَّغْسُ: النَّماء و الكثرة و الخیر و البركة، و قد رَغَسَه اللَّه رَغْساً. و وجهٌ مَرْغُوسٌ: طَلْق مبارك میمون؛ قال رؤبة یمدح إِیادَ بنَ الولید البَجَلیّ: دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا، دُعاءَ من لا یَقْرَعُ النَّاقُوسا، حتی أَرانی وَجْهك المَرْغُوسا و أَنشد ثعلب: لیس بمَحْمُودٍ و لا مَرْغُوسِ و رجل مرغوس: مبارك كثیر الخیر مرزوق. و رَغَسَه اللَّهُ مالًا و ولداً: أَعطاه مالًا و ولداً كثیراً. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا رَغَسَه اللَّه مالًا و ولداً؛ قال الأُمَویُّ: أَكثر له منهما و بارك له فیهما. و یقال: رَغَسَهُ اللَّهُ یَرغَسُه رَغْساً إِذا كان ماله نامیاً كثیراً، و كذلك فی الحَسَب و غیره. و الرَّغْسُ: السَّعَةُ فی النعمة. و تقول: كانوا قلیلًا فرَغَسَهم اللَّه أَی كَثَّرهم و أَنْماهم، و كذلك هو فی الحسب و غیره؛ قال العجاج یمدح بعض الخلفاء: أَمامَ رَغْسٍ فی نِصابٍ رَغْسِ، خَلِیفةً ساسَ بغیر تَعْسِ وصفه بالمصدر فلذلك نوَّنه. و النصاب: الأَصل. و صواب إِنشاد هذا الرجز أَمامَ، بالفتح، لأَن قبله: حتی احْتَضَرنا بعد سَیْرٍ حَدْسِ، أَمام رَغْسٍ فی نِصابٍ رَغْسِ، خلیفةً ساسَ بغیرِ فَجْسِ یمدح بهذا الرجز الولید بن عبد الملك بن مروان. و الفَجْسُ: الافتخار. و امرأَة مَرْغُوسَة: ولود. و شاة مَرْغُوسَة: كثیرة الولد؛ قال: لَهْفی علی شاةِ أَبی السِّباقِ، عَتِیقَةٍ من غَنَمٍ عِتاقِ، مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ معناق: تلد العُنُوقَ، و هی الإِناث من أَولاد المعز. و الرَّغْسُ: النكاح؛ هذه عن كراع. و رَغَسَ الشی‌ءَ: مقلوبٌ عن غَرَسَه؛ عن یعقوب. و الأَرْغاسُ: الأَغْراسُ التی تخرج علی الولد، مقلوب عنه أَیضاً.

رفس؛ ج6، ص: 100

: الرَّفْسَة: الصَّدْمَة بالرِّجْلِ فی الصدر. و رَفَسَه یَرْفُسُه و یَرْفِسُه رَفْساً: ضربه فی صدره برجله، و قیل: رَفَسَه برجله من غیر أَن یخص به الصدر. و دابة رَفُوسٌ إِذا كان من شأْنها ذلك، و الاسم الرِّفاسُ و الرَّفِیسُ و الرُّفُوسُ، و رَفَسَ اللحمَ و غیره من الطعام رَفْساً: دَقَّه، و قیل: كل دَقٍّ رَفْسٌ، و أَصله فی الطعام. و المِرْفَسُ: الذی یُدَقُّ به اللحمُ.

ركس؛ ج6، ص: 100

: الرِّكْسُ: الجماعة من الناس، و قیل: الكثیر من الناس، و الرِّكْسُ شبیه بالرَّجِیع. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أُتیَ برَوْثٍ فی الاستنجاء فقال: إِنه رِكْسٌ؛ قال أَبو عبید: الرِّكْسُ شبیه المعنی بالرجیع. یقال: رَكَسْتُ الشی‌ء و أَرْكَسْتُه إِذا رَدَدْتَه و رَجَعْتَه، و‌فی روایة: إِنه رَكِیس، فعیل بمعنی مفعول؛ و منه‌الحدیث: اللهم أَركِسْهما فی الفتنة رَكْساً؛ و الرَّكْسُ: قلبُ الشی‌ء علی رأْسه أَو ردُّ أَوله علی آخره؛ رَكَسَه یَرْكُسُه رَكْساً، فهو مَرْكوس و رَكِیسٌ، و أَرْكَسَه فارْتَكَس فیهما. و فی التنزیل: وَ اللّٰهُ أَرْكَسَهُمْ بِمٰا كَسَبُوا؛ قال الفراء: یقول رَدَّهم إِلی الكفر، قال: و رَكَسهم لغة. و یقال: رَكَسْتُ الشی‌ء و أَرْكَسْتُه لغتان إِذا رَدَدْتَه. و الْارتِكاسُ: الارتداد. و قال شمر: بلغنی عن ابن
لسان العرب، ج‌6، ص: 101
الأَعرابی أَنه قال المَنْكُوس و المَرْكُوس المُدْبر عن حاله. و الرَّكْسُ: ردُّ الشی‌ء مقلوباً. و‌فی الحدیث: الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بین جراثیم العرب‌أَی تَزْدَحِمُ و تتردد. و الرَّكِیسُ أَیضاً: الضعیف المُرْتَكِسُ؛ عن ابن الأَعرابی. و ارْتَكَسَتِ الجاریة إِذا طلع ثَدْیُها، فإِذا اجتمع و ضَخُمَ فقد نَهَدَ. و الرَّاكِسُ: الهادی، و هو الثور الذی یكون فی وَسَطِ البَیْدَرِ عند الدِّیاسِ و البقر حوله تدور و یَرْتَكِسُ هو مكانه، و الأُنثی راكسة. و إِذا وقع الإِنسان فی أَمر ما نجا منه قیل: ارْتَكَسَ فیه. الصحاح: ارْتَكَسَ فلانٌ فی أَمر كان قد نجا منه. و الرَّكُوسِیَّةُ: قوم لهم دین بین النصاری و الصابئین. و‌فی حدیث عدیّ بن حاتم: أَنه أَتی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فقال له النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: إِنك من أَهل دین یقال لهم الرَّكُوسِیَّة؛ و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: هذا من نعت النصاری و لا یعرّب. و الرِّكْسُ، بالكسر: الجِسْرُ؛ و راكِسٌ فی شعر النابغة: وعِیدُ أَبی قابُوسَ فی غیرِ كُنْهه أَتانی، و دونی راكِسٌ فالضَّواجِعُ اسم واد. و قوله فی غیر كنهه أَی لم أَكن فعلت ما یوجب غضبه علیَّ فجاء وعیده فی غیر حقیقة أَی علی غیر ذنب أَذنبته. و الضواجع: جمع ضاجعة، و هو مُنْحَنَی الوادی و مُنْعَطَفُه.

رمس؛ ج6، ص: 101

: الرَّمْسُ: الصوت الخَفِیُّ. و رَمَسَ الشی‌ءَ یَرْمُسُه رَمْساً: طَمَسَ أَثَرَه. و رَمَسه یَرْمُسُه و یَرْمِسُه رَمْساً، فهو مَرْموس و رَمِیسٌ: دفنه و سَوَّی علیه الأَرضَ. و كلُّ ما هِیلَ علیه التراب، فقد رُمِسَ؛ و كلُّ شی‌ءٍ نُثِرَ علیه الترابُ، فهو مَرْمُوس؛ قال لقِیطُ بنُ زُرارَةَ: یا لیتَ شِعْری الیومَ دَخْتَنُوسُ، إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ، أَ تَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِیسُ؟ لا بَلْ تَمِیسُ، إِنها عَرُوسُ و أَما قول البُرَیْقِ: ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فیه أَوَارِیّاً رَوامِسَ و الغُبارا قد یكون علی النسب و قد یكون علی وضع فاعل مكان مفعول إِذ لا یُعرف رَمَسَ الشی‌ءُ نَفْسُه. ابن شُمَیْل: الرَّوامِسُ الطیر الذی یطیر باللیل، قال: و كل دابة تخرج باللیل، فهی رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كما یُرْمَسُ المیت، قال؛ إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض، فهو رَمْس، أَی مستویاً مع وجه الأَرض، و إِذا رفع القبر فی السماء عن وجه الأَرض لا یقال له رَمْسٌ. و‌فی حدیث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبری رَمْساً‌أَی سَوُّوه بالأَرض و لا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً. و أَصلُ الرَّمْسِ: الستر و التغطیة. و یقال لما یُحْثَی من التراب علی القبر: رَمْسٌ. و القبر نفسُه: رَمْسٌ؛ قال: و بینما المرءُ فی الأَحیاءِ مُغْتَبِطٌ، إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِیرُ أَراد: إِذا هو تراب قد دُفِنَ فیه و الریاح تُطَیِّره. و‌روی عن الشعبی فی حدیث أَنه قال: إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ فی الماء أَجزأَه ذلك من غسل الجنابة؛ قال شمر: ارْتَمس فی الماء إِذا انغمس فیه حتی یغیب رأْسه و جمیعُ جسده فیه. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة و هما مُحْرِمان‌أَی أَدخلا
لسان العرب، ج‌6، ص: 102
رؤوسهما فی الماء حتی یغطیهما، و هو كالغَمْس، بالغین، و قیل: هو بالراء أَن لا یطیل اللبث فی الماء، و بالغین أَن یطیله. و منه‌الحدیث: الصائم یَرْتَمِس و لا یَغْتَمِسُ.ابن سیدة: الرَّمْسُ القبر، و الجمع أَرْماسٌ و رُمُوس؛ قال الحُطَیْئَةُ: جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله، و غادَرُوه مُقِیماً بین أَرْماسِ و أَنشد ابن الأَعرابی لعُقَیْل بن عُلَّفَةَ: و أَعِیشُ بالبَلَلِ القَلِیلِ، و قد أَری أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْیانِ ابن الأَعرابی: الرَّامُوسُ القبر، و المَرْمَسُ: موضع القبر؛ قال الشاعر: بِخَفْضٍ مَرْمَسی، أَو فی یَفاعٍ، تُصَوِّتُ هامَتی فی رَأْسِ قَبْری و رَمَسْناه بالتُّرْب: كَبَسْناه. و الرَّمْسُ: التُّرْبُ تَرْمُس به الریحُ الأَثَر. و رَمْسُ القبر: ما حُثِیَ علیه. و قد رَمَسْناه بالتراب. و الرَّمْسُ تحمله الریح فَتَرْمُس به الآثار أَی تُعَفِّیها. و رمَسْتُ المیت و أَرْمَسْته: دفنته. و رَمَسُوا قبر فلان إِذا كتموه و سَوَّوْه مع الأَرض. و الرَّمْسُ: تراب القبر، و هو فی الأَصل مصدر. و قال أَبو حنیفة: الرَّوامِسُ و الرَّامِساتُ الریاح الزَّافِیاتُ التی تنقل التراب من بلد إِلی آخر و بینها الأَیام، و ربما غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بتراب أَرض أُخری. و الرَّوامِسُ الریاح التی تثیر التراب و تدفن الآثار. و رَمَسَ علیه الخبرَ رَمْساً: لواه و كتمه. الأَصمعی: إِذا كتم الرجلُ الخَبَرَ القومَ قال: دَمَسْتُ علیهم الأَمرَ و رَمَسْته. و رَمَسْتُ الحدیثَ: أَخفیته و كتمته. و وقعوا فی مَرْمُوسة من أَمرهم أَی اختلاط؛ عن ابن الأَعرابی. و فی الحدیث ذكر رامِس، بكسر المیم، موضع فی دیار محارب كتب به رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، لعُظَیْمِ بنِ الحَرث المُحاربیّ.

رمحس؛ ج6، ص: 102

: الأَزهری: أَبو عمرو الحُمارِسُ و الرُّماحِسُ و الفُداحِسُ، كلُّ ذلك: من نعت الجری‌ء الشجاع، قال: و هی كلها صحیحة.

رهس؛ ج6، ص: 102

: رَهَسَه یَرْهَسُه رَهْساً: وَطِئَه وَطْأً شدیداً. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: تركت القوم قد ارْتَهَسُوا و ارْتَهَشُوا. و‌فی حدیث عُبَادةَ: و جَراثِیمُ العربِ تَرْتَهِسُ‌أَی تضطرب فی الفتنة، و یروی بالشین المعجمة، أَی تَصْطَكُّ قبائلهم فی الفتن. یقال: ارتهس الناس إِذا وقعت فیهم الحرب، و هما متقاربان فی المعنی، و‌یروی: تَرْتَكِسُ، و قد تقدم. و‌فی حدیث العُرَنِیِّینَ: عظُمَتْ بطوننا و ارْتَهَسَتْ أَعْضادُنا‌أَی اضطربت، و یجوز أَن یكون بالسین و الشین، و ارْتَهَسَتْ رِجلا الدابة و ارْتَهَشَتْ إِذا اصْطَكَّتا و ضرب بعضهما بعضاً. قال: و قال شُجاع ارْتَكَسَ القومُ و ارْتَهَسوا إِذا ازدحموا؛ قال العجاج: و عُنُقاً عَرْداً و رأْساً مِرْأَسا، مُضَبَّرَ اللَّحْیَیْنِ نَسْراً مِنْهَسا عَضْباً إِذا دِماغُه تَرَهَّسا، و حَكَّ أَنْیاباً و خُضْراً فُؤُسا تَرَهَّسَ أَی تَمَخَّضَ و تحركَ. فُؤُسٌ: قِطَعٌ من الفَأْسِ، فُعُلٌ منه. حك أَنیاباً أَی صَرَّفَها. و خُضْراً یعنی أَضراساً قد قَدُمَتْ فاخضرت.
لسان العرب، ج‌6، ص: 103

رهمس؛ ج6، ص: 103

: رَهْسَمَ الخَبَرَ: أَتی منه بطَرَفٍ و لم یُفْصِح بجمیعه. و رَهْمَسَه: مثلُ رَهْسَمَه. و الرَّهْمَسَة أَیضاً: السِّرارُ؛ و أُتیَ الحجاجُ برجل فقال: أَ مِن أَهل الرَّسِّ و الرَّهْمَسَة أَنت؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ فی إِثارة الفتنة و شق العصا بین المسلمین. تَرَهْسَمَ و تَرَهْمَسَ إِذا سارَّ و ساوَرَ. قال شَبانَةُ: أَمرٌ مُرَهْمَسٌ و مُنَهْمَسٌ أَی مستور.

روس؛ ج6، ص: 103

: رَاسَ رَوْساً: تَبَخْتَر، و الیاء أَعلی. و راسَ السَّیْلُ الغُثاءَ: جمعه و حَمَلَه. و رَوائِس الأَودیة: أَعالیها، من ذلك. و الرَّوائِسُ: المتقدِّمة من السحاب. و الرَّوْسُ: العیب؛ عن كراع. و الرَّوْسُ: كَثْرَةُ الأَكل. و راسَ یَرُوسُ رَوْساً إِذا أَكل و جَوَّد. التهذیب: الرَّوْسُ الأَكل الكثیر. و رَواسُ: قبیلة سمیت بذلك؛ و رَوْسُ بن عادِیَة بنت قَزَعَةَ الزُّبَیْریة تقول فیه عادِیَةُ أُمُّه: أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً كِراما، كانوا الذُّرَی و الأَنْفَ و السَّناما، كانوا لمن خالَطَهُمْ إِداما و بنو رُواسٍ: بَطْنٌ. و أَبو دؤَادٍ الرُواسِیُّ اسمه یزید بن معاویة بن عمرو بن قیس بن عبید بن رُواس بنِ كلابِ بن ربیعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ، و كان أَبو عمر الزاهد یقول فی الرّواسِی أَحد القراء و المحدثین: إِنه الرَّواسِی، بفتح الراء و بالواو من غیر همز، منسوب إِلی رَواس قبیلة من سلیم، و كان ینكر أَن یقال الرُّؤَاسی، بالهمز، كما یقوله المحدِّثون و غیرهم.

روذس؛ ج6، ص: 103

: لها فی الحدیث ذكر، و هی اسم جزیرة بأَرض الروم، و قد اختلف فی ضبطها فقیل: بضم الراء و كسر الذال المعجمة، و قیل: بفتحها، و قیل: بشین معجمة.

ریس؛ ج6، ص: 103

: راسَ یَریسُ رَیْساً و رَیَساناً: تَبَخْتر، یكون للإِنسان و الأَسد. و الرِیْسُ: التبختر؛ و منه قول أَبی زُبَیْد الطائی و اسمه حَرْمَلَةُ بن المنذر: فباتوا یُدْلِجون، و باتَ یَسری بَصیرٌ بالدُّجی، هادٍ هَمُوسُ إِلی أَن عَرَّسوا و أَغَبَّ عنهم قریباً، ما یُحَسُّ له حَسِیسُ فلما أَن رآهمْ قد تَدانَوْا، أَتاهُمْ بین أَرْحلِهِم یَریسُ الإِدْلاجُ: سیر اللیل كله. و الادِّلاجُ: السیر من آخره؛ وَصَفَ رَكْباً یسیرون و الأَسَدُ یتبعهم لینتهز فیهم فُرْصَة. و قوله بصیر بالدجی أَی یدری كیف یمشی باللیل. و الهادی: الدلیل. و الهموس: الذی لا یسمع مشیه. و عرّسوا: نزلوا عن رواحلهم و ناموا. و أَغَبَّ عنهم: قَصَّر فی سیره. و لا یُحَسُّ له حَسِیسٌ: لا یسمع له صوت. و رِیاسٌ: فحل؛ أَنشد ثعلب للطِّرِمَّاحِ: كَغَرِیٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه فُرُعٌ بین رِیاسٍ و حام و ذكر الأَزهری هذا البیت فی أَثناء كلامه علی رأْس و فسره فقال: الغَرِیُّ النُّصُبُ الذی دُمِّیَ من النُّسُك، و الحامی الذی حَمی ظهره؛ قال: و الرِّیاسُ تُشَقُّ أُنوفُها عند الغَرِیِّ فیكون لبنها للرجال دون النساء. و یقال رَیِّسٌ مثلُ قَیِّم بمعنی رئیسٍ، و قد تقدم شاهده فی رأَس. و رَیْسانُ: اسمٌ.

ریباس؛ ج6، ص: 103

: التهذیب فی الرباعی: قال شمر لا أَعرف للرِّیباسِ و الكمأَی اسماً عربیّاً؛ قال أَبو منصور: و الطُّرْثُوثُ لیس بالرِّیباس الذی عندنا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 104

فصل السین المهملة؛ ج6، ص: 104

سجس؛ ج6، ص: 104

: السَّجَسُ، بالتحریك: الماء المتغیر. قال ابن سیدة: ماء سَجَسٌ و سَجِسٌ و سَجِیسٌ كَدِرٌ متغیر، و قد سَجِسَ الماء، بالكسر؛ و قیل: سُجِّسَ الماء فهو مُسَجَّسٌ و سَجِیسٌ أُفسد و ثُوِّرَ. و سَجَّسَ المَنْهَلُ: أَنْتَنَ ماؤُه و أَجَنَ، و سَجَّسَ الإِبطُ و العِطْفُ كذلك؛ قال: كأَنهم، إِذْ سَجَّسَ العَطُوفُ، مِیسَنَةٌ أَبَنَّها خَرِیفُ و یقال: لا آتیك سَجِیسَ اللیالی أَی آخِرَها، و كذلك لا آتیك سَجِیسَ الأَوْجَسِ. و یقال: لا آتیك سَجِیسَ عُجَیْسٍ أَی الدهر كله؛ و أَنشد: فأَقْسَمْتُ لا آتی ابنَ ضَمْرَةَ طائعاً، سَجیسَ عُجَیْسٍ ما أَبانَ لسانی و‌فی حدیث المولد: و لا تَضُرُّوه فی یَقَظَةٍ و لا مَنام، سَجِیسَ اللیالی و الأَیام، أَی أَبداً؛ و قال الشَّنْفَری: هُنالِكَ لا أَرْجُو حَیاةً تَسُرُّنی، سَجِیسَ اللیالی مُبْسَلًا بالحَرائِر و منه قیل للماء الراكد سَجِیسٌ لأَنه آخر ما یبقی. و السَّاجِسِیَّة: ضأْنٌ حُمْرٌ؛ قال أَبو عارم الكِلابی: فالعِذقُ مثل السَّاجِسِیِّ الحِفْضاج الحفضاج: العظیم البطن و الخاصرتین. و كبش ساجِسیٌّ إِذا كان أَبیض الصوف فَحِیلًا كریماً؛ و أَنشد: كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِیّاً أَرْبَسا، بین صَبِیَّیْ لَحْیه، مُجَرْفَسا و السَّاجِسِیَّةُ: غنم بالجزیرة لربیعةِ الفَرَسِ. و القِهاد: الغَنَم الحجازیة.

سدس؛ ج6، ص: 104

: سِتَّةٌ و سِتٌّ: أَصلهما سِدْسَة و سِدسٌ، قلبوا السین الأَخیرة تاء لتقرب من الدال التی قبلها، و هی مع ذلك حرف مهموس كما أَن السین مهموسة فصار التقدیر سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال و التاء و تقاربتا فی المخرج أَبدلوا الدال تاء لتوافقها فی الهمس، ثم أُدغمت التاء فی التاء فصارت سِتّ كما ترَی، فالتغییر الأَول للتقریب من غیر إِدغام، و الثانی للإِدغام. و سِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سیبویه. وُلِدَ له سِتُّون «3» عاماً أَی وُلِدَ له الأَولاد. و السُّدْسُ و السُّدُسُ: جزءٌ من ستة، و الجمع أَسْداسٌ. و سَدَسَ القومَ یَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. و سَدَسَهُم یَسدِسُهم، بالكسر: صار لهم سادساً. و أَسْدَسُوا: صاروا ستة. و بعضهم یقول للسُّدُسِ: سَدِیس، كما یقال للعُشْرِ عَشِیرٌ. و المُسَدَّسُ من العَروض: الذی یُبْنی علی ستة أَجزاء. و السِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، و قیل: هو بعد ستة أَیام و خمس لیال، و الجمع أَسداس. الجوهری: و السِّدْسُ من الوِرْدِ فی أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً و تَرِدَ السادسَ. و قد أَسْدَسَ الرجلُ أَی ورَدتْ إِبله سِدْساً. و شاة سَدِیس أَی أَتت علیها السنة السادسة. و السَّدِیس: السِّنُّ التی بعد الرَّباعِیَة. و السَّدِیسُ: و السَدَسُ من الإِبل و الغنم: المُلْقِی سَدِیسَه، و كذلك الأُنثی، و جمع السَدِیس سُدُسٌ مثل رغیف و رُغُف، قال سیبویه: كَسَّروه تكسیر الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل فی مؤنثه. قال غیره: و جمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد و أُسْدٍ؛ قال منصور ابن مِسْجاح یذكر دیة أُخذت من الإِبل متخَیَّرة كما
(3). قوله [ولد له ستون إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 105
یَتخیرها المُصَدِّقُ: فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها یُخَیَّرُ منها فی البوازِل و السُّدْسِ و قد أَسْدَسَ البعیرُ إِذا أَلقی السِّنَّ بعد الرَّباعِیَةِ، و ذلك فی السنة الثامنة. و‌فی حدیث العَلاء بن الحَضْرَمِی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِیّاً ثم رَباعِیاً ثم سَدِیساً ثم بازلًا؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان.السدیس من الإِبل: ما دخل فی السنة الثامنة و ذلك إِذا أَلقی السن التی بعد الرَّباعِیَة. و السَّدَسُ، بالتحریك: السن قبل البازل، یستوی فیه المذكر و المؤنث لأَن الإِناث فی الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس و السَّدِیس و البازِلَ. و یقال: لا آتیك سَدِیسَ عُجَیْسٍ، لغة فی سجِیس. و إِزارٌ سَدِیس و سُداسِیٌّ. و السدُوسُ: الطَّیْلَسانُ، و فی الصحاح: سُدُوسٌ، بغیر تعریف، و قیل: هو الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِی: و اللیلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ، من دونهِ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس الجوهری: و كان الأَصمعی یقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّیْلَسانُ. شمر: یقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ و سُدُوسٌ. و سُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّی: الذی حكاه الجوهری عن الأَصمعی هو المشهور من قوله؛ و قال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعی المشهورة، و زعم أَن الأَمر بالعكس مما قال و هو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل، و بالضم، اسم الطیلسان، و ذكر أَن سدوس، بالفتح، یقع فی موضعین: أَحدها سدوس الذی فی تمیم و ربیعة و غیرهما، و الثانی فی سعد بن نَبْهانَ لا غیر. و قال أَبو جعفر محمد بن حبیب: و فی تمیم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، و فی ربیعة سَدُوسُ بن ثعلبةَ بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ فی العرب، فهو مفتوح السین إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبی عبید بن ربیعة بن نَضْر بن سعد بن نَبْهان فی طی‌ء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ، بالفتح، الطیلسان الأَخضر. و السُّدُوسُ، بالضم، النِّیلَجُ. و قال ابن الكلبی: سَدُوس الذی فی شیبان، بالفتح، و شاهده قول الأَخطل: و إِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَیْها، فإِن الریحَ طَیِّبَةٌ قَبُولُ و أَما سُدُوسُ، بالضم، فهو فی طی‌ء لا غیر. و السُّدُوس: النِّیلَنْجُ، و یقال: النِّیلَج و هو النِّیل؛ قال إمرؤ القیس: مَنابته مثلُ السُّدوسِ، و لونُه كَلَوْنِ السَّیالِ، و هو عذبٌ یَفِیص «1» قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابی بضم السین، و روی عن أَبی عمرو بفتح السین، و روی بیت إمرئ القیس: إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ ببیْتٍ مثلِ بیتِ بنی سَدُوسِ بفتح السین، أَراد خالد بن سدوس النبهانی. ابن سیدة: و سَدُوسُ و سُدُوس قبیلتان، سَدُوسُ فی بنی ذُهْل بن شیبان، بالفتح، و سُدُوس، بالضم، فی طیِّ‌ء؛ قال سیبویه: یكون للقبیلة و الحی، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بنی سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ و أَنشد ثعلب: بنی سَدوسٍ زَتِّتوا بَناتِكُمْ، إِنَّ فتاة الحَیِّ بالتَّزَتُّتِ
(1). قوله [كلون السیال] أَنشده فی ف ی ص: كشوك السیال.
لسان العرب، ج‌6، ص: 106
و الروایة: بنی تمیم زَهْنِعوا فتاتكم، و هو أَوفق لقوله … فتاة الحی … الجوهری: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبیلة؛ و قول یزید بن حَذَّاقٍ العَبْدی: و داوَیْتُها حتی شَتَتْ حَبَشِیَّةً، كأَنَّ علیها سُنْدُساً و سُدُوسا السُّدُوس: هو الطَّیْلَسانُ الأَخْضَرُ انتهی. و قد ذكرنا فی ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشیاء.

سرس؛ ج6، ص: 106

: السَّریس: الكَیِّسُ الحافظ لما فی یده، و ما أَسْرَسَه، و لا فِعْلَ له و إِنما هو من باب أَحْنَكُ الشاتَیْن. و السَّریسُ: الذی لا یأْتی النساء؛ قال أَبو عبیدة: هو العِنِّینُ من الرجال؛ و أَنشد أَبو عبید لأَبی زُبید الطائی: أَ فی حَقٍّ مُواساتی أَخاكُمْ بمالی، ثم یَظلِمُنی السَّرِیسُ؟ قال: هو العِنِّین. و قد سَرِسَ إِذا عُنَّ، و قیل: السَّرِیسُ هو الذی لا یولد له، و الجمع سُرَساءُ، و فی لغة طیِّ‌ءٍ: السَّرِیس الضعیف. و قد سَرِسَ إِذا ساء خُلُقُه و سَرِسَ إِذا عَقَل و حَزَمَ بعد جَهْلٍ. و فَحْلٌ سَرِسٌ و سَریسٌ بَیِّنُ السَّرَس إِذا كان لا یُلقِحُ.

سرجس؛ ج6، ص: 106

: مارُ سَرْجِس: موضعٌ؛ قال جریر: لَقِیتُمْ بالجَزیرَة خَیْلَ قَیْسٍ، فقلتُمْ: مارَ سَرْجِسَ لا قِتالا تقول: هذه مارُ سَرْجِسَ و دخلْت مارَ سَرْجِسَ و مررت بمارِ سَرْجِسَ، و سَرْجِسُ فی كل ذلك غیر منصرف.

سلس؛ ج6، ص: 106

: شی‌ء سَلِسٌ: لَیّنٌ سهل. و رجلٌ سَلِسٌ أَی لَیِّنٌ منقاد بین السَّلَسِ و السَّلاسَةِ. ابن سیدة: سَلِسَ سَلَساً و سَلاسَة و سُلُوساً فهو سَلِسٌ؛ قال الراجز: ممكورَةٌ غَرْثی الوِشاحِ السَّالِسِ، تَضْحَكُ عن ذی أُشُرٍ عُضارِسِ و سَلِسَ المُهْرُ إِذا انقاد. و السَّلْسُ، بالتسكین: الخیط ینظم فیه الخَرَزُ، زاد الجوهری فقال: الخَرَزُ الأَبیضُ الذی تلبَسُه الإِماء، و جمعه سُلُوسٌ؛ قال عبد اللَّه بن مسلم من بنی ثعلبة بن الدُّول: و لقد لَهَوتُ، و كلُّ شی‌ء هالِكٌ، بنَقاةِ جَیْبِ الدِّرْعِ غیرِ عَبُوسِ و یَزینُها فی النَّحْرِ حَلْیٌ واضِحٌ، و قَلائدٌ من حُبْلَةٍ و سُلُوسِ ابن بری: النقاة النقیة، یرید أَن الموضع الذی یقع علیه الجیب منها نقیّ، قال: و یجوز أَن یرید أَن ثوبها نقی و أَنها لیست بصاحبة مَهْنَةٍ و لا خِدْمَة، و قد یعبرون بالجیب عن القلب لأَنه یكون علیه كما یعبرون بمعْقِد الإِزار عن الفرج، فیقال: هو طیب معقد الإِزار، یرید الفرج، و هو نَقیُّ الجَیْب أَی القلب أَی هو نَقِیٌّ من غِشٍّ و حِقْد. و الواضح: الذی یَبْرُق. و الدرع: قمیص المرأَة؛ و قال المُعَطِّلُ الهذلی: لم یُنْسِنی حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، و أَفَلُّ یَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارد سهاماً یشبه بعضها بعضاً. و أَراد بقوله مُسَلَّسٌ مُسَلْسَلٌ أَی فیه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْدِ. و السُّلُوس: الخُمُر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قد مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا، كأَنَّ فیه عُجُزاً جُلُوسا،
لسان العرب، ج‌6، ص: 107
شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا شبهها و قد أَكلت الحَمْض فابیضت وجوهها و رؤوسها بعُجُزٍ قد أَلقین الخُمُر. و شراب سَلِسٌ: لَیِّنُ الانحدار. و سَلِسَ بولُ الرجل إِذا لم یتهیأْ له أَن یمسكه. و فلان سَلِسُ البول إِذا كان لا یستمسكه. و كل شی‌ء قَلِق، فهو سَلِسٌ. و أَسْلَسَت النخلةُ فهی مُسْلِسٌ إِذا تناثر بُسْرُها. و أَسْلَسَتِ الناقةُ إِذا أَخرجت الولد قبل تمام أَیامه، فهی مُسْلِسٌ. و السَّلِسَةُ: عُشْبَة قریبة الشبه بالنَّصِیِّ و إِذا جَفَّتْ كان لها سَفاً یتطایر إِذا حُرِّكَت كالسهام یَرْتَدُّ فی العیون و المناخر، و كثیراً ما یُعْمِی السائمة. و السُّلاسُ: ذهاب العقل، و قد سُلِسَ سَلَساً و سَلْساً؛ المصدران عن ابن الأَعرابی. و رجل مَسْلُوس: ذاهب العقل و البدن. الجوهری: المَسْلُوسُ الذاهب العقل غیره: المَسْلُوسُ المجنون؛ قال الشاعر: كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشَمَقْ و فی التهذیب: رجل مَسْلُوسٌ فی عقله فإِذا أَصابه ذلك فی بدنه فهو مَهْلُوسٌ.

سلعس؛ ج6، ص: 107

: سَلَعُوسُ، بفتح اللام: بلدة.

سنبس؛ ج6، ص: 107

: الجوهری: سِنْبِسُ أَبو حَیّ من طَیِّ‌ء؛ و منه قول الأَعشی یصف صائداً أَرسل كلابه علی الصید: فصَبَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِی، یُشَلِّی ضِراءً بإِیسادِها قال ابن بری: القانص الصائد. یُشَلِّی: یدعو. و الضَّراء: جمع ضِرْوٍ، و هو الكلب الضاری بالصید. و الإِیسادُ: الإِغْراءُ.

سندس؛ ج6، ص: 107

: الجوهری فی الثلاثیّ: السُّنْدُسُ البُزْیُون؛ و أَنشد أَبو عبیدة لیزید بن حَذَّاق العَبْدِیّ: أَلا هل أَتاها أَنَّ شِكَّةَ حازم لَدَیَّ، و أَنی قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا؟ و داویْتُها حتی شَتَتْ حَبَشِیَّةً، كأَن علیها سُنْدُساً و سُدُوسا الشَّمُوس: فرسه و صُنْعُه لها: تَضْمِیرُه إِیاها، و كذلك قوله داویتها بمعنی ضمَّرتها. و قوله حَبَشِیَّة یرید حبشیة اللون فی سوادها، و لهذا جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً، و هو الطَّیْلَسان الأَخضر. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، بعث إِلی عمر، رضی اللَّه عنه، بجُبَّةِ سُنْدُسٍ؛ قال المفسرون فی السندس: إِنه رَقیق الدِّیباج و رَفیعُه، و فی تفسیر الإِسْتَبْرَقِ: إِنه غلیظ الدیباج و لم یختلفوا فیه اللیث: السُّنْدُسُ ضَرْبٌ من البُزْیون یتخذ من المِرْعِزَّی و لم یختلف أَهل اللغة فیهما أَنهما معرّبان، و قیل: السُّنْدُس ضرب من البُرود.

سوس؛ ج6، ص: 107

: السُّوسُ و السَّاسُ: لغتان، و هما العُثَّة التی تقع فی الصوف و الثیاب و الطعام. الكسائی: ساس الطعامُ یَساسُ و أَساسَ یُسِیسُ و سَوَّسَ یُسَوِّسُ إِذا وقع فیه السُّوسُ؛ و أَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ، و دَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، و كان زُرارةُ خرج مع العامریة فی سفر یَمْتارون من الیَمامة، فلما امتاروا و صَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب یأْخذه بطنُه فكان یتخلف خلف القوم فقالت العامریة: لقد رأَیتُ رجلًا دُهْرِیَّا، یَمْشِی وَراء القوم سَیْتَهِیَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِیَّا ترید أَنه قد امتلأَ بطنه و صار كأَنه مُضْطَغِنٌ
لسان العرب، ج‌6، ص: 108
صبیّاً من ضِخَمِه، و قیل: هو الجاعل الشی‌ء علی بطنه یَضُمُّ علیه یَدَه الیسری؛ فأَجابها زُرارة: قد أَطْعَمَتْنی دَقَلًا حَوْلِیَّا، مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِیَّا الدقَلُ: ضَرْبٌ رَدی‌ءٌ من التمر. و حَجْرِیَّا: یرید أَنه منسوب إِلی حَجْر الیمامة، و هو قصبتها. ابن سیدة: السُّوس العُثُّ، و هو الدود الذی یأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سیبویه. و كل آكلِ شی‌ء، فهو سُوسُه، دوداً كان أَو غیره و السَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ یَساسُ و یَسُوسُ؛ عن كراع، سَوْساً إِذا وقع فیه السُّوسُ، و سِیسَ و أَساسَ و سَوَّسَ و اسْتاسَ و تَسَوَّسَ؛ و قول العجاج: یَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ، غُروبَ لا ساسٍ و لا مُثَلَّمِ و المُفَصَّم: المُكَسَّر. و الساسُ: الذی قد ائتكَل، و أَصله سائسٌ، و هو مثل هائر و هارٍ و صائفٍ و صافٍ؛ قال العجاج: صافی النُّحاسِ لم یُوَشَّغْ بالكَدَرْ، و لم یُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ ساسُ النخر أَی أَكل النخر. یقال: نَخِرَ یَنْخَر نَخَراً. و طعامٌ و أَرْضٌ ساسَةٌ و مَسُوسَة. و ساسَت الشاة تَساسُ سَوساً و إِساسَةً، و هی مُسِیسٌ: كَثُرَ قملُها. و أَساسَتْ مثله؛ و قال أَبو حنیفة: ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِیاساً و أَساسَتْ أَیضاً، فهیَ مُسِیسٌ. أَبو زید: الساسُ، غیر مهموز و لا ثقیل، القادحُ فی السنّ. و السَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، و هو داءٌ یكون فی عَجُزِ الدابة بین الورك و الفخذُ یورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شمیل: السُّواسُ داء یأْخذ الخیل فی أَعناقها فیُیَبِّسُها حتی تموت. ابن سیدة: و السَّوَسُ داء فی عَجُز الدابة، و قیل: هو داء یأْخذ الدابة فی قوائمها. و السَّوْسُ: الرِّیاسَةُ، یقال ساسوهم سَوْساً، و إِذا رَأَّسُوه قیل: سَوَّسُوه و أَساسوه. و سَاس الأَمرَ سِیاسةً: قام به، و رجل ساسٌ من قوم ساسة و سُوَّاس؛ أَنشد ثعلب: سادَة قادة لكل جَمِیعٍ، ساسَة للرجال یومَ القِتالِ و سَوَّسَه القومُ: جَعَلوه یَسُوسُهم. و یقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بنی فلان أَی كُلِّف سِیاستهم. الجوهری: سُسْتُ الرعیة سِیاسَة. و سُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس، علی ما لم یُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ و یروی قول الحطیئة: لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِیك، حتی تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِین و قال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ. و فلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ و سِیسَ علیه أَی أَمَرَ و أُمِرَ علیه. و‌فی الحدیث: كان بنو إِسرائیل یَسُوسُهم أَنبیاؤهم‌أَی تتولی أُمورَهم كما یفعل الأُمَراء و الوُلاة بالرَّعِیَّة. و السِّیاسةُ: القیامُ علی الشی‌ء بما یُصْلِحه. و السیاسةُ: فعل السائس. یقال: هو یَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام علیها و راضَها، و الوالی یَسُوسُ رَعِیَّتَه. أَبو زید: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما یقول سَوَّلَ له و زَیَّنَ له. و قال غیره: سَوَّسَ له أَمراً أَی رَوَّضَه و ذلَّلَه. و السُّوسُ: الأَصل. و السُّوسُ: الطبْع و الخُلُق و السَجِیَّة. یقال: الفصاحة من سُوسِه. قال اللحیانی: الكرم من سُوسِه أَی من طبعه. و فلان من سُوسِ
لسان العرب، ج‌6، ص: 109
صِدْقٍ و تُوسِ صِدْقٍ أَی من أَصل صدْق. و سَوْ یكون و سَوْ یفعل: یریدون سوف؛ حكاه ثعلب، و قد یجوز أَن تكون الفاء مزیدة فیها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، و قد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما یریدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِیاه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل. و السُّوسُ: حَشیشة تشبه القَتَّ؛ ابن سیدة: السُّوسُ شجر ینبت ورقاً فی غیر أَفنان؛ و قال أَبو حنیفة؛ هو شجر یغمی به البیوت و یدخل عصیره فی «2» …، و فی عروقه حلاوة شدیدة، و فی فروعه مرارة، و هو ببلاد العرب كثیر. و السَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنیفة: السَّواسُ من العضاه و هو شبیه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ و لیس له شوك و لا ورق، یطول فی السماء و یُستظل تحته. و قال بعض العرب: هی السَّواسِی، قال أَبو حنیفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِی و المَرْخُ و المَنْجُ هؤلاء الثلاثة متشابهة، و هی أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ یقتدح به و لا یَصْلِدُ؛ و قال الطِّرِمَّاح: و أَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَی، لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِینِ و الواحدة: سَواسَة. و قال غیره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، و أَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَی، و هی شجرة تنبت فی جبل سلمی. و قوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِیلَ الزَّنْدُ فیها أَخرجت شیئاً أَسود فینعفر فی التراب و لا یَرِی، لأَنه لا نار فیه، فهو الولد المعفور النار فذلك الجنین الضَّرِمُ، و ذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلی أَبیه، و هو الزند الأَعلی. و سَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب: و إِنَّ امْرأً أَمسی، و دُونَ حَبیبهِ سَواسٌ، فَوادی الرَّسِّ و الهَمَیانِ، لَمُعْتَرفٌ بالنأْی بعد اقْتِرابِه، و مَعْذُورَةٌ عیناه بالهَمَلانِ

سیس؛ ج6، ص: 109

: ابن الأَعرابی: ساساه إِذا عَیَّرَه. و السِّیساءُ من الحِمارِ أَو البَغْل: الظهر، و من الفرس: الحارك؛ قال اللحیانی: و هو مذكر لا غیر، و جمعها سیَاسِی. الجوهری: السِّیساء مُنْتَظَمُ فَقار الظهر، و السِّیساء، فِعْلاء مُلحق بسِرْداحٍ؛ قال الأَخطل و اسمه غِیاثُ بن عَوْف: لقد حَمَلَتْ قَیْسَ بنَ عَیْلانَ حَرْبُنا علی یابِسِ السِّیساءِ، مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ یقول: حَمَلْناهم علی مَرْكَبٍ صَعْبٍ كسیساء الحمار أَی حَمَلناهم علی ما لا یثبت علی مثله و‌فی الحدیث: حَمَلَتْنا العربُ علی سِیسائها؛ قال ابن الأَثیر: سیساء الظهر من الدواب مُجْتَمَعُ وَسَطِه، و هو موضع الركوب، أَی حملتنا علی ظهر الحرب و حاربتنا. الأَصمعی: السِّیساءُ من الظَّهْر و السِّبساءَةُ المُنْقادة من الأَرض المُسْتَدِقَّةُ. و قال: السِّیساءُ قُرْدُودَةُ الظَّهْر، و قال اللیث: هو من الحِمار و البغل المِنْسَجُ. ابن شُمیل: یقال هؤلاء بنو ساسَا للسُّؤَّال. و ساسانُ: اسم كِسْرَی، و أَبو ساسانَ: من كُناهُمْ، و قال بعضهم: إِنما هو أَنُوساسان. و قال اللیث: أَبو ساسانَ كنیة كسری، و هو أَعجمی، و كان الحُصین بن المنذر یكنی بهذه الكنیة أَیضاً.
(2). كذا بیاض بالأَصل، و لعل محله فی الأَدویة، كما یؤخذ من ابن البیطار
لسان العرب، ج‌6، ص: 110‌

فصل الشین المعجمة؛ ج6، ص: 110

شأس؛ ج6، ص: 110

: مكان شَئِسٌ، و فی المحكم: مكان شَأْسٌ مثل شأْزٍ: خَشِن من الحجارة و قیل غلیظ؛ قال: علی طریقٍ ذی كُؤُودٍ شاسِ، یَضُرُّ بالمُوَقَّحِ المِرْداسِ خفف الهمز كقولهم كاس فی كأْس، و الجمع شُؤُوسٌ. و قد شَئِسَ شَأْساً، فهو شَئِسٌ. و شأْسٌ جَأْسٌ: علی الإِتباع. و قال أَبو زید: شَئِسَ مكانُنا شَأْساً و شَئِزَ شَأَزاً إِذا غَلُظَ و اشتدَّ و صَلُبَ؛ قال أَبو منصور: و قد یخفف فیقال للمكان الغلیظ شاسٌ و شازٌ، و یقال مقلوباً مكانٌ شاسِئٌ و جاسئٌ غلیظ، و أَمْكِنَة شُوسٌ مثل جَوْنٍ و جُونٍ و وَرْدٍ و وُرْد. و شَئِسَ الرجلُ شَأَساً: قَلِقَ من مَرَض أَو غَمٍّ؛ و شَأْسٌ: أَخو علقمة الشاعر، قال فیه یخاطب الملك: و فی كلِّ حَیٍّ قد خَبَطْتَ بِنْعمَةٍ، فَحُقَّ لِشأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ فقال: نعم و أَذْنِبَةٌ، فأَطلقه و كان قد حبسه.

شبرس؛ ج6، ص: 110

: شِبْرِسُ و شَبارِسُ: دُوَیْبَّة زعموا؛ و قد نفی سیبویه أَن یكون هذا البناء للواحد.

شحس؛ ج6، ص: 110

: قال أَبو حنیفة: أَخبرنی بعض أَعراب عُمانَ قال: الشَحْسُ من شجر جبالنا و هو مثل العُتمِ و لكنه أَطول منه و لا تتخذ منه القِسِیُّ لصلابته، فإِن الحدید یَكِلُّ عنه، و لو صنعت منه القسِیُّ لم تُؤَاتِ النَّزْعَ.

شخس؛ ج6، ص: 110

: الشَخْسُ: الاضطراب و الاختلاف. و الشَّخیس: المخالف لما یؤْمر به؛ قال رؤْبة: یَعْدِلُ عنی الجَدِلَ الشَّخِیسا و أَمر شَخیسٌ: متفرّق. و شاخَسَ أَمْرُ القوم: اختلف. و تَشاخَسَ ما بینهم: تباعد و فسد. و ضربه فتَشاخَسَ قِحْفا رأْسه: تباینا و اختلفا، و قد استعمل فی الإِبهام؛ قال: تَشاخَسَ إِبهاماكَ إِن كنت كاذِباً، و لا بَرِثا من دَاحِسٍ و كُناعِ و قد یستعمل فی الإِناء؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَرْطاةَ بن سُهَیَّة: و نحن كَصَدْعِ العُسِّ إِن یُعْطَ شاعِباً یَدَعْهُ، و فیه عَیْبُه مُتَشاخِسُ أَی متباعد فاسد، و إِن أُصلح فهو متمایل لا یستوی. و كلام مُتَشاخِسٌ أَی متفاوت. و تَشاخَسَتْ أَسنانه: اختلفت إِما فِطْرَةً و إِما عَرَضاً. و شاخَسَ الدهرُ فاه؛ قال الطِّرِمَّاح یصف وَعِلًا، و فی التهذیب یصف العَیْرَ: و شاخَسَ فاه الدَّهْرُ حتی كأَنه مُنَمِّسُ ثیرانِ الكَریصِ الضَّوائن ابن السكیت: یقول خالف بین أَسنانه من الكِبَر فبعضها طویل و بعضها مُعْوَج و بعضها متكسر. و الضوائن: البیض. قال: و الشُّخاسُ و الشاخِسَة فی الأَسنان، و قیل: الشُّخاسُ فی الفم أَن یمیل بعض الأَسنان و یسقط بعض من الهَرَم. و المُتَشاخِسُ: المتمایل. و ضربه فتَشاخَسَ رأَسُه أَی مال. و الشَّخْسُ: فتح الحمار فمه عند التشاؤب أَو الكَرْفِ. و شاخَسَ الكلبُ فاه: فتحه؛ قال: مُشاخِساً طَوْراً، و طَوراً خائفا، و تارَةً یَلْتَهِسُ الطَّفاطِفا و تَشاخَسَ صَدْعُ القَدَح إِذا تَبایَنَ فبقی غیر ملتئم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 111
و یقال للشَّعَّاب: قد شاخَسْتَ. أَبو سعید: أَشْخَصْتُ له فی المنطق و أَشْخَسْتُ و ذلك إِذا تَجَهَّمْتَه.

شرس؛ ج6، ص: 111

: أَبو زید: الشَّرِسُ السَّی‌ءُ الخُلُق. و رجل شَرِسٌ و شَریسٌ و أَشْرَسُ: عَسِرُ الخُلُق شدید الخلاف، و قد شَرِسَ شَرَساً. و فیه شِراسٌ، و رجل شَرِسُ الخُلق بَیِّنُ الشَّرَسِ و الشَّراسَةِ، و شَرِسَتْ نفْسُه شَرَساً و شَرُسَتْ شَراسةً، فهی شَرِیسَة؛ قال: فَرُحْتُ، و لی نَفْسانِ: نَفْسٌ شَرِیسَةٌ، و نَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزوعُ و الشِّراسُ: شدَّة المُشارَسَةِ فی معاملة الناس. و تقول: رجل أَشْرَسُ ذو شِراسٍ و ناقة شریسَة ذات شِراسٍ و ذات شَریس. و‌فی حدیث عمرو بن مَعْدیكرب: هم أَعظمنا خَمِیساً و أَشدّنا شَریساً‌أَی شَراسةً؛ و قد شَرِسَ یَشْرَسُ، فهو شَرِسٌ، و قوم فیهم شَرَسٌ و شَریسٌ و شَراسَة أَی نُفُور و سُوء خُلق. و شارَسه مُشارَسَة و شِراساً: عاسَره و شاكَسَه. و ناقة شَریسَة: بَیِّنة الشِّراس سیئة الخلق. و إِنه لذو شَریس أَی عُسْرٍ؛ قال: قد علمَتْ عَمْرَةُ بالغَمِیسِ أَنَّ أَبا المِسْوارِ ذو شَریسِ و تَشارَسَ القومُ: تَعادَوْا. ابن الأَعرابی: شَرِسَ الإِنسانُ إِذا تحبَّبَ إِلی الناس. و الشَّرْسُ: شدّة وَعْكِ الشی‌ء، شَرَسَه یَشْرُسُه شَرْساً و شَرَسَ الحمارُ آتُنَه یَشْرُسُها شَرْساً: أَمَرَّ لَحْیَیه و نحو ذلك علی ظهورها. اللیث: الشَّرْسُ شِبه الدَّعْكِ للشی‌ءِ كما یَشْرُسُ الحمارُ ظهورَ العانة بلَحْیَیْه؛ و أَنشد: قَدّاً بأَنْیابٍ و شَرْساً أَشْرَسا و مكان شَراسٌ: صُلْبٌ خَشِنُ المَسِّ. الجوهری: مكان شَرْسٌ أَی غلیظ؛ قال العجاج: إِذا أُنِیخَتْ بمكانٍ شَرْسِ، خَوَّتْ علی مُسْتَوِیاتٍ خَمْسِ، كِرْكِرَةٍ و ثَفِناتٍ مُلْسِ قال ابن بری: صواب إِنشاده علی التذكیر لأَنه یصف جملًا: إِذا أُنیخ بمكان شَرْسِ، خَوَّی علی مُسْتَوَیاتٍ خَمْسِ و قبله بأَبیات: كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، و رَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ، یُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ قوله خَوَّی: یرید بَرَكَ متجافیاً علی الأَرض فی بُروكه لضُمْرِه و عِظَمِ ثَفِناتِه، و هی ما ولی الأَرضَ من قوائمه إِذا برك. و الكِرْكِرَةُ: ما وَلیَ الأَرضَ من صدره. و الجَذْعُ: الحبس علی غیر عَلَفٍ. و العَفْسُ: الإِذالةُ. و الرَّمَلانُ: ضرب من السیر. و أَرض شَرْساء و شَراسِ، علی فَعالِ مثال قَطامِ: خَشِنَة غلیظة، نعت الأَرض واجب كالاسم. أَبو زید: الشَّراسَة شدة أَكل الماشیة؛ قال أَبو حنیفة: شَرَسَتِ الماشیةُ تَشْرُسُ شَراسَةً اشتدّ أَكلُها. و إِنه لَشَرِیسُ الأَكل أَی شدیده. و الشَّریسُ: نبت بَشِع الطعم، و قیل: كلُّ بشع الطعم شَریسٌ. و الشِّرْسُ، بالكسر: عِضاهُ الجبَل و له شوك أَصفر، و قیل: هو ما صَغُرَ من شجر الشوك كالشُّبْرُمِ و الحاجِ، و قیل: الشِّرْسُ ما رَقَّ شوكه، و نباتُه الهُجُول و الصَّحارَی و لا ینبت فی الجَرَعِ و لا قیعان الأَوْدیة، و قیل: الشِّرْسُ شجر
لسان العرب، ج‌6، ص: 112
صغار له شوك، و قیل: الشِّرْسُ حَمْلُ نَبْت مَّا. و أَشْرَسَ القومُ: رَعَتْ إِبلهم الشِّرْسَ. و بنو فلان مُشْرِسُون أَی ترعی إِبلهم الشِّرْسَ. و أَرض مُشْرِسَة و شَریسَة: كثیرة الشِّرس، و هو ضرب من النبات. و الشَّرَسُ، بفتح الشین و الراء: ما صَغُر من شَجر الشوك؛ حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: الشِّرْسُ الشُّكاعی و القَتادُ و السَّحا و كل ذی شوك مما یَصْغُرُ؛ و أَنشد: واضعة تأْكُلُ كلَّ شَرْس و أَشْرَسُ و شَریسٌ: اسمان.

شسس؛ ج6، ص: 112

: الشَّسُّ و الشُّسوسُ: الأَرض الصلبة الغلیظة الیابسة التی كأَنها حجر واحد، و فی المحكم: حجارة واحدة، و الجمع شِساسٌ و شُسُوسٌ، الأَخیرة شاذة، و قد شَسَّ المكانُ، و أَنشد للمَرَّار بن مُنْقِذٍ: أَ عَرَفْتَ الدَّار أَم أَنْكَرْتَها، بین تِبْراكٍ فَشِسَّیْ عَبَقُرّ؟

شطس؛ ج6، ص: 112

: الشَّطْسُ: الدَّهاءُ و العلم و الفِطْنَةُ، و الجمع أَشْطاسٌ؛ قال رؤبة: یا أَیها السائلُ عن نُحاسِی عَنِّی، و لمَّا یَبْلُغُوا أَشْطاسی و رجل شُطَسِیٌّ: داهٍ مُنْكَرٌ ذو أَشْطاسٍ. أَبو تراب عن عَرَّامٍ: شَطَفَ فلان فی الأَرض و شَطَسَ إِذا دخل فیها إِما راسخاً و إِما واغلًا؛ و أَنشد: تَشِبُّ لعَیْنَیْ رامِقٍ شَطَسَتْ به نَوًی غُرْبَةٌ، وَصْلَ الأَحبَّة تَقْطَعُ

شكس؛ ج6، ص: 112

: الشَّكُسُ و الشَّكِسُ و الشَّرِسُ، جمیعاً: السَّیِّ‌ءُ الخلق، و قیل: هو السیِّ‌ءُ الخلق فی المبایعة و غیرها. و قال الفراء: رجل شَكِسٌ عَكِصٌ؛ قال الراجز: شَكْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ و قوم شُكْسٌ مثال رجل صَدْق و قوم صُدْق؛ و قد شَكِسَ، بالكسر، یَشْكَسُ شَكَساً و شَكاسَةً. الفراء: رجل شَكِسٌ، و هو القیاس، و إِنه لَشكِسٌ لَكِسٌ أَی عَسِرٌ. و المِشْكَسُ: كالشَّكُسِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: خُلِقْتَ شَكسْاً للأَعادی مِشْكَسا و تَشاكَسَ الرجلان: تَضادَّا. و فی التنزیل العزیز: ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلًا رَجُلًا فِیهِ شُرَكٰاءُ مُتَشٰاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ یَسْتَوِیٰانِ مَثَلًا؛ أَی متضایقون مُتَضادُّون، و تفسیر هذا المثل أَنه ضرب لمن وَحَّد اللَّه تعالی و لمن جعل معه شركاء، فالذی وَحَّدَ اللَّه تعالی مَثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا یَشْرَكُه فیه غیره؛ یقال: سَلِمَ فلانٌ لفلان أَی خَلَصَ له، و مَثَلُ الذی عَبَدَ مع اللَّه سبحانه غیره مَثَلُ صاحب الشركاء المتشاكسین، و الشركاء المُتَشاكِسُون: العَسِرُونَ المختلفون الذین لا یتفقون، و أَراد بالشركاء الآلهة التی كانوا یعبدونها من دون اللَّه تعالی. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللَّه وجهه، فقال: أَنتم شُرَكٰاءُ مُتَشٰاكِسُونَ؛ أَی مختلفون متنازعون. و مَحَلَّةٌ شَكِسٌ: ضَیِّقَة؛ قال عبد مناف الهُذلی: و أَنا الذی بَیَّتُّكم فی فِتْیَةٍ، بمَحَلَّةٍ شَكِسٍ و لیلٍ مُظْلِم و اللیل و النهارُ یَتَشاكَسان أَی یتضادَّان. و بنو شَكْسٍ، بفتح الشین: تَجْرٌ بالمدینة؛ عن ابن الأَعرابی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 113

شمس؛ ج6، ص: 113

: الشمس: معروفة. و لأَبْكِیَنَّك الشمسَ و القَمَر أَی ما كان ذلك. نصبوه علی الظرف أَی طلوعَ الشمس و القمر كقوله: الشمسُ طالعةٌ، لیسَتْ بكاسِفَةٍ، تَبْكِی علیكَ، نُجومَ اللیلِ و القَمَرا و الجمع شُموسٌ، كأَنهم جعلوا كل ناحیة منها شمساً كما قالوا للمَفْرِق مَفارِق؛قال الأَشْتَرُ النَّخَعِیُّ: إِنْ لم أَشِنَّ علی ابنِ هِنْدٍ غارَةً، لم تَخْلُ یوماً من نِهابِ نُفُوسِ خَیْلًا كأَمْثالِ السَّعالی شُزَّباً، تَعْدُو ببیضٍ فی الكریهةِ شُوسِ حَمِیَ الحدیدُ علیهمُ فكأَنه وَ مَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ شَنَّ الغارة: فرَّقها. و ابن هند: هو معاویة. و السَّعالی: جمع سِعْلاةٍ، و هی ساحرة الجنّ، و یقال: هی الغُول التی تذكرها العرب فی أَشعارها. و الشُّزَّبُ: الضامرة، واحدها شازِبٌ. و قوله تَعْدُو ببیض أَی تعدو برجال بیض. و الكریهة: الأَمر المكروه. و الشُّوسُ: جمع أَشْوَسَ، و هو أَن ینظر الرجل فی شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه. و تصغیر الشمس: شُمَیْسَة. و قد أَشْمَسَ یومُنا، بالأَلف، و شَمَسَ یَشْمُسُ [یَشْمِسُ شُموساً و شَمِسَ یَشْمَسُ، هذا القیاس؛ و قد قیل یَشْمُسُ فی آتی شَمِس، و مثله فَضِلَ یَفْضُل؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة و الصحیح عندی أَن یَشْمُسُ آتی شَمَسَ؛ و یوم شامسٌ و قد شَمَسَ یَشْمُسُ [یَشْمِسُ شُموساً أَی ذُو ضِحٍّ نهارُه كله، و شَمَس یومُنا یَشْمِسُ إِذا كان ذا شمس. و یوم شامِسٌ: واضحٌ، و قیل: یوم شَمْس و شَمِسٌ صَحْوٌ لا غیم فیه، و شامِسٌ: شدیدُ الحَرِّ، و حكی عن ثعلب: یوم مَشْمُوس كَشامِسٍ. و شی‌ء مُشَمَّس أَی عُمِلَ فی الشمس. و تَشَمَّسَ الرجلُ: قَعَدَ فی الشمس و انتصب لها؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ یَدَیْ حِرْبائِها، مُتَشَمِّساً، یَدا مُذْنِبٍ، یَسْتَغْفِرُ اللَّه، تائِبِ اللیث: الشمس عَیْنُ الضِّحِّ؛ قال: أَراد أَن الشمس هو العین التی فی السماء تجری فی الفَلَكِ و أَن الضِّح ضَوْءُه الذی یَشْرِقُ علی وجه الأَرض. ابن الأَعرابی و الفراء: الشُّمَیْسَتان جنتان بإِزاء الفِرْدَوْس. و الشَّمِسُ و الشَّمُوسُ من الدواب: الذی إِذا نُخِسَ لم یستقرّ. و شَمَسَت الدابة و الفرسُ تَشْمُسُ شِماساً و شُمُوساً و هی شَمُوسٌ: شَرَدتْ و جَمَحَتْ و مَنَعَتْ ظهرها، و به شِماسٌ. و‌فی الحدیث: ما لی أَراكم رافعی أَیدیكم فی الصلاة كأَنها أَذْنابُ خیل شُمْسٍ؟هی جمعُ شَمُوسٍ، و هو النَّفُورُ من الدواب الذی لا یستقرّ لشَغَبه و حِدَّتِه، و قد توصف به الناقة؛ قال أَعرابی یصف ناقة: إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ، و كل صفة من هذه مذكورة فی فصلها. و الشَّمُوسُ من النساء: التی لا تُطالِعُ الرجال و لا تُطْمِعُهم، و الجمع شُمُسٌ؛ قال النابغة: شُمُسٌ، مَوانِعُ كلِّ لیلةِ حُرَّةٍ، یُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْیارِ و قد شَمَسَتْ؛ و قولُ أَبی صخر الهذلی: قِصارُ الخُطَی شُمٌّ، شُمُوسٌ عن الخَنا، خِدالُ الشَّوَی، فُتْخُ الأَكُفِّ، خَراعِبُ جَمَعَ شامِسَةً علی شُمُوسٍ كقاعدة و قُعُود، كَسَّره علی حذف الزائد، و قد یجوز أَن یكون
لسان العرب، ج‌6، ص: 114
جَمْعَ شَمُوس فقد كَسَّروا فَعِیلة علی فُعُول؛ أَنشد الفرّاء: و ذُبْیانیَّة أَوْصَتْ بَنیها بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ و القُطوفُ و قال: هو جَمع قَطِیفَة. و فَعُول أُخْت فَعِیل، فكما كَسَّروا فَعِیلًا علی فُعُول كذلك كَسَّروا أَیضاً فَعُولًا علی فُعُول، و الاسم الشِّماسُ كالنِّوارِ؛ قال الجَعْدی: بآنِسَةٍ، غیرَ أُنْسِ القِراف، تُخَلِّطُ باللِّینِ منها شِماسا و رجل شَمُوس: صَعْب الخُلُق، و لا تقل شَمُوص. و الشَّمُوسُ: من أَسماء الخمر لأَنها تَشْمِسُ بصاحبها تَجْمَحُ به؛ و قال أَبو حنیفة: سمیت بذلك لأَنها تَجْمَحُ بصاحبها جِماحَ الشَّمُوسِ، فهی مثل الدابة الشَّمُوس، و سمیت رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْیَحِیَّة، و هو أَن یَهَشَّ للعَطاء و یَخِفَّ له؛ یقال: رِحْتُ لكذا أَراح؛ و أَنشد: و فَقَدْتُ راحِی فی الشَّبابِ و حالی و رجل شَمُوسٌ؛: عَسِرٌ فی عداوته شدید الخلاف علی من عانده، و الجمع شُمْسٌ و شُمُسٌ؛ قال الأَخطل: شُمْسُ العَداوةِ حتی یُسْتَقادَ لهم، و أَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا و شامَسَه مُشامَسَةً و شِماساً: عاداه و عانده؛ أَنشد ثعلب: قومٌ، إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ، و إِن یاسَرْتَهُمْ یَسَرُوا و شَمِسَ لی فلانٌ إِذا بَدَتْ عداوته فلم یقدر علی كتمها، و فی التهذیب: كأَنه هَمَّ أَن یفعل، و إِنه لذو شِماسٍ شدیدٌ. النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرجال الذی یمنع ما وراء ظهره، قال: و هو الشدید القومیة، و البخیل أَیضاً: مُتَشَمِّس، و هو الذی لا تنال منه خیراً؛ یقال: أَتینا فلاناً نتعرَّض لمعروفه فتَشَمَّسَ علینا أَی بخل. و الشَّمْسُ: ضَرْبٌ من القلائد. و الشَّمْسُ: مِعْلاقُ القِلادةِ فی العُنُق، و الجمع شُمُوسٌ؛ قال الشاعر: و الدُّرُّ، و اللؤْلؤُ فی شَمْسِه، مُقَلِّدٌ ظَبْیَ التَّصاوِیرِ و جِیدٌ شامِس: ذو شُمُوسٍ، علی النَّسَب؛ قال: بعَیْنَیْنِ نَجْلاوَیْنِ لم یَجْرِ فیهما ضَمانٌ، و جِیدٍ حُلِّیَ الشَّذْرَ شامسِ قال اللحیانی: الشَّمْسُ ضرب من الحَلْیِ مذكر. و الشَّمْسُ: قِلادة الكلب. و الشَّمَّاسُ من رؤوس النصاری: الذی یحلق وسط رأْسه و یَلْزَمُ البِیعَة؛ قال ابن سیدة: و لیس بعربی صحیح، و الجمع شَمامِسَةٌ، أَلحقوا الهاء للعجمة أَو للعِوَض. و الشَّمْسَة: مَشْطَةٌ للنساء. أَبو سعید: الشَّمُوسُ هَضْبَة معروفة، سمیت به لأَنها صعبة المُرْتَقَی. و بنو الشَّمُوسِ: بطنٌ. و عَیْنُ شَمْس: موضع. و شَمْسُ عَیْنِ: ماءٌ. و شَمْسٌ: صَنَم قدیم. و عبدُ شَمْسٍ: بطنٌ من قریش، قیل: سُمُّوا بذلك الصنم، و أَوّل من تَسَمَّی به سَبَأُ بن یَشْجُبَ؛ و قال ابن الأَعرابی فی قوله: كَلَّا و شَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما لم یصرف شمس لأَنه ذهب به إِلی المعرفة ینوی به الأَلف و اللام، فلما كانت نیته الأَلف و اللام لم یُجْرِه و جعله معرفة، و قال غیره: إِنما عنی الصنم المسمی
لسان العرب، ج‌6، ص: 115
شَمْساً و لكنه تَرك الصَرْفَ لأَنه جعله اسماً للصورة، و قال سیبویه: لیس أَحد من العرب یقول هذه شمسُ فیجعلها معرفة بغیر أَلف و لام، فإِذا قالوا عبد شمس فكلهم یجعله معرفة، و قالوا عَبُّشَمْسٍ و هو من نادر المدغم؛ حكاه الفارسی، و قد قیل: عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لكثرة الاستعمال، و قیل: عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها. قال الجوهری: أَما عَبْشَمْسُ بنُ زید مَناةَ بن تمیم فإِن أَبا عمرو بنَ العَلاء یقول: أَصله عَبُّ شَمْسٍ كما تقول حَبُّ شَمْسٍ و هو ضَوءُها، و العین مُبْدَلة من الحاء، كما قالوا فی عَبُّ قُرٍّ و هو البَرَدُ. قال ابن الأَعرابی: اسمه عَب‌ءُ شَمْسٍ، بالهمز، و العَبْ‌ءُ العِدْلُ، أَی هو عِدْلها و نظیرها، یُفْتَحُ و یكسر. و عَبْدُ شَمْس: من قریش، یقال: هم عَبُ الشَّمْسِ، و رأَیتُ عَبَ الشَّمْسِ، و مررت بعَبِ الشَّمْسِ؛ یریدون عبدَ شَمْسٍ، و أَكثر كلامهم رأَیت عبدَ شَمْس؛ قال: إِذا ما رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ إِلی زِمْلها، و الجُرْهُمِیُّ عَمِیدُها و قد تقدَّم ذلك مُسْتَوْفًی فی ترجمة عبأَ من باب الهمز. قال: و منهم من یقول عَبُّ شَمْسٍ، بتشدید الباء، یرید عبدَ شمس. ابن سیدة: عَبُ شَمْسٍ قبیلة من تمیم و النسب إِلی جمیع ذلك عَبْشَمِیّ لأَن فی كل اسم مضاف ثلاثةَ مذاهب: إِن شئت نسبت إِلی الأَوّل منهما كقولك عَبْدِیٌّ إِذا نسبت إِلی عبد القَیْس؛ قال سُوَیْد بن أَبی كاهل: و هم صَلَبُوا العَبْدِیَّ فی جِذْعِ نَخْلَةٍ، فلا عَطَسَتْ شَیْبانُ إِلا بأَجْدَعا و إِن شئت نسبت إِلی الثانی إِذا خفت اللبس فقلت مُطَّلِبِیٌّ إِذا نسبت إِلی عبد المُطَّلِب، و إِن شئت أَخذت من الأَوّل حرفین و من الثانی حرفین فَرَدَدْتَ الاسم إِلی الرباعیِّ ثم نسبت إِلیه فقلت عَبْدَرِیٌّ إِذا نسبت إِلی عبد الدار، و عَبْشَمِیٌّ إِذا نسبت إِلی عبد شَمْسٍ؛ قال عبدُ یَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثیُّ: و تَضْحَكُ مِنِّی شَیْخَةٌ عَبْشَمِیَّةٌ، كأَنْ لم تَرَ قَبْلِی أَسِیراً یَمانِیا و قد عَلِمَتْ عِرْسِی مُلَیْكَةُ أَنَّنی أَنا اللیثُ، مَعْدُوّاً علیَّ و عادِیا و قد كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ و مُعْمِلَ الْمَطِیِّ، و أَمْضِی حیثُ لا حَیَّ ماضِیا و قد تَعَبْشَمَ الرجلُ كما تقول تَعَبْقَسَ إِذا تعلق بسبب من أَسباب عبدِ القَیْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ. و شَمْسٌ و شُمْسٌ و شُمَیْسٌ و شَمِیسٌ و شَمَّاسٌ: أَسماء. و الشَّمُوسُ: فَرَس شَبِیبِ بن جَرَادٍ. و الشَّمُوس أَیضا: فرس سُوَیْد بن خَذَّاقٍ. و الشَّمِیسُ و الشَّمُوسُ: بلد بالیمن؛ قال الراعی: و أَنا الذی سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ و قُرَی الشَّمُوسِ و أَهْلُهُنَّ هَدِیرِی و یروی: الشَّمِیس.

شنس؛ ج6، ص: 115

: أَشْناسُ: اسم عَجَمِیٌّ.

شوس؛ ج6، ص: 115

: الشَّوَسُ، بالتحریك: النظر بمُؤْخِرِ العین تَكَبُّراً أَو تَغَیُّظاً. ابن سیدة: الشَّوَسُ فی النظر أَن ینظر بإِحدی عینیه و یُمِیلَ وجهه فی شَقِّ العین التی ینظر بها، یكون ذلك خلقة و یكون من الكِبْر و التِّیهِ و الغضب، و قیل: الشَّوَسُ رفع الرأْس تكبراً، شَوِسَ یَشْوَسُ شَوَساً و شاسَ یَشاسُ شَوْساً، و رجل أَشْوَسُ و امرأَة شَوْساءُ، و الشُّوسُ جمع
لسان العرب، ج‌6، ص: 116
الأَشْوَسِ، و قوم شُوسٌ؛ قال ذو الإِصْبع العَدْوانیُّ: أَ إِن رَأَیتَ بنی أَبِیكَ مُحَمِّجِین إِلیك شُوسا؟ التَّحْمِیجُ: التَّحْدِیقُ فی النظر بمل‌ء الحَدَقَةِ، و التَّشاوُسُ إِظهار ذلك مع ما یجی‌ء علیه عامَّةُ هذا الباب نحو قوله: إِذا تَخازَرْتُ و ما بی من خَزَرْ و یقال: فلان یَتَشاوَسُ فی نظره إِذا نَظَرَ نَظَر ذی نَخْوَةٍ و كِبْرٍ. قال أَبو عمرو: یقال تَشاوَسَ إِلیه و هو أَن ینظر إِلیه بُمؤْخِرِ عینه و یُمِیلَ وجهه فی شِقِّ العین التی ینظر بها. و‌فی حدیث التَّیمیِّ: ربما رأَیت أَبا عثمانَ النَهْدِیَّ یَتَشاوَسُ ینظر أَ زالت الشمسُ أَم لا؛ التَشاوُسُ: أَن یقلب رأْسه ینظر إِلی السماء بإِحدی عینیه. و الشَّوَسُ: النظر بإِحدی شِقَّیِ العینین. و قیل: هو الذی یُصَغِّرُ عینه و یضم أَجفانه لینظر. التهذیب فی شوص: الشَّوَسُ فی العین بالسین أَكثر من الشَّوَصِ، یقال: رجل أَشْوسُ و ذلك إِذا عُرِفَ فی نظره الغضبُ أَو الحِقْدُ و یكون ذلك من الكِبْرِ، و جمعه الشُّوسُ. أَبو عمرو: الأَشْوَسُ و الأَشْوَزُ المُذِیخُ المتكبر. و یقال: ماء مُشاوِسٌ إِذا قل فلم تَكَدْ تراه فی الرَّكِیَّة من قلته أَو كان بعید الغَوْر؛ قال الراجز: أَدْلَیْتُ دَلْوِی فی صَرًی مُشاوِسِ، فبَلَّغَتْنی، بعد رَجْسِ الراجِسِ، سَجْلًا علیه جِیَفُ الخَنافِسِ و الرَّجْسُ: تحریك الدلو لِتَمْتَلِئَ. ابن الأَعرابی: الشَّوْسُ و الشَّوْصُ فی السواك. و الأَشْوَسُ: الجَرِی‌ء علی القتال الشدیدُ، و الفعل كالفعل، و قد یكون الشَّوَس فی الخُلُق. و الأَشْوَسُ: الرافع رأْسه تكبراً. و‌فی حدیث الذی «3» بعثه إِلی الجن قال: یا نبی اللَّه أَ سُفْعٌ شُوسٌ؟الشُّوسُ: الطِّوال، جمع أَشْوَسَ، رواه ابن الأَثیر عن الخطابی. و مكان شئِسٌ: و هو الخَشِنُ من الحجارة، قال أَبو منصور: و قد یخفف فیقال للمكان الغلیظ شَأْسٌ و شَأْزٌ، و اللَّه أَعلم.

فصل الضاد المعجمة؛ ج6، ص: 116

ضبس؛ ج6، ص: 116

: الضَّبْسُ: البخیلُ. و الضَّبِسُ و الضَّبِیسُ: الحریصُ الشَّرِسُ الخُلُق. و رجل ضَبِسٌ و ضَبِیسٌ أَی شَرِسٌ عَسِرٌ شَكِسٌ. و‌فی حدیث طَهْفَة: و الفَلُوّ الضَّبِیس؛ الفَلُوُّ: المُهْرُ و الضَّبِیسُ: الصَّعْبُ العَسِرُ. و الضَّبیسُ: القلیل الفِطْنة الذی لا یهتدی للحیلة. و الضَّبِیسُ: الجَبانُ. و ذكر شمر‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَنه قال فی الزبیر: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ.و قال عدنانُ: الضَّبِسُ فی لغة تمیم الخَبُّ، و فی لغة قَیْس الداهیة، قال: و یقال ضِبْسٌ و ضَبِیسٌ؛ و قال الأَصمعی فی أُرجوزة له: بالجارِ یَعْلُو حَیْلَه ضِبسٌ شَبِث أَبو عمرو: الضَّبْسُ و الضِّبْسُ الثقیل البدن و الروح. و قال ابن الأَعرابی: الضَّبْسُ إِلحاحُ الغریم علی غریمه. یقال: ضَبَسَ علیه و الضِّبْسُ: الأَحْمَقُ الضعیف البدن. و ضَبِسَتْ نَفْسُه، بالكسر، أَی لَقِسَت و خَبُثَتْ.

ضرس؛ ج6، ص: 116

: الضِّرْسُ: السِّنُّ، و هو مذكر ما دام له هذا الاسم لأَن الأَسنان كلها إِناث إِلا الأَضْراسَ و الأَنیابَ.
(3). قوله [و فی حدیث الذی إلخ] من هنا إلی آخر الجزء قوبل علی غیر النسخة المنسوبة للمؤلف لضیاع ذلك منها.
لسان العرب، ج‌6، ص: 117
و قال ابن سیدة: الضِّرْسُ السن، یذكر و یؤَنث، و أَنكر الأَصمعی تأْنیثه؛ و أَنشد قولَ دُكَیْنٍ: فَفُقِئَتْ عینٌ و طَنَّتْ ضِرسُ فقال: إِنما هو و طَنَّ الضِّرْسُ فلم یفهمه الذی سمعه؛ و أَنشد أَبو زید فی أُحْجِیَّةٍ: و سِرْبِ سِلاحٍ قد رأَینا وُجُوهَهُ إِناثاً أَدانیه، ذُكُوراً أَواخِرُه السرب: الجماعة، فأَراد الأَسنان لأَن أَدانیها الثَّنیَّة و الرباعیَة، و هما مؤنثان، و باقی الأَسنان مذكر مثل الناجِذِ و الضِّرْسِ و النَّابِ؛ و قال الشاعر: و قافیة بَیْنَ الثَّنِیَّةِ و الضِّرْسِ زعموا أَنه یعنی الشین لأَن مخرجها إِنما هو من ذلك؛ قال أَبو الحسن الأَخفش: و لا أُراه عناها و لكنه أَراد شدّة البیت، و أَكثر الحروف یكون من بین الثنیة و الضرس، و إِنما یجاوز الثنیة من الحروف أَقلها، و قیل: إِنما یعنی بها السین، و قیل: إِنما یعنی بها الضاد. و الجمع أَضْراسٌ و أَضْرُسٌ و ضُرُوسٌ و ضَرِیسٌ؛ الأَخیرة اسم للجمع؛ قال الشاعر یصف قُراداً: و ما ذَكَرٌ فإِن یَكْبُرْ فأُنْثَی، شَدِیدُ الْأَزْم، لیس له ضُرُوسُ؟ لأَنه إِذا كان صغیراً كان قُراداً، فإِذا كَبُرَ سُمِّی حَلَمَةً. قال ابن بری: صواب إِنشاده: … لیس بذی ضُرُوسِ، قال: و كذا أَنشده أَبو علی الفارسی، و هو لغة فی القُراد، و هو مذكر، فإِذا كَبُرَ سمی حَلَمة و الحلمة مؤنثة لوجود تاء التأْنیث فیها؛ و بعده أَبیات لغز فی الشطرنج و هی: و خَیْلٍ فی الوَغَی بإِزاءِ خَیْلٍ، لُهامٍ جَحْفَلٍ لَجِبِ الخَمِیسِ و لیسُوا بالیهود و لا النَّصارَی، و لا العَرَبِ الصُّراحِ و لا المَجُوسِ إِذا اقْتَتَلوا رأَیتَ هناكَ قَتْلی، بلا ضَرْبِ الرِّقابِ و لا الرُّؤوس و أَضْراس العَقْلِ و أَضْراسُ الحُلُم أَربعة أَضراس یَخْرُجْنَ بعد ما یستحكم الإِنسان. و الضَّرْسُ: العَضُّ الشدید بالضِّرْسِ. و قد ضَرَسْتُ الرجلَ إِذا عَضَضْتَه بأَضْراسِك. و الضَّرْسُ: أَن یَضْرَسَ الإِنسان من شی‌ء حامض. ابن سیدة: و الضَّرَسُ، بالتحریك، خَوَرٌ و كلالٌ یصیب الضِّرْسَ أَو السِّنَّ عند أَكل الشی‌ء الحامض، ضَرِسَ ضَرَساً، فهو ضَرِسٌ، و أَضْرَسَه ما أَكله و ضَرِسَتْ أَسنانُه، بالكسر. و‌فی حدیث وَهْبٍ: أَن وَلَدَ زِناً فی بنی إِسرائیل قَرَّبَ قُرْباناً فلم یُقْبَلْ فقال: یا رب یأْكل أَبوایَ الحَمْضَ و أَضْرَسُ أَنا؟ أَنت أَكرم من ذلك. فقبل قُرْبانه؛ الحَمْضُ: من مراعی الإِبل إِذا رعته ضَرِسَتْ أَسنانها؛ و الضَّرَسُ، بالتحریك: ما یعرض للإِنسان من أَكل الشی‌ء الحامض؛ المعنی یُذْنِبُ أَبوای و أُؤاخذ أَنا بذنبهما. و ضَرَسَه یَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّه. و الضَّرْسُ: تعلیم القِدْح، و هو أَن تُعَلِّمَ قِدْحَك بأَن تَعَضَّه بأَضراسك فیؤثر فیه. و یقال: ضَرَسْتُ السَّهْمَ إِذا عَجَمْتَه؛ قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّةِ: و أَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، به عَلَمانِ من عَقَبٍ و ضَرْسِ و هذا البیت أَورده الجوهری: و أَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
لسان العرب، ج‌6، ص: 118
و أَورده غیره كما أَوردناه؛ قال ابن بری و صواب إِنشاده: و أَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ صُلْب قال: و كذا فی شعره لأَن سهام المیسر توصف بالصفرة و الصلابة؛ و قال طرفة یصف سهماً من سهام المیسر: و أَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه علی النار، و اسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ فوصفه بالصفرة. و المَضْبُوحُ: المُقَوَّمُ علی النار، و حِوارُه: رُجُوعُه. و المُجْمِدُ: المُفیضُ، و یقال للداخل فی جُمادی و كان جُمادی فی ذلك الوقت من شهور البرد. و العَقْبُ: مصدر عَقَبْتُ السَّهم إِذا لَوَیتَ علیه شیئاً، وصف نفسه بضرب قِداحِ المَیْسِر فی زمن البرد و ذلك یدل علی كرمه. و أَما الضَّرْسُ فالصحیح فیه أَنه الحز الذی فی وسط السهم. و قِدْحٌ مُضَرَّسٌ: غیر أَملس لأَن فیه كالأَضراس. اللیث: التَّضْریسُ تحزیز و نَبْرٌ یكون فی یاقوتة أَو لؤْلؤَة أَو خشبة یكون كالضِّرس؛ و قول أَبی الأَسود الدُّؤلی أَنشده الأَصمعی: أَتانیَ فی الضَّبْعاء أَوْسُ بنُ عامِرٍ، یُخادِعُنی فیها بِجِنِّ ضِراسِها فقال الباهلی: الضِّراسُ مِیسِمٌ لهم و الجِنُّ حِدْثان ذلك، و قیل: أَراد بِحِدثانِ نتاجها، و من هذا قیل: ناقة ضَرُوسٌ و هی التی تَعَضُّ حالِبَها. و رجل أَخْرَسُ أَضْرَسُ: إِتباعٌ له. و الضَّرْسُ: صَمْتُ یوم إِلی اللیل. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللَّه عنهما: أَنه كره الضَّرْسَ، و أَصله من العَضِّ، كأَنه عَضَّ علی لسانه فصَمَتَ. و ثوبٌ مُضَرَّسٌ: مُوَشًّی به أَثَرُ الطَّیِّ؛ قال أَبو قِلابَةَ الهُذَلیّ: رَدْعُ الخَلُوقِ بِجِلْدِها فكأَنَّه رَیْطٌ عِتاقٌ، فی الصِّوانِ، مُضَرَّسُ أَی مُوَشًّی، حمله مَرَّةً علی اللفظ فقال مُضَرَّسٌ، و مَرّةً علی المعنی فقال عتاق. و یقال: رَیْطٌ مُضَرَّسٌ لضرب من الوَشْیِ. و تَضارَسَ البِناءُ إِذا لم یِسْتَوِ، و فی المحكم: تَضَرَّسَ البناءُ إِذا لم یستو فصار كالأَضْراسِ. و ضَرَسَهم الزمانُ: اشتدّ علیهم. و أَضْرَسَه أَمر كذا: أَقلقه. و ضَرَّسَتْه الحُروبُ تَضْریساً أَی جَرَّبَتْه و أَحكمته. و الرجلُ مُضَرَّس أَی قد جَرَّبَ الأُمورَ. شمر: رجل مُضَرَّسٌ [مُضَرِّسٌ إِذا كان قد سافر و جَرَّب و قاتَلَ. و ضارَسْتُ الأُمورَ: جَرَّبْتُها و عَرَفْتُها. و ضَرِسَ بنو فلان بالحرب إِذا لم ینتهوا حتی یقاتلوا. و یقال: أَصبح القومُ ضَراسی إِذا أَصبحوا جیاعاً لا یأْتیهم شی‌ء إِلا أَكلوه من الجوع، و مثلُ ضَراسی قوم حَزانی لجماعة الحَزین، و واحدُ الضَّراسی ضَریس و ضَرَسَتْه الحُروبُ تَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّتْه. و حَرْبٌ ضَرُوسٌ: أَكول، عَضُوضٌ. و ناقة ضَرُوسٌ: عَضُوضٌ سیئة الخُلُق، و قیل: هی العَضُوض لتَذُبَّ عن ولدها، و منه قولهم فی الحَرْب: قد ضَرِسَ نابُها أَی ساء خُلُقها، و قیل: هی التی تَعَضُّ حالبها؛ و منه قولهم: هی بِجِنِّ ضِراسِها أَی بِحِدْثانِ نَتاجِها و إِذا كان كذلك حامَتْ عن ولدها؛ قال بِشْرٌ: عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا بشَهْباءَ، لا یَمْشی الضَّراءَ رَقِیبُها
لسان العرب، ج‌6، ص: 119
و ضَرَسَ السَّبُعُ فَریسَته: مَضَغَها و لم یبتلعها. و ضَرَسَتْه الخُطُوب ضَرْساً: عَجَمَتْه، علی المَثَل؛ قال الأَخطل: كَلَمْحِ أَیْدی مَثاكِیلٍ مُسَلِّبَةٍ، یَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدهرِ و الخُطُبِ أَراد الخُطُوبَ فحذف الواو، و قد یكون من باب رَهْن و رُهُنٍ. و المُضَرَّس من الرجال: الذی قد أَصابته البلایا؛ عن اللحیانی، كأَنها أَصابته بأَضراسِها، و قیل: المُضَرَّسُ المُجَرَّبُ كما قالوا المُنَجَّذُ، و كذلك الضِّرسُ و الضَّرِسُ، و الجمع أَضْراسٌ، و كلُّه من الضَّرْسِ. و الضِّرسُ: الرجل الخَشِنُ. و الضَّرْسُ، كفُّ عینِ البُرْقُع. و الضَّرْسُ: طول القیام فی الصلاة. و الضَّرْسُ: عَضُّ العِدْلِ، و الضِّرْسُ: الفِنْدُ فی الجَبَلِ. و الضَّرْسُ: سُوء الخُلُق. و الضَّرْسُ [الضِّرْسُ: الأَرض الخَشِنَة. و الضَّرْسُ: امتحان الرجل فیما یدّعیه من علم أَو شجاعة. و الضِّرْسُ: الشِّیحُ و الرِّمْث و نحوه إِذا أُكلت جُذُولُهُ؛ و أَنشد: رَعَتْ ضِرساً بصحراءِ التَّناهِی، فأَضْحَتْ لا تُقِیمُ علی الجُدُوبِ أَبو زید: الضَّرِسُ و الضَّرِمُ الذی یغضب من الجوع. و الضَّرَسُ: غَضَبُ الجُوعِ. و رجل ضَرِسٌ: غضبان لأَن ذلك یُحَدِّدُ الأَضراس. و فلان ضَرِسٌ شَرِسٌ أَی صَعْب الخُلُق. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، اشتری من رجل فرساً كان اسمه الضَّرِسَ فسماه السَكْبَ، و أَوّل ما غزا علیه أُحُداً؛ الضَّرِس: الصَّعْبُ السی‌ء الخُلُق. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، فی الزبیر: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ.و رجل ضَرِسٌ و ضَرِیسٌ. و منه‌الحدیث فی صفة عَلیٍّ، رضی اللَّه عنه: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلی ضَرِسٍ حدید‌أَی صَعْب العَریكة قَوِیٍّ، و من رواه بكسر الضاد و سكون الراء، فهو أَحد الضروس، و هی الآكام الخشنة، أَی إِلی جبل من حدید، و معنی قوله إِذا فُزع أَی فزع إِلیه و التُجئَ فحذف الجار و استتر الضمیر، و منه‌حدیثه الآخر: كان ما نشاء من ضِرْس قاطع‌أَی ماضٍ فی الأُمور نافذ العَزِیمة. یقال: فلان ضِرْسٌ من الأَضْراس أَی داهیة، و هو فی الأَصل أَحد الأَسنان فاستعاره لذلك؛ و منه‌حدیثه الآخر: لا یَعَضُّ فی العِلم بِضِرْسٍ قاطع‌أَی لم یُتْقِنه و لم یُحْكِم الأُمور. و تَضارَسَ القومُ: تَعادَوْا و تَحارَبوا، و هو من ذلك. و الضِّرْسُ: الأَكمَةُ الخشنة الغلیظة التی كأَنها مُضَرَّسَةٌ، و قیل: الضِّرْسُ قطعة من القُفِّ مُشْرِفَةٌ شیئاً غلیظةٌ جدّاً خشنة الوَطء، إِنما هی حَجَر واحد لا یخالطه طین و لا ینبت، و هی الضُّروس، و إِنما ضَرَسُه غِلْظَةٌ و خُشُونة. و حَرَّةٌ مُضَرَّسَة و مَضْروسَة: فیها كأَضْراسِ الكلاب من الحجارة. و الضَّرِیسُ: الحجارة التی هی كالأَضراس. التهذیب: الضِّرْسُ ما خَشُنَ من الآكام و الأَخاشب، و الضَّرْس طَیُّ البئر بالحجارة. الجوهری: و الضُّرُوس، بضم الضاد، الحجارة التی طُوِیَتْ بها البئر؛ قال ابن مَیَّادَةَ: إِما یَزالُ قائلٌ أَبِنْ، أَبِنْ دَلْوَكَ عن حدِّ الضُّرُوسِ و اللَّبِنْ و بئر مَضْروسَةٌ و ضَرِیسٌ إِذا طُوِیَتْ بالضَّرُیس، و هی الحجارة، و قد ضَرَسْتُها أَضْرُسُها و أَضْرِسُها ضَرْساً، و قیل: أَن تسدَّ ما بین خَصاصِ طَیِّها بحَجَر و كذا جمیع البناء. و الضَّرْسُ: أَن یُلْوَی علی الجَرِیر قِدٌّ أَو وَتَرٌ. و رَیْط مُضَرَّس: فیه ضَرْبٌ من الوَشْی، و فی
لسان العرب، ج‌6، ص: 120
المحكم: فیه كَصُورِ الأَضراس. قال أَبو رِیاش: إِذا أَرادوا أَن یُذَلِّلُوا الجمل الصعب لاثُوا علی ما یقع علی خَطْمِه قِدًّا فإِذا یَبِسَ حَزُّوا علی خَطْمِ الجمل حَزًّا لیقع ذلك القِدُّ علیه إِذا یَبِسَ فیُؤْلِمَه فَیَذِلَّ، فذلك القِدُّ هو الضِّرْسُ، و قد ضَرَسْتُه و ضَرَّسْتُه. و جَرِیرٌ ضَرِسٌ: ذو ضِرْسٍ. و الضَّرْسُ: أَن یُفْقَرَ أَنفُ البعیر بِمَرْوَةٍ ثم یُوضَع علیه وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِیَ علی الجریر لیُذَلَّل به. فیقال: جمل مَضْرُوسُ الجَریر. و الضِّرْسُ: المطرة القلیلة. و الضِّرْسُ: المطر الخفیف. و وقعت فی الأَرض ضُرُوسٌ من مطر إِذا وقع فیها قِطَعٌ متفرِّقة، و قیل: هی الأَمطار المتفرّقة، و قیل: هی الجَوْدُ؛ عن ابن الأَعرابی، واحدها ضِرْسٌ. و الضِّرسُ: السحابةُ تُمْطِرُ لا عَرضَ لها. و الضِّرْسُ: المَطَرُ هاهنا و هاهنا. قال الفراء: مررنا بضِرْسٍ من الأَرض، و هو الموضع یصیبه المطر یوماً أَو قَدْرَ یوم. و ناقةٌ ضَرُوسٌ: لا یُسْمَعُ لدِرَّتِها صَوْت، و اللَّه أَعلم.

ضعرس؛ ج6، ص: 120

: الضَّعْرَسُ: النَّهِمُ الحَرِیصُ.

ضغس؛ ج6، ص: 120

: الضغس: الكَرَوْیا؛ یمانیة، حكاه ابن درید قال: لیس بِثَبَت لأَن أَهل الیمن یسمونها التِّقْدَة.

ضغبس؛ ج6، ص: 120

: الضُّغْبُوسُ: الضعیف. و الضُّغْبُوسُ: وَلَدُ الثُّرْمُلَةِ. و الضُّغْبُوسُ. الرجل المَهِینُ. و الضُّغْبُوسُ و الضَّغابِیسُ: القِثَّاء الصغار، و قیل: شبیه به یؤكل، و قیل: الضُّغْبُوسُ أَغْصانٌ شِبْهُ العُرْجُون تنبت بالغَوْرِ فی أُصول الثُّمامِ و الشَّوْكِ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَة تؤكل. و‌فی الحدیث: أَن صَفْوانَ بن أُمَیَّة أَهدی إِلی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، ضغابیسَ و جِدایَةً؛ هی صغار القثاء، واحدها ضُغْبُوسٌ: و قیل: هو نبت فی أُصُول الثُّمامِ یشبه الهِلْیَوْنَ یُسْلَقُ بالخَلِّ و الزیت و یؤكل. و‌فی حدیث آخر: لا بَأْسَ باجتِناء الضَّغابیس فی الحَرَم، و به یَشَبَّه الرجل الضعیف، یقال: رجل ضُغْبُوسٌ؛ قال جَرِیر یهجو عمر بن لجَإٍ التَّیْمی: قد جَرَّبَتْ عَرَكِی فی كلِّ مُعْتَركٍ غُلْبُ الرِّجالِ، فما بالُ الضَّغابِیسِ؟ تَدْعُوكَ تَیْمٌ، و تَیْمٌ فی قُری سَبَإٍ، قد عَضَّ أَعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِیسِ و التَّیْمُ أَلأَمُ مَن یَمْشی، و أَلأَمُهُمْ ذُهْلُ بنُ تَیْمٍ بنو السُّودِ المَدَانِیسِ تُدْعَی لِشَرِّ أَبٍ یا مِرفَقَیْ جُعَلٍ، فی الصَّیْفِ تَدخُلُ بَیْتاً غیر مَكْنُوسِ قال ابن بری: صواب إِنشاده … غُلْبُ الأُسُود …، قال: و كذلك هو فی شعره. و الأَغْلَبُ الغلیظ الرقبة. و العَرَكُ: المُعَارَكَةُ فی الحرب. و قال أَبو حنیفة: الضُّغْبُوسُ نباتُ الهِلْیَوْنِ سواء، و هو ضعیف، فإِذا جَفَّ خَمَّتْه الریح فطیرته. و امرأَة ضَغِبَةٌ «4»: مُولَعَةٌ بِحبِّ الضَّغابِیسِ، و قد تقدم فی حرف الباء. و الضُّغْبُوسُ: الخبیث من الشیاطین.

ضفس؛ ج6، ص: 120

: ضَفَسْتُ البعیر: جَمَعْت له ضِغْثاً من خَلًی فأَلْقَمْته إِیاه كَضفَزْته.

ضمس؛ ج6، ص: 120

: ضَمَسَه یَضْمِسُه ضَمْساً: مَضَغَه مَضْغاً خَفِیّاً. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، عن
(4). قوله [و امرأة ضغبة] لیس هذا مشتقّاً من الضغابیس لأَن السین فیه غیر مزیدة، و إنما هو منه كسبط من سبطر و دمث من دمثر، و لا فصل بین حرف لا یزاد أَصلًا و بین حرف وقع فی موضع غیر الزیادة و إن عدّ فی جملة الزوائد؛ كذا بهامش النهایة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 121
الزبیر: ضَرِسٌ ضَمِسٌ؛ قال ابن الأَثیر و الروایة ضَبِسٌ، قال: و المیم قد تبدل من الباء، و هما بمعنی الصَّعْب العَسِر.

ضنبس؛ ج6، ص: 121

: الضِّنْبِسُ: الرِّخْوُ اللئیم. و رجل ضِنْبِسٌ: ضعیف البَطْشِ سریع الانكسار، و اللَّه أَعلم.

ضنفس؛ ج6، ص: 121

: الضِّنْفِسُ: الرِّخْوُ اللئیم.

ضهس؛ ج6، ص: 121

: ضَهَسَه یَضْهَسُه ضَهْساً: عَضَّه بمُقَدَّم فیه و فی كلام بعضهم إِذا دَعَوْا علی الرجل: لا یأْكل إِلا ضاهِساً، و لا یَشْربُ إِلا قارِساً، و لا یَحْلُب إِلا جالِساً؛ یریدون لا یأْكل ما یتكلف مَضْغه إِنما یأْكل النَّزْرَ القلیل من نبات الأَرض و یأْكله بمُقَدَّم فیه؛ و القارِسُ: البارد، أَی لا یشرب إِلا الماء دون اللبن؛ و لا یَحْلُبُ إِلا جالساً، یدعو بحلب الغنم و عدم الإِبل.

ضیس؛ ج6، ص: 121

: ضاسَ النبتُ یَضِیسُ. هاج؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و قال مرة؛ هو أَول الهَیْج، نَجْدِیَّة. و ضاسٌ: اسم جبل، قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَن أَلفه یاء و إِن كانت عیناً، و العین واواً أَكثر منها یاء لوجودنا یَضِیسُ و عدمنا هذه المادة من الواو جملة؛ قال: تَهَبَّطْنَ من أَكناف ضاسَ و أَیْلَةٍ إِلیها، و لو أَغْری بهنَّ المُكَلِّبُ

فصل الطاء المهملة؛ ج6، ص: 121

طبس؛ ج6، ص: 121

: التَّطْبِیسُ: التَّطْبیقُ. و الطَّبَسان: كُورَتانِ بِخُراسانَ؛ قال مالك بن الرَّیب المازنی: دعانی الهوی من أَهْلِ أَوْدَ، و صُحْبَتی بذی الطَّبَسَیْنِ، فالْتَفَتُّ ورائیا «1» و فی التهذیب: و الطَّبَسَینِ كُورَتان من خُراسان. ابن الأَعرابی: الطَّبْسُ الأَسْوَدُ من كل شی‌ء. و الطِّبْسُ: الذئب. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: كیف لی بالزُّبَیْر و هو رجل طِبْسٌ؛ أَراد أَنه یشبه الذئب فی حَرْصِه و شَرَهِهِ، قال الحَرْبی: أَظنه أَراد لَقِسٌ أَی شَرِه حریص.

طحس؛ ج6، ص: 121

: ابن دُرَیْدٍ: و الطَّحْسُ یكنی به عن الجماع، یقال: طَحَسَها و طَحَزَها؛ قال الأَزهری: و هذا من مناكیر ابن درید.

طخس؛ ج6، ص: 121

: الطِّخْسُ: الأَصل. الجوهری: الطِّخْسُ، بالكسر، الأَصلُ و النِّجارُ. ابن السكیت: إِنه لَلَئیم الطِّخْسِ أَی لئیم الأَصل؛ و أَنشد: إِنَّ امْرَأً أُخِّرَ من أَصْلنا أَلأَمُنا طِخْساً، إِذا یُنْسَبُ و كذلك لئیم الكِرْسِ و الإِرْسِ. ابن الأَعرابی: یقال فلان طِخْسُ شَرٍّ و سبیل شَرّ و سِنُّ شر و صِنْوُ شرّ و رِكْبَةُ شر و بِلْوُ شر و كُمَّر شر و فِرْقُ شرّ إِذا كان نهایةً فی الشر.

طرس؛ ج6، ص: 121

: الطِّرْسُ: الصحیفة، و یقال هی التی مُحِیت ثم كتبت، و كذلك الطِّلْسُ. ابن سیدة: الطِّرْسُ الكتاب الذی محی ثم كتب، و الجمع أَطْراس و طُروس، و الصاد لغة. اللیث: الطِّرْس الكتاب المَمْحُوُّ الذی یستطاع أَن تعاد علیه الكتابة، و فِعْلُك به التَّطْریسُ. و طَرَّسَه: أَفسده. و‌فی الحدیث: كان النَخَعِیُّ یأْتی عبیدة فی المسائل فیقول عبیدةُ: طَرِّسْها یا أَبا إِبراهیم‌أَی امْحُها، یعنی الصحیفة. یُقال: طَرَّسْتُ الصحیفة إِذا أَنعمت محوها. و طَرَسَ الكتابَ: سَوَّده. ابن الأَعرابی: المُتَطَرِّسُ و المُتَنَطِّسُ المُتَنَوِّقُ المختار؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسی
(1). و فی روایة أخری: … مِن أَهلِ وُدّی …
لسان العرب، ج‌6، ص: 122
یصف جاریة: بیضاءُ مُطْعَمَةُ المَلاحةِ، مِثْلُها لَهْوُ الجَلیسِ و نِیقةُ المُتَطَرِّسِ و طَرَسُوسُ «1»: بلد بالشام، و لا یخفف إِلا فی الشعر لأَن فَعْلُولًا لیس من أَبنیتهم، و اللَّه أَعلم.

طرطس؛ ج6، ص: 122

: الطَّرْطَبِیسُ: الناقة الخَوَّارةُ. و یقال: ناقة طَرْطَبِیسٌ إِذا كانت خَوَّارةً فی الحَلْبِ. و الطَّرْطَبِیس و الدَّرْدَبیسُ واحد، و هی العجوز المسترخِیَة. و الطَّیْسُ و الطَّیْسَلُ و الطَّرْطَبیسُ بمعنی واحد فی الكثرة، و الطَّرْطَبیسُ: الماء الكثیر.

طرفس؛ ج6، ص: 122

: الطِّرْفِسانُ: القطعة من الأَرض، و قیل: من الرمل؛ قال ابن مقبل: فَمَرَّتْ علی أَطْرافِ هِرّ عَشِیَّةً، لها التَّوأَبانِیَّانِ لم یَتفَلْفَلا أُنِیخَت فَخرَّتْ فوق عُوجٍ ذَوابلٍ، و وَسَّدْتُ رأْسی طِرْفِساناً مُنَخَّلا قوله فوق عُوج یرید قوائمها. و الذوابل: القلیلة اللحم الصُّلْبة. و المُنَخَّل: الرمل الذی نخلته الریاح؛ و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: عنی بالطِّرْفِسان الطِّنْفِسَة و بالمُنَخَّلِ المُتَخَیَّر. ابن شمیل: الطِّرْفِساء الظَّلْماءُ لیست من الغیم فی شی‌ء و لا تكون ظلماء إِلا بغیم. و یقال: السماء مُطَرْفِسةٌ و مُطَنْفِسة إِذا اسْتَغْمَدَتْ فی السحاب الكثیر، و كذلك الإِنسان إِذا لبس الثیاب الكثیرة مُطَرْفِسٌ و مُطَنْفِسٌ. و طَرْفَسَ الرجلُ إِذا حَدَّدَ النظر، هكذا رواه اللیث بالسین، و روی أَبو عمرو و طرفش، بالشین المعجمة، إِذا نظر و كَسَر عینیه.

طرمس؛ ج6، ص: 122

: الطِّرْمِسُ و الطِّرْمِساءُ، ممدوداً: الظلمةُ، و قد یوصف بها فیقال لیلة طِرْمِساءُ. و لیالٍ طِرْمِساء: شدیدة الظلمة؛ أَنشد ثعلب: و بَلَدٍ كَخَلَقِ العَبایَهْ، قَطَعْتُه بِعِرْمِسٍ مَشَّایَهْ، فی لیلةٍ طَخْیاءَ طِرْمِسایَهْ و قد اطْرَمَّسَ اللیلُ. قال أَبو حنیفة: الطِّرْمِساء السحاب الرقیق الذی لا یُواری السماءَ، و قیل: هو الطِّلْمِساءُ، باللام. و الطِّرْمِساء و الطِّلْمِساءُ: الظلمة الشدیدة. و طَرْمَسَ اللیل و طَرْسَمَ: أَظلم، و یقال بالشین المعجمة. و الطِّرْمِسُ: اللئیم الدنی‌ء. و الطُّرْمُوسُ: الخَرُوفُ. و الطَّرْمَسةُ: الانقباض و النُّكُوصُ. و طَرْمَسَ الرجلُ: كَرِه الشی‌ءَ. و طَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهَه، و كذلك طَلْمَسَ و طَلْسَم و طرْسَمَ. و یقال للرجلْ إِذا نَكَصَ هارباً: قد طَرْسَمَ و طَرْمَسَ و سَرْطَمَ. و طَرْمَسَ الكتابَ: محاه. و الطُّرْمُوسة و الطُّرْمُوسُ: خُبْزُ المَلَّة، و اللَّه أَعلم.

طسس؛ ج6، ص: 122

: الطَّسُّ و الطَّسَّةُ و الطِّسَّة: لغة فی الطَّسْتِ؛ قال حُمَیْدُ بن ثَوْر: كأَنَّ طَسّاً بین قُنْزُعاتِه قال ابن بری: البیت لحمید الأَرْقَط و لیس لحمید بن ثور كما زعم الجوهری، و قبله: بَینا الفَتی یَخبِطُ فی غَیْساتِه، إِذ صَعَدَ الدَّهْرُ إِلی عِفْراتِه، فاجْتاحَها بِمِشْفَرَیْ مِبْراته، كأَنّ طَسّاً بین قُنْزُعاتِه موتاً تَزِلُّ الكَفُّ عن صَفاتِه
(1). قوله [و طرسوس] كحلزون، و اختار الأَصمعی فیه ضم الطاء كعصفور انتهی. شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 123
الغَیسَةُ: النَّعْمَةُ و النَّضارة. و عِفْراتِه: شعر رأْسه. و القُنْزُعَةُ: واحدة القنازع، و هو الشعر حوالی الرأْس؛ قال رؤبة: حتی رَأَتْنِی، هامتی كالطَّسِّ، تُوقِدُها الشمسُ ائْتِلاقَ التُّرْسِ و جمع الطَّسِّ [الطِّسِّ أَطْساسٌ و طُسُوسٌ و طَسِیسٌ؛ قال رؤبة: قَرْع یَدِ اللَّعَّابَة الطَّسِیسا و جمع الطَّسَّةِ و الطِّسَّة: طِساسٌ، قال: و لا یمتنع أَن تجمع طِسَّة علی طِسَسٍ بل ذاك قیاسه. و‌فی حدیث الإِسراء: و اختلف إِلیه میكائیل بثلاثِ طِساسٍ من زمزم؛ هو جمع طَسٍّ، و هو الطَّسْتُ. قال: و التاء فیه بدل من السین فجمع علی أَصله. قال اللیث: الطَّسْتُ هی فی الأَصل طَسَّةٌ و لكنهم حذفوا تثقیل السین فخففوا و سكنت فظهرت التاء التی فی موضع هاء التأْنیث لسكون ما قبلها، و كذلك تظهر فی كل موضع سكن ما قبلها غیر أَلف الفتح. قال: و من العرب من یُتَمم الطَّسَّةَ [الطِّسَّةَ فیُثقِّل و یُظْهِر الهاء، قال: و أَما من قال إِن التاء التی فی الطَّسْتِ أَصلیة فإِنه ینتقض علیه قوله من وجهین: أَحدهما أَن الطاء و التاءَ لا یدخلان فی كلمة واحدة أَصلیة فی شی‌ء من كلام العرب، و الوجه الثانی أَن العرب لا تجمع الطَّسْتَ إِلَّا بالطِّساسِ و لا تصغرها إِلا طُسَیْسَة، قال: و من قال فی جمعها الطَّسَّات فهذه التاء هی تاء التأْنیث بمنزلة التاء التی فی جماعات النساء فإِنه یجرّها فی موضع النصب، قال اللَّه تعالی: أَصْطَفَی الْبَنٰاتِ عَلَی الْبَنِینَ؛ و من جعل هاتین اللتین فی الابْنَةِ و الطَّسْتِ أَصلیتین فإِنه ینصبهما لأَنهما یصیران كالحروف الأَصلیة مثل تاء أَقوات و أَصوات و نحوه، و من نصب البنات علی أَنه لفظ فَعَالٍ انتقض علیه مثلُ قوله هِباتٍ و ذواتٍ، قال الأَزهری: و تاء البنات عند جمیع النحویین غیر أَصلیة و هی مخفوضة فی موضع النصب، و قد أَجمع القُرَّاء علی كسر التاء فی قوله تعالی: أَصْطَفَی الْبَنٰاتِ عَلَی الْبَنِینَ؛ و هی فی موضع النصب؛ قال المازنی أَنشدنی أَعرابی فصیح: لو عَرَضَتْ لأَیْبُلِیٍّ قَسِّ، أَشْعَثَ فی هَیْكَلِهِ مُنْدَسِّ، حَنَّ إِلیها كَحَنِینِ الطَّسِّ قال: جاء بها علی الأَصل لأَن أَصلها طَسٌ، و التاء فی طَسْتٍ بدل من السین كقولهم سِتَّة أَصلها سِدْسة، و جمع سِدْسٍ أَسْداسُ، و سِدْسٌ مبنیٌ علی نفسه. قال أَبو عبیدة: و مما دخل فی كلام العرب الطَّسْتُ و التَّوْرُ و الطَّاجِنُ و هی فارسیة كلها «2». و قال غیره: أَصله طَسْت فلما عربته العرب قالوا طَسٌّ فجمعوه طُسُوساً. قال ابن الأَعرابی: الطَّسِیسُ جمع الطَّسِّ، قال الأَزهری: جمعوه علی فَعِیل كما قالوا كَلِیب و مَعِیز و ما أَشبهها، و طی‌ء تقول طَسْتٌ، و غیرهم طَسٌّ، قال: و هم الذین یقولون لِصْتٌ للِّصِّ، و جمعه لُصُوتٌ و طُسُوت عندهم. و‌فی حدیث زِرٍّ قال: قلت لأُبَیّ بن كعبٍ أَخبرنی عن لیلة القَدْر، فقال: إِنها فی لیلة سبع و عشرین، قلت: و أَنَّی عَلِمْتَ ذلك؟ قال: بالآیة التی نبأَنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، قلت: فما الآیة؟ قال: أَن تَطْلُعَ الشمسُ غَداةَ إِذٍ كأَنها طَسٌّ لیس لها شُعاع؛ قال سفیان الثوری: الطَّسُّ هو الطَّسْتُ‌و الأَكثر الطَّسُّ بالعربیة. قال الأَزهری: أَراد أَنهم لما عَرَّبوه قالوا طَسٌّ. و الطَّسَّاسُ: بائع الطُّسُوسِ،
(2). قوله [و هی فارسیة كلها] و قیل إن التور عربی صحیح كما نقله الجوهری عن ابن درید.
لسان العرب، ج‌6، ص: 124
و الطِّساسةُ: حِرْفَتُه. و فی نوادر الأَعراب: ما أَدری أَین طَسَّ و لا أَین دَسَّ و لا أَین طَسَمَ و لا أَین طَمَس و لا أَین سَكَعَ، كله بمعنی أَین ذهب. و طَسَّسَ فی البلاد أَی ذهب؛ قال الراجز: عَهْدی بأَظْعانِ الكَتُوم تُمْلَسُ، صِرْمٌ جَنانِیٌّ بها مُطَسِّسُ و طَسَّ القومُ إِلی المكان: أَبْعَدوا فی السیر. و الأَطْساسُ: الأَظافیر. و الطَّسَّانُ: مُعْتَرَكُ الحَرْب؛ عن الهَجَرِیِّ رواه عن أَبی الجُحَیش؛ و أَنشد: و خَلُّوا رِجالًا فی العَجاجَةِ جُثَّماً، و زُحْمةُ فی طَسَّانِها، و هو صاغِرُ

طعس؛ ج6، ص: 124

: الطَّعْس: كلمة یكنی بها عن النكاح.

طغمس؛ ج6، ص: 124

: الطُّغْمُوسُ: الذی أَعْیا خُبْثاً. اللیث: الطُّغْمُوسُ المارد من الشیاطین و الخبیث من القطارب.

طفس؛ ج6، ص: 124

: الطَّفَسُ: قَذَرُ الإِنسان إِذا لم یتعهد نفسه بالتنظیف. رجل نَجِسٌ طَفِسٌ: قَذِرٌ، و الأُنثی طَفِسة. و الطَّفَسُ، بالتحریك: الوَسَخُ و الدَّرَنُ، و قد طَفِسَ الثوبُ، بالكسر، طَفَساً و طفاسَةً، و طَفَسَ الرجل: مات و هو طافس؛ و یروی بیت الكمیت: و ذا رَمَقٍ منها یُقَضِّی و طافِسا یصف الكلاب. الجوهری: طَفَسَ البِرْذَوْنُ یَطْفِسُ طُفُوساً أَی مات.

طفرس؛ ج6، ص: 124

: طِفْرِسٌ: سَهلٌ لَیِّنٌ.

طلس؛ ج6، ص: 124

: الطَّلْسُ: لغة فی الطِّرْس. و الطَّلْسُ: المَحْوُ، و طَلَسَ الكتاب طَلْساً و طَلَّسه فتَطَلَّسَ: كطَرَّسه. و یقال للصحیفة إِذا محیت: طِلْس و طِرْسٌ؛ و أَنشد: و جَوْنِ خَرْقٍ یَكْتَسی الطُّلُوسا یقول: كأَنما كُسِیَ صُحُفاً قد محیت مرة لدُرُوس آثارها. و الطِّلسُ: كتاب قد مُحِیَ و لم یُنعَمْ مَحْوُه فیصیر طِلْساً. و یقال لجِلْدِ فَخِذِ البعیر: طِلْسٌ لتساقط شعره و وَبَرِه، و إِذا محوت الكتاب لتفسد خطه قلت: طَلَسْتُ، فإِذا أَنعمت محوه قلت: طَرَسْتُ. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه أَمَرَ بطَلْس الصُّوَرِ التی فی الكعبة؛ قال شمر: معناه بطَمْسِها و مَحْوِها. و یقال: اطْلِسِ الكتابَ أَی امْحُه، و طَلَسْت الكِتابَ أَی محوته. و‌فی الحدیث: قولُ لا إِله إِلا اللَّه یَطْلِس ما قبله من الذنوب.و‌فی حدیث علیّ، رضی اللَّه عنه: قال له لا تَدَعْ تِمْثالًا إِلا طَلَسْتَه‌أَی مَحَوْتَه، و قیل: الأَصل فیه الطُّلْسَةُ و هی الغُبْرَةُ إِلی السواد. و الأَطْلَسُ: الأَسودُ و الوَسَخُ. و الأَطْلَسُ: الثوب الخَلَقُ، و كذلك الطِلْسُ بالكسر، و الجمع أَطْلاسٌ. یقال رجل أَطْلَسُ الثوب؛ قال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، لیس له إِلا الضِّراءُ و إِلا صَیْدُها نَشَبُ و ذئب أَطْلَسُ: فی لونه غُبْرةٌ إِلی السواد؛ و كل ما كان علی لونه، فهو أَطْلَسُ، و الأُنثی طَلْساءُ، و هو الطِّلْسُ، ابن شُمَیْل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ یشبَّه بالذئب. و الطَّلَسُ و الطَّلَسةُ: مصدر الأَطْلَسِ من الذئاب، و هو الذی تساقط شعره، و هو أَخبث ما یكون. و الطِّلْسُ: الذئب الأَمْعَطُ، و الجمع الطُّلْسُ. التهذیب: و الطَّلْسُ و الطَّمْسُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 125
واحدٌ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللَّه عنه: أَن مُوَلَّداً أَطْلَس سرق فقطع یده.قال شمر: الأَطْلَسُ الأَسود كالحَبَشِیِّ و نحوه؛ قال لبید: فأَطارَنی منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ، و بِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه فی المَنْكِبِ أَطْلَس: عبدٌ حَبَشِیّ أَسود، و قیل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ، شبه بالذئب الذی تساقط شعره. و الطِّلْسُ و الأَطْلَسُ من الرجال: الدَّنِسُ الثیاب، شبه بالذئب فی غُبْرة ثِیابه؛ قال الراعی: صادَفْتُ أَطْلَسَ مَشَّاءً بأَكْلُبِه، إِثْرَ الأَوابِدِ لا یَنْمِی له سَبَدُ و رجل أطْلَسُ الثیاب وَسِخُها. و‌فی الحدیث: تأْتی رجالًا طُلْساً‌أَی مُغْبَرَّةَ الأَلوان، جمع أَطْلَسَ. و فلان علیه ثوب أَطْلَسُ إِذا رُمِیَ بقبیح؛ و أَنشد أَبو عبید: و لَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَیْنِ یُصْبی حَلِیلَتَه، إِذا هَدَأَ النِّیامُ لم یرد بحلیلته امرأَته و لكن أَراد جارته التی تُحالُّه فی حِلَّتِه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَن عاملًا له وَفَدَ علیه أَشْعَثَ مُغْبَرّاً علیه أَطْلاسٌ، یعنی ثیاباً وَسِخَةً. یقال: رجل أَطْلَسُ الثوب بَیِّنُ الطُّلْسةِ، و یقال للثوب الأَسودِ الوَسِخ: أَطْلَسُ؛ و قال فی قول ذی الرمة: بطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً و لا شِبْرا یعنی خِرْقَةً وَسِخَةً ضَمَّنها النارَ حین اقْتدح. و الطَّیْلَسُ و الطَّیْلَسانُ: ضرب من الأَكسیة «1»؛ قال ابن جنی: جاء مع الأَلف و النون فَیْعَلٌ فی الصحیح علی أَن الأَصمعی قد أَنكر كسرة اللام، و جَمع الطَّیلَس و الطَّیْلَسان [الطَّیْلِسان و الطّیلُسان طَیالِس و طَیالِسة، دخلت فیه الهاء فی الجمع للعجمة لأَنه فارسی معرّب، و الطَّالِسانُ لغة فیه، قال: و لا أَعرف للطَّالسان جمعاً، و قد تَطَلْیَسْتُ بالطَّیْلَسان و تَطَیْلَسْتُ. التهذیب: الطَّیْلسان تفتح اللام فیه و تكسر؛ قال الأَزهری: و لم أَسمع فَیْعِلان، بكسر العین، إِنما یكون مضموماً كالخَیْزُرانِ و الحَیْسُمانِ، و لكن لما صارت الضمة و الكسرة أُختین و اشتركتا فی مواضع كثیرة دخلت الكسرة موضع الضمة، و حكی عن الأَصمعی أَنه قال: الطیلسان لیس بعربی، قال: و أَصله فارسی إِنما هو تالشان فأُعرب. قال الأَزهری: لم أَسمع الطَّیْلِسان، بكسر اللام، لغیر اللیث. و روی أَبو عبید عن الأَصمعی أَنه قال: السُّدُوسُ الطَّیْلَسان، هكذا رواه الجوهری و العامة تقول الطَّیْلِسانُ، و لو رخَّمت هذا فی موضع النداء لم یجز لأَنه لیس فی كلامهم فَیْعِل بكسر العین إِلا معتلًّا نحو سَیِّدٍ و مَیِّتٍ، و اللَّه أَعلم.

طلمس؛ ج6، ص: 125

: لیلة طِلْمِساءُ كطِرْمِساء، و الطِّلْمِساء و الطِّرْمساء: اللیلة الشدیدة. و الطِّلْمِساء: الرقیق من السحاب. و قال أَبو خَیْرَة: هو الطِّرْمِساء، بالراء، و قیل: الطِّلْمِساء الأَرض التی لیس بها منار و لا عَلَم؛ و قال المَرَّارُ: لقد تَعسَّفْتُ الفَلاة الطِّلمِسا یَسِیر فیها القومُ خِمْساً أَمْلَسا و طَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهه، و كذلك طَلْمَسَ و طَلْسَمَ.

طلنس؛ ج6، ص: 125

: ابن بُزُرج: اطْلَنْسَأْتُ أَی تَحَوَّلْتُ من منزل إِلی منزل.
(1). قوله [ضرب من الأَكسیة] أَی أَسود، قال المرار بن سعید الفقعسی: فرفعت رأسی للخیال فما أَری غیر المطی و ظلمة كالطیلس كذا فی التكملة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 126

طمس؛ ج6، ص: 126

: الطُّمُوس: الدروس و الانْمِحاء. و طَمَس الطریقُ و طَسَمَ یَطْمِسُ و یَطْمُسُ طُموساً: درَسَ و امَّحی أَثَرُه؛ قال العجاج: و إِن طَمَسَ الطریقُ تَوَهَّمَتْه بخَوْصاوَیْنِ فی لَحِجٍ كَنِینِ و طَمَسْتُه طَمْساً، یَتَعَدَّی و لا یتعدَّی. و انْطَمَس الشی‌ءُ و تَطَمَّسَ: امَّحَی و دَرَسَ. قال شمر: طُموسُ البصر ذهاب نوره و ضوئه، و كذلك طُمُوس الكواكب ذهاب ضَوْئها؛ قال ذو الرمة: فلا تَحْسِبی شَجِّی بك البیدَ كلما تَلأْلأَ بالغَوْرِ النجومُ الطَّوامِسُ و هی التی تخفی و تغیب. و یقال: طَمَسْتُه فطَمَس طُمُوساً إِذا ذهب بصره. و طُمُوس القلب: فسادُه. أَبو زید: طَمَس الرجلُ الكتابَ طُموساً إِذا دَرَسه. و‌فی صفة الدَّجَّال: أَنه مَطْموسُ العین‌أَی مَمْسُوحها من غیر فحش. و الطَّمْسُ: استئصال أَثر الشی‌ء. و‌فی حدیث وَفْدِ مَذْحِج: و یُمْسی سَرابُها طامِساً‌أَی یذهب مرة و یجی‌ء أُخری. قال ابن الأَثیر: قال الخطابی كان الأَشبه أَن یكون سَرابُها طامیاً و لكن كذا یروی. و طَمَس اللَّهُ علیه یَطْمِسُ و طَمَسَه، و طُمِسَ النجمُ و القمر و البصر: ذهب ضوءُه. و قال الزجاج: المَطْموس الأَعمی الذی لا یبین حَرْفُ جَفْنِ عینه فلا یری شُفْرُ عینیه. و فی التنزیل العزیز: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَطَمَسْنٰا عَلیٰ أَعْیُنِهِمْ؛ یقول: لو نشاء لأَعمیناهم، و یكون الطموس بمنزلة المسخ للشی‌ء، و كذلك قوله عز و جل: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً، قال الزجاج: فیه ثلاثة أَقوال: قال بعضهم یجعل وجوههم كأَقفیتهم، و قال بعضهم یجعل وجوههم منابت الشعر كأَقفیتهم، و قیل: الوجوه هاهنا تمثیل بأَمر الدین؛ المعنی من قبل أَن نضلهم مجازاة لما هم علیه من العناد فنضلهم إِضلالًا لا یؤمنون معه أَبداً. قال و قوله تعالی: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَطَمَسْنٰا عَلیٰ أَعْیُنِهِمْ؛ المعنی لو نشاء لأَعمیناهم، و قال فی قوله تعالی: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلیٰ أَمْوٰالِهِمْ، أَی غَیِّرْها، قیل: إِنه جعل سُكَّرَهم حجارة. و تأْویل طَمْسِ الشی‌ء: ذهابُه عن صورته. و الطَّمْسُ: آخر الآیات التسع التی أُوتیها موسی، علیه السلام، حین طُمِسَ علی مال فرعون بدعوته فصارت حجارة. جاء‌فی التفسیر: أَنه صیر سُكَّرَهم حجارة.و أَرْبُعٌ طِماسٌ: دارِسَة. و الطَّامِسُ: البعیدُ. و طَمَسَ الرجلُ یَطْمُس طُمُوساً: بَعُدَ. و خَرْقٌ طامِسٌ: بعید لا مَسْلك فیه؛ و أَنشد شمر لابن مَیَّادة: و مَوْماةٍ یَحارُ الطِّرْفُ فیها، صَمُوتِ اللیلِ طامِسَةِ الجِبالِ قال: طامسة بعیدة لا تتبین من بُعد، و تكون الطَّامِسة التی غطاها السَّراب فلا تری. و طَمَسَ بعینه: نظر نظراً بعیداً. و الطَّامِسِیَّة: موضع؛ قال الطِّرِمَّاح بن الجَهْم: انْظُرْ بعینِك هل تَرَی أَظْعانَهُم؟ فالطَّامِسِیَّةُ دُونَهُنَّ فَثَرْمَدُ الأَزهری: قال أَبو تراب سمعت أَعرابیّاً یقول طَمَسَ فی الأَرض و طَهَسَ إِذا دخَل فیها إِما راسخاً و إِما واغلًا، و قال شجاع بالهاء؛ و یقال: ما أَدری أَین طَمَسَ و أَین طَوَّسَ أَی أَین ذهب. الفراء فی كتاب المصادر: الطَّماسَةُ كالحَزْرِ، و هو مصدر. یقال: كم یكفی داری هذه من آجُرَّةٍ؟ قال: اطْمِسْ أَی احْزِرْ [احْزُرْ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 127‌

طمرس؛ ج6، ص: 127

: الطِّمْرِس: الدَّنی‌ء اللئیم. و الطُّرْمُوسُ: الخَرُوفُ. و الطِّمْرِساء: السحاب الرقیق كالطِّرْمِساء؛ عن أَبی حنیفة. الجوهری: الطِّمْرِسُ و الطُّمْرُوسُ الكذاب.

طملس؛ ج6، ص: 127

: الجوهری: رَغِیفٌ طَمَلَّسٌ، بتشدید اللام، أَی جافٌّ؛ قال ابن الأَعرابی: قلت للعُقَیْلِیّ: هل أَكلت شیئاً؟ فقال: قُرْصَتَیْنِ طَمَلَّسَتَیْن.

طنس؛ ج6، ص: 127

: ابن الأَعرابی: الطَّنَسُ الظلمة الشدیدة، قال: و النُّسُطُ الذین یستخرجون أَولاد النُّوق إِذا تَعَسَّر وِلادُها. قال الأَزهری: النون فی هذین الحرفین مبدلة من المیم، فالطَّنْسُ أَصله الطَّمْسُ أَو الطَّلْس، و النَّسْطُ مثل المَسْطِ سواء، و كلاهما مذكور فی بابه.

طنفس؛ ج6، ص: 127

: الطِّنْفِسَة و الطُّنْفُسة، بضم الفاء؛ الأَخیرة عن كراع: النُّمْرُقَة فوق الرحل، و جمعها طَنافِسُ؛ و قیل: هی البِساط الذی له خَمْلٌ رقیق، و لها ذكر فی الحدیث. ابن الأَعرابی: طَنْفَسَ إِذا ساء خُلُقه بعد حُسْن. و یقال للسماء: مُطَرْفِسَة و مُطَنْفِسَة إِذا اسْتَغْمَدت فی السحاب الكثیر، و كذلك الإِنسان إِذا لبس الثیاب الكثیرة مُطَرْفِسٌ و مُطَنْفِس.

طهس؛ ج6، ص: 127

: قال أَبو تراب: سمعت أَعرابیّاً یقول طَمَسَ فی الأَرض و طَهَسَ إِذا دخل فیها إِما دخل فیها إِما راسخاً و إِما واغِلًا، و قال شجاع بالهاء.

طهلس؛ ج6، ص: 127

: التهذیب فی الرباعی: اللیث الطِّهْلِیسُ العسكر الكثیف؛ و أَنشد: جَحْفَلًا طِهْلِیسا

طوس؛ ج6، ص: 127

: طاسَ الشی‌ءَ طَوْساً: وَطِئَه. و الطَّوْسُ: الحُسْنُ. و قد تَطَّوَّسَتِ الجاریةُ: تزینت. و یقال للشی‌ء الحَسَن؛ إِنه لَمُطَوَّسٌ؛ و قال رؤبة: أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ و وجه مُطَوَّسٌ: حسن؛ و قال أَبو صخر الهذلی: إِذ تَسْتَبِی قَلْبِی بِذی عُذَرٍ ضافٍ، یَمُجُّ المِسْك كالكَرْمِ و مُطَوَّسٍ سَهْلٍ مَدامِعُه، لا شاحِبٍ عارٍ و لا جَهْمِ و قال المُؤَرِّج: الطاؤُوسُ فی كلام أَهل الشام الجمیل من الرجال؛ و أَنشد: فلو كنتَ طاؤُوساً لكنتَ مُمَلَّكاً، رُعَیْنُ، و لكن أَنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ قال: و اللأْمُ اللئیم. و رُعَیْن: اسم رجل. و الطاؤُوس فی كلام أَهل الیمن: الفِضَّة. و الطاؤُوس: الأَرض المُخْضَرَّة التی علیها كلُّ ضَرْبٍ من الوَرْدِ أَیامَ الربیع. أَبو عمرو: طاسَ یَطُوسُ طَوساً إِذا حَسُنَ وجهُه و نَضَرَ بعد عِلَّةٍ، و هو مأْخوذ من الطَّوْسِ، و هو القمر. الأَشجعی: یقال ما أَدری أَین طَمَسَ و أَین طَوَّسَ أَی أَین ذهب. و الطاؤُوس: طائر حسن، همزته بدل من واو لقولهم طَواویس، و قد جمع علی أطْواسٍ باعتقاد حذف الزیادة، و یُصَغَّرُ الطَّاؤُوس علی طُوَیْسٍ بعد حذف الزیادة. و طُوَیْسٌ. اسم رجل ضُرِب به المثل فی الشؤم، قال: و أُراه تصغیر طاؤوس مُرَخَّماً، و قولهم: أَشأَم من طُوَیْسٍ؛هو مخنث كان بالمدینة و قال: یا أَهل المدینة تَوَقَّعُوا خروجَ الدجال ما دُمْتُ بین ظَهْرانَیْكُمْ فإِذا مُتُّ فقد أَمنتم لأَنی ولدت فی اللیلة التی تُوُفِّیَ فیها رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه
لسان العرب، ج‌6، ص: 128
و سلم، و فُطِمْتُ فی الیوم الذی توفی فیه أَبو بكر، رضی اللَّه عنه، و بلغت الحُلُمَ فی الیوم الذی قتل فیه عمر، رضی اللَّه عنه، و تزوّجت فی الیوم الذی قتل فیه عثمان، رضی اللَّه عنه، و ولد لی فی الیوم الذی قتل فیه علیّ، رضی اللَّه عنه، و كان اسمه طاؤُوساً، فلما تخنث جعله طُوَیْساً و تَسَمَّی بعبد النَّعِیم؛ و قال فی نفسه: إِننی عبد النعیم، أَنا طاؤُوس الجحیم، و أَنا أَشأَم من یمشی علی ظهر الحَطیم و الطَّاسُ: الذی یُشرب به. و قال أَبو حنیفة: هو القاقُوزَّةُ. و الطَّوْسُ: الهلال، و جمعه أَطواسٌ. و طُواسٌ: من لیالی آخر الشهر. و طُوسُ و طُواسُ: موضعان. و الطَّوْسُ: القمرُ. و الطُّوسُ: دواء المَشِیِّ، و اللَّه أَعلم.

طیس؛ ج6، ص: 128

: الطَّیْسُ: الكثیر من الطعام و الشراب و الماء و العَدَدُ الكثیر، و قیل: هو الكثیر من كل شی‌ء. و طاسَ الشی‌ءُ یَطِیسُ طَیْساً إِذا كثر؛ قال رؤبة: عَدَدْتُ قَوْمِی كعَدِیدِ الطَّیْسِ، إِذ ذَهَبَ القومُ الكرامُ لَیْسِی أَراد بقوله لیسی غیری. قال: و اختلفوا فی تفسیر الطَّیْسِ فقال بعضهم: كل من علی ظهر الأَرض من الأَنام فهو من الطَّیْسِ، و قال بعضهم: بل هو كل خَلْقٍ كثیر النَّسْل نحو النمل و الذباب و الهوامّ، و قیل: یعنی الكثیر من الرَّمْلِ. و حِنْطة طَیْسٌ: كثیرة؛ قال الأَخطل: خَلُّوا لَنا رَاذانَ و المَزارِعا و حِنْطَةً طَیْساً و كَرْماً یانِعا و قال آخر یصف حمیراً: فَصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهَلا أَخْضَرَ طَیْساً زَغْرَبِیّاً طَیْسَلا و الطَّیْسَلُ: مثل الطَّیْسِ، و اللام زائدة. و الطَّیْس: ما علی الأَرض من التراب و الغَمام، و قیل: ما علیها من النمل و الذباب و جمیع الأَنام. و الطَّیْس و الطَّیْسَلُ و الطَّرْطَبیس بمعنی واحد فی الكثرة، و اللَّه أَعلم.

فصل العین المهملة؛ ج6، ص: 128

عبس؛ ج6، ص: 128

: عَبَسَ یَعْبِسُ عَبْساً و عَبَّس: قَطَّبَ ما بین عینیه، و رجل عابِسٌ من قوم عُبُوسٍ. و یوم عابِسٌ و عَبُوسٌ: شدیدٌ؛ و منه‌حدیث قُس: یَبْتَغِی دَفْعَ باسِ یَومٍ عَبُوسٍ؛ هو صفة لأَصحاب الیوم أَی یوم یُعَبَّسُ فیه فأَجراه صفة علی الیوم كقولهم لیل نائم أَی یُنام فیه. و عَبَّسَ تَعْبِیساً، فهو مُعَبِّسٌ و عَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وجهه، شُدِّدَ للمبالغة، فإِن كَشَر عن أَسنانه فهو كالِحٌ، و قیل: عَبَّسَ كَلَحَ. و‌فی صفته، صلی اللَّه علیه و سلم: لا عابِسٌ و لا مُفْنِدٌ «2»؛ العابسُ: الكریهُ المَلْقی الجَهْمُ المُحَیَّا. و التَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم. و عَنْبَسٌ و عَنْبَسَةُ و عَنابِسٌ و العَنْبَسیُّ: من أَسماء الأَسد أُخذ من العُبُوسِ، و بها سمی الرجل؛ و قال القطامی: و ما غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِیٍّ، یُشَرِّدُ عن فَرائِسِه السِّباعا
(2). قوله [و لا مفند] بهامش النهایة ما نصه: كسر النون من مفند أَولی لأَن الفتح شمله قولها أَی أم معبد و لا هذر، و أَما الكسر ففیه أَنه لا یفند غیره بدلیل أَنه كان لا یقابل أَحداً فی وجهه بما یكره و لأنه یدل علی الخلق العظیم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 129
و فی الصحاح: و العَنْبَسُ الأَسد، و هو فَنْعَلٌ من العُبوس. و العَبَسُ: ما یَبِسَ علی هُلْبِ الذَّنَب من البول و البعر؛ قال أَبو النجم: كأَنَّ فی أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ، مِنْ عَبَسِ الصَّیف، قرونَ الأُیَّلِ و أَنشده بعضهم: الأُجَّلِ، علی بدل الجیم من الیاء المشددة؛ و قد عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً و أَعْبَسَتْ: علاها ذلك. و‌فی الحدیث: أَنه نظر إِلی نَعَمِ بنی المُصْطَلِق و قد عَبِسَتْ فی أَبوالها و أَبعارها من السِّمَنِ فَتَقَنَّعَ بثوبه و قرأَ: وَ لٰا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلیٰ مٰا مَتَّعْنٰا بِهِ أَزْوٰاجاً مِنْهُمْ؛ قال أَبو عبید: عَبِسَتْ فی أَبوالها یعنی أَن تَجِفَّ أَبوالُها و أَبعارُها علی أَفخاذها و ذلك إِنما یكون من الشحم، و ذلك العَبَسُ، و إِنما عدّاه بفی لأَنه فی معنی انغمست؛ قال جریر یصف راعیة: تَری العَبَسَ الحَوْلیَّ جَوْناً بِكُوعِها، لها مَسَكاً مِن غَیرِ عاجٍ و لا ذَبْلِ و العَبَسُ: الوَذَحُ أَیضاً. و عَبِسَ الوَسَخُ علیه و فیه عَبَساً: یَبِسَ. و عَبِسَ الثوبُ عَبَساً: یَبِسَ علیه الوَسَخُ. و‌فی حدیث شریح: أَنه كان یَرُدُّ من العَبَس؛ یعنی العَبْدَ البَوَّال فی فراشه إِذا تعوَّده و بان أَثره علی بدنه و فراشه. و عَبِسَ الرجلُ: اتسخ؛ قال الراجز: و قَیِّمُ الماءِ عَلیْهِ قَدْ عَبِسْ و قال ثعلب: إِنما هو قد عَبَسَ من العُبوسِ الذی هو القُطُوبُ؛ و قول الهذلی: و لَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم یَشْرَبْ بِهِ، زَمَنَ الرَّبیعِ إِلی شُهور الصَّیِّفِ، إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِیدَةٌ، باللیلِ، مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ قال یعقوب: یعنی بالعوابس الذئاب العاقدة أَذنابها، و بالمراط السهام التی قد تَمَرَّط ریشها؛ و قد أَعْبَسَه هو. و العَبْوَسُ: الجمع الكثیر. و العَبْسُ: ضرب من النبات، یسمی بالفارسیة سِیسَنْبَر. و عَبْسٌ: قبیلة من قَیْسِ عَیْلانَ، و هی إِحدی الجَمَراتِ، و هو عَبْسُ بنُ بَغِیضِ بن رَیْث بن غَطَفان بن سَعْد بن قَیس بن عَیْلان. و العَنابِسُ من قریش: أَولاد أُمَیَّةَ بن عبد شمس الأَكبر و هم ستة: حَرْبٌ و أَبو حرب و سفیان و أَبو سفیان و عمرو و أَبو عمرو، و سُمُّوا بالأُسْد، و الباقون یقال لهم الأَعْیاصُ. و عابِسٌ و عَبَّاس و العباس اسْمٌ عَلَمٌ، فمن قال عباس فهو یجریه مجری زید، و من قال العباس فإِنما أَراد أَن یجعل الرجل هو الشی‌ء بعینه. قال ابن جنی: العباس و ما أَشبهه من الأَوصاف الغالبة إِنما تعرّفت بالوضع دون اللام، و إِنما أُقرت اللام فیها بعد النقل و كونها أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فیها قبل النقل. و عَبْسٌ و عَبَسٌ و عُبَیْسٌ: أَسماء أَصلها الصفة، و قد یكون عبیس تصغیر عَبْسٍ و عَبَسٍ، و قد یكون تصغیر عَبَّاسٍ و عابِسٍ تصغیر الترخیم. ابن الأَعرابی: العَبَّاسُ الأَسد الذی تهرب منه الأُسْدُ؛ و به سمی الرجل عَبَّاساً. و قال أَبو تراب: هو جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ. و العَبْسانِ: اسم أَرض؛ قال الراعی: أَشاقَتْكَ بالعَبْسَیْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟
لسان العرب، ج‌6، ص: 130‌

عبقس؛ ج6، ص: 130

: عَبْقَسٌ: من أَسماء الداهیة. و العَبَنْقَسُ: السَّیِّ‌ءُ الخُلُق. و العَبَنْقَس: الناعم الطویل من الرجال؛ قال رؤبة: شَوْق العَذاری العارِمَ العَبَنْقَسا و العَبَنْقَسُ: الذی جَدَّتاه من قِبَل أَبیه و أُمه أَعجمیتان، و قد قیل إِنه بالفاء؛ قال ابن السكیت: العَبَنْقَسُ الذی جَدَّتاه من قبل أَبیه و أُمه عجمیتان و امرأَته عجمیة، و الفَلَنْقَسُ الذی هو عربی لعربیین و جدتاه من قبل أَبویه أَمتان و امرأَته عربیة.

عترس؛ ج6، ص: 130

: العَتْرَسَةُ: الغَصْب و الغَلَبَة و الأَخذ بشدِّة و عُنْفٍ و جَفاء و غِلْظَةٍ، و قیل: الغَلَبَةُ و الأَخْذُ غَصْباً. یقال: أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً. و عَتْرَسَه مالَه، متعدّ إِلی مفعولین: غَصَبَهُ إِیاه و قهره. و عَتْرَسَهُ: أَلزقه بالأَرض، و قیل: جذبه إِلیها و ضَغَطَهُ ضَغْطاً شدیداً. و‌فی حدیث ابن عمر قال: سُرِقَتْ عَیْبَةٌ لی و معنا رجل یُتَّهَمُ فاسْتَعْدَیْتُ علیه عُمَرَ و قلت: لقد أَردتُ أَن آتی به مَصْفُوداً، فقال: تأْتینی به مصفوداً تُعَتْرِسُه؟أَی تَقْهَرُه من غیر حُكْمٍ أَوجب ذلك؛ و قال الأَزهری‌فی الحدیث: إِن رجلًا جاء إلی عمر برجل قد كَتَفَهُ فقال: أَ تُعَتْرِسُه؟یعنی أَ تَقْهَرُه و تظلمه دون حُكْمِ حاكمٍ؛ قال شمر: و قد روی هذا الحرف مصحَّفاً عن عمر، فقال: قال عمر بغیر بینة، و هی تصحیف تُعَتْرِسُه؛ قال: و هذا محال لأَنه لو أَقام علیه البینة لم یكن له فی الحكم أَن یكتفه. و‌فی حدیث عبد اللَّه: إِذا كان الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل: اللهم رَبَّ السموات السبع و رَبَّ العرش العظیم كُنْ لی جاراً من فلان.و العَتْرَسُ و العَتَرَّسُ و العِتْریسُ، كله: الضابط الشدید، و قیل: هو الجَبَّار الغَضْبان. و العِتْریسُ و العَنْتَریسُ: الداهیة. و العِتْریسُ: الذَّكَرُ من الغِیلانِ، و قیل: هو اسم للشیطان. و العَنْتَریسُ: الناقة الصُّلْبَةُ الوثیقةُ الشدیدة الكثیرةُ اللحم الجواد الجریئة، و قد یوصف به الفرس؛ قال سیبویه: هو من العَتْرَسَةِ التی هی الشدة، لم یَحْكِ ذلك غَیْرهُ؛ قال الجوهری: النون زائدة لأَنه مشتق من العترسة. أَبو عمرو: یقال للدیك العُتْرُسانُ و العِتْرِسُ، و قیل: العِتْرِسُ الرجل الحادِرُ الخَلْقِ العظیمُ الجْسمِ العَبْلُ المفاصلِ، و مثله العردس؛ قال العجاج: ضَخْم الخُباساتِ إِذا تَخَبَّسا عَصْباً، و إِن لاقی الصِّعابَ عَتْرَسا یقال: عَتْرَسَ أَخذ بجفاء و خُرْقٍ. و العَنْتَریسُ: الشجاع؛ و أَنشد قول أَبی دُواد یصف فرساً: كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَریسٍ، مُسْتَطِیلِ الأَقْرابِ و البُلْعُومِ و عنی بالبلعوم جَحْفَلَتَه، أَراد بیاضاً سائلًا علی جَحْفَلَتِه.

عجس؛ ج6، ص: 130

: العَجْسُ: شدّة القَبْضِ علی الشی‌ء. و عَجْسُ القوسِ و عِجْسُها و عُجْسُها و مَعْجِسُها و عُجْزُها: مَقْبِضُها الذی یقبضه الرامی منها، و قیل: هو موضع السهم منها. قال أَبو حنیفة: عَجْسُ القَوس أَجلُّ موضع فیها و أَغلظه. و كل عَجْزٍ عَجْسٌ، و الجمع أَعْجاس؛ قال رؤبة: و مَنْكِبا عِزٍّ لنا و أَعْجاس و عُجْسُ السهم: ما دون ریشه. و [العِجْسُ العُجْسُ: آخر الشی‌ء. و عَجِیساءُ اللیل و عَجاساؤُه. ظلمته. و العَجاساءُ:
لسان العرب، ج‌6، ص: 131
الظلمة. و عَجَسَتِ الدابة تَعْجِسُ عَجَساناً: ظَلَعَتْ. و العَجاساءُ: الإِبلُ العِظامُ المَسانُّ، الواحِدُ و الجمعُ عَجاساءُ؛ قال الراعی یصف إِبلًا و حادیها: إِذا سَرَحَتْ من مَنْزِلٍ نام خَلْفَها، بِمَیْثاءَ، مِبْطانُ الضُّحی غَیْرَ أَرْوَعا و إِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ بِمَحْنِیَّةٍ، أَشْلَی العِفاسَ و بَرْوَعَا مِبْطانُ الضُّحی: یعنی راعیاً یبادر الصَّبُوح فیشرب حتی یمتلئ بطنه من اللبن. و الأَرْوَعُ: الذی یَرُوعُك جَمَاله، و هو أَیضاً الذی یُسْرِعُ إِلیه الارتیاع. و المیثاء: الأَرض السهلة. و بَرَكَتْ: من البُرُوك. و العِفاسُ و بَرْوَعٌ: اسما ناقتین؛ یقول: إِذا استأْخرت من هذه الإِبل عَجاسَاءُ دعا هاتین الناقتین فتبعهما الإِبل، قال ابن بری: و هو فی شعره خَذَلَتْ أَی تخلفت. و الجِلَّةُ: المَسَانُّ من الإِبل، واحدها جلیلٌ مثل صَبِیٍّ و صِبْیَةٍ، و قیل: هی القطعة العظیمة منها، و قیل: هی الناقة العظیمة الثقیلة الحَوْساءُ، الواحدة عَجاساءُ، و الجمع عَجاسَاءُ، قال: و لا تقل جَمَلٌ عَجاساءُ، و العَجاساءُ یمد و یقصر؛ و أَنشد: و طافَ بالحَوْضِ عَجاسا حُوسُ الحُوسُ: الكثیرة الأَكل. و قال أَبو الهیثم: لا یعرف العَجاسا مقصورةً. و العَجُوسُ: آخر ساعة من اللیل. و العُجُوسُ: إِبطاء مشی العَجاسَاءِ، و هی الناقة السمینة تتأَخر عن النوق لثقل قَتَالِها، و قَتالُها شَحْمُها و لحمها. و العَجِیساء: مِشْیَةٌ فیها ثقل. و عَجَّسَ: أَبْطَأَ. و لا آتیك سَجِیسَ عُجَیْسٍ أَی طُولَ الدهر، و هو منه لأَنه یَتَعَجَّسُ أَی یبطئ فلا یَنْفَدُ أَبداً. و لا آتیك عُجَیْسَ الدهرِ أَی آخره؛ أَبو عبید عن الأَحمر: فأَقْسَمْتُ لا آتی ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً، سَجِیسَ عُجَیْسٍ، ما أَبانَ لِسانی عُجَیْس مصغر، أَی لا آتیه أَبداً، و هو مثل قولهم لا آتیك الأَزْلَمَ الجَذَعَ، و هو الدهر. و تَعَجَّسَت بی الراحلةُ و عَجَسَتْ بی إِذا تَنَكَّبَتْ عن الطریق من نشاطها؛ و أَنشد لذی الرمة: إِذا قالَ حَادِینا: أَیا عَجَسَتْ بِنا صُهابِیَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوالِفِ و یروی: … عَجَّسَتْ بنا، بالتشدید. و العَجاسا، بالقَصْرِ: التَّقَاعُسُ. و عَجَسَهُ عن حاجته یَعْجِسُهُ و تَعَجَّسَهُ: حبسه؛ و عَجَسَتْنِی عَجَاساءُ الأُمور عنك. و ما منعك، فهو العَجاسَاءُ. و عَجَسَنی عن حاجتی عَجْساً: حبسنی. و تَعَجَّسَتْنی أُمورٌ: حَبَسَتْنی. و تَعَجَّسَه: أَمَرَه أَمْراً فغیره علیه. و فَحْلٌ عَجِیسٌ و عَجِیساءُ و عَجاسَاءُ: عاجز عن الضِّراب، و هو الذی لا یُلْقِحُ. و عَجِیساءُ: موضع. و العَیْجُوسُ: سمك صغار یملح؛ و أَما قول الراجز: و فِتْیَةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ فهو طائفة من وسط اللیل كأَنه مأْخوذ من عَجْسِ القَوسِ؛ یقال: مضی عَجْسٌ من اللیل. و العُجْسَةُ: الساعة من اللیل، و هی الهُتْكَةُ و الطَّبِیقُ؛ و روی ابن الأَعرابی بیت زهیر: بَكَرْنَ بُكُوراً و اسْتَعَنَّ بِعُجْسَةٍ قال: و أَراد بعُجْسَةٍ سَوادَ اللیل و هذا یدل علی أَن من رواه: … و اسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ، لم یرد تقدیم
لسان العرب، ج‌6، ص: 132
البُكور علی الاسْتِحارِ. و تَعَجَّسْتُ أَمر فلان إِذا تعقبته و تتبعته. و‌فی حدیث الأَحنف: فَیَتَعَجَّسُكُمْ فی قریش‌أَی یتبعكم. و یقال: تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُیُوثٌ إِذا أَصابها غَیْثٌ بعد غَیثٍ فتثاقل علیها. و مَطَرٌ عَجُوسٌ أَی مُنْهَمِرٌ؛ قال رؤبة: أَوْطَف یَهْدِی مُسْبِلًا عَجُوسا و تَعَجَّسَهُ عِرْقُ سَوْءٍ و تَعَقَّلَه و تَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ به عن المكارم. و‌فی الحدیث: یَتَعَجَّسُكُمْ عند أَهل مكة؛ قیل: معناه یُضَعِّفُ رَأْیَكُمْ عندهم. و عِجِّیسَی مثل خِطِّیبَی: اسم مِشْیَة بطیئة؛ و قال أَبو بكر بن السَّرَّاج: عَجِیساءُ، بالمد، مثال قَرِیثَاءَ.

عجنس؛ ج6، ص: 132

: العَجَنَّسُ: الجملُ الشدیدُ الضَّخْمُ؛ السیرافی: هو مع ثِقَلٍ و بُطءٍ؛ قال العجاج، و قیل جُرَیٌّ الكاهِلیُّ: یَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسَا، إِذا الغُرابانِ به تَمَرَّسَا قال ابن بری: نسب الجوهری هذا البیت للعجاج و هو لجریّ الكاهلی. و الهداهد: جمع هَدْهَدَةٍ لهدیر الفحل؛ و أَنشد الأَزهری للعجاج: عَصْباً عِفِرَّی جُخْدُباً عَجَنَّسا و قال: عِفِرَّی عظیم العنق غلیظه. عَصْباً: غلیظاً. الجُخْدُبُ: الضخم. و العَجَنَّسُ: الشدید، و الجمع عَجَانِسُ، و تحذف التثقیلة لأَنها زائدة. و العَجَنَّسُ: الضَّخْمُ من الإِبل و الغنم.

عدس؛ ج6، ص: 132

: العَدْسُ، بسكون الدال: شدة الوطء علی الأَرض و الكَدْح أَیضاً. و عَدَس الرجلُ یَعْدِسُ عَدْساً و عَدَساناً و عُدُوساً و عَدَسَ و حَدَسَ یَحْدِسُ: ذهب فی الأَرض؛ یقال: عَدَسَتْ به المَنِیَّةُ؛ قال الكمیت: أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ، و لم أَزَلْ أَخا اللَّیلِ مَعْدُوساً إِلیَّ و عادِسا أَی یسار إِلیَّ باللیل. و رجل عَدُوسُ اللیل: قوی علی السُّرَی، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، یكون فی الناس و الإِبل؛ و قول جریر: لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوی، عَدُوسُ السُّری، لا یَقْبَلُ الكَرْمَ جِیدُها یعنی به ضَبُعاً. و ثالثة الشوی: یعنی أَنها عرجاء فكأَنها علی ثلاث قوائم، كأَنه قال: مَثْلُوثَة الشوی، و من رواه … ثالِبَة الشوی أَراد أَنها تأْكل شوی القَتْلی من الثلب، و هو العیب، و هو أَیضاً فی معنی مثلوبة. و العَدَسُ: من الحُبوب، واحدته عَدَسَة، و یقال له العَلَسُ و العَدَسُ و البُلُسُ. و العَدَسَةُ: بَثْرَةٌ قاتلة تخرج كالطاعون و قلما یسلم منها، و قد عُدِسَ. و‌فی حدیث أَبی رافع: أَن أَبا لَهَبٍ رماه اللَّه بالعَدَسَةِ؛ هی بثرة تشبه العَدَسَة تخرج فی مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالباً. و عَدَسْ و حَدَسْ: زجر للبغال، و العامَّة تقول: عَدْ؛ قال بَیْهَس بنُ صُرَیمٍ الجَرْمِیُّ: أَلا لَیْتَ شِعْری، هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتی: عَدَسْ بَعْدَ ما طالَ السِّفارُ و كَلَّتِ؟ و أَعربه الشاعر للضرورة فقال و هو بِشْرُ بنُ سفیان الرَّاسِبیُّ: فاللَّهُ بَیْنی و بَیْنَ كلِّ أَخٍ یَقولُ: أَجْذِمْ، و قائِلٍ: عَدَسا
لسان العرب، ج‌6، ص: 133
أجذم: زجر للفرس، و عَدَس: اسم من أَسماء البغال؛ قال: إِذا حَمَلْتُ بِزَّتی علی عَدَسْ، علی التی بَیْنَ الحِمارِ و الفَرَسْ، فلا أُبالی مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ و قیل: سمت العرب البغل عَدَساً بالزَّجْرِ و سَببهِ لا أَنه اسم له، و أَصلُ عَدَسْ فی الزَّجْرِ فلما كثر فی كلامهم و فهم أَنه زجر له سمی به، كما قیل للحمار: سَأْسَأْ، و هو زجر له فسمی به؛ و كما قال الآخر: و لو تَری إِذ جُبَّتی مِنْ طاقِ، و لِمَّتی مِثلُ جَناحِ غاقِ، تَخْفِقُ عندَ المَشْیِ و السِّباقِ و‌قیل: عَدَسْ أَو حَدَسْ رجل كان یَعْنُف علی البغالِ فی أَیام سلیمان، علیه السلام، و كانت إِذا قیل لها حَدَسْ أَو عَدَس انزعجت، و هذا ما لا یعرف فی اللغة. و روی الأَزهری عن ابن أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قال: و كان البغل إِذا سمع باسم حَدَسْ طار فَرَقاً فَلَهِجَ الناس بذلك، و المعروف عند الناس عَدَسْ؛ قال: و قال یَزیدُ بنُ مُفَزِّغٍ فجعل البغلة نفسها عَدَساً فقال: عَدَسْ، ما لِعَبَّادٍ عَلَیْكِ إِمارَةٌ، نَجَوْتِ و هذا تَحْمِلینَ طَلِیقُ فإِنْ تَطْرُقی بابَ الأَمِیرِ، فإِنَّنی لِكُلِّ كریمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ سَأَشْكُرُ ما أُولِیتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ، و مِثْلی بِشُكْرِ المُنْعِمِینَ خَلِیقُ و‌عَبَّادٌ هذا: هو عباد بن زیاد بن أَبی سفیان، و كان معاویة قد ولاه سِجِسْتانَ و استصحب یزید بنَ مُفَرِّغٍ معه، و كره عبید اللَّه أَخو عَبَّادٍ استصحابه لیزید خوفاً من هجائه، فقال لابن مفرَّغ: أَنا أَخاف أَن یشتغلَ عنك عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لا تَعْجَل علی عَبَّادٍ حتی یكتب إِلیَّ، و كان عبادٌ طویل اللحیة عریضها، فركب یوماً و ابن مفرّغ فی مَوْكِبِه فهَبَّتِ الریح فنَفَشَتْ لحیته، فقال یزید بن مفرغ: أَلا لَیْتَ اللِّحی كانتْ حَشِیشاً، فنَعْلِفَها خیولَ المُسْلِمِینا و هجاه بأَنواع من الهجاء، فأَخذه عبید اللَّه بن زیاد فقیده، و كان یجلده كل یوم و یعذبه بأَنواع العذاب و یسقیه الدواء المُسْهِل و یحمله علی بعیر و یَقْرُنُ به خِنْزیرَة، فإِذا انسهل و سال علی الخنزیرة صاءَتْ و آذته، فلما طال علیه البلاء كتب إِلی معاویة أَبیاتاً یستعطفه بها و یذكر ما حلّ به، و كان عبید اللَّه أَرسل به إِلی عباد بسجستان و بالقصیدة التی هجاه بها، فبعث خَمْخَامَ مولاه علی الزَّنْدِ و قال: انطلق إِلی سجستان و أَطلق ابن مفرغ و لا تستأْمر عباداً، فأَتی إِلی سجستان و سأَل عن ابن مفرّغ فأَخبروه بمكانه فوجده مقیداً، فأَحضر قَیْناً فكَّ قیوده و أَدخله الحمام و أَلبسه ثیاباً فاخرة و أَركبه بغلة، فلما ركبها قال أَبیاتاً من جملتها: عدس ما لعباد … فلما قدم علی معاویة قال له: صنع بی ما لم یصنع بأَحدٍ من غیر حدث أَحدثته، فقال معاویة: و أَیّ حَدَث أَعظم من حدث أَحدثته فی قولك: أَلا أَبْلِغْ مُعاویةَ بنَ حَرْبٍ مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُل الیَمانی أَ تَغْضَبُ أَن یُقال: أَبُوكَ عَفٌّ، و تَرْضی أَنْ یقالَ: أَبُوكَ زانی؟
لسان العرب، ج‌6، ص: 134
فأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك من زِیادٍ كَرَحْمِ الفِیلِ من ولَدِ الأَتانِ و أَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِیاداً، و صَخْرٌ من سُمَیَّةَ غیرُ دانی فحلف ابن مفرّغ له أَنه لم یقله و إِنما قاله عبد الرحمن بن الحكم أَخو مروان فاتخذه ذریعة إِلی هجاء زیاد، فغضب معاویة علی عبد الرحمن بن الحكم و قطع عنه عطاءه.و من أَسماء العرب: عُدُسٌ و حُدُسٌ و عُدَسٌ. و عُدُسٌ: قبیلة، ففی تمیم بضم الدال، و فی سائر العرب بفتحها. و عَدَّاسٌ و عُدَیسٌ: اسمان. قال الجوهری: و عُدَسٌ مثل قُثَمٍ اسم رجل، و هو زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ، قال ابن بری: صوابه عُدُسٌ، بضم الدال. روی ابن الأَنباری عن شیوخه قال: كل ما فی العرب عُدَسٌ فإِنه بفتح الدال، إِلا عُدُسَ بن زید فإِنه بضمها، و هو عُدُسُ بن زید بن عبد اللَّه بن دارِمٍ؛ قال ابن بری: و كذلك ینبغی فی زُرارة بن عُدَسٍ بالضم لأَنه من ولد زید أَیضاً. قال: و كل ما فی العرب سَدُوس، بفتح السین، إِلَّا سُدُوسَ بن أَصْمَعَ فی طَیِّ‌ءٍ فإِنه بضمها.

عدبس؛ ج6، ص: 134

: جَمَلٌ عَدْبَسٌ و عَدَبَّسٌ: شدید وثِیقُ الخَلْقِ عظیم، و قیل: هو السَّی‌ءُ الخُلُقِ. و رجلٌ عَدَبَّسٌ: طویل. و العَدَبَّسُ: اسم. و العَدَبَّسَةُ: الكُتْلَةُ من التمر. و العدَبَّسُ: القصیر الغلیظ. و العدَبَّس من الإِبل و غیرها: الشدید الموَثَّق الخَلْق، و الجمع العَدابِسُ؛ قال الكمیت یصف صائداً: حتی غَدا، و غَدا له ذو بُرْدَةٍ شثْنُ البَنانِ، عَدبَّسُ الأَوْصالِ و منه سمی العَدَبَّسُ الأَعرابی الكِنانیُّ.

عدمس؛ ج6، ص: 134

: العُدامسُ: الیَبِیسُ الكثیر المتراكب؛ حكاه أَبو حنیفة.

عرس؛ ج6، ص: 134

: العَرَسُ، بالتحریك: الدَّهَشُ. و عَرِسَ الرجل و عَرِشَ، بالكسر و السین و الشین، عَرَساً، فهو عَرِسٌ: بَطِرَ، و قیل: أَعْیَا و دَهِشَ؛ و قول أَبی ذؤیب: حتی إِذا أَدْرَكَ الرَّامِی، و قد عَرِسَتْ عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذی یَعِدُ عدّاه بعن لأَن فیه معنی جَبُنَتْ و تأَخرت، و أَعطاها أَی أَعطی الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، و وَعْدُه إِیاها، كأَنْ یتهیَّأَ و یتحرّف إِلیها لیطعُنها. و عَرِسَ الشی‌ءُ عَرَساً: اشتَدَّ. و عَرِسَ الشَّرُّ بینهم: لزِمَ و دامَ. و عَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَه. و عَرِسَ عَرَساً، فهو عَرِسٌ: لزم القتالَ فلم یَبْرَحْه. و عَرِسَ الصبی بأُمه عَرَساً: أَلِفَها و لزمها. و العُرْسُ و العُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ و البِناء، و قیل: طعامه خاصة، أُنثی تؤنثها العرب و قد تذكر؛ قال الراجز: إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ لَئِیمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ، نُدْعی مع النَّسَّاجِ و الخَیَّاطِ و تصغیرها بغیر هاء، و هو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث علی ثلاثة أَحرف. و‌فی حدیث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتی عُرَیِّسٌ و قد تَمَعَّطَ شعرها؛ هی تصغیر العَرُوس، و لم تلحقه تاء التأْنیث و إِن كان مؤنثاً لقیام الحرف الرابع مَقامه، و الجمع أَعْراسٌ و عُرُسات من قولهم: عَرِسَ الصبی بأُمه، علی التَّفاؤل. و قد أَعْرَسَ فلان أَی اتخذ عُرْساً. و أَعْرَسَ بأَهله
لسان العرب، ج‌6، ص: 135
إِذا بَنَی بها و كذلك إِذا غشیها، و لا تَقُلْ عَرَّسَ، و العامة تقوله؛ قال الراجز یصف حماراً: یُعْرِسُ أَبْكاراً بها و عُنَّسا، أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا و‌فی حدیث عمر: أَنه نَهَی عن مُتعة الحج، و قال: قد علمت أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فعَله و لكنی كرهت أَن یَظَلوا مُعْرِسین بهن تحت الأَراكِ، ثم یُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم؛ قوله مُعْرِسِین أَی مُلِمِّین بنسائهم، و هو بالتخفیف، و هذا یدل علی أَن إِلْمام الرجل بأَهله یسمی إِعراساً أَیام بنائه علیها، و بعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته یكون بعد بنائه علیها. و‌فی حدیث أَبی طلحة و أُم سُلیم: فقال له النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَعْرَسْتُمُ اللیلة؟ قال: نعم؛ قال ابن الأَثیر: أَعْرَسَ الرجل، فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، و أَراد به هاهنا الوطء فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس، قال: و لا یقال فیه عَرَّسَ. و العَرُوسُ: نعت یستوی فیه الرجل و المرأَة، و فی الصحاح: ما داما فی إِعْراسهما. یقال: رجل عَرُوس فی رجال أَعْراس و عُرُس، و امرأَة عَرُوس فی نسوة عَرائِس. و فی المثل: كاد العَرُوس یكون أَمیراً. و‌فی الحدیث: فأَصبح عَرُوساً.یقال للرجل عَرُوسٌ كما یقال للمرأَة، و هو اسم لهما عند دخول أَحدهما بالآخر. و‌فی حدیث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعی إِلی طَعام قال أَ فی خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟قال أَبو عبید فی قوله عُرْس: یعنی طعام الولیمة و هو الذی یعمل عند العُرْس یسمی عُرْساً باسم سببه. قال الأَزهری: العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنی علیها و دخل بها، و كل واحد من الزوجین عَرُوس؛ یقال للرجل: عَرُوس و عُرُوس و للمرأَة كذلك، ثم تسمی الولیمة عُرْساً. و عِرْسُ الرجل: امرأَته؛ قال: و حَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ سَوْقی، و قد غابَ الشِّظاظُ فی اسْتِهِ أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان علی الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنی قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لو لا نومُه لم یَرَ أَهله، و هو أَیضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا فی الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه و إِلفِهِ إِیاه؛ قال العجاج: أَزْهَر لم یُولَدْ بِنَجْمٍ نَحْسِ، أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا و عِرْسِ أَی أَنجب بعل و امرأَة، و أَراد أَنجب عِرس و عِرْس جُبلا، و هذا یدل علی أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء فی لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب عِرْسَیْن جُبِلا، لو لا إِرادة ذلك لم یجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جمیعاً و محال تقدیم الصفة علی الموصوف، و كأَنه قال: أَنْجَبُ رجل و امرأَة. و جمع العِرْس التی هی المرأَة و الذی هو الرجل أَعْراسٌ، و الذكر و الأُنثی عِرْسانِ؛ قال علقمة یصف ظَلِیماً: حتی تَلافَی، و قَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ، أُدْحِیَّ عِرْسَیْنِ فیه البَیْضُ مَرْكُومُ قال ابن بری: تلافی تدارك. و الأُدْحِیُّ: موضع بیضِ النعامةِ. و أَراد بالعِرْسَینِ الذكر و الأُنثی، لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه. و المَرْكُوم: الذی رَكِبَ بعضه بعضاً. و لَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ و قد استعاره الهذلی للأَسد فقال: لَیْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه بالرَّقْمَتَیْنِ، له أَجْرٍ و أَعْراسُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 136
قال ابن بری: البیت لمالك بن خُوَیْلد الخُناعی؛ و قبله: یا مَیُّ لا یُعْجِز الأَیامَ مُجْتَرِئٌ، فی حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ و فَرَّاسُ الرَّزَّام: الذی له رَزیم، و هو الزئیر. و الفَرَّاس: الذی یَدُقَ عُنُقَ فَریسَتِه، و یسمی كل قَتْل فَرْساً. و الهزبر: الضخْم الزُّبْرَة. و ذكر الجوهری عِوَضَ حَوْلَ غابَتِهِ: عند خیسَتِه، و خیسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. و رقْمَةُ الوادی: حیث یجتمع الماء. و یقال: الرقمة الروضة. و أَجْرٍ: جمع جَرْوٍ، و هو عِرْسُها أَیضاً؛ و استعاره بعضهم للظَّلیم و النعامة فقال: كبَیْضَةِ الأُدْحِیِّ بین العِرْسَیْنْ و قد عَرَّسَ و أَعْرَسَ: اتخذها عِرْساً و دخل بها، و كذلك عَرَّس بها و أَعْرَس. و المُعْرِسُ: الذی یغشی امرأَته. یقال: هی عِرْسُه و طَلَّتُه و قَعیدتُه؛ و الزوجان لا یسمَّیان عَروسَیْن إِلا أَیام البناء و اتخاذ العُرْسِ، و المرأَة تسمی عِرْسَ الرجل فی كل وقت. و من أَمثال العرب: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ؛ قال المفضَّل: عَرُوسٌ هاهنا اسم رجل تزوج امرأَة، فلما أُهدیت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَین عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عَرُوسٍ، و قیل: إِنها قالته بعد موته. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: إِذا دُعی أَحدكم إِلی ولیمة عُرْس فلیُجِب.و العِرِّیسَة و العِرِّیس: الشجر الملتف، و هو مأْوی الأَسد فی خِیسه؛ قال رؤبة: أَغْیالَه و الأَجَمَ العِرِّیسا وصف به كأَنه قال: و الأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: و فی المثل: كمُبْتَغی الصَّیدِ فی عِرِّیسَةِ الأَسَدِ و قال طرَفة: كَلُیُوثٍ وسْطَ عِرِّیسِ الأَجَمْ فأَما قوله جریر: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِی فیهم و عِرِّیسی فإَنه عنی منبت أَصله فی قومه. و المُعَرِّسُ: الذی یسیر نهاره و یُعَرِّسُ أَی ینزل أَول اللیل، و قیل: التَعْریسُ النزول فی آخر اللیل. و عَرَّس المسافر: نزل فی وجه السَّحَر، و قیل: التَعریسُ النزول فی المَعْهَد أَیَّ حین كان من لیل أَو نهار؛ قال زهیر: و عَرَّسُوا ساعةً فی كَثْبِ أَسْنُمَةٍ، و منهمُ بالقَسُومِیَّاتِ مُعْتَرَكُ و یروی: ضَحَّوْا قلیلًا قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ و قال غیره: و التَّعْریسُ نزول القوم فی السفر من آخر اللیل، یَقَعُون فیه وقْعَةً للاستراحة ثم یُنیخون و ینامون نومة خفیفة ثم یَثُورون مع انفجار الصبح سائرین؛ و منه قول لبید: قَلَّما عَرَّسَ حتی هِجْتُه بالتَّباشِیرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ و أَنشدت أَعرابیة من بنی نُمیر: قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِیسُ، لیس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْریسُ و‌فی الحدیث: كان إِذا عَرَّسَ بلیل تَوسَّد لَبِنَةً، و إِذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً و وضع رأْسه فی كفه.و أَعْرَسُوا: لغة فیه قلیلة، و الموضع: مُعَرَّسٌ و مُعْرَسٌ. و المُعَرَّسُ: موضع التَعْریس،
لسان العرب، ج‌6، ص: 137
و به سمی مُعَرَّسُ ذی الحُلیفة، عَرَّس به، صلی اللَّه علیه و سلم، و صلی فیه الصبح ثم رحل. و العَرَّاسُ و المُعَرِّسُ و المِعْرَسُ بائع الأَعراسِ، و هی الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْسٌ و عُرْسٌ. قال: و قال أَعرابی بِكَمِ البَلْهاء و أَعْراسُها؟ أَی أَولادها. و المِعْرَسُ: السائق الحاذق بالسیاق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم و المِعْرَسُ: الكثیر التزویج. و العَرْس: الإِقامة فی الفرحِ. و العَرَّاس بائع العُرُسِ، و هی الحبال، واحدها عَریسٌ. و العَرْسُ: الحبل. و العَرْسُ: عمود فی وسط [الفِسطاطِ الفُسطاطِ. و اعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ و قال الأَزهری: هذا حرف منكر لا أَدری ما هو. و البیت المُعَرَّسُ: الذی عُمِلَ له عَرْسٌ، بالفتح. و العَرْسُ: الحائط یجعل بین حائطی البیت لا یُبلغ به أَقصاه ثم یوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلی أَقصی البیت و یسقَف البیت كله، فما كان بین الحائطین فهو سَهوة، و ما كان تحتَ الجائِز فهو المُخْدع، و الصاد فیه لغة، و سیذكر. و عَرَّسَ البیتَ: عِمل له عَرْساً. و فی الصحاح: العَرْسُ، بالفتح، حائط یجعل بین حائطی البیت الشَّتْوی لا یُبلغ به أَقصاه، ثم یسقَف لیكون البیت أَدْفَأَ، و إِنما یُفعل ذلك فی البلاد الباردة، و یسمی بالفارسیة بیجه، قال: و ذكر أَبو عبیدة فی تفسیره شیئاً غیر هذا لم یرتضه أَبو الغوث. و عَرَسَ البعیرَ یَعْرِسُه و یَعْرُسُه عَرْساً: شد عنُقه مع یدیه جمیعاً و هو بارك. و العِراسُ: ما عُرِسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلی إِحدی یدیه فهو العَكْسُ، و اسم ذلك الحبل العِكاسُ. و اعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. و الإِعْراس: وضع الرحی علی الأُخری؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ علی إِعْراسِه و بِنائِه وئِیدَ جِیادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً أَراد علی موضع إِعْراسه. و ابنُ عِرْسٍ: دُوَیْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَصَكُّ له ناب، و الجمع بنات عِرْسٍ، ذكراً كان أَو أُنثی، معرفة و نكرة تقول: هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلًا و هذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل، و یجوز فی المعرفة الرفع و یجوز فی النكرة النصب؛ قاله المفضل و الكسائی. قال الجوهری: و ابن عِرْسٍ دُوَیْبَّة تسمی بالفارسیة راسو، و یجمع علی بنات عِرْسٍ، و كذلك ابن آوی و ابن مَخاض و ابن لَبُون و ابن ماء؛ تقول: بنات آوی و بنات مخاض و بنات لبون و بنات ماء، و حكی الأَخفش: بنات عِرْسٍ و بنو عِرْسٍ، و بنات نَعْش و بنو نعش. و العِرْسِیُّ: ضرب من الصِّبغ، سمی به للونهِ كأَنه یشبه لونَ ابن عِرْس الدابة. و العَرُوسِی: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنیفة. و العُرَیْساء: موضع. و المَعْرَسانیَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل: و بالمَعْرَسانِیَّاتِ حَلَّ، و أَرْزَمَتْ، بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِیلُ حُفَّلُ و ذات العَرائِسِ: موضع. قال الأَزهری: و رأَیت بالدهناء جبالًا من نقْیان رمالها یقال لها العَرائِسُ، و لم أَسمع لها بواحد.

عربس؛ ج6، ص: 137

: العِرْبِسُ و العَرْبَسِیسُ: مَتْنٌ مُسْتَوٍ من الأَرض و یوصف به فیقال: أَرض عَرْبَسِیسٌ؛ أَنشد ثعلب: أَوْ فی فَلًا قَفْرٍ مِنَ الأَنِیسِ، مُجْدِبَةٍ حَدْباءَ عَرْبَسِیسِ
لسان العرب، ج‌6، ص: 138
و أَنشد الأَزهری للطِّرِمَّاحِ: تُراكِلُ عَرْبَسِیسَ المَتْنِ مَرْتاً، كظَهْرِ السَّیْحِ، مُطَّرِدَ المُتُونِ قال: و منهم من یقول عِرْبَسِیس، بكسر العین، اعتباراً بالعِرْبِسِ؛ قال الأَزهری: و هذا وهَم لأَنه لیس فی كلامهم علی مثال فِعْلَلِیلٍ، بكسر الفاء، اسم؛ و أَما فَعْلَلِیل فكثیر من نحو مَرْمَرِیس و دَرْدَبِیس و خَمْجَریر و ما أَشبهها. ابن سیدة: العَرْبَسِیسُ الداهیة؛ عن ثعلب.

عردس؛ ج6، ص: 138

: العَرَنْدَسُ: الأَسد الشدید، و كذلك الجمل؛ أَنشد سیبویه: سَلِّ الهُمُومَ بكُلِّ مُعْطِی رَأَسِه، ناجٍ مُخالِطِ صُهْبَةٍ مُتَعَیِّسِ مُغْتالِ أَحْبِلَةٍ مُبِینٍ عُنْقَهُ، فی مَنْكِبٍ زَیْنِ المَطِیِّ عَرَنْدَس و الأُنثی من ذلك بالهاء؛ و قال العجاج: و الرَّأْس من خُزَیْمَةَ العَرَنْدَسا أَی الشدیدة. و ناقة عَرَنْدَسَة أَی قویة طویلة القامة؛ قال الكمیت: أَطْوِی بهِنَّ سُهُوبَ الأَرض مُنْدَلِثاً، علی عَرَنْدَسَةٍ لِلخَلْقِ مِسْبارِ «3» بعیر عَرَنْدَسٌ و ناقة عَرَنْدَسَة: شدید عظیم؛ و قال: حجیجاً عَرَنْدَسا و عِزٌّ عَرَنْدَسٌ: ثابت. و حیُّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصفوا بالعز و المَنعة. الأَزهری: یقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه، فأَما عردسه فمعناه صَرَعه، و أَما كردسه فأَوثقه.

عرطس؛ ج6، ص: 138

: عَرْطَسَ الرجلُ: تَنَحَّی عن القوم و ذل عن منازعتهم و مُناوأَتهم، قال الأَزهری: و فی لغة إِذا ذل عن المنازعة؛ و أَنشد: و قد أَتانی أَنَّ عَبْداً طِمْرِسا یُوعِدُنی، و لو رآنی عَرْطَسا الجوهری: عَرْطَسَ الرجلُ مثل عَرْطَزَ إِذا تنحی عن القوم.

عرفس؛ ج6، ص: 138

: العِرْفاسُ: الناقة الصبور علی السیر.

عركس؛ ج6، ص: 138

: عَرْكَسَ الشی‌ءُ و اعْرَنْكَسَ: تراكَبَ. و لیلة مُعْرَنْكِسَةٌ: مظلمة. و شَعَرٌ عَرَنْكَسٌ و مُعْرَنْكِس: كثیر مُتراكِب. و الاعْرِنكاس: الاجتماع. یقال: عَرْكَسْتُ الشی‌ءَ إِذا جمعتَ بعضه علی بعض. و اعْرَنْكَسَ الشی‌ءُ إِذا اجتمع بعضُه علی بعض؛ قال العجاج: و اعْرَنْكَسَتْ أَهْوالُه و اعْرَنْكَسَا و قد اعْرَنْكَسَ الشعَر أَی اشتدَّ سواده. قال: و عَرْكَسَ أَصل بناء اعْرَنْكَسَ.

عرمس؛ ج6، ص: 138

: العِرْمِسُ: الصخرة. و العِرْمِسُ: الناقة الصُّلْبَة الشدیدة، و هو منه، شُبِّهَت بالصخرة؛ قال ابن سیدة: و قوله أَنشده ثعلب: رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِس زَبُون لا أَدری أَ هو من صفات الشدیدة أَم هو مستعار فیها، و قیل: العِرْمِسُ من الإِبل الأَدیبَة الطَّیِّعة القِیادِ، و الأَول أَقرب إِلی الاشتقاق أَعنی أَنها الصُّلبة الشدیدة.

عرنس؛ ج6، ص: 139

: العِرْناسُ و العُرْنُوسُ: طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتی یطیرَ من تحت قدمك فیفزعك. و العِرْناسُ: أَنْفُ الجبَل.
(3). قوله [للخلق مسبار] هكذا بالأَصل، و فی الصحاح: للخرق مسبار، و الخرق الأَرض الواسعة، و فی شرح القاموس: للخرق مسیار.
لسان العرب، ج‌6، ص: 139

عسس؛ ج6، ص: 139

: عسَّ یَعُسُّ عَسَساً و عَسّاً أَی طاف باللیل؛ و منه‌حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه كان یَعُسُّ بالمدینة‌أَی یطوف باللیل یحرس الناسَ و یكشف أَهل الرِّیبَة؛ و العَسَسُ: اسم منه كالطَّلَب؛ و قد یكون جمعاً لعاسٍّ كحارِسٍ و حَرَسٍ. و العَسُّ: نَفْضُ اللیل من أَهل الریبة. عَسَّ یَعُسُّ عَسّاً و اعْتَسَّ. و رجل عاسٌّ، و الجمع عُسَّاسٌ و عَسَسَة ككافِر و كُفَّار و كَفَرة. و العَسَسُ: اسم للجمع كرائِحٍ و رَوَحٍ و خادِمٍ و خَدَمٍ، و لیس بتكسیرٍ لأَن فَعَلًا لیس مما یُكسَّرُ علیه فاعِل، و قیل: العَسَسُ جمع عاسٍّ، و قد قیل: إِن العاسَّ أَیضاً یقع علی الواحد و الجمع، فإِن كان كذلك فهو اسم للجمع أَیضاً كقولهم الحاجُّ و الدَّاجُّ. و نظیره من غیر المُدغَم: الجامِلُ و الباقِرُ؛ و إِن كان علی وجه الجنس فهو غیر متعدًّی به لأَنه مطرد كقوله: إِنْ تَهْجُری یا هِندُ، أَو تَعْتَلِّی، أَو تُصْبِحی فی الظَّاعِنِ المُوَلِّی و عَسَّ یَعُسُّ إِذا طلب. و اعْتَسَّ الشی‌ءَ: طلَبه لیلًا أَو قصده. و اعْتَسَسْنا الإِبلَ فما وجدنا عَساساً و لا قَساساً أَی أَثراً. و العَسُوسُ و العَسِیسُ: الذئب الكثیر الحركة. و الذئب العَسُوسُ: الطالب للصید. و یقال للذئب: العَسْعَسُ و العَسْعاسُ لأَنه یَعُسُّ اللیل و یَطْلُبُ، و فی الصحاح: العَسوسُ الطالب للصید؛ قال الراجز: و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس و ذئب عَسْعَسٌ و عَسْعاسٌ و عَسَّاسٌ: طَلوب للصید باللیل. و قد عَسْعَسَ الذئبُ: طاف باللیل، و قیل: إِن هذا الاسم یقع علی كل السباع إِذا طَلَبَ الصید باللیل، و قیل: هو الذی لا یَتَقارّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِیح العَسْعاسْ یعنی الذئب یَسْتَنِیحُ الذئاب أَی یستعویها، و قد تَعَسْعَسَ. و التَّعَسْعُسُ: طلب الصید باللیل، و قیل: العَسْعاسُ الخفیف من كل شی‌ء. و عَسْعَسَ اللیلُ عَسْعَسَة: أَقبل بظلامه، و قیل عَسعَسَتُه قبل السَّحَر. و فی التنزیل: وَ اللَّیْلِ إِذٰا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذٰا تَنَفَّسَ؛ قیل: هو إِقباله، و قیل: هو إِدباره؛ قال الفراء: أَجمع المفسرون علی أَن معنی عَسْعَسَ أَدْبَرَ، قال: و كان بعض أَصحابنا یزعم أَن عَسْعَسَ معناه دنا من أَوله و أَظلم؛ و كان أَبو البلاد النحوی ینشد: عَسْعَسَ حتی لو یَشاءُ ادَّنا، كان له مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ و قال ادَّنا إِذ دنا فأَدغم؛ قال: و كانوا یَرَوْن أَن هذا البیت مصنوع، و كان أَبو حاتم و قطرب یذهبان إِلی أَن هذا الحرف من الأَضداد. و‌فی حدیث علی، رضی اللَّه عنه: أَنه قام من جوف اللیل لیصلی فقال: وَ اللَّیْلِ إِذٰا عَسْعَسَ؛ عَسْعَسَ اللیل إِذا أَقبل بظلامه و إِذا أَدبر، فهو من الأَضداد؛ و منه‌حدیث قُسّ: حتی إِذا اللیل عَسْعَسَ؛ و كان أَبو عبیدة یقول: عَسْعَس اللیل أَقبل و عَسْعَسَ أَدبر؛ و أَنشد: مُدَّرِعات اللیل لما عَسْعَسا أَی أَقبل: و قال الزِّبْرِقان: ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، و فتْیَةٍ فَوارِطَ فی أَعْجازِ لیلٍ مُعَسْعِسِ أَی مُدْبرٍ مُولٍّ. و قال أَبو إِسحق بن السری: عَسْعَسَ اللیل إِذا أَقبل و عَسْعَسَ إِذا أَدبر، و المعنیان یرجعان إِلی شی‌ء واحد و هو ابتداء الظلام فی أَوله و إِدبارُه فی آخره؛ و قال ابن الأَعرابی: العَسْعَسَةُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 140
ظلمة اللیل كله، و یقال إِدباره و إِقباله. و عَسْعَس فلان الأَمر إِذا لبَّسَه و عَمَّاه، و أَصله من عَسْعَسَة اللیل. و عَسْعَسَتِ السحابة: دنت من الأَرض لیلًا؛ لا یقال ذلك إِلا باللیل إِذا كان فی ظلمة و برق. و أَورد ابن سیدة هنا ما أَورده الأَزهری عن أَبی البلاد النحوی، و قال فی موضع قوله یشاء إِدَّنا: لو یشاء إِذ دنا و لم یدغم، و قال: یعنی سحاباً فیه برق و قد دنا من الأَرض؛ و المَعَسُّ: المَطْلَب، قال: و المعنیان متقاربان. و كلب عَسُوسٌ: طلوب لما یأْكل، و الفعل كالفعل؛ و أَنشد للأَخطل: مُعَفَّرة لا یُنْكِه السَّیفُ وَسْطَها، إِذا لم یكن فیها مَعَسُّ لِحالِبِ و فی المثل فی الحث علی الكسب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خیر من كلبٍ رَبَضَ، و قیل: كلب عاسّ خیر من كلب رابِض، و قیل: كلب عَسَّ خیر من كلب رَبَضَ؛ و العاسُّ: الطالب یعنی أن من تصرَّف خیر ممن عجز. أَبو عمرو: الاعتِساس و الاعْتِسامُ الاكتساب و الطلَب. و جاء بالمال من عَسِّه و بَسِّه، و قیل: من حَسِّه و عَسِّه، و كلاهما إِتباع و لا ینفصلان، أَی من جَهْده و طلَبه، و حقیقتُهما الطلب. و جِئْ به من عَسِّك و بَسِّك أَی من حیث كان، و قال اللحیانی: من حیث كان و لم یكن. و عَسَّ عَلیَّ یَعُسُّ عَسّاً: أَبطأَ، و كذلك عَسَّ علیَّ خبره أَی أَبطأَ. و إِنه لَعسُوس بیِّن العُسُس أَی بطی‌ء؛ و فیه عُسُسٌ، بضمتین، أَی بطء. أَبو عمرو: العَسُوسُ من الرجال إِذا قل خیره، و قد عَسَّ علیَّ بخیره. و العَسُوسُ من الإِبل: التی ترعی وحدها مثل القَسُوسِ، و قیل: هی التی لا تَدِرُّ حتی تَتباعَدَ عن الناس، و قیل: هی التی تَضجَر و یسوءُ خلُقها و تتنحی عن الإِبل عند الحَلْب أَو فی المبرك، و قیل: العَسُوسُ التی تُعْتَسُّ أَ بِها لَبَن أَم لا، تُرازُ و یلمس ضَرعها؛ و أَنشد أَبو عبید لابن أَحمر الباهلی: و راحتِ الشُّولُ، و لم یَحْبُها فَحْلٌ، و لم یَعْتَسَّ فیها مُدِرْ قال الهجیمی: لم یَعْتَسَّها أَی لم یطلب لبَنها، و قد تقدم أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ، و قیل: العَسُوسُ التی تضرب برجلها و تصُب اللبن، و قیل: هی التی إِذا أُثیرتْ للحَلْب مشت ساعة ثم طَوَّفَتْ ثم دَرَّت. و وصف أَعرابی ناقة فقال: إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فالعسوس: ما قد تقدم، و الضَّروس و النَّهوس: التی تَعَضُّ، و قیل: العَسوس التی لا تَدِرَ و إِن كانت مُفیقاً أَی قد اجتمع فُواقها فی ضرعها، و هو ما بین الحلبتین، و قد عَسَّت تَعُسُّ فی كل ذلك. أَبو زید: عَسَسْتُ القوم أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شیئاً قلیلًا، و منه أُخذ العَسُوس من الإِبل. و العَسُوسُ من النساء: التی لا تُبالی أَن تَدنُوَ من الرجال. و العُسُّ: القدح الضخم، و قیل: هو أَكبر من الغُمَرِ، و هو إِلی الطول، یروی الثلاثة و الأَربعة و العِدَّة، و الرِّفْد أَكبر منه، و الجمع عِساس و عِسَسَة. و العُسُسُ: الآنیة الكبار؛ و‌فی الحدیث: أَنه كان یغتسل فی عُسٍّ حَزْرَ ثمانیة أَرطال أَو تسعة، و قال ابن الأَثیر فی جمعه: أَعْساسٌ أَیضاً؛ و‌فی حدیث المِنْحة: تَغْدو بِعُسٍّ و تَرُوحُ بِعُسٍّ.و العَسْعَسُ و العَسْعَاسُ: الخفیف من كل شی‌ء؛ قال رؤبة یصف السراب: و بلَدٍ یَجری علیه العَسعاسْ، من السَّراب و القَتامِ المَسْماسْ
لسان العرب، ج‌6، ص: 141
أَراد السَّمْسام و هو الخفیف فقلبَه. و عَسْعَسُ، غیر مصروف: بلدة، و فی التهذیب: عَسْعَسُ موضع بالبادیة معروف. و العُسُس: التُّجَّار الحُرصاء. و العُسُّ: الذكَر: و أَنشد أَبو الوازع: لاقَتْ غلاماً قد تَشَظَّی عُسُّه، ما كان إِلا مَسُّه فدَسُّهُ قال: عُسُّه ذكَره. و یقال: اعْتَسَسْتُ الشی‌ء و احْتَشَشْتُهُ و اقْتَسَسْتُه و اشْتَمَمْتُه و اهْتَمَمْتُه و اخْتَشَشْتُه، و الأَصل فی هذا أَن تقول شَمَمْت بلد كذا و خَشَشْتُه أَی وطئته فعرفت خَبره؛ قال أَبو عمرو: التَّعَسْعُسُ الشَّم؛ و أَنشد: كَمُنْخُرِ الذئب إِذا تَعَسْعَسا و عَسْعَسٌ: اسم رجل؛ قال الراجز: و عَسْعَسٌ نِعم الفتی تَبَیَّاهْ أَی تعتمدُه. و عُساعِسُ: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قد صبَّحَتْ من لَیْلِها عُساعِسا، عُساعِساً ذاك العُلَیْمَ الطَّامِسا، یَتْرُك یَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا أَی میتاً؛ و قال إمرؤ القیس: أَلمَّا علی الرَّبْعِ القدیمِ بِعَسْعَسا، كأَنی أُنادِی أَو أُكَلِّم أَخرَسا و یقال للقنافذ العَساعِسُ لكثرة تردّدها باللیل.

عسطس؛ ج6، ص: 141

: العَسَطُوسُ: رأَس النصاری، رُومیَّة، و قیل: هو شجر یُشبه الخیزُران، و قیل: هو الخیزُران، و قیل: هی شجرة تكون بالجزیرة لیِّنة الأَغصان، و قال كراع: هو العَسَّطُوسُ فیهما؛ و أَنشد لذی الرمة: علی أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفاءِ كأَنه عَصَا عَسَّطُوسٍ، لِینها و اعْتِدالها أَی وردت الحُمر علی أَمر حمار. مُنْقَدٍّ عِفاؤه أَی متطایر. و العِفاء: جمع عِفْو، و هو الوبَر الذی علی الحمار؛ قال ابن بری: و المشهور فی شعره: عَصا قَسِّ قُوسٍ. و القَسُّ: القِسِّیس، و القُوسُ: صَوْمَعَتُه؛ قال ابن الأَعرابی: هو الخَیزُران و العَسَطُوسُ و الجُنَهِیُّ.

عضرس؛ ج6، ص: 141

: العِضْرِسُ: شجر الخِطْمیّ. و العَضْرَسُ [العِضْرَسُ: نبات فیه رَخاوة تَسودّ منه جَحافل الدواب إِذا أَكلته؛ قال ابن مقبل: و العَیْرُ یَنفُخُ فی المَكْنانِ، قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُه، و [العَضْرَسُ العِضْرَسِ الثُّجَرِ و قیل: [العَضْرَسُ العِضْرَسُ شجرة لها زهرة حمراء؛ قال إمرؤ القیس: فصَبَّحَهُ عند الشُّرُوق، غُدَیَّة، كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُیونَها، من الدَّمِّ و الإِیسادِ، نُوَّارُ [عَضْرَسِ عِضرَسِ و قال أَبو حنیفة: [العَضْرَسُ العِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلی الخُضرة یحتمل النَّدی احتمالًا شدیداً، و نَوْرُه قانئُ الحمرة، و لون [العَضْرَس العِضْرَس إِلی السواد؛ قال ابن مقبل یصف العَیر: علی إِثْرِ شَحَّاجٍ لطیف مَصیرُه، یُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه قال و قال ابن أَحمر: یَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها، كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ أَشِرْ
لسان العرب، ج‌6، ص: 142
و قال أَبو عمرو: العَضْرَس من الذكور أَشد البَقل كله رطوبة. و العَضْرَسُ: البَرَدُ، و هو حَب الغمام؛ و استشهد الجوهری فی هذا بقول الشاعر یصف كلاب الصید: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُیونَها، إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّید، عَضْرَسُ قال: و یروی مُغَرَّثَةً حُصّاً، هكذا فی الصحاح؛ قال ابن بری: البیت للبَعِیث و صوابه: محرَّجة حصٌّ، و فی شعره: إِذا أَیَّهَ القَنَّاص، قال: و العَضْرَسُ هاهنا نبات له لون أَحمر تشبَّه به عیون الكلاب لأَنها حُمْر؛ قال: و لیس هو هنا حَبَّ الغمام كما ذكَر إِنما ذلك فی بیت غیر هذا و هو: فَباتَتْ علیه لیلة رُجَّبِیَّة، تُحَیِّی بقَطر كالجُمان و عَضْرَسِ و قیل بیت البَعِیث: فصبَّحَهُ عند الشُّرُوقِ، غُدَیَّةً، كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ و أَطْلَسُ و الهاء فی صبّحه تعود علی حمار وحش. و مُحَرَّجَة: مُقلَّدة بالأَحراج، جمع حِرْجٍ للْوَدَعَة. و حُصٌّ: قد انْحَصَّ شعرها، و أَیَّهَ القَانِصُ بالكلْب: زَجَرَه؛ و مثله قول إمرئ القیس، و قد ذكر آنفاً. و فی المثل: أَبْرد من عَضْرَس، و كذلك العُضارس، بالضم؛ قال الشاعر: تضحَك عن ذِی أُشُرٍ عُضارِسِ و الجمع عَضارِس مثل جُوالِق و جَوالق، و قیل: العَضْرَس الجَلِید. قال ابن سیدة: و العَضْرَس و العُضارِس الماء البارد العذب؛ و قوله: تضحك عن ذی أُشُرٍ عُضارِس أَراد عن ثَغْر عذب، و هو الغُضارِس؛ بالغین المعجمة، و سنذكره. و العَضْرَس: حمار الوحش.

عطس؛ ج6، ص: 142

: عَطَسَ الرجل یَعْطِس، بالكسر، و یَعْطُس، بالضم، عَطْساً و عُطاساً و عَطْسة، و الاسم العُطاس. و‌فی الحدیث: كان یُحِب العُطاس و یكره التَّثاؤب.قال ابن الأَثیر: إِنما أَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما یكون مع خفة البدن و انفتاح المسامِّ و تیسیر الحركات، و التثاؤب بخلافه، و سبب هذه الأَوصاف تخفیفُ الغذاء و الإِقلال من الطعام و الشراب. و المَعْطِس و المَعْطَس: الأَنف لأَن العُطاس منه یخرج. قال الأَزهری: المَعْطِسُ، بكسر الطاء لا غیر، و هذا یدل علی أَن اللغة الجیّدة یَعْطِسُ، بالكسر. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: لا یُرْغِم اللَّهُ إِلا هذه المَعاطس؛ هی الأُنوف. و العاطُوس: ما یُعْطَسُ منه، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. و عَطَسَ الصُّبح: انفلق. و العاطِس: الصبح لذلك، صفةٌ غالبة، و قال اللیث: الصبح یسمی عُطاساً. و ظبی عاطِس إِذا استقبلك من أَمامِك. و عَطَسَ الرجل: مات. قال أَبو زید: تقول العرب للرجل إِذا مات: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ؛ قال: و اللُّجْمة ما تطیَّرْت منه، و أَنشد غیره: إِنَّا أُناس لا تزالُ جَزُورُنا لَها لُجَمٌ، مِن المنیَّة، عاطِسُ و یقال للموت: لُجَمٌ عَطُوس؛ قال رؤبة: و لا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوسا ابن الأَعرابی: العاطُوس دابة یُتَشاءَم بها؛ و أَنشد غیره لطرفة بن العبد: لَعَمْری لقد مَرَّتْ عَواطِیسُ جَمَّةٌ، و مرّ قُبیلَ الصُّبح ظَبی مُصَمَّعُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 143
و العَطَّاس: اسم فرس لبعض بنی المَدان؛ قال: یَخُبُّ بیَ العَطَّاسُ رافِعَ رَأْسِهِ و أَما قوله: و قد أَغْتَدی قبلَ العُطاسِ بِسابِحٍ فإِن الأَصمعی زعم أَنه أَراد: قبل أن أَسمع عُطاس عاطِس فأَتطیّر منه و لا أَمضی لحاجتی، و كانت العرب أَهل طِیَرَة، و كانوا یتطیَّرُون من العُطاس فأَبطل النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، طِیَرَتَهم. قال الأَزهری: و إِن صح ما قاله اللیث إِن الصبح یقال له العُطاس فإِنه أَراد قبل انفجار الصبح، قال: و لم أَسمع الذی قاله لثقة یُرجع إِلی قوله. و یقال: فلان عَطْسَة فلان إِذا أَشبهه فی خَلْقه و خُلُقه.

عطلس؛ ج6، ص: 143

: العَطَلَّس: الطویل.

عطمس؛ ج6، ص: 143

: العُطْمُوس و العَیْطَمُوس: الجمیلة، و قیل: هی الطویلة التَّارَّة ذاتُ قوام و أَلواح، و یقال ذلك لها فی تلك الحال إِذا كانت عاقراً. الجوهری: العَیْطَمُوس من النساء التامَّة الخلق و كذلك من الإِبل. و العَیْطَمُوس من النُّوق أَیضاً: الفتِیَّةُ العظیمة الحسناء. الأَصمعی: العَیْطَموس الناقة التامَّة الخلْق. ابن الأَعرابی: العَیْطَمُوس الناقة الهَرِمة، و الجمع العَطامِیس، و قد جاء فی ضرورة الشعر عَطامِس؛ قال الراجز: یا رُبَّ بیضاء من العَطامِس، تضحك عن ذی أُشُرٍ عُضارِس و كان حقه أَن یقول عَطامِیس لأَنك لما حذفت الیاء من الواحدة بقیت عَطَمُوس مثل كَرَدُوس، فلزم التعویض لأَن حرف اللین رابع كما لزم فی التحقیر، و لم تحذف الواو لأَنك لو حذفتها لاحتجت أَیضا إِلی أَن تحذف الیاء فی الجمع أَو التصغیر، و إِنما تحذف من الزیادتین ما إِذا حذفتها استغنیت عن حذف الأُخری.

عفس؛ ج6، ص: 143

: العَفْس: شِدَّة سَوق الإِبل. عَفَس الإِبلَ یَعْفِسُها عَفْساً: ساقها سَوْقاً شدیداً؛ قال: یَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ و العَفْسُ: أَن یردَّ الراعی غنمه یَثْنِیها و لا یدعُها تمضی علی جهاتها. و عَفَسَه عن حاجته أَی ردَّه. و عَفَسَ الدابة و الماشیة عَفْساً: حبَسها علی غیر مرعی و لا عَلَف؛ قال العجاج یصف بعیراً: كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، و رَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ، یُنْحَتُ من أَقطارِه بِفَأْسِ و العَفْسُ: الكدّ و الإِتعاب و الإِذالة و الاستعمال. و العَفْس: الحَبْس و المَعْفُوس: المحبوس و المُبتذَل، و عَفَس الرجلَ عَفْساً، و هو نحو المَسْجون، و قیل: هو أَن تَسْجُنه سَجْناً. و العَفْسُ: الامتهانُ للشی‌ء. و العَفْسُ: الضَّباطة فی الصِّراع. و العَفْس: الدَّوْس. و اعْتَفَس القومُ: اصْطَرَعُوا. و عَفَسَه یَعْفِسه عَفْساً: جذَبه إِلی الأَرض و ضغَطَه ضَغْطاً شدیداً فضرب به؛ یقال من ذلك: عَفَسْتُه و عَكَسْتُه و عَتْرَسْتُه. و قیل لأَعرابی: إِنك لا تُحسِن أَكلَ الرأْس قال: أَما و اللَّهِ إِنی لأَعْفِسُ أُذُنیه و أَفُكُّ لَحْیَیْه و أَسْحی خَدَّیه، و أَرْمی بالمُخِّ إِلی من هو أَحوجُ مِنی إِلیه قال الأَزهری: أَجاز ابن الأَعرابی السین و الصاد فی هذا الحرف. و عَفَسَه: صَرَعَه. و عَفَسه أَیضاً: أَلزقَه بالتراب. و عَفَسَه عَفْساً: وطِئَه؛ قال رؤبة: و الشَّیبُ حین أَدْرَك التَّقْویسا، بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا،
لسان العرب، ج‌6، ص: 144
و الحِبْرَ منه خَلَقاً مَعْفُوسا و ثوب مُعَفَّس: صَبور علی الدَّعْك. و عَفَسْتُ ثوبی: ابتذلته. و عَفَسَ الأَدیمَ یَعْفِسُه عَفْساً: دلكَه فی الدِّباغ. و العَفْس: الضرب علی العَجُز. و عَفَسَ الرجلُ المرأَة برجله یَعْفِسها: ضربَها علی عجیزتها یُعافِسُها و تُعافِسُه، و عافَسَ أَهله مُعافَسَة و عِفاساً، و هو شبیه بالمُعالجة. و المُعافَسَة: المُداعَبة و المُمارَسَة؛ یقال: فلان یُعافِس الأُمور أَی یُمارِسُها و یُعالجها. و العِفاس: العِلاج. و المُعافَسة: المُعَالجَة. و‌فی حدیث حنظلة الأُسَیْدی: فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج و الضَّیْعَة؛ و منه‌حدیث علی: كنت أُعافِس و أُمارِس، و‌حدیثه الآخر: یَمنَع من العِفاس خوفُ الموت و ذُكْرُ البعث و الحساب.و تَعافسَ القومُ: اعتلَجوا فی صراع و نحوه. و انعَفَس فی الماء: انغَمَسَ. و العَفَّاس: طائر یَنْعَفِس فی الماء. و العِفاسُ: اسم ناقة ذكرها الراعی فی شِعره، و قال الجوهری: العِفاس و بَرْوَع اسم ناقتین للراعی النمیری؛ قال: إِذا بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ بمَحْنِیَةٍ، أَشْلَی العِفاسَ و بَرْوَعا

عفرس؛ ج6، ص: 144

: العَفْرس: السَّابق السریع. و العَفْرَسِیُّ: المُعْیِی خُبثاً. و العَفاریس: النَّعام. و عِفْرِس: حیّ من الیمن. و العِفْراس و العَفَرْنَس، كلاهما: الأَسد الشدید العُنق الغلیظُه، و قد یقال ذلك للكلب و العِلْج.

عفقس؛ ج6، ص: 144

: العَفَنقَس: الذی جدّتاه لأَبیه و أُمه و امرأَته عجمیات. و العَفَنقس و العَقَنْفَس، جمیعاً: السیّ‌ء الخلق المُتَطاوِل علی الناس. و قد عَفْقَسَه و عقْفَسَه: أَساءَ خُلُقَه. و العَفَنْقَس: العسِر الأَخلاق، و قد اعْفَنقس الرجلُ، و خُلُق عَفَنْقَس؛ قال العجاج: إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، أَقرَّه الناس، و إِنْ تَفَجَّسا قال: عَفَنْقَسٌ خُلق عسیر لا یستقیم، سلَّم له ذلك «4». و یقال: ما أَدری ما الذی عَفْقَسه و عَقْفَسه أَی ما الذی أَساء خُلقه بعد ما كان حسن الخلُق. و یقال: رجل عَفَنْقَس فَلَنْقَس، و هو اللئیم.

عقس؛ ج6، ص: 144

: الأَعْقَسُ من الرجال: الشدید الشَّكَّة فی شرائه و بیعه؛ قال: و لیس هذا مذموماً لأَنه یخاف الغبْن، و منه‌قول عمر فی بعضهم: عَقِس لَقِس.و قال ابن درید: فی خُلقه عَقَس أَی التواء. و العَقَس: شجیرة تنبت فی الثُّمام و المَرْخ و الأَراك تَلْتَوی. و العَوْقَسُ: ضرْب من النبْت، ذكره ابن درید و قال: هو العَشَق.

عقبس؛ ج6، ص: 144

: العَقابِیسُ: بقایا المرض و العِشْق كالعَقابیل. و العَقابیسُ: الشدائد من الأُمور؛ هذه عن اللحیانی.

عقرس؛ ج6، ص: 144

: عقرس: حیٌّ من الیمن.

عقفس؛ ج6، ص: 144

: العَقَنْفَس و العَفَنْقَس، جمیعاً: السی‌ء الخلق. و قد عَقْفَسَه و عَفْقَسَه: أَساء خلقه، و قد تقدّم ذلك مستوفی.

عكس؛ ج6، ص: 144

: عَكَسَ الشی‌ء یَعْكِسُه عَكْساً فانْعَكَسَ: ردّ آخره علی أَوّله؛ و أَنشد اللیث: و هُنَّ لَدَی الأَكْوارِ یُعْكَسْنَ بالبُرَی، علی عَجَلٍ منها، و منهنّ یُكْسَعُ و منه عَكْسُ البلِیَّة عند القبر لأَنهم كانوا یَرْبِطُونها معكوسة الرأْس إِلی ما یلی كَلْكَلَها و بَطنَها،
(4). هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 145
و یقال إِلی مؤخّرها مما یَلی ظهرها و یتركونها علی تلك الحال حتی تموت. و عَكَسَ الدابةَ إِذا جَذَب رأْسها إِلیه لترجع إِلی ورائها القَهْقَرَی. و عَكَس البعیر یَعْكِسُه عَكْساً و عِكاساً: شدَّ عُنقه إِلی إِحدی یدیه و هو بارك، و قیل: شدَّ حبلًا فی خَطْمه إِلی رُسْغِ یدیه لِیَذِلَّ؛ و العِكاس: ما شدَّه به. و عَكَسَ رَأْسَ البعیر یعكِسه عَكْساً: عَطَفَه؛ قال المتلمس: جاوَزْتُها بِأَمُونٍ ذات مَعْجَمَةٍ، تَنْجُو بكَلْكَلِها، و الرأْسُ مَعْكُوسُ و العَكْس أَیضاً: أَن تعكِس رأْسَ البعیر إِلی یدِه بِخِطام تُضیِّق بذلك علیه. و قال الجعدی: العَكْس أَن یجعل الرجلُ فی رأْس البعیر خِطاماً ثم یَعْقِده إِلی ركبته لئلا یَصُول. و‌فی حدیث الربیع بن خُثَیم: اعكِسُوا أَنفسكم عَكْس الخیل باللُّجُم؛ معناه اقدَعُوها و كُفُّوها و رُدُّوها. و قال أَعرابی من بنی نُفَیْل: شَنَقْتُ البعیرَ و عَكَسته إِذا جذَبتَ من جَریرِه و لَزِمْت من رأْسه فَهَمْلَج. و عَكَس الشی‌ءَ: جذَبه إِلی الأَرض. و تَعَكَّسَ الرجلُ: مَشَی مَشْیَ الأَفْعَی، و هو یتعَكَّس تعكُّساً كأَنه قد یَبِسَت عروقه. و ربما مَشَی السكران كذلك. و یقال: من دون ذلك عِكاس و مِكاس، و هو أَن تأْخذ بناصیته و یأْخذ بناصیتك. و رجل متَعَكِّس: مُتَثَنِّی غُضُونِ القفا؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و أَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ، من الأَقِطِ الحَوْلِیِّ شَبْعانُ كانِبُ و عَكَسَه إِلی الأَرض: جذبه و ضَغَطه ضَغْطاً شدیداً. و العَكیس من اللَّبن: الحَلِیبُ تُصَبُّ علیه الإِهالة و المَرَق ثم یشرب، و قیل: هو الدقیق یصب علیه الماء ثم یشرب؛ قال أَبو منصور الأَسدی: فلمَّا سَقَیناها العَكِیسَ تَمَدَّحَتْ خَواصِرُها، و ازْدادَ رَشْحاً ورِیدُها و یقال منه: عَكَسْت أَعكِسُ عَكْساً، و كذلك الاعتكاس؛ قال الراجز: جَفْؤُكَ ذا قِدْرَك للضِّیفانِ، جَفْأً علی الرُّغْفانِ فی الجِفانِ، خیرٌ من العَكِیسِ بالأَلْبانِ و العَكْسُ: حبس الدابة علی غیر علف. و العُكاس: ذكَر العَنْكبوت؛ عن كراع. و العَكِیسُ: القَضِیبُ من الحَبَلَة یُعْكَسُ تحت الأَرض إِلی موضع آخر.

عكبس؛ ج6، ص: 145

: كلُّ شی‌ء تراكب: عُكابِس و عُكَبِس؛ و قال یعقوب: باؤها بدل من المیم فی عُكامِس و عُكَمِس، و قال كراع: إِذا صُبَّ لَبن علی مَرَق، كائناً ما كان، فهو عُكَبِس؛ و قال أَبو عبید: إِنما هو العَكِیسُ بالیاء، و قد ذُكر. و عَكْبَس البعیرَ: شدَّ عُنقه إِلی إِحدی یدیه و هو بارِك؛ و إِبل عُكابِس و عُكامِس و عُكَمِس و عُكَبِس إِذا كثرت، و قیل: إِذا قاربت الأَلفَ.

عكمس؛ ج6، ص: 145

: العُكَمِسُ و العُكامِس: القطیع الضَّخْم من الإِبل. و قال اللحیانی: إِبل عُكامِس و عُكابِس و عُكَمِس و عُكَبِس إِذا كثرت. قال أَبو حاتم: إِذا قاربت الإِبلُ الأَلف فهی عُكامِس. و كل شی‌ء تراكب و تراكم و كثُر حتی یُظْلِم من كثرته، فهو عُكامِس و عُكَمِس؛ قال العجاج: عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشُورِ و لیلٌ عُكامِس: مُظلِم متراكبُ الظلْمة شدیدُها. و قد عَكْمَسَ اللیلُ عَكْمَسَةً إِذا أَظلم و تَعَكْمَس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 146‌

علس؛ ج6، ص: 146

: العَلْسُ: سَواد اللیل. و العَلْسُ: الشُّرْب. و عَلَسَ یَعْلِس عَلْساً: شرِب، و قیل: أَكل. و عَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إِذا أَصابت شیئاً تأْكله. و العَلْسُ: الأَكل، و قَلَّما یُتكلم بغیر حرف النفی. و ما ذاق عَلُوساً أَی ذَواقاً، و ما ذاق عَلُوساً و لا أَلُوساً، و فی الصحاح و لا لوُوساً أَی ما ذاق شیئاً. و عَلَّس داؤه أَی اشتدَّ و برَّح. و ما عَلَسَ عنده عَلُوساً أَی ما أَكل. و قال ابن هانئ: ما أَكلت الیوم عُلاساً. و ما عَلَّسُوا ضیفَهم بشی‌ء أَی ما أَطعموه. و العَلَس: شِواءٌ مَسْمُونٌ. و شواء مَعْلُوس: أُكل بالسَّمْن. و العَلِیسُ: الشِّواء السَّمین؛ هكذا حكاه كراع. و العَلِیسُ: الشِّواء مع الجِلْد. و العَلیس: الشواء المُنْضَج. و رجل مُجَرَّس و مُعَلَّس و مُنَقَّح و مُقَلَّح أَی مُجرَّب. و العَلَس: حَبٌّ یؤْكل، و قیل: هو ضرْب من الحِنطة، و قال أَبو حنیفة: العَلَسُ ضرْب من البُرِّ جیّد غیر أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء، و قیل: هو ضرْب من القَمْح یكون فی الكِمام منه حَبَّتان، یكون بناحیة الیمن، و هو طعام أَهل صَنْعاء. ابن الأَعرابی: العَدَس یقال له العَلَس. و العَلَسِیّ: شجرة المَقِرِ [المَقْرِ، و هو نبات الصَّبرِ و له نَوْر حَسن مثل نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدی: كأَن النُّقْدَ و العَلَسیّ أَجْنی، و نَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِیرُ و رجل مُعَلَّس: مُجرَّب. و عَلَس یَعْلِسُ عَلْساً و عَلَّس: صَخِبَ؛ قال رؤبة: قد أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسا بالجِدّ، حتی تَخْفِضَ التَّعْلِیسا و العَلَس: القُراد، و یقال له العَلُّ و العَلَس، و جمعه أَعْلالٌ و أَعْلاسٌ. و العَلَسَة: دُوَیْبَّة شبیهة بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ. و عَلَسٌ و عُلَیْس: اسمان. و بنو عَلَسٍ: بَطْن من بنی سَعْد، و الإِبل العَلَسِیَّة منسوبة إِلیهم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فی عَلَسِیَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ و رجل و جمل عَنَسِیّ أَی شدید؛ قال المرار: إِذا رآها العَلَسِیُّ أَبْلَسا، و عَلَّقَ القومُ إِداوی یُبَّسا

علطس؛ ج6، ص: 146

: العِلْطَوْسُ، مثال الفِرْدَوْسِ: الناقة الخِیار الفارِهَة، و قیل: هی المرأَة الحسناء، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی.

علطبس؛ ج6، ص: 146

: العَلْطَبِیسُ: الأَمْلَسُ البرّاق؛ و أَنشد الرَّجَز الذی یأْتی فی علطمس بعدها.

علطمس؛ ج6، ص: 146

: العَلْطَمِیسُ: الناقة الضخمة ذات أَقطار و سَنام. و العَلْطَمِیس: الضَّخْم الشدید؛ قال الراجز: لَمَّا رأَتْ شَیْبَ قَذالی عِیسا، و هامَتی كالطَّسْتِ عَلْطَمِیسا، لا یَجِدُ القمْلُ بها تَعْریسا و هذه الترجمة فی الصحاح علطبس، بالباء، و قال: العَلْطَبِیسُ الأَمْلَسُ البَرَّاق، و أَنشد هذا الرجز بعینه، و فیه: و هامَتِی كالطَّسْتِ عَلْطَبِیسا بالباء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 147‌

علكس؛ ج6، ص: 147

: لیلة مُعْلَنْكِسَة: كَمُعْرَنْكِسَة. و شعر عِلَّكْسٌ و عَلَنْكَس و مُعْلَنْكِس: كثیر متراكِب، و كذلك الرَّمل و یَبِیسُ الكَلإِ. و اعْلَنْكَسَت الإِبلُ فی الموضع: اجتمعتْ. و عَلْكَسَ البَیضُ و اعْلَنْكَس: اجتمع. و اعْلَنْكَس الشعَر: اشتدّ سواده، و قال الفرّاء: شعَر مُعْلَنْكِس و مُعْلَنْكِكٌ الكَثِیف المجتمع الأَسود. قال الأَزهری: عَلْكَس أَصل بناء اعْلَنْكَسَ الشعَر إِذا اشتدّ سواده و كثر؛ قال العجاج: بِفاحِمٍ دُووِیَ حتی اعْلَنْكَسا و یقال: اعْلَنْكَس الشی‌ءُ أَی تردَّد. و المُعَلْكِسُ و المُعْلَنْكِس من الیَبِیسِ: ما كثُر و اجتمع. و عَلْكَسٌ: اسم رجُل من أَهل الیمن.

علندس؛ ج6، ص: 147

: الأَزهری: العَلَنْدَسُ و العَرَنْدَسُ: الصُّلب الشدید.

عمس؛ ج6، ص: 147

: حَرْبٌ عَماسٌ: شدیدة، و كذلك لیلة عَماس. و یوم عَماس: مُظلِم؛ أَنشد ثعلب: إِذا كَشَف الیومُ العَماسُ عن اسْتِهِ، فلا یَرْتَدی مِثْلی و لا یَتَعَمَّمُ و الجمع عُمُس؛ قال العجاج: و نَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ، و مُرِّ أَیامٍ مَضَیْنَ عُمْسِ و قد عَمِسَ [عَمُسَ عَمَساً و عَمْساً و عُمُوساً و عَماسَة و عُمُوسَة؛ و أَمْرٌ عَمْسٌ و عَمُوس و عَماس و مُعَمَّس: شدید مُظلم لا یُدرَی من أَین یُؤْتی له؛ و منه قیل: أَتانا بأُمور مُعَمَّسات و مُعَمِّسات، بنصب المیم و جرّها، أَی مَلْوِیَّات عن جِهَتِها مظلمة. و أَسَدٌ عَماسٌ: شدید؛ و قال: قَبِیلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّی، أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَماسُ و العَمَسُ: كالحَمَس، و هی الشِّدَّة؛ حكاها ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِنَّ أَخْوالی، جَمِیعاً من شَقِرْ، لَبِسُوا لی عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ و عَمَسَ علیه الأَمرَ یَعْمِسُه و عَمَّسَه: خَلَّطه و لبَّسه و لم یُبیِّنه. و العَمَاس: الدَّاهِیة. و كلُّ ما لا یهتدَی له: عَمَاسٌ. و العَمُوسُ: الذی یَتعَسَّف الأَشیاء كالجاهل. و تَعَامَسَ عن الأَمر: أَری أَنه لا یَعْلَمه. و العَمْس: أَن تُرِی أَنك لا تعرِف الأَمر و أَنت عارِفٌ. به و‌فی حدیث علیّ: أَلا و إِنَّ معاویة قادَ لِمَّةً من الغُواة و عَمَسَ علیهم الخَبَر، من ذلك، و یروی بالغین المعجمة. و تَعامس عنه: تغافل و هو به عالم. قال الأَزهری: و من قال یَتَغامَس، بالغین المعجمة، فهو مخطئ. و تَعامَس عَلَیّ: تَعامَی فتركنی فی شُبهة من أَمره. و العَمْسُ: الأَمر المغطَّی. و یقال: تَعامَسْت علی الأَمر و تعامَشْت و تَعامَیْت بمعنی واحد. و عامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه و لم تُجاهِرْه بالعَداوة. و امرأَة مُعامِسَة: تتستر فی شَبِیبَتِها و لا تَتَهَتَّك؛ قال الراعی: إِنْ الحَلالَ و خَنْزَراً ولَدَتْهُما أُمٌّ مُعامِسَة علی الأَطْهارِ أَی تأْتی ما لا خیر فیه غیر مُعالنة به. و المُعامَسَة: السِّرار. و فی النوادر: حَلَف فلان علی العَمِیسَة و العُمَیْسَة؛
لسان العرب، ج‌6، ص: 148
أَی علی یمین غیر حق. و یقال: عَمَسَ الكِتابُ أَی دَرَس. و طاعون عَمْواس: أَوَّل طاعون كان فی الإِسلام بالشام. و عُمَیْس: اسم رجل. و فی الحدیث ذِكْر عَمِیس، بفتح العین و كسر المیم، و هو واد بین مكة و المدینة نزله النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فی ممرِّه إِلی بدر.

عمرس؛ ج6، ص: 148

: العَمَرَّس، بتشدید الراء: الشَّرِس الخُلق القوِیّ الشدید. و یوم عَمَرَّس: شدید. و سیر عَمَرَّس: شدید، و شر عَمَرَّس: كذلك. و العُمْرُوس: الجَمَل إِذا بلغ النَّزْوَ. و یقال للجمل إِذا أَكل و اجتَرَّ فهو فُرْفُور و عُمْرُوس. و العُمرُوس: الجَدْیُ، شامِیَّة، و الجمع العمارِس، و ربما قیل للغلام الحادِر عُمْرُوس؛ عن أَبی عمرو. الأَزهری: العُمْرُوس و الطُّمْرُوس الخروف؛ و قال حُمَید بن ثور یصف نساء نشأْن بالبادیة: أُولئك لم یَدْرِینَ ما سَمَك القُرَی، و لا عُصُباً فیها رِئات العَمارِس و یقال للغلام الشّائل: عُمْرُوس. و‌فی حدیث عبد الملك بن مَرْوان: أَین أَنت من عُمْرُوسٍ راضِعٍ؟العُمْرُوس، بالضم: الخروف أَو الجَدی إِذا بلغا العَدْوَ، و قد یكون الضعیفَ، و هو من الإِبل ما قد سَمِنَ و شَبِعَ و هو راضع بَعْدُ. و العَمَرَّس و العَمَلَّس واحد إِلا أَن العَمَلَّس یقال للذئب.

عملس؛ ج6، ص: 148

: العَمْلَسَة: السُّرعة. و العَمَلَّس: الذئب الخبیث و الكَلْب الخبیث؛ قال الطرماح یصف كلاب الصید: یُوزِع بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّس، من المُطعِمات الصَّیْدِ غیر الشَواحِنِ یوزع: یَكُفُّ، و یقال یُغْرِی كل عملس كل كلب كأَنه ذئب. و العَمَلَّس: القوِیّ الشدید علی السفر، و العَمَلَّط مثله، و قیل النَّاقص، و قیل العَمَلَّس: الجمیل. و العَمَلَّس: اسم. و قولهم فی المثل: هو أَبرّ من العَمَلّس؛ هو اسم رجل كان یحجُّ بأُمّه علی ظهره. الجوهری: العَمَرَّس مثل العَملَّس القَوِیّ علی السیر السریع؛ و أَنشد: عَمَلَّس أَسْفارٍ، إِذا اسْتَقْبَلَتْ لَهُ سَمُومٌ كحرِّ النارِ، لم یَتَلَثَّمِ قال ابن برِّی: الشِّعر لعدیّ بن الرِّقَاع یمدح عمر بن عبد العزیز؛ و قبله: جَمَعْتَ اللَّواتی یحمَد اللَّهُ عبدَه علیهنَّ، فَلْیَهْنئْ لك الخیرُ و اسْلَمِ فأَوَلُهنّ البِرُّ، و البِرُّ غالِبٌ، و ما بكَ من غَیْبِ السَّرائر یُعْلَمِ و ثانیة كانت من اللَّه نعمةً علی المسلمین، إِذ وَلِی خیرُ مُنْعِمِ و ثالثة أَنْ لیس فِیكَ هَوَادَةٌ لِمَنْ رامَ ظُلماً، أَو سَعَی سَعْیَ مجْرمِ و رابعةٌ أَنْ لا تزالَ مع التُّقَی تَخُبُّ بِمَیْمُونٍ، من الأَمْرِ، مُبْرَمِ و خامسة فی الحُكْمِ أَنَّك تُنصِفُ الضَّعِیف، و ما مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِی و سادسة أَنَّ الذی هُوَ رَبُّنا اصْطَفَاك، فمَنْ یَتْبَعْك لا یَتَنَدَّمِ و سابعة أَنَّ المَكارِم كلَّها، سبَقْتَ إِلیها كلَّ ساعٍ و مُلْجِمِ
لسان العرب، ج‌6، ص: 149
و ثامنة فی مَنْصِبِ النَّاس أَنَّه سَمَا بكَ منهمْ مُعْظَمٌ فَوق مُعْظَمِ و تاسعة أَن البَرِیَّة كُلّها یَعُدُّون سَیباً من إِمامٍ مُتَمِّمِ و عاشرة أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعٌ لحِلْمِكَ، فی فصْل من القول مُحْكَمِ

عنس؛ ج6، ص: 149

: عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس، بالضم، عُنُوساً و عِناساً و تَأَطَّرَتْ، و هی عانس، من نِسوة عُنَّسٍ و عَوَانِسَ، و عَنَّسَتْ، و هی مُعَنِّس، و عَنَّسَها أَهلُها: حَبَسُوها عن الأَزواج حتی جازت فَتَاءَ السِّن و لمَّا تَعْجِزْ [تَعْجُزْ. قال الأَصمعی: لا یقال عَنَسَتْ و لا عَنَّسَت و لكن یقال عُنِّسَت، علی ما لم یسمَّ فاعلُه، فهی مُعَنَّسَة، و قیل: یقال عَنَسَت، بالتخفیف، و عُنِّسَتْ و لا یقال عَنَّسَت؛ قال ابن بری: الذی ذكره الأَصمعی فی خَلْق الإِنسان أَنه یقال عَنَّسَت المرأَة، بالفتح مع التشدید، و عَنَسَت، بالتخفیف، بخلاف ما حكاه الجوهری. و‌فی صفته، صلی اللَّه علیه و سلم: لا عانِسٌ و لا مُفَنِّدٌ؛ العانِس من الرجال و النساء: الذی یَبقی زماناً بعد أَن یُدْرِك لا یتزوج، و أَكثر ما یُستعمل فی النساء. یقال: عَنَسَتِ المرأَة، فهی عانِس، و عُنِّسَت، فهی مُعَنَّسَة إِذا كَبِرَت و عَجَزَتْ فی بیت أَبویها. قال الجوهری: عَنَسَتِ الجاریة تَعْنُس إِذا طال مكثها فی منزل أَهلها بعد إِدْراكها حتی خرجتْ من عِداد الأَبكار، هذا ما لم تتزوج، فإِن تزوجت مرَّة فلا یقال عَنَسَت؛ قال الأَعشی: و البِیضُ قد عَنَسَتْ و طالَ جِراؤُها، و نَشَأْنَ فی فَنَنٍ و فی أَذْوادِ و یروی: و البیضِ …، مجروراً بالعطف علی الشَّرْب فی قوله: و لقد أُرَجِّل لِمَّتی بِعَشِیَّةٍ للشَّرْبِ، قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ و یروی: سَنابِك، أَی قبل حوادث الطَّالِب؛ یقول: أُرَجِّلُ لِمَّتی للشَّرْب و للجواری الحِسان اللواتی نشَأْن فی فَنَنٍ أَی فی نعمة. و أَصلها أَغصان الشجر؛ هذه روایة الأَصمعی، و أَما أَبو عبیدة فإِنه رواه: فی قِنٍّ، بالقاف، أَی فی عبید و خَدَم. و رجل عانِس، و الجمع العانِسُون؛ قال أَبو قیس بن رفاعة: مِنَّا الذی هو ما إِنْ طَرَّ شارِبُه، و العانِسُون، و مِنَّا المُرْدُ و الشِّیبُ و‌فی حدیث الشعبی: سئل عن الرجل یَدخل بالمرأَة علی أَنها بكر فیقول لم أَجدها عَذْراء، فقال: إِن العُذْرة قد یُذهِبها التَعْنیسُ و الحَیْضَة، و قال اللیث: عَنَسَت إِذا صارت نَصَفاً و هی بكر و لم تتزوَّج. و قال الفَرَّاء: امرأَة عانس التی لم تتزوج و هی تترقب ذلك، و هی المُعَنَّسة. و قال الكسائی: العَانِس فوق المُعْصِر؛ و أَنشد لذی الرمة: و عِیطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّفَتْ مَعاصِیرُها، و العاتِقاتُ العَوانِسُ العِیطُ: یعنی بها إِبلًا طِوال الأَعناق، الواحدة منها عَیْطاء. و قوله كأَسراب الخروج أَی كجماعة نساء خرجْن متشوّفات لأَحد العِیدین أَی متزینات، شبَّه الإِبل بهنَّ. و المُعْصِر: التی دنا حیضها. و العاتِقُ: التی فی بیت أَبویها و لم یقع علیها اسم الزوج، و كذلك العانِس. و فلان لم تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَی لم تغیّره إِلی الكِبَرِ؛ قال سُوَیْدٌ الحارثی:
لسان العرب، ج‌6، ص: 150
فَتی قَبَلٌ لم تَعْنُس السنُّ وجهَهُ، سِوی خُلْسَةٍ فی الرأْس كالبَرْقِ فی الدُّجی و فی التهذیب: أَعْنَس الشیبُ رأْسَه إِذا خالطه؛ قال أَبو ضب الهذلی: فَتی قَبَلٌ لم یَعْنُسِ الشَّیبُ رأْسَه، سِوی خُیُطٍ فی النُّورِ أَشرَقْنَ فی الدُّجی و رواه المُبَرِّد: … لم تعْنُس السِّنُّ وَجهه؛ قال الأَزهری: و هو أَجود. و العُنَّسُ من الإِبلِ فوق البَكارة أَی الصِّغار. قال بعض العرب: جَعل الفحلُ یضرب فی أَبكارِها و عُنَّسِها؛ یعنی بالأَبكار جمع بَكْر، و العُنَّس المتوسِّطات التی لَسْن بأَبكار. و العَنْسُ: الصَّخرة. و العَنْسُ: الناقة القویَّةُ، شبهت بالصخرة لصلابتها، و الجمع عُنْسٌ و عُنُوس و عُنَّس مثل بازِل و بُزْلٍ و بُزَّل؛ قال الراجز: یُعْرِسُ أَبكاراً بها و عُنَّسا و قال ابن الأَعرابی: العَنْس البازِل الصُّلبة من النُّوق لا یقال لغیرها، و جمعها عِناس، و عُنُوس جمع عِناس؛ قال ابن سیدة: هذا قول ابن الأَعرابی و أَظنه وهَماً منه لأَن فِعالًا لا یجمع علی فُعُول، كان واحداً أَو جمعاً، بل عُنُوس جمع عَنْس كعِناس. قال اللیث: تُسمّی عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنّها و اشتدت قوَّتها و وفَر عظامها و أَعضاؤُها؛ قال الراجز: كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ و ناقة عانِسَة و جمل عانِس: سمین تامّ الخَلق؛ قال أَبو وجزة السعدی: بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ، جُشٍّ كبَحْریّ السَّحاب المُخْیِلِ و العَنْس: العُقاب. و عَنَسَ العودَ: عَطَفَه، و الشین أَفصح. و اعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ، و اعْنِیناسُه: وفُورُ هُلْبِه و طولُه؛ قال الطِّرِمَّاح یصف ثوراً وحشیّاً: یَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ، مِثل مئلاة النِّیاح القِیام أَی بذنب سابغ. و عَنْسٌ: قبیلة، و قیل: قبیلة من الیمن؛ حكاها سیبویه؛ و أَنشد: لا مَهْلَ حَتی تَلْحَقی بعَنْسِ، أَهلِ الرِّیاطِ البِیضِ و القَلَنْسِ قال: و لم یقل القَلَنْسُو لأَنَه لیس فی الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، و یكفیك من ذلك أَنهم قالوا: هذه أَدْلی زیر. و العِناسُ: المرآة. و العُنُس: المرایا؛ و أَنشد الأَصمعی: حتی رَأَی الشَّیْبَة فی العِناسِ، و عادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ و عُنَیِّس: اسم رَمْل معروف؛ و قال الراعی: و أَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَیِّس، تَرْتَعِی نِعاجُ المَلا، عُوذاً به و مَتالِیا أَراد: ترتعی به نعاجُ الملا أَی بَقَرُ الوحش. عوذاً: وضَعَتْ حَدِیثاً، و مَتَالیَ: یتلوها أَولادها. و الملا: ما اتّسع من الأَرض، و نَصَب عُوذاً علی الحال.

عنبس؛ ج6، ص: 150

: العَنْبَس: من أَسماء الأَسد، إِذا نَعَتَّه قلت عَنْبَس و عُنابِس، و إِذا خصصته باسم قلت عَنْبَسَة كما یقال أُسامة و سَاعدة. أَبو عبید: العَنْبَس الأَسَد
لسان العرب، ج‌6، ص: 151
لأَنه عَبُوس. أَبو عمرو: العَنبَسُ «5» الأَمة الرَّعْناء. ابن الأَعرابی: تَعَنْبَس الرجل إِذا ذلَّ بخدمة أَو غیرها، و عَنْبَس إِذا خرَج، و سُمِّی الرجل العَنْبَس باسم الأَسَد، و هو فنعل من العُبُوس. و العَنابِس من قُرَیْش: أَولادُ أُمَیَّة بنِ عبد شمس الأَكبر و هم ستة: حَرْبٌ و أَبو حَرْبٍ و سُفْیان و أَبو سُفیان و عَمرو و أَبو عمرو و سُمُّوا بالأَسد و الباقون یقال لهم الأَعْیاصُ.

عنفس؛ ج6، ص: 151

: رجُل عِنْفِس: قصیر لئیم؛ عن كراع.

عنقس؛ ج6، ص: 151

: الأَزهری: العَنْقَس من النساء الطویلة المُعْرِقة؛ و منه قول الراجز: حتی رُمِیت بِمِزاقٍ عَنْقَسِ، تَأْكلُ نِصفَ المُدِّ لم تَلَبَّقِ ابن درید: العَنْقَس الدَّاهی الخَبیث.

عوس؛ ج6، ص: 151

: العَوْس و العَوَسان: الطَّوْف باللیل. عاسَ عَوْساً و عَوَساناً: طاف باللیل. و الذئبُ یَعُوس: یطلُب شیئاً یأْكله. و عاس الذئبُ: اعْتَسَّ. و عاسَ الشی‌ءَ یَعُوسُه: وَصَفَه؛ قال: فعُسْهم أَبا حسَّان، ما أَنت عائِسُ قال ابن سیدة: ما، هنا، زائدة كأَنه قال: عُسْهم أَبا حسان أَنت عائس أَی فأَنت عائِس. و رجل أَعْوَسُ: وصَّاف. قال الأَزهری: قال اللیث الأَعوس الصَّیْقل، ثم قال: قال و یقال لكل وَصَّاف لشی‌ء هو أَعْوَسُ وصَّاف؛ قال جریر یصف السیوف: تَجْلُوا السُّیُوفَ و غیرُكم یَعْصی بها، یا ابن القُیُون، و ذاك فِعْلُ الأَعْوَسِ قال الأَزهری: رابَنی ما قاله فی الأَعْوَسِ و تفسیره و إِبداله قافیة هذا البیت بغیرها، و الروایة: … و ذاك فِعْلُ الصَّیْقَلِ، و القصیدة لِجَرِیر معروفة و هی لامیة طویلة، قال: و قوله الأَعْوَس الصَّیْقَل لیس بصحیح عندی، قال ابن سیدة: و الأَعْوَسُ الصَیْقَل. و عاسَ مالَه عَوْساً و عِیَاسة و ساسَة سِیاسَة: أَحسن القِیام علیه. و فی المثل «6»: لا یَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ؛ یُضرَب للرجل یُرْمِل من المال و الزاد فیلقَی الرجلَ فیَنال منه الشی‌ءَ ثم الآخر حتی یَبْلُغ أَهله. و یقال: هو عائِس مالٍ. و یقال: هو یَعُوس عِیاله و یَعُولهم أَی یَقُوتهم؛ و أَنشد: خَلَّی یَتامَی كان یُحْسِنُ عَوْسَهم، و یَقُوتُهم فی كلِّ عامٍ جاحِدِ و یقال: إِنه لَسائِس مالٍ و عائِس مال بمعنی واحد. و عاسَ علی عیاله یَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ و كَدَح علیهم. و العُواسَة: الشَّربة من اللَّبَن و غیره. الأَزهری فی ترجمة عَوَكَ: عُسْ مَعاشَك و عُكْ معاشَك مَعاساً و مَعاكاً، و العَوْس: إِصلاح المعیشة. عاسَ فلان مَعاشه عَوْساً و رَقَّحَهُ واحد. و العَواساءُ، بفتح العین: الحامل من الخنافس؛ قال: بِكْراً عَواساءَ تَفاسَی مُقْرِبا
(5). قوله [أَبو عمرو: العنبس الأَمة إلخ] عبارة شرح القاموس فی هذه المادة: و أَورد صاحب اللسان هنا العنبس الأَمة الرعناء عن أَبی عمرو، و كذلك تعنبس الرجل إذا ذلّ بخدمة أَو غیرها، قلت: و الصواب أنهما البعنس و بعنس، بتقدیم الموحدة، و قد ذكر فی محله فلیتنبه لذلك. (6). قوله [و فی المثل إلخ] أَورده المیدانیّ فی أَمثاله: لا یعدم عائش وصلات، بالشین، و قال فی تفسیره: أی ما دام للمرء أجل فهو لا یعدم ما یتوصل به، یضرب للرجل إلی آخر ما هنا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 152
أَی دنا أَن تضع. و العَوَس: دخول الخَدَّین حتی یكون فیهما كالهَزْمتین، و أَكثر ما یكون ذلك عند الضحِك. رجل أَعْوَس إِذا كان كذلك، و امرأَة عَوْساء، و العَوَسُ المصدر منه. و العُوسُ: الكباش البِیض؛ قال الجوهری: العُوس، بالضم، ضرب من الغنم، یقال: كبش عُوسِیّ.

عیس؛ ج6، ص: 152

: العَیْسُ: ماء الفَحْل؛ قال طرفة: سأَحْلُب عَیْساً صَحْن سُمّ قال: و العَیْس یقتل لأَنه أَخبث السُّم؛ قال شمر: و أَنشدنیه ابن الأَعرابی: سأَحلب عنساً، بالنون، و قیل: العَیْس ضِراب الفحل. عاس الفحلُ الناقةَ یَعِیسُها عَیْساً: ضَرَبها. و العِیَس و العِیسَة: بیاض یُخالِطُه شی‌ء من شُقْرة، و قیل: هو لون أَبیضُ مُشْرَب صَفاءً فی ظُلمة خفِیة، و هی فُعْلَة، علی قیاس الصُّهبة و الكُمْتة لأَنه لیس فی الأَلوان فِعْلَة، و إِنما كُسِرت لتصح الیاء كبیض. و جَمل أَعْیَس و ناقة عَیْساء و ظَبْیٌ أَعْیَس: فیه أُدْمَة، و كذلك الثَّور؛ قال: و عانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْیَسُ و قیل: العِیس الإِبل تضرب إِلی الصُّفرة؛ رواه ابن الأَعرابی وحده. و‌فی حدیث طهفة: تَرْتَمِی بِنَا العِیس؛ هی الإِبل البیض مع شُقرة یسیرة، واحدها أَعْیَس و عَیْساء؛ و منه حدیث سَوادِ بنِ قارب: و شدَّها العِیسُ بأَحْلاسِها و رجُل أَعْیَس الشَّعَر: أَبیضه. و رَسْم أَعْیَس: أَبیض. و العَیْساء: الجَرادَة الأُنثی. و عَیْساء: اسم جدّة غَسَّان السَّلِیطی؛ قال جریر: أَ ساعِیة عَیْساء، و الضَّأْن حُفَّلٌ، كما حاولَتْ عَیساء أَمْ ما عَذِیرُها؟ قال الجوهری: العِیس، بالكسر، جمع أَعْیَس. و عَیْساء: الإِبلُ البِیض یُخالِطُ بیاضَها شی‌ء من الشُّقرة، واحدها أَعْیَس، و الأُنثی عَیْساء بَیِّنا العِیس. قال الأَصمعی: إِذا خالط بیاض الشعَر شُقْرة فهو أَعْیَس؛ و قول الشاعر: أَقول لِخارِبَیْ هَمْدان لمَّا أَثارَا صِرْمةً حُمراً و عِیسَا أَی بیضاً. و یقال: هی كرائم الإِبل. و عِیسَی: اسم المسیح، صلوات اللَّه علی نبینا و علیه و سلم؛ قال سیبویه: عیسی فِعْلَی، و لیست أَلفه للتأْنِیث إِنما هو أَعجمی و لو كانت للتأْنیث لم ینصرف فی النكرة و هو ینصرف فیها، قال: أَخبرنی بذلك من أَثِق به، یعنی بصَرْفِه فی النكرة، و النسب إِلیه عِیْسِیٌّ، هذا قول ابن سیدة، و قال الجوهری: عِیسی اسم عِبْرانیّ أَو سُریانی، و الجمع العِیسَوْن، بفتح السین، و قال غیره: العِیسُون، بضم السین، لأَن الیاء زائدة «1»، قال الجوهری: و تقول مررت بالعِیسَیْنَ و رأَیت العِیسَیْنَ، قال: و أَجاز الكوفیون ضم السین قبل الواو و كسرها قبل الیاء، و لم یجزه البَصریون و قالوا: لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنین وجَب أَن تبقی السین مفتوحة علی ما كانت علیه، سواء كانت الأَلف أَصلیة أَو غیر أَصلیة، و كان الكسائی یَفْرق بینهما و یفتح فی الأَصلیة فیقول
(1). قوله [لأَن الیاء زائدة] أطلق علیها یاء باعتبار أنها تقلب یاء عند الإِمالة، و كذا یقال فیما بعده.
لسان العرب، ج‌6، ص: 153
مُعْطَوْنَ، و یضم فی غیر الأَصلیة فیقول عِیسُون، و كذلك القول فی مُوسَی، و النسبةُ إِلیهما عِیسَویّ و مُوسَویّ، بقلب الیاء واواً، كما قلت فی مَرْمًی مَرْمَوِیّ، و إِن شئت حذفت الیاء فقلت عِیسِیّ و موسِیّ، بكسر السین، كما قلت مَرْمیّ و مَلْهیّ؛ قال الأَزهری: كأَن أَصل الحرف من العَیَس، قال: و إِذا استعملت الفعل منه قلت عَیِس یَعْیَس أَو عاس یَعِیس، قال: و عِیسی شبه قِعْلی، قال الزجاج: عیسی اسم عَجَمِیّ عُدِلَ عن لفظ الأَعجمیة إِلی هذا البناء و هو غیر مصروف فی المعرفة لاجتماع العُجمة و التعریف فیه، و مَنال اشتقاقه من كلام العرب أَن عیسی فِعْلی فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنیث فلا ینصرف فی معرفة و لا نكرة، و یكون اشتقاقه من شیئین: أَحدهما العَیَس، و الآخر من العَوْس، و هو السِّیاسة، فانقلبت الواو یاء لانكسار ما قبلها، فأَما اسم نبیّ اللَّه فمعدول عن إِیسُوع، كذا یقول أَهل السریانیة، قال الكسائی: و إِذا نسبت إِلی موسی و عیسی و ما أَشبهها مما فیه الیاء زائدة قلت مُوسِیّ و عیسیّ، بكسر السین و تشدید الیاء. و قال أَبو عبیدة: أَعْیَس الزرعُ إِعْیاساً إِذا لم یكن فیه رطب، و أَخْلَس إِذا كان فیه رَطْب و یابِس.

فصل الغین المعجمة؛ ج6، ص: 153

غبس؛ ج6، ص: 153

: الغَبَس و الغُبْسَة: لَوْن الرَّماد، و هو بیاض فیه كُدْرة، و قد أَغْبَسَ. و ذئب أَغْبَس إِذا كان ذلك لَونَه، و قیل: كل ذئب أَغبَس؛ و فی حدیث الأَعشی: كالذِّئْبَةِ الغَبْساء فی ظِلِّ السَّرَبْ أَی الغبراء؛ و قیل: الأَغْبَس من الذئاب الخَفِیف الحَریص، و أَصله من اللَّون. و الوَرْدُ الأَغْبَس من الخَیْل: هو الذی تدعوه الأَعاجم السَّمَنْد. اللحیانی: یقال غَبَس و غَبَش لوقت الغَلَس، و أَصله من الغُبْسة. و هو لوْن بین السواد و الصُّفرة. و حمار أَغْبَس إِذا كان أَدْلَم. و غَبَسُ اللیل: ظلامُه من أَوله، و غَبَشه من آخره. و قال یعقوب: الغَبَس و الغَبَش سواء، حكاه فی المُبْدَل؛ و أَنشد: و نِعْمَ مَلْقی الرِّجالِ مَنْزِلُهم، و نِعْمَ مأْوی الضَّریكِ فی الغَبَسِ تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ، و یَنْحَرُون العِشار فی المَلَسِ یعنی أَن لَبَنهم كثیر یكفی الأَضیاف حتی یُصدِرَهم، و یَنْحَرُون مع ذلك العِشارَ، و هی التی أَتی علیها من حَمْلِها عشرة أَشهر، فیقول: من سَخائهم یَنحرُون العِشار التی قد قرُب نَتاجُها. و غَبَسَ اللیل و أَغْبَس: أَظلم. و‌فی حدیث أَبی بكر بن عبد اللَّه: إِذا استقبلوك یوم الجُمُعَة فاستقْبِلهم حتی تَغْبِسَها حتی لا تَعُود أَن تَخَلَّفَ: یعنی إِذا مَضَیْت إِلی الجمعة فلقِیت الناس و قد فَرَغُوا من الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بوجهك حتی تُسَوِّده حَیاء منهم كی لا تتأَخر بعد ذلك، و الهاء فی تَغْبِسهَا ضمیر الغُرَّة أَو الطَّلْعَة. و الغُبْسَة: لَون الرَّماد. و لا أَفعله سَجِیسَ غُبَیْس الأَوْجَس أَی أَبد الدهر. و قولهم: لا آتیك ما غَبا غُبَیْس أَی ما بقی الدهر؛ قال ابن الأَعرابی: ما أَدری ما أَصله؛ و أَنشد الأُموی: و فی بَنی أُمِّ زُبَیْرٍ كَیْسُ، علی الطَّعام، ما غَبا غُبَیْسُ أَی فیهم جُود. و ما غَبا غُبَیْس: ظرف من الزمان. و قال بعضهم: أَصله الذئب. و غُبَیْس: تصغیر
لسان العرب، ج‌6، ص: 154
أَغْبَس مُرَخَّماً. و غَبا: أَصله غَبَّ فأَبدل من أَحد حَرْفَی التضعیف الأَلِف مثل تَقَضَّی أَصله تَقَضَّض؛ یقول: لا آتِیك ما دام الذئب یأْتی الغَنم غِبًّا.

غرس؛ ج6، ص: 154

: غَرَس الشجر و الشجرة یغرِسها غَرْساً. و الغَرْس: الشجر الذی یُغْرَس، و الجمع أَغْراس. و یقال للنَّخلة أَول ما تنبت: غَریسَة. و الغَرْس: غَرْسُك الشجر. و الغِراس: زَمَن الغَرس. و المَغْرِس: موضع الغَرْس، و الفعل الغَرْس. و الغِراس: ما یُغْرَس من الشجر. و الغَرْس: القَضِیب الذی یُنْزع من الحِبّة ثم یُغْرَس. و الغَریسَة: شجر العنب أَوّل ما یُغْرَس. و الغَریسة: النواة التی تُزرع؛ عن أَبی المجیب و الحرِث بن دكین. و الغَرِیسَة: الفَسِیلَة ساعة توضع فی الأَرض حتی تَعْلَقَ، و الجمع غَرائِس و غِراس، الأَخیرة نادِرَة. و الغِراسَة: فَسِیل النَّخْل. و غَرَس فلان عِندی نعمة: أَثْبَتها، و هو علی المثَل. و الغِرْس، بالكسر: الجلدة التی تخرج علی رأْس الولد أَو الفصیل ساعة یُولد فإِن تُركت قَتَلَتْه؛ قال الراجز: یَتْرُكْن، فی كلّ مَناخٍ أَبْسِ، كلَّ جَنِینٍ مُشْعَرٍ فی غِرْسِ و قیل: الغِرْس هو الذی یَخْرُج علی الوَجْه، و قیل: هو الذی یَخْرُجُ معه كأَنه مُخاط، و جمعه أَغْراس. التهذیب: الغِرْس واحد الأَغراس، و هی جلدة رقیقة تخرج مع الولد إِذا خرج من بطن أُمه. ابن الأَعرابی: الغِرْس المَشِیمَة؛ و قول قیس بن عیزارة: و قالوا لنا: البَلْهاء أَوّل سُؤلَةٍ و أَغْراسُها و اللَّهُ عَنِّی یُدافِعُ البلهاء: اسم ناقة، و عَنَی بأَغراسِها أَولادَها. و الغَراس، بفتح الغین: ما یخرج من شارِب الدواء كالخامّ. و الغَراس: ما كثر من العُرْفُط؛ عن كراع. و الغِرْس و الغَرْس: الغراب الصغیر. و غَرْس، بفتح الغین و سكون الراء و السین المهملة: بئر بالمدینة؛ قال الواقدی: كانت منازل بنی النَّضِیر بناحیة الغَرْس.

غسس؛ ج6، ص: 154

: الغُسُّ، بالضم: الضعیف اللئیم، زاد الجوهری: من الرجال؛ قال زهیر بن مسعود: فلم أَرْقِهِ إِنْ یَنْجُ منها، و إِن یَمُتْ فطَعْنَة لا غُسٍّ، و لا بمُغَمِّرِ و الجمع أَغْساس و غِساس و غُسُوس. ابن الأَعرابی: الغُسُسُ الضُّعفاء فی آرائهم و عقولهم. الجوهری: یكون الغُسُّ واحداً و جمعاً؛ و أَنشد لأَوس بن حَجَر: مُخَلّفُون و یَقْضِی النَّاسُ أَمْرَهُمُ، غُسُّ الأَمانة، صُنْبُورٌ فصُنْبُورُ و رواه المفضل: غُشُّ، بالشین المعجمة، كأَنه جمع غاشٍّ مثل بازِل و بُزْل، و یروی: غُشَّ نصباً علی الذَّم بإِضمار أَعنی، و یُروی: غُسُّو الأَمانة …، أَیضاً بالسین، أَی غُسُّون، فحذفت النون للإِضافة، و یجوز غُسِّی، بكسر السین، بإِضمار أَعنی، و تحذف النون للإِضافة. و الغَسِیسُ و المَغْسُوس: كالغُسِّ. و الغَسِیسَة و المُغَسِّسَة و المَغْسُوسَة: البُسْرة التی ترطب ثم یتغیر طعمها، و قیل: هی التی لا حلاوة لها، و هی أَخبث البُسر، و قیل: الغَسِیسَة و المُغَسِّسَة و المَغْسُوسَة البُسرة تُرطب من حول تُفْرُوقِها، و نخلة مَغْسوسَة: تُرطِب و لا حلاوة لها. و الغُسُسُ:
لسان العرب، ج‌6، ص: 155
الرُّطَب الفاسِد، الواحد غَسِیسٌ. و قال ابن الأَعرابی فی النوادر: الغَسِیسَة التی تُرطب و یتغیر طعمها، و السَّرادة البُسرة التی تحلو قبل أَن تُزهی، و هی بَلحَة، و المَكْرَة التی لا تُرْطب و لا حلاوة لها، و الشُّمْطانة التی یُرطب جانب منها و سائرها یابس، و المَغْسُوسَة التی ترطب و لا حلاوة لها. أَبو مِحْجَن الأَعرابی: هذا الطعام غَسُوس صِدْق و غَلُول صدق أَی طعام صدق، و كذلك الشَّراب. و غَسَّ الرجل فی البلاد إِذا دخل فیها و مضی قُدُماً، و هی لغة تمیم؛ قال رؤبة: كالحُوت لمَّا غَسَّ فی الأَنهار قال: و قَسَّ مثله. و الغُسُّ: الفَسْل من الرجال، و جمعه أَغْساس؛ و أَنشد: أَن لا یُتَلَّی بِجِبْسٍ لا فُؤاد لهُ، و لا بِغُسٍّ عنِید الفُحْشِ إِزْمِیلِ و غَسَسْتَه فی الماء و غَتَتَّهُ أَی غَطَطْتَه؛ قال أَبو وجزة: و انغَسَّ فی كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ حُمْرُ البُطون، قَصِیرة أَعْمارُها و الغِسُّ: زجر الهرّ. و غَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بالغت فی زجرها؛ و یقال للهرَّة الخَازِ بازِ و المَغْسُوسَة. و لست من غَسَّانِه أَی ضرْبه؛ عن كراع. و غَسَّان: قبیلة من الیمن، منهم ملوك غسان، و غَسَّان: ماءٌ نُسِب إِلیه قوم؛ قال حسان: أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا و الماءُ غَسَّانُ هذا إِن كان فَعْلانَ فهو من هذا الباب، و إِن كان فَعَّالًا فهو من باب النون. و یقال: غَسَّ فلان خطبة الخطیب أَی عابها.

غضرس؛ ج6، ص: 155

: ثَغْرٌ غُضارِس: باردٌ عذْب؛ قال: مَمْكُورَة غَرْثَی الوِشاحِ الشَّاكِسِ، تَضْحَك عن ذی أُشُر غُضارِسِ و حكاه ابن جنی بالعین و الغین، و هو مذكور فی موضعه.

غطس؛ ج6، ص: 155

: الغَطْس فی الماء: الغَمْسُ فیه. غَطَسَه فی الماء یَغْطِسُه غَطْساً و غَطَّسَه فی الماء و قَمَسَه و مَقَلَه: غَمَسَه فیه. و هما یَتَغاطَسان فی الماء یَتَقامَسان إِذا تَماقَلَا فیه؛ و أَنشد أَبو عمرو: و أَلْقَتْ ذِراعَیْها، و أَدْنَتْ لَبَانَها مِنَ الماء، حتی قُلْت: فی الجَمِّ تَغْطِسُ و تَغاطَسَ القومُ فی الماء: تَغاطُّوا فیه؛ قال مَعْن بن أَوس: كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ فی حُجُراتِها تَغاطَسُ فی تَیَّارِها، حِین تَحْفِلُ و لیلٌ غاطِس: كغاطِش. و المَغْنِیطِسُ: حَجَرٌ «1» یَجْذِبُ الحدید، و هو معرّب.

غطرس؛ ج6، ص: 155

: الغَطْرسة و التَغَطْرُس: الإِعجاب بالشی‌ء و التَّطاوُل علی الأَقْران؛ و أَنشد: كم فِیهمُ من فارِس مُتَغَطْرِسٍ شاكِی السِّلاح، یَذُبُّ عن مَكْروبِ و قیل: هو الظُّلْم و التكبُّر. و الغِطْرِس و الغِطْرِیسُ و المُتَغَطْرِس: الظالم المتكبر، قال الكُمَیت یخاطب بنی مَرْوان: و لو لا حِبالٌ منكمُ هی أَمْرَسَتْ جَنائِبَنا، كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَا
(1). قوله [و المغنیطس حجر] و یقال له أیضاً مغنطیس و مغناطیس، بكسر المیم فیهما، و سكون الغین، و فتح النون، و كسر الطاء كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 156
و قد تَغَطْرَسَ، فهو مُتَغَطْرِس. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: لو لا التَّغَطْرُس ما غَسَلْت یَدی.التَّغَطْرُس: الكِبر. المُؤَرِّج: تَغَطْرس فی مِشْیَتِه إِذا تَبَخْتَر، و تَغَطْرَس إِذا تَعسَّف الطریق. و رجل مُتَغَطْرِس: بخیل؛ فی كلام هذیل.

غلس؛ ج6، ص: 156

: الغَلَسُ: ظلام آخر اللیل؛ قال الأَخطل: كَذَبَتْكَ عُیْنُك أم رأَیتَ بِوَاسِطٍ، غَلَسَ الظَّلام، من الرَّباب خَیالا؟ و غَلَّسْنا: سِرنا بِغَلَسٍ، و هو التَّغلِیسُ. و‌فی حدیث الإِفاضة: كنَّا نُغَلِّسُ من جَمْعٍ إِلی مِنًی‌أَی نَسِیر إِلیها ذلك الوقتَ، و غَلَّسَ یُغَلِّس تَغلِیساً. و غَلَّسْنا الماء: أَتیناه بغَلَس، و كذلك القَطا و الحُمُر و كل شی‌ء ورَدَ الماء؛ أَنشد ثعلب: یُحرِّك رَأْساً كالكَباثَةِ، واثِقاً بِوِرْدِ قَطاةٍ غَنَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ قال أَبو منصور: الغَلَس أَول الصُّبح حتی یَنْتَشِر فی الآفاق، و كذلك الغَبَس، و هما سواد مختلط ببیاض و حُمْرَة مثل الصبح سواء. و‌فی الحدیث: كان یُصَلِّی الصبحَ بغَلَسٍ؛ الغلَس: ظلمة آخر اللیل إِذا اختلطت بِضَوءِ الصَّباح. و التَغْلِیسُ: وِرْدُ الماء أَوّل ما ینفجر الصبح؛ قال لبید: إِنَّ مِنْ وِرْدِیَ تَغْلِیسَ النَّهَلْ و وقع فی وادی تُغَلِّسَ، و تُغَلِّسَ غیر مصروف مثل تُخُیِّب «2» و هو الباطل و الداهیة. أَبو زید: وَقَعَ فلانٌ فی أُغْوِیَّةٍ و فی وامِئَةٍ و فی تُغُلِّسَ، غیر مصروف، و هی جمیعاً الدَّاهِیَة و الباطل. و حَرَّة غَلَّاس: معروفة، و هی الحِرارُ «3» فی بلاد العرب. و المُغَلِّس: اسم.

غمس؛ ج6، ص: 156

: الغَمْسُ: إِرْسابُ الشی‌ء فی الشی‌ء السَّیَّال أَو النَّدَی أَو فی ماء أَو صِبْغ حتی اللّقمة فی الخَلِّ، غَمَسَه یَغْمِسُه غَمْساً أَی مَقَلَه فیه، و قد انْغَمَسَ فیه و اغْتَمَس. و المُغَامَسَة: المُمَاقَلَة، و كذلك إِذا رمَی الرجل نفسه فی سِطَة الحرب أَو الخطب. و‌فی الحدیث عن عامر قال: یكتحِل الصائم و یَرْتَمِسُ و لا یَغْتَمِس.قال: و قال علی بن حجر: الاغْتِماس أَن یُطِیل اللُّبثَ فیه، و الارْتماس أَن لا یطیل المكث فیه. و اخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً: غَمَسَتْ یدَیها خِضاباً مُسْتَوِیاً من غیر تَصْوِیر. و الغمَّاسَة: طائر یَغْتَمِس فی الماء كثیراً. التهذیب: الغَمَّاسَة من طیر الماء غَطَّاط ینغمس كثیراً. و الطَّعْنَة النَّجْلاء: الواسِعَة، و الغَمُوس مثلُها. ابن سیدة: الطعنة الغَمُوس التی انغمست فی اللَّحم، و قد عُبِّر عنها بالواسعة النافذة؛ قال أَبو زید: ثم أَنقَضْتُه، و نَفَّسْتُ عنه بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ و الأَمر الغَمُوس: الشدید. و‌فی حدیث المَوْلود: یكون غَمِیساً أَربعین لیلة‌أَی مَغْمُوساً فی الرَّحمِ؛ و منه‌الحدیث: فانْغَمَسَ فی العَدُوِّ فقتلوه‌أَی دخل فیهم و غاصَ. و الیمینُ الغَموس: التی تَغْمِس صاحبَها فی الإِثم ثم فی النار، و قیل: هی التی لا استثناء فیها، و قیل: هی الیمین الكاذبة التی تُقْتَطع بها الحُقوق، و سُمِّیت غموساً لغمسها صاحبها فی الإِثم ثم فی النار. و‌قال ابن مسعود: أعظمُ الكبائر الیمین الغَمُوس،
(2). قوله [مثل تخیب] عبارة القاموس: و وقع فی وادی تخیب، بضم التاء و الخاء و فتحها و كسر الیاء غیر مصروف. (3). قوله [و هی الحرار إلخ] عبارة شرح القاموس: إحدی حرار العرب.لسان العرب، ج‌6، ص: 157‌و هو أَن یَحلِف الرجل و هو یعلم أَنه كاذب لیقتطع بها مال أَخیه. و‌فی الحدیث: الیمین الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّیار بَلاقِعَ؛ هی الیمین الكاذبة الفاجرة، و فَعُول للمبالغة. و‌فی حدیث الهجرة: و قد غَمَس حِلْفاً فی آل العاصِ‌أَی أَخذَ نصیباً من عَقْدهم و حلفهم یأْمن به، و كانت عادتُهم أَن یُحْضِروا فی جَفْنَةٍ طِیباً أَو دَماً أَو رَماداً فیُدخِلُون فیه أَیدیَهم عند التَّحالف لِیَتِمَّ عقدُهم علیه باشتراكهم فی شی‌ء واحد. و ناقة غَمُوس: فی بطنِها ولَدٌ، و قیل: هی التی لا تَشُول و لا یُسْتَبان حملُها حتی تُقْرِب. ابن شمیل: الغَمُوس، و جمعها غُمُس: الغَدَویّ، و هی التی فی صُلْب الفحل من الغنم كانوا یتبایعون بها. الأَثرم عن أَبی عبیدة: المَجْرُ ما فی بطن الناقة، و الثانی حَبَل الحَبَلَة، و الثالث الغَمِیسُ؛ و قال غیره: الثالث من هذا النوع القُباقب، قال: و هذا هو الكلام، و قیل: الغَمُوس الناقة التی یُشَك فی مُخِّها أَ رِیرٌ أَمْ قَصِیدٌ؛ و أَنشد: مُخْلِصٌ بی لَیْسَ بالمَغْمُوسِ «1» و رجل غَمُوسٌ: لا یُعَرِّس لیلًا حتی یُصبح؛ قال الأَخطل: غَمُوسُ الدُّجَی یَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ، طَلُوبُ الأَعادی لا سؤومٌ و لا وَجْبُ و المُغَامَسة: المداخلة فی القتال، و قد غامسهم. و الغَمُوس: الشدید من الرجال الشجاع، و كذلك المُغامِس. یقال: أَسد مُغامس، و رجل مُغامِسٌ، و قد غامَس فی القتال و غامز فیه. قال: و مُغَامَسة الأَمر دخولك فیه؛ و أَنشد: أَخُو الحرْبِ، أَما صادراً فَوَشِیقُهُ حَمِیلٌ، و أَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ و الشی‌ء الغَمِیس: الذی لم یظهر للناس و لم یُعرف بَعْدُ. یقال: قَصِیدة غَمِیس و اللیل غَمیس و الأَجمة و كلُّ مُلْتَفّ یُغْتَمَس فیه أَی یُسْتَخْفَی غَمِیس؛ و قال أَبو زُبَیْد یصف أَسداً: رَأَی بالمُسْتَوِی سَفْراً و عَیْراً أُصَیلالًا، و جُنَّته الغَمِیسُ و قیل: الغَمِیس اللیل. و یقال: غامِسْ فی أَمرك أَی اعْجَلْ. و المُغامِس: العَجْلان؛ و قال قعنب: إِذا مُغَمَّسة قِیلتْ تَلَقَّفَها ضَبٌّ، و مِنْ دُون منْ یَرْمِی بها عَدَنُ و التَغْمِیس: أَن یَسْقِیَ الرجل إِبلَه ثم یَذْهب؛ عن كراع. و الغَمِیس من النَّبات: الغَمِیر تحت الیَبِیس. و الغَمِیس و الغَمِیسَة: الأَجمة، و خص بها بعضهم أَجمة القَصَب؛ قال: أَتانا بِهِمْ من كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ مِسَحٌّ، كسِرْحان الغَمِیسة، ضامِرُ و الغَمِیس: مَسِیل ماء، و قیل: مَسِیل صغیر یَجْمَع الشجر و البَقْل. و الغُمَیْس: موضع. و المُغَمَّس [المُغَمِّس: موضع من مكة.

غملس؛ ج6، ص: 157

‏: اللیث: الغَمَلَّسُ الخَبِیث الجَری‏ء؛ قال الأَزهری: هو العَمَلَّس، بالعین المهملة، و قد یوصف بها الذئب.

غوس؛ ج6، ص: 157

: التهذیب: ابن الأَعرابی یَوْمٌ غَواسٌ فیه هزیمة و تَشْلِیح، قال: و یقال أَشاؤُنا مُغَوَّس أَمْ مُشَنَّخٌ «2»؛ و تَشْنِیخُه و تَغْویسُه: تَشْذیب سُلَّائِه عنه.
(1). قوله [و أَنشد مخلص بی إلخ] انظر المستشهد علیه. (2). قوله [مغوس أم مشنخ] عبارة القاموس و شرحه: أشاؤنا مغوَّس و مشنخ إلی آخره. و الإشاء صغار النخل، فالهمزة من بنیة الكلمة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 158‌

غیس؛ ج6، ص: 158

: الغَیْساء من النِّساء: النَاعِمَة، و المذكَّر أَغْیَس. و لِمَّة غَیْساء: وافیة الشَّعر كثیرته؛ قال رؤبة: رَأَیْنَ سُوداً و رَأَیْنَ غِیسا، فی شائعٍ یَكْسُو اللِّمام الغِیسا «1» و الغَیْسانُ: حِدَّة الشباب، و هو فَعْلان. الأَزهری: أَبو عمرو فلان یتقلَّبُ فی غَیْساتِ شَبابِه أَی نَعْمَة شَبابِه، و قال أَبو عبید فی غَیْسان شَبابِه؛ و أَنشد أَبو عمرو: بَیْنا الفتی یَخْبِطُ فی غَیْساتِهِ، تَقَلُّبَ الحَیَّةِ فی قِلاتِه، إِذ أَصْعَدَ الدَّهْرُ إِلی عِفْراتِهِ، فاجْتاحَها بِشَفْرَتیْ مِبْراتِه قال الأَزهری: و النون و التاء فیهما لَیْستا من أَصل الحرف، من قال غَیْسات فهی تاء فَعْلات، و من قال غَیْسان فهو نون فعلان.

فصل الفاء؛ ج6، ص: 158

فأس؛ ج6، ص: 158

: الفَأْسُ: آلة من آلات الحدید یُحْفَرُ بها و یُقطَع، أُنثی، و الجمع أَفْؤُس و فؤُوس، و قیل، تجمع فُؤُوساً علی فُعْلٍ. و فأَسَه یَفأَسُه فَأْساً: قطعَه بالفَأْس. قال أَبو حنیفة: فأَسَ الشجرة یَفأَسُها فأْساً ضربها بالفأْس، و فأَسَ الخشبةَ: شَقَّها بالفأْس. التهذیب: الفأْس الذی یُفْلَق به الحطَب، یقال: فأَسَه یفأَسُه أَی یَفْلِقُه. و‌فی الحدیث: و لقد رأَیت الفُؤُوس فی أُصُولها و إِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ؛ هی جمع الفَأْس، و هو مهموز، و قد یُخَفَّف. و فَأْس اللِّجام: الحَدیدَةُ القائمةُ فی الحَنَك، و قیل: هی الحدیدة المعترضة فیه؛ قال طُفَیل: یُرادی علی فَأْسِ اللِّجامِ، كأَنَّما تُرادی بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ و فَأَسْته: أَصبت فأْس رأْسِه. و‌فی الحدیث: فَجَعَل إِحْدی یَدَیه فی فأْس رأْسه؛ هو طرَف مُؤْخِرِه المُشْرِفُ علی القَفا. و جمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس. التهذیب: و فأْس اللِّجام الذی فی وسَط الشَكِیمَة بین المِسْحَلَیْن. و قال ابن شمیل: الفَأْسُ الحدیدة القائمة فی الشَّكِیمة. و فَأْس الرأْس: حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف علی القَفا، و قیل: فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة. و فَأْسُ الفَمِ: طرَفه الذی فیه الأَسنان؛ و قوله: یا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِیسِ، و ابْكِ علی لَطْم ابن خَیرِ الفُؤُوسِ قال: لا أَدری أَ هو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس فی جمع رأْس أَم هی من غیر هذا الباب من تركیب ف و س.

فجس؛ ج6، ص: 158

: اللیث: الفَجْسُ و التَفَجُّس عَظَمة و تَكَبّر و تطاوُل؛ و أَنشد: عَسْراء حین تَرَدَّی من تَفَجُّسِها، و فی كِوارَتِها من بَغْیِها مَیَلُ و فَجَسَ یَفْجُسُ، بالضم، فَجْساً و تَفَجَّس: تكبّر و تعظّم و فَخَر؛ قال العجاج: إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، أَقَرَّه الناسُ، و إِن تَفَجَّسا ابن الأَعرابی: أَفجَسَ الرجُل إِذا افْتَخَر بالباطل.
(1). قوله [فی شائع] هكذا فی الأَصل. و أَنشده شارح القاموس: فی سابغ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 159
و تَفَجَّس السَّحاب بالمطَر: تفتَّح؛ قال الشاعر یصف سحاباً: مُتَسَنِّم سَنَماتِها مُتَفَجِّسٌ، بالهَدْرِ یَمْلأُ أَنْفُساً و عُیُونا

فحس؛ ج6، ص: 159

: الفَحْس: أَخذُك الشی‌ءَ من یدك بلسانِك و فَمِك من الماء و غیره. و أَفْحَسَ الرجلُ إِذا سَحَجَ شیئاً بعد شی‌ء.

فدس؛ ج6، ص: 159

: ابن الأَعرابی: أَفْدَسَ الرجُلُ إِذا صار فی بابه الفِدَسَة، و هی العَناكِب. و قال أَبو عمرو: الفُدْس العَنْكَبُوت و هی الهَبُورُ و الثُّطْأَة. قال الأَزهری: و رأَیت بالخَلْصاء دَحْلًا یُعرف بالفِدَسِیّ. قال: و لا أَدری إِلی أَی شی‌ء نُسب.

فدكس؛ ج6، ص: 159

: الفَدَوْكَسُ: الشدید، و قیل: الغلِیظ الجافی. و الفَدَوْكَسُ: الأَسد مثل الدَّوْكس. و فَدَوْكَس: حَیّ من تَغْلِب؛ التمثیل لسیبویه و التفسیر للسیرافی. الصحاح: فَدَوْكَس رَهْط الأَخطل الشاعر، و هم من بنی جُشَم بن بكر.

فرس؛ ج6، ص: 159

: الفَرَس: واحد الخیل، و الجمع أَفراس، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء، و لا یقال للأُنثی فیه فَرَسة؛ قال ابن سیدة: و أَصله التأْنیث فلذلك قال سیبویه: و تقول ثلاثة أَفراس إِذا أَردت المذكر، أَلزموه التأْنیث و صار فی كلامهم للمؤنث أَكثر منه للمذكر حتی صار بمنزلة القدَم؛ قال: و تصغیرها فُرَیْس نادِر، و حكی ابن جِنی فَرَسَة. الصحاح: و إِن أَردت تصغیر الفَرس الأُنثی خاصة لم تقُل إِلا فُرَیسَة، بالهاء؛ عن أَبی بكر بن السراج، و الجمع أَفراس، و راكبه فارس مثل لابن و تامِر. قال ابن السكیت: إِذا كان الرجل علی حافرٍ، بِرْذَوْناً كان أَو فرَساً أَو بغْلًا أَو حماراً، قلت: مرَّ بنا فارس علی بغل و مرّ بنا فارس علی حمار؛ قال الشاعر: و إِنی امرؤٌ للخَیل عندی مَزیَّة، علی فارِس البِرْذَوْنِ أَو فارس البَغْلِ و قال عمارة بن عقیل بن بلال بن جریر، لا أَقول لصاحب البغل فارس و لكنی أَقول بغَّال، و لا أَقول لصاحب الحمار فارس و لكنی أَقول حَمّار. و الفرَس: نجم معروف لمُشاكلته الفرس فی صُورته. و الفارس: صاحب الفرَس علی إِرادة النسَب، و الجمع فُرْسان و فَوارس، و هو أَحَدُ ما شذَّ من هذا النَّوع فجاء فی المذكر علی فَواعِل؛ قال الجوهری فی جمعه علی فَوارس: هو شاذ لا یُقاس علیه لأَن فواعل إِنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة و ضَوارِب، و جمع فاعل إِذا كان صفة للمؤنث مثل حائض و حَوائض، أَو ما كان لغیر الآدمیّین مثل جمل بازل و جمال بَوازِل و جمل عاضِه و جمال عَواضِه و حائِط و حوائِط، فأَما مذكّر ما یَعقِل فلم یُجمع علیه إِلا فَوارِس و هَوالك و نَواكِس، فأَما فوارِس فلأَنه شی‌ء لا یكون فی المؤنث فلم یُخَفْ فیه اللّبْس، و أَما هوالك فإِنما جاء فی المثل هالِك فی الهَوالِك فَجَری علی الأَصل لأَنه قد یجی‌ء فی الأَمثال ما لا یجی‌ء فی غیرها، و أَما نواكِس فقد جاء فی ضرورة الشِّعْر. و الفُرسان: الفوارس؛ قال ابن سیدة: و لم نَسمَع امرأَة فارِسة، و المصدر الفَراسة و الفُرُوسة، و لا فِعْل له. و حكی اللحیانی وحده: فَرَس و فَرُس إِذا صار فارساً، و هذا شاذ. و قد فارَسه مُفارَسة و فِراسا و الفَراسة بالفتح، مصدر قولك رجل فارِس علی الخیل. الأَصمعی: یقال فارِس بیّن الفُرُوسة و الفَراسة و الفُرُوسِیّة، و إِذا كان فارساً بِعَیْنِه و نَظَرِه فهو بیّن الفِراسة، بكسر الفاء، و یقال: إِن فلاناً لفارس بذلك الأَمر إِذا كان عالماً
لسان العرب، ج‌6، ص: 160
به. و‌یقال: اتقوا فِراسة المؤمن فإِنه ینظر بنور اللَّه.و قد فرُس فلان، بالضم، یَفْرُس فُرُوسة و فَراسة إِذا حَذِقَ أَمر الخیل. قال: و هو یَتَفَرَّس إِذا كان یُری الناسَ أَنه فارس علی الخیل. و یقال: هو یَتَفَرَّس إِذا كان یَتَثَبَّتُ و ینظرُ. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، عَرض یوماً الخیلَ و عنده عُیَیْنة بن حِصن الفَزاری فقال له: أَنا أَعلم بالخیل منك، فقال عُیینة: و أَنا أَعلم بالرجال منك، فقال: خیار الرِّجال الذین یَضَعُون أَسیافهم علی عَواتِقِهم و یَعْرِضُون [یَعْرُضُون رِماحهم علی مناكب خیلهم من أَهل نجد، فقال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: كذبتَ؛ خِیارُ الرجال أَهل الیمن، الإِیمان یَمانٍ و أَنا یَمانٍ، و فی روایة أَنه قال: أَنا أَفرَسُ بالرجال؛ یرید أَبْصَرُ و أَعرَفُ. یقال: رجل فارس بیِّن الفُروسة و الفَراسة فی الخیل، و هو الثَّبات علیها و الحِذْقُ بأَمرها. و رجل فارس بالأَمر أَی عالم به بصیر. و الفِراسة، بكسر الفاء: فی النَّظَر و التَّثَبُّت و التأَمل للشی‌ء و البصَر به، یقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إِذا كان عالماً به. و‌فی الحدیث: عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم و الفَراسة؛ الفَراسَة، بالفتح: العِلم بركوب الخیل و ركْضِها، من الفُرُوسیَّة، قال: و الفارس الحاذق بما یُمارس من الأَشیاء كلها، و بها سمی الرجل فارساً. ابن الأَعرابی: فارِس فی الناس بیِّن الفِراسة و الفَراسة، و علی الدابة بیِّن الفُرُوسِیَّة، و الفُروسةُ لغة فیه، و الفِراسة، بالكسر: الاسم من قولك تفرَّسْت فیه خیراً. و تفرَّس فیه الشی‌ءَ: توسَّمَه. و الاسم الفِراسَة، بالكسر. و‌فی الحدیث: اتَّقُوا فِراسَة المؤمن؛ قال ابن الأَثیر: یقال بمعنیَین: أَحدهما ما دل ظاهرُ الحدیث علیه و هو ما یُوقِعُه اللَّه تعالی فی قلوب أَولیائه فیَعلمون أَحوال بعض الناس بنَوْع من الكَرامات و إِصابة الظنّ و الحَدْس، و الثانی نَوْع یُتَعَلَّم بالدلائل و التَّجارب و الخَلْق و الأَخْلاق فتُعرَف به أَحوال الناس، و للناس فیه تصانیف كثیرة قدیمة و حدیثة، و استعمل الزجاج منه أَفعل فقال: أَفْرَس الناس أَی أَجودهم و أَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ: امرأَةُ العزیز فی یوسف، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و ابنةُ شُعَیْب فی موسی، علی نبینا و علیهم الصلاة و السلام، و أَبو بكر فی تولیة عمر بن الخطاب، رضی اللَّه عنهما. قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هو علی الفعل أم هو من باب أَحْنَكُ الشَّاتَیْنِ، و هو یَتَفَرَّس أَی یَتثَبَّت و ینظر؛ تقول منه: رجل فارِس النَّظَر. و‌فی حدیث الضحاك فی رجل آلی من امرأَته ثم طلقها قال: هما كَفَرَسَیْ رِهانٍ أَیُّهما سبَق أُخِذ به؛ تفسیره أَن العِدَّة، و هی ثلاث حِیَض أَو ثلاثة أَطهار، إِنِ انْقَضَت قَبلَ انقضاء إِیلائه و هو أَربعة أَشهر فقد بانت منه المرأَة بتلك التطلیقة، و لا شی‌ء علیه من الإِیلاء لأَن الأَربعة أَشهر تنقضی و لیست له بزوج، و إِن مضت الأَربعة أَشهر و هی فی العِدّة بانت منه بالإِیلاء مع تلك التطلیقة فكانت اثنتین، فجَعَلَهما كَفَرَسَیْ رِهان یتسابقان إِلی غایة. و فَرَسَ الذَبیحَة یَفْرِسُها فَرْساً: قطع نِخاعَها [نُخاعَها، و فَرَسَها فَرْساً: فصَل عُنُقها و یقال للرجل إِذا ذبح فنَخَع: قد فَرَس، و قد كُرِه الفَرْس فی الذّبیحَة؛ رواه أَبو عبیدة بإِسناده عن عمر، قال أَبو عبیدة: الفَرْس هو النَّخْعُ، یقال: فَرَسْت الشاة و نَخَعْتُها و ذلك أَن تَنتَهی بالذبح إِلی النِخاع [النُخاع، و هو الخَیْطُ الذی فی فَقار الصُّلْب مُتَّصِل بالفقار، فنهی
لسان العرب، ج‌6، ص: 161
أَن یُنْتهی بالذبح إِلی ذلك الموضع؛ قال أَبو عبید: أما النَّخْع فعلی ما قال أَبو عبیدة، و أَما الفَرْس فقد خُولف فیه فقیل: هو الكسر كأَنه نهی أَن یُكْسَرَ عظمُ رقبة الذبیحة قبل أَن تَبْرُدَ، و به سُمِّیت فَریسة الأَسد لِلْكسر. قال أَبو عبید: الفَرْس، بالسین، الكسر، و بالصاد، الشق. ابن الأَعرابی: الفرس أَن تُدَقّ الرقبَة قبل أَن تُذْبَح الشاة و‌فی الحدیث: أَمَرَ مُنادِیَه فنادَی: لا تَنْخَعُوا و لا تَفْرِسوا.و فَرَسَ الشی‌ءَ فَرْساً: دَّقَه و كَسَرَهُ؛ و فَرَسَ السَّبُعُ الشی‌ءَ یفرِسُه فَرْساً. و افْتَرَسَ الدَّابة: أَخذه فدَقَّ عُنُقَه؛ و فَرَّسَ الغَنم: أَكثر فیها من ذلك. قال سیبویه: ظَلَّ یُفَرِّسُها و یُؤَكِّلُها أَی یُكثِر ذلك فیها. و سَبُعٌ فَرَّاس: كثیر الافتراس؛ قال الهذلی: یا مَیّ لا یُعْجِز الأَیامَ ذُو حِیَدٍ، فی حَوْمَةِ المَوْتِ، رَوَّامٌ و فَرَّاسُ «2». و الأَصل فی الفَرْس دَقُّ العُنُق، ثم كَثُرَ حتی جُعِل كل قتل فَرْساً؛ یقال: ثَوْر فَرِیس و بقرة فَریس. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: إِن اللَّه یُرْسِل النَّغَف علیهم فیُصْبِحُون فَرْسَی‌أَی قَتْلَی، الواحد فَرِیسٌ، من فَرَسَ الذئب الشاة و افترسها إِذا قتلها، و منه فَرِیسة الأَسد. و فَرْسَی: جمع فریس مثل قَتْلی و قَتِیل. قال ابن السِّكِّیت: و فَرَسَ الذئبُ الشاة فَرْساً، و قال النضر بن شُمَیل: یقال أَكل الذئب الشاة و لا یقال افْتَرَسها. قال ابن السكیت: و أَفْرَسَ الراعی أَی فَرَسَ الذئب شاة من غَنَمه. قال: و أَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إِذا تركه له لِیَفْتَرِسَه و یَنْجُوَ هو. و فَرَّسه الشی‌ءَ: عَرَّضَه له یَفْترِسه؛ و استعمل العجاج ذلك فی النُّعَرِ فقال: ضَرْباً إِذا صَابَ الیآفِیخَ احْتَفَرْ، فی الهامِ دُخْلاناً یُفَرِّسْنَ النُّعَرْ أَی أَنّ هذه الجراحات واسعة، فهی تمكِّن النُّعَر مما تُرِیده منها؛ و استعمله بعض الشُّعراء فی الإِنسان فقال، أَنشده ابن الأَعرابی: قد أَرْسَلُونی فی الكَواعِبِ رَاعیاً فَقَدْ، و أَبی، رَاعِی الكَواعِبِ، أَفْرِسُ «3» أَتَتْهُ ذِئابٌ لا یُبالِین رَاعِیاً، و كُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِی أَن تُفَرَّسا أَی كانت هذه النساء مُشْتَهِیات للتَّفْرِیس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لا تشتهی أَن تُفَرَّسَ، إِذ فی ذلك حَتْفُها، و النساء یَشْتَهِین ذلك لما فیه من لذَّتهنّ، إِذْ فَرْس الرجال النساء هاهنا إِنما هو مُواصَلَتُهُنَّ؛ و أَفْرِسُ من قوله: فَقَدْ، و أَبی راعِی الكَواعِبِ، أَفْرِسُ موضوع موضع فَرَسْت كأَنه قال: فقد فَرَسْتُ؛ قال سیبویه: قد یَضَعون أَفْعَلُ موضع فَعَلْت و لا یَضَعُون فَعَلْتُ فی موضع أَفْعَل إِلا فی مُجازاة نحو إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ. و قوله: و أَبی خَفْضٌ بواو القَسَم، و قوله: رَاعِی الكواعِب یكون حالًا من التَّاء المقدَّرة، كأَنه قال: فَرَسْت رَاعِیاً للكواعب أَی و أَنا إِذ ذاك كذلك، و قد یجوز أَن یكون قوله وَ أَبی مُضافاً إِلی راعِی الكواعِب و هو یرید بِرَاعی الكَواعِب ذاتَهُ: أَتَتْهُ ذِئابٌ لا یُبالین رَاعِیاً
(2). قوله [یا می‌إلخ] تقدم فی عرس: یا می‌لا یعجز الأَیام مجترئ فی حومة الموت رزام و فرَّاس (3). قوله [أفرس مع قوله فی البیت بعده أن تفرسا] كذا بالأَصل، فإن صحت الروایة ففیه عیب الإصراف
لسان العرب، ج‌6، ص: 162
أَی رجالُ سُوء فُجَّارٌ لا یُبالُون من رَعَی هؤلاء النساء فنالوا منهنّ إِرادَتَهُم و هواهُمْ و نِلْنَ منهم مثلَ ذلك، و إِنما كَنَی بالذِّئاب عن الرجال لأَن الزُّناة خُبَثاء كما أَن الذئاب خَبیثة، و قال تَشْتَهِی علی المبالغة، و لو لم یُرِد المُبالَغة لقال ترید أَن تُفَرَّس مكان تَشْتَهِی، علی أَن الشهوة أَبلغ من الإِرادة، و العقلاء مُجْمعُون علی أَن الشَّهوة غیر محمودة البَتَّة. فأَما المراد فمِنْه محمود و منه غیر محمود. و الفَریسَة و الفَرِیسُ: ما یَفْرِسُه؛ أَنشد ثعلب: خافُوه خَوْفَ اللیثِ ذی الفَرِیس و أَفرسه إِیاه: أَلقاه له یَفْرِسُه. و فَرَسَه فَرْسَةً قَبیحة: ضَرَبه فدخل ما بین وِرْكَیْه و خرجَتْ سُرَّته. و المَفْرُوسُ: المكسُور الظهر. و المَفْروس و المفزور و الفَریسُ: الأَحْدَب. و الفِرْسَة: الحَدْبَة، بكسر الفاء. و الفِرْسَة: الرِّیح التی تُحْدِب، و حكاها أَبو عُبَید بفتح الفاء، و قیل: الفِرْسَة قَرْحة تكون فی الحَدَب، و فی النَّوبة أَعلی «1»، و ذلك مذكور فی الصاد أَیضاً. و الفَرْصَة: ریح الحَدَب، و الفَرْس: ریح الحَدَب. الأَصمعی: أَصابته فَرْسَة إِذا زالت فَقْرة من فَقار ظهره، قال: و أَمّا الرِّیح التی یكون منها الحَدَب فهی الفَرْصَة، بالصاد. أَبو زید: الفِرسَة قَرْحَة تكون فی العُنُق فَتَفْرِسها أَی تدقها؛ و منه فَرَسْتُ عُنُقه. الصحاح: الفَرْسَة ریح تأْخذُ فی العُنُق فَتَفْرِسُها. و‌فی حدیث قَیْلَة: و معها ابنة لها أَحْدَبَها الفِرْسَة‌أَی ریح الحدَب فیَصیر صاحبها أَحْدَب. و أَصاب فُرْسَتَه أَی نُهْزَته، و الصاد فیها أَعرف. و أَبو فِراسٍ: من كُناهُم، و قد سَمَّت العرَب فِراساً و فَراساً. و الفَرِیسُ: حَلْقَة من خَشب معطوفة تُشَدُّ فی رأْس حَبْل؛ و أَنشد: فلو كانَ الرِّشا مِئَتَیْنِ باعاً، لَكان مَمرُّ ذلك فی الفَرِیسِ الجوهری: الفَریس حَلْقَة من خَشب یقال لها بالفارسیَّة جَنْبر. و الفِرْناس، مثل الفِرْصاد: من أَسماء الأَسد مأْخوذ من الفَرْسِ، و هو دقّ العُنُق، نونه زائدة عند سیبویه. و فی الصحاح: و هو الغلیظ الرَّقبة. و فِرْنَوْس: من أَسمائه؛ حكاه ابن جنی و هو بناء لم یحكه سیبویه. و أَسد فُرانِس كفِرْناس: فُعانِل من الفَرْس، و هو مما شذَّ من أَبنیة الكتاب. و أَبو فِراس: كُنیة الأَسد. و الفِرس، بالكسر: ضرب من النَّبات، و اختَلَف الأَعراب فیه فقال أَبو المكارِم: هو القَصْقاص، و قال غیره: هو الحَبَنٌ، و قال غیره: هو الشَّرْشَرُ [الشِّرْشِرُ، و قال غیره: هو البَرْوَقُ. ابن الأَعرابی: الفَراس تمر أَسود و لیس بالشَّهْرِیزِ؛ و أَنشد: إِذا أَكلُوا الفَراسَ رأَیت شاماً علی الأَنْثال منهمْ و الغُیُوبِ قال: و الأَنْثال التِّلال. و فارِسُ: الفُرْسُ، و‌فی الحدیث: و خَدَمَتْهم فارِسُ و الرُّوم؛ و بِلادُ الفُرْس أَیضاً؛ و‌فی الحدیث: كنت شاكِیاً بفارس فكنتُ أُصلی قاعدا فسأَلت
(1). قوله [و فی النوبة أَعلی] هكذا فی الأَصل، و لعل فیه سقطاً. و عبارة القاموس و شرحه فی مادة فرص: و الفرصة، بالضم، النوبة و الشرب، نقله الجوهری، و السین لغة، یقال: جاءت فرصتك من البئر أَی نوبتك.
لسان العرب، ج‌6، ص: 163
عن ذلك عائشة؛ یرید بلادَ فارِس، و رواه بعضهم بالنون و القاف جمع نِقْرِس، و هو الأَلم المعرُوف فی الأَقدام، و الأَول الصحیح. و فارِس: بلدٌ ذو جِیل، و النسب إِلیه فارسیّ، و الجمع فُرْس؛ قال ابن مُقْبِل: طافَت به الفُرْسُ حتی بَدَّ ناهِضُها و فَرْسٌ: بلد؛ قال أَبو بثینة: فأَعْلُوهم بِنَصْلِ السَّیف ضرْباً، و قلتُ: لعلَّهم أَصحابُ فَرْسِ ابن الأَعرابی: الفَرسن التفسیر «1»، و هو بیانُ و تفصیلُ الكتاب. و ذُو الفَوارِس: موضع؛ قال ذو الرُّمَّة: أَمْسی بِوَهْبِینَ مُجْتَازاً لِطِیَّتِهِ، مِنْ ذِی الفَوارِس، تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ و قوله هو: إِلی ظُعْنٍ یَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ، شِمالًا، و عن أَیْمانِهِنَّ الفَوارِسُ یجوز أَن یكون أَراد ذُو الفَوارِس. و تَلُّ الفَوارس: موضع معروف، و ذكر أَنَّ ذلك فی بعض نسخ المصنف، قال و لیس ذلك فی النسخ كلها. و بالدَّهْناء جِبال من الرَّمْل تسمَّی الفَوارِس؛ قال الأَزهری: و قد رأَیتها. و الفِرْسِنُ، بالنون، للبعیر: كالحافِر للدابة؛ قال ابن سیدة: الفِرْسِن طَرف خُفّ البعیر، أُنثی، حكاه سیبویه فی الثلاثی، قال: و الجمع فَراسِن، و لا یقال فِرْسِنات كما قالوا خَناصِر و لم یقولوا خِنْصِرات. و‌فی الحدیث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شیئاً، و لو فِرْسِن شاة.الفِرْسِن: عَظْم قلیل اللحم، و هو خُفّ البعیر كالحافر للدابة، و قد یستعار للشَّاة فیقال فِرْسِن شاة، و الذی للشّاة هو الظِّلْف، و هو فِعْلِن و النون زائدة، و قیل أَصلیة لأَنها من فَرَسْت. و فَرَسان، بالفتح: لقَب قبیلة. و فِراس بن غَنْم: قبیلة، و فِراس بن عامر كذلك.

فردس؛ ج6، ص: 163

: الفِرْدَوْسُ: البُستان؛ قال الفرَّاء: هو عرَبیّ. قال ابن سیدة: الفِرْدَوْس الوادی الخَصِیب عند العرب كالبُستان، و هو بِلِسان الرُّوم البُسْتان. و الفِرْدَوْس: الرَّوْضة؛ عن السیرافی. و الفِرْدَوْس: خُضْرة الأَعْناب. قال الزجاج: و حقیقته أَنه البستان الذی یجمع ما یكون فی البَساتین، و كذلك هو عند أَهل كل لغة. و الفِرْدَوْسُ: حَدیقة فی الجنة. و قوله تعالی و تقدَّسَ: الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیهٰا خٰالِدُونَ؛قال الزجاج: رُوی أَن اللَّه عز و جل جعل لكل امرئٍ فی الجنة بیتاً و فی النار بَیْتاً، فمن عَمِلَ عَمَل أَهل النار وَرِثَ بیتَه، و من عمل عَمَل أَهل الجنة وَرِث بیته؛ و الفِرْدَوْس أَصله رُومیّ عرّب، و هو البُستان، كذلك جاء فی التفسیر. و العرَب تُسمِّی الموضع الذی فیه كَرْم: فِرْدَوْساً. و قال أَهل اللغة: الفِرْدَوْس مذكر و إِنما أُنث فی قوله تعالی: هُمْ فِیهٰا، لأَنه عَنی به الجنة. و‌فی الحدیث: نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلی.و أَهل الشأْم یقولون للْبَساتین و الكُروم: الفَرادیس؛ و قال اللیث: كَرْم مُفَرْدَس أَی مُعَرَّش؛ قال العجاج: و كَلْكَلًا و مَنْكِباً مُفَرْدَسا قال أَبو عمرو: مُفَرْدَساً أَی مَحْشُوّاً مُكْتَنِزاً. و یقال لِلْجُلَّة إِذا حُشِیَتْ: فُردست، و قد قیل: الفِرْدَوْس تَعرِفُه العرب؛ قال أَبو بكر: مما یدل
(1). قوله [الفرسن التفسیر] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 164
أَن الفِرْدَوس بالعربیة قول حسان: و إِن ثَوابَ اللَّه كلَّ مُوَحِّدٍ جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس، فیها یُخَلَّدُ و فِرْدَوْس: اسم رَوْضة دون الیَمامة. و الفَرادیسُ: موضع بالشام؛ و قوله: تَحِنُّ إِلی الفِرْدَوْس، و البِشْرُ دُونها، و أَیْهاتَ من أَوْطانِها حَوْثُ حَلَّتِ یجوز أَن یكون موضعاً و أَن یعنی به الوادی المُخْصِب. و المُفَرْدَس: المعرَّش من الكُرُوم. و المُفَرْدَس: العَریض الصَّدْر. و الفَرْدَسة: السَّعَة. و فَرْدَسَه: صرَعه. و الفَرْدَسَة أَیضاً: الصَّرْع القبیح؛ عن كراع. و یقال: أَخذه فَفَرْدَسَه إِذا ضرَب به الأَرض.

فرطس؛ ج6، ص: 164

: الفُرْطُوس: قَضِیب الخِنْزیر و الفیلِ. و الفَرْطَسة: مَدُّهما إِیاه. و فِنِطیسَة الخِنزیر: خَطْمُه، و هی الفِرْطِیسَة. و الفَرْطَسَة: فِعْلُه إِذا مدَّ خُرْطُومَه؛ قال أَبو سعید: فِنْطِیسَته و فِرْطِیسَته أَنفه. الجوهری: فُرطُوسَة الخنزیر أَنفه. و الفِرْطِیسَة: الفَیْشَلة. و أَنف فِرْطاس: عریض. الأَصمعی: إِنه لَمَنِیع الفِنْطِیسة و الفِرْطِیسة و الأَرنبة أَی هو منیع الحَوْزة حَمِیّ الأَنف.

فرقس؛ ج6، ص: 164

: فِرْقِس و فُرْقُوسْ: دعاءُ الكلب، و سیأْتی ذكره فی ترجمة قرقس.

فرنس؛ ج6، ص: 164

: التهذیب: الفِرْناس مثل الفِرْصاد الأَسد الضاری، و قیل: الغلیظ الرَّقَبة، و كذلك الفُرانِس مثل الفُرانق، و النون زائدة، و قال اللیث: الفَرْنَسَة حُسْن تدبیر المرأَة لبیتها. و یقال: إِنها امرأَةُ مُفَرْنِسة.

فسس؛ ج6، ص: 164

: الفَسِیس: الرجل الضعیف العَقْل. و فِسْفَسَ الرجل إِذا حَمُق حَماقةً مُحكَمَة. الفرّاء و أَبو عمرو: الفَسْفاس الأَحمق. النهایة أَبو عمرو: الفُسُس الضَّعْفی فی أَبدانهم. و فَسَّی: بَلدٌ «1»، قال: من أَهل فَسَّی وَ دَارابَجِرْدِ النَّسب إِلیه فی الرجل فَسَوِیّ، و فی الثوب فَساسَاوِیّ «2». و الفُسَیْساء و الفُسَیْفِساءُ: أَلوانٌ تؤلَّف من الخَرَز فتُوضع فی الحیطان یؤلَّف بعضه علی بعض و تركَّب فی حِیطان البیوت من داخِل كأَنه نقش مُصَوَّر. و الفِسْفِسُ: البیت المُصوَّر بالفُسَیْفِساء؛ قال: كصَوْتِ الیَراعَة فی الفِسْفِس یعنی بیتاً مُصَوَّراً بالفُسَیْفِساء. قال أَبو منصور: لیس الفُسَیْفِساء عربیَّة. و الفِسْفِسة: لغة فی الفِصْفِصة، و هی الرَّطْبَة، و الصاد أَعرب، و هما معرّبان و الأَصل فیهما إِسْبَسْت.

فطس؛ ج6، ص: 164

: الفَطَس: عِرَضُ قَصَبَة الأَنف و طُمَأْنِینَتُها، و قیل: الفَطَس، بالتحریك، انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف و تَطامُنها و انتِشارُها، و الاسم الفَطَسَة لأَنها كالعاهة، و قد فَطِسَ فَطَساً، و هو أَفطَس، و الأُنثی فطساء. و الفَطَسة: موضع الفَطَس من الأَنف. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: تُقاتِلون قَوْماً فُطْس الأُنوف؛ الفَطَس: انخِفاض قَصَبَة الأَنف و انفِراشُها. و‌فی الحدیث فی صفة تَمْرَةِ العَجُوزِ: فُطْسٌ خُنْسٌ‌أَی صغار الحب لاطئة الأَقْماع. و فُطْس: جمع
(1). قوله [و فسی بلد] قال شارح القاموس بالتشدید هكذا نقله صاحب اللسان، و هو مشهور بالتخفیف و إِنما شدّده الشاعر ضرورة، فمحل ذكره المعتل و إنما ذكرته هنا لأَجل التنبیه علیه. (2). قوله [و فی الثوب فساساوی] هكذا فی الأَصل بالواو، و عبارة القاموس فی مادة فسا: و فسا: بالتخفیف، بلد فارس، و منه الثیاب الفساساریة، بالراء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 165
فَطْساء. و الفِطِّیسة و الفِنْطِیسَة: خَطْم الخنزیر. و یقال لِخَطْم الخنزیر: فَطَسَة؛ و روی عن أَحمد بن یحیی قال: هی الشفة من الإِنسان، و من ذات الخف المِشْفَر، و من السباع الخَطْم و الخُرْطُوم، و من الخنزیر الفِنْطِیسة؛ كذا رواه علی فِنْعِیلة، و النون زائدة: الجوهری: فِطِّیسة الخنزیر أَنفه، و كذلك الفِنْطِیسة. و الفِطِّیس، مثال الفِسِّیق: المِطْرَقَة العظیمة و الفَأْس العظیمة. و الفَطْسُ: حبُّ الآس، واحدته فَطْسة. و الفَطْس: شدّة الوطء. و فَطَس یَفْطِس فُطُوساً إِذا مات؛ و قیل: مات من غیر داء ظاهر. و طَفَسَ أَیضاً: مات، فهو طافِس و فاطِس؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَتْرُكُ یَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا و الفَطْسَة، بالتسكین: خَرَزَة یؤخَّذ بها؛ یقولون «3»: أَخَّذْتُه بالفَطْسَةِ بالثُّؤَبَا و العَطْسَةِ قال الشاعر: جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ و فَطْسةٍ و الدَّرْدَبِیسِ، مُقابَلًا فی المَنْظَمِ

فعس؛ ج6، ص: 165

: الفاعُوسة: نار أَو جمر لا دُخان له. و الفاعُوس: الأَفْعَی؛ عن ابن الأَعرابی: و أَنشد: بالمَوْتِ ما عَیَّرْت یا لَمِیسُ، قد یُهْلَك الأَرْقَمُ و الفاعُوسُ، و الأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ، و البَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَووسُ، و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ، و الفِیلُ لا یَبقَی، و لا الهِرْمِیسُ و یقال للداهیة من الرجال: فاعُوس. و داهیة فاعُوس: شدیدة؛ قال رِیاح الجَدِیسِی: جِئْتُكَ من جَدِیسِ، بالمُؤْیِدِ الفاعُوسِ، إِحْدَی بَناتِ الحُوسِ

فقس؛ ج6، ص: 165

: فَقَس الرجلُ و غیرُه یَفْقِس فُقُوساً: مات، و قیل: مات فَجْأَة. و فَقَسَ الطائر بیضَه فَقْساً: أَفسَدَها. و‌فی حدیث الحدیبیة: و فَقَص البیضة‌أَی كسرها، و بالسین أَیضاً. و فَقَسَ فلانٌ فلاناً یَفْقِسه فَقْساً: جَذَبه بشعَره سُفْلًا. و تَفاقَسا بشعُورهما و رؤوسهما: تجاذبا [كلاهما عن اللحیانی. و الفُقاس: داء شَبیه بالتَّشَنُّج. و فَقَسَ البیضة یَفْقِسها إَذا فضَخَها، لغة فی فَقَصَها، و الصاد أَعلی. و فَقَس: وثب. و المِفْقاسُ: عُودان یُشَدُّ طَرَفاهما فی الفَخّ و توضع الشَّرَكة فوقهما فإِذا أَصابهما شی‌ء فقَسَت. قال ابن شمیل: یقال للعُود المُنْحَنِی فی الفَخّ الذی ینقلِب علی الطیر فَیَفْسخ عُنُقَه و یَعْتَفِرُه: المِفْقاس. یقال: فَقَسَه الفَخّ. و فَقَس الشی‌ءَ یَفْقِسُه فَقْساً: أَخذه أَخذ انتزاعٍ و غَصْب.

فقعس؛ ج6، ص: 165

: فَقْعَس: حیّ من بنی أَسد أَبوهم فَقْعَس بن طَرِیف بن عمرو بن الحرث بن ثعلبة بن دُودان بن أَسد؛ قال الأَزهری: و لا أَدری ما أَصله فی العربیة.

فلس؛ ج6، ص: 165

: الفَلْس: معروف، و الجمع فی القلة أَفْلُس، و فُلُوس فی الكثیر، و بائعُه فَلَّاس. و أَفْلَس الرجل: صار ذا فُلُوس بعد أَن كان ذَا دراهِم، یُفْلس إِفلاساً: صار مُفْلِساً كأَنما صارت دراهِمه فُلُوساً
(3). قوله [یقولون أَخذته إلخ] عبارة القاموس و شرحه: یقولون: أَخذته بالفطسة بالثؤبا و العطسة بقصر الثؤباء مراعاة لوزن المنهوك.
لسان العرب، ج‌6، ص: 166
و زُیوفاً، كما یقال: أَخْبَثَ الرجلُ إِذا صار أَصحابُه خُبثَاء، و أَقْطَفَ صارت دابّته قَطُوفاً. و‌فی الحدیث: من أَدرك مالَه عند رجل قد أَفْلَس فهو أَحَقُّ به؛ أَفْلَس الرجل إِذا لم یبق له مالٌ، یُراد به أَنه صار إِلی حال یقال فیها لیس معه فَلْس، كما یقال أَقْهَر الرجلُ صار إِلی حال یُقْهَر علیها، و أَذَلَّ الرجلُ صار إِلی حال یَذِل فیها. و قد فَلَّسه الحاكم تَفْلِیساً: نادی علیه أَنه أَفْلَس. و شی‌ء مُفَلَّس اللّوْن إِذا كان علی جِلْده لُمَعٌ كالفُلُوس. و قال أَبو عمرو: أَفْلَسْت الرجل إِذا طلبتَه فأَخطأْت موضعه، و ذلك الفَلَس و الإِفْلاس؛ و أَنشد للمُعَطَّل الهذلی «1»: یا حِبُّ، ما حُبُّ القَبُول، و حُبُّها فَلَسٌ، فلا یُنْصِبْكَ حُبُّ مُفلس قال أَبو عمرو فی قوله و حُبُّها فَلَس أَی لا نَیْلَ معه.

فلحس؛ ج6، ص: 166

: الفَلْحَس: الرجل الحَریص، و الأُنثی فَلْحَسة. و یقال للكلب أَیضاً: فَلْحَس. و الفَلْحَس: المرأَة الرَّسْحاء الصَّغیرة العَجُز. و رجل فَلَنْحَس: أَكُول؛ قال ابن سیدة: حكاه كراع و أُراه فَلْحَساً. و الفَلْحَس: السائل المُلِحُّ. و فَلْحَس: اسم رجل من بنی شَیْبان، و فیه المثل: أَسأَلُ من فَلْحَس؛ زعموا أَنه كان یَسْأَل سَهْماً فی الجیش و هو فی بیته فیُعْطی لعِزّه و سُودَدِه، فإِذا أُعطیَه سأَل لامرأَتِه، فإذا أُعطیَه سأَل لبَعِیره. و الفَلْحَس: الدُّبُّ المُسِنُّ.

فلطس؛ ج6، ص: 166

: الفِلْطاس و الفِلْطَوْسُ: الكَمَرَة العریضة، و قیل: رأْس الكَمَرة إِذا كان عَریضاً: و أَنشد أَبو عمرو للراجز یذكر إِبِلًا: یَخْبِطْنَ بالأَیْدی مَكاناً ذا غُدَرْ، خَبْطَ المُغِیبات فَلاطِیسُ الكَمَرْ و یقال لرأْس الكَمَرة إِذا كان عریضاً: فِلْطَوْس و فِلْطاس. و الفِلْطِیسة: رَوْثَة أَنف الخنزیر. و تَفَلْطَس أَنفه: اتَّسَع.

فلقس؛ ج6، ص: 166

: الفَلْقَسُ و الفَلَنْقَس: البخیل اللئیم. و الفَلَنْقَس: الهَجِین من قِبَل أَبَوَیْه الذی أَبُوه مَوْلًی و أُمّه مَوْلاة، و الهَجِین: الذی أَبوه عتِیق و أُمَّه مَوْلاة، و المُقْرِف: الذی أَبوه مَوْلًی و أُمّه لیست كذلك. ابن السِّكِّیت: العَبَنْقَس الذی جَدَّتاه من قِبَل أَبیه و أُمّه عجمیَّتان و امرأَته عجمیة، و الفَلَنْقَس الذی هو عربیّ لعربیّین، و جدَّتاه من قِبَلِ أَبَوَیْه أَمَتان أَو أُمّه عربیّة. قال ثعلب: الحُرُّ ابنُ عَربیَّین و الفَلَنْقَس ابن عربیّین لأَمتَیْن، و قال شمر: الفَلَنْقَس الذی أَبوه مولًی و أُمّه عربیة؛ قال الشاعر: العَبْدُ و الهَجِینُ و الفَلَنْقَسُ ثلاثةٌ، فأَیّهُمْ تَلَمَّسُ؟ و أَنكر أَبو الهیثم ما قاله شمر و قال: الفَلَنْقَس الذی أَبواه عربیّان، و جدّتاه من قِبَل أَبیه و أُمّه أَمَتان؛ قال الأَزهری: و هذا قول أَبی زید، قال: هو ابن عَرَبیّین لأَمَتین؛ و قال اللیث: هو الذی أُمّه عربیَّة و أَبوه لیس بعربیّ.

فنس؛ ج6، ص: 166

: ابن الأَعرابی: الفَنَس الفَقْر المُدْقِع؛ قال الأَزهری: الأَصل فیه الفَلَس اسم من الإِفْلاس، فأُبدلت اللام نُوناً كما تری.

فنجلس؛ ج6، ص: 166

: الفَنْجَلِیس: الكَمَرة العظیمة.

فندس؛ ج6، ص: 166

: فَنْدَس الرجل إِذا عَدا.
(1). قوله [و أَنشد للمعطل الهذلی] فی هامش الأَصل ما نصه: قلت الشعر لأَبی قلابة الطابخی الهذلی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 167‌

فنطس؛ ج6، ص: 167

: فِنْطِیسَة الخِنزیر: خَطْمُه، و هی الفِرْطِیسة. و أَنف فِنْطاس: عَریض. و رُوی عن الأَصمعی: إِنه لَمَنِیعُ الفِنْطِیسَة و الفِرْطِیسة و الأَرْنَبة أَی هو منیع الحَوْزَة حَمِیُّ الأَنف. أَبو سعید: فِنْطِیسته و فِرْطِیسته أَنفه. و الفِنْطِیس: من أَسماء الذَّكَر. و فِنْطاس السَّفِینة: حَوْضُها الذی یجتمع فیه نُشافة الماء، و الجمع الفَناطِیس.

فنطلس؛ ج6، ص: 167

: الفَنْطَلِیس: الكَمَرة العظیمة، و قیل: هو ذكَر الرجل عامة. یقال: كَمَرة فَنْطَلِیس و فَنْجَلِیس أَی ضخمة. قال الأَزهری: و سمعتُ جاریة فصیحة نُمَیْریَّة تُنْشِدُ و هی تنظر إِلی كَوكبة الصبح طالعة: قد طَلَعَتْ حمراءُ فَنْطَلِیسُ، لَیْسَ لِرَكْبٍ بعدها تَعْریسُ و الفَنْطَلِیس: حَجَر لأَهل الشأْم یُطَرَّق به النُّحاس.

فهرس؛ ج6، ص: 167

: اللیث: الفِهْرِس الكتاب الذی تُجْمع فیه الكتُب؛ قال الأَزهری: و لیس بعربیّ محض، و لكنه معرّب.

فصل القاف؛ ج6، ص: 167

قبس؛ ج6، ص: 167

: القَبَس: النار. و القَبَس: الشُّعْلة من النار. و فی التهذیب: القَبَس شُعلة من نار تَقْتَبِسها من مُعْظَم، و اقْتِباسها الأَخذ منها. و قوله تعالی: بِشِهٰابٍ قَبَسٍ: القَبَس: الجَذْوَة، و هی النار التی تأْخذها فی طَرَف عُود. و‌فی حدیث علیّ، رِضوان اللَّه علیه: حتی أَوْری قَبَساً لِقابِس‌أَی أَظهر نُوراً من الحق لطالبه. و القابِس: طالِب النار، و هو فاعِل من قَبَس، و الجمع أَقْباسٌ، لا یكسَّر علی غیر ذلك، و كذلك المِقْباس. و یقال: قَبَسْت منه ناراً أَقْبِس قَبْساً فأَقْبَسَنی أَی أَعطانی منه قَبَساً، و كذلك اقْتَبَسْت منه ناراً، و اقْتَبَسْت منه عِلْماً أَیضاً أَی استفدته. قال الكِسائیّ: و اقْتَبَسْت منه عِلماً و ناراً سواء، قال: و قَبَسْت أَیضاً فیها. و‌فی الحدیث: من اقْتَبَس عِلْماً من النجوم اقْتَبَس شُعْبةً من السِّحْر.و‌فی حدیث العِرْباض: أَتیناك زائرین و مُقْتَبِسین‌أَی طالبی العلم، و قد قَبَس النارَ یَقْبِسها قَبْساً و اقتَبَسَها. و قَبَسه النار یَقْبِسُه: جاءه بها: و اقْتَبَسه و قَبَسْتُكَه و اقْتَبَسْتُكَه. و قال بعضهم: قَبَسْتُك ناراً و علماً، بغیر أَلف و قیل: أَقْبَسْتُه علماً و قَبَستُه ناراً أَو خیراً إِذا جِئْتَه به، فإِن كان طَلَبَها له قال: أَقْبَسْتُه، بالأَلف. و قال الكسائی: أَقْبَسْتُه ناراً أَو علماً سواء، قال: و قد یجوز طَرْح الأَلف منهما. ابن الأَعرابی: قَبَسَنی ناراً و مالًا و أَقْبَسَنی علماً، و قد یقال بغیر الأَلف. و‌فی حدیث عُقْبَة بن عامِر: فإِذا راح أَقْبَسْناه ما سمعنا من رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم،أَی أَعلَمْناه إِیاه. و القَوابِسُ: الذین یَقْبِسُون الناس الخیر یعنی یعلِّمون. و أَتانا فلان یَقتبس العلم فأَقْبَسنَاه أَی علَّمناه. و أَقْبَسْنا فلاناً فأَبی أَن یُقْبِسَنا أَی یُعْطِیَنَا ناراً. و قد اقْتَبَسَنی إِذا قال: أَعْطِنی ناراً. و قَبَسْت العِلْم و أَقْبَسْته فلاناً. و المِقْبَس و المِقْباس: ما قُبِسَتْ به النار. و فحل قَبَس و قَبِسٌ و قَبِیس: سریع الإِلْقاح، لا ترجع عنه أُنثی، و قیل: هو الذی یُلقِح لأَوّل قَرْعَة، و قیل: هو الذی یُنْجِب من ضَربة واحدة، و قد قَبِس الفحل، بالكسر، قَبَساً و قَبُسَ قَباسة و أَقْبَسَها: أَلْقَحَها سریعاً. و فی المثل: لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِیساً؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌6، ص: 168
حَمَلْتِ ثلاثة فوضعت تِمّاً، فأُمٌّ لَقْوَةٌ، و أَبٌ قَبِیسُ و اللَّقْوة: السَّریعَة الحمل. یقال: امرأَة لَقْوَة سریعَة اللَّقَح؛ و فَحْلٌ قَبِیس: مثله إِذا كان سریع الإِلْقاح إِذا ضَرَب الناقة. قال الأَزهری: سمعت امرأَة من العرب تقول أَنا مِقْباس؛ أَرادت أَنها تَحْمِل سریعاً إِذا أَلمَّ بها الرجل، و كانت تَسْتَوْصِفُنِی دَواء إِذا شربتْه لم تحمِل معه. و قابُوسُ: اسمٌ عجمی معرَّب. و أَبو قُبَیْس: جبل مُشرِف علی مَكة، و فی التهذیب: جبل مشرف علی مسجد مكة، و فی الصحاح: جبل بمكة. و القابُوس: الجمیل الوجه الحَسَن اللَّوْن، و كان النُّعْمان بن المنذِر یُكنَی أَبا قابُوس. و قابِس و قُبَیْس: اسمان؛ قال أَبو ذؤیب: و یا ابْنَیْ قُبَیْس و لم یُكْلَما، إِلی أَن یُضِی‌ءَ عَمُودُ السَّحَرْ و أَبو قابُوس: كنیة النعمان بن المنذر بن إمرئ القَیس بن عمرو بن عَدِیّ اللَّخَمِی مَلِك العرَب، و جعله النابغة أَبا قُبَیْس للضَّرورة فصغَّره تصغیر الترخیم فقال یخاطب یزید بن الصَّعِق: فإِن یَقْدِرْ علیك أَبُو قُبَیْس، یَحُطَّ بك المَعِیشَة فی هَوانِ و إِنما صَّغره و هو یرید تعظیمه كما‌قال حُباب بن المنذر: أَنا جُذَیلُها المُحكَّك و عُذَیْقُها المُرَجَّب، و قابوس لا ینصرف للعجمة و التعریف؛ قال النابغة: نبِّئْتُ أَنَّ أَبا قابُوس أَوْعَدَنی، و لا قَرارَ علی زَأْرٍ من الأَسَدِ

قبرس؛ ج6، ص: 168

: قُبْرُس: موضع؛ قال ابن درید: لا أَحسَبه عربیّاً. التهذیب: و فی ثغور الشام موضع یقال له قُبْرُس. و القُبْرُسِیُّ من النُّحاس: أَجوده. قال: و أُراه منسوباً إِلی قُبْرُسَ هذه. و فی التهذیب: القُبْرُس من النُّحاس أَجوده.

قدس؛ ج6، ص: 168

: التَّقْدِیسُ: تنزیه اللَّه عز و جل. و فی التهذیب: القُدْسُ تنزیه اللَّه تعالی، و هو المتَقَدِّس القُدُّوس المُقَدَّس. و یقال: القَدُّوس فَعُّول من القُدْس، و هو الطهارة، و كان سیبویه یقول: سَبُّوح و قَدُّوس، بفتح أَوائلهما؛ قال اللحیانی: المجتمع علیه فی سُبُّوح و قُدُّوس الضم، قال: و إِن فتحته جاز، قال: و لا أَدری كیف ذلك؛ قال ثعلب: كل اسم علی فَعُّول، فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود و كَلُّوب و سَمُّور و تَنُّور إِلا السُّبُّوح و القُدُّوس، فإِن الضم فیهما الأَكثر، و قد یفتحان، و كذلك الذُّرُّوح، بالضم، و قد یفتح. قال الأَزهری: لم یجئ فی صفات اللَّه تعالی غیر القُدُّوس، و هو الطاهر المُنَزَّه عن العُیوب و النَّقائص، و فُعُّول بالضم من أَبنیة المبالغة، و قد تفتح القاف و لیس بالكثیر. و‌فی حدیث بلال بن الحرث: أَنه أَقْطَعَه حَیث یَصْلُح للزرع من قُدْس و لم یُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ؛ هو، بضم القاف و سكون الدال، جبل معروف، و قیل: هو الموضع المرتفع الذی یصلح للزِّراعة. و فی كتاب الأَمكنة أَنه قَرِیس؛ قیل: قَریس و قَرْس جَبَلان قُرْب المدینة و المشهورُ المَرْوِیّ فی الحدیث الأَوّل، و أَما قَدَس، بفتح القاف و الدال، فموضع بالشام من فتوح شُرَحْبیل بن حَسَنة. و القُدُس و القُدْس، بضم الدال و سكونها، اسم و مصدر، و منه قیل للجنَّة: حَضِیرة القُدْس. و التَقْدِیس: التَّطْهِیر و التَّبْریك. و تَقَدَّس أَی تطهَّر. و فی التنزیل: وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ؛ الزجاج: معنی نُقَدِّسُ لَكَ أَی نُطهِّر أَنفسنا
لسان العرب، ج‌6، ص: 169
لك، و كذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَی نطهِّره. و من هذا قیل للسَّطْل القَدَس لأَنه یُتَقدَّس منه أَی یُتَطَّهر. و القَدَس، بالتحریك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه یتطهر فیه. قال: و من هذا بیت المَقْدِس أَی البیت المُطَهَّر أَی المكان الذی یُتطهَّر به من الذنوب. ابن الكلبی: القُدُّوس الطاهر، و قوله تعالی: الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ* الطَّاهِر فی صفة اللَّه عز و جل، و قیل قَدُّوس، بفتح القاف، قال: و جاءَ فی التفسیر أَنه المبارك. و القُدُّوس: هو اللَّه عز و جل. و القُدْسُ: البركة. و الأَرض المُقَدَّسة: الشام، منه، و بیت المَقْدِس من ذلك أَیضاً، فإِمّا أَن یكون علی حذف الزائد، و إِمّا أَن یكون اسماً لیس علی الفِعْل كما ذهب إِلیه سیبویه فی المَنْكِب، و هو یُخفَّف و یُثقَّل، و النسبة إِلیه مَقْدِسِیّ مثال مَجْلِسِیّ و مُقَدَّسِیٌّ؛ قال إمرؤ القیس: فأَدْرَكْنَه یأْخُذْنَ بالسَّاق و النَّسا، كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدَّسِی و الهاء فی أَدْرَكْنَه ضمیرُ الثَّور الوَحْشِیّ، و النون فی أَدركنه ضمیر الكلاب، أَی أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه و نَساه و شَبْرَقَتْ جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصاری ثوبَ الرَّاهب المُقَدَّسِی، و هو الذی جاء من بیت المَقْدِس فقطَّعوا ثیابه تبرُّكاً بها؛ و الشَّبْرَقة: تقطیعُ الثوب و غیره، و قیل: یعنی بهذا البیت یهودیّاً. و یقال للراهب مُقَدِّسٌ، و أَراد فی هذا البیت بالمُقَدَّسِی الرَّاهِبَ، و صبیانُ النصاری یتبرَّكون به و بِمَسْحِ مِسْحِه الذی هو لابِسُه، و أَخذ خُیُوطِه منه حتی یَتَمَزَّقَ عنه ثوبه. و المُقَدِّس: الحَبْر؛ و حكی ابن الأَعرابی: لا قَدَّسه اللَّه أَی لا بارك علیه. قال: و المُقَدَّس المُبارَك. و الأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة. و قال الفرَّاء: الأَرض المقدَّسة الطاهرة، و هی دِمَشْق و فِلَسْطین و بعض الأُرْدُنِّ. و یقال: أَرض مقدَّسة أَی مباركة، و هو قول قتادة، و إِلیه ذهب ابن الأَعرابی؛ و قول العجاج: قد عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلی القُدْسِ، أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلی نَفْسِ بِمَعْدن المُلْك القَدیم الكِرْسِ أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة. و رُوحُ القُدُس: جبریل، علیه السلام. و‌فی الحدیث: إِن رُوحَ القُدُس نَفَث فی رُوعِی، یعنی جبریل، علیه السلام، لأَنه خُلِق من طهارة. و قال اللَّه عز و جل فی صفة عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ أَیَّدْنٰاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ*؛ هو جبریل معناه رُوحُ الطهارة أَی خُلِق من طهارة؛ و قول الشاعر: لا نَومَ حتی تَهْبِطِی أَرضَ العُدُسْ، و تَشْرَبی من خیر ماءٍ بِقُدُسْ أَراد الأَرض المقدَّسة. و‌فی الحدیث: لا قُدِّستْ أُمَّة لا یُؤْخَذ لضَعِیفها من قَوِیِّها‌أَی لا طُهِّرت. و القادِسُ و القَدَّاس: حصاة توضع فی الماء قَدْراً لِرِیِّ الإِبل، و هی نحو المُقْلَة للإِنسان، و قیل: هی حَصاة یُقْسَمُ بها الماء فی المفاوز اسم كالحَبَّان. غیره: القُدَاس الحجر الذی یُنْصَبُ علی مَصَبِّ الماء فی الحَوْض و غیره. و القَدَّاس: الحجر یُنْصَب فی وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِیَتِ الإِبل؛ و أَنشد أَبو عمرو: لا رِیَّ حتی یَتَواری قَدَّاسْ، ذاك الحُجَیْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ و قال: نَئِفَتْ به، و لقَدْ أَری قَدّاسَه ما إِنْ یُواری ثم جاء الهَیْثَمُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 170
نَئِفَ إِذا ارْتَوی. و القُداس، بالضم: شی‌ء یعمل كالجُمان من فِضَّة؛ قال یصف الدُّمُوع: تَحَدَّرَ دمعُ العَیْنِ منها، فَخِلْتُه كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه. و القَدیسُ: الدُّرُّ؛ یمانیة. و القادِس: السفینة، و قیل: السفینة العظیمة، و قیل: هو صِنْف من المراكب معروف، و قیل: لَوْحٌ من أَلواحها؛ قال الهذلی: و تَهْفُو بِهادٍ لَها مَیْلَعٍ، كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا و فی المحكم: كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا یعنی المَلَّاحین. و تَهْفُو: تَمِیل یعنی الناقةَ. و المَیْلَعُ: الذی یتحرك هكذا و هكذا. و الأَرْدَمُ: المَلَّاح الحاذِق. و القَوادِس: السُّفُن الكِبار. و القادس: البیتُ الحرام. و قادِسُ: بلدة بخُراسان، أَعجمی. و القادِسیَّة: من بلاد العرب؛ قیل إِنما سمیت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من أَهل خُراسان، و یقال: إِن القادسیَّة دَعا لها إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، بالقُدْسِ و أَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ، و قیل: القادسیَّة قریة بین الكوفة و عُذَیب. و قُدْس، بالتسكین: جبل، و قیل: جبل عظیم فی نَجْدٍ؛ قال أَبو ذؤیب: فإَنك حقًّا أَیَّ نَظْرة عاشِقٍ نَظَرْتَ، و قُدْسٌ دونها وَ وَقیرُ و قُدْسُ أُوارَة: جَبَلٌ أَیضا. غیره: قُدْس و آرةُ جبَلان فی بلاد مُزَیْنة معروفان بِحِذاء سُقْیا مزینة.

قدحس؛ ج6، ص: 170

: القُداحِس: الشجاع الجَری‌ء، و قیل: السَّیِّ‌ءُ الخلُق. أَبو عمرو: الحُمارِس و الرُّماحِس و القداحس كل ذلك من نعت الجَری‌ء الشجاع، قال: و هی كلها صحیحة.

قدمس؛ ج6، ص: 170

: القُدْمُوس و القُدْمُوسة: الصخرة العظیمة؛ قال الشاعر: ابْنا نِزارٍ أَحلَّانی بِمنزلةٍ، فی رأس أَرْعَنَ عادِیِّ القَدامیسِ و جیش قُدْمُوس: عظیم. و القُدْمُوس: الملك الضخْم، و قیل: هو السید. و القُدْمُوس: القَدیم؛ قال عُبَیْدُ بن الأَبرص: و لنا دارٌ ورِثْناها عن الْأَقْدمِ القُدْمُوس، من عَمٍّ و خال و عِزٌّ قُدْمُوس و قِدْماسٌ: قدیم. یقال: حَسَب قُدْمُوس أَی قدیم. و القُدْمُوس: المتقدِّم. و قُدْموسُ العسكَر: مُقَدَّمُه؛ قال: بذی قَدامِیسَ لُهامٍ لَوْ دَسَرْ و القُدْموس و القُدامِس: الشدید.

قرس؛ ج6، ص: 170

: القَرْسُ و القِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقیع و أَكثره و أَشدُّ البَرْدِ؛ قال أَوس بن حَجَر: أَ جاعِلَةً أُمَّ الحُصَیْنِ خَزایَةً عَلَیَّ فِرارِی أَن عَرَفْتُ بنی عَبْس و رَهْطَ أَبی شَهْمٍ و عَمْرَو بنَ عامِرٍ و بَكْراً فجاشَتْ من لقائِهمُ نَفْسی مَطاعِینُ فی الهَیْجا، مَطاعیمُ للْقِرَی، إِذا اصْفَرَّ آفاقُ السماء من القَرْسِ المَطاعین: جمع مِطْعانٍ للكثیر الطَعْن، و مَطاعیمُ: جمع مِطْعام للكثیر الإِطعام. و القِرَی: الضیافة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 171
و الآفاق: النواحی، واحدها أُفُق. و أُفُقُ السماء: ناحیتها المتصلة بالأَرض؛ قال عبد اللَّه بن المُكَرَّم: قوله المتصلة بالأَرض كلام لا یصح فإِنه لا شی‌ء من السماء مُتَّصل بالأَرض، و فی هذا كلام لیس هذا موضعه. و قَرَسَ الماءَ یَقْرِسُ قَرْساً، فهو قَرِیسٌ: جَمَدَ. و قَرَّسْناه و أَقْرَسْناه: بَرَّدْناه. و یقال: قَرَّسْت الماء فی الشَّنِّ إِذا بَرَّدْته، و أَصبح الماء الیوم قَرِیساً و قارساً أَی جامداً؛ و منه قیل: سمك قَرِیسٌ و هو أَن یُطْبخ ثم یُتَّخذ له صِباغ فَیُتْرَك فیه حتی یَجْمُد. و یوم قارسٌ: بارد. و‌فی الحدیث: أَن قوماً مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا منها فكأَنما مرَّت بِهمْ رِیح فأَخْمَدَتْهم فقال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: قَرِّسُوا الماءَ فی الشِّنانِ و صُبُّوه علیهم فیما بین الأَذَانَیْنِ؛ أَبو عبید: یعنی بَرّدُوه فی الأَسْقِیَة، و فیه لغتان: القَرْس و القَرْش، قال: و هذا بالسین. و أَما‌حدیثه الآخر: أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عن دَمِ المَحیض فقال: قَرِّصِیه بالماء، فإِنه بالصاد، یقول: قَطِّعِیه، و كل مُقَطَّع مُقَرَّص. و منه تقریص العجین إِذا شُنِّقَ لِیُبْسَطَ. و قَرَس الرجل قَرْساً: بَرَدَ، و أَقْرَسَه البَرْدُ و قَرَّسَه تَقْریساً. و البَرْدُ الیَوْمَ قارِس و قَرِیس، و لا تقل قارصٌ؛ قال العجاج: تَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعدَ القَرْسِ، دُونَ ظِهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ قال: و قد قَرَسَ المَقْرُور إِذا لم یستطع عملًا بیده من شدة الخَصَر. و إِنَّ لَیْلَتَنا لقارِسَةٌ، و إِنَّ یَوْمَنا لقارسٌ. ابن السِّكِّیت: هو القِرْقِس الذی تقوله العامَّة الجِرْجِس. و لیلة ذات قَرْسٍ أَی بَرْد. و قَرَسَ البَرْدُ یَقْرِس قَرْساً: اشتدّ، و فیه لغة أُخری قَرِسَ قَرَساً؛ قال أَبو زید الطائی: و قد تَصلَّیْتُ حَرَّ حَرْبهِم، كما تَصلَّی المَقْرُورُ من قَرَسِ و قال ابن السكیت: القَرَسُ الجامِد و لم یعرفه أَبو الغیث «2». ابن الأَعرابی: القَرَسُ الجامِد من كل شی‌ء. و القِرْسُ: هو القِرقِس. و القَرِیس من الطعام: مشتق من القَرَس الجامِد، قال؛ و إِنما سمی القریس قریساً لأَنه یجمُد فیصیر لیس بالجامِس و لا الذائب، یقال قَرَسْنا قَرِیساً و تركناه حتی أَقْرَسَه البَرْد. و یقال: أَقْرَسَ العُود إِذا جَمَس ماؤه فیه. و فی المحكم: أَقْرَس العُود حُبِس فیه ماؤه. و قَراسٌ: هَضِبات شدیدة البَرْد فی بلاد أَزْد السَّراة؛ قال أَبو ذؤیب یصف عسلًا: یَمانِیةٍ، أَحْیا لها مَظَّ مائِدٍ و آلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِیَةٍ كُحْلِ و رواه أَبو حنیفة قُرَاس، بضم القاف، و یروی: … صَوْبُ أَسقِیة كحل، و هما بمعنی واحد. و یقال: مائد و قَرَاس جبَلان بالیمن؛ و یمانیة خفض علی قوله: فجاءَ بِمَزْجٍ لم یرَ الناسُ مِثْلَه «3» و المَظُّ: الرُّمَّان البَرِّی. الأَصمعی: آلُ قُرَاس هَضَبات بناحیة السَّراة كأَنهن سُمِّین آل قُراس لبَرْدِها. قال الأَزهری: رواه أَبو حاتم بفتح القاف و تخفیف الراء. قال: و یقال أَصبح الماء قَریساً أَی جامداً، و منه سمی قَرِیس السَّمك. قال أَبو سعید الضریر: آل قُراس أَجْبُل بارِدة. و القُرَاس
(2). قوله [و لم یعرفه أبو الغیث] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس بالیاء، و الذی فی الصحاح: و لم یعرفه أَبو الغوث، بالواو. (3). قوله [فجاء بمزج إلخ] تمام البیت كما فی الصحاح و شرح القاموس: هو الضحك إلا أَنه عمل النحل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 172
و القُراسِیَة: الضَّخْم الشدید من الإِبل و غیرها، الذكر و الأُنثی، بضم القاف، فی ذلك سواء، و الیاء زائدة كما زِیدَتْ فی رَباعِیة و ثمانیة؛ قال الراجز: لما تَضَمَّنْتُ الحَوَارِیاتِ، قَرَّبْتُ أَجْمالًا قُرَاسِیَاتِ و هی فی الفحول أَعمُّ، و لیست القُراسِیة نِسْبة إِنما هو بناء علی فُعالیَة و هذه یاءات تُزاد؛ قال جریر: یَلِی بنی سعْدٍ، إِذا ما حاربُوا، عِزُّ قُراسِیَة و جَدٌّ مِدْفَعُ و قال ذو الرمة: و فَجّ، أَبَی أَن یَسْلُك الغُفْرُ بینه، سَلَكْتُ قُرَانَی من قُرَاسِیة سُمْرِ و قال العجَّاج: من مُضَرَ القُراسِیات الشُّمِّ یعنی بالقُراسِیات الضّخام الهامِ من الإِبل، ضرَبها مثلًا للرجال، و ملك قُراسِیة: جلیل. و القَرْس: شجر. و قُرَیسات: اسم؛ قال سیبویه: و تقول هذه قُرَیْسات كما تراها، شبَّهُوها بهاء التأْنیث لأَنَّ هذه الهاء تجی‌ء للتأْنیث و لا تلحق بنات الثلاثة بالأَربعة و لا الأَربعة بالخمسة.

قربس؛ ج6، ص: 172

: القَرَبُوس: حِنْوُ السَّرْج، و القُرْبُوس لغة فیه حكاها أَبو زید، و جمعه قَرَابیس. و القَرَبُوت: القَرَبُوس. قال الأَزهری: بعض أَهل الشام یقول قَرَّبُوس، مثقل الراء، قال: و هو خطأٌ، ثم یجمعونه علی قَرْبابیس، و هو أَشد خطأً. قال الجوهری: القَرَبوس للسَّرْج و لا یخفَّف إِلا فی الشعر مثل طرَسُوس، لأَن فَعْلُول لیس من أَبْنِیَتِهم. قال الأَزهری: و للسرج قَرَبُوسان، فأَما القَرَبُوس المُقَدَّم ففیه العَضُدان، و هما رِجلا السَّرْج، و یقال لهما حِنْواه، و ما قُدَّام القَرَبُوسَیْنِ من فَضْلَةِ دَفَّة السَّرْج یقال له الدَّرْواسَنْج، و ما تحت قُدَّام القَرَبُوس من الدَّفَّة یقال له الابراز «1»، و القَرَبوس الآخر فیه رِجْلا المؤخِرة، و هما حِنْواه. و القَیْقب: سَیْرٌ یَدُورُ علی القَرَبُوسَیْن كلیهما.

قردس؛ ج6، ص: 172

: القَرْدَسَة: الشِّدَّة و الصَّلابة. و قُرْدُوس: أَبو قبیلة من العرب، و هو منه.

قرطس؛ ج6، ص: 172

: القِرْطاس: معروف یُتَّخذ من بَرْدِیّ یكون بمصر. و القِرْطاس: ضَرْب من برُود مصر. و القِرْطاس: أَدیم یُنْصَب للنِّضال، و یسمَّی الغَرَض قِرْطاساً. و كل أَدیم ینصَب للنِّضال، فاسمُه قِرطاس، فإِذا أَصابه الرَّامی قیل: قَرْطَس أَی أَصاب القرطاس، و الرَّمْیَةُ التی تُصیب مُقَرْطِسة. و القِرْطاس و القُرطاس و القَرْطَس [القِرْطس و القَرْطاس، كله: الصحیفة الثابتة التی یكتب فیها؛ الأَخیرتان عن اللحیانی؛ و أَنشد أَبو زید لمخشّ العقیلی یصف رسوم الدار و آثارها كأَنها خَطّ زَبُور كتب فی قِرْطاس: كأَنَّ، بحیثُ اسْتَوْدَع الدارَ أَهلُها، مَخَطّ زَبُور من دَواة و قَرْطَسِ و قوله تعالی: وَ لَوْ نَزَّلْنٰا عَلَیْكَ كِتٰاباً فِی قِرْطٰاسٍ؛ أَی فی صحیفة، و كذلك قوله تعالی: تَجْعَلُونَهُ قَرٰاطِیسَ؛ أَی صُحُفاً؛ قال: عَفَتِ المنازل غیر مِثْل الأَنفس، بعد الزمان عرفته بالقَرْطَس ابن الأَعرابی: یقال للناقة إِذا كانت فَتِیَّة شابَّة: هی القِرْطاس و الدّیباج و الذِّعْلِبَة و الدِّعْبِل و العَیْطَموس. ابن الأَعرابی: یقال للجارِیة البیضاء
(1). قوله [الابراز] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 173
المَدِیدة القامة قِرْطاس. و دابة قِرْطاسِیّ إِذا كان أَبیض لا یخالط لَونه شِیَة، فإِذا ضرَب بیاضُه إِلی الصُّفرة فهو نَرْجِسِیّ.

قرطبس؛ ج6، ص: 173

: القَرْطَبُوس: الداهیة، بفتح القاف، و القِرْطَبُوس، بكسرها: الناقة العظیمة الشدیدة؛ مثَّل بهما سیبویه و فسرهما السِّیرافی.

قرعس؛ ج6، ص: 173

: كبش قَرْعَس إِذا كان عظیماً. الأَزهری: القِرْعَوْس و القِرْعَوْش الجمل الذی له سَنامان.

قرقس؛ ج6، ص: 173

: القِرْقِسُ: البَعُوض، و قیل: البَقُّ، و القِرْقِسُ الذی یقال له الجِرْجِس شَبْه البَقّ؛ قال: فلَیْت الأَفاعِیَّ یَعْضُضْنَنا، مكان البَراغیث و القِرْقِس و القِرْقِس: طین یختم به، فارسی معرب، یقال له الجرجشب «1». و قِرْقِس و قُرْقُوس: دعاء الكلب. و قَرْقَس الجَرْوَ [الجِرْوَ و الكلبَ و قَرْقَس به: دعاه بقُرْقُوس. أَبو زید: أَشْلَیْت الكلبَ و قَرْقَسْت بالكلب إِذا دعَوْت به. و قاعٌ قَرَقُوس مثال قَرَبُوس، أَی واسعٌ أَملس مُسْتَوٍ لا نَبْت فیه. و القَرَقُوس: القُفُّ الصُّلْب؛ و أَرض قَرَقُوس. ابن شمیل: القَرَقُوس القاع الأَمْلَس الغلیظ الأَجْرَد الذی لیس علیه شی‌ء و ربما نَبَعَ فیه ماء و لكنه مُحْتَرِق خَبیث، إِنما هو مثْل قِطعة من النار و یكون مُرْتَفعاً و مُطْمَئِنّاً، و هی أَرض مَسْحُورة خَبیثة و من سِحْرِها أَیْبَسَ اللَّه نَبْتها و مَنعَه. و قال بعضهم: وادٍ قَرَقٌ [قَرِقٌ و قَرْقَر و قَرَقُوس أَی أَملس. و القَرَق المصدر: و أَنشد: تَرَبَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبَی أَنَقا، ظَواهِراً مَرًّا، و مَرًّا غَدَقا و من قَیاقی الصُوَّتَیْنِ قیَقا، صُهْباً، و قرباناً تُناصی قَرَقا قال أَبو نصر: القَرَقُ شبیه بالمصدر، و یروی علی وجهین: قَرِق، و قَرَق.

قرنس؛ ج6، ص: 173

: قَرْنَس البازی: كُرِّزَ أَی سقط ریشه. اللیث: قَرْنَس البازی فعلُه لازم إِذا كُرِّزَ و خِیطَتْ عَیْناه أَولَ ما یُصاد، رواه بالسین علی فَعْلَل، و غیره یقول قَرْنَص البازِی. و قَرْنَس الدِّیك و قَرْنَصَ إِذا فَرّ من دِیكٍ آخر. و القُرْناس و القِرْناس، بكسر القاف، و فی الصحاح بالضم: شبیه الأَنف یتقَدَّم فی الجبل؛ و أَنشد لمالك بن خالد الهذلی، و فی الصحاح مالك بن خویلد الخناعی، یصف الوعل: تاللَّه یَبْقی علی الأَیام ذو حِیَدٍ، بمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ فی رأْس شاهقَة أُنْبوبُها خَضِرٌ، دون السماء له فی الجَوِّ قُرْناسُ و القِرناس [القُرناس: عِرْناسُ المغْزَل، قال الأَزهری: هو صِنَّارَته، و یقال لأَنف الجبلِ عِرْناس أَیضاً. و القُرْنُوس: الخرَزَة فی أَعلی الخُفِّ. و القُرْناس: شی‌ء یُلَفُّ علیه الصُّوف و القطن ثم یغزَل.

قسس؛ ج6، ص: 173

: ابن الأَعرابی: القُسُسُ العُقَلاء، و القُسُسُ السَّاقة الحُذّاق، و [القِسُّ القُسُّ النَّمیمة، و القَسّاس النَّمَّام. و قَسَّ یَقُسُّ قَسّاً: من النمیمة و ذِكرِ الناس بالغِیبَة. و القِسُّ [القُسُّ: تَتَبُّع الشی‌ء و طَلَبه. اللحیانی: یقال للنمَّام قَسَّاس و قَتَّات و هَمَّاز
(1). قوله [الجرجشب] كذا بالأَصل، و فی شرح القاموس: الجرجشت.
لسان العرب، ج‌6، ص: 174
و غَمَّاز و دَرَّاج. و القَس [القِس فی اللغة: النمیمة و نشْرُ الحدیث؛ یقال: قَسَّ الحدیث یقُسُّه قَسّاً. ابن سیدة: قَسَّ الشی‌ء یقُسُّه قَسّاً و قَسَساً تتبَّعه و تطلبه؛ قال رؤبة بن العجاج یصف نساء عفیفات لا یتتبعن النَّمائم: یُمْسِینَ من قَسِّ الأَذی غَوافِلا، لا جَعْبَریّات و لا طَهامِلا الجَعْبَرِیّات: القِصار، واحدتها جَعْبَرة، و الطَّهامِل الضِّخام القِباح الخلقة، واحدتها طَهْمَلة. و قَسَّ الشی‌ءَ قَسّاً: تتلاه و تَبَغَّاه. و اقْتَسَّ الأَسدُ: طَلب ما یأْكل. و یقال: تَقَسَّسْت أَصواتَ الناس باللیل تَقَسُّساً أَی تسمَّعتها. و القَسْقَسَة: السؤال عن أَمْرِ الناس. و رجل قَسْقاسٌ: یسأَل عن أُمور الناس؛ قال رؤبة: یَحْفِزها لیلٌ و حادٍ قَسْقاسُ، كأَنهنَّ من سَراءٍ أَقْواسْ و القَسْقاس أَیضاً: الخفیف من كل شی‌ء. و قَسْقَس العظم: أَكل ما علیه من اللحم و تَمَخَّخَه؛ یمانیَة. قال ابن درید: قَسَسْت ما علی العظم أَقُسُّه قَسّاً إِذا أَكلتَ ما علیه من اللحم و امْتَخَخْتَه. و قَسْقَسَ ما علی المائدة: أَكَلَه. و قَسَّ الإِبل یَقُسُّها قَسّاً و قَسْقَسَها: ساقَها، و قیل: هُما شدَّة السَّوْق. و القَسُوس من الإِبل: التی تَرْعی وحدَها، مثل العَسُوس، و جمعها قُسُسٌ، قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً أَی رَعَتْ وحدها، و اقْتَسَّتْ، و قَسَّها: أَفرَدَها من القَطیع، و قد عَسَّتْ عند الغَضَب تَعُسّ و قَسَّتْ تَقُسُّ. و قال ابن السكیت: ناقَة عسوس و قَسُوس و ضَرُوس إِذا ضجِرت و ساء خُلُقها عند الغَضَب. و القَسُوس: التی لا تَدِرّ حتی تَنْتَبذ. و فلان قَسُّ إِبل أَی عالم بها؛ قال أَبو حنیفة: هو الذی یلی الإِبل لا یفارقُها. أَبو عبید: القَسُّ صاحب الإِبل الذی لا یفارقُها؛ و أَنشد: یتبعُها تَرْعِیَّةٌ قَسٌّ ورَعْ، تَری برجْلَیْه شُقُوقاً فی كَلَعْ، لم تَرْتمِ الوَحْشُ إِلی أَیدی الذَّرَعْ جمع الذَّریعَة و هی الدَّریئَة. و قال أَبو عبیدة: یقال ظَلَّ یَقُسُّ دَّابَّتَه قَسّاً أَی یَسُوقُها. و القَسُّ: رَئیس من رُؤساء النصاری فی الدِّین و العِلْم، و قیل: هو الكَیِّس العالم؛ قال: لو عَرَضَتْ لأَیْبُلِیٍّ قَسِّ، أَشْعَثَ فی هَیْكَلِه مُنْدَسِّ، حَنَّ إِلیها كَحَنِینِ الطَّسِّ و القِسِّیسُ: كالقَسِّ، و الجمع قَساقِسة علی غیر قیاس و قِسِّیسُون. و فی التنزیل العزیز: ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَ رُهْبٰاناً؛ و الاسم القُسُوسَة و القِسِّیسِیَّة؛ قال الفرَّاء: نزلت هذه الآیة فیمن أَسلم من النصاری، و یقال: هو النجاشی و أَصحابه. و قال الفراء فی كتاب الجمع و التفریق: یُجمع القِسِّیس قِسِّیسین كما قال تعالی، و لو جمعه قُسُوساً كان صواباً لأَنهما فی معنی واحد، یعنی القَسَّ و القِسِّیس، قال: و یجمع القِسِّیس قَساقِسة «2» جمعوه علی مثال مَهالِبة فكثرت السینات فأَبدلوا إِحداهن واواً و ربما شدّد الجمع «3» و لم یشدّد واحده، و قد
(2). قوله [و یجمع القسیس قساقسة إلخ] هكذا فی الأَصل هنا و فیما مر. و عبارة القاموس: قساوسة، و بها یظهر قوله بعد فأبدلوا إحداهن واواً. و یؤخذ من شرح القاموس أن فیه الجمعین حیث نقل روایة البیت بالوجهین. (3). قوله [و ربما شدد الجمع إلخ] الظاهر فی العبارة العكس بدلیل ما قبله و ما بعده.
لسان العرب، ج‌6، ص: 175
جمعت العرب الأَتُّون أَتاتین؛ و أَنشد لأُمیة: لو كان مُنْفَلتٌ كانت قَساقِسَةٌ، یُحْییهمُ اللَّه فی أَیدیهم الزُّبُرُ و القَسَّة: القِرْبَة الصغیرة. قال ابن الأَعرابی: سئل المُهاصِر بن المحلّ عن لیلة الأَقْساسِ من قوله: عَدَدْتُ ذنوبی كُلَّها فوجدتُها، سوی لیلةِ الأَقْساسِ، حِمْلَ بَعیر فقیل: ما لیلة الأَقْساس؟ قال: لیلة زنیت فیها و شربت الخمر و سرقت. و قال لنا أَبو المحیَّا الأَعرابی یَحْكیه عن أَعرابی حجازی فصیح إِن القُساس غُثاء السَّیْل؛ و أَنشدنا عنه: و أَنت نَفِیٌّ من صَنادید عامِرٍ، كما قد نَفی السیلُ القُساسَ المُطَرَّحا و قَسٌّ و القَسُّ: موضع، و الثیاب القَسِّیَّة [القِسِّیَّة منسوبة إِلیه، و هی ثیاب فیها حریر تجلب من نحو مصر. و‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، نهی عن لبس القَسِّیّ؛ هی ثیاب من كتان مخلو بحریر یؤْتی بها من مصر، نسبت إِلی قریة علی ساحل البحر قریباً من تِنِّیس، یقال لها القَسُّ، بفتح القاف، و أَصحاب الحدیث یقولونه بكسر القاف، و أَهل مصر بالفتح، ینسب إِلی بلاد القَسِّ؛ قال أَبو عبید: هو منسوب إِلی بلاد یقال لها القَسّ، قال: و قد رأَیتها و لم یعرفها الأَصمعی، و قیل: أَصل القَسِّیّ القَزِّیّ، بالزای، منسوب إِلی القَزّ، و هو ضرب من الإِبریسم، أُبدل من الزای سین؛ و أَنشد لربیعة بن مَقْرُوم: جَعَلْنَ عَتِیقَ أَنْماطٍ خُدُوراً، و أَظْهَرْنَ الكَرادی و العُهُونا «1» علی الأَحْداجِ، و اسْتَشْعَرْن رَیْطاً عِراقِیّاً، و قَسِّیّاً مَصُونا و قیل: هو منسوب إِلی القَسِّ، و هو الصَقیعُ لبَیاضه. الأَصمعی: من أَسماء السُّیوف القُساسِیّ. ابن سیدة: القُساسیُّ ضرْب من السیوف، قال الأَصمعی: لا أدری إِلی أَی شی‌ء نسب. و قُساس، بالضم: جبل فیه معدن حدید بأَرْمِینِیَّة، إِلیه تنسب هذه السیوف القُساسیَّة؛ قال الشاعر: إِن القُساسِیَّ الذی یُعْصی به، یَخْتَصِمُ الدَّارِعَ فی أَثوابه و هو فی الصحاح: القُساسُ مُعَرَّفٌ. و قُساس، بالضم: جبل لبنی أَسد. و قَساس: اسم. و قُسُّ بن ساعدة الإِیادیُّ: أَحد حكماء العرب، و هو أُسْقُفُّ نَجْران. و قُسُّ النَّاطف: موضع. و القَسْقَس و القَسْقاس: الدلیل الهادی المُتفقِّد الذی لا یَغْفُل إِنما هو تَلَفُّتاً و تنَظُّراً. و خِمْسٌ قَسْقاس أَی سریع لا فُتور فیه. و قَرَبٌ قَسْقاس: سریع شدید لیس فیه فُتور و لا وَتِیرَة، و قیل: صعب بعید. أَبو عمرو: القَرَب القَسِّیّ البعید، و هو الشدید أَیضاً؛ قال الأَزهری: أَحسبه القسین «2» لأَنه قال فی موضع آخر من كتابه القسین. و القِسْیَبُّ: الصُّلْب الطویل الشدید الدُّلجة كأَنه یعنی القَرَب، و اللَّه أَعلم. الأَصمعی: یقال خِمْس قَسْقاس و حَصْحاص
(1). قوله [و أَظهرن الكرادی] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس. و فی معجم البلدان لیاقوت: الكراری، بالراء بدل الدال. (2). قوله [القسین] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 176
و بَصْباص و صَبْصاب، كل هذا: السیر الذی لیست فیه وَتیرة، و هی الاضطراب و الفُتور. و قال أَبو عمرو: قَرَبٌ قِسْقِیس. و قد قَسْقَس لیله أَجمع إِذا لم یَنَمْ؛ و أَنشد: إِذا حداهُنَّ النَّجاء القِسْقِیس و رجل قَسْقاس: یسوق الإِبل. و قد قَسَّ السیر قَسّاً: أَسرع فیه. و القَسْقَسَة: دَلْجُ اللیل الدَّائب. یقال: سَیْرٌ قِسْقِیس أَی دائب. و لیلة قَسْقاسَة: شدیدة الظلمة؛ قال رؤبة: كَمْ جُبْنَ من بِیدٍ و لَیْلٍ قَسْقاسْ قال الأَزهری: لیلة قَسْقاسة إِذا اشتد السیر فیها إِلی الماء، و لیست من معنی الظلمة فی شی‌ء. و قَسْقَسْت بالكلب: دعوت. و سیفٌ قَسْقاسٌ: كَهامٌ. و القَسقاس: بقلة تشبه الكَرَفْسَ؛ قال رؤبة: و كُنْتَ من دائك ذا أَقْلاسِ، فاسْتَسقِیَنْ بثمر القَسْقاسِ یقال: اسْتقاء و اسْتَقی إِذا تَقَیَّأَ. و قَسْقَس العصا: حَرَّكها. و القَسْقاسُ: العصا. و‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم، لفاطمة بنت قیس حین خطبها أَبو جَهْم و معاویة: أَمَّا أَبو جَهْم فأَخاف علیك قَسْقَاسَته؛ القَسْقاسة: العصا؛ قیل فی تفسیره قولان: أَحدهما أَنه أَراد قَسْقَسَتَه أَی تحریكه إِیاها لضربك فأَشبع الفتحة فجاءت أَلفاً، و القول الآخر أنه أَراد بِقسقاسَته عصاه، فالعصا علی القول الأَول «1» مفعول به، و علی القول الثانی بدل. أَبو زید: یقال للعصا هی القَسْقاسة؛ قال ابن الأَثیر: أَی أَنه یضربها بالعصا، من القَسْقَسة، و هی الحركة و الإِسراع فی المَشْی، و قیل: أَراد كثرة الأَسفار. یقال: رفع عصاه علی عاتقه إِذا سافر، و أَلْقَی عصاه إِذا أَقام، أَی لا حظَّ لك فی صحبته لأَنه كثیر السَّفر قلیل المُقام؛ و‌فی روایة: إِنی أَخاف علیك قَسْقاسَتَه العصا، فذكر العصا تفسیراً للْقَسْقاسة، و قیل: أَراد بِقَسْقَسَةِ العصا تحریكه إِیاها فزاد الأَلف لیفْصل بین توالی الحركات. و عن الأَعراب القُدمِ: القَسْقاس نبت أَخضر خبیث الریح ینبت فی مَسیل الماء له زهرة بیضاء. و القَسْقاس: شدَّة الجوع و البَرْد؛ و ینشَد لأَبی جهیمة الذهلی: أَتانا به القَسْقاسُ لیلًا، و دونه جَراثِیمُ رَمْلٍ، بینهنَّ قِفافُ و أَورده بعضهم: بینهنَّ كِفاف؛ قال ابن بری: و صوابه قِفافُ، و بعده: فأَطْعَمْتُه حتی غَدا و كأَنه أَسِیرٌّ یُدانی مَنْكِبَیْه كِتافُ وصفَ طارقاً أَتاه به البرد و الجُوع بعد أَن قطع قبل وُصوله إِلیه جراثیم رمل، و هی القِطَع العظام، الواحدة جُرْثُومة، فأَطعمه و أَشبعه حتی إِنه إِذا مشی تظن أَن فی منكِبَیْه كتافاً، و هو حَبْل تشدُّ به ید الرجل إِلی خلقه. و قَسْقَسْت بالكلب إِذا صِحْتَ به و قلت له: قُوسْ قُوسْ.

قسطس؛ ج6، ص: 176

: قال اللَّه عز و جل و علا: وَ زِنُوا بِالْقِسْطٰاسِ الْمُسْتَقِیمِ*؛ القِسْطاس و القُسطاس: أَعدل الموازین و أَقومُها، و قیل: هو شاهینٌ. الزجاج: قیل القِسطاس القَرَسْطون و قیل هو القَبَّان. و القِسْطاس: هو میزان العدل أَیَّ میزان كان من موازین الدراهم و غیرها؛ و قول عدیّ: فی حَدید القسطاسِ یَرْقُبُنی الحَارِث، و المَرءُ كلَّ شی‌ء یُلاقِی
(1). قوله [العصا علی القول الأَول إلخ] هذا إِنما یناسب الروایة الآتیة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 177
قال اللیث: أُراه حدید القَبَّان.

قسطنس؛ ج6، ص: 177

: القُسْطَناسُ و القُسْنَطاسُ: صلایة الطِّیب، و قال مرة أُخری: صلایة العَطَّار. قال سیبویه: قُسْطَناس أَصله قُسْطَنَس یُمَدُّ بأَلف كما مَدُّوا عَضْرَفُوطَ بالواو و الأَصل عَضْرَفُط. التهذیب فی الرباعی: الخلیل قُسْطَناس اسم حَجَر و هو من الخُماسی المترادف أَصله قُسْطَنَس؛ قال الشاعر: رُدِّی عَلیَّ كُمَیْتَ اللَّوْنِ صافِیَةً، كالقُسْطَناس عَلاها الوَرْسُ و الجَسَدُ

قسنطس؛ ج6، ص: 177

: القُسْنَطاس: صلایَة الطِّیب؛ رومیَّة، و قال: ثعلب: إِنما هو القُسْطَناس.

قطربس؛ ج6، ص: 177

: التهذیب فی الخُماسی: أَنشد أَبو زید: فَقَرَّبوا لی قَطْرَبُوساً ضارِباً، عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقارِبا قال: و القَطْرَبُوس من العقارب الشدید اللَّسْع؛ و قال المازنی: القَطْرَبُوس الناقة السریعة.

قعس؛ ج6، ص: 177

: القَعَس: نقیض الحَدَب، و هو خروج الصدر و دخول الظهر؛ قَعِسَ قَعَساً، فهو أَقْعَسُ و مُتَقاعِس و قَعِسٌ كقولهم أَنكَد و نَكِد و أَجرب و جَرِب، و هذا الضرْب یعتقب علیه هذان المِثالان كثیراً، و المرأَة قَعْساء و الجمع قُعْس. و‌فی حدیث الزِّبْرِقان: أَبغضُ صِبیانِنا إِلینا الأُقَیْعِسُ الذكر، و هو تصغیر الأَقْعَس. و القَعَسُ فی القَوْس: نُتُوُّ باطنها من وسَطها و دخولُ ظاهرها، و هی قَوْس قَعْساء؛ قال أَبو النجم و وصف صائداً: و فی الیدِ الیُسری علی مَیْسورِها نَبْعِیَّةٌ قد شُدَّ من تَوْتِیرِها، كَبْداءُ قَعْساءُ علی تَأْطِیرِها و نملةٌ قَعْساء: رافعة صدرها و ذَنبها، و الجمع قُعْس و قَعْساوات علی غلبة الصفة. و الأَقْعَسُ: الذی فی صدره انكباب إِلی ظهره. و القُعاس: التِواء یأْخذ فی العُنُق من ریح كأَنها تَهصِرُه إِلی ما وراءه. و القَعَسُ: الثبات. و عِزَّةٌ قَعْساء: ثابتة؛ قال: و العِزَّة القَعْساء لِلأَعَزّ و رجل أَقْعَس: ثابت عزیزٌ مَنِیع. و تَقَاعس العِزّ أَی ثبت و امتنع و لم یُطَأْطِئْ رأْسه فاقْعَنْسَسَ أَی فثبت معه؛ قال العجاج: تَقاعَس العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسا، فَبَخَسَ الناسَ و أَعْیا البُخَّسَا أَی بَخَسَهم العِزُّ أَی ظلمهم حقوقَهم. و تَقَعَّسَتِ الدابة: ثبتت فلم تبرح مكانها. و تَقَعْوَس الرجل عن الأَمر أَی تأَخَّر و لم یتَقدَّم فیه؛ و منه قول الكمیت: كما یَتَقاعَسِ الفَرَسُ الجَرُورُ و‌فی حدیث الأُخْدُود: فَتَقاعَسَتْ أَن تقع فیها؛ و قوله: صَدِیق لِرَسْمِ الأَشجَعِیِّین، بَعْدَ ما كَسَتْنی السِّنُونَ القُعْسُ شَیبَ المفارِقِ إِنما أَراد السِّنین الثابتة، و معنی ثباتها طُولها. و قَعَسَ و تَقاعَس و اقْعَنْسَسَ: تأَخر و رجع إِلی خلف. و‌فی الحدیث: أَنه مَدَّ یَده إِلی حذیفة فتَقاعَسَ عنه أَو تَقَعَّسَ‌أَی تأَخر؛ قال الراجز: بِئْسَ مُقامُ الشَّیْخ أَمْرِسْ أَمْرِسْ، إِمَّا علی قَعْوٍ، و إِمَّا اقْعَنْسِسْ و إِنما لم یدغم هذا لأَنه ملحق باحْرَنْجَم؛ یقول: إِن استقَی ببكرة وقع حبلها فی غیر موضعه فیقال له أَمْرِسْ، و إِن استقَی بغیر بكرة و مَتَح أَوجعه
لسان العرب، ج‌6، ص: 178
ظهره فیقال له اقْعَنْسِسْ و اجذب الدَّلْوَ؛ قال أَبو علیّ: نون افعنلل بابها إِذا وقعت فی ذوات الأَربعة أَن تكون بین أَصلین نحو اخْرَنْطَمَ و احْرَنجَمَ، و اقْعَنْسَسَ ملحق بذلك فیجب أَن یحتذی به طریق ما أُلحق بمثاله، فلتكن السین الأُولی أَصلًا كما أَن الطاء المقابلة لها من اخْرَنْطَمَ أَصل، و إِذا كانت السین الأُولی من اقْعَنْسَسَ أَصلًا كانت الثانیة الزائدة بلا ارتیاب و لا شبهة. و اقْعَنْسَسَ البعیر و غیره: امتنع فلم یتبع، و كل ممتنع مُقْعَنْسِس. و المُقْعَنسِسُ: الشدید، و قیل: المتأَخر. و جمل مُقْعَنْسِسٌ: یمتنع أَن یُقاد. قال المبرد: و كان سیبویه یقول فی تصغیر مُقْعَنْسِس مُقَیْعِس و مُقَیْعِیس، قال: و لیس القیاس ما قال لأَن السین ملحقة فالقیاس قُعَیْسِس و قُعَیْسِیس، حتی یكون مثل حُرَیْجِم و حُرَیْجِیم فی تحقیر مُحْرَنْجِم. و عِزٌّ مُقْعَنْسِس: عَزَّ أَن یُضام. و كل مُدخلٍ رأْسَه فی عنقه كالممتنع من الشی‌ء: مُقْعَنْسِس. و مَقاعِس، بفتح المیم: جمع المُقْعَنْسِس بعد حذف الزیادات و النون و السین الأَخیرة، و إِنما لم تحذف المیم، و إِن كانت زائدة، لأَنها دخلت لمعنی اسم الفاعل، و أَنت فی التعویض بالخیار، و التعویضُ أَن تدخل یاءً ساكنة بین الحرفین اللذین بعد الأَلف، تقول: مَقاعِس و إِن شئت مَقاعِیس، و إِنما یكون التعویض لازماً إِذا كانت الزیادة رابعة نحو قِندیل و قَنادیل، فقِسْ علیه. و الإِقْعاسُ: الغنی و الإِكثار. و فرس أَقْعَسُ إِذا اطمأَنَّ صُلبه من صَهْوَتِه و ارتفعت قَطاتُه، و من الإِبل التی مال رأْسها و عنقها نحو ظهرها؛ و منه قولهم: ابنُ خَمْسٍ عَشاء خَلِفاتٍ قُعْس أَی مكثُ الهلال لخمس خَلَوْنَ من الشعر إِلی أَن یغیب مُكْثُ هذه الحوامل فی عَشائها. و القِنْعاسُ: الناقة العظیمة الطویلة السَّنَمة، و قیل: الجمل؛ قال جریر: و ابنُ اللَّبُون، إِذا ما لُزَّ فی قَرَنٍ، لم یستطِع صَوْلَة البُزْلِ القَناعِیسِ و لیلٌ أَقْعَس: طویل كأَنه لا یبرح. و القَعْسُ: التراب المُنْتِن. و قَعَسَ الشی‌ءَ قَعْساً: عطفه كقَعَشَه. و القَوْعَسُ: الغلیظ العنُق الشدید الظهر من كل شی‌ء. و تَقَعْوَسَ الشیخ: كَبِرَ كَتَقَعْوشَ. و القَعْوَسُ: الشیخ الكبیر. و تَقَعْوَسَ البیت: انهدم. و القَعْوَسُ: الخفیف. و قولهم: هو أَهون من قُعَیْسٍ علی عَمَّتِه؛ قیل كان غلاماً من بنی تمیم، و إِنَّ عَمَّتَه استعارت عَنْزاً من امرأَة فرهنتها قُعَیْساً ثم نحرت العنز و هَربت، فضرب به المثل فی الهوان. و بعیرٌ أَقْعَسُ: فی رجلیه قِصَر و فی حارِكِه انْصِباب؛ و قال ابن الأَعرابی: الأَقْعَسُ الذی قد خرجت عجیزته، و قال غیره: هو المنكبُّ علی صدره، قال أَبو العباس: و القول قول صاحبنا؛ و أَنشد: أَقْعَسُ أَبْدی، فی اسْتِه اسْتِیخارُ و‌فی الحدیث: حتی تأْتی فَتَیات قُعْساً؛ القَعَس: نُتُوُّ الصدر خلقة، و الرجل أَقْعَس، و المرأة قَعْساء، و الجمع قُعْس. و قَعْسان: موضع، و الأَقْعسُ: جبَل. و قُعَیسِسٌ و قُعَیْسٌ: اسمان. و مُقاعِس: قبیلة. و بنو مُقاعِس: بَطْن من بنی سعد، سمی مُقاعسِاً لأَنه تَقاعَس عن حِلْف كان بین قومه، و اسمه الحرث،
لسان العرب، ج‌6، ص: 179
و قیل: إِنما سمی مُقاعِساً یوم الكُلاب لأَنهم لمّا التَقَوْا همْ و بنو الحرث بن كعب تنادی أُولئك: یا لَلْحرث و تنادی هؤلاء: یا لَلْحرث فاشتبه الشِّعاران فقالوا: یا لَمُقاعِس قال الجوهری: و مُقاعِس أَبو حی من تمیم، و هو لقب، و اسمه الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زید مناة بن تمیم. و عمرو بن قِعاس: من شعرائهم. أَبو عبیدة: الأَقْعَسان هما أَقْعَسُ و مُقاعِس ابنا ضَمْرَة بن ضَمْرة من بنی مجاشع، و الأَقْعَسان: الأَقْعَسُ و هُبَیْرة ابنا ضَمْضَم.

قعمس؛ ج6، ص: 179

: القُعْمُوس: الجُعْمُوس. و قَعْمَس الرجل: أَبْدی بمرَّة و وضع بمرَّة.

قعنس؛ ج6، ص: 179

: الأَصمعی: المُقْعَنْسِسُ الشدید، و هو المتأَخر أَیضاً؛ قال ابن درید: رجل مُقْعَنْسِسٌ إِذا امتنع أَن یُضام. أَبو عمرو: القَعْنَسة أَن یرفع الرجل رأْسه و صدره؛ قال الجعدی: إِذا جاءَ ذو خُرْجَین منهم مُقَعْنِساً، من الشام، فاعلم أَنَّه شَرُّ قافِل اللحیانی: القَعانِیسُ الشدائد من الأُمور.

قفس؛ ج6، ص: 179

: قَفَس الشی‌ءَ یَقْفِسُه قَفْساً: أَخذه أَخذ انتزاع و غضب. اللحیانی: قَفَس فلان فلاناً یَقْفِسُه قَفْساً إِذا جَذَبه بشعره سُفْلًا. و یقال: تركتهما یَتَقافَسان بشعُورهما. و القَفْساء: المَعِدَة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَلْقَیت فی قَفْسائه ما شَغَلَهْ قال ثعلب: معناه أَطعَمَه حتی شبِع. و القَفْساء: الأَمَة اللَّئیمة الرَّدیئة، و لا تنعت الحُرَّة بها. ابن شمیل: امرأَة قَفْساء و قَفاسِ و عبدٌ أَقْفَس إِذا كانا لئِیمَیْن. و الأَقْفَس من الرجال: المُقْرِف ابن الأَمَة. و قَفَسَ الرجل قُفُوساً: مات، و كذلك فَقَس، و هما لغتان، و كذلك طَفَس و فَطَسَ إِذا مات. و القُفْسُ: جِیل یكون بِكِرْمان فی جِبالها كالأَكْراد؛ و أَنشد: و كم قَطَعْنا من عَدُوّ شُرْسِ، زُطٍّ و أَكْرادٍ و قُفْسٍ قُفْسِ و هو بالصاد أَیضاً، و هی مضارعة.

ققس؛ ج6، ص: 179

: جاء فی الحدیث فی مصنَّف ابن أَبی شیبة أَن جابر بن سَمُرة قال: رأَیت رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فی جنازة أَبی الدَّحْداحَة و هو راكب علی فرس و هو یَتَقَوْقَس به و نحن حَوْلَه؛ فسَّره أَصحاب الحدیث أَنه ضرْب من عَدْو الخیل. و المُقَوْقِس: صاح الإِسكندریة الذی راسَل النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و أَهْدی إِلیه، و فُتِحت مصرُ علیه فی خلافة عمر بن الخطاب، رضی اللَّه عنه، و هو منه؛ قال: و لم یذكر أَحد من أَهل اللغة هذه الكلمة فیما انتهی إِلینا، و اللَّه أَعلم.

قلس؛ ج6، ص: 179

: القَلْسُ: أَن یبلغ الطعام إِلی الحَلْق ملْ‌ءَ الحلق أَو دونه ثم یرجع إِلی الجوف، و قیل: هو القَی‌ء، و قیل: هو القذف بالطعام و غیره، و قیل: هو ما یخرج إِلی الفم من الطعام و الشراب، و الجمع أَقلاس؛ قال رؤبة: إِن كُنْت من دائِك ذا أَقْلاسِ، فاسْتَسْقِیَنْ بِثَمر القَسْقاسِ اللیث: القَلْس ما خرج من الحلق مِلْ‌ءَ الفم أَو دونه، و لیس بِقی‌ء، فإِذا غلَب فهو القَیْ‌ءُ. و یقال:
لسان العرب، ج‌6، ص: 180
قَلَسَ الرجل یَقْلِسُ قَلْساً، و هو خروج القَلْس من حلقه. أَبو زید: قَلَس الرجل قَلْساً، و هو ما خرج من البطن من الطعام أَو الشراب إِلی الفم أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه، و هو قَالِس. و‌فی الحدیث: من قاء أَو قَلَس فلیتوضأْ؛ القَلَس، بالتحریك، و قیل بالسكون من ذلك. و قد قَلَس یَقْلِسُ قَلْساً و قَلَساناً، فهو قالس. و قَلَسَت الكأْس إِذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء؛ قال أَبو الجراح فی أَبی الحسن الكسائی: أَبا حَسَنٍ، ما زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ من الدهر، إِلا و الزُّجاجةُ تَقْلِسُ كَرِیم إِلی جَنْبِ الخِوانِ، و زَوْرُه یُحَیَّا بأَهلًا مَرْحباً، ثم یَجْلِسُ و قَلَسَ الإِناءُ یَقْلِسُ إِذا فاضَ؛ و قال عمر بن لجإٍ: و امْتَلأَ الصَّمَّان ماءً قَلْسا، یَمْعَسْن بالماء الجِواءَ مَعْسَا و قَلَسَ السَّحابُ قَلْساً، و هو مثل القَلْسِ الأَول. و السَّحابة تَقْلِسُ الندی إِذا رمت به من غیر مطر شدید؛ و أَنشد: نَدَی الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ ابن الأَعرابی: القَلْسُ الشرب الكثیر من النبیذ؛ و القَلْس الغِناء الجیِّد، و القَلْسُ الرقص فی غناء. و قَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه قَلْساً: مجَّتْه. و القَلیس: العسل، و القَلیس أَیضاً: النحل؛ قال الأَفوه: من دُونها الطَّیر، و من فَوْقِها هَفاهِفُ الرِّیح كَجُثِّ القَلیس و القَلْس و التَّقْلِیس: الضرب بالدُّفِّ و الغِناءُ. و المُقَلِّس: الذی یلعب بین یدی الأَمیر إِذا قدم المصر؛ قال الكمیت یصف دُبّاً أَو ثور وحش: فَرْدٌ تُغَنِّیه ذِبَّانُ الرِّیاضِ، كما غَنَّی المُقَلِّسُ بِطریقاً بأُسْوارِ أَراد مع أُسْوار. و قال أَبو الجَرَّاح: التَّقْلِیسُ استقبال الوُلاة عند قدومهم بأَصناف اللَّهْو؛ قال الكمیت یصف ثوراً طعَن فی الكلاب فتبعه الذُّباب لِمَا فی قَرنِه من الدم: ثم اسْتَمَرَّ تُغَنِّیه الذُّباب، كما غَنَّی المُقَلِّسُ بِطْرِیقاً بِمزْمارِ «2» و قال الشاعر: ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم و منه‌حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، لما قدم الشأْم: لقیه المُقَلِّسون بالسیوف و الرَّیْحان.و القَلْس: حَبْل ضخم من لِیفٍ أَو خُوص، قال ابن درید: لا أَدری ما صحته، و قیل: هو حبل غلیظ من حبال السفُن. و التَّقْلیس: ضَرْب الیدین علی الصدر خضوعاً. و التَّقْلیس: السجود. و‌فی الحدیث: لما رَأَوْهُ قَلَّسُوا له؛ التَّقْلیس: التَّكْفیر و هو وضع الیدین علی الصدر و الانحناءُ خضوعاً و استكانة. أَحمد بن الحریش: التَّقْلیس هو رفع الصوت بالدعاء و القِراءة و الغناء. و فی الحدیث ذكْر قالِسٍ، بكسر اللام: موضع أَقْطعه النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، له ذكر فی حدیث عَمرو بن حزم. و القُلَّیْسُ، بالتشدید، مثال القُبَّیْطِ: بِیعَة للحَبَش كانت بصَنْعاء بناها أَبْرَهة و هدمتها حِمیر. و فی التهذیب: القُلَّیسة بِیعة كانت بصَنْعاء للحَبَشة. اللیث: التَّقْلیس وضع الیدین علی الصدر خضوعاً كما
(2). روایة بیت الكمیت هنا تختلف عن روایته السابقة فی الحقل نفسه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 181
تفعل النصاری قَبْل أَن تَكْفُر أَی قبل أَن تسجُد. قال: و جاء‌فی خبر لمَّا رأَوه قَلَّسوا ثم كَفَرُوا‌أَی سجدوا. و القَلْسُوَة و القَلْساة و القَلَنْسُوة و القُلَنْسِیَة و القَلَنْسَاة و القلْنِیسَةُ: من ملابس الرُّؤوس معروف، و الواو فی قلَنْسُوة للزیادة غیر الإِلحاق و غیر المعنی، أَما الإِلحاق فلیس فی الأَسماء مثل فَعَلُّلَة، و أَما المعنی فلیس فی قلنسوة أَكثر مما فی قَلْساة، و جمع القَلَنْسُوة و القُلَنْسِیَة و القَلَنْساة قَلانِسُ و قَلاسٍ و قَلَنْسٍ؛ قال: لا مَهلَ حتی تَلْحَقِی بعَنْسِ، أَهل الرِّیاطِ البِیضِ و القَلَنْسِی و قَلَنْسَی؛ و كذلك روی ثعلب هذا البیت للعجیر السلولی: إِذا ما القَلَنْسَی و العمائم أُجْلِهَتْ، ففِیهنَّ عن صلع الرجال حُسُورُ قال: و كلاهما من باب طَلْحة و طَلْح و سَرحة و سَرْحٍ. قوله أُجْلِهَتْ نُزِعَت عن الجَلْهَة. و الجَلْهَةُ: الذی انحسر الشعر منه عن الرأْس «1»، و هو أَكثر من الجَلَح، و الضمیر فی قوله فیهنَّ یعود علی نساء؛ یقول: إِن القَلاسِی و العمائم إِذا نُزِعَت عن رؤوس الرجال فبدا صلعهم ففی النساء عنهم حُسُور أَی فُتور. و قد قَلْسَیْتُه فَتَقَلْسَی و تَقَلْنَسَ و تَقَلَّسَ أَی أَلبسته القَلَنْسوة فلَبِسها، قال: و قد حُدَّ فقیل: إِذا فتحت القاف ضممت السین، و إِن ضممت القاف كسرت السین و قلبت الواو یاء، فإِذا جمعت أَو صغَّرت فأَنت بالخیار لأَن فیه زیادتین الواو و النون، فإِن شئت حذفت الواو فقلت قلانس، و إِن شئت حذفت النون فقلت قلاسٍ، و إِنما حذفت الواو لاجتماع الساكنین، و إِن شئت عوَّضت فیهما و قلت قَلانیس و قَلاسِیُّ؛ الجوهری: و تقول فی التصغیر قُلَیْنسة، و إِن شئت قُلَیْسَة، و لك أَن تعوِّض فیهما فتقول قُلَیْنِیسة و قُلَیسِیَّة، بتشدید الیاء الأَخیرة، و إِن جَمعت القَلَنْسُوَة بحذف الهاء قلت قَلَنْس، و أَصله قَلَنْسُوٌ إِلا أَنك رفضت الواو لأَنه لیس فی الأَسماء اسم آخره حرف علة و قبلها ضَمَّة، فإِذا أَدّی إِلی ذلك قیاس وجب أَن یُرفض و یُبدل من الضمة كسرة فیصیر آخر الاسم یاء مكسوراً ما قبلها، و ذلك یوجب كونه بمنزلة قاضٍ و غازٍ فی التنوین، و كذلك القول فی أَحْقٍ و أَدْلٍ جمع حِقْوٍ و دَلْوٍ، و أَشباه ذلك فقِس علیه، و قد قَلْسَیْتُه فتَقَلْسَی. قال ابن سیدة: و أَما جمع القُلَنْسِیَة فَقَلاسٍ، قال: و عندی أَن القُلَنْسِیَة لیست بلغة كما اعتدَّها أَبو عبید إِنما هی تصغیر أَحد هذه الأَشیاء، و جمع القَلْساة قَلاسٍ لا غیر، قال: و لم نسمع فیها قَلْسَی كَعَلْقَی؛ و القَلَّاس: صانِعها، و قد تَقَلْنَسَ و تَقَلْسَی، أَقَرُّوا النون و إِن كانت زائدة، و أَقرُّوا أَیضاً الواو حتی قَلبوها یاء. و قَلْسَی الرجلَ: أَلبسه إِیاها؛ عن السیرافی. و التقلیسُ: لُبْسُ القَلَنْسُوَة «2». و بحرٌ قَلَّاسٌ أَی یقذف بالزَّبَدِ.

قلحس؛ ج6، ص: 181

: القِلْحاس: القبیح، و فی التهذیب: القِلْحَاس من الرجال السَّمْج القبیح.

قلمس؛ ج6، ص: 181

: القَلَمَّسُ: البحرُ؛ و أَنشد: فَصَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما و بحر قَلَمَّسٌ، بتشدید المیم، أَی زاخر، قال:
(1). قوله [انحسر الشعر منه عن الرأس] لعله انحسر الشعر عنه من مقدم الرأس. (2). قوله [و التقلیس لبس القلنسوة] هكذا بالأَصل و لعل الظاهر و التقلس لبس إلخ أَو و التقلیس إِلباس القلنسوة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 182
و اللام زائدة. و القَلَمَّسُ أَیضاً: السید العظیم. و القَلَمَّسُ: البئر الكثیرة الماء من الرَّكایا كالقَلَنْبَس. یقال: إِنها لقَلَمَّسَة الماء أَی كثیرة الماء لا تَنزَح. و رجل قَلَمَّسٌ إِذا كان كثیر الخیر و العطیَّة. و رجل قَلَمَّسٌ: واسع الخلق «1». و القَلَمَّسُ: الداهیة من الرجال، و قیل: القَلَمَّسُ الرجل الداهیة المنكَرُ البعیدُ الغَوْرِ. و القَلَمَّسُ الكِنانیُّ: أَحدُ نَسَأَةِ الشهور علی العرب فی الجاهلیة، فأَبطل اللَّه النَّسی‌ءَ بقوله: إِنَّمَا النَّسِی‌ءُ زِیٰادَةٌ فِی الْكُفْرِ.

قلنس؛ ج6، ص: 182

: قَلْنَسَ الشی‌ءَ: غَطَّاه و سَتَرَه. و القَلْنَسَة: أَن یجمع الرجلُ یدیه فی صدره و یَقوم كالمُتَذَلِّل. و القُلَنْسِیَة: جمعها قَلاسِیُّ، و قد تقدم القول فیها فی قلس مستوفًی.

قلنبس؛ ج6، ص: 182

: بئر قَلَنْبَسٌ: كثیر الماء؛ عن كراع.

قلهبس؛ ج6، ص: 182

: القَلَهْبَسُ: المُسِنُّ من الحُمُرِ الوحشیة. الأَزهری: القَلَهْبَسَة من حُمُر الوحش المُسِنَّة.

قلهمس؛ ج6، ص: 182

: القَلَهْمَس: القصیر.

قمس؛ ج6، ص: 182

: قَمَسَ فی الماء یَقْمُسُ [یَقْمِسُ قُمُوساً: انغطَّ ثم ارتفع؛ و قَمَسَه هو فانقمس أَی غَمَسَه فیه فانغمس، یتعدّی و لا یتعدّی. و كلُّ شی‌ء ینْغَطّ فی الماء ثم یرتفع، فقد قَمَسَ؛ و كذلك القِنان و الإِكام إِذا اضطرب السَّراب حولها قَمَسَت أَی بدَتْ بعد ما تخفَی، و فیه لغة أُخری: أَقْمَسْته فی الماء، بالأَلف. و قَمَسَت الإِكامُ فی السَّراب إِذا ارتفعت فرَأَیْتَها كأَنها تطفو؛ قال ابن مقبل: حتی اسْتَتَبْت الهُدَی، و البید هاجِمةٌ، یَقْمُسنَ فی الآلِ غُلْفاً أَو یُصَلِّینا و الولدُ إِذا اضطرب فی سُخْد السَّلَی قیل: قَمَسَ؛ قال رؤبة: و قامِسٍ فی آلهِ مُكَفَّنِ، یَنْزُونَ نَزْو اللاعبینَ الزُّفَّنِ و قال شَمِر: قَمَسَ الرجل فی الماء إِذا غاب فیه، و قَمَسَت الدَّلْوُ فی الماء إِذا غابت فیه، و انْقَمَسَ فی الرَّكِیَّة إِذا وثَبَ فیها، و قَمَسْتُ به فی البئر أَی رَمَیْت. و‌فی الحدیث: أَنه رجَمَ رجلًا ثم صلی علیه، و قال: إِنه الآن لَیَنْقَمِسُ فی رِیاضِ الجنة، و روی: فی أَنهار الجنة، من قَمَسَه فی الماء فانقمَسَ، و یروی، بالصاد، و هو بمعناه. و‌فی حدیث وفْد مَذْحِج: فی مَفازة تُضْحِی أَعلامُها قامِساً و یُمْسی سَرابُها طامساً‌أَی تَبْدو جبالُها للعین ثم تغیب، و أَراد كلَّ عَلَم من أَعلامها فلذلك أَفرد الوصف و لم یجمعْه. قال الزمخشری: ذكر سیبویه أَن أَفعالًا یكون للواحد و أَن بعض العرب یقول هو الأَنْعام، و استشهد بقوله تعالی: وَ إِنَّ لَكُمْ فِی الْأَنْعٰامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیكُمْ مِمّٰا فِی بُطُونِهِ، و علیه جاء: تُضْحِی أَعلامُها قامِساً، و هو هاهنا فاعل بمعنی مفعول. و فلانٌ یقامس فی سِرّه «2» إِذا كان یَحْنَق مرة و یظهر مرة. و یقال للرجل إِذا ناظَر أَو خاصم قِرْناً: إِنما یُقامِس حُوتاً؛ قال مالك بن المتنخل الهذلی: و لكنَّما حُوتاً بِدُجْنَی أُقامِسُ دُجْنَی: موضع، و قیل إِنما یقال ذلك إِذا ناظَر مَن هو أَعلم منه، و قامَسْتُه فَقَمَسْته. و قَمَسَ الولدُ فی بطن أُمِّه: اضطرب. و القامِس: الغَوَّاص؛ قال
(1). قوله [واسع الخلق] فی شرح القاموس واسع الحلق. (2). قوله [و فلان یقامس فی سره إلخ] عبارة شرح القاموس: و فلان یقمس فی سربه إذا كان یختفی مرة و یظهر مرة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 183
أَبو ذؤیب: كأَنَّ ابنةَ السَهْمِیِّ دَرَّة [دُرَّة قامسٍ، لها بعد تَقْطِیعِ النُّبُوح وهِیجُ «1» و كذلك القَمَّاس. و القَمْس: الغَوْص. و التقمیسُ: أَن یُرْوِی الرجل إِبلَه؛ و التَغْمِیسُ، بالغین: أَن یسقِیها دون الرِّیِّ، و قد تقدم. و أَقْمَس الكوكبُ و انقمس: انحطَّ فی المغرب؛ قال ذو الرمّة یذكر مَطراً عند سقوط الثُّرَیَّا.أَصابَ الأَرضَ مُنْقَمَسُ الثریا، بِساحِیةٍ، و أَتْبَعَها طِلالا و إِنما خَّص الثریا لأَنه زعم أَن العرب تقول: لیس شی‌ء من الأَنْواء أَغْزَر من نَوْء الثریا، أَراد أَن المطر كان عند نَوء الثریا، و هو مُنْقَمَسها، لغَزَارة ذلك المطر. و القاموس و القَومَس: قعر البحر، و قیل: وسَطه و مُعظمه. و‌فی حدیث ابن عباس: و سُئل عن المَدّ و الجَزْر قال: مَلَك موكَّل بقاموس البحر كلما وضَع رجلَه فیه فاضَ و إِذا رفعها غاضَ‌أَی زاد و نقَص، و هو فاعُولٌ من القَمْس. و‌فی الحدیث أَیضاً: قال قولًا بلغ به قاموس البحر‌أَی قَعْرَه الأَقصی، و قیل: وسَطه و مُعظمه؛ قال أَبو عبید: القاموس أَبعد موضع غَوْراً فی البحر، قال: و أَصل القَمْس الغَوْس. و القَوْمَسُ: الملِك الشریف. و القَوْمَسُ: السید، و هو القُمّسُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و عَلِمْتُ أَنی قد مُنِیتُ بِنَیْطَلٍ، إِذ قیل: كان من ال دَوْفَنَ قُمَّسُ و الجمع قَمامِس و قَمامِسَة، أَدخلوا الهاء لتأْنیث الجمع، و قُومِس: موضع؛ قال أَحد الخوارج: ما زالت الأَقدارُ حتی قَذَفْنَنی بقُومِسَ بین الفَرَّجان و صُول «2» و قامِس: لغة فی قاسِم.

قملس؛ ج6، ص: 183

: القَمَلَّس: الداهیة كالقَلَمَّس.

قنس؛ ج6، ص: 183

: القَنْسُ و القِنْس: الأَصل؛ قال العجاج: و حاصِنٍ من حاصنات مُلْسِ، من الأَذَی و مِن قِرافِ الوَقْسِ، فی قَنْسِ مَجْدٍ فات كل قَنْسِ و روی: … فَوْق كلِّ قَنْسِ. و حاصِن: بمعنی حَصان، أَی هی من نساء عفِیفات مُلْسٍ من العیب أَی لیس فیهنَّ عیب. و القِراف: المُداناة. و الوقْس هنا: الفجور؛ قال ابن سیدة: و هذا أَحد ما صحفه أَبو عبید فقال القَبْس، بالباء. و یقال؛ إِنه لكریم القَنْس [القِنْس. اللیث: القَنْس تُسمیه الفُرْس الراسَن. و جی‌ءَ به من قِنْسِك أَی من حیث كان. و قَوْنَسُ الفَرَس: ما بین أُذُنَیْه، و قیل: عظم ناتئ بین أُذنیه، و قیل: مقدّم رأْسه؛ قال الشاعر: اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها، ضَرْبَك بالسَّوْط قَوْنَس الفَرس أَراد: اضْرِبَنْ فحذف النون؛ قال ابن بری: البیت لطرفة. و یقال: إِنه مصنوعٌ علیه و أَراد اضْرِبَنْ، بنون التأْكید الخفیفة، فحذفها للضرورة؛ و هذا من الشاذ لأَن نون التأْكید الخفیفة لا تحذف إِلا إِذا لقیها ساكن كقول الآخر:
(1). قوله [بعد تقطیع النبوح] هكذا فی الأَصل المعوّل علیه هنا و فیه فی مادة وهج بعد تقطیع الثبوج. (2). قوله [بین الفرجان] هكذا فی الأَصل، مشدد الراء و علیه یستقیم وزن البیت، و لكن اسم الموضع بإسكان الراء كما فی معجم یاقوت و القاموس و كذا للمؤلف فی مادة فرج.
لسان العرب، ج‌6، ص: 184
لا تُهینَ الفقیر عَلَّك أَنْ تَخْضَع یوماً، و الدهرُ قد رَفَعهْ أَراد: لا تُهینَنْ، و حذفُها هاهنا قیاس لیس فیه شذوذ؛ و فی شعر العباس بن مرداس من ذلك: و اضْرِبَ مِنَّا بالسیوف القَوانِسا و قَوْنَسُ المرأَة: مقدَّم رأْسها. و قَوْنَسُ البَیْضة من السلاح: مقدَّمها، و قیل أَعلاها؛ قال حُسَیل بن سُحَیح الضَّبی «1»: و أَرْهَبْت أُولی القومِ حتی تَنَهْنَهُوا، كما ذُدْت یومَ الوِرْدِ هِیماً خَوامسا بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبُه، و ذی رَوْنَقٍ عَضْبِ یَقُدُّ القَوانسا أَرْهَبت: خَوَّفت. و أُولی القوم: جماعتهم المتقدِّمة، و تَنَهْنَهوا: ازْدَجَرُوا و رجعوا. و قوله: كما ذُدْت یوم الوِرد … أَی رَدَدْناهم عن قِتالنا أَشدَّ الرد كما تُذادُ الإِبل الخَوامِس عن الماء لأَنها تتَقَحَّم علی الماء لشدة عطشها فتضْرَب، یرید بذلك غرائب الإِبل. و الهِیمُ: العِطاش، الواحد أَهْیَم و هَیْماء. و العَضْب: القاطع. و القَوْنَس: أَعلی البیضة من الحدید. الأَصمعی: القَوْنَس مقدّم البیضة، قال: و إِنما قالوا قَونَس الفَرَس لمقدّم رأْسه. النضر: القَوْنَس فی البیضة سُنْبُكُها الذی فوق جُمْجُمَتها، و هی الحدیدة الطویلة فی أَعلاها، و الجمجمة ظهر البیضة، و البیضة التی لا جمجمة لها یقال لها المُوَأَّمَة. ابن الأَعرابی: القَنَسُ الطُّلَعاء، و هی القی‌ءُ القلیل؛ فأَما قول الأَفوه «2»: أَبْلِغْ بَنی أَوْدٍ، فقد أَحسَنوا أَمْسِ بِضَرْبِ الهامِ، تحت القُنُوسْ

قنبس؛ ج6، ص: 184

: قَنْبَسُ: اسمٌ.

قندس؛ ج6، ص: 184

: ابن الأَعرابی: قَنْدَسَ الرجلُ إِذا تاب بعد مَعصیة، و قیل: قَنْدَسَ إِذا تَعَمَّد معصیة. أَبو عمر: قَنْدَس فلان فی الأَرض قَنْدَسَة إِذا ذهب علی وجهه ساریاً فی الأَرض؛ و أَنشد: و قَنْدَسْتَ فی الأَرض العَریضة تَبْتَغِی بها مَلَسی، فكنت شَرَّ مُقَنْدِسِ

قنرس؛ ج6، ص: 184

: القِنْراسُ: الطُّفَیْلیّ؛ عن كراع، و قد نفی سیبویه أَن یكون فی الكلام مثل قِنْرٍ و عَنْل.

قنطرس؛ ج6، ص: 184

: القَنْطَریسُ: الناقة الضخمة الشدیدة.

قنعس؛ ج6، ص: 184

: ناقة قِنْعاسٌ: طویلة عظیمة سَنِمَةٌ، و كذلك الجمل؛ و قیل: القِنْعاس الجمل الضخم العظیم، و هو من صفات الذُّكور عند أَبی عبید. و رجل قِنْعاس: شدید مَنیع؛ قال جریر: و ابنُ اللَّبون إِذا ما لُزَّ فی قَرَنٍ، لم یَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِیس و رجل قُناعِس، بالضمِّ، أَی عظیم الخلْق، و الجمع القَناعِس، بالفتح.

قهس؛ ج6، ص: 184

: القَهْوَسة: مشْیَة فیها سُرْعة. و جاء یَتَقَهْوَسُ إِذا جاء مُنْحَنِیاً یَضطرب. و قَهْوَسٌ: اسم. و رجل قَهْوَس: طویل ضخم، مثل السَّهْوَق و السَّوْهَق. قال شَمِر: الأَلفاظ الثلاثة بمعنی واحد فی الطُّول و الضِّخَم، و الكلمة واحدة إِلا أَنها قدمت و أُخِّرت، كما قالوا عُقاب عَبَنْقاةٌ و عَقَنْباة و بَعَنْقاة.

قهبس؛ ج6، ص: 184

: القَهْبَسة: الأَتان الغلیظة، و لیس بثبَت.
(1). قوله [ابن سحیح] كذا بالأَصل. (2). قوله [فأَما قول الأَفوه إلخ] هكذا فی الأَصل و سقط منه جواب أَما.
لسان العرب، ج‌6، ص: 185‌

قهبلس؛ ج6، ص: 185

: القَهْبَلِس: الضخمة من النساء. و القَهْبَلِس: الكَمَرَة؛ و قد توصف به، قال: فَیْشَلَة قَهْبَلِس كُباس و القَهْبَلِس، مثال الجَحْمَرِش: الذَّكَر. و القَهْبَلِس: القملة الصغیرة. ابن الأَعرابی: یقال للقملة الصغیرة الهُنْبُغ و الهُنْبوغ و القَهْبَلِس. و القَهْبَلِس: الأَبیض الذی تعلوه كُدْرة.

قوس؛ ج6، ص: 185

: القَوْس: معروفة، عجمیة و عربیة. الجوهری: القَوْس یذكَّر و یؤنَّث، فمن أَنَّث قال فی تصغیرها قُوَیْسَة، و من ذكَّر قال قُوَیْس. و فی المثل: هو من خیر قُوَیْس سَهْماً. ابن سیدة: القَوْس التی یُرْمی عنها، أُنثی، و تصغیرها قُوَیْس، بغیر هاء، شذَّت عن القیاس و لها نظائر قد حكاها سیبویه، و الجمع أَقْوُسٌ و أَقْواس و أَقْیاس علی المُعاقبة، حكاها یعقوب، و قِیاس، و قِسِیٌّ و قُسِیٌّ، كلاهما علی القلْب عن قُوُوس، و إِن كان قُوُوس لم یستعمل استغنَوْا بقِسِیٍّ عنه فلم یأْتِ إِلا مقلوباً. و قِسْی، قال ابن جنی: و فیه صَنعة «1». قال أبو عبید: جمع القَوْس قیاس؛ قال القُلاخُ بن حَزْن: و وَتَّرَ الأَساوِرُ القِیاسا، صُغْدِیَّةً تَنتزِعُ الأَنْفاسا الأَساوِرُ: جمع أَسوار، و هو المقدَّم من أَساوِرة الفُرْس. و الصُّغْد: جِیل من العجم، و یقال: إِنه اسم بلد. و قولهم فی جمع القَوْس قِیاس أَقْیَس من قول من یقول قُسیّ لأَن أَصلها قَوْس، فالواوُ منها قبل السین، و إِنما حوِّلت الواو یاء لكسرة ما قبلها، فإِذا قلت فی جمع القَوْس قِسِیّ أَخرت الواو بعد السین، قال: فالقِیاس جَمْعَ القَوْس أَحسن من القِسِیّ، و قال الأَصمعی: من القِیاس الفَجَّاء. الجوهری: و كان أَصل قِسیّ قُووس لأَنه فُعُول، إِلا أَنهم قدَّموا اللام و صیَّروه قُسُوٌّ علی فُلُوع، ثم قلبوا الواو یاء و كسروا القاف كما كَسَروا عین عِصِیّ، فصارت قِسِیّ علی فِلیعٍ، كانت من ذوات الثلاثة فصارت من ذوات الأَربعة، و إِذا نسبت إِلیها قلت قُسَوِیّ لأَنها فُلُوع مغیّر من فُعُول فتردها إِلی الأَصل، و ربما سمُّوا الذراع قَوساً. و رجل مُتَقَوِّسٌ قَوْسَه أَی معه قَوْس. و المِقْوَسُ، بالكسر: وعاء القَوْس. ابن سیدة: و قاوسَنی فَقُسته؛ عن اللحیانی، لم یَزِدْ علی ذلك، قال: و أُراه أَراد حاسَنَنی بقَوْسِه فكنت أَحسن قوساً منه كما تقول: كارَمَنی فَكَرَمْتُه و شاعَرَنی فشعَرْتُه و فاخَرَنی فَفَخَرْتُه، إِلا أَن مثل هذا إِنما هو فی الأَعراض نحو الكَرَم و الفَخْر، و هو فی الجواهر كالقَوْس و نحوها قلیل، قال: و قد عَمِلَ سیبویه فی هذا باباً فلم یذكر فیه شیئاً من الجواهر. و قَوْس قُزَحَ: الخط المُنْعطف فی السماء علی شكل القَوْس، و لا یفصل من الإِضافة، و قیل: إِنما هو قوس اللَّه لأَن قُزَح اسم شیطان. و قَوْس الرجل: ما انحنی من ظهره؛ هذه عن ابن الأَعرابی، قال: أُراه علی التشبیه. و تَقَوَّس قَوْسَه احتملها. و تَقَوَّس الشی‌ءُ و اسْتَقْوَس: انعطف. و رجل أَقْوَسُ و مُتَقَوِّس و مُقَوِّس: منعطِف؛ قال الراجز: مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِیهْ و استعاره بعض الرجَّاز للیوم فقال: إِنی إِذا وجْه الشَّریب نكّسا، و آضَ یومُ الوِرْد أَجْناً أَقْوَسا،
(1). قوله [و فیه صنعة] هذا لقظ الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 186
أُوصِی بأُولی إِبلی أَن تُحْبَسا و شیخٌ أَقْوَس: مُنْحَنی الظهر. و قد قَوَّسَ الشیخُ تَقْویساً أَی انحنی، و اسْتَقْوَس مثله، و تَقَوَّس ظهره؛ قال إمرُؤ القیس: أَراهُنَّ لا یُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُه، و لا مَنْ رأَیْنَ الشَّیْبَ فیه و قَوَّسا و حاجب مُقَوِّس: علی التشبیه بالقَوْس. و حاجب مُسْتَقْوِس و نُؤْیٌ مُسْتَقْوِس إِذا صار مثل القَوْس، و نحو ذلك مما ینعطف انعطاف القَوْس؛ قال ذو الرمة: و مُسْتَقْوِس قد ثَلَّمَ السَّیْلُ جُدْرَهُ، شَبیه بأَعضادِ الخَبیطِ المُهَدَّمِ و رجل قَوَّاس و قَیَّاس: للذی یَبْری القِیاس؛ قال: و هذا علی المُعاقبة. و القَوْسُ: القلیل من التمر یبقی فی أَسفل الجُلَّةِ، مؤنث أَیضاً، و قیل: الكُتْلة من التمر، و الجمع كالجمع، یقال: ما بقی إِلا قَوْس فی أَسفلها. و‌یروی عن عمرو بن معدیكرب أَنه قال: تضیَّفْت خالد بن الولید، و‌فی روایة: تضیَّفْت بنی فلان فأَتَوْنی بثَوْر و قَوْس و كَعْب؛ فالقوس الشی‌ء من التمر یبقی فی أَسفل الجُلَّة، و الكعْب الشی‌ء المجموع من السمن یبقی فی النِّحْیِ، و الثور القطعة من الأَقِط. و‌فی حدیث وفْد عبد القَیْس: قالوا لرجُل منهم أَطعِمْنا من بقیة القَوْس الذی فی نَوْطِك.و قَوْسی: اسم موضع. و القُوسُ، بضم القاف: رأْس الصَّوْمعة، و قیل: هو موضع الراهب، و قیل: صَوْمَعة الراهبْ، و قیل: هو الراهب بعینه؛ قال جریر و ذكر امرأَة: لا وَصْلَ، إِذ صرفتْ هندٌ، و لو وقَفَتْ لاسْتَفْتَنَتْنی و ذا المِسْحَیْن فی القُوسِ قد كنتِ تِرْباً لنا یا هندُ، فاعْتبِری، ماذا یَریبُك من شَیْبی و تَقْویسی؟ أَی قد كنتِ تِرْباً من أَتْرابی و شبتِ كما شِبْتُ فما بالُك یَریبُك شیبی و لا یَریبُنی شیبك؟ ابن الأَعرابی: القُوس بیت الصائد. و القُوسُ أَیضاً: زَجر الكلب إِذا خَسَأْته قلت له: قُوسْ قُوسْ قال: فإِذا دعوته قلت له: قُسْ قُسْ و قَوْقَسَ إِذا أَشلی الكلب. و القَوِسُ: الزمان الصعب؛ یقال: زمان أَقْوَس و قَوِس و قُوسِیّ إِذا كان صعباً، و الأَقْوَسُ من الرمل: المشْرِفُ كالإِطارِ؛ قال الراجز: أَثْنی ثِناءً من بَعید المَحْدِسِ، مشهُورة تَجْتاز جَوْزَ الأَقْوَسِ أَی تقطع وسط الرمل. و جَوْزُ كل شی‌ء: وسَطه و القَوْسُ: بُرْجٌ فی السماء. و قِسْتُ الشی‌ء بغیره و علی غیره أَقِیسُ قَیْساً و قِیاساً فانقاس إِذا قدَّرته علی مثاله؛ و فیه لغة أُخْری: قُسْتُه أَقُوسُه قَوْساً و قِیاساً و لا تقل أَقَسْته، و المِقْدار مِقْیاس. ابن سیدة: قُسْتُ الشی‌ءَ قِسْتُه، و أَهل المدینة یقولون: لا یجوز هذا قی القَوْس، یریدون القیاس. و قایَسْت بین الأَمرین مُقایَسة و قیاساً. و یقال: قایَسْت فلاناً إِذا جارَیْتَه فی القِیاس. و هو یَقْتاسُ الشی‌ء بغیره أَی یَقِیسُه به، و یَقْتاس بأَبیه اقْتِیاساً أَی یسْلك سبیله و یَقتدی به. و المِقْوَس: الحَبْل الذی تُصَفُّ علیه الخیل عند السِّباق، و جمعه مَقاوِس، و یقال المِقْبَصُ أَیضاً؛
لسان العرب، ج‌6، ص: 187
قال أَبو العیال الهذلی: إِنَّ البلاءَ لَدی ا لمَقاوِس مُخْرِجٌ ما كان من غَیْبٍ، و رَجْمِ ظُنُون قال ابن الأَعرابی: الفرَس یَجْری بِعتْقِه و عِرْقه، فإِذا وُضع فی المِقْوَس جری بِجِدِّ صاحبه. اللیث: قام فلان علی مِقْوَس أَی علی حِفاظ. و لَیْل أَقْوَس: شدید الظلمة؛ عن ثعلب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یكون من لَیْلی و لَیْلِ كَهْمَسِ، و لَیْلِ سَلْمان الغَسِیّ الأَقْوَسِ، و اللَّامِعات بالنُّشُوعِ النُّوَّسِ و قَوَّسَت السحابة: تَفَجَّرت؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: سَلَبْتُ حُمَیَّاها فعادَتْ لنَجْرِها، و آلَتْ كَمُزْنٍ قَوَّسَتْ بعُیونِ أَی تفجَّرت بعیون من المطَر. و روی المنذر عن أَبی الهیثم أَنه قال: یقال إِن الأَرنب قالت: لا یَدَّرینی إِلا الأَجْنی الأَقْوَسُ الذی یَبْدُرُنی و لا ییأَس؛ قوله لا یَدَّرینی أَی لا یَخْتِلُنی. و الأَجْنی الأَقْوَس: المُمارس الداهیة من الرجال. یقال: إِنه لأَجْنی أَقْوَس إِذا كان كذلك، و بعضهم یقول: أَحْوی أَقْوَس؛ یریدون بالأَحْوی الأَلْوَی، و حَوَیْتُ و لَوَیْتُ واحد؛ و أَنشد: و لا یزال، و هو أَجْنی أَقْوَسُ، یأْكل، أَو یَحْسو دَماً و یَلْحَسُ

قیس؛ ج6، ص: 187

: قاسَ الشی‌ء یَقیسُه قَیْساً و قیاساً و اقْتاسه و قَیَّسه إِذا قدَّره علی مثاله، قال: فهنَّ بالأَیْدی مُقَیِّساته، مُقَدِّرات و مُخَیّطاته و المِقیاس: المِقْدار. و قاسَ الشی‌ء یَقوسُه قَوْساً: لغة فی قاسَه یَقِیسه. و یقال: قِسْته و قُسْته أَقُوسُه قَوْساً و قِیاساً، و لا یقال أَقَسْته، بالأَلف. و المِقْیاس: ما قِیسَ به. و القِیسُ القاسُ: القَدْر، یقال: قِیسُ رُمحٍ و قاسُه. اللیث: المُقایَسة مُفاعَلَة من القیاس. و یقال: هذه خَشَبةٌ قِیسُ أُصبع أَی قدر أُصبع. و یقال: قَایَسْت بین شیئین إِذا قادَرْت بینهما، و قاس الطبیبُ قَعْرَ الجراحة قَیساً، و أَنشد: إِذا قاسَها الآسِی النِّطاسِیُّ أَدْبَرَتْ غَثِیثَتُها، و ازداد وَهْیاً هُزُومُها و‌فی حدیث الشعبی: أنه قَضی بشهادة القائس مع یمین المَشْجُوج‌أَی الذی یَقیس الشَّجَّة و یتعرَّف غَوْرَها بالمِیل الذی یُدخله فیها لیعتبرَها. و بینهما قِیس رُمْح و قاسُ رمح أَی قدر رُمح. و‌فی الحدیث: لیس ما بین فرعَوْن من الفراعنة و فرعون هذه الأُمة قِیسُ شِبرٍ‌أَی قدرُ شِبرٍ، القِیسُ و القِیدُ سواء. و تقایس القوم: ذكروا مآرِبَهُم، و قایَسَهُم إِلیه: «1» قایسهم به، قال: إِذا نحن قایَسْنا المُلُوك إِلی العُلی، و إِن كرموا، لم یَسْتَطِعْنا المُقایسُ و من كلامهم: إِن اللیل لَطَویل و لا أُقَیَّس به، عن اللحیانی، أَی لا أَكون قیاساً لبلائه، قال: و معناه الدعاء. و القَیْسُ: الشِّدَّة، و منه إمرُؤُ القَیْس أی رجل الشدّة. و القَیْس: الذَّكَرُ، عن كراع، قال ابن سیدة: و أُراه كذلك، و أَنشد:
(1) قوله" و قایسهم إلیه إلخ" عبارة الأساس: و قایسه إلی كذا سابقه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 188
دعاك اللَّهُ من قَیْسٍ بأَفْعَی، إِذا نامَ العیونُ سَرَتْ علیكا التهذیب: و المُقایسة تجْری مَجْرَی المُقاساة التی هی مُعالجة الأَمر الشدید و مُكابَدَتُهُ و هو مقلوب حینئذ. و یقال: هو یَخْطُو قِیساً أَی یجعل هذه الخُطْوَة بمیزان هذه. و یقال: قَصِّرْ مِقْیاسك عن مقیاسِی أَی مِثالكَ عن مِثالی. و‌روی عن أَبی الدَّرْداء أَنه قال: خیرُ نسائكم التی تدخل قَیْساً و تخرج مَیْساً‌أَی تدبِّرُ فی صلاح بیتها لا تَخْرُق فی مِهْنَتها، قال ابن الأَثیر: یرید أَنها إِذا مَشَتْ قَاسَتْ بعض خُطاها ببعض فلم تعجل، فعلَ الخَرْقاء، و لم تُبْطِئ، و لكنها تمشی مَشیاً وسَطاً معتدلًا فكأَن خطاها متساویة. و قَیْس: اسم، و الجمع أَقیاس، أَنشد سیبویه: أَلا أَبْلِغِ الأَقْیاسَ: قَیْسَ بن نَوْفَلٍ، و قَیْسَ بن أَهْبانٍ، و قَیْسَ بن خالِدِ و كذلك مِقْیَسٌ، «2» قال: للَّه عَیْنَا مَنْ رَأَی مِثلَ مِقْیَسِ، إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ و قَیْسٌ: قَبِیلٌ، و حكی سیبویه: تَقَیَّسَ الرجل انتسب إِلیها. و أُمُّ قَیْس: الرَّخَمَة. و قَیْس: أَبو قبیلة من مضر، و هو قَیْس عَیْلان و اسمه الناسُ «3» بن مضر بن نزار و قَیْس لَقَبُه. یقال: تَقَیَّس فلان إِذا تشبه بهم أَو تمسَّك منهم بسَببٍ إِما بحِلْف أَو جِوارٍ أَو وَلاء، قال رؤبة: و قَیْسُ عَیْلان و مَنْ تَقَیَّسا قال ابن بری: الرجز للعجاج و لیس لرؤبة، و صواب إِنشاده: و قَیْسَ …، بالنصب، لأَن قبله: و إِنْ دعَوْتَ من تَمیمٍ أَرْؤُسا و جوابُ إِنْ فی البیت الثالث: تَقَاعَسَ العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسَا و معنی تقاعس: ثبت و انتصب، و كذلك اقْعَنْسَس. و القیسان من طی‌ء: «4» قَیْسُ بن عَنَّاب بن أَبی حارثة. و عبدُ القَیْس: أَبو قبیلة من أَسد، و هو عبدُ القیس بن أَفصَی بن دُعْمِیّ بن جَدیلَة بن أَسد بن ربیعة، و النسبة إِلیهم عَبْقَسِیّ، و إِن شئت عَبْدیّ، و قد تعَبْقَس الرجل كما یقال تَعَبْشَم و تَقَیَّس.

فصل الكاف؛ ج6، ص: 188

كأس؛ ج6، ص: 188

: ابن السكیت: هی الكَأْس و الفَأْس و الرَّأْس مَهْموزات، و هو رابطُ الجَأْش. و الكأْس مؤنثة، قال اللَّه تعالی: بِكَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ بَیْضٰاءَ؛ و أَنشد الأَصمعی لأُمیة بن أَبی الصلت: ما رَغْبَةُ النفسِ فی الحیاة، و إِن تَحْیا قلیلًا، فالموتُ لاحِقُها یُوشك مَن فَرّ مِنْ مَنِیَّته، فی بعضِ غِرّاته یُوافِقُها مَن لم یَمُتْ عَبْطَةً یمت هَرَمًا، للموت كأْس، و المرءُ ذائقُها قال ابن بری: عَبْطَة أَی شابّاً فی طَراءته و انتصب علی المصدر أَی مَوْت عَبْطَة و موت هَرَم فحذف
(2). 1 قوله" و كذلك مِقْیَسٌ إلخ" عبارة القاموس و شرحه: و مِقْیَسٌ هو ابن حبابة قتله نمیلة بن عبد اللَّه من قومه، فقالت أخته فی قتله: لعمری لقد أخزی نمیلة رهطه و فجع أضیاف الشتاء بمِقْیَس فلله عینا من رأی إلخ. (3). 2 قوله" و اسمه الناس" ضبط فی الأصل و متن القاموس بتخفیف السین، و زاد فی شرح القاموس تشدیدها نقلًا عن الوزیر المغربی. (4). 1 قوله" و القیسان من طی‌ء إلخ" لم یبین الثانی منهما. و عبارة القاموس: و القیسان من طی‌ء قَیْس بن عناب، بالنون، و قَیْس بن هزمة، أی بالتحریك، بن عناب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 189
المضاف، قال: و إِن شئت نصبتهما علی الحال أَی ذا عَبْطَة و ذا هَرَم فحذف المضاف أَیضاً و أَقام المضاف إِلیه مُقامَه. و الكأْس: الزُّجاجة ما دام فیها شراب. و قال أَبو حاتم: الكأْسُ الشراب بعَیْنه و هو قول الأَصمعی، و كذلك كان الأَصمعی ینكر روایة من روی بیت أُمَیَّة للمَوْتِ كأْس، و كان یَرْویه: المَوْت كأْس، و یقطع أَلف الوصل لأَنها فی أَول النصف الثانی من البیت، و ذلك جائز؛ و كان أَبو علی الفارسی یقول: هذا الذی أَنكره الأَصمعی غیر منكر، و استشهد علی إِضافة الكأْس إِلی الموت ببیت مُهَلْهِل، و هو: ما أُرَجِّی بالعَیْش بعد نَدامی، قد أَراهُمْ سُقُوا بكأْس حَلاقِ و حَلاقِ: اسم للمنِیَّة و قد أَضاف الكأْس إِلیها؛ و مثلُ هذا البیت الذی استشهد به أَبو علیّ. قول الجعدی: فهاجَها، بعد ما رِیعَتْ، أَخُو قَنَصٍ، عارِی الأَشاجِعِ من نَبْهان أَو ثُعَلا بأَكْلُبٍ كقِداحِ النَّبْعِ یُوسِدُها طِمْلٌ، أَخُو قَفْرَة غَرْثان قد نَحَلا فلم تَدَعْ واحداً منهنَّ ذا رَمَقٍ، حتی سَقَتْه بكأْسِ الموت فانْجَدَلا یصف صائداً أَرسل كلابه علی بقرةِ وَحْشٍ؛ و مثله للخنساء: و یُسْقِی حین تَشْتَجِرُ العَوالی بكأْس الموت، ساعةَ مُصْطَلاها و قال جریر فی مثل ذلك: أَلا رُبَّ جَبَّار، علیه مَهابَةٌ، سَقَیْناه كأْس الموت حتی تَضَلَّعَا و مثله لأَبی دُواد الإِیادِی: تعْتادُه زفَرَاتٌ حین یذكُرُها، سَقَیْنَه بكُؤُوس الموت أَفْوَاقَا ابن سیدة: الكأْس الخمر نفسها اسم لها. و فی التنزیل العزیز: یُطٰافُ عَلَیْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ بَیْضٰاءَ لَذَّةٍ لِلشّٰارِبِینَ؛ و أَنشد أَبو حنیفة للأَعشی: و كأْسٍ كعَینِ الدِّیكِ باكَرْتُ نَحْوَها بفِتْیانِ صِدْقٍ، و النَّواقِیسُ تُضْرَبُ و أَنشد أَبو حنیفة أَیضاً لعلقمة: كأْسٌ عزیزٌ من الأَعْناب عَتَّقَها، لبعضِ أَربابها، حَانِیَّةٌ حُومُ قال ابن سیدة: كذا أَنشده أَبو حنیفة، كأْسٌ عزیزٌ، یعنی أَنها خمر تَعِزُّ فَیُنْفَسُ بها إِلا علی المُلُوك و الأَرباب؛ و كأْسٌ عزیزٌ، علی الصفة، و المتعارَف: كأْسُ عزیزٍ، بالإِضافة؛ و كذلك أَنَشده سیبویه، أَی كأْسُ مالِكٍ عَزیزٍ أَو مستحِقٍّ عزیزٍ. و الكأْس أَیضاً: الإِناء إِذا كان فیه خَمْرٌ، قال بعضهم: هی الزُّجاجة ما دام فیها خمر، فإِذا لم یكن فیها خمر، فهی قدح، كل هذا مؤنث. قال ابن الأَعرابی: لا تسمَّی الكأْس كأْساً إِلا و فیها الشَّراب، و قیل: هو اسم لها علی الانفراد و الاجتماع، و قد ورد ذكر الكأْس فی الحدیث، و اللفظة مهموزة و قد یترك الهمز تخفیفاً، و الجمع من كل ذلك أَكْؤُسٌ و كُؤُوسٌ و كِئاسٌ؛ قال الأَخطل: خَضِلُ الكِئاسِ، إَذا تَثَنَّی لم تكنْ خُلْفاً مَواعِدُه كَبَرْقِ الخُلَّبِ و حكی أَبو حنیفة: كِیاس، بغیر همز، فإِن صح ذلك، فهو علی البَدَل، قلَبَ الهمزة فی كأْس أَلفاً
لسان العرب، ج‌6، ص: 190
فی نیة الواو فقال كاسٌ كنارٍ، ثم جمع كاساً علی كِیاسٍ، و الأَصل كِواس، فقلبت الواو یاء للكسرة التی قبلها؛ و تَقَعُ الكأْس لكل إِناءٍ مع شرابه، و یستعار الكأْس فی جمیع ضُرُوب المكاره، كقولهم: سقاه كأْساً من الذلِّ، و كأْساً من الحُبِّ و الفُرْقة و الموت، قال أُمَیَّة بن أَبی الصَّلْت، و قیل هو لبعض الحروریة: مَن لم یَمُت عَبْطَةً یَمُت هَرَماً، المَوْتُ كأْس، و المرءُ ذائقُه «1» قطَع أَلف الوصل و هذا یفعل فی الأَنْصاف كثیراً لأَنه موضع ابتداء؛ أَنشد سیبویه: و لا یُبادِرُ فی الشِّتاء وَلِیدُنا، أَلْقِدْرَ یُنزِلها بغیرِ جِعَال ابن بُزُرج: كاصَ فلان من الطعام و الشراب إِذا أَكثر منه. و تقول: وجَدْت فلاناً كأْصاً بِزِنَةٍ كَعْصاً أَی صبوراً باقیاً علی شُربه و أَكله. قال الأَزهری: و أَحْسب الكأْس مأْخوذاً منه لأَن الصاد و السین یَتَعاقبان فی حروف كثیرة لقرب مَخْرَجَیْهما.

كبس؛ ج6، ص: 190

: الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بتراب. و كبَسْت النهرَ و البئر كَبْساً: طَمَمْتها بالتراب. و قد كَبَسَ الحفرة یَكْبِسُها كَبْساً: طَواها بالتراب «2» و غیره، و اسم ذلك التراب الكِبْس، بالكسر. یقال الهَواء و الكِبْس، فالكِبْس ما كان نحو الأَرض مما یسد من الهواء مَسَدّاً. و قال أَبو حنیفة: الكَبْس أَن یوضع الجلد فی حفیرة و یدفن فیها حتی یسترخِی شعَره أَو صُوفه. و الكبیسُ: حَلْیٌ یُصاغُ مجَوَّفاً ثم یُحْشی بِطِیب ثم یُكْبَس؛ قال عَلقمة: مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد، و لُؤْلُؤٌ من القَلَقِیِّ و الكَبِیس المُلَوَّبِ و الجبال الكُبَّس و الكُبْس: الصِّلاب الشداد. و كَبَسَ الرجلُ یَكْبِسُ كُبُوساً و تَكَبَّس أدخل رأْسه فی ثوبه، و قیل: تقنَّع به ثم تغطَّی بطائفته، و الكُباس من الرجال: الذی یفعل ذلك. و رجل كُباسٌ: و هو الذی إِذا سأَلته حاجة كَبَس برأْسه فی جَیْب قمیصه. یقال: إِنه لكُباس غیر خُباس؛ قال الشاعر یمدح رجلًا: هو الرُّزْءُ المُبیّنُ، لا كُباسٌ ثَقیل الرَّأْسِ، یَنْعِق بالضَّئین ابن الأَعرابی: رجل كُباس عظیم الرأْس؛ قالت الخنساء: فذاك الرُّزْءُ عَمْرُك، لا كُباسٌ عظیم الرأْس، یَحْلُم بالنَّعِیق و یقال: الكُباس الذی یَكْبِس رأْسه فی ثیابه و ینام. و الكابِس من الرجال: الكابس فی ثوبه المُغَطِّی به جسده الداخل فیه. و الكِبْس: البیت الصغیر، قال: أُراه سمِّی بذلك لأَن الرجل یَكْبِس فیه رأْسه؛ قال شمر: و یجوز أَن یجعل البیت كِبْساً لما یُكْبَسُ فیه أَی یُدْخل كما یَكْبس الرجل رأْسه فی ثوبه. و‌فی الحدیث عن عَقیل بن أَبی طالب أَن قریشاً أَتت أَبا طالب فقالوا له: إِن ابن أَخیك قد آذانا فانْهَهُ عنَّا، فقال: یا عَقیل انطلق فأْتنی بمحمد، فانطلقت إِلی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فاستخرجته من كِبْس، بالكسر؛ قال شمر: من كِبْس أَی من بیت صغیر، و یروی بالنون من الكِناس، و هو بیت الظَّبْی، و الأَكباس: بیوت من طین، واحدها كِبْس. قال شمر: و الكِبس
(1). روی هذا البیت فی الصفحة 188: و المرء ذائقها: و یظهر أَنه أَرجع هنا الضمیر إلی الموت لا إلی الكأس. (2). قوله [طواها بالتراب] هكذا فی الأَصل و لعله طمها بالتراب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 191
اسم لما كُبِس من الأَبنیة، یقال: كِبْس الجار و كِبْس البَیت. و كل بُنیان كُبِس، فله كِبْس؛ قال العجاج: و إِن رأَوْا بُنْیانَه ذا كِبْسِ، تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ و الأَرْنَبَة الكابِسَة: المُقبلَة علی الشفة العلیا. و الناصیَة الكابِسَة: المُقبلَة علی الجَبْهة. یقال: جبهة كَبَسَتها الناصیة، و قد كَبَسَتِ الناصِیَةُ الجَبْهَة. و الكُباس، بالضم: العظیم الرأْس، و كذلك الأَكبس. و رجل أَكْبس بَیِّن الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس؛ و فی التهذیب: الذی أَقبلت هامَتُه و أَدبرت جَبْهَته. و یقال: رأْس أَكْبَس إِذا كان مستدیراً ضخماً. و هامَةٌ كَبْساء و كُباس: ضخمة مستدیرة، و كذلك كَمَرَة كَبْساء و كُباس. ابن الأَعرابی: الكِبْسُ الكَنْزُ و الكِبْس الرأْس الكبیر. شمر: الكُباس الذكَر؛ و أَنشد قول الطرماح: و لو كُنْت حُرّاً لم تَنَمْ لیلة النَّقا، و جِعْثِنُ تُهْبی بالكُباس و بالعَرْد تُهْبی: یُثار منها الغبار لشدة العَمَل بها، ناقة كَبْساء و كُباس، و الاسم الكَبَس؛ و قیل: الأَكْبَس. و هامةٌ كَبْساء و كُباس: ضخمة مستدیرة، و كذلك كَمَرة كَبْساء وَ كُباس. و الكُباس. الممتلئ اللحم. و قدَم كَبْساء: كثیرة اللحم غلیظة مُحْدَوْدِبة. و التَّكْبیس و التَّكَبُّس: الاقتحام علی الشی‌ء، و قد تَكَبَّسوا علیه. و یقال: كَبَسوا علیهم. و فی نوادر الأَعراب: جاء فلان مُكَبِّساً و كابساً إِذا جاء شادّاً، و كذلك جاء مُكَلِّساً أَی حاملًا. یقال: شدَّ إِذا حَمَل، و ربما قالوا كَبَس رأْسَه أَی أَدخله فی ثیابه و أَخفاه. و‌فی حدیث القیامة: فوجَدوا رجالًا قد أَكلتهم النار إِلا صورة أَحدهم یعرَف بها فاكْتَبَسوا فأُلْقوا علی باب الجنة‌أَی أَدخلوا رؤُوسَهم فی ثیابهم. و‌فی حدیث مَقْتَل حمزة: قال وَحْشِیّ فكَمَنت له إِلی صخرة و هو مُكَبّسٌ له كَتِیت‌أَی یقتحم الناس فیَكْبِسهم، و الكتیت الهَدیر و الغَطِیط. و قِفافٌ كُبْسٌ إِذا كانت ضِعافاً؛ قال العجاج: وُعْثاً وُعُوراً و قِفافاً كُبْسا و نخلة كَبُوس: حملها فی سَعَفِها. و الكِباسة، بالكسر: العِذْق التَّام بشَماریخه و بُسْرِه، و هو من التمر بمنزلة العُنْقود من العِنب؛ و استعار أَبو حنیفة الكَبائس لشجر الفَوْفَل فقال: تحمل كبائس فیها الفَوْفَل مثل التمر. غیره: و الكَبیسُ ضرْب من التمر. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا جاء بكَبائس من هذه النخل؛ هی جمع كِباسة، و هو العِذْق التامُّ بشماریخه و رُطبه؛ و منه‌حدیث علیّ، كرم اللَّه وجهه: كَبائس اللؤْلؤ الرطْب.و الكَبیس: ثمر النخلة التی یقال لها أُمُّ جِرْذان، و إِنما یقال له الكبیس إِذا جفَّ، فإِذا كان رطباً فهو أُمُّ جِرْذان. و عامُ الكَبِیس فی حساب أَهل الشام عن أَهل الروم: فی كل أَربع سنین یزیدون فی شهر شباط یوماً فیجعلونه تسعة و عشرین یوماً، و فی ثلاث سنین یعدونه ثمانیة و عشرین یوماً، یقیمون بذلك كسور حساب السنة و یسمون العام الذی یزیدون فیه ذلك الیوم عام الكَبِیس. الجوهری: و السنة الكَبِیسة التی یُسْتَرق لها یوم و ذلك فی كل أَربع سنین. و كَبَسُوا دار فلان؛ و كابوس: كلمة یكنَی بها عن البُضْع. یقال: كبَسها إِذا فعل بها مرة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 192
و كَبَس المرأَة: نكحها مرة. و كابُوس: اسم یكنُون به عن النكاح. و الكابُوس: ما یقع علی النائم باللیل، و یقال: هو مقدَمة الصَّرَع؛ قال بعض اللغویین: و لا أَحسبه عربیّاً إِنما هو النِّیدِلان، و هو الباروك و الجاثُوم. و عابسٌ كابسٌ: إِتباع. و كابسٌ و كَبْس و كُبَیْسٌ: أَسماء و كُبَیْس: موضع؛ قال الراعی: جَعَلْنَ حُبَیّاً بالیمین، و نكَّبَت كُبَیْساً لوِرْدٍ من ضَئیدة باكِرِ

كدس؛ ج6، ص: 192

: الكُدْس و الكَدْس: العَرَمَة من الطعام و التمر و الدراهم و نحو ذلك، و الجمع أَكداس، و هو الكدِّیس، یمانیة؛ قال: لم تَدْر بُصْری بما آلَیْت من قَسَم، و لا دِمَشْقُ إِذا دِیسَ الكَدادیسُ و قد كَدَسَه. و الكُدْس: جماعة طعام، و كذلك ما یجمع من دراهم و نحوه. یقال: كَدَسَ یَكْدِس. النضر: أَكْداس الرمل واحدها كُدْس، و هو المتراكب الكثیر الذی لا یُزایل بعضه بعضاً. و‌فی حدیث قتادة: كان أَصحاب الأَیْكة أَصحاب شجر مُتكادِس‌أَی ملتف مجتمع من تكدَّست الخیل إِذا ازدحمت و ركب بعضها بعضاً. و الكَدْس: الجمع؛ و منه كُدْس الطعام. و كَدَسَتِ الإِبل و الدَّوابّ تَكْدِس كَدْساً و تكدَّسَت: أَسرعت و ركب بعضها بعضاً فی سیرها. الفراء: الكَدس إِسراع الإِبل فی سیْرها، و الكَدْس: إِثقال المُسْرِع «1» فی السیر، و قد كَدَسَت الخیل. و تَكَدَّس الفرس إِذا مشی كأَنه مثقل؛ قال الشاعر: إِنَّا إِذا الخَیْل عَدَت أَكْداسا، مِثل الكلاب، تَتَّقِی الهَراسا و التَكَدُّس: أَن یحرِّك مَنْكِبَیْه و ینصَبَّ إِلی ما بین یدیه إِذا مَشَی و كأَنه یركب رأْسه، و كذلك الوُعُول إِذا مَشَت. و‌فی حدیث الصِّراط: و منهم مَكْدُوس فی النار‌أَی مَدْفُوع. و تكدَّس الإِنسان إِذا دُفع من ورائه فسقط، و یروی بالشین المعجمة، من الكَدْش و هو السَّوْق الشدید. و الكَدْسُ: الطرد و الجَرْح أَیضاً. و التَكَدُّس: مِشیَة من مِشی القِصار الغِلاظ. ابن الأَعرابی: كَدْس الخیل ركوب بعضها بعضاً، و التَكَدُّس: السرعة فی المشی أَیضاً؛ قال عبید أَو مهلهل: و خَیْل تَكَدَّسُ بالدَّارعِین، كمَشْیِ الوُعُول علی الظاهِرَهْ یقال منه: جاء فلان یَتَكَدَّسُ؛ و قال المُتَلَمِّس: هَلُمُّوا إِلیه، قد أُبیثَتْ زُرُوعُه، و عادَتْ علیه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ و الكُداس: عُطاس البهائم، و كَدَسَت أَی عَطَست؛ قال الراجز: الطَّیر شَفْعٌ و المَطایا تَكْدِسُ، إِنی بأَنْ تَنْصُرَنی لأُحسِسُ یقول: هذه الإِبل تَعْطِسُ بنصرك إِیای، و الطیرُ تمرُّ شَفْعاً، لأَنه یُتَطَیَّرُ بالوِتْرِ منها، و قوله أُحْسِسُ، أَی أُحسُّ، فأَظْهر التضعیف للضرورة كما قال الآخر: تَشْكو الوَجی من أَظْلَلٍ و أَظْلَلِ و كَدَسَ یَكْدِس كَدْساً: عَطَس، و قیل: الكُداس للضّأْن مثل العُطاس للإِنسان. و‌فی الحدیث:
(1). قوله [الكدس إثقال المسرع إلخ] عبارة القاموس و الصحاح: الكدس إسراع المثقل فی السیر.
لسان العرب، ج‌6، ص: 193
إِذا بصَق أَحدكم فی الصلاة فلیبصُق عن یَساره أَو تحت رجْله، فإِن غَلَبَتْه كَدْسَة أَو سعلة ففی ثوبه؛ الكَدْسة: العَطْسة. و الكَوادِس: ما یُتَطَیَّر منه مثلُ الفأْل و العُطاس و نحوه، و الكادِس كذلك؛ و منه قیل للظَّبی و غیره إِذا نَزَلَ من الجَبَل: كادِس، یُتَشاءَم به كما یُتَشاءَمُ بالبارِح. و الكادِسُ: القَعیدُ من الظِّباء و هو الذی یَجیئُك من ورائك؛ قال أَبو ذؤیب: فَلَوْ أَنَّنی كنتُ السَّلِیم لَعُدْتَنی سَریعاً، و لم تَحْبِسْكَ عَنِّی الكَوادِسُ واحدُها كادِس. و كَدَسَ یَكْدِسُ كَدْساً: تطیَّر؛ و یقال: أَخذه فكَدَس به الأَرض. و‌فی الحدیث: كان لا یُؤتَی بأَحَدٍ إِلَّا كدس به الأَرض‌أَی صَرعه و أَلصَقَه بها.

كرس؛ ج6، ص: 193

: تَكَرَّسَ الشی‌ءُ و تَكارَس: تَراكَمَ و تَلازَبَ. و تَكَرَّس أُسُّ البِناء: صَلُبَ و اشتدَّ. و الكِرْسُ: الصَّارُوجُ. و الكِرْس، بالكسر: أَبوال الإِبل و الغَنَم و أَبعارُها یتلبَّد بعضها علی بعض فی الدار، و الدِّمْنُ ما سَوَّدُوا من آثار البَعَر و غیره. و یقال: أَكْرَسَتِ الدار. و الكِرْس: كِرْس البِناء، و كِرْس الحَوض: حیث تَقِف النَّعَم فیتلبَّد، و كذلك كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض. و رسم مُكْرَس، بتخفیف الراء، و مُكْرِس: كَرِسٌ؛ قال العجاج: یا صاحِ، هل تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟ قال: نعم أَعْرِفه، و أَبْلَسَا، و انْحَلَبَتْ عَیْناه من فَرْط الأَسَی قال: و المَكْرس الذی قد بَعَرَت فیه الإِبل و بوّلتْ فركِب بعضه بعضاً؛ و منه سُمِّیت الكُرَّاسة. و أَكْرَس المكان: صار فیه كِرْس؛ قال أَبو محمد الحذلمی: فی عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَصْرَامِها أَبو عمرو: الأَكارِیسُ الأَصْرام من الناس، واحدها كِرْس، و أَكْراس ثم أَكارِیس. و الكِرْس: الطِّین المتلبِّد، و الجمع أَكْراس. أَبو بكر: لُمْعَة كَرْساء للقطعة من الأَرض فیها شجر تَدانَتْ أُصُولها و التفَّت فُرُوعها. و الكِرْس: القلائد «2» المضموم بعضها إِلی بعض، و كذلك هی من الوُشُح و نحوها، و الجمع أَكراس. و یقال: قلادة ذاتُ كِرْسَین و ذات أَكْراس ثلاثة إِذا ضَمَمْتَ بعضها إِلی بعض؛ و أَنشد: أَرِقْتُ لِطَیْف زارنی فی المَجَاسِدِ، و أَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ و قِلادة ذات كِرْسَیْن أَی ذات نَظْمین. و نظم مُكَرَّس و مُتَكَرِّس: بعضه فوق بعض. و كلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض. و كلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض، فقد كُرِّس و تَكَرَّس هُوَ. ابن الأَعرابی: كَرِس الرجل إِذا ازدحَمَ عِلْمه علی قلبه؛ و الكُرَّاسة من الكتب سُمِّیت بذلك لتَكَرُّسِها. الجوهری: الكُرَّاسة واحدة الكُرَّاس «3» و الكرارِیس؛ قال الكمیت: حتی كأَن عِراصَ الدّار أَرْدِیةٌ من التَّجاویز، أَو كُرَّاسُ أَسفار جمع سِفْر. و‌فی حدیث الصِّراط: و منهم مَكْروسٌ
(2). قوله [و الكرس القلائد] عبارة القاموس و الكرس واحد أَكراس القلائد و الوشح و نحوها. (3). قوله [الكراسة واحدة الكراس] إن أراد أنثاه فظاهر، و إن أَراد أَنها واحدة و الكراس جمع أَو اسم جنس جمعی فلیس كذلك، و قد حققته فی شرح الاقتراح و غیره انتهی من هامش القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 194
فی النار، بَدَل مُكَرْدَس و هو بمعناه. و التَكرِیس: ضَمُّ الشی‌ء بعضه إِلی بعض، و یجوز أَن یكون من كِرْس الدِّمْنة حیث تَقِف الدوابُّ. و الكِرْس: الجماعة من الناس، و قیل: الجماعة من أَیِّ شی‌ء كان، و الجمع أَكْراس، و أَكارِیسُ جمع الجمع؛ فأَما قول ربیعة بن الجحدر: أَلا إِن خَیْرَ الناس رِسْلًا و نَجْدَةً، بِعَجْلان، قد خَفَّت لَدَیْهِ الأَكارِسُ فإِنه أَراد الأَكارِیس فحذف للضرورة، و مثله كثیر. و كِرس كل شی‌ء: أَصله. یقال: إِنه لكریم الكِرْس و كَریم القِنْس و هما الأَصل؛ و قال العجاج یمدح الولید بن عبد الملك: أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولی نَفْسِ بِمعْدِنِ الملْك القدِیم الكِرْسِ الكِرْس: الأَصل. و الكُرْسِیّ: معروف واحد الكَرَاسِی، و ربما قالوا كِرْسِیّ؛ بكسر الكاف. و فی التنزیل العزیز: وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ؛ فی بعض التَّفاسیر: الكُرْسِیّ العِلم و فیه عدَّة أَقوال.قال ابن عباس: كُرْسِیُّهُ عِلْمُه، و‌روی عن عطاء أَنه قال: ما السموات و الأَرض فی الكُرْسِیّ إِلا كحَلْقة فی أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: و هذا القول بَیِّنٌ لأَن الذی نعرِفه من الكُرْسی فی اللغة الشی‌ء الذی یُعْتَمَد علیه و یُجْلَس علیه فهذا یدل علی أَن الكرسیّ عظیم دونه السموات و الأَرض، و الكُرْسِیّ فی اللغة و الكُرَّاسة إِنما هو الشی‌ء الذی قد ثَبَت و لزِم بعضُه بعضاً. قال: و قال قوم كُرْسیّه قُدْرَتُه التی بها یمسك السموات و الأَرض. قالوا: و هذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِیّاً أَی اجعل له ما یَعْمِدُه و یُمْسِكه، قال: و هذا قریب من قول ابن عباس لأَن علمه الذی وسع السموات و الأَرض لا یخرج من هذا، و اللَّه أَعلم بحقیقة الكرسیّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظیم من أَمر اللَّه عز و جل؛ و روی أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسیّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِیِّ المُلوك، و یقال كِرْسی أَیضاً؛ قال أَبو منصور: و الصحیح عن ابن عباس فی الكرسیّ ما‌رواه عَمَّار الذهبی عن مسلم البَطِین عن سعید بن جبیر عن ابن عباس أَنه قال: الكرسیّ موضع القَدَمین، و أَما العرش فإِنه لا یُقدر قدره، قال: و هذه روایة اتفق أَهل العلم علی صحتها، قال: و من روی عنه فی الكرسیّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. و الانْكِراس: الانْكِباب. و قد انْكَرَس فی الشی‌ء إِذا دخل فیه مُنْكَبّاً. و الكَرَوَّس، بتشدید الواو: الضخم من كل شی‌ء، و قیل: هو العَظِیم الرأْس و الكاهِلِ مع صَلابة، و قیل: هو العظیم الرأْس فقط، و هو اسم رجل. التهذیب: و الكَرَوَّس الرجل الشدید الرأْس و الكاهل فی جِسْم؛ قال العجاج: فِینا وجَدْت الرجل الكَرَوّسا ابن شمیل: الكَرَوَّس الشدید، رجلٌ كَرَوَّس. و الكَرَوَّس: الهُجَیْمِی من شُعَرائهم. و الكِرْیاس: الكَنِیف، و قیل: هو الكنِیف الذی یكون مُشْرفاً علی سَطْح بِقَناةٍ إِلی الأَرض؛ و منه‌حدیث أَبی أَیوب أَنه قال: ما أَدْرِی ما أَصْنَع بهذه الكَرَاییِس، و قد نَهَی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، أَن تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل‌یعنی الكُنُف. قال أَبو عبید: الكَرَایِیسُ واحدُها كِرْیاس، و هو الكَنِیف الذی یكون مُشْرِفاً علی سَطْحٍ بِقَناةٍ إِلی الأَرض، فإِذا كان أَسفل فلیس بكِرْیاس. قال الأَزهری: سُمِّی كِرْیاساً لما
لسان العرب، ج‌6، ص: 195
یَعْلَق به من الأَقذار فَیَرْكب بعضه بعضاً و یتكرَّس مثل كِرْس الدِّمْنِ و الوَأْلَةِ، و هو فِعْیال من الكَرْس مثل جِرْیال؛ قال الزمخشری: و فی كتاب العین الكِرْناس، بالنون.

كربس؛ ج6، ص: 195

: الكِرْباس و الكِرْباسة: ثوب، فارسیة، و بیَّاعُه كَرَابِیسِیّ. التهذیب: الكِرْباس، بكسر الكاف، فارسی معرّب ینسب إِلیه بیَّاعه فیقال كَرابیسیّ، و الكِرباسة أَخص منه و الجمع الكَرابیس. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: و علیه قَمِیص من كَرابیسَ؛ هی جمع كِرْباس، و هو القُطْن. و منه‌حدیث عبد الرحمن بن عوف، رضی اللَّه عنه: فأَصبح و قد اعْتَمَّ بعِمامة كَرابیس سوداء.و الكِرْباسُ: راوُوق الخمر.

كردس؛ ج6، ص: 195

: الكُرْدُوس: الخیل العظیمة، و قیل: القِطْعة من الخیل العظیمةُ، و الكَرادِیسُ: الفِرَق منهم. و یقال: كَرْدَسَ القائد خَیْله أَی جعلها كَتِیبة كَتِیبة. و الكُرْدُوس: قطعة من الخیْل. و الكُرْدوس: فِقْرة من فِقَر الكاهِل. و كلُّ عظم تامّ ضخْم، فهو كُرْدوس؛ و كلُّ عظمْ كَثِیر اللحم عظُمَت نَحْضَتُه كُرْدُوس؛ و منه‌قول علیّ، كرَّم اللَّه وجهه، فی صفة النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: ضَخْم الكَرادِیس.قال أَبو عبیدة و غیره: الكَرادِیس رُؤُوس العِظام، واحدُها كُرْدوس، و كل عظمین التقیا فی مَفْصِل فهو كُرْدُوس نحو المَنْكِبَین و الرُّكْبَتین و الوَرِكَین؛ أَراد أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، ضَخْم الأَعضاء. و الكَرادیس: كتائب الخیل، واحدها كُردوس، شبهت برؤوس العظام الكثیرة. و الكرادِیس: عِظام مَحال البَعِیر. و الكُرْدُوسان: كَسْرَا [كِسْرَا الفَخِذین، و بعضهم یجعل الكُرْدُوس الكَسْر [الكِسْر الأَعلی لعِظَمِه، و قیل: الكَرادِیس رُؤوس الأَنقاء، و هی القَصَب ذوات المُخِّ. و كَرادِیس الفَرَس: مَفاصِله. و الكُردُوسان: بَطْنان من العرَب. و الكَرْدَسَة: الوِثاق. یقال: كَرْدَسَه و لَبَجَ به الأَرض. ابن الكلبی: الكُرْدُوسان قَیسٌ و مُعاویة ابْنا مالك بن حَنْظلة بن مالك بن زیج مَناة بن تمیم، و هما فی بنی فُقَیْم بن جَریر بن دارِم. و رجل مُكَرْدَس: شدَّت یداه و رِجْلاه و صُرِع. التهذیب: و رجل مُكَرْدَس جُمِعت یداه و رجلاه فشدَّت؛ و أَنشد: و حاجِب كَرْدَسَه فی الحَبْلِ مِنَّا غُلام، كان غیر وَغْلِ، حتی افْتَدی مِنَّا بمالٍ جِبْلِ و كُرْدِس الرجل: جُمِعت یداه و رِجْلاه، و حكی عن المفضل یقال: فَرْدَسَه و كَرْدَسَه إِذا أَوثقه؛ و أَنشد لإمرئ القیس: فبَات علی خَدٍّ أَحَمَّ و مَنْكِبٍ، و ضِجْعَتُه مثلُ الأَسِیر المُكَرْدَسِ أَراد مثل ضِجْعة الأَسِیر و قد تَكَرْدَس. و تَكَرْدَس الوَحْشَیّ فی وِجاره: تَجَمَّع و تَقَبَّض. و التَّكَرْدُس: التجمُّع و التقبُّض؛ قال العجاج: فَبات مُنتَصّاً و ما تَكَرْدَسا و قال ابن الأَعرابی: التَّكَرْدُس أَن یَجمع بین كَرادیسه من بَرْد أَو جُوع. و كَرْدَسَه إِذا أَوْثقه و جمع كَرادیسَه. و كَرْدَسَه إِذا صَرَعَه. و‌فی حدیث أَبی سعید الخدریّ عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فی صفة القیامة و جَوازِ الناس علی الصِّراط: فمنهم مُسَلَّم و مَخْدُوش، و منهم مُكَرْدَس فی
لسان العرب، ج‌6، ص: 196
نار جهنم؛ أَراد بالمُكَرْدَس المُوثَق المُلْقی فیها، و هو الذی جُمِعَت یَداه و رجلاه و أُلقی إِلی موضع، و رجل مُكَرْدَس: مُلَزَّزُ الخلْق؛ و أَنشد لهمیان بن قحافة السعدی: دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدحُ و التَّكَرْدُس: الانقباض و اجتماع بعضه إِلی بعض. و الكَرْدَسَة: مَشْیُ المُقَیَّد. و الدِحْوَنَّة: القصیر السمین، و كذلك البَلَنْدَح. النضر: الكَرادِیس دأَیات الظهر. الأَزهری: یقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَه فصَرَعه، و أَما كَرْدَسَه فأَوْثقه. و الكَرْدَسَة: الصَّرْع القَبیح.

كرفس؛ ج6، ص: 196

: الكَرَفْس: بَقْلَة من أَحرار البُقول معروفٌ، قیل هو دخیل. و الكَرْفَسَة: مَشْیُ المُقَیَّد. و تَكَرْفَس الرجل إِذا دخل بعضه فی بعض. قال: و الكُرْسُفُ القُطْن و هو الكُرْفُسُ.

كركس؛ ج6، ص: 196

: الكَرْكَسَة: تَرْدِیدُ الشی‌ء. و المُكَركَس: الذی ولَدته الإِماء؛ و قیل: إِذا ولدته أَمَتان أَو ثلاثٌ فهو المُكَرْكَس. أَبو الهیثم: المُكَرْكَسُ الذی أُمُّ أُمّه و أُم أَبیه و أُم أُم أُمه و أُم أُم أَبیه إِماءٌ، كأَنه المردَّد فی الهُجَناء. و المُكَرْكَس: المقیَّد؛ و أَنشد اللیث: فهل یأْكلنْ مالی بَنُو نَخَعِیَّةٍ، لها نِسَبٌ فی حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ؟ و الكَرْكَسَة: التردُّد. و الكَرْكَسَة: مِشْیَة المقیَّد. و الكَرْكَسَة: تدحرُج الإِنسان من عُلْوٍ إِلی سُفْل، و قد تَكَرْكَسَ.

كسس؛ ج6، ص: 196

: الكسَسُ: أَن یقصُر الحنَك الأَعْلی عن الأَسفل. و الكَسَسُ أَیضاً: قِصَرُ الأَسنان و صِغَرُها، و قیل: هو خروج الأَسنان السُّفلی مع الحنَك الأَسفل و تَقاعُس الحنَك الأَعلی. كَسَّ یَكَسُّ كَسساً، و هو أَكَسُّ، و امرأَة كَسَّاء؛ قال الشاعر: إِذا ما حالَ كُسُّ القوم رُوقا حال بمعنی تحوّل. و قیل: الكَسَسُ أَن یكون الحنَك الأَعلی أَقصر من الأَسفل فتكون الثَّنِیتان العُلْیَیان وراء السُّفْلَیَیْن من داخل الفم، و قال: لیس من قصر الأَسنان. و التَّكَسُّس: تَكَلُّفُ الكَسَسِ من غیر خِلْقة، و الیَلَلُ أَشد من الكَسَس، و قد یكون الكَسَسُ فی الحوافر. و كَسَّ الشی‌ء یَكُسُّه كَسّاً: دَقَّه دَقّاً شدیداً. و الكَسِیس: لَحْم یُجَفَّف علی الحجارة ثم یُدَقُّ كالسَّوِیق یُتَزوَّد فی الأَسفار. و خبز كَسِیسٌ و مَكْسُوس و مُكَسْكَسٌ: مكْسُور. و الكَسیس: من أَسماء الخمر. قال: و هی القِنْدید، و قیل: الكَسِیسُ نَبیذ التمر. و الكَسِیسُ: السُّكَّرُ؛ قال أَبو الهندی: فإِنْ تُسْقَ من أَعْناب وَجٍّ، فإِنَّنا لَنا العَیْن تَجْری من كَسِیسٍ و من خَمْرِ و قال أَبو حنیفة: الكَسِیس شراب یتخذ من الذُّرَة و الشعیر. و الكَسْكاسُ: الرجل القصیر الغلیظ؛ و أَنشد: حیث تَری الحَفَیْتَأَ الكَسْكاسا، یَلْتَبِسُ المَوْت به الْتِباسا و كَسْكَسَة هوازِن: هو أَن یَزیدُوا بعد كاف المؤنث سیناً فیقولوا: أَعْطَیْتُكِسُ و مِنْكِس، و هذا فی الوقف دون الوصل. الأَزهری: الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارِب الكَشْكَشَة. و‌فی
لسان العرب، ج‌6، ص: 197
حدیث معاویة: تَیاسَروا عن كَسْكَسَة بكر، یعنی إِبدالهم السین من كاف الخطاب، تقول: أَبُوسَ و أُمُّسَ أَی أَبوكَ و أُمُّك، و قیل: هو خاصٌّ بمخاطبة المؤنث، و منهم من یَدَعُ الكاف بحالها و یزید بعدها سیناً فی الوقف فیقول: مررت بِكِسْ أَی بكِ، و اللَّه أَعلم.

كعس؛ ج6، ص: 197

: الكَعْسُ: عَظْمُ السُّلامَی، و الجمع كِعاس، و كذلك هی من الشاء و غیرها، و قیل: هی عِظام البَراجِم من الأَصابع.

كعبس؛ ج6، ص: 197

: الكَعْبَسَة: مِشْیَة فی سرعة و تقارُب، و قیل: هی العَدْوُ البطی‌ء، و قد كَعْبَسَ.

كفس؛ ج6، ص: 197

: الكَفَسُ: الحَنَفُ فی بعض اللُّغات. كَفِس كَفَساً، و هو أَكْفَسُ.

كلس؛ ج6، ص: 197

: الكِلْسُ: مثل الصَّارُوج یُبْنَی به، و قیل: الكِلْسُ الصَّارُوجُ، و قیل: الكِلْسُ ما طُلیَ به حائط أَو باطن قصْر شِبْهُ الجِصِّ من غیر آجُرٍّ؛ قال عدی بن زید العَبَّادِی: أَین كِسْرَی، كِسْرَی المُلُوك، أَبو ساسَانَ أَم أَین قَبْلَه سابُورُ؟ و بَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الرُّوم لم یَبْقَ منهمُ مَذْكُورُ و أَخُو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ، و إِذْ دَجلة تُجْبَی إِلیه، و الخَابُورُ شادَهُ مَرْمَراً، و جَلَّلَهُ كِلْساً، فلِلطَّیْرِ فی ذُرَاهُ وُكُورُ الحَضْرُ: مدینة بین دَجْلَة و الفُرات، و صاحب الحَضْرِ هو السَّاطِرُونُ؛ و أَما قول المتلمس: تُشادُ بآجُرٍّ لها و بِكِلِّس فإن ابن جنی زعم أَنه شدَّد للضرورة، قال: و مثله كثیر و رواه بعضهم … و تُكَلَّسُ، علی الإِقْواء، و قد كَلَّس الحائط. و التَّكلِیسُ: التَّمْلِیسُ، فإِذا طُلیَ ثَخِیناً، فهو المُقَرْمَدُ. الأَصمعی: و كَلَّس علی القوم و كَلَّلَ و صَمَّمَ إِذا حَمَلَ. أَبو الهیثم: كَلَّسَ فلان علی قِرْنِه و هَلَّلَ إِذا جَبُنَ و فَرَّ عنه. و الكُلْسَةُ فی اللَّوْن، یقال ذئب أَكْلَسُ.

كلمس؛ ج6، ص: 197

: الكَلْمَسَةُ: الذَّهاب. تقول: كَلْمَسَ الرجل و كَلْسَمَ إِذا ذَهَبَ.

كمس؛ ج6، ص: 197

: كامِسٌ: موضع؛ قال: فلَقَدْ أَرانا یا سُمَیُّ بِحائِلٍ، نَرْعَی القَرِیَّ فكامساً فالأَصْفَرَا و‌فی حدیث قُسٍّ فی تمجید اللَّه تعالی: لیس له كیفیة و لا كَیْمُوسِیَّة؛ الكَیْمُوسِیَّةُ: عبارة عن الحاجة إلی الطعام و الغذاء. و الكَیْمُوس فی عبارة الأَطِبَّاء: هو الطعام إِذا انْهَضَمَ فی المَعِدَة قبل أَن ینصرف عنها و یصیر دَماً، و یسمُّونه أَیضاً الكَیْلُوس. قال أَبو منصور: لم أَجد فیه من كلام العرب المحض شیئاً صحیحاً، قال؛ و أَما قول الأَطباء فی الكَیْمُوساتِ و هی الطبائع الأَربع فكأَنها من لغات الیُونانِیِّین.

كنس؛ ج6، ص: 197

: الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض. كَنَسَ الموضع یَكْنُسُه، بالضم، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عنه. و المِكْنَسَة: ما كُنِس به، و الجمع مَكانِس. و الكُناسَة: ما كُنِسَ. قال اللحیانی: كُناسَة البیت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقی بعضه علی بعض. و الكُناسة أَیضا: مُلْقَی القُمَامِ. و فَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 198
و المَكْنِسُ «4»: مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء و البَقر تَسْتَكِنُّ فیه من الحرِّ، و هو الكِناسُ، و الجمع أَكْنِسَة و كُنْسٌ، و هو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتی تصل إِلی الثَّرَی، و كُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ و جُزُرات؛ قال: إِذا ظُبَیُّ الكُنُساتِ انْغَلَّا، تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلَّا «5» و كَنَسَتِ الظِّباء و البقر تَكْنِسُ، بالكسر، و تَكَنَّسَتْ و اكْتَنَسَتْ: دخلت فی الكِناس؛ قال لبید: شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَیِّ یوم تَحَمَّلُوا، فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِیامُها أَی دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثیاب قُطْن. و الكَانِسُ: الظبی یدخل فی كِناسِهِ، و هو موضع فی الشجر یَكْتَنُّ فیه و یستتر؛ و ظِباء كُنَّسٌ و كُنُوس؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و إِلا نَعاماً بها خِلْفَةً، و إِلَّا ظِباءً كُنُوساً و ذِیبَا و كذلك البقر؛ أَنشد ثعلب: دارٌ للیلی خَلَقٌ لَبِیسُ، لیس بها من أَهلِها أَنِیسُ إِلا الیَعافِیرُ و إِلَّا العِیسُ، و بَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ و كَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت فی مَجاریها ثم انصرفت راجعة. و فی التنزیل: فَلٰا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوٰارِ الْكُنَّسِ؛ قال الزجاج: الكُنَّسُ النجوم تطلع جاریة، و كُنُوسُها أَن تغیب فی مغاربها التی تغِیب فیها، و قیل: الكُنَّسُ الظِّباء. و البقر تَكْنِس أَی تدخل فی كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قال: و الكُنَّسُ جمع كانِس و كانِسَة. و قال الفراء فی الخُنَّسِ و الكُنَّسِ: هی النجوم الخمسة تَخْنِسُ [تَخْنُسُ فی مَجْراها و ترجِع، و تَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء فی المَغار، و هو الكِناسُ، و النجوم الخمسة: بَهْرام و زُحَلُ و عُطارِدٌ و الزُّهَرَةُ و المُشْتَرِی، و قال اللیث: هی النجوم التی تَسْتَسِرُّ فی مجاریها فتجری و تَكْنِسُ فی مَحاوِیها فَیَتَحَوَّی لكل نجم حَوِیّ یَقِف فیه و یستدِیرُ ثم ینصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه فی حَویِّه، و خُنُوسُه أَن یَخْنِسَ بالنهار فلا یُری. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ فی المَغیب أَی تَسْتَسِرُّ، و قیل: هی الخُنَّسُ السَّیَّارة. و‌فی الحدیث: أَنه كان یقرأ فی الصلاة بالجَوارِی الكُنَّسِ؛ الجَوارِی الكواكب، و الكُنَّسُ جمع كانِس، و هی التی تغیب، من كَنَسَ الظَّبْیُ إِذا تغیَّب و استتر فی كِناسِه، و هو الموضع الذی یَأْوِی إِلیه. و‌فی حدیث زیاد: ثم أَطْرَقُوا وَراءكم فی مَكانِسِ الرِّیَبِ؛ المَكانِسُ: جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس، و المعنی اسْتَترُوا فی موضع الرِّیبَة. و‌فی حدیث كعب: أَول من لَبسَ القَباءَ سلیمان، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثِّیاب كَنَسَتْ الشیاطین استهزاء.یقال: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ و‌یروی: كنَّصت، بالصاد. یقال: كنَّصَ فی وجه فلان إِذا استهزأَ به. و یقال: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة و هی المَلْساء الجَرْداء من
(4). قوله [و المكنس] هكذا فی الأَصل مضبوطاً بكسر النون، و هو مقتضی قوله بعد البیت و كنست الظباء و البقر تكنس بالكسر، و لكن مقتضی قوله قبل البیت و هو من ذلك لأَنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة و كذا هو مقتضی قوله جمع مكنس مفعل الآتی فی شرح حدیث زیاد حیث ضبطه بفتح العین. (5). قوله [سلبته الطلا] هكذا فی الأَصل، و فی شرح القاموس: سلبته الظلا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 199
الشعَر. قال أَبو منصور: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرایا لِمَلاسَتِها. و كَنِیسَةُ الیهود و جمعها كَنائِس، و هی معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الجوهری: و الكنِیسَة للنصاری. و رَمْلُ الكِناس: رمل فی بلاد عبد اللَّه بن كلاب، و یقال له أَیضاً الكِناس؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: رَمَتْنی، و سِتْرُ اللَّه بَیْنی و بَیْنها، عَشِیَّة أَحْجار الكِناس، رَمِیمُ «1» قال: أَراد عشیة رَمْل الكِناس فلم یستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل. و الكُناسَةُ: اسم موضع بالكوفة. و الكُناسَة و الكانِسیَّة: موضعان؛ أَنشد سیبویه: دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلی و أَهْلُهُمُ، بالكانِسِیَّة تَرْعی اللَّهْوَ و الغَزَلا

كندس؛ ج6، ص: 199

: الكُنْدُسُ: العَقْعَقُ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: مُنِیتُ بِزِمَّرْدَةٍ كالعَصا، أَلَصَّ و أَخْبَثَ من كُنْدُسِ «2» الزِّمَّرْدة: التی بَیْنَ الرجل و المرأَة، فارسیة.

كهمس؛ ج6، ص: 199

: الكَهْمَسُ: القصیر، و قیل: القصیر من الرجال. و الكَهْمَسُ: الأَسد. و قال ابن الأَعرابی: هو الذئب. و كَهْمَس: من أَسماء الأَسد. و ناقة كَهْمَس: عظیمة السنام. و كَهْمَس: اسم، و هو أَبو حیّ من العرب؛ أَنشد سیبویه لمَوْدُودٍ العنبریّ، و قیل هو لأَبی حُزابة الولید بن حَنِیفة: فلِلّه عَیْنا مَنْ رَأَی من فَوارِسٍ، أَكَرَّ علی المَكْرُوه منهم و أَصْبَرا فما بَرِحُوا حتی أَعَضُّوا سُیُوفَهُمْ ذُری الهامِ مِنْهُم، و الحدیدَ المُسَمَّرا و كُنَّا حَسِبناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ، حَیُوا بَعْدَ ما ماتوا من الدَّهْرِ أَعْصُرا و كَهْمَسٌ هذا: هو كَهْمَسُ بن طَلْق الصَّریمی، و كان من جملة الخوارِج مع بِلال بن مِرْداس، و كانت الخوارج وقعت بأَسلم بن زرعة الكلابی، و هم فی أَربعین رجلًا، و هو فی أَلْفَی رجل، فقتلت قطعة من أَصحابه و انهزم إِلی البَصرة فقال مَوْدُود هذا الشعر فی قوم من بنی تمیم فیهم شدة، و كانت لهم وقعة بِسِجِسْتان، فَشَبَّهَهُم فی شدَّتهم بالخَوارج الذین كان فیهم كَهْمَسُ بن طَلْق، و حَیُوا یعنی الخوارج أَصحاب كَهْمَس، أَی كأَنَّ هؤلاء القوم أَصحاب كَهْمَس فی قُوَّتهم و شدّتهم و نُصْرتهم.

كوس؛ ج6، ص: 199

: الكَوْسُ: المَشی علی رجل واحدة، و من ذوات الأَربع علی ثلاث قَوائم، و قیل: الكَوْسُ أَن یَرْفع إِحدی قوائمه و یَنْزُوَ علی ما بقی، و قد كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً؛ قال الأَعور النَّبْهانیُّ: و لو عند غَسَّان السَّلِیطیِّ عَرَّسَتْ، رَغا فَرِقٌ منها، و كاسَ عَقِیرُ و قال حاتم الطائی: و إِبْلِیَ رَهْنٌ أَن یَكُوسَ كَریمُها عَقِیراً، أَمامَ البیت، حِینَ أُثِیرُها أَی تعقر إِحدی قوائم البعیر فیَكُوس علی ثلاث؛ و قالت عمرة أُخت العباس بن مِرْداس و أُمُّها الخَنْساء تَرْثی أَخاها و تذكر أَنه كان یُعَرْقِبُ الإِبل: فَظَلَّتْ تَكُوسُ علی أَكْرُعٍ ثَلاثٍ، و غادَرَتُ أخْری خَضِیبا
(1). قوله [رمیم] هو اسم امرأة كما فی شرح القاموس. (2). قوله [منیت إلخ] سیأتی فی مادة كندش فانظره.
لسان العرب، ج‌6، ص: 200
تعنی القائمة التی عَرْقَبَها فهی مُخَضَّبَة بالدم. و كاس البعیر إِذا مشی علی ثلاث قوائم و هو مُعَرْقَبٌ. و التَّكاوُس: التَّراكُمُ و التزاحم. و تَكاوَسَ النخل و الشجر و العُشْب: كَثُرَ و التفَّ؛ قال عُطارِد بنُ قُرَّان: و دُونیَ من نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ، و مُعْتَلِجٌ من نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ و تَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ و سقط بعضه علی بعض، فهو مُتَكاوِس. و‌فی حدیث قتادة ذكر أَصحاب الأَیْكة فقال: كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس‌أَی مُلْتَف متراكب، و‌یروی مُتَكادِس، و هو بمعناه. و فی النوادر: اكْتاسَنی فلان عن حاجتی و ارْتَكَسَنی أَی حبسنی. و الكُوسُ، بالضم: الطَّبْل، و یقال: هو معرَّب. و مَكْوَسٌ علی مَفْعَل: اسم حمار «1». و لُمْعَةٌ كَوْساء: متراكمة ملتفَّة. و المُتَكاوِسُ فی القوافی: نوع منها و هو ما توالی فیه أَربع متحركات بین ساكنین، شبّه بذلك لكثرة الحركات فیه كأَنها التفَّت. و كاسَ الرجُلُ كَوْساً و كَوَّسَهُ: أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلی الأَرض، و قیل: كَبَّه علی رأْسه. و كاسَ هُوَ یَكُوسُ: انقلب. و‌فی حدیث عبد اللَّه بن عمر: أَنه كان عند الحجاج فقال: ما نَدِمْتُ علی شی‌ء نَدَمی أَن لا أَكون قَتَلْتُ ابن عمر، فقال عبد اللَّه: أَما و اللَّه لو فعلتَ ذلك لَكَوَّسَك اللَّه فی النار أَعلاك أَسفلك؛ قال أَبو عبید: قوله لَكَوَّسَك اللَّه یعنی لَكَبَّك اللَّه فیها و جعل أَعلاك أَسْفَلك، و هو كقولهم: كلَّمته فاهُ إِلی فیَّ، فی وقوعه موقع الحال. و یقال كَوَّسْتُهُ علی رأْسه تَكْویساً، و قد كاسَ یَكوسُ إِذا فعل ذلك. و الكُوس: خَشَبة مُثلَّثة تكون مع النَّجَّار یَقِیس بها تَرْبیعَ الخشَب، و هی كلمة فارسیة، و الكَوْسُ أَیضاً كأَنها أَعجمیة و العرب تكلَّمت بها، و ذلك إِذا أَصاب الناس خَبٌّ فی البحر فخافوا الغَرَق، قیل: خافوا الكَوْسَ. ابن سیدة: و الكَوْسُ هَیْجُ البحر و خَبُّه و مُقارَبة الغرق فیه، و قیل: هو الغرَق، و هو دَخِیل. و الكُوسِیُّ من الخیل: القصیر الدَّوارِج فلا تراه إِلا مُنَكَّساً إِذا جَرَی، و الأُنثی كُوسِیَّة، و قال غیره: هو القصیر الیدَیْنِ. و كاسَتِ الحیَّة إِذا تَحَوَّتْ فی مَكاسِها، و فی نسخة فی مَساكِها. و كَوْساءُ: موضع؛ قال أَبو ذؤیب: إِذا ذَكَرتْ قَتْلی بِكَوْساء، أَشْعَلَتْ كوَاهِیَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها

كیس؛ ج6، ص: 200

: الكَیْسُ: الخفَّة و التوقُّد، كاس كَیْساً، و هو كَیْسٌ و كَیِّسٌ، و الجمع أَكْیاس؛ قال الحطیئة: و اللَّه ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرأً جُنُباً، فی آلِ لأْیِ بنِ شَمَّاسٍ، بأَكْیاسِ قال سیبویه: كَسَّروا كَیِّساً علی أَفعال تشبیهاً بفاعل، و یدلُّك علی أَنه فَیْعِل أَنهم قد سلَّموا فلو كان فَعْلًا لم یسلِّموه «2»؛ و قوله أَنشده ثعلب: فكُنْ أَكْیَسَ الكَیْسَی إِذا كنتَ فیهمُ، و إِنْ كنتَ فی الحَمْقی، فكُنْ أَنتَ أَحْمَقا
(1). قوله [و مكوس علی مفعل اسم حمار] مثله فی الصحاح، و عبارة القاموس و شرحه: و مكوّس كمعظم: حمار، و وهم الجوهری فضبطه بقلمه علی مفعل، و إِذا كان لغة كما نقله بعضهم فلا یكون وهماً. (2). قوله [كسروا كیساً علی أفعال إلی قوله لم یسلموه] هكذا فی الأَصل و مثله فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 201
إِنما كسَّره هنا علی كَیْسی لمكان الحَمْقی، أَجری الضدَّ مُجْری ضدِّه، و الأُنثی كَیِّسَة و كَیْسَة. و الكُوسی و الكِیسی: جماعة الكَیِّسَة؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنها تأْنیث الأَكْیَس، و قال مَرَّةً: لا یوجد علی مثالها إِلا ضِیقی و ضُوقی جمع ضَیِّقَة، و طُوبی جمع طَیِّبة و لم یقولوا طِیبی، قال: و عندی أَن ذلك تأْنیث الأَفْعَل. اللیث: جمع الكَیِّس كَیَسَة. و یقال: هذا الأَكْیَسُ و هی الكُوسی و هُنَّ الكُوسُ. و الكُوسِیَّات: النساء خاصَّة؛ و قوله: فما أَدْری أَ جُبْناً كان دَهْری أَمِ الكُوسَی، إِذا جَدَّ الغَرِیمُ؟ أَراد الكَیْسَ بناه علی فُعْلی فصارت الیاء واواً كما قالوا طُوبی من الطِّیب. و فی اغتسال المرأَة مع الرجل: إِذا كانت كَیِّسَة؛ أَراد به حسن الأَدب فی استعمال الماء مع الرجل. و‌فی الحدیث: و كان كَیْسَ الفعل‌أی حَسَنَه، و الكَیْسُ فی الأُمور یجری مَجْری الرِّفق فیها. و الكُوسی: الكَیْسُ؛ عن السِّیرافی، أَدخلوا الواو علی الیاء كما أَدخلوا الیاء كثیراً علی الواو، و إِن كان إِدخال الیاء علی الواو أَكثر لخفة الیاء. و رجل مُكَیَّس: كَیْسٌ؛ قال رافع بن هُرَیْمٍ: فهَلَّا غَیْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ، إِذا ما كنتُمُ مُتَظَلِّمِینا؟ عَفاریتاً علیَّ و أَكل مالی، و جُبْناً عن رِجالٍ آخَرینا فلو كنتم لمُكْیِسَةٍ أَكاسَتْ، و كَیْسُ الأُم یُعْرَف فی البَنِینا و لكن أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فَجِئتُمْ غِثاثاً، ما نَرَی فیكم سَمِینا أَی أَوْجَب لأَن یكون البَنُون أَكْیاساً. و امرأَة مكْیاسٌ: تَلِدَ الأَكْیاسَ. و أَكْیَسَ الرجل و أَكاسَ إِذا وُلِدَ له أَولاد أَكیاسٌ. و التَّكَیُّسُ: التظرُّف. و تَكَیَّسَ الرجل: أَظهر الكَیْسَ. و الكِیسی: نعت المرأَة الكَیِّسَة، و هو تأْنیث الأَكْیَسِ، و كذلك الكوسی، و قد كاس الولد یَكِیسُ كَیْساً و كِیاسَةً. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: الكَیِّس من دان نَفسَه و عَمِل لما بعد الموْت‌أَی العاقل. و‌فی الحدیث: أَیُّ المؤمنین أَكْیَسُ‌أَی أَعقل. أَبو العباس: الكَیِّسُ العاقل، و الكَیْسُ خلاف الحمق، و الكَیس العقل، یقال: كاسَ یَكِیسُ كَیْساً. و زیدُ بن الكَیِّس النَّمَریّ: النَّسَّابة. و الكَیِّسُ: اسم رجل، و كذلك كَیْسان. و كَیْسان أَیضاً: اسمٌ للغَدْرِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قَطن: إِذا كنت فی سَعْدٍ، و أُمُّك منهمُ، غَریباً فلا یَغْرُرْك خالُك من سَعْدِ إِذا ما دَعَوْا كَیسان، كانت كُهولُهم إِلی الغَدْرِ أَسْعَی من شَبابهمِ المُرْدِ و ذكر ابن دُرَیْدٍ أَن هذا للنَّمِر بن تَوْلَب فی بنی سعد و هم أَخوالُه. و قال ابن الأَعرابی: الغَدْرُ یكنی أَبا كَیْسان، و قال كراع: هی طائیة، قال: و كل هذا من الكَیْس. و الرجل كَیِّس مُكَیَّس أَی ظریف؛ قال: أَ ما تَرانی كَیِّساً مُكَیَّسا، بَنَیْتُ بَعْدَ نافِع مُخَیَّسا؟
لسان العرب، ج‌6، ص: 202
المُكَیَّس: المعروف بالكَیْس. و الكَیْس: الجِماع. و‌فی حدیث النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: فإِذا قَدِمْتم علی أَهالیكم فالكَیْسَ الكَیْسَ‌أَی جامعوهنَّ طَلباً للولد، أَراد الجِماع فجعل طلب الولد عَقْلًا. و الكَیْسُ: طلب الولد. ابن بُزُرج: أَكاسَ الرجلُ الرجلَ إِذا أَخذ بناصِیَته، و أَكاسَتِ المرأَة إِذا جاءتْ بولد كَیِّس، فهی مُكِیسَة. و یقال: كایَستُ فلاناً فكِسْتُه أَكِیسُه كَیْساً أَی غلبته بالكَیْس و كنتُ أَكْیَس منه. و‌فی حدیث جابر: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال له: أَ ترانی إِنما كِسْتُك لآخُذَ جَمَلك‌أَی غلبتك بالكَیْس. و هو یُكایسُه فی البیع. و الكِیس من الأَوعیة: وِعاءٌ معروف یكون للدراهم و الدنانیر و الدُّرِّ و الیاقُوتِ؛ قال: إِنما الذَّلْفاءُ یاقُوتَةٌ أُخْرجَتْ من كِیس دُهْقانِ و الجمع كِیَسَة. و‌فی الحدیث: هذا من كِیس أَبی هریرة‌أَی مما عنده من العلم المقتنی فی قلبه كما یُقْتَنی المال فی الكِیس، و رواه بعضهم بفتح الكاف، أَی من فِقْهِه و فِطْنته لا من روایته. و الكَیْسانِیَّة: جُلود حمر لیست بقرظِیَّة. و الكَیْسانِیَّة: صِنْف من الرَّوافِض أَصحاب المُختار بن أَبی عُبید یقال لَقَبُه كان كَیْسان. و یقال لما یكون فیه الولد: المَشِیمَة و الكِیسُ؛ شُبِّه بالكیس الذی تحرز فیه النفقة.

فصل اللام؛ ج6، ص: 202

لأس؛ ج6، ص: 202

: اللَّؤُس: وَسَخُ الأَظفار. و قالوا: لو سأَلتُه لَؤُساً ما أَعْطانی و هو لا شی‌ء؛ عن كراع. اللیث: اللَّوْس أَن تَتَّبع الحَلاواتِ «3» و غیرها فتأْكلها. یقال لاسَ یَلُوس لَوْساً، و هو لائِسٌ و لَؤُوسٌ.

لبس؛ ج6، ص: 202

: اللُّبْسُ، بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس، و اللَّبْس، بالفتح: مصدر قولك لَبَسْت علیه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت. و اللِّباسُ: ما یُلْبَس، و كذلك المَلْبَس و اللِّبْسُ، بالكسر، مثلُه. ابن سیدة: لَبِسَ الثوب یَلْبَسُه لُبْساً و أَلْبَسَه إِیاه، و أَلْبَس علیك ثوبَك. و ثوب لَبِیس إِذا كثر لُبْسُه، و قیل: قد لُبِسَ فأَخْلَق، و كذلك مِلْحَفَة لَبِیسٌ، بغیر هاء، و الجمع لُبُسٌ؛ و كذلك المزادة و جمعها لَبائِس؛ قال الكمیت یصف الثور و الكلاب: تَعَهّدَها بالطَّعْنِ، حتی كأَنما یَشُقُّ بِرَوْقَیْهِ المَزادَ اللَّبائِسا یعنی التی قد استعملت حتی أَخْلَقَتْ، فهو أَطوَعُ للشَّقِّ و الخَرْق. و دارٌ لَبِیسٌ: علی التشبیه بالثوْب الملبوس الخَلَق؛ قال: دارٌ لِلَیْلی خَلَقٌ لَبِیسُ، لیس بها من أَهلها أَنیسُ و حَبْل لَبیسٌ: مستعمَل؛ عن أَبی حنیفة. و رجل لَبِیسٌ: ذو لِبَاسٍ، علی التَّشبیه؛ حكاه سیبویه. و لَبُوسٌ: كثیر اللِّباس. و اللَّبُوس: ما یُلبس؛ و أَنشد ابن السكیت لِبَیْهَس الفزاری، و كان بَیْهس هذا قتل له ستة إِخوة هو سابعُهم لما أَغارَتْ علیهم أَشْجَع، و إِنما تركوا بَیْهَساً لأَنه كان یحمُق فتركوه احْتِقاراً له، ثم إِنه مرَّ یوماً علی نِسْوَة من قومه، و هنَّ یُصلِحْن امرأَة یُرِدْنَ أَن یُهْدِینَها لبعض من قَتَل إِخَوتَه. فكشف ثوبه عن اسْتِه و غطَّی رأَسه
(3). قوله [اللیث اللوس إلی آخر المادة] محله فی مادة لوس لا هنا فلذا ذكره هناك.
لسان العرب، ج‌6، ص: 203
فقلْنَ له: وَیْلَك أَیَّ شی‌ء تصنَع؟ فقال: الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها: إِمَّا نَعِیمَها و إِمَّا بُوسَهَا و اللَّبُوس: الثیاب و السِّلاح. مُذكَّر، فإِن ذهبت به إِلی الدِّرْع أَنَّثْتَ. و قال اللَّه تعالی: وَ عَلَّمْنٰاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ؛ قالوا: هو الدِّرْعُ تُلبَس فی الحروب. و لِبْسُ الهَوْدج: ما علیه من الثیاب. یقال: كشَفْت عن الهَوْدج لِبْسَه، و كذلك لِبْس الكعبة، و هو ما علینا من اللِّباسِ؛ قال حمید بن ثور یصف فرَساً خدمته جَواری الحیِّ: فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ بأَطْرافِ طَفْلٍ، زانَ غَیْلًا مُوَشَّما و إِنه لحسَنُ اللَّبْسَة و اللِّباس. و اللِّبْسَةُ: حالة من حالات اللُّبْس؛ و لَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدة. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن لِبْسَتَیْن، هی بكسر اللام، الهیئة و الحالة، و روی بالضم علی المصدر؛ قال ابن الأَثیر: و الأَوّل الوجه. و لِباسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. و لِباسُ كل شی‌ء: غِشاؤُه. و لِباس الرجل: امرأَتُه، و زوجُها لِباسُها. و قوله تعالی فی النساء: هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ؛ أَی مثل اللِّباسِ؛ قال الزجاج: قد قیل فیه غیرُ ما قوْلٍ قیل: المعنی تُعانِقونهنَّ و یُعانِقْنَكم، و قیل: كلُّ فَرِیقٍ منكم یَسْكُنُ إِلی صاحبه و یُلابِسُه كما قال تعالی: وَ جَعَلَ مِنْهٰا زَوْجَهٰا لِیَسْكُنَ إِلَیْهٰا. و العرب تسَمِّی المرأَة لِباساً و إِزاراً؛ قال الجعدی یصف امرأَة: إِذا ما الضَّجِیعُ ثَنَی عِطْفَها، تَثَنَّتْ، فكانت علیه لِباسا و یقال: لَبِسْت امرأَة أَی تمتَّعت بها زماناً، و لَبِست قَوْماً أَی تملَّیْت بهم دهراً؛ و قال الجعدی: لَبِسْت أُناساً فأَفْنَیْتُهُمْ، و أَفْنَیْتُ بعد أُناسٍ أُناسا و یقال: لَبِسْت فلانة عُمْرِی أَی كانت معی شَبابی كلَّه. و تَلَبَّسَ حُبُّ فلانة بَدَمِی و لَحْمِی أَی اختلط. و قوله تعالی: الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ اللَّیْلَ لِبٰاساً أَی تَسْكُنُون فیه، و هو مشتملٌ علیكم. و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: فَأَذٰاقَهَا اللّٰهُ لِبٰاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ، جاعُوا حتی أَكلوا الوَبَرَ بالدَّمِ و بلغ منهم الجُوعُ الحالَ التی لا غایة بعدها، فضُرِبَ اللِّباسُ لما نالهم مثلًا لاشتماله علی لابِسِه.و لِبٰاسُ التَّقْویٰ: الحیاءُ؛ هكذا جاء فی التفسیر، و یقال: الغلیظ الخشِنُ القصیر. و أُلْبِسَتِ الأَرض: غطَّاها النَّبْتُ. و أَلبَسْت الشی‌ء، بالأَلف، إِذا غَطَّیْته. یقال: أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها. و یقال: الحَرَّةُ الأَرض التی لَبِسَتها حجارة سُودٌ. أَبو عمرو: یقال للشی‌ء إِذا غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه و لا یكون لَبِسَه كقولهم أَلبَسَنا اللیل، و أَلْبَسَ السماءَ السحابُ و لا یكون لَبِسَنا اللیل و لا لَبِس السماءَ السحابُ. و یقال: هذه أَرض أَلْبَسَتْها حجارة سود أَی غطَّتْها. و الدَّجْنُ: أَن یُلْبِسَ الغیمُ السماء. و المَلْبَسُ: كاللِّباسِ. و فی فلان مَلْبَسٌ أَی مُسْتَمْتَعٌ. قال أَبو زید: یقال إِن فی فلان لمَلْبَساً أَی لیس به كِبْرٌ، و یقال: كِبَرٌ، و یقال: لیس لفلان لَبِیسٌ أَی لیس له مثل. و قال أَبو مالك: هو من المُلابَسَة و هی المُخالَطة. و جاء لابِساً أُذُنَیْه أَی مُتغافلًا، و قد لَبِس له أُذُنَهُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌6، ص: 204
لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَیَّ، حتَّی أَراد لقَوْمِه أَنْ یأْكُلُونی یقول: تغافَلْت له حتی أَطمَعَ قومَه فیَّ. و اللَّبْسُ و اللَّبَسُ: اختلاط الأَمر. لبَسَ علیه الأَمرَ یَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه علیه حتی لا یعرِف جِهَتَه. و‌فی المَوْلَدِ و المَبْعَثِ: فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه، قال: فَخِفْتُ أَن یكون قد الْتُبِسَ بی‌أَی خُولِطْت فی عَقْلی، من قولك فی رَأْیهِ لَبْسٌ أَی اختلاطٌ، و یقال للمجنون: مُخالَط. و الْتَبَسَ علیه الأَمر أَی اختلَطَ و اشْتَبَه. و التَّلْبیسُ: كالتَّدْلیس و التَّخلیط، شُدِّد للمبالغة، و رجل لَبَّاسٌ و لا تقل مُلَبِّس. و‌فی حدیث جابر: لما نزل قوله تعالی: أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً؛ اللَّبْس: الخلْط.یقال: لَبَسْت الأَمر، بالفتح، أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض، أَی یَجْعَلكم فِرَقاً مختلفین؛ و منه‌الحدیث: فَلَبَسَ علیه صَلاتَه.و‌الحدیث الآخر: من لَبَسَ علی نفسه لَبْساً، كلُّه بالتخفیف؛ قال: و ربما شدد للتكثیر؛ و منه‌حدیث ابن صیّاد: فَلَبَسَنی‌أَی جَعَلنی أَلْتَبِسُ فی أَمره، و‌الحدیث الآخر: لَبَسَ علیه.و تَلَبَّس بیَ الأَمرُ: اختلط و تعلق؛ أَنشد أَبو حنیفة: تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمی و لَحْمِی، تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ و تَلَبَّسَ بالأَمر و بالثَّوْب. و لابَسْتُ الأَمرَ: خالَطْتُه. و فیه لُبْسٌ و لُبْسَةٌ أَی التِباسٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ لَلَبَسْنٰا عَلَیْهِمْ مٰا یَلْبِسُونَ؛ یقال: لَبَسْت الأَمر علی القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه علیهم و جَعَلتَه مُشْكِلًا، و كان رؤساء الكفار یَلْبِسُون علی ضَعَفَتهم فی أَمر النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فقالوا: هَلَّا أُنزل إِلینا مَلَك؟ قال اللَّه تعالی: وَ لَوْ أَنْزَلْنٰا مَلَكاً فرأَوْه، یعنی المَلَك، رجُلًا لكان یَلْحَقهم فیه من اللَّبْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه. و من أَمثالهم: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم یُبَیِّنْهُ لك. و فی التهذیب: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ؛ یُضرَب هذا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَی كثر من یَتَّهِمُه فیما سَرَقه. و المِلْبَس: الذی یلبسُك و یُجلِّلك. و المِلْبَسُ: اللیل بعَیْنه كما تقول إِزارٌ و مِئْزَرٌ و لِحافٌ و مِلْحَفٌ؛ و من قال المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كما قال: و بَعْدَ المَشِیبِ طُول عُمْرٍ و مَلْبَسَا و روی عن الأَصمعی فی تفسیر هذا المثل قال: و یقال ذلك للرجل، یقال له: ممن أَنت؟ فیقول: من مُضَر أَو من رَبیعَة أَو من الیَمَن أَی عَمَمْت و لم تخصَّ. و اللَّبْسُ: اختِلاطُ الظلام. و‌فی الحدیث: لُبْسَةٌ، بالضم، أَی شُبْهَةٌ لیس بواضح. و‌فی الحدیث: فیَأْكلُ فما یَتَلَبَّسُ بِیَدِه طَعام‌أَی لا یَلْزَق به لنظافة أَكله؛ و منه‌الحدیث: ذهب و لم یَتَلَبَّسْ منها بشی‌ء‌یعنی من الدنیا. و فی كلامه لَبُوسة و لُبُوسَة أَی أَنه مُلْتَبِس؛ عن اللحیانی، و لَبَّسَ الشی‌ءُ: الْتَبَسَ، و هو من باب: قد بَیَّنَ الصبحُ لِذِی عَینَیْن و لابَسَ الرجلُ الأَمر: خالطَه. و لابَسْتَ فلاناً: عَرَفت باطنَه. و ما فی فلان مَلبَس أَی مُسْتَمْتَع. و رجل البِیسُ: أَحمق «1».
(1). قوله [البیس أَحمق] كذا فی الأَصل. و فی شرح القاموس: و رجل لبیس، بكسر اللام: أَحمق.
لسان العرب، ج‌6، ص: 205
اللیث: اللَّبَسَة بَقْلة؛ قال الأَزهری: لا أَعرف اللَّبَسَة فی البُقُول و لم أَسمع بها لغیر اللیث.

لحس؛ ج6، ص: 205

: اللَّحْسُ باللسان، یقال: لَحِس القَصْعَة، بالكسر. و اللَّحْسَة: اللَّعْقَة. و الكلب یَلْحَس الإِناء لَحْساً: كذلك، و فی المَثل: أَسْرَع من لَحْسِ الكلب أَنفه. و لحِسْت الإِناء لَحْسَة و لُحْسَة و لَحَسَه لَحْساً: لَعِقَه. و‌فی حدیث غَسْل الیَدِ من الطعام: إِن الشیطان حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ‌أَی كثیر اللَّحْسِ لما یَصِل إِلیه. تقول: لَحِسْت الشی‌ء أَلْحَسه إِذا أَخذتَه بلسانك، و لَحَّاسٌ للمبالغة. و الحَسَّاس: الشدید الحِسّ و الإِدْراك. و قولهم: تَرَكْتُ فلاناً بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها، هو مِثل قولهم بِمَباحِث البقر أَی بالمكان القَفْر بحیث لا یُدْرَی أَین هو، و قال ابن سیدة: أَی بِفَلاةٍ من الأَرض. قال: و معناه عندی بحیث تَلْعَق البَقَرُ ما علی أَولادِها من السَّابِیاءِ و الأَغْراسِ، و ذلك لأَن البَقَر الوَحْشِیَّة لا تلِد بالمَفاوز؛ قال ذو الرمة: تَرَبَّعْنَ، منْ وَهْبِین أَو بِسُوَیْقةٍ، مَشَقَّ السَّوابی عن رُؤوس الجَآذِر قال: و عندی أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فقط أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها لأَن المَفْعَل إِذا كان مصدراً لم یُجْمع؛ قال ابن جِنِّی: لا تخلو مَلاحِس هاهنا من أَن تكون جمع مَلْحَس الذی هو المصدر أَو الذی هو المكان، فلا یجوز أَن یكون هاهنا مكاناً لأَنه قد عمل فی الأَولاد فنصبَها، و المكان لا یعمل فی المفعول به كما أَن الَّزمان لا یعمل فیه، و إِذا كان الأَمر علی ما ذكرناه كان المضاف هنا محذوفاً مقدَّراً كأَنه قال: تَرَكْتُه بِمَلاحِسِ «1» البقَر أَولادَها، كما أَن قوله: و ما هِیَ إِلا فی إِزارٍ و عِلْقَةٍ، مُغارَ ابن هَمَّام علی حَیِّ خَثْعَما محذوفُ المضاف، أَی وقتَ إِغارَة ابن همام علی حَیِّ خَثْعَم، أَ لا تراه قد عَدَّاه إِلی قوله علی حَیِّ خَثْعَما؟ و مَلاحِس البقَرِ إِذاً مصدرٌ مجموع مُعْمَل فی المفعول به كما أَن قوله: مَواعِیدَ عُرْقُوب أَخاه بِیَثْرِب كذلك و هو غریب. قال ابن جنی: و كان أَبو علی، رحمه اللَّه، یورِد مَواعِیدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّریف المتعجَّب منه. و اللَّحْسُ: أَكل الجَراد الخَضِرَ و الشجرَ، و كذلك أَكلُ الدُّودَةِ الصُّوف. و اللَّاحُوس: الحریص، و قیل: المَشؤوم یَلْحَس قومَه، علی المَثَل، و كذلك الحاسُوس و اللَّحُوس من الناس الذی یَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب. و المِلْحَسُ: الشجاع كأَنه یأْكل كلَّ شی‌ء یرتفع له. و یقال: فلان أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْیَس. و‌فی حدیث أَبی الأَسْوَد: علیكم فلاناً فإِنه أَهْیَس أَلْیَس أَلَدُّ مِلْحَس، هو الذی لا یظهر له شی‌ء إِلا أَخذه، مِفْعَل من اللَّحْس. و یقال: الْتَحَسْت منه حَقِّی أَی أَخذتُه، و أَصابتهم لَواحِس أَی سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شی‌ء؛ قال الكمیت: و أَنتَ رَبِیعُ الناس و ابْنُ رَبیعِهِمْ، إِذا لُقِّبَتْ فیها السِّنُونُ اللَّواحِسَا و أَلْحَسَت الأَرض: أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب، و قیل: هو أَن تَخْرُج رؤوس البقل فیراه المال فیطمَع فیه فیَلْحَسَه إِذا لم یقدِر أَن یأْكل منه شیئاً،
(1). قوله [كأَنه تركته بملاحس إلخ] هكذا فی الأَصل، و لعل فیه سقطاً و الأَصل تركته بمكان ملاحس إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 206
و اللَّحْس: ما یظهر من ذلك. و غَنَم لاحِسة: ترعَی اللَّحْس. و رجل مِلْحَس: حریصٌ، و قیل: المِلْحَس و المُلْحِس الذی یأْخذُ كلَّ شی‌ء یقدِر علیه.

لدس؛ ج6، ص: 206

: لَدَسَه بیدِه لَدْساً: ضَرَبَه بها، و لَدَسَه بالحجر: ضَرَبه أَو رَماه، و به سُمِّی الرجل مُلادِساً. و بنو مُلادِس: حَیّ. و ناقة لَدِیسٌ: رُمِیت باللحم، و قیل: اللَّدِیسُ الكثیر اللحم؛ عن كراع. الصحاح: اللَّدِیسُ الناقة الكثیرة اللحم مثل اللَّكِیك و الدَّخِیس. و أَلْدَسَت الأَرض إِلدَاساً: أَطْلَعَت شیئاً من النبات؛ قال ابن سیدة: أُراه مقلوباً عن أَدْلَسَت. و ناقة لدِیس رَدِیس إِذا رمیت باللحم رمیاً؛ قال الشاعر: سَدِیسٌ لَدِیسٌ عَیْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ، تُبارُ إِلیها المُحْصَنات النَّجائِبُ المُحْصَنات النَّجائبُ: اللّواتی أَحْصَنَها صاحِبُها أَن لا یَضْرِبَها إِلّا فَحْل كَرِیم، و قوله تُبارُ أَی یُنْظرُ إِلیهنّ و إِلی سَیْرِهنَّ بسَیْر هذه الناقة یُختَبَرْن بسَیرها. و یقال: لَدَّسْتُ الخُفَّ تَلدِیساً إِذا ثَقَّلْتَه و رَقَعْتَه. یقال: خُفٌّ مُلَدَّسٌ كما یقال ثَوْب مُلَدَّم و مُرَدَّم. و لَدَّسْت فِرْسِنَ البعیر تَلْدیساً إِذا أَنْعَلْتَه؛ و قال الراجز: حَرْف عَلاة ذات خُفٍّ مِرْدَسِ، دامِی الأَظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ و المِلْدَس: لغة فی المِلْطَس، و هو حجر ضخم یُدَقُّ به النَّوَی، و ربما شبّه به الفحل الشدید الوطء، و الجمع المَلادِس.

لسس؛ ج6، ص: 206

: اللَّسُّ: الأَكل. أَبو عبید: لَسَّ یَلُسُّ لَسّاً إِذا أَكل؛ و قال زهیر یصف وَحْشاً: ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ و ناشِطٌ، قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِیر جَحَافِلُه «1» و لَسَّت الدابةُ الحشیش تَلُسُّه لَسّاً: تَناوَلَتْه و نَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها. و أَلَسَّت الأَرضُ: طَلَع أَوّل نباتِها، و اسمُ ذلك النبات اللُّساس، بالضم، لأَن المال یَلُسُّه و اللُّساس: أَوّل البَقْل. و قال أَبو حنیفة: اللُّسَاس البقل ما دام صغیراً لا تَسْتَمْكِن منه الراعیة و ذلك لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً؛ قال: یُوشِك أَن تُوجِسَ فی الإِیجاس «2»، فی باقِلِ الرِّمْثِ و فی اللُّساس، منها هَدِیمُ ضَبَعٍ هَوَّاس و أَلَسَّ الغَمِیرُ: أَمكن أَن یُلَسَّ. قال بعض العَرب: وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً ما حَوْلها قد أَلَسَّ غَمِیرُها؛ و قیل: أَلَسَّ خرج زَهْرُه. و قال أَبو حنیفة: اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْی، لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً. و ثوب مُتَلَسْلِس و مُلَسْلَس: كمُسَلْسَل، و زعم یعقوب أَنه مقلوب. و ماءٌ لَسْلَس و لَسْلاس و لُسالِس: كسَلْسَل؛ الأَخیرة عن ابن جنی. ابن الأَعرابی: یقال للغلام الخفیف الروح النَّشیط لُسْلُس و سُلْسُل. و اللُّسُسُ: الحَمَّالون الحُذَّاق؛ قال الأَزهری: و الأَصل النُّسُس، و النَّسُّ السَّوْق، فقلبت النون لاماً. ابن الأَعرابی: سَلْسَلَ إِذا أَكل السَّلْسَلَة؛ و هی القطعة الطویلة من السنام، و قال أَبو عمر: و هی اللِّسْلِسةُ، و قال الأَصمعی: هی السَّلْسَلَة، و یقال سِلْسِلَة.
(1). قوله ناشط: فی قصیدة زهیر: مِسْحَل. (2). قوله [یوشك أَن توجس] هكذا فی الأَصل و شارح القاموس هنا و أَعاد المؤلف هذه الأَبیات فی مادة هوس بلفظ آخر.
لسان العرب، ج‌6، ص: 207
و اللَّسْلاسُ: السَّنام المقطَّع؛ قال الأَصمعی: اللِّسْلِسَة یعنی السنام المقطَّع.

لطس؛ ج6، ص: 207

: اللَّطْس: الضَّرْب للشی‌ء بالشی‌ء العَریض؛ لَطَسه یَلْطُسُه لَطْساً. و حجرٌ لَطَّاس: تُكْسَر به الحجارة. و المِلْطَسُ و المِلْطاس: حَجَرٌ ضخْم یُدَقُّ به النَّوی مثل المِلْدَم و المِلْدام، و الجمع المَلاطِس. و المِلْطاس: مِعْوَل یكسَر به الصخر. قال ابن شمیل: المَلاطِیس المَناقِیر من حدید یُنْقَر بها الحجارة، الواحدة مِلْطاس. و المِلْطاس ذو الخَلْفَین: الطویل الذی له عَنَزَة، و عَنَزَتُه حدُّه الطویلُ؛ قال أَبو خیرة: المِلْطَس ما نَقَرْتَ به الأَرحاء؛ قال إمرؤْ القیس: و تَرْدی علی صُمٍّ صِلاب مَلاطِس، شَدیدات عَقْد، لَیِّنات مِتان و قال الفرّاء: ضربه بِمِلْطاس، و هی الصخرة العظیمة، لَطَسَ بها أَی ضرَب بها ابن الأَعرابی: اللَّطْسُ اللَّطْمُ؛ و قال الشماخ فجعل أَخفاف الإِبل مَلاطِس: تَهْوی علی شَراجِعٍ عَلِیَّاتْ، مَلاطِسِ الأَخْفافِ أَفْتَلِیَّاتْ قال ابن الأَعرابی: أَراد أَنها تضرِب بأَخْفافِها تَلْطُسُ الأَرض أَی تَدُقُّها بها. و اللَّطْس: الدَّقُّ و الوَطءُ الشدید؛ قال حاتم: و سُقِیتُ بالماءِ النَّمیرِ، و لم أُترَكْ أُلاطِسُ حَمْأَة الحَفْرِ قال أَبو عبیدة: معنی أُلاطِسُ أَتَلَطَّخ بها. و لَطَسه البعیرُ بخفِّه: ضرَبه أَو وَطِئَه. و المِلْطَس و المِلْطاس: الخُفُّ أَو الحافر الشدید الوطء. التهذیب: و ربما سمی خُفُّ البعیر مِلْطاساً. و المِلْطاس: الصخرة العظیمة، و المِدَقُّ المِلْطاس، و المِلْطاس: حجر عَریض فیه طُول.

لعس؛ ج6، ص: 207

: اللَّعَسُ: سَوادُ اللِّثَة و الشَّفة، و قیل: اللَّعَس و اللُّعْسَة سَواد یعلو شَفَة المرأَة البیضاء؛ و قیل: هو سواد فی حمرة؛ قال ذو الرمة: لَمْیاءُ فی شَفَتَیْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، و فی اللِّثاتِ، و فی أَنْیابها شَنَبُ أَبْدَلَ اللَّعَسَ من الحُوَّة. لَعِسَ لَعَساً، فهو أَلْعَسُ، و الأُنثی لَعْساء؛ و جعل العجاج اللُّعْسَة فی الجسد كله فقال: و بَشَراً مع البَیاض أَلْعَسا فجعل البشر أَلْعَسَ و جعله مع البیاض لما فیه من شُرْبة الحمرة. قال الجوهری: اللَّعْسُ لَونُ الشفة إِذا كانت تضرب إِلی السواد قلیلًا، و ذلك یُسْتَمْلَح. یقال: شفة لَعْساء و فِتْیَة و نسوة لُعْس، و ربما قالوا: نَبات أَلْعَس، و ذلك إِذا كثر و كَثُف لأَنه حینئذ یضرب إِلی السواد. و‌فی حدیث الزبیر: أَنه رأَی فِتْیَة لُعْساً فسأَل عنهم فقیل: أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة و أَبُوهم مملوك. فاشتری أَباهم و أَعتقه فجرَّ ولاءَهم؛ قال ابن الأَثیر: اللُّعْسُ جمع أَلْعَس، و هو الذی فی شفتیه سَواد. قال الأَصمعی: اللُّعْس الذین فی شِفاهِهمْ سَوادٌ، و هو مما یُستحسَن، و لقد لَعِسَ لَعَساً. قال الأَزهری: لم یُرِدْ به سَوادَ الشفة خاصة إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَی سَوادَها، و العرب تقول جاریة لَعْساء إِذا كان فی لَوْنِها أَدنی سواد فیه شُرْبَة حُمْرَةٍ لیست بالناصعَة، فإِذا قیل لَعْساء الشَّفة فهو علی ما قال الأَصمعی.لسان العرب، ج‌6، ص: 208‌و المُتَلَعِّس: الشدید الأَكل. و اللَّعْوَس: الأَكُول الحَریص، و قیل: اللَّغْوَس، بالغین معجمة، و هو من صفات الذئب. و اللَّعْوس، بتسكین العین: الخفیف فی الأَكل و غیره كأَنه الشَّرِه؛ و منه قیل للذئب: لَعْوَس و لَغْوَس؛ و أَنشد لذی الرُّمة: و ماءٍ هَتَكْتُ اللَّیْلَ عنه، و لم یَرِدْ رَوایا الفِراخِ و الذِّئابُ اللَّعاوِسُ و یروی بالغین المعجمة. و ما ذقت لَعُوساً أَی شیئاً، و ما ذُقْتُ لَعُوقاً مثله. و قیل: اللَّعْس العَضُّ، یقال: لَعَسَنی لَعْساً أَی عَضَّنی؛ و به سمی الذئب لَعْوَساً. و أَلْعَسُ: موضع؛ قال: فلا تُنْكِرُونی، إِنَّنی أَنا ذَلِكُمْ، عَشِیَّةَ حَلَّ الحَیُّ غَوْلًا فأَلْعَسا «3» و یروی: لَیالیَ حَلَّ …

لغس؛ ج6، ص: 208

: اللَّغْوَسَة: سُرْعة الأَكل و نحوه. و اللَّغْوَس: السریع الأَكل. و اللَّغْوَس: الذئب الشَّرِه الحریص، و العین فیه لغة؛ قال ذو الرمة: و ماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عنه، و لم یَرِدْ رَوایا الفِراخِ و الذِّئابُ اللَّغاوِسُ و یروی بالعین المهملة. و ذئب لَغْوَس و لِصٌّ لَغْوَس: خَتُول خبیث. و اللَّغْوَس: عُشْبة من المَرْعی؛ حكاه أَبو حنیفة قال: و اللَّغْوَس أَیضاً الرَّقیق الخفیف من النَّبات؛ قال ابن أَحمر یصف ثوراً: فَبَدرْتُه عَیْناً، و لَجَّ بِطَرْفِه عَنِّی لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَیِّدِ «4» معناه أَنی نظرتُ إِلیه و شغَلَتْه عنی لُعاعَةُ لَغْوس، و هو نبت ناعِم رَیَّان، و قیل: اللَغْوَس عُشْب لیِّن رَطْب یؤكل سریعاً. و لحم مُلَغْوَس و مَلْغُوس: أَحمر لم یَنْضَج. ابن السكیت: طعام مُلَهْوَج و مُلَغْوس و هو الذی لم یَنْضَج.

لقس؛ ج6، ص: 208

: اللَّقِسُ: الشَّرِه النفْس الحَریص علی كل شی‌ء. یقال: لَقِسَت نفسُه إِلی الشی‌ء إِذا نازَعَتْه إِلیه و حَرَصَت علیه؛ قال: و منه‌الحدیث: لا یَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نفسی و لكن لِیَقُلْ لَقِسَت نفسی‌أَی غَثَتْ. و اللَّقَسُ: الغَثَیان، و إِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً من لفظ الخُبْث و الخبیث. و لَقِسَت نفسُه من الشی‌ء تَلْقَسُ لَقَساً، فهی لَقِسَة، و تمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً: غَثَتْ غَثَیاناً و خَبُثَت، و قیل: نازعته إِلی الشرِّ، و قیل: بَخِلَت و ضاقَتْ؛ قال الأَزهری: جعل اللیث اللَّقَس الحِرْص و الشَّرَه، و جعله غیره الغَثَیَان و خُبْث النَّفْس، قال: و هو الصواب. أَبو عمرو: اللَّقِس الذی لا یستقیم علی وجْه. ابن شمیل: رجل لَقِس سَیّ‌ء الخلُق خَبیثُ النَّفس فَحَّاشٌ. و‌فی حدیث عُمر و ذكر الزبیر، رضی اللَّه عنهما، فقال: وَعِقَةٌ [وَعْقَةٌ لَقِسٌ؛ اللَّقِس: السَّیّ‌ء الخلق، و قیل: الشَّحِیح. و لَقِسَت نفسُه إِلی الشی‌ء إِذا حَرَصَتْ علیه و نازعتْه إِلیه. و اللَّقِس: العَیَّاب للناس المُلَقِّب الساخِر یلقِّب الناس و یسخَر منهم و یفسد بینهم. و اللَّاقِس: العَیَّاب. و یقال: فلان لَقِس أَی شَكِس عَسِر، و لَقَسَه یَلْقِسُهُ لَقْساً. و تَلاقَسُوا: تَشاتَمُوا. أَبو زید: لَقِسْت الناس أَلقَسُهم و نَقِسْتُهم أَنقَسُهم، و هو الإِفساد بینهم و أَن تسخَر منهم و تلقِّبهم الأَلقاب. و لاقِس: اسم.
(3). قوله [أَنا ذلكم] فی شرح القاموس بدله: أَنا جاركم. (4). قوله [متزید] و یروی مترئد، كما فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 209‌

لكس؛ ج6، ص: 209

: إِنه لَشَكِسٌ لَكِسٌ أَی عَسِرٌ؛ حكاه ثعلب مع أَشیاء إِتباعِیَّة؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ لَكِسٌ إِتباع أَم هی لفظة علی حِدَتها كشَكِس.

لمس؛ ج6، ص: 209

: اللَّمْس: الجَسُّ، و قیل: اللَّمْسُ المَسُّ بالید، لمَسَه یَلْمِسُهُ و یَلْمُسُه لَمْساً و لامَسَه. و ناقة لَمُوس: شُك فی سَنامِها أَ بِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ، و الجمع لُمْسٌ. و اللَّمْس: كنایة عن الجماع، لَمَسَها یَلْمِسُها و لامَسَها، و كذلك المُلامَسَة. و فی التنزیل العزیز: أَو لَمَسْتُمُ النِّساء، و قُرِئ: أَوْ لٰامَسْتُمُ النِّسٰاءَ*، و‌روی عن عبد اللَّه بن عُمَر و ابن مسعود أَنهما قالا: القُبْلَة من اللَّمْس و فیها الوُضوء.و‌كان ابن عباس یقول: اللَّمْسُ و اللِّماسُ و المُلامَسَة كِنایة عن الجماع؛ و مما یُسْتَدلّ به علی صحة قوله قول العرب فی المرأَة تُزَنُّ بالفجور: هی لا تَرُدُّ یَدَ لامِسٍ،و جاء رجل إِلی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فقال له: إِن امرأَتی لا تَرُدُّ یَدَ لامِس، فأَمرَه بتطلیقها؛ أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من أَراد مُراوَدَتها عن نفسها. قال ابن الأَثیر: و‌قوله فی سیاق الحدیث فاسْتَمْتِعْ بها‌أَی لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِی مُتْعَةَ النَّفْس منها و من وَطَرِها، و خاف النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، إِن أَوْجَبَ علیه طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِلیها فیَقَع فی الحَرام، و قیل: معنی لا تردُّ یدَ لامِس أَنها تُعطِی من ماله من یطلُب منها، قال: و هذا أَشبه، قال أَحمد: لم یكن لیأْمُرَه بإِمْساكِها و هی تَفْجُر.قال علیٌّ و ابن مسعود، رضی اللَّه عنهما: إِذا جاءكم الحدیث عن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فظُنُّوا أَنه الذی هو أَهْدی و أَتْقَی.أَبو عمرو: اللَّمْس الجماع. و اللَّمِیس: المرأَة اللَّیِّنة المَلْمَس. و قال ابن الأَعرابی: لَمَسْتُه لَمْساً و لامَسْتُه مُلامَسَة، و یفرق بینهما فیقال: اللَّمْسُ قد یكون مَسَّ الشی‌ء بالشی‌ء و یكون مَعْرِفَة الشی‌ء و إِن لم یكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ علی جوهر، و المُلامَسَة أَكثر ما جاءت من اثنین. و الالْتِماسُ: الطَّلَب. و التَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخری. و‌فی الحدیث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْیَتَیْنِ و الأَبْتَرَ فإِنهما یَلْمِسان البَصَر، و فی روایة: یَلْتَمِسان‌أَی یَخْطِفان و یَطْمِسان، و قیل: لَمَسَ عَیْنَه و سَمَل بمعنًی واحد، و قیل: أَراد أَنهما یَقْصِدان البَصَر باللَّسْع، فی الحیَّات نوع یُسَمَّی الناظِر متی وقَع نَظَرُه علی عَیْن إِنسان مات من ساعته، و نوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات؛ و قد جاء فی حدیث الخُدْریِّ عن الشاب الأَنصاریِّ الذی طَعَنَ الحَیَّة بِرُمْحِه فماتت و مات الشاب من ساعته. و‌فی الحدیث: من سَلَكَ طریقاً یَلْتَمِسُ فیه عِلماً‌أَی یَطلبُه، فاستعار له اللَّمْس. و‌حدیث عائشة: فالْتَمَسْتُ عِقْدِی.و الْتَمَسَ الشی‌ءَ و تَلَمَّسَه: طَلَبَه. اللیث: اللَّمْس بالید أَن تطلب شیئاً هاهنا و هاهنا؛ و منه قول لبید: یَلْمِسُ الأَحْلاسَ فی مَنزِلهِ بِیَدَیْهِ، كالیَهُودیِّ المُصَلْ «1» و المُتَلَمِّسَةُ: من السِّمات؛ یقال: كواه المُتَلَمِّسَةَ و المثلومةَ «2» و كَوَاه لَماسَ إِذا أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع علی داء الرجُل أَو علی ما كان یَكْتُمُ.
(1). قوله [كالیهودی المصل] هو بهذا الضبط فی الأَصل. (2). قوله [و المثلومة] هكذا فی الأَصل بالمثلثة، و فی شرح القاموس: المتلومة، بالمثناة الفوقیة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 210
و المُتَلَمِّس: اسم شاعر، سمی به لقوله: فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ، زَنابِیرُه و الأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ یعنی الذُّباب الأَخْضَر. و إِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت بالأَیدی حتی تَسْتَوی، و فی التهذیب: هو الذی قد أُمِرَّ علیه الیَدُ و نُحِت ما كان فیه من ارْتفاع و أَوَدٍ. و بَیْعُ المُلامَسَةِ: أَن تَشْترِیَ المَتاع بأَن تَلمِسَه و لا تنظرَ إِلیه. و‌فی الحدیث النَّهْیُ عن المُلامَسَة؛ قال أَبو عبید: المُلامَسَة أَن یقول: إِن لَمَسْتَ ثوبی أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبیع فقد وجب البیع بیننا بكذا و كذا؛ و یقال: هو أَن یَلْمِسَ المَتاع من و راء الثوْب و لا ینظر إِلیه ثم یُوقِع البیع علیه، و هذا كله غَرَرٌ و قد نُهِی عنه و لأَنه تعلیقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّیغَة الشَرْعِیَّة، و قیل: معناه أَن یجعل اللَّمْس بالید قاطعاً للخیار و یرجع ذلك إِلی تعلیق اللُّزُوم و هو غیر نافِذٍ. و اللَّماسَة و اللُّماسَة: الحاجة المقاربة؛ و قول الشاعر: لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ، فَرِحَ اللَّمُوسُ بثابت الفَقْر اللَّمُوس: الدَّعِیُّ؛ یقول: نحن و إِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَی عَضَّت فلا یطمع الدَّعِیُّ فینا أَن نُزوِّجَه، و إِن كان ذا مال كثیر. و لَمِیسُ: اسم امرأَة. و لُمَیْسٌ و لَمَّاس: اسمان.

لهس؛ ج6، ص: 210

: لهَسَ الصَّبِیُّ ثَدْیَ أُمِّه لَهْساً: لَطَعَه بلسانه و لم یَمْصَصْهُ. و المُلاهِسُ: المُزاحِم علی الطعام من الحِرْص؛ قال: مَلاهِسُ القَوْم علی الطَّعامِ، و جائِزٌ فی قَرْقَفِ المُدَامِ، شُرْبَ الهِجانِ الوُلُهِ الهِیامِ الجائز: العابُّ فی الشراب. و فلان یُلاهِسُ بنی فلان إِذا كان یَغْشَی طعامَهم. و اللَّهْس: لغة فی اللَّحْس أَو هَهَّةٌ، یقال: ما لك عندی لُهْسَة، بالضم، مثل لُحْسَة أَی شی‌ء.

لوس؛ ج6، ص: 210

: اللَّوْسُ: الذَّوْق. رجل لَؤُوس، علی فَعول؛ لاسَ یَلُوس لَوْساً و هو أَلْوَسُ: تَتَبَّع الحلاوات فأَكلها. و اللَّوْسُ: الأَكل القلیل. و ما ذاق عنده لَوْساً و لا لَواساً، بالفتح، أَی ذَواقاً. و لا یَلُوسُ كذا أَی لا یَنالُه، و هو من ذلك. و قال أَبو صاعد الكلابی: ما ذاق عَلُوساً و لا لَؤُوساً، و ما لُسْنا عندهم لَواساً. و اللُّواسَة، بالضم: أَقلّ من اللُّقمة. و اللُّوس: الأَشِدَّاء «1»، واحِدُهم أَلْیَس.

لیس؛ ج6، ص: 210

: اللَّیَسُ: اللُّزُوم، و الأَلْیَسُ: الذی لا یَبْرَح بیتَه و اللَّیَسُ أَیضاً: الشدة، و قد تَلَیَّس. و إِبِلٌ لِیسٌ علی الحَوْض إِذا أَقامت علیه فلم تبرحه. و إِبِلٌ لِیسٌ: ثِقال لا تبرَح؛ قال عَبْدة بن الطَّبِیب: إِذا ما حامَ راعِیها اسْتَحَنَّتْ لِعَبْدَة، مُنْتَهی الأَهْواء لِیسُ لِیسٌ لا تفارقه مُنْتَهی أَهوائها، و أَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَی أَنها تَنْزع إِلیه إِذا حام راعیها. و رجل أَلْیَس أَی شجاع بَیِّنُ اللَّیَس من قوم لِیسٍ. و یقال للشجاع: هو أَهْیَسُ أَلْیَسُ، و كان فی الأَصل
(1). قوله [و اللوس الأَشداء إلخ] قال فی شرح القاموس: هنا ذكره صاحب اللسان و محل ذكره الیاء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 211
أَهْوَسَ أَلْیَس، فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو یاء فقالوا: أَهْیَس. و الأَهْوَس: الذی یَدُقُّ كل شی‌ء و یأْكله، و الأَلْیَسُ: الذی یُبازجُ قِرْنَهُ و ربما ذَمُّوه بقولهم أَهْیَس أَلْیَس، فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُنی بالأَهْیَس الأَهْوَس، و هو الكثیر الأَكل، و بالأَلْیَس الذی لا یَبْرَح بَیْتَه، و هذا ذمٌّ. و‌فی الحدیث عن أَبی الأَسْوَد الدُّؤَلی: فإِنه أَهْیَسُ أَلْیَس؛ الأَلْیَسُ: الذی لا یبرح مكانه. و الأَلْیَسُ: البعیر یَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ. بعضُ الأَعراب: الأَلْیَسُ: الدَّیُّوث الذی لا یَغار و یُتَهَزَّأُ به، فیقال: هو أَلْیَسُ بُورك فیه فاللَّیَسُ یدخل فی المَعْنَیَینِ فی المدْح و الذم، و كلٌّ لا یخفی علی المُتَفَوِّه به. و یقال: تَلایَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولًا حسن الخلُق. و تَلایَسْتُ عن كذا و كذا أَی غَمَّضْتُ عنه. و فلان أَلْیَس: دَهْثَم حسَن الخلُق. اللیث: اللَّیَس مصدر الأَلْیَس، و هو الشجاع الذی لا یُبالی الحرْبَ و لا یَرُوعُه؛ و أَنشد: أَلْیَسُ عن حَوْبائِه سخِیّ یقوله العجاج و جمعه لیس؛ قال الشاعر: تَخال نَدِیَّهُمْ مَرْضی حَیاءً، و تَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِیسا و‌فی الحدیث: كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَیْسَ السِّنَ و الظُّفْرَ؛ معناه إِلا السِّنَّ و الظُّفْر. و لیس: من حروف الاستثناء كإِلَّا، و العرب تستثنی بلیس فتقول: قام القوم لیس أَخاك و لیس أَخَوَیْك، و قام النِّسْوَة لیس هنداً، و قام القوم لَیْسی و لَیْسَنی و لیس إِیَّای؛ و أَنشد: قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَیْسِی و قال آخر: و أَصْبح ما فی الأَرض مِنی تَقِیَّةً لِناظِرِه، لَیْسَ العِظامَ العَوالِیا قال ابن سیدة: و لَیْس من حروف الاستثناء؛ تقول: أَتی القوم لیس زیداً أَی لیس الآتی، لا یكون إِلا مضمراً فیها. قال اللیث: لَیْس كلمة جُحُود. قال الخلیل: و أَصله لا أَیْسَ فطُرِحَتِ الهمزة و أُلْزِقَت اللام بالیاء، و قال الكسائی: لَیس یكون جَحْداً و یكون استثناء ینصَب به كقولك ذهب القوم لَیْس زیداً یعنی ما عَدا زیداً، و لا یكون أَبداً «2» و یكون بمعنی إِلا زیداً؛ و ربما جاءت لیس بمعنی لا التی یُنسَقُ بها كقول لبید: إِنما یَجْزی الفَتی لَیْس الجَمَلْ إِذا أُعرِب لَیْس الجَمَلُ لأَن لیْس هاهنا بمعنی لا النَّسَقِیَّة. و قال سیبویه: أَراد لیس یَجْزی الجَمَل و لیس الجَمَل یَجْزی، قال: و ربما جاءت لیس بمعنی لا التَّبْرِئَة. قال ابن كیسان: لیْس من حروف جَحْدٍ و تقع فی ثلاثة مواضع: تكون بمنزلة كان ترفع الاسم و تنصب الخبر، تقول لیس زید قائماً و لیس قائماً زید، و لا یجوز أَن یقدَّم خبرها علیها لأَنها لا تُصرف، و تكون لیس استثناء فتنصب الاسم بعدها كما تنصبه بعد إِلا، تقول جاءنی القوم لیس زیداً و فیها مُضْمَر لا یظهر، و تكون نسقاً بمنزلة لا، تقول جاءنی عمرو لَیْس زید؛ قال لبید: إِنما یَجْزی الفتی لیس الجَمَل قال الأَزهری: و قد صَرَّفوا لَیْس تصریف الفعل الماضی فَثَنَّوْا و جمعوا و أَنَّثُوا فقالوا لَیْس و لَیْسا و لَیْسُوا و لَیْسَتِ المرأَة و لَیْسَتا و لَسْنَ و لم یُصرِّفُوها فی المستقبَل. و قالوا: لَسْت أَفعل
(2). قوله: و لا یكون أَبداً هكذا فی الأَصل، و لم یذكر خبراً لكان یدرك معه المعنی المُراد.
لسان العرب، ج‌6، ص: 212
و لَسْنا نَفْعَل. و قال أَبو حاتم: من اسمح أَنا لیس مثلك و الصواب لَسْتُ مِثْلك لأَنَّ لیس فعل واجبٌ فإِنما یجاء به للغائب المتراخی، تقول: عبد اللَّه «1» لیس مثلك، و تقول: جاءنی القوم لیس أَباك و لیسك أَی غیرَ أَبیك و غیرك، و جاءَك القوم لیس أَباك و لَیْسَنی، بالنون، بمعنی واحد. التهذیب: و بعضهم یقول لَیْسَنی بمعنی غیری. ابن سیدة: و لَیْسَ كلمة نفی و هی فعل ماض، قال: و أَصلها لَیِس بكسر الیاء فسكنت استثقالًا، و لم تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حیث استعملت بلفظ الماضی للحال، و الذی یدلُّ علی أَنها فعل و إِن لم تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت و لَسْتما و لَسْتُم كقولهم ضربت و ضربتما و ضربتم، و جُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان و أَخواتها التی ترفع الأَسماء و تنصب الأَخبار، إلا أَن الباء تدخل فی خبرها وحدها دون أَخواتها، تقول لیس زید بمنطلقٍ، فالباء لِتعدِیَة الفعل و تأْكید النفی، و لك أَن لا تدخلها لأَن المؤكِّد یستغنی عنه، و لأَن من الأَفعال ما یتعدّی مرّة بحرف جرّ و مرّة بغیر حرف نحو اشْتَقْتُك و اشتقت إِلیك، و لا یجوز تقدیم خبرها علیها كما جاز فی أَخواتها، لا تقول محسِناً لیس زید، قال: و قد یُستثنی بها، تقول: جاءَنی القوم لیس زیداً كما تقول إِلا زیداً، تضمِر اسمَها فیها و تنصب خبرها بها كأَنك قلت لیس الجائی زیداً، و تقدیره جاءنی القوم لیس بعضهم زیداً؛ و لك أَن تقول جاءنی القوم لَیْسك إِلا أَن المضمر المنفصل هاهنا أَحسن كما قال الشاعر: لَیْتَ هذا اللیلَ شَهْرٌ، لا نَری فیه غَریبا، لیس إِیّایَ و إِیّاكَ، و لا نَخْشی رَقِیبا و لم یقل: لَیْسَنی و لَیْسَك، و هو جائز إِلا أَن المنفصل أَجْوَد. و‌فی الحدیث أَنه قال لزید الخَیل: ما وُصِف لی أَحد فی الجاهلیة فرأَیته فی الإِسلام إِلا رأَیته دون الصِّفة لَیْسَك‌أَی إِلا أَنت؛ قال ابن الأَثیر: و فی لَیْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان و أَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما یستعمل فیها كثیراً المنفصل دون المتصل، تقول لیس إِیای و إِیاك؛ قال سیبویه: و لیس كلمة ینفی بها ما فی الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ «2» كما قالوا عَلْم ذلك فی عَلِمَ ذلك، قال: فلم یجعلوا اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت فی كلامهم و لم یغیِّروا حركة الفاء، و إِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها و لا اسم فاعل و لا مصدر و لا اشتقاق، فلما لم تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَیْس من الفعل نحو لَیْتَ؛ و أَما قول بعض الشعراء: یا خَیْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَیْسِ، قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَیْسِ، إِذ لا یَزالُ مُولَعاً بِلَیْسِ فإِنه جعلها اسماً و أَعْرَبها. و قال الفراء: أَصل لیس لا أَیْسَ، و دلیل ذلك قول العرب ائتِنِی به من حیث أَیْسَ و لَیْس، و جِئْ به من أَیْسَ و لَیْسَ أَی من حیث هُوَ و لَیْسَ هُوَ؛ قال سیبویه: و قالوا لَسْتُ كما قالوا مَسْتُ و لم یقولوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأَنه لم یتمكَّن تمكن الأَفعال، و حكی أَبو علی أَنهم یقولون: جِئْ به من حَیْثُ و لَیْسا «3»؛ یریدون و لَیْسَ فیشبعون فتحة السین،
(1). قوله [و قال أَبو حاتم إلی قوله تقول عبد اللَّه] هكذا بالأَصل. (2). قوله [فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ] هكذا فی الأَصل و لعلها محرفة عن صید بسكون الیاء لغة فی صید كفرح. (3). قوله [من حیث و لیسا] كذا بالأَصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 213
إِما لبیان الحركة فی الوقف، و إِما كما لحقت بَیْنا فی الوصل. و إِلْیاسُ و أَلْیاس: اسم؛ قال ابن سیدة: أُراه عبرانیّاً جاء فی التفسیر أَنه إِدریس، و روی عن ابن مسعود: و إِن إِدریسَ، مكانَ: وَ إِنَّ إِلْیٰاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ، و من قرأَ: عَلیٰ إِلْ‌یٰاسِینَ، فعلی أَنه جعل كل واحد من أَولاده أَو أَعمامه إِلْیاساً فكان یجب علی هذا أَن یقرأَ علی الإِلْیاسِین، و رویت: سلام علی إِدْراسِین، و هذه المادة أَولی به من باب أَلس؛ قال ابن سیدة: و كذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سیبویه أَن الهمزة إِذا كانت أُولی أَربعة حكم بزیادتها حتی یثبت كونها أَصلًا.

فصل المیم؛ ج6، ص: 213

مأس؛ ج6، ص: 213

: المأْس: الذی لا یلتفت إِلی موعظة أَحد و لا یقبل قوله. و یقال: رجل ماسٌ بوزن مال أَی خفیف طیاش، و سنذكره أَیضاً فی موس، و قد مَسَأَ و مَأَسَ بینهم یَمْأَسُ مَأْساً و مَأَساً: أَفسد؛ قال الكمیت: أَسَوْتُ دِماءً حاوَلَ القَوْمُ سَفْكَها، و لا یَعْدَم الآسُونَ فی الغَیِّ مائِسا أَبو زید: مَأَسْتُ بین القوم و أَرَشْتُ و أَرَثْتُ بمعنی واحد. و رجل مائِسٌ و مَؤُوسٌ و مِمْآسٌ و مِمْأَسٌ: نمام، و قیل: هو الذی یسعی بین الناس بالفساد؛ عن ابن الأَعرابی، و مَأّٰسٌ، مثل فَعَّال بتشدید الهمزة؛ عن كراع. و‌فی حدیث مطرف: جاء الهُدْهُد بالمَاس فأَلقاه علی الزجاجة فَفَلَقَها؛ المَاسُ: حجر معروف یُثْقَبُ به الجوهر و یقطع و ینقش؛ قال ابن الأَثیر: و أَظن الهمزة و اللام فیه أَصلیتین مثلهما فی إِلْیاس، قال: و لیست بعربیة، فإِن كان كذلك فبابه الهمز لقولهم فیه الأَلْماسُ، قال؛ و إِن كانتا للتعریف فهذا موضعه.

متس؛ ج6، ص: 213

: المَتْسُ: لغة فی المَطْس. مَتَس العذِرة مَتْساً: لغة فی مَطَسَ. و مَتَسَهُ یَمْتِسُهُ مَتْساً: أَراغَهُ لیَنْتَزِعه.

مجس؛ ج6، ص: 213

: المَجُوسِیَّة: نِحْلَةٌ، و المَجُوسِیُّ منسوب إِلیها، و الجمع المَجُوسُ. قال أَبو علی النحوی: المَجُوس و الیهود إِنما عرف علی حد یهودیٍّ و یهودٍ و مجوسیٍّ و مجوسٍ، و لو لا ذلك لم یجز دخول الأَلف و اللام علیهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجریا فی كلامهم مجری القبیلتین و لم یجعلا كالحیین فی باب الصرف؛ و أَنشد: أَحارِ أُرِیكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً، كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا قال ابن بری: صدر البیت لإمرئ القیس و عجزه للتوأَم الیشكری؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: كان إمرؤ القیس مِعَنّاً عِرِّیضاً ینازع كل من قال إِنه شاعر، فنازع التوأَم الیشكری «1» فقال له: إِن كنت شاعراً فَمَلِّطْ أَنصاف ما أَقول و أَجِزْها، فقال: نعم، فقال إمرؤ القیس: أَ صاح أُریك برقاً هب وهناً فقال التوأَم: كنار مجوس تستعر استعارا
(1). قوله [فنازع التوأم الیشكری] عبارة یاقوت: أَتی إمرؤ القیس قتادة بن التوأم الیشكری و أخویه الحرث و أبا شریح، فقال إمرؤ القیس یا حار أَجز: أَ حار تری بریقاً هب وهناً إلی آخر ما قال، و أَورد الأَبیات بوجه آخر فراجعه إن شئت و علیه یظهر قول المؤلف الآتی قریباً، و بریقاً تصغیره تصغیر التعظیم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 214
فقال إمرؤ القیس: أَرِقْتُ لَهُ و نامَ أَبو شُرَیحٍ فقال التوأَم: إِذا ما قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا فقال إمرؤ القیس: كأَنَّ هَزیزَهُ بِوَراءِ غَیْبٍ فقال التوأَم: عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا فقال إمرؤ القیس: فلما أَنْ عَلا كَنَفَی أُضاخٍ فقال التوأَم: وَهَتْ أَعْجازُ رَیِّقِهِ فَحارا فقال إمرؤ القیس: فلم یَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْیاً فقال التوأَم: و لم یَتْرُكْ بجَلْهَتِها حمارا و مثل ما فعل إمرؤ القیس بالتوأَم فعل عَبیدُ بن الأَبْرص بامرئ القیس، فقال له عبید: كیف معرفتك بالأَوابد؟ فقال إمرؤ القیس: أَلقِ ما أَحببت، فقال عبید: ما حَیَّةٌ مَیْتَةٌ أَحْیَتْ بِمَیِّتِها دَرْداءَ، ما أَنْبَتَتْ ناباً و أَضْراسا؟ قال إمرؤ القیس: تِلْكَ الشَّعِیرَةُ تُسْقی فی سَنابِلِها، فَأَخْرَجَتْ بعد طُولِ المُكْثِ أَكداسا فقال عبید: ما السُّودُ و البِیضُ و الأَسْماءُ واحِدَةٌ، لا یَسْتَطِیعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا؟ فقال إمرؤ القیس: تلك السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها، رَوَّی بِها من مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا ثم لم یزالا علی ذلك حتی كملا ستة عشر بیتاً. تفسیر الأَبیات الرائیة: قوله هب وهناً، الوهن: بعد هدء من اللیل. و بریقاً: تصغیره تصغیر التعظیم كقولهم دویهیة یرید أَنه عظیم بدلالة قوله: كنار مجوس تستعر استعارا و خص نار المجوس لأَنهم یعیدونها. و قوله: أَرقت له أَی سهرت من أَجله مرتقباً له لأَعلم أَین مصابُّ مائِه. و استطار: انتشر. و هزیزه: صوت رعده. و قوله: بوَرَاءِ غیب أَی بحیث أَسمعه و لا أَراه. و قوله: عِشار وُلَّهٌ أَی فاقدة أَولادها فهی تُكْثِرُ الحنین و لا سیما إِذا رأَت عِشاراً مثلها فإِنه یزدادُ حَنینُها، شَبَّه صوت الرعد بأَصْوات هذه العِشارِ من النوق. و أُضاخ: اسم موضع، و كَفاه: جانباه. و قوله: وَهَتْ أَعْجاز رَیِّقه أَی استرخت أَعجاز هذا السحاب، و هی مآخیره، كما تسیل القربة الخَلَقُ إِذا استرخت. و ریِّق المطر: أَوّله. و ذاتُ السِّر: موضع كثیر الظباء و الحُمُر، فلم یُبْق هذا المطرُ ظبیاً به و لا حماراً إلا و هو هارب أَو غَریق. و الجَلْهَةُ: ما استقبلك من الوادی إِذا وافیته. ابن سیدة: المَجُوسُ جیل معروف جمعٌ، واحدهم مَجُوسِیٌّ؛ غیره: و هو معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ، و كان رجلًا صَغیر الأُذُنَیْن كان أَوّل من دانَ بِدین المَجُوس و دعا الناس إِلیه، فعرَّبته العرب فقالت: مَجُوسَ و نزل القرآن به، و العرب رُبما تركت صرف مجوس إِذا شُبِّه بقبیلة من القبائل، و ذلك أَنه اجتمع فیه العجمة و التأْنیت؛ و منه قوله:
لسان العرب، ج‌6، ص: 215
كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا و‌فی الحدیث: كلُّ مَوْلودٍ یُولَدُ علی الفِطْرَة حتی یكون أَبواه یُمَجِّسانِهِ‌أَی یُعلِّمانِهِ دین المَجُوسِیَّة. و‌فی الحدیث: القَدَرِیَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ، قیل: إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس فی قولهم بالأَصْلَیْن: و هما النُّورُ و الظلمة، یزعمون أَن الخیر من فِعْل النُّور، و أَن الشَّر من فعل الظلمة؛ و كذا القَدَرِیّة یُضِیفُون الخیرَ إِلی اللَّه و الشر إِلی الإِنسان و الشیطان، و اللَّه تعالی خالقُهما معاً لا یكون شی‌ء منهما إِلا بمشیئته تعالی و تَقَدَّسَ، فهُما مضافان إِلیه خَلْقاً و إِیجاداً، و إِلی الفاعِلین لهما عَمَلًا و اكتساباً. ابن سیدة: و مَجُوس اسم للقبیلة؛ و أَنشد أَیضاً: كنار مجوسَ تستعر استعارا قال: و إِنما قالوا المجوس علی إِرادة المَجُوسِیِّین، و قد تَمَجَّسَ الرجلُ و تَمَجَّسُوا: صاروا مَجُوساً. و مَجَّسُوا أَولادَهم: صَیَّرُوهُم كذلك، و مَجَّسَه غیره.

محس؛ ج6، ص: 215

: ابن الأَعرابی: الأَمْحَسُ الدَّبَّاغُ الحاذِقُ. قال الأَزهری: المَحْسُ و المَعْسُ دَلْك الجِلْدِ و دِباغُه، أُبْدِلَت العینُ حاء.

مدس؛ ج6، ص: 215

: مَدَسَ الأَدِیمَ یَمْدُسُه مَدْساً: دَلَكَه.

مدقس؛ ج6، ص: 215

: المِدَقْسُ: لغة فی الدّمَقْس، و قد تقدم ذكره.

مرس؛ ج6، ص: 215

: المَرَسُ و المِراسُ: المُمارَسَةُ و شدة العِلاج. مَرِسَ مَرَساً، فهو مَرِسٌ، و مارَسَ مُمَارَسَةً و مِرَاساً. و یقال: إِنه لمَرِسٌ بَیِّنُ المَرَسِ إِذا كان شدیدَ المِرَاسِ. و یقال: هُمْ علی مَرِسٍ واحد، بكسر الراء، و ذلك إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم. و رجل مَرِسٌ: شدید العلاج بَیِّنُ المَرَسِ. و‌فی حدیث خَیْفانَ: أَما بنو فلان فَحَسَكٌ أَمْراسٌ؛ جَمعُ مَرِسٍ، بكسر الراء، و هو الشدید الذی مارَسَ الأُمورَ و جَرَّبها؛ و منه‌حدیث وحشیّ فی مَقْتَل حمزة، رضی اللَّه عنه: فَطَلَعَ عَلیَّ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ‌أَی شدید مجرِّب للحروب. و المَرْسُ فی غیر هذا: الدَّلْكُ. و التَّمَرُّسُ: شدة الالْتِواء و العُلُوقِ. و‌فی الحدیث: أَنَّ من اقْتِراب السَّاعة أَن یَتَمَرَّسَ الرَّجُلُ بِدِینِه كما یَتَمَرَّسُ البَعِیرُ بالشجرة؛ القتیبی: یَتَمَرَّسُ بِدینه أَی یَتَلَعَّبُ به و یَعْبَثُ به كما یَعْبَثُ البعیر بالشجرة و یَتَحَكَّكُ بها، و قیل: تَمَرُّسُ البعیر بالشجرة تَحَكُّكُهُ بها من جَرَبٍ و أُكالٍ، و تَمَرُّسُ الرجل «1» بدینه أَن یُمَارِسَ الفِتَنَ و یُشادَّها و یَخْرُجَ علی إِمامه فیضرَّ بدینه و لا ینفعه غُلُوُّه فیه كما أَن الأَجرب من الإِبل إِذا تَحَكَّكَ بالشجرة أَدْمَتْه و لم تُبْرِئْهُ من جربه. و یقال: ما بِفُلانٍ مُتْمَرّسٌ إِذا نعت بالجلَد و الشدة حتی لا یقاومه من مارَسَه. و قال أَبو زید: یقال للرجل اللئیم لا ینظر إِلی صاحبه و لا یعطی خیراً: إِنما ینظر إِلی وجه أَمْرَسَ أَملس لا خیر فیه و لا یَتَمرَّس به أَحد لأَنه صلب لا یُسْتَغَلُّ منه شی‌ء. و تمَرَّسَ بالشی‌ء: ضَرَبه؛ قال: تَمَرَّسَ بی من جَهْلِهِ و أَنا الرَّقِم و امْتَرَسَ الشُّجعان فی القتال و امْتَرَسَ به أَی احْتَكَّ به و تَمَرَّس به. و امْتَرَسَ الخُطَباءُ و امْتَرَسَت الأَلسُن فی الخصومة: تَلاجَّتْ و أَخذ بعضها بعضاً؛ قال أَبو ذؤیب یصف صائداً و أَن حُمُر الوحش قربت منه بمنزلة من یَحْتَكُّ بالشی‌ء فقال:
(1). قوله [و تمرس الرجل إلخ] عبارة النهایة: و قیل أَراد أَن یمارس الفتن إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 216
فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، و امْتَرَسَتْ بِهِ هَوْجاءُ هادِیَةٌ، و هادٍ جُرْشُعُ و فَحْلٌ مَرَّاسٌ: شدید المِراس. و المَرَسَةُ: الحبل لِتَمَرُّسِ الأَیدی به، و الجمع مَرَسٌ، و أَمْراسٌ جَمْعُ الجمعِ، و قد یكون المَرَسُ للواحد. و المَرَسَةُ أَیضاً: حبل الكلب؛ قال طرفة: لو كُنْتَ كَلْب قَنِیصٍ كُنْت ذا جدَدٍ، تكونُ أُرْبَتُه فی آخِرِ المَرَسِ و الجمع كالجمع؛ قال: یُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، من المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَیرِ الشَّواحِنِ و المَرْسُ: مصدر مَرَسَ الحَبْلُ یَمْرُسُ مَرْساً، و هو أَن یقع فی أَحد جانبی البَكْرَةِ بین الخُطَّافِ و البكرة. و أَمرسه: أَعاده إِلی مجراه. یقال: أَمْرِسْ حَبْلَكَ أَی أَعِدْهُ إِلی مجراه؛ قال: بِئْسَ مَقامُ الشَّیْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ، إِمَّا علی قَعْوٍ و إِمَّا اقْعَنْسِسِ أَراد مَقامٌ یقال فیه أَمْرِسْ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و قد جَعَلَتْ بَینَ التَّصَرُّفِ قامَتِی و حُسْن القری مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ لم یفسر معناه، قال غیره: ضَرَب هذا مثلًا، أَی قد زَلَّت بَكْرَتی عن القَوام، فهی تَمْرَسُ بین القَعْو و الدَّلْو. و المَرَسُ أَیضاً: مصدر قولك مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً. و بكرة مَرُوسٌ إِذا كان من عادتها أَن یَمْرُسَ حبلُها أَی یَنْشَب بینها و بین القَعْو؛ و أَنشد: دُرْنا و دَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِیسُ، لا ضَیْقةُ المَجْری و لا مَرُوسُ و قد یكون الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عن مَجْراه فیكون بمعنیین متضادّین. قال الجوهری: و إِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بین البَكْرَة و القَعْو قلتَ: أَمْرَسْتُه، قال: و هو من الأَضداد؛ عن یعقوب؛ قال الكمیت: سَتَأْتِیكم، بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً، حِبالُكُمُ التی لا تُمْرِسُونا أَی لا تُنْشِبُونَها إِلی البَكْرة و القَعْو. و مَرَسَ الدَّواءَ و الخبزَ فی الماء یَمْرُسُه مَرْساً: أَنْقَعَه. ابن السكیت: المَرْسُ مصدر مَرَسَ التَّمر یَمْرُسُه و مَرَثَهُ یَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه فی الماء حتی یَنْماثَ فیه. و یقال للترید: المَرِیسُ لأَن الخبزَ یُماتُ. و مَرَسْتُ التَّمر و غیرَه فی الماء إِذا أَنْقَعْتَه و مرثْتَه بیدك. و مَرَس الصَّبیُّ إِصبعَه یَمْرُسُه: لغة فی مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ. و مَرَسْتُ یدی بالمندیل أَی مسحت، و تَمَرَّسَ به. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها: كنت أَمْرُسُه بالماء‌أَی أَدْلُكُه و أَدِیفُه، و قد یطلق علی الملاعبة. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللَّه وجهه: زعم أَنی كنت أُعافِسُ و امارِسُ‌أَی أُلاعب النساء. و المَرْسُ: السیر الدائم. و بیننا و بین الماء و بیننا و بین مكانِ كذا لیلَةٌ مَرَّاسَةٌ: لا وتِیرَة فیها، و هی اللیلة الدَّائِبَةُ البَعیدة. و قالوا: أَخْرسُ أَمْرَسُ «2»، فبالغُوا به كما یقولون: شَحِیحٌ بَحِیحٌ، و رواه ابن الأَعرابی. و مَرِیسٌ: من بُلْدانِ الصعید. و المَرِیسِیَّةُ، الریح الجَنُوبُ التی تأْتی من قِبَلِ مَرِیسٍ. قال أَبو
(2). قوله [أَخرس أَمرس] هكذا بالأَصل. و فی شرح القاموس فی مادة خرس: و فیه هنا أَمرس أَملس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 217
حنیفة: و مَرِیسٌ أَدنی بلاد النُّوبِ التی تلی أَرض أُسْوانَ؛ هكذا حكاه مصروفاً. و المَرْمَرِیس: الأَمْلَسُ؛ ذكره أَبو عبیدة فی باب فَعْلَلیل؛ و منه قولهم فی صفة فرس: و الكَفَل المَرمَرِیس؛ قال الأَزهری: أَخذَ المَرْمَریس من المَرْمَرِ و هو الرُّخام الأَملس و كسعه بالسین تأْكیداً. و المَرْمَریسُ: الأَرض التی لا تُنْبِت. و المَرمَرِیس: الداهیة و الدَّرْدَبِیسُ، قال: و هو فَعْفَعِیل، بتكریر الفاء و العین، فیقال: داهیة مَرْمَرِیسٌ أَی شدیدة. قال محمد بن السریّ: هی من المَراسَةِ. و المَرْمَرِیسُ الدَّاهِی من الرجال، و تحقیره مُرَیْرِیسٌ إِشعاراً بالثلاثیّة؛ قال سیبویه: كأَنهم حقَّروا مَرَّاساً. قال ابن سیدة: و قال مَرْمَرِیتٌ فلا أَدْری لُغَة أَم لُثْغَة. قال: و قال ابن جنی لیس من البعید أَن تكون التاء بدلًا من السین كما أُبدلت منها فی سِتٍّ؛ و فیما أَنشد أَبو زید من قول الشاعر: یا قاتَلَ اللَّهُ بَنی السَّعْلاتِ: عَمْرَو بْنَ یَرْبُوعٍ شِرار النَّاتِ، غَیْرَ أَعِفَّاءَ و لا أَكْیاتِ فأَبدل السین تاء، فإِن قلت فإِنا نجد لِمَرْمَرِیتٍ أَصلًا نختاره إِلیه، و هو المَرْتُ، قیل: هذا هو الذی دعانا إِلی أَنه یجوز أَن تكون التاء فی مَرْمَرِیتٍ بدلًا من السین فی مَرْمَرِیسٍ، و لو لا أَن معنا أَمْراتاً لقلنا إِن التاء فیه بدل من السین البتة كما قلنا ذلك فی سِتٍّ و النَّاتِ و أَكْیاتٍ. و المِراسُ: داء یأْخذ الإِبل و هو أَهون أَدوائها و لا یكون فی غیرها؛ عن الهجری. و بنو مُرَیْسٍ و بنو مُمَارِس: بَطْنان. الجوهری عن یعقوب: الْمَارَسْتَانُ، بفتح الراء، دار المَرْضَی، و هو معرّب.

مرجس؛ ج6، ص: 217

: ابن الفَرَج: المِرْجاس «1» حجر یُرْمَی به فی البئر لیُطَیِّبَ ماءَها و یَفتَحَ عیونها؛ و أَنشد: إِذا رَأَوْا كریهَةً یَرْمُونَ بی، رَمْیَكَ بالمِرجاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی قال: و وجدت هذا فی أَشعار الأَزدی: بالبِرْجاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی و الشعر لسعد بن المنتخر البارقی رواه المؤرج.

مسس؛ ج6، ص: 217

: مَسِسْتُه، بالكسر، أَمَسُّه مَسّاً و مَسیساً: لَمَسْتُه، هذه اللغة الفصیحة، و مَسَسْتُه، بالفتح، أَمُسُّه، بالضم، لغة، و قال سیبویه: و قالوا مِسْتُ، حذفوا فأَلقَوا الحركة علی الفاء كما قالوا خِفْتُ، و هذا النحو شاذ، قال: و الأَصل فی هذا عربی كثیر، قال: و أَمَّا الذین قالوا مَسْتُ فشبهوها بلست، الجوهری: و ربما قالوا مِسْتُ الشی‌ء، یحذفون منه السین الأُولی و یحولون كسرتها إِلی المیم. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لو رأَیْتُ الوُعُولَ تَجْرُشُ ما بین لابَتَیْها ما مِسْتُها؛ هكذا روی، و هی لغة فی مَسْتُها؛ و منهم من لا یحوّل كسرة السین إِلی المیم بل یترك المیم علی حالها مفتوحة، و هو مثل قوله تعالی: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، یكسر و یفتح، و أَصله ظَلِلْتُم و هو من شواذ التخفیف؛ و أَنشد الأَخفش لابن مَغْرَاءَ: مِسْنا السَّماء فَنِلْناها وَ طَاءَ لَهُمْ، حتی رَأَوْا أُحُداً یَهْوِی و ثَهْلانَا و أَمْسَسْتُه الشی‌ء فَمَسَّه. و المَسِیسُ: المَسُّ،
(1). قوله [المرجاس] هو بالكسر قاله شارح القاموس، و عبارته مع المتن فی برجس: و البرجاس، بالضم، و العامة تكسره.
لسان العرب، ج‌6، ص: 218
و كذلك المِسِّیسَی مثل الخِصِّیصَی. و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: و لم نجد مَسّاً من النَّصَب؛ هو أَول ما یُحَسُّ به من التَّعب. و المَسُّ؛ مَسُّك الشی‌ءَ بیدك. قال اللَّه تعالی: و إِن طلَّقْتُمُوهُنَّ من قَبْلِ أَن تُمَاسُّوهُنَّ، و قرئ: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ*، قال أَحمد بن یحیی: اختار بعضهم ما لم تَمَسُّوهُنّ، و قال: لأَنَّا وجَدنا هذا الحرف فی غیر موضع من الكتاب بغیر أَلف: یَمْسَسْنِی بَشَرٌ*، فكل شی‌ء من هذا الكتاب، فهو فعل الرجل فی باب الغشیان. و‌فی حدیث فتح خیبر: فَمَسَّهُ بعذاب‌أَی عاقَبَه. و‌فی حدیث أَبی قتادة و المِیضَأَة: فأَتیته بها فقال: مَسُّوا منها‌أَی خذوا منها الماء و توضَّؤُوا. و یقال: مَسِسْتُ الشی‌ءَ أَمَسُّه مَسّاً لَمَسْتَه بیدك، ثم استعیر للأَخذ و الضرب لأَنهما بالید، و استعیر للجماع لأَنه لَمْسٌ، و للجُنون كأَن الجن مَسَّتْه؛ یقال: به مَسٌّ من جنون. و قوله تعالی: وَ لَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ* أَی لم یَمْسَسْنی علی جهة تزوُّجٍ، وَ لَمْ أَكُ بَغِیًّا أَی و لا قُرِبْتُ علی غیر حد التزوُّج. و ماسَّ الشی‌ءُ الشی‌ءَ مُمَاسَّةً و مِساساً: لَقِیَه بذاته. و تَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الآخر. و حكی ابن جنی: أَمَسَّهُ إِیاه فعدَّاه إِلی مفعولین كما تری، و خص بعض أَهل اللغة: فرس مُمَسٌّ بِتَحْجیل؛ أَراد مُمَسٌّ تَحْجیلًا و اعتقد زیادة الباء كزیادتها فی قراءة من قرأَ: یُذْهِبُ بالأَبصار و یُنبِت بالدُّهن، من تذكرة أَبی علیّ. و رَحِمٌ ماسَّةٌ و مَسَّاسَةٌ أَی قَرَابَة قَرِیبة. و حاجةٌ ماسَّة أَی مُهِمَّة، و قد مَسَّتْ إِلیه الحاجة. و وجَدَ مَسَّ الحُمَّی أَی رَسَّها و بَدْأَها قبل أَن تأْخذه و تظهر، و قد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَبَلِ. و المَسُّ: الجُنون. و رجل مَمْسُوسٌ: به مَسٌّ من الجُنون. و مُسْمِسَ الرجلُ إِذا تُخُبِّطَ. و فی التنزیل العزیز: الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطٰانُ مِنَ الْمَسِّ؛ المَسُّ: الجنون، قال أَبو عمرو: الماسُوسُ «1» و المَمْسُوس و المُدَلَّسُ كله المجنون. و ماءٌ مَسُوسٌ: تَناولته الأَیدی، فهو علی هذا فی معنی مفعول كأَنه مُسَّ حین تُنُووِل بالید، و قیل: هو الذی إِذا مَسَّ الغُلَّة ذَهَبَ بها؛ قال ذو الإِصْبَع العَدْوانی: لوْ كُنْتَ ماءً، كُنْتَ لا عَذْبَ المَذاقِ و لا مَسُوسا، مِلْحاً بعِیدَ القَعْرِ قَدْ فَلَّتْ حِجارَتُهُ الفُؤُوسا فهو علی هذا فعول فی معنی فاعل. قال شمر: سئل أَعرابی عن رَكِیَّةٍ فقال: ماؤها الشِّفاء المَسُوسُ الذی یَمسُّ الغُلَّة فیَشْفِیها. و المَسُوس: الماء العذب الصافی. ابن الأَعرابی: كل ما شفی الغَلِیلَ، فهو مَسُوسٌ، لأَنه یَمُسُّ الغُلَّةَ. الجوهری: المَسُوس من الماء الذی بین العذْبِ و المِلح. و ریقة مَسُوسٌ؛ عن ابن الأَعرابی: تذهب بالعطش؛ و أَنشد: یا حَبَّذا رِیقَتُكِ المَسُوسُ، إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ و قال أَبو حنیفة: كَلَأ مسوسٌ نامٍ فی الراعیة ناجعٌ فیها. و المَسُوسُ: التِّرْیاقُ؛ قال كثیِّر: فقَدْ أَصْبَحَ الرَّاضُونَ، إِذ أَنْتُمُ بها مَسُوسُ البِلادِ، یَشْتَكُونَ وبالَها
(1). قوله [الماسوس] هكذا فی الأَصل، و فی شرح القاموس بالهمز. و قوله المدلس هكذا بالأصل، و فی شرح القاموس و المالوس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 219
و ماء مَسُوسٌ: زُعاقٌ یُحْرِق كل شی‌ء بمُلوحته، و كذلك الجمع. و مَسَّ المرأَة و ماسَّها: أَتاها. و لا مَساسَ أَی لا تَمَسَّنی. و لٰا مِسٰاسَ أَی لا مُماسَّة، و قد قرئ بهما. و روی عن الفراء: إِنه لَحَسَنُ المَسّ. و المَسِیس: جماع الرجلِ المرأَةَ. و فی التنزیل العزیز: فَإِنَّ لَكَ فِی الْحَیٰاةِ أَنْ تَقُولَ لٰا مِسٰاسَ؛ قرئ لا مَساسَ، بفتح السین، منصوباً علی التَّبْرِئَة، قال: و یجوز لا مَساسِ، مبنی علی الكسر، و هی نفی قولك مَساسِ فهو نفی ذلك، و بنیت مَساسِ «1» علی الكسر و أَصلها الفتح، لمكان الأَلف فاختیر الكسر لالتقاء الساكنین. الجوهری: أَما قول العرب لا مَساسِ مثل قَطامِ فإِنما بنی علی الكسر لأَنه معدول عن المصدر و هو المَسُّ، و قوله لا مَساس لا تخالط أَحداً، حرم مخالطة السامریّ عقوبة له، و معناه أَی لا أَمَسّ و لا أُمَسّ، و یكنی بالمساس عن الجماع. و المُماسَّةُ: كنایة عن المباضَعَة، و كذلك التَّمَاس؛ قال تعالی: مِنْ قَبْلِ أَنْ یَتَمَاسّٰا*. و‌فی الحدیث: فأَصَبْت منها ما دون أَن أَمَسَّها؛ یرید أَنه لم یجامعها. و‌فی حدیث أُم زرع: زوجی المَسُّ مَسُّ أَرْنَب؛ وصفَتْه بلین الجانب و حسن الخَلْقِ. قال اللیث: لا مِساس لا مُماسَّة أَی لا یَمَسُّ بعضُنا بعضاً. و أَمَسَّه شَكْوی أَی شكا إِلیه. أَبو عمرو: الأَسْنُ لُعْبة لهم یسمونها المَسَّة و الضَّبَطَة. غیره: و الطَّریدةُ لعبة تسمیها العامة المَسَّة و الضَّبَطَة، فإِذا وقعت ید اللاعب من الرَّجُلِ علی بدنه رأْسه أَو كَتِفه فهی المَسَّة، فإِذا وقعت علی رجله فهی الأَسْنُ. و المِسُّ: النُّحاس؛ قال ابن درید: لا أَدری أَ عربی هو أم لا. و المَسْمَسَة و المَسْماسُ: اختلاط الأَمر و اشتباهه؛ قال رؤبة: إِن كُنْتَ من أَمْرِكَ فی مَسْماس، فاسْطُ علی أُمِّكَ سَطْوَ المَاسِ خفف سین المَاسِ كما یخففونها فی قولهم مَسْتُ الشی‌ءَ أَی مَسَسْتُه قال الأَزهری: هذا غلط، الماسِی هو الذی یُدْخل یده فی حَیاء الأُنثی لاستخراج الجنین إِذا نَشِب؛ یقال: مَسَیْتُها أَمْسِیها مَسْیاً؛ روی ذلك أَبو عبید عن الأَصمعی، و لیس المَسْیُ من المَسِّ فی شی‌ء؛ و أَما قول الشاعر: أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَیْه شُوسُ أَراد أَحْسَسْنَ، فحذف إِحدی السینین، فافهم.

مطس؛ ج6، ص: 219

: مَطَسَ العَذِرَة یَمْطِسُها مَطْساً: رماها بِمَرَّةٍ. و المَطْسُ: الضرب بالید كاللَّطْم. و مَطَسَه بیده یَمْطِسُه مَطْساً: ضربه.

معس؛ ج6، ص: 219

: مَعَس فی الحرب: حمل. و رجل مَعَّاسٌ و مُتَمَعّسٌ: مِقْدام. و مَعَسَ الأَدِیمَ: لیَّنَه فی الدّباغ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، مرّ علی أَسماء بنت عُمَیْسٍ و هی تَمْعَسُ إِهاباً لها، و فی روایة: مَنِیئَةً لها، أَی تَدْبُغُ. و أَصل المَعْس: المَعْك و الدَّلْكُ للجِلْد بعد إِدخاله فی الدِّباغ. و مَعَسَه مَعْساً: دلَكَه دَلْكاً شدیداً؛ قال فی وصف السیل و المطر: حتی إِذا ما الغَیثُ قالَ رَجْسا، یَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا، و غَرَّقَ الصَّمَّانَ ماءً قَلْسا أَراد بقوله: قال رَجْساً أَی یُصَوِّت بشدة وقْعِه.
(1). قوله [و بنیت مساس إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 220
و قالت السماءُ إِذا أَمطرت مطراً یُسمع صوته، و یجوز أَن یرید صوت الرعد الذی فی سحاب هذا المطر. و الصَّمَّان: موضع بعینه. و القَلْسُ: الذی ملأَ الموضع حتی فاض. و الجواء: مثل السَّحْبَلِ، و هو الوادی الواسع. قال الأَصمعی: بعَثَت امرأَة من العرب بنتاً لها إِلی جارتها أَن ابعَثی إِلیَّ بَنَفْسٍ أَو نَفْسَیْنِ من الدِّباغ أَمْعَسُ به مَنِیئَتی فإِنی أَفِدَةٌ؛ و المَنِیئَة: المَدْبَغَة، و النَفْسُ: قدر ما یدبغ به من ورق القَرَظ و الأَرْطَی، و مَنِیئَةٌ مَعُوسٌ إِذا حركت فی الدِّباغ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یُخْرِجُ، بَیْنَ النَّابِ و الضُّرُوسِ، حَمْراءَ كالمَنِیئَةِ المَعُوسِ یعنی بالحمراء الشِّقْشِقَةَ شبَّهها بالمَنِیئَة المحركة فی الدباغ. و المَعْسُ: الحركة. و امْتَعَس: تحرك؛ قال: و صاحِب یَمْتَعِسُ امْتِعاسا و مَعَسَ المرأَةَ مَعْساً: نكحها. و امْتَعَس العَرْفَجُ إِذا امتلأَت أَجوافه من حُجَنِه حتی تسود «1».

مغس؛ ج6، ص: 220

: المَغْسُ: لغة فی المَغْص، و هو وجع و تقطیع یأْخذ فی البطن، و قد مَغَسَنی بطْنی. و مغَسَه بالرُّمح مَغْساً: طعَنه. و امَّغَس رأْسه بنصْفَین من بیاض و سواد: اخْتَلَط، و بطن مغُوس.

مقس؛ ج6، ص: 220

: مَقِسَتْ نفسُه، بالكسر، مقَساً و تمقَّست: غَثَت، و قیل: تَقَزَّزَت و كَرِهَت، و هو نحو ذلك؛ قال أَبو زید: صادَ أَعرابیٌّ هامَةً فأَكلها فقال: ما هذا؟ فقیل: سُمانی، ففَثَتْ نفسُه فقال: نَفْسی تَمَقَّسُ من سُمانی الأَقْبُرِ أَبو عمرو: مَقِسَتْ نفسی من أَمر كذا تَمْقَس، فهی ماقِسَة إِذا أَنِفَت، و قال مرة: خَبُثَتْ و هی بمعنی لَقِسَتْ. و المَقْس: الجَوْب و الخَرْق. و مَقَس فی الأَرض مَقْساً: ذهب فیها. أَبو سعید: مَقَسْتُه فی الماء مَقْساً وَ قَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فیه غَطّاً. و‌فی الحدیث: خرج عبد الرحمن بن زید و عاصم بن عمر یَتَماقَسان فی البحر‌أَی یَتَغاوَصان. یقال: مَقَسْتُه و قَمَسْتُه علی القلب إِذا غَطَطْته فی الماء. امرأَة مَقَّاسَة: طَوَّافة. و مَقَّاس و المَقَّاس، كلاهما: اسم رجل.

مكس؛ ج6، ص: 220

: المَكْسُ: الجبایة، مَكَسَه یَمْكِسه مَكْساً و مكَسْتُه أَمْكِسه مَكْساً. و المَكْسُ: دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع فی الأَسواق فی الجاهلیة. و الماكِسُ: العَشَّار. و یقال للعَشَّار: صاحب مَكْسٍ. و المَكْسُ: ما یأْخذه العَشّار. یقال: مَكَسَ، فهو ماكِسٌ، إِذا أَخذ. ابن الأَعرابی: المَكْسُ دِرْهم كان یأْخذه المُصَدِّقُ بعد فراغه. و‌فی الحدیث: لا یدخل صاحب مَكْسٍ الجنةَ؛ المَكْسُ: الضریبة التی یأْخذها الماكِسُ و أَصله الجبایة. و‌فی حدیث ابن سیرین قال لأَنس: تستعملنی أَی علی عُشُور الناس فأُماكِسُهم و یُماكِسونی، قیل: معناه تستعملنی علی ما یَنقص دِینی لما یخاف من الزیادة و النقصان فی الأَخذ و الترك. و‌فی حدیث جابر قال له: أَ تری إِنما ماكَسْتُك لآخذ جملَكَ؛ المماكسة فی البیع: انتقاص الثمن و اسْتِحطاطُهُ و المنابذة بین المتبایعین. و‌فی حدیث ابن عمر: لا بأْس بالمُماكَسَة فی البیع.و المَكْس: النقص. و المَكْس: انتقاص الثمن فی البیاعة؛ و منه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه یَسْتَنْقِصُه؛ قال جابر بن حُنَیٍّ
(1). قوله [حتی تسود] هكذا بالأَصل و فی شرح القاموس حتی لا تسود.
لسان العرب، ج‌6، ص: 221
الثعلبی: أَ فی كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ، و فی كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ؟ أَ لا یَنْتَهِی عَنّا مُلوك، و تَتَّقی مَحارمَنا، لا یَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ؟ تَعاطَی المُلُوكُ السِّلْم، ما قَصَدوا بنا، وَ لَیْسَ علینا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ الإِتاوَةُ: الخرَاجُ. و المَكْسُ: ما یأْخذه العَشَّار؛ یقول: كلُّ من باع شیئاً أُخِذَ منه الخَراجُ أَو العُشر و هذا مما آنف منه، یقول: أَ لا ینتهی عنا ملوك أَی لینتهِ عنا ملوك فإِنهم إِذا انتَهَوْا لم یَبُؤْ دم بدم و لم یقتل واحد بآخر، فَیَبُؤْ مجزوم علی جواب قوله أَ لا ینتهی لأَنه فی معنی الأَمر، و البَوء: القَوَد. و قوله ما قصدوا بنا أَی ما رَكِبُوا بنا قَصْداً. و قد قیل فی الإِتاوة: إِنها الرَّشْوة، و قیل: كل ما أُخذ بِكُرْه أَو قسِم علی قوم من الجبایة و غیرها إِتاوة؛ و خص بعضهم به الرَّشْوَة علی الماء، و جمعها أُتًی نادر كأَنه جمع أُتْوَةٍ. و فی قوله مكس درهم أَی نقصان درهم بعد وجوبه. و مَكَسَ فی البیع یَمْكِسُ، بالكسر، مَكْساً و مَكَسَ الشی‌ءُ: نقص. و مُكِس الرجل: نُقِص فی بیع و نحوه. و تماكس البیِّعان: تشاحّا. و ماكَسَ الرجلَ مُماكسة و مِكاساً: شاكَسه. و من دون ذلك مِكاسٌ و عِكاسٌ: و هو أَن تأْخذ بناصیته و یأْخذ بناصیتك. و ماكِسِین و ماكِسون: موضع، و هی قریة علی شاطئ الفرات، و فی النصب و الخفض ماكسین.

ملس؛ ج6، ص: 221

: الملَس و المَلاسَة و المُلُوسة: ضد الخُشونة. و المُلُوسة: مصدر الأَمْلَس. مَلُسَ مَلاسَة و امْلاسَّ الشی‌ءُ امْلِیساساً، و هو أَمْلَس و مَلِیس؛ قال عبید بن الأَبرص: صَدْقٍ مِنَ الهِنْدِیِّ أُلْبِسَ جُنَّة، لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواة مَلِیس و یقال للخمر: مَلْساء إِذا كانت سَلِسَة فی الحَلْق؛ قال أَبو النجم: بالقَهْوة المَلْساء مِنْ جِرْیالِها و مَلَّسَه غیْرُه تَمْلِیساً فتملس و امّلَس، و هو انفعل فأُدغم، و انْمَلَسَ من الأَمر إِذا أُفْلِتَ منه؛ و ملَّسْته أَنا. و قوس ملساء: لا شَقّ فیها لأَنها إِذا لم یكن فیها شق فهی ملساء. و فی المثل: هان علی الأَمْلَسِ ما لاقی الدَّبِرْ؛ و الأَمْلَسُ: الصحیح الظَّهر هَاهنا. و الدَّبِرُ: الذی قد دَبِرَ ظهره. و رجُل مَلَسی: لا یثبت علی العَهْد كما لا یثبت الأَملس. و فی المثل: المَلَسی لا عُهْدَةَ له؛ یُضْرب مثلًا للذی لا یُوثق بِوَفائه و أَمانته؛ قال الأَزهری: و المعنی، و اللَّه أَعلم، ذو المَلَسی لا عهدة له. و یقال فی البیع: مَلَسی لا عُهْدَة أَی قد انملس من الأَمر لا لَه و لا علیه. و یقال: أَبِیعُك المَلَسی لا عُهْدة أَی تَتَمَلَّس و تَتَفَلَّتُ فلا تَرْجع إِلیَّ، و قیل: المَلَسی أَن یبیع الرجل الشی‌ء و لا یضمن عُهْدَته؛ قال الراجز: لما رأَیت العامَ عاماً أَعْبَسا، و ما رُبَیْعُ مالِنا بالمَلَسی و ذُو المَلَسی: مثل السّلَّال و الخارِب یَسْرِق المتاع فیبیعه بدون ثمنه، و یملِّس من فَوْرِه فیستخْفی، فإِن جاء المستحق و وَجَدَ مالَه فی یدِ الذی اشتراه أَخذه و بطل الثمن الذی فاز به اللصّ و لا یتهیأُ له أَن یرجع به علیه. و قال الأَحمر من أَمثالهم فی كراهة المعایب: المَلَسَی لا عهدة له أَی أَنه خرج من الأَمر
لسان العرب، ج‌6، ص: 222
سالماً و انقضی عنه لا له و لا علیه، و الأَصل فی الملسی ما تقدم. و قال شمر: و الأَمالِیْسُ الأَرض التی لیس بها شجر و لا یَبِیس و لا كلأ و لا نبات و لا یكون فیها وَحْش، و الواحد إِمْلِیسٌ، و كأَنه إِفْعِیْلٌ مِنَّ المَلاسَة أَی أَنّ الأَرض ملساء لا شی‌ء بها؛ و قال أَبو زبید فسماها مَلِیساً: فإیَّاكم و هذا العِرْقَ و اسْمُوا لِمَوْماة، مآخِذُها مَلِیْس و المَلَس: المكان المستوی، و الجمع أَملاس، و أَمالِیْسُ جَمع الجمع؛ قال الحُطَیْئَة: و إِنْ لم یَكنْ إِلا الأَمالیسُ، أَصْبَحَتْ لها حُلَّق، ضَرَّاتها شَكِراتُ و الكثیر مُلُوس. و أَرض ملَسٌ و مَلَسی و مَلْساءُ و إِمْلِیسٌ: لا تُنْبِت. و سنة ملساءُ و جمعها أَمالِس و أَمالِیْسُ، علی غیر قیاس: جَدْبَة. و یقال: مَلَّسْت الأَرض تملیساً إِذا أَجریت علیها المِمْلَقَة بعد إِثارتها. و الملَّاسة، بتشدید اللام: التی تسوی بها الأَرض. و رُمّان إِمْلیسٌ و إِمْلِیسِیّ: حُلْو طیّب لا عَجَم له كأَنه منسوب إِلیه. و ضَرَبَه علی مَلْساء مَتْنِهِ و مُلَیْسائه أَی حیث استوی و تزلق. و المُلَیْساء: نصف النهار. و قال رجل من العرب لرجُل: أَكره أَن تزورنی فی الملیساء، قال: لمَ؟ قال: لأَنه یَفُوت الغداء و لم یُهَیّإِ العَشاء. و الحُجَیْلاءُ: موضع، و الغُمَیْصاءُ: نجم «2». أَبو عمرو: المُلَیْساء شهر صفر. و قال الأَصمعی: المُلَیْساء شهر بین الصَّفَرِیّة و الشتاء، و هو وقت تنقطع فیه المِیرة. ابن سیدة: و الملیساء الشهر الذی تنقطع فیه المِیرة؛ قال: أَ فِینا تَسُوم السّاهِرِیّةَ، بَعدَ مَا بَدا لكَ من شَهْرِ المُلَیْساء كوْكب؟ یقول: أَ تَعْرِض علینا الطِّیبَ فی هذا الوقت و لا میرة؟ و المَلْسُ: سَلّ الخُصْیَتَیْن. و مَلَسَ الخُصْیَة یملُسها مَلْساً: استلَّها بعروقها. قال اللیث: خُصْیٌ مَمْلَوس. و مَلَسْتُ الكبْشَ أَمْلُسه إِذا سَلَلْت خُصْییه بعروقهما. و یقال: صَبِیٌّ مملوس. و مَلَسَت الناقة تملُس مَلْساً: أَسرعت، و قیل: الملْس السیر السَّهل و الشدید، فهو من الأَضداد. و المَلْس: السَّوق الشدید؛ قال الراجز: عَهْدِی بأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَس و یقال: مَلَسْت بالإِبل أَملُس بها مَلْساً إِذا سُقتها سوقاً فی خُفْیة؛ قال الراجز: مَلْساً بِذَوْدِ الحَلَسِیِّ مَلْسا ابن الأَعرابی: الملْس ضرب من السیر الرقیق. و المَلْس: اللَّیّن من كل شی‌ء. قال: و الملامسة لِینُ المَلْمُوس. أَبو زید: الملموس من الإِبل المِعْناق التی تراها أَول الإِبل فی المرعی و المَوْرد و كلّ مَسِیر. و یقال: خِمْس أَمْلَسُ إِذا كان مُتْعباً شدیداً؛ و قال المرّار: یسیر فیها القوم خِمْساً أَملَسَا و مَلَسَ الرجلُ یملُس ملساً إِذا ذهب ذهاباً سریعاً؛ و أَنشد: تملسُ فیه الریح كلّ مَمْلَس و‌فی الحدیث: أَنه بعَث رجُلًا إِلی الجن فقال له: سِرْ ثلاثاً مَلْساً‌أَی سر سَیراً سَریعاً. و المَلْس:
(2). هذه الأَلفاظ الأَربعة حشوٌ لا رابطة بینها و بین الكلام.
لسان العرب، ج‌6، ص: 223
الخِفَّة و الإِسراع و السَّوق الشدید. و قد امّلَسَ فی سَیْرِه إِذا أَسْرَعَ؛ و حَقِیقَةُ الحدیث: سِرْ ثَلاثَ لیالٍ ذات مَلْسٍ أَو سِرْ ثلاثاً سیراً مَلْساً، أَو أَنه ضربٌ من السَّیر فَنَصَبَه علی المَصْدَر. و تملَّس من الأَمر: تخلّص. و مَلَسَ الشی‌ءُ یملُس ملْساً و امّلس: انْخَنَسَ سریعاً. و امْتُلِس بَصَرُه: اخْتُطِفَ. و ناقة مَلُوسٌ و مَلَسَی، مثال سَمَجی و جَفَلی: سریعة تمرّ مرّاً سریعاً؛ قال ابن أَحمر: مَلَسی یَمَانِیَة و شَیْخٌ هِمَّة، مُتَقَطّع دُون الیَمانی المُصْعِد أَی تَملُس و تَمْضی لا یَعْلَق بها شی‌ء من سرعتها. و مَلْسُ الظلامِ: اختِلاطُه، و قیل: هو بعد المَلْث. و أَتیته مَلْسَ الظلام و مَلْثَ الظلام، و ذلك حین یَخْتَلط اللیل بالأَرض و یختلط الظلام، یستعمل ظَرفاً و غیر ظرف. و روی عن ابن الأَعرابی: اختلط المَلْسُ بالمَلْثِ؛ و المَلْث أَوّل سواد المغرب فإِذا اشتدّ حتی یأْتی وقت العشاء الأَخیرة، فهو المَلْس بالملث، و لا یَتَمَیز هذا من هذا لأَنه قد دخل الملث فی الملس. و المِلْس: حجر یجعل علی باب الرَّداحَة، و هو بیت یُبنی للأَسد تجعل لُحْمَتُه فی مُؤَخَّرِه، فإِذا دخل فأَخذها وقع هذا الحجر فسدّ الباب. و تمَلَّس من الشَّراب: صحا؛ عن أَبی حنیفة.

ملبس؛ ج6، ص: 223

: المَلَنْبَس: البئر الكثیرة الماء كالقَلَنْبَس و القَلَمَّس؛ عُكْلِیَّة حكاها كراع.

ممس؛ ج6، ص: 223

: مامُوسَة: من أَسماء النار؛ قال ابن أَحمر: تَطایَحَ الطلُّ عن أَردانها صُعُداً، كما تَطایَح عن مامُوسَةَ الشَّرَر قیل: أَراد بماموسةَ النار، و قیل: هی النار بالرومیة، و جعلها معرفة غیر منصرفة، و رواه بعضهم: عن مانوسة الشرر؛ و قال ابن الأَعرابی: المانوسة النار.

منس؛ ج6، ص: 223

: ابن الأَعرابی: المَنَس النَّشاط. و المَنْسة: المُسِنَّة من كل شی‌ء.

موس؛ ج6، ص: 223

: رجل ماسٌ مثل مالٍ: خفیف طیَّاش لا یلتفت إِلی موعظة أَحد و لا یقبل قولَه؛ كذلك حكی أَبو عبید، قال: و ما أَمْساه، قال: و هذا لا یوافق ماساً لأَن حرف العلة فی قولهم ماسٌ عَیْنٌ، و فی قولهم: ما أَمساه لامٌ، و الصحیح أَنه ماسٍ علی مثال ماشٍ، و علی هذا یصح ما أَمساه. و المَوْس: لغة فی المَسْیِ، و هو أَن یُدْخِلَ الراعی یده فی رَحِم الناقة أَو الرَّمَكَةِ یمسُط ماءَ الفحل من رحمها اسِتْلآماً للفَحْل كراهِیة أَن تحمِل له؛ قال الأَزهری: لم أَسمع المَوْس بمعنی المَسْیِ لغیر اللیث، و مَیْسون فَیْعُول من مسَنَ أَو فَعْلُون من مَاسَ. و المُوسَی: من آلة الحدید فیمن جعلها فُعْلَی، و من جعلها من أَوْسَیْتُ أَی حَلَقْت، فهو من باب وسی؛ قال اللیث: المَوْس تأْسیس اسم المُوسَی الذی یحلق به، قال الأَزهری: جعل اللیث مُوسَی فُعْلی من المَوْس، و جعل المیم أَصلیة و لا یجوز تنوینه علی قیاسه. ابن السكیت: تقول هذه موسی جَیِّدة، و هی فُعْلی؛ عن الكسائی؛ قال: و قال الأُموی: هو مذكر لا غیر، هذا موسی كما تَرَی، و هو مُفْعَلٌ من أَوْسَیْتُ رأْسه إِذا حلقته بالمُوسَی؛ قال یعقوب: و أَنشد الفراء فی تأْنیث الموسَی: فإِن تَكُنِ المُوسَی جَرَتْ فَوْقَ بَطْنِها، فَمَا وُضِعَتْ إِلا وَ مَصّانُ قاعِد و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: كَتَبَ أَن یَقْتُلوا من جَرَت علیه المَواسِی‌أَی من نبتَتْ عانته لأَن
لسان العرب، ج‌6، ص: 224
المواسی إِنما تَجْرِی علی من أَنْبَت، أَراد من بَلَغ الحُلُم من الكُفَّار. و موسی اسم النبی، صلوات اللَّه علی محمد نبینا و علیه و سلم، عربیٌّ مُعَرَّبٌ، و هو مُو أَی ماء، و سا أَی شجر لأَن التابوت الذی فیه وجد بین الماء و الشجر فسمی به، و قیل: هو بالعبرانیة موسی، و معناه الجذب لأَنه جذب من الماء؛ قال اللیث: و اشتقاقه من الماء و الساج، فالمُو ماءٌ و سَا شجر «1» لحال التابوت فی الماء، قال أَبو عمرو: سأَل مَبْرَمان أَبا العباس عن موسی و صَرْفِه، فقال: إِن جعلته فُعْلی لم تَصْرفه، و إِن جعلته مُفْعَلًا من أَوْسَیْتَه صرفته.

میس؛ ج6، ص: 224

: المَیْس: التَبَخْتُر، ماسَ یَمِیسُ میساً و مَیَساناً: تَبَخْتَر و اخْتالَ. و غصن میَّاسٌ: مائِلٌ. و قال اللیث: المَیْسُ ضَرْب من المَیَسانِ فی تَبَخْتُرٍ و تَهادٍ كما تَمِیس العَروس و الجمَل، و ربما مَاسَ بهَوْدَجِه فی مَشْیِه، فهو یَمِیسُ مَیَسَاناً، و تَمَیَّسَ مثله؛ قال الشاعر: و إِنی لَمِن قُنْعانِها حِینَ أَعْتَزِی، و أَمْشی بها نحْوَ الوَغَی أَتَمَیَّسُ و رجلٌ مَیَّاسٌ و جارِیة مَیَّاسَة إِذا كانا یَتَبختران فی مِشْیَتِهِما. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: تَدْخل قَیْساً و تَخْرج مَیْساً؛ ماسَ یَمِیسُ مَیْساً إِذا تبختر فی مَشْیِه و تَثَنَّی. و امرأَة مُومِس و مُومِسَة: فاجِرَةٌ جِهاراً؛ قال ابن سیدة: و إِنما اخترت وضعه فی میس بالیاء، و خالفت ترتیب اللغویین فی ذلك لأَنها صیغة فاعِل، قال: و لم أَجد لها فعلًا البَتَّة یجوز أَن یكون هذا الاسم علیه إِلا أَن یكون من قولهم أَمَاسَتْ جِلْدها، كما قالوا: فیها خَریعٌ، من التَخرُّع، و هو التَّثَنِّی، قال: فكان یجب علی هذا مُمِیسٌ و مُمِیسَة لكنهم قلبوا موضع العین إِلی الفاء فكأَنه أَیْمَسَتْ، ثم صِیغ اسم الفاعل علی هذا، و قد یكون مُفْعِلًا من قولهم أَوْمَسَ العنبُ إِذا لانَ، قال: و هو مذكور فی الواو؛ قال ابن جنی: و ربما سمَّوا الإِمَاءَ اللَّواتی للخدمة مومِسات. و المَیْسُونُ: المیَّاسة من النساء، و هی المُخْتالة، قال: و هذا البناء علی هذا الاشتقاق غیر معلوم، و هو من المثل الذی لم یحكه سیبویه كزیتون، و حكاه كراع فی باب فَیْعُول و اشتقه من المَیْس، قال: و لا أَدری كیف ذلك لأَنه لا ینبغی كونه فَیْعُولًا و كونه مشتقّاً من المَیْسِ. و مَیْسُونُ: اسم امرأَة، منه؛ قال الحرث بن حِلِّزَة: إِذْ أَحَلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَیْسُونَ، فأَدْنی دِیارِها العَوصاءُ و قد تقدم فی ترجمة مَسَنَ، فهو علی هذا فَیْعُولٌ صحیح، قال: و باب مَیَسَ أَولی به لما جاء من قولهم مَیْسُونُ تَمِیسُ فی مِشیتها. ابن الأَعرابی: مَیسانُ كوكب یكون بین المَعَرَّةِ و المَجَرَّةِ. أَبو عمرو: المَیاسِینُ النجوم الزاهرة. قال: و المَیْسُونُ من الغلمان الحسَنُ الوجْهِ و الحسن القدِّ. قال أَبو منصور: أَما مَیْسانُ اسم الكوكب، فهو فَعْلانُ، من ماسَ یَمِیسُ إِذا تبختر. و المَیْس: شجر تُعمل منه الرحال؛ قال الراجز: و شُعْبَتَا مَیسٍ بَراها إِسْكاف قال أَبو حنیفة: المَیْسُ شجر عظام شبیه فی نباته و ورقه بالغَرَبِ، و إِذا كان شابّاً فهو أَبیض الجَوْف، فإِذا تقادم اسْوَدَّ فصار كالآبِنُوس و یَغْلُظُ حتی
(1). قوله [و سا شجر] مثله فی القاموس، و نقل شارحه عن ابن الجوالیقی أَنه بالشین المعجمة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 225
تُتَّخذ منه الموائد الواسعة و تتخذ منه الرحال؛ قال العجاج و وصف المَطایا: یَنْتُقْنَ بالقَوْمِ، مِنَ التَّزَعُّلِ، مَیْسَ عُمانَ و رِحالَ الإِسْحِلِ قال ابن سیدة: و أَخبرنی أَعرابی أَنه رآه بالطائف، قال: و إِلیه ینسب الزبیب الذی یسمی المَیْسَ. و المَیْسُ أَیضا: ضَرْبٌ من الكَرْمِ یَنْهَضُ علی ساق بعض النهوض لم یَتَفَرَّع كلُّه؛ عن أَبی حنیفة. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: بأَكْوارِ المَیْسِ، هو شجر صُلْب تعمل منه أَكوار الإِبل و رحالها. و المَیْسُ أَیضاً: الخشبة الطویلة التی بین الثورین؛ قال: هذه عن أَبی حنیفة. و مَیَّاسٌ: فرس شَقِیقِ بنِ جَزْءٍ. و مَیْسانُ: لیلة أَرْبَعَ عَشرَةَ. و مَیْسانُ: بلد من كُوَرِ دَجْلَةَ أَو كُورَةٌ بسَواد العراق، النسب إِلیه مَیْسانیٌّ، و مَیْسَنانیٌّ، الأَخیرة نادرة؛ و قال العجاج: خَوْدٌ تخالُ رَیْطَها المُدَقْمَسا، و مَیْسَنانیّاً لها مُمَیَّسَا یعنی ثیاباً تُنسج بِمَیْسانَ. مُمَیَّسٌ: مُذَیَّل له ذَیْل؛ و قول العبد: و مَا قَرْیَةٌ، مِنْ قُرَی مَیْسَنانَ، مُعْجِبَةٌ نَظَراً و اتِّصافَا إِنما أَراد مَیْسانَ فاضطر فزاد النون. النضر: یسمی الوشب المَیْس، شجرة مدورة تكون عندنا ببلخ فیها البعوض، و قیل: المَیْسُ شجرة و هو من أَجود الشجر و أَصْلبِه و أَصْلحِه لصنعة الرّحال و منها تتخذ رحال الشأْم، فلما كثر ذلك قالت العرب: المَیْسُ الرَّحْلُ. و فی النوادر: ماسَ اللَّه فیهم المرض یَمِیسُه و أَمَاسَه، فهو یُمِیسُه، و بَسَّه و ثَنَّه أَی كثَّره فیهما.

فصل النون؛ ج6، ص: 225

نأمس؛ ج6، ص: 225

: النأْمُوسُ، یُهْمز و لا یهمز: قُتْرةُ الصائد.

نبس؛ ج6، ص: 225

: نَبَسَ یَنْبِسُ نَبْساً: هو أَقل الكلام. و ما نَبَس أَی ما تحركَتْ شفتاه بشی‌ء. و ما نَبَسَ بكلمة أَی ما تكلم، و ما نَبَّس أَیضاً، بالتشدید؛ قال الراجز: إِن كُنْت غیرَ صائدِی فَنبِّس و‌فی حدیث ابن عمر فی صفة أَهل النار: فما یَنبِسیون عند ذلك ما هو إِلا الزَّفِیرُ و الشَّهِیقُ‌أَی ما ینطقون. و أَصل النَّبْسِ: الحركة و لم یستعمل إِلا فی النفی. و رجل أَنْبَسُ الوجْه: عابِسُه. ابن الأَعرابی: النُّبُسُ المُسْرِعُون فی حوائجهم، و النُّبُسُ النَّاطقون. یقال: ما نَبَس و لا رَتَمَ. و قال ابن أَبی حفصة: فلم یَنْبِسُ رَوبَةً حین اشتدّت السُّرَی؛ ابن عبد اللَّه: أَی لم ینطق. ابن الأَعرابی: السِّنْبِسُ السّریع. و سَنْبَسَ إِذا أَسرع یُسَنْبِسُ شَنْبَسَةً؛ قال: و رأَت أُم سِنْبِسٍ فی النوم قبل أَن تلده قائلًا یقول لها: إِذا ولدت سِنْبِساً فأَنْبِسِی أَنْبِسِی أَی أَسْرعی. قال أَبو عمر الزاهد: السین فی أَوّل سنْبس زائدة. یقال: نَبَسَ إِذا أَسرع، قال: و السین من زوائد الكلام، قال: و نَبَسَ الرجل إِذا تكلم فأَسرع، و قال ابن الأَعرابی: أَنْبَسَ إِذا سكت ذلًا.

نبرس؛ ج6، ص: 225

: النِّبْراسُ: المِصْباح و السِّراج، و قد تقدم أَنه ثلاثی مشتق من البِرْسِ الذی هو القطن. و النِّبْراس:
لسان العرب، ج‌6، ص: 226
السِّنان العریض. و ابن نِبْراس: رجل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: اللَّهُ یَعْلَمُ لو لا أَنَّنی فَرِقٌ مِن الأَمیرِ، لعَاتَبْتُ ابنَ نِبْراس

نتس؛ ج6، ص: 226

: نَتَسَه یَنْتِسُهُ نَتْساً: نَتَفَه.

نجس؛ ج6، ص: 226

: النَّجْسُ و النِّجْسُ و النَّجَسُ: القَذِرُ من الناس و من كل شی‌ء قَذِرْتَه. و نَجِسَ الشی‌ءُ، بالكسر، یَنْجَسُ نَجَساً، فهو نَجِسٌ و نَجَسٌ، و رجل نَجِسٌ و نَجَسٌ، و الجمع أَنْجاسٌ، و قیل: النَّجَسُ یكون للواحد و الاثنین و الجمع و المؤنث بلفظ واحد، رجل نَجَسٌ و رجلان نَجَسٌ و قوم نَجَسٌ. قال اللَّه تعالی: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا و جَمَعوا و أَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ و نِجْسَةٌ، و قال الفرّاء: نَجَسٌ لا یجمع و لا یؤنث. و قال أَبو الهیثم فی قوله: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ؛ أَی أَنْجاسٌ أَخباث. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، كان إِذا دخل الخلاء قال: اللهم إِنی أَعوذ بك من النِّجْسِ الرِّجْس الخَبیثِ المُخْبِث.قال أَبو عبید: زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس و لم یذكروا الرجس فتحوا النون و الجیم، و إِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا النون، فهم إِذا قالوه مع الرجس أَتبعوه إِیاه و قالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كسروا لِمَكان رجس و ثَنَّوا و جمعوا كما قالوا: جاء بالطِّمِّ و الرِّمِّ، فإِذا أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا، و أَنْجَسَه غیرُه و نَجَّسه بمعنی؛ قال ابن سیدة: و كذلك یعكسون فیقولون نِجْس رِجْسٌ فیقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ الذی بعده، فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ، و أَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور علی كل حال؛ هذا علی مذهب الفرّاء؛ و هی النَّجاسة، و قد أَنْجَسه. و‌فی الحدیث عن الحسن فی رجل زنی بامرأَة تزوجها فقال: هو أَنْجَسَها و هو أَحق بها‌و النَّجِسُ: الدَّنِس. و داء نجِسٌ و ناجِسٌ و نَجِیسٌ و عَقامٌ: لا یبرأُ منه، و قد یوصف به صاحب الداء. و النَّجْس: اتخاذ عُوذَةٍ للصبی، و قد نَجَّس له و نَجَّسَه: عَوّذَه؛ قال: و جارِیَةٍ مَلْبونَةٍ، و مُنَجِّسٍ، و طارِقَةٍ فی طَرْقِها لم تُسَدِّد «2» یصف أَهل الجاهلیة أَنهم كانوا بین متَكَهِّنٍ و حَدَّاس و راقٍ و منَجِّس و متَنَجِّم حتی جاء النبی، صلی اللَّه علیه و سلم. و النِّجاس: التعویذ؛ عن ابن الأَعرابی، قال: كأَنه الاسم من ذلك ابن الأَعرابی: من المَعاذات التَّمِیمة و الجُلْبَة و المنَجِّسة. و یقال للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قال ثعلب: قلت له: المُعَوَّذ لِمَ قیل له منَجَّس و هو مأْخوذ من النجاسة؟ فقال: إِن للعرب أَفعالًا تخالف معانیها أَلفاظها، یقال: فلان یتنجس إِذا فعل فعلًا یخرج به من النجاسة كما قیل یَتَأَثَّم و یَتَحَرَّجُ و یَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلًا یخرج به من الإِثْمِ و الحَرَج و الحِنْث. الجوهری: و التَّنْجِیسُ شی‌ء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العین؛ و منه قول الشاعر: و عَلَّقَ أنْجاساً علیَّ المُنَجِّس «3» اللیث: المُنَجَّسُ الذی یعلَّق علیه عظام أَو خرق. و یقال للمُعَوِّذ: منَجِّس، و كان أَهل الجاهلیة یعلِّقون علی الصبیّ و من یخاف علیه عیون الجن
(2). هذا البیت ورد فی أَساس البلاغة علی هذه الصورة: و حازیةٍ ملبوسةٍ، و منجّسٍ، و طارقةٍ فی طرقِها لم تُشدّدِ. (3). قوله [و علق إلخ] صدره كما فی شرح القاموس: و كان لدی كاهنان و حارث لسان العرب، ج‌6، ص: 227‌الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِیض و یقولون: الجن لا تقربها. ابن الأَعرابی: النُّجُسُ المعَوِّذون، و الجُنُس المیاه الجامدة. و المَنْجَسُ: جلیدة توضع علی حز الوَتَر.

نحس؛ ج6، ص: 227

: النَّحْسُ: الجهد و الضُّر. و النَّحْسُ: خلاف السَّعْدِ من النجوم و غیرها، و الجمع أَنْحُسٌ و نُحوسٌ. و یوم ناحِسٌ و نَحْسٌ و نَحِسٌ و نَحِیسٌ من أَیام نَواحِس و نَحْساتٍ و نَحِساتٍ، من جعله نعتاً ثقّله، و من أَضاف الیوم إِلی النَّحْسِ فبالتخفیف لا غیر. و یوم نَحْسٌ و أَیام نَحْسٌ. و قرأَ أَبو عمرو: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ رِیحاً صَرْصَراً فی أَیام نَحْساتٍ؛ قال الأَزهری: هی جمع أَیام نَحْسَة ثم نَحْسات جمع الجمع، و قرئت: فِی أَیّٰامٍ نَحِسٰاتٍ، و هی المشؤومات علیهم فی الوجهین، و العرب تسمی الریح الباردة إِذا دَبِرَتْ نَحْساً، و قرئ قوله تعالی: فی یومٍ نَحْسٍ، علی الصفة و الإِضافةُ أَكثرُ و أَجودُ. و قد نَحِسَ الشی‌ءُ، فهو نَحِسٌ أَیضاً؛ قال الشاعر: أَبْلِغْ جُذاماً و لَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ طَیّاً و بَهْراءَ قَوْمٌ، نَصْرُهُمْ نَحِسُ و منه قیل: أَیام نَحِسات. و النَّحْسُ: الغُبار. یقال: هاج النَّحْسُ أَی الغبار؛ و قال الشاعر: إِذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانِینَ، و التَقَتْ سَباریتُ أَغْفالٍ بها الآلُ یمضح و قیل: النَّحْسُ الرِّیح ذات الغُبار، و قیل: الرِّیح أَیّاً كانت؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و فی شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ و النَّحْسُ: شدة البَرْد؛ حكاه الفارسی؛ و أَنشد لابن أَحمر: كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ، یُحِیلُ شَفِیفُها الماءَ الزُّلالا و فسره الأَصمعی فقال: لِنَحْسٍ أَی وُضِعت فی ریح فَبَرَدَت. و شَفِیفُها: بَرْدها. و معنی یُحِیل: یَصُب؛ یقول: بردها یصب الماء فی الحلق و لو لا بردها لم یشرب الماء. و النِّحاسُ و النُّحاس: الطَّبیعة و الأَصل و الخَلِیقَة. و نِحاسُ الرجل و نُحاسه: سَجِیَّته و طَبیعته. یقال: فلان كریم النِّحاس و النُّحاس أَیضاً، بالضم، أَی كریم النِّجار؛ قال لبید: یا أُیُّها السَّائلُ عن نِحاسِی قال النّحاس «1»: و كَمْ فِینا، إِذا ما المَحْلُ أَبْدی نِحاسَ القَوْمِ، من سَمْحٍ هَضُومِ و النِّحاسُ: ضَرْبٌ من الصُّفْر و الآنیة شدیدُ الحمرة. و النُّحاس، بضم النون: الدُّخانُ الذی لا لهب فیه. و فی التنزیل: یُرْسَلُ عَلَیْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ؛ قال الفراء: و قرئ و نِحاسٍ، قال: النُّحاسُ الدُّخان؛ قال الجعدی: یُضِی‌ءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِیطِ لَمْ یَجْعَل اللَّهُ فیه نُحاسا قال الأَزهری: و هو قول جمیع المفسرین. و قال أَبو حنیفة: النُّحاس الدُّخان الذی یعلو و تَضْعُف حرارته و یخلص من اللهب. ابن بُزُرج: یقولون النُّحاس، بالضم، الصُّفْر نفسه، و النِّحاس، مكسور، دخانه. و غیره یقول للدُّخان نُحاسٌ. و نَحَّسَ الأَخْبار و تَنَحَّسَها و اسْتَنْحَسَها: تَنَدَّسَها و تَجَسَّسَها، و اسْتَنْحَسَ عنها: طلبها و تَتَبَّعَها
(1). هكذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 228
بالاستخبار، یكون ذلك سرّاً و علانیة. و‌فی حدیث بدر: فجعل یَتَنَحَّس الأَخبار‌أَی یَتَتَبَّع. و تَنَحَّس النصاری: تركوا أَكل الحیوان؛ قال ابن درید: هو عربی صحیح و لا أَدری ما أَصله.

نخس؛ ج6، ص: 228

: نَخَسَ الدَّابَّةَ و غیرها یَنْخُسُها و یَنْخَسُها و یَنْخِسُها؛ الأَخیرتان عن اللحیانی، نَخْساً: غَرَزَ جنبها أَو مؤخّرها بعود أَو نحوه، و هو النَّخْسُ. و النَّخَّاسُ: بائع الدواب، سمی بذلك لنَخْسِه إِیاها حتی تَنْشَط، و حِرْفته النِّخاسة و النَّخاسة، و قد یسمی بائعُ الرقیق نَخَّاساً، و الأَول هو الأَصل. و النَّاخِسُ من الوعول: الذی نَخَسَ قَرْناه استَه من طولهما، نَخَسَ یَنْخُسُ نَخْساً، و لا سِنّ فوق النَّاخِس. التهذیب: النَّخوسُ من الوُعول الذی یطول قرناه حتی یَبلغا ذَنبه، و إِنما یكون ذلك فی الذكور؛ و أَنشد: یا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ و وَعْلٌ ناخِسٌ؛ قال الجعدی: وَ حَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ، مَرَیْتُ بِرُمْحِی فكان اعْتِساسَا و‌فی حدیث جابر: أَنه نَخَسَ بعیره بِمِحْجَنٍ.و‌فی الحدیث: ما من مولود إِلا نَخَسَه الشیطان حین یُولدُ إِلا مَرْیم و ابنها.و النَّاخِسُ: جرب یكون عند ذَنب البعیر، بعِیر مَنْخُوسٌ؛ و اسْتَعار ساعدةُ ذلك للمرأَة فقال: إِذا جَلَسَتْ فی الدَّار، حَكَّتْ عِجَانَها بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب و النَّاخِسُ: الدَّائرة التی تكون علی جاعِرتَی الفرس إِلی الفَائلَتَینِ و تُكره. و فرس مَنْخُوسٌ، و هو یُتَطَیَّر به. الصحاح: دائرة النَّاخِسِ هی التی تكون تحت جاعِرَتَی الفرس. التهذیب: النِّخاس دائرتان تكونان فی دائرة الفَخِذَین كدائر كتِف الإِنسان، و الدابة مَنْخُوسَةً یُتَطَیَّر منها. و النَّاخِسُ: ضاغِطٌ یصیب البعیر فی إِبطه. و نِخاسَا البیت: عَمُوداه و هما فی الرُّوَاق من جانبی الأَعْمِدَة، و الجمع نُخُسٌ. و النِّخاسة و النِّخاس: شی‌ء یُلْقَمُه خرق البَكْرة إِذا اتسعت و قَلِقَ مِحْوَرها، و قد نَخَسَها یَنْخَسُها و یَنْخُسُها نَخْساً، فهی مَنْخُوسة و نَخِیس. و بكرة نَخِیسٌ: اتسع ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس؛ قال: دُرْنا و دارتْ بَكْرَةٌ نَخِیسُ، لا ضَیْقَةُ المَجْری و لا مَرُوسُ و سئل أَعرابی بنَجْد من بنی تمیم و هو یستقی و بَكْرتُه نَخِیسٌ، قال السائل: فوضعت إِصبعی علی النِّخاسِ و قلت: ما هذا؟ و أَردت أَن أَتَعرَّف منه الحاء و الخاء، فقال: نِخاسٌ، بخاء معجمة، فقلت: أَ لیس قال الشاعر: و بَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ فقال: مٰا سَمِعْنٰا بِهٰذٰا فِی آبٰائِنَا الْأَوَّلِینَ. أَبو زید: إِذا اتسعت البَكْرة و اتسع خرقها عنها «1» قیل أَخَقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها و انْخِسوها نَخْساً، و هو أَن یُسَدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو حجر أَو غیره. اللیث: النِّخاسَةُ هی الرُّقْعَةُ تدخل فی ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتسع. الجوهری: النَّخِیس البَكْرة یتسع ثقبها الذی یجری فیه المحور مما یأْكله المحور فیَعْمِدُونَ إِلی خشبة فیَثْقُبُونَ وسطها ثم یُلْقمونها ذلك الثقب المتسع، و یقال لتلك الخشبة: النِّخاس، بكسر النون،
(1). قوله [عنها] عبارة القاموس: عن المحور.
لسان العرب، ج‌6، ص: 229
و البكرة نَخِیسٌ. أَبو سعید: رأَیت غُدْراناً تناخَسُ، و هو أَن یُفْرِغَ بعضُها فی بعض كتناخس الغنم إِذا أَصابها البرد فاستدفأَ بعضها ببعض، و‌فی الحدیث: أَن قادماً قدم علیه فسأَله عن خِصْبِ البلاد فحدَّثه أَن سحابة وقعت فاخْضَرَّ لها الأَرضُ و فیها غُدُرٌ تناخَسُ‌أَی یَصُبُّ بعضها فی بعض. و أَصل النَّخْسِ الدفع و الحركة، و ابن نَخْسَةٍ، ابن الزانیة. التهذیب: و یقال «1» لابن زَنیة ابن نخسة؛ قال الشماخ: أَنا الجِحاشِیُّ شَمَّاخٌ، و لیس أَبی لِنَخْسَةٍ لدَعِیٍّ غَیْرٍ مَوْجُودِ «2» أَی متروك وحده، و لا یقال من هذا وحده. و نَخَسَ بالرجل: هَیَّجه و أَزعجه، و كذلك إِذا نَخَسُوا دابَّته و طردوه؛ و أَنشد: النَّاخِسینَ بِمَرْوانَ بِذِی خَشبٍ، و المُقْحِمینَ بعُثمانَ علی الدَّارِ أَی نَخَسُوا به من خلفه حتی سَیَّروه من البلاد مطروحاً. و النَّخِیسة: لَبن المَعَز و الضَّأْن یخلط بینهما، و هو أَیضاً لبن الناقة یخلط بلبن الشاة. و‌فی الحدیث: إِذا صب لبن الضأْن علی لبن الماعز فهو النَّخِیسة.و النَخِیسَة: الزبدة.

ندس؛ ج6، ص: 229

: النَّدْسُ: الصوت الخفی. و رجل نَدْسٌ و نَدُسٌ و نَدِسٌ أَی فَهِمٌ سریع السمع فَطِن. و قد نَدِسَ، بالكسر، یَنْدَسُ نَدَساً؛ و قال یعقوب: هو العالم بالأُمور و الأَخبار. اللیث: النَّدْس السریع الاستماع للصوت الخفی. قال السیرافی: و النَّدُسُ الذی یخالط الناس و یخف علیهم، قال سیبویه: الجمع نَدُسون، و لا یُكسَّر لقلة هذا البناء فی الأَسماء و لأَنه لم یتمكن فیها للتكسیر كَفَعِلٍ، فلما كان كذلك و سهلت فیه الواو و النون، تركوا التكسیر و جمعوه بالواو و النون. ابن الأَعرابی: تَنَدَّسْتُ الخبر و تَجَسَّسْتُه بمعنی واحد. و تَنَدَّسَ عن الأَخبار «3»: بحث عنها من حیث لا یعلم به مثل تحدَّست و تنطَّست. و الندَس: الفِطْنة و الكَیْس. الأَصمعی: الندْس الطعْن؛ قال جریر: نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ الْقَیْنَ بِالقَنَا، و مَارَ دَمٌ مِنْ جارِ بَیْبَةَ ناقِعُ و المُنادَسَةُ: المُطاعَنَةُ. و نَدَسَه نَدْساً: طعنه طعناً خفیفاً، و رِماحٌ نَوادِسُ؛ قال الكمیت: و نَحْنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارَةً، تَمِیمَ بْنَ مُرٍّ و الرِّماحَ النَّوادِسا و نَجْرانُ: مدینة بناحیة الیمن؛ یرید أَنهم أَغاروا علیهم عند الصباح، و تمیم بن مر منصوب علی الاختصاص لقوله نحن صبحنا؛ كقول آخر: نَحْنُ بَنِی ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَل و‌كقول النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: نَحْنُ مَعاشِرَ الأَنْبِیاء لا نَرِثُ و لا نُورَثُ، و لا یجوز أَن یكون تمیم بدلًا من آل نجران لأَن تمیماً هی التی غزت آل نجران. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه دخل المسجد و هو یَنْدُسُ الأَرضَ بِرِجْلِهِ‌أَی یضرب بها. و نَدَسَه بِكَلِمَة. أَصابه؛ عن ابن الأَعرابی، و هو مَثَلٌ بقولهم نَدَسَهُ بالرمح. و تَنَدَّسَ ماءُ البئر:
(1). قوله [و یقال إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و ابن نخسة، بالكسر، أَی ابن زنیة. و فی التكملة مضبوط بالفتح. (2). قوله [لنخسة] كذا بالأَصل و أَنشده شارح القاموس و الأَساس بنخسة. (3). قوله [و تندس عن الأَخبار إلخ] عبارة الجوهری نقلًا عن أَبی زید: تندست الأَخبار و عن الأَخبار إِذا تخبرت عنها من حیث إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 230
فاض من جوانبها. و المِنْداسُ: المرأَة الخفیفة. و من أَسماء الخنفساء: المَنْدُوسَة و الفاسِیاء.

نرس؛ ج6، ص: 230

: النِّرْسِیانُ: ضرب من التمر یكون أَجوده، و فی التهذیب: نِرْسِیان واحدته نِرْسِیانَة، و جعله ابن قُتَیبة صفة أَو بدلًا، فقال: تمرة نِرْسیانة، بكسر النون. و نَرْسٌ: موضع؛ قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً. الأَزهری: فی سواد العراق قریة یقال لها نَرْسٌ تحمل منها الثیاب النَّرْسِیَّة، قال: و لیس واحد منها عربیّاً، قال: و أَهل العراق یضربون الزبد بالنِّرْسِیان مثلًا لما یُسْتطاب.

نرجس؛ ج6، ص: 230

: النَّرْجِسُ، بالكسر، من الریاحین: معروف، و هو دخیل. و نِرْجِس أَحْسَن إِذا أُعْرِبَ، و ذكره ابن سیدة فی الرباعی بالكسر، و ذكره فی الثلاثی بالفتح فی ترجمة رجس.

نسس؛ ج6، ص: 230

: النَّسُّ: المَضاءُ فی كل شی‌ء، و خص بعضهم به السرعة فی الوِرْدِ؛ قال‌سَوْقی حُدائی و صَفیری النَّسُّ اللیث: النس لزوم المَضاء فی كل أَمر و هو سرعة الذهاب لوِرْدِ الماء خاصة: و بَلَد تُمْسی قَطاهُ نُسَّا قال الأَزهری: وهم اللیث فیما فَسَّر و فیما احتج به، أَما النَّسُّ «4» فإِن شمراً قال: سمعت ابن الأَعرابی یقول: النَّس السوق الشدید، و التَّنْساس السیر الشدید؛ قال الحطیئة: و قَدْ نَظَرْتُكمُ إِیناءَ صادِرَةٍ لِلْخِمْسِ، طال بها حَوْزی و تَنْساسی لَمّا بَدا لیَ مِنْكُم عَیْبُ أَنْفُسِكُمْ، و لم یَكُنْ لِجِراحی عِنْدَكُمْ آسِی، أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْیِحاً من نَوالِكُمُ و لَنْ تَری طارِداً لِلْمَرْءِ كالْیاسِ «5» یقول: انتظرتكم كما تَنْتظر الإِبلُ الصادرة التی ترد الخِمْس ثم تُسْقی لتَصْدُر. و الإِیناءُ: الانتظار. و الصادرة، الراجعة عن الماء؛ یقول: انتظرتكم كما تَنْتظرُ هذه الإِبلُ الصادرةُ الإِبل الخوامسَ لتشرب معها. و الحَوْز: السوق قلیلًا قلیلًا. و التَّنْساس: السوق الشدید، و هو أَكثر من الحَوْز. و نَسْنَس الطائر إِذا أَسرع فی طَیَرانِه. و نَسَّ الإِبل یَنُسُّها نَسّاً و نَسْنَسَها: ساقها؛ و المِنَسَّةُ منه، و هی العصا التی تَنُسُّها بها، علی مِفْعَلةٍ بالكسر، فإِن همزت كان من نَسَأْتُها، فأَما المِنْسَأَة «6» التی هی العصا فمن نَسَأْتُ أَی سُقْتُ. و قال أَبو زید: نَسَّ الإِبلَ أَطلقها و حَلَّها. الكسائی: نَسَسْتُ الناقةَ و الشاة أَنُسُّها نَسّاً إِذا زجرتها فقلت لها: إِسْ إِسْ؛ و قال غیره: أَسَسْتُ؛ و قال ابن شمیل: نَسَّسْتُ الصبی تَنْسِیساً، و هو أَن تقول له: إِسْ إِسْ لیبولَ أَو یَخْرَأَ. اللیث: النَّسِیسَةُ فی سرعة الطَیران. یقال: نَسْنَسَ و نَصْنَصَ. و النَّسُّ: الیُبْس، و نَسَّ اللحمُ و الخبزُ یَنُسُّ و یَنِسُّ نُسُوساً و نَسِیساً: یبس؛ قال: و بَلَد تُمْسِی قَطاهُ نُسَّا أَی یابسة من العطش. و النَّسُّ هاهنا لیس من النَّسِّ الذی هو بمعنی السوق و لكنها القطا التی عطشت
(4). قوله [أَما النس إلخ] لم یأت بمقابل أَما، و هو بیان الوهم فیما احتج به و سیأتی بیانه عقب إِعادة الشطر المتقدم. (5). لهذه الأَبیات روایة أُخری تختلف عن هذه الروایة. (6). قوله [فإن همزت إلخ، و قوله فأَما المنسأة إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 231
فكأَنها یَبِست من شدة العطش. و یقال: جاءنا بخبز ناسٍّ و ناسَّةٍ «1» و قد نَسَّ الشی‌ءُ یَنُسُّ و یَنِسُّ نَسّاً. و أَنْسَسْتُ الدابة: أَعطشتها. و ناسَّةُ و النَّاسَّة؛ الأَخیرة عن ثعلب: من أَسماء مكة لقلة مائها، و كانت العرب تسمی مكة النَّاسَّة لأَن من بغی فیها أَو أَحدث فیها حدثاً أُخرج عنها فكأَنها ساقته و دفعته عنها؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول العجاج: حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا قال: المَنْسُوسُ المطرود و العَوْمَجُ الحیة. و النَّسِیسُ: المَسوق؛ و منه‌حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه كان یَنُسُّ أَصحابه‌أَی یمشی خلفهم. و فی النهایة: و‌فی صفته، صلی اللَّه علیه و سلم، كان یَنُسُّ أَصحابه‌أَی یسوقهم یقدِّمهم و یمشی خلفهم. و النَّسُّ: السوق الرفیق. و قال شمر: نَسْنَسَ و نَسَّ مثل نَشَّ و نَشْنَشَ، و ذلك إِذا ساق و طرد، و‌حدیث عمر: كان یَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة و یقول: انصرفوا إِلی بیوتكم؛ و یروی بالشین، و سیأْتی ذكره. و نَسَّ الحطبُ یَنِسُّ نُسُوساً: أَخرجت النار زَبَدَه علی رأْسه، و نَسِیسه: زَبَدُه و ما نَسَّ منه. و النَّسِیسُ و النَّسِیسَة: بقیة النَّفْسِ ثم استعمل فی سِواه؛ و أَنشد أَبو عبید لأَبی زبید الطائی یصف أَسداً: إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ، فَقَدْ أَوْدی، إِذا بَلَغَ النَّسِیس كأَنَّ، بنحره و بمنكبیه، عَبِیراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس و قال: أَراد بقیة النفس بقیة الروح الذی به الحیاة، سمی نَسیساً لأَنه یساق سوقاً، و فلان فی السِّیاق و قد ساق یَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ. و یقال: بلغ من الرجل نَسِیسُه إِذا كان یموت، و قد أَشرف علی ذهاب نَكِیثَتِه و قد طُعِنَ فی حَوْصِه مثله. و‌فی حدیث عمر: قال له رجل شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حتی سكن نَسِیسُها‌أَی ماتت. و النَّسِیسُ: بقیة النفس. و نَسِیس الإِنسانِ و غیره و نَسْناسه، جمیعاً: مجهوده، و قیل: جهده و صبره؛ قال: و لَیْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ، قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ النَّسْناسُ: صبرها و جهدها؛ قال أَبو تراب: سمعت الغنوی یقول: ناقة ذات نَسْناسٍ أَی ذات سیر باقٍ، و قیل: النَّسِیسُ الجهد و أَقصی كل شی‌ء. اللیث: النَّسِیسُ غایة جهد الإِنسان؛ و أَنشد: باقی النَّسِیسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ و نَسَّت الجُمَّةُ: شَعِثَتْ. و النَّسْنَسَةُ: الضعف. و النِّسْناس و النَّسْناس: خَلْقٌ فی صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم. قال كراع: النِّسْناسُ و النَّسناس فیما یقال دابة فی عِدادِ الوحش تصاد و تؤكل و هی علی شكل الإِنسان بعین واحدة و رجل و ید تتكلم مثل الإِنسان. الصحاح: النِّسْناس و النَّسْناس جنس من الخلق یَثبُ أَحَدُهم علی رِجْلٍ واحدةٍ. التهذیب: النِّسْناسُ و النَّسْناس خَلْق علی صورة بنی آدم أَشبهوهم فی شی‌ء و خالفوهم فی شی‌ء و لیسوا من بنی آدم، و قیل: هم من بنی آدم. و جاء‌فی حدیثٍ: أَنَّ حَیّاً من قوم عاد عَصَوْا رسولهم فمسخهم اللَّه نَسْناساً، لكل إِنسان منهم ید و رجل من شِقٍّ واحد، یَنْقُزُون كما یَنْقُزُ الطائر و یَرْعَوْن كما ترعی البهائم،
(1). قوله [ناس و ناسة] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 232
و نونها مكسورة و قد تفتح. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة قال: ذهب الناس و بقی النِّسْناسُ، قیل: مَنِ النِّسْناسُ؟ قال: الذین یتشبهون بالناس و لیسوا من الناس، و قیل: هم یأْجوج و مأْجوج. ابن الأَعرابی: النُّسُسُ الأُصول الردیّئَة. و فی النوادر: ریح نَسْناسَةٌ و سَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ، و قد نَسْنَسَتْ و سَنْسَنَتْ إِذا هبت هبوباً بارداً. و یقال: نَسْناسٌ مِن دُخان و سَنْسانٌ یرید دخان نار. و النَّسِیسُ: الجوع الشدید. و النِّسْناسُ، بكسر النون: الجوع الشدید؛ عن ابن السكیت، و أَما ابن الأَعرابی فجعله وصفاً و قال: جُوعٌ نِسْناسٌ، قال: و نعنی به الشدید؛ و أَنشد: أَخْرَجَها النِّسْناسُ من بَیْت أَهْلِها و أَنشد كراع: أَضَرَّ بها النِّسْناسُ حتی أَحَلَّها بِدارِ عَقِیلٍ، و ابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ أَبو عمرو: جوع مُلَعْلِعٌ و مُضَوِّرٌ و نِسْناسٌ و مُقَحِّزٌ و مُمَشْمِش بمعنی واحد. و النَّسِیسَةُ: السعی بین الناس. الكلابی: النَّسِیسة الإِیكالُ بین الناس. و النَّسائسُ: النَّمائم. یقال: آكَلَ بین الناس إِذا سعی بینهم بالنَّمائم، و هی النَّسائِسُ جمع نَسِیسة. و‌فی حدیث الحجاج: من أَهل الرَّسِّ و النَّسِّ، یقال: نَسَّ فلان لفلان إِذا تَخَبَّر. و النَّسِیسَة: السِّعایة.

نسطس؛ ج6، ص: 232

: فی حدیث قس: كحذْوِ النِّسْطاس؛ قیل: إِنه ریش السهم و لا تعرف حقیقته، و‌فی روایة: كحدِّ النِّسْطاس.

نشس؛ ج6، ص: 232

: النَّشْسُ: لُغَةٌ فی النَّشْزِ و هی الرُّبْوَةُ من الأَرض. و امرأَة ناشِس: ناشز، و هی قلیلة.

نطس؛ ج6، ص: 232

: رجل نَطْس و نَطُسٌ و نَطِسٌ و نَطِیس و نِطاسِیٌّ: عالم بالأُمور حاذق بالطب و غیره، و هو بالرومیة النِّسْطاسُ، یقال: ما أَنْطَسَه؛ قال أَوس بن حجر: فهَلْ لَكُمُ فیها إِلیَّ فَإِنَّنی طَبِیبٌ بما أَعْیا النِّطاسِیَّ حِذْیَما أَراد ابن حذیم كما قال: یَحْمِلْنَ عَبَّاس بن عَبْدِ المُطَّلِبْ یعنی عبدَ اللَّه بنَ عباس، رضی اللَّه عنهما. و النُّطُسُ: الأَطباء الحُذَّاق. و رجل نَطِس و نَطُس: للمبالغ فی الشی‌ء. و تَنَطَّسَ عن الأَخبار: بَحَثَ. و كل مُبالغ فی شی‌ء مُتَنَطِّس. و تَنَطَّسْتُ الأَخبار: تَجَسَّسْتُها. و النَّاطِسُ: الجاسوس. و تَنَطَّس: تَقَزَّزَ و تَقَذَّرَ. و التَنَطُّسُ: المبالغة فی التَّطَهُّرِ. و التَنَطُّس: التَقَذُّرُ. و منه‌حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه خرج من الخَلاء فدعا بطعام فقیل له: أَ لا تَتَوَضَّأُ؟ قال: لو لا التَّنَطُّس ما بالیت أَن لا أَغْسِل یدی؛ قال الأَصمعی: و هو المبالغة فی الطُّهُور و التَّأَنُّق فیه. و كل من تَأَنَّق فی الأُمور و دقق النظر فیها، فهو نَطِس و مُتَنَطِّس؛ و كذلك كل من أَدَقّ النظر فی الأُمور و اسْتَقصی علیها، فهو مُتَنَطِّس، و قد نَطِس، بالكسر، نَطَساً؛ و منه قیل للطبیب: نِطاسِیٌّ و نِطِّیس مثل فِسِّیقٍ، و ذلك لدقة نظره فی الطِّبِّ؛ و قال البعیث بن بشر یصف شَجَّة أَو جراحة: إِذا قاسَها الآسِی النِّطاسِیُّ أَدْبَرَتْ غَثِیثَتُها، و ازْدادَ وَهْیاً هُزُومُها قال أَبو عبید: و روی النِّطاسِی، بفتح النون؛
لسان العرب، ج‌6، ص: 233
و قال رؤبة: و قَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّیسا، طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِیسا قال: النِّقْریس قریب المعنی من النِّطِّیس و هو الفَطِنُ للأُمور العالم بها. أَبو عمرو: امرأَة نَطِسَة علی فَعِلَةٍ إذا كانت تَنَطَّس من الفُحْشِ أَی تَقَزَّزُ. و إِنه لشدید التَّنَطُّس أَی التَّقَزُّز. ابن الأَعرابی: المُتَنَطِّس و المُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار. و قال: النَّطَس المبالغة فی الطهارة، و النَّدَس الفِطْنة و الكَیْس.

نعس؛ ج6، ص: 233

: قال اللَّه تعالی: إِذْ یُغَشِّیكُمُ النُّعٰاسَ أَمَنَةً مِنْهُ؛ النُّعاسُ: النوم، و قیل: هو مقاربته، و قیل: ثَقْلَتُه. نَعَسَ «1» یَنْعُس نُعاساً، و هو ناعِس و نَعْسانُ. و قیل: لا یقال نَعْسانُ، قال الفراء: و لا أَشتهیها، و قال اللیث: رجل نَعْسانُ و امرأَة نَعْسی، حملوا ذلك علی وسْنان و وَسْنی، و ربما حملوا الشی‌ءَ علی نظائره و أَحسن ما یكون ذلك فی الشعر. و النُّعاس: الوَسَنُ؛ قال الأَزهری: و حقیقة النُّعاس السِّنَةُ من غیر نوم كما قال عدی بن الرقاع: وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ فی عَیْنِه سِنَةٌ، و لَیْس بنائِمِ و نَعَسْنا نَعْسَة واحدة و امرأَة ناعِسَة و نَعَّاسَةٌ و نَعْسی و نَعُوسٌ. و ناقة نَعُوسٌ: غزیرة تَنْعُس إِذا حُلبت؛ و قال الأَزهری: تُغَمِّضُ عینها عند الحلب؛ قال الراعی یصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ و أَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت: نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ، بُوَیْزِلُ عامٍ أَو سَدیسٌ كَبازِلِ الجَرُوزُ: الشدیدة الأَكل، و ذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها. و بُوَیْزِلُ عامٍ أَی بزلت حدیثا، و البازل من الإِبل: الذی له تسع سنین، و قوله أَو سدید كبازل، السدیس دون البازل بسنة، یقول: هی سدیس، و فی المنظر كالبازل. و النَّعْسَةُ: الخَفْقَةُ. و الكلب یوصف بكثرة النُّعاس؛ و فی المثل: مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أی متصل دائم. ابن الأَعرابی: النَّعْس لین الرأْی و الجسم و ضَعْفُهُما. أَبو عمرو: أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِینَ كُسالی. و نَعَسَت السوق إِذا كَسَدَتْ، و‌فی الحدیث: إِن كلماته بَلغَتْ نَاعُوسَ البَحْر؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی كذا وقع فی صحیح مسلم و‌فی سائر الروایات قاموسَ البحر، و هو وسطه و لُجَّته، و لعله لم یجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم، قال: و لیست هذه اللفظة أَصلًا فی مسند إِسحق الذی روی عنه مسلم هذا الحدیث غیر أَنه قَرنَه بأَبی موسی و روایته، فلعلها فیها قال: و إِنما أُورِدُ نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم یجده فی شی‌ء من الكتب فیتحیر فإِذا نظر فی كتابنا عرف أَصله و معناه.

نفس؛ ج6، ص: 233

: النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سیدة: و بینهما فرق لیس من غرض هذا الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس فی كلام العرب یجری علی ضربین: أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَی رُوحُه، و فی نَفْس فلان أَن یفعل كذا و كذا أَی فی رُوعِه، و الضَّرْب الآخر مَعْنی النَّفْس فیه مَعْنی جُمْلَةِ الشی‌ء و حقیقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه و أَهلك نَفْسَه أَی أَوْقَعَ الإِهْلاك بذاته كلِّها و حقیقتِه، و الجمع من كل ذلك
(1). قوله [نَعَسَ] من باب قَتَلَ كما فی المصباح و البصائر لصاحب القاموس، و من باب مَنَعَ كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 234
أَنْفُس و نُفُوس؛ قال أَبو خراش فی معنی النَّفْس الروح: نَجَا سالِمٌ و النَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ، و لم یَنْجُ إِلا جَفْنَ سَیفٍ و مِئْزَرَا قال ابن بری: الشعر لحذیفة بن أَنس الهذلی و لیس لأَبی خراش كما زعم الجوهری، و قوله نَجَا سَالِمٌ و لم یَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ و لم یُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، و المعنی فیه لم یَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن سیفِه و مئزرِه و انتصاب الجفن علی الاستثناء المنقطع أَی لم ینج سالم إِلا جَفْنَ سیف، و جفن السیف منقطع منه، و النفس هاهنا الروح كما ذكر؛ و منه قولهم: فَاظَتْ نَفْسُه؛ و قال الشاعر: كادَت النَّفْس أَنْ تَفِیظَ عَلَیْهِ، إِذْ ثَوَی حَشْوَ رَیْطَةٍ و بُرُودِ قال ابن خالویه: النَّفْس الرُّوحُ، و النَّفْس ما یكون به التمییز، و النَّفْس الدم، و النَّفْس الأَخ، و النَّفْس بمعنی عِنْد، و النَّفْس قَدْرُ دَبْغة. قال ابن بری: أَما النَّفْس الرُّوحُ و النَّفْسُ ما یكون به التمییز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه: اللّٰهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِهٰا، فالنَّفْس الأُولی هی التی تزول بزوال الحیاة، و النَّفْس الثانیة التی تزول بزوال العقل؛ و أَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل: تَسِیلُ علی حَدِّ الظُّبَاتِ نُفُوسُنَا، و لَیْسَتْ عَلی غَیْرِ الظُّبَاتِ تَسِیلُ و إِنما سمی الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، و أَما النَّفْس بمعنی الأَخ فشاهده قوله سبحانه: فَإِذٰا دَخَلْتُمْ بُیُوتاً فَسَلِّمُوا عَلیٰ أَنْفُسِكُمْ، و أَما التی بمعنی عِنْد فشاهده قوله تعالی حكایة عن عیسی، علی نبینا محمد و علیه الصلاة و السلام: تَعْلَمُ مٰا فِی نَفْسِی وَ لٰا أَعْلَمُ مٰا فِی نَفْسِكَ؛ أَی تعلم ما عندی و لا أَعلم ما عندك، و الأَجود فی ذلك قول ابن الأَنباری: إِن النَّفْس هنا الغَیْبُ، أَی تعلم غیبی لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ علی الغَیْبِ، و یشهد بصحة قوله فی آخر الآیة قوله: إِنَّكَ أَنْتَ عَلّٰامُ الْغُیُوبِ، كأَنه قال: تعلم غَیْبی یا عَلَّام الغُیُوبِ. و العرب قد تجعل النَّفْس التی یكون بها التمییز نَفْسَیْن، و ذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشی‌ء و تنهی عنه، و ذلك عند الإِقدام علی أَمر مكروه، فجعلوا التی تأْمره نَفْساً و جعلوا التی تنهاه كأَنها نفس أُخری؛ و علی ذلك قول الشاعر: یؤَامِرُ نَفْسَیْهِ، و فی العَیْشِ فُسْحَةٌ، أَ یَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا یَطُورُها؟ و أَنشد الطوسی: لمْ تَدْرِ ما لا؛ و لَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَ لمْ تُؤَامِرْ نَفْسَیْكَ مُمْتَریاً فِیهَا و فی أُخْتِها، و لم تَكَدِ و قال آخر: فَنَفْسَایَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّی تَهابُها و نَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم یُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا و النَّفْسُ یعبَّر بها عن الإِنسان جمیعه كقولهم: عندی ثلاثة أَنْفُسٍ. و كقوله تعالی: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یٰا حَسْرَتیٰ عَلیٰ مٰا فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّٰهِ؛ قال ابن سیدة: و قوله تعالی: تَعْلَمُ مٰا فِی نَفْسِی وَ لٰا أَعْلَمُ مٰا فِی نَفْسِكَ؛ أَی تعلم ما أُضْمِرُ و لا أَعلم ما فی نفسك أَی لا أَعلم ما حقِیقَتُك و لا ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَویل تعلَمُ ما أَعلَمُ و لا أَعلَمُ ما تعلَمُ. و قوله تعالی:
لسان العرب، ج‌6، ص: 235
وَ یُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ*؛ أَی یحذركم إِیاه، و قوله تعالی: اللّٰهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِهٰا؛روی عن ابن عباس أَنه قال: لكل إنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس العَقْل الذی یكون به التمییز، و الأُخری نَفْس الرُّوح الذی به الحیاة.و قال أَبو بكر بن الأَنباری: من اللغویین من سَوَّی النَّفْس و الرُّوح و قال هما شی‌ء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة و الرُّوح مذكر، قال: و قال غیره الروح هو الذی به الحیاة، و النَّفْس هی التی بها العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه و لم یقبض رُوحه، و لا یقبض الروح إِلا عند الموت، قال: و سمیت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها و اتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، و قال الزجاج: لكل إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التمییز و هی التی تفارقه إِذا نام فلا یعقل بها یتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالی، و الأُخری نفس الحیاة و إِذا زالت زال معها النَّفَسُ، و النائم یَتَنَفَّسُ، قال: و هذا الفرق بین تَوَفِّی نَفْس النائم فی النوم و تَوفِّی نَفْس الحیّ؛ قال: و نفس الحیاة هی الرُّوح و حركة الإِنسان و نُمُوُّه یكون به، و النَّفْس الدمُ؛ و‌فی الحدیث: ما لَیْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا یُنَجِّس الماء إِذا مات فیه، و‌روی عن النخعی أَنه قال: كلُّ شی‌ء له نَفْس سائلة فمات فی الإِناء فإِنه یُنَجِّسه، أَراد كل شی‌ء له دم سائل، و‌فی النهایة عنه: كل شی‌ء لیست له نَفْس سائلة فإِنه لا یُنَجِّس الماء إِذا سقط فیه‌أَی دم سائل. و النَّفْس: الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر یُحَرِّض عمرو بن هند علی بنی حنیفة و هم قتَلَة أَبیه المنذر بن ماء السماء یوم عَیْنِ أَباغٍ و یزعم أَن عَمْرو بن شمر «2» الحنفی قتله: نُبِّئْتُ أَن بنی سُحَیْمٍ أَدْخَلوا أَبْیاتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ و كان بِمَسْمَعٍ و بِمَنْظَرِ و التامُورُ: الدم، أَی حملوا دمه إِلی أَبیاتهم و یروی بدل رهطه قومه و نفسه. اللحیانی: العرب تقول رأَیت نَفْساً واحدةً فتؤنث و كذلك رأَیت نَفْسَین فإِذا قالوا رأَیت ثلاثة أَنفُس و أَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، و كذلك جمیع العدد، قال: و قد یجوز التذكیر فی الواحد و الاثنین و التأْنیث فی الجمع، قال: حكی جمیع ذلك عن الكسائی، و قال سیبویه: و قالوا ثلاثة أَنْفُس یُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم یریدون به الإِنسان، أَ لا تری أَنهم یقولون نَفْس واحد فلا یدخلون الهاء؟ قال: و زعم یونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس علی تأْنیث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْیُنٍ للعین من الناس، و كما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ فی النساء؛ و قال الحطیئة: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ و ثلاثُ ذَوْدٍ، لقد جار الزَّمانُ علی عِیالی و قوله تعالی: الَّذِی خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ*؛ یعی آدم، علیه السلام، و زوجَها یعنی حواء. و یقال: ما رأَیت ثمَّ نَفْساً أَی ما رأَیت أَحداً. و‌قوله فی الحدیث: بُعِثْتُ فی نَفَس الساعة‌أَی بُعِثْتُ و قد حان قیامُها و قَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قلیلًا فبعثنی فی ذلك النَّفَس، و أَطلق النَّفَس علی القرب، و قیل: معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان، أَراد: إِنی بعثت فی وقت قریب منها، أَحُس فیه بنَفَسِها كما یَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قرب منه، یعنی بعثت فی وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فیه و ظهرت علاماتها؛ و‌یروی:
(2). قوله [عمرو بن شمر] كذا بالأَصل و انظره مع البیت الثانی فإنه یقتضی العكس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 236
فی نَسَمِ الساعة، و سیأْتی ذكره و المُتَنَفِّس: ذو النَّفَس. و نَفْس الشی‌ء: ذاته؛ و منه ما حكاه سیبویه من قولهم نزلت بنَفْس الجبل، و نَفْسُ الجبل مُقابِلی، و نَفْس الشی‌ء عَیْنه یؤكد به. یقال: رأَیت فلاناً نَفْسه، و جائنی بَنَفْسِه، و رجل ذو نَفس أَی خُلُق و جَلَدٍ، و ثوب ذو نَفس أَی أَكْلٍ و قوَّة. و النَّفْس: العَیْن. و النَّافِس: العائن. و المَنْفوس: المَعْیون. و النَّفُوس: العَیُون الحَسُود المتعین لأَموال الناس لیُصیبَها، و ما أَنْفَسه أَی ما أَشدَّ عینه؛ هذه عن اللحیانی. و یقال: أَصابت فلاناً نَفْس، و نَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعین. و‌فی الحدیث: نهی عن الرُّقْیَة إِلا فی النَّمْلة و الحُمَة و النَّفْس؛ النَّفْس: العین، هو حدیث مرفوع إِلی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، عن أَنس. و منه‌الحدیث: أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقی شحمة خَضْراء فقال: إِنه كان فیها أَنْفُس سَبْعَة، یرید عیونهم؛ و منه‌حدیث ابن عباس: الكِلابُ من الجِنِّ فإِن غَشِیَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً‌أَی أَعْیناً. و یقالُ: نَفِس علیك فلانٌ یَنْفَسُ نَفَساً و نَفاسَةً أَی حَسَدك. ابن الأَعرابی: النَّفْس العَظَمَةُ و الكِبر و النَّفْس العِزَّة و النَّفْس الهِمَّة و النَّفْس عین الشی‌ء و كُنْهُه و جَوْهَره، و النَّفْس الأَنَفَة و النَّفْس العین التی تصیب المَعِین. و النَّفَس: الفَرَج من الكرب. و‌فی الحدیث: لا تسبُّوا الریح فإِنها من نَفَس الرحمن، یرید أَنه بها یُفرِّج الكربَ و یُنشِئ السحابَ و یَنشر الغیث و یُذْهب الجدبَ، و قیل: معناه أَی مما یوسع بها علی الناس، و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ الیمن، و فی روایة: أَجد نَفَس الرحمن؛ یقال إِنه عنی بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز و جل نَفَّس الكربَ عن المؤمنین بهم، و هم یَمانُونَ لأَنهم من الأَزد، و نَصَرهم بهم و أَیدهم برجالهم، و هو مستعار من نَفَس الهواء الذی یَرُده التَّنَفُّس إِلی الجوف فیبرد من حرارته و یُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الریح الذی یَتَنَسَّمُه فیَسْتَرْوِح إِلیه، أَو من نَفَس الروضة و هو طِیب روائحها فینفرج به عنه، و قیل: النَّفَس فی هذین الحدیثین اسم وضع موضع المصدر الحقیقی من نَفّسَ یُنَفِّسُ تَنْفِیساً و نَفَساً، كما یقال فَرَّجَ یُفَرِّجُ تَفْریجاً و فَرَجاً، كأَنه قال: اجد تَنْفِیسَ ربِّكم من قِبَلِ الیمن، و إِن الریح من تَنْفیس الرحمن بها عن المكروبین، و التَّفْریج مصدر حقیقی، و الفَرَج اسم یوضع موضع المصدر؛ و كذلك‌قوله: الریح من نَفَس الرحمن‌أَی من تنفیس اللَّه بها عن المكروبین و تفریجه عن الملهوفین. قال العتبی: هجمت علی واد خصیب و أَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شیخ منهم: لیس لنا ریح. و النَّفَس: خروج الریح من الأَنف و الفم، و الجمع أَنْفاس. و كل تَرَوُّح بین شربتین نَفَس. و التَنَفُّس: استمداد النَفَس، و قد تَنَفَّس الرجلُ و تَنَفَّس الصُّعَداء، و كلّ ذی رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، و دواب الماء لا رِئاتَ لها. و النَّفَس أَیضاً: الجُرْعَة؛ یقال: اكْرَع فی الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَین أَی جُرْعة أَو جُرْعَتین و لا تزد علیه، و الجمع أَنْفاس مثل سبب و أَسباب؛ قال جرجر: تُعَلِّلُ، وَ هْیَ ساغِبَةٌ، بَنِیها بأَنْفاسٍ من الشَّدِمِ القَراحِ و‌فی الحدیث: نهی عن التَّنَفُّسِ فی الإِناء.و‌فی حدیث آخر: أَنه كان یَتَنفّسُ فی الإِناء ثلاثاً‌یعنی فی
لسان العرب، ج‌6، ص: 237
الشرب؛ قال الأَزهری: قال بعضهم الحدیثان صحیحان. و التَنَفُّس له معنیان: أَحدهما أَن یشرب و هو یَتَنَفَّسُ فی الإِناء من غیر أَن یُبِینَه عن فیه و هو مكروه، و النَّفَس الآخر أَن یشرب الماء و غیره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ یُبینُ فاه عن الإِناء فی كل نَفَسٍ. و یقال: شراب غیر ذی نَفَسٍ إِذا كان كَرِیه الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم یَتَنَفَّس فیه، و إِنما هی الشربة الأُولی قدر ما یمسك رَمَقَه ثم لا یعود له؛ و قال أَبو وجزة السعدی: و شَرْبَة من شَرابٍ غَیْرِ ذی نَفَسٍ، فی صَرَّةٍ من نُجُوم القَیْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابی: شراب ذو نَفَسٍ أَی فیه سَعَةٌ و ریٌّ؛ قال محمد بن المكرم: قوله النَّفَس الجُرْعة، و اكْرَعْ فی الإِناء نَفَساً أَو نَفَسین أَی جُرْعة أَو جُرْعتین و لا تزد علیه، فیه نظر، و ذلك أَن النّفَس الواحد یَجْرع الإِنسانُ فیه عِدَّة جُرَع، یزید و ینقص علی مقدار طول نَفَس الشارب و قصره حتی إِنا نری الإِنسان یشرب الإِناء الكبیر فی نَفَس واحد علی عدة جُرَع. و یقال: فلان شرب الإِناء كله علی نَفَس واحد، و اللَّه أَعلم. و یقال: اللهم نَفِّس عنی أَی فَرِّج عنی و وسِّع علیَّ، و نَفَّسْتُ عنه تَنْفِیساً أَی رَفَّهْتُ. یقال: نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَی فرَّجها. و‌فی الحدیث: من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة، معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة فی الدنیا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب یوم القیامة. و یقال: أَنت فی نَفَس من أَمرك أَی سَعَة، و اعمل و أَنت فی نَفَس من أَمرك أَی فُسحة و سَعة قبل الهَرَم و الأَمراض و الحوادث و الآفات. و النَّفَس: مثل النَّسیم، و الجمع أَنْفاس. و دارُك أَنْفَسُ من داری أَی أَوسع. و هذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَی أَعرض و أَطول و أَمثل. و هذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَی أَبعد و أَوسع. و‌فی الحدیث: ثم یمشی أَنْفَسَ منه‌أَی أَفسح و أَبعد قلیلًا. و یقال: هذا المنزل أَنْفَس المنزلین أَی أَبعدهما، و هذا الثوب أَنْفَس الثوبین أَی أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما. و نَفَّس اللَّه عنك أَی فرَّج و وسع. و‌فی الحدیث: من نَفَّس عن غریمه‌أَی أَخَّر مطالبته. و‌فی حدیث عمار: لقد أَبْلَغْتَ و أَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ‌أَی أَطلتَ؛ و أَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول و سهلت علیه الإِطالة. و تَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ [دِجْلَةُ إِذا زاد ماؤها. و قال اللحیانی: إِن فی الماء نَفَساً لی و لك أَی مُتَّسَعاً و فضلًا، و قال ابن الأَعرابی: أَی رِیّاً؛ و أَنشد: و شَربة من شَرابٍ غیرِ ذِی نَفَسٍ، فی كَوْكَبٍ من نجوم القَیْظِ وضَّاحِ أَی فی وقت كوكب. و زدنی نَفَساً فی أَجلی أَی طولَ الأَجل؛ عن اللحیانی. و یقال: بین الفریقین نَفَس أَی مُتَّسع. و یقال: لك فی هذا الأَمر نُفْسَةٌ أَی مُهْلَةٌ. و تَنَفَّسَ الصبحُ أَی تَبَلَّج و امتدَّ حتی یصیر نهاراً بیّناً. و تَنَفَّس النهار و غیره: امتدَّ و طال. و یقال للنهار إِذا زاد: تَنَفَّسَ، و كذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ. و قال اللحیانی: تَنَفَّس النهار انتصف، و تنَفَّس أَیضاً بَعُدَ، و تنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخی و تباعد و إِما اتسع؛ أَنشد ثعلب: و مُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غیرَها، تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهی كالشِّوا
لسان العرب، ج‌6، ص: 238
و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ الصُّبْحِ إِذٰا تَنَفَّسَ، قال: إِذا ارتفع النهار حتی یصیر نهاراً بیّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح. و قال مجاهد: إِذٰا تَنَفَّسَ إِذا طلع، و قال الأَخفش: إِذا أَضاء، و قال غیره: إِذٰا تَنَفَّسَ إِذا انْشَقَّ الفجر و انْفَلق حتی یتبین منه. و یقال: كتبت كتاباً نَفَساً أَی طویلًا؛ و قول الشاعر: عَیْنَیَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَی ساعة بعد ساعة. و نَفَسُ الساعة: آخر الزمان؛ عن كراع. و شی‌ء نَفِیسٌ أَی یُتَنافَس فیه و یُرْغب. و نَفُسَ الشی‌ء، بالضم، نَفاسَةً، فهو نَفِیسٌ و نافِسٌ: رَفُعَ و صار مرغوباً فیه، و كذلك رجل نافِسٌ و نَفِیسٌ، و الجمع نِفاسٌ. و أَنْفَسَ الشی‌ءُ: صار نَفیساً. و هذا أَنْفَسُ مالی أَی أَحَبُّه و أَكرمه عندی. و قال اللحیانی: النَّفِیسُ و المُنْفِسُ المال الذی له قدر و خَطَر، ثم عَمَّ فقال: كل شی‌ء له خَطَرٌ و قدر فهو نَفِیسٌ و مُنْفِس؛ قال النمر بن تولب: لا تَجْزَعی إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعی و قد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً و نَفُس نُفُوساً و نَفاسَةً. و یقال: إِن الذی ذكَرْتَ لمَنْفُوس فیه أَی مرغوب فیه. و أَنْفَسَنی فیه و نَفَّسَنی: رغَّبنی فیه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بأَحْسَنَ منه یومَ أَصْبَحَ غادِیاً، و نَفَّسَنی فیه الحِمامُ المُعَجَّلُ أَی رغَّبنی فیه. و أَمر مَنْفُوس فیه: مرغوب. و نَفِسْتُ علیه الشی‌ءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به و لم تحب أَن یصل إِلیه. و نَفِسَ علیه بالشی‌ء نَفَساً، بتحریك الفاء، و نَفاسَةً و نَفاسِیَةً، الأَخیرة نادرة: ضَنَّ. و مال نَفِیس: مَضْنون به. و نَفِسَ علیه بالشی‌ء، بالكسر: ضَنَّ به و لم یره یَسْتأْهله؛ و كذلك نَفِسَه علیه و نافَسَه فیه؛ و أَما قول الشاعر: و إِنَّ قُرَیْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها، تُنافِسُ دُنْیا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن یكون أَراد تُنافِسُ فی دُنْیا، و إِما أَن یرید تُنافِسُ أَهلَ دُنْیا. و نَفِسْتَ علیَّ بخیرٍ قلیل أَی حسدت. و تَنافَسْنا ذلك الأَمر و تَنافَسْنا فیه: تحاسدنا و تسابقنا. و فی التنزیل العزیز: وَ فِی ذٰلِكَ فَلْیَتَنٰافَسِ الْمُتَنٰافِسُونَ أَی و فی ذلك فَلْیَتَراغَب المتَراغبون. و‌فی حدیث المغیرة: سَقِیم النِّفاسِ‌أَی أَسْقَمَتْه المُنافَسة و المغالبة علی الشی‌ء. و‌فی حدیث إِسمعیل، علیه السلام: أَنه تَعَلَّم العربیةَ و أَنْفَسَهُمْ‌أَی أَعجبهم و صار عندهم نَفِیساً. و نافَسْتُ فی الشی‌ء مُنافَسَة و نِفاساً إِذا رغبت فیه علی وجه المباراة فی الكرم. و تَنافَسُوا فیه أَی رغبوا. و‌فی الحدیث: أَخشی أَن تُبْسط الدنیا علیكم كما بُسِطَتْ علی من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها؛ هو من المُنافَسَة الرغبة فی الشی‌ء و الانفرادیة، و هو من الشی‌ء النَّفِیسِ الجید فی نوعه. و نَفِسْتُ بالشی‌ء، بالكسر، أَی بخلت. و‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فما نَفِسْناه علیك.و‌حدیث السقیفة: لم نَنْفَسْ علیك‌أَی لم نبخل. و النِّفاسُ: ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهی نُفَساءُ. و النَّفْسُ: الدم. و نُفِسَت المرأَة و نَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً و نَفاسَةً و نِفاساً و هی نُفَساءُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 239
و نَفْساءُ و نَفَساءُ: ولدت. و قال ثعلب: النُّفَساءُ الوالدة و الحامل و الحائض، و الجمع من كل ذلك نُفَساوات و نِفاس و نُفاس و نُفَّس؛ عن اللحیانی، و نُفُس و نُفَّاس؛ قال الجوهری: و لیس فی الكلام فُعَلاءُ یجمع علی فعالٍ غیر نُفَسَاء و عُشَراءَ، و یجمع أَیضاً علی نُفَساوات و عُشَراوات؛ و امرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنیث واواً. و‌فی الحدیث: أَن أَسماء بنت عُمَیْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبی بكر‌أَی وضَعَت؛ و منه‌الحدیث: فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها‌أَی خرجت من أَیام ولادتها. و حكی ثعلب: نُفِسَتْ ولداً علی فعل المفعول. و ورِثَ فلان هذا المالَ فی بطن أُمه قبل أَن یُنْفَس أَی یولد. الجوهری: و قولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن یُنْفَسَ فلان أَی قبل أَن یولد؛ قال أَوس بن حجر یصف محاربة قومه لبنی عامر بن صعصعة: و إِنَّا و إِخْواننا عامِراً علی مِثلِ ما بَیْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ، كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَی بولد. و قوله لنا صرخة أَی اهتیاجة یتبعها سكون كما یكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها، و التَطْریقُ أَن یعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك، ثم تسكن حركة المولود فتسكن هی أَیضاً، و خص تطریق البِكر لأَن ولادة البكر أَشد من ولادة الثیب. و قوله علی مثل ما بیننا نأْتمر أَی نمتثل ما تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِیقاع بهم و الفتك فیهم علی ما بیننا و بینهم من قرابة؛ و قولُ إمرئ القیس: و یَعْدُو علی المَرْء ما یَأْتَمِرْ أَی قد یعدو علیه امتثاله ما أَمرته به نفسه و ربما كان داعیَه للهلاك. و المَنْفُوس: المولود. و‌فی الحدیث: ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا و قد كُتِبَ مكانها من الجنة و النار، و فی روایة: إِلا: كُتِبَ رزقُها و أَجلها؛ مَنْفُوسَةٍ أَی مولودة. قال: یقال نَفِسَتْ و نُفِسَتْ، فأَما الحیض فلا یقال فیه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه أَجْبَرَ بنی عَمٍّ علی مَنْفُوسٍ‌أَی أَلزمهم إِرضاعَه و تربیتَه. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه صَلَّی علی مَنْفُوسٍ‌أَی طِفْلٍ حین ولد، و المراد أَنه صلی علیه و لم یَعمل ذنباً. و‌فی حدیث ابن المسیب: لا یرثُ المَنْفُوس حتی یَسْتَهِلَّ صارخاً‌أَی حتی یسمَع له صوت. و‌قالت أُم سلمة: كنت مع النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فی الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ و شددت علیَّ ثیابی ثم رجعت، فقال: أَ نَفِسْتِ؟أَراد: أَ حضتِ؟ یقال: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت. و یقال: لفلان مُنْفِسٌ و نَفِیسٌ أَی مال كثیر. یقال: ما سرَّنی بهذا الأَمر مُنْفِسٌ و نَفِیسٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ‌أَی خرج من تحته ریح؛ شَبَّهَ خروج الریح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم. و تَنَفَّسَت القوس: تصدَّعت، و نَفَّسَها هو: صدَّعها؛ عن كراع، و إِنما یَتَنَفَّس منها العِیدانُ التی لم تفلق و هو خیر القِسِیِّ، و أَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ. ابن شمیل: یقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، و تَنَفَّس القِدْح و القوس كذلك. قال ابن سیدة: و أَری اللحیانی قال: إِن النَّفْس الشق فی القوس و القِدح و ما أَشْبهها، قال: و لست منه علی ثقة. و النَّفْسُ من الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتین مما یدبغ به الأَدیم
لسان العرب، ج‌6، ص: 240
من القرظ و غیره. یقال: هب لی نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر: أَ تَجْعَلُ النَّفْسَ التی تُدِیرُ فی جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِیرُ؟ قال الأَصمعی: بعثت امرأَة من العرب بُنَیَّةً لها إِلی جارتها فقالت: تقول لكِ أُمی أَعطینی نَفْساً أَو نَفْسَیْنِ أَمْعَسُ بها مَنِیئَتی فإِنی أَفِدَةٌ أَی مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر دبغة أَو دبغتین من القَرَظ الذی یدبغ به. المَنِیئَةُ: المَدْبَغة و هی الجلود التی تجعل فی الدِّباغ، و قیل: النَّفْس من الدباغ مِل‌ءُ الكفِّ، و الجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب: و ذِی أَنْفُسٍ شَتَّی ثَلاثٍ رَمَتْ به، علی الماء، إِحْدَی الیَعْمُلاتِ العَرَامِس یعنی الوَطْبَ من اللبن الذی دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ. و النَّافِسُ: الخامس من قِداح المَیْسِر؛ قال اللحیانی: و فیه خمسة فروض و له غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، و علیه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم یفز، و یقال هو الرابع.

نقس؛ ج6، ص: 240

: النِّقْسُ: الذی یكتب به، بالكسر. ابن سیدة: النِّقْسُ المِداد، و الجمع أَنْقاسٌ و أَنْقُس؛ قال المرار: عَفَتِ المنازِلُ غیرَ مِثْلِ الأَنْقُسِ، بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ أَی فی القِرْطاسِ، تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنقِیساً. و رجل نَقِسٌ: یعیب الناس و یُلَقِّبُهم، و قد نَقِسَهم یَنْقَسُهم نَقْساً و ناقَسَهم، و هی النِّقاسَة. الفراء: اللَّقْسُ و النَّقْسُ و النَّقْز كله العیب، و كذلك القَذْل، و هو أَن یعیب القومَ و یَسْخَرَ منهم. و النَّاقُوس: مِضْراب النصاری الذی یضربونه لأَوقات الصلاة؛ قال جریر: لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّیْرَیْنِ، أَرَّقَنی صَوْتُ الدَّجاجِ، و قرعٌ بالنَّواقِیسِ و ذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً، قال: و یروی و نقس بالنواقیس؛ و النَّقْسُ: الضرب بالناقوس. و‌فی حدیث بَدْءِ الأَذان: حتی نَقَسُوا أَو كادوا یَنْقُسُون حتی رأَی عبد اللَّه بن زید الأَذان.و النَّقْسُ: ضرب من النواقیس و هی الخشبة الطویلة و الوَبیلَةُ و الوَبِیلُ الخشبة القصیرة؛ و قول الأَسود بن یعفر: و قد سَبَأْتُ لِفِتْیانٍ ذَوِی كَرَمٍ، قبلَ الصَّباحِ، و لمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ یجوز أَن یكون جمع ناقُوسٍ علی توهم حذف الأَلف، و أَن یكون جمع نَقْس الذی هو ضرب منها كَرهْن و رُهُن و سَقْف و سُقُف، و قد نَقَسَ الناقُوس بالوَبِیل نَقْساً. و شراب ناقِس إِذا حَمُضَ. و نَقَس الشرابُ یَنْقُس نُقُوساً: حمض؛ قال النابغة الجعدی: جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ و لا هَزِمُ و رواه قوم: لا نافِسٌ …، بالفاء؛ حكی ذلك أَبو حنیفة و قال لا أَعرفه إِنما المعروف ناقِسٌ بالقاف. الأَصمعی: النَّقْس و الوَقْسُ الجَرَب.

نقرس؛ ج6، ص: 240

: النِّقْرِسُ: داء معروف یأْخذ فی الرجْل، و فی التهذیب: یأْخذ فی المفاصل. و النِّقْرِس: شی‌ء یتخذ علی صیغة الوَرْدِ و تَغْرِسُه النساء فی رؤوسهن.
لسان العرب، ج‌6، ص: 241
و النِّقْرِس و النِّقْریس: الداهیة الفَطِن. و طبیب نِقْرس و نِقْریس أَی حاذق؛ و أَنشد ثعلب: و قد أَكونُ مَرَّةً نِطِّیسا، طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْریسا، یَحْسَبُ یومَ الجمعة الخَمیسا معناه أَنه لا یلتفت إِلی الأَیام، قد ذهب عقله. و النِّقْرِس: الحاذق، و فی التهذیب: النِّقْرِس الداهیة من الأَدِلَّاء. یقال: دلیل نِقْرِسٌ و نِقْرِیسٌ أَی داهیة؛ و قال المتلمس یخاطب طرفة: یُخْشی علیك مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ یقول: إِنه یخشی علیه من الحباء، الذی كتب له به، النِّقْرِسُ، و هو الهلاك و الداهیة العظیمة. و رجل نِقْرِسٌ: داهیة. اللیث: النَّقاریسُ أَشیاء تتخذها المرأَة علی صیغة الوَرْد یغرِزْنَه فی رؤوسهن؛ و أَنشد: فَحُلِّیتِ من خَزٍّ و بَزٍّ و قِرْمِزٍ، و من صَنْعَةٍ الدُّنْیا علیك النَّقارِیس «3» واحدها نِقْریس. و‌فی الحدیث: و علیه نَقارس الزَّبَرْجَد و الحَلیِ؛ قال: و النَّقارِس من زینة النساء؛ حكاه ابن الأَثیر عن أَبی موسی.

نكس؛ ج6، ص: 241

: النَّكْسُ: قلب الشی‌ء علی رأَسه، نَكَسَه یَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ. و نَكَسَ رأَسَه: أَماله، و نَكَّسْتُه تَنْكِیساً. و فی التنزیل: نٰاكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ. و الناكِسُ: المُطأْطئ رأْسَه. و نَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه من ذُلٍّ و جمع فی الشعر علی نواكِس و هو شاذ علی ما ذكرناه فی فَوارس؛ و أَنشد الفرزدق: و إِذا الرِّجالُ رَأَوْا یَزیدَ، رأَیْتَهُم خُضْعَ الرِّقابِ، نَواكِسَ الأَبْصار قال سیبویه: إِذا كان الفِعْل لغیر الآدمیین جمع علی فَواعِل لأَنه لا یجوز فیه ما یجوز فی الآدمیین من الواو و النون فی الاسم و الفعل فضارع المؤنث، یقال: جِمال بَوازلُ و عَواضِهُ؛ و قد اضطرَّ الفرزدق فقال: خضع الرقاب نواكس الأَبصار لأَنك تقول هی الرجال فشبه بالجمال. قال أَبو منصور: و روی أَحمد بن یحیی هذا البیت نَواكِسی الأَبصار، و قال: أَدخل الیاء لأَن رد النواكس «4» إِلی الرجال، إِنما كان: و إِذا الرجال رأَیتهم نواكس أَبصارُهم، فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلی الرجال، فلذلك دخلت الیاء، و إِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَنی الوجوه و حِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرجال جئت بالیاء، و إِن شئت لم تأْتِ بها، قال: و أَما الفراء و الكسائی فإِنهما رویا البیت نواكسَ الأَبصار، بالفتح، أَقرَّا نواكس علی لفظ الأَبصار، قال: و التذكیر ناكسی الأَبصارِ. و قال الأَخفش: یجوز نَواكِسِ الأَبصارِ، بالجر لا بالیاء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ. شمر: النَكْس فی الأَشیاء معنی یرجع إِلی قلب الشی‌ء و رده و جعل أَعلاه أَسفله و مقدمه مؤخره. و قال الفراء فی قوله عز و جل: ثُمَّ نُكِسُوا عَلیٰ رُؤُسِهِمْ، یقول: رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهیم، علی نبینا محمد و علیه الصلاة و التسلیم. و‌فی حدیث أَبی هریرة: تعس عبدُ الدِّینار و انْتَكَس‌أَی انقلب علی رأْسه و هو دعاء علیه بالخیبة لأَن من انْتَكَس فی أَمره فقد خاب و خسر. و‌فی حدیث الشعبی: قال فی السقط إِذا نُكِسَ فی الخَلْقِ الرابع
(3). قوله [و بز] أَنشده شارح القاموس هنا و فی مادة قرمز و قز بدل و بز. (4). قوله [لأن رد النواكس إلخ] هكذا بالأَصل و لعل الأَحسن لأَنه رد النواكس إِلی الرجال و إِنما كان إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 242
و كان مخلقاً‌أَی تبین خلقه عَتَقَت به الأَمَة و انقضت به عدة الحُرَّة، أَی إِذا قُلِبَ و رُدَّ فی الخلق الرابع، و هو المُضغة، لأَنه أَوّلًا تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة. و قوله تعالی: وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِی الْخَلْقِ؛ قال أَبو إِسحق: معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً و بدل الشباب هرماً. و قال الفراء: قرأَ عاصم و حمزة: نُنَكِّسْهُ فِی الْخَلْقِ، و قرأَ أَهل المدینة: نَنْكُسه فی الخلق، بالتخفیف، و‌قال قتادة: هو الهَرَم، و قال شمر: یقال نُكِسَ الرجل إِذا ضعف و عجز؛ قال: و أَنشدنی ابن الأَعرابی فی الانتكاس: و لم یَنْتَكِسْ یَوْماً فیُظْلِمَ وَجْهُه، لِیَمْرَضَ عَجْزاً، أَو یُضارِعَ مَأْتَما أَی لم یُنَكِّس رأْسه لأَمر یأْنَف منه. و النَّكْس: السهم الذی یُنَكَّسُ أَو ینكسر فُوقُه فیجعل أَعلاه أَسفله، و قیل: هو الذی یجعل سِنْخُه نَصْلًا و نَصْلُه سِنْخاً فلا یرجع كما كان و لا یكون فیه خیر، و الجمع أَنْكاس؛ قال الأَزهری: أَنشدنی المنذری للحطیئة، قال: و أَنشده أَبو الهیثم: قد ناضَلُونا، فَسَلُّوا من كِنانَتِهم مَجْداً تلِیداً، و عِزّاً غیرَ أَنْكاس قال: الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام و هو أَضعفها، قال: و معنی البیت أَن العرب كانوا إِذا أَسروا أَسیراً خیروه بین التَّخْلِیة و جَزِّ الناصیة و الأَسر، فإِن اختار جَزَّ الناصیة جَزُّوها و خلوا سبیله ثم جعلوا ذلك الشعر فی كنانتهم، فإِذا افتخروا أَخرجوه و أَرَوْهُم مفاخرهم. ابن الأَعرابی: الكُنُس و النُّكُسُ مآرِینُ بقرِ الوحش و هی مأْواها و النُّكُس: المُدْرَهِمُّون من الشیوخ بعد الهَرَم. و المُنَكِّسُ من الخیل: الذی لا یَسمو برأْسه، و قال أَبو حنیفة: النِّكْس القصیر، و النِّكْسُ من الرجال المقصر عن غایة النَّجْدَة و الكرم، و الجمع الأَنْكاس. و النِّكْسُ أَیضاً: الرجل الضعیف؛ و فی حدیث كعب: زالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ و لا كُشُف الأَنكاس: جمع نِكْس، بالكسر، و هو الرجل الضعیف. و المُنَكِّس من الخیل: المتأَخر الذی لا یلحق بها، و قد نَكَّس إِذا لم یلحقها؛ قال الشاعر: إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ و أَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام. و الوِلادُ المَنْكوس: أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه، و هو الیَتْن، و الولد المَنْكوس كذلك. و النِّكْس: الیَتْنُ. و قراءة القرآن مَنْكوساً: أَن یبدأَ بالمعوذتین ثم یرتفع إِلی البقرة، و السنَّة خلاف ذلك. و‌فی الحدیث أَنه قیل لابن مسعود: إِن فلاناً یقرأُ القرآن مَنْكوساً، قال: ذلك مَنْكوسُ القلبِ؛ قال أَبو عبید: یتأَوّله كثیر من الناس أَنه أَن یبدأَ الرجل من آخر السورة فیقرأَها إِلی أَوَّلها؛ قال: و هذا شی‌ء ما أَحسب أَحداً یطیقه و لا كان هذا فی زمن عبد اللَّه، قال: و لا أَعرفه، قال: و لكن وجهه عندی أَن یبدأَ من آخر القرآن من المعوذتین ثم یرتفع إِلی البقرة كنحو ما یتعلم الصبیان فی الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا، یُعلم ذلك بالحدیث الذی‌یحدّثه عثمان عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه كان إِذا أُنزلت علیه السورة أَو الآیة قال: ضَعُوها فی الموضع الذی یَذْكر كذا و كذا، أَ لا تری أَن التأْلیف الآن فی هذا الحدیث من رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه
لسان العرب، ج‌6، ص: 243
و سلم، ثم كتبت المصاحف علی هذا؟ قال: و إِنما جاءت الرُّخْصة فی تَعَلُّمِ الصبی و العجمی المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال علیهم، فأَما من قرأَ القرآن و حفظه ثم تعمد أَن یقرأَه من آخره إلی أَوله فهذا النَّكْسُ المنهی عنه، و إِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلی أَولها أَشد كراهة إِن كان ذلك یكون. و النُّكْسُ و النَّكْسُ، و النُّكاسُ كله: العَوْد فی المرض، و قیل: عَوْد المریض فی مرضه بعد مَثَالته؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: خَیالٌ لزَینبَ قد هاج لی نُكاساً مِنَ الحُبِّ، بَعد انْدمال و قد نُكِسَ فی مَرَضِه نُكْساً. و نُكِس المریض: معناه قد عاوَدَتْه العلة بعد النَّقَه. یقال: تَعْساً له و نُكْساً و قد یفتح هاهنا للازْدِواج أَو لأَنه لغة؛ قال ابن سیدة و قوله: إِنی إِذا وَجْهُ الشَّرِیبِ نَكَّسَا قال: لم یفسره ثعلب و أَری نَكَّسَ بَسَرَ و عَبَس. و نَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ علیه مرة بعد مرة؛ و أَنشد: كالوشْمِ رَجَّعَ فی الیَدِ المنكوس ابن شمیل: نَكَسْت فلاناً فی ذلك الأَمر أَی رَدَدْته فیه بعد ما خرج منه.

نمس؛ ج6، ص: 243

: النَّمَسُ، بالتحریك: فساد السَّمْن و الغَالِیة و كلِّ طِیبٍ و دُهْن إِذا تغیر و فسد فساداً لَزِجاً. و نَمِسَ الدهن، بالكسر، یَنْمَسُ نَمَساً، فهو نَمِسٌ: تغیر و فسد، و كذلك كل شی‌ء طیِّب تغیر؛ قال بعض الأَغفال: و بِزُیَیْتٍ نَمِسٍ مُرَیْرِ و نَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دهن فتوسخ. و النَّمَسُ: ریح اللبَنِ و الدَّسَم كالنَّسَم. و یقال: نَمِسَ الوَدَكُ و نَسِمَ إِذا أَنْتَن، و نَمَّسَ الأَقِطُ، فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قال الطرماح: مُنَمِّسُ ثِیرانِ الكَریصِ الضَّوائِن و الكریص: الأَقِطُ. و النِّمْسُ: سَبُعٌ من أَخبث السُّبُع «5». و قال ابن قتیبة: النِّمْسُ دُوَیْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان یتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابین، لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان و تَتَضاءَلُ و تَسْتَدِقُّ حتی كأَنها قطعة حبل، فإِذا انطوی علیها الثُّعْبان زَفَرَتْ و أَخذت بنَفَسِها فانتفخ جوْفها فیتقطع الثعبان، و قد ینطوی علیها «6» النِّمْسُ فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة؛ غیره: النِّمْس، بالكسر، دوَیْبَّة عریضة كأَنها قطعة قَدِیدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان. و النَّامُوس: ما یُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِیالِ. و النامُوسُ: المَكْرُ و الخِداع. و التَّنْمِیسُ: التَّلْبیس. و النامِسُ و النامُوس: دوَیْبَّة أَغْبَرُ كهیئة الذَّرَّة تلكع الناس. و النامُوسُ: قُتْرة الصائد التی یَكْمُن فیها للصید؛ قال أَوس بن حجر: فَلاقَی علیها من صُباحٍ مُدَمِّراً لِنامُوسِه من الصَّفِیح سَقائِفُ. قال ابن سیدة: و قد یهمز، قال: و لا أَدری ما وجه ذلك. و النامُوسُ: بیت الراهب. و یقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه یُوارَی تحت الأَرض؛ و قال الراجز یصف الركاب یعنی الإِبل:
(5). قوله [سبع] هكذا بالأَصل مضبوطاً و لم نجده مجموعاً إلا علی سباع و أَسبع كرجال و أَفلس. (6). قوله [ینطوی علیها] كذا بالأَصل. و لعل الضمیر للثعبان و هو یقع علی الذكر و الأُنثی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 244
یَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ، تَنْمِیسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ یقول: یخرجن من بلد مشتبه الأَعلام یشتبه علی من یسلكه كما یشتبه علی القطا أَمر الشَّرَكِ الذی ینصب له. و‌فی حدیث سعد: أَسَدٌ فی نامُوسِه؛ الناموسُ: مَكْمَن الصیاد فشبه به موضع الأَسد. و النَّامُوس: وِعاء العِلْم. و النَّاموس: جبریل، صلی اللَّه علی نبینا محمد و علیه و سلم، و أَهل الكتاب یسمون جبریل، علیه السلام: النَّامُوس. و‌فی حدیث المَبْعَث: أَن خدیجة، رضوان اللَّه علیها، وصفت أَمر النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لِوَرَقَة بن نَوْفَل و هو ابن عمها، و كان نصرانیّاً قد قرأَ الكتب، فقال: إِن كان ما تقولین حقّاً فإِنه لیَأْتِیه النَّامُوس الذی كان یأْتی موسی، علیه السلام، و فی روایة: إِنه لیأْتیه النَّاموس الأَكبر.أَبو عبید: النَّامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذی یطلعه علی سِرِّه و باطن أَمره و یخصه بما یستره عن غیره. ابن سیدة: نَامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه، و قد نَمَسَ یَنْمِسُ نَمْساً و نَامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً و نِمَاساً: سارَّه. و قیل: النامُوسُ السِّرُّ، مثل به سیبویه و فسره السیرافی. و نَمَسْتُ الرجلَ و نَامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ و قال الكمیت: فأَبْلِغْ یَزِید، إِنْ عَرَضْتَ، و مُنْذراً و عَمَّیْهِما، و المُسْتَسِرَّ المُنَامِسا و نَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه. و المُنَامِسُ: الداخل فی الناموس، و قیل: النامُوس صاحب سِرّ الخیر، و الجاسُوسُ صاحب سِرّ الشر، و أَراد به وَرَقَةُ جبریلَ، علیه السلام، لأَن اللَّه تعالی خصه بالوحی و الغیب اللذین لا یطَّلع علیهما غیره. و النَّامُوسُ: الكذَّاب. و النَّاموس: النمَّام و هو النمَّاس أَیضاً. قال ابن الأَعرابی: نَمَسَ بینهم و أَنْمَسَ أَرَّشَ بینهم و آكل بینهم؛ و أَنشد: و ما كنتُ ذا نَیْرَبٍ فیهمُ، و لا مُنْمِساً بینهم أُنْمِلُ أُؤَرِّشُ بینهمُ دائباً، أَدِبُّ و ذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ و لكِنَّنی رائبٌ صَدْعَهُمْ، رَقُوءٌ لِما بینَهُمْ مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بینهم، أَصلحت. و انَّمَسَ فی الشی‌ء: دخل فیه. و انَّمَسَ فلان انِّمَاساً: انْغَلَّ فی سُتْرةٍ. الجوهری: انَّمَسَ الرجلُ، بتشدید النون، أَی استتر، و هو انْفَعَلَ.

نهس؛ ج6، ص: 244

: النَّهْسُ: القبض علی اللحم و نَتْره. و نَهَسَ الطعامَ: تناول منه. و نَهَسَتْه الحیةُ: عضتْه، و الشین لغة، و ناقة نَهُوسٌ: عَضُوض؛ و منه قول الأَعرابی فی وصف الناقة: إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ. و نَهَسَ اللحم یَنْهَسُه نَهْساً و نَهَسا: انتزعه بالثنایا للأَكل. و نَهَسْتُ العِرْقَ و انْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك. الجوهری: نَهْس اللحم أَخْذُه بمقدَّم الأَسنان، و النهش الأَخذ بجمیعها؛ نَهَسْتُه و انْتَهَسْتُه بمعنی. و‌فی الحدیث: أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ ما علیه من اللحم‌أَی أَخذه بِفِیهِ. و نَسْرٌ مِنْهَسٌ؛ قال العجاج: مُضَبرَّ اللَّحْیَیْنِ نَسْراً مِنْهَسا و رجل مَنْهوسٌ و نَهِیسٌ: قلیل اللحم خفیف؛ قال الأَفوه الأَوْدِی یصف فرساً: یَغْشی الجَلامِیدَ بأَمْثالِها مُرَكَّبات فی وَظیف نَهِیس
لسان العرب، ج‌6، ص: 245
و‌فی صفته، صلی اللَّه علیه و سلم: كان مَنْهُوسَ الكعبین‌أَی لحمهما قلیل، و‌یروی: مَنْهُوسَ القدمین، و بالشین المعجمة أَیضاً. و النُّهَسُ: ضرب من الصُّرَدِ، و قیل: هو طائر یصطاد العَصافیر و یأْوی إِلی المقابر و یُدِیم تحریك رأْسه و ذَنَبِه، و الجمع نِهْسَان؛ و قیل: النُّهَسُ ضرب من الطیر. و‌فی حدیث زید بن ثابت: رأَی شُرَحْبِیلَ و قد صاد نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زیدُ بن ثابت منه و أَرسله؛ قال أَبو عبید: النُّهَسُ طائر، و الأَسْوافُ موضع بالمدینة، و إِنما فعل ذلك زیدٌ لأَنه كره صَیْد المدینة لأَنها حَرَمُ سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم. و نَهْسُ الحَیَّة: نَهْشُه؛ قال الراجز: و ذات قَرْنَین طَحون الضِّرْسِ، تَنْهَسُ لو تَمكَّنَتْ من نَهْسِ، تُدِیرُ عَیْناً كَشِهابِ القَبْسِ و الاختلاف فی تفسیر نهس و نهش یأْتی فی حرف الشین.

نوس؛ ج6، ص: 245

: الناسُ: قد یكون من الإِنس و من الجِنِّ، و أَصله أَناس فخفف و لم یجعلوا الأَلف و اللام فیه عوضاً من الهمزة المحذوفة، لأَنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوَّض منه فی قول الشاعر: إِنَّ المَنایا یَطَّلِعْنَ علی الأُناسِ الآمِنینا و النَّوْس: تَذَبْذُبُ الشی‌ء. ناسَ الشی‌ءُ یَنوسُ نَوْساً و نَوَساناً: تحرك و تَذَبْذَبَ متَدَلِّیاً. و قیل لبعض ملوك حِمْیَر: ذو نُواس لضَفِیرَتَیْن كانتا تَنوسان علی عاتِقَیْه. و ذو نُواس: ملك من أَذْواء الیمن سمی بذلك لذُؤَابَتَین كانتا تَنُوسَان علی ظهره. و نَاسَ نَوْسا: تدلی و اضطرب و أَنَاسَهُ هو. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ و وصْفِها زَوْجَها: مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَیَّ، و أَنَاس من حُلِیٍّ أُذُنیَّ؛ أَرادت أَنه حَلَّی أُذنیها قِرَطَةً و شُنوفاً تَنوس بأُذنیها. و یقال للغُصْن الدقیق إِذا هبت به الریح فهزَّته: فهو یَنوس و یَنوع، و قد تَنَوَّسَ و تَنَوَّع و كثر نَوَسانُه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: مَرَّ علیه رجلٌ و علیه إِزارٌ یَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبین فكأَنی أَنظر إِلی الخیوط نائِسَةً علی كعبیه‌أَی متدلِّیة متحركة؛ و منه‌حدیث العباس: و ضَفِیرَتاه تَنوسان علی رأْسه.و‌فی حدیث ابن عمر: دخلتُ علی حَفْصَةَ و نَوَساتُها تَنْطُف‌أَی ذوائِبها تَقْطُر ماء، فسمَّی الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك كثیراً، و نُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً: سُقْتُها. و رجل نَوَّاسٌ، بالتشدید، إِذا اضْطرب و استرخی، و ناسَ لُعابُه سالَ فاضطرب. و النُّواس: ما تعلق من السقف. و نُواس العَنْكبوت: نَسْجه لاضطرابه. و النُّواسِیُّ: ضرب من العِنَب أَبیض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقید طویلها مضطربها، قال: و لا أَدری إِلی أَی شی‌ء نسب إِلا أَن یكون مما نسب إِلی نفسه كدَوَّارِ و دَوَّاریٍّ، و إِن لم یسمع النُّواس هاهنا، و نَوَّسَ بالمكان: أَقام. و النَّاوُوسُ: مقابر النصاری، إِن كان عربیّاً فهو فاعُولٌ منه. و النَّوَّاسُ: اسم. و الناسُ: اسم قَیْسِ بن عَیْلان، و اسمه الناس «1» بن مُضَر بن نِزار، و أَخوه إِلْیاس بن مضر، بالیاء.
(1). قوله [و اسمه الناس] یروی بالوصل و بالقطع كما فی حاشیة الصحاح انتهی شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 246‌

فصل الهاء؛ ج6، ص: 246

هجس؛ ج6، ص: 246

: الهَجْسُ: ما وقع فی خَلَدِك. تقول: هَجَسَ فی قلبی هَمٌّ و أَمْرٌ؛ و أَنشد: و طَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعیدٍ، و قد وقَّرْتُ هَاجِسَها و هَجْسِی النعامة: فَرَسه. و‌فی حدیث قَباثٍ: و ما هو إِلا شی‌ء هَجَسَ فی نَفْسی.ابن سیدة: هَجَسَ الأَمرُ فی نَفْسی یَهْجِسُ هَجْساً وقع فی خَلَدی. و الهَاجِس: الخاطر، صفة غالبة غلبة الأَسماء. و‌فی الحدیث: و ما یَهْجِسُ فی الضمائر‌أَی و ما یخطر بها و یدور فیها من الأَحادیث و الأَفكار. و هَجَسَ فی صدری شی‌ء یَهْجِسُ أَی حَدس. و فی النوادر: هَجَسَنی عن كذا فانْهَجَسْتُ أَی رَدَّنی فارتَدَدْت. و الهَجْس: النَّبْأَةُ تسمعها و لا تفهمها. و وقعوا فی مَهْجُوسَةٍ من أَمرهم أَی اختلاط؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: المعروف فی مَرْجُوسَةٍ. أَبو عبیدة: الهُجَیْسِیُّ ابنُ زادِ الرَّكْب و هو اسم فرس معروف «1». و الهَجِیسَةُ: الغَریضُ من اللبَن فی السِّقاء، قال: و الخامِطُ و السامِطُ مثله و هو أَول تَغَیُّرِه؛ قال الأَزهری: و الذی عرفته الهَجِیمةُ، قال: و أَظن الهَجِیسَةَ تصحیفاً. و‌فی حدیث عمر: أَن السائب بن الأَقرع قال: حضرتُ طعامه فدعا بلَحْمٍ عَبِیطٍ و خُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ؛ قال: المُتَهَجِّس الخبز الفَطِیر الذی لم یختمر عجینه، أَصله من الهَجِیسَةِ، و هو الغَریضُ من اللحم، ثم استعمل فی غیره، و رواه بعضهم مُتَهَجِّش، بالشین المعجمة، قال ابن الأَثیر: و هو غلط.

هجبس؛ ج6، ص: 246

: التهذیب: الهَیْجَبُوسُ الرجل الأَهْوَجُ الجافی؛ و أَنشد: أَ حَقٌّ ما یُبَلّغُنی ابنُ تُرْنَی من الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَیْجَبُوسُ؟

هجرس؛ ج6، ص: 246

: الهِجْرِسُ، بالكسر: ولد الثعلب، و عَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب: و استعاره الحطیئة للفرزدق فقال: أَبْلِغ بَنی عَبْسٍ، فإِنَّ نِجارَهُمْ لُؤْمٌ، و إِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ و روی عن المفضل أَنه قال: الهقالِس و الهَجارِسُ الثعالب، و أَنشد: و تَرَی المَكَاكِیَ بالهَجِیرِ نحیبُها، كُدْرٌ بَواكِرُ، و الهَجارِس تَنْحَبُ و قیل: الهَجارِسُ جمیع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب و فوق الیَرْبوع؛ قال الشاعر: بعَیْنَیْ قَطامِیٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ، غَدَا شَبِماً یَنْقَضُّ بین الهَجارِسِ اللیث: الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب، قال: و قد یوصف به اللئیم؛ و أَنشد: و هِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ و قال: رَمَتْنی الأَیام عن هَجارِسِها أَی شدائدها. و‌فی الحدیث: أَن عُیَیْنَة بن حصن مدَّ رجلیه بین یدی سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فقال له فلان: یا عَیْنَ الهِجْرِسِ، أَ تَمُدُّ رجلیك بین یدی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم؟الهِجْرِس: ولد الثعلب. و الهِجْرِس أَیضاً: القِرْد. أَبو مالك:
(1). قوله [و هو اسم فرس معروف] فی شرح القاموس، و زاد الركب: فرس الأَزد الذی دفعه إلیهم سلیمان النبی، صلی اللَّه علیه و سلم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 247
أَهل الحجاز یقولون الهِجْرِس القرْد، و بنو تمیم یجعلونه الثعلب. و الهِجْرسُ: اسم:

هدس؛ ج6، ص: 247

: هَدَسَه یَهْدسُه هَدْساً: طرده و زجره؛ یمانیة مُمَاتة. و الهَدَسُ: شجر و هو عند أَهل الیمن الآسُ.

هدبس؛ ج6، ص: 247

: الهَدَبَّسُ: ولد البَبْرِ؛ و أَنشد المبرّد: و لقد رأَیتُ هَدَبَّساً و فَزارة، و الفِزْرُ یَتْبَعُ فِزْرهُ كالضَّیْوَنِ

هرس؛ ج6، ص: 247

: الهَرْسُ: الدَّق، و منه الهَرِیسَة. و هَرَسَ الشی‌ء یَهْرُسُه هَرْساً: دقَّه و كسره، و قیل: الهَرْس دقك الشی‌ء و بینه و بین الأَرض وقایة، و قیل: هو دقُّك إِیاه بالشی‌ء العریض كما تُهْرَسُ الهَرِیسَةُ بالمِهْراس. و المِهْراس: الآلة المَهْرُوس بها. و الهَرِیسُ: ما هُرِسَ، و قیل: الهَرِیس الحب المهْروس قبل أَن یُطْبَخ، فإِذا طبخ فهو الهَریسة، و سمیت الهَریسَةُ هَرِیسَةً لأَن البُرَّ الذی هی منه یدق ثم یطبخ، و یسمی صانعُه هَرَّاساً. و أَسد هَرَّاسٌ: یَهْرُس كل شی‌ء. و الهِرْماسُ: من أَسماء الأَسد، و قیل: هو الشدید من السباع، فِعْمالٌ من الهَرْس علی مذهب الخلیل، و غیرُه یجعله فِعْلالًا. و هَرِسَ یَهْرَسُ هَرَساً: أَخفی أَكلَه، و قیل: بالغ فیه فكأَنه ضد. ابن الأَعرابی: هَرِسَ الرجُل إِذا كثر أَكله؛ قال العجاج: و كَلْكَلًا ذا حامِیاتٍ أَهْرَسَا و یروی: مِهْرَسا، أَراد بالأَهْرَس الشدیدَ الثقیل. یقال: هو هَرِسٌ أَهْرَسُ للذی یدق كل شی‌ء، و الفحل یَهْرُس القِرْن بكَلْكَلِه. و إِبل مَهارِیس: شدیدة الأَكل؛ قال أَبو عبید: المَهَارِیس من الإِبل التی تَقْضَمُ العِیدان إِذا قلَّ الكلأ و أَجدبت البلاد فتَتَبَلَّغ بها كأَنها تَهْرُسُها بأَفواهِها هَرْساً أَی تدقُّها؛ قال الحطیئة یصف إِبِلَه: مَهَارِیسُ یُرْوِی رِسْلُها ضَیْفَ أَهْلِها، إِذا النَّارُ أَبْدَتْ أَوجُهَ الخَفِراتِ و قیل: المَهَارِیس من الإِبل الشِّداد، و قیل: الجسام الثِّقالُ، قال: و من شدة وطئها سمیت مَهارِیسَ. و الهَرِسُ و الأَهْرَسُ: الشدید المَرَّاس من الأُسْدِ. و أَسد هَرِسٌ أَی شدید و هو من الدق؛ قال الشاعر: شَدِیدَ السَّاعِدَیْنِ أَخا وِثابٍ، شَدِیداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا و الهَرِسُ: الثوب الخَلَق؛ قال ساعدة بن جؤیة: صِفْرِ المَبَاءَةِ ذی هِرْسَیْنِ مُنْعَجِفٍ، إِذا نَظَرْتَ إِلیه قلْتَ: قد فَرَجَا و الهَراسُ، بالفتح: شجر كبیر الشوك؛ قال النابغة: فَبتُّ كأَنَّ العائِذاتِ فَرَشْنَنِی هَرَاساً، به یُعْلی فِراشِی و یُقْشَبُ و قیل: الهَراس شوك كأَنه حَسَك، الواحدة هَراسَة؛ و أَنشد الجوهری للنابغة الجعدی: و خَیْل یُطابِقْنَ بالدَّارِعِین، طِباقَ الكِلابِ، یَطَأْنَ الهَراسا و یروی: و شُعْث، و المطابقة: أَن تَضَع أَرجُلَها مواضع أَیدیها و تقدِّم أَیدیها حتی تُبْصِر مواقعَها، یرید أَنها لا ترید الهرب، فهی تَتَثَبَّت فی مشیها كما تمشی الكلاب فی الهَراسِ متقیة له؛ و مثله
لسان العرب، ج‌6، ص: 248
قول قعین: إِنَّا إِذا الخَیْل عَدَتْ أَكْداسا، مِثْل الكِلابِ تَتَّقی الهَراسا و قال أَبو حنیفة: الهَراس من أَحْرار البقول، واحدته هَراسَة، و به سمی الرجل. و أَرض هَرِیسَة: ینبت فیها الهَراس. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: كأَنّ فی جَوْفی شوكة الهَراس؛ قال: هو شجر أَو بَقْل ذو شوك من أَحرار البقول. و المِهْراس: حَجَر مستطیل منقور یُتَوضأُ منه و یدق فیه. و‌فی الحدیث: أَن أَبا هریرة روی عن النبی، صلی اللَّه علیه سلم، أَنه قال: إِذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فلیُفْرِغْ علی یدیه من إِنائهِ ثلاثاً، فقال له قَیْنٌ الأَشجعی: فإِذا جِئنا إِلی مِهْراسِكم هذا كیف نَصْنَع؟أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذی لا یُقِلُّه الرجال و لا یحرِّكونه لثقله یسع ماء كثیراً و یتطهر الناس منه. و جاء‌فی حدیث آخر أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، مَرَّ بِمِهْراس و جماعة من الرجال یَتَحاذَوْنَه‌أَی یحملونه و یرفعونه، و هو حجر منقور، سمی مِهْرَاساً لأَنه یُهْرَسُ به الحبُّ و غیره. و‌فی حدیث أَنس: فقمت إِلی مِهْراس لنا فضربتها بأَسفله حتی تكسرت «2».و‌فی الحدیث: أَنه عَطِشَ یوم أُحُدٍ فجاءه علیّ، كرَم اللَّه وجهه، بِماءٍ من المِهْراس فَعَافَهُ و غسل به الدمَ عن وجهه؛ قال: المِهْراس صخرة منقورة تسع كثیراً من الماء و قد یُعْمل منه حیاض للماء، و قیل: المِهْراس فی هذا الحدیث اسم ماء بأُحُد؛ قال: و قَتِیلًا بِجانِبِ المِهْراسِ و المِهْراسُ: موضع. و یقال مِهْراس أَیضاً؛ قال الأَعْشی: فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلی مارِدٍ، فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذی الحائِرِ

هرجس؛ ج6، ص: 248

: الهِرْجاسُ: الجَسِیمُ.

هرمس؛ ج6، ص: 248

: الهِرْماس: من أَسماء الأَسد، و قیل: هو الشدید من السباع و اشتقه بعضهم من الهَرْس الذی هو الدَّقُّ و هو علی ذلك ثلاثی، و قد تقدم. الكسائی: أَسد هِرْماسٌ و هُرامِس و هو الجری‌ء الشدید؛ و قیل: الهِرْماس الأَسد العادی علی الناس. ابن الأَعرابی: الهِرْماس ولد النَّمِر؛ و أَنشد اللیث فی الأَسد: یَعْدُو بأَشْبالٍ أَبوها الهِرْماس و الهِرْمِیسُ: الكَرْكَدَّنُ، قال: و هو أَكبر من الفیل له قَرْن و هو یكون فی البحر أَو علی شاطئه؛ قال: و الفیلُ لا یَبْقی و لا الهِرْمِیسُ و هِرْماس: موضع أَو نهر. و هِرْمِس: اسم علم سُرْیانی. و الهِرْمَوْس: الصُّلْب الرأْی المُجَرَّب.

هسس؛ ج6، ص: 248

: هَسَّ یَهِسُّ هَسّاً: حدَّث نَفْسَه. و هَسَّ الكلامَ: أَخفاه. و هَسُّوا الحدیثَ هَسِیساً و هَسْهَسُوه: أَخْفَوْه. و الهَسِیسُ و الهَسْهاس: الكلام الذی لا یُفْهم. و سمعت من القوم هَساهِسَ من نَجِیٍّ لم أَفهمها و كذلك وَساوِسَ من قول. و الهَساهِسُ: الوَساوِسُ. و الهَساهِسُ: النَّفْس و وَسْوَسَتُها؛ قال الأَخطل: و طَوَیْتَ ثَوْبَ بَشاشَةٍ أُلْبِسْتَهُ، فَلَهُنَّ مِنْكَ هَساهِسُ و هُمُومُ و الهَساهِسُ: الكلام الخفی المُجَمْجَمُ. و سمعت
(2). روی فی النهایة: فضربتُه بأَسفله.
لسان العرب، ج‌6، ص: 249
هَسِیساً، و هو الهَمْسُ، و قیل: الهَسْهَسَةُ عامٌّ فی كل شی‌ء له صوت خفی كهَساهِسِ الإِبل فی سیرها، و صوتُ الحَلْی؛ قال الراجز: لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّیابِ مَلْبَسا، و مُذْهَبِ الحَلْی إِذا تَهَسْهَسا و یقال فی هَساهِس أَخفاف الإِبل: إِذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الضَّماضِمِ هَساهِساً، كالْهَدِّ بالْجَماجِم الجوهری: الهَسْهَسَة صوت حركة الدِّرع و الحَلْی و حركة الرجل باللیل و نحوه؛ قال الشاعر: و للَّهِ فرْسانٌ و خَیْلٌ مُغِیرَةٌ، لَهُنَّ بِشُبّاكِ الحَدیدِ هَساهِسُ و التَّهَسْهُسُ مثله. و هَسِیسُ الجِنِّ و هَساسُها: عَزیفُها فی القَفْرِ. و الهَسِیسُ و الهَسْهَسَة: ضرب من المشی؛ قال: إِنْ هَسْهَسَتْ لَیْلَ التَّمامِ هَسْهَسا و هَسْهَسَ لیلتَه كلَّها و قَسْقَسَ إِذا أَدأَبَ السیر. و فی النوادر: الهَساهِس المشی، بِتْنا نُهَسْهِسُ حتی أَصبحنا. و راعٍ هَسْهاس إِذا رعی الغنم لیله كله. و الهَسُّ: زجْر الغنم. و هُسْ و هِسْ: زجر للشاة. و الهَسِیسُ: المدقوق من كل شی‌ء.

هطس؛ ج6، ص: 249

: هَطَس الشی‌ءَ یَهْطسُه هَطْساً: كسره؛ حكاه ابن درید قال: و لیس بثبت.

هطلس؛ ج6، ص: 249

: الهطلسة: الأَخْذ. و الهَطْلَسُ و الهَطَلَّس: العسكر الكبیر. ابن الأَعرابی: تَهَطْلَسَ من مرضه إِذا أَفاق.

هقلس؛ ج6، ص: 249

: الهِقْلِسُ: السی‌ء الخُلُق. و الهَقالس و الهَجارس: الثعالب. و الهَقَلَّس: الذئب فی ضر؛ قال الكمیت: و تسمَعُ أَصْواتَ الفَراعِل حَوْلَه، یُعاوینَ أَولادَ الذِّئابِ الهَقالِسا یعنی حول الماء الذی ورَدَهُ.

هكلس؛ ج6، ص: 249

: أَبو عمرو: الهَكَلَّسُ الشدید.

هلس؛ ج6، ص: 249

: الهَلْس و الهُلاسُ: شبه السُّلال، و فی التهذیب: شدة السُّلال من الهُزال. و رجل مَهْلُوسٌ، و هَلَسَه الداء یَهْلِسُه هَلْساً: خامَره؛ قال الكمیت: یُعالِجْنَ أَدْواءَ السُّلالِ الهَوالِسا و المَهْلُوس من الرجال: الذی یَأْكل و لا یُری أَثرُ ذلك فی جسمه. و رَكَبٌ مَهْلوسٌ: قلیل اللحم لازق علی العظم یابس، و قد هُلِسَ هَلْساً. و امرأَة مَهْلوسَةٌ: ذات رَكَبٍ مَهْلوس كأَنما جفل لحمه جَفْلًا. الجوهری: الهُلاس السِّلُّ. و رجل مَهْلوس العقل أَی مسلوبه. و رجل مُهْتَلَسُ العقل ذاهبه. و یقال: السُّلاس فی العقل و الهُلاس فی البدن. و‌فی حدیث علی، رضی اللَّه عنه، فی الصدقة: و لا یَنْهَلِس؛ الهُلاس: السِّلُّ، و قد هَلَسَه المرضُ. و‌فی حدیثه أَیضاً: نَوازِعُ تَقْرَع العظم و تَهْلِسُ اللحم.و الإِهْلاسُ: ضحك فیه فتور. و أَهْلَسَ فی الضحك: أَخفاه؛ قال: تَضْحَكُ مِنِّی ضَحِكاً إِهْلاسا أَراد: ذا إِهْلاسٍ، و إِن شئتَ جعلته بدلًا من ضحك؛ و أَما قول المرار: طَرَقَ الخَیالُ فهاجَ لی، من مَضْجَعِی، رَجْعُ التَّحِیَّةِ فی الظَّلامِ المُهْلِسِ أَراد بالمُهْلِس الضعیفَ من الظلام. ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌6، ص: 250
الهُلُسُ النُّقَّة من الرجال، و الهُلُسُ الضعفاء و إِن لم یكونوا نُقَّهاً. و أَهْلَسَ إِلیه أَی أَسرَّ إِلیه حدیثاً. و هالَسَ الرجلَ: سارَّه؛ قال حمید بن ثور: مُهالَسَة، و السِّتْرُ بَیْنی و بَیْنَه، بِداراً كَتَكْحِیلِ القَطا جازَ بالضَّحْل

هلبس؛ ج6، ص: 250

: الهَلْبَسِیسُ «1»: الشی‌ء الیسیر. و لیس بها هَلْبَسِیسٌ أَی أَحد یستأْنس به. و جاءت و ما علیها هَلْبَسِیسَة و لا خَرْبَصِیصَة أَی شی‌ء من الحَلْی. و ما عنده هَلْبَسِیسَةٌ إِذا لم یكن عنده شی‌ء. و ما فی السماء هَلْبَسِیسَةٌ أَی شی‌ء من سحاب؛ عن ابن الأَعرابی، قال: لا یُتكلم به إِلا فی النفی.

هلطس؛ ج6، ص: 250

: شمر: الهِلْطَوْسُ الخفی الشخص من الذئاب؛ قال الراجز: قَدْ ترك الذئْب شَدِید العَوْلَةِ، أَطْلَسَ هِلْطَوْسا كثِیرَ العَسَّةِ و لصٌّ «2» هَطْلَسٌ و هَطَلَّس: قطَّاع كلّ ما وجده.

هلقس؛ ج6، ص: 250

: الهِلَّقْسُ، بتشدید اللام: الشدید من الناس و الإِبل، و عمَّ به بعضهم، و هو ملحق بِجِرْدَحْل؛ قال الشاعر: أَنْصَب الأُذْنَیْنِ فی حَدِّ القَفَا، مائِل الضَّبْعَیْنِ هِلَّقْس حَنِق أَبو عمرو: جوع هُنْبُغٌ و هِنْباغٌ و هِلَّقْسٌ و هِلَّقْتٌ أَی شدید.

هلكس؛ ج6، ص: 250

: الهِلَّكْسُ: الدّنی‌ء الأَخلاق. و بعیر هِلّقْس و هِلَّكْسٌ: شدید؛ و أَنشد اللیث: و البازلَ الهِلَّكْسَا

همس؛ ج6، ص: 250

: الهَمْس: الخفیّ من الصوت و الوطء و الأَكل، و قد هَمَسُوا الكلام هَمْساً. و فی التنزیل: فَلٰا تَسْمَعُ إِلّٰا هَمْساً؛ فی التهذیب: یعنی به، و اللَّه أَعلم، خَفْقَ الأَقدام علی الأَرض، و قال الفراء: یقال إِنه نَقْل الأَقْدام إِلی المحشر، و یقال: إِنه الصوت الخفیّ؛ و‌روی عن ابن عباس أَنه تَمَثَّل فأَنشد: و هُنَّ یَمشِین بِنا هَمِیسَا قال: و هو صوت نَقْل أَخفاف الإِبل، و روی عن ابن الأَعرابی قال: و یقال اهمِسْ و صَهْ أَی امْشِ خَفِیّاً و اسكت. و یقال: هَمْساً و صَهْ و هَسّاً و صَهْ، قال: و هذا سارق قال لصاحبه: امش خفیّاً و اسكت. و‌فی الحدیث: فجعل بعضُنا یَهْمِس إِلی بعضٍ؛ الهَمْس: الكلام الخفی لا یكاد یفهم؛ و منه‌الحدیث: كان إِذا صلی العَصر هَمَسَ.الجوهری: هَمْسُ الأَقدام أَخفی ما یكون من صوت الوطء. و الأَسد الهَمُوس: الخفیّ الوطء؛ قال رؤبة یصف نفسه بالشدة: لَیْثٌ یدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا، و الأَقْهَبَیْنِ الفِیلَ و الجاموسَا و الشیطان یُوَسْوِس فیَهْمِس بوسواسه فی صدر ابن آدم. و‌روی عن النَّبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه كان یتعوذ باللَّه من هَمْزِ الشیطان و لَمْزِه و هَمْسه؛ هو ما یُوَسْوِسُه فی الصدر. و الهمز: كلام من وراء القَفَا كالاستهزاء، و اللمز: مُواجَهَة. قال أَبو الهیثم: إِذا أَسرَّ الكلام و أَخفاه فذلك الهَمْس من الكلام. قال شمر: الهَمْسُ من الصوت و الكلامِ ما لا غَوْر له فی الصدر، و هو ما هُمِس فی الفم. و الهَمُوس و الهَمِیس، جمیعاً: كالهَمْس فی جمیع هذه
(1). قوله [الهلبسیس] هو بهذا الضبط فی القاموس و نقل شارحه عن الصاغانی أَنه بكسر الهاء و الباء. (2). قوله [و لص إلخ] المناسب ذكره فی هطلس لا هنا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 251
الأَشیاء، و قیل: الهَمِیسُ المضْغُ الذی لا یُفْغَر به الفم، و كذلك المشْی الخفیّ الحِسِّ، و إِذا مضَغ الرجل من الطعام و فُوه منضمٌّ، قیل: هَمَسَ یَهْمِسُ هَمْساً؛ و أَنشد: یأْكُلن ما فی رَحْلِهنَّ هَمْسا و الهَمْس: أَكل العجوز الدَّرْداء. و الهَمْسُ و الهَمِیسُ: حِسّ الصوت فی الفم مما لا إِشْرابَ له من صوت الصدر و لا جهارَة فی المنطق و لكنه كلام مَهْمُوس فی الفم كالسِّرِّ. و تَهَامَسَ القومُ: تسارُّوا؛ قال: فَتَهامَسُوا سِرّاً و قالوا: عَرِّسُوا فی غَیر تَمْئِنَةٍ بغیر مُعَرَّسِ و الحروف المَهْموسة عشرة أَحرف یجمعها قولك [حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت] و فی المحكم: یجمعها فی اللفظ قولك [سَتَشْحَثُك خَصَفَه] و هی الهاء و الحاء و الخاء و الكاف و الشین و الصاد و التاء و السین و الثاء و الفاء؛ قال سیبویه: و أَما المَهْمُوس فحرف ضَعُف الاعتمادُ من موضعه حتی جری معه النَّفَس؛ قال بعض النحویین: و أَنت تعتبر ذلك بأَنه قد یمكنك تكریر الحرف مع جَرْی الصوت نحو [سسس كككك هههه] و لو تكلفت ذلك فی المجهور لما أَمكنك. قال ابن جنی: فأَما حروف الهَمْس فإِن الصوت الذی یخرج معها نَفَس و لیس من صوت الصدر، إِنما یخرج مُنْسلًا و لیس كنفح الزای و الظاء و الذالِ و الصادِ و الراءُ شبیهة بالضاد. الأَزهری: و أَخذته أَخذاً هَمْساً أَی شدیداً، و یقال: عَصْراً. و هَمَسَه إِذا عَصره؛ و قال الكمیت فجعل الناقة هَمُوساً: غُرَیْرِیَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِیَّة، هَمُوساً تُبارِی الیَعْمَلاتِ الهَوامِسا و فی رجز مسیلمة: و الذئبُ الهامِس و اللیل الدَّامس؛ الهامِس: الشدید. و أَسد هَمُوس و هَمَّاس: شدید الغَمْز بضرسه؛ قال الهذلی: یَحْمِی الصَّرِیمَةَ، أُحْدانُ الرجالِ له صَیْدٌ، و مُجْتَرِئٌ باللَّیْل هَمَّاس و الهَمُوس: من أَسماء الأَسد لأَنه یَهْمِسُ فی الظلمة ثم جُعل ذلك اسماً یعرف به؛ یقال: أَسد هَمُوس؛ قال أَبو زبید: بَصِیرٌ بالدُّجَی هادٍ هَمُوس قال أَبو الهیثم: سمی الأَسد هَمُوساً لأَنه یَهْمِس هَمْساً أَی یمشی مشیاً بخُفْیَة فلا یُسْمَع صوتُ وطئه. و أَسد هَمُوس: یمشی قلیلًا قلیلًا. یقال: هَمَسَ لَیْلَه أَجمع.

هملس؛ ج6، ص: 251

: رجل هَمَلَّس: قوی الساقین شدید المشی، و لم یُلْف إِلا فی كتاب العین، و المعروف فی المصنف و غیره: العَمَلَّس، و لعل الهاء بدل من العین لا تصح إِلا علی ذلك.

هنبس؛ ج6، ص: 251

: الهَنْبَسَة: التَّحَسُّسُ عن الأَخبار، و قد تَهَنْبَسَ.

هنجبس؛ ج6، ص: 251

: الهَنْجَبُوس: الخسیس.

هندس؛ ج6، ص: 251

: الهِنْدِس: من أَسماء الأَسد: و أَسد هِنْدِس أَی جَرِی‌ء؛ قال جندل: یأْكل أَو یَحْسُو دَماً، و یَلْحَسُ شِدْقَیْه هَوَّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِس و المُهَنْدِس: المقدر لِمَجاری المیاه و القُنِیّ
لسان العرب، ج‌6، ص: 252
و احتِفارِها حیث تحفر، و هو مشتق من الهِنْدازِ، و هی فارسیة أَصلها آوْ أَنْدازْ «1» فصیرت الزای سیناً لأَنه لیس فی شی‌ء من كلام العرب زای بعد الدال، و الاسم الهَنْدَسة. و یقال: فلان هُنْدُوس هذا الأَمر و هم هَنادِسَة هذا الأَمر أَی العلماء به. و رجل هُنْدُوس إِذا كان جید النظر مُجرَّباً.

هوس؛ ج6، ص: 252

: الهَوْس: الطَّوَفان باللیل و الطلب بِجُرْأَة. هاسَ یَهُوس هَوْساً: طاف باللیل فی جرْأَة. و أَسد هَوَّاس و كذلك النَّمِر؛ قال: و فی یَدِی مِثْلُ ماء الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ، أَنَّی نَحَیْتُ یَهُوسُ اللَّیْثُ و النَّمِرُ قال ابن الأَعرابی: أَراد الثَّغَب فسكن للضرورة، و أَما سیبویه فقال: الثَّغْب، بسكون الغین، الغَدیر. و رجل هَوَّاس و هَوَّاسَةٌ: شجاع مجرَّب. و الهَوْس: الإِفساد، هاسَ الذئب فی الغنم هَوْساً. و الهَوْس: الدَّقُّ، هاسَه یَهُوسُه و هَوَّسه. الأَصمعی: هُسْتُه هَوْساً و هِسْتُه هیساً و هو الكسر و الدقُّ؛ و أَنشد: إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِیضَا و التَّهَوُّس: المشی الثقیل فی الأَرض اللیِّنَة. و هَوِسَ الناس هَوَساً: وقعوا فی اختلاط و فساد. و هَوِسَت الناقة هَوَساً، فهی هَوِسَةٌ: اشتدت ضَبَعَتُها، و قیل: ترددت فیها الضَّبَعَة. و ضَبَعٌ هَوَّاس: شدید؛ قال: یُوشِك أَن یُؤْنَسَ فی الإِینَاسِ، فی مَنْبِتِ البَقْل و فی اللُّسَاسِ، منها هَدِیمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ و الهَوِیس: النظر و الفكر. و الهَوْس: الأَكل الشدید. و الهَوْس: شدة الأَكل. و العرب تقول: الناس هَوْسَی و الزمان أَهْوَس؛ قال: الناس یأْكلون طیّبات الزمان، و الزمانُ یأْكلهم بالموت. و الهَوَّاس: الأَسد؛ قال الكمیت: هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فینا شَجَاعَةً، و فیمَنْ یُعادِیهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل و الهَوْس: المَشی الذی یعتمد فیه صاحبه علی الأَرض اعتماداً شدیداً، و منه سمی الأَسد الهَوَّاس. و الهَوْس: السوق اللین. یقال: هُسْت الإِبل فَهَاست أَی ترعی و تسیر، و إِنما شبه هَوَسان الناقة بهَوَسان الأَسد لأَنها تمشی خَطْوة خطوة و هی ترعی. و الهَوَس، بالتحریك: طَرف من الجنون. و‌فی حدیث أَبی الأَسود: فإِنه أَهْیَسُ أَلْیَسُ، یذكر فی ترجمة هیس، و اللَّه أَعلم.

هیس؛ ج6، ص: 252

: الهَیْس من الكیل: الجِزَاف، و قد هَاسَ. و هاسَ من الشی‌ء هَیْساً: أَخذ منه بكثرة. و الهَیْس: السَّیر أَیَّ ضَرْبٍ كان. و هاسَ یَهِیسُ هَیْساً سار أَیَّ سیر كان؛ حكاه أَبو عبید؛ قال: إِحْدَی لَیَالِیك فَهِیسِی هِیسِی، لا تَنْعَمِی اللَّیْلَةَ بالتَّعْرِیسِ و هَیْسِ: كلمة تقال فی الغارَة إِذا اسْتُبِیحَتْ قریة أَو قبیلة فاستؤصلت أَی لا بَقی منهم أَحد فیقولون: هَیْسِ هَیْسِ و قد هیس القومُ هَیْساً. و یقال: حمل فلان علی العسكر فَهَاسَهم أَی داسَهم مثل حاسهم. و یقال: ما زِلْنَا لیلَتنا نَهِیس أَی نَسْری. و هَیْسِ، مكسور: كلمة تقال للرجل عند إِمكان
(1). قوله [آو] كذا بالأَصل و فی القاموس آب، و هما بمعنی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 253
الأَمر و إِغْرائه به. و الأَهْیَس: الشجاع مثل الأَحْوَس. و الهَیْس: اسم أَدَاةِ الفَدَّان؛ عمانیة «1». و الهَیْسَة، بفتح الهاء: أُم حُبَین؛ عن كراع. و الأَهْیَسُ: الذی یدق كل شی‌ء. أَبو عمرو: سَاهَاه غافَله و هَاسَاه إِذا سَخِر منه فقال: هَیْسِ هَیْسِ ابن الأَعرابی: إِن لقمان بن عاد قال فی صفة النمل: أَقبلَتْ مَیْسَا و أَدْبَرَتْ هَیْسَا.قال: تَهِیسُ الأَرضَ تدُقُّها. و‌فی حدیث أَبی الأَسود: لا تُعَرِّفُوا علیكم فلاناً فإِنه ضعیف ما عَلِمْتُه، و عرِّفوا علیكم فلاناً فإِنه أَهْیَسُ أَلْیَسُ: الأَهْیَسُ: الذی یَهُوس أَی یدور یعنی أَنه یدور فی طلب ما یأْكله، فإِذا حصَّله جلس فلم یبرح، و الأَصل فیه الواو و إِنما قیل بالیاء لیُزاوج أَلْیَس.

فصل الواو؛ ج6، ص: 253

وجس؛ ج6، ص: 253

: أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً: أَحَسَّ به. و فی التنزیل العزیز: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً؛ قال أَبو إِسحق: معناه فأَضْمَر منهم خَوْفاً، و كذلك التوَجُّس، و قال فی موضع آخر: معنی أَوْجَسَ* وقع فی نفسه الخوفُ. اللیث: الوَجْس فَزْعة القلب. و الوَجْس: الفَزَع یقع فی القلب أَو فی السمع من صوت أَو غیر ذلك. و التوَجُّس: التَّسَمُّع إِلی الصوت الخفی؛ قال ذو الرمة یصف صائداً: إِذا تَوَجَّس رِكزاً من سَنابِكِها، أَو كان صاحِبَ أرْضٍ أَوْ بِهِ المُومُ و أَوْجَسَت الأُذنُ و تَوجَّسَت: سمعت حسّاً؛ و قول أَبی ذؤیب: حتَّی أُتِیح لهُ، یَوْماً بِمُحْدَلَةٍ، ذُو مِرَّةٍ بِدِوارِ الصَّیْد وَجَّاسُ قال ابن سیدة: هو عندی أَنه علی النسب إِذ لا نعرف له فِعلًا. و الوَجْسُ: الصوت الخفی. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن الوَجْس؛ هو أَن یجامع الرجل امرأَته أَو جاریته و الأُخری تسمع حسهما.و سئل الحسن عن الرجل یجامع المرأَة و الأُخری تسمع، فقال: كانوا یكرهون الوَجْس؛ قال أَبو عبید: هو الصوت الخفی. و‌فی الحدیث: دخلت الجنة فسمعت فی جانبها وَجْساً، فقیل: هذا بلال؛ الوَجْس الصوت الخفی. و تَوَجَّسَ بالشی‌ء: أَحَسَّ به فَتَسَمَّع له. و توَجَّسْت الشی‌ءَ و الصوتَ إِذا سمعته و أَنت خائف؛ و منه قوله: فَغَدَا صَبِیحَةَ صَوْتِها مُتَوَجّسَا و الواجِسُ: الهَاجِسُ، و الأَوْجَس و الأَوْجُس: الدهر، و فتح الجیم هو الأَفصح. یقال: لا أَفعل ذلك سَجِیسَ الأَوْجَس و الأَوْجُس، و سَجِیسَ عُجَیس الأَوْجس؛ حكاه الفارسی، أَی لا أَفعله طول الدهر. و ما ذقت عنده أَوْجَسَ أَی طعاماً، لا یستعمل إِلا فی النفی. و یقال: تَوَجَّسْت الطعام و الشراب إِذا تَذَوَّقته قلیلًا، و هو مأْخوذ من الأَوْجس.

ودس؛ ج6، ص: 253

: الوادِسُ من النبات: ما قد غَطَّی وجه الأَرض. ودَسَت الأَرض وَدْساً وَ وَدَّسَتْ و تَوَدَّسَتْ: تغطت بالنبات و كثر نباتها، و قیل: إِنما ذلك فی أَول إِنباتها. أَبو عبید: تَوَدَّسَت الأَرض و أَوْدَسَتْ بمعنی أَی أَنبتت ما غطی وجهها، و ما أَحسن وَدَسَها «2» إِذا خرج نباتها. و أَرض وَدِسَة: مُتَودِّسة لیس علی الفعل و لكن علی النسب، و الوَدَس و الوَدِیس و الوِداسُ: ما غطاها من ذلك. و‌فی حدیث خزیمة
(1). قوله [عمانیة] و فی العباب یمانیة انتهی. شارح القاموس. (2). قوله [ودسها] كذا هو مضبوط فی الأَصل بالتحریك و ضبط بالقلم فی الصحاح بالتسكین.
لسان العرب، ج‌6، ص: 254
و ذكر السنة فقال: و أَیبست الودیس؛ هو ما أَخرجت الأَرض من النبات، و الوَدس: أَول نبات الأَرض، و دخان موَدِّس. و التَّوْدِیس: رعی الوادِس من النبات، و التَّوَدُّس: رعی الوِدَاس. و ودَّسَ إِلیه بكلمة: طرحها. و ما أَدری أَین وَدَسَ من بلاد اللَّه و وَدَّسَ أَی أَین ذهب. و وَدَسَ علیَّ الشی‌ءُ وَدْساً أَی خفی. و أَین وَدَسْت به أَی أَین خَبَأْته. و الوَدِیس: الرقیق من العسل. و الوَدَس: العَیْب؛ یقال: إِنما یأْخذ السلطان من به وَدَس أَی عیب.

ورس؛ ج6، ص: 254

: الوَرْس: شی‌ء أَصفر مثل اللطخ یخرج علی الرِّمْثِ بین آخر الصیف و أَوَّل الشتاء إِذا أَصاب الثوبَ لَوَّنَه. التهذیب: الوَرْس صِبْغ، و التَّوْرِیس مثله. و قد أَوْرَس الرِّمْثُ، فهو مُورِسٌ، و أَوْرَس المكانُ، فهو وارِسٌ، و القیاس مُورِسٌ. و قال شمر: یقال أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فهو حانِطٌ و مُحْنِطٌ: ابْیَضّ. الصحاح: الوَرْس نبت أَصفر یكون بالیمن تتخذ منه الغُمْرة للوجه، تقول منه: أَوْرَسَ المكان و أَوْرَسَ الرِّمْثُ أَی اصفَرَّ ورقه بعد الإِدراك فصار علیه مثل المُلاء الصفر، فهو وَارِس، و لا یقال مُورِس، و هو من النوادر، و وَرَّست الثوب تَوْرِیساً: صبغته بالوَرْس، و مِلْحفة وَرْسِیَّة: صبغت بالوَرْس. و فی الحدیث: و علیه ملحفة وَرْسِیَّة؛ و الوَرْسِیة المصبوغة. و‌فی حدیث الحسین، رضی اللَّه عنه: أَنه اسْتَسْقی فأُخرج إِلیه قَدَح وَرْسِیّ مُفَضَّض؛ هو المعمول من الخشب النُّضار الأَصفر فشبه به لصفرته. قال أَبو حنیفة: الوَرْس لیس بِبَرِّی یزرع سنة فیجلس عشر سنین أَی یقیم فی الأَرض و لا یتعطل، قال: و نباته مثل نبات السمسم فإِذا جف عند إِدراكه تفتقت خرائطه فیُنْفض، فیَنْتفض منه الوَرْس، قال: و زعم بعض الرواة الثقات أَنه یقال مُورِس؛ و قد جاء فی شعر ابن هَرْمَة قال: و كأَنَّما خُضِبَتْ بحَمْضٍ مُورِس، آباطُها من ذی قُرُونِ أَیایِلِ و حكی أَبو حنیفة عن أَبی عمرو: وَرَسَ النبت وُرُوساً اخْضَرَّ؛ و أَنشد: فی وارِسٍ من النَّخِیل قد ذَفِر ذَفِرَ، كَثر. قال ابن سیدة: لم أَسمعه إِلا هاهنا، قال: و لا فسره غیر أَبی حنیفة. و ثوب وَرِسٌ و وارِس و مُوَرِّسٌ و وَرِیس: مصبوغ بالوَرْس، و أَصْفَر وارِسٌ أَی شدید الصفرة، بالغوا فیه كما قالوا أَصْفَر فاقِع، و الوَرْسِیُّ من الأَقداح النُّضار: من أَجودها، و من الحمام ما كان أَحمر إِلی الصفرة. و وَرِسَت الصخرةٌ إِذا ركبها الطُّحْلب حتی تخضَرَّ و تَمْلاسَّ؛ قال إمرؤ القیس: و یَخْطُو علی صُمّ صِلابٍ، كأَنها حجارة غِیلٍ وارِساتٌ بطُحْلُب

وسس؛ ج6، ص: 254

: الوَسْوَسَة و الوَسْواس: الصوت الخفی من ریح. و الوَسْواس: صوت الحَلْی، و قد وَسْوَسَ وَسْوَسَة و وِسْوَاساً، بالكسر. و الوَسْوَسَة و الوِسْوَاس: حدیث النفس. یقال: وَسْوَسَتْ إِلیه نفسه وَسْوَسَةً و وِسْوَاساً، بكسر الواو، و الوَسْواسُ، بالفتح، الاسم مثل الزِّلْزال و الزَّلْزال، و الوِسْواس، بالكسر، المصدر. و الوَسْواس، بالفتح: هو الشیطان. و كلُّ ما حدَّثك و وَسْوَسَ إِلیك، فهو اسم. و قوله تعالی: فَوَسْوَسَ
لسان العرب، ج‌6، ص: 255
لَهُمَا الشَّیْطٰانُ؛ یرید إِلیهما و لكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل. و یقال لِهَمْس الصائد و الكلاب و أَصواتِ الحلی: وَسْوَاس؛ و قال الأَعشی: تَسْمَع للحَلْی وَسْواساً، إِذا انْصَرفت، كما اسْتَعان بِریح عِشْرِقٌ زَجل و الهَمْس: الصوت الخفیّ یهز قَصَباً أَو سِبّاً، و به سمی صوت الحلی وَسْواساً؛ قال ذو الرمة: فَباتَ یُشْئِزُه ثَأْدٌ، و یُسْهِرهُ تَذَوُّبُ الرِّیح، و الوَسْوَاسُ و الهِضَبُ یعنی بالوَسْواس همس الصیاد و كلامه. قال أَبو تراب: سمعت خلیفة یقول الوَسْوَسَة الكلام الخفی فی اختلاط. و‌فی الحدیث: الحمد لله الذی ردّ كَیْده إِلی الوَسْوَسَة؛ هی حدیث النفس و الأَفكار. و رجل مُوَسْوِس إِذا غلبت علیه الوَسْوسة. و‌فی حدیث عثمان، رضی اللَّه عنه: لما قُبِض رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، وُسْوِسَ ناسٌ و كنت فیمن وُسْوِسَ؛ یرید أَنه اختلط كلامه و دُهش بموته، صلی اللَّه علیه و سلم. و الوَسْواس: الشیطان، و قد وَسْوَس فی صدره و وَسْوَس إِلیه. و قوله عز و جل: مِنْ شَرِّ الْوَسْوٰاسِ الْخَنّٰاسِ؛ أَراد ذی الوَسْواس و هو الشیطان الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّٰاسِ، و‌قیل فی التفسیر: إِن له رأْساً كرأْس الحیة یَجْثِمُ علی القلب، فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس، و إِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلی القلب یُوَسوس.و قال الفرّاء: الوِسْواس، بالكسر، المصدر. و كل ما حدّث لك أَو وَسْوَسَ، فهو اسم. و فلان المُوَسْوِس، بالكسر: الذی تعتریه الوَساوِس. ابن الأَعرابی: رجل مُوَسْوِس و لا یقال رجل مُوَسْوَس. قال أَبو منصور: و إِنما قیل مُوَسْوِس لتحدیثه نفسه بالوَسْوسة؛ قال اللَّه تعالی: وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ؛ و قال رؤبة یصف الصیاد: وَسْوَسَ یَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ یقول: لما أَحَسَّ بالصید و أَراد رمیه وَسْوَسَ نفسه بالدعاء حذر الخیبة. و قد وَسْوَسَتْ إِلیه نفسه وَسْوَسة و وِسْواساً، بالكسر، و وَسْوس الرجلَ: كلَّمه كلاماً خفیّاً. و وَسْوس إِذا تكلم بكلام لم یبینه.

وطس؛ ج6، ص: 255

: وَطَسَ الشی‌ءَ وَطْساً: كسره و دقَّه. و الوَطِیس: المَعْركة لأَن الخیل تَطِسُها بحوافرها. و الوَطِیس: التنور. و الوَطِیس: حفیرة تحتفر و یختبز فیها و یشوی، و قیل: الوَطِیس شی‌ء یتخذ مثل التَّنُّور یختبز فیه، و قیل: هی تنُّور من حدید، و به شُبِّه حَرّ الحَرْب. و‌قال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فی حُنَیْن: الآن حَمِیَ الوَطِیسُ، و هی كلمة لم تُسمع إِلا منه، و هو من فصیح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب و قیامها علی ساق. الأَصمعی: الوَطِیس حجارة مدورة فإِذا حمیت لم یمكن أَحداً الوطء علیها، یُضْرب مثلًا للأَمر إِذا اشتد: قد حَمِی الوَطِیسُ. و یقال: طِسِ الشی‌ءَ أَی أَحْمِ الحجارة وضَعْها علیه و قال أَبو سعید: الوَطِیس الضِّراب فی الحرب، قال: و منه‌قول علیّ، رضوان اللَّه علیه: الآن حین حَمِیَ الوَطِیس‌أَی حَمِیَ الضِّراب و جَدَّت الحربُ و اشتدت، قال: و قول الناس الوَطِیس التنور باطل. و قال ابن الأَعرابی فی قولهم حَمِیَ الوَطِیس: هو الوطء الذی یَطِسُ الناس أَی یدقهم و یقتلهم، و أَصل الوَطْس الوطء من الخیل و الإِبل. و‌یروی أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، رُفعت له «1» یوم مُؤْتَةَ فرأَی معتَرَك القوم
(1). هكذا فی الأَصل، و لعله أَراد: رفعت له ساحة الحرب، أَو رفعت له المعركة أَی أَبصرها عن بُعد.
لسان العرب، ج‌6، ص: 256
فقال: حمی الوطیس.و قال زید بن كُثْوة: الوَطِیسُ یحتفر فی الأَرض و یُصَغَّر رأْسه و یُخْرق فیه خَرْق للدخان ثم یوقد فیه حتی یَحْمی ثم یوضع فیه اللحم و یُسَدّ، ثم یؤتی من الغد و اللحم عاتٍ لم یحترق، و روی عن الأَخفش نحوه. ابن الأَعرابی: الوَطِیس البلاء الذی یَطِسُ الناس أَی یدقهم و یقتلهم؛ قال ابن سیدة: و لیس ذلك بقویّ و جمعه كله أَوْطِسَة و وُطُسٌ. و الوَطِیس: وطء الخیل؛ هذا هو الأَصل ثم استعمل فی الإِبل؛ قال عنترة بن شدَّاد العبسی: خَطَّارَة غِبَّ السُّرَی مَوَّارة، تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِیْثَم «1» الوطْس: الضرب الشدید بالخف و غیره. و خَطَّارة: تُحَرِّك ذنبها فی مشیها لنشاطها. و غِبّ السُّری: بَعْدَه. و موّارة: سریعةُ دورانِ الیدین و الرجلین. و الإِكامُ: جمع أَكَمَة للمرتفع من الأَرض. و قوله: ذات خف مِیْثَم أَی تكسر ما تطؤُه. یقال: وَثَمَه یَثِمُه إِذا كسره. و أَوْطاس: موضع.

وعس؛ ج6، ص: 256

: الوَعْساء و الأَوْعَسُ و الوَعْس و الوَعْسة، كلُّه: السهل اللین من الرمل، و قیل: هی الأَرض اللینة ذات الرمل، و قیل: هی الرمل تغیب فیه الأَرجل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَلْقَتْ طَلًا بوَعْسَةِ الحَوْمانِ و الجمع أَوْعُسٌ و وُعْس و أَواعِس، الأَخیرة جمع الجمع. و السهل أَوْعَسُ، و المِیعاس مثله. و وَعْساءُ الرمل و أَوْعَسُه: ما اندكّ منه و سهُل. و المَوْعِس كالوَعْس؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا تَرْتَعِی المَوْعِس من عَدابِها، و لا تُبالی الجَدْبَ من جَنابِها و المیعاس كالوَعْس؛ قال اللیث: المكان الذی فیه الرمل من الوَعْس و هو الرمل الذی تسوخ فیه القوائم. و رمل أَوْعَس، و هو أَعظم من الوَعْساء؛ و أَنشد: ألْبسْنَ دِعْصاً بین ظَهْرَیْ أَوْعَسا و قال جریر: حَیِّ الهِدَمْلَة من ذات المَواعِیسِ «2» و أَنشد ابن الأَعرابی: أَلقت طلًا بوعسة الحومان و أَوْعَسَ القومُ: ركبوا الوَعْس من الرمل. و المِیعاسُ: الطریق؛ و أَنشد: واعَسْنَ مِیعاساً و جُمْهُورات، من الكَثِیبِ، مُتَعَرِّضات و المیعاسُ: الأَرض التی لم توطأْ. و وَعَسَه الدهرُ: حَنَّكَه و أَحْكَمَه. و المُواعَسَة و الإِیعاسُ: ضَرْب من سیر الإِبل فی مدّ أَعناق و سَعة خُطی فی سرعة؛ قال: كم اجْتَبْنَ من لَیْل إِلَیْكَ، و أَوْعَسَتْ بنا البِیدَ أَعْناقُ المَهاری الشَّعاشِع البِیدَ: منصوب علی الظرف أَو علی السَّعة. و أَوْعَسْنَ بالأَعْناق إِذا مَدَدْنَ الأَعناق فی سَعة الخَطْو. و المُواعَسَة: المُباراة فی السیر، و هی المُواضَخَة، و لا تكون المُواعسة إِلا باللیل. و أَوْعَسْنا: أَدْلجنا و الوَعْس: شدة الوطء علی الأَرض. و المَوْعُوس: كالمَدْعُوس. و الوَعْسُ: شجر تُعْمل منه العیدان التی یُضرب بها؛ قال ابن مقبل:
(1). و فی معلقة عنترة: بوَخْدِ بدل بذات. (2). قوله [حیّ الهدملة إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و ذات المواعیس موضع.
لسان العرب، ج‌6، ص: 257
رَهاوِیَّةٌ مُنْزعٌ دَفُّها، تُرَجّع فی عُودِ وَعْسٍ مَرَنْ

وقس؛ ج6، ص: 257

: اللیث: الوَقْسُ الفاحشة و ذِكْرُها؛ قال العجاج: و حاصِن من حاصِناتٍ مُلْسِ عَن الأَذی، و عَنْ قِرافِ الوَقْسِ ضرب الجَرَبَ مثلًا للفاحشة قال: و الوَقْسُ الصوت، قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث فی تفسیر الوَقْس فجعله فاحشة و أَخطأَ فی لفظ الوَقْس بمعنی الصوت، و صوابه الوَقْشُ. الجوهری: وقَسَه وقْساً أَی قَرَفه. و إِنَّ بالبعیر لوَقْساً إِذا قارَفه شی‌ء من الجَرَب، و هو بعیر مَوْقُوس. و الوَقْس: الجرب، و قیل: هو أَول الجَرَب قبل انتشاره فی البدن؛ قال: الوَقْسُ یُعْدی فتَعَدَّ الوَقْسا الأَزهری: سمعت أَعرابیة من بنی نُمَیْر كانت اسْتُرْعِیت إِبلًا جُرْباً، فلما أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فقالت: أَین آوی هذه المُوَقَّسَة؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب؛ و من أَمثالهم: الوَقْسُ یُعْدی فتَعَدَّ الوَقْسا، مَنْ یَدْنُ لِلْوَقْسِ یُلاقِ تَعْسا الوَقْس: الجَرَب. و التَّعْس: الهلاك؛ یضرب مثلًا لتَجَّنُّب من تكره صحبته. و یقال: إِن به لوَقْساً إِذا قارَفه شی‌ء من الجَرَب؛ و أَنشد الأَصمعی للعجاج: یَصْفَرُّ لِلْیُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِیمَ الدَّرْسِ، من الأَذی و من قِراف الوَقْسِ و قوم أَوْقاسٌ: نَطِفُون مُتَّهَمُون یُشَبَّهون بالجَرْباء. تقول العرب: لا مِساسَ لا مِساس، لا خیر فی الأَوْقاس. و رأَیت أَوْقاساً من الناس أَی أَخْلاطاً، و لا واحد لها. و الوَقْس: السقاط و العبید؛ عن كراع.

وكس؛ ج6، ص: 257

: الوَكْسُ: النقص. و قد وَكَسَ الشی‌ءُ: نَكَس. و‌فی حدیث ابن مسعود: لها مَهْر مثلها لا وَكْس و لا شطَط‌أَی لا نقصان و لا زیادة؛ الوَكْس: النقص، و الشَّطَطُ: الجور. و وَكَسْتُ فلاناً: نَقَصْته. و الوَكْسُ: اتِّضاع الثمن فی البیع؛ قال: بِثَمَنٍ من ذاك غَیْرِ وَكْسِ، دُونَ الغَلاءِ، و فُوَیْقَ الرُّخْصِ أَی بثمنٍ من ذاك غیرِ ذی وَكْس، و جمع بین السین و الصاد، و هذا هو الذی یسمی الإِكْفاءَ، و یقال: لا تَكِسْ یا فلانُ الثمنَ، و إِنه لیُوضَع و یُوكَس، و قد وُضِع و وُكِسَ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: من باع بَیْعَتین فی بَیْعَةٍ فله أَوْكَسُهما أَو الرِّبا؛ قال الخطابی: لا أَعلم أَحداً قال بظاهر هذا الحدیث و صحَّحَ البیعَ بأَوْكَس الثَّمَنَین إِلا ما یحكی عن الأَوْزاعی، و ذلك لما یتضمنه من الغَرَر و الجهالة، قال: فإِن كان الحدیث صحیحاً فیشبه أَن یكون ذلك حكومة فی شی‌ء بعینه كأَن أَسلفه دیناراً فی قَفِیز بُرٍّ إِلی أَجَل، فلما حلَّ طالبه، فجعله قفیزین إِلی أَمَدٍ آخر، فهذا بیع ثان دخل علی البیع الأَول، فیُرَدَّانِ إِلی أَوْكَسِهما أَی أَنقصهما و هو الأَول، فإِن تبایَعا البیع الثانی قبل أَن یتقابضا كانا مُرْبِیَیْن؛ و قد وُكِسَ فی السلعة وَكْساً. و أُوكِس الرجل إِذا ذهب مالُه. و الوَكْس: دخول القمر فی نجمٍ غدوة؛ قال: هَیَّجها قَبْل لیالی الوَكْس
لسان العرب، ج‌6، ص: 258
أَبو عمرو: الوَكْس منزل القمر الذی یُكْسف فیه. و بَرأَت الشجَّة علی وَكْسٍ إِذا بقی فی جوفها شی‌ء. و یقال: وُكِسَ فلانٌ فی تجارته و أُوكِسَ أَیضاً، علی ما لم یسمِّ فاعله فیهما، أَی خَسِرَ. و‌فی الحدیث: أَن معاویة كتب إِلی الحسین بن علیّ، رضی اللَّه عنهما، إِنی لم أَكِسْك و لم أَخِسْك؛ قال ابن الأَعرابی: لم أَكِسْك لم أَنْقِمْك و لم أَخِسْك أَی لم أُباعِدْك مما تُحب، و الأَوّل من وَكَس یَكِسُ، و الثانی من خاسَ یَخِیس به، أَی لم أَنْقُصْك حقك و لم أَنقُض عهدك.

ولس؛ ج6، ص: 258

: الوَلْس: الخیانة، و منه قوله: لا یُوالِس و لا یُدالس. و ما لی فی هذا الأَمر وَلْسٌ و لا دَلْسٌ أَی ما لی فیه خَدیعَة و لا خیانة. و المُوَالَسَة: الخِداع. یقال: قد تَوالَسُوا علیه و تَرَاقدوا علیه أَی تناصروا علیه فی خِبٍّ و خَدیعة. وَ وَالَسَه: خادَعه. و المُوالَسَة: شبه المُداهَنَة فی الأَمر. و یقال للذئب ولَّاسٌ. و الوَلْسُ: السرعة. وَ وَلَسَت الناقة تَلِس وَلَساناً فهی وَلُوسٌ: أَسرعت، و قیل: أَعْنَقَتْ فی سیرها، و قیل: الوَلَسان سیر فوق العَنَق و الإِبل یُوالِسُ بعضها بعضاً فی السیر، و هو ضرب من العَنَق. التهذیب: الوَلُوس الناقة التی تَلِس فی سیرها وَلَساناً، و الوَلُوس: السریعة من الإِبل.

ومس؛ ج6، ص: 258

: الوَمْس: احْتِكاك الشی‌ء بالشی‌ء حتی یَنْجَرد؛ قال الشاعر: و قد جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ قال: و لم أَسمع الوَمْس لغیره، و الروایة مَوْر المَوارِكِ. و أَوْمَسَ العِنَب: لانَ للنُّضْجِ. و امرأَةٌ مُومِسٌ و مُومِسَةٌ: فاجرة زانیة تمیل لمُرِیدِها كما سمیت خَرِیعاً من التَخَرُّع و هو اللین و الضعف، و ربما سمیت إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات، و المُومِسات: الفواجر مجاهرة. و‌فی حدیث جریج: حتی یَنْظُرَ فی وجوه المُومِسات، و یجمع علی مَیامِس أَیضاً و مَوامِیس، و أَصحاب الحدیث یقولون: میامِیس و لا یصح إِلا علی إِشباع الكسرة لیصیر یاء كمُطْفِل و مَطافِل و مَطافِیل. و‌فی حدیث أَبی وائل: أَكْثر أَتْباع الدَّجَّال أَولاد المَیامِس، و فی روایة: أَولاد المَوامِس؛ قال ابن الأَثیر: و قد اختلف فی أَصل هذه اللفظة فبعضهم یجعله من الهمزة و بعضهم یجعله من الواو، و كلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقاً فیه بُعْدٌ، و ذكرها هو فی حرف المیم لظاهر لفظها و لاختلافهم فی لفظها.

وهس؛ ج6، ص: 258

: الوَهْس: شدة الغَمْز. و الوَهْس: الكسر عامة، و قیل: هو كَسْرُكَ الشی‌ء، و بینه و بین الأَرض وقایة لئلا تباشر به الأَرض. و الوَهْس: الدَّقّ، وَهَسَه وَهْساً و هو مَوْهُوسٌ و وَهِیسٌ. و الوَهْس: الوطء. و وَهَسَه وَهْساً: وطِئَه وَطأً شدیداً. و مَرَّ یَتَوَهَّس أَی یغْمز الأَرض غَمْزاً شدیداً، و كذلك یَتَوهَّز. و رجل وَهْسٌ: موطوء ذلیل. و الوَهْس أَیضاً: السیر، و قیل: شدة السیر، و یوصف به فیقال: سیر وَهْس، و قد تَواهَسَ القومُ. و الوَهْس أَیضاً: فی شدة البَضْع و الأَكل؛ و أَنشد: كأَنه لَیْث عَرِین دِرْباسْ بالعَثَّرَیْنِ، ضَیْغَمِیٌّ وهَّاسْ و وَهَسَ وَهْساً و وَهِیساً: اشتد أَكله و بَضْعه. و الوَهِیسَة: أَن یطبخ الجَرَاد ثم یجفَّف و یدقَّق فیُقْمَخ و یؤكل بدَسَم، و قیل: یُبْكَلُ بسَمْن، و یُبْكَل أَی یُخْلَط، و قیل: یخلط بدَسَم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 259
الجوهری: التَّوهُّس مشی المثقل فی الأَرض. و الوَهْس: الشَّر و النَّمِیمَة؛ قال حمید بن ثور: بِتنَقُّص الأَعْراضِ و الوَهْسِ و المُواهَسة: المُشارَّة «3».

ویس؛ ج6، ص: 259

: وَیْسُ: كلمة فی موضع رأْفة و اسْتِمْلاحٍ كقولك للصبی: وَیْسَه ما أَمْلَحَه و الوَیْح و الوَیْس: بمنزلة الوَیْل فی المعنی. وَ وَیْسٌ له أَی ویل، و قیل: وَیْسٌ تصغیر و تحقیر، امتنعوا من استعمال الفعل من الوَیْس لأَن القیاس نفاه و منع منه، و ذلك أَنه لو صُرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه و عدم عینه كَباعَ، فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان یُعْقِب من اجتماع إِعلالین؛ هذا قول ابن جنی، و أَدخل الأَلف و اللام علی الوَیْس، قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ سَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط و إِدْلال. و قال أَبو حاتم فی كتابه: أَما وَیْسَك فإِنه لا یقال إِلا للصبیان، و أَما وَیْلَك فكلام فیه غِلَظ و شَتْم، قال اللَّه تعالی للكفار، وَیْلَكُمْ لٰا تَفْتَرُوا عَلَی اللّٰهِ كَذِباً؛ و أَما وَیْح فكلام لیِّن حسن، قال: و‌یروی أَن وَیْح لأَهل الجنة و وَیْل لأَهل النار، قال أَبو منصور: و‌جاء فی الحدیث عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، ما یدل علی صحة ما قال، قال لعَمَّار: ویْح ابن سُمَیَّة تقتله الفِئَة الباغیة‌و‌ذكر ابن الأَثیر قال فی الحدیث قال لعمار: وَیْسَ ابن سُمَیَّة، قال: وَیْس كلمة تقال لمَنْ یُرْحَم و یُرْفَق به مثل وَیْح، و حكمُها حكمُها. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها، أَنها لیلة تَبِعت النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و قد خرج من حُجْرتها لَیْلًا فنظر إِلی سوادها فَلحِقها و هو فی جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالیاً، فقال: وَیْسها ما ذا لَقِیت «4» اللیلة؟و لقی فلان وَیْساً أَی ما یرید؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً و قَیْسَا، و لَقِیَتْ مِنَ النِّكاحِ وَیْسَا قال: معناه أَنها لقیت منه ما شاءت، فالوَیْس علی هذا هو الكثیر. و قال مرَّة: لَقِی فلانٌ وَیْساً أَی ما لا یرید، و فسر به هذا البیت أَیضاً. قال أَبو تراب: سمعت أَبا السّمَیْدَع یقول فی هذه الثلاثة إِنها بمعنی واحد. و قال ابن السكیت فی الأَلفاظ إِن صحَّ له: یقال وَیْسٌ له فَقْرٌ له. و الوَیْسُ: الفقر. یقال: أُسْه أَوساً أَی شُدَّ فَقْره.

فصل الیاء؛ ج6، ص: 259

یأس؛ ج6، ص: 259

: الیَأْس: القُنوط، و قیل: الیَأْس نقیض الرجاء، یَئِسَ من الشی‌ء یَیْأَس و یَیْئِس؛ نادر عن سیبویه، و یَئِسَ و یَؤُس عنه أَیضاً، و هو شاذ، قال: و إِنما حذفوا كراهیة الكسرة مع الیاء و هو قلیل، و المصدر الیَأْسُ و الیَآسَة و الیَأَس، و قد استَیْأَسَ و أَیْأَسْته و إِنه لَیَائِسٌ و یَئِس و یَؤُوس و یَؤُس، و الجمع یُؤُوس. قال ابن سیدة فی خطبة كتابه: و أَما یَئِسَ و أَیِسَ فالأَخیرة مقلوبة عن الأَوْسِ لأَنه لا مصدرَ لأَیِسَ، و لا یحتج بإِیاس اسم رَجُل فإِنه فِعالٌ من الأَوْس و هو العطاء، كما یُسَمی الرجل عَطِیَّةَ اللَّه و هِبَة اللَّه و الفَضْلَ. قال أَبو زید: علیاء مضر تقول یَحْسِبُ و یَنْعِم و یَیْئِس، و سفلاها بالفتح. قال سیبویه: و هذا عند أَصحابنا إِنما یجی‌ء علی لغتین یعنی یَئِسَ یَیْأَس و یأَس یَیْئِس لغتان ثم یركب منهما لغة، و أَما ومِقَ یَمِق و وَفِقَ یَفِقُ و وَرِمَ یَرِمُ و وَلی یَلی و وَثِقَ یَثِق و وَرِثَ یَرِث فلا یجوز فیهن إِلا
(3). جاء فی مرح: التواهس التسارر. (4). قوله [ما ذا لقیت] الذی فی النهایة ما لقیت.
لسان العرب، ج‌6، ص: 260
الكسر لغة واحدة. و آیَسَه فلان من كذا فاسْتَیْأَس منه بمعنی أَیِسَ و اتَّأَسَ أَیضاً، و هو افتَعَل فأُدغم مثل اتَّعَدَ. و‌فی حدیث أُم معبد: لا یَأْسَ من طُولٍ‌أَی أَنه لا یُؤْیَسُ من طوله لأَنه كان إِلی الطول أَقرب منه إِلی القصر. و الیَأْسُ: ضد الرَّجاء، و هو فی الحدیث اسم نكرة مفتوح بلا النافیة و رواه ابن الأَنباری فی كتابه: لا یائِس من طول، فقال: معناه لا یُؤْیَس من أَجل طوله أَی لا یَأْیَسُ مُطاوِلُه منه لإِفراط طوله، فَیائِس بمعنی مَیْؤُوس كماء دافِق بمعنی مَدْفُوق. و الیَأْسُ من السِّلُ لأَن صاحبه مَیْؤُوسٌ منه. و یَئِسَ یَیْئِسُ و یَیْأَس: عَلِمَ مثل حَسِب یَحْسِبُ و یَحْسَب: قال سُحَیْم بن وَثِیلٍ الیَرْبُوعی، و ذكر بعض العلَماء أَنه لولده جابر بن سُحَیْم بدلیل قوله فیه: أَنی ابنُ فارس زَهْدَم، و زهدم فرس سحیم: أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ یَیْسِرُونَنی: أَ لم تَیْأَسُوا أَنی ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟ یقول: أَ لم تعْلموا، و قوله یَیْسروننی من أَیسار الجَزُور أَی یَجْتَزِرُوننی و یَقْتَسموننی، و یروی یَأْسِروننی من الأَسْر، و أَما قوله … إِذ یَیْسِروننی فإِنما ذكر ذلك لأَنه كان وقع علیه سِباءٌ فضربوا علیه بالمَیْسِر یتحاسبون علی قسمة فِدائه، و زهدم اسم فرس، و روی: أَنی ابن قاتل زهدم، و هو رجل من عبس، فعلی هذا یصح أَن یكون الشعر لسحیم؛ و روی هذا البیت أَیضاً فی قصیدة أُخری علی هذا الرویِّ و هو: أَقول لأَهل الشَّعب إِذ ییسروننی: أَ لم تیأَسوا أَنی ابن فارس لازِمِ؟ و صاحِب أَصْحابِ الكَنِیفِ، كأَنَّما سَقاهم بِكَفَّیْهِ سِمامَ الأَراقِمِ و علی هذه الروایة أَیضاً یكون الشعر له دون ولده لعدم ذكر زَهْدَم فی البیت. و قال القاسم بن مَعْن: یَئِسْتُ بمعنی عَلِمْت لغة هَوازِن، و قال الكلبی: هی لغةُ وَهْبِیل حیّ من النَّخَع و هم رهط شَریكٍ، و فی الصحاح فی لغة النَّخَع. و فی التنزیل العزیز: أَ فَلَمْ یَیْأَسِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ لَوْ یَشٰاءُ اللّٰهُ لَهَدَی النّٰاسَ جَمِیعاً؛ أَی أَ فَلم یَعْلَم، و قال أَهل اللغة: معناه أَ فلم یعلم الذین آمنوا علماً یَئِسوا معه أَن یكون غیر ما علموه؟ و قیل معناه: أَ فَلَمْ یَیْأَسِ الَّذِینَ آمَنُوا من إِیمان هؤُلاء الذین وصفهم اللّه بأَنهم لا یؤمنون؟ قال أَبو عبید: كان ابن عباس یقرأُ: أَ فلم یتبین الذین آمنوا أَنْ لَوْ یَشٰاءُ اللّٰهُ لَهَدَی النّٰاسَ جَمِیعاً؛ قال ابن عباس: كتب الكاتب أَ فَلَمْ یَیْأَسِ الَّذِینَ آمَنُوا، و هو ناعس، و قال المفسرون: هو فی المعنی علی تفسیرهم إِلا أَن اللّه تبارك و تعالی قد أَوقع إِلی المؤمنین أَنه لو شاء لَهَدَی النّٰاسَ جَمِیعاً، فقال: أَ فلم ییأَسوا علماً، یقول یُؤْیِسهم العلم فكان فیه العلم مضمراً كما تقول فی الكلام: قد یَئِسْتُ منك أَن لا تُفْلح، كأَنك قلت: قد علمته علماً. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: یَیْأَسُ* بمعنی عَلِم لغة للنَّخَع، قال: و لم نجدها فی العربیة إِلا علی ما فسرت، و قال أَبو إِسحق: القول عندی فی قوله: أَ فَلَمْ یَیْأَسِ الَّذِینَ آمَنُوا من إِیمان هؤلاء الذین وصفهم اللَّه بأَنهم لا یؤْمنون لأَنه قال: لَوْ یَشٰاءُ اللّٰهُ لَهَدَی النّٰاسَ جَمِیعاً، و لغة أُخری: أَیِسَ یَأْیَسُ و آیَسْتُه أَی أَیْأَسْتُه، و هو الیَأْسُ و الإِیاسُ، و كان فی الأَصل الإِییاسُ بوزن الإِیعاس. و یقال: اسْتَیْأَس بمعنی یَئِسَ، و القرآن نزل بلغة من قرأَ یَئِسَ، و قد روی بعضهم عن ابن كثیر أَنه قرأَ فلا تَایَسُوا، بلا همز، و قال الكسائی: سمعت غیر قبیلة یقولون أَیِس یایَسُ، بغیر همز. و إِلْیاس: اسم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 261

یبس؛ ج6، ص: 261

: الیُبْس، بالضم: نقیض الرطوبة، و هو مصدر قولك یَبِسَ الشی‌ءُ یَیْبِسُ و یَیْبَس، الأَول بالكسر نادر، یَبْساً و یُبْساً و هو یابِسٌ، و الجمع یُبَّس؛ قال: أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَیَّ مُخْمِسا، بِئْراً عَضُوضاً و شِناناً یُبَّسا و الیَبْسُ، بالفتح: الیابِسُ. یقال: حطب یَبْس؛ قال ثعلب: كأَنه خِلْقة؛ قال علقمة: تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَدیدِ عَلَیهمُ، كما خَشْخَشَتْ یَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ و قال ابن السكیت: هو جمع یابِس مثل راكِب و رَكْب؛ قال ابن سیدة: و الیَبْس و الیَبَس اسمان للجمیع. و تَیْبیسُ الشی‌ء: تجفیفه، و قد یَبَّسْتُه فاتَّبَس، و هو افْتَعَل فأُدغم، و هو مُتَّبِس؛ عن ابن السراج. و شی‌ء یَبُوسٌ: كَیابسٍ؛ قال عبید بن الأَبرص: أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها، فكأَنَّها ذَبُلَتْ منَ الهِنْدیِّ غَیْر یَبُوسِ أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف. و اتَّبَس یَتَّبِس، أَبدلوا التاء من الیاء، و یَأْتَبِس كله كیَبِس، و أَیْبَسْتُه. و مكان یَبْسٌ و یَبیس: یابِسٌ كذلك. و أَرض یَبْس و یَبَسٌ، و قیل: أَرض یَبْسٌ قد یَبِس ماؤُها و كلؤها، و یَبَسَ: صُلبة شدیدة. و الیَبَس، بالتحریك: المكان یكون رطباً ثم یَیْبَس؛ و منه قوله تعالی: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِیقاً فِی الْبَحْرِ یَبَساً. و یقال أَیضاً: امرأَة یَبَسٌ لا تُنیلُ خَیراً؛ قال الراجز: إِلی عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه یَبَس و یقال لكل شی‌ء كانت النُّدُوَّة و الرُّطُوبة فیه خِلْقة: فهو یَیْبَس فیه یُبْساً «1»، و ما كان فیه عَرَضاً قلت: جَفّ. و طریق یَبَسٌ: لا نُدُوَّة فیه و لا بلل. و الیَبَسُ من الكَلإِ: الكثیر الیَابِسُ، و قد أَیْبَسَت الخُضْر و أَرض مُوبِسَة. الأَصمعی: یقال لما یَبِسَ من أَحرار البقول و ذكورها الیَبِیسُ و الجَفِیفُ و القَفِیفُ، و أَما یَبِیسُ البُهْمَی، فهو العرقوب «2» و الصُّفارُ. قال أَبو منصور: و لا یقال لما یَبِس من الحَلِیِّ و الصِّلِّیَان و الحَلَمَة یَبیسٌ، و إِنما الیَبِیسُ ما یَبِس من العُشْب و البُقول التی تتناثر إِذا یَبِسَت، و هو الیُبْس و الیَبیسُ أَیضاً «3»؛ و منه قول ذی الرمة: و لمْ یَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به مِنَ الرُّطْبِ، إِلا یُبْسُها و هَجِیرُها و یروی یَبْسها، بالفتح، و هما لغتان. و الیَبِیس من النبات: ما یَبِس منه. یقال: یَبِس، فهو یَبِیس، مثل سَلِمَ، فهو سَلِیمٌ. و أَیْبَسَت الأَرض: یَبِس بقلها، و أَیْبَسَ القومُ أَیضاً كما یقال أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ. و یقال للحطب: یَبْسٌ، و للأَرض إِذا یَبِسَت: یَبْسٌ. ابن الأَعرابی: یَبَاسِ، هی السَّوْأَة و الفُندُورة. و الشَّعَرُ الیابِس: أَرْدَؤُه و لا یری فیه سَحْجٌ و لا دُهْن و وجه یابِسٌ: قلیل الخیر. و شاة یَبَسٌ و یَبْس: انقطع لبنها فیَبِسَ ضَرْعها و لم یكن فیها لبن. و أَتان یَبْسة و یَبَسَة، یابسة ضامرة؛ السكون عن ابن الأَعرابی، و الفتح عن ثعلب، و كلأَ یابس، و قد استعمل فی الحیوان. حكی اللحیانی أَن نساء العرب
(1). قوله [فهو ییبس فیه یبساً] كذا بالأَصل مضبوطاً. (2). قوله [العرقوب] كذا بالأَصل. (3). قوله [و الیبیس أَیضاً] كذا بالأَصل و لعله و الیَبْس بفتح الیاء و سكون الباء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 262
یَقُلْن فی الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبیس تَدِر العِرق الیَبِیس. قال: تعنی الذَّكر. و یَبِسَت الأَرض: ذهب ماؤُها و نَدَاها. و أَیْبَسَت: كثر یَبیسُها. و الأَیْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِیفَیْن من الید و الرجل، و قیل: ما ظهر منهما و ذلك لِیُبْسِهما. و الأَیابِسُ: ما كان مثل عُرْقوب و ساقٍ. و الأَیْبَسان: ما لا لحم علیه من الساقَیْن. قال أَبو عبیدة: فی ساق الفرس أَیْبَسان و هما ما یَبِس علیه اللحم من السَّاقَین؛ و قال الراعی: فقلت له: أَلْصِقْ بأَیْبَس سَاقِها، فإِن تَجْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا قال أَبو الهیثم: الأَیْبَس هو العظم الذی یقال له الظُّنْبُوب الذی إِذا غَمَزْته فی وسط ساقك آلمَك، و إِذا كُسِر فقد ذهبت الساق، قال: و هو اسم لیس بنعت، و الجمع الأَیابِس. و یَبِیسُ الماء: العَرَق، و قیل: العَرَق إِذا جَفَّ؛ قال بشر بن أَبی خازم یصف خیلًا: تَراها من یَبِیسِ الماء شُهْباً، مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ الغِرار: انقطاع الدِّرَّة؛ یقول: تُعْطِی أَحیاناً و تمنع أَحیاناً، و إِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق یجف علیها فتَبْیَضُّ. و یقال للرجل: إِیبَسْ یا رجل أَی اسكتْ. و سَكْرانُ یابِس: لا یتكلم من شدَّة السكر كأَن الخمر أَسكتته بحرارتها. و حكی أَبو حنیفة: رجل یابِس من السُّكْر، قال ابن سیدة: و عندی أَنه سَكِر جدّاً حتی كأَنه مات فَجفّ.

یوس؛ ج6، ص: 262

: الْیَاس: السِّل. و إِلْیَاس بن مُضَر: معروف؛ و قول أَبی العاصِیَة السُّلَمی: فلَوْ أَنَّ داءَ الیَاسِ بی، فأَعانَنی طَبِیب بأَرْواح العَقِیقِ، شَفانِیَا قال ثعلب: داءُ الْیَاس یعنی إِلْیَاس بن مُضَر، كان أَصابه السِّل فكانت العرب تسمی السِّل داءَ الیَاس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 263

ش؛ ج6، ص: 263

حرف الشین المعجمة؛ ج6، ص: 263

ش؛ ج6، ص: 263

: الشین من الحروف المَهْموسة، و المهْموس حرف لانَ فی مَخْرَجه دون المَجْهور و جری مع النَّفَس، فكان دون المجهور فی رفع الصوت، و هو من الحروف الشَّجْریَّة أَیضاً.

فصل الألف؛ ج6، ص: 263

أبش؛ ج6، ص: 263

: الأَبْشُ: الجمْع. و قد أَبشه و أَبَشَ لأَهله یَأْبشُ أَبْشاً: كَسَب. و رجل أَبَّاش: مكتسِب. و یقال: تَأَبَّش القوم و تَهَبَّشوا إِذا تجیَّشوا و تجمَّعوا.

أرش؛ ج6، ص: 263

: أَرَّش بینهم: حَمَل بعضَهم علی بعض و حَرَّش. و التَّأْرِیش: التَّحْرِیشُ؛ قال رؤبة: أَصْبَحْت من حِرْصٍ علی التَّأْرِیش و أَرَّشْتُ بین القوم تَأْرِیشاً: أَفسدت. و تَأْرِیش الحرْب و النار: تَأْرِیثُهما. و الأَرْش من الجراحات: ما لیس له قدر معلوم، و قیل: هو دِیَةُ الجراحات، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الأَرْشِ المشروع فی الحُكومات، و هو الذی یأْخذه المشتری من البائع إِذا اطَّلَع علی عیب فی المَبیع، و أُرُوش الجنایات و الجراحات جائزة لها عما حصل فیها من النَّقْص، و سُمِّی أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع. یقال: أَرَّشْت بین القوم إِذا أَوقعت بینهم؛ و قول رؤبة: أَصْبِحْ، فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ یقول: إِن عِرضی صحیح لا عیب فیه. و المَأْرُوش: المَخْدوش؛ و قال ابن الأَعرابی: یقول انْتَظِرْ حتی تَعْقِل فلیس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة، یقول: لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِیه أَبداً. قال: و الأَرْش الدِّیَةُ. شمر عن أَبی نَهْشلٍ و صاحبِه: الأَرْشُ الرشْوَة، و لم یعرفاه فی أَرْش الجراحات، و قال غیرهما: الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة و نحوِها. و قال ابن شمیل: ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك یا فلانُ أَی خُذ أَرْشَها. و قد ائْتَرَشَ للخُماشة و اسْتَسْلم للقِصاص. و قال أَبو منصور: أَصل الأَرْش الخَدْش، ثم قیل لما یؤخذ دِیَةً لها: أَرْش، و أَهل الحجاز یسمونه النَّذْر، و كذلك عُقْر المرأَة ما یؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها، و أَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حین وطئها و هی بكر
لسان العرب، ج‌6، ص: 264
فاقْتَضَّها، فقیل لما یؤخذ بسبب العَقْر: عُقْر. و قال القتیبی: یقال لما یدفع بین السلامة و العیب فی السِّلْعة أَرْش، لأَن المُبْتاع للثوب علی أَنه صحیح إِذا وقف فیه علی خَرْق أَو عیب وقع بینه و بین البائع أَرْش أَی خصومة و اختلاف، من قولك أَرَّشْت بین الرجلین إِذا أَغْرَیت أَحدهما بالآخر و أَوقعت بینهما الشَّرَّ، فسمی ما نَقَص العیبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش.

أشش؛ ج6، ص: 264

: الأَشُّ و الأَشاش و الهَشَاشُ: النشاط و الارْتِیاح، و قیل: هو الإِقبال علی الشی‌ء بنشاط، أَشَّه یَؤُشُّه أَشّاً؛ و أَنشد: كَیْف یُؤَاتِیهِ و لا یَؤُشُّهُ و الأَشَّاش: الهَشَّاش. و‌فی الحدیث: أَن علقمة بن قیس كان إِذا رأَی من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم، أَی إِقْبالًا بنشاط. و الأَشاش و الهَشَاش: الطَّلاقة و البَشاشة. و أَشَّ القومُ یَؤُشُّون أَشّاً: قام بعضهم إِلی بعض و تحرّكوا؛ قال ابن درید: و أَحسبهم قالوا أَشَّ علی غَنَمه یَؤُشُّ أَشّاً مثل هَشَّ هَشّاً، قال: و لا أَقف علی حقیقته. ابن الأَعرابی: الأَشُّ الخبز الیابس الهَشّ؛ و أَنشد شمر: رُبَّ فَتَاةٍ من بَنی العِنازِ، حَیَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ ذی عَضُدَیْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِی، تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ و المَحازِ شمر عن بعض الكلابیین: أَشَّت الشَّحْمة و نَشَّت، قال: أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ، و نَشَّت إِذا قَطَرت.

أقش؛ ج6، ص: 264

: بَنُوا أُقَیْشٍ: حَیٌّ من الجن إِلیهم تنسب الإِبل الأُقَیْشِیَّة؛ أَنشد سیبویه: كأَنَّكَ من جِمَال بَنی أُقَیْشٍ، یُقَعْقعُ بین رِجْلَیْه بِشَنّ و قال ثعلب: هم قوم من العرب.

فصل الباء؛ ج6، ص: 264

برش؛ ج6، ص: 264

: البَرَش و البُرْشَةُ: لون مختلف، نقطة حمراء و أُخری سوداء أَو غَبْراء أَو نحو ذلك. و البَرَش: من لُمَعِ بیاضٍ فی لون الفرس و غیره أَیّ لون كان إِلا الشُّهْبَة، و خص اللحیانی به البِرْذَوْنَ، و قد بَرِشَ و ابْرَشَّ و هو أَبْرَشُ؛ الأَبْرَشُ: الذی فیه أَلوان و خِلْط، و البُرْشُ الجمع. و البَرَش فی شعر الفرس: نُكَتٌ صِغار تخالف سائر لونه، و الفرس أَبْرَش و قد ابْرشَّ الفرس ابْرِشاشاً، و شاة بَرْشاءُ: فی لونها نُقَط مختلفة. و حَیَّة بَرْشاءُ: بمنزلة الرَّقْشاءِ، و البَرِیش مثله؛ قال رؤبة: و تَرَكَتْ صاحِبَتی تَفْرِیشی، و أَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِیشِ أَی فیه أَلوان. و الأَبرشُ: لقب جَذِیمَةَ بن مالك و كان به بَرَص فكنَوْا به عنه، و قیل: سمی الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فبقی فیه من أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر، و قیل: لأَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول أَبْرَص فقالت أَبْرَش. و فی التهذیب: و كان جَذِیمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته العرب الأَبرَش؛ الأَبرَش: الأَرْقَط و الأَنْمَر الذی تكون فیه بقعة بیضاء و أُخری أَیّ لون كان، و الأَشْیَم: الذی یكون به شَامٌ فی جسده، و المُدَثَّر: الذی یكون به نُكَت فوق البَرَش. و‌فی حدیث الطرماح: رأَیت جَذِیمَةَ الأَبرَشَ قصیراً أُبَیْرِش؛ هو تصغیر أَبرَش. و البُرْشة: هو لون مختلط حمرة و بیاضاً أَو غیرهما
لسان العرب، ج‌6، ص: 265
من الأَلوان. و بِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ: ذو بَرَش. و سنة رَبْشاء و رَمْشاء و بَرْشاء: كثیرة العُشْب. و قولهم: دخلنا فی البَرْشاءِ أَی فی جماعة الناس. ابن سیدة: و بَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود و الأَحمر، و ما أَدری أَیُّ البَرْشاءِ هُوَ أَی أَیُّ الناس هو. و أَرض بَرْشاءُ و رَبْشاءُ: كثیرة النبت مختلف أَلوانها، و مكان أَبْرَش كذلك. و بنو البَرْشاءِ: قبیلة، سموا بذلك لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم؛ قال النابغة: و رَبُّ بَنی البَرْشاءِ ذُهْلٍ و قَیْسِها و شَیْبَانَ، حَیْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ و بُرْشان: اسم. و الأَبْرَشِیَّةُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِیَّةِ نَظْرَةً، و طَرْفِی وَراءَ النَّاظِرِین قَصِیرُ

برغش؛ ج6، ص: 265

: ابْرَغَشَّ: قام من مرضه. التهذیب: اطْرَغَشَّ من مرضه و ابْرَغَشَّ أَی أَفاق بمعنی واحد.

برقش؛ ج6، ص: 265

: بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً: وَلَّی هارباً. و البَرْقَشَة: شبه تَنْقیش بأَلوان شَتَّی و إِذا اختلف لون الأَرْقَشِ سُمی بَرْقَشَةً. و بَرْقَشه: نقَشَه بأَلوان شَتی. و تَبَرْقَش الرجلُ: تَزَیَّن بأَلوان شتی مختلفة، و كذلك النبت إِذا الْوَنَّ. و تَبَرْقَشت البلاد: تَزَیَّنت و تلوّنت، و أَصله من أَبی بَراقِشَ. و تركْتُ البلاد بَراقِشَ أَی ممتلئة زَهْراً مختلفة من كل لون؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد للخنساء: تَطِیرُ حَوالیَّ البِلادُ بَرَاقِشاً، بأَرْوَعَ طَلَّابِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ و قیل: بلاد بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سواء، فإِن كان ذلك فهو من الأَضداد. و البَرْقَشَة: التفرّق؛ عنه أَیضاً. و المُبْرَنْقشُ: الفَرِح المسرور. و ابْرَنْقَشَت العِضَاهُ: حسنت. و ابْرَنْقَشَت الأَرض: اخْضَرَّت. و ابْرَنْقَشَ المكان: انقطع من غیره؛ قال رؤبة: إِلی مِعَی الخَلْصَاء حیث ابْرَنْقَشا و البِرْقِشُ، بالكسر: طُوَیْئِرٌ من الحُمَّرِ متلون صغیر مثل العصفور یسمیه أَهل الحجاز الشُّرْسُور؛ قال الأَزهری: و سمعت صبیان الأَعراب یسمونه أَبا بَراقِش، و قیل: أَبو بَراقِش طائر یَتَلوَّن أَلواناً شبیه بالقُنْفُذ أَعلی ریشه أَغبر و أَوسطه أَحمر و أَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تغیّر لونه أَلواناً شتی؛ قال الأَسدی: إِنْ یَبْخَلُوا أَو یَجْبُنُوا، أَو یَغْدِرُوا لا یَحْفِلُوا یَغْدُوا عَلَیْكَ مُرَجّلینَ، كَأَنَّهُمْ لَمْ یَفْعَلُوا كَأَبی بَراقِشَ، كُلّ لَوْنٍ لَوْنُهُ یَتَخَیَّلُ وصف قوماً مشهورین بالمقابح لا یستحون و لا یحْتَفِلون بمن رآهم علی ذلك، و یَغْدوا بدل من قوله لا یَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلین دلیل علی أَنهم لم یحْفِلوا. و التَّرْجِیل: مَشْط الشعر و إِرساله. قال ابن بری و قال ابن خالویه: أَبو بَرَاقِشَ طائر یكون فی العِضَاهِ و لونه بین السواد و البیاض، و له ست قوائم ثلاث من جانب و ثلاث من جانب، و هو ثقیل العَجْز تَسْمع له حَفِیفاً إِذا طار، و هو یَتَلوَّن أَلواناً. و بَرَاقِشُ: اسم كلبة لها حدیث؛ و فی المثل: علی أَهْلها دَلَّتْ بَرَاقِشُ، قال ابن هانئ: زعم یونس عن أَبی عمرو أَنه قال هذا المثل: علی أَهلها تَجْنِی بَرَاقِشُ، فصارت مثلًا؛ حكی أَبو عبید عن أَبی عبیدة قال: بَرَاقِشُ اسم كلبة نَبَحَتْ علی جیش مَرّوا و لم
لسان العرب، ج‌6، ص: 266
یشعُروا بالحیّ الذی فیه الكلبة، فلما سمعوا نباحها علموا أَن أَهلها هناك فعطفوا علیهم فاستباحوهم، فذهبت مثلًا، و یروی هذا المثل: علی أَهلها تجنی بَرَاقِشُ؛ و علیه قول حمزة بن بِیضٍ: لمْ تَكُنْ عَنْ جِنایَة لَحِقَتْنی، لا یَسارِی و لا یَمینی جنَتْنی بَلْ جَناها أَخٌ عَلَیَّ كَرِیمٌ، و عَلی أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْنی قال: و بَرَاقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب أُغِیرَ علیهم فی بعض الأَیام فَهرَبوا و تَبِعَتْهم بَرَاقِشُ، فرجع الذین أَغاروا خائبین و أَخذوا فی طلبهم، فَسمِعَتْ بَرَاقِشُ وَقْعَ حوافرِ الخیل فنَبَحَتْ فاستدلوا علی موضع نباحِها فاستَباحُوهم. و قال الشَّرْقی بن القَطامی: بَرَاقِش امرأَة لقمان بن عاد، و كان بنو أَبیه لا یأْكلون لحوم الإِبل، فأَصاب من بَرَاقِشَ غلاماً فنزل لقمانُ علی بنی أَبیها فأَوْلَمُوا و نحروا جَزُوراً إِكراماً له، فراحت بَرَاقِشُ بِعَرْقٍ من الجزور فدفَعَتْه لزوجها لقمانَ فأَكله، فقال: ما هذا؟ ما تَعَرّقْتُ مثلَه قط طیّباً فقالت بَرَاقِشُ: هذا من لحم جزور، قال: أَ وَ لُحُومُ الإِبلِ كُلّها هكذا فی الطِّیب؟ قالت: نَعَم، ثم قالت له: جَمِّلْنا و اجْتَمِل، فأَقبل لقمان علی إِبلِها و إِبلِ أَهلها فأَشرع فیها و فعل ذلك بنو أَبیه، فقیل: علی أَهلها تجنی بَرَاقِشُ، فصارت مثلًا. و قال أَبو عبیدة بَرَاقِشُ اسم امرأَة و هی ابنة مَلِك قدیم خرج إِلی بعض مَغازِیه و اسْتَخْلَفَها علی مُلْكه فأَشار علیها بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنیَ بناءً تُذْكَرُ به، فبَنَتْ موضعین یقال لهما بَرَاقِشُ و مَعِینٌ، فلما قَدِمَ أَبوها قال لها: أَردتِ أَن یكون الذكر لكِ دُونی، فأَمر الصُّنَّاع الذین بَنَوْهما بأَن یهدِموها، فقالت العرب: علی أَهلها تجنی بَرَاقِشُ و حكی أَبو حاتم عن الأَصمعی عن أَبی عمرو بن العلاء أَن بَرَاقِشَ و معینَ مدینتان بُنِیَتا فی سبعین أَو ثمانین سنة؛ قال: و قد فسر الأَصمعی بَرَاقِشَ و معین فی شعر عمرو بن معدیكرب و أَنهما موضعان و هو: دعانا من بَرَاقِشَ أَو مَعِینٍ، فأَسْرَعَ و اتْلأَبَّ بنا مَلِیع و فسر اتلأَبّ باسْتقَام، و المَلِیعَ بالمستوی من الأَرض، و بَرَاقِشُ موضع؛ قال النابغة الجعدی: تَسْتَنُّ بالضِّروِ من بَرَاقِشَ أَو هَیْلانَ، أَو ناضِرٍ من العُتُم

برنش؛ ج6، ص: 266

: التهذیب فی الرباعی: أَبو زید و الكسائی: ما أَدری أَیُّ البَرَنْشاء هو و أَیُّ البَرَنْساء هو، ممدودان.

بشش؛ ج6، ص: 266

: البَشّ: اللطف فی المسأَلة و الإِقبالُ علی الرجُل، و قیل: هو أَن یضحك له و یلقاه لقاء جمیلًا، و المعنیان مُقْتَرِبان. و البَشاشة: طلاقة الوجه. و‌فی حدیث علی، رضوان اللَّه علیه: إِذا اجتمع المسلمان فتَذاكَرا غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه.و‌فی حدیث قَیْصَر: و كذلك الإِیمانُ إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب؛ بشاشةُ اللقاء: الفرح بالمرء و الانبساط إِلیه و الأُنس به. و رجل هَشٌّ بَشٌّ و بشّاش: طَلْق الوجه طَیّب. و قد بَشِشْتُ به، بالكسر، أَبَشُّ بَشّاً و بَشاشَةً؛ قال: لا یَعْدَم السائلُ منه وِقْرا، و قَبْلَهُ بَشاشَةً و بِشْرا و رُوِی بیتُ ذی الرمة:
لسان العرب، ج‌6، ص: 267
أَ لم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ بأَهْلِك مِنَّا طِیّة و حُلُول؟ بكسر الباء، فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً، و إِما أَن یكون مما جاء علی فَعِلَ یَفْعِل. و البَشِیشُ: الوَجْهُ. یقال: فلان مُضِی‌ءُ البَشِیش، و البَشِیشُ كالبَشاشَة؛ قال رؤبة: تكرّما، و الهَشّ للتَّهْشِیشِ، وارِی الزنادِ مُسْفِر البَشِیشِ یعقوب: یقال لَقِیتُه فَتَبَشْبَشَ بی، و أَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من الشین الوسطی باء كما قالوا تجفف. و تَبَشّش به و تَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش. و‌فی الحدیث: لا یُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة و الذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ به كما یتَبَشْبَشُ أَهل البیت بغائبهم إِذا قَدِم علیهم؛ و هذا مثل ضربه لتَلَقّیه جل و عز إیَّاه بِبِرِّه و كراماته و تقریبه إِیاه. ابن الأَعرابی: البشّ فرحُ الصَّدِیق بالصدِیق و اللطفُ فی المسأَلة و الإِقبالُ علیه. و التَّبَشْبُشُ فی الأَصل: التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بین ثلاث شینات فلقلب إِحداهن باء. و بنو بَشَّة: بطن من بَلْعَنْبَر.

بطش؛ ج6، ص: 267

: البَطْش: التناول بشدة عند الصَّوْلة و الأَخذُ الشدیدُ فی كل شی‌ء بطشٌ؛ بَطَشَ یَبْطُشُ و یَبْطِشُ بَطْشاً. و‌فی الحدیث: فإِذا موسی بَاطِشٌ بجانب العرش‌أَی متعلق به بقوَّة. و البَطْشُ: الأَخذ القویّ الشدید. و فی التنزیل: وَ إِذٰا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّٰارِینَ؛ قال الكلبی: معناه تَقْتُلون عند الغضب. و قال غیره: تَقْتُلون بالسوط، و‌قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط و السَّیْف، و إِنما أَنكر اللَّه تعالی ذلك لأَنه كان ظُلماً، فأَما فی الحق فالبَطْش بالسیف و السوط جائز، و البَطْشة: السَّطْوة و الأَخذُ بالعُنْف؛ و بَاطَشَهُ مُبَاطَشَةً و بَاطَشَ كبَطَشَ؛ قال: حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به، و قَمْلَةً إِن نحنُ بَاطَشْنَا به قال ابن سیدة: لیْسَتْ به مِنْ قوله بَاطَشْنا به كَبِهِ من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنی قوله تعالی: یَكٰادُونَ یَسْطُونَ بِالَّذِینَ، و إِنما هی مثلُ بِه من قولك استَعَنَّا به و تَعاونَّا به، فافهم. و بَطَشَ به یَبْطش بَطْشاً: سَطا علیه فی سُرْعة. و فی التنزیل العزیز: فَلَمّٰا أَنْ أَرٰادَ أَنْ یَبْطِشَ بِالَّذِی هُوَ عَدُوٌّ لَهُمٰا. و قال أَبو مالك: یقال بَطَشَ فلانٌ من الحُمّی إِذا أَفاق منها و هو ضعیف. و بِطَاشٌ و مُباطِشٌ: اسمان.

بغش؛ ج6، ص: 267

: البَغْشُ و البَغْشَة: المَطَرُ الضعیف الصغِیرُ القَطْر، و قیل: هما السحابة التی تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم بَغْشاً، و قیل البغشة المطَرَة الضعیفة و هی فوق الطَّشَّة؛ و مَطَرٌ باغِشٌ، و بُغِشَت الأَرضُ، فهی مَبْغوشة. و یقال: أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَی قلیل من المطر. الأَصمعی: أَخَفُّ المطر و أَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم البَغْشُ. و‌فی الحدیث عن أَبی الملیح الهذلی عن أَبیه قال: كُنَّا مع النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و نَحْن فی سَفَر فأَصابنا بَغْشٌ من مطر، فنادی منادی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَن من شاء أَن یُصَلِّیَ فی رَحْله فَلْیَفْعَلْ، و فی روایة: فأَصابنا بُغَیْش، تصْغیر بَغْش و هو المطر القلیل، أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش، و قد بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً.

بنش؛ ج6، ص: 267

: بَنِّشْ أَی اقْعُدْ؛ عن كراع، كذلك حكاه بالأَمْر، و السین لغة، و هو مذكور فی موضعه:
لسان العرب، ج‌6، ص: 268
و أَنشد اللحیانی: إِن كُنتَ غَیر صائِدی فبَنِّش قال: و یروی … فبَنِّس أَی اقعد.

بهش؛ ج6، ص: 268

: بَهَشَ إِلیه یَبْهَش بَهْشاً و بَهَشَه بها: تناولَتْه، نالَتْهُ أو قَصُرت عنه. و بَهَشَ القومُ بعضُهم إِلی بعض یَبْهَشُون بَهْشاً، و هو من أَدْنی القِتال. و البَهْشُ: المسارَعةُ إِلی أَخذِ الشی‌ء. و رجل باهِشٌ و بَهُوش. و بَهْشُ الصقْرِ الصَّیدَ: تَفَلُّتُه علیه. و بهشَ الرجُلَ كأَنَّه یَتَناوَلُه لیَنْصُوَه. و قد تبَاهَشَا إِذا تَناصَیا بِرُؤُوسهما، و إِن تَناوَلَه و لم یأْخُذْه أَیضاً، فقد بَهَش إِلیه. و نَصَوْت الرجُلَ نصواً إِذا أَخذت برأَسه. و لفلان رأْس طویل أَی شَعَر طَوِیل، و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سأَل ابن عباس عن حیة قتَلَها و هو مُحْرِم، فقال: هل بَهَشَتْ إِلیكَ؟أَراد: هل أَقبَلَتْ إِلیك تُریدُك؟ و منه‌فی الحدیث: ما بَهَشْتُ إِلیهم بقَصَبة‌أَی ما أَقبلت و أَسرعت إِلیهم أَدفَعُهم عنی بقصبة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، كان یُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بن علیّ فإِذا رأَی حُمْرة لسانه بَهَشَ إِلیه؛ قال أَبو عبید: یقال للإِنسان إِذا نظر إِلی شی‌ءٍ فأَعْجَبَه و اشتهاه فتَناوَلَه و أَسْرَع نحوَه و فرح به: بَهَشَ إِلیه؛ و قال المغیرة بن جنبا التمیمی: سَبَقْت الرجالَ الباهِشِینَ إِلی النَّدی، فِعَالًا و مَجْداً، و الفِعَالُ سِبَاق ابن الأَعرابی: البَهْش الإِسراع إِلی المعروف بالفَرح. و‌فی حدیث أَهل الجنة: و إِن أَزواجَه لیَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً.و بَهَشْتُ إِلی الرجُل و بَهَشَ إِلیَّ: تَهیَّأْتُ للبكاء و تهیأَ له. و بَهَشَ إِلیه. فهو بَاهِشٌ و بَهِشٌ: حَنَّ. و بَهَشَ به: فرِح؛ عن ثعلب. اللیث: رجُل بَهْش بَشّ بمعنی واحد. و بَهَشْتُ إِلی فلان بمعنی حَنَنت إِلیه. و بَهَشَ إِلیه یَبْهَشُ بَهْشاً إِذا ارتاح له و خَفّ إِلیه. و یقال: بَهَشُوا و بَحَشُوا أَی اجْتَمَعُوا، قال: و لا أَعرف بحش فی كلام العرب. و البَهْش: ردِی‌ءُ المُقْل، و قیل: ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه، و قیل: البَهْش الرَّطْب من المُقْل، فإِذا یَبس فهو خَشْل، و السین فیه لغة. و‌فی الحدیث: أَ مِنْ أَهلِ البَهْش أَنت؟یعنی أَ مِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك یكونُ، و هو رَطْب المُقْل، و یابسُه الخَشْل. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، و قد بلغه أَن أَبا موسی یقرأُ حرفاً بلُغته قال: إِنَّ أَبا موسی لم یكن من أَهل البَهْش؛ یقول: لیس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ینبت بالحجاز؛ قال الأَزهری: أَی لم یكن حجازیّاً، و أَراد من أَهل البَهْش أَی من أَهل البلاد التی یكون بها البَهْش. أَبو زید: الخَشْل المقل الیابس و البَهْش رَطْبه و المُلْجُ نواه و الحَتِیُّ سَویقُه. و قال اللیث: البَهْش رَدی‌ءُ المقل، و یقال: ما قد أَكل قِرْفُه: و أَنشد: كما یَحْتَفی البَهْشَ الدقیقَ الثَّعالبُ قال أَبو منصور: و القول ما قال أَبو زید. و‌فی حدیث أَبی ذر: لما سمع بخروج النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَخَذ شیئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حتی قَدِم علیه.و بُهَیْشة: اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح: أَ لا قالَتْ بُهَیْشَةُ: ما لِنَفْرٍ أَراهُ غَیَّرتْ مِنْه الدُّهور؟ و یروی بهیسة. و یقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً: وجوهُ البَهْش. و‌فی حدیث العُرَنیِّینَ: اجْتَوَیْنا المدینةَ و انْبَهَشَتْ لحومُنا، هو من ذلك.
لسان العرب، ج‌6، ص: 269‌

بوش؛ ج6، ص: 269

: البَوْش: الجماعةُ الكثیرةُ. ابن سیدة: البَوْش و البُوش جماعةُ القومِ لا یكونون إِلا من قبائِلَ شَتَّی، و قیل: هما الجماعةُ و العیَال، و قیل: هما الكَثْرة من الناس، و قیل: الجماعة من الناس المُختَلِطِین. یقال: بَوْش بائِشٌ، و الأَوْباش جمعٌ مقلوب منه. و البَوْشِی: الرجُل الفقیر الكثیرُ العیالِ. و رجل بَوْشِیٌّ: كثیر البَوْشِ؛ قال أَبو ذؤیب: و أَشْعَث بَوْشیّ شَفَیْنا أُحاحَهُ، غَداتَئِذٍ ذی جَرْدَةٍ مُتَماحل و جاء من الناس الهَوْش و البَوْش أَی الكثرة؛ عن أَبی زید. و بَوَّشَ القومُ: كثرُوا و اختَلطوا. و تركهم هَوْشاً بَوْشاً أَی مختلطین. الفراء: شابَ خانَ، و بَاشَ خَلَط، و باشَ یَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب البَوْشَ، و هم الغَوْغاء. و رجل بَوْشِیّ و بُوشِیّ: من خُمّان الناس و دَهْمائِهم؛ و روی بیت أَبی ذؤیب: و أَشعث بُوشِیّ، بالضم، و قد ذكرناه آنفاً.

بیش؛ ج6، ص: 269

: أَبو زید: بَیَّشَ اللَّه وجهَه و سرَّجَه، بالجیم، أَی حسَّنه؛ و أَنشد: لمّا رأَیت الأَزرقَیْنِ أَرَّشا، لا حَسَنَ الوجْه و لا مُبَیَّشَا قال: أَزْرقین، ثم قال: لا حسن. و البِیْشُ، بكسر الباء: نَبْتٌ ببلاد الهند و هو سَمٌّ. و بِیْش و بِیشَة: موضعان؛ قال الشاعر: سَقَی جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه، و بِیْشة وَسْمِیُّ الربِیعِ و وَابِلُه «4» فأَما قوله: قالوا: أَبانُ فبَطْنُ بِیْشَةَ غِیم، فَلَبِیْشُ، قَلْبُك من هواه سَقِیم فأَراد: لَبیشَةُ فَرخَّم فی غیر النداء اضطراراً. و قال القاسم بن عمر «5»: بِئْشَة و زِئْنَة مهموزان، و هما أَرضان.

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج6، ص: 269

ترش؛ ج6، ص: 269

: التهذیب: ابن درید التَّرَش خِفَّة و نَزَقٌ. تَرِشَ یَتْرَش تَرَشاً فهو تَرِش، و تارِش؛ قال أَبو منصور: هذا مُنْكر.

تمش؛ ج6، ص: 269

: التهذیب: تَمَشْت الشی‌ءَ تَمْشاً إِذا جمعته؛ قال أَبو منصور: هذا منكر جدّاً.

فصل الثاء المثلثة؛ ج6، ص: 269

ثبش؛ ج6، ص: 269

: ثُبَاش: اسم رجل و كأَنه مقلوب من شُبَاث.

فصل الجیم؛ ج6، ص: 269

جأش؛ ج6، ص: 269

: الجَأْش، النفْس و قیل القَلْب، و قیل رِباطُه و شدّتُه عند الشی‌ء تسمعه لا تَدْرِی ما هو. و فلان قَوِیّ الجأْشِ أَی القَلْب. و الجَأْش: جأْش القلبِ و هو رُوَاعُه. اللیث: جَأْش النفس رُواع القلب إِذا اضطرب عند الفزَع. یقال: إِنه لَواهِی الجَأْشِ؛ فإِذا ثبت قیل. إِنه لرابِطُ الجَأْشِ. و رجل رابِطُ الجأْشِ: یربِطُ نفسَه عن الفِرار یَكُفّها لِجُرْأَتِه و شَجاعته، و قیل: یَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشَناعَتِه. و قال مجاهد فی قوله تعالی: یٰا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، هی التی أَیقنت أَن اللَّه ربُّها و ضَرَبَت لذلك جَأْشاً. قال الأَزهری: معناه
(4). قوله [سقی جدثاً إلخ] كذا فی الأَصل و الصحاح، و فی یاقوت: أعراف بدل أعراض، و ببیشة بباءین بدل و بیشة. (5). قوله [القاسم بن عمر] الذی فی الصحاح ابن معن.
لسان العرب، ج‌6، ص: 270
قَرّتْ یَقِیناً و اطمأَنَّت كما یَضْرِب البَعِیرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ و سَكَنَ. ابن السكیت: ربَطْت لذلك الأَمرِ جأْشاً لا غیر. ابن الأَعرابی: یقال للنفْس: الجائِشَةُ و الطَّموع و الخَوَّانة. و الجُؤْشُوش: الصدْر. و مَضَی من اللیل جؤشوش أَی صدر، و قیل: قطعة منه. و جأْش: موضع؛ قال السُّلَیْك بن السُّلَكَة: أَ مُعْتَقِلی رَیْبُ المنُونِ، و لم أَرُعْ عَصافِیرَ وادٍ، بیْنَ جَأْشٍ و مأْرِب؟

جبش؛ ج6، ص: 270

: المفضل: الجَبِیشُ و الجَمِیشُ الرَّكَبُ المَحْلُوق.

جحش؛ ج6، ص: 270

: الجَحْشُ: ولدُ الحمار الوحشیّ و الأَهلیّ، و قیل: إِنما ذلك قبْل أَن یُفْطم. الأَزهری: الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخیل. الأَصمعی: الجَحْش من أَولاد الحَمِیرِ حین تَضَعُه أُمُّه إِلی أَن یُفْطم من الرِّضَاع، فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب، و الجمع جِحَاشٌ و جِحَشَةٌ و جِحْشانٌ، و الأُنثی بالهاء جحْشَة. و فی المثل: الجَحْشَ لَمَّا بذَّكَ الأَعْیار أَی سَبَقَكَ الأَعْیار فَعَلَیْك بالجحش؛ یُضْرَب هذا لمن یَطْلُب الأَمرَ الكبِیرَ فیَفُوتُه فیقال له: اطلُب دون ذلك، و ربما سمی المُهْر جَحْشاً تشبیهاً بولد الحمار. و یقال فی العَییِّ الرأْی المنْفَرِد به: جُحَیْشُ وحْدِه كما قالوا: هو عُیَیْرُ وَحْدِه یشَبّهونه فی ذلك بالجَحْش و العَیْرِ، و هو ذمٌّ، یقال ذلك فی الرجل یَسْتَبِدُّ برأْیه. و الجَحْش: ولدُ الظبْیة، هُذَلیّة؛ قال أَبو ذؤیب: بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّیْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها، فقد وَلِهَتْ یَوْمَیْنِ، فهی خَلُوج و الجَحْش أَیضاً: الصَّبیُّ بِلُغَتِهِم. و الجَحْوَشُ: الغُلام السمین، و قیل: هو فَوْقَ الجَفْرِ، و الجفرُ فوق الفطیم. الجوهری: الجَحْوَشُ الصّبیّ قبل أَن یَشْتَدَّ؛ و أَنشد: قَتَلْنا مَخْلَداً و ابْنَیْ حراقٍ، و آخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِیم و اجْحَنْشَشَ الغلامُ: عَظُم بطْنُه، و قیل: قارَبَ الاحْتِلامَ، و قیل: احْتَلَم، و قیل: إِذا شكّ فیه. و الجحش: سحْجُ الجِلْدِ. یقال: أَصابه شی‌ءٌ فجَحَشَ وجْهَه و به جَحْشٌ، و قد قیل: لا یكون الجَحْشُ فی الوجه و لا فی البَدَنِ، و سنذكره هنا. قال ابن سیدة: جَحَشَه یَجْحَشُه جَحْشاً خَدَشَه، و قیل: هو أَن یصیبَه شی‌ء یَتَسَحَّجُ منه كالخَدْش أَو أَكْبر منه. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحِشَ شقُّه‌أَی انْخَدش جلدُه؛ قال الكسائی فی جحش: هو أَن یُصیبَه شی‌ء فینسَحِجَ منه جلدُه، و هو كالخدش أَو أَكبر من ذلك. یقال: جُحِشَ یُجْحَش، فهو مَجْحُوشٌ. و جَحَشَ عن القوم: تَنَحّی، و منه قول النعمان بن بَشِیر: فبَیْنا أَسِیرُ فی بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَیْتِ حَرِیدٍ جاحِشٍ عن الحیّ، و الجَحِیش: المُتَنَحّی عن الناس؛ قال: كَمْ ساقَ من دَارِ امْرِئ جَحِیش و قال الأَعشی یصف رجُلًا غَیُوراً علی امرأَته: إِذا نَزَلَ الحَیُّ حَلَّ الجَحِیش، سَقِیّاً مُبِیناً غَوِیًا غَیُورا لَها مالِكٌ كانَ یَخْشَی القِرَاف، إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِیرا ابن بری: مالكُها زوجُها. و القِرَافُ: أَن یُقارِف
لسان العرب، ج‌6، ص: 271
شَرّاً، و ذلك إِذا دَنا مِنْها مَن یُفْسِدها علیه فهو یَبْعُد بها عن الناس. و الحَرِیدُ فی قول النُّعمان بن بَشِیر: الذی تَنَحّی عن قَومِه و انفرد؛ معناه انفرد عن الناس لكونه غَوِیًّا بامرأَته غَیُوراً علیها، یقول: هو یَغَارُ فیَتَنَحَّی بِحُرْمَتِه عن الحُلَّال، و من رواه الجَحیشُ رفَعَه بِحَلَّ، و یجوز أَن یكون خبر مُبْتَدَإٍ مُضْمر من باب مررت به المِسْكینُ أَی هُو المسكینُ أَو المسكینُ هُو، و من رواه الجَحِیشَ نصبَه علی الظرف كأَنه قال ناحِیَةً مُنْفَرِدة، أَو جَعَلَه حالًا علی زیادة اللام من باب جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفِیرَ، و جَعَلَ اللامَ زائدةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها؛ كما أَنشد الأَصمعی من قوله: و لقد نَهَیْتُكَ عن بَناتِ الأَوبَرِ أَراد بناتِ أَوْبَر فزاد اللام زیادة ساذجة؛ و روی الجوهریّ هذا البیت: إِذا نزل الحیّ حل الجحیش، حَرِیدَ المَحَلِّ غَوِیّاً غیورا و قال أَبو حنیفة: الجحیش الفَرِید الذی لا یَزْحَمُه فی دارِه مُزاحِمٌ. یقال: نزل فُلانٌ جَحِیشاً إِذا نزل حرِیداً فریداً. و الجَحِیشُ: الشِّقّ و الناحِیة. و یقال: نزل فلان الجحیش؛ و أَنشد بیت الأَعشی: إِذا نزل الحیّ حل الجحیش، سَقِیّاً مُبِیناً غَوِیّاً غَیورا قال: و یكون الرجل مَجْحوشاً إِذا أُصِیبَ شقُّه مشتقّاً من هذا، قال: و لا یكون الجَحْشُ فی الوَجْه و لا فی البَدَنِ؛ و أَنشد: لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِیشُ، و لا یُرَی لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَ صَدِیق و قال الآخر: إِذا الضَّیفُ أَلْقَی نَعْلَه عن شِمالِه جَحِیشاً، و صَلّی النارَ حقّاً مُلَثَّما قال: جَحِیشاً أَی جانباً بعیداً. و الجِحاشُ و المُجاحَشَة: المزاولَة فی الأَمْر. و جاحَشَ القومَ جحاشاً: زحَمَهم. و جاحَشَ عن نفسه و غیرها جِحاشاً: دَافَعَ. اللیث: الجِحاش مدافعةُ الإِنسان الشی‌ءَ عن نفسه و عن غیره، و قال غیرُه: هُوَ الجِحاش و الجِحاس، و قد جاحَشَه و جاحَسَه مُجاحَشَة و مُجاحَسَة: دافَعَه و قاتَلَه. و‌فی حدیث شهادة الأَعضاء یوم القیامة: بُعْداً لكُنّ و سُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ أُجاحِشُ‌أَی أُحامِی و أُدافعُ. و الجِحاش أَیضاً: القتال. ابن الأَعرابی: الجَحْشُ الجهاد، قال: و تُحَوّلُ الشینُ سِیناً: و أَنشد: یَوْماً تَرانا فی عِرَاكِ الجَحْشِ، نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ أَی الدَّواهِی العِظام. و الجَحْشة: حَلقة من صوف أَو وبَر یجعلُها الرجُل فی ذِراعه و یَغْزِلها. و قد سمَّوا جَحْشاً و مُجاحِشاً و جُحَیشاً. و بنو جِحاش: بطنٌ، منهم الشمّاخ بن ضِرار. الجوهری: جِحاشٌ أَبو حَیٍّ من غَطَفان، و هو جحاش بن ثَعْلَبة بن ذُبْیان بن بَغِیض بن رَیْث بن غَطَفان. قال: و هُم قوم الشماخ بن ضِرار؛ قال الشاعر: و جاءت جِحاشٌ قَضُّها بقَضِیضِها، و جَمعُ عُوالٍ، ما أَدَقَّ و أَلأَما

جحرش؛ ج6، ص: 271

: الجَحْشَر و الجُحاشِر و الجَحْرَش: الحادِرُ الخَلْق العَظِیمُ الجِسْم العَبِل المفاصل، و قد ذكر فی ترجمة جحشر.
لسان العرب، ج‌6، ص: 272

جحمش؛ ج6، ص: 272

: الجَحْمَش: الصُّلب الشدید. و امرأَة جَحْمَش و جُحْموش: عَجُوز كبیرة.

جحمرش؛ ج6، ص: 272

: الجَحْمَرِش من النساء: الثقیلةُ السمِجَة، و الجَحْمَرِش أَیضاً: العجوز الكبیرة، و قیل: العجوز الكبیرة الغلیظة، و من الإِبل: الكبیرةُ السنّ، و الجمع جَحامِرُ، و التصغیر جُحَیْمِر یحذف منه آخر الحرف، و كذلك إِذا أَردت جَمْعَ اسم علی خمسة أَحرف كلُّها من الأَصل و لیس فیها زائد، فأَما إِذا كان فیها زائد فالزائد أَولی بالحذف. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: إنی امرأَة جُحَیمِر؛ هو تصغیر جَحْمَرِش بإِسقاط الحرف الخامس و هی العجوز الكبیرة. و أَفْعی جَحْمَرِش: خَشْناءُ غلیظة. و الجَحْمَرِش: الأَرْنَب الضخمة، و هی أَیضاً الأَرنَب المُرْضِع، و لا نظیر لها إِلا امرأَة صَهْصَلِقٌ، و هی الشدیدة الصوت.

جحنش؛ ج6، ص: 272

: جَحْنَشٌ: صُلْب شدید.

جرش؛ ج6، ص: 272

: الجَرْش: حَكّ الشی‌ء الخَشِنِ بمثله و دلْكُه كما تَجْرِشُ [تَجْرُشُ الأَفعی أَنیابها إِذا احْتَكَّت أَطْواؤها تَسْمَع لذلك صَوتاً و جَرْشاً. و قیل: هو قَشْرُه؛ جَرَشَه یَجْرُشُه و یَجْرِشُهُ جَرْشاً، فهو مَجْرُوشٌ و جَرِیشٌ. و الجُرَاشَةُ: ما سقَط من الشی‌ءِ تَجْرُشُه [تَجْرِشُهُ. التهذیب: جُرَاشَة الشی‌ء ما سقط منه جَرِیشاً إِذا أُخذ ما دق منه. و الأَفعی تَجْرِشُ و تَجْرُشُ أَنیابها: تحُكّها. و جَرْشُ الأَفعی: صوْتٌ تخرجه من جلْدها إِذا حَكّت بعضَها ببعض. و المِلْح الجَرِیشُ: المَجروش كأَنه قد حَكّ بعضُه بَعْضاً فتفتت. و الجَرِیشُ: دَقیقٌ فیه غِلَظٌ یَصْلح لِلْخَبِیص المُرَمَّل. و الجُراشة مِثْل المُشاطَة و النُّحاتَة. و جَرَشَ رأْسه بالمُشْط و جَرَّشَه إِذا حَكَّه حتی تَسْتَبِینَ هِبْرِیَتُه. و جُراشة الرأْس: ما سقط منه إِذا جُرِش بمشط. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لو رأَیتُ الوُعُول تَجْرُش ما بَینَ لابَتَیْها ما هِجْتُها، یعنی المدینة؛ الجَرْش: صوتٌ یحصل من أَكل الشی‌ء الخَشِن، أَراد لو رأَیتُها تَرْعی ما تعرَّضْتُ لها لأَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، حَرَّم صیدَها، و قیل هو بالسین المهملة بمعناه، و یروی بالخاء المعجمة و الشین المعجمة، و سیأْتی ذكره. و التَّجْرِیشُ: الجُوع و الهُزال؛ عن كراع. و رجل جَرِیش: نافِذ. و الجِرِشَّی، علی مثال فِعِلَّی كالزِّمِكّی: النفْس؛ قال: بَكی جَزَعاً من أَن یَمُوتَ، و أَجْهَشَت إِلیه الجِرِشَّی، و ارْمَعَنَّ حَنِینُها الحنین: البكاء. و مضی جَرْشٌ «6» من اللیل، و حكی عن ثعلب: جَرَش، قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة. و جَوْشٌ و جُؤْشُوشٌ: و هو ما بین أَوله إِلی ثُلُثه، و قیل: هو ساعة منه؛ و الجمع أَجْراش و جُروش، و السینُ المهملة فی جرش لغة؛ حكاه یعقوب فی البدل. و أَتاه بِجَرْشٍ من اللیل أَی بآخِرٍ منه. و مضی جَرْش من اللیل أَی هَوِیٌّ من اللیل. و الجَرْش: الإِصابة، و ما جَرَش منه شیئاً و ما اجْتَرَشَ أَی ما أَصابَ. و جُرَش: موضع بالیمن، و منه أَدِیم جُرَشِیٌّ. و فی الحدیث ذكر جُرَش، بضم الجیم و فتح الراء، مِخْلافٌ من مخالیف الیمن، و هو بفتحهما بلد بالشأْم، و لهما ذكر فی الحدیث. و جُرَشیَّة: بئر معروفة؛ قال بشر بن أَبی خازم: تَحَدُّرَ ماءِ البئرِ عن جُرَشِیَّة، علی جِرْبَةٍ، تَعْلو الدِّبارَ غُرُوبُها
(6). قوله [و مضی جرش] هو بالتثلیث و بالتحریك و كصرد.
لسان العرب، ج‌6، ص: 273
و قیل: هی هنا دلو منسوبة إِلی جُرَش. الجوهری: یقول دُمُوعِی تَحدّرُ كتَحَدُّرِ ماء البئر عن دلو تَسْتَقی بها ناقة جُرَشِیة لأَن أَهل جُرَش یَسْتَقُون علی الإِبل. و جَرَشْت الشی‌ءَ إِذا لم تُنعِّم دقه، فهو جریش. و ملح جَرِیش: لم یَتَطَیَّب. و ناقة جُرَشِیَّة: حمراء. و الجُرَشِیُّ: ضرْب من العنب أَبیض إِلی الخضرة رقیق صغیر الحبة و هو أَسرعُ العنب إِدراكاً، و زعم أَبو حنیفة أَن عناقیده طِوال و حبّه مُتَفرق، قال: و زعموا أَن العنقود منه یكون ذراعاً، و فی العُنُوق حمراءُ جُرَشِیة، و من الأَعناب عِنَبٌ جُرَشِیٌّ بالغٌ جید ینسب إِلی جُرَش. و الجَرْش: الأَكل. قال الأَزهری: الصواب بالسین. و الجُرَشِیَّة: ضرب من الشعیر أَو البرّ. و رجُل مُجْرَئِشُّ الجنبِ: منتفخه؛ قال: إِنك یا جَهْضَم ماهی القَلْب، جافٍ عَریضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب و المُجْرَئِشُّ أَیضاً: المُجْتَمِع الجنب، و قیل: المُجْرَئِشّ الغلیظُ الجنب الجافی، و قال اللیث: هو المنتفخ الوسط من ظاهر و باطن. قال ابن السكیت: فرس مُجْفَر الجَنبین و مُجْرَئِشُّ الجنبین و حَوْشَب، كل ذلك انتفاخ الجنبین. أَبو الهذیل: اجْرَأَشّ إِذا ثابَ جِسْمُه بعد هُزال، و قال أَبو الدُّقَیش: هو الذی هُزِل و ظهرت عظامه؛ و قول لبید: بَكَرَتْ به جُرَشِیَّة مقْطُورة قال ابن بری فی ترجمة حجر: أَراد بقوله جُرَشِیَّة ناقة منسوبة إِلی جُرَش. و جُرَش: إِن جعلته اسم بُقْعة لم تصرفه للتأْنیث و التعریف، و إِن جعلته اسم موضع فیحتمل أَن یكون معدولًا فیمتنع أَیضاً من الصرف للعدل و التعریف، و یحتمل أَن لا یكون معدولًا فینصرف لامتناع وجود العلتین. قال: و علی كلّ حال تركُ الصرف أَسلمُ من الصرف، و هو موضع بالیمن. و مقْطُورة: مطْلِیّة بالقَطِران. و فی البیت عُلكُوم، و عُلْكُومٌ ضخمة، و الهاء فی به تعود علی غَرْب تقدم ذكرها.

جرنفش؛ ج6، ص: 273

: الجَرَنْفَش: العظیم الجَنْبَین من كلّ شی‌ء، و الأُنثی جَرَنْفَشة، و السین المهملة لغة. التهذیب فی الخماسی عن أَبی عمرو: الجَرَنْفش العظیم من الرجال. الجوهری: الجَرَنْفَش العظیم الجنبین، و الجُرافِشُ، بضم الجیم، مثله؛ قال ابن بری: هذان الحرفان ذكرهما سیبویه و من تبعه من البصریین بالسین المهملة غیر المعجمة، و قال أَبو سعید السیرافی: هما لغتان.

جشش؛ ج6، ص: 273

: جَشَّ الحَبَّ یَجُشُّهُ جَشّاً و أَجَشَّهُ: دقّه، و قیل: طَحَنه طَحْناً غلیظاً جرِیشاً، و هو جَشِیش و مَجْشوش. أَبو زید: أَجْشَشْتُ الحَب إِجْشَاشاً. و الجَشِیش و الجَشِیشة: ما جُشَّ من الحب؛ قال رؤبة: لا یَتَّقی بالذُّرَقِ المَجْروش، من الزُّوان، مَطْحَن الجَشِیش و قیل: الجَشِیشُ الحبّ حین یُدق قبل أَن یُطْبخ، فإِذا طُبِخ فهو جَشِیشَة؛ قال ابن سیدة: و هذا فرق لیس بِقَویّ. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، أَولَم علی بعض أَزواجه بِجَشیشة؛ قال شمر: الجَشِیشُ أَن تُطْحَن الحِنْطةُ طَحْناً جَلِیلًا ثم تُنْصَب به القِدْر و یُلْقی علیها لَحْم أَو تَمْر فیُطْبخ، فهذا الجشیش، و یقال لها دَشِیشة،
لسان العرب، ج‌6، ص: 274
بالدال، و‌فی حدیث جابر: فَعَمَدْت إِلی شَعِیرٍ فَجَشَشْتُهُ‌أَی طَحَنته. و قد جَشَشْت الحِنْطة، و الجَرِیش مثله، و جَشَشْتُ الشی‌ء أَجُشُّهُ جَشّاً: دَقَقْته و كَسّرته، و السویق جَشِیش. اللیث: الجَشّ طَحْن السویق و البُرّ إِذا لم یُجْعل دَقِیقاً. قال الفارسی: الجَشِیشة واحدة الجَشِیش كالسویقة واحدة السویق، و المِجَشّة: الرحی، و قیل: المِجَشَّة رحی صغیرة یُجَش بها الجشیشةُ من البر و غیره، و لا یقال للسَّوِیق جَشِیشَةٌ و لكن یقال جَذیذة. الجوهری: المجش الرحی التی یُطحن بها الجشیش. و الجَشَشُ و الجُشَّةُ: صوت غلیظ فیه بُحّة یَخْرج من الخَیاشِیم، و هو أَحد الأَصوات التی تُصاغ علیها الأَلْحان، و كانَ الخلیل یقول: الأَصوات التی تُصَاغ بها الأَلْحانُ ثلاثة منها الأَجَشّ، و هو صوت من الرأْس یَخْرج من الخیاشیم فیه غِلَظ و بُحَّة، فیتبع بِخَدِرٍ موضوع علی ذلك الصوت بعینه ثم یتبع بِوَشْیٍ مثل الأَوّل فهی صیاغته، فهذا الصوت الأَجَشّ، و قیل: الجَشَشُ و الجُشَّةُ شدة الصوت. و رَعْد أَجَشُّ: شدیدُ الصوت؛ قال صخْر الغَیّ: أَجَشَّ رِبَحْلًا، له هَیْدَب، یُكَشِّف لِلْحال رَیْطاً كَثِیفا الأَصمعی: من السحاب الأَجَشّ الشدیدُ الصوتِ صوت الرعْد. و فرسٌ أَجَشّ الصّوتِ: فی صَهِیله جَشَش؛ قال لبید: بأَجَشِّ الصوتِ یَعْبُوبٍ، إِذا طَرَق الحَیُّ من الغَزوِ، صَهَل و الأَجَشّ: الغلیظُ الصوت. و سحابٌ أَجَشُّ الرعْدِ. و‌فی الحدیث: أَنه سَمِعَ تَكْبیرة رجُلٍ أَجَشِّ الصوتِ‌أَی فی صَوته جُشّة، و هی شِدّة و غِلَظ. و منه‌حدیث قُسّ: أَشْدَق أَجَشّ الصوت، و قیل: فرس أَجَشُّ، هو الغلیظُ الصهِیل و هو ما یُحْمد فی الخیل؛ قال النجاشی: و نجَّی ابنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذو عُلالة، أَجَشُّ هَزِیمٌ، و الرِّماحُ دَوَانی و قال أَبو حنیفة: الجشّاء من القِسیّ التی فی صوتها جُشّة عند الرمْی؛ قال أَبو ذؤیب: و نَمِیمة من قائِصٍ مُتَلَبِّب، فی كفّه جَشْ‌ءٌ أَجَشُّ و أَقْطَع قال: أَجَشّ فذكَّر و إِن كان صفة للجش‌ء، و هو مؤنث، لأَنه أَراد العُود. و الجَشَّة و الجُشَّة، لغتان: الجماعة من الناس، و قیل: الجماعة من الناس یُقبِلون معاً فی نَهْضة. و جَشَّ القومُ: نفَروا و اجتمعوا؛ قال العجاج: بِجَشّة جَشّوا بها ممن نَفَر أَبو مالك: الجَشَّة النَّهْضة. یقال: شَهِدْت جَشَّتَهم أَی نَهْضَتَهم، و دخَلَتْ جشَّة من الناس أَی جماعة. ابن شمیل: جَشَّهُ بالعَصا و جَثَّه جشّاً و جثّاً إِذا ضَرَبه بها. الأَصمعی: أَجَشَّت الأَرضُ و أَبَشَّت إِذا التفَّ نَبْتُها. و جَشَّ البئرَ یَجُشّها جَشّاً؛ و جَشْجَشَها: نَقَّاها و قیل: جَشَّها كَنَسَها؛ قال أَبو ذؤیب یصف القبْر: یقولون لمَّا جُشَّتِ البِئرُ: أَورِدُوا، و لیس بِها أَدْنی ذِفافٍ لِوارِد قال: یعنی به القبر. و جاء بعد جُشٍّ من اللیل أَی قِطْعة. و الجُشُّ أَیضاً: ما ارتفع من الأَرض و لم یَبْلُغ أَن یكون جَبَلًا. و الجُشّ: النَّجَفَة فیه غِلَظ و ارتفاع. و الجَشَّاء: أَرضٌ سهْلة ذاتُ حَصًی تُسْتَصْلح لغَرْس النخل؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌6، ص: 275
من ماءِ مَحْنِیَة جاشَتْ بِجُمَّتِها جَشَّاء، خالَطَتِ البَطْحاءَ و الجَبَلا و جُشُّ أَعْیارٍ: موضِعٌ معروف؛ قال النابغة «1»: ما اضْطرَّكَ الحِرْزُ من لَیْلی إِلی بَرَدٍ، تَخْتارُه مَعْقِلًا عن جُشّ أَعیار و الجُشّ: الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة. ابن الأَثیر فی هذه الترجمة‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: كان ینهی عن أَكْل الجِرِّیّ و الجِرِّیتِ‌و الجَشّاء؛ قیل: هُو الطِّحَالُ؛ و منه‌حدیث ابن عباس: ما آكُلُ الجَشَّاءَ من شَهْوتها، و لكن لیَعْلَم أَهلُ بیتی أَنها حَلال.

جعش؛ ج6، ص: 275

: الجُعْشُوش: الطَّویلُ، و قیل: الطویل الدَّقِیق، و قیل: الدَّمِیم القَصِیرُ الذَّری‌ءُ القَمِی‌ءُ منسوب إِلی قَمْأَةٍ و صِغَرٍ و قلَّةٍ؛ عن یعقوب، قال: و السین لغة، و قال ابن جنی: الشین بدل من السین لأَنَّ السین أَعمُّ تصرُّفاً، و ذلك لدخولها فی الواحد و الجمع جمیعاً، فضیقُ الشین مع سعة السین یُؤْذِنُ بأَنَّ الشین بدلٌ من السین، و قیل: اللَّئِیم، و قیل: هو النَّحِیف الضامر؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال الشاعر: یا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط، لَیس بِجُعْشُوش و لا بأَذْوَط و قال ابن حلزة: بنو لُخَیم و جَعَاشیش مُضَر كل ذلك یقال بالشین و بالسین. و‌فی حدیث طهفة: و یَبِس الجِعْش؛ قیل: هو أَصل النبات، و قیل: أَصل الصلِّیان خاصة و هو نبت معروف.

جفش؛ ج6، ص: 275

: جَفَش الشی‌ءَ یَجْفِشُه جَفْشاً: جَمَعَه؛ یمانیة.

جمش؛ ج6، ص: 275

: الجَمْش: الصَّوتُ. أَبو عبیدة: لا یُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً یعنی أَدنی صوتٍ؛ یقال لِلَّذی لا یَقْبَل نُصْحاً و لا رُشْداً، و یقال للمُتَغابی المُتَصامِّ عنك و عمَّا یلزمه. قال: و قال الكلابی لا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَی هم فی شی‌ء یُصِمّهم یَشتغلون عن الاستماع إِلیك، هذا من الجَمْش و هو الصوت الخفیّ. و الجَمْش: ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع. و الجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص و لعِب، و قد جَمَّشَه و هو یُجَمِّشها أَی یُقَرِّصُها و یُلاعِبُها. قال أَبو العباس: قیل للمُغازَلة تَجْمیش من الجَمْش، و هو الكلام الخفیُّ، و هو أَن یقول لِهَواه: هَیْ هَیْ. و الجَمْش: حَلْق النُّورة؛ و أَنشد: حَلْقاً كحَلْق الجَمِیش و جَمَش شَعره یَجْمِشُه و یَجْمُشه: حَلَقه. و جَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه، و جَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه. و نُورة جَمُوش و جَمِیش و رَكَبٌ جَمِیش: مَحْلوقٌ، و قد جَمَشه جَمْشاً؛ قال: قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِیش، أَبْرَدُهْ أَحْمَی من التنُّور، أَحْمَی مُوقِدُهْ قال أَبو النجم: إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوی جَمِیشاً، أَتَیْتُ علی حِیالِك فانْثَنَیْنا أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق «2». ابن الأَعرابی: قیل للرجُل جَمَّاش لأَنه یَطلب الرَّكَب الجَمِیش. و الجَمِیش: المكانُ لا نبت فیه: و‌فی الحدیث: بخَبْت الجمیش، و الخَبْتُ المَفازَة، و إِنما قیل له
(1). قوله [قال النابغة] كذا بالأَصل، و فی یاقوت: قال بدر بن حزان یخاطب النابغة. (2). قوله [الدردان المحلوق] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 276
جَمِیش لأَنه لا نبات فیه كأَنه حَلِیق. و سنة جَمُوش: تُحْرِقُ النبات. غیرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة: أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ أَبو عمرو: الجِماشُ ما یُجْعَل تحت الطَّیِّ و الجال فی القَلِیب إِذا طُوِیت بالحجارة، و قد جَمَشَ یَجْمُشُ و یَجْمِشُ. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: لا یحلّ لأَحدكم من مالِ أَخیه شی‌ءٌ إِلا بِطِیبة نَفْسِه، فقال عمرو بن یثربیّ: یا رسول اللَّه، إِن لقیتُ غَنم ابن أَخی أَ أَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقیتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً و زناداً بِخَبْت الجَمِیش فلا تَهِجْها؛ یقال: إِنَّ خَبْتَ الجَمِیش صحراءُ واسعةٌ لا نبات لها فیكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلی ما یُؤكل، فقال: إِنْ لقِیتَها فی هذا الموضع علی هذه الحال فلا تَهِجْها، و إِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِیش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ علیه و فَنی زادُه و احتاج إِلی مال أَخیه المسلم، و معناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا تَعَرَّضْ إِلی نَعَمِ أَخیك بوجْه و لا سبَب، و إِن كان ذلك سهلًا، و هو معنی قوله تحمل شفرة و زناداً أَی معها آلة الذبح و آلة الشیِّ، و هو مثل قولهم: حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، و قیل: خَبْتُ الجَمِیش كأَنه جُمِش أَی حُلِق.

جنش؛ ج6، ص: 276

: جَنَشَتْ نَفْسی: ارتفَعَت من الخوف؛ قال: إِذا النفوس جَنَشَت عِنْد اللّحا ابن الأَعرابی: الجَنْش نزْحُ البئر. أَبو الفرج السُّلَمی: جَنَش القومُ القومَ و جمَشُوا لهم أَی أَقبَلوا إِلیهم؛ و أَنشد: أَقول لعبّاس، و قد جَنَشَت لنا حُیَیٌّ، و أَفْلَتْنا فُوَیتَ الأَظافر أَی فاتَ عن أَظفارنا. و فی النوادر: الجَنْش الغِلظ؛ و قال: یَوْماً مُؤَامَرات یوماً للجَنَش قال الأَزهری: و هو عِیدٌ لهم، قال: و یقال جَنَش فلانٌ إِلیّ و جأَش و تَحَوَّرَ و هاشَ و أَرَزَ بمعنی واحد.

جهش؛ ج6، ص: 276

: جَهِش «1» و جَهَش للبُكاء یجهَش جَهْشاً و أَجْهَش، كلاهما، استعدَّ له و اسْتَعْبَرَ، و المُجْهِش الباكی نفْسُه. و جهَشت إِلیه نفسُه جُهوشاً و أَجْهَشتْ، كلاهما: نَهَضت و فاظَت. و جَهَشت نفسی و أَجْهَشت إِذا نَهَضت إِلیك و هَمَّت بالبُكاء. و الجَهْش: أَن یَفْزَع الإِنسان إِلی غیره و هو مع ذلك كأَنه یرید البكاء كالصبیّ یَفْزَع إِلی أُمه و أَبیه و قد تهیّأَ للبكاء؛ یقال: جَهَشَ إِلیه یَجْهَشُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، كان بالحُدَیْبِیة فأَصاب أَصحابَه عَطش، قالوا: فجَهَشنا إِلی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم؛ و كذلك الإِجْهَاش. قال أَبو عبید: و فیه لغة أُخری: أَجْهَشْتُ إِجْهَاشاً؛ و من ذلك قول لبید: باتَتْ تشكَّی إِلیَّ النفْسُ مُجْهِشة، و قد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِینا و قال الأُموی: أَجهَش إِذا تهیَّأَ للبُكاء. و‌فی حدیث المولد قال: فَسابَّنی فأَجْهَشْت بالبُكاء؛ أَراد فخَنَقَنی فتَهیأْت للبكاء. و جَهَشَ للشَّوق و الحُزْن: تَهیَّأَ. و جَهَشَ إِلی القوم جَهْشاً: أَتاهم. و الجَهْش: الصوت؛ عن كراع. و الذی رواه أَبو عبید الجَمْش.

جوش؛ ج6، ص: 276

: الجَوش: الصَّدْر مثل الجُؤْشوش، و قیل: الجوش الصدرُ من الإِنسان و اللیلِ، و مضی جَوْش من اللیل أَی صدْر منه مثل جَرْش؛ قال رَبیعة بن
(1). قوله [جهش] هو كسمع و منع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌6، ص: 277
مَقْرُوم الضبّی: و فتیان صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلافَةً، إِذا الدِّیكُ فی جَوْشٍ من اللیل طَرَّبا و جوش اللیل: جَوزُه و وَسَطُه؛ قال ذو الرمة: تَلَوَّم هاه‌ها و قد مَضَی من اللیل جَوْش و اسْبَطَرّتْ كواكبُه «2» التهذیب: جَوْشُ اللیلِ من لَدُن رُبْعِه إِلی ثُلثه، و قال ابن أَحمر: مضی جَوْش من اللیل. ابن الأَعرابی: جاش یَجُوش جَوْشاً إِذا سار اللیلَ كلَّه؛ و قال مُرَّةُ بن عبد اللَّه: تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِیٍّ، عَظِیمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق قال: الجَوْش الوسَط. و الجوشَنِیّ: العظیمُ الجنبین و البطنِ. و الصِّفاقُ: الذی یلی الجَوْف من جِلْد البَطن. و الجلْف: الجافی الخَلْق الذی لا عَقْلَ له، شُبِّه بالدَّنِّ الفارغ، و الدَّنُّ الفارغُ یقال له جلْف. و جَوْش: قبیلة أَو موضع. الجوهری: جَوْش موضع؛ و أَنشد لأَبی الطَّمَحان القینی: تَرُضُّ حَصَی مَعْزاءِ جَوْشٍ و أُكْمَهُ بأَخْفافِها، رَضَّ النَّوی بالمَراضِخ

جیش؛ ج6، ص: 277

: جاشَت النفسُ تَجِیش جَیْشاً و جُیوشاً و جَیَشاناً: فاظَتْ. و جاشَتْ نفسِی جَیْشاً و جَیشاناً: غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَیان، فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت: جَشَأَت. و‌فی الحدیث: جاؤوا بِلَحْم فتَجَیَّشَتْ أَنفُسُ أَصحابِه‌أَی غَثَتْ، و هو من الارتفاع كأَنَّ ما فی بطونهم ارتفع إِلی حُلوقهم فحَصل الغَثْیُ. و جاشت القِدْر تجِیش جَیْشاً و جَیَشاناً: غَلَت، و كذلك الصدْرُ إِذا لم یَقْدر صاحبه علی حَبْس ما فیه. التهذیب: و الجَیشان جَیَشان القِدْر. و كلّ شی‌ء یَغْلی، فهو یَجِیش، حتی الهَمّ و الغُصَّة فی الصدْر؛ قال ابن بری: و ذكر غیر الجوهری أَنَّ الصحیح جاشت القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلی و لم تَغْلِ بعْدُ؛ قال: و یشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدی: تَجیشُ علینا قِدْرهم فنُدِیمُها، و نَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْیُها غلی أَی نُسكِّنُ قِدْرَهم، و هی كنایة عن الحرب، إِذا بدأَت أَن تغلی، و تسكینها یكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد یُصَبُّ فیها، و معنی ندیمها نُسَكّنها؛ و منه‌الحدیث: لا یَبُولَنَّ أَحدكم فی الماء الدائم‌أَی الساكن،ثم قال: و نَفْثَؤُها عنَّا إِذا غلت و فارت و ذلك بالماء البارد.و‌فی حدیث الاسْتِسقاء: و ما یَنزِل حتی یَجِیشَ كلُّ مِیزابٍ‌أَی یتدَفَّق و یجری بالماء. و منه‌الحدیث: ستكُون فِتْنة لا یَهْدأُ منها جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب‌أَی فارَ و ارتفع. و‌فی حدیث علی رضوان اللَّه علیه، فی صفة النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: دامِغ جَیْشاتِ الأَباطِیل؛ هی جمع جَیْشة و هی المرَّة من جاشَ إِذا ارتفع. و جاشَ الوادی یَجِیش جَیشاً: زَخَر و امتدَّ جدّاً. و جاشَ البحر جَیشاً: هاجَ فلم یُسْتَطع رُكوبُه. و جاشَ الهمُّ فی صدْره جیْشاً: مُثِّلَ بذلك. و جاشَ صدْرُه یَجِیش إِذا غَلی غَیْظاً و دَرَداً. و جاشتْ نفْس الجبان و جَأَشت إِذا همَّت بالفرار. و‌فی حدیث البراء بن مالك: و كأَنَّ نفْسی جاشَت‌أَی ارتاعت و خافت. و جأْش النفس: رُوَاعُ القَلب إِذا اضطرب، مذكور فی جأَش. و الجَیْش: واحد الجُیُوش. و الجَیش: الجُنْد،
(2). قوله [تلوم هاه ها‌إلخ] هو كذلك فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 278
و قیل: جماعة الناس فی الحَرْب، و الجمع جُیُوش. التهذیب: الجَیْش جُنْد یسیرون لحرب أَو غیرها. یقال: جَیَّش فلان أَی جمع الجُیُوش، و اسْتَجاشَه أَی طَلب منه جیشاً. و‌فی حدیث عامر بن فُهَیرة: فاسْتَجاشَ علیهم عامرُ بن الطفَیل‌أَی طَلب لهم الجیشَ و جمَعَه علیهم. و الجِیشُ: نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ و له سَنِفَةٌ كثیرة طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً، و الجمع جُیُوش. و جَیْشان: موضع معروف؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: قامت تَبَدَّی لك فی جَیْشانِها لم یفسره، قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد فی جَیَشانها أَی قُوَّتِها و شبابِها فسكَّن للضرورة، و سیأْتی تفسیر قولهم فلان عیش و جیش فی موضعه. و ذات الجَیْش: موضع؛ قال أَبو صخر الهذلی: لِلَیْلی بِذات البَیْن دارٌ عَرفتُها، و أُخْرَی بذات الجَیْش آیاتُها سَفْر

فصل الحاء المهملة؛ ج6، ص: 278

حبش؛ ج6، ص: 278

: الحَبَش: جِنْس من السُّودان، و هم الأَحْبُش و الحُبْشان مثل حمَل و حُمْلان و الحَبِیش، و قد قالوا الحَبَشة علی بناء سَفَرة، و لیس بصحیح فی القیاس لأَنه لا واحدَ له علی مثال فاعِل، فیكون مكسراً علی فَعَلة؛ قال الأَزهری: الحَبَشة خطأٌ فی القیاس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق و فسقة، و لكن لما تُكُلِّم به سار فی اللغات، و هو فی اضطرار الشعر جائز. و‌فی الحدیث: أُوصیكم بتقوی اللَّه و السمعِ و الطاعةِ و إِنْ عَبْداً حَبَشِیّاً‌أَی أَطیعوا صاحبَ الأَمْر و إِن كان عبداً حبشیاً، فحذف كان و هی مرادة. و الأُحبوش: جماعة الحبش؛ قال العجاج: كأَنَّ صِیرانَ المَهَا الأَخْلاط بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط و قیل: هم الجماعة أیّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا. و‌فی حدیث خاتم النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: فیه فَصٌّ حَبَشِیٌّ؛ قال ابن الأَثیر: یحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِیق لأَنَّ معدِنَهما الیَمَنُ و الحَبَشة أَو نوعاً آخر ینسب إِلیها. و الأَحابِیشُ: أَحْیاءٌ من القارَة انضمُّوا إِلی بنی لَیث فی الحرب التی وقعت بینهم و بین قریش قبل الإِسلام، فقال إِبْلیس لقریش: إِنی جارٌ لكم من بنی لیث، فواقَعُوا دَماً؛ سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم؛ قال: لَیْث و دِیل و كَعْب و الذی ظأَرَتْ جَمْعُ الأَحابِیش، لما احْمَرَّت الحَدَق فلما سُمّیت تلك الأَحیاءُ بالأَحابیش من قِبَل تجمُّعِها صار التَّحْبیش فی الكلام كالتجمیع. و حُبْشِیّ: جبَل بأَسفل مكة یقال منه سمی أَحابیشُ قریش، و ذلك أَن بَنی المُصطلق و بنی الهَوْن بن خُزیمة اجتمعوا عنده فحالفوا قریشاً، و تحالفوا باللَّه إِنَّا لَیَدٌ علی غیرِنا ما سَجا لَیْلٌ و وَضَحَ نهار و ما أَرْسَی حُبْشیٌّ مَكانَه، فسُمّوا أَحابیش قُریش باسم الجبل؛ و منه‌حدیث عبد الرحمن بن أَبی بكر: أَنه مات بالحُبْشیّ؛ هو بضم الحاء و سكون الباء و كسر الشین و التشدید، موضع قریب من مكة، و قیل: جبل بأَسفل مكة. و‌فی حدیث الحُدَیبیة: أَن قریشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابیش؛ قال: هم أَحیاء من القارة. و أَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِیَّ اللَّون. و ناقة حَبَشِیَّة: شدیدة السواد. و الحُبْشِیَّة: ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَیَّروا اللفظ لیكون فرقاً بین النسبة و الاسم، فالاسم حُبْشِیَّة
لسان العرب، ج‌6، ص: 279
و النسب حَبَشِیة. و روضة حَبَشِیة: خضراء تَضْرِب إِلی السَّواد؛ قال إمرؤ القیس: و یَاْكُلْن بُهْمَی جَعْدَةً حَبَشِیَّة، و یَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ فی السَّبَرات و الحُبْشانُ: الجراد الذی صار كأَنه النّمل سَواداً، الواحدةُ حَبَشِیَّة؛ هذا قول أَبی حنیفة، و إِنما قیاسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو حَبْشٌ أَو غیر ذلك مما یصلح أَن یكون فُعْلان جَمْعَه. و التحَبُّش: التجمُّع. و حَبَش الشی‌ءَ یَحْبشُه حَبْشاً و حَبَّشَه و تحَبَّشَه و احْتَبَشه: جمعه؛ قال رؤبة: أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِیشِی و الاسم الحُباشة. و حَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شیئاً، و التَّحْبیش مثله. و حُباشات العَیْر: ما جمع منه، واحدتُها حُباشة. و احْتَبش لأَهلِه حُباشَةً: جَمَعها لهم. و حَبَشْت لعیالی و هَبَشْت أَی كسبْتُ و جمعْتُ، و هی الحُباشة و الهُباشة؛ و أَنشد لرؤبة: لو لا حُباشاتٌ من التَّحْبِیش لِصِبْیة كأَفْرُخ العُشُوش و فی المجلس حُباشات و هُباشات من الناس أَی ناسٌ لیسُوا من قبیلة واحدة، و هم الحُباشة الجماعة، و كذلك الأُحْبوش و الأَحابیش، و تحبَّشوا علیه: اجتمعوا، و كذلك تَهبَّشوا. و حَبَّش قومَه تحبیشاً أَی جمعهم. و الأَحْبَش: الذی یأْكل طعام الرجُل و یجلس علی مائدته و یُزَیّنه. و الحَبَشِیّ: ضرْب من العِنَب. قال أَبو حنیفة: لم یُنْعت لنا. و الحَبَشِیّ: ضرْب من الشعیر سُنْبُله حرفان و هو حَرِش لا یؤكل لخشونته و لكنه یصلح للعلف. و من أَسماء العُقاب: الحُباشیَّة و النُّسارِیَّة تُشَبَّه بالنسر. و حَبَشِیة: اسم امرأَة كان یزیدُ بن الطثَرِیّة یتحدث إِلیها. و حُبَیْش: طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَیت و الكُعَیت. و حبیش «1»: اسم.

حتش؛ ج6، ص: 279

: الأَزهری خاصة: قال اللیث فی كتابه حَتَش یَنْظُر فیه، قال: و قال غیره حَتَش إِذا أَدام النظر، و قیل: حَتَش القومُ و تَحَتْرشوا إِذا حَشَدوا.

حترش؛ ج6، ص: 279

: الحِتْرِشُ و الحُتْرُوش: الصغیر الجسم النَّزِق مع صلابة. ابن الأَعرابی: یقال للغلام الخفیفِ النشِیطِ حُتْروش. الجوهری: الحُتْروش القصیر. و قولهم: ما أَحسَنَ حَتَارِشَ الصبیّ أَی حركاتِه. و سمعت للجراد حَتْرَشَة إِذا سمعت صوت أَكْله. و تَحَتْرَشَ القومُ: حَشَدوا. یقال: حَشَد القومُ و حَشَكُوا و تَحَتْرَشُوا بمعنی واحد. و یقال: سعی فلان بین القوم فتَحَتْرَشُوا علیه فلم یدركوه أَی سَعَوا و عَدَوْا علیه. و حِتْرِش: من أَسماء الرجال. و بنو حِتْرِش. بطْنٌ من بنی مُضَرّس و هم من بنی عقیل.

حرش؛ ج6، ص: 279

: الحَرْش و التَحْرِیش: إِغراؤُك الإِنسانَ و الأَسد لیقع بقِرْنِه. و حَرَّش بینهم: أَفْسد و أَغْری بعضَهم ببَعض. قال الجوهری: التحریش الإِغراء بین القوم و كذلك بین الكلاب. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن التحْریش بین البهائم، هو الإِغراء و تهییج بعضها علی بعض كما یُفْعل بین الجمال و الكِباش و الدُّیُوك و غیرها. و منه‌الحدیث: إِن الشیطان قد یَئِس أَنْ یُعْبَد فی
(1). قوله [و حبیش] هو كأَمیر و زبیر.
لسان العرب، ج‌6، ص: 280
جزیرة العَرَب و لكن فی التَّحریش بینهم‌أَی فی حَمْلهم علی الفِتَنِ و الحُروب. و أَما الذی ورد‌فی حدیث علیّ، رضوان اللَّه علیه، فی الحج: فذهبْتُ إِلی رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، مُحَرِّشاً علی فاطمةَ، فإِن التحریش هاهنا ذكرُ ما یُوجِب عتابَه لها. و حَرَشَ الضبَّ یَحْرِشُه حَرْشاً و احْتَرَشَه و تَحَرَّشَه و تحرَّش به: أَتی قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه علیه و أَتْلَج طَرَفها فی جُحْره، فإِذا سمع الصوتَ حَسِبَه دابّة ترید أَن تدخل علیه، فجاء یَزْحَل علی رِجْلیه و عجُزِه مُقاتلًا و یضرب بذنَبه، فناهَزَه الرجُلُ أَی بادره فأَخَذ بذنَبه فضَبَّ علیه أَی شد القَبْض فلم یقدر أَن یَفِیصَهُ أَی یُفْلِتَ منه؛ و قیل: حَرْشُ الضب صَیْدُه و هو أَن یُحَكَّ الجُحْر الذی هو فیه یُتَحرَّشُ به، فإِذا أَحسَّه الضبّ حَسِبَه ثُعْباناً، فأَخْرَج إِلیه ذنبَه فیُصاد حینئذ. قال الفارسی: قال أَبو زید: یقال لُهوَ أَخْبَثُ من ضبٍّ حَرَشْته، و ذلك أَن الضبَّ ربما اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فلم یُقْدر علیه، و هذا عند الاحتراش، الأَزهری: قال أَبو عبید و من أَمثالهم فی مخاطبة العالم بالشی‌ء من یرید تعلیمه: أَ تُعْلِمُنی بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه؟ و نَحْوٌ منه قولهم: كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع. قال ابن سیدة: و من أَمثالهم: هذا أَجَلُّ من الحَرْش؛ و أَصل ذلك أَنّ العرب كانت تقول: قال الضبّ لابنه یا بُنَیّ احذَر الحَرْش، فسمع یوماً وقْعَ مِحْفارٍ علی فَمِ الجُحر، فقال: بابَهْ «1» أَ هذا الحَرْشُ؟ فقال: یا بُنَیّ هذا أَجلّ من الحَرْش؛ و أَنشد الفارسی قول كُثَیّر: و مُحْتَرِش ضَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ، بِحُلْو الخَلی، حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع یقال: إِنه لَحُلْو الخَلی أَی حُلْو الكلام؛ و وَضَع الحَرْشَ موضعَ الاحتراش لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فقد حَرَشَه؛ و قیل: الحَرْش أَنْ تُهَیِّج الضبَّ فی جُحْره، فإِذا خرج قریباً منك هَدَمْتَ علیه بَقِیَّة الجحر، تقول منه: أَحْرَشْت الضبّ. قال الجوهری: حَرَشَ الضبَّ یَحْرِشه حَرْشاً صادَه، فهو حارش للضِّباب، و هو أَن یُحَرّك یده علی جحره لیظُنَّه حَیَّة فیُخْرِج ذَنَبَه لیضْرِبَها فیأْخُذه. و منه‌الحدیث: أَن رجلًا أَتاه بِضباب احْتَرَشها؛ قال ابن الأَثیر: و الاحتراش فی الأَصل الجَمْع و الكسْب و الخِداع. و‌فی حدیث أَبی حَثْمة فی صفة التّمْر: و تُحْتَرَشُ به الضِّبابُ‌أَی تُصطاد. یقال: إِن الضبَّ یُعْجَب بالتمر فیُحِبّه. و‌فی حدیث المسور: ما رأَیت رجُلًا ینفِر من الحَرْش مثلَه، یعنی معاویة، یرید بالحَرْش الخدیعةَ. و حارَشَ الضبُّ الأَفعی إِذا أَرادت أَن تَدْخل علیه فَقاتَلَها. و الحَرْش: الأَثَر، و خص بعضهم به الأَثَر فی الظَّهْر، و جمعه حِرَاش؛ و منه رِبْعِیّ بنُ حِراش و لا تقل خِراش، و قیل: الحِرَاش أَثَر الضرْب فی البَعِیر یبْرأُ فلا یَنْبُت له شَعر و لا وَبر. و حَرَش البعِیرَ بالعصا: حَكَّ فی غارِبِه لیَمْشِیَ؛ قال الأَزهری: سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول للبعیر الذی أَجْلَب دبَرُه فی ظَهره: هذا بعیر أَحْرَش و به حَرَش؛ قال الشاعر: فَطَار بِكَفِّی ذو حِرَاش مُشَمِّرٌ، أَحَذُّ ذلاذِیل العَسِیب قصِیر أَراد بذی حِرَاش جَمَلًا به آثار الدَّبر. و یقال: حَرَشْت جَرَبَ البعیر أَحْرِشُهُ حَرْشاً و خَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حتی تقشَّر الجلد الأَعلی فیَدْمی
(1). قوله [بابه] هكذا بالأَصل، و فی القاموس: یا أَبت إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 281
ثم یُطْلی حینئذ بالهِناء، و قال أَبو عمرو: الحَرْشَاء من الجُرْب التی لم تُطْل؛ قال الأَزهری: سمیت حَرْشاءَ لخشونة جلدها؛ قال الشاعر: و حَتی كأَنِّی یَتَّقی بیْ مُعبَّد، بِه نُقْبة حرشاءُ لم تَلْق طالیا و نُقْبة حرشاء: و هی الباثِرة التی لم تُطْل. و الحارِش: بُثُور تخرج فی أَلسِنَة الناس و الإِبلِ، صفة غالبة. و حَرَشَه، بالحاء و الخاء جمیعاً، حَرْشاً أَی خدشه؛ قال العجاج: كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ، هاجَتْ بوَلْوَالٍ و لَجَّت فی حَرَشْ فحرَّكه ضرورة. و الحَرْشُ: ضَرْب من البَضْع و هی مُسْتَلْقِیة. و حَرَشَ المرأَة حَرْشاً: جامعها مستلقیة علی قفَاها. و احْتَرَشَ القَومُ: حَشَدُوا و احْتَرَشَ الشی‌ءَ: جَمَعه و كَسَبَه؛ أَنشد ثعلب: لوْ كُنْتَ ذا لُبٍّ تَعِیشُ به، لَفَعَلْتَ فْعلَ المَرْء ذی اللُّبّ لَجَعَلْتَ صالِحَ ما احْتَرَشْتَ، و ما جَمَّعْتَ من نَهْبٍ، إِلی نَهْب و الأَحْرَشُ من الدنانِیر: ما فیه خُشُونة لِجدَّتِه؛ قال: دَنانِیرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد و‌فی الحدیث: أَنَّ رجُلًا أَخَذ من رجُل آخَرَ دَنانیرَ حُرْشاً؛ جمع أَحْرش و هو كلّ شی‌ءٍ خشن، أَراد أَنها كانت جَدیدة فَعَلیْها خُشونة النَّقْش. و دَراهِمُ حُرْشٌ: جِیادٌ خُشْنٌ حَدیثة العَهد بالسِّكَّة. و الضبُّ أَحْرَشُ، و ضبٌّ أَحْرش: خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز. و قیل: كلُّ شی‌ء خشِنٍ أَحْرشُ و حَرِشٌ؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة، و أُراها علی النسب لأَنّی لم أَسمع له فِعْلًا. و أَفْعی حَرْشاءُ: خشِنة الجِلْدة، و هی الحَریِش و الحِرْبیش؛ الأَزهری أَنشد هذا البیت: تَضْحَكُ مِنی أَنْ رَأَتْنی أَحْتَرِشْ، و لَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عن حِرِش قال: أَراد عن حِرِكْ، یَقْلبون كاف المخاطبة للتأْنیث شِیناً. و حیَّة حَرْشاء بیّنة الحَرَشِ إِذا كانت خشنة الجلد؛ قال الشاعر: بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِیحَها، إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ أُرِیقَ علی جَمْر و الحَرِیشُ: نوع من الحیات أَرْقَط. و الحَرْشاء: ضرب من السُّطَّاح أَخضرُ ینبت مُتِسَطِّحاً علی وجه الأَرض و فیه خُشْنَة؛ قال أَبو النجم: و الخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه و قیل: الحَرْشاء من نبات السهل و هی تنبت فی الدیار لازِقة بالأَرض و لیست بشی‌ء، و لو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه، و لیس لها صَیُّور؛ و قیل: الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها یَلْزَمُ ورقُها الأَرضَ و لا یمتدُّ حِبالًا غیر أَنه یرتفع لها من وسَطِها قصبة طویلة فی رأْسها حَبَّتها. قال الأَزهری: من نبات السهل الحَرْشاءُ و الصَّفْراء و الغَبْراء، و هی أَعشاب معروفة تَسْتَطِیبُها الراعیة. و الحَرْشاء: خَرْدَل البَرِّ. و الحَرْشاء: ضرب من النبات؛ قال أَبو النجم: و انْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ، و أَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراً تَنْقُلُهْ
لسان العرب، ج‌6، ص: 282
و الحَرِیش: دابة لها مخالب كمخالب الأَسد و قَرْنٌ واحد فی وسَطِ هامَتِها، زاد الجوهری: یسمیها الناس الكَرْكَدّن؛ و أَنشد: بها الحَرِیشُ و ضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ، یَلْوی إِلی رَشَحٍ منها و تَقْلِیص «2» قال الأَزهری: لا أَدری ما هذا البیت و لا أَعرف قائله؛ و قال غیره: و ذو قَرْنٍ یقال له حَرِیش و روی الأَزهری عن أَشیاخه قال: الهِرْمیس الكَرْكَدّن شی‌ء أَعظمُ من الفیل له قَرْن، یكون فی البحر أَو علی شاطئه، قال الأَزهری: و كأَن الحَرِیش و الهِرْمیس شی‌ء واحد، و قیل: الحَرِیش دُوَیْبَّة أَكبرُ من الدُّودة علی قدر الإِصبع لها قوائم كثیرة و هی التی تسمی دَخّالَةَ الأُذُن. و حَرِیش: قَبِیلة من بنی عامر، و قد سمَّت حَرِیشاً و مُحَرِّشاً و حِراشاً.

حربش؛ ج6، ص: 282

: أَفْعی حِرْبِشٌ و حِرْبیشٌ: كثیرة السّمّ خَشِنة المسّ شدیدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة. و الحِرْبِیش: حیة كالأَفعی ذاتُ قَرْنَین؛ قال رؤبة: غَضْبی كأَفعی الرِّمْثة الحِرْبِیش ابن الأَعرابی: هی الخَشْناء فی صوتِ مشیها. الأَزهری: الحِرْبِش و الحِرْبِشة الأَفعی، و ربما شدَّدُوا فقالوا: حِرِبِّش و حِرِبِّشة. أَبو خیرة: من الأَفاعی الحِرْفش و الحَرافش و قد یقول بعضُ العرب الحِرْبِش؛ قال و من ثم قالوا: هل بلد الحِرْبِشِ إِلَّا حِرْبِشا؟

حرفش؛ ج6، ص: 282

: احْرَنْفش الدِّیكُ: تَهَیَّأَ للقتال و أَقام ریشَ عُنُقِه، و كذلك الرجُل إِذا تهیَّأَ للقتال و الغضب و الشرّ، و ربما جاء بالخاء المعجمة. و قال هرم بن زید الكلبی: إِذا أَحیا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قلنا قد أَكْلأَت الأَرضُ و أَخْصَبَ الناسُ و احْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها و لَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ، قال: و احْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِیرارُها و تَنَصُّبُ شَعرِها و زیفَانُها فی أَحد شِقَّیْها لتَنْطَحَ صاحبتَها، و إِنما ذلك من الأَشَرِ حِینَ ازْدَهَت و أَعْجَبَتْها نفسُها، و تَلَحُّسُ الكلب الوَضَر لما یُفْضِلُون منه و یَدعُون من خِلاصِ السَّمْن فلا یأْكلونه من الخِصْبِ و السَّنَقِ، و احْرَنْفَشَ الكلبُ و الهرُّ تهیَّأَ لمثل ذلك، و احْرَنْفَشَتِ الرجال إِذا صرع بعضهم بعضاً. و المُحْرَنْفِشُ: المُتَقَبِّضُ الغضبان. و احْرَنْفَش للشرّ: تهیّأَ له. أَبو خیرة: من الأَفاعی الحِرْفش و الحرافش.

حشش؛ ج6، ص: 282

: الحَشِیش: یابِسُ الكَلإِ، زاد الأَزهری: و لا یقال و هو رطب حَشِیش، واحدته حَشِیشة، و الطَّاقة منه حَشِیشة، و الفِعْل الاحْتِشاش. و أَحَشَّ الكلأُ: أَمْكَنَ أَن یُجْمع و لا یقال أَجَزَّ. و أَحَشَّت الأَرضُ: كثر حَشِیشُها أَو صار فیها حَشِیش. و العُشْبُ: جِنْس لِلْخَلی و الحشِیش، فالخَلی رَطْبُه، و الحشِیشُ یابِسُه؛ قال ابن سیدة: هذا قول جمهور أَهل اللغة، و قال بعضهم: الحشِیش أَخْضَرُ الكلإِ و یابسُه؛ قال: و هذا لیس بصحیح لأَن موضوعَ هذه الكلمة فی اللغة الیُبْس و التقَبُّض. الأَزهری: العرب إِذا أَطْلَقوا اسم الحشِیش عَنَوْا به الخَلی خاصَّة، و هو أَجْوَدُ عَلَفٍ یَصْلُح الخَیْلُ علیه، و هی من خَیْر مراعِی النَّعَم، و هو عُرْوَةٌ فی الجَدْب و عُقْدة فی الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حالت
(2). قوله [یلوی إلی رشح] هكذا أَنشده هنا و أَنشده فی مادة ضغز یأْوی إِلی رشف.
لسان العرب، ج‌6، ص: 283
علیه السنة تغَیَّر لونُه و اسْودَّ بعد صُفرتِه، و احْتَوَتْه النَّعَم و الخَیل إِلا أَن تُمْحِلَ السنة و لا تُنْبِتَ البقلَ، و إِذا بدا القومُ فی آخر الخَریف قبل وقوع ربیع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتجِعین لم ینزلوا بلداً إِلا ما فیه خَلًی، فإِذا وقع ربیع بالأَرض و أَبْقَلَت الرّیاضُ أَغْنَتْهم عن الخلی و الصِّلّیان. و قال ابن شمیل: البقْلُ أَجْمَع رَطْباً و یابساً حشیشٌ و علَفٌ و خَلًی. و یقال: هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَی أَمكنت لأَنْ تُحَشَّ، و ذلك إِذا یَبِست، و اللُّمْعة من الخَلی، و هو المَوْضع الذی یكثر فیه الخلی، و لا یقال له لُمْعة حتی یصفَرَّ أَو یَبْیَضَّ؛ قال الأَزهری: و هذا كلام كله عربی صحیح. و المَحَشّ و المَحَشَّة: الأَرض الكثیرة الحَشِیش. و هذا مَحَشُّ صِدْقٍ: لِلْبَلَد الذی یَكثُر فیه الحشیش. و فلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَی بموضع كثیر الحشیش، و قد یقال ذلك لمن أَصاب أَیَّ خَیرٍ كان مَثَلًا به؛ یقال: إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَی بموضع كثیر الخیر. و حَشّ الحَشِیشَ یَحُشُّه حشّاً و احْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. و حَشَشْت الحشیش: قطعْتُه، و احْتَشَشْتُه طلَبْتُه و جَمَعْته. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجُلًا من أَسْلَمَ كان فی غُنَیْمة له یَحُشُّ عَلَیها، و قالوا: إِنما هو یَهُشُّ، بالهاء، أَی یَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتی یَنْتَثِرَ ورَقُها من قوله تعالی: وَ أَهُشُّ بِهٰا عَلیٰ غَنَمِی، و قیل: إِنَّ یَحُشُّ و یَهُشّ بمعنًی، و هو مَحْمول علی ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِیش. یقال: حشّه و احْتَشَّه و حَشَّ علی دابَتِه إذا قَطَع لها الحشیش. و‌فی حدیث عُمَر، رضی اللَّه عنه: أَنه رَأَی رجُلًا یَحْتَشّ فی الحَرَم فَزَبَرَهُ؛ قال ابن الأَثیر: أَی یأْخُذ الحشیش و هو الیابس من الكَلإِ. و الحُشّاش: الذین یَحْتَشُّون. و المِحَشّ و المَحَشّ: مِنجل ساذَجٌ یُحَشُّ به الحشیش، و الفتح أَجود، و هُما أَیضاً الشی‌ء الذی یُجْعل فیه الحشیش. و قال أَبو عبید: المِحَشّ ما حُشّ به، و المَحَشّ الذی یُجْعل فیه الحشیش، و قد تُكْسر میمُه أَیضاً. و الحِشَاش خاصّة: ما یوضع فیه الحشیش، و جمْعُه أَحِشَّة. و‌فی حدیث أَبی السَّلِیل: قال جاءت ابْنةُ أَبی ذَرّ علیها مِحَشّ صُوفٍ أَی كساءٌ خَشن خَلَقٌ، و هو من المِحَشّ و المَحَشّ، بالفتح و الكسر، و الكِساء الذی یوضع فیه الحَشِیش. و حَشَشْت فَرَسی: أَلْقَیْتُ له حَشِیشاً. و حَشّ الدابة یحُشّها حشّاً: علَفَها الحشیشَ. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول للرجل: حُشَّ فَرَسَك. و فی المثل «1»: أَحُشُّكَ و تَرُوثُنی، یَعْنی فرسَه، یُضْرَبُ مثَلًا لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ یَشْكُرْه و لا نَفَعه. و قال الأَزهری: یُضْرب مثَلًا لمن یُسِی‌ء إِلیك و أَنت تُحْسن إِلیه. قال الجوهری: و لَوْ قیل بالسین لم یَبْعُدْ، و معنی أَحُشّك أَ فَأَحُشّ لك، و یكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشیش، و أَحَشَّه: أَعانَه علی جَمْع الحشیش. و حَشَّت الیَدُ و أَحَشَّت و هی مُحِشّ: یَبِسَت، و أَكثر ذلك فی الشَّلَلِ. و حُكِی عن یونس: حُشَّت، علی صِیغة ما لم یُسمَّ فاعلُه، و أَحَشَّها اللَّه. الأَزهری: حَشَّت یدُه تَحِشُّ إِذا دقَّت و صغُرت، و اسْتَحَشَّتْ مثله. و حَشَّ الولَدُ فی بطْن أُمِّه
(1). قوله [و فی المثل إلخ] فی شرح القاموس: ثم إِن لفظ المثل هكذا هو فی الصحاح و التهذیب و الأَساس و المحكم، و رأیت فی هامش الصحاح ما نصه: و الذی قرأته بخط عبد السلام البصری فی كتاب الأَمثال لأَبی زید: أَحشّك و تروثین، و قد صحح علیه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 284
یَحِشُّ حَشّاً و أَحَشَّ و استحَشَّ: جُووِزَ به وقْت الوِلادة فیَبِسَ فی البَطْن، و بعضهم یقول: حُشَّ، بضمِّ الحاء. و أَحَشَّت المرأَة و الناقة و هی مُحِشّ: حَشَّ ولدُها فی رحِمِها أَی یَبِسَ و أَلْقَتْه حَشًّا و مَحْشُوشاً و أُحْشُوشاً أَی یابساً، زاد الأَزهری: و حَشِیشاً إِذا یبس فی بطنها. و‌فی الحدیث: أَن رجُلًا أَراد الخروج إِلی تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته: كیف بالوَدِیِّ؟ فقال: الغَزْوُ أَنْمی لِلْوَدِیّ، فما مَاتَتْ منه وَدِیّةٌ و لا حَشَّت‌أَی یَبِسَت. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ أَشهر و عشْراً ثم تزوّجت رجلًا فمكثت عنده أَربعة أَشهر و نصفاً ثم ولدت ولداً، فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلیة فسأَلهن عن ذلك، فقلن: هذه امرأَة كانت حاملًا من زوجها الأَوّل، فلما مات حَشَّ ولدُها فی بطنها، فلما مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها، قال: فَأَلْحَقَ عمر الولدَ بالأَول.قال أَبو عبید: حَشَّ ولدُها فی بطنها أَی یَبِس. و الحُشّ: الولد الهالك فی بطن الحاملة. و إِن فی بطنها لَحُشَّا، و هو الولد الهالك تنطوی علیه و تُهْراق دَماً علیه تنطوی علیه أَی یبقی فلم یخرج؛ قال ابن مقبل: و لقد غَدَوْتُ علی التِّجارِ بِجَسْرة قَلِقٍ حشُوش جَنِینها أَو حائِل قال: و إِذا أَلقت ولدها یابساً فهو الحشیش، قال: و لا یخرج الحشیش من بطنها حتی یُسْطی علیها، و أَما اللحم فإِنه یتقطع فیَبُول حَفْزاً فی بولها، و العِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ علیها، و قال ابن الأَعرابی: حَشّ ولدُ الناقة یَحِشُّ حُشُوشاً و أَحَشَّته أُمّه. و الحُشاشَة: رُوح القلب و رَمَقُ حیاة النفْس؛ قال: و ما المَرْءُ، ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه، بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ، و لا آلِ و كل بقیة حُشاشة. و الحُشاش و الحُشَاشة: بقیة الروح فی المریض. و منه‌حدیث زمزم: فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها‌أَی برمق بقیّة الحیاة و الروح. و حُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَی مَبْلَغُ جُهْدِكَ؛ عن اللحیانی، كأَنه مشتق من الحشاشة. الأَزهری: حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك و غُناماك و حُماداك بمعنَی واحد. الأَزهری: الحُشاشة رَمَق بقیة من حیاة؛ قال الفرزدق: إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ حُشاشَتُها، فی غیرِ لَحْمٍ و لا دَم و أَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ: أَدَقّه فاستدقّ، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها، لا النِّیُّ نِیٌّ، و لا السَّنامُ سَنام و قیل: لیس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم و لكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عند ذلك فیما یُری. الأَزهری: و المُسْتَحِشَّة من النوق التی دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها و كثرةِ لحمها و حَمِشَت سَفِلَتُها فی رأْی العین. یقال: استحشَّها الشحم و أَحَشَّها الشحم. و قام فلان إِلی فلان فاستَحَشَّه أَی صَغُرَ معه. و حَشَّ النارَ یَحُشُّها حَشّاً: جمع إِلیها ما تفرق من الحطب، و قیل: أَوقدها، و قال الأَزهری: حَشَشْتُ النارَ بالحطب، فزاد بالحطب؛ قال الشاعر: تاللَّه لو لا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِیَ الجَحِیمَ، حین لا مُسْتَصْرَخُ یعنی بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلین بالعذاب. و حَشَّ
لسان العرب، ج‌6، ص: 285
الحرب یَحُشُّها حَشّاً كذلك علی المَثَل إِذا أَسعرها و هیجها تشبیهاً بإِسْعار النار؛ قال زهیر: یَحُشُّونَها بالمَشْرَفِیَّة و القنَا، و فِتْیانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ و لا نُكْل و المِحَشُّ: ما تُحَرّكُ به النار من حدید، و كذلك المِحَشَّة؛ و منه قیل للرجل الشجاع: نِعْم مِحَشُّ الكَتِیبة. و‌فی حدیث زینب بنت جحش: دخل علیّ رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فضربنی بِمِحَشِّة‌أَی قضیب، جعلَتْه كالعود الذی تُحَشُّ به النار أَی تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما یقول لها. و فلان مِحَشُّ حَرْب: مُوقِد نارها و مُؤَرّثُها طَبِنٌ بها. و‌فی حدیث الرؤیا: و إِذا عنده نار یَحُشُّها أَی یُوقِدُها؛ و منه‌حدیث أَبی بَصیرٍ: ویْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال‌و منه‌حدیث عائشة تصف أَباها، رضی اللَّه عنهما: و أَطْفَأَ ما حَشَّتْ یهود‌أَی ما أَوقَدَت من نیران الفتنة و الحرب. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللَّه عنه: كما أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ‌أَی إِسْعاراً و تهییجاً بالرمْی. و حَشَّ النَّابِلُ سهمَه یَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه، و أَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحیه أَو ركَّبها علیه؛ قال: أَو كمِرِّیخٍ علی شَرْیانَةٍ، حَشَّه الرامِی بِظُهْرانٍ حُشُرْ «1» و حُشّ الفرسُ بِجِنْبَیْنِ عظیمین إِذا كان مُجْفَراً. الأَزهری: البعیر و الفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبین یقال: حُشَّ ظهره بجنبین واسِعَین، فهو مَحْشُوش؛ و قال أَبو دواد الإِیادی یصف فرساً: منَ الحارِكِ مَحْشُوش، بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ و حَشَّ الدابة یَحُشُّها حَشّاً: حملها فی السیر؛ قال: قد حَشَّها اللیل بعُصْلُبِیِّ، مُهاجِرٍ، لیس بأَعْرابیِّ «2» قال الأَزهری: قد حَشَّهَا أَی قد ضمَّها. و یَحُشُّ الرجلُ الحطبَ و یَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب علیها و أَوقَدَها، و كل ما قُوِّیَ بشی‌ء أَو أُعِینَ به، فقد حُشَّ به كالحادی للإِبل و السلاحِ للحرب و الحطب للنار؛ قال الراعی: هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِیٌّ بِمِثْلِه، و لا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ أَی لم تُرْمَ مَطِیٌّ بمثله و لا أَعینَ بمثله قوم عند الاحتیاج إِلی المعونة. و یقال: حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه، و حَشَشْت مالَه بمالِ فلان أَی كَثَّرْت به؛ و قال الهذلی: فی المُزَنیِّ الذی حَشَشْت له مالَ ضَرِیكٍ، تِلادُه نُكْد قال ابن الفرج: یقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ، قال: و سمعت بعض بنی أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ، قال: كأَنه یقول أَلحق الشی‌ءَ بالشی‌ء إِذا جاءك شی‌ء من ناحیة فافعل به؛ جاء به أَبو تراب فی باب الشین و السین و تعاقُبِهما. اللیث: و یقال حُشَّ علیّ الصیدَ؛ قال الأَزهری: كلام العرب الصحیحُ حُشْ علیَّ الصیدَ بالتخفیف من حاشَ یَحُوش، و من قال حَشَشْت الصیدَ بمعنی حُشْته فإِنی لم أَسمعه لغیر اللیث، و لست أُبْعِده مع ذلك من الجَواز، و معناه ضُمَّ الصید من جانبیه كما یقال حُشَّ البعیرُ بجَنْبَین واسعین أَی ضُمّ، غیر أَن المعروف فی الصید الحَوْش. و حَشَّ الفرَسُ یَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ، و مثله أَلْهَبَ كأَنه یتوقد
(1). قوله [حشر] كذا ضبط فی الأَصل. (2). و فی روایة أخری: لفها اللیل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 286
فی عَدْوِه؛ قال أَبو دواد الإِیادی یصف فرساً: مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِیقٍ، وَسْكَ غابٍ، و ذاكَ مِنْه حِضَار و الحَشّ و الحُشّ: جماعة النخل، و قال ابن درید: هما النخل المجتمع. و الحشُّ أَیضاً: البستان «3». و‌فی حدیث عثمان: أَنه دُفِنَ فی حَشِّ كَوْكَبٍ‌و هو بُسْتان بظاهر المدینة خارج البَقِیع. و الحشُّ: المُتَوَضَّأُ، سمی به لأَنهم كانوا یَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلی البَساتین، و قیل إِلی النخْل المجتمع یَتَغَوَّطُون فیها علی نحو تسمیتهم الفناء عَذِرةً، و الجمع من كل ذلك حِشَّان و حُشَّان و حَشَاشین؛ الأَخیرة جمعُ الجمع، كلُّه عن سیبویه. و‌فی الحدیث: أَنَّ رسولَ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، اسْتَخْلی فی حُشَّان.و المِحَشّ و المَحَشّ جمیعاً: الحَشّ كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة. و المَحَشَّة، بالفتح: الدبرُ و ذكره ابن الأَثیر فی ترجمة حَشَن، قال: فی الحدیث ذكرُ حُشَّان، و هو بضم الحاء و تشدید الشین، أُطُمٌ من آطامِ المدینة علی طریق قُبور الشُّهَداءِ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، نَهَی عن إِتْیان النساء فی مَحاشِّهِنّ، و قد روی بالسین، و‌فی روایة: فی حُشُوشهن‌أَی أَدْبارهن. و‌فی حدیث ابن مسعود: مَحاشُّ النساء علیكم حرام.قال الأَزهری: كنی عن الأَدبار بالمَحاشّ كما یُكْنی بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ. و الحَشّ و الحُشّ: المَخْرَج لأَنهم كانوا یقضُون حوائجَهم فی البساتین، و الجمع حُشُوش. و‌فی حدیث طلحة بن عبید اللَه أَنه قال: أَدْخَلونی الحَشّ و قَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه علی قَفَیّ فبایعْت و أَنا مُكْرَه.و‌فی الحدیث: إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة، یعنی الكُنُفَ و مواضعَ قضاء الحاجة. و الحِشاشُ الجُوالِق؛ قال: أَعْیَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ، بَیْنَ حِشَاشَیْ بازِلٍ جِوَرِّ و الحَشْحَشة: الحَرَكة و دُخُولُ بعضِ القوم فی بعض. و حَشْحَشَتْه النَّارُ: أَحْرَقَتْه. و‌فی حدیث علی و فاطمة: دخَل عَلینا رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، و علینا قَطِیفة فلما رأَیْناه تَحَشْحَشْنا؛ فقال: مَكانَكُما‌التَحَشْحُش: التحرُّك للنهوض. و سمعت له حَشْحَشَة و خَشْخَشَة أَی حركَةً.

حفش؛ ج6، ص: 286

: حَفَشَت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً: جاءت بمَطَرٍ شدِیدٍ ساعةً ثم أَقْلَعت. أَبو زید: یقال حَفَشَت السماءُ تحفِشُ حَفْشاً و حشَكَت تَحْشِكُ حَشْكاً و أَغْبت تُغْبی إِغباءً فهی مُغْبِیة، و هی الغَبْیة و الحَفْشة و الحشْكة من المطر بمعنی واحد. و حفَشَ السَّیلُ الوادی یَحْفِشُه حَفْشاً: مَلأَهُ. و الحافِشة: المَسیل، صفة غالِبة و أُنّثَ علی إِرادة الَّتلْعة أَو الشُّعْبة. و الحافِشة: أَرضٌ مُسْتَویة لَها كَهیْئَة البَطْن یُسْتَجْمَع ماؤُها فیَسِیل إِلی الوادی. و حفَشَت الأَرضُ بالماء من كلِّ جانبٍ: أَسالَتْه قِبَلَ الجانب. و حفَش السیلُ الأَكمةَ: أَسالَها. و الحَفْش: مصدرُ قولك حَفَشَ السیلَ حَفْشاً إِذا جَمعَ الماءَ من كل جانب إِلی مُسْتَنْقع واحد، فتلك المَسایِل التی تَنْصَبُّ إِلی المَسیل الأَعْظم هی الحَوَافِش، واحدتها حافشة؛ و أَنشد: عَشِیَّة رُحْنا و رَاحوا إِلَیْنا، كما مَلأَ الحَافِشاتُ المَسِیلا و حفَشَت الأَوْدِیة: سالَتْ كلُّها. و حَفْشُ الإِداوة: سیَلانها. و حَفَشَ الشی‌ءَ یحفِشُه: أَخْرَجَه. و حفَش
(3). قوله [و الحشُّ البستان] هو مثلث.
لسان العرب، ج‌6، ص: 287
الحُزْنُ العَینَ: أَخرَج كلَّ ما فیها من الدمْع؛ أَنشد ابن دُرید: یا مَنْ لِعَینٍ ثَرَّةِ المَدامِع، یَحْفِشُها الوَجْدُ بماءٍ هامِع ثم فسره فقال: یحفِشها یَسْتخرج كلَّ ما فیها. و حفَشَ لك الوُدَّ: أَخرَجَ لك كلّ ما عنده. و حَفَشَ المطرُ الأَرْضَ: أَظْهر نَباتَها. و الحَفُوش: المُتَحَفِّی، و قیل: المُبالِغ فی التحَفِّی و الوُدِّ، و خصَّ بعضُهم به النِّساءَ إِذا بالَغْنَ فی وُدِّ البُعُولَةِ و التحفّی بهم؛ قال: بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوةِ الحَفُوشِ و یقال: حَفَشَت المرأَة لزَوْجِها الوُدَّ إِذا اجْتَهَدت فیه. و تَحَفَّشَت المرأَةُ علی زَوْجِها إِذا أَقامت علیه و لَزِمَتْه و أَكَبَّت علیه. و الفرسُ یَحْفِشُ أَی یأْتی بِجَرْیٍ بَعْدَ جَرْیٍ. و حَفَشَ الفَرَسُ الجَرْیَ یَحْفِشُه: أَعْقَبَ جَرْیاً بعد جَرْیٍ فلم یَزْدَدْ إِلَّا جَوْدة؛ قال الكمیت یصف غیثاً: بِكُلِّ مُلِثٍّ یَحْفِشُ الأُكْمَ وَدْقُه، كأَنَّ التِّجارَ استَبْضَعَتْه الطیالِسا و یَحفِش: یَسِیل، و یُقال: یَقْشِر؛ یقول: اخْضَرَّ و نَضَرَ فشبَّهَه بالطَّیالِسة. و الحَفْش: الضّرّ. و الحِفْش: الشی‌ء البالی. ابن شمیل: الحَفَشُ أَن تأْخُذَ الدَّبَرة فی مُقَدَّم السَّنام فتأْكُلَه حتی یَذْهَبَ مُقَدَّمُه من أَسْفلِه إِلی أَعلاه فیَبْقی مُؤَخَّرُه مما یَلی عَجُزَه صَحیحاً قائماً، و یذهب مُقَدَّمُه مما یَلی غارِبَه. یقال: قد حَفِشَ سَنامُ البعیر، و بَعیرٌ حَفِشُ السَّنام و جمل أَحْفَش و ناقة حَفْشاء و حَفِشة. و الحِفْشُ: الدُّرْج یكون فیه البَخُور، و هو أَیضاً الصغِیرُ من بُیُوت الأَعْراب، و قیل: الحِفْش و الحَفْش و الحَفَش البیت الذَّلِیل القریبُ السَّمْكِ من الأَرْض، سُمِّیَ به لضِیقه، و جمعه أَحْفاش و حِفَاش. و التحَفُّشُ: الانضمام و الاجتماع؛ و منه‌حدیث المعتدَّة: دخَلَتْ حِفْشاً و لَبِسَت شَرَّ ثِیابها.و حَفَّشَ الرجُلُ: أَقام فی الحِفْش؛ قال رؤبة: و كُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّحْفِیش و تَحَفَّشت المرأَة علی زَوْجها أَو ولَدِها: أَقامت، و فی بَیْتها إِذا لَزِمَتْه فَلَم تَبْرَحْه. و الحِفْش: وِعَاءٌ المَغازِل. اللیث: الحِفْش ما كان من أَسْقاطِ الأَوانی الَّتی تكُون أَوعِیَةً فی البَیْت للطِّیب و نحوه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، بعَث رجُلًا من أَصحابه ساعیاً فقَدِم بمال و قال: أَمَّا كذا و كذا فهو من الصدَقات، و أَما كذا و كذا فإِنه مما أُهْدِی لی، فقال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: هلَّا جَلَس فی حِفْش أُمّه فیَنْظر هل یهدی له؟قال أَبو عبید: شبَّه بَیت أُمِّه فی صِغَرِه بالدُّرْج، و ذكر ابن الأَثیر أَن الذی وجّهَه ساعیاً علی الزكاة هو ابن اللُّتْبِیَّة. و الحِفْش: هو البیت الصغیر. و یقال: معنی‌قوله هلَّا قَعد فی حِفْش أُمه‌أَی عند حِفْش أُمه. و حَفَشُوا علیك یَحْفِشُون حَفْشاً: اجتمعوا. و قال شجاع الأَعرابی: حَفَزُوا علینا الخیلَ و الركابَ و حَفَشُوها إِذا صَبُّوها علیهم. و یقال: هم یَحْفِشُون علیك أَی یجتمعون و یتأَلفون. و الحِفْش: الهَنُ.

حكش؛ ج6، ص: 287

: ابن سیدة: الحَكْشُ الظُّلْم. و رجل حاكِشٌ: ظالم، أُراه علی النسب. و حَوْكَشٌ: اسم. الأَزهری: رجل حَكِشٌ مثل قولهم حَكَر، و هو اللَّجُوج. و الحَكِشُ و العَكِش: الذی فیه التواء علی خَصْمه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 288‌

حكنش؛ ج6، ص: 288

: حَكْنَش: اسم.

حمش؛ ج6، ص: 288

: حَمَشَ الشی‌ءَ: جَمَعَه. و الحَمْش و الحُمُوشة و الحَماشة: الدِّقَّة. و لِثَةٌ حَمْشَة: دقیقة حَسَنة. و هو حَمْشُ الساقَیْن و الذّراعَیْن، بالتسكین، و حَمِیشُهما و أَحْمَشُهما: دقیقُهما؛ و ذراع حَمْشَة و حَمِیشة و حَمْشاء و كذلك الساق و القوائم. و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءت به حَمْشَ الساقین فهو لِشَریك؛ و منه‌حدیث علیّ فی هدم الكعبة: كأَنی برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمْش الساقین قاعدٌ علیها و هی تُهْدم؛ و‌فی حدیث صفیة: فی ساقَیه حُمُوشة؛ قال یصف براغیث: و حُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور، طَرَقْنَ بِلَیْلٍ فأَرَّقْنَنی و حَمَشت قوائمه و حَمُشَت: دَقَّت؛ عن اللحیانی قال: كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها، إِذا ما تَغَنَّی بالعَشِیَّات شارب اللیث: ساقٌ حَمْشة، جَزْمٌ، و الجمع حُمْش و حِماش، و قد حَمُشَت ساقُه تَحْمُش حُمُوشة إِذا دقّت؛ و كان عبد اللَّه بن مسعود حَمْشَ الساقین. و‌فی حدیث حدّ الزنا: فإِذا رجل حَمْش الخَلْق، استعاره من الساق للبدن كله أَی دقیق الخِلْقة. و‌فی حدیث هند قالت لأَبی سفیان: اقْتُلوا الحَمِیت الأَحْمَش؛ قالته فی معرض الذم. و وترٌ حَمْشٌ و حَمِشٌ و مُسْتَحْمِش: دَقیق، و الجمع من ذلك حِماش و حُمْش، و الاستِحْماش فی الوَتَر أَحسنُ؛ قال ذو الرمة: كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْیُنِها، قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلوج قال أَبو العباس: رواه الفراء: كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْیُنِها قطناً بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج و حَمِش الشرُّ: اشتدَّ، و أَحْمَشْتُه أَنا. و احْتَمَشَ القِرْنان: اقتتلا، و السین لغة. و حَمَش الرجلَ حَمْشاً و أَحْمَشَه فاستَحْمَش: أَغْضَبَه فغضب، و الاسم الحَمْشة و الحُمْشة. اللیث: یقال للرجل إِذا اشتدّ غضبُه قد استَحْمَش غضباً؛ و أَنشد شمر: إِنِّی إِذا حَمَّشَنی تَحْمِیشی و احْتَمَش و استَحْمَش إِذا التَهَب غضباً. و‌فی حدیث ابن عباس: رأَیت علیّاً یوم صِفِّین و هو یُحْمِشُ أَصحابَه‌أَی یُحرِّضُهم علی القتالِ و یُغْضِبُهم. و أَحْمَشْتُ النارَ: أَلْهَبْتُها؛ و منه‌حدیثُ أَبی دُجانَة: رأَیتُ إِنساناً یُحْمِشُ الناسَ أَی یَسُوقُهم بِغَضَبٍ، و أَحْمَشَ القِدْرَ و أَحْمَشَ بها: أَشْبَعَ وَقُودَها؛ قال ذو الرمة: كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ، بعد تَعَیُّسٍ لِوَهْبِینَ، إِحْماشُ الوَلِیدة بالقِدْرِ «1» أَبو عبید: حَشَشْت النارَ و أَحْمَشْتُها؛ و أَنشد بیت ذی الرمة أَیضاً: … إِحماش الولیدة بالقدر. و أَحْمَشْت الرجلَ: أَغضَبْتُه، و كذلك التَّحْمِیشُ، و الاسمُ الحِمْشَةُ مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب منه. و احْتَمَشَ الدِّیكانِ: اقْتَتَلا. و الحَمِیشُ: الشحْمُ المُذابُ. و أَحْمَشَ الشحْمَ و حمَّشَه: أَذابَهُ بالنارِ حتی كاد یُحْرِقُه؛ قال: كأَنَّه حِینَ وهَی سِقاؤُه، و انْحَلَّ من كلِّ سماءٍ ماؤُه، حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلّاؤُه
(1). قوله [بعد تعیس] فی الشارح تغبس بالمعجمة و الموحدة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 289
كذا رواه ابن الأَعرابی، و یروی حَمَّشَه.

حنش؛ ج6، ص: 289

: الحَنَشُ: الحیَّةُ، و قیل: الأَفْعی، و بها سُمِّی الرجلُ حنَشاً. و‌فی الحدیث: حتی یُدْخِل الولیدُ یدَه فی فَمِ الحَنَشِ‌أَی الأَفعی، و هذا هو المراد من الحدیث.فی حدیث سَطیح: أَحْلِفُ ما بین الحَرَّتَیْنِ «1» من حَنَشٍ؛ و قال ذو الرمة: و كم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه، علی الشَّرَكِ العادیّ، نِضْوُ عِصامِ و الذَّعْفُ: القاتلُ؛ و منه قیل: مَوْتٌ ذُعافٌ؛ و أَنشد شمر فی الحَنَش: فاقْدُرْ له، فی بعض أَعْراض اللِّمَمْ، لَمِیمةً من حَنَشٍ أَعْمی أَصَمّ فالحَنَشُ هاهنا: الحیّةُ، و قیل: هو حیّةٌ أَبْیضُ غَلِیظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ، و قیل: هو الأَسْودُ منها، و قیل: هو منها ما أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِیّ و سوامِّ أَبْرَصَ و نَحْوِ ذلك. و قال اللیث: الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحیّاتِ من الحَرابی و سَوامِّ أَبْرَصَ و نحوِها؛ و أَنشد: تَری قِطَعاً من الأَحْناشِ فیه، جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِیعِ قال شمر: و یقال للضِّبابِ و الیَرابِیع قد أَحْنَشَتْ فی الظَّلَمِ أَی اطَّرَدَتْ و ذهَبَتْ به؛ و قال الكمیت: فلا تَرْأَمُ الحِیتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ، و لا تَحْسَب النِّیبُ الجِحاشَ فِصالَها فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ من الحَیّاتِ و غیرِها؛ و قال كُراعٌ: هو كلُّ شی‌ءٍ من الدوابّ و الطیرِ. و الحَنَشُ، بالتحریك أَیضاً: كلُّ شی‌ء یُصادُ من الطیرِ و الهوامِّ، و الجمْعُ من كلِّ ذلك أَحْناشٌ. و حنَشَ الشی‌ءَ یَحْنِشُه و أَحْنَشَه: صادَه. و حَنَشْت الصَّیدَ: صِدْته. و المَحْنوشُ: الذی لَسَعَتْه الحَنَشُ، و هو الحیّةُ؛ قال رؤبة: فقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ أَی فقُلْ لذلك الذی أَقْلَقَه الحسَدُ و أَزْعَجه و به مِثْلُ ما باللَّسِیعِ. و المَحْنوشُ: المَسُوقُ جِئْتَ به تَحْنِشُه أَی تَسُوقُه مُكْرَهاً. یقال: حَنَشَه و عَنَشَه إِذا ساقَه و طرَدَه. و رجلٌ مَحْنوشٌ: مَغْموزُ الحَسَبِ، و قد حُنِشَ. و حنَشَه عن الأَمْرِ یَحْنِشُه: عطَفَه و هو بمعنی طَرَدَه، و قیل: «2» … عنَجَه فأُبدلت العین حاء و الجیم شیناً. و حَنَشَه: نَحَّاه من مكانٍ إِلی آخر. و حَنَشَه حَنْشاً: أَغضبَه كعَنَشَه، و سنذكره. و أَبو حَنَشٍ: كنیة رجل؛ قال ابن أَحمر: أَبو حَنَشٍ یُنَعِّمُنا و طَلْقٌ و عَمَّارٌ و آوِنةً أُثالا و بنو حَنَشٍ: بطن.

حنبش؛ ج6، ص: 289

: حَنْبَشٌ: اسم رجل؛ قال لبید: و نحْنُ أَتَیْنا حَنْبَشاً بابنِ عمِّه أَبی الحصْن، إِذْ عافَ الشَّرابَ و أَقْسَما ابن الأَعرابی: یقال للرجل إِذا نَزا و رَقَصَ و زَفَنَ حَنْبَشَ. و فی النوادر: الحَنْبَشةُ لَعِبُ الجواری بالبادیة، و قیل: الحَنْبَشَةُ المشی و التصفیقُ و الرقصُ.
(1). قوله [ما بین الحرتین إلخ] فی النهایة بما بین إلخ. (2). هنا بیاض بالأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 290‌

حنفش؛ ج6، ص: 290

: الحِنْفِیشُ: الحیةُ العظیمةُ، و عَمَّ كراعٌ به الحیةَ. الأَزهری: الحِنْفِشُ حیة عظیمة ضخْمة الرأْس رَقْشاءُ كَدْراءُ إِذا حرَّبْتها انتفخ وریدُها؛ ابن شمیل: هو الحُفَّاثُ نفسُه. و قال أَبو خیرة: الحِنْفِیشُ الأَفعی، و الجماعةُ حَنافِیشُ.

حوش؛ ج6، ص: 290

: الحُوشُ: بلادُ الجنّ من وراءِ رَمْلِ یَبْرین لا یمرّ بها أَحد من الناس، و قیل: هم حیّ من الجن؛ و أَنشد لرؤبة: إِلیك سارَتْ من بِلادِ الحُوشِ و الحُوشُ و الحُوشِیّةُ: إِبلُ الجنّ، و قیل: هی الإِبلُ المُتَوحِّشةُ. أَبو الهیثم: الإِبلُ الحُوشِیّةُ هی الوَحْشِیّةُ؛ و یقال: إِن فحلًا من فحولِها ضرب فی إِبل لمَهْرةَ بن حَیْدانَ فنُتِجَت النجائبُ المَهْریَّةُ من تلك الفحول الحُوشِیّةِ فهی لا تكاد یدركُها التعب. قال: و ذكر أَبو عمرو الشیبانی أَنه رأَی أَربع فِقَرٍ من مَهْرِیّةٍ عظْماً واحداً، و قیل: إِبل حُوشِیّةٌ محرَّماتٌ بِعِزَّةِ نفوسِها. و یقال: الإِبلُ الحُوشِیّةُ منسوبة إِلی الحُوشِ، و هی فُحولُ جنٍّ تزعم العرب أَنها ضربت فی نَعَمِ بعضهم فنُسِبَتْ إِلیها. و رجل حُوشِیٌّ: لا یخالط الناس و لا یأْلفهم، و فیه حُوشِیّةٌ. و الحُوشِیُّ: الوَحْشِیُّ. و حُوشِیُّ الكلامِ: وَحْشِیُّه و غریبه. و یقال: فلان یَتَتَبّعُ حُوشِیَّ الكلام و وحْشِیَّ الكلام و عُقْمیَّ الكلام بمعنًی واحد. و‌فی حدیث عمرو: لم یَتَتَبَّعْ حُوشیَّ الكلام‌أَی وحْشِیَّه و عَقِدَه و الغریب المُشْكِلَ منه. و لیل حُوشِیٌّ: مظلم هائلٌ. و رجل حُوشُ الفؤاد: حدیدُه؛ قال أَبو كبیر الهذلی: فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطِّناً سُهُداً، إِذا ما نامَ لَیْلُ الهَوْجَل و حُشْنا الصیدَ حَوْشاً و حِیاشاً و أَحَشْناه و أَحْوَشْناه: أَخذناه من حَوالَیْه لنَصْرِفَه إِلی الحِبالةِ و ضممناه. و حُشْتُ علیه الصیدَ و الطیرَ حَوْشاً و حِیاشاً و أَحَشْتُه علیه و أَحْوَشْتُه علیه و أَحْوَشْتُه إِیاه؛ عن ثعلب: أَعَنْته علی صیدهما. و احْتَوَشَ القومُ الصیدَ إِذا نَفَّرَه بعضهم علی بعضِهم، و إِنما ظهرت فیه الواو كما ظهرت فی اجْتَورُوا. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنّ رجلین أَصابا صیداً فتلّه أَحدهما و أَحاشَهُ الآخرُ علیه‌یعنی فی الإِحرامِ. یقال: حُشْتُ علیه الصیدَ و أَحَشْتُهُ إِذا نَفَّرْتَه نحْوَه و سُقْته إِلیه و جَمَعْته علیه و‌فی حدیث سَمُرة: فإِذا عنده وِلْدانٌ و هو یَحُوشُهم «1» أَی یجمعهم. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه دخل أَرضاً له فرأَی كلباً فقال: أَحِیشُوه علیّ.و‌فی حدیث معاویة: قَلَّ انْحِیاشُه‌أَی حركتُه و تصَرُّفُه فی الأُمور. و حُشْتُ الإِبلَ: جَمعْتُها و سُقْتُها. الأَزهری: حَوّشَ إِذا جَمَّع، و شَوّحَ إِذا أَنْكَرَ، و حاشَ الذئبُ الغنم كذلك؛ قال: یَحُوشُها الأَعْرَجُ حَوْشَ الجِلَّةِ، من كُلِّ حَمْراءَ كلَوْنِ الكِلّةِ قال: الأَعرج هاهنا ذئب معروفٌ. و التَحْوِیشُ: التَّحْوِیلُ. و تحوَّشَ القومُ عنِّی: تَنَحَّوْا. و انْحاشَ عنه أَی نَفَرَ. و الحُواشةُ: ما یُسْتَحْیا منه. و احْتَوَشَ القومُ فلاناً و تَحاوَشُوه بینهم: جعلوه وسَطَهُم. و احْتَوَشَ القومُ علی فلان: جعلوه
(1). قوله [و هو یحوشهم] فی النهایة فهو.
لسان العرب، ج‌6، ص: 291
وسطهم. و‌فی حدیث علقمةَ: فَعَرَفْتُ فیه تَحَوُّشَ القومِ و هیئَتهم‌أَی تأَهُّبَهُم و تَشَجُّعَهم. ابن الأَعرابی: و الحُواشةُ الاستحیاءُ، و الحُواسةُ، بالسین، الأَكل الشدید. و یقال: الحُواشةُ من الأَمر ما فیه فَظِیعةٌ؛ یقال: لا تَغْش الحُواشةَ؛ قال الشاعر: غَشِیتَ حُواشةً و جَهِلْتَ حَقّاً، و آثَرْتَ الغِوایةَ غیَرَ راضِ قال أَبو عمرو فی نوادره: التَحَوّشُ الاستحیاءُ. و الحَوْشُ: أَن تأْكل من جوانب الطّعام. و الحائشُ: جماعةُ النخلِ و الطرْفاءِ، و هو فی النخلِ أَشهرُ، لا واحد له من لفظه؛ قال الأَخطل: و كأَنّ ظُعْنَ الحَیّ حائِشُ قَرْیةٍ، دانی الجَنَاةِ، و طَیِّبُ الأَثْمارِ شمر: الحائشُ جماعةُ كل شجر من الطرفاء و النخلِ و غیرهما؛ و أَنشد: فوُجِدَ الحائِشُ فیما أَحْدَقا قَفْراً من الرامِینَ، إِذْ تَوَدّقَا قال: و قال بعضهم إِنما جُعل حائشاً لأَنه لا منفذ له. الجوهری: الحائشُ جماعة النخل لا واحد لها كما یقال لجماعةِ البقرِ رَبْرَبٌ، و أَصل الحائشِ المجتمع من الشجر، نخلًا كان أَو غیرَه. یقال: حائِشٌ للطرفاء. و‌فی الحدیث: أَنه دخل حائِشَ نخلٍ فقضی فیه حاجَتَه؛ هو النخلُ الملتفُّ المجتمِعُ كأَنه لالْتِفافِه یَحُوش بعْضَه إِلی بعض، قال: و أَصله الواو، و ذكره ابنُ الأَثیر فی حیش و اعْتَذَر أَنه ذكره هناك لأَجل لفظِه؛ و منه‌الحدیث: أَنه كان أَحبَّ ما استتَر به إِلیه حائِشُ نخلٍ أَو حائط.و قال ابن جنی: الحائشُ اسم لا صفةٌ و لا هو جارٍ علی فِعْلٍ فأَعَلّوا عینه، و هی فی الأَصل واو من الحوش، قال: فإِن قلت فلعله جارٍ علی حاش جریانَ قائمٍ علی قام، قیل: لم نَرَهم أَجْرَوْه صفةً و لا أَعْملُوه عمل الفِعْلِ، و إِنما الحائِشُ البستانُ بمنزلة الصَّوْرِ، و هی الجماعة من النخلِ، و بمنزلة الحدیقة، فإِن قلت: فإِنّ فیه معنی الفعْلِ لأَنه یَحُوشُ ما فیه من النخلِ و غیرِه و هذا یؤكد كونه فی الأَصل صفةً و إِن كان قد استعمل استعمال الأَسماء كصاحبٍ و وارِدٍ، قیل: ما فیه من معنی الفِعْلِیَّةِ لا یوجب كونَه صفةً، أَ لا تری إِلی قولهم الكاهل و الغارب و هما و إِن كان فیهما معنی الاكتهالِ و الغروبِ فإِنهما اسمان؟ و كذلك الحائِشُ لا یُسْتَنْكَرُ أَن یجی‌ء مهموزاً و إِن لم یكن اسمَ فاعلٍ لا لشَیْ‌ءٍ غیر مجیئه علی ما یَلزم إِعْلالُ عینِه نحو قائِمٍ و بائعٍ و صائمٍ. و الحائِشُ: شقٌّ عند مُنْقَطَعِ صدر القدم مما یَلی الأَخْمَصَ. و لی فی بنی فلان حُواشة أَی مَنْ ینصرنی من قَرابةٍ أَو ذِی مودَّة؛ عن ابن الأَعرابی. و ما یَنْحاشُ لشی‌ء أَی ما یكترث له. و فلان ما یَنْحاشُ من فلان أَی ما یكترث له. و یقال: حاشَ للَّه، تنزیهاً له، و لا یقال حاشَ لَكَ قیاساً علیه، و إِنما یقال حاشاك و حاشَی لك. و‌فی الحدیث: من خرج علی أُمَّتی فقتل بَرّها «2» و فاجِرَها و لا یَنْحاشُ لمؤمنهم‌أَی لا یفزع لذلك و لا یكترث له و لا ینْفِرُ. و‌فی حدیث عمرو: و إِذا ببَیاض یَنْحاشُ منی و أَنْحاشُ منه‌أَی یَنْفرُ منی و أَنفر منه، و هو مطاوع الحَوْشِ النّفارِ؛ قال ابن الأَثیر: و ذكره الهروی فی الیاء و إِنما هو من الواو. و زَجَرَ
(2). قوله [فقتل برها] فی النهایة: یقتل، و قوله [و لا ینحاش] فیها: و لا یتحاشی.
لسان العرب، ج‌6، ص: 292
الذئبَ و غیرَه فما انْحاشَ لزَجْرِه؛ قال ذو الرمة یصف بیضة نعامة: و بَیْضاء لا تَنْحاشُ منّا و أُمُّها، إِذا ما رَأَتْنا، زِیلَ منها زَوِیلُها قال ابن سیدة: و حكمنا علی انْحاشَ أنها من الواو لما علم من أَنَّ العین واواً أَكثرُ منها یاءً، و سواء فی ذلك الاسم و الفعل. الأَزهری فی حشَا: قال اللیث المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ و هم قوم لَفِیفٌ أُشَابَةٌ؛ و أَنشد بیت النابغة: جَمِّعْ مَحَاشَكَ یا یزیدُ، فَإِنَّنی أَعْدَدْتُ یَرْبُوعاً لَكُمْ و تَمِیما قال أَبو منصور: غلط اللیث فی المَحاشِ من وجهین: أَحدهما فتحُه المیمَ و جَعْلُه إِیّاه مَفْعَلًا من الحَوْشِ، و الوجه الثانی ما قال فی تفسیره، و الصواب المِحَاشُ، بكسر المیم. و قال أَبو عُبَیْدةَ فیما روی عنه أَبو عبید و ابن الأَعرابی: إِنما هو جَمِّعْ مِحَاشَك، بكسر المیم، جعلوه من مَحَشته أَی أَحْرَقته لا من الحَوْشِ، و قد فسر فی الثلاثی الصحیح أَنهم یتحالفون عند النار؛ و أَما المَحَاشُ، بفتح المیم، فهو أَثاث البیت، و أَصله من الحَوْشِ و هو جمع الشی‌ء و ضمه. قال: و لا یقال لِلَفِیفِ الناس مَحَاشٌ، و اللَّه أَعلم.

حیش؛ ج6، ص: 292

: الحَیْشُ: الفَزَعُ؛ قال المتنخل الهذلی: ذلك بَزِّی، و سَلِیهِمْ إِذا ما كفَّتِ الحَیْش عن الأَرْجُلِ ابن الأَعرابی: حاش یَحِیشُ حَیْشاً إِذا فَزعَ. و‌فی الحدیث: أَن قوماً أَسلموا فقَدِمُوا المدینة بلحم فتَحَیَّشَتْ أَنفسُ أَصحابه منه.تَحَیَّشَتْ: نفرت و فَزِعَتْ، و قد روی بالجیم، و هو مذكور فی موضعه. و‌فی حدیث عمر قال لأَخیه زید حین نُدب لقتال أَهل الردَةِ فتثاقل: ما هذا الحَیشُ و القِلُّ‌أَی ما هذا الفزَعُ و الرِّعْدةُ و النفورُ. و الحَیْشانُ: الكثیر الفزع. و الحَیْشانةُ: المرأَة الذَّعُورُ من الرِّیبَةِ.

فصل الخاء المعجمة؛ ج6، ص: 292

خبش؛ ج6، ص: 292

: خَبّش الشی‌ءَ: جمعه من هاهنا و هاهنا. و خُباشاتُ العَیْشِ «1»: ما یُتَناوَلُ من طَعامٍ أَو نحوِه، تُخَبَّشُ من هاهنا و هاهنا. و الخَبْشُ، مثل الهَبْشِ سواء: و هو جمع الشی‌ء. و رجل خَبَّاشٌ: مكتَسِبٌ. اللحیانی: إِن المَجْلِسَ لیَجمعُ خُباشاتٍ من الناس و هُباشاتٍ إِذا كانوا من قبائل شتی. و قال أَبو منصور: هو یَحْبِشُ، بالحاء المهملة، و یَهْبِشُ، و هی الحُباشات و الهُباشاتُ. و خَنْبَشٌ: اسم رجل مشتق من أَحد هذه الأَسماء، قال الأَزهری: و قد رأَیت غلاماً أَسودَ فی البادیة كان یسمی خَنْبشاً؛ و هو فَنْعَلٌ من الخبش.

خدش؛ ج6، ص: 292

: خَدَشَ جلده و وجهَه یَخْدِشُه خَدْشاً: مزقه. و الخَدْشُ: مزْقُ الجلد، قلّ أَو كثر. قال أَبو منصور: و جاء‌فی الحدیث: من سأَلَ و هو غنی جاءت مسأَلته یوم القیامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً فی وجهه.و الخُدُوش: الآثار و الكُدوحُ و هو من ذلك. قال أَبو منصور: الخَدْشُ و الخَمْشُ بالأَظافرِ. یقال: خدَشَت المرأَة وجهها عند المصیبة و خَمَشَتْ إِذا ظفَّرَتْ فی أَعالی حُرِّ وجهها، فأَدْمته أَو لم تُدْمه. و خدْشُ الجلد: قشره بعود أَو نحوه، و الخُدُوشُ
(1). قوله [و خباشات العیش] ضبط فی الأَصل بضم الخاء. و عبارة القاموس و شرحه: و خباشات العیش، بالضم كما ضبطه الصاغانی، و ظاهر سیاقه أَنه بالفتح.
لسان العرب، ج‌6، ص: 293
جمعه لأَنه سمی به الأَثر، و إِن كان مصدراً. و خَدَّشَه: شُدِّدَ للمبالغة أَو للكثرة. و خادَشْتُ الرجل إِذا خدَشْتَ وجهه و خدَشَ هو وجهَك، و منه سمی الرجل خِداشاً، و الهرُّ یسمی مُخادِشاً. و المِخْدَشُ: كاهلُ البعیر «1»؛ قال الأَزهری: كان أَهل الجاهلیة یسمون كاهلَ البعیر مُخَدِّشاً لأَنه یَخْدِشُ الفم إِذا أُكِل بقلَّة لحمه. و یقال: شدّ فلانٌ الرحل علی مِخْدَشِ بعیره. و ابْنا مُخَدِّشٍ: طَرَفا الكتفین كذلك أَیضا. و المُخدِّشُ: مَقْطَعُ العُنُق من الإِنسان و الخفّ و الظِّلْفِ و الحافِر. و الخادِشَةُ: من مسایل المیاه اسم كالعافیةِ و العاقبةِ. و خَادِشَةُ السَّفا: أَطرافُه من سُنْبُلِ البُرِّ أَو الشعیر أَو البُهْمی و هو شوكه و كله من الخَدْشِ. و خِداشٌ و مُخادشٌ: اسمان. خِداش بن زهیر «2». ابن الأَعرابی: الخَدُوشُ الذباب، و الخَدُوش البُرْغُوث، و الخَمُوشُ البق.

خرش؛ ج6، ص: 293

: الخَرْشُ: الخَدْشُ فی الجسد كلِّه، و قال اللیث: الخَرْشُ بالأَظفار فی الجسد كلِّه، خَرَشَه یَخْرِشُه خَرْشاً و اخْتَرَشَه و خَرَّشَه و خارَشَه مُخارَشَةً و خِراشاً. و جَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قد تحرَّك و خَدَشَ؛ قال ابن سیدة: لیس فی الكلام نَفْوَعِلٌ غیره. و اخْتَرَشَ الجَرْوُ: تحرَّكَ و خَدَشَ. و تخارَشَتِ الكلاب و السنانیر: تخادَشَت و مزق بعضها بعضاً. و كلبُ خِراشٍ أَی هِراشٍ. و الخِراشُ: سِمةٌ مستطیلة كاللذعة الخفیة تكون فی جوف البعیر، و الجمع أَخْرِشةٌ، و بعیر مَخْروشٌ. و المِخْرَشُ و المِخْراشُ: خشبةٌ یَخُطُّ بها الإِسكافُ. و المِخْرَشةُ و المِخْرَشُ: خشبة یُخُطُّ بها الخَرَّازُ أَی ینقش الجلد و یسمی المِخَطَّ. و المِخْرَشُ و المِخْراشُ أَیضاً: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ؛ و منه‌الحدیث: ضَرَبَ رأْسَه بِمِخْرَشٍ.و خَرَشَ الغصنَ و خَرَّشَه: ضربه بالمِحْجَن یجتذبه إِلیه.فی حدیث أَبی بكر، رضی اللَّه عنه: أَنه أَفاض و هو یَخْرِش بعیرَهُ بمِحْجَنِه.قال الأَصمعی: الخَرْشُ أَن یضربه بمِحْجَنه ثم یجتذبُه إِلیه یرید بذلك تحریكه للإِسراع، و هو شبیه بالخدْشِ و النخسِ؛ و أَنشد: إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشْ فی بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ و خرَشَ البعیرَ بالمِحْجَن: ضربه بطرفه فی عَرْض رقبته أَو فی جلدِه حتی یُحتّ عنه وبَرُه. و خَرَشْت البعیر إِذا اجتذبته إِلیك بالمخْراش، و هو المحْجَنُ، و ربما جاء بالحاء. و خَرَشَه الذباب و حَرَشَه إِذا عضَّه. و الخَرَشَةُ، بالتحریك: ذبابة. و الخَرَشَةُ: الذباب، و بها سمی الرجلُ. و ما به خَرَشَة أَی قَلَبَةٌ، و ما خَرَشَ شیئاً أَی ما أَخذ. و الخَرْشُ: الكسب، و جمعه خُرُوشٌ؛ قال رؤبة: قَرْضی و ما جَمَّعْتُ من خُروشی و خرَشَ لأَهله یخْرِشُ خَرْشاً و اخْتَرَش: جمع و كسب و احتال. و هو یَخرِش لعیاله و یخْتَرِشُ أَی یكتسب لهم و یجمع، و كذلك یقْتَرِشُ و یقْرِشُ یطلب الرزق. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لو رأَیتُ
(1). قوله [و المخدش كاهل إلخ] هو كمنبر و محدّث و معظم؛ الأَخیرة للزمخشری. (2). قوله [خداش بن زهیر] عبارة القاموس و ككتاب ابن سلامة أَو أَبو سلامة صحابی و ابن زهیر و ابن حمید و ابن بشر شعراء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 294
العَیْرَ یَخْرِشُ ما بین لابَتَیْها‌یعنی المدینة؛ قیل: معناه من اخْتَرَشْت الشی‌ء إِذا أَخذته و حصلته، و یروی بالجیم و الشین، و هو مذكور فی موضعه من الجَرْشِ الأَكلِ. و خَرَشَ من الشی‌ء: أَخذ. و‌فی حدیث قیس بن صیفی: كان أَبو موسی یَسْمعُنا و نحن نُخارِشُهم فلا ینهانا، یعنی أَهل السواد. و المُخارَشةُ: الأَخذ علی كره؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدِّئاثِ، صاحِبُ لیلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ الخَرِشُ: الذی یهیجها و یحركها. و الخَرِشُ و الخَرْشُ: الرجل الذی لا ینام، و لم یعرفه شمرٌ؛ قال أَبو منصور: أَظنه مع الجوع. و الخِرْشاءُ: قشرة البیضة العلیا الیابِسةُ، و إِنما یقال لها خِرْشاءُ بعد ما تُنْقَف فیُخْرَجُ ما فیها من البلل. و فی التهذیب: الخِرْشاءُ جلدةُ البیضة الداخلة، و جمعه خَراشِیّ و هو الغِرْقِئُ. و الخِرْشاءُ: قشرة البیضة العلیا بعد أَن تكسر و یخرجَ ما فیها. و خِرْشاءُ الصدر: ما یرمی به من لزِج النخامة، قال: و قد یسمی البلغم خِرْشاءَ. و یقال: أَلقی فلان خَراشِیّ صدره، أَراد النخامةَ. و خِرْشاءُ الحیة: سَلخُها و جلدها. أَبو زید: الخِرْشاءُ مثل الحِرْباء جلد الحیة و قشرُه، و كذلك كل شی‌ء فیه انتفاخ و تَفَتُّقٌ. و خِرْشاءُ اللبن: رغْوتُه، و قیل: جُلَیْدةٌ تعلوه؛ قال مزرد: إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه، ثَنی مِشْفَرَیه للصَّرِیحِ فأَقْنَعا یعنی الرغوةَ فیها انتفاخ و تَفَتُّقٌ و خُرُوقٌ. و خِرْشاءُ الثُّمالةِ: الجلدة التی تعلو اللبن، فإِذا أَراد الشارب شربه ثنی مِشفریه حتی یَخْلُص له اللبنُ. و خِرْشاءُ العسل: شمعه و ما فیه من میت نحله. و كلُّ شی‌ء أَجوف فیه انتفاخٌ و خروقُ و تفتّقٌ خِرْشاءُ. و طلعت الشمسُ فی خِرْشاءَ أَی فی غَبَرَةٍ، و استعار أَبو حنیفة الخراشِیَّ للحَشَرات كلّها. و خَرَشَةُ و خُراشةُ و خِراشٌ و مُخارِشٌ، كلُّها: أَسماء و سِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاری و أَبو خِراشٍ الهُذلی، بكسر الخاء؛ و أَبو خُراشةَ، بالضم، فی قول الشاعر: أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذا نَفَرٍ، فإِنَّ قومیَ لم تأْكلْهمُ الضَّبُع قال ابن بری: البیت لعبّاس بن مرْداسٍ السُّلَمی، و أَبو خُراشةَ كُنْیةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ، و ندبةُ أُمه، فقال یُخاطِبُه: إِن كنت ذا نَفرٍ و عددٍ قلیلٍ فإِنَّ قومی عددٌ كثیر لم تأْكلهم الضبُع، و هی السَّنةُ المُجْدِبةُ؛ و رَوَی هذا البیتَ سیبویه: أَمَّا أَنتَ ذا نفر، فَجَعَل أَنت اسمَ كان المحذوفة و أَمَّا عوضٌ منها و ذا نفر خبرُها و أَن مصدریة «1»، و كذلك تقول فی قولهم أَمّا أَنت منطلقاً انطلقتُ معك بفتح أَن فتقدیره عنده لأَن كنتَ منطلقاً انطلقتُ معك، فأُسْقِطَت لام الجرّ كما أُسقطت فی قوله عز و جل: وَ إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ، و العاملُ فی هذه اللام ما بعدها و هو قول فَاتَّقُونِ، قال: و كذلك الكلام فی قولك لأَن كنت منطلقاً، العامل فی هذه اللام ما بعدها و هو انطلقْتُ معَك؛ و بعد البیت: و كلُّ قَوْمِك یُخْشی منه بائِقَةٌ، فارْعُدْ قَلیلًا، و أَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لا أُؤَبِّسُه، أُوقِدْ علیه فأُحْمِیه فَیَنْصَدِع
(1). أَمّا: هی أَن و ما، فأن مصدریة و ما زائدة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 295
قال أَبو تراب: سمعت رافعاً یقول لی عنده خُراشةٌ و خُماشَةٌ أَی حُقٌّ صغِیرٌ. و خُرُوشُ البیتِ: سُعُوفُه من جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ، الواحد سَعْفٌ و خَرْشٌ.

خربش؛ ج6، ص: 295

: وقَعَ القومُ فی خَرْبَشٍ و خِرْباشٍ أَی اخْتِلاطٍ و صخَبٍ. و الخَرْبَشةُ: إِفساد العمل و الكتاب و نحوه. و منه یقال: كتب كتاباً مُخَرْبَشاً. و كتابٌ مُخَرْبَشُ: مُفسَدٌ؛ عن اللیث. و‌فی حدیث بعضهم عن زید بن أَخْزم الطائی قال: سمعت ابن دُوادٍ یقول كان كتابُ سُفْیانَ مُخَرْبَشاً‌أَی فاسداً. و الخَرْبَشةُ و الخَرْمَشةُ: الإِفساد و التشویش. و الخُرُنْباشُ: من ریاحین البَرِّ و هو شبیه المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عن أَبی حنیفة، و وردُه أَبیض و هو طیّب الریح یوضع فی أَضعاف الثیاب لِطِیبِ ریحه. و خَرْبَشٌ: اسم.

خرفش؛ ج6، ص: 295

: خِرْفاشٌ: موضع.

خرمش؛ ج6، ص: 295

: الخَرْمَشةُ: إِفسَادُ الكتاب و العمل، و قد خَرْمَشهُ. و الخَرْبَشةُ و الخَرْمَشة: الإِفساد و التشویش.

خشش؛ ج6، ص: 295

: خَشَّه یَخُشُّه خَشًّا: طعنه. و خَشَّ فی الشی‌ء یخُشُّ خَشًّا و انْخَشَّ و خَشْخَشَ: دخل. و خَشَّ الرجل: مضی و نفذ. و رجل مِخَشٌّ: ماض جری‌ء علی هَوَی اللیل، و مِخْشفٌ، و اشتقه ابنُ درید من قولك: خَشَّ فی الشی‌ء دخل فیه، و خَشٌّ: اسم رجل، مشتق منه الأَصمعی: خَشَشْتُ فی الشی‌ء دخلت فیه؛ قال زهیر: فخَشَّ بها خِلالَ الفَدْفَدِ أَی دخل بها. و انْخَشَّ الرجل فی القوم انْخِشاشاً إِذا دخل فیهم. و‌فی حدیث عبد اللَّه بن أُنیس: فخرج رجل یمشی حتی خَشَّ فیهم‌أَی دخل؛ و منه یقال لما یُدخَلُ فی أَنف البعیر خِشَاشٌ لأَنه یُخَشُّ فیه أَی یدخل؛ و قال ابن مقبل: و خَشْخَشْت بالعِیسِ فی قَفْرةٍ، مَقِیلِ ظِباء الصَّرِیمِ الحُرُنْ أَی دخلت. و الخِشَاشُ، بالكسر «2»: الرجل الخفیف. و‌فی حدیث عائشة و وصَفَتْ أَباها، رضی اللَّه عنهما، فقالت: خَشَاشُ المَرْآة و المَخْبَر؛ ترید أَنه لطیف الجسم و المعنی. یقال: رجل خِشَاشٌ و خَشَاشٌ إِذا كان حادَّ الرأْس لطیفاً ماضیاً لطیف المدخل. و رجل خَشَاشٌ، بالفتح: و هو الماضی من الرجال. ابن سیدة: و رجل خِشاشٌ و خَشاشٌ لطیف الرأْس ضَرْبُ الجسم خفیف وقَّادٌ؛ قال طرفة: أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الذی تَعْرِفُونه، خَشَاشٌ [خِشَاشٌ كرأْسِ الحیَّةِ المُتَوَقِّدِ و قد یضم. ابن الأَعرابی: الخِشَاشُ و الخَشَاشُ الخفیف الروح الذكیُّ. و الخِشَاشُ: الثعبان «3» العظیم المنكَر، و قیل: هی حیة مثل الأَرقم أَصْغَرُ منه، و قیل: هی من الحیات الخفیفة الصغیرة الرأْس، و قیل: الحیة، و لم یقید، و هی بالكسر. الفَقْعَسیّ: الخِشَاشُ حیة الجبل لا تُطْنی، قال: و الأَفعی حیة السهل؛ و أَنشد: قد سالَمَ الأَفعی مع الخِشاشِ و قال ابن شمیل: الخِشَاشُ حیة صغیرة سمراء أَصغر من الأَرقم. و قال أَبو خیرة: الخِشَاشُ حیة بیضاء
(2). قوله [و الخشاش بالكسر إلخ] هو مثلث كما فی القاموس. (3). قوله [و الخشاش الثعبان] هو مثلث كبقیة الحشرات.
لسان العرب، ج‌6، ص: 296
قلما تؤذی، و هی بین الحُفَّاثِ و الأَرقم، و الجمع الخِشَّاءُ. و یقال للحیة خَشْخاشٌ أَیضاً؛ و منه قوله: أَسْمر مثل الحیةِ الخَشْخَاشِ و الخِشْاشُ: الشِّرارُ من كل شی‌ء، و خص بعضهم به شِرارَ الطیر و ما لا یصید منها، و قیل: هی من الطیر و من جمیع دواب الأَرض ما لا دِماغَ له كالنعامة و الحباری و الكَرْوانِ و مُلاعِبِ ظِلِّه. قال الأَصمعی: الخَشَاشُ شِرارُ الطیر، هذا وحده بالفتح. قال: و قال ابن الأَعرابی الرجل الخفیف خَشَاشٌ أَیضاً، رواه شمر عنه قال: و إِنما سمی به خَشاشُ الرأْسِ من العظام و هو ما رقَّ منه. و كلُّ شی‌ء رقَّ و لطُفَ، فهو خَشاشٌ. و قال اللیث: رجل خَشَاشُ الرأْسِ، فإِذا لم تذكر الرأْس فقل: رجل خِشَاشٌ، بالكسر. و الخِشَاشُ، بالكسر: الحشراتُ، و قد یفتح. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة ربطت هرّة فلم تُطْعِمْها و لم تَدَعْها تأْكلُ من خَشَاش الأَرض: قال أَبو عبید: یعنی من هوامِّ الأَرض و حشراتها و دوابِّها و ما أَشبهها، و‌فی روایة: من خَشِیشِها، و هو بمعناه، و یروی بالحاء المهملة، و هو یابس النبات و هو وهَم، و قیل: إِنما هو خُشَیْشٌ، بضم الخاء المعجمة، تصغیر خَشَاشٍ علی الحذف أَو خُشَیِّشٌ من غیر حذف. و الخِشاشُ من دواب الأَرض و الطیر: ما لا دماغ له، قال: و الحیة لا دماغ لها و النعامة لا دماغ لها و الكَرْوانُ لا دماغ له، قال: كَروانٌ خِشَاشٌ و حباری خَشاشٌ سواء. أَبو مسلم: الخَشاشُ و الخِشاشُ من الدواب الصغیرُ الرأْس اللطیف، قال: و الحِدَأُ و مُلاعِبُ ظِلِّه خِشاشٌ. و‌فی حدیث العُصفورِ: لم یَنْتَفعْ بی و لم یَدَعْنی أَخْتشُّ من الأَرض‌أَی آكُلُ من خَشاشِها. و‌فی حدیث ابن الزبیر و معاویة: هو أَقلُّ فی أَعْیُنِنا «1» من خَشاشةٍ.ابن سیدة: قال ابن الأَعرابی هو الخِشاشُ، بالكسر، فخالف جماعةَ اللُّغوِیِّین، و قیل: إِنما سمی به لانْخِشاشِه فی الأَرض و اسْتِتارِه بها، قال: و لیس بقَوِیّ. و الخِشاشُ و الخِشاشةُ: العودُ الذی یجعل فی أَنف البعیر؛ قال: یَتُوقُ إِلی النَّجاءِ بفضْلِ غَرْبٍ، و تَقْدَعُه الخِشاشةُ و الفِقارُ و جمعه أَخِشَّةٌ. و الخَشُّ: جعْلُك الخِشاشَ فی أَنف البعیر. و قال اللحیانی: الخِشاشُ ما وضع فی عظْم الأَنف، و أَما ما وضع فی اللحم فهی البُرَةُ، خَشَّه یَخُشُّه خشًّا و أَخَشَّه؛ عن اللحیانی. الأَصمعی: الخِشاشُ ما كان فی العَظم إِذا كان عُوداً، و العِرانُ ما كان فی اللحم فوق الأَنف. و خَشَشْت البعیرَ، فهو مَخْشوش. و‌فی حدیث جابر: فانقادت معه الشجرةُ كالبعیر المَخْشُوش؛ هو الذی یُجعل فی أَنفه الخِشاشُ. و الخِشاش مشتق من خَشَّ فی الشی‌ء إِذا دَخل فیه لأَنه یُدْخَل فی أَنف البعیر؛ و منه‌الحدیث: خُشُّوا بین كلامكم لا إِله إِلا اللَّه‌أَی أَدْخِلوا. و خَشَشْتُ البعیر أَخُشُّه خَشّاً إِذا جعلت فی أَنفه الخِشاشَ. الجوهری. الخِشاشُ، بالكسر، الذی یُدخل فی عظم أَنف البعیر و هو من خَشب، و البُرةُ من صُفْرٍ، و الخِزامةُ من شَعر. و‌فی حدیث الحُدیبیة: أَنه أَهْدی فی عُمرتِها جملًا كان لأَبی جهل فی أَنفه خِشاشٌ من ذهب، قال: الخِشاشُ عُوَیدٌ یجعل فی أَنف البعیر یُشدّ به الزِّمامُ لیكون أَسرعَ لانقیاده. و الخُشّاءُ و الخُشُشاءُ: العظْمُ الدَّقیق العاری من الشعر الناتئُ خلف الأُذن؛ قال العجاج:
(1). قوله [فی أَعیننا] فی النهایة فی أَنفسنا.
لسان العرب، ج‌6، ص: 297
فی خُشَشاوَیْ حُرَّةِ التَحْریرِ و هما خُشَشاوانِ. و نظیرُها من الكلام القُوْباءُ و أَصلُه القُوَباءُ، بالتحریك، فسكَنت استثقالًا للحركة علی الواو و لأَنّ فُعْلاءَ، بالتسكین، لیس من أَبْنِیَتِهم، قال: و هو وزنٌ قلیلٌ فی العربیة. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَن قَبیصةَ بن جابر قال لعُمر: إِنی رَمَیْتُ ظَبْیاً و أَنا مُحْرِمٌ فأَصَبْتُ خُشَشاءَه فأَسِن فمات؛ قال أَبو عبید: الخُشَشاءُ هو العظْمُ الناشِزُ خلف الأُذن و همْزتُه منقلبة عن أَلف التأَنیث. اللیث: الخُشَشاوان عظْمان ناتئان خلف الأُذنین، و أَصل الخُشَشاء «1» علی فُعَلاءَ. و الخَشَّاءُ، بالفتح: الأَرض التی فیها رمل، و قیل: طین. و الخَشَّاءُ أَیضاً: أَرض فیها طین و حصًی؛ و قال ثعلب: هی الأَرض الخَشِنةُ الصلبة، و جمع ذلك كلّه خَشَّاواتٌ و خَشاشِیّ. و یقال: أَنْبَطَ فی خَشَّاءَ. و قیل: الخَشُّ أَرض غلیظة فیها طین و حَصْباءُ. و الخَشُّ: القلیلُ من المطر؛ قال الشاعر: یسائلنی بالمُنْحَنی عن بِلادِه، فقلت: أَصابَ الناس خَشٌّ من القَطْرِ و الخَشْخَشَةُ: صَوتُ السلاح و الیَنْبُوتِ، و فی لغة ضعیفة شَخْشَخَةٌ. و كلُّ شی‌ء یابسٍ یحُكُّ بعضه بعضاً: خَشْخاشٌ. و‌فی الحدیث أَنه قال لبلال: ما دخلتُ الجنة إِلا و سمِعتُ خَشْخَشَةً، فقلتُ: من هذا؟ فقالوا: بلالٌ؛ الخَشْخَشَةُ: حركة لها صوت كصوت السلاح. و یقال للرجَّالة: الخَشُّ و الحَشُّ و الصف و البت «2»، قال: و واحد الخَشّ خاشٌّ. ابن الأَعرابی: الخِشاشُ الغضب. یقال: قد حرّك خِشاشَه إِذا أَغضبه و الخُشاشُ: الشجاع، بضم الخاء. قال: و الخُشَیشُ الغزال الصغیر. و الخُشَیشُ: تصغیر خُشٍّ و هو التلُّ. و الخِشاشُ: الجوالقُ؛ و أَنشد: بینَ خِشاشِ بازِلٍ جِوَرِّ و رواه أَبو مالك: بین خِشاشَیْ بازلٍ. قال: و خشاشا كل شی‌ء جَنْباه؛ و قال شمر فی قول جریر: من كلّ شَوْشاءَ لمَّا خُشَّ ناظرُها، أَدْنَتْ مُذَمَّرَها من واسط الكُورِ قال: و الخِشاشُ یقع علی عِرْق الناظر، و عِرْقا الناظرَینِ یكْتَنِفان الأَنف، فإِذا خُشَّتْ لانَ رأَسها، فإِذا جُذِبت أَلْقت مُذَمَّرُها علی الرحل من شدة الخِشاشِ علیها. و المُذَمَّرُ: العِلْباوان فی العُنق یُشْرِفان علی الأَخدَعَین. و قوله‌فی الحدیث: علیه خُشاشانِ‌أَی بُرْدتان؛ قال ابن الأَثیر: إِن كانت الروایةُ بالتخفیف فیرید خفَّتهما و لُطْفَهُما، و إِن كانت بالتشدید فیرید به حركَتهما كأَنهما كانتا مصقُولتین كالثیاب الجدُد المصقولة. و الخَشْخاشُ: الجماعةُ الكثیرة من الناس، و فی المحْكم: الجماعة؛ قال الكمیت: فی حَوْمةِ الفَیْلَقِ الجَأْواءِ، إِذْ ركِبَتْ قَیْسٌ، و هَیْضَلُها الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا و فی الصحاح: الخَشْخاشُ الجماعةُ علیهم سلاح و دروع،
(1). قوله [و أَصل الخششاء إلخ] كذا بالأَصل و لعل فیه سقطاً و حق العبارة و أصل الخشَّاء الخششاء. (2). قوله [و الحش و البت] كذا بالأَصل و فی الشارح بدل الثانی بث بالمثلثة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 298
و قد خَشْخَشْتُه فَتَخَشْخَش؛ قال علقمة: تَخَشْخَشَ أَبْدانُ الحَدیدِ علیهمُ، كما خَشْخَشَتْ یبسَ الحصادِ جَنُوبُ ابن الأَعرابی: یقال لصوت الثوب الجدید إِذا حرّك الخَشْخَشَةُ و النَّشْنَشَةُ. و الخَشُّ: الشی‌ء الأَسود. و الخَشُّ: الشی‌ء الأَخْشن. و الخَشْخاشُ: نبتٌ ثمرتُه حمراءُ، و هو ضربان: أَسود و أَبیض، واحدته خَشْخاشةٌ. و الخَشَّاءُ: موضع النَّحْل و الدَّبْر؛ قال ذو الأُصْبَع العَدْوانیُّ یصف نَبْلًا: قَوّمَ أَفْواقَها، و تَرَّصَها أَنْبَلُ عَدْوان كلِّها صَنَعا إِمَّا تَری نَبْلَه فَخَشْرمُ خَشَّاءَ، إِذا مُسَّ دَبْرُه لكَعا تَرَّصَها: أَحكمها. و أَنبلُ عدوان: أَحذقُهم بعمل النبلِ؛ قال ابن بری: و الذی فی شعره مكان إِما تری: فنَبْلُه صِیغَةٌ كخَشْرَمِ خَشَّاءَ، إِذا مُشَّ دَبْرُه لكَعا لأَن إِما لیس له جواب فی هذا البیت و لا فیما بعده؛ قال: و إِنما ذكر الشاعر إِما فی بیت یلی هذا و هو: إِمَّا تَری قَوسَه فنابِیَةُ الأَرْزِ هَتُوفٌ، بِحالها ضَلَعا و قوله فنابیة، الفاء جواب إِما، و نابیة خبر مبتدإ أَی هی ما نبا من الأَرْزِ و ارتفع. و هتوفٌ: ذات صوت. و قوله لكَعا بمعنی لسع. و خُشْ: الطیبُ، بالفارسیة، عرَّبَتْه العرب. و قالوا فی المرأَة خَشَّة كأَنَّ هذا اسم لها؛ قال ابن سیدة: أَنشدنی بعض من لقیته لمطیع بن إِیاس یهجو حماداً الراویة: نَحِّ السَوْءةَ السَّوْآءَ یا حَمَّادُ، عن خُشّه «1» عن التُّفَّاحةِ الصَّفْراءِ، و الأُتْرُجّةِ الهَشّة و خُشَاخِشٌ «2»: رمل بالدَّهْناءِ؛ قال جریر: أَوْقَدْتَ نارَك و اسْتَضَأْتَ بحزنَةٍ، و من الشُّهودِ خُشَاخِشٌ و الأَجْرَعُ

خفش؛ ج6، ص: 298

: الخفَشُ: ضعف فی البصر و ضیق فی العین، و قیل: صغرٌ فی العین خلقةً، و قیل: هو فساد فی جفن العین و احمرار تضیق له العیون من غیر وجع و لا قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فهو خَفِشٌ و أَخْفَشُ. و‌فی حدیث عائشة: كأَنهم مِعْزَی مَطِیرة فی خَفْشٍ؛ قال الخطابی؛ إِنما هو الخَفَشُ مصدر خَفِشَت عینه خَفَشاً إِذا قَلَّ بصرها، و هو فساد فی العین یضعف منه نورُها و تَغْمَصُ دائماً من غیر وجع، یعنی أَنهم فی عمًی و حَیرة أَو فی ظلمة لیل، فضُرِبت المِعْزی مثلًا لأَنها من أَضعف الغنم فی المطرِ و البرد. و‌فی حدیث ولد المُلاعَنة: إِن جاءت به أُمه أَخْفَشَ العینین؛ قال بعضهم: هو الذی یُغَمّضُ إِذا نظر؛ و قول رؤبة: و كنتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِیش یرید بالضَّعْف فی أَمری. یقال: خَفِشَ فی أَمره إِذا ضعف؛ و به سمی الخُفاشُ لضعْف بصره بالنهار. و قال أَبو زید: رجل خفِشٌ إِذا كان فی عینیه غَمَصٌ
(1). قوله [عن خُشِّه] هكذا ضبط فی الأَصل بضم الخاء فی البیت و بالفتح فیما قبله. (2). قوله [و خُشَاخِشٌ] قال متن القاموس بالضم و نقل شارحه عن الصاغانی الفتح.
لسان العرب، ج‌6، ص: 299
أَی قَذًی، قال: و أَما الرَّمَصُ فهو مثلُ العَمَش. و‌فی كتاب عبد الملك إِلی الحجاج: قاتلك اللَّه أُخَیْفِشَ العینِ‌هو تصغیر الأَخْفَش. الجوهری: قد یكون الخفَشُ علة و هو الذی یُبْصر الشی‌ء باللیل و لا یبصره بالنهار، و یبصره فی یوم غیم و لا یبصره فی یوم صاح. و الخُفَّاشُ: طائرٌ یطیر باللیل مشتق من ذلك لأَنه یَشُقُّ علیه ضوء النهار. و الخُفَّاشُ: واحدُ الخَفافِیش التی تطیر باللیل. و قال النضر: إِذا صغُرَ مُقدَّمُ سنام البعیر و انضمَّ فلم یَطُلْ فذلك الخَفَش. بعیرٌ أَخْفَشُ، و ناقة خَفْشاءُ، و قد خَفِشَ خفَشاً.

خمش؛ ج6، ص: 299

: الخَمْشُ: الخدْشُ فی الوجه و قد یستعمل فی سائر الجسد، خَمَشَه یَخْمِشُه و یخمُشُه خَمْشاً و خُمُوشاً و خَمَّشه. و الخُمُوشُ: الخُدُوشُ؛ قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أَبی لهب یخاطب امرأَته: هاشمٌ جَدُّنا، فإِن كُنتِ غَضْبَی، فامْلَئِی وجْهَكِ الجَمِیلَ خُدُوشاً و حكی اللحیانی: لا تَفْعل ذلك أُمُّك خَمْشَی، و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن معناه ثَكِلَتْكَ أُمُّك فَخَمَّشَت علیك وجْهَها، قال: و كذلك الجمع یقال لا تفعلوا ذلك أُمهاتُكم خَمْشَی. و الخُماشةُ من الجراحات: ما لیس له أَرْش معلوم كالخدْش و نحوه. و الخُماشةُ: الجنایةُ، و هو من ذلك؛ قال ذو الرمة: رَباعٍ لها، مُذْ أَوْرَقَ العُود عنده، خُمَاشاتُ ذَحْل ما یُرادُ امتثالُها امتثالُها: اقتصاصُها، و الامتثال الاقتصاص، و یقال: أَمْثِلْنی منه؛ قال یصف عیراً و أُتُنَه و رَمْحَهنّ إِیاه إِذا أَراد سِفادَهنّ، و أَراد بقوله رَباع عیراً قد طَلَعَت رَباعِیَتاه. ابن شمیل: ما دون الدیة فهو خُمَاشاتٌ مثل قطع ید أَو رجل أَو أُذن أَو عین أَو ضربة بالعصا أَو لطمة، كلُّ هذا خُماشةٌ. و قد أَخذت خُماشَتی من فلان، و قد خَمَشَنی فلان أَی ضربنی أَو لطمنی أَو قطع عُضْواً منی. و أَخذ خُمَاشَته إِذا اقتص. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: أَنه جمع بنیه عند موته و قال: كان بینی و بین فلان خُماشاتٌ فی الجاهلیة، واحدتها خُماشة، أَی جراحات و جنایات، و هی كل ما كان دون القتل و الدیة من قطع أَو جرح أَو ضرب أَو نهب و نحو ذلك من أَنواع الأَذی؛ و قال أَبو عبید: أَراد بها جنایات و جراحات. اللیث: الخامِشةُ و جمعُها الخَوامِشُ و هی صغار المسایل و الدوافع؛ قال أَبو منصور: سمیت خامِشَةً لأَنها تَخْمِشُ الأَرض أَی تَخُدّ فیها بما تحْمِل من ماء السیل. و الخَوافِشُ: مَدَافِعُ السیل، الواحدة خافِشةٌ. و الخامِشةُ: من صغار مَسایلِ الماء مثل الدوافع. و الخَمُوشُ: البعوضُ، بفتح الخاء، فی لغة هُذیل، قال الشاعر: كأَن وغَی الخَمُوش، بِجانِبَیه، وغَی رَكْبٍ، أُمَیمَ، ذوی زِیاط واحدته خَمُوشة، و قیل: لا واحد له؛ و هذا الشعر فی التهذیب: كأَن وغی الخموش، بجانبیه، مآتِمُ یَلْتَدِمْن علی قَتیل واحدتها بقَّة، و قیل: واحدتها خَمُوشة؛ قال ابن بری: ذكر الجوهری هذا البیت فی فصل وغی أَیضاً و ذكر أَنه للهذلی و الذی فی شعر هذیل خلاف هذا، و هو: كأَن وغی الخموش، بجانبیه، وغی ركب، أُمیم، أُولی هِیاط
لسان العرب، ج‌6، ص: 300
قال ابن بری: و البیت للمتنخل؛ و قبله: و ماء، قد ورَدْت أُمَیمَ، طامٍ علی أَرْجائه زَجَلُ الغَطاط قال: الهِیاطُ و المِیاطُ الخصومةُ و الصیاحُ، و الطامی المرتفع، و أَرجاؤه نواحیه. و الغَطاطُ ضربٌ من القطا. و‌فی حدیث ابن عباس حین سُئل: هل یُقْرَأُ فی الظهر و العصر؟ فقال: خَمْشاً؛ دعا بأَن یُخْمَشَ وجهه أَو جلدُه كما یقال جدْعاً و قطْعاً، و هو منصوب بفعل لا یظهر. و‌فی الحدیث: من سأَل و هو غنیٌّ جاءت مسأَلتُه یوم القیامة خُمُوشاً أَو كُدُوحاً فی وجهه‌أَی خُدُوشاً؛ قال أَبو عبید: الخُموش مثل الخُدوش. یقال: خَمَشَت المرأَةُ وجْهَها تَخْمُشه و تَخْمِشه خَمْشاً و خُمُوشاً، و الخُمُوشُ مصدرٌ و یجوز أَن یكونا جمیعاً المصدر حیث سمی به؛ قال لبید یذكر نساء قُمْن یَنُحْنَ علی عمه أَبی براء: یَخْمِشْنَ حُرَّ أَوْجُهٍ صِحاح، فی السُّلُب السُّودِ، و فی الأَمْساح حكی ابن قُهزاذ عن علی بن الحسین بن واقد قال: سأَلت مطراً عن قوله عز و جل: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا، فقال: سأَلت عنها الحسن بن أَبی الحسن فقال: هذا من الخُماش؛ قال أَبو الهیثم: أَراد هذا من الجراحات التی لا قصاص فیها. و الخَمْشُ: كالخَدْش الذی لا قصاص فیه. و الحوامیم كلها مكیة لیس فیها حكم لأَنها كانت دارَ حرب،قال ابن مسعود: آلُ حم من تلادی الأُوَل‌أَی من أَول ما تعلّمتُ بمكة، و لم تجْر الأَحكام بین المسلمین بمكة فی القصاص. و الخَمَشُ: ولدُ الوَبْر الذكرُ، و الجمع خُمْشان. و تَخَمَّشَ القومُ: كثُرت حركتهم. و أَبو الخاموش: رجلُ معروف بَقَّال؛ قال رؤبة: أَقْحَمَنی جارُ أَبی الخاموش و الخُماشاتُ: بقایا الذَحْلِ.

خنش؛ ج6، ص: 300

: الخُنْشُوشُ: بقیّةٌ من المال. و امرأَة مُخنَّشَةٌ: فیها بقیّة من شَبابٍ. و بقی لهم خُنْشُوشٌ من مال أَی قطعةٌ من الإِبِلِ، و قیل أَی بقیة، و قال اللیث فی قوله امرأَة مُخَنَّشة قال: تَخْنُشُها بعْض رقَّة بقیة شبابِها، و نساء مُخَنَّشَات. و ما لَه خُنْشُوشٌ أَی ما لَه شی‌ءٌ؛ و قول رؤبة: جاؤوا بأُخْراهُمْ علی خُنْشُوش كقولهم جاؤوا عن آخرهم. و خُنْشُوشٌ: اسم موضع؛ و خُنْشُوشٌ: اسم رجل من بنی دارِم یقال له خُنْشُوش مُدٍّ «3» یقول له خالد بن علقمة الدارمی: جزَی اللَّهُ خُنْشُوشَ بن مُدّ مَلامَةً، إِذا زَیَّنَ الفَحْشاءَ للنفس مُوقُها أَراد مؤُوقُها.

خنبش؛ ج6، ص: 300

: امرأَة خَنْبشٌ: كثیرة الحركة. و خَنْبَشٌ: اسم رجل.

خوش؛ ج6، ص: 300

: الخَوَشُ، صفَرُ البطن، و كذلك التخویش. و المُتَخَوِّشُ و المُتَخاوِشُ: الضامرُ البطن المُتَخَدِّد اللحم المهزول. و تَخَوَّشَ بَدَنُ الرجل: هُزِل بعد سِمَنٍ. و خوَّشَه حَقَّه: نقَصه؛ قال رؤبة یصف أَزْمةً‌حَصَّاءُ تُقْنِی المالَ بالتَخْوِیش ابن شمیل: خاشَ الرجلُ جاریتَه بأَیْرِه، قال و الخَوْش كالطعن و كذلك جافَها یجُوفها و نشَغَها و رفغها. و خاوَشَ الشی‌ءَ: رَفَعه؛ قال الراعی یصف ثوراً یحْفر كِناساً و یُجافی صدْرَه عن عروق الأَرطی:
(3). قوله [مدّ] هو فی الأَصل بهذا الضبط.
لسان العرب، ج‌6، ص: 301
یُخاوِشُ البَرْكَ عن عِرْق أَضَرَّ به، تَجافِیاً كتَجافی القَرْم ذِی السَّرَرِ أَی یرفع صدرَه عن عروق الأَرْطی. و خاوَشَ الرجلُ جنْبه عن الفراش إِذا جافاه عنه. و خَاشَ الرجل: دخل فی غُمارِ الناس. و خَاشَ الشی‌ءَ: حَشَاه فی الوعاء. و خَاشَ أَیضاً: رجَع؛ و قوله أَنشده ثعلب: بَیْنَ الوخاءَیْن و خَاشَ القَهْقَرَی فسره بالوجهین جمیعاً؛ قال ابن سیدة: و لا دلیل فیه علی أَن أَلفه منقلبة عن واو أَو یاء. و خاشَ ماشَ، مبنیان علی الفتح: قُماشُ الناس، و قیل: قُماش البیت و سقَطُ متاعه. و حكی ثعلب عن سلمة عن الفراء: خَاشِ ماشِ، بالكسر أَیضاً؛ و أَنشد أَبو زید: صَبَحْن أَنْمار بنی منْقاشِ، خُوصَ العُیونِ یُبَّسَ المُشاشِ، یَحْمِلْن صبْیاناً و خاشِ ماشِ قال: سَمِع فارسیته فأَعْرَبها. و الخَوْشُ: الخاصرة. الفراء: و الخَوْشان الخاصرتان من الإِنسان و غیرِه؛ قال أَبو الهیثم: أَحْسَبها الحَوْشانِ، بالحاء، قال أَبو منصور: و الصواب ما روی عن الفراء. و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی و عن عمرو عن أَبیه أَنهما قالا: الخَوْش الخاصرة، قال أَبو منصور: و هذا عندی مأْخوذ من التَخْوِیش و هو التنقیص؛ قال رؤبة: یا عَجَباً و الدهرُ ذو تَخْوِیش و الخَوْشانُ: نبت البَقْلة التی تسمی القَطَفَ إِلا أَنه أَلْطَفُ ورَقاً و فیه حُموضة و الناس یأْكلونه، قال: و أَنشدت لرجل من الفزاریّین: و لا تأْكلُ الخَوْشانَ خَوْدٌ كریمةٌ، و لا الضَّجْعَ إِلا مَنْ أَضَرَّ به الهَزْلُ

خیش؛ ج6، ص: 301

: الخَیْش: ثِیابٌ رِقاقُ النسج غِلاظُ الخُیُوطِ تُتَّخَذُ من مُشَاقةِ الكَتَّان و من أَرْدَئِه، و ربما اتخذت من العَصْبِ، و الجمع أَخیاش؛ قال: و أَبصرْتُ لَیلی بین بُرْدَی مَراجِلٍ، و أَخْیاشِ عَصْبٍ من مُهَلْهَلةِ الیمَن و فیه خُیُوشةٌ أَی رقّة. و خاشَ ما فی الوِعاء: أَخْرَجَه.

فصل الدال المهملة؛ ج6، ص: 301

دبش؛ ج6، ص: 301

: دبَشَ الجرادُ فی الأَرض یدبِشها دَبْشاً: أَكل كلأَها. و سَیْلٌ دُبَاشٌ: عظیمٌ یَجْرُف كلَّ شی‌ء. اللیث: الدبْشُ القَشْر و الأَكلُ. یقال: دُبِشَت الأَرضُ دبْشاً إِذا أُكِلَ ما علیها من النبات؛ قال رؤبة: جاؤوا بأُخْراهُمْ علی خُنْشُوشِ، من مُهْوَئِنٍّ بالدَّبی مَدْبُوشِ المَدْبوشُ: الذی أَكل الجرادُ نَبْتَه. و أَرضٌ مدبوشةٌ إِذا أَكل الجراد نبتها. و الخُنْشوشُ: البقیَّةُ من الإِبِلِ. و المُهْوَئِنُّ: ما اتَّسع من الأَرض.

دخش؛ ج6، ص: 301

: دَخِشَ دخَشاً: امتلأَ لحماً؛ قال ابن درید: و أَحسب أَن دَخْشَماً اسمُ رجل مشتق منه، و المیم زائدة.

دخبش؛ ج6، ص: 301

: رجل دَخْبَشٌ و دُخابِشٌ: عظیم البطن.

درش؛ ج6، ص: 301

: الدَّارِشُ: جلدٌ أَسود.

درعش؛ ج6، ص: 301

: بعیر دِرْعَوْشٌ: شدید.

درغش؛ ج6، ص: 301

: ادْرَغَشّ الرجلُ: برِئ من مرضه كاطْرَغَشَّ.لسان العرب، ج‌6، ص: 302‌

دشش؛ ج6، ص: 302

: الدّشّ: اتخاذُ الدَّشِیشةِ، و هی لغة فی الجَشِیشة، قال الأَزهری: لیست بلغة و لكنها لُكْنة، و‌روی عن أَبی الولید بن طَخْفةَ الغِفاری قال: كان أَبی من أَصحاب الصُّفَّة و كان رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، یأْمرُ الرجلَ یأْخذ بید الرجُلین حتی بقِیتُ خامسَ، خمسةٍ فقال رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: انطلقوا، فانطلقنا معه إِلی بیت عائشة فقال: یا عائشةُ أَطعِمِینا، فجاءت بِدَشِیشةٍ فأَكلْنا ثم جاءت بحَیْسةٍ مثل القَطا فأَكلنا ثم جاءت بعُسٍّ عظیم فشرِبْنا ثم انطلقنا إِلی المسجد؛ قال الأَزهری: فدل هذا الحدیثُ أَن الدشیشة لغةٌ فی الجشیشة.

دغش؛ ج6، ص: 302

: تَداغشَ القومُ: اختلطوا فی حرْب أَو صخَبٍ. و دَغَش علیهم: هَجَم؛ یمانیة. ابن السكیت: یقال دَاغَشَ الرجلُ إِذا حام حولَ الماء من العطش؛ و أَنشد: بِأَلذّ منك مُقَبَّلًا لِمُحَلَّإٍ عَطشانَ، داغَشَ ثم عادَ یَلُوب و قال غیره: فلان یُداغِشُ ظُلمةَ اللیل أَی یَخْبِطُها بلا فُتور؛ قال الراجز: كیف تراهُنّ یُداغِشْنَ السُّرَی، و قد مَضَی من لَیلِهنّ ما مَضَی؟ و الدغْشُ: اسم رجل، قال ابن درید: و أَحسب أَن العرب سمته دَغْوَشاً.

دغمش؛ ج6، ص: 302

: التهذیب فی نوادر الأَعراب: دَغْمَشْت فی الشی‌ء و دَهْمَقت و دَمْشَقْت أَی أَسرعت.

دقش؛ ج6، ص: 302

: الدَّقْشُ: النَّقْش. و الدَّقْشَةُ: دویبّة رَقْشاءُ، و قیل رقْطاء أَصغر من العَظاءة. و أَبو الدُّقَیش: كنیة، قال الأَزهری: أَبو الدُّقَیش كنْیة و اسمه الدقَشُ. قال یونس: سأَلت أَبا الدُّقَیش: ما الدَّقَشُ؟ فقال: لا أَدری، قلت: ما الدُّقَیش؟ فقال: و لا هذا، قلت: فاكتنیت بما لا تعرف ما هو؟ قال: إِنما الكُنی و الأَسماء علامات. قال أَبو زید: دخلت علی أَبی الدُّقَیش الأَعرابی و هو مریض فقلت له: كیف تجدُك یا أَبا الدُّقَیش؟ قال: أَجدُ ما لا أَشتهی و أَشتهی ما لا أَجد، و أَنا فی زمان سوء، زمانٌ من وَجَدَ لم یَجُد، و من جاد لم یجِدْ. و دَنْقَشَ الرجلُ إِذا نظر و كسَر عینیه. و دَنْقَشْت بین القوم: أَفسدت، قال: و ربما جاء بالسین المهملة: حكاه أَبو عبید. قال ابن بری: ذكر أَبو القاسم الزجاجی أَن ابن درید سئل عن الدقَش فقال: قد سمت العرب دقَشاً و صغروه فقالوا دُقَیش و صیرت مِن فَعَلَ فَنْعَل فقالوا دَنْقَش، قال: و الدُّقَیش طائر أَغبر أُرَیقِط معروف عندهم؛ قال غلام من العرب أَنشده یونس: یا أُمّتاه أَخْصِبی العَشِیَّه، قد صِدْتُ دَقْشاً ثم سَنْدَرِیّه

دمش؛ ج6، ص: 302

: التهذیب: اللیث: الدَّمَشُ الهَیجانُ و الثوَرانُ من حرارة أَو شُرْب دَواء ثارَ إِلی رأْسه، یقال: دَمِشَ دمَشاً، قال أَبو منصور: و هذا عندی دخیل أُعْرِب.

دنفش؛ ج6، ص: 302

: أَبو عبید فی باب العین: دَنْقَش الرجلُ دَنْقَشةً و طَرْفَش طَرْفَشةً إِذا نظر فكسَر عینیه، و قال شمر: إِنما هو دَنْفَشَ، بالفاء و الشین. أَبو عمرو: طَرْفَش الرجلُ طرْفَشةً و دَنْقَشَ دَنْقَشةً إِذا نظر فكسر عینیه. قال أَبو منصور: و كان شمر و أَبو الهیثم یقولان فی هذا دنْقَس، بالقاف و السین.

دنقش؛ ج6، ص: 302

: الفراء: الدَّنْقَشَةُ الفسادُ، رواه بالشین و رواه غیره بالسین دَنْقَسَهُ؛ قال الأَزهری: الصواب بالقاف
لسان العرب، ج‌6، ص: 303
و الشین؛ قال أَبو عمرو الشیبانی: الدَّنْقَشَةُ خفْضُ البصر مثل الطرفشة؛ و أَنشد لأَبّاقٍ الدُّبَیرِیّ: یُدَنْقِشُ العینَ إِذا ما نَظَرا، یَحْسَبُه، و هو صحیحٌ، أَعْوَرا یقال: دَنْقَشَ و طَرْفَشَ إِذا نظر و كسر عینیه.

دهش؛ ج6، ص: 303

: الدَّهَشُ: ذهابُ العقل من الذَّهَلِ و الوَلَهِ و قیل من الفزع و نحوه، دَهِشَ دَهَشاً، فهو دَهِشٌ، و دُهِشَ، فهو مَدْهوش، و كَرِهَها بعضهم، و أَدْهَشَه اللَّه و أَدْهَشَه الأَمرُ. و دهِشَ الرجلُ، بالكسر، دَهَشاً: تحیّر. و یقال: دُهِشَ و شُدِهَ، فهو دَهِشٌ و مَشْدُوه «1» شَدْهاً. قال: و اللغةُ العالیة دَهِشَ علی فَعِلَ، و هو الدَّهَش، بفتح الهاء. و الدَّهَشُ: مثلُ الخَرَقِ و البَعَل و نحوه.

دهرش؛ ج6، ص: 303

: دَهْرَشٌ: اسمٌ، و قیل: قبیلةٌ من الجِنّ.

دهفش؛ ج6، ص: 303

: الأَزهری عن محمد بن عبد العزیز قال: لما قال عمر بن أَبی ربیعة: لم تَدَعْ للنِّساء عندی نَصِیباً غیر ما قُلْتُ مازِحاً بلِسانی قال ابن أَبی عتیق: رضیت لك المودة و للنساء الدَّهْفَشةَ و هی الخدِیعةُ. و الدَّهْفَشةُ: التَجْمِیشُ. و دَهْفَشَ المرأَة إِذا جَمَّشَها.

دهقش؛ ج6، ص: 303

: دَهْقَشَ الرجلُ المرأَةَ: جَمَّشَها.

دوش؛ ج6، ص: 303

: الدَّوَشُ: ظلمةٌ فی البصر، و قیل: هو ضعْفٌ فی البصر و ضِیقٌ فی العین، دَوِشَ دوَشاً، و هو أَدْوَشُ، و قد دَوِشَت عینُه، و هی دَوْشاء. الفراء: داشَ الرجلُ إِذا أَخذَتْه الشَّبْكَرةُ.

دیش؛ ج6، ص: 303

: الدِّیشُ: قبیلة من ابنی الهُونِ. اللیث: دِیش قبیلة من بنی الهون بن خزیمة و هم من القارَةِ، و هم الدِّیشُ و العَضَلُ ابنا الهون بن خزیمة، قال الجوهری: و ربما قالوه بفتح الدال، و هو أَحد القارة، و الآخَرُ عَضَلُ بن الهون یقال لهما جمیعاً القارة.

فصل الراء؛ ج6، ص: 303

رأش؛ ج6، ص: 303

: رجل رُؤْشُوشٌ: كثیر شعرِ الأُذن.

ربش؛ ج6، ص: 303

: الأَرْبَشُ: المختلف اللون نقطة حمراء و أُخری سوداء أَو غبراء أَو نحو ذلك. و فرس أَرْبَشُ: ذو بَرَشٍ مختلف اللون، و خصَّ اللحیانی به البرْذَون. و أَرْبَشَ الشجرُ: أَوْرَقَ، و قیل أَرْبَشَ أَخرج ثمره كأَنه حِمِّص، عن ابن الأَعرابی، و كذلك حكی حِمَّص، بفتح المیم، و هو روایة. و مكان أَرْبَشُ و أَبْرَشُ: كثیر النبت مختلفُه. ابن الأَعرابی: أَرْمَشَ الأَرضُ و أَرْبَشَ و أَنْقَدَ إِذا أَوْرَقَ و تفطَّر. و أَرض رَبشاءُ و بَرْشَاءُ: كثیرة العُشب مختلفٌ أَلوانها. و سنَة رَبْشاء و رَمْشاء و بَرْشاء: كثیرةُ العُشْب.

رشش؛ ج6، ص: 303

: الرشُّ للماء و الدم و الدمع، و الرش: رشُّك البیتَ بالماء، و قد رشَشْت المكانَ رَشًّا و تَرَشَّشَ علیه الماءُ، و رَشَّت العینُ و السماء تَرُشُّ رَشًّا و رَشاشاً و أَرَشَّت أَی جاءت بالرَّشّ. و أَرضٌ مَرْشُوشَةٌ: أَصابها رَشٌ. و الرَشُّ: المطر القلیل، و الجمع رِشَاشٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: الرَّشُّ أَول المطر. و أَرَشَّتِ الطعْنةُ، و رَشاشُها دمُها. و الرَّشاشُ، بالفتح. ما ترشّشَ من الدمع و الدم، و أَرَشَّت العینُ الدمعَ، و رَشَّهُ بالماء یَرُشُّهُ رَشًّا: نضَحه. و‌فی الحدیث: فلم یكونوا یَرُشُّون شیئاً من ذلك
(1). قوله [فهو دهش و مشدوه] كذا بالأَصل و المناسب لما قبله و ما بعده أَن یقول فهو مدهوش و مشدوه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 304
أَی ینضحونه بالماء، و رَشَاش الدمع؛ قال أَبو كبیر یصف طعنة تُرِشُّ الدمع إِرشاشاً: مُسْتنّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة، تَنْفی التراب بِقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ و شِواءٌ مُرِشٌّ و رَشْرَاشٌ: خَضِلٌ نَدٍ یقطُرُ ماؤه، و قیل: یقْطرُ دَسَمُه. و تَرَشْرَشَ الماءُ: سالَ. و عظْمٌ رَشْرَاشٌ: رِخْوٌ. و خُبْزة رَشْرَاشَةٌ و رَشْرَشَةٌ: رخْوةٌ یابسةٌ. و رَشْرَشَ البعیرُ: بَرَك ثم فَحَصَ بصدْره فی الأَرض لیتمكن؛ و قول أَبی دواد یصف فرساً: طَوَاه القَنِیصُ و تَعْداؤه، و إِرْشَاشُ عِطْفَیه حتی شَسَبْ أَراد تعریقَه إِیاه حتی ضمَر لِمَا سال من عرَقه بالحِناذ و اشتدّ لحمه بعد رهَلِه.

رعش؛ ج6، ص: 304

: الرَّعَشُ، بالتحریك، و الرُّعَاشُ: الرِّعْدة. رَعِشَ، بالكسر، یَرْعَشُ رَعَشاً و ارْتَعَشَ أَی ارْتَعَدَ، و أَرْعَشَه اللَّه. و ارْتَعَشت یدُه إِذا ارْتَعدت. و ارْتَعَش رأْسُ الشیخ إِذا رجَف من الكِبَر. و الرُّعاشُ: رِعْشةٌ تَعْتری الإِنسان من داء یُصیبه لا یسكن عنه. و رجل رَعِشٌ: مُرتَعِش؛ قال أَبو كبیر: ثم انْصرفْتُ، و لا أَبُثّك حِیْبتی، رَعِشَ البنانِ أَطِیشُ مَشْیَ الأَصْورِ و عندی أَن رَعِشاً علی النسَب لأَنه لم نجد له فعلًا، و رُعِشَ و أُرْعِشَ. و رجل رَعِیشٌ: مُرْتَعِشٌ. و رجل رِعْشیشٌ: یُرْعَشُ فی الحرب جُبْناً. و رجل رَعِشٌ أَی جبان. و یقال: أَخذتْ فلاناً رِعْشةٌ عند الحرب ضعْفاً و جُبْناً. و یقال: إِنه لَرَعِشٌ إِلی القِتال و إِلی المعروف أَی سریعٌ إِلیه. و الرِّعْشَةُ: العَجَلةُ؛ و أَنشد: و المُرْعَشِینَ بالقَنا المُقَوّم كأَنما أَرْعَشُوهم أَی أَعْجَلُوهم. و الرَّعْشَنُ: المُرْتَعِشُ. و جمل رَعْشَنٌ: سریعٌ لاهتزازِه فی السیر، نونُهما زائدةٌ؛ و ناقة رَعْشَنَةٌ و رَعْشَاء كذلك، و قیل: الرَّعْشَاء الطویلة العنق. و الرَّعْشَاءُ من النعام: الطویلةُ، و قیل: السریعة، و ظَلِیم رَعِشٌ كذلك، و هو علی تقدیر فَعِل بدلٌ من أَفْعَل، خالَفوا بصیغة المذكر عن صیغة المؤنث و مثله كثیر، و كذلك الناقة الرَّعْشَاءُ، و الجمل أَرْعَشُ و هو الرَّعْشَنُ و الرَّعْشَنةُ «1»؛ و أَنشد: من كلّ رَعْشاءَ و ناجٍ رَعْشَنِ و النون زائدة فی الرَّعْشَن كما زادوها فی الصَّیْدَنِ، و هو الأَصْیَدُ من الملوك، و كما قالوا للمرأَة الخلَّابة خَلْبَنٌ؛ و یقال: الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعیّ علی حِدَة. و تسمی الدابة رَعْشاءَ لانتفاضها من شَهامتها و نشاطها. و ناقة رَعُوشٌ، مثل رَعُوس: للتی یَرْجُف رأَسُها من الكِبَر. و الرَّعْشُ: هزُّ الرأْس فی السیر و النوم. و المَرْعَش: جنس من الحمام و هی التی تُحَلِّقُ، و بعضهم یضم مِیمَه. و یَرْعِش: ملِكٌ من ملوك حِمْیَر كان به ارتعاشٌ فسُمی بذلك. و رَعِشٌ: فرس لسلمة بن یزید الجُعْفیّ. و مَرْعَش: بلدٌ فی الثغور من كُوَرِ الجزیرة، و قیل: هو موضع و لم یُعَیَّن؛ قال: فلو أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَیدِ طِعانَنا، بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنیّ، أَرنّت
(1). قوله [و هو الرعشن و الرعشنة] كذا بالأَصل و لعل فیه سقطاً و الأَصل و هی الرعشنة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 305‌

رفش؛ ج6، ص: 305

: رفَشَه رَفْشاً: أَكَله أَكلًا شدیداً؛ قال رؤبة: دقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ، أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ و منه وقع فلان فی الرَّفْش و القَفْش؛ الرَّفْشُ: الأَكلُ و الشربُ فی النَّعْمة و الأَمْن، و القَفْش: النكاح. و یقال: أَرْفَشَ فلان إِذا وقع فی الأَهْیغَین: الأَكلِ و النكاح. و الرَّفْش: الدَّقّ و الهَرْسُ. یقال للذی یُجِید أَكلَ الطعام: إِنه لیَرْفُش الطعامَ رَفْشاً و یَهْرُشُه هَرْشاً. و رَفَّشَ فلان لِحْیتَه تَرْفِیشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ، و هو المجْرفُ. و یقال للذی یُهِیلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلی یَدِ الكیّال: رفّاشٌ. و رفَش البُرَّ یَرْفُشُه رَفْشاً: جَرَفه. و الرَّفْشُ و الرُّفْشُ و المِرْفَشةُ: ما رُفِشَ به. و یقال للمِجْرَف: الرَّفْش. و مِجْراف السفینة یقال له: الرَّفْش. اللیث: الرَّفْش و الرُّفْش لغتان سوادیّة، و هی المِجْرفة یُرْفَش بها البُرُّ رَفْشاً، قال: و بعضهم یُسَمّیها المِرْفَشةَ. و رجل أَرْفَشُ الأُذنین: عَریضُهما علی التشبیه بالمِرْفَشة. و‌فی حدیث سلمان الفارسی: أَنه كان أَرْفَشَ الأُذنین‌أَی عریضَهما. قال شمر: الأَرْفَش العریض الأُذن من الناس و غیرهم، و قد رَفِشَ یَرْفَشُ رفَشاً، شبّه بالرفْش و هی المِجْرفة من الخشب التی یُجرف بها الطعامُ. و یقال للرجل یَشْرُف بعد خُموله أَو یَعزُّ بعد الذلّ: من الرَّفْشِ إِلی العرشِ أَی قعدَ علی العرش بعد ضرْبه بالرَّفْش كنّاساً أَو ملَّاحاً. و فی التهذیب: أَی جلس علی سریر المُلْك بعد ما كان یعمل بالرَّفْشِ، قال: و هذا من أَمثال العراق.

رقش؛ ج6، ص: 305

: الرَّقْش كالنقْش، و الرَّقَشُ و الرَّقَشةُ: لون فیه كدرة و سواد و نحوهما. جُنْدَب أَرْقَشُ و حَیَّة رَقْشَاء: فیها نقط سواد و بیاض. و‌فی حدیث أُم سلمة: قالت لعائشة، لو ذكَّرْتُكِ قولًا تَعْرِفینه نهشتنی نَهْشَ الرَّقْشَاء المُطْرِق: الرَقْشَاء الأَفعی، سمیت بذلك لترقیش فی ظَهرها و هی خطوط و نقط، و إِنما قالت المطرق لأَن الحیة تقع علی الذكر و الأُنثی. التهذیب: الأَرْقَشُ لون فیه كدرة و سواد و نحوُهما كلون الأَفعی الرَّقْشَاء، و كلون الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظهر و نحو ذلك كذلك، قال: و ربما كانت الشِّقْشِقةُ رَقْشَاءَ؛ قال: رَقْشَاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا، دَوَّمَ فیها رِزُّه و أَرْعَدا و جَدْیٌ أَرْقَشُ الأُذنین أَی أَذْرَأُ. و الرَّقْشَاء من المعز: التی فیها نقط من سواد و بیاض. و الرقْشاء: شِقْشِقَةُ البعیر. الأَصمعی: رُقَیْش تصغیر رَقَش و هو تنقیط الخطوط و الكتاب. و قال أَبو حاتم: رُقَیْشٌ تصغیر أَرْقَش مثل أَبْلَق و بُلَیق و یجوز أُرَیْقِش. ابن الأَعرابی: الرَّقْش الخطّ الحسنُ، و رَقَاشِ اسم امرأَة منه. و الرَّقْشَاءُ: دُوَیْبَّة تكون فی العُشْب دُودةٌ منقوشة مَلِیحة شبیهة بالحُمْطُوطِ. و الرَّقْشُ و الترْقِیشُ: الكتابةُ و التنقیط؛ و مُرَقِّشٌ: اسم شاعر، سمی بذلك لقوله: الدارُ قَفْرُ و الرُّسُوم كما رَقَّشَ، فی ظَهْر الأَدِیم، قَلَمْ و هما مُرَقِّشَانِ: الأَكْبرُ و الأَصْغر، فأَما الأَكبر فهو من بنی سَدُوسٍ و هو الذی ذكرنا البیتَ عنه آنفاً؛ و قبله:
لسان العرب، ج‌6، ص: 306
هل بالدیار أَن تُجِیبَ صَمَمْ، لو كان رَسْمٌ ناطقاً بِكِلَمْ؟ و المُرَقِّشُ الأَصْغر من بنی سعد بن مالك؛ عن أَبی عبیدة. و التَّرْقِیشُ: التسطیر فی الصحف. و التَّرْقِیشُ: المُعاتبةُ و النَّمّ و القَتّ و التحریش و تَبْلیغ النَّمِیمة. و رَقَّشَ كلامَه: زَوّرَه و زَخْرَفه، من ذلك؛ قال رؤبة: عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالتَّرْقِیشِ، إِلیَّ سرّاً فاطْرُفی و مِیشِی و فی التهذیب: التَّرْقِیشُ التشْطِیر فی الضحك و المُعاتبةُ، و أَنشد رجز رؤبة، و قیل: التَّرْقِیشُ تَحْسین الكلام و تَزْویقُه. و تَرَقَّشَتِ المرأَةُ إِذا تزیّنت؛ قال الجعدی: فلا تحسَبی جَرْیَ الرِّهان تَرَقُّشاً و رَیْطاً، و إِعطاءَ الحَقِینِ مُجَلّلا و رَقَاشِ: اسم امرأَة، بكسر الشین، فی موضع الرفع و الخفض و النصب؛ قال: اسْقِ رَقَاشِ إِنّها سَقَّایَه و رَقَاشِ: حیٌّ من رَبیعةَ نُسِبوا إِلی أُمّهم یقال لهم بنو رَقَاشِ، قال ابن درید: و فی كلبٍ رَقاشِ، قال: و أَحسَب أَن فی كِنْدة بطْناً یقال لهم بنو رَقَاشِ، قال: و أَهل الحجاز یَبْنون رَقَاشِ علی الكسر فی كل حال، و كذلك كل اسم علی فَعالِ بفتح الفاء معدول عن فاعلة لا یدخله الأَلف و اللام و لا یُجْمع مثل حَذامِ و قَطامِ و غَلابِ، و أَهل نجد یُجْرونه مُجْری ما لا ینصرف نحو عُمَرَ، یقولون هذه رَقَاشُ بالرفع، و هو القیاس لأَنه اسم علَم و لیس فیه إِلا العدل و التأْنیث غیر أَن الأَشعار جاءت علی لغة أَهل الحجاز؛ قال لُجَیم بن صَعْب والد حَنیفة و عِجْل و حذامِ زوجُه: إِذا قالت حَذامِ فصدِّقوها، فإِن القولَ ما قالت حذامِ و قال إمرؤ القیس: قامت رَقاشِ، و أَصحابی علی عَجَلٍ، تُبْدی لك النحْرَ و اللّبَّاتِ و الجِیدا و قال النابغة: أَ تاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ، و ضِنّاً بالتحیة و الكلامِ فإِن كان الدلالَ فلا تُلِحِّی، و إِن كان الودَاعَ فبالسلامِ یقول: أ تترك هذه المرأَةُ تدلُّلَها و ضِنَّها بالكلام؟ ثم قال: فإِن كان هذا تدلّلًا منك فلا تُلِحِّی، و إِن كان سبباً للفراق و التودیع ودّعِینا بسلام نَسْتمتع به، قال: و قولُه أ تاركةً منصوبٌ نَصْبَ المصادر كقولك أ قائماً و قد قعد الناسُ؟ تقدیره أ قِیاماً و قد قعد الناسُ. و ضِنّاً معطوفٌ علی قوله تدلُّلَها، قال: إِلا أَن یكون فی آخره راء مثل جَعارِ اسم للضبُع، و حَضارِ اسمٌ لكوكب، و سَفارِ اسم بئر، و وَبارِ اسم أَرض فیوافقون أَهلَ الحجاز فی البناء علی الكسر.

رمش؛ ج6، ص: 306

: الرَّمَشُ: تَقَتُّلٌ فی الشُّفْر و حمرةٌ فی الجَفْن مع ماءٍ یَسیل، رجل أَرْمَشُ و امرأَة رَمْشَاءُ و عینٌ رَمْشَاءُ، و قد أَرْمَش؛ و أَنشد ابن الفرج: لهم نَظَرٌ نَحْوی یَكادُ یُزِیلُنی، و أَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرَامِشُ قال: مَرَامِشُ غَضِیضةٌ من العداوة. ابن الأَعرابی: المِرْمَاشُ الذی یُحرّك عینَه عند النظر
لسان العرب، ج‌6، ص: 307
تحریكاً كثیراً و هو الرَّأْراءُ أَیضاً. و رَمَش الشی‌ءَ یَرْمُشُه و یَرْمِشُه رَمْشاً: تَناوَله بأَطراف أَصابعه. و رَمَشَه بالحجر رَمْشاً: رَماه. و مكان أَرْمَشُ: لغة فی أَرْبَش. و بِرْذَونٌ أَرْمَشُ: كأَرْبَش. و به رَمَشٌ أَی بَرَشٌ. و أَرْمَشَ الشجرُ: أَورقَ كأَرْبَشَ. و قال ابن الأَعرابی: أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص. و أَرض رَمْشَاء: كثیرة العُشْب كرَشْماء. و الرَّمْشُ: الطاقةُ من الحَماحِم الرَّیْحانِ و نحوه. و الرَّمْشُ: أَن تَرْعی الغنمُ شیئاً یسیراً؛ قال الشاعر: قد رَمَشَتْ شیئاً یسیراً فاعْجَلِ و رَمَشَت الغنم ترْمُش و ترْمِشُ رَمْشاً: رَعَتْ شیئاً یسیراً. و سنَةٌ رَبْشاءُ و رَمشاء و بَرْشاءُ: كثیرة العُشْب. و الأَرْمَش: الحسَنُ الخلق.

رهش؛ ج6، ص: 307

: الرَّواهشُ: العصَّب التی فی ظاهر الذراع، واحدتُها رَاهِشةٌ و رَاهِشٌ بغیر هاء؛ قال: و أَعْدَدْتُ للحرب فَضْفاضَةً دِلاصاً، تَثَنَّی علی الرَّاهِشِ و قیل: الرَّوَاهِشُ عصَبٌ و عروقٌ فی باطن الذراع، و النواشر: عروقُ ظهر الكفّ، و قیل: هی عروقُ ظاهر الذراع، و الرواهِشُ: عصَبُ باطنِ یدَی الدابة. و الارْتِهاشُ: أَن یصُكّ الدابةُ بعَرض حافرِه عَرْضَ عُجایَتِه من الید الأُخری فربّما أَدْماها و ذلك لضَعْف یدِه. و الراهِشانِ: عرْقانِ فی باطن الذراعین. و الرَّهَشُ و الارْتِهاشُ: أَن تضطَرِبَ زواهِشُ الدابة فیَعْقِر بعضُها بعضاً. اللیث: الرَّهَشُ ارْتِهَاشٌ یكون فی الدابة و هو أَن تَصْطَكّ یداه فی مِشْیته فیَعْقِر رَوَاهِشَه، و هی عصَبُ یدیه، و الواحدة رَاهِشَةٌ؛ و كذلك فی ید الإِنسان رَوَاهِشُها: عصبُها من باطن الذراع. أَبو عمرو: النواشرُ و الرَّوَاهِشُ عروقُ باطنِ الذراع، و الأَشاجِعُ: عروق ظاهرِ الكف. النضر: الارْتِهاشُ و الارتعاش واحدٌ. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث عُبادة و جَراثیمُ العرب تَرْتَهِسُ‌أَی تضْطَرب فی الفِتنة، قال: و یروی بالشین المعجمة، أَی تَصْطَكّ قبائلُهم فی الفِتَن. یقال: ارْتَهَشَ الناسُ إِذا وقَعت فیهم الحربُ، قال: و هما متقاربان فی المعنی، و یروی … تَرْتَكِس، و قد تقدم. و‌حدیث العُرَنیّین: عظُمَت بُطونُنا و ارْتَهَشَت أَعْضادُنا‌أَی اضطربت، قال: و یجوز أَن یكون بالسین و الشین. و‌فی حدیث ابن الزبیر: و رَهِیش الثَّری عرضاً؛ الرَّهِیشُ من التراب: المُنْثالُ الذی لا یَتَماسَك من الارْتِهاش الاضطراب و المعنی لزوم الأَرض أَی یقاتلون علی أَرجلهم لِئلَّا یُحَدّثوا أَنفسهم بالفرار، فِعْلَ البطَلِ الشجاع إِذا غُشِی نزل عن دابّته و استقبل العدوّ، و یحتمل أَن یكون أَراد القبر أَی اجعلوا غایتكم الموتَ. و الارتهاش: ضربٌ من الطعْن فی عَرْضٍ؛ قال: أَبا خالدٍ، لو لا انتظارِیَ نَصْرَكم، أَخذْتُ سِنانِی فارْتَهَشْتُ به عَرْضا و ارتهاشه: تحریكُ یدیه. قال أَبو منصور: معنی قوله فارتهشت به أَی قَطعت به رَوَاهِشِی حتی یسیل منها الدم و لا یرقأَ فأَموت؛ یقول: لو لا انتظاری نصركم لقتلت نفسی آنفاً. و‌فی حدیث قُزْمانَ: أَنه جُرِحَ یوم أُحُدٍ فاشْتَدّت به الجراحةُ فأَخَذ سهماً فقَطع به رَوَاهِشَ یدیه فقَتَل نفسَه؛ الرَّواهِشُ: أَعصابٌ فی باطن الذراع. و الرَّهِیشُ: الدَّقیق من الأَشیاء. و الرَّهِیشُ: النَّصلُ الدقیق. و نصْلٌ رَهِیشٌ: حَدِیدٌ؛ قال إمرؤ القیس:
لسان العرب، ج‌6، ص: 308
بِرَهِیشٍ من كِنانَتهِ، كتلَظِّی الجَمْرِ فی شَرَرِهْ قال أَبو حنیفة: إِذا انشق رِصافُ السهم فإِن بعض الرواة زعم أَنه یقال له سهم رَهِیشٌ؛ و به فسر الرَّهِیشُ من قول إمرئ القیس: برَهِیش من كنانته قال: و لیس هذا بقویّ. و الرَّهِیشُ من الإِبل: المهزولةُ، و قیل: الضعیفةُ؛ قال رؤبة: نَتْف الحُبارَی عن قَرا رَهیشِ و قیل: هی القلیلة لحم الظهر، كلاهما علی التشبیه، فالرَّهِیشُ الذی هو النَّصْل، و الرَّهِیشُ من القِسِیّ التی یُصیب وترُها طائفَها، و الطائف ما بین الأَبْهَرِ و السِّیَةِ، و قیل: هو ما دون السِّیَةِ، فَیُؤَثّر فیها، و السِّیَةُ ما اعْوَجّ من رأْسها. و المُرْتَهِشةُ من القِسِیّ: التی إِذا رُمِیَ علیها اهتزّت فضرب وتَرُها أَبْهَرَها، قال الجوهری: و الصواب طائفَها. و قد ارْتَهَشَت القوسُ، فهی مُرْتَهِشةٌ؛ و قال أَبو حنیفة: ذلك إِذا بُریَتْ بَرْیاً سخِیفاً فجاءت ضعیفة، و لیس ذلك بقویّ. و ارْتَهَشَ الجرادُ إِذا ركب بعضُه بعضاً حتی لا یكاد یُری الترابُ معه، قال: و یقال للرائد كیف البلادُ التی ارْتَدْتَ؟ قال: تركتُ الجرادَ یَرْتَهِش لیس لأَحد فیها نُجْعةٌ. و امرأَة رُهْشوشةٌ: ماجِدةٌ. و رجل رُهْشُوشٌ: كریمٌ سَخِیٌّ كثیرُ الحیاء، و قیل: عَطوفٌ رَحیمٌ لا یمنع شیئاً، و قیل: حَیِیٌّ سَخِیٌّ رَقِیقُ الوجه؛ قال الشاعر: أَنت الكریمُ رِقَّةَ الرُّهشوشِ یرید ترِقّ رقّةَ الرُّهشوش، و لقد تَرَهْشَشَ، و هو بَیِّنُ الرُّهْشةِ و الرُّهْشوشِیّة. و ناقة رُهْشُوشٌ: غَزِیرةُ اللبَنِ، و الاسم الرُّهْشة، و قد تَرَهْشَشَت، قال ابن سیدة: و لا أَحُقُّها. أَبو عمرو: ناقةٌّ رَهِیشٌ أَی غزیرة صَفِیٌّ؛ و أَنشد: و خَوّارة منها رَهِیش كأَنما بَرَی لَحْمَ مَتْنَیها، عن الصُّلْبِ، لاحِبُ

روش؛ ج6، ص: 308

: ثعلب عن ابن الأَعرابی: الرَّوْشُ الأَكلُ الكثیر، و الوَرْشُ الأَكلُ القلیل.

ریش؛ ج6، ص: 308

: الرِّیشُ: كِسْوةُ الطائر، و الجمع أَریاش و رِیاشٌ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْیاشُها، خَشْفَ الجَنُوب بیابِسٍ من إِسْحِلِ و قرئ: و رِیاشاً وَ لِبٰاسُ التَّقْویٰ؛ و سمی أَبو ذؤیب كسوةَ النحل ریشاً فقال: تظَلُّ علی الثَّمْراء منها جَوارِسٌ مَراضِیعُ صُهْبُ الرِّیشِ، زُغْبٌ رِقابُها واحدته رِیشَةٌ. و طائرٌ رَاشٌ: نَبَتَ رِیشُه. و راشَ السهمَ رَیْشاً و ارْتاشَه: ركّب علیه الرِّیشَ؛ قال لبید یصف السهم: و لئن كَبِرْتُ لقد عَمَرْتُ كأَننی غُصْنٌ، تُقَیِّئه الرِّیاحُ، رَطِیبُ و كذاك حقًّا، مَن یُعَمَّرْ یُبْلِه كَرُّ الزمانِ علیه، و التقْلِیبُ حتی یَعُودَ من البلاء كأَنه، فی الكفّ، أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ مُرُطُ القِذاذِ، فلیس فیه مَصْنَعٌ، لا الریشُ یَنْفعه، و لا التعْقِیبُ و قال ابن بری: البیت لنافع بن لقیط الأَسدی یصف الهَرَمَ و الشَّیْبَ، قال: و یقال سَهم مُرُطٌ إِذا لم
لسان العرب، ج‌6، ص: 309
یكن علیه قُذَذٌ، و القِذاذ: ریشُ السهم، الواحدة قُذّة، و التعقیبُ: أَن یُشدَّ علیه العَقَبُ و هی الأَوتار، و الأَفْوَقُ: السهم المكسور الفوقِ، و الفوق: موضع الوَتَرِ من السهم، و الناصلُ: الذی لا نَصْل فیه، و المعصوب: الذی عُصِب بِعصابة بعد انكساره؛ و أَنشد سیبویه لابن میَّادة: و ارْتَشْنَ، حین أَرَدْنَ أَن یَرْمِینَنا، نَبْلًا بلا رِیشٍ و لا بِقِداح و‌فی حدیث عمر قال لجریر بن عبد اللَّه و قد جاء من الكوفة: أَخْبِرنی عن الناس، فقال: هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ‌أَی ذو الرِّیش إِشارة إِلی كماله و استقامته. و‌فی حدیث أَبی جُحَیفة: أَبْرِی النَّبْلَ و أَرِیشُها‌أَی أَعْمَلُ لها رِیشاً، یقال منه: رِشْتُ السهم أَرِیشُه. و فلان لا یَرِیشُ و لا یَبْرِی أَی لا یضر و لا ینفع. أَبو زید: یقال لا تَرِشْ علیّ یا فلانُ أَی لا تَعْترض لی فی كلامی فتَقْطَعه علیّ. و الرَّیْشُ، بالفتح: مصدرُ راش سهمَه یَرِیشُه رَیْشاً إِذا ركَّب علیه الرِّیشَ. و رِشْتُ السهمَ: أَلْزَقْتُ علیه الرِّیشَ، فهو مَرِیشٌ؛ و منه قولهم: ما لَه أَقذُّ و لا مَرِیشٌ أَی لیس له شی‌ء. و الرائِشُ: الذی یُسْدِی بین الراشی و المُرْتَشی. و الراشی: الذی یتردّد بینهما فی المُصانعةِ فَیرِیش المُرْتَشی من مال الراشی. و‌فی الحدیث: لَعَنَ اللَّه الراشِیَ و المُرْتَشِیَ و الرائش؛ و الرائشُ: الذی یسعی بین الراشی و المُرْتَشِی لیَقْضِیَ أَمرَهما. و بُرْدٌ مُرَیّشٌ؛ عن اللحیَانی: خطوطُ وشْیِهِ علی أَشكال الرِّیش. نصیرٌ: الرَّیَشُ الزبَب، و ناقة رَیاشٌ، و الزبَب: كثرةُ الشعر فی الأُذنین و یَعْتَری الأَزَبَّ النِّفارُ؛ و أَنشد: أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَیاشِ، أَخْطَأَها فی الرَّعْلةِ الغَواشِ، ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ و الریشُ: شعرُ الأُذن خاصّة. و رجل أَرْیَشُ و راشٌ: كثیر شعر الأُذُن. و راشَه اللَّهُ یَرِیشُه رَیْشاً: نَعشَه. و تَرَیَّش الرجلُ و ارْتاشَ: أَصابَ خیراً فرُئیَ علیه أَثَرُ ذلك. و ارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه. و رِشْتُ فلاناً إِذا قوَّیْته و أَعَنْته علی معاشه و أَصْلَحْت حالَه؛ قال الشاعر عمیر «2» بن حبَّاب: فرِشْنی بخیرٍ، طالَما قد بَرَیْتَنی، و خَیْرُ المَوالی مَنْ یَرِیشُ و لا یَبْری و الرِّیشُ و الرِّیاشُ: الخِصْبُ و المعاشُ و المالُ و الأَثاثُ و اللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ. و فی التنزیل العزیز: وَ رِیشاً وَ لِبٰاسُ التَّقْویٰ، و قد قرئ: رِیاشاً، علی أَن ابن جنی قال: رِیاشٌ قد یكون جمعَ ریش كلِهْبٍ و لِهابٍ؛ و قال محمد بن سَلامٍ: سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ یقول: الرِّیشُ الزِّینةُ و الرِّیاشُ كلُّ اللباس، قال: فسأَلت یونسَ فقال: لم یقل شیئاً، هما سواءٌ، و سأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال؛ قال أَبو الفضل: أَراه یعنی كما قال أَبو المنذر قال: و قال الحَرَّانی سمعت ابن السكیت قال: الریشُ جمعُ ریشة. و‌فی حدیث علیّ: أَنه اشتری قَمیصاً بثلاثة دَراهم و قال: الحمدُ للِّه الذی هذا من رِیاشه؛ الرِّیشُ و الرِّیاشُ: ما ظهَر من اللباس. و‌فی حدیثه الآخَر: أَنه كان یُفْضِلُ علی امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ من رِیاشِه‌أَی مما یستفیده، و هذا من الرِّیاشِ الخِصْبِ و المعاشِ و المال المستفاد. و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضی اللَّه عنهما: یَفُكّ
(2). قوله [قال الشاعر عمیر إلخ] هكذا فی الأَصل، و عبارة شارح القاموس: قال سوید الأَنصاری.
لسان العرب، ج‌6، ص: 310
عانِیَها و یَرِیشُ مُمْلِقَها‌أَی یَكْسُوه و یُعِینُه، و أَصله من الرِّیشِ كأَنّ الفقِیرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ به كالمَقْصوصِ من الجَناحِ. یقال: راشَه یَرِیشُه إِذا أَحْسَنَ إِلیه. و كلُّ من أَوْلَیْتَه خیراً، فقد رِشْتَه؛ و منه‌الحدیث: أَن رجلًا راشَه اللَّه مالًا‌أَی أَعطاه؛ و منه حدیث أَبی بكر و النسّابة: الرائشون، و لیس یُعرف رائِشٌ، و القائلون: هلُمَّ للأَضیافِ و رجل أَرْیشُ و راشٌ: ذو مال و كسوة. و الرِّیاشُ: القِشْرُ و كلُّ ذلك من الرِّیشِ. ابن الأَعرابی: راشَ صدِیقَه یَرِیشُه رَیْشاً إِذا أَطعَمه و سقاه و كساه. و راشَ یَرِیشُ رَیشاً إِذا جَمَع الرِّیشَ و هو المال و الأَثاث. القتیبی: الرِّیشُ و الرِّیاشُ واحدٌ، و هما ما ظهر من اللباس. و رِیشُ الطائرِ: ما سَتَرَه اللَّه به. و قال ابن السكیت: قالت بنو كلاب الرِّیاشُ هو الأَثاث من المتاع ما كان من لِباسٍ أَو حشْوٍ من فراش أَو دِثارٍ، و الرِّیشُ المتاعُ و الأَموالُ. و قد یكون فی النبات دون المال. و إِنه لحسَنُ الرِّیش أَی الثیابِ. و یقال: فلان رَیِّشٌ و رَیْشٌ و له رِیشٌ و ذلك إِذا كَبُر و رَفَّ، و كذلك راشَ الطائرُ إِذا كان علیه زَغَبة من زِفٍّ، و تلك الزَّغَبة یقال لها النُّسال. الفراء: شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه، و راشَ إِذا استَغْنی. و رُمْحٌ راشٌ و رائِشٌ: خَوّارٌ ضعیفٌ. شُبِّه بالرِّیشِ لخفّته. و جَمَل راشُ الظَّهر ضعیفٌ. و ناقةٌ رائِشةٌ: ضعیفةٌ. و رجل راشٌ: ضعیف، و أَعطاه مائة بریشها؛ و قیل: كانت الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جعلوا فی أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِیشاً، و قیل: رِیشَ النعامةِ لِیُعلم أَنها من حِبَاء المَلِك، و قیل: معناه برِحالِها و كسوتها و ذلك لأَن الرحال لها كالرِّیشِ؛ و قول ذی الرمة: أَ لا تَری أَظْعانَ میَّ كأَنها ذُری أَثْأَبٍ، راشَ الغُصونَ شَكِیرُها؟ قیل فی تفسیرها: راشَ كَسَا، و قیل: طالَ؛ الأَخیرة عن أَبی عمرو، و الأَوّل أَعْرَفُ. و ذاتُ الرِّیش: ضرْبٌ من الحَمْضِ یُشْبِه القَیْصومَ و ورقُها و ورْدُها یَنْبُتان خِیطاناً من أَصلٍ واحد، و هی كثیرةُ الماءِ جدًّا تَسِیل من أَفواه الإِبِل سیْلًا، و الناسُ یأْكلونها؛ حكاها أَبو حنیفة. و الرائِشُ الحِمْیَریُّ: ملِكٌ كان غزا قوماً فغنِم غنائم كثیرةً و راشَ أَهلَ بیتِه. الجوهری: و الحرث الرائِشُ من ملوك الیمن.

فصل الزای؛ ج6، ص: 310

زوش؛ ج6، ص: 310

: الكسائی: الزَّوْشُ العبدُ اللئیم و العامّة تقول: زُوشٌ. أَبو عمرو: الأَزْوَشُ مثل الأَشْوَسِ: المُتَكَبِّرُ.

فصل الشین المعجمة؛ ج6، ص: 310

شغش؛ ج6، ص: 310

: الشَّغُوشُ: رَدی‌ءُ الحِنْطة، فارسیٌّ معرّب؛ قال رؤبة: قد كان یُغْنِیهِم عن الشَغُوش، و الخَشْل من تَساقُطِ العُروش، شَحْمٌ و مَحْضٌ لیس بالمَغْشوش

شوش؛ ج6، ص: 310

: اللیث: الوَشْواشُ الخفیفُ من النَّعام، و ناقةٌ وَشْواشةٌ و ناقة شَوْشاءُ، ممدود؛ قال حمید: من العِیسِ شَوْشاءٌ مِزَاقٌ، تری بها نُدوباً من الأَنْساعِ فذًّا و تَوْأَما «1»
(1). قوله [من العیس إلخ] نقل شارح القاموس عن الصاغانی أَن الروایة: فجاء بشوشاة إلخ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 311
و قال بعضهم: فَعْلاء و قیل هی فَعْلال، قال أَبو منصور: و سماعی من العرب شَوْشاة، بالهاء و قَصْر الأَلف؛ أَنشد أَبو عمرو: و اعْجَلْ لها بناضحٍ لَغُوبِ، شَواشئ مُخْتلِف النُّیوبِ قال أَبو عمرو: همز شواشئ للضرورة، و أَصله من الشَّوْشاةِ، و هی الناقةُ الخفیفةُ، و المرأَة تُعابُ بذلك فیقال: امرأَة شَوْشاةٌ. أَبو عبید: الشَّوْشاةُ الناقةُ السریعةُ، و الوَشْوَشةُ الخفَّةُ، و أَما التَّشْوِیشُ فقال أَبو منصور: إِنه لا أَصل له فی العربیة، و إِنه من كلام المولدین، و أَصله التَّهْوِیش و هو التَخْلِیطُ. و قال الجوهری فی ترجمة شیش: التَّشْوِیش التَّخْلِیطُ، و قد تَشَوّش علیه الأَمْرُ.

شیش؛ ج6، ص: 311

: الفراء: یقال للتمر الذی لا یشتَدُّ نواه الشِّیشاءُ، و أَنشد: یا لك من تَمْرٍ، و من شِیشاءِ، یَنْشَبُ فی المَسْعل و اللَّهاءِ الجوهری: الشِّیشُ الشِّیشاءُ لغةٌ فی الشِّیصِ و الشِّیصاءِ، و یُنْشَدُ: یا لك من تمر، و من شیشاء، ینشب فی المسعل و اللَّهاء و یروی اللِّهاء، بكسر اللام، جمع لَهاً مثل أَضًی و إِضَاءٍ جمع أَضَاةٍ.

فصل الطاء المهملة؛ ج6، ص: 311

طبش؛ ج6، ص: 311

: الطَّبْشُ: لغة فی الطَّمْش و هم الناس؛ یقال: ما أَدری أَیّ الطَّبْش هو.

طخش؛ ج6، ص: 311

: الطَّخْشُ: إِظلامُ البصر، طَخِشَ طَخْشاً و طَخَشاً.

طرش؛ ج6، ص: 311

: الطَّرَشُ: الصَّمَمُ، و قیل: هو أَهْوَنُ الصَّمَمِ، و قیل: هو مُوَلّدٌ، الأُطْرُشُ و الأُطْرُوشُ الأَصمُّ؛ الأُولی فی بعض نسخ یعقوب من الإِصْلاح، و قد طَرِشَ طَرَشاً، و رجال طُرْشٌ.

طرغش؛ ج6، ص: 311

: طَرْغَشَ من مرضه و اطرَغَشَّ المریضُ اطْرِغْشَاشاً: بَرئ و انْدَمَل. و اطْرَغَشَّ من مرضه: قام و تحرّك و مشی. و مُهْرٌ مُطْرَغِشٌّ: ضعیفٌ تضطرب قوائمهُ و المُطْرَغِشُّ: الناقِهُ من المرض غیر أَن كلامَه و فؤادَه ضعیف. و اطْرَغَشَّ من مرضه و ابرَغَشَّ أَی أَفاق بمعنی واحد. و اطرَغَشَّ القومُ إِذا غِیثُوا فأَخْصَبوا بعد الهُزال و الجَهْد.

طرفش؛ ج6، ص: 311

: طَرْفَش الرجلُ طَرْفَشَةً: نظر و كسَر عینَه. و تَطَرْفَشَت عینُه: عَشِیَت. و الطُّرَافِشُ: السیِّ‌ءُ الخُلُقِ: النضر: الظَّغْمَشَةُ و الطَّرْفَشةُ ضعْفٌ البصر.

طرمش؛ ج6، ص: 311

: طَرْمَشَ اللیلُ و طَرْشَم: أَظلم، و السِّینُ أَعْلی.

طشش؛ ج6، ص: 311

: الطَّشُّ من المطر: فوق الرِّكّ و دون القِطْقِط، و قیل: أَولُ المطر الرَّشّ ثم الطَّشّ. و مطر طَشٌّ و طَشِیشٌ: قلیل؛ و قال رؤبة: و لا جَدَا نَیْلِك بالطَّشِیش «1» أَی بالنَّیْل القلیل. و قد طَشَّت السماءُ طَشّاً و أَطَشَّت و رَشَّت و أَرَشّت بمعنی واحد. و الطَّشُّ و الطَّشِیشُ: المطر الضعیف و هو فوق الرَّذاذ. قال: و أَرضٌ مَطْشُوشةٌ و مَطلولة، و من الرَّذاذِ مَرْذُوذَةٌ. الأَصمعی: لا یقال مُرَذَّةٌ و لا مَرْذُوذَةٌ و لكن
(1). قوله [نیلك] فی الصحاح، وبلك.
لسان العرب، ج‌6، ص: 312
یقال أَرضٌ مُرَذٌّ علیها. و‌فی الحدیث: الحَزَاةُ «1» یَشرَبها أَكایسُ الناس للطُّشّة؛ قال: هو داءٌ یُصِیب الناس كالزُّكامِ، سمیت طُشّة لأَنه إِذا اسْتَنثر صاحبُها طَشَّ كما یَطِشّ المطرُ و هو الضعیف القلیل منه. و‌فی حدیث الشعبی و سعید فی قوله تعالی: وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً، قال: طَشَّ یومَ بَدْرٍ.و منه‌حدیث الحسن: أَنه كان یمشی فی طَشّ و مطر.المحكم: و الطُّشَّةُ داءٌ یُصِیب الناس كالزُّكام. قال: و‌فی حدیث بعضهم فی الخَزَاة یَشْرَبُها أَكایس الصِّبْیانِ للطُّشَّةِ، قال ابن سیدة: أَری ذلك لأَنَّ أُنوفَهم تَطِشّ من هذا الداء؛ قال: حكاه الهروی فی الغریبین عن ابن قتیبة. التهذیب: الطُّشَاشُ داءُ من الأَدْواء، یقال: طُشَّ، فهو مَطشُوشٌ، كأَنه زُكِم، قال: و المعروف فیه طُشِئَ.

طغمش؛ ج6، ص: 312

: النضر: الطَّغْمَشةُ و الطَّرْفَشةُ ضعْفُ البصر.

طفش؛ ج6، ص: 312

: الطَّفْش: النكاحُ؛ قال أَبو زُرْعة التمیمی: قال لها، و أُولِعَتْ بالنَّمْشِ: هل لَكِ یا خَلِیلَتی فی الطَّفْشِ؟ النَّمْشُ هناك: الكلامُ المُزَخْرف، قال ابن سیدة: و أَری السین لغة؛ عن كراع. و الطَّفَاشاءُ: المهزولة من الغنم و غیرها. و فی التهذیب: و الطَّفَاشاةُ المهزولة من الغنم و غیرها. و رجل طَفَنْشَأٌ: ضعیف البدن فیمن جعل النون و الهمزة زائدتین.

طفنش؛ ج6، ص: 312

: رجل طَفَنَّشٌ: واسع صدْر القدَم، و طَفَنْشَأٌ: ضعیف البدن.

طمش؛ ج6، ص: 312

: الطَّمْشُ: الناس؛ یقال: ما أَدری أَیّ الطَّمْش هو، معناه أَیّ الناس هو، و جمعه طُمُوشٌ. قال أَبو منصور: و قد استعمل غیر منفی الأَول؛ قال رؤبة: و ما نَجا من حَشْرِها المَحْشُوشِ وحْشٌ، و لا طَمْشٌ من الطُّمُوشِ قال ابن بری: حشرها یرید به حَشْرَ هذه السَّنَة من جَدْبها المحْشُوش الذی سِیقَ و ضُمَّ من نواحیه أَی لم یَسْلم فی هذه السنة وحشیّ و لا إِنسیّ.

طنفش؛ ج6، ص: 312

: طَنْفَش عینَه: صغَّرها.

طهش؛ ج6، ص: 312

: الطَّهْش: أَن یختلط الرجلُ فیما أَخَذ فیه من عملٍ بِیدِه فیُفسِده. و طَهْوَشٌ: اسم.

طوش؛ ج6، ص: 312

: ابن الأَعرابی: الطَّوْش خفَّة العقل. و طَوَّش إِذا مَطَل غریمَه.

طیش؛ ج6، ص: 312

: الطَّیْش: خفَّة العقل، و فی الصحاح: النَّزَقُ و الخفَّة، و قد طاشَ یَطِیش طَیْشاً، و طاش الرجلُ بعد رَزانتِهِ. قال شمر: طَیْشُ العقل ذهابُه حتی یجهل صاحبُه ما یُحاوِلُ، و طَیْشُ الحِلْم خفَّته، و طَیْشُ السهم جَوْرُه عن سَنَنِه؛ و قولُ أَبی كبیر: ثم انصرفتُ، و لا أَبثُّك حِیبَتی، رَعِشَ البَنانِ، أَطِیشُ مشْیَ الأَصْوَرِ أَراد: لا أَقْصِدُ. و‌فی حدیث السحابة «2»: فطاشَتِ السِّجِلّاتُ و ثَقُلَت البِطاقةُ؛ الطَّیْشُ: الخفَّة. و‌فی حدیث عمرو بن أَبی سلمة «3»: كانت یَدِی تَطِیش فی الصَّحْفَة‌أَی تَخِفُّ و تتناوَلُ من كل جانب. و‌فی حدیث ابن شبرمة و سُئل عن السُّكْر فقال: إِذا طاشت رِجْلاه و اختلطَ كلامُه؛ و قول أَبی سهم الهذلی:
(1). و فی النهایة: الحزاة نبت بالبادیة یشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقاً منه، ثم قال: و فی روایة یشتریها أَكایس الناس للخافیة و الإقلات، الخامیة الجن و الإقلات موت الولد، كأَنهم كانوا یرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به نفعهن فی ذلك. (2). قوله [و فی حدیث السحابة] كذا فی الأَصل، و الذی فی النهایة: فی حدیث الحساب. (3). قوله [عمرو بن أَبی سلمة] الذی فی النهایة: عمر بن أَبی سلمة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 313
أَ خالِدُ، قد طاشَتْ عن الأُمّ رِجْلُه، فكیف إِذا لم یَهْدِ بالخُفّ مَنْسِمُ؟ عدّاه بعن لأَنه فی معنی راغَتْ و عدَلَت، فكیف إِذا لم یهتد بالخف منسِم، عدَّاه بالیاء أَیضاً لأَنه فی معنی لم یُدَلّ به و نحوه، و كانت رِجْلُه قد قطعت. و رجل طائشٌ من قوم طاشةٍ، و طَیَّاشٌ من قوم طیَّاشةٍ: خفاف العقول. و طاشَ السهمُ عن الهَدَف یَطیش طَیشاً إِذا عدَل عنه و لم یقصِد الرمیَّة و أَطاشه الرَّامی. و‌فی حدیث جریر: و منها العَصِلُ الطائشُ‌أَی الزالُّ عن الهدَف. و الأَطْیَشُ: طائرٌ.

فصل العین المهملة؛ ج6، ص: 313

عبش؛ ج6، ص: 313

: العَبْشُ «1»: الغباوة، و رجل به عُبْشةٌ. و تَعَبَّشَنی بدعوی باطلٍ: ادّعاها علیّ؛ عن الأَصمعی، و الغین لغة. ابن الأَعرابی: العَبْش الصَّلاحُ فی كل شی‌ء. و العرب تقول: الختان عَبْشٌ للصَّبیّ أَی صلاحٌ، بالباء، و قد ذكره فی موضع آخر العَمْش، بالمیم، و ذكر اللیث أَنهما لغتان. یقال: الخِتان صلاحٌ للولدِ فاعْمُشُوه و اعْبُشُوه، و كلتا اللغتین صحیحةٌ.

عتش؛ ج6، ص: 313

: عَتَشَهُ یَعْتِشُه عَتْشاً: عَطَفه، قال: و لیس بثت.

عرش؛ ج6، ص: 313

: العَرْش: سریر الملِك، یدلُّك علی ذلك سریر ملِكة سَبَإٍ، سمَّاه اللَّه عز و جل عَرْشاً فقال عز من قائل: إِنِّی وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَ أُوتِیَتْ مِنْ كُلِّ شَیْ‌ءٍ، وَ لَهٰا عَرْشٌ عَظِیمٌ؛ و قد یُستعار لغیره، و عرش الباری سبحانه و لا یُحدُّ، و الجمع أَعراشٌ و عُروشٌ و عِرَشَةٌ. و‌فی حدیث بَدْءِ الوَحْیِ: فرفعتُ رأْسی فإِذا هو قاعدٌ علی عَرْش فی الهواء، و فی روایة: بین السماء و الأَرض، یعنی جبریلَ علی سریر. و العَرْش: البیتُ، و جمعه عُروشٌ. و عَرْش البیت: سقفُه، و الجمع كالجمع. و‌فی الحدیث: كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، و أَنا علی عَرْشِی، و قیل: علی عَرِیشٍ لی؛ العَرِیشُ و العَرْشُ: السقفُ، و‌فی الحدیث: أَو كالقِنْدیلِ المعلَّق بالعْرش، یعنی بالسقف. و فی التنزیل: الرَّحْمٰنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَویٰ، و فیه؛ وَ یَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ یَوْمَئِذٍ ثَمٰانِیَةٌ؛روی عن ابن عباس أَنه قال: الكرسیّ موضع القدَمین و العَرْش لا یُقدَر قدرُه، و‌روی عنه أَنه قال: العَرْش مجلِس الرحمن، و أَما ما ورد‌فی الحدیث: اهتزَّ العرشُ لموت سعد، فإِن العَرْش هاهنا الجِنَازة، و هو سریر المیت، و اهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد علیه إِلی مَدْفنِه، و قیل: هو عَرْش اللَّه تعالی لأَنه قد جاء‌فی روایة أُخری: اهتزَّ عرشُ الرحمن لموْت سعد، و هو كِنایةٌ عن ارتیاحِه بروحه حین صُعِد به لكرامته علی ربه، و قیل: هو علی حذف مضافٍ تقدیره: اهتزَّ أَهل العرش لقدومه علی اللَّه لما رأَوْا من منزلته و كرامته عنده. و قوله عز و جل: فَكَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أَهْلَكْنٰاهٰا وَ هِیَ ظٰالِمَةٌ فَهِیَ خٰاوِیَةٌ عَلیٰ عُرُوشِهٰا؛ قال الزجاج: المعنی أَنها خَلَتْ و خرّت علی أَركانها، و قیل: صارت علی سقُوفها، كما قال عز من قائل: فَجَعَلْنٰا عٰالِیَهٰا سٰافِلَهٰا، أَراد أَن حیطانها قائمة و قد تهدَمت سُقوفُها فصارت فی قَرارِها و انقَعَرَت الحیطانُ من قواعدِها فتساقطت علی السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، و معنی الخاوِیة و المنقعِرة واحد یدلُّك علی ذلك قول اللَّه عز و جل فی قصَّة قوم عاد: كَأَنَّهُمْ أَعْجٰازُ نَخْلٍ خٰاوِیَةٍ؛ و قال فی موضع آخر یذكر هلاكَهم أَیضاً: كَأَنَّهُمْ أَعْجٰازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ،
(1). قوله [العبش] هو بفتح الباء و سكونها، و قوله [و رجل به عبشة] هو بفتح العین و ضمها مع سكون الباء و بفتحتین، كما یؤخذ من القاموس و شرحه.
لسان العرب، ج‌6، ص: 314
فمعنی الخاویة و المنقعر فی الآیتین واحد، و هی المُنقلِعة من أُصولها حتی خَوی مَنْبتُها. و یقال: انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، و انقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، و هذه الصفة فی خراب المنازل من أَبلغ ما یوصف. و قد ذكر اللَّه تعالی فی موضع آخر من كتابه ما دل علی ما ذكرناه و هو قوله: فَأَتَی اللّٰهُ بُنْیٰانَهُمْ مِنَ الْقَوٰاعِدِ فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ؛ أَی قلع أَبنیتَهم من أَساسها و هی القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، و علیها القواعد، و حیطانُها و هم فیها، و إِنما قیل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَی خالٍ، و قال بعضهم فی قوله تعالی: وَ هِیَ خٰاوِیَةٌ عَلیٰ عُرُوشِهٰا*؛ أَی خاویة عن عروشها لتهدُّمِها، جعل علی بمعنی عن كما قال اللَّه عز و جل: الَّذِینَ إِذَا اكْتٰالُوا عَلَی النّٰاسِ یَسْتَوْفُونَ؛ أَی اكتالوا عنهم لأَنفسهم، و عُروشُها: سُقوفها، یعنی قد سقَط بعضُه علی بعض، و أَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحیِطان علیها. خَوَتْ: صارت خاوِیةً من الأَساس. و العَرْش أَیضاً: الخشَبة، و الجمع أَعراشٌ و عُروشٌ. و عرَش العَرْشَ یعرِشه و یعرُشه عَرْشاً: عَمِلَه. و عَرْشُ الرجل: قِوام أَمره، منه. و العَرْش: المُلْك. و ثُلَّ عَرْشُه: هُدِم ما هو علیه من قِوام أَمره، و قیل: وَهَی أَمره و ذهَب عِزُّه؛ قال زهیر: تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْشُها، و ذُبیانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ «2» و العَرْش: البیت و المنزل، و الجمع عُرُش؛ عن كراع. و العَرْش كواكِبُ قُدَّام السِّماك الأَعْزَلِ. قال الجوهری: و العَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار أَسفل من العَوَّاء، یقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر: باتت علیه لیلةٌ عَرْشیَّةٌ شَرِبَتْ، و بات علی نَقاً مُتهدِّمِ و فی التهذیب: و عَرْشُ الثُّریَّا كواكِبُ قریبة منها. و العَرْشُ و العَرِیش: ما یُستَظلُّ به. و‌قیل لرسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، یوم بدر: أَ لا نَبْنی لك عَرِیشاً تتظلَّل به؟و قالت الخنساء: كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَی، ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِیلْ أَی كان یظلُّنا، و جمعه عُروش و عُرُش. قال ابن سیدة: و عندی أَن عُروشاً جمع عَرْش، و عُرُشاً جمعُ عَرِیش و لیس جمعَ عَرْشٍ، لأَن باب فَعْل و فُعُل كرَهْن و رُهُن و سَحْل و سُحُل لا یتَّسع. و‌فی الحدیث: فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ؛ التَّعْرِیش: أَن ترتفع و تظلِّل بجناحیها علی من تحتها. و العَرْش: الأَصل یكون فیه أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنیفة عن أَبی عمرو، و إِذا نبتتْ رواكِیبُ أَربعٌ أَو خمسٌ علی جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِیشُ. و عَرْشُ البئر: طَیُّها بالخشب. و عرشْت الرَّكِیَّة أَعرُشها و أَعرِشُها عَرْشاً: طَویْتُها من أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَیْتُ سائرَها بالخشب، فهی مَعْرُوشةٌ، و ذلك الخشب هو العَرْش، فأَما الطیُّ فبالحجارة خاصَّة، و إِذا كانت كلها بالحجارة، فهی مطویَّة و لیست بمعروشة، و العَرْشُ: ما عَرَشْتها به من الخشب، و الجمع عُروشٌ. و العَرْشُ: البناء الذی یكون علی فَمِ البئر یقوم علیه الساقی، و الجمع كالجمع؛ قال الشاعر: أَ كُلَّ یومٍ عَرْشُها مَقِیلی و قال القَطامی عُمَیْرُ بنُ شُیَیْمٍ: و ما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِیَّةٌ، إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ
(2). فی الدیوان: بأَقدامها بدلًا من بأَحلامها.
لسان العرب، ج‌6، ص: 315
فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ، علی قومِه، إِلا انتهی و هو نادمُ أَ لم تَرَ لِلبنْیانِ تَبْلی بُیوتُهُ، و تَبْقَی من الشِّعْرِ البُیوتُ الصوارِمُ؟ یرید أَبیاتَ الهِجاء. و الصوارِمُ: القواطِع. و المثابةُ: أَعلی البئر حیث یقوم المستقی. قال ابن بری: و العَرْش علی ما قاله الجوهری بناءٌ یُبنی من خشب علی رأْس البئْر یكون ظِلالًا، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ، ضَرَبَهُ مثلًا. و عَرْشُ الكَرْمِ: ما یُدْعَمُ به من الخشب، و الجمع كالجمع. و عَرَشَ الكَرْمَ یَعْرِشُه و یعرُشه عَرْشاً و عُرُوشاً و عَرَّشَه: عَمِل له عَرْشاً، و عَرَّشَه إِذا عَطَف العِیدان التی تُرْسَل علیها قُضْبان الكَرْم، و الواحد عَرْش و الجمع عُروش، و یقال: عَرِیش و جمعه عُرُشٌ. و یقال: اعْتَرَشَ العِنَبُ العَریشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه علی العِراش. و قوله تعالی: جَنّٰاتٍ مَعْرُوشٰاتٍ؛ المعروشاتُ: الكُرُوم. و العَرِیشُ ما عَرَّشْتَه به، و الجمع عُرُشٌ. و العَرِیشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فیه المرأَةُ علی بَعِیرٍ و لیس به؛ قال رؤبة: إِمَّا تَرَیْ دَهْراً حَنانی خَفْضا أَطْرَ الصَّناعَیْنِ العَرِیشَ القَعْضا و بئرٌ مَعْروشةٌ و كُرُومٌ مَعْروشاتٌ. و عرَشَ یعْرِشُ و یعرُش عَرْشاً أَی بَنی بِناءً من خشبٍ. و العَرِیشُ: خَیْمةٌ من خشب و ثُمام. و العُروش و العُرُش: بیوت مكة، واحدها عَرْشٌ و عَرِیشٌ، و هو منه لأَنها كانت تكون عِیداناً تُنْصَبُ و یُظَلَّلُ علیها؛ عن أَبی عبید: و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَقْطع التَلْبِیةَ إِذا نَظَر إِلی عُروش مكة؛ یعنی بیوتَ أَهل الحاجة منهم، و قال ابن الأَثیر: بیوت مكة لأَنها كانت عیداناً تنصب و یُظَلَّل علیها. و‌فی حدیث سعد قیل له: إِن معاویة یَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال: تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، و معاویةُ كافر بالعُرُشِ؛ أَراد بیوت مكة، یعنی و هو مقیم بعُرُش مكة أَی بیوتها فی حال كُفْرِه قبل إِسلامِه، و قیل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء و التغطّی؛ یعنی أَنه كان مُخْتفیاً فی بیوت مكة، فمن قال عُرُش فواحدها عریشٌ مثل قَلیبٍ و قُلُبٍ، و من قال عُروش فواحدها عَرش مثل فَلْس و فُلوس. و العَریش و العَرْشُ: مكةُ نفسُها كذلك؛ قال الأَزهری: و قد رأَیتُ العربَ تسمی المَظالَّ التی تُسَوَّی من جرید النخل و یُطْرح فوقها الثُّمام عُرُشاً، و الواحد منها عَریش: ثم یُجْمع عُرْشاً، ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ. و‌فی حدیث سهل بن أَبی خَیْثَمة: إِنی وجدت ستین عَرِیشاً فأَلقیت لهم من خَرْصِها كذا و كذا؛ أَراد بالعَرِیش أَهل البیت لأَنهم كانوا یأْتون النَّخیل فیَبْتَنُون فیه من سَعَفِه مثل الكُوخ فیُقِیمون فیه یأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلی أَن یُصْرَمَ. و یقال للحَظِیرة التی تُسَوَّی للماشیة تكُنّها من البَرد: عَریشٌ. و الإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، و قد أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن ترتع؛ و أَنشد: یُمْحی به المَحْلُ و إِعْراشُ الرُّمُم و یقال: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ و اعنَوَّشْته «1» و تَعَرْوَشْته إِذا ركبته. و ناقة عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبیب: عُرْشٌ تُشِیرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ، من خَصْبة، بقِیَتْ منها شَمالِیلُ
(1). قوله [و اعنوشته] هو فی الأَصل بهذا الضبط.
لسان العرب، ج‌6، ص: 316
و بعیرٌ مَعْروشُ الجَنْبین: عظیمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِیتْ. و عَرْشُ القَدَمِ و عُرْشُها: ما بین عَیرِها و أَصابعها من ظاهرٍ، و قیل: هو ما نَتأَ فی ظهرها و فیه الأَصابعُ، و الجمع أَعْراشٌ و عِرَشة. و قال ابن الأَعرابی: ظهرُ القدم العَرْش و باطنُه الأَخْمَص. و العُرْشانِ من الفرس: آخرُ شَعرِ العُرْف. و عُرْشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِیلتان بینهما الفَقارُ، و قیل: هما موضعا المِحْجَمَتین؛ قال العجاج: یَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ و یروی: و امتدَّ عُرْشا. و للعنُقِ عُرْشان بینهما القفا، و فیهما الأَخْدَعانِ، و هما لحمتان مُسْتطیلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة: و عبدُ یَغُوث یَحْجِلُ [یَحْجُلُ الطَّیْرُ حوله، قد احْتَزّ عُرْشَیهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ لنا الهامةُ الأُولی التی كلُّ هامةٍ، و إِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ و أَصْغَرُ و واحدهما عُرْش، یعنی عبد یغوث بن وقّاص المُحاربی، و كان رئیسَ مَذْحِج یومَ الكُلاب و لم یُقْتل ذلك الیومَ، و إِنما أُسِرَ و قُتِل بعد ذلك؛ و روی: قد اهْتَذّ عُرْشَیه … أَی قَطَع، قال ابن بری: فی هذا البیت شاهِدانِ: أَحدُهما تقدیمُ مِنْ علی أَفْعَل، و الثانی جواز قولهم زید أَذلُّ من عَمرٍو، و لیس فی عَمْرٍو ذُلٌّ؛ علی حد قول حسان: فَشَرُّكُما لِخیرِكُما الفِداءُ و‌فی حدیث مَقْتَل أَبی جهل قال لابن مسعود: سَیْفُك كَهامٌ فخُذْ سَیفی فاحْتَزَّ به رأْسی من عُرْشِی؛ قال: العُرْشُ عِرْقٌ فی أَصل العُنُق. و عُرْشا الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَیْنِ. و عَرَّشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْریشاً: حَمَلَ علیها فاتحاً فمَه رافعاً صوتَه، و قیل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة: كأَنّ حیث عَرَّشَ القَبائلا من الصَّبِیّیْنِ و حِنْواً ناصِلا و الأُذُنان تُسَمَّیان: عُرْشَینِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَین. أَراد فلان أَن یُقِرّ لی بحقّی فَنَفَث فلانٌ فی عُرْشَیهِ، و إِذا سارَّه فی أُذُنیه فقد دَنا من عُرْشَیْهِ. و عَرَشَ بالمكان یَعْرِش عُرُوشاً و تَعرَّش: ثبَتَ. و عَرِشَ بغَرِیمه عرَشاً: لزِمَه. و المُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلّ بالشجرة. و عَرَّشَ عنی الأَمرُ أَی أَبْطأَ: قال الشماخ.و لما رأَیتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِیّةٍ، تسَلّیْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا الهَوِیّةُ: موضعٌ یَهْوِی مَنْ علیه أَی یَسْقُط؛ یصِفُ فوتَ الأَمرِ و صعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِیّة. و یقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم یَدْنُ للصید: عَرِشَ و عَرِسَ. و عُرْشانٌ: اسمٌ. و العُرَیْشانُ: اسم؛ قال القتَّال الكِلابی: عفا النَّجْبُ بعدی فالعُرَیْشانُ فالبُتْرُ

عشش؛ ج6، ص: 316

: عُشُّ الطائرِ: الذی یَجْمع من حُطامِ العیدان و غیرها فیَبیض فیه، یكون فی الجبَلِ و غیرِه، و قیل: هو فی أَفْنان الشجر، فإِذا كان فی جبَلٍ أَو جِدار و نحوِهما فهو وَكْر و وَكْنٌ، و إِذا كان فی الأَرض فهو أُفْحُوصٌ و أُدْحِیٌّ؛ و موضعُ كذا مُعَشّشُ الطیورِ، و جمعه أَعْشاشٌ و عِشاشٌ و عُشوشٌ و عِشَشةٌ؛ قال رؤبة فی العُشوش:
لسان العرب، ج‌6، ص: 317
لو لا حُباشاتُ من التَّحْبِیش لِصِبیَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش و العَشْعَش: العُشُّ إِذا تراكب بعضُه علی بعض. و اعتَشَّ الطائرُ: اتّخذ عُشًّا؛ قال یصف ناقة: یتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ، لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بحیث یعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال: البائض و هو ذكَرٌ لأَن له شركةً فی البَیْض، فهو فی معنی الوالد. و عشَّشَ الطائرُ تَعْشیشاً: كاعْتَشَّ. و فی التهذیب: العُشُّ للغراب و غیره علی الشجر إِذا كَثُف و ضخُم. و فی المثل‌فی خطبة الحجاج: لیس هذا بعُشِّكِ فادْرُجِی؛ أَراد بعُشِّ الطائر، یُضرب مثلًا لمن یرفع نفسَه فوق قدْرِه و لمن یَتعَرَّض إِلی شی‌ء لیس منه، و للمُطْمَئِنّ فی غیر وقته فیؤمر بالجِدِّ و الحركةِ؛ و نحوٌ منه: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَی تلَمَّسِ التجنِّی و العِلَلَ فی ذَوِیك. و‌فی حدیث أُمّ زرع: و لا تَمْلأُ بیْتَنا تعْشِیشاً‌أَی أَنها لا تَخُونُنا فی طعامنا فتخبأَ منه فی هذه الزاویة و فی هذه الزاویة كالطیور إِذا عَشَّشَتْ فی مواضعَ شتّی، و قیل: أَرادت لا تملأ بیتَنا بالمَزابِل كأَنه عُشُّ طائر، و یروی بالغین المعجمة. و العَشّةُ من الشجر: الدقیقةُ القُضْبان، و قیل: هی المفْترِقةُ الأَغصان التی لا تُواری ما وراءها. و العَشّةُ أَیضاً من النخل: الصغیرةُ الرأْسِ القلیلة السعف، و الجمع عِشاشٌ. و قد عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها و دقّ أَسفلُها، و یقال لها العَشَّة، و قیل: شجرة عشَّةٌ دقیقة القضبان لَئِیمةُ المَنْبِت؛ قال جریر: فما شَجراتُ عِیصِك فی قریْش بعَشّات الفُروعِ، و لا ضَواحِی و قیل لرجل: ما فعل نخل بنی فلان؟ فقال: عَشَّشَ أَعلاه و صنْبَرَ أَسفلُه، و الاسم العَشَشُ. و العَشّةُ: الأَرض القلیلة الشجر، و قیل: الأَرض الغلیظة. و أَعْشَشْنا: وقعْنا فی أَرض عَشَّة، و قیل: أَرض عَشَّةٌ قلیلة الشجر فی جَلَدٍ عَزازٍ و لیس بجبلٍ و لا رملٍ و هی لیّنة فی ذلك. و رجل عَشٌّ: دقیقُ عظام الید و الرِّجْلِ، و قیل: هو دقیقُ عظام الذراعین و الساقین، و الأُنثی عَشَّةٌ؛ قال: لَعَمْرُكَ ما لَیْلی بورْهاءَ عِنْفِصٍ، و لا عَشَّة، خَلْخالُها یَتَقَعْقَعُ و قیل: العَشَّةُ الطویلة القلیلة اللحم، و كذلك الرجلُ. و أَطْلَق بعضهم العَشَّةَ من النساء فقال: هی القلیلةُ اللحم. و امرأَة عَشّةٌ: ضَئِیلةُ الخَلْق، و رجل عَشٌّ: مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَضْحكُ منِّی أَن رأَتْنی عَشّا، لبِستُ عَصْرَی عُصُرٍ فامْتَشَّا بَشَاشَتی و عَمَلًا ففَشَّا، و قد أَراها و شَواها الحُمْشا و مِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا، كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرض فیه العُرفُط و السَّلَم، و إِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ و ناقة عَشَّةٌ بیِّنة العَشَشِ و العَشاشة و العُشُوشةٍ، و فرس عَشُّ القوائم: دقیقٌ. و عَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر و نَحَل، و أَعَشّهُ اللَّه. و العَشُّ: الجمع و الكسب. و عَشَّ المعروفَ یعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قال رؤبة: حَجّاجُ ما نَیْلُك بالمَعْشُوشِ و سقی سَجْلًا عَشّاً أَی قلیلًا نزراً؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌6، ص: 318
یسقینَ لا عَشّاً و لا مُصَرّدا و عَشّشَ الخبزُ: یبِسَ و تكَرَّجَ، فهو مُعَشِّشٌ. و أَعَشَّه عن حاجته: أَعْجَله. و أَعَشّ القومَ و أَعَشَّ بهم: أَعْجَلَهم عن أَمرهم، و كذلك إِذا نزل بهم علی كُرْه حتی یتحوّلوا من أَجله، و كذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق یصف القطاة: و صادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها طَرُوقاً، و باقی اللیلِ فی الأَرض مُسْدِف و لو تُرِكَتْ نامتْ، و لكنْ أَعَشّها أَذًی من قِلاصٍ كالحَنِیِّ المُعَطَّفِ و یروی: … كالحِنّی …، بكسر الحاء. و یقال: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت منزلًا قد نزلوه قبلك فآذَیْتهم حتی تحوّلوا من أَجْلِك. و جاؤوا مُعاشِّین الصُّبْحَ أَی مُبادِرین. و عشَشْت القمیصَ إِذا رقَعْته فانعشّ. أَبو زید: جاء بالمال من عِشِّه و بِشِّه و عِسِّه و بِسِّه أَی من حیث شاء. و عَشّه بالقضیب عشًّا إِذا ضربه ضربات. قال الخلیل: المَعَشّ المَطْلب، و قال غیره المَعَسّ، بالسین المهملة. و حكی ابن الأَعرابی: الاعْتِشاشُ أَن یمتارَ القومُ میرةً لیست بالكثیرة. و أَعْشاش: موضع بالبادیة، و قیل فی دیار بنی تمیم؛ قال الفرزدق: عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، و ما كُنْتَ تَعْزِفُ، و أَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ و یروی: … و ما كِدْتَ تعزف؛ أَراد عزفت عن أَعشاش، فأَبدل الباء مكان عن، و یروی … بإِعْشاش … أَی بكُرْهٍ؛ یقول. عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَی صرفت نفسَك. و الإِعشاشُ: الكِبَرُ «1».

عطش؛ ج6، ص: 318

: العطَشُ: ضدُّ الرِّیّ؛ عطِشَ یعْطشُ عَطَشاً، و هو عاطِشٌ و عطِشٌ و عطُشٌ و عَطْشان، و الجمع عَطِشُون و عَطُشونَ و عِطاشٌ و عَطْشَی و عَطَاشَی و عُطَاشَی، و الأُنثی عَطِشةٌ و عَطُشةٌ و عَطْشی و عَطْشانةٌ و نسوة عِطاشٌ. و قال اللحیانی: هو عَطْشان یُرِید الحالَ، و هو عاطِشٌ غداً، و ما هو بعاطشٍ بعد هذا الیوم. و رجل مِعْطاشٌ: كثیر العطَشِ؛ عن اللحیانی، و امرأَة مِعْطاشٌ. و عَطّشَ الإِبلَ: زاد فی ظِمْئها أَی حبَسَها عن الماء، كانت نَوْبَتُها فی الیوم الثالث أَو الرابع فسقاها فوق ذلك بیوم. و أَعْطَشَها: أَمْسَكها أَقلَّ من ذلك؛ قال: أَعْطَشَها لأَقْرَبِ الوَقْتین و المُعَطَّشُ: المحبوسُ عن الماء عمْداً. و المَعاطِشُ: مواقِیتُ الظِّمْ‌ءِ، واحدُها مَعْطَشٌ، و قد یكون المَعْطَش مصدراً لِعَطِشَ یَعْطَشُ. و أَعْطَشَ القومُ: عطِشَت إِبِلُهم؛ قال الحطیئة: و یَحْلفُ حَلْفةً لبنی بَنِیه: لأَنتُمْ مُعْطِشون، و هُمْ رِواء و قد أَعْطَشَ فلان، و إِنه لمُعْطِشٌ إِذا عطِشَت إِبلُه و هو لا یُرید ذلك. و زَرْعٌ مُعَطَّشٌ: لم یُسْقَ. و مكان عَطِشٌ: قلیلُ الماء. و العُطاش: داءٌ یُصِیب الصبی فلا یروی، و قیل: یُصِیب الإِنْسان یشرب الماءَ فلا یَروَی. و‌فی الحدیث: أَنه رَخَّص لصاحب العُطاش، بالضم، و اللَّهَث أَن یُفطِرا و یُطعِما.العُطاشُ، بالضم: شدّة العَطَشِ، و قد یكون داءٌ یُشْرب معه و لا یَرْوی صاحبه. و عَطِشَ إِلی لقائه أَی اشتاق. و إِنی إِلیك لعَطْشان، و إِنی لأُجادُ إِلیك، و إِنی لجائع إِلیك، و إِنی لَمُلْتاحٌ
(1). قوله [الكبر] هو بهذا الضبط فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 319
إِلیك، معناه كله: مشتاق؛ و أَنشد: و إِنی لأُمْضِی الهَمَّ عنها تَجَمُّلًا، و إِنی، إِلی أَسْماءَ، عَطْشانُ جائعُ و كذلك إِنی لأَصْوَرُ إِلیه. و عَطْشان نَطْشَان: إِتباع له لا یُفْرد. قال محمد بن السری: أَصلُ عَطْشان عَطْشاء مثل صحراء، و النون بدل من أَلف التأْنیث، یدل علی ذلك أَنه یجمع علی عَطاشَی مثل صَحارَی. و مكانٌ عَطِشٌ و عطُشٌ: قلیل الماء؛ قال ابن الكلبی: كان لعبد المطلب بن هاشم سَیفٌ یقال له العطشان، و هو القائل فیه: مَنْ خانَه سَیْفُه فی یوم مَلْحَمةٍ، فإِنَّ عَطْشانَ لم یَنْكُلْ و لم یَخُنِ

عفش؛ ج6، ص: 319

: عَفَشَه یَعْفِشُه عَفْشاً: جمعه. و فی نوادر الأَعراب: به عُفَاشةٌ من الناس و نُخاعةٌ و لُفاظةٌ، یعنی من لا خیر فیه من الناس.

عفنجش؛ ج6، ص: 319

: العَفَنْجَشُ: الجافی.

عقش؛ ج6، ص: 319

: العَقْشُ: الجمعُ. و العَقْش «2»: نبت ینبُت فی الثُّمام و المَرْخ یتلَوّی كالعَصْبة علی فَرْع الثمام، و له ثمرة خَمْریَّة إِلی الحمرة. و العَقْشُ: أَطرافُ قُضْبان الكرْم. و العَقْش: ثمر الأَراك، و هو الحَثَرُ و الجَهَاضُ و الجَهادُ و العلة «3» و الكَبَاثُ.

عكش؛ ج6، ص: 319

: عكَشَ علیه: حَمَلَ. و عَكِش النباتُ و الشعرُ و تعَكَّش: كَثُرَ و التفَّ. و كلُّ شی‌ءٍ لزم بعضُه بعضاً فقد تَعَكَّشَ. و شعرٌ عَكِشٌ و مُتَعَكِّشُ إِذا تلبَّد. و شعر عَكِشُ الأَطراف إِذا كان جَعْداً. و یقال: شَدَّ ما عَكِش رأَسُه أَی لزم بعضه بعضاً. و شجرة عَكِشَةٌ: كثیرةُ الفروع مُتَشَجِّنةٌ. و العُكَّاش: اللِّوَاء الذی یتقَشَّع الشجرَ و یَلْتوی علیه. و العَكِشةُ: شجرة تَلَوَّی بالشجر تؤكل، و هی طیبة تباع بمكة و جُدَّةَ، دقیقة لا ورق لها. و العَكْش: جَمْعُك الشی‌ء. و العَوْكشة: من أَدوات الحَرَّاثین، ما تُدارُ به الأَكْداس المَدُوسة، و هی الحِفْراة أَیضاً. و العُكَاشة و العُكَّاشةُ: العنكبوت: و بها سمی الرجل. و تَعَكَّشَ العنكبوتُ: قبَض قوائمه كأَنه یَنْسُج. و العُكَّاشُ: ذكَرُ العنكبوت. و عُكَیْشٌ و عُكَّاشةُ و عَكَّاشٌ: أَسماء. و عَكَاشُ، بالفتح: موضع. و عُكَّاش، بالتشدید، اسم ماءِ لبنی نُمَیر. و یقال لبیت العنكبوت: عُكَّاشةٌ؛ عن أَبی عمرو. و عُكَّاشة بن مِحْصن الأَسدی: من الصحابة، و قد یخفف.

عكبش؛ ج6، ص: 319

: عَكْبَشَه: شَدَّه وثَاقاً. و العَكْبَشةُ و الكَرْبَشَةُ: أَخذُ الشی‌ء و رَبْطُه، یقال: كعْبَشه و كَرْبَشَه إِذا فعل ذلك به. و یقال: عَكْبَشه و عَكْشَبَه شَدَّه وَثاقاً.

عكرش؛ ج6، ص: 319

: العِكْرِش نبات شِبه الثِّیل خَشِنٌ أَشد خشونة من الثیل تأْكله الأَرانب: و العِكْرِشةُ: الأَرْنب الضخمة؛ قال ابن سیدة: هی الأَرنب الأُنثی، سمیت بذلك لأَنها تأْكل هذه البَقْلة؛ قال الأَزهری: هذا غلط، الأَرانبُ تسكن عَذَواتِ البِلاد النائیة عن الرِّیفِ و الماءِ و لا تَشْربُ الماء، و مراعیها الحَلَمة و النَّصِیُّ و قَمِیمُ الرُّطَب إذا هاجَ؛ و الخُزَزُ الذكَر من الأَرانب، قال: و سمِّیت أُنثی الأَرانب عِكْرِشةً لكثرة وَبرِها و الْتِفافِه، شُبِّه
(2). قوله [و العفش إلی آخر المادة] فیه سكون العین و تحریكها. (3). قوله [و العلة]كذا بالأَصل من غیر نقط، و فی شرح القاموس العثلة بالمثلثة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 320
بالعِكْرِش لالْتِفافِه فی منابِتِه. و‌فی حدیث عمر: قال له رجل: عَنَّت لی عِكْرِشةٌ فشَنَّقْتُها بِجَبُوبةٍ، فقال: فیها جَفْرةٌ؛ العِكْرِشةُ أُنثی الأَرانب، و الجَفْرةُ: العَناقُ من المعز. الأَزهری: العِكْرِشُ مَنْبِتُه نُزُوزُ الأَرض الدقیقة و فی أَطرافِ ورقِه شوكٌ إِذا تَوَطَّأَه الإِنسانُ بقدمیه أَدماهما؛ و أَنشد أَعرابی من بنی سعد یُكْنی أَبا صبرة: اعْلِف حِمارَك عِكْرِشا، حتی یَجِدَّ و یَكْمُشا و العَكْرَشةُ: التقبُّضُ. و عِكْراشٌ رجلٌ كان أَرْمَی أَهلِ زمانِه، قال الأَزهری: هو عِكْراشُ بن ذُؤَیْب كان قَدِم علی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، و له روایة إِن صحَّت. الأَزهری: عجوز عِكْرِشةٌ، و عِجْرِمةٌ و عَضْمّزَةٌ و قَلَمّزةٌ، و هی اللئیمة القصیرة.

عكمش؛ ج6، ص: 320

: العُكَمِشُ: القطیعُ الضخم من الإِبل، و السین أعلی.

علش؛ ج6، ص: 320

: العِلَّوْشُ: الذِّئب؛ حِمْیریَّة، و قیل ابنُ آوی. قال الخلیل: لیس فی كلام العرب شین بعد لام و لكن كلها قبل اللام، قال الأَزهری: و قد وُجِد فی كلامهم الشین بعد اللام، قال ابن الأَعرابی و غیره: رجل لَشْلاشٌ، و سنذكره.

عمش؛ ج6، ص: 320

: الأَعْمَشُ: الفاسد العین الذی [تَغْسَقُ تَغْسِقُ عیناه، و مثله الأَرْمَصُ. و العَمَشُ: أَن لا تزالَ العین تُسِیل الدمع و لا یَكادُ الأَعْمشُ یُبْصِرُ بها، و قیل: العَمَش ضَعْفُ رؤیة العین مع سیلانِ دمعها فی أَكثر أَوقاتِها. رجل أَعْمَشُ و امرأَة عَمْشاءُ بیِّنا العَمَشِ، و قد عَمِشَ یَعْمَشُ عَمَشاً؛ و استعمله قیس بن ذریح فی الإِبل فقال: فأُقْسِم ما عُمْشُ العُیونِ شَوارِفٌ رَوائِمُ بَوٍّ، حانِیاتٌ علی سَقْبِ، و التَّعامُشُ و التَعْمِیشُ: التغافلُ عن الشی‌ء. و العَمْشُ: ما یكون فیه صلاحُ البدنِ و زیادةٌ. و الخِتانُ للغلام عَمْشٌ لأَنه یُرَی فیه بعد ذلك زیادةٌ. یقال: الخِتانُ صلاحُ الولدِ فاعْمُشُوه و اعْبُشُوه أَی طَهِّرُوه، و كلتا اللغتین صحیحة. و طعام عَمْشٌ لك أَی مُوافقٌ. و یقال: عَمِشَ جسمُ المریض إِذا ثَابَ إِلیه؛ و قد عَمَّشَه اللَّه تَعْمِیشاً. و فلان لا تَعْمَشُ فیه الموعظةُ أی لا تَنْجَع. و قد عَمِشَ فیه قولُك أَی نَجَع. و العُمْشوشُ: العُنْقود، یؤكل ما علیه و یُتْرك بعضُه، و هو العُمْشُوق أَیضاً. و تَعامَشْتُ أَمْرَ كذا و تَعَامَسْته، و تَغَامَصْته و تَغاطَشْته و تَغاطَسْته و تَغاشَیته كله بمعنی تغابَیْتُه.

عنش؛ ج6، ص: 320

: عَنَشَ العُودَ و القضیبَ و الشی‌ءَ یَعْنِشُه عَنْشاً: عطَفَه. و عنَشَ الناقة إِذا جذَبَها إِلیه بالزِّمام كعَنَجَها. و عَنَشَ: دخَلَ. و المُعانَشةُ: المُعانَقةُ فی الحرْب. و قال أَبو عبید: عانَشْتُه و عانَقْتُه بمعنی واحد. و یقال: فلان صدیقُ العِناشِ أَی العِناق فی الحرْب. و عانَشَه مُعانَشَةً و عِناشاً و اعْتَنَشَه: عانقَه و قاتَله؛ قال ساعدة بن جُؤَیّة: عِنَاش عَدُوٍّ لا یزال مُشَمِّراً برَجْل، إِذا ما الحَرْبُ شُبَّ سَعِیرُها و أَسد عِنَاشٌ: مُعانِشٌ، وُصِف بالمصدر. و‌فی حدیث عمرو بن مَعْدِیكَرِبَ قال یومَ القادِسِیّة: یا مَعشرَ المسْلِمین كونوا أُسْداً عِنَاشاً، و إِفرادُ الصفةِ و الموصوفُ جمعٌ یُقَوِّی ما قلنا من أَنه وُصِف
لسان العرب، ج‌6، ص: 321
بالمصدر و المعنی: كونوا أُسْداً ذاتَ عِناشٍ؛ و المصدر یُوصف به الواحد و الجمع، تقول: رجلٌ ضَیْفٌ و قومٌ ضَیْفٌ. و اعْتَنَشَ الناسَ: ظَلَمَهم؛ قال رجل من بنی أَسد: و ما قولُ عَبْسٍ: وائِلٌ هو ثَأْرُنا و قاتِلُنا، إِلَّا اعْتِناشٌ بباطِل أَی ظُلْمٌ بباطل. و عنشه عنشاً: أَغْضَبَه. و عُنَیْشٌ و عُنَّیْشٌ: اسمان. و ما له عُنْشُوشٌ أَی شی‌ء. و ما فی إِبِلِه عُنْشُوشٌ أَی شی‌ءٌ. الأَزهری فی ترجمة خنش: ما له عُنْشُوشٌ أَی شی‌ء. و العَنَشْنَشُ: الطویلُ، و قیل: السریعُ فی شَبابِه. و فرسٌ عَنَشْنَشَةٌ: سریعة؛ قال: عَنَشْنَش تَعْدُو به عَنَشْنَشَةْ، للدِّرْعِ فَوْقَ ساعِدَیْه خَشْخَشَهْ و روی ابن الأَعرابی قول رؤبة: فَقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَعْنُوشِ و فسره فقال: المَعْنُوشُ المُسْتَفَزُّ المَسُوق. یقال: عَنَشَه یَعْنِشُه إِذا ساقَه. و المُعانَشةُ: المُفاخَرَةُ.

عنجش؛ ج6، ص: 321

: العُنْجُشُ، الشیخُ المُتَقَبِّضُ؛ قال الشاعر: و شَیْخ كَبِیر یَرْقَعُ الشَّنَّ عُنْجُش الأَزهری: العُنْجُش الشیخ الفانی.

عنفش؛ ج6، ص: 321

: العِنْفِشُ: اللئیم القصیر. الأَزهری: أَتانا فلان مُعَنْفِشاً بلِحْیته و مُقَنْفِشاً. و فلان عِنْفاشُ اللحْیَة و عَنْفَشِیّ اللحیة و قِسْبار اللحیة إِذا كان طویلَها.

عنقش؛ ج6، ص: 321

: العِنْقاش: اللئیم الوغْدُ؛ و قال أَبو نخیلة: لما رَمانی الناسُ بابْنَیْ عَمِّی، بالقِرْدِ عِنْقاشٍ و بالأَصَمِّ، قلْتُ لها: یا نَفْسی لا تَهْتَمِّی

عنكش؛ ج6، ص: 321

: العَنْكَشةُ: التجمُّعُ. و عَنْكَشٌ: اسم.

عیش؛ ج6، ص: 321

: العَیْشُ: الحیاةُ، عاشَ یَعِیش عَیْشاً و عِیشَةً و مَعِیشاً و مَعاشاً و عَیْشُوشةً. قال الجوهری: كلُّ واحد من قوله مَعاشاً و مَعِیشاً یصْلُح أَن یكون مصدراً و أَن یكون اسماً مثل مَعابٍ و مَعِیبٍ و مَمالٍ و مَمِیلٍ، و أَعاشَه اللَّه عِیشةً راضیةً. قال أَبو دواد: و سأَله أَبوه ما الذی أَعاشَك بَعْدِی؟ فأَجابه: أَعاشَنی بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ، آكُلُ من حَوْذانِه و أَنْسِلُ و عایَشَه: عاشَ مَعه كقوله عاشَره؛ قال قَعْنب بن أُمّ صاحب: و قد عَلِمْتُ علی أَنِّی أُعایِشُهُمْ، لا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَیْنَنا إِحَنُ و العِیشةُ: ضربٌ من العَیْش. یقال: عاشَ عِیشةَ صِدْق و عِیشةَ سَوءٍ. و المَعاشُ و المَعِیشُ و المَعِیشةُ: ما یُعاشُ به، و جمع المَعِیشة مَعایِشُ علی القیاس، و مَعائِشُ علی غیر قیاس، و قد قُرِئَ بهما قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰا لَكُمْ فِیهٰا مَعٰایِشَ*؛ و أَكثر القراء علی ترك الهمز فی مَعٰایِشَ* إِلا ما روی عن نافع فإِنه همَزها، و جمیع النحویین البصریین یزْعُمون أَن همزَها خطأٌ، و ذكروا أَن الهمزة إِنما تكون فی هذه الیاء إِذا كانت زائدة مثل صَحِیفة و صحائف، فأَما مَعایشُ فمن العَیْش الیاءُ أَصْلیّةُ. قال الجوهری: جمعُ المَعِیشة مَعایشُ بلا همز إِذا جمعتها علی الأَصل، و أَصلها مَعْیِشةٌ، و تقدیرها مَفْعِلة، و الیاءُ أَصلها متحركة فلا تنقلب فی الجمع همزةً، و كذلك مَكایِلُ و مَبایِعُ و نحوُها، و إِن جمعتها علی الفَرْع همزتَ و شبّهتَ مَفْعِلة
لسان العرب، ج‌6، ص: 322
بفَعِیلة كما همزت المَصائب لأَن الیاء ساكنة؛ قال الأَزهری فی تفسیر هذه الآیة: و یحتمل أَن یكون مَعٰایِشَ* ما یَعِیشون به، و یحتمل أَن یكون الوُصْلةَ إِلی ما یَعِیشون به، و أُسنِد هذا القول إِلی أَبی إِسحق، و قال المؤرّج: هی المَعِیشة. قال: و المَعُوشةُ لغة الأَزد؛ و أَنشد لحاجر بن الجَعْد «1»: من الخَفِرات لا یُتْمٌ غَذاها، و لا كَدُّ المَعُوشةِ و العِلاج قال أَكثر المفسرین فی قوله تعالی: فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً، إِن المَعِیشةَ الضَّنْكَ عذابُ القبر، و قیل: إِن هذه المعیشةَ الضنْك فی نار جهنم، و الضَّنْكُ فی اللغة الضِّیقُ و الشدّة. و الأَرض مَعاشُ الخلق، و المَعاشُ مَظِنَّةُ المعیشة. و فی التنزیل: وَ جَعَلْنَا النَّهٰارَ مَعٰاشاً؛ أَی مُلْتَمَساً للعَیْشِ. و التعَیُّشُ: تكلُّف أَسباب المَعِیشة. و المُتَعَیِّشُ: ذو البُلْغة من العَیْشِ. یقال: إِنهم لیَتَعَیّشُون إِذا كانت لهم بُلْغةٌ من العَیْش. و یقال: عَیْش بنی فلان اللبَنُ إِذا كانوا یَعِیشون به، و عَیْشُ آل فلان الخُبز و الحَبّ، و عَیْشُهم التمْرُ، و ربما سمَّوا الخبز عَیْشاً. و العائشُ: ذو الحالة الحسَنة. و العَیْش: الطعام؛ یمانیة. و العَیْش: المَطْعم و المَشْرب و ما تكون به الحیاة. و فی مثل: أَنْتَ مرَّةً عَیْشٌ و مرَّةً جَیْشٌ أَی تَنْفع مرّةً و تضُرّ أُخْری، و قال أَبو عبید: معناه أَنت مرةً فی عَیْشٍ رَخِیٍّ و مرّةً فی جَیشٍ غَزِیٍّ. و قال ابن الأَعرابی لرجل: كیف فلان؟ قال: عَیْشٌ و جَیْشٌ أَی مرة معی و مرّة علیَّ. و عائشةُ: اسمُ امرأَة. و بَنُو عائشةَ: قبیلة من تیم اللات، و عائشة مهموزة و لا تقل عَیْشة. قال ابن السكیت: تقول هی عائشة و لا تقل العَیْشة، و تقول هی رَیْطة و لا تقل رائطة، و تقول هو من بنی عیِّذ اللَّه و لا تقل عائذ اللَّه. و قال اللیث: فلان العائِشِیّ و لا تقل العَیْشی منسوب إِلی بنی عائشة؛ و أَنشد: عَبْدَ بنی عائشةَ الهُلابِعَا و عَیَّاشٌ و مُعَیَّشٌ: اسمان.

عیدش؛ ج6، ص: 322

: العَیْدَشُونُ: دُوَیْبّة.

فصل الغین المعجمة؛ ج6، ص: 322

غبش؛ ج6، ص: 322

: الغَبَشُ: شدَّة الظُّلْمة، و قیل: هو بقیة اللیل، و قیل: ظُلْمة آخر اللیل؛ قال ذو الرمة: أَغْباشَ لَیلٍ تَمَامٍ كان طارَقَه تَطَخْطُخُ الغَیم، حتی ما لَه جُوَبُ و قیل: هو مما یلی الصبحَ، و قیل: هو حین یُصْبح؛ قال: فی غَبَشِ الصُّبْح أَو التَّجَلِّی و الجمع من ذلك أَغْباش، و السین لغة؛ عن یعقوب، و لیل أَغْبَشُ و غَبِشٌ و قد غَبِشَ و أَغْبَشَ. و‌فی الحدیث عن رافع مولی أُم سلمة أَنه سَأَل أَبا هریرة عن وقت الصلاة فقال: صَلّ الفَجْرَ بِغَلَسٍ، و قال ابن بُكَیر فی حدیثه: بغَبَش، فقال ابن بكیر: قال مالكٌ غَبَشٌ و غَلَسٌ و غَبَسٌ واحد؛ قال أَبو منصور: و معناها بقیة الظلمة یُخالطها بیاض الفَجْر، فبَیَّنَ الخیطَ الأَبیض من الخیط الأَسود، و من هذا قیل للأَدْلَم من الدواب: أَغْبَش. و‌فی الحدیث: أَنه صلَّی الفجر بِغَبَشٍ؛ یقال: غَبِشَ اللیلُ و أَغْبَشَ إِذا أَظلم ظلمة یخالطها بیاض؛ قال الأَزهری: یرید أَنه قدَّم صلاة الفجر عند أَوّل طلوعه و ذلك الوقت هو الغَبَسُ، بالسین المهملة، و بَعْدَهُ
(1). قوله [لحاجر بن الجعد] كذا بالأَصل، و فی شرح القاموس: لحاجز بن الجعید.
لسان العرب، ج‌6، ص: 323
الغَلَسُ، و یكون الغَبَشُ بالمعجمة فی أَوّل اللیل أَیضاً؛ قال: و رواه جماعة فی الموطإِ بالسین المهملة و بالمعجمة أَكثر. و الغُبْشةُ: مثل الدُّلْمة فی أَلوان الدواب. و الغَبَشُ: مثل الغَبَس، و الغَبَسُ بعد الغَلَس، قال: و هی كلّها فی آخر اللیل، و یكون الغَبَسُ فی أَول اللیل. أَبو عبیدة: غَبِشَ اللیل و أَغْبَشَ إِذا أَظلم. و‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: قَمَشَ عِلْماً غارّاً بأَغْباش الفتْنة‌أَی بظُلَمِها. و غَبَشَنی یَغْبِشُنی غَبْشاً: خَدعنی. و غَبَشَه عن حاجتِه یَغْبِشُه: خدعه عنها. و التَغَبُّشُ: الظُّلْم؛ قال الراجز: أَصْبَحْت ذا بَغْیٍ، و ذا تَغَبُّشِ، و ذا أَضالِیلَ، و ذا تَأَرُّشِ و تَغَبَّشَنی بدعوی باطلٍ: ادّعاها علیّ، و قد ذُكِر فی حرف العین. و یقال: تَغَبّشَنا فلانٌ تَغَبُّشاً أَی ركِبَنا بالظُّلْم؛ قال أَبو زید: ما أَنا بغابِشِ الناس أَی ما أَنا بغاشِمِهم. أَبو مالك: غَبَشه و غشَمَه بمعنی واحد. و غُبْشان: اسم رجل.

غرش؛ ج6، ص: 323

: الغَرْشُ: حَمْل شجر؛ یمانیة، قال ابن درید: و لا أَحُقّه.

غشش؛ ج6، ص: 323

: الغِشُّ: نقیض النُّصْح و هو مأْخوذ من الغَشَش المَشْرَب الكدِر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و مَنْهَل تَرْوَی به غیر غَشَشْ أَی غیر كدر و لا قلیل، قال: و من هذا الغشُّ فی البیاعات. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: لیس منَّا من غَشّنا: قال أَبو عبیدة: معناه لیس من أَخْلاقِنا الغِش؛ و هذا شبیه‌بالحدیث الآخر: المؤمِنُ یُطْبَع علی كل شی‌ء إِلا الخیانة.و‌فی روایة: مَنْ غَشَّنا فلیس مِنَّا‌أَی لیس من أَخلاقنا و لا علی سُنَّتنا. و‌فی حدیث أُم زرع: و لا تَمْلأُ بَیْتَنا تَغْشِیشاً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء‌فی روایة و هو من الغِشِّ، و قیل: هو من النمیمة، و الروایة بالمهملة. و قد غَشَّه یَغُشُّه غِشّاً: لم یَمْحَضْه النَّصیحة؛ و شی‌ء مَغْشُوش. و رجل غُشٌّ: غاشٌّ، و الجمع غُشّونَ؛ قال أَوس بن حجر: مُخَلّفون، و یَقْضِی الناسُ أَمْرَهُمُ، غُشُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ لِصُنْبُورِ قال: و لا أَعرف له جمعاً مكسّراً، و الروایة المشهورة: غُسّو الأَمانةِ. و استَغَشّه و اغْتَشّه: ظن به الغِشَّ، و هو خلافُ اسْتَنْصَحَه؛ قال كُثیِّر عزة: فقُلْتُ، و أَسْرَرْتُ النَّدامَةَ: لَیْتَنِی، و كُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ، سَلَكْتُ سَبیلَ الرائِحات عَشِیّةً مَخارِمَ نِسعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبِیلی و اغْتَشَشْتُ فلاناً أَی عَدَدْته غاشًّا؛ قال الشاعر: أَیا رُبَّ من تَغتَشُّه لك ناصحٌ، و مُنْتصِحٍ بالغَیْبِ غیرُ أَمِینِ «2» و غَشَّ صدْرُه یَغِشُّ غِشّاً: غَلَّ. و رجل غَشٌّ: عظیمُی السُّرّة؛ قال: لیس بغَشٍّ، هَمُّه فیما أَكَلْ و هو یجوز أَن یكون فَعْلًا و أَن یكون كما ذهب إِلیه سیبویه فی طَبٍّ و بَرٍّ من أَنهما فَعِلٌ. و الغِشَاش: أَوّلُ الظُّلْمَة و آخرُها. و لقیه غِشَاشاً و غَشَاشاً أَی عند الغروب. و الغَشَاش و الغِشَاش:
(2). قوله [و منتصح] فی الأَساس و مؤتمن.
لسان العرب، ج‌6، ص: 324
العَجَلةُ. یقال: لقیتُهُ علی غِشَاشٍ و غَشَاشٍ أَی علی عَجَلة؛ حكاها قطرب و هی كِنانیّة؛ و أَنشدتْ محمودةُ الكلابیة: و ما أَنْسَی مَقالَتَها غِشَاشاً لنا، و اللیلُ قد طرَدَ النهارَا و صَاتَكَ بالعُهود، و قد رَأَیْنا غُرابَ البَیْن أَوْكَبَ، ثم طارَا الأَزهری: یقال لقیتُه غَشاشاً و غِشاشاً، و ذلك عند مُغَیْرِبان الشمس؛ قال الأَزهری: هذا باطل و إِنما یقال لقیته غَشَاشاً و غِشَاشاً، و علی غَشَاشٍ و غِشَاشٍ إِذا لقیته علی عجلة؛ و قال القَطامی.علی مكانٍ غَشَاشٍ [غِشَاشٍ ما یُنیحُ به إِلا مُغَیِّرُنا، و المُسْتَقِی العَجِل و قال الفرزدق: فمَكَّنْتُ سَیْفِی من ذَواتِ رِماحِها غَشَاشاً [غِشَاشاً، و لم أَحْفَلْ بُكَاءَ رُعائِیا و روی: … مكانَ رعائیا. و شُرْبٌ غِشاشٌ و نوْمٌ غِشَاشٌ، كلاهما: قلیلٌ. قال الأَزهری: شُرْبٌ غِشَاشٌ غیر مَرِی‌ءٍ لأَن الماء لیس بصافٍ و لا عَذْب و لا یَسْتَمْرِئُه شاربُه. و الغَشَشُ: المَشْرب الكدِرُ؛ عن ابن الأَنباری، إِما أَن یكون من الغِشَاش الذی هو القلیل لأَن الشُّرْب یقل منه لكَدَرِه، و إِما أَن یكون من الغشّ الذی هو ضد النصیحة.

غطش؛ ج6، ص: 324

: الغَطَشُ فی العین: شِبْهُ العَمَشِ، غَطِشَ غَطَشاً و اغْطَاشَّ، و رجل غَطِشٌ و أَغْطَشُ و قد غَطِشَ و امرأَة غَطْشَی بَیّنا الغَطَشِ. و الغَطَشُ: الضعف فی البصر كما یَنْظُر ببعض بصره؛ و یقال: هو الذی لا یفتح عَیْنَیه فی الشمس؛ قال رؤبة: أُرِیهُمُ بالنظَرِ التغْطِیش و الغُطَاشُ: ظلمةُ اللیل و اختلاطُه، لیل أَغْطَشُ و قد أَغْطشَ اللیلُ بنفسه. و أَغْطَشَه اللَّه أَی أَظْلَمه. و غَطَشَ اللیلُ، فهو غاطِشٌ أَی مُظْلم. الفراء فی قوله تعالی: وَ أَغْطَشَ لَیْلَهٰا، أَی أَظلم لیلَها. و قال الأَصمعی: الغَطْشُ السَّدَفُ. یقال: أَتیتُه غَطْشاً و قد أَغطَشَ اللیل، و جعل أَبو تراب الغَطْشَ مُعاقِباً للغَبَش. و مفَازةٌ غَطْشی: غَمَّةُ المَسالكِ لا یُهتدی فیها؛ حكاه أَبو عبید عن الأَصمعی. و فلاة غَطْشَی: لا یُهتدی لها. و المُتَغاطِشُ: المُتعامی عن الشی‌ء. و فلاة غَطْشاءُ و غَطِیشٌ: لا یُهتدی فیها لطریق. و فلاة غَطْشی، مقصور؛ عن كراع: مُظْلمة حكاها مع ظَمْأَی و غَرْثَی و نحوِهما مما قد عُرِفَ أَنه مقصور؛ قال الأَعشی: و یَهْماء باللیل غَطْشی الفَلاةِ، یُؤْنِسُنی صوْتُ فیَّادِها الأَصمعی فی باب الفلوات: الأَرض الیَهْماء التی لا یهتدی فیها لطَریق، و الغَطْشی مثلُه. و غَطِّشْ لی شیئاً حتی أَذْكُر أَی افتح لی. اللحیانی: غَطِّشْ لی شیئاً و وَطِّشْ لی شیئاً أَی افتح لی شیئاً و وجْهاً. و سَمَتَ لهم یسْمِتُ سَمْتاً إِذا هو هیَّأَ لهم وجهَ العمل و الرأْی و الكلام، و قد وَحَی لهم یَحی و وَطّشَ بمعنی واحد؛ من لغة أَبی ثروان. و المُتغاطِشُ: المتعامی عن الشی‌ء. أَبو سعید: هو یتَغاطَشُ عن الأَمر و یَتَغاطَسُ أَی یَتَغافَلُ. و مِیاهُ غُطَیْشٍ: من أَسماء السَّراب؛ عن ابن الأَعرابی، قال أَبو علی: و هو تصغیر الأَغْطَش تصغیر الترخیم و ذلك لأَن شدة الحر تَسْمَدِرُّ فیه الأَبصارُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 325
فیكون كالظلمة و نظیره صَكّةُ عُمَیٍّ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی تقویة ذلك: ظَلِلْنا نخْبِطُ الظَّلْماءَ ظُهْراً لَدَیْه، و المَطِیُّ له أُوارُ

غطرش؛ ج6، ص: 325

: غَطْرَشَ اللیلُ بصَرَه: أَظلم علیه. التهذیب: غطرَش بصرُه غَطْرَشةً إِذا أَظلم.

غطمش؛ ج6، ص: 325

: الغَطْمَشةُ: الأَخذ قهراً. و تَغَطْمَشَ فلان علینا تَغَطْمُشاً: ظلَمنا، و به سمی الرجل غَطَمِّشاً. و الغَطَمّشُ: العینُ الكَلِیلةُ النظر. و رجل غَطَمّشٌ: كَلِیلُ البصر. و غطَمّشٌ: اسم شاعر، من ذلك؛ و هو من بنی شَقِرَةَ بن كعب بن ثعلبة بن ضبَّة، و هو الغَطَمَّشُ الضّبّی؛ و الغَطَمّشُ: الظالم الجائرُ؛ قال الأَخفش: و هو من بنات الأَربعة مثل عَدَبّسٍ، و لو كان من بنات الخمسة و كانت الأُولی نوناً لأُظْهِرَتْ لئلا یلْتَبِس بمثل عَدَبّس.

غمش؛ ج6، ص: 325

: الغَمَشُ: إِظلامُ البصر من جوع أَو عطش، و قد غَمِشَ بصرُه غَمَشاً، فهو غَمِشٌ، و العین لغة و زعم یعقوب أَنها بدل. و الغَمَشُ: سوءُ البصر. و الغَمَشُ: عارضٌ ثم یذهب. و تَغَمَّشنی بدعوی باطلٍ: ادَّعاها علیَّ.

غنبش؛ ج6، ص: 325

: غَنْبَشٌ: اسم.

فصل الفاء؛ ج6، ص: 325

فتش؛ ج6، ص: 325

: الفَتْشُ و التَّفْتیشُ: الطلبُ و البحثُ، و فتَشْت الشی‌ء فتْشاً و فتَّشَه تفْتیشاً مثله. قال شمر: فتَّشْت شعر ذی الرّمة أَطلُب فیه بیتاً.

فجش؛ ج6، ص: 325

: الفَجْشُ: الشَّدْخُ. فَجَشَه فَجْشاً: شدخه؛ یمانیة، و فَجَشْت الشی‌ء بیدی. التهذیب فی الرباعی: فَنْجَشٌ واسع. و فَجَشْت الشی‌ء: وسّعْته، قال: و أَحْسَبُ اشتقاقه منه.

فحش؛ ج6، ص: 325

: الفُحْش: معروف. ابن سیدة: الفُحْش و الفَحْشاءُ و الفاحِشةُ القبیحُ من القول و الفعل، و جمعها الفَواحِشُ. و أَفْحَشَ علیه فی المَنْطِق أَی قال الفُحْش. و الفَحْشاءُ: اسم الفاحشة، و قد فَحَشَ و فَحُشَ و أَفْحَشَ و فَحُشَ علینا و أَفْحَشَ إِفْحاشاً و فُحْشاً؛ عن كراع و اللحیانی، و الصحیح أَن الإِفْحاشَ و الفُحْش الاسم. و رجل فاحِشٌ: ذو فُحْش، و‌فی الحدیث: إِن اللَّه یُبْغِضُ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ، فالفاحِشُ ذو الفحش و الخَنا من قول و فعل، و المُتَفَحِّشُ الذی یتكلَّفُ سَبَّ الناس و یتعمَّدُه، و قد تكرر ذكر الفُحْش و الفاحشة و الفاحش فی الحدیث، و هو كل ما یَشتد قُبْحُه من الذنوب و المعاصی؛ قال ابن الأَثیر: و كثیراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنی الزنا و یسمی الزنا فاحشةً، و قال اللَّه تعالی: إِلّٰا أَنْ یَأْتِینَ بِفٰاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ*؛ قیل: الفاحشة المبینة أَن تزنی فتُخْرَج لِلْحدّ، و قیل: الفاحشةُ خروجُها من بیتها بغیر إِذن زوجها، و قال الشافعی: أَن تَبْذُوَ علی أَحْمائِها بِذَرابةِ لسانها فتُؤْذِیَهُم و تَلُوكَ ذلك.فی حدیث فاطمة بنت قیس: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لم یَجْعل لها سُكْنی و لا نفقةً و ذَكر أَنه نَقَلها إِلی بیت ابن أُم مَكتوم لبَذاءتِها و سَلاطةِ لِسانِها و لم یُبْطِلْ سُكْناها لقوله عز و جل: لٰا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُیُوتِهِنَّ وَ لٰا یَخْرُجْنَ إِلّٰا أَنْ یَأْتِینَ بِفٰاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ.و كلُّ خَصْلة قبیحةٍ، فهی فاحشةٌ من الأَقوال و الأَفعال؛ و منه الحدیث: قال لعائشة لا تقولی ذلك فإِن اللَّه لا یُحبُّ الفُحْشَ و لا التفاحُشَ؛ أَراد بالفُحْش التعدّی فی القول و الجواب لا الفُحْشَ الذی هو من قَذَعِ الكلام و ردیئه، و التَّفاحُشُ تَفاعُلٌ منه؛ و قد
لسان العرب، ج‌6، ص: 326
یكون الفُحْشُ بمعنی الزیادة و الكثرة؛ و منه‌حدیث بعضهم و قد سُئِل عن دم البراغیث فقال: إِن لم یكن فاحشاً فلا بأْس.و كلُّ شی‌ء جاوز قدرَه و حدَّه، فهو فاحِشٌ. و قد فَحُشَ الأَمر فُحْشاً و تفاحَشَ. و فَحَّشَ بالشی‌ء: شَنَّعَ. و فَحُشَت المرأَةُ: قَبُحت و كبِرَت؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و عَلِقْتَ تُجْرِیهِمْ عَجُوزَك، بعد ما فَحُشَتْ محاسِنُها علی الخُطَّاب و أَفْحَشَ الرجل إِذا قال قولًا فاحشاً، و قد فَحُشَ علینا فلانٌ و إِنه لَفَحّاشٌ، و تفَحّشَ فی كلامه، و یكون المُتَفَحّشُ الذی یأْتی بالفاحشة المَنْهیّ عنها. و رجل فَحّاش: كثیر الفُحْش، و فَحُشَ قوله فُحْشاً. و كلُّ أَمر لا یكون موافقاً للحقِّ و القَدْر، فهو فاحشةٌ. قال ابن جنی: و قالوا فاحِشٌ و فُحَشاء كجاهلٍ و جُهلاء حیث كان الفُحْشُ ضرْباً من ضُروب الجهل و نَقِیضاً للحِلْم؛ و أَنشد الأَصمعی: و هل عَلِمْت فُحَشاءَ جَهَلَهْ و أَما قول اللَّه عز و جل: الشَّیْطٰانُ یَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ یَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشٰاءِ؛ قال المفسرون: معناه یأْمركم بأَن لا تتصدقوا، و قیل: الفحشاء هاهنا البُخْل، و العرب تسمی البَخیلَ فاحشاً؛ و قال طرفة: أَری المَوْتَ یَعتامُ الكِرامَ، و یَصْطَفی عَقِیلةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ یعنی الذی جاوز الحدّ فی البخل. و قال ابن بری: الفاحِشُ السَّیِّ‌ء الخلُق المتشدّد البخیل. یَعْتامُ: یختار. یَصْطفی أَی یأْخذ صَفْوته و هی خِیارُه. و عَقِیلةُ المال: أَكرمُه و أَنفَسُه؛ و تفحَّش علیهم بلسانه.

فدش؛ ج6، ص: 326

: فَدَشه یَفْدِشُه فَدْشاً: دفعه. و فَدَشَ الشی‌ءَ فَدْشاً: شدَخَه. و امرأَة فَدْشاءُ، كمَدْشاء: لا لحم علی یدیها. و رجل فَدِشٌ: أَخْرَقُ؛ عن ابن الأَعرابی. و الفَدْش: أُنثی العَناكب؛ عن كراع.

فرش؛ ج6، ص: 326

: فَرَشَ الشی‌ء یفْرِشُه و یَفْرُشُه فَرْشاً و فَرَشَه فانْفَرَش و افْتَرَشَه: بسَطَه. اللیث: الفَرْشُ مصدر فَرَشَ یَفْرِش و یفْرُش و هو بسط الفراش، و افْتَرشَ فلان تُراباً أَو ثوباً تحته. و أَفْرَشَت الفرس إِذا اسْتَأْتَتْ أَی طلبت أَن تُؤْتی. و افْتَرشَ فلان لسانَه: تكلم كیف شاء أَی بسطه. و افْتَرشَ الأَسدُ و الذئب ذراعیه: رَبَضَ علیهما و مدّهما؛ قال: تَری السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً یَدَیه، كأَنَّ بَیاضَ لَبَّتِه الصَّدِیعُ و افتَرَشَ ذراعیه: بسطهما علی الأَرض. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه نهی فی الصلاة عن افتراش السبع، و هو أَن یَبْسُط ذراعیه فی السجود و لا یُقِلَّهما و یرْفَعَهما عن الأَرض إِذا سَجَد كما یَفْتَرشُ الذئبُ و الكلب ذراعیه و یبسطهما. و الافْتِراشُ، افْتِعالٌ: من الفَرْش و الفِراش. و افْتَرَشَه أَی وطِئَه. و الفِراشُ: ما افْتُرِش، و الجمع أَفْرِشةٌ و فُرُشٌ؛ سیبویه؛ و إِن شئت خفَّفْت فی لغة بنی تمیم. و قد یكنی بالفَرْش عن المرأَة. و المِفْرَشةُ: الوِطاءُ الذی یُجْعل فوق الصُّفَّة. و الفَرْشُ: المَفْروشُ من متاع البیت. و قوله تعالی: الَّذِی جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرٰاشاً؛ أَی وِطاءً لم یَجْعلها حَزْنةً غَلیظة لا یمكن الاستقرار علیها. و یقال:
لسان العرب، ج‌6، ص: 327
لَقِیَ فلان فلاناً فافْتَرَشَه إِذا صرَعَه. و الأَرض فِراشُ الأَنام، و الفَرْشُ الفضاءُ الواسع من الأَرض، و قیل: هی أَرض تَسْتوی و تَلِین و تَنْفَسِح عنها الجبال. اللیث: یقال فَرَّش فلان داره إِذا بلّطَها، قال أَبو منصور: و كذلك إِذا بَسَطَ فیها الآجُرَّ و الصَفِیحَ فقد فَرَّشَها. و تَفْرِیشُ الدار: تَبْلِیطُها. و جمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض: لا سَنام له، و أَكمةٌ مُفْتَرِشةُ الأَرض كذلك، و كلُّه من الفَرْشِ. و الفَرِیشُ: الثَوْرُ العربی الذی لا سنام له؛ قال طریح: غُبْس خَنابِس كلّهنّ مُصَدّرٌ، نَهْدُ الزُّبُنّة كالفَرِیشِ شَتِیمُ و فَرَشَه فِراشاً و أَفْرَشَه: فَرَشَه له. ابن الأَعرابی: فَرَشْتُ زیداً بِساطاً و أَفْرَشْته و فَرَّشْته إِذا بَسَطت له بِساطاً فی ضیافتِه، و أَفْرَشْته إِذا أَعْطَیته فَرْشاً من الإِبل. اللیث: فَرَشْت فلاناً أَی فَرَشْت له، و یقال: فَرَشْتُه أَمْری أَی بسطته كلَّهُ، و فَرَشْت الشی‌ء أَفْرِشُه و أَفْرُشُه: بسطته. و یقال: فَرَشَه أَمْرَه إِذا أَوسَعه إِیاه و بسَطه له. و المِفْرَشُ: شی‌ء كالشاذَكُونَة «1». و المِفْرَشةُ: شی‌ء یكون علی الرحْل یَقعد علیها الرجل، و هی أَصغرُ من المِفْرَش، و المِفْرَش أَكبرُ منه. و الفُرُشُ و المَفارِشُ: النِّساءُ لأَنهن یُفتَرَشْن؛ قال أَبو كبیر: مِنْهُمْ و لا هُلْك المَفارِش عُزَّل أَی النساء، و افْتَرَشَ الرجل المرأَة للّذَّة. و الفَریشُ: الجاریةُ یَفْتَرِشُها الرجلُ. اللیث: جاریة فَرِیشٌ قد افْتَرَشَها الرجل، فَعِیلٌ جاء من افْتَعَل، قال أَبو منصور: و لم أَسمع جاریة فَرِیش لغیره. أَبو عمرو: الفِراش الزوج و الفِراش المرأَة و الفِراشُ ما یَنامان علیه و الفِراش البیت و الفِراشُ عُشُّ الطائرِ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: حتی انْتَهَیْتُ إِلی فِراش عَزِیزَةٍ و الفَراشُ: مَوْقِع اللسان فی قعر الفمِ. و قوله تعالی: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ؛ قالوا: أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الجنة ذواتِ الفُرُشِ. یقال لامرأَة الرجل: هی فِراشُه و إِزارُه و لِحافُه، و قوله مَرْفُوعَةٍ رُفِعْن بالجَمال عن نساء أَهلِ الدنیا، و كلُّ فاضلٍ رَفِیعٌ. و‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: الولدُ للفِراشِ و لِلْعاهِر الحجَرُ؛ معناه أَنه لمالك الفِراشِ و هو الزوج و المَوْلی لأَنه یَفْتَرِشُها، هذا من مختصر الكلام كقوله عز و جل: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ، یرید أَهلَ القریةِ. و المرأَة تسمی فِراشاً لأَن الرجل یَفْتَرِشُها. و یقال: افْتَرَشَ القومُ الطریقَ إِذا سلكوه. و افْتَرشَ فلانٌ كریمةَ فلانٍ فلم یُحْسنْ صحبتها إِذا تزوّجها. و یقال: فلانٌ كریمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إِذا كان یَفْرُشُ نفسَه لهم. و فلان كریمُ المَفارِشِ إِذا تزوّج كرائمَ النِّساء. و الفَرِیشُ من الحافر: التی أَتی علیها من نِتاجها سبعةُ أَیام و استحقت أَن تُضرَبَ، أَتاناً كانت أَو فَرَساً، و هو علی التشبیه بالفَرِیشِ من النساء، و الجمع فَرائشُ؛ قال الشماخ: راحَتْ یُقَحِّمُها ذو ازْملٍ و سَقَتْ له الفَرائِشُ و السُّلْبُ القَیادِیدُ الأَصمعی: فرسٌ فَرِیشٌ إِذا حُمِلَ علیها بعد النِّتاج بسبع. و الفَرِیشُ من ذوات الحافر: بمنزلة النُّفَساء
(1). الشاذكونة: ثیاب مُضرَّبَة تعمل بالیمن [القاموس].
لسان العرب، ج‌6، ص: 328
من النساء إِذا طهُرت و بمنزلة العُوذِ من النوق. و الفَرْشُ: الموضع الذی یكثر فیه النبات. و الفَرْشُ: الزرع إِذا فَرَّشَ. و فَرَشَ النباتُ فَرْشاً: انبسط علی وجه الأَرض. و المُفَرِّشُ: الزرع إِذا انبسط، و قد فَرَّشَ تَفْریشاً. و فَراشُ اللسان: اللحمة التی تحته، و قیل: هی الجلدة الخَشْناء التی تلی أُصولَ الأَسْنان العُلْیا، و قیل: الفَراشُ مَوْقع اللسان من أَسفل الحَنَك، و قیل: الفَراشَتانِ بالهاء غُرْضُوفانِ عند اللَّهاة. و فَراشُ الرأْس: عِظامٌ رِقاق تلی القِحْف. النضر: الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تحت اللسان؛ و أَنشد یصف فرساً: خَفِیف النَّعامةٍ ذُو مَیْعةٍ، كَثِیف الفَراشةِ ناتی الصُّرَد ابن شمیل: فَراشا اللجامِ الحَدیدتانِ اللتان یُرْبط بهما العذاران، و العذَارانِ السَّیْرانِ اللذان یُجْمعان عند القَفا. ابن الأَعرابی: الفَرْشُ الْكذِبُ، یقال: كَمْ تَفْرُش كَمْ و فَراشُ الرأْس: طرائقُ دِقاق من القِحْف، و قیل: هو ما رَقَّ من عظْم الهامة، و قیل: كلُّ رقیقٍ من عظمٍ فَراشَةٌ، و قیل: كل عظم ضُرب فطارت منه عظامٌ رِقاقٌ فهی الفَراش، و قیل: كل قُشور تكون علی العظْم دون اللحم، و قیل: هی العِظامُ التی تخرج من رأْس الإِنسان إِذا شُجّ و كُسِر، و قیل: لا تُسمی عِظامُ الرأْس فَراشاً حتی تتبیّن، الواحدة من كل ذلك فَراشةٌ. و المُفَرِّشةُ و المُفْتَرِشةُ من الشِّجاجِ: التی تبلغ الفَراش. و‌فی حدیث مالك: فی المُنَقِّلَةِ التی یَطیرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ؛ المُنَقِّلَةُ من الشِّجاج التی تُنَقِّلُ العظام.الأَصمعی: المُنَقِّلة من الشجاج هی التی یخرج منها فَراشُ العظام و هی قشرة تكون علی العظم دون اللحم؛ و منه قول النابغة: و یَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب و الفَراش: عظم الحاجب. و یقال: ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه، و ذلك إِذا طارت العظام رِقاقاً من رأْسه. و كل رقیق من عظم أَو حدیدٍ، فهو فَراشةٌ؛ و به سمیت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها. و‌فی حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: ضَرْبٌ یَطِیر منه فَراشُ الهامِ؛ الفَراشُ: عظام رقاق تلی قِحْف الرأْس. الجوهری: المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ التی تَصْدَع العظم و لا تَهْشِم، و الفَراشةُ: ما شخَص من فروع الكتفین فیما بین أَصْل العنق و مستوی الظهر و هما فَراشا الكتفین. و الفَراشَتان: طرَفا الوركین فی النُّقْرة. و فَراشُ الظَّهْر: مَشكّ أَعالی الضُّلُوع فیه. و فَراشُ القُفْل: مَناشِبُه، واحدتُها فَراشة؛ حكاها أَبو عبید؛ قال ابن درید: لا أَحْسبها عربیّة. و كلُّ حدیدةٍ رقیقة: فَراشةٌ. و فَراشةُ القُفْل: ما یَنْشَبُ فیه. یقال: أَقْفَلَ فأَفْرَشَ. و فَراشُ النَّبِیذ: الحَبَبُ الذی علیه. و الفَرْشُ: الزَّرْع إِذا صارت له ثلاثُ ورَقاتٍ و أَرْبعٌ. و فَرْشُ الإِبِلِ و غیرِها: صِغارُها، الواحدُ و الجمع فی ذلك سواءٌ. قال الفراء: لم أَسمع له بجمع، قال: و یحتمل أَن یكون مصدراً سمی به من قولهم فَرَشَها اللَّهُ فَرْشاً أَی بَثَّها بَثّاً. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنَ الْأَنْعٰامِ حَمُولَةً وَ فَرْشاً؛ و فَرْشُها: كِبارُها؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: له إِبلٌ فَرْشٌ و ذاتُ أَسِنَّة صُهابیّة، حانَتْ علیه حُقُوقُها و قیل: الفَرْشُ من النَّعَم ما لا یَصْلح إِلا للذبح.
لسان العرب، ج‌6، ص: 329
و قال الفراء: الحَمُولةُ ما أَطاقَ العملَ و الحَمْلَ. و الفَرْشُ: الصغارُ. و قال أَبو إِسحق: أَجْمَع أهْلُ اللغة علی أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل. و قال بعض المفسرین: الفَرْشُ صغارُ الإِبل، و إِن البقر و الغنم من الفَرْش. قال: و الذی جاء فی التفسیر یدلّ علیه قولُه عز و جل: ثَمٰانِیَةَ أَزْوٰاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَیْنِ، فلما جاء هذا بدلًا من قوله حَمُولة و فرْشاً جعله للبقر و الغنم مع الإِبل؛ قال أَبو منصور: و أَنشدنی غیرهُ ما یُحَقّق قول أَهل التفسیر: و لنا الحامِلُ الحَمُولةُ، و الفَرْشُ من الضَّأْن، و الحُصُونُ السیُوفُ و‌فی حدیث أُذَینةَ: فی الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبل؛ هو صغارُ الإِبل، و قیل: هو من الإِبل و البقر و الغنم ما لا یصلح إِلا للذبح. و أَفْرَشْتُه: أَعْطَیته فَرْشاً من الإِبل، صغاراً أَو كباراً. و‌فی حدیث خزیمة یذكر السَّنَة: و تركَتِ الفَرِیش مُسْحَنْكِكاً‌أَی شدیدَ السواد من الاحتراق. قیل: الفَراش الصغارُ من الإِبل؛ قال أَبو بكر: هذا غیرُ صحیح عندی لأَن الصِّغارَ من الإِبل لا یقال لها إِلا الفَرْش. و‌فی حدیث آخر: لكم العارض و الفَریشُ؛ قال القتیبی: هی التی وَضَعَت حدیثاً كالنُّفَساء من النساء. و الفَرْشُ: منابت العُرْفُط؛ قال الشاعر: و أَشْعَث أَعْلی ماله كِففٌ له بفَرشِ فلاةٍ، بینَهنَّ قَصِیمُ ابن الأَعرابی: فَرْشٌ من عُرْفُط و قَصِیمَةٌ من غَضاً و أَیكةٌ من أَثْلٍ و غالٌّ من سَلَم و سَلیلٌ من سَمُر. و فَرْشُ الحطب و الشجر: دِقُّه و صِغارُه. و یقال: ما بها إِلا فَرْشٌ من الشجر. و فَرْشُ العِضاهِ: جماعتُها. و الفَرْشُ: الدارةُ من الطّلْح، و قیل: الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فیه العُرْفُطُ و السَّلَم و العَرْفَجُ و الطَّلْح و القَتاد و السَّمُر و العَوْسجُ، و هو ینبت فی الأَرض مستویة میلًا و فرسخاً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و قد أَراها و شَواها الحُبْشا و مِشْفَراً، إِن نطَقَتْ، أَرَشَّا كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا ثم فسره فقال: إِن الإِبل إِذا أَكلت العرفط و السلم استَرْخت أَفواهُها. و الفَرْشُ فی رِجْل البعیر: اتساعٌ قلیل و هو محمود، و إِذا كثُر و أَفرط الرَّوَحُ حتی اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل، و هو مذموم. و ناقة مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كان فیها اسْطار «2» و انحناء؛ و أَنشد الجعدی: مَطْویَّةُ الزَّوْرِ طیَّ البئْرِ دَوْسَرة، مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم یكن عَقَلا و یقال: الفَرْشُ فی الرِّجْل هو أَن لا یكون فیها انْتِصابٌ و لا إِقْعاد. و افْتَرَشَ الشی‌ءُ أَی انبسط. و یقال: أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كانت دكَّاءَ. و‌فی حدیث طَهْفة: لكم العارِض و الفَریشُ؛ الفَریشُ من النبات: ما انْبَسط علی وجه الأَرض و لم یَقُم علی ساق. و قال ابن الأَعرابی: الفَرْشُ مَدْح و العَقَل ذمٌّ، و الفَرْشُ اتساع فی رِجْل البعیر، فإن كثُر فهو عَقَل. و قال أَبو حنیفة: الفَرْشةُ الطریقةُ المطمئنة من الأَرض شیئاً یقودُ الیومَ و اللیلة و نحو ذلك، قال. و لا یكون إِلا فیما اتسع من الأَرض و استوی و أَصْحَرَ، و الجمع فُرُوش. و الفَراشة: حجارة عظام أَمثال الأَرْحاء توضع أَوّلًا ثم یُبْنی علیها الركِیبُ و هو حائط النخل. و الفَراشةُ:
(2). قوله: اسْطار؛ هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 330
البقیّة تبقی فی الحوض من الماء القلیل الذی تری أَرض الحوض من ورائه من صَفائه. و الفَراشةُ: مَنْقَع الماء فی الصفاةِ، و جمعُها فَراشٌ. و فَراشُ القاعِ و الطین: ما یَبِسَ بعد نُضُوب الماء من الطین علی وجه الأَرض، و الفَراشُ: أَقلُّ من الضَّحْضاح؛ قال ذو الرمة یصف الحُمُر: و أَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً، و أَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ و یابِسُ و الفَراشُ: حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ، و قیل: هو القلیل من العرق: عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَراش المَسِیح فَوْقَه یَتَصَبَّبُ قال ابن سیدة: و لا أَعرف هذا البیت إِنما المعروف بیت لبید: عَلا المسْك و الدِّیباج فوقَ نُحورِهم فَراش المسیحِ، كالجُمَان المُثَقَّب قال: و أَری ابن الأَعرابی إِنما أَراد هذا البیت فأَحالَ الروایةَ إِلا أَن یكون لَبِیدٌ قد أَقْوی فقال: فراش المسیح فوقه یتصبب قال: و إِنما قلت إِنه أَقْوی لأَنّ رَوِیَّ هذه القصیدةِ مجرورٌ، و أَوّلُها: أَری النفسَ لَجّتْ فی رَجاءٍ مُكَذَّبِ، و قد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِی بالمُجَرَّبِ و روی البیت: كالجمان المُحَبّبِ؛ قال الجوهری: مَنْ رفعَ الفَراشَ و نَصَبَ المِسْكَ فی البیت رفَعَ الدِّیباجَ علی أَن الواو للحال، و مَنْ نصب الفَراشَ رفعَهما. و الفَرَاشُ: دوابٌّ مثل البعوض تَطیر، واحدتُها فَراشةٌ. و الفرَاشةُ: التی تَطیر و تَهافَتُ فی السِّراج، و الجمع فَراشٌ. و قال الزجاج فی قوله عز و جل: یَوْمَ یَكُونُ النّٰاسُ كَالْفَرٰاشِ الْمَبْثُوثِ، قال: الفَراش ما تَراه كصِغارِ البَقِّ یَتَهافَتُ فی النار، شَبَّهَ اللَّهُ عزّ و جل الناسَ یومَ البَعْث بالجراد المُنْتَشر و بالفَراش المبثوث لأَنهم إِذا بُعِثُوا یمُوج بعضُهم فی بعض كالجراد الذی یَمُوج بعضُه فی بعض، و قال الفرّاء: یرید كالغَوْغاءِ من الجراد یَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس یَجُول یومئذ بعضُهم فی بعض، و قال اللیث: الفَراشُ الذی یَطِیر؛ و أَنشد: أَوْدی بِحِلْمِهمُ الفِیاشُ، فِحلْمُهم حِلْمُ الفَراشِ، غَشِینَ نارَ المُصْطَلی «1»: أَزرَی بحِلمِكُمُ الفِیاشُ، فأنتمُ مثلُ الفَراش غَشِین نار المصطلی و فی المثل: أَطْیَشُ من فَراشةٍ. و‌فی الحدیث: فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ؛ هو بالفتح الطیر الذی یُلْقی نفسَه فی ضوء السِّراج؛ و منه‌الحدیث: جَعَلَ الفَراشُ و هذه الدوابُّ تقع فیها.و الفَراشُ: الخفیفُ الطَّیّاشَةُ من الرجال. و تَفَرّش الطائرُ: رَفْرَفَ بجناحیه و بسَطَهما؛ قال أَبو دواد یصف ربیئة: فَأَتانا یَسْعَی تَفَرُّشَ أُمّ البَیْض شَدّاً، و قد تَعالی النهارُ و یقال: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِیشاً إِذا جعل یُرَفْرِف علی الشی‌ء، و هی الشَّرْشَرةُ و الرَفْرَفةُ. و‌فی الحدیث: فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش؛ هو أَن تَقْرب من الأَرض و تَفْرُش جَناحیها و تُرَفْرِف. و ضرَبَه فما أَفْرَش عنه حتی قَتَلَه أَی ما أَقْلعَ عنه، و أَفْرَش عنهم الموتُ أَی ارْتفع؛ عن ابن الأَعرابی. و قولهم: ما أَفْرَشَ عنه أَی ما أَقْلَع؛ قال یزید
(1). هذا البیت لجریر و هو فی دیوانه علی هذه الصورة
لسان العرب، ج‌6، ص: 331
بن عمرو بن الصَّعِق «1»: نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَیْنَ جَبَلَهْ، یومَ أَتَتْنا أَسَدٌ و حَنْظَلَهْ، نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ، لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ أَی أَنها جُدُدٌ. و معنی مُنْتَخَلة: مُتَخَیَّرة. یقال: تَنَخَّلْت الشی‌ءَ و انْتَخَلْته اخْتَرْته. و الصَّقَلةُ: جمعُ صاقِل مثل كاتب و كَتَبة. و قوله لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَی لم تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عنها الصقلةُ أَی أَنها جُدُدٌ قَرِیبةُ العهدِ بالصَّقْلِ. و فرش عنه: أَرادَه و تهیّأَ له. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: إِلا أَن یكون مالًا مُفْتَرَشاً‌أَی مغصوباً قد انْبَسطت فیه الأَیْدی بغیر حق، من قولهم: افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ إِذا اسْتباحَه بالوَقِیعة فیه، و حقیقتُه جَعَله لنفسه فِراشاً یطؤُه. و فَرْش الجَبَا: موضع؛ قال كُثیّر عزة: أَ هاجَك بَرْقٌ آخِرَ اللیلِ واصِبُ، تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ؟ و الفَرَاشةُ: أَرض؛ قال الأَخطل: و أَقْفَرت الفَراشةُ و الحُبَیّا، و أَقْفَر، بَعْد فاطِمةَ، الشَّقِیرُ «2» و فی الحدیث ذكر فَرْش، بفتح الفاء و تسكین الراء، وادٍ سلَكه النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، حین سارَ إِلی بدر، و اللَّه أَعلم.

فرطش؛ ج6، ص: 331

: فَرْطَشَ الرجلُ: قَعَدَ ففَتح ما بین رِجْلیه. اللیث: فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحّجَت للحَلْب و فَرْطَشَت للبَوْل؛ قال الأَزهری: كذا قرأْته فی كتاب اللیث، قال: و الصواب فَطْرَشَت إِلا أَن یكون مقلوباً.

فشش؛ ج6، ص: 331

: الفَشُّ: تَتَبُّع السَّرَقِ الدونِ، فَشَّه یَفُشّه فَشّاً؛ قال الشاعر: نحْنُ ولِیناهُ فلا نَفُشُّه، و ابنُ مُفاض قائمٌ یَمُشُّه یأْخذ ما یُهْدَی له یَقُشُّه، كیف یُؤَاتِیه و لا یَؤُشّه؟ و انْفَشّت الریاحُ: خرجت عن الزِّق و نحوه. و الفَشُّ: الحلْبُ، و قیل: الحلْبُ السریعُ. و فَشّ الناقةَ یَفُشُّها فشّاً: أَسْرع حَلْبَها، و فَشّ الضرعَ فَشّاً: حلَب جمیعَ ما فیه. و ناقة فَشُوشٌ: مُنْتَشِرةُ الشَّخْبِ أَی یتَشَعّبُ إِحْلِیلُها مثل شعاع قَرْن الشمسِ حین یطْلع أَی یتفَرّقُ شَخْبُها فی الإِناء فلا یُرَغّی بیّنةُ الفَشَاشِ، و‌فی حدیث موسی و شعیب، علیهما السلام: لیس فیها عَزُوزٌ و لا فَشُوشٌ؛ الفَشُوش: التی یَنْفَشّ لبنُها من غیر حَلْب أَی یَجْری لسَعةِ الإِحْلیل، و مثله الفَتوح و الثَّرُور. و الفَشْفَشةُ: ضَعْفُ الرأْی. و الفَشْفَشةُ: الخَرُّوبة. ابن الأَعرابی: الفَشّ الطَّحْرَبةُ و الفَشُّ النَّمیمة و الفَشُّ الأَحْمَق. و الخَرُوبُ یقال له: الفَشّ. و فشَّ الرطْبَ فَشّاً: أَخْرَج زُبْدَة. و فَشَّ القِرْبةَ
(1). قوله [قال یزید إلخ] هكذا فی الأَصل، و الذی فی یاقوت و أَمثال المیدانی: لم أَر یوماً مثل یوم جبله لما أَتتنا أسد و حنظله و غطفان و الملوك أزفله نعلوهم بقضب منتخله و زاد المیدانی: لم تعد أَن أَفرش عنها الصقله (2). قوله [الشقیر] كذا بالأَصل هنا و فی مادة شقر بالقاف، و فی یاقوت: الشفیر بالفاء.
لسان العرب، ج‌6، ص: 332
یَفُشّها فَسّاً: حلَّ وِكاءَها فخرجَ رِیحُها. و الفَشُوش: السقاءُ الذی یَتَحَلّب. و فی بعض الأَمثال: لأَفُشّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ أَی لأُزِیلَنَّ نَفْخَك؛ و قال كراع: معناه لأَحلُبَنّك و ذلك أَن یُنْفَخ ثم یُحَلّ وِكاؤُه و یُتْرك مفتوحاً ثم یُمْلأَ لبَناً، و قال ثعلب: لأَفُشَّنَّ وَطْبَك أَی لأَذْهَبَنّ بكِبْرِك و تِیهِك؛ و فی التهذیب: معناه لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك من رأْسك، من فَشَّ السقاءَ إِذا أَخْرج منه الریح، و هو یقال للغَضْبان، و ربما قالوا: فَشّ الرجُلُ إِذا تَجَشّأَ. و‌فی الحدیث: إِن الشیطانَ یفُشُّ بَین أَلْیَتَی أَحدِكم حتی یُخَیِّلَ إِلیه أَنه قد أَحْدث‌أَی یَنْفُخ نَفْخاً ضعیفاً. و یقال: فُشّ السقاءُ إِذا خرج منه الریح. و‌فی حدیث ابن عباس: لا یَنْصَرِف حتی یَسْمع فَشِیشَها‌أَی صوتَ ریحها، قال: و الفَشِیشُ الصوت، و منه فَشِیشُ الأَفعی، و هو صوت جلدها إذا مشَتْ فی الیَبَسِ. و‌فی حدیث أَبی الموالی: فأَتت جاریةٌ فأَقبلت و أَدبرت و إنَی لأَسْمع بین فخذیها من لَفَفِها مثلَ فَشِیش الحَرابِش؛ قال: هی جنس من الحیّات واحدها حِرْبِش. و‌فی حدیث عمر: جاءه رجلُ فقال: أَتیْتُك من عند رجلٍ یَكْتُب المصاحفَ من غیر مُصْحَف، فغَضِبَ حتی ذَكرتُ الزِّقَّ و انتفاخَه قال: مَنْ؟ قلتُ: ابنُ أُمِّ عَبْدٍ، فذكرتُ الزِّقَّ و انفشاشَه، یرید أَنه غَضِب حی انتفخ غَیْظاً ثم لما زال غضبُه انْفَشَّ انتفاخُه، و الانْفِشاش: انْفِعال من الفَشّ. و منه‌حدیث ابن عمر مع ابن صیّاد: فقلت له اخْسَ «1» فلن تَعْدُو قَدْرَك فكأَنه كان سقاءً فُشّ‌أَی فُتِح فانْفَشّ ما فیه و خَرَجَ. و یقال للرجل إِذا غَضِب فلم یَقْدِر علی التغییر: فَشاشِ فُشِّیه من استِه إِلی فِیه. و یقال للسقاء إِذا فُتح رأْسُه و أُخْرِج منه الریحُ: فُشَّ، و قد فُشّ السقاء یُفَشُّ. و فَشَشْت الزِّقَّ إِذا أَخْرَجْت ریحَه. و الفَشُوش: الناقة الواسعةُ الإِحْلیل. و الفَشُوش و المُقَصِّعةُ و المُطَحْرِبةُ: الأَمةُ الفَشّاء. و یقال: انْفَشَّت عِلَّةُ فلانٍ إِذا أَقبل منها. و‌فی حدیث ابن عباس: أَعطهم صدَقَتك و إِن أَتاك أَهْدَلُ الشفتین مُنْفَشُّ المَنْخِرین‌أَی مُنْتفخهما مع قُصُورِ المارِن و انْبِطاحه، و هو من صفات الزَّنْجِ و الحَبَشِ فی أُنوفِهم و شِفاهِهم، و هو تأْویل‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: أَطیعوا و لو أُمِّر علیكم عبدٌ حبشِیٌّ مُجَدَّعٌ، و الضمیر فی أَعطهم لأُولی الأَمر. و الفَشُّ: الفَسْوُ. و الفَشُوشُ من النساء: الضَّرُوط، و قیل: هی الرِّخْوةُ المَتاعِ، و قیل: هی التی تقعد علی الجُرْدان؛ قال رؤبة: و ازْجُرْ بَنی النجّاخةِ الفَشُوشِ و فَشَّ المرأَةَ یَفُشُّها فَشّاً: نَكحَها، و فَشَّ القُفْلَ فَشّاً: فتَحه بغیر مفتاح. و الانْفِشاش: الانكسار عن الشی‌ء و الفَشَلُ. و انْفَشَّ الرجل عن الأَمر أَی فَتَر و كَسِل. و انْفَشَّ الجُرْح: سكَن ورَمُه؛ عن ابن السكیت. و الفَشُّ: الأَكْل؛ قال جریر: فبِتُّم تَفُشُّون الخَزِیرَ كأَنَّكمْ مُطَلَّقةٌ یوماً، و یوماً تُراجَعُ و فَشَّ القومُ یَفِشُّون فُشوشاً: أَحْیَوْا بعد هُزال. و أَفَشُّوا: انطلقوا فجَفَلوا. و الفَشُّ من الأَرض: الهَجْل الذی لیس بجُدٍّ عمیق و لا مُتَطامِنٍ جِدّاً. و الفَشّ: حَمْل الیَنْبُوت، واحدته فَشَّةٌ و جمعها
(1). قوله [اخس] كذا بالأَصل و النهایة، و الذی فی مسلم اخسأ بهمزة آخره.
لسان العرب، ج‌6، ص: 333
فِشَاشٌ. و الفَشُوشُ: الخَرُّوب. و الفِشّاش و الفِشْفاش: كساء رقیق غلیظ النَّسج، و قیل: الفِشَّاشُ الكساء الغلیظ، و الفَشُوش: الكساء السَّخِیف. و‌فی حدیث شقیق: أَنه خرَج إِلی المسجد و علیه فِشّاش له؛ و هو كساء غلیظ. و فَشِیشةُ: بئرٌ لحیّ من العرب، قال ابن الأَعرابی: هو لقب لبنی تمیم؛ و أَنشد: ذَهَبَتْ فَشِیشةُ بالأَباعِر حَوْلَنا سَرَقاً، فصَبَّ علی فَشِیشةَ أَبْجَرُ و فَشْفَشَ ببَوْله: نضَحه. و فَشْفَش الرجلُ: أَفرط فی الكذب. و رجل فَشْفاش: یَتَنَفّجُ بالكذب و یَنْتحِل ما لغیره. و‌فی حدیث الشعبی: سَمَّیْتُك الفَشْفَاشَ، یعنی سَیْفَه و هو الذی لم یُحْكَم عملُه. و فَشْفَشَ فی القول إِذا أَفرط فی الكذب. و الفَشْفاش: عُشْبة نحو البَسْباسِ، واحدته فَشْفاشة.

فطرش؛ ج6، ص: 333

: الأَزهری: اللیث فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحَّجت للحَلْب و فَرْطَشَت للبول؛ قال الأَزهری: هكذا قرأْته فی كتاب اللیث، و الصواب فَطْرَشَت إِلا أَن یكون مقلوباً.

فنش؛ ج6، ص: 333

: التهذیب: قال أَبو تراب سمعت السلمی یقول: نَبَّشَ الرجلُ فی الأَمر و فَنَّشَ إِذا اسْترْخی فیه. و قال أَبو تراب: سمعت القَیْسیِّین یقولون: فَنَّشَ الرجل عن الأَمر و فَیَّش إِذا خامَ عنه.

فنجش؛ ج6، ص: 333

: التهذیب فی الرباعی: ابن درید فَنْجَشٌ واسعٌ. و فَجَشْتُ الشی‌ءَ: وسَّعته، قال: و أَحسب اشتقاقه منه.

فندش؛ ج6، ص: 333

: الفَنْدَشةُ: الذهاب فی الأَرض. و فَنْدَشٌ: اسم؛ قال: أَ مِنْ ضَرْبةٍ بالعُودِ، لم یَدْمَ كَلْمُها، ضَرَبْت بِمَصقُولٍ عُلاوةَ فَنْدَشِ؟ التهذیب: غلام فَنْدَش إِذا كان ضابطاً. و قد فَنْدَشَ غیرَه إِذا غلَبَه؛ و أَنشد بعض بنی نمیر: قد دَمَصَت زَهْراء بابن فَنْدَشِ، یُفَنْدِشُ الناسَ و لم یُفَنْدَشِ

فیش؛ ج6، ص: 333

: الفَیْشةُ: أَعْلی الهامةِ. و الفَیْشةُ: الكَمَرة، و قیل: الفَیْشةُ الذكَرُ المنتفخ، و الجمع فَیْشٌ؛ و قوله: و فَیْشة لیست كهذِی الفَیْش یجوز أَن یكون أَراد الجمع و أَن یكون أَراد الواحدة فحذف الهاء. و الفَیْشَلةُ: كالفَیْشةِ، اللام فیها عند بعضهم زائدةٌ كزیادتها فی عَبْدَلٍ و زَیْدَلٍ و أُولالك، و قد قیل إِن اللام فیها أَصل كما هو مذكور فی موضعه. اللیث: الفَیْشُ الفَیْشَلةُ الضعیفة و قد تَفایَشا أَیهما أَعظمْ كمَرَةً. و الفَیْشُوشةُ: الضعف و الرَّخاوةُ؛ و قال جریر: أَوْدَی بحِلمِهِمُ الفِیاشُ، فحِلْمُهم حِلْمُ الفَرَاشِ، غَشِینَ نارَ المُصْطَلی الجوهری: الفَیْشُ و الفَیْشةُ رأْسُ الذكَر. و رجل فَیُوشٌ: ضَعیفٌ جَبان؛ قال رؤبة: عن مُسْمَهِرٍّ لیس بالفَیُوشِ و فاشَ الرجلُ فَیْشاً و هو فَیُوشٌ: فَخَر، و قیل: هو أَن یَفْخَر و لا شی‌ء عنده. و فایَشَه مُفایَشةً و فِیاشاً: فاخَرَه. و رجل فَیَّاشٌ: مُفایِشٌ. و جاؤوا یَتَفایَشُون أَی یتفاخَرُون و یَتكاثَرُون، و قد فایَشْتم فِیَاشاً. و یقال: فاشَ یَفِیشُ و فَشَّ یَفِشُّ بمعنی كما یقال ذَامَ یَذِیمُ و ذَمَّ یَذُمُّ. و الفِیَاشُ: المُفاخرَةُ؛ قال جریر:
لسان العرب، ج‌6، ص: 334
أَ یُفایِشُون، و قد رَأَوْا حُفّاثَهم قد عَضَّه، فقَضَی علیه الأَشْجَعُ؟ و الفَیْش: النَّفْجُ یُرِی الرجلُ أَن عنده شیئاً و لیس علی ما یُرِی. و فلان صاحبُ فِیَاشٍ و مُفایَشةٍ، و فلان فَیّاشٌ إِذا كان نفّاخاً بالباطل و لیس عنده طائلٌ. و الفِیَاشُ: الطَّرْمَذَةُ. و ذو فائِشٍ: مَلِكٌ؛ قال الأَعشی: تَؤمّ سَلامةَ ذا فائِشٍ، هو الیومُ جَمٌّ لِمیعادِها

فصل القاف؛ ج6، ص: 334

قرش؛ ج6، ص: 334

: القَرْشُ: الجمع و الكسبُ و الضم من هاهنا و هاهنا یضم بعضه إِلی بعض. ابن سیدة: قَرَشَ قَرْشاً جَمَعَ و ضمَّ من هنا و هنا، و قَرَشَ یَقْرِشُ و یَقْرُشُ قَرْشاً، و به سمیت قُرَیش. و تَقَرَّش القومُ: تجمَّعوا. و المُقَرِّشةُ: السَنةُ المَحْل الشدیدة لأَن الناس عند المَحْل یجتمعون فتنْضمُّ حواشیهم و قَواصِیهم؛ قال: مُقَرّشات الزمَنِ المَحْذور و قَرَشَ یَقْرِش و یقْرُش قَرْشاً و اقْتَرَشَ و تَقَرّش: جَمَعَ و اكتسب. و التَّقْرِیشُ: الاكتسابُ؛ قال رؤبة: أُولاك هَبَّشْتُ لهم تَهْبِیشی قَرْضی، و ما جَمَّعْتُ من قُرُوشی و قیل: إِنما یقال اقْتَرَشَ و تَقَرَّشَ للأَهل. یقال: قَرَشَ لأَهله و تَقَرَّش و اقْتَرَش و هو یَقْرِشُ و یقْرُشُ لعیاله و یَقْتَرش أَی یكتسب، و قَرَش فی مَعِیشته، مخفّف. و تَقَرَّشَ: دَبِقَ و لَزِقَ. و قَرَشَ یَقْرِشُ و یقْرُش قَرْشاً: أَخذ شیئاً. و تَقَرَّشَ الشی‌ءَ تَقَرُّشاً: أَخذه أَوّلًا فأَوّلًا؛ عن اللحیانی. و قَرَشَ من الطعام: أَصاب منه قلیلًا. و المُقْرِشةُ من الشِّجاج: التی تَصْدَعُ العَظْم و لا تَهْشِمه. یقال: أَقْرَشَت الشجّةُ، فهی مُقْرِشةٌ إِذا صَدَعت العظم و لم تهشم. و أَقْرَشَ بالرجل: أَخبَره بعُیوبه، و أَقْرَشَ به و قَرّشَ: وشی و حَرَّشَ؛ قال الحرث بن حلِّزة: أَیها الناطقُ المُقَرِّشُ عَنَّا عند عمرو، و هل لذاك بَقاءُ؟ «2»؟ عَدَّاه بعن لأَن فیه معنی الناقل عنّا. و قیل: أَقْرَشَ به إِقْراشاً أَی سعی به و وقَعَ فیه؛ حكاه یعقوب. و یقال: اقْتَرَشَ فلانٌ بفلان إِذا سعی به و بغَاه سُوءاً. و یقال: و اللَّه ما اقْتَرَشْت بك أَی ما وَشَیْتُ بك. و المُقَرِّشُ: المُحَرِّشُ. و التَّقْریشُ: مثل التَحْرِیش. و تَقَرَّشَ عن الشی‌ء: تنزّه عنه. و القَرَشةُ «3»: صَوْتٌ نحو صَوْتِ الجَوْزِ و الشَّنِّ إِذا حرّكْتَهما. و اقْتَرَشَت الرماحُ و تَقَرَّشَت و تَقارشَت: تطاعَنُوا بها فصَكَّ بعضُها بعضاً و وقع بعضُها علی بعض فسمعْتَ لها صوتًا، و قیل: تَقَرُّشُها و تَقارُشُها تَشاجُرُها و تداخُلُها فی الحرْب؛ قال أَبو زبید: إِمّا تَقَرّشْ بك السلاحُ، فلا أَبْكِیكَ إِلا للدَّلْو و المَرَسِ و قال القطامی: قَوارِش بالرِّماحِ، كأَنَّ فیها شَواطِنَ یَنْتَزعْنَ بها انْتزاعا
(2). فی معلقة الحرث بن حِلِّزة: المُرقّش بدل المُقَرّش. (3). قوله [و القرشة] كذا ضبط فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 335
و تَقارشت الرماحُ: تَداخَلَتْ فی الحرْب. و القَرْشُ: الطعنُ. و تَقارَشَ القومُ: تَطاعَنُوا. و القِرْشُ: دابة تكون فی البحر المِلْح؛ عن كراع. و قُرَیشٌ: دابةٌ فی البحر لا تدَع دابةً إِلا أَكلتها فجمیع الدواب تخافُها. و قُرَیش: قبیلةُ سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، أَبوهم النضر بن كنانة بن خزیمة بن مدركة بن إِلیاس بن مضر؛ فكلُّ من كان من ولد النضر، فهو قُرَشِیٌّ دون ولدِ كنانة و مَنْ فوقَه، قیل. سُمّوا بِقُرَیْشٍ مشتقّ من الدابة التی ذكرناها التی تَخافُها جمیعُ الدوابّ. و‌فی حدیث ابن عباس فی ذكر قُرَیْشٍ قال: هی دابةٌ تسكن البحر تأْكل دوابّه؛ قال الشاعر: و قُرَیْشٌ هی التی تَسْكُنُ البَحْر، بها سُمّیَتْ قُرَیْشٌ قُرَیْشا و قیل: سمیت بذلك لتَقَرُّشِها أَی تجمُّعِها إِلی مكة من حوالیها بعد تفرُّقِها فی البلاد حین غلب علیها قُصَیّ بن كِلاب، و به سمی قصیٌّ مُجَمِّعاً، و قیل: سمیت بقریش بن مَخْلَد بن غالب بن فهر كان صاحب عیرهم فكانوا یقولون: قدِمَت عیرُ قُرَیش و خرجت عیر قریش، و قیل: سمیت بذلك لتَجْرِها و تكسُّبها و ضَرْبِها فی البلاد تَبْتَغی الرزق، و قیل: سمیت بذلك لأَنهم كانوا أَهلَ تجارة و لم یكونوا أَصحابَ ضَرْع و زرْع من قولهم: فلان یَتَقَرَّشُ المالَ أَی یَجْمَعُه؛ قال سیبویه: و مما غَلب علی الحیّ قُریشٌ؛ قال: و إِن جَعَلْتَ قُرَیشاً اسمَ قبیلة فعربی؛ قال عَدِیّ بن الرِّقَاع یمدح الولید بن عبد الملك: غَلَبَ المَسامِیحَ الولیدُ سَماحةً، و كَفی قُرَیشَ المُعْضِلاتِ و سادها و إِذا نَشَرْت له الثناءَ، وجَدْتَه وَرِثَ المَكارِمَ طُرْفَها و تِلادَها المَسامِیحُ: جمعُ مِسْماحٍ، و هو الكثیرُ السماحة. و المُعْضِلاتُ: الأُمورُ الشِّدادُ؛ یقول: إِذا نزل بهم مُعْضِلة و أَمْرٌ فیه شدّةٌ قام بدفع ما یكرهون عنهم، و یروی: جَمَعَ المكارم … و قوله: طُرْفَها أَراد طُرُفها، بضم الراء. فأَسْكن الراء تخفیفاً و إِقامةً للوزن، و هو جمعُ طَریفٍ، و هو ما اسْتَحْدَثَه من المال، و التلادُ ما وَرِثَه و هو المال القدیم فاستعاره للكرَمِ؛ قال ابن بری: و من المُسْتَحْسَن له فی هذه القصیدة و لم یُسْبق إِلیه فی صفة ولد الظبیة: تُزْجی أَغَنَّ، كأَنَّ إِبرةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ أَصابَ من الدَّواةِ مِدادَها قال ابن سیدة: و قوله: و جاءت من أَباطِحِها قُرَیشٌ، كَسَیل أَتِیِّ بِیشةَ حینَ سالا قال: عندی أَنه أَراد قرَیشُ غیر مصروف لأَنه عَنی القبیلة، أَ لا تراه قال جاءت فأَنث؟ قال: و قد یجوز أَن یكون أَراد: و جاءت من أَباطحها جماعة قُرَیشٍ فأَسند الفعل إِلی الجماعة، فقُریشٌ علی هذا مذكرٌ اسمٌ للحیّ؛ قال الجوهری: إِن أَردت بقُرَیش الحیَّ صرفْتَه، و إِن أَردت به القبیلةَ لم تصرفه، و النسب إِلیه قُرَشِیّ نادر، و قُرَیْشِیٌّ علی القیاس؛ قال: و لسْتُ بِشاوِیٍّ علیه دَمامةٌ، إِذا ما غَدا یَغْدُو بِقَوْسٍ و أَسْهُمِ و لكنَّما أَغْدُو عَلَیَّ مُفاضةٌ، دِلاصٌ كأَعْیانِ الجرادِ المُنَظَّم
لسان العرب، ج‌6، ص: 336
بكلّ قُرَیْشِیٍّ، علیه مَهابةٌ، سَریعٍ إِلی داعی النَّدی و التكرُّم قال ابن بری: هذه الثلاثة أَبیاتُ الكتابِ، فالأَول فیه شاهدٌ علی قولهم شاویّ فی النسب إلی الشاء، و الثانی فیه شاهد علی جمع عَیْنٍ علی أَعْیانٍ، و الثالث فیه شاهد علی قولهم قُرَیْشِیّ بإِثبات الیاء فی النسب إِلی قُرَیش؛ معناه أَنی لست بصاحب شاءٍ یَغْدُو معها إِلی المَرْعی معه قوسٌ و أَسْهُمٌ یرمی الذئابَ إِذا عَرَضَت للغنم، و إِنما أَغْدُو فی كلب الفُرْسان و عَلیَّ دِرْعٌ مُفاضةٌ و هی السابِغةُ و الدِّلاصُ البَرّاقةُ، و شَبَّهَ رُؤوسَ مسامیرِ الدرْع بعُیون الجراد. و المُنَظّم: الذی یتلو بعضُه بعضاً. و فی التهذیب: إِذا نسَبوا إِلی قُرَیشٍ قالوا: قُرَشِیّ، بحذف الزیادة، قال: و للشاعر إِذا اضطر أَن یقول قُرَیْشِیّ. و القرشیة: حنْطةٌ صُلْبة فی الطَّحْن خَشِنةُ الدقیقِ و سَفاها أَسْوَدُ و سنبلتها عظیمة. أَبو عمرو: القِرْواشُ و الحَضِرُ و الطُّفَیْلیّ و هو الواغِلُ و الشَّوْلَقِیّ. و مُقارِشٌ و قِرْواشٌ: اسمان.

قرعش؛ ج6، ص: 336

: القُرْعُوشُ و القِرْعَوْشُ: الجَمَلُ الذی له سنامان.

قرمش؛ ج6، ص: 336

: قَرْمَشَ الشی‌ءَ: جمَعَه. و القَرْمَشُ و القَرَمّشُ الأَوْخاش من الناس. و فیها قَرْمَشٌ [قَرْمِشٌ [قِرْمَشٌ [قِرْمِشٌ من الناس أَی أَخلاط. و رجل قَرَمّشٌ: أَكولٌ؛ و أَنشد: إِنی نَذِیرٌ لك من عَطِیّه، قَرَمّشٌ لِزادِه وعِیّه قال ابن سیدة: لم یفسر الوَعِیَّة، قال: و عندی أَنه من وعی الجُرْحُ إِذا أَمَدَّ و أَنْتن كأَنه یُبْقی زادَه حتی یُنْتِنَ، فوَعِیّة علی هذا اسم، و یجوز أَن تكون فَعِیلة من وَعَیْتَ أَی حفِظْت كأَنه حافظ لزاده، و الهاء للمبالغة، فوَعِیّة حینئذ صفة.

قشش؛ ج6، ص: 336

: قَشَّ القومُ یَقُشُّون و یَقِشُّون قُشُوشاً، و الضم أَعْلی: أَحْیَوْا بعد هُزال. و أَقَشُّوا إِقْشاشاً و انْقَشُّوا: انطلقوا و جَفَلوا، فجعلوا الفاء لغةً «1»، فهم مُقِشُّون. قال: و لا یقال ذلك إلا للجمیع فقط. و القَشُّ: ما یُكْنَسُ من المنازل أو غیرها. و القَشُّ و التَّقْشِیشُ و الاقْتِشاشُ و التقَشّشُ: تطَلّبُ الأَكل من هنا و هنا و لَفُّ ما یُقْدر علیه. و القَشِیشُ و القُشَاشُ: ما اقْتَشَشْته، و رجل قَشَّان و قَشَّاش و قَشُوش و مِقَشّ. و قَشَّ الشی‌ء یَقُشُّه قَشّاً: جمعه. و قَشَّ الماءُ قَشِیشاً: صَوَّتَ. و قَشَّشَهم بكلامه: سَبَعَهم و آذاهم. و القِشَّةُ: دُوَیْبّة شِبْه الخُنْفساء أَو الجُعَل. و القِشَّةُ، بالكسر: الأُنثی من ولد القُرود، و قیل: هی كل أُنثی منها؛ یمانیة، و الذكر رُبّاحٌ. و‌فی حدیث جعفر الصادق، رضی اللَّه عنه: كونوا قِشَشاً؛ هی جمع قِشَّة و هی القرد، و قیل جِرْوُه، و قیل دُوَیْبّة تُشْبِه الجُعَلَ. و القِشَّةُ: الصَّبِیّةُ الصغیرةُ الجُثّةِ القصیرةُ الجُبَّةِ التی لا تكاد تَنْبُت و لا تَنْمی، یقال: إِنما هی قِشَّةٌ. و القَشُّ: رَدِی‌ءُ التمر نحو الدَّقَل، عُمانِیّة؛ قال: یا مُقْرِضاً قَشّاً و یُقْضَی بَلْعَقا و البَلْعَقُ مذكور فی موضعه، و جمعه قُشُوشٌ. و قَشَّ الرجل من مَرَضِه یَقشُّ قُشُوشاً و تقَشْقَشَ: بَرأَ. قال ابن السكیت: یقال للقَرْح و الجُدَرِیّ إِذا یَبِس و تَقَرَّفَ و للجَرَب فی الإِبل إِذا قَفَل: قد تَوَسَّفَ جلدُه و تقَشَّر جلْدُه و تقَشْقَشَ جلدُه. و القَشْقَشَةُ: تَهیُّؤُ البُرْء و قد تقَشْقَشَ. و تَقَشْقَشَ
(1). یرید بقوله: جعلوا الفاء لغة أَی أنهم قالوا أَفشوا، بالفاء، بمعنی أَقشوا، بالقاف.
لسان العرب، ج‌6، ص: 337
الجُرْحُ: تَقَرَّفَ قَرْحُه للبُرْء. و المُقَشْقِشَتان: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ، لأَنهما كانا یُبْرَأُ بهما من النفاق؛ قال أَبو عبید: كما یُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجرَبَ فیُبْرِئُه، و قیل: هما: قُلْ یٰا أَیُّهَا الْكٰافِرُونَ، و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ؛ و‌فی الحدیث كان یقال لسورتی: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، و قُلْ یٰا أَیُّهَا الْكٰافِرُونَ، المُقَشْقِشَتان، سُمِّیتا مُقَشْقِشَتَین لأَنهما تُبرِئان من الشرك و النفاق إِبراءَ المریضِ من علَّته. قال أَبو عبیدة: إِذا بَرَأَ الرجل من عِلّته قیل: قد تَقَشْقَشَ، و العرب تقول للراتع الذی یلقُطُ الشی‌ء الحقیرَ من الطعام فیأْكله: القَشّاشُ و الرمّامُ، و قد قَشَّ یَقُشُّ قَشّاً. و القَشُّ: أَكْلُ كِسَرِ السؤال. و القَشُّ: أَكلُ ما علی المزابِل مما یُلْقِیه الناسُ. و صُوفةُ الهِناءِ إِذا عَلِقَ بها الهِناءُ و دُلِك بها البعیرُ و أُلقِیَت، فهی قِشَّةٌ. و القَشْقَشةُ: حكایةُ الصوت قبل الهَدیر فی مَخْض الشَقْشِقةِ قبل أَن یَزْغَدَ البَكْرُ بالهدیر. قال الأَزهری: الذی قاله اللیث فی القَشْقَشةِ أَنه الصوت قبل الهدیر فهو الكشْكَشةُ، بالكاف، و هو الكَشِیشُ، فإِذا ارتفع قلیلًا فهو الكَتِیتُ. و القَشْقَشةُ: نَشِیشُ اللحم فی النار. و القِشْقِشةُ: ثمرةُ أُمّ غَیْلان، و الجمع قِشْقِش.

قطش؛ ج6، ص: 337

: ابن الأَعرابی: القُطاشُ غُثاءُ السیل؛ قال الأَزهری: لا أَعرف القُطاشَ لغیره.

قعش؛ ج6، ص: 337

: قَعَشَ الشی‌ءَ قَعْشاً: عطفه، و خصَّ بعضُهم به الغَضا من الشجر. و القَعْشُ: من مَراكب النساءِ شِبْهُ الهَوْدَج، و الجمع قُعُوشٌ؛ قال رؤبة یصف السنَة الجَدْبَة: حَدْباء فكّت أُسُرَ القُعوشِ و القَعْوَشةُ كالقَعْشِ. و تقَعْوَشَ الشیخُ: كَبِر. و تَقَعْوَشَ البیتُ و البناءُ: تَهَدَّمَ. و قَعْوَشَ البیتَ: هدَمَه أَو قَوّضَه. و انْقَعَشَ الحائطُ إِذا انقلع. و انْقَعَشَ القوم إِذا انقطعوا فذهبوا. و بَعِیر قَعْوَشٌ: غلیظ. و القَعْشُ كالقَعْض، و هو العطف.

قفش؛ ج6، ص: 337

: القَفْشُ: النكاح. یقال: وقع فلان فی القَفْش و الرَّفْشِ، فالقَفْشُ كثرة النكاح. و الرَّفْشُ أَكل الطعام. اللیث: القَفْشُ، مجزوم، ضرْبٌ من الأَكل فی شدَّة، قال: و القَقْش لا یُستعمل إلا فی افتعال خاصة. یقال للعنكبوت و نحوها من سائر الخلق إِذا انجحر و ضم إِلیه جَرامِیزَه و قوائمَه: قد اقْتَفَشَ؛ قال: كالعنكبوت اقتَفَشَتْ فی الجُحْرِ و یروی: … اقْفَنْشَشَتْ … و انْقَفَشَ العنكبوتُ و نحوه و اقْفَنْشَشَ: انجحر و ضمَّ جَرامِیزَه. و قَفَشَ الشی‌ءَ یَقْفِشُه «2» قَفْشاً: جمعه. و القَفْشُ: الخُفُّ. و‌فی حدیث عیسی، علیه السلام: أَنه لم یُخَلِّفْ إِلا قَفْشَین و مِخْذَفةً؛ قال الأَزهری: القَفْشُ بمعنی الخف دَخِیلٌ مُعرَّب و هو المقطوع الذی لم یُحْكم عمَلُه و أَصله بالفارسیة [كَفْج] فعرّب، و قیل: القَفْش الخفّ القصیر، و المِخْذَفةُ المِقْلاعُ. أَبو عمرو: القَفَشُ الدَّعّارون من اللصوص. قال أَبو حاتم: القَفْشُ فی الحلْب سرعة الحلب و سرعة نقْض ما فی الضرع، و كذلك الهَمْرُ. یقال: هَمَر ما فی ضرعها أَجمع.

قلش؛ ج6، ص: 337

: الأَقْلَشُ: اسم أَعجمی و هو دخیل لأَنه لیس فی كلام العرب شین بعد لام فی كلمة عربیة محضة،
(2). قوله [یقفشه] كذا ضبط بكسر الفاء فی الأَصل، و صنیع القاموس یقتضی أنه من باب قتل.
لسان العرب، ج‌6، ص: 338
إِنما الشیناتُ كلها فی كلامهم قبل اللامات.

قمش؛ ج6، ص: 338

: القَمْشُ: الرّدِی‌ءُ من كل شی‌ء، و الجمع قُماشٌ، و نظیرها عَرْقٌ و عُراقٌ و أَشیاء معروفة ذكرها یعقوب و غیره. و القُماشُ أَیضاً: كالقَمْش واحدٌ مثله. و القَمْش: جمع الشی‌ء من هاهنا و هاهنا، و كذلك التَقْمِیش، و ذلك الشی‌ء قُماشٌ. و قَمَشَه یَقْمِشُه «1» قَمْشاً؛ جمعه. اللیث: القَمْشُ جمعُ القُماشِ و هو ما كان علی وجه الأَرض من فُتاتِ الأَشیاء حتی یقال لرُذالةِ الناسِ: قُماش. و قُماشُ كل شی‌ء و قُماشتُه: فُتاتُه. و القَمِیشةُ: طعامٌ للعرب من اللبَن و حبّ الحَنْظلِ و نحوه. و تقَمّشَ القُماشَ و اقْتَمَشَه: أَكَلَه من هنا و هنا. و قُماشُ البیت: متاعُه.

قنفرش؛ ج6، ص: 338

: القَنْفَرِشُ: العجوزُ الكبیرة مثل الجَحْمَرِش؛ و أَنشد: قانِیة النابِ كَزُوم قَنْفَرِش و قال شمر: القَنْفَرِش و الكَنْفَرِش الضخمةُ من الكَمَرِ؛ و أَنشد قول رؤبة: عن واسعٍ یذهبُ فیه القَنْفَرِشْ

قنفش؛ ج6، ص: 338

: القَنْفَشةُ: التقبُّضُ. و عجوز قِنْفِشَةٌ: مُتَقبّضةُ. و قَنْفَشَ الشی‌ءَ: جمعه سریعاً. و القِنْفِشَةُ: دُوَیْبّة. الأَزهری فی رباعیّ العین: یقال أَتانا فلان مُعَنْقِشاً لحیَته و مُقَنْفِشا، و ذكر فی ترجمة عنقش.

قوش؛ ج6، ص: 338

: رجل قُوشٌ: قلیل اللحم ضئِیلُ الجسم صغیر الجثة، فارسیّ معرّب و هو بالفارسیة [كُوجَكْ]؛ قال رؤبة: فی جِسْمِ شَخْتِ المَنْكِبَین قُوش و القُوشُ: الصغیر أَصله أَعجمی أَیضاً. و القُوشُ: الدُّبُر.

فصل الكاف؛ ج6، ص: 338

كبش؛ ج6، ص: 338

: الكَبْشُ: واحد الكِباشِ و الأَكْبُش. ابن سیدة: الكَبْشُ فحل الضأْن فی أَی سِنّ كان. قال اللیث: إِذا أَثْنی الحَمَلُ فقد صار كبْشاً، و قیل: إِذا أَرْبَع. و كَبْشُ القومِ: رئیسُهم و سیِّدُهم، و قیل: كَبْش القومِ حامِیتُهم و المنظورُ إِلیه فیهم، أَدخل الهاء فی حامیة للمبالغة. و كَبْشُ الكتیبةِ: قائدُها. و كَبْشةُ: اسم؛ قال ابن جنی: كبْشةُ اسم مُرْتجَل لیس بمؤنث الكبْش الدالّ علی الجنس لأَن مؤنث ذلك من غیر لفظه و هو نعجة. و كُبَیْشة: اسم، و فی التهذیب: و كُبَیْشَةُ اسم امرأَة‌و كان مشركو مكة یقولون للنبی، صلی اللَّه علیه و سلم: ابنُ أَبی كَبْشة، و أَبو كَبْشة: كنیة. و‌فی حدیث أَبی سفیان و هِرَقْل: لقد أُمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبی كَبْشةَ؛ یعنی رسولَ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم؛ أَصلُه أَنَّ أَبا كبشة رجل من خزاعة خالف قریشاً فی عبادة الأَوثان و عبَدَ الشِّعْرَی العَبُورَ، فسَمّی المشركون سیدّنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، ابنَ أَبی كبشةَ لخلافه إِیاهم إِلی عبادة اللّه تعالی، تشبیهاً به، كما خالفهم أَبو كبْشة إِلی عبادة الشعْری؛ معناه أنه خالَفنا كما خالَفنا ابنُ أَبی كبشة. و قال آخرون: أَبو كبْشةً كنیة وهب بن عبد مناف جدّ سیدِنا رسول الله، صلی اللَّه علیه و سلم، من قِبَل أُمّه فنسب إِلیه لأَنه كان نَزَع إِلیه فی الشبَه، و‌قیل: إِنما قیل له ابن أَبی
(1). قوله [یقمشه] ضبط فی الأَصل بكسر المیم و صنیع القاموس یقتضی الضم.
لسان العرب، ج‌6، ص: 339
كَبْشة لأَنّ أَبا كبْشة كان زوْجَ المرأَة التی أَرْضَعَتْه، صلی اللَّه علیه و سلم.ابن السكیت: یقال بلدٌ قِفارٌ كما یقال بُرْمَةٌ أَعْشارٌ و ثوبٌ أَكباشٌ، و هی ضروب من برود الیمن، و ثوب شَمَارِقُ و شَبَارِقُ إِذا تمزَّقَ؛ قال الأَزهری: هكذا أَقرأَنیه المُنْذِریّ ثوب أَكْباشٌ، بالكاف و الشین، قال: و لست أَحفظه لغیره. و قال ابن بُزُرج: ثوب أَكْراشٌ و ثوب أَكْباشٌ، و هی من برود الیمن، قال: و قد صح الآن أَكْباس.

كتش؛ ج6، ص: 339

: كَتَشَ لأَهله كَتْشاً: اكْتسب لهم ككدَش.

كدش؛ ج6، ص: 339

: الكَدْشُ: السَّوْقُ و الاستحثاث. و قال اللیث: الكَدْشُ الشَّوْقُ، و قد كدَشْت إِلیه. قال الأَزهری: غیّر اللیث تفسیرَ الكَدْش فجعَلَه الشَّوْقَ، بالشین المعجمة، و الصواب السَّوْقُ و الطردُ، بالسین المهملة. یقال: كدَشْتُ الإِبلَ أَكْدِشُها كَدْشاً إِذا طردْتها؛ قال رؤبة: شلًّا كشَلِّ الطَّرَدِ المَكْدُوشِ قال: و أَما الكَدْس، بالسین، فهو إِسراعُ الإِبل فی سیرها، یقال: كدَسَت تَكْدِس. ابن سیدة: و كدَشَ القومُ الغنیمَة كدْشاً حَثَوْها. و الكَدَّاشُ: المُكَدِّی بلغة أَهل العراق. و كَدَشَ لعیالِه یَكْدِشُ كَدْشاً: كَسَب و جمع و احتال، و هو یَكْدِش لعیاله أَی یَكْدَحُ. و رجل كَدَّاشٌ: كَسَّابٌ،. و الاسم الكُداشةُ. و روی أَبو تراب عن عقبة السُلَمی: كَدَشْت من فلان شیئاً و اكْتَدَشْت و امْتَدَشْت إِذا أَصبت منه شیئاً. و ما كَدَشَ منه شیئاً أَی ما أَصاب و ما أَخَذ. و ما به كَدْشَةٌ أَی شی‌ء من داء. و الكَدْشُ: الخَدْشُ، یقال: كدَشَه إِذا خدَشَه. و جلد كدش: مُخَدَّش؛ عن ابن جنی. و رجل مُكدَّش: مُكَدَّح؛ عن ابن الأَعرابی. و كَدَشَه یَكْدِشُه كَدْشاً: دفَعه دفْعاً عَنِیفاً، و هو السَّوْق الشدید. و الكَدْشُ: الطَّرْدُ و الجَرْح أَیضاً. و‌فی حدیث السراط: و منهم مكْدوسٌ فی النار‌أَی مدفوع، و تكدَّسَ الإِنسانُ إِذا دُفِعَ من ورائه فسَقَط، و یروی بالشین المعجمة من الكَدْش؛ و كُداشٌ: اسم من ذلك.

كرش؛ ج6، ص: 339

: الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ: بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب، و فیها لغتان: كِرْش و كَرِش مثل كِبْد و كَبِد، و هی تُفرّغ فی القَطِنةِ كأَنها یَدُ جِرابٍ، تكون للأَرْنب و الیَرْبوع و تستعمل فی الإِنسان، و هی مؤنثة؛ قال رؤبة: طَلْق، إِذا استكْرَشَ ذو التَّكَرُّشِ، أَبْلَج صدّاف عن التَّحَرُّشِ و‌فی حدیث الحسن: فی كل ذات كَرِش شاةٌ‌أَی كل ما لَه من الصید كَرِشٌ كالظباء و الأَرانب إِذا أَصابه المُحرِم ففی فِدائه شاة. و قول أَبی المجیب و وصف أَرضاً جدبة فقال: اغْبَرّت جادّتها و التقی سَرْحُها و رَقَّتْ كَرِشُها أَی أَكلت الشجرَ الخشن فضَعُفت عنه كَرِشُها و رقَّت، فاستعار الكَرِش للإِبل، و الجمع أَكْراش و كُرُوش. و اسْتَكْرَش الصبیُّ و الجَدْیُ: عظُمت كَرِشُه، و قیل: المُسْتكْرِش بعد الفَطِیم، و استِكْراشُه أَن یشتدّ حَنَكُه و یَجْفُر بطنُه، و قیل: استكرش البَهْمةُ عظُمت إِنفَحتُه؛ عن ابن الأَعرابی. التهذیب: یقال للصبی إِذا عظم بطنه و أَخذ فی الأَكْل: قد اسْتَكْرَشَ، قال: و أَنكر بعضهم ذلك فی الصبی فقال: یقال للصبی قد اسْتَجْفَرَ، و إِنما یقال اسْتَكْرَشَ الجَدْیُ، و كلُّ سَخْلٍ یَسْتَكْرِش
لسان العرب، ج‌6، ص: 340
حین یعظم بطنه و یشتدّ أَكله. و اسْتَكْرَشَت الإِنْفَحةُ لأَن الكَرِش یسمی إِنْفحَةً ما لم یأْكل الجدی، فإِذا أَكل یسمی كَرِشاً، و قد اسْتَكْرشَت. و امرأَة كَرْشاءُ: عظیمةُ البطن واسعتُه. و أَتانٌ كَرْشاءُ: ضخمة الخواصر. و كَرّشَ اللحمَ: طَبخه فی الكَرِش؛ قال بعض الأَغْفال: لو فَجّعا جِیرَتَها، فشَلَّا وسِیقةً فكَرَّشا و مَلَّا و قَدَمٌ كَرْشاءُ: كثیرة اللحم. و دَلْوٌ كَرْشاءُ: عظیمة. و یقال للدَّلْو المنتفخة النواحی: كَرْشاء. و رجل أَكْرَشُ: عظیم البطن، و قیل: عظیم المال. و الكَرِشُ: وِعاءُ الطیب و الثوب، مؤنث أَیضاً. و الكِرْشُ: الجماعة من الناس؛ و منه‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: الأَنصارُ عَیْبَتی و كَرِشِی؛ قیل: معناه أَنهم جماعتی و صحابتی الذین أُطلعهم علی سری و أَثق بهم و أَعتمد علیهم. أَبو زید: یقال علیه كَرِشٌ من الناس أَی جماعة، و قیل: أَراد الأَنصارُ مَدَدی الذین أَسْتَمِدّ بهم لأَن الخُفَّ و الظِّلْف یستمدّ الجِرَّة من كَرِشه، و قیل: أَراد أَنهم بِطانتُه و موضع سِرّه و أَمانته و الذینَ یعتمد علیهم فی أُموره، و استعار الكَرِشَ و العَیْبةَ لذلك لأَن المُجْتَرَّ یجمع علَفَه فی كَرِشِه، و الرجل یضع ثیابه فی عیْبتِه. و یقال: ما وجدتُ إِلی ذلك الأَمر فا كَرِشٍ أَی لم أَجِدْ إِلیه سبیلًا. و عن اللحیانی: لو وجدتُ إِلیه فا كَرِشٍ و بابَ كَرِشٍ و أَدنی فی كَرِشٍ لأَتَیتُه یعنی قدر ذلك من السُّبُل؛ و مثله قولهم: لو وجدتُ إِلیه فا سَبِیلٍ؛ عنه أَیضاً. الصحاح: و قول الرجل إِذا كلَّفْته أَمراً: إِن وجدت إِلی ذلك فا كَرِشٍ؛ أَصله أَن رجلًا فصّل شاة فأَدخلها فی كَرِشِها لیَطْبخَها فقیل له: أَدْخِل الرأْسَ، فقال: إِن وجدتُ إِلی ذلك فَا كَرِشٍ، یعنی إِن وجدت إِلیه سبیلًا. و‌فی حدیث الحجاج: لو وجدتُ إِلی دمِك فَا كَرِشٍ لشرِبْتُ البطْحاءَ منك‌أَی لو وجدتُ إِلی دمِك سبیلًا؛ قال: و أَصله أَن قوماً طبَخُوا شاة فی كَرِشِها فضاق فمُ الكَرِش عن بعض الطعام، فقالوا للطَّباخ: أَدخِلْه إن وجدت فَا كَرِشٍ. و كَرِشُ كل شی‌ء: مُجْتَمَعُه. و كَرِشُ القوم: مُعظمُهم، و الجمع أَكْراشٌ و كُرُوشٌ؛ قال: و أَفَأْنا السُّبِیَّ من كلِّ حَیٍّ، فأَقَمْنا كَراكِراً و كُرُوشا و قیل: الكُرُوش و الأَكْراشُ جمع لا واحد له. و تَكَرَّشَ القومُ: تجمَّعوا. و كَرِشُ الرجلِ: عیالُه من صغار ولدِه. یقال: علیه كَرِشٌ منثورة أَی صبیانٌ صغارٌ. و بینهم رَحِمٌ كَرْشاءُ أَی بعیدةٌ. و تزوّجَ المرأَةَ فنَثرت له كَرِشَها و بطْنَها أَی كَثُرَ ولدُها له. و تكرّش وجهُه: تقبّض جلدُه، و فی نسخة: تكَرّشَ جلدُ وجهِه، و قد یقال ذلك فی كل جلد، و كَرّشَه هو. و یقال: كَرِشَ الجلدُ یَكْرَشُ كرَشاً إِذا مسّته النار فانْزَوی. قال شمر: اسْتَكْرَشَ تقبّضَ و قَطّبَ و عبّس. ابن بزرج. ثوبٌ أَكْراشٌ و ثوبٌ أَكْباشٌ و هو من بُرُود الیمن. قال أَبو منصور: و المُكَرّشةُ منْ طعام البادیة أَن یُؤْخَذ اللحمُ فیُهَرَّم تَهْرِیماً صغاراً، و یُجْعَل فیه شحمٌ مقطَّع، ثم تُقَوّرَ قطعةُ كَرِشٍ من كَرِشِ البعیر و یغْسل و ینَظّف وجهُه الذی لا فَرْثَ فیه، و یجعلَ فیه تهریمُ اللحمُ و الشحم و تُجْمَع أَطرافه، و یُخَلّ علیه بِخلالٍ بعد ما یُوكَأ علی أَطرافه، و تُحْفَرَ له إِرَةٌ و یطرحَ فیها رِضافٌ و یوقَدَ علیها حتی تَحْمی و تَصیرَ ناراً، ثم یُنَحّی الجمْرُ عنها و تُدْفَنَ المُكَرَّشةُ فیها، و یجعل فوقها
لسان العرب، ج‌6، ص: 341
مَلَّةٌ حامیة، ثم یوقَدَ فوقَها بحطب جَزْل، ثم تُتْرك حتی تَنْضَج فتُخْرَج و قد كابَتْ و صارت قطعة واحدة فتُؤكل طَیّبة. یقال: كَرّشُوا لنا تَكْریشاً. و الكَرْشاءُ: القَدَمُ التی كثُر لحمها و استوی أَخْمَصُها و قصُرت أَصابعُها. و الكَرِشُ: من نبات الریاض و القِیعانِ من أَنْجَعِ المراتِع للمال تسْمَنْ علیه الإِبل و الخیل، ینبُت فی الشتاء و یهیج فی الصیف. ابن سیدة: الكَرِشُ و الكَرِشةُ من عُشْب الربیع و هی نبْتةٌ لاصقة بالأَرض بُطَیْحاء الورَق مُعْرَضّة غُبَیراء، و لا تكاد تنبُت إِلا فی السهل و تنبت فی الدیار و لا تنفع فی شی‌ء و لا تُعَدّ إِلا أَنه یُعْرف رَسْمها. و قال أَبو حنیفة: الكَرِشُ شجرة من الجَنْبَة تنبت فی أَرُومٍ و ترتفع نحو الذراع و لها ورَقة مُدَوَّرة حَرْشاء شدیدة الخُضْرة و هی مرعی من الخُلَّةِ. و الكُرّاشُ: ضربٌ من القِرْدان، و قیل: هو كالقَمْقام یلكَعُ الناسَ و یكون فی مبارك الإِبل، واحدته كُرّاشة. و كُرْشانٌ: بطنٌ من مَهْرةَ بنِ حَیْدان. و الكِرْشانُ: الأَزْدُ و عبدُ القیس. و كِرْشِمٌ: اسم رجل، میمه زائدة فی أَحد قولی یعقوب. و كرشاء بن المزدلف: عمر بن أَبی ربیعة.

كربش؛ ج6، ص: 341

: الأَزهری: العَكْبَشةُ و الكَرْبَشةُ أَخْذُ الشی‌ء و ربْطُه؛ یقال: عَكْبَشَه و كَرْبَشَه إِذا فَعَل ذلك به.

كشش؛ ج6، ص: 341

: كشَّت الأَفعی تَكِشّ كَشّاً و كَشِیشاً: و هو صوت جلدها إِذا حكَّت بعضَها ببعض، و قیل: الكَشیشُ للأُنثی من الأَساوِد، و قیل: الكَشِیشُ للأَفعی، و قیل: الكَشِیشُ صوتٌ تخرجه الأَفعی من فیها؛ عن كراع، و قیل: كَشِیشُ الأَفْعی صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِیحُها، و قد كَشَّت تَكِشّ، و كَشْكَشَت مثله. و‌فی الحدیث: كانت حیّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا یَدْنو منها أَحدٌ إلا كَشَّت و فتَحَت فاها.و تَكاشَّت الأَفاعی: كَشَّ بعضُها فی بعض. و الحیّات كلها تكِشّ غیر الأَسود، فإِنه یَنْبَحُ و یَصْفِر و یَصیح؛ و أَنشد: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها المُرْفَضِّ كَشِیشُ أَفْعی أَجْمَعَتْ بِعَضِّ، فهی تَحُكُّ بعضَها بِبَعْضِ أَبو نصر: سمعت فَحِیحَ الأَفعی و هو صوتها من فمها، و سمعت كَشِیشَها و فَشِیشَها و هو صوت جلدها. و روی أَبو تراب فی باب الكاف و الفاء: الأَفعی تَكِشُّ و تَفِشُّ، و هو صوتها من جلدها، و هو الكَشِیشُ و الفَشَیشُ، و الفَحِیحُ صوتُها من فیها، و قیل لابنة الخُسّ: أَ یُلْقِح الرَّبَاعْ؟ فقالت: نعم برُحْب ذِراعْ، و هو أَبو الرَّبَاعْ، تكاشُّ من حِسِّه الأَفاعُ. و كَشَّ الضبُّ و الوَرَلُ و الضفْدعُ یَكِشُّ كَشِیشاً: صوّتَ. و كَشَّ البَكْرُ یَكِشُّ كَشّاً و كَشِیشاً: و هو دون الهَدْر؛ قال رؤبة: هَدَرْتُ هَدْراً لیس بالكَشِیشِ و قیل: هو صوت بین الكَتِیتِ و الهَدِیر. و قال أَبو عبید: إِذا بلغ الذكَرُ من الإِبل الهَدِیر فَأَوَّلهُ الكَشِیشُ، و إِذا ارتفع قلیلًا قیل: كتَّ یكِتُّ كَتِیتاً، فإِذا أَفْصح بالهَدِیر قیل: هَدَرَ هَدِیراً فإِذا صفا صوتُه و رَجَّع قیل: قَرْقَر. و‌فی حدیث علیّ، رضوان اللَّه علیه: كأَنی أَنْظُرُ إِلیكم تكِشُّون كَشِیشَ الضِّبَاب؛ هو من هدیر الإِبل؛ و بَعِیر
لسان العرب، ج‌6، ص: 342
مِكْشاشٌ؛ قال العَنْبَریّ: فی العَنْبَرِیِّین ذَوِی الأَرْیاشِ، یَهْدِرُ هَدْراً لیس بالمِكْشاشِ و قال بعضُ قیسٍ: البَكْرُ یَكِشُّ و یَفِشُّ و هو صوته قبل أَن یهْدِر،. و كَشَّت البقرةُ: صاحَتْ. و كَشِیشُ الشرابِ: صوتُ غَلَیانِه. و كَشَّ الزَّنْدُ یَكِشُّ كَشّاً و كَشِیشاً: سمعت له صوتاً خَوَّاراً عند خروج نارِه. و كشت الجَرَّةُ: غَلَتْ؛ قال: یا حَشراتِ القاع من جُلاجِلِ، قد نَشَّ ما كَشَّ من المَرَاجِلِ یقول: قد حانَ إِدْراكُ نَبِیذی و أَن أَتَصَیَّدَكُنَّ فآكُلَكُنَّ علی ما أَشْرب منه. و الكَشْكَشَةُ: كالكَشِیشِ. و الكَشْكَشَةُ: لغة لربِیعة، و فی الصحاح: لبنی أَسد، یجعلون الشین مكان الكاف، و ذلك فی المؤَنث خاصة، فیقولون عَلَیْشِ و مِنْشِ و بِشِ؛ و ینشدون: فَعَیناشِ عَیْناها، و جِیدُشِ جِیدُها، و لكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِیقُ و أَنشد أَیضاً: تَضْحَكُ منی أَن رأَتنی أَحْتَرِشْ، و لو حَرَشْتِ لكشَفْتُ عن حِرِش و منهم من یزید الشین بعد الكاف فیقول: عَلَیكِشْ و إِلیكِشْ و بِكِشْ و مِنْكِشْ، و ذلك فی الوقف خاصة، و إِنما هذا لِتَبِین كسرةُ الكاف فیؤَكد التأْنیث، و ذلك لأَن الكسرة الدالة علی التأْنیث فیها تَخْفی فی الوقف فاحتاطوا للبیان بأَن أَبْدلُوها شیناً، فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَیان الحركة، و منهم من یُجْری الوصل مُجْری الوقف فیبدل فیه أَیضاً؛ و أَنشدوا للمجنون: فعیناش عیناها و جِیدُشِ جِیدُها قال ابن سیدة: قال ابن جنی و قرأْت علی أَبی بكر محمد بن الحسن عن أَبی العباس أَحمد بن یحیی لبعضهم: عَلَیَّ فیما أَبْتَغِی أَبْغِیشِ، بَیْضاء تُرْضِینی و لا تُرْضِیشِ و تَطَّبِی وُدَّ بنی أَبِیشِ، إِذا دَنَوْتِ جَعَلَت تُنْئِیشِ و إِن نَأَیْتِ جَعَلَتْ تُدْنیشِ، و إِن تَكَلَّمْتِ حَثَتْ فی فِیشِ، حتی تَنِقِّی كنَقِیقِ الدِّیشِ أَبْدَل من كاف المؤَنث شِیناً فی كل ذلك و شبَّه كاف الدِّیكِ لكسرتِها بكاف المؤنث، و ربما زادوا علی الكاف فی الوقف شیناً حِرْصاً علی البیان أَیضاً، قالوا: مررت بِكِشْ و أَعْطَیْتُكِشْ، فإِذا وصلوا حذفوا الجمیع، و ربما أَلحَقُوا الشینَ فیه أَیضاً. و‌فی حدیث معاویة: تَیَاسَرُوا عن كَشْكَشةِ تمیمٍ‌أَی إِبدالِهم الشین من كاف الخطاب مع المؤنث فیقولون: أَبُوشِ و أُمُّشِ، و زادُوا علی الكاف شیناً فی الوقف فقالوا: مررت بكِشْ، كما تفعل تمیم. و الكُشَّةُ: الناصیةُ أَو الخُصْلةُ من الشعر. و بَحْرٌ لا یُكَشْكِشُ أَی لا یُنْزَحُ، و الأَعْرَفُ لا یَنْكَشُّ. و الكُشُّ: ما یُلْقح به النخلُ؛ و فی التهذیب عن ابن الأَعرابی: الكُشُّ الحِرْقُ الذی یُلْقَح به النخلُ.

كشمش؛ ج6، ص: 342

: الكِشْمِشُ: ضربٌ من العِنَب و هو كثیرٌ بالسَّراة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 343‌

كمش؛ ج6، ص: 343

: الكَمْشُ: الرجلُ السریع الماضی. رجل كَمْشٌ و كَمِیشٌ: عَزُومٌ ماضٍ سریعٌ فی أُموره، كَمِشَ كَمَشاً و كَمُشَ، بالضم، یَكْمُش كَماشَةً و انْكَمَشَ فی أَمرِه. الأَصمعی: انْكَمَشَ فی أَمرِه و انْشَمَرَ و جَدَّ بمعنی واحد. و‌فی حدیث علیّ: بادَرَ مِنْ وجَلٍ و أَكْمَشَ فی مَهَلٍ.و‌فی كتاب عبد الملك إِلی الحجاج: فاخْرُجْ إِلیهما كَمِیشَ الإِزار‌أَی مشمِّراً جادّاً. و كَمَّشْته تَكْمِیشاً: أَعْجَلْته فانْكَمَشَ و تَكَمَّش أَی أَسرع. قال ابن سیدة: قال سیبویه الكَمِیشُ الشجاعُ، كَمُشَ كَماشةً كما قالوا شَجُع شَجاعةً. و أَكْمَشَ فی السیر و غیره. أَسْرَعَ. و فرسٌ كَمْشٌ و كَمِیشٌ: صغیرُ الجُرْدانِ قصیرُه. أَبو عبیدة: الكَمْشُ من الخیل القصیرُ الجُرْدانِ، و جمعه كِمَاشٌ و أَكْماشٌ. قال اللیث: و الكَمْشُ إِن وُصِفَ به ذَكَرٌ من الدوابّ فهو القصیرُ الصغیرُ الذكَرِ، و إِن وُصِفت به الأُنثی فهی الصغیرةُ الضَّرعِ، و هی كَمْشةٌ، و ربما كان الضرع الكَمْشُ مع كُمُوشِه دَرُوراً؛ و أَنشد: یَعُسُّ جِحاشُهنَّ إِلی ضُروعٍ كِمَاشٍ، لم یُقَبِّضْها التَّوادِی الكسائی: الكَمْشة من الإِبل الصغیرةُ الضَّرْع، و قد كَمُشَت كماشةً، و خُصْیةٌ كَمْشةٌ: قصیرةٌ لاصقةٌ بالصِّفاق، و قد كَمُشت كُموشةً. و‌فی حدیث موسی و شعیب، سلام اللَّه علی نبینا و علیهما: لیس فیها فَشُوشٌ و لا كَمُوشٌ؛ الكَمُوشُ: الصغیرةُ الضرع، سمیت بذلك لانْكِماشِ ضَرعها و هو تقلّصُه. و الكَمْشَةُ. الناقةُ الصغیرةُ الضرعِ. و ضرعٌ كَمْشٌ بَیّن الكُمُوشةِ: قصیرُ صغیرٌ. و أَكْمَش بناقتِه: صَرَّ جمیع أَخْلافِها. و امرأَةٌ كَمْشةٌ: صغیرةُ الثدْیِ، و قد كَمُشَت كَماشةً. و الأَكْمَشُ: الذی لا یكاد یُبْصِر، زاد التهذیب: من الرجال؛ قال أَبو بكر: معنی قولهم قد تكَمَّشَ جلدُه أَی تقبّض و اجتمع و انْكَمَشَ فی الحاجة، معناه اجتمع فیها. و رجل كَمِیشُ الإِزارِ: مُشَمِّرُه.

كنش؛ ج6، ص: 343

: التهذیب: ابن الأَعرابی الكَنْشُ أَن یأْخذ الرجل المِسْواكَ فَیُلَیِّنَ رأْسَه بعد خُشونته، یقال: قد كَنَشَه بعد خُشونة. و الكَنْشُ: فَتْلُ الأَكْسِیَة.

كنبش؛ ج6، ص: 343

: تَكَنْبَشَ القومُ: اختلطوا.

كندش؛ ج6، ص: 343

: الكُنْدُشُ: العَقْعَقُ. قال ابن الأَعرابی: أَخبرنی المفضّل یقال هو أَخبَثُ من كُنْدُشٍ، و هو العَقْعَق؛ و أَنشد لأَبی الغَطَمّش یصف امرأَة: مُنِیتُ بِزَنْمَرْدَةٍ كالعصا، أَلَصَّ و أَخْبَث من كُنْدُشِ تُحِبُّ النِّساء و تأْبی الرجال، و تمشی مع الأَخْبَثِ الأَطْیَشِ لها وجْهُ قِرْدٍ إذا ازَّینَتْ و لَوْنٌ كَبَیْضِ القَطا الأَبْرَشِ و معنی مُنِیتُ: بُلِیتُ. و زَنْمَرْدةٌ: امرأَةٌ یُشْبِهُ خَلْقُها خَلْقَ الرجل، فارسی معرب، و یروی: بِزِنْمِرْدة، بكسر الزای مع المیم، و یروی: بِزمَّرْدة، بحذف النون، علی مثال عِلَّكْدة. و قوله: أَلصّ و أَخْبَث من كُنْدُش، قال ابن خالویه: الكُنْدُشُ لِصُّ الطیر، و هو العَقْعَقُ، و الرِّیبَالُ لِصُّ الأُسُودِ، و الطِّمْلُ لِصّ الذِّئابِ، و الزَّبابةُ لِصُّ الفِیرانِ، و الفُوَیْسِقةُ سارقةُ الفَتِیلة من السراج، و الكُنْدُشُ ضرْبٌ من الأَدْوِیة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 344‌

كنفرش؛ ج6، ص: 344

: الكنفَرِشُ: الذكَرُ، و قیل حشَفةُ الذكر. التهذیب الكَنْفَرِشُ و القَنْفَرِشُ الضخمُ من الكَمَرِ؛ و أَنشد: كَنْفَرِش فی رأْسِها انْقِلابُ

كنفش؛ ج6، ص: 344

: الكَنْفَشةُ: أَن یُدِیرَ العِمامةَ علی رأْسِه عشرین كَوْراً. و الكَنْفَشةُ: السِّلْعةُ تكون فی لَحْیِ البعیر و هی النَّوْطةُ. ابن سیدة: الكنْفَشُ ورَمٌ فی أَصل اللَّحْیِ و یسمی الخازِبازِ. ابن الأَعرابی: الكَنْفَشةُ الرَّوَغانُ فی الحَرْب.

كوش؛ ج6، ص: 344

: الكَوْشُ: رأْسُ الفَیْشلةِ. و كاشَ جاریتَه أَو المرأَةَ یَكُوشُها كَوْشاً: نَكَحَها، و كذلك الحمار. و فی التهذیب: كاشَ جارِیتَه یَكُوشُها كَوْشاً إِذا مسَحَها، و كاشَ الفحلُ طَرُوقَتَه كَوْشاً طرَقَها. ابن الأَعرابی: كاشَ یَكُوشُ كَوْشاً إِذا فَزِعَ فَزَعاً شدیداً.

كیش؛ ج6، ص: 344

: ابن بزرج: ثوبٌ أَكْیاشٌ و جُبَّة أَسنادٌ و ثوبُ أَفْوافٍ، قال: الأَكْیاشُ من بُرودِ الیمن.

فصل اللام؛ ج6، ص: 344

لشش؛ ج6، ص: 344

: قال الخلیل: لیس فی كلام العرب شین بعد لام و لكن كلها قبل اللام، قال الأَزهری: و قد وُجِد فی كلامهم الشین بعد اللام، قال ابن الأَعرابی و غیره: رجل لَشْلاشٌ إِذا كان خفیفاً، قال اللیث: اللَّشْلشَةُ كثرةُ التردّدِ عند الفزَع و اضطرابُ الأَحْشاءِ فی موضع بَعْد موضع؛ یقال: جبَانٌ لَشْلاش. ابن الأَعرابی: اللّشّ الطَّرْدُ؛ ذكره الأَزهری فی ترجمة علش.

لمش؛ ج6، ص: 344

: أَهمله اللیث. ابن الأَعرابی: اللَّمْشُ العبَثُ، قال الأَزهری: و هذا صحیح.

فصل المیم؛ ج6، ص: 344

مأش؛ ج6، ص: 344

: اللیث: مأَشَ المطرُ الأَرضَ إِذا سَحَاها؛ و أَنشد: و قُلْتُ یومَ المطر المئِیشِ: أَ قاتِلی جَبْلةُ أَو مُعِیشِی؟

متش؛ ج6، ص: 344

: ابن درید: المَتْشُ تَفْریقُك الشی‌ءَ بأَصابعك. و متَشَ الشی‌ءَ یَمْتِشُه مَتْشاً: جمَعَه. و متَشَ الناقةَ: حلَبَها بأَصابعه حلْباً ضعیفاً. و المَتَشُ: سوءُ البصَرِ. و مَتِشَت عینُه متَشاً: كمدِشَت، و رجل أَمْتَشُ و امرأَة مَتْشاء.

محش؛ ج6، ص: 344

: مَحَشَ الرجلَ: خَدَشَه. و مَحَشَه الحَدّادُ یَمْحَشُه مَحْشاً: سَحَجَه. و قال بعضهم: مَرَّ بی حِمْلٌ فمَحَشَنی مَحْشاً، و ذلك إِذا سَحَجَ جِلْدَه من غیر أَن یسْلُخه. قال أَبو عمرو: یقولون مرت بی غِرارةٌ فَمَحَشَتْنی أَی سَحَجَتْنی؛ و قال الكلابی: أَقول مَرَّتْ بی غِرارةٌ فمَشَنَتْنی. و المَحْشُ: تَناوُلٌ من لَهب یُحْرِق الجِلد و یُبْدی العَظْم فیُشَیّطُ أَعالِیَه و لا یُنْضِجه. و امْتَحَش الخُبزُ: احْترَق. و مَحَشَته النارُ و امْتَحَشَتْه: أَحْرَقَتْه، و كذلك الحَرّ. و أَمْحَشَه الحَرُّ: أَحْرَقه. و خُبزٌ مُحاشٌ: مُحْرَقٌ، و كذلك الشِّواءُ. و سَنة مُمْحِشَةٌ و مَحُوش: مُحْرِقة بِجَدبها. و هذه سَنة أَمْحَشَت كلَّ شی‌ء إِذا كانت جَدْبةً. و المُحاشُ، بالضم: المُحْتَرِقُ. و امْتَحَش فلانٌ غَضَباً، و امْتَحَش: احْترق. و امْتَحَشَ القَمَرُ: ذهَبَ؛ حكی عن ثعلب. و المِحَاشُ، بالكسر: القومُ یجتمعون من قبائل یُحالِفُون غیرَهم من الحِلْف عند النار؛ قال النابغة: جَمِّعْ مِحاشَك یا یَزِیدُ، فإِننی أَعْدَدْتُ یَرْبوعاً لكمْ، و تَمِیما
لسان العرب، ج‌6، ص: 345
و قیل: یعنی صِرْمةَ و سهماً و مالِكاً بنی مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبیان بن بَغِیض و ضبة بن سعد لأَنهم تحالفوا بالنار، فسُمُّوا المِحاشَ. ابن الأَعرابی فی قوله جمِّع مِحاشَك: سَبَّ قبائلَ فصَیَّرهم كالشی‌ء الذی أَحرقته النار. یقال: مَحَشَتْه النارُ و أَمْحَشَتْه أَی أَحْرَقته. و قال أَعرابی: من حَرٍّ كادَ أَن یَمْحَشَ عِمامِتی. قال: و كانوا یُوقِدُون ناراً لدی الحِلْف لیكون أَوْكَدَ. و یقال: ما أَعطانی إِلَّا مَحْشِیَّ خِناقٍ قَمِل و إِلا مِحْشاً خناقٌ قَمِلٌ، فأَما المَحْشِیّ فهو ثوب یُلْبس تحت الثیاب و یحتشی به، و أَما مِحْشاً فهو الذی یَمْحَش البدنَ بكثرة وسَخِه و إِخْلاقِه. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: یخرج نَاسٌ من النار قد امْتَحَشُوا و صاروا حُمَماً؛ معْناه قد احترقوا و صاروا فَحْماً. و المَحْشُ: احتراقُ الجلد و ظهورُ العظم، و‌یروی: امْتُحِشُوا‌علی ما لم یسمّ فاعله. و المَحْشُ: إِحْراقُ النار الجِلدَ. و مَحشْتُ جلدَه أَی أَحْرَقْته، و فیه لغة أُخری أَمْحَشْتُه بالنار؛ عن ابن السكیت. و الامْتِحاشُ: الاحتراقُ. و‌فی حدیث ابن عباس: أَتوَضَّأُ من طعامٍ أَجِدُه «2» حَلالًا لأَنه مَحَشَتْه النارُ، قاله مُنْكِراً علی مَنْ یُوجِب الوُضوءَ مما مَسّتْه النار. و مِحاشُ الرجلِ: الذین یجتمعون إِلیه من قومه و غیرهم. و المَحاشُ، بفتح المیم: المتاعُ و الأَثاث. و المِحاشُ: بطنان من بنی عُذْرة مَحَشُوا بعیراً علی النار اشْتَوَوْه و اجتمعوا علیه فأَكلوه.

مخش؛ ج6، ص: 345

: التَّمَخّشُ: كثرة الحركة، یمانیة. و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة و‌فی حدیث علی: كان، صلی اللَّه علیه و سلم، مِخَشّاً؛ قال: هو الذی یخالط الناس و یأْكل معهم و یتحدث، و المیم زائدة.

مدش؛ ج6، ص: 345

: المَدَشُ: دِقةٌ فی الید و استرخاءٌ و انتشارٌ مع قلّة لحم، مَدِشَت یدُه مَدَشاً و هو أَمْدَشُ. و فی لحمِه مَدْشةٌ أَی قلةٌ. یقال: یدٌ مَدْشاءُ و ناقة مَدْشاءُ. ابن شمیل: و إنه لأَمْدَشُ الأَصابعِ و هو المُنْتَشرُ الأَصابِع الرِّخْوُ القَصَبةِ، و قال غیره: ناقة مَدْشاءُ الیدینِ سریعةُ أَوْبِهما فی حُسْن سَیْر؛ و أَنشد: و نازِحة الجُولَیْنِ خاشعة الصُّوَی، قَطَعْتُ بمَدْشاءِ الذِّراعَیْنِ سَاهِم و قال آخر: یَتْبَعْنَ مَدْشاءَ الیَدَیْن قُلْقُلا الصحاح: المَدَش رَخاوةُ عَصَبِ الیدِ و قلّةُ لحمِها. و رجل أَمْدَشُ الیدِ، و قد مَدِشَ، و امرأَة مَدْشاءُ الیدِ. ابن سیدة: و المَدْشاءُ من النساء خاصة التی لا لحم علی یدیها؛ عن أَبی عبید، و جمل أَمْدَشُ منه. و المَدَشُ: قلةُ لحمِ ثَدْیِ المرأَةِ؛ عن كراع. و مَدَشَ من الطعام مَدْشاً: أَكَل منه قلیلًا. و مَدَشَ له من العطاء یَمْدُشُ: قلّلَ. التهذیب: و یقال ما مَدَشْت به مَدْشاً و مَدُوشاً و ما مَدَشَنی شیئاً و لا أَمْدَشَنی و ما مَدَشْتُه شیئاً و لا مَدَّشْتُه شیئاً أَی ما أَعطانی و لا أَعْطَیْتُه، قال: و هذا من النوادر. و مَدِشَت عینُه مَدَشاً و هی مَدْشاءُ: أَظْلَمت من جُوع أَو حرِّ شمسٍ. و المَدَشُ: تَشقّق فی الرِّجْل. و المَدَشُ فی الخیل: اصْطِكاكُ بواطنِ الرُّسْغَین من شدة الفَدَغِ و هو من عیوب الخیل التی تكون خِلْقة، و الفَدَعُ التواءُ الرُّسْغ من عُرْضِه الوَحْشِیِّ. و رجل مَدِشٌ: أَخْرَقُ كفَدِش؛ حكاه ابن الأَعرابی. و المَدَشُ: الحُمْق. و ما به مَدْشةٌ أَی مرضٌ، و اللَّه أَعلم بالصواب.
(2). قوله [أَجده] فی النهایة و أَجده.
لسان العرب، ج‌6، ص: 346‌

مرش؛ ج6، ص: 346

: المَرْشُ: شِبْهُ القَرْص من الجِلْد بأَطراف الأَظافیر. و یقال: قدْ أَلْطَفَ مَرْشاً و خَرْشاً، و الخَرْشُ أَشدُّه. الصحاح: المَرْشُ كالخَدْش. قال ابن السكیت: أَصابَه مَرْشٌ، و هی المُرُوش و الخُرُوشُ و الخُدُوشُ. و‌فی حدیث غزوة حنین: فعَدَلَت به ناقتُه إِلی شجرات فَمَرَشْن ظهْرَه‌أَی خَدَشَتْه أَغْصانُها و أَثّرت فی ظَهْره و أَصل المَرْشِ الحكُّ بأَطراف الأَظفار. ابن سیدة: المَرْش شَقُّ الجلد بأَطراف الأَظافیر، قال: و هو أَضعف من الخَدْش، مَرَشَه یَمْرُشُه مَرْشاً، و المُرُوشُ: الخُدُوشُ. و مَرَشَ وجهَه إِذا خَدَشَه. و‌فی حدیث أَبی موسی: إِذا حَكَّ أَحدُكم فرْجَه و هو فی الصلاة فَلْیَمْرُشْه من وراء الثوب.قال الحرّانی: المرْش بأَطراف الأَظافیر. و مَرَش الماءُ یمرُش: سال. و المَرْشُ: أَرض إِذا وقع علیها المطرُ رأَیتَها كلَّها تَسِیل. ابن سیدة: و المَرْشُ أَرضٌ یَمْرُشُ الماءُ من وجهها فی مواضع لا یَبلغ أَن یحفِر حَفْرَ السیل، و الجمع أَمْراش. و قال أَبو حنیفة: الأَمْراشُ مسایلُ لا تجْرحُ الأَرضَ و لا تَخُدّ فیها تجی‌ء من أَرض مستویة تتبع ما تَوَطَّأَ من الأَرض فی غیر خدّ، و قد یجی‌ء المَرْشُ من بُعد و یجی‌ء من قُرْب. و الأَمْراشُ: مسایلُ الماء تسقی السلْقانَ. و المَرْشُ: الأَرضُ التی مَرَشَ المطرُ وجهَها. و یقال: انتهینا إِلی مَرْشٍ من الأَمْراشِ اسم للأَرض مع الماء و بعد الماء إِذا أَثَّر فیه. النضر: المَرْسُ و المَرْشُ أَسفل الجبل و حَضِیضُه یَسِیل منه الماء فیَدِبّ دَبِیباً و لا یحْفِر و جمعه أَمْراسٌ و أَمْراشٌ، قال: و سمعت أَبا مِحْجن الضِّبابی یقول رأَیت مَرْشاً من السیل و هو الماء الذی یجرح وجه الأَرض جرحاً یسیراً. و یقال: عند فلان مُراشةٌ و مُراطةٌ أَی حَقّ صغیر. و مَرَشَه یَمْرُشُه مَرْشاً: تناوَله بأَطراف أَصابعه شبیهاً بالقَرْص، و امْتَرَشَ الشی‌ءَ: جمَعَه. و الإِنسانُ یمْتَرِشُ الشی‌ءَ بعد الشی‌ء من هاهنا أَی یجمعه و یكسبه. و امتَرَشْتُ الشی‌ء إِذا اخْتَلَسْته. ابن الأَعرابی: الأَمْرَشُ الرجلُ الكثیرُ الشرّ؛ یقال: مَرَشه إِذا آذاه. قال: و الأَرْمش الحسَنُ الخلُق، و الأَمْشَرُ النشیطُ، و الأَرْشَمُ الشَّرِهُ. و الامْتِراشُ: الانتزاعُ، یقال: امتَرَشْت الشی‌ء من یده انتزعته، و یقال: هو یَمْتَرِشُ لعیاله أَی یكتسب و یقْتَرِف. و رجل مَرَّاشٌ: كَسَّاب.

مردقش؛ ج6، ص: 346

: المَرْدَقُوش: المَرْزَنْجُوشُ. غیره: المَرْدَقُوشُ الزَّعْفَرانُ؛ و أَنشد ابن السكیت قول ابن مقبل: یَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ، ضاحِیَة، علی سَعابِیبِ ماء الضَّالةِ اللجِنِ و قال أَبو الهیثم: المَرْدَقُوشُ مُعَرّب معناه اللَّیِّن الأُذُنِ، و هذا البیت أَورده الجوهری: ماء الضالة اللجزِ، بالزای، قال: و من خفض الورد جعله من نعته. و اللجِزُ: اللزِجُ. و قال ابن بری: صوابه أَن ینشد اللجِن، بالنون، كما ذكره غیره.

مرزجش؛ ج6، ص: 346

: المَرْزَجُوشُ: نَبْتٌ وزنه فَعْلَلُول بوزن عَضْرَفُوط، و المَرْزَنْجُوش لغة فیه.

مشش؛ ج6، ص: 346

: مشَشْت الناقةَ: حلَبْتُها. و مَشَّ الناقَةَ یَمُشّها مَشّاً: حلَبها و ترك بعضَ اللبَن فی الضرع. و المَشُّ: الحلْب باستقصاء. و امْتَشّ ما فی الضرع و امْتَشَعَ إِذا حلَب جمیعَ ما فیه. و مشّ یدَه یَمُشّها: مَسَحَها بشی‌ء، و فی المحكم: بالشی‌ء الخشن لیُذْهِبَ به غَمَرَها و یُنَظّفَها؛ قال إمرؤ القیس:
لسان العرب، ج‌6، ص: 347
نَمُشّ بِأَعْرافِ الجِیادِ أَكُفَّنا، إِذا نحنُ قُمْنا عن شِوَاءِ مُضَهَّبِ المُضَهّبُ: الذی لم یَكْمل نُضْجُه؛ یرید أَنهم أَكَلوا الشَّرائِحَ التی شَوَوْها علی النار قبْل نُضْجِها، و لم یدَعُوها إِلی أَن تَنْشَف فأَكلوها و فیها بقیة من ماء. و المَشُوشُ: المِنْدیلُ الذی یمسح یده به. و یقال: امْشُشْ مُخاطَك أَی امسحه. و یقولون: أَعْطِنی مَشُوشاً أَمُشُّ به یدی یرید مِنْدیلًا أَو شیئاً یمسح به یدَه. و المَشُّ: مسْحُ الیدین بالمَشُوش، و هو المِنْدیل الخشِنُ. الأَصمعی: المَشُّ مسحُ الید بالشی‌ء الخشن لیَقْلع الدسَمَ. و مَشَّ أُذُنَه یَمُشُّها مَشّاً: مَسَحها؛ قالت أُخت عمرو: فإِنْ أَنْتُمُ لم تثأَروا بأَخیكُم، فمُشّوا بآذان النعامِ المُصَلَّمِ و المَشُّ أَن تمسح قِدْحاً بثوبك لتُلَیّنه كما تَمُشّ الوتر. و المَشُّ: المسحُ. و مَشَّ القِدْحَ مَشّاً: مسَحَه لیُلَیّنه. و امْتَشّ بیده و هو كالاستنجاء. و المُشاشُ: كلُّ عظم لا مُخّ فیه یُمْكنك تتبّعُه. و مَشّه مَشّاً و امْتَشَّه و تَمَشّشَه و مَشْمَشَه: مصّه مَمْضُوغاً. اللیث: مَشَشْت المُشاشَ أَی مصَصْتُه مَمْضوغاً. و تَمَشّشْتُ العظمَ: أَكلْتُ مُشاشَه أَو تمَكّكْته. و أَمَشّ العظْمُ نفسُه: صار فیه ما یُمَشّ، و فی التهذیب: و هو أَن یُمِخَّ حتی یتَمَشّش. أَبو عبید: المُشاشُ رؤوسُ العظامِ مثل الركبتین و المرفقین و المنكبین. و‌فی صفة النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَنه كان جلیلَ المُشاشِ‌أَی عظیمَ رؤوس العظام كالمرفقین و الكفین و الركبتین. قال الجوهری: و المُشاشةُ واحدة المُشاشِ، و هی رؤوس العظام اللیّنة التی یمكن مضغُها؛ و منه‌الحدیث: مُلِئَ عَمّارٌ إِیماناً إِلی مُشاشِه.و المُشاشةُ: ما أَشرفَ من عظْم المنكِب. و المَشَشُ: ورمٌ یأْخذ فی مقدَم عظم الوظیف أَو باطن الساق فی إِنْسِیّهِ، و قد مَشِشَت الدابةُ، بإِظهار التضعیف نادر، قال الأَحمر: و لیس فی الكلام مثله، و قال غیره: ضَبِبَ المكانُ إِذا كثر ضِبابُه، و أَلِلَ السِّقاءُ إِذا خبُثَ ریحُه. الجوهری: و مَشِشَت الدابةُ، بالكسر، مشَشاً و هو شی‌ء یشْخَصُ فی وَظِیفها حتی یكون له حَجْمٌ و لیس له صلابةُ العظمِ الصحیح، قال: و هو أَحد ما جاء علی الأَصل. و امتَشّ الثوبَ: انتزعه. و مشّ الشی‌ءَ یَمُشّه مَشّاً و مَشْمَشَه إِذا دافَهُ و أَنْقَعه فی ماء حتی یَذُوب؛ و منه قول بعض العرب یصف عَلیلًا: ما زلت أَمُشُّ له الأَشْفِیةَ، أَلُدُّه تارة و أُوجِرُه أُخری، فأَتی قَضاءُ اللَّه. و‌فی حدیث أُمّ الهیثم: ما زلت أَمُشّ الأَدْوِیةَ‌أَی أَخْلِطها. و‌فی حدیث مكة، شرَّفها اللَّه: و أَمَشَّ سَلَمُها‌أَی خرج ما یخرج فی أَطرافها ناعِماً رَخْصاً؛ قال ابن الأَثیر: و الروایة أَمْشَرَ بالراء؛ و قول حسان: بضَرْبٍ كإِیزاغِ المَخاضِ مُشاشَه أَراد بالمُشاشِ هاهنا بولَ النُّوق الحوامل. و المَشْمَشةُ: السرعة و الخفة. و فلان یَمُشّ مالَ فلان و یَمُشّ من ماله إِذا أَخذ الشی‌ء بعد الشی‌ء. و یقال: فلان یَمْتَشُّ مال فلان و یمتش منه. و المُشاشةُ: أَرض رِخْوة لا تبلغ أَن تكون حجراً یجتمع فیها ماء السماء و فوقها رمل یحجز الشمس عن الماء، و تَمْنع المُشاشةُ الماء أَن یتشرب فی الأَرض فكلما استُقِیت منها دلو جَمّت أُخری. ابن شمیل: المُشاشةُ جوفُ الأَرض و إِنما الأَرض مَسَكٌ،
لسان العرب، ج‌6، ص: 348
فَمَسَكةٌ كَذّابةٌ، و مسَكَةٌ حِجارةٌ غلیظة، و مَسَكةٌ لَینةٌ، و إِنما الأَرض طرائقُ، فكل طریقة مَسَكةٌ، و المُشاشةُ هی الطریقة التی هی حجارة خَوّارة و ترابٌ، فتلك المُشاشةُ، و أَما مُشاشةُ الركیّة فجَبَلُها الذی فیه نَبَطُها و هو حجر یَهْمی منه الماء أَی یرْشَح فهی كمُشاشةِ العظام تتَحَلّب أَبداً. یقال: إِنْ مُشاشَ جبَلِها لیَتحَلّب أَی یرشح ماء. و قال غیره: المُشاشةُ أَرض صُلْبة تتخذ فیها زكایا یكون من ورائها حاجزٌ، فإِذا مُلِئَت الركیَّةُ شربت المشاشةُ الماءَ، فكلما استُقی منها دلو جمّ مكانها دلو أُخری. الجوهری: المُشاشُ أَرض لیّنة؛ قال الراجز: راسی العُرُوق فی المُشاشِ البَجْباجْ و یقال: فلان لَیّنُ المُشاش إِذا كان طیّبَ النَّحِیزةِ عَفیفاً من الطمَعِ. الصحاح: و فلان طیِّبُ المُشاشِ أَی كریمُ النفْس؛ و قول أَبی ذؤیب یصف فرساً: یَعْدُو به نَهِش المُشاشِ كأَنه صَدَعٌ سَلِیمٌ، رَجْعُه لا یَضْلَعُ یعنی أَنه خفیف النفْس و العِظام، أَو كنی به عن القوائم؛ و رجل هَشّ المُشاشِ رخْو المَغْمَزِ، و هو ذم. و مَشْمَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابی. ابن الأَعرابی: امْتَشَّ المُتَغَوّطُ و امْتَشَعَ إِذا أَزال الأَذی عن مقعدته بمَدَر أَو حجر. و المَشّ: الخصومةُ. الفراء: النَّشْنَشةُ صوتُ حركة الدروع، و المَشْمَشَةُ تفریق القُماش. و المِشْمِشُ: ضرْبٌ من الفاكهة یؤكل؛ قال ابن درید: و لا أَعرف ما صحته، و أَهل الكوفة یقولون المَشْمَش، و أَهل البصرة مِشْمِش یعنی الزَرْدالو، و أَهل الشام یسمون الإِجَّاصَ مِشْمِشاً. و المَشامِشُ: الصیاقلةُ؛ عن الهَجَری، و لم یَذْكر لهم واحداً؛ و أَنشد: نَضا عنهمُ الحَوْلُ الیَمانی، كما نَضا عن الهِنْدِ أَجْفانٌ، جَلَتْها المَشامِشُ قال: و قیل المَشامِشُ خِرَقٌ تجعل فی النُّورة ثم تُجْلی بها السیوفُ. و مِشْماشٌ: اسم.

معش؛ ج6، ص: 348

: ابن الأَعرابی: المعْشُ، بالشین المعجمة، الدَّلْكُ الرفیق، قال الأَزهری: و هو المَعْسُ، بالسین المهملة أَیضاً. یقال: مَعَشَ إِهابَه مَعْشاً، و كأَن المَعْش أَهْونُ من المَعْس.

ملش؛ ج6، ص: 348

: مَلَشَ الشی‌ءَ یملُشُه و یَمْلِشُه مَلْشاً: فَتّشَه بیده كأَنه یطلب فیه شیئاً.

مهش؛ ج6، ص: 348

: المُمْتَهِشةُ من النساء: التی تحْلقُ وجهَها بالموسی. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، لعن من النساء المُمتَهِشة.الأَزهری: روی بعضهم أَنه قال مَحَشَته النارُ و مَهَشَتْه إِذا أَحْرَقته، و قد امْتَحَشَ و امْتَهَش. و قال القُتَیبی: لا أَعرف المُمْتَهِشة إِلا أَن تكون الهاء مبدلة من الحاء. یقال: مرّ بی جملٌ علیه حِمْله فمَحَشَنی إِذا سحَج جلده من غیر أَن یسلخه.

موش؛ ج6، ص: 348

: ابن الأَثیر: فی الحدیث كان للنبی، صلی اللَّه علیه و سلم، دِرْعٌ تُسَمَّی ذاتَ المَواشی؛ قال: هكذا أَخرجه أَبو موسی فی مسند ابن عباس من الطُّوالات و قال: لا أَعرف صحة لفظه، قال: و إِنما یُذْكر المعنی بعد ثبوت اللفظ.

میش؛ ج6، ص: 348

: ماش القُطنَ یَمِیشُه مَیْشاً. زبّدَه بعد الحَلْج. و المَیْشُ: أَن تَمِیشَ المرأَةُ القطن بیدها إِذا زَبّدَته بعد الحلج. و المَیْشُ: خلْط الصوف بالشعر؛
لسان العرب، ج‌6، ص: 349
قال الراجز: عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالترْقِیشِ، إِلیّ سِرّاً فاطْرُقی و مِیشِی قال أَبو منصور: أَی اخْلطی ما شئتِ من القول. قال: المَیْشُ خلطُ الشعر بالصوف؛ كذلك فسره الأَصمعی و ابن الأَعرابی و غیرهما. و یقال: ماشَ فلانٌ إِذا خلط الكذبَ بالصدق. الكسائی: إِذا أَخبر الرجل ببعض الخبر و كَتم بعضَه قیل مَذَعَ و ماشَ. و ماشَ یَمیشُ مَیْشاً إِذا خلَط اللبَن الحُلْوَ بالحامِض، و خلَط الصوف بالوبر، أَو خلط الجِدّ بالهزْل. و ماشَ كَرْمَه یَمُوشُه مَوْشاً إِذا طلب باقیَ قُطوفِه. و مِشْتُ الناقة أَمِیشُها، و ماشَ الناقة مَیْشاً: حلَب نصفَ ما فی ضرعها، فإِذا جاوز النصف قلیس بمَیْشٍ. و المَیْشُ: حلْبُ نصف ما فی الضرع. و المَیْشُ: خلْطُ لبن الضأْن بلبن الماعز. و مِشْت الخبر أَی خلَطت، قال الكسائی: أَخبرت ببعض الخبر و كتمت بعضاً. و ماشَ لی من خَبَره مَیْشاً و هو مثل المَصْع. و ماشَ الشی‌ءَ مَیْشاً: خلَطه. و الماشُ: قُمَاشُ البیت، و هی الأَوْقاب و الأَوْغاب و الثُّوَی، قال أَبو منصور: و من هذا قولهم المَاشُ خیرٌ من لاشَ أَی ما كان فی البیت من قُماشٍ لا قیمة له خیرٌ من بیت فارغ لا شی‌ء فیه، فخُفّف لاش لازدواج ماش. الجوهری: الماشُ حبٌّ و هو معرب أَو مولَّد و خاشَ ماشَ و خاشِ ماشِ، جمیعاً: قُماشُ الناس. قال ابن سیدة: و إِنما قَضَیْنا بأَنَّ أَلفَ ماش یاءٌ لا واوٌ لوجود م ی ش و عدم م و ش.

فصل النون؛ ج6، ص: 349

نأش؛ ج6، ص: 349

: التناؤُشُ، بالهمز: التأَخُّرُ و التباعدُ. ابن سیدة: نَأَشَ الشی‌ءَ أَخَّرَه و انْتَأَشَ هو تأَخَّرَ و تَباعدَ. و النَّئِیشُ: الحركةُ فی إِبْطاء. و جاء نَئِیشاً أَی بَطِیئاً؛. أَنشد یعقوب لنَهْشل بن حَرِّیٍّ: و مَوْلًی عَصانِی و استبَدَّ برَأْیِه، كما لم یُطَعْ فیما أَشارَ قَصِیرُ فلما رَأَی ما غَبَّ أَمْرِی و أَمْرَه، و ناءَتْ بأَعْجازِ الأُمورِ صُدورُ، تَمَنَّی نَئِیشاً أَن یكونَ أَطاعنی، و یَحْدُث مِن بَعْدِ الأُمورِ أُمُورُ قوله تمنی نئیشاً أَی تمنی فی الأَخیر و بعد الفَوْت أَن لو أَطاعنی، و قد حدثت أُمورٌ لا یُسْتَدْرك بها ما فات، أَی أَطاعنی فی وقت لا تنفعه فیه الطاعة. و یقال: فَعَلَه نَئِیشاً أَی أَخیراً، و اتَّبَعَه نَئِیشاً إِذا تأَخر عنه ثم اتَّبَعَه علی عجَلةٍ شَفَقةَ أَن یَفُوتَه. و النَّئِیشُ أَیضاً: البعیدُ؛ عن ثعلب. و التناؤُشُ: الأَخذُ من بُعْد، مهموز؛ عن ثعلب قال: فإِن كان عن قُرْب فهو التَّناوُشُ، بغیر همز. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنّٰی لَهُمُ التَّنٰاوُشُ؛ قرئ بالهمز و غیر الهمز، و قال الزجاج: من هَمَز فعلی وجهین: أَحدهما أَن یكون من النِّئِیش الذی هو الحركة فی إِبطاء، و الآخَر أَن یكون من النَّوْش الذی هو التَّناوُلُ، فأَبدل من الواو همزة لمكان الضمة. التهذیب: و یجوز همزُ التَّناوُش و هی من نشت لانضمام الواو مثل قوله: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ؛ قال ابن بری: و معنی الآیة أَنهم تناوَلُوا الشی‌ء من بُعْد و قد كان تناوُلُه منهم قریباً فی الحیاة الدنیا، فآمَنُوا حیث لا ینفعهم إِیمانُهم لأَنه لا یَنْفع نفساً إِیمانُها فی الآخرة، قال: و قد یجوز أَن یكون من النَّأْشِ، و هو الطلبُ، أَی كیف یطلُبون ما بَعُد و فاتَ بعد أَن كان قریباً ممكناً؟ و الأَول
لسان العرب، ج‌6، ص: 350
هو الوجه. و قد نَأَشْتُ الأَمرَ أَنْأَشُه نَأْشاً: أَخَّرْته فانْتَأَشَ. و نَأَشَ الشی‌ءَ یَنْأَشُه نَأْشاً: باعَدَه. و نَأَشَه یَنْأَشُه: أَخَذَه فی بطْش. و نَأَشَه اللَّهُ نَأْشاً كنَعَشه أَی أَحْیاه و رفعه؛ قال ابن سیدة: و السابقُ إِلیّ أَنه بدل. و انْتَأَشَه اللَّه أَی انْتَزعه.

نبش؛ ج6، ص: 350

: نَبَشَ الشی‌ء یَنْبُشُه نَبْشاً: استخرجه بعد الدَّفْن، و نَبْشُ الموتی: استخراجُهم، و النبَّاشُ: الفاعلُ لذلك، و حِرْفَتُه النِّباشةُ. و النَّبْشُ: نَبْشُك عن المیّت و عن كلّ دَفِین. و نَبَشْتُ البقلَ و المیّتَ أَنْبُشُ، بالضم، نَبْشاً. و الأُنْبُوشُ، بغیر هاء: ما نُبِشَ؛ عن اللحیانی. و الأُنْبُوشُ و الأُنْبُوشةُ: الشجرةُ یَقْتَلِعها بعروقها و أُصولها، و كذلك هو من النبات. و أَنابِیشُ العُنْصُلِ: أُصولُه تحت الأَرض، واحدتها أُنْبُوشةٌ. و الأُنْبُوشُ: أَصلْ البقل المَنْبُوش، و الجمع الأَنابِیشُ؛ قال إمرؤ القیس: كأَن سِباعاً فیه غَرْقی غُدَیّةً بأَرْجائِه القُصْوی، أَنابِیشُ عُنْصُلِ أَبو الهیثم: واحدُ الأَنابیش أُنْبُوش و أُنْبُوشةٌ و هو ما نَبَشَه المطرُ، قال: و إِنما شبَّه غَرْقی السباع بالأَنابِیش لأَن الشی‌ءَ العظیم یُرَی صغیراً من بعید، أَ لا تراه قال بأَرْجائِه القُصْوی أَی البُعْدَی؟ شبّهها بَعْد ذُبُولها و یُبْسها بها. و الأُنْبُوشُ أَیضاً: البُسْر المطعون فیه بالشَّوك حتی یَنضَج. و النِّبْش: شجر یشبه ورقُه ورقَ الصنَوْبر و هو أَصغر من شجر الصنوبر و أَشدّ اجتماعاً، له خشب أَحمر تُعْمل منه مَخاصِرُ النَّجائب «3» و عكاكیزُ یا لَها من عكاكیزَ؛ قال ابن سیدة: هذا كله عن أَبی حنیفة. التهذیب: قال أَبو تراب سمعت السُّلَمی یقول: نَبَّشَ الرجلُ فی الأَمر و فَنَّشَ إِذا استرخی فیه؛ و أَنشد اللحیانی: إِن كُنْتَ غیرَ صائِدی فنَبِّشِ قال: و یروی فبَنِّشِ أَی اقعد. و نُبْشة و نُبَاشة و نابِشٌ: أَسماء. و نُبَیْشة، علی لفظ التصغیر: أَحدُ فُرْسانِهم المذكورین.

نتش؛ ج6، ص: 350

: النَّتَشُ: البیاضُ الذی یظهر فی أَصل الظفر. و النَّتْشُ: النَّتْف للّحم و نحوه. و المِنْتَاش: المِنْقاش. اللیث: النَّتْشُ: إِخراجُ الشوك بالمِنْتاش و هو المِنْقاش الذی یُنْتف به الشعرُ، قال: و النَّتْش جذبُ اللحم و نحوه قَرْصاً و نَهْشاً. قال أَبو منصور: و العرب تقول للمِنْقاش مِنْتاخٌ و مِنْتاشٌ. و نتَشْتُ الشی‌ء بالمِنْتاشِ أَی استخرجته. و أَنْتَشَ النباتُ، و ذلك حین یخرج رؤوسه من الأَرض قبل أَن یُعْرق، و نَتَشُه: ما یَبْدُو منه. و أَنْتَش الحَبُّ: ابتلَّ فضَرب نَتَشَه فی الأَرض بعد ما یَبْدُو منه أَوّلَ ما ینبت من أَسفل و فوق، و ذلك النبات النَّتَشُ. و نَتَشَ الجرادُ الأَرضَ یَنْتِشها نَتْشاً: أَكل نباتَها. و نَتَشَ لأَهله یَنْتِش نَتْشاً: اكتسب لهم و احْتال؛ اللحیانی: هو یكْدِشُ لعیاله و یَنْتِش و یَعْصِف و یَصْرِف. الفراء: النُّتَّاشُ النُّغَّاشُ و العَیَّارُون. و‌فی حدیث أَهل البیت: لا یُحِبُّنا حامِلُ القِیْلةِ و لا النُّتَّاشُ؛ قال ثعلب: هم النُّغَّاشُ و العیّارون، واحدُهم ناتِشٌ، و النَّتْشُ و النَّتْف واحدٌ كأَنهم انتُتِفوا من جملة أَهل الخیر. و ما نَتَشَ منه شیئاً یَنْتِشُ نَتْشاً أَی ما أَخذ. و ما
(3). قوله [النجائب] فی شرح القاموس الجنائب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 351
أَخذ إِلا نَتْشاً أَی قلیلًا. ابن شمیل: نَتَشَ الرجلُ برجله الحجرَ أَو الشی‌ء إِذا دفعه برجله فنحّاه نَتْشاً. و نَتَشَه بالعصا نَتَشات: ضربه. و نُتَّاشُ الناس: رُذالُهم؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: جاء فلان فأَخذ خِیارَها، و جاء آخر فأَخذ نُتَّاشَها‌أَی شِرارَها.

نجش؛ ج6، ص: 351

: نَجَشَ الحدیثَ یَنْجُشُه نَجْشاً: أَذاعَه. و نَجَشَ الصیدَ و كلَّ شی‌ء مستور یَنْجُشُه نَجْشاً: استثاره و استخرجه. و النَّجاشِیّ: المستخرجُ للشی‌ء؛ عن أَبی عبید، و قال الأَخفش: هو النَّجاشِیُّ و الناجِشُ الذی یُثِیر الصیدَ لیمُرّ علی الصیّاد. و الناجِشُ: الذی یَحُوش الصید. و‌فی حدیث ابن المسیّب: لا تطلُع الشمسُ حتی یَنْجُشَها ثلثمائة و ستون ملَكاً‌أَی یَسْتَثِیرها. التهذیب: النَّجاشِیُّ هو الناجِشُ الذی یَنْجُش نَجْشاً فیستخرجه. شمر: أَصلُ النَّجْشِ البحثُ و هو استخراج الشی‌ء. و النَّجْشُ: اسْتِثارةُ الشی‌ء؛ قال رؤبة: و الخُسْرُ قولُ الكَذِب المَنْجُوشِ ابن الأَعرابی: مَنْجُوشٌ مُفْتَعَلٌ مَكْذوب. و نَجشوا علیه الصید كما تقول حاشوا. و رجل نَجُوش و نجَّاش و مِنْجَشٌ و مِنْجاشٌ، مُثِیرٌ للصید. و المِنْجَشُ و المِنْجاشُ: الوَقَّاعُ فی الناس. و النَّجْشُ و التَّناجُشُ: الزیادةُ فی السِّلْعة أَو المَهْرِ لِیُسْمَع بذلك فیُزاد فیه، و قد كُرِه، نَجَشَ یَنْجُشُ نَجْشاً. و‌فی الحدیث: نَهی رسولُ اللَّه، صلی اللّه علیه و سلم، عن النَّجْش فی البیع و قال: لا تَناجَشُوا، هو تَفاعُل من النَّجْش؛ قال أَبو عبید: هو أَن یَزیدَ الرجلُ ثمنَ السِّلعة و هو لا یرید شراءها، و لكن لیسمعه غیرُه فیَزید بزیادته، و هو الذی یُرْوَی فیه عن أَبی الأَوفی: الناجِشُ آكلُ رِباً خائنٌ. أَبو سعید: فی التَّناجُش شی‌ءٌ آخرُ مباح و هی المرأَة التی تزوَّجت و طُلِّقت مرة بعد أُخری، أَو السِّلعةُ التی اشْتُرِیت مرة بعد مرة ثم بیعت. ابن شمیل: النَجْشُ أَن تمدح سِلعةَ غیرِك لیبیعها أَو تَذُمَّها لئلا تَنْفُق عنه؛ رواه ابن أَبی الخطاب. الجوهری: النَّجْشُ أَن تُزایدَ فی البیع لیقع غیرُك و لیس من حاجتك، و الأَصل فیه تَنْفیرُ الوحش من مكان إِلی مكان. و النَّجْشُ: السَّوق الشدید. و رجل نَجَّاشٌ: سوّاق؛ قال: فما لها، اللَّیلةَ، من إِنْفاشِ غیرَ السُّرَی و سائقٍ نَّجَّاشِ و یروی: … و السائق النجاش. قال أَبو عمرو: النجَّاشُ الذی یسوق الرِّكابَ و الدواب فی السُّوق یستخرج ما عندها من السیر. و النِّجَاشةُ: سرعةُ المشی، نَجَشَ یَنْجُشُ نَجْشاً. قال أَبو عبید: لا أَعرف النِّجاشةَ فی المشی. و مَرَّ فلان ینْجُش نَجْشاً أَی یُسْرع. و‌فی حدیث أَبی هریرة قال: إِن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لَقِیَه فی بعض طرق المدینة و هو جُنُبٌ قال فانْتَجَشْتُ منه؛ قال ابن الأَثیر: قد اختُلف فی ضبطها فرُوی بالجیم و الشین المعجمة من النَّجْش الإِسراعِ، و رُوِی فانْخَنَسْت و اخْتَنَسْت، بالخاء المعجمة و السین المهملة، من الخُنُوسِ التأَخُّرِ و الاختفاء. یقال: خَنَس و انخَنَس و اخْتَنَس. و نَجَشَ الإِبلَ یَنْجُشُها نجْشاً: جَمَعها بعد تَفْرقة. و المِنْجاش: الخیطُ الذی یجمع بین الأَدِیمَین لیس بخَرْز جید. و النَّجاشیّ و النِّجاشِیّ: كلمةٌ للحبَش تُسَمی بها ملوكها: قال ابن قتیبة: هو بالنَّبَطِیَّة أَصْحَمَة أَی
لسان العرب، ج‌6، ص: 352
عَطِیَّة. الجوهری: النَّجَاشیّ، بالفتح، اسم ملك الحبشة و ورد ذكره فی الحدیث فی غیر موضع؛ قال ابن الأَثیر: و الیاء مشددة، قال: و قیل الصواب تخفیفها.

نحش؛ ج6، ص: 352

: الأَزهری خاصة قال: أَهمله اللیث، قال: و قال شمر فیما قرأْت بخطه: سمعت أَعرابیّاً یقول الشِّظْفةُ و النَّحَاشةُ الخبز المحترق، و كذلك الجِلْفة و القِرْقةُ.

نخش؛ ج6، ص: 352

: نُخِشَ الرجلُ، فهو مَنْخُوشٌ إِذا هُزِل. و امرأَة مَنْخُوشةٌ: لا لحم علیها. قال أَبو تراب: سمعت الجعفری یقول نُخِشَ لحم الرجل و نُخِسَ أَی قلَّ، قال: و قال غیره نخَش، بفتح النون. و فی نوادر العرب: نَخَشَ فلان فلاناً إِذا حرّكه و آذاه. و سمعت نَخَشةَ الذئبِ أَی حِسَّه و حركته؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و منه قول أَبی العارم الكلابی یذكر خبره مع الذئب الذی رماه فقتله ثم اشتواه فأَكلَه: فسمعت نَخَشَتَه و نظرت إِلی سَفِیفِ أُذنیه، و لم یُفسِّر سفیفَ أُذنیه. قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول یوم الظَّعْن إِذا ساقُوا حَمولَتَهم: أَلا و انخُشُوها نَخْشاً؛ معناه حُثُّوها و سُوقوها سوقاً شدیداً. و یقال: نَخَشَ البعیرَ بطرَف عَصاه إِذا خَرَشه و ساقَه. و‌فی حدیث عائشة، رضوان اللَّه علیها، أَنها قالت: كانَ لنا جیرانٌ من الأَنصار، و نِعْم الجیرانُ كانوا یَمْنَحُونَنا شیئاً من أَلبانهم و شیئاً من شَعِیرٍ نَنْخُشُه؛ قال: قولُها نَنْخُشُه أَی نَقْشُرُه و نُنَحِّی عنه قُشورَه؛ و منه نُخِش الرجلُ إِذا هُزِل كأَن لحمَه أُخِذ عنه.

ندش؛ ج6، ص: 352

: نَدَش عن الشی‌ء یَنْدُشُ نَدْشاً: بحَثَ. و النَّدْشُ: التَّناولُ القلیل. روی أَبو تراب عن أَبی الوازع: نَدَفَ القُطن و نَدَشَه بمعنی واحد؛ قال رؤبة: فی هَبَرات الكُرْسُفِ المَنْدُوشِ

نرش؛ ج6، ص: 352

: نَرَشَ الشی‌ءَ نرْشاً: تَناوَلَه بیده؛ حكاه ابن درید قال: و لا أَحُقُّه.

نشش؛ ج6، ص: 352

: نَشَّ الماءُ یَنِشُّ نَشًّا و نَشِیشاً و نَشَّشَ: صَوَّتَ عند الغلَیان أَو الصبِّ، و كذلك كل ما سُمع له كَتِیت كالنَّبِیذ و ما أَشبهه، و قیل: النَّشِیش أَولُ أَخْذِ العصیر فی الغلیان، و الخَمرُ تَنِشُّ إِذا أَخذَت فی الغلیان. و‌فی الحدیث: إِذا نَشَّ فلا تَشرَبْ.و نَشَّ اللحمُ نَشًّا و نَشِیشاً: سُمع له صوت علی المِقْلی أَو فی القِدْر. و نَشِیشُ اللحمِ: صوْتُه إِذا غلی. و القِدرُ تَنِشُّ إِذا أَخذت تَغْلی. و نَشَّ الماءُ إِذا صبَبْته من صاخِرةٍ طال عهدُها بالماء. و النَّشِیشُ: صوْتُ الماء و غیرِه إِذا غَلی. و‌فی حدیث النبیذ: إِذا نَشَّ فلا تَشْرَبْ‌أَی إِذا غلی؛ یقال: نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِیشاً؛ و منه‌حدیث الزهری: أَنه كرِه للمتوفی عنها زوجُها الدُّهْنَ الذی یُنَشُّ بالریْحان‌أَی یُطیَّب بأَن یُغلی فی القدر مع الریحان حتی یَنِشَّ. و سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ و نَشْناشةٌ: لا یَجِفُّ ثَراها و لا ینبت مَرْعاها، و قد نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ. و سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ: تَنِشُّ من النَّزّ، و قیل: سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ و هو ما یظهر من ماء السباخ فیَنِشُّ فیها حتی یعود مِلْحاً؛ و منه‌حدیث الأَحنف: نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً، یعنی البَصْرة، أَی نَزَّازةً تَنِزٌّ بالماء لأَن السبَخَةَ یَنِزُّ ماؤُها فیَنِشُّ و یعود مِلْحاً، و قیل: النّشَّاشةُ التی لا یجِفُّ تُرْبُها و لا ینبُت مرعاها. بعض الكِلابیّین: أَشَّت الشَّجَّةُ و نَشَّت؛ قال:
لسان العرب، ج‌6، ص: 353
أَشَّت إِذا أَخذت تَحَلَّبُ، و نَشَّت إِذا قطَرت، و نَشَّ الغَدِیرُ و الحَوْضُ یَنِشُّ نَشّاً و نَشِیشاً: یَبِسَ ماؤُهما و نَضَبَ، و قیل: نَشَّ الماءُ علی وجه الأَرض نَشِفَ و جفَّ، و نَشَّ الرُّطَبُ و ذَوِیَ ذهب ماؤُه؛ قال ذو الرمة: حتی إِذا مَعْمَعانُ الصَّیْفِ هَبَّ له بأَجَّةٍ، نَشَّ عنها الماءُ و الرُّطَبُ و النَّشُّ: وزنُ نَواة من ذهب، و قیل: هو وزن عشرین درهماً، و قیل: وزن خمسة دراهم، و قیل: هو ربع أُوقیَّة و الأُوقیة أَربعون درهماً. و نَشُّ الشی‌ء: نِصْفُه. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لم یُصْدِق امرأَةً من نسائه أَكْثرَ من ثِنْتَیْ عَشْرَةَ أُوقِیَّة و نَشٍّ؛ الأُوقِیَّةُ أَربعون و النَّشُّ عشرون فیكون الجمیعُ خَمْسَمائة درهم؛ قال الأَزهری: و تصدیقُه ما‌رُوی عن عبد الرحمن قال: سأَلت عائشة، رضی اللَّه عنها: كم كان صَداقُ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم؟ قالت: كان صَداقُه اثنتَیْ عشرة و نَشّاً، قالت: و النَّشُّ نصفُ أُوقیة.ابن الأَعرابی: النَّشُّ النصف من كل شی‌ء؛ و أَنشد: من نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُّ الجوهری: النَّشُّ عشرون درهماً و هو نصف أُوقیة لأَنهم یُسَمُّون الأَربعین درهماً أُوقیةً، و یسمون العشرین نَشّاً، و یسمون الخمسة نَواةً. و نَشْنَشَ الطائرُ رِیشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوی له إِهْواءً خفیفاً فنَتَف منه و طَیَّر به، و قیل: نتَفَه فأَلقاه؛ قال: رأَیتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ، یُنَشْنِشُ أَعلی رِیشِه و یُطایِرهْ و كذلك وضعْتُ له لَحْماً فنَشْنَشَ منه إِذا أَكل بعَجَلة و سرعة؛ و قال أَبو الدرداء لبَلْعَنْبر یصف حیة نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِیر: فنَشْنَشَ إِحدی فِرْسِنَیْها بِنَشْطةٍ، رَغَتْ رَغْوَةً منها، و كادَتْ تُقَرْطِبُ و نَشْنَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه كان یَنُشُّ الناس بعد العِشاء بالدِّرَّة‌أَی یَسُوقُهم إِلی بیوتهم. و النَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفیق، و یروی بالسین، و هو السَّوْق الشدید؛ قال شمر: صحّ الشین عن شعبة فی حدیث عمر و ما أَراه إِلَّا صحیحاً؛ و كان أَبو عبید یقول: إِنما هو یَنُسُّ أَو یَنُوش. و قال شمر: نَشْنَشَ الرجلُ الرجلَ إِذا دفعه و حَرَّكه. و نَشْنَش ما فی الوِعاء إِذا نَتَرَه و تناوَلَه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: الأُقْحُوَانةُ إِذ یُثْنیَ بجانِبِها كالشَّیخ، نَشْنَشَ عنه الفارِسُ السَّلَبا و قال الكمیت: فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِیراً و نَشْنَشُوا حَقِیبَتها، بین التَّوَزُّع و النَّتْرِ و النَّشْنَشَةُ: النَّفْض و النَّتْرُ. و نَشْنَشَ الشجرَ: أخذ من لِحائه. و نَشْنَشَ السَّلَب: أَخذه. و نَشَّشْت الجلد إِذا أَسرعْت سلْخَه و قطَعْته عن اللحم؛ قال مرة بن مَحْكان: أَمْطَیْتُ جازِرَها أَعْلی سَناسِنها، فَخِلْتُ جازِرَنا من فوقِها قَتَبا یُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها و هی بارِكةٌ، كما یُنَشْنِشُ كفَّا قاتِلٍ سَلَبا أَمْطَیْتُه أَی أَمْكَنْتُه من مَطاها و هو ظَهْرُها أَی عَلا علیها لیَنْتَزِع عنها جلْدَها لمَّا نُحِرَت. و السَّناسِنُ: رؤُوسُ الفَقارِ، الواحدُ سِنْسِنٌ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 354
و القتَبُ: رَحْلُ الهَوْدج، و یروی: … كفَّا فاتِلٍ سَلَبا، فالسَّلَبُ علی هذا ضرْبٌ من الشجر یُمَدُّ فَیَلِینُ بذلك ثم یُفْتل منه الحُزُم. و رجل نَشْنَشِیُّ الذِّراعِ: خفیفُها رَحْبُها، و قیل: خفیف فی عمله و مِرَاسِه؛ قال: فقامَ فَتًی نَشْنَشیُّ الذِّراع، فلَم یَتَلَبَّثْ و لم یَهْمُمِ و غلام نَشْنَشٌ: خفیفٌ فی السفر. ابن الأَعرابی: النَّشُّ السَوْق الرفیق، و النَشُّ الخَلْط؛ و منه زَعْفرانٌ مَنْشُوش. و رَوَی عبدُ الرزاق عن ابن جریج: قلت لعطاء الفَأْرَةُ تَمُوت فی السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن، قال: أَما الدُّهن فیُنَشُّ و یُدَّهَنُ به إِن لم تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ: لیس فی نفسك من أَن یأْثمَ إِذا نشَّ؟ قال: لا، قال: قلتُ فالسَّمْنُ یُنَشُّ ثم یؤْكل، قال: لیس ما یؤْكل به كهیئة شی‌ءٍ فی الرأْس یُدَّهَنُ به، و قوله یُنَشُّ و یدهن به إَن لم تَقذَره نفسُك أَی یُخلط و یُداف. و رجل نَشْناشٌ: و هو الكَمِیشةُ یَداه فی عمَله. و یقال: نَشْنَشَه إِذا عَمِلَ عَملًا فأَسرع فیه. و النَّشْنَشةُ: صوت حركةِ الدُّرُوع و القرْطاسِ و الثوبِ الجدید، و المَشْمَشةُ: تفریقُ القُمَاش. و النِّشْنِشةُ: لغةٌ فی الشِّنْشِنَةِ ما كانت؛ قال الشاعر: بَاكَ حُیَیٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ، نَشْنَشَها أَرْبعةً ثم جَلَسْ رأَیت فی حواشی بعض الأُصول: البَوْكُ للحمار و النَّیْك للإِنسان. و نَشْنَشَ المرأَةَ و مَشْمَشها إِذا نكحَها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَنه قال لابن عباس فی شی‌ءٍ شاوَرَه فیه فأَعْجَبه كلامُه فقال: نِشْنِشةٌ أَعرِفُها من أَخْشَن؛ قال أَبو عبید: هكذا حدَّثَ به سفیان و أَما أَهل العربیة فیقولون غیرَه، قال الأَصمعی إِنما هو: شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم قال: و النِّشْنِشةُ قد تكون كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تقطع من اللحم، و قال أَبو عبیدة: شِنْشِنة و نِشْنشة، قال ابن الأَثیر: نِشْنشةٌ من أَخْشَن أَی حجَرٌ من جبل، و معناه أَنه شبَّهه بأَبیه العباس فی شَهامتِه و رأْیِه و جُرْأَتِه علی القول، و قیل: أَراد أَن كلمته منه حجرٌ من جبل أَی أَن مثلها یجی‌ءُ من مثله، و قال الحربی: أَراد شِنشِنةٌ أَی غَریزة و طبیعة. و نَشْنَشَ و نشَّ: ساقَ و طَرَدَ. و النَشْنَشةُ: كالخَشْخَشة؛ قال: للدِّرْع فوق مَنْكِبیه نَشْنَشَهْ و روی الأَزهری عن الشافعی قال: الأَدْهان دُهْنانِ: دُهْنٌ طیِّب مثل الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّیب، و دُهْنٌ لیس بالطَّیِّب مثل سَلِیخة الْبان غیر مَنْشُوشٍ و مثل الشِّبْرِق. قال الأَزهری: المَنْشوشُ المُرَبَّبُ بالطیْب إِذا رُبِّب بالطِّیب فهو مَنْشُوش، و السَّلِیخةُ ما اعْتُصر من ثمَر البان و لم یُرَبَّبْ بالطِّیب. قال ابن الأَعرابی: النَّشّ الخَلْط. و نَشَّةُ و نَشْناشٌ: اسمان. و أَبو النَّشْناش: كنیة؛ قال: و نائِیة الأَرْجاءِ طامِیة الصُّوی، خَدَتْ بأَبی النَّشْناشِ فیها ركائبُهْ و النَّشْناشُ: موضع بعینه؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: بِأَوْدِیَةِ النَّشْناشِ حتی تتابَعَتْ رِهامُ الحَیا، و اعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ

نطش؛ ج6، ص: 354

: النَطْشُ: شِدَّةُ جَبْلةِ الخَلْقِ. و رجلٌ نَطِیشُ جَبْلةِ الظَّهْرِ: شدیدُها. و قولُهم ما به
لسان العرب، ج‌6، ص: 355
نَطِیشٌ أَی ما به حَراكٌ و قوَّة؛ قال رؤبة: بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ النَّطِیشِ و فی النوادر: ما به نَطِیشٌ و لا حَویلٌ و لا حَبِیصٌ و لا نَبِیصٌ أَی ما به قوة. و عطْشان نَطْشان: إِتباع.

نعش؛ ج6، ص: 355

: نَعَشَه اللَّهُ یَنْعَشُه نَعْشاً و أَنْعَشَه: رَفَعَه. و انْتَعَشَ: ارتفع. و الانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس. و النَّعْشُ: سَریرُ المیت منه، سمی بذلك لارتفاعه، فإِذا لم یكن علیه میّت فهو سریر؛ و قال ابن الأَثیر: إِذا لم یكن علیه میت محمول فهو سریر. و النَّعْشُ: شَبِیهٌ بالمِحَفَّة كان یُحْمَل علیها المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قال النابغة: أَ لم تَرَ خَیْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه علی فِتْیةٍ، قد جاوَزَ الحَیَّ سائرا؟ و نَحْنُ لَدَیْه نسأَل اللَّه خُلْدَه، یُرَدُّ لنا مَلْكاً، و للأَرض عامِرا و هذا یدل علی أَنه لیس بمیت، و قیل: هذا هو الأَصل ثم كثر فی كلامهم حتی سُمِّی سریرُ المیت نَعْشاً. و میت مَنْعُوشٌ: محمول علی النَعْش؛ قال الشاعر: أَ مَحْمُولٌ علی النَّعْشِ الهُمام؟ و سئل أَبو العباس أَحمد بن یحیی عن قول عنترة: یَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، و كأَنه حَرَجٌ علی نَعْشٍ لهنَّ مُخَیِّم فحَكی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لا عَقل له. و قال أَبو العباس: إِنما وصف الرِّئالَ أَنها تتبع النعامةَ فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، و كأَن قُلَّةَ رأْسها میتٌ علی سریر، قال: و الروایة مخیِّم، بكسر الیاء؛ و رواه الباهِلیّ: و كأَنه زَوْجٌ علی نعش لهن مخیَّم بفتح الیاء؛ قال: و هذه نعام یُتْبَعْن. و المُخَیَّمُ: الذی جُعِل بمنزلة الخَیْمة. و الزَّوْجُ: النَّمطُ. و قُلَّةُ رأْسه: أَعْلاهُ. یَتْبَعْن: یعنی الرِّئالَ؛ قال الأَزهری: و من رواه حَرَجٌ علی نعش، فالحَرَجُ المَشْبَك الذی یُطْبَق علی المرأَة إِذا وُضِعت علی سریر المَوْتی و تسمیه الناس النَّعْش، و إِنما النَّعْش السریرُ نفسُه، سمی حَرَجاً لأَنه مُشَبَّكٌ بعِیدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج. قال: و یقولون النَّعْش المیت و النَّعْش السریر. و بَناتُ نعش: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة منها نَعْش لأَنها مُربّعة، و ثلاثةٌ بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الكوكب مذكر فَیُذكِّرونه علی تذكیره، و إِذا قالوا ثلاث أو أَربع ذهبوا إِلی البنات، و كذلك بَناتُ نَعْشٍ الصُّغْری، و اتفق سیبویه و الفراء علی ترك صرْف نعْش للمعرفة و التأْنیث، و قیل: شبهت بحَمَلة النَّعْشِ فی تَرْبیعها؛ و جاء فی الشعر بَنُو نَعْش، أَنشد سیبویه للنابغة الجَعْدیّ: و صَهْباء لا یَخْفی القَذی و هی دُونَه، تُصَفَّقُ فی رَاوُوقِها ثم تُقْطَبُ تمَزَّزْتُها، و الدِّیكُ یَدْعُو صَباحَهُ، إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا الصَّهْباءُ: الخَمْرُ. و قوله لا یَخْفی القَذی و هی دونه أَی لا تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فیها لكونها صافیة فالقَذی یُری فیها إِذا وقع. و قوله: … و هی دونه یرید أَن القَذی إِذا حصل فی أَسفل الإِناء رآه الرائی فی الموضع الذی فَوْقَه الخمرُ و الخمرُ أَقْربُ إِلی الرائی من القذی، یرید أَنها یُری ما وراءها. و تُصَفَّق:
لسان العرب، ج‌6، ص: 356
تُدارُ من إِناء إِلی إِناء. و قوله: تمزَّزْتُها أَی شَرِبْتها قلیلًا قلیلًا. و تُقْطَب: تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهری: و للشاعر إِذا اضطر أَن یقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، و أَنشد البیت، و وجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوی و بناتُ عُرْس، و الواحدُ منها ابنُ عُرْس و ابن مِقْرَض «4»، یؤنثون جمْعَ ما خلا الآدمیّین؛ و أَما قول الشاعر: تَؤُمُّ النَّواعِشَ و الفَرْقَدَین، تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبینا فإِنه یرید بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ أَبْرَصَ الأَبارِصَ، فإِن قلت: فكیف كَسَّر فَعْلًا علی فَواعِلَ و لیس من بابه؟ قیل: جاز ذلك من حیث كان نَعْشٌ فی الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً، و المَصْدرُ إِذا كان فَعْلًا فقد یُكسَّر علی ما یكسَّر علیه فاعِل، و ذلك لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حیث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما موقعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَی قُمْ قیاماً، و كقوله سبحانه: قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مٰاؤُكُمْ غَوْراً. و نَعَشَ الإِنسان یَنْعَشُه نَعْشاً: تَدارَكَه من هَلَكةٍ. و نَعَشَه اللَّهُ و أَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قال رؤبة: أَنْعَشَنی منه بسَیْبٍ مُقْعَثِ و یقال: أَقْعَثَنی و قد انْتَعَشَ هو. و قال ابن السكیت: نَعَشَه اللَّهُ أَی رَفَعَه، و لا یقال أَنْعَشه و هو من كلام العامَّة، و فی الصحاح: لا یقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة: لا یَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه داعٍ یُنادِیه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم و انْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه. و نَعَّشْتُ له: قلت: له نَعَشَك اللَّهُ؛ قال رؤبة: و إِنْ هَوی العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا له، و عالَیْنا بتَنْعِیشٍ لَعَا و قال شمر: النَّعْشُ البقاءُ و الارتفاع. یقال: نَعَشَه اللَّه أَی رَفَعَه اللَّهُ و جَبَره. قال: و النَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع علی السریر. و النَّعْشُ: الرفْعُ. و نَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو رَفَعْته بعد عَثْرة. قال: و النَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم یَنْعَشُونه أَی یذكُرونه و یَرْفَعون ذِكْرَه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّهُ؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ و منه قولهم: تَعِسَ فلا انْتَعَش، و شِیكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَی لا ارْتَفَع و هو دُعاء علیه. و‌قالت عائشة فی صِفَة أَبیها، رضی اللَّه عنهما: فانْتاشَ الدِّینَ بنَعْشِه إِیّاه‌أَی تَدارَكَه بإِقامته إِیاه من مَصْرَعِه، و‌یروی: فانْتاشَ الدِّینَ فَنَعَشَه، بالفاء علی أَنه فِعْل و‌فی حدیث جابر: فانْطَلَقْنا به نَنْعَشُه‌أَی نُنْهِضه و نُقَوّی جأْشَه. و نَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت مائلةً فأَقَمْتها. و الرَّبِیعُ یَنْعَشُ الناسَ: یُعیشُهم و یُخْصِبهم؛ قال النابغة: و أَنتَ رَبِیعٌ یَنْعَشُ الناسَ سَیْبُه، و سَیفٌ، أُعِیرَتْه المَنِیّةُ، قاطعُ

نغش؛ ج6، ص: 356

: النَغْشُ و الانْتِغاشُ و النَّغَشانُ: تحرُّكُ الشی‌ء فی مكانه. تقول: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْیاناً و رأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ و أَنشد اللیث لبعضهم فی صفة القُراد: إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ حُشاشَتُها، فی غیر لَحْم و لا دَم
(4). قوله [و الواحد منها ابن عرس و ابن مقرض] هكذا فی الأَصل بدون ذكر ابن آوی و بدون تقدم بنات مقرض.
لسان العرب، ج‌6، ص: 357
و‌فی الحدیث أَنه قال: مَنْ یَاْتِینی بخبَرِ سعْدِ بن الربیع؟ قال محمدُ بن سلَمةَ: فرَأَیتُه وسَطَ القَتْلی صَریعاً فنادَیْتُه فلم یُجِبْ، فقُلْت: إِن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، أَرْسَلَنی إِلیك، فَتَنَغَّشَ كما تَتَنَغّشُ الطیرُ‌أَی تحرَّك حركة ضعیفة. و انْتَغَشَت الدارُ بأَهلها و الرأْسُ بالقَمْل و تَنَغَّشَ: ماجَ. و التَّنَغُّشُ: دخولُ الشی‌ء بعضه فی بعض كتداخُلِ الدَّبَی و نحوِه. أَبو سعید: سُقِی فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً. و نَغَشَ إِذا تحرَّك بعد أَن كان غُشِی علیه، و انْتَغَشَ الدُّودُ. ابن الأَعرابی: النُّغَاشِیّون هم القِصارُ. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی نُغاشِیّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تعالی.و النُّغَاشُ: القَصِیرُ. و‌ورد فی الحدیث: أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثم قال: أَسْأَلُ اللَّهَ العافیةَ، و فی روایة أُخری: مرّ برجل نُغاشِیٍّ؛ النُّغَاشُ و النُّغاشِیُّ: القصیرُ أَقْصَر ما یكون، الضعیف الحركة الناقص الخَلْق. و نغَشَ الماء إِذا رَكِبَه البعیرُ فی غَدِیر و نحوه، و اللَّه عز و جل أَعلم.

نفش؛ ج6، ص: 357

: النَفَشُ: الصُّوفُ. و النَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حتی یَنْتَفِشَ بعضه عن بعض، و عِهْنٌ مَنْفُوشٌ، و التَّنْفِیشُ مثلُه. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن كسْب الأَمَةِ إِلَّا ما عَمِلَت بیدَیْها نحو الخَبْزِ و الغَزْل و النَفْشِ؛ هو نَدْفُ القُطْن و الصُّوفِ، و إِنما نَهَی عن كَسْبِ الإِماء لأَنه كانت علیهن ضَرائِبُ فلم یَأْمَن أَن یكونَ منهنّ الفُجورُ، و لذلك جاء‌فی روایة: حتی یُعْلم من أَیْنَ هُو.و نَفَشَ الصوفَ و غیره یَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حتی یتجوَّف، و قد انْتَفَش. و أَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ و مُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة علی الوجه. و‌فی حدیث ابن عباس: و إِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَین‌أَی واسعً مَنْخِرَی الأَنفِ و هو من التفریق. و تَنَفَّشَ الضِّبْعانُ و الطائرُ إِذا رأَیته مُتَنَفّشَ الشعَر و الرِّیشِ كأَنه یَخاف أَو یُرْعَد، و أَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كذلك. و كلُّ شی‌ء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ و مُنْتَفِشٌ. و انْتَفَشَت الهِرّةُ و تَنَفَّشَت أَی ازْبَأَرّتْ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه أَتی علی غُلام یَبِیعُ الرَّطْبةَ فقال: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها‌أَی فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ فی عین المشتری. و النَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق. ابن السكیت: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر الإِبلُ باللیل فتَرْعَی، و قد أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها فی اللیل فتَرْعَی، بِلا راعٍ. و هی إِبل نُفّاشٌ. و یقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش و تَنفِشُ و نَفِشَت تَنفَش إِذا تفرّقت فرَعَتْ باللیل من غیر عِلْم راعیها، و الاسمُ النفَشُ، و لا یكون النَّفَشُ إِلا باللیل، و الهَمَلُ یكون لیلًا و نهاراً. و یقال: باتت غنمُه نَفَشاً، و هو أَن تَفَرّقَ فی المرعی من غیر علم صاحبها. و‌فی حدیث عبد اللَّه بن عمرو: الحَبّةُ فی الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعیر یَبِیتُ نافِشاً‌أَی راعیاً باللیل. و یقال: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش و تَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت لیلًا بلا راعٍ، و هَمَلَتْ إِذا رعت نهاراً. و نَفَشَت الإِبلُ و الغنم تَنْفُش و تَنْفِش نَفَشاً و نُفُوشاً: انتشرت لیلًا فرعت، و لا یكون ذلك بالنهار، و خص بعضهم به دخولَ الغنم فی الزرع. و فی التنزیل: إِذْ نَفَشَتْ فِیهِ غَنَمُ الْقَوْمِ؛ و إبل نَفَشٌ و نُفَّشٌ و نُفّاشٌ و نَوافِشُ. و أَنْفَشَها راعِیها: أَرْسَلَها لَیْلًا ترعی و نامَ عنها، و أَنْفشْتها أَنا إِذا تركتها ترعی بلا
لسان العرب، ج‌6، ص: 358
راع؛ قال: اجْرِشْ لها یا ابنَ أَبی كِباشِ «1»، فما لها اللَّیْلةَ من إِنْفاشِ، إِلا السُّرَی و سائقٍ نَجّاشِ قال أَبو منصور: إِلَّا بمعنی غیر السُّری كقوله عز و جل: لَوْ كٰانَ فِیهِمٰا آلِهَةٌ إِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا؛ أَراد لو كان فیهما آلهة غیر اللَّه لفسدتا، فسبحان اللَّه و قد یكون النَفْش فی جمیع الدواب و أَكثرُ ما یكون فی الغنم، فأَما ما یخص الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، و روی المنذری عن أَبی طالب أَنه قال قولهم: إِن لم یكن شَحْمٌ فنَفَشٌ، قال: قال ابن الأَعرابی: معناه إِن لم یكن فِعْلٌ فرِیاءٌ.

نقش؛ ج6، ص: 358

: النَّقْشُ النَّقّاشُ «2»، نَقَشَه یَنْقُشُه نَقْشاً و انْتَقَشَه: نَمْنَمَه، فهو مَنْقُوشٌ، و نَقَّشَه تَنْقِیشاً، و النَقّاشُ صانِعُه، و حِرْفتُه النِّقَاشةُ، و المِنقاشُ الآلةُ التی یُنْقَش بها؛ أَنشد ثعلب: فوا حَزَنَا إِنّ الفِراقَ یَرُوعُنی بمثل مَناقِیشِ الحُلِیّ قِصَارِ قال: یعنی الغِرْبان. و النَّقْشُ: النتْفُ بالمِنْقاشِ، و هو كالنَتْشِ سواء. و المَنْقُوشةُ: الشجّةُ التی تُنْقَشُ منها العظامُ أَی تُستخرج؛ قال أَبو تراب: سمعت الغَنوِیّ یقول: المُنَقِّشةُ المُنَقِّلةُ من الشِّجَاج التی تَنَقَّل منها العظامُ. و نَقَشَ الشوكةَ یَنْقُشُها نَقْشاً و انْتَقَشها: أَخرجها من رِجْله. و‌فی حدیث أَبی هریرة: عَثَرَ فلا انْتَعَش، و شِیكَ فلا انْتَقَش‌أَی إِذا دَخَلت فیه شوكةٌ لا أَخْرَجها من موضعها، و به سمی المِنْقاشُ الذی یُنْقَشُ به و قالوا: كأَن وجهَه نُقِشَ بقَتادةٍ أَی خُدِشَ بها، و ذلك فی الكراهة و العُبُوس و الغضَب. و ناقَشَه الحسابَ مُناقشةً و نِقاشاً: استقصاه. و‌فی الحدیث: من نُوقِشَ الحسابَ عُذّبَ‌أَی من استُقْصِی فی مُحاسبته و حُوقِق؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها: من نُوقِشَ الحسابَ فقد هَلَك.و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: یَجْمَع اللَّهُ الأَوّلین و الآخرین لنِقاشِ الحساب؛ و هو مصدر منه. و أَصل المُناقَشة من نقَش الشوكة إِذا استخرجها من جسمه، و قد نَقَشَها و انْتَقَشها. أَبو عبید: المُناقَشةُ الاستقصاء فی الحساب حتی لا یُتْرَك منه شی‌ء. و انْتَقَش منه جمیعَ حقِّه و تَنَقَّشه: أَخذه فلم یدَع منه شیئاً؛ قال الحرث بن حِلِّزة الیَشْكُرِیّ: أَو نَقَشْتم، فالنَقْشُ یَجْشَمُه الناسُ، و فیه الصِّحاحُ و الإِبْراءُ «3» یقول: لو كان بیننا و بینكم محاسبةٌ عرفتم الصحة و البَراءَة؛ قال: و لا أَحسَب نَقْش الشوكةِ من الرِّجْل إِلا من هذا، و هو استخراجُها حتی لا یُترك منها شی‌ء فی الجسد؛ و قال الشاعر: لا تَنْقُشَنّ برِجْل غیرك شَوكةً، فتَقی بِرجْلِك رِجْلَ من قد شاكَها و الباء أُقیمت مُقام عن؛ یقول: لا تَنْقُشَنّ عن رِجْل غیرك شوكاً فتجعله فی رجلك؛ قال: و إِنما سمِّی المِنْقاشُ مِنْقاشاً لأَنه یُنْقَشُ به أَی یُسْتخرج به الشوكُ. و الانْتِقاشُ: أَن تَنْتَقِشَ علی فَصِّك أَی تسأَل النقّاشَ أَن یَنْقُش علی فَصِّك؛ و أَنشد لرجل نُدِب
(1). قوله [اجرش] كذا فی الأَصل بهمزة الوصل و بشین آخره و هی روایة ابن السكیت، قال فی الصحاح: و الرواة علی خلافه، یعنی أَجرس بهمزة القطع و سین آخره. (2). قوله [النقش النقاش] كذا ضبط فی الأَصل. (3). فی معلقة الحرث بن حلِّزة: الإِسقام بدل الصحاح.
لسان العرب، ج‌6، ص: 359
لعمَلٍ و كان له فرس یقال له صِدامٌ: و ما اتَّخذْتُ صِداماً للمُكوثِ بها، و ما انْتَقَشْتُك إِلا للوَصَرَّاتِ قال: الوَصَرّةُ القَبالةُ بالدُّرْبةِ. و قوله: ما انْتَقَشْتك أَی ما اخْتَرْتك. و انْتَقَشَ الشی‌ءَ: اختاره. و یقال للرجُل إِذا تخیّر لنفسه شیئاً: جادَ ما انْتَقَشَه لنفسه. و یقال للرجل إِذا اتخذ لنفسه خادماً أَو غیره: انْتَقَشَ لنفسه. و‌فی الحدیث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَی خیراً فإِنه مالٌ رَقِیقٌ و انْقُشُوا له عَطنَهُ؛ و معنی النَّقْشِ تَنْقِیةُ مَرابِضِها مما یُؤذیها من حجارة أَو شوك أَو غیره. و النَّقْشُ: الأَثَرُ فی الأَرض؛ قال أَبو الهیثم: كتبت عن أَعرابی یَذْهبُ الرَّمادُ حتی ما نَرَی له نَقْشاً أَی أَثراً فی الأَرض. و المَنْقُوشُ من البُسْرِ: الذی یُطْعَن فیه بالشوك لیَنْضَج و یُرْطِبَ. أَبو عمرو: إِذا ضُرِب العِذْقُ بشوكة فأَرْطَبَ فذلك المَنْقُوشُ،. و الفِعْل منه النَّقْشُ. و یقال: نُقِشَ العذق، علی ما لم یسمّ فاعلُه، إِذا ظهر فیه نُكَتٌ من الإِرْطابِ. و ما نَقَشَ منه شیئاً أَی ما أَصابَ، و المعروف ما نَتَشَ. ابن الأَعرابی: أَنقش إِذا أَدام نَقْشَ جاریتِه، و أَنْقَشَ إِذا اسْتَقْصی علی غَرِیمه. و انْتَقَشَ البعیرُ إِذا ضرَب بیده الأَرضَ لشی‌ء یَدخل فی رجله؛ و منه قیل: لَطَمَه لَطْمَ المُنْتَقِش؛ و قول الراجز: نَقْشاً و رَبّ البیت أَیّ نَقْشِ قال أَبو عمرو: یعنی الجِماعَ.

نكش؛ ج6، ص: 359

: النَّكْشُ: شِبْهُ الأَتْیِ علی الشی‌ء و الفراغ منه. و نَكَشَ الشی‌ءَ یَنْكِشُه و یَنْكُشُه نَكْشاً: أَتی علیه و فرغ منه. یقول: انتَهَوْا إِلی عُشْبٍ فنَكَشُوه، یقول: أَتَوْا علیه و أَفْنَوْه. و بَحر لا یُنْكَشُ: لا یُنْزَف، و كذلك البئر. و نَكَشْتُ البئر أَنْكِشُها، بالكسر، أَی نَزفْتها؛ و منه قولهم: فلان بحر لا یُنْكَشُ، و عنده شجاعة ما تُنْكَشُ. و‌قال رجل من قریش فی علی بن أَبی طالب، رضی اللَّه عنه: عنده شجاعة ما تُنْكَشُ، فاستعاره فی الشجاعة، أَی ما تُسْتخرج و لا تُنْزف لأَنها بعیدةُ الغایةِ، یقال: هذه بئر ما تُنْكَش أَی ما تُنْزح. و تقول: حَفَرُوا بِئْراً فما نَكَشُوا منها بعیداً أَی ما فرَغُوا منها؛ قال أَبو منصور: لم یُجَوِّد اللیثُ فی تفسیر النَّكش. و النّكْشُ: أَن تَسْتَقِیَ من البئر حتی تُنْزَحَ. و رجل مِنْكَشٌ: نَقّابٌ عن الأُمور.

نمش؛ ج6، ص: 359

: النَّمَشُ: خُطوط النُّقوشِ من الوَشْی و غیرِه؛ و أَنشد: أَ ذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْی أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ ناشِطٌ شَبَبُ؟ و النَمَشُ، بالتحریك: نُقَطٌ بیض و سُود؛ و منه ثور نَمِشٌ، بكسر المیم، و هو الثور الوحشی الذی فیه نقط. و النَّمَشُ: بیاضٌ فی أُصول الأَظفار یذهب و یعود، و النَّمَشُ یقَعُ علی الجِلْد فی الوجه یخالف لونَه، و ربما كان فی الخَیل، و أَكثرُ ما یكون فی الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً و هو أَنْمَشُ. و نَمَشَه یَنْمِشُه نَمْشاً: نقَشَه و دَبَّجَه. و نَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر: أَ ذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه. و‌فی الحدیث: فعَرَفْنا نَمَشَ أَیدیهم فی العُذوقِ.و النَّمشُ، بفتح المیم و سكونها: الأَثرُ، أَی أَثَرَ أَیدیهم فیها، و أَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بیض و سود فی اللَّون. و ثَوْر نَمِشٌ، بالكسر. اللیث: النَّمْشُ النمیمةُ و السِّرارُ، و النَّمْشُ الالتِقاطُ للشی‌ء كما یَعْبَثُ الإِنسان بالشی‌ء
لسان العرب، ج‌6، ص: 360
فی الأَرض؛ و روی المنذری أَن أَبا الهیثم أَنشده: یا مَنْ لقَوْمٍ رأْیُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ، إِنْ یَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا فی أَذَنْ، و نَمَشُوا بكَلِمٍ غیر حَسَنْ قال: نَمَشُوا خَلَطُوا. و ثورٌ نَمِشُ القوائِم: فی قوائمه خطوطٌ مختلفة؛ أَرادَ: خَلَطُوا حدیثاً حسَناً بقبیح، قال: و یُرْوی. نَمَّشُوا … أَی أَسَرُّوا و كذلك هَمَشُوا. و عَنْز نَمْشاءُ أَی رَقْطاء. و یقال فی الكذب: نَمَشَ و مَشَنَ و فَرَشَ و دَبَشَ. و بعیر نَمِشٌ و نَهِشٌ إِذا كان فی خُفِّه أَثر یتبیّن فی الأَرض من غیر إِثْرة. و نَمَشَ الكلامَ: كذَب فیه و زوّرَه؛ قال الراجز: قال لها، و أُولِعَتْ بالنَّمْشِ: هل لكِ یا خَلِیلتی فی الطَّفْشِ؟ استعمل النَّمْشَ فی الكَذِب و التَّزْویر؛ و مثله قول رؤبة: عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُیشِ، إِلیّ سِرّاً فاطْرُقی و مِیشِی یعنی بالترقیش التزیینَ و التزویرَ. و نَمَشَ الدَّبی الأَرضَ یَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ من كَلَئِها و ترك. و النَّمْشُ: الالتِقاطُ و النَّمِیمةُ، و قد نَمشَ بینهم، بالتخفیف، و أَنمَشَ. و رجل مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قال: و ما كُنْت ذا نَیْرَبٍ فیهمُ، و لا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل جَرّ مُنْمِشاً علی توهم الباء فی قوله ذا نَیْرَب حتی كأَنه قال: و ما كنت بذی نَیْرَبٍ؛ و نظیرُه ما أَنشده سیبویه من قول زهیر: بَدا لِیَ أَنی لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضی، و لا سابقٍ شیئاً إِذا كان جائیَا

نهش؛ ج6، ص: 360

: نَهَشَ یَنْهَش و یَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشی‌ء بفَمِه لیَعَضَّه فیؤثر فیه و لا یَجْرحه، و كذلك نَهْشُ الحیّةِ، و الفِعلُ كالفعل. اللیث: النَّهْشُ دون النَّهْسِ، و هو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ من بعید كنَهْش الحیة، و النَّهْسُ القبض علی اللحم و نَتْفُه. قال أَبو العباس: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، و النَّهْسُ بالأَسْنان و الأَضْراس. و نَهشَتْه الحیةُ: لسَعَتْه الأَصمعی: نَهَشَتْه الحیةُ و نَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ و قال أَبو عمرو فی قول أَبی ذؤیب: یَنْهَشْنَه و یَذُودُهُنّ و یَحْتَمِی یَنْهَشْنَه: یَعْضَضْنَه؛ قال: و النَّهْشُ قریب من النَّهْس؛ و قال رؤبة: كَمْ مِنْ خَلیلٍ و أَخٍ مَنْهوشِ، مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ قال: المَنْهُوشُ الهَزیلُ. و یقال: إِنه لمَنْهُوشُ الفخذین، و قد نُهِشَ نَهْشاً. و سُئِل ابنُ الأَعرابی عن‌قول علیّ، علیه السلام: كان النبیُّ، صلی اللَّه علیه و سلم، مَنْهوشَ القَدَمَین‌فقال كان مُعَرَّقَ القدمین. و رجل مَنْهوشٌ أَی مَجْهودٌ مهزول. و‌فی الحدیث: و انْتَهَشَت أَعْضادُنا‌أَی هُزِلَت. و النَّهْشُ: النَّهْسُ، و هو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛ قال الكمیت: و غادَرْنا، علی حُجْرِ بنِ عَمْرٍو، قَشاعِمَ یَنْتَهِشْنَ و یَنْتَقِینا یروی بالشین و السین جمیعاً. و نَهْشُ السبعِ: تَناوُله الطائفةَ من الدابّة. و نهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بلسانه. و المَنْهوشُ من الرجال: القلیلُ اللحم و إِن سَمِنَ، و قیل: هو القلیلُ اللحم الخفیفُ، و كذلك النَّهْشُ و النَّهِشُ و النَّهِیشُ و النَّهْشُ: قلةُ لحم الفخذین. و فلان نَهْشُ الیدین أَی خفیفُ الیدین فی المَرِّ، قلیلُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 361
اللحم علیهما. و دابة نَهْشُ الیدین أَی خفیف، كأَنه أُخذ من نَهْشِ الحیة؛ قال الراعی یصف ذئباً: مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فیه شُكْلَةٌ، نَهْشَ الیدین، تَخالُه مَشْكولا و قوله تَخاله مَشْكولا أَی لا یستقیم فی عَدْوِه كأَنه قد شُكِل بِشِكالٍ؛ قال ابن بری: صواب إِنشاد هذا البیت: نهشَ الیدین …، بنصب الشین، لأَنه فی صفة ذئب و هو منصوب بما قبله: وقْع الرَّبیعِ و قد تَقارَبَ خَطْوُه، و رَأَی بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا و عَقْوَتُه: ساحتُه. و الأَزَلُّ: الذئب الأَرْسحُ، و الأَرْسَحُ: ضدُّ الأَسْته. و النَّسُولُ: من النَّسَلانِ و هو ضرب من العَدْوِ؛ و قال أَبو ذؤیب: یَعْدُو به نَهِش المُشَاشِ كأَنه صَدَعٌ سَلِیمٌ، رَجْعه لا یَظْلع ابن الأَعرابی: قد نَهَشَه الدهرُ فاحتاج. ابن شمیل: نُهِشَت عضدُه أَی دَقَّتْ. و المَنْهُوشُ من الأَحْراح: القلیلُ اللحم. و‌فی الحدیث: من اكتَسَبَ مالًا من نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ من هنا و هنا؛ عن ابن الأَعرابی و لم یفسر نَهَشَ؛ قال ابن سیدة: و لكنه عندی أَخَذَ. و قال ثعلب: كأَنه أَخَذَه من أَفواه الحیّات و هو أَن یكتِسِبَه من غیر حِلِّه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، بالنون، و هی المَظالمُ من قوله نهَشَه إِذا جهَدَه، فهو مَنْهوش، و یجوز أَن یكون من الهَوْشِ الخَلْطِ، قال: و یُقْضی بزیادة النون و یكون نظیرَ قولهم تَباذِیرَ و تخارِیبَ من التَبْذِیر و الخَرابِ. و المُنْتَهِشةُ من النساء: التی تخْمِشُ وجهَها عند المصیبة، و النَّهْشُ: له أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، لعَنَ المُنْتَهِشةَ و الحالِقةَ؛ و من هذا قیل: نهَشَتْه الكِلابُ.

نوش؛ ج6، ص: 361

: ناشَه بیدِه یَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قال درید بن الصمّة: فجئت إِلیه، و الرِّماحُ تَنُوشُه، كوَقْعِ الصَّیاصی فی النَّسِیج المُمَدَّدِ و الانْتِیاشُ مثله؛ قال الراجز: باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِیاشا و تَناوَشَه كناشه. و فی التنزیل: وَ أَنّٰی لَهُمُ التَّنٰاوُشُ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛ أَی فكیف لهم أَن یتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِیمان و امتنع بعْد أَن كان مبذولًا لهم مقبولًا منهم. و قال ثعلب: التَّنٰاوُشُ،. بلا همز، الأَخْذُ من قُرْب، و التناؤشُ، بالهمز، من بُعْد، و قد تقدم ذكره أَولَ الفصل. و قال أَبو حنیفة: التناوُش بالواو من قُرْب. قال اللَّه تعالی: وَ أَنّٰی لَهُمُ التَّنٰاوُشُ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛ قال أَبو عبید: التَّنٰاوُشُ بغیر همز التَّناوُلُ و النَّوْشُ مثله، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً. قال الفراء: و أَهل الحجاز تركوا همْزَ التَّناوُشِ و جعَلوه من نُشْتُ الشی‌ء إِذا تَناوَلْته. و قد تَناوشَ القومُ فی القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح و لم یَتدانَوْا كلَّ التَّدانی. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: كُنْتُ أُناوِشُهم و أُهاوِشُهم فی الجاهلیة‌أَی أُقاتِلُهم؛ و قرأَ الأَعمش و حمزة و الكسائی التناؤش بالهمز، یجعلونه من نَأَشْت و هو البُطْء؛ و أَنشد: و جِئْتَ نَئِیشاً بعْدَ ما فاتَك الخَبَرْ أَی بَطیئاً متأَخراً، مَنْ همز فمعناه كیف لهم بالحركة فیما لا جَدْوی له، و قد ذكر ذلك فی ترجمة نأَش. قال الزجاج: التَّنٰاوُشُ، بغیر همز، التناوُلُ؛ المعنی و كیف لهم أَن یَتَناوَلوا ما كان مَبْذُولًا لهم و كان قریباً منهم فكیف یَتَناوَلونه حین بَعُدَ عنهم، یعنی الإِیمان
لسان العرب، ج‌6، ص: 362
باللَّه كانَ قَریباً فی الحیاة فضَیّعُوه، قال: و من هَمَز فهو الحركة فی إِبْطاء، و المعنی مِنْ أَین لهم أَن یتحركوا فیما لا حِیلَة لهم فیه؛ الجوهری: یقول أَنَّی لهم تَناولُ الإِیمانِ فی الآخرة و قد كَفَرُوا به فی الدنیا؟ قال: و لك أَن تَهْمِزَ الواو كما یقال أُقِّتَتْ و وُقِّتَتْ، و قرئ بهما جمیعاً. و نُشْتُ من الطعام شیئاً: أَصَبْتُ. و‌فی الحدیث: یقول اللَّهُ یا محمد نَوِّش العلماءَ الیومَ فی ضِیافَتی؛ التَّنْوِیشُ للدَّعْوةِ: الوَعْدُ و تَقْدِمَتُه، قال ابن الأَثیر: قاله أَبو موسی. و ناشَت الظَّبْیة الأَراكَ: تناوَلَتْه؛ قال أَبو ذؤیب: فما أُمُّ خَشْفٍ بالعَلایَةِ شادِنٍ تَنُوشُ البَرِیرَ، حیث طابَ اهتِصارُها و الناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِیها كذلك؛ قال غَیْلانُ بن حُرَیث: فهی تَنُوشُ الحوض نَوْشاً مِنْ عَلا، نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا الضمیرُ فی قوله فهی للإِبل. و تَنُوشُ الحوض: تَتَناوَل مِلأَه. و قولُه مِنْ علا أَی من فَوق، یرید أَنها عالیةُ الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ، و ذلك النّوْشُ الذی تَنالُه هو الذی یُعِینُها علی قَطْع الفَلَوات، و الأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ و هو الوسط، أَی تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ من فوق و تشرب شُرباً كثیراً و تقطع بذلك الشربِ فَلَواتٍ فلا تحتاج إِلی ماء آخر. و انْتاشَتْه فیهما: كناشَتْه، قال: و منه المُناوَشةُ فی القتال. و یقال للرجل إِذا تناوَلَ رجُلًا لیأْخذ برأْسه و لِحْیَتِه: ناشَه یَنُوشُه نَوْشاً. و رجل نَوُوشٌ أَی ذو بَطشٍ. و نُشْتُ الرجلَ نَوْشاً: أَنَلْته خیراً أَو شرّاً. و فی الصحاح: نُشْتُه خیراً أَی أَنَلْته. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، و سُئِل عن الوصیَّة فقال: الوَصیَّةُ نَوْشٌ بالمعروف‌أَی یَتَناوَلُ المُوصی المُوصی له بشی‌ء من غیر أَن یُجْحِفَ بمالِه. و قد ناشَه یَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه و أَخَذَه؛ و منه حدیث قُتَیلةَ أُخت النَّضْر بن الحرث: ظَلَّتْ سُیوفُ بَنی أَبیه تَنُوشُه، لِلَّهِ أَرْحامٌ هناك تُشَقَّقُ أَی تَتَناوَلُه و تَأْخُذُه. و‌فی حدیث عبد الملِك: لما أَراد الخروجَ إِلی مُصْعب بن الزُّبیر ناشَتْ به امرأَته و بَكَتْ فبَكَتْ جَوارِیها، أَی تَعَلَّقَتْ به. و‌فی حدیث عائشة تصِفُ أَباها، رضی اللَّه عنهما: فانتاشَ الدِّینَ بِنَعْشِه‌أَی اسْتَدْرَكه و اسْتَنْقَذَه و تنَاوَلَه و أَخذه من مَهْواتِه، و قد یُهْمز من النَّئِیش و هو حركةٌ فی إِبْطاء. یقال نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه و انْتأَشَ، قال: و الأَوّل أَوْجَهُ. و نُشْتُ الشی‌ء نَوْشاً: طَلَبْتُه. و انْتَشْتُ الشی‌ءَ: استخْرَجْته؛ قال: و انْتاشَ عائنَه من أَهل ذِی قارِ و یقال: انْتاشَنی فلانٌ من الهَلَكةِ أَی أَنْقَذَنی، بغیر همز، بمعنی تَناوَلَنی. و ناوَشَ الشی‌ءَ: خالَطَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و به فُسِّر قول أَبی العارم و ذكَر غَیْثاً قال: فما زِلْنا كذلك حتی ناوَشْنا الدَّوَّ أَی خالَطْناه. و ناقة مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقیقةَ اللحم.

فصل الهاء؛ ج6، ص: 362

هبش؛ ج6، ص: 362

: الهَبْشُ: الجمْعُ و الكسْبُ. یقال: هو یَهْبِشُ لِعِیاله و یُهَبِّشُ هَبْشاً و یَتَهبَّشُ و یَهْتَبِشُ و یَحْرِفُ و یَحْتَرِفُ و یَخْرِشُ و یَخْتَرِشُ و هو هَبَّاشٌ؛ قال رؤبة: أَعْدُو لِهَبْشِ المَغْنَمِ المَهْبُوشِ ابن سیدة: اهْتَبَشَ و تَهَبَّشَ كسَبَ و جمَعَ و احْتالَ. و رجل هَبَّاشٌ: مُكْتَسِب جامعٌ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 363
و هَبَشَ الشی‌ءَ یَهْبِشُه هَبْشاً و اهْتَبَشَه و تَهَبَّشَه: جمَعَه. قال: و أَری أَن یعقوب حكی هَبِشَ، بالكسر، جمَع، و الاسم الهُباشةُ. الجوهری: الهُباشةُ مثل الحُباشةِ و هو ما جُمِع من الناس و المال. و یقال: تَأَبَّشَ القومُ و تَهَبّشُوا إِذا تَجَیَّشُوا و تَجَمَّعوا. و الهُباشةُ: الجماعةُ. و إِن المَجْلِسَ لیَجْمعُ هُباشاتٍ و حُباشاتٍ من الناس أَی أُناساً لیسُوا من قبیلة واحدة. و تَهَبَّشُوا و تحَبَّشُوا إِذا اجتمعوا؛ قال رؤبة: لو لا هُباشاتٌ من التَّهْبِیشِ لِصِبْیةٍ، كأَفْرُخِ العُشوشِ أَراد بالهُباشاتِ ما كسَبَه من المال و جَمَعَه. و الهَبْشُ: نوعٌ من الضَّرْب. ابن الأَعرابی: الهَبْشُ ضَرْبُ التَّلَف. و قد هَبَشَه إِذا أَوجَعَه ضَرْباً. و الهَبْشُ: الحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: إِنما هو الهَبْشُ، قال: و كذلك وقع فی المصنّف غیر أَن أَبا عبید قال هو الحَلْبُ الرُّوَیدُ فوافَقَ ثعلباً فی الروایة و خالفه فی التفْسیر. و هُباشةُ و هابشٌ: اسمان.

هتش؛ ج6، ص: 363

: هتَشَ الكلبَ و السبُعَ یَهْتِشه هَتْشاً فاهْتَتَشَ: حَرَّشَه فاحْتَرَشَ، یمانیة. قال اللیث: هُتِشَ الكلبُ فاهْتَتَشَ إِذا حُرِّشَ فاحْتَرَشَ، قال: و لا یقال إِلا للسِّباع خاصة، قال: و فی هذا المعنی حُتِشَ الرجلُ أَی هُیِّج للنَّشاط.

هرش؛ ج6، ص: 363

: رجل هَرِشٌ: مائِقٌ جافٍ. و المُهارَشةُ فی الكلاب و نحوها: كالمُحارَشةِ. یقال: هارَشَ بین الكلاب؛ و أَنشد: جِرْوَا رَبیضٍ هُورِشا فهَرَّا و الهِراشُ و الاهْتِراشُ: تقاتُلُ الكِلاب. الجوهری: الهِراشُ المُهارَشةُ بالكلاب، و هو تَحْریشُ بعضِها علی بعضٍ. و التَّهْرِیشُ: التَّحْریشُ، و كلبُ هِراشٍ و خِراشٍ. و‌فی الحدیث: یَتهارَشُون تَهارُشَ الكِلابِ‌أَی یَتقَاتَلُون و یَتَواثَبُون. و‌فی حدیث ابن مسعود: فإِذا هُمْ یَتَهارَشُون؛ هكذا رواه بعضهم و فسره بالتَّقاتُلِ، و هو فی مسند أَحمد بالواو بدل الراء. و التهارُشُ: الاختلاطُ. أَبو عبیدة: فرسٌ مُهارِشُ العِنانِ؛ و أَنشد: مُهارِشة العِنانِ كأَنّ فیها جَرادةَ هَبْوةٍ، فیها اصْفِرارُ و قال مِرَّة: مُهارِشةُ العِنانِ هی النَشِیطةُ. قال الأَصمعی: فرس مُهارِشةُ العنانِ خَفِیفةُ اللجام كأَنها تُهارِشُه. و قد سمت هَرّاشاً و مُهارِشاً. و هَرْشَی: موضعٌ؛ قال: خُذا جَنْبَ هَرْشَی أَو قَفاها، فإِنه كِلا جانِبَیْ هَرْشَی لَهُنَّ طَریقُ و فی الصحاح: خُذِی أَنْف هرشَی أَو قفاها الجوهری: هَرْشَی ثَنِیَّةٌ فی طریق مكة قریبة من الجُحْفة یُرَی منها البحرُ، و لها طریقان فكلُّ مَنْ سَلَكهما كان مُصِیباً. و فی الحدیث ذكر ثنیَّة هَرْشَی؛ قال ابن الأَثیر: هی ثنیَّة بین مكة و المدینة، و قیل: هَرْشَی جبل قریب من الجحفة، و اللَّه عز و جل أَعلم.

هردش؛ ج6، ص: 363

: التهذیب فی أَثناء كلامه علی هرشف: یقال للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّةٌ و هِرْدِشَةٌ و هِرْهِر.

هشش؛ ج6، ص: 363

: الهَشُّ و الهَشِیشُ من كل شی‌ء: ما فیه رَخاوَةٌ و لین، و شی‌ءٌ هَشٌ و هشِیشٌ، و هَشَّ یَهِشُّ هَشاشةً، فهو هَشٌّ و هَشِیشٌ. و خُبْزة هَشَّةٌ: رِخْوة المَكْسَر، و یقال: یابسة؛ و أَتْرُجَّةٌ هَشَّةٌ كذلك.
لسان العرب، ج‌6، ص: 364
و هَشَّ الخبْزُ یَهِشُّ، بالكسر: صار هَشّاً. و هَشَّ هُشُوشةً: صار خَوَّاراً ضعیفاً. و هشَّ یَهِشُّ: تَكَسَّر و كَبِر. و رجل هَشٌ و هَشِیشٌ: بَشٌ مُهْتَرٌ مَسْرورٌ. و هشَّشْتُه و هَشِشْتُ به، بالكسر، و هشَشْت؛ الأَخیرة عن أَبی العَمَیْثَل الأَعرابیِّ، هَشاشةً: بَشِشْت، و الاسم الهَشَاشُ. و الهَشَاشةُ: الارْتِیاحُ و الخِفَّة للمعروف. الجوهری: هشِشْتُ بفلان، بالكسر، أَهَشّ هَشاشةً إِذا خَفَفْت إِلیه و ارْتَحْت له و فَرِحْت به؛ و رجل هَشٌّ بَشٌّ. و‌فی حدیث ابن عمر: لقد راهَنَ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، علی فرس له یقال له سَبْحَةُ فجاءَت سابقةً فلَهَشَّ لذلك و أَعْجَبه‌أَی فلقد هشَّ، و اللام جواب القسم المحذوف أَو للتأْكید. و هَشَشْت و هَشِشْت للمعروف هَشّاً و هَشَاشةً و اهْتَشَشْت: ارْتَحْتُ له و اشْتَهَیْته؛ قال مُلَیح الهُذَلی: مُهْتَشَّة لِدَلِیجِ اللیلِ صادِقَة وَقْع الهجیرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه، أَنه قال: هشِشْت یوماً فَقَبَّلْتُ و أَنا صائم، فسأَلتُ عنه رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم؛ قال شمر: هشِشت أَی فَرِحْت و اشتهیت؛ قال الأَعشی: أَضْحَی ابنُ ذِی فائشٍ سَلامةً ذی التفضال هَشّاً، فُؤَادُه جَذِلا قال الأَصمعی: هشّاً فُؤَادُه أَی خفیفاً إِلی الخَیْر. قال: و رَجل هشٌّ إِذا هشَّ إلی إِخوانِه. قال: و الهَشَاشُ و الأَشَاشُ واحدٌ. و اسْتَهشَّنِی أَمرُ كذا فَهَشِشْت له أَی اسْتَخَفَّنِی فخَفَفْت له. و قال أَبو عمرو: الهَشِیشُ الرجلُ الذی یَفْرح إِذا سأَلته. یقال: هو هاشٌّ عند السؤَال و هَشِیشٌ و رائحٌ و مُرْتاحٌ و أَرْیَحِیٌّ؛ و أَنشد أَبو الهَیْثَم فی صفة قِدْر: و حاطِبانِ یهُشَّان الهَشیمَ لها، و حاطِبُ اللیلِ یلْقی دُونَها عنَنا یَهُشَّان الهَشیمَ: یُكَسِّرانِه للقدْر. و قال عمرٌو: الخیلُ تُعْلَفُ عند عَوَز العلَف هَشِیمَ السَمَك، و الهَشِیشُ لِخُیُول أَهلِ الأَسْیافِ خاصة؛ و قال النمر بن تَوْلَب: و الخَیْلُ فی إِطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ، نُطْعِمها اللحمَ، إِذا عَزَّ الشَجَرْ قال ذلك فی كَلِمته التی یقول فیها: اللَّهُ من آیاتِه هذا القَمَرْ قال: و تُعْلَفُ الخیلُ اللحمَ إِذا قلَّ الشجرُ. و یقال للرجل إِذا مُدِحَ: هو هَشُّ المَكْسِرِ أَی سَهْل الشأْن فیما یُطْلَبُ عنده من الحوائج. و یقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ و المَكْسَرِ سَهْلُ الشأْن فی طلَب الحاجةِ، یكون مَدْحاً و ذمّاً، فإِذا أَرادوا أَن یقولوا لیس هو بصَلَّادِ القِدْح فهو مدح، و إِذا أَرادوا أَن یقولوا هو خَوَّارُ العُودِ فهو ذمٌ. الجوهری: الفَرَسُ الهَشُّ خِلاف الصَّلُود. و فرس هَشٌّ: كثیرُ العَرَق. و شاةٌ هَشُوشٌ إِذا ثرَّتْ باللَّبَنِ. و قِرْبةٌ هَشَّاشةٌ: یَسِیل ماؤها لرِقَّتِها، و هی ضد الوَكِیعةِ؛ و أَنشد أَبو عمرو لطَلْق بن عدی یصف فرساً: كأَنَّ ماءَ عِطْفِه الجَیَّاشِ ضَهْلُ شِنانِ الحَوَرِ الهَشَّاشِ و الحَوَرُ: الأَدِیمُ، و الهَشُّ: جَذْبك الغُصْنَ من أَغصان الشجَرة إِلیك، و كذلك إِن نَثَرْتَ ورَقَها بعصاً هشَّه یهُشُّه هَشّاً فیهما. و قد هشَشْتُ أَهُشُّ هَشّاً إِذا خَبَطَ الشجرَ فأَلْقاه لغَنَمِه. و هشَشْتُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 365
الورَقَ أَهُشُّه هَشّاً: خبَطْتُه بِعصاً لیتَحاتَّ؛ و منه قوله عز و جل: وَ أَهُشُّ بِهٰا عَلیٰ غَنَمِی؛ قال الفراء: أَی أَضرِب بها الشجرَ الیابس لیَسْقُطَ ورَقُها فتَرْعاه غنَمُه؛ قال أَبو منصور: و القول ما قاله الفراءُ و الأَصمعی فی هَشَّ الشجرَ، لا ما قاله اللیث إِنه جَذْبُ الغُصْن من الشجر إِلیك. و‌فی حدیث جابر: لا یُخْبَطُ و لا یُعْضَد حِمَی رسولِ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، و لكن هُشُّوا هَشّاً‌أَی انثُرُوه نَثْراً بلِینِ و رِفْقِ. ابن الأَعرابی: هَشَّ العودُ هُشُوشاً إِذا تكَسَّرَ، و هشَّ للشی‌ء یَهِشُّ إِذا سُرَّ به و فَرِحَ. و فَرَسٌ هَشُّ العِنَان: خَفِیفُ العِنَان. قال شمر: و هاشَ بمعنی هشَّ؛ قال الراعی: فكَبَّر للرُّؤْیا و هاشَ فُؤَادُه، و بَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ یَلُومُها قال: هاش طَرِبَ. ابن سیدة: و الهَشِیشةُ الورَقَةُ أَظُنُّ ذلك. و هَشَاهِشُ القومِ: تحرُّكهم و اضطرابُهم.

هلبش؛ ج6، ص: 365

: هَلْبَشٌ و هُلابِشٌ: اسمان.

همش؛ ج6، ص: 365

: الهَمْشةُ: الكلامُ و الحركةُ، هَمَشَ و هَمِشَ القومُ فهم یَهْمَشُون و یَهْمِشُون و تَهامَشُوا. و امرأَة هَمَشی الحدیثِ، بالتحریك: تُكْثِرُ الكلامَ و تُجَلِّبُ. و الهَمِشُ: السریعُ العملِ بأَصابِعه. و هَمَشَ الجرادُ: تحرَّك لیَثُور. و الهَمْشُ: العَضُّ، و قیل: هو سُرْعَة الأَكلِ. قال أَبو منصور: الذی قاله اللیث فی الهَمْش أَنه العَضُّ غیرُ صحیح، و صوابه الهَمْس، بالسین، فصحَّفه، قال: و أَخبرنی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال: إِذا مضَغَ الرجلُ الطعامَ و فُوهُ مُنْضَمٌّ قیل: هَمَشَ یَهمِشُ هَمْشاً. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: یقال للجراد إِذا طُبِخَ فی المِرْجَل الهَمِیشةُ، و إِذا سُوّیَ علی النار فهو المَحْسُوسُ. قال ابن السكیت: قالت امرأَة من العرب لامرأَة ابنها طَفَّ حَجْرُكِ و طابَ نَشْرُك و قالت لابنتها: أَكَلْتِ هَمْشاً، و حَطَبْتِ قَمْشاً دعَتْ علی امرأَة ابنها أَن لا یكون لها ولَد و دَعَت لابْنَتِها أَن تَلِدَ حتی تُهامِشَ أَولادَها فی الأَكْل أَی تُعاجِلَهم، و قولُها حَطَبْتِ قَمْشاً أَی حطَبَ لك ولدُكِ من دِقِّ الحَطَبِ و جلِّه. و یقال للناس إِذا كثروا بمكان فأَقبلوا و أَدْبَرُوا و اختلطوا: رأَیتهم یَهْتَمِشُون و لهم هَمْشةٌ، و كذلك الجراد إِذا كان فی وِعاء فغَلی بعضُهُ فی بعض و سمعتَ له حركة تقول: له هَمْشةٌ فی الوعاء. و یقال: إِن البراغیث لتَهْتَمِشُ تحْت جَنْبی فتُؤْذینی باهْتِماشها. ابن الأَعرابی: الهَمْشُ و الهَمَشُ كثرةُ الكلام و الخَطَل فی غیر صواب؛ و أَنشد: و هَمِشُوا بكَلِمٍ غیر حَسَنْ قال الأَزهری: و أَنشدَنِیه المنذریُّ و هَمَشُوا، بفتح المیم، ذكره عن أَبی الهیثم. و اهْتَمَشَت الدابةُ إِذا دبَّت دَبِیباً.

همرش؛ ج6، ص: 365

: الهَمَّرِشُ: العجوزُ المُضْطرِبةُ الخَلْق؛ قال ابن سیدة: جعلها سیبویه مرة فَنْعَلِلًا و مرة فَعْلَلِلًا، و ردَّ أَبو علی أَن یكون فَنْعَلِلًا و قال: لو كان كذلك لظهرت النون لأَن إِدغام النون فی المیم من كلمة لا یجوز، أَ لا تری أَنهم لم یُدْغموا فی شاة زَنْماء و امرأَة قَنْواء كراهیة أَن یَلْتبس بالمُضاعَف؟ و هی عند كراع فَعَّلِل، قال: و لا نظیر لها البتة. اللیث: عجوز هَمَّرِش فی اضطراب خَلْقها و تشَنُّجِ جِلدِها. الجوهری: الهَمَّرِشُ العجوزُ الكبیرة و الناقةُ الغزیرة و اسم كلْبةٍ؛ قال الراجز: إِن الجِراءَ تَخْترش،
لسان العرب، ج‌6، ص: 366
فی بطْنِ أُمّ الهَمَّرِشْ، فیهن جِرْوٌ نَخْوَرِشْ قال الأَخفش: هو من بنات الخمسة، و المیمُ الأُولی نونٌ، مثال جَحْمَرِش لأَنه لم یجئ شی‌ء من بنات الأَربعة علی هذا البناء، و إِنما لم تُبَیَّن النونُ لأَنه لیس له مثال یلتبس به فیُفْصل بینهما. و الهَمْرَشةُ: الحركةُ. و الهَمْرَشُ: الحركةُ، و قد تَهَمْرَشَ القومُ إِذا تحرّكوا.

هوش؛ ج6، ص: 366

: هاشَت الإِبلُ هَوْشاً: نفَرَت فی الغارة فتبدَّدَتْ و تفرَّقت. و إِبل هَوّاشةٌ: أَخَذَت من هنا و هنا. و الهَوْشَةُ: الفِتْنةُ و الهَیْجُ و الاضطرابُ و الهَرْجُ و الاختلاطُ. یقال: قد هَوَّشَ القوم إِذا اختلطوا؛ و كذلك كل شی‌ء خَلَطْتَه فقد هَوَّشْته؛ قال ذو الرمة یصِفُ المنازل و أَن الریاح قد خلَطت بعضَ آثارها ببعض: تَعَفَّتْ لِتَهْتانِ الشِّتاءِ، و هَوَّشَتْ بها نائِجاتُ الصَّیْفِ شَرْقِیَّةً كُدْرا و‌فی حدیث الإِسراء: فإِذا بَشَرٌ كثیرٌ یَتَهاوَشُون؛ التَّهاوُشُ: الاختلاطُ، أَی یَدْخُل بعضُهم فی بعض. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: كنت أُهاوِشُهم فی الجاهلیة‌أَی أُخالِطُهم علی وَجْهِ الإِفْساد. و الهَوْشةُ: الفسادُ. و هاشَ القومُ و هَوِشُوا هَوَشاً و تَهَوّشوا: وقعُوا فی فساد. و تهَوَّشوا علیه: اجْتَمَعُوا. و هَوَّشَ بینهم: أَفسَد؛ و قول الراجز: قد هَوَّشَتْ بُطونُها و احْقَوْقَفَتْ أَی اضطربت من الهُزال، و كذلك هاشَ القومُ یَهُوشون هَوْشاً. و یقال للعدد الكثیر: هَوْشٌ. و الهُواشاتُ، بالضم: الجماعاتُ من الناس و من الإِبل إِذا جمعوها فاختلط بعضها ببعض. قال عرام: یقال رأَیت هُوَاشةً من الناس و هَوِیشةً أَی جماعة مختلطة. قال أَبو عدنان: سمعت التمیمیات یقلْن الهَوْشُ و البَوْشُ كثرةُ الناس و الدواب؛ و دخلنا السوق فما كِدْنا نَخْرُج من هَوْشِها و بَوْشِها. و قال: اتقوا هَوَشاتِ السُّوق أَی اتقوا الضلال فیها و أَن یُحْتالَ علیكم فتُسْرَقُوا. و هَوَشاتُ اللیل: حوادثُه و مكروهُه. قال ابن سیدة: و هَوَشاتُ السوق قال حكاه ثعلب بفتح الواو و لم یفسره، قال: و أَراه اخْتِلاطَها و ما یُوكَسُ فیه الإِنسانُ عندها و یُغْبَن. و‌فی حدیث ابن مسعود: إیّاكم و هَوَشاتِ اللیلِ و هَوَشاتِ الأَسواق، و رواه بعضهم: و هَیَشاتِ، بالیاء، أَی فِتَنها و هَیْجَها. و الهُوَاشُ، بالضم: ما جُمِع من مالٍ حرام و حلالٍ كأَنه جمعُ مَهْوَشٍ من الهَوْش الجمع و الخلْط. و المَهاوِشُ: مكاسبُ السُّوء؛ و منه‌الحدیث: مَن اكتسبَ مالًا من مَهاوِشَ أَذْهَبَهُ اللَّه فی نَهابِرَ؛ المَهاوِشُ: كلُّ مالٍ یُصاب من غیر حِلِّه و لا یُدْرَی ما وجهُه كالغَصْب و السَّرِقة و نحو ذلك و هو شبیه بما ذكر من الهَوَشاتِ؛ و قال ابن الأَعرابی: و‌یروی: مِنْ نَهاوِشَ، و قد تقدم فی موضعه، و هو أَن یَنْهشَ من كلّ مكان، و‌رواه بعضهم: من تَهاوِشَ.ابن الأَنباری؛ و قول العامّة شَوَّشَ الناسُ إِنما صوابه هَوَّشَ و شَوَّشَ خطأٌ. اللیث: إِذا أُغِیرَ علی مالِ الحیِّ فنَفَرت الإِبلُ و اخْتَلَط بعضُها ببعض قیل: هاشَت تَهُوش، فهی هَوائِشُ. و جاء بالهَوْشِ و البَوْشِ أَی بالجَمْع الكثیر من الناس. و الهَوْشُ: المجتمعون فی الحرْب، و الهَوْش: خلاءُ البطن. و أَبو المهْوَشِ: من كُناهم. و ذو هاشٍ: موضعٌ ذكره زهیر فی شعره.
لسان العرب، ج‌6، ص: 367

هیش؛ ج6، ص: 367

: الهَیْشةُ: الجماعةُ؛ قال الطرِمّاح: كأَن الخِیمَ هاشَ إِلیه منه نِعاجُ صَرائمٍ جُمّ القُرُونِ و‌فی حدیث ابن مسعود: إِیاكم و هَیْشاتِ اللیلِ و هَیْشاتِ الأَسواقِ؛ و الهَیْشاتُ: نحوٌ من الهَوْشات، و هو كقولهم: رجل ذو دَغَواتٍ و دَغَیاتٍ، و‌فی حدیث آخر: لیس فی الهَیْشاتِ قَوَدٌ؛ عَنی به القَتِیلَ یُقْتَل فی الفِتْنة لا یُدْری مَنْ قتَله، و یقال بالواو أَیضاً. و هاشَ القومُ بعضهم إِلی بعض و تَهَیَّشُوا: و هو من أَدْنی القِتالِ؛ و تَهَیَّشَ القومُ بعضُهم إِلی بعض تَهَیُّشاً. أَبو زید: هذا قتِیلُ هَیْشٍ إِذا قُتِل، و قد هاشَ بعضُهم إِلی بعض، و الهَیْشُ: الاختلاطُ. و هاشَ فی القوم هَیْشاً: عاثَ و أَفْسَدَ. الجوهری: الهَیْشةُ مثل الهَوْشةِ. و هاشَ القومُ یَهِیشُون هَیْشاً إِذا تحرّكوا و هاجُوا؛ قال الشاعر: هِشْتُم علینا، و كنتم تَكْتَفُون بما نُعْطِیكمُ الحَقَّ منا غیرَ مَنْقُوصِ و هاشَ القومُ بعضُهم إِلی بعض للقتال، و المَصْدَرُ الهَیْشُ؛ أَبو زید: هاشَ القومُ بعضُهم إِلی بعض هَیْشاً إِذا وَثَبَ بعضُهم إِلی بعض للقتال. و الهَیْشُ: الحَلْبُ الرُّوَیْدُ، جاء به فی باب حَلْب الغَنَم، قال ثعلب: و هو بالكفّ كلّها. و الهَیْشَةُ: أُمُّ حُبَیْنٍ؛ قال بِشْر بن المعتمر: و هَیْشَة تأْكلها سُرْفةٌ، و سِمْعُ ذِئبٍ هَمُّه الحُضْرُ و قال: أَشْكُو إِلیك زَماناً قد تَعَرّقَنا، كما تَعرَّقَ رأْسَ الهَیْشةِ الذِّیبُ یعنی أُمَّ حُبَین، و اللَّه أَعلم.

فصل الواو؛ ج6، ص: 367

وبش؛ ج6، ص: 367

: الوَبْشُ و الوَبَشُ: البیاضُ الذی یكون علی الأَظفار، و فی المحكم: علی أَظفار الأَحْداثِ، و فی التهذیب: النِّمْنِمُ الأَبیض یكون علی الظُّفُرِ. ابن الأَعرابی: هو الوَبْشُ و الكَدِبُ و الكَدَبُ و النِّمْنِمُ، یقال: بظُفْرِه وَبْشٌ و هو ما نُقِّط من البیاض فی الأَظفار؛ و وَبِشَت أَظفارُه و وَبَّشَت: صار فیها ذلك الوَبْش. و الأَوْباشُ من الناس: الأَخْلاطُ مثل الأَوْشابِ، و یقال: هو جمع مقلوب من البَوْش. ابن سیدة: أَوْباشُ الناسِ الضُّروبُ المُتفرِّقون، واحدُهم وَبْشٌ و وَبَشٌ. و بها أَوْباشٌ من الشجر و النبات، و هی الضُّروب المتفرّقة. و یقال: ما بهذه الأَرض إِلَّا أَوْباشٌ من شجر أَو نبات إِذا كان قلیلًا متفرقاً. الأَصمعی: یقال بها أَوْباشٌ من الناس و أَوْشابٌ من الناس و هم الضُّروب المتفرقون. و‌فی الحَدیث: إِن قُریْشاً وَبَّشَت لِحَرْب النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَوْباشاً لها؛ أَی جمعت له جموعاً من قبائلَ شتّی. ابن شمیل: الوَبَش الرَّقَطُ من الجَرب یَتَفَشَّی فی جِلْد البَعیر؛ یقال: جمَلٌ وَبِشٌ و به وَبَشٌ و قد وَبِشَ جلْدُه وبَشاً. و وَبْشُ الكلامِ: رَدیئُه. و‌فی حدیث كعب أَنه قال: أَجِدُ فی التوراة أَن رجُلًا من قُرَیشٍ أَوْبَشَ الثَّنایا یَحْجِلُ فی الفتنة؛ قال شمر: قال بعضهم أَوْبَشَ الثنایا یعنی ظاهرَ الثنایا، قال: و سمعت ابن الحریش یحكی عن ابن شمیل عن الخلیل أَنه قال: الواوُ عندهم أَثْقلُ من الیاء و الأَلف إِذ قال أَوْبَش. و بَنُو وابِشٍ و بنو وابِشِیّ: بَطْنانِ؛ قال الراعی: بَنی وابِشِیٍّ قد هَوِینا جِمَاعَكم، و ما جَمَعَتْنا نِیّةٌ قبلها مَعَا
لسان العرب، ج‌6، ص: 368‌

وتش؛ ج6، ص: 368

: وَتْشُ الكلامِ: رَدیئُه، قال: كذلك وجدته فی كتاب ابن الأَعرابی بخط أَبی موسی الحامض، و المعروفُ وَبْشُ. الأَزهری: قرأْت فی نوادر الأَعراب: یقال للحارِضِ من القوم الضعیفِ وتَشَةٌ و أُتَیْشةٌ و هِنَّمَةٌ صوْكة و صوّكة «4». و الوَتْشُ: القلیلُ من كل شی‌ء مثل الوَتْحِ. و إِنه لمن وَتْشِهم أَی من رُذالهم.

وحش؛ ج6، ص: 368

: الوَحْش: كلُّ شی‌ء من دواب البَرّ مما لا یَسْتأْنس مُؤنث، و هو وَحْشِیّ، و الجمع وُحُوشٌ لا یُكسّر علی غیر ذلك؛ حمارٌ وحْشِیٌّ و ثورٌ وَحْشِیٌّ كلاهما منسوب إِلی الوَحْشِ. و یقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة و حمارٌ وحْشِیٌّ. ابن شمیل: یقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم و هذه شاةٌ وَحْش، و الجماعة هی الوَحْشُ و الوُحُوش و الوَحِیش؛ قال أَبو النجم: أَمْسی یَبَاباً، و النَّعامُ نَعَمُهْ، قَفْراً، و آجَالُ الوَحِیشِ غَنَمُهْ و هذا مثل ضائِنِ و ضَئینٍ. و كل شی‌ء یسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِیّ؛ و كل شی‌ء لا یَسْتَأْنس بالناس وَحْشِیٌّ. قال بعضهم: إِذا أَقبل اللیلُ استأْنس كلُّ وَحْشِیٍّ و اسْتَوْحَش كل إِنْسِیّ. و الوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة. یقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ. و أَرض مَوْحُوشةٌ: كثیرة الوَحْشِ. و اسْتَوْحَشَ منه: لم یَأْنَسْ به فكان كالوَحْشیّ؛ و قول أَبی كبیر الهذلی: و لقد عَدَوْتُ و صاحِبی وَحْشِیّةٌ، تحتَ الرِّداء، بَصِیرةٌ بالمُشْرِف «5» قیل: عَنی بوَحْشِیّة رِیحاً تدخل تحت ثیابه، و قوله بَصِیرة بالمُشْرف یعنی الرِّیحَ أَی من أَشْرَفَ لها أَصابته، و الرِّداءُ السَّیفُ. و‌فی حدیث النجاشی: فنَفَخَ فی إِحْلِیل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ‌أَی سُحِرَ حتی جُنَّ فصار یَعْدُو مَع الوَحْشِ فی البَرِّیة حتی مات،و فی روایة: فطارَ مع الوَحْشِ.و مكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، و أَرض وَحْشةٌ، بالتسكین، أَی قَفْرٌ. و أَوْحَشَ المكانُ من أَهله و توَحّشَ: خَلا و ذهبَ عنه الناسُ. و یقال للمكان الذی ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، و طَلَلٌ مُوحِشٌ؛ و أَنشد: لِسَلْمی مُوحِشاً طَلَلُ، یَلُوح كأَنه خِلَلُ و هذا البیت أَورده الجوهری فقال: لِمَیّةَ موحشاً؛ و قال ابن بری: البیت لكُثَیّر، قال و صواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، و أَوْحَشَ المكانَ: وجَدَه وحْشاً خالیاً. و توَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ و أَنشد الأَصمعی لعبّاس بن مِرْداس: لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ الیومَ دارِسا، و أَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا و یروی: و أَقْفَر إِلَّا رَحْرَحانَ فراكِسا و رَحْرَحانُ و راكِس: موضعان. و‌فی الحدیث: لا تَحْقِرَنَّ شیئاً من المعروف و لو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ. و قومٌ وَحاشَی: و هو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس. و الوَحْشةُ: الخَلْوة و الهَمُّ. و أَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، و كذلك توحّشَ، و قد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. و‌فی حدیث عبد اللَّه: أَنه كان یَمْشِی مع رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فی الأَرضِ
(4). قوله [و صوكة] هكذا فی الأَصل بدون نقط. (5). قوله [و لقد عدوت] فی شرح القاموس: و لقد غدوت بالغین المعجمة.
لسان العرب، ج‌6، ص: 369
وَحْشاً‌أَی وحْدَه لیس معه غیره. و‌فی حدیث فاطمة بنت قیس: أَنها كانت فی مكانٍ وحْشٍ فخِیفَ علی ناحِیتها‌أَی خَلاءٍ لا ساكنَ به. و‌فی حدیث المدینة: فیَجدانه وَحْشاً.و‌فی حدیث ابن المسیب و سئل عن المرأَة: هی فی وَحْشٍ من الأَرض.و لَقِیَه بوَحْشِ إِصْمِتَ و إِصْمِتَةَ، و معناه كمعنی الأَول، أَی ببلد قَفْر. و تركته بوَحْشِ المَتْنِ أَی بحیث لا یُقْدر علیه، ثم فسّر المَتْنَ فقال: و هو المتنُ من الأَرض و كلُّه من الخَلاء. و بلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خالیة؛ و أَنشد: منازلُها حِشُونا علی قیاس سِنُونَ و فی موضع النصب و الجرّ حِشِینَ مثل سِنِینَ؛ و أَنشد: فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِینَا قال أَبو منصور: حِشُون جمعُ حِشَةٍ و هو من الأَسماء الناقصة، و أَصلُها وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ و صِلَةٍ و عِدَة، ثم جَمَعُوها علی حِشِینَ كما قالوا عِزِینَ و عِضِینَ من الأَسماء الناقصة. و باتَ وَحْشاً و وَحِشاً أَی جائعاً لم یأْكل شیئاً فخلا جَوفُه، و الجمع أَوْحاشٌ. و الوَحْشُ و المُوحِشُ: الجائعُ من الناس و غیرهم لخُلُوِّهِ من الطعام. و توَحَّشَ جوفُه: خَلا من الطعام. و یقال: تَوَحَّشْ للدَّواء أَی أَخْل جوفَك له من الطعام. و توَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلی مَعِدَتَه لیكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه. و التوَحُّشُ للدواء. الخُلُوُّ له. و یقال للجائع الخالی البطن: قد توَحَّشَ. أَبو زید: رجل مُوحِشٌ و وحْشٌ و وحِشٌ و هو الجائع من قوم أَوْحاشٍ. و یقال: بات وَحْشاً و وَحِشاً أَی جائعاً. و أَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. و بِتْنا أَوْحاشاً أَی جِیاعاً. و قد أَوْحَشْنا مُذْ لَیْلَتانِ أَی نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَید یصف ذئباً: و إِن بات وحْشاً لَیْلةً لم یَضِقْ بها ذِراعاً، و لم یُصْبِحْ بها و هو خاشِعُ و‌فی الحدیث: لقد بِتْنا وَحْشِینَ ما لنا طعام.یقال: رجل وَحْشٌ، بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ و قد أَوْحَشَ إِذا جاع. قال ابن الأَثیر: و جاء‌فی روایة الترمذی: لقد بِتْنا لَیْلتَنا هذه وَحْشی، كأَنه أَراد جماعةَ وَحْشِیٍّ؛ و الوَحْشِیُّ و الإِنْسِیُّ: شِقَّا كلِّ شی‌ء. و وَحْشِیُّ كلِّ شی‌ء: شِقُّه الأَیْسَرُ، و إِنْسِیُّه شِقُّه الأَیْمنُ، و قد قیل بخلاف ذلك. الجوهری: و الوَحْشِیُّ الجانبُ الأَیْمن من كل شی‌ء؛ هذا قول أَبی زید و أَبی عمرو؛ قال عنترة: و كأَنما تَنْأَی بجانب دَفّها الوَحْشِیّ من هَزَجِ العَشِیّ مُؤوَّم و إِنما تَنْأَی بالجانب الوَحْشِیّ لأَنَّ سوطَ الراكب فی یده الیمنی؛ و قال الراعی: فمالَتْ علی شِقِّ وَحْشِیِّها، و قدْ رِیعَ جانِبُها الأَیْسَرُ و یقال: لیس من شی‌ء یَفْزَع إِلا مال علی جانبه الأَیمن لأَن الدابة لا تؤْتی من جانبها الأَیْمَن و إِنما تُؤْتی فی الاحْتِلاب و الركُوبِ من جانبها الأَیْسر، فإِنما خَوْفُه منه، و الخائف إِنما یَفِرّ من موضع المخافة إِلی موضع الأَمْن. و الأَصمعی یقول: الوحْشِیُّ الجانبُ الأَیْسرُ من كل شی‌ء. و قال بعضهم: إِنْسِیُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها علی القدم الأُخری، و وَحْشِیُّها ما خالفَ إِنْسِیَّها. و وَحْشِیُّ القَوْسِ الأَعْجمِیّةِ: ظَهرُها، و إِنْسِیُّها: بَطنُها المُقْدِمُ
لسان العرب، ج‌6، ص: 370
علیك، و فی الصحاح: و إِنْسِیُّها ما أَقْبَل علیك منها، و كذلك وَحْشِیُّ الیدِ و الرجْل و إِنْسِیُّهما، و قیل: وحْشِیُّها الجانبُ الذی لا یقع علیه السَّهمُ، لم یَخُصَّ بذلك أَعْجمیّةٌ من غیرها. و وَحْشِیُّ كلِّ دابة: شِقَّه الأَیمن، و إِنْسِیُّه: شقُّه الأَیسر. قال الأَزهری: جوّدَ اللیثُ فی هذا التفسیر فی الوَحْشِیّ و الإِنْسِیّ و وافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِینَ. و رُوی عن المفضل و عن الأَصمعی و عن أَبی عبیدة قالوا كلُّهم: الوَحْشِیُّ من جمیع الحیوان لیس الإِنسان، هو الجانبُ الذی لا یُحْلَب منه و لا یُرْكَبُ، و الإِنسیُّ الجانبُ الذی یَرْكَب منه الراكب و یَحْلُب منه الحالب. قال أَبو العباس: و اختلف الناس فیهما من الإِنسان، فبعضهم یُلْحِقه فی الخیل و الدواب و الإِبل، و بعضهم فرّق بینهما فقال: الوَحْشِیّ ما وَلیَ الكتِفَ، و الإِنْسِیُّ ما وَلیَ الإِبْطَ، قال: هذا هو الاختیار لیكون فرقاً بین بنی آدم و سائرِ الحیوان؛ و قیل: الوَحْشِیُّ من الدابة ما یَرْكب منه الراكبُ و یَحْتَلِبُ منه الحالبُ، و إِنما قالوا: فَجالَ علی وَحْشِیّه و انْصاعَ جانبُه الوَحْشِیُّ لأَنه لا یؤْتی فی الركوب و الحلب و المُعالجة و كلِّ شی‌ء إِلا منه فإِنما خوْفُه منه، و الإِنْسِیُّ الجانبُ الآخر؛ و قیل: الوحشی الذی لا یُقدَر علی أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه و إِنما یؤخذ من الإِنْسِیّ، و هو الجانب الذی تُرْكب منه الدابة. و قال ابن الأَعرابی: الجانب الوَحِیشُ كالوَحْشِیّ؛ و أَنشد: بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِیّة حَیاء، و للمُهْدی إِلیه طَریقُ لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِیشُ، و لا یُری لِجارتِنا منّا أَخٌ و صدیقُ و تَوَحَّشَ الرجلُ: رَمی بثوبه أَو بما كان. و وَحَشَ بِثَوْبه و بسیفه و برُمْحه، خَفِیف: رَمی؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و الناسُ یقولون وَحَّشَ، مُشَدَّداً، و قال مرّة: وحَشَ بثوبه و بدِرْعه و وَحَّش، مخفف و مثقَّل، خافَ أَن یُدْرَك فرَمی به لیُخَفِّفَ عن دابته. قال الأَزهری: و رأَیت فی كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثیابه و ارْتَدَّ یُنْشِد أَی رَمی بثیابه. و‌فی الحدیث: كانَ بین الأَوْس و الخَزْرج قِتال فجاء النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فلما رآهم نادی: أَیُّها الناسُ اتَّقُوا اللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ [الآیات] فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم و اعْتَنَق بعضُهم بعضاً‌أَی رَمَوْها؛ قالت أُم عمرو بنت وَقْدانَ: إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِیكُم، فذَرُوا السِّلاحَ وَ وَحِّشُوا بالأَبْرَقِ و‌فی حدیث علیّ، رضی اللَّه عنه: أَنه لَقی الخوارجَ فوَحَّشُوا برِماحِهم و استَلّوا السیوف؛ و منه‌الحدیث: كان لرسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، خاتم من حدید «6» فَوَحَّشَ به بین ظَهْرانَیْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتیمهم، و‌فی الحدیث: أَتاه سائلٌ فأَعطاه تمرةً فَوَحَّشَ بها.و الوحشی من التِّین: ما نَبَت فی الجبال و شَواحِط الأَوْدیة، و یكون من كل لون: أَسود و أَحمر و أَبیض، و هو أَصغر التین، و إِذا أُكل جَنِیّاً أَحْرق الفم، و یُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة. و وَحْشِیٌّ: اسم رجل، و وَحْشِیَّةُ: اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو المرّار الفقعسی: إِذا تَرَكَتْ وَحْشِیَةُ النَّجْدَ لم یكن لِعَیْنَیك، مما تَشْكُوانِ، طَبِیبُ
(6). قوله [من حدید] الذی فی النهایة من ذهب.
لسان العرب، ج‌6، ص: 371
و الوَحْشةُ: الخَلْوةُ و الهَمُّ، و قد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

وخش؛ ج6، ص: 371

: الوَخْشُ: رذالةُ الناس و صغارهم و غیرهم، یكون للواحد و الاثنین و الجمع و المؤنث بلفظ واحد. و یقال: ذلك من وَخْشِ الناس أَی من رُذالِهم. و جاءنی أَوْخاشٌ من الناس ای سُقاطُهم؛ و رجل وَخْشٌ و امرأَة وَخْش و قَوم وَخْش، و ربما جُمِع أَوْخاشاً، و ربما أُدخِل فیه النون؛ و أَنشد لدَهْلَبِ بن قریع: جاریة لیسَتْ من الوَخْشَنِّ، كأَن مَجْرَی دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ أَراد الوَخْشَ فزاد فیه نوناً ثقیلة. و فی التهذیب: النون صلة الروی، قال ابن سیدة: و ربما جاء مؤنثه بالهاء؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و قد لَفَّفَا خَشْناءَ، لَیستْ بِوَخْشةٍ، تُوارِی سَماءَ البیتِ مُشرفة القُتْر یعنی بالخَشْناء جُلَّة التمر، و جمعُ الوَخْشةِ وِخاشٌ. و وخُشَ الشی‌ءُ، بالضم، وَخاشَةً و وُخُوشةً و وُخوشاً: رَذُلَ و صار رَدِیئاً؛ قال الكمیت: تَلْقَی الندَی و مَخْلَداً حَلِیفین، لیسا من الوَكْسِ و لا بوخْشَین و‌فی حدیث ابن عباس: و إِنّ قَرْنَ الكَبْشِ مُعَلَّقٌ فی الكَعْبة قد وَخُشَ و فی روایة: إنّ رَأْسَه مُعلَّق بقَرْنیه فی الكعبة، وَخُشَ أَی یَبِس و تَضاءَل. و أَوْخَشَ القومُ أَی رَدُّوا السِّهام فی الرِّبابةِ مرةً بعد أُخری كأَنهم صاروا إِلی الوَخاشةِ و الرَّذالةِ؛ و أَنشد أَبو عبید فی الإِیخاشِ لیزیدَ بن الطَثَرِیّة و هی أُمه و اسم أَبیه سلمة: أَرَی سبعةً یَسْعَوْنَ للوَصْل، كلّهم له عند رَیّا دِینةٌ یَسْتَدِینُها و أَلقَیتُ سَهمی وَسْطهم حین أَوخَشوا، فما صارَ لی فی القَسْمِ إِلا ثَمِینُها قال: أَوْخَشُوا خَلطُوا. و قوله فما صارَ لی فی القَسْم إِلا ثمِینُها أَی كنتُ ثامنَ ثمانیة ممن یَسْتَدِینها؛ و قال النابغة: أَبَوْا أَن یُقِیمُوا للرماح، و وَخَّشَتْ شَغارِ، و أَعْطَوْا مُنیةً كلَّ ذی ذَحْل قال شمر: وخَّشَتْ أَلقَتْ بأَیدیها و أَطاعت.

ودش؛ ج6، ص: 371

: ابن الأَعرابی: الوَدْشُ الفساد.

ورش؛ ج6، ص: 371

: الوارِشُ: الدافِعُ. و الوارِشُ: الطُّفَیْلِیُّ، المُتَشَهّی للطعام. و یقال للذی یَدْخُل علی قوم یَطْعَمُون و لم یُدْع لیُصِیبَ من طعامِهم: وارِشٌ، و للذی یَدْخُل علیهم و هم شَرْبٌ: واغِلٌ: و قیل: الوارِشُ الداخلُ علی الشَّرْب كالواغِلِ، و قیل: الوارِشُ فی الطعام خاصة، و الواغِلُ فی الشَّراب، و الدافعُ فی أَیّ شی‌ء وقع فی شَراب أَو طعام أَو غیره، و قیل: الوارِشُ فی كل شی‌ء أَیضاً. و ورَشَ وَرْشاً و وُرُوشاً، و هو من الشهوة إِلی الطعام لا یُكْرِمُ نفسه. أَبو عمرو: الوارِشُ النشیطُ، و قد وَرِشَ وَرْشاً؛ و أَنشد: یَتْبَعْنَ زَیّافاً إِذا زِفْنَ نَجَا، باتَ یُبارِی وَرِشاتٍ كالقَطا إِذا اشتَكَینَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَی مِنْهُنّ، فاسْتَوْفی برَحْبٍ أَو عَدَا أَی زاد. اجْتزی منهن: من الجزاء. قال: و رجل وارِشٌ نشِیط. و التَّوْرِیشُ: التَّحْریشُ، یقال: ورَّشْت بین القوم
لسان العرب، ج‌6، ص: 372
و أَرَّشْت. و الوَرِشَةُ من الدواب: التی تَفَلَّتُ إِلی الجَرْی و صاحبُها یكُفُّها. أَبو عمرو: الوَرِشات الخِفافُ من النُّوقِ. و الوَرْشُ: تناوُلُ شی‌ء من الطعام، تقول: ورَشْتُ أَرِشُ ورْشاً إِذا تناولت منه شیئاً. و وَرَشَ من الطعام شیئاً: تناوَلَ، و قیل: تناوَلَ قلیلًا من الطعام. ابن الأَعرابی: الرَّوْشُ الأَكلُ الكثیر، و الوَرْشُ الأَكلُ القلیل. و الوَرَشانُ: طائرٌ شِبْهُ الحمامةِ، و جمْعُه وِرْشانٌ، بكسر الواو و تسكین الراء، مثل كِرْوان جمع كَرَوان علی غیر قیاس، و الأُنثی وَرَشانةٌ و هو ساقُ حُرٍّ. و فی المثل: بعِلّة الوَرَشان یأْكلُ رُطَبَ المُشانِ، و الجمعُ الوَراشینُ. و الوَرَشانُ أَیضاً: حُمْلاقُ [حِمْلاقُ العَینِ الأَعْلی. و الوَرَشانُ: الكبیر؛ قال ابن سیدة: وجدناه فی شرح شعر الأَعشی بخط ینسب إِلی ثعلب.

وشوش؛ ج6، ص: 372

: الوَشْوَشُ و الوَشْواشُ من الرجال و الإِبل: الخفیفُ السریع. و رجل وَشْواشٌ أَی خفیف؛ عن الأَصمعی؛ و أَنشد: فی الرَّكْبِ وَشْواشٌ و فی الحَیِّ رَفِلْ و فی التهذیب: الوَشْواشُ الخفیفُ من النعام، و ناقة وَشْواشةٌ كذلك. و الوَشْوَشةُ: كلامٌ فی اختلاط؛ و‌فی حدیث سُجود السهو: فلما انْفَتَل تَوَشْوَشَ القومُ؛ الوَشْوَشةُ: كلامٌ مختلط حتی لا یكاد یُفْهم، و رواه بعضهم بالسین المهملة، و یرید به الكلامَ الخفیَّ. و الوَشْوَشةُ: الكلمة الخفیّةُ و كلامٌ فی اختلاط. اللیث: الوَشْوَشةُ الخِفّةُ. أَبو عمرو: فی فلان منْ أَبیه وَشْواشةٌ أَی شبَهٌ. أَبو عبیدة: رجل وَشْوَشِیُّ الذِّراع و نَشْنَشِیُّ الذراع، و هو الرقیقُ الید الخفیفُ فی العمَل؛ و أَنشد: فقامَ فَتًی وَشْوَشِیُّ الذِّرَاعِ، لم یَتَلَبَّثْ و لم یَهْمُمِ

وطش؛ ج6، ص: 372

: وطَشَ القومَ عَنِّی وَطْشاً و وَطَّشَهم: دفَعَهم. و ضَربوه فما وَطَّشَ إِلیهم أَی لم یُعطهم، و فی الصحاح: فما وَطَّشَ إِلیهم تَوْطِیشاً أَی لم یمْدُدْ بیدِه و لم یدْفع عن نفسه، و فی المحكم: أَی لم یدفع عن نفسه. و یقال: سأَلته عن شی‌ء فما وَطَشَ و ما وَطَّشَ و ما دَرَّعَ أَی ما بیَّنَ لی شیئاً. و سأَلوه فما وَطَّشَ إِلیهم بشی‌ء أَی لم یُعْطهم شیئاً. و وطَّشَ عنه: ذَبَّ. و وَطَّشَ: أَعْطی قلیلًا؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: هَبطْنا بِلاداً ذاتَ حُمَّی و حَصْبةٍ و مُومٍ، و إِخوانٍ مُبِینٍ عُقُوقُها سوی أَنّ أَقواماً من الناس وَطَّشُوا بأَشیاءَ، لم یَذْهَبْ ضَلالًا طَرِیقُها أَی لم یَضِعْ فعالُهم عندنا، و قیل: معناه من یَخْفَ علینا أَنهم قد أَحسنوا إِلینا. اللحیانی: یقال وَطِّشْ لی شیئاً و غَطِّشْ لی شیئاً معناه افتح لی شیئاً. الجوهری: وَطِّشْ لی شیئاً حتی أَذكُرَه أَی افتح. و الوَطْشُ: بَیانُ طرفٍ من الحدیث. الفراء: وطَّشَ له إِذا هیَّأَ له وجهَ الكلام و العملِ و الرأی. و طَوَّشَ إِذا مَطَل غریمَه. ابن الأَعرابی: التَوْطِیشُ الإِعطاءُ القلیل.

وفش؛ ج6، ص: 372

: بها أَوْفاشٌ من الناسِ: و هم السُّقَاطُ، واحدُهم وَفْشٌ، و قد یقال أَوْقاسٌ، بالقاف و السین غیر المعجمة.

وقش؛ ج6، ص: 372

: الوَقْشُ و الوَقَشُ و الوَقْشَةُ و الوَقَشَةُ: الصوتُ و الحركةُ.
لسان العرب، ج‌6، ص: 373
و أُقَیْشٌ: جدُّ النَّمِر، سُمِّی بذلك لأَنَّ أَباه نظر إِلی أُمه و قد حَبِلت به فقال: ما هذا الذی یتَوَقَّش فی بَطْنِك؟ أَی یتحرك. و یقال: سمعت وَقْشَه أَی حِسَّه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: دخلتُ الجنَّةَ فسَمِعْتُ وَقْشاً خَلْفِی فإِذا بِلالٌ.قال ابن الأَعرابی: یقال سمعت وَقْش فلان أَی حركته؛ و أَنشد: لأَخْفافِها باللیل وَقْشٌ كأَنه، علی الأَرض، تَرْشافُ الظِّباء السَّوانِح و ذكره الأَزهری فی حرف الشین و السین فیكونان لغتین. و توَقَّشَ أَی تحرَّك؛ قال ذو الرُّمة: فدَعْ عنك الصِّبَا، و لَدَیْكَ هَمّاً توَقَّشَ فی فُؤَادِك و احْتِیالا قال ابن بری: هذا البیت أَورده الجوهری: و لَدَیْك همٌّ، قال و صوابُ إنشادِه: و لَدَیْك هَمّاً، علی الإِغْراء؛ قال: و كذا أَنشده بالنصب فی فصل الراء، و المعنی علیه و الإِعرابُ، أَ لا تراه عطَفَ علیه قوله و احتیالا؟ و المعنی دَعْ عنك الصِّبا و اصْرفْ هِمَّتك و احتیالَك إِلی الممدوح؛ و لهذا یقول بعده: إِلی ابن العامِریِّ إِلی بلالٍ، قطَعْتُ بأَرْضِ مَعْقُلةَ العدَالا معْقُلة: اسم أَرض. و العِدَالُ: أَن یُعادِلَ بین أَمرین و ما یَعْدِل به عن هواه. و وَقَشَ منه وَقْشاً: أَصاب منه عطاء. و الوَقْشُ: العیبُ. و وَقْشٌ: اسمُ رجل من الأَوْس. و بنو وَقْشٍ: حیٌّ من الأَنصار. و وُقَیْشٌ: حیٌّ من العرب. و أُقَیْشُ بن ذُهْل: من شعرائهم؛ عن اللحیانی، قال: إِنما أَصله وُقَیْشٌ فأَبْدلوا من الواو همزة؛ قال: و كذلك الأَصل عندی فیما أَنشدَه سیبویه للنابغة: كأَنَّك من جِمال بنی أُقَیْشٍ، یُقَعْقَعُ خَلف رِجْلیه بشَنّ إِنما أَصله الواو فأُبدل إِذ لا یُعْرف فی الكلام أَقش. الجوهری: بنو أُقَیش قومٌ من العرب، و أَصل الأَلف فیه واو مثل أُقِّتَتْ و وقِّتَت، و أَنشَدَ البیت بیت النابغة، و قال كأَنك جمل من جمالهم فحذف كما قال تعالی: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلّٰا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ؛ أَی و ما من أَهل الكتاب أَحدٌ إِلَّا لیُؤْمِنَنَّ به. قال أَبو تراب: سمعت مبتكراً یقول الوَقَشُ و الوَقَصُ صِغارُ الحطب الذی تُشَیَّع به النارُ.

ومش؛ ج6، ص: 373

: ابن الأَعرابی: الوَمْشةُ الخالُ الأَبیض.

ونش؛ ج6، ص: 373

: الوَنْش: الردی‌ءُ من الكلام.

وهش؛ ج6، ص: 373

: الوَهْش: الكَسْر و الدقّ، و اللَّه أَعلم.

الجزء السابع‌

ص؛ ج7، ص: 3

اشارة

حرف الصاد المهملة‌

ص؛ ج7، ص: 3

: الصاد المهملة حرف من الحروف العشرة المهموسة، و الزایُ و السینُ و الصادُ فی حَیّز واحد، و هذه الثلاثة أَحْرُف هی الأَسَلِیَّة لأَن مبناها من أَسَلَة اللسان، و هی مُسْتدَقّ طرف اللسان، و لا تَأْتَلِف الصاد مع السین و لا مع الزای فی شی‌ء من كلام العرب.

فصل الألف؛ ج7، ص: 3

أبص؛ ج7، ص: 3

: رجل أَبِصٌ و أَبُوصٌ: نشیط، و كذلك الفرس؛ قال أَبو دُواد: و لقد شَهِدْتُ تَغاؤراً، یومَ اللِّقاءِ، علی أَبُوص و قد أَبَصَ یَأْبِصُ أَبْصاً، فهو آبِصٌ و أَبُوصٌ. الفراء: أَبِصٌ یأْبَصُ و هَبِصَ یَهْبَص إِذا أَرِنَ و نَشِطَ.

أجص؛ ج7، ص: 3

: الإِجّاصُ و الإِنْجاصُ: من الفاكهة معروف، قال أُمیّة بن أَبی عائذ الهذلی یصف بقرة: یَتَرَقّبُ الخَطْبُ السَّواهِمَ كلَّها، بِلَواقِحٍ كَحوالِك الإِجّاص و یروی: … الإِنْجاص. قال الجوهری: الإِجّاصُ دَخیل لأَن الجیم و الصاد لا یجتمعان فی كلمة واحدة من كلام العرب، و الواحدة إِجّاصة. قال یعقوب: و لا تقل إِنْجاص؛ قال ابن بری: و قد حكی محمد بن جعفر القزّاز إِجّاصة و إِنْجاصة و قال: هما لغتان.

أصص؛ ج7، ص: 3

: الأَصُّ و الإِصُّ و الأُصُّ: الأَصلُ؛ و أَنشد ابن بری للقُلاخ: و مِثْلُ سَوَّارٍ رَدَدْناه إِلی إِدْرَوْنِه و لُؤْمِ أَصِّه علی الرَّغْمِ مَوْطُوءَ الحَصَی مُذَلَّلا و قیل: الأَصّ الأَصلُ الكریم، قال: و الجمع آصاصٌ؛ أَنشد ابن درید: قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا، و عِزَّةً قَعْساءَ لن تُنَاصا و كذلك العَصُّ، و سیأْتی ذكره. و بِناءٌ أَصِیصٌ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 4
مُحْكَم كرَصِیص. و ناقة أَصُوصٌ: شدیدةٌ مُوَثَّقةٌ، و قیل كریمة. تقول العرب فی المَثَل: ناقة أَصُوصٌ علیها صُوص أَی كریمة علیها بَخِیل، و قیل: هی الحائلُ التی قد حُمِل علیها فلم تَلْقَحْ، و جمعُها أُصُصٌ، و قد أَصَّتْ تَئِصّ؛ و قیل: الأَصُوصُ الناقةُ الحائلُ السَّمِینةُ؛ قال إمرؤ القیس: فهل تُسْلِیَنَّ الهَمَّ عَنْكَ شِمِلَّةٌ، مُداخَلَةٌ صَمُّ العِظامِ أَصُوصُ؟ أَرادَ صَمٌّ عِظامُها. و قد أَصّتْ تَؤُصُّ أَصَیصاً إِذا اشْتَدّ لحمها و تَلاحَكَتْ أَلْواحُها. و یقال: جِئْ به من إِصِّكَ من حیث كان. و إِنه لأَصیصٌ كَصیصٌ أَی مُنْقبض. و له أَصیصٌ أَی تحرُّكٌ و التواء من الجَهد. و الأَصیصُ: الرِّعْدةُ. و أَفْلَت و له أَصیصٌ أَی رِعْدة، یقال: ذُعْرٌ و انْقِباضٌ. و الأَصِیصُ: الدَّنُّ المقطوع الرأْس؛ قال عبدة بن الطَّبِیب: لنا أَصِیصٌ كجِزمِ الحَوْضِ، هَدَّمَه وطْءُ الغَزال، لَدَیْه الزِّقُّ مَغْسُول و قال خالد بن یزید: الأَصِیصُ أَسْفلُ الدَّنِّ كانَ یُوضَعُ لِیُبالَ فیه؛ و قال عدیّ بن زید: یا لیتَ شِعْری، و أَنا ذو غِنیً، متی أَرَی شَرْباً حَوَالَیْ أَصِیص؟ یعنی به أَصْل الدَّنّ، و قیل: أَراد بالأَصِیصِ الباطِیةَ تشبیهاً بأَصْل الدَّنِّ، و یقال: هو كهیئة الجَرِّ له عُرْوتانِ یُحْمل فیه الطینُ. و فی الصحاح: الأَصِیصُ ما تكَسّر من الآنیة و هو نصف الجَرِّ أَو الخابیة تُزْرَعُ فیه الریاحینُ.

أمص؛ ج7، ص: 4

: الآمِصُ: الخامِیزُ، و هو ضَرْبٌ من الطعام، و هو العامِصُ أَیضاً؛ فارسی حكاه صاحب العین. التهذیب: الآمِصُ إِعرابُ الخامِیز، و الخامِیزُ: اللحمُ یُشَرَّح رقیقاً و یؤكل نِیئاً، و ربما یُلْفح لَفحة النار.

أیص؛ ج7، ص: 4

: جئ به من أَیصِك أَی من حیث كان.

فصل الباء الموحدة؛ ج7، ص: 4

بخص؛ ج7، ص: 4

: البَخْصُ: مصدر بَخَصَ عینَه یَبْخَصُها بَخْصاً أَغارها؛ قال اللحیانی: هذا كلام العرب، و السین لغة. و البَخَصُ: سُقوطُ باطنِ الحجَاجِ علی العین. و البَخَصة: شَحْمةُ العَیْنِ من أَعلی و أَسفل. التهذیب: و البَخَصُ فی العَیْن لحمٌ عند الجفن الأَسفل كاللَّخَصِ عند الجَفْن الأَعْلی. و‌فی حدیث القُرَظِیِّ فی قوله عز و جل: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ اللّٰهُ الصَّمَدُ، لو سُكِتَ عنها لتَبَخَّص لها رجالٌ فقالوا: ما صَمَدٌ؟ البَخَصُ، بتحریك الخاء: لحمٌ تحت الجفن الأَسفل یظهر عند تَحْدِیق الناظر إِذا أَنكر شیئاً و تعجَّب منه، یعنی لو لا أَن البیان اقْتَرَنَ فی السُّورة بهذا الاسم لتَحَیَّروا فیه حتی تَنْقَلِب أَبصارُهم. غیره: البَخَصُ لحمٌ ناتئٌ فوق العینین أَو تحتهما كهیئة النَّفْخة، تقول منه: بَخِص الرجلُ، بالكسر، فهو أَبْخَصُ إِذا نَتَأَ ذلك منه. و بَخَصْتُ عَیْنَه أَبْخَصُها بَخْصاً إِذا قَلَعتها مع شَحْمَتِها. قال یعقوب: و لا تقل بَخَسْتُ. و روی الأَصمعی: بَخَصَ عَیْنَه و بَخَزَها و بَخَسَها، كله بمعنی فَقَأَها. و البَخَصُ، بالتحریك: لحمُ القَدَمِ و لحمُ فِرْسِن البعیر و لحمُ أُصولِ الأَصابعِ مما یَلی الراحةَ، الواحدةُ بَخَصةٌ. قال أَبو زید: الوَجَی فی عظْم الساقین و بَخَصِ الفَراسِنِ؛ و الوَجی قِیل الحَفا. و‌فی صفته، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه كان مَبْخُوصَ العَقِبَیْن‌أَی قلیلَ لحمِهِما. قال الهروی: و إِن روی بالنون و الحاء و الضاد، فهو من النَّحْضِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 5
اللحم. یقال: نَحَضْتُ العظْمَ إِذا أَخذتَ عنه لحمَهُ. ابن سیدة: و البَخَصةُ لحمُ الكفِّ و القدمِ، و قیل: هی لحمُ باطنِ القدم، و قیل: هی ما وَلیَ الأَرضَ من تحتِ أَصابعِ الرجلین و تحت مناسمِ البعیر و النَّعام، و الجمع بَخَصات و بَخَصٌ؛ قال: و ربما أَصابَ الناقةَ داءٌ فی بَخَصِها، فهی مَبْخوصة تَظْلَعُ من ذلك. و البَخَصُ: لحمُ الذراعین. و ناقة مبْخُوصَة: تَشْتكِی بَخَصَتَها. و بَخَصُ الیدِ: لحمُ أُصول الأَصابع مما یلی الراحة. و البَخَصةُ: لحمُ أَسفلِ خُفِّ البعیر، و الأَظَلُّ: ما تحتَ المناسم. المبرّد: البَخَصُ اللحم الذی یَرْكبُ القدم، قال: و هو قول الأَصمعی، و قال غیره: هو لحمٌ یُخالطُه بیاضٌ من فسادٍ یَحُلّ فیه؛ قال و مما یدل علی أَنه اللحم خالَطَهُ الفسادُ قولُ أَبی شُراعةَ من بنی قیس بن ثعلبة: یا قَدَمَیّ، ما أَری لی مَخْلَصا ممّا أَرَاه، أَو تَعُودا بَخَصَا

بخلص؛ ج7، ص: 5

: بَخْلَصٌ و بَلْخَصٌ: غلیظٌ كثیرُ اللحمِ، و قد تَبَخْلصَ و تَبَلْخَصَ.

برص؛ ج7، ص: 5

: البَرَصُ: داءٌ معروف، نسأَل اللّه العافیةَ منه و من كل داءِ، و هو بیاض یقع فی الجسد، برِصَ بَرَصاً، و الأُنثی بَرْصاءُ؛ قال: مَنْ مُبْلغٌ فِتْیانَ مُرَّةَ أَنه هَجانا ابنُ بَرْصاءِ العِجانِ شَبِیبُ و رجل أَبْرَصُ، و حیّة بَرْصاءُ: فی جلدها لُمَعُ بیاضٍ، و جمع الأَبْرصِ بُرْصٌ. و أَبْرَصَ الرجلُ إِذا جاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ، و یُصَغَّرُ أَبْرَصُ فیقال: بُرَیْصٌ، و یجمع بُرْصاناً، و أَبْرَصَه اللّهُ. و سامُّ أَبْرَصَ، مضاف غیر مركب و لا مصروف: الوَزَغةُ، و قیل: هو من كِبارِ الوزَغ، و هو مَعْرِفة إِلا أَنه تعریفُ جِنْس، و هما اسمان جُعِلا اسماً واحداً، إِن شئت أَعْرَبْتَ الأَول و أَضَفْتَه إِلی الثانی، و إِن شِئْتَ بَنَیْت الأَولَ علی الفتح و أَعْرَبت الثانی بإِعراب ما لا ینصرف، و اعلم أَن كلَّ اسمین جُعِلا واحداً فهو علی ضربین: أَحدهما أَن یُبْنَیا جمیعاً علی الفتح نحو خمسةَ عَشَرَ، و لقیتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، و هو جارِی بَیْت بَیْت، و هذا الشی‌ءُ بینَ بینَ أَی بین الجیِّد و الردی‌ءِ، و همزةٌ بینَ بینَ أَی بین الهمزة و حرف اللین، و تَفَرّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ و شغَرَ بَغَرَ و شَذَرَ مَذَرَ، و الضربُ الثانی أَن یُبْنی آخرُ الاسم الأَول علی الفتح و یعرب الثانی بإِعراب ما لا ینصرف و یجعلَ الاسمان اسماً واحداً لِشَی‌ءٍ بعَیْنِه نحو حَضْرَمَوْت و بَعْلَبَكّ و رامَهُرْمُز و مارَ سَرْجِسَ و سامَّ أَبْرَصَ، و إِن شئت أَضفت الأَول إِلی الثانی فقلت: هذا حَضْرَمَوْتٍ، أَعْرَبْتَ حَضْراً و خفضْتَ مَوْتاً، و فی مَعْدِی كَرِب ثلاثُ لغات ذُكِرَتْ فی حرف الباء؛ قال اللیث: و الجمع سَوامُّ أَبْرَصَ، و إِن شئت قلت هؤلاء السوامُّ و لا تَذْكر أَبْرَصَ، و إِن شئت قلت هؤُلاءِ البِرَصةُ و الأَبارِصةُ و الأَبارِصُ و لا تَذْكر سامَّ، و سَوامُّ أَبْرَصَ لا یُثَنی أَبْرَص و لا یُجْمَع لأَنه مضاف إِلی اسم معروف، و كذلك بناتُ آوَی و أُمَّهات جُبَین و أَشْباهها، و من الناس من یجمع سامَّ أَبْرَص البِرَصةَ؛ ابن سیدة: و قد قالوا الأَبارِص علی إِرادة النسب و إِن لم تثبت الهاء كما قالوا المَهالِب؛ قال الشاعر: و اللّهِ لو كُنْتُ لِهذا خالِصَا، لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبارِصَا و أَنشده ابن جنی: آكِلَ الأَبارِصا أَراد آكلًا الأَبارصَ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 6
فحذف التنوین لالتقاء الساكنین، و قد كان الوَجْهُ تحریكَه لأَنه ضارَعَ حُروفَ اللِّینِ بما فیه من القُوّة و الغُنّةِ، فكما تُحْذَف حروفُ اللین لالتقاء الساكنین نحو رَمی القومُ و قاضی البلدِ كذلك حُذِفَ التنوینُ لالتقاء الساكنین هنا، و هو مراد یدُلّك علی إِرادته أَنهم لم یَجُرُّوا ما بَعْده بالإِضافة إِلیه. الأَصمعی: سامُّ أَبْرَصَ، بتشدید المیم، قال: و لا أَدری لِمَ سُمِّیَ بهذا، قال: و تقول فی التثنیة هذان سَوامّا أَبْرَصَ؛ ابن سیدة: و أَبو بُرَیْصٍ كنْیةُ الوزغةِ. و البُریْصةُ: دابةٌ صغیرةٌ دون الوزَغةِ، إِذا عَضَّت شیئاً لم یَبْرأْ، و البُرْصةُ. فَتْقٌ فی الغَیم یُری منه أَدِیمُ السماء. و بَرِیصٌ: نَهْرٌ فی دِمَشق، و فی المحكم: و البَرِیصُ نهرٌ بدمشق «7»، قال ابن درید: و لیس بالعربی الصحیح و قد تكلمت به العرب؛ قال حسان بن ثابت: یَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَریصَ علیهمُ بَرَدی یُصَفَّقُ بالرحِیقِ السَّلْسَل و قال وَعْلةُ الجَرْمِیُّ أَیضاً: فما لحمُ الغُرابِ لنا بِزادٍ، و لا سَرَطان أَنْهارِ البَرِیصِ ابن شمیل: البُرْصةُ البُلُّوقةُ، و جمعها بِراصٌ، و هی أَمكنةٌ من الرَّمْل بیضٌ و لا تُنْبِت شیئاً، و یقال: هی مَنازِلُ الجِنّ. و بَنُو الأَبْرَصِ: بَنُو یَرْبُوعِ بن حَنْظلة.

بصص؛ ج7، ص: 6

: بَصّ القومُ بَصِیصاً: صَوَّتَ. و البَصِیصُ: البَریقُ. و بَصّ الشی‌ءُ یَبِصّ بَصّاً و بَصیصاً: بَرَقَ و تلأْلأَ و لَمَع؛ قال: یَبِصُّ منها لِیطُها الدُّلامِصُ، كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ و‌فی حدیث كعب: تُمْسَكُ النارُ یوم القیامة حتی تَبِصّ كأَنها مَتْنُ إِهالةٍ‌أَی تَبْرق و یَتَلأْلأُ ضَوْءُها. و البَصّاصةُ: العَینُ فی بعض اللغات، صفة غالبة. و بَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِیراقِ، یقال: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً و أَوْبَصَت إِیباصاً أَوّل ما یظهر نبتُها. و یقال: بَصَّصَت البَراعِیمُ إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الریاضِ. و بَصْبَصَ بسَیفِه: لَوَّحَ. و بَصَّ الشی‌ءُ یَبِصّ بَصّاً و بَصِیصاً: أَضاءَ. و بَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِیصاً: فتَحَ عَیْنَیه، و بَصْبَصَ لغةٌ. و حكی ابن بری عن أَبی عَلیٍّ القالی قال: الذی یَرْوِیه البصریون یَصَّصَ، بالیاء المثناة، لأَن الیاء قد تبدل منها الجیم لقربها فی المخرج و لا یمتنع أَن یكون بَصَّصَ من البَصِیصِ و هو البَریق لأَنه إِذا فَتَح عینیه فَعَل ذلك. و البَصِیصُ: لَمَعانُ حَبِّ الرُّمّانة. و أَفْلَتَ و له بَصِیصٌ: و هی الرِّعْدةُ و الالتواءُ من الجَهْد. و بَصْبَصَ الكلبُ و تَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه. و البَصْبَصةُ: تحریكُ الكلب ذنَبه طمعاً أَو خوْفاً، و الإِبِل تفعل ذلك إِذا حُدی بها؛ قال رؤبة یصف الوحش: بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَ بَقْ و التَّبَصْبُصُ: التملّق؛ و أَنشد ابن بری لأَبی داودٍ: و لقد ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ
(7). قوله [و البریص نهر بدمشق] قال فی یاقوت بعد ذكر ذلك و البیتین المذكورین ما نصه: و هذان الشعران یدلان علی أن البریص اسم الغوطة بأجمعها، أ لا تراه نسب الأَنهار إلی البریص؟ و كذلك حسان فإنه یقول: یسقون ماء بردی، و هو نهر دمشق من ورد البریص.
لسان العرب، ج‌7، ص: 7
و‌فی حدیث دانِیال، علیه السلام، حین أُلْقِیَ فی الجُبّ: و أُلْقِی علیه السباعُ فجَعَلْنَ یَلْحَسْنَه و یُبَصْبِصْنَ إِلیه؛ یقال: بَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه و إِنما یَفْعل ذلك من طمع أَو خوف. ابن سیدة: و بَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ به، و قیل: حرّكه؛ و قول الشاعر: و یَدُلّ ضَیْفی، فی الظَّلامِ، علی القِری، إِشْراقُ ناری، و ارْتِیاحُ كِلابی حتی إِذا أَبْصَرْنه و عَلِمْنَه، حَیّیْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ یجوز أَن یكون جمع بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ منها له بَصْبَصَةٌ و هو كذلك؛ قال: و یجوز أَن یكون جمع مُبَصْبِص، و كذلك الإِبلُ إِذا حُدِی بها. و البَصْبَصةُ: تحریكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعی: من أَمثالهم فی فِرارِ الجَبانِ و خُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِینَ بالأَذْنابِ؛ قال: و مثله قولهم: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَی ذَلّ و خَضَع. و قَرَبٌ بَصْباصٌ: شدیدٌ لا اضطرابَ فیه و لا فُتُورَ، و فی التهذیب: إِذا كان السیرُ مُتْعِباً. و قد بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سارت فأَسْرَعَتْ؛ قال الشاعر: و بَصْبَصْنَ بینَ أَدانی الغَضا، و بَیْنَ غُدانةَ شَأْواً بَطِینا أَی سِرْنَ سیراً سریعاً؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَری كُلَّ ریحٍ سوف تَسْكُنُ مَرّةً، و كلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ فإِنَّكَ، و الأَضیافَ فی بُرْدةٍ معاً، إِذا ما تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ لِحافی لحافُ الضَّیْفِ، و البَیتُ بیتُه، و لم یُلْهِنی عنه غَزالٌ مُقَنَّعُ «1» أُحَدِّثهُ أَن الحدیثَ من القِری، و تَعْلَمُ نفْسی أَنَّه سوف یَهْجَع أَی یَشْبَع فیَنامُ. و تنزع أَی تجری إِلی المغرِب. و سیرٌ بَصْباصٌ كذلك؛ و قول أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: إِدْلاج لیلٍ قامِسٍ بوَطیسةٍ، و وِصال یوم واصِبٍ بَصْباصِ أَراد: شدیدٍ بِحرِّه و دَوَمانه. و خِمْسٌ بَصْباصٌ: بعیدٌ جادٌّ مُتْعِب لا فُتورَ فی سیره. و البَصْباصُ من الطَّریفة: الذی یبقی علی عُودٍ كأَنه أَذْنابُ الیَرابیع. و ماءٌ بَصْباصٌ أَی قلیلٌ؛ قال أَبو النجم: لیس یَسِیل الجَدْوَلُ البَصْباصُ

بعص؛ ج7، ص: 7

: البَعْصُ و التَّبَعُّصُ: الاضطرابُ. و تَبَعْصَصَت الحیةُ: ضُرِبَتْ فَلَوَتْ ذَنَبها. و البُعْصُوصُ و البَعَصُوصُ: الضَّئِیلُ الجسمِ. و البَعْصُ: نَحافةُ البدَن و دِقّتُه، و أَصله دُودةٌ یقال لها البُعْصُوصةُ: دُوَیْبّة صغیرة كالوزَغةِ لها بَریقٌ من بیاضها. قال: و سَبُّ الجواری: یا بُعْصوصةُ كُفِّی و یا وجهَ الكُتَع. و یقال للصبی الصغیر و الصبیَّة الصغیرة: بُعْصُوصةٌ لصِغَر خَلْقِه و ضَعْفِه. و البُعْصُوص من الإِنسان: العظْمُ الصغیرُ الذی بین أَلْیتیه. قال یعقوب: یقال للحیّة إِذا قُتِلَتْ فَتَلوّتْ: قد تَبَعْصَصَت و هی تَبَعْصَصُ؛ قال العجاج یصف ناقته: كأَنّ تَحْتی حیّةً تَبَعْصَصُ قال ابن الأَعرابی: یقال للجُوَیْریة الضاوِیةِ البُعْصُوصة و العِنْفِصُ و البَطِیطة و الحَطِیطةُ.
(1). هذا البیت و الذی بعده رُویا لعروة بن الورد.
لسان العرب، ج‌7، ص: 8‌

بلص؛ ج7، ص: 8

: البِلِّصُ و البَلَصُوصُ: طائر، و قیل: طائر صغیر، و جمعه البَلَنْصی، علی غیر قیاس، و الصحیح أَنه اسم للجمع و ربما سُمِّی به النحیفُ الجسم؛ قال الجوهری: قال سیبویه: النون زائدة لأَنك تقول الواحد البَلَصُوصُ. قال الخلیل بن أَحمد: قلت لأَعرابی: ما اسمُ هذا الطائر؟ قال: البَلَصُوصُ، قال: قلت: ما جمعُه؟ قال: البَلَنْصی، قال: فقال الخلیل أَو قال قائل: كالبَلَصُوصِ یَتْبَعُ البَلَنْصَی التهذیب فی الرباعی: البِلَنْصاةُ بقْلةٌ و یقال طائر، و الجمع البَلَنْصَی.

بلأص؛ ج7، ص: 8

: بَلأَصَ الرجلُ و غیرُه مِنِّی بَلأَصَةً، بالهمز: فَرَّ.

بلخص؛ ج7، ص: 8

: بَخْلَصٌ و بَلْخَصٌ: غلیظٌ كثیر اللحم، و قد تَبَخْلَصَ و تَبَلْخَصَ.

بلهص؛ ج7، ص: 8

: بَلْهَصَ كبَلأَصَ أَی فَرَّ و عَدَا من فزَعٍ و أَسرع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لو رَأَی فاكَرِشٍ لَبَلْهَصا و قد یجوز أَن یكون هاؤه بدلًا من همزة بَلأَصَ. قال محمد بن المكرم: و قد رأَیت هذا الشعر فی نسخة من نسخ التهذیب: و لو رأَی فاكرش لبَهْلَصا و فاكَرِشٍ أَی مكاناً ضَیِّقاً یَسْتَخْفی فیه. و تَبَلْهَصَ من ثیابه: خرج عنها.

بنقص؛ ج7، ص: 8

: بَنْقَصٌ: اسم.

بهلص؛ ج7، ص: 8

: أَبو عمرو: التَّبَهْلُصُ خروجُ الرجل من ثیابه. تقول: تَبَهْلَصَ و تَبَلْهَصَ من ثیابه؛ و منه قول أَبی الأَسود العجلی: لَقِیتُ أَبا لَیْلی، فلمّا أَخَذْتُه، تَبَهْلَصَ من أَثوابِه ثم جَبَّبا یُقال: جَبَّبَ إِذا هَرَب.

بوص؛ ج7، ص: 8

: البَوْصُ: الفَوْتُ و السَّبْق و التقدُّم. باصَه یَبُوصُه بَوْصاً فاسْتَباصَ: سَبَقَه و فاتَه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فلا تَعْجَلْ عَلَیَّ، و لا تَبُصْنِی، فإِنَّك إِنْ تَبُصْنِی أَسْتَبِیص هكذا أَنشده: فإِنك …، و رواه بعضهم: فإِنی إِن تبصنی …، و هو أَبْیَنُ؛ و أَنشد ابن بری لذی الرُّمّة: علی رَعْلَةٍ صُهْب الذَّفارَی، كأَنها قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطا المُتَواتِرِ و البَوْصُ أَیضاً: الاستعجالُ؛ و أَنشد اللیث: فلا تعجل علیّ، و لا تبصنی، و لا تَرْمی بیَ الغَرَضَ البَعِیدا ابن الأَعرابی: بَوَّصَ إِذا سبَق فی الحَلْبةِ، و بوّص إِذا صفَا لونه، و بَوَّصَ إِذا عَظُم بَوْصُه. و بُصْتُه: استعجلته. قال اللیث: البَوْصُ أَن تستعجل إِنساناً فی تَحْمیلِكَه أَمراً لا تدَعُه یتَمَهَّلُ فیه؛ و أَنشد: فلا تعجل علیَّ، و لا تبصنی، و دالِكْنِی، فإِنی ذُو دَلالِ و بُصْتُه: استعجلته. و سارُوا خِمْساً بائِصاً أَی معجلًا سریعاً مُلِحّاً؛ أَنشد ثعلب: أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائِصا و باصَه بَوْصاً: فاتَه. التهذیب: النَّوْصُ التأَخرُ فی كلام العرب، و البَوْصُ التقدم، و البُوصُ و البَوْصُ العَجُزُ، و قیل: لِینُ شَحْمتِه. و امرأَة بَوْصاءُ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 9
عظیمة العَجُزِ، و لا یقال ذلك للرجل. الصحاح: البُوصُ و البَوْصُ العَجِیزةُ؛ قال الأَعشی: عَرِیضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ، هَضِیم الحَشَا شَخْتة المُحْتَضَنْ و البَوْصُ و البُوصُ: اللّونُ، و قیل: حُسْنُهُ، و ذكره الجوهری أَیضاً بالوجهین؛ قال ابن بری: حكاه الجوهری عن ابن السكیت بضم الباء، و ذكره السیرافی بفتح الباء لا غیر. و أَبْواصُ الغنمِ و غیرها من الدواب: أَلوانُها، الواحدُ بُوصٌ. أَبو عبید: البَوْصُ اللَّوْنُ، بفتح الباء. یقال: حالَ بَوْصُه أَی تغیَّر لونُه. و قال یعقوب: ما أَحسن بُوصَه أَی سَحْنَتَه و لونَه. و البُوصِیُّ: ضرْبٌ من السُّفُن، فارسی معرب؛ و قال: كسُكّانِ بُوصِیٍّ بِدَجْلةَ مُصْعِد «2» و عبر أَبو عبید عنه بالزَّوْرَقِ، قال ابن سیدة: و هو خطأ. و البُوصِیُّ: المَلَّاحُ؛ و هو أَحد القولین فی قول الأَعشی: مثلَ الفُراتِیّ، إِذا ما طَمَا، یَقْذِفُ بالبُوصِیّ و الماهِرِ و قال أَبو عمرو: البُوصِیُّ زَوْرَقٌ و لیس بالملَّاح، و هو بالفارسیة بُوزِیْ؛ و قول إمرئ القیس: أَ مِنْ ذِكْرِ لَیْلی، إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ، فتَقْصُر عنها خَطْوةً و تَبُوصُ؟ أَی تَحْمِل علی نفْسِك المشقَّةَ فتَمْضِی. قال ابن بری: البیت الذی فی شعر إمرئ القیس فتَقْصُر، بفتح التاء. یقال: قَصَر خَطْوه إِذا قصَّر فی مشیه، و أَقْصَرَ كَفَّ؛ یقول: تَقْصُر عنها خَطْوةً فلا تُدْرِكُها و تَبُوص أَی تَسْبِقُك و تتقدَّمُك. و‌فی الحدیث: أَنه كان جالساً فی حُجْرة قد كاد یَنْباصُ عنه الظِّلُّ‌أَی ینتقص عنه و یسبِقُه و یفُوته. و منه‌حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه أَراد أَن یَسْتعْمِلَ سعیدَ بنَ العاصِ فَبَاصَ منه‌أَی هرب و استتر و فاتَه. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَنه ضرَبَ أَزَبّ حتی باصَ.و سَفَرٌ بائِصٌ: شدیدٌ. و البَوْصُ: البُعْد. و البائِصُ: البَعِید. یقال: طریق بائِصٌ بمعنی بَعِید و شاقٍّ لأَن الذی یَسْبِقك و یفُوتُك شاقٌّ وُصولُك إِلیه؛ قال الراعی: حتی وَرَدْنَ، لِتِمِّ خِمْس بائصٍ، جُدًّا تَعاوَرَه الرِّیاحُ وَبِیلا و قال الطرماح: مَلا بائِصاً ثم اعْتَرَتْه حَمِیّة علی نَشْجِه من ذائدٍ غیر واهِنِ و انْباصَ الشی‌ءُ: انْقَبَض. و‌فی الحدیث: كادَ یَنْباصُ عنه الظِّلُّ.و البَوْصاءُ: لُعْبةٌ یَلْعَبُ بها الصبیانُ یأْخذون عُوداً فی رأْسه نارٌ فیُدِیرُونه علی رؤوسِهم. و بُوصان: بطنٌ من بنی أَسد.

بیص؛ ج7، ص: 9

: یقال: وقَعُوا فی حَیْصَ بَیْصَ و حِیصَ بِیصَ و حِیصٍ بِیصٍ و حَیْص بَیْص مبنی «3» علی الكسر، أَی شدّة، و قیل: أَی فی اختلاط من أَمر و لا مخرج لهم و لا مَحِیص منه. و إِنك لتَحْسَب عَلیَّ الأَرض حَیْصاً بَیْصاً أَی ضَیِّقةً. ابن الأَعرابی: البَیْصُ الضِّیقُ و الشدّةُ. و جعلْتُمْ علیه الأَرضَ حَیْصَ بَیْصَ أَی ضیَّقْتم علیه. و البَیْصةُ: قُفٌّ «4» غلیظٌ أَبْیَضُ بإِقبال العارِضِ فی دار قُشَیْرٍ لِبَنی لُبَیْنی و بنی قُرة من قُشَیرٍ و تلْقاءَها دارُ نُمیر.
(2). هذا البیت من معلقة طرفة و صدره: و أَتلعَ نهّاضٌ، إِذا صَعِدت به؛ یصف فیه عنق ناقته. (3). قوله [و حیص بیص مبنی] أی بكسر الأَول منوناً و الثانی بغیر تنوین و العكس كما فی القاموس. (4). قوله [و البیصة قف إلخ] فی شرح القاموس بعد نقله ما هنا ما نصه: قلت و الصواب أنه بالضاد المعجمة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 10

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج7، ص: 10

تخرص؛ ج7، ص: 10

: التِّخْرِیص: لغة فی الدِّخرِیص.

ترص؛ ج7، ص: 10

: التَّرِیصُ: المحكمُ، تَرُصَ الشی‌ءُ تَراصةً، فهو مُتْرَصٌ و تَرِیص مثل ماء مُسْخَن و سَخِین و حبْل مُبْرم و بَرِیم أَی مُحْكم شدید؛ قال: و شُدَّ یدَیْكَ بالعَقْدِ التَّرِیصِ و أَتْرَصَه هو و تَرَصه و تَرَّصَه: أَحْكَمه و قَوَّمَه؛ قال ذو الإِصْبع العَدْوانیّ یصف نَبْلًا: تَرَّصَ أَفْواقَها و قَوَّمَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعا أَنْبَلُها: أَعْمَلُها بالنَّبْل، و قیل: أَحْذَقُها؛ قال ابن بری: و شاهدُ أَتْرَصَه قول الأَعشی: و هل تُنْكَرُ الشمسُ فی ضَوْئِها، أَو القَمَرُ الباهِرُ المُتْرَصُ؟ و مِیزانٌ تَرِیصٌ أَی مُقَوَّم. و‌فی الحدیث: لو وُزِنَ رَجاءُ المؤمن و خَوْفُه بمیزانٍ تَرِیصٍ ما زادَ أَحدُهما علی الآخر‌أَی بمیزان مُسْتوٍ، و التَّرِیصُ، بالصاد المهملة: المُحْكَم المُقَوَّمُ. و یقال: أَتْرِصْ میزانَك فإِنه شائلٌ أَی سَوِّه و أَحْكِمْه. و فرسٌ تارِصٌ: شدید وَثِیقٌ؛ أَنشد ثعلب: قد أَغْتَدی بالأَعْوَجِیِّ التارِصِ

تعص؛ ج7، ص: 10

: تَعِصَ تَعَصاً: اشتكی عصَبَه من شِدَّةِ المَشْی. و التَّعَصُ: شبیه بالمَعَصِ، قال: و لیس بثَبَت.

تلص؛ ج7، ص: 10

: تَلَّصَ الشی‌ء: أَحْكَمه مثل تَرَّصَه. و یقال: تَلَّصَه و دَلَّصَه إِذا ملَّسَه و لَیَّنَه.

فصل الجیم؛ ج7، ص: 10

جبلص؛ ج7، ص: 10

: التهذیب فی الرباعی: جَابَلَق و جابَلَص مَدینتان إِحداهما بالمشرق و الأُخری بالمغرب لیس وراءهما شی‌ء، روی عن الحسن بن علی، رضی اللّه عنهما، حدیث ذَكرَ فیه هاتین المَدِینَتَیْن.

جرص؛ ج7، ص: 10

: الجُرَاصِیةُ: العظیمُ من الرِّجال؛ قال الشاعر: مِثْل الهَجِین الأَحمر الجُرَاصِیَهْ

جصص؛ ج7، ص: 10

: الجِصُّ و الجَصُّ: معروف، الذی یُطْلی به، و هو معرب، قال ابن درید: هو الجِصُّ و لم یُقَل الجَصّ، و لیس الجصّ بعربی و هو من كلام العجم، و لغةُ أَهل الحجاز فی الجَصّ: القَصّ. و رجل جَصَّاصٌ: صانع للجِصّ. و الجَصَّاصةُ: الموضعُ الذی یُعمل به الجِصُّ. و جَصَّصَ الحائطَ و غَیره: طلاه بالجِصّ. و مكان جُصاجِصٌ: أَبیضُ مستوٍ. و جصّصَ الجِرْوُ و فَقَح إِذا فتحَ عینیه. و جَصّصَ العُنْقودُ: هَمَّ بالخروج. و جَصّصَ علی القوم: حَمَلَ. و جَصّصَ علیه بالسیف: حَمَلَ أَیضاً، و قد قیل بالضاد، و سنذكره لأَن الصاد و الضاد فی هذا لغتان. الفراء: جَصّصَ فلانٌ إِناءَه إِذا مَلأَه.

جلبص؛ ج7، ص: 10

: أَبو عمرو: الجَلْبَصةُ الفِرارُ، و صوابه خَلْبَصة، بالخاء.

جمص؛ ج7، ص: 10

: الجَمْصُ: ضربٌ من النبت، و لیس بثَبَت.

جنص؛ ج7، ص: 10

: جَنَّصَ، رُعِبَ رُعْباً شدیداً. و جَنَّصَ إِذا هرَبَ من الفزَع. و جَنَّصَ بِسَلْحهِ: خرج بعضُه من الفَرَق و لم یَخْرج بعضُه. أَبو مالك: ضرَبه حتی
لسان العرب، ج‌7، ص: 11
جَنَّصَ بِسَلْحِه إِذا رَمَی به. و جَنَّصَ بَصرَه: حدّدَه؛ عن ابن الأَعرابی. و جَنَّصَ: فتَحَ عَیْنیه فزَعاً. و رجل إِجْنِیصٌ: فَدْمٌ عَییٌّ لا یَضُرُّ و لا ینفع؛ قال مُهاصر النهشلی: باتَ علی مُرْتَبإٍ شَخِیصِ، لیس بنَوّام الضُّحی إِجْنِیصِ و قیل: رجل إِجْنِیصٌ شَبْعان؛ عن كراع. أَبو مالك و اللحیانی و ابن الأَعرابی: جَنّصَ الرجلُ إِذا ماتَ. أَبو عمرو: الجَنِیصُ المیّتُ.

جیص؛ ج7، ص: 11

: جاصَ: لغة فی جاضَ؛ عن یعقوب و سیأْتی ذكره.

فصل الحاء المهملة؛ ج7، ص: 11

حبص؛ ج7، ص: 11

: حَبَص حَبْصاً: عدا عَدْواً شدیداً.

حبرقص؛ ج7، ص: 11

: الحَبَرْقَصةُ: المرأَةُ الصغیرةُ الخَلْقِ. و الحَبَرْقَصُ: الجملُ الصغیر و هو الحَبرْبَر أَیضاً. و جَملٌ حَبرْقَصٌ: قمِی‌ءٌ زَرِیٌّ. و الحَبَرْقَصُ: صِغارُ الإِبل؛ عن ثعلب. و ناقة حَبَرْقَصةٌ: كریمةٌ علی أَهلها. و الحَبَرْقِیصُ: القصیر الردی‌ء، و السین فی كل ذلك لغة.

حرص؛ ج7، ص: 11

: الحِرْصُ: شدّةُ الإِرادة و الشَّرَه إِلی المطلوب. و قال الجوهری: الحِرْصُ الجَشَعُ، و قد حَرَصَ علیه یَحْرِصُ و یَحْرُصُ حِرْصاً و حَرْصاً و حَرِصَ حَرَصاً؛ و قول أَبی ذؤیب: و لقد حَرِصْت [حَرَصْت بأَن أُدافعَ عنهمُ، فإِذا المَنیّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ عدَّاه بالباء لأَنه فی معنی هَمَمْتُ، و المعروف حَرَصْتُ علیه. الأَزهری: قول العرب حَرِیصٌ علیك معناه حَرِیصٌ علی نَفْعِك، قال: و اللغة العالیة حَرَصَ یَحْرِصُ و أَما حَرِصَ یَحْرَصُ فلغة ردیئة، قال: و القُراء مُجْمِعون علی: وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِینَ؛ و رجل حَرِیصٌ من قوم حُرَصاءَ و حِرَاصٍ و امرأَة حَریصةٌ من نسوة حِرَاصٍ و حَرائِصَ. و الحَرْصُ: الشَّقُّ. و حَرَصَ الثوبَ یَحْرُصُه [یَحْرِصُه حَرْصاً: خَرَقَه، و قیل: هو أَن یَدُقَّه حتی یجعل فیه ثُقَباً و شُقوقاً. و الحَرْصةُ من الشِّجاج: التی حَرَصَت من وراء الجِلْد و لم تُخَرِّقه، و قد ذُكرت فی الحدیث؛ قال الراجز: و حَرْصة یُغْفِلُها المأْمُومُ و الحارِصةُ و الحَرِیصةُ: أَولُ الشجاج، و هی التی تَحْرِصُ تَحْرُصُ الجلد أَی تشقُه قلیلًا؛ و منه قیل: حَرَصَ القَصّارُ الثوبَ یَحْرُصُه [یَحْرِصُه شقَّه و خرقه بالدَّقّ. و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحَرْصةُ و الشَّقْفة و الرَّعْلة و السَّلْعَة الشّجَّة، و الحَریصةُ و الحارِصةُ السحابةُ التی تَحْرِصُ [تَحْرُصُ وجه الأَرض بقَشْرِه و تُؤَثِّرُ فیه بمطرها من شدة وَقعها؛ قال الحُوَیْدرة: ظَلَمَ البِطاحَ، له انْهِلالُ حَرِیصة، فصَفا النِّطافُ له بَعِیدَ المُقْلَعِ یعنی مَطَرتْ فی غیر وقت مَطَرِها فلذلك ظَلَم. قال الأَزهری: أَصلُ الحَرْصِ القَشْرُ، و به سمیت الشَّجّة حارِصةً، و قد ورد فی الحدیث كما فسرناه، و قیل للشَّرِه حَرِیصٌ لأَنه یَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه الناس. و الحِرْصِیَان: فِعْلِیانٌ من الحَرْصِ و هو القَشْر، و علی مثاله حِذْرِیان و صِلِّیان. قال ابن الأَعرابی: یقال لِباطنِ جِلْد الفِیل حِرْصِیان، و قیل فی قوله تعالی: فِی ظُلُمٰاتٍ ثَلٰاثٍ؛ هی الحِرْصِیانُ و الغِرْسُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 12
و البَطْن، قال: و الحِرصِیان باطنُ جلْد البطْن، و الغِرْسُ ما یكون فیه الولد؛ و قال فی قول الطِّرِمَّاح: و قد ضُمِّرتْ حتی انْطَوَی ذُو ثَلاثِها، إِلی أَبْهَرَیْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن قال: ذُو ثلاثها أَراد الحِرْصِیانَ و الغِرْس و البطْن. و قال ابن السكیت: الحِرْصِیانُ جلدةٌ حمراءُ بین الجلد الأَعْلی و اللحمِ تُقْشَر بعد السَّلْخ. قال ابن سیدة: و الحِرْصِیانُ قشْرة رقیقة بین الجلد و اللحم یَقْشِرها القَصّاب بعد السَّلْخ، و جمعُها حِرْصِیاناتٌ و لا یُكَسَّر، و قیل فی قوله ذو ثلاثها فی بیت الطرماح عَنی به بطْنَها، و الثلاثُ: الحِرْصِیانُ و الرَّحِم و السابِیاءُ. و أَرض مَحْروصةٌ: مَرْعِیّة مُدَعْثرة. ابن سیدة. و الحَرْصَةُ كالعَرْصة، زاد الأَزهری: إِلا أَن الحَرْصةَ مُسْتَقِرّ وسطِ كل شی‌ء و العَرْصةُ الدارُ؛ و قال الأَزهری: لم أَسمع حَرْصة بمعنی العَرْصة لغیر اللیث، و أَما الصَّرْحةُ فمعروفة.

حربص؛ ج7، ص: 12

: حَرْبَصَ الأَرضَ: أَرْسلَ فیها الماءَ. و یقال: ما علیه حَرْبَصِیصةٌ و لا خَرْبَصِیصةٌ، بالحاء و الخاء، أَی شی‌ء من الحلیّ؛ قال أَبو عبید: و الذی سمعناه خَرْبَصِیصة، بالخاء؛ عن أَبی زید و الأَصمعی، و لم یعرف أَبو الهیثم بالحاء.

حرقص؛ ج7، ص: 12

: الحُرْقُوصُ: هُنَیٌّ مثل الحصاة صغیر أُسَیّد «1» أُرَیْقِط بحمرة و صفرة و لونُه الغالب علیه السواد، یجتمع و یَتّلج تحت الأَناسی و فی أَرْفاغِهم و یعَضُّهم و یُشَقِّقُ الأَسْقیة. التهذیب: الحَراقِیصُ دُوَیْبّات صغار تَنْقُب الأَساقیَ و تَقْرضُها و تَدْخل فی فُروج النساء و هی من جنس الجُعْلان إِلا أَنها أَصْغر منها و هی سُودٌ مُنَقّطة بِبَیاض؛ قالت أَعرابیّة: ما لَقِیَ البیضُ من الحُرْقُوصِ، من مارِدٍ لِصٍّ من اللُّصوصِ، یَدْخُل تَحْتَ الغَلَقِ المَرْصُوصِ، بِمَهْرِ لا غالٍ و لا رَخِیصِ أَرادت بلا مهر، قال الأَزهری: و لا حُمَةَ لها إِذا عَضّت و لكن عَضّتها تُؤْلم أَلماً لا سمّ فیه كسمّ الزَّنابیر. قال ابن بری: معنی الرجز أَن الحُرْقُوصَ یدخل فی فرج الجاریة البِكْر، قال: و لهذا یسمی عاشق الأَبكار، فهذا معنی قولها: یدخل تحت الغلق المرصوص، بمهر لا غال و لا رخیص و قیل: هی دُوَیْبَّة صغیرة مثل القُراد؛ قال الشاعر: زكْمةُ عَمّارٍ بَنُو عَمّارِ، مِثْل الحَراقِیص علی الحِمارِ و قیل: هو النِّبْرُ، و من الأَول قول الشاعر: ویْحَكَ یا حُرْقُوصُ مَهْلًا مَهْلا، أَ إِبِلًا أَعْطیْتَنی أَم نَخْلا؟ أَمْ أَنت شی‌ءٌ لا تُبالی جَهْلا؟ الصحاح: الحُرْقُوصُ دُوَیْبّة كالبُرْغوثِ، و ربما نبَت له جناحانِ فطارَ. غیرُه: الحُرْقوصُ دویبة مُجَزَّعة لها حُمَةٌ كحُمَةِ الزُّنْبور تَلْدَغ تشْبِهُ أَطْراف السِّیاطِ. و یقال لمن ضُرِبَ بالسِّیاط: أَخَذَتْه الحَراقِیصُ لذلك، و قیل: الحُرْقوصُ دویبة سوداء مثل البرغوث أَو فوقه، و قال یعقوب: هی دویبة أَصغر من الجُعَل. و حَرَقْصی: دویبة. ابن سیدة: الحُرْقُصاءُ دویبة
(1). قوله أسیّد: هكذا فی الأَصل و ربما كانت تصغیراً لأسود كأسَیْودِ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 13
لم تُحَلَّ «1». قال: و الحَرْقَصةُ الناقةُ الكریمة.

حصص؛ ج7، ص: 13

: الحَصُّ و الحُصاصُ: شِدّةُ العَدْوِ فی سرعة، و قد حَصَّ یَحُصُّ حَصّاً. و الحُصاصُ أَیضاً: الضُّراطُ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِن الشیطان إِذا سَمِعَ الأَذانَ وَلَّی و له حُصاصٌ؛ روی هذا الحدیث حماد بن سلمة عن عاصم بن أَبی النَّجُود، قال حماد: فقلت لعاصم: ما الحُصاصُ؟ قال: أَ ما رأَیتَ الحِمارَ إِذا صَرَّ بأُذُنیه و مَصَعَ بذَنبِه و عَدا؟ فذلك الحُصاصُ؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصواب. و حَصَّ الجَلِیدُ النَّبْتَ یَحُصُّه: أَحْرَقَه، لغة فی حَسّه. و الحَصُّ: حَلْقُ الشعر، حَصَّه یَحُصُّه حَصّاً فَحَصَّ حصَصاً و انْحَصَّ و الحَصُّ أَیضاً: ذهابُ الشعر سَحْجاً كما تَحُصُّ البَیْضةُ رأْسَ صاحبها، و الفِعل كالفعل. و الحاصّةُ: الداءُ الذی یَتَناثَرُ منه الشعر؛ و‌فی حدیث ابن عمر: أَن امرأَة أَتته فقالت إِن ابْنتی عُریّسٌ و قد تمعّطَ شعرُها و أَمَرُونی أَن أُرَجِّلَها بالخَمْر، فقال: إِنْ فعلتِ ذاك أَلْقَی اللّهُ فی رأْسها الحاصّةَ؛ الحاصّةُ: هی العِلّة التی تَحُصُّ الشعر و تُذْهِبه. و قال أَبو عبید: الحاصّةُ ما تَحُصّ شعرها تَحْلِقه كله فتذهب به، و قد حَصّت البَیْضةُ رأْسَه؛ قال أَبو قیس بن الأَسْلت: قد حَصَّت البیضةُ رأْسی، فما أَذُوقُ نوماً غیرَ تَهْجاع و حصَّ شعَرُهُ و انْحَصَّ: انْجَرَدَ و تناثَرَ. و انْحَصَّ ورَقُ الشجر و انْحَتّ إِذا تناثر. و رجل أَحَصُّ: مُنْحَصُّ الشعرِ. و ذنَبٌ أَحَصُّ: لا شَعَر علیه؛ أَنشد: و ذنَب أَحَصّ كالمِسْواطِ قال أَبو عبید: و من أَمثالهم فی إِفْلات الجبان من الهلاك بعد الإِشْفاء علیه: أُفْلِت و انْحَصَّ الذنَب،قال: و یُرْوی المثل عن معاویة أَنه كان أَرسل رسولًا من غَسّان إِلی مَلكِ الروم و جعل له ثلاث دِیات علی أَن یُبادِرَ بالأَذانِ إِذا دخل مجلسه، ففعل الغسّانِیّ ذلك و عند الملِك بَطارِقتُه، فوَثَبُوا لِیَقْتلوه فنهاهم الملك و قال: إِنَّما أَراد معاویة أَن أَقْتُلَ هذا غَدْراً، و هو رسول، فَیَفْعَل مثل ذلك مع كل مُسْتأْمَنٍ مِنّا؛ فلم یَقْتله و جَهّزه و ردّه، فلما رآه معاویة قال: أُفْلِتَ و انحصّ الذنب أَی انقطع، فقال: كلا إِنه لَبِهُلْبه أَی بشَعَره، ثم حدَّثه الحدیث، فقال معاویة: لقد أَصابَ ما أَردْتُ؛ یُضْرب مثلًا لمن أَشْفی علی الهلاك ثم نَجا؛ و أَنشد الكسائی: جاؤوا من المِصْرَینِ باللُّصوصِ، كل یَتِیمٍ ذی قَفاً مَحْصوصِ و یقال: طائر أَحَصُّ الجناحِ؛ قال تأَبّط شرّاً: كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، أَو بِذی مِّ خَشْفٍ أُشَثٍّ و طُبّاقِ «2» الیزیدی: إِذا ذهب الشعر كله قیل: رجل أَحَصُّ و امرأَةَ حصّاءُ. و‌فی الحدیث: فجاءت سنَةٌ حصّت كلَّ شی‌ء‌أَی أَذْهَبَتْه. و الحَصُّ: إِذهابُ الشعر عن الرأْس بحَلْقٍ أَو مرض. و سنَة حَصَّاء إِذا كانت جَدْبة قلیلةَ النبات، و قیل: هی التی لا نبات فیها؛ قال الحطیئة: جاءَتْ به من بِلادِ الطُّورِ تَحْدُره حَصّاء، لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصا شَذَبا و هو شبیه بذلك. الجوهری: سنة حَصّاء أَی جَرْداءُ لا خیرَ فیها؛ قال جریر:
(1). قوله [لم تحل] أی لم یحل معناها ابن سیدة. (2). قوله: أو بذی إلخ: هكذا فی الأَصل و هو مختل الوزن، و فیه تحریف.
لسان العرب، ج‌7، ص: 14
یَأْوِی إِلیكمْ بلا مَنٍّ و لا جَحَدٍ مَنْ ساقَه السنةُ الحَصّاءُ و الذِّیبُ كأَنه أَراد أَن یقول: و الضَّبُعُ و هی السنة المُجْدِبة فوضع الذئب موضعَه لأَجل القافیة. و تَحَصّصَ الحِمارُ و البعیرُ سَقَط شعرهُ، و الحَصِیصُ اسم ذلك الشعر، و الحَصِیصةُ ما جُمِع مما حُلق أَو نُتِف و هی أَیضاً شعَرُ الأُذُن و وَبَرُها، كان مَحْلوقاً أَو غیرَ مَحْلوق، و قیل: هو الشعرُ و الوبَرُ عامّة، و الأَوّلُ أَعْرَفُ؛ و قولُ إمرئ القیس: فصَبَّحه عِنْد الشُّروقِ، غُدَیَّة، كلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مغرَّثةً حُصّاً كأَنَّ عُیونَها، من الزجْرِ و الإِیحَاء، نُوَّارُ عِضْرِسِ حُصّاً أَی قد انْحَصَّ شعرُها. و ابنُ مُرٍّ و ابنُ سِنْبِس: صائدانِ مَعْروفانِ. و ناقةٌ حَصّاء إِذا لم یكن علیها وبَرٌ؛ قال الشاعر: عُلُّوا علی سائفٍ صَعْبٍ مراكِبُها حَصَّاءَ، لیس لها هُلْبٌ و لا وبَرُ عُلُّوا و عُولوا: واحد من عَلّاه و عالاه. و تَحَصْحَصَ الوَبَرُ و الزِّئْبِرُ: انْجَرَدَ؛ عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: لما رأَی العبدُ مُمَرّاً مُتْرَصا؛ و مَسَداً أُجْرِدَ قد تَحَصْحَصا، یَكادُ لو لا سَیْرُه أَن یُملَصا، جَدَّ به الكَصِیصُ ثم كَصْكَصا، و لو رَأَی فاكَرِشٍ لبَهلَصا و الحَصِیصةُ من الفرس: ما فوق الأَشْعَرِ مما أَطاف بالحافِرِ لِقلّة ذاك الشعر. و فرسٌ أَحَصُّ و حَصِیصٌ: قَلِیلُ شعر الثُّنَّةِ و الذنَبِ، و هو عَیْبٌ، و الاسم الحَصَصُ. و الأَحَصُّ: الزمِنُ الذی لا یَطول شعره، و الاسم الحَصَصُ أَیضاً. و الحَصَصُ فی اللحیة: أَن یَتَكَسَّرَ شعرُها و یَقْصُر، و قد انْحَصّت. و رجل أَحَصُّ اللِّحْیة، و لِحْیةٌ حَصّاءُ: مُنْحَصّة. و رجل أَحَصّ بَیّنُ الحَصَصِ أَی قلیلُ شعرِ الرأْس. و الأَحص من الرجال: الذی لا شعر فی صَدره. و رجل أَحَصُّ: قاطعٌ للرَّحم؛ و قد حَصَّ رَحِمَه یَحُصّها حَصّاً. و رحِمٌ حَصّاءُ: مقطوعة؛ قال: و منه یقال بَیْنَ بَنی فلان رَحِمٌ حاصّة أَی قد قطعوها و حَصوها لا یَتواصَلُون علیها. و الأَحَصّ أَیضاً: النَّكِدُ المَشْؤُوم. و یوم أَحَصُّ: شدید البرد لا سحاب فیه؛ و قیل لرجل من العرب: أَیُّ الأَیّام أَبْرَدُ؟ فقال: الأَحَصُّ الأَزَبّ، یعنی بالأَحَصِّ الذی تَصْفُو شَمالُه و یَحْمَرُّ فیه الأُفُق و تَطْلُع شَمسُه و لا یوجد لها مَسٌّ من البَرْدِ، و هو الذی لا سحاب فیه و لا یَنْكسِر خَصَرُه، و الأَزَبُّ یومٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ و تَسُوق الجَهَامَ و الصُّرّاد و لا تطلع له شمس و لا یكون فیه مَطَرٌ؛ قوله تَهُبُّه أَی تَهُبّ فیه. و ریح حَصّاءُ: صافیةٌ لا غُبار فیها؛ قال أَبو الدُّقَیش: كأَن أَطْرافَ ولِیّاتِها فی شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزاعِ و الأَحَصّانِ: العَبْدُ و العَیْرُ لأَنهما یُماشِیانِ أَثْمانَهما حتی یَهْرَما فتَنْقُص أَثْمانُهما و یَمُوتا. و الحِصّةُ: النصیب من الطعام و الشراب و الأَرضِ و غیر ذلك، و الجمع الحِصَصُ. و تَحاصّ القومُ تَحاصّاً: اقتسَموا حِصَصَهم. و حاصّه مُحاصّةً و حِصاصاً: قاسَمَه فأَخَذ كلُّ واحدٍ منهما حِصّتَه. و یقال: حاصَصْتُه
لسان العرب، ج‌7، ص: 15
الشی‌ءَ أَی قاسَمْته فحَصّنی منه كذا و كذا یَحُصُّنی إِذا صار ذلك حِصّتی. و أَحَصّ القومَ: أَعطاهم حِصَصَهم. و أَحَصّه المَكانَ: أَنْزلَه؛ و منه قول بعض الخطباء: و تُحِصُّ من نَظَرِه بَسْطة حال الكَفالة و الكفایةِ أَی تُنْزِل؛ و فی شعر أَبی طالب: بِمیزانِ قِسْط لا یَحُصُّ شَعِیرةً أَی لا یَنْقُص شعیرةً. و الحُصُّ: الوَرْسُ؛ و جمعه أَحْصاصٌ و حُصوصٌ، و هو یُصْبَغ به؛ قال عمرو بن كلثوم: مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فیها، إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِینا قال الأَزهری: الحُصُّ بمعنی الوَرْسِ معروف صحیح، و یقال هو الزَّعْفران، قال: و قال بعضهم الحُصُّ اللُّؤْلُؤ، قال: و لست أَحُقُّه و لا أَعْرِفه؛ و قال الأَعشی: و وَلَّی عُمَیْر و هو كأْبٌ كأَنه یُطَلَّی بحُصٍّ، أَو یُغَشّی بِعظْلِمِ و لم یذكر سیبویه تكسیر فُعْلٍ من المُضاعَف علی فُعُولٍ، إِنما كَسّره علی فِعالٍ كخِفافٍ و عِشَاشٍ. و رجل حُصْحُصٌ و حُصْحوصٌ: یَتَتَبّع دَقائِقَ الأُمور فیَعْلمها و یُحْصِیها. و كان حَصِیصُ القومِ و بَصِیصُهم كذا أَی عَدَدُهم. و الأَحَصُّ: ماءٌ معروف؛ قال: نَزَلُوا شُبَیْثاً و الأَحَصَّ و أَصْبَحُوا، نَزَلَتْ مَنازِلَهم بَنُو ذُبْیانِ قال الأَزهری: و الأَحَصُّ ماء كان نزل به كُلَیب بن وائل فاسْتَأْثَر به دُونَ بَكْر بن وائل، فَقِیل له: اسقِنا؛ فقال: لیس من فَضْلٍ عنه، فلما طَعَنه جَسّاس اسْتَسْقاهم الماء، فقال له جَسّاس: تَجاوَزْت الأَحَصَّ أَی ذهَبَ سُلْطانُك علی الأَحَصِّ؛ و فیه یقول الجعدی: و قال لِجَسّاس: أَغِثْنی بِشَرْبةٍ تَدارَكْ بها طَوْلًا عَلیَّ و أَنْعِمِ فقال: تَجاوَزْتَ الأَحصَّ و ماءَه، و بَطْنَ شُبَیثٍ، و هو ذُو مُتَرَسَّمِ الأَصمعی: هَزِئ به فی هذا. و بَنُو حَصِیصٍ: بطْنٌ من العرب. و الحَصّاءُ: فرسُ حَزْنِ بن مِرْداسٍ. و الحَصْحَصةُ: الذهابُ فی الأَرض، و قد حَصْحَصَ؛ قال: لَمَّا رآنی بالبِرَاز حَصْحَصا و الحَصْحَصةُ: الحركةُ فی شی‌ء حتی یَسْتَقِرّ فیه و یَسْتَمْكن منه و یثبت، و قیل، تَحْرِیك الشی‌ء فی الشی‌ء حتی یستمكن و یستقر فیه، و كذلك البعیرُ إِذا أَثْبَتَ رُكْبتیه للنُّهوض بالثِّقْل؛ قال حمید بن ثور: و حَصْحَصَ فی صُمِّ الحَصی ثَفِنَاتِه، و رامَ القیامَ ساعةً ثم صَمَّما «1» و‌فی حدیث علی: لأَنْ أُحَصْحِصَ فی یَدَیّ جَمْرتَیْنِ أَحَبُّ إِلیَّ من أَن أُحَصْحِصَ كَعْبَیْنِ، هو من ذلك، و قیل: الحَصْحَصَةُ التحریك و التقلیبُ للشی‌ء و التردیدُ. و‌فی حدیث سمرة بن جندب: أَنه أُتی
(1). قوله [و حصحص إلخ] هكذا فی الأصل؛ و أنشده الصحاح هكذا: و حصحص فی صم الصفا ثفناته و ناء بسلمی نوأة ثم صمما.
لسان العرب، ج‌7، ص: 16
برجلِ عِنِّینٍ فكتب فیه إلی معاویة، فكتب إِلیه أَن اشْتَرِ له جاریةً من بیت المال و أَدْخِلْها علیه لیلةً ثم سَلْها عنه، ففَعَل سمرةُ فلما أَصبح قال له: ما صنعت؟ فقال: فعلتُ حتی حَصْحَصَ فیها، قال: فسأَل الجاریة فقالت: لم یَصْنَعْ شیئاً، فقال الرجل: خَلِّ سبِیلَها یا مُحَصْحِصُ؛ قوله: حَصْحَصَ فیها أَی حَرّكتُه حتی تمكن و استقرّ، قال الأَزهری: أَراد الرجل أَنّ ذَكَرَه انْشَامَ فیها و بالَغَ حتی قَرَّ فی مَهْبِلِها. و یقال: حَصْحَصْتُ الترابَ و غیره إِذا حَرَّكْته و فحَصْتَه یمیناً و شمالًا. و یقال: تَحَصْحَصَ و تحزحز أَی لَزِقَ بالأَرض و اسْتَوی. و حَصْحَصَ فلان و دَهْمَجَ إِذا مَشَی مَشْیَ المُقَیَّدِ. و قال ابن شمیل: ما تَحَصْحَصَ فلانٌ إِلَّا حَوْلَ هذا الدرهمِ لِیأْخُذَهُ. قال: و الحَصْحَصَةُ لُزوقُه بكَ و إِتْیانُه و إِلْحاحُه علیك. و الحَصْحَصَةُ: بَیانُ الحَقِّ بعد كِتْمانِهِ، و قد حَصْحَصَ. و لا یقال: حُصْحِصَ. و قوله عزّ و جلّ: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ؛ لما دَعَا النِّسْوةَ فَبَرَّأْنَ یوسُفَ، قالت: لم یَبْقَ إِلا أَن یُقْبِلْنَ علیّ بالتقریر فأَقَرّت و ذلك قولُها: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ. تقول: صافَ الكذبُ و تبیَّن الحقُّ، و هذا من قول امرأَة العزیز؛ و قیل: حَصْحَصَ الْحَقُّ أَی ظَهَرَ و برَزَ. و قال أَبو العباس: الحَصْحَصَةُ المبالغةُ. یقال: حَصْحصَ الرجلُ إِذا بالَغ فی أَمره، و قیل: اشتقاقُه من اللغة من الحِصَّة أَی بانت حِصّة الحقِّ من حِصَّةِ الباطل. و الحِصْحِصُ، بالكسر: الحجارةُ، و قیل: الترابُ و هو أَیضاً الحَجر. و حكی اللحیانی: الحِصْحِصَ لِفُلانٍ أَی الترابَ له؛ قال: نُصبَ كأَنه دُعاءٌ، یذهب إِلی أَنهم شبَّهوه بالمصدر و إِن كان اسماً كما قالوا الترابَ لك فنصَبُوا. و الحِصْحِصُ و الكِثْكِثُ، كلاهما: الحجارة. بفیه الحِصْحِصُ أَی الترابُ. و الحَصْحَصةُ: الإِسراعُ فی السیر. و قَرَبٌ حَصْحاصٌ: بَعِیدٌ. و قَرَبٌ حَصْحاصٌ مثل حَثْحاث: و هو الذی لا وتِیرةَ فیه، و قیل: سیرٌ حَصْحاص أَی سریع لیس فیه فُتور. و الحَصْحَاصُ: موضعٌ. و ذو الحَصْحاص: موضعٌ؛ و أَنشد أَبو الغَمْر الكلابی لرجل من أَهل الحجاز یعنی نساء: أَلا لیت شِعْرِی، هل تَغَیّر بَعْدَنا ظِباءٌ بِذی الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُیونُها؟

حفص؛ ج7، ص: 16

: حَفَصَ الشی‌ءَ یَحْفِصُه حَفْصاً: جَمَعَه. قال ابن بری: و حَفَضْتُ الشی‌ء، بالضاد المعجمة، إِذا أَلْقَیْتَه من یَدِك. و الحُفَاصةُ: اسمُ ما حُفِصَ. و حَفَص الشی‌ءَ: أَلْقاه، قال ابن سیدة: و الضاد أَعْلی، و سیأْتی ذكره. و الحَفْصُ: زَبیلٌ من جُلودٍ، و قیل: هو زَبِیلٌ صغیرٌ من أَدَمٍ، و جمعُه أَحْفاصٌ و حُفوصٌ، و هی المِحْفَصةُ أَیضاً. و الحَفْصُ: البیتُ الصغیرُ. و الحَفْصُ: الشِّبْلُ. قال الأَزهری: ولَدُ الأَسد یُسمَّی حَفْصاً، و قال ابن الأَعرابی: هو السبعُ أَیضاً، و قال ابن بری: قال صاحب العین الأَسدُ یُكَنَّی أَبا حَفْصٍ و یُسمَّی شِبْلُه حَفْصاً، و قال أَبو زید: الأَسد سَیّدُ السباع و لم تُعرف له كنْیةٌ غیر أَبی الحرث، و اللَّبْوةُ أُم الحرث. و حَفْصةُ و أُم حَفْصةَ، جمیعاً: الرَّخَمةُ. و الحَفْصةُ: من أَسماء الضبُعِ؛ حكاه ابن درید قال: و لا أَدری ما صحتها. و أُمُّ حَفْصةَ: الدَّجاجةُ. و حَفْصةُ: اسم امرأَة. و حَفْصٌ: اسم رجل.

حقص؛ ج7، ص: 16

: الأَزهری خاصة: قال أَبو العمیثل: یقال حَقَص و مَحَصَ إِذا مرَّ مَرّاً سریعاً، و أَقْحَصْته و قَحّصْته
لسان العرب، ج‌7، ص: 17
إِذا أَبْعَدْته عن الشی‌ء. و قال أَبو سعید: یقال فَحَصَ برِجْلهِ و قَحَصَ إِذا رَكَضَ برجله. قال ابن الفرج: سمعت مُدْرِكاً الجعفریَّ یقول: سبَقَنی فلانٌ قَبْصاً و حَقْصاً و شَدّاً بمعنی واحد.

حكص؛ ج7، ص: 17

: الأَزهری خاصة: الحَكِیصُ المَرْمِیُّ بالرِّیبة؛ و أَنشد: فلن تَرانی أَبداً حَكیصا، مع المُرِیبِین، و لن أَلُوصا قال الأَزهری: لا أَعرفُ الحَكِیصَ و لم أَسمعه لغیر اللیث.

حمص؛ ج7، ص: 17

: حَمَصَ القَذاةَ: رَفَقَ بإِخراجها مسْحاً مَسْحاً. قال اللیث: إِذا وقَعَت قذاةٌ فی العین فرَفَقْتَ بإِخراجها مَسْحاً رُوَیْداً قلت: حَمَصْتُها بیدی. و حَمَصَ الغُلامُ حَمْصاً: تَرَجَّح من غیر أَن یُرَجَّحَ. و الحَمْصُ: أَنْ یُضَمَّ الفرسُ فیُجْعَلَ إِلی المكان الكَنِین و تُلْقَی علیه الأَجِلّةُ حتی یَعْرَقَ لِیَجْرِیَ. و حَمَصَ الجُرْحُ: سكَنَ وَرَمُه. و حَمَصَ الجُرْحُ یَحْمُصُ حُموصاً، و هو حَمِیصٌ، و انْحَمَصَ انْحِماصاً، كلاهما: سكن ورمه. و حَمَّصَه الدواءُ، و قیل: حَمَزه الدواء و حَمَصَه. و‌فی حدیث ذی الثُّدیّةِ المقتول بالنَّهْرَوان: أَنه كانت له ثُدَیّةٌ مثل ثَدْی المرأَة إِذا مُدَّت امْتَدَّت و إِذا تُرِكَت تحَمّصَت؛ قال الأَزهری: تحَمّصَت أَی تقَبّضَتْ و اجْتَمعت؛ و منه قیل للورَمِ إِذا انْفَشّ: قد حَمَصَ، و قد حَمّصَه الدواءُ. و الحِمَّصُ و الحِمِّصُ: حَبُّ القدر «1»، قال أَبو حنیفة: و هو من القَطَانِیّ، واحدتُه حِمَّصةٌ و حِمِّصة، و لم یعرف ابنُ الأَعرابی كَسْرَ المیم فی الحِمِّص و لا حكی سیبویه فیه إِلا الكسر فهما مختلفان؛ و قال أَبو حنیفة: الحِمَّصُ عربی و ما أَقلَّ ما فی الكلام علی بنائه من الأَسماء. الفراء: لم یأْت علی فِعَّل، بفتح العین و كسر الفاء، إِلا قِنَّفٌ و قِلَّفٌ، و هو الطین المتشقق إِذا نَضَبَ عنه الماء، و حِمَّصٌ و قِنَّبٌ، و رجلٌ خِنّبٌ و خِنّاب: طویلٌ؛ و قال المبرد: جاء علی فِعِّل جِلِّقٌ و حِمِّصٌ و حِلِّز، و هو القصیر، قال: و أَهل البصرة اختاروا حِمِّصاً، و أَهل الكوفة اختاروا حِمَّصاً، و قال الجوهری: الاختیار فتح المیم، و قال المبرد بكسرها. و الحَمَصِیصُ: بَقْلةٌ دون الحُمَّاضِ فی الحُموضة طیّبةُ الطعم تنبُت فی رَمْل عالج و هی من أَحْرار البُقول، واحدته حَمَصیصةٌ. و قال أَبو حنیفة: بقْلةُ الحَمَصِیص حامضةٌ تُجْعَلُ فی الأَقِطِ تأْكلُه الناسُ و الإِبل و الغنم؛ و أَنشد: فی رَبْرَبٍ خِماصِ، یأْكُلْنَ من قُرَّاصِ، و حَمَصِیصٍ واصِ قال الأَزهری: رأَیت الحَمَصِیصَ فی جبال الدَّهْناء و ما یَلِیها و هی بَقْلة جَعْدة الورَق حامضةٌ، و لها ثمرة كثمرة الحُمَّاضِ و طعمُها كطعْمِه و سمعتهم یُشَدِّدون المیم من الحَمصِیص، و كنَّا نأْكله إِذا أَجَمْنا التمر و حلاوتَه نَتَحَمّضُ به و نَسْتَطیبُه. قال الأَزهری: و قرأْت فی كتب الأَطِبّاءِ حبٌّ مُحَمَّصٌ یرید به المَقْلُوَّ؛ قال الأَزهری: كأَنه مأْخوذ من الحَمْصِ، بالفتح، و هو الترجُّح. و قال اللیث: الحَمْصُ أَن یترجَّحَ الغلامُ علی الأُرْجُوحةِ من غیر أَن یُرَجِّحَه أَحدٌ. یقال: حَمَصَ حَمْصاً، قال: و لم أَسمع هذا الحرف لغیر اللیث.
(1). قوله: حب القدر؛ هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 18
و الأَحْمَصُ: اللِّصُّ الذی یَسْرِقُ الحَمائِصَ، واحِدَتُها حَمِیصةٌ، و هی الشاة المسروقةُ و هی المَحْمُوصةُ و الحَریسةُ. الفراء: حَمَّص الرجلُ إِذا اصطادَ الظباءَ نِصْفَ النهار. و المِحْماصُ من النساء: اللِّصَّةُ الحاذقة. و حَمَصَت الأُرْجُوحةُ: سكنَتْ فَوْرَتُها. و حِمْصُ: كُورةٌ من كُوَرِ الشام أَهلُها یمانُون، قال سیبویه: هی أَعجمیة، و لذلك لم تَنْصَرِف، قال الجوهری: حِمْص یذكر و یؤَنث.

حنص؛ ج7، ص: 18

: هذه ترجمة انفرد بها الأَزهری و قال: قال اللیث الحِنْصَأْوةُ من الرجال الضعیفُ. یقال: رأَیت رجُلًا حِنْصَأْوةً أَی ضعیفاً، و قال شمر نحوه و أَنشد: حتی تری الحِنْصَأْوةَ الفَرُوقَا مُتَّكِئاً یَقْتَمِحُ السَّوِیقا

حنبص؛ ج7، ص: 18

: الفراء: الحَنْبَصةُ الرَّوَغانُ فی الحَرْبِ. ابن الأَعرابی: أَبو الحِنْبِص كنیة الثعلب و اسمه السَّمْسَمُ. قال ابن بری: یقال للثعلب أَبو الحِنْبِص و أَبو الهِجْرس و أَبو الحُصَین.

حنفص؛ ج7، ص: 18

: الحِنْفِصُ: الصغیرُ الجسم.

حوص؛ ج7، ص: 18

: حاصَ الثوبَ یَحُوصُه حَوْصاً و حِیاصةً: خاطَه. و‌فی حدیث عَلیّ، كرم اللّه وجهه: أَنه اشْتَرَی قَمِیصاً فقَطع ما فَضَل من الكُمَّینِ عن یَدِه ثم قال للخیَّاط: حُصْه‌أَی خِطْ كِفافه، و منه قیل للعین الضَّیِّقة: حَوْصاء، كأَنما خِیطَ بجانب منها؛ و‌فی حدیثه الآخر: كلما حِیصَتْ من جانب تهتَّكَتْ من آخَر.و حاص عینَ صَقْره یَحُوصُها حَوْصاً و حِیاصةً: خاطَها، و حاصَ شُقُوقاً فی رِجْله كذلك، و قیل: الحَوْصُ الخیاطةُ بغیر رُقْعة، و لا یكون ذلك إِلا فی جلد أَو خُفِّ بَعِیرٍ. و الحَوَصُ: ضِیقٌ فی مُؤْخر العین حتی كأَنها خِیطَتْ، و قیل: هو ضِیق مَشَقِّها، و قیل: هو ضیق فی إِحدی العینین دون الأُخری. و قد حَوِصَ یَحْوَص حَوَصاً و هو أَحْوَصُ و هی حَوْصاءُ، و قیل: الحَوْصاءُ من الأَعْیُنِ التی ضاقَ مَشَقُّها، غائرةً كانت أَو جاحِظةً، قال الأَزهری: الحَوَصُ عند جمیعهم ضِیقٌ فی العینین معاً. رجل أَحْوَصُ إِذا كان فی عینیه ضِیقٌ. ابن الأَعرابی: الحَوَصُ، بفتح الحاء، الصغارُ العُیون و هم الحُوصُ. قال الأَزهری: من قال حَوَصاً أَراد أَنهم ذَوُو حَوَصٍ، و الخَوَصُ، بالخاء: ضِیقٌ فی مُقَدَّمِها. و قال الوزیر: الأَحْیَصُ الذی إِحْدی عینیه أَصغرُ من الأُخْری. الجوهری: الحَوْصُ الخِیاطةُ و التضییقُ بین الشیئین. قال ابن بری: الحَوْصُ الخِیاطةُ المتباعدة. و قولهم: لأَطْعَنَنَّ فی حَوْصِهِم أَی لأَخْرِقَنَّ ما خاطُوا و أُفسِدَنَّ ما أَصْلَحوا؛ قال أَبو زید: لأَطْعَنَنَّ فی حَوْصِك أَی لأَكِیدَنَّكَ و لأَجْهَدَنَّ فی هَلاكِك. و قال النضر: من أَمثال العرب: طَعَنَ فلانٌ فی حَوْصٍ لیس منه فی شی‌ءٍ إِذا مارَسَ ما لا یُحْسِنُه و تَكلّف ما لا یَعْنِیه. و قال ابن بری: ما طَعَنْتَ فی حوصه أَی ما أَصَبْتَ فی قَصْدك. و حاصَ فلانٌ سِقاءَه إِذا وَهَی و لم یكن معه سِرَاد یَخْرِزُه به فأَدخل فیه عُودین و شَدَّ الوَهْی بهما. و الحائِصُ: الناقةُ التی لا یَجوزُ فیها قضیبُ الفَحْل كأَن بها رَتَقاً؛ و قال الفراء: الحائِصُ مثلُ الرَّتْقاءِ فی النساء. ابن شمیل: ناقة مُحْتاصةٌ و هی التی احْتاصَتْ رحمِهَا دون الفحل فلا یَقْدِرُ علیها الفحلُ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 19
و هو أَن تَعْقِدَ حِلَقاً علی رَحمِها فلا یَقْدِر الفحلُ أَن یُجِیز علیها. یقال: قد احْتاصَت الناقةُ و احْتاصَتْ رحمَها سواء، و ناقةٌ حائِصٌ و مُحْتاصةٌ، و لا یقال حاصَت الناقةُ. ابن الأَعرابی: الحَوْصاءُ الضَیِّقةُ الحَیَاءِ، قال. و المِحْیاصُ الضَّیِّقةُ المَلاقی. و بئرٌ حَوْصاءُ: ضَیِّقةٌ. و یقال: هو یُحاوِصُ فلاناً أَی ینظر إِلیه بمُؤْخرِ عینه و یُخْفِی ذلك. و الأَحْوَصان: من بنی جعفر بن كلاب و یقال لآلهم الحُوصُ و الأَحاوِصةُ و الأَحاوِص. الجوهری: الأَحْوصانِ الأَحْوصُ بن جعفر بن كلاب و اسمه ربیعة و كان صغیرَ العَیْنَیْن، و عمرُو بنُ الأَحْوَصِ و قد رَأَسَ؛ و قول الأَعشی: أَتانی، وَعِیدُ الحُوصِ من آل جَعْفَرٍ، فیا عَبْدَ عَمْروٍ، لو نَهَیْتَ الأَحاوِصا یعنی عبدَ بن عمرو بن شُرَیحِ بن الأَحْوص، و عَنَی بالأَحاوِصِ مَن وَلَدَه الأَحْوصُ، منهم عوفُ بن الأَحْوَصِ و عَمرو بن الأَحْوَصِ و شُرَیحُ بن الأَحْوَصِ و ربیعة بن الأَحْوَصِ، و كان علقمةُ بن عُلاثةَ بن عوف بن الأَحْوَصِ نافَرَ عامِرَ بنَ الطُّفَیْلِ بن مالك بن جعفر، فهجا الأَعشی علقمة و مدح عامراً فأَوعَدُوه بالقَتْل؛ و قال ابن سیدة فی معنی بیت الأَعشی: إِنه جمع علی فُعْل ثم جمع علی أَفاعِلَ؛ قال أَبو علی: القول فیه عندی أَنه جَعَل الأَولَ علی قول من قال العباس و الحرث؛ و علی هذا ما أَنشده الأَصمعی: أَحْوَی من العُوجِ و قَاح الحافِرِ قال: و هذا مما یَدُلّك من مذاهبهم علی صحة قول الخلیل فی العباس و الحرث إِنهم قالوه بحرف التعریف لأَنهم جعلوه للشی‌ء بِعَیْنِه، أَ لا تری أَنه لو لم یكن كذلك لم یُكَسِّرُوه تَكْسِیرَه؟ قال: فأَما الآخِرُ فإِنه یحتمل عندی ضَرْبین، یكون علی قول من قال عباس و حرث، و یكون علی النسب مثل الأَحامِرة و المهَالِبة، كأَنه جَعَل كلَّ واحدٍ حُوصیّاً. و الأَحْوَصُ: اسمُ شاعر. و الحَوْصاءُ: فرسُ تَوْبةَ ابن الحُمَیّر. و فی الحدیث ذكر حَوْصاءَ، بفتح الحاء و المد، و هو موضع بین وادِی القُری و تَبُوك نَزَلَه سیّدُنا رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، حیث سارَ إِلی تَبُوك، و قال ابن إِسحق: هو بالضاد المعجمة.

حیص؛ ج7، ص: 19

: الحَیْصُ: الحَیْدُ عن الشی‌ء. حاصَ عنه یَحِیصُ حَیْصاً: رَجَعَ. و یقال: ما عنه مَحیصٌ أَی مَحیدٌ و مَهْرَبٌ، و كذلك المَحاصُ، و الانحیاصُ مثلُه. یقال لِلأَوْلِیاء: حاصُوا عن العَدُوِّ، و للأَعْداء: انْهَزَمُوا. و حاصَ الفرسُ یَحِیصُ حَیْصاً و حُیُوصاً و حَیَصاناً و حَیْصُوصةً و مَحاصاً و مَحِیصاً و حایَصه و تَحایَصَ عنه، كلُّه: عدَلَ و حادَ. و حاصَ عن الشرِّ: حادَ عنه فسَلِمَ منه، و هو یُحایصُنی. و‌فی حدیث مُطَرِّف: أَنه خرجَ من الطاعُون فقیل له فی ذلك فقال: هو المَوْتُ نُحایِصُه و لا بدَّ منه، قال أَبو عبید: مَعناه نَرُوغ عنه؛ و منه المُحایَصةُ، مُفاعلةٌ، من الحَیْصِ العُدُولِ و الهرَبِ من الشی‌ء، و لیس بین العبد و الموت مُفاعلةٌ، و إِنما المعنی أَن الرجل فی فَرْطِ حِرْصِه علی الفِرارِ من الموت كأَنه یبارِیه و یُغالِبُه فأَخْرَجَه علی المُفاعلة لكونها موضوعة لإِفادة المُبَاراةِ و المُغالَبةِ بالفِعْل، كقوله تعالی: یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ، فیؤول معنی نُحایصُه إِلی قولك نَحْرِص علی الفِرارِ منه. و قوله عزّ و جلّ: مٰا لَهُمْ مِنْ مَحِیصٍ*. و‌فی حدیثٍ یَرْوِیهِ ابنُ عمر
لسان العرب، ج‌7، ص: 20
أَنه ذكر قِتالًا و أَمْراً: فَحاصَ المُسْلِمونَ حَیْصةً، و یروی: فجاضَ جَیْضةً، معناهما واحد، أَی جالوا جولَة یَطْلبون الفِرارَ و المَحِیصَ و المَهْرَبَ و المَحِیدَ. و‌فی حدیث أَنس: لما كان یومُ أُحُدٍ حاصَ المُسْلِمون حَیْصةً، قالوا: قُتِلَ محمد.و الحِیاصةُ: سَیْرٌ فی الحِزام. التهذیب: و الحِیاصةُ سَیْرٌ طویلٌ یُشَدُّ به حِزام الدابةِ. و فی كتاب ابن السكیت فی القلب و الإِبدال فی باب الصاد و الضاد: حاصَ و حاضَ و جاضَ بمعنی واحد؛ قال: و كذلك ناصَ و ناضَ. ابن بری فی ترجمة حوص قال الوزیر: الأَحْیَصُ الذی إِحْدی عینیه أَصْغَرُ من الأُخری. و وقع القوم فی حَیْصَ بَیْصَ و حِیصَ بِیصَ و حَیْصِ بَیْصِ و حاصِ باصِ أَی فی ضِیق و شدّة، و الأَصل فیه بطنُ الضَّبِّ یُبْعَج فیُخْرج مَكْنُه و ما كانَ فیه ثم یُحاصُ، و قیل: أَی فی اختلاط من أَمر لا مخرج لهم منه؛ و أَنشد الأَصمعی لأُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: قد كنتُ خَرَّاجاً ولُوجاً صَیْرَفاً، لم تَلْتَحصْنی حَیْصَ بَیْصَ لحَاصِ و نصب حَیْصَ بَیْصَ علی كل حال، و إِذا أَفْرَدُوه أَجْرَوْه و ربما تركوا إِجْراءَه. قال الجوهری: و حَیْصَ بَیْصَ اسمان جُعِلا واحداً و بُنِیا علی الفتح مثل جاری بَیْتَ بَیْتَ، و قیل: إِنهما اسمان من حیص و بوص جُعِلا واحداً و أَخرج البَوْصَ علی لفظِ الحَیْصِ لیَزْدَوِجا. و الحَیْصُ: الرَّواغُ و التخلّف و البَوْصُ السَّبْق و الفِرار، و معناه كل أَمر یتخلف عنه و یفرّ. و‌فی حدیث أَبی موسی: إِن هذه الفِتْنة حَیْصةٌ من حَیَصات الفِتَن‌أَی رَوْغة منها عدَلت إِلینا. و حَیْصَ بَیْصَ: جُحْرُ الفَأْر. و إِنك لتحسب علیَّ الأَرض حَیْصاً بَیْصاً أَی ضیّقةً. و الحائصُ من النساء: الضیّقةُ، و من الإِبل: التی لا یجوزُ فیها قضیبُ الفحل كأَن بها رَتَقاً. و حكی أَبو عمروٍ: إِنك لتحسب علیّ الأَرض حَیْصاً بَیْصاً، و یقال: حِیْصٍ بِیْصٍ؛ قال الشاعر: صارت علیه الأَرضُ حِیْصٍ بِیْصِ، حتی یَلُفَّ عِیصَه بعِیصِی و‌فی حدیث سعید بن جبیر، و سُئِل عن المكاتب یشترط علیه أَهلُه أَن لا یخرج من بلده فقال: أَثْقَلْتم ظهرَه و جعَلْتم الأَرضَ علیه حَیْصَ بَیْصَ‌أَی ضیَّقْتم الأَرضَ علیه حتی لا مَضْرَب له فیها و لا مُنْصَرَف للكَسْب، قال: و فیها لُغات عِدَّة لا تنفرد إِحدی اللَّفْظتین عن الأُخری، و حَیْصَ من حاصَ إِذا حاد، و بَیْصَ من باصَ إِذا تقدم، و أَصلها الواو و إِنما قلبت یاء للمُزاوجة بِحَیص، و هما مبنیتان بناء خمسة عشر؛ و روی اللیث بیت الأَصمعی: لقد نال حَیْصاً من عُفَیْرةَ حائِصا قال: یروی بالحاء و الخاء. قال أَبو منصور: و الرواة رَوَوْه بالخاء، قال: و هو الصحیح؛ و سیأْتی ذكره إِن شاء اللّه تعالی.

فصل الخاء المعجمة؛ ج7، ص: 20

خبص؛ ج7، ص: 20

: الخَبْصُ فِعْلُك الخَبیصَ فی الطِّنْجِیر، و قد خَبَصَ خَبْصاً و خَبَّصَ تَخْبِیصاً، فهو خَبِیصٌ مُخَبَّصٌ مَخْبُوص. و یقال: اخْتَبَصَ فلان إِذا اتخذ لنفسه خَبِیصاً. و الخَبِیصُ: الحَلْواءُ المَخْبُوصةُ معروف، و الخَبیصةُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 21
أَخصُّ منه. و خَبَصَ الحلواء یَخْبِصُها خَبْصاً و خَبَّصها: خلَطها و عمِلَها. و المِخْبَصةُ: التی یُقَلَّب فیها الخبیصُ، و قیل: المِخْبَصةُ كالمِلْعَقة یُعْمل بها الخَبِیصُ. و خبَصَ خَبْصاً: مات. و خَبَصَ الشی‌ءَ بالشی‌ء: خَلَطَه.

خرص؛ ج7، ص: 21

: خرَصَ یَخْرُصُ، بالضم، خَرْصاً و تخَرّصَ أَی كَذَب. و رجل خَرّاصٌ: كذّابٌ. و فی التنزیل: قُتِلَ الْخَرّٰاصُونَ؛ قال الزجاج: الكذّابون. و تَخَرَّصَ فلانٌ علی الباطل و اخْتَرَصَه أَی افْتَعَله، قال: و یجوز أَن یكون الخَرّاصُون الذین إِنما یَظُنّون الشی‌ءَ و لا یَحُقُّونَه فیعملون بما لا یعلمون. و قال الفراء: معناه لُعِنَ الكذّابون الذین قالوا محمد شاعر، و أَشباه ذلك خَرَصُوا بما لا عِلْم لهم به. و أَصل الخَرْصِ التَّظَنی فیما لا تَسْتَیْقِنُه، و منه خَرْصُ النخلِ و الكَرْم إِذا حَزَرْت التمر لأَن الحَزْرَ إِنما هو تقدیرٌ بِظَنٍّ لا إِحاطة، و الاسم الخِرْص، بالكسر، ثم قیل للكَذِب خَرْصٌ لما یدخله من الظُّنون الكاذبة. غیره: الخَرْصُ حَزْرُ ما علی النخل من الرُّطَبِ تمراً. و قد خَرَصْت النخلَ و الكرْمَ أَخْرُصُه خَرْصاً إِذا حَزَرَ ما علیها من الرُّطب تمراً، و من العنَب زبِیباً، و هو من الظنّ لأَن الحَزْرَ إِنما هو تقدیرٌ بِظَنٍّ. و خَرَصَ العدَدَ یَخْرُصُه و یَخْرِصُه خَرْصاً و خِرْصاً: حزَرَه، و قیل: الخَرْصُ المصدرُ و الخِرْصُ، بالكسر، الاسمُ. یقال: كم خِرْصُ أَرْضِك و كم خِرْصُ نَخْلِك؟ بكسر الخاء، و فاعلُ ذلك الخارِصُ.و كان النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، یبعَث الخُرّاصَ علی نخِیل خَیْبَر عند إِدراك ثمَرِها فیَحزِرُونه رُطَباً كذا و تمْراً كذا، ثم یأْخذهم بمَكِیلة ذلك من التمر الذی یجِب له و للمساكین، و إِنما فعل ذلك، صلّی اللّه علیه و سلّم، لما فیه من الرِّفْق لأَصحاب الثمار فیما یأْكلونه منه مع الاحتیاط للفقراء فی العُشْر و نِصْف العُشْر و لأَهلِ الفَیْ‌ءِ فی نصیبهم. و جاء‌فی الحدیث عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه أَمر بالخَرْص فی النخل و الكرْم خاصّة دُون الزَّرْع القائم، و ذلك أَن ثِمَارَها ظاهرةٌ، و الخَرْصُ یُطِیفُ بها فیُرَی ما ظَهَر من الثمار و ذلك لیس كالحَبّ فی أَكْمامِه. ابن شمیل: الخِرْص، بكسر الخاء، الحَزْر مثل عَلِمت عِلْماً؛ قال الأَزهری: هذا جائز لأَن الاسم یوضع موضع المصدر. و أَما ما ورد‌فی الحدیث من قولهم: إِنه كان یأْكل العِنَبَ خَرْصاً‌فهو أَن یضَعَه فی فیهِ و یُخْرِجَ عُرْجونَه عارِیاً منه؛ هكذا جاء فی روایة، و‌المرویّ خرطاً، بالطاء. و الخِراصُ و الخَرْصُ و الخِرْصُ و الخُرْصُ: سِنانُ الرُّمْح، و قیل: هو ما علی الجُبَّة من السِّنان، و قیل: هو الرُّمْح نفسه؛ قال حمید بن ثور: یَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِیّا عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّیّا و هو مثل عُسْر و عُسُر، و جمعه خِرْصان. قال ابن بری: هو حمید الأَرْقط، قال: و الذی فی رَجزه الدِّئِیّا و هی جمع دَأْیَةٍ؛ و شاهدُ الخِرْص بكسر الخاء قولُ بِشْر: و أَوْجَرْنا عُتَیْبة ذاتَ خِرْصٍ، كأَنَّ بِنَحْرِه منها عَبِیرا و قال آخر: أَوْجَرْتُ جُفْرَتَه خِرْصاً فمالَ به، كما انْثنی خضدٌ مِنْ ناعمِ الضالِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 22
و قیل: هو رُمْح قصیر یُتَّخذ من خشب منحوت و هو الخَرِیصُ؛ عن ابن جنی، و أَنشد لأَبی دُواد: و تشاجَرَتْ أَبطالُه، بالمَشْرَفیّ و بالخَریص قال ابن بری: هذا البیتُ یُرْوی أَبطالنا و أَبطالُه و أَبطالُها، فمن روی أَبْطالُها فالهاء عائدة علی الحَرْب و إِن لم یتقدم لها ذكر لدلالة الكلام علیها، و من روی أَبطالُه فالهاء عائدة علی المَشْهد فی بیت قبله: هلَّا سَأَلْت بِمَشْهَدی یوماً یَتِعُّ بذی الفَریصِ و من روی … أَبْطالُنا فمعناه مفهوم. و قیل: الخَرِیصُ السِّنانُ و الخِرْصانُ أَصلُها القُضْبانُ؛ قال قیس بن الخَطِیم: تَری قِصَدَ [قُصَدَ المُرّانِ تُلْقی، كأَنَّه تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَیْدی الشَّواطِبِ جعل الخِرْصَ رُمْحاً و إِنما هو نِصْفُ السِّنَان الأَعْلی إِلی موضع الجُبّة، و أَورد الجوهری هذا البیت شاهداً علی قوله الخُرْص. و الخِرْص: الجریدُ من النخل. الباهلی: الخُرْصُ الغُصْنُ و الخُرْصُ القناةُ و الخُرْصُ السِّنانُ، ضَمَّ الخاءَ فی جمیعها. و المَخارِصُ: الأَسِنّةُ؛ قال بشر: یَنْوی مُحاوَلةَ القِیام، و قد مَضَتْ فیه مَخارِصُ كلِّ لَدْنٍ لَهْذَم ابن سیدة: الخُرْصُ كلُّ قضیبٍ من شجرة. و الخَرْصُ و الخُرْصُ و الخِرْصُ؛ الأَخیرة عن أَبی عبیدة: كلُّ قضیب رَطْب أَو یابس كالخُوطِ. و الخُرْصُ أَیضاً: الجَرِیدةُ، و الجمع من كل ذلك أَخْراصٌ و خِرْصانٌ. و الخُرْصُ و الخِرْصُ: العُودُ یُشارُ به العسلُ، و الجمع أَخْراصٌ؛ قال ساعدة بن جُؤَیّة الهذلی یصف مُشْتار العسل: معه سِقاءٌ لا یُفَرِّطُ حَمْلَه صُفْنٌ، و أَخْراصٌ یَلُحْن و مِسْأَب و المَخارِصُ: مَشاوِرُ العسل. و المَخارِصُ أَیضاً: الخَناجر؛ قالت خُوَیلةُ الریاضیّة تَرْثی أَقاربَها: طَرَقَتْهمُ أُمُّ الدُّهَیم فأَصْبَحوا أُكُلًا لها بمَخارِصٍ و قَواضِبِ و الخُرْص و الخِرْص: القُرْط بحَبّة واحدةٍ، و قیل: هی الحلْقة من الذهب و الفضة، و الجمعُ خِرَصةٌ، و الخُرْصة لغة فیها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، وَعَظَ النِّساءَ و حثَّهُنَّ علی الصدقة فجعلت المرأَة تُلْقی الخُرْصَ و الخاتمَ.قال شمر: الخُرْص الحلْقة الصغیرة من الحَلْی كهیئة القُرْط و غیرها، و الجمع الخُرْصان؛ قال الشاعر: علیهنّ لعسٌ من ظِباء تَبالةٍ، مُذَبْذَبة الخُرْصانِ بادٍ نُحُورُها و‌فی الحدیث: أَیُّما امرأَةٍ جَعَلَتْ فی أُذُنِها خُرْصاً من ذهب جُعِل فی أُذُنِها مِثلُه خِرْصاً [خُرْصاً من النار؛ الخُرص و الخِرص، بالضم و الكسر: حلْقة صغیرة من الحَلْی و هی من حَلْی الأُذُن، قیل: كان هذا قبل النسخ فإِنه قد ثبت إِباحةُ الذهب للنساء، و قیل هو خاصٌّ بمن لم تؤدّ زكاةَ حَلْیِها. و الخُرْص: الدِّرْع لأَنها حِلَق مثل الخُرْص الذی فی الأُذُن. الأَزهری: و یقال للدروع خُرْصان و خِرْصان؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 23
و أَنشد: سمّ الصباحِ بِخُرْصانٍ مُسَوَّمةٍ، و المَشْرَفِیّة نُهْدِیها بأَیْدِینا قال بعضهم: أَراد بالخُرْصان الدُّروعَ، و تَسْوِیمُها جَعْلُ حِلَق صُفرٍ فیها، و رواه بعضهم: بِخُرْصان مُقَوَّمة جعلها رِماحاً. و‌فی حدیث سعد بن مُعاذ: أَن جُرْحه قد بَرأَ فلم یبق منه إِلا كالخُرْص‌أَی فی قِلّة أَثَرِ ما بَقِی من الجُرْح. و الخَرِیصُ: شِبْهُ حَوْضٍ واسع یَنْبَثِق فیه الماءُ من النهر ثم یعود إِلیه و الخَرِیصُ مُمْتَلِئ؛ قال عدیّ بن زید: و المُشْرِفُ المَصْقُولُ یُسْقَی به أَخْضَرَ مَطْموثاً بماء الخَرِیصْ أَی ملموساً أَو ممزوجاً؛ و هو فی شعر عَدِیّ: و المشرف المَشْمُول یسقی به قال: و المُشْرِفُ إِناء كانوا یشربون به و كان فیه كماء الخَرِیص و هی السحاب، و رواه ابن الأَعرابی: كماء الخَرِیص، قال: و هو البارد فی روایته، و یروی المَشْمُول، قال: و المَشْمُول الطَّیّب. و یقال للرجل إِذا كان كریماً: إِنه لمَشْمُولٌ. و المَطْموثُ: المَمْسوس. و ماءٌ خَرِیصٌ مثل خَصِرٍ أَی باردٌ؛ قال الراجز: مُدامةٌ صِرْفٌ بماءٍ خَرِیص قال ابن بری: صواب إِنشاده: مدامةً صِرْفاً، بالنصب، لأَن صدره: و المشرف المشمول یسقی به مُدامةً صِرْفاً بماءٍ خَرِیص و المُشْرِف: المكان العالی. و المَشْمولُ: الذی أَصابَتْه الشَّمال، و هی الریح الباردة، و قیل: الخَرِیصُ هو الماء المُسْتَنْقَعُ فی أُصول النخل أَو الشجر، و خَرِیصُ البَحْر: خلِیجٌ منه، و قیل: خَرِیصُ البحر و النهر ناحیتُهما أَو جانبُهما. ابن الأَعرابی: یقال افْتَرَق النهرُ علی أَربعة و عشرین خَرِیصاً، یعنی ناحیةً منه. و الخَرِیصُ: جزیرةُ البحر. و یقال: خَرِصةٌ و خَرِصاتٌ إِذا أَصابها بردٌ و جوع؛ قال الحطیئة: إِذا ما غَدَتْ مَقْرُورةً خَرِصاتِ و الخَرَصُ: جوع مع بَرْد. و رجل خَرِصٌ: جائع مَقْرورٌ، و لا یقال للجوع بلا برد خَرَصٌ. و یقال للبرد بلا جوع: خَصَرٌ. و خَرِصَ الرجلُ، بالكسر، خَرَصاً فهو خَرِصٌ و خارِصٌ أَی جائع مقرور؛ و أَنشد ابن بری للبید: فأَصْبَحَ طاوِیاً خَرِصاً خَمیصاً، كنَصْلِ السَّیْف حُودِثَ بالصِّقال و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه: كنْتُ خَرِصاً‌أَی فی جوع و برد. و الخِرْصُ: الدَّنُّ لغة فی الخِرْسِ، و قد تقدم ذكره. و الخَرّاصُ: صاحبُ الدِّنان، و السین لغة. و الأَخْراص: موضع؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: لمن الدِّیارُ بِعَلْیَ فالأَخْراصِ، فالسُّودَتَین فمجْمَعِ الأَبواصِ و یروی الأَحراص، بالحاء المهملة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 24
و الخُرْصُ و الخِرْصُ: عوَیْدٌ مُحَدَّدُ الرأْس یُغْرَزُ فی عَقْد السِّقاء؛ و منه قولهم: ما یملك فلان خُرْصاً و لا خِرْصاً أَی شیئاً. التهذیب: الخُرص العود؛ قال الشاعر: و مِزَاجُها صَهْباء، فتَّ خِتامها فَرْدٌ من الخُرْصِ القِطَاطِ المُثْقب و قال الهذلی: یَمْشِی بَیْنَنا حانوتُ خَمْرٍ من الخُرْصِ الصَّراصِرةِ القِطَاطِ قال: و قال بعضهم الخُرص أَسقِیة مُبرِّدة تُبرِّد الشراب؛ قال الأَزهری: هكذا رأَیت ما كَتَبْتُه فی كتاب اللیث، فأَما قوله الخُرْص عُود فلا معنی له، و كذلك قوله الخُرْص أَسْقیة مبردة، قال: و الصواب عندی فی البیت الخُرْس القِطَاط، و من الخرس الصَّراصِرة، بالسین، و هم خَدَمٌ عُجْم لا یُفْصِحون فلذلك جعلهم خُرْساً، و قوله یمشی بیننا حانوتُ خمر، یرید صاحبَ حانوت خمر فاختصر الكلام. ابن الأَعرابی: هو یَخْتَرِصُ أَی یَجْعل فی الخِرْصِ ما یُرید و هو الجِرَابُ و یَكْتَرِصُ أَی یَجْمع و یَقْلِدُ.

خربص؛ ج7، ص: 24

: الخَرْبَصِیصُ: القُرْط. و ما علیها خَرْبَصِیصةٌ أَی شی‌ء من الحَلْی. و‌فی الحدیث: من تَحَلَّی ذهباً أَو حَلَّی ولَدَه مثل خَرْبَصِیصةٍ، قال: هی الهَنَة التی تُتَراءی فی الرَّمْل لها بَصیصٌ كأَنها عینُ جرادة. و‌فی الحدیث: إِن نَعِیم الدُّنیا أَقلُّ و أَصْغرُ عند اللّه من خَرْبَصِیصةٍ، و قیل: حَرْبَصِیصة، بالحاء. و ما فی السماء خَرْبَصِیصة أَی شی‌ء من السحاب، و كذلك ما فی الوعاء و السقاء و البئرِ خَرْبَصِیصة أَی شی‌ء، و ما أَعطاه خَرْبَصِیصة، كل ذلك لا یستعمل إِلا فی النفی. و الخَرْبَصِیصة: هَنَةٌ تَبِصُّ فی الرَّمْل كأَنها عینُ الجرادة، و قیل: هی نَبْتٌ له حبٌّ یُتَّخذُ منه طعامٌ فیؤكل، و جمعه خَرْبَصِیص. التهذیب: اللیث امرأَة خَرْبَصةٌ شابّة ذاتُ تَرَارةٍ، و الجمع خَرابِصُ. و الخَرْبَصِیصُ: الجملُ الصغیر الجسم؛ قال الشاعر: قد أَقْطَعُ الخَرْقَ البَعِید بَینُه بِخَرْبَصِیصٍ ما تَنامُ عَیْنُه و قال ابن خالویه: الخَرْبَصِیصة، بالخاء المعجمة، الأُنثی من بنات وَرْدانَ. و الخَرْبَصِیصةُ: خَرزة.

خرمص؛ ج7، ص: 24

: المُخْرَنْمِصُ: الساكتُ؛ عن كراع و ثعلب، كالمُخْرَنْمِس، و السین أَعلی. الفراء: اخْرَمَّس و اخْرَمَّص سكتَ.

خصص؛ ج7، ص: 24

: خصّه بالشی‌ء یخُصّه خَصّاً و خُصوصاً و خَصُوصِیّةً و خُصُوصِیّةً، و الفتح أَفصح، و خِصِّیصَی و خصّصَه و اخْتصّه: أَفْرَدَه به دون غیره. و یقال: اخْتصّ فلانٌ بالأَمر و تخصّصَ له إِذا انفرد، و خَصّ غیرَه و اخْتصّه بِبِرِّهِ. و یقال: فلان مُخِصٌّ بفلان أَی خاصّ به و له به خِصِّیّة؛ فأَما قول أَبی زبید: إِنّ امرأً خَصّنی عَمْداً مَوَدَّتَه، علی التَّنائی، لَعِنْدِی غیرُ مَكْفُور فإِنه أَراد خَصَّنی بمودّته فحذف الحرف و أَوصَل الفعلَ، و قد یجوز أَن یرید خَصَّنی لِمَودّته إِیّایَ فیكون كقوله: و أَغْفِرُ عَوْراءَ الكریمِ ادّخارَه
لسان العرب، ج‌7، ص: 25
قال ابن سیدة: و إِنما وجّهْناه علی هذین الوجهین لأَنا لم نسمع فی الكلام خَصَصْته متعدیة إِلی مفعولین، و الاسم الخَصُوصِیّة و الخُصُوصِیّة و الخِصِّیّة و الخاصّة و الخِصِّیصَی، و هی تُمَدُّ و تُقْصر؛ عن كراع، و لا نظیر لها إِلا المِكِّیثَی. و یقال: خاصٌّ بیّن الخُصُوصِیّة، و فعلت ذلك بك خِصِّیّةً و خاصّة و خَصُوصیّة و خُصُوصیّة. و الخاصّةُ: خلافُ العامّة. و الخاصّة: مَنْ تخُصّه لنفسك. التهذیب: و الخاصّة الذی اخْتَصَصْته لنفسك، قال أَبو منصور: خُوَیْصّة. و‌فی الحدیث: بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ و كذا و كذا‌و خُوَیصّةَ أَحدِكم، یعنی حادثةَ الموتِ التی تَخُصُّ كلَّ إِنسان، و هی تصغیر خاصّة و صُغِّرَت لاحتقارها فی جَنْب ما بعدها من البَعْث و العَرْض و الحِساب، أَی بادِرُوا المَوت و اجتهدُوا فی العمل، و معنی المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ فی الأَعمال الصالحة و الاهتمامُ بها قبل وقوعها، و فی تأْنیث الست إِشارةٌ إِلی أَنها مصائب. و‌فی حدیث أُم سلیم: و خُوَیْصَّتُكَ أَنَسٌ‌أَی الذی یختصّ بخِدْمتِك و صغّرته لصِغَره یومئذ. و سمع ثعلب یقول: إِذا ذُكر الصالحون فبِخاصّةٍ أَبو بكر، و إِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ علیٌّ. و الخُصَّانُ و الخِصَّانُ: كالخاصَّةِ؛ و منه قولهم: إِنما یفعل هذا خُصّان الناس أَی خواصُّ منهم؛ و أَنشد ابن بری لأَبی قِلابة الهذلی: و القوم أَعْلَمُ هل أَرْمِی وراءَهُم، إِذ لا یُقاتِل منهم غیرُ خُصّانِ و الإِخْصاصُ: الإِزْراءُ. و خَصَّه بكذا: أَعْطاه شیئاً كثیراً؛ عن ابن الأَعرابی. و الخَصَاصُ: شِبْهُ كَوّةٍ فی قُبَّةٍ أَو نحوها إِذا كان واسعاً قدرَ الوَجْه: و إِنْ خَصَاصُ لَیْلِهِنّ اسْتَدّا، رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا شبّه القمرَ بالخَصاص الضیّقِ، أَی اسْتَتَر بالغمام، و بعضهم یجعل الخَصَاصَ للواسع و الضیّق حتی قالوا لِخُروق المِصْفاة و المُنْخُلِ خَصَاصٌ. و خَصَاصُ المُنْخُل و الباب و البُرْقُع و غیرِه: خَلَلُه، واحدته خَصَاصة؛ و كذلك كلُّ خَلَلٍ و خَرْق یكون فی السحاب، و یُجْمع خَصاصَاتٍ؛ و منه قول الشاعر: مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل و ربما سمی الغیمُ نفسُه خَصاصةً. و یقال للقمر: بَدَا من خَصاصَةِ الغیم. و الخَصَاصُ: الفُرَجُ بین الأَثافِیّ و الأَصابع؛ و أَنشد ابن بری للأَشعری الجُعْفِیِّ: إِلَّا رَواكِدَ بَیْنَهُنّ خَصَاصَةٌ، سُفْع المَناكِب، كلّهنّ قد اصْطَلی و الخَصَاصُ أَیضاً: الفُرَج التی بین قُذَذِ السهم؛ عن ابن الأَعرابی. و الخَصَاصةُ و الخَصَاصاءُ و الخَصَاصُ: الفقرُ و سوءُ الحال و الخَلّة و الحاجة؛ و أَنشد ابن بری للكمیت: إِلیه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص، و منْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل و‌فی حدیث فضالة: كان یَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم فی الصلاة من الخَصَاصة‌أَی الجوع، و أَصلُها الفقر و الحاجة إِلی الشی‌ء. و فی التنزیل العزیز: وَ یُؤْثِرُونَ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ؛ و أَصل ذلك فی الفُرْجة أَو الخَلّة لأَن الشی‌ء إِذا انْفرج وَهَی
لسان العرب، ج‌7، ص: 26
و اخْتَلّ. و ذَوُو الخَصَاصة: ذَوُو الخَلّة و الفقر. و الخَصَاصةُ: الخَلَل و الثَّقْبُ الصغیر. و صدَرَت الإِبل و بها خَصاصةٌ إِذا لم تَرْوَ، و صدَرت بعطشها، و كذلك الرجل إِذا لم یَشْبَع من الطعام، و كلُّ ذلك من معنی الخَصَاصة التی هی الفُرْجة و الخَلَّة. و الخُصَاصةُ من الكَرْم: الغُصْن إِذا لم یَرْوَ و خرج منه الحبّ متفرقاً ضعیفاً. و الخُصَاصةُ: ما یبقی فی الكرم بعد قِطافه العُنَیْقِیدُ الصغیرُ هاهنا و آخر هاهنا، و الجمع الخُصَاصُ، و هو النَّبْذ القلیل؛ قال أَبو منصور: و یقال له من عُذوق النخل الشِّمِلُّ و الشَّمالِیلُ، و قال أَبو حنیفة: هی الخَصَاصة، و الجمع خَصَاصٌ، كلاهما بالفتح. و شهرٌ خِصٌّ أَی ناقص. و الخُصُّ: بَیْتٌ من شجر أَو قَصَبٍ، و قیل: الخُصّ البیت الذی یُسَقَّفُ علیه بخشبة علی هیئة الأَزَجِ، و الجمع أَخْصَاصٌ و خِصَاص، و قیل فی جمعه خُصُوص، سمی بذلك لأَنه یُرَی ما فیه من خَصاصةٍ أَی فُرْجةٍ، و فی التهذیب: سمی خُصّاً لما فیه من الخَصَاصِ، و هی التَّفارِیجُ الضیّقة. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً أَتی باب النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فأَلْقَمَ عَینَه خَصَاصةَ الباب‌أَی فُرجَتَه. و حانوتُ الخَمّارِ یُسمی خُصّاً؛ و منه قول إمرئ القیس: كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِیئةٍ من الخُصِّ، حتی أَنزَلوها علی یُسْرِ الجوهری: و الخُصُّ البیت من القصب؛ قال الفزاریّ: الخُصُّ فیه تَقَرُّ أَعْیُنُنا خَیرٌ من الآجُرِّ و الكَمَدِ و‌فی الحدیث: أَنه مر بعبد اللّه بن عمرو و هو یُصْلِح خُصّاً له.

خلص؛ ج7، ص: 26

: خَلَص الشی‌ء، بالفتح، یَخْلُص خُلُوصاً و خَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا و سَلِم. و أَخْلَصه و خَلَّصه و أَخْلَص للّه دِینَه: أَمْحَضَه. و أَخْلَصَ الشی‌ءَ: اختاره، و قرئ: إِلّٰا عِبٰادَكَ مِنْهُمُ* المُخْلِصین، و الْمُخْلَصِینَ؛ قال ثعلب: یعنی ب المُخْلِصین الذین أَخْلَصوا العبادة للّه تعالی، و ب الْمُخْلَصِینَ الذین أَخْلَصهم اللّهُ عزّ و جلّ. الزجاج: و قوله: وَ اذْكُرْ فِی الْكِتٰابِ مُوسیٰ إِنَّهُ كٰانَ مُخْلَصاً، و قرئ مُخْلِصاً، و المُخْلَص: الذی أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، و المُخْلِص: الذی وحّد اللّه تعالی خالصاً و لذلك قیل لسورة: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، سورة الإِخلاص؛ قال ابن الأَثیر: سمیت بذلك لأَنها خالصة فی صفة اللّه تعالی و تقدّس، أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحیدَ للّه عزّ و جلّ، و كلمة الإِخلاص كلمة التوحید، و قوله تعالی: مِنْ عِبٰادِنَا الْمُخْلَصِینَ، و قرئ المُخْلِصین، فالمُخْلَصُون المُخْتارون، و المُخْلِصون المُوَحِّدُون. و التخلیص: التَّنْجِیَة من كل مَنْشَبٍ، تقول: خَلَّصْته من كذا تَخْلِیصاً أَی نَجَّیْته تَنْجِیَة فتخلّص، و تَخلّصَه تخَلُّصاً كما یُتخلّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَس. و الإِخْلاصُ فی الطاعة: تَرْكُ الرِّیاءِ، و قد أَخْلَصْت للّه الدِّینَ. و اسْتَخْلَصَ الشی‌ء: كأَخْلَصَه. و الخالِصةُ: الإِخْلاصُ. و خَلَص إِلیه الشی‌ءُ: وَصَلَ. و خَلَصَ الشی‌ءُ، بالفتح، یَخْلُصُ خُلوصاً أَی صار خالِصاً. و خَلَصَ الشی‌ء خَلاصاً، و الخَلاصُ یكون مصدراً للشی‌ء الخالِص. و‌فی حدیث الإِسراء: فلما خَلَصْت بمُسْتَویً من الأَرض‌أَی وَصَلْتُ و بلَغْت. یقال: خَلَصَ فلان إِلی فلان
لسان العرب، ج‌7، ص: 27
أَی وصل إِلیه، و خَلَصَ إِذا سَلِم و نَجا؛ و منه‌حدیث هِرَقْلَ: إِنی أَخْلُص إِلیه.و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: أَنه قَضَی فی حكومة بالخَلاصِ‌أَی الرجوعِ بالثَّمن علی البائع إِذا كانت العینُ مُسْتَحِقَّةً و قد قَبَضَ ثمَنَها أَی قضی بما یُتَخَلّص به من الخصومة. و خلَص فلانٌ إِلی فلان أَی وَصَل إِلیه. و یقال: هذا الشی‌ء خالِصةٌ لك أَی خالِصٌ لك خاصّة. و قوله عزّ و جلّ: وَ قٰالُوا مٰا فِی بُطُونِ هٰذِهِ الْأَنْعٰامِ خٰالِصَةٌ لِذُكُورِنٰا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل معنی ما التأْنیثَ لأَنها فی معنی الجماعة كأَنهم قالوا: جماعةُ ما فی بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا. و قوله: وَ مُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ علی لفظ ما، و یجوز أَن یكون أَنَّثَه لتأْنیث الأَنْعامِ، و الذی فی بطون الأَنعام لیس بمنزلة بعض الشی‌ء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ الأَصابِع أُصبعٌ، و هی واحدة منها، و ما فی بطن كل واحدة من الأَنعام هو غیرها، و من قال یجوز علی أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال و قالوا: الأَنعامُ التی فی بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سیدة: و القولُ الأَول أَبْیَنُ لقوله وَ مُحَرَّمٌ، لأَنه دلیل علی الحَمْلِ علی المعنی فی ما، و قرأَ بعضهم خالصةً لذكورنا یعنی ما خلَص حَیّاً، و أَما قوله عزّ و جلّ: قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا خٰالِصَةً یَوْمَ الْقِیٰامَةِ، قُرئَ خالصةٌ و خٰالِصَةً، المعنی أَنها حَلال للمؤمنین و قد یَشْرَكُهم فیها الكافرون، فإِذا كان یومُ القیامة خَلَصت للمؤمنین فی الآخرة و لا یَشْرَكُهم فیها كافر، و أَما إِعْراب خالصةٌ یوم القیامة فهو علی أَنه خبر بعد خبر كما تقول زیدٌ عاقلٌ لبیبٌ، المعنی قل هی ثابتةٌ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا فی تأْویل الحال، كأَنك قلت قل هی ثابتة مستقرة فی الحیاة الدنیا خالصةٌ یوم القیامة. و قوله عزّ و جلّ: إِنّٰا أَخْلَصْنٰاهُمْ بِخٰالِصَةٍ ذِكْرَی الدّٰارِ؛ یُقْرَأُ بخالصةِ ذِكْری الدار علی إِضافة خالصة إِلی ذِكْرَی، فمن قرأَ بالتنوین جعل ذِكْرَی الدّٰارِ بَدَلًا من خالصة، و یكون المعنی إِنا أَخْلَصْناهم بذكری الدار، و معنی الدار هاهنا دارُ الآخرة، و معنی أَخْلَصْنٰاهُمْ جعلناهم لها خالصین بأَن جعلناهم یُذَكِّرون بدار الآخرة و یُزَهِّدون فیها الدُّنْیا، و ذلك شأْن الأَنبیاء، و یجوز أَن یكون یُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة و الرُّجوعِ إِلی اللّه، و أَما قوله خَلَصُوا نَجِیًّا فمعناه تَمیّزوا عن الناس یَتَناجَوْن فیما أَهَمَّهم. و‌فی الحدیث: أَنه ذَكَر یومَ الخلاصِ فقالوا: و ما یومُ الخَلاصِ؟ قال: یوم یَخْرج إِلی الدجّال من أَهل المدینة كلُّ مُنافِقٍ و مُنافقة فیتمیَّز المؤمنون منهم و یَخْلُص بعضُهم من بعض.و‌فی حدیث الاستسقاء: فَلْیَخْلُصْ هو و ولدُه‌أَی لیتمیّزْ من الناس. و خالَصَهُ فی العِشْرة أَی صافاه. و أَخْلَصَه النَّصِیحةَ و الحُبَّ و أَخْلَصه له و هم یَتَخالَصُون: یُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً. و الخالصُ من الأَلوان: ما صَفا و نَصَعَ أَیَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحیانی. و الخِلاصُ و الخِلاصةُ و الخُلاصةُ و الخُلُوصُ: رُبٌّ یُتَّخَذُ من تمر. و الخِلاصةُ و الخُلاصةُ و الخِلاصُ: التمرُ و السویقُ یُلْقی فی السَّمْن، و أَخْلَصَه: فَعَل به ذلك. و الخِلاصُ: ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ. و الخِلاصُ و الإِخْلاصُ و الإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل. و الخُلوصُ: الثُّفْلُ الذی یكون أَسفل اللبَنِ. و یقول الرجل لصاحبةِ السَّمْنِ: أَخْلِصی لنا، لم یفسره أَبو حنیفة، قال ابن سیدة: و عندی أَن معناه الخِلاصة و الخُلاصة أَو الخِلاصُ. غیره: و خِلاصةُ و خُلاصةُ السمن ما خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ لیتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فیه شیئاً
لسان العرب، ج‌7، ص: 28
من سویقٍ و تمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ و خلَصَ من الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة و الخُلاصة و الخِلاص أَیضاً، بكسر الخاء، و هو الإِثْر، و الثُّفْلُ الذی یَبْقی أَسفلَ هو الخُلوصُ و القِلْدَةُ و القِشْدَةُ و الكُدادةُ، و المصدر منه الإِخْلاصُ، و قد أَخْلَصْت السَّمْنَ. أَبو زید: الزُّبْدُ حین یجعل فی البُرْمةِ لِیُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ و الإِذْوابةُ، فإِذا جادَ و خَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ و الإِخْلاصُ، و الثُّفْلُ الذی یكون أَسفلَ هو الخُلوصُ. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول لما یُخْلَصُ به السمنُ فی البُرْمة من اللبن و الماء و الثُّفْل: الخِلاصُ، و ذلك إِذا ارْتَجَنَ و اخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ فیُؤْخذُ تمرٌ أَو دقیقٌ أَو سَوِیقٌ فیُطْرَح فیه لیَخْلُصَ السمنُ من بَقیّة اللبن المختلط به، و ذلك الذی یَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، و أَما الخِلاصة و الخُلاصة فهو ما بقی فی أَسفل البُرْمة من الخِلاص و غیرِه من ثُفْلٍ أَو لبَنٍ و غیرِه. أَبو الدقیش: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَی منه یُسْتَخْلَصُ أَی یُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعی قال: مَرَّ الفرزدق برجل من باهلة یقال له حُمامٌ و معه نِحْیٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق: أَ تَشْتری أَغْراضَ الناسِ قَیْسٍ مِنِّی بهذا النِّحْی؟ فقال: أَ للّهِ علیك لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال: أَ للّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقی النِّحْیَ بین یدیه و خرج یَعْدُو فأَخذه الفرزدق و قال: لَعَمْرِی لَنِعْمَ النِّحْیُ كانَ لِقَوْمِه، عَشِیّةَ غِبّ البَیْعِ، نِحْیُ حُمامِ من السَّمْنِ رِبْعیٌّ یكون خِلاصُه، بأبْعارِ آرامٍ و عُودِ بَشَامِ فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَیْس كمُحرِمٍ، أَهَلَّ بِحَجٍّ فی أَصَمَّ حَرامِ الفراء: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ و الخُلاصة، و خَلَّصَ إِذا أَعطی الخَلاص، و هو مِثْل الشی‌ء؛ و منه‌حدیث شریح: أَنه قضی فی قَوْس كسَرَها رجل بالخَلاصِ‌أَی بمثلها. و الخِلاص، بالكسر: ما أَخْلَصَته النارُ من الذهب و الفضة و غیره، و كذلك الخِلاصة و الخُلاصة؛ و منه‌حدیث سلمان: أَنه كاتَبَ أَهلَه علی كذا و كذا و علی أَربعین أُوقِیَّةَ خِلاص.و الخِلاصة و الخُلاصة: كالخِلاص، قال: حكاه الهروی فی الغریبین. و اسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، و هو خالِصَتی و خُلْصانی. و فلان خِلْصی كما تقول خِدْنی و خُلْصانی أَی خالِصَتی إِذا خَلَصَت مَوَدّتُهما، و هم خُلْصانی، یستوی فیه الواحد و الجماعة. و تقول: هؤلاء خُلْصانی و خُلَصائی، و قال أَبو حنیفة: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، و أَخْلَصَ البعیرُ سَمِن، و كذلك الناقة؛ قال: و أَرْهَقَت عِظامُه و أَخْلَصا و الخَلَصُ: شجرٌ طیّبُ الریح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طیّبٌ زكیٌّ. قال أَبو حنیفة: أَخبرنی أَعرابی أَن الخَلَص شجر ینبت نبات الكَرْم یتعلق بالشجر فیعْلق، و له ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، و له وَرْدةٌ كوَرْدة المَرْوِ، و أُصولهُ مُشْرَبةٌ، و هو طیّبُ الریح، و له حبّ كحبّ عِنَبِ الثَّعْلبِ یجتمع الثلاثُ و الأَربعُ معاً، و هو أَحمر كغَرز العقیق لا یؤكل و لكنه یُرْعَی؛ ابن السكیت فی قوله: بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 29
الأَصمعی: هو لِباس یلبَسُه أَهل الشام و هو ثوب مُجَمَّل أَخْضرُ المَنْكِبین و سائرُه أَبْیَضُ و الأَردانُ أَكمامُه. و یقال لكل شی‌ء أَبیضَ: خالِصٌ؛ قال العجاج: مِنْ خالِص الماء و ما قد طَحْلَبا یرید خَلَص من الطُّحْلُب فابْیَضَّ. اللیث: بَعِیرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان قَصِیداً سَمیناً؛ و أَنشد: مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما و الخالصُ: الأَبْیَضُ من الأَلوان. ثوب خالصٌ: أَبْیَضُ. و ماءٌ خالص: أَبیض. و إِذا تَشَظَّی العظامُ فی اللحم، فذلك الخَلَصُ. قال: و ذلك فی قَصَب العظام فی الید و الرجل. یقال: خَلِصَ العظمُ یَخْلَصُ خَلَصاً إِذا بَرَأَ و فی خَلَلِه شی‌ءٌ من اللحم. و الخَلْصاءُ: ماءٌ بالبادیة، و قیل موضع، و قیل موضع فیه عین ماء؛ قال الشاعر: أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْیُنَها، و هُنَّ أَحْسَنُ من صِیرانِها صِوَرَا و قیل: هو موضع بالدهناء معروف. و ذو الخَلَصة: موضع یقال إِنه بیت لِخَثْعَم كان یُدْعَی كَعْبةَ الیَمامةِ و كان فیه صنمٌ یُدْعی الخَلَصةَ فَهُدِم. و‌فی الحدیث: لا تقوم الساعة حتی تضطرب أَلْیاتُ نِساءِ دَوْسٍ علی ذی الخَلَصة؛ هو بیتٌ كان فیه صنم لدَوْسٍ و خَثْعَم و بَجِیلةَ و غیرِهم، و‌قیل: ذو الخَلَصة الكعبةُ الیمانیَّةُ التی كانت بالیمن فأَنْفَذَ إِلیها رسول اللّه، صلَی اللّه علیه و سلّم، جَرِیرَ بنَ عبد اللّه یُخَرِّبُها، و قیل: ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثیر: و فیه نظر «2» لأَن ذو لا تُضاف إِلَّا إِلی أَسماء الأَجناس، و المعنی أَنهم یَرْتَدُّون و یعُودون إِلی جاهلیّتهم فی عبادة الأَوثان فتسعی نساءُ بنی دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذی الخَلَصة فتَرْتَجُّ أَعجازُهن. و خالصةُ: اسم امرأَة، و اللّه أَعلم.

خلبص؛ ج7، ص: 29

: الخَلْبصَةُ: الفِرارُ، و قد خَلْبَصَ الرجلُ؛ قال عبید المُرّی: لما رآنی بالبِرازِ حَصْحَصا فی الأَرض مِنِّی هرَباً، و خَلْبَصا و كادَ یَقْضی فَرَقاً و خَبَّصا، و غادَرَ العَرْماءَ فی بیت وصی «3» و التخبیص: الرُّعْب. و العَرْماءُ: الغُمَّة. رأَیت فی نسخة من أَمالی ابن بری ما صورتُه كذا فی أَصل ابن بری، رحمه اللّه: و خَبّصا، بالتشدید، و التَّخْبِیصُ علی تَفْعِیلٍ، قال: و رأَیت بخط الشیخ تقی الدین عبد الخالق بن زَیْدانَ: و خَبَصا، بتخفیف الباء، و بعده و الخَبَص الرُّعْب علی وزن فَعَل، قال: و هذا الحرف لم یذكره الجوهری.

خمص؛ ج7، ص: 29

: الخَمْصانُ و الخُمْصانُ: الجائعُ الضامرُ البطنِ، و الأُنثی خَمْصانةٌ و خُمْصانةٌ، و جَمْعُها خِمَاصٌ، و لم یجمعوه بالواو و النون، و إِن دخلَت الهاءُ فی مؤنثه، حملًا له علی فَعْلان الذی أُنثاه فَعْلی لأَنه مثله فی العِدّة و الحركة و السكون؛ و حكی ابن الأَعرابی: امرأَة خَمْصی و أَنشد للأَصم عبد اللّه بن رِبْعِیٍّ الدُّبَیْری:
(2). قوله [و فیه نظر] أَی فی قول من زعم أنه بیت كان فیه صنم یسمی الخلصة لأَن ذو لا تضاف إلا إلخ، كذا بهامش النهایة. (3). قوله [العرماء فی بیت إلخ] كذا بالأَصل. و قوله وصی یقال وصی النبت اتصل بعضه ببعض، فلعل قوله بیت محرف عن نبت بالنون. و قوله و العرماء الغمة، فی القاموس: العرماء الحیة الرقشاء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 30
ما لِلّذی تُصْبی عجوزٌ لا صَبا، سَریعةُ السُّخْطِ بَطِیئةُ الرِّضا مُبِینةُ الخُسْرانِ حینَ تُجْتَلی، كأَن فاها مِیلغٌ فیه خُصی، لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَمْصی الحَشا، عَزِیزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحی مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عن المَها و الخَمَصُ: خَماصةُ البطن، و هو دِقّةُ خِلْقتِه. و رجل خُمْصان و خَمِیصُ الحَشا أَی ضامر البطن. و قد خَمِصَ بطنُه یَخْمَصُ و خَمُصَ و خَمِصَ خَمْصاً و خَمَصاً و خَماصة. و الخَمیص: كالخُمْصانِ، و الأُنثی خَمیصة. و امرأَة خَمِیصةُ البطن: خُمْصانةٌ، و هُنّ خُمْصاناتٌ. و‌فی حدیث جابر: رأَیت بالنبی، صلّی اللّه علیه و سلّم؛ خَمْصاً شدیداً.و منه‌الحدیث: كالطیر تَغْدُو خِمَاصاً و تَرُوحُ بِطاناً‌أَی تَغْدو بُكْرةً و هی جِیَاعٌ و تروح عِشاءً و هی مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ؛ و منه‌الحدیث الآخر: خِمَاصُ البُطونِ خِفاف الظهور‌أَی أَنهم أَعِفَّةٌ عن أَموال الناس، فهم ضامرو البطون من أَكلها خِفافُ الظهورِ من ثِقلِ وِزْرِها. و المِخْماصُ: كالخَمِیص؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَیَّةٍ، تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ و الخَمْصُ و الخَمَصُ و المَخْمَصَة: الجوع، و هو خَلاء البطن من الطعام جوعاً. و المَخْمَصة: المَجاعةُ، و هی مصدرٌ مثل المَغْضَبَةِ و المَعْتَبةِ، و قد خَمَصه الجوعُ خَمْصاً و مَخْمَصةً. و الخَمْصةُ: الجَوْعة. یُقال: لیس البِطْنةُ خیراً من خَمْصةٍ تتبعها. و فلان خَمِیصُ البطنِ عن أَموال الناس أَی عَفِیفٌ عنها. ابن بری: و المَخامِیصُ خُمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ الأَكل و عِظَمَ البطنِ مَعِیبٌ. و الأَخْمَصُ: باطنُ القَدَم و ما رَقَّ من أَسْفلها و تجافی عن الأَرض، و قیل: الأَخْمَصُ خَصْرُ القدم. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابی عن‌قول علیّ، كرم اللّه وجهه، فی الحدیث كان رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، خُمْصانَ الأَخْمَصَین، فقال: إِذا كان خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لم یرتفِع جدّاً و لم یستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فهو أَحسنُ ما یكون، فإِذا استوی أَو ارتفع جدّاً فهو ذمّ، فیكون المعنی أَن أَخْمَصَه مُعْتدل الخَمَصِ. الأَزهری: الأَخْمَصُ من القدم الموضع الذی لا یَلْصَقُ بالأَرض منها عند الوطءِ. و الخُمْصانُ: المبالِغُ منه، أَی أَن ذلك الموضع من أَسْفلِ قدَمِه شدیدُ التجافی عن الأَرض. الصحاح: الأَخْمَصُ ما دخل من باطن القدم فلم یُصِب الأَرض. و التَّخامُصُ: التجافی عن الشی‌ء؛ قال الشماخ: تَخامَصُ عن بَرْدِ الوِشاحِ، إِذا مَشَتْ، تَخامُصَ جافی الخیلِ فی الأَمْعَزِ الوَجِی و تقول للرجل: تَخامَصْ للرجُلِ عن حَقِّه و تَجافَ له عن حَقِّه أَی أَعْطِه. و تَخامَصَ اللیلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عند وقت السحَر؛ قال الفرزدق: فما زِلْتُ حتی صعَّدَتْنی حِبالُها إِلیها، و لَیْلی قد تَخامَصَ آخرُهْ و الخَمْصةُ: بَطْنٌ من الأَرض صغیرٌ لَیّنُ المَوْطِئِ. أَبو زید: و الخَمَصُ الجُرْحُ. و خَمَصَ الجُرْحُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 31
یَخْمُصُ خُموصاً و انْخَمَصَ، بالخاء و الحاء: ذهب ورَمُه كحَمَصَ و انْحَمَصَ؛ حكاه یعقوب و عدّه فی البدل؛ قال ابن جنی: لا تكون الخاء فیه بدلًا من الحاء و لا الحاء بدلًا من الخاء، أَ لا تری أَن كل واحد من المثالین یتصرف فی الكلام تصرُّفَ صاحبِه فلیست لأَحدهما مَزِیَّةٌ من التصرُّف؟ و العموم فی الاستعمال یكون بها أَصلًا لیست لصاحبه. و الخَمِیصةُ: بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم من المِرْعِزَّی و الصُّوفِ و نحوه. و الخَمِیصةُ: كساء أَسْودُ مُرَبَّع له عَلَمانِ فإِن لم یكن مُعْلماً فلیس بخمیصة؛ قال الأَعشی: إِذا جُرِّدَتْ یوماً حَسِبْتَ خَمِیصةً علیها، و جِرْیالَ النَّضِیرِ الدُّلامِصَا أَراد شعرها الأَسود، شَبَّهه بالخَمِیصة و الخَمِیصةُ سَوْداء، و شبّه لونَ بَشَرَتِها بالذهب. و النَّضِیرُ: الذهب. و الدُّلامِصُ: البَرّاق. و‌فی الحدیث: جئتُ إِلیه و علیه خَمِیصة، تكرر ذكرها فی الحدیث، و هی ثوبُ خَزٍّ أَو صُوفٍ مُعلَم، و قیل: لا تسمی خَمِیصة إِلا أَن تكون سَوْداءَ مُعْلَمة، و كانت من لباس الناس قدیماً، و جمعها الخَمائِصُ، و قیل: الخمائص ثیابٌ من خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ و حُمْر و لها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَیضاً. و خُماصة: اسم موضع «1».

خنص؛ ج7، ص: 31

: الخِنَّوْصُ: ولَدُ الخِنْزیر، و الجمع الخَنانِیصُ؛ قال الأَخطل یخاطب بشر بن مروان: أَكَلْتَ الدَّجاجَ فأَفْنَیْتَها، فهل فی الخَنانِیصِ من مَغْمَزِ؟ و یروی: أَكلت الغَطاطَ …، و هی القطا.

خنبص؛ ج7، ص: 31

: الخَنْبَصَةُ: اختلاط الأَمْر، و قد تَخَنْبَصَ أَمرُهم.

خنتص؛ ج7، ص: 31

: الخُنْتُوصُ: ما سَقَطَ بین القَرّاعة و المَرْوَة من سَقْطِ النار. ابن بری: الخُنْتوصُ الشَّرَرة تخرج من القَدّاحة.

خوص؛ ج7، ص: 31

: الخَوَصُ: ضِیقُ العینِ و صِغَرُها و غُؤُورُها، رجل أَخْوَصُ بیّن الخَوَص أَی غائرُ العین، و قیل: الخَوَصُ أَن تكون إِحْدی العینین أَصغَرَ من الأُخْری، و قیل: هو ضیقُ مَشَقّها خِلْقَةً أَو داءً، و قیل: هو غُؤُورُ العینِ فی الرأْس، و الفعل من ذلك خَوِصَ یَخْوَصُ خَوَصاً، و هو أَخْوَصُ و هی خَوْصاءُ. و رَكِیّة خَوْصاءُ: غائرةٌ. و بِئْرٌ خَوْصاءُ: بَعِیدةُ القَعْرِ لا یُرْوِی ماؤُها المالَ؛ و أَنشد: و مَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ خالِ و الإِنسان یُخاوِصُ و یَتخاوَصُ فی نظره. و خاوَصَ الرجلُ و تَخاوَصَ: غَضَّ من بَصَرِه شیئاً، و هو فی كل ذلك یُحَدِّقُ النظر كأَنه یُقَوِّمُ سَهْماً. و التَّخاوُصُ: أَن یُغَمِّضَ بصره عند نَظَرِه إِلی عین الشمس مُتَخاوِصاً؛ و أَنشد: یوماً تَری حِرْباءَه مُخاوِصا و الظَّهِیرةُ الخَوْصاءُ: أَشَدُّ الظهائرِ حَرّاً لا تَسْتَطِیع أَن تُحِدَّ طَرْفَك إِلا مُتخاوِصاً؛ و أَنشد: حینَ لاحَ الظهیرةُ الخَوْصاءُ
(1). بهامش الأصل هنا ما نصه: حاشیة لی من غیر الأصول، و فی الحدیث: صلّی بنا رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، العصر بالمخمص، هو بمیم مضمومة و خاء معجمة ثم میم مفتوحتین، و هو موضع معروف.
لسان العرب، ج‌7، ص: 32
قال أَبو منصور: كل ما حكی فی الخَوَصِ صحیحٌ غیرَ ضِیقِ العین فإِن العرب إِذا أَرادت ضِیقَها جعلوه الحَوَص، بالحاء. و رجل أَحْوَصُ و امرأَة حَوْصاءُ إِذا كانا ضیِّقَی العَینِ، و إِذا أَرادوا غُؤُورَ العینِ فهو الخَوَص، بالخاء معجمة من فوق. و روی أَبو عبید عن أَصحابه: خَوِصَت عینُه و دنَّقَت و قَدّحَت إِذا غارت. النضر: الخَوْصاءُ من الرِّیاح الحارّةُ یَكسِرُ الإِنسانُ عینَه من حَرِّها و یَتَخاوَصُ لها، و العرب تقول: طَلَعت الجَوْزاءُ و هَبَّت الخَوْصاءُ. و تخاوَصَت النجومُ: صَغُرَت للغُؤُور. و الخَوْصاءُ من الضأْن: السوداءُ إِحدی العینین البیضاءُ الأُخْری مع سائر الجسد، و قد خَوِصَت خَوَصاً و اخْواصَّت اخْوِیصاصاً. و خوّص رأْسه: وقع فیه الشیب. و خَوّصَه القَتِیرُ: وقع فیه منه شی‌ءٌ بعد شی‌ء، و قیل: هو إِذا استوی سوادُ الشعر و بیاضُه. و الخُوصُ: ورَقُ المُقْلِ و النَّخْلِ و النَّارَجیلِ و ما شاكلها، واحدتُه خُوصة. و قد أَخْوَصَتِ النخلةُ و أَخْوَصَتِ الخُوصَةُ: بَدَتْ. و أَخْوَصَت الشجرةُ و أَخوص الرِّمْثُ و العَرْفَجُ أَی تَقَطَّر بورَقٍ، و عمَّ بعضُهم به الشجر؛ قالت غادیة الدُّبَیْرِیّة: وَ لِیتُه فی الشَّوْكِ قَدْ تَقَرمَصا، علی نواحِی شَجرٍ قد أَخْوَصا و خَوّصَتِ الفسیلة: انْفَتَحَتْ سَعفاتُها. و الخَوّاصُ: مُعالجُ الخُوص و بَیّاعُه، و الخِیاصةُ: عَمَلُهُ. و إِناءٌ مُخَوَّصٌ: فیه علی أَشْكالِ الخُوصِ. و الخُوصةُ: من الجَنْبةِ و هی من نبات الصیف، و قیل: هو ما نبت علی أَرُومةٍ، و قیل: إِذا ظهرَ أَخْضَرُ العَرْفجِ علی أَبیَضه فتلك الخُوصةُ. و قال أَبو حنیفة: الخُوصَةُ ما نبت فی أَصل «1» … حینَ یُصِیبُه المطرُ، قال: و لم تُسمَّ خُوصةً للشَّبَه بالخُوصِ كما قد ظنّ بعضُ الرواة، لو كان ذلك كذلك ما قیل ذلك فی العَرْفَج؛ و قد أَخْوَصَ، و قال أَبو حنیفة: أَخاصَ الشجرُ إِخْواصاً كذلك، قال ابن سیدة: و هذا طَریفٌ أَعنی أَن یجی‌ء الفِعْلُ من هذا الضرب مُعْتلًّا و المصدرُ صحیحاً. و كل الشجر یُخِیصُ إِلا أَن یكون شجرَ الشوك أَو البَقْل. أَبو عمرو: أَمْتصَخَ الثُّمامُ، خرجت أَماصِیخُهُ، و أَحْجَنَ خرجت حُجْنَتُهُ، و كِلاهما خُوص الثُّمامِ. قال أَبو عمرو: إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ و لانَ عودُه قیل: نُقِبَ عوده، فإِذا اسودَّ شیئاً قیل: قد قَمِلَ، و إِذا ازْدادَ قلیلًا قیل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قلیلًا آخر قیل: قد أَدْبی فهو حینئذٍ یصلح أَن یؤكل، فإِذا تمّت خُوصتُه قیل: قد أَخْوصَ. قال أَبو منصور: كأَن أَبا عمرو قد شاهَد العَرْفَجَ و الثُّمامَ حین تَحَوّلا من حال إِلی حال و ما یَعْرِف العربُ منهما إِلا ما وصَفَه. ابن عیاش الضبی: الأَرض المُخَوِّصةُ التی بها خُوصُ الأَرْطی و الأَلاءِ و العَرْفجِ و السَّنْطِ؛ قال: و خُوصةُ الأَلاءِ علی خِلقَةِ آذان الغَنَم، و خُوصةُ العرفجِ كأَنّها ورق الحِنّاءِ، و خُوصةُ السَّنْط علی خِلْقة الحَلْفاءِ، و خُوصة الأَرْطی مثل هَدَبِ الأَثْل. قال أَبو منصور: الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ و المُقْلِ و العَرْفَجِ، و للثُّمام خُوصةٌ أَیضاً، و أَما البقولُ التی یتناثرُ ورقُها وَقْت الهَیْج فلا خوصة لها. و‌فی حدیث أَبان بن سعید: تركت الثُّمام قد خاصَ؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاءَ فی الحدیث و إِنما هو أَخْوَصَ أَی تمّتْ خُوصتُه طالعةً. و‌فی الحدیث: مَثَلُ المرأَةِ الصالحة مَثَلُ التاجِ
(1). كذا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 33
المُخَوَّصِ بالذهب، و مَثَلُ المرأَةِ السُّوءِ كالحِمْل الثَّقِیل علی الشیخ الكَبیر.و تَخْویصُ التاجِ: مأْخوذٌ من خُوصِ النخل یجعل له صفائحُ من الذهب علی قدر عَرْضِ الخُوصِ. و‌فی حدیث تَمِیم الداری: فَفَقَدُوا جاماً من فِضَّةٍ مُخَوَّصاً بذهب‌أَی علیه صفائح الذهب مثل خُوص النخل. و منه‌الحدیث الآخر: و علیه دِیباج مُخَوَّص بالذهب‌أَی منسوج به كخُوصِ النخل و هو ورقه. و منه‌الحدیث الآخر: إِن الرَّجْمَ أُنْزل فی الأَحْزاب و كان مكتوباً فی خوصة فی بیت عائشة، رضی اللّه عنها، فأَكَلَتْها شاتُها.أَبو زید: خَاوَصْته مُخاوَصةً و غَایَرْتُهُ مُغایَرَةً و قایَضْتُه مُقایَضةً كل هذا إِذا عارَضتْه بالبیع. و خاوَصَه البیعَ مُخاوَصةً: عارَضَه به. و خَوّصَ العطاءَ و خاصَه: قلّلَه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. و قولهم: تَخَوَّصْ منه أَی خُذْ منه الشی‌ءَ بعد الشی‌ء. و الخَوْصُ و الخَیْصُ: الشی‌ءُ القلیل. و خَوِّصْ ما أَعطاك أَی خُذْه و إِن قَلَّ. و یقال: إِنه لیُخوِّصُ من ماله إِذا كان یُعْطِی الشی‌ءَ المُقارَبَ، و كل هذا من تَخْویصِ الشجر إِذا أَوْرَقَ قلیلًا قلیلًا. قال ابن بری: و فی كتاب أَبی عمرو الشیبانی: و التَّخْویسُ، بالسین، النَّقْصُ. و‌فی حدیث علیٍّ و عطائِه: أَنه كان یَزْعَبُ لقوم و یُخَوِّصُ لقوم‌أَی یُكَثِّر و یُقَلّل، و قول أَبی النجم: یا ذائِدَیْها خَوِّصا بأَرْسالْ، و لا تَذُودَاها ذِیادَ الضُّلّالْ أَی قَرِّبا إِبلَكما شیئاً بعد شی‌ء و لا تَدعاها تَزْدَحِم علی الحَوْض. و الأَرْسالُ: جمع رَسَلٍ، و هو القَطیع من الإِبل، أَی رَسَلٍ بعد رَسَلٍ. و الضُّلّال: التی تُذاد عن الماء؛ و قال زیاد العنبری: أَقولُ للذائدِ: خَوِّصْ بِرَسَلْ، إِنی أَخافُ النائباتِ بالأُوَلْ ابن الأَعرابی قال: و سمعت أَرباب النَّعم یقولون للرُّكْبان إِذا أَوْرَدُوا الإِبل و الساقِیانِ یُجِیلانِ الدِّلاءَ فی الحوض: أَلا و خَوِّصُوها أَرسالًا و لا تُورِدوها دُفْعةً واحدة فتَباكَّ علی الحوض و تَهْدِم أَعْضادَه، فیُرْسِلون منها ذَوْداً بعد ذَوْدٍ، و یكون ذلك أَرْوَی للنَّعَم و أَهْوَنَ علی السُّقَاة. و خَیْصٌ خائِصٌ: علی المبالغة؛ و منه قول الأَعشی: لقد نالَ خَیْصاً من عُفَیرةَ خائصا. قال: خَیْصاً علی المعاقبةِ و أَصله الواو، و له نظائر، و قد روی بالحاء. و قد نلت من فلان خَوْصاً خائِصاً و خَیْصاً خائصاً أَی مَنالةً یَسِیرة. و خَوَّصَ الرجلُ: انْتَقَی خِیارَ المال فأَرسَلَه إِلی الماء و حَبَسَ شِرارَه و جِلادَه، و هی التی مات عنها أَولادُها ساعةَ وَلَدَتْ. ابن الأَعرابی: خَوَّصَ الرجلُ إِذا ابتدأَ بإِكْرام الكِرام ثم اللِّئَامِ؛ و أَنشد: یا صَاحِبَیَّ خَوِّصَا بِسَلِّ، من كلِّ ذَاتِ ذَنبٍ رِفَلِّ، حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فَلِّ و فسره فقال: خَوِّصا أَی ابدآ بخِیارها و كِرَامِها. و قوله‌من كل ذات ذنَب رِفَلِّ، قال: لا یكون طولُ شعر الذنب و ضَفْوُه إِلا فی خِیارها. یقول: قَدِّمْ خِیارها و جِلَّتها و كِرامها تشرب، فإِن كان هنالك قِلَّةُ ماء كان لشرَارِها، و قد شَرِبت الخیارُ عَفْوتَه
لسان العرب، ج‌7، ص: 34
و صَفْوتَه؛ قال ابن سیدة: هذا معنی قول ابن الأَعرابی و قد لَطَّفت أَنا تفسیره. و معنی بِسَلّ أَن الناقة الكریمة تَنْسَلّ إِذا شَرِبَت فتدخل بین ناقتین. النضر: یقال أَرض ما تُمْسِك خُوصتُها الطائرَ أَی رَطْبُ الشجر إِذا وقع علیه الطائرُ مالَ به العودُ من رُطوبتِه و نَعْمتِه. ابن الأَعرابی: و یقال خَصَّفه الشیبُ و خَوَّصَه و أَوشَم فیه بمعنی واحد، و قیل: خَوّصَه الشیبُ و خَوّصَ فیه إِذا بدا فیه؛ و قال الأَخطل: زَوْجة أَشْمَطَ مَرْهوبٍ بَوادِرُه، قد كان فی رأْسه التَّخْویصُ و النَّزَعُ و الخَوْصاءُ: موضع. و قارةٌ خَوْصاءُ: مرتفعة؛ قال الشاعر: رُبیً بَیْنَ نِیقَیْ صَفْصَفٍ و رَتائجٍ بِخَوْصاءَ من زَلّاءَ ذَاتِ لُصُوبِ

خیص؛ ج7، ص: 34

: الأَخْیَصُ: الذی إِحْدی عینیه صغیرةٌ و الأُخْری كَبیرةٌ، و قیل: هو الذی إِحدی أُذنیه نَصْباءُ و الأُخری خَذواءُ، و الأُنثی خَیصاءُ، و قد خَیِصَ خَیَصاً. ابن الأَعرابی: الخَیْصاءُ من المِعْزی التی أَحد قَرْنَیها مُنْتَصِبٌ و الآخرُ مُلْتَصِقٌ برأْسها. و الخَیْصاءُ أَیضاً: العطِیَّةُ التافِهةُ. و الخَیْصُ: القلیلُ من النَّیْلِ، و كذلك الخائِصُ و هو اسم، و قد یكون علی النسب كمَوْتٍ مائِت، و ذلك لأَنه لا فعل له فلذلك وجَّهْناه علی ذلك. و خاصَ الشی‌ءُ یَخِیصُ أَی قَلّ؛ قال الأَصمعی: سأَلت المفضل عن قول الأَعشی: لَعَمْری لَمَنْ أَمْسی من القوم شاخِصا، لقد نالَ خَیْصاً من عُفَیْرَةَ خائِصا ما معنی خَیْصاً؟ فقال: العرب تقول فلانٌ یَخُوصُ العطیّةَ فی بنی فلان أَی یُقَلِّلُها، قال: فقلت فكان ینبغی أَن یقول خَوْصاً، فقال: هی مُعاقَبةٌ یستعملها أَهلُ الحجاز یُسَمُّون الصُّوَّاغَ الصُّیَّاغَ، و یقولون الصُّیَّامَ للصُّوَّامِ، و مثله كثیر. و نِلْتُ منه خَیْصاً خائِصاً أَی شَیئاً یسیراً.

فصل الدال المهملة؛ ج7، ص: 34

دحص؛ ج7، ص: 34

: دَحَصَ یَدْحَصُ: أَسرع. الأَزهری: و دَحَصَت الذبیحةُ بِرِجْلَیْها عند الذَّبْحِ إِذا فَحَصَتْ و ارْتَكَضَتْ؛ قال علقمة بن عبدة: رَغا فَوقَهمْ سَقْبُ السماءِ فداحِصٌ بِشكّتِه، لم یُسْتَلَبْ، و سَلِیبُ یقال: أَصابَهم ما أَصابَ قومَ ثمود حین عَقَرُوا الناقة فرَغَا سَقْبُها و جعَلَه سَقْبَ السماء لأَنه رُفِع إِلی السماءِ لما عُقِرَت أُمُّه؛ و الداحِصُ: الذی یبحث بیدیه و رجلیه و هو یَجُود بنفسه كالمذبوح. و قال ابن سیدة: دحَصَت الشاةُ تَدْحَصُ برِجْلِها عند الذبح، و كذلك الوَعِل و نحوه، و كذلك إِن مات من غَرَقٍ و لم یُذْبَحْ فَضَرَبَ برجله؛ و منه قول الأَعرابی فی صِفَة المطر و السیل: و لم یَبْقَ فی القِنَان إِلا فاحِصٌ مُجْرَنْثِمٌ أَو داحِصٌ مُتَجَرْجِمٌ. و الدَّحْصُ: إِثارةُ الأَرض. و‌فی حدیث إِسمعیل، علیه السلام: فَجَعل یَدْحَصُ الأَرضَ بِعَقِبَیْه‌أَی یَفْحَص و یَبْحَث و یُحَرِّك التراب.

دخص؛ ج7، ص: 34

: اللیث: الدَّخُوصُ الجاریة التارّة، قال الأَزهری: لم أَسمع هذا الحرف لغیر اللیث. ابن بری: دخَصَت الجاریةُ دُخُوصاً امْتلأَتْ لَحْماً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 35‌

دخرص؛ ج7، ص: 35

: الدِّخْرِصةُ: الجماعةُ. و الدِّخْرِصةُ و الدِّخْرِیصُ: عُنَیِّقٌ یخرج من الأَرض أَو البحر. اللیث: الدِّخْرِیصُ من الثوب و الأَرض و الدرع التِّیرِیزُ، و التِّخْرِیصُ لغةٌ فیه. أَبو عمرو: واحد الدَّخاریصِ دِخرِصٌ و دِخْرِصةٌ. و الدِّخْرِصةُ و الدِّخْرِیصُ من القمیص و الدِّرْع: واحدُ الدَّخارِیصِ، و هو ما یُوصَل به البدَنُ لیُوَسِّعَه؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: كما زِدْت فی عَرْض القَمِیص الدَّخارِصَا قال أَبو منصور: سمعت غیر واحد من اللغویین یقول الدِّخْرِیص معرّب، أَصله فارسی، و هو عند العرب البَنِیقةُ و اللِّبْنةُ و السُّبْجَةُ و السُّعَیْدَة؛ عن ابن الأَعرابی و أَبی عبید.

درص؛ ج7، ص: 35

: الدَّرْصُ و الدِّرْصُ: ولَدُ الفأْر و الیَرْبُوع و القُنْفُذ و الأَرنب و الهِرّة و الكلبة و الذئبة و نحوها، و الجمعِ دِرَصةٌ و أَدْراصٌ و دِرْصانٌ و دُرُوصٌ؛ و أَنشد: لَعَمْرُك، لو تَغْدُو علیَّ بِدِرْصِها، عَشَرْتُ لها مالی، إِذا ما تأَلَّتِ أَی حَلَفَتْ. الأَحمر: من أَمثالهم فی الحُجَّة إِذا أَضَلّها العالمُ: ضلّ الدُّرَیْصُ نَفَقَه أَی جُحْرَه، و هو تصغیر الدِّرْصِ و هو ولد الیربوع، یُضْرَب مثلًا لمن یَعْیا بأَمْرِه. و أُمُّ أَدْراصٍ: الیربوعُ؛ قال طفیل: فما أُمُّ أَدْراصٍ، بأَرْضٍ مَضَلّة، بِأَغْدَرَ مِنْ قَیْسٍ، إِذا اللیلُ أَظْلَما قال ابن بری: ذكر ابن السكیت أَن هذا البیت لقیس ابن زهیر، و رواه: بأَغْدَرَ مِنْ عَوْفٍ، و ذكر أَبو سهل الهروی عن الأَخفش أَنه لشریح بن الأَحْوص، و الجَنِینُ فی بطن الأَتان دَرْصٌ و دِرْصٌ؛ و قول إمرئ القیس: أَ ذلك أَم جَأْبٌ یُطارِدُ آتُناً، حَمَلْنَ فأَرْبی حَمْلِهِنَّ دُروصُ یعنی أَن أَجِنَّتَها علی قَدْرِ الدُّرُوص، و عَنَی بالحَمْلِ هاهنا المحمولَ به. و وقع فی أُمّ أَدْراصٍ مُضَلِّلة؛ یُضْرَب ذلك فی موضع الشدّة و البلاء، و ذلك لأَن أُم أَدْراصٍ جِحَرَةٌ مَحْثِیّة أَی مَلأَی تُراباً فهی مُلْتَبِسة. ابن الأَعرابی: الدِّرْصُ الناقةُ السریعة، و قال فی موضع آخر: المَرُوص و الدَّروصُ الناقة السریعة. و قال الأَحول: یقال للأَحْمَقِ أَبو أَدْراصٍ.

درمص؛ ج7، ص: 35

: الدَّرْمَصةُ: التذلُّلُ.

دصص؛ ج7، ص: 35

: اللیث: الدَّصْدَصةُ ضَرْبُك المُنْخُلَ بكفیك.

دعص؛ ج7، ص: 35

: الدِّعصُ: قُورٌ من الرمل مجتمع. و الجمع أَدْعاصٌ و دِعَصةٌ، و هو أَقلّ من الحِقْف، و الطائفة منه دِعْصةٌ؛ قال: خُلِقْتِ غیرَ خِلْقةِ النِّسْوانِ، إِن قُمْتِ فالأَعْلی قَضِیبُ بانِ و إِن تَوَلَّیْتِ فدِعْصَتانِ، و كُلّ إِدٍّ تَفْعل العَیْنانِ و الدِّعْصاءُ: أَرض سهلة فیها رملة تَحْمَی علیها الشمسُ فتكون رَمْضاؤُها أَشدَّ من غیرها؛ قال:
لسان العرب، ج‌7، ص: 36
و‌المُسْتجِیرُ بِعَمْرو عند كُرْبَتِه، كالمُسْتَجِیر من الدَّعْصاءِ بالنار «2» و تَدَعَّصَ اللحمُ: تَهَرَّأَ من فساده. و المُنْدَعِصُ: المیّتُ إِذا تفَسّخَ، شُبِّه بالدِّعْصِ لِوَرَمِه و ضَعْفِه؛ قال الأَعشی: فإِنْ یَلْقَ قوْمی قَوْمَهُ، تَرَ بَیْنَهُمْ قتَالًا و أَقصادَ القَنَا و مَداعِصا و أَدْعَصه الحَرُّ إِدْعاصاً: قتَلَه. و أَهرأَه البَرْدُ إِذا قَتَله. و رَماه فأَدْعَصَه كأَقْعَصَه؛ قال جؤیة بن عائذ النصری: و فِلْقٌ هَتُوفٌ، كلّما شاءَ راعَها بزُرْقِ المَنایا المُدْعِصات زَجُوم و دَعَصَه بالرُّمْح: طَعَنه به. و المَداعِصُ: الرِّماحُ. و رجل مِدْعَصٌ بالرمح: طَعَّان؛ قال: لتَجِدَنّی بالأَمِیر بَرّا، و بالقَناةِ مِدْعَصاً مِكَرّا المُنْدَعِصُ: الشی‌ء المیّتُ إِذا تَفَسَّخ، شُبِّه بالدِّعْصِ لوَرَمِه. و دَعَصَ بِرِجْلِه و دَحَص و مَحَص و قَعَصَ إِذا ارْتَكَضَ. و یقال: أَخَذْتُه مُداعَصةً و مُداغَصةً و مُقاعَصةً و مُرافَصةً و مُحایَصةً و مُتَایَسةً أَی أَخذْتُه مُعازَّةً.

دعفص؛ ج7، ص: 36

: الدِّعْفِصةُ: الضَّئِیلةُ القلیلة الجسم.

دعمص؛ ج7، ص: 36

: الدُّعْموصُ: دُوَیْبَّة صغیرة تكون فی مُسْتَنْقَع الماء، و قیل: هی دُوَیْبَّة تغُوص فی الماء، و الجمع الدَّعامِیصُ و الدَّعامِصُ أَیضاً؛ قال الأَعشی: فما ذَنْبُنا إِن جاشَ بحرُ ابن عمِّكم، و بَحْرُك ساجٍ لا یُوارِی الدَّعامِصَا؟ و الدُّعْمُوصُ: أَول خَلْقِ الفرس و هو علقة فی بطن أُمه إِلی أَربعین یوماً، ثم یَسْتَبِین خَلْقُه فیكون دُودةً إِلی أَن یُتِمَّ ثلاثة أَشهر، ثم یكون سَلیلًا؛ حكاه كراع. و الدُّعْمُوصُ: الدَّخَّالُ فی الأُمور الزوّارُ للمُلوك. و دُعَیْمِیصُ الرمل: اسم رجل كان داهیاً یُضْرَب به المثلُ؛ یقال: هو دُعَیْمِیصُ هذا الأَمرِ أَی عالم به. قال ابن بری: الدُّعْموصُ دودةٌ لها رأْسان تراها فی الماء إِذا قلّ؛ قال الراجز: یَشْرَبْنَ ماءً طیّباً قَلِیصُه، یَزِلُّ عن مِشْفرِها دُعْموصُه و‌فی حدیث الأَطفال: هم دَعامِیصُ الجنّةِ؛ فُسِّرَ بالدُّوَیْبّة التی تكون فی مستنقع الماء؛ قال: و الدُّعْموصُ الدخّال فی الأُمور أَی أَنهم سَیّاحون فی الجَنّة دخالون فی منازِلها لا یُمنَعون من موضع كما أَن الصِّبیان فی الدنیا لا یُمْنَعون من الدُّخول علی الحُرَم و لا یَحْتَجِب منهم أَحدٌ.

دغص؛ ج7، ص: 36

: دَغِصَ الرجلُ دَغَصاً: امتلأَ من الطعام، و كذلك دَغِصَت الإِبلُ بالصِّلِّیانِ حتی مَنَعَها ذلك أَن تَجْتَرَّ، و إِبِلٌ دغاصی إِذا فعلت ذلك. و الداغِصةُ: النُّكْفةُ. و الداغِصةُ: عَظْمٌ مُدَوَّرٌ یَدِیصُ و یَمُوج فوق رَضْفِ الرُّكبة، و قیل: یتحرّك علی رأْس الركبة. و الداغِصةُ: الشَّحْمةُ التی تحت الجلدة الكائنة فوق الركبة.
(2). و روی من الرمضاءِ بدل الدعصاء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 37
و دغِصَت الإِبلُ، بالكسر، تَدْغَص دَغَصاً إِذا امتلأَت من الكلإِ حتی منعها ذلك أَن تَجْتَرّ و هی تَدْغَصُ بالصِّلِّیان من بین الكلإِ. و قد دَغِصَت الإِبل أَیضاً إِذا استكثرت من الصِّلِّیان و النوی فی حَیازِیمها و غَلاصِمها و غَصَّت فلا تمضی. و الداغِصةُ: العَصَبةُ، و قیل: هو عَظْمٌ فی طرَفِه عصَبتان علی رأْس الوابِلَةِ. و الداغِصةُ: اللحمُ المكتنِز؛ قال: عُجَیّز تَزْدَرِدُ الدَّواغِصا كل ذلك اسم كالكاهل و الغارِب. و دَغِصَت الدابة و بَدِعَت إِذا سَمِنَت غایةَ السِّمَنِ. و یقال للرجل إِذا سَمِنَ و اكتنَزَ لحمه: سَمِن كأَنه داغصةٌ. و فی النوادر: أَدْغَصَه الموتُ و أَدْعَصه إِذا ناجَزَه.

دغمص؛ ج7، ص: 37

: الدَّغْمَصةُ: السِّمَنُ و كثرةُ اللحم.

دفص؛ ج7، ص: 37

: الدَّوْفَصُ: البَصَلُ، و قیل: البصل الأَملس الأَبیض؛ قال الأَزهری: هو حرف غریب. و‌فی حدیث الحجاج: قال لِطبّاخِه أَكْثر دَوْفَصَها.

دلص؛ ج7، ص: 37

: الدَّلِیصُ: البَرِیقُ. و الدَّلِیصُ و الدَّلِصُ و الدِّلاصُ و الدَّلاصُ: اللَّیِّنُ البَرّاقُ الأَملس؛ و أَنشد: مَتْن الصَّفا المُتَزَحْلِف الدَّلّاص و الدُّلامِصُ: البرّاق. و الدُّلَمِصُ، مقصور: منه، و المیم زائدة، و كذلك الدُّمالِصُ و الدُّمارِصُ؛ قال المنذری: أَنشدنی أَعرابی بِفَیْد: كأَن مَجْری النِّسْع، من غِضَابِهِ، صَلْدُ صَفاً دُلِّصَ من هِضابِهِ غضاب البعیر: مواضع الحزام مما یلی الظهر، واحدتها غَضْبة. و أَرضٌ دَلّاصٌ و دِلاصٌ: مَلْساءِ؛ قال الأَغلب: فهی علی ما كان مِنْ نَشاصِ، بِظَرِب الأَرضِ و بالدِّلاصِ و الدَّلِیصُ: البَرِیقُ. و الدَّلِیصُ أَیضاً: ذهَبٌ له بَرِیقٌ؛ قال إمرؤ القیس: كأَنّ سَراتَه و جُدّةَ ظَهْرِه كَنائِنُ، یَجْری بینهنّ دَلِیصُ و الدِّلَّوْصُ، مثال الخِنَّوْصِ: الذی یَدِیصُ؛ و أَنشد أَبو تراب: باتَ یَضُوزُ الصِّلِّیانَ ضَوْزاً، ضَوْزَ العَجُوزِ العَصَبَ الدِّلَّوْصا فجاء بالصاد مع الزای. و الدِّلاصُ من الدُّروع: اللیّنة. و دِرعٌ دِلاصٌ: برّاقة ملساء لیّنة بَیّنةُ الدَّلَصِ، و الجمع دُلُصٌ؛ قال عمرو بن كلثوم: علینا كلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ تری، فوق النِّطاق، لها غُضونا و قد یكون الدِّلاصُ جمعاً مكسَّراً، و لیس من باب جُنُب لقولهم دِلاصان؛ حكاه سیبویه، قال: و القول فیه كالقول فی هِجَان. و حَجر دِلاصٌ: شدید المُلُوسة. و یقال: دِرْعٌ دِلاصٌ و أَدْرُعٌ دِلاصٌ، الواحد و الجمع علی لفظ واحد، و قد دَلَصَت الدِّرْعُ، بالفتح، تَدْلُصُ دَلاصةً و دَلَّصْتُها أَنا تَدْلِیصاً؛ قال ذو الرمة: إِلی صَهْوةٍ تَتْلُو مَحالًا كأَنّه صَفاً دَلّصَتْه طَحْمةُ السیلِ أَخْلَقُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 38
و طَحْمةُ السیلِ: شدّة دَفْعتِه. و دَلَّص الشی‌ءَ: مَلّسَه. و دَلّص الشی‌ءَ: فَرّقَه. و الدُّلامِصُ: البرّاق، فُعامِلٌ عند سیبویه، و فُعَالِلٌ عند غیره، فإِذا كان هذا فلیس من هذا الباب، و الدُّلَمِصُ محذوف منه. و حكی اللحیانی: دَلْمَصَ مَتاعَه و دَمْلَصه إِذا زیّنَه و بَرّقَه. و دَلّصَ السیلُ الحجَر: مَلّسَه. و دَلّصَت المرأَةُ جَبِینَها: نتفت ما علیه من الشعر. و انْدَلَصَ الشی‌ءُ عن الشی‌ءِ: خرج و سقط. اللیث: الانْدِلاصُ الانْمِلاصُ و هو سُرْعةُ خروج الشی‌ء من الشی‌ء، و انْدَلَصَ الشی‌ء من یَدی أَی سقط. و قال أَبو عمرو: التَّدْلِیصُ النِّكاحُ خارجَ الفَرْج؛ یقال: دَلَّصَ و لم یُوعِبْ؛ و أَنشد: و اكتَشَفَتْ لناشِئٍ دَمَكْمَكِ، تقول: دَلِّصْ سَاعةً لا بَلْ نِكِ و نابٌ دَلْصاءُ و دَرْصاءُ و دَلْقَاء، و قد دَلِصَتْ و دَرِصَت و دَلِقَت.

دلفص؛ ج7، ص: 38

: الدِّلَفْصُ: الدابّةُ؛ عن أَبی عمرو.

دلمص؛ ج7، ص: 38

: الدُّلَمِصُ و الدُّلامِصُ: البَرّاقُ الذی یَبْرقُ لونُه. و امرأَة دُلَمِصةٌ: بَرّاقةٌ؛ و أَنشد ثعلب: قد أَغْتَدی بالأَعْوَجِیِّ التَّارِصِ، مثل مُدُقّ البَصَلِ الدُّلامِصِ یرید أَنه أَشْهَبُ نَهْدٌ. و دَلْمَصَ الشی‌ءَ: بَرّقَه. و الدُّلامِصُ: البرّاقُ. و الدُّلَمِصُ، مقصور: منه، و المیم زائدة، قال: و كذلك الدُّمالِصُ و الدُّمارِصُ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی دواد: ككِنانَةِ العُذْرِیّ زَیّنَها، من الذَّهَبِ، الدُّمالِصْ

دمص؛ ج7، ص: 38

: الدَّمْصُ: الإِسْراعُ فی كل شی‌ء، و أَصله فی الدجاجة، یقال: دَمَصَت بالكَیْكةِ. و یقال للمرأَة إِذا رَمَت ولدها بِزَحْرة واحدة: قد دَمَصَت به و زَكَبَت به. و دَمَصَت الناقةُ بولدها تَدْمص دَمْصاً: أَزْلَقَتْه. و دَمَصَت الكلبة بِجرْوِها: أَلْقَتْه لغیر تمام. التهذیب: یقال دَمَصَت الكلْبةُ ولدها إِذا أَسْقَطته، و لا یقال فی الكلاب أَسْقَطَت. و دَمَصَت السِّبَاعُ إِذا ولدت و وَضَعَتْ ما فی بطونها. و الدَّمَصُ: رِقَّةُ الحاجِبِ من أُخُرٍ و كَثافَتُه مِنْ قُدُمٍ، رجل أَدْمَصُ؛ و دَمِصَ رأْسُه: رَقّ شعرُه. و الدَّمَصُ: مصدر الأَدْمَصِ، و هو الذی رَقّ حاجبُه من أُخُرٍ و كَثُفَ من قُدُمٍ، أَو رَقّ من رأْسِه موضعٌ و قلَّ شعرُه، و ربما قالوا: أَدْمَصَ الرأْسُ إِذا رقّ منه موضع و قلّ شعرُه. و الدِّمْص، بكسر الدال: كلُّ عِرْق من أَعراق الحائط ما عدا العِرْق الأَسفل فإِنه رِهْصٌ. و الدُّمَیْصُ: شجر؛ عن السیرافی. و الدَّوْمَصُ: البَیْضُ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد لغادیة الدُّبَیْریّة فی ابنها مُرْهِب: یا لَیْتَهُ قد كان شیْخاً أَدْمَصا، تُشَبَّه الهامةُ منه الدَّوْمَصا و یروی: … الدَّوْفَصا، و قد تقدم ذكر الدَّوْفَص. أَبو عمرو: یقال للبَیْضةِ الدَّوْمصةُ. الجوهری: و الدَّوْمَصُ بَیْضةُ الحدید.
لسان العرب، ج‌7، ص: 39‌

دمقص؛ ج7، ص: 39

: الدِّمَقْصَی: ضَرْبٌ من السیوف. أَبو عمرو: الدِّمَقْصُ القَزُّ، بالصاد.

دملص؛ ج7، ص: 39

: الدُّمَلِصُ و الدُّمالِصُ كالدُّلَمِصِ و الدُّلامِص: الذی یَبْرقُ لونُه، و قال یعقوب: هو مقلوب من الدُّلَمِصِ و الدُّلامِصِ، و هو مذكور فی الثلاثی فی دَلَص لأَن الدُّلامِصَ عند سیبویه فُعَامِل، فكل ما اشتقَّ من ذلك و قُلِبَ عنه ثلاثی.

دنقص؛ ج7، ص: 39

: الدِّنْقِصةُ: دُوَیْبّة، و تُسمّی المرأَةُ الضَّئیلةُ الجسم دِنْقِصةً.

دهمص؛ ج7، ص: 39

: صَنْعةٌ دِهْماصٌ: مُحْكَمةٌ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: أَرْتاحُ فی الصُّعَداءِ صَوْتَ المِطْحَرِ المَحْشُورِ، شِیفَ بِصَنْعةٍ دِهْماص

دیص؛ ج7، ص: 39

: داصَتِ الغُدّةُ بین الجلد و اللحم تَدِیصُ دَیْصاً و دَیَصاناً: تزلَّقَتْ، و كذلك كلُّ شی‌ء تحرّك تحت یدك. الصحاح: داصَتِ السِّلْعَةُ و هی الغُدّةُ إِذا حركتها بیدك فجاءت و ذهبت. و انْداصَ علینا فلانٌ بالشَّرِّ: انْهَجَمَ. و إِنه لَمُنْداصٌ بالشرِّ أَی مُفاجِئٌ به وقّاع فیه. و انْداصَ الشی‌ءُ من یَدِی: انْسَلَّ. و الانْدیاص: الشی‌ءُ یَنْسَلّ من یَدِك، و فی الصحاح: انسلالُ الشی‌ء من الید. و داصَ یَدِیصُ دَیْصاً و دَیَصاناً: زاغَ و حادَ؛ قال الراجز: إنّ الجَوادَ قد رَأَی وَبِیصَها، فأَیْنما داصَتْ یَدِصْ مَدِیصَها و داصَ عن الطریق یَدِیصُ: عدَلَ. و داصَ الرجلُ یَدِیصُ دَیْصاً: فرَّ. و الدَّاصَةُ: حركة الفِرارِ، و الداصةُ منه: الذین یَفِرّون عن الحرب و غیره. و الدَّیْصُ: نَشاطُ السائِس. و داصَ الرجلُ إِذا خسّ بعد رِفْعة. و الدّاصةُ: السَّفِلةُ لكثرة حركتهم، واحدُهم دائصٌ؛ عن كراع. و یقال للذی یَتَّبِع الوُلاةَ: دائِصٌ، معناه الذی یدور حول الشی‌ء و یَتَّبِعُه؛ و أَنشد لسعید بن عبد الرحمن: أَرَی الدُّنْیا مَعِیشَتَها عَناءً فتُخْطِئُنا، و إِیّاها نَلِیصُ فإِن بَعُدَت بَعُدْنا فی بُغَاها، و إِن قَرُبَتْ فنحن لها نَدِیصُ و الدائِصُ: اللِّصُّ، و الجمع الداصَةُ مثل قائدٍ و قادَةٍ و ذائدٍ و ذادةٍ؛ قال ابن بری: و الداصَةُ أَیضاً جمع دائصٍ للذی یجی‌ء و یذهب. و الدَّیّاص: الشدیدُ العَضَلِ. الأَصمعی: رجل دَیّاصٌ إِذا كنت لا تقدر أَن تقبِضَ علیه من شدة عَضَلَهِ. الجوهری: رجل دَیّاصٌ إِذا كان لا یُقْدَرُ علیه؛ و أَنشد ابن بری لأَبی النجم: و لا بِذاك العَضِلِ الدَّیّاصِ

فصل الراء؛ ج7، ص: 39

ربص؛ ج7، ص: 39

: التَّرَبُّصُ: الانْتِظارُ. رَبَصَ بالشی‌ء رَبْصاً و تَرَبَّصَ به: انتظر به خیراً أَو شرّاً، و تَربّصَ به الشی‌ء: كذلك. اللیث: التَّرَبُّصُ بالشی‌ء أَن تَنْتَظِرَ به یوماً ما، و الفعل تَرَبَّصْت به، و فی التنزیل العزیز: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنٰا إِلّٰا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ؛ أَی إِلا الظَّفَرَ و إِلّا الشَّهادةَ، و نحن نتَربّصُ بكم أَحَدَ الشرّین: عذاباً من اللّه أَو قَتْلًا بأَیْدِینا، فبین ما نَنْتَظِرُه و تَنْتَظِرونه فَرْقٌ كبیر. و‌فی الحدیث: إِنما یُریدُ أَن یَتَرَبّص بكم الدَّوائِرَ؛ التربُّصُ: المُكْثُ و الانتظارُ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 40
و لی علی هذا الأَمر رُبْصةٌ أَی تلبّثٌ. ابن السكیت: یقال أَقامت المرأَة رُبْصَتَها فی بیت زوجها و هو الوقت الذی جُعِل لزوجها إِذا عُنِّنَ عنها، قال: فإِن أَتاها و إِلَّا فُرِّقَ بینهما. و المُتَرَبِّصُ: المُحْتَكِرُ. و لی فی متاعی رُبْصةٌ أَی لی فیه تَرَبّصٌ؛ قال ابن بری: تَرَبَّصَ فِعْلٌ یتعدی بإِسقاط حرف الجر كقول الشاعر: تَرَبَّصْ بها رَیْبَ المَنُونِ لعلّها تُطَلَّقُ یوماً، أَو یَمُوتُ حَلِیلُها

رخص؛ ج7، ص: 40

: الرَّخْصُ: الشی‌ء الناعم اللَّیِّنُ، إِن وَصَفْت به المرأَة فرُخْصانُها نَعْمَةُ بَشَرتها و رِقّتُها و كذلك رَخاصةُ أَنامِلها لِینُها، و إِن وَصَفْت به النَّبَات فرَخاصَتُه هَشاشَتُه. و یقال: هو رَخْصُ الجسد بَیِّن الرُّخُوصةِ و الرَّخاصةِ؛ عن أَبی عبید. ابن سیدة: رَخُصَ رَخاصةً و رُخوصةً فهو رَخْصٌ و رَخِیصٌ تنَعّم، و الأُنثی رَخْصةٌ و رَخِیصةٌ، و ثوب رَخْصٌ و رَخِیص: ناعم كذلك. أَبو عمرو: الرَّخِیصُ الثوب الناعم. و الرُّخْصُ: ضدّ الغلاءِ، رَخُصَ السِّعْر یَرْخُص رُخْصاً، فهو رَخِیصٌ. و أَرْخَصَه: جعله رَخِیصاً. و ارْتَخَصْت الشی‌ء: اشتریته رَخِیصاً، و ارْتَخَصَه أَی عَدَّه رَخِیصاً، و اسْتَرْخَصَه رآه رَخِیصاً، و یكون أَرْخَصَه وجَدَه رَخِیصاً؛ و قال الشاعر فی أَرْخَصْته أَی جعلته رَخِیصاً: نُغالی اللَّحْمَ للأَضْیافِ نِیّاً، و نُرْخِصُه إِذا نَضِجَ القُدورُ یقول: نُغْلِیه نِیّاً إِذا اشْتَرَیْناه و نُبِیحُه إِذا طَبَخْناه لأَكله، و نُغالی و نُغْلی واحدٌ. التهذیب: هی الخُرْصة و الرُّخْصة و هی الفُرْصة و الرُّفْصة بمعنی واحد. و رَخَّصَ له فی الأَمر: أَذِنَ له فیه بعد النهی عنه، و الاسم الرُّخْصةُ. و الرُّخُصةُ و الرُّخْصةُ: تَرْخِیصُ اللّه للعبد فی أَشیاءَ خَفَّفَها عنه. و الرُّخْصةُ فی الأَمر: و هو خلاف التشدید، و قد رُخِّصَ له فی كذا ترْخِیصاً فترَخَّصَ هو فیه أَی لم یَسْتَقْصِ. و تقول: رَخَّصْت فلاناً فی كذا و كذا أَی أَذِنْت له بعد نهیی إِیّاه عنه. و مَوْت رَخِیصٌ: ذَرِیع. و رُخاصُ: اسم امرأَة.

رصص؛ ج7، ص: 40

: رَصَّ البُنْیانَ یَرُصّه رَصّاً، فهو مَرْصُوصٌ و رَصِیصٌ، و رَصّصَه و رَصْرَصَه: أَحْكَمَه و جَمَعه و ضمّ بعضَه إِلی بعض. و كلُّ ما أُحْكِمَ و ضُمَّ، فقد رُصَّ. و رَصَصْتُ الشی‌ء أَرُصّهُ رَصّاً أَی أَلْصَقْتُ بعضَه ببعض، و منه: بُنْیان مَرْصوصٌ، و كذلك التَّرْصِیصُ، و فی التنزیل: كَأَنَّهُمْ بُنْیٰانٌ مَرْصُوصٌ. و تَراصَّ القومُ: تضامُّوا و تلاصَقُوا، و تَراصُّوا: تصافُّوا فی القتال و الصلاة. و‌فی الحدیث: تَراصُّوا فی الصُّفوف لا تَتَخَلّلُكم الشیاطِینُ كأَنها بنات حَذَفٍ، و فی روایة: تَراصُّوا فی الصلاة‌أَی تلاصَقُوا. قال الكسائی: التَّراصُّ أَن یَلْصَقَ بعضُهم ببعضٍ حتی لا یكون بینهم خَلَلٌ و لا فُرَجٌ، و أَصله تراصَصُوا من رَصّ البِناء یَرُصُّه رَصّاً إِذا أَلْصَقَ بعضَه ببعض فأُدْغِم؛ و منه‌الحدیث: لَصُبَّ علیكم العذاب صَبّاً ثم لَرُصَّ علیكم رَصّاً.و منه‌حدیث ابن صَیّاد: فرَصَّه رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم؛ أَی ضم بعضه إِلی بعض، و منه قوله تعالی: كَأَنَّهُمْ بُنْیٰانٌ مَرْصُوصٌ؛ أَی أُلْصِقَ البعضُ بالبعض.
لسان العرب، ج‌7، ص: 41
و بَیْضٌ رَصِیصٌ: بعضُه فوق بعض؛ قال إمرؤ القیس: علی نِقْنِقٍ هَیْقٍ له و لِعرْسِه، بِمُنْخَدَعِ الوَعْساءِ، بَیْضُ رَصِیص و رَصْرَصَ إِذا ثبت بالمكان. و الرَّصَصُ و الرِّصاص و الرَّصاصُ: معروف من المَعْدِنِیّات مشتق من ذلك لِتَداخُلِ أَجزائِه، و الرَّصاصُ أَكثر من الرِّصاصِ، و العامةُ تقوله بكسر الراء؛ و شاهد الرَّصاص بالفتح قول الراجز: أَنا ابنُ عَمْروٍ ذی السَّنا الوَبّاصِ و ابنُ أَبیه مُسْعطُ الرَّصاصِ و أَول من أَسْعطَ بالرَّصاصِ من ملوك العرب ثعلبةُ بن إمرئ القیس بن مازن بن الأَزد. و شی‌ء مُرَصَّصٌ: مَطْلیٌّ به. و التَّرْصِیصُ: تَرْصِیصُك الكُوزَ و غیرَه بالرَّصاصِ. و الرَّصَّاصةُ و الرَّصْراصَةُ: حجارةٌ لازمة لما حَوَالَیِ العین الجاریة؛ قال النابغة الجعدی: حِجارة قَلْتٍ بِرَصْراصَةٍ، كُسِینَ غِشاءً من الطُّحْلُبِ و یروی: بِرَضْراضَةٍ، و سیأْتی ذكره فی موضعه. و الرَّصَصُ فی الأَسنان: كاللَّصَصِ، و سیأْتی ذكره فی موضعه؛ رجل أَرَصُّ و امرأَة رَصّاءُ. و الرَّصّاءُ و الرَّصُوصُ من النساء: الرَّتْقاءُ. و رَصَّصَت المرأَةُ إِذا أَدْنَت نِقابَها حتی لا یُرَی إِلا عَیْناها، أَبو زید: النِّقابُ علی مارِنِ الأَنف. و التَّرْصِیصُ: هو أَن تَنْتَقِبَ المرأَة فلا یُرَی إِلا عیناها، و تمیم تقول: هو التَّوْصِیصُ، بالواو، و قد رصَّصَتْ و وَصَّصَتْ. الفراء: رَصَّصَ إِذا أَلَحَّ فی السؤال، و رَصّصَ النِّقاب أَیضاً. أَبو عمرو: الرَّصِیصُ نِقَابُ المرأَة إِذا أَدْنَته من عَیْنَیْها، و اللّه أَعلم.

رعص؛ ج7، ص: 41

: الارْتِعاصُ: الاضطرابُ؛ رعَصَه یَرْعَصُه رَعْصاً: هَزّه و حرّكه. قال اللیث: الرَّعْصُ بمنزلة النَّفْض. و ارْتَعَصَت الشجرةُ: اهْتَزَّت. و رَعَصَتْها الرِّیحُ و أَرْعَصَتْها: حَرّكتها. و رَعَصَ الثَّوْرُ الكلبَ رَعْصاً: طعنَه فاحْتَمَلَه علی قَرنِه و هزَّه و نفَضه. و ضرَبه حتی ارْتَعَص أَی الْتَوی من شدّة الضَّرْب. و ارْتَعَصَت الحیّة: الْتَوت؛ قال العجاج: إِنیَ لا أَسْعَی إِلی داعِیّهْ، إِلا ارْتِعاصاً كارْتِعاصِ الحَیّهْ و ارْتَعَصَتِ الحیّةُ إِذا ضُرِبَت فلَوَتْ ذَنَبَها مثل تَبَعْصَصَتْ. و‌فی الحدیث: فضربَتْها بیدِها علی عَجُزِها فارْتَعَصَت‌أَی تَلَوَّتْ و ارْتَعَدتْ. و ارْتَعَصَ الجَدْیُ: طفَرَ من النَّشاطِ، و ارْتَعَص الفرسُ كذلك. و ارْتَعَصَ البَرْق: اضطرب، و ارْتَعَصَ السُّوق إِذا غَلا؛ هكذا رواه البخاری فی كتابه لأَبی زید، و الذی رواه شمر ارْتَفَصَ، بالفاء. قال: و قال شمر لا أَدْری ما ارْتَفَصَ؛ قال الأَزهری: و ارْتَفَصَ السُّوقُ، بالفاء، إِذا غلا صحیح. و یقال: رَعَصَ علیه جلدُه یَرْعَصُ و ارتَعَصَ و اعْتَرَصَ إِذا اخْتَلَجَ. و‌فی حدیث أَبی ذر: خرج بفرس له فَتَمَعَّكَ ثم نَهَضَ ثم رَعَصَ فَسَكّنَه، و قال: اسْكُنْ فقد أُجِیبَتْ دَعْوتُك، یرید أَنه لما قام من مَراغِه انتفض و ارتعد.

رفص؛ ج7، ص: 41

: الرُّفْصةُ: مقلوب عن الفُرْصة التی هی النَّوْبة. و ترافَصُوا علی الماء مثل تَفَارَصوا. الأُموی: هی
لسان العرب، ج‌7، ص: 42
الفُرْصةُ و الرُّفْصةُ النَّوْبةُ تكون بین القوم یَتَناوَبُونها علی الماء؛ قال الطرماح: كأَوْبِ یدَیْ ذی الرُّفْصةِ المُتَمَتِّحِ الصحاح: الرُّفْصةُ الماء یكون بین القوم، و هو قَلْبُ الفُرْصةِ.، هم یَترافَصُون الماءَ أَی یَتَناوَبُونه. و ارْتَفَصَ السعْرُ ارتِفاصاً، فهو مُرْتَفِصٌ إِذا غلا و ارتفع، و لا تقل ارْتَقَص. قال الأَزهری: كأَنه مأْخوذ من الرُّفْصةِ و هی النَّوْبة. و قد ارْتَفَصَ السُّوقُ بالغلاء، و قد رُوِی ارْتَعَص، بالعین، و قد تقدم.

رقص؛ ج7، ص: 42

: الرَّقْصُ و الرَّقَصانُ: الخَبَبُ، و فی التهذیب: ضَرْبٌ من الخَبَب، و هو مصدر رَقَصَ یَرْقُص رَقْصاً؛ عن سیبویه، و أَرْقَصَه. و رجل مِرْقَصٌ: كثیر الخبب؛ أَنشد ثعلب لغادیة الدبیریة: و زاغ بالسَّوْطِ عَلَنْدیً مِرْقَصا و رَقَصَ اللَّعَّابُ یَرْقُص رَقْصاً، فهو رقَّاصٌ. قال ابن بری: قال ابن درید یقال رَقَصَ یَرْقُص رَقَصاً، و هو أَحد المصادر التی جاءت علی فَعَلَ فَعَلًا نحو طَرَدَ طَرَداً و حَلَبَ حَلَباً؛ قال حسان: بِزُجاجةٍ رَقَصَت بما فی قَعْرِها، رَقَصَ القَلُوصِ بِراكبٍ مُسْتَعْجِلِ و قال مالك بن عمار الفُرَیْعِیّ: و أَدْبَرُوا، و لَهُمْ من فَوْقِها رَقَصٌ، و الموتُ یَخْطُرُ، و الأَرْواحُ تَبْتَدِرُ و قال أَوس: نَفْسی الفِداءُ لِمَنْ أَدّاكُمُ رَقَصاً، تَدْمَی حَراقِفُكم فی مَشْیِكم صَكَكُ و قال المساور: و إِذا دَعا الداعِی عَلَیّ رَقَصتُمُ رَقَصَ الخَنافِس من شِعابِ الأَخْرَم و قال الأَخطل: و قَیْس عَیْلانَ حتی أَقْبَلُوا رَقَصاً، فبایَعُوك جِهاراً بَعدما كَفَرُوا و رَقَصَ السَّرابُ و الحَبابُ: اضطرب. و الراكب یُرقِصُ بَعِیرَهُ: یُنَزِّیه و یَحْمِلُه علی الخَبَبِ، و قد أَرْقَصَ بَعِیرَه. و لا یقال یَرْقُص إِلا لِلّاعِب و الإِبلِ، و ما سوی ذلك فإِنه یقال: یَقْفِزُ و یَنْقُزُ، و العرب تقول: رَقَصَ البعیرُ یَرْقُصُ رَقَصاً، مُحرك القاف، إِذا أَسرع فی سیره؛ قال أَبو وجزة: فما أَرَدْنا بها مِنْ خَلَّةٍ بدَلًا، و لا بها رَقَصَ الواشِین نَسْتَمِعُ أَراد: إِسراعهم فی هَتِّ النَّمائم. و یقال للبعیر إِذا رَقَصَ فی عَدْوِه: قد الْتَبَطَ و ما أَشدَّ لَبْطَتَه. و أَرْقَصَت المرأَة صبِیَّها و رَقَّصَته: نَزَّتْه. و ارْتَقَصَ السِّعْرُ: غلا؛ حكاها أَبو عبید. و رَقَصَ الشرابُ: أَخَذَ فی الغَلَیَانِ. التهذیب: و الشرابُ یَرْقُصُ، و النبِیذُ إِذا جاشَ رَقَصَ؛ قال حسان: بِزُجاجةٍ رقَصَتْ بما فی قَعْرِها، رَقَصَ القَلُوصِ براكبٍ مُسْتَعْجِل و قال لَبِید فی السراب: فبِتِلْكَ إِذ رَقَصَ اللوامِعُ بالضُّحَی
لسان العرب، ج‌7، ص: 43
قال أَبو بكر: و الرَّقَصُ فی اللغة الارتفاع و الانخفاض. و قد أَرْقَصَ القومُ فی سَیْرِهم إِذا كانوا یَرْتَفِعُون و یَنْخَفِضُون؛ قال الراعی: و إِذا ترَقَّصَت المَفازةُ غادَرَتْ رَبِذاً یُبَغِّلُ خَلْفَها تَبْغِیلا معنی تَرَقَّصَت ارتفعت و انخفضت و إِنما یرفعها و یخفضها السرابُ: و الرَّبِذُ: السریعُ الخفیف، و اللّه أَعلم.

رمص؛ ج7، ص: 43

: الرَّمَصُ فی العین: كالغَمَصِ و هو قَذًی تَلْفِظ به، و قیل: الرَّمَصُ ما سالَ، و الغَمَص ما جَمَد، و قیل: الرَّمَصُ صِغَرُها و لزُوقُها، رَمِصَ رَمَصاً و هو أَرْمَصُ، و قد أَرْمَصَه الداء، أَنشد ثعلب لأَبی محمد الحَذْلَمی: مُرْمَصة مِنْ كِبَرٍ مآقِیه الصحاح: الرَّمَصُ، بالتحریك، وسخٌ یجتمع فی المُوق، فإِن سال فهو غَمَصٌ، و إِن جَمد فهو رَمَصٌ، و قد رَمِصَت عینه، بالكسر، و‌فی حدیث ابن عباس: كانَ الصبیانُ یُصْبِحون غُمْصاً رُمْصاً و یُصْبِحُ رسولُ اللّٰه، صلی اللّٰه علیه و سلم، صَقِیلًا دَهِیناً‌أَی فی صِغَره. یقال: غَمِصَت العینُ و رَمِصَت من الغَمَص و الرَّمَص، و هو البیاض الذی تَقْطَعُه العین و یجتمع فی زوایا الأَجْفانِ، و الرَّمَصُ: الرَّطْب منه، و الغَمَص: الیابِسُ، و الغُمْصُ و الرُّمْصُ: جمعُ أَغْمَصَ و أَرْمَصَ، و انتصبا علی الحال لا علی الخبر لأَن أَصبح تامة، و هی بمعنی الدخول فی الصباح. و منه‌الحدیث: فلم تَكْتَحِلْ حتی كادت عَیْناها تَرْمَصانِ، و یروی بالضاد، من الرَّمْضاء و شدَّة الحر. و‌فی حدیث صَفِیَّة: اشْتَكَتْ عینَها حتی كادت تَرْمَصُ، فإن روی بالضاد أَراد حتی كادت تَحْمَی. و الشِّعْرَی الرُّمَیْصاءُ: أَحدُ كَوكَبی الذراع، مشتق من رَمَصِ العین و غَمَصِها، سمیت بذلك لصغرها و قلة ضوئها. و رَمَص اللّٰهُ مُصِیبَتَه یَرْمُصُها رَمْصاً: جَبَرَها. و رَمَصَ بین القوم یَرْمُص رَمْصاً: أَصلَحَ. و رَمَصَ الشی‌ءَ: طلَبَه و لَمَسه. و رَمَصَ الرجلُ لأَهله رَمْصاً: اكتسب. و رَمَصَت الدجاجةُ: ذَرَقَتْ. ابن السكیت: یقال قَبَّح اللّٰه أُمّاً رَمَصَت به أَی وَلَدَتْه. و الرَّمَصُ و الرَّمِیصُ: موضعان، قال ابن بری: أَهمل الجوهری من هذا الفصل الرَّمِیصَ، و هو بَقْلٌ أَحمر، قال عدی: أَحْمَرَ مَطْموثاً كماءِ الرَّمِیص

رهص؛ ج7، ص: 43

: الرَّهْصُ: أَن یُصِیبَ الحجرُ حافراً أَو مَنْسِماً فیَذْوَی باطنُه، تقول: رَهَصه الحجرُ و قد رُهِصَت الدَّابة رَهْصاً و رَهِصَت و أَرْهَصَه اللّه، و الاسم الرَّهْصةُ. الصحاح: و الرَّهْصةُ أَن یَذْوَی باطِنُ حافِر الدَّابة من حجر تَطؤُه مثل الوَقْرة؛ قال الطرماح: یُساقطُها تَتْرَی بكل خَمِیلة، كبَزْغِ البِیَطْرِ الثَّقفِ رَهْص الكَوادِنِ و الثَّقْفُ: الحاذِقُ. و الكَوادِنُ: البَراذِین. و‌فی الحدیث: أَنه، صلّی اللّه علیه و سلّم، احْتَجَمَ و هو مُحْرِمٌ من رَهْصةٍ أَصابَتْه.قال ابن الأَثیر: أَصلُ الرَّهْصِ أَن یُصِیبَ باطنَ حافر الدابة شی‌ءٌ یُوهِنُه أَو یُنْزِلُ فیه الماءَ من الإِعْیاء، و أَصل الرَّهْصِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 44
شدَّةُ العَصْر؛ و منه‌الحدیث: فرَمَیْنا الصیدَ حتی رَهَصْناه‌أَی أَوْهَنَّاه؛ و منه‌حدیث مكحول: أَنه كان یَرْقِی من الرَّهْصةِ: اللهم أَنت الواقی و أَنت الباقی و أَنت الشافی.و الرَّواهِصُ: الصخورُ المُتراصِفةُ الثابتة. و رَهِصَت الدابةُ، بالكسر، رَهْصاً و أَرْهَصَها اللّهُ: مثل وَقِرَت و أَوْقَرَها اللّه، و لم یَقُلْ «3» رُهِصَت، فهی مَرْهوصة و رَهِیصٌ، و دابة رَهِیصٌ و رَهِیصةٌ: مَرْهوصة، و الجمع رَهْصَی. و الرَّواهِصُ من الحجارة: التی تَرْهُصُ الدابة إِذا وطِئَتْها، و قیل: هی الثابتة المُلْتزِقةُ المُتراصِفةُ، واحدتُها راهِصةٌ. و الرَّهْصُ: شدة العصر. أَبو زید: رَهِصَت الدابةُ و وَقِرَت من الرَّهْصة و الوَقْرةِ. قال ثعلب: رَهِصَت الدابة أَفصح من رُهِصَت؛ و قال شمر فی قول النمر بن تولب فی صفة جمل: شَدِید وَهْصٍ قَلیل الرَّهْصِ مُعْتَدل، بصَفْحَتَیه من الأَنْساع أَنْدابُ قال: الوَهْصُ الوطءُ و الرَّهْصُ الغَمزُ و العِثَار. و رَهَصَه فی الأَمر رَهْصاً: لامَه: و قیل: اسْتَعْجَلَه. و رَهَصَنِی فلان فی أَمر فلان أَی لامَنِی، و رَهَصَنی فی الأَمر أَی استعجلنی فیه، و قد أَرْهَصَ اللّه فلاناً للخَیر أَی جعله مَعْدِناً للخیر و مَأْتیً. و یقال: رَهَصَنِی فلانٌ بِحَقِّه أَی أَخَذنی أَخْذاً شدیداً. ابن شمیل: یقال رَهَصَه بِدَینِه رَهْصاً و لم یُعَتِّمْه أَی أَخذه به أَخذاً شدیداً علی عُسرة و یُسْرة فذلك الرَّهْص. و قال آخر: ما زلت أُراهصُ غَریمی مذُ الیوم أَی أَرْصدُهُ. و رَهَصْت الحائطَ بما یُقیمه إِذا مالَ. قال أَبو الدقیش: للفرس عرْقان فی خَیْشومِه و هما الناهقان، و إِذا رَهَصَهُما مَرِضَ لهما. و رُهِصَ الحائطُ: دُعِمَ. و الرِّهْص، بالكسر: أَسْفلُ عرق فی الحائط. و الرِّهْصُ: الطِّین الذی یُجْعل بعضُه علی بعض فیُبْنی به، قال ابن درید: لا أَدری ما صِحَّتُه غیر أَنهم قد تكلموا به. و الرِّهَّاص: الذی یعمل الرِّهْصَ. و المَرْهَصةُ، بالفتح: الدرجةُ و المرتبة. و المَراهِصُ: الدَّرَجُ؛ قال الأَعشی: رَمَی بك فی أُخراهمُ تَرْكُكَ العُلی، و فُضِّل أَقوامٌ علیك مراهِصَا و قال الأَعشی أَیضاً فی الرواهص: فعَضَّ حَدیدَ الأَرضِ، إِن كُنْتَ ساخِطاً، بِفِیكَ و أَحْجارَ الكُلابِ الرَّواهِصا و الإِرْهاصُ: الإِثْبات، و استعمله أَبو حنیفة فی المطر فقال: و أَما الفَرْغُ المُقدّم فإِنّ نَوْءَه من الأَنواءِ المشهورة المذكورةِ المحمودة النافعة لأَنه إِرْهاصٌ للْوَسْمِیّ. قال ابن سیدة: و عندی أَنه یُرِید أَنه مُقدِّمة له و إِیذانٌ به. و الإِرْهاصُ علی الذَّنب: الإِصْرارُ علیه. و‌فی الحدیث: و إِنّ ذنْبَه لم یكن عن إِرْهاصٍ‌أَی عن إِصْرارٍ و إِرْصادٍ، و أَصله من الرَّهْصِ، و هو تأْسِیسُ البُنْیانِ. و الأَسَدُ الرَّهِیصُ: من فُرْسان العرب معروف.

روص؛ ج7، ص: 44

: التهذیب: راصَ الرجلُ إِذا عَقَلَ بعد رُعُونةٍ.

فصل الشین المعجمة؛ ج7، ص: 44

شبص؛ ج7، ص: 44

: الشَّبَصُ: الخُشونةُ و دخولُ شوكِ الشجرِ بعضه فی بعض. و قد تَشَبَّص الشجرُ؛ یمانیة.
(3). قوله [و لم یقل] أی الكسائی فإن العبارة منقولة عنه كما فی الصحاح.
لسان العرب، ج‌7، ص: 45‌

شبرص؛ ج7، ص: 45

: التهذیب فی الخماسی: الشَّبَرْبَصُ و القِرْمِلِیُّ و الحَبَرْبَرُ: الجمل الصغیر.

شحص؛ ج7، ص: 45

: الشَّحْصاءُ: الشاةُ التی لا لبن لها. و الشَّحاصةُ و الشَّحَصُ: التی لا لبن لها، و الواحدة و الجمع فی ذلك سواء، و قیل: القلیلة اللبن، و قال شمر: جمع شَحَصٍ أَشْحُصٌ؛ و أَنشد: بَأَشْحُصٍ مُسْتَأْخِرٍ مسافِدُهْ ابن سیدة: و الشَّحْصاءُ من الغَنَم السمینةُ، و قیل: هی التی لا حمل لها و لا لبن. الكسائی: إِذا ذهب لبَنُ الشاة كلُّه فهی شَحْصٌ، بالتسكین، الواحدة و الجمع فی ذلك سواء، و كذلك الناقة؛ حكاه عنه أَبو عبید. و قال الأَصمعی: هی الشَّحَصُ، بالتحریك. قال الجوهری: و أَنا أَری أَنهما لُغَتانِ مثل نَهْرٍ و نَهَرٍ لأَجل حرف الحلق. و الشَّحْصُ: التی لم یَنْزُ علیها الفحلُ قط، الواحد و الجمع فیه سواء، و العائطُ: التی قد أُنْزِیَ علیها فلم تَحْمِلْ. و الشَّحَصُ: رَدِی‌ءُ المالِ و خُشارتُه. و فی النوادر: یقال أَشْحَصْته عن كذا و شَحَّصْته و أَقْحَصْتُه و قَحّصْتُه و أَمْحَصْته و مَحَّصْته إِذا أَبْعَدْته؛ قال أَبو وجزة السعدی: ظَعائِن من قیسِ بنِ عَیْلانَ أَشْحَصَتْ بهِنَّ النَّوی، إِن النَّوی ذاتُ مِغْوَلِ أَشْحَصَتْ بهن أَی باعَدَتْهنّ. ابن سیدة: شَحِصَ الرجلُ شَحْصاً لَحِجَ. و ظَبْیَةٌ شَحَصٌ: مهزولة؛ عن ثعلب.

شخص؛ ج7، ص: 45

: الشَّخْصُ: جماعةُ شَخْصِ الإِنسان و غیره، مذكر، و الجمع أَشْخاصٌ و شُخُوصٌ و شِخاص؛ و قول عمر بن أَبی ربیعة: فكانَ مِجَنِّی، دُونَ مَنْ كنتُ أَتّقی، ثَلاثَ شُخُوصٍ: كاعِبانِ و مُعْصِرُ فإِنه أَثبت الشَّخْصَ أَراد به المرأَة. و الشَّخْصُ: سوادُ الإِنسان و غیره تراه من بعید، تقول ثلاثة أَشْخُصٍ. و كلّ شی‌ء رأَیت جُسْمانَه، فقد رأَیتَ شَخْصَه. و‌فی الحدیث: لا شَخْصَ أَغْیَرُ من اللّه؛ الشَّخْص: كلُّ جسم له ارتفاع و ظهور، و المرادُ به إِثباتُ الذات فاسْتُعیر لها لفظُ الشَّخْصِ، و قد جاء‌فی روایة أُخری: لا شی‌ءَ أَغْیَرُ من اللّه، و قیل: معناه لا ینبغی لشَخْصٍ أَن یكون أَغْیَرَ من اللّه. و الشَّخِیصُ: العظِیم الشَّخْصِ، و الأُنْثی شَخِیصةٌ، و الاسمُ الشَّخاصةُ؛ قال ابن سیدة: و لم أَسمع له بفِعْل فأَقول إِن الشَّخاصة مصدر، و قد شَخُصْت شَخاصةً. أَبو زید: رجل شَخِیصٌ إِذا كان سَیِّداً، و قیل: شَخِیصٌ إِذا كان ذا شَخْصٍ و خَلْقٍ عظیم بَیّن الشَّخاصةِ. و شَخُصَ الرجلُ، بالضم، فهو شَخِیصٌ أَی جَسیِم. و شَخَصَ، بالفتح، شُخُوصاً: ارتفع. ابن سیدة: و شَخَصَ الشی‌ءُ یَشْخَصُ شُخُوصاً انْتَبَرَ، و شخَصَ الجُرْحُ وَرِمَ. و الشُّخُوصُ: ضِدُّ الهُبوطِ. و شَخَصَ السهمُ یَشْخَصُ شُخُوصاً، فهو شاخِصٌ: علا الهدفَ؛ أَنشد ثعلب: لها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَا، و لا شاخِصاتٌ عن فُؤادی طَوالِعُ و أَشْخَصَه صاحِبُه: عَلاه الهَدَفَ. ابن شمیل: لَشَدّ ما شَخَصَ سَهْمُك و قَحَزَ سَهْمُك إِذا طمَحَ
لسان العرب، ج‌7، ص: 46
فی السماء، و قد أَشْخَصَه الرامی إِشْخاصاً؛ و أَنشد: و لا قاصِراتٌ عن فُؤادِی شواخِصُ و أَشْخَصَ الرامی إِذا جازَ سَهْمُه الغَرَضَ من أَعْلاه، و هو سَهْم شاخصٌ. و الشُّخُوصُ: السَّیْرُ من بَلَدٍ إِلی بلدٍ. و قد شَخَصَ یَشْخَصُ شُخُوصاً و أَشْخَصْتُه أَنا و شَخَصَ من بلدٍ إِلی بلدٍ شُخُوصاً أَی ذَهَبَ. و قولهم: نحن علی سفر قد أَشْخَصْنا أَی حان شُخُوصُنا. و أَشْخَصَ فلان بفلان و أَشْخَسَ به إِذا اغْتابَه. و شَخَصَ الرجل بِبَصَرِه عند الموت یَشْخَصُ شُخُوصاً: رَفَعَه فلم یَطْرِفْ، مشتق من ذلك. شمر: یقال شَخَصَ الرجل بَصَرَه فَشَخَصَ البَصَرُ نَفْسُه إِذا سَما و طَمَحَ و شَصا كلُّ ذلك مثلُ الشُخُوص. و شَخَصَ بَصَرُ فلانٍ، فهو شاخصٌ إِذا فَتَحَ عَیْنَیْه و جَعَلَ لا یَطْرِف. و‌فی حدیث ذكر المَیّت: إِذا شَخَصَ بَصَرُه؛ شُخُوصُ البَصَرِ ارتفاعُ الأَجفانِ إِلی فَوْقُ و تَحْدیدُ النظَر و انْزِعاجُه. و فرسٌ شاخِص الطَّرْفِ: طامِحُه، و شاخِصُ العظامِ: مُشْرِفُها. و شُخِصَ به: أَتی إِلیه أَمْرٌ یُقْلِقُه. و‌فی حدیث قَیْلَة: إِن صاحِبَها اسْتَقْطَعَ النبیَّ، صلّی اللّه علیه و سلّم، الدَّهْناءَ فأَقْطعَه إِیّاها، قالت: فشُخِصَ بی.یقال للرجل إِذا أَتاه ما یُقْلِقُه: قد شُخِصَ به كأَنه رُفِعَ من الأَرض لقَلَقِه و انْزِعاجِه، و منه شُخُوصُ المسافِرِ خُروجُه عن مَنْزلهِ. و شَخَصَت الكلمة فی الفَمِ تَشْخَصُ إِذا لم یَقْدِرْ علی خَفْضِ صوته بها. التهذیب: و شَخَصَت الكلِمةُ فی الفَمِ نَحْوَ الحنَكِ الأَعْلی، و ربما كان ذلك فی الرجل خِلْقَةً أَی یَشْخَصُ صَوْتُه لا یَقْدِر علی خَفْضه. و شَخَصَ عن أَهلِه یَشْخَصُ شُخُوصاً: ذهَبَ. و شَخَصَ إِلیهم: رجَعَ، و أَشْخَصَه هو. و‌فی حدیث عثمان: إِنما یَقْصُر الصلاةَ من كان شاخِصاً أَو بِحَضْرة عَدُوٍّ‌أَی مُسافِراً. و الشاخِصُ: الذی لا یُغِبُّ الغَزْوَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ ما تَرَیْنی الیَوْم ثِلْباً شاخِصا الثِّلْبُ: المُسِنّ. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: فلم یَزَلْ شاخِصاً فی سبیل اللّه.و بنو شَخِیصٍ: بُطَیْنٌ، قال ابن سیدة: أَحْسَبُهم انْقَرَضُوا. و شَخْصانِ: موضعٌ؛ قال الحرث بن حلزة: أَوْقَدَتْها بَیْنَ العَقِیقِ فشَخْصَیْنِ بِعُودٍ، كما یَلُوحُ الضِّیاءُ و كلامٌ مُتَشاخِصٌ و مُتَشاخِسٌ أَی مُتَفاوِت.

شرص؛ ج7، ص: 46

: الشِّرْصَتانِ: ناحِیتا الناصِیة، و هما أَرَقُّها شَعَراً، و منهما تَبْدُو النَّزَعةُ عند الصُّدْغِ، و الجمع شِرَصةٌ و شِراصٌ؛ قال الأَغلب العجلی: صَلْت الجَبِینِ ظاهر الشِّراصِ و قیل: الشِّرْصَتانِ النَّزَعَتانِ اللتان فی جانبِیَ الرأْس عند الصُّدْغ، و قال غیره: هما الشِّرْصان. و‌فی حدیث ابن عباس: ما رأَیت أَحْسَنَ من شِرَصةِ عَلیٍّ؛ هی بفتح الراء الجَلَحةُ، و هی انْحِسارُ الشعَرِ عن جانبی مُقَدَّم الرأْس؛ قال ابن الأَثیر: هكذا قال الهروی و قال الزمخشری: هو بكسر الشین و سكون الراء، و هما شِرْصتانِ و الجمع شِراصٌ. ابن درید: الشِّرْصةُ النزَعةُ، و الشَّرَصُ شَرَصُ الزِّمامِ، و هو فَقْرٌ یُفْقَرُ علی أَنف الناقة، و هو حَزٌّ، فیُعْطَفُ علیه
لسان العرب، ج‌7، ص: 47
ثِنْیُ الزِّمام لیكون أَسْرَعَ و أَطْوَعَ و أَدْوَمَ لِسَیْرِها؛ و أَنشد: لو لا أَبو عُمَرٍ حَفْصٌ، لما انْتَجَعَتْ مَرْواً قلوصی، و لا أَزْری بها الشَّرَصُ الشَّرَصُ و الشَّرَزُ عند الصَّرْع واحد، و هما الغِلْظةُ من الأَرض.

شرنص؛ ج7، ص: 47

: اللیث: جمل شِرْناصٌ ضَخْم طویل العنق، و جمعه شَرانِیصُ.

شصص؛ ج7، ص: 47

: الشَّصَصُ و الشِّصاصُ و الشَّصاصاءُ: الیُبْس و الجُفُوف و الغِلَظُ، شَصَّتْ مَعِیشتُهم تَشِصّ شَصّاً و شِصاصاً و شُصُوصاً، و فیها شَصَصٌ و شِصاصٌ و شَصاصاءُ أَی نَكَدٌ و یُبْسٌ و جُفوفٌ و شدّة. الأَصمعی: إِنهم أَصابَتْهم لأْواءُ و لَوْلاءُ و شَصاصاءُ أَی سَنَة و شِدّة. و یقال: انكشف عن الناس شَصاصاءُ مُنْكرة. و الشَّصاصاءُ: الغِلَظُ من الأَرض، و هو علی شَصاصاء أَمر أَی علی حَدِّ أَمْرٍ و عَجَلةٍ. و لقیته علی شَصاصاءَ، غیر مضاف، أَی علی عجلة كأَنهم جعلوه اسماً لها، و لقیته علی شَصاصاءَ و علی أَوْفازٍ و أَوْفاضٍ؛ قال الراجز: نحن نتَجْنا ناقةَ الحَجّاج علی شَصاصاءَ من النتاج ابن بُزُرج: لقیته علی شَصاصاءَ، و هی الحاجة التی لا تَسْتَطِیع تَرْكَها؛ و أَنشد: علی شَصَاصَاءَ و أَمْرٍ أَزْوَرِ المفضل: الشَّصاصاءُ مَرْكَبُ السَّوْءِ. و الشَّصُوصُ: الناقةُ التی لا لبَنَ لها، و قیل: القلیلةُ اللبن، و قد أَشَصَّتْ. ابن سیدة: شَصَّت الناقةُ و الشاة تَشِصُّ و تَشَصُّ شِصاصاً و شُصُوصاً و أَشَصَّتْ، و هی شَصُوصٌ، و لم یَقُولوا مُشصّ: قلّ لَبَنُها جدّاً، و قیل: انقطع البتَّة، و الجمع شَصائِصُ و شِصاصٌ و شُصُصٌ؛ و منه‌الحدیث: أَن فلاناً اعْتَذَرَ إِلیه من قِلّة اللبن و قال: إِنّ ماشِیَتَنا شُصُصٌ؛ و أَنشد أَبو عبید لحضرمی بن عامر و كان له تسعة إِخوة فماتوا و وَرِثهم: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، و أَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلا و قد شرحنا هذا فی فصل جزأَ. و أَشَصَّت الناقةُ إِذا ذَهَبَ لبنُها من الكِبَر. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: رأَی أَسْلَم یَحْمِل مَتاعَه علی بعیرٍ من إِبِل الصَّدَقةِ قال: فهلا ناقةً شَصُوصاً؛ و الشَّصُوصُ: التی قلّ لبنُها و ذهَبَ. و یقال شاة شَصُوصٌ للتی ذهب لبنُها، یستوی فیه الواحد و الجمع. قال ابن بری: و فی الصحاح یقال شاةٌ شُصُصٌ للتی ذهب لبنها یستوی فیه الواحد و الجمع، قال: و المشهور شاة شَصُوصٌ و شِیاهٌ شُصُصٌ، فإِذا قیل شاة شُصُصٌ فهو وصف بالجمع كحَبْل أَرْمامٌ و ثوبٌ أَخْلاقٌ و ما أَشبهه. و شَصَّ الإِنسانُ یَشِصُّ شَصّاً: عَضَّ علی نواجِذِه صَبْراً، و فی التهذیب: إِذا عَضَّ نوَاجِذَه علی الشی‌ء صَبْراً. و یقال: نَفی اللّه عنك الشَّصائِصَ أَی الشدائدَ. و شَصَّت معیشتُهم شُصُوصاً، و إِنهم لَفی شَصاصاءَ أَی فی شدّة؛ قال الشاعر: فحَبِّس الرَّكْبَ علی شَصاص و شَصّه عن الشی‌ء و أَشَصّه: منَعَه. و الشِّصُّ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 48
اللِّصُّ الذی لا یَدَعُ شیئاً إِلا أَتی علیه، و جمعُه شُصُوصٌ. یقال: إِنه شِصٌ من الشُّصُوصِ. و الشَّصُّ و الشِّصُّ: شی‌ء یُصادُ به السَّمَكُ؛ قال ابن درید: لا أَحْسَبُه عربیّاً. و‌فی حدیث ابن عمر فی رجل أَلْقی شِصَّهُ و أَخذ سَمَكةً: الشِّصُّ الشَّصُّ، بالكسر و الفتح، حدیدة عَقْفاءُ یُصادُ بها السمك.

شقص؛ ج7، ص: 48

: الشِّقْصُ و الشَّقیصُ: الطائفة من الشی‌ء و القطْعةُ من الأَرض، تقول: أَعطاه شِقْصاً من ماله، و قیل: هو قلیلٌ من كثیر، و قیل: هو الحَظُّ. و لك شِقْصُ هذا و شَقِیصُه كما تقول نِصْفُه و نَصِیفُه، و الجمع من كل ذلك أَشْقاصٌ و شِقاصٌ. قال الشافعی فی باب الشُّفْعةِ: فإِن اشْتَرَی شِقْصاً من ذلك؛ أَراد بالشِّقْصِ نَصِیباً معلوماً غیر مَفْروز، قال شمر: قال أَعرابی اجْعل من هذا الجَرّ شَقِیصاً أَی بما اشْتَرَیتها. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من هُذیل أَعْتَقَ شِقْصاً من مملوك فأَجازَ رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و قال: لیس للّه شَرِیكٌ؛ قال شمر: قال خالد النَّصِیبُ و الشِّرك و الشِّقْصُ واحدٌ؛ قال شمر: و الشَّقِیصُ مثله و هو فی العین المشتركة من كل شی‌ء. قال الأَزهری: و إِذا فُرِزَ جازَ أَن یُسَمَّی شِقْصاً، و منه تَشْقِیصُ الجَزَرةِ و هو تَعْضِیَتُها و تفصیلُ أَعضائِها و تَعْدِیلُ سِهامِها بین الشُّرَكاءِ. و الشاةُ التی تكون للذبح تسمی جَزَرةً، و أَما الإِبل فالجَزور. و‌روی عن الشعبی أَنه قال: من باع الخَمْرَ فلْیُشَقِّص الخنازِیرَ‌أَی فلْیستَحِلَّ بیعَ الخنازیر أَیضاً كما یَسْتَحِلّ بیعَ الخمرِ؛ یقول: كما أَن تَشْقِیصَ الخنازیرِ حرامٌ كذلك لا یَحِلُّ بیعُ الخمر، معناه فلْیُقَطِّع الخَنازِیرَ قِطَعاً و یُعَضِّیها أَعْضاءً كما یُفْعل بالشاة إِذا بِیعَ لحمُها. یقال: شَقَّصَه یُشَقِّصُه، و به سمی القَصّابُ مُشَقِّصاً؛ المعنی من اسْتَحَلّ بیعَ الخمرِ فلْیَسْتَحِلَّ بیع الخِنْزِیرِ فإِنهما فی التحریم سواء، و هذا لفظٌ معناه النَّهی، تقدیرُه من باعَ الخمرَ فلیكنْ لِلْخَنازیرِ قَصّاباً و جعله الزمخشری من كلام الشعبی و هو حدیث مرفوع رواه المغیرة بن شعبة، و هو فی سنن أَبی داود. و قال ابن الأَعرابی: یقال للقَصّاب مُشَقِّصٌ. و المِشْقَصُ من النِّصَال: ما طالَ و عَرُضَ؛ قال: سِهَامٌ مَشاقِصُها كالحِراب قال ابن بری: و شاهده أَیضاً قول الأَعشی: فلو كُنْتُمُ نَخْلًا لكُنْتُمْ جُرَامةً، و لو كنتمُ نَبْلًا لكُنْتُمْ مشاقِصَا و‌فی الحدیث: أَنه كَوَی سعدَ بن مُعاذٍ فی أَكْحلِه بمِشْقَصٍ ثم حَسَمَه؛ المِشْقَصُ: نصلُ السهمِ إِذا كان طویلًا غیرَ عریضٍ، فإِذا كان عَریضاً فهو المِعْبَلةُ؛ و منه‌الحدیث: فأَخَذَ مَشَاقِصَ فقَطَعَ بَراجِمَه، و قد تكرر فی الحدیث مفرداً و مجموعاً؛ المِشْقَصُ من النصال: الطویلُ و لیس بالعریض، فأَما العَرِیضُ الطویل یكون قریباً من فِتْر فهو المِعْبَلة، و المِشْقَصُ علی النصف من النَّصْل و لا خیر فیه یَلْعَب به الصبیانُ و هو شَرُّ النبل و أَحْرَضُه، یُرْمی به الصید و كل شی‌ء و لا یُبالی انْفِلالُه؛ قال الأَزهری: و الدلیلُ علی صحة ذلك قولُ الأَعشی: و لو كنتمُ نبلًا لكنتم مشاقصا یَهْجُوهم و یُرَذِّلُهم. و المِشْقَصُ: سهمٌ فیه نَصْل عریض یُرْمی به الوحشُ؛ قال أَبو منصور: هذا
لسان العرب، ج‌7، ص: 49
التفسیر للمِشْقَص خطأٌ، و روی أَبو عبیدة عن الأَصمعی أَنه قال: المِشْقَصُ من النصال الطویلُ، و فی ترجمة حشا: المِشْقَصُ السهمُ العریضُ النَّصْلِ. اللیث: الشَّقِیص فی نعت الخیل فَراهةٌ و جَوْدةٌ، قال: و لا أَعرفه. ابن سیدة: الشَّقِیصُ الفرسُ الجَوَادُ. و أَشاقِیصُ: اسم موضع، و قیل: هو ماء لبنی سعد؛ قال الراعی: یُطِعْن بِجوْنٍ ذی عَثانِینَ لم تَدَعْ أَشاقِیصُ فیه و البَدیَّان مَصْنَعا أَراد به البقعة فأَنّثه. و الشَّقِیصُ: الشریكُ؛ یقال: هو شَقِیصِی أَی شَرِیكی فی شِقْصٍ من الأَرض، و الشَّقِیصُ: الشی‌ءُ الیسیر؛ قال الأَعشی: فتِلْكَ التی حَرَمَتْكَ المتَاع، و أَوْدَتْ بِقَلبِكَ إِلّا شَقِیصا

شكص؛ ج7، ص: 49

: رجلٌ شَكِصٌ: بمعنی شَكِسٍ، و هی لغة لبعض العرب.

شمص؛ ج7، ص: 49

: شَمَصَه ذلك یَشْمُصُه شُمُوصاً: أَقْلَقَه. و قد شَمَصَتْنی حاجَتُكَ أَی أَعْجَلَتْنِی، و قد أَخذَه من الأَمر شُمَاصٌ أَی عَجَلةٌ. و شمَّصَ الإِبلَ: ساقَها و طرَدَها طرْداً عَنِیفاً، و شَمَّصَ الفرسَ: نَخَسَه أَو نَزَّقَه لِیَتَحَرَّكَ؛ قال: و إِنّ الخَیْلَ شَمَّصَها الوَلِیدُ اللیث: شَمَصَ فلانٌ الدوابَّ إِذا طردها طرداً عنیفاً. فأَما التَّشْمِیصُ: فأَنْ تَنْخُسَه حتی یَفْعل فِعْلَ الشَّمُوصِ. قال ابن بری: و ذكر كراع فی كتاب المنضّد شَمَصَت الفَرَسُ و شَمَسَتْ واحد. و الشِّمَاصُ و الشِّمَاسُ، بالسین و الصاد، سواءٌ. و دابَّةٌ شَمُوصٌ: نَفُور كشَمُوسٍ. و حادٍ شَموصٌ: هَذَّاف؛ قال: و ساقَ بَعِیرَهم حَادٍ شَمُوصُ و المَشْمُوصُ: الذی قد نُخِسَ و حُرِّك، فهو شاخصُ البصر؛ و أَنشد: جاؤوا من المِصْرَینِ باللُّصُوصِ، كلّ یتیمٍ ذی قَفاً مَحْصُوصِ لیس بذی بَكْرٍ و لا قَلوصِ، بِنَظَرٍ كنَظَرِ المَشْمُوصِ و الإِشْمَاصُ: الذُّعْرُ؛ قال رجل من بنی عِجْل: أَشْمَصَتْ لَمّا أَتانا مُقْبلا التهذیب: الانْشِمَاصُ الذُّعْرُ؛ و أَنشد: فانْشَمَصَتْ لمّا أَتاها مُقْبِلا، فهابَها فانْصاعَ ثم وَلْوَلا و نسبه ابن بری للأَسود العِجْلی؛ و أَنشد لآخر: و أَنْتُمْ أُناسٌ تُشْمِصُونَ من القَنَا، إِذا مارَ فی أَعْطافِكمْ و تأَطَّرَا و جاریة ذاتُ شِمَاصٍ و ملاصٍ: ذكرها فی ترجمة ملص. ابن الأَعرابی: شَمَصَ إِذا آذَی إِنْساناً حتی یَغْضَب. و الشَّمَاصَاء: الغِلَظ و الیُبْس من الأَرض كالشَّصَاصاءِ.

شنص؛ ج7، ص: 49

: شَنَصَ یَشْنُصُ شُنُوصاً: تعلّق بالشی‌ء. و الشانِصُ: المتعلق بالشی‌ء. و فرس شَنَاصٌ و شَناصِیٌّ: طویلٌ نشیط مثل دَوٍّ و دَوِّیّ
لسان العرب، ج‌7، ص: 50
و قَعْسَرٍ و قَعْسَرِیٍّ و دَهْر دَوَّار و دوّاریّ، و قیل: فرس شَنَاصِیّ نَشِیطٌ طویل الرأْس. أَبو عبیدة: فرس شَنَاصِیّ، و الأُنثی شَنَاصِیّة، و هو الشدید؛ و أَنشد لمرّار بن مُنْقِذ: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ ما وَرَّعْتُه، و شَنَاصِیٌّ إِذا هِیجَ طَمَرْ و شُناص، بالضم: موضع؛ قال الشاعر: دَفَعْناهُنّ بالحَكَمَاتِ، حتی دُفِعْن إِلی عُلًا و إِلی شُنَاص و عُلًا: موضع أَیضاً.

شنبص؛ ج7، ص: 50

: شَنْبَص: اسم.

شوص؛ ج7، ص: 50

: الشَّوْصُ: الغَسْلُ و التَّنْظِیفُ. شاصَ الشی‌ءَ شَوْصاً: غَسَلَه. و شاصَ فاه بالسِّواكِ یَشُوصُه شَوْصاً: غَسَلَه؛ عن كراع، و قیل: أَمَرَّه علی أَسْنانهِ عَرْضاً، و قیل: هو أَن یَفْتَح فاه و یُمِرَّه علی أَسْنانِه من سُفْلٍ إِلی عُلْوٍ، و قیل: هو أَن یَطْعَن به فیها. و قال أَبو عمرو: و هو یَشُوصُ أَی یَسْتاكُ. أَبو عبیدة: شُصْتُ الشی‌ءَ نقَّیْتُه، و قال ابن الأَعرابی: شَوْصُه دلْكهُ أَسْنانَه و شِدْقَه و إِنْقاؤه. و‌فی الحدیث: اسْتَغْنُوا عن الناس و لو بَشَوْصِ السِّواكِ‌أَی بغُسَالَته، و قیل: بما یَتَفَتَّتُ منه عند التَّسَوُّكِ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، كان یَشُوصُ فاه بالسِّواك.قال أَبو عبید: الشَّوْصُ الغَسْل. و كلُّ شی‌ء غَسَلْته، فقد شُصْتَه تَشُوصُه شَوْصاً، و هو المَوْصُ. یقال: ماصَه و شاصَه إِذا غسَله. الفراء: شاسَ فَمَه بالسِّواك و شاصَه، و قالت امرأَة: الشَّوْصُ بِوَجَعٍ و الشَّوْسُ أَلْیَنُ منه. و شاصَ الشی‌ءَ شَوْصاً: دَلَكه. أَبو زید: شاصَ الرجلُ سواكَه یَشُوصُه إِذا مَضَغَه و اسْتَنَّ به فهو شائصٌ. ابن الأَعرابی: الشَّوْص الدَّلْك، و المَوْصُ الغَسْل. و الشَّوْصةُ و الشُّوصَةُ، و الأَول أَعلی: ریحٌ تَنْعَقِدُ فی الضلوع یجد صاحبُها كالوَخْزِ فیها، مشتق من ذلك. و قد شاصَتْه الرِّیحُ بین أَضْلاعه شَوْصاً و شَوَصَاناً و شُؤوصة. و الشَّوْصةُ: رِیحٌ تأْخذ الإِنسان فی لَحْمِه تَجُول مرَّة هاهنا و مرة هاهنا و مرة فی الجنب و مرة فی الظهر و مرة فی الحَوَاقِن. تقول: شاصَتْنِی شَوْصَةٌ، و الشَّوائِص أَسْماؤها؛ و قال جالینوس: هو وَرَمٌ فی حِجاب الأَضلاع من داخل. و‌فی الحدیث: من سَبَقَ العاطِسَ بالحمْدِ أَمِنَ الشَّوْصَ و اللَّوْصَ و العِلَّوْصَ؛ الشَّوْص: وجعُ البطن من ریح تنعقد تحت الأَضلاع. و رجل به شَوْصةٌ؛ و الشَّوْصةُ: الرَّكْزَةُ؛ به رَكْزَةٌ أَی شَوْصةٌ. و رجل أَشْوَصُ إِذا كان یَضْرِبُ جَفْنُ عینِه إِلی السواد. و شَوِصَت العَیْنُ شَوْصاً، و هی شَوْصاءُ: عَظُمَت فلم یَلْتَقِ علیها الجَفْنانِ، و الشَّوَصُ فی العَین، و قد شَوِصَ شَوْصاً و شاصَ یَشَاصُ. قال أَبو منصور: الشَّوَسُ، بالسین فی العین، أَكْثرُ من الشَّوَصِ. و شاصَ به المرضُ شَوْصاً و شَوَصاً: هاجَ. و شاصَ به العِرْق شَوْصاً و شَوَصاً: اضطرب. و شاص الشی‌ءَ شَوْصاً: زَعْزَعَه. و قال الهَوازنی: شاصَ الولَدُ فی بطن أُمِّه إِذا ارتكض، یَشُوصُ شَوْصةً.

شیص؛ ج7، ص: 50

: الشِّیصُ و الشِّیصَاءُ: رَدِی‌ء التمر، و قیل: هو فارسی معرب واحدتُه شِیصةٌ و شِیصَاءَة ممدود، و قد أشاصَ النخلُ و أَشاصَت و شَیَّصَ النخلُ؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 51
الأَخیرة عن كراع؛ الفراء: یقال للتمر الذی لا یشتدُّ نواه و یَقْوَی و قد لا یكون له نوی أَصلًا، و الشِّیشاءُ هو الشِّیصُ، و إِنما یُشَیِّصُ إِذا لم یُلْقَحْ؛ قال الأُموی: هی فی لغة بلحرث بن كعب الصِّیصُ. الأَصمعی: صَأْصأَت النخلة إِذا صارت شِیصاً، و أَهلُ المدینة یسمون الشِّیصَ السَّخْلَ، و أَشاصَ النخلُ إِشاصةً إِذا فسَدَ و صار حملُه الشِّیصَ. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن تَأْبِیر نَخْلهم فصارت شیصاً.و فی نوادر الأَعراب: شَیَّصَ فلانٌ الناسَ إِذا عذَّبَهم بالأَذَی، قال: و بینهم مُشایَصةٌ أَی مُنافرةٌ. و یقال: أَشاصَ به إِذا رفَعَ أَمرَه إِلی السلطان؛ قال مَقّاس العائذیّ: أَشاصَتْ بنا كَلْب شُصُوصاً، و واجَهَت علی رافِدینا بالجزیرة تَغْلب

فصل الصاد المهملة؛ ج7، ص: 51

صعفص؛ ج7، ص: 51

: الأَزهری: الصَّعْفَصةُ السِّكْباجُ. و حكی عن الفراء: أَهل الیَمامة یسمون السِّكْباجةَ صَعْفَصةً، قال: و تَصْرف رجلًا تسمیه بِصَعْفَص إِذا جعلته عربیّاً.

صوص؛ ج7، ص: 51

: رجل صُوصٌ: بَخِیل. و العرب تقول: ناقةٌ أَصُوصٌ علیها صُوصٌ أَی كریمة علیها بخیل. و الصُّوصُ: المنفردُ بطعامه لا یُؤاكلُ أَحداً. ابن الأَعرابی: الصُّوص هو الرجل اللئیم الذی یَنْزِل وحده و یأْكل وحده، فإِذا كان باللیل أَكَلَ فی ظلِّ القمر لئلا یراه الضیفُ؛ و أَنشد: صُوص الغِنَی سَدَّ غِناه فَقْرَه یقول: یُعَفِّی علی لُؤْمِه ثَرْوتُه و غناه، قال: و یكون الصُوصُ جمعاً؛ و أَنشد: و أَلْفَیْتُكم صُوصاً لُصُوصاً، إِذا دجَا الظلامُ، و هَیَّابِینَ عند البَوارِق و قیل: الصُّوصُ اللئیمُ القلیلُ الندَی و الخیر.

صیص؛ ج7، ص: 51

: ابن الأَعرابی: أَصَاصَت النَّخْلة إِصَاصةً و صَیَّصَت تَصْیِیصاً إِذا صارت شِیصاً، قال: و هذا من الصِّیصِ لا من الصِّیصَاء، یقال: من الصِّیصَاء صَأْصَت صِیصَاءً. و الصِّیصُ فی لغة بلحرث بن كعب: الحَشَف من التمر. و الصِّیصُ و الصِّیصَاءُ: لُغةٌ فی الشِّیصِ و الشِّیصَاء. و الصِّیصَاءُ: حبُّ الحنظل الذی لیس فی جوفه لُبٌّ؛ و أَنشد أَبو نصر لذی الرمة: و كائنْ تَخَطّتْ ناقَتِی من مَفازةٍ إِلیك، و من أَحْواض ماءٍ مُسَدَّمِ بأَرْجائه القِرْدان هَزْلی، كأَنها نوادِرُ صِیصَاء الهَبِیدِ المحَطَّمِ وصفَ ماءً بعِید العهدِ بورُود الإِبل علیه فقِرْدانُه هَزْلی؛ قال ابن بری: و یروی بأَعْقارِه القردان، و هو جمع عُقْرٍ، و هو مقام الشاربة عند الحوض. و قال أَبو حنیفة الدِّینَوَرِیّ: قال أَبو زیاد الأَعرابی و كان ثقةً صدُوقاً إِنه ربما رحل الناس عن دارهم بالبادیة و تركوها قِفَاراً، و القِرْدانُ منتشرة فی أَعطان الإِبل و أَعْقارِ الحیاض، ثم لا یعودون إِلیها عشر سنین و عشرین سنة و لا یَخْلُفهم فیها أَحدٌ سواهم، ثم یرجعون إِلیها فیجدون القِرْدانَ فی تلك المواضع أَحیاء و قد أَحَسّت بروائح الإِبل قبل أَن تُوافی فتحركت؛ و أَنشد بیت ذی الرمة المذكور، و صِیصاءُ الهَبیدِ مهزولُ حبّ الحَنْظَلِ لیس إِلا القشر و هذا للقُرادِ أَشبهُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 52
شی‌ء به؛ قال ابن بری: و مثل قول ذی الرمة قول الراجز: قِرْدانُه، فی العَطَنِ الحَوْلیّ، سُودٌ كحبّ الحَنْظلِ المَقْلِیّ و الصِّیصیةُ: شَوْكةُ الحائك التی یُسَوِّی بها السَّدَاةَ و اللُحْمة؛ قال درید بن الصِّمة: فجئتُ إِلیه، و الرِّماحُ تَنُوشُه، كوَقْعِ الصَّیاصِی فی النَّسِیج المُمَدَّدِ و منه صِیصِیةُ الدِّیكِ التی فی رِجْله. قال ابن بری: حق صِیصِیة شوكة الحائك أَن تُذْكر فی المعتل لأَن لامها یاءٌ و لیس لامُها صاداً. و صَیاصِی البقرِ: قُرونها و ربما كانت تُرَكّبُ فی الرِّماح مكانَ الأَسِنّة؛ و أَنشد ابن بری لعبد بنی الحَسْحاسِ: فأَصْبَحَت الثِّیرانُ غَرْقَی، و أَصْبَحَتْ نِساءُ تَمیم یَلْتَقِطْن الصَّیاصَیا أَی یَلْتَقِطْنَ القرونَ لینْسِجْن بها؛ یرید لكثرة المطر غَرِقَ الوَحْشُ، و فی التهذیب: أَنه ذكر فتنة تكون فی أَقطار الأَرض كأَنها صَیاصِی بقرٍ أَی قُرونُها، واحدتُها صِیصة، بالتخفیف، شبَّه الفتنة بها لشدتها و صعوبة الأَمر فیها. و الصَّیاصی: الحُصونُ. و كلُّ شی‌ء امْتُنِع به و تُحُصِّنَ به، فهو صِیصةٌ، و منه قیل للحصون: الصَّیاصِی؛ قیل: شبَّه الرماحَ التی تُشْرَع فی الفتنة و ما یشبهها من سائر السلاح بقرون بقر مجتمعة؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: أَصحابُ الدجال شَوارِبُهم كالصَّیاصی، یعنی أَنهم أَطالُوها و فَتَلُوها حتی صارت كأَنها قرونُ بَقَرٍ. و الصِّیصَة أَیضاً: الوَتِدُ الذی یقْلَع به التَّمْر، و الصِّنّارةُ التی یُغْزَل بها و یُنْسَج.

فصل العین المهملة؛ ج7، ص: 52

عبقص؛ ج7، ص: 52

: العَبْقَصُ و العُبْقُوصُ: دُوَیْبّة.

عرص؛ ج7، ص: 52

: العَرْصُ: خشبةٌ توضع علی البیت عَرْضاً إِذا أَرادُوا تَسْقِیفَه و تُلْقی علیه أَطرافُ الخشب الصغار، و قیل: هو الحائطُ یُجْعَل بین حائطی البیت لا یُبْلَغ به أَقصاه، ثم یُوضع الجائزُ من طرف الحائط الداخل إِلی أَقصی البیت و یسقّفُ البیتُ كله، فما كان بین الحائطین فهو سَهْوةٌ، و ما كان تحت الجائز فهو مُخْدَع، و السین لغة؛ قال الأَزهری: رواه اللیث بالصاد و رواه أَبو عبید بالسین، و هما لغتان. و‌فی حدیث عائشة: نَصَبت علی باب حُجْرَتی عَباءَةً مقْدَمَه من غَزاة خَیْبَر أَو تَبُوك فهَتَكَ العَرْصَ حتی وقَعَ بالأَرض؛ قال الهروی: المحدثون یروونه بالضاد المعجمة، و هو بالصاد و السین، و هو خشبة توضع علی البیت عَرْضاً كما تقدم؛ یقال: عَرّصْتُ البیتَ تَعْرِیصاً، و الحدیث جاء فی سنن أَبی داود بالضاد المعجمة و شرحَه الخطابی فی المعالم، و فی غریب الحدیث بالصاد المهملة، و قال: قال الراوی العَرْضَ، و هو غلط، و قال الزمخشری: هو بالصاد المهملة. و قال الأَصمعی: كل جَوْبةٍ مُنْفَتِقة لیس فیها بناء فهی عَرْصةٌ. قال الأَزهری: و تجمع عِراصاً و عَرَصاتٍ. و عَرْصةُ الدارِ: وسَطُها، و قیل: هو ما لا بناء فیه، سمیت بذلك لاعْتِراصِ الصبیان فیها. و العَرْصةُ: كل بُقْعةٍ بین الدور واسعةٍ لیس فیها بناء؛ قال مالك بن الرَّیْب: تَحمَّلَ أَصحابی عِشَاءً، و غادَرُوا أَخا ثِقَة، فی عَرْصةِ الدارِ، ثاوِیا
لسان العرب، ج‌7، ص: 53
و‌فی حدیث قُسّ: فی عَرَصات جَثْجاث؛ العَرَصاتُ: جمع عَرْصة، و قیل: هی كل موضع واسع لا بناء فیه. و العَرّاصُ من السحاب: ما اضْطرب فیه البرقُ و أَظَلَّ من فوقُ فقَرُب حتی صار كالسَّقْف و لا یكون إِلا ذا رعدٍ و بَرْقٍ، و قال اللحیانی: هو الذی لا یسكن برقُه؛ قال ذو الرمة یصف ظَلیماً: یَرْقَدُّ فی ظِلّ عَرّاصٍ، و یَطْرُدُه حَفِیفُ نافجةٍ، عُثْنونُها حَصِبُ یرقَدّ: یُسْرِع فی عَدْوِه. و عُثْنونُها: أَوَّلُها. و حَصِبٌ: یأْتی بالحَصْباء. و عَرِصَ البَرْقُ عَرَصاً و اعْتَرَصَ: اضطرب. و برق عَرِصٌ و عرّاصٌ: شدید الاضطراب و الرعدِ و البرقِ. أَبو زید: یقال عَرَصَت السماءُ تَعْرِصُ عَرْصاً أَی دامَ برْقُها. و رُمْحٌ عَرّاصٌ: لَدْن المَهَزّة إِذا هُزّ اضطرب؛ قال الشاعر: من كل أَسْمَرَ عَرّاصٍ مَهَزّته، كأَنه بِرَجا عادِیّةٍ شَطَنُ و قال الشاعر: من كل عَرّاصٍ إِذا هُزَّ عَسَلْ و كذلك السیف؛ قال أَبو محمد الفقعسی: من كلّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ، مثل قُدَامی النَّسْرِ ما مَسَّ بَضَعْ یقال: سَیْفٌ عَرّاصٌ، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر؛ قال الشاعر فی العَرَصِ و العَرِصِ: یُسِیلُ الرُّبی، واهی الكُلی، عَرِصُ الذُّری، أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَی سابِغُ القَطْرِ و العَرَصُ و الأَرَنُ: النَّشاطُ، و التَّرَصُّع مثله. و عَرِصَ الرجلُ یَعْرَص عَرَصاً و اعْتَرَصَ: نَشِطَ، و قال اللحیانی: هو إِذا قَفَزَ و نَزا، و المَعْنیانِ مُتَقاربانِ. و عَرِصَت الهِرَّةُ و اعْتَرَصَت: نَشِطَت و اسْتَنَّتْ؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: إِذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِراصِ الهِرّهْ، یُوشِك أَن تَسْقُط فی أُفُرّهْ الأُفُرّةُ: البَلِیّةُ و الشدّةُ. و بَعِیرٌ مُعَرَّصٌ: للذی ذلّ ظهرُه و لم یَذِلَّ رأْسُه. و یقال: تركتُ الصِّبْیانَ یَلْعبُون و یَمْرَحُونَ و یَعْتَرِصُونَ. و عَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا و أَقبلوا و أَدبروا یُحْضِرُونَ. و لَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَی مُلْقیً فی العَرْصة للجُفوفِ؛ قال المخبَّل: سَیَكْفِیكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ و ماءُ قُدورٍ، فی القِصاع، مَشِیبُ و یروی … مُعَرَّضٌ، بالضاد، و هذا البیت أَورده الأَزهری فی التهذیب للمخبَّل فقال: و أَنشد أَبو عبیدة بیت المُخَبَّل، و قال ابن بری: هو السُّلیك بن السُّلَكة السعدی. و قیل: لحم مُعَرَّصٌ أَی مُقَطَّع، و قیل: هو الذی یُلْقی علی الجمرِ فیختلط بالرماد و لا یجود نُضْجُه، قال: فإِن غَیَّبْتَه فی الجمر فهو مَمْلولٌ، فإِن شَوَیْتَه فوق الجمر فهو مُفْأَدٌ و فَئِید، فإِن شُوی علی الحجارة المُحْماة فهو مُحْنَذٌ و حَنِیذ، و قیل: هو الذی لم یُنْعَمْ طَبْخُه و لا إِنْضاجُه. قال ابن بری: یقال عَرَّصْت اللحم إِذا لم تُنْضِجْه، مطبوخاً كان أَو مَشْویّاً، فهو مُعَرَّصٌ. و المُضَهَّبُ: ما شُوِی علی النارِ و لم ینضج.
لسان العرب، ج‌7، ص: 54
و العَرُوصُ: الناقةُ الطیّبةُ الرائحة إِذا عَرِقت. و فی نوادر الأَعراب: تَعَرَّصْ و تَهَجَّسْ و تَعَرَّجْ أَی أَقِمْ. و عَرِصَ البیتَ عَرَصاً: خَبُثَت رِیحُه و أَنْتَنَ، و منهم من خصَّ فقال: خبُثَت ریحُه من النَّدَی. و رَعَصَ جلده و ارْتَعَصَ و اعْتَرَصَ إِذا اخْتَلَج.

عرفص؛ ج7، ص: 54

: العَرافِیصُ: لغة فی العَراصِیف، و هو ما علی السَّناسِن من العصَب كالعَصافیر. و العِرْفاصُ: العَقَب المستطیل كالعِرْصاف. و العِرْفاص: الخُصْلةُ من العَقَبِ التی یُشَدُّ بها علی قُبَّة الهَوْدَج، لغة فی العِرْصاف. و العِرْفاص: السَّوْطُ من العَقَبِ كالعِرْصاف أَیضاً؛ أَنشد أَبو العباس المبرد: حتی تَرَدَّی عَقَبَ العِرْفاصِ و العِرْفاصُ: السوطُ الذی یُعاقِب به السلطانُ. و عَرْفَصْت الشی‌ء إِذا جَذَبْته من شی‌ء فشَقَقْته مستطیلًا. و العَراصِیفُ: ما علی السَّناسِن كالعَصافِیر؛ قال ابن سیدة: و أَری العَرافِیصَ فیه لغة.

عرقص؛ ج7، ص: 54

: العُرْقُصُ و العُرَقِصُ و العُرْقُصاءُ و العُرَیْقِصاءُ و العُرَیْقصانُ و العَرَنْقُصانُ و العَرَقْصانُ و العَرَنْقَصُ، كله: نبت، و قیل: هو الحَنْدَقُوق، الواحدة بالهاء. و قال الأَزهری: العُرْقُصاءُ و العُرَیْقِصاءُ نبات یكون بالبادیة، و بعض یقول عُرَیْقِصانة؛ قال: و الجمع عُرَیْقِصان، قال: و من قال عُرَیْقِصاء و عُرْقُصاء فهو فی الواحدة، و الجمع ممدودٌ علی حال واحدة. و قال الفراء: العَرَقُصان و العَرَتُن محذوفان، الأَصلُ عَرَنْتُن و عَرَنْقُصان فحذفوا النون و أَبْقَوْا سائر الحركات علی حالها، و هما نَبْتان. قال ابن بری: عُرَیقِصانٌ نبْتٌ، واحدتُه عُرَیْقِصانة. و یقال: عَرَقُصان بغیر یاء. قال ابن سیدة: و العَرَقُصانُ و العَرَنْقُصانُ دابة؛ عن السیرافی، و قال ابن بری: دابة من الحَشَرات، و قال عن الفراء: العَرْقَصةُ مَشْیُ الحیّة.

عصص؛ ج7، ص: 54

: العَصُّ: هو الأَصلُ الكریم و كذلك الأَصُّ. و عَصَّ یَعَصُّ عَصّاً و عَصَصاً: صَلُبَ و اشْتَدّ. و العُصْعُصُ و العَصْعَصُ و العُصَصُ و العُصُصُ و العُصْعُوصُ: أَصل الذنب، لغات كلها صحیحة، و هو العُصُوص أَیضاً، و جمعُه عَصاعِصُ. و‌فی حدیث جَبَلةَ بن سُحَیم: ما أَكلت أَطْیَبَ من قَلِیّة العَصاعص، قال ابن الأَثیر: هو جمع العُصعُص و هو لحم فی باطن أَلْیةِ الشاة، و قیل: هو عظمُ عَجْبِ الذنَب. و یقال: إِنه أَول ما یُخْلَق و آخرُ ما یَبْلی؛ و أَنشد ثعلب فی صفة بقرٍ أَو أُتُنٍ: یَلْمَعْن إِذ وَلَّیْنَ بالعَصاعِص، لَمْعَ البُرُوقِ فی ذُری النَّشائص و جعل أَبو حنیفة العَصاعِصَ للدِّنانِ فقال: و الدِّنانُ لها عَصاعِصُ فلا تقعُد إِلا أَن یُحْفَر لها. قال ابن بری: و المَعْصُوصُ الذاهبُ اللحم. و یقال: فلان ضیّقُ العُصْعُصِ أَی نَكِدٌ قلیل الخیر، و هو من إِضافة الصفة المشبهة إِلی فاعلها. و‌فی حدیث ابن عباس، و ذكَرَ ابنَ الزُّبَیر: لیس مثلَ الحَصِر العُصْعُصِ فی روایة، و المشهور: لیس مثل الحصر العَقِص، و سنذكره فی موضعه.

عفص؛ ج7، ص: 54

: العَفْصُ: معروف یقع علی الشجر و علی الثمر. و أَعْفَصَ الحِبْرَ: جعل فیه العَفْصَ. و العَفْصُ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 55
الذی یُتَّخذُ منه الحِبْرُ، مولَّد و لیس من كلام أَهل البادیة. قال ابن بری: العَفْصُ لیس من نبات أَرض العرب، و منه اشتق طعام عَفِصٌ، و طعام عَفِصٌ: بَشِعٌ و فیه عُفُوصةٌ و مَرارَةٌ و تقبُّضٌ یعْسُر ابتلاعُه. و العَفْصُ: حمل شجرة البَلُّوط تَحْمِل سنَةً بَلُّوطاً و سنة عَفْصاً. و العِفاصُ: صِمامُ القارورة، و عَفَصَها عَفْصاً: جعل فی رأْسها العِفاصَ، فإِن أَردت أَنك جعلتَ لها عِفاصاً قلت: أَعْفَصْتُها. و‌جاء فی حدیث اللقطة: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: احْفَظْ عِفاصَها و وِكاءَها.قال أبو عبید: العِفاصُ هو الوِعاءُ الذی یكون فیه النَّفقة، إن كان من جلد أَو من خِرْقة أو غیر ذلك، و خص بعضهم به نفقةَ الراعی و هو من العَفْص من الثَّنْی و العَطْف، و لهذا سُمِّی الجلد الذی تُلْبَسُه رأْسُ القارُورة العِفاصَ، لأَنه كالوعاء لها، و كذلك غِلافُها، و لیس هذا بالصِّمام الذی یدخل فی فمِ القارورة لیكون سِداداً لها، قال: و إِنما أَمَرَه بحِفْظِها لیكون علامة لِصِدْق من یَعْتَرِفها. و عِفاصُ الراعی: وعاؤُه الذی تكون فیه النفقة. و ثوب مُعَفَّصٌ: مصبوغ بالعَفْص كما قالوا ثوب مُمَسَّكٌ بالمِسْك. و المِعْفاصُ من الجَواری: الزَّبَعْبَقُ النهایةُ فی سُوء الخُلُق. و المِعْقاصُ، بالقاف: شرٌّ منها. و قیل لأَعرابی: إِنَّكَ لا تُحْسِن أَكلَ الرأْس، فقال: أَما و اللَّه إِنی لأَعْفِصُ أُذُنَیْه و أَفُكُّ لَحْیَیْه و أَسْحی خَدّیه و أَرمی بالمخّ إِلی من هو أَحوجُ منی إِلیه. قال الأَزهری: أَجاز ابن الأَعرابی الصاد و السین فی هذا الحرف. الجوهری: العِنْفِصُ، بالكسر، المرأَةُ البذیّة القلیلةُ الحیاء، قال الأَعشی: لیستْ بِسوْداءَ و لا عِنْفِصِ، تُسارِقُ الطَّرْفَ إِلی داعِرِ

عفنقص؛ ج7، ص: 55

: ابن درید: عَفَنْقَصة دُوَیْبَّة.

عقص؛ ج7، ص: 55

: العَقَص: التواءُ القَرْن علی الأُذُنین إِلی المؤخّر و انعطافُه، عَقِصَ عَقَصاً. و تَیْسٌ أَعْقَص، و الأُنثی عَقصاء، و العَقْصاءُ من المِعْزی: التی التَوی قَرْناها علی أُذُنیها من خَلْفها، و النَّصْباء: المنتصبةُ القَرْنین، و الدَّفْواءُ: التی انتصب قَرْناها إِلی طرَفَیْ عِلْباوَیْها، و القَبْلاءُ: التی أَقبَلَ قرناها علی وجهها، و القَصْماءُ: المكسورةُ القَرْن الخارج، و العَضْباءُ: المكسورة القَرْن الداخلِ، و هو المُشاشُ، و كل منها مذكور فی بابه. و المِعْقاصُ: الشاةُ المُعْوَجَّةُ القرن. و‌فی حدیث مانع الزكاة: فتَطَؤه بأَظلافها لیس فیها عَقْصاءُ و لا جَلْحاءُ؛ قال ابن الأَثیر: العَقْصاءُ المُلْتَوِیَةُ القَرْنَیْن. و العَقَصُ فی زِحاف الوافر: إِسكان الخامس من [مفاعلتن] فیصیر [مفاعلین] بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فیصیر الجزء مفعول كقوله: لَوْ لا مَلِكٌ رؤوفٌ رَحِیمٌ تَدارَكَنی برَحْمتِه، هَلَكْتُ سُمِّی أَعْقَصَ لأَنه بمنزلة التَّیْسِ الذی ذهبَ أَحدُ قَرْنَیْه مائلًا كأَنه عُقِصَ أَی عُطِفَ علی التشبیه بالأَوَّل. و العَقَصُ: دخولُ الثنایا فی الفم و التِواؤُها، و الفِعْل كالفعل. و العَقِصُ من الرمل: كالعَقِد. و العَقَصَةُ من الرمل: مثل السِّلْسِلة، و عبر عنها أَبو علی فقال: العَقِصَة و العَقَصة رملٌ یَلْتَوی بَعضُه علی بعض و یَنقادُ كالعَقِدة و العَقَدة، و العَقِصُ: رمْلٌ مُتَعَقِّد لا طریق فیه؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌7، ص: 56
كیف اهْتَدَتْ، و دُونها الجَزائِرُ، و عَقِصٌ من عالج تَیاهِرُ و العَقْصُ: أَن تَلْوِیَ الخُصْلة من الشعر ثم تَعْقِدها ثم تُرْسِلَها. و‌فی صفته، صلّی اللّه علیه و سلّم: إِن انْفَرَقَتْ عَقِیصتُه فَرَقَ و إِلا تَرَكها.قال ابن الأَثیر: العَقِیصةُ الشعرُ المَعْقوص و هو نحوٌ من المَضْفور، و أَصل العَقْص اللّیُّ و إِدخالُ أَطراف الشعر فی أُصوله، قال: و هكذا جاء فی روایة، و المشهور عَقیقَته لأَنه لم یكن یَعْقِصُ شعرَه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و المعنی إِن انْفَرَقَت من ذات نفسها و إِلا تَرَكَها علی حالها و لم یفْرُقْها. قال اللیث: العَقْصُ أَن تأْخذ المرأَةُ كلَّ خُصْلة من شعرها فتَلْویها ثم تعقدها حتی یبقی فیها التواء ثم تُرْسلَها، فكلُّ خُصْلة عَقِیصة؛ قال: و المرأَة ربما اتخذت عَقِیصةً من شعر غیرها. و العَقِیصةُ: الخُصْلةُ، و الجمع عَقائِصُ و عِقاصٌ، و هی العِقْصةُ، و لا یقال للرجل عِقْصةٌ. و العَقِیصةُ: الضفیرةُ. یقال: لفلان عَقِیصَتان. و عَقْصُ الشعر: ضَفْرُه و لَیُّه علی الرأْس. و ذُو العَقِیصَتین: رجل معروف خَصَّلَ شعرَه عَقِیصَتین و أَرْخاهما من جانبیه. و‌فی حدیث ضِمام: إِنْ صَدَقَ ذُو العَقِیصَتین لَیَدْخُلَنَّ الجنة؛ العَقِیصَتانِ: تثنیة العَقِیصة؛ و العِقاصُ المَدارَی فی قول إمرئ القیس: غَدائرُه مُسْتَشْزِراتٌ إِلی العُلی، تَضِلّ العِقاصُ فی مُثَنَّیً و مُرْسَلِ وصَفَها بكثرة الشعر و الْتِفافِه. و العَقْصُ و الضَّفْر: ثَلاثُ قُویً و قُوَّتانِ، و الرجل یجعل شعرَه عَقِیصَتَین و ضَفیرتین فیرْخِیهما من جانبیه. و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی اللّه عنه: من لَبَّدَ أَو عَقَصَ فعلیه الحَلْقُ، یعنی المحرمین بالحج أَو العمرة، و إِنما جعل علیه الحلق لأَن هذه الأَشیاء تَقی الشعر من الشَّعْث، فلما أَرادَ حفظَ شعره و صونَه أَلزمه حَلْقَه بالكلیة، مبالغة فی عقوبته. قال أَبو عبید: العَقْصُ ضَرْبٌ من الضَّفْر و هو أَن یلوی الشعر علی الرأْس، و لهذا تقول النساء: لها عِقْصةٌ، و جمعها عِقَصٌ و عِقاصٌ و عَقائِصُ، و یقال: هی التی تَتَّخِذ من شعرها مثلَ الرُّمَّانةِ. و‌فی حدیث ابن عباس: الذی یُصَلِّی و رأْسُه مَعْقُوصٌ كالذی یُصَلِّی و هو مكْتُوفٌ؛ أَراد أَنه إِذا كان شعرُه منشوراً سقط علی الأَرض عند السجود فیُعْطَی صاحبُه ثوابَ السجودِ به، و إِذا كان معقوصاً صارَ فی معنی ما لم یَسْجد، و شبَّهه بالمكتوف و هو المَشْدُودُ الیدین لأَنهما لا تَقَعانِ علی الأَرض فی السجود. و‌فی حدیث حاطب: فأَخْرَجَتِ الكتاب من عِقاصِها‌أَی ضَفائرِها. جمع عَقِیصة أَو عِقْصة، و قیل: هو الخیط الذی تُعْقَصُ به أَطرافُ الذوائب، و الأَول الوجه. و العُقُوصُ: خُیوطٌ تُفْتَل من صُوفٍ و تُصْبَغ بالسواد و تَصِلُ به المرأَةُ شعرَها؛ یمانیة. و عقَصَت شعرَها تَعْقِصُه عَقْصاً: شدَّتْه فی قَفاها. و‌فی حدیث النخعی: الخُلْعُ تطلیقة بائنة و هو ما دُون عِقاص الرأْس؛ یُرِید أَن المُخْتلعة إِذا افْتَدَت نفسَها من زوجها بجمیع ما تملك كان له أَن یأْخذ ما دون شعرها من جمیع مِلْكِها. الأَصمعی: المِعْقَصُ السهمُ یَنْكَسِرُ نَصْلُه فیبقی سِنْخُه فی السهم، فیُخْرَج و یُضْرَب حتی یَطُولَ و یُرَدَّ إِلی موضعه فلا یَسُدَّ مَسَدَّه لأَنه دُقِّقَ و طُوِّلَ، قال: و لم یَدْرِ الناسُ ما مَعاقِصُ فقالوا مَشاقِصُ للنصال التی لیست بِعَرِیضَةٍ؛ و أَنشد للأَعشی:
لسان العرب، ج‌7، ص: 57
و لو كُنْتُمُ نَخْلًا لكنتمْ جُرامةً، و لو كنتمُ نَبْلًا لكنتمْ مَعاقِصَا و رواه غیره: … مَشاقِصا. و فی الصحاح: المِعْقَصُ السهمُ المُعْوَجّ؛ قال الأَعشی: و هو من هذه القصیدة: لو كنتمُ تمراً لكنتمْ حُسَافةً، و لو كنتمُ سَهماً لكنتمْ معاقصا و هذان بیتان علی هذه الصورة فی شعر الأَعشی. و عَقَصَ أَمرَه إِذا لواه فلَبَّسه. و‌فی حدیث ابن عباس: لیس مثلَ الحَصِر العقِصِ‌یعنی ابنَ الزبیر؛ العَقِصُ: الأَلْوَی الصعبُ الأَخْلاقِ تشبیهاً بالقَرْن المُلْتَوِی. و العَقصُ و العِقِّیصُ و الأَعْقَصُ و العَیْقَصُ، كله: البخیل الكزّ الضیّق، و قد عَقِصَ، بالكسر، عَقَصاً. و العِقاصُ: الدُّوّارةُ التی فی بطن الشاة، قال: و هی العِقاصُ و المَرْبِض و المَرْبَضُ و الحَوِیّةُ و الحاوِیةُ للدُّوَّارة التی فی بطن الشاة. ابن الأَعرابی: المِعقاصُ من الجَوارِی السَّیِّئةُ الخُلُقِ، قال: و المِعْفاصُ، بالفاء، هی النهایةُ فی سُوءِ الخلُق. و العَقِصُ: السی‌ءُ الخُلُق. و فی النوادر: أَخذتُهُ معاقَصةً و مُقاعَصةً أَی مُعازّةً.

عكص؛ ج7، ص: 57

: عَكَصَ الشی‌ءَ یَعْكِصُه عَكْصاً: رَدَّه. و عَكَصَه عن حاجتِه: صرَفَه. و رجل عَكِصٌ عَقِصٌ: شَكِصُ الخلق سَیِّئُه. و رأَیت منه عَكَصاً أَی عُسْراً و سُوءَ خلُقٍ. و رمْلةٌ عَكِصةٌ: شاقّةُ المَسلَك.

عكمص؛ ج7، ص: 57

: العُكَمِصُ: الحادرُ من كل شی‌ء، و قیل: هو الشَّدِیدُ الغلیظُ، و الأُنثی بالهاء. و مالٌ عُكَمِصٌ: كثیر. و أَبو العُكَمِصِ: كنیة رجل. و قال فی علمص: جاء بالعُلَمِص أَی الشی‌ءِ یُعْجَبُ به أَو یُعْجَبُ منه كالعُكَمِص.

علص؛ ج7، ص: 57

: العِلَّوْصُ: التُّخَمةُ و البَشَمُ، و قیل: هو الوجعُ الذی یقال له اللَّوَی الذی یبس «4» فی المعدة. قال ابن بری: و كذلك العلص. قال: و العِلَّوْصُ وجعُ البطن. مثل العِلَّوْزِ، و قال ابن الأَعرابی: العِلَّوْصُ الوجعُ، و العِلَّوْزُ الموتُ الوَحِیُّ، و یكون العِلَّوْزُ اللَّوَی. و یقال: رجل عِلَّوْصٌ به اللَّوَی، و إِنه لَعِلَّوْصٌ مُتَّخِمٌ، و إِن به لَعِلَّوْصاً. و‌فی الحدیث: من سَبَقَ العاطِسَ إِلی الحمد أَمِنَ الشَّوْصَ و اللَّوْصَ و العِلَّوْصَ؛ قال ابن الأَثیر: هو وجعُ البطن، و قیل: التُّخَمةُ، و قد یوصف به فیقال: رجل عِلَّوْصٌ، فهو علی هذا اسم و صفة، و عَلَّصَت التُّخَمةُ فی معدته تَعْلِیصاً. و یقال: إِنه لمَعْلُوصٌ یعنی بالتُّخَمة، و قیل: بل یُرادُ به اللَّوَی الذی هو العِلَّوص. و العِلَّوْصُ: الذئب.

علفص؛ ج7، ص: 57

: الأَزهری: قال شُجاع الكلابی فیما رَوی عنه عَرّام و غیره: العَلْهَصةُ و العَلْفَصةُ و العَرْعَرةُ فی الرأْی و الأَمرِ، و هو یُعَلْهِصُهم و یُعَنِّفُ بهم و یَقْسِرُهم.

علمص؛ ج7، ص: 57

: جاء بالعُلَمِص أَی الشی‌ءِ یُعْجَبُ به أَو یُعْجَبُ منه كالعُكَمِص. و قَرَبٌ عِلْمِیصٌ: شَدِیدٌ مُتْعِبٌ؛ و أَنشد: ما إِنْ لهمْ بالدَّوِّ مِنْ مَحِیصِ، سِوَی نَجاءِ القَرَبِ العِلْمِیصِ

علهص؛ ج7، ص: 57

: ذكر الأَزهری فی ترجمة علهص بعد شرح هذه اللفظة قال: العِلْهاصُ صِمامُ القارُورة. و فی نوادر
(4). قوله [یبس] كذا بالأصل بدون نقاط.
لسان العرب، ج‌7، ص: 58
اللحیانی: عَلْهَصَ القارورةَ، بالصاد أَیضاً، إِذا استخرجَ صِمامَها. و قال شجاع الكلابی فیما رَوی عنه عَرّام و غیره: العَلْهَصةُ و العَلْفَصةُ و العَرْعَرةُ فی الرأْی و الأَمر و هو یُعَلْهِصُهم و یُعَنِّفُ بهم و یَقْسِرُهم.

عمص؛ ج7، ص: 58

: العَمْصُ: ضرْبٌ من الطعام. و عَمَصَه: صنَعَه، و هی كلمة علی أَفواه العامة و لیست بَدَوِیّةً یُرِیدُون بها الخامِیزَ، و بعض یقول عامِیص. قال الأَزهری: عَمَصْت العامِصَ و الآمِصَ، و هو الخامیز، و الخامیز: أَن یُشَرَّح اللحمُ رقیقاً و یؤكلَ غیر مطبوخ و لا مَشْویّ؛ یَفْعَلُه السكاری. قال الأَزهری: العامِصُ مُعرّب، و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: العَمِصُ المُولَعُ بأَكل العامِصِ، و هو الهُلامُ.

عنص؛ ج7، ص: 58

: العُنْصُوَة و العِنْصُوَة و العَنْصُوَة و العِنْصِیةُ و العَناصِی: الخُصْلةُ من الشعر قدر القُنْزُعةِ؛ قال أَبو النجم: إِن یُمْسِ رَأْسی أَشْمَطَ العَناصِی، كأَنما فَرّقَه مُناصِ، عن هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ و العُنْصُوة و العِنْصُوة و العَنْصُوة: القطعة من الكَلإِ و البقیةُ من المال من النصف إِلی الثلث أَقلّ ذلك. و قال ثعلب: العَناصِی بقیّةُ كل شی‌ء. یقال: ما بقی من ماله إِلا عَنَاصٍ، و ذلك إِذا ذهب مُعْظَمُه و بقی نَبْذٌ منه؛ قال الشاعر: و ما تَرَك المَهْرِیُّ مِنْ جُلِّ مالِنا، و لا ابْناهُ فی الشهرین، إِلا العَناصِیَا و قال اللحیانی: عَنْصُوةُ كلِّ شی‌ء بقیّتُه، و قیل: العَنْصُوة و العِنْصُوة و العُنْصُوة و العِنْصِیةُ قطعةٌ من إِبلٍ أَو غنمٍ. و یقال: فی أَرض بنی فلان عَناصٍ من النبت، و هو القلیل المتفرق. و العَناصِی: الشعرُ المنتصب قائماً فی تفَرُّقٍ. و أَعْنَصَ الرجل إِذا بقِیَت فی رأْسه عَناصٍ من ضَفائِره، و بَقِیَ فی رأْسه شعرٌ متفرِّق فی نواحیه، الواحدةُ عُنْصُوَةٌ، و هی فُعْلُوَة، بالضم، و ما لم یكن ثانیه نوناً فإِن العرب لا تَضُمُّ صَدْرَه مثل ثُنْدُوَة، فأَما عَرْقُوَةٌ و تَرْقوَةٌ و قَرنوة فمفتوحات؛ قال الجوهری: و بعضهم یقول عَنْصُوَة و ثَنْدُوَة و إِن كان الحرف الثانی منهما نوناً و یُلْحِقُهما بعَرْقُوةٍ و تَرْقُوةٍ و قَرْنُوة.

عنفص؛ ج7، ص: 58

: العِنْفِصُ: المرأَةُ القلیلةُ الجسم، و یقال أَیضاً: هی الداعِرةُ الخبیثة. أَبو عمرو: العِنْفِصُ، بالكسر، البَذِیّةُ القلیلة الحیاء من النساء؛ و أَنشد شمر: لَعَمْرُك ما لَیْلی بِوَرْهاءَ عِنْفِصٍ، و لا عَشّةٍ خَلْخالُها یَتَقَعْقَعُ و خَصّ بعضهم به الفَتاةَ.

عنقص؛ ج7، ص: 58

: الأَزهری: العَنْقَصُ و العُنْقوص دُوَیْبّة.

عوص؛ ج7، ص: 58

: العَوَصُ: ضِدُّ الإِمكان و الیُسْرِ؛ شی‌ءٌ أَعْوَصُ و عَوِیصٌ و كلامٌ عَوِیصٌ؛ قال: و أَبْنی من الشِّعْرِ شِعْراً عَوِیصا، یُنَسِّی الرُّواةَ الذی قد رَوَوْا ابن الأَعرابی: عَوَّصَ فلانٌ إِذا أَلقَی بیتَ شِعْر صَعْبَ الاستخراج. و العَوِیصُ من الشِّعْر: ما یصعب استخراجُ معناه. و الكِلمةُ العَوصاءُ: الغریبة. یقال: قد أَعْوَصْت یا هذا. و قد عَوِصَ الشی‌ءُ، بالكسر، و كلام عَویصٌ و كلمة عَویصةٌ و عوصاء. و قد اعْتاصَ و أَعْوَصَ فی المَنْطِق: غَمَّضَه. و قد عاصَ یَعاصُ و عَوِصَ یَعْوَصُ و اعْتاصَ علیَّ هذا
لسان العرب، ج‌7، ص: 59
الأَمرُ یَعْتاصُ، فهو مُعْتاصٌ إِذا الْتاثَ علیه أَمرهُ فلم یَهْتَدِ لجهة الصواب فیه. و أَعْوَصَ فلان بخَصمِه إِذا أَدخل علیه من الحُجَج ما عَسُرَ علیه المَخْرجُ منه. و أَعْوَصَ بالخصم: أَدْخَله فیما لا یَفْهَم؛ قال لبید: فلقد أُعْوِصُ بالخَصْم، و قد أَمْلأُ الجَفْنةَ من شَحْمِ القُلَلْ و قیل: أَعْوصَ بالخَصْم لَوی علیه أَمرَه. و المُعْتاصُ: كل متشدّد علیك فیما تریده منه. و اعْتاصَ علیه الأَمرُ: التوی. و عَوَّصَ الرجلُ إِذا لم یَسْتَقِمْ فی قول و لا فعل. و نهْرٌ فیه عَوَصٌ: یجری مرة كذا و مرة كذا. و العَوْصاءُ: الجَدْبُ. و العَوْصاءُ و العَیْصاءُ علی المعاقبة جمیعاً: الشدّةُ و الحاجةُ، و كذلك العَوْصُ و العَوِیصُ و العائصُ، الأَخیرة مصدر كالفالِجِ و نحوه. و یقال: أَصابَتْهم عَوصاءُ أَی شدّةٌ؛ و أَنشد ابن بری: غیر أَن الأَیامَ یَفْجَعْنَ بالْمَرْءِ، و فیها العَوْصاءُ و المَیْسورُ و داهیة عَوصاءُ: شدیدة. و الأَعْوَص: الغامضُ الذی لا یُوقَفُ علیه. و فلان یركب العَوْصاء أَی یركب أَصْعبَ الأُمور؛ و قول ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ الأَرَنْدَج قبله، و درَاسُ أَعْوَصَ دارس مُتَخَدِّد أَراد دِرَاس كتابٍ أَعْوَصَ علیها متخدّد بغیرها. و اعْتاصَت الناقةُ: ضرَبها الفحلُ فلم تَحْمِل من غیر علّة، و اعْتاصَت رَحِمها كذلك؛ و زعم یعقوب أَن صادَ اعْتاصَت بدلٌ من طاء اعْتاطَت، قال الأَزهری: و أَكثر الكلام اعتاطت، بالطاء، و قیل: اعْتاصَت للفرس خاصة، و اعْتاطَت للناقة. و شاةٌ عائصٌ إِذا لم تحمل أَعواماً. ابن شمیل: العَوْصاء المَیْثاء المخالفة، و هذه مَیْثاءُ عَوْصاءُ بَیِّنة العَوَصِ. و العَوْصاءُ: موضع؛ و أَنشد ابن بری للحرث: أَدْنی دِیارِها العَوْصاءُ و حكی ابن بری عن ابن خالویه: عَوْصٌ اسم قبیلة من كلب؛ و أَنشد: متی یَفْتَرِشْ یوماً غُلَیْمٌ بِغارةٍ، تكونوا كعَوْصٍ أَو أَذَلَّ و أَضْرَعا و الأَعْوصُ: موضع قریب من المدینة. قال ابن بری: و عَوِیصُ الأَنفِ ما حوله؛ قالت الخِرْنِق: همُ جَدَعُوا الأَنْفَ الأَشَمَّ عَوِیصُه، و جَبُّوا السِّنامَ فالْتَحَوْه و غارِبَه

عیص؛ ج7، ص: 59

: العِیصُ: مَنْبِتُ خیار الشجر، و العِیصُ: الأَصلُ، و فی المثل: عِیصُكَ مِنْكَ و إِن كان أَشِباً؛ معناه أَصْلُك منك و إِن كان غیر صحیح. و ما أَكْرَمَ عِیصَه، و هم آباؤه و أَعمامه و أَخواله و أَهلُ بیته؛ قال جریر: فما شَجَراتُ عِیصكَ، فی قُرَیْشٍ، بِعَشّات الفُروعِ، و لا ضَواحِی و عِیصُ الرجل: مَنبِتُ أَصله. و أَعْیاصُ قُریش: كرامُهم یَنْتَمُون إِلی عِیصٍ، و عِیصٌ فی آبائهم؛ قال العجاج: من عِیصِ مَرْوانَ إِلی عِیصِ غِطَمْ قال: و المَعِیصُ كما تقول المَنْبِت و هو اسم رجل؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 60
و أَنشد: و لأَثأَرَنّ رَبِیعةَ بن مُكَدَّمٍ، حتی أَنالَ عُصَیّة بنَ مَعِیص قال شمر: عِیصُ الرجل أَصله؛ و أَنشد: و لِعَبْدِ القَیْسِ عِیصٌ أَشِبٌ، و قَنِیبٌ و هِجاناتٌ ذُكُرْ و العِیصَانُ: من مَعادِن بِلاد العرب. و المَنْبِتُ مَعِیصٌ. و الأَعیاصُ من قریش: أَولاد أُمَیّة بن عبد شمس الأَكبر، و هم أَربعة: العاصُ و أَبو العاص و العِیصُ و أَبو العِیص. أَبو زید: من أَمثالهم فی استعطاف الرجل صاحبَه علی قریبه و إِن كانوا له غیر مُسْتأْهِلین قولهم: منكَ عِیصُك و إِن كان أَشِباً؛ قال أَبو الهیثم: و إِن كان أَشِباً أَی و إِن كان ذا شَوْكٍ داخلًا بعضُه فی بعض، و هذا ذمٌّ. قال و أَما قوله: و لعبد القیس عیص أَشب فهو مدح لأَنه أَراد به المنفعة و الكثرة؛ و فی كلام الأَعشی.و قَذَفَتْنِی بینَ عِیصٍ مُؤْتَشِبْ العِیصُ: أُصولُ الشجر. و العِیصُ أَیضاً: اسمُ موضع قُرْب المدینة علی ساحل البحر له ذكر فی حدیث أَبی بَصِیر. و یقال: هو فی عِیصِ صِدْقٍ أَی فی أَصلِ صِدْق. و العِیصُ: السِّدْرُ الملتفّ الأُصولِ، و قیل: الشجرُ الملتفّ النابت بعضه فی أُصول بعض یكون من الأَراكِ و من السِّدْر و السَّلَم و العَوْسَج و النَّبْع، و قیل: هو جماعة الشجر ذی الشوك، و جمع كل ذلك أَعیاصٌ. قال عمارة: هو من هذه الأَصناف و من العضاه كلها إِذا اجتمع و تدانی و الْتَفّ، و الجمع العِیصان. قال: و هو من الطَّرْفاء الغَیْطلةُ و من القَصَب الأَجَمةُ، و قال الكلابی: العِیصُ ما الْتَفّ من عاسِی الشجر و كَثُرَ مثل السلم و الطَّلْح و السَّیَال و السدر و السمُر و العُرْفُط و العضاه. و عِیصٌ أَشِبٌ: مُلْتَفٌّ. و یقال: جئ به من عِیصِك أَی من حیث كان. و عِیصٌ و مَعِیصٌ: رجلان من قریش. و عِیصُو بنُ إِسحاق، علیه السلام: أَبو الروم. و أَبو العیص: كنیة. و العَیْصاء: الشدّةُ كالعَوْصاء، و هی قلیلة، و أَری الیاء مُعاقبةً.

فصل الغین المعجمة؛ ج7، ص: 60

غبص؛ ج7، ص: 60

: غَبِصَت عینُه غَبَصاً: كَثُرَ الرَّمَصُ فیها من إِدامَةِ البكاء. و فی نوادر الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً و مُغابَصةً و مُرافصةً أَی أَخذته مُعازّةً؛ قال الأَزهری: لم أَجد فی غَبص غیرَ قولهم أَخذته مغابصة أَی معازة.

غصص؛ ج7، ص: 60

: الغصة: الشَّجَا. و قال اللیث: الغُصّةُ شَجاً یُغَصُّ به فی الحَرْقَدة، و غَصصْت باللقمة و الماء، و الجمع الغُصَصُ. و الغَصَصُ، بالفتح: مصدرُ قولك غَصِصْت یا رجل تَغَصُّ، فأَنت غاصٌّ بالطعام و غصّانُ. و غَصَصْت و غَصِصْت أَغَصُّ و أَغُصُّ بها غَصّاً و غَصَصاً: شَجِیت، و خصّ بعضهم به الماء. و فی الحدیث فی قوله تعالی: خٰالِصاً سٰائِغاً لِلشّٰارِبِینَ،قیل: إِنه من بَینِ المشروبات لا یَغَصُّ به شارِبُه.یقال: غَصِصْت بالماء أَغَصُّ غَصَصاً إِذا شَرِقْت به أَو وَقفَ فی حَلْقِكَ فلم تكدْ تُسِیغُه. و رجل غَصّانُ: غاصٌّ؛ قال عدی بن زید:
لسان العرب، ج‌7، ص: 61
لو بِغَیْرِ الماءِ حَلْقِی شَرِقٌ، كنْتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصارِی و أَغْصَصْته أَنا. قال أَبو عبید: غَصَصْت لغة الرِّباب. و الغُصّةُ: ما غَصِصْت به، و غُصَصُ الموتِ منه. و غَصَّ المكانُ بأَهْله: ضاقَ. و المنزلُ غاصٌّ بالقوم أَی ممتلئ بهم. و أَغَصَّ فلانٌ الأَرضَ علینا أَی ضَیّقها فغَصَّت بنا أَی ضاقت؛ قال الطرماح: أَغَصَّتْ علیك الأَرضَ قَحْطانُ بالقَنا، و بالهُنْدُوانِیّات و القُرَّحِ الجُرْدِ و ذو الغُصّة: لقبُ رجل من فُرْسان العرب. و الغَصْغَصُ: ضرْبٌ من النبات.

غفص؛ ج7، ص: 61

: غافَصَ الرجلَ مُغافَصةً و غِفاصاً: أَخذه علی غرّةٍ فَركِبَه بمَساءة. و الغافِصةُ: من أَوازِم الدهر؛ و أَنشد: إِذا نَزَلَت إِحْدَی الأُمورِ الغَوافِص و فی نوادر الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً و مُغابَصةً و مُرافَصةً أَی أَخذْتُه مُعازّة.

غلص؛ ج7، ص: 61

: الغَلْصُ: قَطْعُ الغَلْصَمةِ.

غمص؛ ج7، ص: 61

: غَمَصَه و غَمِصَه یَغْمِصُه و یَغْمَصُه غَمْصاً و اغْتَمَصَه: حَقَّرَه و اسْتَصْغَره و لم یره شیئاً، و قد غَمِصَ فلانٌ یَغْمَصُ غَمَصاً، فهو أَغْمَصُ. و‌فی حدیث مالك بن مُرَارة الرَّهَاوِیّ: أَنه أَتی النبیَّ، صلّی اللّه علیه و سلّم، فقال: إِنی أُوتِیتُ من الجَمالِ ما تَری فما یسُرُّنی أَن أَحداً یَفْضُلنی بشِرَاكی فما فوقها فهل ذلك من البَغْی؟ فقال رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: إِنما ذلك مَنْ سَفِهَ الحقَّ و غَمَطَ الناس، و فی بعض الروایة: و غَمَصَ الناسَ‌أَی احْتَقَرهم و لم یَرَهم شیئاً. و‌فی حدیث عمر أَنه قال لقَبِیصة بن جابر حین اسْتَفْتاه فی قَتْلِه الصیدَ و هو مُحْرِم قال: أَ تَغْمِصُ الفُتْیا و تقْتُل الصیدَ و أَنتَ مُحْرم؟أَی تحتقر الفتیا و تَسْتَهِینُ بها. قال أَبو عبید و غیره: غَمَصَ فلان الناس و غَمَطهم و هو الاحتقار لهم و الازْدِراءُ بهم، و منه غَمْصُ النعمة. و‌فی حدیث علیّ: لما قَتَلَ ابنُ آدمَ أَخاه غَمَصَ اللّهُ الخلقَ،أَراد نَقَصَهم من الطول و العرض و القوّة و البَطْش فصغّرهم و حقَّرهم. و غَمَصَ النعمة غَمْصاً: تهاوَنَ بها و كفَرَها و ازْدَرَی بها. و اغْتَمَصْت فلاناً اغْتِماصاً: احتقرته. و غَمَصَ علیه قولًا قاله: عابَه علیه. و‌فی حدیث الإِفك: إِن رأَیتُ منها أَمْراً أَغْمِصُه علیها‌أَی أَعِیبُها به و أَطْعَنُ به علیها. و رجلٌ غَمِصٌ علی النسب: عَیّاب. و رجل مَغْموص علیه فی حَسبَه أَو فی دِینِه و مَغْموزٌ أَی مطعون علیه. و‌فی حدیث توبة كعب: إِلَّا مَغْموصاً علیه بالنِّفَاق‌أَی مطعوناً فی دِینه متَّهماً بالنفاق. و الغَمَصُ فی العین: كالرَّمَص. و‌فی حدیث ابن عباس: كان الصبیان یُصْبِحُون غُمْصاً رُمْصاً و یُصْبِح رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، صَقِیلًا دَهِیناً‌یعنی فی صِغَره؛ و قیل: الغَمَصُ ما سالَ و الرَّمَصُ ما جَمَدَ، و قیل: هو شی‌ء تَرْمِی به العینُ مثل الزَّبَدِ، و القطعة منه غَمَصة، و قد غَمِصَت عینُه، بالكسر، غَمَصاً. ابن شمیل: الغَمَصُ الذی یكون مثل الزبد أَبیض یكون فی ناحیة العین، و الرَّمَصُ الذی یكون فی أُصول الهُدْب. و قال: أَنا مُتَغَمِّصٌ من هذا الخبر و متوصِّمٌ و مُمْدَئِلٌّ و مرنّحٌ و مُغَوثٌ، و ذلك إِذا كان خبراً یسُرّه و یخاف أَن لا یكون حقّاً أَو یخافه و یسره.
لسان العرب، ج‌7، ص: 62
و الشِّعْرَی الغَمُوص و الغُمَیْصاء و یقال الرمیصاء: من منازل القمر، و هی فی الذراع أَحد الكوكبین، و أُخْتُها الشعری العَبُور، و هی التی خَلْف الجوزاءِ، و إِنما سمیت الغُمَیْصاء بهذا الاسم لصِغرَها و قلة ضوئها من غَمَصِ العین، لأَن العین إِذا رَمِصَت صَغُرت. قال ابن درید: تزعم العرب فی أَخبارها أَن الشِّعْرَیَین أُخْتا سُهَیْلٍ و أَنها كانت مجتمعة، فانحدَرَ سُهَیْلٌ فصار یمانیّاً، و تَبِعَتْه الشعری الیمانیة فعَبَرت البحرَ فسُمِّیت عبُوراً، و أَقامت الغُمَیصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حتی غَمِصت عینُها، و هی تصغیر الغَمْصاء، و به سمیت أُم سلیم الغَمْصاء، و قیل: إِن العَبُور تری سُهَیلًا إِذا طلَع فكأَنّها تَسْتَعْبر، و الغُمَیصاء لا تراه فقد بَكتْ حتی غَمِصت، و تقول العرب أَیضاً فی أَحادیثها: إِن الشعری العَبور قطعت المَجَرَّةَ فسمیت عَبُوراً، و بكت الأُخری علی إِثْرها حتی غَمِصَت فسمیت الغُمَیصاء. و‌فی الحدیث فی ذكر الغُمَیصاء: هی الشعری الشامیّةُ و أَكبرُ كوكبی الذراع المقبوضة.و الغُمَیْصاءُ: موضع بناحیة البحر. و قال الجوهری: الغُمَیْصاء اسم موضع، و لم یُعَیّنْه. قال ابن بری: قال ابن ولّاد فی المقصور و الممدود فی حرف الغین: و الغُمَیْصاء موضع، و هو الموضع الذی أَوْقَعَ فیه خالدُ بنُ الولید ببَنی جَذِیمةَ من بنی كنانة؛ قالت امرأَة منهم: و كائِنْ تَری یوم الغُمَیْصاء من فَتیً أُصِیبَ، و لم یَجْرَحْ، و قد كان جارحا و أَنشد غیره فی الغُمَیْصاء أَیضاً: و أَصبحَ عنّی بالغُمَیْصاء جالساً فَرِیقانِ: مسؤولٌ، و آخَرُ یَسْأَلُ قال ابن بری: و فی إِعرابه إِشكال و هو أَن قوله فریقان مرفوع بالابتداء و مسؤول و ما بعده بدل منه و خبرُ المبتدإ قولهُ بالغُمَیْصاء و عنی متعلق بیسأَل و جالساً حال و العامل فیه یسأَل أَیضاً، و فی أَصبح ضمیر الشأْن و القصة، و یجوز أَن یكون فریقان اسمَ أَصبح و بالغمیصاء الخبر، و الأَول أَظهر. و الغُمَیْصاءُ: اسم امرأَة.

غنص؛ ج7، ص: 62

: أَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَة: الغَنَصُ ضِیقُ الصَّدْرِ. یقال: غَنَصَ صَدْرُه غُنوصاً.

غوص؛ ج7، ص: 62

: الغَوْصُ: النُّزولُ تحت الماء، و قیل: الغَوْصُ الدخولُ فی الماء، غاصَ فی الماء غَوْصاً، فهو غائصٌ و غَوّاصٌ، و الجمع غاصَة و غَوّاصُون. اللیث: و الغَوْصُ موضع یُخْرَج منه اللؤلؤ. و الغَوّاصُ: الذی یَغُوصُ فی البحر علی اللؤلؤ، و الغاصةُ مُسْتخرجُوه، و فعله الغِیاصة. قال الأَزهری: یقال للذی یَغُوصُ علی الأَصداف فی البحر فیستخرجها غائصٌ و غَوّاصٌ، و قد غاصَ یغُوصُ غَوْصاً، و ذلك المكان یقال له المَغاصُ، و الغَوْصُ فعل الغائص، قال: و لم أَسمع الغَوْصَ بمعنی المَغاصِ إِلا للیث. و‌فی الحدیث: إِنه نَهَی عن ضَرْبةِ الغائص، هو أَن یقول له أَغُوصُ فی البحر غَوْصةً بكذا، فما أَخْرَجْتُه فهو لك، و إِنما نَهَی عنه لأَنه غَرَرٌ. و الغَوْصُ: الهجوم علی الشی‌ء، و الهاجِمُ علیه غائصٌ. و الغائصة: الحائضُ التی لا تُعْلِم أَنها حائض. و المُتَغَوِّصةُ: التی لا تكون حائضاً فتخبر زوجها أَنها حائض. و‌فی الحدیث: لُعِنَت الغائصةُ و المُتَغَوِّصة، و فی روایة: و المُغَوِّصة، فالغائصة الحائض التی لا تُعْلِم زَوْجَها أَنها حائض لیجتَنِبَها فیُجامِعُها و هی حائض، و المُغَوِّصة التی لا تكون حائضاً فتكذِبُ فتقول لزوجها إِنی حائض.
لسان العرب، ج‌7، ص: 63‌

فصل الفاء؛ ج7، ص: 63

فترص؛ ج7، ص: 63

: فَتْرَصَ الشی‌ءَ: قَطَعه.

فحص؛ ج7، ص: 63

: الفَحْصُ: شدةُ الطلب خِلالَ كل شی‌ء؛ فَحَص عنه فَحْصاً: بَحَثَ، و كذلك تفَحّصَ و افْتَحَصَ. و تقول: فَحَصْت عن فلان و فَحَصْت عن أَمرِهِ لأَعْلَمَ كُنْهَ حالهِ، و الدجاجة تَفْحَصُ برجْلَیها و جناحیها فی التراب تتخذ لنفسها أُفْحُوصةً تبیض أَو تَجْثِمُ فیها. و منه‌حدیث عمر: إِنّ الدُّجاجة لتَفْحَصُ فی الرمادِ‌أَی تَبْحَثُه و تتمرّغُ فیه. و الأُفْحُوص: مَجْثَمُ القَطاة لأَنها تَفْحَصُه، و كذلك المفْحَصُ؛ یقال: لیس له مَفْحَصُ قطاة؛ قال ابن سیدة: و الأُفْحوصُ مَبِیضُ القطا لأَنّها تَفْحَص الموضع ثم تبیض فیه، و كذلك هو للدجاجة؛ قال الممزَّق العبدی: و قد تَخِذَتْ رِجْلی إِلی جَنْبِ غَرْزِها نَسِیفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ قال الأَزهری: أَفاحیصُ القطا التی تُفَرِّخ فیها، و منه اشتقَّ‌قول أَبی بكر، رضی اللّه عنه: فحَصُوا عن أَوْساطِ الرُّؤوس‌أَی عَمِلُوها مثلَ أَفاحیص القَطا. و منه‌الحدیث المرفوع: مَنْ بَنَی للّه مسجداً و لو كمَفْحَص قَطاة بَنی اللّه له بَیْتاً فی الجنة، و مَفْحَصُ القطاة: حیث تُفَرِّخ فیه من الأَرض. قال ابن الأَثیر: هو مَفْعَل من الفَحْص كالأُفْحُوصِ و جمعه مَفاحِصُ. و‌فی الحدیث: أَنه أَوْصَی أُمَراءَ جیش مُوتةَ: و ستَجِدونَ آخَرِینَ للشیطان فی رؤوسهم مَفاحِصُ فافْلِقُوها بالسیوف‌أَی أَن الشیطان قد اسْتَوْطَنَ رؤوسَهم فجعلها له مفَاحِصَ كما تَسْتَوْطِن القطا مفَاحِصَها، و هو من الاستعارات اللطیفة لأَن من كلامهم إِذا وصفوا إِنساناً بشدة الغَیّ و الانهماك فی الشر قالوا: قد فَرَّخ الشیطان فی رأْسه و عشَّشَ فی قلبه، فذهب بهذا القول ذلك المذهب. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: و سَتَجِدُ قوماً فَحصوا عن أَوساط رؤُوسهم الشعَرَ فاضْرِبْ ما فَحصوا عنه بالسیف، و فی الصحاح: كأَنهم حلَقُوا وسطها و تركوها مثلَ أَفاحِیص القطا. قال ابن سیدة: و قد یكون الأُفْحوص للنعام. و فَحص للخُبْزَةِ یَفْحَصُ فَحْصاً: عَمِلَ لها موضعاً فی النار، و اسم الموضع الأُفْحوص. و‌فی حدیث زواجِه بزینب و ولیمتِه: فُحِصَتِ الأَرضُ أَفاحِیصَ‌أَی حُفِرَت. و كلُّ موضعٍ فُحِصَ أُفْحُوصٌ و مَفْحَصٌ؛ فأَما قول كعب بن زهیر: و مَفْحَصُها عنها الحَصَی بِجِرانِها، و مَثْنَی نواجٍ، لم یَخُنْهُنَّ مَفْصِل فإِنما عنی بالمَفْحَص هاهنا الفحْصَ لا اسم الموضع لأَنه قد عدّاه إِلی الحصی، و اسمُ الموضع لا یتعدی. و فَحَص المطرُ الترابَ یَفْحَصُه: قَلَبه و نَحَّی بعضَه عن بعض فجعله كالأُفْحُوصِ. و المطرُ یَفْحَصُ الحصی إِذا اشتدَّ وقْعُ غَیْثِه فقَلَبَ الحَصَی و نحَّی بعضَه عن بعض. و‌فی حدیث قُسٍّ: و لا سمِعْتُ له فَحْصاً‌أَی وَقْعَ قدَمٍ و صوتَ مَشْیٍ. و‌فی حدیث كعب: إِن اللّه بارَكَ فی الشأْم و خَصَّ بالتقْدیس من فَحْصِ الأُرْدُنِّ إِلی رَفَحَ؛ الأُرْدُنُّ: النهر المعروف تحت طَبَرِیَّةَ، و فَحْصُه ما بُسِطَ منه و كُشِفَ من نواحیه، و رَفَحُ قریة معروفة هناك. و‌فی حدیث الشفاعة: فانطَلَقَ حتی أَتی الفَحْصَ‌أَی قُدَّامَ العرش؛ هكذا فسر فی الحدیث و لعله من الفَحْص البَسْط و الكَشْف. و فَحص الظَّبْیُ: عدَا عدْواً شدیداً، و الأَعْرَفُ مَحَصَ. و الفَحْصُ: ما استوی من
لسان العرب، ج‌7، ص: 64
الأَرض، و الجمع فُحُوص. و الفَحْصَةُ: النُّقْرَةُ التی تكون فی الذَّقَنِ و الخدَّینِ من بعض الناس. و یقال: بینهما فِحاصٌ أَی عَداوةٌ. و قد فاحَصَنی فلان فِحَاصاً: كأَنَّ كل واحد منهما یَفْحَصُ عن عیب صاحبه و عن سِرِّه. و فلان فَحِیصِی و مُفاحِصِی بمعنی واحد.

فرص؛ ج7، ص: 64

: الفُرْصةُ: النُّهْزَةُ و النَّوْبةُ، و السین لغة، و قد فَرَصَها فَرْصاً و افْتَرَصَها و تَفَرَّصها: أَصابَها، و قد افْتَرَصْتُ و انتَهَزْتُ. و أَفْرَصَتْكَ الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْكَ. و أَفْرَصَتْنی الفُرْصةُ أَی أَمكَنَتْنی، و افْتَرَصْتُها: اغتَنَمْتُها. ابن الأَعرابی: الفَرْصاءُ من النُّوقِ التی تقوم ناحیةً فإِذا خلا الحوضُ جاءَت فشربت؛ قال الأَزهری: أُخِذَت من الفُرْصة و هی النُّهْزَة. یقال: وجد فلان فُرْصةً أَی نهزة. و جاءت فُرْصَتُكَ من البئر أَی نَوْبَتُك. و انتَهَزَ فلانٌ الفُرْصةَ أَی اغتَنَمَها و فازَ بها. و الفُرْصةُ و الفِرْصةُ و الفَرِیصة؛ الأَخیرة عن یعقوب: النوبة تكون بین القوم یتناوَبُونها علی الماء. قال یعقوب: هی النوبة تكون بین القوم یَتَناوبونها علی الماء فی أَظمائهم مثل الخِمْس و الرِّبْع و السِّدْس و ما زاد من ذلك، و السین لغة؛ عن ابن الأَعرابی. الأَصمعی: یقال: إِذا جاءت فُرْصَتُكَ من البئر فأَدْل، و فُرْصَتُه: ساعتُه التی یُسْتَقَی فیها. و یقال: بنو فلان یَتَفَارَصُون بئرهم أَی یَتناوَبُونها. الأُموی: هی الفُرْصة و الرُّفْصة للنوبة تكون بین القوم یَتناوَبونها علی الماء. الجوهری: الفُرْصة الشِّرْبُ و النوبة. و الفَرِیصُ: الذی یُفارِصُك فی الشِّرْب و النوبة. و فُرْصةُ الفرس: سَجِیَّتُهُ و سَبْقُه و قوّته؛ قال: یَكسُو الضّوَی كل وَقَاحٍ منْكبِ، أَسْمَرَ فی صُمِّ العَجایا مُكْرَبِ، باقٍ علی فُرْصَتِه مُدَرَّبِ و افْتُرِصَتِ الوَرَقةُ: أُرْعِدَت. و الفَرِیصةُ: لحمة عند نُغْضِ الكتف فی وسط الجنب عند مَنْبِض القَلْب، و هما فَرِیصَتان تَرْتَعِدان عند الفزع. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، قال: إِنی لأَكْرَه أَن أَرَی الرجلَ ثائراً فَرِیصُ رَقَبَتِه قائماً علی مُرَیَّتِه «5» یَضْرِبُها؛ قال أَبو عبید: الفَرِیصةُ المُضْغةُ القلیلة تكون فی الجنب تُرْعَد من الدابة إِذا فَزِعَت، و جمعها فَرِیصٌ بغیر أَلف، و قال أَیضاً: هی اللحمة التی بین الجَنْب و الكتف التی لا تزال تُرْعَد من الدابة، و قیل: جمعها فَرِیصٌ و فَرائِصُ، قال الأَزهری: و أَحْسَبُ الذی فی الحدیث غیرَ هذا و إِنما أَراد عَصَبَ الرقبة و عُروقَها لأَنها هی التی تَثُور عند الغضب، و قیل: أَراد شعَرَ الفَرِیصة، كما یقال: فلان ثائرُ الرأْس أَی ثائرُ شعر الرأْس، فاستعارَها للرقبة و إِن لم یكن لها فَرائصُ لأَن الغَضب یُثِیرُ عُروقَها. و الفَرِیصةُ: اللحمُ الذی بین الكتف و الصدر؛ و منه‌الحدیث: فجی‌ءَ بهما تُرْعَدُ فرائِصُهما‌أی تَرْجُفُ. و الفَرِیصةُ: المُضْغَةُ التی بین الثدی و مَرْجِع الكتف من الرجل و الدابة، و قیل: الفَرِیصة أَصلُ مرجع المرفقین. و فَرَصَه یَفْرِصُه فَرْصاً: أَصابَ فَرِیصَته، و فُرِصَ فَرَصاً و فُرِصَ فَرْصاً: شكا فَرِیصَتَه. التهذیب: و فُرُوصُ الرقبة و فَرِیسُها عروقها.
(5). قوله [مریته] تصغیر المرأة استضعاف لها و استصغار لیری أن الباطش بها فی ضعفها مذموم لئیم. أ. ه. من هامش النهایة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 65
الجوهری: و فَرِیصُ العنُقِ أَوداجُها، الواحدة فَرِیصة؛ عن أَبی عبید؛ تقول منه: فَرَصْته أَی أَصبت فَرِیصَته، قال: و هو مقتلٌ. غیره: و فَرِیصُ الرقبة فی الحدَبِ عروقُها. و الفَرْصةُ: الریح التی یكون منها الحدَبُ، و السین فیه لغة. و‌فی حدیث قیلة: أَن جُوَیرِیة لها كانت قد أَخَذَتْها الفَرْصةُ.قال أَبو عبید: العامة تقول لها الفَرْسةُ، بالسین، و المسموع من العرب بالصاد، و هی ریحُ الحدَبة. و الفَرْسُ، بالسین: الكسرُ. و الفَرْصُ: الشّقُّ. و الفَرْصُ: القطعُ. و فَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً: قطَعَه. و المِفْرَصُ و المِفْراصُ: الحدیدةُ العریضةُ التی یقطع بها، و قیل: التی یُقعطَع بها الفضةُ؛ قال الأَعشی: و أَدْفَعُ عن أَعراضِكم، و أُعِیرُكمْ لِساناً، كمِفْراصِ الخَفاجیِّ، مِلْحَبا و‌فی الحدیث: رفَعَ اللّهُ الحَرَجَ إِلا مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِماً ظُلْماً.قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ بالفاء و الصاد المهملة من الفَرْصِ القَطْع أَو من الفُرْصَةِ النُّهْزَة، یقال: افْتَرَصَها انتَهَزَها؛ أَراد إِلا مَنْ تمكَّنَ من عِرْضِ مسْلمٍ ظُلْماً بالغِیبَة و الوَقِیعة. و یقال: افْرِصْ نَعْلَكَ أَی اخْرِقْ فی أُذُنِها للشِّرَاك. اللیث: الفَرْصُ شَقُّ الجلد بحدیدة عریضة الطَّرَف تَفْرِصُه بها فَرْصاً كما یَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَی النعل عند عقبهما بالمِفْرَص لیجعل فیهما الشِّراك؛ و أَنشد: جَوادٌ حِینَ یَفْرِصُه الفَرِیصُ یعنی حین یشُقُّ جلده العرَقُ. و تَفْرِیصُ أَسْفل نَعْلِ القِرابِ: تَنْقِیشُه بطرف الحدید. یقال: فَرَّصْت النعلَ أَی خرَقْت أُذنیها للشراك. و الفِرْصةُ و الفَرْصة و الفُرْصَة؛ الأَخیرتان عن كراع: القطعةُ من الصوف أَو القطن، و قیل: هی قطعة قطن أَو خرقة تَتَمسَّح بها المرأَة من الحیض. و‌فی الحدیث: أَنه قال للأَنصاریة یصف لها الاغتسال من المحیض: خُذِی فِرْصةً مُمَسَّكةً فتطهَّری بها‌أَی تتبَّعی بها أَثر الدم، و قال كراع: هی الفَرْصة، بالفتح، الأَصمعی: الفِرْصةُ القطعة من الصوف أَو القطن أَو غیره أُخِذَ من فَرَصْت الشی‌ءَ أَی قطعته، و‌فی روایة: خُذِی فِرْصةً من مِسْك، و الفِرْصة القطعة من المسك؛ عن الفارسی حكاه فی البَصْرِیّات له؛ قال ابن الأَثیر: الفِرْصة، بكسر الفاء، قطعة من صوف أَو قطن أَو خرقة. یقال: فَرَصت الشی‌ء إِذا قطعته، و المُمَسّكَة: المُطَیّبَة بالمسك یُتْبَعُ بها أَثر الدم فیحصل منه الطیب و التنشیف. قال: و قوله من مِسْك، ظاهره أَن الفِرْصة منه، و علیه المذهب و قولُ الفقهاء. و حكی أَبو داود فی روایة عن بعضهم: قَرْصةً، بالقاف، أَی شیئاً یسیراً مثل القَرْصة بطرف الأُصبعین. و حكی بعضهم عن ابن قتیبة قَرْضةً، بالقاف و الضاد المعجمة، أَی قطعة من القَرْض القطع. و الفَرِیصةُ: أُمّ سُوَید. و فِرَاصٌ: أَبو قبیلة. ابن بری: الفِراصُ هو الأَحمر؛ قال أَبو النجم.و لا بِذَاكَ الأَحْمرِ الفِرَاصِ

فرفص؛ ج7، ص: 65

: الفِرْفاصُ: الفحلُ الشدیدُ الأَخذِ. و قال اللحیانی: قال الخُسُّ لِبِنتِه: إِنی أُرید أَن لا أُرسِلَ فی إِبلی إِلا فحلًا واحداً، قالت: لا یُجْزِئُها إِلا رَباعٌ فِرْفاصٌ أَو بازِلٌ خُجَأَةٌ؛ الفِرْفاصُ: الذی لا یزال قاعیاً
لسان العرب، ج‌7، ص: 66
علی كل ناقة. و فُرافِصٌ و فُرَافِصة: من أَسماء الأَسد. و فُرافِصة: الأَسد، و به سمی الرجل فُرافِصة. ابن شمیل: الفُرَافِصةُ: الصغیرُ من الرجال. و رجل فُرافِصٌ و فُرافِصةٌ: شدید ضخم شجاع. و فَرافِصةُ: اسم رجل. و الفَرافِصةُ: أَبو نائلةَ امرأَةِ عثمان، رضی اللّه عنه، لیس فی العرب من تَسَمَّی بالفَرافِصة بالأَلف و اللام غیره. قال ابن بری: حكی القالی عن ابن الأَنباری عن أَبیه عن شیوخِه قال: كل ما فی العرب فُرافِصةُ، بضم الفاء، إِلا فَرَافِصةَ أَبا نائلة امرأَة عثمان، رحمه اللّه، بفتح الفاء لا غیر.

فصص؛ ج7، ص: 66

: فَصُّ الأَمرِ: أَصلُه و حقیقتُه. و فَصُّ الشی‌ءِ: حقیقتُه و كُنْهُه، و الكُنْهُ: جوهرُ الشی‌ء، و الكُنْهُ: نهایة الشی‌ء و حقیقتُه. یقال: أَنا آتیكَ بالأَمر من فَصِّه یعنی من مخرجه الذی قد خرج منه؛ قال الشاعر: و كم من فتی شاخِص عَقْلُه، و قد تَعْجَبُ العینُ من شَخْصِه و رُبّ امْرِئٍ تَزْدَرِیه العُیون، و یَأْتِیكَ بالأَمر من فَصِّه و یروی: و رُبّ امرئٍ خِلْتَهُ مائِقاً و یروی: و آخَرَ تحسَبه جاهلا و فصُّ الأَمرِ: مَفْصِلُه. و فَصُّ العینِ: حَدَقَتُها. و فصُّ الماء: حَبَبُه. و فَصُّ الخمرِ: ما یُری منها. و الفَصُّ: المَفْصِل، و الجمع من كل ذلك أَفُصٌّ و فُصوص، و قیل: المَفاصِلُ كلها فُصوص، واحدها فَصّ إِلا الأَصابع فإِن ذلك لا یقال لمفاصلها. أَبو زید: الفُصوصُ المفاصل فی العظام كلها إِلا الأَصابع. قال شمر: خولف أَبو زید فی الفصوص فقیل إِنها البَراجِم و السُّلامَیات. ابن شمیل فی كتاب الخیل: الفصوص من الفَرس مفاصلُ ركبتیه و أَرساغه و فیها السلامَیات و هی عظامُ الرُّسْغَیْن؛ و أَنشد غیره فی صفة الفحل من الإِبل: قَرِیعُ هِجَانٍ لم تُعَذَّبْ فُصوصُه بقیدٍ، و لم یُرْكَبْ صغیراً فیُجْدَعا ابن السكیت فی باب ما جاء بالفتح: یقال فَصُّ الخاتَم، و هو یأْتیك بالأَمر من فَصِّه یُفَصِّلُه لك. و كل مُلْتَقَی عظمین، فهو فَصٌّ. و یقال للفرس: إِن فُصُوصَه لَظِماء أَی لیست برَهِلة كثیرة اللحم، و الكلام فی هذه الأَحرف الفتح. اللیث: الفَصُّ السِّنُّ من أَسْنان الثُّوم، و الفَصافِصُ واحدتُها فِصْفِصَةٌ. و فَصُّ الخاتم و فِصُّه، بالفتح و الكسر: المُرَكَّبُ فیه، و العامة تقول فِصّ، بالكسر، و جمعه أَفُصٌّ و فُصوصٌ و فِصاصٌ و الفَصُّ المصدر، و الفِصُّ الاسم. و فَصَّ الجُرْحُ یَفِصُّ فَصیصاً، لغة فی فزّ: سال، و قیل: سالَ منه شی‌ءٌ و لیس بكثیر. قال الأَصمعی: إِذا أَصابَ الإِنسانَ جرحٌ فجعل یَسِیل و یَنْدَی قیل: فَصَّ یَفِصُّ فَصِیصاً، و فَزَّ یَفِزُّ فَزِیزاً. و فَصَّ العَرَقُ: رشَح. و فَصُّ الجندبِ و فَصِیصُه: صوتُه. و الفَصِیص: الصوت؛ و أَنشد شمر قول إمرئ القیس: یُغالِینَ فیه الجَزْءَ، لو لا هَواجِرٌ جَنادِبُها صَرعَی، لهنَّ فَصِیصُ یُغالِین: یُطاوِلْنَ، یقال: غالیت فلاناً أَی طاوَلْته.
لسان العرب، ج‌7، ص: 67
و قوله … لهن فَصِیص أَی صوت ضعیف مثل الصفیر؛ یقول: یُطاوِلْنَ الجزء لو قدرن علیه و لكن الحَرّ یُعْجِلُهن. اللیث: فصُّ العین حدقتُها؛ و أَنشد: بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاً أَزْرقا ابن الأَعرابی: فَصْفَصَ إِذا أَتَی بالخَبرِ حَقّاً. و انفَصَّ الشی‌ءُ من الشی‌ءِ و انْفَصَی: انفصل. قال أَبو تراب: قال حترش فَصَصْت كذا من كذا و افْتَصَصْته أَی فصلته و انتزعته، و انْفَصَّ منه أَی انفصل منه، و افْتَصَصْتُه افْتَرَزْته. الفراء: أَفْصَصْت إِلیه من حَقِّه شیئاً أَی أَخْرَجْت، و ما اسْتَفَصَّ منه شیئاً أَی ما استخرج، و أَفصَّ إِلیه من حقه شیئاً أَعطاه، و ما فَصَّ فی یدیه منه شی‌ء یَفِصُّ فَصّاً أَی ما حصل. و یقال: ما فَصَّ فی یدی شی‌ء أَی ما بَرَدَ؛ قال الشاعر: لأُمِّكَ وَیْلةٌ، و علیكَ أُخری، فلا شاةٌ تَفِصُّ و لا بَعِیرُ و الفَصِیصُ: التحرُّكُ و الالتواء. و الفِصْفِصُ و الفِصْفِصةُ، بالكسر: الرَّطْبة، و قیل: هی القَتُّ، و قیل: هی رَطْبُ القَتِّ؛ قال الأَعشی: أَ لم ترَ أَنَّ الأَرض أَصْبحَ بَطْنُها نَخِیلًا و زَرْعاً نابتاً و فَصافِصَا؟ و قال أَوس: و قارَفَتْ، و هی لم تَجْرَبْ، و باعَ لها من الفَصافِصِ بالنُّمِّیِّ سِفْسِیرُ و أَصلها بالفارسیة إِسْفَسْت. و النُّمِّیّ: الفُلوس، و نسب الجوهری هذا البیت للنابغة، و قال یصف فرساً. و فَصْفَصَ دابتَه: أَطْعَمَها إِیّاها. و‌فی الحدیث: لیس فی الفَصافِص صدَقةٌ، جمع فِصْفِصة، و هی الرَّطْبة من علَفِ الدوابّ، و یُسمی القَتّ، فإذا جفَّ فهو قَضْبٌ، و یقال فِسْفِسة، بالسین.

فعص؛ ج7، ص: 67

: الفَعْصُ: الانفراجُ. و انْفَعَص الشی‌ء: انْفَتَق. و انفَعَصْت عن الكلام: انفرجت، و اللّه أَعلم.

فقص؛ ج7، ص: 67

: فَقَصَ البیضةَ و كلَّ شی‌ءٍ أَجوفَ یَفْقِصُها فَقْصاً و فَقَّصَها: كسرها، و فَقَسَها یَفْقِسُها: معناه فضَخَها، و تَفَقَّصَت عن الفَرْخ. و الفقُّوصةُ: البِطِّیخةُ قبل أَن تَنْضَج، و انْفَقَصَت البیضةُ. و‌فی حدیث الحُدَیبیة: و فَقَصَ البیضةَ‌أَی كسرها، و بالسین أَیضاً.

فلص؛ ج7، ص: 67

: الانْفِلاصُ: التفلُّتُ من الكَفِّ و نحوه. و انْفَلَصَ منی الأَمرُ و انْمَلَصَ إِذا أَفْلَت، و قد فَلَّصْته و ملَّصْته، و قد تَفَلَّص الرِّشاءُ من یدی و تَملَّصَ بمعنی واحد.

فوص؛ ج7، ص: 67

: التَّفاوُصُ: الكلامُ، و قیل: إِنما أَصله التَّفایُصُ فقَلَبَتْها الضمةُ، و هو مذكور فی فیص أَیضاً. و فی الصحاح: المُفاوَصةُ فی الحدیث البیان. یقال: ما أَفاصَ بكلمة، قال یعقوب: أَی ما تخَلَّصَها و لا أَبانَها.

فیص؛ ج7، ص: 67

: ابن الأَعرابی: الفَیْصُ بیانُ الكلام. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: كان یقولُ فی مرضِه: الصلاةَ و ما ملكتْ أَیمانُكم، فجعل یتكلم و ما یُفِیصُ بها لِسانُه أَی ما یُبِینُ. و فلانٌ ذو إِفاصة إِذا تكلَّم أَی ذو بیان. و قال اللیث: الفَیْصُ من المُفاوَصة و بعضهم یقول مُفَایصة. و فاصَ لِسانُه بالكلام یَفِیص و أَفاصَه أَبانَه. و التفاوُصُ: التكالمُ منه انقلبت واواً للضمة، و هو نادر، و قیاسه الصحة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 68
و أَفاصَ الضَّبُّ عن یده: انفرجت أَصابعُه عنه فخَلَص. اللیث: یقال قَبَضْت علی ذنب الضَّبِّ فأَفاصَ من یَدِی حتی خلَص ذَنبه و هو حین تنفرج أَصابعُك عن مقْبِض ذنبه، و هو التفاوُص. و قال أَبو الهیثم: یقال قبضت علیه فلم یَفِصْ و لم یَنْزُ و لم یَنُصْ بمعنی واحد. قال: و یقال و اللّه ما فِصْت كما یقال: و اللّه ما بَرِحْت؛ قال ابن بری: و یقال فی معناه اسْتفاصَ؛ قال الأَعشی: و قد أَعْلَقَتْ حَلَقات الشَّباب، فأَنَّی لِیَ الیومَ أَن أَسْتَفِیصا؟ قال الأَصمعی: قولهم ما عنه مَحِیصٌ و لا مَفِیصٌ أَی ما عنه مَحِیدٌ. و ما استطعت أَن أَفِیصَ منه أَی أَحِیدَ؛ و قول إمرئِ القیس: مَنابِتُه مِثْل السَّدوسِ، و لَوْنُه كشَوْكِ السَّیال، فهو عَذْبٌ یَفِیص قال الأَصمعی: ما أَدْرِی ما یَفِیص، و قال غیره: هو من قولهم فاصَ فی الأَرض أَی قَطَر و ذَهَب. قال ابن بری: و قیل یفیص یَبْرُق، و قیل یتكلم، یقال: فاصَ لِسانُه بالكلام و أَفاصَ الكلامَ أَبانَه، فیكون یَفِیصُ علی هذا حالًا أَی هو عَذْبٌ فی حال كلامه. و یقال: ما فِصْتُ أَی ما بَرِحْت، و ما فِصْتُ أَفعل أَی ما بَرِحْت، و ما لكَ عن ذلك مَفِیصٌ أَی مَعْدِلٌ؛ عن ابن الأَعرابی.

فصل القاف؛ ج7، ص: 68

قبص؛ ج7، ص: 68

: القَبْصُ: التناوُلُ بالأَصابع بأَطْرافِها. قَبَصَ یَقْبِصُ قَبْصاً: تناوَلَ بأَطراف الأَصابع، و هو دون القَبْضِ. و قرأَ الحسن: فقَبَصْت قُبْصةً من أَثَر الرسول، و قیل: هو اسم الفعل، و قراءَة العامة: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً. الفراء: القَبْضةُ بالكفِّ كلها، و القَبْصة بأَطراف الأَصابع، و القُبْصَة و القَبْصةُ: اسم ما تَناوَلْتَه بعینه، و القَبِیصةُ: ما تناوَلْته بأَطراف أَصابعك، و القَبْصةُ من الطعام: ما حَمَلَتْ كَفَّاك. و‌فی الحدیث: أَنه دَعَا بتَمْرٍ فجعل بِلالٌ یجی‌ءُ به قُبَصاً قُبَصاً؛ هی جمع قُبْصةٍ، و هی ما قُبِصَ كالغُرْفةِ لما غُرِفَ. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله تعالی: وَ آتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصٰادِهِ، یعنی القُبَصَ التی تُعْطَی الفُقراءَ عند الحصاد.ابن الأَثیر: هكذا ذكر الزمخشری حدیثَ بلال و مجاهد فی الصاد المهملة و ذكرهما غیره فی الضاد المعجمة، قال: و كلاهما جائزان و إِن اختلفا؛ و منه‌حدیث أَبی بردة: انْطَلَقْتُ مع أَبی بكر ففَتَح باباً فجعل یَقْبِصُ لی من زَبِیب الطائف.و القَبِیصُ و القَبِیصةُ: الترابُ المجموع. و قِبْصُ النملِ و قَبْصُه: مُجْتَمعُه. اللیث: القِبْصُ مُجْتَمَعُ النمل الكبیر الكثیر. یقال: إِنهم لَفِی قِبْصِ الحصی أَی فی كثرتها لا یُسْتطاع عَدُّه من كثرته. و القِبْصُ و القَبْصُ: العدَد الكثیر، و فی الصحاح: العددُ الكثیر من الناس. و‌فی الحدیث: فتخرج علیهم قَوَابِص‌أَی طوائف و جماعات، واحدَتُها قابِصةٌ؛ قال الكمیت: لكم مَسْجِدا اللّه المزُوران، و الحصی لكم قِبْصُه من بین أَثْرَی و أَقْتَرا أَی من بین مُثْر و مُقِلٍّ، و‌فی الحدیث: أَن عمر، رضی اللّه عنه، أَتی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و عنده قِبْصٌ من الناس؛ أَبو عبیدة: هو العدد الكثیر، و هو فِعْلٌ بمعنی مفعول، من القَبْص. یقال: إِنهم
لسان العرب، ج‌7، ص: 69
لفی قِبص الحصی. و القَبَصُ: الخِفَّةُ و النشاط؛ عن أَبی عمرو. و قد قَبِصَ الرجلُ، فهو قَبِصٌ. و القَبْصُ و القِبِصَّی: عَدْوٌ شدیدٌ، و قیل: عَدْوٌ كأَنه یَنْزُو فیه، و قد قَبَصَ یَقْبِصُ؛ قال الأَزهری فی ترجمة قبض: و تَعْدُو القِبِضَّی قبل عَیْرٍ و ما جَرَی، و لم تَدْرِ ما بالِی، و لم أَدْرِ ما لها قال: و القِبِضَّی و القِمِصَّی ضرب من العَدْوِ فیه نَزْوٌ. و قال غیره: قَبَصَ، بالصاد المهملة، یَقْبِصُ إِذا نزَا، فهما لغتان، قال: و أَحسب بیت الشماخ یروی: و تَعْدُو القِبِصَّی …، بالصاد المهملة؛ و قال ابن بری: أَبو عمرو یَرْوِیه القِبِضَّی، بالضاد المعجمة، مأْخوذ من القَباضة و هی السُّرعة، و وجه الأَول أَنه مأْخوذ من القَبَص و هو النشاط، و رواه المُهَلَّبیُّ القِمِصَّی و جعله من القِماصِ. و‌فی حدیث الإِسراء و البُراقِ: فعَمِلَت بأُذُنَیها و قَبَصَت‌أَی أَسرعت. و‌فی حدیث المعتدّة للوفاة: ثم تُؤْتی بدابةٍ شاةٍ أَو طیرٍ فتَقْبِصُ به؛ قال ابن الأَثیر: قال الأَزهری رواه الشافعی بالقاف و الباء الموحدة و الصاد المهملة، أَی تعدُو مسرعة نحوَ مَنْزِل أَبَوَیْها لأَنها كالمُسْتَحْیِیَةِ من قُبْحِ مَنْظَرِها؛ قال ابن الأَثیر: و المشهور فی الروایة بالفاء و التاء المثناة و الضاد المعجمة. التهذیب: یقال قَبَصَ الفرسُ یَقْبِصُ إِذا نزا؛ قال الشاعر یصف ركاباً: فیَقْبِصْنَ من سادٍ و عادٍ و واخدٍ، كما انْصاعَ بالسِّیِّ النعامُ النوافرُ و القَبُوصُ من الخیل الذی إِذا رَكَض لم یَمَسَّ الأَرض إِلا أَطرافُ سَنابِكه من قُدُم؛ قال الشاعر: سَلِیم الرَّجْع طَهْطاه قَبُوص و قیل: هو الوَثِیقُ الخَلْق. و القَبْصُ و القَبَصُ: وجَعٌ یُصِیبُ الكبد عن أَكل التمر علی الریق و شُرْب الماء علیه؛ قال الراجز: أَ رُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحافَ و القَبَصْ، جلودُهم أَلْیَنُ من مَسِّ القُمُصْ و یروی الحُجاف، تقول منه: قَبِصَ الرجلُ، بالكسر. و‌فی حدیث أَسماء قالت: رأَیت رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی المنام فسأَلنی: كیف بَنُوكِ؟ قلتُ: یُقْبَصُون قَبْصاً شدیداً، فأَعطانی حَبّة سوداء كالشُّونِیز شِفاء لهم، و قال: أَما السامُ فلا أَشْفی منه، یُقْبَصُون أَی یُجْمع بعضهم إِلی بعض من شدة الحُمّی. و الأَقْبَصُ من الرجال: العظیمُ الرأْس، قَبِصَ قَبَصاً. و القَبَصُ: مصدر قولك هامةٌ قَبْصاءُ عظیمةٌ ضخمة مرتفعة؛ قال الراجز: بهامةٍ قَبْصاءَ كالمِهْراسِ و القَبَصُ فی الرأْس: ارتفاعٌ فیه و عِظَم؛ قال الشاعر: قَبْصاء لم تُفْطَحْ و لم تُكَتّل یعنی الهامة. و‌فی الحدیث: من حینَ قَبِصَ‌أَی شَبَّ و ارتفع. و القَبَصُ: ارتفاعٌ فی الرأْس و عِظَمٌ. و القَبْصةُ: الجرادةُ الكبیرة؛ عن كراع. و المِقْبَصُ: المِقْوَسُ و هو الحَبْل الذی یُمدّ بین أَیدی الخیل فی الحَلْبة إِذا سوبق بینها؛ و منه
لسان العرب، ج‌7، ص: 70
قولهم: أَخَذْتُ فلاناً علی المقْبَص و قَبِیصةُ: اسم رجل و هو إِیاس بن قَبِیصة الطائی.

قرص؛ ج7، ص: 70

: القَرْص بالأُصبعین، و قیل: القَرْص التَّجْمِیشُ و الغَمْز بالأُصبع حتی تُؤْلمه، قرَصَه یَقْرُصه، بالضم، قَرْصاً. و قَرْصُ البراغیثِ: لَسْعُها. و یقال مثلًا: قَرَصَه بلسانه. و القارِصةُ: الكلمةُ المؤْذیة؛ قال الفرزدق: قوارِصُ تَأْتِینی و تَحْتَقِرونَها، و قد یَمْلأُ القَطْرُ الإِناءَ فَیُفْعَم و قال اللیث: القَرْصُ باللسان و الأُصبع. یقال: لا یزال تَقْرُصُنی منه قارِصةٌ أَی كلمة مؤذیة. قال: و القَرْص بالأَصابع قَبْضٌ علی الجلد بأُصبعین حتی یُؤلَم. و‌فی حدیث علیّ: أَنه قَضی فی القارِصة و القامِصَة و الواقِصَة بالدِّیَة أَثلاثاً؛ هن ثلاثُ جوارٍ كُنّ یلْعَبْن فتراكَبْنَ، فقَرَصَت السُّفْلی الوُسْطی فقَمَصَت، فسَقَطت العُلْیا فوَقَصَت عُنُقَها، فجعلَ ثلثی الدیة علی الثِّنْثَیْن و أَسْقَطَ ثُلُثَ العُلْیا لأَنها أَعانَت علی نفسِها؛ جعل الزمخشری هذا الحدیث مرفوعاً و هو من كلام علی. القارِصةُ: اسمُ فاعلة من القَرْص بالأَصابع. و شراب قارِصٌ: یَحْذی اللسانَ، قَرَصَ یَقْرُص قَرْصاً. و القارِصُ: الحامِض من أَلْبان الإِبل خاصة. و القُمارِصُ: كالقارِص مثاله فُماعِلٌ، هذا فیمن جعل المیم زائدة و قد جعلها بعضهم أَصلًا و هو مذكور فی موضعه، و قیل: القارصُ اللبن الذی یَحْذی اللسان فأَطلق و لم یخصص الإِبل. و فی المثل: عَدا القارصُ فحَزَر أَی جاوَزَ الحدَّ إِلی أَن حَمِضَ یعنی تفاقَم الأَمْرُ و اشتدَّ. و قال الأَصمعی وحده: إِذا حذی اللبنُ اللسانَ فهو قارِصٌ؛ و أَنشد الأَزهری لبعض العرب: یا رُبّ شاةٍ شاصِ فی رَبْرَبٍ خِماصِ، یأْكلْن من قُرَّاصِ و حَمَصِیصٍ آصِ، كفِلَق الرَّصاصِ، یَنْظُرن من خَصاصِ بأَعْیُنٍ شَواصِ، یَنْطَحْنَ بالصَّیاصی، عارَضَها قَنَّاصُ «6» بأَكْلُبٍ مِلاصِ آصِ: متصل مثل واص. شاص: مُنْتصبٍ. و المَقارِصُ: الأَوْعیة التی یُقَرَّصُ فیها اللبن، الواحدة مِقْرَصة؛ قال القتّال الكلابی: و أَنتم أُناسٌ تُعْجِبُونَ بِرأْیكمْ، إِذا جَعَلَتْ ما فی المَقارِص تَهْدِرُ و‌فی حدیث ابن عمیر: لَقارِصٌ قُمارِصٌ یقطرُ منه البول؛ القُمارص: الشدید القَرْص، بزیادة المیم؛ أَراد اللبنَ الذی یَقْرُص اللسان من حُموضتِه، و القُمارِص تأْكیدٌ له، و المیم زائدة؛ و منه رجز ابن الأَكوع: لكن غَذاها اللبنُ الخَرِیفُ المَخْضُ و القارِصُ و الصَّرِیفُ قال الخطابی: القُمارِصُ إِتباع و إِشباع؛ أَراد لبناً شدیدَ الحموضة یُقْطِر بَوْلَ شارِبِه لشدة حموضته.
(6). فی هذا الشطر إقواء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 71
و المُقَرَّصُ: المُقَطَّع المأْخوذ بین شیئین، و قد قَرَصَه و قَرّصَه. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة سأَلَته عن دم الحیضُ یُصِیبُ الثوب، فقال: قَرِّصِیه بالماء‌أَی قَطِّعِیه به، و‌یروی: اقْرُصِیه‌بماء أَی اغسلیه بأَطراف أَصابعك، و‌فی حدیث آخر: حُتِّیه بضِلَعٍ و اقْرُصیه بماء و سدر؛ القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطراف الأَصابع و الأَظفارِ مع صب الماء علیه حتی یذهب أَثره، و التقْرِیصُ مثله. قال: قَرَصْتُه و قَرّصْتُه و هو أَبلغ فی غَسْل الدم من غسله بجمیع الید. و القُرْص: من الخبز و ما أَشبهه. و یقال للمرأَة: قَرِّصی العجین أَی سویه قِرَصة. و قَرَّصَ العجین: قطعه لیبسطه قُرْصَةً قُرْصَة، و التشدید للتكثیر. و قد یقولون للصغیرة جدّاً: قُرْصة واحدة، قال: و التذكیر أَكثر، قال: و كلما أَخذت شیئاً بین شیئین أَو قطعته، فقد قَرَّصْته، و القُرْصةُ و القُرْصُ: القطعة منه، و الجمع أَقْراصٌ و قِرَصةٌ و قِراصٌ. و قَرَصَت المرأَة العَجینَ تَقْرصُهُ قَرْصاً و قَرّصَته تَقْریصاً أَی قَطّعَتْه قُرْصَة قُرْصة. و‌فی الحدیث: فأُتِیَ بثلاثَة قِرَصَة مِنْ شَعِیر؛ القِرصَةُ، بوزن العِنَبة: جمع قُرْصٍ و هو الرغیف كجُحْر و جِحَرة. و قُرْصُ الشمس: عَیْنُها و تسمی عینُ الشمس قُرْصةً عند غیبوبتها. و القُرص: عین الشمس علی التشبیه، و قد تسمی به عامةُ الشمس. و أَحمرُ قُرّاصٌ أَی أَحمر غلیظ؛ عن كراع. و القُرّاصُ: نبت ینبت فی السُّهولة و القِیعان و الأَوْدیة و الجَدَدِ و زهرهُ أَصفرُ و هو حارٌّ حامض، یَقْرُص إِذا أُكِل منه شی‌ء، واحدتُه قُرّاصةٌ. و قال أَبو حنیفة: القُرّاص ینبت نباتَ الجِرْجِیر یطُول و یَسْمُو، و له زهر أَصفر تَجْرُسُه النَّخْلُ، و له حرارة كحرارة الجِرْجِیر و حبٌّ صغار أَحمر و السوامُّ تحبُّه، و قد قیل: إِن القُرّاصَ البابونَج و هو نَور الأُقْحُوان إِذا یَبِس، واحدتُها قُرّاصة. و المَقارِصُ: أَرضون تُنْبِتُ القُرّاصَ. و حَلْیٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصّعٌ بالجوهر. و القَرِیصٌ: ضرب من الأُدْم. و قُرْصٌ: موضع؛ قال عبید بن الأَبرص: ثم عُجْناهُنّ خُوصاً كالقطا القارِبات الماء من أَیْنِ الكَلال نحوَ قُرْصٍ، ثم جالت جَوْلَة الخیلِ قُبّاً، عن یَمینٍ و شِمَال أَضاف الأَیْنَ إِلی الكَلال و إِن تقارب معناهما، لأَنه أَراد بالأَیْنِ الفُتور و بالكَلال الإِعْیاءَ.

قرفص؛ ج7، ص: 71

: القَرْفَصةُ: شَدُّ الیدین تحت الرجلین، و قد قَرْفَص قَرْفَصةً و قِرْفاصاً. و قَرْفَصْتَ الرجل إِذا شَدَدْته؛ القَرْفَصةُ: أَن تَجْمَع الإِنسان و تشُدَّ یدیه و رجلیه؛ قال الشاعر: ظَلَّتْ علیه عُقابُ الموتِ ساقِطةً، قد قَرْفَصَتْ رُوحَه تلك المَخالِیبُ و القَرافِصةُ: اللُّصوصُ المتجاهِرُون یُقَرْفِصُون الناس، سُمُّوا قَرافِصةً لشدّهم یدَ الأَسِیر تحت رجلیه. و قَرْفَصَ الشی‌ءَ: جمعه. و جلس القِرْفِصا و القَرْفَصَا و القُرْفُصَا: و هو أَن یَجْلِسَ علی أَلْیَتَیْه و یُلزِقَ فخذیه ببطنه و یَحْتَبی بیدیه، و زاد ابن جنی: القُرْفُصاء و قال هو علی الإِتباع. و القُرْفُصاءُ: ضرْبٌ من القعودِ یُمَدّ
لسان العرب، ج‌7، ص: 72
و یُقْصَر، فإِذا قلت قعد فلان القُرْفُصاء فكأَنك قلت قَعَد قُعوداً مخصوصاً، و هو أَن یجلس علی أَلْیَتَیه و یُلْصِقَ فخذیه ببطنه و یَحْتَبی بیدیه یضعهُما علی ساقَیه كما یحتبی بالثوب، تكون یداه مكان الثوب؛ عن أَبی عبید. و قال أَبو المهدی: هو أَن یجلس علی ركبتیه مُنْكبّاً و یُلْصِقَ بطنَه بفخذیه و یتأَبط كَفّیه، و هی جلْسة الأَعراب؛ و أَنشد: لو امْتَخَطْتَ وَبَراً و ضَبّا، و لم تَنَلْ غیرَ الجمالِ كَسْبا، و لو نَكَحْتَ جُرْهُماً و كَلْبا، و قَیسَ عَیْلانَ الكِرامَ الغُلْبا، ثم جلَسْتَ القُرفُصا مُنْكبّا، تَحْكی أَعارِیبَ فلاةٍ هُلْبا، ثم اتخَذْتَ اللاتَ فینا رَبّا، ما كنتَ إِلا نَبَطِیّاً قَلْبا و‌فی حدیث قَیْلة: أَنها وَفَدَتْ علی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فرأَته و هو جالسٌ القُرْفُصاءَ؛ قال أَبو عبید: القُرْفُصاءُ جِلْسةُ المحتبی إِلا أَنه لا یَحْتبی بثوب و لكنه یجعل یدیه مكان الثوب علی ساقیه. و قال الفراء: جلس فلان القُرْفُصاء، ممدود مضموم. و قال بعضهم: القِرْفِصَا، مكسور الأَول مقصور. قال ابن الأَعرابی: قعد القُرْفُصا، و هو أَن یقعد علی رجلیه و یجمع ركبتیه و یقبض یدیه إِلی صدره.

قرمص؛ ج7، ص: 72

: القُرْمُوص و القِرْماصُ: حفرة یستدفئ فیها الإِنسان الصَّردُ من البَرْدِ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: أَلِفَ الحَمامةُ مَدْخَلَ القِرْماصِ و الجمع القرامِیص؛ قال: جاءَ الشِّتاء و لمّا أَتخِذْ رَبَضاً، یا ویْحَ كَفَّیّ من حَفْرِ القَرامِیص و قَرْمَصَ و تَقَرْمَصَ: دخل فیها و تَقَبَّض، و قَرْمَصَها و تقَرْمَصَها: عمِلَها؛ قال: فاعمِدْ إِلی أَهل الوَقِیر، فإِنما یَخْشَی أَذاك مُقَرْمِصُ الزَّرْبِ «1» و القُرْمُوص: حفرةُ الصائد. قال الأَزهری: كنت بالبادیة فهبّت ریح غربیة فرأَیت مَنْ لا كِنَّ لهم من خَدَمِهم یحتفرون حُفَراً و یتقَبّضون فیها و یُلْقُون أَهْدامَهم فوقهم یَرُدُّون بذلك بَرْدَ الشَّمال عنهم، و یسمون تلك الحُفَرَ القرامِیصَ، و قد تَقَرْمَصَ الرجل فی قُرْموصه. و القُرْموصُ: وكْرُ الطائر حیث یَفْحَصُ فی الأَرض؛ و أَنشد أَبو الهیثم: عن ذی قرامِیصَ لها مُحَجّل قال: قَرامِیصُ ضرعها بواطنُ أَفخاذِها فی قول بعضهم؛ قال: و إِنما أَراد أَنها تؤثّر لعظم ضرعها إِذا بركت مثل قُرْموصِ القطاة إِذا جَثَتْ. أَبو زید: یقال فی وجهه قِرْماصٌ إِذا كان قَصِیرَ الخدّین. و القُرْموصُ: عشّ الطائر، و خص بعضهم به عش الحمام؛ قال الأَعشی: و ذا شُرُفاتٍ یقصرُ الطَّرْفُ دونه، تری للحَمامِ الوُرْقِ فیها قَرامِصا حذف یاء قرامیص للضرورة و لم یقل قرامیص، و إِن احتمله الوزن لأَن القطعة من الضرب الثانی من الطویل، و لو أَتم لكان من الضرب الأَول منه، قال
(1). قوله [الزرب] هكذا ضبط فی الأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 73
ابن بری: و القُرْموصُ وكر الطیر، یقال منه: قَرْمَصَ الرجلُ و الطائر إِذا دخلا القُرْموصَ، و أَنشد بیت الأَعشی أَیضاً. و فی مناظرة ذی الرمة و رؤبة: ما تقَرْمَص سبُعٌ قُرْموصاً إِلا بقضاء؛ القُرْموصُ: حفرة یحتفرها الرجل یَكْتَنّ فیها من البَرْد و یأْوی إِلیها الصید، و هی واسعة الجوف ضیقة الرأْس، و تَقَرْمَص السَّبُعُ إِذا دخلَها للاصطیاد. و قَرامِیصُ الأَمر: سعَتُه من جوانبه؛ عن ابن الأَعرابی، واحدها قُرْموص؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا فتفهّم وَجْهَ التخلیط فیه. و لَبَنٌ قُرامِصٌ: قارِصٌ.

قرنص؛ ج7، ص: 73

: التهذیب فی الرباعی: القَرانِیصُ خرز فی أَعلی الخف، واحدُها قُرْنوصٌ. قال الأَزهری: یقال للبازی إِذا كَرَّزَ: قد قُرْنِصَ قَرْنَصةً و قُرْنِسَ. و بازٍ مُقَرْنَصٌ أَی مُقْتَنًی للاصطیاد، و قد قَرْنَصْته أَی اقْتنیته. و یقال: قَرْنَصْت البازی إِذا ربطته لیسقط ریشُه، فهو مُقَرْنَص. و حكی اللیث: قَرْنَسَ البازی، بالسین، مبنیّاً للفاعل. و قَرْنَصَ الدیكُ و قَرْنَسَ إِذا فَرّ من دیك آخر.

قصص؛ ج7، ص: 73

: قَصَّ الشعر و الصوف و الظفر یقُصُّه قَصّاً و قَصّصَه و قَصّاه علی التحویل: قَطعَه. و قُصاصةُ الشعر: ما قُصّ منه؛ هذه عن اللحیانی، و طائر مَقْصُوص الجناح. و قُصَاصُ الشعر، بالضم، و قَصَاصُه و قِصاصُه، و الضم أَعلی: نهایةُ منبته و مُنْقَطعه علی الرأْس فی وسطه، و قیل: قُصاصُ الشعر حدُّ القفا، و قیل: هو حیث تنتهی نبْتتُه من مُقدَّمه و مؤخَّره، و قیل: قُصاص الشعر نهایةُ منبته من مُقدَّم الرأْس. و یقال: هو ما استدار به كله من خلف و أَمام و ما حوالیه، و یقال: قُصاصَة الشعر. قال الأَصمعی: یقال ضربَه علی قُصاصِ شعره و مقَصّ و مقاصّ. و‌فی حدیث جابر: أَن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، كان یسجد علی قِصاص الشعر‌و هو، بالفتح و الكسر، منتهی شعر الرأْس حیث یؤخذ بالمِقَصّ، و قد اقْتَصَّ و تَقَصّصَ و تقَصّی، و الاسم القُصّةُ. و القُصّة من الفرس: شعر الناصیة، و قیل: ما أَقْبَلَ من الناصیة علی الوجه. و القُصّةُ، بالضم: شعرُ الناصیة؛ قال عدی بن زید یصف فرساً: له قصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَیه، و العیْنُ تُبْصِرُ ما فی الظُّلَمْ و‌فی حدیث سَلْمان: و رأَیته مُقَصَّصاً؛ هو الذی له جُمّة. و كل خُصْلة من الشعر قُصّة. و‌فی حدیث أَنس: و أَنتَ یومئذ غُلامٌ و لك قَرْنانِ أَو قُصّتانِ؛ و منه‌حدیث معاویة: تنَاوَلَ قُصّةً من شعر كانت فی ید حَرَسِیّ.و القُصّة: تتخذها المرأَة فی مقدمِ رأْسها تقصُّ ناحیتَیْها عدا جَبِینها. و القَصُّ: أَخذ الشعر بالمِقَصّ، و أَصل القَصِّ القَطْعُ. یقال: قصَصْت ما بینهما أَی قطعت. و المِقَصُّ: ما قصَصْت به أَی قطعت. قال أَبو منصور: القِصاص فی الجِراح مأْخوذ من هذا إِذا اقْتُصَّ له منه بِجرحِه مثلَ جَرْحِه إِیّاه أَو قتْله به. اللیث: القَصُّ فعل القاصّ إِذا قَصَّ القِصَصَ، و القصّة معروفة. و یقال: فی رأْسه قِصّةٌ یعنی الجملة من الكلام، و نحوُه قوله تعالی: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ؛ أَی نُبَیّن لك أَحسن البیان.
لسان العرب، ج‌7، ص: 74
و القاصّ: الذی یأْتی بالقِصّة من فَصِّها. و یقال: قَصَصْت الشی‌ء إِذا تتبّعْت أَثره شیئاً بعد شی‌ء؛ و منه قوله تعالی: وَ قٰالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّیهِ؛ أَی اتّبِعی أَثَرَه، و یجوز بالسین: قسَسْت قَسّاً. و القُصّةُ: الخُصْلة من الشعر. و قُصَّة المرأَة: ناصیتها، و الجمع من ذلك كله قُصَصٌ و قِصاصٌ. و قَصُّ الشاة و قَصَصُها: ما قُصَّ من صوفها. و شعرٌ قَصِیصٌ: مقصوصٌ. و قَصَّ النسّاجُ الثوبَ: قطَع هُدْبَه، و هو من ذلك. و القُصاصَة: ما قُصَّ من الهُدْب و الشعر. و المِقَصُّ: المِقْراض، و هما مِقَصَّانِ. و المِقَصَّان: ما یَقُصّ به الشعر و لا یفرد؛ هذا قول أَهل اللغة، قال ابن سیدة: و قد حكاه سیبویه مفرداً فی باب ما یُعْتَمل به. و قصَّه یقُصُّه: قطَعَ أَطراف أُذُنیه؛ عن ابن الأَعرابی. قال: وُلدَ لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فقیل لها: قُصِّیه فهو أَحْری أَن یَعِیشَ لكِ أَی خُذی من أَطراف أُذنیه، ففعلَتْ فعاش. و‌فی الحدیث: قَصَّ اللّهُ بها خطایاه‌أَی نقَصَ و أَخَذ. و القَصُّ و القَصَصُ و القَصْقَصُ: الصدر من كل شی‌ء، و قیل: هو وسطه، و قیل: هو عَظْمُه. و فی المثل: هو أَلْزَقُ بك من شعرات قَصِّك و قَصَصِك. و القَصُّ: رأْسُ الصدر، یقال له بالفارسیة سَرِ سینه، یقال للشاة و غیرها. اللیث: القص هو المُشاشُ المغروزُ فیه أَطرافُ شراسِیف الأَضلاع فی وسط الصدر؛ قال الأَصمعی: یقال فی مثل: هو أَلْزَمُ لك من شُعَیْراتِ قَصِّك، و ذلك أَنها كلما جُزَّتْ نبتت؛ و أَنشد هو و غیره: كم تمَشَّشْتَ من قَصٍّ و انْفَحَةٍ، جاءت إِلیك بذاك الأَضْؤُنُ السُّودُ و‌فی حدیث صَفْوانَ بن مُحْرز: أَنه كان إِذا قرأَ: وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ، بَكی حتی نقول: قد انْدَقَّ قَصَصُ زَوْرِه، و هو منبت شعره علی صدره، و یقال له القصَصُ و القَصُّ. و‌فی حدیث المبعث: أَتانی آت فقدَّ من قَصِّی إِلی شِعْرتی؛ القصُّ و القَصَصُ: عظْمُ الصدر المغروزُ فیه شَراسِیفُ الأَضلاع فی وسطه. و‌فی حدیث عطاء: كَرِه أَن تُذْبَحَ الشاةُ من قَصِّها، و اللّه أَعلم. و القِصّة: الخبر و هو القَصَصُ. و قصّ علیّ خبَره یقُصُّه قَصّاً و قَصَصاً: أَوْرَدَه. و القَصَصُ: الخبرُ المَقْصوص، بالفتح، وضع موضع المصدر حتی صار أَغْلَبَ علیه. و القِصَص، بكسر القاف: جمع القِصّة التی تكتب. و‌فی حدیث غَسْل دَمِ الحیض: فتقُصُّه بریقها‌أَی تعَضُّ موضعه من الثوب بأَسْنانها و ریقها لیذهب أَثره كأَنه من القَصّ القطع أَو تتبُّع الأَثر؛ و منه‌الحدیث: فجاء و اقْتصّ أَثَرَ الدم.و تقَصّصَ كلامَه: حَفِظَه. و تقَصّصَ الخبر: تتبّعه. و القِصّة: الأَمرُ و الحدیثُ. و اقْتَصَصْت الحدیث: رَوَیْته علی وجهه، و قَصَّ علیه الخبَرَ قصصاً. و‌فی حدیث الرؤیا: لا تقُصَّها إِلا علی وادٍّ.یقال: قَصَصْت الرؤیا علی فلان إِذا أَخبرته بها، أَقُصُّها قَصّاً. و القَصُّ: البیان، و القَصَصُ، بالفتح: الاسم. و القاصُّ: الذی یأْتی بالقِصّة علی وجهها كأَنه یَتَتَبّع معانیَها و أَلفاظَها. و‌فی الحدیث: لا یقصُّ إِلا أَمیرٌ أَو مأْمورٌ أَو مُخْتال‌أَی لا ینبغی ذلك إِلا لأَمیر یَعظُ الناس و یخبرهم بما مضی لیعتبروا، و أَما مأْمورٌ بذلك فیكون حكمُه حكمَ الأَمیر و لا یَقُصّ مكتسباً، أَو یكون القاصّ مختالًا یفعل ذلك تكبراً علی الناس أَو مُرائیاً یُرائی الناس بقوله و عملِه لا
لسان العرب، ج‌7، ص: 75
یكون وعظُه و كلامه حقیقة، و قیل: أَراد الخطبة لأَن الأُمَراء كانوا یَلونها فی الأَول و یَعظون الناس فیها و یَقُصّون علیهم أَخبار الأُمم السالفة. و‌فی الحدیث: القاصُّ یَنْتظر المَقْتَ لما یَعْرِضُ فی قِصَصِه من الزیادة و النقصان؛ و منه‌الحدیث: أَنّ بَنی إِسرائیل لما قَصُّوا هَلَكوا، و فی روایة: لما هلكوا قَصُّوا‌أَی اتكَلوا علی القول و تركوا العمل فكان ذلك سببَ هلاكهم، أَو العكس لما هلكوا بترك العمل أَخْلَدُوا إِلی القَصَص. و قَصَّ آثارَهم یَقُصُّها قَصّاً و قَصَصاً و تَقَصّصَها: تتبّعها باللیل، و قیل: هو تتبع الأَثر أَیَّ وقت كان. قال تعالی: فَارْتَدّٰا عَلیٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً. و كذلك اقْتَصَّ أَثره و تَقَصّصَ، و معنی فَارْتَدّٰا عَلیٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً أَی رَجَعا من الطریق الذی سلكاه یَقُصّان الأَثر أَی یتّبعانه؛ و قال أُمیة بن أَبی الصلت: قالت لأُخْتٍ له: قُصِّیهِ عن جُنُبٍ، و كیف یَقْفُو بلا سَهْلٍ و لا جَدَدِ؟ قال الأَزهری: القصُّ اتِّباع الأَثر. و یقال: خرج فلان قَصَصاً فی أَثر فلان و قَصّاً، و ذلك إِذا اقْتَصَّ أَثره. و قیل: القاصُّ یَقُصُّ القَصَصَ لإِتْباعه خبراً بعد خبر و سَوْقِه الكلامَ سوقاً. و قال أَبو زید: تقَصّصْت الكلامَ حَفِظته. و القَصِیصَةُ: البعیرُ أَو الدابةُ یُتَّبع بها الأَثرُ. و القَصیصة: الزامِلةُ الضعیفة یحمل علیها المتاع و الطعام لضعفها. و القَصیصةُ: شجرة تنبت فی أَصلها الكَمأَةُ و یتخذ منها الغِسْل، و الجمع قَصائِصُ و قَصِیصٌ؛ قال الأَعشی: فقلت، و لم أَمْلِكْ: أَ بَكْرُ بن وائلٍ متی كُنْتَ فَقْعاً نابتاً بقَصائِصا؟ و أَنشد ابن بری لإمرئ القیس: تَصَیَّفَها، حتی إِذا لم یَسُغ لها حَلِیّ بأَعْلی حائلٍ و قَصِیص و أَنشد لعدی بن زید: یَجْنِی له الكَمْأَةَ رِبْعِیّة، بالخَبْ‌ءِ، تَنْدَی فی أُصُولِ القَصِیص و قال مُهاصِر النهشلی: جَنَیْتُها من مُجْتَنًی عَوِیصِ، من مُجْتَنی الإِجْرِدِ و القَصِیصِ و یروی: جنیتها من منبِتٍ عَوِیصِ، من مَنبت الإِجرد و القصیص و قد أَقَصَّت الأَرضُ أَی أَنْبَتَتْه. قال أَبو حنیفة: زعم بعض الناس أَنه إِنما سمی قَصیصاً لدلالته علی الكمأَة كما یُقْتَصّ الأَثر، قال: و لم أَسمعه، یرید أَنه لم یسمعه من ثقة. اللیث: القَصِیص نبت ینبت فی أُصول الكمأَة و قد یجعل غِسْلًا للرأْس كالخِطْمِیّ، و قال: القَصِیصة نبت یخرج إِلی جانب الكمأَة. و أَقَصّت الفرسُ، و هی مُقِصّ من خیل مَقاصَّ: عظُم ولدها فی بطنها، و قیل: هی مُقِصّ حتی تَلْقَح، ثم مُعِقٌّ حتی یَبْدو حملها، ثم نَتُوج، و قیل: هی التی امتنعت ثم لَقِحت، و قیل: أَقَصّت الفرس، فهی مُقِصٌّ إِذا حملت. و الإِقْصاصُ من الحُمُر: فی أَول حملها، و الإِعْقاق آخره. و أَقَصّت الفرس و الشاة، و هی مُقِصٌّ: استبان ولدُها أَو حملُها، قال الأَزهری: لم أَسمعه فی الشاء لغیر اللیث. ابن الأَعرابی: لَقِحت الناقة و حملت الشاة و أَقَصّت
لسان العرب، ج‌7، ص: 76
الفرس و الأَتان فی أَول حملها، و أَعَقَّت فی آخره إِذا استبان حملها. و ضرَبه حتی أَقَصَّ علی الموت أَی أَشْرف. و أَقْصَصْته علی الموت أَی أَدْنَیْته. قال الفراء: قَصَّه من الموت و أَقَصَّه بمعنی أَی دنا منه، و كان یقول: ضربه حتی أَقَصَّه الموت. الأَصمعی: ضربه ضرباً أَقصَّه من الموت أَی أَدناه من الموت حتی أَشرف علیه؛ و قال: فإِن یَفْخَرْ علیك بها أَمیرٌ، فقد أَقْصَصْت أُمَّك بالهُزال أَی أَدنیتها من الموت. و أَقَصَّته شَعُوبٌ إِقْصاصاً: أَشرف علیها ثم نجا. و القِصاصُ و القِصاصاءُ و القُصاصاءُ: القَوَدُ و هو القتل بالقتل أَو الجرح بالجرح. و التَّقاصُّ: التناصفُ فی القِصَاص؛ قال: فَرُمْنا القِصَاصَ، و كان التقاصُّ حُكماً و عَدْلًا علی المُسْلِمینا قال ابن سیدة: قوله التقاص شاذ لأَنه جمع بین الساكنین فی الشعر و لذلك رواه بعضهم: و كان القِصاصُ؛ و لا نظیر له إلا بیت واحد أَنشده الأَخفش: و لو لا خِداشٌ أَخَذْتُ دوابَّ سَعْدٍ، و لم أُعْطِه ما علیها قال أَبو إِسحاق: أَحسَب هذا البیت إِن كان صحیحاً فهو: و لو لا خداش أَخذت دوابِب سعدٍ، و لم أُعْطِه ما علیها لأَن إِظهار التضعیف جائز فی الشعر، أَو: أَخذت رواحل سعد. و تقاصَّ القومُ إِذا قاصَّ كل واحد منهم صاحبَه فی حساب أَو غیره. و الاقْتِصاصُ: أَخْذُ القِصاصِ. و الإِقْصاصُ: أَن یُؤْخَذ لك القِصاصُ، و قد أَقَصَّه. و أَقَصَّ الأَمیر فُلاناً من فلان إِذا اقْتَصَّ له منه فجرحه مثل جرحه أَو قتَلَه قوَداً. و اسْتَقَصَّه: سأَله أَن یُقِصَّه منه. اللیث: القِصاصُ و التَّقاصُّ فی الجراحات شی‌ءٌ بشی‌ء، و قد اقْتَصَّ من فلان، و قد أَقْصَصْت فلاناً من فلان أَقِصّه إِقْصاصاً، و أَمْثَلْت منه إِمْثالًا فاقتَصَّ منه و امْتَثَل. و الاسْتِقْصاص: أَن یَطْلُب أَن یُقَصَّ ممن جرحه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: رأَیت رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، یُقِصّ من نفسه.یقال: أَقَصَّه الحاكم یُقِصّه إِذا مكَّنَه من أَخذ القِصاص، و هو أَن یفعل به مثل فعله من قتل أَو قطع أَو ضرب أَو جرح، و القِصَاصُ الاسم؛ و منه‌حدیث عمر: رأَیت رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أُتِیَ بشَارِبٍ فقال لمُطیع بن الأَسود: اضرِبْه الحَدَّ، فرآه عمرُ و هو یَضْرِبُه ضرباً شدیداً فقال: قتلت الرجل، كم ضَرَبْتَه؟ قال سِتِّینَ فقال عُمر: أَقِصّ منه بِعِشْرِین‌أَی اجعل شدة الضرب الذی ضرَبْتَه قِصاصاً بالعشرین الباقیة و عوضاً عنها. و حكی بعضهم: قُوصَّ زید ما علیه، و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه فی معنی حوسِبَ بما علیه إِلا أَنه عُدِّیَ بغیر حرف لأَن فیه معنی أُغْرِمَ و نحوه. و القَصّةُ و القِصّة و القَصُّ: الجَصُّ، لغة حجازیة، و قیل: الحجارة من الجَصِّ، و قد قَصّصَ دارَه أَی جَصّصَها. و مدینة مُقَصَّصة: مَطْلیّة بالقَصّ، و كذلك قبر مُقَصَّصٌ. و‌فی الحدیث: نهی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، عن تَقْصِیص القُبور، و هو بناؤها بالقَصّة. و التَّقْصِیصُ: هو التجْصِیص، و ذلك
لسان العرب، ج‌7، ص: 77
أَن الجَصّ یقال له القَصّة. یقال: قصّصْت البیتَ و غیره أَی جَصّصْته. و‌فی حدیث زینب: یا قَصّةً علی مَلْحودَةٍ؛ شَبَّهت أَجسامَهم بالقبور المتخذة من الجَصّ، و أَنفُسَهم بجِیَف الموتی التی تشتمل علیها القبورُ. و القَصّة: القطنة أَو الخرقةُ البیضاء التی تحْتَشی بها المرأَة عند الحیض. و‌فی حدیث الحائض: لا تَغْتَسِلِنَّ حتی تَرَیْنَ القَصّة البَیْضاءَ، یعنی بها ما تقدم أَو حتی تخرج القطنة أَو الخرقة التی تحتشی بها المرأَة الحائض، كأَنها قَصّة بیضاء لا یُخالِطُها صُفْرة و لا تَرِیّةٌ، و قیل: إِن القَصّة كالخیط الأَبیض تخرج بعد انقطاع الدم كله، و أَما التَّریّة فهو الخَفِیّ، و هو أَقل من الصفرة، و قیل: هو الشی‌ء الخفی الیسیر من الصفرة و الكُدْرة تراها المرأَة بعد الاغتسال من الحیض، فأَما ما كان من أَیام الحیض فهو حَیض و لیس بِتَرِیّة، و وزنها تَفْعِلة، قال ابن سیدة: و الذی عندی أَنه إِنما أَراد ماء أَبیض من مَصَالة الحیض فی آخره، شبّهَه بالجَصّ و أَنّثَ لأَنه ذهب إِلی الطائفة كما حكاه سیبویه من قولهم لبَنة و عَسَلة. و القَصّاص: لغة فی القَصّ اسم كالجیَّار. و ما یَقِصُّ فی یده شی‌ء أَی ما یَبْرُدُ و لا یثبت؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لأُمِّكَ وَیْلةٌ و علیك أُخْری، فلا شاةٌ تَقِصّ و لا بَعِیرُ و القَصَاصُ: ضرب من الحمض. قال أَبو حنیفة: القَصاصُ شجر بالیمن تَجْرُسُه النحل فیقال لعسلها عَسَلُ قَصَاصٍ، واحدته قَصَاصةٌ. و قَصْقَصَ الشی‌ء: كَسَره. و القُصْقُصُ و القُصْقُصة، بالضم، و القُصَاقِصُ من الرجال: الغلیظُ الشدید مع قِصَر. و أَسد قُصْقُصٌ و قُصْقُصةٌ و قُصاقِصٌ: عظیم الخلق شدید؛ قال: قُصْقُصة قُصاقِص مُصَدَّرُ، له صَلًا و عَضَلٌ مُنَقَّرُ و قال ابن الأَعرابی: هو من أَسمائه. الجوهری: و أَسد قَصْقاصٌ، بالفتح، و هو نعت له فی صوته. و القَصْقاصُ: من أسماء الأَسد، و قیل: هو نعت له فی صوته. اللیث: القَصْقاصُ نعت من صوت الأَسد فی لغة، و القَصْقاصُ أَیضاً: نَعْتُ الحیة الخبیثة؛ قال: و لم یجئ بناء علی وزن فَعْلال غیره إِنما حَدُّ أَبْنِیةِ المُضاعَفِ علی وزن فُعْلُل أَو فُعْلول أَو فِعْلِل أَو فِعْلِیل مع كل مقصور ممدود منه، قال: و جاءت خمس كلمات شواذ و هی: ضُلَضِلة و زُلزِل و قَصْقاص و القلنقل و الزِّلزال، و هو أَعمّها لأَن مصدر الرباعی یحتمل أَن یبنی كله علی فِعْلال، و لیس بمطرد؛ و كل نَعْتٍ رُباعِیٍّ فإِن الشُّعَراء یَبْنُونه علی فُعالِل مثل قُصَاقِص كقول القائل فی وصف بیت مُصَوَّرٍ بأَنواع التَّصاویر: فیه الغُواةُ مُصَوَّرون، فحاجِلٌ منهم و راقِصْ و الفِیلُ یرْتكبُ الرِّدَاف علیه، و الأَسد القُصاقِصْ التهذیب: أَما ما قاله اللیث فی القُصَاقِص بمعنی صوت الأَسد و نعت الحیّة الخبیثة فإِنی لم أَجِدْه لغیر اللیث، قال: و هو شاذٌ إِن صَحَّ. و روی عن أَبی مالك: أَسد قُصاقِصٌ و مُصَامِصٌ و فُرافِصٌ شدید. و رجل قُصَاقِصٌ فُرافِصٌ: یُشَبَّه بالأَسد. و جمل قُصاقِصٌ أَی عظیمٌ. و حیَّة قَصْقاصٌ: خبیث. و القَصْقاصُ: ضرْبٌ من الحمض؛ قال أَبو حنیفة: هو ضعیف دَقِیق
لسان العرب، ج‌7، ص: 78
أَصفر اللون. و قُصاقِصا الوَرِكَین: أَعلاهما. و قُصاقِصَةُ: موضع. قال: و قال أَبو عمرو القَصقاص أُشْنان الشَّأْم. و‌فی حدیث أَبی بكر: خَرَجَ زمَنَ الرِّدّة إِلی ذی القَصّةِ؛ هی، بالفتح،موضع قریب من المدینة كان به حصیً بَعَثَ إِلیه رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، محمدَ بن مَسْلمة‌و له ذكر فی حدیث الردة.

قعص؛ ج7، ص: 78

: القَعْصُ و القَعَصُ: القَتْل المُعَجَّل، و القَعْصُ: المَوْت الوَحِیّ. یقال: مات فلان قَعْصاً إِذا أَصابته ضَرْبَةٌ أَو رَمْیَةٌ فمات مكانَه. و الإِقْعاصُ: أَن تضربَ الشی‌ء أَو ترْمیَه فیموت مكانَه. و ضرَبَه فأَقْعَصَه أَی قتَله مكانه. و‌فی الحدیث: مَنْ خَرَجَ مجاهِداً فی سبیل اللّه فقُتل قَعْصاً فقد استوجب المَآبَ؛ قال الأَزهری: عَنی بذلك قوله عز و جل: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفیٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ*، فاختصر الكلام، و قال ابن الأَثیر: أَرادَ بوُجُوب المآب حُسْنَ المَرْجع بعد الموت. یقال: قَعَصْته و أَقْعَصْته إِذا قَتَلْتَه قَتْلًا سریعاً. أَبو عبید: القَعْصُ أَن یُضْرَب الرجلُ بالسلاح أَو بغیره فیموتَ مكانَه قبل أَن یَرِیمَه؛ و منه‌حدیث الزبیر: كان یَقعَصُ الخیل بالرُّمْح قَعْصاً یوم الجمَل؛ قال: و منه‌حدیث ابن سیرین: أَقْعَصَ ابْنا عَفْراءَ أَبا جهل.و قد أَقْعَصَه الضاربُ إِقْعاصاً، و كذلك الصید، و أَقْعَصَ الرجلَ: أَجْهَزَ علیه، و الاسم منها القِعْصة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لابن زُنَیم: هذا ابنُ فاطِمةَ الذی أَفْناكُمُ ذَبْحاً، و مِیتَةَ قِعْصَةٍ لم تُذْبَح و أَقْعَصَه بالرُّمْح و قَعَصَه: طعَنَه طَعْناً وَحِیّاً، و قیل: حَفَزَه. و شاة قَعُوصٌ: تضرِب حالِبَها و تمنع الدِّرّةَ؛ قال: قَعُوصُ شَوِیٍّ دَرُّها غیرُ مُنْزَلِ و ما كانت قَعُوصاً، و لقد قَعِصَتْ و قُعِصَتْ قَعْصاً. و القُعَاصُ: داءٌ یأْخذ فی الصَّدْر كأَنه یَكْسِر العُنُق. و القُعَاصُ: داءٌ یأْخذ الدوابّ فیَسِیل من أُنوفِها شی‌ءٌ، و قد قُعِصَت. و القُعَاصُ: داء یأْخذ الغنم لا یُلْبِثُها أَن تموتَ. و‌فی الحدیث فی أَشراط الساعة: و مُوتانٌ یكون فی الناس كقُعَاصِ الغَنَمِ، و قد قُعِصَت، فهی مَقْعُوصَةٌ. قال: و منه أُخِذَ الإِقعاصُ فی الصید فیرمی فیه فیموت مكانه. ابن الأَعرابی: المِقْعاصُ الشاة التی بها القُعَاصُ، و هو داء قاتلٌ. و انْقَعَصَ و انْقَعَفَ و انْغَرَفَ إِذا ماتَ. و أَخَذْتُ منه المالَ قَعْصاً و قَعَصْته إِیاه إِذا اغْتَرَرْتَه. و فی النوادر: أَخذته مُعاقَصةً و مُقاعَصةً أَی مُعازّةً. و القَعْصُ: المُفَكّكُ من البیوت؛ عن كراع.

قعمص؛ ج7، ص: 78

: القُعْموصُ: ضرب من الكَمْأَة، و القُعْموصُ و الجُعْموصُ واحد. یقال: تحرك قُعْموصُه فی بطنه، و هو بلغة الیمن. یقال: قَعْمَص إِذا أَبْدَی بمرّة و وضع بمرّة.

قفص؛ ج7، ص: 78

: القَفْصُ: الخفّة و النشاطُ و الوَثْبُ، قَفَصَ یَقْفِصُ قَفْصاً و قَفِصَ قَفَصاً، فهو قَفِصٌ، و القَبْصُ نحوه. و القَفِصُ: النشیط. و القُفَاصُ: الوَعِلُ لوثَبانِه. و قَفِصَ الفرسُ قَفَصاً: لم یُخْرِجْ كلَّ ما عنده من العَدْوِ. و القَفِصُ: المُتَقبِّض. و فرسٌ قَفِصٌ، و هو المتقبض الذی لا یُخْرِج كلَّ ما عنده، یقال: جَرَی قَفِصاً؛ قال ابن مقبل: جَرَی قَفِصاً، و ارْتَدّ من أَسْرِ صُلْبِه إِلی مَوْضعٍ من سَرْجِه، غیرَ أَحْدَبِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 79
أَی یَرْجِعُ بعضُه إِلی بعض لقَفَصِه و لیس من الحدَب. و قَفِصَ قَفَصاً، فهو قَفِصٌ: تقَبَّض و تَشَنَّجَ من البرد، و كذلك كل ما شَنِجَ؛ عن اللحیانی؛ قال زید الخیل: كأَنّ الرِّجالَ التَّغْلَبیّین، خَلْفَها، قَنافذُ قَفْصَی عُلِّقَتْ بالجَنائِب قَفْصَی جمع قَفِصٍ مثل جَرِب و جَرْبی و حَمِقٍ و حَمْقَی. و القَفَص: مصدر قَفِصَت أَصابِعُه من البرد یَبِسَت. و قَفَصَ الشی‌ءَ قَفْصاً: جمَعَه. و قَفَّصَ الظَبْیَ: شدَّ قوائمه و جمَعَها. و‌فی حدیث أَبی جریر: حَجَجْت فلَقِیَنی رجل مُقَفِّصٌ ظَبْیاً فاتَّبَعْتُه فذَبَحْتُه و أَنا ناسٍ لإِحْرامی؛ المقَفَّصُ: الذی شُدَّت یداه و رِجْلاه، مأْخوذ من القَفَصِ الذی یُحْبَسُ فیه الطیرُ. و القَفِصُ: المُتَقَبض بعضُه إِلی بعض. الأَصمعی: أَصْبَحَ الجرادُ قَفِصاً إِذا أَصابَه البرْدُ فلم یستطع أَن یَطِیرَ. و القُفَاصُ: داء یصیب الدوابّ فَتَیْبَسُ قوائمها. و تقافَصَ الشی‌ء: اشْتَبَك. و القَفَصُ: واحدُ الأَقْفاصِ التی للطیر. و القَفَصُ: شی‌ء یُتَّخذُ من قصب أَو خشَبٍ للطیر. و القَفَصُ: خشبتان مَحْنُوّتان بین أَحْنائِهما شبَكةٌ یُنْقَل بها البُرُّ إِلی الكُدْسِ. و‌فی الحدیث: فی قُفْصٍ من الملائكة أَو قَفْصٍ من النور، و هو المُشْتَبِك المتَداخِل. و القَفِیصة: حَدِیدة من أَداة الحَرّاث. و بَعیرٌ قَفِصٌ: مات من حَرٍّ. و قَفِصَ الرجل قَفَصاً: أَكل التمر و شرِبَ علیه النَّبیذ فوَجَد لذلك حرارة فی حَلْقِه و حُموضةً فی معدته. قال أَبو عوْن الحِرْمازِیّ: إِن الرجل إِذا أَكل التمر و شرِبَ علیه الماء قَفِصَ، و هو أَن یُصِیبَه القَفَصُ، و هو حرارةٌ فی حَلْقِه و حُموضةٌ فی معدته. و قال الفراء: قالت الدُّبَیرِیّة قَفِصَ و قَبِصَ، بالفاء و الباء، إِذا عَرِبَتْ معدته. و القُفْصُ: قوم فی جَبَل من جبال كِرْمان، و فی التهذیب: القُفْصُ جیلٌ من الناس مُتَلَصِّصُون فی نواحی كِرْمان أَصحاب مِراسٍ فی الحرْب. و قَفُوصٌ: بَلدٌ یُجْلَب منه العُود؛ قال عدی بن زید: یَنْفَحُ مِنْ أَرْدانِها المِسْكُ و الهِنْدِیُّ و الغَلْوَی، و لُبْنی قَفُوصْ و‌فی حدیث أَبی هریرة: و أَن تَعْلوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ، قیل: و ما التحُوتُ؟ قال: بیوتُ القافِصَةِ یُرْفَعُون فوق صالحیهم؛ القافصةُ اللئام، و السین فیه أَكثر، قال الخطابی: و یحتمل أَن یكون أَراد بالقافصة ذوی العیوب من قولهم أَصبح فلان قَفِصاً إِذا فسدت معدته و طبیعته. و القَفْصُ: القُلَة التی یُلْعَبُ بها، قال: و لست منها علی ثقة.

قلص؛ ج7، ص: 79

: قَلَصَ الشی‌ءُ یَقْلِص قُلوصاً: تَدانی و انضمّ، و فی الصحاح: ارتفع. و قَلَصَ الظلُّ یَقْلِصُ عنی قُلوصاً: انقبض و انضمّ و انْزَوَی. و قَلَص و قلَّصَ و تقلَّص كله بمعنی انضمّ و انزَوَی؛ قال ابن بری: و قلَص قلوصاً ذهب؛ قال الأَعشی: و أَجْمَعْتُ منها لِحَجّ قلوصا و قال رؤبة: قَلَّصْنَ تَقْلیص النَّعَامِ الوَخَّادْ و یقال: قَلَصَتْ شفته أَی انْزَوَتْ. و قَلَص ثوبُهُ یَقْلِص، و قَلَص ثوبُهُ بعد الغَسْل، و شفة
لسان العرب، ج‌7، ص: 80
قالِصَة و ظلٌّ قالص إِذا نَقَص؛ و قوله أَنشده ثعلب: و عَصَب عن نَسَویْه قالِص قال: یرید أَنه سمین فقد بان موضعُ النسا و هو عرق یكون فی الفخذ. و قَلَصَ الماءُ یقلِصُ قُلوصاً، فهو قالِص و قَلِیص و قَلَّاص: ارتفع فی البئر؛ قال إمرؤ القیس: فأَوْرَدَها من آخرِ اللیل مَشْرَباً، بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِیص و قال الراجز: یا رِیَّهَا من بارِدٍ قَلَّاصِ، قد جَمَّ حتی هَمَّ بانْقِیاصِ و أَنشد ابن بری لشاعر: یَشْربْن ماءً طَیّباً قَلِیصُهُ، كالحبَشِیِّ فوقَه قَمِیصُه و قَلَصَةُ الماء و قَلْصَتُه: جَمّته. و بئر قَلوصٌ: لها قَلَصَة، و الجمع قَلائص، و هو قَلَصَة البئر، و جمعها قَلَصَات، و هو الماء الذی یَجِمُّ فیها و یرْتَفع. قال ابن بری: و حكی ابن الأَجدابی عن أَهل اللغة قَلْصَة، بالإِسكان، و جمعها قَلَص مثل حَلْقة و حَلَق و فَلْكَة و فَلَك. و القَلْص: كثرة الماء و قلته، و هو من الأَضداد. و قال أَعرابی: أَبَنْت بَیْنُونة فما وجدت فیها إِلَّا قَلْصَةً من الماء أَی قلیلًا. و قَلَصَت البئرُ إِذا ارتفعت إِلی أَعلاها، و قَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ. شمر: القالِص من الثیاب المُشَمَّرُ القصیر. و‌فی حدیث عائشة، رضوان اللّه علیها: فقَلَصَ دمعی حتی ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً‌أَی ارتفع و ذهب. یقال: قَلَصَ الدمعُ مخففاً، و إِذا شدد فللمبالغة. و كل شی‌ء ارتفع فذهب، فقد قَلَّص تقلیصاً؛ و قال: یوماً تَرَی حِرْباءَه مُخَاوِصَا، یَطْلُبُ فی الجَنْدَل ظِلًّا قالِصا و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه قال للضَّرع اقْلِصْ فقَلَص‌أَی اجتمع؛ و قول عبد مناف بن ربع: فقَلْصِی و نَزْلِی قد وجَدْتُمْ حَفِیلَهُ، و شَرّی لكم، ما عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ قَلْصی: انقباضی. و نَزْلی: استرسالی. یقال للناقة إِذا غارت و ارتفع لبنها: قد أَقْلَصَت، و إِذا نزل لبنُها: قد أَنْزَلَتْ. و حَفِیلُه: كثرة لبنه. و قَلَص القومُ قُلُوصاً إِذا اجتمعوا فساروا؛ قال إمرؤ القیس: و قد حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَقُلُوص و قَلَصَت الشفة تَقْلِص: شَمَّرَتْ و نَقَصَت. و شفة قالِصة و قمیص مُقَلَّص، و قَلَّصْتُ قمیصی: شَمَّرتُه و رفَعْتُه؛ قال: سراج الدُّجی حَلّتْ بسَهْلٍ، و أُعْطِیَتْ نَعِیماً و تَقْلیصاً بدِرْعِ المَناطِقِ و تَقَلَّص هو: تَشَمَّر. و‌فی حدیث عائشة: أَنها رأَت علی سعد درعاً مُقَلِّصة‌أَی مجتمعة منضمة. یقال: قَلَّصَت الدرعُ و تَقَلَّصَت، و أَكثر ما یقال فیما یكون إِلی فوق. و فرس مُقَلِّص، بكسْر اللام: طویل القوائم منضم البطن، و قیل: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قال بشر: یُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد أَقَبُّ مُقَلِّصٌ، فیه اقْوِرارُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 81
و قَلَّصَت الإِبلُ فی سیرها: شَمَّرَتْ. و قلَّصَت الإِبلُ تَقْلیصاً إِذا استمرت فی مضیها؛ و قال أَعرابی: قَلِّصْنَ و الْحَقْنَ بدِبْثا و الأَشَلْ یخاطب إِبلًا یَحدُوها. و قَلَّصَت الناقةُ و أَقْلَصَت و هی مِقْلاص: سَمِنت فی سَنَامها، و كذلك الجمل؛ قال: إِذا رآه فی السَّنام أَقْلَصا و قیل: هو إِذا سمنت فی الصیف. و ناقة مِقْلاص إِذا كان ذلك السِّمَن إِنما یكون منها فی الصیف، و قیل: أَقْلَص البعیرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شیئاً و ارتفع؛ و القَلْص و القُلُوص: أَولُ سِمَنها. الكسائی: إِذا كانت الناقة تسمَن و تُهْزَلُ فی الشتاء فهی مِقْلاص أَیضاً. و القَلُوص: الفَتِیَّة من الإِبل بمنزلة الجاریة الفَتَاة من النساء، و قیل: هی الثَّنِیَّة، و قیل: هی ابنة المخاض، و قیل: هی كل أُنثی من الإِبل حین تركب و إِن كانت بنت لبون أَو حقة إِلی أَن تصیر بَكْرة أَو تَبْزُل، زاد التهذیب: سمیت قَلُوصاً لطول قوائمها و لم تَجْسُم بَعْدُ، و قال العدوی: القَلُوص أَول ما یُرْكَب من إِناث الإِبل إِلی أَن تُثْنی، فإِذا أَثنت فهی ناقة، و القَعُود أَول ما یركب من ذكور الإِبل إِلی أَن یُثْنی، فإِذا أَثْنی فهو جمل، و ربما سموا الناقة الطویلة القوائم قَلُوصاً، قال: و قد تسمی قَلُوصاً ساعَةَ توضَع، و الجمع من كل ذلك قَلائِص و قِلاص و قُلُص، و قُلْصانٌ جمع الجمع، و حالبها القَلَّاص؛ قال الشاعر: علی قِلاصٍ تَخْتَطِی الخَطائِطا، یَشْدَخْنَ باللیل الشجاعَ الخابِطا و‌فی الحدیث: لتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا یُسْعی علیها‌أَی لا یَخْرُج ساع إِلی زكاة لقلة حاجة الناس إِلی المال و استغنائهم عنه، و‌فی حدیث ذی المِشْعار: أَتَوْكَ علی قُلُصٍ نَواجٍ.و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: علی قُلُص نَوَاجٍ؛ و أَما ما ورد‌فی حدیث مكحول: أَنه سئل عن القَلُوص أَ یُتوضأُ منه؟ فقال: لم یتَغَیر‌القَلوص نهر، قَذِرٌ إِلا أَنه جار. و أَهل دمشق یسمون النهر الذی تنصبّ إِلیه الأَقذار و الأَوساخ: نهرَ قَلُوط، بالطاء. و القَلُوص من النعام: الأُنثی الشابة من الرِّئَال مثل قَلُوص الإِبل. قال ابن بری: حكی ابن خالویه عن الأَزدی أَن القَلُوص ولد النعام حَفَّانُها و رِئَالُها؛ و أَنشد «2»: تَأْوی له قُلُصُ النَّعام، كما أَوَت حِزَقٌ یَمَانِیَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ و القَلُوص: أُنثی الحُباری، و قیل: هی الحُباری الصغیرة، و قیل: القَلُوص أَیضاً فرخ الحُباری؛ و أَنشد للشماخ: و قد أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلًا كَأنَّها قَلُوص حُبارَی، رِیشُها قد تَمَوَّرا و العرب تَكْنی عن الفَتَیات بالقُلُص؛ و‌كتب رجل من المسلمین إِلی عمر بن الخطاب، رضی اللّه عنه، من مَغْزًی له فی شأْن رجل كان یخالف الغزاة إِلی المُغِیبَات بهذه الأَبیات: أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رسولًا فِدًی لك، من أَخی ثقةٍ، إِزارِی قَلائِصَنَا، هداك اللّه، إِنا شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ
(2). البیت لعنترة من معلقته.
لسان العرب، ج‌7، ص: 82
یُعَقِّلُهن جَعْدٌ شَیْظَمِیٌّ، و بئسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار «1» أراد بالقلائص هاهنا النساء و نصبها علی المفعول بإِضمار فعل أَی تدارَكْ قلائصنا، و هی فی الأَصل جمع قَلُوص، و هی الناقة الشابة، و قیل: لا تزال قلوصاً حتی تصیر بازلًا؛ و قول الأَعشی: و لقد شَبَّت الحروبُ فما عَمَّرْتَ فیها، إِذ قَلَّصَتْ عن حیالِ أَی لم تَدْعُ فی الحروب عمراً إِذ قَلَّصَتْ أَی لَقِحَت بعد أَن كانت حائلًا تحمل و قد حالت؛ قال الحرث بن عباد: قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّی، لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عن حِیَالِ و قَلَّصَتْ و شَالَت واحد أَی لقحت. و قِلاص النجم: هی العشرون نجماً التی ساقها الدَبَران فی خِطبة الثریا كما تزعم العرب؛ قال طفیل: أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فقد أَوفی بذمَّتِهِ، كما وَفی بقِلاصِ النجم حادیها و قال ذو الرمة: قِلاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعَمِّمٌ، هَجَائِنُ قد كادَتْ علیه تَفَرَّقُ و قَلَّص بین الرجلین: خلَّص بینهما فی سِباب أَو قتال. و قلَصَتْ نفسُه تقْلِص قَلْصاً و قَلِصَت: غَثَتْ. و قَلَص الغدیرُ: ذهب ماؤه؛ و قول لبید: لوِرْد تَقْلِصُ الغِیطانُ عَنْهُ، یَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ یعنی تَخلَّف عنه؛ بذلك فسره ابن الأَعرابی.

قمص؛ ج7، ص: 82

: القمیص الذی یلبس معروف مذكر، و قد یُعْنی به الدرع فیؤنث؛ و أَنثه جریر حین أَراد به الدرع فقال: تَدْعُو هوازنَ و القمیصُ مُفاضةٌ، تَحْتَ النّطاقِ، تُشَدُّ بالأَزرار و الجمع أَقْمِصةَ و قُمُصٌ و قُمْصانٌ. و قَمَّص الثوبَ: قَطَعَ منه قمیصاً؛ عن اللحیانی. و تَقَمَّصَ قمیصَه: لَبسه، و إِنه لَحَسن الْقِمْصة؛ عن اللحیانی. و یقال: قَمَّصْتُهُ تقمیصاً أَی أَلبستُه فتَقَمَّص أَی لَبِس. و‌روی ابن الأَعرابی عن عثمان أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، قال له: إِن اللّه سَیُقَمِّصُك قمیصاً و إِنك سَتُلاصُ علی خَلْعِهِ فإِیاك و خَلْعَه، قال: أَراد بالقمیص الخلافة فی هذا الحدیث و هو من أَحسن الاستعارات. و‌فی حدیث المَرْجُوم: إِنه یَتَقَمَّص فی أَنهار الجنة‌أَی یَتَقَلَّب و یَنْغَمِس، و یروی بالسین، و قد تقدم. و القمیص: غِلاف القلب. قال ابن سیدة: و قَمِیصُ القلب شحمه أُراه علی التشبیه. و القِماص: أَن لا یَسْتَقر فی موضع تراه یَقْمِصُ فیَثِب من مكانه من غیر صبر. و یقال للقَلِقِ: قد أَخذه القِماص. و القَماص و القُماص: الوثب، قمَصَ یَقْمُص و یَقْمِص قُماصاً و قِماصاً. و فی المثل: أَ فلا قِماص بالبعیر؛ حكاه سیبویه، و هو القِمِصَّی أَیضاً؛ عن كراع. و قَمَص الفرسُ و غیرُه یقمُص و یقمِص قَمْصاً و قِماصاً أَی اسْتَنَّ و هو أَن یرفع یدیه و یطرحهما معاً و یَعْجِنَ برجلیه. یقال: هذه دابة فیها قِماص، و لا تقل قُماص، و قد ورد المثل المتقدم علی غیر ذلك فقیل: ما بالعَیْر من قِماص، و هو الحِمار؛ یُضْرَب لمن
(1). ورد فی روایة اللسان فی مادة أزر: الخیار بدلًا من الظؤار.
لسان العرب، ج‌7، ص: 83
ذَلّ بعد عز. و القَمِیص: البِرْذَوْن الكثیر القِماصِ و القُماص، و الضم أَفصح. و‌فی حدیث عمر: فَقَمَص منها قَمْصاً‌أَی نَفَر و أَعرض. و‌فی حدیث علیّ: أَنه قَضَی فی القارِصَة و القامِصَة و الواقِصَة بالدیة أَثلاثاً؛ القامِصَة النافِرَة الضاربة برجلها، و قد ذكر فی قرص. و منه‌حدیث الآخر: قَمَصَت بأَرْجُلِها و قنصت بأَحْبُلها.و‌فی حدیث أَبی هریرة: لتَقْمِصَنَّ بكم الأَرضَ قُماص البَقَر، یعنی الزلزلة. و‌فی حدیث سلیمان بن یسار: فقَمَصَت به فصرَعَتْه‌أَی وثَبَت و نَفَرَت فأَلْقَتْه. و یقال للفرس: إِنه لقامِص العُرْقُوب، و ذلك إِذا شَنِج نَساهُ فَقَمَصَتْ رِجْلُه. و قَمَصَ البَحْرُ بالسفینة إِذا حرَّكها بالموج. و یقال للكذاب: إِنه لَقَموص الحَنْجَرَة؛ حكاه یعقوب عن كراع. و القَمَص: ذُبابٌ صِغار یَطیر فوق الماء، واحدته قمَصَة. و القَمَصُ: الجَراد أَوَّلَ ما یَخْرُجُ من بیضه، واحدته قمَصَة.

قنص؛ ج7، ص: 83

: قَنَص الصیْدَ یَقْنِصُه قَنْصاً و قَنَصاً و اقْتَنَصَه و تَقَنَّصَه. صاده كقولك صِدْت و اصْطَدت. و تَقَنَّصَه: تَصَیَّده. و القَنَص و القَنِیص: ما اقْتُنِص. قال ابن بری: القَنِیص الصائد و المَصِید أَیضاً. و القَنِیص و القانِص و القَنَّاص: الصائد، و القُنَّاص جمع القانِص. و قال عثمان بن جنی: القَنِیص جماعة القانِص، و مثل فَعِیل جمعاً الكَلِیبُ و المَعِیزُ و الحَمِیرُ. و القَنْص، بالتسكین: مصدر قَنَصَه أَی صاده. و القانصة للطائر: كالْحَوْصَلة للإِنسان. التهذیب: و القانِصَة هَنَة كأَنها حُجَیْر فی بطن الطائر، و یقال بالسین، و الصادُ أَحسنُ. و القانِصَة: واحدة القَوانِص و هی من الطیر تُدْعَی الجِرِّیئَة، مهموز علی فِعِّیلَة، و قیل: هی للطیر بمنزلة المَصَارین لغیرها. و‌فی الحدیث: تُخْرِجُ النارُ علیهم قَوَانِصَ‌أَی قِطَعاً قانِصَة تَقْنِصُهُم و تأْخُذُهم كما تَخْتَطف الجارحةُ الصَّیْدَ. و القَوانِص: جمع قانِصَة من القَنْصِ الصَّیْد، و قیل: أَراد شَرَراً كَقَوانِصِ الطَّیْر أَی حَواصِلِها. و‌فی حدیث علی: قَمَصَتْ بأَرْجُلِها و قَنَصَتْ بأَحْبُلها‌أَی اصطادَتْ بحَبائلها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: و أَنْ تَعْلُوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ، فقیل: ما التُّحُوت؟ فقال: بیوت القانِصة، كأَنه ضَرَبَ بیوت الصَّیَّادِینَ مثلًا للأَراذل و الأَدْنِیاء لأَنها أَرذل البیوت، و قد تقدم ذلك فی قفص. و‌فی حدیث جُبَیْر بن مُطْعِم: قال له عمر، رضی اللّه عنه: كان أَنسبَ العرب ممن كان النُّعْمانُ بنُ المُنذر، فقال: مِنْ أَشْلاءِ قَنَصِ بن مَعَدٍّ‌أَی من بقیة أَولاده، و قیل: بنو قَنَصِ بنِ مَعَدّ ناسٌ دَرَجُوا فی الدَّهْرِ الأَوَّل.

قنبص؛ ج7، ص: 83

: القُنْبُص: القصیر، و الأُنثی قُنْبُصَةٌ؛ و یروی بیت الفرزدق: إِذا القُنْبُصاتُ السُّود طَوّفْنَ بالضُّحی، رَقَدْنَ علیهنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ و الضاد أَعرف.

قیص؛ ج7، ص: 83

: قاصَ الضرسُ قَیْصاً و تَقَیَّص و انْقاصَ: انْشَقَّ طولًا فسقط، و قیل: هو انشقاقه، كان طولًا أَو عرضاً. و قاصَت السِّنُّ تَقِیصُ إِذا تحرّكت. و یقال: انْقاصَت إِذا انشقَّت طولًا؛ قال أَبو ذؤیب: فِراقٌ كقَیصِ السِّنِّ، فالصَّبْرَ إِنَّه، لكل أُناسٍ، عَثْرَةٌ و جُبورُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 84
و قیل: قاص تحرَّك، و انْقاص انْشَقَّ. و قَیْصُ السنِّ: سُقوطُها من أَصلها، و أَورد بیت أَبی ذؤیب أَیضاً قال: و یروی بالضاد. و انْقاصَت الرَّكِیَّةُ و غیرُها: انْهارَت، و سیذكر أَیضاً بالضاد؛ و أَنشد ابن السكیت: یا رِیَّها مِنْ بارِدٍ قَلَّاصِ، قد جَمَّ حتی هَمَّ بانْقِیاصِ و المُنْقاصُ: المُنْقَعِرُ من أَصله. و المُنْقاضُ، بالضاد المعجمة: المُنْشقّ طولًا. و قال أَبو عمرو: هما بمعنی واحد. و تَقَیَّصَت الحِیطان إِذا مالَت و تهدَّمت.و مِقْیَص «2» بن صُبابة، بكسر المیم: رجل من قریش قتله النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی الفتح.

فصل الكاف؛ ج7، ص: 84

كأص؛ ج7، ص: 84

: رجل كُؤْصَة و كُؤُوصَة و كُؤَصَة: صَبُورٌ علی الشراب و غیره. و فلان كَأْصٌ أَی صَبورٌ باقٍ علی الأَكل و الشرب. و كَأَصَه یَكْأَصُه كَأْصاً: غلبه و قهره. و كَأَصْنا عنده من الطعام ما شِئْنا: أَصَبْنا. و كأَصَ فلان من الطعام و الشراب إِذا أَكثر منه. و تقول: وجدت فلاناً كَأْصاً بوزن كَعْصٍ أَی صَبُوراً باقیاً علی شربه و أَكله. قال الأَزهری: و أَحسب الكَأْسَ مأْخوذاً منه لأَن الصاد و السین یتعاقبان فی حروف كثیرة لقرب مخرجیهما.

كبص؛ ج7، ص: 84

: الأَزهری: اللیث الكُباصُ و الكُباصةُ من الإِبل و الحُمُرِ و نحوها القَوِیُّ الشدید علی العمل، و اللّه أَعلم.

كحص؛ ج7، ص: 84

: ابن سیدة: كَحَصَ الأَرضَ كَحْصاً أَثارَها. و كحَصَ الرجلُ یَكْحَصُ كَحْصاً: وَلَّی مُدبراً؛ عن أَبی زید. و الكَحْصُ: ضَرْبٌ من حَبّة النبات، و قیل: هو نبت له حب أَسود یشبَّه بعیون الجراد؛ قال یصف دِرْعاً: كأَنَّ جَنی الكَحْصِ الیَبِیس قَتِیرُها، إِذا نُثِلَت، سالت و لم تَتَجَمّع الأَزهری: الكاحِصُ الضارب برجْلِهِ، فَحَصَ برجله و كَحَصَ برجله. و كَحَصَ الأَثر كُحُوصاً إِذا دَثَرَ، و قد كَحَصَه البِلی؛ و أَنشد: و الدیار الكواحِص و كَحَصَ الظَّلِیمُ إِذا فَرَّ فی الأَرض لا یُری، فهو كاحِصٌ.

كرص؛ ج7، ص: 84

: كَرَص الشی‌ءَ: دقَّه. و الكَرِیصُ: الجَوْزُ بالسَّمْن یُكْرَص أَی یُدَقُّ؛ قال الطرماح یصف وعلًا: و شاخَسَ فاه الدَّهْرُ، حتی كأَنه مُنَمِّسُ ثِیرانِ الكَرِیص الضَّوائنِ شاخَسَ: خالَف بین نِبْتَة أَسنانه. و الثِّیرانُ: جمع ثَوْر، و هی القطعة من الأَقِط. و المُنَمِّسُ: القدیم. و الضَّوائنُ: البِیضُ. و الكَرِیصُ: الأَقِطُ المجموع المدقوق، و قیل: هو الأَقط قبل أَن یستحكم یُبْسُه، و قیل: هو الأَقط الذی یُرْفع فیجعل فیه شی‌ء من بَقْل لئلا یفسُد: و قیل: الكَرِیصُ الأَقِط و البَقْلُ یُطْبَخان، و قیل: الكریص الأَقِط عامة. الفراء:
(2). قوله [و مقیص] فی القاموس ما نصه: و مقیص بن صبابة صوابه بالسین و وهم الجوهری أ. ه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 85
الكَرِیصُ و الكَرِیز الأَقطُ. ابن بری: الكَرِیصُ الذی كُرِص أَی دُقَّ. و الكرِیصُ أَیضاً: بقلة یُحَمَّض بها الأَقِط؛ قال الشاعر: جَنَیْتُها من مُجْتَنی عَوِیصِ، من مُجْتَنی الأَجزر و الكَرِیصِ و قال ابن الأَعرابی: الاكتراص الجمْع، یقال: هو یَكْتَرِصُ و یَقْلِدُ أَی یجمع، و هو المِكْرَصُ و المِصْربُ. و اكْتَرَصَ الشی‌ءَ: جمَعه؛ قال: لا تَنْكِحَنّ أَبداً هَنَّانَهْ، تَكْتَرِصُ الزادَ بلا أَمانَهْ

كصص؛ ج7، ص: 85

: الكَصِیصُ: الصوتُ عامة. قال أَبو نصر: سمعت كَصِیصَ الحَرْب أَی صَوْتَها، و قیل: هو الصوت الرقیق الضعیف عند الفزع و نحوه، و قیل: هو الهَرب، و قیل: الرِّعْدة. قال أَبو عبید: أَفْلَتَ و له كَصِیصٌ و أَصِیصٌ و بَصِیصٌ و هو الرعدة و نحوها، و قیل: هو التحرك و الالتواء من الجهد؛ و أَنشد ابن بری لإمرئ القیس: جَنادِبُها صَرْعَی لهنَّ كَصِیصُ أَی تحرُّك. قال: و الكَصِیصُ أَیضاً شدة الجهد؛ قال الشاعر: تُسائل، یا سُعَیدةُ: مَنْ أَبوها؟ و ما یُغْنی، و قد بَلَغَ الكَصِیصُ؟ و قیل: الكَصِیصُ الانقباض من الفَرَق، كَصَّ یَكِصُّ كَصّاً و كَصِیصاً و كَصْكَصَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: جَدَّ بِه الكَصِیصُ ثم كَصْكَصا و یقال: له من فَرَقِه أَصِیصٌ و كَصِیصٌ أَی انقباض. و الكَصِیصُ من الرجال: القصیرُ التارّ. و الكَصِیصةُ: حِبالةُ الظبی التی یُصادُ بها. اللحیانی: یقال تركتهم فی حَیْصَ بَیْصَ ككَصِیصة الظبْیِ، و كَصِیصتُه: موضِعُه الذی یكون فیه و حِبالتُه.

كعص؛ ج7، ص: 85

: الكَعِیصُ: صَوْتُ الفَأْرة و الفَرْخِ. و كَعَصَ الطعامَ: أَكلَه؛ و قیل: عیْنه بدل من همزة كأَصَه و معناهما واحد. قال الأَزهری: قال بعضهم الكَعْصُ اللئیم: قال: و لا أَعرفه.

كنص؛ ج7، ص: 85

: التهذیب: فی حدیث روی عن كعب أَنه قال: كَنَّصَت الشیاطینُ لسُلَیْمانَ؛ قال كعب: أَولُ من لَبِسَ القَباء سُلیمانُ، علیه السلام، و ذلك أَنه كان إِذا أَدخَل رأْسَه لِلُبْسِ الثیاب كَنَّصَت الشیاطینُ استهزاءً فأُخبِر بذلك فلبِس القباء.ابن الأَعرابی: كَنَّصَ إِذا حرَّك أَنفه استهزاء. یقال: كَنَّص فی وجه فلان إِذا استهزأَ به، و یروی بالسین، و قد تقدم.

كیص؛ ج7، ص: 85

: كاصَ عن الأَمر یَكِیصُ كَیْصاً و كَیَصاناً و كُیوصاً: كَعَّ. و كاصَ عنده من الطعام ما شاءَ: أَكلَ. و كاصَ طعامَه كَیْصاً: أَكلَه وحده. ابن الأَعرابی: الكَیْصُ البُخْلُ التامّ. و رجل كِیصَی و كِیصٌ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: متفردٌ بطعامه لا یُؤَاكِلُ أَحداً. و الكِیصُ: اللئیمُ الشحیح، و القولان متقاربان. قال أَبو علی: و الكِیصُ الأَشِرُ؛ و قول النمر بن تولب: رأَتْ رجُلًا كِیصاً یُلَفِّفُ وَطْبَه، فیأْتی به البادِینَ، و هو مُزَمَّل قال ابن سیدة: یحتمل أَن تكون أَلف كِیصا فیه
لسان العرب، ج‌7، ص: 86
للإِلحاق، و یحتمل أَن تكون التی هی عوض من التنوین فی النصب؛ قال ابن بری: قال أَبو علی یجوز أَن یكون قوله رأَت رجلًا كیصا الأَلف فیه أَلف النصب لا أَلف الإِلحاق، و الذی ذكره ثعلب فی أَمالیه الكِیصُ اللئیم، و أَنشد بیت النمر بن تولب أَیضاً، قال: و هذا یدل علی أَن الأَلف فی كیصا بدَلٌ من التنوین إِذا وقَفْتَ كما ذكر أَبو علی. و رجل كَیْصٌ، بفتح الكاف: ینزل وحده؛ عن كراع. اللیث: الكِیصُ من الرجال القصیرُ التارّ. التهذیب عن أَبی العباس: رجل كِیصًی یا هذا، بالتنوین، ینزل وحده و یأْكل وحده.

فصل اللام؛ ج7، ص: 86

لبص؛ ج7، ص: 86

: أُلْبِصَ الرجلُ: أُرْعِدَ عند الفزع.

لحص؛ ج7، ص: 86

: اللَّحْصُ و اللَّحَصُ و اللَّحِیصُ: الضَّیّقُ؛ قال الراجز: قد اشْتَرَوْا لی كَفَناً رَخِیصَا، و بَوَّأُونی لَحَداً لَحِیصَا و لَحَصَ لَحْصاً: نَشِبَ. و الْتَحَصَه الشی‌ءُ: نَشِبَ فیه، و لَحَاصِ فَعَالِ من ذلك؛ قال أُمیة ابن أَبی عائذ الهذلی: قد كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَیْرفاً، لم تَلْتَحِصْنی حَیْصَ بَیْصَ لَحاصِ أَخرج لَحَاصِ مُخْرَج قَطامِ و حَذامِ، و قوله‌لم تَلْتَحِصْنی … أَی لم تُثبّطْنی؛ یقال: لَحَصْت فلاناً عن كذا و الْتَحَصْته إِذا حَبَسْته و ثَبَّطْته. و روی عن ابن السكیت فی قوله لم تلتحصنی أَی لم أَنْشَب فیها. قال الجوهری: و لَحاصِ فَعَالِ من الْتَحَصَ، مبنیة علی الكسر، و هو اسمُ الشدةِ و الداهیةِ لأَنها صفة غالبة كحَلاق اسم للمنیة، و هی فاعلة تَلْتَحصنی. و موضعُ حَیْصَ بَیْصَ: نصبٌ علی نزع الخافض؛ یقول: لم تلتحصنی أَی تُلْجِئْنی الداهیة إِلی ما لا مخرج لی منه؛ و فیه قول آخر: یقال الْتَحَصَه الشی‌ءُ أَی نَشِبَ فیه فیكون حَیْصَ بَیْصَ نصباً علی الحال من لَحَاص. و لَحَاص أَیضاً: السَّنةُ الشدیدة. و الْتَحَصَتْ عینُه و لَحِصَت: الْتَصَقَتْ، و قیل: التصقت من الرَّمَصِ. و الالْتِحَاصُ: الاشتداد. و‌فی حدیث عطاء: و سُئِل عن نَضْح الوَضُوء فقال: اسْمَحْ یُسْمَحْ لك، كان مَنْ مَضَی لا یُفَتِّشُون عن هذا و لا یُلَحِّصُون؛ التَّلْحِیصُ: التشدید و التضییق، أَی كانوا لا یُشدِّدون و لا یَسْتَقْصُون فی هذا و أَمثاله. الأَصمعی: الالْتِحَاصُ مثل الالْتِحاج یقال الْتحَصَه إِلی ذلك الأَمر و الْتَحَجَه أَی أَلْجَأَه إِلیه و اضطرَّه، و أَنشد بیت أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی. و الالْتِحَاصُ: الانسداد. و الْتَحَصَت الإِبرةُ: الْتَصَقَت و اسْتَدَّ سَمُّها. و لَحَّصَ لی فلانٌ خَبَرَك و أَمْرَك: بَیَّنَه شیئاً شیئاً. و لَحّص الكتابَ: أَحْكَمه. و قال اللیث: اللَّحْصُ و التَّلْحِیصُ استقصاء خبر الشی‌ء و بیانه. و كتب بعض الفصحاء إِلی بعض إِخوانه كتاباً فی بعض الوصف فقال: و قد كتبت كتابی هذا إِلیك و قد حصَّلْته و لَحَّصته و فَصّلْته و وصَّلْته، و بعضٌ یقول: لَخّصْته، بالخاء المعجمة. و التَحَصَ فلان البیضة الْتِحاصاً إِذا تحسَّاها. و الْتَحَصَ الذئب عین الشاة إِذا شَرِبَ ما فیها من المُخّ و البیاضِ.

لخص؛ ج7، ص: 86

: التَّلْخِیصُ: التبیین و الشرح، یقال: لَخّصْت الشی‌ء و لَحّصْته، بالخاء و الحاء، إِذا استقصیت فی بیانه
لسان العرب، ج‌7، ص: 87
و شرحه و تَحْبِیره، یقال: لَخِّصْ لی خبرك أَی بیِّنْه لی شیئاً بعد شی‌ء. و‌فی حدیث علیّ، رضوان اللّه علیه: أَنه قعد لِتَلْخِیص ما الْتَبَس علی غیره؛ و التَّلْخِیصُ: التقریب و الاختصار، یقال: لَخّصْت القول أَی اقتصرت فیه و اختصرت منه ما یُحْتَاج إِلیه. و اللَّخَصةُ: شَحْمة العین من أَعلی و أَسفل. و عین لَخْصاءُ إِذا كثر شحمها. و اللَّخَصُ: غِلَظُ الأَجفان و كثرةُ لحمها خلقة، و قال ثعلب: هو سُقوطُ باطن الحِجاج علی جفن العین، و الفعل من كل ذلك لَخِصَ لَخَصاً فهو أَلْخَصُ. و قال اللیث: اللَّخَصُ أَن یكون الجفنُ الأَعْلی لَحِیماً، و النعت اللَّخِصُ. و ضرْعٌ لَخِصٌ، بكسر الخاء، بَیِّنُ اللَّخَصِ أَی كثیرُ اللحم لا یكاد اللبن یخرج منه إِلا بشدة. و اللَّخصتانِ من الفرس: الشحْمتان اللتان فی جوف وَقْبَی عینیه، و قیل: الشحمة التی فی جوف الهَزْمةِ التی فوق عینه، و الجمع لِخَاصٌ. و لَخَصَ البعیرَ یَلْخَصُه لَخْصاً: شقَّ جفْنَه لینظر هل به شَحْمٌ أَم لا، و لا یكون إِلا منحوراً، و لا یقال اللَّخْصُ إِلا فی المنحور، و ذلك المكان لَخَصةُ العینِ مثل قَصَبةٍ، و قد أُلْخِصَ البعیرُ إِذا فُعِل به هذا فظهر نِقْیُه. ابن السكیت: قال رجل من العرب لقومه فی سَنَةٍ أَصابتهم: انظروا ما لَخِصَ من إِبلی فانحَرُوه و ما لم یَلْخَصْ فارْكَبُوه أَی ما كان له شحم فی عینیه. و یقال: آخرُ ما یبقی من النِّقْی فی السُّلامَی و العینِ، و أَوّل ما یَبْدو فی اللسان و الكرش.

لصص؛ ج7، ص: 87

: اللِّصُّ: السارقُ معروف؛ قال: إِن یأْتِنی لِصٌّ، فإِنِّی لِصُّ، أَطْلَسُ مثلُ الذئب، إِذ یَعُسُّ جمع بین الصاد و السین و هذا هو الإِكْفاء، و مصدره اللُّصُوصِیَّة و التَّلَصُّصُ، و لِصٌّ بَیِّنُ اللَّصُوصِیّة و اللُّصُوصِیّة، و هو یَتلَصّصُ. و اللُّصّ: كاللِّصّ، بالضم لغة فیه، و أَما سیبویه فلا یعرف إِلا لِصّاً، بالكسر، و جمعهما جمیعاً لِصَاصٌ و لُصُوصٌ، و فی التهذیب: و أَلْصَاصٌ، و لیس له بناء من أَبنیة أَدنی العدد. قال ابن درید: لِصٌّ و لَصٌّ و لُصٌّ و لِصْتٌ و لَصْتٌ، و جمع لَصٍّ لُصُوصٌ، و جمعُ لِصّ لُصُوصٌ و لِصَصةٌ مثل قرود و قِرَدةٍ، و جمع اللُّصّ لُصُوصٌ، مثل خُصٍّ و خُصوص. و المَلَصّة: اسمٌ للجمع؛ حكاه ابن جنی، و الأُنثی لَصَّةٌ، و الجمع لَصّاتٌ و لَصائِصُ، الأَخیرة نادرة. و اللَّصْتُ: لغة فی اللِّصِّ، أَبدلوا من صادِه تاءً و غَیّروا بناء الكلمة لما حدث فیها من البدل، و قیل: هی لغة؛ قال اللحیانی: و هی لغة طیِّئ و بعض الأَنصار، و جمعه لُصوتٌ، و قد قیل فیه: لِصْتٌ، فكسروا اللام فیه مع البدل، و الاسم اللُّصوصِیّة و اللَّصُوصِیّة. الكسائی: هو لَصٌّ بیَّن اللَّصوصِیّة، و فعلت ذلك به خَصُوصِیّة، و حَرُورِیّ بیِّن الحَرُورِیّة. و أَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ. و اللصَصُ: تقارُب ما بین الأَضراس حتی لا تری بینها خَلَلًا، و رجل أَلَصُّ و امرأَة لَصّاء، و قد لَصَّ و فیه لَصَصٌ. و اللَّصَصُ: تقارُب القائمتین و الفخذین. الأَصمعی: رجل أَلَصُّ و امرأَة لصّاءُ إِذا كانا ملتزقی الفخذین لیس بینهما فُرْجة. و اللَّصَصُ: تَدانی أَعلی الركبتین، و قیل: هو اجتماع أَعلی المنكبین یكادان یمسانِ أُذُنیه، و هو أَلَصّ، و قیل: هو تقارب الكتفین، و یقال للزنجی أَلَصُّ الأَلْیَتین. و قال أَبو عبیدة: اللَّصَصُ فی مَرْفِقَی الفرس أَن تنْضَمّا إِلی زَوْره و تَلْصَقا به، قال: و یستحبّ
لسان العرب، ج‌7، ص: 88
اللَّصَصُ فی مرفقی الفرس. و لَصّصَ بُنیانَه: كَرَصَّصَ؛ قال رؤبة: لَصّصَ مِن بُنْیانِه المُلَصِّصُ و التَّلْصیص فی البنیان: لغة فی التَّرْصِیصِ. و امرأَة لَصّاء: رَتْقاء. و لَصْلَصَ الوتِدَ و غیرَه: حركه لِیَنْزِعَه، و كذلك السنان من الرمح و الضرس.

لعص؛ ج7، ص: 88

: اللَّعَصُ: العُسْرُ، لَعِصَ علینا لَعَصاً و تَلعّص: تعسّر. و اللَّعِصُ: النَّهِمُ فی الأَكل و الشرب. و لَعِصَ لَعَصاً و تلَعَّصَ: نَهِمَ فی أَكل و شرب.

لقص؛ ج7، ص: 88

: لَقِصَ لَقَصاً، فهو لَقِصٌ: ضاقَ. و اللَّقِصُ: الكثیرُ الكلام السریعُ إِلی الشرّ. و لَقَصَ الشی‌ءُ جِلْدَه یَلْقِصُه و یَلْقَصُه لَقْصاً: أَحْرَقَه بِحرِّه.

لمص؛ ج7، ص: 88

: لَمَصَ الشی‌ءَ یَلْمِصُه لَمْصاً: لَطَعَه بإِصبعه كالعَسَلِ. و اللَّمَصُ: الفالوذُ، و قیل: هو شی‌ء یباع كالفالوذ و لا حلاوة له یأْكله الصبیان بالبَصْرة بالدِّبْس، و یقال للفالوذ: المُلَوّصُ و المُزَعْزَعُ و المُزَعْفَرُ و اللَّمَصُ و اللَّوَاصُ. و اللَّمْصُ: اللَّمْزُ. و اللَّمْصُ: اغْتیابُ الناس. و رجل لَمُوصٌ: مغتابٌ، و قیل خَدُوعٌ، و قیل مُلْتَوٍ من الكذب و النمیمة، و قیل كذّاب خَدّاع؛ قال عدی بن زید: إِنك ذُو عَهْدٍ و ذو مَصْدَقٍ، مُخالِفٌ عَهْدَ الكَذُوبِ اللَّمُوص و‌فی الحدیث: أَن الحكَم بنَ أَبی العاص كان خَلْف النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، یَلْمِصُه فالْتَفَتَ إِلیه فقال: كُنْ كذلك؛ یَلْمِصُه أَی یحكیه و یرید عَیْبَه بذلك. و أَلْمَص الكَرْمُ: لانَ عِنَبُه. و اللامِصُ: حافظُ الكَرْمِ. و تَلَمُّص: اسم موضع؛ قال الأَعشی: هل تَذْكُرُ العهدَ فی تَلَمُّصَ، إِذْ تَضْرِبُ لی قاعداً بها مَثلا؟

لوص؛ ج7، ص: 88

: لاصَه بعینه لَوْصاً و لاوَصَه: طالَعَه من خَلَلٍ أَو سِتْرٍ، و قیل: المُلاوَصةُ النظر یَمْنةً و یَسْرةً كأَنه یَرُومُ أَمراً. و الإِلاصَةُ، مثل العِلاصة: إِدارَتُك الإِنسانَ علی الشی‌ء تَطلبُه منه، و ما زلت أُلِیصُه و أُلاوِصُه علی كذا و كذا أَی أُدِیرُه علیه. و‌قال عمر لعثمان فی معنی كلمة الإِخلاص: هی الكلمة التی أَلاصَ علیها النبیُّ، صلّی اللّه علیه و سلّم، عَمَّه یعنی أَبا طالب عند الموت شهادة أَن لا إله إِلا اللّه‌أَی أَدارَه علیها و راوَده فیها. اللیث: اللَّوْصُ من المُلاوَصةِ و هو النظر كأَنه یَخْتِلُ لیَرُوم أَمراً. و الإِنسان یُلاوِصُ الشجرة إِذا أَرادَ قَلْعَها بالفأْسِ، فتراه یُلاوِصُ فی نظره یمنة و یسرة كیف یضرِبُها و كیف یأْتیها لیقلَعها. و یقال: أَلاصَه علی كذا أَی أَدارَه علی الشی‌ء الذی یُرِیده. و‌فی الحدیث أَنه قال لعثمان: إِن اللّه، تبارك و تعالی، سَیُقَمِّصُك قَمِیصاً و إِنك سَتُلاصُ علی خَلْعِه‌أَی تُراوَد علیه و یُطْلَبُ منك أَن تخْلَعه، یعنی الخلافة. یقال: أَلَصْته علی الشی‌ء أُلِیصُه مثل رَاودْته علیه و داورته. و‌فی حدیث زید بن حارثة: فأَدارُوه و أَلاصُوه فأَبی و حلف أَن لا یَلْحَقَهُم.و ما أَلَصْت أَن آخُذَ منه شیئاً أَی ما أَرَدْت. و یقال للفالُوذ: المُلَوَّصُ و المُزَعْزَع و المُزَعْفَر
لسان العرب، ج‌7، ص: 89
و اللَّمْصُ و اللَّواصُ. أَبو تراب: یقال لاصَ عن الأَمر و ناصَ بمعنی حادَ. و أَلَصْت أن آخُذَ منه شیئاً أُلِیصُ إِلاصَةً و أَنَصْت أُنِیصُ إِناصةً أَی أَرَدت. و لَوَّصَ الرجلُ إِذا أَكلَ اللَّواصَ، و اللَّواصُ هو العسَلُ، و قیل: العسلُ الصافی. و‌فی الحدیث: من سبق العاطسَ بالحمد أَمِنَ الشَّوْصَ و اللَّوْصَ؛ هو وَجَعُ الأُذنِ، و قیل: وجَعُ النحر.

لیص؛ ج7، ص: 89

: لاصَ الشی‌ءَ لَیْصاً و أَلاصَه و أَناصَه علی البدل إِذا حَرَّكه عن موضعه و أَدارَه لینتزِعَه. و أَلاصَ الإِنسانَ: أَدارَه عن الشی‌ء یُرِیده منه.

فصل المیم؛ ج7، ص: 89

مأص؛ ج7، ص: 89

: المَأَصُ: الإِبل البِیضُ، واحدتها مَأَصةٌ، و الإِسكان فی كل ذلك لغة؛ قال ابن سیدة: و أَری أَنه المحفوظ عن یعقوب.

محص؛ ج7، ص: 89

: مَحَصَ الظبیُ فی عَدْوِه یَمْحَصُ مَحْصاً: أَسْرَعَ و عَدا عَدْواً شدیداً؛ قال أَبو ذؤیب: و عادیّة تُلْقی الثِّیابَ كَأَنَّها تُیوسُ ظِباءٍ، مَحْصُها و انتِبارُها و كذلك امْتَحَصَ؛ قال: و هُنَّ یَمْحَصْن امْتِحاصَ الأَظْبِ جاء بالمصدر علی غیر الفعل لأَن مَحَصَ و امْتَحَصَ واحد. و مَحَصَ فی الأَرض مَحْصاً: ذهب. و محَصَ بها مَحْصاً: ضَرطَ. و المَحْصُ: شدة الخلق. و المَمْحُوصُ و المَحْص و المَحِیصُ و المُمَحَّصُ: الشدیدُ الخلق، و قیل: هو الشدید من الإِبل. و فرس مَحْصٌ بیِّن المَحْصِ: قلیلُ لحمِ القوائم؛ قال الشماخ یصف حمارَ وحش: مَحْصُ الشَّوی، شَنِجُ النَّسا، خاظِی المَطا، سَحْلٌ یُرَجِّع خَلفَها التَّنْهاقا و یستحب من الفرس أَن تُمْحَصَ قوائمُه أَی تخلُصَ من الرَّهَل، یقال منه: فرس مَمْحُوصُ القوائمِ إِذا خَلَصَ من الرَّهَل. و قال أَبو عبیدة: فی صفات الخیل المُمَحَّصُ و المَحْصُ، فأَما المُمَحَّصُ فالشدید الخلق، و الأُنثی مُمَحَّصةٌ؛ و أَنشد: ممَحَّصُ الخَلْق وَأًی فُرافِصَهْ كلٌّ شَدِیدٌ أَسْرهُ مُصامِصَهْ قال: و المُمَحَّصُ و الفُرافِصةُ سواءٌ. قال: و المَحْصُ بمنزلة المُمَحَّصِ، و الجمع مِحاصٌ و مِحاصاتٌ؛ و أَنشد: مَحْص الشَّوی مَعْصوبة قَوائِمُه قال: و معنی مَحْص الشَّوی قلیل اللحم إِذا قلت مَحَص كذا «3»؛ و أَنشد: مَحْصُ المُعَذَّرِ أَسْرَفت حَجَباتُه، یَنْضُو السوابِقَ زاهِقٌ قَرِدُ و قال غیره: المَمْحُوص السنانِ المجْلوُّ؛ و قال أُسامة الهذلی: أَشْفَوْا بمَمْحوصِ القِطاعِ فُؤادَه و القِطاعُ: النِّصالُ، یصف عَیْراً رُمِی بالنِّصال حتی رق فؤادُه من الفزع. و حبل مَحِصٌ و مَحِیصٌ: أَمْلَس أَجْرَدُ لیس له زِئْبِرٌ. و مَحِصَ الحبلُ یَمْحَصُ مَحَصاً إِذا ذهب
(3). قوله [إِذا قلت محص كذا] هو كذلك فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 90
وبرُه حتی یَمّلِص. و حبل مَحِصٌ و مَلِصٌ بمعنی واحد. و یقال للزمام الجیِّد الفَتْل: مَحِصٌ و مَحْصٌ فی الشِّعْر؛ و أَنشد: و مَحْص كساق السَّوْذَقانِیّ نازَعَتْ بِكَفِّیَ جَشَّاء البُغامِ خَفُوق «1» أَراد مَحِص فخفّفه و هو الزمام الشدید الفتل. قال: و الخفوق التی یَخْفِق مِشْفراها إِذا عَدَت. و المَحِیصُ: الشدید الفَتْل؛ قال إمرؤ القیس یصف حماراً: و أَصْدَرَها بادِی النَّواجِذ قارِحٌ، أَقَبُّ ككَرِّ الأَنْدَرِیِّ مَحِیصُ و أَورد ابن بری هذا البیت مستشهداً به علی المَحِیص المفتول الجسم. أَبو منصور: مَحّصْت العَقَبَ من الشحم إِذا نَقَّیْتَه منه لتَفْتلَه وَتَراً. و مَحَصَ به الأَرضَ مَحْصاً: ضَرَبَ. و المَحْصُ: خُلُوصُ الشی‌ء. و مَحَصَ الشی‌ءَ یَمْحَصُه مَحْصاً و مَحَّصَه: خَلَّصَه، زاد الأَزهری: من كل عیب؛ و قال رؤبة یصف فرساً: شدِیدُ جَلْزِ الصُّلْبِ مَمْحوصُ الشَّوی كالكَرِّ، لا شَخْتٌ و لا فیه لَوی أَراد باللَّوی العِوَجَ. و فی التنزیل: وَ لِیُمَحِّصَ مٰا فِی قُلُوبِكُمْ، و فیه: وَ لِیُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِینَ آمَنُوا؛ أَی یُخَلِّصهم، و قال الفراء: یعنی یُمحِّص الذنوبَ عن الذین آمنوا، قال الأَزهری: لم یزد الفراء علی هذا، و قال أَبو إِسحق: جعل اللّه الأَیامَ دُوَلًا بین الناس لِیُمَحِّصَ المؤمنین بما یقع علیهم من قَتْلٍ أَو أَلَمٍ أَو ذهاب مال، قال: وَ یَمْحَقَ الْكٰافِرِینَ؛ أَی یَسْتأْصِلُهم. و المَحْصُ فی اللغة: التَّخْلیصُ و التنقیة. و‌فی حدیث الكسوف: فَرَغَ من الصلاة و قد أَمْحَصَت الشمسُ‌أَی ظهرت من الكسوف و انجلَت، و‌یروی: امّحصَت، علی المطاوعة و هو قلیل فی الرباعی، و أَصل المَحْص التخلیصُ. و مَحَصْت الذهَبَ بالنار إِذا خَلَّصْته مما یَشُوبه. و‌فی حدیث علیّ: و ذَكَرَ فتْنةً فقال: یُمْحَصُ الناسُ فیها كما یُمْحَصُ ذهبُ المعدن‌أَی یُخَلَّصون بعضُهم من بعض كما یُخَلَّص ذهبُ المعدن من التراب، و قیل: یُخْتَبرُون كما یُخْتَبر الذهب لتُعْرَفَ جَوْدته من رَداءتِه. و المُمَحَّصُ: الذی مُحِّصَت عنه ذنوبُه؛ عن كراع، قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك إِنما المَمَحَّصُ الذَّنْبُ. و تمحِیصُ الذنوب: تطهیرُها أَیضاً. و تأْویل قول الناس مَحِّصْ عنا ذنوبَنا أَی أَذْهِب ما تعلق بنا من الذنوب. قال فمعنی قوله: وَ لِیُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِینَ آمَنُوا، أَی یخَلِّصهم من الذنوب. و قال ابن عرفة: وَ لِیُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِینَ آمَنُوا، أَی یَبْتَلیهم، قال: و معنی التَّمْحِیص النَّقْص. یقال: مَحَّصَ اللّه عنك ذنوبَك أَی نقصها فسمی اللّه ما أَصابَ المسلمین من بَلاءٍ تَمْحِیصاً لأَنه یَنْقُص به ذنوبَهم، و سَمّاه اللّه من الكافرین محْقاً. و الأَمْحَصُ: الذی یقْبَل اعتذارَ الصادق و الكاذب. و مُحِصَت عن الرجل یدُه أَو غیرُها إِذا كان بها ورَمٌ فأَخَذ فی النقصان و الذهاب؛ قال ابن سیدة: هذه عن أَبی زید و إِنما المعروف من هذا حَمَصَ الجرْحُ. و التَّمْحِیص: الاختبار و الابتلاء؛ و أَنشد ابن بری: رأَیت فُضَیْلًا كان شیئاً مُلَفَّقاً، فكشَّفَه التَّمْحِیصُ حتی بَدا لِیَا و مَحَص اللّهُ ما بِك و مَحَّصَه: أَذْهَبَه. الجوهری: مَحَصَ المذبوحُ برِجْلِه مثل دَحَص.
(1). قوله [و محص كساق السوذقانی البیت] هو هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 91‌

مرص؛ ج7، ص: 91

: المَرْصُ لِلثَّدْی و نحوه: كالغَمْزِ للأَصابع. مَرَصَ الثدْیَ مَرْصاً: غَمَزَه بأَصابعه. و المَرْسُ: الشی‌ءُ یُمْرَسُ فی الماء حتی یتَمَیّثَ فیه. و المَرُوصُ و الدَّرُوصُ: الناقة السریعة.

مصص؛ ج7، ص: 91

: مَصِصْتُ الشی‌ء، بالكسر، أَمَصُّه مَصّاً و امْتَصَصْته. و التَّمَصُّصُ: المَصُّ فی مُهْلةٍ، و تَمَصَصْته: ترَشَّفْتُه منه. و المُصاصُ و المُصاصَةُ: ما تَمَصَّصْت منه. و مَصِصْت الرمان أَمَصُّه و مَصِصْت من ذلك الأَمر: مثله، قال الأَزهری: و من العرب من یقول مَصَصْتُ الرّمانَ أَمُصُّ، و الفصیح الجیدَ نَصِصْت، بالكسر، أَمَصُّ؛ و أَمصَصْتُه الشی‌ء فمَصَّه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه مَصَّ منها‌أَی نالَ القلیل من الدنیا. یقال: مَصِصْت، بالكسر، أَمَصُّ مَصّاً. و المَصُوصُ من النساء: التی تَمْتَصُّ رحِمُها الماءَ. و المَمْصُوصة: المهزولة من داءٍ یُخامِرُها كأَنها مُصَّت. و المَصّانُ: الحجّامُ لأَنه یَمَصُّ؛ قال زیاد الأَعجم یهجو خالد بن عتاب بن ورقاء: فإِن تَكُنِ الموسَی جَرَتْ فَوْقَ بَظْرها، فما خُتِنَتْ إِلا و مَصّانُ قاعِدُ و الأُنثی مَصّانةٌ. و مَصّان و مَصّانة: شتمٌ للرجل یُعَیَّر برَضْعِ الغنم من أَخْلافِها بفِیه؛ و قال أَبو عبید: یقال رجل مَصّانٌ و ملْجانٌ و مَكّانٌ، كل هذا من المصّ، یَعْنُون أَنه یَرْضَع الغنم من اللؤْم لا یحْتلِبُها فیُسْمع صوت الحلْب، و لهذا قیل: لئیم راضِع. و قال ابن السكیت: قل یا مَصّانُ و للأُنثی یا مَصّانةُ و لا تقل یا ماصّان. و یقال: أَمَصَّ فلانٌ فلاناً إِذا شتَمه بالمَصّان. و‌فی حدیث مرفوع: لا تُحَرِّمُ المصّة و لا المَصّتانِ و لا الرَّضْعةُ و لا الرَّضْعتانِ و لا الإِمْلاجةُ و لا الإِمْلاجَتانِ.و المُصَاصُ: خالِصُ كل شی‌ء. و‌فی حدیث علی: شهادةً ممْتَحَناً إِخلاصُها مُعْتَقَداً مُصاصُها؛ المُصَاصُ: خالِصُ كل شی‌ء. و مُصَاصُ الشی‌ء و مُصَاصَتُه و مُصَامِصُه: أَخْلَصُه؛ قال أَبو دواد: بمُجَوَّفٍ بَلَقاً و أَعْلی لَوْنِه وَرْدٌ مُصامِصْ و فلان مُصَاصُ قوْمِه و مُصاصتُهم أَی أَخْلَصُهم نسَباً، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث؛ قال الشاعر: أُولاك یَحْمُون المُصاصَ المَحْضا و أَنشد ابن بری لحسان: طَویلُ النِّجادِ، رَفِیعُ العِماد، مُصاص النِّجَارِ من الخَزْرَجِ و مُصَاصُ الشی‌ءِ: سِرُّه و مَنْبِته. اللیث: مُصَاصُ القومِ أَصل منبتهم و أَفضل سِطَتِهم. و مَصْمَصَ الإِناءَ و الثوبَ: غَسَلَهما، و مَصْمَصَ فاه و مضْمَضَه بمعنی واحد، و قیل: الفرق بینهما أَن المَصْمَصَة بطرَفِ اللسان و هو دون المَضْمَضَة، و المَضْمَضَةُ بالفمِ كله، و هذا شبیه بالفرق بین القَبْصة و القَبْضة. و‌فی حدیث أَبی قلابة: أُمِرْنا أَن نُمَصْمِصَ من اللبن و لا نُمَضْمِضَ، هو من ذلك. و مصمص إِناءه: غسَله كمَضْمَضَه؛ عن یعقوب. الأَصمعی: یقال مَصْمَص إِناءه و مَضْمَضَه إِذا جعل فیه الماءَ و حرّكَهُ لیغسله. و‌روی بعضهم عن بعض التابعین
لسان العرب، ج‌7، ص: 92
قال: كنا نتَوَضَّأُ مما غَیَّرت النارُ و نُمَصْمِصُ من اللبن و لا نُمَصْمِصُ من التمر.و‌فی حدیث مرفوع: القتْلُ فی سبیل اللّه مُمَصْمِصةٌ؛ المعنی أَن الشهادة فی سبیل اللّه مُطهِّرة الشهید من ذنوبه ماحِیةٌ خطایاه كما یُمَصْمِصُ الإِناءَ الماءُ إِذا رُقْرِقَ الماءُ فیه و حُرِّك حتی یطهر، و أَصله من المَوْص، و هو الغَسْلُ. قال أَبو منصور: و الذی عندی فی ذكر الشهید فتلك مُمَصْمِصةٌ أَی مُطهِّرةٌ غاسِلةٌ، و قد تُكَرِّرُ العربُ الحرفَ و أَصله معتل، و منه نَخْنَخَ بَعیرَه و أَصلُه من الإِناخةِ، و تَعَظْعَظَ أَصله من الوَعْظ، و خَضْخَضْت الإِناءَ و أَصله من الخَوْض، و إِنما أَنثها و القتلُ مذكر لأَنه أَراد معنی الشهادة أَو أَراد خصلة مُمَصْمِصة، فأَقام الصفة مقام الموصوف. أَبو سعید: المَصْمصةُ أَن تصُبَّ الماء فی الإِناء ثم تُحَرِّكَه من غیر أَن تغسله بیدك خَضْخَضةً ثم تُهَرِیقَه. قال أَبو عبیدة: إِذا أَخرج لسانَه و حرّكه بیده فقد نَصْنَصَه و مَصْمَصه. و الماصّة: داءٌ یأْخذ الصبیَّ و هی شعرات تَنْبُت مُنْثَنِیَة علی سَناسِن القفا فلا یَنْجَعُ فیه طعامٌ و لا شراب حتی تُنْتَفَ من أُصولها. و رجل مُصَاصٌ: شدید، و قیل: هو المُمْتَلئ الخَلْق الأَمْلَس و لیس بالشجاع. و المُصَاصُ: شجر علی نبْتة الكَوْلانِ ینبت فی الرمل، واحدته مُصَاصة. و قال أَبو حنیفة: المُصَاص نبات ینبت خِیطاناً دِقاقاً غیر أَنّ لها لِیناً و مَتانةً ربما خُرِز بها فتؤْخذ فتدق علی الفَرازِیم حتی تَلینَ، و قال مرة: هو یَبِیس الثُّدّاء. الأَزهریّ: المُصَاصُ نبت له قشور كثیرة یابسة و یقال له المُصَّاخ و هو الثُّدَّاء، و هو ثَقُوب جید، و أَهل هَراةَ یسمونه دِلِیزَادْ؛ و فی الصحاح: المُصَاص نبات، و لم یُحَلِّه. قال ابن بری: المُصَاصُ نبت یعظم حتی تُفْتَل من لِحائِه الأَرْشِیَة، و یقال له أَیضاً الثُّدّاء؛ قال الراجز: أَوْدَی بلَیْلی كلُّ تَیَّازٍ شَوِلْ، صاحبِ عَلْقَی و مُصَاصٍ و عَبَلْ و التَّیَّاز: الرجل القصیر المُلَزَّز الخلق. و الشَّوِلُ: الخفیف فی العمل و الخدمة مثل الشُّلْشُلِ. و النَّشُوص: الناقة العظیمة السنام، و المَصُوص: القَمِئة. ابن الأَعرابی: المَصُوص الناقة القَمِئة. أَبو زید: المَصُوصة من النساء المهزولة من داءٍ قد خامَرَها؛ رواه ابن السكیت عنه. أَبو عبید: من الخَیل الوَرْدُ المُصَامِصُ و هو الذی یستقری سراته جُدَّةٌ سوداء لیست بحالِكة، و لونها لون السواد، و هو وَرْد الجَنْبَین و صَفْقَتَی العنق و الجِرَانِ و المَراقِّ، و یعلو أَوْظِفَته سوادٌ لیس بحالك، و الأُنثی مُصَامِصةٌ، و قال غیره: كُمَیْتٌ مُصَامِص أَی خالصُ الكُمْتة. قال: و المُصامِصُ الخالصُ من كل شی‌ء. و إِنه لمُصامِصٌ فی قومه إِذا كان زاكِیَ الحسب خالصاً فیهم. و فرس وَرْدٌ مُصامِصٌ إِذا كان خالصاً فی ذلك. اللیث: فرس مُصَامِصٌ شدید تركیب العظام و المفاصل، و كذلك المُصَمِص؛ و قول أَبی دواد: و لقد ذَعَرْتُ بنات عَمِّ المُرْشِفَاتِ لها بَصابِصْ یَمْشی، كَمَشْی نَعَامَتین تَتابَعانِ أَشَقَّ شاخِصْ بمُجَوَّفٍ بَلَقاً، و أَعْلی لَونِه وَرْدٌ مُصامِصْ أَراد: ذعرت البقر فلم یستقم له فجعلَهَا بناتِ عم
لسان العرب، ج‌7، ص: 93
الظباء، و هی المُرْشِفات من الظباء التی تَمدُّ أَعناقها و تنظر، و البقر قِصارُ الأَعناق لا تكون مرشفات، و الظباء بنات عمِّ البقر غیر أَنَّ البقر لا تكون مرشفات لها بَصابِص أَی تحرك أَذنابها؛ و منه المثل: بَصْبَصْنَ، إِذ حُدِینَ، بالأَذْناب و قوله یَمْشِی كمَشْیِ نعامتین، أَراد أَنه إِذا مَشَی اضطرب فارتفعت عجزُه مرة و عنقُه مرة، و كذلك النعامتان إِذا تتابعتا. و المجَوَّفُ: الذی بلَغ البلَقُ بطنَه؛ و أَنشد شمر لابن مقبل یصف فرساً: مُصامِص ما ذاق یوماً قَتّا، و لا شَعِیراً نخِراً مُرْفَتّا، ضَمْر الصِّفَاقَیْنِ مُمَرّاً كَفْتا قال: الكَّفْت لیس بمُثَجَّلٍ و لا ذی خَواصر. و المَصُوص، بفتح المیم: طعام، و العامة تضمه. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: أَنه كان یأْكلُ مُصُوصاً بِخَلِّ خمر؛ هو لحم ینقع فی الخل و یطبَخُ، قال: و یحتمل فتح المیم و یكون فَعُولًا من المَصّ. ابن بری: و المُصَّان، بضم المیم، قصب السُّكَّر؛ عن ابن خالویه، و یقال له أَیضاً: المُصَابُ و المَصُوب. و المَصِّیصَة: ثَغْرٌ من ثغور الروم معروفة، بتشدید الصاد الأُولی. الجوهری: و مَصِیصَة بلد بالشام و لا تقل مَصِّیصة، بالتشدید.

معص؛ ج7، ص: 93

: مَعِصَ مَعَصاً، فهو مَعِصٌ، و تمَعَّصَ: و هو شِبْه الخجل. و مَعِصَت قدمُه مَعَصاً: الْتَوَت من كثرة المشی، و قیل: المَعَصُ وجع یصیبها كالحَفا. قال أَبو عمرو: المَعَصُ، بالتحریك، التواءٌ فی عصب الرجل كأَنه یقصُرُ عصبُه فتتعوَّج قدمُه ثم یُسَوِّیه بیده، و قد مَعِصَ فلان، بالكسر، یَمْعَصُ مَعَصاً. و منه‌الحدیث: شكا عمرو بن معد یكرب إِلی عمر، رحمه اللّه، المَعَصَ فقال: كذَبَ علیك العسَل‌أَی علیك بسرعة المشی، و هو من عَسَلان الذئب. و مَعِصَ الرجل معَصاً: شكا رجلیه من كثرة المشی، و به مَعَص. و المَعَصُ: أَن یمتلِئَ العصب من باطن فینتفخ مع وجع شدید. و المَعَصُ فی الإِبل: خَدَرٌ فی أَرْساغِ یدیها و أَرجلها؛ قال حمید بن ثور: غَمَلَّس غائر العَیْنَیْنِ، عادیة منه الظَّنابیبُ لم یَغْمِزْ بها مَعَصَا و المَعَصُ أَیضاً: نقصان فی الرسغ، و المَعَصُ و العَضَدُ و البَدَلُ واحد. و قال اللیث: المَعَصُ شبه الخلج و هو داءٌ فی الرِّجْل. و المَعَصُ و المأَصُ: بِیض الإِبل و كرامُها. و المَعِصُ: الذی یقتنی المَعَصَ من الإِبل و هی البیض؛ و أَنشد: أَنت وَهَبْتَ هَجْمةً جُرْجُورا، سُوداً و بیضاً، معَصاً خُبورا قال الأَزهری: و غیرُ ابن الأَعرابی یقول هی المغَصُ، بالغین، للبیض من الإِبل. قال: و هما لغتان. و فی بطن الرجل مَعَصٌ و مَغَصٌ، و قد مَعِصَ و مَغِصَ و تمَعّص بَطْنِی و تمغَّص أَی أَوجعنی. و بنو مَعیص: بطن من قریش. و بنو ماعِصٍ: بُطَینٌ من العرب، و لیس بثبت.

مغص؛ ج7، ص: 93

: المَغْصُ: الطَّعْنُ. و المَغْصُ و المَغَصُ: تقطیع فی أَسفل البطن و المِعَی و وجع فیه، و العامة تقوله بالتحریك، و قد مُغِصَ فهو ممغوص، و قیل: المَغصُ غلظ فی المعی. و فی النوادر: تمغَّص بطنی
لسان العرب، ج‌7، ص: 94
و تمعَّصَ أَی أَوجعنی. ابن السكیت: فی بطنه مَغْسٌ و مَغْصٌ، و لا یقال مغَس و لا مغَص، و إِنی لأَجِدُ فی بطنی مَغْساً و مَغْصاً. و‌فی الحدیث: إِنَّ فلاناً وجد مغْصاً، بالتسكین. و فی بطن الرجل مغَصٌ و مَعَصٌ و قد مَغِصَ و معِص و تمعَّص بطنی و تمَغَّسَ أَی أَوجعنی. و فلان مَغِصٌ من المَغَصِ یوصف بالأَذَی. و المَغَص من الإِبل و الغنم: الخالصة البیاض، و قیل: البیض فقط، و هی خیار الإِبل، واحدته مَغَصَة، و الإِسكان لغة؛ قال ابن سیدة: و أَری أَنه محفوظ عن یعقوب، و الجمع أَمْغاص؛ و قیل: المَغَصُ و المَغْص خیارُ الإِبل، واحد لا جمع له من لفظه. ابن درید: إِبل أَمْغاصٌ إِذا كانت خیاراً لا واحد لها من لفظها؛ قال الراجز: أَنتم وهبتم مائةً جُرْجورا، أُدْماً و حُمْراً، مَغَصاً خُبُورا «2» التهذیب: و أَما المغَصُ مثقل العین فهی البیض من الإِبل التی قارَفَت الكَرْم، الواحدة مَغَصة. قال ابن الأَعرابی: و هی المَعص أَیضاً، بالعین و المأص و كل منهما مذكور فی موضعه.

ملص؛ ج7، ص: 94

: أَمْلَصَت المرأَةُ و الناقةُ، و هی مُمِلصٌ: رمَتْ ولدها لغیر تمام، و الجمع مَمالِیصُ، بالیاء، فإِذا كان ذلك عادة لها فهی مِمْلاصٌ، و الولد مُمْلَص و مَلِیص. و المَلَصُ، بالتحریك: الزَّلَقُ. و أَمْلَصت المرأَة بولدها أَی أَسقطت. و‌فی الحدیث: أَن عمر، رضی اللّه عنه، سأَل عن إِمْلاص المرأَة الجَنِینَ، فقال المغیرة بن شعبة: قَضی فیه النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، بغُرّةٍ؛ أَراد بالمرأَة الحاملَ تُضْرَب فتُملِصُ جَنِینَها أَی تُزْلِقه قبل وقت الولادة. و كل ما زَلِقَ من الید أَو غیرها، فقد مَلِصَ مَلَصاً؛ قال الراجز یصف حبل الدلو: فَرَّ و أَعْطانی رِشاءً مَلِصا، كذَنَبِ الذِّئْب یُعَدّی هَبَصا و یروی: … یُعَدّی القَبَصا، یعنی رَطْباً یزلق من الید، فإِذا فعلتَ أَنت ذلك قلت: أَمْلَصْته إِمْلاصاً و أَمْلَصْته أَنا. و رشاءٌ مَلِصٌ إِذا كانت الكفّ تزلق عنه و لا تستمكن من القبض علیه. و مَلِصَ الشی‌ءُ، بالكسر، من یدی مَلَصاً، فهو أَمْلَصُ و مَلِصٌ و مَلیص، و امَّلَصَ و تملَّص: زَلّ انسلالًا لمَلاستِه، و خص اللحیانی به الرِّشاءَ و العِنانَ و الحبل، قال: و انْمَلَصَ الشی‌ء أَفْلَت، و تدغم النون فی المیم. و سمكة مَلِصة: تزل عن الید لملاستها. و انْفَلَص منی الأَمر و امّلَصَ إِذا أَفْلت، و قد فَلَّصْته و مَلَّصْته. و تَفَلَّصَ الرِّشاءُ من یدی و تمَلَّصَ بمعنی واحد. و قال اللیث: إِذا قبضْتَ علی شی‌ء فانفَلَتَ من یَدِك قلت انْملَصَ من یدی انمِلاصاً و انْمَلَخ، بالخاء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كأَن، تحتَ خُفِّها الوَهَّاصِ، مِیظَبَ أُكْمٍ نِیطَ بالمِلاصِ قال: الوَهّاصُ، بالواو، الشدید. و المِلاصُ: الصَّفا الأَبیض. و المِیظَبُ: الظُّرَر. أَبو عمرو: المَلِصةُ و الزالخة الأَطُوم من السمك. و التملُّصُ: التخلّصُ. یقال: ما كدت أَتَمَلَّصُ من فلان. و سیرٌ إِمْلِیصٌ أَی سریع؛ و أَنشد ابن بری: فما لهم بالدَّوِّ من مَحِیصِ، غیر نَجاءِ القَربِ الإِمْلیصِ
(2). روی هذا البیت فی الصفحة السابقة: هجمة بدل مائة، و سوداً بدل أدما.
لسان العرب، ج‌7، ص: 95
و جاریة ذات شِماصٍ و مِلاصٍ. و مَلْص: اسم موضع؛ أَنشد أَبو حنیفة: فما زال یَسْقی بَطْنَ مَلْصٍ و عَرْعَرا و أَرضَهُما، حتی اطْمَأَنّ جَسِیمُها أَی حتی انخفض ما كان منهما مرتفعاً. و بنو مُلَیص: بطن.

موص؛ ج7، ص: 95

: المَوْصُ: الغَسلُ. ماصَه یمُوصُه مَوْصاً: غسَلَه. و مُصْتُ الشی‌ء: غَسَلْته؛ و منه‌حدیث عائشة فی عثمان، رضی اللّه عنهما: مُصْتُموه كما یُماصُ الثوب ثم عَدَوْتم علیه فقتلتموه؛ تقول: خرج نقیّاً مما كان فیه یعنی استِعْتابَهم إِیّاه و إِعْتابَه إِیاهم فیما عَتَبُوا علیه، و المَوْصُ: الغَسْلُ بالأَصابع؛ أَرادت أَنهم اسْتَتابُوه عما نَقِمُوا منه فلما أَعطاهم ما طلبوا قتلوه. اللیث: المَوْصُ غسل الثوب غسلًا لیّناً یجعل فی فیه ماء ثم یصبُّه علی الثوب و هو آخِذُه بین إِبهامیه یَغْسِله و یَمُوصُه. و قال غیره: هاصَه و ماصَه بمعنی واحد. و مَوَّصَ ثوبَه إِذا غسله فأَنقاه. و المُواصةُ: الغُسالة، و قیل: المُواصَة غُسالة الثیاب. و قال اللحیانی: مُواصَة الإِناء و هو ما غُسِل به أَو منه. یقال: ما یسقیه إِلا مُواصةَ الإِناء. و ماصَ فاه بالسواك یمُوصُه مَوْصاً: سنّه، حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: المَوْصُ التبن. و مَوّصَ التبنَ إِذا جعل تجارتَه فی المَوْصِ و التبن.

فصل النون؛ ج7، ص: 95

نبص؛ ج7، ص: 95

: نَبَصَ الغُلامُ بالكلب و الطائر یَنْبِصُ نَبِیصاً و نَبَّصَ: ضمَّ شفتیه ثم دعاه، و قال اللحیانی: نَبَصَ بالطائر و الصید و العصفورِ یَنْبصُ به نَبِیصاً صَوّتَ به، و كذلك نَبَصَ الطائرُ و الصید و العصفورُ یَنْبِصُ نَبِیصاً إِذا صوّت صوتاً ضعیفاً. و ما سمعت له نَبْصةً أَی كلمة. و ما یَنْبِصُ بحرف أَی ما یتكلم، و السین أَعلی. ابن الأَعرابی: النَّبْصاءُ من القِیاس المُصَوِّتةُ من النَّبِیصِ، و هو صوت شَفَتَی الغلام إِذا أَراد تزویج طائر بأُنثاه.

نحص؛ ج7، ص: 95

: النَّحُوص: الأَتان الوحشیةُ الحائل؛ قال النابغة: نَحُوص قد تفَلّقَ فائِلاها، كأَنّ سراتَها سَبَدٌ دَهِینُ و قیل: النَّحُوص التی فی بطنها ولد، و الجمع نحُصٌ و نحائِصُ؛ قال ذو الرمة: یَقْرُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَة قُوْداً سَماحیجَ، فی أَلوانها خَطَبُ و أَنشد الجوهری هذا البیت: وُرْقَ السَّرابیلِ، فی أَلوانها خَطَب و حكی أَبو زید عن الأَصمعی: النَّحُوص من الأُتُنِ التی لا لبن لها، و قال شمر: النَّحُوص التی منعها السِّمَنُ من الحَمْل، و یقال: هی التی لا لبن بها و لا ولد لها؛ ابن سیدة: و قول الشاعر أَنشده ثعلب: حتی دفعْنا بشَبُوبٍ وابِصِ، مُرْتَبِعٍ فی أَرْبعٍ نَحائِصِ یجوز أَن یعنی بالشَّبُوب الثورَ، و بالنَّحائِصِ البقرَ استعارة لها، و إِنما أَصله فی الأُتُن؛ و یدلُّك علی أَنها بقرٌ قوله بعد هذا: یَلْمَعْن إِذْ وَلَّینَ بالعَصاعِصِ فاللُّمُوع إِنما هو من شدة البیاض، و شدّةُ البیاض
لسان العرب، ج‌7، ص: 96
إِنما تكون فی البقر الوحشی، و لذلك سُمِّیت البقرةُ مَهاةً، شُبِّهت بالمَهاة التی هی البِلَّوْرة لبیاضها، و قد یجوز أَن یعنی بالشبوب الحمارَ استعارة له، و إِنما أَصله للثور، فیكون النحائص حینئذٍ هی الأُتُن، و لا یجوز أَن یكون الثورَ، و هو یعنی بالنحائص الأُتُنَ لأَن الثور لا یُراعی الأُتُنَ و لا یُجاوِرُها، فإِن كان فی الإِمكان أَن یُراعِیَ الثورُ الحُمُرَ و یُجاوِرَهُنّ فالشَّبُوب هنا الثور، و النحائصُ الأُتُنُ، و سقطت الاستعارة عن جمیع ذلك؛ و ربما كان فی الأُتُن بیاض فلذلك قال: یلمعن إِذ ولین بالعصاعص و النُّحْصُ: أَصل الجبل. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه ذكر قَتْلی أُحُد فقال: یا لیتنی غودِرْت مع أَصحاب نُحْصِ الجبل؛ النُّحْص، بالضم: أَصل الجبل و سفحه، تمنی أَن یكون اسْتُشْهِد معهم یوم أُحُدٍ، أَراد: یا لیتنی غُودِرْت شهیداً مع شهداء أُحد. و أَصحابُ النُّحْص: هم قتلی أُحد، قال الجوهری: أَو غیرهم. ابن الأَعرابی: المِنْحاصُ المرأَة الدقیقة الطویلة.

نخص؛ ج7، ص: 96

: أَبو زید: نَخَص لحمُ الرجل یَنْخُص و تخدَّد كلاهما إِذا هُزِل. ابن الأَعرابی: الناخِصُ: الذی قد ذهب لحمُه من الكِبَر و غیره، و قد أَنْخَصَه الكبرُ و المرضُ. الجوهری: نَخَصَ الرجلُ، بالخاء المعجمة و الصاد المهملة، یَنْخَصُ، بالضم، أَی خَدَّدَ و هُزِل كبراً، و انْتَخَصَ لحمُه أَی ذهب. و عجوز ناخِصٌ: نخَصَها الكبرُ و خدَّدها. و‌فی صفته، صلّی اللّه علیه و سلّم: كان مَنْخوصَ الكعبین؛ قال ابن الأَثیر: الروایة مَنْهوس، بالسین المهملة؛ قال الزمخشری: و روی منهوش و منخوص، و الثلاثة فی معنی المَعْروق.

ندص؛ ج7، ص: 96

: نَدَصَت النَّواةُ من التمرة نَدْصاً: خرجت. و نَدَصَت البَثرةُ تَنْدُصُ نَدْصاً إِذا غَمَزْتَها فنزَتْ، و نَدَصْتها أَیضاً إِذا غَمَزْتها فخرج ما فیها. و ندَصَت عینُه تَنْدُصُ نَدْصاً و نُدُوصاً: جَحَظَتْ، و قیل: ندَرَتْ و كادت تخرج من قَلْتِها كما تَنْدُصُ عینُ الخَنِیقِ. و نَدَصَ الرجلُ القومَ: نالهم بشرِّه؛ و نَدَصَ علیهم یَنْدُص: طلع علیهم بما یكره. و المِنْداصُ من الرجال: الذی لا یزال یَنْدُص علی القوم أَی یَطْرَأُ علیهم بما یكرهون و یُظْهِرُ شرّاً. و المِنْداصُ من النساء: الخفیفة الطیّاشةُ؛ قال منظور: و لا تَجِدُ المِنْداصَ إِلا سَفِیهةً، و لا تَجِدُ المِنْداصَ نائِرةَ الشِّیَمْ أَی من عجلتها لا یبینُ كلامها. ابن الأَعرابی: المِنْداصُ من النساء الرَّسْحاء، و المِنْداصُ الحَمْقاء، و المِنْداصُ البذیّةُ، و اللّه أعلم.

نشص؛ ج7، ص: 96

: النَّشَاصُ، بالفتح: السحابُ المرتفع، و قیل: هو الذی یرتفع بعضه فوق بعض و لیس بمنبسط، و قیل: هو الذی ینشأُ من قِبَل العین، و الجمع نُشُصٌ؛ قال بشر: فلما رَأُوْنا بالنِّسَارِ كأَننا نَشاصُ الثُّرَیّا، هَیَّجَتْه جَنوبُها قال ابن بری: و منه قول الشاعر: أَرِقْتُ لِضَوْءِ بَرْقٍ فی نَشاصِ، تَلأْلأَ فی مُمَلَّأَة غصاصِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 97
لَواقِحَ دُلّحٍ بالماء سُحْم، تَمُجُّ الغَیْثَ من خَلَلِ الخَصَاصِ سَلِ الخُطَباءَ: هل سَبَحُوا كَسَبْحِی بُحورَ القولِ، أَو غاصُوا مَغاصِی؟ فأَما قول الشاعر أَنشده ثعلب: یَلْمَعْن إِذ ولَّیْنَ بالعَصاعِصِ، لَمْعَ البُروق قی ذُرَی النَّشائِصِ فقد یجوز أَن یكون كسّر نَشاصاً علی نَشائِصَ كما كسّروا شَمَالًا علی شَمائل، و إِن اختلفت الحركتان فإِن ذلك غیر مبالًی به، و قد یجوز أَن یكون توهم واحدها نَشاصةً ثم كَسّره علی ذلك، و هو القیاس و إِن كنا لم نسمعه. و قد نَشَصَ یَنْشُص و یَنْشِص نُشوصاً: ارتفع. و اسْتَنْشَصَتِ الریحُ السحابَ: أَطْلَعَتْه و أَنهَضَتْه و رَفَعَتْه؛ عن أَبی حنیفة. و كل ما ارتفع، فقد نَشَصَ. و نَشَصَت المرأَةُ عن زوجها تَنْشصُ نُشوصاً و نَشَزَت بمعنی واحد، و هی ناشِصٌ و ناشِزٌ: نَشَزَت علیه و فَرَكَتْه؛ قال الأَعشی: تَقَمَّرَها شیخٌ عِشاءً، فأَصْبَحَتْ قُضاعِیّةً تأْتی الكَواهِنَ ناشِصا و فرسٌ نَشاصیٌّ: أَبِیٌّ ذو عُرَامٍ، و هو من ذلك؛ أَنشد ثعلب: و نَشاصِیّ إِذا تفْرغُه، لم یَكَدْ یُلْجَمُ إِلا ما قُصِرْ ابن الأَعرابی: المِنْشاصُ المرأَة التی تمنع فِراشَها فی فِراشِها، فالفِراشُ الأَول الزوج، و الثانی المِضْربة. و فی النوادر: فلانٌ یَتَنَشَّصُ لكذا و كذا و یَتَنَشَّزُ و یتَشَوَّر و یَترَمَّزُ و یتَفَوَّزُ و یتزَمَّعُ كل هذا النهوضُ و التهیؤ، قریب أَو بعید. و نشَصَت ثِنیّتُه: تحرَّكت فارتفعت عن موضعها، و قیل: خرجت عن موضعها نُشوصاً. و نَشَصْت عن بلدی أَی انزعجت، و أَنْشَصْت غیری. أَبو عمرو: نَشَصْناهم عن منزلهم أَزْعَجْناهم. و یقال: جاشت إِلیّ النفسُ و نَشَصَتْ و نَشَزَت. و نَشَصَ الوبَرُ: ارتفع. و نَشَصَ الوبر و الشعر و الصوف یَنْشصُ: نصَلَ و بقی مُعَلَّقاً لازِقاً بالجلد لم یَطِرْ بعد. و أَنْشَصَه: أَخرجه من بیته أَو جحره. و یقال: أَخْفِ شَخْصَك و أَنْشِصْ بشَظْف ضَبّك، و هذا مثل. و النَّشُوصُ: الناقة العظیمة السنام.

نصص؛ ج7، ص: 97

: النَّصُّ: رفْعُك الشی‌ء. نَصَّ الحدیث یَنُصُّه نصّاً: رفَعَه. و كل ما أُظْهِرَ، فقد نُصَّ. و‌قال عمرو بن دینار: ما رأَیت رجلًا أَنَصَّ للحدیث من الزُّهْری‌أَی أَرْفَعَ له و أَسْنَدَ. یقال: نَصَّ الحدیث إِلی فلان أَی رفَعَه، و كذلك نصَصْتُه إِلیه. و نَصَّت الظبیةُ جِیدَها: رفَعَتْه. و وُضِعَ علی المِنَصَّةِ أَی علی غایة الفَضِیحة و الشهرة و الظهور. و المَنَصَّةُ: ما تُظْهَرُ علیه العروسُ لتُرَی، و قد نَصَّها و انتَصَّت هی، و الماشِطةُ تَنُصُّ العروسَ فتُقْعِدُها علی المِنَصَّة، و هی تَنْتَصُّ علیها لتُرَی من بین النساء. و‌فی حدیث عبد الله بن زمعة: أَنه تَزَوَّج بنتَ السائب فلما نُصَّت لتُهْدَی إِلیه طلَّقها، أَی أُقعِدَت علی المِنَصَّة، و هی بالكسر، سریرُ العروسِ، و قیل: هی بفتح المیم الحجَلةُ علیها «3» من قولهم نَصَّصْت المتاعَ إِذا جعلت بعضه علی بعض. و كل شی‌ء أَظْهرْته، فقد نَصَّصْته. و المِنَصّة: الثیاب المُرَفّعة و الفرُشُ الموَطَّأَة. و نصَّ المتاعَ نصّاً: جعلَ بعضه علی بعض. و نَصَّ
(3). قوله: علیها؛ هكذا فی الأَصل، و لعله: الحَجلةُ علیها العروس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 98
الدابةَ یَنُصُّها نصّاً: رَفَعَها فی السیر، و كذلك الناقة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، حین دَفَع من عرفات سار العَنَقَ فإِذا وجد فَجْوةً نَصَّ‌أَی رفَع ناقتَه فی السیر، و قد نصَّصْت ناقتی: رفَعْتها فی السیر، و سیر نصٌّ و نَصِیصٌ. و‌فی الحدیث: أَن أُم سلمة قالت لعائشة، رضی اللّه عنهما: ما كنتِ قائلةً لو أَن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، عارَضَكِ ببعض الفلوات ناصَّةً قَلُوصَك من منهلٍ إِلی آخر؟أَی رافعةً لها فی السیر؛ قال أَبو عبید: النَّصُّ التحریك حتی تستخرج من الناقة أَقصَی سیرها؛ و أَنشد: و تَقْطَعُ الخَرْقَ بسَیْرٍ نَصِّ و النَّصُّ و النَّصِیصُ: السیر الشدید و الحثُّ، و لهذا قیل: نَصَصْت الشی‌ء رفعته، و منه مِنَصَّة العروس. و أَصل النَّصّ أَقصی الشی‌ء و غایتُه، ثم سمی به ضربٌ من السیر سریع. ابن الأَعرابی: النَّصُّ الإِسْنادُ إِلی الرئیس الأَكبر، و النَّصُّ التوْقِیفُ، و النصُّ التعیین علی شی‌ءٍ ما، و نصُّ الأَمرِ شدتُه؛ قال أَیوب بن عباثة: و لا یَسْتَوی، عند نَصِّ الأُمورِ، باذِلُ معروفِه و البَخِیل و نَصَّ الرجلَ نصّاً إِذا سأَله عن شی‌ءٍ حتی یستقصی ما عنده. و نصُّ كلِّ شی‌ءٍ: منتهاه. و‌فی الحدیث عن علیّ، رضی اللّه عنه، قال: إِذا بلَغَ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أَوْلی، یعنی إِذا بلغت غایة الصغر إِلی أَن تدخل فی الكبر فالعصبة أَوْلی بها من الأُمِّ، یرید بذلك الإِدراكَ و الغایة. قال الأَزهری: النصُّ أَصلُه منتهی الأَشیاء و مَبْلغُ أَقْصاها، و منه قیل: نصَصْتُ الرجلَ إِذا استقصیت مسأَلته عن الشی‌ء حتی تستخرج كل ما عنده، و كذلك النصّ فی السیر إِنما هو أَقصی ما تقدر علیه الدابة، قال: فنصُّ الحِقاقِ إِنما هو الإِدراكُ، و قال المبرد: نصُّ الحقاق منتهی بلوغ العقل، أَی إِذا بلغت من سِنِّها المبلغَ الذی یصلح أَن تُحاقِقَ و تُخاصم عن نفسها، و هو الحِقاقُ، فعصبتُها أَولی بها من أُمِّها. و یقال: نَصْنَصْت الشی‌ءَ حركته. و‌فی حدیث أَبی بكر حین دخل علیه عمر، رضی اللّه عنهما، و هو یُنَصْنِصُ لِسانَه و یقول: هذا أَوْرَدَنی المواردَ؛ قال أَبو عبید: هو بالصاد لا غیر، قال: و فیه لغة أُخری لیست فی الحدیث نَضْنَضْت، بالضاد. و‌روی عن كعب أَنه قال: یقول الجبار احْذَرُونی فإِنی لا أُناصُّ عبداً إِلا عذَّبْتُه‌أَی لا أَستقصی علیه فی السؤال و الحساب، و هی مفاعلة منه، إِلا عذَّبته. و نَصَّصَ الرجلُ غریمَه إِذا استقصی علیه. و‌فی حدیث هرقل: یَنُصُّهم‌أَی یستخرجُ رأْیهم و یُظْهِرُه؛ و منه قول الفقهاء: نَصُّ القرآنِ و نَصُّ السنَّة أَی ما دل ظاهرُ لفظهما علیه من الأَحكام. شمر: النَّصْنَصَة و النَّضْنَضَةُ الحركة. و كل شی‌ءٍ قَلْقَلْتَه، فقد نَصْنَصْته. و النُّصَّة: ما أَقبل علی الجبهة من الشعر، و الجمع نُصَصٌ و نِصاصٌ. و نَصَّ الشی‌ءَ: حركه. و نَصْنَصَ لسانه: حركه كنَضْنَضَه، غیر أَن الصاد فیه أَصل و لیست بدلًا من ضاد نَضْنَضَه كما زعم قوم، لأَنهما لیستا أُخْتَین فتبدل إِحداهما من صاحبتها. و النَّصْنَصَةُ: تحرُّك البعیر إِذا نَهَضَ من الأَرض. و نَصْنَص البعیرُ: فَحَص بصدره فی الأَرض لیبرُك. اللیث: النَّصْنَصَة إِثبات البعیر ركبتیه فی الأَرْض و تحرُّكه إِذا همَّ بالنهوض. و نَصْنَص البعیرُ: مثل حَصْحَصَ. و نَصْنَص الرجل فی مشیه: اهتز منتصباً. و انْتَصَّ الشی‌ءُ و انتصب إِذا استوی و استقام؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 99
قال الراجز: فبات مُنْتَصّاً و ما تَكَرْدَسَا و روی أَبو تراب عن بعض الأَعراب: كان حَصِیصُ القومِ و نَصِیصُهم و بَصِیصُهم كذا و كذا أَی عَدَدُهم، بالحاء و النون و الباء.

نعص؛ ج7، ص: 99

: نَعَصَ الشی‌ءَ فانْتَعَصَ: حرَّكَه فتحرَّك. و النَّعَصُ: التمایُلُ، و به سمی ناعِصَةُ. قال ابن المظفر: نعص لیست بعربیة إِلا ما جاءَ أَسد بن ناعِصَة المُشَبّبُ فی شعره بخنساء، و كان صَعْبَ الشعر جِدّاً، و قلما یروی شعره لصعوبته، و هو الذی قتل عَبِیداً بأَمر النعمان. قال الأَزهری: قرأْت فی نوادر الأَعراب: فلان من نُصْرَتی و ناصِرَتی و نائِصَتی و ناعِصَتی و هی ناصِرَتُه. و ناعِصٌ: اسم رجل، و العین غیر معجمة. و النواعِصُ: اسم موضع، و قال ابن بری: النَّواعِصُ مواضع معروفة؛ و أَنشد للأَعشی: فأَحواض الرجا فالنَّواعِصا قال الأَزهری: و لم یصح لی من باب نعص شی‌ء أَعتمده من جهة من یُرْجع إِلی علمه و روایته عن العرب.

نغص؛ ج7، ص: 99

: نغِصَ نَغَصاً: لم تَتِمَّ له هَناءَتُه، قال اللیث: و أَكثرُه بالتشدید نُغِّصَ تَنْغِیصاً، و قیل: النَّغَصُ كَدَرُ العیش، و قد نَغَّصَ علیه عَیْشَه تَنْغِیصاً أَی كَدَّرَه، و قد جاءَ فی الشعر نَغَّصَه، و أَنشد الأَخفش لعدی بن زید، و قیل هو لسوادة بن زید ابن عدیّ: لا أَرَی الموتَ یَسْبِقُ الموتُ شیئاً، نَغَّصَ الموتُ ذا الغِنَی و الفَقِیرا قال فأَظهر الموت فی موضع الإِضمار، و هذا كقولك أَمّا زیدٌ فقد ذهب زید، و كقوله عزّ و جلّ: وَ لِلّٰهِ مٰا فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِی الْأَرْضِ وَ إِلَی اللّٰهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، فثنی الاسم و أَظهره. و تنَغَّصَتْ عیشَتُه أَی تَكدَّرت. ابن الأَعرابی: نَغَّصَ علینا أَی قطع علینا ما كنا نُحِبُّ الاستكثار منه. و كل من قطع شیئاً مما یُحَبُّ الازدیادُ منه، فهو مُنَغِّصٌ؛ قال ذو الرمة: غَدَاة امْتَرَتْ ماءَ العُیونِ، و نَغَّصَتْ لُبَاناً من الحاجِ الخدورُ الروافع و أَنشد غیره: و طالَما نُغِّصُوا بالفَجْعِ ضاحِیةً، و طالَ بالفَجْعِ و التَّنْغِیصِ ما طُرِقُوا و النَّغْصُ و النَّغَصُ: أَن یُورِدَ الرجلُ إِبلَه الحوض فإِذا شربت أُخْرِجَ من كل بعیرین بعیرٌ قویٌّ و أُدخل مكانه بعیر ضعیف؛ قال لبید: فأَرْسَلَها العِرَاكَ و لم یَذُدْها و لم یُشْفِقْ علی نَغَصِ الدِّخالِ و نَغِصَ الرجلُ، بالكسر، یَنْغَصُ نَغَصاً إِذا لم یَتِمَّ مراده، و كذلك البعیر إِذا لم یَتِمَّ شُرْبُه. و نَغَصَ الرجلَ نَغْصاً: منعَه نصیبَه من الماء فحال بین إِبله و بین أَن تشرب؛ قالت غادیة الدبیریة: قد كَرِهَ القِیامَ إِلا بالعَصا، و السَّقْیَ إِلا أَن یُعدَّ الفُرَصا، أَوْ عَنْ یَذُودَ مالَه عن یُنْغَصا و أَنْغَصَه رَعْیَه كذلك، هذه بالأَلف.
لسان العرب، ج‌7، ص: 100‌

نفص؛ ج7، ص: 100

: أَنْفَصَ الرجلُ ببوله إِذا رمی به. و أَنْفَصَت الناقة و الشاةُ ببولها، فهی مُنْفِصة، دَفَعَت به دُفَعاً دُفَعاً، و فی الصحاح: أَخرجته دُفْعةً دُفْعةً مثل أَوزعت. أَبو عمرو: نافَصْت الرجل مُنافَصةً و هو أَن تقول له: تَبُول أَنت و أَبول أَنا فننظر أَیّنا أَبْعَدُ بَوْلًا، و قد نافَصَه فنَفَصَه؛ و أَنشد: لعَمْری، لقد نافَصْتَنی فنَفَصْتَنی بذی مُشْفَتَرٍّ، بَوْلُه مُتَفاوِتُ و أَخذ الغنمَ النُّفَاصُ. و النُّفَاصُ: داءٌ یأْخذ الغنم فتَنْفِصُ بأَبْوالِها أَی تَدْفَعُها دفعاً حتی تموت. و‌فی الحدیث: مَوْت كنُفَاصِ الغنم، هكذا ورد فی روایة، و‌المشهور: كقُعَاصِ الغنم.و‌فی حدیث السنن العَشْر: و انْتِفَاصُ الماء، قال: المشهور فی الروایة بالقاف و سیجی‌ء، و قیل: الصواب بالفاء و المراد نَضْحُه علی الذَّكَر من قولهم لِنَضْحِ الدم القلیل نُفْصَة، و جمعها نُفَصٌ. و أَنفَصَ فی الضَّحِك و أَنْزَق و زَهْزَقَ بمعنی واحد: أَكْثَرَ منه. و المنْفاصُ: الكثیرُ الضَّحِك. قال الفراء: أَنْفَصَ بالضَّحِك إِنْفاصاً و أَنْفَصَ بشَفَتَیْه كالمُتَرَمِّزِ، و هو الذی یشیر بشَفَتَیْه و عینیه. و أَنْفَصَ بنطفته: خَذَفَ؛ هذه عن اللحیانی. و النُّفْصَةُ: دُفْعة من الدم؛ و منه قول الشاعر: تَرْمی الدِّماءَ علی أَكتافِها نُفَصا ابن بری: النَّفِیصُ الماءُ العذب؛ و أَنشد لإمرئ القیس: كشَوْكِ السَّیالِ فهو عَذْبٌ نَفِیصُ

نقص؛ ج7، ص: 100

: النَّقْصُ: الخُسْران فی الحظِّ، و النقصانُ یكون مصدراً و یكون قدر الشی‌ء الذاهب من المنقوص. نَقَصَ الشی‌ءُ یَنْقُصُ نَقْصاً و نُقْصاناً و نَقِیصةً و نَقَصَه هو، یتعدی و لا یتعدی؛ و أَنْقَصَه لغة؛ و انْتَقَصَه و تَنَقَّصَه: أَخذ منه قلیلًا قلیلًا علی حد ما یجی‌ءُ علیه هذا الضرب من الأَبنیة بالأَغلب. و انْتَقَصَ الشی‌ءُ: نَقَصَ، و انْتَقَصْتُه أَنا، لازمٌ و واقعٌ، و قد انْتَقَصَه حقَّه. أَبو عبید فی باب فَعَلَ الشی‌ءُ و فَعَلْتُ أَنا: نَقَصَ الشی‌ءُ و نَقَصْتُه أَنا، قال: و هكذا قال اللیث، و قال: استوی فیه فَعَلَ اللازمُ و المُجاوز. و اسْتَنْقَصَ المُشتری الثمنَ أَی اسْتَحَطَّ، و تقول: نُقْصانُه كذا و كذا هذا قدْرُ الذاهب؛ قال ابن درید: سمعت خزاعیّاً یقول للطیِّب إِذا كانت له رائحة طیِّبة: إِنه لَنَقِیصٌ؛ و روی قول إمرئ القیس: كلَوْن السَّیالِ و هو عذب نَقِیص أَی طیِّب الریح. اللحیانی فی باب الإِتباع: طَیِّبٌ نَقِیص. و‌فی الحدیث: شَهْرا عِیدٍ لا یَنْقُصان، یعنی فی الحكم، و إِن نَقَصا فی العدد أَی أَنه لا یَعْرِضُ فی قلوبكم شكٌّ إِذا صُمتم تسعة و عشرین، أَو إِن وقَعَ فی یوم الحجّ خطأٌ لم یكن فی نُسُكِكم نَقْصٌ. و‌فی الحدیث: عشر من الفِطْرة و انْتقاص الماء، قال أَبو عبید: معناه انْتِقاصُ البول بالماء إِذا غُسِل به یعنی المذاكیر، و قیل: هو الانتضاح بالماء، و یروی انْتِفاص، بالفاء، و قد تقدم. و‌فی الحدیث: انْتِقاص الماء الاستنجاء، قیل: هو الانتضاح بالماء. قال أَبو عبید: انْتقاصُ الماء غَسْلُ الذكَر بالماء، و ذلك أَنه إِذا غسل الذكر ارتد البول و لم ینزل، و إِن لم یغسل نزل منه الشی‌ء حتی یُسْتَبْرأَ. و النَّقْصُ فی الوافر من العَروض: حذْفُ سابعِه بعد إِسكان خامسه، نَقَصَه یَنْقُصُه نَقْصاً و انْتَقَصَه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 101
و تَنَقَّصَ الرجلَ و انْتَقَصَه و اسْتَنْقَصَه: نسب إِلیه النُّقْصَانَ، و الاسم النَّقِیصةُ؛ قال: فلو غَیرُ أَخوالی أَرادوا نَقِیصَتی، جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِینِ مِیسَما و فلان یَنْتَقِصُ فلاناً أَی یقع فیه و یَثْلِبُه. و النَّقْصُ: ضعْفُ العقل. و نَقُصَ الشی‌ءُ نَقاصَةً، فهو نَقِیصٌ: عَذُبَ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: حَصَانٌ رِیقُها عَذْبٌ نَقِیص و المَنْقَصَةُ: النَّقْصُ. و النَّقِیصةُ: العیب. و النقیصةُ: الوَقِیعةُ فی الناس، و الفِعْل الانْتِقاصُ، و كذلك انْتِقاصُ الحقّ؛ و أَنشد: و ذا الرِّحْمِ لا تَنْتَقِصْ حقَّه، فإِنَّ القَطِیعَة فی نَقْصه و‌فی حدیث بیع الرُّطَب بالتمر قال: أَ یَنْقُص الرُّطَب إِذا یَبِس؟ قالوا: نعم، لفظُه استفهام و معناه تنبیهٌ و تقریر لِكُنْهِ الحُكْم و علَّته لیكون معتبراً فی نظائره، و إِلا فلا یجوز أَن یخفی مثل هذا علی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، كقوله تعالی: أَ لَیْسَ اللّٰهُ بِكٰافٍ عَبْدَهُ؛ و قول جریر: أَ لَسْتُم خیرَ مَنْ رَكِبَ المَطایا

نكص؛ ج7، ص: 101

: النُّكُوصُ: الإِحْجامُ و الانْقِداعُ عن الشی‌ء. تقول: أَرادَ فلانٌ أَمراً ثم نَكَصَ علی عَقِبَیْه. و نَكَصَ عن الأَمر یَنْكِصُ و یَنْكُصُ نَكْصاً و نُكوصاً: أَحْجَم. قال أَبو منصور: نَكَصَ یَنْكُصُ و یَنْكِصُ و نَكَصَ فلانٌ عن الأَمر و نَكَفَ بمعنی واحد أَی أَحْجَم. و نَكَصَ علی عقبیه: رجع عما كان علیه من الخیر، و لا یقال ذلك إلا فی الرجوع عن الخیر خاصة. و نَكَصَ الرجلُ یَنْكِصُ: رجعَ إِلی خَلْفِه. و قوله عزّ و جلّ: فَكُنْتُمْ عَلیٰ أَعْقٰابِكُمْ تَنْكِصُونَ؛ فسر بذلك كله. و قرأَ بعض القراء: تنكُصون، بضم الكاف. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه، و صِفِّین: قَدَّمَ للوَثْبة یَداً و أَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلًا؛ النُّكُوص: الرجوعُ إِلی و راء و هو القَهْقَرَی.

نمص؛ ج7، ص: 101

: النَّمَصُ: قِصَرُ الرِّیشِ. و النَّمَص: رقَّة الشعر و دِقَّتُه حتی تراه كالزَّغَبِ، رجل أَنْمَصُ و رجل أَنْمَصُ الحاجب و ربما كان أَنْمَصَ الجَبِین. و النَّمْصُ: نَتْفُ الشعر. و نَمَصَ شعرَه یَنْمِصُه نَمْصاً: نَتَفَه، و المُشْطُ یَنْمِصُ الشعرَ و كذلك المِحَسَّة؛ أَنشد ثعلب: كانَ رُیَیْبٌ حَلَبٌ و قارِصُ و القَتُّ و الشعیرُ و الفَصافِصُ، و مُشُطٌ من الحدید نامِصُ یعنی المِحَسَّة سماها مشطاً لأَن لها أَسناناً كأَسنان المشط. و تَنَمَّصت المرأَة: أَخذت شعر جَبِینِها بخیط لتنتفه. و نَمَّصَت أَیضاً: شدد للتكثیر؛ قال الراجز: یا لَیْتَها قد لَبِسَتْ وَصْواصا، و نمَّصَتْ حاجِبَها تَنماصا، حتی یَجِیئوا عُصَباً حِراصا و النامِصةُ: المرأَة التی تُزَیِّنُ النساء بالنَّمْص. و‌فی الحدیث: لُعِنَت النامصةُ و المُتَنَمّصة؛ قال الفراء: النامِصةُ التی تنتف الشعر من الوجه، و منه قیل للمِنْقاشِ مِنْماص لأَنه ینتفه به، و المُتَنَمِّصةُ: هی التی تفعل ذلك بنفسها؛ قال ابن الأَثیر: و بعضهم یرویه المُنْتَمِصة، بتقدیم النون علی التاء. و امرأَة
لسان العرب، ج‌7، ص: 102
نَمْصاء تَنْتَمِصُ أَی تأْمرُ نامِصةً فتَنْمِص شعرَ وجهها نَمْصاً أَی تأْخذه عنه بخیط. و المِنْمَص و المِنْماصُ: المِنْقاشُ. ابن الأَعرابی: المِنْماص المِظْفار و المِنْتاش و المِنْقاش و المِنْتاخ. قال ابن بری: و النَّمَص المنقاش أَیضاً؛ قال الشاعر: و لم یُعَجِّلْ بقولٍ لا كِفاءَ له، كما یُعَجِّلُ نبتُ الخُضْرةِ النَّمَصُ و النَّمَصُ و النَّمِیصُ: أَول ما یبدو من النبات فینتفه، و قیل: هو ما أَمْكَنك جَزُّه، و قیل: هو نَمَصٌ أَول ما ینبت فیملأَ فم الآكل. و تنَمَّصَت البُهْمُ: رَعَتْه؛ و قول إمرئ القیس: و یأْكلن من قَوٍّ لَعاعاً و رِبَّةً تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ، فهو نَمِیصُ یصف نباتاً قد رعته الماشیة فجردته ثم نبت بقدر ما یمكن أَخْذُه أَی بقدر ما ینتف و یُجَز. و النَّمِیصُ: النبت الذی قد أُكل ثم نبت. و النِّمْصُ، بالكسر: نبت. و النَّمَصُ: ضرب من الأَسَل لَیّنٌ تعمل منه الأَطْباق و الغُلُف تَسْلَح عنه الإِبل؛ هذه عن أَبی حنیفة؛ الأَزهری: أَقرأَنی الإِیادی لإمرئ القیس: تَرَعَّتْ بِحَبْل ابنَیْ زُهَیر كلیهما نُماصَیْنِ، حتَّی ضاقَ عنها جُلُودُها قال: نُماصَینِ شهرین: و نُماصٌ: شهر. تقول: لم یأْتنی نُماصاً أَی شهراً، و جمعه نُمُصٌ و أَنْمِصَة.

نهص؛ ج7، ص: 102

: النَّهْصُ: الضیْمُ، و قد ذكرت فی الضاد و هو الصحیح.

نوص؛ ج7، ص: 102

: ناصَ للحركة نَوْصاً و مَناصاً: تهَیّأَ. و ناصَ ینُوصُ نَوْصاً و مَناصاً و مَنِیصاً: تحرك و ذهب. و ما یَنُوصُ فلان لحاجتی و ما یقدر علی أَن یَنُوص أَی یتحرك لشی‌ء. و ناصَ یَنُوصُ نَوْصاً: عدل. و ما به نَوِیصٌ أَی قوة و حَراكٌ. و ناوَصَ الجَرّة ثم سالمها أَی جابَذَها و مارَسَها، و هو مثل قد ذكر عند ذكر الجَرّة. و یقال: نُصْت الشی‌ء جَذَبْتُه؛ قال المّرار: و إِذا یُناصُ رأَیْته كالأَشْوَس و ناصَ یَنُوصُ مَنِیصاً و مَناصاً: نَجا. أَبو سعید: انْتاصَت الشمسُ انْتیاصاً إِذا غابت. و فی التنزیل: وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ؛ أَی وقت مَطْلَبٍ و مَغاثٍ، و قیل: معناه أَی اسْتَغاثوا و لیس ساعةَ ملْجإٍ و لا مَهْرب. الأَزهری فی ترجمة حیص: ناصَ و ناضَ بمعنی واحد. قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ؛ أَی لاتَ حینَ مَهْربٍ أَی لیس وقت تأَخّرٍ و فِرارٍ. و النَّوْصُ: الفِرارُ. و المَناصُ: المَهْربُ. و المَناصُ: الملْجأُ و المَفَرُّ. و ناصَ عن قِرنه یَنُوص نَوْصاً و مَناصاً أَی فرَّ و راغَ. ابن بری: النُّوص، بضم النون، الهرب؛ قال عدی بن زید: یا نَفْسُ أَبْقی و اتّقی شَتْمَ ذَوی الأَعْراضِ فی غیر نُوص … و النَّوْصُ فی كلام العرب: التأَخر، و البَوْصُ: التقدم، یقال: نُصْته؛ و أَنشد قول إمرئ القیس: أَ مِن ذِكْرِ سَلْمی إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ فَتَقْصُر عنها خَطْوةً و تَبُوصُ؟
لسان العرب، ج‌7، ص: 103
فمَناص مَفْعل: مثل مَقام. و قال الأَزهری: قوله وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ، لات فی الأَصل لاه، و هاؤها هاء التأْنیث، تَصیر تاءً عند المُرورِ علیها مثل ثُمَّ و ثُمَّت، تقول: عمراً ثُمَّتَ خالداً. أَبو تراب: یقال لاصَ عن الأَمر و ناصَ بمعنی حادَ. و أَنَصْت أَن آخُذَ منه شیئاً أُنِیصُ إِناصةً أَی أَردت. و ناصَه لیُدْرِكه: حركه. و النَّوْص و المَناصُ: السخاء؛ حكاه أَبو علی فی التذكرة. و النائِصُ: الرافعُ رأْسه نافراً، و ناصَ الفرسُ عند الكَبْحِ و التحریك. و قولهم: ما به نَویصٌ أَی قُوّةٌ و حَراكٌ. و اسْتناصَ: شَمَخَ برأْسه، و الفرس یَنِیصُ و یَسْتَنِیصُ؛ و قال حارثة بن بدر: غَمْرُ الجِراء إِذا قَصَرْتُ عِنانَه بِیَدی، اسْتناص و رامَ جَرْیَ المِسْحَل و اسْتناصَ أَی تأَخّر. و النَّوْصُ: الحمارُ الوحشی لا یزال نائصاً رافعاً رأْسه یتردد كأَنه نافذ جامح. و المُنَوَّصُ: المُلَطَّخُ؛ عن كراع. و أَنَصْت الشی‌ء: أَدَرْته، و زعم اللحیانی أَن نونه بدل من لام أَلَصْته. ابن لأَعرابی: الصَّانی اللازِمُ للخِدْمة و الناصی المُعَرْبِد. ابن الأَعرابی: النَّوْصة الغَسْلة بالماء أَو غیره، قال الأَزهری: الأَصل مَوْصة، فقلبت المیم نوناً.

نیص؛ ج7، ص: 103

: النَّیْصُ: القُنْفذُ الضخم. ابن الأَعرابی: النَّیْصُ الحركة الضعیفة. و أَناصَ الشی‌ءَ عن موضعه: حرّكه و أَداره عنه لینتزعه، نونُه بدل من لام أَلاصَه، قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَفْعَلَه من قولك ناصَ یَنُوص إِذا تحرّك، فإِذا كان كذلك فبابه الواو، و اللّه أَعلم.

فصل الهاء؛ ج7، ص: 103

هبص؛ ج7، ص: 103

: الهَبَصُ: من النشاط و العجلة؛ قال الراجز: ما زالَ شَیْبانُ شَدِیداً هَبَصُهْ، حتی أَتاه قِرْنُه فوقَصُهْ و هَبِصَ و هَبَصَ هَبَصاً و هَبْصاً فهو هَبِصٌ و هابصٌ: نَشِطَ و نَزِقَ. و هَبِصَ الكلبُ یَهْبَصُ: حَرَصَ علی الصید، و قَلق نحوه. و قال اللحیانی: قَفَز و نَزا، و المعنیان متقاربان، و الاسم الهَبَصی، یقال: هو یَعْدُو الهَبَصی؛ قال الراجز: فَرَّ و أَعْطانی رِشاءً مَلِصا، كذَنبِ الذئب یُعدِّی الهَبَصی و هَبِصَ یَهْبَصُ هَبَصاً: مشی عَجِلًا.

هرص؛ ج7، ص: 103

: الفراء: هَرَّصَ الرجلُ إِذا اشْتعَل بَدَنُه حَصَفاً، قال: و هو الحَصَف و الهَرَصُ و الدُّودُ و الدُّوادُ، و به كنی الرجل أَبا دُواد. ابن الأَعرابی: الهِرْنِصاصةُ دُودةٌ و هی السُّرْفةُ.

هرنص؛ ج7، ص: 103

: الأَزهری فی الرباعی: الهَرْنَصةُ مَشْیُ الدودة، و الدودة یقال لها الهِرْنِصاصةُ.

هرنقص؛ ج7، ص: 103

: الهَرَنْقَصُ: القصیر.

هصص؛ ج7، ص: 103

: الهَصُّ: الصُّلْب من كل شی‌ء، و الهَصّ شدّة القَبْضِ و الغَمْزِ، و قیل: شدّة الوطء للشی‌ء حتی تَشْدخه، و قیل: هو الكَسْر، هَصَّه یَهُصُّه هَصّاً، فهو مَهْصُوص و هَصِیصٌ. و هَصَصْت الشی‌ءَ: غَمَزْته. ابن الأَعرابی: زَخِیخُ النار بَرِیقُها، و هَصِیصُها تَلأْلُؤُها. و حكی عن أَبی ثَرْوان أَنه قال: ضِفْنا فلاناً فلما طَعِمْنا أَتَوْنا بالمَقاطِر فیها الجحیم یَهِصّ
لسان العرب، ج‌7، ص: 104
زَخیخُها فأُلْقیَ علیها المَنْدَلیُّ؛ قال: المقاطر المجامر، و الجَحیم الجَمر، و زَخِیخُه بَریقُه، و هَصِیصُه تَلأْلُؤُه. و هصَّصَ الرجلُ إِذا بَرَّقَ عینیه. و هُصَیْصٌ، مُصَغّر: اسم رجل، و قیل: أَبو بطن من قریش، و هو هُصَیصُ بن كعب بن لؤی بن غالب. و هَصَّان: اسم. و بنو الهِصَّان، بكسر الهاء: حیّ، قال ابن سیدة: و لا یكون من [ه ص ن] لأَن ذلك فی الكلام غیر معروف، قال الجوهری: بنو هِصّان قبیلة من بنی أَبی بكر بن كلاب. و الهُصاهِصُ و القُصاقِصُ: الشدید من الأُسْد.

هقص؛ ج7، ص: 104

: الهَقْصُ: ثمر نبات یؤكل.

همص؛ ج7، ص: 104

: الهَمَصةُ: هَنَةٌ تبقی من الدَّبَرَة فی غابر البعیر.

هنبص؛ ج7، ص: 104

: هنبص: اسم. التهذیب فی الرباعی: الهَنْبصةُ الضَّحِك العالی؛ قاله أَبو عمرو.

هندلص؛ ج7، ص: 104

: الهَنْدَلِیصُ: الكثیر الكلام، و لیس بثبت.

هیص؛ ج7، ص: 104

: التهذیب: أَبو عمرو هَیْصُ الطیر سَلْحُه، و قد هاصَ یَهیصُ هَیْصاً إِذا رمی؛ و قال العجاج: مَهایِصُ الطَّیْرِ علی الصُّفِیِّ أَی مواقع الطیر؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو عمرو للأَخْیل الطائی: كأَنَّ متْنَیه من النَّفِیِّ مَهایِصُ الطَّیْرِ علی الصُّفِیِّ قال: و مَهایِصُ جمع مَهْیَص. ابن الأَعرابی: الهَیْصُ العُنْفُ بالشی‌ء، و الهَیْصُ: دَقُّ العنق.

فصل الواو؛ ج7، ص: 104

وأص؛ ج7، ص: 104

: و أَصْتُ به الأَرضَ و وَأَصَ به الأَرضَ وأْصاً: ضربَهَا، و مَحَصَ به الأَرضَ مثله.

وبص؛ ج7، ص: 104

: الوبِیصُ: البَرِیقُ؛ وبَصَ الشی‌ءُ یَبِصُ وَبْصاً و وَبِیصاً و بِصَةً: بَرَقَ و لمَع، و وبَصَ البرقُ و غیره؛ و أَنشد ابن بری لإمرئ القیس: إِذا شَبّ للْمَرْوِ الصِّغارِ وَبِیصُ و‌فی حدیث أَخْذِ العهد علی الذُّریّة: و أَعْجَبَ آدمَ وَبِیصُ ما بین عَیْنَیْ داود، علیهما السلام؛ الوبِیصُ: البَریقُ، و رجل وَبّاصٌ: برّاق اللون؛ و منه‌الحدیث: رأَیت وَبِیصَ الطیِّبِ فی مَفارِقِ رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و هو مُحْرِمٌ‌أَی بَرِیقَه؛ و منه‌حدیث الحسن: لا تَلْقَی المؤمن إِلا شاحِباً و لا تَلْقَی المُنافِقَ إِلا وَبّاصاً‌أَی برّاقاً. و یقال: أَبْیَضُ وابِصٌ و وَبّاصٌ؛ قال أَبو النجم: عن هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ و قال أَبو العزیب النصری: أَ ما تَرَیْنِی الیومَ نِضْواً خالصا، أَسْوَدَ حُلْبوباً، و كنتُ وَابِصَا؟ أَبو حنیفة: وبَصَتِ النارُ وَبِیصاً أَضاءتْ. و الوابِصةُ: البَرْقةُ. و عارض وَبّاصٌ: شدیدُ وَبِیصِ البَرْق. و كل بَرّاقٍ وَبَّاصٌ و وابصٌ. و ما فی النار وَبْصةٌ و وابِصةٌ أَی جمرة. و أَوْبَصَت نارِی: أَضاءت، زاد غیره: و ذلك أَول ما یظهر لَهَبُها. و أَوْبَصَت النارُ عند القَدْح إِذا ظهرت. ابن الأَعرابی: الوَبِیصةُ و الوابِصةُ النار. و أَوْبَصت الأَرضُ: أَول ما یظهر‌لسان العرب، ج‌7، ص: 105‌من نباتها. و وَبَّصَ الجِرْوُ تَوْبِیصاً إِذا فتح عینیه. و رجل وابِصةُ السَّمْع: یعتمد علی ما یقال له، و هو الذی یُسَمَّی الأُذُنَ، و أَنَّث علی معنی الأُذُن، و قد تكون الهاء للمبالغة. و یقال: إِن فلاناً لوَابِصةُ سَمْعٍ إِذا كان یَثِق بكل ما یسمعه، و قیل: هو إِذا كان یسمع كلاماً فیعتمد علیه و یظنُّه و لمَّا یَكُنْ علی ثِقَة، یقال: وابِصةُ سَمع بفلان و وابِصةُ سَمع بهذا الأَمر؛ ابن الأَعرابی: هو القَمَرُ «4». و الوَبَّاصُ و وَبْصانُ: شهر ربیع الآخر «5»؛ قال: و سِیّانِ وَبْصانٌ، إِذا ما عَدَدْته، و بُرْكٌ لَعَمْری فی الحِسَاب سَواءُ و جمعه وَبْصاناتٌ. و وابِصٌ و وابِصةُ: اسمان. و الوَابِصةُ: موضع.

وحص؛ ج7، ص: 105

: ابن الأَعرابی: الوَحْصُ البَثْرةُ تخرج فی وجه الجاریة المَلِیحة. و وَحَصَه وَحْصاً: سَحَبَه؛ یمانیة. قال ابن السكیت: سمعت غیر واحد من الكلابیین یقول: أَصْبَحَت و لیس بها وَحْصَة أَی بَرْدٌ یعنی البلاد و الأَیامَ، و الحاء غیر معجمة. الأَزهری: قال ابن السكیت أَصْبَحَتْ و لیس بها وَحْصَة و لا وَذْیة، قال الأَزهری: معناه لیس بها عِلَّة.

وخص؛ ج7، ص: 105

: أَصْبَحَتْ و لیس بها وَخْصَةٌ أَی شی‌ء من برد، لا یستعمل إِلا جحداً؛ كله عن یعقوب.

ودص؛ ج7، ص: 105

: وَدَصَ إِلیه بكلام وَدْصاً: كلَّمه بكلام لم یَسْتَتِمّه.

ورص؛ ج7، ص: 105

: التهذیب فی ترجمة ورض: ورَّضَت الدَّجاجةُ إِذا كانت مُرْخِمَةً علی البَیْضِ ثم قامت فوضعت بمرّة، و كذلك التَّوْرِیضُ فی كل شی‌ء، قال أَبو منصور: هذا تصحیف و الصواب ورَّصَت، بالصاد. الفراء: ورَّصَ الشَّیْخُ و أَوْرَصَ إِذا اسْتَرْخَی حِتارُ خَوْرانِه فأَبْدَی. و امرأَة مِیراصٌ: تُحْدِثُ إِذا أُتِیَت. ابن بری: قال ابن خالویه الوَرْصُ الدَّبُوقاءُ، و جمعه أَوْراصٌ. و وَرَّصَ إِذا رمَی بالعَرَبُون، و هو العَذِرة، و لم یقدر علی حبسه، و هذه اللفظة ذكرها ابن بری فی ترجمة عربن العَرَبُون، بفتح العین و الراء.

وصص؛ ج7، ص: 105

: وَصْوَصَت الجاریة إِذا لم یُرَ مِنْ قِناعها إِلا عیناها. أَبو زید: النِّقاب علی مارِنِ الأَنف و التَّرْصِیصُ لا یری إِلا عیناها، و تمیم تقول: هو التَّوْصِیصُ، بالواو، و قد رَصَّصت و وَصَّصت تَوْصِیصاً. قال الفراء: إِذا أَدنت المرأَةُ نقابَها إِلی عینیها فتلك الوَصْوَصة، قال الجوهری: التَّوْصِیصُ فی الانْتِقاب مثل التَّرْصِیص. ابن الأَعرابی: الوَصُّ إِحْكام العمل من بناء و غیره. و الوَصْواصُ: البُرْقُعُ الصغیر؛ قال المُثَقِّب العَبْدِی: ظَهَرْنَ بكِلَّة و سَدَلْنَ رَقْماً، و ثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ لِلْعُیونِ و روی: أَرَیْنَ محاسِناً و كَنَنَّ أُخْرَی و أَنشد ابن بری لشاعر: یا لیتها قد لَبِسَت وَصْواصا و بُرْقُعٌ وَصْواصٌ: ضَیّقٌ. و الوَصائصُ: مضایقُ
(4). قوله: هو القمر؛ هكذا فی الأَصل، و لعله أراد: الوبّاص هو القمر: هكذا فی سائر المعاجم. (5). قوله [وبصان شهر ربیع الآخر] هو بفتح الواو و ضمها مع سكون الباء فیهما.
لسان العرب، ج‌7، ص: 106
مخارج عینی البرقع. و الوَصْواصُ: خَرْقٌ فی السِّتْر و نحوه علی قدر العین ینظر منه؛ قال الشاعر: فی وَهَجَانٍ یَلِجُ الوَصْواصا الجوهری: الوَصْوَصُ ثقب فی السِّتْر، و الجمع الوَصاوصُ. و وَصْوَصَ الرجُل عینَه: صغَّرَها لیسْتَثبت النظر. و الوَصاوِصُ: خروقُ البراقع. الجوهری: الوَصاوِصُ حجارة الأَیادیم و هی مُتون الأَرض؛ قال الراجز: علی جِمالٍ تَهِصُ المَواهِصَا، بِصُلَّباتٍ تَقِصُ الوَصاوِصَا

وفص؛ ج7، ص: 106

: الوَفاصُ: الموضع الذی یُمْسِكُ الماءَ؛ عن ابن الأَعرابی، و قال ثعلب: هو الوِفاصُ، بالكسر، و هو الصحیح.

وقص؛ ج7، ص: 106

: الوَقَصُ، بالتحریك: قِصَرُ العنق كأَنما رُدَّ فی جوف الصدر، وَقِصَ یَوْقَصُ وَقَصاً، و هو أَوْقَصُ، و امرأَة وَقْصاء، و أَوْقَصه اللّه؛ و قد یوصف بذلك العنق فیقال: عُنُق أَوْقَصُ و عُنُق وَقْصاء، حكاها اللحیانی. و وَقَصَ عُنُقَه یَقِصُها وَقْصاً: كسَرَها و دَقَّها، قال: و لا یكون وقَصَت العنقُ نفسها إِنما هو وُقِصَت. خالد بن جَنْبَة: وُقِصَ البعیر، فهو مَوْقوصٌ إِذا أَصبح داؤه فی ظهره لا حَراك به، و كذلك العنق و الظهر فی الوَقْص، و یقال: وُقِصَ الرجل، فهو مَوْقُوصٌ؛ و قول الراجز: ما زال شَیْبانُ شَدِیداً هَبَصُه، حتی أَتاه قِرْنُه فوَقَصُهْ قال: أَراد فوَقَصَه، فلما وقف علی الهاء نقل حركتها و هی الضمة إِلی الصاد قبلها فحرّكها بحركتها. و وَقَصَ الدَّیْنُ عُنُقَه: كذلك علی المثل. و كل ما كُسِرَ، فقد وُقِصَ. و یقال: وَقَصْت رأْسَه إِذا غمزته غمزاً شدیداً، و ربما اندقّت منه العنق. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه: أَنه قَضی فی الوَاقِصة و القامِصَة و القَارِصة بالدیة أَثلاثاً، و هنّ ثلاثُ جَوارٍ رَكِبَتْ إِحداهن الأُخری، فقَرَصت الثالثةُ المركوبَةَ فقَمَصت، فسقطت الراكبةُ، فقضی للتی وُقِصَت أَی اندقّ عنُقها بثلثی الدیة علی صاحبتیها. و الواقصةُ بمعنی المَوْقُوصة كما قالوا آشِرة بمعنی مَأْشورة؛ كما قال: أَناشِر لا زالت یمینُك آشِرَه أَی مأْشورة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان واقفاً مع النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و هو محرم فَوَقَصَتْ به ناقته فی أَخاقِیقِ جِرْدْانٍ فمات؛ قال أَبو عبید: الوَقْصُ كَسْرُ العنق، و منه قیل للرجل أَوْقَصُ إِذا كان مائلَ العنق قصیرَها، و منه یقال: وَقَصْت الشی‌ء إِذا كَسَرْته؛ قال ابن مقبل یذكر الناقة: فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعدما كَرَبت حیاةُ النار للمُتَنَوِّرِ أَی تدق و تكسر. و المَقاصِرُ: أُصول الشجر، الواحد مَقْصُورٌ. و وَقصَت الدابةُ الأَكَمةَ: كَسَرَتْها؛ قال عنترة: خَطّارة غِبَّ السُّری مَوّارةٌ، تَقِصُ الإِكامَ بذات خُفٍّ مِیثَم و یروی: تَطِس … و الوَقَصُ: دِقاقُ العِیدانِ تُلْقَی علی النار. یقال: وَقِّصْ علی نارك؛ قال حمید ابن ثور یصف امرأَة:
لسان العرب، ج‌7، ص: 107
لا تَصْطَلی النارَ إِلا مُجْمَراً أَرِجاً، قد كَسَّرَتْ مِن یَلَنْجُوجٍ له وَقَصَا و وقَّص علی ناره: كسَّرَ علیها العِیدَانَ. قال أَبو تراب: سمعت مبتكراً یقول: الوَقَش و الوَقَص صغار الحطب الذی تُشَیَّع به النارُ. و وَقَصَت به راحِلتُه و هو كقولك: خُذِ الخِطامَ و خذْ بالخطام؛ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أُتِیَ بفرس فرَكِبَه فجعل یَتَوَقَّصُ به.الأَصمعی: إِذا نزا الفرسُ فی عَدْوِه نَزْواً و وَثَبَ و هو یُقارب الخَطْوَ فذلك التَّوقُّصُ، و قد توَقّص. و قال أَبو عبیدة: التوَقُّصُ أَن یُقْصِرَ عن الخَبَب و یزیدَ علی العَنَق و ینقل قوائمه نقل الخَبَب غیر أَنها أَقرب قَدْراً إِلی الأَرض و هو یرمی نفسه و یَخُبّ. و‌فی حدیث أُم حَرام: رَكِبَتْ دابةً فوَقَصَتْ بها فسَقَطَتْ عنها فماتت.و یقال: مَرَّ فلانٌ تتوَقَّصُ به فرسُه. و الدابة تذُبّ بذَنَبِها فتَقِصُ عنها الذبابَ وَقْصاً إِذا ضربته به فقتلته. و الدواب إِذا سارت فی رؤوس الإِكام وقَصَتْها أَی كَسَرَتْ رؤُوسَها بقوائمها، و الفرَسُ تَقِصُ الإِكامَ أَی تدُقّها. و الوَقْصُ: إِسكان الثانی من متفاعلن فیبقی متْفاعلن، و هذا بناء غیر منقول فیصرف عنه إِلی بناء مستعمل مقول منقول، و هو قولهم مستفعلن، ثم تحذف السین فیبقی مُتَفْعِلن فینقل فی التقطیع إِلی مفاعلن؛ و بیته أَنشده الخلیل: یَذُبُّ عَنْ حَرِیمِه بِسَیْفِه، و رُمْحِهِ و نَبْلِه و یَحْتَمِی سمی بذلك لأَنه بمنزلة الذی انْدَقّتْ عنُقه. و وَقَصَ رأْسه: غمزه من سُفْل. و تَوَقَّصَ الفرسُ: عدا عَدْواً كأَنه ینزُو فیه. و الوَقَصُ: ما بین الفَرِیضتین من الإِبل و الغنم، واحدُ الأَوْقاصِ فی الصدقة، و الجمع أَوْقاص، و بعضهم یَجْعلُ الأَوْقاصَ فی البقر خاصة، و الأَشْناقَ فی الإِبل خاصة، و هما جمیعاً ما بین الفریضتین. و‌فی حدیث معاذ بن جبل: أَنه أُتِی بوَقَصٍ فی الصدقة و هو بالیمن فقال: لم یأْمُرْنی رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فیه بشی‌ء؛ قال أَبو عبید: قال أَبو عمرو الشیبانی الوَقَصُ، بالتحریك، هو ما وجبت فیه الغنم من فرائض الصدقة فی الإِبل ما بین الخَمْسِ إِلی العشرین؛ قال أَبو عبید: و لا أَری أَبا عمرو حَفِظَ هذا لأَن سُنّةَ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَن فی خَمْس من الإِبل شاةً و فی عشر شاتین إِلی أَربع و عشرین فی كل خمسٍ شاة، قال: و لكن الوَقَصُ عندنا ما بین الفریضتین و هو ما زاد علی خَمْسٍ من الإِبل إِلی تسع، و ما زاد علی عشر إِلی أَربعَ عشرة، و كذلك ما فوق ذلك؛ قال ابن بری: یُقَوِّی قولَ أَبی عمرو و یشهد بصحته‌قولُ معاذ فی الحدیث إِنه أُتِی بوقَصٍ فی الصدقة‌یعنی بغنم أُخِذَت فی صدقة الإِبل، فهذا الخبر یشهد بأَنه لیس الوَقَصُ ما بین الفریضتین لأَن ما بین الفریضتین لا شی‌ء فیه، و إِذا كان لا زكاة فیه فكیف یسمی غنماً؟ الجوهری: الوَقَص نحو أَن تبلغ الإِبلُ خَمْساً ففیها شاة، و لا شی‌ء فی الزیادة حتی تبلغ عشراً، فما بین الخَمْسِ إِلی العشر وَقَصٌ، و كذلك الشَّنَقُ، و بعض العلماء یجعل الوَقَصَ فی البقر خاصة و الشَّنَقَ فی الإِبل خاصة، قال: و هما جمیعاً ما بین الفریضتین. و‌فی حدیث جابر: و كانت علیَّ بُرْدَةٌ فخالفتُ بین طَرَفیها ثم تَواقَصْت علیها كی لا تَسْقُطَ‌أَی انْحنَیْت و تَقاصَرْت لأَمْسكها بعُنُقِی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 108
و الأَوْقَصُ: الذی قَصُرَت عنقُه خلقة. و واقِصةُ: موضع، و قیل: ماءٌ، و قیل: منزل بطریق مكة. و وُقَیْصٌ: اسم.

وهص؛ ج7، ص: 108

: الوَهْصُ: كسْرُ الشی‌ء الرِّخْوِ؛ و قد وَهَصَه وَهْصاً فهو مَوْهوصٌ و وَهِیص: دقَّه و كَسره، و قال ثعلب: فدَغَه، و هو كسْرُ الرطب، و قد اتَّهَصَ هو؛ عنه أَیضاً. و وَهَصَه الدَّیْنُ: دَقَّ عنقه. و وَهَصَه: ضرب به الأَرض. و‌فی الحدیث: أَنَّ آدم، صلواتُ اللّه علی نبینا و علیه، حیث أُهْبِط من الجنة وَهَصَه اللّه إِلی الأَرض، معناه كأَنما رَمی به رمیاً عنیفاً شدیداً و غمزه إِلی الأَرض. و‌فی حدیث عُمَر: أَنَّ العبد إِذا تكبَّر و عَدَا طَوْرَه وَهَصَه اللّه إِلی الأَرض، و قال ثعلب: وَهَصَه جَذبَه إِلی الأَرض. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: مَنْ تواضَعَ رَفَع اللّهُ حَكَمَتَه و مَنْ تَكَبَّرَ و عَدَا طَوْرَه وهَصَه اللّهُ إِلی الأَرض؛ قال أَبو عبید: وهَصَه یعنی كسَرَه و دَقّه. یقال: وهَصْت الشی‌ءَ وَهْصاً و وَقَصْته وَقْصاً بمعنی واحد. و الوَهْصُ: شدَّة غمزِ وَطْءِ القدم علی الأَرض؛ و أَنشد لأَبی العزیب النصری: لقد رأَیت الظُّعُنَ الشَّواخِصَا، علی جِمَالٍ تَهِصُ المَواهِصا، فی وَهَجانٍ یَلِجُ الوَصاوِصَا المَواهِصُ: مواضع الوَهْصة. و كذلك إِذا وضع قدمه علی شی‌ء فشَدخه تقول وَهَصَه. ابن شمیل: الوَهْصُ و الوَهْسُ و الوهْزُ واحدٌ، و هو شدة الغَمْز، و قیل: الوَهْصُ الغَمْزُ؛ و أَنشد ابن بری لمالك بن نویرة: فَحیْنُكَ دلَّاك، ابنَ واهِصَةِ الخُصَی، لِشَتْمِیَ، لو لا أَنَّ عِرْضَك حائِنُ و رجل مَوْهوصُ الخَلْق: كأَنه تداخلت عظامُه، و مُوَهَّصُ الخلق، و قیل: لازَمَ عظامه بعضه بعضاً؛ و أَنشد: مُوَهَّصٌ ما یتَشَكَّی الفائقا قال ابن بری: صواب إِنشاده مُوَهَّصاً لأَن قبله: تَعَلَّمِی أَنَّ عَلَیكِ سَائقا، لا مُبْطِئاً، و لا عَنِیفاً زاعِقَا و وَهَصَ الرجلُ الكَبْشَ، فهو مَوْهُوص و وَهِیص: شَدَّ خُصْیَیْه ثم شدَخَهما بین حجرین، و یُعَیَّر الرجلُ فیقال: یا ابنَ واهِصة الخُصَی إِذا كانت أُمه راعیة؛ و بذلك هجا جریرٌ غسانَ: و نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصة الخُصَی، یُلَجْلج مِنِّی مُضْغةً لا یُحِیرُها و رجل مَوْهُوص و مُوَهَّصٌ: شدید العظام؛ قال شمر سأَلت الكلابیِّین عن قوله: كأَن تحت خُفِّها الوَهَّاصِ مِیظَبَ أُكْمٍ نِیطَ بالمِلاصِ فقالوا: الوَهَّاصُ الشدید. و المِیظَبُ: الظُّرر. و المِلاصُ: الصَّفا. ابن بُزُرج: بنو مَوْهَصَی هم العَبِید؛ و أَنشد: لَحَا اللّهُ قوماً یُنْكِحُونَ بناتِهم بَنی مَوْهَصَی حُمْر الخُصَی و الحَناجِر
لسان العرب، ج‌7، ص: 109

فصل الیاء؛ ج7، ص: 109

یصص؛ ج7، ص: 109

: فی ترجمة بصص أَبو زید: یصَّصَ الجِرْوُ تَیْصِیصاً إِذا فتح عینیه، لغة فی جَصَّصَ و بَصَّصَ أَی فقَحَ، لأَن العرب تجعل الجیم یاء فتقول للشجرة شیَرة و للجَثْجَاث جَثْیاث، و قال الفراء: یَصَّصَ الجِرْوُ تَیْصِیصاً، بالیاء و الصاد. قال الأَزهری: و هما لغتان و فیه لغات مذكورة فی مواضعها. و قال أَبو عمرو: بَصَّصَ و یصَّصَ، بالیاء، بمعناه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 110‌

ض؛ ج7، ص: 110

اشارة

حرف الضاد المعجمة‌

ض؛ ج7، ص: 110

: الضاد حرف من الحروف المجهورة، و هی تسعة عشر حرفاً، و الجیم و الشین و الضاد فی حیز واحد، و هذه الحروف الثلاثة هی الحروف الشَّجْریّة.

فصل الألف؛ ج7، ص: 110

أبض؛ ج7، ص: 110

: ابن الأَعرابی: الأَبْضُ الشَّدُّ، و الأَبْضُ التَّخْلِیةُ، و الأَبْضُ السكون، و الأَبْضُ الحركة؛ و أَنشد: تَشْكُو العُرُوق الآبِضات أَبْضا ابن سیدة: و الأُبْضُ، بالضم، الدهر؛ قال رؤبة: فی حِقْبةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا، خِدْن اللَّواتِی یَقْتَضِبْنَ النُّعْضا و جمعه آباضٌ. قال أَبو منصور: و الأَبْضُ الشدُّ بالإِبَاضِ، و هو عِقَال یُنْشَب فی رسغ البعیر و هو قائم فیرفع یده فتُثْنَی بالعِقال إِلی عضده و تُشَدّ. و أَبَضْت البَعِیرَ آبُضُهُ و آبِضُهُ أَبْضاً: و هو أَن تشدّ رسغ یده إِلی عضده حتی ترتفع یده عن الأَرض، و ذلك الحبل هو الإِبَاضُ، بالكسر؛ و أَنشد ابن بری للفقعسی: أَكْلَفُ لم یَثْنِ یَدَیهِ آبِضُ و أَبَضَ البعیرَ یأْبِضُه و یأْبُضُه: شدّ رسغ یدیه إِلی ذراعیه لئلا یَحْرَدَ. و أَخذ یأْبِضُه: جعل یدیه من تحت ركبتیه من خلفه ثم احتمله. و المَأْبِضُ: كل ما یَثْبُت علیه فخذُك، و قیل: المأْبِضانِ ما تحت الفخذین فی مثانی أَسافلهما، و قیل: المأْبِضان باطنا الركبتین و المرفقین. التهذیب: و مأْبِضا الساقین ما بطَنَ من الركبتین و هما فی یدی البعیر باطنا المرفقین. الجوهری: المأْبِضُ باطِنُ الركبة من كل شی‌ء، و الجمع مآبِضُ؛ و أَنشد ابن بری لهمیان بن قحافة: أَو مُلْتَقَی فائِله و مأْبِضِهْ و قیل فی تفسیر البیت: الفائلان عرقان فی الفخذین، و المَأْبِضُ باطنُ الفخذین إلی البطن. و‌فی الحدیث:
لسان العرب، ج‌7، ص: 111
أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، بالَ قائماً لِعِلّةٍ بمَأْبِضَیه؛ المَأْبِضُ: باطن الركبة هاهنا، و أَصله من الإِباض، و هو الحبل الذی یُشَدُّ به رسغ البعیر إِلی عضده. و المَأْبِض، مَفْعِل منه، أَی موضع الإِباضِ، و المیم زائدة. تقول العرب: إِن البول قائماً یَشفی من تلك العلة. و التَّأَبُّضُ: انقباض النسا و هو عرق؛ یقال: أَبِضَ نَساه و أَبَضَ و تأَبَّضَ تقبّضَ و شدّ رجلیه؛ قال ساعدة بن جؤیة یهجو امرأَة: إِذا جَلَسَتْ فی الدار یوماً، تأَبَّضَتْ تَأَبُّضَ ذِیب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذئب إِذا أَقْعی، و إِذا تأَبَّضَ علی التَّلْعة رأَیته مُنْكبّاً. قال أَبو عبیدة: یستحب من الفرس تأَبُّضُ رجلیه و شَنَجُ نَساه. قال: و یعرف شَنْجُ نَساه بِتَأَبُّضِ رجلیه و تَوْتِیرهما إِذا مشی. و الإِباضُ: عِرْقٌ فی الرِّجْل. یقال للفرس إِذا توتَّرَ ذلك العرقُ منه: مُتَأَبِّضٌ. و قال ابن شمیل: فرس أَبُوضُ النَّسا كأَنما یَأْبِضُ رجلیه من سرعة رفعهما عند وضعهما؛ و قول لبید: كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، و فی الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ مُتَأَبِّضات: معقولات بالأُبُضِ، و هی منصوبة علی الحال. و المَأْبِضُ: الرُّسْغ و هو مَوْصِل الكف فی الذراع، و تصغیر الإِباضِ أُبَیِّضٌ؛ قال الشاعر: أَقولُ لِصاحِبی، و اللیلُ داجٍ: أُبَیِّضَك الأُسَیِّدَ لا یَضِیعُ یقول: احفظ إِباضَك الأَسودَ لا یضیع فصغّره. و یقال: تَأَبَّضَ البعیرُ فهو مُتَأَبِّضٌ، و تَأَبَّضَه غیرُه كما یقال زاد الشی‌ءُ و زِدْتُه. و یقال للغراب مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه یَحْجِل كأَنّه مأْبُوضٌ؛ قال الشاعر: و ظَلَّ غُرابُ البَیْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا، له فی دِیارِ الجارتَین نَعِیقُ و إِباضٌ: اسم رجل. و الإِباضِیّة: قوم من الحروریة لهم هَوًی یُنْسَبون إِلیه، و قیل: الإِباضِیّة فِرْقة من الخوارج أَصحاب عبد الله بنِ إِباضٍ التمیمی. و أُبْضَة: ماءٌ لِطَیِّ‌ءٍ و بنی مِلْقَط كثیر النخل؛ قال مساور بن هند: و جَلَبْتُه من أَهل أُبْضةَ طائِعاً، حتی تَحَكَّم فیه أَهلُ أُرابِ و أُباضُ: عِرْضٌ بالیمامة كثیر النخل و الزرع؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: أَلا یا جارَتا بِأُباضَ، إِنِّی رَأَیْتُ الرِّیحَ خَیْراً مِنْكِ جارا تُعَرِّینا إِذا هَبَّتْ علینا، و تَمْلأُ عَیْنَ ناظِركم غُبارا و قد قِیلَ: به قُتِلَ زید بن الخطاب.

أرض؛ ج7، ص: 111

: الأَرْض: التی علیها الناس، أُنثی و هی اسم جنس، و كان حق الواحدة منها أَن یقال أَرْضة و لكنهم لم یقولوا. و فی التنزیل: وَ إِلَی الْأَرْضِ كَیْفَ سُطِحَتْ؛ قال ابن سیدة: فأَما قول عمرو بن جُوَین الطائی أَنشده ابن سیبویه: فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها، و لا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها
لسان العرب، ج‌7، ص: 112
فإِنه ذهب بالأَرض إِلی الموضع و المكان كقوله تعالی: فَلَمّٰا رَأَی الشَّمْسَ بٰازِغَةً قٰالَ هٰذٰا رَبِّی؛ أَی هذا الشَّخْصُ و هذا المَرْئِیُّ و نحوه، و كذلك قوله: فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ؛ أَی وعْظ. و قال سیبویه: كأَنه اكتفی بذكر الموعظة عن التاء، و الجمع آراضٌ و أُرُوض و أَرَضُون، الواو عوض من الهاء المحذوفة المقدرة و فتحوا الراء فی الجمع لیدخل الكلمةَ ضَرْبٌ من التكسیر، استِیحاشاً من أَن یُوَفِّرُوا لفظ التصحیح لیعلموا أَن أَرضاً مما كان سبیله لو جمع بالتاء أَن تُفتح راؤُه فیقال أَرَضات، قال الجوهری: و زعم أَبو الخطاب أَنهم یقولون أَرْض و آراضٌ كما قالوا أَهل و آهال، قال ابن بری: الصحیح عند المحققین فیما حكی عن أَبی الخطاب أَرْض و أَراضٍ و أَهل و أَهالٍ، كأَنه جمع أَرْضاة و أَهلاة كما قالوا لیلة و لیالٍ كأَنه جمع لَیْلاة، قال الجوهری: و الجمع أَرَضات لأَنهم قد یجمعون المُؤنث الذی لیست فیه هاء التأْنیث بالأَلف و التاء كقولهم عُرُسات، ثم قالوا أَرَضُون فجمعوا بالواو و النون و المؤَنث لا یجمع بالواو و النون إِلا أَن یكون منقوصاً كثُبة و ظُبَة، و لكنهم جعلوا الواو و النون عوضاً من حَذْفهم الأَلف و التاء و تركوا فتحة الراء علی حالها، و ربما سُكِّنَت، قال: و الأَراضی أَیضاً علی غیر قیاس كأَنهم جمعوا آرُضاً، قال ابن بری: صوابه أَن یقول جمعوا أَرْضی مثل أَرْطی، و أَما آرُض فقیاسُه جمعُ أَوارِض. و كل ما سفَل، فهو أَرْض؛ و قول خداش بن زهیر: كذَبْتُ علیكم، أَوْعِدُونی و علِّلُوا بِیَ الأَرْضَ و الأَقوامَ، قِرْدانَ مَوْظَبا قال ابن سیبویه: یجوز أَن یعنی أَهل الأَرض و یجوز أَن یرید علِّلُوا جمیع النوع الذی یقبل التعلیل؛ یقول: علیكم بی و بهجائی إِذا كنتم فی سفر فاقطعوا الأَرض بذكری و أَنْشِدوا القوم هِجائی یا قِرْدان مَوْظَب، یعنی قوماً هم فی القِلّةِ و الحَقارة كقِرْدان مَوْظَب، لا یكون إِلا علی ذلك لأَنه إِنما یهجو القوم لا القِرْدان. و الأَرْضُ: سَفِلة البعیر و الدابة و ما وَلِیَ الأَرض منه، یقال: بَعِیرٌ شدید الأَرْضِ إِذا كان شدید القوائم. و الأَرْضُ: أَسفلُ قوائم الدابة؛ و أَنشد لحمید یصف فرساً: و لم یُقَلِّبْ أَرْضَها البَیْطارُ، و لا لِحَبْلَیْهِ بها حَبارُ یعنی لم یقلب قوائمها لعلمه بها؛ و قال سوید بن كراع: فرَكِبْناها علی مَجْهولِها بصِلاب الأَرْض، فِیهنّ شَجَعْ و قال خفاف: إِذا ما اسْتَحَمَّت أَرْضُه من سَمائِه جَری، و هو مَوْدوعٌ و واعدُ مَصْدَقِ و أَرْضُ الإِنسان: رُكْبتاه فما بعدهما. و أَرْضُ النَّعْل: ما أَصاب الأَرض منها. و تأَرَّضَ فلان بالمكان إِذا ثبت فلم یبرح، و قیل: التَّأَرُّضُ التَّأَنِّی و الانتظار؛ و أَنشد: و صاحِبٍ نَبّهْتُه لِیَنْهَضا، إِذا الكَری فی عینه تَمَضْمَضا یَمْسَحُ بالكفّین وَجْهاً أَبْیَضا، فقام عَجْلانَ، و ما تَأَرَّضَا أَی ما تَلَبَّثَ. و التَّأَرُّضُ: التَّثاقُلُ إِلی الأَرض؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 113
و قال الجعدی: مُقِیم مع الحیِّ المُقِیمِ، و قَلبْهُ مع الراحِلِ الغَادی الذی ما تَأَرَّضا و تَأَرَّضَ الرجلُ: قام علی الأَرض؛ و تَأَرَّضَ و اسْتَأْرَضَ بالمكان: أَقامَ به و لَبِثَ، و قیل: تمكن. و تَأَرَّضَ لی: تضَرَّعَ و تعرَّضَ. و جاء فلان یَتَأَرَّضُ لی أَی یتصَدَّی و یتعرَّض؛ و أَنشد ابن بری: قبح الحُطَیْئة من مُناخِ مَطِیَّةٍ عَوْجاءَ سائمةٍ تأَرَّضُ للقِرَی و یقال: أَرَّضْت الكلامَ إِذا هَیَّأْتَه و سَوَّیْتَه. و تأَرَّضَ النَّبْتُ إِذا أَمكن أَن یُجَزَّ. و الأَرْضُ: الزُّكامُ، مذكر، و قال كراع: هو مؤنث؛ و أَنشد لابن أَحمر: و قالوا: أَنَتْ أَرْضٌ به و تَحَیَّلَتْ، فَأَمْسَی لما فی الصَّدْرِ و الرأْسِ شَاكِیا أَنَتْ أَدْرَكَتْ، و رواه أَبو عبید: أَتَتْ. و قد أُرِضَ أَرْضاً و آرَضَه اللّه أَی أَزْكَمَه، فهو مَأْرُوضٌ. یقال: رجل مَأْروضٌ و قد أُرِضَ فلان و آرَضَه إِیراضاً. و الأَرْضُ: دُوارٌ یأْخذ فی الرأْس عن اللبنِ فیُهَراقُ له الأَنف و العینان، و الأَرْضُ، بسكون الراء: الرِّعْدةُ و النَّفْضةُ؛ و منه‌قول ابن عباس و زلزلت الأَرْضُ: أَ زُلْزِلَت الأَرض أَمْ بی أَرْضٌ؟یعنی الرعدة، و قیل: یعنی الدُّوَارَ؛ و قال ذو الرمة یصف صائداً: إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِن سنَابِكها، أَو كان صاحِبَ أَرضٍ، أَو به المُومُ و یقال: بی أَرْضٌ فآرِضُونی أَی داوونی. و المَأْرُوضُ: الذی به خَبَلٌ من الجن و أَهلِ الأَرْض و هو الذی یحرك رأْسه و جسده علی غیر عَمْدٍ. و الأَرْضُ: التی تأْكل الخشب. و شَحْمَةُ الأَرْضِ: معروفةٌ، و شحمةُ الأَرْضِ تسمی الحُلْكة، و هی بَنات النقا تغوص فی الرمل كما یغوص الحوت فی الماء، و یُشَبَّه بها بَنان العذارَی. و الأَرَضَةُ، بالتحریك: دودة بیضاء شبه النملة تظهر فی أَیام الربیع؛ قال أَبو حنیفة: الأَرَضَةُ ضربان: ضرب صغار مثل كبَار الذَّرِّ و هی آفة الخشب خاصة، و ضربٌ مثل كبار النمل ذوات أَجنحة و هی آفة كل شی‌ءٍ من خشب و نبات، غیر أَنها لا تَعْرِض للرطب، و هی ذات قوائم، و الجمع أَرَضٌ، و الأَرَض اسم للجمع. و الأَرْضُ: مصدر أُرِضَت الخشبةُ تُؤْرَضُ أَرْضاً فهی مَأْرُوضة إِذا وقعت فیها الأَرَضةُ و أَكلتها. و أُرِضَت الخشبة أَرْضاً و أَرِضَت أَرْضاً، كلاهما: أَكلَتْها الأَرَضةُ. و أَرْضٌ أَرِضةٌ و أَرِیضةٌ بَیِّنة الأَراضة: زكیَّةٌ كریمة مُخَیِّلةٌ للنبت و الخیر؛ و قال أَبو حنیفة: هی التی تَرُبُّ الثَّرَی و تَمْرَحُ بالنبات؛ قال إمرؤ القیس: بِلادٌ عَرِیضة، و أَرْضٌ أَرِیضة، مَدافِع ماءٍ فی فَضاءٍ عَریض و كذلك مكان أَریضٌ. و یقال: أَرْضٌ أَرِیضةٌ بَیِّنةُ الأَراضَةِ إِذا كانت لَیِّنةً طیبة المَقْعَد كریمة جیِّدة النبات. و قد أُرِضَت، بالضم، أَی زَكَتْ. و مكان أَرِیضٌ: خَلِیقٌ للخیر؛ و قال أَبو النجم: بحر هشام و هو ذُو فِرَاضِ، بینَ فُروعِ النَّبْعةِ الغِضاضِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 114
وَسْط بِطاحِ مكة الإِرَاضِ، فی كلِّ وادٍ واسعِ المُفاضِ قال أَبو عمرو: الإِرَاضُ العِرَاضُ، یقال: أَرْضٌ أَریضةٌ أَی عَریضة. و قال أَبو البیداء: أَرْض و أُرْض و إِرض و ما أَكْثَرَ أُرُوضَ بنی فلان، و یقال: أَرْضٌ و أَرَضُون و أَرَضات و أَرْضُون. و أَرْضٌ أَرِیضةٌ للنبات: خَلِیقة، و إِنها لذات إِراضٍ. و یقال: ما آرَضَ هذا المكانَ أَی ما أَكْثَرَ عُشْبَه. و قال غیره: ما آرَضَ هذه الأَرضَ أَی ما أَسْهَلَها و أَنْبَتَها و أَطْیَبَها؛ حكاه أَبو حنیفة. و إِنها لأَرِیضةٌ للنبت و إِنها لذات أَرَاضةٍ أَی خلیقة للنبت. و قال ابن الأَعرابی: أَرِضَتِ الأَرْضُ تأْرَضُ أَرَضاً إِذا خَصِبَت و زَكا نباتُها. و أَرْضٌ أَرِیضةٌ أَی مُعْجِبة. و یقال: نزلنا أَرْضاً أَرِیضةً أَی مُعْجِبةً للعَینِ، و شی‌ءٌ عَرِیضٌ أَرِیضٌ: إِتباع له و بعضهم یفرده؛ و أَنشد ابن بری: عَریض أَرِیض باتَ یَیْعِرُ حَوْلَه، و باتَ یُسَقِّینا بُطونَ الثَّعالِبِ و تقول: جَدْیٌ أَرِیضٌ أَی سمین. و رجل أَریضٌ بَیِّنُ الأَرَاضةِ: خَلِیقٌ للخیر متواضع، و قد أَرُضَ. الأَصمعی: یقال هو آرَضُهم أَن یفعل ذلك أَی أَخْلَقُهم. و یقال: فلانٌ أَرِیضٌ بكذا أَی خَلِیق به. و رَوْضةٌ أَرِیضةٌ: لَیِّنةُ المَوْطِئِ؛ قال الأَخطل: و لقد شَرِبْتُ الخمرَ فی حانوتِها، و شَرِبْتُها بأَرِیضةٍ مِحْلالِ و قد أَرُضَتْ أَراضةً و اسْتَأْرَضَت. و امرأَة عَرِیضةٌ أَرِیضةٌ: وَلُودٌ كاملة علی التشبیه بالأَرْض. و أَرْضٌ مأْرُوضَةٌ «6»: أَرِیضةٌ؛ قال: أَ ما تَرَی بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ كلَّ رَداحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ، مُؤْرَضة قد ذَهَبَتْ فی مُؤْرَضِ التهذیب: المُؤَرِّضُ الذی یَرْعَی كَلأَ الأَرْض؛ و قال ابن دَالان الطائی: و همُ الحُلومُ، إِذا الرَّبیعُ تجَنَّبَتْ، و همُ الرَّبیعُ، إِذا المُؤَرِّضُ أَجْدَبا و الإِرَاضُ: البِسَاط لأَنه یَلی الأَرْضَ. الأَصمعی: الإِرَاضُ، بالكسر، بِسَاطٌ ضخْم من وَبَرٍ أَو صوف. و أَرَضَ الرجلُ: أَقام علی الإِرَاضِ. و‌فی حدیث أُم معبد: فشربوا حتی آرَضُوا؛ التفسیر لابن عباس، و قال غیره: أَی شربوا عَلَلًا بعد نَهَلٍ حتی رَوُوا، مِنْ أَرَاضَ الوادی إِذا اسْتَنْقَعَ فیه الماءُ؛ و قال ابن الأَعرابی: حتی أَراضُوا أَی نامُوا علی الإِرَاضِ، و هو البساط، و قیل: حتی صَبُّوا اللبن علی الأَرْض. و فَسِیلٌ مُسْتَأْرِضٌ وَ وَدیَّةٌ مُسْتَأْرِضة، بكسر الراء: و هو أَن یكون له عِرْقٌ فی الأَرْضِ فأَما إِذا نبت علی جذع النخل فهو: الراكِبُ؛ قال ابن بری: و قد یجی‌ءُ المُسْتَأْرِضُ بمعنی المُتَأَرِّض و هو المُتَثاقل إِلی الأَرض؛ قال ساعدة یصف سحاباً: مُسْتَأْرِضاً بینَ بَطْنِ اللیث أَیْمنُه إِلی شَمَنْصِیرَ، غَیْثاً مُرْسلًا مَعَجَا و تأَرَّضَ المنزلَ: ارْتادَه و تخیَّره للنزول؛ قال كثیر:
(6). قوله [و أرض مأروضة] زاد شارح القاموس: و كذلك مؤرضة و علیه یظهر الاستشهاد بالبیت.
لسان العرب، ج‌7، ص: 115
تأَرَّضَ أَخفاف المُناخةِ منهمُ، مكانَ التی قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ ازْلأَمَّت: ذهبت فَمَضَت. و یقال: تركت الحی یَتَأَرَّضون المنزِلَ أَی یَرْتادُون بلداً ینزلونه. و اسْتَأْرَض السحابُ: انبسط، و قیل: ثبت و تمكن و أَرْسَی؛ و أَنشد بیت ساعدة یصف سحاباً: مستاْرضاً بین بطن اللیث أَیمنه و أَما ما ورد‌فی الحدیث فی الجنازة: من أَهل الأَرض أَم من أَهل الذِّمة‌فإِنه أَی الذین أُقِرُّوا بأَرضهم. و الأَرَاضةُ: الخِصْبُ و حسنُ الحال. و الأُرْضةُ من النبات: ما یكفی المال سنَةً؛ رواه أَبو حنیفة عن ابن الأَعرابی. و الأَرَضُ: مصدر أَرِضَت القُرْحةُ تأْرَضُ أَرَضاً مثال تَعِبَ یَتْعَبُ تَعَباً إِذا تفَشَّتْ و مَجِلت ففسدت بالمِدَّة و تقطَّعت. الأَصمعی: إِذا فسدت القُرْحة و تقطَّعت قیل أَرِضَت تأْرَضُ أَرَضاً. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: لا صیامَ إِلّا لمن أَرَّضَ الصِّیامَ‌أَی تقدَّم فیه؛ رواه ابن الأَعرابی، و‌فی روایة: لا صیامَ لمن لم یُؤَرِّضْه من اللیل‌أَی لم یُهَیِّئْه و لم یَنْوِه. و یقال: لا أَرْضَ لك كما یقال لا أُمَّ لك.

أضض؛ ج7، ص: 115

: الأَضُّ: المشقَّة؛ أَضَّه الأَمرُ یَؤُضُّه أَضّاً: أَحزنه و جَهَدَه. و أَضَّتْنی إِلیك الحاجةُ تَؤُضُّنی أَضّاً: أَجْهَدَتْنی، و تَئِضُّنی أَضّاً و إِضَاضاً: أَلْجَأَتْنی و اضطرتْنی. و الإِضَاضُ، بالكسر: المَلجأ؛ قال: لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِیفاضا خَرْجاءَ، تَغْدُو تطلُبُ الإِضَاضا أَی تطلب ملجأً تلجأُ إِلیه. و قد ائْتَضَّ فلانٌ إِذا بلغ منه المشقة، و ائْتَضَّ إِلیه ائْتِضاضاً أَی اضطر إِلیه؛ قال رؤبة: دایَنْتُ أَرْوَی، و الدُّیون تُقْضَی، فَمَطَلَتْ بَعْضاً، و أَدَّتْ بَعْضا، و هی تَری ذا حاجةٍ مُؤْتَضَّا أَی مضطراً مُلْجأً؛ قال ابن سیدة: هذا تفسیر أَبی عبید، قال: و أَحسن من ذلك أَن تقول أَی لاجئاً مُحتاجاً، فافهم. و ناقةٌ مُؤْتَضَّةٌ إِذا أَخذها كالحُرقة عند نتاجها فَتَصَلَّقت ظَهْراً لبطنٍ و وجدت إِضاضاً أَی حُرْقةً. و الأَضُّ: الكسر كالعَضِّ، و فی بعض نسخ الجمهرة كالهَضّ.

أمض؛ ج7، ص: 115

: أَمِضَ الرجلُ یأْمَض، فهو أَمِضٌ: عَزَم و لم یُبالِ المُعاتبةَ بل عَزِیمتُه ماضیة فی قلبه. و أَمِضَ: أَدّی لِسانُه غیرَ ما یُرِید. و الأَمْضُ: الباطلُ، و قیل: الشَّكّ؛ عن أَبی عمرو. و من كلام شِقٍّ: أَی و رَبِّ السماءِ و الأَرض، و ما بینهما مِن رَفْعٍ و خَفْض، إِنما أَنبأْتك به لِحَقٍّ ما فیه أَمْضٌ‌

أنض؛ ج7، ص: 115

: الأَنِیضُ من اللحم: الذی لم یَنْضَج، یكون ذلك فی الشواء و القَدِید، و قد أَنُضَ أَناضةً و آنَضَه هو. أَبو زید: آنَضْتُ اللحمَ إِیناضاً إِذا شَوَیْتَهُ فلم تُنْضِجْه، و الأَنِیضُ مصدر قولك أَنَضَ اللحمُ یأْنِضُ، یالكسر، أَنِیضاً إِذا تغیر. و اللحمُ لحمٌ أَنیضٌ: فیه نُهُوءَةٌ؛ و أَنشد لزهیر فی لسان متكلم عابه و هجاه: یُلَجْلِجُ مُضْغةً فیها أَنِیضٌ أَصَلَّتْ، فهی تحت الكَشْح داءُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 116
أَی فیها تغیر؛ و قال أَبو ذؤیب فیه: و مُدَّعَسٍ فیه الأَنِیضُ اخْتَفَیْتُه، بِجَرْداءَ یَنْتابُ الثَّمِیلَ حِمارُها و الإِناضُ، بالكسر: حَمْلُ النخل المُدْرِك. و أَناضَ النخل «1» یُنِیضُ إِناضةً أَی أَیْنَع؛ و منه قول لبید: یوم أَرزاق من تفضل عُمٌّ، مُوسِقات و حُفَّلٌ أَبْكارُ فاخِراتٌ ضُرُوعُها فی ذُراها، و أَناضَ العَیْدانُ و الجَبّارُ العُمُّ: الطِّوالُ من النخل، الواحدة عمیمة. و المُوسِقاتُ: التی أَوْسَقَت أَی حملت أَوْسُقاً. و الحُفَّل: جمع حافِلٍ، و هی الكثیرة الحمل مشبهة بالناقة الحافل و هی التی امتلأَ ضرعها لَبَناً. و الأَبْكارُ: التی یتعجَّل إِدراك ثمرها فی أَول النخل، مأْخوذ من الباكُورة من الفاكهة، و هی التی تتقدَّم كل شی‌ء. و الفاخراتُ: اللاتی یَعْظُم حَملُها. و الشاة الفخور: التی عظم ضرعها. و الجَبّار من النخل: الذی فاتَ الیَدَ. و العَیْدانُ فاعل بأَناضَ، و الجبّار معطوف علیه، و معنی أَناضَ بلغَ إِناه و منتهاه؛ و یروی: و إِناضُ العَیْدان، و معناه و بالِغُ العَیْدانِ، و الجبار معطوف علی قوله و إِناضَ.

ایض؛ ج7، ص: 116

: آضَ یَئِیضُ أَیضاً: سارَ و عادَ. و آضَ إِلی أَهله: رجع إِلیهم. قال ابن درید: و فعلت كذا و كذا أَیْضاً من هذا، أَی رجعت إِلیه و عُدْتُ. و تقول: افعل ذلك أَیضاً، و هو مَصْدر آضَ یَئِیضُ أَیضاً أَی رجع، فإِذا قیل لك: فعلت ذلك أَیضاً، قلت: أَكثرتَ من أَیْضٍ و دَعْنی من أَیْضٍ؛ قال اللیث: الأَیْضُ صَیْرورةُ الشی‌ء شیئاً غیره. و آضَ كذا أَی صار. یقال: آضَ سوادُ شعره بیاضاً، قال: و قولهم أَیْضاً كأَنه مأْخوذ من آضَ یَئِیضُ أَی عادَ یَعُود، فإِذا قلت أَیضاً تقول أَعِد لی ما مضی؛ قال: و تفسیرُ أَیْضاً زِیادةٌ. و‌فی حدیث سمرة فی الكسوف: إِن الشمس اسودت حتی آضَتْ كأَنها تَنُّومة؛ قال أَبو عبید: آضَتْ أَی صارت و رَجَعَتْ؛ و أَنشد قول كعب یذكر أَرضاً قطعها: قَطَعت إِذا ما الآلُ آضَ، كأَنه سُیوفٌ تَنَحَّی تارةً ثم تَلْتَقی و تقول: فعلت كذا و كذا أَیضاً.

فصل الباء الموحدة؛ ج7، ص: 116

برض؛ ج7، ص: 116

: البارِض: أَول ما یظهر من نبت الأَرض و خص بعضهم به الجَعْدة و النَّزَعةَ و البُهْمَی و الهَلْتَی و القَبْأَةَ و بَنات الأَرض، و قیل: هو أَول ما یُعْرف من النبات و تَتناوَلُه النَّعَمُ. الأَصمعی: البُهْمَی أَول ما یبدو منها البارِضُ فإِذا تحرك قلیلًا فهو جَمِیم؛ قال لبید: یَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً فی النَّدی، مِن مَرابِیعِ رِیاض و رِجَلْ الجوهری: البارِضُ أَولُ ما تُخْرِجُ الأَرضُ من البُهْمَی و الهَلْتَی و بِنتِ الأَرض لأَن نِبْتة هذه الأَشیاء واحدةٌ و مَنْبِتها واحد، فهی ما دامت صغاراً بارِضٌ، فإِذا طالت تبینت أَجْناسُها. و یقال: أَبْرَضَت الأَرضُ إِذا تعاونَ بارِضُها فكثر. و‌فی
(1). قوله [و أناض النخل إلخ] فی شرح القاموس ما نصه: و ذكر الجوهری هنا و أَناض النخل ینیض إناضة أی أینع، و تبعه صاحب اللسان، و هو غریب فإن أَناض مادته نوض.
لسان العرب، ج‌7، ص: 117
حدیث خزیمة و ذكر السَّنةَ المُجدبة: أَیْبَسَت بارِضَ الوَدِیس؛ البارِضُ: أَول ما یبدو من النبات قبل أَن تُعرف أَنواعُه، و الوَدِیسُ ما: غَطَّی وجهَ الأَرض من النبات. ابن سیدة: و البارِضُ من النبات بعد البَذْرِ؛ عن أَبی حنیفة، و قد بَرَضَ النباتُ یَبْرُضُ بُروضاً. و تَبرَّضَتِ الأَرضُ: تبیَّن نبتها. و مكان مُبْرِضٌ إِذا تعاوَنَ بارِضُه و كَثُرَ. الجوهری: البَرْضُ القلیل و كذلك البُراضُ، بالضم. و ماءٌ بَرْضٌ: قلیلٌ و هو خلاف الغَمْر، و الجمع بُرُوضٌ و بِرَاضٌ و أَبْراضٌ. و بَرَضَ یَبْرِضُ و یَبْرُضُ بَرْضاً و بُرُوضاً: قلَّ، و قیل: خرج قلیلًا قلیلًا. و بئر بَرُوضٌ: قلیلة الماء. و هو یَتَبَرَّضُ الماءَ: كلما اجتمع منه شی‌ء غَرَفَه. و تَبَرَّضْتُ ماءَ الحِسْی إِذا أَخذته قلیلًا قلیلًا. و ثَمْد بَرْضٌ: ماؤه قلیل؛ و قال رؤبة: فی العِدِّ لم یَقْدَحْ ثِماداً بَرْضَا و بَرَضَ الماءُ من العین یَبْرُضُ أَی خرج و هو قلیل. و بَرَضَ لی من ماله یَبْرُضُ و یَبْرِضُ بَرْضاً أَی أَعطانی منه شیئاً قلیلًا. و تَبَرَّضَ ما عنده: أَخذ منه شیئاً بعد شی‌ءٍ. و تبرَّضْت فلاناً إِذا أَخذت منه الشی‌ءَ بعد الشی‌ء و تبلَّغْت به. و التَّبَرُّضُ و الابْتِراضُ: التبلُّغ فی العیش بالبُلْغة و تطلُّبه من هنا و هنا قلیلًا قلیلًا. و تَبَرَّضَ سَمَلَ الحوضِ إِذا كان ماؤُه قلیلًا فأَخذته قلیلًا قلیلًا؛ قال الشاعر: و فی حِیاضِ المَجْدِ فامْتَلأَتْ به بالرِّیِّ، بعد تَبَرُّضِ الأَسْمال و التَّبرُّضُ: التبلُّغُ بالقلیل من العیش. و تَبرَّضَ حاجته: أَخذها قلیلًا قلیلًا. و‌فی الحدیث: ماءٌ قلیل یتَبرَّضُه الناسُ تَبَرُّضاً‌أَی یأْخذونه قلیلًا قلیلًا. و البَرْضُ: الشی‌ء القلیل؛ و قول الشاعر: و قد كنتُ برَّاضاً لها قبل وَصْلِها، فكیفَ وَ لَدَّت حَبْلَها بِحِبالِیا؟ «1» معناه قد كنت أُنِیلُها الشی‌ءَ بعد الشی‌ءِ قبل أَن واصلَتْنی فكیف و قد عَلِقْتها الیوم و عَلِقَتْنی؟ ابن الأَعرابی: رجل مَبْروض و مَضْفُوهٌ و مَطفوهٌ و مَضْفوفٌ و مَحْدود إِذا نَفِد ما عنده من كثرة عطائه. و البُرْضة: ما تَبرَّضْت من الماء. و بَرَضَ له یَبْرِضُ و یَبْرُضُ بَرْضاً: قلَّلَ عطاءَه. أَبو زید: إِذا كانت العطیةُ یَسیرة قلت بَرَضْت له أَبْرُضُ و أَبرِضُ بَرْضاً. و یقال: إِن المال لَیَتَبَرَّضُ النبات تَبرُّضاً، و ذلك قبل أَن یطُول و یكون فیه شِبَعُ المال، فإِذا غطی الأَرض ورَقاً فهو جَمِیمٌ. و البُرْضةُ: أَرض لا تُنْبِتُ شیئاً، و هی أَصغر من البَلُّوقة. و المُبْرِضُ و البَرّاضُ: الذی یأْكل كل شی‌ءٍ من ماله و یُفْسِده. و البَرّاضُ بن قیس: الذی هاجت به حربُ عُكاظ، و قیل: هو أَحد فُتّاك العرب معروف من بنی كنانة، و بِفَتْكِه قام حربُ الفِجَار بین بنی كنانة و قیس عیلان لأَنه قتل عُرْوة الرحال القیسی؛ و أَما قول إمرئ القیس: فَوادِی البَدِیِّ فانْتَحَی للیَرِیض فإِن الیَرِیضَ، بالیاء قبل الراء، و هو واد بعینه، و من رواه البریض، بالباء، فقد صحَّف، و اللّه أَعلم.

بضض؛ ج7، ص: 117

: بَضَّ الشی‌ءُ: سال. و بَضَّ الحَسْیُ و هو یَبِضُّ بَضِیضاً إِذا جعل ماؤُه یخرج قلیلًا. و‌فی حدیث تبوك: و العین تَبِضُّ بشی‌ء من ماء.و بَضَّت
(1). قوله: و لدّت حبلها، هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 118
العینُ تَبِضُّ بَضّاً و بَضِیضاً: دَمَعت. و یقال للرجل إِذا نُعِتَ بالصبر علی المُصیبة: ما تَبِضُّ عینُه. و بَضَّ الماءُ یَبِضُّ بَضّاً و بُضُوضاً: سالَ قلیلًا قلیلًا، و قیل: رَشَح من صَخْرٍ أَو أَرْضٍ. و بَضَّ الحجرُ و نحوه یَبِضُّ: نَشَغَ منه الماء شبه العَرَق. و مَثَلٌ من الأَمثال: فلانٌ لا یَبِضُّ حَجَرُه أَی لا یُنالُ منه خیرٌ، یضرب للبخیل، أَی ما تَنْدَی صَفاته و‌فی حدیث طَهْفة: ما تَبِضُّ بِبِلالٍ‌أَی ما یَقْطُرُ منها لَبَنٌ. و‌فی حدیث خزیمة: و بَضَّت الحَلَمةُ‌أَی دَرَّت حلمةُ الضرع باللبن، و لا یقال بَضَّ السقاءُ و لا القِرْبةُ إِنما ذلك الرَّشْحُ أَو النَّتح، فإِن كان دُهْناً أَو سَمْناً فهو النَّثّ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: یَنِثُّ نَثَّ الحَمِیت.قال الجوهری: لا یقال بَضَّ السقاءُ و لا القِربةُ؛ قال: و بعضهم یقوله و ینشد لرؤبة: فقلتُ قولًا عَرَبِیّاً غَضَّا: لو كانَ خَرْزاً فی الكُلَی ما بَضّا و‌فی الحدیث: أَنه سَقَطَ من الفَرَس فإِذا هو جالسٌ و عُرْضُ وَجْهِه یَبِضُّ ماءً أَصْفَرَ.و بئر بَضُوضٌ: یخرج ماؤها قلیلًا قلیلًا. و البَضَضُ: الماءُ القلیل. و رَكِیٌّ بَضُوضٌ: قلیلة الماء، و قد بَضَّتْ تَبِضُّ؛ قال أَبو زبید: یا عُثْمَ أَدْرِكْنی، فإِنَّ رَكِیَّتی صَلَدَتْ، فأَعْیَتْ أَن تَبِضَّ بمائها قال أَبو سعید فی السقاء: بُضاضةٌ من ماءٍ أَی شی‌ءٌ یسیر. و‌فی حدیث النخعی: الشَّیْطانُ یَجْری فی الإِحْلیل و یَبِضُّ فی الدُّبُر‌أَی یَدبّ فیه فیُخیّل أَنه بَلَلٌ أَو ریحٌ. و تَبَضَّضْت حَقِّی منه أَی استنظفته قلیلًا قلیلًا. و بَضَضْت له من العطاء أَبُضُّ بَضًّا: قلَّلْت. و بَضَضْت له أَبُضُّ بَضًّا إِذا أَعطاه شیئاً یسیراً؛ و أَنشد شمر: و لم تُبْضِض النُّكْدَ للجاشِرِین، و أَنْفَدت النملُ ما تَنْقُل و قال راویه: كذا أَنشَدَنِیه ابن أَنس، بضم التاء، و هما لغتان، بَضَّ یَبُضُّ و أَبَضَّ یُبِضُّ: قلَّلَ، و رواه القاسم: و لم تَبْضُض. الأَصمعی: نَضَّ له بشی‌ء و بَضَّ له بشی‌ء، و هو المعروف القلیل. و امرأَة باضّة و بَضّة و بَضِیضةٌ و بَضاضٌ: كثیرة اللحم تارَّة فی نَصاعةٍ، و قیل: هی الرقیقة الجلد الناعمة إِن كانت بیضاء أَو أَدْماءَ؛ قال: كلّ رَداحٍ بَضّةٍ بَضاضِ غیره: البضّة المرأَة الناعمة، سمراء كانت أو بیضاء؛ أَبو عمرو: هی اللَّحِیمة البیضاء. و قال اللحیانی: البَضَّة الرقیقة الجلد الظاهرة الدم، و قد بَضَّت تَبُضُّ و تَبَضُّ بَضَاضةً و بُضوضةً. اللیث: امرأَة بَضَّةٌ تارّة ناعمة مكتنزة اللحم فی نَصاعةِ لون. و بَشَرةٌ بَضَّةٌ: بَضِیضة، و امرأَة بَضَّة بَضَاض. ابن الأَعرابی: بَضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعّم، و غَضَّضَ: صار غَضّاً متنعماً، و هی الغُضُوضة. و غَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ. الأَصمعی: و البَضُّ من الرجال الرَّخْصُ الجسدِ و لیس من البیاض خاصة و لكنه من الرُّخوصة و الرَّخاصة، و كذلك المرأَة بَضّة. و رجل بَضٌّ بَیّن البَضاضَةِ و البُضُوضة: ناصعُ البیاض فی سمن؛ قال: و أَبْیَض بَضّ علیه النُّسورُ، و فی ضِبْنِه ثَعْلبٌ مُنْكَسِرْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 119
و رجل بَضٌّ أَی رقیق الجلد ممتلئ، و قد بَضَضْت یا رجل و بَضِضْت، بالفتح و الكسر، تَبَضُّ بَضاضةً و بُضوضةً. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه: هل یَنْتظرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّبابِ إلا كَذا؟البَضاضةُ: رِقّة اللون و صفاؤه الذی یُؤَثّر فیه أَدنی شی‌ء؛ و منه: قَدِمَ عمر، رضی اللّه عنه، علی مُعاویة و هو أَبضُّ الناس‌أَی أَرَقُّهم لوناً و أَحسنُهم بَشرة. و‌فی حدیث رُقَیقة: أَلا فانْظُروا فیكم رجلًا أَبْیَضَ بَضّاً.و‌فی حدیث الحسن: تَلْقی أَحدَهم أَبْیَضَ بَضّاً.ابن شمیل: البَضَّة اللَّبَنةُ الحارة الحامضة، و هی الصَّقْرة. و قال ابن الأَعرابی: سقانی بَضَّةً و بَضّاً أَی لبناً حامضاً. و بَضَّضَ علیه بالسیف: حَمَلَ؛ عن ابن الأَعرابی. و البَضْباضُ قالوا: الكمأَةُ و لیست بمَحْضة. و بَضَّضَ الجِرْوُ مثل جَصّص و یضَّضَ و بصّصَ كلها لغات. و بَضَّ أَوتارَه إِذا حرّكها لیُهَیِّئَها للضرب. قال ابن بری: قال ابن خالویه یقال بَظَّ بَظّاً، بالظاء، و هو تحریك الضارب الأَوتارَ لیُهَیِّئها للضرب، و قد یقال بالضاد، قال: و الظاء أَكثر و أَحسن.

بعض؛ ج7، ص: 119

: بَعْضُ الشی‌ء: طائفة منه، و الجمع أَبعاض؛ قال ابن سیدة: حكاه ابن جنی فلا أَدری أَ هو تسمُّح أَم هو شی‌ء رواه، و استعمل الزجاجی بعضاً بالأَلف و اللام فقال: و إِنما قلنا البَعْض و الكل مجازاً، و علی استعمال الجماعة لهُ مُسامحة، و هو فی الحقیقة غیر جائر یعنی أَن هذا الاسم لا ینفصل من الإِضافة. قال أَبو حاتم: قلت للأَصمعی رأَیت فی كتاب ابن المقفع: العِلْمُ كثیرٌ و لكن أَخْذُ البعضِ خیرٌ مِنْ تَرْكِ الكل، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار و قال: الأَلف و اللام لا یدخلان فی بعض و كل لأَنهما معرفة بغیر أَلف و لامٍ. و فی القرآن العزیز: وَ كُلٌّ أَتَوْهُ دٰاخِرِینَ. قال أَبو حاتم: و لا تقول العرب الكل و لا البعض، و قد استعمله الناس حتی سیبویه و الأَخفش فی كُتُبهما لقلة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنه لیس من كلام العرب. و قال الأَزهری: النحویون أَجازوا الأَلف و اللام فی بعض و كل، و إِنْ أَباهُ الأَصمعیُّ. و یقال: جاریة حُسّانةٌ یُشْبِه بعضُها بَعْضاً، و بَعْضٌ مذكر فی الوجوه كلها. و بَعّضَ الشی‌ء تَبْعِیضاً فتبَعَّضَ: فرّقه أَجزاء فتفرق. و قیل: بَعْضُ الشی‌ء كلُّه؛ قال لبید: أَو یَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمامُها قال ابن سیدة: و لیس هذا عندی علی ما ذهب إِلیه أَهل اللغة من أَن البَعْضَ فی معنی الكل، هذا نقض و لا دلیل فی هذا البیت لأَنه إِنما عنی ببعض النفوس نَفْسَه. قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: أَجمع أَهل النحو علی أَن البعض شی‌ء من أَشیاء أَو شی‌ء من شی‌ء إِلّا هشاماً فإِنه زعم أَن قول لبید: أَو یعتلق بعض النفوس حمامها فادعی و أَخطأَ أَن البَعْضَ هاهنا جمع و لم یكن هذا من عمله و إِنما أَرادَ لَبِیدٌ ببعض النفوس نَفْسَه. و قوله تعالی: تلْتَقِطه بَعْضُ السیّارة، بالتأْنیث فی قراءة من قرأ به فإِنه أَنث لأَنّ بَعْضَ السیّارة سَیّارةٌ كقولهم ذهَبتْ بَعْضُ أَصابعه لأَن بَعْض الأَصابع یكون أُصبعاً و أُصبعین و أَصابع. قال: و أَما جزم أَو یَعْتَلِقْ فإِنه رَدَّهُ علی معنی الكلام الأَول، و معناه جزاء كأَنه قال: و إِن أَخرجْ فی طلب المال أُصِبْ ما أَمَّلْت أَو یَعْلَق الموتُ نفسی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 120
و قال: قوله فی قصة مؤمن آلِ فرعون و ما أَجراه علی لسانه فیما وعظ به آل فرعون: إِنْ یَكُ كٰاذِباً فَعَلَیْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ یَكُ صٰادِقاً یُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ، إِنه كان وَعَدَهم بشیئین: عذاب الدنیا و عذاب الآخرة فقال: یُصِبْكم هذا العذاب فی الدنیا و هو بَعْضُ الوَعْدَینِ من غیر أَن نَفی عذاب الآخرة. و قال اللیث: بعض العرب یَصِلُ بِبَعْضٍ كما تَصِلُ بما، من ذلك قوله تعالی: وَ إِنْ یَكُ صٰادِقاً یُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ؛ یرید یصبكم الذی یعدكم، و قیل فی قوله بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ أَی كلُّ الذی یعدكم أَی إِن یكن موسی صادقاً یصبكم كل الذی یُنْذِرُكم به و یتوَعّدكم، لا بَعْضٌ دونَ بَعضٍ لأَن ذلك مِنْ فعل الكُهَّان، و أَما الرسل فلا یُوجد علیهم وَعْدٌ مكذوب؛ و أَنشد: فیا لیته یُعْفی و یُقرِعُ بیننا عنِ المَوتِ، أَو عن بَعْض شَكواه مقْرعُ لیس یرید عن بَعْضِ شكواه دون بَعْضٍ بل یرید الكل، و بَعْضٌ ضدُّ كلٍّ؛ و قال ابن مقبل یخاطب ابنتی عَصَر: لَوْ لا الحَیاءُ و لو لا الدِّینُ، عِبْتُكما بِبَعْضِ ما فِیكُما إِذْ عِبْتُما عَوَری أَراد بكل ما فیكما فیما یقال. و قال أَبو إِسحاق فی قوله بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ: من لطیف المسائل أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، إِذا وَعَدَ وعْداً وقع الوَعْدُ بأَسْرِه و لم یقع بَعْضُه، فمن أَین جاز أَن یقول بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ و حَقُّ اللفظ كلُّ الذی یعدكم؟ و هذا بابٌ من النظر یذهب فیه المناظر إِلی إِلزام حجته بأَیسر ما فی الأَمر. و لیس فی هذا معنی الكل و إِنما ذكر البعض لیوجب له الكل لأَن البَعْضَ هو الكل؛ و مثل هذا قول الشاعر: قد یُدْرِكُ المُتَأَنّی بَعْضَ حاجتِه، و قد یكونُ مع المسْتَعْجِل الزَّلَلُ لأَن القائل إِذا قال أَقلُّ ما یكون للمتأَنی إِدراكُ بَعْضِ الحاجة، و أَقلُّ ما یكون للمستعجل الزَّلَلُ، فقد أَبانَ فضلَ المتأَنی علی المستعجل بما لا یَقْدِرُ الخصمُ أَن یَدْفَعَه، و كأَنّ مؤمنَ آل فرعون قال لهم: أَقلُّ ما یكون فی صِدْقه أَن یُصِیبَكم بعضُ الذی یَعِدكم، و فی بعض ذلك هلاكُكم، فهذا تأْویل قوله یُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ. و البَعُوض: ضَرْبٌ من الذباب معروف، الواحدة بَعُوضة؛ قال الجوهری: هو البَقّ، و قوم مَبْعُوضُونَ. و البَعْضُ: مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ یَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه و آذاه، و لا یقال فی غیر البَعُوض؛ قال یمدح رجلًا بات فی كِلّة: لَنِعْم البَیْتُ بَیْتُ أَبی دِثارٍ، إِذا ما خافَ بَعْضُ القومَ بَعْضا قوله بَعْضا: أَی عَضًّا. و أَبو دِثَار: الكِّلة. و بُعِضَ القومُ: آذاهم البَعُوضُ. و أَبْعَضُوا إِذا كان فی أَرضهم بَعُوضٌ. و أَرض مَبْعَضة و مَبَقّة أَی كثیرة البَعُوضِ و البَقّ، و هو البَعُوضُ؛ قال الشاعر: یَطِنُّ بَعُوضُ الماء فَوْقَ قَذالها، كما اصطَخَبَتْ بعدَ النَجِیِّ خُصومُ و قال ذو الرمة: كما ذبّبَتْ عَذْراء، و هی مُشِیحةٌ، بَعُوض القُری عن فارِسیٍّ مُرَفّل
لسان العرب، ج‌7، ص: 121
مُشیحة: حَذِرة. و المُشِیحُ فی لغة هذیل: المُجدُّ؛ و إِذا أَنشد الهذلی هذا البیت أَنشده: كما ذببت عذراء غیر مشیحة و أَنشد أَبو عبیداللّه محمد بن زیاد الأَعرابی: و لَیْلة لم أَدْرِ ما كراها، أُسامِرُ البَعُوضَ فی دجاها كلّ زجُولٍ یُتَّقَی شَذاها، لا یَطْرَبُ السامعُ من غِناها و قد ورد فی الحدیث ذكرُ البَعُوض و هو البقّ. و البَعُوضة: موضع كان للعرب فیه یوم مذكور؛ قال متمم بن نویرة یذكر قتلی ذلك الیوم: علی مثل أَصحابِ البعوضة فاخْمُشِی، لَكِ الویلُ حُرَّ الوجه أَو یَبْكِ مَن بكی و رَمْل البَعُوضة: معروفة بالبادیة.

بغض؛ ج7، ص: 121

: البُغْض و البِغْضةُ: نَقِیضُ الحبّ؛ و قول ساعدة بن جؤیة: و من العَوادِی أَنْ تَفُتْك بِبِغْضةٍ، و تَقاذُفٍ منها، و أَنّكَ ترْقُب قال ابن سیدة: فسّره السُّكَّری فقال: بِبِغضةٍ بقوم یبغضونك، فهو علی هذا جمع كغِلْمة و صِبْیة، و لو لا أَن، المعهود من العرب أَن لا تتشكّی من محبوب بِغْضةً فی أَشعارها لقلنا: إِن البِغْضة هنا الإِبْغاض، و الدلیل علی ذلك أَنه قد عطف علیها المصدرَ و هو قوله: و تَقاذُفٍ منها، و ما هو فی نیة المصدر و هو قوله: و أَنك تَرْقُب. و بَغُضَ الرجلُ، بالضم، بَغاضةً أَی صارَ بَغِیضاً. و بَغَّضَه اللّهُ إِلی الناس تَبْغِیضاً فأَبْغَضُوه أَی مَقَتُوه. و البَغْضاءُ و البَغاضةُ، جمیعاً: شدة البغْضِ، و كذلك البِغْضة، بالكسر؛ قال معقل بن خویلد الهذلی: أَبا مَعْقلٍ، لا تُوطِئَنْك بَغاضَتی رؤوسَ الأَفاعی من مَراصِدِها العُرْم و قد أَبْغَضه و بَغَضَه؛ الأَخیرة عن ثعلب وحده. و قال فی قوله عزّ و جلّ: إِنِّی لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقٰالِینَ، أَی الباغِضِین، فدل هذا علی أَن بَغَضَ عنده لغة. قال: و لو لا أَنها لغة عنده لقال من المُبْغِضِین. و البَغُوضُ: المُبغِض؛ أَنشد سیبویه: و لكن بَغُوضٌ أَن یقالَ عَدِیمُ و هذا أَیضاً مما یدل علی أَن بَغَضْته لغة لأَن فَعُولًا إِنما هی فی الأَكثر عن فاعِلٍ لا مُفْعِل، و قیل: البَغیض المُبْغِض و المُبْغَض جمیعاً ضدٌّ. و المُباغَضةُ: تَعاطِی البَغْضاء؛ أَنشد ثعلب: یا رُبَّ مَولًی ساءَنی مُباغِضِ، علیَّ ذی ضِغْنٍ و ضَبٍّ فارضِ، له قروءٌ كقُروء الحائِضِ «2» و التَّباغُضُ: ضد التَّحابّ. و رجل بَغِیض و قد بَغُضَ بَغاضةً و بَغِضَ، فهو بَغِیضٌ. و رجل مُبَغَّضٌ: یُبْغَضُ كثیراً. و یقال: هو محبوب غیر مُبَغَّضِ، و قد بُغِّض إِلیه الأَمرُ و ما أَبْغَضَه إِلیّ، و لا یقال ما أَبْغَضَنی له و لا ما أَبْغَضَه لی؛ هذا قول أَهل اللغة. قال ابن سیدة: و حكی سیبویه: ما أَبْغَضَنی له و ما أَبْغَضَه إِلی، و قال: إِذا قلت ما أَبْغَضَنی له فإِنما تخبر
(2). قوله [و ضب فارض] الضب الحقد، و الفارض القدیم و قیل العظیم. و قوله له قروء إلخ یقول: لعداوته أوقات تهیج فیها مثل وقت الحائض.
لسان العرب، ج‌7، ص: 122
أَنك مُبْغَضٌ له، و إِذا قلت ما أَبْغَضَه إِلیّ فإِنما تخبر أَنه مُبْغَضٌ عندك. قال أَبو حاتم: من كلام الحشو أَنا أُبْغِض فلاناً و هو یُبْغِضنی. و قد بَغُضَ إِلی أَی صار بَغِیضاً. و أَبْغِضْ به إِلیَّ أَی ما أَبْغَضَه. الجوهری: قولهم ما أَبْغَضَه لی شاذ لا یقاس علیه؛ قال ابن بری: إِنما جعله شاذّاً لأَنه جعله من أَبْغَضَ، و التعجب لا یكون من أَفْعَل إِلا بأَشَدّ و نحوه، قال: و لیس كما ظنّ بل هو من بَغُضَ فلان إِلیَّ، قال: و قد حكی أَهل اللغة و النحو: ما أَبْغَضَنی له إِذا كنتَ أَنت المُبغِضَ له، و ما أَبْغَضَنی إِلیه إِذا كان هو المُبْغِضَ لك. و فی الدعاء: نَعِمَ اللّهُ بك عَیْناً و أَبْغَضَ بِعَدوِّك عَیْناً و أَهل الیمن یقولون: بَغُضَ جَدُّك كما یقولون عَثَرَ جَدُّك. و بَغِیض: أَبو قبیلة، و قیل: حیّ من قیس، و هو بَغِیض بن رَیْث بن غَطفان بن سعد بن قیس عَیْلان.

بهض؛ ج7، ص: 122

: البَهْضُ: ما شَقَّ علیك؛ عن كراع، و هی عربیة البتة. التهذیب: قال أَبو تراب سمعت أَعرابیّاً من أَشْجع یقول: بَهَضَنی هذا الأَمر و بَهَظَنی، قال: و لم یُتابِعْه علی ذلك أَحد.

بوض؛ ج7، ص: 122

: ابن الأَعرابی: باضَ یَبُوضُ بَوْضاً إِذا أَقام بالمكان. و باضَ یَبوض بَوْضاً إِذا حَسُنَ وجههُ بعد كَلَفٍ، و مثله بَضَّ یَبِضّ، و اللّه أَعلم.

بیض؛ ج7، ص: 122

: البیاض: ضد السواد، یكون ذلك فی الحیوان و النبات و غیر ذلك مما یقبله غیره. البَیَاضُ: لون الأَبْیَض، و قد قالوا بیاض و بَیاضة كما قالوا مَنْزِل و مَنْزِلة، و حكاه ابن الأَعرابی فی الماء أَیضاً، و جمع الأَبْیَضِ بِیضٌ، و أَصله بُیْضٌ، بضم الباء، و إِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الیاء، و قد أَباضَ و ابْیَضَّ؛ فأَما قوله: إِن شَكْلی و إِن شكْلَكِ شَتَّی، فالْزمی الخُصَّ و اخْفِضِی تَبْیَضِضِّی فإِنه أَرادَ تَبْیَضِّی فزاد ضاداً أُخری ضرورة لإِقامة الوزن؛ قال ابن بری: و قد قیل إِنما یجی‌ء هذا فی الشعر كقول الآخر: لقد خَشِیتُ أَن أَرَی جَدْبَبَّا أَراد جَدْباً فضاعف الباء. قال ابن سیدة: فأَما ما حكی سیبویه من أَن بعضهم قال: أَعْطِنی أَبْیَضّه یرید أَبْیَضَ و أَلحق الهاء كما أَلحقها فی هُنّه و هو یرید هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلو لا أَنه زاد ضاداً «1» علی الضاد التی هی حرف الإِعراب، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولی و الثانیة هی الزائدة، و لیست بحرف الإِعراب الموجود فی أَبْیَضَ، فلذلك لحقته بَیانَ الحركة «2». قال أَبو علی: و كان ینبغی أَن لا تُحَرّك فحركتها لذلك ضعیفة فی القیاس. و أَباضَ الكَلأُ: ابْیَضَّ و یَبِسَ. و بایَضَنی فلانٌ فبِضْته، من البَیاض: كنت أَشدَّ منه بیاضاً. الجوهری: و بایَضَه فباضَه یَبِیضُه أَی فاقَه فی البیاض، و لا تقل یَبُوضه؛ و هذا أَشدُّ بَیاضاً من كذا، و لا تقل أَبْیَضُ منه، و أَهل الكوفة یقولونه و یحتجون بقول الراجز: جارِیة فی دِرْعِها الفَضْفاضِ، أَبْیَضُ من أُخْتِ بنی إِباضِ قال المبرد: لیس البیت الشاذ بحجة علی الأَصل المجمع علیه؛ و أَما قول الآخر:
(1). قوله [فلو لا أنه زاد ضاداً إلخ] هكذا فی الأَصل بدون ذكر جواب لو لا. (2). قوله: بیان الحركة؛ هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 123
إِذا الرجالُ شَتَوْا، و اشتدَّ أَكْلُهمُ، فأَنْتَ أَبْیَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ فیحتمل أَن لا یكون بمعنی أَفْعَل الذی تصحبه مِنْ للمفاضلة، و إِنما هو بمنزلة قولك هو أَحْسَنُهم وجهاً و أَكرمُهم أَباً، ترید حسَنهم وجهاً و كریمهم أَباً، فكأَنه قال: فأَنت مُبْیَضُّهم سِرْبالًا، فلما أَضافه انتصب ما بعده علی التمییز. و البِیضَانُ من الناس: خلافُ السُّودانِ. و أَبْیَضَت المرأَةُ و أَباضَتْ: ولدت البِیضَ، و كذلك الرجل. و فی عینِه بَیاضةٌ أَی بَیاضٌ. و بَیّضَ الشی‌ءَ جعله أَبْیَضَ. و قد بَیَّضْت الشی‌ء فابْیَضَّ ابْیِضاضاً و ابْیاضّ ابْیِیضاضاً. و البَیّاضُ: الذی یُبَیِّضُ الثیابَ، علی النسب لا علی الفعل، لأَن حكم ذلك إِنما هو مُبَیِّضٌ. و الأَبْیَضُ: عِرْق السرّة، و قیل: عِرْقٌ فی الصلب، و قیل: عرق فی الحالب، صفة غالبة، و كل ذلك لمكان البَیاضِ. و الأَبْیضانِ: الماءُ و الحنطةُ. و الأَبْیضانِ: عِرْقا الوَرِید. و الأَبْیَضانِ: عرقان فی البطن لبیاضهما؛ قال ذو الرمة: و أَبْیَض قد كلَّفْته بُعد شُقّة، تَعَقّدَ منها أَبْیَضاه و حالِبُهْ و الأَبْیَضان: عِرْقان فی حالب البعیر؛ قال همیان بن قحافة: قَرِیبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ، كأَنما یَیْجَعُ عِرْقا أَبْیَضِهْ، و مُلْتَقَی فائلِه و أُبُضِهْ «3» و الأَبیضان: الشحمُ و الشَّباب، و قیل: الخُبْز و الماء، و قیل: الماء و اللبنُ؛ قال هذیل الأَشجعی من شعراء الحجازیین: و لكنّما یَمْضِی لیَ الحَوْلُ كاملًا، و ما لیَ إِلَّا الأَبْیَضَیْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ، لها حالبٌ لا یَشْتَكی و حِلابُ و منه قولهم: بَیَّضْت السِّقاءَ و الإِناء أَی ملأْته من الماء أَو اللبن. ابن الأَعرابی: ذهَبَ أَبْیَضاه شحْمُه و شبابُه، و كذلك قال أَبو زید، و قال أَبو عبید: الأَبْیَضانِ الشحمُ و اللبن. و‌فی حدیث سعد: أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَیْضاءِ فكَرِهَه؛ البَیْضاء الحِنْطة و هی السَّمْراء أَیضاً، و قد تكرر ذكرها فی البیع و الزكاة و غیرهما، و إِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد، و خالفه غیره. و ما رأَیته مُذْ أَبْیضانِ، یعنی یومین أَو شهرین، و ذلك لبیاض الأَیام. و بَیاضُ الكبدِ و القلبِ و الظفرِ: ما أَحاط به، و قیل: بَیاضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلی القلب، و بیاض البطن بَنات اللبنِ و شحْم الكُلی و نحو ذلك، سمَّوْها بالعَرَض؛ كأَنهم أَرادوا ذات البیاض. و المُبَیِّضةُ، أَصحابُ البیاض كقولك المُسَوِّدةُ و المُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد و الحمرة. و كَتِیبةٌ بَیْضاء: علیها بَیاضُ الحدید. و البَیْضاء: الشمسُ لبیاضها؛ قال الشاعر: و بَیْضاء لم تَطْبَعْ، و لم تَدْرِ ما الخَنا، تَرَی أَعیُنَ الفِتْیانِ من دونها خُزْرا و البَیْضاء: القِدْرُ؛ قال ذلك أَبو عمرو. قال: و یقال للقِدْر أَیضاً أُمُّ بَیْضاء؛ و أَنشد:
(3). قوله [عرقا أبیضه] قال الصاغانی: هكذا وقع فی الصحاح بالألف و الصواب عرقی بالنصب، و قوله و أبضه هكذا هو مضبوط فی نسخ الصحاح بضمتین و ضبطه بعضهم بكسرتین، أفاده شارح القاموس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 124
و إِذْ ما یُرِیحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ، یَنُوسُ علیها رَحْلُها ما یُحَوَّلُ فقلتُ لها: یا أُمَّ بَیْضاءَ، فِتْیةٌ یَعُودُك منهم مُرْمِلون و عُیَّلُ قال الكسائی: ما فی معنی الذی فی إِذ ما یُرِیح، قال: و صرماءُ خبر الذی. و البِیضُ: لیلةُ ثلاثَ عَشْرةَ و أَرْبَعَ عَشْرةَ و خمسَ عَشْرة. و‌فی الحدیث: كان یأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَیامَ البِیضَ، و هی الثالثَ عشَرَ و الرابعَ عشرَ و الخامسَ عشرَ، سمیت لیالِیها بِیضاً لأَن القمر یطلُع فیها من أَولها إِلی آخرها. قال ابن بری: و أَكثر ما تجی‌ء الروایة الأَیام البِیض، و الصواب أَن یقال أَیامَ البِیضِ بالإِضافة لأَن البِیضَ من صفة اللیالی. و كلَّمتُه فما ردَّ علیَّ سَوْداءَ و لا بَیْضاءَ أَی كِلمةً قبیحة و لا حسنة، علی المثل. و كلام أَبْیَضُ: مشروح، علی المثل أَیضاً. و یقال: أَتانی كلُّ أَسْودَ منهم و أَحمر، و لا یقال أَبْیَض. الفراء: العرب لا تقول حَمِر و لا بَیِض و لا صَفِر، قال: و لیس ذلك بشی‌ء إِنما یُنْظَر فی هذا إِلی ما سمع عن العرب. یقال: ابْیَضّ و ابْیاضَّ و احْمَرَّ و احْمارَّ، قال: و العرب تقول فلانة مُسْوِدة و مُبیِضةٌ إِذا ولدت البِیضانَ و السُّودانَ، قال: و أَكثر ما یقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِیضانَ، قال: و لُعْبة لهم یقولون أَبِیضی حَبالًا و أَسیدی حَبالًا، قال: و لا یقال ما أَبْیَضَ فلاناً و ما أَحْمَر فلاناً من البیاض و الحمرة؛ و قد جاء ذلك نادراً فی شعرهم كقول طرفة: أَمّا الملوكُ فأَنْتَ الیومَ ألأَمُهم لُؤْماً، و أَبْیَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكیت: یقال للأَسْوَد أَبو البَیْضاء، و للأَبْیَض أَبو الجَوْن، و الید البَیْضاء: الحُجّة المُبَرْهنة، و هی أَیضاً الید التی لا تُمَنُّ و التی عن غیر سؤال و ذلك لشرفها فی أَنواع الحِجاج و العطاء. و أَرض بَیْضاءُ: مَلْساء لا نبات فیها كأَن النبات كان یُسَوِّدُها، و قیل: هی التی لم تُوطَأْ، و كذلك البِیضَةُ. و بَیَاضُ الأَرض: ما لا عمارة فیه. و بَیاضُ الجلد: ما لا شعر علیه. التهذیب: إِذا قالت العرب فلان أَبْیَضُ و فلانة بَیْضاء فالمعنی نَقاء العِرْض من الدنَس و العیوب؛ و من ذلك قول زهیر یمدح رجلًا.أَشَمّ أَبْیَض فَیّاض یُفَكِّك عن أَیدی العُناةِ و عن أَعْناقِها الرِّبَقا و قال: أُمُّك بَیْضاءُ من قُضاعةَ فی البیت الذی تَسْتَظلُّ فی ظُنُبِهْ قال: و هذا كثیر فی شعرهم لا یریدون به بَیاضَ اللون و لكنهم یریدون المدح بالكرم و نَقاءِ العرْض من العیوب، و إِذا قالوا: فلان أَبْیَض الوجه و فلانة بَیْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ و السوادِ الشائن. ابن الأَعرابی: و البیضاءُ حبالة الصائد؛ و أَنشد: و بیضاء مِنْ مالِ الفتی إِن أَراحَها أَفادَ، و إِلا ماله مال مُقْتِر یقول: إِن نَشِب فیها عَیرٌ فجرّها بقی صاحبُها مُقْتِراً. و البَیْضة: واحدة البَیْض من الحدید و بَیْضِ الطائر جمیعاً، و بَیْضةُ الحدید معروفة و البَیْضة معروفة، و الجمع بَیْض. و فی التنزیل العزیز: كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ، و یجمع البَیْض علی بُیوضٍ؛ قال:
لسان العرب، ج‌7، ص: 125
علی قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُیوضُها أَی صارت أَو كانت؛ قال ابن سیدة: فأَما قول الشاعر «1»: أَبو بَیَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب، رَفیق بمَسْحِ المَنْكِبَینِ سَبُوحُ فشاذ لا یعقد علیه باب لأَن مثل هذا لا یحرك ثانیه. و باضَ الطائرُ و النعامة بَیْضاً: أَلْقَتْ بَیْضَها. و دجاجة بَیّاضةٌ و بَیُوضٌ: كثیرة البَیْضِ، و الجمع بُیُضٌ فیمن قال رُسُل مثل حُیُد جمع حَیُود، و هی التی تَحِید عنك، و بِیضٌ فیمن قال رُسْل، كسَرُوا الباء لِتَسْلم الیاء و لا تنقلب، و قد قال بُوضٌ أَبو منصور. یقال: دجاجة بائض بغیر هاء لأَن الدِّیكَ لا یَبِیض، و باضَت الطائرةُ، فهی بائضٌ. و رجل بَیّاضٌ: یَبِیع البَیْضَ، و دیك بائِضٌ كما یقال والدٌ، و كذلك الغُراب؛ قال: بحیث یَعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال ابن سیدة: و هو عندی علی النسب. و البَیْضة: من السلاح، سمیت بذلك لأَنها علی شكل بَیْضة النعام. و ابْتاضَ الرجل: لَبِسَ البَیْضةَ. و‌فی الحدیث: لَعَنَ اللّه السارقَ یَسْرِقُ البَیْضةَ فتُقْطَعُ یدُه، یعنی الخُوذةَ؛ قال ابن قتیبة: الوجه فی الحدیث‌أَن اللّه لما أَنزل: وَ السّٰارِقُ وَ السّٰارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَیْدِیَهُمٰا، قال النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: لَعَنَ اللّه السارقَ یَسْرِق البَیْضة فتُقْطَع یدُه‌علی ظاهر ما نزل علیه، یعنی بَیْضةَ الدجاجة و نحوها، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا یكون إِلا فی رُبْع دِینار فما فوقه، و أَنكر تأْویلها بالخُوذةِ لأَن هذا لیس موضع تَكثیرٍ لما یأْخذه السارق، إِنما هو موضع تقلیل فإِنه لا یقال: قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب فی عِقْد جَوْهر، إِنما یقال: لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع یده فی خَلَقٍ رَثٍّ أَو فی كُبّةِ شعَرٍ. و‌فی الحدیث: أُعْطِیتُ الكَنْزَینِ الأَحمرَ و الأَبیضَ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشام، و الأَبْیَضُ مُلْكُ فارس، و إِنما یقال لفارس الأَبْیَض لبیاض أَلوانهم و لأَن الغالب علی أَموالهم الفضة، كما أَن الغالب علی أَلوان أَهل الشام الحمرة و علی أَموالهم الذهب؛ و منه‌حدیث ظبیان و ذكر حِمْیر قال: و كانت لهم البَیْضاءُ و السَّوْداءُ و فارِسُ الحَمْراءُ و الجِزْیةُ الصفراء، أَراد بالبیضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه یكون أَبْیَضَ لا غَرْسَ فیه و لا زَرْعَ، و أَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر و الزرع، و أَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم علیه، و بالجزیة الصفراء الذهبَ كانوا یَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً. و‌فی الحدیث: لا تقومُ الساعةُ حتی یظهر الموتُ الأَبْیَضُ و الأَحْمَرُ؛ الأَبْیَضُ ما یأْتی فَجْأَةً و لم یكن قبله مرض یُغیِّر لونه، و الأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم. و البَیْضةُ: عِنَبٌ بالطائف أَبیض عظیم الحبّ. و بَیْضةُ الخِدْر: الجاریةُ لأَنها فی خِدْرها مكنونة. و البَیْضةُ: بَیْضةُ الخُصْیة. و بَیْضةُ العُقْر مَثَلٌ یضرب و ذلك أَن تُغْصَبَ الجاریة نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَیْضةٍ، و تسمی تلك البَیْضةُ بَیْضةَ العُقْرِ. قال أَبو منصور: و قیل بَیْضةُ العُقْرِ بَیْضَة یَبِیضُها الدیك مرة واحدة ثم لا یعود، یضْرب مثلًا لمن یصنع الصَّنِیعة ثم لا یعود لها. و بَیْضة
(1). قوله [فأما قول الشاعر] عبارة القاموس و شرحه: و البیضة واحدة بیض الطیر الجمع بیوض و بیضات، قال الصاغانی: و لا تحرك الیاء من بیضات إلا فی ضرورة الشعر قال: أخو بیضات إلخ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 126
البلَدِ: تَرِیكة النعامة. و بَیْضةُ البلد: السَّیِّدُ؛ عن ابن الأَعرابی، و قد یُذَمُّ ببَیْضة البلد؛ و أَنشد ثعلب فی الذم للراعی یهجو ابن الرِّقاعِ العاملی: لو كُنتَ من أَحَدٍ یُهْجی هَجَوْتُكمُ، یا ابن الرِّقاعِ، و لكن لستَ من أَحَدِ تَأْبی قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً و ابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَیْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له و لا عشیرة تَحْمِیه؛ قال: و سئل ابن الأَعرابی عن ذلك فقال: إِذا مُدِحَ بها فهی التی فیها الفَرْخ لأَن الظَّلِیم حینئذ یَصُونُها، و إِذا ذُمَّ بها فهی التی قد خرج الفَرْخُ منها و رَمی بها الظلیمُ فداسَها الناسُ و الإِبلُ. و قولهم: هو أَذَلُّ من بَیْضةِ البَلَدِ أَی من بَیْضَةِ النعام التی یتركها؛ و أَنشد كراع للمتلمس فی موضع الذم و ذكره أَبو حاتم فی كتاب الأَضداد، و قال ابن بری الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد الیشكری و هو: لَمَّا رأَی شمطٌ حَوْضِی له تَرَعٌ علی الحِیاضِ، أَتانی غیرَ ذی لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به، إِلّا بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَی بإِخْوَتِه رَیْبُ المَنُونِ، فأَمْسَی بَیْضَةَ البَلَدِ أَی أَمسی ذلیلًا كهذه البَیْضة التی فارَقَها الفرخُ فرَمَی بها الظلیم فدِیسَت فلا أَذَل منها. قال ابن بری: حِمَار فی البیت اسم رجل و هو علقمة بن النعمان بن قیس بن عمرو بن ثعلبة، و شمطٌ هو شمط بن قیس بن عمرو بن ثعلبة الیشكری، و كان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك، و قال المرزوقی: حمار أَخوه و كان فی حیاته یتعزَّزُ به؛ و مثله قول الآخر یهجو حسان بن ثابت و فی التهذیب أنه لحسان: أَری الجَلابِیبَ قد عَزُّوا، و قد كَثُروا، و ابنُ الفُرَیْعةِ أَمْسَی بَیْضةَ البَلَدِ قال أَبو منصور: هذا مدح. و ابن فُرَیْعة: أَبوه «1». و أَراد بالجلابیب سَفِلة الناس و غَثْراءَهم؛ قال أَبو منصور: و لیس ما قاله أَبو حاتم بجید، و معنی قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا و كثروا بعد ذِلَّتِهِم و قلتهم، و ابن فُرَیعة الذی كان ذا ثَرْوَةٍ و ثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قدیمِ شَرَفِه و سُودَدِه، و اسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَیْضة البلد التی تَبِیضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها، فتبقی تَرِیكةً بالفلاة. و روی أَبو عمرو عن أَبی العباس: العرب تقول للرجل الكریم: هو بَیْضة البلد یمدحونه، و یقولون للآخر: هو بَیْضة البلد یذُمُّونه، قال: فالممدوحُ یراد به البَیْضة التی تَصُونها النعامة و تُوَقِّیها الأَذَی لأَن فیها فَرْخَها فالممدوح من هاهنا، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمی بها الظلیمُ فتقع فی البلد القَفْر فمن هاهنا ذمّ الآخر. قال أَبو بكر فی قولهم فلان بَیْضةُ البلد: هو من الأَضداد یكون مدحاً و یكون ذمّاً، فإِذا مُدِح الرجل فقیل هو بَیْضةُ البلد أُرِیدَ به واحدُ البلد الذی یُجْتَمع إِلیه و یُقْبَل قولُه، و قیل فَرْدٌ لیس أَحد مثله فی شرفه؛ و أَنشد أَبو العباس لامرأَة من بنی عامر بن لُؤَیّ ترثی عمرو بن عبد وُدٍّ و تذكر قتل علیّ إِیَّاه:
(1). قوله [و ابن فریعة أبوه] كذا بالأَصل و فی القاموس فی مادة فرع ما نصه: و حسان بن ثابت یعرف بابن الفریعة كجهینة و هی أُمه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 127
لو كان قاتِلُ عَمرو غیرَ قاتله، بَكَیْتُه، ما أَقام الرُّوحُ فی جَسَدی لكنَّ قاتلَه مَنْ لا یُعابُ به، و كان یُدعَی قدیماً بَیْضَةَ البَلَدِ یا أُمَّ كُلْثُومَ، شُقِّی الجَیْبَ مُعْوِلَةً علی أَبیكِ، فقد أَوْدَی إِلی الأَبَدِ یا أُمَّ كُلْثُومَ، بَكِّیهِ و لا تَسِمِی بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّی علی ولد بَیْضةُ البلد: علیُّ بن أَبی طالب، سلام اللّه علیه، أَی أَنه فَرْدٌ لیس مثله فی الشرف كالبَیْضةِ التی هی تَرِیكةٌ وحدها لیس معها غیرُها؛ و إِذا ذُمَّ الرجلُ فقیل هو بَیْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَیْضَةٍ قام عنها الظَّلیمُ و تركها لا خیر فیها و لا منفعة؛ قالت امرأَة تَرْثی بَنِینَ لها: لَهْفِی علیهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثیرَة الهَمِّ و الأَحزان و الكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَنایاهُمْ بمَغبَطَةٍ، فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَیْضَةِ البلدِ و بَیْضَةُ السَّنام: شَحْمَته. و بَیْضَةُ الجَنِین: أَصله، و كلاهما علی المثل. و بَیْضَة القوم: وسَطُهم. و بَیْضة القوم: ساحتهم؛ و قال لَقِیطٌ الإِیادِی: یا قَوْمِ، بَیْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها، إِنِّی أَخاف علیها الأَزْلَم الجَذَعا یقول: احفظوا عُقْر داركم. و الأَزْلَم الجَذَع: الدهر لأَنه لا یهرم أَبداً. و یقال منه: بِیضَ الحیُّ أُصِیبَت بَیْضَتُهم و أُخِذ كلُّ شی‌ءٍ لهم، و بِضْناهم و ابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك. و بَیْضَةُ الدار: وسطها و معظمها. و بَیْضَةُ الإِسلام: جماعتهم. و بَیْضَةُ القوم: أَصلهم. و البَیْضَةُ: أَصل القوم و مُجْتَمعُهم. یقال: أَتاهم العدو فی بَیْضَتِهِمْ. و قوله‌فی الحدیث: و لا تُسَلِّطْ علیهم عَدُوّاً من غیرهم فیستبیح بَیْضَتَهم؛ یرید جماعتهم و أَصلهم أَی مُجْتمعهم و موضع سُلْطانهم و مُسْتَقَرَّ دعوتهم، أَراد عدوّاً یستأْصلهم و یُهْلِكهم جمیعهم، قیل: أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَیْضة كان هلاك كل ما فیها من طُعْمٍ أَو فَرْخ، و إِذا لم یُهْلَكْ أَصلُ البَیْضة ربما سلم بعضُ فِراخها، و قیل: أَراد بالبَیْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم و التِئامهم ببَیْضَة الحَدِیدِ؛ و منه‌حدیث الحدیبیة: ثم جئتَ بهم لبَیْضَتِك تَفُضُّها‌أَی أَصْلك و عشیرتك. و بَیْضَةُ كل شی‌ء حَوْزَتُه. و باضُوهُمْ و ابْتاضُوهُمْ: استأْصلوهم. و یقال: ابْتِیضَ القومُ إِذا أُبِیحَتْ بَیْضَتُهم، و ابْتاضُوهم أَی استأْصلوهم. و قد ابْتِیضَ القوم إِذا اخِذَتْ بَیْضَتُهم عَنْوَةً. أَبو زید: یقال لوسط الدار بَیْضةٌ و لجماعة المسلمین بَیْضَةٌ و لوَرَمٍ فی ركبة الدابة بَیْضَة. و البَیْضُ: وَرَمٌ یكون فی ید الفرس مثل النُّفَخ و الغُدَد؛ قال الأَصمعی: هو من العیوب الهَیِّنة. یقال: قد باضَتْ یدُ الفرس تَبِیضُ بَیْضاً. و بَیْضَةُ الصَّیْف: معظمه. و بَیْضَة الحرّ: شدته. و بَیْضَة القَیْظ: شدة حَرِّه؛ و قال الشماخ: طَوَی ظِمْأَهَا فی بَیْضَة القَیْظِ، بعد ما جَرَی فی عَنَانِ الشِّعْرَیَیْنِ الأَماعِزُ و باضَ الحَرُّ إِذا اشتد. ابن بزرج: قال بعض العرب یكون علی الماء بَیْضَاءُ القَیْظِ، و ذلك من طلوع
لسان العرب، ج‌7، ص: 128
الدَّبَران إِلی طلوع سُهَیْل. قال أَبو منصور: و الذی سمعته یكون علی الماء حَمْراءُ القَیْظِ و حِمِرُّ القیظ. ابن شمیل: أَفْرَخَ بَیْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم، و أَفرخت البَیْضَةُ إِذا صار فیها فَرْخٌ. و باضَ السحابُ إِذا أَمْطَر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ، إِلا المُقِیمَ علی الدَّوا المُتأَفِّنِ قال: أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم، یقول: إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء و أَقام الأَحمق. قال ابن بری: هذا الشاعر وصف وَادِیاً أَصابه المطر فأَعْشَب، و النَّعَامُ هاهنا: النعائمُ من النجوم، و إِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ فی القیظ فینبت فی أُصول الحَلِیِّ نبْتٌ یقال له النَّشْر، و هو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت، و معنی باضَ أَمْطَرَ، و الدَّوا بمعنی الداء، و أَراد بالمُقِیم المقیمَ به علی خَطر أَن یموت، و المُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّص. و الأَفَن: النَّقْصُ؛ قال: هكذا فسره المُهَلَّبِیّ فی باب المقصور لابن ولَّاد فی باب الدال؛ قال ابن بری: و یحتمل عندی أَن یكون الدَّوا مقصوراً من الدواء، یقول: یَفِرُّ أَهلُ هذا الوادی إِلا المقیمَ علی المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذی أَصابَ الإِبلَ من رَعْیِ النَّشْرِ. و باضَت البُهْمَی إِذا سَقَطَ نِصالُها. و باضَت الأَرض: اصفرت خُضرتُها و نَفَضتِ الثمرة و أَیبست، و قیل: باضَت أَخْرجَتْ ما فیها من النبات، و قد باضَ: اشتدَّ. و بَیَّضَ الإِناءَ و السِّقاء: مَلأَه. و یقال: بَیَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه، و بَیَّضْته إِذا مَلأْته، و هو من الأَضداد. و البَیْضاء: اسم جبل. و‌فی الحدیث فی صفة أَهل النار: فَخِذُ الكافر فی النار مثْل البَیْضاء؛ قیل: هو اسم جبل. و الأَبْیَضُ: السیف، و الجمع البِیضُ. و المُبَیِّضةُ، بكسر الیاء: فرقة من الثَّنَوِیَّة و هم أَصحاب المُقَنَّع، سُمُّوا بذلك لتَبْیِیضهم ثیابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسیة. و‌فی الحدیث: فنظرنا فإِذا برسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و أَصحابه مُبَیِّضین، بتشدید الیاء و كسرها، أَی لابسین ثیاباً بیضاً. یقال: هم المُبَیِّضةُ و المُسَوِّدَة، بالكسر؛ و منه‌حدیث توبة كعب بن مالك: فرأَی رجلًا مُبَیِّضاً یزول به السرابُ، قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن یكون مُبْیَضًّا، بسكون الباء و تشدید الضاد، من البیاض أَیضاً. و بِیضَة، بكسر الباء: اسم بلدة. و ابن بَیْض: رجل، و قیل: ابن بِیضٍ، و قولهم: سَدَّ ابنُ بَیْضٍ الطریقَ، قال الأَصمعی: هو رجل كان فی الزمن الأَول یقال له ابن بَیْضٍ عقرَ ناقَتَه علی ثَنِیَّةٍ فسد بها الطریق و منع الناسَ مِن سلوكِها؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوی: سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بَیْضٍ طَرِیقَه، فلم یَجِدوا عند الثَّنِیَّةِ مَطْلَعا قال: و مثله قول بَسّامة بن حَزْن: كثوبِ ابن بیضٍ وقاهُمْ به، فسَدَّ علی السّالِكینَ السَّبِیلا و حمزة بن بِیضٍ: شاعر معروف، و ذكر النضر بن شمیل أَنه دخل علی المأْمون و ذكر أَنه جَری بینه و بینه كلام فی حدیث عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فلما فرغ من الحدیث قال: یا نَضْرُ، أَنْشِدْنی أَخْلَبَ بیت قالته العرب، فأَنشدته أَبیات حمزة بن بِیضٍ فی الحكَم بن أَبی العاص:
لسان العرب، ج‌7، ص: 129
تقولُ لی، و العُیونُ هاجِعةٌ: أَقِمْ عَلَیْنا یَوْماً، فلم أُقِم أَیَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ؟ قلتُ لها: و أَیُّ وَجْهٍ إِلا إِلی الحَكَم متی یَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه: هذا ابنُ بِیضٍ بالباب، یَبْتَسِمِ رأَیت فی حاشیة علی كتاب أَمالی ابن بری بخط الفاضل رضی الدین الشاطبی، رحمه اللّه، قال: حمزة بن بِیضٍ، بكسر الباء لا غیر. قال: و أَما قولهم سدَّ ابنُ بَیْضٍ الطریقَ فقال المیدانی فی أَمثاله: و یروی ابن بِیضٍ، بكسر الباء، قال: و أَبو محمد، رحمه اللّه، حمل الفتح فی بائه علی فتح الباء فی صاحب المثَل فعطَفَه علیه. قال: و فی شرح أَسماء الشعراء لأَبی عمر المطرّز حمزة بن بِیض قال الفراء: البِیضُ جمع أَبْیَض و بَیْضاء. و البُیَیْضَة: اسم ماء. و البِیضَتانِ و البَیْضَتان، بالكسر و الفتح: موضع علی طریق الشام من الكوفة؛ قال الأَخطل: فهْوَ بها سَیِّئٌ ظَنًّا، و لیس له، بالبَیْضَتَینِ و لا بالغَیْضِ، مُدَّخَرُ و یروی‌بالبِیضَتین … و ذُو بِیضانَ: موضع؛ قال مزاحم: كما صاحَ، فی أَفْنانِ ضالٍ عَشِیَّةً بأَسفلِ ذِی بِیضانَ، جُونُ الأَخاطِبِ و أَما بیت جریر: قَعِیدَكما اللّهَ الذی أَنْتُما له، أَ لم تَسْمَعا بالبَیْضَتَینِ المُنادِیا؟ فقال ابن حبیب: البِیضَة، بالكسر، بالحَزْن لبنی یربوع، و البَیْضَة، بالفتح، بالصَّمّان لبنی دارم. و قال أَبو سعید: یقال لما بین العُذَیْب و العقَبة بَیْضة، قال: و بعد البَیْضة البَسِیطةُ. و بَیْضاء بنی جَذِیمة: فی حدود الخطّ بالبحرین كانت لعبد القیس و فیها نخیل كثیرة و أَحْساءٌ عَذْبة و قصورٌ جَمَّة، قال: و قد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَیْظة. ابن الأَعرابی: البَیْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتی أَتتهم الریح من تحتهم فرفعتهم و لم یصِلُوا إِلی الماء. قال شمر: و قال غیره البَیْضة أَرض بَیْضاء لا نبات فیها، و السَّوْدة: أَرض بها نخیل؛ و قال رؤبة: یَنْشَقُّ عنی الحَزْنُ و البَرِّیتُ، و البِیضةُ البَیْضاء و الخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكی ما قاله ابن الأَعرابی.

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج7، ص: 129

ترض؛ ج7، ص: 129

: تِرْیاضٌ: من أَسماء النساءِ.

تعض؛ ج7، ص: 129

: امرأَةٌ تَعْضُوضةٌ، قال الأَزهری: أَراها الضَّیِّقة. و التَّعْضُوضُ: ضَرْبٌ من التَّمر. قال الأَزهری: و التاء فیهما لیست بأَصلیة هی مثل تاء تَرْنُوقِ المَسِیل، و هی ما یجتمع من الطین فی النهر. و‌فی الحدیث: و أَهْدَتْ لنا نَوْطاً من التَّعْضوض، بفتح التاء، و هو تمر أَسود شدید الحلاوة، و مَعْدِنُه هجر؛ قال ابن الأَثیر: و لیس هذا بابه و لكنه ترجم علیه فی التاء مع العین. و‌فی حدیث عبد الملك بن عمیر: و اللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخْفافُ الرِّبَاعِ أَطْیَبُ مِنْ هذا.

فصل الجیم؛ ج7، ص: 129

جحض؛ ج7، ص: 129

: جِحِضْ: زَجْرٌ للكَبْش.

جرض؛ ج7، ص: 129

: الجَرَضُ: الجَهْدُ؛ جَرِضَ جَرَضاً: غَصَّ. و الجَرَضُ و الجَرِیضُ: غَصَصُ الموت. و الجَرَضُ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 130
بالتحریك: الرِّیقُ یَغَصُّ به. و جَرِضَ بِرِیقِه: غَصَّ كأَنه یبتلعه؛ قال العجاج: كأَنَّهمْ مِنْ هالكٍ مُطَاحِ، و رامِقٍ یَجْرَضُ بالضَّیَاحِ قال: یَجْرَضُ یَغَصُّ. و الضَّیَاحُ: اللبَنُ المَذِیق الذی فیه الماء. الجوهری: یقال جَرَضَ بِریقِه یَجْرِضُ مثال كَسَرَ یَكْسِرُ، و هو أَن یَبْتَلِعَ رِیقَه علی همٍّ و حُزْنٍ بالجَهْد. قال ابن بری: قال ابن القطاع صوابه جَرِضَ یَجْرَضُ مثال كَبِرَ یَكْبَرُ، و أَجْرَضَه بِریقِه أَی أَغَصّه. و أَفْلَتَنی جَرِیضاً أَی مجهوداً یكاد یَقْضِی، و قیل: بعد أَن لم یَكَدْ، و هو یَجْرَضُ بنفسِه أَی یكاد یَقْضِی. و الجَرِیضُ: اختلاف الفَكَّینِ عند الموت. و قولهم حالَ الجَرِیضُ دُونَ القَرِیضِ، قیل: الجَرِیضُ الغُصّة و القَرِیضُ الجِرَّةُ، و ضَرِجَت الناقة بجِرَّتها و جَرِضَتْ، و قیل: الجَرِیضُ الغَصَصُ و القَرِیضُ الشِّعْر؛ و قال الریاشی: القَرِیضُ و الجَرِیضُ یَحْدُثانِ بالإِنسان عند الموت، فالجَرِیضُ تبلُّعُ الرِّیق، و القَرِیضُ صَوْتُ الإِنسان؛ و قال زید بن كُثْوَة: إِنه یقال عند كل أَمر كان مقدوراً علیه فحِیلَ دونَه، أَولُ من قاله عَبید بن الأَبرص. و الجَریضُ و الجِرْیاضُ: الشدید الهمّ؛ و أَنشد: و خانِقٍ ذی غُصّةٍ جِرْیاضِ قال: خانقٍ مَخْنُوق ذی خَنْقٍ، و الجمع جَرْضَی. و إِنه لیَجْرَضُ الرِّیقَ علی هَمٍّ و حزن، و یَجْرَضُ علی الرِّیق غَیْظاً أَی یَبْتَلِعه، و یقال: مات فلانٌ جَریضاً أَی مریضاً مغموماً، و قد جَرِضَ یَجْرَضُ جَرَضاً شدیداً؛ و قال رؤبة: ماتُوا جَوًی و المُفْلِتُونَ جَرْضَی أَی حَزِنِینَ. و یقال: أَفْلَتَ فلانٌ جَریضاً أَی یكاد یَقْضی؛ و منه قول إمرئ القیس: و أَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِیضا، و لو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ و الجَرِیضُ: أَن یَجْرَضَ علی نفسه إِذا قَضَی. و‌فی حدیث علیّ: هل یَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلا عَلَزَ القَلَقِ و غَصَصَ الجَرَض؟الجَرَض، بالتحریك، هو أَن تَبْلُغَ الروحُ الحَلْقَ، و الإِنسان جَرِیضٌ. اللیث: الجَرِیضُ المُفْلِت بعد شَرٍّ؛ و قال إمرؤ القیس: كأَنَّ الفَتَی لم یَغْنَ فی الناسِ لَیْلةً، إِذا اخْتَلَفَ اللَّحْیانِ عند الجَرِیض و بَعِیرٌ جِرْواضٌ: ذو عُنُقٍ جِرْواضٍ. و جُراضٌ: عظیمة؛ و أَنشد: إِن لها سانِیةً نَهّاضا، و مَسكَ ثَوْرٍ سَحْبَلًا جُراضا ابن بری: الجُراضُ العظیم. و جمل جِرْواضٌ: عظیم. الأَزهری فی حرف الشین: أُهملت الشین مع الضاد إِلا حرفین: جمل شِرْواضٌ رِخْوٌ ضَخْم، فإِن كان ضخماً ذا قَصَرةٍ غلیظة و هو صُلْبٌ فهو جِرْواضٌ؛ قال رؤبة: به نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْواضا الجوهری: الجِرْیاضُ و الجِرْواضُ الضخْم العظیم البطن. قال الأَصمعی: قلت لأَعرابی: ما الجِرْیاض؟ قال: الذی بطنُه كالحِیاض.
لسان العرب، ج‌7، ص: 131
و جمل جُرائِضٌ: أَكُولٌ، و قیل: عظیم، همزته زائدة لقولهم فی معناه جِرْواضٌ. التهذیب: جمل جُرائِضٌ و هو الأَكول الشدید القَصْل بأَنیابه الشجرَ. أَبو عمرو: الذِّفِرُّ العظیم من الإِبل، و الجُرائِضُ مثله. قال ابن بری: حكی أَبو حنیفة فی كتاب النبات أَن الجُرائِضَ الجَمَلُ الذی یَحْطِم كل شی‌ءٍ بأَنیابه؛ و أَنشد لأَبی محمد الفقعسی: یَتْبَعُها ذو كِدْنةٍ جُرائِضُ، لخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بحَیْثُ یَعْتَشُّ الغرابُ البائِضُ و رجل جِرْیاض: عظیم البطن. ابن الأَنباری: الجُراضِیةُ الرجل العظیم؛ و أَنشد: یا رَبَّنا لا تُبْقِ فیهم عاصِیَهْ، فی كلِّ یومٍ هِیَ لی مُناصِیَهْ تُسامِرُ الحَیَّ و تُضْحی شاصِیَهْ، مِثْل الهَجِین الأَحْمَرِ الجُراضِیَهْ و یقال: رجل جُرائِضٌ و جُرَئِضٌ مثل عُلابِطٍ و عُلَبِطٍ؛ حكاه الجوهری عن أَبی بكر بن السراج. و نعجة جُرائِضةٌ و جُرَئِضَة مثال عُلَبِطَة: عریضة ضخمة. و ناقة جُراضٌ: لَطِیفة بولدها، نعت للأُنثی خاصة دون الذكر؛ و أَنشد: و المَراضِیعُ دائِباتٌ تُرَبِّی لِلْمَنایا سَلِیلَ كلِّ جُراضِ و الجُرَئِضُ: العظیم الخَلْق.

جربض؛ ج7، ص: 131

: الجُرَبِضُ و الجُرَئِضُ: العظیم الخلق.

جرفض؛ ج7، ص: 131

: قال الأَزهری: قال ابن درید فی كتابه رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ، و هو الثقیل الوَخِم؛ قال الأَزهری: قوله رجل عُلاهِضٌ منكر و ما أُراه محفوظاً، و ذكره ابن سیدة أَیضاً.

جرمض؛ ج7، ص: 131

: قال الأَزهری: قال ابن درید فی كتابه رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ و هو الثقیل الوَخِم، قال الأَزهری: قوله رجل عُلاهِضٌ منكر و ما أُراه محفوظاً، و ذكره ابن سیدة أَیضاً و قال: الجُرامِضُ و الجُرَمِضُ الأَكولُ الواسع البطن، و الجِرْمِضُ: الصلب الشدید.

جضض؛ ج7، ص: 131

: جَضَّضَ علیه بالسیف: حَمَلَ. و جَضَّضْتُ علیه بالسیف: حَمَلْت علیه. و قال أَبو زید: جَضَّضَ علیه حَمَلَ، و لم یَخُصَّ سیفاً و لا غیره. ابن الأَعرابی: جَضَّ إِذا مَشَی الجِیَضَّی، و هی مِشْیَةٌ فیها تبختر.

جلهض؛ ج7، ص: 131

: رجل جُلاهِضٌ: ثقیل وَخِمٌ.

جهض؛ ج7، ص: 131

: أَجْهَضَت الناقةُ إِجْهاضاً، و هی مُجْهِضٌ: أَلقت ولدها لغیر تمام، و الجمع مَجاهِیضُ؛ قال الشاعر: فی حَراجِیجَ كالحَنِیِّ مَجاهِیضَ، یَخِدْنَ الوجیفَ وَخْدَ النَّعامِ قال الأَزهری: یقال ذلك للناقة خاصة، و الاسم الجِهَاض، و الولد جَهِیض، قال الشاعر: یَطْرَحْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ كلَّ جَهِیضٍ لَثِقِ السِّرْبالِ أَبو زید: إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن یَسْتَبِینَ خَلقُه قیل أَجْهَضَت، و قال الفراء: خِدْجٌ و خَدِیج و جِهْض و جَهِیض للمُجْهَض. و قال الأَصمعی فی المُجْهَض: إِنه یسمی مُجْهَضاً إِذا لم یَسْتَبِنْ خَلقُه،
لسان العرب، ج‌7، ص: 132
قال: و هذا أَصح من قول اللیث إِنه الذی تمَّ خلقُه و نفخ فیه روحه. و‌فی الحدیث: فأَجْهَضَت جَنِناً‌أَی أَسقطت حملها، و السَّقْط جَهِیض، و قیل: الجَهِیض السِّقْط الذی قد تمَّ خلقه و نفخ فیه الروح من غیر أَن یعیش. و الإِجْهاضُ: الإِزْلاق. و الجَهِیض: السَّقِیط. الجوهری: أَجْهَضَت الناقة أَی أَسقَطتْ، فهی مُجْهِض، فإِن كان ذلك من عادتها فهی مِجْهاضٌ، و الولد مُجْهَضٌ و جَهِیضٌ. و صادَ الجارحُ الصَّیْدَ فأَجْهَضْناه عنه أَی نحّیناه و غَلَبْناه علی ما صادَه، و قد یكون أَجْهَضْته عن كذا بمعنی أَعْجَلْته. و أَجْهَضَه عن الأَمر و أَجْهَشَه أَی أَعْجَلَه. و أَجْهَضْته عن أَمره و أَنْكَصْته إِذا أَعْجَلْته عنه، و أَجْهَضْته عن مكانه: أَزَلْته عنه. و‌فی الحدیث: فأَجْهَضُوهم عن أَثقالِهم یوم أُحُدٍ‌أَی نَحَّوهم و أَعجلوهم و أَزالوهم. و جَهَضَنی فلانٌ و أَجْهَضَنی إِذا غَلَبَك علی الشی‌ء. و یقال: قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَی غُلِبوا حتی أُخذ منهم. و‌فی حدیث محمد بن مسلمة أَنه قَصَدَ یوم أُحُدٍ رجلًا قال: فجاهَضَنی عنه أَبو سُفْیان‌أَی مانَعَنی عنه و أَزالنی. و جَهَضَه جَهْضاً و أَجْهَضَه: غَلَبَه. و قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَی غُلبوا حتی أُخِذَ منهم. و الجاهِضُ من الرجال: الحدیدُ النَّفْس، و فیه جُهُوضةٌ و جَهاضةٌ. ابن الأْعرابی: الجَهاضُ ثمرُ الأَراك، و الجِهاضُ الممانعة.

جوض؛ ج7، ص: 132

: رجل جَوَّاضٌ: كجیّاض. و جَوْض: من مساجد سیدنا رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، بین المدینة و تبوك.

جیض؛ ج7، ص: 132

: جاضَ عن الشی‌ء یَجِیضُ جَیْضاً أَی مالَ و حادَ عنه؛ و الصاد لغة عن یعقوب؛ قال جعفر بن عُلْبة الحارثی: و لم نَدْرِ إِنْ جِضْنا عن الموت جَیْضةً، كم العمْرُ باقٍ، و المَدَی مُتَطاوِلُ الأَصمعی: جاضَ یَجِیضُ جَیْضَةً و هو الرَّوَغانُ و العُدولُ عن القصد؛ و قال القطامی یصف إِبلًا: و تَرَی لجَیْضَتِهنَّ عند رَحِیلِنا وَهَلًا، كأَنَّ بهنَّ جُنَّةَ أَوْلَقِ و‌فی الحدیث: فجاضَ الناسُ جَیْضةً.یقال: جاضَ فی القتال إِذا فرَّ، و جاضَ عن الحق عدل، و أَصل الجَیْضِ المیل عن الشی‌ء، و یروی بالحاء المهملة و الصاد المهملة. أَبو عمرو: المِشْیة الجِیَضَّ فیها اختیال، و الجِیَضّ مثال الهِجَفّ مشیة فیها اختیال. و جاضَ فی مِشْیتِه: تبَخْتر، و هی الجِیَضَّی، و إِنه لجِیَضُّ المِشیة، و رجل جَیَّاضٌ. ابن الأَعرابی: هو یمشی الجِیَضَّی، بفتح الیاء، و هی مِشْیة یختال فیها صاحبها؛ قال رؤبة: مِن بعدِ جَذْبی المِشْیةَ الجِیَضَّی، فقد أُفَدِّی مِشْیةً مُنْقَضّا

فصل الحاء المهملة؛ ج7، ص: 132

حبض؛ ج7، ص: 132

: حَبَضَ القلبُ یَحْبِضُ حَبْضاً: ضرب ضربَاناً شدیداً، و كذلك العِرْقُ یَحْبِضُ ثم یَسْكُن، حَبَضَ العِرْقُ یَحْبِض، و هو أَشدُّ من النَّبْض. و أَصابت القومَ داهیةٌ من حَبَضِ الدهر أَی من ضرَبانه. و الحَبَضُ: التحرُّك. و ما له حَبَضٌ و لا نَبَضٌ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 133
محرَّك الباء، أَی حركة، لا یستعمل إِلا فی الجحد؛ الحَبَضُ: الصوت، و النَّبَضُ: اضطرابُ العِرْق. و یقال: الحَبَضُ حَبَضُ الحیاةِ، و النَّبَضُ نَبَضُ العُرُوقِ. و قال الأَصمعی: لا أَدری ما الحَبَض. و حَبِضَ و حَبَضَ بالوتَرِ أَی أَنْبَضَ، و تَمُدّ الوتر ثم تُرْسِله فتَحْبَضُ [فتَحْبِضُ. و حَبَضَ السهمُ یَحْبِضُ حَبْضاً و حُبُوضاً و حَبِضَ حَبْضاً و حَبَضاً: و هو أَن تَنزِع فی القوس ثم ترسله فیسقط بین یدیك و لا یَصُوبُ، و صَوْبُه استقامتُه، و قیل: الحَبْضُ أَن یقع السهم بین یدی الرامی إِذا رمی، و هو خلاف الصارِد؛ قال رؤبة: و لا الجَدَی من مُتْعَبٍ حَبَّاضِ و إِحْباضُ السهم: خلاف إِصْرادِه. و یقال: حَبِضَ السهمُ إِذا ما وقع بالرَّمِیَّة وقعاً غیر شدید؛ و أَنشد: و النبلُ یَهْوِی خَطأً و حَبَضا قال الأَزهری: و أَما قول اللیث إِن الحابِضَ الذی یقع بالرمیة وقعاً غیر شدید فلیس بصواب؛ و جعل ابن مقبل المَحابِضَ أَوتارَ العود فی قوله یذكر مُغَنِّیة تُحَرِّك أَوتارَ العود مع غِنائِها: فُضْلی تُنازِعُها المَحابِضُ رَجْعَها، حَذّاءَ لا قَطِعٌ و لا مِصْحالُ قال أَبو عمرو: المَحابِضُ الأَوْتارُ فی هذا البیت. و حَبَضَ حقُّ الرجل یَحْبِضُ حُبوضاً: بَطَلَ و ذهب، و أَحْبَضَه هو إِحْباضاً: أَبْطَلَه. و حَبَضَ ماءُ الركیَّة یَحْبِضُ حُبوضاً: نفَصَ و انحدر؛ و منه یقال: حَبَضَ حقُّ الرجل إِذا بطل. و حَبَضَ القومُ یَحْبِضُونَ حُبوضاً: نقصوا. قال أَبو عمرو: الإِحْباضُ أَن یَكُدّ الرجل رَكِیَّتَه فلا یَدَعَ فیها ماء، و الإِحْباط أَن یذهب ماؤُها فلا یعود كما كان، قال: و سأَلت الحصیبیّ عنه فقال: هما بمعنی واحد. و الحُبَاضُ: الضَّعْف. و رجل حابِضٌ و حَبّاضٌ: مُمْسِكٌ لما فی یدیه بَخِیل. و حَبَضَ الرجلُ: ماتَ؛ عن اللحیانی. و المِحْبَضُ: مِشْوَرُ العسل و مِنْدَفُ القُطْن. و المَحابِضُ: مَنادِفُ القطن؛ قال ابن مقبل فی مَحابِض العسل یصف نَحْلًا: كأَنَّ أَصْواتَها مِنْ حیثُ تسْمَعُها صَوْتُ المَحابِضِ یَنْزِعْنَ المَحارِینا قال الأَصمعی: المَحابِضُ المَشاورُ و هی عیدانٌ یُشارُ بها العسل؛ و قال الشنفری: أَو الخَشْرَم المبثوث حَثْحَثَ دَبْرَه مَحابِیضُ، أَرْساهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ أَراد بالشاری الشائرَ فقَلَبه. و المَحارِینُ: ما تَساقط من الدَّبْرِ فی العسل فمات فیه.

حرض؛ ج7، ص: 133

: التَّحْرِیض: التَّحْضِیض. قال الجوهری: التَّحْرِیضُ علی القتال الحَثُّ و الإِحْماءُ علیه. قال اللّه تعالی: یٰا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتٰالِ؛ قال الزجاج: تأْویله حُثَّهم علی القتال، قال: و تأْویل التَّحْرِیض فی اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً یعلم معه أَنه حارِضٌ إِنْ تَخَلَّف عنه، قال: و الحارِضُ الذی قد قارب الهلاك. قال ابن سیدة: و حَرَّضَه حَضَّه. و قال اللحیانی: یقال حارَضَ فلان علی العمل و واكَبَ علیه و واظَبَ و واصَبَ علیه إِذا داوَمَ القتال، فمعنی حَرِّض المؤمنین علی القتال حُثَّهم علی أَن یُحارِضُوا أَی یُداوِمُوا علی القتال حتی
لسان العرب، ج‌7، ص: 134
یُثْخِنُوهم. و رجل حَرِضٌ و حَرَضٌ: لا یرجی خیره و لا یخاف شرُّه، الواحد و الجمع و المؤنث فی حَرَض سواء، و قد جمع علی أَحْراض و حُرْضان، و هو أَعْلی، فأَما حَرِضٌ، بالكسر، فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة فی فَعِل صفةً أَكثرُ، و قد یجوز أَن یكسَّر علی أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر علیه نحو نَكِدٍ و أَنْكاد. الأَزهری عن الأَصمعی: و رجل حارِضة للذی لا خیر فیه. و الحُرْضان: كالحَرِضِ و الحَرَض، و الحَرِضُ و الحَرَضُ الفاسد. حَرَضَ الرجلُ نفْسَه یَحْرِضُها حَرْضاً: أَفسدها. و رجل حَرِضٌ و حَرَضٌ أَی فاسد مریض فی بنائه، واحدُه و جمعه سواء. و حَرَضه المرضُ و أَحْرَضَه إِذا أَشفی منه علی شرف الموت، و أَحْرَضَ هو نفسَه كذلك. الأَزهری: المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذی لا حیٌّ فیُرْجَی و لا میت فیُوأَس منه؛ قال إمرؤ القیس: أَری المرءَ ذا الأَذْوادِ یُصْبِحُ مُحْرَضاً كإِحْراضِ بكْرٍ فی الدیارِ مَرِیض و یروی: مُحْرِضاً. و‌فی الحدیث: ما مِنْ مُؤمِنٍ یَمْرَضُ مَرَضاً حتی یُحْرِضَه‌أَی یُدْنِفَه و یُسْقِمَه؛ أَحْرَضَه المرض، فهو حَرِضٌ و حارِضٌ إِذا أَفسد بدنه و أَشْفی علی الهلاك. و حَرَضَ یَحْرِضُ و یَحْرُضُ حَرْضاً و حُرُوضاً: هلك. و یقال: كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَی أَهلكها. و جاءَ بقول حَرَضٍ أَی هالك. و ناقة حُرْضان: ساقطة. و جمل حُرْضان: هالك، و كذلك الناقة بغیر هاء. و قال الفراء فی قوله تعالی: حَتّٰی تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهٰالِكِینَ، یقال: رجل حَرَضٌ و قوم حَرَضٌ و امرأَة حَرَضٌ، یكون مُوَحّداً علی كل حال، الذكر و الأُنثی و الجمع فیه سواء، قال: و من العرب من یقول للذكر حارِضٌ و للأُنثی حارِضة، و یثنَّی هاهنا و یجمع لأَنه خرج علی صورة فاعل، و فاعلٌ یجمع. قال: و الحارِضُ الفاسد فی جسمه و عقله، قال: و أَما الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ و ضَنًی، قوم دَنَفٌ و ضَنًی و رجل دَنَفٌ و ضَنًی. و قال الزجاج: من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ و لذلك لا یثنَّی و لا یجمع، و كذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، و كذلك كل ما نعت بالمصدر. و قال أَبو زید فی قوله: حَتّٰی تَكُونَ حَرَضاً، أَی مُدْنَفاً، و هو مُحْرَض؛ و أَنشد: أَ مِنْ ذِكْرِ سَلْمَی غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها، كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ؟ و الحَرَضُ: الذی أَذابه الحزن أَو العشق و هو فی معنی مُحْرَض، و قد حَرِضَ، بالكسر، و أَحْرَضَه الحُبُّ أَی أَفسده؛ و أَنشد للعَرْجِیّ: إِنی امرؤ لَجَّ بی حُبٌّ، فأَحْرَضَنی حتی بَلِیتُ، و حتی شَفَّنی السَّقَم أَی أَذابَنی. و الحَرَضُ و المُحْرَضُ و الإِحْرِیضُ: الساقط الذی لا یقدر علی النهوض، و قیل: هو الساقط الذی لا خیر فیه. و قال أَكْثَم بن صَیْفی: سُوءُ حمل الناقة یُحْرِضُ الحسَبَ و یُدِیرُ العَدُوَّ و یُقَوِّی الضرورة؛ قال: یُحْرِضُه أَی یُسْقِطه. و رجل حَرَضٌ: لا خیر فیه، و جمعه أَحْرَاضٌ، و الفعل حَرُضَ یَحْرُضُ حُروضاً. و كلُّ شی‌ءٍ ذاوٍ حَرَضٌ. و الحَرَضُ: الرَّدِی‌ء من الناس و الكلام، و الجمع أَحْراضٌ؛ فأَما قول رؤبة: یا أَیُّها القائِلُ قوْلًا حَرْضا
لسان العرب، ج‌7، ص: 135
فإِنه احتاج فسكنه. و الحَرَضُ و الأَحْراضُ: السَّفِلة من الناس. و‌فی حدیث عوف بن مالك: رأَیت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ فی المنام فقلت: كیف أَنتم؟ فقال: بِخَیر وجَدْنا رَبَّنا رحیماً غَفَرَ لنا، فقلت: لكلِّكم؟ قال: لكلِّنا غیر الأَحْراضِ، قلت: و مَن الأَحْراضُ؟ قال: الذین یُشارُ إِلیهم بالأَصابع‌أَی اشتهروا بالشَّرّ، و قیل: هم الذین أَسرفوا فی الذنوب فأَهلكوا أَنفسهم، و قیل: أَراد الذین فسُدَت مذاهبهم. و الحُرْضة: الذی یَضْرِبُ للأَیْسارِ بالقِداح لا یكون إِلا ساقطاً، یدعونه بذلك لرذالته؛ قال الطرماح یصف حماراً: و یَظَلُّ المَلِی‌ءُ یُوفِی علی القرْنِ عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ المُسْتَفاضُ: الذی أُمِرَ أَن یُفِیضَ القداح، و هذا البیت أَورده الأَزهری عقیب روایته عن أَبی الهیثم. الحُرْضةُ: الرجل الذی لا یشتری اللحم و لا یأْكله بثمن إِلا أَن یجده عند غیره، و أَنشد البیت المذكور و قال: أَی الوَقْب الطویل لا یأْكل شیئاً. و رجل مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، و الاسم من ذلك الحَرَاضة و الحُروضة و الحُروض. و قد حَرُضَ و حَرِضَ حَرَضاً، فهو حَرِضٌ، و رجل حارِضٌ: أَحمق، و الأُنثی بالهاء. و قوم حُرْضان: لا یعرفون مكان سیدهم. و الحَرَضُ: الذی لا یتخذ سلاحاً و لا یُقاتِل. و الإِحْرِیضُ: العُصْفُرُ عامة، و فی حدیث عطاء فی ذكر الصدقة: كذا و كذا و الإِحْرِیض، قیل: هو العُصْفُر؛ قال الراجز: أَرَّقَ عَیْنَیْك، عن الغُمُوضِ، بَرْقٌ سَرَی فی عارِضٍ نَهُوضِ مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِیضِ، یُزْجِی خَراطِیمَ عَمامٍ بِیضِ و قیل: هو العُصْفر الذی یجعل فی الطبخ، و قیل: حَبُّ العصفر. و ثوب مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعُصْفُر. و الحُرُضُ: من نَجِیل السباخ، و قیل: هو من الحمض، و قیل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَیدی علی أَثر الطعام، و حكاه سیبویه الحَرْض، بالإِسكان، و فی بعض النسخ الحُرْض، و هو حَلقة القُرْط. و المِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض و هو النَّوْفَلة. و الحُرْضُ: الجِصُّ. و الحَرَّاضُ: الذی یُحْرِق الجِصَّ و یُوقِد علیه النار؛ قال عدی بن زید: مِثْل نارِ الحَرَّاضِ یَجْلو ذُرَی المُزْنِ لِمَنْ شامَهُ، إِذا یَسْتَطِیرُ قال ابن الأَعرابی: شبَّه البَرْقَ فی سرعة ومِیضه بالنار فی الأُشْنان لسرعتها فیه، و قیل: الحَرَّاضُ الذی یُعالج القِلْیَ. قال أَبو نصر: هو الذی یُحْرِقُ الأُشْنان. قال الأَزهری: شجر الأُشْنان یقال له الحَرْض و هو من الحمض و منه یُسَوَّی القِلْیُ الذی تغسل به الثیاب، و یحرق الحمض رطباً ثم یرَشُّ الماءُ علی رماده فینعقد و یصیر قِلْیاً. و الحَرَّاضُ أَیضاً: الذی یُوقِد علی الصَّخْر لیتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، و الحَرَّاضةُ: الموضعُ الذی یُحْرَقُ فیه، و قیل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، و قیل: الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان یتخذ منه القِلْیُ للصبّاغِین، كل ذلك اسم كالبَقّالة و الزَّرّاعة، و مُحْرِقُه الحَرّاضُ، و الحَرّاضُ و الإِحرِیضُ: الذی یُوقِد علی الأُشْنان و الجِصِّ. قال أَبو حنیفة: الحَرَّاضةُ سُوقُ الأُشْنان.
لسان العرب، ج‌7، ص: 136
و أَحْرَضَ الرجلُ أَی وَلَدَ ولدَ سَوءٍ. و الأَحْراضُ و الحُرْضانُ: الضِّعافُ الذین لا یُقاتِلون؛ قال الطرماح: مَنْ یَرُمْ جَمْعَهم یَجِدْهم مراجِیحَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ و حَرْضٌ: ماء معروف فی البادیة. و فی الحدیث ذكر الحُرُض، بضمتین، هو وادٍ عند أُحُد. و فی الحدیث ذكر حُرَاض، بضم الحاء و تخفیف الراء: موضع قرب مكة، قیل: كانت به العُزَّی.

حرفض؛ ج7، ص: 136

: الحِرْفِضةُ: الناقة الكریمة، عن ابن درید؛ قال الشاعر: و قُلُص مَهْرِیَّة حَرافِض شمر: إِبل حَرافِضُ مهازِیلُ ضوامر.

حضض؛ ج7، ص: 136

: الحَضُّ: ضرْبٌ من الحثّ فی السیر و السوق و كل شی‌ء. و الحَضُّ أَیضاً: أَن تَحُثَّه علی شی‌ءٍ لا سیر فیه و لا سَوْقَ، حَضَّه یَحُضُّه حَضّاً و حَضَّضَه و هم یَتَحاضّون، و الاسم الحُضّ و الحِضِّیضَی كالحِثِّیثَی؛ و منه‌الحدیث: فأَین الحِضِّیضَی؟ و الحُضِّیضَی‌أَیضاً، و الكسر أَعلی، و لم یأْت علی فُعِّیلَی، بالضم، غیرها. قال ابن درید: الحَضُّ و الحُضُّ لغتان كالضَّعْف و الضعْف، قال: و الصحیح ما بدأْنا به أَن الحَضّ المصدر و الحُضّ الاسم. الأَزهری: الحَضُّ الحَثُّ علی الخیر. و یقال: حَضَّضْت القوم علی القتال تَحْضِیضاً إِذا حَرَّضْتهم. و فی الحدیث ذكر الحَضّ علی الشی‌ء جاء فی غیر موضع. و حَضَّضَه أَی حَرَّضه. و المُحاضَّة: أَن یَحُثَّ كلُّ واحد منهما صاحبَه. و التحاضُّ: التحاثٌ، و قرئَ: وَ لٰا تَحَاضُّونَ عَلیٰ طَعٰامِ الْمِسْكِینِ؛ قرأَها عاصم و الأَعمش بالأَلف و فتح التاء، و قرأَ أَهل المدینة: و لا یَحُضُّون، و قرأَ الحسن: و لا تَحُضُّون، و قرأَ بعضهم: و لا تُحاضُّون، برفع التاء؛ قال الفراء: و كلٌّ صوابٌ، فمن قرأَ تُحاضُّون فمعناه تُحافِظون، و من قرأَ تَحَاضُّونَ فمعناه یَحُضُّ بعضُكم بعضاً، و من قرأَ تَحُضُّون فمعناه تأْمرون بإِطعامه، و كذلك یحُضُّون. ابن الفرج: یقال احْتَضَضْتُ نفسی لفلان و ابْتَضَضْتُها إِذا اسْتَزَدْتها. و الحُضُضُ و الحُضَضُ: دواءٌ یتخذ من أَبوال الإِبل، و فیه لغات أُخَر، روی أَبو عبید عن الیزیدی: الحُضَضُ و الحُضَظُ و الحُظُظُ و الحُظَظُ، قال شمر: و لم أَسمع الضاد مع الظاء إِلا فی هذا، قال: و هو الحُدُلُ. قال ابن بری: قال ابن خالویه الحُظُظُ و الحُظَظُ بالظاء، و زاد الخلیل: الحُضَظُ بضاد بعدها ظاء، و قال أَبو عمر الزاهد: الحُضُذُ بالضاد و الذال، و‌فی حدیث طاووس: لا بَأْسَ بالحُضَضِ، روی ابن الأَثیر فیه هذه الوجوهَ كلَّها ما خلا الضادَ و الذالَ، و قال: هو دواء یُعْقَدُ من أَبوال الإِبل: و قیل: هو عَقّارٌ منه مكی و منه هندی، قال: و هو عُصارة شجر معروف؛ و قال ابن درید: الحُضُض و الحُضَض صمغ من نحو الصَّنَوْبَرِ و المُرِّ و ما أَشبههما له ثمرة كالفُلْفل و تسمی شجرته الحُضَض؛ و منه‌حدیث سُلَیم بن مُطَیْرٍ: إِذا أَنا برجلٍ قد جاء كأَنه یطلب دواءً أَو حُضَضاً.و الحُضُض: كُحْلُ الخُولانِ؛ قال ابن سیدة: و الحُضَضُ و الحُضُضُ، بفتح الضاد الأُولی و ضمِّها، داءٌ؛ و قیل: هو دواءٌ، و قیل: هو عُصارة الصَّبِرِ. و الحَضِیضُ: قَرارُ الأَرض عند سَفْح الجَبَل، و قیل: هو فی أَسفله، و السَّفْحُ مِنْ وراءِ الحَضِیض، فالحَضِیض مما یلی السفح و السفح دون ذلك، و الجمع
لسان العرب، ج‌7، ص: 137
أَحِضَّة و حُضُضٌ. و‌فی حدیث عثمان: فتحرك الجبَلُ حتی تَساقَطت حِجارتُه بالحَضِیض.و قال الجوهری: الحَضیضُ القرار من الأَرض عند مُنْقَطَع الجبل؛ و أَنشد الأَزهری لبعضهم: الشِّعْرُ صَعْبٌ و طَویلٌ سُلَّمُهْ، إِذا ارْتَقی فیه الذی لا یَعْلَمُهْ، زلَّتْ به إِلی الحَضِیضِ قَدَمُهْ، یُرِیدُ أَن یُعْرِبَه فیُعْجِمُهْ، و الشِّعْرُ لا یَسْطِیعُه مَنْ یَظْلِمُهْ و‌فی حدیث یحیی بن یعمر: كَتَبَ عن یزیدَ بن المُهَلَّب إِلی الحجاج: إِنا لَقِینا العَدُوَّ ففَعَلْنا و اضْطَرَرْناهم إِلی عُرْعُرَةِ الجَبَل و نحنُ بِحَضِیضه.و‌فی الحدیث: أَنه أَهدی إِلی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، هَدِیَّة فلم یَجِدْ شیئاً یضَعها علیه؛ فقال: ضَعْه بالحَضِیض فإِنما أَنا عبدٌ آكِلٌ كما یأْكل العبد، یعنی بالأَرض. قال الأَصمعی: الحُضِّیُّ، بضم الحاء، الحجرُ الذی تجده بحَضِیض الجَبَل و هو منسوب كالسُّهْلِیّ و الدُّهْرِیّ؛ و أَنشد لحمید الأَرقط یصف فرساً: وَأْباً یَدُقُّ الحَجَرَ الحُضِّیَّا و أَحمر حُضِّیٌّ: شدید الحمرة. و الحُضْحُضُ: نبْتٌ.

حفض؛ ج7، ص: 137

: الحَفْضُ: مصدر قولك حَفَضَ العُودَ یَحْفضُه حَفْضاً حَناه و عَطَفه؛ قال رؤبة: إِمّا تَرَیْ دَهْراً حَنانی حَفْضا، أَطْرَ الصَّناعَینِ العَریشَ القَعْضا فجعله مصدراً لحنانی لأَن حَنانی و حَفَضَنی واحد. و حَفَّضْت الشی‌ءَ و حَفَضْته إِذا أَلْقَیْته. و قال فی قول رؤبة حَنانی حَفْضاً أَی أَلقانی؛ و منه قول أُمیة: و حُفِّضَت النُّذورُ و أَرْدَفَتْهُمْ فُضُولُ اللّه، و انْتَهَتِ القُسومُ قال: القُسومُ الأَیمان، و البیت فی صفة الجنة. قال: و حُفِّضَت طُومِنَت و طُرحَت، قال: و كذلك قول رؤبة‌حَنانی حَفْضاً … أَی طامَنَ مِنی، قال: و رواه بعضهم‌حُفِّضَت البُدور …، قال شمر: و الصواب … النذور … و حَفَضَ الشی‌ءَ و حَفَّضَه، كلاهما: قَشَرَه و أَلْقاه. و حَفَّضْت الشی‌ءَ: أَلْقَیْتُه من یدی و طرحته. و الحَفَضُ: البیت، و الحَفَضَ متاعُ البیت، و قیل: متاعُ البیت إِذا هیئَ للحمل. قال ابن الأَعرابی: الحَفَضُ قُماشُ البیت و ردی‌ءُ المتاع و رُذالُه و الذی یُحْمَل ذلك علیه من الإِبل حَفَضٌ، و لا یكاد یكون ذلك إِلا رُذالُ الإِبل، و منه سمی البعیر الذی یحمله حَفَضاً به؛ و منه قول عمرو بن كلثوم: و نَحْنُ إِذا عِمادُ الحیِّ خَرَّتْ علی الأَحْفاضِ، نَمْنَعُ ما یَلِینا قال الأَزهری: و هی هاهنا الإِبل و إِنما هی ما علیها من الأَحْمال، و قد روی فی هذا البیت: علی الأَحْفاضِ … و‌عن الأَحْفاضِ …، فمن قال‌عنِ الأَحْفاض … عَنی الإِبلَ التی تحمل المتاع أَی خرَّت عن الإِبل التی تحمل خُرْثیَّ البیت، و من قال‌علی الأَحْفاض … عَنی الأَمْتِعَةَ أَو أَوْعِیَتَها كالجُوالِق و نحوها؛ و قیل: الأَحْفاضُ هاهنا صغارُ الإِبل أَول ما تُرْكَب و كانوا یُكِنُّونها فی البیوت من البَرْد، قال ابن سیدة: و لیس هذا بمعروف. و من أَمثال العرب السائرة: یَوْمٌ بیوم الحَفَضِ المُجَوَّر؛ یضرب مثلًا للمُجازاة بالسُّوء؛ و المُجَوَّرُ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 138
المُطَوَّحُ، و الأَصل فی هذا المثل زعموا أَن رجلًا كان بنو أَخیه یُؤْذُونه فدخلوا بیته فقلبوا متاعَه، فلما أَدْرَكَ ولدُه صنعوا مثل ذلك بأَخیه فشكاهم فقال: یَوْمٌ بیومِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ یضرب هذا للرجل صَنَع به رجلٌ شیئاً و صَنَعَ به الآخرُ مثلَه، و قیل: الحَفَضُ وعاء المتاع كالجُوالِق و نحوه، و قیل: بل الحَفَضُ كلُّ جُوالق فیه متاع القوم. قال یونس: ربیعةُ كلُّها تجعل الحَفَضَ البعیرَ و قیسٌ تجعل الحَفَضَ المتاع. و الحَفَضُ أَیضاً: عمود الخباء. و الحَفَضُ: البعیر الذی یحمل المتاع. الأَزهری: قال ابن المظفر الحَفَضُ قالوا هو القَعُود بما علیه، و قال: الحَفَضُ البعیر الذی یحمل خُرْثِیَّ المتاع، و الجمع أَحْفاضٌ؛ و أَنشد لرؤبة: یا ابن قُرومٍ لَسْنَ بالأَحْفاضِ، من كلِّ أَجْأَی مِعْذَم عَضّاضِ المِعْذَمُ: الذی یَكْدِمُ بأَسْنانه. و الحَفَضُ أَیضاً: الصغیرُ من الإِبل أَول ما یركب، و الجمع من كل ذلك أَحْفاضٌ و حِفَاضٌ. و إِنه لَحَفَضُ عِلْمٍ أَی قَلِیله رَثه، شبَّه عِلْمَه فی قِلَّتِه بالحَفَضِ الذی هو صغیر الإِبل، و قیل: بالشی‌ء المُلْقَی. و یقال: نِعْمَ حَفَضُ العِلْمِ هذا أَی حاملُه. قال شمر: و بلغنی عن ابن الأَعرابی أَنه قال یوماً و قد اجتمع عنده جماعة فقال: هؤلاءِ أَحْفاضُ عِلْمٍ و إِنما أُخِذ من الإِبل الصغار. و یقال: إِبل أَحْفاضٌ أَی ضعیفة. و فی النوادر: حَفَّضَ اللّه عنه و حَبَّضَ عنه أَی سَنَحَ عنه و خَفَّفَ. قال ابن بری: و الحَفِیضةُ الخَلِیَّة التی یُعَسّل فیها النحل، و قال: قال ابن خالویه و لیست فی كلامهم إِلا فی بیت الأَعشی و هو: نَحْلًا كَدَرْداقِ الحَفِیضة مَرْهوباً، له حولَ الوَقُودِ زَجَلْ و الحَفَضُ: حجَرٌ یبنی به. و الحَفَضُ: عَجَمَةُ شجرة تسمَّی الحِفْوَلَ؛ عن أَبی حنیفة، قال: و كل عَجَمةٍ من نحوها حَفَضٌ. قال ابن درید فی الجمهرة: و قد سَمَّت العرب مُحَفِّضاً.

حفرضض؛ ج7، ص: 138

: رأَیته فی المحكم بالحاء المهملة: جبل من السَّراة فی شِقِّ تهامة؛ عن أَبی حنیفة.

حمض؛ ج7، ص: 138

: الحَمْضُ من النبات: كل نبت مالحٍ أَو حامضٍ یقوم علی سُوق و لا أَصل له، و قال اللحیانی: كل ملْحٍ أَو حامض من الشجر كانت ورقتُه حیَّةً إِذا غَمَزْتها انْفَقَأَتْ بماءٍ و كان ذَفِرَ المَشَمِّ یُنْقِی الثوب إِذا غسل به أَو الید فهو حَمْض، نحو النَّجِیل و الخِذْراف و الإِخْرِیط و الرِّمْث و القِضَة و القُلَّام و الهَرْم و الحُرُض و الدَّغَل و الطَّرْفاء و ما أَشبهها. و‌فی حدیث جریر: من سَلَمٍ و أَراكٍ و حُمُوضٍ؛ هی جمع الحَمْض و هو كل نبت فی طعمه حُمُوضَة. قال الأَزهری: و المُلُوحة تسمَّی الحُمُوضَة. الأَزهری عن اللیث: الحَمْضُ كل نبات لا یَهیجُ فی الربیع و یبقی علی القیظ و فیه ملوحة، إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت علیه، و إِذا لم تجده رَقَّت و ضَعُفَت. و‌فی الحدیث فی صفة مكة، شرفها اللّه تعالی، و أَبْقَلَ حَمْضُها‌أَی نبت و ظهَرَ من الأَرض. و من الأَعراب من یسمِّی كل نبت فیه مُلوحة حَمْضاً. و اللَّحْم حَمْضُ الرجال. و الخُلَّةُ من النبات: ما كان حُلْواً، و العرب تقول: الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل و الحَمْضُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 139
فاكهتُها و یقال لَحْمُها، و الجمع الحُمُوض؛ قال الراجز: یَرْعَی الغَضَا من جانِبَیْ مُشَفِّقِ غِبّاً، و مَن یَرعَ الحُمُوضَ یَغْفِقِ أَی یَرِدُ الماءَ كلَّ ساعة. و منه قولهم للرجل إِذا جاءَ متهدداً: أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ. و قال ابن السكیت فی كتاب المعانی: حَمَّضْتها یعنی الإِبل أَی رَعَّیْتها الحَمْضَ؛ قال الجعدی: و كَلْباً و لَخْماً لم نزَلْ منذ أَحْمَضَت، یُحَمِّضُنا أَهْلُ الجَنابِ و خَیْبَرا أَی طَرَدْناهم و نفَیْناهم عن منازلهم إِلی الجَنابِ و خَیْبر؛ قال و مثله قولهم: جاؤوا مُخِلِّینَ فلاقَوْا حَمْضا أَی جاؤوا یشتهون الشر فوجدوا مَنْ شَفاهم مما بهم؛ و قال رؤبة: و نُورِدُ المُسْتَوْرِدِینَ الحَمْضا أَی مَنْ أَتانا یَطلب شرّاً شفیناه من دائه، و ذلك أَن الإِبل إِذا شَبِعْت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض. و حمَضَتِ الإِبلُ تَحْمُضُ حَمْضاً و حُموضاً: أَكلت الحَمْضَ، فهی حَامِضةٌ، و إِبل حَوَامِضُ، و أَحْمَضَها هو. و المَحْمَضُ، بالفتح: الموضعُ الذی ترعی فیه الإِبل الحَمْض؛ قال همیان بن قحافة: و قَرَّبُوا كلَّ جُمالِیٍّ عَضِهْ، قَریبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه، بَعِیدة سُرَّته من مَغْرِضِهْ من مَحْمَضه أَی من موضعه الذی یَحْمُض فیه، و یروی: مُحْمَضه بضم المیم. و إِبل حَمْضیّة و حَمَضیّة: مقیمة فی الحَمْض؛ الأَخیرة علی غیر قیاس. و بعیر حَمْضِیٌّ: یأْكُلُ الحَمْض. و أَحْمَضَت الأَرض و أَرض مُحْمِضَة: كثیرة الحَمْض، و كذلك حَمْضِیّة و حَمِیضةٌ من أَرَضِین حِمْضٍ، و قد أَحْمَضَ القومُ أَی أَصابوا حَمْضاً. و وَطِئْنا حُموضاً من الأَرض أَی ذواتِ حَمْضٍ. و الحُمُوضة: طعم الحامِض. و الحُمُوضةُ: ما حذَا اللسانَ كطعم الخل و اللبن الحازِر، نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تكون للمَصادرِ، حَمَضَ یَحْمُضُ «2» حَمْضاً و حُمُوضةً و حَمُضَ، فهو حَامِضٌ؛ عن اللحیانی، و لبن حَامِضٌ و إِنه لشدید الحَمْضِ و الحُمُوضةِ. و المُحَمِّضُ من العِنَب: الحامِضُ. و حَمَّضَ: صار حامضاً. و یقال: جاءَنا بأَدِلَّةٍ ما تُطاق حَمْضاً، و هو اللبن الخاثر الشدید الحموضة. و قولهم: فلانٌ حَامِضُ الرِّئَتینِ أَی مُرُّ النَّفْسِ. و الحمَّاضةُ: ما فی جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ، و الجمع حُمَّاضٌ. و الحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِیٌّ و هو من عُشْب الربیع و ورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شدیدُ الحَمْضِ یأْكله الناس و زهره أَحمر و ورقه أَخضر و یَتناوَسُ فی ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان یأْكله الناس شیئاً قلیلًا: واحدته حُمّاضة؛ قال الراجز رؤبة: تَرَی بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ كثامِرِ الحُمَّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ
(2). قوله [حَمَضَ یَحْمَضُ إلخ] كذا ضبط فی الأَصل. و فی القاموس و شرحه ما نصه: و قد حَمضَ ككرم و جعل و فرح، الأولی عن اللحیانی. و نقل الجوهری هذه: و حَمَضَ من حد نصر، و حَمِضَ كفرح فی اللبن خاصة حَمَضاً، محركة، و هو فی الصحاح بالفتح و حُمُوضة بالضم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 140
فشبَّه الدم بنَوْرِ الحُمّاض. و قال أَبو حنیفة: الحُمَّاض من العُشْب و هو یطول طولًا شدیداً و له ورقة عظیمة و زهرة حمراء، و إِذا دنا یُبْسُه ابیضَّت زهرته، و الناس یأْكلونه؛ قال الشاعر: ما ذا یُؤَرِّقُنی، و النومُ یُعْجِبُنی، من صوت ذی رَعَثاتٍ ساكن الدار؟ كأَن حُمَّاضةً فی رأْسِه نَبَتَتْ، من آخر الصَّیف، قد همَّت بإِثْمارِ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول وَبْرةَ و هو لِصٌّ معروف یصف قوماً: علی رؤُوسِهمُ حُمَّاضُ مَحْنِیة، و فی صُدورِهمُ جَمْرُ الغَضَا یَقِدُ فمعنی ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض فی حُمْرة شعورهم و أَن لِحاهم مَخْضوبة كجَمر الغضا، و جعلَهَا فی صدورهم لعظمها حتی كأَنها تضرب إِلی صدورهم، و عندی أَنه إِنما عنی قولَ العرب فی الأَعداء صُهْب السِّبال، و إِنما كُنِیَ عن الأَعداء بذلك لأَن الروم أَعداءُ العرب و هم كذلك، فوُصِف به الأَعداءُ و إِن لم یكونوا رُوماً. الأَزهری: الحُمَّاض بقلة بَرِّیَّة تنبت أَیام الربیع فی مسایل الماء و لها ثمرة حمراء و هی من ذكور البقول؛ و أَنشد ابن بری: فتداعَی مَنْخَراهُ بِدَم، مِثلَ ما أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ و مَنابتُ الحُمّاضِ: الشُّعَیْبات و مَلاجئ الأَودیة و فیها حُموضةٌ، و ربما نبَّتها الحاضرةُ فی بَساتِینهم و سَقَوْها و رَبَّوْها فلا تَهِیجُ وقت هَیْجِ البُقولِ البَرِّیَّةِ. و فلان حَامِضُ الفُؤاد فی الغضب إِذا فسد و تغیر عَداوةً. و فُؤادٌ حَمْضٌ، و نَفْسٌ حَمْضة: تَنْفِر من الشی‌ء أَولَ ما تسمعه. و تَحَمَّض الرجلُ: تحوَّل من شی‌ءٍ إِلی شی‌ءٍ. و حَمَّضه عنه و أَحْمَضَه: حَوَّله؛ قال الطرماح: لا یَنی یُحْمِضُ العَدُوَّ، و ذو الخُلمَّة یُشْفَی صَداهُ بالإِحْمَاض قال ابن السكیت: یقال حَمَضَتِ الإِبلُ، فهی حامِضَة إِذا كانت ترعی الخُلَّة، و هو من النبت ما كان حُلْواً، ثم صارت إِلی الحَمْض ترعاه، و هو ما كان من النبت مالحاً أَو حامضاً. و قال بعض الناس: إِذا أَتی الرجلُ المرأَة فی غیر مأْتاها الذی یكون موضع الولد فقد حَمَّضَ تَحْمِیضاً كأَنه تحول من خیر المكانین إِلی شرِّهما شَهْوَةً مَعْكوسة كفعل قوم لوطٍ الذین أَهلكهم اللّه بحجارة من سِجِّیل. و‌فی حدیث ابن عمر و سئل عن التَّحَمُّض قال: و ما التَّحَمُّض؟ قال: یأْتی الرجل المرأَة فی دُبُرِها، قال: و یَفْعَلُ هذا أَحدٌ من المسلمین‌و یقال للتَّفْخیذ فی الجماع: تَحْمِیض. و یقال: أَحْمَضْتُ الرجلَ عن الأَمر حَوَّلْته عنه و هو من أَحْمَضَتِ الإِبلُ إِذا مَلَّتْ من رَعْی الخُلَّة، و هو الحُلْوُ من النبات، اشْتَهَت الحَمْضَ فتحوَّلَت إِلیه؛ و أَما قول الأَغلب العجلی: لا یُحْسِنُ التَّحْمِیضَ إِلا سَرْدا فإِنه یرید التَّفْخِیذ. و التَّحْمِیضُ: الإِقلال من الشی‌ء. یقال: حَمَّضَ لنا فلانٌ فی القِرَی أَی قلَّل. و یقال: قد أَحْمَضَ القومُ إِحْمَاضاً إِذا أَفاضوا فیما یُؤْنِسُهم من الحدیث و الكلامِ كما یقال فَكِهٌ و مُتَفَكِّهٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: كان یقول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْده
لسان العرب، ج‌7، ص: 141
فی الحدیث بعد القرآن و التفسیر: أَحْمِضُوا، و ذلك لَمّا خافَ علیهم المَلالَ أَحَبَّ أَن یُرِیحَهم فأَمَرَهم بالإِحْمَاض بالأَخْذِ فی مُلَح الكلام و الحكایات. و الحَمْضَة: الشَّهْوة إِلی الشی‌ء، و روی أَبو عبیدة فی كتابه حدیثاً لبعض التابعین و خرجه ابن الأَثیر من‌حدیث الزهری قال: الأُذُنُ مَجّاجَةٌ و للنفس حَمْضةٌ‌أَی شَهْوة كما تشتهی الإِبلُ الحَمْضَ إِذا مَلَّت الخُلَّة، و المَجَّاجَةُ: التی تمُجُّ ما تَسْمعه فلا تَعِیه إِذا وُعِظت بشی‌ءٍ أَو نُهیَت عنه، و مع ذلك فلها شَهْوة فی السماع؛ قال الأَزهری: و المعنی أَن الآذان لا تَعِی كلَّ ما تَسْمَعُه و هی مع ذلك ذات شَهْوَةٍ لما تَسْتَظْرِفُه من غرائبِ الحدیث و نوادر الكلام. و الحُمَّیْضی: نبت و لیس من الحُموضة. و حَمْضَة: اسم حَیِّ بَلْعاءَ بن قیس اللیثی؛ قال: ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِیرانَه، و ذِمَّةَ بَلْعاءَ أَن تُؤْكَلا معناه أَن لا تؤْكل. و بنو حُمَیْضَة: بطن. و بنو حَمْضة: بطن من العرب من بنی كنانة. و حُمَیْضَة: اسم رجل مشهور من بنی عامر بن صعصعة. و حَمْضٌ: ماءٌ معروف لبنی تمیم.

حوض؛ ج7، ص: 141

: حاضَ الماءَ و غیرَه حَوْضاً و حَوَّضَه: حاطَه و جَمَعَه. و حُضْتُ أَحُوضُ: اتخذْتُ حَوْضاً. و اسْتَحْوَضَ الماءُ: اجتمع. و الحَوْضُ: مُجْتَمَعُ الماء معروف، و الجمع أَحْواض و حِیَاض. و حَوْضُ الرسول، صلّی اللّه علیه و سلّم: الذی یَسْقِی منه أُمَّته یوم القیامة. حكی أَبو زید: سَقاك اللّه بِحَوْض الرسول و من حَوْضِه. و التَّحْوِیضُ: عمل الحَوْض. و الاحْتِیاضُ: اتخاذُه؛ عن ثعلب؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: طَمِعْنا فی الثَّوابِ فكان جَوْراً، كمُحْتَاضٍ علی ظَهْرِ السَّرابِ و اسْتَحْوَضَ الماءَ: اتخذ لنفسه حَوْضاً. و حَوْضُ المَوْتِ: مُجْتَمَعُه، علی المثل، و الجمع كالجمع. و المُحَوَّضُ، بالتشدید: شی‌ءٌ یُجْعَلُ للنخلة كالحوْض یشرب منه. و‌فی حدیث أُمّ إِسمعیل: لما ظَهر لها ماءُ زمزم جعلت تُحَوِّضُه‌أَی تجعله حَوْضاً یجتمع فیه الماء. ابن سیدة: و المُحَوَّضُ ما یصْنَع حَوالَیِ الشجرة علی شكل الشَّرَبَةِ؛ قال: أَ ما تَری، بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ، كلَّ رَداحٍ دَوْحةِ المُحَوَّضِ؟ و منه قولهم: أَنا أُحَوِّضُ حول ذلك الأَمر أَی أَدُور حوله مثل أُحَوِّطُ. و المُحَوَّض: الموضع الذی یسمَّی حَوْضاً. و حَوْضَی: اسم موضع؛ قال أَبو ذؤیب: من وَحْشِ حَوْضَی یُراعِی الصَّیْدَ مُنْتَبِذاً، كأَنه كَوْكَبٌ، فی الجَوِّ، مُنْحَرِدُ یعنی بالصید الوحش. و مُنْحَرِدٌ: منفردٌ عن الكواكب؛ قال ابن بری: و مثله لذی الرمة: كأَنَّا رَمَتْنا بالعُیونِ، التی نَرَی، جآذِرُ حَوْضَی من عُیونِ البَراقِع و أَنشد ابن سیدة: أَوْ ذی وُشومٍ بحَوْضَی باتَ مُنْكَرِساً، فی لَیْلةٍ من جُمادَی، أَخْضَلَتْ زِیمَا و فی الحدیث ذكر حَوْضاء، بفتح الحاء و المد، و هو موضع بین وادی القُرَی و تبوك نزله سیدنا رسول اللّه،
لسان العرب، ج‌7، ص: 142
صلّی اللّه علیه و سلّم، حین سار إِلی تبوك؛ قاله ابن إِسحاق بالضاد. الأَصمعی: إِنی لأَدُورُ حولَ ذلك الأَمر و أُحَوِّضُ و أُحَوِّطُ حوله بمعنی واحد.

حیض؛ ج7، ص: 142

: الحَیْضُ: معروف. حَاضَت المرأَة تَحِیضُ حَیْضاً و مَحِیضاً، و المَحِیض یكون اسماً و یكون مصدراً. قال أَبو إِسحاق: یقال حاضَت المرأَة تحِیضُ حَیْضاً و مَحَاضاً و مَحِیضاً، قال: و عند النحویین أَن المصدر فی هذا الباب بابه المَفْعَل و المَفْعِل جَیِّدٌ بالغٌ، و هی حَائِض، هُمِزت و إِن لم تَجْر علی الفعل لأَنه أَشبه فی اللفظ ما اطرد همزه من الجاری علی الفعل نحو قائم و صائم و أَشباه ذلك؛ قال ابن سیدة: و یدلُّك علی أَن عین حائِضٍ همزة، و لیست یاء خالصة كما لعَلَّه یظنه كذلك ظانٌّ، قولُهم امرأَة زائِرٌ من زیارة النساء، أَ لا تری أَنه لو كانت العین صحیحة لوجب ظهورها واواً و أَن یقال زاوِر؟ و علیه قالوا: العائرُ للرَّمِد، و إِن لم یجر علی الفعل لمّا جاءَ مجی‌ء ما یجب همزه و إِعلالُه فی غالب الأَمر، و مثله الحائشُ. الجوهری: حَاضَتْ، فهی حَائِضَة؛ و أَنشد: رأَیتُ حُیونَ العامِ و العامِ قبْلَه كحائِضةٍ یُزْنَی بها غیرَ طاهِر و جمعُ الحَائِض حَوائِضُ و حُیَّضٌ علی فُعَّل. قال ابن خالویه: یقال حَاضَتْ و نَفِست و نفُست و دَرَسَتْ و طَمِثَتْ و ضَحِكَتْ و كادَتْ و أَكْبَرَتْ و صامَتْ. و قال المبرد: سُمِّیَ الحَیْضُ حَیْضاً من قولهم حَاضَ السیلُ إِذا فاضَ؛ و أَنشد لعمارة بن عقیل: أَجالَتْ حَصاهُنَّ الذَّوارِی، و حَیَّضَت علیْهنَّ حَیْضاتُ السُّیولِ الطَّواحِم و الذَّوارِی و الذاریات: الریاح. و الحَیْضَة: المرة الواحدة من دُفَع الحَیْض و نُوَبِه، و الحَیْضَات جماعة، و الحِیضَة الاسم، بالكسر، و الجمع الحِیَضُ، و قیل: الحِیضَةُ الدم نفسه. و‌فی حدیث أُم سلمة: لیست حِیضتُك فی یَدِك؛ الحِیضَةُ، بالكسر: الاسم من الحَیْض و الحال التی تلزمها الحائِض من التجنب و التحیُّض كالجِلْسة و القِعْدة من الجلوس و القعود. و الحِیَاضُ: دمُ الحَیْضَة؛ قال الفرزدق: خَواقُ حِیاضهن تَسِیلُ سَیْلًا، علی الأَعْقابِ، تَحْسِبُه خِضابا أَراد خَواقّ فخفّف. و تَحَیَّضتِ المرأَةُ: تركت الصلاةَ أَیام حیضها. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه قال للمرأَة: تَحَیَّضی فی علم اللّه سِتّاً أَو سَبْعاً؛ تَحَیَّضَتِ المرأَةُ إِذا قعدت أَیام حَیْضتِها تنتظر انقطاعه، یقول: عُدِّی نَفْسَك حَائِضاً و افعلی ما تفعل الحائِضُ، و إِنما خصَّ السِّتّ و السبع لأَنهما الغالب علی أَیام الحَیْض. و اسْتُحِیضَت المرأَةُ أَی استمرَّ بها الدمُ بعد أَیامها، فهی مُسْتَحاضة، و المُسْتَحَاضَة: التی لا یَرْقَأُ دمُ حَیْضِها و لا یَسِیلُ من المَحِیض و لكنه یسیلُ من عِرْقٍ یقال له العاذِل، و إِذا اسْتُحِیضَت المرأَةُ فی غیر أَیام حَیْضِها صَلَّتْ و صامَتْ و لم تَقْعُدْ كما تَقْعُد الحائض عن الصلاة. قال اللّه عزّ و جلّ: وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِیضِ قُلْ هُوَ أَذیً فَاعْتَزِلُوا النِّسٰاءَ فِی الْمَحِیضِ؛ قیل: إِن المَحِیضَ فی هذه الآیة المَأْتَی من المرأَة لأَنه موضع الحَیْضِ فكأَنه قال: اعتزلوا النساءَ فی موضع الحَیْضِ و لا تُجامِعوهن فی ذلك المكان. و‌فی الحدیث: إِن فُلانةَ اسْتُحِیضَت؛ الاسْتِحَاضَةُ: أَن یستمرَّ بالمرأَة خروجُ الدم بعد أَیام
لسان العرب، ج‌7، ص: 143
حَیْضِها المُعْتاد. یقال: اسْتُحِیضَتْ، فهی مُسْتَحَاضَةٌ، و هو استفعال من الحَیْض. و حَاضَتِ السَّمُرة: خرج منها الدُّوَدِمُ، و هو شی‌ءٌ شبه الدم، و إِنما ذلك علی التشبیه. و قال غیره: حَاضَتِ السَّمُرةُ تَحِیضُ حَیْضاً، و هی شجرة یسیل منها شی‌ءٌ كالدم. الأَزهری: یقال حَاضَ السیلُ و فاضَ إِذا سال یَحِیضُ و یَفیض؛ و قال عمارة: أَجالَت حَصاهُنَّ الذَّوارِی، و حَیَّضَت علیهنَّ حَیْضات السُّیولِ الطَّواحِم معنی حَیَّضَت: سیَّلت. و المَحِیض و الحَیْض: اجتماع الدم إِلی ذلك المكان، قال: و من هذا قیل للحَوْض حَوْضٌ لأَن الماء یَحِیضُ إِلیه أَی یَسِیل، قال: و العرب تُدْخِلُ الواوَ علی الیاء و الیاءَ علی الواو لأَنهما من حیِّز واحد، و هو الهواء، و هما حرفا لین، و قال اللحیانی فی باب الصاد و الضاد: حاصَ و حاضَ بمعنی واحد، و كذلك قال ابن السكیت فی باب الصاد و الضاد. و قال أَبو سعید: إِنما هو حاضَ و جاضَ بمعنی واحد. و یقال: حَاضَت المرأَة و تحَیَّضَت و دَرَسَتْ و عَرَكَتْ تَحِیضُ حَیْضاً و مَحَاضاً و مَحِیضاً إِذا سال الدم منها فی أَوقات معلومة، فإِذا سال فی غیر أَیام معلومة و من غیر عرق المَحیض قلت: اسْتُحِیضَت، فهی مُسْتَحَاضَة، و قد تكرر ذكر الحَیْضِ و ما تصرَّف منه من اسم و فعل و مصدر و موضع و زمان و هیئة فی الحدیث؛ و من ذلك‌قوله، صلّی اللّه علیه و سلّم: لا تُقْبَل صلاة حَائِض إِلَّا بِخِمارٍ‌أَی بَلَغَت سنَّ المَحِیض و جری علیها القلم. و لم یُرِدْ فی أَیام حَیْضِها لأَن الحائِضَ لا صلاة علیها. و الحِیضَة: الخِرْقة التی تَسْتَثْفِرُ بها المرأَة؛قالت عائشة، رضی اللّه عنها: لَیْتَنِی كنتُ حِیضَةً مُلْقاةً؛ و كذلك المَحِیضة، و الجمع المَحَایِضُ. و‌فی حدیث بئر بُضاعة: تلقی فیها المَحَایِض؛ و قیل: المَحایِضُ جمع المَحِیض، و هو مصدر حَاضَ، فلما سمِّی به جَمعه، و یقع المَحِیضُ علی المصدر و الزمان و الدم.

فصل الخاء المعجمة؛ ج7، ص: 143

خرض؛ ج7، ص: 143

: اللیث: الخَرِیضةُ الجارِیةُ الحَدِیثةُ السنِّ الحَسَنةُ البیضاءُ التارَّةُ، و جمعها خَرَائِضُ؛ قال الأَزهری: لم أَسمع هذا الحرف لغیر اللیث.

خضض؛ ج7، ص: 143

: الخَضَضُ: السَّقَطُ فی المَنْطِق، و یوصف به فیقال: مَنْطِقٌ خَضَضٌ. و الخَضَضُ: الخَرَز الأَبیض الصِّغارُ الذی تَلْبَسُه الإِماءُ؛ قال الشاعر: و إِنَّ قُرُومَ خَطْمَة أَنْزَلَتْنِی بِحَیْثُ یُرَی، مِن الخَضَضِ، الخُرُوتُ و هذا مثل قول أَبی الطَّمَحانِ القَیْنی: أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ وَ وُجُوهُهُمْ دُجَی اللَّیلِ، حَتَّی نَظَّمَ الجَزْعَ [الجِزْعَ ثاقِبُهْ و الخَضاضُ: الشی‌ءُ الیَسیرُ من الحُلِیّ؛ و أَنشد القنانیّ: و لو أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّترِ عاطِلًا، لَقُلْتَ: غَزالٌ ما عَلَیْه خَضَاضُ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: جاریةٌ، فی رَمضانَ المَاضِی، تُقَطِّعُ الحَدِیثَ بِالإِیماضِ مِثْلُ الغَزالِ زِینَ بِالخَضَاضِ، قَبَّاءٌ ذاتُ كَفَلٍ رَضْراضِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 144
و الخَضَاضُ: الأَحْمَقُ. و رجل خَضَاضٌ و خَضَاضَةٌ أَی أَحْمَقُ. و مكانٌ خَضِیضٌ و خُضَاخِضٌ: مَبْلولٌ بالماء، و قیل: هو الكثیر الماء و الشجر؛ قال ابن وداعة الهُذَلیّ: خُضَاخِضَةٌ بخَضِیعِ السُّیُولِ قَدْ بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها و هذا البیت أَورد الجوهری عَجزه: قد بلغَ السیلُ حِذْفارَها و قال ابن بری: إِن البیت لحاجز بن عوف، و حِذْفارها: أَعْلاها. اللیث: خَضْخَضْتُ الأَرضَ إِذا قَلَبْتَها حتی یصیر موضعها مُثاراً رخْواً إِذا وصل الماءُ إِلیها أَنْبَتَتْ. و الخَضِیضُ: المكانُ المُتَتَرِّبُ تَبُلُّه الأَمطارُ. و الخَضْخَضَةُ: أَصلُها مِن خَاضَ یَخُوضُ لا مِنْ خَضَّ یَخُضُّ. یقال: خَضْخَضْتُ دَلْوی فی الماء خَضْخَضَةً. و خَضْخَضَ الحمارُ الأَتانَ إِذا خالطها، و أَصله من خَاضَ یَخُوضُ إِذا دخل الجوفَ من سلاح و غیره؛ و منه قول الهذلی: فَخَضْخَضْتُ صُفْنیَ فی جَمِّه خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا أَ لا تراه جعل مصدره الخِیاضَ و هو فِعالٌ من خاضَ؟ و الخَضْخَضَةُ: تحریك الماء و نحوه. و خَضْخَضَ الماءَ و نحوه: حرَّكه، خَضْخَضْتُه فَتَخَضْخَضَ. و الخَضْخَاضُ: ضرب من القَطِران تُهْنَأُ به الإِبل، و قیل: هو ثُفْل النِّفْط، و هو ضرْب من الهناء؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: كأَنَّما یَنْضَخْنَ بالخَضْخَاضِ و كلُّ شی‌ءٍ یتحرَّك و لا یُصوِّتُ خُثُورةً یقال: إِنه یَتَخَضْخَضُ حتی یقال وجَأَه بالخَنْجَر فَخَضْخَضَ به بطنه. قال أَبو منصور: الخَضْخَاضُ الذی تُهْنَأُ به الجَرْبَی ضَرْبٌ من النِّفْط أَسود رقیق لا خُثُورةَ فیه و لیس بالقَطِران لأَن القَطِران عُصارةُ شجر معروف، و فیه خُثورة یُداوَی به دَبَر البعیر و لا یطلی به الجَرَبُ، و شجرُه یَنْبُتُ فی جبال الشام یقال له العَرْعَرُ، و أَمّا الخَضْخَاضُ فإِنه دَسِمٌ رقیق یَنْبُع من عین تحت الأَرض. و بعیر خُضَاخِضٌ و خُضَخِضٌ و خُضْخُضٌ: یَتَمَخَّضُ من لِینِ البَدن و السِّمَن، و كذلك النَّبْتُ إِذا كان كثیر الماء. قال الفراء: نبت خُضَخِضٌ و خُضَاخِضٌ كثیر الماء ناعِمٌ رَیّانُ. و رجل خُضْخُضٌ: یَتَخَضْخَضُ من السِّمَن، و قیل: هو العَظِیمُ الجَنْبَین. الأَزهری: الخُضاخِضُ من الرجال الضَّخْمُ الحَسَنُ مثل قُناقِنٍ و قَناقِنَ. و الخَضَاضُ: المِدادُ و نِقْسُ الدَّواةِ الذی یكتب به و ربما جاءَ بكسر الخاء. و الخَضاضُ: مَخْنَقَةُ السِّنَّوْرِ. و الخَضَضُ: أَلوانُ الطعامِ. و قال شمر فی كتابه فی الریاح: الخُضَاخِضُ زعم أَبو خیرة أَنها شرقیة تَهُبُّ من المَشرِق و لم یعرفها أَبو الدُّقَیْش، و زعم المنتجع أَنها تَهُبُّ بین الصَّبا و الدَّبُور و هی الشرقیة أَیضاً و الأَیْرُ؛ و قول النابغة یصف ملكاً: و كانتْ له رِبْعِیَّةٌ یَحْذَرُونها، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّماء القَنابِلُ قال الأَصمعی: رِبْعِیَّةٌ غزوة فی أَول أَوقات الغَزو و ذلك فی بقیة من الشتاء، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماءِ القنابِلُ، یقول: إِذا وجدت الخیلُ ماء فی الأَرض ناقعاً تشربه فتقطع به الأَرض و كان لها صِلة فی
لسان العرب، ج‌7، ص: 145
الغزو؛ قال: لوْ وصَلَ الغَیْثُ لأَنْدَی امرئٍ، كانَتْ له قُبَّةُ سَحْقٍ بِجادْ یقول: یُفَرَّقُ علیه فیَخِرُّ بیتُه، قُبَّتُه، فیَتَّخِذ بیتاً من سَحْقِ بِجاد به أَن كانت له قبة. و قال فی المضاعف: الخَضْخَضَةُ صورته صورة المُضاعَف، و أَصلها معتلّ. و الخَضْخَضَةُ المنهیّ عنها فی الحدیث: هو أَن یُوشِیَ الرجل ذَكره حتی یُمْذِیَ. و‌سئل ابن عباس عن الخَضْخَضَة فقال: هو خیر من الزنا و نكاح الأَمة خیر منه، و فسر الخَضْخَضَة بالاسْتِمْناءِ، و هو استنزال المنیّ فی غیر الفرج، و أَصل الخَضْخَضَة التحریك، و اللّه أَعلم.

خفض؛ ج7، ص: 145

: فی أَسماء اللّه تعالی الخَافِضُ: هو الذی یَخْفِضُ الجبّارِینَ و الفراعنة أَی یضَعُهم و یُهِینُهم و یَخْفِضُ كل شی‌ءٍ یرید خَفْضَه. و الخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع. خَفَضَه یَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ و اخْتَفَضَ. و التَّخْفِیضُ: مدّك رأْس البعیر إِلی الأَرض؛ قال: یَكادُ یَسْتَعْصی علی مُخَفِّضِهْ و امرأَة خَافِضَةُ الصوت و خَفِیضَةُ الصوت: خَفِیَّتُه لَیِّنَتُه، و فی التهذیب: لیست بسَلِیطةٍ، و قد خَفَضَتْ و خَفَضَ صوتُها: لانَ و سَهُلَ. و فی التنزیل العزیز: خٰافِضَةٌ رٰافِعَةٌ؛ قال الزجاج: المعنی أَنها تَخْفِضُ أَهل المعاصی و ترفع أَهل الطاعة، و قیل: تخفض قوماً فتَحُطُّهم عن مَراتِب آخرین ترفعهم إِلیها، و الذین خُفِضُوا یَسْفُلُون إِلی النَّارِ، و المرفوعون یُرْفَعُون إِلی غرف الجنان. ابن شمیل‌فی قول النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، إِن اللّه یَخْفِضُ القِسْط و یَرْفَعُه، قال: القسطُ العَدْل ینزله مرة إِلی الأَرض و یرفعه أُخری. و فی التنزیل العزیز: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِینُهُ* خُفِضَت وَ مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِینُهُ* شالت. غیره: خَفْضُ العَدْل ظهور الجَور علیه إِذا فسد الناس، و رفعُه ظهوره علی الجور إِذا تابوا و أَصلحوا، فَخَفْضُه من اللّه تعالی اسْتعتابٌ و رَفْعُه رِضاً. و‌فی حدیث الدجال: فَرَفَّع فیه و خَفَّضَ‌أَی عظَّم فِتْنَتَه و رفعَ قدرها ثم وهَّنَ أَمره و قدره و هوَّنه، و قیل: أَراد أَنه رفَع صوته و خفَضَه فی اقتِصاصِ أَمره، و العرب تقول: أَرض خَافِضَةُ السُّقْیا إِذا كانت سَهْلَة السُّقْیا، و رافعةُ السقیا إِذا كانت علی خلاف ذلك. و الخَفْضُ: الدَّعةُ، یقال: عیش خَافِضٌ. و الخَفْضُ و الخَفِیضَةُ جمیعاً: لین العیش وسعته. و عیش خَفْضٌ و خافِضٌ و مَخْفُوض و خَفِیض: خصیب فی دَعةٍ و خصْبٍ و لِین، و قد خَفُضَ عَیشُه؛ و قول همیان بن قحافة: بانَ الجمیعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ قال ابن سیدة: إِنما حكمه بعد طول مَخْفَضِه كقولك بعد طول خَفْضِه لكن هكذا روی بالكسر و لیس بشی‌ءٍ. و مَخْفِضُ القوم: الموضع الذی هم فیه فی خَفْض و دَعةٍ، و هم فی خَفْضٍ من العَیْش؛ قال الشاعر: إِنَّ شَكْلی و إِنَّ شكْلَكِ شَتَّی، فالزَمی الخُصَّ و اخفِضِی تَبْیَضِضِّی أَراد تَبْیَضِّی فزاد ضاداً إِلی الضادین. ابن الأَعرابی: یقال للقوم هم خَافِضُون إِذا كانوا وادِعینَ علی الماء مقیمین، و إِذا انْتَجعوا لم یكونوا فی النُّجْعةِ خافضین لأَنهم یَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ و مَساقِطِ الغَیْثِ. و الخَفْضُ: العیش الطیب. و خَفِّضْ علیك أَی سَهِّلْ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 146
و خَفِّضْ علیك جأْشك أَی سكِّن قلبك. و خَفَضَ الطائرُ جناحه: أَلانَهُ و ضمَّه إِلی جنبه لیسكن من طیرانه، و خَفَضَ جناحَه یَخْفِضُه خَفْضاً: أَلان جانبه، علی المثل بِخَفْض الطائر لجناحه. و‌فی حدیث وفد تمیم: فلما دخلوا المدینة بَهَشَ إِلیهم النساء و الصبیان یبكون فی وجوههم فأَخْفَضَهم ذلك‌أَی وضعَ منهم؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی أَظن الصواب بالحاء المهملة و الظاء المعجمة، أَی أَغْضَبَهم. و‌فی حدیث الإِفك: و رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، یُخَفِّضُهم‌أَی یُسَكِّنُهم و یُهَوِّن علیهم الأَمر، من الخَفْضِ الدَّعةِ و السكون. و‌فی حدیث أَبی بكر قال لعائشة، رضی اللّه عنهما، فی شأْن الإِفك: خَفِّضِی علیك‌أَی هَوِّنی الأَمر علیكِ و لا تَحْزَنی له. و فلان خَافِضُ الجَناحِ و خَافِضُ الطیر إِذا كانَ وقوراً ساكناً. و قوله تعالی: وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ؛ أَی تواضَعْ لهما و لا تتعزز علیهما. و الخَافِضَةُ: الخاتِنةُ. و خَفَضَ الجاریة یَخْفِضُها خَفْضاً: و هو كالخِتان للغلام، و أَخْفَضَتْ هی، و قیل: خَفَضَ الصبیِّ خَفْضاً خَتَنه فاستعمل فی الرجل، و الأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة و الخِتانَ للصبیّ، فیقال للجاریة خُفِضَتْ، و للغلامِ خُتِنَ، و قد یقال للخاتن خَافِض، و لیس بالكثیر. و‌قال النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، لأُم عطیة: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّی‌أَی إِذا خَتَنْتِ الجاریةَ فلا تَسْحَتی الجاریةَ. و الخَفْضُ: خِتانُ الجاریة. و الخَفْضُ: المُطْمَئِنُّ من الأَرض، و جمعه خُفُوضٌ. و الخَافِضَة: التَّلْعةُ المطمئنة من الأَرض و الرافِعةُ المتْنِ من الأَرض. و الخَفْضُ: السَّیر اللیِّنُ و هو ضد الرفع. یقال: بینی و بینك لیلة خَافِضَةٌ أَی هَیِّنَةُ السیر؛ قال الشاعر: مَخْفُوضُها زَوْلٌ، و مَرْفُوعُها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ریح قال ابن بری: الذی فی شعره: مَرْفُوعُها زَوْلٌ و مَخْفُوضُها و الزَّوْلُ: العَجَب أَی سیرها اللیِّن كَمَرِّ الریح، و أَما سیرها الأَعلی و هو المرفوع فعجب لا یُدْركُ وصْفُه. و خَفْضُ الصوت: غضُّه. یقال: خَفِّضْ علیك القول. و الخَفْضُ و الجرُّ واحد، و هما فی الإِعراب بمنزلة الكسر فی البناء فی مواصفات النحویین. و الانخِفاضُ: الانحِطاطُ بعد العُلُوِّ، و اللّه عزّ و جلّ یَخْفِضُ من یشاء و یَرْفَعُ من یشاء؛ قال الراجز یهجو مُصَدّقاً، و قال ابن الأَعرابی: هذا رجل یخاطب امرأَته و یهجو أَباها لأَنه كان أَمهرها عشرین بعیراً كلها بنات لبون، فطالبه بذلك فكان إِذا رأَی فی إِبله حِقَّة سمینة یقول هذه بنت لَبون لیأْخذها، و إِذا رأَی بنت لَبون مهزولة یقول هذه بنت مخاض لیتركها؛ فقال: لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَثْم فَنّا، مِنْ أَینَ عِشْرُونَ لها مِنْ أَنَّی؟ حتی یَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنّا، یا كَرَواناً صُكَّ فَاكْبَأَنّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمّا شَنّا، بَلَّ الذُّنابَی عَبَساً مُبِنّا أَ إِبِلی تَأْكُلُها مُصِنّا، خَافِضَ سِنِّ و مُشِیلًا سِنّا؟ و خَفَضَ الرجلُ: مات، و حكی ابن الأَعرابی: أُصِیبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ المَوْتَ أَی بمصائب تُقَرِّبُ إِلیه
لسان العرب، ج‌7، ص: 147
المَوْتَ لا یُفْلِتُ مِنْها.

خفرضض؛ ج7، ص: 147

: ابن بری خاصة: خَفَرْضَضٌ اسم جبل بالسّراةِ فی شِقِّ تهامة یقال إِلْبُ خَفَرْضَضٍ، و هو شجر تُسَمُّ به السباع. رأَیت بخط الشیخ رضی الدین الشاطبی فی حاشیة أَمالی ابن بری قال: الإِلْبُ شجرة شَاكَةٌ كأَنها شجرة الأُتْرُجّ و مَنابِتُها ذُری الجبال، و هی خَشِنة یؤخذ خضمتها و أَطراف أَفنانها فتدق رَطْباً و یُقْشَبُ به اللحم و یطرح للسباع كلها فلا یُلْبِثُها إِذا أَكلته، فإِن هی شمته و لم تأْكله عمیت عنه و صُمَّت منه اه. و قد ذكرت فی المحكم فی حرف الحاء المهملة، و قد تقدم.

خوض؛ ج7، ص: 147

: خاض الماءَ یَخُوضه خَوْضاً و خِیاضاً و اخْتاضَ اخْتِیاضاً و اخْتاضَه و تَخَوَّضَه: مَشَی فیه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنه فی الغَرْضِ، إِذْ تَرَكَّضَا، دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا أَی هو ماء صافٍ، و أَخاضَ فیه غیره و خَوَّضَ تَخْویضاً. و الخَوْضُ: المَشْیُ فی الماء، و الموضع مَخاضةٌ و هی ما جازَ الناسُ فیها مُشاةً و رُكْباناً، و جمعها المَخاضُ و المَخاوِضُ أَیضاً؛ عن أَبی زید. و أَخَضْتُ فی الماء دابَّتی و أَخاضَ القومُ أَی خاضَتْ خیلُهم فی الماء. و‌فی الحدیث: رُبَّ مُتَخَوِّضٍ فی مال اللّه تعالی؛ أَصْل الخَوْض المشیُ فی الماء و تحریكُه ثم استعمل فی التلبس بالأَمر و التصرف فیه، أَی رُبَّ متصرف فی مال اللّه تعالی بما لا یرضاه اللّه، و التَّخَوُّضُ تفعُّل منه، و قیل: هو التخلیط فی تحصیله من غیر وجهه كیف أَمكن. و‌فی حدیث آخر: یَتَخَوَّضُون فی مال اللّه تعالی.و الخَوْضُ: اللَّبْسُ فی الأَمر. و الخَوْضُ من الكلام: ما فیه الكذب و الباطل، و قد خاضَ فیه. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذٰا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیٰاتِنٰا. و خاضَ القومُ فی الحدیث و تَخاوَضُوا أَی تفاوضوا فیه. و أَخاضَ القومُ خیلَهم الماءَ إِخاضةً إِذا خاضوا بها الماء. و المَخاضُ من النهر الكبیر: الموضعُ الذی یَتخَضْخَضُ ماؤُه فَیُخاضُ عند العُبور علیه، و یقال المَخاضَةُ، بالهاء أَیضاً. و المِخْوَضُ للشراب: كالمِجْدَحِ للسَّویق، تقول منه: خُضْتُ الشرابَ. و المِخْوَضُ: مِجْدَحٌ یُخاضُ به السَّوِیقُ. و خاضَ الشرابَ فی المِجْدَحِ و خَوَّضَه. خلَطه و حَرَّكَهُ؛ قال الحطیئة یصف امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها: و قالتْ: شَرابٌ بارِدٌ فاشْرَبَنّه، و لم یَدْرِ ما خاضَتْ له فی المَجادِح و المِخْوَضُ: ما خُوِّضَ فیه. و خُضْتُ الغَمراتِ: اقْتَحَمْتُها: و یقال: خاضَه بالسیف أَی حَرَّكَ سیْفه فی المَضْرُوبِ. و خَوَّضَ فی نَجِیعِه: شُدِّدَ للمبالغة. و یقال: خُضْتُه بالسیف أَخُوضُه خَوْضاً و ذلك إِذا وضعت السیف فی أَسفل بطنه ثم رفعته إِلی فوق. و خاوَضَه البیعَ: عارضه؛ هذه روایة عن ابن الأَعرابی، و روایة أَبی عبید عن أَبی عمرو بالصاد. و الخِیاضُ: أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بین قِداح المَیْسِرِ یُتَیَمَّنُ به، یقال: خُضْتُ فی القِداحِ خِیاضاً، و خاوَضْتُ القِداحَ خِواضاً؛ قال الهذلی: فَخَضْخَضْتُ صُفْنیَ فی جَمِّه، خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا خَضْخَضْتُ تكریر من خاضَ یَخوضُ لما كرره
لسان العرب، ج‌7، ص: 148
جعله متعدیاً. و المُدابِرُ: المَقْمور یُقْمَرُ فیستعیر قِدْحاً یَثِقُ بفوزه لیعاوِدَ من قَمَره القِمارَ. و یقال للمَرْعَی إِذا كثُر عُشْبُه و التَفّ: اخْتاضَ اخْتِیاضاً؛ و قال سلمة بن الخُرْشُبِ: و مُخْتاض تَبِیضُ الرُّبْدُ فِیه، تُحُومیَ نَبْتُه فَهْوَ العَمِیمُ أَبو عمرو: الخَوْضةُ اللُّؤْلُؤَةُ. و خَوْضُ الثَّعْلَب: موضع بالیمامة، حكاه ثعلب.

خیض؛ ج7، ص: 148

: النوادر: سیف خَیِّضٌ إِذا كان مخلوطاً من حدید أَنِیثٍ و حدید ذَكِیر.

فصل الدال المهملة؛ ج7، ص: 148

دأض؛ ج7، ص: 148

: أَهمله اللیث؛ و أَنشد الباهلی فی المعانی: و قَدْ فَدَی أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ و الدَّأْضُ، حتی لا یكونَ غَرْضُ قال: یقول فَداهُنَّ أَلبانُهنَّ من أَن یُنْحرن، قال: و الغَرْضُ أَن یكون فی جلودها نقصان. قال: و الدَّأَضُ و الدَّأَصُ، بالضاد و الصاد، أَن لا یكون فی جلودها نقصان، و قد دَئِضَ یَدْأَضُ دَأْضاً و دَئِصَ یَدْأَصُ دَأَصاً؛ قال أَبو منصور و رواه أَبو زید: و الدَّأْظُ حتی لا یكون غَرْض قال: و كذلك أَقرأَنیه المنذری عن أَبی الهیثم، و سنذكره فی موضعه.

دحض؛ ج7، ص: 148

: الدَّحْضُ: الزَّلَقُ، و الإِدْحاضُ: الإِزْلاقُ، دَحَضَتْ رِجْل البعیر، و فی المحكم: دَحَضَتْ رِجله، فلم یُخَصِّص، تَدْحَضُ دَحْضاً و دُحُوضاً زَلِقَتْ، و دَحَضَها و أَدْحَضَها أَزْلَقَها. و‌فی حدیث وَفْد مَذْحِجٍ: نُجَباء غیرُ دُحَّضِ الأَقْدامِ؛ الدُّحَّضُ: جمع داحِضٍ و هم الذین لا ثبات لهم و لا عزیمة فی الأُمور. و‌فی حدیث الجمعة: كرهت أَن أُخْرِجَكم فتمشون فی الطین و الدَّحْض‌أَی الزلَق. و‌فی حدیث أَبی ذر: أَن خلیلی، صلّی اللّه علیه و سلّم، قال: إِن دون جِسْرِ جَهَنَّم طریقاً ذا دَحْضٍ.و‌فی حدیث الحجاج فی صفة المطر: فَدَحَضَتِ التِّلاع‌أَی صیَرَّتَها مَزْلَقةً، و دَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً: كذلك علی المثل إِذا بطلت، و أَدْحَضَها اللّه. قال اللّه تعالی: حُجَّتُهُمْ دٰاحِضَةٌ. و أَدْحَضَ حُجَّته إِذا أَبطلها. و الدَّحْضُ: الماء الذی یكون عنه الزلَق. و‌فی حدیث معاویة قال لابن عمر: لا تزال تَأْتِینا بِهَنةٍ تَدْحَضُ بها فی بولك‌أَی تَزْلَقُ، و یروی بالصاد، أَی تبحث فیها برجلك. و دَحَضَ برجله و دَحَصَ إِذا فَحَصَ برجله. و مكان دَحْضٌ إِذا كان مَزَلَّة لا تثبت علیها الأَقدامُ. و مَزلَّة مِدْحاضٌ: یُدْحَضُ فیها كثیراً. و مكانٌ دَحْضٌ و دَحَضٌ، بالتحریك أَیضاً: زَلِقٌ؛ قال الراجز یصف ناقته: قد تَرِدُ النِّهْیَ تَنَزَّی عُوَمُه، فَتَسْتَبِیحُ ماءَهُ فَتَلْهَمُه، حَتَّی یَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ عُوَمُه: جمع عُومة لدوَیْبَّة تغوص فی الماء كأَنها فصّ أَسود، و شاهد الدَّحْض بالتسكین قول طرفة: رَدِیتُ و نَجَّی الیَشْكُرِیَّ حذارُه، و حادَ كما حادَ البَعِیرُ عن الدَّحْضِ و الدَّحْضُ: الدفْع. و الدَّحِیضُ: اللحم. و دَحَضَتِ الشمس عن بطن السماء إِذا زالت عن وسط السماء تَدْحَضُ دَحْضاً و دُحُوضاً. و‌فی حدیث مواقیت
لسان العرب، ج‌7، ص: 149
الصلاة: حتی تَدْحَضَ الشمسُ‌أَی تزول عن كَبِدِ السماء إِلی جهة الغرب كأَنها دَحَضَتْ أَی زَلِقَتْ. و دَحِیضَةُ: ماءٌ لبنی تمیم؛ قال ابن سیدة: و دُحَیْضَةُ موضع؛ قال الأَعشی: أَ تَنْسَیْنَ أَیّاماً لنا بِدُحَیْضةٍ، و أَیّامَنا بَینَ البَدِیِّ فَثَهْمَدِ؟

دحرض؛ ج7، ص: 149

: الدُّحْرُضان: موضعان أَحدهما دُحْرُضٌ و الآخر وسِیعٌ؛ قال عنترة: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَینِ، فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِیاضِ الدَّیْلَمِ و قال الجوهری: الدُّحْرُضان اسم موضع، و أَنشد بیت عنترة و قال بعد البیت: و یقال وَسِیعٌ و دُحْرُضٌ ماءَان ثنّاهما بلفظ الواحد كما یقال القَمران؛ قال ابن بری: الصحیح ما قاله أَخیراً. و حكی عن أَبی محمد الأَعرابی المعروف بالأَسود قال: الدُّحْرُضان هما دُحْرُضٌ و وَسِیعٌ و هما ماءَان، فدُحْرُضٌ لآل الزِّبْرقانِ بن بَدْر، و وسیع لبنی أَنْفِ النّاقة؛ و أَما قوله عن حِیاضِ الدَّیْلم فهی حیاض الدیلم بن باسِلِ بن ضَبَّةَ، و ذلك أَنه لما سار باسِلٌ إِلی العراق و أَرض فارس استخلف ابنه علی أَرض الحجاز فقام بأَمر أَبیه و حَمَی الأَحْماء و حَوَّضَ الحِیاضَ، فلما بلغه أَن أَباه قد أَوغل فی أَرض فارس أَقبل بمن أَطاعه إِلی أَبیه حتی قدم علیه بأَدْنَی جبال جَیْلانَ، و لما سار الدیلم إِلی أَبیه أَوْحَشَتْ دِیارُه و تَعَفَّتْ آثاره فقال عنترة البیت یذكر ذلك.

دخض؛ ج7، ص: 149

: الدَّخْضُ: سِلاحُ السِّباعِ و قد یغلَّب علی سلاح الأَسَد، و قد دَخَضَ دَخْضاً.

دفض؛ ج7، ص: 149

: دَفَضَه دَفْضاً: كسَره و شدَخَه؛ یمانیة؛ قال ابن درید: و أَحسبهم یستعملونها فی لحاء الشجر إِذا دُقَّ بین حجرین.

دكض؛ ج7، ص: 149

: الدَّكِیضَضُ: نهر، بلغة الهند.

فصل الراء؛ ج7، ص: 149

ربض؛ ج7، ص: 149

: رَبَضَتِ الدابَّةُ و الشاة و الخَرُوفُ تَرْبِضُ رَبْضاً و رُبُوضاً و ربْضةً حَسَنَة، و هو كالبُروك للإِبل، و أَرْبَضَها هو و ربَّضَها. و یقال للدابة: هی ضَخْمَةُ الرِّبْضةِ أَی ضَخْمَةُ آثارِ المرْبض؛ و رَبَضَ الأَسَد علی فَرِیسته و القِرْنُ علی قِرْنِه، و أَسَدٌ رابِضٌ و رَبّاضٌ؛ قال: لَیْثٍ علی أَقْرانِه رَبّاضِ و رجلٌ رابِضٌ: مَرِیضٌ، و هو من ذلك. و الرَّبِیضُ: الغنم فی مرابِضِها كأَنه اسم للجمع؛ قال إمرؤ القیس: ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِیّاً جُلودُه، كما ذَعَرَ السِّرْحانُ جَنْبَ الرَّبِیضِ و الرَّبِیضُ: الغنم برُعاتها المجتمعة فی مَرْبِضها. یقال: هذا رَبِیضُ بنی فلان. و‌فی حدیث معاویة: لا تبعثوا الرابِضَینِ التُّركَ و الحبَشةَ‌أَی المقِیمَیْن الساكِنَینِ، یرید لا تُهَیِّجوهم علیكم ما داموا لا یَقْصِدُونكم. و الرَّبِیضُ و الرِّبْضةُ: شاء بِرُعاتِها اجتمعت فی مَرْبِضٍ واحد. و الرِّبْضةُ: الجماعة من الغنم و الناس و فیها رِبْضَةٌ من الناس، و الأَصل للغنم. و الرَّبَضُ: مَرابِض البقر. و رَبَضُ الغنم: مأْواها؛ قال العجاج یصف الثور الوحشیّ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 150
و اعْتادَ أَرْباضاً لها آرِیُّ، مِنْ مَعْدِنِ الصِّیرانِ، عُدْمُلِیُّ العُدْمُلِیُّ: القدیم. و أَراد بالأَرْباض جمع رَبَض، شبَّه كِناسَ الثور بمأْوَی الغنم. و الرُّبوضُ: مصدر الشی‌ء الرابِضِ. و‌قوله، صلّی اللّه علیه و سلّم، للضحاك بن سفیان حین بعثه إِلی قومه: إِذا أَتیتَهُم فارْبِضْ فی دارِهم ظَبْیاً؛ قال ابن سیدة: قیل فی تفسیره قولان: أَحدهما، و هو قول ابن قتیبة عن ابن الأَعرابی، أَنه أَراد أَقِمْ فی دارهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما یُقِیم الظَّبْی الآمِنُ فی كِناسِه قد أَمِنَ حیث لا یری أَنیساً، و الآخر، و هو قول الأَزهری: أَنه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَمره أَن یأْتیهم مُسْتَوْفِزاً مُسْتَوْحِشاً لأَنهم كفَرةٌ لا یَأْمَنُهم، فإِذا رابَه منهم رَیْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً كما یَنْفِرُ الظبی، و ظَبْیاً فی القولین منتصب علی الحال، و أَوقع الاسم موقع اسم الفاعل كأَنه قدّره متظبیاً؛ قال: حكاه الهرویّ فی الغریبین. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، قال: مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشاة بین الرَّبَضَینِ إِذا أَتتْ هذه نَطَحَتْها، و رواه بعضهم: بین الرَّبِیضَینِ، فمن قال بین الرَّبَضَینِ أَراد مَرْبِضَیْ غَنَمَین، إِذا أَتتْ مَرْبِضَ هذه الغنم نطحها غنمه، و من رواه بین الرَّبِیضَینِ فالربِیضُ الغنم نفسها، و الرَّبَضُ موضِعها الذی تَرْبِضُ فیه، أَراد أَنه مُذَبْذَبٌ كالشاة الواحدة بین قطیعین من الغنم أَو بین مَرْبِضَیْهِما؛ و منه قوله: عَنَتاً باطِلًا و ظُلْماً، كما یُعْتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِیضِ الظِّباءُ و أَراد النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، بهذا المثل قول اللّه عزّ و جلّ: مُذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذٰلِكَ لٰا إِلیٰ هٰؤُلٰاءِ وَ لٰا إِلیٰ هٰؤُلٰاءِ. قالوا: رَبَضُ الغنم مأْواها، سُمِّیَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فیه، و كذلك رَبَضُ الوَحْش مأْواهُ و كِناسُه. و رجل رُبْضَة و مُتَرَبِّضٌ: مُقِیمٌ عاجز. و رَبَضَ الكبشُ: عَجز عن الضِّرابِ، و هو من ذلك؛ غیره: رَبَضَ الكبشُ رُبُوضاً أَی حَسَرَ و تَرَكَ الضِّرابَ و عَدَلَ عنه و لا یقال فیه جَفَرَ. و أَرْنَبةٌ رابِضةٌ: ملتزقة بالوجه. و ربض اللیل: أَلقی بنفسه، و هذا علی المثل؛ قال: كأَنَّها، و قد بَدَا عُوارِضُ، و اللیلُ بَینَ قَنَوَیْنِ رابِضُ، بِجَلْهَةِ الوادِی، قَطاً رَوابِضُ و قیل: هو الدُّوّارةُ من بطن الشاء. و رَبَضُ الناقة: بطنها، أُراه إِنما سمی بذلك لأَن حِشْوَتَها فی بطنها، و الجمع أَرْباض. قال أَبو حاتم: الذی یكون فی بطون البهائم مُتَثَنِّیاً المَرْبِضُ، و الذی أَكبر منها الأَمْغالُ، واحدها مُغْل «3»، و الذی مثل الأَثْناء حَفِثٌ و فَحِثٌ، و الجمع أَحفاثٌ و أَفحاثٌ. و ربَّضْتُه بالمكان: ثَبَّتُّه. اللحیانی: یقال إِنه لرُبُضٌ عن الحاجات و عن الأَسفار علی فُعُل أَی لا یخرج فیها. و الرَّبَضُ و الرُّبُضُ و الرُّبَضُ: امرأَة الرجل لأَنها تُرَبِّضُه أَی تُثَبِّتُه فلا یبرح. و رَبَضُ الرجل و رُبْضُه: امرأَته. و‌فی حدیث نَجَبةَ: زوَّج ابنتَه من رجل و جَهَّزَها و قال لا یَبِیتُ عَزَباً و له عندنا رَبَضٌ؛ رَبَضُ الرجل: امرأَتُه التی تقوم بشأْنه، و قیل: هو كل من اسْتَرَحْتَ إِلیه كالأُمّ و البنت
(3). قوله [الأمغال واحدها مغل] كذا بالأَصل مضبوطاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 151
و الأُخت و كالغنم و المَعیشةِ و القُوت. ابن الأَعرابی: الرَّبْضُ و الرُّبْضُ و الرَّبَضُ الزوجة أَو الأُم أَو الأُخت تُعَزّبُ ذا قَرابَتِها. و یقال: ما رَبَضَ امْرأً مِثْلُ أُخْت. و الرُّبُضُ: جماعة الشجر المُلْتَفّ. و دَوْحَةٌ رَبُوضٌ: عظیمة واحدة. و الرَّبُوضُ: الشجرة العظیمة. الجوهری: شجرة رَبُوضٌ أَی عظیمة غلیظة؛ قال ذو الرمة: تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ، من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا رَبُوضٌ: ضَخْمة، و الحِبالُ: جمع حبل و هو رمل مستطیل، و فی تَفَرَّعت ضمیر یعود علی الأَرْطاة، و تَجَوَّفَ: دخل جَوْفها، و الجمع من رَبُوض رُبُضٌ؛ و منه قول الشاعر: و قالوا: رَبُوضٌ ضَخْمةٌ فی جِرانِه، و أَسْمَرُ مِنْ جِلْدِ الذِّراعَینِ مُقْفَلُ أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسلةً رَبُوضاً أُوثِقَ بها، جعلها ضخمة ثقیلة، و أَراد بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ به فَیَبِسَ علیه. و‌فی حدیث أَبی لُبابة: أَنه ارْتَبَط بسلسلة رَبُوض إِلی أَن تاب اللّه علیه، و هی الضخمة الثقیلة اللَّازِقة بصاحبها. و فَعُولٌ من أَبنیة المبالغة یستوی فیه المذكر و المؤنث. و قَرْیَةٌ رَبُوضٌ: عظیمة مجتمعة. و‌فی الحدیث: أَن قوماً من بنی إِسرائیل باتوا بقَرْیةٍ رَبوضٍ.و دِرْعٌ رَبُوضٌ: واسِعَة. و قِرْبةٌ رَبُوضٌ: واسعة. و حَلَبَ من اللبنِ ما یُرْبِضُ القوم أَی یسَعُهم. و‌فی حدیث أُمّ مَعْبد: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، لما قال عندها دعا بإِناءٍ یُرْبِضُ الرَّهْطَ؛ قال أَبو عبید: معناه أَنه یُرْوِیهم حتی یُثْقِلَهم فَیَرْبِضُوا فینامُوا لكثرة اللبن الذی شربوه و یمتدُّوا علی الأَرض، من رَبَضَ بالمكان یَرْبِضُ إِذا لَصِقَ به و أَقامَ مُلازماً له، و من‌قال یُریضُ الرهط‌فهو من أَراض الوادی. و الرَّبَضُ: ما وَلِیَ الأَرض من بطن البعیر و غیره. و الرَّبَضُ: ما تحَوَّی من مَصارِین البطن. اللیث: الرَّبَضُ ما وَلِیَ الأَرض من البعیر إِذا بَرَك، و الجمع الأَرْباضُ؛ و أَنشد: أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباضِ قال أَبو منصور: غلط اللیث فی الرَّبَضِ و فیما احتج به له، فأَما الرَّبَضُ فهو ما تحَوَّی من مَصارِین البطن، كذلك قال أَبو عبید، قال: و أَما مَعاقِدُ الأَرْباض فالأَرْباضُ الحبال؛ و منه قول ذی الرمة: إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصْعِدةً، یَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِیج فالأَخْراتُ: حَلَقُ الحِبال، و قد فسر أَبو عبیدة الأَرْباضَ بأَنها حِبال الرحْل. ابن الأَعرابی: الرَّبَضُ و المَرْبَضُ و المَرْبِضُ و الرَّبِیضُ مجتَمَعُ الحَوایا. و الرَّبَضُ: أَسفلُ من السرّة. و المَرْبض: تحت السرة و فوق العانة. و الرَّبَضُ: كل امرأَة قیِّمةِ بیت. و رَبَضُ الرجل: كل شی‌ءٍ أَوَی إِلیه من امرأَة أَو غیرها؛ قال: جاءَ الشِّتاءُ، و لَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً، یا وَیْحَ كَفِّی من حَفْرِ القَرامِیصِ و رُبْضُه كَرَبَضِه. و رَبَضَتْه تَرْبِضُه: قامت بأُموره و آوَتْه. و قال ابن الأَعرابی: تُرْبِضُه، ثم رجع عن ذلك؛ و منه قیل لقُوت الإِنسان الذی
لسان العرب، ج‌7، ص: 152
یُقِیمُه و یَكْفِیه من اللبن: رَبَضٌ. و الرَّبَضُ: قَیِّمُ البیت. الرِّیاشی: أَرْبَضَتِ الشمس إِذا اشتدَّ حَرُّها حتی تَرْبِضَ الشاةُ و الظبْیُ من شدَّة الرمضاء. و فی المثل: رَبَضُك منك و إِن كان سَماراً؛ السَّمار: الكثیر الماء، یقول: قیِّمُكَ منك لأَنه مُهْتَمٌّ بك و إِن لم یكن حسَنَ القِیام علیك، و ذلك أَن السَّمارَ هو اللبن المخلوط بالماء، و الصَّرِیحُ لا مَحالة أَفضلُ منه، و الجمع أَرباضٌ؛ و فی الصحاح: معنی المثل أَی منك أَهلك و خَدَمُك و من تأْوِی إِلیه و إِن كانوا مُقَصِّرِین؛ قال: و هذا كقولهم أَنْفُك منك و إِن كان أَجْدَعَ. و الرَّبَضُ: ما حول المدینة، و قیل: هو الفَضاءُ حَوْلَ المدینة؛ قال بعضهم: الرّبضُ و الرُّبْضُ، بالضم «4»، وسَط الشی‌ء، و الرَّبَضُ، بالتحریك، نواحیه، و جمعها أَرْباضٌ، و الرَّبَضُ حَرِیم المسجد. قال ابن خالویه: رُبُض المدینة، بضم الراء و الباء، أَساسها، و بفتحهما: ما حولها. و‌فی الحدیث: أَنا زَعِیمٌ یبیت فی رَبَضِ الجنة؛ هو بفتح الباء، ما حولها خارجاً عنها تشبیهاً بالأَبنیة التی تكون حول المدن و تحت القِلاع؛ و منه‌حدیث ابن الزبیر و بناء الكعبة: فأَخذ ابن مُطِیعٍ العَتَلةَ من شقِّ الرُّبْضِ الذی یلی دارَ بنی حُمَید؛ الرُّبْض، بضم الراء و سكون الباء: أَساسُ البناء، و قیل وسطه، و قیل هو و الرَّبَضُ سواءٌ كسُقْم و سَقَم. و الأَرْباضُ: أَمعاء البطن و حِبال الرَّحْل؛ قال ذو الرمة: إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْیَ بَكْرةٍ بِتَیْماءَ، لم تُصْبحْ رَؤُوماً سَلُوبُها و عمّ أبو حنیفة بالأَرْباض الحِبال، و فسر ابن الأَعرابی قول ذی الرمة: یَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداریجِ بأَنها بطون الإِبل، و الواحد من كل ذلك رَبَضٌ. أَبو زید: الرَّبَضُ سَفِیفٌ یُجْعَلُ مِثْلَ النِّطاقِ فیجعل فی حَقْوَی الناقةِ حتی یُجاوِزَ الوَرِكَینِ من الناحیتین جمیعاً، و فی طرفیه حلقتان یعقد فیهما الأَنْساع ثم یشد به الرحل، و جمعه أَرْباض. التهذیب: أَنكر شمر أَن یكون الرُّبْضُ وسَط الشی‌ء، قال: و الرُّبْضُ ما مَسَّ الأَرض، و قال ابن شمیل: رُبْض الأَرض، بتسكین الباء، ما مَسَّ الأَرض منه. و الرُّبْضُ، فیما قال بعضهم: أَساسُ المدینة و البناء، و الرَّبَضُ: ما حَوْله من خارج، و قال بعضهم: هما لغتان. و فلان ما تقوم رابِضَتُه و ما تقوم له رابضة أَی أَنه إِذا رمی فأَصابَ أَو نظر فعانَ قَتَلَ مكانَه «5». و من أَمثالهم فی الرجل الذی یتعین الأَشیاء فیصیبها بعینه قولهم: لا تقومُ لفلان رابضةٌ، و ذلك إِذا قتل كل شی‌ءٍ یصیبه بعینه، قال: و أَكثر ما یقال فی العین. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی قُبَّةً حولها غنم رُبُوضٌ، جمع رابض. و منه‌حدیث عائشة: رأَیت كأَنی علی ضَرْبٍ و حَوْلی بقر رُبُوضٌ.و كل شی‌ءٍ یبرك علی أَربعة، فقد رَبَضَ رُبُوضاً. و یقال: رَبَضَتِ الغنم، و بركت الإِبل، و جَثَمَتِ الطیر، و الثور الوحشی یَرْبِضُ فی كِناسِه. الجوهری: و رُبُوضُ البَقَرِ و الغَنمِ و الفَرسِ و الكلب مثلُ بُروكِ الإِبل و جُثُومِ الطیر، تقول منه: رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ، بالكسر، رُبُوضاً. و المَرابِضُ للغنم: كالمَعاطِنِ للإِبل، واحدها مَرْبِض مثال مَجْلِس.
(4). قوله [و الربض بالضم إلخ] لم یعلم ضبط ما قبله فیحتمل أَن یكون بضمتین أو بضم ففتح أو بغیر ذلك. (5). قتل مكانه: هكذا فی الأَصل، و لعله أراد أنه قتل المصاب أو المعین فی مكانه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 153
و الرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قوم قُتِلُوا فی بُقْعَةٍ واحدة. و الرُّبْضُ: جماعة الطَّلْحِ و السَّمُرِ. و‌فی الحدیث: الرَّابِضةُ ملائكة أُهْبِطُوا مع آدم، علیه السلام، یَهْدُونَ الضُّلَّالَ؛ قال: و لعله من الإِقامة. قال الجوهری: الرابِضةُ بَقِیَّةُ حَمَلَةِ الحجة لا تخلو منهم الأَرضُ، و هو فی الحدیث. و فی حدیث فی الفتن: روی عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه ذكرَ من أَشراط الساعة أَنْ تَنْطقَ الرُّوَیْبِضَةُ فی أَمْرِ العامّةِ، قیل: و ما الرویبضة یا رسول اللّه؟ قال: الرجل التافه الحقیر ینطق فی أَمْرِ العامّةِ؛ قال أَبو عبید: و مما یثبت حدیث الرُّوَیْبِضَة‌الحدیثُ الآخرُ: من أَشراطِ الساعة أَن تُرَی رعاءُ الشاءِ رُؤوسَ الناسِ.قال أَبو منصور: الرُّبَیْضةُ تصغیر رابضةٍ و هو الذی یرعی الغنم، و قیل: هو العاجز الذی رَبَضَ عن معَالی الأُمور و قَعَد عن طَلبها، و زیادة الهاء للمبالغة فی وصفه، جعل الرابِضَة راعِیَ الرَّبِیض كما یقال داهیة، قال: و الغالب أَنه قیل للتافه من الناس رابضة و رویبضة لربوضه فی بیته و قلة انبعاثه فی الأُمور الجسیمة، قال: و منه یقال رجل رُبُضٌ عن الحاجات و الأَسْفار إِذا كان لا یَنْهَضُ فیها. و الرُّبْضةُ: القِطْعةُ العظیمة من الثَّریدِ. و جاء بثرید كأَنه رُبْضةُ أَرْنب أَی جُثَّتُها؛ قال ابن سیدة: و لم أَسمع به إِلا فی هذا الموضع. و یقال: أَتانا بتمر مثل رُبْضةِ الخَرُوفِ أَی قدر الخروف الرابض. و‌فی حدیث عمر: ففتح الباب فإِذا شبه الفَصِیل الرابض‌أَی الجالس المقیم؛ و منه‌الحدیث: كَرُبْضةِ العَنْزِ، و یروی بكسر الراء، أَی جثتها إِذا بركت. و‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه: و الناسُ حَوْلی كَرَبِیضةِ الغنم‌أَی كالغنم الرُّبَّضِ. و‌فی حدیث القُرّاءِ الذین قُتِلُوا یومَ الجماجِم: كانوا رِبْضة؛ الرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قوم قتلوا فی بقعة واحدة. و صبّ اللّه علیه حُمَّی رَبِیضاً أَی من یَهْزَأُ به. و رِباضٌ و مُرَبِّضٌ و رَبَّاضٌ: أَسماءٌ.

رحض؛ ج7، ص: 153

: الرَّحْضُ: الغَسْلُ. رَحَضَ یَدَه و الإِناء و الثوب و غیرها یَرْحَضُها و یَرْحُضُها رَحْضاً: غسلها. و‌فی حدیث أَبی ثعلبة: سأَله عن أَوانی المشركین فقال: إِن لم تجدوا غیرها فارْحَضُوها بالماء و كلوا و اشربوا، أَی اغسلوها. و الرُّحاضةُ: الغُسالةُ؛ عن اللحیانی. و ثوب رَحِیضٌ مَرْحُوضٌ: مغسولٌ. و‌فی حدیث عائشة، رضس اللّه عنها: أَنها قالت فی عثمان، رضی اللّه عنه: استتابوه حتی إِذا ما تركوه كالثوب الرَّحِیض أَحالُوا علیه فقتلوه؛ الرَّحِیضُ: المغسولُ، فَعِیل بمعنی مفعول، ترید أَنه لما تاب و تطهّر من الذنب الذی نسب إِلیه قتلوه. و منه‌حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما، فی ذكر الخوارج: و علیهم قُمُصٌ مُرَحَّضةٌ‌أَی مغسولة. و ثوب رَحْضٌ، لا غیر: غُسِلَ حتی خَلَق؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِذا ما رأَیتَ الشیخَ عِلْباء جِلْدِه كَرَحْضٍ قَدِیمٍ، فالتَّیَمُّنُ أَرْوَحُ و المِرْحَضةُ: الإِجّانةُ لأِنه یغسل فیها الثیاب؛ عن اللحیانی. و المِرْحَضةُ: شی‌ءٌ یُتَوَضَّأُ فیه مثل كَنِیفٍ. و قال الأَزهری: المِرْحاضةُ شی‌ء یُتَوَضَّأُ به كالتَّور، و المِرْحَضةُ و المِرْحاضُ المُغْتَسَلُ، و المِرْحاضُ موضع الخَلاءِ و المُتَوَضَّأُ و هو منه. و‌فی حدیث أَبی أَیوب الأَنصاری: فَوَجَدْنا مَراحِیضَهم استُقْبِلَ «1» بها القبلة فكنا نَتَحَرَّفُ و نستَغْفِرُ اللّه، یعنی بالشام،
(1). قوله [مراحیضهم استقبل] لفظ النهایة: مراحیض قد استقبل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 154
أَراد بالمَراحِیضِ المَواضعَ التی بُنِیَتْ للغائط أَی مواضع الاغتسال أُخِذ من الرحْض و هو الغَسْل. و المِرحاضُ: خشبة یضرب بها الثوب إِذا غسل. و رُحِضَ الرجلُ رَحْضاً: عَرِقَ حتی كأَنه غُسِلَ جسدُه، و الرُّحَضاءُ: العَرَقُ مشتقّ من ذلك. و‌فی حدیث نزول الوَحْی: فمسَحَ عنه الرُّحَضاءَ؛ هو عرَق یغسل الجلد لكثرته، و كثیراً ما یستعمل فی عرَق الحُمّی و المرض. و الرُّحَضاءُ: العرَقُ فی أَثَر الحُمّی. و الرحضاء: الحُمّی بعرق. و حكی الفارسیّ عن أَبی زید: رُحِضَ رَحْضاً، فهو مَرْحُوضٌ إِذا عَرِقَ فكثر عرقَهُ علی جبینه فی رُقادِه أَو یقَظَته، و لا یكون إِلا من شكْوی؛ قال الأَزهری: إِذا عَرِقَ المَحْمُوم من الحمی فهی الرحضاء، و قال اللیث فی الرحضاء: عَرَق الحمی. و قد رُحِضَ إِذا أَخذته الرُّحَضاء. و‌فی الحدیث: جعل یمسح الرحضاء عن وجهه فی مرضه الذی مات فیه.و رَحْضةُ و رَحّاضٌ: اسمانِ.

رضض؛ ج7، ص: 154

: الرَّضُّ: الدَّقُّ الجَرِیشُ. و‌فی الحدیث حدیث الجاریةِ المقتولة علی أَوْضاحٍ: أَنَّ یَهُودِیّاً رَضَّ رأْس جاریةٍ بین حَجَرَیْنِ؛ هو من الدَّقِّ الجَرِیشِ. رَضَّ الشی‌ءَ یَرُضُّه رَضّاً، فهو مَرْضُوضٌ و رَضِیضٌ و رَضْرَضَه: لم یُنْعِمْ دَقَّه، و قیل: رَضَّه رَضّاً كسَره، و رُضاضُه كُسارُه. و ارتَضَّ الشی‌ءُ: تكسر. اللیث: الرّضُّ دقُّك الشی‌ءَ، و رُضاضُه قِطَعه. و الرَّضْراضةُ: حِجارة تَرَضْرَضُ علی وجه الأَرض أَی تتحرّك و لا تَلْبَثُ، قال أَبو منصور: و قیل أَی تتكسّر، و قال غیره: الرَّضْراضُ ما دَقَّ من الحَصی؛ قال الراجز: یَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصَی رَضْراضا و‌فی الحدیث فی صِفةِ الكَوْثرِ: طِینُه المِسْكُ و رَضْراضُه التُّومُ؛ الرَّضْراضُ: الحَصَی الصِّغارُ، و التُّوم: الدُّرُّ؛ و منه قولهم: نَهر ذُو سِهْلةٍ و ذو رَضْراضٍ، فالسِّهْلةُ رمل القَناة الذی یجری علیه الماء، و الرضراض أَیضاً الأَرض المرضوضة بالحجارة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَلُتُّ الحَصَی لَتّاً بِسُمْرٍ، كأَنَّها حِجارةُ رَضْراضٍ بِغَیْلٍ مُطَحْلِب و رُضاضُ الشی‌ء: فُتاتُه. و كلُّ شی‌ءٍ كسَّرته، فقد رَضْرَضْتَه. و المِرَضَّةُ: التی یُرَضُّ بها. و الرَّضُّ: التمر الذی یُدَقُّ فینقّی عَجَمُه و یُلْقَی فی المَخْضِ أَی فی اللّبن. و الرَّضُّ: التمرُ و الزُّبْدُ یخلطان؛ قال: جاریةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّا، تَشْرَبُ مَحْضاً، و تَغَذَّی رَضّا «1» ما بَیْنَ ورْكَیْها ذِراعاً عَرْضا، لا تُحْسِنُ التَّقْبِیلَ إِلا عَضّا و أَرَضَّ التعَبُ العرَقَ: أَساله. ابن السكیت: المُرِضّةُ تمر ینقع فی اللبن فتُصبح الجاریة فتشربه و هو الكُدَیْراءُ. و المُرِضّةُ: الأُكْلةُ أَو الشُّرْبةُ التی تُرِضُّ العرق أَی تسیله إِذا أَكلتها أَو شربتها. و یقال للراعیة إِذا رَضَّتِ العُشْب أَكلًا و هرْساً: رَضارِضُ؛ و أَنشد: یَسْبُتُ راعِیها، و هی رَضارِضُ، سَبْتَ الوَقِیذِ، و الوَرِیدُ نابِضُ
(1). قوله [تشرب محضاً و تغذی رضا] فی الصحاح: تصبح محضاً و تعشی رضا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 155
و المُرِضّة: اللبن: الحلیب الذی یحلب علی الحامض، و قیل: هو اللبن قبل أَن یُدْرِكَ؛ قال ابن أَحمر یَذُمّ رجلًا و یَصِفُه بالبخل، و قال ابن بری: هو یخاطب امرأَته: و لا تَصِلی بمَطْروقٍ، إِذا ما سَرَی فی القَوْمِ، أَصبحَ مُسْتَكِینا یَلُومُ و لا یُلامُ و لا یُبالی، أَغَثّاً كان لَحْمُكِ أَو سَمِینا؟ إِذا شَرِبَ المُرِضّةَ قال: أَوْكی علی ما فی سِقائِك، قد رَوِینا قال: كذا أَنشده أَبو علیّ لابن أحمر رَوِینا علی أَنه من القصیدة النونیة له؛ و فی شعر عمرو بن همیل اللحیانی قد رَوِیتُ فی قصیدة أَولها: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الكَعْبیِّ عَنِّی رَسُولًا، أَصلُها عِنْدِی ثَبِیتُ و المِرَضَّةُ كالمُرِضّةِ، و الرَّضْرَضةُ كالرَّضِّ. و المُرِضّةُ، بضم المیم: الرَّثِیئةُ الخاثِرةُ و هی لبن حلیب یُصَبُّ علیه لبن حامض ثم یترك ساعة فیخرج ماء أَصفر رقیق فیصب منه و یشرب الخاثر. و قد أَرَضَّت الرَّثِیئةُ تُرِضُّ إِرْضاضاً أَی خَثُرَتْ. أَبو عبید: إِذا صُبّ لبن حلیب علی لبن حَقِین فهو المُرِضّةُ و المُرْتَثِئةُ. قال ابن السكیت: سأَلت بعض بنی عامر عن المُرِضّةِ فقال: هو اللبن الحامض الشدید الحُموضة إِذا شربه الرجل أَصبح قد تكسّر، و أَنشد بیت ابن أَحمر. الأَصمعی: أَرَضَّ الرجلُ إِرْضاضاً إِذا شرب المُرِضّةَ فثقل عنها؛ و أَنشد: ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا أَبو عبیدة: المُرِضّةُ من الخیل الشدیدة العَدْوِ. ابن السكیت: الإِرْضاضُ شدّة العَدْو. و أَرَضَّ فی الأَرض أَی ذَهَب. و الرَّضراضُ: الحصَی الذی یجری علیه الماءُ، و قیل: هو الحصی الذی لا یثبت علی الأَرض و قد یُعَمّ به. و الرَّضْراضُ: الصَّفا؛ عن كراع. و رجل رَضْراضٌ: كثیر اللحم، و الأُنثی رَضْراضةٌ؛ قال رؤبة: أَزْمان ذَاتُ الكَفَلِ الرَّضْراضِ رَقْراقةٌ فی بُدْنِها الفَضْفاضِ و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال له مررت بجُبُوبِ بَدْر فإِذا برجل أَبیض رَضْراضٍ و إِذا رجل أَسودُ بیده مِرْزَبةٌ یضربه، فقال: ذاك أَبو جهل؛ الرّضْراضُ: الكثیر اللحم. و بعیر رَضْراضٌ: كثیر اللحم؛ و قول الجعدی: فَعَرَفْنا هِزّةً تأْخُذُه، فَقَرَنّاه بِرَضْراضِ رِفَلْ أَراد فقرناه و أَوثقناه ببعیر ضخم، و إِبل رَضارِضَ: راتعة كأَنها تَرُضّ العُشب. و أَرَضَّ الرجلُ أَی ثقل و أَبطأَ؛ قال العجاج: فَجمَّعوا منهم قَضِیضاً قَضّا، ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا و‌فی الحدیث: لَصُبَّ علیكم العذابُ صَبّاً ثم لَرُضّ رَضّاً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و الصحیح بالصاد المهملة، و قد تقدم ذكره.

رعض؛ ج7، ص: 155

: النهایة لابن الأَثیر: فی حدیث أَبی ذر خرج بفرس له فَتَمعَّكَ ثم نَهَضَ ثم رَعَضَ‌أَی لَمَّا قام من مُتَمَعَّكِه انتَفَضَ و ارْتَعَدَ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 156
و ارْتَعَضَتِ الشجرة إِذا تحرّكت، و رَعَضَتْها الریحُ و أَرْعَضَتْها. و ارْتَعَضَت الحیّة إِذا تَلَوَّت؛ و منه‌الحدیث: فضَربت بیدها علی عجُزها فارْتَعَضَتْ‌أَی تَلَوَّتْ و ارْتَعَدَت.

رفض؛ ج7، ص: 156

: الرَّفْضُ: تركُكَ الشی‌ءَ. تقول: رَفَضَنی فَرَفَضْتُه، رَفَضْتُ الشی‌ءَ أَرْفُضُه و أَرفِضُه رَفْضاً و رَفَضاً: تركتُه و فَرَّقْتُه. الجوهری: الرَّفْضُ الترك، و قد رَفَضَه یَرْفُضُه و یَرْفِضُه. و الرَّفَضُ: الشی‌ء المُتَفَرِّقُ، و الجمع أَرفاضٌ. و ارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضاضاً و تَرَفَّض: سالَ و تفَرَّق و تتابَعَ سَیَلانُه و قَطَرانُه. و ارْفَضَّ دَمْعُه ارْفِضاضاً إِذا انهلَّ متفرِّقاً. و ارْفِضاضُ الدمْع ترشُّشُه، و كل متفرِّق ذهب مُرْفَضٌّ؛ قال: القطامی: أَخُوكَ الذی لا تَمْلِكُ الحِسَّ [الحَسَّ نفسُه، و تَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ یقول: هو الذی إِذا رآكَ مظلوماً رَقّ لك و ذهب حِقْده. و‌فی حدیث البُراق: أَنه استصعب علی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، ثم ارْفَضَّ عرَقاً و أَقَرَّ‌أَی جرَی عرَقُه و سالَ ثم سكَنَ و انْقاد و ترك الاسْتِصعاب؛ و منه‌حدیث الحْوض: حتی یَرْفَضّ علیهم‌أَی یَسِیل. و‌فی حدیث مُرَّةَ بن شراحِیلَ: عوتب فی ترك الجمعة فذكر أن به جرحاً ربما ارْفَضّ فی إِزاره‌أَی سال فیه قَیْحُه و تفَرَّق. و ارْفَضَّ الوَجَعُ: زالَ. و الرِّفاضُ: الطُّرُق المتفرِّقةُ أَخادِیدُها؛ قال رؤبة: بالعِیسِ فوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاض هی أَخادیدُ الجادَّةِ المتفرِّقةُ. و یقال لشَرَكِ الطریقِ إِذا تفرّقت: رِفاضٌ، و هذا البیت أَورده الجوهری: كالعِیسِ؛ قال ابن بری: صوابه بالعیس لأَن قبله: یَقْطَعُ أَجْوازَ الفلا انْقِضاضِی و الشَّرَكُ: جمع شَرَكةٍ و هی الطرائقُ التی فی الطریق. و الرِّفاضُ: المُرْفَضّةُ المتفرّقة یمیناً و شمالًا. قال: و الرِّفاضُ أَیضاً جمع رَفْضٍ القَطِیعُ من الظِّباء المتفرِّق. و‌فی حدیث عمر: أَن امرأَة كانت تَزْفِنُ و الصِّبْیانُ حولَها إِذ طلع عمر، رضی اللّه عنه، فارْفَضَّ الناسُ عنها‌أَی تفَرّقُوا. و تَرَفَّضَ الشی‌ءُ إِذا تكسّر. و رَفَضْت الشی‌ء أَرْفُضُه و أَرْفِضُه رَفْضاً، فهو مرفوضٌ و رَفِیضٌ: كسرته. و رَفَضُ الشی‌ء: ما تحطّم منه و تفرّق، و جمع الرَّفَض أَرْفاض؛ قال طفیل یصف سَحاباً: له هَیْدَبٌ دانٍ كأَنَّ فُرُوجَه، فُوَیْقَ الحَصی و الأَرضِ، أَرْفاضُ حَنْتَمِ و رُفاضُه: كرَفَضِه، شبّه قِطع السحاب السُّود الدانیة من الأَرض لامتلائها بِكِسَر الحنتم المُسْوَدّ و المُخْضَرّ؛ و أَنشد ابن بری للعجاج: یُسْقی السَّعِیطَ فی رُفاضِ الصَّنْدَلِ و السَّعِیطُ: دُهْن البانِ، و یقال: دُهْنُ الزَّنْبَقِ. و رُمْحٌ رَفِیضٌ إِذا تَقَصَّد و تكسَّر؛ و أَنشد: و والی ثلاثاً و اثْنَتَیْنِ و أَرْبَعاً، وَ غادَرَ أُخْری فی قَناةِ رَفِیضِ و رُفُوضُ الناسِ: فِرَقُهم؛ قال: من أَسَدٍ أَوْ مِنْ رُفُوضِ الناس
لسان العرب، ج‌7، ص: 157
و رُفُوضُ الأَرضِ: المَواضِع التی لا تُمْلَك، و قیل: هی أَرض بین أَرْضَیْنِ حَیَّتَیْنِ فهی متروكة یتَحامَوْنَها. و رُفُوضُ الأَرض: ما ترك بعد أَن كان حِمیً. و فی أَرض كذا رُفُوضٌ من كلإٍ أَی مُتَفَرِّقٌ بَعیدٌ بعضه من بعض. و الرَّفّاضةُ: الذین یَرْعَوْنَ رُفُوضَ الأَرض. و مَرافِضُ الأَرضِ: مساقِطُها من نواحی الجبال و نحوها، واحدها مَرْفَضٌ، و المَرْفَضُ من مَجاری المیاه و قَرارَتِها؛ قال: ساقَ إِلیْها ماءَ كلِّ مَرْفَضِ مُنْتِجُ أَبْكارِ الغَمامِ المُخَّضِ و قال أَبو حنیفة: مَرافِضُ الوادی مَفاجِرُه حیثُ یَرْفَضُّ إِلیه السَّیْلُ؛ و أَنشد لابن الرقاع: ظَلَّتْ بِحَزْمِ سُبَیْعٍ أَو بِمَرْفَضِه ذی الشّیح، حیثُ تَلاقی التَّلْعُ فانسَحَلا «2» و رَفَضُ الشی‌ء: جانبُه، و یجمع أَرْفاضاً؛ قال بشار: و كأَنَّ رَفْضَ حَدِیثِها قِطَعُ الرّیاضِ، كُسینَ زَهْرا و الرّوافِضُ: جنود تركوا قائدهم و انصرفوا فكل طائفة منهم رافِضةٌ، و النسبة إِلیهم رافِضِیٌّ. و الرَّوافِضُ: قوم من الشِّیعة، سموا بذلك لأَنهم تركوا زید بن علی؛قال الأَصمعی: كانوا بایعوه ثم قالوا له: ابْرأْ من الشیخین نقاتل معك، فأَبی و قال: كانا وَزِیرَیْ جَدِّی فلا أَبْرأُ منهما، فرَفَضُوه و ارْفَضُّوا عنه فسُمُّوا رافِضَةً، و قالوا الرَّوافِضَ و لم یقولوا الرُّفَّاضَ لأَنهم عَنُوا الجماعات. و الرَّفْضُ: أَن یَطْرُدَ الرجل غنمه و إِبله إِلی حیث یَهْوی، فإِذا بَلَغَتْ لَها عَنَّها و تركها. و رَفَضْتُها أَرْفِضُها و أَرْفُضُها رَفْضاً: تركْتُها تَبَدَّدُ فی مَراعِیها تَرْعی حیث شاءَتْ و لا یَثْنیها عن وَجْهٍ تریده، و هی إِبل رافِضةٌ و إِبل رَفَضٌ و أَرْفاضٌ. الفراء: أَرْفَضَ القوم إِبلهم إِذا أَرسلوها بلا رِعاء. و قد رَفَضَتِ الإِبل إِذا تفرقت، و رَفَضَت هی تَرْفِضُ رَفْضاً أَی تَرْعی وحدها و الراعی یبصرها قریباً منها أَو بعیداً لا تتعبه و لا یجمعها؛ و قال الراجز: سَقْیاً بِحَیْثُ یُهْمَلُ المُعَرَّضُ، و حَیْثُ یَرْعی و رَعِی و یَرْفِضُ و یروی: … و أَرْفِضُ. قال ابن بری: المُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ و هو خطّ فی الفخذین عَرْضاً. و الوَرَعُ: الصغیر الضعیف الذی لا غَناءَ عنده. یقال: إِنما مال فلان أَوْراعٌ أَی صِغارٌ. و الرَّفَضُ: النَّعَمُ المُتَبَدِّدُ، و الجمع أَرْفاضٌ. و رجل قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ: یَتَمَسَّكُ بالشی‌ء ثم لا یَلْبَثُ أَن یَدَعَه. و یقال: راع قُبَضةٌ رُفَضَةٌ للذی یَقْبِضُها و یسوقها و یجمعها، فإِذا صارت إِلی الموضع الذی تحبه و تهواه رفضها و تركها ترعی كیف شاءَتْ، فهی إِبل رَفَضٌ. قال: الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول: القوم رَفَضٌ فی بیوتهم أَی تفرّقوا فی بیوتهم، و الناس أَرْفاضٌ فی السفَر أَی متفرّقون، و هی إِبلٌ رافِضةٌ و رَفْضٌ أَیضاً؛ و قال مِلْحةُ بن واصل، و قیل: هو لِمِلْحةَ الجَرْمی، یصف
(2). قوله [ظلت إلخ] فی معجم یاقوت: باضت بدل ظلت، و قبله كما فیه: كأنها و هی تحت الرحل لاهیة إذا المطی علی أنقابه زملا جونیة من قطا الصوان مسكنها جفاجف تنبت القفعاء و النفلا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 158
سحاباً.یُباری الرِّیاحَ الحَضْرَمِیّاتِ مُزْنُه بِمُنْهَمِر الأَرْواقِ ذی قَزَعٍ رَفْضِ قال: و رفَضٌ أَیضاً بالتحریك، و الجمع أَرْفاض. و نَعام رَفَضٌ أَی فِرَقٌ؛ قال ذو الرمة: بها رَفَضٌ من كلِّ خَرْجاءَ صَعْلةٍ، و أَخْرَجَ یَمْشِی مِثْلَ مَشْی المُخَبَّلِ و قوله أَنشده الباهلی: إِذا ما الحِجازِیّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ بِمَیْثاء، لا یأْلُوكَ رافِضُها صخْرا أَعْلَقْنَ أَی عَلَّقْن أَمْتعَتَهُنَّ علی الشجر لأَنهن فی بلاد شجر. طَنَّبَتْ هذه المرأَة أَی مَدَّتْ أَطنابها و ضرَبَتْ خیمتها. بِمَیْثاءَ: بِمَسِیلٍ سَهْل لین. لا یأْلوك: لا یستطیعك. و الرافضُ: الرامی؛ یقول: من أَراد أَن یرمی بها لم یجد حجراً یَرْمی به، یرید أَنها فی أَرض دَمِثةٍ لَیّنة. و الرَّفْضُ و الرَّفَضُ من الماء و اللَبن: الشی‌ء القلیل یبقی فی القِرْبة أَو المَزادةِ و هو مثل الجُرْعةِ، و رواه ابن السكیت رَفْضٌ، بسكون الفاء، و یقال: فی القِرْبة رَفَض من ماء أَی قلیل، و الجمع أَرْفاضٌ؛ عن اللحیانی. و قد رَفَّضْتُ فی القِرْبة تَرْفیضاً أَی أَبْقَیْتُ فیها رَفْضاً من ماء. و الرَّفْضُ: دون المَلْ‌ءِ بِقَلِیل؛ عن ابن الأَعرابی: فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ الیَدَیْنِ، و حَنَّفَتْ إِلی المَلْ‌ءِ، و امْتَدَّتْ بِرَفْضٍ غُضُونُها و الرَّفْضُ: القُوت، مأْخوذ من الرَّفْضِ الذی هو القلیل من الماء و اللبن. و یقال: رَفَضَ النخلُ و ذلك إِذا انتَشَرَ عِذْقُه و سقَطَ قِیقاؤُه.

ركض؛ ج7، ص: 158

: رَكَضَ الدابةَ یَرْكُضُها رَكْضاً: ضرَب جَنْبَیْها برجله. و مِرْكَضةُ القَوْس: معروفة و هما مِرْكَضَتانِ؛ قال ابن بری: و مِرْكَضا القَوْس جانباها؛ و أَنشد لأَبی الهیثم التَّغْلَبِیّ: لنا مَسائِحُ زُورٌ، فی مَراكِضِها لِینٌ، و لیس بها وهْیٌ و لا رَقَقُ و رَكَضَتِ الدابةُ نفسُها، و أَباها بعضُهم. و فلان یَرْكُضُ دابّتَه: و هو ضَرْبُه مَرْكَلَیْها برِجْلیْه، فلما كثر هذا علی أَلسنتِهِم استعملوه فی الدوابِّ فقالوا: هی تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ منها. و المَرْكَضانِ: هما موضع عَقِبَی الفارس من مَعَدَّی الدابّة. و قال أَبو عبید: أَرْكَضَتِ الفَرسُ، فهی مُرْكِضةٌ و مُرْكِضٌ إِذا اضطَرَبَ جَنِینُها فی بطنها؛ و أَنشد: و مُرْكِضةٌ صَرِیحیٌّ أَبُوها، یُهانُ له الغُلامةُ و الغُلامُ «1» و یروی‌و مِرْكَضةٌ …، بكسر المیم، نَعَت الفرس أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض بقوائمها إِذا عَدَت و أَحضَرَت. الأَصمعی: رُكِضَتِ الدابةُ، بغیر أَلف، و لا یقال رَكَضَ هو، إِنما هو تحریكك إِیاه، سار أَو لم یَسِرْ؛ و قال شمر: قد وجدنا فی كلامهم رَكَضتِ الدابةُ فی سیرها و رَكَضَ الطائرُ فی طَیَرانه؛ قال الشاعر:
(1). قوله [و مركضة إلخ] هو كمحسنة، كما ضبطه الصاغانی. قال ابن بری: صواب انشاده الرفع لأن قبله: أَعان علی مراس الحرب زغف مضاعفة لها حلق تؤام.
لسان العرب، ج‌7، ص: 159
جَوانِح یَخْلِجْنَ خَلْجَ الظّباءِ، یَرْكُضْنَ مِیلًا و یَنْزِعْنَ مِیلا و قال رؤبة: و النَّسْرُ قد یَرْكُضُ و هْو هافی أَی یضرب بجناحیه. و الهافی: الذی یَهْفُو بین السماء و الأَرض. ابن شمیل: إِذا ركب الرجل البعیر فضرب بعقبیه مَرْكَلَیْه فهو الرَّكْضُ و الرَّكْلُ. و قد رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ و عَدا. و قال الفراء فی قوله تعالی: إِذٰا هُمْ مِنْهٰا یَرْكُضُونَ لٰا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا؛ قال: یَرْكُضُونَ یَهْرُبون و یَنْهَزِمُون و یَفِرُّون، و قال الزجاج: یَهْرُبون من العذاب. قال أَبو منصور: و یقال رَكَضَ البعیرُ برجله كما یقال رَمَحَ ذو الحافِرِ برجله، و أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ. ابن سیدة: رَكَضَ البعیر برجله و لا یقال رَمَح. الجوهری: ركضَه البعیر إِذا ضربَه برجله و لا یقال رَمَحه؛ عن یعقوب. و‌فی حدیث ابن عمرو بن العاص: لَنَفْسُ المؤْمِن أَشدُّ ارْتِكاضاً علی الذَّنْبِ من العُصْفور حین یُغْدَفُ به‌أَی أَشدُّ اضطِراباً و حركةً علی الخطیئة حِذارَ العذاب من العصفور إِذا أُغْدِف علیه الشّبَكةُ فاضطَرَب تحتها. و رَكَضَ الطائرُ یَرْكُضُ رَكْضاً: أَسرَعَ فی طَیَرانِه؛ قال: كأَنّ تَحْتِی بازِیاً رَكّاضا فأَما قول سلامة بن جندل: وَلَّی حَثِیثاً، و هذا الشَّیْبُ یَتْبَعُه، لو كانَ یُدرِكُه رَكْض الیعاقِیبِ فقد یجوز أَنْ یَعْنی بالیَعاقِیبِ ذكور القَبَج فیكون الرَّكْضُ من الطَّیران، و یجوز أَن یعنی بها جِیادَ الخیل فیكون من المشی؛ قال الأَصمعی: لم یقل أَحد فی هذا المعنی مثل هذا البیت. و رَكَضَ الأَرضَ و الثوبَ: ضرَبَهما برجله. و الرَّكْضُ: مشی الإِنسان برجلیه معاً. و المرأَة تَرْكُضُ ذُیُولَها برجلیها إِذا مشت؛ قال النابغة: و الرَّاكِضاتِ ذُیُولَ الرَّیط، فَنَّقَها بَرْدُ الهَواجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرِدِ الجوهری: الرَّكْضُ تحریك الرجل؛ و منه قوله تعالی: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ. و رَكَضْتُ الفَرَس برجلی إِذا استحثثته لِیَعْدُوَ، ثم كثر حتی قیل رَكَضَ الفَرَسُ إِذا عَدا و لیس بالأَصل، و الصواب رُكِضَ الفرَسُ، علی ما لم یُسمَّ فاعله، فهو مركوضٌ. و راكَضْتَ فلاناً إِذا أَعْدَی كل واحد منكما فَرَسَه. و تَراكَضُوا إِلیه خَیْلَهم. و حكی سیبویه: أَتَیْتُه رَكْضاً، جاؤوا بالمصدر علی غیر فعل و لیس فی كل شی‌ء، قیل: مثل هذا إِنما یحكی منه ما سُمِعَ. و قَوْسٌ رَكُوضٌ و مُرْكِضةٌ أَی سریعةُ السهْم، و قیل: شدیدة الدَّفْع و الحَفْزِ للسّهم؛ عن أَبی حنیفة تَحْفِزُه حَفْزاً؛ قال كعب بن زهیر: شَرِقاتٍ بالسمِّ مِنْ صُلَّبِیٍّ، و رَكُوضاً من السِّراءِ طَحُورا و مُرْتَكضُ الماء: موضع مَجَمِّه. و‌فی حدیث ابن عباس فی دم المستحاضة: إِنما هو عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضةٌ من الشیطان؛ قال: الرَّكْضةُ الدَّفْعةُ و الحركة؛ و قال زهیر یصف صقراً انقضّ علی قطاة:
لسان العرب، ج‌7، ص: 160
یَرْكُضْنَ عند الزُّنابی، و هْیَ جاهِدةٌ، یكاد یَخْطَفُها طَوْراً و تَهْتَلِكُ «1» قال: رَكْضُها طَیَرانُها؛ و قال آخر: ولَّی حَثِیثاً، و هذا الشَّیْبُ یَطْلُبُه، لو كانَ یُدْرِكُه رَكْضُ الیَعاقِیبِ جعل تصفیقها بجناحَیْها فی طَیَرانها رَكْضاً لاضطرابها. قال ابن الأَثیر «2»: أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ بالرجل و الإِصابة بها كما تُرْكَضُ الدابةُ و تُصاب بالرجل، أَراد الإِضْرار بها و الأَذی، المعنی أَن الشیطان قد وجد بذلك طریقاً إِلی التلبیس علیها فی أَمر دینها و طُهْرها و صلاتها حتی أَنساها ذلك عادتها، و صار فی التقدیر كأَنه یَرْكُض بآلة من رَكَضاته. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز قال: إِنا لما دَفَنّا الولید رَكَضَ فی لحده‌أَی ضرب برجله الأَرض. و التَّرْكَضَی و التِّرْكِضاءُ: ضَرْبٌ من المَشْی علی شكل تلك المِشْیةِ، و قیل: مِشْیة التَّرْكَضَی مِشْیة فیها تَرَقُّلٌ و تَبَخْتُر، إِذا فتحت التاء و الكاف قَصَرْتَ، و إِذا كسرتهما مَدَدْتَ. و ارتَكَضَ الشی‌ء: اضطَرَب؛ و منه قول بعض الخطباء: انتقضت مِرَّتُه و ارتَكَضَتْ جِرَّتُه. و ارتكَضَ فلان فی أَمره: اضطَرَب، و ربما قالوا رَكَضَ الطائِرُ إِذا حرك جناحیه فی الطَّیَران؛ قال رؤبة: أَرَّقَنِی طارقُ هَمٍّ أَرَّقَا، و رَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا و أَركَضَتِ الفرس: تحرّك ولدها فی بطنها و عَظُم؛ و أَنشد ابن بری لأَوس بن غَلْفاءَ الهُجَیْمِی: و مُرْكِضةٌ صرِیحیٌّ أَبُوها، تُهانُ لها الغُلامةُ و الغُلامُ و فلان لا یَرْكُضُ المِحْجَنَ؛ عن ابن الأَعرابی، أَی لا یَمْتَعِضُ من شی‌ء و لا یَدْفَعُ عن نفسه. و المِرْكَضُ: مِحْراثُ النار و مِسْعَرُها؛ قال عامر بن العَجْلانِ الهذلی: تَرَمَّضَ من حَرّ نَفّاحةٍ، كما سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ و رَكّاضٌ: اسم، و اللّه أَعلم.

رمض؛ ج7، ص: 160

: الرَّمَضُ و الرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ. و الرَّمَضُ: حَرُّ الحجارة من شدّة حَرّ الشمس، و قیل: هو الحرّ و الرُّجوعُ عن المَبادِی إِلی المَحاضِر، و أَرضٌ رَمِضَةُ الحجارة. و الرَّمَضُ: شدة وَقْع الشمس علی الرمل و غیره: و الأَرضُ رَمْضاءُ. و منه‌حدیث عَقِیلٍ: فجعل یَتَتَبَّعُ الفَیْ‌ءَ من شدّةِ الرَّمَضِ، و هو، بفتح المیم، المصدر، یقال: رَمِضَ یَرْمَضُ رَمَضاً. و رَمِضَ الإِنسانُ رَمَضاً: مَضی علی الرَّمْضاءِ، و الأَرضُ رَمِضةٌ. و رَمِضَ یَومُنا، بالكسر، یَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّه. و أَرْمَضَ الحَرُّ القومَ: اشتدّ علیهم. و الرَّمَضُ: مصدر قولك رَمِضَ الرجلُ یَرْمَضُ رَمَضاً إِذا احترقت قدماه فی شدة الحر؛ و أَنشد: فَهُنّ مُعْتَرِضاتٌ، و الحَصی رَمِضٌ، و الرِّیحُ ساكنةٌ، و الظِّلُّ مُعْتَدِلُ و رَمِضَتْ قَدَمُه من الرمْضاءِ أَی احترَقَتْ. و رَمِضَتِ الغنم تَرْمَضُ رَمَضاً إِذا رَعَتْ فی شدّة
(1). و روی هذا البیت فی دیوان زهیر علی هذه الصورة: عندَ الذُّنابی، لها صوتٌ و أزمَلةٌ، یكادُ یخطفها طوراً و تهتلِكُ. (2). قوله [قال ابن إلخ] هو تفسیر لحدیث ابن عباس المتقدم فلعل بمسودة المؤلف تخریجاً اشتبه علی الناقل منه فقدّم و أخر.
لسان العرب، ج‌7، ص: 161
الحر فحَبِنَتْ رِئاتُها و أَكْبادُها و أَصابها فیها قَرَحٌ. و‌فی الحدیث: صلاةُ الأَوّابین إِذا رَمِضَتِ الفِصالُ؛ و هی الصلاةُ التی سنَّها سیدنا رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی وقتِ الضُّحَی عند ارتفاعِ النهار. و فی الصحاح: أَی إِذا وجَدَ الفَصیلُ حرَّ الشمس من الرَّمْضاءِ، یقول: فصلاة الضحی تلك الساعةَ؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن تَحْمی الرَّمْضاءُ، و هی الرَّمْلُ، فتَبْرُكَ الفِصالُ من شدة حرِّها و إِحراقِها أَخْفافَها. و‌فی الحدیث: فلم تَكْتَحِلْ حتی كادَتْ عیناها تَرْمَضانِ، یروی بالضاد، من الرَّمْضاء و شدة الحرّ. و‌فی حدیث صفیة: تَشَكَّتْ عَیْنَیْها حتی كادتْ تَرْمَضُ، فإِن روی بالضاد أَراد حتی تَحْمی. و رَمَضُ الفِصالِ: أَن تَحْتَرِقَ الرَّمْضاءُ و هو الرمل فتبرك الفصال من شدة حرها و إِحراقها أَخفافَها و فَراسِنَها. و یقال: رَمَضَ الراعی مواشِیَه و أَرمَضَها إِذا رَعاها فی الرَّمْضاءِ و أَرْبَضَها علیها. و‌قال عمر بن الخطاب، رضی اللّه عنه، لراعی الشاءِ: علیكَ الظَّلَفَ من الأَرضِ لا تُرَمِّضْها؛ و الظَّلَفُ من الأَرض: المكان الغلیظ الذی لا رَمْضاءَ فیه. و أَرْمَضَتْنی الرَّمْضاءُ أَی أَحرقتنی. یقال: رَمَّضَ الراعی ماشیته و أَرمَضَها إِذا رعاها فی الرَّمْضاء. و التَّرَمُّضُ: صَیْدُ الظبی فی وقت الهاجرة تتبعه حتی إِذا تَفَسَّخَت قوائمُه من شدة الحر أَخذته. و ترَمَّضْنا الصیْدَ: رَمَیْناه فی الرمضاء حتی احترقت قوائمُه فأَخذناه. و وجَدْتُ فی جسَدِی رَمَضةً أَی كالمَلِیلةِ. و الرَّمَضُ: حُرْقةُ الغَیْظِ. و قد أَرْمَضَه الأَمرُ و رَمِضَ له، و قد أَرْمَضَنی هذا الأَمرُ فَرَمِضْتُ؛ قال رؤبة: و مَنْ تَشَكَّی مُغْلةَ الإِرْماضِ أَو خُلَّةً، أَعْرَكْتُ بالإِحْماضِ قال أَبو عمرو: الإِرْماضُ كلُّ ما أَوْجَع. یقال: أَرْمَضَنی أَی أَوْجَعَنی. و ارْتَمَضَ الرجل من كذا أَی اشتدّ علیه و أَقْلَقَه؛ و أَنشد ابن بری: إِنَّ أُحیحاً ماتَ من غیرِ مَرَضْ، و وُجْدَ فی مَرْمَضِه، حیث ارْتمض عساقِلٌ و جِبَأٌ فیها قَضَضْ و ارْتَمَضَتْ كَبِدُه: فسَدَتْ. و ارْتَمضْتُ لفلانٍ: حَزِنْتُ له. و الرَّمَضِیُّ من السحاب و المطر: ما كان فی آخر القَیْظِ و أَوّلِ الخَرِیف، فالسحابُ رَمَضِیٌّ و المطر رَمَضِیٌّ، و إِنما سمی رَمَضِیّاً لأِنه یدرك سُخونة الشمس و حرّها. و الرَّمَضُ: المطر یأْتی قُبُلَ الخریف فیجد الأَرض حارّة محترقة. و الرَّمَضِیَّةُ: آخر المِیَرِّ، و ذلك حین تحترِقُ الأَرض لأَنَّ أَوّلَ المِیَرّ الرَّبَعِیَّةُ ثم الصَّیْفِیّةُ ثم الدَّفَئِیّةُ، و یقال: الدَّثَئِیّةُ ثم الرَّمَضِیّةُ. و رمضانُ: من أَسماء الشهور معروف؛ قال: جاریةٌ فی رمضانَ الماضی، تُقَطِّعُ الحدیثَ بالإِیماضِ أَی إِذا تبَسَّمَتْ قطَّعَ الناسُ حدیثهم و نظروا إِلی ثَغْرِها. قال أَبو عمر مُطَرِّزٌ: هذا خطأٌ، الإِیماضُ لا یكون فی الفم إِنما یكون فی العینین، و ذلك أَنهم كانوا یتحدّثون فنظرت إِلیهم فاشتغلوا بحسن نظرها عن الحدیث و مضت، و الجمع رَمَضاناتٌ و رَماضِینُ و أَرْمِضاءُ و أَرْمِضةٌ و أَرْمُضٌ؛ عن بعض أَهل اللغة، و لیس بثبَت.قال مطرز: كان مجاهد یكره أَن یُجْمَعَ رمضانُ و یقول: بلغنی أَنه اسم من أَسماء اللّه عزّ و جلّ؛ قال ابن درید: لما نقلوا أَسماء الشهور عن
لسان العرب، ج‌7، ص: 162
اللغة القدیمة سموها بالأَزمنة التی هی فیها فوافَقَ رمضانُ أَیامَ رَمَضِ الحرّ و شدّته فسمّی به. الفَرّاء: یقال هذا شهر رمضان، و هما شهرا ربیع، و لا یذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور العربیة. یقال: هذا شعبانُ قد أَقبل. و شهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم یَرْمَضُ إِذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال اللّه عزّ و جلّ: شَهْرُ رَمَضٰانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ؛ و شاهدُ شهْرَیْ ربیع قول أَبی ذؤیب: به أَبَلَتْ شَهْرَیْ رَبِیعٍ كِلَیْهِما، فَقَد مارَ فیها نَسْؤُها و اقْتِرارُها نَسْؤُها: سِمَنُها. و اقْتِرارُها: شِبَعُها. و أَتاه فلم یُصِبْه فَرَمَّضَ: و هو أَن ینتظِره شیئاً. الكسائی: أَتیته فلم أَجِدْه فرَمَّضْتُه تَرْمِیضاً؛ قال شمر: تَرْمِیضُه أَن تنتظره شیئاً ثم تَمْضی. و رَمَضَ النَّصْلَ یَرْمِضُه و یَرْمُضُه رَمْضاً: حدّده. ابن السكیت: الرَّمْضُ مصدر رَمَضْتُ النصْلَ رَمْضاً إِذا جعلته بین حجرین ثم دقَقْتَه لیَرِقَّ. و سِكِّینٌ رَمِیضٌ بیّنُ الرَّماضةِ أَی حدیدٌ. و شفْرةٌ رَمِیضٌ و نَصْلٌ رَمِیضٌ أَی وَقِیعٌ؛ و أَنشد ابن بری للوضّاح بن إِسماعیل: و إِنْ شِئْتَ، فاقْتُلْنا بِمُوسَی رَمِیضةٍ جَمِیعاً، فَقَطِّعْنا بِها عُقَدَ العُرا و كل حادٍّ رَمِیضٌ. و رَمَضْتُه أَنا أَرْمُضُه و أَرْمِضُه إِذا جعلته بین حجرین أَمْلَسَیْنِ ثم دقَقْته لیَرِقّ. و‌فی الحدیث: إِذا مَدَحْتَ الرجل فی وجهه فكأَنما أَمْرَرْتَ علی حلقه مُوسَی رَمِیضاً؛ قال شمر: الرَّمِیضُ الحدید الماضی، فَعِیل بمعنی مفعول؛ و قال: و ما رُمِضَتْ عِنْدَ القُیونِ شِفارُ أَی أُحِدّتْ. و قال مُدْرِكٌ الكلابی فیما روی أَبو تراب عنه: ارْتَمَزَتِ الفرَسُ بالرجل و ارْتَمَضَتْ به أَی و ثَبَتْ به. و المَرْمُوضُ: الشِّواءُ الكَبِیسُ. و مَرَرْنا علی مَرْمِضِ شاةٍ و مَنْدَه شاةٍ، و قد أَرْمَضْتُ الشاةَ فأَنا أُرْمِضُها رَمْضاً، و هو أَن تَسْلُخَها إِذا ذبحتها و تَبْقُرَ بطنها و تخرج حُشْوَتها، ثم تُوقِدَ علی الرِّضافِ حتی تَحْمَرَّ فتصیر ناراً تتّقِدُ، ثم تطرحها فی جوف الشاة و تكسر ضلوعها لتنطبق علی الرضاف، فلا یزال یتابِعُ علیها الرِّضافَ المُحْرقَةَ حتی یعلم أَنها قد أَنْضَجَتْ لحمَها، ثم یُقْشر عنها جلدُها الذی یسلَخُ عنها و قد استوی لحمها؛ و یقال: لحم مَرْمُوض، و قد رُمِضَ رَمْضاً. ابن سیدة: رَمَضَ الشاة یَرْمِضُها رَمْضاً أَوقد علی الرضْفِ ثم شقَّ الشاة شقّاً و علیها جلدها، ثم كسّر ضُلوعَها من باطن لتطمئنّ علی الأَرض، و تحتها الرّضْفُ و فوقها المَلَّةُ، و قد أَوْقَدُوا علیها فإِذا نَضِجَتْ قَشَرُوا جلدَها و أَكلوها، و ذلك الموضع مَرْمِضٌ، و اللحمُ مَرْمُوض. و الرَّمِیضُ: قریب من الحَنِیذِ غیر أَن الحَنِیذ یكسَّر ثم یُوقَدُ فوقه. و ارْتَمَضَ الرجل: فسَدَ بطنه و مَعِدَتُه؛ عن ابن الأَعرابی.

روض؛ ج7، ص: 162

: الرَّوْضةُ: الأَرض ذات الخُضْرةِ. و الرَّوْضةُ: البُسْتانُ الحَسَنُ؛ عن ثعلب. و الرَّوْضةُ: الموضِع یجتمع إِلیه الماء یَكْثُر نَبْتُه، و لا یقال فی موضع الشجر روضة، و قیل: الروضة عُشْب و ماء و لا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها أَو إِلی جنبها. و قال أَبو زید الكِلابیّ: الروضة القاعُ یُنْبِتُ السِّدْر و هی تكون كَسَعةِ بَغْدادَ. و الرَّوْضةُ أَیضاً: من البَقْل
لسان العرب، ج‌7، ص: 163
و العُشْب، و قیل: الروضةُ قاعٌ فیه جَراثِیمُ و رَوابٍ، سَهْلةٌ صِغار فی سَرارِ الأَرض یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ، و أَصْغَرُ الرِّیاضِ مائةُ ذِراع. و‌قوله، صلّی اللّه علیه و سلّم: بَیْن قَبْرِی أَو بَیْتی و مِنْبرِی رَوْضةٌ من ریاضِ الجنة؛ الشك من ثعلب فسره هو و قال: معناه أَنه من أَقام بهذا الموضع فكأَنه أَقام فی رَوْضةٍ من رِیاضِ الجنة، یُرَغِّب فی ذلك، و الجمع من ذلك كله رَوْضاتٌ و رِیاضٌ و رَوْضٌ و رِیضانٌ، صارت الواو یاء فی ریاضٍ للكسرة قبلها، هذا قول أَهل اللغة؛ قال ابن سیدة و عندی أَن ریضاناً لیس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذی هو جمع رَوْضة، لأَن لفظ روض، و إِن كان جمعاً، قد طابق وزنَ ثَوْر، و هم ممّا قد یجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد، و قد یكون جمعَ رَوْضةٍ علی طرح الزائد الذی هو الهاء. و أَرْوَضَتِ الأَرضُ و أَراضَتْ: أُلبِسَها النباتُ. و أَراضَها اللّه: جَعَلَها رِیاضاً. و روَّضها السیْلُ: جعلها رَوضة. و أَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ: تنبت نباتاً جیّداً أَو اسْتَوَی بَقْلُها. و المُسْتَرْوِضُ من النبات: الذی قد تَناهَی فی عِظَمِه و طُوله. و رَوَّضْتُ القَراحَ: جَعَلْتُها رَوْضةً. قال یعقوب: قد أَراضَ هذا المكانُ و أَرْوَضَ إِذا كَثُرَتْ رِیاضُه. و أَراضَ الوادی و اسْتراضَ أَی استْتَنْقَعَ فیه الماء، و كذلك أَراضَ الحوْضُ؛ و منه قولهم: شربوا حتی أَراضُوا أَی رَووا فنَقَعُوا بالرّیّ. و أَتانا بإِناءٍ یُرِیضُ كذا و كذا نفْساً. قال ابن بری: یقال أَراض اللّه البلاد جعلها ریاضاً؛ قال ابن مقبل: لَیالیَ بعضُهم جِیرانُ بَعْضٍ بِغَوْلٍ، فهو مَوْلیٌّ مُرِیضُ قال یعقوب: الحَوْضُ المُسْتَرِیضُ الذی قد تَبَطَّحَ الماءُ علی وجهه؛ و أَنشد: خَضْراء فیها وَذَماتٌ بِیضٌ، إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ یَسْتَرِیضُ یعنی بالخضراء دلْواً. و الوَذَماتُ: السُّیُور. وَ رَوْضَةُ الحَوْض: قَدْرُ ما یَغَطِّی أَرْضَه من الماء؛ قال: و رَوْضةٍ سَقَیْتُ منها نضْوَتی قال ابن بری: و أَنشد أَبو عمرو فی نوادره و ذكر أَنه لِهِمْیانَ السعدیّ: و رَوْضةٍ فی الحَوْضِ قد سَقَیْتُها نِضْوِی، و أَرْضٍ قد أَبَتْ طَوَیْتُها و أَراضَ الحَوْضُ: غَطَّی أَسْفَلَه الماءُ، و اسْتَراضَ: تَبَطَّحَ فیه الماءُ علی وجْهه، و استراضَ الوادِی: اسْتَنْقَعَ فیه الماءُ. قال: و كأَنّ الروضة سمیت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فیها، قال أَبو منصور: و یقال أَراضَ المكانُ إِراضةً إِذا اسْتَراضَ الماءُ فیه أَیضاً. و‌فی حدیث أُمّ مَعْبَدٍ: أَنّ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و صاحِبَیْهِ لمَّا نزلُوا علیها و حَلَبُوا شاتَها الحائِلَ شَرِبُوا من لبنها و سَقَوْها، ثم حلبوا فی الإِناء حتی امْتَلأَ، ثم شربوا حتی أَراضوا؛ قال أَبو عبید: معنی أَراضُوا أَی صَبُّوا اللبن علی اللبن، قال: ثم أَراضوا و أَرَضُّوا من المُرِضَّةِ و هی الرَّثِیئةُ، قال: و لا أَعلم فی هذا الحدیث حرفاً أَغرب منه؛ و قال غیره: أَراضُوا شربوا عَلَلًا بعد نَهَلٍ مأْخوذ من الرَّوْضةِ، و هو الموضع الذی یَسْتَنْقِعُ فیه الماء، أَرادت أَنهم شربوا حتی رَوُوا فَنَقَعُوا بالرِّیّ، من أَراضَ الوادی و اسْتَراضَ إِذا اسْتَنْقَعَ فیه الماءُ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 164
و أَراضَ الحوْضُ كذلك، و یقال لذلك الماء: رَوْضةٌ. و‌فی حدیث أُمّ معبد أَیضاً: فَدَعا بإِناء یُرِیضُ الرَّهْطَ‌أَی یُرْوِیهم بعضَ الرِّیّ، من أَراضَ الحوضُ إِذا صُبَّ فیه من الماء ما یوارِی أَرضه، و جاءنا بِإِناءٍ یُریضُ كذا و كذا رجلًا، قال: و الروایة المشهورة بالباء، و قد تقدّم. و الرَّوْضُ: نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء. و أَراضَهم: أَرْواهُم بعضَ الرّیّ. و یقال: فی المَزادةِ روضةٌ من الماء كقولك فیها شَوْلٌ من الماء. أَبو عمرو: أَراضَ الحوضُ، فهو مُرِیضٌ. و فی الحوض رَوْضةٌ من الماء إِذا غَطَّی الماء أَسفَلَه و أَرْضَه، و قال: هی الرَّوْضةُ و الرِّیضةُ و الأَرِیضةُ و الإِراضةُ و المُسْتَرِیضةُ. و قال أَبو منصور: فإِذا كان البلَد سَهْلًا لا یُمْسِكُ الماء و أَسفَلَ السُّهولةِ صَلابةٌ تُمْسِكُ الماء فهو مَراضٌ، و جمعها مَرائِضُ و مَراضاتٌ، فإِذا احتاجوا إِلی مِیاهِ المَرائِض حفَروا فیها جِفاراً فشَرِبوا و استَقَوْا من أَحسائِها إِذا وجدوا ماءها عَذْباً. و قَصِیدةٌ رَیِّضةُ القوافی إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِیها الشُّعراءُ. و أَمرٌ رَیِّضٌ إِذا لم یُحْكَمْ تدبیرُه. قال أَبو منصور: رِیاضُ الصَّمّانِ و الحَزْنِ فی البادیة أَماكن مطمئنة مستویة یَسْتَرِیضُ فیها ماء السماء، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب و لا یُسْرِعُ إِلیها الهَیْج و الذُّبُول، فإِذا كانت الرِّیاضُ فی أَعالی البِراقِ و القِفافِ فهی السُّلْقانُ، واحدها سَلَقٌ، و إِذا كانت فی الوَطاءاتِ فهی ریاضٌ، و رُبَّ رَوْضةٍ فیها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّیّ، و ربما كانت الروْضةُ مِیلًا فی میل، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهی قِیعانٌ، واحدها قاعٌ. و كل ما یجتمع فی الإِخاذِ و المَساكاتِ و التَّناهی، فهو رَوْضةٌ. و فلان یُراوِضُ فلاناً علی أَمر كذا أَی یُدارِیهِ لِیُدْخِلَه فیه. و‌فی حدیث طلحة: فَتَراوضْنا حتی اصطَرَفَ مِنِّی و أَخَذ الذهَب‌أَی تَجاذَبْنا فی البیع و الشِّراءِ و هو ما یجری بین المتبایعین من الزیادة و النقصان كأَنَّ كلَّ واحد منهما یَرُوضُ صاحِبَه من رِیاضةِ الدّابَّة، و قیل: هو المُواصَفةُ بالسلعة لیست عندك، و یسمی بیع المُواصفة، و قیل: هو أَن یَصِفَها و یَمْدَحَها عنده. و‌فی حدیث ابن المسیب: أَنه كره المُراوَضةَ، و بعضُ الفقهاء یجیزه إِذا و افَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفةَ. و قال شمر: المُراوَضةُ أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعةِ لیست عندك. و الرَّیِّضُ من الدوابِّ: الذی لم یَقْبلِ الرِّیاضةَ و لم یَمْهَر المِشْیةَ و لم یَذِلَّ لراكِبه. ابن سیدة: و الرَّیِّضُ من الدوابِّ و الإِبل ضدُّ الذَّلُولِ، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء؛ قال الراعی: فكأَنَّ رَیِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها، كانتْ مُعاوَدةً الرِّكابِ ذَلُولا قال: و هو عندی علی وجه التَّفاؤُل لأَنها إِنما تسمی بذلك قبل أَن تَمْهَرَ الرِّیاضةَ. و راضَ الدابَّة یَرُوضُها رَوْضاً و رِیاضةً: وطَّأَها و ذلَّلَها أَو عَلَّمها السیْر؛ قال إمْرؤ القیس: و رُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبةً أَیَّ إِذلالِ دل بقوله أَیَّ إِذْلالِ أَنَّ معنی قوله رُضْتُ ذَلَّلْتُ لأَنه أَقام الإِذْلالُ مُقامَ الرِّیاضة. و رُضْتُ المُهْرَ أَرُوضُه ریاضاً و ریاضةً، فهو مَرُوضٌ، و ناقةٌ مَرُوضةٌ، و قد ارْتاضَتْ، و كذلك روَّضْتُه شُدّدَ للمبالغة؛ و ناقةٌ رَیِّضٌ: أَوّل ما رِیضَتْ و هی
لسان العرب، ج‌7، ص: 165
صَعْبةٌ بعد، و كذلك العَرُوضُ و العَسِیرُ و القَضِیبُ من الإِبل كلِّه، و الأُنثی و الذكرُ فیه سواء، و كذلك غلام رَیِّضٌ، و أَصله رَیْوِضٌ فقلبت الواو یاءً و أُدغمت؛ قال ابن سیدة: و أَما قوله: علی حِین ما بی من رِیاضٍ لصَعْبةٍ، و بَرَّحَ بی أَنقاضُهُنَّ الرَّجائِعُ فقد یكون مصدر رُضْتُ كقمت قِیاماً، و قد یجوز أَن یكون أَراد ریاضة فحذف الهاء كقول أَبی ذؤَیب: أَلا لَیْتَ شِعْری، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِیادی علی الهِجْرانِ أَمْ هُوَ یائِسُ؟ أَراد عِیادَتی فحذف الهاء، و قد یكون عِیادی هنا مصدر عُدْتُ كقولك قمت قیاماً إِلا أَنَّ الأَعْرَفَ رِیاضةٌ و عِیادةٌ؛ و رجل رائِضٌ من قوم راضةٍ و رُوّضٍ و رُوّاضٍ. و اسْتَراضَ المكانُ: فَسُحَ و اتَّسَعَ. و افْعَلْه ما دام النفَسُ مُسْتَرِیضاً أَی مُتَّسِعاً طیباً؛ و استعمله حمید الأَرقط فی الشعر و الرجز فقال: أَ رَجَزاً تُرِیدُ أَمْ قَرِیضا؟ كِلاهُما أُجِیدُ مُسْتَرِیضا أَی واسعاً ممكناً، و نسب الجوهری هذا الرجز للأَغْلب العِجْلِیّ، قال ابن بری: نسبه أَبو حنیفة للأَرقط و زعم أَن بعض الملوك أَمره أَن یقول فقال هذا الرجز.

فصل الشین المعجمة؛ ج7، ص: 165

شرض؛ ج7، ص: 165

: قال الأَزهری: أُهملت الشین مع الضاد إِلا قولهم جمل شِرْواضٌ: رِخْوٌ ضَخْم، فإِن كان ضَخْماً ذا قَصَرةٍ غلیظةٍ و هو صُلْبٌ، فهو جِرْواضٌ، و الجمع شَراوِیضُ، و اللّه أَعلم.

شرنض؛ ج7، ص: 165

: اللیث: جمل شِرْناضٌ ضَخْم طویل العُنُقِ، و جمعه شَرانِیضُ؛ قال أَبو منصور: لا أَعرفه لغیره.

شمرض؛ ج7، ص: 165

: قال فی الخماسی: و الشَّمِرْضاضُ شجرة بالجزیرة فیما قیل، قال أَبو منصور: هذا منكر، و یقال: بل هی كلمةُ معایاة كما قالوا عُهْعُخ، قال: فإِذا بدأْت بالضاد هُدِرَ، و اللّه أَعلم.

فصل الصاد المهملة؛ ج7، ص: 165

التهذیب: قال الخلیل بن أحمد الصاد مع الضاد مَعْقُوم لم یدخلا معاً فی كلمة واحدة من كلام العرب إلا فی كلمة وضعت مثالًا لبعض حُسّاب الجُمّل و هی صعفض، هكذا تأسیسها، قال: و بیان ذلك أنها تفسر فی الحساب علی أن الصاد ستّون و العین سبعون و الفاء ثمانون و الضاد تسعون، فلما قبحت فی اللفظ حولت الضاد إلی الصاد فقیل سعفص.

فصل العین المهملة؛ ج7، ص: 165

عجمض؛ ج7، ص: 165

: ابن درید: العجَمْضَی ضرب من التمر.

عرض؛ ج7، ص: 165

: العَرْضُ: خلافُ الطُّول، و الجمع أَعراضٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاجِ الغُبْرِ، طَیَّ أَخی التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ و فی الكثیر عُرُوضٌ و عِراضٌ؛ قال أَبو ذؤیب یصف برذوناً: أَ مِنْكَ بَرْقٌ أَبِیتُ اللیلَ أَرْقُبُه، كأَنَّه فی عِراضِ الشامِ مِصباحُ؟
لسان العرب، ج‌7، ص: 166
و قال الجوهری: أَی فی شِقِّه و ناحِیتِه. و قد عَرُضَ یَعْرُضُ عِرَضاً مثل صَغُرَ صِغَراً، و عَراضةً، بالفتح؛ قال جریر: إِذا ابْتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ، بَذَّهُم عَراضةُ أَخْلاقِ ابن لَیْلَی و طُولُها فهو عَرِیضٌ و عُراضٌ، بالضم، و الجمع عِرْضانٌ، و الأُنثی عَرِیضةٌ و عُراضةٌ. و عَرَّضْتُ الشی‌ء: جعلته عَرِیضاً، و قال اللیث: أَعْرَضْتُه جعلته عَرِیضاً. و تَعْرِیضُ الشی‌ء: جَعْلُه عَرِیضاً. و العُراضُ أَیضاً: العَرِیضُ كالكُبارِ و الكَبِیرِ. و‌فی حدیث أُحُد: قال للمنهزمین لقد ذَهَبْتُمْ فیها عَرِیضةً‌أَی واسعةً. و‌فی الحدیث: لئن أَقْصَرْتَ الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْتَ المسأَلة‌أَی جِئْتَ بالخطْبةِ قصیرة و بالمسأَلة واسعة كبیرة. و العُراضاتُ: الإِبل العَرِیضاتُ الآثار. و یقال للإِبل: إِنها العُراضاتُ أَثَراً؛ قال الساجع: إِذا طَلَعت الشِّعْری سَفَرا، و لم تَرَ مَطَرا، فلا تَغْذُوَنَّ إِمَّرةً و لا إِمَّرا، و أَرْسِلِ العُراضاتِ أَثَرَا، یَبْغِیْنَكَ فی الأَرضِ مَعْمَرا؛ السفَر: بیاضُ النهار، و الإِمَّرُ الذكر من ولد الضأْن، و الإِمَّرةُ الأُنثی، و إِنما خص المذكور من الضأْن و إِنما أَراد جمیع الغنم لأَنها أَعْجَزُ عن الطَّلَب من المَعَزِ، و المَعَزُ تُدْرِكُ ما لا تُدْرِكُ الضأْنُ. و العُراضاتُ: الإِبل. و المَعْمَرُ: المنزل بدارِ مَعاشٍ؛ أَی أَرسِلِ الإِبل العَرِیضةَ الآثار علیها رُكْبانُها لِیَرْتادُوا لك منزلًا تَنْتَجِعُه، و نَصَبَ أَثراً علی التمییز. و قوله تعالی: فَذُو دُعٰاءٍ عَرِیضٍ؛ أَی واسع و إِن كان العَرْضُ إِنما یقع فی الأَجسام و الدعاءُ لیس بجسم. و أَعْرَضَتْ بأَولادها: ولدتهم عِراضاً. و أَعْرَضَ: صار ذا عَرْض. و أَعْرَض فی الشی‌ء: تَمَكَّن من عَرْضِه؛ قال ذو الرمة: فَعال فَتًی بَنَی و بَنَی أَبُوه، فأَعْرَضَ فی المكارِمِ و اسْتَطالا جاءَ به علی المثَل لأَن المَكارمَ لیس لها طُولٌ و لا عَرْضٌ فی الحقیقة. و قَوْسٌ عُراضةٌ: عَرِیضةٌ؛ و قول أَسماء بن خارجة أَنشده ثعلب: فَعَرَضْتُهُ فی ساقِ أَسْمَنِها، فاجْتازَ بَیْنَ الحاذِ و الكَعْبِ لم یفسره ثعلب و أُراه أَراد: غَیَّبْتُ فیها عَرْضَ السیف. و رجل عَرِیضُ البِطانِ: مُثْرٍ كثیر المال. و قیل فی قوله تعالی: فَذُو دُعٰاءٍ عَرِیضٍ، أَراد كثیر فوضع العریض موضع الكثیر لأَن كل واحد منهما مقدار، و كذلك لو قال طَوِیل لَوُجِّهَ علی هذا، فافهم، و الذی تقدَّم أَعْرفُ. و امرأَة عَرِیضةٌ أَرِیضةٌ: وَلُود كاملة. و هو یمشی بالعَرْضِیَّةِ و العُرْضِیَّةِ؛ عن اللحیانی، أَی بالعَرْض. و العِراضُ: من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ، قیل: هو خطٌّ فی الفَخِذِ عَرْضاً؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علی، تقول منه: عَرَضَ بعیره عَرْضاً. و المُعَرَّضُ: نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ؛ قال الراجز: سَقْیاً بحَیْثُ یُهْمَلُ المُعَرَّضُ تقول منه: عَرَّضْتُ الإِبل. و إِبل مُعَرَّضةٌ: سِمَتُها العِراضُ فی عَرْضِ الفخذ لا فی طوله، یقال منه: عَرَضْتُ البعیر و عَرَّضْتُه تَعْرِیضاً. و عَرَضَ الشی‌ءَ علیه یَعْرِضُه عَرْضاً: أَراهُ إِیّاه؛ و قول ساعدة بن جؤیة:
لسان العرب، ج‌7، ص: 167
و قدْ كانَ یوم اللِّیثِ لو قُلْتَ أُسْوةٌ و مَعْرَضَةٌ، لو كنْتَ قُلْتَ لَقابِلُ، عَلَیَّ، و كانوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ و مَجْدٍ، إِذا ما حوَّضَ المَجْد نائِلُ أَراد: لقد كان لی فی هؤلاء القوم الذین هلكوا ما آتَسِی به، و لو عَرَضْتَهُم علیَّ مكان مُصِیبتی بابنی لقبِلْتُ، و أَراد: وَ مَعْرضةٌ علیَّ ففصل. و عَرَضْتُ البعیرَ علی الحَوْضِ، و هذا من المقلوب، و معناه عَرَضْتُ الحَوْضَ علی البعیر. و عَرَضْتُ الجاریةَ و المتاعَ علی البَیْعِ عَرْضاً، و عَرَضْتُ الكِتاب، و عَرَضْتُ الجُنْدَ عرْضَ العَیْنِ إِذا أَمْرَرْتَهم علیك و نَظَرْتَ ما حالُهم، و قد عَرَضَ العارِضُ الجُنْدَ و اعْتَرَضُوا هم. و یقال: اعْتَرَضْتُ علی الدابةِ إِذا كنتَ وقْتَ العَرْض راكباً، قال ابن بری: قال الجوهری و عَرَضْتُ بالبعیر علی الحوض، و صوابه عَرَضْتُ البعیر، و رأَیت عِدّة نسخ من الصحاح فلم أَجد فیها إِلا و عَرَضْتُ البعیر، و یحتمل أَن یكون الجوهری قال ذلك و أَصلح لفظه فیما بعد. و قد فاته العَرْضُ و العَرَضُ، الأَخیرة أَعلی، قال یونس: فاته العَرَضُ، بفتح الراء، كما تقول قَبَضَ الشی‌ءَ قَبْضاً، و قد أَلقاه فی القَبَض أَی فیما قَبَضه، و قد فاته العَرَضُ و هو العَطاءُ و الطَّمَعُ؛ قال عدی بن زید: و ما هذا بأَوَّلِ ما أُلاقِی مِنَ الحِدْثانِ و العَرَضِ القَرِیبِ أَی الطَّمَع القریب. و اعْتَرَضَ الجُنْدَ علی قائِدِهم، و اعْتَرَضَ الناسَ: عَرَضَهم واحداً واحداً. و اعْتَرَضَ المتاعَ و نحوه و اعْتَرَضَه علی عینه؛ عن ثعلب، و نظر إِلیه عُرْضَ عیْنٍ؛ عنه أَیضاً، أَی اعْتَرَضَه علی عینه. و رأَیته عُرْضَ عَیْنٍ أَی ظاهراً عن قریب. و‌فی حدیث حذیفة: تُعْرَضُ الفِتَنُ علی القلوب عَرْضَ الحَصِیر؛ قال ابن الأَثیر: أَی توضَع علیها و تُبْسَطُ كما تُبْسَطُ الحَصِیرُ، و قیل: هو من عَرْض الجُنْدِ بین یدی السلطان لإِظهارهم و اختبار أَحوالهم. و یقال: انطلق فلان یَتَعَرَّضُ بجَمله السُّوق إِذا عَرَضَه علی البیع. و یقال: تَعَرَّضْ أَی أَقِمْهُ فی السوق. و عارَضَ الشی‌ءَ بالشی‌ءَ مُعارضةً: قابَلَه، و عارَضْتُ كتابی بكتابه أَی قابلته. و فلان یُعارِضُنی أَی یُبارِینی. و‌فی الحدیث: إِن جبریل، علیه السلام، كان یُعارِضُه القُرآنَ فی كل سنة مرة و إِنه عارضَه العامَ مرتین، قال ابن الأَثیر: أَی كان یُدارِسُه جمِیعَ ما نزل من القرآن من المُعارَضةِ المُقابلةِ. و أَما الذی‌فی الحدیث: لا جَلَبَ و لا جَنَبَ و لا اعتراضَ‌فهو أَن یَعْتَرِضَ رجل بفَرسِه فی السِّباق فَیَدْخُلَ مع الخیل؛ و منه‌حدیث سُراقة: أَنه عَرَضَ لرسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و أَبی بكر الفَرسَ‌أَی اعْتَرَضَ به الطریقَ یَمْنَعُهما من المَسِیر. و أَما‌حدیث أَبی سعید: كنت مع خلیلی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی غزوة إِذا رجل یُقَرِّبُ فرساً فی عِراضِ القوم، فمعناه أَی یَسِیرُ حِذاءَهم مُعارِضاً لهم. و أَما‌حدیث الحسن بن علیّ: أَنه ذَكَرَ عُمر فأَخذ الحسینُ فی عِراضِ كلامه‌أَی فی مثل قوله و مُقابِله. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، عارَضَ جَنازَة أَبی طالب‌أَی أَتاها مُعْتَرِضاً من بعض الطریق و لم یتبعْها من منزله. و عَرَضَ من سلعته: عارَضَ بها فأَعْطَی سِلْعةً و أَخذ أُخری. و‌فی الحدیث: ثلاثٌ
لسان العرب، ج‌7، ص: 168
فیهن البركة منهن البَیْعُ إِلی أَجل و المُعارَضةُ‌أَی بیع العَرْض بالعَرْض، و هو بالسكون المَتاعُ بالمتاع لا نَقْدَ فیه. یقال: أَخذت هذه السلعة عرْضاً إِذا أَعْطَیْتَ فی مقابلتها سلعة أُخری. و عارضَه فی البیع فَعَرَضَه یَعْرُضُه عَرْضاً: غَبَنَه. و عَرَضَ له مِن حقِّه ثوباً أَو مَتاعاً یَعْرِضُه عَرْضاً و عَرَضَ به: أَعْطاهُ إِیّاهُ مكانَ حقِّه، و من فی قولك عَرَضْتُ له من حَقِّه بمعنی البدل كقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَجَعَلْنٰا مِنْكُمْ مَلٰائِكَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ؛ یقول: لو نشاءُ لجعلنا بدلكم فی الأَرض ملائكة. و یقال: عَرَّضْتُك أَی عَوَّضْتُك. و العارِضُ: ما عَرَضَ من الأَعْطِیَة؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسیّ: یا لَیْلُ، أَسْقاكِ البُرَیْقُ الوامِضُ هلْ لكِ، و العارِضُ منكِ عائِضُ، فی هَجْمَةٍ یُسْئِرُ منها القابِضُ؟ قاله یخاطب امرأَة خطبها إِلی نفسها و رَغَّبها فی أَنْ تَنْكِحه فقال: هل لك رَغْبةٌ فی مائة من الإِبل أَو أَكثر من ذلك؟ لأَن الهجمة أَوَّلُها الأَربعون إِلی ما زادت یجعلها لها مَهْراً، و فیه تقدیم و تأْخیر، و المعنی هل لك فی مائة من الإِبل أَو أَكثر یُسْئِرُ منها قابِضُها الذی یسوقها أَی یُبْقِی لأَنه لا یَقْدِر علی سَوْقِها لكثرتها و قوتها لأَنها تَفَرَّقُ علیه، ثم قال: و العارِضُ منكِ عائِضٌ أَی المُعْطِی بدلَ بُضْعِكِ عَرْضاً عائِضٌ أَی آخِذٌ عِوَضاً مِنْكِ بالتزویج یكون كِفاءً لما عَرَضَ منك. و یقال: عِضْتُ أَعاضُ إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً، و عُضْتُ أَعُوضُ إِذا عَوَّضْتَ عِوَضاً أَی دَفَعْتَ، فقوله عائِضٌ من عِضْتُ لا من عُضْتُ، و من رَوَی یَغْدِرُ، أَراد یَتْرُكُ من قولهم غادَرْتُ الشی‌ء. قال ابن بری: و الذی فی شعره و العائِضُ منكِ عائِضُ أَی و العِوَضُ منك عِوَضٌ كما تقول الهِبَةُ مِنكَ هِبَةٌ أَی لها مَوْقِعٌ. و یقال: كان لی علی فلان نَقْدٌ فأَعْسَرْتُه فاعْتَرَضْتُ منه. و إِذا طلب قوم عند قوم دَماً فلم یُقِیدُوهم قالوا: نحن نَعْرِضُ منه فاعْتَرِضُوا منه أَی اقْبَلُوا الدیة. و عَرَضَ الفَرَسُ فی عَدْوِه: مَرَّ مُعْتَرِضاً. و عَرَضَ العُودَ علی الإِناءِ و السَّیْفَ علی فَخِذِه یَعْرِضُه عَرْضاً و یَعْرُضُه، قال الجوهری: هذه وحدها بالضم. و‌فی الحدیث: خَمِّرُوا آنِیَتَكم و لو بِعُود تَعْرُضُونَه علیه‌أَی تَضَعُونَه مَعْرُوضاً علیه أَی بالعَرْض؛ و عَرَضَ الرُّمْحَ یَعْرِضُه عَرْضاً و عَرَّضَه؛ قال النابغة: لَهُنَّ عَلَیْهم عادَةٌ قدْ عَرَفْنَها، إِذا عَرَّضُوا الخَطِّیَّ فوقَ الكَواثِبِ و عَرَضَ الرامی القَوْسَ عَرْضاً إِذا أَضجَعها ثم رَمی عنها. و عَرَضَ له عارِضٌ من الحُمَّی و غَیرها. و عَرَضْتُهم علی السیف قَتْلًا. و عَرَضَ الشی‌ءُ یَعْرِضُ و اعترَضَ: انتَصَبَ و مَنَعَ و صار عارِضاً كالخشَبةِ المنتصبةِ فی النهر و الطریق و نحوها تَمْنَعُ السالكین سُلوكَها. و یقال: اعتَرَضَ الشی‌ءُ دون الشی‌ءِ أَی حال دونه. و اعتَرَضَ الشی‌ءَ: تَكَلَّفَه. و أَعرَضَ لك الشی‌ءُ من بَعِیدٍ: بدَا و ظَهَر؛ و أَنشد: إِذا أَعْرَضَتْ داویَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، و غَرَّدَ حادِیها فَرَیْنَ بها فِلْقا «3» أَی بَدَتْ. و عَرَضَ له أَمْرُ كذا أَی ظهر. و عَرَضْتُ علیه أَمر كذا و عَرَضْتُ له الشی‌ء أَی أَظهرته له و أَبْرَزْتُه إِلیه. و عَرَضْتُ الشی‌ءَ فأَعْرَضَ أَی
(3). قوله [فلقا] بالكسر هو الأمر العجب، و أَنشد الصحاح: إِذا أعرضت البیت شاهداً علیه و تقدم فی غرد ضبطه بفتح الفاء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 169
أَظْهَرْتُه فظهر، و هذا كقولهم كَبَبْتُه فأَكَبَّ، و هو من النوادر. و‌فی حدیث عمر: تَدَعُون أَمیرَ المؤمنین و هو مُعْرَضٌ لكم؛ هكذا روی بالفتح، قال الحَرْبیّ: و الصواب بالكسر. یقال: أَعْرَضَ الشی‌ءُ یُعْرِضُ من بعید إِذا ظهَر، أَی تَدَعُونه و هو ظاهر لكم. و‌فی حدیث عثمان بن العاص: أَنه رأَی رجلًا فیه اعتِراضٌ، هو الظهور و الدخول فی الباطل و الامتناع من الحق. قال ابن الأَثیر: و اعتَرَضَ فلان الشی‌ءَ تَكَلَّفَه. و الشی‌ءُ مُعْرِضٌ لك: موجود ظاهر لا یمتنع. و كلُّ مُبْدٍ عُرْضَه مُعْرِضٌ؛ قال عمرو ابن كلثوم: و أَعْرَضَتِ الیَمامةُ، و اشمَخَرَّتْ كأَسْیافٍ بأَیْدی مُصْلِتِینا و قال أَبو ذؤیب: بأَحْسَن منها حِینَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ تُوارِی الدُّمُوعَ، حِینَ جَدَّ انحِدارُها و اعتَرَضَ له بسهم: أَقْبَلَ قِبَلَه فرماه فقتلَه. و اعتَرَضَ عَرْضه: نَحا نَحْوَه. و اعتَرَضَ الفرَسُ فی رَسَنِه و تَعَرَّضَ: لم یَسْتَقِمْ لقائدِه؛ قال الطرماح: و أَرانی المَلِیكُ رُشْدی، و قد كنْتُ أَخا عُنجُهِیَّةٍ و اعتِراضِ و قال: تَعَرَّضَتْ، لم تَأْلُ عن قَتْلٍ لی، تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فی الطِّوَلِّ و العَرَضُ: من أَحْداثِ الدهر من الموت و المرض و نحو ذلك؛ قال الأَصمعی: العَرَضُ الأَمر یَعْرِضُ للرجل یُبْتَلَی به؛ قال اللحیانی: و العَرَضُ ما عَرَضَ للإِنسان من أَمر یَحْبِسهُ من مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ. و العَرَضُ: ما یَعْرِضُ للإِنسان من الهموم و الأَشغال. یقال: عَرَضَ لی یَعْرِضُ و عَرِضَ یَعْرَضُ لغتان. و العارِضةُ: واحدة العَوارِضِ، و هی الحاجاتُ. و العَرَضُ و العارِضُ: الآفةُ تَعْرِضُ فی الشی‌ء، و جَمْعُ العَرَضِ أَعْراضٌ، و عَرَضَ له الشكُّ و نحوُه من ذلك. و شُبْهةٌ عارِضةٌ: معترضةٌ فی الفؤاد. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: یَقْدَحُ الشكُّ فی قلبه بأَوَّلِ عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ؛ و قد تكونُ العارِضَةُ هنا مصدراً كالعاقبة و العافیة. و أَصَابَه سَهْمُ عَرَضٍ و حَجَرُ عَرَضٍ مُضاف، و ذلك أَن یُرْمی به غیْرُه عمداً فیصاب هو بتلك الرَّمْیةِ و لم یُرَدْ بها، و إِن سقَط علیه حجر من غیر أَن یَرْمِیَ به أَحد فلیس بعرَض. و العَرَضُ فی الفلسفة: ما یوجد فی حامله و یزول عنه من غیر فساد حامله، و منه ما لا یَزُولُ عنه، فالزّائِل منه كأُدْمةِ الشُّحُوبِ و صفرة اللون و حركة المتحرّك، و غیرُ الزائل كسَواد القارِ و السَّبَجِ و الغُرابِ. و تَعَرَّضَ الشی‌ءُ: دخَلَه فَسادٌ، و تَعَرَّضَ الحُبّ كذلك؛ قال لبید: فاقْطَعْ لُبانةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه، و لَشَرُّ واصِلِ خُلّةٍ صَرّامُها و قیل: من تعرّض وصله أَی تعوّج و زاغَ و لم یَسْتَقِم كما یَتَعَرَّضُ الرجل فی عُرُوض الجَبل یمیناً و شمالًا؛ قال إمرؤ القیس یذكر الثریَّا: إِذا ما الثُّرَیّا فی السماءِ تَعَرَّضَتْ، تَعَرُّضَ أَثْناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ أَی لم تَسْتَقِمْ فی سیرها و مالتْ كالوِشاح المُعَوَّجِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 170
أَثناؤه علی جاریة تَوَشَّحَتْ به. و عَرَضُ الدنیا: ما كان من مال، قلّ أَو كَثُر. و العَرَضُ: ما نِیلَ من الدنیا.یقال: الدّنیا عَرَضٌ حاضر یأْكل منها البَرّ و الفاجر، و هو حدیث مَرْوِیّ. و فی التنزیل: یَأْخُذُونَ عَرَضَ هٰذَا الْأَدْنیٰ وَ یَقُولُونَ سَیُغْفَرُ لَنٰا؛ قال أَبو عبیدة: جمیع مَتاعِ الدنیا عرَض، بفتح الراء. و‌فی الحدیث: لیْسَ الغِنی عن كَثْرة العَرَضِ إِنما الغِنی غِنی النفس؛ العَرَضُ، بالتحریك: متاع الدّنیا و حُطامُها، و أَما العَرْض بسكون الراء فما خالف الثَّمَنَینِ الدّراهِمَ و الدّنانیرَ من مَتاعِ الدنیا و أَثاثِها، و جمعه عُروضٌ، فكل عَرْضٍ داخلٌ فی العَرَض و لیس كل عَرَضٍ عَرْضاً. و العَرْضُ: خِلافُ النقْد من المال؛ قال الجوهری: العَرْضُ المتاعُ، و كلُّ شی‌ء فهو عَرْضٌ سوی الدّراهِمِ و الدّنانیر فإِنهما عین. قال أَبو عبید: العُرُوضُ الأَمْتِعةُ التی لا یدخلها كیل و لا وَزْنٌ و لا یكون حَیواناً و لا عَقاراً، تقول: اشتریت المَتاعَ بِعَرْضٍ أَی بمتاع مِثْلِه، و عارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شی‌ء مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به. و رجلٌ عِرِّیضٌ مثل فِسِّیقٍ: یَتَعَرَّضُ الناسَ بالشّرِّ؛ قال: و أَحْمَقُ عِرِّیضٌ عَلَیْهِ غَضاضةٌ، تَمَرَّسَ بی مِن حَیْنِه، و أَنا الرَّقِمْ و اسْتَعْرَضَه: سأَله أَنْ یَعْرِضَ علیه ما عنده. و اسْتَعْرَض: یُعْطِی «1» مَنْ أَقْبَلَ و مَنْ أَدْبَرَ. یقال: اسْتَعْرِضِ العَرَبَ أَی سَلْ مَنْ شئت منهم عن كذا و كذا. و اسْتَعْرَضْتُه أَی قلت له: اعْرِضْ علیّ ما عندك. و عِرْضُ الرجلِ حَسَبُه، و قیل نفْسه، و قیل خَلِیقَته المحمودة، و قیل ما یُمْدح به و یُذَمُّ. و‌فی الحدیث: إِن أَعْراضَكم علیكم حَرامٌ كحُرْمةِ یومكم هذا؛ قال ابن الأَثیر: هو جمع العِرْض المذكور علی اختلاف القول فیه؛ قال حسان: فإِنَّ أَبی و والِدَه و عِرْضِی لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ قال ابن الأَثیر: هذا خاصّ للنفس. یقال: أَكْرَمْت عنه عِرْضِی أَی صُنْتُ عنه نَفْسی، و فلان نَقِیُّ العِرْض أَی بَرِی‌ءٌ من أَن یُشْتَم أَو یُعابَ، و الجمع أَعْراضٌ. و عَرَضَ عِرْضَه یَعْرِضُه و اعتَرَضَه إِذا وقع فیه و انتَقَصَه و شَتَمه أَو قاتَله أَو ساواه فی الحسَب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و قَوْماً آخَرِینَ تَعَرَّضُوا لی، و لا أَجْنی من الناسِ اعتِراضا أَی لا أَجْتَنی شَتْماً منهم. و یقال: لا تُعْرِضْ عِرْضَ فلان أَی لا تَذْكُرْه بسوء، و قیل فی قوله شتم فلان عِرْضَ فلان: معناه ذكر أَسلافَه و آباءَه بالقبیح؛ ذكر ذلك أَبو عبید فأَنكر ابن قتیبة أَن یكون العِرْضُ الأَسْلافَ و الآباء، و قال: العِرْض نَفْسُ الرجل، و قال فی قوله یَجْرِی «2» من أَعْراضِهم مِثلُ ریحِ المسكِ أَی من أَنفسهم و أَبدانِهم؛ قال أَبو بكر: و لیس احتجاجه بهذا الحدیث حجة لأَن الأَعراضَ عند العرب المَواضِعُ التی تَعْرَقُ من الجسد؛ و دل علی غَلَطِه قول مِسْكِین الدارِمیّ: رُبَّ مَهْزولٍ سَمِینٌ عِرْضُه، و سمِینِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ
(1). قوله [و استعرض یعطی] كذا بالأَصل. (2). قوله [یجری] نص النهایة: و منه حدیث صفة أهل الجنة إِنما هو عرق یجری، و ساق ما هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 171
معناه: رُبَّ مَهْزُولِ البدَن و الجسم كریمُ الآباءِ. و قال اللحیانی: العِرْضُ عِرْضُ الإِنسان، ذُمَّ أَو مُدِحَ، و هو الجسَد. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، للحطیئة: كأَنِّی بك عند بعض الملوك تُغَنِّیه بأَعراضِ الناس‌أَی تُغَنی بذَمِّهم و ذَمِّ أَسلافِهم فی شعرك و ثَلْبِهم؛ قال الشاعر: و لكنَّ أَعْراضَ الكِرام مَصُونةٌ، إِذا كان أَعْراضُ اللِّئامِ تُفَرْفَرُ و قال آخر: قاتَلَكَ اللّهُ ما أَشَدَّ عَلَیْك البَدْلَ فی صَوْنِ عِرْضِكَ الجَرِب یُرِیدُ فی صَوْنِ أَسلافِك اللِّئامِ؛ و قال فی قول حسان: فإِنَّ أَبی و والِدَه و عِرْضِی أَراد فإِنّ أَبی و والده و آبائی و أَسلافی فأَتی بالعُموم بعد الخُصوص كقوله عزّ و جلّ: وَ لَقَدْ آتَیْنٰاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثٰانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ، أَتی بالعموم بعد الخصوص. و‌فی حدیث أَبی ضَمْضَم: اللهم إِنِّی تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِی علی عبادك‌أَی تصدّقت علی من ذكرنی بما یَرْجِعُ إِلیَّ عَیْبُه، و قیل: أَی بما یلحقنی من الأَذی فی أَسلافی، و لم یرد إِذاً أَنه تصدَّق بأَسلافه و أَحلّهم له، لكنه إِذا ذكَرَ آباءه لحقته النقیصة فأَحلّه مما أَوصله إِلیه من الأَذی. و عِرْضُ الرجل: حَسَبُه. و یقال: فلان كریم العِرْضِ أِی كریم الحسَب. و أَعْراضُ الناس: أَعراقُهم و أَحسابُهم و أَنْفُسهم. و فلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِیباً. و‌فی الحدیث: لَیُّ الواجِدِ یُحِلُّ عُقُوبَتَه و عِرْضَهُ‌أَی لصاحب الدَّیْنِ أَن یَذُمَّ عِرْضَه و یَصِفَه بسوء القضاء، لأَنه ظالم له بعد ما كان محرماً منه لا یَحِلُّ له اقْتِراضُه و الطَّعْنُ علیه، و قیل: عِرْضَه أَن یُغْلِظَ له و عُقُوبته الحَبْس، و قیل: معناه أَنه یُحِلّ له شِكایَتَه منه، و قیل: معناه أَن یقول یا ظالم أَنْصِفْنی، لأَنه إِذا مَطَلَه و هو غنیّ فقد ظَلَمه. و‌قال ابن قتیبة: عِرْضُ الرجل نَفْسُه و بَدَنُه لا غیر.و‌فی حدیث النعمان بن بَشِیر عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: فمن اتقی الشُّبُهات اسْتَبْرَأَ لِدِینِه و عِرْضِه‌أَی احْتاطَ لنفسه، لا یجوز فیه معنی الآباءِ و الأَسْلافِ. و‌فی الحدیث: كلُّ المُسْلِم علی المسلِم حَرام دَمُه و مالُه و عِرْضُه؛ قال ابن الأَثیر: العِرْضُ موضع المَدْحِ و الذَّمِّ من الإِنسان سواء كان فی نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو من یلزمه أَمره، و قیل: هو جانبه الذی یَصُونُه من نفْسه و حَسَبِه و یُحامی عنه أَن یُنْتَقَصَ و یُثْلَبَ، و قال أَبو العباس: إِذا ذكر عِرْضُ فلان فمعناه أُمُورُه التی یَرْتَفِعُ أَو یَسْقُطُ بذكرها من جهتها بِحَمْدٍ أَو بِذَمّ، فیجوز أَن تكون أُموراً یوصف هو بها دون أَسْلافه، و یجوز أَن تذكر أَسلافُه لِتَلحَقه النّقِیصة بعیبهم، لا خلاف بین أَهل اللغة فیه إِلا ما ذكره ابن قتیبة من إِنكاره أَن یكون العِرْضُ الأَسْلافَ و الآباءَ؛ و احتج أَیضاً بقول أَبی الدرداء: أَقْرِضْ من عِرْضِك لیوم فَقْرِك، قال: معناه أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِك أَی مَنْ عابك و ذمّك فلا تُجازه و اجعله قَرْضاً فی ذمته لِتَسْتَوفِیَه منه یومَ حاجتِكَ فی القِیامةِ؛ و قول الشاعر: و أُدْرِكُ مَیْسُورَ الغِنی و مَعِی عِرْضِی أَی أَفعالی الجمیلة؛ و قال النابغة: یُنْبِئْكِ ذُو عِرْضهِمْ عَنِّی و عالِمُهُمْ، و لَیْسَ جاهِلُ أَمْرٍ مثْلَ مَنْ عَلِما
لسان العرب، ج‌7، ص: 172
ذو عِرْضِهم: أَشْرافُهُم، و قیل: ذو عِرْضِهم حَسَبهم، و الدلیل علی أَن العرض لیس بالنفْسِ و لا البدن‌قوله، صلّی اللّه علیه و سلّم: دمُه و عِرْضُه، فلو كان العرض هو النفس لكان دمه كافیاً عن قوله عِرْضُه لأَن الدم یراد به ذَهابُ النفس، و یدل علی هذا‌قول عمر للحطیئة: فانْدَفَعْتَ تُغَنِّی بأَعْراضِ المسلمین، معناه بأَفعالهم و أَفعال أَسلافهم. و العِرْضُ: بَدَنُ كل الحیوان. و العِرْضُ: ما عَرِقَ من الجسد. و العِرْضُ: الرائِحة ما كانت، و جمعها أَعْراضٌ. و‌روی عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه ذكر أَهل الجنة فقال: لا یَتَغَوّطُون و لا یَبُولونَ إِنما هو عَرَقٌ یجری من أَعْراضِهم مثل ریح المِسْك‌أَی من مَعاطفِ أَبْدانهم، و هی المَواضِعُ التی تَعْرَقُ من الجسد. قال ابن الأَثیر: و منه‌حدیث أُم سلمة لعائشة: غَضُّ الأَطْرافِ و خَفَرُ الأَعْراضِ‌أَی إِنهن للخَفَر و الصّوْن یَتَسَتَّرْن؛ قال: و قد روی بكسر الهمزة، أَی یُعْرِضْنَ كما كُرِهَ لهن أَن یَنْظُرْنَ إِلیه و لا یَلْتَفِتْنَ نحوه. و العِرْضُ، بالكسر: رائحة الجسد و غیره، طیبة كانت أَو خبیثة. و العِرْضُ و الأَعْراضُ: كلّ مَوْضِع یَعْرَقُ من الجسد؛ یقال منه: فلان طیب العِرْضِ أَی طیّب الریح، و مُنْتنُ العِرْضِ، و سِقاءٌ خبیثُ العِرْضِ إِذا كان مُنْتناً. قال أَبو عبید: و المعنی فی العِرْضِ فی الحدیث أَنه كلُّ شی‌ء من الجسد من المغابِنِ و هی الأَعْراضُ، قال: و لیس العِرْضُ فی النسب من هذا فی شی‌ء. ابن الأَعرابی: العِرْضُ الجسد و الأَعْراضُ الأَجْسادُ، قال الأَزهری: و قوله عَرَقٌ یجری من أَعراضهم معناه من أَبْدانِهم علی قول ابن الأَعرابی، و هو أَحسن من أَن یُذْهَبَ به إِلی أَعراضِ المَغابِنِ. و قال اللحیانی: لبَن طیّب العِرْضِ و امرأَة طیّبة العِرْضِ أَی الریح. و عَرَّضْتُ فلاناً لكذا فَتَعَرَّضَ هو له، و العِرْضُ: الجماعةُ من الطَّرْفاءِ و الأَثْلِ و النَّخْلِ و لا یكون فی غیرهن، و قیل: الأَعْراضُ الأَثْلُ و الأَراكُ و الحَمْضُ، واحدها عَرْضٌ؛ و قال: و المانِع الأَرْضَ [الأَرْضِ ذاتَ [ذاتِ العَرْضِ خَشْیَتُه، حتی تَمنَّعَ مِنْ مَرْعًی مَجانِیها و العَرُوضاواتُ «3»: أَماكِنُ تُنْبِتُ الأَعْراضَ هذه التی ذكرناها. و عارَضْتُ أَی أَخَذْتُ فی عَروضٍ و ناحیةٍ. و العِرْضُ: جَوُّ البَلَد و ناحِیتُه من الأَرض. و العِرْضُ: الوادِی، و قیل جانِبُه، و قیل عِرْضُ كل شی‌ء ناحیته. و العِرْضُ: وادٍ بالیَمامةِ؛ قال الأَعشی: أَ لم تَرَ أَنَّ العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه نَخِیلًا، و زَرْعاً نابِتاً و فَصافِصا؟ و قال المتلمس: فَهَذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه: زَنابِیرُه و الأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ الأَزْرَقُ: الذُّبابُ. و قیل: كلُّ وادٍ عِرضٌ، و جَمْعُ كلِّ ذلك أَعراضٌ لا یُجاوَزُ. و‌فی الحدیث: أَنه رُفِعَ لرسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، عارِضُ الیمامةِ؛ قال: هو موضعٌ معروف. و یقال للجبل: عارِضٌ؛ قال أَبو عبیدة: و به سمّی عارِضُ الیمامةِ، قال: و كلُّ وادٍ فیه شجر فهو عِرْضٌ؛ قال الشاعر شاهداً علی النكرة:
(3). قوله [العروضاوات؛ هكذا بالأَصل، و لم نجدها فیما عندنا من المعاجم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 173
لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ یُمسِی حَمامُه، و یُضْحِی علی أَفْنانِه الغِینِ یَهْتِفُ، «1» أَحَبُّ إِلی قَلْبی مِنَ الدِّیكِ رَنّةً و بابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ یَصْرِفُ و یقال: أَخصَبَ ذلك العِرْضُ، و أَخصَبَتْ أَعراضُ المدینة و هی قُراها التی فی أَوْدِیتها، و قیل: هی بُطونُ سَوادِها حیث الزرعُ و النخیل. و الأَعْراضُ: قُرًی بین الحجاز و الیمن. و قولهم: استُعْمِلَ فلان علی العَرُوض، و هی مكة و المدینة و الیمن و ما حولها؛ قال لبید: نُقاتِلُ ما بَیْنَ العَرُوضِ و خَثْعَما أَی ما بین مكة و الیمن. و العَرُوضُ: الناحیةُ. یقال: أَخذ فلان فی عَروضٍ ما تُعْجِبُنی أَی فی طریق و ناحیة؛ قال التَّغْلَبیّ: لكلِّ أُناسٍ، مِنْ مَعَدٍّ، عَمارةٍ، عَرُوضٌ، إِلیها یَلْجَؤُونَ، و جانِبُ یقول: لكل حَیّ حِرْز إِلا بنی تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّیوفُ، و عَمارةٍ خفض لأَنه بدل من أُناس، و من رواه عُروضٌ، بضم العین، جعله جمع عَرْض و هو الجبل، و هذا البیت للأَخنس بن شهاب. و العَرُوضُ: المكانُ الذی یُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ. و قولهم: فلان رَكُوضٌ بلا عَرُوضٍ أَی بلا حاجة عَرَضت له. و عُرْضُ الشی‌ء، بالضم: ناحِیتُه من أَی وجه جِئْتَه. یقال: نظر إِلیه بعُرْضِ وجهه. و قولهم: رأَیتُه فی عرض الناس أَی هو من العامة «2». قال ابن سیدة: و العَرُوضُ مكة و المدینة، مؤنث. و‌فی حدیث عاشوراء: فأَمَرَ أَن یُؤْذِنُوا أَهلَ العَرُوضِ؛ قیل: أَراد مَنْ بأَكنافِ مكة و المدینة. و یقال للرَّساتِیقِ بأَرض الحجاز الأَعْراضُ، واحدها عِرْضٌ؛ بالكسر، و عَرَضَ الرجلُ إِذا أَتَی العَرُوضَ و هی مكة و المدینة و ما حولهما؛ قال عبد یغوث بن وقّاص الحارثی: فَیا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ، فَبَلِّغا نَدامایَ مِن نَجْرانَ أَنْ لا تَلاقِیا قال أَبو عبید: أَراد فیا راكباه للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالی: یٰا أَسَفیٰ عَلیٰ یُوسُفَ، و لا یجوز یا راكباً بالتنوین لأَنه قصد بالنداء راكباً بعینه، و إِنما جاز أَن تقول یا رجلًا إِذا لم تَقْصِدْ رجلًا بعینه و أَردت یا واحداً ممن له هذا الاسم، فإِن نادیت رجلًا بعینه قلت یا رجل كما تقول یا زید لأَنه یَتَعَرَّفُ بحرف النداء و القصد؛ و قول الكمیت: فأَبْلِغْ یزیدَ، إِنْ عَرَضْتَ، و مُنْذِراً و عَمَّیْهِما، و المُسْتَسِرَّ المُنامِسا یعنی إِن مَرَرْتَ به. و یقال: أَخَذْنا فی عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ یعنی طریقاً فی هبوط. و یقال: سِرْنا فی عِراضِ القوم إِذا لم تستقبلهم و لكن جئتهم من عُرْضِهم؛ و قال ابن السكیت فی قول البَعِیثِ: مَدَحْنا لها رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ جَنابَ الصِّبا فی كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قال: عارَضَتْ أَخَذَتْ فی عُرْضٍ أَی ناحیةٍ منه.
(1). قوله [الغین] جمع الغیناء، و هی الشجرة الخضراء كما فی الصحاح. (2). قوله [فی عرض الناس أَی هو من العامة] كذا بالأَصل، و الذی فی الصحاح: فی عرض الناس أَی فیما بینهم، و فلان من عرض الناس أَی هو من العامة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 174
جَنابُ الصِّبا أَی جَنْبُهُ. و قال غیره: عارضت جناب الصِّبا أَی دخلت معنا فیه دخولًا لیست بمُباحِتةٍ، و لكنها تُرینا أَنها داخلة معنا و لیست بداخلة. فی كاتم السرّ أَعْجما أَی فی فعل لا یَتَبَیَّنُه مَن یَراه، فهو مُسْتَعْجِمٌ علیه و هو واضح عندنا. و بَلَدٌ ذو مَعْرَضٍ أَی مَرْعًی یُغْنی الماشیة عن أَن تُعْلَف. و عَرَّضَ الماشیةَ: أَغناها به عن العَلَف. و العَرْضُ و العارِضُ: السَّحابُ الذی یَعْتَرِضُ فی أُفُقِ السماء، و قیل: العَرْضُ ما سدَّ الأُفُق، و الجمع عُروضٌ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَیّةَ: أَرِقْتُ له حتی إِذا ما عُروضُه تَحادَتْ، و هاجَتْها بُروقٌ تُطِیرُها و العارِضُ: السَّحابُ المُطِلُّ یَعْتَرِض فی الأُفُقِ. و فی التنزیل فی قضیة قوم عادٍ: فَلَمّٰا رَأَوْهُ عٰارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِیَتِهِمْ قٰالُوا هٰذٰا عٰارِضٌ مُمْطِرُنٰا؛ أَی قالوا هذا الذی وُعِدْنا به سحاب فیه الغیث، فقال اللّه تعالی: بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِیحٌ فِیهٰا عَذٰابٌ أَلِیمٌ، و قیل: أَی ممطر لنا لأَنه معرفة لا یجوز أَن یكون صفة لعارض و هو نكرة، و العرب إِنما تفعل مثل هذا فی الأَسماء المشتقة من الأَفعال دون غیرها؛ قال جریر: یا رُبَّ غابِطِنا لو كان یَعْرِفُكم، لاقَی مُباعَدَةً مِنْكم و حِرْمانَا و لا یجوز أَن تقول هذا رجل غلامنا. و قال أَعرابی بعد عید الفطر: رُبَّ صائِمِه لن یصومه و قائمه لن یقومه فجعله نعتاً للنكرة و أَضافه إِلی المعرفة. و یقال للرِّجْلِ العظیم من الجراد: عارِضٌ. و العارِضُ: ما سَدَّ الأُفُق من الجراد و النحل؛ قال ساعدة: رأَی عارِضاً یَعْوی إِلی مُشْمَخِرَّةٍ، قَدَ احْجَمَ عَنْها كلُّ شی‌ءٍ یَرُومُها و یقال: مَرَّ بنا عارِضٌ قد مَلأَ الأُفق. و أَتانا جَرادٌ عَرْضٌ أَی كثیر. و قال أَبو زید: العارِضُ السَّحابةُ تراها فی ناحیة من السماء، و هو مثل الجُلْبِ إِلا أَن العارِضَ یكون أَبیض و الجُلْب إِلی السواد. و الجُلْبُ یكون أَضْیَقَ من العارِضِ و أَبعد. و یقال: عَرُوضٌ عَتُودٌ و هو الذی یأْكل الشجر بِعُرْضِ شِدْقِه. و العَرِیضُ من المِعْزَی: ما فوق الفَطِیمِ و دون الجَذَع. و العَرِیضُ: الجَدْی إِذا نزا، و قیل: هو إِذا أَتَی علیه نحو سنة و تناول الشجر و النبت، و قیل: هو الذی رَعَی و قَوِیَ، و قیل: الذی أَجْذَعَ. و فی كتابه لأَقْوالِ شَبْوَةَ: ما كان لهم من مِلْكٍ و عُرْمانٍ و مَزاهِرَ و عِرْضانٍ؛ العِرْضانُ: جمع العَرِیضِ و هو الذی أَتَی علیه من المعَز سنة و تناولَ الشجر و النبت بِعُرْضِ شِدْقِه، و یجوز أَن یكون جمعَ العِرْضِ و هو الوادی الكثیر الشجر و النخیل. و منه‌حدیث سلیمان، علیه السلام: أَنه حَكَمَ فی صاحب الغنم أَن یأْكل من رِسْلِها و عِرْضانِها.و‌فی الحدیث: فَتَلَقَّتْه امرأَة معها عَرِیضانِ أَهْدَتهما له، و یقال لواحدها عَروضٌ أَیضاً، و یقال للعَتُودِ إِذا نَبَّ و أَراد السِّفادَ: عَرِیضٌ، و الجمع عِرْضانٌ و عُرْضانٌ؛ قال الشاعر: عَرِیضٌ أَرِیضٌ باتَ ییْعَرُ حَوْلَه، و باتَ یُسَقِّینا بُطُونَ الثَّعالِبِ قال ابن بری: أَی یَسْقِینا لبناً مَذِیقاً كأَنه بطون
لسان العرب، ج‌7، ص: 175
الثعالب. و عنده عَرِیضٌ أَی جَدْی؛ و مثله قول الآخر: ما بالُ زَیْدٍ لِحْیة العَرِیضِ ابن الأَعرابی: إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ و الجَدْیُ سمی عَرِیضاً و عَتُوداً، و عَرِیضٌ عَرُوضٌ إِذا فاته النبتُ اعْتَرَضَ الشوْكَ بِعُرْضِ فیه. و الغَنَمُ تَعْرُضُ الشوك: تَناوَلُ منه و تأْكُلُه، تقول منه: عَرَضَتِ الشاةُ الشوكَ تَعْرُضُه و الإِبلُ تَعْرُضُ عَرْضاً. و تَعْتَرِضُ: تَعَلَّقُ من الشجر لتأْكله. و اعْتَرَضَ البعیرُ الشوك: أَكله، و بَعِیرٌ عَرُوضٌ: یأْخذه كذلك، و قیل: العَرُوضُ الذی إِن فاتَه الكَلأُ أَكل الشوك. و عَرَضَ البعِیرُ یَعْرُضُ عَرْضاً: أَكلَ الشجر من أَعراضِه. قال ثعلب: قال النضر بن شمیل: سمعت أَعرابیّاً حجازیّاً و باع بعیراً له فقال: یأْكل عَرْضاً و شَعْباً؛ الشعْبُ: أَن یَهْتَضِمَ الشجر من أَعْلاه، و قد تقدّم. و العریضُ من الظِّباء: الذی قد قارَبَ الإِثْناءَ. و العرِیضُ، عند أَهل الحجاز خاصة: الخَصِیُّ، و جمعه عِرْضانٌ و عُرْضانٌ. و یقال: أَعْرَضْتُ العرضان إِذا خصیتها، و أَعرضتُ العرضان إِذا جعلتها للبیع، و لا یكون العرِیضُ إِلا ذكراً. و لَقِحَتِ الإِبلُ عِراضاً إِذا عارَضَها فَحْلٌ من إِبل أُخری. و جاءت المرأَة بابن عن مُعارَضةٍ و عِراضٍ إِذا لم یُعْرَفْ أَبوه. و یقال للسَّفِیحِ: هو ابن المُعارَضةِ. و المُعارَضةُ: أَن یُعارِضَ الرجلُ المرأَةَ فیأْتِیَها بلا نِكاح و لا مِلْك. و العَوارِضُ من الإِبل: اللَّواتی یأْكلن العِضاه عُرْضاً أَی تأْكله حیث وجدته؛ و قول ابن مقبل: مَهارِیقُ فَلُّوجٍ تَعَرَّضْنَ تالِیا معناه یُعَرِّضُهُنَّ تالٍ یَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ. ابن السكیت: یقال ما یَعْرُضُكَ لفلان، بفتح الیاء و ضم الراء، و لا تقل ما یُعَرِّضك، بالتشدید. قال الفراء: یقال مَرَّ بی فلان فما عَرَضْنا له، و لا تَعْرِضُ له و لا تَعْرَضُ له لغتان جیّدتان، و یقال: هذه أَرضٌ مُعْرَضةٌ یَسْتَعْرِضُها المالُ و یَعْتَرِضُها أَی هی أَرض فیها نبت یرعاه المال إِذا مرَّ فیها. و العَرْضُ: الجبَل، و الجمع كالجمع، و قیل: العَرْضُ سَفْحُ الجبل و ناحیته، و قیل: هو الموضع الذی یُعْلی منه الجبل؛ قال الشاعر: كما تَدَهْدَی مِن العَرْضِ الجَلامِیدُ و یُشَبَّه الجیش الكثیف به فیقال: ما هو إِلَّا عَرْضٌ أَی جبل؛ و أَنشد لرؤبة: إِنَّا، إِذا قُدْنا لِقَوْمٍ عَرْضا، لم نُبْقِ مِن بَغْی الأَعادی عِضّا و العَرْضُ: الجیْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بناحیة الجبل، و جمعه أَعراضٌ. یقال: ما هو إِلا عَرْضٌ من الأَعْراضِ، و یقال: شُبِّه بالعَرْضِ من السَّحاب و هو ما سَدَّ الأُفُق. و‌فی الحدیث: أَن الحجاج كان علی العُرْضِ و عنده ابن عمر؛ كذا روی بالضم؛ قال الحربی: أَظنه أَراد العُروضَ جَمْعَ العَرْضِ و هو الجَیْش. و العَرُوضُ: الطریقُ فی عُرْض الجبل، و قیل: هو ما اعتَرَضَ فی مَضِیقٍ منه، و الجمع عُرُضٌ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فأَخذ فی عَرُوضٍ آخر‌أَی فی طریق آخر من الكلام. و العَرُوضُ من الإِبل: التی لم تُرَضْ؛ أَنشد ثعلب لحمید: فما زالَ سَوْطِی فی قِرابی و مِحْجَنی، و ما زِلْتُ منه فی عَرُوضٍ أَذُودُها
لسان العرب، ج‌7، ص: 176
و قال شمر فی هذا البیت أَی فی ناحیة أُدارِیه و فی اعْتِراضٍ. و اعْتَرَضَها: رَكِبَها أَو أَخَذَها رَیِّضاً. و قال الجوهری: اعتَرَضْتُ البعیر رَكِبْتُه و هو صَعْبٌ. و عَرُوضُ الكلام: فَحْواهُ و معناه. و هذه المسأَلة عَرُوضُ هذه أَی نظیرُها. و یقال: عرفت ذلك فی عَرُوضِ كلامِه و مَعارِضِ كلامِه أَی فی فَحْوَی كلامه و معنی كلامه. و المُعْرِضُ: الذی یَسْتَدِینُ ممَّن أَمْكَنَه من الناس. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، أَنه خَطَبَ فقال: إِنَّ الأُسَیْفِعَ أُسَیْفِعَ جُهَیْنَةَ رَضِیَ من دِینِه و أَمانَتِه بأَن یقال سابِقُ الحاجِّ فادّان مُعْرِضاً فأَصْبَحَ قَدْ رِینَ به، قال أَبو زید: فادّانَ مُعْرِضاً یعنی اسْتَدانَ معرضاً و هو الذی یَعْرِضُ للناسِ فَیَسْتَدِینُ ممَّنْ أَمْكَنَه. و قال الأَصمعی فی قوله فادّانَ مُعْرِضاً أَی أَخذَ الدین و لم یُبالِ أَن لا یُؤَدِّیه و لا ما یكون من التَّبِعة. و قال شمر: المُعْرِضُ هاهنا بمعنی المُعْتَرِض الذی یَعْتَرِضُ لكل من یُقْرِضُه، و العرب تقول: عَرَضَ لی الشی‌ء و أَعْرَضَ و تَعَرَّضَ و اعْتَرَضَ بمعنی واحد. قال ابن الأَثیر: و قیل إِنه أَراد یُعْرِضُ إِذا قیل له لا تسْتَدِنْ فلا یَقْبَلُ، مِن أَعْرَضَ عن الشی‌ء إِذا ولَّاه ظهره، و قیل: أَراد مُعْرِضاً عن الأَداءِ مُوَلیِّاً عنه. قال ابن قتیبة: و لم نجد أَعْرَضَ بمعنی اعتَرَضَ فی كلام العرب، قال شمر: و من جعل مُعْرِضاً هاهنا بمعنی الممكن فهو وجه بعید لأَن مُعْرِضاً منصوب علی الحال من قولك فادّان، فإِذا فسرته أَنه یأْخذه ممن یمكنه فالمُعْرِضُ هو الذی یُقْرِضُه لأَنه هو المُمْكِنُ، قال: و یكون مُعْرِضاً من قولك أَعْرَضَ ثوبُ المَلْبَس أَی اتَّسَعَ و عَرُضَ؛ و أَنشد لطائِیٍّ فی أَعْرَضَ بمعنی اعْتَرَضَ: إِذا أَعْرَضَتْ للناظِرینَ، بَدا لهمْ غِفارٌ بأَعْلی خَدِّها و غُفارُ قال: و غِفارٌ مِیسَمٌ یكون علی الخد. و عُرْضُ الشی‌ء: وسَطُه و ناحِیتُه. و قیل: نفْسه. و عُرْضُ النهر و البحر و عُرْضُ الحدیث و عُراضُه: مُعْظَمُه، و عُرْضُ الناسِ و عَرْضُهم كذلك، قال یونس: و یقول ناس من العرب: رأَیته فی عَرْضِ الناس یَعْنُونَ فی عُرْضٍ. و یقال: جری فی عُرْض الحدیث، و یقال: فی عُرْضِ الناس، كل ذلك یوصف به الوسط؛ قال لبید: فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِیِّ، و صَدَّعا مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلَّامُها و قول الشاعر: تَرَی الرِّیشَ عَنْ عُرْضِه طامِیاً، كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصالٍ نِصالا یصِفُ ماءً صار رِیشُ الطیرِ فوقه بعْضُه فوق بعض كما تَعْرِضُ [تَعْرُضُ نصْلًا فوق نَصْلٍ. و یقال: اضْرِبْ بهذا عُرْضَ الحائِط أَی ناحیته. و یقال: أَلْقِه فی أَیِّ أَعْراضِ الدار شئت، و یقال: خذه من عُرْضِ الناس و عَرْضِهم أَی من أَی شِقٍّ شِئتَ. و عُرْضُ السَّیْفِ: صَفْحُه، و الجمع أَعْراضٌ. و عُرْضا العُنُق: جانباه، و قیل: كلُّ جانبٍ عُرْضٌ. و العُرْضُ: الجانب من كل شی‌ء. و أَعْرَضَ لك الظَّبْی و غیره: أَمْكَنَكَ مِن عُرْضِه، و نظر إِلیه مُعارَضةً و عن عُرْضٍ و عن عُرُضٍ أَی جانب مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ. و كل شی‌ءٍ أَمكنك من عُرْضه، فهو مُعْرِضٌ لك. یقال: أَعْرَضَ لك الظبی فارْمِه أَی
لسان العرب، ج‌7، ص: 177
وَلَّاك عُرْضه أَی ناحیته. و خرجوا یضربون الناس عن عُرْضٍ أَی عن شقّ و ناحیة لا یبالون مَن ضرَبوا؛ و منه قولهم: اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط أَی اعتَرِضْه حیث وجدت منه أَیَّ ناحیة من نواحیه. و‌فی الحدیث: فإِذا عُرْضُ وجهِه مُنْسَحٍ‌أَی جانبه. و‌فی الحدیث: فَقَدَّمْتُ إِلیه الشَّرابَ فإِذا هو یَنِشُّ، فقال: اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط.و‌فی الحدیث: عُرِضَتْ علیّ الجنةُ و النار آنِفاً فی عُرْضِ هذا الحائط؛ العُرض، بالضم: الجانب و الناحیة من كل شی‌ء. و‌فی الحدیث، حدیث الحَجّ: فأَتَی جَمْرةَ الوادی فاستَعْرَضَها‌أَی أَتاها من جانبها عَرْضاً «3». و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: سأَل عَمْرَو بن مَعْدِیكَرِبَ عن علة بن حالد «4» فقال: أُولئِكَ فَوارِسُ أَعراضِنا و شِفاءُ أَمراضِنا؛ الأَعْراضُ جَمْعُ عُرْضٍ و هو الناحیة أَی یَحْمونَ نَواحِینَا و جِهاتِنا عن تَخَطُّفِ العدوّ، أَو جمع عَرْضٍ و هو الجیش، أَو جمع عِرْضٍ أَی یَصونون ببلائِهم أَعراضَنا أَن تُذَمّ و تُعابَ. و‌فی حدیث الحسن: أَنه كان لا یَتَأَثَّم من قتل الحَرُورِیِّ المُسْتَعْرِضِ؛ هو الذی یَعْتَرِضُ الناسَ یَقْتُلُهُم. و اسْتَعْرَضَ الخَوارِجُ الناسَ: لم یُبالوا مَن قَتَلُوه، مُسْلِماً أَو كافِراً، من أَیّ وجهٍ أَمكَنَهم، و قیل: استَعْرَضوهم أَی قَتَلوا من قَدَرُوا علیه و ظَفِرُوا به. و أَكَلَ الشی‌ءَ عُرْضاً أَی مُعْتَرِضاً. و منه الحدیث،حدیث ابن الحنفیة: كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً‌أَی اعتَرِضْه یعنی كله و اشتره ممن وجَدْتَه كیفما اتَّفق و لا تسأَل عنه أَ مِنْ عَمَلِ أَهلِ الكتابِ هو أَمْ مِنْ عَمَلِ المَجُوس أَمْ مَنْ عَمَلِ غیرهم؛ مأْخوذ من عُرْضِ الشی‌ء و هو ناحیته. و العَرَضُ: كثرة المال. و العُراضةُ: الهَدِیّةُ یُهْدِیها الرجل إِذا قَدِمَ من سفَر. و عَرَّضَهم عُراضةً و عَرَّضَها لهم: أَهْداها أَو أَطعَمَهم إِیّاها. و العُراضةُ، بالضم: ما یعَرِّضُه المائرُ أَی یُطْعِمُه من المیرة. یقال: عَرِّضونا أَی أَطعِمونا من عُراضَتِكم؛ قال الأَجلح بن قاسط: یَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْیانْ حَمْراءَ مِنْ مُعَرِّضاتِ الغِرْبانْ قال ابن بری: و هذان البیتان فی آخر دیوان الشماخ، یقول: إِن هذه الناقة تتقدّم الحادی و الإِبل فلا یلحقها الحادی فتسیر وحدها، فیسقُط الغراب علی حملها إِن كان تمراً أَو غیره فیأْكله، فكأَنها أَهدته له و عَرَّضَتْه. و‌فی الحدیث: أَن ركباً من تجّار المسلمین عَرَّضوا رسولَ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و أَبا بكر، رضی اللّه عنه، ثیاباً بیضاً‌أَی أَهْدَوْا لهما؛ و منه‌حدیث معاذ: و قالت له امرأَته و قد رجع من عمله أَین ما جئت به مما یأْتی به العُمّال من عُراضةِ أَهْلِهم؟ترید الهَدِیّة. یقال: عَرَّضْتُ الرجل إِذا أَهدیت له. و قال اللحیانی: عُراضةُ القافل من سفره هَدِیَّتُه التی یُهْدِیها لصبیانه إِذا قَفَلَ من سفره. و یقال: اشتر عُراضة لأَهلك أَی هدیة و شیئاً تحمله إِلیهم، و هو بالفارسیة راهْ آورَدْ؛ و قال أَبو زید فی العُراضةِ الهَدِیّةِ: التعرِیضُ ما كان من مِیرةٍ أَو زادٍ بعد أَن یكون علی ظهر بعیر. یقال: عَرِّضونا أَی أَطْعِمونا من میرتكم. و قال الأَصمعی: العُراضة ما أَطْعَمَه الرّاكِبُ من استطعمه من أَهل المیاه؛ و قال هِمْیانُ: و عَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً ماهِجَا
(3). قوله: عَرضاً بفتح العین؛ هكذا فی الأَصل و فی النهایة، و الكلام هنا عن عُرض بضم العین. (4). قوله [علة بن حالد] كذا بالأَصل، و الذی فی النهایة: علة بن جلد.
لسان العرب، ج‌7، ص: 178
أَی سَقَوْهُم لبناً رَقِیقاً. و‌فی حدیث أَبی بكر و أَضْیافِه: و قد عُرِضُوا فأَبَوْا؛ هو بتخفیف الراء علی ما لم یسم فاعله، و معناه أُطْعِمُوا و قُدِّمَ لَهم الطّعامُ، و عَرَّضَ فلان إِذا دام علی أَكل العَرِیضِ، و هو الإِمَّرُ. و تَعَرَّضَ الرّفاقَ: سأَلَهم العُراضاتِ. و تَعَرَّضْتُ الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَی تَصَدَّیْتُ لهم أَسأَلهم. و قال اللحیانی: تَعَرَّضْتُ مَعْروفَهم و لِمَعْرُوفِهم أَی تَصَدَّیْتُ. و جعلت فلاناً عُرْضةً لكذا أَی نَصَبْتُه له. و العارِضةُ: الشاةُ أَو البعیر یُصِیبه الداء أَو السبع أَو الكسر فَیُنْحَرُ. و یقال: بنو فلان لا یأْكلون إِلا العَوارِض أَی لا ینحرون الإِبل إِلا من داء یُصِیبها، یَعِیبُهم بذلك، و یقال: بنو فلان أَكَّالُونَ لِلْعَوارِضِ إِذا لم یَنْحَرُوا إِلا ما عَرَضَ له مَرَضٌ أَو كسْرٌ خوفاً أَن یموت فلا یَنْتَفِعُوا به، و العرب تُعَیِّرُ بأَكله. و منه‌الحدیث: أَنه بعث بُدْنَه مع رجل فقال: إِنْ عُرِضَ لها فانْحَرْها‌أَی إِن أَصابَها مرض أَو كسر. قال شمر: و یقال عَرَضَتْ من إِبل فلان عارِضةٌ أَی مَرِضَتْ و قال بعضهم: عَرِضَتْ، قال: و أَجوده عَرَضَتْ؛ و أَنشد: إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِینةٌ، فَلا تُهْدِ مِنْها، و اتَّشِقْ و تَجَبْجَبِ و عَرَضَتِ الناقةُ أَی أَصابها كسر أَو آفة. و‌فی الحدیث: لكم فی الوظیفة الفَرِیضةُ و لكم العارِضُ؛ العارض المریضة، و قیل: هی التی أَصابها كسر. یقال: عرضت الناقة إِذا أَصابها آفةٌ أَو كسر؛ أَی إِنا لا نأْخُذُ ذاتَ العَیْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ. و عَرَضَت العارِضةُ تَعْرُضُ عَرْضاً: ماتتْ من مَرَض. و تقول العرب إِذا قُرِّبَ إِلیهم لحم: أَ عَبیطٌ أَم عارضة؟ فالعَبیط الذی یُنحر من غیر علة، و العارضة ما ذكرناه. و فلانة عُرْضةٌ للأَزواج أَی قویّة علی الزوج. و فلان عُرْضةٌ للشرّ أَی قوی علیه؛ قال كعب بن زهیر: مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَی، إِذا عَرِقَتْ، عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ و كذلك الاثنان و الجَمع؛ قال جریر: و تلْقَی حبالی عُرْضةً لِلْمراجِمِ «1» و یروی: … جبالی … و فُلانٌ عُرْضةٌ لكذا أَی مَعْرُوضٌ له؛ أَنشد ثعلب: طَلَّقْتهنّ، و ما الطلاق بِسُنّة، إِنّ النِّساءَ لَعُرْضةُ التَّطْلِیقِ و فی التنزیل: وَ لٰا تَجْعَلُوا اللّٰهَ عُرْضَةً لِأَیْمٰانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا وَ تُصْلِحُوا؛ أَی نَصْباً لأَیْمانِكُم. الفراء: لا تجعلوا الحلف باللّه مُعْتَرِضاً مانِعاً لكم أَن تَبَرُّوا فجعل العُرْضةَ بمعنی المُعْتَرِض و نحو ذلك، قال الزجاج: معنی لٰا تَجْعَلُوا اللّٰهَ عُرْضَةً لِأَیْمٰانِكُمْ أَنّ موضع أَن نَصْبٌ بمعنی عُرْضةً، المعنی لا تَعْتَرِضُوا بالیمین باللّه فی أَن تَبَرُّوا، فلما سقطت فی أَفْضَی معنی الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن، و قال غیره: یقال هم ضُعَفاءُ عُرْضةٌ لكل مَتَناوِلٍ إِذا كانوا نُهْزةً لكل من أَرادهم. و یقال: جَعَلْتُ فلاناً عُرْضةً لكذا و كذا أَی نَصَبْته له؛ قال الأَزهری: و هذا قریب مما قاله النحویون لأَنه إِذا نُصِبَ فقد صار معترضاً مانعاً، و قیل: معناه أَی نَصْباً معترضاً لأَیمانكم كالغَرَض الذی هو عُرضةٌ للرُّماة، و قیل: معناه قوّةً لأَیمانكم
(1). قوله [و تلقی إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 179
أَی تُشَدِّدُونها بذكر اللّه. قال: و قوله عُرْضةً فُعْلة من عَرَضَ یَعْرِضُ. و كل مانِعٍ مَنَعَك من شغل و غیره من الأَمراضِ، فهو عارِضٌ. و قد عَرَضَ عارِضٌ أَی حال حائلٌ و مَنَعَ مانِعٌ؛ و منه یقال: لا تَعْرِضْ و لا تَعْرَض لفلان أَی لا تَعْرِض له بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ یَقْصِدَ مُرادَه و یذهب مذهبه. و یقال: سلكت طَریق كذا فَعَرَضَ لی فی الطریق عارض أَی جبل شامخ قَطَعَ عَلیَّ مَذْهَبی علی صَوْبی. قال الأَزهری: و للعُرْضةِ معنی آخر و هو الذی یَعْرِضُ له الناس بالمكروه و یَقَعُونَ فیه؛ و منه قول الشاعر: و إِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً یَتَامی أَیَامی عُرْضةً للْقَبائِلِ أَی نَصْباً للقبائل یَعْتَرِضُهم بالمكْرُوهِ مَنْ شاءَ. و قال اللیث: فلان عُرْضةٌ للناس لا یَزالون یَقَعُونَ فیه. و عَرَضَ له أَشَدَّ العَرْضِ و اعْتَرَضَ: قابَلَه بنفسه. و عَرِضَتْ له الغولُ و عَرَضَت، بالكسر و الفتح، عَرَضاً و عَرْضاً: بَدَتْ. و العُرْضِیَّةُ: الصُّعُوبَةُ، و قیل: هو أَن یَرْكَبَ رأْسه من النَّخْوة. و رجل عُرْضِیٌّ: فیه عُرْضِیَّةٌ أَی عَجْرَفِیَّةٌ و نَخْوَةٌ و صُعُوبةٌ. و العُرْضِیَّةُ فی الفرس: أَن یَمْشِیَ عَرْضاً. و یقال: عَرَضَ الفرسُ یَعْرِضُ عَرْضاً إِذا مَرَّ عارِضاً فی عَدْوِه؛ قال رؤبة: یَعْرِضُ حتی یَنْصِبَ الخَیْشُوما و ذلك إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه و رأْسَه مائلًا. و العُرُضُ، مُثَقَّل: السیرُ فی جانب، و هو محمود فی الخیل مذموم فی الإِبل؛ و منه قول حمید: مُعْتَرِضاتٍ غَیْرَ عُرْضِیَّاتِ، یُصْبِحْنَ فی القَفْرِ أتاوِیّاتِ «1» أَی یَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ، و قیل فی قوله فی هذا الرجز: إِن اعتراضهن لیس خلقة و إِنما هو للنشاط و البغی. و عُرْضِیٌّ: یَعْرِضُ فی سیره لأَنه لم تتم ریاضته بعد. و ناقة عُرْضِیَّةٌ: فیها صُعُوبةٌ. و العُرْضِیَّةُ: الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ. و ناقة عُرْضِیَّة: لم تَذِلّ كل الذُّلِّ، و جمل عُرْضِیٌّ: كذلك؛ و قال الشاعر: و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ تَرْكُضُهُ و‌فی حدیث عمر وصف فیه نفسه و سِیاسَته و حُسْنَ النظر لرعیته فقال، رضی اللّه عنه: إِنی أَضُمُّ العَتُودَ و أُلْحِقُ القَطُوفَ و أَزجرُ العَرُوضَ؛ قال شمر: العَرُوضُ العُرْضِیَّةُ من الإِبل الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ وسَطُها التی یُحْمَلُ علیها ثم تُساقُ وسط الإِبل المحمَّلة، و إِن ركبها رجل مضت به قُدُماً و لا تَصَرُّفَ لراكبها، قال: إِنما أَزجر العَرُوضَ لأَنها تكون آخر الإِبل؛ قال ابن الأَثیر: العَرُوض، بالفتح، التی تأْخذ یمیناً و شمالًا و لا تلزم المحجة، یقول: أَضربه حتی یعود إِلی الطریق، جعله مثلًا لحسن سیاسته للأُمة. و تقول: ناقة عَرَوضٌ و فیها عَرُوضٌ و ناقة عُرْضِیَّةٌ و فیها عُرْضِیَّةٌ إِذا كانت رَیِّضاً لم تذلل. و قال ابن السكیت: ناقة عَرُوضٌ إِذا قَبِلَتْ بعض الریاضة و لم تَسْتَحْكِم؛ و قال شمر فی قول ابن أَحمر یصف جاریة: و مَنَحْتُها قَوْلی علی عُرْضِیَّةٍ عُلُطٍ، أُداری ضِغْنَها بِتَوَدُّدِ
(1). قوله [معترضات إلخ] كذا بالأَصل، و الذی فی الصحاح تقدیم العجز عكس ما هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 180
قال ابن الأَعرابی: شبهها بناقة صعبة فی كلامه إِیاها و رفقه بها. و قال غیره: مَنَحْتُها أَعَرْتُها و أَعطیتها. و عُرْضِیَّةٍ: صُعوبة فكأَن كلامه ناقة صعبة. و یقال: كلمتها و أَنا علی ناقة صعبة فیها اعتراض. و العُرْضِیُّ: الذی فیه جَفاءٌ و اعْتِراضٌ؛ قال العجاج: ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِیُّ و المِعْراضُ، بالكسر: سهم یُرْمَی به بلا ریش و لا نَصْل یَمْضِی عَرْضاً فیصیب بعَرْضِ العود لا بحده. و‌فی حدیث عَدِیّ قال: قلت للنبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَرْمی بالمِعْراضِ فَیَخْزِقُ، قال: إِنْ خَزَقَ فَكُلْ و إِن أَصابَ بعَرضِه فلا تَأْكُلْ، أَراد بالمِعْراضِ سهماً یُرْمَی به بلا رِیش، و أَكثر ما یصیب بعَرْض عُوده دون حَدِّه. و المَعْرِضُ: المَكانُ الذی یُعْرَضُ فیه الشی‌ءُ. و المِعْرَضُ: الثوب تُعْرَضُ فیه الجاریة و تُجَلَّی فیه، و الأَلفاظ مَعارِیضُ المَعانی، من ذلك، لأَنها تُجَمِّلُها. و العارِضُ: الخَدُّ، یقال: أَخذ الشعر من عارِضَیْهِ؛ قال اللحیانی: عارِضا الوجه و عَرُوضَاه جانباه. و العارِضانِ: شِقَّا الفَم، و قیل: جانبا اللِّحیة؛ قال عدی بن زید: لا تُؤاتِیكَ، إِنْ صَحَوْتَ، و إِنْ أَجْهَدَ فی العارِضَیْنِ مِنْك القَتِیر و العَوارِضُ: الثَّنایا سُمیت عَوارِضَ لأَنها فی عُرْضِ الفَم. و العَوارِضُ: ما وَلِیَ الشِّدْقَیْنِ من الأَسنان، و قیل: هی أَرْبع أَسْنان تَلی الأَنیابَ ثم الأَضْراسُ تَلی العَوارِضَ؛ قال الأَعشی: غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُول عَوارِضُها، تَمْشِی الهُوَیْنا كما یَمْشی الوجِی الوَحِلُ و قال اللحیانی: العَوارِضُ من الأَضْراسِ، و قیل: عارِضُ الفَمِ ما یبدو منه عند الضحك؛ قال كعب: تَجْلُو عوارِضَ ذی ظَلْمٍ، إِذا ابْتَسَمَتْ، كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ یَصِفُ الثَّنایا و ما بعدها أَی تَكْشِفُ عن أَسْنانها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، بَعَثَ أُمَّ سُلَیْمٍ لتنظر إِلی امرأَة فقال: شَمِّی عَوارِضَها، قال شمر: هی الأَسنان التی فی عُرْضِ الفم و هی ما بین الثنایا و الأَضراس، واحدها عارضٌ، أَمَرَها بذلك لتَبُورَ به نَكْهَتَها و ریح فَمِها أَ طَیِّبٌ أَم خبیث. و امرأَة نقِیَّةُ العَوارِض أَی نقِیَّةُ عُرْضِ الفم؛ قال جریر: أَ تَذْكرُ یَومَ تَصْقُلُ عارِضَیْها، بِفَرْعِ بَشامةٍ، سُقیَ البَشامُ قال أَبو نصر: یعنی به الأَسنان ما بعد الثنایا، و الثنایا لیست من العَوارِضِ. و قال ابن السكیت: العارِضُ النابُ و الضِّرْسُ الذی یلیه؛ و قال بعضهم: العارِضُ ما بین الثنیة إِلی الضِّرْس و احتج بقول ابن مقبل: هَزِئَتْ مَیّةُ أَنْ ضاحَكْتُها، فَرَأَتْ عارِضَ عَوْدٍ قد ثَرِمْ قال: و الثَّرَمُ لا یكون فی الثنایا «2»، و قیل: العَوارِضُ ما بین الثنایا و الأَضراس، و قیل: العوارض
(2). قوله [لا یكون فی الثنایا] كذا بالأَصل، و بهامشه صوابه: لا یكون إِلا فی الثنایا انتهی. و هو كذلك فی الصحاح و شرح ابن هشام لقصید كعب بن زهیر، رضی اللّه عنه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 181
ثمانیة، فی كل شِقٍّ أَربعةٌ فوق و أَربعة أَسفل، و أَنشد ابن الأَعرابی فی العارضِ بمعنی الأَسنان: و عارِضٍ كجانبِ العِراقِ، أَبَنْت بَرّاقاً مِنَ البَرّاقِ العارِضُ: الأَسنان، شبه استِواءَها باستواء اسفل القرْبة، و هو العِراقُ للسیْرِ الذی فی أَسفل القِرْبة؛ و أَنشد أَیضاً: لَمَّا رأَیْنَ دَرَدِی و سِنِّی، و جَبْهةً مِثْلَ عِراقِ الشَّنِّ، مِتُّ علیهن، و مِتْنَ مِنِّی قوله: مُتّ علیهن أَسِفَ علی شبابه، و متن هُنّ من بغضی؛ و قال یصف عجوزاً: تَضْحَكُ عن مِثْلِ عِراقِ الشَّنِّ أَراد بِعِراقِ الشَّنِّ أَنه أَجْلَحُ أَی عن دَرادِرَ اسْتَوَتْ كأَنها عِراقُ الشَّنِّ، و هی القِرْبةُ. و عارِضةُ الإِنسان: صَفْحتا خدّیه؛ و قولهم فلان خفیف العارِضَیْنِ یراد به خفة شعر عارضیه. و‌فی الحدیث: من سَعادةِ المرءِ خِفّة عارِضَیْه؛ قال ابن الأَثیر: العارِضُ من اللحیة ما یَنْبُتُ علی عُرْضِ اللَّحْیِ فوق الذقَن. و عارِضا الإِنسان: صفحتا خدّیه، و خِفَّتُهما كنایة عن كثرة الذكرِ للّه تعالی و حركتِهما به؛ كذا قال الخطابی. و قال: قال ابن السكیت فلان خفیف الشفَةِ إِذا كان قلیل السؤال للناس، و قیل: أَراد بخفة العارضین خفة اللحیة، قال: و ما أَراه مناسباً. و عارضةُ الوجه: ما یبدو منه. و عُرْضا الأَنف، و فی التهذیب: و عُرْضا أَنْفِ الفرس مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قصَبته فی حافتیه جمیعاً. و عارِضةُ الباب: مِساكُ العِضادَتَیْنِ من فوقُ محاذِیةً للأُسْكُفّةِ. و‌فی حدیث عمرو بن الأَهتم قال للزبْرِقانِ: إِنه لشدید العارضةِ‌أَی شدِید الناحیةِ ذو جَلَدٍ و صَرامةٍ، و رجل شدیدُ العارضةِ منه علی المثل. و إِنه لذُو عارضةٍ و عارضٍ أَی ذُو جلَدٍ و صَرامةٍ و قُدْرةٍ علی الكلام مُفَوّهٌ، علی المثل أَیضاً. و عَرَضَ الرجلُ: صار ذا عارضة. و العارضةُ: قوّةُ الكلامِ و تنقیحه و الرأْیُ الجَیِّدُ. و العارِضُ: سَقائِفُ المَحْمِل. و عوارِضُ البیتِ: خشَبُ سَقْفِه المُعَرَّضةُ، الواحدة عارِضةٌ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: نَصَبْتُ علی باب حُجْرتی عَباءةً مَقْدَمَه من غَزاة خَیْبَرَ أَو تَبُوكَ فهَتَكَ العَرْضَ حتی وقَع بالأَرض؛ حكی ابن الأَثیر عن الهرویّ قال: المحدثون یروونه بالضاد، و هو بالصاد و السین، و هو خشبة توضع علی البیت عَرْضاً إِذا أَرادوا تسقیفه ثم تُلْقی علیه أَطرافُ الخشَب القِصار، و الحدیث جاء فی سنن أَبی داود بالضاد المعجمة، و شرحه الخطابی فی المَعالِم، و فی غریب الحدیث بالصاد المهملة، قال: و قال الراوی العَرْص و هو غلط، و قال الزمخشری: هو العَرْصُ، بالصاد المهملة، قال: و قد روی بالضاد المعجمة لأَنه یوضع علی البیت عَرْضاً. و العِرَضُّ: النَّشاطُ أَو النَّشِیطُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لأَبی محمد الفقعسی: إِنّ لَها لَسانِیاً مِهَضّا، علی ثَنایا القَصْدِ، أَوْ عِرَضّا السانی: الذی یَسْنُو علی البعیر بالدلو؛ یقول: یَمُرُّ علی مَنْحاتِه بالغَرْبِ علی طریق مستقیمة و عِرِضَّی من النَّشاطِ، قال: أَو یَمُرُّ علی اعْتراضٍ من نَشاطِه. و عِرِضّی، فِعِلَّی، من الاعْتراضِ مثل الجِیَضِّ و الجِیِضَّی: مَشْیٌ فی مَیَلٍ. و العِرَضَّةُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 182
و العِرَضْنةُ: الاعْتِراضُ فی السیر من النَّشاطِ. و الفرس تَعْدُو العِرَضْنی و العِرَضْنةَ و العِرَضْناةَ أَی مُعْتَرِضةً مَرَّةً من وجه و مرّة من آخر. و ناقة عِرَضْنةٌ، بكسر العین و فتح الراء: مُعْتَرِضةٌ فی السیر للنشاط؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَرِدْ بِنا، فی سَمَلٍ لَمْ یَنْضُبِ، مِنْها عِرَضْناتٌ عِراضُ الأَرْنُبِ العِرْضْناتُ هاهنا: جمع عِرَضْنةٍ، و قال أَبو عبید: لا یقال عِرَضْنةٌ إِنما العِرَضْنةُ الاعْتراضُ. و یقال: فلان یَعْدو العِرَضْنةَ، و هو الذی یَسْبِقُ فی عَدْوه، و هو یمشی العِرَضْنی إِذا مَشَی مِشْیةً فی شقّ فیها بَغْیٌ من نَشاطه؛ و قول الشاعر: عِرَضْنةُ لَیْلٍ ففی العِرَضْناتِ جُنَّحا أَی من العِرَضْناتِ كما یقال رجل من الرجال. و امرأَة عِرَضْنةٌ: ذهبت عَرْضاً من سِمَنِها. و رجل عِرْضٌ و امرأَة عِرْضةٌ و عِرْضَنٌ و عِرْضَنةٌ إِذا كان یَعْتَرِضُ الناس بالباطل. و نظرت إِلی فلان عِرَضْنةً أَی بِمُؤَخَّر عَیْنی. و یقال فی تصغیر العِرَضْنی عُرَیْضِنٌ تَثْبُتُ النونُ لأَنها ملحقة و تحذف الیاء لأَنها غیر ملحقة. و قال أَبو عمرو: المُعارِضُ من الإِبلِ العَلُوقُ و هی التی ترأَم بأَنْفِها و تَمْنَعُ دَرَّها. و بعیر مُعارِضٌ إِذا لم یَسْتَقم فی القِطار. و الإِعْراضُ عن الشی‌ء: الصدُّ عنه. و أَعْرَضَ عنه: صَدّ. و عَرَضَ لك الخیرُ یَعْرِضُ عُروضاً و أَعْرَضَ: أَشْرَفَ. و تَعَرَّضَ مَعْرُوفَه و له: طَلَبَه؛ و استعمل ابن جنی التَّعْرِیضَ فی قوله: كان حَذْفُه أَو التَّعْرِیضُ لحَذْفِه فساداً فی الصنْعة. و عارَضَه فی السیر: سار حِیاله و حاذاه. و عارَضَه بما صَنَعَه: كافأَه. و عارض البعیرُ الریحَ إِذا لم یستقبلها و لم یستدبرها. و أَعْرَض الناقةَ علی الحوض و عَرَضَها عَرْضاً: سامَها أَن تشرب، و عَرَضَ عَلَیّ سَوْمَ عالّةٍ: بمعنی قول العامة عَرْضَ سابِرِیّ. و فی المثل: عَرْضَ سابِرِیّ، لأَنه یُشتری بأَوّل عَرْض و لا یُبالَغُ فیه. و عَرَضَ الشی‌ءُ یَعْرِضُ: بدا. و عُرَضَّی: فُعَلَّی من الإِعْراضِ، حكاه سیبویه. و لقِیه عارِضاً أَی باكِراً، و قیل: هو بالغین معجمة. و عارضاتُ الوِرْد أَوّله؛ قال: كِرامٌ یَنالُ الماءَ قَبْلَ شفاهِهِمْ، لَهُمْ عارِضات الوِرْدِ شُمُّ المَناخِرِ لهم منهم؛ یقول: تقَع أُنوفُهم فی الماء قبل شِفاههم فی أَوّل وُرُودِ الوِرْدِ لأَن أَوّله لهم دون الناس. و عَرَّضَ لی بالشی‌ء: لم یُبَیِّنْه. و تَعَرَّضَ: تعَوَّجَ. یقال: تعرَّض الجملُ فی الجبَل أَخَذ منه فی عَرُوضٍ فاحتاج أَن یأْخذ یمیناً و شمالًا لصعوبة الطریق؛قال عبد اللّه ذو البِجادین المزنیُّ و كان دلیلَ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، یخاطب ناقته و هو یقودُها به، صلّی اللّه علیه و سلّم، علی ثَنِیّةِ رَكوبةَ، و سمی ذا البِجادَیْنِ لأَنه حین أَراد المسیر إِلی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، قطعت له أُمّه بِجاداً باثنین فَأْتَزَرَ بواحد و ارْتَدی بآخَر: تَعَرَّضِی مَدارِجاً و سُومی، تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ، هو أَبُو القاسِمِ فاسْتَقِیمی
لسان العرب، ج‌7، ص: 183
و یروی: هذا أَبو القاسم … تَعَرَّضِی: خُذِی یَمْنةً و یَسْرةً و تَنَكَّبی الثنایا الغِلاظ تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ لأَن الجوزاء تمر علی جنب مُعارضةً لیست بمستقیمة فی السماء؛ قال لبید: أَو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنّ وِشامُها قال ابن الأَثیر: شبهها بالجوزاء لأَنها تمرّ معترضة فی السماء لأَنها غیر مستقیمة الكواكب فی الصورة؛ و منه قصید كعب: مَدْخُوسةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ أَی أَنها تَعْتَرِضُ فی مَرْتَعِها. و المَدارِجُ: الثنایا الغِلاظُ. و عَرَّضَ لفلان و به إِذا قال فیه قولًا و هو یَعِیبُه. الأَصمعی: یقال عَرَّضَ لی فلان تَعْرِیضاً إِذا رَحْرَحَ بالشی‌ء و لم یبیِّن. و المَعارِیضُ من الكلام: ما عُرِّضَ به و لم یُصَرَّحْ. و أَعْراضُ الكلامِ و مَعارِضُه و مَعارِیضُه: كلام یُشْبِهُ بعضهُ بعضاً فی المعانی كالرجل تَسْأَله: هل رأَیت فلاناً؟ فیكره أَن یكذب و قد رآه فیقول: إِنَّ فلاناً لَیُرَی؛ و لهذا المعنی‌قال عبد اللّه بن العباس: ما أُحِبُّ بمَعارِیضِ الكلامِ حُمْرَ النَّعَم؛ و لهذا‌قال عبد اللّه بن رواحة حین اتهمته امرأَته فی جاریة له، و قد كان حلف أَن لا یقرأَ القرآن و هو جُنب، فأَلَحَّتْ علیه بأَن یقرأَ سورة فأَنشأَ یقول: شَهِدْتُ بأَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ، و أَنَّ النارَ مَثْوَی الكافِرِینا و أَنَّ العَرْشَ فوْقَ الماءِ طافٍ، و فوقَ العَرْشِ رَبُّ العالَمِینا و تَحْمِلُه ملائكةٌ شِدادٌ، ملائكةُ الإِلهِ مُسَوَّمِینا قال: فرضیت امرأَته لأَنها حَسِبَتْ هذا قرآناً فجعل ابن رواحة، رضی اللّه عنه، هذا عَرَضاً و مِعْرَضاً فراراً من القراءة.و التعْرِیضُ: خلاف التصریح. و المَعارِیضُ: التَّوْرِیةُ بالشی‌ء عن الشی‌ء. و فی المثل، و هو‌حدیث مخرّج عن عمران بن حصین، مرفوع: إِنَّ فی المَعاریضِ لَمَنْدُوحةً عن الكذب‌أَی سَعةً؛ المَعارِیضُ جمع مِعْراضٍ من التعریضِ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَمَا فی المَعارِیض ما یُغْنی المسلم عن الكذب؟ و‌فی حدیث ابن عباس: ما أُحب بمَعارِیضِ الكلام حُمْر النعَم.و یقال: عَرّض الكاتبُ إِذا كتب مُثَبِّجاً و لم یبین الحروف و لم یُقَوِّمِ الخَطّ؛ و أَنشد الأَصمعی للشماخ: كما خَطَّ عِبْرانِیّةً بیَمینه، بتَیماءَ، حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أَسْطُرا و التَّعْرِیضُ فی خِطْبةِ المرأَة فی عدّتها: أَن یتكلم بكلام یشبه خِطْبتها و لا یصرّح به، و هو أَن یقول لها: إِنك لجمیلة أَو إِن فیك لبقِیّة أَو إِن النساء لمن حاجتی. و التعریض قد یكون بضرب الأَمثال و ذكر الأَلغاز فی جملة المقال. و‌فی الحدیث: أَنه قال لعَدیّ بن حاتم إِن وِسادَكَ لعَرِیضٌ، و فی روایة: إِنك لعَریضُ القَفا، كَنی بالوِساد عن النوم لأَن النائم یتَوَسَّدُ أَی إِن نومك لطویل كثیر، و قیل: كنی بالوساد عن موضع الوساد من رأْسه و عنقه، و تشهد له الروایة الثانیة فإِنّ عِرَضَ القفا كنایة عن السِّمَن، و قیل: أَراد من أَكل مع الصبح فی صومه أَصبح عَریضَ القفا لأَن الصوم لا یؤثِّر فیه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 184
و المُعَرَّضةُ من النساء: البكر قبل أَن تُحْجَبَ و ذلك أَنها تُعْرَضُ علی أَهل الحیّ عَرْضةً لِیُرَغِّبُوا فیها مَنْ رَغِبَ ثم یَحْجبونها؛ قال الكمیت: لَیالِیَنا إِذْ لا تزالُ تَرُوعُنا، مُعَرَّضةٌ مِنْهُنَّ بِكْرٌ و ثَیِّبُ و‌فی الحدیث: من عَرَّضَ عَرَّضْنا له، و من مَشی علی الكَلّاءِ أَلْقَیْناه فی النهر؛ تفسیرُه: من عَرَّضَ بالقَذْف عَرَّضْنا له بتأْدیب لا یَبْلُغُ الحَدّ، و من صرح بالقذف برُكُوبه نهر الحَدّ أَلقیناه فی نهر الحدّ فحَدَدْناه؛ و الكلَّاء مَرْفأُ السفُن فی الماء، و ضرب المشی علی الكلَّاء مثلًا للتعریض للحدّ بصریح القذف. و العَرُوضُ: عَرُوضُ الشعر و هی فَواصِلُ أَنصاف الشعْر و هو آخر النصف الأَول من البیت، أُنْثَی، و كذلك عَرُوض الجبل، و ربما ذُكِّرتْ، و الجمع أَعارِیضُ علی غیر قیاس، حكاه سیبویه، و سمی عَرُوضاً لأَن الشعر یُعْرَضُ علیه، فالنصف الأَول عَروضٌ لأَن الثانی یُبْنی علی الأَول و النصف الأَخیر الشطر، قال: و منهم من یجعل العَروضَ طَرائق الشعْر و عَمُودَه مثل الطویل یقول هو عَرُوضٌ واحد، و اخْتِلافُ قَوافِیه یسمی ضُرُوباً، قال: و لكُلٍّ مقَالٌ؛ قال أَبو إِسحاق: و إِنما سمی وسط البیت عَرُوضاً لأَن العروض وسط البیت من البِناء، و البیتُ من الشعْر مَبنیّ فی اللفظ علی بناء البیت المسكون للعرب، فَقِوامُ البیت من الكلام عَرُوضُه كما أَنّ قِوامَ البیت من الخِرَقِ العارضةُ التی فی وسطه، فهی أَقْوَی ما فی بیت الخرق، فلذلك یجب أَن تكون العروض أَقوی من الضرْب، أَ لا تری أَن الضُّروبَ النقصُ فیها أَكثر منه فی الأَعارِیض؟ و العَرُوضُ: مِیزانُ الشعْر لأَنه یُعارَضُ بها، و هی مؤنثة و لا تجمع لأَنها اسم جنس. و‌فی حدیث خدیجة، رضی اللّه عنها: أَخاف أَن یكون عُرِضَ له‌أَی عَرَضَ له الجنّ و أَصابَه منهم مَسٌّ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن الزَّبِیرِ و زَوجتِه: فاعتُرِضَ عنها‌أَی أَصابَه عارض من مرَضٍ أَو غیره منَعَه عن إِتیانها. و مضی عَرْضٌ من اللیل أَی ساعةٌ. و عارِضٌ و عرِیضٌ و مُعْتَرِضٌ و مُعَرِّضٌ و مُعْرِضٌ: أَسماء؛ قال: لَوْ لا ابْن حارِثةَ الأَمیرُ لَقَدْ أَغْضَیْتُ مِنْ شَتْمی علی رَغْمی «1» إِلَّا كَمُعْرِضٍ المُحَسِّر بَكْرَه عَمْداً یُسَبِّبُنی علی الظُّلْمِ الكاف فیه زائدة و تقدیره إِلا مُعْرِضاً. و عُوارضٌ، بضم العین: جبَل أَو موضع؛ قال عامرُ بن الطُّفَیْل: فَلأَبْغِیَنَّكُمُ قَناً و عُوارضاً، و لأُقْبِلَنَّ الخیْلَ لابةَ ضَرْغَدِ أَی بِقَناً و بعُوارِضٍ، و هما جبلان؛ قال الجوهری: هو ببلاد طیّ‌ء و علیه قبر حاتم؛ و قال فیه الشماخ: كأَنَّها، و قد بَدا عُوارِضُ، و فاضَ من أَیْدِیهِنّ فائضُ و أَدَبِیٌّ فی القَتامِ غامِضُ، و قِطْقِطٌ حیثُ یَحُوضُ الحائضُ و اللیلُ بَیْنَ قَنَوَیْنِ رابِضُ، بجَلْهةِ الوادِی، قَطاً نَواهِضُ
(1). قوله [لو لا ابن حارثة الأَمیر لقد] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 185
و العَرُوضُ: جبل؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَیّة: أَ لمْ نَشْرِهمْ شَفْعاً، و تُتْرَكَ منْهُمُ بجَنْبِ العَرُوضِ رِمّةٌ و مَزاحِفُ؟ و العُرَیْضُ، بضم العین، مصغر: وادٍ بالمدینة به أَموالٌ لأَهلها؛ و منه‌حدیث أَبی سفیان: أَنه خرَج من مكة حتی بلغ العُرَیْضَ، و منه‌الحدیث الآخر: ساقَ خَلِیجاً من العُرَیْضِ.و العَرْضِیُّ: جنس من الثیاب. قال النضر: و یقال ما جاءكَ من الرأْی عَرَضاً خیر مما جاءك مُسْتَكْرَهاً أَی ما جاءك من غیر رَوِیَّةٍ و لا فِكْر. و قولهم: عُلِّقْتُها عَرَضاً إِذا هَوِیَ امرأَةً أَی اعْتَرَضَتْ فرآها بَغْتة من غیر أَن قَصَد لرؤیتها فَعَلِقَها من غیر قصدٍ؛ قال الأَعشی: عُلِّقْتُها عَرَضاً، و عُلِّقَتْ رَجُلًا غَیْری، و عُلِّقَ أُخْری غیْرَها الرجُلُ و قال ابن السكیت فی قوله عُلِّقْتُها عرَضاً أَی كانت عرَضاً من الأَعْراضِ اعْتَرَضَنی من غیر أَن أَطْلُبَه؛ و أَنشد: و إِمّا حُبُّها عَرَضٌ، و إِمّا بشاشةُ كلِّ عِلْقٍ مُسْتَفاد یقول: إِما أَن یكون الذی من حبها عرَضاً لم أَطلبه أَو یكون عِلْقاً. و یقال: أَعرَض فلان أَی ذهَب عرْضاً و طولًا. و فی المثلِ: أَعْرَضْتَ القِرْفةَ، و ذلك إِذا قیل للرجل: من تَتَّهِمُ؟ فیقول: بنی فلان للقبیلة بأَسْرِها. و قوله تعالی: وَ عَرَضْنٰا جَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ لِلْكٰافِرِینَ عَرْضاً؛ قال الفراء: أَبرزناها حتی نظر إِلیها الكفار، و لو جَعَلْتَ الفِعْلَ لها زدْتَ أَلفاً فقلت: أَعْرَضَتْ هی أَی ظَهَرَتْ و استبانت؛ قال عمرو بن كلثوم: فأَعْرَضَتِ الیمامةُ، و اشْمَخَرَّتْ كأَسیافٍ بأَیدی مُصْلِتینا أَی أَبْدَتْ عُرْضَها و لاحَتْ جِبالُها للناظر إِلیها عارِضةً. و أَعْرَضَ لك الخیر إِذا أَمْكَنكَ. یقال: أَعْرَضَ لك الظبْیُ أَی أَمْكَنكَ من عُرْضِه إِذا وَلَّاك عُرْضَه أَی فارْمه؛ قال الشاعر: أَ فاطِمَ، أَعْرِضِی قَبْلَ المنایا، كَفی بالموْتِ هَجْراً و اجْتِنابا أَی أَمكِنی. و یقال: طَأْ مُعْرِضاً حیث شئت أَی ضَعْ رجلیك حیث شئت أَی و لا تَتَّق شیئاً قد أَمكن ذلك. و اعْتَرَضْتُ البعیر: رَكِبْتُه و هو صَعْبٌ. و اعْتَرضْتُ الشهر إِذا ابتدأْته من غیر أَوله. و یقال: تَعَرَّضَ لی فلان و عرَض لی یَعْرِضُ یَشْتِمُنی و یُؤْذِینی. و قال اللیث: یقال تعرَّض لی فلان بما أَكره و اعتَرَضَ فلان فلاناً أَی وقع فیه. و عارَضَه أَی جانَبَه و عَدَلَ عنه؛ قال ذو الرمة: و قد عارَضَ الشِّعْری سُهَیْلٌ، كأَنَّه قَریعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافِرُ و یقال: ضرَب الفحلُ الناقةَ عِراضاً، و هو أَن یقاد إِلیها و یُعْرَضَ علیها إِن اشْتَهَتْ ضرَبَها و إِلا فلا و ذلك لكَرَمها؛ قال الراعی: قلائِصُ لا یُلْقَحْنَ إِلَّا یَعارةً عِراضاً، و لا یُشْرَیْنَ إِلَّا غَوالِیا و مثله للطرماح: ….. و نِیلَتْ حِینَ نِیلتْ یَعارةً فی عِراضِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 186
أَبو عبید: یقال لَقِحَتْ ناقةُ فلان عِراضاً، و ذلك أَن یُعارِضَها الفحلُ معارضةً فیَضْرِبَها من غیر أَن تكون فی الإِبل التی كان الفحلُ رَسِیلًا فیها. و بعیر ذو عِراضٍ: یُعارِضُ الشجر ذا الشوْكِ بفِیه. و العارِضُ: جانِبُ العِراق؛ و العریضُ الذی فی شعر إمرئ القیس اسم جبل و یقال اسم واد: قَعَدْتُ له، و صُحْبتی بَیْنَ ضارِجٍ و بَیْنَ تِلاعِ یَثْلَثٍ، فالعَرِیضِ أَصابَ قُطَیَّاتٍ فَسالَ اللِّوی له، فَوادی البَدِیّ فانْتَحی للیَرِیضِ «2» و عارَضْتُه فی المَسِیر أَی سِرْتُ حیاله و حاذَیْتُه. و یقال: عارض فلان فلاناً إِذا أَخذ فی طریق و أخذ فی طریق آخر فالتقیا. و عارَضْتُه بمثل ما صنع أَی أَتیت إِلیه بمثل ما أَتی و فعلت مثل ما فعل. و یقال: لحم مُعَرَّضٌ للذی لم یُبالَغْ فی إِنْضاجِه؛ قال السُّلَیْك بن السُّلَكةِ السعدی: سَیَكْفِیكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ، و ماءُ قُدُورٍ فی الجِفانِ مَشِیبُ و یروی بالضاد و الصاد. و سأَلته عُراضةَ مالٍ و عَرْضَ مال و عَرَضَ مالٍ فلم یعطنیه. و قَوْسٌ عُراضةٌ أَی عَرِیضةٌ؛ قال أَبو كبیر: لَمّا رأی أَنْ لَیْسَ عنهمْ مَقْصَرٌ، قَصَرَ الیَمِینَ بكلِّ أَبْیَضَ مِطْحَرِ و عُراضةِ السِّیَتَینِ تُوبِعَ بَرْیُها، تأْوی طَوائِفُها بعَجْسٍ عَبْهَرِ تُوبِعَ بَرْیُها: جُعِلَ بعضه یشبه بعضاً. قال ابن بری: أَورده الجوهری مفرداً. و عُراضةُ و صوابه و عُراضةِ، بالخفض و علله بالبیت الذی قبله؛ و أَما قول ابن أَحمر: أَلا لَیْتَ شِعْری، هل أَبِیتَنَّ لیلةً صَحیحَ السُّری، و العِیسُ تَجْری عَرُوضُها بِتَیْهاءَ قَفْرٍ، و المَطِیُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ، قد كانَتْ فِراخاً بُیُوضُها و رَوْحةُ دُنْیا بَینَ حَیَّینِ رُحْتُها، أُسِیرُ عَسِیراً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها أُسِیرُ أَی أُسَیِّرُ. و یقال: معناه أَنه ینشد قصیدتین: إِحداهما قد ذَلَّلها، و الأُخری فیها اعتراضٌ؛ قال ابن بری: و الذی فسّره هذا التفسیر روی الشعر: أُخِبُّ ذَلُولًا أَو عَرُوضاً أَرُوضُها قال: و هكذا روایته فی شعره. و یقال: اسْتُعْرِضَتِ الناقةُ باللحمِ فهی مُسْتَعْرَضَةٌ. و یقال: قُذِفَتْ باللحم و لُدِسَت إِذا سَمِنَتْ؛ قال ابن مقبل: قَبّاء قد لَحِقَتْ خَسِیسةُ سِنِّها، و اسْتُعْرِضَتْ ببَضِیعِها المُتَبَتِّرِ قال: خسیسةُ سِنِّها حین بَزَلَتْ و هی أَقْصَی أَسنانها. و فلان مُعْتَرِضٌ فی خُلُقِه إِذا ساءَكَ كلُّ شی‌ءٍ من أَمره. و ناقة عُرْضةٌ للحِجارةِ أَی قویّةٌ علیها. و ناقة عُرْضُ أَسفارٍ أَی قویّة علی السفَر، و عُرْضُ هذا البعیرِ السفَرُ و الحجارةُ؛ و قال المُثَقِّبُ العَبْدیُّ: أَو مائَةٌ تُجْعَلُ أَوْلادُها لَغْواً، و عُرْضُ المائةِ الجَلْمَدُ «3»
(2). قوله [أصاب إلخ] كذا بالأَصل، و الذی فی معجم یاقوت فی عدة مواضع: أصاب قطاتین فسال لواهما (3). قوله [أو مائة إلخ] تقدم هذا البیت فی مادة جلمد بغیر هذا الضبط و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 187
قال ابن بری: صواب إِنشاده أَو مائةٍ، بالكسر، لأَن قبله: إِلا بِبَدْرَی ذَهَبٍ خالِصٍ، كلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ قال: و عُرْضُ مبتدأ و الجلمد خبره أَی هی قویة علی قطعه، و فی البیت إِقْواء. و یقال: فلان عُرْضةُ ذاك أَو عُرْضةٌ لذلك أَی مُقْرِنٌ له قویّ علیه. و العُرْضةُ: الهِمَّةُ؛ قال حسان: و قال اللّهُ: قد أَعْدَدْتُ جُنْداً، هُمُ الأَنْصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ و قول كعب بن زهیر: عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مجهول قال ابن الأَثیر: هو من قولهم بَعِیرٌ عُرْضةٌ للسفر أَی قویٌّ علیه، و قیل: الأَصل فی العُرْضةِ أَنه اسم للمفعول المُعْتَرَضِ مثل الضُّحْكة و الهُزْأَةِ الذی یُضْحَكُ منه كثیراً و یُهْزَأُ به، فتقول: هذا الغَرضُ عُرْضَةٌ للسِّهام أَی كثیراً ما تَعْتَرِضُه، و فلانٌ عُرْضةٌ للكلام أَی كثیراً ما یَعْتَرِضُه كلامُ الناس، فتصیر العُرْضةُ بمعنی النَّصْب كقولك هذا الرجل نَصْبٌ لكلام الناس، و هذا الغَرضُ نَصْبٌ للرُّماة كثیراً ما تَعْتَرِضُه، و كذلك فلان عُرْضةٌ للشرِّ أَی نصب للشرّ قویٌّ علیه یعترضه كثیراً. و قولهم: هو له دونه عُرْضةٌ إِذا كان یَتَعَرَّضُ له، و لفلان عرضة یَصْرَعُ بها الناس، و هو ضرب من الحِیلةِ فی المُصارَعَة.

عربض؛ ج7، ص: 187

: العِرَبْضُ كالهِزَبْر: الضخْمُ، فأَما أَبو عبیدة فقال: العَریضُ كأَنه من الضِّخَمِ. و العِرَبْضُ و العِرْباضُ: البعیرُ القَوِیُّ العَرِیضُ الكَلْكَلِ الغلیظُ الشدیدُ الضخْمُ؛ قال الشاعر: أَلْقَی علیها كَلْكَلًا عِرَبْضا و قال: إِنَّ لَنا هَوَّاسَةً عِرَبْضا و أَسَدٌ عِرْباضٌ: رَحْبُ الكَلْكَلِ.

عرمض؛ ج7، ص: 187

: العَرْمَضُ و العِرْماضُ: الطُّحْلُبُ؛ قال اللحیانی: و هو الأَخضر مثل الخِطْمِیّ یكون علی الماء، قال: و قیل العَرْمَضُ الخُضْرَةُ علی الماء، و الطُّحْلُبُ الذی یكون كأَنه نسج العنكبوت. الأَزهری: العرمض رخو أَخضر كالصوف فی الماء المزمن و أَظنه نباتاً. قال أَبو زید: الماء المُعَرْمِضُ و المُطَحْلِبُ واحد، و یقال لهما: ثَوْرُ الماء، و هو الأَخضر الذی یخرج من أَسفل الماء حتی یكون فوق الماء. قال الأَزهری: العَرْمَضُ الغَلْفَقُ الأَخضرُ الذی یَتَغَشَّی الماء، فإِذا كان فی جوانبه فهو الطُّحْلُب. یقال: ماءٌ مُعَرْمِضٌ؛ قال إمرؤ القیس: تَیَمَّمَتِ العَینَ التی عندَ ضارِجٍ، یَفی‌ءُ علیها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامی و عَرْمَضَ الماءُ عَرْمَضَةً و عِرْماضاً: علاه العرمض؛ عن اللحیانی. و العَرْمَضُ و العِرْمِض؛ الأَخیرة عن الهجری: من شجر العِضاهِ لها شوك أَمثال مَناقِیر الطیر و هو أَصلبها عِیداناً، و العَرْمَضُ أَیضاً: صغار السِّدْرِ و الأَراك؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: بالرّاقِصاتِ علی الكَلالِ عَشِیَّةً، تَغْشَی مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ الأَزهری: یقال لصغار الأَراك عَرْمَضٌ. و العَرْمَضُ: السِّدْر صِغاره، و صغار العِضاه عَرمض.
لسان العرب، ج‌7، ص: 188

عضض؛ ج7، ص: 188

: العَضُّ: الشدُّ بالأَسنان علی الشی‌ء، و كذلك عَضّ الحیَّة، و لا یقال للعَقْرَب لأَن لَدْغَها إِنما هو بِزُباناها و شَوْلَتِها، و قد عَضِضْتُه أَعَضُّه و عَضِضْتُ علیه عَضّاً و عِضاضاً و عَضِیضاً و عَضَّضْتُه، تمیمیة و لم یسمع لها بآتٍ علی لغتهم، و الأَمر منه عَضَّ و اعْضَضْ. و‌فی حدیث العِرْباض: و عَضُّوا علیها بالنواجِذِ؛ هذا مثل فی شدّة الاستمساك بأَمر الدین لأَن العَضَّ بالنواجذ عَضٌّ بجمیع الفم و الأَسنان، و هی أَواخِرُ الأَسنان، و قیل: هی التی بعد الأَنیاب. و حكی الجوهری عن ابن السكیت: عضضت باللقمة فأَنا أَعَضُّ، و قال أَبو عبیدة: عَضَضْتُ، بالفتح، لغة فی الرِّبابِ. قال ابن بری: هذا تصحیف علی ابن السكیت، و الذی ذكره ابن السكیت فی كتاب الإِصلاح: غَصِصْتُ باللقمة فأَنا أَغَصُّ بها غَصَصاً. قال أَبو عبیدة: و غَصَصْتُ لغة فی الرِّبابِ، بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة. و یقال: عَضَّه و عَضَّ به و عَضَّ علیه و هما یَتعاضّانِ إِذا عَضَّ كل واحد منهما صاحبه، و كذلك المُعاضَّةُ و العِضاضُ. و أَعْضَضْتُه سیفی: ضربته به. و ما لنا فی هذا الأَمر مَعَضٌّ أَی مُسْتَمْسَكٌ. و العَضُّ باللسان: أَنْ یَتَناوَلَه بما لا ینبغی، و الفعلُ كالفعلِ، و كذلك المصدر. و دابةٌ ذاتُ عَضِیضٍ و عِضاضٍ، قال سیبویه: العِضاضُ اسم كالسِّبابِ لیس علی فَعَلَه فَعْلًا. و فرَسٌ عَضُوضٌ أَی یَعَضُّ، و كلب عَضوض و ناقة عَضوض، بغیر هاء. و یقال: بَرِئْتُ إِلیك من العِضاضِ و العَضِیضِ إِذا باع دابَّة و بَرِئَ إِلی مشتریها من عَضِّها الناسَ، و العُیُوبُ تجی‌ءُ علی فِعال، بكسر الفاء. و أَعْضَضْتُه الشی‌ءَ فَعَضَّه، و‌فی الحدیث: من تَعَزَّی بِعَزاءِ الجاهلیة فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبیه و لا تَكْنُوا‌أَی قُولوا له: اعْضَضْ بأَیْرِ أَبیك و لا تكنوا عن الأَیر بالهن تنكیلًا و تأْدیباً لمن دعَا دَعْوی الجاهلیة؛ و منه‌الحدیث أَیضاً: من اتَّصَلَ فأَعِضُّوه‌أَی من انتسَب نِسْبَةَ الجاهلیة و قال یا لفلان. و‌فی حدیث أُبَیّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتّصَل.و‌قال أَبو جهل لعتبة یوم بدر: و اللّه لو غَیْرُك یقول هذا لأَعْضَضْتُه؛ و قال الأَعْشی: عَضَّ بما أَبْقَی المَواسِی له من أُمِّه، فی الزَّمَنِ الغابِرِ و ما ذاقَ عَضاضاً أَی ما یُعَضُّ علیه. و یقال: ما عندنا أَكالٌ و لا عَضاضٌ؛ و قال: كأَنَّ تَحْتی بازِیاً رَكَّاضا أَخْدَرَ خَمْساً، لم یَذُقْ عَضاضا أَخْدَرَ: أَقامَ خَمْساً فی خِدْره، یرید أَن هذا البازی أَقام فی وَكْره خمس لیال مع أَیامهن لم یذق طعاماً ثم خرج بعد ذلك یطلب الصید و هو قَرِمٌ إِلی اللحم شدید الطیران، فشبه ناقته به. و قال ابن بزرج: ما أَتانا من عَضاضٍ و عَضُوضٍ و مَعْضُوضٍ أَی ما أَتانا شی‌ءٌ نَعَضُّه. قال: و إِذا كان القوم لا بنین لهم فلا علیهم أَن یَرَوْا عَضاضاً. و عَضَّ الرجلُ بصاحِبه یَعَضُّه عَضّاً: لَزِمَه و لَزِقَ به. و‌فی حدیث یعلی: یَنْطَلِقُ أَحدكم إِلی أَخیه فَیَعَضُّه كَعَضِیضِ الفَحْلِ؛ أَصل العَضِیضِ اللزوم، و قال ابن الأَثیر فی النهایة: المراد به هاهنا العَضُّ نفسه لأَنه بعضه له یلزمه. و عَضَّ الثِّقافُ بأَنابِیبِ الرُّمْحِ عَضّاً و عَضَّ علیها: لَزِمَها، و هو مَثَلٌ بما تقدَّمَ لأَن حقیقة هذا الباب اللزوم و اللزوق. و أَعَضَّ الرُّمْحَ الثِّقافَ: أَلزمه إِیّاه. و أَعَضَّ الحَجَّامُ المِحْجَمةَ قفاه: أَلزمها إِیّاه؛ عن اللحیانی. و فلان
لسان العرب، ج‌7، ص: 189
عِضُّ فلان و عَضِیضُه أَی قِرْنُه. و رجل عِضٌّ: مُصْلِحٌ لِمَعِیشته و ماله و لازم له حَسَنُ القِیامِ علیه. و عَضِضْتُ بمالی عُضُوضاً و عَضاضةً: لَزِمْتُه. و یقال: إِنه لَعِضُّ مال، و فلان عِضُّ سفَر قویٌّ علیه و عِضُّ قتال؛ و أَنشد الأَصمعی: لم نُبْقِ من بَغْیِ الأَعادی عِضّا و العَضُوضُ: من أَسماء الدَّواهی. و فی التهذیب: العَضْعَضُ العِضُّ الشدید، و منهم من قَیَّدَهُ من الرجال. و الضَّعْضَعُ: الضعیفُ. و العِضُّ: الداهِیةُ. و قد عَضِضْتَ یا رجل أَی صِرْتَ عِضّاً؛ قال القطامی: أَحادِیثُ مِن أَنباءِ عادٍ و جُرْهُمٍ یُثَوِّرُها العِضّانِ: زَیْدٌ و دَغْفَلُ یرید بالعِضَّینِ زید بن الكَیِّسِ النُّمَیْری، و دَغْفَلًا النسَّابةَ، و كانا عالمی العرب بأَنسابها و أَیامها و حِكَمِها؛ قال ابن بری: و شاهد العِضِّ أَیضاً قول نجاد الخیبری: فَجَّعَهُمْ، باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ، عِضٌّ لَئِیمُ المُنْتَمَی و العُنْصُرِ و العِضُّ أَیضاً: السَّیئُ الخُلُق؛ قال: و لم أَكُ عِضّاً فی النَّدامی مُلَوَّما و الجمع أَعضاضٌ. و العِضُّ، بكسر العین: العِضاهُ. و أَعَضَّتِ الأَرضُ، و أَرضٌ مُعِضَّة: كثیرة العِضاهِ. و قومٌ مُعِضُّونَ: تَرْعَی إِبلهم العِضَّ. و العُضُّ، بضم العین: النوی المَرْضُوخُ و الكُسْبُ تُعْلَفُه الإِبل و هو عَلَف أَهل الأَمصار؛ قال الأَعشی: من سَراة الهِجانِ صَلَّبَها العُض، و رَعْیُ الحِمَی، و طولُ الحِیالِ العُضُّ: عَلَفُ أَهل الأَمصار مثل القَتِّ و النوی. و قال أَبو حنیفة: العُضُّ العجینُ الذی تعلفه الإِبل، و هو أَیضاً الشجر الغلیظ الذی یبقی فی الأَرض. قال: و العَضاضُ كالعُضِّ، و العَضاضُ أَیضاً ما غَلُظَ من النبت و عَسا. و أَغَضَّ القومُ: أَكَلَتْ إِبلهم العُضَّ أَو العَضاضَ؛ و أَنشد: أَقولُ، و أَهْلی مُؤْرِكُونَ و أَهْلُها مُعِضُّونَ: إِن سارَتْ فكیفَ أَسیرُ؟ و قال مرة فی تفسیر هذا البیت عند ذكر بعض أَوصاف العِضاه: إِبل مُعِضَّةٌ تَرْعَی العِضاهَ، فجعلها إِذ كان من الشجر لا من العُشْبِ بمنزلة المعلوفة فی أَهلها النَّوَی و شبهه، و ذلك أَن العُضَّ هو علَف الرِّیفِ من النوی و القَتِّ و ما أَشبه ذلك، و لا یجوز أَن یقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا علی هذا التأْویل. و المُعِضُّ: الذی تأْكل إِبله العُضَّ. و المُؤْرِكُ: الذی تأْكل إِبله الأَراكَ و الحَمْضَ، و الأَراكُ من الحَمْضِ. قال ابن سیدة: قال المتعقب غَلِطَ أَبو حنیفة فی الذی قاله و أَساءَ تخریج وجه كلام الشاعر لأَنه قال: إِذا رعی القوم العِضاه قیل القوم مُعِضُّونَ، فما لذكره العُضّ، و هو علف الأَمصار، مع قول الرجل العِضاه: و أَین سُهَیْلٌ من الفَرْقَدِ و قوله: لا یجوز أَن یقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا علی هذا التأْویل، شرط غیر مقبول منه لأَنَّ ثَمَّ شیئاً غَیَّره علیه قبل، و نحن نذكره إِن شاء اللّه تعالی. و فی الصحاح: بعیر عُضاضِیٌّ أَی سمین منسوب إِلی أَكل العُضِّ؛ قال ابن بری: و قد أَنكر علیُّ بنُ حمزة أَن یكون العُضُّ النوی لقول إمرئ القیس: تَقْدُمُه نَهْدَةٌ سَبُوحٌ، صَلَّبَها العُضُّ و الحِیالُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 190
قال أَبو زید فی أَول كتاب الكلإِ و الشجر: العضاه اسم یقع علی شجر من شجر الشوك له أَسماء مختلفة یجمعها العضاه، واحدتها عِضاهةٌ، و إِنما العِضاه الخالص منه ما عظم و اشتد شوكه، و ما صغر من شجر الشوك فإِنه یقال له العِضُّ و الشِّرْسُ، و إِذا اجتمَعَت جموع ذلك فما له شوك من صغاره عِضٌّ و شِرْسٌ، و لا یُدْعَیانِ عِضاهاً، فمن العِضاه السَّمُرُ و العُرْفُطُ و السَّیالُ و القَرَظُ و القَتادُ الأَعظم و الكَنَهْبَلُ و العَوْسَجُ و السِّدْرُ و الغافُ و الغَرَبُ، فهذه عِضاهٌ أَجمع و من عِضاهِ القِیاسِ، و لیس بالعضاه الخالص الشَّوْحَطُ و النَّبْعُ و الشِّرْیانُ و السَّراءُ و النَّشَمُ و العُجْرُمُ و التَّأْلَبُ و الغَرَفُ فهذه تدعی كلُّها عِضاهَ القِیاسِ، یعنی القِسیَّ، و لیست بالعضاه الخالص و لا بالعِضِّ؛ و من العِضِّ و الشَّرْسِ القَتادُ الأَصغر، و هی التی ثمرتها نُفّاخةٌ كَنُفّاخةِ العُشَرِ إِذا حركت انفقأَت، و منها الشُّبْرُمُ و الشِّبْرِقُ و الحاجُ و اللَّصَفُ و الكَلْبةُ و العِتْرُ و التُّغْرُ فهذه عِضٌّ و لیست بعضاه، و من شجر الشوك الذی لیس بِعضٍّ و لا عضاه الشُّكاعَی و الحُلاوَی و الحاذُ و الكُبُّ و السُّلَّحُ. و فی النوادر: هذا بلدُ عِضٍّ و أَعضاضٍ و عَضاضٍ أَی شجر ذی شوك. قال ابن السكیت فی المنطق: بعیر عاضٌّ إِذا كان یأْكل العِضَّ و هو فی معنی عَضِهٍ، و علی هذا التفصیل قول من قال مُعِضُّونَ یكون من العِضِّ الذی هو نفس العِضاه و تصح روایته. و العَضُوضُ من الآبارِ: الشاقَّةُ علی الساقی فی العمل، و قیل: هی البعِیدةُ القعرِ الضَّیِّقةُ؛ أَنشد: أَوْرَدَها سَعْدٌ علیَّ مُخْمِسا، بِئْراً عَضُوضاً و شِناناً یُبَّسا و العرب تقول: بِئْرٌ عَضُوضٌ و ماءٌ عَضُوضٌ إِذا كان بعیدَ القعر یستقی منه بالسانِیةِ. و قال أَبو عمرو: البئرُ العَضُوضُ هی الكثیرة الماء، قال: و هی العَضِیضُ. فی نوادره: و مِیاهُ بنی تمیم عُضُضٌ، و ما كانت البئر عَضُوضاً و لقد أَعَضَّتْ، و ما كانت جُدّاً و لقد أَجَدَّتْ، و ما كانت جَرُوراً و لقد أَجَرَّتْ. و العُضَّاضُ: ما بین رَوْثةِ الأَنف إِلی أَصله، و فی التهذیب: عِرْنِینُ الأَنف؛ قال: لمَّا رأَیْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا، أَعْدَمْتُه عُضَّاضَه و الكَفَّا و قال ابن بری: قال أَبو عُمَر الزاهد العُضاضُ، بالضم، الأَنف؛ و قال ابن درید: الغُضاضُ، بالغین المعجمة؛ و قال أَبو عمرو: العُضَّاضُ، بالضم و التشدید، الأَنف؛ و أَنشد لعیاض بن درة: و أَلْجَمَه فأْسَ الهَوانِ فلاكَه، فأَغْضَی علی عُضّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ قال الفراء: العُضاضِیُّ الرجل الناعم اللَّیِّنُ مأْخوذ من العُضاضِ و هو ما لانَ من الأَنف. و زَمَنٌ عَضُوضٌ أَی كَلِبٌ. قال ابن بری: عَضَّه القَتَبُ و عَضَّه الدهْرُ و الحرْبُ، و هی عَضوض، و هو مستعار من عَضِّ الناب؛ قال المخبّل السعدی: لَعَمْرُ أَبیكَ، لا أَلْقَی ابنَ عَمٍّ، علی الحِدْثانِ، خَیْراً من بَغِیضِ غَداةَ جَنَی علیّ بَنیَّ حَرْباً، و كیفَ یَدایَ بالحرْبِ العَضُوضِ؟ و أَنشد ابن بری لعبد اللّه بن الحجاج:
لسان العرب، ج‌7، ص: 191
و إِنِّی ذو غِنًی و كَرِیمُ قَوْمٍ، و فی الأَكْفاءِ ذو وَجْهٍ عَرِیضِ غَلَبْتُ بنی أَبی العاصِی سَماحاً، و فی الحرْبِ المُنَكَّرَةِ العَضُوضِ و مُلْكٌ عَضُوضٌ: شدیدٌ فیه عَسْفٌ و عَنْفٌ. و‌فی الحدیث: ثم یكون مُلْكٌ عَضُوضٌ‌أَی یُصیبُ الرَّعِیَّةَ، فیه عسف و ظلم، كأَنهم «4» یُعَضُّونَ فیه عَضّاً. و العَضُوضُ من أَبْنِیةِ المُبالغَةِ، و‌فی روایة: ثم یكون مُلوك عُضُوضٌ، و هو جمع عِضٍّ، بالكسر، و هو الخَبِیثُ الشَّرِسُ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: و سَتَرَوْنَ بعدی مُلْكاً عَضُوضاً.و قوْسٌ عَضُوضٌ إِذا لَزِقَ وترُها بِكَبدِها. و امرأَة عَضوض: لا یَنْفُذ فیها الذكَر من ضِیقها. و فلان یُعَضِّضُ شفتیه أَی یَعَضُّ و یُكْثِرُ ذلك من الغضَب. و فلان عِضاضُ عَیْشٍ أَی صَبُورٌ علی الشدة. و عاضَّ القومُ العَیْشَ منذُ العامِ فاشتد عِضاضُهم أَی اشتدَّ عَیْشُهم. و غَلَقٌ عِضٌّ: لا یكادُ یَنْفَتِحُ. و التَّعْضُوضُ: ضرب من التمر شدید الحلاوة، تاؤُه زائدة مفتوحة، واحدته تَعْضُوضةٌ، و فی التهذیب: تمر أَسود، التاء فیه لیست بأَصلیة. و‌فی الحدیث: أَن وَفْدَ عَبْدِ القَیْسِ قَدِموا علی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فكان فیما أَهْدَوْا له قُرُبٌ من تَعْضُوض؛ و أَنشد الریاشی فی صفة نخل: أَسْوَد كاللَّیْلِ تَدَجَّی أَخْضَرُهْ، مُخالِط تَعْضُوضه و عُمُرُهْ، بَرْنِیَّ عَیْدانٍ قَلِیلٍ قِشَرُهْ العُمُر: نخل السُّكَّر. قال أَبو منصور: و ما أَكلت تمراً أَحْمَتَ حَلاوةً من التَّعْضُوضِ، و معدنه بهجر و قُراها. و‌فی الحدیث أَیضاً: أَهْدَتْ لنا نَوْطاً من التعضوض.و قال أَبو حنیفة: التَّعْضُوضةُ تمرة طَحْلاءُ كبیرة رطْبة صَقِرةٌ لذیذة من جَیِّد التمر و شَهِیِّه. و‌فی حدیث عبد الملك بن عمیر: و اللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخفاف الرِّباع أَطیب من هذا.

علض؛ ج7، ص: 191

: عَلَضَ الشی‌ءَ یَعْلِضُه عَلْضاً: حرَّكه لیَنْزِعَه نحو الوتد و ما أَشْبهه. و العِلَّوْضُ: ابنُ آوَی، بلغة حمیر.

علهض؛ ج7، ص: 191

: الأَزهری: قال اللیث عَلْهَضْتُ رأْس القارورةِ إِذا عالَجْتَ صِمامَها لِتَسْتَخْرِجَه، قال: و عَلْهَضْتُ العین عَلْهَضَةً إِذا استخرجتها من الرأْس، و علهضتُ الرجل إِذا عالَجْتَه عِلاجاً شدیداً. قال: و علهضتُ منه شیئاً إِذا نِلْتَ منه شیئاً. قال الأَزهری: علهضت رأَیته فی نسخ كثیرة من كتاب العین مقیداً بالضاد، و الصواب عندی الصاد، و روی عن ابن الأَعرابی قال: العِلْهاصُ صِمامُ القارورةِ؛ قال: و فی نوادر اللحیانی عَلْهَصَ القارورةَ، بالصاد أَیضاً، إِذا استخرج صمامها. و قال شجاع الكلابی فیما روی عنه عرّام و غیره: العَلْهَصَة و العَلْفَصَة و العَرْعَرَةُ فی الرأْی و الأَمر، و هو یُعَلْهِصُهم و یُعَنِّفُ بهم و یَقْسِرُهم. و قال ابن درید فی كتابه: رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ، و هو الثقیل الوَخِمُ؛ قال الأَزهری: قوله رجل علاهض منكر و ما أَراه محفوظاً. و قال ابن سیدة: عَضْهَلَ القارورة و عَلْهضَها صَمَّ رأْسَها، قال: و عَلْهَضَ الرجلَ عالَجه عِلاجاً شدیداً و أَدارَه. و عَلْهَضْتُ الشی‌ءَ إِذا عالجته لتَنزِعَه نحو الوَتِدِ و ما أَشبهه.
(4). قوله [كأَنهم إلخ] كذا بالأَصل. و أصل النسخة التی بأیدینا من النهایة ثم أصلحت كأنه یعضهم عضاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 192‌

عوض؛ ج7، ص: 192

: العِوَضُ: البَدَلُ؛ قال ابن سیدة: و بینهما فَرْقٌ لا یلیق ذكره فی هذا المكان، و الجمع أَعْواضٌ، عاضَه منه و به. و العَوْضُ: مصدر قولك عاضَه عَوْضاً و عِیاضاً و مَعُوضةً و عَوَّضَه و أَعاضَه؛ عن ابن جنی. و عاوَضَه، و الاسم المَعُوضةُ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فلما أَحل اللّه ذلك للمسلمین، یعنی الجزیة، عرفوا أَنه قد عاضَهم أَفضل مما خافُوا.تقول: عُضْتُ فلاناً و أَعَضْتُه و عَوَّضْتُه إِذا أَعطیته بدل ما ذهب منه، و قد تكرر فی الحدیث. و المستقبل التعویض «1». و تَعَوَّضَ منه، و اعْتاضَ: أَخذ العِوَضَ، و اعْتاضَه منه و اسْتَعاضَه و تَعَوَّضَه، كلُّه: سأَلَه العِوَضَ. و تقول: اعْتاضَنی فلان إِذا جاء طالباً للعوض و الصِّلة، و استعاضنی كذلك؛ و أَنشد: نِعْمَ الفَتی و مَرْغَبُ المُعْتاضِ، و اللّهُ یَجْزِی القِرْضَ [القَرْضَ بالأقْراضِ و عاضَه: أَصاب منه العِوَضَ. و عُضْتُ: أَصَبْتُ عِوَضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسی: هل لكِ، و العارِضُ مِنْكِ عائِضُ، فی هَجْمةٍ یُسْئِرُ منها القابِضُ؟ و یروی: فی مائة …، و یروی: … یُغْدِرُ … أَی یُخَلِّفُ. یقال: غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عن الإِبل، و أَغْدَرَها الراعی. و القابض: السائق الشدید السوق. قال الأَزهری: أَی هل لك فی العارِضِ منك علی الفضل فی مائة یُسْئِرُ منها القابض؟ قال: هذا رجل خطب امرأَة فقال أُعطیك مائة من الإِبل یَدَعُ منها الذی یقبضها من كثرتها، یدع بعضها فلا یطیق شَلَّها، و أَنا مُعارِضُك أُعطی الإِبل و آخُذُ نفسَكِ فأَنا عائض أَی قد صار العوض منك كله لی؛ قال الأَزهری: قوله عائض من عِضْتُ أَی أَخذت عوضاً، قال: لم أَسمعه لغیر اللیث. و عائضٌ من عاضَ یَعوض إِذا أَعطی، و المعنی هل لك فی هجمة أَتزوّجك علیها. و العارضُ منكِ: المُعْطی عِوَضاً، عائِضٌ أَی مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَیْنَه و هو الهجمة من الإِبل، و قیل: عائض فی هذا البیت فاعل بمعنی مفعول مثل عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* بمعنی مَرْضِیَّة. و تقول: عَوَّضْتُه من هِبَتِه خیراً. و عاوَضْتُ فلاناً بعوض فی المبیع و الأَخذ و الإِعطاء، تقول: اعْتَضْتُه كما تقول أَعطیته، و تقول: تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَی ثابَ مالُهم و حالُهم بعد قِلَّةٍ. و عَوْض یبنی علی الحركات الثلاث: الدَّهْر، معرفة، علم بغیر تنوین، و النصب أَكثر و أَفشَی؛ و قال الأَزهری: تفتح و تضم، و لم یذكر الحركة الثالثة. و حكی عن الكسائی عوضُ، بضم الضاد غیر منون، دَهْرٌ، قال الجوهری: عَوْضُ معناه الأَبد و هو للمستقبل من الزمان كما أَنَّ قَطّ للماضی من الزمان لأَنك تقول عوض لا أُفارقك، ترید لا أُفارقك أَبداً، كما تقول قطّ ما فارقتك، و لا یجوز أَن تقول عوض ما فارقتك كما لا یجوز أَن تقول قطّ ما أُفارقك. قال ابن كیسان: قط و عوض حرفان مبنیان علی الضم، قط لما مضی من الزمان و عوض لما یستقبل، تقول: ما رأَیته قطّ یا فتی، و لا أُكلمك عوض یا فتی؛ و أَنشد الأَعشی، رحمه اللّه تعالی: رضِیعَیْ لِبانٍ ثَدْیَ أُمٍّ تَحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ، عَوْضَ لا نَتَفرَّقُ أَی لا نتفرق أَبدأً، و قیل: هو بمعنی قَسَم. یقال: عَوْض لا أَفْعَله، یحلف بالدهر و الزمان. و قال أَبو زید: عوض فی بیت الأَعشی أَی أَبداً، قال: و أَراد
(1). قوله [و المستقبل التعویض] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 193
بأَسْحَمَ داجٍ اللیل، و قیل: أَراد بأَسْحم داج سواد حَلَمَةِ ثدی أُمه، و قیل: أَراد بالأَسحم هنا الرَّحِمَ، و قیل: سواد الحلمة؛ یقول: هو و النَّدَی رضَعا من ثدی واحد؛ و قال ابن الكلبی: عَوْض فی بیت الأَعشی اسم صنم كان لبكر بن وائل؛ و أَنشد لرُشَیْدِ بن رُمَیْضٍ العنزی: حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ و أَنْصابٍ تُرِكْنَ لدَی السَّعِیرِ قال: و السعِیرُ اسم صنم لعنزةَ خاصَّة، و قیل: عوض كلمة تجری مجری الیمین. و من كلامهم: لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضینَ و لا دَهْرَ الدَّاهِرینَ أَی لا أَفعله أَبداً. قال: و یقال ما رأَیت مثله عَوْض أَی لم أَرَ مثله قَط؛ و أَنشد: فَلَمْ أَرَ عاماً عَوْضُ أَكْثَرَ هالِكاً، و وَجْهَ غُلامٍ یُشْتَرَی و غُلامَهْ و یقال: عاهَدَه أَن لا یُفارِقَه عَوْضُ أَی أَبداً. و یقول الرجل لصاحبه: عوض لا یكون ذلك أَبداً، فلو كان عوض اسماً للزمان إِذاً لجری بالتنوین، و لكنه حرف یراد به القسم كما أَن أَجَلْ و نحوها مما لم یتمكن فی التصریف حُمِلَ علی غیر الإِعراب. و قولهم: لا أَفعلُه من ذی عوضِ أَی أَبداً كما تقول من ذی قبْلُ و من ذی أُنُفٍ أَی فیما یُسْتَقْبَلُ، أَضاف الدهر إِلی نفسه. قال ابن جنی: ینبغی أَن تعلم أَنَّ العِوَضَ من لفظ عَوْضُ الذی هو الدهر، و معناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار و اللیل و التقاؤُهما و تَصَرُّمُ أَجزائهما، و كلَّما مضَی جزء منه خلفه جزء آخر یكون عوَضاً منه، فالوقت الكائن الثانی غیر الوقت الماضی الأَوّل، قال: فلهذا كان العِوَضُ أَشدّ مخالفة للمُعَوَّضِ منه من البدل؛ قال ابن بری: شاهد عوضُ، بالضم، قول جابر بن رَأْلانَ السِّنْبسِیّ: یَرْضَی الخَلِیطُ و یَرْضَی الجارُ مَنْزِلَه، و لا یُرَی عَوْضُ صَلْدا یَرْصُدُ العَلَلا قال: و هذا البیت مع غیره فی الحماسة. و عَوْضُ: صنم. و بنو عَوْضٍ: قبیلة. و عیاضٌ: اسم رجل، و كله راجع إِلی معنی العِوَضِ الذی هو الخلَفُ. قال ابن جنی فی عیاض اسم رجل: إِنما أَصله مصدر عُضْتُه أَی أَعطیته. و قال ابن بری فی ترجمة عوص: عَوْصٌ: قبیلة، و عَوْضٌ، بالضاد، قبیلة من العرب؛ قال تأَبط شرّاً: و لَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو، تَنَفَّرَتْ عَصافِیرُ رأْسی مِنْ نَوًی و تَوانِیا

فصل الغین المعجمة؛ ج7، ص: 193

غبض؛ ج7، ص: 193

: اللیث: التَّغْبِیضُ أَن یرید الإِنسان البكاء فلا تُجِیبُه العین، قال أَبو منصور: و هذا حرف لم أَجده لغیره، قال: و أَرجو أَن یكون صحیحاً.

غرض؛ ج7، ص: 193

: الغَرْضُ: حِزامُ الرَّحْلِ، و الغُرْضةُ كالغَرْضِ، و الجمع غُرْضٌ مثل بُسْرةٍ و بُسْرٍ و غُرُضٌ مثل كُتُبٍ. و الغُرْضةُ، بالضم: التَّصْدِیرُ، و هو للرحْل بمنزلة الحِزامِ للسَّرْج و البِطانِ، و قیل: الغَرْضُ البِطانُ للقَتَبِ، و الجمع غُرُوضٌ مثل فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَغْراضٌ أَیضاً؛ قال ابن بری: و یجمع أَیضاً علی أَغْرُضٍ مثل فَلْس و أَفْلُسٍ؛ قال هِمْیانُ بن قُحافة السعدی: یَغْتالُ طُولَ نِسْعِه و أَغْرُضِهْ بِنَفْخِ جَنْبَیْه، و عَرْضِ رَبَضِهْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 194
و قال ابن خالویه: المُغَرَّضُ موضعُ الغُرْضة، قال: و یقال للبطن المُغَرَّضُ. و غَرَضَ البعیرَ بالغَرْض و الغُرْضةِ یَغْرِضُه غَرْضاً. شدَّه. و أَغْرَضْتُ البعیر: شَدَدْت علیه الغَرْضَ. و‌فی الحدیث: لا تُشَدُّ الرِّحالُ الغُرْضُ إِلا إِلی ثلاثةِ مَساجِدَ، هو من ذلك. و المُغَرَّضُ: الموضع الذی یَقَعُ علیه الغَرْضُ أَو الغُرْضةُ؛ قال: إِلی أَمُونٍ تَشْتَكی المُغَرَّضا و المَغْرِضُ: المَحْزِمُ، و هو من البعیر بمنزلة المحزم من الدابّة، و قیل: المَغْرِضُ جانب البطن أسفَلَ الأَضْلاعِ التی هی مَواضِع الغَرْضِ من بطونها؛ قال أَبو محمد الفقعسی: یَشْرَبْنَ حتی یُنْقِضَ المَغارِضُ، لا عائِفٌ منها و لا مُعارِضُ و أَنشد آخر لشاعر: عَشَّیْت جابانَ حتی اسْتَدَّ مَغْرِضُه، و كادَ یَهْلِكُ، لو لا أَنَّه اطَّافا «1» أَی انسَدَ ذلك الموضع من شدة الامتلاء، و الجمع المَغارِضُ. و المَغْرِضُ: رأْس الكتف الذی فیه المُشاشُ تحتَ الغُرْضُوفِ، و قیل: هو باطن ما بین العَضُدِ مُنْقَطَعِ «2» الشَّراسِیفِ. و الغَرْضُ: المَلْ‌ءُ. و الغَرْضُ: النقصانُ عن المِلْ‌ءِ، و هو من الأَضداد. و غَرَضَ الحوْضَ و السِّقاءَ یَغْرِضُهما غَرْضاً: مَلأَهُما؛ قال ابن سیدة: و أَری اللحیانی حكی أَغْرَضَه؛ قال الراجز: لا تأْوِیا للحوْضِ أَن یَغِیضا، أَن تُغْرضا خَیْرٌ من أَن تَغِیضا و الغَرْضُ: النقصانُ؛ قال: لقد فَدَی أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ و الدَّأْظُ، حتی ما لَهُنَّ غَرْضُ أَی كانت لهن أَلبان یُقْرَی منها فَفَدَتْ أَعناقَها من أَن تنحر. و یقال: الغَرْضُ موضع ماء تَرَكْتَه فلم تجعل فیه شیئاً؛ یقال: غَرِّضْ فی سقائك أَی لا تملأْه. و فلان بحر لا یُغَرَّضُ أَی لا یُنْزَحُ؛ و قیل فی قوله: و الدَّأْظُ حتی ما لَهُنَّ غَرْضُ إِن الغَرْضَ ما أَخْلَیْتَه من الماء كالأَمْتِ فی السقاء. و الغَرْضُ أَیضاً: أَن یكون الرجل سمیناً فیُهْزَلَ فیبقی فی جسده غُرُوضٌ. و قال الباهلی: الغَرْضُ أَن یكون فی جُلودها نُقْصانٌ. و قال أَبو الهیثم: الغَرْضُ التَّثَنِّی. و الغَرَضُ: الضَّجَر و الملالُ؛ و أَنشد ابن بری للحُمامِ بن الدُّهَیْقِین: لَمَّا رأَتْ خَوْلَةُ مِنِّی غَرَضا، قامَتْ قِیاماً رَیِّثاً لِتَنْهَضا قوله: غَرَضا أَی ضجَراً. و غَرِضَ منه غَرَضاً، فهو غَرِضٌ: ضَجِرَ و قَلِقَ، و قد غَرِضَ بالمُقامِ یَغْرَضُ غَرَضاً و أَغْرَضَه غیره. و‌فی الحدیث: كان إِذا مَشَی عُرِفَ فی مَشْیِه أَنه غیر غَرِضٍ؛ الغَرِضُ: القَلِقُ الضَّجِرُ. و‌فی حدیث عَدیّ: فسِرْتُ حتی نزلْت جَزِیرةَ العرب فأَقمت بها حتی اشتد غَرَضِی‌أَی ضجَرِی و مَلالی. و الغَرَضُ أَیضاً:
(1). استدَّ أَی انسدَّ. (2). قوله [بین العضد منقطع] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 195
شدّة النِّزاعِ نحو الشی‌ء و الشوْقِ إِلیه. و غَرِض إِلی لِقائِه یَغْرَضُ غَرَضاً، فهو غَرِضٌ: اشتاقَ؛ قال ابن هَرْمةَ: إِنِّی غَرِضْتُ إِلی تَناصُفِ وجْهِها، غَرَضَ المُحِبِّ إِلی الحَبِیبِ الغائِبِ أَی مَحاسِنِ وجْهِها التی یُنْصِفُ بعضُها بعضاً فی الحسن؛ قال الأَخفش: تفسیره «1» غَرِضْتُ من هؤلاء إِلیه لأَن العرب تُوصِلُ بهذه الحروف كلها الفعل، قال الكلابی: فَمَنْ یَكُ لَمْ یَغْرَضْ فإِنَّی و ناقَتِی، بِحَجْرٍ، إِلی أَهلِ الحِمَی غَرِضانِ تَحِنُّ فَتُبْدی ما بِها من صَبابةٍ، و أُخْفِی الذی لوْ لا الأَسَی لَقَضانی و قال آخر: یا رُبَّ بَیْضاءَ، لها زَوْجٌ حَرِضْ، تَرْمِیكَ بالطَّرْفِ كما یَرْمِی الغَرِضْ أَی المُشْتاقُ. و غَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً: فَصَلْناه عن أُمَّهاتِه. و غَرَضَ الشی‌ءَ یَغْرِضُه غَرْضاً: كسَره كسْراً لم یَبِنْ. و انْغَرَضَ الغُصْن: تَثَنَّی و انكَسر انْكِساراً غیر بائن. و الغَرِیضُ: الطَّرِیُّ من اللحم و الماء و اللبن و التمر. یقال: أَطْعِمْنا لحماً غَرِیضاً أَی طریّاً. و غَرِیضُ اللبن و اللحم: طریُّه. و‌فی حدیث الغِیبة: فَقاءَتْ لحماً غَرِیضاً‌أی طَریّاً؛ و منه‌حدیث عمر: فیُؤْتی بالخبزِ لیّناً و باللحم غَریضاً.و غَرُضَ غِرَضاً، فهو غَریضٌ أَی طَرِیّ؛ قال أَبو زبید الطائی یصف أَسداً: یَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ رُفاتُ عِظامٍ، أَو غَرِیضٌ مُشَرْشَرُ مُغِبّاً أَی غابّاً. مُشَرْشَرٌ: مُقَطَّعٌ، و منه قیل لماء المطر مَغْرُوضٌ و غَریضٌ؛ قال الحادرةُ: بَغَرِیضِ سارِیةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا، مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ و المَغْرُوضُ: ماءُ المطر الطَّرِیّ؛ قال لبید: تَذَكَّرَ شَجْوه، و تَقاذَفَتْه مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ و قولهم: وَرَدْتُ الماء غارِضاً أَی مُبْكِراً. و غَرَضْناه نَغْرِضُه غَرْضاً و غَرَّضْناه: جَنَیْناه طَریّاً أَو أَخذْناه كذلك. و غَرَضْتُ له غَریضاً: سقیته لبناً حلیباً. و أَغْرَضْتُ للقوم غَریضاً: عَجَنْتُ لهم عجیناً ابْتَكَرْتُه و لم أُطْعِمهم بائِتاً. و وِرْدٌ غارِضٌ: باكِرٌ. و أَتَیْتُه غارِضاً: أَولَ النهار. و غَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها تَغْرِضُه غَرْضاً، و هو أَن تَمْخَضَه، فإِذا ثَمَّرَ و صار ثَمیرة قبل أَن یجتمع زبده صبَّتْه فسقته للقوم، فهو سقاءٌ مَغْرُوضٌ و غَریضٌ. و یقال أَیضاً: غَرَضْنا السخْلَ نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قبل إِناه. و غَرَّضَ إِذا تفَكَّه من الفُكاهةِ و هو المِزاحُ. و الغَرِیضةُ: ضرب من السویق، یُصْرَمُ من الزرع ما یراد حتی یستفرك ثم یُشَهَّی، و تَشْهِیَتُه أَن یُسَخَّن علی المِقْلی حتی ییبس، و إِن شاء جعل معه علی المقلی حَبَقاً فهو أَطیب لطعمه و هو أَطیب سویق. و الغَرْض: شُعبة فی الوادی أَكبر من الهَجیجِ؛ قال ابن الأَعرابی: و لا تكون شعبة كاملة، و الجمع
(1). قوله [تفسیره] لیس الغرض تفسیر البیت، ففی الصحاح: و قد غرض بالمقام یغرض غرضاً، و یقال أَیضاً: غرضت إِلیه بمعنی اشتقت إِلیه، قال الأَخفش تفسیره إلخ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 196
غِرْضانٌ و غُرْضانٌ. یقال: أَصابَنا مَطَرٌ أَسالَ زَهادَ الغِرْضانِ [الغُرْضانِ، و زَهادُها صِغارُها. و الغُرْضانُ من الفرس: ما انحدر من قصبة الأَنف من جانبیها و فیها عِرْق البُهْرِ. و قال أَبو عبیدة: فی الأَنف غُرْضانِ و هما ما انحدر من قصبة الأَنف من جانبیه جمیعاً؛ و أَما قوله: كِرامٌ یَنالُ الماءَ، قَبْلَ شِفاهِهِمْ، لَهُمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرانِبِ فقد قیل: إِنه أَراد الغُرْضُوفَ الذی فی قصبة الأَنف، فحذف الواو و الفاء، و رواه بعضهم: لهم عارِضات الوِرْد … و كل من وَرَدَ الماء باكِراً، فهو غارِضٌ، و الماء غَرِیضٌ، و قیل: الغارض من الأُنوف الطویل. و الغَرَضُ: هو الهدَفُ الذی یُنْصَبُ فیرمی فیه، و الجمع أَغْراضٌ. و‌فی حدیث الدجال: أَنه یدعُو شابّاً مُمْتَلِئاً شَباباً فیضربه بالسیف فیقطعه جزلتین رَمْیةَ الغَرَضِ؛ الغَرَضُ هاهنا: الهدَف، أَراد أَنه یكون بُعْدُ ما بین القِطعتین بقدر رَمْیةِ السهم إِلی الهدف، و قیل: معناه وصف الضربة أَی تصیبه إِصابةَ رمیةِ الغرَض. و‌فی حدیث عقبة بن عامر: تختلف بین هذین الغَرَضَیْنِ و أَنت شیخ كبیر.و غَرَضُه كذا أَی حاجَتُه و بُغْیَتُه. و فَهمت غرضك أَی قَصْدَك. و اغْتَرَضَ الشی‌ءَ: جعله غَرَضَه. و غَرضَ أَنفُ الرجل: شَرِبَ فنال أَنفه الماء من قبل شفته. و الغَرِیضُ: الطَّلْع، و الإِغْریضُ: الطلْعُ و البرَدُ، و یقال: كل أَبیض طَرِیٍّ، و قال ثعلب: الإِغْریضُ ما فی جوف الطلْعة ثم شُبِّه به البَرَدُ لا أَنّ الإِغْریضَ أَصل فی البَرَد. ابن الأَعرابی: الإِغْریضُ الطلْعُ حین ینشقُّ عنه كافورُه؛ و أَنشد: و أَبْیَضَ كالإِغْریضِ لم یَتَثَلَّمِ و الإِغْریضُ أَیضاً: قَطْر جلیل تراه إِذا وقع كأَنه أُصول نَبْل و هو من سحابة متقطعة، و قیل: هو أَوّلُ ما یسقط منها؛ قال النابغة: یَمِیحُ بِعُودِ الضِّرْوِ إِغْریضَ بَغْشةٍ، جَلا ظَلْمَه ما دون أَن یَتَهَمَّما و قال اللحیانی: قال الكسائی الإِغْریضُ كل أَبیضَ مثلِ اللبن و ما ینشق عنه الطلْعُ. قال ابن بری: و الغَرِیضُ أَیضاً كل غِناءٍ مُحْدَثٍ طریٍّ، و منه سمی المُغَنی الغریض لأَنه أَتی بغِناءٍ مُحْدَث.

غضض؛ ج7، ص: 196

: الغَضُّ و الغَضِیضُ: الطَّرِیُّ. و‌فی الحدیث: مَنْ سَرَّه أَن یَقرأَ القرآن غَضّاً كما أُنْزِلَ فَلْیَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ؛ الغَضُّ الطریّ الذی لم یتغیر، أَراد طریقه فی القِراءة و هیأَته فیها، و قیل: أَراد الآیات التی سمعها منه من أَول سورة النساء إِلی قوله: فَكَیْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلیٰ هٰؤُلٰاءِ شَهِیداً. و منه‌حدیث علیّ: هل یَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشباب‌أَی نَضارَتِه و طَراوَتِه. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز أَن رجلًا قال: إِن تزوّجت فلانة حتی أَكل الغَضِیض فهی طالق؛ الغَضِیضُ: الطریّ، و المراد به الطَّلْعُ، و قیل: الثَّمَرُ أَوَّلَ ما یخرج. و یقال: شی‌ء غَضٌّ بَضٌّ و غاضٌّ باضٌّ، و الأُنثی غَضّةٌ و غَضِیضةٌ. و قال اللحیانی: الغضّةُ من النساءِ الرَّقیقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ، و قد غَضَّتْ تَغِضُّ «2» و تَغَضُّ غَضاضةً و غُضُوضةً. و نبت غَضٌّ: ناعِمٌ؛ و قوله: فَصَبَّحَتْ و الظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ أَی أَنه لم تُدْرِكه الشمسُ فهو غَضٌّ كما أَن النبت إِذا
(2). قوله [تغض] بكسر الغین علی أنه من باب ضرب كما فی المصباح و بفتحها علی أَنه من باب سمع كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 197
لم تدركه الشمس كان كذلك. و تقول منه: غَضِضْتَ و غَضَضْتَ غَضاضةً و غُضوضةً. و كل ناضِر غَضٌّ نحو الشّاب و غیره. قال ابن بری: أَنكر علیّ بن حمزة غَضاضةً و قال: غَضٌّ بیِّن الغُضوضةِ لا غیر، قال: و إِنما یقال ذلك فیما یُغْتَضُّ منه و یُؤْنَفُ، و الفعل منه غَضَّ و اغْتَضَّ أَی وضَع و نَقَصَ. قال ابن بری: و قد قالوا بَضٌّ بیِّن البَضاضةِ و البُضُوضةِ، قال: و هذا یقوّی قول الجوهری فی الغَضاضة. التهذیب: و اختلف فی فعلت من غَضّ، فقال بعضهم: غَضِضْتَ تَغَضُّ، و قال بعضهم: غَضَضْتَ تَغَضُّ. و الغضُّ: الحِبْنُ من حین یَعْقِدُ إِلی أَن یَسْوَدّ و یَبْیَضَّ، و قیل: هو بعد أَن یَحْدِرَ إِلی أَن یَنْضَج. و الغَضِیضُ الطلْعُ حین یَبْدُو. و الغَضُّ من أَولاد البقر: الحدیث النتاج، و الجمع الغِضاضُ؛ قال أَبو حیة النمیری: خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ لَهُنَّ مَراداً، و السِّخالُ مَخابِئا الأَصمعی: إِذا بدا الطَّلعُ فهو الغَضِیضُ، فإِذا اخْضَرَّ قیل: خَضَبَ النخلُ، ثم هو البلح. ابن الأَعرابی: یقال للطَّلْعِ الغِیضُ و الغَضِیضُ و الإِغْرِیضُ، و یقال غَضَّضَ إِذا أَكل الغَضَّ. و الغَضاضةُ: الفُتُورُ فی الطرف؛ یقال: غَضَّ و أَغْضی إِذا دانی بین جفنیه و لم یُلاقِ؛ و أَنشد: و أَحْمَقُ عِرِّیضٌ عَلَیْهِ غَضاضةٌ، تَمَرَّسَ بی مِنْ حَیْنِه، و أَنا الرَّقِمْ قال الأَزهری: علیه غَضاضةٌ أَی ذُلّ. و رجل غَضِیضٌ: ذَلِیلٌ بَیِّنُ الغَضاضةِ من قوم أَغِضّاءَ و أَغِضّةٍ، و هم الأَذِلّاءُ. و غَضَّ طَرْفَه و بَصره یَغُضُّه غَضّاً و غَضاضاً و غِضاضاً و غَضاضةً، فهو مَغْضُوضٌ و غَضِیضٌ: كفَّه و خَفَضَه و كسره، و قیل: هو إِذا دانی بین جفونه و نظر، و قیل: الغَضِیضُ الطرْفِ المُسْتَرْخی الأَجفانِ. و‌فی الحدیث: كان إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه‌أَی كسَره و أَطرَق و لم یفتح عینه، و إِنما كان یفعل ذلك لیكون أَبعد من الأَشَرِ و المَرَحِ. و‌فی حدیث أُم سلمة: حُمادَیاتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ، فی قول القتیبی؛ و منه قصید كعب: و ما سُعادُ، غَداةَ البین إِذ رَحَلُوا، إِلا أَغَنُّ غَضِیضُ الطَّرْفِ، مَكْحُولُ هو فَعِیلٌ بمعنی مَفْعول، و ذلك إِنما یكون من الحَیاءِ و الخَفَرِ، و غَضَّ من صوته، و كلُّ شی‌ء كَفَفْته، فقد غَضَضْتَه، و الأَمر منه فی لغة أَهل الحجاز: اغْضُضْ. و فی التنزیل: وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ، أَی اخْفِضِ الصوت. و‌فی حدیث العُطاسِ: إِذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه‌أَی خَفَضَه و لم یرفعه؛ و أَهل نجد یقولون: غُضَّ طرْفَك، بالإِدْغامِ؛ قال جریر: فَغُضَّ الطرْف، إِنَّكَ من نُمَیْرٍ، فلا كَعْباً بَلَغْتَ، و لا كِلابا معناه: غُضَّ طَرْفَكَ ذُلًّا و مَهانَة. و غَضَّ الطرْفَ أَی كَفَّ البَصَرَ. ابن الأَعرابی: بضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ، و غَضَّضَ صار غَضّاً مُتَنَعِّماً، و هی الغَضُوضةُ. و غَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ. و انْغِضاضُ الطرْفِ. انْغِماضُه. و ظبی غَضِیضُ الطرْفِ أَی فاتِرُه. و غَضُّ الطرْفِ: احتمالُ المكروه؛ و أَنشد أَبو الغوث:
لسان العرب، ج‌7، ص: 198
و ما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِیَّةً، و لَكِنَّنا فی مَذْحِجٍ غُرُبان و یقال: غُضَّ من بصرك و غُضَّ من صوتك. و یقال: إِنك لَغَضِیضُ الطرْفِ نَقِیُّ الظَّرْفِ؛ قال: و الظَّرْفُ وِعاؤه، یقول: لسْتَ بخائن. و یقال: غُضَّ من لجام فرَسك أَی صَوِّبْه و انْقُص من غَرْبِه و حِدّتِه. و غَضَّ منه یَغُضُّ أَی وَضَعَ و نَقَصَ من قدره. و غَضَّه یَغُضُّه غَضّاً: نَقَصَه. و لا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَی لا أَنْقُصُكَ. و‌فی حدیث ابن عباس: لَوْ غَضَّ الناسُ فی الوصِیَّة من الثلُث‌أَی نَقَصُوا و حَطُّوا؛ و قوله: أَیّامَ أَسْحَبُ لِمَّتی عَفَرَ المَلا، و أَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَیّان قیل: یعنی به الشَّعَر، فالمُرَجَّلُ علی هذا المَمْشُوطُ، و الرّیانُ المُرْتَوِی بالدهن، و أَغُضُّ: أَكُفُّ منه، و قیل: إِنما یعنی به الزِّقّ، فالمُرَجَّلُ علی هذا الذی یُسْلَخُ من رجل واحدة، و الرّیّانُ المَلآنُ. و ما علیك بهذا غَضاضةٌ أَی نَقْصٌ و لا انْكسارٌ و لا ذُلٌّ. و یقال: ما أَرَدْت بذا غَضیضةَ فلان و لا مَغَضَّتَه كقولك: ما أَردت نقیصته و مَنْقَصَته. و یقال: ما غَضَضْتك شیئاً أَی ما نَقَصْتُك شیئاً. و الغَضْغَضةُ: النقص. و تَغَضْغَضَ الماءُ: نقَص. اللیث: الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ؛ و أَنشد: غُضّ المَلامةَ إِنِّی عَنْك مَشْغُولُ «1» و غَضْغَضَ الماءَ و الشی‌ءَ فَغَضْغَضَ و تَغَضْغَضَ: نقَصه فنَقَصَ. و بحر لا یُغَضْغَضُ و لا یُغَضْغِضُ أَی لا یُنْزَحُ. یقال: فلان بحر لا یُغَضْغَضُ؛ و فی الخبر: إِن أَحد الشعراء الذین اسْتَعانَتْ بهم سَلِیطٌ علی جریر لما سمع جریراً ینشد: یَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصی جَلاجِلا قال: علمت أَنه بحر لا یُغَضْغَضُ أَو یُغَضْغِضُ؛ قال الأَحوص: سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِیدَ، فإِنَّه هوَ البَحْرُ ذو التَّیّارِ، لا یَتَغَضْغَضُ و مطر لا یُغَضْغِضُ أَی لا ینقطع. و الغَضْغَضَةُ: أَن یَتَكَلَّمَ الرجلُ فلا یُبِین. و الغَضاضُ و الغُضاضُ: ما بین العِرْنینِ و قُصاصِ الشعَر، و قیل ما بین أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلی أَعْلاه، و قیل هی الرَّوْثةُ نفسها؛ قال: لَمَّا رَأَیْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا لِلشَّرِّ لا یُعْطِی الرِّجالَ النِّصْفا، أَعْدَمْتُه غُضاضَه و الكَفّا و رواه یعقوب فی الأَلفاظ عُضاضَه، و قد تقدّم، و قیل: هو مقدم الرأْس و ما یلیه من الوجه، و یقال للراكب إِذا سأَلته أَن یُعَرّج علیك قلیلًا: غُضّ ساعة؛ و قال الجعدی: خَلِیلَیَّ غُضَّا ساعةً و تَهَجَّرا أَی غُضّا من سَیرِكما و عَرّجا قلیلًا ثم روحا متهجرین. و‌لما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هَنِیئاً لك یا ابن عوف خَرَجْتَ من الدنیا بِبِطْنَتِكَ و لم یَتَغَضْغَضْ منها شی‌ء؛ قال الأَزهری: ضَرَبَ البِطْنةَ مثلًا لوفور أَجره الذی اسْتَوْجَبَهُ
(1). قوله [غض الملامة] كذا هو فی الأَصل بضاد بدون یاء و فی شرح القاموس بالیاء خطاباً لمؤنث.
لسان العرب، ج‌7، ص: 199
بِهِجْرَته و جِهادِه مع النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و أَنه لم یتلبس بشی‌ء من وِلایةٍ و لا عَمَل یَنْقُصُ أُجُورَه التی وجَبَت له. و روی ابن الفرج عن بعضهم: غَضَضْتُ الغُصْنَ و غَضَفْتُه إِذا كسرْته فلم تُنْعِم كَسْرَه. و قال أَبو عبید فی باب موت البَخِیلِ: و مالُه وافرٌ لم یُعْطِ منه شیئاً؛ من أَمثالهم فی هذا: مات فلان ببطنته لم یَتَغَضْغَضْ منها شی‌ء، زاد غیره: كما یقال مات و هو عَرِیضُ البطان أَی سمین من كثرة المال.

غمض؛ ج7، ص: 199

: الغُمْضُ و الغَماضُ و الغِماضُ و التَّغْماضُ و التَّغْمِیضُ و الإِغْماضُ: النوم. یقال: ما اكتَحَلْتُ غَماضاً و لا غِماضاً و لا غُمْضاً، بالضم، و لا تَغْمِیضاً و لا تَغْماضاً أَی ما نمت. قال ابن بری: الغُمْضُ و الغُمُوضُ و الغِماضُ مصدر لفعل لم ینطق به مثل القَفْر؛ قال رؤبة: أَرَّقَ عَیْنَیْكَ، عن الغِماضِ، بَرْقٌ سَرَی فی عارِضٍ نَهَّاضِ و ما اغْتَمَضَتْ عَیْنایَ و ما ذُقْتُ غُمْضا و لا غِماضاً أَی ما ذقت نوماً، و ما غَمَضْتُ و لا أَغْمَضْتُ و لا اغْتَمَضْتُ لغات كلها؛ و قوله: أَ صاحِ تَری البَرْقَ لَمْ یَغْتَمِضْ، یَمُوتُ فُواقاً و یَشْرَی فُواقا إِنما أَراد لم یَسْكُن لَمَعانُه فعبر عنه بیغتمِض لأَن النائم تسكُن حركاته. و أَغْمَضَ طرْفَه عنِّی و غَمَّضه: أَغْلَقَه، و أَغْمَضَ المیِّتَ و غَمَّضَه إِغْماضاً و تَغْمِیضاً. و تغمیضُ العین: إِغْماضُها. و غَمَّضَ علیه و أَغْمَضَ: أَغْلَقَ عینیه؛ أَنشد ثعلب لحسین بن مطیر الأَسدی: قَضَی اللّهُ، یا أَسماءُ، أَن لَسْتُ زائِلًا، أُحِبُّكِ حتی یُغْمِضَ العَیْنَ مُغْمِضُ و غَمَّضَ عنه: تجاوَزَ. و سَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عنه و علیه، یكنی به عن الصبر. و یقال: سمعت منه كذا و كذا فأَغْمَضْتُ عنه و أَغْضَیْتُ إِذا تَغافَلْتَ عنه. و أَغْمَضَ فی السِّلْعة: اسْتَحَطَّ من ثمنها لرداءتِها، و قد یكون التَّغْمِیض من غیر نوم. و یقول الرجل لبیِّعه: أَغْمِضْ لی فی البِیاعةِ أَی زِدْنی لمكان رداءته أَو حُطَّ لی من ثمنه. قال ابن الأَثیر: یقال أَغْمَضَ فی البیع یُغْمِضُ إِذا استزاده من المَبیعِ و استحطَّه من الثمن فوافقه علیه؛ و أَنشد ابن بری لأَبی طالب: هُما أَغْمَضا للقوْمِ فی أَخَوَیْهِما، و أَیْدِیهِما من حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ قال: و قال المتنخل الهذلی: یَسُومُونَه أَن یُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها، و قد حاوَلُوا شِكْساً علیها یُمارِسُ و فی التنزیل العزیز: وَ لَسْتُمْ بِآخِذِیهِ إِلّٰا أَنْ تُغْمِضُوا فِیهِ؛ یقول: أَنتم لا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فكیف تعطونه فی الصَّدَقةِ؟ قاله الزجاج، و قال الفراء: لستم بآخذیه إِلَّا علی إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ، و یدُلّك علی أَنه جزاء أَنك تجد المعنی إِن أَغْمَضْتم بعد الإِغماض أَخذتموه. و‌فی الحدیث: لم یأْخذه إِلا علی إِغْماضٍ؛ الإِغْماضُ: المُسامَحةُ و المُساهَلةُ. و غَمَضْتَ عن فلان إِذا تَساهَلْتَ علیه فی بیع أَو شراء، و أَغْمَضْت. الأَصمعی: أَتانی ذاك علی اغْتِماضٍ أَی عَفْواً بلا تَكَلُّفٍ و لا مَشَقَّةٍ؛ و قال أَبو النجم:
لسان العرب، ج‌7، ص: 200
و الشِّعْرُ یأْتِینی علی اغْتِماضِ، كَرْهاً و طَوْعاً و علی اعْتِراضِ أَی أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فآخذ منه حاجتی من غیر أَن أَكون قدّمت الروِیّة فیه. و الغَوامِض: صغار الإِبل، واحدها غامِضٌ. و الغَمْضُ و الغامِضُ: المطمئنّ المنخفض من الأَرض. و قال أَبو حنیفة: الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً یَطمئِنُّ حتی لا یُرَی ما فیه، و مكان غَمْض، قال: و جمعه غُمُوضٌ و أَغماضٌ؛ قال الشاعر: إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا و أَنشد ابن بری لرؤبة: بلالِ، یا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ، لَیْسَ بأَدْناسٍ و لا أَغْماضِ جمع غَمْض و هو خلاف الواضح، و هی المَغامِضُ، واحدها مَغْمَضٌ و هو أَشدُّ غُؤُوراً. و قد غَمَضَ المكانُ و غَمُضَ و غَمَضَ الشی‌ءُ و غَمُضَ یَغْمُضُ غُموضاً فیهما: خفی. اللحیانی: غَمَض فلان فی الأَرض یَغْمُضُ و یَغْمِضُ غُموضاً إِذا ذهب فیها. و قال غیره: أَغْمَضَتِ الفَلاةُ علی الشخُوص إِذا لم تظهر فیها لتغْییبِ الآلِ إِیّاها و تَغَیُّبِها فی غُیوبِها؛ و قال ذو الرمة: إِذا الشخْصُ فیها هَزَّه الآلُ، أَغْمَضَتْ علیه كإِغْماضِ المُغَضِّی هُجُولُها أَی أَغْمَضَت هُجُولُها علیه. و الهُجُولُ: جمع الهَجْل من الأَرض. و‌فی الحدیث: كان غامِضاً فی الناس‌أَی مَغْموراً غیر مشهور. و‌فی حدیث معاذ: إِیّاكم و مُغَمِّضاتِ الأُمور «2»، و فی روایة: المُغَمِّضاتِ من الذنوب، قال: هی الأُمور العظیمة التی یَرْكَبُها الرجل و هو یعرفها فكأَنه یُغَمِّضُ عینیه عنها تَعامِیاً و هو یُبْصِرُها، قال ابن الأَثیر: و ربما روی بفتح المیم و هی الذنوب الصغار، سمیت مُغَمِّضاتٍ لأَنها تَدِقُّ و تخفی فیركبها الإِنسان بِضَرْب من الشُّبْهة و لا یعلم أَنه مُؤاخذ بارتكابها. و كلُّ ما لم یَتَّجِهْ لك من الأُمور، فقد غَمَضَ علیك. و مُغْمِضاتُ اللیلِ: دَیاجِیر ظُلَمِه، و غَمُضَ یَغْمُضُ غُمُوضاً و فیه غُمُوضٌ. قال اللحیانی: و لا یكادون یقولون فیه غُموضةٌ. و الغامِضُ من الكلام: خلافُ الواضحِ، و قد غَمُضَ غُموضةً و غَمَّضْتُه أَنا تَغْمِیضاً؛ قال ابن بری: و یقال فیه أَیضاً غَمَضَ، بالفتح، غُمُوضاً، قال: و فی كلام ابن السراج قال: فتأَمله فإِنّ فیه غُمُوضاً یَسِیراً. و الغامِضُ من الرجال: الفاتِرُ عن الحَمْلةِ؛ و أَنشد: و الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِیٌّ فارِضُ، لا یَسْتَطیعُ جَرَّه الغَوامِضُ و یقال للرجل الجیِّدِ الرأْی: قد أَغْمَضَ النظر. ابن سیدة: و أَغْمَضَ النظر إِذا أَحْسَنَ النظر أَو جاء برأْی جیِّد. و أَغْمَضَ فی الرأْی: أَصابَ. و مسأَلة غامِضةٌ: فیها نَظر و دِقّةٌ. و دارٌ غامِضةٌ إِذا لم تكن علی شارع، و قد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً. و حَسَبٌ غامِض: غیر مشهور. و معنًی غامِضٌ: لطِیف. و رجل ذُو غَمْضٍ أَی خامل ذلِیل؛ قال كعب بن لؤیّ لأَخیه عامر بن لؤیّ:
(2). قوله [و مغمضات الأَمور إلخ] هذا ضبط النهایة بشكل القلم و علیه فمغمضات من غَمَّض بشد المیم، و فی القاموس مُغْمِضَات كمؤمنات من أَغْمَضَ، و استشهد شارحه بهذا الحدیث فلعله جاء بالوجهین.
لسان العرب، ج‌7، ص: 201
لئن كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لقد بَدَا لِجَمْعِ لُؤیٍّ منكَ ذِلَّةُ ذی غَمْضِ و أَمرٌ غامِض و قد غَمَضَ، و خَلْخالٌ غامِض: قد غاصَ فی السَّاق، و قد غَمَضَ فی السَّاق غُموضاً. و كعْبٌ غامِض: واراه اللحم. و غَمَضَ فی الأَرض یَغْمِضُ و یَغْمُضُ غُموضاً: ذهَب و غاب؛ عن اللحیانی. و ما فی هذا الأَمر غَمِیضةٌ و غُمُوضةٌ أَی عَیْب. و غَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عن الحَوْض فحمَلَت علی الذّائد مُغمِّضة عَیْنَیْها فَوَرَدَت؛ قال أَبو النجم: یُرْسِلُها التغْمِیضُ، إِنْ لم تُرْسَلِ، خَوْصاء، ترمی بالیَتِیمِ المُحْثَلِ

غنض؛ ج7، ص: 201

: غَنَضَه یَغْنِضُه غَنْضاً: جهَده و شَقَّ علیه.

غیض؛ ج7، ص: 201

: غاضَ الماءُ یَغِیضُ غَیْضاً و مَغِیضاً و مَغاضاً و انْغاضَ: نقَص أَو غارَ فذهبَ، و فی الصحاح: قَلَّ فنضَب. و‌فی حدیث سَطیح: و غاضَت بُحَیْرةُ ساوَةَ‌أَی غارَ ماؤها و ذهَب. و‌فی حدیث خُزیمة فی ذكر السَّنة: و غاضَت لها الدِّرّة‌أَی نقصَ اللَّبنُ. و‌فی حدیث عائشة تَصِف أَباها، رضی اللّه عنهما: و غاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ‌أَی أَذْهَب ما نَبَع منها و ظَهر. و غاضَه هو و غَیَّضَه و أَغاضَه، یتعدّی و لا یتعدّی، و قال بعضهم: غاضَه نقَصه و فَجَّرَه إِلی مَغیض. و المَغِیضُ: المكان الذی یَغِیضُ فیه الماء. و أَغاضَه و غَیَّضَه و غِیضَ ماءُ البحر، فهو مَغِیضٌ، مفعول به. الجوهری: و غِیضَ الماءُ فُعِلَ به ذلك. و غاضَه اللّه یتعدّی و لا یتعدّی، و أَغاضَه اللّه أَیضاً؛ فأَما قوله: إِلی اللّه أَشْكُو من خلیل أَوَدُّه ثلاثَ خِلال، كلُّها لیَ غائِضُ قال بعضهم: أَراد غائظ، بالظاء، فأَبدل الظاء ضاداً؛ هذا قول ابن جنی، قال ابن سیدة: و یجوز عندی أَن یكون غائِض غیر بَدَل و لكنه من غاضَه أَی نَقصه، و یكون معناه حینئذ أَنه یَنْقُصُنی و یَتَهَضَّمُنی. و قوله تعالی: وَ مٰا تَغِیضُ الْأَرْحٰامُ وَ مٰا تَزْدٰادُ؛ قال الزجاج: معناه ما نقَص الحَمْل عن تسعة أَشهر و ما زاد علی التسعة، و قیل: ما نقَص عن أَن یتم حتی یَموت و ما زاد حتی یتمَّ الحمْل. و غَیَّضْت الدَّمع: نَقَصْته و حَبَسْته. و التغْیِیضُ: أَن یأْخذ العَبْرة من عَیْنه و یَقْذِف بها؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: غَیَّضْنَ من عَبَراتِهِنَّ و قُلْنَ لی: ما ذا لَقِیتَ من الهَوَی و لَقِینا؟ معناه أَنهنّ سَیَّلْنَ دموعهنّ حتی نَزَفْنَها. قال ابن سیدة: من هاهنا للتبعیض، و تكون زائدة علی قول أَبی الحسن لأَنه یری زیادة من فی الواجِبِ. و حكی قد كان مِنْ مَطَرٍ أَی قد كان مطَر. و أَعطاه غَیْضاً من فیض أَی قلیلًا من كثیر؛ قال أَبو سعید فی قولهم فلان یُعْطِی غَیْضاً من فَیْضٍ: معناه أَنه قد فاض ماله و مَیْسَرَتُه فهو إِنّما یُعْطِی من قُلّه أَعظم أَجراً «1». و‌فی حدیث عثمان بن أَبی العاصی: لَدِرْهمٌ یُنْفِقُه أَحدكم من جَهْدِه خیرٌ من عشرة آلاف ینفقُها أَحَدُنا غَیْضاً من فَیْضٍ‌أَی قلیلُ أَحدكم مع فَقْرِه خیر من كثیرِنا مع غنانا. و غاضَ ثَمنُ السِّلْعة یَغِیضُ: نقَص، و غاضَه و غَیَّضَه. الكسائی: غاضَ ثمنُ السِّلْعة و غِضْتُه أَنا فی باب فعَلَ الشی‌ءُ و فعَلْته؛ قال الراجز: لا تأْویَا للحَوْضِ أَن یَفِیضَا، أَن تَغْرِضا خیرٌ من أَن تَغِیضا
(1). كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 202
یقول أَنَ تَمْلآه خیر من أَن تَنْقُصاه؛ و قول الأَسود بن یعفر: أَ ما تَرَیْنی قد فَنِیتُ، و غاضَنی ما نِیل من بَصَرِی، و من أَجْلادِی؟ معناه نَقَصَنی بعد تمامی؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی رحمه اللّه تعالی: و لو قد عَضَّ مَعْطِسَه جَرِیرِی، لقدْ لانَتْ عَرِیكَتُه و غاضا فسَّره فقال: غاضَ أَثَّرَ فی أَنفه حتی یَذِلَّ. و یقال: غاضَ الكِرامُ أَی قَلُّوا، و فاضَ اللِّئام أَی كَثُرُوا. و‌فی الحدیث: إِذا كان الشِّتاء قَیْظاً و غاضَت الكِرام غَیْضاً‌أَی فَنُوا و بادُوا. و الغَیْضَةُ: الأَجَمةُ. و غَیَّضَ الأَسَدُ: أَلِفَ الغَیْضَة. و الغَیْضَة: مَغِیضُ ماءٍ یجتمع فیَنْبت فیه الشجر، و جمعها غِیاضٌ و أَغْیاضٌ، الأَخیرة علی طرْح الزائد، و لا یكون جَمْعَ جمعٍ لأَن جمع الجمع مُطَّرح ما وُجِدَت عنه مَنْدوحة، و لذلك أَقَرَّ أَبو علیّ قوله فَرُهُنٌ مقبُوضة علی أَنه جمع رَهْن كما حكی أَهل اللغة، لا علی أَنه جمع رِهان الذی هو جمع رَهْن، فافهم. و‌فی حدیث عمر: لا تُنْزِلُوا المسلمین الغِیاض؛ الغِیاضُ جمع غَیْضة و هی الشجر المُلْتَفّ لأَنهم إِذا نزَلُوها تفرّقوا فیها فتمكَّن منهم العدوّ. و الغَیْضُ: ما كثُرَ من الأَغْلاثِ أَی الطَّرْفاء و الأَثْل و الحاجِ و العِكْرِش و الیَنْبُوت. و‌فی الحدیث: كان مِنْبَر رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، من أَثْلِ الغابة؛ قال ابن الأَثیر: الغابة غَیْضة ذات شجر كثیر و هی علی تسعة أَمیال من المدینة. و الغِیضُ: الطَّلْع، و كذلك الغَضِیضُ و الإِغْرِیض، و اللّه أَعلم.

فصل الفاء؛ ج7، ص: 202

فحض؛ ج7، ص: 202

: فَحَضَ الشی‌ءَ یَفْحَضُه فَحْضاً: شدَخه؛ یمانیة، و أَكثر ما یُستعمل فی الرطْب كالبِطِّیخ و شِبْهِه.

فرض؛ ج7، ص: 202

: فرَضْت الشی‌ء أَفْرِضه فَرْضاً و فَرَّضْتُه للتكثیر: أَوْجَبْتُه. و قوله تعالی: سُورَةٌ أَنْزَلْنٰاهٰا وَ فَرَضْنٰاهٰا، و یقرأ: و فرَّضْناها، فمن قرأَ بالتخفیف فمعناه أَلزَمْناكم العَمل بما فُرِضَ فیها، و من قرأَ بالتشدید فعلی وجهین: أَحدهما علی معنی التكثیر علی معنی إِنا فرضنا فیها فُرُوضاً، و علی معنی بَیَّنَّا و فَصَّلْنا ما فیها من الحلال و الحرام و الحدُود. و قوله تعالی: قَدْ فَرَضَ اللّٰهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَیْمٰانِكُمْ؛ أَی بیَّنها. و افْتَرَضَه: كفَرَضَه، و الاسم الفَرِیضةُ. و فَرائضُ اللّهِ: حُدودُه التی أَمرَ بها و نهَی عنها، و كذلك الفَرائضُ بالمِیراثِ. و الفارِضُ و الفَرَضِیُّ: الذی یَعْرِف الفرائضَ و یسمی العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِیث فَرائضَ. و‌فی الحدیث: أَفْرَضُكم زید.و الفَرْضُ: السُّنةُ، فَرَضَ رسول اللّه، صلّی اللّ علیه و سلّم، أَی سَنَّ، و قیل: فَرَضَ رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَی أَوْجَبَ وُجُوباً لازماً، قال: و هذا هو الظاهر. و الفَرْضُ: ما أَوْجَبه اللّه عزّ و جلّ، سمی بذلك لأَنَّ له مَعالِمَ وَ حُدُوداً. و فرَض اللّه علینا كذا و كذا و افْتَرَضَ أَی أَوْجَب. و قوله عزّ و جلّ: فَمَنْ فَرَضَ فِیهِنَّ الْحَجَّ؛ أَی أَوْجَبه علی نفسه بإِحرامه. و قال ابن عرفة: الفَرْضُ التوْقِیتُ. و كلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ، فهو مَفْرُوضٌ. و‌فی حدیث ابن عمر: العِلْمُ ثلاثةٌ منها فرِیضةٌ عادلةٌ؛ یرید العَدْل فی القِسْمة بحیث تكون علی السِّهام و الأَنْصِباء المذكورة فی الكتاب و السنَّة، و قیل: أَراد أَنها تكون
لسان العرب، ج‌7، ص: 203
مُسْتَنْبَطَةً من الكتاب و السنة و إِن لم یَرِد بها نص فیهما فتكون مُعادِلةً للنص، و قیل: الفَرِیضةُ العادِلةُ ما اتفق علیه المسلمون. و قوله تعالی: وَ قٰالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبٰادِكَ نَصِیباً مَفْرُوضاً؛ قال الزجاج: معناه مؤقتاً. و الفَرْضُ: القِراءة. یقال: فَرَضْتُ جُزْئی أَی قرأْته، و الفَرِیضةُ من الإِبل و البقر: ما بلغ عَدَدُه الزكاةَ. و أَفْرَضَتِ الماشِیةُ: وجبت فیها الفَرِیضة، و ذلك إِذا بلغت نِصاباً. و الفَرِیضةُ: ما فُرِضَ فی السائمةِ من الصدقة. أَبو الهیثم: فَرائضُ الإِبل التی تحتَ الثَّنیّ و الرُّبُعِ. یقال للقَلُوصِ التی تكون بنت سنة و هی تؤخذ فی خمس و عشرین: فَرِیضةٌ، و التی تؤخذ فی ست و ثلاثین و هی بنت لَبُونٍ و هی بنت سنتین: فریضةٌ، و التی تؤخذ فی ست و أَربعین و هی حِقّة و هی ابنة ثلاثِ سنین: فریضة، و التی تؤخذ فی إِحدی و ستین جَذَعةٌ و هی فریضتها و هی ابنة أَربع سنین فهذه فرائضُ الإِبلِ، و قال غیره: سمیت فریضة لأَنها فُرِضَتْ أَی أُوجِبَتْ فی عَدَدٍ معلوم من الإِبل، فهی مَفْروضةٌ و فَریضة، فأُدخلت فیها الهاء لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً. و‌فی الحدیث: فی الفریضة تجبُ علیه و لا توجَدُ عنده، یعنی السِّنَّ المعین للإِخراج فی الزكاة، و قیل: هو عامّ فی كل فرْضٍ مَشْروعٍ من فرائضِ اللّه عزّ و جل. ابن السكیت: یقال ما لهم إِلا الفَرِیضتانِ، و هما الجَذَعةُ من الغنم و الحِقّةُ من الإِبل. قال ابن بری: و یقال لهما الفرْضتانِ أَیضاً؛ عن ابن السكیت. و‌فی حدیث الزكاة: هذه فَرِیضةُ الصدقةِ التی فَرَضَها رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، علی المسلمین‌أَی أَوجَبها علیهم بأَمر اللّه. و أَصلُ الفرض القطْعُ. و الفَرْضُ و الواجِبُ سِیّانِ عند الشافعی، و الفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند أَبی حنیفة، و قیل: الفرْضُ هاهنا بمعنی التقدیر أَی قَدّرَ صدَقةَ كلِّ شی‌ء و بَیَّنَها عن أَمر اللّه تعالی. و‌فی حدیث حُنَیْنٍ: فإِن له علینا ستّ فَرائضَ؛ الفرائضُ: جمع فَرِیضةٍ، و هو البعیر المأْخوذ فی الزكاة، سمی فریضة لأَنه فَرْضٌ واجب علی ربّ المال، ثم اتُّسِع فیه حتی سمی البعیرُ فریضة فی غیر الزكاة؛ و منه‌الحدیث: مَن مَنَعَ فَرِیضةً من فَرائضِ اللّه.و رجل فارِضٌ و فَرِیضٌ: عالِمٌ بالفَرائضِ كقولك عالِمٌ و عَلِیمٌ؛ عن ابن الأَعْرابی. و الفَرْضُ: الهِبةُ. یقال: ما أَعطانی فَرْضاً و لا قَرْضاً. و الفرْضُ: العَطیّةُ المَرْسُومةُ، و قیل: ما أَعْطَیْتَه بغیر قَرْضٍ. و أَفْرَضْتُ الرَّجل و فَرَضْتُ الرَّجل و افْتَرَضْتُه إِذا أَعطیته. و قد أَفْرَضْتُه إِفْراضاً. و الفرْضُ: جُنْدٌ یَفْتَرِضُون، و الجمع الفُروضُ. الأَصمعی: یقال فَرَضَ له فی العَطاء و فرَض له فی الدِّیوانِ یَفْرِضُ فَرْضاً، قال: و أَفْرَضَ له إِذا جعل له فریضة. و‌فی حدیث عَدِیّ: أَتیت عمر بن الخطاب، رضی اللّه عنهما، فی أُناسٍ من قَوْمِی فجعل یَفْرِضُ للرجل من طَیِّ‌ء فی أَلفین أَلفین و یُعْرِضُ عنی‌أَی یَقْطَعُ و یُوجِبُ لكل رجل منهم فی العَطاء أَلفین من المال. و الفرْضُ: مصدر كل شی‌ء تَفْرِضُه فتُوجِبه علی إِنسان بقَدْر معلوم، و الاسم الفَرِیضةُ. و الفارِضُ: الضخْمُ من كل شی‌ء، الذكر و الأُنثی فیه سواء، و لا یقال فارِضةٌ. و لِحْیةٌ فارضٌ و فارِضةٌ: ضَخْمةٌ عظیمة، و شِقْشِقةٌ فارِضٌ و سِقاء فارضٌ كذلك، و بَقَرة فارضٌ: مُسِنّة. و فی التنزیل: إِنَّهٰا بَقَرَةٌ لٰا فٰارِضٌ وَ لٰا بِكْرٌ؛ قال الفرّاء: الفارِض الهَرِمةُ و البِكْرُ الشابّة. و قد فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَی كَبِرَتْ و طَعَنَت فی السِّنّ، و كذلك فَرُضَتِ البقرة، بالضم، فَراضةً؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 204
قال علقمة بن عوف و قد عَنی بقرة هرمة: لَعَمْرِی، لقد أَعْطَیْتَ ضَیْفَكَ فارِضاً تُجَرُّ إِلیه، ما تَقُوم علی رِجْلِ و لم تُعْطِه بِكْراً، فَیَرْضَی، سَمِینةً، فَكَیْفَ یُجازِی بالمَوَدَّةِ و الفِعْلِ؟ و قال أُمیة فی الفارض أَیضاً: كُمَیْت بَهِیم اللَّوْنِ لیس بِفارِضٍ، و لا بخَصِیفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ و قد یستعمل الفارِضُ فی المُسِنّ من غیر البقر فیكون للمذكر و للمؤنث؛ قال: شَوْلاء مسك فارض نهیّ، من الكِباشِ، زامِر خَصیّ و قومٌ فُرَّضٌ: ضِخامٌ، و قیل مَسانُّ؛ قال رجل من فُقَیْم: شَیَّبَ أَصْداغِی، فرَأْسِی أَبْیَضُ، مَحامِلٌ فیها رجالٌ فُرَّضُ مِثْلُ البَراذِینِ، إِذا تأَرَّضُوا، أَو كالمِراضِ غَیْرَ أَنْ لم یَمْرَضُوا لو یَهْجَعُونَ سَنةً لم یَعْرِضُوا، إِنْ قلْتَ یَوْماً: للغَداء، أَعْرَضُوا نَوْماً، و أَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ، و خُبِئَ المَلْتُوتُ و المُحَمَّضُ واحدهم فارِضٌ؛ و روی ابن الأَعرابی: مَحامِلٌ بِیضٌ و قَوْمٌ فُرَّضُ قال: یرید أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ؛ قال ابن بری: و مثله قول العجاج: فی شَعْشعانٍ عُنُق یَمْخُور، حابی الحُیُودِ فارِضِ الحُنْجُور قال: و قال الفقعسی یذكر غَرْباً واسِعاً: و الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِیٌّ فارِضُ التهذیب: و یقال من الفارض فَرَضَتْ و فرُضَت، قال: و لم نسمع بِفَرِضَ. و قال الكسائی: الفارِضُ الكبیرة العظیمة، و قد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً. ابن الأَعرابی: الفارض الكبیرة، و قال أَبو الهیثم: الفارِضُ المُسِنّةُ. أَبو زید: بقرة فارِضٌ و هی العظیمةُ السمینة، و الجمع فَوارِضُ. و بقرةٌ عَوانٌ: من بقر عُونٍ، و هی التی نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر،قال قتادة: لٰا فٰارِضٌ هی الهَرِمةُ.و‌فی حدیث طَهْفةَ: لكم فی الوَظِیفةِ الفَریضةُ؛ الفَریضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ، و هی الفارِضُ أَیضاً، یعنی هی لكم لا تُؤْخذُ منكم فی الزكاة، و‌یروی: علیكم فی الوَظِیفةِ الفَرِیضةُ‌أَی فی كل نِصابٍ ما فُرِضَ فیه. و منه‌الحدیث: لكم الفارِضُ و الفرِیضُ؛ الفَرِیضُ و الفارِضُ: المُسِنّةُ من الإِبل، و قد فَرَضَت، فهی فارِضٌ و فارِضةٌ و فَرِیضةٌ، و مثله فی التقدیر طَلَقَتْ فهی طالق و طالِقةٌ و طَلِیقةٌ؛ قال العجاج: نَهْرُ سَعِیدٍ خالِصُ البیاضِ، مُنْحَدِرُ الجِرْیة فی اعْتِراضِ هَوْلٌ یَدُقُّ بكم العِراضِ، یَجْرِی علی ذِی ثَبَجٍ فِرْیاضِ «1» كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْیاضِ
(1). قوله: العراض بالكسر؛ هكذا فی الأَصل و لعلها العراضی بالیاء المشدّدة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 205
قال: و رأَیت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَیْناً یقال لها فِرْیاضٌ تَسْقی نخلًا كثیرة و كان ماؤها عذباً؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یا رُبَّ مَوْلًی حاسِدٍ مُباغِضِ، علیَّ ذِی ضِغْنٍ و ضَبٍّ فارِضِ، له قُروء كقُروء الحائِضِ عنی بضب فارضٍ عَداوةً عظیمة كبیرة من الفارض التی هی المسنة؛ و قوله: له قروء كقروء الحائض یقول: لعداوته أَوقات تهیج فیها مثل وقت الحائض. و یقال: أَضمر علیّ ضِغْناً فارضاً و ضِغْنةً فارضاً، بغیر هاء، أَی عظیماً، كأَنه ذو فَرْض أَی ذو حَزٍّ؛ و قال: یا رُبّ ذی ضِغن علیّ فارِض و الفَرِیضُ: جِرّةُ البعیر؛ عن كراع، و هی عند غیره القَریضُ بالقاف، و سیأْتی ذكره. ابن الأَعرابی: الفَرْضُ الحَزُّ فی القِدْحِ و الزَّنْدِ و فی السَّیر و غیره، و فُرْضةُ الزند الحز الذی فیه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: اتخذ عام الجدب قِدْحاً فیه فَرْض؛ الفرض: الحَزُّ فی الشی‌ء و القطعُ، و القِدْحُ: السهْمُ قبل أَن یُعْمل فیه الرِّیشُ و النَّصْلُ. و‌فی صفة مریم، علیها السلام: لم یَفْتَرِضْها ولَد‌أَی لم یؤثِّر فیها و لم یَحُزّها یعنی قبل المسیح. قال: و منه قوله تعالی: لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبٰادِكَ نَصِیباً مَفْرُوضاً؛ أَی مؤقتاً، و فی الصحاح: أَی مُقْتَطَعاً مَحْدوداً. و فَرْضُ الزَّنْد: حیث یُقْدَحُ منه. و فَرَضْتُ العُودَ و الزَّندَ و المِسْواكَ و فرَضْتُ فیهما أَفْرِضُ فَرْضاً: حَزَزْتُ فیهما حَزّاً. و قال الأَصمعی: فرَض مِسْواكَه فهو یَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه. و الفَرْضُ: اسم الحز، و الجمع فُروضٌ و فِراضٌ؛ قال: منَ الرَّصَفاتِ البِیضِ، غیَّرَ لَوْنَها بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، و الیابسِ الجَزْلِ التهذیب فی ترجمة فرض: اللیث التقْرِیضُ فی كلّ شی‌ء كتقْریضِ یَدَیِ الجُعَلِ؛ و أَنشد: إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَی له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَین أَفلَحُ قال الأَزهری: هذا تصحیف و إِنما هو التفریض، بالفاء، من الفرْض و هو الحز. و قولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فیها حُزوزاً، قال: و هذا البیت رواه الثِّقاتُ أَیضاً بالفاء: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعین، و هو فی شعر الشماخ، و أَراد بالشأْو ما یُلْقِیه العَیْرُ و الأَتانُ من أَرْواثها، و قال الباهلی: أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ یعنی الجُعَل. و المِفْرَضُ: الحدیدة التی یُحَزّ بها. و قال أَبو حنیفة: فراض النحل «2» ما تظهره الزَّنْدةُ من النار إِذا اقْتُدِحَت. قال: و الفراض إِنما یكون فی الأُنثی من الزندتین خاصة. و فَرَضَ فُوقَ السهْمِ، فهو مَفْروضٌ و فَریضٌ: حَزَّه. و الفَریضُ: السهم المَفْروض فُوقُه. و التفْریضُ: التحزیز. و الفَرْضُ: العَلامةُ؛ و منه فرْضُ الصلاةِ و غیرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ للقِدْح. الفراء: یقال خرجت ثَنایاه مُفَرَّضةً أَی مؤشَّرةً، قال: و الغُروبُ ماء الأَسنان و الظَّلْمُ بیاضُها كأَنه یعلوه سَواد، و قیل: الأَشْرُ تحزیز فی أَطراف الأَسنان و أَطرافُها غُروبها،
(2). قوله [فراض النحل] كذا بالنسخة التی بأَیدینا، و الذی فی شرح القاموس: [الفراض ما تظهره إلخ.]
لسان العرب، ج‌7، ص: 206
واحدها غَرْبٌ. و الفَرْضُ: الشّقُّ فی وسَط القبر. و فَرَضْت للمیت: ضَرَحْت. و الفُرْضةُ: كالفَرْضِ. و الفَرْضُ و الفُرْضةُ: الحَزّ الذی فی القوْس. و فُرْضة القوس: الحز یقع علیه الوتَر، و فَرْضُ القوسِ كذلك، و الجمع فِراضٌ. و فُرْضةُ النهر: مَشْرَبُ الماء منه، و الجمع فُرَضٌ و فِراضٌ. الأَصمعی: الفُرْضةُ المَشْرَعةُ، یقال: سقاها بالفِراضِ أَی من فُرْضةِ النهر. و الفُرْضة: الثُّلْمة التی تكون فی النهر. و الفِراضُ: فُوَّهةُ النهر؛ قال لبید: تجری خزائنه علی مَن نابَه، جَرْیَ الفُراتِ علی فِراضِ الجَدْوَلِ و فُرْضةُ النهر: ثُلْمَتُه التی منها یُسْتقی. و‌فی حدیث موسی، علیه السلام: حتی أَرْفَأ به عند فرضة النهر‌أَی مَشْرَعَتِه، و جمع الفرضة فُرَضٌ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: و اجعلوا السیوف للمنایا فُرَضاً‌أَی اجعلوها مَشارِعَ للمنایا و تَعَرَّضُوا للشهادة. و فُرْضَةُ البحر: مَحَطُّ السفُن. و فُرْضةُ الدواةِ: موضع النِّقْس منها. و فُرْضة الباب: نَجْرانُه. و الفَرْضُ: القِدْحُ؛ قال عبیدُ بن الأَبرص یصف بَرْقاً: فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِیطِ، أَو الفَرْضِ بكَفِّ اللَّاعِبِ المُسْمِرِ و المُسْمِرُ: الذی دخل فی السَّمَرِ. و الفَرْضُ: التُّرْسُ؛ قال صخر الغی الهذلی: أَرِقْتُ له مِثْلَ لَمْعِ البَشِیرِ، قَلَّبَ بالكفِّ فَرْضاً خَفِیفَا قال أَبو عبید: و لا تقل قُرْصاً خفیفا. و الفَرْضُ: ضرب من التمر، و قیل: ضرب من التمر صغار لأَهل عُمان؛ قال شاعرهم: إِذا أَكلتُ سمَكاً و فَرْضا، ذهَبْتُ طُولًا و ذهَبْتُ عَرْضا قال أَبو حنیفة: و هو من أَجود تمر عُمانَ هو و البَلْعَقُ، قال: و أَخبرنی بعض أَعرابها قال: إِذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نواه فبقیت الكِباسةُ لیس فیها إِلا نَوًی معلَّق بالتَّفارِیق. ابن الأَعرابی: یقال لذكر الخنافس المُفَرَّضُ و أَبو سَلْمانَ و الحَوَّاز و الكَبَرْتَلُ. و الفِراضُ: موضع؛ قال ابن أَحمر: جزَی اللّه قَوْمی بالأُبُلَّةِ نُصْرةً و مَبْدًی لهم، حَولَ الفِراضِ، و مَحضَرا و أَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كأَنْ لم یكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً، و لم یُمْسِ یَوْماً مِلْكُها بیَمِینی فقد یجوز أَن یَعْنِیَ الموضع نفْسَه، و قد یجوز أَن یعنی الثغور یشبهها بمشارِعِ المیاهِ، و‌فی حدیث ابن عمر: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، استقبل فُرْضَتَیِ الجبلِ؛ فُرْضةُ الجبل ما انْحَدَرَ من وسطه و جانبه. و یقال للرجل إِذا لم یكن علیه ثوب: ما علیه فِراضٌ أَی ثوب، و قال أَبو الهیثم: ما علیه سِتْرٌ. و فی الصحاح: یقال ما علیه فِراضٌ أَی شی‌ءٌ من لِباسٍ. و فِرْیاضٌ: موضع.

فضض؛ ج7، ص: 206

: فَضَضْتُ الشی‌ءَ أَفُضُّه فَضّاً، فهو مَفْضُوضٌ و فَضِیضٌ: كسرتُه و فَرَّقْتُه، و فُضاضُه و فِضاضُه و فُضاضَتُه: ما تكسَّر منه؛ قال النابغة:
لسان العرب، ج‌7، ص: 207
تَطیِرُ فِضاضاً [فُضاضاً بَیْنَها كلُّ قَوْنَسٍ، و یَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ و فَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَی كسرْتُه، و كل شی‌ء كسرْتَه، فقد فضَضْتَه. و‌فی حدیث ذی الكِفْلِ: إِنه لا یَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم؛ هو كنایة عن الوطْءِ. و فَضَّ الخاتَمَ و الخَتْمَ إِذا كَسره و فَتَحه. و فُضاضُ و فِضاضُ الشی‌ء: ما تفرق منه عند كسرك إِیاه. و انْفَضَّ الشی‌ءُ: انكسر. و‌فی حدیث الحدیبیة: ثم جِئْتَ بهم لبَیْضَتِكَ تَفُضُّها‌أَی تَكْسِرُها؛ و منه‌حدیث معاذ فی عذاب القبر: حتی یفض كل شی‌ءٍ.و فی الدعاء: لا یَفْضُضِ اللّهُ فاكَ أَی لا یَكْسِرْ أَسنانك، و الفمُ هاهنا الأَسنان كما یقال: سقَط فوه، یعنون الأَسنان، و بعضهم یقول: لا یُفْضِ اللّهُ فاك أَی لا یجعله فَضاء لا أَسنان فیه. قال الجوهری: و لا تقل لا یُفْضِضِ اللّه فاكَ، أَو تقدیره لا یكسر اللّه أَسنانَ فِیكَ، فحذف المضاف. یقال: فَضَّه إِذا كسره؛ و منه‌حدیث النابغة الجعدی لما أَنشده القصیدة الرائیة قال: لا یَفْضُضِ اللّه فاك، قال: فعاش مائة و عشرین سنة لم تسقُط له سِنّ.و الإِفْضاءُ: سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلی و أَسفَل، و القولُ الأَول أَكثر. و‌فی حدیث العباس بن عبد المطلب أَنه قال: یا رسول اللّه إِنی أُرید أَن أَمْتَدِحَك، فقال: قل لا یَفْضُضِ اللّهُ فاكَ، ثم أَنشده الأَبیات القافیَّة، و معناه لا یُسْقِطِ اللّهُ أَسنانَكَ، و الفم یقوم مقام الأَسنان. و هذا من فَضِّ الخاتَمِ و الجمُوع و هو تَفْریقُها. و المِفَضُّ «1» و المِفْضاضُ: ما یُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ. و المِفَضَّةُ: ما یُفَضُّ به المَدَرُ. و یقال: افْتَضَّ فلان جاریَتَه و اقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها. و الفَضَّةُ: الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض، و جمعه فِضاضٌ. و تَفَضَّضَ القوم و انْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا. و فی التنزیل: لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، أَی تفرَّقوا، و الاسم الفَضَضُ. و تَفَضَّضَ الشی‌ء: تفرَّقَ. و الفَضُّ: تفریقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم، یقال: فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَی فرَّقْتهم؛ قال الشاعر: إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَیهِمْ، و نَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ و كلُّ شی‌ءٍ تفرَّقَ، فهو فَضَضٌ. و یقال: بها فَضٌّ من الناس أَی نفَر متفرِّقُون. و‌فی حدیث خالد بن الولید أَنه كتب إِلی مروانَ بن فارس: أَما بعد فالحمد للّه الذی فَضَّ خَدَمَتَكُم؛ قال أَبو عبید: معناه كسَر و فرَّق جمعكم. و كل مُنكسر متفرِّق، فهو مُنْفَضٌّ. و أَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ و جمعها خدامٌ، و قال شمر فی قوله: أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم، یرید كسرهم و فَرَّق جَمْعَهم. و كلُّ شی‌ءٍ كَسَرْتَه و فرَّقته، فقد فضَضْتَه. و طارَت عِظامُه فُضاضاً و فِضاضاً إِذا تطایَرَتْ عند الضرب، و قال المؤرِّجُ: الفَضُّ الكسْرُ؛ و روی لخِداشِ بن زُهَیْر: فلا تَحْسَبی أَنِّی تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً، و لا فَضَّنی فی الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ یقول: یأْبی أَن یُصاغَ و یُراضَ. و تَمْر فَضٌّ: متفرِّق لا یَلْزَقُ بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابی. و فَضَضْتُ ما بینهما: قَطَعْتُ. و قال تعالی: قَوٰارِیرَا قَوٰارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهٰا تَقْدِیراً؛ یسأَل السائلُ فیقول: كیف تكون القَوارِیرُ من فضة و جَوْهرُها غیر جوهرها؟ قال الزجاج: معنی
(1). قوله [و المفض إلخ] كذا هو بالنسخ التی بأیدینا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 208
قوله قَوٰارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ أَصلُ القَوارِیرِ التی فی الدنیا من الرمل، فأَعلم اللّه فَضْلَ تلك القوارِیرِ أَن أَصلها من فِضَّة یُری من خارجها ما فی داخلها؛ قال أَبو منصور: أَی تكون مع صَفاء قواریرها آمِنة من الكسر قابلة للجبر مثل الفضة، قال: و هذا من أَحسن ما قیل فیه. و‌فی حدیث المسیب: فقبض ثلاثة أَصابع من فضة فیها من شعر، و فی روایة: من فضة أَو قُصَّة، و المراد بالفضة شی‌ء مَصُوغٌ منها قد ترك فیه الشعر، فأَمّا بالقاف و الصاد المهملة فهی الخُصْلةُ من الشعر. و كلُّ ما انْقَطع من شی‌ءٍ أَو تفرَّق: فَضَضٌ. و‌فی الحدیث عن عائشة، رضی اللّه عنها، قالت لمروان: إِنَّ رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، لَعَنَ أَباكَ و أَنتَ فی صُلْبه فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه؛ قال ثعلب: معناه أَی خرجت من صُلْبه مُتَفَرِّقاً، یعنی ما انْفَضَّ من نُطْفَةِ الرجل و تَرَدَّدَ فی صُلْبه، و قیل‌فی قولها فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه: أَرادت إِنكَ قِطْعة منها و طائفة منها. و قال شمر: الفُضُضُ اسم ما انْفَضَّ أَی تفرَّق، و الفُضاضُ نحوه. و‌روی بعضهم هذا الحدیث فُظاظةٌ، بظاءین، من الفَظِیظِ و هو ماءُ الكَرِشِ، و أَنكره الخطابی. و قال الزمخشری: افْتَظَظْتُ الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها، كأَنه عُصارةٌ من اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ من الفَظِیظِ ماء الفحل أَی نُطْفَةٌ من اللَّعنةِ. و الفَضِیضُ من النَّوَی: الذی یُقْذَفُ من الفم. و الفَضِیضُ: الماءُ العَذْبُ، و قیل: الماءُ السائل، و قد افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ یخرج. و مكان فَضِیض: كثیر الماء. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: أَنه سئل عن رجل قال عن امرأَة خطبها: هی طالق إِن نكَحْتُها حتی آكلَ الفَضِیضَ؛ هو الطَّلْع أَولَ ما یظهر. و الفَضِیضُ أَیضاً فی غیر هذا: الماء یخرج من العین أَو ینزل من السحاب، و فَضَضُ الماء: ما انتشر منه إِذا تُطُهِّرَ به. و‌فی حدیث غَزاةِ هَوازِنَ: فجاء رجل بنُطْفةٍ فی إِداوَةٍ فافْتَضَّها‌أَی صَبَّها، و هو افْتِعالٌ من الفَضِّ، و یروی بالقاف، أَی فتح رأْسها. و یقال: فَضَّ الماءَ و افْتَضَّه أَی صَبَّه، و فَضَّ الماءُ إِذا سالَ. و رجل فَضْفاضٌ: كثیر العطاء، شُبِّه بالماء الفَضْفاض. و تَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انتشر علی فخذیها. و الفَضَضُ: المتفرِّق من الماء و العَرَق؛ و قول ابن مَیّادةَ: تَجْلُو بأَخْضَرَ من فُروعِ أَراكةٍ، حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِیضِ البارِدِ قال: الفَضِیضُ المتفرِّقُ من ماءِ المطرِ و البَرَدِ. و‌فی حدیث عمر: أَنه رَمی الجَمْرَةَ بسبع حَصَیاتٍ ثم مضَی فلما خرج من فَضَضِ الحَصی أَقبل علی سُلَیْم ابن رَبیعةَ فكلَّمه؛ قال أَبو عبید: یعنی ما تفرَّق منه، فَعَلٌ بمعنی مَفْعُول، و كذلك الفَضِیضُ. و ناقة كثیرةُ فَضِیضِ اللبن: یَصِفُونها بالغَزارةِ، و رجل كثیر فَضِیض الكلام: یصفونه بالكَثارة. و أَفَضَّ العَطاءَ: أَجْزَلَه. و الفِضَّةُ من الجواهر: معروفة، و الجمع فِضَضٌ. و شی‌ءٌ مُفَضَّضٌ: مُمَوَّه بالفضة أَو مُرَصَّعٌ بالفضة. و حكی سیبویه: تَفَضَّیْتُ من الفضة، أَراد تَفَضَّضْت؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما عنَی به أَتخذْتُها أَم استعملتُها، و هو من تحویل التضعیف. و‌فی حدیث سعید بن زید: لو أَنَّ أَحدَكم انْفَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن یَنْفَضّ؛ قال شمر: أَی یَنْقَطِعَ و یتفرّق، و یروی یَنْقَضّ، بالقاف، و قد انْفَضَّتْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 209
أَوصالُه إِذا تفرَّقت؛ قال ذو الرمة: تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَیازِیمُ و فَضّاضٌ: اسم رجل، و هو من أسماء العرب. و‌فی حدیث أم سلمة قالت: جاءت امرأَة إِلی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فقالت: إِن ابْنتی توُفِّیَ عنها زوجُها و قد اشْتَكَتْ عَیْنَها، أَ فَتَكْحُلُها؟ فقال رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: لا مرتین أَو ثلاثاً إِنما هی أَربعةَ أَشهر و عَشْراً و قد كانت إِحْداكنَّ فی الجاهلیة تَرْمی بالبَعَرة علی رأْس الحول؛ قالت زینبُ بنتُ أُم سلَمَة: و معنی الرمی بالبعرة أَنَّ المرأَة كانت إِذا توُفِّیَ عنها زوجها دخلت حِفْشاً و لَبِسَتْ شَرَّ ثِیابِها و لم تَمَسَّ طِیباً حتی تَمُرَّ بها سنةٌ، ثم تُؤْتَی بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طائر فَتَفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشی‌ءٍ إِلا ماتَ ثم تخرج فتُعْطَی بعرةً فَتَرْمی بها؛ و قال ابن مسلم: سأَلت الحجازیین عن الافْتِضاضِ فذكروا أَن المعتدَّة كانت لا تَغْتَسِل و لا تَمَسُّ ماء و لا تَقْلِمُ ظُفُراً و لا تَنْتِفُ من وجهها شعراً، ثم تخرج بعد الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ، ثم تَفْتَضُّ بطائر و تَمْسَحُ به قُبُلَها و تَنْبِذُه فلا یكاد یَعِیشُ أَی تكسِرُ ما هی فیه من العِدَّة بذلك؛ قال: و هو من فَضَضْتُ الشی‌ءَ إِذا كسَرْتَه كأَنها تكون فی عِدَّةٍ من زوجها فتكسر ما كانت فیه و تخرج منه بالدابة؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بالقاف و الباء الموحدة، قال أَبو منصور: و قد روی الشافعی هذا الحدیث غیر أَنه روی هذا الحرف فَتَقْبِصُ، بالقاف و الباء المعجمة بواحدة و الصاد المهملة، و هو مذكور فی موضعه. و أَمرهم فَیْضُوضَی بینهم و فَیْضُوضاء بینهم و فَیْضِیضَی و فَیْضیضاء و فَوْضُوضَی و فَوْضُوضاء بینهم؛ كلها عن اللحیانی. و الفَضْفَضَةُ: سَعةُ الثوبِ و الدِّرْعِ و العَیْشِ. و دِرْعٌ فَضْفاضٌ و فَضْفاضةٌ و فُضافِضَةٌ: واسِعةٌ، و كذلك الثوبُ؛ قال عمرو بن مَعْدِیكَرِب: و أَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً، كأَنَّ مَطاوِیَها مِبْرَدُ و قَمِیصٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ؛ و فی حدیث سطیح: أَبْیَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ و البَدَنْ أَراد واسع الصدر و الذراع فكنی عنه بالرداء و البدن، و قیل: أَراد كثرة العطاء. و منه‌حدیث ابن سیرین قال: كنت مع أَنَس فی یوم مطر و الأَرض فَضْفاضٌ‌أَی قد عَلاها الماء من كثرة المطر. و قد فَضْفَضَ الثوبَ و الدِّرْعَ: وَسَّعَهما؛ قال كثیِّر: فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِیَّةً، فأَعادَها غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ و الفَضْفاضُ: الكثیرُ الواسعُ؛ قال رؤبة: یَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ و عَیْشٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ. و سَحابةٌ فَضْفاضةٌ: كثیرة الماء. و جارِیةٌ فَضْفاضة: كثیرة اللحم مع الطُّولِ و الجسم؛ قال رؤبة: رَقْراقةٌ فی بُدْنِها الفَضْفاضِ اللیث: فلان فُضاضةُ ولد أَبیه أَی آخرهم؛ قال أَبو منصور: و المعروف فلان نُضاضةُ ولدِ أَبیه، بالنون، بهذا المعنی. الفراء: الفاضّةُ الدّاهِیةُ و هنّ الفواضُّ.

فهض؛ ج7، ص: 209

: فَهَضَ الشی‌ءَ یَفْهَضُه: كسَرَه و شَدَخَه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 210‌

فوض؛ ج7، ص: 210

: فَوَّضَ إِلیه الأَمرَ: صَیَّرَه إِلیه و جعَلَه الحاكم فیه. و‌فی حدیث الدعاء: فَوَّضْتُ أَمْری إِلیك‌أَی رَدَدْتُه إِلیك. یقال: فَوَّضَ أَمرَه إِلیه إِذا ردّه إِلیه و جعله الحاكم فیه؛ و منه‌حدیث الفاتحة: فَوَّضَ إِلیَّ عَبْدی.و التَّفْوِیضُ فی النكاح التزویجُ بلا مَهْر. و قَوْمٌ فَوْضَی: مُخْتَلِطُون، و قیل: هم الذین لا أَمیر لهم و لا من یجمعهم؛ قال الأَفْوَهُ الأَوْدِی: لا یَصْلُحُ القَوْمُ فَوْضَی لا سَراةَ لَهم، و لا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادُوا و صار الناسُ فَوْضَی أَی متفرِّقین، و هو جماعةُ الفائضِ، و لا یُفْرَدُ كما یُفْرد الواحد من المتفرّقین. و الوحش فَوْضَی: متفرّقة تتردّد. و قوم فَوْضَی أَی مُتَساوُونَ لا رَئیسَ لهم. و نَعامٌ فَوْضَی أَی مُخْتَلِطٌ بعضه ببعض، و كذلك جاء القوم فَوْضی، و أَمْرُهم فَیْضَی و فَوْضَی: مختلط؛ عن اللحیانی، و قال: معناه سواء بینهم كما قال ذلك فی فضا. و متاعُهم فَوْضَی بینهم إِذا كانوا فیه شركاء، و یقال أَیضاً فَضاً؛ قال: طَعامُهُمُ فَوْضَی فَضاً فی رِحالِهِمْ، و لا یَحْسَبُونَ السُّوءَ إِلَّا تَنادِیا و یقال: أَمرهم فَیْضُوضا و فَیْضیضَا و فَوْضُوضا بینهم. و هذه الأَحرف الثلاثة یجوز فیها المدُّ و القصر، و قال أَبو زید: القوم فَیْضُوضا أَمرُهم و فَیْضُوضا فیما بینهم إِذا كانوا مختلطین، فیَلْبَسُ هذا ثوبَ هذا، و یأْكل هذا طعامَ هذا، لا یُؤَامِرُ واحد منهم صاحِبَه فیما یَفْعَلُ فی أَمره. و یقال: أَموالُهم فَوْضَی بینهم أَی هم شرَكاء فیها، و فَیْضُوضا مثله، یمد و یقصر. و شَرِكةُ «2» المُفاوضَةِ: الشَّرِكةُ العامّةُ فی كل شی‌ء. و تَفاوَضَ الشَّرِیكانِ فی المال إِذا اشتركا فیه أَجمع، و هی شركة المفاوضة. و قال الأَزهری فی ترجمة عنن: و شارَكه شركة مفاوضة، و ذلك أَن یكون مالهما جمیعاً من كل شی‌ء یَمْلِكانه بینهما، و قیل: شَرِكةُ المفاوضة أَن یشتركا فی كل شی‌ء فی أَیدیهما أَو یَسْتَفِیئانِه من بعد، و هذه الشركة باطلة عند الشافعی، و عند النعمان و صاحبیه جائزة. و فاوَضَه فی أَمْره أَی جارَاه. و تَفاوَضوا الحدیث: أَخذوا فیه. و تَفَاوَضَ القوم فی الأَمر أَی فاوَضَ فیه بعضُهم بعضاً. و‌فی حدیث معاویة قال لدَغْفَلِ بن حنظلة: بِمَ ضَبَطْتَ ما أَرَی؟ قال: بمُفاوَضةِ العُلماء، قال: و ما مُفاوَضةُ العلماء؛ قال: كنت إِذا لقِیتُ عالماً أَخذت ما عنده و أَعطیته ما عندی؛ المُفاوَضةُ: المُساواةُ و المُشارَكةُ، و هی مُفاعلة من التفْویض، كأَن كلَّ واحد منهما رَدّ ما عنده إِلی صاحبه، أَراد مُحادَثة العلماء و مُذاكرتهم فی العلم، و اللّه أَعلم.

فیض؛ ج7، ص: 210

: فاض الماء و الدَّمعُ و نحوهما یَفِیض فَیْضاً و فُیُوضةً و فُیُوضاً و فَیَضاناً و فَیْضُوضةً أَی كثر حتی سالَ علی ضَفّةِ الوادی. و فاضَتْ عینُه تَفِیضُ فَیْضاً إِذا سالت. و یقال: أَفاضَتِ العینُ الدمعَ تُفِیضُه إِفاضة، و أَفاضَ فلان دَمْعَه، و فاضَ الماء و المطرُ و الخیرُ إِذا كثر. و‌فی الحدیث: و یَفیضُ المالُ‌أَی یَكْثُر من فاضَ الماء و الدمعُ و غیرُهما یَفیض فَیْضاً إِذا كثر، قیل: فاضَ تدَفَّقَ، و أَفاضَه هو و أَفاضَ إِناءه أَی مَلأَه حتی فاضَ، و أَفاضَ دُموعَه. و أَفاضَ الماءَ علی نفسه أَی أَفْرَغَه. و فاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا
(2). قوله [و شركة] ككلمة و یخفف و هو الأَغلب بكسر أَوّله و تسكین ثانیه؛ أفاده المصباح.
لسان العرب، ج‌7، ص: 211
امْتَلأَ و باح به و لم یُطِقْ كَتْمَه، و كذلك النهرُ بمائه و الإِناء بما فیه. و ماءٌ فَیْضٌ: كثیر. و الحَوْضُ فائض أَی ممتلئ. و الفَیْضُ: النهر، و الجمع أَفْیاضٌ و فُیوضٌ، و جَمْعُهم له یدل علی أَنه لم یسمّ بالمصدر. و فَیْضُ البصرةِ: نَهرها، غَلب ذلك علیه لِعظَمِه. التهذیب: و نهرُ البصرةِ یسمی الفَیْضَ، و الفَیْضُ نهر مصر. و نهرٌ فَیّاضٌ أَی كثیر الماء. و رَجل فَیّاضٌ أَی وهّاب جَوادٌ. و أَرض ذاتُ فُیوضٍ إِذا كان فیها ماء یَفِیضُ حتی یعلو. و فاضَ اللّئامُ: كَثُروا. و فرَس فَیْضٌ: جَوادٌ كثیر العَدْو. و رجل فَیْضٌ و فَیّاضٌ: كثیر المعروف. و‌فی الحدیث أَنه قال لطَلحةَ: أَنت الفَیّاضُ؛ سمی به لسَعةِ عَطائه و كثرته و كان قسَمَ فی قومه أَربعمائة أَلف، و كان جَواداً. و أَفاضَ إِناءه إِفاضةً: أَتْأَقَه؛ عن اللحیانی، قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِذا ملأَه حتی فاض. و أَعطاه غَیْضاً من فَیْضٍ أَی قلیلًا من كثیر، و أَفاضَ بالشی‌ء: دَفَع به و رَمَی؛ قال أَبو صخر الهذلی یصف كتیبة: تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ، تُفِیضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ و فاضَ یَفِیضُ فَیْضاً و فُیوضاً: مات. و فاضَتْ نَفسُه تَفِیضُ فَیْضاً: خرجت، لغة تمیم؛ و أَنشد: تَجَمَّع الناسُ و قالوا: عِرْسُ، فَفُقِئَتْ عَیْنٌ، و فاضَتْ نَفْسُ و أَنشده الأَصمعی و قال إِنما هو: و طَنَّ الضِّرْس. و ذهبنا فی فَیْض فلان أَی فی جَنازَتِه. و‌فی حدیث الدجال: ثم یكونُ علی أَثَرِ ذلك الفَیْضُ؛ قال شمر: سأَلت البَكْراوِیّ عنه فقال: الفَیْضُ الموتُ هاهنا، قال: و لم أَسمعه من غیره إِلا أَنه قال: فاضت نفسُه أَی لُعابُه الذی یجتمع علی شفتیه عند خروج رُوحه. و قال ابن الأَعرابی: فاضَ الرجلُ و فاظَ إِذا مات، و كذلك فاظت نفسُه. و قال أَبو الحسن: فاضَت نفسه الفعل للنفس، و فاضَ الرجلُ یَفِیض و فاظَ یَفِیظُ فَیْظاً و فُیوظاً. و قال الأَصمعی: لا یقال فاظت نفسه و لا فاضت، و إِنما هو فاض الرجل و فاظ إِذا مات. قال الأَصمعی: سمعت أَبا عمرو یقول: لا یقال فاظت نفسه و لكن یقال فاظ إِذا مات، بالظاء، و لا یقال فاض، بالضاد. و قال شمر: إِذا تَفَیَّضُوا أَنفسهم أَی تَقَیَّأُوا. الكسائی: هو یَفِیظُ نفسه «1». و حكی الجوهری عن الأَصمعی: لا یقال فاض الرجل و لا فاضت نفسه و إِنما یَفِیضُ الدمعُ و الماء. قال ابن بری: الذی حكاه ابن درید عن الأَصمعی خلاف هذا، قال ابن درید: قال الأَصمعی تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات، فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد؛ و أَنشد: ففقئت عین و فاضت نفس قال: و هذا هو المشهور من مذهب الأَصمعی، و إِنما غَلِطَ الجوهری لأَن الأَصمعی حكی عن أَبی عمرو أَنه لا یقال فاضت نفسه، و لكن یقال فاظ إِذا مات، قال: و لا یقال فاضَ، بالضاد، بَتَّةً، قال: و لا یلزم مما حكاه من كلامه أَن یكون مُعْتَقِداً له، قال: و أَما أَبو عبیدة فقال فاظت نفسه، بالظاء، لغة قیس، و فاضت، بالضاد، لغة تمیم. و قال أَبو حاتم: سمعت أَبا زید یقول: بنو ضبة وحدهم یقولون فاضت نفسه، و كذلك حكی المازنی عن أَبی زید، قال: كل العرب
(1). قوله [یفیظ نفسه] أی یقیؤها كما یعلم من القاموس فی فیظ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 212
تقول فاظت نفسُه إِلا بنی ضبة فإِنهم یقولون فاضت نفسه، بالضاد، و أَهل الحجاز و طیِّ‌ءٍ یقولون فاظت نفسه، و قضاعة و تمیم و قیس یقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه، و زعم أَبو عبید أَنها لغة لبعض بنی تمیم یعنی فاظت نفسه و فاضت؛ و أَنشد: ففقئت عین و فاضت نفس و أَنشده الأَصمعی، و قال إِنما هو: و طَنّ الضِّرْسُ. و‌فی حدیث الدجال: ثم یكون علی أَثر ذلك الفَیْضُ؛ قیل: الفَیْضُ هاهنا الموت. قال ابن الأَثیر: یقال فاضت نفسُه أَی لُعابه الذی یجتمع علی شفتیه عند خروج رُوحه. و فاضَ الحدیثُ و الخبَرُ و اسْتَفاضَ: ذاعَ و انتشر. و حَدِیثٌ مُسْتَفِیضٌ: ذائعٌ، و مُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَی أَخَذُوا فیه، و أَباها أَكثرهم حتی یقال: مُسْتَفاضٌ فیه؛ و بعضهم یقول: اسْتَفاضُوه، فهو مُسْتَفاضٌ. التهذیب: و حدیث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فیه قد استفاضُوه أَی أَخذوا فیه، و من قال مستفیض فإِنه یقول ذائع فی الناس مثل الماء المُسْتَفِیض. قال أَبو منصور: قال الفراء و الأَصمعی و ابن السكیت و عامة أَهل اللغة لا یقال حدیث مستفاض، و هو لحن عندهم، و كلامُ الخاصّ حدیثٌ مُسْتَفِیضٌ منتشر شائع فی الناس. و دِرْعٌ فَیُوضٌ و مُفاضةٌ و فاضةٌ: واسعةٌ؛ الأَخیرة عن ابن جنی. و رجل مُفاضٌ: واسِعُ البَطْنِ، و الأُنثی مُفاضةٌ. و‌فی صفته، صلّی اللّه علیه و سلّم: مُفاض البطنِ‌أَی مُسْتَوی البطنِ مع الصَّدْرِ، و قیل: المُفاضُ أَن یكون فیه امْتِلاءٌ من فَیْضِ الإِناء و یُرید به أَسفلَ بطنِه، و قیل: المُفاضةُ من النساء العظیمة البطن المُسْتَرْخِیةُ اللحمِ، و قد أُفِیضَت، و قیل: هی المُفْضاةُ أَی المَجْمُوعةُ المَسْلَكَیْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه. و أَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ: جعل مَسْلَكَیْها واحداً. و امرأَة مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن. و اسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع، فهو مُسْتَفِیضٌ؛ قال ذو الرمة: بحَیْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبیَّ واسِط و یقال: اسْتَفاضَ الوادی شجراً أَی اتَّسع و كثُرَ شجره. و المُسْتَفِیضُ: الذی یَسأَل إِفاضةَ الماء و غیره. و أَفاضَ البَعِیرُ بِجِرَّتِه: رَماها مُتَفَرِّقةً كثیرة، و قیل: هو صوتُ جِرَّتِه و مَضْغِه، و قال اللحیانی: هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه؛ قال الراعی: و أَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذی الأَبارِقِ، إِذْ رَعین حَقِیلا و یقال: كظَمَ البِعیرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة. و أَفاضَ القومُ فی الحدیث: انتشروا، و قال اللحیانی: هو إِذا اندفعوا و خاضُوا و أَكْثَروا. و فی التنزیل: إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ؛ أَی تَنْدَفِعُونَ فیه و تَنْبَسِطُون فی ذكره. و فی التنزیل أَیضاً: لَمَسَّكُمْ فِیمٰا أَفَضْتُمْ. و أَفاضَ الناسُ من عَرَفاتٍ إِلی مِنی: اندفعوا بكثرة إِلی مِنی بالتَّلْبیة، و كل دَفْعةٍ إِفاضةٌ. و فی التنزیل: فَإِذٰا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفٰاتٍ؛ قال أَبو إِسحاق: دلَّ بهذا اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف، و معنی أَفَضْتُمْ دَفَعْتم بكثرة. و قال خالد بن جَنْبة: الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ. و أَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعیره سَیْراً بین الجَهْدِ و دون ذلك، قال: و ذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل علیها
لسان العرب، ج‌7، ص: 213
الرُّكْبان، و لا تكون الإِفاضة إِلا و علیها الرُّكْبانُ. و‌فی حدیث الحج: فأَفاضَ من عَرفةَ؛ الإِفاضةُ: الزَّحْفُ و الدَّفْعُ فی السیر بكثرة، و لا یكون إِلا عن تفرقٍ و جَمْعٍ. و أَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعیرت للدفع فی السیر، و أَصله أَفاضَ نفْسَه أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتی أَشْبه غیر المتعدِّی؛ و منه طَوافُ الإِفاضةِ یوم النحر یُفِیضُ من مِنی إِلی مكة فیطوف ثم یرجع. و أَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً: ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة، و یجوز أَفاضَ علی القداح؛ قال أَبو ذؤیب الهُذلی یصف حماراً و أُتُنه: و كأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ، و كَأَنَّه یَسَرٌ، یُفِیضُ علی القِداحِ و یَصْدَعُ یعنی بالقِداحِ، و حروفُ الجر یَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض. التهذیب: كل ما كان فی اللغة من باب الإِفاضةِ فلیس یكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: أَخرج اللّهُ ذَرِّیَّةَ آدمَ من ظهره فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ؛ هی الضرْبُ به و إِجالَتُه عند القِمار، و القِدْحُ السهمُ، واحدُ القِداح التی كانوا یُقامِرُونَ بها؛ و منه‌حدیث اللُّقَطَةِ: ثم أَفِضْها فی مالِكَ‌أَی أَلْقِها فیه و اخْلِطْها به، من قولهم فاضَ الأَمرُ و أَفاضَ فیه. و فَیّاضٌ: من أَسماء الرجال. و فَیّاضٌ: اسم فرس من سَوابق خیل العرب؛ قال النابغة الجعدی: و عَناجِیج جِیادٍ نُجُبٍ نَجْلَ فَیّاضٍ و من آلِ سَبَلْ و فرس فَیْضٌ و سَكْبٌ: كثیر الجَرْی.

فصل القاف؛ ج7، ص: 213

قبض؛ ج7، ص: 213

: القَبْضُ: خِلافُ البَسْط، قَبَضَه یَقْبِضُه قَبْضاً و قَبّضَه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَرَكْتُ ابنَ ذی الجَدَّینِ فیه مُرِشَّةٌ، یُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِیقُها و الانْقِباضُ: خِلافُ الانْبِساط، و قد انْقَبَضَ و تَقَبَّضَ. و انْقَبَضَ الشی‌ءُ: صارَ مَقْبُوضاً. و تَقَبَّضَتِ الجلدة فی النار أَی انْزَوَتْ. و فی أَسماء اللّه تعالی: القابِضُ، هو الذی یُمْسِكُ الرزق و غیره من الأَشیاء عن العِبادِ بلُطْفِه و حِكمته و یَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات. و‌فی الحدیث: یَقْبِضُ اللّه الأَرضَ و یقبض السماء‌أَی یجمعهما. و قُبِضَ المریضُ إِذا توُفِّیَ و إِذا أَشرف علی الموت. و‌فی الحدیث: فأَرْسَلَتْ إِلیه أَن ابناً لی قُبِضَ؛ أَرادت أَنه فی حال القَبْضِ و مُعالجة النَّزْع. اللیث: إِنه لیَقْبِضُنی ما قَبَضَك؛ قال الأَزهری: معناه أَنه یُحْشِمُنی ما أَحْشَمَكَ، و نَقِیضُه من الكلام: إِنه لَیَبْسُطُنی ما بَسَطَك. و یقال: الخَیْرُ یَبْسُطُه و الشرُّ یَقْبِضُه. و‌فی الحدیث: فاطِمةُ بَضْعةٌ منی یَقْبِضُنی ما قبَضها‌أَی أَكره ما تكرهه و أَنْجَمِعُ مما تنجمع منه. و التَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ. و الملَكُ قابِضُ الأَرْواح. و القبض: مصدر قَبَضْت قَبْضاً، یقال: قبضتُ مالی قبضاً. و القَبْضُ: الانقباض، و أَصله فی جناح الطائر؛ قال اللّه تعالی: وَ یَقْبِضْنَ مٰا یُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمٰنُ. و قبَضَ الطائرُ جناحَه: جَمَعَه. و تَقَبَّضَتِ الجلدةُ فی النار أَی انْزَوَتْ. و قوله تعالی: وَ یَقْبِضُونَ أَیْدِیَهُمْ؛ أَی عن النفقة، و قیل: لا یُؤْتون الزكاة. وَ اللّٰهُ یَقْبِضُ وَ یَبْصُطُ أَی یُضَیِّقُ علی قوم و یُوَسِّع
لسان العرب، ج‌7، ص: 214
علی قوم. و قَبَّضَ ما بین عینیه فَتَقَبَّضَ: زَواه. و قَبَّضْتُ الشی‌ءَ تَقْبِیضاً: جَمَعْتُه و زَوَیْتُه. و یومٌ یُقَبِّضُ ما بین العَیْنَیْنِ: یكنی بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب، و كذلك یومٌ یُقَبِّضُ الحشَی. و القُبْضةُ، بالضم: ما قَبَضْتَ علیه من شی‌ء، یقال: أَعْطاه قُبضة من سَوِیق أَو تمر أَو كَفّاً «1» منه، و ربما جاء بالفتح. اللیث: القَبْضُ جَمْعُ الكفّ علی الشی‌ء. و قَبَضْتُ الشی‌ءَ قبْضاً: أَخذته. و القَبْضة: ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله، فإِذا كان بأَصابعك فهی القَبْصةُ، بالصاد. ابن الأَعرابی: القَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ و إِن لم تُحَوِّلْه. و القَبْضُ: تَحْوِیلُكَ المَتاعَ إِلی حَیِّزِكَ. و القَبْضُ: التناوُلُ للشی‌ءِ بیدك مُلامَسةً. و قبَضَ علی الشی‌ء و به یَقْبِضُ قَبْضاً: انْحَنَی علیه بجمیع كفه. و فی التنزیل: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ؛ قال ابن جنی: أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول، و مثله مسأَلة لكتاب: أَنْتَ مِنِّی فَرْسخانِ أَی أَنْتَ منی ذُو مَسافةِ فَرْسَخَیْنِ. و صار الشی‌ءُ فی قَبْضِی و قَبْضَتی أَی فی مِلْكِی. و هذا قُبْضةُ كفِّی أَی قدر ما تَقْبِضُ علیه. و قوله عزّ و جلّ: وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ؛ قال ثعلب: هذا كما تقول هذه الدارُ فی قَبْضَتی و یدِی أی فی مِلْكِی، قال: و لیس بقَوِیّ، قال: و أَجازَ بعض النحویین قَبْضَتَه یومَ القیامة بنصب قبضَتَه، قال: و هذا لیس بجائز عند أَحد من النحویین البصریین لأَنه مختص، لا یقولون زید قبضتَك و لا زید دارَك؛ و فی التهذیب: المعنی و الأَرضُ فی حال اجتماعها قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ. و‌فی حدیث حنین: فأَخذ قُبْضةً من التراب؛ هو بمعنی المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنی المَغْرُوف، و هی بالضم الاسم، و بالفتح المرّة. و مَقبِضُ السِّكِّینِ و القَوسِ و السیف و مَقْبِضَتُها: ما قَبَضْتَ علیه منها بجُمْع الكفّ، و كذلك مَقْبِضُ كل شی‌ءٍ. التهذیب: و یقولون مَقْبِضَةُ السِّكِّینِ و مَقْبِض السیف، كل ذلك حیث یُقْبَضُ علیه بجُمع الكفّ. ابن شمیل: المَقْبِضَةُ موضع الید من القَناة. و أَقْبَضَ السیفَ و السكین: جعل لهما مَقْبِضاً. و رجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ: للذی یَتمَسَّكُ بالشی‌ء ثم لا یَلْبَثُ أَن یَدَعَه و یَرْفِضَه، و هو من الرِّعاء الذی یَقْبِضُ إِبله فیسُوقُها و یَطْرُدها حتی یُنْهِیها حیث شاء، و راعٍ قُبَضةٌ إِذا كان مُنْقَبِضاً لا یتفسَّح فی رَعْی غنمه. و قَبَضَ الشی‌ءَ قَبْضاً: أَخذه. و قَبَّضَه المالَ: أَعْطاهُ إِیّاه. و القَبَضُ: ما قُبِضَ من الأَمْوال. و تَقْبِیضُ المالِ: إِعطاؤه لمن یأْخذه. و القَبْضُ: الأَخذ بجمیع الكف. و‌فی حدیث بلال، رضی اللّه عنه، و التمر: فَجَعل یجی‌ءُ به قُبَضاً قُبَضاً.و‌فی حدیث مجاهد: هی القُبَضُ التی تُعْطی عند الحَصاد، و قد روی بالصاد المهملة. و دخلَ مالُ فلان فی القَبَض، بالتحریك، یعنی ما قُبِضَ من أَموال الناس. اللیث: القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقی فی قَبَضِه أَی فی مُجْتَمَعِه. و‌فی الحدیث: أَن سعداً قَتَلَ یوم بدر قَتِیلًا و أَخذ سیفه فقال له: أَلْقِه فی القَبَضِ؛ و القَبَضُ، بالتحریك، بمعنی المقبوض و هو ما جُمِع من الغنیمة قبل أَن تُقْسَم. و منه‌الحدیث: كان سلمان علی قَبَضٍ من قَبَضِ المهاجرین.و یقال: صار الشی‌ءُ فی قَبْضِكَ و فی قَبْضَتِكَ أَی فی مِلْكِكَ. و المَقْبَضُ: المكانُ الذی یُقْبَضُ فیه، نادِرٌ.
(1). قوله [أو كفاً] فی شرح القاموس: أَی كفاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 215
و القَبْضُ فی زِحافِ الشعر: حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون من فعولن أَینما تصرفت، و نحو الیاء من مفاعیلن؛ و كلُّ ما حُذف خامسه، فهو مَقْبُوض، و إِنما سمی مَقْبوضاً لِیُفْصَل بین ما حذف أَوله و آخره و وسطُه. و قُبِضَ الرَّجل: مات، فهو مَقْبُوضٌ. و تَقَبَّضَ علی الأَمر: توَقَّفَ علیه. و تَقَبَّضَ عنه: اشْمَأَزَّ. و الانْقِباضُ و القَباضةُ و القَبَضُ إِذا كان مُنْكَمِشاً سریعاً؛ قال الراجز: أَتَتْكَ عِیسٌ تَحْمِلُ المَشِیّا ماءً، من الطَّثْرَةِ، أَحْوَذِیّا یُعْجِلُ ذا القَباضةِ الوَحِیّا، أَن یَرْفَعَ المئْزَرَ عنه شَیّا و القَبِیضُ من الدواب: السرِیعُ نقلِ القوائِم؛ قال الطِّرمّاح: سَدَتْ بِقَباضةٍ و ثَنَتْ بِلِین و القابِضُ: السائقُ السرِیعُ السَّوْقِ؛ قال الأَزهری: و إِنما سمی السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل یَقْبِضُها أَی یَجْمَعُها إِذا أَراد سوْقَها، فإِذا انتشرت علیه تَعَذَّرَ سوْقُها، قال: و قَبَضَ الإِبلَ یَقْبِضُها قَبْضاً ساقَها سَوْقاً عَنیفاً. و فرس قَبِیضُ الشدِّ أَی سَرِیعُ نقلِ القوائم. و القَبْضُ: السوْق السریع؛ یقال: هذا حادٍ قابِضٌ؛ قال الراجز: كیْفَ تَراها، و الحُداةُ تَقْبِضُ بالغَمْلِ لَیْلًا، و الرِّحالُ تَنْغِضُ «2» تَقْبِضُ أَی تسوق سَوْقاً سریعاً؛ و أَنشد ابن بری لأَبی محمد الفقعسی: هَلْ لَكِ، و العارِضُ مِنْكِ عائضُ، فی هَجْمةٍ یَغْدِرُ منها القابِضُ؟ و یقال: انْقَبَضَ أَی أَسْرَع فی السوْق؛ قال الراجز: و لو رَأَت بِنْت أَبی الفَضّاضِ، و سُرْعتی بالقَوْمِ و انْقِباضِی و العَیْرُ یَقْبِضُ عانَته: یَشُلُّها. و عَیر قَبّاضة: شَلَّال، و كذلك حادٍ قَبَّاضةٌ و قَبَّاضٌ؛ قال رؤبة: قَبّاضةٌ بَیْنَ العَنِیفِ و اللَّبِقْ قال ابن سیدة: دخلت الهاء فی قَبّاضة للمبالغة، و قد انْقَبَضَ بها. و القَبْضُ: الإِسْراعُ. و انْقَبَضَ القومُ: سارُوا و أَسْرَعُوا؛ قال: آذَنَ جِیرانك بانْقِباضِ قال: و منه قوله تعالی: أَ وَ لَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صٰافّٰاتٍ وَ یَقْبِضْنَ. و القُنْبُضةُ من النساء: القصیرة، و النون زائدة؛ قال الفرزدق: إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَی، رَقَدْنَ، عَلَیْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ و الرجل قُنْبُضٌ، و الضمیر فی رَقدن یعود إِلی نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ و التَّرَفِ إِذا كانت القُنْبُضات السود فی خِدْمة و تَعَبٍ. قال الأَزهری: قول اللیث القَبِیضةُ من النساء القصیرة تصحیف و الصواب القُنْبُضة، بضم القاف و الباء، و جمعها قُنْبُضات، و أَورد ببیت الفرزدق.
(2). قوله [بالغمل] هو اسم موضع كما فی الصحاح و المعجم لیاقوت.
لسان العرب، ج‌7، ص: 216
و القَبّاضةُ: الحمار السریعُ الذی یَقْبِضُ العانةَ أَی یُعْجِلُها؛ و أَنشد لرؤبة: أَلَّفَ شَتَّی لَیْسَ بالرّاعِی الحَمِقْ، قَبّاضةٌ بین العَنِیفِ و اللَّبِقْ الأَصمعی: ما أَدری أَیُّ القَبِیضِ هو كقولك ما أَدری أَیُّ الطَّمْشِ هو، و ربما تكلموا به بغیر حرف النفی؛ قال الراعی: أَمْسَتْ أُمَیّةُ للإسْلامِ حائطةً، و لِلْقَبِیضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ و یقال للرّاعِی الحسَنِ التدْبیر الرَّفِیقِ برَعِیَّتِه: إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، و معناه أَنه یَقْبِضُها فیسُوقُها إِذا أَجْدَب لها المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت فی لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتی تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ. و القَبْضُ: ضرب من السَّیر. و القِبِضَّی: العَدْو الشدیدُ؛ و روی الأَزهری عن المنذری عن أَبی طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ: و تَعْدُو القِبِضَّی قَبْلَ عَیْرٍ و ما جَرَی، و لم تَدْرِ ما بالی و لم أَدْر ما لَها قال: و القِبِضَّی و القِمِصَّی ضرْب من العَدْو فیه نَزْوٌ. و قال غیره: یقال قَبَص، بالصاد المهملة، یَقْبِص إِذا نزا، فهما لغتان؛ قال: و أَحسَب بیتَ الشمّاخ یُروی: و تعدو القِبِصّی …، بالصاد المهملة.

قرض؛ ج7، ص: 216

: القَرْضُ: القَطْعُ. قَرَضه یَقْرِضُه، بالكسر، قَرْضاً و قرَّضَه: قطَعه. و المِقْراضانِ: الجَلَمانِ لا یُفْرَدُ لهما واحد، هذا قول أَهل اللغة، و حكی سیبویه مِقْراضٌ فأَفْرد. و القُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، و منه قُراضةُ الذَّهب. و المِقْراضُ: واحد المَقارِیض؛ و أَنشد ابن بری لعدی بن زید: كلّ صَعْلٍ، كأَنَّما شَقَّ فِیه سَعَفَ الشَّرْیِ شَفْرتا مِقْراضِ و قال ابن مَیّادةَ: قد جُبْتُها جَوْبَ ذِی المِقْراضِ مِمْطَرةً، إِذا اسْتَوی مُغْفلاتُ البِیدِ و الحدَب «1» و قال أَبو الشِّیصِ: و جَناحِ مَقْصُوصٍ، تَحَیَّفَ رِیشَه رَیْبُ الزَّمان تَحَیُّفَ المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه. قال ابن بری: و مثله المِفْراصُ، بالفاء و الصاد، للحاذِی؛ قال الأَعشی: لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِیِّ ملْحبا و ابنُ مِقْرَضٍ: دُوَیْبّة تقتل الحمام یقال لها بالفارسیة دَلَّهْ؛ التهذیب: و ابنُ مِقْرَض ذو القوائم الأَربع الطویلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام. ابن سیدة: و مُقَرِّضاتُ الأَساقی دُویبة تَخْرِقُها و تَقْطَعُها. و القُراضةُ: فُضالةُ ما یَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو ثوب أَو غیرهما، و كذلك قُراضاتُ الثوب التی یَقْطَعُها الخَیّاطُ و یَنْفِیها الجَلَمُ. و القَرْضُ و القِرْضُ: ما یَتَجازَی به الناسُ بینهم و یَتَقاضَوْنَه، و جمعه قرُوضٌ، و هو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ و من إِساءة، و هو علی التشبیه؛ قال أُمیة ابن أَبی الصلت: كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ یُجْزَی قَرْضَه حَسَناً، أَو سَیِّئاً، أَو مَدِیناً مِثْلَ ما دانا
(1). قوله [مغفلات] كذا فیما بأَیدینا من النسخ و لعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم و هی التی تمسك الماء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 217
و قال تعالی: وَ أَقْرَضُوا اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً*. و یقال: أَقْرَضْتُ فلاناً و هو ما تُعْطِیهِ لِیَقْضِیَكَه. و كلُّ أَمْرٍ یَتَجازَی به الناسُ فیما بینهم، فهو من القُروضِ. الجوهری: و القَرْضُ ما یُعْطِیه من المالِ لِیُقْضاه، و القِرْضُ، بالكسر، لغة فیه؛ حكاها الكسائی. و قال ثعلب: القَرْضُ المصدر، و القِرْضُ الاسم؛ قال ابن سیدة: و لا یعجبنی، و قد أَقْرَضَه و قارَضَه مُقارَضةً و قِراضاً. و اسْتَقْرَضْتُ من فلان أَی طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَنی. و أَقْرَضْتُ منه أَی أَخذت منه القَرْض. و قَرَضْته قَرْضاً و قارَضْتُه أَی جازَیتُه. و قال أَبو إِسحاق النحوی فی قوله تعالی: مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً*، قال: معنی القَرْضِ البَلاء الحسَنُ، تقول العرب: لك عندی قَرْضٌ حَسَنٌ و قَرْضٌ سَیِّ‌ء، و أَصل القَرْضِ ما یُعطیه الرجل أَو یفعله لیُجازَی علیه، و اللّه عزّ و جلّ لا یَسْتَقْرِضُ من عَوَزٍ و لكنه یَبْلُو عباده، فالقَرْضُ كما وصفنا؛ قال لبید: و إِذا جُوزِیتَ قَرْضاً فاجْزِه، إِنما یَجْزِی الفَتَی لیْسَ الجَمَلْ معناه إِذا أُسْدِیَ إِلیكَ مَعْروفٌ فكافِئْ علیه. قال: و القرض فی قوله تعالی: مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً*، اسم و لو كان مصدراً لكان إِقْراضاً، و لكن قَرْضاً هاهنا اسم لكل ما یُلْتَمَسُ علیه الجزاء. فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازیته، و أَصل القَرْضِ فی اللغة القَطْعُ، و المِقْراضُ من هذا أُخِذ. و أَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً یُجازِی علیها. و قال الأَخفش فی قوله تعالی: یُقْرِضُ*، أَی یَفْعَلُ فِعْلًا حسناً فی اتباع أَمر اللّه و طاعته. و العَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَیه خَیْراً: قد أَحْسَنْتَ قَرْضِی، و قد أَقْرَضْتَنی قَرْضاً حسناً. و‌فی الحدیث: أَقْرِضْ من عِرْضِكَ لیوم فَقْرِكَ؛ یقول: إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل فلا تُجازِه و لكن اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لك قَرْضاً فی ذمته لتأْخذه منه یوم حاجتك إِلیْهِ. و المُقارَضةُ: تكون فی العَمَلِ السَّیِّ‌ء و القَوْلِ السَّیِّ‌ء یَقْصِدُ الإِنسان به صاحِبَه. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: و إِن قارَضْتَ الناسَ قارَضُوك، و إِن تركْتَهم لم یَتْرُكوك؛ ذهَب به إِلی القول فیهم و الطَّعْنِ علیهم و هذا من القَطْعِ، یقول: إِن فَعَلْتَ بهم سُوءاً فعلوا بك مثله، و إِن تركتهم لم تَسْلَمْ منهم و لم یَدَعُوك، و إِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ و نِلْتَ منهم و نالُوا منك، و هو فاعَلْت من القَرْضِ. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه حضَرَه الأَعْرابُ و هم یَسْأَلونه عن أَشیاء: أَ عَلَیْنا حَرَجٌ فی كذا؟ فقال: عبادَ اللّهِ رَفَع اللّهُ عَنّا الحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً، و فی روایة: من اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ؛ أَراد‌بقوله اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً‌أَی قطَعَه بالغِیبة و الطّعْنِ علیه و نالَ منه، و أَصله من القَرْض القطع، و هو افْتِعالٌ منه. التهذیب: القِراضُ فی كلام أَهل الحجاز المُضارَبةُ، و منه‌حدیث الزهری: لا تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه الحَرامُ، یعنی القِراضَ؛ قال الزمخشری: أَصلها من القَرْضِ فی الأَرض و هو قَطْعُها بالسیرِ فیها، و كذلك هی المُضارَبةُ أَیضاً من الضَّرْب فی الأَرض. و‌فی حدیث أَبی موسی و ابنی عمر، رضی اللّه عنهم: اجعله قِراضاً؛ القِراضُ: المضاربة فی لغة أَهل الحجاز. و أَقْرَضَه المالَ و غیره: أَعْطاه إِیّاهُ قَرْضاً؛ قال:
لسان العرب، ج‌7، ص: 218
فَیا لَیْتَنی أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتی، و أَقْرَضَنی صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ و هم یَتقارضُون الثناء بینهم. و یقال للرجلین: هما یَتقارَضانِ الثناءَ فی الخیر و الشر أَی یَتَجازَیانِ؛ قال الشاعر: یتَقارَضُون، إِذا التَقَوْا فی مَوْطِنٍ، نَظَراً یُزِیلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ أَراد نَظَر بعضِهم إِلی بعض بالبَغْضاء و العَداوَةِ؛ قال الكمیت: یُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِیلُ من التَّآلُفِ و التَّزاوُرْ أَبو زید: قَرَّظَ فلانٌ فلاناً، و هما یَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا مَدَحَ كلُّ واحد منهما صاحَبه، و مثله یتَقارَضان، بالضاد، و قد قرَّضَه إِذا مَدَحَه أَو ذَمَّه، فالتَّقارُظُ فی المَدْحِ و الخیر خاصّةً، و التَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه، و هما یتقارضان الخیر و الشر؛ قال الشاعر: إِنَّ الغَنِیَّ أَخُو الغَنِیِّ، و إِنما یَتقارَضانِ، و لا أَخاً للمُقْتِرِ و قال ابن خالویه: یقال یتَقارَظانِ الخیر و الشرَّ، بالظاء أَیضاً. و القِرْنانِ یتقارضان النظر إِذا نظر كلُّ واحد منهما إِلی صاحبه شَزْراً. و المُقارَضةُ: المُضاربةُ. و قد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً أَی دَفَعْتَ إِلیه مالا لیتجر فیه، و یكون الرِّبْحُ بینكما علی ما تَشْتَرِطانِ و الوَضِیعةُ علی المال. و اسْتَقْرَضْتُه الشی‌ءَ فأَقْرَضَنِیه: قَضانِیه. و جاء: و قد قرَضَ رِباطَه و ذلك فی شِدَّةِ العَطَشِ و الجُوعِ. و فی التهذیب: أَبو زید جاء فلان و قد قَرَض رِباطَه إِذا جاء مجْهُوداً قد أَشْرَفَ علی الموت. و قرَض رِباطه: مات. و قرَض فلان أَی مات. و قرَضَ فلان الرِّباطَ إِذا مات. و قَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شی‌ءٍ إِلی شی‌ء. و انْقَرَضَ القومُ: دَرَجُوا و لم یَبْقَ منهم أَحد. و القَرِیضُ: ما یَرُدُّه البعیر من جِرَّتِه، و كذلك المَقْرُوضُ، و بعضهم یَحْمِلُ قولَ عَبیدٍ: حالَ الجَرِیضُ دون القَرِیضِ علی هذا. ابن سیدة: قرَض البعیرُ جِرَّتَه یَقْرِضُها و هی قَرِیضٌ: مَضَغَها أَو ردَّها. و قال كراع: إِنما هی الفَرِیضُ، بالفاء. و من أَمثال العرب: حالَ الجَرِیضُ دون القَرِیض؛ قال بعضهم: الجریض الغُصّةُ و القَرِیضُ الجِرَّة لأَنه إِذا غُصَّ لم یَقْدِرْ علی قَرْضِ جِرَّتِه. و القَرِیضُ: الشِّعْر و هو الاسم كالقَصِیدِ، و التقْرِیضُ صِناعتُه، و قیل فی قول عبید بن الأَبرص حالَ الجَرِیضُ دون القَرِیض: الجَرِیضُ الغَصَصُ و القَرِیضُ الشِّعْرُ، و هذا المثل لعَبید بن الأَبرص قاله للمُنْذِر حین أَراد قتله فقال له: أَنشدنی من قولك، فقال عند ذلك: حال الجریض دون القریض؛ قال أَبو عبید: القَرْضُ فی أَشیاء: فمنها القَطْعُ، و منها قَرْضُ الفأْر لأَنه قَطْعٌ، و كذلك السیْرُ فی البِلادِ إِذا قطعتها؛ و منه قوله: إِلی ظُعُنٍ یَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف و منه قوله عزّ و جلّ: وَ إِذٰا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذٰاتَ الشِّمٰالِ. و القَرْضُ: قَرْضُ الشعْر، و منه سمی القَرِیضُ. و القَرْضُ: أَن یَقْرِضَ الرجُلُ المالَ. الجوهری: القَرْضُ قولُ الشعْر خاصّةً. یقال: قَرَضْتُ الشعْرَ أَقْرِضُه إِذا قلته، و الشعر قرِیضٌ؛ قال ابن بری: و قد فرق الأَغْلَبُ العِجْلِیُّ بین الرَّجز و القَرِیضِ بقوله:
لسان العرب، ج‌7، ص: 219
أَ رَجَزاً تُرِیدُ أَمْ قَرِیضا؟ كِلَیْهِما أَجِدُ مُسْتَرِیضا و‌فی حدیث الحسن: قیل له: أَ كان أَصْحابُ رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، یَمْزَحُون؟ قال: نعم و یَتقارَضُون‌أَی یقولون القَرِیضَ و یُنشِدُونَه. و القَرِیضُ: الشِّعْرُ. و قَرَضَ فی سَیرِه یَقْرِضُ قَرْضاً: عدَل یَمْنةً و یَسْرَةً؛ و منه قوله عزّ و جلّ: وَ إِذٰا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذٰاتَ الشِّمٰالِ؛ قال أَبو عبیدة: أَی تُخَلِّفُهم شِمالًا و تُجاوِزُهم و تَقْطَعُهم و تَتْرُكُهم عن شِمالها. و یقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا و كذا؟ فیقول المسؤول: قرَضْتُه ذاتَ الیَمینِ لیلًا. و قرَضَ المكانَ یَقْرِضُه قرْضاً: عدَل عنه و تَنَكَّبَه؛ قال ذو الرمة: إِلی ظُعُنٍ یَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ شِمالًا، و عنْ أَیْمانِهِنَّ الفَوارِسُ و مُشْرِفٌ و الفَوارِسُ: موضعان؛ یقول: نظرت إِلی ظُعُن یَجُزْنَ بین هذین الموضعین. قال الفراء: العرب تقول قرضْتُه ذاتَ الیمینِ و قرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ و قُبُلًا و دُبُراً أَی كنت بحِذائِه من كلِّ ناحیة، و قرَضْت مثل حَذَوْت سواء. و یقال: أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَی بطَراءَتِه و أَوَّله. التهذیب عن اللیث: التَّقْرِیضُ فی كل شی‌ء كتَقْرِیض یَدَی الجُعَل؛ و أَنشد: إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَی له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَینِ أَفْلَحُ قال الأَزهری: هذا تصحیف و إِنما هو التَّفْرِیضُ، بالفاء، من الفَرْض و هو الحَزُّ، و قوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فیها حُزوزاً، و هذا البیتُ رواه الثِّقاتُ أَیضاً بالفاء: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَینِ …، و هو فی شِعْر الشمَّاخِ. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال: من أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ و الفاسِیاء، و یقال لذكرها المُقَرَّضُ و الحُوَّازُ و المُدَحْرِجُ و الجُعَلُ.

قربض؛ ج7، ص: 219

: القُرُنْبُضةُ: القصیرةُ.

قضض؛ ج7، ص: 219

: قَضَّ علیهم الخیلَ یَقُضُّها قَضّاً: أَرْسَلها. و انْقَضَّتْ علیهم الخیلُ: انْتَشَرَتْ، و قَضَضْناها علیهم فانْقَضَّتْ علیهم؛ و أَنشد: قَضُّوا غِضاباً علیكَ الخیلَ من كَثَب و انْقَضَّ الطائرُ و تَقَضَّضَ و تَقَضَّی علی التحویل: اخْتاتَ و هَوَی فی طَیَرانه یرید الوقوع، و قیل: هو إِذا هوَی من طیرانه لیَسْقُط علی شی‌ء. و یقال: انْقَضَّ البازی علی الصیْدِ و تَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ فی طیرانه مُنْكَدِراً علی الصیْدِ، قال: و ربما قالوا تَقَضَّی یَتَقَضَّی، و كان فی الأَصل تَقَضَّضَ، و لما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن یاء كما قالوا تَمَطَّی و أَصله تَمَطَّط أَی تمدَّد. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ ذَهَبَ إِلیٰ أَهْلِهِ یَتَمَطّٰی؛ و فیه: وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا؛ و قال العجاج: إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، تَقَضِّیَ البازِی إِذا البازِی كَسَرْ أَی كسَر جَناحَیْه لِشدَّة طَیرانِه. و انْقَضَّ الجِدار: تَصَدَّعَ من غیر أَن یسقط، و قیل: انْقَضَّ سقَط. و فی التنزیل العزیز: فَوَجَدٰا فِیهٰا جِدٰاراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ؛ هكذا عدَّه أَبو عبید و غیره ثنائیّاً و جعله أَبو علی ثلاثیاً من نقض فهو عنده افْعَلَّ. و فی التهذیب فی قوله تعالی: یُرِیدُ أَنْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 220
یَنْقَضَّ؛ أَی یَنْكَسِرَ. یقال: قَضَضْتُ الشی‌ءَ إِذا دَقَقْتَه، و منه قیل للحَصی الصِّغار قَضَضٌ. و انْقَضَّ الجدارُ انْقِضاضاً و انْقاضَ انْقِیاضاً إِذا تَصَدَّعَ من غیر أَن یَسْقُط، فإِذا سقَط قیل: تَقَیَّض تَقَیُّضاً. و‌فی حدیث ابن الزبیر و هَدْم الكَعْبةِ: فأَخذَ ابنُ مُطِیعٍ العَتَلَةَ فَعَتَلَ ناحِیةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه‌أَی جعله قَضَضاً. و القَضَضُ: الحصَی الصِّغار جمع قضّة، بالكسر و الفتح. و قَضَّ الشی‌ءَ یَقُضُّه قَضّاً: كسره. و قَضَّ اللُّؤْلؤة یَقُضُّها، بالضم، قَضّاً: ثقَبها؛ و منه قِضّةُ العَذْراء إِذا فُرِغَ منها. و اقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها و هو من ذلك، و الاسم القِضَّةُ، بالكسر. و أَخذ قِضَّتَها أَی عُذْرَتها؛ عن اللحیانی. و القِضّةُ، بالكسر: عُذْرة الجاریة. و‌فی حدیث هوازن: فاقْتَضَّ الإِداوةَ‌أَی فتَح رأْسَها، من اقْتِضاضِ البِكْر، و یروی بالفاء، و قد تقدم؛ و منه قولهم: انْقَضَّ الطائر أَی هَوَی انْقِضاضَ الكَواكِب، قال: و لم یستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلا مُبْدَلًا، قالوا تَقَضَّی. و انْقَضَّ الحائِطُ: وقَع؛ و قال ذو الرمة: جدا قضّة الآساد و ارْتَجَزَتْ له، بِنَوْءِ السّماكَینِ، الغُیُوثُ الرَّوائحُ «2» و یروی‌حدا قضة الآساد … أَی تبع هذا الجدایر الأَسد. و یقال: جئته عند قضّة النجم أَی عند نَوْئِه، و مُطِرْنا بقضّة الأَسَد. و القَضَضُ: الترابُ یَعْلُو الفِراشَ، قَضَّ یَقَضُّ قَضَضاً، فهو قَضٌّ و قَضِضٌ، و أَقَضَّ: صار فیه القَضَضُ. قال أَبو حنیفة: قیل لأَعرابی: كیف رأَیت المطر؟ قال: لو أَلْقَیْتَ بَضْعةً ما قَضَّتْ أَی لم تَتْرَبْ، یعنی من كَثْرَةِ العُشْبِ. و اسْتَقَضَّ المكانُ: أَقَضَّ علیه، و مكانٌ قَضٌّ و أَرض قَضَّةٌ: ذاتُ حَصیً؛ و أَنشد: تُثِیرُ الدَّواجِنَ فی قَضَّة عِراقِیّة وسطها للفَدُورْ و قضَّ الطعامُ یَقَضُّ قَضَضاً، فهو قَضِضٌ، و أَقَضَّ إِذا كان فیه حَصیً أَو تراب فوَقع بین أَضراسِ الآكِل. ابن الأَعرابی: قَضَّ اللحمُ إِذا كان فیه قَضَضٌ یَقَعُ فی أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَی الصِّغار. و یقال: اتَّقِ القِضَّةَ و القَضَّةَ و القَضَضَ فی طَعامِك؛ یرید الحصی و التراب. و قد قَضِضْت الطعام قَضَضاً إِذا أَكلْتَ منه فوقع بین أَضْراسِكَ حَصًی. و أَرض قِضّةٌ و قَضَّة: كثیرة الحجارة و التراب. و طعامٌ قَضٌّ و لحم قَضٌّ إِذا وقع فی حصی أَو تراب فوُجِد ذلك فی طَعْمِه؛ قال: و أَنتم أَكلتم لحمه تراباً قَضّا و الفعلُ كالفعل و المصدر كالمصدر. و القِضّة و القَضّةُ: الحصی الصغار: و القِضّة و القَضّة أَیضاً: أَرض ذاتُ حَصی؛ قال الراجز یصف دلواً: قد وَقَعَتْ فی قِضّةٍ [قَضّةٍ مِن شَرْجِ، ثم اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ و أَقَضَّتِ البَضْعةُ بالتُّراب و قَضَّتْ: أَصابَها منه شی‌ء. و قال أَعرابی یصف خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً: فالأَرضُ الیومَ لو تُقْذَفُ بها بَضْعةٌ لم تَقَضَّ بتُرْب أَی لم تَقَع إِلا علی عشب. و كلُّ ما نالَه ترابٌ من طعام أَو ثوب أَو غیرهما قَضٌّ.
(2). قوله [جدا قضة … إلخ] و قوله [و یروی‌حدا قضة … إلی قوله الأسد] هكذا فیما بیدنا من النسخ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 221
و دِرْعٌ قَضَّاء: خَشِنةُ المَسّ من جِدَّتِها لم تَنْسَحِقْ بَعْدُ، مشتق من ذلك؛ و قال أَبو عمرو: هی التی فُرِغَ من عَمَلِها و أُحْكِمَ و قد قَضَیْتُها؛ قال النابغة: و نَسْجُ سُلَیْمٍ كلّ قَضَّاء ذائل قال بعضهم: هو مشتق من قَضَیْتُها أَی أَحكمتُها، قال ابن سیدة: و هذا خطأٌ فی التصریف لأَنه لو كان كذلك لقال قَضْیاء؛ و أَنشد أَبو عمرو بیت الهذلی: و تَعاوَرا مَسْرُودَتَیْن قَضاهُما داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قال الأَزهری: جعل أَبو عمرو القَضَّاء فَعّالًا من قَضی أَی حكَم و فَرغَ، قال: و القَضَّاء فَعْلاء غیر منصرف. و قال شمر: القَضَّاء من الدُّرُوع الحَدِیثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ من قولك أَقَضَّ علیه الفِراشُ؛ و قال ابن السكیت فی قوله: كلّ قَضَّاء ذائل كلُّ دِرْع حدیثة العمل. قال: و یقال القضَّاء الصُّلْبةُ التی امْلاس فی مَجَسَّتها قضة «1». و قال ابن السكیت: القَضَّاء المَسْمُورةُ من قولهم قض الجَوْهرة إِذا ثَقَبَها؛ و أَنشد: كأَنَّ حصاناً، قَضَّها القَیْنُ، حُرَّةٌ، لدی حیْثُ یُلْقی بالفِناء حَصِیرُها شَبَّهها علی حَصِیرها، و هو بِساطُها، بدُرّة فی صَدَفٍ قَضَّها أَی قَضَّ القینُ عنها صدَفها فاستخرجها، و منه قِضَّةُ العَذْراء. و قَضَّ علیه المَضْجَعُ و أَقَضَّ: نَبا؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا یُلائِمُ مَضْجَعاً، إِلا أَقَضَّ علیكَ ذَاكَ المَضْجَعُ و أَقَضَّ علیه المَضْجَعُ أَی تَتَرَّبَ و خَشُنَ. و أَقضَّ اللّهُ علیه المضجعَ، یتعدَّی و لا یتعدَّی. و استَقَضَّ مضجَعُه أَی وجدَه خَشِناً. و یقال: قَضَّ و أَقَضَّ إِذا لم ینَمْ نَوْمةً و كان فی مضجَعِه خُشْنةٌ. و أَقَضَّ علی فلان مضجَعُه إِذا لم یَطْمَئِنَّ به النومُ. و أَقَضَّ الرجلُ: تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور و المَطامعَ الدَّنِیئةَ و أَسَفَّ علی خِساسِها؛ قال: ما كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ و الخُلُقِ العَفّ عن الإِقْضاضِ و جاؤوا قَضَّهم بقَضِیضِهم أَی بأَجْمَعهم؛ و أَنشد سیبویه للشماخ: أَتَتْنی سُلَیْمٌ قَضَّها بِقَضِیضِها، تُمَسِّحُ حَوْلی بالبَقِیعِ سِبالَها و كذلك: جاؤوا قَضَّهم و قَضِیضَهم أَی بجمْعهم، لم یدَعُوا وراءهم شیئاً و لا أَحَداً، و هو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال جاؤوا انْقِضاضاً؛ قال سیبویه: كأَنه یقول انْقَضَّ آخِرُهم علی أَوَّلهم و هو من المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ، و من العرب من یُعْرِبه و یُجریه علی ما قبله، و فی الصحاح: و یُجْرِیه مُجْری كلِّهم. و جاء القومُ بقَضِّهم و قَضِیضِهم؛ عن ثعلب و أَبی عبید. و حكی أَبو عبید‌فی الحدیث: یؤْتی بقَضِّها و قِضِّها و قَضِیضِها، و حكی كراع: أَتَوْنی قَضُّهم بقَضِیضِهم و رأَیتهم قَضَّهم بقَضِیضِهم و مررت بهم قَضِّهم و قَضِیضِهم. أَبو طالب: قولهم جاء بالقَضِّ و القَضِیض، فالقَضُّ الحَصی، و القَضِیضُ ما تكسَّر منه و دَقَّ. و قال
(1). قوله [و یقال القضاء إلخ] كذا بالأَصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 222
أَبو الهیثم: القَضُّ الحصی و القَضِیضُ جمع مثلُ كَلْب و كَلیب؛ و قال الأَصمعی فی قوله: جاءتْ فَزارةُ قَضُّها بقَضِیضِها لم أَسمعهم یُنْشدون قَضُّها إِلا بالرفع؛ قال ابن بری: شاهد قوله جاؤوا قضَّهم بقضیضهم أَی بأَجمعهم قولُ أَوْس بن حَجَر: و جاءتْ جِحاشٌ قَضَّها بقَضِیضِها، بأَكثَر ما كانوا عَدِیداً و أَوْكَعُوا «1» و‌فی الحدیث: یُؤْتی بالدنیا بقَضِّها و قَضِیضِها‌أَی بكل ما فیها، من قولهم جاؤوا بقَضِّهم و قَضِیضِهم إِذا جاؤوا مجتمعین یَنْقَضُّ آخِرُهم علی أَوَّلهم من قولهم قَضَضْنا علیهم الخیلَ و نحن نقُضُّها قَضّاً. قال ابن الأَثیر: و تلخیصه أَن القَضَّ وُضِع موضع القاضِّ كزَوْرٍ و صَوْمٍ بمعنی زائر و صائم، و القَضِیض موضعَ المَقْضُوضِ لأَن الأَوّل لتقدمه و حمله الآخِر علی اللِّحاق به كأَنه یقُضُّه علی نفسه، فحقیقتُه جاؤوا بمُسْتَلْحَقِهم و لاحقِهِم أَی بأَوّلِهم و آخِرهم. قال: و أَلْخَصُ من هذا كلّه قولُ ابن الأَعرابی إِنَّ القَضَّ الحصی الكِبارُ، و القَضِیض الحصی الصِّغارُ، أَی جاؤوا بالكبیر و الصغیر. و منه‌الحدیث: دخلت الجنةَ أُمّةٌ بقَضِّها و قَضِیضِها.و‌فی حدیث أَبی الدحداح: و ارْتَحِلی بالقَضِّ و الأَوْلادِ‌أَی بالأَتْباع و مَن یَتَّصِلُ بكِ. و‌فی حدیث صَفْوانَ بن مُحْرِز: كان إِذا قرأَ هذه الآیة: وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ، بكی حتی یُری لقدِ انْقدّ «2» قَضِیضُ زَوْرِه؛ هكذا رُوی، قال القتیبی: هو عندی خطأ من بعض النقَلةِ و أَراه قَصَص زَوْرِه، و هو وسَطُ صَدْرِه، و قد تقدم؛ قال: و یحتمل إنْ صحت الروایة أَن یُراد بالقَضِیضِ صِغارُ العِظام تشبیهاً بصِغارِ الحَصی. و‌فی الحدیث: لو أَنَّ أَحدَكم انْقَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّانَ لَحَقَّ له أَن یَنْفَضَّ؛ قال شمر: أَی یتقطَّع، و قد روی بالقاف یكاد یَنْقَضُّ. اللیث: القضَّةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ ترابها رَمْل و إِلی جانِبِها متن مُرْتَفِعٌ، و جمعها القِضُونَ «3»؛ و قول أَبی النجم: بلْ مَنْهل ناءٍ عن الغیاضِ، هامی العَشِیّ، مُشْرِف القَضْقاضِ «4» قیل: القِضْقاضُ و القَضْقاضُ ما اسْتَوی من الأَرض؛ یقول: یسْتَبینُ القِضْقاضُ فی رأْی العین مُشْرِفاً لبعده. و القَضِیضُ: صوت تسمعه من النِّسْعِ و الوتَر عند الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ، و قد قَضَّ یَقِضُّ قَضِیضاً. و القِضاضُ: صَخْر یركَب بعضُه بعضاً كالرِّضام؛ و قال شمر: القضّانةُ الجبل یكون أَطباقاً؛ و أَنشد: كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِیها، إِذا وَجَفَتْ، قَرْعُ المَعاوِلِ فی قضَّانة قلَع قال: القَلَعُ المُشْرِفُ منه كالقَلَعة، قال الأَزهری: كأَنه من قَضَضْتُ الشی‌ءَ أَی دَقَقْتُه، و هو فُعْلانة «5»
(1). قوله [… و أَوكعوا] فی شرح القاموس: أی سمنوا إبلهم و قووها لیغیروا علینا. (2). قوله [انقد] كذا بالنهایة أَیضاً، و بهامش نسخة منها: اندق أی بدل انقد و هو الموجود فی مادة قصص منها. (3). قوله [القضون] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس عن اللیث: و جمعها القضض انتهی. یعنی بكسر ففتح كما هو مشهور فی فعل جمع فعلة. (4). قوله [هامی] بالمیم و فی شرح القاموس بالباء. (5). قوله [فعلانة] ضبط فی الأَصل بضم الفاء، و منه یعلم ضم قاف قضانة، و استدركه شارح القاموس علیه و لم یتعرض لضبطه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 223
منه. و فی نوادر الأَعراب: القِضّةُ الوَسْمُ؛ قال الراجز: مَعْروفة قِضَّتها رُعْن الهامْ و القَضّةُ، بفتح القاف: الفَضَّةُ و هی الحجارة المُجْتَمِعةُ المُتَشَقِّقةُ. و القَضْقَضَة: كسْرُ العِظام و الأَعْضاء. و قَضْقَضَ الشی‌ءَ فَتَقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّر و دقَّه. و القَضْقَضَةُ: صوتُ كسْرِ العظام. و قَضَضْتُ السویقَ و أَقْضَضْتُه إِذا أَلقیتَ فیه سكَّراً یابساً. و أَسد قَضْقاضٌ و قُضاقِضٌ: یحْطِم كلّ شی‌ءٍ و یُقَضْقِضُ فَرِیسَتَه؛ قال رؤْبة بن العجاج: كمْ جاوَزَتْ من حَیَّةٍ نَضْناضِ، و أَسَدٍ فی غِیلِه قَضْقاضِ و‌فی حدیث مانِع الزكاة: یُمَثَّلُ له كَنْزُه شُجاعاً فیُلْقِمُه یدَه فیُقَضْقِضُها‌أَی یُكَسِّرُها. و‌فی حدیث صَفِیَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب: فأَطَلَّ علینا یَهُودِیٌّ فقمت إِلیه فضرَبْتُ رأْسَه بالسیف ثم رمیت به علیهم فتَقَضْقَضُوا‌أَی انْكَسَرُوا و تفرَّقُوا. شمر: یقال قَضْقَضْتُ جنبه من صُلْبِه أَی قَطَعْتُه، و الذئبُ یُقَضْقِضُ العِظام؛ قال أَبو زید: قَضْقَضَ بالتَّأْبِینِ قُلَّةَ رأْسِه، و دَقَّ صَلِیفَ العُنْقِ، و العُنْقُ أَصْعَرُ و‌فی الحدیث: أَنَّ بعضهم قال: لو أَن رجلًا انْفَضَّ انْفِضاضاً مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن یَنْفَضَّ؛ قال شمر: ینفض، بالفاء، یرید یَتَقَطَّع. و قد انْقَضَّتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت و تقطَّعَت. قال: و یقال قَضَّ فا الأَبْعَدِ و فَضَّه؛ و الفَضُّ: أَن یَكْسِر أَسنانَه؛ قال: و یُرْوی بیتُ الكُمَیْت: یَقُضُّ أُصولَ النخلِ من نَخَواتِه بالفاء و القاف أَی یقْطَعُ و یرْمی به. و القَضَّاء من الإِبل: ما بین الثلاثین إِلی الأَربعین. و القَضَّاء من الناس: الجِلَّةُ و إِن كان لا حسَب لهم بعد أَن یكونوا جِلَّةً فی أَبْدانٍ و أَسنان. ابن بری: و القَضَّاء من الإِبل لیس من هذا الباب لأَنها من قضی یَقْضی أَی یُقْضی بها الحُقوقُ. و القَضَّاء من الناس: الجِلَّةُ فی أَسنانهم. الأَزهری: القِضَةُ، بتخفیف الضاد، لیست من حدّ المُضاعَف و هی شجرة من شجر الحَمْضُ معروفة، و روی عن ابن السكیت قال: القضة نبت یُجْمع القِضِینَ و القِضُونَ، قال: و إِذا جمعته علی مثل البُری قلت القِضی؛ و أَنشد: بِساقَیْنِ ساقَیْ ذِی قِضِینَ تَحُشُّه بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِیةً شُقْرا قال: و أَما الأَرضُ التی ترابُها رمل فهی قِضَّةٌ، بتشدید الضاد، و جمعها قِضَّاتٌ. قال: و أَما القَضْقاضُ فهو من شجر الحَمْضِ أَیضاً، و یقال: إِنه أُشْنانُ أَهل الشام. ابن درید: قِضَّةُ موضع معروف كانت فیه وَقْعة بین بَكْر و تَغْلِب سمی یوم قِضَّة، شَدَّد الضادَ فیه. أَبو زید: قِضْ، خفیفةً، حكایةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ، یقال: قالت رُكْبَته قِضْ؛ و أَنشد: و قَوْل رُكْبَتِها قِضْ حین تَثْنِیها

قعض؛ ج7، ص: 223

: القَعْضُ: عَطْفُك الخشبةَ كما تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم و الهَوْدَج. قَعَضَ رأْسَ الخشبة قَعْضاً
لسان العرب، ج‌7، ص: 224
فانْقَعَضَت: عَطَفَها. و خشبة قَعْضٌ: مَقْعوضةٌ. و قَعَضَه فانْقَعَضَ أَی انْحَنی؛ قال رؤبة یخاطب امرأَته: إِمّا تَرَیْ دَهْراً حنانی حَفْضا، أَطْرَ الصَّناعَیْنِ العَریشَ القَعْضا، فقد أُفَدَّی مِرْجَماً مُنْقَضَّا القَعْضُ: المَقْعُوضُ، وُصف بالمصدر كقولك ماء غَوْرٌ. قال ابن سیدة: عندی أَن القَعْضَ فی تأْویل مفعول كقولك دِرْهم ضرْبٌ أَی مَضْروبٌ، و معناه إِن تَرَیْنی أَیَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَنانی فقد كنت أُفَدَّی فی حالِ شبابی بِهِدایتی فی المَفاوِز و قُوَّتی علی السفَر، و سقطت النون من تَرَیْن للجزم بالمُجازاة، و ما زائدة. و الصَّناعَیْن: تثنیةُ امرأَةٍ صَناعٍ. و العَرِیشُ هنا: الهَوْدَجُ، و قال الأَصمعی: العریشُ القَعْضُ الضیِّقُ، و قیل: هو المُنْفَك.

قنبض؛ ج7، ص: 224

: القُنْبُضُ: القصیر، و الأُنثی قُنْبُضةٌ؛ قال الفرزدق: إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحی، رَقَدْنَ، علیهِنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

قوض؛ ج7، ص: 224

: قَوَّضَ البناء: نقَضَه من غیر هَدْم، و تَقَوَّض هو: انْهَدَمَ مكانه، و تقَوَّضَ البیتُ تقَوُّضاً و قوَّضْتُه أَنا. و‌فی حدیث الاعتكاف: فأَمرَ ببنائه فقُوِّضَ‌أَی قُلِع و أُزِیلَ، و أَراد بالبناء الخِباءَ، و منه تقْویضُ الخِیام، و تقَوَّضَ القومُ و تقَوّضَتِ الحَلَقُ و الصُّفوفُ منه. و قَوَّضَ القومُ صُفوفَهم و تقَوَّضَ البیتُ و تقَوَّزَ إِذا انهدم، سواء أَ كان بیتَ مدَر أَو شعَر. و تقوّضت الحَلَقُ: انتقضتْ و تفرَّقتْ، و هی جمع حَلْقةٍ من الناس. و‌فی الحدیث عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنا مع النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی سفَر فنزلنا منزلًا فیه قرْیةُ نَمل فأَحْرقناها، فقال لنا: لا تُعَذِّبوا بالنار فإِنه لا یُعذب بالنار إِلَّا رَبُّها. قال: و مررنا بشجرة فیها فَرْخا حُمّرةٍ فأَخذناهما فجاءت الحُمّرةُ إِلی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و هی تَقَوَّضُ فقال: من فَجَعَ هذه بفَرْخَیْها؟ قال: فقلنا نحن، قال: رُدُّوهما، فرددناهما إِلی موضعهما.قال أَبو منصور: تقَوَّضُ أَی تَجی‌ء و تذْهَبُ و لا تَقَرُّ.

قیض؛ ج7، ص: 224

: القَیْضُ: قِشرةُ البَیْضة العُلْیا الیابسةُ، و قیل: هی التی خرج فرْخُها أَو ماؤها كلُّه، و المَقِیضُ موضِعُها. و تَقَیَّضَتِ البیضةُ تَقَیُّضاً إِذا تكسرت فصارت فِلَقاً، و انْقاضَت فهی مُنْقاضةٌ: تَصدَّعَت و تشقَّقت و لم تَفَلَّقْ، و قاضَها الفرْخُ قَیضاً: شقها، و قاضَها الطائرُ أَی شقها عن الفرخ فانقاضت أَی انشقّت؛ و أَنشد: إِذا شِئت أَن تَلْقَی مَقِیضاً بقَفْرةٍ، مُفَلَّقةٍ خِرْشاؤها عن جَنِینِها و القَیْضُ: ما تَفَلَّقَ من قُشور البیض. و القَیْضُ: البیض الذی قد خَرج فرْخُه أَو ماؤُه كله. قال ابن بری: قال الجوهری و القَیْضُ ما تفلَّق من قُشور البیض الأَعلی، صوابه من قِشْر البیض الأَعلی بإفراد القشر لأَنه قد وصفه بالأَعلی. و‌فی حدیث علیّ، رضوان اللّه علیه: لا تكونوا كقَیْض بَیْضٍ فی أَداحٍ یكون كسْرُها وِزْراً، و یخرج ضغانها «6» شرّاً؛ القَیْضُ: قِشْر البیض. و‌فی حدیث ابن عباس: إِذا كان یوم القیامة مُدّتِ الأَرضُ مَدّ الأَدیم و زِیدَ فی سَعَتها و جُمع الخلقُ جِنُّهم و إِنْسُهم فی صَعیدٍ واحد، فإِذا كان كذلك
(6). قوله [ضغانها] كذا بالأَصل، و فی النهایة هنا حضانها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 225
قِیضَتْ هذه السماء الدنیا عن أَهلها فنُثِرُوا علی وجه الأَرض، ثم تُقاضُ السماواتُ سماء فسماء، كلما قِیضَت سماء كان أَهلُها علی ضِعْفِ مَن تحتَها حتی تُقاضَ السابعةُ، فی حدیث طویل؛ قال شمر: قِیضَت أَی نُقِضَتْ، یقال: قُضْتُ البِناء فانْقاضَ؛ قال رؤبة: أَفْرخ قَیْض بَیْضِها المُنْقاضِ و قیل: قِیضت هذه السماء عن أَهلها أَی شُقَّتْ من قاضَ الفرْخُ البیضةَ فانْقاضَتْ. قال ابن الأَثیر: قُضْتُ القارُورةَ فانْقاضَت أَی انْصَدَعَت و لم تَتَفَلَّقْ، قال: ذكرها الهروی فی قوض من تَقْوِیضِ الخِیام، و أَعاد ذكرها فی قیض. و قاضَ البئرَ فی الصخْرةِ قَیْضاً: جابَها. و بئر مَقِیضةٌ: كثیرة الماء، و قد قِیضَتْ عن الجبلة. و تَقَیَّضَ الجِدارُ و الكَثِیبُ و انْقاضَ: تهدَّم و انْهالَ. و انْقاضَت الرَّكِیَّةُ: تكسَّرت. أَبو زید: انْقاضَ الجِدارُ انْقِیاضاً أَی تصدّع من غیر أَن یسقط، فإِن سقط قیل: تَقَیَّضَ تَقَیُّضاً، و قیل: انْقاضَت البئرُ انْهارَت. و قوله تعالی: جِدٰاراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ، و قرئ: یَنْقاضَ و یَنْقاصَ، بالضاد و الصاد، فأَمّا یَنْقَضَّ فیسقط بسرْعة من انقضاض الطیر و هذا من المضاعف، و أَما یَنْقاضَ فإِنَّ المنذری روی عن أَبی عمرو انْقاضَ و انْقاصَ واحد أَی انشقّ طولًا، قال و قال الأَصمعی: المُنْقاصُ المُنْقَعِرُ من أَصله، و المُنْقاضُ المنشق طولًا؛ یقال: انْقاضَتِ الرَّكِیّةُ و انقاضَت السِّنّ أَی تشققت طولًا؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب: فِراقٌ كَقَیْضِ السنّ، فالصَّبْرَ إِنّه لكلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ و جُبورُ و یروی بالصاد. أَبو زید: انْقَضَّ انْقِضاضاً و انْقاضَ انْقِیاضاً كلاهما إِذا تصدّع من غیر أَن یسقُط، فإِن سقط قیل تَقَیَّضَ تَقَیُّضاً، و تقَوَّضَ تقَوُّضاً و أَنا قوّضْتُه. و انْقاضَ الحائطُ إِذا انهدمَ مكانه من غیر هَدْمٍ، فأَمّا إِذا دُهْوِرَ فسقط فلا یقال إِلا انْقَضَّ انْقِضاضاً. و قُیِّضَ: حُفِرَ و شُقَّ. و قایَضَ الرجلَ مُقایضةً: عارضه بمتاع؛ و هما قَیِّضانِ كما یقال بَیِّعانِ. و قایَضَهُ مُقایضةً إِذا أَعطاه سِلْعةً و أَخذ عِوَضَها سِلْعةً، و باعَه فرَساً بفرسَیْن قَیْضَیْن. و القَیْضُ: العِوَضُ. و القَیْضُ: التمثیلُ. و یقال: قاضَه یَقِیضُه إِذا عاضَه. و‌فی الحدیث: إِن شئتَ أَقِیضُكَ به المُخْتارةَ من دُروعِ بدْر‌أَی أُبْدِلُكَ به و أُعَوِّضُكَ عنه. و‌فی حدیث معاویة: قال لسعید بن عُثمان بن عفّان: لو مُلِئَتْ لی غُوطةُ دِمَشْقَ رِجالًا مِثْلَكَ قِیاضاً بیَزِیدَ ما قَبِلْتُهم‌أَی مُقایَضةً به. الأَزهریُّ: و من ذوات الیاء. أَبو عبید: هما قَیْضانِ أَی مِثْلان. و قَیَّضَ اللّه فلاناً لفلان: جاءه به و أَتاحَه له. و قَیَّضَ اللّه له قَرِیناً: هَیَّأَه و سَبَّبَه من حیث لا یَحْتَسِبُه. و فی التنزیل: وَ قَیَّضْنٰا لَهُمْ قُرَنٰاءَ؛ و فیه: وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطٰاناً؛ قال الزجاج: أَی نُسَبِّبْ له شیطاناً یجعل اللّه ذلك جَزاءه. وَ قَیَّضْنٰا لَهُمْ قُرَنٰاءَ أَی سبَّبْنا لهم من حیث لم یَحْتَسِبوه، و قال بعضهم: لا یكون قَیَّضَ إِلا فی الشرّ، و احتج بقوله تعالی: نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطٰاناً، وَ قَیَّضْنٰا لَهُمْ قُرَنٰاءَ؛ قال ابن بری: لیس ذلك بصحیح بدلیل‌قوله، صلّی اللّه علیه و سلّم: ما أَكْرَم شابٌّ شَیْخاً لسِنِّه إِلَّا قَیَّضَ اللّه له مَن یُكْرِمُه عند سِنِّه.أَبو زید: تَقَیَّضَ فلان أَباه و تَقَیَّلَه تقَیُّضاً و تقَیُّلًا إِذا نزَع إِلیه فی الشَّبَه. و یقال: هذا قَیْضٌ لهذا
لسان العرب، ج‌7، ص: 226
و قِیاضٌ له أَی مساوٍ له. ابن شمیل: یقال لسانه قَیِّضةٌ، الیاء شدیدة. و اقْتاضَ الشی‌ءَ: استأْصَلَه؛ قال الطرمّاح: و جَنَبْنا إِلیهِم الخیلَ فاقْتِیضَ حِماهم، و الحَرْبُ ذاتُ اقْتِیاضِ و القَیِّضُ: حجر تُكْوی به الإِبل من النُّحاز، یؤخذ حجر صغیر مُدَوَّر فیُسَخَّنُ، ثم یُصْرَعُ البعیرُ النَّحِزُ فیوضع الحجر علی رُحْبَیَیْهِ؛ قال الراجز: لَحَوْت عَمْراً مِثْلَ ما تُلْحَی العَصا لَحْواً، لو انَّ الشَّیبَ یَدْمَی لَدَما كَیَّكَ بالقَیْضِ قدْ كان حَمَی مواضِعَ النّاحِزِ قد كان طنَی و قَیَّضَ إِبله إِذا وسَمَها بالقَیِّضِ، و هو هذا الحجر الذی ذكرناه. أَبو الخطّابِ: القَیِّضةُ حجَر تُكْوی به نُقَرةُ الغنم.

فصل الكاف؛ ج7، ص: 226

كرض؛ ج7، ص: 226

: الكَرِیضُ: ضرْب من الأَقِط و صنعته الكِراضُ، و هو جُبْن یَتحَلَّبُ عنه ماؤه فَیَمْصُلُ كقوله: من كَرِیضٍ مُنَمِّس و قد كَرَضُوا كِراضاً؛ حكاه العین. قال أَبو منصور: أَخطأَ اللیث فی الكَرِیضِ و صحَّفه و الصواب الكَرِیصُ، بالصاد غیر المعجمة، مسموعٌ من العرب، و روی عن الفرّاء قال: الكَرِیصُ و الكَرِیزُ، بالزای، الأَقط؛ و هكذا أَنشده: و شاخَسَ فاه الدَّهْر حتی كأَنه مُنَمِّسُ ثِیرانِ الكَرِیصِ الضَّوائن و ثِیرانُ الكَرِیصِ؛ جمع ثَوْر: الأَقِط. و الضوائن: البِیضُ من قِطَعِ الأَقِط، قال: و الضاد فیه تصحیف مُنْكَر لا شك فیه. و الكِراضُ: ماء الفحل. و كَرَضَت الناقةُ تَكْرِضُ كَرْضاً و كُرُوضاً: قَبِلَت ماء الفحل بعد ما ضرَبَها ثم أَلْقَتْه، و اسم ذلك الماء الكِراضُ. و الكِراضُ فی لغة طیِّ‌ء: الخِداجُ. و الكِراضُ: حَلَقُ الرَّحِم، واحدها كِرْضٌ، و قال أَبو عبیدة: واحدتها كُرْضةٌ، بالضم، و قیل: الكِراضُ جمع لا واحد له؛ و قولُ الطِّرمَّاحِ: سَوْفَ تُدْنِیكَ من لَمِیسَ سَبَنْتاةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَضْمَرَتْه عشرینَ یَوْماً، و نِیلَتْ، حِینَ نِیلَتْ، یَعارَةً فی عِراضِ یجوز أَن یكون أَراد بالكِراضِ حَلَقَ الرَّحِم، و یجوز أَن یرید به الماء فیكونَ من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه؛ قال الأَصمعی: و لم أَسمع ذلك إِلا فی شعر الطرماح، قال ابن بری: الكِراضُ فی شعر الطرماح ماءُ الفحل، قال: فیكون علی هذا القول من باب إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه مثل عِرْقِ النَّسا و حبّ الحَصِیدِ، قال: و الأَجودُ ما قاله الأَصمعی من أَنه حلَق الرحم لیَسْلَمَ من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه، وصَفَ هذه الناقةَ بالقوة لأَنها إِذا لم تَحْمِل كان أَقوی لها، أَ لا تراه یقول أَمارت بالبول ماء الكراض بعد أَن أَضمرته عشرین یوماً؟ و الیَعارةُ: أَن یُقادَ الفحلُ إِلی الناقةِ عند الضِّرابِ مُعارَضةً إِن اشْتَهَت ضرَبَها و إِلا فلا؛ و ذلك لكَرَمِها؛ قال الراعی: قلائصَ لا یُلقَحْنَ إِلا یَعارةً عِراضاً، و لا یُشْرَیْنَ إِلا غَوالِیا
لسان العرب، ج‌7، ص: 227
الأَزهری: قال أَبو الهیثم خالَفَ الطرماحُ الأُمَویَّ فی الكِراضِ فجعل الطرماحُ الكِراضَ الفحلَ و جعله الأُمَویُّ ماء الفَحْل، و قال ابن الأَعرابی: الكِراضُ ماءُ الفحل فی رحم الناقة، و قال الجوهری: الكِراضُ ماءُ الفحل تَلْفِظُه الناقةُ من رَحِمِها بعد ما قَبِلَتْه، و قد كَرَضَتِ الناقةُ إِذا لَفَظَتْه. و قال الأَصمعی: الكِراضُ حلَقُ الرَّحِمِ؛ و أَنشد: حیثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا قال الأَزهری: الصواب فی الكِراضِ ما قاله الأُموی و ابن الأَعْرابی، و هو ماء الفَحْل إِذا أَرْتَجَتْ علیه رَحِمُ الطَّروقةِ. أَبو الهیثم: العرب تدْعُو الفُرْضةَ التی فی أَعْلی القَوْسِ كرُضةً، و جمعها كِراضٌ، و هی الفُرْضة التی تكون فی طَرفِ أَعلی القَوْسِ یُلْقَی فیها عَقْدُ الوَتَرِ.

فصل اللام؛ ج7، ص: 227

لضض؛ ج7، ص: 227

: رجل لَضٌّ: مُطَّردٌ. و اللَّضْلاضُ: الدَّلِیلُ. یقال: دلِیلٌ لَضْلاضٌ أَی حاذِقٌ، و لَضْلَضَتُه: التِفاتُه یمیناً و شمالًا و تحَفُّظُه؛ و أَنشد: و بَلَدٍ یَعْیا علی اللَّضْلاضِ، أَیْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فاضی «1» أَی واسِعٍ من الفَضاء.

لعض؛ ج7، ص: 227

: لعَضَه بلسانه إِذا تناوله، لغة یمانیة. و اللَّعْوَضُ: ابن آوَی، یمانیة.

فصل المیم؛ ج7، ص: 227

محض؛ ج7، ص: 227

: المَحْضُ: اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة. و لَبنٌ محْضٌ: خالِصٌ لم یُخالِطْه ماء، حُلْواً كان أَو حامضاً، و لا یسمی اللبنُ مَحْضاً إِلا إِذا كان كذلك. و رجل ماحِضٌ أَی ذُو مَحْضٍ كقولك تامِرٌ و لابِنٌ. و مَحَضَ الرجلَ و أَمْحَضَه. سَقاه لبناً مَحْضاً لا ماء فیه. و امْتَحَضَ هو: شَرِبَ المَحْضَ، و قد امْتَحَضَه شارِبُه؛ و منه قول الشاعر: امْتَحِضا و سَقِّیانی ضَیْحَا، فقد كَفَیْتُ صاحِبَیَّ المَیْحا و رجل مَحِضٌ و ماحِضٌ: یشتهی المحْضَ، كلاهما علی النسب. و‌فی حدیث عمر: لما طُعِنَ شَرِبَ لبناً فخرج مَحْضاً‌أَی خالِصاً علی جِهته لم یختلط بشی‌ء. و‌فی الحدیث: بارِكْ لهم فی مَحْضِها و مَخْضِها‌أَی الخالِص و المَمْخُوض. و‌فی حدیث الزكاة: فاعْمِدْ إِلی شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً و مَحْضاً‌أَی سَمِینةٍ كثیرة اللبن، و قد تكرر فی الحدیث بمعنی اللبن مطلقاً. و المَحْضُ من كل شی‌ء: الخالِصُ. الأَزهری: كلُّ شی‌ء خَلَصَ حتی لا یشُوبه شی‌ء یُخالِطُه، فهو مَحضٌ. و‌فی حدیث الوَسْوَسَةِ: ذلك مَحْضُ الإِیمانِ‌أَی خالِصُه و صَرِیحُه، و قد قدمنا شرح هذا الحدیث و أَتینا بمعناه فی ترجمة صرح. و رجل مَمْحُوضُ الضَّرِیبةِ أَی مُخَلَّصٌ. قال الأَزهری: كلام العرب رجل ممْحُوصُ الضَّرِیبة، بالصاد، إِذا كان مُنَقَّحاً مُهَذَّباً. و عربی مَحْضٌ: خالِصُ النسب. و رجل مَمْحوضُ الحسَب: مَحْضٌ خالِصٌ. و رجل محضُ الحسب: خالِصُه، و الجمع مِحاضٌ؛ قال: تَجِدْ قوْماً ذَوِی حسَبٍ و حالٍ كِراماً، حیْثُما حُسِبُوا، مِحاضا و الأُنثی بالهاء؛ و فضة مَحْضةٌ و مَحْضٌ و ممحوضةٌ كذلك؛ قال سیبویه: فإِذا قلت هذه الفضةُ مَحْضاً
(1). قوله [و بلد یعیا] فی الصحاح: و بلدة تغبی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 228
قلته بالنصب اعتماداً علی المصدر. ابن سیدة: و قالوا هذا عربی مَحْضٌ و مَحْضاً، الرفع علی الصفة، و النصب علی المصدر، و الصِّفة أَكثر لأَنه من اسم ما قبله. الأَزهری: و قال غیر واحد هو عربی مَحْض و امرأَة عربیة مَحْضَةٌ و مَحْضٌ و بَحْتٌ و بَحْتَةٌ و قَلْبٌ و قَلْبةٌ، الذكر و الأُنثی و الجمع سواء، و إِن شئت ثَنَّیْتَ و جمَعْتَ. و قد مَحُضَ، بالضم، مُحُوضةً أَی صار مَحْضاً فی حسَبه. و أَمْحَضَه الودَّ و أَمْحَضَه له: أَخْلَصَه. و أَمْحَضَه الحدیث و النصِیحةَ إِمْحاضاً: صدَقَه، و هو من الإِخْلاص؛ قال الشاعر: قل للغَوانی: أَ ما فِیكُنَّ فاتِكَةٌ، تَعْلُو اللَّئِیمَ بِضَرْبٍ فیه إِمْحاضُ؟ و كل شی‌ء أَمْحَضْتَه «1»، فقد أَخْلَصْتَه. و أَمْحَضْتُ له النُّصْحَ إِذا أَخلصتَه. و قیل: مَحَضْتُك نُصْحِی، بغیر أَلف، و مَحَضْتُكَ مودَّتی. الجوهری: و مَحضْتُه الودَّ و أَمْحَضْتُه؛ قال ابن بری فی قوله محضته الود و أَمحضته: لم یعرف الأَصمعی أَمْحَضْتُه الود، قال: و عَرفه أَبو زید. و الأُمْحُوضةُ: النَّصیحة الخالصة.

مخض؛ ج7، ص: 228

: مَخِضَتِ المرأَةُ مَخاضاً و مِخاضاً، و هی ماخِضٌ، و مُخِضَت، و أَنكرها ابن الأَعرابی فإِنه قال: یقال مَخِضَتِ المرأَةُ و لا یقال مُخِضَتْ، و یقال: مَخَضْتُ لبنها. الجوهری: مَخِضَت الناقة، بالكسر، تَمْخَضُ مَخاضاً مثل سمع یسمع سماعاً، و مَخَّضَت: أَخذها الطلق، و كذلك غیرها من البهائم. و المَخاضُ: وَجعُ الوِلادةِ. و كلُّ حامل ضرَبها الطلْقُ، فهی ماخِضٌ. و قوله عزّ و جل: فَأَجٰاءَهَا الْمَخٰاضُ إِلیٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ، المَخاضُ وجَعُ الوِلادةِ و هو الطلْق. ابن الأَعرابی و ابن شمیل: ناقةٌ ماخِضٌ و مَخُوضٌ و هی التی ضربها المَخاضُ، و قد مَخِضَت تَمْخَضُ مَخاضاً، و إِنها لتَمَخَّضُ بولدها، و هو أَن یَضْرِبَ الولدُ فی بطنها حتی تُنْتَجَ فتَمْتَخِضَ. یقال: مَخِضَتْ و مُخِضَت و تَمَخَّضَتْ و امْتَخَضَت. و قیل: الماخِضُ من النساء و الإِبل و الشاء المُقْرِبُ، و الجمع مَواخِضُ و مُخَّضٌ؛ و أَنشد: و مَسَدٍ فَوْقَ مَحالٍ نُغَّضِ، تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ و أَنشد: مَخَضْتِ بها لیلةً كلَّها، فجئْتِ بها مُؤْیِداً خَنْفَقِیقا ابن الأَعرابی: ناقة ماخِضٌ و شاةٌ ماخِضٌ و امرأَةٌ ماخِضٌ إِذا دَنا وِلادُها و قد أَخذها الطلْقُ و المَخاضُ و المِخاضُ. نُصَیْرٌ: إِذا أَرادت الناقة أَن تَضَعَ قیل مَخِضَت، و عامَّةُ قیس و تمیم و أَسد یقولون مِخِضَتْ، بكسر المیم، و یفعلون ذلك فی كل حرف كان قبل أَحد حروف الحلق فی فِعِلْت و فِعِیل، یقولون بِعیرٌ و زِئیرٌ و شِهِیقٌ، و نِهِلَتِ الإِبِلُ و سِخِرْت منه. و أَمْخَضَ الرجلُ: مَخِضَت إِبلُه. قالت ابنة الخُسِّ الإِیادِیّ لأَبیها: مَخِضَت الفُلانِیّةُ لناقةِ أَبیها، قال: و ما عِلْمُكِ؟ قالت: الصَّلا راجّ، و الطَّرْفُ لاجّ، و تَمْشِی و تَفاجّ، قال: أَمْخَضَتْ یا بنتی فاعْقِلی؛ راجٌّ: یَرْتَجُّ. و لاجٌّ: یَلَجُّ فی سُرعةِ الطرْف. و تفاجُّ: تُباعِدُ ما بین رِجْلَیْها. و المَخاضُ: الحَوامِلُ من النوق، و فی المحكم: التی أَولادُها فی بُطونها، واحدتها خَلِفةٌ علی غیر قیاس و لا واحد لها
(1). قوله [و كل شی‌ء أمحضته إلخ] عبارة الجوهری: و كل شی‌ء أخلصته فقد أمحضته.
لسان العرب، ج‌7، ص: 229
من لفظها، و منه قیل للفَصِیل إِذا استكْمَل السنة و دخل فی الثانیة: ابن مَخاض، و الأُنثی ابنة مخاض. قال ابن سیدة: و إِنما سمیت الحَواملُ مَخاضاً تفاؤُلًا بأَنها تصیر إِلی ذلك و تسْتَمْخِضُ بولدها إِذا نُتِجَت. أَبو زید: إِذا أَردت الحَوامِلَ من الإِبل قلت نُوق مخاض، واحدتها خَلِفة علی غیر قیاس، كما قالوا لواحدة النساء امرأَة، و لواحدة الإِبل ناقةٌ أَو بعیر. الأَصمعی: إِذا حَمَلْت الفحلَ علی الناقة فلَقِحَت، فهی خَلِفة، و جمعها مَخاض، و ولدُها إِذا استكمل سنة من یومَ ولد و دخول السنةِ الأُخْری ابن مخاض، لأَنَّ أُمه لَحِقَت بالمَخاض من الإِبل و هی الحَوامِلُ. و قال ثعلب: المَخاضُ العِشار یعنی التی أَتی علیها من حملها عشرة أَشهر؛ و قال ابن سیدة: لم أَجد ذلك إِلا له أَعنی أَن یعبر عن المخاض بالعشار. و یقال للفصیل إِذا لقحت أُمه: ابنُ مَخاض، و الأُنثی بنت مخاض، و جمعها بنات مخاض، لا تُثَنَّی مَخاضٌ و لا تُجْمَعُ لأَنهم إِنما یریدون أَنها مضافة إِلی هذه السِّن الواحدة، و تدخله الأَلف و الأَلف للتعریف، فیقال ابن المخاض و بنت المخاض؛ قال جریر و نسبه ابن بری للفرزدق فی أَمالیه: وجَدْنا نَهْشَلًا فَضَلَتْ فُقَیْماً، كفَضْلِ ابن المَخاضِ علی الفَصِیلِ و إِنما سموا بذلك لأَنهم فضَلُوا عن أُمهم و أُلحقت بالمخاض، سواء لَقِحَت أَو لم تَلْقَح. و‌فی حدیث الزكاة: فی خمس و عشرین من الإِبل بنتُ مَخاض؛ ابن الأَثیر: المخاض اسم للنُّوق الحوامل، و بنتُ المخاض و ابن المخاض: ما دخل فی السنة الثانیة لأَن أُمه لَحِقت بالمخاض أَی الحواملَ، و إِن لم تكن حاملًا، و قیل: هو الذی حَمَلَت أُمه أَو حملت الإِبل التی فیها أُمُّه و إِن لم تحمل هی، و هذا هو معنی ابن مخاض و بنت مخاض، لأَنَّ الواحد لا یكون ابن نوق و إِنما یكون ابن ناقة واحدة، و المراد أَن تكون وضعتها أُمها فی وقتٍ مّا، و قد حملت النوق التی وَضَعْنَ مع أُمها و إِن لم تكن أُمها حاملًا، فنسَبَها إِلی الجماعة بحُكم مُجاوَرَتِها أُمها، و إِنما سمی ابن مخاض فی السنة الثانیة لأَنّ العرب إِنما كانت تحملُ الفُحول علی الإِناث بعد وضعها بسنة لیشتدَّ ولدُها، فهی تحمل فی السنة الثانیة و تَمْخَضُ فیكون ولدُها ابنَ مخاض. و‌فی حدیث الزكاة أَیضاً: فاعْمِدْ إِلی شاةٍ مُمتلئةٍ مَخاضاً و شحْماً‌أَی نِتاجاً، و قیل: أَراد به المَخاضَ الذی هو دُنُوُّ الولادة أَی أَنها امتلأَت حَمْلًا و سمناً. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: دَعِ الماخِضَ و الرُّبَّی؛ هی التی أَخذها المخاض لتضَعَ. و المَخاضُ: الطلْقُ عند الولادة. یقال: مَخِضَتِ الشاةُ مَخْضاً و مِخاضاً و مَخاضاً إِذا دنا نتاجها. و‌فی حدیث عثمان، رضی اللّه عنه: أَنّ امرأَة زارَتْ أَهْلَها فمخِضت عندهم‌أَی تحرَّك الولدُ عندهم فی بطنها للوِلادةِ فضرَبَها المَخاضُ. قال الجوهری: ابن مَخاضٍ نكرة فإِذا أَرْدتَ تعْریفه أَدخلت علیه الأَلف و اللام إِلا أَنه تعریف جنس، قال: و لا یقال فی الجمع إِلا بناتُ مخاض و بناتُ لَبُون و بناتُ آوی. ابن سیدة: و المَخاضُ الإِبلُ حین یُرْسَلُ فیها الفحلُ فی أَوّل الزمان حتی یَهْدِرَ، لا واحد لها، قال: هكذا وُجِدَ حتی یهدر، و فی بعض الروایات: حتی یَفْدِرَ أَی یَنْقَطِعَ عن الضِّراب، و هو مَثَلٌ بذلك. و مَخَضَ اللبنَ یَمْخَضُه و یَمْخِضُه و یَمْخُضُه مَخْضاً ثلاث لغات، فهو مَمْخُوضٌ و مَخِیضٌ: أَخذ زُبْده، و قد تَمَخَّضَ. و المَخِیضُ و المَمْخُوض: الذی قد مُخِضَ و أُخذ زُبده. و أَمْخَضَ اللبنُ أَی حانَ له أَن یُمْخَضَ. و المِمْخَضةُ: الإِبْرِیجُ؛ و أَنشد ابن بری:
لسان العرب، ج‌7، ص: 230
لقد تَمَخَّضَ فی قَلْبی مَوَدَّتُها، كما تَمَخَّضَ فی إِبْرِیجه اللَّبَنُ و المِمْخَضُ: السِّقاءُ و هو الإِمْخاضُ، مثل به سیبویه و فسَّره السیرافی، و قد یكون المَخْضُ فی أَشیاءَ كثیرة فالبعیر یَمْخُضُ بشِقْشِقَتِه؛ و أَنشد: یَجْمَعْنَ زَأْراً و هَدِیراً مَخْضَا «2» و السَّحابُ یَمْخُضُ بمائه و یَتَمَخَّضُ، و الدهر یَتَمَخَّضُ بالفِتْنةِ؛ قال: و ما زالتِ الدُّنْیا تخُونُ نَعِیمَها، و تُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظیمِ تَمخَّضُ و یقال للدنیا: إِنها تَتَمَخَّضُ بِفِتْنةٍ مُنكرة. و تَمَخَّضَتِ اللیلةُ عن یوم سَوءٍ إِذا كان صَباحُها صَباحَ سوء، و هو مثَل بذلك، و كذلك تمخَّضتِ المَنُونُ و غیرها؛ قال: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بیَوْمٍ أَنَی، و لكلِّ حاملةٍ تَمامُ علی أَنَّ هذا قد یكون من المَخاض؛ قال: و معنی هذا البیت أَنَّ المَنِیَّةَ تَهَیَّأَتْ لأَن تَلِدَ له الموتَ یعنی النعمانَ بن المنذر أَو كسری. و الإِمْخاضُ: ما اجتمع من اللبن فی المَرْعَی حتی صار وِقْرَ بعیر، و یجمع علی الأَماخِیضِ. یقال: هذا إِحْلابٌ من لبن و إِمْخاضٌ من لبن، و هی الأَحالِیبُ و الأَماخِیضُ، و قیل: الإِمخاض اللبنُ ما دام فی المِمْخَضِ. و المُسْتَمْخِضُ: البَطِی‌ءُ الرَّوبِ من اللبن، فإِذا اسْتَمْخَضَ لم یَكَدْ یَرُوب، و إِذا رابَ ثمَ مَخَضَه فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ، و ذلك أَطیبُ أَلبانِ الغنم. و قال فی موضع آخر: و قد اسْتَمْخَضَ لبنُك أَی لا یكادُ یروب، و إِذا استمخَضَ اللبنُ لم یكد یخرج زُبده، و هو من أَطیب اللبن لأَن زُبده اسْتُهْلِكَ فیه. و استمخضَ اللبنُ أَیضاً إِذا أَبْطأَ أخذه الطَّعْم بعد حَقْنِه فی السِّقاء. اللیث: المَخْضُ تحریكُك المِمْخَض الذی فیه اللبن المَخِیض الذی قد أُخِذَتْ زُبدته. و تَمَخَّضَ اللبنُ و امْتَخَضَ أَی تحرَّك فی المِمْخضة، و كذلك الولد إِذا تحرَّك فی بطن الحامل؛ قال عمرو بن حسَّان أَحد بنی الحَرِث بن هَمَّام بن مُرَّة یخاطب امرأَته: أَلا یا أُمَّ عَمْروٍ، لا تَلُومِی و أَبْقِی، إِنَّما ذا الناسُ هامُ أَ جِدَّكِ هل رأَیتِ أَبا قُبَیْسٍ، أطالَ حَیاتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ و كِسْرَی، إِذْ تَقَسَّمَه بَنُوه بأَسْیافٍ، كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بیَوْمٍ أَنَی، و لكلِّ حاملة تَمامُ فجعل قوله تَمَخَّضَت یَنُوبُ مَنابَ قوله لَقِحَتْ بولد لأَنها ما تمخضت بالولد إِلَّا و قد لَقِحت. و قوله أَنَی أَی حانَ وِلادته لتمام أَیام الحمل. قال ابن بری: المشهور فی الرّوایة: أَلا یا أُمَّ قیس …، و هی زوجته، و كان قد نزل به ضَیْف یقال له إِسافٌ فعقَر له ناقة فلامَتْه، فقال هذا الشعر، و قد رأَیت أَنا فی حاشیة من نسخ أَمالی ابن برّیّ أَنه عقر له ناقتین بدلیل قوله
(2). قوله [یجمعن] كذا فی الأَصل، و الذی فی شرح القاموس: یتبعن، قاله یصف القروم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 231
فی القصیدة: أَ فی نابَیْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتی ما إِنْ تَنامُ؟ و مَخَضْتُ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزْتَ بها فی البئر؛ و أَنشد: إِنَّ لَنا قَلِیذَماً هَمُوما، یَزِیدُها مَخْضُ الدِّلا جُمُوما و یروی: … مَخْجُ الدِّلا … و یقال: مَخَضْتُ البئرَ بالدلو إِذا أَكثرتَ النزْعَ منها بدِلائكَ و حرَّكتها؛ و أَنشد الأَصمعی: لتَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّلیِّ و‌فی الحدیث: أَنه مُرَّ علیه بجنازةٍ تُمْخَض مَخْضاً‌أَی تُحَرَّكُ تحریكاً سریعاً. و المَخِیضُ: موضع بقرب المدینة. ابن بزرج: تقول العرب فی أَدْعِیَة یَتداعَوْن بها: صَبَّ اللّه علیك أُمّ حُبَیْنٍ ماخِضاً، تعنی اللیل.

مرض؛ ج7، ص: 231

: المریض: معروف. و المَرَضُ: السُّقْمُ نَقِیضُ الصِّحَّةِ، یكون للإِنسان و البعیر، و هو اسم للجنس. قال سیبویه: المرَضُ من المَصادِرِ المجموعة كالشَّغْل و العَقْل، قالوا أَمْراضٌ و أَشْغال و عُقول. و مَرِضَ فلان مَرَضاً و مَرْضاً، فهو مارِضٌ و مَرِضٌ و مَرِیضٌ، و الأُنثی مَرِیضةٌ؛ و أَنشد ابن بری لسلامة بن عبادة الجَعْدی شاهداً علی مارِضٍ: یُرِینَنَا ذا الیَسَر القَوارِضِ، لیس بمَهْزُولٍ، و لا بِمارِضِ و قد أَمْرَضَه اللّه. و یقال: أَتیت فلاناً فأَمْرَضْته أَی وجدته مریضاً. و المِمْراضُ: الرَّجل المِسْقامُ، و التَّمارُض: أَن یُرِیَ من نفْسه المرضَ و لیس به. و قال اللحیانی: عُدْ فلاناً فإِنه مَریضٌ، و لا تأْكل هذا الطعام فإِنك مارِضٌ إِن أَكلْتَه أَی تَمْرَضُ، و الجمع مَرْضَی و مَراضَی و مِراضٌ؛ قال جریر: و فی المِراضِ لَنا شَجْوٌ و تَعْذِیبُ قال سیبویه: أَمْرَضَ الرجلَ جعله مَرِیضاً، و مرَّضه تمْرِیضاً قام علیه وَ ولِیَه فی مرَضه و داواه لیزول مرَضُه، جاءَت فَعَّلْت هنا للسلب و إِن كانت فی أَكثر الأَمر إِنما تكون للإِثبات. و قال غیره: التَّمْرِیضُ حُسْنُ القِیامِ علی المریض. و أَمْرَضَ القومُ إِذا مَرِضَت إِبلُهم، فهم مُمْرِضُون. و‌فی الحدیث: لا یُورِد مُمْرِضٌ علی مُصِحٍّ؛ المُمْرِضُ الذی له إِبل مَرْضَی فنَهَی أَن یَسْقِیَ المُمْرِضُ إِبلَه مع إِبل المُصِحّ، لا لأَجل العَدْوی، و لكن لأَن الصِّحاحَ ربما عرَض لها مرَضٌ فوقع فی نفس صاحبها أَن ذلك من قبیل العدوی فیَفْتِنُه و یُشَكِّكُه، فأَمَرَ باجْتِنابِه و البُعْد عنه، و قد یحتمل أَن یكون ذلك من قِبَل الماء و المَرْعی تَسْتَوْبِلُه الماشیةُ فَتَمْرَضُ، فإِذا شاركها فی ذلك غیرها أَصابه مثلُ ذلك الداء، فكانوا بجهلهم یسمونه عَدْوَی، و إِنما هو فعل اللّه تعالی. و أَمْرَضَ الرجلُ إِذا وقَع فی ماله العاهةُ. و‌فی حدیث تَقاضِی الثِّمار یقول: أَصابها مُراضٌ؛ هو، بالضم، داء یقع فی الثَّمَرة فتَهْلِكُ. و التَّمْرِیضُ فی الأَمر: التضْجیعُ فیه. و تَمْرِیضُ الأُمور: تَوْهِینُها و أَن لا تُحْكِمَها. و ریح مَریضةٌ: ضعیفةُ الهُبُوب. و یقال للشمس إِذا لم تكن مُنْجَلِیةً صافیةً حسنَةً: مریضةٌ. و كلُّ ما ضَعُفَ، فقد مَرِضَ. و لیلة مریضةٌ إِذا تَغَیَّمَتِ السماء فلا یكون فیها ضَوء؛ قال أَبو حَبَّة:
لسان العرب، ج‌7، ص: 232
و لَیْلة مَرِضَتْ من كلِّ ناحِیةٍ، فلا یُضِی‌ءُ لهَا نَجْمٌ و لا قَمَرُ و رَأْیٌ مَرِیضٌ: فیه انحِراف عن الصواب، و فسر ثعلب بیت أَبی حبة فقال: و لیلة مَرِضَتْ أَظلَمت و نقصَ نورها. و لیلةٌ مریضةٌ: مُظْلِمة لا تُرَی فیها كواكِبُها؛ قال الراعی: و طَخْیاء مِنْ لَیْلِ التَّمامِ مَرِیضة، أَجَنَّ العَماءُ نَجْمَها، فهو ماصِحُ و قول الشاعر: رأَیتُ أَبا الوَلِیدِ غَداةَ جَمْعِ به شَیْبٌ، و ما فَقَدَ الشَّبابا و لكِن تحْت ذاكَ الشیْبِ حَزْمٌ، إِذا ما ظَنَّ أَمْرَضَ أَو أَصابا أَمْرَضَ أَی قارَبَ الصَّواب فی الرأْی و إِن یُصِبْ كلَّ الصّواب. و المَرْضُ و المرَضُ: الشَّكُّ؛ و منه قوله تعالی: فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَی شَكٌّ و نِفاقٌ و ضَعْفُ یَقِین؛ قال أَبو عبیدة: معناه شك. و قوله تعالی: فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً، قال أَبو إِسحاق: فیه جوابان أَی بكُفْرهم كما قال تعالی: بَلْ طَبَعَ اللّٰهُ عَلَیْهٰا بِكُفْرِهِمْ. و قال بعض أَهل اللغة: فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً بما أَنزل علیهم من القرآن فشكُّوا فیه كما شكوا فی الذی قبله، قال: و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: وَ إِذٰا مٰا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّكُمْ زٰادَتْهُ هٰذِهِ إِیمٰاناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا؛ قال الأَصمعی: قرأْت علی أَبی عمرو فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فقال: مَرْضٌ یا غُلام؛ قال أَبو إِسحاق: یقال المرَضُ و السُّقْم فی البدَن و الدِّینِ جمیعاً كما یقال الصِّحةُ فی البدَن و الدین جمیعاً، و المرَضُ فی القلب یَصْلُح لكل ما خرج به الإِنسان عن الصحة فی الدین. و یقال: قلب مَرِیضٌ من العَداوةِ، و هو النِّفاقُ. ابن الأَعرابی: أَصل المرَضِ النُّقْصانُ، و هو بدَنٌ مریض ناقِصُ القوّة، و قلب مَریضٌ ناقِصُ الدین. و‌فی حدیث عمرو بن معْدِیكرِبَ: هم شِفاء أَمْراضِنا‌أَی یأْخُذون بثَأْرِنا كأَنهم یَشْفُون مرَضَ القلوبِ لا مرَض الأَجسام. و مَرَّضَ فلان فی حاجتی إِذا نقَصَت حَرَكَتُه فیها. و روی عن ابن الأَعرابی أَیضاً قال: المرَضُ إِظْلامُ الطبیعةِ و اضْطِرابُها بعد صَفائها و اعْتدالها، قال: و المرَضُ الظُّلْمةُ. و قال ابن عرفة: المرَضُ فی القلب فُتُورٌ عن الحقّ، و فی الأَبدان فُتورُ الأَعضاء، و فی العین فُتورُ النظرِ. و عین مَریضةٌ: فیها فُتور؛ و منه: فَیَطْمَعَ الَّذِی فِی قَلْبِهِ مَرَضٌ أَی فُتور عما أُمِرَ به و نُهِیَ عنه، و یقال ظُلْمة؛ و قوله أَنشده أَبو حنیفة: تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَریضةٍ، یَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ و بالغَرْبِ یجوز أَن یكون فی معنی مُمْرِضة، عنی بذلك فَسادَ هَوائها، و قد تكون مریضة هنا بمعنی قَفْرة، و قیل: مریضة ساكنة الریح شدیدة الحر. و المَراضانِ: وادِیانِ مُلْتَقاهما واحد؛ قال أَبو منصور: المَراضان و المَرایِضُ مواضعُ فی دیار تمیم بین كاظِمةَ و النَّقِیرةِ فیها أَحْساء، و لیست من المرَضِ و بابِه فی شی‌ء و لكنها مأْخوذة من اسْتِراضةِ الماء، و هو اسْتِنْقاعُه فیها، و الرَّوْضةُ مأْخوذة منها. قال: و یقال أَرْض مَرِیضةٌ إِذا ضاقت بأَهلها، و أَرض مَریضةٌ إِذا كثُر بها الهَرْجُ و الفِتَنُ و القَتْلُ؛ قال أَوس بن حجر:
لسان العرب، ج‌7، ص: 233
تَرَی الأَرضَ مِنّا بالفَضاءِ مَرِیضةً، مُعَضِّلةً مِنَّا بجَیْشٍ عَرَمْرَمِ

مضض؛ ج7، ص: 233

: المَضُّ: الحُرْقةُ. مَضَّنی الهَمُّ و الحُزْنُ و القول یَمُضُّنی مَضّاً و مَضِیضاً و أَمَضَّنی: أَحْرَقَنی و شقّ علیّ. و الهمُّ یَمُضُّ القلبَ أَی یُحْرِقُه؛ و قال رؤبة «1»: مَنْ یَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِی عَنْكَ، و مَنْ لَمْ یَرْضَ فی مِضْماضِ أَی فی حُرْقةٍ. و مَضِضْتُ منه: أَلِمْتُ. و مَضَّنی الجُرح و أَمَضَّنی إِمْضاضاً: آلمَنی و أَوْجَعَنی، و لم یعرف الأَصمعی مَضَّنی، و قدّم ثعلب أَمَضَّنی؛ قال ابن سیدة: و كان من مضَی یقول مَضَّنی، بغیر أَلف، و أَمَضَّنی جلدی فدَلَكْتُه: أَحَكَّنی؛ قال ابن بری: شاهد مَضَّنی قول حَرِّیّ بن ضَمْرةَ: یا نَفْسُ، صَبْراً علی ما كان مِنْ مَضَضٍ، إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا قال: و شاهد أَمَضَّنی قول سِنان بن محرش السَّعْدی: و بِتّ بالحِصْنَیْنِ غَیْرَ راضِی، یَمْنَعُ مِنِّی أَرْقمِی تَغْماضِی من الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ، فی العینِ لا یَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ و التَّرْحاض: الغَسل. و المَضَضُ: وجع المصیبة، و قد مَضِضْتَ یا رجل منه، بالكسر، تَمَضُّ مَضَضاً و مَضِیضاً و مَضاضة. و مَضَّ الكحلُ العینَ یَمُضُّها و یَمَضُّها و أَمَضَّها. آلَمَها و أَحْرَقَها. و كُحل مَضٌّ: یُمِضُّ العین، و مَضِیضُه حُرْقَتُه؛ و أَنشد: قد ذاقَ أَكْحالًا من المَضاضِ «2» و كَحَله كُحْلًا مَضّاً إِذا كان یُحْرِق، و كحله بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَی حارٍّ. و مرأَةٌ مَضّةٌ: لا تحتمل شیئاً یَسُوءُها كأَنَّ ذلك یَمُضُّها؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و منه قول الأَعْرابیة حین سُئلَتْ: أَیّ الناس أَكرم؟ قالت: البیضاء البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة. التهذیب: المضّة التی تؤلِمُها الكلمة أَو الشی‌ء الیسیر و تؤْذیها. أبو عبیدة: مَضَّنی الأَمر و أَمَضَّنی، و قال: أَمَضَّنی كلام تمیم. و یقال: أَمَضَّنی هذا الأَمرُ و مَضِضْت له أَی بَلَغْتُ منه المشَقّةَ؛ قال رؤبة: فاقْنی و شَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا و مُضاضٌ: اسم رجل. و إِذا أَقر الرجل بحق قیل: مِضِّ یا هذا أَی قد أَقررْت، و إِن فی مِضّ و بِضّ لَمَطْمَعاً، و أَصل ذلك أَن یسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فیُعَوّجَ شَفَته فكأَنه یُطْمِعُه فیها. اللیث: المِضُّ أَن یقول الإِنسان بطرف لسانه شبه لا، و هو هِیجْ بالفارسیة؛ و أَنشد: سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ: مِضِّ، و حرَّكَتْ لی رأْسَها بالنَّغْضِ «3» النَّغْضُ: التحریكُ. قال الفراء: مِضِّ كقول القائل یقولها بأَضراسه فیقال: ما علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ و مِضُّ، و بعضهم یقول إِلَّا مِضّاً بوُقُوعِ الفعل
(1). قوله [و قال رؤبة من إلخ] كذا بالأَصل، و عبارة القاموس مع شرحه: و المضماض، بالكسر، الحرقة؛ قال رؤبة: من یتسخط … (2). قوله [قد ذاق إلخ] فی شرح القاموس: و المضاض كسحاب الاحتراق، قال رؤبة: قد ذاق إلخ. (3). قوله [سألتها الوصل] كذا بالأَصل، و الذی فی الصحاح و شرح القاموس: سألت هل وصل؟
لسان العرب، ج‌7، ص: 234
علیها. الفراء: ما علّمك أَهلك من الكلام إِلا مِضّاً و مِیضاً و بِضّاً و بِیضاً. الجوهری: مِضِّ، بكسر المیم و الضادِ، كلمة تستعمل بمعنی لا و هی مع ذلك كلمة مُطْمِعةٌ فی الإِجابة. أَبو زید: كثرت المَضائضُ بین الناسِ أَی الشرُّ؛ و أَنشد: و قدْ كَثُرَتْ بَین الأَعَمِّ المَضائضُ و مَضْمَضَ إِناءه و مَصْمَصَه إِذا حرّكه؛ و قیل: إِذا غَسلَه، و تَمَضْمضَ فی وضُوئه. و المضمضةُ: تحریك الماء فی الفم. و مضمضَ الماءَ فی فیه: حرَّكه، و تَمَضْمَضَ به. اللیث: المَضُّ مَضِیضُ الماء كما تَمْتَصُّه. و یقال: لا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ، و یقال: ارْشُفْ و لا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ. و مَضَّت العنزُ تَمُضّ فی شُربها مَضِیضاً إِذا شرِبت و عَصَرَتْ شَفَتَیْها. و‌فی الحدیث: و لَهم كلْب یَتَمضْمَضُ عَراقِیبَ الناسِ‌أی یَمَضُّ. قال ابن الأَثیر: یقال مَضِضْتُ أَمَضُّ مثل مَصِصْتُ أَمَصُّ. و مَضْمَضَ النعاسُ فی عینه: دَبَّ، و تمضمضت به العینُ و تَمضْمَضَ النعاسُ فی عینه؛ قال الراجز: و صاحِب نَبَّهْتُه لیَنْهَضَا، إِذا الكَری فی عَیْنِه تَمَضْمَضا و مَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طویلًا. و المِضْماضُ: النومُ. و ما مَضْمَضَتْ عینی بِنوْم أَی ما نامَتْ. و ما مَضْمَضْت عینی بنوم أَی ما نِمْتُ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: و لا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً و مَضْمَضةً، لمّا جعل للنوم ذَوْقاً أَمرهم أَن لا ینالوا منه إِلا بأَلْسِنَتِهم و لا یُسِیغُوه، فشبهه بالمَضْمَضةِ بالماء و إِلقائِه من الفم من غیر ابْتلاعٍ. و تَمَضْمَضَ الكلبُ فی أَثَره. هَرَّ. و‌فی حدیث الحسَن: خَباثِ كلَّ عِیدانِك قد مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً؛ خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ أَی یا خَبِیثةُ یرید الدُّنیا، یعنی جَرَّبْناكِ و اختبرناكِ فوجدْناك مُرّة العاقبة. و المِضْماضُ: الرجل الخَفیفُ السریع؛ قال أَبو النجم: یَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ فَرْداً، و كُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ ابن الأَعرابی: مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض، و هو الماء الذی لا یُطاقُ مُلوحةً، و به سمی الرجلُ مُضاضاً، و ضدّه من المیاه القَطِیعُ، و هو الصافی الزُّلالُ. و قال بعض بنی كلاب فیما روی أَبو تراب: تَماضَّ القوم و تَماصُّوا إِذا تلاجُّوا و عَضَّ بعضهم بعضاً بأَلسِنَتِهم.

معض؛ ج7، ص: 234

: مَعِضَ من ذلك الأَمرِ، یَمْعَضُ مَعْضاً و مَعَضاً و امْتَعَضَ منه: غَضِبَ و شَقَّ علیه و أَوْجَعَه؛ و فی التهذیب: مَعِضَ من شی‌ء سمعه؛ قال رؤبة: ذا مَعَضٍ لوْ لا تَرُدُّ المَعْضا و‌فی حدیث سعد: لما قُتل رُسْتم بالقادسیة بعَث إِلی الناس خالدَ بن عُرْفُطةَ، و هو ابنُ أُخته، فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شدیداً‌أَی شَقَّ علیهم و عَظُمَ. و‌فی حدیث ابن سیرین: تُسْتأْمَرُ الیتیمةُ فإِن مَعِضَت لم تُنْكَحْ‌أَی شَقَّ علیها، و‌فی حدیث سُراقةَ: تَمَعَّضَتِ الفرَسُ، قال أَبو موسی: هكذا روی فی المعجم و لعله من هذا، و‌فی نسخة: فنَهَضَتْ.قال ابن الأَثیر: و لو كان بالصاد المهملة من المَعَصِ، و هو الْتِواء الرِّجْل، لكان وجْهاً. و قال ثعلب: مَعِضَ مَعَضاً غَضِبَ، و كلام العرب امْتَعَضَ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 235
أَراد كلام العرب المشهورَ؛ و أَمْعَضه إِمْعاضاً و مَعَّضه تَمْعِیضاً: أَنزل به ذلك. و أَمْعَضَنی الأَمرُ: أَوجَعنی. و بنو ماعِضٍ: قوم دَرَجُوا فی الدهْر الأَول. و قال أَبو عمرو: المَعّاضةُ من الإِبل التی ترفع ذنَبها عند نِتاجِها.

فصل النون؛ ج7، ص: 235

نبض؛ ج7، ص: 235

: نَبَضَ العِرْقُ یَنْبِضُ نَبْضاً و نَبَضاناً: تحرّك و ضرَب. و النّابِضُ: العَصَبُ، صِفةٌ غالبةٌ. و المَنابِضُ: مَضارِبُ القلب. و نَبَضَتِ الأَمْعاء تَنْبِضُ: اضْطَرَبَت؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ثم بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها، إِنْ مُتَغَنّاةً و إِنْ حادِیَهْ «1» أَراد إِنْ مُتَغَنِّیةً فاضْطُرَّ فحوّلَه إِلی لفظ المفعول، و قد یجوز أَن یكون هذا كقولهم الناصاةَ فی النّاصِیة و القاراةَ فی القارِیةِ، یقْلِبون الیاء أَلفاً طلباً للخفة. و قوله: و إِن حادیة، إِمَّا أَن یكون علی النسب أَی ذاتُ حُداء، و إِما أَن یكون فاعلًا بمعنی مفعول أَی مَحْدُوّاً بها أَو مَحْدُوّةً. و النَّبْضُ: الحركةُ. و ما به نَبَضٌ أَی حرَكةٌ، و لم یستعمل مُتَحَرِّكَ الثانی إِلا فی الجَحْد. و قولهم: ما به حَبَضٌ و لا نَبَضٌ أَی حَراكٌ، و وجع مُنْبِضٌ. و النَّبْضُ: نَتْفُ الشعَر؛ عن كراع. و المِنْبَضُ: المِنْدَفةُ. الجوهری: المِنْبَضُ المِنْدَفُ مثل المِحْبَض، قال الخلیل: و قد جاء فی بعض الشعْر المَنابِضُ المَنادِفُ. و أَنْبَضَ القوْسَ مثل أَنْضَبَها: جذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ. و أَنْبَضَ بالوتَر إِذا جذَبَه ثم أَرسله لیَرِنّ. و أَنْبَضَ الوترَ أَیضاً: جذبَه بغیر سهم ثم أَرسله؛ عن یعقوب. قال اللحیانی: الإِنْباضُ أَن تَمُدّ الوتر ثم تُرْسله فتسمعَ له صوتاً. و فی المثل: لا یُعْجِبُك الإِنْباضُ قبل التَّوتِیرِ، و هذا مثل فی استعجال الأَمر قبل بلوغه إِناه. و فی المثلِ: إِنْباضٌ بغیر تَوْتِیرٍ. و قال أَبو حنیفة: أَنبض فی قوسه و نَبَّضَ أَصاتها؛ و أَنشد: لئنْ نَصَبْتَ لیَ الرَّوْقَیْنِ مُعْتَرِضاً، لأَرْمِیَنَّك رَمْیاً غیر تَنْبِیضِ أَی لا یكون نَزْعی تَنْبِیضاً و تَنْقِیراً، یعنی لا یكون توَعُّداً بل إِیقاعاً. و نَبَضَ الماءُ مثل نَضَبَ: سالَ. و ما یُعْرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلةٍ كمَضْرِبِ عسَلةٍ.

نتض؛ ج7، ص: 235

: نَتَضَ الجلدُ نُتُوضاً. خرج علیه داء كآثار القُوباء ثم تَقَشَّرَ طَرائقَ. و فی التهذیب: نَتَضَ الحِمارُ نُتُوضاً إِذا خرج به داء فأَثارَ القوباء ثم تَقَشَّر طَرائقَ بعضُها من بعض. و أَنْتَضَ العُرْجُونُ من الكَمْأَةِ: و هو شی‌ء طویل من الكمأَة یَنْقَشِرُ أَعالِیهِ من جنس الكمأَة؛ و هو یَنْتِضُ عن نفسه كما تَنْتِضُ الكمأَةُ الكمأَةَ و السِّنُّ السّنَّ إِذا خرجت فرفعَتْه عن نفْسِها، لم یَجئ إِلا هذا؛ قال الأَزهری: هذا صحیح و من العرب مسموع، قال: و لم أَجده لغیر اللیث، و قال أَبو زید: فی معایاة العرب قولهم ضأْنٌ بِذی تُناتِضةَ تَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ و إِرْخاء، قال: یُسَكِّنون الردْغةَ فی هذه الكلمة وحدها.

نحض؛ ج7، ص: 235

: النَّحْضُ: اللحمُ نفْسُه، و القِطْعةُ الضخْمةُ منه تسمّی نَحْضةً. و المَنْحُوضُ و النَّحِیضُ: الذی
(1). قوله [ثم بدت] تقدم فی مادة حرد ثم غدت.لسان العرب، ج‌7، ص: 236‌ذهَب لحمُه. و قیل: هما الكَثِیرا اللحْم، و الأُنثی بالهاء، و كلُّ بَضْعة لحم لا عظم فیها لفئة نحو النَّحْضةِ و الهَبْرَةِ و الوَذْرةِ. قال ابن السكیت: النَّحِیضُ من الأَضْدادِ یكون الكثیرَ اللحْمِ و یكون القَلیلَ اللحمِ كأَنَّه نُحِضَ نَحْضاً. و قد نَحُضا نَحاضةً: كثر لحمُهما. و نَحَضَ لحمُه یَنْحَضُ نُحوضاً: نقَص. قال الأَزهری: و نَحاضَتُهما كثرةُ لحمِهما، و هی مَنْحُوضةٌ و نَحِیضٌ. و نَحَضَ اللحمَ یَنْحَضُه و یَنْحِضُه نَحْضاً: قشَره. و نَحضَ العظمَ یَنْحَضُه نَحْضاً و انْتَحَضَه: أَخَذ ما علیه من اللحم و اعْتَرَقه. و النَّحْضُ و النحْضةُ: اللحمُ المُكْتَنِزُ كلحم الفخذ؛ قال عبید: ثم أَبری نِحاضَها فتراها ضامِراً، بَعْدَ بُدْنِها، كالهِلالِ و قد نَحُض، بالضم، فهو نَحِیضٌ أَی اكْتَنَزَ لحمه. و امرأَة نَحِیضةٌ و رجل نَحِیضٌ: كثیر اللحم. و نُحِضَ علی ما لم یسمّ فاعله، فهو مَنْحُوضٌ أَی ذهَب لحمُه، و انْتُحِضَ مثلُه. و‌فی حدیث الزكاة: فاعْمِد إِلی شاةٍ ممْتلئةٍ شحْماً و نَحْضاً؛ النَّحْضُ: اللحم؛ و فی قصید كعب: عَیْرانةٍ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ أَی رُمِیت باللحم. و نَحَضْتُ السِّنانَ و النَّصْلَ، فهو مَنْحُوضٌ و نَحِیضٌ إِذا رَقَّقْتَه و أَحْدَدْته؛ و أَنشد: كمَوْقِف الأَشْقَرِ إِن تَقَدَّما، باشَرَ مَنْحُوضَ السِّنانِ لَهْذَما و قال إمرؤ القیس یصِفُ الخَدَّ، و قال ابن بری: إِن الجوهری قال یصف الجَنْبَ، و الصوابُ یصِفُ الخدّ: یُبارِی شَباة الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ، كحَدِّ السِّنانِ الصُّلَّبیّ النَّحِیضِ و نَحَضْتُ فلاناً إِذا تَلَحَّحْتَ علیه فی السؤَال حتی یكون ذلك السؤالُ كنَحْضِ اللحم عن العظم؛ قال ابن بری: قال أَبو زید نَحَضَ الرجلَ سأَلَه و لامَه؛ و أَنشد لسلامة بن عبادة الجَعْدیّ: أَعْطی بِلا مَنٍّ و لا تَقارُضِ، و لا سُؤالٍ مع نَحْضِ النَّاحِضِ

نضض؛ ج7، ص: 236

: النَّضُّ: نَضِیضُ الماء كما یَخرج من حجر. نَضَّ الماءُ یَنِضُّ نَضّاً و نَضِیضاً: سالَ، و قیل: سالَ قلیلًا قلیلًا، و قیل: خرج رَشْحاً؛ و بئر نَضُوضٌ إِذا كان ماؤها یخرج كذلك. و النَّضَضُ: الحِسی و هو ماء علی رَمْل دونَه إِلی أَسفل أَرض صُلْبة فكُلَّما نَضَّ منه شی‌ء أَی رَشَحَ و اجتمع أُخِذ. و اسْتَنَضَّ الثِّمادَ من الماء: تَتَبَّعها و تَبَرَّضَها؛ و استعاره بعضُ الفُصَحاء فی العَرَضِ فقال یصف حالَه: و تَسْتَنِضُّ الثِّماد من مَهَلی و النَّضِیضُ: الماء القَلِیلُ، و الجمع نِضاضٌ. و فی حدیث عِمْرانَ و المرأَة صاحِبةِ المَزادةِ قال: و المَزادةُ تكاد تَنِضُّ من الماء أَی تَنْشَقُّ و یخرج منها الماء. یقال: نَضَّ الماءُ من العین إِذا نَبَعَ، و یُجْمَعُ علی أَنِضَّةٍ؛ و أَنشد الفراء: و أَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضّةً، أَنِضَّةَ مَحْلٍ، لیس قاطِرُها یُثْرِی أَی لیس یَبُلُّ الثَّری. و النَّضِیضةُ: المطر الضعیفُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 237
القلیل، و الجمع نَضائضُ؛ قال الأَسدی، و قیل لأَبی محمد الفقعسی: یا جُمْل أَسْقاكِ البُرَیْقُ الوامِضُ، و الدِّیَمُ الغادِیةُ النَّضانِضُ، فی كلِّ عامٍ قَطْرُه نَضائضُ و النَّضِیضةُ: السحابةُ الضعیفةُ، و قیل: هی التی تَنِضُّ بالماء تسیل. و النَّضِیضةُ من الرِّیاح: التی تَنِضّ بالماء فتَسِیل، و قیل هی الضعیفة. و نضَّ إِلیه من مَعْروفِه شی‌ء یَنِضُّ نَضّاً و نَضِیضاً: سالَ، و أَكثرُ ما یُستعمل فی الجَحْد، و هی النُّضاضةُ. و یقال: نَضَّ من معروفك نُضاضةٌ، و هو القلیل منه. و قال أَبو سعید: علیهم نَضائضُ من أَموالهم و بَضائضُ، واحدتها نَضِیضةٌ و بَضِیضةٌ. الأَصمعی: نَضَّ له بشی‌ء و بَضَّ له بشی‌ء، و هو المعروف القلیل. و النَّضِیضةُ: صوتُ نَشِیشِ اللحم یُشْوی علی الرَّضْفِ؛ قال الراجز: تَسْمَعُ للرَّضْفِ بها نَضائضا و النَّضائضُ: صوت الشِّواء علی الرَّضْف؛ قال ابن سیدة: و أَراد للواحد كالخَشارِم، و قد یجوز أَن یُعْنی بصوتِ الشِّواء أَصواتُ الشواء. و تركتِ الإِبلُ الماءَ و هی ذاتُ نَضِیضةٍ و ذاتُ نَضائضَ أَی ذاتُ عطَش لم ترْوَ. و یقال: أَنضَّ الراعی سِخالَه أَی سَقاها نَضیضاً من اللَبن. و أَمْرٌ ناضٌّ: مُمْكِنٌ، و قد نَضَّ یَنِضُّ. و نُضاضةُ الشی‌ء: ما نَضَّ منه فی یدِك. و نُضاضةُ الرجل: آخِرُ ولده؛ أَبو زید: هو نُضاضةُ ولدِ أَبویه، یستوی فیه المذكر و المؤنث و التثنیة و الجمع مثل العِجْزةِ و الكِبْرةِ. و قیل: نُضاضةُ الماء و غیره و كلِّ شی‌ء آخِرُه و بَقِیَّتُه، و الجمع نَضائضُ و نُضاضٌ. و فلان یَسْتَنِضُّ معروفَ فلان: یَسْتَقْطِرُه، و قیل: یستخرِجُه، و الاسم النِّضاضُ؛ قال: یَمْتاحُ دَلْوِی مُطْرَبُ النِّضاضِ، و لا الجَدَی من مُتْعَب حَبّاضِ «1» و قال: إِن كان خَیْرٌ منكِ مُسْتَنَضّا فاقْنی، فَشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا ابن الأَعرابی: استَنْضَضْتُ منه شیئاً و نَضْنَضْتُه إِذا حرَّكْته و أَقْلَقْتَه؛ و منه قیل للحیة نَضْناضٌ، و هو القَلِقُ الذی لا یَثْبت فی مكانه لشِرَّتِه و نَشاطِه. و النَّضُّ: الدِّرهم الصامِتُ. و الناضُّ من المَتاعِ: ما تحوَّل ورِقاً أَو عیناً. الأَصمعی: اسم الدراهم و الدنانیر عند أَهل الحجاز الناضُّ و النضُّ، و إِنما یسمونه ناضّاً إِذا تحوّلَ عیناً بعد ما كان مَتاعاً لأَنه یقال: ما نضَّ بیدی منه شی‌ء. ابن الأَعرابی: النَّضُّ الإِظهار، و النضُّ الحاصل. یقال: خذ ما نَضَّ لك من غَرِیمِك، و خذ ما نَضَّ لك من دَیْنٍ أَی تیَسَّر. و هو یَسْتَنِضُّ حقه من فلان أَی یستنجزه. و یأْخذ منه الشی‌ءَ بعد الشی‌ء. و نَضْنَضَ الرجل إِذا كثر ناضُّه، و هو ما ظهر و حصل من ماله، قال: و منه الخبر: خذ صدقةَ ما نَضَّ من أَمْوالهم أَی ما ظهر و حصل من أَثمان أَمْتِعَتهم و غیرها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كان یأْخذ الزَّكاةَ من ناضِّ المالِ؛ هو ما كان ذهباً أَو فِضَّةً عیناً أَو وَرِقاً.
(1). قوله [یمتاح دلوی] كذا ضبط فی الأَصل، و الشطر الثانی ضبط فی مادة حبض من الصحاح مثل ضبط الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 238
و وُصف رجل بكثرة المال فقیل: أَكثر الناس ناضّاً. و‌فی الحدیث عن عِكْرِمةَ: إِنَّ الشریكین إِذا أَرادا أَن یَتَفَرَّقا یقْتَسِمانِ ما نَضَّ من أَمْوالهما و لا یقتَسِمانِ الدَّیْنَ.قال شمر: ما نضَّ أَی ما صار فی أَیدیهما و بینهما من العین، و كره أَن یُقْتَسَمَ الدَّینُ لأَنه ربما اسْتَوفاه أَحدُهما و لم یَسْتَوْفِه الآخر فیكون رِباً، و لكن یقتسمانه بعد القبض. و النَّضُّ: الأَمْرُ المكروه. تقول: أَصابنی نَضٌّ من أَمرِ فلان. و نَضَّ الطائرُ: حرَّك جناحَیْه لیَطیر. و نَضْنَضَ البعیرُ ثَفِناته: حركها و باشَر بها الأَرضَ؛ قال حمید: و نَضْنَضَ فی صُمِّ الحَصَی ثَفِناتِه، و رامَ بسَلْمَی أَمره، ثم صَمَّما و نَضْنَضَ لسانَه: حرَّكه، الضاد فیه أَصل و لیست بدلًا من صاد نَصْنَصَه، كما زعم قوم، لأَنهما لیستا أُختین فتُبدلَ إِحداهما من صاحبتها. و‌فی الحدیث عن أَبی بكر: أَنه دُخل علیه و هو یُنَضْنِضُ لسانَه‌أَی یحرِّكُه، و یروی بالصاد، و قد تقدَّم. و النَّضْنَضةُ: صوتُ الحیَّةِ. و النَضْنَضةُ: تحریك الحیة لسانَها. و یقال للحیة: نَضْناضٌ و نَضْناضةٌ. و حیَّةٌ نَضْناضٌ: تحرك لسانَها. قال ابن جنی: أَخبرنی أَبو علیّ یرفعه إِلی الأَصمعیّ قال: حدثنا عیسی بن عمر قال: سأَلتُ ذا الرمَّةِ عن النَّضْناضِ فأَخرج لسانه فحرّكه، و قیل: هی المُصَوِّتةُ، و قیل: هی التی تقتلُ إِذا نَهشَتْ من ساعتها، و قیل: هی التی لا تَسْتَقِرُّ فی مكان؛ قال الرَّاعی: یَبِیتُ الحَیَّةُ النَّضْناضُ منه، مكَانَ الحِبِّ، یَسْتَمِعُ السِّرارا الحِبُّ: القُرْطُ، و قیل: الحَبیبُ، و قیل: النَّضْناض الحیة الذكر، و هو كله یرجع إِلی الحركة.

نعض؛ ج7، ص: 238

: النُّعْضُ، بالضم: شجر من العِضاه سُهْلِیٌّ و قیل: هو بالحجاز، و قیل: له شوك یُسْتاك به؛ قال رؤْبة: فی سَلْوةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا، خِدْنَ اللَّواتی یَقْتَضِبْنَ النُّعْضا، فقد أُفَدَّی مِرْجَماً مُنْقَضَّا إِما أَن یرید بقوله عشنا الجمع فیكون المعنی علی اللفظ، و یكون خِدْنَ اللواتی موضوعاً موضع أَخْدانِ اللواتی، و إِما أَن یقول عشنا كقولك عِشْتُ إِلَّا أَنه اختار عشنا لأَنه أَكمل فی الوزن، و یروی: جَذْب اللواتی …، و روی الأَزهری: و یقال ما نَعَضْتُ منه شیئاً أَی ما أَصَبْتُ، قال: و لا أَحُقُّه و لا أَدری ما صحته.

نغض؛ ج7، ص: 238

: نَغَضَ الشی‌ءُ یَنْغُضُ نَغْضاً و نُغُوضا و نَغضَاناً و تَنَغَّض و أَنْغَض: تحرَّك و اضْطَرَبَ، و أَنْغَضه هو أَی حرَّكه كالمتعَجِّب من الشی‌ء. و یقال: نَغَضَ فلان أَیضاً رأْسَه، یَتَعدَّی و لا یتعدَّی. و النَّغَضانُ: تَنَغُّضُ الرأْسِ و الأَسنانِ فی ارْتِجافٍ إِذا رَجَفَتْ تقول نَغَضَتْ؛ و منه‌حدیث عثمان: سَلِسَ بَوْلی و نَغَضَتْ أَسْنانی‌أَی قَلِقَتْ و تحرَّكَت. و یقال: نَغَضَ رأْسَه إِذا تحرَّك، و أَنْغَضَه إِذا حرَّكَه؛ و منه‌الحدیث: و أَخذ یُنْغِضُ رأْسه كأَنه یستفهم ما یقال له‌أَی یُحَرِّكه و یَمِیلُ إِلیه. و فی التنزیل العزیز: فَسَیُنْغِضُونَ إِلَیْكَ رُؤُسَهُمْ. قال الفراء: أَنْغَضَ رأْسَه إِذا حرَّكَه إِلی فَوقُ و إِلی أَسفلُ، و الرأْس یَنْغُضُ و یَنْغِضُ لُغتان. و الثنیة إِذا تحرَّكت قیل: نَغَضَت سِنُّه، و إِنما سُمِّی
لسان العرب، ج‌7، ص: 239
الظَّلِیمُ نَغْضاً و نَغِضاً لأَنه إِذا عَجِل فی مشیته ارتفع و انخفض. قال أَبو الهیثم: یقال للرجل إِذا حُدِّثَ بشی‌ء فحرَّك رأْسه إِنكاراً له: قد أَنْغَضَ رأْسه. و نَغَضَ رأْسُه یَنغُضُ و یَنْغِضُ نَغْضاً و نُغُوضاً أَی تحرَّك. و نَغَضَ برأْسِه یَنْغُضُ نَغْضاً: حرَّكه؛ قال العجاج یصف الظلیم: و اسْتَبْدَلَتْ رُسُومُه سَفَنَّجا أَصَكَّ نَغْضاً، لا یَنی مُسْتَهْدَجا و فی المحكم: أَسَكَّ …، بالسین. و النَّغْضُ: الذی یُحَرِّك رأْسَه و یَرْجُف فی مِشْیَتِه، وصف بالمصدر. و كلُّ حركة فی ارْتِجافٍ نَغضٌ. یقال: نَغَضَ رَحْلُ البعیر و ثَنِیَّةُ الغلام نَغْضاً و نَغَضاناً؛ قال ذو الرمة: و لم یَنْغُض بهنَّ القَناطِر و نَغْضٌ و نِغْضٌ: الظَّلِیمُ كذلك معرفة لأَنه اسم للنوْع كأُسامة؛ و قال غیره: النَّغْضُ الظلیم الجَوَّالُ، و یقال: بل هو الذی یُنغِضُ رأْسَه كثیراً. و النَّاغِضُ: الغُضْرُوفُ. ابن سیدة: و نُغْضُ الكَتِف حیث تذهَب و تجی‌ء، و قیل: هو أَعلی مُنْقَطَع غُضْرُوفِ الكَتِف، و قیل: النُّغْضانِ اللّذان یَنْغُضان من أَصل الكتف فیتحَرَّكانِ إِذا مشَی. و‌روی شُعبةُ عن عاصم عن عبد اللّه بن سَرْجِسَ، رضی اللّه عنه، قال: نظرت إِلی ناغِضِ كتف رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، الأَیْمن و الأَیسر فإِذا كهیْئةِ الجُمْعِ علیه الثآلیلُ؛ قال شمر: الناغِضُ من الإِنسانِ أَصل العُنُق حیث یَنْغُضُ رَأْسُه، و نُغْضُ الكتِف هو العظم الرقیق علی طَرَفها. و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی اللّه عنه: بشِّر الكَنَّازِینَ برَضْفةٍ «2» فی النّاغِضِ‌أَی بحجر مُحْمًی فیوضع علی ناغِضِه و هو فَرْعُ الكتف، قیل له ناغض لتحرُّكه، و أَصل النَّغْضِ الحركةُ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: إِنَّ الكَعْبةَ لما احترقت نَغَضَتْ‌أَی تحرَّكت و وَهَتْ. و‌فی حدیث سَلْمانَ فی خاتَمِ النبوة: و إِذا الخاتَمُ فی ناغِضِ كَتِفه الأَیسر، و روی فی نَغْضِ كتِفه؛ النُّغْضُ و النَّغْضُ و النّاغِضُ: أَعلی الكتِف، و قیل: هو العَظْمُ الرَّقِیقُ الذی علی طرَفِه. و غیم نَغّاضٌ، و نَغَضَ السَّحابُ إِذا كثُفَ ثم مَخَض تراه یتحرّك بعضُه فی بعض و لا یَسِیرُ؛ قال رؤبة: أَرَّقَ عَیْنیكَ عن الغِمَاضِ [الغَمَاضِ بَرْقٌ تَرَی فی عارِضٍ نَغّاضِ قال ابن بری: الذی وقع فی شعره: بَرْقٌ سرَی فی عارِضِ نَهّاضِ اللیث: یقال للغَیْم إِذا كَثُفَ ثم تَمَخَّض: قد نَغَضَ حیث تراه یتحرّك بعضُه فی بعض مُتَحَیِّراً و لا یَسیر. و مَحالٌ نُغَّضٌ؛ قال الراجز: لا ماءَ فی المَقْراةِ إِن لم تَنْهَضِ بمَسَدٍ فوقَ المَحالِ النُّغَّضِ قال ابن بری: و النَّغْضةُ فی شِعْر الطرماح یصف ثوراً: باتَ إِلی نَغْضةٍ یَطُوفُ بها، فی رأْسِ مَتْنٍ أَبْزَی به جَرَدُهْ هو الشجرة فیما فسره ابن قتیبة و فسر غیره النَّغْضةَ فی البیت بالنّعامةِ.
(2). قوله [برضفة] كذا بالأَصل، و الذی فی النهایة فی غیر موضع: برضف.
لسان العرب، ج‌7، ص: 240
و‌فی صفته، صلّی اللّه علیه و سلّم، من حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: كان نَغّاضَ البطْنِ، فقال له عمر، رضی اللّه عنه: ما نَغّاضُ البطنِ؟ فقال: مُعَكَّنُ البطن، و كان عُكَنُه أَحْسَنَ من سَبائكِ الذهبِ و الفِضّةِ؛ قال: النَّغْضُ و النَّهْضُ أَخَوانِ و لما كان فی العُكَنِ نُهُوضٌ و نُتوء عن مُسْتَوَی البطنِ قیل للمُعَكَّنِ نَغَّاضُ البطن.

نفض؛ ج7، ص: 240

: النَّفْضُ: مصدر نفَضْتُ الثوبَ و الشجَرَ و غیره أَنْفُضُه نَفْضاً إِذا حرَّكْتَه لیَنْتَفِضَ، و نَفَّضْتُه شُدِّد للمبالغة. و النَّفَضُ، بالتحریك: ما تَساقَط من الورق و الثَّمَر و هو فَعَلٌ بمعنی مفْعُول كالقَبَضِ بمعنی المَقْبُوضِ. و النَّفَضُ: ما وقَع من الشی‌ء إِذا نَفَضْتَه. و النَّفْضُ: أَن تأْخذ بیدك شیئاً فتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه و تُتَرْتِرُه و تَنْفُضُ التراب عنه. ابن سیدة: نَفَضَه یَنْفُضُه نَفضاً فانْتَفَضَ. و النُّفاضةُ و النُّفاضُ، بالضم: ما سقط من الشی‌ء إِذا نُفِضَ و كذلك هو من الورق، و قالوا نُفاضٌ من ورق كما قالوا حالٌ من ورَق، و أَكثر ذلك فی ورق السَّمُرِ خاصة یُجْمَعُ و یُخْبَط فی ثوب. و النَّفَضُ: ما انْتَفَضَ من الشی‌ء. و نَفَضُ العِضاهِ: خَبَطُها. و ما طاحَ من حَمْلِ الشجرةِ، فهو نَفَضٌ. قال ابن سیدة: و النَفَضُ ما طاحَ من حَمْلِ النخل و تساقَط فی أُصُولِه من الثمَر. و المِنْفَضُ: وعاء یُنْفَضُ فیه التمْر. و المِنْفَضُ: المِنْسَفُ. و نَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها، فهی نَفُوضٌ: كثیرة الولدِ. و النَّفْضُ: من قُضْبانِ الكَرْمِ بعد ما یَنْضُرُ الورَق و قبل أَن تَتَعَلَّقَ حَوالِقُه، و هو أَغَضُّ ما یكون و أَرْخَصُه، و قد انْتَفَضَ الكَرْمُ عند ذلك، و الواحدة نَفْضةٌ، جزم. و تقول: انْتَفَضَتْ جُلَّةُ التَّمْرِ إِذا نفضْتَ ما فیها من التَّمر. و نفَضُ الشجرةِ: حین تَنْتَفِضُ ثمرَتُها. و النَّفَضُ: ما تساقَط من غیر نَفْضٍ فی أُصُول الشجر من أَنْواع الثمَر. و أَنْفَضَتْ جلةُ التمر: نُفِضَ جمیعُ ما فیها. و النَّفَضَی: الحركةُ. و‌فی حدیث قَیْلةَ: مُلاءَتانِ كانتا مَصْبُوغَتَینِ و قد نفَضَتا‌أَی نصَلَ لونُ صِبْغِهما و لم یَبْقَ إِلا الأَثَرُ. و النّافِضُ: حُمَّی الرِّعْدَةِ، مذكر، و قد نَفَضَتْه و أَخذته حُمَّی نافِضٍ و حُمَّی نافِضٌ و حُمَّی بنافِضٍ، هذا الأَعْلی، و قد یقال حُمَّی نافِضٌ فیوصف به. الأَصمعی: إِذا كانت الحُمّی نافِضاً قیل نفَضَتْهُ فهو مَنْفُوضٌ. و النُّفْضةُ، بالضم: النُّفَضاء و هی رِعْدةُ النّافِضِ. و‌فی حدیث الإِفك: فأَخذتها حُمَّی بِنافِضٍ‌أَی برِعْدةٍ شدیدةٍ كأَنها نفَضَتْها أَی حرَّكَتْها. و النُّفَضةُ: الرِّعدةُ. و أَنْفَضَ القومُ: نَفِدَ طعامُهم و زادُهم مثل أَرْمَلوا؛ قال أَبو المُثَلَّم: له ظَبْیَةٌ و له عُكَّةٌ، إِذا أَنْفَضَ القومُ لم یُنْفِضِ و‌فی الحدیث: كنا فی سَفَرٍ فأَنْفَضْنا‌أَی فَنِیَ زادُنا كأَنهم نفَضُوا مَزاوِدَهم لِخُلُوِّها، و هو مثْلُ أَرملَ و أَقْفَرَ. و أَنْفَضُوا زادَهم: أَنْفَدُوه، و الاسم النُّفاضُ، بالضم. و فی المثل: النُّفاضُ یُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ یقول: إِذا ذهب طعامُ القومِ أَو مِیرتُهم قَطَّرُوا إِبلَهم التی كانوا یَضِنُّون بها فَجَلَبُوها للبیع فباعُوها و اشْتَرَوا بثمنها مِیرةً. و النُّفاضُ: الجَدْبُ، و منه قولهم: النُّفاضُ یُقَطِّرُ الجَلَبَ، و كان ثعلب یفتحه و یقول: هو الجَدْبُ، یقول: إِذا أَجْدَبُوا جَلَبُوا الإِبل قِطاراً قِطاراً للبیع.
لسان العرب، ج‌7، ص: 241
و الإِنْفاضُ: المَجاعةُ و الحاجة. و یقال: نَفَضْنا حَلائبَنا نَفْضاً و اسْتَنْفَضْناها استِنْفاضاً، و ذلك إِذا اسْتَقْصَوْا علیها فی حَلبها فلم یَدَعُوا فی ضُروعها شیئاً من اللبن. و نفَضَ القومُ نَفْضاً: ذهب زادُهم. ابن شمیل: و قوم نَفَضٌ أَی نفَضُوا زادَهم. و أَنْفَضَ القومُ أَی هَلَكَتْ أَموالُهم. و نفَضَ الزّرْعُ سبَلًا: خرج آخِر سُنْبُله. و نفَض الكَرْمُ: تَفَتَّحتْ عَناقِیدُه. و النَّفَضُ: حَبُّ العِنب حین یأْخذ بعضُه ببعض. و النَّفَضُ: أَغَضُّ ما یكون من قضبان الكرم. و نُفُوضُ الأَرض: نَبائِثُها. و نفَض المكانَ یَنْفُضُه نَفْضاً و اسْتَنْفَضَه إِذا نظر جمیع ما فیه حتی یعرفه؛ قال زهیر یصف بقرة فقدت ولدها: و تَنْفُضُ عنها غَیْبَ كلِّ خَمِیلةٍ، و تخشَی رُماةَ الغَوْث من كلِّ مَرْصَدِ و تنفُض أَی تنظر هل تری فیه ما تكره أَم لا. و الغَوْث: قبیلة من طیِّ‌ءٍ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه، و الغار: أَنا أَنْفُضُ لك ما حوْلَك‌أَی أَحْرُسُكَ و أَطُوفُ هل أَری طَلباً. و رجل نَفُوضٌ للمكان: مُتَأَمِّلٌ له. و اسْتَنْفَضَ القومَ: تأَمّلهم؛ و قول العُجَیْر السَّلُولی: إِلی مَلِك یَسْتَنْفِضُ القومَ طَرْفُه، له فَوْقَ أَعْوادِ السَّرِیرِ زَئیرُ یقول: ینظر إِلیهم فیعرف من بیده الحق منهم، و قیل: معناه أَنه یُبْصِرُ فی أَیّهم الرأْیُ و أَیّهم بخلاف ذلك. و اسْتَنْفَضَ الطریقَ: كذلك. و اسْتِنْفاضُ الذكَر و إِنْفاضُه: اسْتِبْراؤه مما فیه من بقیة البول. و‌فی الحدیث: ابْغنِی أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بها‌أَی أَسْتَنْجی بها، و هو من نَفْضِ الثوبِ لأَن المُسْتَنْجی یَنْفُضُ عن نفْسِه الأَذی بالحجر أَی یُزِیلُه و یَدْفَعُه؛ و منه‌حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: أَنه كان یَمُرُّ بالشِّعْبِ من مُزْدَلِفةَ فیَنْتَفِضُ و یَتوضأ.اللیث: یقال اسْتَنْفَضَ ما عنده أَی اسْتخرجه؛ و قال رؤبة: صَرَّحَ مَدْحی لكَ و اسْتِنْفاضِی و النَّفِیضةُ: الذی یَنْفُضُ الطریقَ. و النَّفَضةُ: الذین یَنْفُضون الطریقَ. اللیث: النفَضة، بالتحریك، الجماعة یُبْعثون فی الأَرض مُتَجَسِّسین لینظروا هل فیها عدوّ أَو خوف، و كذلك النفیضةُ نحو الطَّلِیعة؛ و قالت سَلْمی الجُهَنِیّةُ ترثی أَخاها أَسْعد، و قال ابن بری صوابه سُعْدی الجهنیة: یَرِدُ المِیاهَ حَضِیرةً و نَفِیضةً، وِرْدَ القَطاةِ، إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ یعنی إِذا قصُر الظل نصف النهار، و حَضِیرةً و نَفِیضةً منصوبان علی الحال، و المعنی أَنه یغزو وحده فی موضع الحضِیرةِ و النفِیضةِ؛ كما قال الآخر: یا خالداً أَلْفاً و یُدْعی واحدا و كقول أَبی نُخَیْلةَ: أَ مُسْلِمُ إِنِّی یا ابْنَ كلِّ خَلِیفةٍ، و یا واحِدَ الدُّنیا، و یا جَبَلَ الأَرْضِ أَی أَبوك وحده یقوم مَقام كل خلیفة، و الجمع النَّفائضُ؛ قال أَبو ذؤَیب یصف المَفاوِزَ: بِهنَّ نَعامٌ بَناه الرِّجالُ، تُلْقی النَّفائضُ فیه السَّرِیحا
لسان العرب، ج‌7، ص: 242
قال الجوهری: هذا قول الأَصمعی و هكذا رواه أَبو عمرو بالفاء إِلا أَنه قال فی تفسیره: إِنها الهَزْلی من الإِبل. قال ابن برّی: النعامُ خشبات یُسْتَظَلّ تحتها، و الرِّجالُ الرَّجّالة، و السَّرِیحُ سُیورٌ تُشدّ بها النِّعال، یرید أَنّ نِعالَ النَّفائضِ تقطَّعت. الفراء: حَضیِرةُ الناسِ و هی الجماعة، و نفِیضَتُهم و هی الجماعة. ابن الأَعرابی: حَضِیرةٌ یحضُرها الناسُ، و نفِیضةٌ لیس علیه أَحَد. و یقال: إِذا تكلَّمت لیلًا فاخْفِضْ، و إِذا تكلمت نهاراً فانْفُضْ أَی التَفِت هل تری من تكره. و اسْتَنْفَض القومُ: أَرْسلوا النِّفَضةَ، و فی الصحاح: النَّفِیضةَ. و نفَضَتِ الإِبلُ و أَنْفَضَتْ: نُتِجَتْ كلُّها؛ قال ذو الرُّمّة: تری كَفْأَتَیْها تَنْفُضانِ و لم یَجِد، لها ثِیلَ سَقْبٍ فی النِّتاجَیْنِ، لامِسُ روی بالوجهین: تَنْفُضانِ و تُنْفِضانِ، و روی‌كِلا كَفْأَتَیْها تُنْفَضانِ …، و من روی تُنْفَضانِ فمعناه تُسْتَبْرآن من قولك نفَضْتُ المكانَ إِذا نظرت إِلی جمیع ما فیه حتی تَعْرِفَه، و من روی تَنْفُضانِ أَو تُنْفِضانِ فمعناه أَن كلّ واحد من الكَفْأَتین تُلقی ما فی بطنها من أَجنَّتها فتوجد إِناثاً لیس فیها ذكر، أَراد أَنها كلَّها مآنیثُ تُنْتَجُ الإِناثَ و لیست بمذاكیر. ابن شمیل: إِذا لُبس الثوبُ الأَحمر أَو الأَصفر فذهب بعض لونه قیل: قد نفَضَ صِبْغُه نَفْضاً؛ قال ذو الرمة: كَساكَ الذی یَكْسُو المَكارِم حُلَّةً من المَجْد لا تَبْلی، بَطِیئاً نُفوضُها ابن الأَعرابی: النُّفاضةُ ضُوازةُ السِّواك و نُفاثَتُه. و النُّفْضةُ: المَطْرةُ تُصِیبُ القِطْعةَ من الأَرض و تُخْطِئُ القِطعة. التهذیب: و نُفوضُ الأَمْرِ راشانها، و هی فارسیة، إِنما هی أَشْرافُها. و النِّفاضُ، بالكسر: إِزارٌ من أُزُر الصِّبیان؛ قال: جارِیة بَیْضاء فی نِفاضِ، تَنْهَضُ فیه أَیَّما انْتِهاضِ و ما علیه نِفاضٌ أَی ثوب. و النِّفْضُ: خُرْء النَّحْل؛ عن أَبی حنیفة. ابن الأَعرابی: النَّفْضُ التحْریكُ، و النَّفْضُ تَبَصُّرُ الطریق، و النَّفْضُ القراءةُ؛ یقال: فلان یَنْفُضُ القرآنَ كلَّه ظاهراً أَی یقرؤه.

نقض؛ ج7، ص: 242

: النَّقْضُ: إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء، و فی الصحاح: النَّقْضُ نَقْضُ البِناء و الحَبْلِ و العَهْدِ. غیره: النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام، نقَضَه یَنْقُضُه نَقْضاً و انْتَقَضَ و تَناقَضَ. و النِّقْضُ: اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم. و‌فی حدیث صوم التَّطَوُّع: فناقَضَنی و ناقَضْتُه، هی مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء و هو هَدْمُه، أَی یَنْقُضُ قولی و أَنْقُضُ قوله، و أَراد به المُراجَعةَ و المُرادَّةَ. و ناقضَه فی الشی‌ء مُناقَضةً و نِقاضاً: خالَفَه؛ قال: و كان أَبُو العَیُوفِ أَخاً و جاراً و ذا رَحِمٍ، فقُلْتُ له نِقاضا أَی ناقَضْتُه فی قوله و هَجْوِه إِیّای. و المُناقَضةُ فی القول: أَن یُتَكَلَّم بما یتناقَضُ معناه. و النَّقِیضةُ فی الشِّعْرِ: ما یُنْقَضُ به؛ و قال الشاعر: إِنِّی أَرَی الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ و إِمرارِ أَی ما أَمَرَّ عادَ علیه فنقَضَه، و كذلك المُناقَضةُ فی الشِّعْر یَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ ما قاله الأَوّل، و النَّقِیضةُ الاسم یجمع علی النَّقائض، و لذلك قالوا:
لسان العرب، ج‌7، ص: 243
نَقائضُ جریر و الفرزدق. و نَقِیضُك: الذی یُخالِفُك، و الأُنثی بالهاء. و النِّقْضُ: ما نَقَضْتَ، و الجمع أَنْقاض. و یقال: انْتَقَضَ الجُرْحُ بعد البُرْء، و انتَقض الأَمْرُ بعد التِئامه، و انتقَض أَمرُ الثغْرِ بعد سَدِّه. و النِّقْضُ و النِّقْضةُ: هما الجملُ و الناقةُ اللذان قد هَزَلْتَهما و أَدْبَرْتَهما، و الجمع الأَنْقاضُ؛ قال رؤبة: إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو، نِقْضا و النِّقْضُ، بالكسر: البعیر الذی أَنْضاه السفر، و كذلك الناقة. و النِّقْضُ: المَهْزُول من الإِبل و الخیل، قال السیرافی: كأَنَّ السفَرَ نقَض بِنْیتَه، و الجمع أَنْقاضٌ؛ قال سیبویه: و لا یُكَسَّر علی غیر ذلك، و الأُنثی نِقْضةٌ و الجمع أَنْقاضٌ كالمذكر علی توَهُّمِ حذْفِ الزائد. و الانْتِقاضُ: الانْتِكاثُ. و النِّقْضُ: ما نُكث من الأَخبیة و الأَكْسِیةِ فغُزل ثانیة، و النُّقاضةُ: ما نُقض من ذلك. و النِّقْضُ: المَنْقُوضُ مثل النِّكْث. و النِّقْضُ: مُنْتَقِضُ الأَرض من الكَمْأَةِ، و هو الموضع الذی یَنتَقِضُ عن الكمأَة إذا أَرادت أَن تخرج نقَضت وجه الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت الأَرض؛ و أَنشد: كأَنَّ الفُلانِیَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ لأَوَّلِ جانٍ، بالعَصا یَسْتَثِیرُها و النَّقّاضُ: الذی یَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، و حِرْفَتُه النِّقاضةُ؛ قال الأَزهری: و هو النَّكّاثُ، و جمعه أَنْقاض و أَنْكاث. ابن سیدة: و النِّقْضُ قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عن الكَمْأَة، و الجمع أَنْقاض و نُقوضٌ، و قد أَنْقَضْتُها و أَنقَضْت عنها، و تَنقَّضَت الأَرض عن الكمأَة أَی تقطَّرَت. و أَنْقَضَ الكَمْ‌ءُ و نقَّض: تَقَلْفَعَتْ عنه أَنقاضه؛ قال: و نَقَّضَ الكَمْ‌ءُ فأَبْدَی بَصَرَهْ «3» و النِّقْضُ: العسَلُ یُسَوِّسُ فیؤخذ فیُدَقّ فیُلْطَخ به موضع النحل مع الآس فتأْتیه النحل فتُعَسِّلُ فیه؛ عن الهَجَرِیّ. و النَّقِیضُ من الأَصْواتِ: یكون لِمفاصل الإِنسانِ و الفَرارِیجِ و العَقْرَبِ و الضِّفْدَعِ و العُقابِ و النَّعامِ و السُّمانی و البازِی و الوبْرِ و الوزَغ، و قد أَنْقَض؛ قال: فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه، كما یُنْقِضُ الوُزْغانُ، زُرْقاً عُیونُها و أَنْقَضت العُقابُ أَی صوَّتَت؛ و أَنشد الأَصمعی: تُنْقِضُ أَیْدِیها نَقِیضَ العِقْبانْ و كذلك الدجاجةُ؛ قال الراجز: تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ و الإِنْقاضُ و الكَتِیتُ: أَصوات صغار الإِبل، و القَرْقَرةُ و الهَدیرُ: أَصوات مَسانِّ الإِبل؛ قال شِظاظٌ و هو لِصٌّ من بنی ضَبّة: رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَیْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ أَی أَسْمَعْتُها، و ذلك أَنه اجْتازَ علی امرأَة من بنی نُمیر تَعْقِلُ بعیراً لها و تَتَعَوَّذُ من شِظاظٍ، و كان شِظاظ علی بكر، فنزل و سرَق بعیرها و ترك هناك بَكْرَه. و تنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت. أَبو زید: أَنْقَضْتُ بالعنز إِنْقاضاً دَعَوْتُ بها. و أَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه: أَثقله و جعله یُنْقِضُ من ثِقَله أَی
(3). قوله [و نقض الكم‌ء] تقدم إنشاده فی مادة بصر: و نفض الكم‌ء بالفاء و نصب الكم‌ء تبعاً للأَصل و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 244
یُصَوِّتُ. و فی التنزیل العزیز: وَ وَضَعْنٰا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِی أَنْقَضَ ظَهْرَكَ؛ أَی جعلَه یُسْمَعُ له نَقِیضٌ من ثِقَلِه. و‌جاء فی التفسیر: أَثْقل ظهرك، قال ذلك مجاهد و قتادةُ، و الأَصل فیه أَن الظهر إِذا أَثقله الحِمل سُمع له نَقِیض أَی صوت خفی كما یُنْقِض الرَّجل لحماره إِذا ساقَه، قال: فأَخبر اللّه عزّ و جلّ أَنه غفر لنبیه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَوزارَه التی كانت تراكمت علی ظهره حتی أَثقلته، و أَنها لو كانت أَثقالًا حملت علی ظهره لسمع لها نقیض أَی صوت؛ قال محمد بن المكرّم، عفا اللّه عنه: هذا القول فیه تسَمُّح فی اللفظ و إغلاظ فی النطق، و من أَین لسیدنا رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَوزار تتراكم علی ظهره الشریف حتی تثقله أَو یسمع لها نقیض و هو السید المعصوم المنزه عن ذلك، صلّی اللّه علیه و سلّم؟ و لو كان، و حاش للّه، یأْتی بذنوب لم یكن یجد لها ثِقَلًا فإِن اللّه تعالی قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه و ما تأَخر، و إِذا كان غفر له ما تأَخر قبل وقوعه فأَین ثقله كالشرِّ إِذا كفاه اللّه قبل وُقوعه فلا صُورة له و لا إِحْساسَ به، و من أَین للمفسِّر لفظ المغفرة هنا؟ و إِنما نص التلاوة و وَضَعْنا، و تفسیر الوِزْر هنا بالحِمل الثقیل، و هو الأَصل فی اللغة، أَولی من تفسیره بما یُخْبَر عنه بالمغفرة و لا ذكر لها فی السورة، و یحمل هذا علی أَنه عزّ و جلّ وضع عنه وزره الذی أَنقض ظهره من حَمْلِه هَمَّ قریش إِذ لم یسلموا، أَو هَمَّ المنافقین إِذ لم یُخْلِصوا، أَو همّ الإِیمانِ إِذ لم یُعمّ عشیرته الأَقربین، أَو همّ العالَمِ إذ لم یكونوا كلهم مؤمنین، أَو همّ الفتح إِذ لم یعجَّل للمسلمین، أَو هموم أُمته المذنبین، فهذه أَوزاره التی أَثقلت ظهره، صلّی اللّه علیه و سلّم، رغبة فی انتشار دعوته و خَشْیةً علی أُمته و محافظة علی ظهور ملته و حِرْصاً علی صفاء شِرْعته، و لعل بین قوله عزّ و جلّ: وَ وَضَعْنٰا عَنْكَ وِزْرَكَ، و بین قوله: فَلَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ عَلیٰ آثٰارِهِمْ إِنْ لَمْ یُؤْمِنُوا بِهٰذَا الْحَدِیثِ أَسَفاً، مناسبةً من هذا المعنی الذی نحن فیه، و إِلا فمن أَین لمن غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأَخَّر ذنوب؟ و هل ما تقدَّم و ما تأَخَّر من ذنبه المغفور إِلا حسنات سواه من الأَبْرار یراها حسنة و هو سیّد المقربین یراها سیئة، فالبَرُّ بها یتقرَّب و المُقَرَّبُ منها یتوب؛ و ما أَوْلی هذا المكان أَن یُنْشَد فیه: و مِنْ أَیْنَ للوجْهِ الجَمِیل ذُنوب و كل صوت لمَفْصِل و إِصْبَع، فهو نَقِیضٌ. و قد أَنْقَضَ ظهرُ فلان إِذا سُمع له نَقِیض؛ قال: و حُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ منه، مُقِیم فی الجَوانِحِ لنْ یَزُولا و نَقِیضُ المِحْجَمةِ: صوتها إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه، یقال: أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ؛ قال الأَعشی: زَوَی بینَ عَیْنَیْه نَقِیضُ المَحاجِم و أَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ؛ قال ذو الرمة و شبَّه أَطِیطَ الرِّحالِ بأَصوات الفراریج: كأَنَّ أَصْواتَ، من إِیغالِهِنَّ بِنا، أَواخِرِ المَیْسِ، إِنْقاضُ الفَرارِیجِ قال الأَزهری: هكذا أَقرأَنِیه المُنْذِری روایة عن أَبی الهیثم، و فیه تقدیم أُرید التأْخیر، أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَیْسِ إِنْقاضُ الفراریج إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بنا أَی أَسْرَعَت، و نَقِیضُ الرّحال و المَحامِل و الأَدِیمِ و الوَتَرِ: صوتُها من ذلك؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌7، ص: 245
شَیَّبَ أَصْداغی، فَهُنَّ بِیضُ، مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِیضُ و‌فی الحدیث: أَنه سمع نَقیضاً من فوقه؛ النَّقِیضُ الصوت. و نَقِیضُ السقْفِ: تحریك خشبه. و‌فی حدیث هِرَقْلَ: و لقد تنقَّضَتِ الغُرفةُ‌أَی تشقَّقت و جاء صوتها. و‌فی حدیث هوازِنَ: فأَنْقَضَ به دُرَیْد‌أَی نَقَرَ بلسانه فی فیه كما یُزْجَرُ الحِمار، فَعَله اسْتجهالًا؛ و قال الخطابی: أَنْقَضَ به أَی صَفَّق بإحدی یدیه علی الأُخری حتی سُمع لها نَقِیضٌ أَی صوتٌ، و قیل: الإِنْقاضُ فی الحَیوان و النَّقْضُ فی المَوَتان، و قد نقَض یَنْقُضُ و یَنْقِضُ نَقْضاً. و الإِنْقاضُ: صُوَیْت مثل النَّقْرِ. و إِنْقاضُ العِلْك: تَصویته، و هو مكروه. و أَنْقَضَ أَصابعه: صوَّت بها. و أَنْقض بالدابة: أَلصقَ لسانه بالغار الأَعلی ثم صوَّت فی حافتیه من غیر أَن یرفع طَرفه عن موضعه، و كذلك ما أَشبهه من أَصوات الفراریج و الرِّحال. و قال الكسائی: أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دعوتها. أَبو عبید: أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَی صَئِیّاً. و قال الأَصمعی: یقال أَنْقَضْتُ بالعَیْر و الفرس، قال: و كلُّ ما نفَرْت به، فقد أَنْقَضْتَ به. و أَنْقَضَت الأَرضُ: بدَا نباتُها. و نَقْضا الأُذنین «1»: مُسْتدارُهما. و النُّقَّاضُ: نَبات. و الإِنْقِیضُ: رائحة الطِّیب، خُزاعیة. و فی النوادر: نقَّضَ الفرسُ و رَفَّضَ إِذا أَدْلَی و لم یَسْتَحْكِم إِنْعاظُه، و مثله سیَا و أَسابَ و شَوَّلَ و سبَّح و سمَّل و انْساحَ و ماسَ.

نهض؛ ج7، ص: 245

: النُّهوضُ: البَراحُ من الموضع و القیامُ عنه، نهَضَ یَنْهَضُ نَهْضاً و نُهوضاً و انْتَهَضَ أَی قامَ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لرُوَیْشد: و دون حدر و انْتِهاضٍ و ربوة، كأَنَّكما بالرِّیقِ مُخْتَنِقانِ و أَنشد الأَصمعی لبَعْضِ الأَغْفال: تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ فی ظُهَیْری، من لَدُنِ الظُّهْر إِلی العُصَیْرِ و أَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ، و انتهض القومُ و تناهَضوا: نهَضُوا للقتال. و أَنْهَضَه: حَرَّكه للنُّهوض. و اسْتَنْهَضْته لأَمر كذا إِذا أَمرته بالنُّهوض له. و ناهَضْتُه أَی قاوَمْتُه. و قال أَبو الجَهْم الجعفریّ: نَهَضْنا إِلی القوم و نَغَضْنا إِلیهم بمعنًی. و تناهَضَ القومُ فی الحرب إِذا نَهض كلُّ فریق إِلی صاحبه. و نَهض النَّبْتُ إِذا استوی؛ قال أَبو نخیلة: و قد عَلَتْنی ذُرْأَةٌ بادِی بَدِی، و رَثْیةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ قال ابن بری: صوابه: تنهَض فی تشدُّد. و أَنْهَضَت الرِّیحُ السَّحابَ: ساقَتْه و حملَتْه؛ قال: باتَتْ تُنادِیهِ الصَّبا فأَقْبَلا، تُنْهِضُه صُعْداً و یأْبَی ثِقَلا و النَّهْضةُ: الطَّاقةُ و القوَّةُ. و أَنهضه بالشی‌ء: قوَّاه علی النُّهوضِ به. و الناهِضُ: الفرْخُ الذی استَقَلَّ للنُّهوضِ، و قیل: هو الذی وفُرَ جَناحاه و نَهضَ للطَّیَران، و قیل: هو الذی نَشر جناحَیْه لیَطِیرَ، و الجمع نَواهِضُ. و نهَض الطائرُ: بسَط جناحیه لیطیر. و الناهِضُ: فرْخُ العُقاب الذی وفُرَ جناحاه و نَهضَ للطیران؛ قال إمرؤُ القیس:
(1). قوله [و نقضا الأُذنین] كذا ضبط فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 246
راشَه مِنْ رِیشِ ناهِضةٍ، ثم أَمْهاهُ علی حَجَرِهْ و قول لبید یصف النَّبْل: رقَمِیَّاتٌ علیها ناهِضٌ، تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم و الأَیَلْ إِنما أَراد رِیشَ من فرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ لا تُراشُ بالناهِضِ كلّه هذا ما لا یجوز إِنما تُراش برِیشِ الناهض، و مثله كثیر. و النَّواهِضُ: عِظامُ الإِبل و شِدادُها؛ قال الراجز: الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِیٌّ فارضُ، لا یَسْتَطِیعُ جَرَّه الغَوامِضُ، إِلَّا المُعیداتُ به النَّواهِضُ و الغامِضُ: العاجز الضَّعیف. و ناهِضةُ الرجل: قومه الذین ینهَضُ بهم فیما یُحْزِنُه من الأُمور، و قیل: ناهِضةُ الرجل بنو أَبیه الذین یَغْضَبُون بغَضَبه فیَنْهَضُون لنَصْره. و ما لفلان ناهِضةٌ، و هم الذین یَقُومون بأَمرِه. و تَناهَضَ القومُ فی الحرب: نهَضُوا. و الناهِضُ: رأْس المنكب، و قیل: هو اللحم المجتمع فی ظاهر العضد من أَعْلاها إِلی أَسفلها، و كذلك هو من الفرس، و قد یكون من البعیر، و هما ناهِضانِ، و الجمع نَواهِضُ. أَبو عبیدة: ناهِضُ الفرس خُصَیْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ، و یُستحب عِظَمُ ناهِضِ الفَرس؛ و قال أَبو دواد: نَبِیل النَّواهِضِ و المَنْكِبَیْن، حَدِید المَحازِم ناتِی المَعَدْ الجوهری: و الناهِضُ اللحم الذی یلی عضُد الفرس من أَعلاها. و نَهْضُ البعیرِ: ما بین الكتف و المَنْكِبِ، و جمعه أَنْهُضٌ مثل فَلْسِ و أَفْلُس؛ قال هِمْیانُ بن قحافة: و قَرَّبُوا كلّ جُمالِیٍّ عَضِهْ، أَبْقَی السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ و قال النضر: نَواهِضُ البعیر صدره و ما أَقَلَّتْ یده إِلی كاهِلِه و هو ما بین كِرْكِرته إِلی ثُغْرةِ نَحْرِه إِلی كاهِلِه، الواحد ناهِضٌ. و طریق ناهِضٌ أَی صاعِدٌ فی جبل، و هو النَّهْضُ و جمعه نِهاضٌ؛ و قال الهذلی: یتابع نَقْباً ذا نِهاضٍ، فوَقْعُه به صُعُدٌ، لو لا المَخافةُ قاصِد «1» و مكانٌ ناهِضٌ: مرتفِعٌ. و النَّهْضةُ، بسكون الهاء: العَتَبةُ من الأَرض تُبْهَرُ فیها الدابةُ أَو الإِنسان یَصْعَدُ فیها من غَمْضٍ، و الجمع نِهاضٌ؛ قال حاتم بن مُدْرِك یهجو أَبا العَیُوفِ: أَقولُ لصاحِبَیَّ و قد هَبَطْنا، و خَلَّفْنا المَعارِضَ و النِّهاضا یقال: طریق ذو مَعارِضَ أَی مَراعٍ تُغْنِیهم أَن یَتَكَلَّفُوا العَلَف لمواشیهم. الأَزهریُّ: النَّهْضُ العَتَبُ. ابن الأَعرابی: النِّهاضُ العَتَبُ، و النهاض السرْعةُ، و النَّهْضُ الضَّیْمُ و القَسْرُ، و قیل هو الظُّلْم؛ قال: أَ ما تَری الحَجّاجَ یأْبی النَّهْضا و إِناء نَهْضان: و هو دون الشلثان «2»؛ هذه عن أَبی حنیفة.
(1). قوله [یتابع نقباً إلخ] كذا فی الأَصل، و فی شرح القاموس: یتائم. (2). قوله [الشلثان] كذا بالأَصل بمثلثة بعد اللام، و فی شرح القاموس بتاء مثناة بعدها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 247
و ناهِضٌ و مُناهِضٌ و نَهّاضٌ: أَسماء.

نوض؛ ج7، ص: 247

: النَّوضُ: وُصْلةُ ما بین العَجُز و المتن، و خَصَّصَه الجوهری بالبعیر. و لكل امرأَة نَوْضانِ: و هما لَحمتان مُنْتَبِرتانِ مُكْتَنِفتانِ قَطَنَها یعنی وسَط الوَرِك؛ قال: إِذا اعْتَزَمْنَ الدَّهْرَ فی انْتِهاضِ، جاذَبْنَ بالأَصْلابِ و الأَنْواضِ «1» و النَّوْضُ: شِبْهُ التَّذَبْذُبِ و التَّعَثْكُلِ. و ناضَ الشی‌ءُ یَنُوضُ نَوْضاً: تَذَبْذَبَ. و ناضَ فلان یَنُوض نَوْضاً: ذهب فی البلاد. و نُضْتُ الشَّی‌ءَ و ناضَ الشی‌ءَ یَنُوضُه نَوْضاً: أَراغَه لینتزعه كالغُصْن و الوَتدِ و نحوهما. و ناضَ نَوْضاً كناصَ أَی عدَل؛ عن كراع. و ناضَ البرْقُ یَنُوضُ نَوْضاً إِذا تلأَلأَ. و یقال: فلان ما یَنُوضُ بحاجة و ما یَقْدِر أَن ینوض أَی یتحرّك بشی‌ء، و الصاد لغة. و المَناضُ: المَلْجأُ؛ عن كراع، و الصاد أَعلی. و أَناضَ حَمْلُ النخلة إِناضةً و إِناضاً كأَقامَ إِقامةً و إِقاماً: أَدرَك؛ قال لبید: فاخِراتٌ ضُروعُها فی ذُراها، و أَناضَ العَیْدانُ و الجَبّارُ قال ابن سیدة: و إِنما كانت الواو أَولی به من الیاء لأَنَّ ض ن و أَشدّ انقلاباً من ض ن ی. و الإِناضُ: إِدْراكُ النخل. و إِذا أَدْرَكَ حَمْلُ النخلةِ، فهو الإِناضُ. أَبو عمرو: الأَنْواضُ مَدافِعُ الماء. و الأَنْواضُ و الأَناوِیضُ: مواضع متفرّقة «2»؛ و منه قول لبید: أَرْوَی الأَناوِیضَ و أَرْوَی مِذْنَبَهْ و الأَنْواضُ: موضع معروف؛ قال رؤبة: غُرّ الذُّری ضَواحِك الإِیماضِ، تُسْقَی به مَدافِعُ الأَنْواضِ و قیل: الأَنْواضُ هنا مَنافِقُ الماء، و به فسر الشعر و لم یذكر للأَنْواضِ و لا للمَنافِق واحد. و الأَنْواضُ: الأَوْدِیة، واحدها نَوْض، و الجمع الأَناوِیضُ. و النَّوْضُ: الحرَكة. و النَّوْضُ: العُصْعُصُ. قال الكسائی: العرب تبدل من الصاد ضاداً فتقول: ما لكَ من هذا الأَمر مَناضٌ أَی مَناصٌ، و قد ناضَ و ناصَ مَناضاً و مَناصاً إِذا ذهب فی الأَرض. قال ابن الأَعرابی: نَوَّضْتُ الثوبَ بالصِّبْغ تَنْوِیضاً؛ و أَنشد فی صفة الأَسد: فی غِیلِه جِیَفُ الرِّجالِ كأَنَّه، بالزَّعْفرانِ من الدِّماء، مُنَوَّضُ أَی مُضَرَّج. أَبو سعید: الأَنْواضُ و الأَنْواطُ واحد، و هی ما نُوِّطَ علی الإِبل إِذا أُوقِرَتْ؛ قال رؤبة: جاذَبْنَ بالأَصْلابِ و الأَنْواضِ

نیض؛ ج7، ص: 247

: ابن الأَعرابی: النَّیْضُ، بالیاء، ضَرَبان العِرْقِ مثل النَّبْضِ سواء.

فصل الهاء؛ ج7، ص: 247

هرض؛ ج7، ص: 247

: الهَرَضُ: الحَصَفُ الذی یظهر علی الجلد. و هَرَضَ الثوبَ یَهْرضُهُ هَرْضاً: مَزَّقَه.

هضض؛ ج7، ص: 247

: الهَضُّ و الهَضَضُ: كسْر دُونَ الهَدِّ و فوق الرَّضِّ، و قیل: هو الكَسْرُ عامّةً، هَضَّه یَهُضُّه
(1). قوله [الدهر] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس: الزهو. (2). قوله [متفرقة] فی الصحاح مرتفعة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 248
هَضّاً أَی كسَره و دقَّه فانْهَضَّ، و هو مَهْضُوض و هَضِیضٌ و مُنْهَضٌّ. و الهَضْهَضةُ كذلك إِلا أَنه فی عَجَلةٍ و الهَضّ فی مُهْلةٍ، جعلوا ذلك كالمَدّ و الترْجِیع فی الأَصْوات. و اهْتَضَّه: كسَره؛ قال العجاج: و كان ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا، تَرُدُّ عنها رأْسَها مُشَجَّجا و اهْتَضَضْتُ نفسی لفلان إِذا اسْتَزَدْتَها له. و الهَضْهَضَةُ: الفَحْل الذی یَهُضُّ أَعْناقَ الفُحول. تقول: هو یُهَضْهِضُ الأَعْناقَ. و فَحْل هَضّاضٌ: یَهُضُّ أَعناقَ الفُحول، و قیل: هو الذی یَصْرَع الرّجل و البعیر ثم یُنْحِی علیه بكَلْكَلِه، و قیل: هَضْهَضَها. و الهَضَضُ: التكسر. أَبو زید: هَضَضْتُ الحجرَ و غیره هَضّاً إِذا كسرْته و دقَقْتَه. و جاءت الإِبل تَهُضُّ السیْرَ هَضّاً إِذا أسرَعت، یقال: لشَدَّ ما هَضَّتْ؛ و قال رَكّاضٌ الدُّبَیْری: جاءت تَهُضُّ المَشْیَ أَیَّ هَضِّ، یَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ قال ابن الأَعرابی: یقول هی إِبل غَزِیراتٌ فتدْفع أَلبانُها عنها قطعَ رُؤوسِها كقوله: حتی فَدَی أَعْناقَهُنّ المَخْضُ و هَضَّضَ إِذا دَقّ الأَرض برجلیه دقّاً شدیداً. و الهَضَّاء: الجماعةُ من الناس و الخیل، و هی أَیضاً الكَتِیبةُ لأَنها تهُضُّ الأَشیاء أَی تكسرها. الأَصمعی: الهَضَّاء، بتشدید الضاد، الجماعة من الناس؛ قال الطرمّاحُ: قد تجَاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّة، یُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ و هو فَعْلاء مثل الصحْراء؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: إِلیه تَلْجَأُ الهَضّاءُ طُرّاً، فلیسَ بقائِلٍ هُجْراً لجارِ قال ابن بری: البیت لأَبی دُواد یَرْثی أَبا بِجاد و صوابه: … هُجْراً لجادِی، بالدال؛ و أَول القصید: مصِیفُ الهَمِّ یَمْنَعُنی رُقادی، إِلیَّ فقد تَجافی بی وِسادِی لفَقْدِ الأَرْیَحِیِّ أَبی بِجادِ، أَبی الأَضْیافِ فی السَّنة الجَمادِ ابن الفَرج: جاء یَهُزُّ المَشْیَ و یَهُضُّه إِذا مشی مَشْیاً حسناً فی تَدافُعٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی فیما رواه ثعلب عنه: تَرَوَّحَتْ عن حُرُضٍ و حَمْضِ، جاءتْ تَهُضُّ الأَرضَ أَیَّ هَضِّ یَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ، مَشْیَ العَذاری شِمْنَ عَیْنَ المُغْضی قال: تهُضُّ تدُقّ؛ یقول: راحَتْ عن حُرُض فجاءت تهُضُّ المشْیَ مَشْیَ العَذاری، یقول: العَذاری یَنْظُرْن إِلی المُغْضِی الذی لیس بصاحب رِیبة و یَتَوَقَّیْنَ صاحبَ الرِّیبة، فشبَّه نظر الإِبل بأَعین العذاری تَغُضُّ عمن لا خیرَ عنده، و شِمْنَ: نظَرْن. و هَضْهاضٌ و هُضاضٌ و هِضاضٌ، جمیعاً: وادٍ؛ قال مالك بن الحرث الهذلی: إِذا خَلَّفْتُ باطِنَتَیْ سَرارٍ، و بَطْنَ هِضاضَ [هُضاضَ، حیثُ غَدا صُباحُ أَنث علی إِرادة البُقْعة. و هَضّاضٌ و مِهَضٌّ: اسْمانِ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 249‌

هلض؛ ج7، ص: 249

: هلَضَ الشی‌ءَ یَهْلِضُه هَلْضاً: انْتَزَعه كالنبت تَنْتَزِعُه من الأَرض، ذكر أَبو مالك أَنه سمعه من أَعراب طیّ‌ء، و لیس بثَبَت.

هنبض؛ ج7، ص: 249

: الهُنْبُضُ: العظیمُ البطْن. و هَنْبَضَ الضَّحِكَ: أَخْفاه.

هیض؛ ج7، ص: 249

: هاضَ الشی‌ءَ هَیْضاً: كسَره. و هاضَ العظمَ یَهِیضُه هَیْضاً فانْهاضَ: كسَره بعد الجُبور أَو بعد ما كاد یَنْجَبِرُ، فهو مَهِیضٌ. و اهْتاضَه أَیضاً، فهو مُهْتاضٌ و مُنْهاضٌ؛ قال رؤْبة: هاجَك مِن أَرْوی كَمُنْهاضِ الفَكَكْ لأَنه أَشد لوجعه. و كلُّ وجَع علی وجع، فهو هَیْضٌ. یقال: هاضَنی الشی‌ءُ إِذا رَدَّك فی مرَضِك. و‌روی عن عائشة أَنها قالت فی أَبیها، رضی اللّه عنهما، لما توُفِّیَ رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: و اللّه لو نزل بالجبال الرّاسیات ما نزلَ بأَبی لهاضَها‌أَی كسَرها؛ الهَیْضُ: الكَسْرُ بعد جُبورِ العظْمِ و هو أَشدُّ ما یكون من الكسر، و كذلك النُّكْسُ فی المَرض بعد الانْدِمال؛ قال ذو الرمة: و وَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ، كأَنَّما تَهِیضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا و قال القطامی: إِذا ما قُلْتُ قد جُبِرَتْ صُدوعٌ، تُهاضُ، و ما لِما هِیضَ اجْتِبارُ و قال ابن الأَعرابی فی‌قول عائشة لَهاضَها‌أَی لأَلانَها. و الهَیْضُ: اللِّینُ، و قد هاضَه الأَمرُ یَهِیضُه؛ و فی حدیث أَبی بكر و النّسّابةِ: یَهِیضُه حِیناً و حِیناً یَصْدَعُهْ أَی یكسِرُه مرة و یشُقُّه أُخری. و‌فی الحدیث: قیل له خَفِّضْ علیك فإِنَّ هذا یَهِیضُك.و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: اللهم قد هاضَنی فَهِضْه.و المُسْتَهاضُ: الكَسِیرُ یَبْرَأُ فیُعْجَلُ بالحَمْلِ علیه و السَّوْق له فینكسر عظمه ثانیة بعد جَبْر و تَماثُل. و الهَیْضةُ: مُعاودةُ الهَمّ و الحُزْنِ و المَرضِ بعد المَرض، و قد تَهَیَّضَ؛ قال: و ما عادَ قَلْبی الهمُّ إِلَّا تَهَیَّضا و المُسْتَهاضُ: المریض یبرأُ فیعمل عملًا فیشق علیه أَو یأْكل طعاماً أَو یشرب شراباً فیُنْكَسُ. و كل وجع هَیْضٌ. و هاضَ الحُزْنُ قلبَه: أَصابه مرّة بعد أُخری. و الهَیْضةُ: انْطِلاقُ البطن، یقال: بالرجل هَیْضة أَی به قُیاء و قِیامٌ جمیعاً. و أَصابت فلاناً هَیْضةٌ إِذا لم یُوافِقْه شی‌ء یأْكله و تغیَّرَ طَبْعُه علیه، و ربما لانَ من ذلك بطنُه فكثر اختلافه. و الهَیْضُ: سَلْحُ الطائرِ، و قد هاضَ هَیْضاً؛ قال: كأَنَّ مَتْنَیْه من النَّفِیِّ مَهایِضُ الطیرِ علی الصفِیِّ و المعروف مَواقِعُ الطیر. قال ابن بری: هیَّضه بمعنی هَیَّجه؛ قال هِمْیانُ بن قُحافةَ: فهَیَّضُوا القلبَ إِلی تَهَیُّضِه

فصل الواو؛ ج7، ص: 249

وخض؛ ج7، ص: 249

: الوَخْضُ: الطَّعْنُ غیر الجائِف، و قیل: هو الجائفُ، و قد وخَضَه بالرُّمْح وخْضاً؛ قال أَبو منصور: هذا التفسیر للوَخْضِ خطأٌ. الأَصمعی:
لسان العرب، ج‌7، ص: 250
إَذا خالطت الطعنةُ الجَوْفَ و لم تنفُذ فذلك الوَخْضُ و الوَخْطُ. و قال أَبو زید: البَجُّ مثل الوخْضِ؛ و أَنشد: قَفْخاً علی الهام و بَجّاً وخْضا أَبو عمرو: وخَطَه بالرمح و وخَضَه، و الوَخِیضُ المَطْعون؛ قال ذو الرمة: فكَرَّ یَمْشُقُ طَعْناً فی جَواشنِها، كأَنَّه الأَجْرُ فی الإِقدامِ یُحْتَسَبُ و تارةً یَخِضُ الأَسْحارَ عن عُرُضٍ وخْضاً، و تُنْتَظَمُ الأَسْحارُ و الحُجُبُ

ورض؛ ج7، ص: 250

: ورَّضَتِ الدَّجاجةُ: رَخَّمَت علی البیض ثم قامت فباضَتْ بمرّة، و فی الصحاح: قامت فذَرَقَتْ بمرّة واحدة ذَرْقاً كثیراً، و كذلك التَّوْرِیضُ فی كل شتی‌ء؛ قال أَبو منصور: و هذا تصحیف و الصواب ورَّصَتْ، بالصاد. و روی الأَزهری بسنده عن الفراء قال: ورَّضَ الشیخُ، بالضاد، إِذا اسْتَرْخی حِتارُ خَوْرانِه فأَبْدی. قال أَبو العباس: و قال ابن الأَعرابی أَورَضَ و وَرَّضَ إِذا رَمی بغائطِه و أَخرجه بمرة، و أَما التوْرِیص، بالصاد، فله معنی غیر ما ذكره اللیث. ابن الأَعرابی: المُوَرِّضُ الذی یرْتادُ الأَرض و یطلب الكلأَ؛ و أَنشد لابن الرِّقاعِ: حَسِبَ الرَّائدُ المُوَرِّضُ أَنْ قد دَرَّ منها بكلِّ نَبْ‌ءٍ صِوارُ دَرَّ أَی تفرّق. و النَّب‌ء: ما نَبا من الأَرض. و یقال: نویت الصومَ و أَرَّضْتُه و ورَّضْتُه و رَمَّضْتُه و بَیَّتُّه و خَمَّرْتُه و رَسَّسْتُه بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: لا صِیامَ لمن لم یُوَرِّضْ من اللیل‌أَی لم یَنْوِ. یقال: ورَّضْتُ الصومَ إِذا عزمت علیه، قال أَبو منصور: و أَحسب الأَصل فیه مهموزاً ثم قلبت الهمزة واواً.

وفض؛ ج7، ص: 250

: الوِفاضُ: وِقایة ثِفالِ الرَّحی، و الجمع وُفُضٌ؛ قال الطرمّاح: قد تجاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّةِ، یُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ أَبو زید: الوِفاضُ الجلدة التی توضع تحت الرَّحی. و قال أَبو عمرو: الأَوْفاضُ و الأَوْضامُ واحدها وفَضٌ و وَضَمٌ، و هو الذی یُقطع علیه اللحم؛ و قال الطّرماح: كم عَدُوٍّ لنا قُراسِیةِ العِزِّ تَرَكْنا لَحْماً علی أَوْفاضِ و أَوْفَضْتُ لفلان و أَوْضَمْت إِذا بسَطْتَ له بِساطاً یَتَّقی به الأَرضَ. ثعلب عن ابن الأَعرابی: یقال للمكان الذی یُمْسِك الماء الوِفاضُ و المَسَكُ و المَساكُ، فإِذا لم یُمْسِكْ فهو مَسْهَبٌ. و الوَفْضةُ: خَرِیطةٌ یَحْمِلُ فیها الرَّاعی أَداتَه و زاده. و الوَفْضةُ: جَعْبةُ السِّهامِ إِذا كانت من أَدَمٍ لا خشبَ فیها تشبیهاً بذلك، و الجمع وِفاضٌ. و فی الصحاح: و الوَفْضةُ شی‌ء كالجَعْبةِ من أَدَمٍ لیس فیها خشب؛ و أَنشد ابن بری للشَّنْفَرَی: لها وَفْضةٌ فیها ثلاثون سَیْحَفاً، إِذا آنَسَتْ أُولی العَدِیِّ اقْشَعَرّتِ الوَفضةُ هنا: الجَعبة، و السَّیْحَفُ: النَّصْلُ المُذَلَّقُ. وفَضَتِ الإِبلُ: أَسرَعَت. و ناقة مِیفاضٌ: مُسْرِعةٌ، و كذلك النعامةُ؛ قال:
لسان العرب، ج‌7، ص: 251
لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِیفاضا خَرْجاءَ تَغْدُو تَطْلُب الإِضاضا «3» و أَوْفَضَها و اسْتَوْفَضَها: طَرَدَها. و‌فی حدیث وائل بن حجر: من زَنی مِنْ بِكْرٍ فأَصْقِعُوه كذا و اسْتَوْفِضُوه عاماً‌أَی اضْرِبُوه و اطْرُدُوه عن أَرضه و غَرِّبوه و انْفُوه، و أَصله من قولك اسْتَوْفَضَتِ الإِبلُ إِذا تفرَّقت فی رَعْیِها. الفراء فی قوله عزّ و جلّ: كَأَنَّهُمْ إِلیٰ نُصُبٍ یُوفِضُونَ، الإِیفاضُ الإِسْراعُ، أَی یُسْرِعُون. و قال اللیث: الإِبل تَفِضُ وَفْضاً و تَسْتَوْفِضُ و أَوْفَضَها صاحبُها؛ و قال ذو الرمة یصف ثوراً وحشیّاً: طاوی الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجةٌ، مُسْتَوْفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهُومُ قال الأَصمعی: مُسْتَوْفَضٌ أَی أُفْزِعَ فاسْتَوْفَضَ، و أَوْفَضَ إِذا أَسْرَع. و قال أَبو زید: ما لی أَراكَ مُسْتَوْفَضاً أَی مَذْعُوراً، و قال أَبو مالك: اسْتَوْفَضَ اسْتَعْجَلَ؛ و أَنشد لرؤبةَ: إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو نِقْضا، تَعْوِی البُرَی مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا تَعْوِی أَی تَلْوِی. یقال: عَوَتِ الناقةُ بُرَتها فی سیْرها أَی لوتها بخِطامِها؛ و مثل شعر رؤبة قولُ جریر: یَسْتَوفِضُ الشیخُ لا یَثْنِی عمامَته، و الثلْجُ فوق رُؤوس الأُكْمِ مَرْكُومُ و قال الحطیئة: و قدْرٍ إِذا ما أَنْفَضَ الناسُ، أَوْفَضَتْ إِلیها بأَیْتامِ الشِّتاءِ الأَرامِلُ و أَوْفَضَ و اسْتَوْفَضَ: أَسرَع. و اسْتَوْفَضَه إِذا طَرَده و استعجله. و الوَفْضُ: العجَلة. و اسْتَوْفَضَها: استعجَلها. و جاءَ علی وفْض و وفَضٍ أَی علی عجَل. و المُسْتَوْفِضُ: النافِرُ من الذُّعْرِ كأَنه طلَب وفْضَه أَی عدْوَه. یقال: وفَضَ و أَوْفَضَ إِذا عَدا. و یقال: لِقیتُه علی أَوْفاضٍ أَی علی عجَلةٍ مثل أَوْفازٍ؛ قال رؤبة: یَمْشِی بنا الجِدُّ علی أَوْفاضِ قال أَبو تراب: سمعت خلیفة الحُصَیْنِی یقول: أَوْضَعتِ الناقةُ و أَوْضَفَت إِذا خَبَّتْ، و أَوْضَفْتُها فوضَفت و أَوْفَضْتها فوفَضَت. و یقال للأَخلاط: أَوْفاضٌ، و الأَوْفاضُ: الفِرَقُ من الناس و الأَخْلاطُ من قَبائلَ شَتَّی كأَصْحاب الصُّفّةِ. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه أَمَر بصدَقةٍ أَن توضَع فی الأَوْفاضِ؛ فُسِّرُوا أَنهم أَهلُ الصُّفّةِ و كانوا أَخْلاطاً، و قیل: هم الذین مع كل واحد منهم وَفْضةٌ، و هی مثل الكِنانةِ الصغیرة یُلْقی فیها طعامَه، و الأَوّل أَجْودُ. قال أَبو عمرو: الأَوْفاضُ هم الفِرَقُ من الناس و الأَخْلاط، من وفضَتِ الإِبلُ إِذا تفرّقت، و قیل: هم الفقراء الضّعافُ الذین لا دِفاعَ بهم، واحدهم وفض «4». و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من الأَنصار جاءَ إِلی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فقال: مالی كلُّه صدَقةٌ، فأَقْتر أَبواه حتی جلَسا مع الأَوْفاضِ‌أَی افتقَرا حتی جلسا مع الفقراء، قال أَبو عبید: و هذا كله عندنا واحد لأَن أَهلَ الصُّفّة إِنما كانوا أَخلاطاً من قَبائل شتَّی، و أَنكر أَن یكون مع كل رجل منهم وفْضةٌ. ابن شمیل: الجَعْبةُ المُسْتدیرةُ الواسعةُ
(3). قوله [الإِضاض] هو الملجأ كما تقدم و وضعت فی الأَصل الذی بأیدینا لفظة الملجأ هنا بإزاء البیت. (4). قوله [واحدهم وفض] كذا فی الأَصل و النهایة بلا ضبط.
لسان العرب، ج‌7، ص: 252
التی علی فمها طبَقٌ من فوقها و الوَفْضةُ أَصغرُ منها، و أَعْلاها و أَسفلُها مُسْتَوٍ. و الوَفَضُ: وضَمُ اللحم؛ طائیّةٌ؛ عن كراع.

ومض؛ ج7، ص: 252

: ومَضَ البرْقُ و غیره یَمِضُ ومْضاً و وَمِیضاً و وَمَضاناً و توْماضاً أَی لَمَعَ لمْعاً خَفِیّاً و لم یَعْتَرِضْ فی نَواحی الغَیم؛ قال إمرؤ القیس: أَ صاحِ تَرَی بَرْقاً أُرِیكَ ومِیضَه، كلَمْعِ الیَدَیْنِ فی حَبِیٍّ مُكَلَّلِ و قال ساعدة بن جؤیة الهذلی و وصف سحاباً: أُخِیلُ بَرْقاً مَتَی حابٍ له زَجَلٌ، إِذا یُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا و أَنشد فی ومض: تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنایا ناصِعٍ، مِثْلِ ومِیضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ یرید لما أن ومَضَ. اللیث: الوَمْضُ و الوَمِیضُ من لَمَعانِ البرْقِ و كلِّ شی‌ء صافی اللوْنِ، قال: و قد یكون الوَمِیضُ للنار. و أَوْمَضَ البرقُ إِیماضاً كوَمَضَ، فأَما إِذا لَمع و اعْتَرَضَ فی نواحِی الغیم فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطارَ فی وسَط السماء و شقّ الغیم من غیر أَن یَعْتَرِضَ یمیناً و شمالًا فهو العَقِیقةُ. و‌فی الحدیث: أَنه سأَل عن البرْقِ فقال: أَ خَفْواً أَمْ وَمِیضاً؟ و أَوْمَضَ: رأَی ومِیضَ بَرْق أَو نار؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و مُسْتَنْبِحٍ یَعْوِی الصَّدَی لعُوائِه، رأَی ضَوْءَ ناری فاسْتَناها و أَوْمَضا اسْتَناها: نظَر إِلی سَناها. ابن الأَعرابی: الوَمِیضُ أَن یُومِضَ البرقُ إِیماضةً ضعیفة ثم یَخفی ثم یُومِض، و لیس فی هذا یأْسٌ من مطر قد یكون و قد لا یكون. و أَوْمَضَ: لمع. و أَوْمَضَ له بعینه: أَوْمأَ. و‌فی الحدیث: هَلَّا أَومَضْتَ إِلیَّ یا رسول اللّه‌أَی هلَّا أَشَرْتَ إِلیَّ إِشارة خفیَّة من أَوْمَض البرقُ و وَمَض. و أَوْمَضَت المرأَةُ: سارقَتِ النظَر. و یقال: أَوْمَضَتْه فلانة بعینها إِذا برَقت.

وهض؛ ج7، ص: 252

: التهذیب: الأَصمعی یقال لما اطْمَأَنَّ من الأَرض وَهْضةٌ. أَبو السَّمَیْدَع: الوَهْضةُ و الوَهْطةُ و ذلك إِذا كانت مُدَوَّرة.

فصل الیاء؛ ج7، ص: 252

یضض؛ ج7، ص: 252

: أَبو زید یَضَّضَ الجَرْو [الجِرْو مثل جَصَّصَ و فقَّح، و ذلك إِذا فتح عینیه. الفراء: یقال یَصَّصَ، بالصاد، مثله. قال أَبو عمرو: یَضَّضَ و یَصَّصَ و بَضَّضَ، بالباء، و جَصَّصَ بمعنَی واحد لغات كلها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 253

ط؛ ج7، ص: 253

حرف الطاء المهملة؛ ج7، ص: 253

ط؛ ج7، ص: 253

: الطاء حرف من حروف العربیة، و هی من الحروف المجهورة و أَلفها ترجع إِلی الیاء، إِذا هَجَّیْتَه جَزمْته و لم تعربه كما تقول ط د مُرْسلةَ اللفظ بلا إِعراب، فإِذا وصفته و صیرته اسماً أَعربته كما تعرب الاسم، فتقول هذه طاء طویلة لمَّا وصفته أَعْرَبْتَه، و الطاء و الدال و التاء ثلاثة فی حیز واحد، و هی الحروف النِّطَعِیَّةُ لأَنَّ مَبْدأَها من نِطْعِ الغارِ الأَعْلی.

فصل الألف؛ ج7، ص: 253

أبط؛ ج7، ص: 253

: الإِبْطُ: إِبْطُ الرجل و الدوابّ. ابن سیدة: الإِبْطُ باطِنُ المَنْكِب. غیره: و الإِبط باطن الجَناحِ، یذكر و یؤَنث و التذكیر أعْلی، و قال اللحیانی: هو مذكر و قد أَنثه بعض العرب، و الجمع آباط. و حكی الفراءُ عن بعض الأَعراب: فرَفَع السوْطَ حتی بَرَقَتْ إِبْطُه؛ و قول الهذلی: شَرِبْتُ بجَمِّه و صَدَرْتُ عنه، و أَبْیَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِی أَی تحت إِبْطِی، قال ابن السیرافی: أَصله إِباطِیّ فخفف یاء النسب، و علی هذا یكون صفة لصارم، و هو منسوب إِلی الإِبط. و تأَبَّطَ الشی‌ءَ: وضعَه تحت إِبطه. و تأَبَّط سَیْفاً أَو شیئاً: أَخذه تحت إِبطه، و به سمی ثابت بن جابر الفَهْمِیّ تأَبَّط شرّاً لأَنه، زعموا، كان لا یفارقه السیف، و قیل: لأَنَّ أُمه بَصُرَتْ به و قد تأَبَّط جَفِیرَ سِهام و أَخذ قَوْماً فقالت: هذا تأَبَّط شرّاً، و قیل: بل تأَبط سِكِّیناً و أَتی نادِیَ قومِه فوَجَأَ أَحدَهم فسمی به لذلك. و تقول: جاءَنی تأَبط شرّاً و مررْتُ بتأَبّط شرّاً تدَعُه علی لفظه لأَنك لم تنقله من فعل إِلی اسم، و إِنما سمیت بالفعل مع الفاعل رجلًا فوجب أَن تحكیه و لا تغیره، قال: و كذلك كل جملة تسمی بها مثل برَق نَحْرُه و ذَرَّی حَبّاً، و إِن أَردت أَن تثنی أَو تجمع قلت: جاءَنی ذَوا تأَبّط شرّاً و ذَوو تأَبّط شرّاً، أَو تقول: كلاهما تأَبَّط شرّاً و كلُّهم و نحو ذلك، و النسبة إِلیه تأَبَّطِیٌّ یُنْسب إِلی الصدر، و لا یجوز تصغیره و لا ترخیمه؛ قال سیبویه: و من العرب من یفرد فیقول تأَبَّطَ أَقْبَل، قال ابن
لسان العرب، ج‌7، ص: 254
سیدة: و لهذا أَلْزَمَنا سیبویه فی الحكایة الإِضافةَ إِلی الصَّدْر؛ و قول ملیح الهذلی: و نَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلًا غیر مُدْبِرٍ تأَبَّطَ، ما تَرْهَقْ بنا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَراد تأَبَّط شرّاً فحذف المفعول للعلم به. و‌فی الحدیث: أَما و اللّه إِنَّ أَحدَكم لیُخْرِجُ بمسْأَلَتِه من یتأَبَّطُها‌أَی یجعلها تحت إِبْطِه. و‌فی حدیث عمرو بن العاص قال: لَعَمْرُ اللّه إِنی ما تأَبَّطَنی الإِماء‌أَی لم یحْضُنَّنی و یَتَوَلَّیْنَ تَرْبِیتی. و التأَبُّطُ: الاضْطِباع، و هو ضرب من اللِّبْسة، و هو أَن یُدْخِلَ الثوب من تحت یده الیمنی فیُلقِیَه علی مَنْكِبِه الأَیسر، و‌روی عن أَبی هریرة أَنه كانت رِدْیَتُه التأَبُّطَ، و یقال: جعلت السیف إِباطی أَی یَلی إِبطی؛ قال: و عَضْبٌ صارِمٌ ذكَرٌ إِباطی و إِبْطُ الرَّمْل: لُعْطُه و هو ما رَقَّ منه. و الإِبْطُ: اسفلُ حَبْلِ الرمل و مَسْقَطُه. و الإِبْطُ من الرمل: مُنْقَطَعُ معظمه. و استأْبَطَ فلان إِذا حَفَر حُفْرة ضَیَّقَ رأْسَها و وسَّعَ أَسفلَها، قال الراجز: یَحْفِرُ نامُوساً له مُسْتأْبِطا ابن الأَعرابی: أَبَطه اللّه و هَبَطَه بمعنیً واحد، ذكره الأَزهری فی ترجمة وبَط رأْیُه إِذا ضَعَف، و الوابِطُ الضعیفُ.

أدط؛ ج7، ص: 254

: الأَدَطُ «5»: المُعْوَجُّ الفكِّ، قال أَبو منصور: المعروف فیه الأَدْوَطُ فجعله الأَدَط، قال: و هما لغتان.

أرط؛ ج7، ص: 254

: الأَرْطَی: شجر ینبُت بالرَّمْل، قال أَبو حنیفة: هو شبیه بالغَضَا ینبُت عِصِیّاً من أَصل واحد یَطولُ قدر قامة و له نَوْر مثل نور الخِلافِ و رائحته طیبة، واحدته أَرْطاةٌ، و بها سمی الرجل و كُنِّی، و التثنیة أَرْطَیانِ و الجمع أَرْطَیاتٌ، و قال سیبویه: أَرْطاةٌ و أَرْطَی، قال: و جمع الأَرْطَی أَراطَی؛ قال ذو الرمة: و مثل الحَمامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوقَّدَتْ به من أَراطَی حَبْلِ حُزْوَی أَرِینِها قال: و یجمع أَیضاً أَراطٍ؛ قال الشاعر یصف ثَوْرَ وحشٍ: فَضافَ أَراطِیَ فاجْتالَها، له مِنْ ذَوائبِها كالحَطَرْ «6» و قال العجاج: أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبا و أَدْمَسا، و الطَّلُّ فی خِیسِ أَراطٍ أَخْیَسا فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: الجَوْفُ خَیْرٌ لك من لُغاطِ، و من أَلاءَاتٍ إِلی أَراطِ فقد یكون جمع أَرْطاة و هو الوجه، و قد یكون جمع أَرْطَی كما قال التمران قال أَبو منصور: و الأَرْطاة ورَقٌ شجرها عَبْلٌ مَفْتول مَنْبِتُها الرمالُ، لها عُروق حُمْر یدبغ بورقها أَساقی اللبن فیَطِیب طَعْم اللبن فیها. قال المبرد: أَرْطَی علی بناء فَعْلی مثل
(5). قوله [الأَدط إلخ] هو هكذا فی الأَصل بالدال المهملة مضبوطاً و كذا نقله شارح القاموس، قال و الصواب بالذال المعجمة. (6). قوله [كالحطر] كذا فی الأَصل بالطاء و فی شرح القاموس بالضاد.
لسان العرب، ج‌7، ص: 255
عَلْقَی إِلا أَن الأَلف التی فی آخرهما لیست للتأْنیث لأَن الواحدة أَرْطاةٌ و عَلْقاةٌ، قال: و الأَلف الأُولی أَصلیة و قد اختلف فیها، فقیل هی أَصلیة لقولهم أَدِیمٌ مأْرُوطٌ، و قیل هی زائدة لقولهم أَدِیمٌ مَرْطِیٌّ. و أَرْطَتِ الأَرْضُ: إِذا أَخرجت الأَرْطَی؛ قال أَبو الهیثم: أَرْطَتْ لحن و إِنما هو آرَطَتْ بأَلفین لأَن أَلف أَرْطَی أَصلیة. الجوهری: الأَرْطَی شجر من شجر الرمْل و هو فَعْلَی لأَنك تقول أَدیم مأْرُوطٌ إِذا دبغ بذلك، و أَلفه للإِلحاق أَو بنی الاسم علیها و لیست للتأْنیث لأَن الواحدة أَرطاةٌ؛ قال: یا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ، تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِلیه و اجْتَمَعْ لَمّا رأَی أَنْ لا دَعَهْ و لا شِبَعْ، مالَ إِلی أَرْطاةِ حِقْف فاضْطَجَعْ و فیه قول آخر: إِنه أَفْعل لأَنه یقال أَدیم مَرْطِیّ، و هذا یذكر فی المعتّل، فإِن جعلت أَلِفه أَصلیة نوَّنته فی المعرفة و النكرة جمیعاً، و إِن جعلتها للإِلحاق نونته فی النكرة دون المعرفة؛ قال أَعرابی و قد مَرِضَ بالشام: أَلا أَیُّها المُكَّاء ما لَكَ هاهُنا أَلاءٌ، و لا أَرْطَی، فأَیْنَ تَبِیضُ؟ فأَصْعِدْ إِلی أَرضِ المَكاكیّ، و اجْتَنِبْ قُری الشامِ، لا تُصْبِحْ و أَنتَ مَرِیضُ قال ابن بری عند قوله إِن جعلت أَلف أَرْطَی أَصلیّاً نوَّنته فی المعرفة و النكرة جمیعاً قال: إِذا جعلت أَلف أَرْطی أَصْلیّاً أَعنی لام الكلمة كان وزْنُها أَفْعَل، و أَفعلُ إِذا كان اسماً لم ینصرف فی المعرفة و انصرف فی النكرة. و‌فی الحدیث: جِی‌ءَ بإِبل كأَنها عُرُوقُ الأَرْطَی.و بعیر أَرْطَوِیٌّ و أَرْطاوِیّ و مأْرُوطٌ: یأْكلُ الأَرْطَی و یلازمه، و مأْرُوطٌ أَیضاً: یشتكی منه. و أَدیم مأْرُوط و مُؤَرْطَی: مدبوغ بالأَرْطَی، و الأَریطُ: العاقِرُ من الرجال؛ قال حمید الأَرقط: ما ذا تُرَجِّینَ من الأَرِیطِ، حَزَنْبَلٍ یأْتِیكِ بالبَطِیطِ، لیس بذی حَزْمٍ و لا سَفِیطِ؟ و السَّفِیطُ: السَّخِیُّ الطیب النفس. و أُراطَی و ذو أُراطَی و ذو أُراطٍ و ذو الأَرْطَی: أَسماء مواضع؛ أَنشد ثعلب: فلو تراهُنَّ بذی أُراط و قال طرَفةُ: ظَلِلْتُ بذی الأَرْطی فُوَیْقَ مُثَقِّبٍ، بِبِیئَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ

أسفط؛ ج7، ص: 255

: الإِسْفِنْطُ و الإِسْفَنْطُ: المُطَیَّبُ من عصیر العنب، و قیل: هو من أَسماء الخمر، و قال أَبو عبیدة: الإِسْفنْط أَعلی الخمر، قال الأَصمعی: هو اسم رومی؛ قال الأَعشی: و كأَنَّ الخَمْرَ العَتِیقَ من الإِسْفِنْطِ، مَمْزُوجَةً بماءٍ زُلالِ قال أَبو حنیفة: قال أَبو حزام العُكْلی فهو مما یمدح به و یعاب. قال سیبویه: الإِسْفِنْطُ و الإِسْطَبْلُ خماسیان، جعل الأَلف فیهما أَصلیة كما یَسْتَعُور خماسیّاً جعلت الیاء أَصلیة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 256‌

أصفط؛ ج7، ص: 256

: الأَصمعی: الإِصْفِنْط الخمر بالرومیة، و هی الإِسْفِنْطُ، و قال بعضهم: هی خمر فیها أَفاوِیهُ، و قال أَبو عبیدة: هی أَعلی الخمر و صَفْوَتُها، و قیل: هی خُمور مخلوطة، قال شمر: سأَلت ابن الأَعرابی عنها فقال: الإِسفنط اسم من أَسمائها لا أَدری ما هو؛ و قد ذكرها الأَعشی فقال: أَو اسْفِنْطَ عانةَ بَعْدَ الرُّقادِ، شَكَّ الرّصافُ إِلیها غَدِیرا

أطط؛ ج7، ص: 256

: ابن الأَعرابی: الأَطَطُ الطَّویل و الأُنثی طَطاء. و الأُطُّ و الأَطِیطُ: نَقِیضُ صوت المَحامِل و الرِّحال. إِذا ثقل علیها الرُّكبان، و أَطَّ الرَّحْلُ و النِّسْعُ یَئِطُّ أَطّاً و أَطِیطاً: صَوَّتَ، و كذلك كلُّ شی‌ء أَشبه صوت الرحل الجدید. و أَطِیطُ الإِبلِ: صوتُها. و أَطَّت الإِبلُ تَئِطُّ أَطِیطاً: أَنَّتْ تَعَباً أَو حَنیناً أَو رَزَمةً، و قد یكون من الحَقْلِ و من الأَبدیات. الجوهری: الأَطِیطُ صوت الرحل و الإِبل من ثِقَل أَحْمالِها. قال ابن بری: قال علی بن حمزة صوت الإِبل هو الرُّغاء، و إِنما الأَطِیطُ صوتُ أَجْوافِها من الكِظَّةِ إِذا شربت. و الأَطیط أَیضاً: صوت النِّسْعِ الجدید و صوت الرَّحْل و صوت الباب، و لا أَفعل ذلك ما أَطَّتِ الإِبلُ؛ قال الأَعشی: أَ لَسْتَ مُنْتَهِیاً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؟ و لَسْتَ ضائرَها، ما أَطَّتِ الإِبلُ و منه‌حدیث أُمِّ زَرْع: فجعَلَنی فی أَهلِ صَهِیل و أَطِیطٍ‌أَی فی أَهل خَیْل و إِبل. قال: و قد یكون الأَطِیطُ فی غیر الإِبل؛ و منه‌حدیث عُتبة بن غَزْوان، رضی اللّه عنه، حین ذكَر بابَ الجنة قال: لیَأْتِینَّ علی باب الجنة زَمانٌ یكون له فیه أَطِیطٌ‌أَی صوتٌ بالزِّحامِ. و‌فی حدیث آخر: حتی یُسْمَعَ له أَطِیطٌ‌یعنی بابَ الجنة، قال الزجاجی: الأَطِیطُ صوتُ تَمَدُّد النِّسْع و أَشْباهِه. و‌فی الحدیث: أَطَّتِ السماء؛ الأَطِیطُ: صوتُ الأَقْتاب. و أَطِیطُ الإِبل: أَصواتها و حَنِینُها، أَی أَن كثرةَ ما فیها من الملائكة قد أَثْقَلها حتی أَطَّت، و هذا مثلٌ و إِیذان بكثرة الملائكة، و إِن لم یكن ثَمَّ أَطِیط و إِنما هو كلام تقریب أُرید به تقریرُ عظمةِ اللّه عزّ و جلّ. و‌فی الحدیث: العرشُ علی مَنكِب إِسرافیل و إِنه لَیَئِطُّ أَطِیطَ الرَّحْل الجدید، یعنی كُورَ الناقة أَی أَنه لَیَعْجَزُ عن حَمْله و عَظَمته، إِذ كان معلوماً أَنَّ أَطِیطَ الرَّحْل بالراكب إِنما یكون لقوة ما فَوْقَه و عجزِه عن احتماله. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: لقد أَتیناك و ما لنا بعیر یَئِطُّ‌أَی یحِنّ و یَصِیح؛ یرید ما لنا بعیر أَصلًا لأَن البعیر لا بدَّ أَن یئطّ. و فی المثل: لا آتیك ما أَطَّت الإِبلُ. و الأَطَّاطُ: الصیَّاحُ؛ قال: یَطْحِرْن ساعاتِ إِنا الغُبوقِ من كِظَّةِ الأَطّاطةِ السَّبُوقِ «1» و أَنشد ثعلب: و قُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْیاطِ باتَتْ علی مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ یعنی الطریقَ. و الأَطیطُ: صوت الظَّهْر من شدّةِ الجوع. و أَطیط البَطْن: صوت یسمع عند الجوع؛ قال: هَلْ فی دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِیطِ وَذِیلةٌ تَشْفِی من الأَطِیطِ؟
(1). قوله [السبوق] كذا فی الأَصل بالموحدة بعد المهملة و فی هامشه صوابه السنوق، و كذا هو فی شرح القاموس بالنون.
لسان العرب، ج‌7، ص: 257
الدَّجُوبُ: الغِرارةُ، و الوَذِیلةُ: قِطْعة من السَّنام، و الأَطِیطُ: صوتُ الأَمْعاء من الجُوع. و أَطَّتِ الإِبلُ: مدّت أَصواتَها، و یقال: أَطِیطُها حَنِینُها، و قیل: الأَطِیطُ الجوعُ نفسُه؛ عن الزجاجی. و أَطَّتِ القَناةُ أَطیطاً: صوَّتت عند التقْویم؛ قال: أَزُوم یَئِطُّ الأَیْرُ فیه، إِذا انْتَحَی، أَطِیطَ قُنیِّ الهِنْدِ، حین تُقَوَّمُ فاستعاره. و أَطَّت القَوْسُ تَئِطُّ أَطیطاً: صَوَّتَتْ؛ قال أَبو الهیثم الهذلی: شُدَّتْ بكلِّ صُهابیّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّت الفِیَقُ و الأَطِیطُ: صوت الجوفِ من الخَوا و حَنِینُ الجِذْع؛ قال الأَغلب: قد عَرَفَتْنی سِدْرَتی و أَطَّتِ قال ابن بری: هو للراهب و اسمه زهرة بن سِرْحانَ، و سمی الراهبَ لأَنه كان یأْتی عُكاظَ فیقوم إِلی سَرْحةٍ فیرجز عندها ببنی سُلَیْم قائماً، فلا یزال ذلك دأْبَه حتی یَصْدُر الناسُ عن عكاظ؛ و كان یقول: قد عَرَفَتْنی سَرْحَتی فأَطَّتِ، و قد ونَیْتُ بَعْدَها فاشْمَطَّتِ و أُطَیْطٌ: اسم شاعر؛ قال ابن الأَعرابی: هو أُطیط بن المُغَلِّس؛ و قال مُرَّة: هو أُطَیْطُ بن لَقِیطِ بن نَوْفَل بن نَضْلةَ؛ قال ابن درید: و أَحسَب اشتقاقه من الأَطِیطِ الذی هو الصَّرِیرُ. و‌فی حدیث ابن سیرین: كنت مع أنس بن مالك حتی إِذا كنا بأَطِیطٍ «1» و الأَرضَ فَضْفاضٌ؛ أَطِیطٌ: هو موضع بین البصرة و الكوفة، و اللّه أَعلم.

أقط؛ ج7، ص: 257

: الأَقِطُ و الإِقْطُ و الأَقْطُ و الأُقْطُ: شی‌ء یتخذ من اللبن المَخِیض یطبخ ثم یترك حتی یَمْصُل، و القِطعةُ منه أَقِطةٌ؛ قال ابن الأَعرابی: هو من أَلبان الإِبل خاصّة. قال الجوهری: الأَقِطُ معروف، قال: و ربما سكن فی الشعر و تنقل حركة القاف إِلی ما قبلها؛ قال الشاعر: رُوَیْدَكَ حتی یَنْبُتَ البقْلُ و الغَضَا، فیَكْثُر إِقْطٌ عندهم و حَلِیبُ قال: و أْتَقَطْتُ اتخذْتُ الأَقِطَ، و هو افْتَعَلْتُ. و أَقَطَ الطعامَ یأْقِطُه أَقْطاً: عَمِلَه بالأَقط، فهو مأْقُوطٌ؛ و أَنشد الأَصمعی: و یأْكلُ الحَیَّةَ و الحَیُّوتا، و یَدْمُقُ الأَقْفالَ و التّابُوتا و یَخْنُقُ العَجوزَ أَو تَمُوتا، أَو تُخْرِجَ المأْقُوطَ و المَلْتوتا أَبو عبید: لَبَنْتُهم من اللبن، و لَبأْتُهم أَلْبَؤُهُمْ من اللِّبَإِ، و أَقَطْتُهم من الأَقِط. یقال: أَقَطَ الرجلَ یأْقِطُه أَقْطاً أَطْعَمه الأَقِط. و حكی اللحیانی: أَتیت بنی فلان فخبزوا و حاسُوا و أَقَطُوا أَی أَطْعَمونی ذلك؛ هكذا حكاه اللحیانی غیر مُعَدّیاتٍ أَی لم یقولوا خَبَزُونی و حاسُونی و أَقَطُونی. و آقَطَ القومُ: كثر أَقطهم؛ عنه أَیضاً، قال: و كذلك كل شی‌ءٍ من هذا، إِذا أَردت أَطْعمْتَهم أَو وهبْتَ لهم قلتَه فعلتهم بِغیر أَلف، و إِذا أَردت أَنَّ ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا. و الأَقِطةُ: هَنَةٌ دون القِبَةِ مما یلی الكَرِشَ،
(1). قوله [كنا بأطیط] كذا بالأَصل، و بهامشه صوابه بأطط محركة، و هو كذلك فی القاموس و شرحه و معجم یاقوت.
لسان العرب، ج‌7، ص: 258
و المعروف اللَّاقِطةُ؛ قال الأَزهری: سمعت العرب یسمونها اللَّاقِطةَ و لعل الأَقِطةَ لغة فیها. و المَأْقِطُ المَضِیقُ فی الحرب، و جمعه المَآقِطُ. و المَأْقِطُ: الموضع الذی یقتتلون فیه، بكسر القاف؛ قال أَوس: جَوادٌ كَرِیمٌ أَخُو مأْقِطٍ، نِقابٌ یُحَدِّثُ بالغائبِ و الأَقِطُ و المَأْقِطُ: الثقیل الوَخِمُ من الرجال. و المَأْقُوطُ: الأَحمق؛ قال الشاعر: یَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ، لا وَرِعٌ جِبْسٌ، و لا مأْقُوطُ و ضربه فأَقَطَه أَی صرَعه كوَقَطهُ؛ قال ابن سیدة: و أَری الهمزة بدلًا، و إِن قلّ ذلك فی المفتوح، قال ابن الأَثیر: قد تكرر ذكر الأَقط فی الحدیث و هو لبن مُجَفَّف یابس مُسْتَحْجِر یطبخ به.

أمط؛ ج7، ص: 258

: قال ابن بری: الأُمْطِیُّ شجر طویل یحمل العِلْكَ؛ قال العجاج «1»: و بالفِرِنْدادِ له أُمْطِیّ

فصل الباء الموحدة؛ ج7، ص: 258

بأط؛ ج7، ص: 258

: التهذیب: أَبو زید تَبَأَّطَ الرجلُ تَبَؤُّطاً إِذا أَمْسی رَخِیَّ البال غیر مهموم صالحاً.

بثط؛ ج7، ص: 258

: بَثِطَت شَفتُه بَثَطاً: وَرِمَتْ، قال: و لیس بثبت.

برط؛ ج7، ص: 258

: ابن الأَعرابی: بَرِطَ الرجل إِذا اشتغل عن الحقّ باللهو؛ قال أَبو منصور: هذا حرف لم أَسمعه لغیره و أُراه مقلوباً عن بَطِرَ.

بربط؛ ج7، ص: 258

: البَرْبَطُ: العود، أَعجمی لیس من مَلاهی العرب فأَعربته حین سمعت به. التهذیب: البربط من ملاهی العجم شبه بصدر البَطّ، و الصدْرُ بالفارسیة بَرْ فقیل بَرْبَطٌ. و‌فی حدیث علی بن الحسین: لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ فیها البَرْبَطُ؛ قال: البَرْبَطُ مَلْهاة تشبه العود، فارسی معرَّب؛ قال ابن الأَثیر: أَصله بَرْبَتْ فإِن الضارب به یضعه علی صدره، و اسم الصدر بَرْ. و البِرْبِیطیاءُ: ثیاب. و البِرْبِیطیاء: موضع ینسب إِلیه الوَشْی؛ ذكره ابن مقبل فی شعره: خُزامی و سَعْدانٌ، كأَنَّ رِیاضَها مُهِدْنَ بذی البِرْبِیطیاء المُهَذَّبِ

برقط؛ ج7، ص: 258

: تَبَرْقَطَت الإِبل: اختلفت وجوهها فی الرَّعْی؛ حكاه اللحیانی. و تَبَرْقطَ علی قفاه: كَتَقَرْطَبَ. و البَرْقَطةُ: خَطْوٌ متقارب. و بَرْقَطَ الرجلُ بَرْقَطةً: فرّ هارباً و ولَّی مُتَلَفِّتاً. و بَرْقَطَ الشی‌ءَ: فرَّقَه. و المُبَرْقَطُ: ضرب من الطعام، قال ثعلب: سمی بذلك لأَن الزیت یُفَرَّق فیه كثیراً. ابن بزرج: الفَرْشَطةُ بَسْطُ الرجلین فی الركوب من جانب واحد، و البَرْقطة القعود علی الساقین بتفریج الركبتین. أَبو عمرو: بَرْقَطَ فی الجبل و بَقَّطَ إِذا صعَّد.

بسط؛ ج7، ص: 258

: فی أَسماء اللّه تعالی: الباسطُ، هو الذی یَبْسُطُ الرزق لعباده و یوسّعه علیهم بجُوده و رحمته و یبسُط الأَرواح فی الأَجساد عند الحیاة. و البَسْطُ: نقیض القَبْضِ، بسَطَه یبسُطه بَسْطاً فانبسَط و بَسَّطَه فتبَسَّط؛ قال بعض الأَغفال:
(1). قوله [قال العجاج] فی معجم یاقوت: قال رؤبة. و جعل بدل الدال المهملة الأَخیرة من فرنداد ذالًا معجمة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 259
إِذا الصَّحیحُ غَلَّ كَفّاً غَلّا، بَسَّطَ كَفَّیْهِ مَعاً و بَلّا و بسَط الشی‌ءَ: نشره، و بالصاد أَیضاً. و بَسْطُ العُذْرِ: قَبوله. و انبسَط الشی‌ءُ علی الأَرض، و البَسِیطُ من الأَرض: كالبِساطِ من الثیاب، و الجمع البُسُطُ. و البِساطُ: ما بُسِط. و أَرض بَساطٌ و بَسِیطةٌ: مُنْبَسطة مستویَة؛ قال ذو الرمة: و دَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِی، غیرَ أَنه بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِیل واسِعُ و قال آخر: و لو كان فی الأَرضِ البَسیطةِ منهمُ لِمُخْتَبِطٍ عافٍ، لَما عُرِفَ الفَقْرُ و قیل: البَسِیطةُ الأَرض اسم لها. أَبو عبید و غیره: البَساطُ و البَسیطة الأَرض العَریضة الواسعة. و تبَسَّط فی البلاد أَی سار فیها طولًا و عَرْضاً. و یقال: مكان بَساط و بسِیط؛ قال العُدَیْلُ بن الفَرْخِ: و دُونَ یَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَنی بَساطٌ لأَیْدِی الناعجات عَرِیضُ قال و قال غیر واحد من العرب: بیننا و بین الماء مِیلٌ بَساطٌ أَی مِیلٌ مَتَّاحٌ. و قال الفرّاء: أَرض بَساطٌ و بِساط مستویة لا نَبَل فیها. ابن الأَعرابی: التبسُّطُ التنزُّه. یقال: خرج یتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط، و هی الأَرضُ ذاتُ الرَّیاحین. ابن السكیت: فرَشَ لی فلان فِراشاً لا یَبْسُطُنی إِذا ضاقَ عنك، و هذا فِراشٌ یبسُطنی إِذا كان سابِغاً، و هذا فراش یبسُطك إِذا كان واسعاً، و هذا بِساطٌ یبسُطك أَی یَسَعُك. و البِساطُ: ورقُ السَّمُرِ یُبْسَطُ له ثوب ثم یضرب فیَنْحَتُّ علیه. و رجل بَسِیطٌ: مُنْبَسِطٌ بلسانه، و قد بسُط بساطةً. اللیث: البَسِیطُ الرجل المُنْبَسِط اللسان، و المرأَة بَسِیطٌ. و رجل بَسِیطُ الیدین: مُنْبَسِطٌ بالمعروف، و بَسِیطُ الوجهِ: مُتَهَلِّلٌ، و جمعها بُسُطٌ؛ قال الشاعر: فی فِتْیةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، عند الفِصالِ، قدِیمُهم لم یَدْثُرِ و ید بِسْطٌ أَی مُطْلَقةٌ. و روی عن الحكم قال فی قراءة عبد اللّه: بل یداه بِسْطانِ، قال ابن الأَنباری: معنی بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ. و‌روی عن عروة أَنه قال: مكتوب فی الحِكمة: لیكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلی الناسِ ممن یُعْطِیهم العَطاء‌أَی مُتبسِّطاً منطلقاً. قال: و بِسْطٌ و بُسْطٌ بمعنی مبسوطَتَین. و الانْبِساطُ: ترك الاحْتِشام. و یقال: بسَطْتُ من فلان فانبسَط، قال: و الأَشبه فی قوله بل یداه بُسْطان «2»، أَن تكون الباء مفتوحة حملًا علی باقی الصفات كالرحْمن و الغَضْبان، فأَما بالضم ففی المصادر كالغُفْرانِ و الرُّضْوان، و قال الزمخشری: یدا اللّه بُسْطانِ، تثنیةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم یخفف فیقال بُسْطٌ كأُذُنٍ و أُذْنٍ. و فی قراءة عبد اللّه: بل یداه بُسْطانِ، جُعل بَسْطُ الیدِ كنایةً عن الجُود و تمثیلًا، و لا ید ثم و لا بَسْطَ تعالی اللّه و تقدس عن ذلك. و إِنه لیَبْسُطُنی ما بسَطَك و یَقْبِضُنی ما قبَضَك أَی یَسُرُّنی ما سَرَّك و یسُوءُنی ما ساءك. و‌فی حدیث فاطمة، رِضْوانُ اللّه علیها: یبسُطُنی ما یبسُطُها‌أَی یسُرُّنی ما یسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط وجهُه و استَبْشر. و‌فی الحدیث: لا تَبْسُطْ
(2). قوله [بل یداه بسطان] سبق أنها بالكسر، و فی القاموس: و قرئ بل یداه بسطان بالكسر و الضم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 260
ذِراعَیْكَ انْبِساطَ الكلب‌أَی لا تَفْرُشْهما علی الأَرض فی الصلاة. و الانْبِساطُ: مصدر انبسط لا بَسَطَ فحمَله علیه. و البَسِیط: جِنْس من العَرُوضِ سمی به لانْبِساط أَسبابه؛ قال أَبو إِسحق: انبسطت فیه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فیه سببان متصلان فی أَوّله. و بسط فلان یده بما یحب و یكره، و بسَط إِلیَّ یده بما أُحِبّ و أَكره، و بسطُها مَدُّها، و فی التنزیل العزیز: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَیَّ یَدَكَ لِتَقْتُلَنِی. و أُذن بَسْطاء: عریضة عَظیمة. و انبسط النهار و غیره: امتدّ و طال. و‌فی الحدیث فی وصف الغَیْثِ: فوقع بَسِیطاً مُتدارِكاً‌أَی انبسط فی الأَرض و اتسع، و المُتدارِك المتتابع. و البَسْطةُ: الفضیلة. و فی التنزیل العزیز قال: إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاهُ عَلَیْكُمْ وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ، و قرئ: بَصْطةً؛ قال الزجاج: أَعلمهم أَن اللّه اصطفاه علیهم و زاده بسطة فی العلم و الجسم فأَعْلَمَ أَن العلم الذی به یجب أَن یقَع الاخْتیارُ لا المالَ، و أَعلم أَن الزیادة فی الجسم مما یَهیبُ «1» العَدُوُّ. و البَسْطةُ: الزیادة. و البَصْطةُ، بالصاد: لغة فی البَسْطة. و البَسْطةُ: السَّعةُ، و فلان بَسِیطُ الجِسْمِ و الباع. و امرأَة بَسْطةٌ: حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه، و ظَبْیة بَسْطةٌ كذلك. و البِسْطُ و البُسْطُ: الناقةُ المُخَلَّاةُ علی أَولادِها المتروكةُ معها لا تمنع منها، و الجمع أَبْساط و بُساطٌ؛ الأَخیرة من الجمع العزیز، و حكی ابن الأَعرابی فی جمعها بُسْطٌ؛ و أَنشد للمَرّار: مَتابِیعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ، كما رَجَعَت فی لَیْلِها أُمُّ حائلِ و قیل: البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ علی أَولادها لا تنقبضُ عنها؛ قال ابن سیدة: و لیس هذا بقویّ؛ و رواجعُ: مُرْجِعةٌ علی أَولادها و تَرْبَع علیها و تنزع إِلیها كأَنه توهّم طرح الزائد و لو أَتم لقال مَراجِعُ. و متئمات: معها حُوارٌ و ابن مَخاض كأَنها ولدت اثنین اثنین من كثرة نَسْلها. و‌روی عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه كتب لوفْد كَلْب، و قیل لوفد بنی عُلَیْمٍ، كتاباً فیه: علیهم فی الهَمُولةِ الرَّاعِیةِ البِساطِ الظُّؤارِ فی كل خمسین من الإِبل ناقةٌ غیرُ ذاتِ عَوارٍ؛ البساط، یروی بالفتح و الضم و الكسر، و الهَمُولةُ: الإِبل الراعِیةُ، و الحَمُولةُ: التی یُحْمل علیها. و البِساطُ: جمع بِسْط، و هی الناقة التی تركت و ولدَها لا یُمْنَعُ منها و لا تعطف علی غیره، و هی عند العرب بِسْط و بَسُوطٌ، و جمع بِسْط بِساطٌ، و جمع بَسُوط بُسُطٌ، هكذا سمع من العرب؛ و قال أَبو النجم: یَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ خَمسون بُسْطاً فی خَلایا أَرْبَعِ البساط، بالفتح و الكسر و الضم، و قال الأَزهری: هو بالكسر جمع بِسْطٍ، و بِسْطٌ بمعنی مَبْسوطة كالطِّحن و القِطْفِ أَی بُسِطَتْ علی أَولادها، و بالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ و ظُؤار، و كذلك قال الجوهری؛ فأَما بالفتح فهو الأَرض الواسعة، فإِن صحت الروایة فیكون المعنی فی الهمولة التی ترعی الأَرض الواسعة، و حینئذ تكون الطاء منصوبة علی المفعول، و الظُّؤار: جمع ظئر و هی التی تُرْضِع. و قد أُبْسِطَت أَی تُركت مع ولدها. قال أَبو منصور: بَسُوطٌ فَعُول بمعنی مَفْعولٍ كما یقال حَلُوبٌ و رَكُوبٌ للتی تُحْلَبُ و تُرْكَب، و بِسْطٌ بمعنی مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنی المَطْحون،
(1). قوله [یهیب] من باب ضرب لغة فی یهابه كما فی المصباح.
لسان العرب، ج‌7، ص: 261
و القِطْفِ بمعنی المَقْطُوفِ. و عَقَبة باسِطةٌ: بینها و بین الماء لیلتان، قال ابن السكیت: سِرْنا عَقبةً جواداً و عقبةً باسِطةً و عقبة حَجُوناً أَی بعیدة طویلة. و قال أَبو زید: حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَی قامتِه و مدَّ یَدِه. و قال غیره: الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق. و یقال أَیضاً: قَتَبٌ مَبسوطٌ، و الجمع مَباسِیطُ كما یُجمع المَفْرُوقُ مفارِیقَ. و ماء باسِطٌ: بعید من الكلإِ، و هو دون المُطْلِب. و بُسَیْطةُ: اسم موضع، و كذلك بُسَیِّطةُ؛ قال: ما أَنْتِ یا بُسَیِّطَ التی التی أَنْذَرَنِیكِ فی المَقِیلِ صُحْبَتی قال ابن سیدة: أَراد یا بُسَیِّطةُ فرخَّم علی لغة من قال یا حارِ، و لو أَراد لغة من قال یا حارُ لقال یا بُسَیِّطُ، لكن الشاعر اختار الترخیم علی لغة من قال یا حارِ، لیعلم أَنه أَراد یا بسیطةُ، و لو قال یا بُسَیِّطُ لجاز أَن یُظن أَنه بلد یسمی بَسیطاً غیر مصغّر، فاحتاج إِلیه فحقّره و أَن یظن أَن اسم هذا المكان بُسَیّط، فأَزال اللبس بالترخیم علی لغة من قال یا حارِ، فالكسر أَشْیَعُ و أَذْیَع. ابن بری: بُسَیْطةُ اسم موضع ربما سلكه الحُجّاج إِلی بیت اللّه و لا تدخله الأَلف و اللام. و البَسِیطةُ «1»، و هو غیر هذا الموضع: بین الكوفة و مكة؛ قال ابن بری: و قول الراجز: إِنَّكِ یا بسیطةُ التی التی أَنْذَرَنِیكِ فی الطَّریقِ إِخْوتی قال: یحتمل الموضعین.

بصط؛ ج7، ص: 261

: البَصْطةُ، بالصاد: لغة فی البَسْطة. و قرئ: و زاده بَصْطةً، و مُصَیْطِرٌ، بالصاد و السین، و أَصل صاده سین قلبت مع الطاء صاداً لقرب مخرجهما.

بطط؛ ج7، ص: 261

: بَطّ الجُرْحَ و غیره یَبُطُّه بَطّاً و بَجَّه بَجّاً إِذا شقَّه. و المِبَطّةُ: المِبْضَعُ. و بَطَطْتُ القرْحةَ: شَقَقْتها. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی رجلٍ به ورم فما بَرِحَ حتی بُطَّ؛ البَطُّ: شقّ الدُّمّل و الخُراجِ و نحوهما. و البَطّةُ الدَّبّةُ، مكیة، و قیل: هی إِناء كالقارُورةِ. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: أَنه أَتی بَطّةً فیها زیت فصبّه فی السّراج؛ البطّة: الدَّبّةُ بلغة أَهل مكة لأَنها تُعمل علی شكل البطّة من الحیوان. و البَطُّ: الإِوَزُّ، واحدته بطّة. یقال: بطّةٌ أُنثی و بَطّةٌ ذكر، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء، أَعجمی معرّب، و هو عند العرب الإِوَزُّ صِغارُه و كباره جمیعاً؛ قال ابن جنی: سمیت بذلك حكایة لأَصواتها. و زیدُ بَطّة: لقب. قال سیبویه: إِذا لقّبْت مفرداً بمفرد أَضفته إِلی اللقَب، و ذلك قولك هذا قَیْسُ بطّةَ، جعلت بطة معرفة لأَنك أَردت المعرفة التی أَردتها إِذا قلت هذا سعید، فلو نونت بطةَ صار سعید نكرة و معرفة بالمضاف إِلیه، فیصیر بطة هاهنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضیف إِلیه. و قالوا: هذا عبد اللّه بطةُ یا فتی، فجعلوا بطة تابعاً للمضاف الأَوّل؛ قال سیبویه: فإِذا لقبت مضافاً بمفرد جری أَحدهما علی الآخر كالوصف، و ذلك قولك هذا عبد اللّه بطة یا فتی. و البَطُّ: من طیر الماء، الواحدة بطة، و لیست الهاء للتأْنیث و إِنما هی لواحد الجنس، تقول: هذه بطة للذكر و الأُنثی جمیعاً مثل حمامة و دجاجة. و البَطْبَطةُ: صوت البط.
(1). قوله [و البسیطة إلخ] ضبطه یاقوت بفتح الباء و كسر السین.لسان العرب، ج‌7، ص: 262‌و البَطِیطُ: العَجب و الكَذِبُ؛ یقال: جاء بأَمْر بَطِیطٍ أَی عجیب؛ قال الشاعر: أَ لَمّا تَعْجَبی و تَرَیْ بَطِیطاً، من اللَّائینَ فی الحِقَبِ الخَوالی و لا یقال منه فعَل؛ و أَنشد ابن بری: سَمَتْ للعِراقَیْنِ فی سَوْمِها، فَلاقَی العِراقانِ منها البَطِیطا و قال آخر: أَ لم تَتَعَجَّبی و تَرَیْ بَطِیطاً، من الحِقَبِ المُلَوِّنةِ العنُونا «1» ابن الأَعرابی: البُطُطُ الأَعاجیبُ، و البُطُطُ الأَجْواعُ، و البُطُطُ الكَذِبُ، و البُطُطُ الحَمْقَی. و البَطِیط: رأْس الخُفّ، عِراقِیّة، و قال كراع: البَطِیطُ عند العامة خُفٌّ مقطوع، قدَمٌ بغیر ساقٍ؛ و قول الأَعرابیة: إِنَّ حِرِی حُطائطٌ بُطائط، كأَثَرِ الظَّبْیِ بجَنْبِ الغائِط «2» قال ابن سیدة: أَری بُطائطاً إِتباعاً لحُطائط، قال: و هذا البیت أَنشده ابن جنی فی الإِقْواء، و لو سكن فقال بطائط و تَنكَّب الإِقواء لكان أَحسن. و نهر بَطّ: معروف؛ قال: لم أَرَ كالیَوْمِ، و لا مُذْ قَطِّ، أَطْوَلَ من لیْلٍ بنَهْر بَطِّ أَبیت بین خلَّتی مُشْتطِّ، من البَعُوضِ و من التَّغَطِّی

بعط؛ ج7، ص: 262

: البَعْطُ و الإِبْعاطُ: الغُلُوّ فی الجَهْلِ و الأَمْر القَبِیح. و أَبْعَطَ الرجلُ فی كلامه إِذا لم یُرْسِلْه علی وجهه؛ قال رؤبة: و قُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لم یُبْعِطِ: أَعْرِضْ عن الناسِ و لا تَسَخَّطِ و أَبْعَطَ فی السَّوْمِ: تَباعَدَ و تَجاوَزَ القَدْرَ؛ قال ابن بری شاهِدُه قولُ حسّان: و نَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا، و لَوَ انَّهم ثَبَتُوا، لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام و كذلك طمَح فی السَّوْمِ و أَشَطَّ فیه، قال ابن الأَعرابی: و كذلك المُعْتَنِزُ و المُبْعِطُ و الصُّنْتُوتُ. و الفَرْدُ و الفَرِدُ و الفَرُودُ: الذی یكون وحده. و الإِبْعاطُ: أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ ما لیس فی قوّته؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ناجٍ یُعَنِّیهِنَّ بالإِبْعاطِ، إِذا اسْتدی نَوَّهْنَ بالسِّیاطِ و رواه ثعلب یُغَنِّیهِنّ بالإِبْعاطِ. اسْتدی: افْتَعَل من السَّدْو. و الإِبْعاطُ: الإِبْعادُ، قال: و مشی أَعرابی فی صلح بین قوم فقال: لقد أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شدیداً أَی أَبْعَدُوا و لم یَقْرُبوا من الصلح؛ و قال مجنون بنی عامر: لا یُبْعِطُ النَّقْدَ من دَیْنی فیَجْحَدَنی، و لا یُحَدّثُنی أَنْ سَوْفَ یَقْضِینی و روی سلمة عن الفراء أَنه قال: یُبْدلون الدال طاء فیقولون: ما أَبْعَطَ طارَك، یریدون: ما أَبعد دارك، و یقولون: بَعَطَ الشاةَ و شَحَطَها و ذَمَطَها
(1). قوله [الملونة العنونا] هكذا هو فی الأَصل. (2). قوله [الغائط] هو بالأَصل هنا، و فیما سیأْتی فی مادة حطط بالغین المعجمة، و الذی فی شرح القاموس هنا بالحاء المهملة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 263
و بَذَحَها و ذَعَطَها إِذا ذبحها. و البَعْطُ و المِبْعَطةُ: الاسْتُ.

بعثط؛ ج7، ص: 263

: البُعْثُطُ و البُعْثُوطُ: سُرّةُ الوادی و خیر موضع فیه. و البُعْثُطُ: الاسْتُ، و قد تثقل الطاء فی هذه الأَخیرة. یقال: أَلْزَقَ بُعْثُطَه و عُضْرُطَه بالصَّلَّةِ الأَرضِ یعنی اسْتَه، قال: و هی اسْتُه و جِلْدة خُصْیَیْه و مَذاكِیرُه. و یقال: غَطِّ بُعْثُطَك، هو اسْتُه و مَذاكِیرُه. و یقال للعالم بالشی‌ء: هو ابن بُعْثُطِها كما یقال: هو ابن بَجْدَتِها. و‌فی حدیث معاویة: قیل له أَخبرنا عن نَسبِك فی قُریش فقال: أَنا ابن بُعْثُطِها؛ البُعْثُطُ: سُرَّةُ الوادی، یرید أَنه واسِطةُ قُریشٍ و من سُرَّةِ بِطاحِها.

بعقط؛ ج7، ص: 263

: البُعْقُوط: القصیر فی بعض اللغات. و البُعْقُوطةُ: دُحْرُوجةُ الجُعَل. ابن بری: البُعْقُوطةُ ضرب من الطیر. و رجل بُعْقُوطٌ و بُلْقُوطٌ: قصیر، قال: و قال بعضهم لیس البلقوط بثبت.

بقط؛ ج7، ص: 263

: فی الأَرض بَقْطٌ من بَقْل و عُشْبٍ أَی نَبْذُ مَرْعًی. یقال: أَمْسَیْنا فی بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَی فی رُقْعةٍ من كلإٍ، و قیل: البَقْطُ جمعه بُقوطٌ، و هو ما لیس بمجتمع فی موضع و لا منه ضَیْعةٌ كاملة، و إِنما هو شی‌ء متفرّق فی الناحیة بعد الناحیة. و العرب تقول: مررت بهم بَقْطاً بَقْطاً، بإِسكان القاف، و بَقَطاً بَقَطاً، بفتحها، أَی متفرّقین؛ و ذهبوا فی الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَی متفرقین. و حكی ثعلب أَن فی بنی تمیم بَقْطاً من ربیعة أَی فِرْقةً أَو قِطْعةً. و هم بَقَطٌ فی الأَرض أَی متفرّقون؛ قال مالك بن نویرة: رأَیتُ تَمِیماً قد أَضاعَتْ أُمورَها، فهُم بَقَطٌ فی الأَرض، فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها، فَبابانُ منهم مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَی منتشرون متفرقون. أَبو تراب عن بعض بنی سلیم: تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً و تَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قلیلًا قلیلًا. أَبو سعید عن بعض بنی سلیم: تَبَقَّطْتُ الخبَر و تسَقَّطْتُه و تَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شیئاً بعد شی‌ء. و بَقَطُ الأَرض: فِرْقةٌ منها. قال شمر: روی بعض الرواة فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: فو اللّهِ ما اختلفوا فی بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبی بحَظِّها؛ قال: و البُقْطةُ البُقْعةُ من بِقاعِ الأَرض، تقول: ما اختلفوا فی بُقْعةٍ من البِقاع، و یقع قول عائشة علی البُقْطةِ من الناس و علی البقطة من الأَرض، و البُقْطةُ من الناس: الفِرْقةُ، قال: و یمكن أَن تكون البُقطة فی الحدیث الفرقة من الناس، و یقال إِنها النقطة، بالنون، و سیأْتی ذكرها. و بَقَطَ الشی‌ءَ: فرّقه. ابن الأَعرابی: القَبْطُ الجمع، و البَقْطُ التفْرِقةُ. و فی المثل: بَقِّطِیه بِطِبِّكِ؛ یقال ذلك للرجل یؤمر بإحكام العَمَلِ بعلمه و معرفته، و أَصله أَن رجلًا أَتی هَوًی له فی بیتها فأَخذه بطنُه فقَضی حاجتَه فقالت له: ویْلَك ما صَنَعْتَ؟ فقال: بَقِّطِیه بِطِبِّك أَی فِرِّقیه برِفْقِكِ لا یُفْطَنُ له، و كان الرجل أَحْمَقَ، و الطِّبُّ الرِّفْق. اللحیانی: بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه. التهذیب: البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِیدِ و قِشْرُه؛ قال الشاعر یصف القانِصَ و كِلابَه و مَطْعَمَه من الهبید إِذا لم ینل صیداً: إِذا لم یَنَلْ منْهُنّ شیْئاً فقَصْرُه، لَدی حِفْشِه من الهَبِیدِ، جَرِیم
لسان العرب، ج‌7، ص: 264
تَری حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقًی كأَنَّه غَرانِیقُ نخلٍ، یَعْتَلِین، جُثوم و البَقْطُ: أَن تُعطی الجنَّة علی الثلُثِ أَو الرُّبع. و البَقْطُ: ما سقَط من التمر إِذا قُطع یُخْطِئُه المِخْلَبُ، و المِخْلَبُ المِنْجَلُ بلا أَسنان. و‌روی شمر بإِسناده عن سعید بن المسیب أَنه قال: لا یصلح بَقْطُ الجِنانِ.قال شمر: سمعت أَبا محمد یروی عن ابن المظَفَّر أَنه قال: البَقْطُ أَن تُعطی الجِنانَ علی الثلث أَو الربع. و بَقَطُ البیتِ: قُماشُه. أَبو عمرو: بَقَّطَ فی الجبل و بَرْقَطَ و تَقَدْقَدَ فی الجبل إِذا صَعَّدَ. و‌فی حدیث علی، رضوان اللّه علیه: أَنه حمل علی عسكر المشركین فما زالوا یُبَقِّطُون‌أَی یتعادَوْن إِلی الجبال متفرّقین. و البَقْطُ: التفْرِقةُ.

بلط؛ ج7، ص: 264

: البَلاطُ: الأَرضُ، و قیل: الأَرض المُسْتَوِیةُ المَلْساء، و منه یقال بالَطْناهم أَی نازَلْناهم بالأَرض؛ و قال رؤبة: لو أَحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ علیه، أَلْقاهُنّ بالبَلاطِ و البَلاطُ، بالفتح: الحجارة المَفْرُوشةُ فی الدَّارِ و غیرها؛ قال الشاعر: هذا مَقامِی لَكِ حتی تَنْضَحی رِیّاً، و تَجْتازی بَلاطَ الأَبْطَحِ و أَنشد ابن بری لأَبی دواد الإِیادِیّ: و لقدْ كان ذا كَتائبَ خُضْرٍ، و بَلاطٍ یُشادُ بالآجُرُونِ [بالآجِرُونِ و یقال: دار مُبَلَّطةٌ بآجُرٍّ أَو حجارة. و یقال: بَلَطْتُ الدارَ، فهی مَبْلُوطةٌ إِذا فرَشْتَها بآجُرٍّ أَو حجارة. و كلُّ أَرض فُرِشَتْ بالحجارة و الآجُرِّ بَلاطٌ. و بَلَطَها یَبلُطُها بَلْطاً و بَلَّطَها: سَوَّاها، و بَلَط الحائطَ و بَلَّطه كذلك. و بَلاطُ الأَرضِ: وجْهُها، و قیل: مُنْتَهی الصُّلْبِ من غیر جَمْعٍ. یقال: لَزِمَ فلان بَلاطَ الأَرض؛ و قول الراجز: فبات، و هو ثابتُ الرِّباطِ، بمُنْحَنی الهائلِ و البَلاطِ یعنی المُسْتَوِیَ من الأَرض؛ قال: فبات یعنی الثوْرَ و هو ثابت الرِّباط أَی ثابت النفْس، بمنحَنی الهائل یعنی ما انْحَنَی من الرَّمل الهائل، و هو ما تناثر منه. و البَلاطُ: المسْتَوِی. و البَلْطُ: تَطْیِینُ الطّانةِ، و هی السطْح إِذا كان لها سُمَیْطٌ، و هو الحائط الصغیر. أَبو حنیفة الدِّینَوَرِیّ: البَلاطُ وجه الأَرض؛ و منه قیل: بالَطَنِی فلان إِذا تركك أَو فرّ منك فذهب فی الأَرض؛ و منه قولهم: جالِدوا و بالِطُوا أَی إِذا لقیتم عدُوَّكم فالزَمُوا الأَرض، قال: و هذا خلافُ الأَوَّل لأَن الأَول ذهب فی الأَرض و هذا لزم الأَرض؛ و قال ذو الرمة یذكر رفیقه فی سفر: یَئِنُّ إِلی مَسِّ البَلاطِ، كأَنَّما براه الحَشایا فی ذواتِ الزَّخارِفِ و أَبْلَطَ المطرُ الأَرضَ: أَصاب بَلاطَها، و هو أَن لا تری علی متنها تراباً و لا غباراً؛ قال رؤْبة: یأْوِی إِلی بَلاط جَوْفٍ مُبْلَطِ و البلالِیطُ: الأَرَضُون المستویة من ذلك، قال السیرافی: و لا یُعرف لها واحد. و أُبْلِطَ الرجل و أَبْلَطَ: لَزِقَ بالأَرض. و أُبْلِطَ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 265
فهو مُبْلَطٌ، علی ما لم یُسَمّ فاعله: افتقر و ذهب مالُه. و أَبْلَطَ، فهو مُبْلِطٌ إِذا قلّ ماله. قال أَبو الهیثم: أَبْلَطَ إِذا أَفْلَس فلزِق بالبَلاط؛ قال إمرؤُ القیس: نَزَلْتُ علی عَمْرو بن دَرْماءَ بُلْطةً، فیا كُرْمَ ما جارٍ و یا كُرْم ما مَحَلّ أَراد فیا كرم جار علی التعجب. قال: و اختلف الناس فی بُلْطة، فقال بعضهم: یرید به حللت علی عمرو بن دَرْماءَ بُلطة أَی بُرْهة و دَهراً، و قال آخرون: بلطة أَراد داره أَنها مُبَلَّطةٌ مفروشة بالحجارة و یقال لها البلاط، و قال بعضهم: بُلطة أَی مُفْلِساً، و قال بعضهم: بلطة قَریة من جبلی طی‌ءٍ كثیرة التین و العنب، و قال بعضهم: هی هضبة بعینها، و قال أَبو عمرو: بُلطة فَجْأَة. التهذیب: و بُلطةُ اسم دار؛ قال إمرؤُ القیس: و كنتُ إِذا ما خِفْتُ یَوْماً ظُلامةً، فإِنَّ لها شِعْباً ببُلطةِ زَیْمَرَا و زَیْمَرُ: اسم موضع. و‌فی حدیث جابرٍ: عقلت الجملَ فی ناحیةِ البَلاطِ؛ قال: البلاطُ ضرب من الحجارة تفرش به الأَرض ثم سمی المكان بَلاطاً اتِّساعاً، و هو موضع معروف بالمدینة تكرر ذكره فی الحدیث. و أَبْلَطهم اللِّصُّ إِبْلاطاً: لم یدَعْ لهم شیئاً؛ عن اللحیانی. و بالَطَ فی أُموره: بالغ. و بالَط السَّابِحُ: اجْتهد. و البُلُط: المُجّانُ و المُتَحَزِّمُون من الصُّوفیَّة. الفراء: أَبْلَطَنِی فلان إِبْلاطاً و أَخْجانی «3» إِخجاء إِذا أَلَحّ علیك فی السُّؤال حتی یُبْرِمَك و یُملَّك. و المُبالَطةُ: المُجاهَدةُ، یقال: نزلَ فبالِطْه أَی جاهِدْه. و فلان مُبالِطٌ لك أَی مُجتهِدٌ فی صَلاحِ شأْنك؛ و أَنشد: فهْو لَهُنّ حابِلٌ و فارِطُ، إِنْ وَرَدَتْ، و مادِرٌ و لائِطُ لحوْضِها، و ماتِحٌ مُبالِطُ و یقال: تبالَطُوا بالسیوف إِذا تجالَدُوا بها علی أَرجلهم، و لا یقال تبالَطُوا إِذا كانوا رُكباناً. و التَّبالُطُ و المُبالَطةُ: المُجالدَةُ بالسیوف. و بالَطَنِی فلان: فرَّ منی. و البُلُطُ: الفارُّون من العسكر. و بَلَّطَ الرجلُ تَبْلِیطاً إِذا أَعْیا فی المَشْی مثل بَلَّحَ. و التَّبْلِیطُ عِراقِیَّةٌ، و هو أَن یَضرب فَرْعَ أُذن الإِنسان بطرَفِ سَبَّابته. و بَلَّطَ أُذنه تَبْلِیطاً: ضربها بطرف سبابته ضرباً یوجعه. و البَلْطُ و البُلْطُ: المِخْراطُ، و هو الحدیدة التی یَخْرُطُ بها الخَرَّاطُ، عَرَبیة؛ قال: و البلْطُ یَبْرِی حُبَرَ الفَرْفارِ و البَلُّوطُ: ثمر شَجر یؤْكل و یدبَغُ بقِشْره. و البَلاطُ: اسم موضع؛ قال: لو لا رَجاؤُكَ ما زُرْنا البَلاطَ، و لا كان البَلاطُ لَنا أَهلًا، و لا وَطَنا

بلقط؛ ج7، ص: 265

: البُلْقُوطُ: القصیر، قال ابن درید: لیس بثبَت.

بلنط؛ ج7، ص: 265

: اللیث: البَلَنْطُ شی‌ءٌ یشبه الرُّخامَ إِلا أَنَّ الرخام أَهش منه و أَرْخی؛ قال عمرو بن كلثوم: و سارِیَتَیْ بَلَنْطٍ أَو رُخامٍ، یَرِنُّ خَشاشُ حَلْیِهِما رَنِینا
(3). قوله [و أخجانی] فی شرح القاموس بفاء بدل الخاء المعجمة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 266‌

بنط؛ ج7، ص: 266

: الأَزهری: أَما بنط فهو مهمل فإِذا فصل بین الباء و النون بیاء كان مستعملًا، یقول أَهل الیمن للنّسَّاج البِیَنْطُ، و علی وزنه البِیَطْرُ، و هو مذكور فی موضعه.

بهط؛ ج7، ص: 266

: البَهَطُّ: كلمة سِنْدیة و هی الأَرُزُّ یطبخ باللبن و السمن خاصّة بلا ماء، و استعملته العرب بالهاء فقالت بَهَطَّةٌ طیبة كأَنها ذهبت بذلك إِلی الطائفة منه، كما قالوا لَبَنَةٌ و عسَلَةٌ، و قیل: البَهَطَّة ضرب من الطعام أَرُزٌّ و ماءٌ، و هو معرب و بالفارسیة بَتا؛ و ینشد: تَفَقَّأَتْ شَحْماً كما الإِوَزِّ، من أَكلها البَهطَّ بالأَرُزِّ و أَنشده الأَزهری: من أَكلِها الأَرُزَّ بِالبَهَطِّ قال ابن بری: و مثله قول أَبی الهندی: فأَما البَهَطُّ و حِیتانُكم، فما زِلْتُ منها كثیرَ السَّقَمْ قال أَبو تراب: سمعت الأَشجعی یقول بَهَطَنِی هذا الأَمر و بَهَظَنی بمعنًی واحد؛ قال الأَزهری: و لم أَسمعها بالطاء لغیره، و اللّه أَعلم.

بوط؛ ج7، ص: 266

: البُوطةُ: التی یُذیب فیها الصائغُ و نحوه من الصُّنَّاع. ابن الأَعرابی: باطَ الرجلُ یَبُوطُ إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ أَو إِذا افتقر بعد غِنًی.

فصل التاء المثناة؛ ج7، ص: 266

تحط؛ ج7، ص: 266

: الأَزهری قال: تَحُوطُ اسم القَحْطِ؛ و منه قول أَوْس بن حجر: الحافِظُ الناسِ [الناسَ فی تَحُوطَ، إِذا لم یُرْسِلُوا تحتَ عائذٍ رُبَعا قال: كأَنَّ التاء فی تحوط تاء فعل مضارع ثم جعل اسماً معرفة للسنة، و لا یُجْرَی، ذكَرها فی باب الحاء و الطاء و التاء.

فصل الثاء المثلثة؛ ج7، ص: 266

ثأط؛ ج7، ص: 266

: الثَّأْطةُ: دُوَیْبّة، لم یحكها غیر صاحب العین. و الثَّأْطةُ: الحَمْأَةُ. و فی المثل: ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بماء؛ یضرب للرجل یشْتَدُّ مُوقُه و حُمْقُه لأَن الثأْطة إِذا أَصابها الماء ازدادت فَساداً و رُطوبة، و قیل للذی یُفْرِطُ فی الحُمْق ثأْطة مُدَّتْ بماء، و جمعها ثَأْطٌ؛ قال أُمیة یذكر حمامة نوح، علی نبینا محمد و علیه الصلاة و السلام: فجاءَتْ، بَعْدَ ما رَكَضَتْ، بقِطْفٍ، علیه الثَّأْط و الطِّینُ الكُبارُ و قیل: الثأْطُ و الثَّأْطةُ الطین، حمأَةً كان أَو غیر ذلك؛ و قال أُمیة أَیضاً: بلَغَ المَشارِقَ و المَغارِبَ، یَبْتَغِی أَسْبابَ أَمْرٍ من حَكِیمٍ مُرْشِدِ فأَتَی مَغِیبَ الشمْسِ عند مآبِها، فی عَیْنِ ذی خُلُبٍ و ثأْطٍ حَرْمِدِ «1» و أَورد الأَزهری هذا البیت مستشهداً به علی الثأْطة الحمأَة فقال: و أَنشد شمر لتُبَّع، و كذلك أَورده ابن بری و قال: إِنه لتُبَّع یصف ذا القَرْنَیْن، قال: و الخُلُب الطین بكلامهم، قال الأَزهری: و هذا فی شعر تُبَّع المروی عن ابن عباس. و الثأْطة: دُوَیْبَّة لَسَّاعةٌ.
(1). قوله [فأتی إلخ] تقدم للمؤلف فی مادة حرمد: فرأی مغیب الشمس عند مسائها
لسان العرب، ج‌7، ص: 267
و الثأْطاء: الحمقاء، مشتقّ من الثأْطة. و ما هو بابن ثأْطاء و ثأَطاء و ثأْطانَ و ثأَطانَ أَی بابن أَمة، و یكنی به عن الحُمْق.

ثبط؛ ج7، ص: 267

: اللیث: ثَبَّطَه عن الشی‌ء تَثْبِیطاً إِذا شغَلَه عنه. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰكِنْ كَرِهَ اللّٰهُ انْبِعٰاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ؛ قال أَبو إِسحق: التثبیط ردّك الإِنسانَ عن الشی‌ء یفعله، أَی كره اللّه أَن یَخْرجوا معكم فردَّهم عن الخروج. و ثَبَطَه عن الشی‌ء ثَبْطاً و ثَبَّطَه: رَیَّثه و ثَبَّته. و ثَبَّطه علی الأَمر فتَثَبَّط: وقَّفَه علیه فتوَقَّف. و أَثْبَطه المرَضُ إِذا لم یكد یُفارِقُه. و ثَبَطْتُ الرجلَ ثَبْطاً: حبَسْتُه، بالتخفیف. و‌فی الحدیث: كانت سَوْدةُ امرأَةً ثَبِطةً‌أَی ثقِیلة بَطِیئةً من التَّثْبِیطِ و هو التعْوِیقُ و الشَّغْلُ عن المُراد؛ و قول لبید: و هُمُ العَشِیرةُ إِنْ یُثَبِّطْ حاسِد معناه إِنْ بَحَثَ عن مَعایِبِها؛ بذلك فسره ابن الأَعرابی. و فی بعض اللغات: ثَبَطَتْ شَفةُ الإِنسانِ وَرِمَتْ، و لیس بثَبَت.

ثرط؛ ج7، ص: 267

: الثَّرْطُ مثل الثَّلْطِ: لغة أَو لُثْغةٌ. الجوهری: و الثَّرْطُ أَیضاً شی‌ء تستعمله الأَساكِفةُ و هو بالفارسیة شَرِیسْ؛ ذكره النضر بن شمیل و لم یعرفه أَبو الغوث. و الثَّرْطِئةُ، بالكسر: الرجل الأَحْمَقُ الضعیفُ. قال: و الهمزة زائدة. و ثَرَطَه یَثْرُطُه ثَرْطاً: زرَی علیه و عابَه، قال: و لیس بثبَت. قال الأَزهری: الثِّرْطِئةُ، بالهمز بعد الطاء، الرجل الثقیل، قال: و إِن كانت الهمزة أَصلیة فالكلمة رباعیة، و إِن لم تكن أَصلیة فهی ثلاثیة، قال: و الغِرْقِئُ مثله.

ثرعط؛ ج7، ص: 267

: الثُّرْعُطةُ: الحَسا الرَّقِیقُ. الأَزهری: الثُّرُعْطُطُ حَساً رقیق طبخ باللبن.

ثرمط؛ ج7، ص: 267

: الثُّرْمُطةُ و الثُّرَمِطةُ علی مثال عُلَبِطةٍ؛ الأَخیرة عن كراع: الطین الرَّطْبُ؛ قال الجوهری: لعل المیم زائدة. الفراء: وقع فلان فی ثُرْمُطةٍ أَی فی طین رطْب. قال شمر: و اثْرَنْمَط السِّقاء إِذا انْتَفَخ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تأْكلُ بَقْل الرِّیفِ حتی تَحْبَطا، فبَطْنُها كالوَطْبِ حین اثْرَنْمَطا و الاثْرِنْماطُ: اطْمِحْرارُ السِّقاء إِذا راب و رَغا، و كَرْثأَ إِذا ثَخُنَ اللبن علیه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ. أَبو عمرو: الثُّرْمُوطُ الرجل العظیمُ اللُّقَمِ الكثیر الأَكْل.

ثرنط؛ ج7، ص: 267

: قال الأَزهری: قرأْت بخط أَبی الهیثم لابن بزرج: اثْرَنْطَأَ أَی حَمُقَ.

ثطط؛ ج7، ص: 267

: رجل ثَطٌّ: ثَقِیلُ البطن بَطِی‌ء. و الثَّطُّ و الأَثَطُّ: الكَوْسَجُ، رجل أَثَطُّ بیِّن الثَّطَطِ من قوم ثُطٍّ، و قیل: هو القلیلُ شعر اللِّحْیة، و قیل: هو الخفیف اللحیة من العارِضَیْنِ، و قیل: هو أَیضاً القلیل شعر الحاجِبَیْنِ، و رجل ثَطُّ الحاجبین و امرأَة ثَطَّاء الحاجبین، و لا یستغنی عن ذكر الحاجبین. ابن الأَعرابی: الأَثَطّ الرقیق الحاجبین، قال: و الثُّطُطُ و الزُّطُطُ الكَواسِجُ. التهذیب: و امرأَة ثَطَّةُ الحاجبین لا یستغنی فیه عن ذكر الحاجبین؛ قال الشاعر: و ما من هوایَ و لا شِیمَتی، عَرَكرَكةٌ ذاتُ لَحْمٍ زِیَمْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 268
و لا أَلَقَی ثَطَّةُ الحاجِبیْنِ، مُحْرَفةُ السَّاقِ، ظَمْأَی القَدَمْ قوله مُحْرفة أَی مَهْزُولة. و رجل ثَطٌّ، بالفتح، من قوم ثُطَّانٍ و ثِطَطةٍ و ثِطاطٍ بیِّن الثُّطُوطةِ و الثَّطاطةِ، و هو الكوسج. قال ابن درید: لا یقال فی الخفیف شعر اللحیة أَثَطُّ، و إِن كانت العامة قد أُولِعَتْ به، إِنما یقال ثَطٌّ؛ و أَنشد لأَبی النجم: كلِحْیةِ الشیْخِ الیَمانی الثَّطِّ و حكی ابن بری عن الجوالیقی قال: رجل ثَطٌّ لا غیر، و أَنكر أَثَطّ، و أَورد بیت أَبی النجم أَیضاً، قال: و صواب إِنشاده كَهامةِ الشیخ. و‌فی حدیث عثمان: و جی‌ءَ بعامر بن عبد قَیْس فرآه أَشْغَی ثَطّاً.و‌فی حدیث أَبی رُهْمٍ: سأَله النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، عمن تخلَّف من غِفار فقال: ما فعل النفَرُ الحُمْرُ الثَّطاطُ؟ هو جمع ثَطٍّ، و هو الكوْسَجُ الذی عَرِیَ وجهُه من الشعر إِلَّا طاقاتٍ فی أَسفل حَنَكِه. و‌روی هذا الحدیث: ما فعل الحمْر النَّطانِطُ؟ جمع نَطْناطٍ و هو الطویل. قال أَبو حاتم: قال أَبو زید مرة رجل أَثَطُّ، فقلت له: تقول أَثطّ؟ قال: سمعتها، و جمع الثَّطِّ أَثْطاطٌ؛ عن كراع، و الكثیر ثُطٌّ و ثُطّانٌ و ثِطاطٌ و ثِطَطةٌ؛ و قد ثَطَّ یَثِطُّ و یَثُطُّ ثَطَطاً و ثَطاطةً و ثُطُوطةً فهو أَثَطُّ و ثَطٌّ؛ قال ابن درید: المصدر الثَّطَطُ و الاسم الثَّطاطةُ و الثُّطوطةُ. قال ابن سیدة: و لعمری إِنه فرق حسن. و امرأَة ثَطّاء لا إِسْبَ لها یعنی شِعْرةَ رَكَبِها. و الثطّاء: دُوَیْبَّة تَلْسَعُ الناس، قیل هی العنكبوت.

ثعط؛ ج7، ص: 268

: الثَّعیطُ: دُقاقُ رَمْل سَیّالٍ تنقله الریح. و الثَّعِطُ: اللحم المتغیِّرُ، و قد ثَعِطَ ثَعَطاً، و كذلك الجلد إِذا أَنْتَنَ و تقطَّع؛ قال الأَزهری: أَنشدنی أَبو بكر: یأْكُل لَحْماً بائتاً قد ثَعِطا، أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتی خَرِطا قال: و خَرِطَ به إِذا غُصَّ به. قال الجوهری: و الثَّعَطُ مصدر قولك ثَعِطَ اللحمُ أَی أَنتن، و كذلك الماء؛ قال الراجز: و مَنْهَلٍ علی غَشَاشٍ [غِشَاشٍ و فَلَطْ، شَرِبْتُ منه بین كُرْهٍ و ثَعَطْ و قال أَبو عمرو: إِذا مَذِرَت البیضة فهی الثَّعِطةُ. و ثَعِطَتْ شفَتُه: وَرِمَتْ و تشَقَّقت؛ و قال بعض شعراء هذیل: یُثَعِّطْنَ العَرابَ، و هُنّ سُودٌ، إِذا خالَسْنَه فُلُحٌ فِدامُ العَرابُ: ثمَرُ الخَزَم، واحدته عَرابةٌ. یُثَعِّطْنَه: یَرْضَخْنَه و یَدْقُقْنَه. فُلُح: جمع الفَلْحاء الشفة. فِدامٌ: هَرِماتٌ.

ثلط؛ ج7، ص: 268

: الثَّلْطُ: هو سلْح الفِیلِ و نحوه من كل شی‌ء إِذا كان رقیقاً. و ثلَط الثَّوْرُ و البعیرُ و الصبیُّ یَثْلِطُ ثَلْطاً: سَلَح سَلْحاً رقیقاً، و قیل إِذا أَلقاه سهْلًا رقیقاً، و فی الصحاح: إِذا أَلقی بَعره رقیقاً. قال أَبو منصور: یقال للإِنسان إِذا رقَّ نَجْوُه هو یَثْلِطُ ثَلْطاً. و‌فی الحدیث: فبالَتْ و ثَلَطَتْ؛ الثَّلْطُ: الرقیق من الرجیع. قال ابن الأَثیر: و أَكثر ما یقال للإِبل و البقر و الفِیَلةِ. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: كانوا یَبْعَرُون بَعَراً و أَنتم تَثْلِطُون ثَلْطاً‌أَی كانوا یتغوَّطون یابساً كالبعر لأَنهم كانوا
لسان العرب، ج‌7، ص: 269
قلیلی الأَكل و المآكل و أَنتم تثلِطون رقیقاً و هو إِشارة إِلی كثرة المآكل و تَنَوُّعِها. و یقال: ثَلَطْتُه ثَلْطاً إِذا رمیتَه بالثَّلْطِ و لطَخْتَه به؛ قال جریر: یا ثَلْطَ حامِضةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً، مِنْ واسِطٍ، و تَرَبَّعَ القُلَّاما

ثلمط؛ ج7، ص: 269

: الثَّلْمَطةُ: الاسْتِرْخاء، و طین ثَلْمَطٌ.

ثمط؛ ج7، ص: 269

: الثَّمْطُ: الطین الرقیق أَو العجین إِذا أَفْرَط فی الرِّقةِ.

ثنط؛ ج7، ص: 269

: اللیث: الثَّنْطُ خُروج الكمأَةِ من الأَرض و النباتُ إِذا صدَع الأَرضَ و ظهر، قال: و‌فی الحدیث كانت الأَرض تَمِیدُ فوقَ الماء فَثَنطها اللّهُ بالجبال فصارت لها أَوْتاداً؛ ابن الأَعرابی: الثنْطُ الشَّقُّ و النَّثْطُ التثقیل؛ و منه‌خبر كعب: إِن اللّه تعالی لما مَدَّ الأَرضَ مادَتْ فثَنَطَها بالجبال‌أَی شقَّها فصارت كالأَوْتادِ لها، و نَثَطها بالآكامِ فصارت كالمُثْقِلاتِ لها، قال أَبو منصور: فرق ابن الأَعرابی بین الثَّنْط و النَّثْط، فجعل الثَّنْطَ شَقّاً، و جعل النَّثْطَ إِثْقالًا، قال: و هما حَرفان غَریبان، قال: و لا أَدری أَ عربیان أَم دخیلان؛ قال ابن الأَثیر: و ما جاء إِلا فی حدیث كعب، قال: و یروی بالباء بدل النون من التثبیط، و هو التعویق.

فصل الجیم؛ ج7، ص: 269

جحط؛ ج7، ص: 269

: جِحِطْ: زجر للغنمِ كجِحِضْ.

جحرط؛ ج7، ص: 269

: عجوز جِحْرِطٌ: هَرِمة.

جخرط؛ ج7، ص: 269

: عجوز جِخْرِطٌ: هَرِمةٌ؛ قال الشاعر: و الدَّرْدَبِیسُ الجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَة و یقال: جِحْرِطٌ، بالحاء المهملة.

جرط؛ ج7، ص: 269

: قال ابن بری: الجَرَطُ الغَصَصُ؛ قال نجاد الخیْبری: لَمّا رأَیتُ الرَّجُلَ العَمَلَّطا، یأْكل لحماً بائتاً قد ثَعِطا، أَكثرَ منه الأَكل حتی جَرِطا

جلط؛ ج7، ص: 269

: جَلَطَ رأْسَه یَجْلِطُه إِذا حلَقه. و من كلام العرب الصحیح: جَلَط الرجلُ یَجْلِطُ إِذا كذَب. و الجِلاطُ: المُكاذَبةُ. الفراء: جلَط سیفَه أَی اسْتَلَّه.

جلحط؛ ج7، ص: 269

: الجِلْحِطاء: الأَرض التی لا شجر فیها، و قیل: هی الجِلْحِظاء، بالظاء المعجمة، و قیل: هی الجِلْخِطاء، بالخاء المعجمة و الطاء غیر المعجمة، و قیل: هی الحَزْنُ؛ عن السیرافی.

جلخط؛ ج7، ص: 269

: الجِلْخِطاء: الأَرض التی لا شجر فیها أَو الحَزْن، لغة فی جلحط.

جلفط؛ ج7، ص: 269

: التهذیب: الجِلْفاطُ الذی یَسُدُّ دُروزَ السفینة الجدیدة بالخُیوط و الخِرَقِ. یقال: جَلْفَطَه الجِلْفاطُ إِذا سَوّاه و قَیَّرَه. قال ابن درید: هو الذی یُجَلْفِطُ السفن فیُدخل بین مَسامِیر الأَلواح و خُروزها مُشاقةَ الكَتّانِ و یمسَحُه بالزِّفْت و القارِ، و فعله الجَلْفَطةُ.

جلمط؛ ج7، ص: 269

: جَلْمطَ رأْسَه. حلَق شعره، قال الجوهری: و المیم زائدة، و اللّه أَعلم.

فصل الحاء المهملة؛ ج7، ص: 269

حبط؛ ج7، ص: 269

: الحَبَط مثل العَرَبِ: من آثارِ الجُرْحِ. و قد حَبِطَ حَبَطاً و أَحْبَطَه الضرْبُ. الجوهری: یقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً، بالتحریك، أَی عَرِب و نُكس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 270
ابن سیدة: و الحَبَطُ وجع یأْخذ البعیر فی بطْنه من كَلإٍ یَسْتَوْبِلُه، و قد حَبِطَ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ، و إِبِل حَباطَی و حَبَطةٌ، و حَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ. قال الجوهری: الحَبَطُ أَن تأْكل الماشیة فتُكْثِرَ حتی تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها و لا یخرج عنها ما فیها. و حَبِطتِ الشاة، بالكسر، حَبَطاً: انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ، و هو الحَنْدَقُوقُ. الأَزهری: حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ یحبَطُ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ. و‌فی الحدیث: و إِنَّ ممّا یُنْبِتُ الرَّبِیعُ ما یَقْتُلُ حَبَطاً أَو یُلِمُّ، و ذلك الدَّاء الحُباطُ، قال: و رواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ، و هو الاضْطِرابُ. قال الأَزهریّ: و أَما‌قول النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: و إِنَّ مما یُنبِت الربیعُ ما یقْتُلُ حَبَطاً أَو یُلمّ، فإِن أَبا عبید فسر الحَبَطَ و ترك من تفسیر هذا الحدیث أَشیاء لا یَستغْنی أَهلُ العلمِ عن مَعْرِفتها، فذكرت الحدیث علی وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما یحتاجُ من تفسیره، فقال و‌ذَكر سنده إِلی أَبی سعید الخدری أنه قال: جلس رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، علی المِنْبر و جَلسنا حولَه فقال: إِنی أَخاف علیكم بَعْدِی ما یُفْتَحُ علیكم من زَهرةِ الدنیا و زِینتِها، قال: فقال رجل أَ وَ یَأْتی الخیرُ بالشرّ یا رسول اللّه؟ قال: فسكت عنه رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و رأَیْنا أَنه یُنْزَلُ علیه فأَفاقَ یَمْسَحُ عنه الرُّحضاء و قال: أَین هذا السائلُ؟ و كأَنه حَمِدَه؛ فقال: إِنه لا یأْتی الخیرُ بالشرّ، و إِنَّ مما یُنبِت الربیعُ ما یَقتل حبَطاً أَو یُلمّ إِلّا آكِلةَ الخَضِر، فإِنها أَكلت حتی إِذا امتلأَت خاصرتاها استَقْبَلَتْ عینَ الشمسِ فثَلَطَتْ و بالَتْ ثم رتَعَتْ، و إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ، و نِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطی المِسْكینَ و الیتیمَ و ابنَ السبیلِ؛ أَو كما‌قال رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: و إِنه مَن یأْخذه بغیر حقه فهو كالآكل الذی لا یشبع و یكون علیه شهیداً یوم القیامة.قال الأَزهری: و إِنما تَقَصَّیْتُ روایة هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ معناه، و فیه مثلان: ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط فی جمع الدنیا مع مَنْعِ ما جمَع من حقّه، و المثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد فی جمْعِ المال و بذْلِه فی حقِّه، فأَما‌قوله: صلّی اللّه علیه و سلّم: و إِنَّ مما یُنبت الربیعُ ما یقتل حبَطاً، فهو مثل الحَرِیصِ و المُفْرِط فی الجمْع و المنْع، و ذلك أَن الربیع یُنبت أَحْرار العشب التی تَحْلَوْلِیها الماشیةُ فتستكثر منها حتی تَنْتَفِخَ بطونها و تَهْلِكَ، كذلك الذی یجمع الدنیا و یَحْرِصُ علیها و یَشِحُّ علی ما جمَع حتی یمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها یَهْلِكُ فی الآخرة بدخول النار و اسْتِیجابِ العذابِ، و أَما مثل المُقْتَصِد المحمود‌فقوله، صلّی اللّه علیه و سلّم، إِلَّا آكِلةَ الخَضِر‌فإِنها أَكلت حتی إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عینَ الشمسِ فثَلَطَتْ و بالَتْ ثم رتعت، و ذلك أَن الخَضِرَ لیس من أَحْرارِ البقول التی تستكثر منها الماشیة فتُهْلِكه أَكلًا، و لكنه من الجَنْبةِ التی تَرْعاها بعد هَیْجِ العُشْبِ و یُبْسِه، قال: و أَكثر ما رأَیت العرب یجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِیِّ الذی لم یصفَرّ و الماشیةُ تَرْتَعُ منه شیئاً شیئاً و لا تستكثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه؛ قال: و قد ذكره طرَفةُ فبین أَنه من نبات الصیف فی قوله: كَبَناتِ المَخْرِ یَمْأَدْنَ، إِذا أَنْبَتَ الصیْفُ عَسالِیجَ الخَضِرْ فالخَضِرُ من كَلإِ الصیفِ فی القَیْظِ و لیس من أَحرارِ بُقولِ الرَّبیع، و النَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه و لا تَحْبَطُ بطونُها عنه، قال: و بناتُ مَخْرٍ أَیضاً و هی سحائبُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 271
یأْتِینَ قُبُلَ الصیف، قال: و أَما الخُضارةُ فهی من البُقول الشَّتْوِیّة و لیست من الجَنْبة، فضرب النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، آكِلةَ الخَضِرِ مثلًا لمن یَقْتَصِد فی أَخذ الدنیا و جمْعِها و لا یُسْرِفُ فی قَمِّها «2» و الحِرص علیها، و أَنه ینجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر، أَ لا تراه قال: فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عین الشمس فثَلطت و بالت؟ و إِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها، و إِنما تَحْبَطُ الماشیةُ إِذا لم تَثْلِطْ و لم تَبُلْ و أْتُطِمَت علیها بطونها، و قوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة الخضر. و أَما‌قول النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلْوة، هاهنا الناعمة الغَضّةُ، و حَثَّ علی إِعطاء المِسكین و الیتیم منه مع حَلاوتِه و رَغْبةِ الناس فیه، لیَقِیَه اللّهُ تبارك و تعالی وبالَ نَعْمَتِها فی دنیاه و آخرته. و الحبَطُ: أَن تأْكل الماشیة فتكثر حتی تنتفخ لذلك بطونها و لا یخرج عنها ما فیها. ابن سیدة: و الحبَطُ فی الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ، و قیل: الحبَطُ الانْتِفاخُ أَین كان من داء أَو غیره. و حَبِطَ جِلدُه: وَرِمَ. و یقال: فرس حَبِطُ القُصَیْرَی إِذا كان مُنْتَفِخَ الخاصرتین؛ و منه قول الجعدی: فَلِیق النَّسا حَبِیط المَوْقِفَیْنِ، یَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ قال: و لا یقولون حَبِط الفرسُ حتی یُضِیفُوه إِلی القُصَیْرَی أَو إِلی الخاصِرةِ أَو إِلی المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه. و احْبَنْطَأَ الرجلُ: انتفخ بطنه. و الحَبَنْطَأُ، یهمز و لا یهمز: الغَلِیظ القَصِیر البطِینُ. قال أَبو زید: المُحْبَنْطِئ، مهموز و غیر مهموز، الممْتَلئ غضَباً، و النون و الهمزة و الأَلف و الباء زَوائدُ للإِلحاق، و قیل: الأَلف للإِلحاق بسفرجل. و رجل حَبَنْطًی، بالتنوین، و حَبَنْطاةٌ و مُحْبَنْطٍ، و قد احْبَنْطَیْتَ، فإِن حَقَّرْتَ فأَنت بالخیار إِن شئت حذفت النون و أَبدلت من الأَلف یاء و قلت حُبَیْطٍ، بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف لیست للتأْنیث فیفتح ما قبلها كما نفتح فی تصغیر حُبْلی و بُشْری، و إِن بقَّیت النون و حذفت الأَلف قلت حُبَیْنِطٌ، و كذلك كل اسم فیه زیادتان للإِلحاق فاحذف أَیَّتَهما شئت، و إِن شئتَ أَیضاً عوَّضْتَ من المحذوف فی الموضعین، و إِن شئتَ لم تُعَوِّضْ، فإِن عوَّضت فی الأَوّل قلت حُبَیِّطٍ، بتشدید الیاء و الطاء مكسورة، و قلت فی الثانی حُبَیْنِیطٌ، و كذلك القول فی عَفَرْنی. و امرأَة حَبَنْطاةٌ: قصیرة دَمِیمةٌ عَظیمةُ البطْنِ. و الحَبَنْطی: المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة. و حكی اللحیانی عن الكسائی: رجل حَبَنْطًی، مقصور، و حِبَنْطًی، مكسور مقصور، و حَبَنْطأٌ و حَبَنْطَأَةٌ أَی مُمْتلئ غیظاً أَو بِطنة؛ و أَنشد ابن بری للراجز: إِنی إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِی، و لا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّی قال و قال فی المهموز: ما لك تَرْمِی بالخَنی إِلینا، مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علینا؟ و قد ترجم الجوهری علی حَبْطَأَ. قال ابن بری: و صوابه أَن یذكر فی ترجمة حبط لأَن الهمزة زائدة لیست بأَصلیة، و قد احْبَنْطَأْت و احْبَنْطَیْت، و كل ذلك من الحبَطِ الذی هو الورَمُ، و لذلك حكم علی نونه و همزته أَو یائه أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل. و المُحْبَنْطِئُ: اللَّازِقُ بالأَرض. و‌فی الحدیث:
(2). قوله [قمها] أی جمعها كما بهامش الأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 272
إِن السِّقط لیَظَلُّ مُحْبَنْطِیاً علی باب الجنة، فسروه مُتَغَضِّباً، و قیل: المُحْبَنْطِی المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشی‌ء، و بالهمز العظیم البطن، قال ابن الأَثیر: المُحْبَنْطِئُ، بالهمز و تركه، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشی‌ء، و قیل: هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء. یقال: احبنطأْت و احْبَنْطَیْت، و النون و الهمزة و الأَلف و الیاء زوائد للإِلحاق. و حكی ابن بری المُحْبَنطِی، بغیر همز، المتغضِّبُ، و بالهمز المنتفخ. و حَبِطَ حبْطاً و حُبوطاً: عَمِلَ عَملًا ثم أَفْسَدَه، و اللّه أَحْبَطه. و فی التنزیل: فَأَحْبَطَ أَعْمٰالَهُمْ*. الأَزهری: إِذا عمل الرجل عملًا ثم أَفْسَدَه قیل حَبِطَ عَمَلُه، و أَحْبَطَه صاحبُه، و أَحْبَطَ اللّه أَعمالَ من یُشْرِكُ به. و قال ابن السكیت: یقال حَبِطَ عملُه یَحْبَطُ حبْطاً و حُبُوطاً، فهو حَبْطٌ، بسكون الباء، و قال الجوهری: بطل ثوابه و أَحبطه اللّه. و روی الأَزهری عن أَبی زید أَنه حكی عن أَعرابی قرأَ: فقد حبَط عملُه، بفتح الباء، و قال: یَحْبِطُ حُبوطاً، قال الأَزهری، و لم أَسمع هذا لغیره، و القراءة: فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ. و‌فی الحدیث: أَحْبَط اللّه عمله‌أَی أَبْطَلَه، قال ابن الأَثیر: و أَحْبَطه غیرُه، قال: و هو من قولهم حَبِطَت الدابةُ حبَطاً، بالتحریك، إِذا أَصابت مَرْعًی طیِّباً فأَفرطت فی الأَكل حتی تنتفخ فتموت. و الحَبَطُ و الحَبِطُ: الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَمیم، سمی بذلك لأَنه كان فی سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذی یصیبُ الماشیة فنَسَبُوا إلیه، و قیل: إِنما سمی بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شی‌ء أَكله، و الحَبِطاتُ و الحَبَطاتُ: أَبناؤه علی جهة النسَب، و النِّسْبة إِلیهم حَبَطِیٌّ، و هم من تمیم، و القیاس الكسر؛ و قیل: الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَمیم و العَنْبَرُ بن عمرو و القُلَیْبُ بن عمرو و مازِنُ بن مالك بن عمرو. و قال ابن الأَعرابی: و لقی دَغْفَلٌ رجلًا فقال له: ممن أَنت؟ قال: من بنی عمرو بن تمیم، قال: إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ، فالحبطات عُنُقُها، و القُلَیْبُ رأْسها، و أُسَیِّدٌ و الهُجَیْمُ جَناحاها، و العَنْبَرُ جِثْوتُها و جَثوتُها، و مازنٌ مِخْلَبُها، و كَعْب ذنبها، یعنی بالجثوة بدنها و رأْسها. الأَزهری: اللیث الحَبِطاتُ حیّ من بنی تمیم منهم المِسْوَرُ بن عباد الحَبَطِیُّ، یقال: فلان الحبطی، قال: و إِذا نسبوا إِلی الحَبِطِ قالوا حَبَطِیٌّ، و إِلی سَلِمةَ سَلَمِیّ، و إِلی شَقِرةَ شَقَرِیٌّ، و ذلك أَنهم كرهوا كثرة الكسرات ففتحوا؛ قال الأَزهری: و لا أَری حَبْط العَمل و بُطْلانه مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن یَهْلِكُ، و كذلك عملُ المنافق یَحْبَطُ، غیر أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله یَحْبَطُ حبْطاً، و حركوها من حَبِطَ بطنه یَحْبَطُ حَبَطاً، كذلك أُثبت لنا؛ عن ابن السكیت و غیره. و یقال: حَبِطَ دم القتیل یَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ. و حَبِطَتِ البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها. و قال أَبو عمرو: الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء الرّكیّة فلا یعود كما كان.

حثط؛ ج7، ص: 272

: الأَزهری: قال أَبو یوسف السجزی: الحَثَطُ كالغُدّةِ أَتی به فی وصف ما فی بُطونِ الشاء، قال: و لا أَدری ما صحته.

حشط؛ ج7، ص: 272

: الأَزهری خاصة عن ابن الأَعرابی: الحَشْطُ الكَشْطُ.

حطط؛ ج7، ص: 272

: الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه یَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ. و الحَطُّ: وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 273
تقول: حَطَطْتُ عنها. و‌فی حدیث عمر: إِذا حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ‌أَی إِذا قضیتم الحَجَّ و حَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل، و هی الأَكْوارُ و المَتاع، فشُدُّوا السُّروج علی الخیل للغَزْو. و حَطّ الحِمْلَ عن البعیر یحُطُّه حَطّاً: أَنزله. و كلُّ ما أَنزله عن ظهر، فقد حطه. الجوهریّ: حطّ الرحلَ و السرْجَ و القوْسَ و حَطَّ أَی نزَل. و المَحَطُّ: المَنْزِلُ. و المِحَطُّ: من الأَدواتِ، و قال فی مكان آخَر: من أَدوات النَّطَّاعِینَ الذین یُجَلِّدون الدَّفاتر حدیدة معطوفة الطرَف، و أَدِیم مَحْطُوطٌ؛ و أَنشد: تُبِینُ و تُبْدی عن عُروقٍ، كأَنَّها أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ و تُبْشَرُ و حطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه، فی الدعاء: وضَعَه، مَثَلٌ بذلك، أَی خفَّفَ اللّه عن ظَهْرِكَ ما أَثْقَلَه من الوِزْر. یقال: حطّ اللّه عنك وزرك و لا أَنْقَضَ ظهرَك. و استحَطَّه وِزْرَه: سأَله أَن یَحُطَّه عنه، و الاسم الحِطَّةُ. و حكی أَنَّ بنی إِسرائیل إِنما قیل لهم: و قولوا حِطَّة، لیَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم. و سأَله الحِطِّیطی أَی الحِطَّة. قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: وَ قُولُوا حِطَّةٌ*، قال: معناه قولوا مسأَلتُنا حِطَّة أَی حطُّ ذنوبنا عنا، و كذلك القراءة، و ارتفعت علی معنی مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ، قال: و لو قرئت حِطَّةً كان وجهاً فی العربیة كأَنه قیل لهم: قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً، فحرَّفوا هذا القول و قالوا لفظة غیر هذه اللفظة التی أُمِروا بها، و جملة ما قالوا أَنه أَمر عظیم سماهم اللّه به فاسقِینَ، و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ قُولُوا حِطَّةٌ*، یقال، و اللّه أَعلم: قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَی هی حطة، فخالَفُوا إِلی كلام بالنَّبَطِیَّةِ، فذلك قوله تعالی: فَبَدَّلَ الَّذِینَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَیْرَ الَّذِی قِیلَ لَهُمْ. و‌روی سعید بن جبیر عن ابن عباس فی قوله تعالی: وَ ادْخُلُوا الْبٰابَ سُجَّداً*، قال: رُكَّعاً، وَ قُولُوا حِطَّةٌ* مغفرة، قالوا: حِنْطةٌ و دخلوا علی أَسْتاهِهم، فذلك قوله تعالی: فَبَدَّلَ الَّذِینَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَیْرَ الَّذِی قِیلَ لَهُمْ؛ و‌قال اللیث: بلغنا أَن بنی إِسرائیل حین قیل لهم قُولُوا حِطَّةٌ* إِنما قیل لهم كی یسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم.و‌قال ابن الأَعرابی: قیل لهم قُولُوا حِطَّةٌ* فقالوا حنطة شمقایا أَی حنطة جیدة، قال: و قوله عزّ و جلّ حِطَّةٌ* أَی كلمة تَحُطُّ عنكم خطایاكم و هی: لا إِله إلا اللّه. و یقال: هی كلمة أُمر بها بنو إِسرائیل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم.و حَطَّه أَی حَدَرَه. و‌فی الحدیث: من ابتلاه اللّه ببَلاء فی جَسَده فهو له حِطَّةٌ‌أَی تُحَطُّ عنه خطایاه و ذنوبُه، و هی فِعْلةٌ من حَطَّ الشی‌ءَ یَحُطُّه إِذا أَنزله و أَلقاه. و‌فی الحدیث: إِن الصلاة تسمی فی التوراة حَطُوطاً.و حَطّ السِّعْرُ یَحُطُّ حَطّاً و حُطوطاً: رَخُصَ، و كذلك انْحَطَّ حُطوطاً و كسر و انكسر، یرید فَتَر. و قال الأَزهری فی هذا المكان: و یقال سِعْر مَقْطُوط و قد قَطّ السِّعْرُ و قُطّ السِّعْرُ و قَطّ اللّهُ السِّعْر، و لم یزد هاهنا علی هذا اللفظ. و الحَطاطةُ و الحُطائطُ و الحَطِیطُ: الصغیر و هو من هذا لأَن الصغیر مَحْطُوط؛ أَنشد قطرب: إِنّ حِرِی حُطائطٌ بُطائط، كأَثَر الظَّبْیِ بجَنْبِ الغائط بُطائطٌ إِتباع؛ و قال ملیح: بكلِّ حَطِیطِ الكَعْبِ، دُرْمٌ حُجولُه، تَرَی الحَجْلَ منه غامِضاً غیرَ مُقْلَقِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 274
و قیل: هو القصیر. أَبو عمرو: الحُطائطُ الصغیر من الناس و غیرهم؛ و أَنشد: و الشَّیْخُ مِثْل النَّسْر و الحُطائطِ، و النِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ قال الأَزهری: و تقول صِبْیان الأَعراب فی أَحاجِیهم: ما حُطائطٌ بُطائط تَمِیسُ تحت الحائط؟ یعنون الذّرةَ. و الحَطاطُ: شِدّةُ العَدْوِ. و الكَعْبُ الحَطِیطُ: الأَدْرَمُ. و الحِطَّانُ: التَّیْسُ. و حطّانُ: من أَسماء العرب. و الحُطائطة: بَثْرةٌ صغیرة حمراء. و جاریة مَحْطُوطةُ المَتْنَیْن: ممدودَتُهما، و قال الأَزهری: ممدودة حسنَة مستویة؛ قال النابغة: مَحْطُوطةُ المَتْنَیْنِ غیرُ مُفاضةٍ و أَنشد الجوهری للقطامی: بیْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَیْنِ بَهْكَنةٌ، رَیّا الرّوادِفِ، لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ و أَلْیةٌ مَحْطوطةٌ: لا مَأْكَمةَ لها. و الحَطُوطُ: الأَكَمةُ الصَّعْبةُ الانْحِدار. و قال ابن درید: الحطوط الأَكَمةُ الصعبة، فلم یذكر ارتفاعاً و لا انحداراً. و الحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْو، حطَّه یَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ؛ و أَنشد: كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّیْلُ مِنْ عَلِ قال الأَزهری: و الفِعْل اللّازم الانحطاط. و یقال للهَبُوط: حَطُوطٌ. و المُنْحَطُّ من المَناكِب: المُسْتَفِلُ الذی لیس بمُرْتَفِعٍ و لا مُسْتَقِلٍّ و هو أَحسنها. و الحَطاطةُ: بَثْرة تخرج بالوجه صغیرة تُقَیِّحُ و لا تُقَرِّحُ، و الجمع حَطاطٌ؛ قال المتنخل الهذلی: و وجْهٍ قد رأَیْت، أُمَیْمَ، صافٍ، أَسِیلٍ غیرِ جَهْمٍ ذی حَطاطِ و قد حَطَّ وجهُه و أَحَطَّ، و ربما قیل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه و تَهَیَّجَ. و الحَطاطةُ: الجاریةُ الصغیرة، تشبَّه بذلك. و قال الأَصمعی: الحَطاطُ البَثْر، الواحدة حَطاطةٌ؛ و أَنشد الأَصمعی لزیاد الطَّمّاحِیِّ: قامَ إِلی عَذْراء فی الغُطاطِ، یَمْشِی بمثل قائم الفُسْطاطِ، بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذی حَطاطِ قال ابن بری: الذی رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَی بمُشْرفه؛ و بعده: هامَتُه مِثْلُ الفَنِیقِ السّاطِی، نِیطَ بحَقْوَیْ شَبِقٍ شِرْواطِ فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّیاطِ، ذُو قوّةٍ، لیس بذی وباطِ فداكَها دَوْكاً علی الصِّراطِ، لیس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ و قام عنها، و هو ذُو نَشاطِ، و لُیّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ قد أَسْبَطَتْ و أَیّما إِسْباطِ و قال الراجز: ثم طَعَنْت فی الجَمِیش الأَصْفَرِ بذی حَطاطٍ، مِثْلِ أَیْرِ الأَقْمَرِ و الواحدة حَطاطةٌ، قال: و ربما كانت فی الوجه؛ و منه قول المتنخل الهذلی:
لسان العرب، ج‌7، ص: 275
و وجْهٍ قد جَلَوْت، أُمَیْمَ، صافٍ، كَقَرْنِ الشمسِ لیس بذی حَطاطِ و قال أَبو زید: الأَجرب العین الذی تَبْثُر عینُه و یلزمها الحَطاطُ، و هو الظَّبْظابُ و الحُدْحُدُ. قال ابن سیدة: و الحَطاط، بالفتح، مثل البَثْر فی باطن الحُوق، و قیل: حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها. و حَطّ البعیرُ حِطاطاً و انْحَطَّ: اعتمد فی الزِّمامِ علی أَحد شِقّیْه؛ قال ابن مقبل: برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِیمةُ وجْهِه، أَسَرَّ حِطاطاً، ثم لانَ فبَغّلا و قال الشماخ: و إِن ضُرِبَتْ علی العِلَّات، حَطّتْ إِلیكَ حِطاطَ هادِیةٍ شَنُونِ العِلَّاتُ: الأَعْداء، و الهادِیةُ: الأَتانُ الوَحْشِیّةُ المتقدمة فی سیرها، و الشَّنُونُ: التی بین السمینةِ و المَهْزُولة. و نَجِیبةٌ مُنْحَطّةٌ فی سیرها و حَطُوطٌ. الأَصمعی: الحَطُّ الاعتماد علی السیر، و الحَطُوطُ النَّجِیبةُ السریعة، و ناقة حَطُوطٌ، و قد حَطَّتْ فی سیرها؛ قال النابغة: فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ، حَطُوطٌ فی الزِّمامِ، و لا لَجُونُ و یروی: … فی الزِّماعِ …، و قال الأَعشی: فلا لَعَمْرُ الذی حَطَّتْ مَناسِمُها تَخْدِی، و سِیقَ إِلیها الباقِرُ العَتِلُ «3» حَطَّتْ فی سیْرِها و انْحَطَّتْ أَی اعْتمدتْ، یقال ذلك للنَّجِیبةِ السَّریعةِ. و قال أَبو عمرو: انْحَطَّتِ الناقةُ فی سیرها أَی أَسرَعتْ. و تقول: اسْتَحَطَّنی فلان من الثمن شیئاً، و الحَطِیطةُ كذا و كذا من الثمن. و الحَطاطُ: زُبْدُ اللَّبَن. و حُطَّ البعیرُ و حُطّ عنه إِذا طَنِیَ فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فحطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً حِیالَ الطَّنَی حتی یَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ، و قال اللحیانی: حُطَّ البعیرُ الطَّنِیُّ و هو الذی لَزِقَتْ رئته بجنبه، و ذلك أَن یُضْجَعَ علی جنبه ثم یؤخذ وَتِد فیُمَرَّ علی أَضْلاعِه إِمْراراً لا یُحْرِقُ. الأَزهری: أَبو عمرو حَطَّ و حَتَّ بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: جلس رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، إِلی غُصْن شجرة یابسةٍ فقال بیده فحَطَّ ورَقها؛ معناه فحَتَّ ورَقها أَی نَثَره. و الحَطِیطةُ: ما یُحَطُّ من جملة الحساب فیَنْقُصُ منه، اسمٌ من الحَطِّ، تجمع حَطائطَ. یقال: حَطَّ عنه حَطِیطةً وافیة. و الحُطُطُ: الأَبدان النّاعمة. و الحُطُطُ أَیضاً: مَراتِبُ السِّفَلِ، واحِدَتُها حِطَّةٌ، و الحِطَّةُ: نُقْصانُ المَرْتَبة. و حَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ یَحُطُّه حَطّاً: سَطَرَه و صقَله و نقَشَه. و المِحَطُّ و المِحَطَّةُ: حدیدة أَو خشبة یُصْقَلُ بها الجلد حتی یَلِینَ و یَبْرُقَ. و المِحَطُّ، بالكسر: الذی یُوشَمُ به، و یقال: هو الحدیدة التی تكون مع الخَرّازِین یَنْقُشون بها الأَدِیمَ؛ قال النَّمر بن تَوْلب: كأَنَّ مِحَطّاً فی یَدَیْ حارِثِیّةٍ صَناعٍ، عَلَتْ مِنی به الجِلْدَ مِن عَل و أَما الذی‌فی حدیث سُبَیْعةَ الأَسلمیة: فحَطَّت إِلی الشاب‌أَی مالَتْ إِلیه و نزلت بقلبها نحوه.
(3). هكذا ورد هذا البیت فی روایة أَبی عبیدة، و هو فی قصیدة الأَعشی مَرویّ علی هذه الصورة: إنی لَعمر الذی خطت مناسمُها له، و سِیقَ إِلیهِ الباقِرُ الغُیُلُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 276
و الحُطاطُ: الرائحة الخَبیثةُ، و حَطْحَطَ فی مشیه و عمله: أَسرع. و یَحْطُوط: وادٍ مَعْروف. و عِمْرانُ بن حِطّانَ، بكسر الحاء، و هو فِعْلانُ. و حُطائِطُ بن یَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن یعفُرَ.

حطمط؛ ج7، ص: 276

: الأَزهری فی الرباعی: أَبو عمرو الحِطْمِطُ الصغیر من كل شی‌ء، صبیٌّ حِطْمِطٌ؛ و أَنشد لرِبْعِیٍّ الزبیری: إِذا هَنِیَّ حِطْمِطٌ مِثلُ الوَزَغْ، یضْرِبُ منه رأْسه حتی انْثَلَغْ

حطنط؛ ج7، ص: 276

: الأَزهری: حَطَنْطَی یُعَیَّرُ بها الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلی الحُمْقِ.

حقط؛ ج7، ص: 276

: الحَیْقَطُ و الحَیْقُطانُ: ذكر الدُّرَّاج؛ قال الطرمّاح: من الهُوذِ كَدْراء السَّراةِ، و بَطْنُها خَصِیفٌ كَلَوْنِ الحَیْقُطانِ المُسَیَّحِ المُسَیَّحُ: المُخَطَّطُ، و الخَصِیفُ: لون أَبیض و أَسود كلون الرَّماد، و قال ابن خالویه: لم یفتح أَحد قاف الحَیْقطان إِلا ابن درید، و سائر الناس الحَیْقُطانُ، و الأُنثی حَیْقُطانةٌ. و الحَقَطُ: خفة الجسم و كثرة الحركة، و الحَقْطةُ: المرأَة الخَفیفة الجسم النَّزِقةُ.

حلط؛ ج7، ص: 276

: حَلَطَ حَلْطاً و أَحْلَطَ و احْتَلَطَ: حَلَفَ و لَجَّ و غَضِبَ و اجتهد. الجوهری: أَحْلَطَ الرجلُ فی الیمین إِذا اجتهد؛ قال ابن أَحمر: و كُنّا و هُمْ كابْنیْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًی، ثم كانا مُنْجِداً و تِهامِیا فأَلقَی التِّهامی منهما بلَطاتِه، و أَحْلطَ هذا: لا أَعُودُ ورائِیا «1» لَطاتُه: ثِقَلُه؛ یقول: إِذا كانت هذه حالَهما فلا یجتمعان أَبداً. و السباتُ: الدهر. الأَزهری: قال ابن الأَعرابی فی قول ابن أَحمر و أَحْلَط هذا أَی أَقام، قال: و یجوز حَلَفَ. قال الأَزهری: و الاحْتِلاطُ الاجتهادُ فی مَحْلٍ و لَجاجةٍ. الجوهری: الاحْتِلاطُ الغضَب و الضجَر؛ و منه‌حدیث عبید بن عمیر: إِنما قال رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: كشاتَیْنِ بین غَنَمَینِ فاحْتلَط عُبَیْدٌ و غَضِب.و فی كلام عَلْقَمةَ بن عُلاثة: إِن أَوَّل العِیِّ الاحْتِلاطُ و أَسْوَأ القوْلِ الإِفْراطُ. قال الشیخ ابن بری: یقال حَلَطَ فی الخیر و خَلَطَ فی الشرّ. ابن سیدة: و حَلِطَ علیَّ حَلَطاً و احْتَلَطَ غَضِب، و أَحْلَطَه هو أَغضَبه. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحَلْطُ الغَضَبُ من الحَلْطِ القسَمِ. و الحَلْطُ: الإِقامة بالمكان، قال: و الحِلاطُ الغَضَب الشدید، قال: و قال فی موضعٍ الحُلُطُ المُقْسِمون علی الشی‌ء، و الحُلُط المُقِیمون فی المكان، و الحُلُطُ الغَضابَی من الناس، و الحُلُط الهائمون فی الصَّحارِی عِشقاً. ابن سیدة: و أَحْلَطَ الرجل نزل بدار مَهْلكةٍ. و فی التهذیب: حَلَط فلان، بغیر أَلف، و أَحْلَط بالمكان أَقام. و أَحْلَط الرجلُ البعیرَ: أَدخل قضیبه فی حَیاءِ الناقة، و المعروف بالخاء معجمة.

حلبط؛ ج7، ص: 276

: شمر: یقال هذه الحُلَبِطةُ و هی المائة من الإِبل إِلی ما بلغت.

حمط؛ ج7، ص: 276

: حَمَطَ الشی‌ءَ یَحْمِطُه حَمْطاً: قشَره، و هذا فِعْلٌ مماتٌ. و الحَماطةُ: حُرْقةٌ و خُشونةٌ یجدُها
(1). قوله [لا أَعود ورائیا] فی الأَصل بإزاء البیت: لا أریم مكانیا انتهی. و هی روایة الجوهری.
لسان العرب، ج‌7، ص: 277
الرجل فی حَلْقِه. و حَماطةُ القلب: سَوادُه؛ و أَنشد ثعلب: لیتَ الغُرابَ، رَمی حَماطَةَ قَلْبِه عَمْرٌو بأسْهُمِه، التی لم تُلْغَبِ و قولهم أَصَبْتُ حَماطةَ قلبِه أَی حَبَّةَ قَلبِه. الأَزهری: یقال إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع و لا تُحَمِّطْ فإِن التَّحْمیطَ لیس بشی‌ء؛ یقول: بالِغْ. و التحْمِیطُ: أَن یُضْرَبَ الرجلُ فیقولَ ما أَوْجَعنی ضرْبُه أَی لم یُبالِغْ. الأَزهری: الحَماطُ من ثَمَر الیمن معروف عندهم یُؤكل، قال: و هو یشبه التِّین، قال: و قیل إِنه مثل فِرْسِكِ الخَوْخِ. ابن سیدة: الحَماطُ شجر التین الجبلیِّ؛ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی بعض الأَعراب أَنه فی مثل نبات التین غیر أَنه أَصغر ورقاً و له تین كثیر صغار من كل لون: أَسود و أَملح و أَصفر، و هو شدید الحلاوة یُحْرِقُ الفم إِذا كان رطباً و یَعْقِرُه، فإِذا جَفَّ ذهب ذلك عنه، و هو یُدَّخَر، و له إِذا جَفَّ مَتانةٌ و عُلوكة، و الإِبل و الغنم ترعاه و تأْكل نَبْتَه؛ و قال مرّة: الحَماط التین الجبلیّ. و الحَماطُ: شجر من نبات جبال السَّراةِ، و قیل: هو الأَفانَی إِذا یَبِسَ. قال أَبو حنیفة: هو مثل الصِّلِّیانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ، الواحدة منها حَماطةٌ. أَبو عمرو: إِذا یبس الأَفانَی فهو الحماط. قال الأَزهری: الحَماطةُ عند العرب هی الحَلَمةُ و هی من الجَنْبةِ، و أَما الأَفانَی فهو من العُشْب الذی یَتناثَر. الجوهری: الحَماطُ یَبِیسُ الأَفانَی تأْلفه الحیات. یقال: شیطانُ حَماط كما یقال ذئبُ غَضاً و تَیْسُ حُلَّبٍ؛ قال الراجز و قد شبه المرأَة بحَیَّةٍ له عُرْف: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِینَ أَحْلِفُ، كمِثْل شَیْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ الواحدة حَماطة. الأَزهری: العرب تقول لجِنْسٍ من الحیّاتِ شیطانُ الحَماط، و قیل: الحماطة بلغة هذیل شجر عِظامٌ تنبت فی بلادهم تأْلفها الحیات؛ و أَنشد بعضهم: كأَمْثالِ العِصِیِّ من الحَماطِ و الحَماطُ: تبن الذُّرة خاصّة؛ عن أَبی حنیفة. و الحَمَطِیطُ: نبت كالحَماطِ، و قیل: نبت، و جمعه الحَماطِیطُ. قال الأَزهری: لم أَسمع الحَمْطَ بمعنی القَشْر لغیر ابن درید، و لا الحَمَطیِطَ فی باب النبات لغیر اللیث. و حَماطانُ: شجر، و قیل: موضع؛ قال: یا دارَ سَلْمَی بحَماطانَ اسْلَمِی و الحِمْطاطُ و الحُمْطُوطُ: دُوَیْبَّة فی العشب منقوشة بأَلوان شتی، و قیل: الحَماطِیطُ الحیات؛ الأَزهری: و أَما قول المتلمس فی تشبیهه وَشْیَ الحُلَل بالحماطیط: كأَنما لونُها، و الصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ قَبْلَ الغَزالةِ، أَلْوانُ الحماطِیطِ فإِنَّ أَبا سعید قال: الحَماطِیطُ جمع حَمَطیطٍ و هی دودة تكون فی البقل أَیام الربیع مفصّلة بحمرة یشبّه بها تَفْصِیلُ البَنانِ بالحِنّاء، شبَّه المُتَلَمِّسُ وَشْیَ الحلل بأَلوان الحَماطِیط. و حَماط: موضع ذكره ذو الرمة فی شعره: فلمّا لَحِقْنا بالحُمولِ، و قد عَلَتْ حَماطَ و حرْباء الضُّحَی مُتَشاوِسُ «1»
(1). قوله [بالحمول] فی شرح القاموس بالحدوج، و قوله [و حرباء] كذا هو فی الأَصل و شرح القاموس بالحاء، و الذی فی معجم یاقوت: و جرباء بالجیم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 278
الأَزهری عن ابن الأَعرابی أَنه ذكر عن كعب أَنه قال: أَسماء النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی الكتب السَّالِفةِ محمد و أَحمد و المتوَكِّلُ و المُختارُ و حِمْیاطا، و معناه حامی الحُرَم، و فارِقْلِیطا‌أَی یَفْرُقُ بین الحقِّ و الباطل؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو عمرو سأَلت بعض من أَسلم من الیهود عن حِمْیاطا، فقال: معناه یحْمی الحُرَمَ و یمنع من الحرام و یُوطِئ الحَلال.

حمطط؛ ج7، ص: 278

: الأَزهری فی الرباعی: الحَمَطِیطُ دُوَیْبَّةٌ، و جمعها الحَماطِیطُ؛ قال ابن درید: هی الحُمْطُوطُ.

حنط؛ ج7، ص: 278

: الحِنْطةُ: البُرُّ، و جمعها حِنَطٌ. و الحَنّاطُ: بائعُ الحِنْطةِ، و الحِناطةُ حِرْفَته. الأَزهری: رجل حانِطٌ كثیر الحِنْطةِ، و إِنه لَحانِطُ الصُّرَّةِ أَی عظیمها، یعنون صُرَّةَ الدراهم. الأَزهری: و یقال حَنَطَ و نَحَطَ إِذا زَفَرَ؛ و قال الزَّفَیانُ: و انْجَدَلَ المِسْحَلُ یَكْبُو حانِطا كَبا إِذا رَبا حانِطاً، أَراد ناحِطاً یَزْفِرُ فقَلَبَه. و أَهل الیمن یسمون النَّبْل الذی یُرْمی به: حَنْطاً. و فی نوادر الأَعراب: فلان حانِطٌ إِلیّ و مُسْتَحْنِطٌ إِلیّ و مُسْتَقْدِمٌ إِلیّ و نابِلٌ إِلیّ و مُسْتَنْبِلٌ إِلیّ إِذا كان مائلًا علیه مَیْلَ عَداوةٍ. و یقال للبَقْل الذی بلغ أَن یُحْصَد: حانِطٌ. و حَنَطَ الزَّرْعُ و النبْتُ و أَحْنَطَ و أَجَزَّ و أَشْرَی: حانَ أَن یُحْصَد. و قوم حانِطون علی النسَب. و الحِنْطِیُّ: الذی یأْكل الحِنْطةَ؛ قال: و الحِنطِئُ الحِنْطِیُّ یُمْنَحُ بالعَظیمةِ و الرَّغائِبْ الحِنْطِئُ: القصیرُ. و حَنِطَ الرِّمْثُ و حَنَطَ و أَحْنَطَ: ابْیَضَّ و أَدْرَك و خرجت فیه ثَمَرة غبراء فبدا علی قُلَلِهِ أَمثالُ قِطَعِ الغِراء. و قال أَبو حنیفة: أَحْنَطَ الشجرُ و العُشب و حَنَطَ یَحْنُطُ حُنوطاً أَدرك ثَمَره. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: أَوْرَسَ الرِّمْثُ و أَحْنَطَ، قال: و مثله خَضَبَ العَرْفَجُ. و یقال للرمث أَوَّل ما یَتَفطَّر لیخرج ورقه: قد أَقْمَل، فإِذا ازداد قلیلًا قیل: قد أَدْبَی، فإِذا ظهرت خُضرته قیل: بَقَلَ، فإِذا ابیضَّ و أَدرك قیل: حَنِطَ و حَنَطَ. قال: و قال شمر یقال أَحْنَطَ فهو حانِطٌ و مُحْنِطٌ و إِنه لحسن الحانِطِ، قال: و الحانِطُ و الوارِسُ واحد؛ و أَنشد: تَبَدَّلْنَ بَعدَ الرَّقْصِ فی حانِطِ الغَضا أَباناً و غُلَّاناً، به یَنْبُتُ السِّدْرُ یعنی الإِبل. ابن سیدة: قال بعضهم أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فهو حانِطٌ، علی غیر قیاس. و الحَنُوط: طِیب یُخلط للمیت خاصّة مشتقّ من ذلك لأَن الرمث إِذا أَحنط كان لونه أَبیض یضرب إِلی الصفرة و له رائحة طیبة، و قد حَنَّطَه. و‌فی الحدیث: أَن ثَمُودَ لما استیقنوا بالعذاب تكَفَّنُوا بالأَنْطاع و تحَنَّطُوا بالصَّبِرِ لئلا یَجِیفُوا و یُنْتِنُوا.الجوهری: الحَنُوطُ ذَرِیرة، و قد تَحَنَّطَ به الرجل و حَنَّطَ المیت تَحْنِیطاً، الأَزهری: هو الحَنُوطُ و الحِناطُ، و‌روی عن ابن جریج قال: قلت لعَطاء أَیُّ الحِناطِ أَحَبُّ إِلیكَ؟ قال: الكافور، قلت فأَین یُجْعَلُ منه؟ قال: فی مَرافِقِه، قلت: و فی بطنه؟ قال: نعم، قلت: و فی مَرْجِعِ رجلیه و مَآبِضه؟ قال: نعم، قلت: و فی رُفْغَیْه؟ قال: نعم، قلت: و فی عینیه و أَنْفِه و أُذُنیه؟ قال: نعم، قلت: أَ یابساً یُجْعَلُ الكافور أَم یُبَلُّ؟ قال: لا بل یابساً
لسان العرب، ج‌7، ص: 279
، قلت: أَ تكره المِسْك حِناطاً؟ قال: نعم، قال: قلت هذا یدل علی أَنَّ كل ما یُطَیِّبُ به المیت من ذَرِیرة أَو مِسْك أَو عنبر أَو كافُور من قصَبٍ هِنْدِیٍّ أَو صَنْدَلٍ مدقوق، فهو كله حَنوط.ابن بری: اسْتَحْنَطَ فلان: اجترأَ علی الموت و هانَتْ علیه الدنیا. و‌فی حدیث ثابت بن قیس: و قد حسَرَ عن فخذیه و هو یتحنط‌أَی یستعمل الحَنُوطَ فی ثیابه عند خروجه إِلی القتال، كأَنه أَراد به الاستعداد للموت و تَوْطِینَ النفس بالصبْر علی القتال. و قال ابن الأَثیر: الحَنُوطُ و الحِناطُ هو ما یُخلط من الطِّیب لأَكفان الموتی و أَجْسامهم خاصّة. و عَنْزُ حُنَطِئةٌ: عریضة ضخمة. و حَنَطَ الأَدِیمُ: احمرّ، فهو حانِطٌ.

حنقط؛ ج7، ص: 279

: الحِنْقِطُ: ضرب من الطیر یقال مثل الحَیْقُطانِ؛ قال ابن درید: لا أَدری ما صِحَّتُه، و قیل: هو الدرّاجُ، و جمعه حَناقِطُ، و قالوا: حَنْقُطانٌ و حَیْقُطان. و حِنْقِطُ: اسم.

حوط؛ ج7، ص: 279

: حاطَه یَحُوطُه حَوْطاً و حِیطةً و حِیاطةً: حَفِظَه و تعَهَّده؛ و قول الهذلی: و أَحْفَظُ مَنْصِبی و أَحُوطُ عِرْضِی، و بعضُ القومِ لیسَ بذِی حِیاطِ أَراد حِیاطة، و حذف الهاء كقول اللّه تعالی: وَ أَقٰامَ الصَّلٰاةَ*، یرید الإِقامة، و كذلك حَوَّطه؛ قال ساعدة بن جُؤَیّةَ: علیَّ و كانُوا أَهلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ و مَجْدٍ، إِذا ما حُوِّطَ المَجْدُ نائل «2» و یروی: … حُوِّصَ …، و هو مذكور فی موضعه. و تَحَوَّطَه: كَحَوَّطَه. و احْتاطَ الرجلُ: أَخذ فی أُموره بالأَحْزَم. و احْتاط الرجل لنفسه أَی أَخذ بالثِّقة. و الحَوْطةُ و الحَیْطةُ: الاحْتِیاطُ. و حاطَه اللّه حَوْطاً و حِیاطةً، و الاسم الحَیْطةُ و الحِیطة: صانه و كَلأَه و رَعاه. و‌فی حدیث العباس: قلت یا رسول اللّه ما أَغْنَیْتَ عن عمك، یعنی أَبا طالب، فإِنه كان یَحُوطُك؟حاطَه یَحُوطُه حَوْطاً إِذا حفظه و صانه و ذبَّ عنه و تَوفَّرَ علی مصالحِهِ. و‌فی الحدیث: و تُحِیطُ دَعْوَتُه من وَرائهم‌أَی تُحْدِقُ بهم من جمیع نَواحِیهم. و حاطَه و أَحاط به، و العَیْرُ یَحُوطُ عانَتَه: یجمعها. و الحائطُ: الجِدار لأَنه یَحُوطُ ما فیه، و الجمع حِیطانٌ، قال سیبویه: و كان قِیاسُه حُوطاناً، و حكی ابن الأَعرابی فی جمعه حِیاطٌ كقائمٍ و قِیامٍ، إِلا أَن حائطاً قد غلب علیه الاسم فحكمه أَن یكسّر علی ما یكسر علیه فاعل إِذا كان اسماً؛ قال الجوهری: صارت الواو یاء لانكسار ما قبلها؛ قال ابن جنی: الحائط اسم بمنزلة السَّقْف و الرُّكْن و إن كان فیه معنی الحَوْط. و حَوَّطَ حائطاً: عمله. و قال أَبو زید: حُطْتُ قومی و أَحَطْتُ الحائطَ؛ و حَوَّطَ حائطاً: عمله. و حَوَّطَ كَرْمَه تحْویطاً أَی بنَی حوْلَه حائطاً، فهو كرم مُحَوَّط، و منه قولهم: أَنا أُحَوِّطُ حول ذلك الأَمر أَی أدُورُ. و الحُوَّاطُ: حَظِیرة تتخذ للطّعام لأَنها تَحُوطُه. و الحُوَّاطُ: حظیرة تتخذ للطعام أَو الشی‌ء یُقْلَعُ عنه سریعاً؛ و أَنشد: إِنّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ مَذْمُومةً لَئِیمةَ الحُوّاطِ
(2). قوله [حوط المجد] و قوله [و یروی حوص] كذا فی الأَصل مضبوطاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 280
و الحُواطةُ: حظیرة تتخَذ للطعام، و الحِیطةُ، بالكسر: الحِیاطةُ، و هما من الواو. و مع فلان حِیطةٌ لك و لا تقل علیك أَی تَحَنُّنٌ و تعَطُّفٌ. و المَحاطُ: المكان الذی یكون خلف المالِ و القومِ یَسْتَدِیر بهم و یَحُوطُهم؛ قال العجاج: حتی رأَی من خَمَرِ المَحاطِ و قیل: الأَرض المَحاط التی علَیها حائطٌ و حَدیقةٌ، فإِذا لم یُحَیَّطْ علیها فهی ضاحیةٌ. و‌فی حدیث أَبی طلحة: فإِذا هو فی الحائط و علیه خَمیصةٌ؛ الحائطُ هاهنا البُسْتانُ من النخیل إِذا كان علیه حائط، و هو الجِدارُ، و تكرَّر فی الحدیث، و جمعه الحوائطُ. و‌فی الحدیث: علی أَهلِ الحَوائطِ حِفْظُها بالنهار، یعنی البَساتِینَ، و هو عامٌّ فیها. و حُوَّاطُ الأَمرِ: قِوامُه. و كلُّ من بلغ أَقْصَی شی‌ء و أَحْصَی عِلْمَه، فقد أَحاطَ به. و أَحاطَتْ به الخیلُ و حاطَتْ و احْتاطَتْ: أَحْدَقَتْ، و احتاطت بفلان و أَحاطت إِذا أَحدقت به. و كلُّ من أَحْرَز شیئاً كلَّه و بلَغ عِلْمُه أَقْصاه، فقد أَحاطَ به. یقال: هذا الأَمْر ما أَحَطْتُ به عِلماً. و قوله تعالی: وَ اللّٰهُ مُحِیطٌ بِالْكٰافِرِینَ؛ أَی جامعهم یوم القیامة. و أَحاطَ بالأَمر إِذا أَحْدَقَ به من جَوانِبِه كلِّه. و قوله تعالی: وَ اللّٰهُ مِنْ وَرٰائِهِمْ مُحِیطٌ؛ أَی لا یُعْجِزُه أَحَدٌ قدرته مشتملة علیهم. و حاطَهم قَصاهُم و بِقَصاهُم: قاتَلَ عنهم. و قوله تعالی: أَحَطْتُ بِمٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ؛ أَی علمته من جمیع جهاتِه. و أَحاطَ به: عَلِمَه و أَحاطَ به عِلْماً. و‌فی الحدیث: أَحَطْت به عِلماً‌أَی أَحْدَقَ عِلْمِی به من جمیع جهاته و عَرفَه. ابن بزرج: یقولون للدَّراهم إِذا نقَصت فی الفرائض أَو غیرها هَلُمَّ حِوَطَها، قال: و الحِوَطُ ما تُتَمَّمُ به الدَّراهم. و حاوَطْتُ فلاناً مُحاوَطةً إِذا داورْتَه فی أَمر تُریدُه منه و هو یأْباه كأَنك تَحُوطُه و یَحُوطُك؛ قال ابن مقبل: و حاوَطْتُه حتی ثَنَیْتُ عِنانَه، علی مُدْبِرِ العِلْباء رَیَّانَ كاهِلُهْ و أُحِیطَ بفلان إِذا دَنا هلاكُه، فهو مُحاطٌ به. قال اللّه عزّ و جلّ: وَ أُحِیطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ یُقَلِّبُ كَفَّیْهِ عَلیٰ مٰا أَنْفَقَ فِیهٰا؛ أَی أَصابَه ما أَهْلَكَه و أَفْسده. و قوله تعالی: إِلّٰا أَنْ یُحٰاطَ بِكُمْ؛ أَی تؤْخَذُوا من جَوانِبِكم، و الحائط من هذا. و أَحاطَتْ به خَطِیئته أَی مات علی شِرْكِه، نعوذ باللّه من خاتمةِ السُّوء. ابن الأَعرابی: الحَوْطُ خَیْطٌ مفْتول من لَوْنین: أَحمر و أَسود، یقال له البَرِیمُ، تشدُّه المرأَة علی وسَطها لئلا تُصیبها العین، فیه خَرَزات و هِلالٌ من فضَّة، یسمی ذلك الهِلالُ الحَوْطَ و یسمَّی الخَیْطُ به. ابن الأَعرابی: حُطْ حُطْ إِذا أَمرته أَن یُحَلِّیَ صِبْیةً بالحَوْط، و هو هِلالٌ من فضَّة، و حُطْ حُطْ إِذا أَمرته بصلة الرحم. و حَوْطُ الحَظائر: رجل من النَّمِر بن قاسط و هو أَخو المُنْذِر بن إمرئ القیس لأُمه جدّ النعمان بن المنذر. و تَحُوطُ و تَحِیطُ و تُحِیطُ و التَّحُوطُ و التَّحِیطُ، كله: اسم للسنة الشدیدة.

فصل الخاء المعجمة؛ ج7، ص: 280

خبط؛ ج7، ص: 280

: خَبَطَه یَخْبِطُه خَبْطاً: ضربه ضرْباً شدیداً. و خبَط البعیرُ بیده یَخْبِطُ خبْطاً: ضرب الأَرض بها؛ التهذیب: الخَبْطُ ضرب البعیر الشی‌ءَ بخُفِّ یدِه
لسان العرب، ج‌7، ص: 281
كما قال طرفة: تَخْبِطُ الأَرضَ بِصُمٍّ وُقُحٍ، و صِلابٍ كالملاطِیسِ سُمُرْ «1» أَراد أَنها تَضْرِبُها بأَخْفافِها إِذا سارَتْ. و‌فی حدیث سعد أَنه قال: لا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجمَل و لا تَمُطُّوا بآمِینَ، یقول: إِذا قام قدَّم رِجْلَه یعنی من السُّجودِ، نهاه أَن یُقَدِّمَ رِجْلَه عند القیامِ من السجود. و الخَبْطُ فی الدَّوابِّ: الضرْبُ بالأَیْدِی دون الأَرْجُلِ، و قیل: یكون للبعیر بالید و الرجل. و كلُّ ما ضرَبه بیده، فقد خبَطه؛ أَنشد سیبویه: فَطِرْتُ بمُنْصُلی فی یَعْمَلاتٍ، دَوامِی الأَیْدِ، یَخْبِطْنَ السَّرِیحا أَراد الأَیْدی فاضْطُرَّ فحذف. و تَخَبَّطَه: كَخَبَطَه؛ و منه قیل خَبْطَ عَشْواء، و هی الناقة التی فی بَصرها ضَعْفٌ تَخْبِط إِذا مشت لا تتوَقَّی شیئاً؛ قال زهیر: رأَیتُ المَنایا خَبْطَ عَشْواء مَنْ تُصِبْ تُمِتْه، و مَنْ تُخْطِئُ یُعَمَّرْ فَیَهْرَمِ یقول: رأَیتها تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْواء من الإِبل، و هی التی لا تُبْصِرُ، فهی تَخْبِطُ الكل لا تُبْقِی علی أَحد، فممّن خَبَطَتْه المَنایا من تُمِیتُه، و منهم من تُعِلُّه فیبرأُ و الهَرَمُ غایتُه ثم الموت. و فلان یَخْبِط فی عَمْیاء إِذا رَكِبَ ما ركب بجَهالةٍ. و رجل أَخْبَطُ یَخْبِطُ برجلیه؛ و قوله: عَنّا و مَدَّ غایَةَ المُنْحَطِّ، قَصَّرَ ذُو الخَوالِع الأَخْبَطِّ إِنما أَراد الأَخْبَطَ فاضطر فشدد الطاء و أَجْراها فی الوصل مُجْراها فی الوقف. و فرس خَبِیطٌ و خَبُوطٌ: یخبِطُ الأَرض برجلیه. التهذیب: و الخَبُوطُ من الخیل الذی یَخْبِط بیدیه. قال شجاع: یقال تَخَبَّطَنی برجله و تخبَّزَنی و خبَطَنی و خبَزَنی. و الخَبْطُ: الوَطْء الشدید، و قیل: هو من أَیدی الدَّوابّ. و الخَبَطُ: ما خَبَطَتْهُ الدوابُّ. و الخَبیطُ: الحَوْضُ الذی خَبَطَتْه الإِبل فهدَمَتْه، و الجمع خُبُطٌ، و قیل: سمی بذلك لأَن طینه یُخبَطُ بالأَرجل عند بنائه؛ قال الشاعر: و نُؤْی كَأَعضاد الخَبِیطِ المُهَدَّمِ و خبَطَ القومَ بسیفه یَخْبِطُهُم خَبْطاً: جلدَهم. و خبَطَ الشجرة بالعَصا یَخْبِطُها خَبْطاً: شدّها ثم ضرَبها بالعصا و نفَض ورَقها منها لیَعْلِفَها الإِبلَ و الدوابَّ؛ قال الشاعر: و الصَّقْع من خابِطةٍ و جُرْزِ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌و الصقعِ …، بالخفض، لأَن قبله: بالمَشْرَفیَّات و طَعْنٍ وخْزِ الوخْزُ: الطعْنُ غیر النافذ. و الجُرْزُ: عَمودٌ من أَعْمِدةِ الخِباء. و فی التهذیب أَیضاً: الخَبْطُ ضرْبُ ورق الشجر حتی یَنْحاتَّ عنه ثم یَسْتَخْلِف من غیر أَن یَضُرّ ذلك بأَصل الشجرة و أَغْصانِها. قال اللیث: الخَبَطُ خَبَطُ ورق العِضاهِ من الطَّلْحِ و نحوه یُخْبَطُ یُضْرَبُ بالعصا فیتناثر ثم یُعْلف الإِبل، و هو ما خَبَطَتْه الدوابُّ أَی كسرَتْه. و‌فی حدیث تحریم مكة و المدینة: نَهَی أَن تُخْبَطَ شجرُها؛ هو ضرب الشجر بالعصا لیتناثر ورقها، و اسم
(1). روی هذا البیت فی قصیدة طرفة علی هذه الصورة: جافلاتٍ، فوقَ عُوج عجُل، رُكِّبَتْ فیها مَلاطِیسُ سُمُرْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 282
الورق الساقطِ الخَبَطُ، بالتحریك، فَعَلٌ بمعنی مَفْعول، و هو من عَلَفِ الإِبل. و‌فی حدیث أَبی عبیدة: خرج فی سریة إِلی أَرض جُهَینةَ فأَصابهم جوع فأَكلوا الخَبَطَ فسُمُّوا جیشَ الخَبَطِ.و المِخْبَطةُ: القَضِیبُ و العَصا؛ قال كثیِّر: إِذا خَرَجَتْ مِنْ بیتِها حالَ دُونَها بِمِخْبطةٍ، یا حُسْنَ مَنْ أَنت ضارِبُ یعنی زوجها أَنه یخْبِطُها. و‌فی الحدیث: فضَرَبَتْها ضَرَّتُها بمِخْبَط فأَسْقَطَتْ جَنِیناً؛ المِخْبَطُ، بالكسر: العصا التی یُخبط بها الشجر. و‌فی حدیث عمر: لقد رأَیْتُنی بهذا الجبل أَحْتَطِبُ مرة و أَخْتَبِطُ أُخْری‌أَی أَضرب الشجر لینتَثِرَ الورقُ منه، و هو الخَبَطُ. و‌فی الحدیث: سُئل هل یَضُرُّ الغَبْطُ؟ قال: لا إلا كما یَضُرُّ العِضاهَ الخَبْطُ؛ الغبْطُ: حسَدٌ خاصٌّ فأَراد، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَن الغَبْطَ لا یضرّ ضَررَ الحَسَدِ، و أَنّ ما یَلْحَقُ الغابِطَ من الضَّررِ الراجع إِلی نُقصان الثواب دونَ الإِحْباط بقدر ما یلحق العِضاهَ من خَبْط ورَقِها الذی هو دون قَطْعِها و اسْتئصالها، و لأَنه یعود بعد الخبْط ورقُها، فهو و إِن كان فیه طرَفٌ من الحسَدِ فهو دونه فی الإِثم. و الخَبَطُ: ما انْتَفَضَ من ورقها إِذا خُبِطتْ، و قد اختبط له خبَطاً. و الناقةُ تَخْتَبِطُ الشوكَ: تأْكله؛ أَنشد ثعلب: حُوكَتْ علی نِیْرَیْن، إِذ تُحاكُ، تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ، و لا تُشاكُ «1» أَی لا یُؤذِیها الشوكُ. و حُوكَتْ علی نِیْرَیْنِ أَی أَنها شَحِیمةٌ قویّةٌ مُكْتَنِزة، و خبَط اللیلَ یَخْبِطُه خَبْطاً: سار فیه علی غیر هُدًی؛ قال ذو الرمة: سَرَتْ تخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبیْ قَسَا، و حُبَّ بها من خابِطِ اللیلِ زائر و قولهم ما أَدری أَی خابِطِ اللیلِ هو أَو أَیُّ خابِطِ لیلٍ هو أَی أَیُّ الناس هو. و قیل: الخبط كلُّ سْیرٍ علی غیر هدی. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: خَبّاطُ عَشواتٍ‌أَی یخبط فی الظّلام، و هو الذی یمشی فی اللیل بلا مِصْباح فیتحیر و یَضلّ، فربما تَردّی فی بئر، فهو كقولهم یَخْبِط فی عَمْیاء إِذا ركب أَمراً بجَهالة. و الخُباطُ، بالضم: داء كالجُنون و لیس به. و خبَطَه الشیطانُ و تَخَبَّطَه: مسَّه بأَذًی و أَفسَدَه. و یقال: بفلان خَبْطةٌ من مَسٍّ. و فی التنزیل: الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطٰانُ مِنَ الْمَسِّ؛ أَی یتوَطَّؤُه فیصْرَعُه، و المَسُّ الجُنون. و‌فی حدیث الدعاء: و أَعوذ بك أَن یَتَخبَّطَنی الشیطانُ‌أَی یَصْرَعَنی و یَلْعَبَ بی. و الخَبْطُ بالیدین: كالرَّمْح بالرّجْلَیْنِ. و خُباطةُ معرفةً: الأَحْمَقُ كما قالوا للبحر خُضارةَ. و روی عن مكحول: أَنه مر برجل نائم بعد العصر فدفَعَه برجله فقال: لقد عُوفِیتَ، لقد دُفع عنك، إِنها ساعةُ مَخْرَجِهم و فیها یَنْتَشِرُون، ففیها تكون الخَبْتةُ؛ قال شمر: كان مكحول فی لسانه لُكْنةٌ و إِنما أَراد الخَبْطةَ من تَخَبَّطَه الشیطانُ إِذا مَسَّه بخَبْلٍ أَو جنُونٍ، و أَصل الخَبْطِ ضرْبُ البعیر الشی‌ءَ بخُفِّ یده. أَبو زید: خَبَطْتُ الرجلَ أَخْبِطُه خَبْطاً إِذا وصلْته. ابن بزرج: قالوا علیه خَبْطةٌ جَمِیلةٌ أَی مَسْحةٌ جمیلةٌ فی هیئته و سَحْنَتِه. و الخَبْطُ: طَلَبُ المعروف، خَبَطَه یَخْبِطُه خبْطاً و اخْتَبَطَه. و المُخْتَبِطُ: الذی یَسْأَلُك بلا وسِیلة و لا قَرابةٍ و لا معرفة. و خَبَطَه بخیر: أَعطاه من
(1). قوله: حوكت؛ هكذا ورد علی قلب الیاء واواً، و القیاس حیكت.
لسان العرب، ج‌7، ص: 283
غیر معرفة بینهما؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدةَ: و فی كلِّ حَیٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ و شَأْسٌ: اسم أَخی عَلْقَمةَ، و یروی: … قد خَبَطَّ … أَراد خَبَطْتَ فقلب التاء طاء و أَدغم الطاء الأُولی فیها، و لو قال خَبَتَّ یرید خَبَطْتَ لكان أَقْیَسَ اللغتین، لأَن هذه التاء لیست متصلة بما قبلها اتصال تاء افْتَعَلْتَ بمثالِها الذی هی فیه، و لكنه شبه تاء خبطْتَ بتاء افتعل فقَلَبها طاء لوقوع الطاء قبلها كقوله اطَّلَعَ و اطَّرَدَ، و علی هذا قالوا فحَصْطُ برجلی كما قالوا اصْطَبَرَ؛ قال الشاعر: و مُخْتَبِطٍ لم یَلْقَ من دُونِنا كُفًی، و ذاتِ رَضِیعٍ لم یُنِمْها رَضِیعُها و قال لبید: لِیَبْكِ علی النعْمانِ شَرْبٌ و قَیْنةٌ، و مُحْتَبِطاتٌ كالسَّعالی أَرامِلُ و یقال: خبَطَه إِذا سأَلَه؛ و منه قول زهیر: یَوْماً و لا خابِطاً من مالِه وَرِقا و قال أَبو زید: خَبَطْتُ فلاناً أَخْبِطُه إِذا وصلْتَه؛ و أَنشد فی ترجمة جزح: و إِنِّی، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه، لمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جازِحُ قال ابن بری: یقال اخْتَبَطَنی فلان إِذا جاءَ یَطْلُبُ المَعْروفَ من غیر آصِرةٍ؛ و معنی البیت إِنّی إِذا بَخِل الرَّفُود برفْده فإِنی لا أَبْخَلُ بل أَكون مخْتَبِطاً لمن سأَلنی و أُعْطِیه من تالِدِ مالی أَی القدیم. أَبو مالك: الاخْتِباطُ طلَبُ المعْروفِ و الكسب. تقول: اخْتَبَطْت فلاناً و اخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فاختبطنی بخیر. و‌فی حدیث ابن عامر: قیل له فی مرضه الذی مات فیه قد كنت تَقْری الضیفَ و تُعْطِی المُخْتَبِطَ؛ هو طالِبُ الرِّفْدِ من غیر سابق معرفة و لا وَسِیلةٍ، شُبّه بِخابطِ الورَقِ أَو خابِطِ اللیل. و الخِباطُ، بالكسرِ: سمةٌ تكون فی الفخذ طویلةٌ عَرْضاً و هی لبنی سعد، و قیل: هی التی تكون علی الوجه، حكاه سیبویه، و قال ابن الأَعرابی: هی فوق الخَدّ، و الجمعُ خُبُطٌ؛ قال وَعْلةُ الجَرْمِیُّ: أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَنی الدیّانِ مُوضِحةً، شَنْعاء باقِیةَ التَّلْحِیمِ و الخُبُطِ؟ و خَبَطَه خَبْطاً: وسَمه بالخِباطِ؛ قال ابن الرمانی فی تفسیر الخِباط فی كتاب سیبویه: إِنه الوَسْمُ فی الوجه، و العِلاطُ و العِراضُ فی العُنُق، قال: و العِراضُ یكون عَرْضاً و العِلاطُ یكون طُولًا. و خبَطَ الرجلُ خبْطاً: طرح نفسَه حیث كان و نام؛ قال دبّاق الدُّبَیْرِیُّ: قَوْداء تَهْدی قُلُصاً مَمارِطَا، یَشْدَخْن باللّیلِ الشُّجاعَ الخابِطا المَمارِطُ: السِّراعُ، واحدتها مِمْرَطةٌ. أَبو عبید: خبَطَ مثل هَبَغَ إِذا نامَ. و الخَبْطةُ: كالزَّكْمةِ تأْخذ قبل الشّتاء، و قد خُبط، فهو مَخْبُوطٌ. و الخِبْطةُ: القِطْعةُ من كل شی‌ء. و الخِبْطُ و الخِبْطةُ و الخِبِیطُ: الماء القلیلُ یبقی فی الحوْضِ؛ قال: إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ و الضَّروطُ، یُصْبِحْ لها فی حَوْضِها خَبِیطُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 284
و الدَّفْواءُ و الضَّرُوطُ: ناقَتانِ. و الخِبْطة، بالكسر: اللبَنُ القلیل یبقی فی السقاء، و لا فعل له. قال أَبو عبید: الخِبْطةُ الجَرْعةُ من الماء تَبْقَی فی قِرْبةٍ أَو مَزادة أَو حَوْضٍ، و لا فعل لها؛ قال ابن الأَعرابی: هی الخِبْطةُ و الخَبْطةُ و الحِقْلةُ و الحَقْلَةُ و الفَرْسَة و الفَراسة و السُّحْبةُ و السُّحابةُ، كله: بقیة الماء فی الغدیر. و الحَوْضُ الصغیر یقال له: الخَبِیطُ. ابن السكیت: الخِبْطُ و الرَّفَضُ نحو من النصف و یقال له الخَبِیطُ، و كذلك الصَّلْصلةُ. و فی الإِناء خِبْطٌ: و هو نحو النِّصْفِ، و یقال خَبِیطٌ؛ و أَنشد: یُصْبِحْ لها فی حَوْضِها خَبِیطُ و یقال خَبِیطةٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: هَلْ رامَنی أَحَدٌ یُرِیدُ خَبِیطتی، أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحَتی و مَكانی؟ و الخِبْطةُ: ما بقی فی الوِعاء من طعام أَو غیره. قال أَبو زید: الخِبْطُ من الماء الرَّفْضُ، و هو ما بین الثلث إِلی النصف من السقاء و الحوض و الغدیر و الإِناء. قال: و فی القِربة خِبْطةٌ من ماء و هو مثل الجرْعة و نحوها. و یقال: كان ذلك بعد خِبْطةٍ من اللیل أَی بعد صدْرٍ منه. و الخِبْطةُ: القِطْعة من البیوت و الناس، تقول منه: أَتَوْنا خِبْطة خِبْطة أَی قِطْعة قطعة، و الجمع خِبَطٌ؛ قال: افْزَعْ لِجُوفٍ قد أَتتك خِبَطا، مِثل الظَّلام و النهار اخْتَلَطا قال أَبو الربیع الكلابی: كان ذلك بعد خِبْطةٍ من اللیل و حِذْفةٍ و خدمة «2» أَی قِطْعة. و الخَبِیطُ: لبن رائب أَو مَخِیضٌ یُصَبُّ علیه الحلیب من اللبن ثم یضرب حتی یختلط؛ و أَنشد: أَو قُبْضة من حازِرٍ خَبِیط و الخِباطُ: الضِّرابُ؛ عن كراع. و الخَبْطةُ: ضربة الفحلِ الناقةَ؛ قال ذو الرمة یصف جملًا: خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعیدِ نِیاطُه، و فی الشَّوْلِ یُرْضَی خَبْطةَ الطَّرْقِ ناجِلُهْ.

خرط؛ ج7، ص: 284

: الخَرْطُ: قَشْرُك الورقَ عن الشجر اجْتِذاباً بكفك، و أَنشد: إِنَّ، دُون الذی هَمَمْتَ به، مِثْلَ خَرْطِ القَتادِ فی الظُّلُمَهْ أَراد فی الظُّلْمةِ. و خَرَطْتُ العودَ أَخْرُطُه و أَخرِطُه خَرْطاً: قشرته. و خرَط الشجرة یَخْرطها خَرْطاً: انتزع الورقَ و اللِّحاء عنها اجْتِذاباً. و خَرَطْتُ الورقَ: حَتَتُّه، و هو أَنْ تَقْبِضَ علی أَعلاه ثم تُمِرَّ یدك علیه إِلی أَسفله. و فی المثل: دُونه خَرْطُ القَتادِ. قال أَبو الهیثم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت حبّه بجمیع أَصابعك، و ما سقط منه فهو الخُراطةُ. و یقال: خرَط الرجلُ العُنْقُودَ و اخْتَرَطَه إِذا وضعه فی فیه و أَخرج عُمْشُوشَه عارِیاً. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، كان یأْكل العنب خَرْطاً، یقال: خَرط العُنقود و اخترطه إِذا وضعه فی فِیه ثم یأْخذ حبّه و یُخرج عُرْجُونه عاریاً منه. و الخَرُوط: الدابةُ الجَمُوحُ الذی یَجْتَذِبُ رَسَنَه من ید مُمْسِكه ثم یَمْضی عائراً خارِطاً، و قد خرَطه فانْخَرَط، و الاسم الخِراطُ. یقول بائع الدابة: بَرِئْت إِلیك من الخِراط أَی الجِماحِ. و فرس خَرُوطٌ
(2). قوله [خدمة] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس: خذمة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 285
أَی جَمُوحٌ. و یقال للرجل إِذا أَذن لعبده فی إِیذاء قوم: قد خَرَطَ علیهم عبدَه، شبه بالدابة یُفْسَخُ رَسَنُه و یُرْسَلُ مهملًا. و ناقة خَرَّاطةٌ و خَرَّاتةٌ: تَخْتَرِطُ فتذهب علی وجهها. و خَرَطَ جارِیَتَه خَرْطاً إِذا نكَحها. و خَرَطَ البازِی إِذا أَرْسَلَه من سَیْرِه، قال جَوّاسُ بن قَعْطَلٍ: یَزَعُ الجِیادَ بِقَوْنَسٍ، و كأَنّه بازٍ تَقَطَّعَ قَیْدُه مَخْرُوطُ و انْخِراطُ الصقْرِ: انْقِضاضُه. و خَرِطَ الرجلُ خَرَطاً إِذا غَصَّ بالطَّعامِ، قال شمر: لم أَسمع خَرِطَ إِلا هاهنا، قال الأَزهری: و هو حرف صحیح، و أَنشد الأُموِیّ: یَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد ثَعِطَا، أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكْل حَتَّی خَرِطَا و انْخَرَطَ الرَّجلُ فی الأَمْر و تَخَرَّطَ: ركِب فیه رأسَه من غیر عِلم و لا معرفة. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللَّه وجهه: أَنه أَتاه قوم برجل فقالوا: إِن هذا یَؤُمُّنا و نحن له كارهون، فقال له علیّ، رضی اللَّه عنه: إِنَّكَ لَخَرُوطٌ، أَ تَؤُمُّ قوماً و هم لك كارهون؟ قال أَبو عبید: الخَرُوط الذی یَتَهَوّرُ فی الأُمور و یركب رَأْسَه فی كل ما یرید بالجهل و قلة المعرفة بالأُمور، كالفرس الخَرُوط الذی یَجْتَذِبُ رَسَنَه من ید مُمْسِكه و یَمْضِی لوَجْهه، و منه قیل: انْخَرط علینا فلانٌ إِذا انْدَرأَ علیهم بالقول السَّیِّ‌ء و الفعل. و انْخَرَط الفَرسُ فی سیره أَی لَجَّ، قال العجاج یصف ثوراً وحشیّاً: فَظَلَّ یَرْقَدُّ مِن النَّشَاطِ، كالبَرْبَرِیِّ لَجَّ فی انْخِراطِ قال: شبَّهه بالفرس البَرْبَرِیِّ إِذا لجّ فی سیرِه. و رَجل خَرُوط: یَنْخَرِطُ فی الأُمور بالجَهْل. و انخرط علینا بالقَبیح و القَوْل السیِّ‌ءِ إِذا اندرأَ و أَقبل و اسْتَخْرطَ الرَّجلُ فی البُكاء: لَجَّ فیه و اشْتَدَّ، و الاسم الخُرَّیْطَی. و الخارِطُ و المُنْخَرِطُ فی العَدْوِ: السَّریع، عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: نِعْمَ الأَلُوكُ أَلُوكُ اللحمِ تُرْسِلُه علی خَوارِطَ، فیها اللیلَ تَطْرِیبُ یعنی بالخوارِط الحُمُرَ السَّریعةَ. و اخْتَرَطَ السیفَ: سَلَّه من غِمْدِه. و‌فی حدیث صلاة الخَوْفِ: فاخْتَرَطَ سیفَه‌أَی سَلَّه من غِمْدِه، و هو افْتَعل من الخَرْطِ، و خَرَطَ الفَحْلَ فی الشَّوْل خَرْطاً: أَرْسَلَه، و خَرَطَ الإِبلَ فی الرِّعْی خَرْطاً: أَرْسَلَها، و خَرَطَ الدَّلْوَ فی البئر كذلك أَی أَلقاها و حَدَرها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَنه رأَی فی ثوبه جَنابةً فقال: خُرِطَ علینا الاحْتِلامُ‌أَی أُرْسِل علینا، من قولهم خَرَطَ دَلوَه فی البئر أَی أَرْسَلَها. و الخَرَطُ، بالتحریك، فی اللبن: أَن تُصِیبَ الضَّرْعَ عَیْنٌ أو داء أَو تَرْبُضَ الشاةُ أو تَبْرُك الناقةُ علی نَدًی فیخرج اللبَنُ مُتَعَقّداً كقِطَعِ الأَوْتارِ و یخرج معه ماء أَصفر، و قال اللحیانی: هو أَن یخرج مع اللبن شعْلةُ قَیْح، و قد أَخْرَطت الشاةُ و الناقةُ، و هی مُخْرِطٌ، و الجمع مَخارِیطُ، فإِذا كان ذلك لها عادة فهی مِخْراطٌ، قال ابن سیدة: هذا نص قول أَبی عبید، قال: و عندی أَن مَخارِیطَ جمع مِخْراط لا جمع مُخْرِط، و الخِرْطُ: اللبَنُ الذی یُصِیبه ذلك، قال الأَزهریّ: فإِذا احْمَرَّ لبنها و لم تُخْرِطْ فهی مُمْغِرٌ، و أَنشد ابن برِّی شاهداً
لسان العرب، ج‌7، ص: 286
علی المِخْراط: و سَقَوهُم، فی إِناء مُقْرِفٍ، لَبَناً من درِّ مِخْراطٍ فَئرْ قال: فَئِرٌ سَقَطَ فیه فأْرة. و قال ابن خالویه: الخِرْطُ لبن مُنْعقد یعلوه ماء أَصفر. و الخَرِیطةُ: هَنة مثل الكِیسِ تكون من الخِرَقِ و الأَدَمِ تُشْرَجُ علی ما فیها، و منه خَرائِط كُتب السلْطانِ و عُمَّاله. و أَخْرطَها: أَشْرجَ فاها. و رجل مَخْروطٌ: قلیل اللِّحْیةِ. و المَخْروطةُ من اللحاء: التی خفَّ عارِضاها و سَبَطَ عُثْنُونُها و طالَ. و رجل مخروط الوجه: فی وجهه طول من غیرِ عِرَضٍ، و كذلك مخروط اللحیة إِذا كان فیها طول من غیرِ عِرَض، و قد اخْرَوَّطَتْ لِحیتُه. و اخْرَوَّطَ بهم الطریقُ و السفَرُ: امتدَّ، قال العجاج: مُخْرَوِّطاً جاء من الأَقْطارِ، فَوْتَ الغِرافِ ضامِنَ السِّفارِ و قال أَعشی باهلة: لا تَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه بالمَشْرَفِیِّ، إِذا ما اخْروَّطَ السَّفَرُ و منه قوله: و اخْرَوَّطَ السفَر. و یقال للشَّرَكِ إِذا انْقَلَبَ علی الصید فَعَلِقَ برِجْلِه: قد اخْرَوَّطَ فی رجله. و اخْرَوَّطَتِ الشَّركةُ فی رجل الصَّیْدِ: عَلِقَتْها فاعْتَقَلَتْها، و اخْرِوَّاطُها امْتِدادُ أُنْشُوطَتِها. و الاخْرِوَّاطُ فی السَّیْر: المضاءُ و السُّرْعةُ. و اخْرَوَّط البعیرُ فی سیره إِذا أَسْرَعَ. و المُخْرَوِّطةُ من النُّوقِ: السریعة. و تَخَرَّطَ الطائرُ تَخَرُّطاً: أَخذ الدُّهْنَ من زِمِكَّاه. و المِخْراطُ: الحیَّةُ التی من عادتها أَن تَسْلُخَ جلدها فی كل سنة، قال الشاعر: إِنّی كَسانِی أَبُو قابُوسَ مُرْفلةً، كأَنَّها سَلْخُ أَبْكارِ المَخارِیط و المَخاریطُ: الحیّاتُ المُنْسَلِخةُ. و الإِخْرِیطُ: نَباتٌ ینبُتُ فی الجَدَدِ، له قُرُون كقُرون اللُّوبیاء، و ورقه أَصغر من ورق الرَّیْحان، و قیل: هو ضَرْب من الحَمْضِ، و قال أَبو حنیفة: هو أَصفَر اللَّوْنِ دقِیقُ العیدان ضخم له أُصول و خشب، قال الرَّمّاحُ: بِحَیْثُ یَكُنَّ إِخْرِیطاً و سِدْراً، و حَیْثُ عنِ التَّفَرُّقِ یَلْتَقِینا التهذیب: و الإِخْرِیطُ من أَطْیَب الحَمْضِ، و هو مثل الرُّغْل، سمی إِخْریطاً لأَنه یُخَرِّطُ الإِبلَ أَی یرقِّقُ سَلْحَها، كما قالوا لبقْلة أُخری تُسْلحُ المَواشِیَ إِذا رَعَتْها: إِسْلِیحٌ. و الخُراطُ و الخُرَّاطُ و الخُرَّیْطَی و الخُراطَی: شحمة تَتَمصَّخُ عن أَصْلِ البَرْدیِّ، واحدته خُراطةٌ. و خَرَطَ «1» الرُّطْبُ البعیرَ و غیره: سَلَّحَه. و بعیر خارِطٌ: أَكل الرُّطُبَ فخَرَّطَه، قال: و هذا لا یصح إِلا أَن یكون بعیر خارطٌ بمعنی مَخْرُوط. و اخْتَرَطَ الفَصِیلُ الدَّابَّةَ و خَرَطَه، و اخْتَرَطَ الإِنسانَ المَشِیُّ فانْخَرَطَ بطنُه، و خَرَطَه الدَّواءُ أَی مَشَّاهُ،
(1). 1 قوله" و خرط إلخ" هو من الخرط و التخریط، و الرطب، بضم و بضمتین: الرعی الأخضر، أفاده المجد.
لسان العرب، ج‌7، ص: 287
و كذلك خرَّطَه تَخْریطاً. و حِمار خارِطٌ: و هو الذی لا یَسْتَقِرُّ العلفُ فی بطنه، و قد خَرَطَه البقْلُ فخَرَطَ، قال الجعدِیّ: خارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضامِرٌ، أَبْلَقُ الحَقْوَیْن مَشْطُوبُ الكَفَلْ مَشْطوب: قلیل اللحم، و یقال: فی عَجُزه طَرائقُ أَی خُطوطٌ، و یقال: طویل غیر مُدَوَّر. و انخرَطَ جِسْمُه أَی دَقَّ. و خَرَطْتُ الحدیدَ خَرْطاً أَی طَوَّلْتُه كالعمود، قال الأَزهری: قرأْت فی نسخة من كتاب اللیث: عَجِبْتُ لخِرْطِیطٍ و رَقْمِ جَناحِه، و ذمّة طِخْمِیلٍ و رعْثِ الضَّغادِرِ «1» قال: الخِرْطِیطُ فَراشةٌ منقوشة الجناحَینِ، و الطخمیل الدِّیكُ، و الضَّغادِرُ الدَّجاجُ، الواحدة ضُغْدُورةٌ، قال أَبو منصور: و لا أَعرف شیئاً مما فی هذا البیت.

خطط؛ ج7، ص: 287

: الخَطُّ: الطریقةُ المُسْتَطِیلةُ فی الشی‌ء، و الجمع خُطُوطٌ؛ و قد جمعه العجّاج علی أَخْطاطٍ فقال: وشِمْنَ فی الغُبارِ كالأَخْطاطِ و یقال: الكَلأُ خُطوطٌ فی الأَرض أَی طَرائقُ لم یَعُمَّ الغَیْثُ البلادَ كُلَّها. و‌فی حدیث عبد اللّه بن عَمرو فی صفة الأَرض الخامسةِ: فیها حیّاتٌ كسلاسِلِ الرَّمْلِ و كالخطائط بین الشَّقائِق؛ واحدتها خَطِیطةٌ، و هی طرائقُ تُفارِقُ الشَّقائق فی غِلَظِها و لِینِها. و الخَطُّ: الطریق، یقال: الزَمْ ذلك الخَطَّ و لا تَظْلِمْ عنه شیئاً؛ قال أَبو صخر الهذلی: صُدُود القِلاصِ الأُدْمِ فی لیلةِ الدُّجَی، عن الخَطِّ لم یَسْرُبْ لها الخَطَّ سارِبُ و خَطَّ القلَمُ أَی كتب. و خَطَّ الشی‌ءَ یَخُطُّه خَطّاً: كتبه بقلم أَو غیره؛ و قوله: فأَصْبَحَتْ بَعْدَ، خَطَّ، بَهْجَتِها كأَنَّ، قَفْراً، رُسُومَها، قَلَما أَراد فأَصبحت بعد بهجتها قفراً كأَنَّ قلماً خَطَّ رُسومَها. و التَّخْطِیطُ: التَّسْطِیرُ، التهذیب: التخْطیطُ كالتَّسْطِیر، تقول: خُطِّطَت علیه ذنوبُه أَی سُطِّرت. و‌فی حدیث معاویة بن الحكم: أَنه سأَل النبیَّ، صلّی اللّه علیه و سلّم، عن الخَطِّ فقال: كان نبیٌّ من الأَنبیاء یَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه عَلِمَ مثل عِلْمِه، و فی روایة: فمن وافَق خطَّه فذاكَ.و الخَطُّ: الكتابة و نحوها مما یُخَطُّ. و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه قال فی الطَّرْقِ: قال ابن عباس هو الخَطُّ الذی یَخُطُّه الحازِی، و هو عِلْم قدیم تركه الناس، قال: یأْتی صاحِبُ الحاجةِ إِلی الحازِی فیُعْطِیه حُلْواناً فیقول له: اقْعُدْ حتی أَخُطَّ لك، و بین یدی الحازی غُلام له معَه مِیلٌ له، ثم یأْتی إِلی أَرْضٍ رخْوَةٍ فیَخُطُّ الأُسْتاذ خُطوطاً كثیرة بالعجلة لئلا یَلْحَقها العدَدُ، ثم یرجِعُ فیمحو منها علی مَهَلٍ خَطَّیْنِ خطین، فإِن بقی من الخُطوط خَطَّانِ فهما علامة قضاء الحاجة و النُّجْح، قال: و الحازِی یمحو و غلامه یقول للتفاؤل: ابْنَیْ عِیان، أَسْرِعا البَیان؛ قال ابن عباس: فإِذا مَحا الحازِی الخُطوطَ فبقی منها خَطٌّ
(1). 1 قوله" ذمة" كذا بالأصل، و فی شرح القاموس بالراء، و رعث هو بالثاء المثلثة فی معظم المواضع و فی شرح القاموس زعب، بالزای و العین.
لسان العرب، ج‌7، ص: 288
واحد فهی علامة الخَیْبةِ فی قضاء الحاجة؛ قال: و كانت العرب تسمی ذلك الخطّ الذی یبقی من خطوط الحازی الأَسْحَم، و كان هذا الخط عندهم مشْؤُوماً. و قال الحَرْبیُّ: الخطُّ هو أَن یخُطّ ثلاثة خُطوط ثم یَضْرِب علیهن بشعِیر أَو نَوًی و یقول: یكون كذا و كذا، و هو ضَرْبٌ من الكَهانة؛ قال ابن الأَثیر: الخَطُّ المشار إِلیه علم معروف و للناس فیه تَصانِیفُ كثیرة و هو معمول به إِلی الآن، و لهم فیه أَوْضاعٌ و اصْطلاحٌ و أَسامٍ، و یستخرجون به الضمیر و غیره، و كثیراً ما یُصِیبُون فیه. و‌فی حدیث ابن أُنَیْسٍ: ذهَب بی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، إِلی منزله فدَعا بطعام قلیل فجعلت أُخَطِّطُ حتی یَشْبَعَ رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَی أَخُطُّ فی الطعام أُرِیهِ أَنی آكُل و لست بآكِلٍ. و أَتانا بطعام فخَطَطْنا فیه أَی أَكَلْناه، و قیل: فحطَطْنا، بالحاء المهملة غیر معجمة، عَذَّرْنا. و وصف أَبو المَكارم مَدْعاةً دُعِیَ إِلیها قال: فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا أَی اعتمدنا علی الأَكل فأَخذنا، قال: و أَما حَطَطْنا فمعناه التَّعْذِیرُ فی الأَكل. و الحَطُّ: ضِدُّ الخَطِّ، و الماشی یَخُطُّ برجله الأَرضَ علی التشبیه بذلك؛ قال أَبو النجم: أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِیادٍ كالخَرِفْ، تَخطُّ رِجْلایَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ فی الطَّرِیقِ لامَ أَلِفْ و الخَطُوط، بفتح الخاء، من بقر الوحش: التی تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها، و كذلك كل دابّة. و یقال: فلان یخُطّ فی الأَرض إِذا كان یفكِّر فی أَمره و یدبّره. و الخَطُّ: خَطُّ الزاجر، و هو أَن یخُطّ بإِصْبَعِه فی الرمل و یَزْجُر. و خَطَّ الزاجِرُ فی الأَرض یخُطُّ خطّاً: عَمِلَ فیها خَطّاً بإِصْبَعِه ثم زَجَر؛ قال ذو الرمة: عَشِیّةَ ما لی حِیلةٌ غَیْرَ أَنَّنِی، بِلَقْطِ الحصی و الخَطِّ فی التُّرْبِ، مولَعُ و ثوب مُخَطَّطٌ و كِساء مُخَطَّط: فیه خُطوط، و كذلك تمر مُخَطَّط و وَحْشٌ مُخَطَّطٌ. و خَطَّ وجْهُه و اخْتَطَّ: صارَتْ فیه خُطوط. و اخْتَطَّ الغلامُ أَی نبتَ عِذارُه. و الخُطَّةُ: كالخَطِّ كأَنها اسم للطریقة. و المِخَطُّ، بالكسر: العود الذی یَخُطّ به الحائكُ الثوبَ. و المِخْطاطُ: عُود تُسَوَّی علیه الخُطوطُ. و الخَطُّ: الطَّرِیقُ؛ عن ثعلب؛ قال سلامةُ بن جَنْدل: حتی تركْنا و ما تُثْنَی ظَعائننا، یأْخُذْنَ بینَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ و الخَطُّ: ضَربٌ من البَضْعِ «2»، خَطَّها یَخُطُّها خَطّاً. و فی التهذیب: و یقال خَطَّ بها قُساحاً. و الخِطُّ و الخِطَّةُ: الأَرض تُنْزَلُ من غیر أَن ینزِلها نازِلٌ قبل ذلك. و قد خَطَّها لنَفْسِه خَطّاً و اخْتَطَّها: و هو أَن یُعَلِّم علیها عَلامةً بالخَطِّ لیُعلم أَنه قد احْتازَها «3» لیَبْنِیَها داراً، و منه خِطَطُ الكوفةِ و البصرةِ. و اخْتَطَّ فلان خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً و خَطَّ علیه بِجِدار، و جمعها الخِطَطُ. و كلُّ ما حَظَرْتَه، فقد خطَطْتَ علیه. و الخِطّةُ، بالكسر: الأَرضُ. و الدار یَخْتَطُّها الرَّجل فی أَرض غیر مملوكةٍ لیَتَحجَّرها و یَبْنیَ فیها،
(2). قوله [البضع] بالفتح و الضم بمعنی الجماع. (3). قوله [احتازها] فی النهایة: اختارها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 289
و ذلك إِذا أَذِن السلطان لجماعة من المسلمین أَنْ یَخْتَطُّوا الدُّورَ فی موضع بعینه و یتخذوا فیه مَساكِنَ لهم كما فعلوا بالكوفة و البصرة و بغداد، و إِنما كسرت الخاء من الخِطَّة لأَنها أُخرجت علی مصدر بُنی علی فعله «1»، و جمع الخِطَّةِ خِطَطٌ. و‌سئل إِبراهیمُ الحَربیّ عن حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه وَرَّث النساء خِطَطَهُنَّ دون الرِّجال، فقال: نَعَم كان النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَعْطَی نِساء خِطَطاً یَسْكُنَّها فی المدینة شبْه القَطائِع، منهنَّ أُمُّ عبد، فجعلها لهنَّ دون الرِّجال لا حَظَّ فیها للرجال.و حكی ابن بری عن ابن درید أَنه یقال خِطٌّ للمكَان الذی یَخْتَطُّه لنفسه، من غیر هاء، یقال: هذا خِطُّ بنی فلان. قال: و الخُطُّ الطریق، یقال: الزَمْ هذا الخُطَّ، قال: و رأَیته فی نسخة بفتح الخاء. ابن شمیل: الأَرضُ الخَطیطةُ التی یُمْطَرُ ما حَوْلَها و لا تُمْطَر هی، و قیل: الخَطِیطةُ الأَرض التی لم تمطر بین أَرْضَین مَمْطورَتَین، و قیل: هی التی مُطِر بعضُها. و‌روی عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امْرأَتِه بیدِها فقالت له: أَنتَ طالق ثلاثاً، فقال ابن عباس: خطَّ اللّه نَوْءَها أَلَّا طَلَّقَتْ نفسَها ثلاثاً و روی: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها، بالهمز، أَی أَخْطأَها المطر؛ قال أَبو عبید: من‌رواه خَطَّ اللّه نوْءَها‌جعله من الخَطِیطةِ، و هی الأَرض التی لم تمطر بین أَرضین ممطورتین، و جمعها خَطائطُ. و‌فی حدیث أَبی ذرّ فی الخَطائطِ: تَرْعَی الخَطائطَ و نَرِدُ المَطائطَ؛ و أَنشد أَبو عبیدة لهمیان بن قُحافةَ: علی قِلاصٍ تَخْتَطِی الخَطائطَا، یَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاطِ مائطا و قال البَعِیثُ: أَلا إِنَّما أَزْرَی بحَارَك عامِداً سُوَیْعٌ، كخطَّافِ الخَطِیطةِ، أَسْحَمُ و قال الكمیت: قِلاتٌ بالخَطِیطةِ جاوَرَتْها، فَنَضَّ سِمالُها، العَیْنُ الذَّرُورُ القِلاتُ: جمع قَلْتٍ للنُّقْرة فی الجبل، و السِّمالُ: جمع سَمَلةٍ و هی البقِیَّةُ من الماء، و كذلك النَّضِیضةُ البقیةُ من الماء، و سمالُها مرتفع بنَضَّ، و العینُ مرتفع بجاورَتْها، قال ابن سیدة: و أَما ما حكاه ابن الأَعرابی من قول بعض العرب لابنه: یا بُنَیَّ الزم خَطِیطةَ الذُّلِّ مَخافةَ ما هو أَشدُّ منه، فإِنَّ أَصل الخَطِیطةِ الأَرضُ التی لم تمطر، فاستعارها للذلِّ لأَن الخطیطة من الأَرضین ذلیلة بما بُخِسَتْه من حقّها. و قال أَبو حنیفة: أَرض خِطٌّ لم تُمْطَر و قد مُطر ما حولَها. و الخُطَّةُ، بالضم: شِبْه القِصَّة و الأَمْرُ. یقال: سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ و خُطَّة سَوْء؛ قال تأَبَّط شَرّاً: هُما خُطَّتا: إِمَّا إِسارٌ و مِنَّةٌ، و إِمَّا دَمٌ، و القَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ أَراد خُطَّتانِ فحذف النون اسْتِخْفافاً. و‌فی حدیث الحدیبیة: لا یَسْأَلونی خُطَّةً یُعَظّمون فیها حُرُماتِ اللّه إِلَّا أَعطَیتهم إِیَّاها، و‌فی حدیثها أَیضاً: إِنه قد عرَض علیكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها‌أَی أَمراً واضحاً فی الهُدَی و الاسْتِقامةِ. و فی رأْسِه خُطَّةٌ أَی أَمْرٌ
(1). قوله [علی فعله] كذا فی الأَصل و شرح القاموس بدون نقط لما بعد اللام، و عبارة المصباح: و إنما كسرت الخاء لأَنها أُخرجت علی مصدر افتعل مثل اختطب خطبة و ارتد ردّة و افتری فریة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 290
مّا، و قیل: فی رأْسه خُطَّةٌ أَی جَهْلٌ و إِقدامٌ علی الأُمور. و‌فی حدیث قیْلةَ: أَ یُلامُ ابن هذه أَن یَفْصِلَ الخُطَّةَ و یَنْتَصِرَ من و راء الحَجَزة؟ أَی إنه إِذا نزل به أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِلٌ لا یُهْتَدی له إِنه لا یَعْیا به و لكنه یَفْصِلُه حتی یُبْرِمَه و یخرُجَ منه برأْیِه. و الخُطَّةُ: الحالُ و الأَمْرُ و الخَطْبُ. الأَصمعی: من أَمْثالهم فی الاعْتزام علی الحاجة: جاءَ فلان و فی رأْسه خُطَّةٌ إِذا جاءَ و فی نفسه حاجةٌ و قد عزَم علیها، و العامَّةُ تقول: فی رأْسه خُطْیَةٌ، و كلام العرب هو الأَول. و خَطَّ وجهُ فلان و اخْتَطَّ. ابن الأَعرابی: الأَخَطُّ الدَّقِیقُ المَحاسِنِ. و اخْتَطَّ الغُلامُ أَی نبتَ عِذارُه. و رجل مُخطَّطٌ: جَمِیلٌ. و خَطَطْتُ بالسیفِ وسطَه، و یقال: خَطَّه بالسیف نِصفین. و خُطَّةُ: اسم عَنْز، و فی المثل: قَبَّحَ اللّه عَنْزاً خَیْرُها خُطَّةُ. قال الأَصمعی: إِذا كان لبعض القوم علی بعض فَضِیلةٌ إِلَّا أَنها خَسیسةٌ قیل: قَبَّحَ اللّهُ مِعْزَی خیْرُها خُطَّةُ، و خُطةُ اسم عنز كانت عَنز سَوْء؛ و أَنشد: یا قَومِ، مَنْ یَحْلُبُ شاةً مَیِّتهْ؟ قد حُلِبَت خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتهْ میتة ساكنةٌ عند الحَلب، و جَنْباً عُلْبةٌ، و مُسْفَتةٌ مَدْبوغة. یقال: أَسْفَت الزقّ دَبَغَه. اللیث: الخَطُّ أَرض ینسب إِلیها الرِّماحُ الخَطِّیَّةُ، فإِذا جعلت النسبةَ اسماً لازماً قلت خَطِّیَّة، و لم تذكر الرماحَ، و هو خَطُّ عُمانَ. قال أَبو منصور: و ذلك السِّیفُ كلُّه یسمی الخَطَّ، و من قُری الخَطِّ القَطِیفُ و العُقَیْرُ و قَطَرُ. قال ابن سیدة: و الخَطُّ سِیفُ البَحْرَینِ و عُمانَ، و قیل: بل كلُّ سِیفٍ خَطٌّ، و قیل: الخَطُّ مَرْفَأُ السفُن بالبحرین تُنْسب إِلیه الرماح. یقال: رُمْح خَطِّیٌّ، و رِماح خَطِّیَّة و خِطِّیَّةٌ، علی القیاس و علی غیر القیاس، و لیست الخطّ بمنْبِتٍ للرِّماح، و لكنها مَرْفَأُ السفُن التی تحْمِلُ القَنا من الهِنْدِ كما قالوا مِسْكُ دارِینَ و لیس هنالك مسك و لكنها مرفأُ السفن التی تحمل المِسك من الهِند. و قال أَبو حنیفة: الخَطِّیُّ الرِّماح، و هو نِسْبةٌ قد جرَی مَجْری الاسم العلم، و نِسْبته إِلی الخَطّ خَطِّ البحرین و إِلیه ترفأُ السفن إِذا جاءَت من أَرض الهند، و لیس الخَطِّیّ الذی هو الرماح من نبات أَرض العرب، و قد كثر مجیئه فی أَشْعارها؛ قال الشاعر فی نباته: و هَل یُنْبِتُ الخَطِّیَّ إِلّا وشِیجهُ، و تُغْرَسُ، إلَّا فی مَنابِتِها، النَّخْلُ؟ و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: فأَخذ خَطِّیّاً؛ الخَطِّیّ، بالفتح: الرمح المنسوب إِلی الخَطّ. الجوهری: الخَط موضع بالیمامة، و هو خَطُّ هَجَرَ تُنْسب إِلیه الرِّماحُ الخَطِّیَّةُ لأَنها تحمل من بلاد الهند فتُقوّم به. و قوله‌فی الحدیث: إِنه نام حتی سُمع غَطِیطُه أَو خَطِیطُه؛ الخَطِیطُ: قریب من الغَطِیطِ و هو صوت النائم، و الغین و الخاء متقاربتان. و حِلْسُ الخِطاط: اسم رجل زاجر. و مُخَطِّطٌ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِلَّا أَكُنْ لاقَیْتُ یَوْمَ مُخَطِّطٍ، فقد خَبَّرَ الرُّكْبانُ ما أَتَوَدَّدُ و فی النوادر: یقال أَقم علی هذا الأَمْرِ بخُطَّةٍ و بحُجَّةٍ معناهما واحد. و قولهم: خُطَّةٌ نائیةٌ أَی مَقْصِدٌ بعید. و قولهم: خذ خُطّةً أَی خذ خُطة الانْتِصاف،
لسان العرب، ج‌7، ص: 291
و معناه انتصف. و الخُطَّةُ أَیضاً من ا لخَطِّ: كالنُّقْطة من النَّقْطِ اسم ذلك. و قولهم: ما خَطَّ غُبارَه أَی ما شَقَّه.

خلط؛ ج7، ص: 291

: خَلَطَ الشی‌ء بالشی‌ء یَخْلِطُه خَلْطاً و خَلَّطَه فاخْتَلَطَ: مَزَجَه و اخْتَلَطا. و خالطَ الشی‌ءَ مُخالَطة و خِلاطاً: مازَجَه. و الخِلْطُ: ما خالَطَ الشی‌ءَ، و جمعه أَخْلاطٌ. و الخِلْطُ: واحد أَخْلاطِ الطِّیب. و الخِلْطُ: اسم كلّ نوع من الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدّواء و نحوه. و‌فی حدیث سعد: و إِن كان أَحدُنا لیَضَعُ كما تضعُ الشاةُ ما له خِلْطٌ‌أَی لا یَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه ببعض لجَفافِه و یُبْسِه، فإِنهم كانوا یأْكلون خبز الشعیر و ورقَ الشجر لفقرهم و حاجتهم. و أَخْلاطُ الإِنسان: أَمْزِجَتُه الأَربعة. و سَمْنٌ خَلِیطٌ: فیه شَحْم و لَحْم. و الخَلِیطُ من العَلَفِ: تِبن و قَتٌّ، و هو أَیضاً طین و تِبن یُخْلَطانِ. و لبَن خَلِیطٌ: مختلط من حُلو و حازِر. و الخَلِیطُ: أَن تُحْلَب الضأْنُ علی لبن المِعْزی و المِعزی علی لبَن الضأْنِ، أَو تحلب الناقةُ علی لبن الغنم. و‌فی حدیث النبیذِ: نهی عن الخَلِیطَیْنِ فی الأَنْبِذة، و هو أَن یجمع بین صِنْفین تمر و زبیب، أَو عنب و رُطَب. الأَزهری: و أَما تفسیر الخلیطین الذی جاء فی الأَشربة و ما جاء من النهی عن شُرْبه فهو شَراب یتخذ من التمر و البُسْر أَو من العنب و الزبیب، یرید ما یُنْبَذُ من البسر و التمر معاً أَو من الزبیب و العنب معاً، و إِنما نهی عن ذلك لأَن الأَنواع إِذا اختلفت فی الانتباذ كانت أَسرَعَ للشدَّة و التخمیر، و النبیذُ المعمول من خَلِیطَیْن ذهب قوم إِلی تحریمه و إِن لم یُسكر، أَخذاً بظاهر الحدیث، و به قال مالك و أَحمد و عامّة المحدّثین، قالوا: من شربه قبل حدوث الشدّة فیه فهو آثمٌ من جهة واحدة، و من شربه بعد حدوثها فیه فهو آثمٌ من جهتین: شربِ الخَلِیطیْن و شُربِ المُسْكِر؛ و غیرُهم رَخَّص فیه و عللوا التحریم بالإِسْكار. و‌فی الحدیث: ما خالَطَتِ الصدَقةُ مالًا إِلا أَهْلَكَتْه، قال الشافعی: یعنی أَنّ خِیانةَ الصدَقةِ تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بها، و قیل: هو تَحْذِیر للعمَّال عن الخیانة فی شی‌ء منها، و قیل: هو حَثٌّ علی تعجیل أَداء الزكاة قبل أَن تُخْلَطَ بماله. و‌فی حدیث الشُّفْعَةِ: الشَّرِیكُ أَوْلی من الخَلِیطِ، و الخَلِیطُ أَولی من الجارِ؛ الشرِیكُ: المُشارِكُ فی الشُّیوعِ، و الخَلِیطُ: المُشاركُ فی حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ و الطریق و نحو ذلك. و‌فی الحدیث: أَن رجلین تقدّما إِلی مُعاوِیةَ فادَّعَی أَحدهما علی صاحبه مالًا و كان المُدَّعی حُوَّلًا قُلَّباً مِخْلَطاً؛ المِخْلَطُ، بالكسر: الذی یَخْلِطُ الأَشْیاء فیُلَبِّسُها علی السامعین و الناظرین. و الخِلاط: اخْتِلاطُ الإِبِل و الناسِ و المَواشی؛ أَنشد ثعلب: یَخْرُجْنَ من بُعْكُوكةِ الخِلاطِ و بها أَخْلاطٌ من الناس و خَلِیطٌ و خُلَیْطی و خُلَّیْطی أَی أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون، و لا واحد لشی‌ء من ذلك. و‌فی حدیث أَبی سعید: كنا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ علی عَهْدِ رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و هو الخِلْطُ من التمر‌أَی المُخْتَلِطُ من أَنْواعٍ شَتَّی. و‌فی حدیث شریح: جاءه رجل فقال: إِنِّی طلقت امرأَتی ثلاثاً و هی حائض، فقال: أَما أَنا فلا أَخْلِطُ حَلالًا بحَرامٍ‌أَی لا أَحْتَسِبُ بالحَیْضةِ التی وقع فیها الطلاقُ من العِدّةِ، لأَنها كانت له حلالًا فی بعض أَیام الحیضة و حراماً فی بعضها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 292
و وقع القومُ فی خُلَیْطی و خُلَّیْطی مثال السُّمَّیْهی أَی اخْتِلاطٍ فاختلط علیهم أَمرُهم. و التخْلِیطُ فی الأَمْرِ: الإِفْسادُ فیه. و یقال للقوم إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه ببعض: خُلَّیْطی؛ و أَنشد اللحیانی: و كُنَّا خُلَیطی فی الجِمالِ، فراعنی جِمالی تُوالی وُلَّهاً من جِمالِك و مالُهم بینهم خِلِّیطی أَی مُخْتَلِط. أَبو زید: اخْتَلَطَ اللیلُ بالتُّرابِ إِذا اختلطَ علی القوم أَمرهم و اختلط المَرْعِیُّ بالهَمَلِ. و الخِلِّیطی: تَخْلِیطُ الأَمْرِ، و إِنه لَفی خُلَّیْطی من أَمرِه؛ قال أَبو منصور: و تخفف اللام فیقال خُلَیْطی. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه قال: لا خِلاطَ و لا شِناقَ فی الصدقة.و‌فی حدیث آخر: ما كان من خَلِیطَیْنِ فإِنهما یتراجَعانِ بینهما بالسَّوِیّةِ؛ قال الأَزهری: كان أَبو عبید فسّر هذا الحدیث فی كتاب غریب الحدیث فَثَبَّجَه و لم یُفَسِّرُه علی وجهه، ثم جَوَّدَ تفسیره فی كتاب الأَمْوالِ، قال: و فسره علی نحو ما فسّره الشافعی، قال الشافعیّ: الذی لا أَشُكّ فیه أَن الخَلِیطَیْنِ الشریكان لن یقتسما الماشیة، و تراجُعُهما بالسویّة أَن یكونا خلیطین فی الإِبل تجب فیها الغنم فتوجد الإِبل فی ید أَحدهما، فتؤخذ منه صدقتُها فیرجع علی شریكه بالسویة، قال الشافعیّ: و قد یكون الخلیطان الرجلین یتخالطان بماشیتهما، و إِن عرف كل واحد منهما ماشیته، قال: و لا یكونان خلیطین حتی یُرِیحا و یُسَرِّحا و یَسْقِیا معاً و تكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً، فإِذا كانا هكذا صَدّقا صدقةَ الواحد بكل حال، قال: و إِن تفرَّقا فی مُراحٍ أَو سَقْیٍ أَو فُحولٍ فلیسا خَلیطین و یُصَدِّقانِ صدقةَ الاثنین، قال: و لا یكونان خلیطین حتی یحول علیهما حَوْلٌ من یومَ اخْتَلطا، فإِذا حال علیهما حول من یومَ اختلطا زَكَّیا زكاةَ الواحد؛ قال الأَزهری: و تفسیر ذلك أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَوجب علی مَن مَلك أَربعین شاة فحال علیها الحولُ، شاةً، و كذلك إِذا ملك أَكثر منها إِلی تمام مائة و عشرین ففیها شاة واحدة، فإِذا زادت شاةٌ واحدة علی مائة و عشرین ففیها شاتان، و لو أَن ثلاثة نفر ملكوا مائة و عشرین لكل واحد منهم أَربعون شاة، و لم یكونوا خُلَطاء سنةً كاملة، فعلی كل واحد منهم شاة، فإِذا صاروا خلطاء و جمعوها علی راع واحد سنة فعلیهم شاة واحدة لأَنهم یصدّقون إِذا اخْتَلَطُوا، و كذلك ثلاثة نفر بینهم أَربعون شاة و هم خلطاء، فإن علیهم شاة كأَنّه ملكها رجل واحد، فهذا تفسیر الخلطاء فی المواشی من الإِبل و البقر و الغنم. و قوله عزّ و جلّ: وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ الْخُلَطٰاءِ لَیَبْغِی بَعْضُهُمْ عَلیٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ؛ فالخُلَطاء هاهنا الشُّرَكاء الذین لا یَتَمَیَّزُ مِلْكُ كل واحد من مِلْكِ صاحبه إِلا بالقِسْمة، قال: و یكون الخلطاء أَیضاً أَن یخلطوا العین المتمیز بالعین المتمیز كما فسر الشافعی، و یكونون مجتمعین كالحِلَّةِ یكون فیها عشرة أَبیات، لصاحب كل بیت ماشیةٌ علی حدة، فیجمعون مواشِیَهم علی راعٍ واحد یرعاها معاً و یَسْقِیها معاً، و كلّ واحد منهم یعرف ماله بسِمَته و نِجارِه. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث الزكاة أَیضاً: لا خِلاطَ و لا وِراطَ؛ الخِلاطُ: مصدر خالَطه یُخالِطُه مُخالَطةً و خِلاطاً، و المراد أَن یَخْلِطَ رجل إِبله بإِبل غیره أَو بقره أَو غنمه لیمنع حق اللّه تعالی منها و یَبْخَسَ المُصَدِّقَ فیما یجب له، و هو معنی قوله‌فی الحدیث الآخر: لا یُجْمَعُ بین متفرِّقٍ و لا یُفَرَّقُ بین مُجتمع خشیةَ الصدقة، أَما
لسان العرب، ج‌7، ص: 293
الجمع بین المتفرِّق فهو الخِلاط، و ذلك أَن یكون ثلاثة نفر مثلًا لكل واحد أَربعون شاة، فقد وجب علی كل واحد منهم شاةٌ، فإِذا أَظَلَّهم المُصَدِّقُ جمعوها لئلا یكون علیهم فیها إِلا شاةٌ واحدة، و أَما تفریقُ المجتمع فأَن یكون اثنان شریكان و لكل واحد منهما مائة شاةٍ و شاةٌ فیكون علیهما فی مالهما ثلاث شیاه، فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غنمهما فلم یكن علی كل واحد إِلا شاة واحدة، قال الشافعی: الخطابُ فی هذا للمُصدّقِ و لربِّ المال، قال: فالخَشْیَةُ خَشْیَتانِ: خَشْیةُ السّاعی أَن تقلّ الصدقةُ، و خشْیةُ ربِّ المال أَن یقلَّ مالُه، فأُمر كلّ واحد منهما أَن لا یُحْدِثَ فی المال شیئاً من الجمع و التفریق؛ قال: هذا علی مذهب الشافعی إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عنده، و أَما أَبو حنیفة فلا أَثر لها عنده، و یكون معنی الحدیث نفی الخِلاطِ لنفی الأَثر كأَنه یقول لا أَثر للخُلْطةِ فی تقلیل الزكاة و تكثیرها. و‌فی حدیث الزكاة أَیضاً: و ما كان من خَلیطَیْنِ فإِنهما یَتراجَعانِ بینهما. بالسویَّةِ؛ الخَلِیطُ: المُخالِط و یرید به الشریك الذی یَخْلِط ماله بمال شریكه، و التراجع بینهما هو أَن یكون لأَحدهما مثلًا أَربعون بقرة و للآخر ثلاثون بقرة و مالهما مختلط، فیأْخذ الساعی عن الأَربعین مُسِنّةً و عن الثلاثین تَبِیعاً، فیرجع باذِلُ المسنَّةِ بثلاثة أَسْباعها علی شریكه، و باذل التَّبیعِ بأَربعة أَسْباعه علی شریكه لأَن كل واحد من السنَّین واجب علی الشیوع، كأَنَّ المال ملك واحد، و فی قوله بالسویة دلیل علی أَن الساعیَ إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زیادة علی فرضه فإِنه لا یرجع بها علی شریكه، و إِنما یَضْمَنُ له قِیمةَ ما یَخُصُّه من الواجب دون الزیادة، و فی التراجع دلیل علی أَن الخُلطة تصح مع تمییز أَعْیان الأَموال عند من یقول به، و الذی فسره ابن سیدة فی الخلاط أَن یكون بین الخلیطین مائة و عشرون شاة، لأَحدهما ثمانون و للآخر أَربعون، فإِذا أَخذ المُصَدِّقُ منها شاتین ردّ صاحبُ الثمانین علی ربّ الأَربعین ثلثَ شاة، فیكون علیه شاةٌ و ثلث، و علی الآخر ثلثا شاة، و إِن أَخذ المُصَدّق من العشرین و المائة شاةً، واحدة ردّ صاحبُ الثمانین علی ربّ الأَربعین ثلث شاة، فیكون علیه ثلثا شاة و علی الآخر ثلثُ شاة، قال: و الوِراطُ الخدیعةُ و الغِشُّ. ابن سیدة: رجل مِخْلَطٌ مِزْیَلٌ، بكسر المیم فیهما، یُخالِطُ الأُمور و یُزایِلُها كما یقال فاتِقٌ راتِقٌ، و مِخْلاطٌ كمِخْلطٍ؛ أَنشد ثعلب: یُلِحْنَ مِن ذِی دَأَبٍ شِرواطِ، صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ و خلَط القومَ خَلْطاً و خالَطَهم: داخَلهم. و خَلیطُ الرجل: مُخالطُه. و خَلِیطُ القوم: مُخالطهم كالنَّدیم المنادِمِ، و الجَلِیسِ المُجالِسِ؛ و قیل: لا یكون إِلا فی الشركة. و قوله فی التنزیل: وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ الْخُلَطٰاءِ؛ هو واحد و جمع. قال ابن سیدة: و قد یكون الخَلیطُ جمعاً. و الخُلْطةُ، بالضم: الشِّرْكة. و الخِلْطةُ، بالكسر: العِشْرةُ. و الخَلِیطُ: القوم الذین أَمْرُهم واحد، و الجمعُ خُلَطاء و خُلُطٌ؛ قال الشاعر: بانَ الخَلِیطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا و قال الشاعر: إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانْصَرَمُوا قال ابن بری صوابه: إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانْجَرَدُوا، و أَخْلَفُوك عِدَی الأَمْرِ الذی وَعَدُوا
لسان العرب، ج‌7، ص: 294
و یروی: … فانْفَرَدُوا؛ و أَنشد ابن بری هذا المعنی لجماعة من شعراء العرب؛ قال بسَّامَةُ بن الغَدِیر: إِنّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البین فابْتَكَرُوا لِنِیَّة، ثم ما عادُوا و لا انْتَظَرُوا و قال ابن مَیّادةَ: إِن الخلیط أَجدُّوا البین فانْدَفَعُوا، و ما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذی صَنَعُوا و قال نَهْشَلُ بن حَرِّیّ: إِن الخلیط أَجدوا البین فابتكروا، و اهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر و قال الحسین بن مُطَیْرٍ: إِن الخلیط أَجدوا البین فادّلَجُوا، بانُوا و لم ینْظرُونی، إِنهم لَحِجُوا و قال ابن الرِّقاعِ: إِن الخلیط أَجدوا البین فانْقَذَفُوا، و أَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَیّةَ انْصَرَفُوا و قال عمر بن أَبی ربیعة: إِنَّ الخلیط أَجدّ البین فاحْتَمَلا و قال جریر: إِنّ الخَلِیطَ أَجدُّوا البین یومَ غَدَوْا مِنْ دارةِ الجأْبِ، إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ و قال نُصَیْبُ: إِن الخلیط أَجدّوا البین فاحْتَمَلُوا و قال وَعْلةُ الجَرْمِیُّ فی جمعه علی خُلُطٍ: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هَلْ جَنَیْتَ لهُمْ حَرْباً، تُفَرِّقُ بین الجِیرةِ الخُلُطِ؟ و إِنما كثر ذلك فی أَشعارهم لأَنهم كانوا یَنْتَجِعُونَ أَیام الكَلإِ فتجتمع منهم قبائل شتی فی مكان واجد، فتقع بینهم أُلْفَةٌ، فإِذا افْتَرَقوا و رجعوا إِلی أَوطانهم ساءَهم ذلك. قال أَبو حنیفة: یلقی الرجلُ الرجلَ الذی قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ و لو شاءَ لأَخَّرَه، فیقول: لقد فارَقْتَ خَلیطاً لا تَلْقی مثلَه أَبداً یعنی الجَزَّ. و الخَلِیطُ: الزوجُ و ابن العم. و الخَلِطُ: المُخْتَلِطُ «2» بالناس المُتَحَبِّبُ، یكون للذی یَتَمَلَّقُهم و یتحَبَّبُ إِلیهم، و یكون للذی یُلْقی نساءَه و متاعَه بین الناس، و الأُنثی خَلِطةٌ، و حكی سیبویه خُلُط، بضم اللام، و فسره السیرافی مثل ذلك. و حكی ابن الأَعرابی: رجل خِلْطٌ فی معنی خَلِطٍ؛ و أَنشد: و أَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هی أَرْسَلتْ یَمینُكَ شیئاً، أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا یقول: أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنینٌ بالنَّوال، و یمینُك بدل من قوله هی، و إِن شئت جعلت هی كنایةً عن القِصّة و رفَعْت یمینك بأَرسلت، و العرب تقول: أَخْلَطُ من الحمَّی؛ یریدون أَنها متحببة إِلیه مُتَمَلِّقة بورُودها إِیاه و اعْتیادِها له كما یفعل المُحِبُّ المَلِقُ. قال أَبو عبیدة: تنازعَ العجاجُ و حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتین علی الطاء، فقال حمید: الخِلاطَ یا أَبا الشعْثاء، فقال العجاج: الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك یا ابن أَخی أَی لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتی بأُرْجُوزَتِكَ. و اخْتَلَطَ فلان أَی فسد عقله. و رجل خِلْطٌ بَیِّنُ الخَلاطةِ: أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل، عن أَبی العَمَیْثَلِ الأَعرابی. و قد خُولِطَ فی عَقْلِه خِلاطاً و اخْتَلَطَ،
(2). قوله [و الخلط المختلط] فی القاموس: و الخلط بالفتح و ككتف و عنق المختلط بالناس المتملق إلیهم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 295
و یقال: خُولِط الرجلُ فهو مُخالَطٌ، و اخْتَلَطَ عقلُه فهو مُخْتَلِط إِذا تغیر عقلُه. و الخِلاطُ: مخالطةُ الداءِ الجوفَ. و‌فی حدیث الوَسْوَسةِ: و رجَعَ الشیطانُ یَلْتمس الخِلاطَ‌أَی یخالِط قَلْبَ المصلی بالوَسْوَسةِ، و‌فی الحدیث یَصِف الأَبرار: فظنَّ الناس أَن قد خُولِطُوا و ما خُولِطُوا و لكن خالط قلْبَهم هَمٌّ عَظیمٌ، من قولهم خُولط فلان فی عقله مُخالَطة إِذا اختلَّ عقله. و خالَطه الداءُ خِلاطاً: خامره. و خالط الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً: وقَع فیها. اللیث: الخِلاطُ مخالطةُ الذئبِ الغَنَم؛ و أَنشد: یَضْمَنُ أَهل الشاءِ فی الخِلاطِ و الخِلاط: مخالَطة الرجلُ أَهلَه. و‌فی حدیث عَبِیدةَ: و سُئل ما یُوجِبُ الغُسْلَ؟ قال: الخَفْقُ و الخِلاطُ‌أَی الجِماعُ من المخالطة. و‌فی خطبة الحجاج: لیس أَوانَ یَكْثُر الخِلاط، یعنی السِّفادَ، و خالَط الرجلُ امرأَتَه خِلاطاً: جامَعها، و كذلك مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِیلُه حَیاءَها. و اسْتخلط البعیر أَی قَعا. و أَخلط الفحْلُ: خالط الأُنثی. و أَخلطه صاحبه و أَخلط له؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، إِذا أَخطأَ فسدَّده و جعل قضیبه فی الحَیاء. و اسْتَخْلَطَ هو: فعل ذلك من تلقاء نفسه. ابن الأَعرابی: الخِلاطُ أَن یأْتی الرجلُ إِلی مُراحِ آخر فیأْخذَ منه جمَلًا فیُنزِیَه علی ناقته سِرّاً من صاحِبه، قال: و الخِلاط أَیضاً أَن لا یُحْسن الجملُ القَعْو علی طَرُوقَتِه فیأْخذَ الرجلُ قَضِیبَه فیُولجه. قال أَبو زید: إِذا قَعا الفحلُ علی الناقةِ فلم یَسْتَرْشِدْ لحَیائها حتی یُدخله الراعی أَو غیرُه قیل: قد أَخْلطه إِخْلاطاً و أَلْطَفَه إِلْطافاً، فهو یُخْلِطُه و یُلْطِفُه، فإِن فعل الجمل ذلك من تلقاء نفسه قیل: قد اسْتَخْلَطَ هو و اسْتَلْطَفَ. ابن شمیل: جمل مُختلِط و ناقة مختلطة إِذا سَمِنا حتی اختلَط الشحم باللحم. ابن الأَعرابی: الخُلُط المَوالی، و الخُلَطاء الشركاء، و الخُلُطُ جِیران الصَّفا، و الخَلِیط الصاحِبُ، و الخَلِیطُ الجار یكون واحداً و جمعاً؛ و منه قول جریر: بانَ الخَلِیطُ و لو طُووِعتُ ما بانا فهذا واحد و الجمع قد تقدم الاستشهاد علیه. و الأَخْلاطُ: الجماعة من الناس. و الخِلْطُ و الخِلِطُ من السِّهام: السهم الذی ینبُت عُودُه علی عَوَج فلا یزال یتعوَّج و إِن قُوِّم، و كذلك القوسُ، قال المتنخل الهذلی: و صفراءُ البُرایةِ غَیْر خِلْطٍ، كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللیاطِ و قد فُسِّر به البیتُ الذی أَنشده ابن الأَعرابی: و أَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هی أَرسلت قال: و أَنت امرؤ خِلْط أَی أَنك لا تستقیم أَبداً و إِنما أَنت كالقِدْح الذی لا یزال یَتعوَّج و إِن قُوِّم، و الأَوّل أَجود. و الخِلْط: الأَحمق، و الجمع أَخْلاط؛ و قوله أَنشده ثعلب: فلمّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ من عِنانِها، و أَمْسَكْتُ من بعض الخِلاطِ عِنانی فسره فقال: تكلمَت بالرفَثِ و أَمسكْتُ نفسی عنها فكأَنه ذهب بالخلاط إِلی الرفَثِ. الأَصمعی: المِلْطُ الذی لا یُعْرَفُ له نسب و لا أَب، و الخِلْطُ یقال فلان خِلْطٌ فیه قولان، أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ؛ و یقال هو ولد الزِّنا فی قول الأَعْشَی:
لسان العرب، ج‌7، ص: 296
أَتانی ما یقولُ لیَ ابنُ بَظْرا، أَ قَیْسٌ، یا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ، لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، و خِلْطٌ رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحی؟ أَراد أَ قَیْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، هَجا بهذا جِهنّاماً [جُهنّاماً أَحد بنی عَبْدانَ. و اهْتَلَبَ السیفَ من غِمْده و امْتَرَقه و اعْتَقَّه و اخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛ قال الجرجانی: الأَصل اخْتَرَطَه و كأَنَّ اللامَ مبدلة منه، قال: و فیه نظر.

خمط؛ ج7، ص: 296

: قال اللّه عزّ و جلّ فی قصة أَهل سبإٍ: وَ بَدَّلْنٰاهُمْ بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَوٰاتَیْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ؛ قال اللیث: الخَمْطُ ضرب من الأَراكِ له حَمْل یؤْكل، و قال الزجاج: یقال لكل نبت قد أَخَذَ طَعْماً من مَرارة حتی لا یمكن أَكلُه خَمْطٌ، و قال الفراء: الخمط فی التفسیر ثَمَرُ الأَراكِ و هو البَرِیرُ، و قیل: شجر له شوْكٌ، و قیل: الخَمْطُ فی الآیة شجر قاتل أَو سمّ قاتِل، و قیل: الخَمْط الحَمْل القلیل من كل شجرة، و الخمط شجر مثل السِّدْرِ و حمله كالتُّوت، و قرئ: ذواتی أُكُلِ خَمْطٍ، بالإِضافة. قال ابن بری: من جعل الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإِضافة لأَن الأَكل للجنی فأَضافه إِلی الخمْط، و من جعل الخمط ثَمَرَ الأَراك فحق القراءَة أَن تكون بالتنوین، و یكون الخمط بدلًا من الأُكُل، و بكلٍّ قرأَتْه القرَّاءُ. ابن الأَعرابیّ: الخَمْطُ ثمر یقال له فَسْوةُ الضَّبُع علی صورة الخَشْخاش، یَتَفَرَّكُ و لا یُنْتفَعُ به. و قد خَمَط اللحمَ یَخْمِطُه خَمْطاً، فهو خَمِیطٌ: شواه، و قیل: شواه فلم یُنْضِجْه. و خَمط الحَمَلَ و الشاةَ و الجَدْیَ یَخْمِطُه خَمْطاً، و هو خَمِیطٌ: سلَخَه و نزع جِلْده و شَواه، فإِذا نزَع عنه شَعَره و شواه فهو السَّمِیطُ، و قیل: الخَمْطُ بالنار، و السَّمْطُ بالماء. و الخَمِیطُ: المَشْوِیُّ، و السَّمِیط: الذی نُزع عنه شعرُه. و الخَمّاطُ: الشَّوَّاء؛ قال رؤْبة: شاكٍ یَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ، شَكَّ المَشاوِی نَقَدَ الخَمَّاطِ أَراد بالمَشاوی: السفافِیدَ تدخل فی خَلَل الآباطِ، قال: و الخُمَّاطُ السُّمَّاطُ، الواحد خامِطٌ و سامِط. و الخَمْطةُ: رِیحُ نَوْرِ الكَرم و ما أَشْبَهه مما له ریح طیبة و لیست بشدیدة الذّكاءِ طِیباً. و الخَمْطة: الخمر التی أَخَذَت ریِحاً، و قال اللحیانی: الخمْطة التی قد أَخذت شیئاً من الرِّیح كریح النَّبِق و التفَّاح. یقال: خَمِطَتِ الخَمْرُ، و قیل: الخمْطةُ الحامضةُ مع ریح؛ قال أَبو ذؤَیب: عُقارٌ كماءِ النِّیِّ لَیْسَتْ بخَمْطةٍ، و لا خَلّةٍ، یَكْوِی الوُجوهَ شِهابُها و یروی: … یَكْوِی الشُّروبَ شِهابُها. و قیل: إِذا أُعْجِلَت عن الاسْتِحكام فی دَنِّها فهی خَمْطةٌ. و كلُّ طَرِیّ أَخَذ طعْماً و لم یَسْتَحْكِم، فهو خَمْطٌ؛ و قال خالد بن زهیر الهذلی: و لا تَسْبِقَنْ للناسِ منّی بخَمْطةٍ، من السُّمِّ، مَذْرورٍ [مَذْرورٌ علیها ذُرُورُها یعنی طریّة حدیثة كأَنها عنده أَحَدُّ؛ و قال المتنخل: مُشَعْشَعَةٌ كعَیْنِ الدِّیك، فیها حُمَیّاها من الصُّهْبِ الخِماطِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 297
اختارها حَدِیثةً، و اختارها أَبو ذُؤَیب عَتِیقةً، و لذلك قال: لیست بخَمْطَةٍ. و قال أَبو حنیفة: الخَمْطَةُ الخمرة التی أُعجلت عن استحكام ریحها فأَخذت ریح الإِدْراكِ كریح التُّفَّاح و لم تُدْرِكْ بعد، و یقال: هی الحامضةُ، و قال أَبو زید: الخَمْطةُ أَوّلُ ما تَبْتَدئُ فی الحُموضة قبل أَن تشتدَّ، و قال السكّری فی بیت خالد بن زهیر الهذلی: عَنی بالخمْطةِ اللَّوْمَ و الكلامَ القَبیحَ. و لبن خَمْطٌ و خامِطٌ: طَیِّبُ الرِّیح، و قیل: هو الذی قد أَخذ شیئاً من الرِّیح كریح النبق أَو التُّفَّاح، و كذلك سِقاء خامِطٌ، خَمَطَ یَخْمُطُ خَمْطاً و خُموطاً و خَمِطَ خَمَطاً، و خَمْطَتُه و خَمَطَتُه رائحتُه، و قیل: خَمَطُه أَن یَصِیر كالخِطْمِیِّ إِذا لَجَّنَه و أَوْخَفَه، و قیل: الخَمْطُ الحامضُ، و قیل: هو المُرّ من كل شی‌ء؛ و ذكر أَبو عبیدة أَن اللبن إِذا ذهب عنه حَلاوة الحَلب و لم یتغیر طعمه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شیئاً من الرِّیح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شیئاً من طعْم فهو مُمَحَّلٌ، فإِذا كان فیه طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ. الیزیدی: الخامِطُ الذی یُشبه ریحُه ریحَ التُّفّاحِ، و كذلك الخَمْطُ أَیضاً؛ قال ابن أَحمر: و ما كنتُ أَخْشَی أَن تكونَ مَنِیَّتِی ضَرِیبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً و صافِیا التهذیب: لبن خَمْطٌ و هو الذی یُحْقَنُ فی سِقاء ثم یوضَع علی حشیش حتی یأْخُذَ من ریحه فَیكون خَمْطاً طَیِّبَ الریح طیبَ الطعم. و الخَمْطُ من اللبن: الحامِضُ. و أَرض خَمْطةٌ و خَمِطةٌ: طیبةُ الرائحة، و قد خَمِطَتْ و خَمَطَتْ. و خَمَط السِّقاءُ و خَمِطَ خَمْطاً و خَمَطاً، فهو خَمِطٌ: تغیرت رائحتُه، ضدّ. سیبویه: و هی الخَمْطةُ. و تَخَمَّطَ الفحلُ: هَدَرَ. و خَمِطَ الرجلُ و تَخَمَّطَ: غَضِبَ و تَكبَّرَ و ثارَ؛ قال: إِذا تَخَمَّطَ جَبّارٌ ثَنَوْه إِلی ما یَشْتَهُونَ، و لا یُثْنَوْن إِنْ خَمِطُوا و التَّخَمُّطُ: التَّكَبُّرُ، قال: إِذا رأَوْا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً، ضَرَبُوهُ ما خَطا و منه قول الكمیت: إِذا ما تَسامَتْ للتخمطِ صِیدُها الأَصمعی: التخمُّط الأَخذُ و القهْرُ بغَلبةٍ؛ و أَنشد: إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه، تَخَمَّطَ فِینا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ و رجل مُتَخَمِّطٌ: شدیدُ الغَضَبِ له ثَوْرةٌ و جَلَبة. و‌فی حدیث رِفاعةَ قال: الماءُ من الماء، فتخمَّطَ عمر‌أَی غَضِبَ. و یقال للبحر إِذا التَطَمَتْ أَمواجُه: إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ. و بحر خَمِطُ الأَمواج: مُضْطَرِبُها؛ قال سوید بن أَبی كاهل: ذُو عُبابٍ زَبَدٍ آذِیُّه، خَمِطُ التَّیّارِ یَرْمی بالقَلَعْ [بالقِلَعْ یعنی بالقَلَعِ [بالقِلَعِ الصخْرَ أَی یرمی بالصخْرة العظیمةِ. و تَخَمَّطَ البحرُ: التطَم أَیضاً.

خنط؛ ج7، ص: 297

: خَنَطَه یَخْنِطُه خَنْطاً: كَرَبَه. الأَزهری: الخَناطِیطُ و الخَناطِیلُ مثل العَبادِیدِ جَماعاتٌ فی تَفْرِقةٍ، و لا واحد لها.

خوط؛ ج7، ص: 297

: الخُوطُ: الغُصْنُ الناعِمُ، و قیل: الغُصن لِسَنةٍ، و قیل: هو كلُّ قَضِیبٍ ما كان؛ عن أَبی
لسان العرب، ج‌7، ص: 298
حنیفة، و الجمع خِیطانٌ؛ قال: لَعَمْرُكَ إِنّی فی دِمَشْقَ و أَهْلِها، و إِن كنتُ فیها ثاوِیاً، لغَرِیبُ أَلا حَبَّذا صَوْتُ الغَضَا حِینَ أَجْرَسَتْ، بِخِیطانِه بَعْدَ المَنامِ، جَنُوبُ و قال الشاعر: سَرَعْرَعاً خُوطاً كغُصْنٍ نابِت یقال: خُوطُ بانٍ، الواحدة خُوطةٌ. و الخُوطُ من الرجال: الجسیمُ الخَفِیفُ كالخَوْطِ. و جاریة خُوطانِیَّةٌ: مُشَبَّهة بالخُوط. ابن الأَعرابی: خُطْ خُطْ إِذا أَمرته أَن یَخْتِلَ إِنساناً برُمْحِه. و فی النوادر: تَخَوّطْتُ فلاناً و تَخَوَّتُّه تَخَوُّطاً و تَخَوُّتاً إِذا أَتیتَه الفَیْنةَ بعد الفینةِ أَی الحِینَ بعد الحِین.

خیط؛ ج7، ص: 298

: الخَیْطُ: السِّلْك، و الجمع أَخْیاطٌ و خُیوطٌ و خُیوطةٌ مثل فَحْلٍ و فُحولٍ و فُحولةٍ، زادوا الهاء لتأْنیث الجمع؛ و أَنشد ابن بری لابن مقبل: قَرِیساً و مَغْشِیّاً علیه، كأَنَّه خُیوطةُ مارِیٍّ لَواهُنَّ فاتِلُهْ و خاطَ الثوبَ یَخِیطُه خَیْطاً و خِیاطةً، و هو مَخْیوطٌ و مَخِیطٌ، و كان حدّه مَخْیوطاً فلَیَّنُوا الیاء كما لَیَّنُوها فی خاطٍ، و التقی ساكنان: سكون الیاء و سكون الواو، فقالوا مَخِیط لالتقاء الساكنین، أَلقوا أَحدهما، و كذلك بُرٌّ مَكِیل، و الأَصل مَكْیُولٌ، قال: فمن قال مَخْیوط أَخرجه علی التمام، و من قال مخیط بناه علی النقص لنقصان الیاء فی خِطْتُ، و الیاء فی مَخِیط هی واو مفعول، انقلبت یاء لسكونها و انكسار ما قبلها، و إِنما حرك ما قبلها لسكونها و سكون الواو بعد سقوط الیاء، و إِنما كسر لیعلم أَنّ الساقط یاء، و ناس یقولون إِنّ الیاء فی مخیط هی الأَصلیة و الذی حذف واو مفعول لیُعرف الواویّ من الیائیّ، و القولُ هو الأَوّل لأَنّ الواو مزیدة للبناء فلا ینبغی لها أَن تحذف، و الأَصلیّ أَحقُّ بالحذف لاجتماع الساكنین أَو علَّةٍ توجب أَن یحذف حرف، و كذلك القول فی كل مفعول من ذوات الثلاثة إِذا كان من بنات الیاء، فإِنه یجی‌ء بالنقصان و التمام، فأَما من بنات الواو فلم یجئ علی التمام إِلا حَرْفان: مِسْك مَدْوُوفٌ، و ثوب مَصْوُون، فإِنَّ هذین جاءا نادرین، و فی النحویین من یقیس علی ذلك فیقول قَوْلٌ مَقْوُول، و فرس مَقْوُودٌ، قیاساً مطرداً؛ و قول المتنخل الهذلی: كأَنَّ علی صَحاصِحِه رِیاطاً مُنَشَّرةً، نُزِعْنَ من الخِیاطِ إِما أَن یكون أَراد الخِیاطةَ فحذف الهاء، و إِما أَن یكون لغة. و خَیَّطَه: كخاطَه؛ قال: فهُنَّ بالأَیْدِی مُقَیِّساتُه، مُقَدِّراتٌ و مُخَیِّطاتُه و الخِیاطُ و المِخْیَطُ: ما خِیطَ به، و هما أَیضاً الإِبرَةُ؛ و منه قوله تعالی: حَتّٰی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیٰاطِ؛ أَی فی ثَقْبِ الإِبرة و المِخْیَطِ. قال سیبویه: المِخْیَطُ و نظیره مما یُعْتَمل به مكسورُ الأَول، كانت فیه الهاء أَو لم تكن، قال: و مثل خِیاطٍ و مِخْیَطٍ سِرادٌ و مِسْرَدٌ و إِزارٌ و مِئْزَرٌ و قِرامٌ و مِقْرَمٌ. و‌فی الحدیث: أَدُّوا الخِیاطَ
لسان العرب، ج‌7، ص: 299
و المِخْیَطَ؛ أَراد بالخِیاط هاهنا الخَیْطَ، و بالمِخْیَطِ ما یُخاطُ به، و فی التهذیب: هی الإِبرة. أَبو زید: هَبْ لی خِیاطاً و نِصاحاً أَی خَیْطاً واحداً. و رجل خائطٌ و خَیَّاطٌ و خاطٌ؛ الأَخیرة عن كراع. و الخِیاطةُ: صِناعةُ الخائِط. و قوله تعالی: حَتّٰی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ؛ یعنی بیاضَ الصبحِ و سوادَ اللیل، و هو علی التشبیه بالخَیْطِ لدِقَّته، و قیل: الخیطُ الأَسود الفجر المستطیل، و الخیط الأَبیض الفجر المُعْتَرِضُ؛ قال أَبو دُواد الإِیادی: فلمَّا أَضاءتْ لَنا سُدْفةٌ، و لاحَ من الصُّبْحِ خَیْطٌ أَنارا قال أَبو إِسحاق: هما فَجْرانِ، أَحدهما یبدو أَسود مُعْترضاً و هو الخیط الأَسود، و الآخر یبدو طالعاً مستطیلًا یَمْلأُ الأُفق فهو الخیط الأَبیض، و حقیقته حتی یتبین لكم اللیلُ من النهار، و قول أَبی دواد: أَضاءت لنا سدفة، هی هاهنا الظُّلمة؛ و لاحَ من الصبح أَی بَدا و ظهر، و قیل: الخیْطُ اللَّوْنُ، و احتج بهذه الآیة. قال أَبو عبید: یدل علی صحة قوله ما‌قاله النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی تفسیر الخَیْطَیْنِ: إِنما ذلك سوادُ اللیلِ و بیاضُ النهار؛ قال أُمَیَّةُ بن أَبی الصلت: الخَیْطُ الأَبْیَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ، و الخَیْطُ الأَسْودُ لوْنُ اللیلِ مَرْكُومُ و یروی: … مَكْتُومُ. و‌فی الحدیث: أَنَّ عَدِیّ بن حاتم أَخذَ حَبْلًا أَسودَ و حبلًا أَبیضَ و جعلهما تحت وِسادِه لینظر إِلیهما عند الفجر، و جاء إِلی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فأَعلمه بذلك فقال: إِنك لعَریضُ القَفا، لیس المعنی ذلك، و لكنه بیاضُ الفجرِ من سوادِ اللیلِ، و فی النهایة: و لكنه یرید بیاضَ النهار و ظلمة اللیل. و خَیَّطَ الشیبُ رأْسَه و فی رأْسِه و لِحْیَتِه: صار كالخُیوطِ أَو ظهر كالخُیوطِ مثل وخَطَ، و تَخَیَّطَ رأْسُه كذلك؛ قال بدر بن عامر الهذلی: تاللّهِ لا أَنْسَی مَنِیحةَ واحدٍ، حتی تَخَیَّطَ بالبَیاضِ قُرونی قال ابن بری: قال ابن حبیب إِذا اتصل الشیبُ فی الرأْس فقد خَیَّطَ الرأْسَ الشیبُ، فجعل خَیَّطَ مُتعدِّیاً، قال: فتكون الروایة علی هذا حتی تُخَیَّطَ بالبَیاضِ قُرونی، و جُعِل البیاضُ فیها كأَنه شی‌ء خِیطَ بعضُه إِلی بعض، قال: و أَمّا من قال خَیَّطَ فی رأْسِه الشیبُ بمعنی بَدا فإِنه یرید تُخَیَّطُ، بكسر الیاء، أَی خَیَّطَتْ قُرونی، و هی تُخَیَّطُ، و المعنی أَن الشیب صار فی السواد كالخُیوطِ و لم یتصل، لأَنه لو اتصل لكان نَسْجاً، قال: و قد روی البیت بالوجهین: أَعنی تُخَیَّطُ، بفتح الیاء، و تُخَیِّطُ، بكسرها، و الخاء مفتوحة فی الوجهین. و خَیْطُ باطِلٍ: الضَّوْء الذی یدخُل من الكُوَّةِ، یقال: هو أَدَقُّ من خَیْطِ باطِلٍ؛ حكاه ثعلب، و قیل: خَیْطُ باطِلٍ الذی یقال له لُعابُ الشمس و مُخاطُ الشیطان، و كان مَرْوانُ بن الحَكَمِ یُلَقَّب بذلك لأَنه كان طویلًا مُضْطَرِباً؛ قال الشاعر: لَحی اللّهُ قَوْماً مَلَّكُوا خَیْطَ باطِلٍ علی الناس، یُعْطِی مَن یَشاءُ و یَمْنَعُ و قال ابن بری: خَیْطُ باطِل هو الخیط الذی یخرج من فَمِ العَنْكَبوتِ. أَحمد بن یحیی: یقال فلان
لسان العرب، ج‌7، ص: 300
أَدَقُّ من خَیْطِ الباطل، قال: و خَیْطُ الباطل هو الهَباء المَنْثور الذی یدخل من الكوّة عند حَمْی الشمس، یُضْرَبُ مَثَلًا لمن یَهُون أَمرُه. و الخَیْطةُ: خَیْطٌ یكون مع حَبْل مُشْتارِ العسل، فإِذا أَراد الخَلِیَّةَ ثم أَراد الحبل جَذَبه بذلك الخیط و هو مَرْبُوط إِلیه؛ قال أَبو ذؤیب: تَدَلَّی علیها بَیْنَ سِبٍّ و خَیْطَةٍ بجَرداء، مثلِ الوَكْفِ، یَكْبُو غُرابُها و أَورد الجوهری هذا البیتَ مستشهداً به علی الوَتدِ. و قال أَبو عمرو: الخَیْطةُ حبل لطیف یتخذ من السَّلَبِ؛ و أَنشد فی التهذیب: تدلَّی علیها بین سِبٍّ و خَیْطةٍ شَدیدُ الوَصاةِ، نابِلٌ و ابنُ نابِلِ و قال: قال الأَصمعی السِّبُّ الحبل و الخَیْطةُ الوَتِدُ. ابن سیدة: الخیْطة الوتِد فی كلام هُذیل، و قیل الحبل. و الخَیْطُ و الخِیطُ: جماعة النَّعامِ، و قد یكون من البقر، و الجمع خِیطانٌ. و الخَیْطی: كالخِیطِ مثل سَكْری؛ قال لبید: و خَیْطاً من خَواضِبَ مُؤْلَفاتٍ، كأَنَّ رِئالَها ورَقُ الإِفالِ و هذا البیت نسبه ابن بری لشبیل، قال: و یجمع علی خِیطانٍ و أَخْیاطٍ. اللیث: نَعامة خَیْطاء بَیِّنَةُ الخَیَطِ، و خَیَطُها: طُولُ قَصَبِها و عُنُقِها، و یقال: هو ما فیها من اخْتِلاطِ سوادٍ فی بیاض لازِمٍ لها كالعَیَسِ فی الإِبل العِراب، و قیل: خَیَطُها أَنها تَتقاطَرُ و تَتَّابعُ كالخَیْطِ الممدود. و یقال: خاطَ فلان بعیراً ببعیر إِذا قَرَن بینهما؛ قال رَكّاضٌ الدُّبَیْرِی: بَلِیدٌ لم یخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ، و لكنْ كان یَخْتاطُ الخِفاء أَی لم یقْرُن بعیراً ببعیر، أَراد أَنه لیس من أَرْباب النَّعَم. و الخِفاء: الثوبُ الذی یُتَغَطَّی به. و الخَیْطُ و الخِیطُ: القِطْعةُ من الجراد، و الجمع خِیطانٌ أَیضاً. و نَعامةٌ خَیْطاء بَیّنةُ الخَیطِ: طویلة العُنق. و خَیْطُ الرَّقَبة: نُخاعُها. یقال: جاحَش فلان عن خَیْطِ رقَبته أَی دافَع عن دَمِه. و ما آتِیك إِلا الخَیْطةَ أَی الفَیْنةَ. و خاطَ إِلیهم خَیْطةً: مرّ علیهم مرّة واحدة، و قیل: خاط إِلیهم خَیْطةً و اخْتاطَ و اخْتَطی، مقلوب: مرّ مَرّاً لا یكاد ینقطع؛ قال كراع: هو مأْخوذ من الخَطْوِ، مقلوب عنه؛ قال ابن سیدة: و هذا خطَأٌ إِذ لو كان كذلك لقالوا خاطَه خَوْطةً و لم یقولوا خَیْطةً، قال: و لیس مثل كراع یُؤمَن علی هذا. اللیث: یقال خاط فلان خَیْطةً واحدة إِذا سار سَیْرة و لم یَقطع السیر، و خاطَ الحَیّةُ إِذا انساب علی الأَرض، و مَخِیطُ الحَیّةِ: مَزْحَفُها، و المَخیطُ: المَمَرُّ و المَسْلَكُ؛ قال ذو الرمة: و بینَهما مَلْقی زِمامٍ كأَنّه مَخِیطُ شُجاعٍ، آخِرَ اللیلِ، ثائر و یقال: خاطَ فلان إِلی فلان أَی مرّ إِلیه. و فی نوادر الأَعراب: خاط فلان خَیْطاً إِذا مَضی سریعاً، و تَخَوَّطَ تَخَوُّطاً مثله، و كذلك مَخَطَ فی الأَرض مَخْطاً. ابن شمیل: فی البطن مَقاطُّه و مَخِیطُه، قال: و مخیطه مجتمع الصِّفاقِ و هو ظاهر البطن.
لسان العرب، ج‌7، ص: 301‌

فصل الدال المهملة؛ ج7، ص: 301

دثط؛ ج7، ص: 301

: دَثَطَت القَرْحةُ: انفجر ما فیها، و لیس بثبَت.

دحلط؛ ج7، ص: 301

: دَحْلَطَ الرجلُ دَحْلَطةً: خلَطَ فی كلامه. قال الأَزهری: هذا الحرف فی كتاب الجمهرة لابن درید مع غیره، قال: و ما وجدت أَكثرها لأَحد من الثقات، قال: و ینبغی للناظر أَن یَفْحَصَ عنها، فما وجد منها لإِمام موثوق به فهو رباعی، و ما لم یجد منها لثقة كان منها علی ریبة و حَذَر.

دقط؛ ج7، ص: 301

: الدَّقِطُ و الدَّقْطانُ: الغَضْبانُ؛ قال أُمَیَّةُ بنُ أَبی الصلْت: من كان مُكْتَئِباً من سَیّ‌ءٍ دَقِطاً، فزاد فی صَدْرِه، ما عاشَ، دَقْطانا

دوط؛ ج7، ص: 301

: الفراء: طادَ إِذا ثبت، و داطَ إِذا حَمُقَ‌

فصل الذال المعجمة؛ ج7، ص: 301

ذأط؛ ج7، ص: 301

: ذأَط الإِناءَ یَذْأَطُه ذَأْطاً: مَلأَه. و الذَّأْطُ: الامْتِلاء. و ذأَطَه یَذْأَطُه ذَأْطاً مثل ذأَتَه أَی خنَقَه أَشدَّ الخنْقِ حتی دلَعَ لِسانُه؛ كل ذلك عن كراع.

ذعط؛ ج7، ص: 301

: الذَّاعِطُ: الذَّابح. و الذَّعْطُ: الذبْحُ الوَحِیُّ، و العین غیر معجمة، ذَعَطَه یَذْعَطُه ذَعْطاً: ذبحه ذبْحاً وحِیّاً، و قیل: ذبحه أَیَّ ذبْحٍ كان، و قد ذَعَطْته بالسكین و ذعَطَتْه المَنِیّةُ علی المثَل و سحَطَتْه؛ قال أُسامةُ بن حَبیب الهذلی: إِذا بلَغُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا، من المَوْتِ، بالهِمْیعِ الذَّاعِطِ و كذلك الذَّعْمَطةُ، بزیادة المیم. و مَوْت ذَعْوَطٌ: ذاعِطٌ.

ذعمط؛ ج7، ص: 301

: الذَّعْمَطةُ: الذبْحُ الوَحِیُّ. ذَعْمَطَ الشاةَ: ذَبَحها ذَبْحاً وحِیّاً.

ذفط؛ ج7، ص: 301

: ذَفَط الطائرُ ذَفْطاً: سفَد، و كذلك التیْسُ. و ذفَطَ الذُّبابُ إِذا أَلْقی ما فی بطنه؛ كل ذلك عن كراع.

ذقط؛ ج7، ص: 301

: ذَقَط الطائرُ أُنثاه یَذْقِطُها ذَقْطاً: سفَدَها، و خصّ ثعلب به الذُّبابَ و قال: هو إِذا نكح. قال ابن سیدة: و لم أَر أَحداً استعملَ النكاحَ فی غیر نوْع الإِنسان إِلا ثعلباً هاهنا، و قال سیبویه: ذقَطَها ذَقْطاً و هو النكاح فلا أَدری ما عَنی من الأَنواع لأَنه لم یخُصّ منها شیئاً، قال أَبو عبید: ونَمَ الذبابُ و ذقَط بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: الذَّاقِطُ الذباب الكثیر السّفادِ. غیره: الذُّقَط ذباب صغیر یدخل فی عیون الناس، و جمعه ذِقْطانٌ. أَبو تراب عن بعض بنی سُلَیْم: یقال تذَقَّطْتُه تذَقُّطاً و تبَقَّطْتُه تبَقُّطاً إِذا أَخذته قلیلًا قلیلًا. الطَّائفیُّ: الذُّقَطُ و هو الذی یكون فی البیوت.

ذمط؛ ج7، ص: 301

: فی نوادر الأَعراب: طَعام ذَمِطٌ و زَرِدٌ أَی لَیِّن سَریعُ الانْحِدارِ.

ذهط؛ ج7، ص: 301

: ذَهْوَطٌ: موضع. و الذِّهْیَوْطُ علی مثال عِذْیَوْط: موضع، و حكاه صاحب العین الذُّهْیُوط، قال ابن سیدة: و الصحیح ما تقدم.

ذوط؛ ج7، ص: 301

: ذاطَه یذوطُه ذَوْطاً إِذا خَنَقه حتی یَدْلَعَ لِسانُه؛ عن كراع. و الذَّوَطُ: أَن یطولَ الحَنكُ الأَعْلی و یقْصُرَ الأَسْفلُ. و الذَّوَطُ: صِغر الذَّقَنِ، و قیل قِصَرُها. و الذَّوَطُ: سُقاطُ الناسِ. و الذَّوْطةُ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 302
و جمعها أَذْواطٌ. عنكبوت تكون بتهامة لها قوائم، و ذنبها مثل الحبة من العنب الأَسود، صفراء الظهر صغیرة الرأْس تَكَعُ بذَنَبِها فتُجْهِدُ من تَكَعُه حتی یَذُوطَ، و ذَوْطُه أَن یَخْدَرَ مرّات، و من كلامهم: یا ذَوْطةُ ذُوطِیه. و الأَذْوَطُ: الناقِصُ الذَّقَنِ من الناس و غیرهم، و امرأَة ذَوْطاء، و قد ذوِطَ ذَوَطاً. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: لو منعونی جَدْیاً أَذْوَطَ لقاتلتهم علیه، هو من ذلك.

ذیط؛ ج7، ص: 302

: أَبو زید: ذاط فی مشیه یَذِیطُ ذیَطاناً إِذا حرَّك مَنْكِبَیْه فی مشیه مع كثرة لحم.

فصل الراء؛ ج7، ص: 302

ربط؛ ج7، ص: 302

: رَبَطَ الشی‌ءَ یَرْبِطُه و یَرْبُطُه رَبْطاً، فهو مَرْبُوطٌ و رَبِیطٌ: شدَّه. و الرِّباطُ: ما رُبِطَ به، و الجمع رُبُطٌ، و ربَط الدابةَ یربِطُها و یربُطُها رَبْطاً و ارْتَبَطَها. و فلان یرتَبِطُ كذا رأْساً من الدوابّ، و دابَّةٌ رَبِیطٌ: مَربوطة. و المِرْبَطُ و المِرْبَطةُ: ما ربَطها به. و المَرْبِطُ و المَرْبَطُ: موضع رَبْطها، و هو من الظروف المخصوصة، و لا یَجْرِی مَجْری مَنْزِلةَ الولد و مَناطَ الثُّرَیّا، لا تقول هو منی مَرْبَطَ الفرس، قال ابن بری: فمن قال فی المستقبل أَرْبِطُ، بالكسر، قال فی اسم المكان المَرْبِطُ، بالكسر، و من قال أَربُط، بالضم، قال فی اسم المكان مَرْبَطاً، بالفتح. و یقال: لیس له مَرْبِطُ عَنْزٍ. و المِرْبَطةُ من الرَّحْل: نِسْعةٌ لطیفة تشدّ فوق الحَشِیَّةِ. و الرَّبِیطُ: ما ارْتُبِط من الدوابّ. و یقال: نِعم الرَّبِیطُ هذا لما یُرْتَبَطُ من الخیل. و یقال: لفلان رِباطٌ من الخیل كما تقول تِلادٌ، و هو أَصلُ خیلِه. و قد خَلَّف فلان بالثَّغْر خیلًا رابِطةً، و ببلد كذا رابِطةٌ من الخیل. و رِباطُ الخیلِ: مُرابَطَتُها. و الرِّباطُ من الخیل: الخمسةُ فما فوقها؛ قال بُشَیر بن أَبی حمام العَبْسِیّ: و إِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ أَبَیْنَ، فما یُفْلِحْن دُونَ رِهانِ «3» و الرِّباطُ و المُرابَطةُ: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، و أَصله أَن یَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَریقین خیلَه، ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، و ربما سمیت الخیلُ أَنفُسها رِباطاً. و الرِّباطُ: المُواظَبةُ علی الأَمر. قال الفارسی: هو ثانٍ من لزومِ الثغر، و لزومُ الثغْر ثانٍ من رِباط الخیل. و قوله عزَّ و جلَّ: وَ صٰابِرُوا وَ رٰابِطُوا؛ قیل: معناه حافِظُوا، و قیل: واظِبُوا علی مَواقِیت الصلاة. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة: أَن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، قال: أَ لا أَدُلُّكم علی ما یَمْحو اللّهُ به الخَطایا و یَرْفَعُ به الدرجاتِ؟ قالوا: بلی یا رسول اللّه، قال: إِسْباغُ الوُضوءِ علی المَكارِه، و كثرةُ الخُطی إِلی المساجِد، و انْتِظارُ الصلاةِ بعد الصلاة، فذلِكم الرِّباطُ؛ الرِّباطُ فی الأَصل: الإِقامةُ علی جِهادِ العدوِّ بالحرب، و ارتِباطُ الخیل و إِعْدادُها، فشبَّه ما ذكر من الأَفعال الصالحة به. قال القتیبیّ: أَصل المُرابَطةِ أَن یَرْبطَ الفَرِیقانِ خیولهما فی ثَغْرٍ كلٌّ منهما مُعِدّ لصاحبه، فسمی المُقامُ فی الثُّغور رِباطاً؛ و منه قوله: فذلكم الرِّباطُ أَی أَنَّ المُواظبةَ علی الطهارة و الصلاة كالجهاد فی سبیل اللّه، فیكون الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَی لازمت، و قیل: هو هاهنا اسم لما یُرْبَطُ به الشی‌ء أَی یُشَدُّ، یعنی أَنَّ
(3). قوله [دون رهان] فی الصحاح: یوم رهان.
لسان العرب، ج‌7، ص: 303
هذه الخِلال تَرْبِطُ صاحبها عن المعاصی و تكفُّه عن المحارم. و‌فی الحدیث: أَنَّ رَبِیطَ بنی إِسرائیل قال: زَیْنُ الحَكیِم الصمْتُ‌أَی زاهِدهم و حكِیمهم الذی یَرْبُطُ نفسه عن الدنیا أَی یَشُدُّها و یمنَعُها. و‌فی حدیث عدیّ: قال الشعبی و كان لنا جاراً و رَبیطاً بالنهْرَیْنِ؛ و منه‌حدیث ابن الأَكواع: فَرَبَطْتُ علیه أَسْتَبْقِی نفْسِی‌أَی تأَخرت عنه كأَنه حبَس نفْسَه و شدّها. قال الأَزهری: أَراد النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، بقوله فذلكم الرِّباطُ، قوله عزّ و جل: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا وَ رٰابِطُوا؛ و‌جاءَ فی تفسیره: اصْبِرُوا علی دِینكم وَ صٰابِرُوا عدوَّكم وَ رٰابِطُوا أَی أَقیموا علی جهاده بالحرب.قال الأَزهری: و أَصل الرِّبَاط من مَرَابِطِ الخیل و هو ارْتِباطُها بِإِزاء العدوّ فی بعض الثغورِ، و العرب تسمی الخیل إِذا رُبِطَتْ بالأَفنیة و عُلِفَتْ: رُبُطاً، واحدها رَبِیطٌ، و یجمع الرُّبُطُ رِباطاً، و هو جمع الجمع، قال اللّه تعالی: وَ مِنْ رِبٰاطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّٰهِ وَ عَدُوَّكُمْ؛ قال الفرّاء فی قوله وَ مِنْ رِبٰاطِ الْخَیْلِ، قال: یرید الإِناث من الخیل، و قال: الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ و ملازَمةُ الثغر، و الرجلُ مُرابِطٌ. و المُرابِطاتُ: جماعات الخیول التی رابَطَت. و یقال: ترَابَط الماءُ فی مكان كذا و كذا إِذا لم یبرحْه و لم یخرج منه فهو ماءٌ مُترابِطٌ أَی دائمٌ لا یَنْزَحُ؛ قال الشاعر یصف سحاباً: تَرَی الماء منه مُلْتقٍ مُتَرَابِطٌ و مُنْحَدِرٌ، ضاقَتْ به الأَرضُ، سائحُ و الرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الجسم رُبِطَ به. و رجل رَابِطُ الجَأْشِ و رَبِیطُ الجأْشِ أَی شدید القلب كأَنه یرْبُط نفْسَه عن الفِرار یكُفُّها بجُرْأَته و شَجاعته. و رَبَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه و وَثُقَ و حَزُمَ فلم یَفِرّ عند الرَّوْعِ؛ و قال العجاج یصف ثوراً وحْشیّاً: فباتَ و هو ثابتُ الرِّباطِ أَی ثابِتُ النفْسِ. و ربَطَ اللّهُ علی قلبِه بالصبرِ أَی أَلهَمه الصبْرَ و شدَّه و قَوّاه. و نَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أَریضٌ، و حكی ابن الأَعْرابی عن بعض العرب أَنه قال: اللهم اغْفِر لی و الجِلْدُ بارِدٌ و النفْسُ رَابِطٌ و الصُّحُفُ منتَشِرة و التوْبةُ مقبولةٌ، یعنی فی صحَّته قبل الحِمام، و ذكَّر النفْسَ حَملًا علی الرُّوحِ، و إِن شئت علی النسب. و الرَّبِیطُ: التمر الیابسُ یوضع فی الجِرابِ ثم یُصَبُّ علیه الماء. و الرَّبیطُ: البُسْرُ المَوْدونُ. و ارتَبَطَ فی الحَبْل: نَشِبَ؛ عن اللحیانی. و الرَّبِیطُ: الذاهب؛ عن الزجّاجی، فكأَنه ضدّ، و قیل: الرَّبِیطُ الرّاهِبُ. و الرِّباطُ: ما تُشَدُّ به القِرْبةُ و الدابةُ و غیرهما، و الجمع رُبُطٌ؛ قال الأَخطل: مِثل الدَّعامِیصِ فی الأَرْحامِ عائرة، سُدَّ الخَصاصُ علیها، فهْو مَسْدُودُ تموتُ طَوْراً، و تَحْیا فی أَسِرَّتِها، كما تُقَلَّبُ فی الرُّبْطِ المَراوِیدُ و الأَصل فی رُبْطٍ: رُبُطٌ ككتاب و كُتب، و الإِسكان جائز علی جهة التخفیف. و قطَع الظبْیُ رِباطَه أَی حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً. و یقال: جاء فلان و قد قرَض رِباطَه. و الرِّباطُ: واحد الرِّباطاتِ المبْنِیّةِ. و الرَّبِیطُ: لقَبُ الغَوْثِ بن مُرَّة «4».
(4). قوله [ابن مرة] فی القاموس: ابن مر، بدون هاء تأْنیث، قال شارحه: و وقع فی الصحاح مرة، و هو وهم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 304‌

رثط؛ ج7، ص: 304

: أَهمله اللیث. و فی النوادر: أَرْثَطَ الرجلُ فی قُعودِه و رَثَطَ و تَرَثَّطَ و رَطَمَ و رَضَمَ و أَرْطَم كله بمعنی واحد.

رسط؛ ج7، ص: 304

: الأَزهری: أَهملها ابن المظفر، قال: و أَهل الشام یسمون الخَمْرَ الرَّساطُونَ، و سائرُ العرب لا یعرفونه، قال: و أُراها رومیة دخلت فی كلام مَنْ جاوَرَهم من أَهل الشام، و منهم من یقلب السین شیناً فیقول رَشاطون.

رطط؛ ج7، ص: 304

: الرَّطِیطُ: الحُمْقُ. و الرَّطِیطُ أَیضاً: الأَحْمَقُ، فهو علی هذا اسم و صفة. و رجل رَطِیطٌ و رَطِی‌ءٌ أَی أَحمقُ. و أَرَطَّ القومُ: حَمُقُوا. و قالوا: أَرِطِّی فإِنَّ خَیْرَكِ بالرَّطِیطِ؛ یُضْرب للأَحمق الذی لا یرزق إِلا بالحُمْقِ، فإِن ذهَبَ یَتعاقَلُ حُرِمَ. و قومٌ رَطائطُ: حَمْقَی؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مَهْلًا، بَنی رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ، و إِیّاكُمْ و الهُلْبَ مِنِّی عَضارِطا أَرِطُّوا، فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ، عسَی أَن تَفُوزُوا أَن تكُونوا رَطائطا و لم یُذْكر للرّطائط واحد؛ یقول: اضْطَرَبَ أَمرُكم من جهة الجِدِّ و العقل فاحْمُقوا لعلكم تَفُوزون بجهلكم و حُمْقِكم؛ قال ابن سیدة: و قوله … أَقْلَقْتُم حَلَقاتِكم یقول أَفْسَدْتم علیكم أَمرَكم من قول الأَعشی: لقد قَلَّقَ الحَلْقَ إِلا انْتِظارا و قال ابن الأَعرابی: تقول للرجل رُطْ رُطْ إِذا أَمرته أَن یتَحامَقَ مع الحَمْقَی لیكون له فیهم جَدٌّ. و یقال: اسْتَرْطَطْتُ الرجلَ و اسْتَرْطَأْتُهُ إِذا اسْتَحْمَقْتَه. و الرَّطْراطُ: الماء الذی أَسْأَرَتْه الإِبلُ فی الحِیاضِ نحو الرِّجْرِجِ. و الرَّطِیطُ: الجَلَبةُ و الصِّیاحُ، و قد أَرَطُّوا أَی جَلَّبُوا.

رغط؛ ج7، ص: 304

: رُغاطٌ: موضع.

رقط؛ ج7، ص: 304

: الرُّقْطةُ: سواد یشوبُه نُقَطُ بَیاضٍ أَو بیاضٌ یشوبُه نُقَطُ سوادٍ، و قد ارْقَطَّ ارْقِطاطاً و ارْقاطَّ ارْقِیطاطاً، و هو أَرْقَطُ، و الأُنثی رَقْطاء. و الأَرْقَطُ من الغنم: مثل الأَبْغَثِ. و یقال: تَرَقَّطَ ثوبه تَرَقُّطاً إِذا تَرَشَّشَ علیه مِداد أَو غیره فصار فیه نُقط. و دجاجة رَقْطاء إِذا كان فیها لُمَعٌ بِیضٌ و سُود. و السُّلَیْسِلَة «1» الرَّقْطاء: دُوَیْبَّة تكون فی الجَبابِینِ و هی أَخْبَثُ العِظاء، إِذا دَبَّتْ علی طعام سَمَّتْهُ. و ارْقاطَّ عُود العَرْفَجِ ارْقِیطاطاً إِذا خرج ورقه و رأَیتَ فی متفرّق عیدانه و كُعُوبِه مثل الأَظافیر، و قیل: هو بعد التَّثْقِیبِ و القَمَلِ و قَبْلَ الإِدْباء و الإِخْواصِ. و الأَرْقَطُ: النَّمِرُ للونه، صفة غالبة غلَبةَ الاسم. و الرّقْطاء: من أَسماء الفتنة لتلوُّنها. و‌فی حدیث حذیفة: لیَكُونَنّ فیكم أَیّتُها الأُمّةُ أَربع فِتَنٍ: الرّقْطاء و المُظْلِمةُ و فلانة و فلانة، یعنی فتنة شَبَّهها بالحیّة الرقْطاء، و هو لون فیه سواد و بیاض، و المظلمة التی تعمُّ و الرقْطاء التی لا تعمّ. و‌فی حدیث أَبی بكْرة و شهادَتِه علی المغیرة: لو شئتُ أَن أَعُدَّ رقَطاً كان علی فَخِذَیْها‌أَی فَخِذَیِ المرأَةِ التی رُمِیَ بها. و‌فی
(1). قوله [و السلیسلة] كذا بالأصل مضبوطاً، و فی شرح القاموس: السلیلة بسین واحدة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 305
حدیث صفة الحَزْوَرَةِ: أَغْفَرَ بَطْحاؤُها و ارْقاطَّ عَوْسَجُها؛ ارْقاطّ من الرُّقطة البیاض و السواد. یقال: ارْقَطَّ و ارْقاطَّ مثل احْمَرَّ و احْمارّ. قال القتیبی: أَحسبه ارْقاطَّ عَرْفَجُها. یقال إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ عُوده: قد ثقَّبَ عودُه، فإِذا اسْوَدَّ شیئاً قیل: قد قَمِلَ، فإِذا زاد قیل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قیل: قد أَدْبَی. و الرَّقْطاءُ الهِلالِیّةُ: التی كانت فیها قِصّة المغیرة لتلوُّن كان فی جلدها. و حُمَیْد بن ثَوْرٍ الأَرْقَط: أَحد رُجّازِهم و شُعرائهم، سمی بذلك لآثار كانت فی وجهه. و الأُرَیْقِطُ: دلیلُ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و اللّه أَعلم.

رمط؛ ج7، ص: 305

: رَمَطَ الرجلَ یَرْمِطُه رَمْطاً: عابَه و طَعن علیه. و الرَّمْطُ: مَجْمَعُ العُرْفُطِ و نحوه من الشجر، و قیل: هو من شجر العِضاه كالغیْضةِ؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف، سمعت العرب تقول للحَرْجةِ الملْتفَّة من السِّدْر غَیْضُ سِدْر و رَهْطُ سدر و رَهْطٌ من عُشَرٍ بالهاء لا غیر، قال: و من رواه بالمیم فقد صحّف.

رهط؛ ج7، ص: 305

: رَهْطُ الرجلِ: قومُه و قبیلته. یقال: هم رَهْطه دِنْیة. و الرَّهْطُ: عدد یجمع من ثلاثة إِلی عشرة، و بعض یقول من سبعة إِلی عشرة، و ما دون السبعة إِلی الثلاثة نَفَرٌ، و قیل: الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا یكون فیهم امرأَة. قال اللّه تعالی: وَ كٰانَ فِی الْمَدِینَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ، فجمع و لا واحد له من لفظه مثل ذَوْدٍ، و لذلك إذا نُسِبَ إِلیه نسب علی لفظه فقیل: رَهْطِیّ، و جمع الرَّهْط أَرْهُطٌ و أَرْهاطٌ و أَراهِطُ. قال ابن سیدة: و السابقُ إِلیَّ من أَوّل وهلة أَن أَراهِطَ جمع أُرْهُطٍ لضِیقه عن أَن یكون جمع رَهْطٍ، و لكن سیبویه جعله جمع رَهْطٍ، قال: و هی أَحد الحروف التی جاء بِناء جمعها علی غیر ما یكون فی مثله، و لم تكسر هی علی بنائها فی الواحد، قال: و إِنما حَمَل سیبویه علی ذلك علمه بعزة جمع الجمع لأَن الجموع إِنما هی للآحاد، و أَما جمْعُ الجمع ففَرْعٌ داخِل علی فرع، و لذلك حمل الفارسیّ قوله تعالی: فرُهُنٌ مقبوضة، فیمن قرأَ به، علی باب سَحْلٍ و سُحُلٍ و إِن قَلَّ، و لم یحمله علی أَنه جمع رهان الذی هو تكسیر رَهْنٍ لعزّة هذا فی كلامهم. و قال اللیث: یجمع الرَّهْطُ من الرِّجالِ أَرْهُطاً، و العددُ أَرْهِطةٌ ثم أَراهِط؛ قال الشاعر: یا بُؤْس لِلْحَرْبِ التی وَضَعَت أَراهِطَ، فاسْترَاحوا و شاهد الأَرْهُطِ قول رؤبة: هُوَ الدَّلِیلُ نَفَراً فی أَرْهُطه و قال آخر: و فاضِحٍ مُفْتَضِحٍ فی أَرْهُطِهْ و قد یكون الرَّهْطُ من العشرة، اللیث: تخفیف الرهط أَحسن من تثقیله. و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَنه قال: المَعْشَرُ و الرهط و النَّفَرُ و القوم، هؤُلاء معناهم الجَمع و لا واحد لهم من لفظهم، و هو للرجال دون النساء؛ قال: و العَشیرةُ أَیضاً الرِّجالُ، و قال ابن السكیت: العِتْرةُ هو الرَّهْطُ. قال أَبو منصور: و إِذا قیل بنو فلان رَهْط فلان فهو ذو قَرابَتِه الأَدْنَوْنَ، و الفَصِیلةُ أَقرب من ذلك. و یقال: نحن ذَوُو ارْتِهاطٍ أَی ذَوُو رَهْطٍ من أَصحابنا؛ و‌فی حدیث ابن عمر: فأَیْقَظَنا و نحنُ ارْتِهاطٌ‌أَی فِرَقٌ مُرْتَهِطُون، و هو مصدر أَقامَه مُقامَ الفِعل كقول الخنساء: فإِنما هِیَ إِقْبالٌ و إِدْبار
لسان العرب، ج‌7، ص: 306
أَی مُقْبِلةٌ و مُدْبِرةٌ أَو علی معنی ذَوِی ارْتِهاطٍ، و أَصل الكلمة من الرَّهْطِ، و هم عَشِیرة الرجل و أَهلُه، و قیل: الرهطُ من الرجال ما دون العشرة، و قیل: إِلی الأَربعین و لا یكون فیهم امرأَة. و الرَّهْطُ: جلْد، قَدْرُ ما بین الرُّكبة و السُّرّة، تَلْبَسه الحائضُ، و كانوا فی الجاهلیة یطوفون عُراة و النساء فی أَرْهاط. قال ابن سیدة: و الرَّهْطُ جلد طائفیّ یُشَقَّقُ تَلْبَسهُ الصبیان و النساء الحُیَّضُ؛ قال أَبو المُثَلَّم الهُذَلی: مَتی ما أَشَأْ غَیْرَ زَهْوِ المُلُوكِ، أَجعَلْكَ رَهْطاً علی حُیَّضِ ابن الأَعرابی: الرَّهْطُ جِلد یُقَدُّ سُیوراً عِرَضُ السیر أَربع أَصابِعَ أَو شبر تلبسه الجاریة الصغیرة قبل أَن تُدرك، و تلبَسه أَیضاً و هی حائض، قال: و هی نَجْدِیة، و الجمع رِهاطٌ؛ قال الهذلی: بِضَرْبٍ فی الجَماجِمِ ذی فُرُوغ، و طَعْنٍ مِثْلِ تَعْطِیطِ الرِّهاطِ و قیل: الرِّهاطُ واحد و هو أَدِیم یُقْطع كقَدْرِ ما بین الحُجْزةِ إِلی الرُّكْبةِ ثم یُشَقَّقُ كأَمْثالِ الشُّرُكِ تلبَسُه الجاریة بنتُ السبْعة، و الجمع أَرْهِطةٌ. و یقال: هو ثوب تلبسه غِلْمان الأَعْراب أَطْباقٌ بعضُها فوق بَعْضٍ أَمْثالُ المَراوِیحِ؛ و أَنشد بیت الهذلی: مثلِ تَعْطِیطِ الرِّهاطِ و قال ابن الأَعرابی: الرَّهْط مِئْزَرُ الحائض یجعلُ جُلوداً مشقَّقة إِلا موضع الفَلْهَم. و قال أَبو طالب النحوی: الرَّهْطُ یكون من جُلود و من صوف، و الحَوْفُ لا یكون إِلا من جُلود. و التَّرْهیطُ: عِظَمُ اللَّقْم و شِدَّةُ الأَكل و الدَّهْورةِ؛ و أَنشد: یا أَیُّها الآكِلُ ذُو التَّرْهِیطِ و الرُّهَطةُ و الرُّهَطاء و الرّاهِطاء، كلُّه: من جِحَرَةِ الیَرْبُوعِ و هی أَول حَفِیرة یَحْتَفِرُها، زاد الأَزهریُّ: بین القاصِعاء و النّافِقاء یَخْبأُ فیه أَولاده. أَبو الهیثم: الرّاهِطاء التراب الذی یجعله الیربوع علی فَمِ القاصعاء و ما وراء ذلك، و إِنما یُغَطِّی جُحْرَه حتی لا یبقی إِلا علی قَدْرِ ما یدخل الضَّوْء منه، قال: و أَصله من الرَّهْط و هو جلد یُقطع سُیوراً یصیر بعضها فوق بعض ثم یلبس للحائض تَتَوَقَّی و تَأْتَزِرُ به. قال: و فی الرَّهْط فُرَجٌ، كذلك فی القاصعاء مع الرّاهطاء فُرجة یصل بها إِلیه الضوء. قال: و الرَّهْطُ أَیضاً عِظَمُ اللَّقْمِ، سمیت راهِطاء لأَنها فی داخل فَمِ الجُحْر كما أَن اللُّقْمةَ فی داخل الفم. الجوهری: و الراهِطاء مثل الدّامَّاء، و هی أَحد جِحَرةِ الیَربوع التی یُخرج منها الترابَ و یجمعه، و كذلك الرُّهَطةُ مثال الهُمَزةِ. و الرَّهْطَی: طائر یأْكل التِّینَ عند خُروجه من ورقه صغیراً و یأْكل زَمَعَ عَناقِیدِ العنب و یكون ببعض سَرواتِ الطائِف، و هو الذی یسمی عَیْرَ السَّراةِ، و الجمع رَهاطَی. و رَهْطٌ: موضعٌ؛ قال أَبو قِلابةَ الهذلی: یا دارُ أَعْرِفُها وحْشاً مَنازِلُها، بَیْنَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِ و رُهاطٌ: موضع بالحجاز و هو علی ثلاث لَیالٍ من مكة؛ قال أَبو ذؤَیب: هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاطَ، و اعْتَصَبْنَ كما یَسْقی الجُذُوعَ، خِلالَ الدارِ، نَضّاحُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 307
و مَرْجُ راهِطٍ: موضع بالشام كانت به وَقْعةٌ. التهذیب: و رُهاط موضع فی بلاد هذیل. و ذُو مَراهِطَ: اسم موضع آخر؛ قال الراجز یصف إِبلًا: كم خَلَّفَتْ بلَیْلِها من حائِطِ، و دَغْدَغَتْ أَخْفافُها من غائطِ، مُنْذُ قَطَعْنا بَطْنَ ذی مَراهطِ، یَقُودُها كلُّ سَنامٍ عائطِ، لم یَدْمَ دَفّاها من الضَّواغِطِ قال: و وادی رُهاطٍ فی بلاد هذیل. الأَزهری فی ترجمة رمط قال: الرَّمْطُ مُجْتَمَعُ العُرْفُطِ و نحوه من الشجر كالغَیْضةِ، قال: و هذا تصحیف، سمعت العرب تقول للحَرْجةِ المُلْتَفَّةِ من السِّدْر غَیْضُ سِدْر و رَهْطُ سِدْر. و قال ابن الأَعرابی: یقال فَرْشٌ من عُرْفُطٍ، و أَیْكَةٌ من أَثْلٍ، و رَهْطٌ من عُشَرٍ، و جَفْجَفٌ من رِمْثٍ، قال: و هو بالهاء لا غیر، و من رواه بالمیم فقد صحّف.

روط؛ ج7، ص: 307

: راطَ الوحْشیُّ بالأَكَمةِ أَو الشجرة رَوْطاً: كأَنه یَلُوذُ بها.

ریط؛ ج7، ص: 307

: الرَّیْطةُ: المُلاءَةُ إِذا كانت قِطْعةً واحدة و لم تكن لِفْقَیْنِ، و قیل: الرَّیْطةُ كل مُلاءَة غیر ذات لِفْقَینِ كلُّها نَسْجٌ واحد، و قیل: هو كلُّ ثوبٍ لَیِّنٍ دقیقٍ، و الجمع رَیْطٌ و رِیاطٌ؛ قال: لا مَهْلَ حتی تَلْحَقِی بعَنْسِ، أَهْلِ الرِّیاطِ البِیضِ و القَلَنْسِی عَنْسُ: قَبیلة. قال الأَزهری: لا تكون الرَّیْطةُ إِلا بَیْضاء. و الرّائطةُ: كالرَّیْطةِ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: أُتِیَ برائطةٍ یتَمَنْدَلُ بها بعد الطَّعامِ فطَرَحَها؛ قال سفیان: یعنی بِمِنْدِیلٍ، قال: و أَصحاب العربیة یقولون رَیْطة. و‌فی حدیث حذیفة: ابْتاعُوا لی رَیْطَتَیْنِ نَقِیَّتَیْنِ، و‌فی روایة: أَنه أُتِیَ بكَفَنِه رَیْطَتَیْنِ، فقال: الحَیُّ أَحْوجُ إِلی الجدید من المیت.و‌فی حدیث أَبی سعید فی ذكر الموت: و مع كل واحد منهم رَیْطةٌ مِن رِیاطِ الجنةِ.و رائطةُ: اسم امرأَة. و قال فی التهذیب: و رَیْطةُ اسم للمرأَة، قال: و لا یقال رائطةُ. و رَیْطات: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدی: تَحُلُّ بأَطْرافِ الوجافِ، و دارُها حَویلٌ فَرَیْطاتٌ فَزَعْمٌ فأَخْرَبُ «1» و راطَ الوحْشِیُّ بالأَكمةِ یَرِیطُ: لاذ، و یَرُوطُ أَعْلی، و هی حكایة ابن درید فی الجمهرة، و الأَوُلی حكاها الفارسیّ عن أَبی زید.

فصل الزای؛ ج7، ص: 307

زبط؛ ج7، ص: 307

: حكی ابن برِّیٍّ عن ابن خالویه: الزَّباطةُ البَطّةُ. و قال الفراء: الزَّبِیطُ صِیاحُ البطّةِ. غیره: الزَّبْطُ صیاح البطة. و زَبَطَتِ البَطَّةُ زَبْطاً: صوَّتَتْ.

زحلط؛ ج7، ص: 307

: الزُّحْلوطُ: الخَسِیسُ.

زخرط؛ ج7، ص: 307

: الزِّخْرِطُ، بالكسر: مُخاطُ الإِبل و الشاء و النعجة و لُعابُها، و جمَل زُخْروطٌ: مُسِنٌّ هَرِمٌ. و قال ابن بری: الزُّخْرُوطُ الجمَلُ الهَرِمُ.

زرط؛ ج7، ص: 307

: التهذیب: یقال سَرَطَ اللُّقْمةَ و زَرَطَها و زَرَدَها، و هو الزَّرّاطُ و السرّاطُ، و روی عن أَبی
(1). قوله [تحل إلخ] كذا بالأصل و مثله شرح القاموس، و فی معجم یاقوت: وحاف بالكسر و حاء مهملة و زعم براء مفتوحة فمهملة ساكنة موضعان.لسان العرب، ج‌7، ص: 308‌عمرو أَنه قرأَ الزِّراطَ، بالزای، خالصة. و روی الكسائی عن حمزة: الزِّراط، بالزای، و سائرُ الرُّواة روَوْا عن أَبی عمرو الصِّرٰاطَ. و قال ابن مجاهد: قرأَ ابن كثیر بالصاد و اختلف عنه، و قرأَ بالصاد نافع و أَبو عمرو و ابن عامر و عاصم و الكسائی، و قیل: قرأَ یعقوب الحَضْرمی السراط بالسین.

زطط؛ ج7، ص: 308

: الزُّطُّ: جیل أَسْوَدُ من السِّنْدِ إِلیهم تُنسب الثیاب الزُّطِّیَّةُ، و قیل: الزُّطُّ إِعْرابُ جَت بالهندیة، و هم جِیل من أَهل الهند. ابن الأَعرابی: الزُّطُطُ و الثُّطُطُ الكَواسِجُ، و قیل: الأَزَطُّ المُسْتَوِی الوجهِ، و الأَذَطُّ المُعْوَجُّ الفَكِّ. و‌فی بعض الأَخبار: فَحَلَق رأْسَه زُطِّیّة، قیل: هو مثل الصَّلِیب كأَنه فِعْل الزُّطّ، و هم جنس من السُّودان و الهُنود، و الواحد زُطِّیّ مثل الزِّنْجِ و الزِّنْجِیّ و الرومِ و الرُّومِیّ؛ شاهده: فَجئْنا بِحَیَّیْ وائلٍ و بِلَفِّها، و جاءتْ تَمِیمٌ: زُطُّها و الأَساوِرُ و قال عوهم بن عبد اللّه: و یغنی الزُّطّ عَبْد القَیْسِ عَنّا، و تَكْفِینا الأَساوِرةُ المُزُونا و قال أَبو النجم، و كان خالد بن عبد اللّه أَعطاه جارِیةً من سَبْی الهِنْد فقال فیها أُرْجوزةً أَوّلُها: عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ بَناتِ الزُّطِّ و قیل الزُّطُّ السَّبابِجةُ قوم من السِّنْدِ بالبصرة.

زعط؛ ج7، ص: 308

: زَعَطَه زَعْطاً: خَنَقَه. و موتٌ زاعِطٌ: ذابِحٌ كذاعِطٍ. و زَعَطَ الحِمارُ: ضَرطَ، قال: و لیس بثبت.

زلط؛ ج7، ص: 308

: الزَّلْطُ: المَشیُ السَّرِیعُ فی بعض اللغات، قال ابن درید: و لیس بثبت.

زلقط؛ ج7، ص: 308

: الزُّلُنْقُطةُ: القصیرة.

زنط؛ ج7، ص: 308

: الزِّناطُ: الزِّحامُ. و قد تَزانَطُوا إِذا تَزاحَمُوا.

زهط؛ ج7، ص: 308

: الزَّهْوَطةُ: عِظَمُ اللَّقْمِ؛ عن كراع. و فی التهذیب [ز ه ط] مهملة إِلا الزِّهْیَوْطَ، و هو موضع.

زوط؛ ج7، ص: 308

: زاوُطُ: موضع. أَبو عمرو: یقال أَزْوَطُوا و غَوَّطُوا و دَبَّلُوا إِذا عَظَّمُوا اللُّقَمَ و ازْدَرَدُوا، و قیل: زَوَّطُوا.

زیط؛ ج7، ص: 308

: زاطَ یَزِیطُ زَیْطاً و زِیاطاً: نازَعَ، و هی المُنَازَعةُ و اخْتِلافُ الأَصوات؛ قال الهذلی: كأَنَّ وَغَی الخَمُوشِ بِجانِبَیْها وَغَی رَكْبٍ، أُمَیْمَ، ذَوی زِیاطِ «2» هكذا أَنشده ثعلب و قال: الزِّیاطُ الصِّیاحُ. و رجل زَیّاطٌ: صَیّاحٌ، و روی: … ذَوِی هِیاطِ. و الزِّیاطُ: الجُلْجُلُ، و أَنشد بیت الهذلی أَیضاً.

فصل السین المهملة؛ ج7، ص: 308

سبط؛ ج7، ص: 308

: السَّبْطُ و السَّبَطُ و السَّبِطُ: نقیض الجَعْد، و الجمع سِباطٌ؛ قال سیبویه: هو الأَكثر فیما كان علی فَعْلٍ صِفةً، و قد سَبُطَ سُبُوطاً و سُبُوطةً و سَباطةً و سَبْطاً؛ الأَخیرة عن سیبویه. و السَّبْطُ: الشعر الذی لا جُعُودة فیه. و شعر سَبْطٌ و سَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غیر جَعْدٍ. و رجل سبْطُ الشعر و سَبِطُه
(2). قوله [بجانبیها إلخ] فی شرح القاموس: بجانبیه أَی الماء، و أُولی زیاط بدل ذوی زیاط.
لسان العرب، ج‌7، ص: 309
و قد سَبِطَ شعرُه، بالكسر، یَسْبَطُ سَبَطاً. و‌فی الحدیث فی صفة شعره: لیس بالسَّبْطِ و لا بالجَعْدِ القَطِطِ؛ السَّبْطُ من الشعر: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، و القَطِطُ: الشدِیدُ الجُعُودةِ، أَی كان شعره وسَطاً بینهما. و رجل سَبِطُ الجسمِ و سَبْطُه: طَویلُ الأَلواحِ مُسْتَوِیها بَیّنُ السَّباطةِ، مثل فَخِذٍ و فَخْذ، من قوم سِباطٍ إِذا كان حَسَنَ القَدِّ و الاستواء؛ قال الشاعر: فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما عِمامَتُه، بَیْنَ الرِّجالِ، لِواء و رجل سَبْطٌ بالمَعْروف: سَهْلٌ، و قد سَبُطَ سَباطةً و سَبِطَ سَبَطاً، و لغة أَهل الحجاز: رجل سَبِطُ الشعرِ و امرأَة سَبِطةٌ. و رجل سَبْطُ الیَدَیْن بَیّنُ السُّبُوطة: سَخِیٌّ سَمْحُ الكفین؛ قال حسان: رُبَّ خالٍ لِی، لَوْ أَبْصَرْتَهُ، سَبِطِ الكَفَّیْنِ فی الیَوْم الخَصِرْ شمر: مطَر سَبْطٌ و سَبِطٌ أَی مُتدارِكٌ سَحٌّ، و سَباطَتُه سَعَتُه و كثرته؛ قال القطامِیُّ: صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّیُولِ به من باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ یَبِلِ «1» أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثیر. و رجل سَبِطٌ بیِّن السَّباطةِ: طویل؛ قال: أَرْسَلَ فیها سَبِطاً لم یَخْطَلِ أَی هو فی خِلْقته التی خلقه اللّه تعالی فیها لم یزد طولًا. و امرأَة سَبْطةُ الخلقِ و سَبِطةٌ: رَخْصةٌ لیِّنَةٌ. و یقال للرجل الطویلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع. و‌فی صفته، صلّی اللّه علیه و سلّم: سَبْط القَصَبِ؛ السبْطُ و السِبطُ، بسكون الباء و كسرها: الممتدُّ الذی لیس فیه تَعَقُّدٌ و لا نُتوء، و القَصَبُ یرید بها ساعِدَیه و ساقَیْه. و‌فی حدیث المُلاعَنةِ: إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها‌أَی ممتدّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ. و السُّباطةُ: ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ، و السُّباطةُ: الكُناسةُ. و‌فی الحدیث: أَن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَتی سُباطةَ قومٍ فبالَ فیها قائماً ثم توضأَ و مسَح علی خُفَّیْه؛ السُّباطةُ و الكُناسةُ: الموضع الذی یُرْمی فیه الترابُ و الأَوْساخُ و ما یُكْنَسُ من المنازل، و قیل: هی الكُناسةُ نفسها و إِضافَتُها إِلی القوم إِضافةُ تَخْصِیصٍ لا مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة، و أَما قوله قائماً فقیل: لأَنه لم یجد موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا یكون موضعُها مُسْتویاً، و قیل: لمرض منعه عن القعود، و قد جاء‌فی بعض الروایات: لِعِلَّةٍ بمَأْبِضَیْهِ، و قیل: فعَله للتَّداوِی من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا یتَداوَوْنَ بذلك، و فیه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً فی السُّباطة و لم یؤخِّرْه. و السَّبَطُ، بالتحریك: نَبْتٌ، الواحدة سَبَطةٌ. قال أَبو عبید: السبَطُ النَّصِیُّ ما دام رَطْباً، فإِذا یَبِسَ فهو الحَلِیُّ؛ و منه قول ذی الرمة یصف رملًا: بَیْنَ النهارِ و بین اللیْلِ مِن عَقِدٍ [عَقَدٍ، علی جَوانِبه الأَسْباطُ و الهَدَبُ و قال فیه العجّاج: أَجْرَدُ یَنْفِی عُذَرَ الأَسْباطِ
(1). قوله [أعراف] كذا بالأصل، و الذی فی الأساس و شرح القاموس: أعناق.
لسان العرب، ج‌7، ص: 310
ابن سیدة: السبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِیِّ و هو من نباتِ الرمل. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد السبَطُ من الشجر و هو سَلِبٌ طُوالٌ فی السماء دُقاقُ العِیدان تأْكله الإِبل و الغنم، و لیس له زهرة و لا شَوك، و له ورق دِقاق علی قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قال: و أَخبرنی أَعرابی من عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ، و له حبّ كحبّ البِزْرِ لا یخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، و الناس یستخرجونه و یأْكلونه خَبْزاً و طَبْخاً. واحدته سبَطةٌ، و جمع السبَطِ أَسْباطٌ. و أَرض مَسْبَطةٌ من السَّبَطِ: كثیرة السبَطِ. اللیث: السبَطُ نبات كالثِّیل إِلا أَنه یطول و ینبت فی الرِّمال، الواحدة سبَطةٌ. قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابی ما معنی السِّبْط فی كلام العرب؟ قال: السِّبْطُ و السّبْطانُ و الأَسْباطُ خاصّة الأَولاد و المُصاصُ منهم، و قیل: السِّبْطُ واحد الأَسْباط و هو وَلد الوَلدِ. ابن سیدة: السِّبْطُ ولد الابن و الابنة. و‌فی الحدیث: الحسَنُ و الحُسَینُ سِبْطا رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم و رضی عنهما، و معناه أَی طائفتانِ و قِطْعتان منه، و قیل: الأَسباط خاصة الأَولاد، و قیل: أَولاد الأَولاد، و قیل: أَولاد البنات، و‌فی الحدیث أَیضاً: الحسینُ سِبْطٌ من الأَسْباط‌أَی أُمَّةٌ من الأُمم فی الخیر، فهو واقع علی الأُمَّة و الأُمَّةُ واقعة علیه. و منه‌حدیث الضِّبابِ: إِنَّ اللّه غَضِبَ علی سِبْطٍ من بنی إِسرائیل فمسخهم دَوابَّ.و السِّبْطُ من الیهود: كالقبیلة من العرب، و هم الذین یرجعون إِلی أَب واحد، سمی سِبْطاً لیُفْرَق بین ولد إِسماعیل و ولد إِسحاق، و جمعه أَسْباط. و قوله عزّ و جلّ: وَ قَطَّعْنٰاهُمُ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ أَسْبٰاطاً؛ أُمماً لیس أَسباطاً بتمییز لأَن الممیز إِنما یكون واحداً لكنه بدل من قوله اثنتی عشرة كأَنه قال: جعلناهم أَسْباطاً. و الأَسْباطُ من بنی إِسرائیل: كالقبائل من العرب. و قال الأَخفش فی قوله اثْنَتَیْ عَشْرَةَ أَسْبٰاطاً، قال: أَنَّث لأَنه أَراد اثنتی عشرة فِرْقةً ثم أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ و لم یجعل العدد واقعاً علی الأَسباط؛ قال أَبو العباس: هذا غلط لا یخرج العدد علی غیر الثانی و لكن الفِرَقُ قبل اثنتی عشرة حتی تكون اثنتی عشرة مؤنثة علی ما فیها كأَنه قال: و قطَّعناهم فِرَقاً اثنتی عشرة فیصح التأْنیث لما تقدم. و قال قطرب: واحد الأَسباط سِبْطٌ. یقال: هذا سِبْط، و هذه سبط، و هؤلاء سِبْط جمع، و هی الفِرْقة. و قال الفراء: لو قال اثْنَیْ عشَر سِبْطاً لتذكیر السبط كان جائزاً، و قال ابن السكیت: السبط ذَكَرٌ و لكن النیة، و اللّه أَعلم، ذهبت إِلی الأُمم. و قال الزجاج: المعنی وَ قَطَّعْنٰاهُمُ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ فِرْقة أَسْبٰاطاً، ف أَسْبٰاطاً من نعت فرقة كأَنه قال: و جعلناهم أَسباطاً، فیكون أَسْبٰاطاً بدلًا من اثْنَتَیْ عَشْرَةَ، قال: و هو الوجه. و قال الجوهری: لیس أَسْبٰاطاً بتفسیر و لكنه بدل من اثْنَتَیْ عَشْرَةَ لأَن التفسیر لا یكون إِلا واحداً منكوراً كقولك اثنی عشر درهماً، و لا یجوز دراهم، و قوله أُمَماً من نعت أَسْباطٍ، و قال الزجاج: قال بعضهم السِّبْطُ القَرْنُ الذی یجی‌ء بعد قرن، قالوا: و الصحیح أَن الأَسْباط فی ولد إِسحاق بن إِبراهیم بمنزلة القبائل فی ولد إِسماعیل، علیهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِسماعیل قبیلةٌ، و ولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحاق سِبْطٌ، و إِنما سمی هؤلاء بالأَسباط و هؤلاء بالقبائل لیُفْصَلَ بین ولد إِسماعیل و ولد إِسحاق، علیهما السلام. قال: و معنی إِسماعیل فی القبیلة «1» معنی الجماعة، یقال لكل جماعة من أَب واحد قبیلة، و أَما الأَسباط فمشتق من السبَطِ، و السبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل، و یقال:
(1). قوله [قال و معنی إسماعیل فی القبیلة إلخ] كذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 311
الشجرةُ لها قبائل، فكذلك الأَسْباطُ من السبَط، كأَنه جُعل إِسحاقُ بمنزلة شجرة، و جعل إِسماعیل بمنزلة شجرة أُخری، و كذلك یفعل النسابون فی النسب یجعلون الوالد بمنزلة الشجرة، و الأَولادَ بمنزلة أَغْصانها، فتقول: طُوبی لفَرْعِ فلانٍ و فلانٌ من شجرة مباركة. فهذا، و اللّه أَعلم، معنی الأَسْباط و السِّبْطِ؛ قال ابن سیدة: و أَما قوله: كأَنه سِبْطٌ من الأَسْباطِ فإِنه ظن السبْطَ الرجل فغَلِط. و سَبَّطَتِ الناقةُ و هی مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لغیر تمام. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: كانت تَضْرِب الیَتیم یكون فی حَجْرِها حتی یُسْبِطَ‌أَی یَمتدّ علی وجه الأَرض ساقطاً. یقال: أَسْبَطَ علی الأَرض إِذا وقع علیها ممتدّاً من ضرب أَو مرَض. و أَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ علی وجه الأَرض و امتدّ من الضرب. و اسْبَطَرَّ أَی امتدّ، منه؛ و منه‌حدیث شُرَیْحٍ: فإِن هی دَرَّتْ و اسْبَطَرَّت؛ یرید امتدَّتْ للإِرْضاع؛ و قال الشاعر: و لُیِّنَتْ من لَذّةِ الخِلاطِ، قد أَسْبَطَتْ، و أَیُّما إِسْباطِ یعنی امرأَة أُتِیَتْ، فلما ذاقَتِ العُسَیْلةَ مَدَّتْ نفْسَها علی الأَرض، و قولهم: ما لی أَراك مُسْبِطاً أَی مُدَلِّیاً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِیَ البدَنِ. أَبو زید: یقال للناقة إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَیْلَ أَن یَسْتَبینَ خَلْقُه: قد سَبَّطَتْ و أَجْهَضَتْ و رَجَعَتْ رِجاعاً. و قال الأَصمعی: سبَّطتِ الناقةُ بولدها و سبَّغَت، بالغین المعجمة، إِذا أَلقته و قد نبَت وبَرُه قبل التَّمام. و التَّسْبِیطُ فی الناقة: كالرِّجاعِ. و سبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت. و أَسْبَط الرجلُ: وقع فلم یقدر علی التحرُّك من الضعْف، و كذلك من شُرب الدَّواء أَو غیره؛ عن أَبی زید. و أَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بها؛ عن ابن جَبلة. و أَسْبَط الرجلُ أَیضاً: سكَت مِن فَرَقٍ. و السَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ یُرْمی بها الطیرُ، و قیل: یرمی فیها بِسهام صِغار یُنْفَخُ فیها نَفْخاً فلا تكاد تُخْطِئ. و السَّاباطُ: سَقیفةٌ بین حائطین، و فی المحكم: بین دارین، و زاد غیره: من تحتها طریق نافذ، و الجمع سَوابِیطُ و ساباطاتٌ. و قولهم فی المثل: أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطٍ؛ قال الأَصمعی: هو ساباطُ كِسْری بالمدائنِ و بالعجمیة بَلاس‌آبادْ، و بَلاس اسم رجل؛ و منه قول الأَعشی: فأَصْبَحَ لم یَمْنَعْه كَیْدٌ و حِیلةٌ بِساباطَ حتی ماتَ و هو مُحَرْزَق «1» یذكر النعمان بن المنذر و كان أَبْرَویز حبَسه بساباط ثم أَلقاه تحت أَرْجُل الفِیَلةِ. و ساباطُ: موضع؛ قال الأَعشی: هُنالِكَ ما أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه بِساباطَ، حتی ماتَ و هو مُحَرْزَقُ «2» و سَباطِ: من أَسماء الحمَّی، مبنیّ علی الكسر؛ قال المتنخل الهذلی: أَجَزْتُ بفِتْیةٍ بِیضٍ كِرامٍ، كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ و سُباط: اسم شهر بالرومیة، و هو الشهر الذی بین
(1). هكذا روی صدر هذا البیت فی الأَصل روایتین مختلفتین. و كلتا الروایتین تخالف ما فی قصیدة الأَعشی، فقد روی فیها علی هذه الصورة: فذاك، و ما أنجی من الموت ربّه (2). هكذا روی صدر هذا البیت فی الأَصل روایتین مختلفتین. و كلتا الروایتین تخالف ما فی قصیدة الأَعشی، فقد روی فیها علی هذه الصورة: فذاك، و ما أنجی من الموت ربّه
لسان العرب، ج‌7، ص: 312
الشتاء و الربیع، و فی التهذیب: و هو فی فصل الشتاء، و فیه یكون تمام الیوم الذی تَدُور كسُوره فی السنین، فإِذا تَمَّ ذلك الیومُ فی ذلك الشهر سمّی أَهلُ الشام تلك السنةَ عامَ الكَبِیسِ، و هم یَتَیَمَّنُونَ به إِذا وُلد فیه مولود أو قَدِم قادِمٌ من سَفَرٍ. و السِّبْطُ الرِّبْعِیُّ: نخلة تُدرك آخر القَیْظِ. و سابِطٌ و سُبَیْطٌ: اسْمانِ. و سابُوطٌ: دابّةٌ من دواب البحر. و یقال: سبَط فلان علی ذلك الأَمْرِ یمیناً و سَمَط علیه، بالباء و المیم، أَی حلَف علیه. و نعْجة مَسْبُوطةٌ إِذا كانت مَسْمُوطةً مَحْلوقة.

سجلط؛ ج7، ص: 312

: السِّجِلّاطُ، علی فِعِلَّالٍ: الیاسَمِینُ، و قیل: هو ضرْب من الثّیاب، و قیل: هی ثیاب صُوف، و قیل: هو النَّمَطُ یُغَطَّی به الهَوْدَجُ، و قیل: هو بالرومیة سِجِلَّاطُس. الفراء: السِّجِلّاطُ شی‌ء من صوف تُلْقِیه المرأَةُ علی هَوْدَجِها، و قیل: هی ثیاب مَوْشیّة كأَنَّ وشْیَها خاتَم، و هی زعموا رُومِیّة؛ قال حمید بن ثور: تخَیَّرْنَ إِمّا أُرْجُواناً مُهَذَّباً، و إِمّا سِجِلَّاطَ العِراقِ المُخَتَّما أَبو عمرو: یقال للكساء الكُحْلیّ سِجلّاطِیّ. ابن الأَعرابی: خَزٌّ سِجِلَّاطِیٌّ إِذا كان كُحْلِیّاً. و‌فی الحدیث: أُهْدِیَ له طَیْلَسانٌ من خَزٍّ سِجِلَّاطیٍّ، قیل: هو الكُحْلیُّ، و قیل: علی لون السِّجلّاطِ، و هو الیاسَمِینُ، و هو أَیضاً ضرب من ثیاب الكَتَّان و نمط من الصوف تلقیه المرأَة علی هَوْدَجِها. یقال: سِجِلَّاطِیٌّ و سِجلَّاطٌ كرُومِیٍّ و رُومٍ. و السِّنْجِلاطُ: موضع، و یقال: ضَرْبٌ من الرَّیاحِین؛ قال الشاعر: أُحِبُّ الكَرائنَ و الضَّوْمَرانَ، و شُرْبَ العَتِیقةِ بالسِّنْجِلاط

سحط؛ ج7، ص: 312

: السَّحْطُ مثل الذَّعْطِ: و هو الذبْحُ. سَحَطَ الرجلَ یَسْحَطُه سَحْطاً و شَحَطَه إِذا ذبحه. قال ابن سیدة: و قیل سَحَطَه ذبَحه ذَبْحاً وحِیّاً، و كذلك غیره مما یُذْبَحُ. و قال اللیث: سحطَ الشاةَ و هو ذبح وَحِیٌّ. و‌فی حدیث وحْشِیٍّ: فبَرَكَ علیه فسَحَطَه سَحْطَ الشاة‌أَی ذبَحه ذبْحاً سریعاً. و‌فی الحدیث: فأَخرج لهم الأَعرابیُّ شاةً فسحَطُوها.و قال المفضل: المَسْحُوطُ من الشَّراب كلِّه الممزوج. و سحَطَه الطعامُ یَسْحَطُه: أَغَصَّه. و قال ابن درید: أَكل طعاماً فسحَطَه أَی أَشْرَقَه؛ قال ابن مقبل یصف بقرة: كاد اللُّعاعُ من الحَوْذانِ یَسْحَطُها، و رِجْرِجٌ بَیْنَ لَحْیَیْها خَناطِیلُ و قال یعقوب: یَسْحَطُها هنا یذْبَحُها، و الرِّجْرِجُ: اللُّعابُ یتَرَجْرَجُ. و سحَط شرابَه سَحْطاً: قتله بالماء أَی أَكثر علیه. و انْسَحَط الشی‌ء من یدی: امَّلَسَ فسقط، یمانیة. ابن بری: قال أَبو عمرو: المَسْحُوطُ اللبن یُصبّ «1»؛ و أَنشد لابن حبیب الشیبانی: متی یأْتِه ضَیْفٌ فلیس بذائقٍ لَماجاً، سِوی المَسْحُوطِ و اللَّبنِ الإِدْلِ

سخط؛ ج7، ص: 312

: السُّخْطُ و السَّخَطُ: ضدّ الرِّضا مثل العُدْمِ و العَدَمِ، و الفعل منه سَخِطَ یَسْخَطُ سَخَطاً.
(1). قوله [اللبن یصب] كذا بالأصل و شرح القاموس و لم یزیدا علی ذلك شیئاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 313
و تَسَخَّطَ و سَخِط الشی‌ءَ سَخَطاً: كرهه. و سَخِطَ أَی غضب، فهو ساخِط. و أَسْخَطَه: أَغْضَبَه. تقول: أَسْخَطَنی فلان فسَخِطْتُ سَخَطاً. و تسَخَّطَ عَطاءه أَی اسْتَقلَّه و لم یقع مَوْقِعاً. یقول: كلَّما عَمِلْت له عملًا تَسَخَّطه أَی لم یرضه. و‌فی حدیث هِرَقْلَ: فهل یَرْجِعُ أَحد منهم سَخْطةً لدِینهِ؟السَّخَطُ و السُّخْطُ: الكراهیة للشی‌ء و عدم الرّضا به. و منه‌الحدیث: إِن اللّه یَسْخَطُ لكم كذا‌أَی یكرهه لكم و یمنعُكم منه و یُعاقِبُكم علیه أَو یرجع إِلی إِرادة العقوبة علیه.

سرط؛ ج7، ص: 313

: سَرِطَ الطعامَ و الشی‌ءَ، بالكسر، سَرَطاً و سَرَطاناً: بَلِعَه، و اسْتَرَطَه و ازْدَرَدَه: ابْتَلَعَه، و لا یجوز سرَط؛ و انْسَرَطَ الشی‌ء فی حَلْقِه: سارَ فیه سیْراً سهْلًا. و المِسْرَطُ و المَسْرَطُ: البُلْعُوم، و الصاد لغة. و السِّرْواطُ: الأَكُول؛ عن السیرافی. و السُّراطِیُّ و السِّرْوَطُ: الذی یَسْتَرِطُ كل شی‌ء یبتلعه. و قال اللحیانی: رجل سِرْطِمٌ و سَرْطَمٌ یبتلع كل شی‌ء، و هو من الاسْتراط. و جعل ابن جنی سَرطَماً ثلاثیّاً، و السِّرْطِمُ أَیضاً: البلیغ المتكلم، و هو من ذلك. و قالوا: الأَخذ سُرَّیْطٌ و سُرَّیْطَی، و القضاء ضُرَّیْطٌ و ضُرَّیْطَی أَی یأْخذ الدَّین فیَسْتَرِطُه، فإِذا اسْتَقْضاه غریمُه أَضْرَطَ به. و من أَمثال العرب: الأَخذ سَرَطانٌ، و القَضاء لَیَّانٌ؛ و بعض یقول: الأَخذ سُرَیْطاء، و القَضاء ضُرَیْطاء. و قال بعض الأَعراب: الأَخذ سِرِّیطَی، و القضاء ضِرِّیطَی، قال: و هی كلها لغات صحیحة قد تكلمت العرب بها، و المعنی فیها كلها أَنت تُحبُّ الأَخذ و تكره الإِعْطاء. و فی المثل: لا تكن حُلْواً فتُسْتَرَطَ، و لا مُرّاً فتُعْقی، من قولهم: أَعْقَیْتُ الشی‌ء إِذا أَزَلْتَه من فِیك لمَرارتِه كما یقال أَشْكَیْتُ الرجل إِذا أَزلته عما یشكوه. و رجل سِرْطِیطٌ و سُرَطٌ و سَرَطانٌ: جیّد اللَّقْمِ. و فرس سُرَطٌ و سَرَطانٌ: كأَنه یَسْتَرِطُ الجرْی. و سیف سُراطٌ و سُراطِیٌّ: قاطع یَمُرّ فی الضَّریبةِ كأَنه یَسْتَرِطُ كل شی‌ء یَلْتَهِمُه، جاء علی لفظ النسب و لیس بنَسَب كأَحْمر و أَحْمریّ؛ قال المتنخل الهذلی: كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِیرٌ، یُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِی به أَحْمِی المُضافَ إِذا دَعانی، و نَفْسِی، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ و خفّف یاء النسبة من سُراطی لمكان القافیة. قال ابن بری: و صواب إِنشاده‌یُتِرُّ …، بضم الیاء. و الفِلاطُ: الفُجاءةُ. و السِّراطُ: السبیل الواضح، و الصِّراط لغة فی السراط، و الصاد أَعلی لمكان المُضارَعة، و إِن كانت السین هی الأَصل، و قرأَها یعقوب بالسین، و معنی الآیة ثَبِّتْنا علی المِنْهاج الواضح؛ و قال جریر: أَمیرُ المؤمنینَ علی صِراطٍ، إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِیم و المَوارِدُ: الطُّرُقُ إِلی الماء، واحدتها مَوْرِدةٌ. قال الفراء: و نفر من بَلْعَنْبر یصیِّرون السین، إِذا كانت مقدمة ثم جاءت بعدها طاء أَو قاف أَو غین أَو خاء، صاداً و ذلك أَن الطاء حرف تضع فیه لسانك فی حنكك فینطبق به الصوت، فقلبت السین صاداً صورتها صورة الطاء، و استخفّوها لیكون المخرج واحداً كما استخفوا الإِدْغام، فمن ذلك قولهم الصِّرٰاطَ و السراط،
لسان العرب، ج‌7، ص: 314
قال: و هی بالصاد لغة قریش الأَوّلین التی جاء بها الكتاب، قال: و عامة العرب تجعلها سیناً، و قیل: إِنما قیل للطریق الواضح سراط لأَنه كأَنه یَسْتَرِطُ المارّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه، فأَما ما حكاه الأَصمعی من قراءة بعضهم الزِّراط، بالزای المخلصة، فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها زایاً و لم یكن الأَصمعی نحویّاً فیُؤْمَنَ علی هذا. و قوله تعالی: هذا سِراطٌ علیَّ مُسْتَقِیمٌ، فسَّره ثعلب فقال: یعنی الموتَ أَی علیَّ طریقُهم. و السُّرَّیْطُ و السِّرِطْراط و السَّرَطْراطُ، بفتح السین و الراء: الفالُوذَجُ، و قیل: الخَبِیصُ، و قیل: السَّرَطْراطُ الفالوذج، شامیة. قال الأَزهری: أَما بالكسر فهی لغة جیدة لها نظائر مثل جِلِبْلابٍ و سِجِلَّاط، قال: و أَما سَرَطْراطٌ فلا أَعرف له نظیراً فقیل للفالوذج سِرِطْراطٌ، فكررت فیه الراء و الطاء تبلیغاً فی وصفه و استِلْذاذِ آكله إِیاه إِذا سَرَطَه و أَساغَه فی حَلْقِه. و یقال للرجل إِذا كان سریعَ الأَكل: مِسْرَطٌ و سَرّاطٌ و سُرَطةٌ. و السِّرِطْراطُ: فِعِلْعالٌ من السَّرْطِ الذی هو البَلْع. و السُّرَّیْطَی: حَساً كالخَزِیرةِ. و السَّرَطانُ: دابّة من خَلق الماء تسمیه الفُرْس مُخ. و السرَطانُ: داء یأْخذ الناس و الدوابَّ. و فی التهذیب: هو داء یظهر بقوائم الدوابّ، و قیل: هو داء یعرض للإِنسان فی حلقه دموی یشبه الدُّبَیْلةَ، و قیل: السرَطانُ داء یأْخذ فی رُسْغ الدابّة فیُیَبِّسه حتی یَقْلِب حافرها. و السرَطانُ: من بروج الفَلَكِ.

سرمط؛ ج7، ص: 314

: السَّرْمَطُ و السَّرَوْمَطُ: الجمل الطویل؛ و أَنشد: بكلِّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَط و قیل: السَّرَوْمَطُ الطویل من الإِبل و غیرها. قال ابن سیدة: السرَوْمَطُ وعاء یكون فیه زِق الخمر و نحوه. و رجل سَرَوْمَطٌ: یَسْتَرِط كل شی‌ء یَبْتَلِعُه. و قد تقدّم علی قول من قال إِن المیم زائدة؛ و قول لبید یصف زِقَّ خمر اشْتُرِی جِزافاً: و مُجْتَزَفٍ جَوْنٍ، كأَنَّ خِفاءه قَری حَبَشِیٍّ، بالسَّرَوْمَطِ، مُحْقَب «2» قال: السَّرَوْمَطُ هاهنا جمل، و قیل: هو جلد ظَبیة لُفّ فیه زِقُّ خمر. و كل خِفاء لُفّ فیه شی‌ء، فهو سَرَوْمَطٌ له. و تَسَرْمَطَ الشعَرُ: قَلّ و خَفّ. و رجل سُرامِطٌ و سَرْمَطِیطٌ: طویل. و السُّرامِطُ: الطویل من كل شی‌ء.

سطط؛ ج7، ص: 314

: التهذیب: ابن الأَعرابی السُّطُطُ الظَّلَمةُ، و السُّطُطُ الجائرون. و الأَسَطُّ من الرجال: الطویل الرِّجْلَیْن.

سعط؛ ج7، ص: 314

: السُّعُوطُ و النُّشُوقُ و النُّشُوغُ فی الأَنف، سعَطَه الدّواءَ یَسْعَطُه و یَسْعُطُه سَعْطاً، و الضم أَعلی، و الصاد فی كل ذلك لغة عن اللحیانی، قال ابن سیدة: و أَری هذا إِنما هو علی المُضارَعة التی حكاها سیبویه فی هذا و أَشباهه. و‌فی الحدیث: شَرِبَ الدّواء و اسْتَعَطَ، و أَسْعَطَه الدّواءَ أَیضاً، كلاهما: أَدخله أَنفه، و قد اسْتَعَطَ. أَسْعَطْتُ الرجُلَ فاسْتَعَطَ هو بنفسه. و السَّعُوطُ، بالفتح، و الصَّعوطُ: اسم الدواء یُصبُّ فی الأَنف. و السَّعِیطُ و المِسْعَطُ و المُسْعُطُ: الإِناء یجعل فیه
(2). قوله [و مجتزف] فی الصحاح بمجتزف.
لسان العرب، ج‌7، ص: 315
السَّعُوط و یصب منه فی الأَنف، الأَخیر نادر إِنما كان حكمه المِسْعَطَ، و هو أَحد ما جاء بالضم مما یُعْتَملُ به. و أَسْعَطْتُه الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَه فی أَنفه، و فی الصحاح: فی صدره. و یقال: أَسْعَطْتُه علماً إِذا بالغت فی إِفْهامه و تكریر ما تُعلِّمه علیه. و اسْتَعَطَ البعیرُ: شَمَّ شیئاً من بول الناقة ثم ضربها فلم یُخْطِئ اللقح، فهذا قد یكون أَن یَشَمَّ شیئاً من بولها أَو یدخل فی أَنفه منه شی‌ء. و السَّعِیطُ و السُّعاطُ: ذَكاء الرِّیح و حِدَّتُها و مُبالَغَتُها فی الأَنف. و السُّعاط و السَّعِیطُ: الریح الطیبة من الخمر و غیرها من كل شی‌ء، و تكون من الخَرْدَل. و السَّعِیطُ: دُهْنُ البان؛ و أَنشد ابن بری للعجاج یصف شَعَرَ امرأَة: یُسْقَی السَّعِیطَ من رُفاضِ الصَّنْدَلِ «1» و السَّعِیطُ: دُرْدِیُّ الخمر؛ قال الشاعر: و طِوالِ القُرُونِ فی مُسْبَكِرٍّ، أُشْرِبَتْ بالسَّعِیطِ و السَّبَّابِ «2» و السَّعِیطُ: دُهْنُ الخَرْدل و دهن الزنبقِ. و قال أَبو حنیفة: السَّعِیطُ البانُ. و قال مرة: السُّعوط من السَّعْطِ كالنُّشوق من النشق. و یقال: هو طیب السُّعوطِ و السُّعاطِ و الإِسْعاطِ؛ و أَنشد یصف إِبلًا و أَلبانها: حَمْضِیَّة طَیِّبة السُّعاطِ و‌فی حدیث أُمّ قیس بنت مِحْصَنٍ قالت: دخلت بابنٍ لی علی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و قد أَعْلَقْتُ من العُذْرةِ، فقال: عَلامَ تَدْغَرْن أَوْلادَكُنَّ؟ علیكنَّ بهذا العُود الهِندیّ فإِنَّ فیه سبعةَ أَشْفِیةٍ: یُسْعَطُ من العُذْرة، و یُلَدُّ من ذاتِ الجَنْبِ …

سفط؛ ج7، ص: 315

: السَّفَطُ: الذی یُعَبَّی فیه الطِّیبُ و ما أَشبهه من أَدَواتِ النساء، و السَّفَطُ معروف. ابن سیدة: السَّفَطُ كالجوُالِق، و الجمع أَسفاطٌ. أَبو عمرو: سَفَّطَ فلان حَوْضه تَسْفیطاً إِذا شَرَّفَه و لاطَه؛ و أَنشد: حتی رأَیْت الحَوْضَ، ذُو قَدْ سُفِّطا، قَفْراً من الماء هواء أَمْرَطا أَراد بالهَواءِ الفارِغَ من الماء. و السَّفِیطُ: الطَّیِّبُ النفْسِ، و قیل: السَّخِیُّ، و قد سَفُطَ سَفاطةً؛ قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ: ما ذا تُرَجِّینَ من الأَرِیطِ؟ لیس بذِی حَزْمٍ، و لا سَفِیطِ و یقال: هو سَفِیطُ النفْس أَی سَخِیُّها طیِّبها، لغة أَهل الحجاز. و یقال: ما أَسْفَطَ نفسَه أَی ما أَطْیَبَها. الأَصمعی: إِنه لسَفِیطُ النفْسِ و سَخِیُّ النفْسِ و مَذْلُ النفْسِ إِذا كان هَشّاً إِلی المَعْروفِ جَواداً. و كلُّ رجل أَو شی‌ء لا قَدْر له، فهو سَفِیطٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و السفِیطُ أَیضاً: النذْلُ. و السفیطُ: المُتَساقِطُ من البُسْر الأَخضر. و السُّفاطةُ: متاع البیت. الجوهری: الإِسْفَنْطُ ضرْبٌ من الأَشربة، فارسی معرب، و قال الأَصمعی: هو بالرومیة؛ قال الأَعشی: و كأَنَّ الخَمْرَ العَتِیق من الإِسْفَنْطِ، مَمْزُوجةً بماءٍ زُلالِ
(1). قوله [… من رفاض …] تقدّم للمؤلف فی مادة رفض: … فی رفاض … (2). قوله [… و السباب] كذا فی الأَصل بموحدتین مضبوطاً، و فی شرح القاموس بیاء تحتیة ثم موحدة، و السیاب البلح أَو البسر.
لسان العرب، ج‌7، ص: 316‌

سقط؛ ج7، ص: 316

: السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشدیدةُ. سقَطَ یَسْقُطُ سُقوطاً، فهو ساقِطٌ و سَقُوطٌ: وقع، و كذلك الأُنثی؛ قال: من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ بیْضاءَ، لم تُحْفَظْ و لم تُضَیَّعِ یعنی أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّیبةِ و لم یُضَیِّعْها والداها. و المَسْقَطُ، بالفتح: السُّقوط. و سَقط الشی‌ءُ من یدی سُقوطاً. و‌فی الحدیث: لَلّهُ عزّ و جلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم یَسْقُط علی بَعِیره و قد أَضلَّه؛ معناه یَعثُر علی موضعه و یقعُ علیه كما یقعُ الطائرُ علی وكره. و‌فی حدیث الحرث بن حسان: قال له النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و سأَله عن شی‌ء فقال: علی الخَبِیرِ سقَطْتَ‌أَی علی العارِفِ به وقعت، و هو مثل سائرٌ للعرب. و مَسْقِطُ الشی‌ء و مَسْقَطُه: موضع سقُوطه، الأَخیرة نادرة. و قالوا: البصرة مَسْقَطُ رأْسی و مَسْقِطُه. و تساقَط علی الشی‌ء أَی أَلقی نفسَه علیه، و أَسقَطَه هو. و تساقَط الشی‌ءُ: تتابع سُقوطه. و ساقَطه مُساقَطةً و سِقاطاً: أَسْقَطَه و تابع إِسْقاطَه؛ قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِیّ یصف ثوراً و الكلاب: یُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِیاتِها، سِقاطَ حَدِیدِ القَینِ أَخْوَلَ أَخْوَلا قوله: أَخْوَل أَخولا أَی متفرِّقاً یعنی شرَرَ النار. و المَسْقِطُ مِثال المَجْلِس: الموضع؛ یقال: هذا مَسْقِط رأْسی، حیث ولد، و هذا مسقِطُ السوْطِ، حیث وقع، و أَنا فی مَسْقِط النجم، حیث سقط، و أَتانا فی مَسْقِط النجم أَی حین سقَط، و فلان یَحِنُّ إِلی مسقِطه أَی حیث ولد. و كلُّ مَن وقع فی مَهْواة یقال: وقع و سقط، و كذلك إِذا وقع اسمه من الدِّیوان، یقال: وقع و سقط، و یقال: سقَط الولد من بطن أُمّه، و لا یقال وقع حین تَلِدُه. و أَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً، و هی مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لغیر تَمام من السُّقوطِ، و هو السِّقْطُ و السُّقْطُ و السَّقْط، الذكر و الأُنثی فیه سواء، ثلاث لغات. و‌فی الحدیث: لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِلیَّ من مائة مُسْتَلئِمْ؛ السقط، بالفتح و الضم و الكسرِ، و الكسرُ أَكثر: الولد الذی یسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه، و المستلْئِمُ: لابس عُدَّةِ الحرب، یعنی أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبیر یخصُّه أَجره و ثوابُه و إِن شاركه الأَب فی بعضه، و ثواب السقط مُوَفَّر علی الأَب. و‌فی الحدیث: یحشر ما بین السِّقْطِ إِلی الشیخ الفانی جُرْداً مُرْداً.و سَقْطُ الزَّند: ما وقع من النار حین یُقْدَحُ، باللغات الثلاث أَیضاً. قال ابن سیدة: سَقْطُ النار و سِقْطُها و سُقْطُها ما سقَط بین الزنْدین قبل اسْتحكامِ الوَرْی، و هو مثل بذلك، یذكر و یؤَنث. و أَسقَطَتِ الناقةُ و غیرها إِذا أَلقت ولدها. و سِقْطُ الرَّمْلِ و سُقْطُه و سَقْطُه و مَسْقِطُه بمعنی مُنقَطَعِه حیث انقطع مُعْظَمُه و رَقَّ لأَنه كله من السُّقوط، الأَخیرة إِحدی تلك الشواذ، و الفتح فیها علی القیاس لغة. و مَسْقِطُ الرمل: حیث ینتهی إِلیه طرَفُه. و سِقاطُ النخل: ما سقَط من بُسْرِه. و سَقِیطُ السَّحابِ: البَرَدُ. و السَّقِیطُ: الثلْجُ. یقال: أَصبَحتِ الأَرض مُبْیَضَّة من السَّقِیطِ. و السَّقِیطُ: الجَلِیدُ، طائیةٌ، و كلاهما من السُّقوط. و سَقِیطُ النَّدَی: ما سقَط منه علی الأَرض؛ قال الراجز: و لیْلةٍ، یا مَیَّ، ذاتِ طَلِّ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 317
ذاتِ سَقِیطٍ و نَدیً مُخْضَلِّ، طَعْمُ السُّرَی فیها كطَعْمِ الخَلِّ و مثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ: وَ وادٍ كجَوْفِ العَیْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه، تَری السَّقْطَ فی أَعْلامِه كالكَراسِفِ و السَّقَطُ من الأَشیاء: ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد و القوم و نحوه. و السُّقاطاتُ من الأَشیاء: ما یُتَهاون به من رُذالةِ الطعام و الثیاب و نحوها. و السَّقَطُ: رَدِی‌ءُ المَتاعِ. و السَّقَطُ: ما أُسْقِط من الشی‌ء. و من أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء به علی سِرْحانٍ، یُضرب مثلًا للرجل یَبْغی البُغْیةَ فیقَعُ فی أَمر یُهْلِكُه. و یقال لخُرْثِیِّ المَتاعِ: سَقَطٌ. قال ابن سیدة: و سقَطُ البیت خُرْثِیُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفیع المتاع، و الجمع أَسْقاط. قال اللیث: جمع سَقَطِ البیتِ أَسْقاطٌ نحو الإِبرة و الفأْس و القِدْر و نحوها. و أَسْقاطُ الناس: أَوْباشُهم؛ عن اللحیانی، علی المثل بذلك. و سَقَطُ الطَّعامِ: ما لا خَیْرَ فیه منه، و قیل: هو ما یَسْقُط منه. و السَّقَطُ: ما تُنُوول بیعه من تابِلٍ و نحوه لأَن ذلك ساقِطُ القِیمة، و بائعه سَقَّاط. و السَّقَّاطُ: الذی یبیع السَّقَطَ من المَتاعِ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: كان لا یَمُرُّ بسَقَّاطٍ و لا صاحِبِ بِیعةٍ إِلا سَلَّم علیه؛ هو الذی یَبیعُ سَقَطَ المتاعِ و هو رَدِیئُه و حَقِیره. و البِیعةُ من البَیْعِ كالرِّكْبةِ و الجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ و الجُلوس، و السَّقَطُ من البیع نحو السُّكَّر و التَّوابِل و نحوها، و أَنكر بعضهم تسمیته سَقَّاطاً، و قال: لا یقال سَقَّاط، و لكن یقال صاحب سَقَطٍ. و السُّقاطةُ: ما سَقَط من الشی‌ء. و ساقَطه الحدیثَ سِقاطاً: سَقَط منك إِلیه و منه إِلیك. و سِقاطُ الحدیثِ: أَن یتحدَّثَ الواحدُ و یُنْصِتَ له الآخَرُ، فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ؛ قال الفرزدق: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدیثَ، كأَنَّه جَنی النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف و سَقَطَ إِلیَّ قوم: نزلوا علیَّ. و‌فی حدیث النجاشِیّ و أَبی سَمّالٍ: فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلی جیرانٍ له‌أَی أَتاهم فأَعاذُوه و سَترُوه. و سَقَطَ الحَرّ یَسْقُطُ سُقُوطاً: یكنی به عن النزول؛ قال النابغة الجعدی: إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش فی ظُلُلاتِها سَواقِطُ من حَرٍّ، و قد كان أَظْهَرا و سَقَطَ عنك الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عن ابن الأَعرابی، كأَنه ضد. و السَّقَطُ و السِّقاطُ: الخَطَأُ فی القول و الحِساب و الكِتاب. و أَسْقَطَ و سَقَطَ فی كلامه و بكلامه سُقوطاً: أَخْطأَ. و تكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة، و ما أَسْقَط حرفاً و ما أَسْقَط فی كلمة و ما سَقَط بها أَی ما أَخْطأَ فیها. ابن السكیت: یقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف و ما أَسْقَطَ حَرْفاً، قال: و هو كما تقول دَخَلْتُ به و أَدْخَلْتُه و خرَجْتُ به و أَخْرَجْتُه و عَلوْت به و أَعْلَیْتُه و سُؤتُ به ظَنّاً و أَسأْتُ به الظنَّ، یُثْبتون الأَلف إِذا جاء بالأَلف و اللام. و‌فی حدیث الإِفك: فأَسْقَطُوا لها به‌یعنی الجارِیةَ أَی سَبُّوها و قالوا لها من سَقَط الكلامِ، و هو ردیئه، بسبب حدیث الإِفْك. و تَسَقَّطَه و استَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه و عالَجه علی أَن یَسْقُطَ فیُخْطِئ أَو یكذب أَو یَبُوحَ بما عنده؛ قال جریر:
لسان العرب، ج‌7، ص: 318
و لقد تسَقَّطَنی الوُشاةُ فصادَفُوا حَجِئاً بِسِرِّكِ، یا أُمَیْمَ، ضَنِینا «3» و السَّقْطةُ: العَثْرةُ و الزَّلَّةُ، و كذلك السِّقاطُ؛ قال سوید بن أَبی كاهل: كیفَ یَرْجُون سِقاطِی، بَعْدَ ما جَلَّلَ الرأْسَ مَشِیبٌ و صَلَعْ؟ قال ابن بری: و مثله لیزید بن الجَهْم الهِلالی: رجَوْتِ سِقاطِی و اعْتِلالی و نَبْوَتی، وراءَكِ عَنِّی طالِقاً، و ارْحَلی غَدا و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كُتب إِلیه أَبیات فی صحیفة منها: یُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَیْمٍ مُعِیداً، یَبْتَغی سَقَطَ العَذاری أَی عثَراتِها و زَلَّاتِها. و العَذاری: جمع عَذْراء. و یقال: فلان قلیل العِثار، و مثله قلیل السِّقاطِ، و إِذا لم یَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام یقال: ساقِطٌ، و أَنشد بیت سوید بن أَبی كاهل. و أَسقط فلان من الحساب إِذا أَلقی. و قد سقَط من یدی و سُقِطَ فی یَدِ الرجل: زَلَّ و أَخْطأَ، و قیل: نَدِمَ. قال الزجّاجُ: یقال للرجل النادم علی ما فعل الحَسِر علی ما فرَطَ منه: قد سُقِط فی یده و أُسْقِط. و قال أَبو عمرو: لا یقال أُسقط، بالأَلف، علی ما لم یسمّ فاعله. و فی التنزیل العزیز: وَ لَمّٰا سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ؛ قال الفارسی: ضرَبوا بأَكُفِّهم علی أَكفهم من النَّدَم، فإِن صح ذلك فهو إِذاً من السقوط، و قد قرئ: سقَط فی أَیدیهم، كأَنه أَضمر الندم أَی سقَط الندمُ فی أَیدیهم كما تقول لمن یحصل علی شی‌ء و إِن كان مما لا یكون فی الید: قد حَصل فی یده من هذا مكروهٌ، فشبّه ما یحصُل فی القلب و فی النفْس بما یحصل فی الید و یُری بالعین. الفراء فی قوله تعالی وَ لَمّٰا سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ: یقال سُقط فی یده و أُسقط من الندامة، و سُقط أَكثر و أَجود. و خُبِّر فلان خَبراً فسُقط فی یده و أُسقط. قال الزجاج: یقال للرجل النادم علی ما فعل الحسِرِ علی ما فرَط منه: قد سُقط فی یده و أُسقط. قال أَبو منصور: و إِنما حَسَّنَ قولهم سُقط فی یده، بضم السین، غیر مسمًی فاعله الصفةُ التی هی فی یده؛ قال: و مثله قول إمرئ القیس: فدَعْ عنكَ نَهْباً صیحَ فی حَجَراتِه، و لكنْ حَدِیثاً، ما حَدِیثُ الرَّواحِلِ؟ أَی صاح المُنْتَهِبُ فی حَجَراتِه، و كذلك المراد سقَط الندمُ فی یده؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و یوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه، كنَجْم الثُّرَیّا و أَمْطارِها أَی تأْتی لذاته شیئاً بعد شی‌ء، أَراد أَنه كثیر اللذات: و خَرْقٍ تحَدَّث غِیطانُه، حَدیثَ العَذارَی بأَسْرارِها أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ. و أَما قوله تعالی: وَ هُزِّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ یَسّاقَطْ، و قرئ: تُسٰاقِطْ و تَسّاقَطْ، فمن قرأَه بالیاء فهو الجِذْعُ، و من قرأَه بالتاء فهی النخلةُ، و انتصابُ قوله رُطَباً جَنِیًّا علی التمییز المحوَّل، أَرادَ یَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فلما حوّل الفعل إِلی الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً؛
(3). قوله [حجئاً …] أَی خلیقاً، و فی الأَساس و الصحاح و دیوان جریر: حصراً …، و هو الكتوم للسر.
لسان العرب، ج‌7، ص: 319
قال الأَزهری: هذا قول الفرّاء، قال: و لو قرأَ قارئ تُسْقِطْ علیك رُطباً یذهب إِلی النخلة، أَو قرأَ یسقط علیك یذهب إِلی الجذع، كان صواباً. و السَّقَطُ: الفَضیحةُ. و الساقِطةُ و السَّقِیطُ: الناقِصُ العقلِ؛ الأَخیرة عن الزجاجیّ، و الأُنثی سَقِیطةٌ. و السَّاقِطُ و الساقِطةُ: اللَّئیمُ فی حسَبِه و نفْسِه، و قوم سَقْطَی و سُقّاطٌ، و فی التهذیب: و جمعه السَّواقِطُ؛ و أَنشد: نحنُ الصَّمِیمُ و هُمُ السَّواقِطُ و یقال للمرأَة الدنیئةِ الحَمْقَی: سَقِیطةٌ، و یقال للرجل الدَّنِی‌ء: ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ. و السَّقِیطُ: الرجل الأَحمق. و‌فی حدیث أَهل النار: ما لی لا یَدْخُلُنِی إِلَّا ضُعفاء الناسِ و سَقَطُهم‌أَی أَراذِلُهم و أَدْوانُهُم. و الساقِط: المتأَخِّرُ عن الرجال. و هذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْیُنِ الناس: و هو أَن یأْتی بما لا ینبغی. و السِّقاطُ فی الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ. و السِّقاطُ فی الفرس: أَن لا یَزالَ مَنْكُوباً، و كذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِیَ المَشْی و العَدْوِ. و یقال للفرس: إِنه لیساقِط الشی‌ء «1» أَی یجی‌ء منه شی‌ء بعد شی‌ء؛ و أَنشد قوله: بِذی مَیْعة، كأَنَّ أَدْنَی سِقاطِه و تَقْرِیبِه الأَعْلَی ذَآلِیلُ ثَعْلَبِ و ساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخیاً. و یقال للفرس إِذا سبق الخیل: قد ساقَطَها؛ و منه قوله: ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِیحِ، عَطْفَ المُعَلَّی صُكَّ بالمَنِیحِ، و هَذَّ تَقْرِیباً مع التَّجْلِیحِ المَنِیحُ: الذی لا نَصِیبَ له. و یقال: جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ و غَلب؛ و قال یصف الثور: كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ، بین حَوامِی هَیْدَبٍ سُقَّاطِ السِّبْطُ: الفِرْقةُ من الأَسْباط. بین حوامِی هَیْدَبٍ و هَدَبٍ أَیضاً أَی نَواحِی شجر ملتفّ الهَدَب. و سُقّاطٌ: جمع الساقِط، و هو المُتَدَلِّی. و السَّواقِطُ: الذین یَرِدُون الیمَامةَ لامْتِیارِ التمر، و السِّقاطُ: ما یحملونه من التمر. و سیف سَقّاطٌ وَراء الضَّریبةِ، و ذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلی ما بعدها؛ قال ابن الأَعرابی: هو الذی یَقُدُّ حتی یَصِل إِلی الأَرض بعد أَن یقطع؛ قال المتنخل الهذلی: كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِیرٌ، یُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِی و قد تقدَّم فی سرط، و صوابهُ یُتِرُّ العظمَ. و السُّراطِیُّ: القاطعُ. و السَّقّاطُ: السیفُ یسقُط من وراء الضَّرِیبة یقطعها حتی یجوز إِلی الأَرض. و سِقْطُ السَّحابِ: حیث یُری طرَفُه كأَنه ساقِطٌ علی الأَرض فی ناحیة الأُفُق. و سِقْطا الخِباء: ناحِیَتاه. و سِقْطا الطائرِ و سِقاطاه و مَسْقَطاه: جَناحاه، و قیل: سِقْطا جَناحَیْه ما یَجُرُّ منهما علی الأَرض. یقال: رَفَع الطائرُ سِقْطَیْه یعنی جناحیه.
(1). قوله [لیساقط الشی‌ء] كذا بالأصل، و الذی فی الأساس: و إنه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شی‌ء بعد شی‌ء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 320
و السِّقْطانِ من الظلیم: جَناحاه؛ و أَما قول الرَّاعی: حتی إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ، و انْبَعَثَتْ عنه نَعامةُ ذی سِقْطَیْن مُعْتَكِر فإِنه عنی بالنعامة سَواد اللیل، و سِقْطاه: أَوّلُه و آخِرُه، و هو علی الاستعارة؛ یقول: إِنَّ اللیلَ ذا السِّقْطین مضَی و صدَق الصُّبْح؛ و قال الأَزهری: أَراد نَعامةَ لیْلٍ ذی سِقطین، و سِقاطا اللیل: ناحِیتا ظَلامِه؛ و قال العجاج یصف فرساً: جافِی الأَیادِیمِ بلا اخْتِلاطِ، و بالدِّهاسِ رَیِّث السِّقاطِ قوله: ریّث السقاط أَی بطی‌ء أَی یَعْدو «1» فی الدِّهاسِ عَدْواً شدیداً لا فُتورَ فیه. و یقال: الرجل فیه سِقاطٌ إِذا فَتَر فی أَمره و وَنَی. قال أَبو تراب: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِیّ یقول: تسَقَّطْتُ الخَبَر و تَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قلیلًا قلیلًا شیئاً بعد شی‌ء. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ‌أَی صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللَّاطئةِ بالأَرض. و‌فی حدیث سعد، رضی اللّه عنه: كان یُساقِطُ فی ذلك عن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَی یَرْوِیهِ عنه فی خِلالِ كلامِه كأَنه یَمْزُجُ حَدِیثَه بالحدیث عن رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، و هو من أَسْقَطَ الشی‌ءَ إِذا أَلْقاه و رَمَی به. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه شرب من السَّقِیطِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره بعض المتأَخرین فی حرف السین، و فسره بالفَخّارِ، و المشهور فیه لُغةً و روایةً الشینُ المعجمة، و سیجی‌ء، فأَمّا السَّقِیطُ، بالسین المهملة، فهو الثَّلْجُ و الجَلِیدُ.

سقلط؛ ج7، ص: 320

: السَّقْلاطُون: نوعٌ من الثّیاب، و قد ذكرناه أَیضاً فی النون فی ترجمة سقلطن كما وجدناه.

سلط؛ ج7، ص: 320

: السَّلاطةُ: القَهْرُ، و قد سَلَّطَه اللّهُ فتَسَلَّطَ علیهم، و الاسم سُلْطة، بالضم. و السَّلْطُ و السَّلِیطُ: الطویلُ اللسانِ، و الأُنثی سَلِیطةٌ و سَلَطانةٌ وِ سِلِطانةٌ، و قد سَلُطَ سَلاطةً و سُلوطةً، و لسان سَلْطٌ و سَلِیطٌ كذلك. و رجل سَلِیطٌ أَی فصیح حَدِیدُ اللسان بَیّنُ السَّلاطةِ و السُّلوطةِ. یقال: هو أَسْلَطُهم لِساناً، و امرأَة سَلیطة أَی صَخّابة. التهذیب: و إِذا قالوا امرأَة سَلِیطةُ اللسانِ فله معنیان: أَحدهما أَنها حدیدة اللسان، و الثانی أَنها طویلة اللسان. اللیث: السَّلاطةُ مصدر السَّلِیط من الرجال و السلِیطةِ من النساء، و الفعل سَلُطَتْ، و ذلك إِذا طال لسانُها و اشتدَّ صَخَبُها. ابن الأَعرابی: السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ، و السَّلِیطُ عند عامّة العرب الزیْتُ، و عند أَهل الیمن دُهْنُ السِّمْسِم؛ قال إمرؤ القیس: أَمالَ السَّلِیطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ و قیل: هو كلُّ دُهْنٍ عُصِر من حَبٍّ؛ قال ابن بری: دُهن السمسم هو الشَّیْرَجُ و الحَلُّ؛ و یُقَوّی أَنَّ السَّلِیط الزیتُ قولُ الجعدِیّ: یُضِی‌ءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِیطِ، لم یَجْعَلِ اللّهُ فیه نُحاسا قوله لم یجعل اللّه فیه نُحاساً أَی دُخاناً دلیل علی أَنه
(1). قوله [أی یعدو إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 321
الزیت لأَن السلیط له دُخان صالِحٌ، و لهذا لا یُوقد فی المساجد و الكنائِس إِلا الزیتُ؛ و قال الفرزدق: و لكِنْ دِیافِیُّ أَبُوه و أُمُّه، بِحَوْرانَ یَعْصِرْنَ السَّلِیطَ أَقارِبُهْ و حَوْرانُ: من الشام و الشأْم لا یُعْصَرُ فیها إِلا الزیتُ. و‌فی حدیث ابن عباس: رأَیت علیّاً و كأَنَّ عَیَنَیْه سِراجا سَلِیطٍ؛ هو دُهْن الزیتِ. و السُّلْطانُ: الحُجَّةُ و البُرْهان، و لا یجمع لأَن مجراه مَجْری المصدرِ، قال محمد بن یزید: هو من السلِیط. و قال الزجّاج فی قوله تعالی: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا مُوسیٰ بِآیٰاتِنٰا وَ سُلْطٰانٍ مُبِینٍ*، أَی و حُجَّةٍ بَیِّنةٍ. و السُّلطان إِنما سمی سُلْطاناً لأَنه حجةُ اللّهِ فی أَرضه، قال: و اشتاق السلطان من السَّلیط، قال: و السلیطُ ما یُضاء به، و من هذا قیل للزیت: سلیط، قال: و قوله جلّ و عزّ: فَانْفُذُوا لٰا تَنْفُذُونَ إِلّٰا بِسُلْطٰانٍ، أَی حیثما كنتم شاهَدْتم حُجَّةً للّه تعالی و سُلطاناً یدل علی أَنه واحد. و قال ابن عباس فی قوله تعالی: قَوٰارِیرَا قَوٰارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ، قال: فی بیاض الفضة و صَفاء القواریر، قال: و كل سلطان فی القرآن حجة. و قوله تعالی: هَلَكَ عَنِّی سُلْطٰانِیَهْ، معناه ذهب عنی حجتُه. و السلطانُ: الحجة و لذلك قیل للأُمراء سَلاطین لأَنهم الذین تقام بهم الحجة و الحُقوق. و قوله تعالی: وَ مٰا كٰانَ لَهُ عَلَیْهِمْ مِنْ سُلْطٰانٍ، أَی ما كان له علیهم من حجة كما قال: إِنَّ عِبٰادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطٰانٌ*؛ قال الفراء: و ما كان له علیهم من سلطان أَی ما كان له علیهم من حجة یُضِلُّهم بها إِلَّا أَنَّا سَلَّطْناه علیهم لنعلم مَن یُؤمن بالآخرة. و السُّلْطانُ: الوالی، و هو فُعْلان، یذكر و یؤنث، و الجمع السَّلاطِینُ. و السُّلْطان و السُّلُطانُ: قُدْرةُ الملِك، یذكر و یؤنث. و قال ابن السكیت: السلطان مؤنثة، یقال: قَضَتْ به علیه السُّلْطانُ، و قد آمَنَتْه السُّلْطان. قال الأَزهری: و ربما ذُكِّر السلطان لأَن لفظه مذكر، قال اللّه تعالی: بِسُلْطٰانٍ مُبِینٍ*. و قال اللیث: السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك و قُدرةُ مَن جُعل ذلك له و إِن لم یكن مَلِكاً، كقولك قد جعلت له سُلطاناً علی أَخذ حقِّی من فلان، و النون فی السلطان زائدة لأَن أَصل بنائه السلِیطُ. و قال أَبو بكر: فی السلطان قولان: أَحدهما أَن یكون سمی سلطاناً لتَسْلِیطِه، و الآخر أَن یكون سمی سلطاناً لأَنه حجة من حُجَج اللّه. قال الفراء: السلطان عند العرب الحجة، و یذكر و یؤنث، فمن ذكر السلطان ذهب به إِلی معنی الرجل، و من أَنثه ذهب به إِلی معنی الحجة. و قال محمد بن یزید: من ذكر السلطان ذهب به إِلی معنی الواحد، و من أَنثه ذهب به إِلی معنی الجمع، قال: و هو جمع واحده سَلِیطٌ، فسَلِیطٌ و سُلْطان مثل قَفِیزٍ و قُفْزانٍ و بَعیر و بُعران، قال: و لم یقل هذا غیره. و التسْلِیطُ: إِطلاق السُّلْطانِ و قد سلَّطه اللّه علیه. و فی التنزیل العزیز: وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَیْكُمْ. و سُلْطانُ الدَّم: تبیُّغُه. و سُلْطانُ كل شی‌ء: شِدَّتُه و حِدَّتُه و سَطْوَتُه، قیل من اللسانِ السَّلیطِ الحدِیدِ. قال الأَزهری: السَّلاطة بمعنی الحِدَّةِ، قد جاء؛ قال الشاعر یصف نُصُلًا محدَّدة: سِلاطٌ حِدادٌ أَرْهَفَتْها المَواقِعُ و حافر سَلْطٌ و سَلِیطٌ: شدید. و إِذا كان الدابةُ وَقاحَ الحافر، و البعیرُ وَقاحَ الخُفِّ، قیل: إنه لَسلْط الحافر، و قد سَلِطَ یَسْلَطُ سَلاطةً كما یقال لسان سَلِیطٌ و سَلْطٌ، و بعیر سَلْطُ الخفّ كما یقال دابة
لسان العرب، ج‌7، ص: 322
سَلْطةُ الحافر، و الفعلُ من كل ذلك سَلُطَ سَلاطةً؛ قال أُمیَّة بن أَبی الصلْت: إِنَّ الأَنامَ رَعایا اللّهِ كلُّهُمُ، هو السَّلِیطَطُ فوقَ الأَرضِ مُسْتَطِرُ قال ابن جنی: هو القاهر من السَّلاطة، قال: و یروی السِّلِیطَطُ و كلاهما شاذٌّ. التهذیب: سَلِیطَطٌ جاء فی شعر أُمیة بمعنی المُسَلَّطِ، قال: و لا أَدری ما حقیقته. و السِّلْطةُ: السهْمُ الطویلُ، و الجمع سِلاطٌ؛ قال المتنخل الهذلی: كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً، و لیْسَتْ بمُرْهَفةِ النِّصالِ، و لا سِلاطِ قوله كأَوْب الدبر یعنی النصالَ، و معنی غامضة أَی أُلْطِفَ حَدُّها حتی غمَضَ أَی لیست بمرْهَفات الخِلقة بل هی مُرهفات الحدِّ. و المَسالِیطُ: أَسنان المفاتیح، الواحدة مِسْلاطٌ. و سَنابِكُ سَلِطاتٌ أَی حِدادٌ؛ قال الأَعشی: هو الواهِبُ المائةِ المُصْطَفاةِ، كالنَّخل طافَ بها المُجْتَزِمْ و كلِّ كُمَیْتٍ، كجِذْعِ الطَّرِیقِ، یَجْرِی علی سَلِطاتٍ لُثُمْ المُجْتَزِمُ: الخارِصُ، و رواه أَبو عمرو المُجْترِم، بالراء، أَی الصارِمُ.

سلنط؛ ج7، ص: 322

: ابن بزرج: اسْلَنْطَأْتُ أَی ارْتَفعت إِلی الشی‌ء أَنظر إِلیه.

سمط؛ ج7، ص: 322

: سَمَطَ الجَدْیَ و الحَمَلَ یَسْمِطُه و یَسْمُطُه سَمْطاً، فهو مَسْموط و سَمِیطٌ: نتَفَ عنه الصوفَ و نظَّفه من الشعر بالماء الحارّ لیَشْوِیَه، و قیل: نتَف عنه الصوفَ بعد إِدْخاله فی الماء الحارّ؛ اللیث: إِذا مُرِط عنه صُوفُه ثم شُوِی بإِهابه فهو سَمِیطٌ. و‌فی الحدیث: ما أَكَل شاةً سمیطاً‌أَی مَشْوِیَّة، فَعِیل بمعنی مَفْعول، و أَصل السَّمْطِ أَن یُنْزَعَ صُوفُ الشاةِ المذبوحة بالماء الحارِّ، و إِنما یفعل بها ذلك فی الغالب لتُشْوی. و سَمَطَ الشی‌ءَ سَمْطاً: عَلَّقَه. و السِّمْطُ: الخَیْطُ ما دام فیه الخَرَزُ، و إِلا فهو سِلْكٌ. و السِّمْطُ: خیط النظْمِ لأَنه یُعَلَّقُ، و قیل: هی قِلادةٌ أَطولُ من المِخْنقةِ، و جمعه سُموطٌ؛ قال أَبو الهیثم: السِّمْطُ الخیط الواحد المنْظومُ، و السِّمْطانِ اثنان، یقال: رأَیت فی ید فلانة سِمْطاً أَی نَظْماً واحداً یقال له: یَكْ رَسَنْ، و إِذا كانت القلادة ذات نظمین فهی ذاتُ سِمْطَینِ؛ و أَنشد لِطَرَفةَ: و فی الحَیِّ أَحْوَی یَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ، مُظاهِرُ سِمْطَیْ لُؤْلُؤٍ و زَبَرْجَدِ و السِّمْطُ: الدِّرْعُ یُعَلِّقُها الفارِسُ علی عَجُزِ فرسه، و قیل: سَمَّطَها. و السِّمْطُ: واحد السُّمُوطِ، و هی سُیور تُعَلَّقُ من السرْجِ. و سَمَّطْتُ الشی‌ءَ: عَلَّقْتُه علی السُّموطِ تَسْمِیطاً. و سَمَّطْتُ الشی‌ء: لَزِمْتُه؛ قال الشاعر: تَعالَیْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ، و نَغْتَدی سَواءَیْنِ و المَرْعَی بأُمِّ دَرِینِ أَی تَعالیْ نَلْزَمْ حُبّنا و إِن كان علینا فیه ضِیقة. و المُسَمَّطُ من الشِّعر: أَبیات مَشْطورة یجمعها قافیة
لسان العرب، ج‌7، ص: 323
واحدة، و قیل: المُسَمَّطُ من الشعر ما قُفِّی أَرباعُ بُیُوتِه و سُمِّطَ فی قافیة مخالفة؛ یقال: قصِیدةٌ مُسَمَّطة و سِمْطِیّةٌ كقول الشاعر، و قال ابن بری هو لبعض المحدَثین: و شَیْبَةٍ كالقَسِمِ غَیَّر سُودَ اللِّمَمِ داوَیْتُها بالكَتَمِ زُوراً و بُهْتانا و قال اللیث: الشعر المُسَمَّط الذی یكون فی صدر البیت أَبیات مَشْطورة أَو مَنْهوكة مُقَفّاة، و یجمعها قافیة مُخالِفةٌ لازمة للقصیدة حتی تنقَضی؛ قال: و قال إمرؤُ القیس فی قصیدتین سِمْطِیَّتَینِ علی هذا المثال تسمیان السمطین، و صدر كل قصیدة مِصْراعانِ فی بیت ثم سائره ذو سُموط، فقال فی إِحداهما: و مُسْتَلْئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَیْلَه، أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذی سَفاسِقَ مَیْلَه، فجَعْتُ به فی مُلْتَقَی الخیْلِ خیْلَه، «2» تركتُ عِتاقَ الطیر تحْجُلُ حَوْلَه كأَنَّ، علی سِرْبالِه، نَضْحَ جِرْیالِ و أَورد ابن بری مُسَمَّطَ إمرئ القیس: توَهَّمْتُ من هِنْدٍ معالِمَ أَطْلالِ، عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْر فی الزَّمن الخالی مَرابعُ من هِنْدٍ خَلَتْ و مَصایِفُ، یَصِیحُ بمَغْناها صَدًی و عَوازِفُ و غَیَّرَها هُوجُ الرِّیاحِ العَواصِفُ، و كلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ بأَسْحَمَ من نَوْءِ السِّماكَینِ هَطَّالِ و أَورد ابن بری لآخر: خَیالٌ هاجَ لی شَجَنا، فَبِتُّ مُكابِداً حَزَنا، عَمِیدَ القلْبِ مُرْتَهَنا، بذِكْرِ اللّهْوِ و الطَّرَبِ سَبَتْنی ظَبْیَةٌ عَطِلُ، كأَنَّ رُضابَها عَسَلُ، یَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ، بنَیْلِ رَوادِفِ الحَقَبِ یَجُولُ وِشاحُها قَلَقا، إِذا ما أُلْبِسَتْ، شَفَقا، رقاقَ العَصْبِ، أَو سَرَقا مِن المَوْشِیَّةِ القُشُبِ یَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها، و یُصْبی العَقْلَ مَنْطِقُها، و تُمْسِی ما یُؤَرِّقُها سَقامُ العاشِقِ الوَصِبِ و من أَمثال العرب السائرة قولهم لمن یجوز حكمُه: حكمُكَ مُسَمَّطاً، قال المبرد: و هو علی مَذهب لك حكمُك مسمّطاً أَی مُتَمَّماً إِلا أَنهم یحذفون منه لك، یقال: حكمك مسمطاً أَی متمَّماً، معناه لك حكمُك و لا یستعمل إِلا محذوفاً. قال ابن شمیل: یقال للرجل حكمك مسمطاً، قال: معناه مُرْسَلًا یعنی به جائزاً. و المُسَمَّطُ: المُرْسَل الذی لا یُرَدُّ. ابن سیدة: و خذ حقَّك مسمطاً أَی سهلًا مُجوّزاً نافذاً. و هو لك مسمطاً أَی هنیئاً. و یقال: سَمَّطَ لِغَرِیمه إِذا أَرسله. و یقال: سَمَطْتُ الرجلَ یمیناً علی حَقِّی أَی اسْتَحلفته و قد سمَط هو علی الیمین یَسْمطُ أَی حلف. و یقال:
(2). قوله [ملتقی الخیل] فی القاموس: ملتقی الحی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 324
سَبَطَ فلان علی ذلك الأَمر یمیناً، و سمَط علیه، بالباء و المیم، أَی حلف علیه. و قد سَمَطْتَ یا رجلُ علی أَمْرٍ أَنْت فیه فاجِر، و ذلك إِذا وكَّدَ الیمین و أَحْلَطَها. ابن الأَعرابی: السّامِطُ الساكِتُ، و السَّمْط السكوت عن الفُضولِ. یقال: سَمَطَ و سمَّطَ و أَسْمَطَ إِذا سكت. و السِّمْطُ: الدّاهی فی أَمره الخَفِیفُ فی جِسْمِه من الرجال و أَكثر ما یُوصَف به الصَّیّادُ؛ قال رؤبة و نسبه الجوهری للعجاج: جاءتْ فلاقَتْ عِندَه الضَّآبِلا، سِمْطاً یُرَبِّی وِلْدةً زَعابِلا قال ابن بری: الرجز لرؤبة و صواب إِنشاده‌سِمْطاً …، بالكسر «1»، لأَنه هنا الصائد؛ شبه بالسّمْطِ من النِّظامِ فی صِغَر جِسمه، و سِمْطاً بدل من الضآبل. قال أَبو عمرو: یعنی الصیاد كأَنه نِظام فی خفّته و هُزالِه. و الزّعابِلُ: الصغار. و أَورد هذا البیت فی ترجمة زعبل، و قال: السَّمْطُ الفقیر؛ و مما قاله رؤبة فی السِّمْطِ الصائد: حتی إِذا عایَنَ رَوْعاً رائعا كِلابَ كَلَّابٍ و سِمْطاً قابِعا و ناقة سُمُطٌ و أَسْماطٌ: لا وَسْم علیها كما یقال ناقة غُفْلٌ. و نعل سُمُطٌ و سمط «2» و سَمِیطٌ و أَسْماطٌ: لا رُقْعةَ فیها، و قیل: لیست بمَخْصُوفةٍ. و السَّمِیطُ من النعل: الطّاقُ الواحد و لا رُقْعةَ فیها؛ قال الأَسود بن یعفر: فأَبْلِعْ بَنی سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَننا حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِیطا و شاهد الأَسْماط قولُ لیلی الأَخْیلیة: شُمُّ العَرانِینِ أَسْماطٌ نِعالُهُمُ، بِیضُ السَّرابیلِ لم یَعْلَقْ بها الغَمَرُ و‌فی حدیث أَبی سَلِیطٍ: رأَیت للنبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، نَعْل أَسْماطٍ، هو جمع سَمیطٍ هو من ذلك. و سَراویل أَسماطٌ: غیر مَحْشُوّةٍ. و قیل: هو أَن یكون طاقاً واحداً؛ عن ثعلب، و أَنشد بیت الأَسود بن یعفر. و قال ابن شمیل: السِّمْطُ الثوب الذی لیست له بطانةُ طَیْلَسانٍ أَو ما كان من قُطن، و لا یقال كِساء سِمْطٌ و لا مِلْحَفَةُ سِمْط لأَنها لا تُبَطَّن؛ قال الأَزهری: أَراد بالملحفة إِزارَ اللیلِ تسمیه العرب اللِّحافَ و المِلْحفة إِذا كان طاقاً واحداً. و السَّمِیطُ و السُّمَیْطُ: الآجُرُّ القائمُ بعضُه فوق بعض؛ الأَخیرة عن كراع. قال الأَصمعی: و هو الذی یسمی بالفارسیة براستق. و سَمَطَ اللبنُ یَسْمُطُ سَمْطاً و سُمُوطاً: ذهبت عنه حَلاوةُ الحلَب و لم یتغیر طعمه، و قیل: هو أَوّلُ تَغَیُّرِه، و قیل: السامِطُ من اللبن الذی لا یُصَوِّتُ فی السِّقاء لطَراءتِه و خُثُورَتِه؛ قال الأَصمعی: المَحْضُ من اللبن ما لم یُخالِطه ماءٌ حُلواً كان أَو حامِضاً، فإِذا ذهبت عنه حَلاوَةُ الحلَب و لم یتغیر طعمُه فهو سامِطٌ، فإن أَخذ شیئاً من الرِّیح فهو خامِطٌ، قال: و السامِطُ أَیضاً الماءُ المُغْلَی الذی یَسْمُطُ الشی‌ء. و السامِطُ: المُعَلِّقُ الشی‌ء بحَبْل خلْفَه من السُّمُوطِ؛ قال الزَّفَیانُ: كأَن أَقْتادِیَ و الأَسامِطا
(1). قوله [سمطاً بالكسر] تقدم ضبطه فی مادة ولد بالفتح تبعاً للجوهری. (2). قوله [سمط و سمط] الأولی بضمتین كما صرح به القاموس و ضبط فی الأصل أَیضاً، و الثانیة لم یتعرض لها فی القاموس و شرحه و لعلها كقفل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 325
و یقال: ناقة سُمُطٌ لا سِمَةَ علیها، و ناقة عُلُطٌ مَوْسُومة. و سَمَطَ السكّینَ سَمْطاً: أَحَدَّها؛ عن كراع. و سِماطُ القومِ: صَفُّهُم. و یقال: قامَ القومُ حولَه سِماطَیْنِ أَی صفَّین، و كلُّ صفٍّ من الرجال سِماطٌ. و سُموطُ العِمامةِ: ما أُفْضِلَ منها علی الصَّدْرِ و الأَكتاف. و السِّماطانِ من النحْلِ «1» و الناسِ: الجانِبانِ، یقال: مشَی بین السِّماطینِ. و‌فی حدیث الإِیمان: حتی سَلِمَ من طَرفِ السِّماطِ؛ السِّماطُ: الجماعة من الناس و النحْل، و المراد فی الحدیث الجماعة الذین كانوا جلوساً عن جانبیه. و سِماطُ الوادی: ما بین صَدْرِه و مُنْتهاه. و سِمْط الرَّمْلِ: حَبْلُه؛ قال: فلما غَدا اسْتَذْرَی له سِمْط رَمْلةٍ لِحَوْلَیْنِ أَدْنَی عَهْدِه بالدَّواهِنِ «2» و سِمْطٌ و سُمَیطٌ: اسمان. و أَبو السِّمْطِ: من كناهم؛ عن اللحیانی.

سمعط؛ ج7، ص: 325

: اسْمَعَطَّ العَجاجُ اسْمِعْطاطاً إِذا سَطَعَ. الأَزهری: اسْمَعَدَّ الرجلُ و اشْمَعَدَّ إِذا امْتَلأَ غضباً، و كذلك اسْمَعَطَّ و اشْمَعَطَّ، و یقال ذلك فی ذكَر الرجل إِذا اتْمَهلَّ.

سنط؛ ج7، ص: 325

: السِّنْطُ: المَفْصِلُ بین الكَفِّ و الساعِدِ. و أَسْنَعَ الرجلُ إِذا اشتكی سِنْعَه أَی سِنْطَه، و هو الرُّسْغ. و السَّنْطُ: قَرْظٌ یَنْبُت فی الصعید و هو حطَبُهم، و هو أَجْوَدُ حطَبٍ اسْتَوْقَد به الناسُ، یزعمون أَنه أَكْثره ناراً و أَقلُّه رَماداً؛ حكاه أَبو حنیفة، و قال: أَخبرنی بذلك الخبیر، قال: و یَدْبُغون به، و هو اسم أَعجمی. و السِّناطُ و السُّناطُ و السَّنُوطُ، كله: الذی لا لِحْیَة له، و قیل: هو الذی لا شَعرَ فی وجهه البَتَّةَ، و قد سَنُطَ فیهن. التهذیب: السّناطُ الكَوْسَج، و كذلك السَّنُوطُ و السَّنُوطِیُّ، و فعله سَنُطَ و كذلك عامة ما جاء علی بناء فِعالٍ، و كذلك ما جاء علی بناء المجهول ثلاثیّاً. ابن الأَعرابی: السُّنُطُ الخَفِیفو العَوارِض و لم یبلغوا حال الكَواسِج؛ و قال غیره: الواحدُ سَنُوط، و قد تكرر فی الحدیث، و هو بالفتح الذی لا لحیة له أَصلًا. ابن بری: السِّناطُ یُوصفُ به الواحد و الجمع؛ قال ذو الرمة: زُرْقٌ، إِذا لاقَیْتَهُمْ، سِناطُ لَیْس لهم فی نَسَبٍ رِباطُ، و لا إِلی حَبْلِ الهُدَی صِراطُ، فالسَّبُّ و العارُ بهم مُلْتاطُ و یقال منه: سَنُطَ الرجلُ و سَنِطَ سَنَطاً، فهو سِناط. و سَنُوطٌ: اسم رجل معروف.

سوط؛ ج7، ص: 325

: السَّوْطُ: خَلْطُ الشی‌ء بَعْضِه ببعض، و منه سمی المِسْواطُ. و ساطَ الشی‌ءَ سَوْطاً و سَوَّطَه: خاضَه و خَلَطَه و أَكثَرَ ذلك. و خصَّ بعضُهم به القِدْرَ إِذا خُلِطَ ما فیها. و المِسْوَطُ و المِسْواطُ: ما سِیطَ به. و اسْتَوَطَ هو: اخْتَلَطَ، نادر. و‌فی حدیث سَوْدة: أَنه نظَرَ إِلیها و هی تنظر فی رَكْوةٍ فیها ماء فنَهاها و قال: إِنی أَخافُ علیكم منه المِسْوطَ، یعنی الشیْطانَ، سمی به من ساطَ
(1). قوله [من النحل] هو بالحاء المهملة بالأصل و شرح القاموس و النهایة. (2). قوله [فلما غدا إلخ] قال فی الأساس بعد أَن نسبه للطرماح: أَراد به الصائد، جعله فی لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.
لسان العرب، ج‌7، ص: 326
القِدْرَ بالمِسْوطِ و المِسْواطِ، و هو خشبة یُحَرّكُ بها ما فیها لیخْتَلِطَ، كأَنه یُحَرِّك الناس للمعصیةِ و یجمعهم فیها. و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: لتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْر، و‌حدیثه مع فاطمةَ، رضوان اللّه علیهما: مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمی و لَحْمی أَی مَمْزوجٌ و مَخْلُوط؛ و منه قصید كعب بن زهیر: لكِنَّها خُلَّةٌ، قدْ سِیطَ من دَمِها فَجْعٌ وَ وَلْعٌ، و إِخْلافٌ و تَبْدِیلُ أَی كأَنَّ هذه الأَخْلاقَ قد خُلِطَتْ بدمها. و‌فی حدیث حَلِیمةَ: فشَقّا بَطْنَه فهما یَسُوطانِه.و سَوَّطَ رَأْیَه: خَلَّطَه. و اسْتَوَطَ علیه أَمرُه: اضْطَرَبَ. و أَمْوالُهم بینهم سَوِیطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَی مُخْتلِطةٌ. و إِذا خَلَّط الإِنسانُ فی أَمره قیل: سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِیطاً؛ و أَنشد: فَسُطْها ذَمیمَ الرَّأْی، غَیرَ مُوَفَّقٍ، فَلَسْتَ علی تَسْوِیطِها بِمُعانِ و سمی السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِیطَ به إِنسان أَو دابّة خُلِطَ الدمُ باللحمِ، و هو مُشْتَقٌّ من ذلك لأَنه یَخْلِطُ الدم باللحم و یَسُوطُه. و قولهم: ضربت زیداً سَوْطاً إِنما معناه ضربته ضربة بسوط، و لكن طریق إِعرابه أَنه علی حذف المضاف أَی ضربته ضربة سَوْطٍ، ثم حذفت الضربة علی حذف المضاف، و لو ذهبت تتأَوّل ضربته سوطاً علی أَن تقدَّر إِعرابه ضربةً بسوط كما أَن معناه كذلك أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كما یُحْذَفُ حَرْفُ الجرِّ فی نحو قوله أَمَرْتُكَ الخیر و أَسْتَغْفِرُ اللّه ذنباً، فتحتاج إِلی اعْتذارٍ من حذف حرف الجر، و قد غَنِیتَ عن ذلك كله بقوله إِنه علی حذف المضاف فی ضربة سوطٍ، و معناه ضربةً بسوط، و جمعه أَسْواطٌ و سِیاطٌ. و‌فی الحدیث: معَهم سِیاطٌ كأَذْنابِ البقر؛ هو جمع سَوْطٍ الذی یُجْلَد به، و الأَصل سِواطٌ، بالواو، فقلبت یاء للكسرة قبلها، و یجمع علی الأَصل أَسْواطاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: فجعلنا نضْرِبه بأَسْیاطِنا و قِسیِّنا؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی بالیاء و هو شاذّ و القیاسُ أَسْواطِنا، كما یقال فی جمع ریح أَریاح شاذّاً و القیاس أَرواحٌ، و هو المُطَّرِدُ المستعمل، و إِنما قلبت الواو فی سِیاط للكسرة قبلها، و لا كَسرةَ فی أَسواط. و قد ساطَه سَوْطاً و سُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضربته بالسَّوْط؛ قال الشَّماخ یصف فرسَه: فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْیةٍ علی الأَمْعَزِ الضَّاحِی، إِذا سِیطَ أَحْضَرا صَوَّبْتُه: حملته علی الحُضرِ فی صَبَبٍ من الأَرض. و الصَّوْبُ: المطر، و الغَبْیَةُ: الدُّفْعةُ منه. و‌فی الحدیث: أَوَّلُ من یدخل النارَ السَّوَّاطونَ؛ قیل هم الشُّرَطُ الذین معهم الأَسْواط یَضْربون بها الناس. و ساطَ دابَّته یَسُوطُه إِذا ضربه بالسوْطِ. و ساوَطَنی فسُطْتُه أَسُوطه؛ عن اللحیانی، لم یزد علی ذلك شیئاً؛ قال ابن سیدة: و أَراه إِنما أَراد خاشَنَنی بسَوْطِه أَو عارَضَنِی به فغلبته، و هذا فی الجَواهِر قلیل إِنما هو فی الأَعْراضِ. و قوله عزّ و جلّ: فَصَبَّ عَلَیْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذٰابٍ؛ أَی نَصِیبَ عَذابٍ، و یقال: شدَّته لأَن العذاب قد یكون بالسوط؛ و قال الفراء: هذه الكلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب یدخل فیه السوْطُ جری به الكلام و المثَل، و یروی أَن السوطَ من عذابهم الذی یُعذّبون به فجری لكل
لسان العرب، ج‌7، ص: 327
عذاب إِذ كان فیه عندهم غایةُ العذابِ. و المِسْیاطُ: الماء یبقی فی أَسفل الحوض؛ قال أَبو محمد الفقعسی: حتی انتهت رَجارِجُ المِسْیاطِ و السِّیاطُ: قُضْبانُ الكُرّاثِ الذی علیه مالیقه «1» تشبیهاً بالسیاط التی یضرب بها؛ و سَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذلك. و سَوْطُ باطلٍ: الضوء الذی یدخل من الكُوَّة، و قد حكیت فیه الشین. و السُّوَیْطاء: مرقة كثیرة الماء تساط أَی تخلط و تضرب.

فصل الشین المعجمة؛ ج7، ص: 327

شبط؛ ج7، ص: 327

: الشَّبُّوطُ و الشُّبُّوط؛ الأَخیرة عن اللحیانی و هی ردیئة: ضرب من السمك دقیق الذنب عریض الوسط صغیر الرأْس لَیّنُ المَمَسّ كأَنه البَرْبَطُ، و إِنما یشبّه البربطُ إِذا كان ذا طول لیس بعریض بالشبّوط؛ قال الشاعر: مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ خَفِیفٌ ذَفِیفٌ، دَسِمُ الثوْبِ قد شَوَی سَمَكاتِ من شَبابِیطِ لُجّةٍ وسْطَ بَحْرٍ، حَدَثَتْ من شُحُومِها، عَجِراتِ و هو أَعجمی. قال ابن سیدة: و حكی بعضهم الشَّبُوطةَ، بفتح الشین و التخفیف، قال: و لست منه علی ثقة، و اللّه أَعلم.

شحط؛ ج7، ص: 327

: الشَّحْطُ و الشَّحَطُ: البُعْدُ، و قیل: البُعْدُ فی كل الحالات، یثقل و یخفف؛ قال النابغة: و كلُّ قَرِینةٍ و مَقَرِّ إِلْفٍ مُفارِقُه، إِلی الشَّحَطِ، القَرِینُ و أَنشد الأَزهری: و الشَّحْطُ قَطّاعٌ رَجاءَ مَن رَجا و شَحَطَتِ الدَّارُ تَشْحَطُ شَحْطاً و شَحَطاً و شُحُوطاً: بَعُدَتْ. الجوهری: شَحَطَ المَزَارُ و أَشْحَطْتُه أَبْعَدْتُه. و شَواحِطُ الأَوْدیة: ما تَباعَدَ منها. و شحَطَ فلان فی السَّوْمِ و أَبْعَطَ إِذا اسْتَامَ بسِلْعَتِه و تَباعَد عن الحقّ و جاوَز القَدْر؛ عن اللحیانی. قال ابن سیدة: و أَری شَحِطَ لغة عنه أَیضاً. و‌فی حدیث ربیعةَ فی الرجل یُعْتِقُ الشِّقْصَ من العبد، قال: یُشْحَطُ الثمنُ ثم یُعْتَقُ كلُّه‌أَی یُبْلَغُ به أَقْصَی القِیمةِ، هو من شَحَط فی السَّوْمِ إِذا أَبْعَدَ فیه، و قیل: معناه یُجْمع ثمَنُه من شَحطْتُ الإِناء إِذا مَلأْتَه. و شحَطَ شَرابَه یَشْحَطُه: أَرَقَّ مِزاجَه؛ عن أَبی حنیفة. و الشَّحْطةُ: داء یأْخُذ الإِبل فی صُدُورها فلا تكاد تَنْجُو منه. و الشَّحْطةُ: أَثر سَحْجٍ یُصیب جَنْباً أَو فخذاً و نحوهما؛ یقال: أَصابته شحْطة. و التشحُّطُ: الاضْطرابُ فی الدَّم. ابن سیدة: الشحْطُ الاضْطراب فی الدم. و تشَحَّطَ الولد فی السَّلَی: اضْطَرب فیه؛ قال النابغة: و یَقْذِفْنَ بالأَوْلادِ فی كلّ مَنْزِلٍ، تَشَحَّطُ، فی أَسْلائِها، كالوَصائلِ الوصائلُ: البُرُودُ الحُمْر. و شَحَطَه یَشْحطُه شَحْطاً و سَحَطَه: ذبَحه، قال ابن سیدة: و السین أَعْلی. و تَشَحَّطَ المقْتُولُ بدَمِه أَی اضْطَرَب فیه، و شحَّطَه غیرُه به تَشْحِیطاً. و‌فی حدیث مُحَیِّصةَ:
(1). قوله [مالیقه] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس: زمالیقه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 328
و هو یَتَشَحَّطُ فی دمه‌أَی یَتَخَبَّطُ فیه و یَضْطَرِبُ و یتمرّغُ. و شحَطَتْه العقربُ و وَكَعَتْه بمعنی واحد. و قال الأَزهری: یقال شحَطَ الطائرُ و صامَ و مَزَقَ و مَرَقَ و سَقْسقَ، و هو الشحْطُ و الصوْمُ. الأَزهری: یقال جاء فلان سابقاً قد شحَطَ الخیلَ شحْطاً أَی فاتَها. و یقال: شحَطَتْ بنُو هاشم العربَ أَی فاتُوهم فَضْلًا و سبَقُوهم. و الشحْطةُ: العُودُ من الرُّمّان و غیره تَغْرِسُه إِلی جنب قَضِیب الحَبَلةِ حتی یَعْلُوَ فوقَه، و قیل: الشحْطُ خشبة توضع إِلی جنب الأَغصان الرِّطابِ المتفرّقة القِصار التی تخرج من الشُّكُر حتی ترتفع علیها، و قیل: هو عود ترفع علیه الحَبَلة حتی تَسْتقِلّ إِلی العَرِیش. قال أَبو الخطّاب: شحَطْتها أَی وضعت إِلی جنبها خشبة حتی ترتفع إِلیها. و المِشْحَطُ: عُوَیْد یُوضع عند القَضِیب من قُضْبانِ الكرْم یَقِیه من الأَرض. و الشَّوْحَطُ: ضرب من النَّبْع تتخذ منه القِیاسُ و هی من شجر الجبالِ جبالِ السَّراةِ؛ قال الأَعشی: و جِیاداً، كأَنها قُضُبُ الشَّوْحَطِ، یَحْمِلْنَ شِكّةَ الأَبطالِ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی العالم بالشوحط أَنَّ نباتَه نباتُ الأَرْزِ قُضبان تسمو كثیرة من أَصل واحد، قال: و ورقة فیما ذكر رِقاقٌ طِوالٌ و له ثمرة مثل العنبة الطویلة إِلا أَنَّ طرفها أَدَقُّ و هی لینة تؤْكل. و قال مرّة: الشوْحَطُ و النَّبْعُ أَصفرا العود رَزِیناه ثَقِیلانِ فی الید إِذا تقادَما احْمَرَّا، واحدته شَوْحَطة. و روی الأَزهری عن المبرد أَنه قال: النبْعُ و الشوحطُ و الشَّرْیان شجرة واحدة و لكنها تختلف أَسماؤها بكَرَمِ مَنابِتها، فما كان منها فی قُلّة الجبل فهو النبْعُ، و ما كان فی سَفْحِه فهو الشَّرْیان، و ما كان فی الحَضِیضِ فهو الشوحط. الأَصمعی: من أَشجار الجبال النبع و الشوحط و التَّأْلَبُ؛ و حكی ابن بری فی أَمیاله أَن النبع و الشوْحَطَ واحد و احتج بقول أَوْس یصف قوساً: تَعَلَّمَها فی غِیلِها، و هی حَظْوةٌ، بوادٍ به نَبْعٌ طِوالٌ و حِثْیَلُ وَ بانٌ و ظَیَّانٌ و رَنْفٌ و شَوْحَطٌ، أَلَفُّ أَثِیثٌ ناعِمٌ مُتَعَبِّلُ فجعل مَنْبِتَ النبْعِ و الشوْحطِ واحداً؛ و قال ابن مقبل یصف قوساً: مِن فَرْعِ شَوْحَطةٍ، بِضاحی هَضْبةٍ، لَقِحَتْ به لَقحاً خِلافَ حِیالِ و أَنشد ابن الأَعرابی: و قد جَعل الوَسْمِیُّ یُنْبِتُ، بیننا و بینَ بنی دُودانَ، نَبْعاً و شَوْحَطا قال ابن بری: معنی هذا أَنَّ العرب كانت لا تطْلُب ثأْرَها إِلا إِذا أَخْصَبَتْ بلادُها، أَی صار هذا المطر یُنبِت لنا القِسِیّ التی تكون من النبع و الشوحط. قال أَبو زیاد: و تُصنع القیاس من الشَّرْیان و هی جیدة إِلا أَنها سوداء مُشْرَبةٌ حمرة؛ قال ذو الرمة: و فی الشِّمالِ من الشَّرْیانِ مُطْعِمةٌ كَبْداء، فی عَجْسِها عَطْفٌ و تَقْوِیمُ و ذكر الغنوی الأَعرابی أَن السَّراء من النبع؛ و یقوّی قولَه قولُ أَوْس فی صفة قَوْس نبع أَطنب فی
لسان العرب، ج‌7، ص: 329
وصفها ثم جعلها سَراء فهما إِذاً واحد و هو قوله: و صَفْراء من نبع كأَنَّ نَذِیرَها، إِذا لم یُخَفِّضْه عن الوحش، أَفْكَلُ و یروی: … أَزْمَلُ فبالغ فی وصفها؛ ثم ذكر عَرْضَها للبیع «2» و امْتِناعَه فقال: فأَزْعَجَه أَن قِیلَ: شَتَّان ما تری إِلیكَ، و عُودٌ من سَراء مُعَطَّلُ فثبت بهذا أَن النبع و الشوحط و السَّراء فی قول الغنویّ واحد، و أَما الشَّرْیان فلم یذهب أَحد إِلی أَنه من النبع إِلَّا المبرّد و قد رُدَّ علیه ذلك. قال ابن بری: الشوحط و النبع شجر واحد، فما كان منها فی قُلّةِ الجبل فهو نَبع، و ما كان منها فی سَفْحه فهو شوحط، و قال المبرد: و ما كان منها فی الحَضیض فهو شَرْیان و قد ردَّ علیه هذا القول. و قال أَبو زیاد: النبع و الشوحط شجر واحد إِلا أَن النبع ما ینبت منه فی الجبل، و الشوحط ما ینبت منه فی السَّهْلِ. و‌فی الحدیث: أَنه ضربَه بمِخْرَش من شَوْحَطٍ، هو من ذلك؛ قال ابن الأَثیر: و الواو زائدة. و شِیحاط: موضع بالطائف. و شُواحِطٌ: موضع؛ قال ساعدة بن العجلان الهذلی: غَداةَ شُواحِطٍ فنَجَوْتَ شَدّاً، و ثَوْبُكَ فی عَباقِیةٍ هَرِیدُ و الشُّمْحُوطُ: الطویل، و المیم زائدة.

شرط؛ ج7، ص: 329

: الشَّرْطُ: معروف، و كذلك الشَّریطةُ، و الجمع شُروط و شَرائطُ. و الشَّرْطُ: إِلزامُ الشی‌ء و التِزامُه فی البیعِ و نحوه، و الجمع شُروط. و‌فی الحدیث: لا یجوز شَرْطانِ فی بَیْعٍ، هو كقولك: بعتك هذا الثوب نَقْداً بدِینار، و نَسِیئةً بدِینارَیْنِ، و هو كالبَیْعَتین فی بَیْعةٍ، و لا فرق عند أَكثر الفقهاء فی عقد البیع بین شَرْط واحد أَو شرطین، و فرق بینهما أَحمد عملًا بظاهر الحدیث؛ و منه‌الحدیث الآخر: نهی عن بَیْع و شَرْطٍ، و هو أَن یكون الشرطُ ملازماً فی العقد لا قبله و لا بعده؛ و منه‌حدیث بَرِیرةَ: شَرْطُ اللّهِ أَحَقُّ؛ یرید ما أَظهره و بیَّنه من حُكم اللّه‌بقوله الولاء لمن أَعْتق، و قیل: هو إِشارة إِلی قوله تعالی: فَإِخْوٰانُكُمْ فِی الدِّینِ وَ مَوٰالِیكُمْ؛ و قد شرَط له و علیه كذا یَشْرِطُ و یَشْرُطُ شَرْطاً و اشْتَرَط علیه. و الشَّرِیطةُ: كالشَّرْطِ، و قد شارَطَه و شرَط له فی ضَیْعَتِه یَشْرِط و یَشْرُط، و شرَط للأَجِیر یَشْرُطُ شَرْطاً. و الشَّرَطُ، بالتحریك: العلامة، و الجمع أَشْراطٌ. و أَشْراطُ الساعةِ: أَعْلامُها، و هو منه. و فی التنزیل العزیز: فَقَدْ جٰاءَ أَشْرٰاطُهٰا. و الاشْتِراطُ: العلامة التی یجعلها الناس بینهم. و أَشْرَطَ طائفةً من إِبله و غنمه: عَزَلَها و أَعْلَمَ أَنها للبیع. و الشَّرَطُ من الإِبل: ما یُجْلَبُ للبیع نحو النَّاب و الدَّبِرِ. یقال: إِن فی إِبلك شَرَطاً، فیقول: لا و لكنها لُبابٌ كلها. و أَشْرَط فلان نفسَه لكذا و كذا: أَعْلَمها له و أَعَدَّها؛ و منه سمی الشُّرَطُ لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة یُعْرَفُون بها، الواحد شُرَطةٌ و شُرَطِیٌّ؛ قال ابن أَحمر: فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً علیها، و كان بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِینا
(2). قوله [ذكر عرضها للبیع إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 330
و الشُّرْطةُ فی السُّلْطان: من العلامة و الإِعْدادِ. و رجل شُرْطِیٌّ و شُرَطِیٌّ: منسوب إِلی الشُّرطةِ، و الجمع شُرَطٌ، سموا بذلك لأَنهم أَعَدُّوا لذلك و أَعْلَمُوا أَنفسَهم بعلامات، و قیل: هم أَول كتیبة تشهد الحرب و تتهیأُ للموت. و‌فی حدیث ابن مسعود: و تُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا یرجِعُون إِلا غالِبین؛ هم أَوّل طائفة من الجیش تشهد الوَقْعة، و قیل: بل صاحب الشُّرْطةِ فی حرب بعینها؛ قال ابن سیدة: و الصواب الأَول؛ قال ابن بری: شاهدُ الشُّرْطِیِّ لواحد الشُّرَطِ قول الدَّهناء: و اللّهِ لوْ لا خَشْیةُ الأَمِیرِ، و خَشْیَةُ الشرْطِیّ و الثُّؤْثُورِ الثُّؤْثورُ: الجلْوازُ؛ قال: و قال آخر: أَعُوذُ باللّهِ و بالأَمِیرِ من عامِل الشُّرْطةِ و الأُتْرُورِ و أَشْراطُ الشی‌ء: أَوائلُه؛ قال بعضهم: و منه أَشراطُ الساعةِ و ذكرها النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، و الاشتقاقان مُتقارِبان لأَن علامة الشی‌ء أَوَّله. و مَشارِیطُ الأَشیاء: أَوائلها كأَشْراطِها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ، و تَلْتَوِی مَشارِیطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ قال: و لا واحد لها. و أَشْراطُ كلِّ شی‌ء: ابتداء أَوَّله. الأَصمعی: أَشْراطُ الساعةِ علاماتها، قال: و منه الاشْتِراط الذی یَشْتَرِطُ الناسُ بعضُهم علی بعض أَی هی عَلامات یجعلونها بینهم، و لهذا سمیت الشُّرَط لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة یُعْرَفون بها. و حكی الحطابی عن بعض أَهل اللغة أَنه أَنكر هذا التفسیر و قال: أَشراطُ الساعةِ ما تُنكِره الناسُ من صغار أُمورها قبل أَن تقوم الساعة. و شُرَطُ السلطانِ: نُخْبةُ أَصحابه الذین یقدِّمهم علی غیرهم من جنده؛ و قول أَوس بن حجر: فأَشْرَط فیها نفْسَه، و هو مُعْصِمٌ، و أَلْقَی بأَسْبابٍ له و تَوَكَّلا أَی جعل نفْسَه علَماً لهذا الأَمر؛ و قوله: أَشْرَط فیها نفسه أَی هَیَّأَ لهذه النَّبْعةِ. و قال أَبو عبیدة: سمی الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم أَعِدّاء. و أَشراطُ الساعةِ: أَسبابُها التی هی دون مُعْظَمِها و قِیامِها. و الشَّرَطانِ: نَجْمانِ من الحَمَلِ یقال لهما قَرْنا الحملِ، و هما أَوَّل نجم من الرَّبیع، و من ذلك صار أَوائلُ كل أَمْر یقع أَشْراطَه و یقال لهما الأَشْراط؛ قال العجاج: أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْراطِ، و رَیِّقُ اللیلِ إِلی أَراطِ قال الجوهری: الشرطانِ نجمانِ من الحَمَل و هما قَرْناه، و إِلی جانِب الشَّمالِیِّ منهما كوكب صغیر، و من العرب من یَعُدُّه معهما فیقول هو ثلاثة كواكب و یسمیها الأَشراط؛ قال الكمیت: هاجَتْ علیه من الأَشْراطِ نافِجةٌ، فی فَلْتةٍ، بَیْنَ إِظْلامٍ و إِسْفارِ و النَّسَبُ إِلیه أَشْراطِیٌّ لأَنه قد غَلب علیها فصار كالشی‌ء الواحد؛ قال العجاج: من باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِیُّ أَرادَ الشَّرَطَیْنِ. قال ابن بری: الشَّرَطانِ تثنیة شَرَطٍ و كذلك الأَشْراطُ جمع شَرَطٍ؛ قال: و النسبُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 331
إِلی الشَّرَطَیْنِ شرَطِیٌّ كقوله: و من شَرَطِیٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر قال: و كذلك النسَبُ إِلی الأَشْراطِ شَرَطِیٌّ، قال: و ربما نسَبُوا إِلیه علی لفظ الجمع أَشْراطِیٌّ، و أَنشد بیت العجاج. و رَوْضةٌ أَشْراطِیّة: مُطِرَتْ بالشَّرَطَیْنِ؛ قال ذو الرمة یصف روضة: قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِیّة و كَفَتْ فیها الذِّهابُ، و حَفَّتْها البَراعِیمُ یعنی رَوْضة مُطرت بنَوء الشرَطینِ، و إِنما قال قرحاء لأَنَّ فی وسَطِها نُوَّارةً بَیْضاء، و قال حوَّاء لخُضْرةِ نباتها. و حكی ابن الأَعرابی: طلَع الشَّرَطُ، فجاء للشَّرَطَیْنِ بواحد، و التثنیةُ فی ذلك أَعْلی و أَشْهر لأَن أَحدهما لا ینفصل عن الآخر فصارا كأَبانَیْنِ فی أَنهما یُثْبَتانِ معاً، و تكون حالَتُهما واحدة فی كل شی‌ء. و أَشْرَطَ الرسولَ: أَعْجَله، و إِذا أَعْجَل الإِنسانُ رسولًا إِلی أَمر قیل أَشْرَطَه و أَفْرَطَه من الأَشْراط التی هی أَوائل الأَشیاء كأَنه «1» من قولك فارِطٌ و هو السابق. و الشَّرَطُ: رُذالُ المالِ و شِرارُه، الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء؛ قال جریر: تُساقُ مِن المِعْزَی مُهورُ نِسائهمْ، و مِنْ شَرَطِ المِعْزَی لَهُنَّ مُهورُ و‌فی حدیث الزكاة: و لا الشَّرَطَ اللَّئیمة‌أَی رُذالَ المالِ، و قیل: صِغارُه و شِراره. و شَرَطُ الناس: خُشارَتُهم و خَمّانُهم؛ قال الكمیت: وجَدْتُ الناسَ، غَیْرَ ابْنَیْ نِزارٍ، و لَمْ أَذْمُمْهُمُ، شَرَطاً و دُونا فالشَّرَطُ: الدُّونُ من الناسِ، و الذین هم أَعظم منهم لیسوا بشرَطٍ. و الأَشْراطُ: الأَرْذالُ. و الأَشْراطُ أَیضاً: الأَشْرافُ؛ قال یعقوب: و هذا الحرف من الأَضداد؛ و أَما قولُ حَسّانَ بن ثابت: فی نَدامی بِیضِ الوُجوهِ كِرامٍ، نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ فیقال: إِنه أَراد به الحرَسَ و سَفِلةَ الناس؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَشارِیطُ من أَشْراطِ أَشْراطِ طَیِّ‌ءٍ، و كان أَبوهمْ أَشْرَطاً و ابْن أَشْرَطا و‌فی الحدیث: لا تقومُ الساعةُ حتی یأْخُذَ اللّهُ شریطتَه من أَهلِ الأَرض فیَبْقَی عَجاجٌ لا یَعْرِفون مَعْروفاً و لا یُنْكِرُون مُنْكَراً، یعنی أَهلَ الخیرِ و الدِّینِ. و الأَشْراطُ من الأَضْداد: یقع علی الأَشراف و الأَرذال؛ قال الأَزهری: أَظُنُّه شَرَطَتَه أَی الخِیارَ إِلا أَنَّ شمراً كذا رواه. و شرَطٌ: لقَب مالِكِ بن بُجْرَة، ذهَبوا فی ذلك إِلی اسْتِرْذالِه لأَنه كان یُحَمَّقُ؛ قال خالد بن قیس التیْمی یهجُو مالكاً هذا: لَیْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ، حَزُّوا بنَصْلِ السیْفِ عند السَّبَلهْ و حَلَّقَتْ بك العُقابُ القَیْعَلَهْ، مُدْبِرةً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ و الغنمُ: أَشْرطُ المالِ أَی أَرْذَلُه، مُفاضَلةٌ، و لیس هناك فِعْل؛ قال ابن سیدة: و هذا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تكون من الفعل دون الاسم، و هو نحو ما حكاه سیبویه من قولهم أَحْنَكُ الشاتین لأَن ذلك لا فعل له أَیضاً عنده، و كذلك آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ
(1). قوله [كأَنه إلخ] كذا بالأصل و یظهر أن قبله سقطاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 332
له عند سیبویه. و شَرَطُ الإِبلِ: حَواشِیها و صِغارُها، واحدها شَرَطٌ أَیضاً، و ناقة شَرَطٌ و إِبل شَرَطٌ. قال: و فی بعض نسخ الإِصلاح: الغنمُ أَشْراطُ المال، قال: فإِن صح هذا فهو جمع شَرَط. التهذیب: و شَرَطُ المالِ صغارها، و قال: و الشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كل شی‌ء خِیارُه و هم نُخْبةُ السلطانِ من جُنده؛ و قال الأَخطل: و یَوْم شرْطةِ قَیْسٍ، إِذْ مُنِیت بِهِمْ، حَنَّتْ مَثاكِیلُ من أَیْفاعِهمْ نُكُدُ و قال آخر: حتی أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ و قال أَوْسٌ: فأَشْرَط فیها أَی استخَفَّ بها و جعلها شَرَطاً أَی شیئاً دُوناً خاطَرَ بها. أَبو عمرو: أَشْرَطْتُ فلاناً لعمل كذا أَی یَسَّرْتُه و جعلته یلیه؛ و أَنشد: قَرَّبَ منهم كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ، ذِی كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ: المُیَسَّرُ للعمل. و المِشْرَطُ: المِبْضَعُ، و المِشْراطُ مثله. و الشَّرْطُ: بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ، شَرَطَ یَشْرُطُ و یَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ، و المِشْراطُ و المِشْرَطةُ: الآلةُ التی یَشْرُط بها.قال ابن الأَعرابی: حدثنی بعض أَصحابی عن ابن الكَلْبی عن رجل عن مُجالِد قال: كنت جالساً عند عبد اللّه بن معاویة بن عبد اللّه بن جعفر بن أَبی طالب بالكوفة فأُتِیَ برجل فأَمَر بضَرْبِ عُنقه، فقلت: هذا و اللّهِ جَهْدُ البَلاء، فقال: و اللّه ما هذا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه و لكن جهد البلاء فَقْر مُدْقِعٌ بعد غِنًی مُوسع.و‌فی الحدیث: نَهی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، عن شَرِیطةِ الشیطانِ، و هی ذبیحة لا تُفْرَی فیها الأَوْداجُ و لا تُقْطَعُ و لا یُسْتَقْصَی ذبحُها؛ أُخذ من شَرْط الحجام، و كان أَهل الجاهلیة یقطعون بعضَ حَلْقِها و یتركونها حتی تموتَ، و إِنما أَضافها إِلی الشیطان لأَنه هو الذی حملهم علی ذلك و حسّن هذا الفعلَ لدَیْهِم و سوّلَه لهم. و الشَّرِیطةُ من الإِبل: المشقُوقةُ الأُذن. و الشَّرِیطةُ: شِبْه خُیوطٍ تُفْتل من الخُوص و اللِّیفِ، و قیل: هو الحبلُ ما كان، سمی بذلك لأَنه یُشْرَطُ خُوصه أَی یُشَقُّ ثم یفتل، و الجمع شَرائطُ و شُرُطٌ و شَرِیطٌ كشَعیرة و شَعیر. و الشَّرِیطُ: العَتِیدةُ للنساء تَضَعُ فیها طِیبَها، و قیل: هی عَتیدةُ الطِّیبِ، و قیل: العَیْبةُ؛ حكاه ابن الأَعرابی و به فُسِّر قولُ عَمْرو بن مَعْدِیكَرِب: فَزَیْنُكَ فی الشَّرِیطِ إِذا التَقَیْنا، و سابِغةٌ و ذُو النُّونَیْنِ زَیْنی یقول: زَیْنُكَ الطِّیبُ الذی فی العَتِیدةِ أَو الثیابُ التی فی العَیْبة، و زَیْنی أَنا السِّلاحُ، و عَنَی بذی النُّونین السیفَ كما سماه بعضهم ذا الحَیّاتِ؛ قال الأَسود بن یَعْفُرَ: عَلَوْتُ بِذی الحَیّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه، فَخَرَّ، كما خَرَّ النِّساءُ، عَبِیطَا و قال مَعْقِلُ بن خُوَیْلِد الهُذلیّ: و ما جَرَّدْتُ ذا الحَیّاتِ، إِلّا لأَقْطَعَ دابِرَ العَیْشِ، الحُبابِ «1» كانت امرأَته نظرت إِلی رجل فضرَبها مَعْقِلٌ بالسیف
(1). قوله [الحباب] ضبط فی الأَصل هنا و فی مادة دبر بالضم، و قال هناك: الحباب اسم سیفه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 333
فأَتَرَّ یَدَها فقال فیها هذا، یقول: إِنما كنت ضربْتُكِ بالسیفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ لجَدِّكِ: فَعادَ علیكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً، و واقِیةً كواقِیةِ الكِلابِ و قال أَبو حنیفة: الشَّرَطُ المَسِیلُ الصغیر یجی‌ء من قَدر عشرة أَذرُع مِثل شَرَطِ المال رُذالِها، و قیل الأَشْراطُ ما سال من الأَسْلاقِ فی الشِّعابِ. و الشِّرْواطُ: الطویلُ المُتَشَذِّبُ القلیل اللحْم الدقیقُ، یكون ذلك من الناس و الإِبل، و كذلك الأُنثی بغیر هاء؛ قال: یُلِحْنَ من ذِی زَجَلٍ شِرْواطِ، مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ قال ابن بری: الرجَز لجسَّاسِ بن قُطَیْبٍ و الرجز مُغَیَّرٌ؛ و صوابه بكماله علی ما أَنشده ثعلب فی أَمالِیه: و قُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْیاطِ، باتَتْ علی مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ تَنْجُو إِذا قیل لها یَعاطِ، فلو تَراهُنَّ بذی أُراطِ، و هنَّ أَمثالُ السُّرَی الأَمْراطِ، یُلِحْنَ من ذی دَأَبٍ شِرْواطِ، صاتِ الجُداءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ، مُعْتَجِرٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ علی سَراوِیلَ له أَسْماطِ، لیست له شَمائلُ الضَّفَّاطِ یتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاطِ، و مُسْرَبٍ آدَمَ كالفُسْطاطِ «2» خَوَّی قلیلًا، غیرَ ما اغْتِباطِ، علی مَبانی عُسُبٍ سِباطِ یُصْبِحُ بعد الدَّلَج القَطْقاطِ، و هْو مُدِلٌّ حسَنُ الأَلْیاطِ الأَلْیاطُ: الجُلود. و مُلَحَّب: طریق. و أَطّاطٌ: مُصوِّتٌ. و یَعاطِ: زَجْر. و أُراطٌ: موضع. و السُّرَی، جمع سُرْوةٍ: السَّهْم. و الأَمْراطُ: المُتمرِّطةُ الرِّیشِ. و یُلِحْنَ: یَفْرَقْنَ. و الدّأَبُ: شدَّة السَّیْر و السَّوْقِ. و الشَّظَفُ: خُشونة العیْشِ. و الضَّفّاطُ: الكثیر اللحم، و هو أَیضاً الذی یُكْرَی من مَنْزِل إِلی منزل. و المِلاطُ: المِرْفَقُ، و عُسُبٌ قَوائمه. و سِباطٌ: جمع سَبْطٍ. و القَطْقاطُ: السریعُ. اللیث: ناقة شِرْواطٌ و جمل شِرْواط طویل و فیه دِقّة، الذكر و الأُنثی فیه سواء. و رجل شِرْوَطٌ: طویل. و بنو شَرِیطٍ: بطن.

شطط؛ ج7، ص: 333

: الشَّطاطُ: الطُّولُ و اعْتِدالُ القامةِ، و قیل: حُسن القَوام. جاریةٌ شَطّةٌ و شاطّةٌ بینةُ الشَّطاطِ و الشِّطاطِ، بالكسر: و هما الاعتدال فی القامة؛ قال الهذلی: و إِذْ أَنا فی المَخیلةِ و الشَّطاطِ و الشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ و تَشِطُّ شَطّاً و شُطوطاً: بَعُدت. و كل بَعِیدٍ شاطٌّ؛ و منه: أَعوذ بك من الضِّبْنةِ فی السفَر و كآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بالكسر: بُعْد المسافةِ من شَطَّتِ الدارُ
(2). قوله [و مسرب] كذا فی الأَصل بالسین المهملة و لعله بالشین المعجمة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 334
إِذا بَعُدت. و الشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ فی بیع أَو طلَب أَو احتكام أَو غیر ذلك من كل شی‌ءٍ، مشتق منه؛ قال عنترة: شَطَّتْ مَزارَ العاشِقینَ، فأَصْبَحَت عَسِراً علیَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ «1» أَی جاوَزَتْ مَزارَ العاشقین، فعدَّاه حملًا علی معنی جاوزت، و یجوز أَن یكون منصوباً بإِسقاط الباء تقدیره بَعُدت بموضع مَزارِهم، و هو قول عثمان بن جنی إِلَّا أَنه جعل الخافض الساقط عن، أَی شَطَّت عن مزارِ العاشقین. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: لها مَهْرُ مِثلها لا وكْسَ و لا شَطَطَ‌أَی لا نُقْصان و لا زِیادةَ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنَّهُ كٰانَ یَقُولُ سَفِیهُنٰا عَلَی اللّٰهِ شَطَطاً؛ قال الراجز: یَحْمُونَ أَلفاً أَن یُسامُوا شَطَطا و شَطّ فی سِلْعَتِه و أَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ و تباعدَ عن الحق. و شَطَّ علیه فی حُكْمِه یَشِطُّ شَطَطاً و اشْتَطَّ و أَشَطَّ: جارَ فی قضیَّتِه. و فی التنزیل: وَ لٰا تُشْطِطْ، و قرئَ: و لا تَشْطُطْ و لا تُشَطِّطْ، و یجوز فی العربیة و لا تَشْطِطْ، و معناها كلّها لا تَبْعُدْ عن الحقّ؛ و أَنشد: تَشُطُّ تَشِطُّ غَداً دارُ جِیرانِنا، و لَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ أَبو عبید: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بضم الشین، و أَشْطَطْتُ: جُرْت: قال ابن بری: أَشَطَّ بمعنی أَبْعَدَ، و شَطَّ بمعنی بعُدَ؛ و شاهد أَشَطَّ بمعنی أَبعدَ قول الأَحوص: أَلا یا لَقَوْمِی، قد أَشَطَّتْ عَواذِلی، و یَزْعُمْنَ أَن أَوْدَی بحَقِّیَ باطِلی و‌فی حدیث تَمیم الدَّارِیّ: أَنَّ رجلًا كلمه فی كثرة العبادة فقال: أَ رأَیتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِیفاً و أَنت مُؤْمن قوی؟ إِنك لشاطِّی حتی أَحْمِلَ قوَّتَك علی ضَعْفِی فلا أَسْتَطِیعَ فأَنْبَتَّ؛ قال أَبو عبید: هو من الشَّطَطِ و هو الجَوْرُ فی الحُكْم، یقول: إِذا كَلَّفْتَنی مثل عملك و أَنتَ قویّ و أَنا ضعِیفٌ فهو جَوْرٌ منك علیَّ؛ قال الأَزهری: جعل قوله شاطِّی بمعنی ظالِمِی و هو متعدٍّ؛ قال أَبو زید و أَبو مالك: شَطَّنی فلان فهو یَشِطُّنی شَطّاً و شُطوطاً إِذا شَقَّ علیك؛ قال الأَزهری: أَراد تمیم بقوله شاطِّی هذا المعنی الذی قاله أَبو زید أَی جائر علیَّ فی الحكم، و قیل: قولُه لشاطِّی أَی لظالِمٌ لی من الشَّطَط و هو الجورُ و الظلم و البُعْدُ عن الحق، و قیل: هو من قولهم شَطَّنی فلان یَشِطُّنی شَطّاً إِذا شَقَّ علیك و ظلمك. و قوله عزّ و جلّ: لَقَدْ قُلْنٰا إِذاً شَطَطاً؛ قال أَبو إِسحق: یقول لقد قلنا إِذاً جَوْراً و شَطَطاً، و هو منصوب علی المصدر، المعنی لقد قلنا إِذاً قَولًا شطَطاً. و الشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ فی كل شی‌ء. یقال: أَعطیته ثمناً لا شَطَطاً و لا وَكْساً. و اشتطَّ الرجل فیما یَطْلُبُ أَو فیما یحكم إِذا لم یَقْتَصِد. و أَشَطَّ فی طلبه: أَمْعَنَ. و یقال: أَشَطَّ القومُ فی طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا طلبوهم رُكْباناً و مُشاةً. و أَشَطَّ فی المَفازةِ: ذهب. و الشَّطُّ: شاطِئُ النهر و جانبه، و الجمع شُطوطٌ و شُطَّانٌ؛ قال: و تَصَوَّحَ الوَسْمِیُّ من شُطَّانِه، بَقْلٌ بظاهِرِهِ و بَقْلُ مِتانِه و یروی: من شُطْآنِه جمع شاطِئٍ. و قال أَبو حنیفة: شَطُّ الوادِی سَنَدُه الذی یَلی بطنَه. و الشَّطُّ:
(1). هكذا رُوی هنا، و هو فی معلقة عنترة: حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرین، فأَصبحت عَسِراً علیَّ طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 335
جانبُ السَّنامِ، و قیل شِقُّه، و قیل نِصْفُه، و لكل سَنام شَطَّانِ، و الجمع شُطوط. و ناقة شَطُوطٌ و شَطَوْطَی: عظیمة جنبی السَّنامِ، قال الأَصمعی: هی الضخْمةُ السنامِ؛ قال الراجز یصف إِبلًا و راعِیَها: قد طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ، فهْو لهُنَّ حابِلٌ و فارِطُ و الشَّطُّ: جانبُ النهرِ و الوادی و السَّنامِ، و كلُّ جانبٍ من السنام شَطٌّ، قال أَبو النجم: عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ، ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ، كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ شَطّاً رَمَیْت فَوْقَه بشَطِّ، لم یَنْزُ فی الرَّفعِ و لم یَنْحَطِّ و الشُّطَّانُ: موضع؛ قال كثیِّر عزَّة: و باقی رُسُومٍ ما تزالُ كأَنَّها، بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَیْطٌ مُضَلَّعُ و غَدِیرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَی الطریقین من عُسْفانَ للحاجّ إِلی مكة، صانها اللّه عزّ و جلّ؛ و منه‌قول رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، لبُرَیْدةَ الأَسلمی: أَین تركت أَهلَك بغَدِیر الأَشْطاطِ؟ و الشَّطْشاطُ: طائر.

شقط؛ ج7، ص: 335

: الشَّقِیطُ: الجرارُ من الخَزَفِ یُجعل فیها الماء، و قال الفراء: الشَّقِیطُ الفَخَّار عامَّةً. و‌فی حدیث ضمضم: رأَیت أَبا هریرة، رضی اللّه عنه، یشرب من ماء الشَّقِیطِ، هو من ذلك، و رواه بعضهم بالسین المهملة، و قد تقدَّم.

شلط؛ ج7، ص: 335

: الشَّلْطُ: السكین بلغة أَهل الحَوْفِ؛ قال الأَزهری: لا أَعرفه و ما أَراه عربیّاً، و اللّه أَعلم.

شمط؛ ج7، ص: 335

: شَمَطَ الشی‌ءَ یَشْمِطُه شَمْطاً و أَشْمَطَه: خلَطه؛ الأَخیرة عن أَبی زید، قال: و من كلامهم أَشْمِط عملك بصدَقةٍ أَی اخْلِطْه. و شی‌ءٌ شَمِیطٌ: مَشْمُوطٌ. و كل لونین اختلطا، فهما شَمِیطٌ. و شمَط بین الماء و اللبن: خلَط. و إِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً و نصفهم إِناثاً، فهم شَمِیطٌ. و یقال: اشْمِطْ كذا لعَدُوٍّ أَی اخْلِطْ. و كلُّ خَلِیطَیْن خَلَطْتَهما، فقد شَمَطْتَها، و هما شَمِیطٌ. و الشَّمِیطُ: الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَیْه من الظُّلْمةِ و البیاضِ، و یقال للصُّبْحِ: شَمِیطٌ مُوَلَّعٌ. و قیل للصبْح شَمِیطٌ لاختِلاطِ بیاضِ النهار بسواد اللیل؛ قال الكمیت: و أَطْلَعَ منه اللِّیاحَ الشَّمِیطَ خُدودٌ، كما سُلَّتِ الأَنْصُلُ قال ابن بری: شاهد الشَّمِیطِ الصبحِ قولُ البَعِیثِ: و أَعْجَلَها عن حاجة، لم تَفُهْ بها، شَمِیطٌ، تبكَّی آخِرَ اللیلِ، ساطِعُ «1» و كان أَبو عمرو بن العَلاء یقول لأَصحابه: اشْمِطُوا أَی خذوا مرّةً فی قرآن، و مرة فی حدیث، و مرة فی غریب، و مرة فی شِعر، و مرّة فی لغة أَی خُوضُوا. و الشَّمَطُ فی الشعَر: اختلافُه بلونین من سواد و بیاض، شَمِطَ شَمَطاً و اشْمَطَّ و اشْماطَّ، و هو أَشْمَطُ، و الجمع شُمْطٌ و شُمْطانٌ. و الشمَطُ فی
(1). قوله [تبكی] كذا بالأصل و شرح القاموس، و الذی فی الأساس یتلی أَی بالتضعیف كما یفیده الوزن.
لسان العرب، ج‌7، ص: 336
الرجل: شیْبُ اللِّحیة، و یقال للرجل أَشْیَبُ. و الشَمَطُ: بیاض شعر الرأْسِ یُخالِطُ سَواده، و قد شَمِطَ، بالكسر، یَشْمَطُ شَمَطاً، و‌فی حدیث أَنس: لو شئتُ أَن أَعُدّ شَمَطاتٍ كُنَّ فی رأْسِ رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فعَلْتُ؛ الشمَطُ: الشیْبُ، و الشَّمَطاتُ: الشَّعراتُ البیض التی كانت فی شعر رأْسه یرید قِلَّتها. و قال بعضهم: و امرأَة شَمْطاء و لا یقال شَیْباء؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: شَمْطاء أَعْلی بَزِّها مُطَرَّحُ، قد طَال ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ شَمْطاء أَی بیْضاء المِشْفَرَیْن، و ذلك عند البُزولِ؛ و قوله: أَعْلی بَزِّها مُطَرَّح أَی قد سَمِنت فسَقط وبَرُها، و قوله قد طال ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَی نَغَّصَها المَرْعی. و فرس شَمِیطُ الذَّنَبِ: فیه لوْنانِ. و ذئب شَمیطٌ: فیه سواد و بیاض. و الشَّمِیطُ من النَّبات: ما رأَیتَ بعضَه هائجاً و بعضه أَخْضر؛ و قد یقال لبعض الطیر إِذا كان فی ذَنَبه سواد و بیاض: إِنه لشمیطُ الذُّنابَی؛ و قال طفیل یصف فرساً: شَمِیطُ الذُّنابَی جُوِّفَتْ، و هی جَوْنة، بنُقْبةِ دِیباجٍ و رَیْطٍ مُقَطَّعِ الشَّمْطُ: الخَلْطُ، یقول: اختلط فی ذَنبِها بیاض و غیره. أَبو عمرو: الشُّمطان الرُّطَب المُنَصَّفُ، و الشُّمْطانةُ: البُسْرة التی یُرْطِبُ جانب منها و یَبقی سائرُها یابساً. و قِدْرٌ تسَعُ شاةً بشَمْطِها و أَشماطِها أَی بتابَلِها. و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: الناس كلهم علی فتح الشین من شَمْطِها إِلا العُكْلِیَّ فإِنه یكسر الشین. و الشِّمْطاطُ و الشُّمْطوطُ: الفِرْقةُ من الناس و غیرهم. و الشَّماطِیطُ: القِطَعُ المتفرّقة. یقال: جاءت الخیل شَماطِیطَ أَی متفرّقة أَرْسالًا، و ذهَب القومُ شَماطِیطَ و شَمالِیلَ إِذا تفرّقوا، و الشَّمالِیلُ: ما تفرّق من شُعَبِ الأَغْصانِ فی رؤوسها مثل شَماریخِ العِذْق، الواحد شِمْطیطٌ؛ و فی حدیث أَبی سفیان: صریح لُؤیٍّ لا شَماطِیط جُرْهُم الشَّماطِیطُ: القِطَعُ المتفرّقةُ. و شَماطِیطُ الخیل: جماعة فی تَفْرِقةٍ، واحدها شُمْطُوطٌ. و تفرّق القومُ شَماطِیطَ أَی فِرَقاً و قِطَعاً، واحدها شِمْطاطٌ و شُمْطُوطٌ، و ثوب شِمْطاطٌ؛ قال جَسّاسُ بن قُطَیْبٍ: مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطاطِ، علی سَراوِیلَ له أَسْماطِ و قد تقدّمت أُرْجُوزته بكمالها فی ترجمة شرط، أَی بخَلَقٍ قد تشقق و تقطَّع. و صار الثوبُ شَماطِیطَ إِذا تشقّق؛ قال سیبویه: لا واحد للشَّماطِیطِ و لذلك إِذا نسَب إِلیه قال شَماطیطِیٌّ فأَبْقَی علیه لفظ الجمع، و لو كان عنده جمعاً لرَدَّ النسَبَ إِلی الواحد فقال شِمْطاطِیٌّ أَو شُمْطُوطِیٌّ أَو شِمْطِیطِیٌّ. الفراء: الشَّماطِیطُ و العَبادِیدُ و الشَّعارِیرُ و الأَبابِیلُ كلُّ هذا لا یُفْرد له واحد. و قال اللحیانی: ثوب شَماطِیطُ خَلَقٌ. و الشُّمْطُوطُ: الأَحْمق؛ قال الراجز: یَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ، لا ورَعٌ جِبْسٌ و لا مأْقُوطُ و شَماطِیطُ: اسم رجل؛ أَنشد ابن جنی: أَنا شَماطِیطُ الذی حُدِّثْتَ بهْ، متَی أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ
لسان العرب، ج‌7، ص: 337
ثم أُنَزِّ حَوْلَه و أَحْتَبِهْ، حتی یقالُ سَیِّدٌ، و لسْتُ بهْ و الهاء فی أَحْتَبِه زائدة للوقف، و إِنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر من ذلك. و قوله حتی یقال روی مرفوعاً لأَنه إِنما أَراد فِعَل الحال، و فِعلُ الحال مرفوع فی باب حتی، أَ لا تری أَن قولهم سرْتُ حتی أَدخلُها إِنما هو فی معنی قوله حتی أَنا فی حال دخولی، و لا یكون قوله حتی یقال سیّد علی تقدیر الفعل الماضی لأَن هذا الشاعر إِنما أَراد أَن یَحْكِی حاله التی هو فیها و لم یرد أَن یُخبر أَنَّ ذلك قد مضی.

شمحط؛ ج7، ص: 337

: الشَّمْحَطُ و الشِّمْحاطُ و الشُّمْحُوطُ: المُفْرِطُ طُولًا، و ذكره الجوهری فی شحط و قال: إِن میمه زائدة.

شمعط؛ ج7، ص: 337

: قال أَبو تراب: سمعت بعض قیس یقول اشْمَعَطَّ القومُ فی الطَّلَب و اشْمَعَلُّوا إِذا بادَرُوا فیه و تفرّقوا. و اشْمَعَلَّتِ الإِبلُ و اشْمَعَطَّت إِذا انتشرت. الأَزهری: قال مُدْرِكٌ الجَعْفَرِیّ یقال فَرِّقُوا لضَوالِّكُم بُغْیاناً یُضِبُّون لها أَی یَشْمَعِطُّون، فسئل عن ذلك فقال: أَضِبُّوا لفلان أَی تفرَّقُوا فی طَلبه. و أَضَبَّ القومُ فی بُغْیَتهم أَی فی ضالَّتِهم أَی تفرّقُوا فی طلَبها. الأَزهری: اسْمَعَدَّ الرجلُ و اشْمَعَدّ إِذا امتلأَ غَضَباً، و كذلك اسْمَعَطَّ و اشْمَعَطَّ، و یقال ذلك فی ذكَر الرجل إِذا اتْمَهَلَّ.

شنط؛ ج7، ص: 337

: المُشَنَّطُ: الشِّواء، و قیل: شِواء مُشَنَّطٌ لم یُبالَغْ فی شَیِّه. و الشُّنُطُ: اللُّحْمانُ المُنْضَجةُ.

شنحط؛ ج7، ص: 337

: الشُّنْحُوطُ: الطویل، مثّل به سیبویه و فسره السیرافی.

شوط؛ ج7، ص: 337

: شَوَّطَ الشی‌ءَ: لغة فی شَیَّطه. و الشَّوْطُ: الجَرْیُ مرة إِلی غایة، و الجمع أَشْواطٌ؛ قال: و بارحٍ مُعْتَكِرِ الأَشْواطِ یعنی الریح. الأَصمعی: شاطَ یَشُوطُ شَوْطاً إِذا عَدا شَوْطاً إِلی غایة، و قد عَدا شَوْطاً أَی طَلَقاً. ابن الأَعرابی: شَوَّطَ الرجلُ إِذا طال سفره. و‌فی حدیث سُلَیْمَان بن صُرَدٍ قال لعلی: یا أَمیر المؤمنین، إِن الشَّوْطَ بَطِینٌ و قد بَقِیَ من الأُمورِ ما تَعْرِفُ به صَدِیقَك من عدُوِّكَ؛ البَطِینُ البَعِیدُ، أَی إِن الزمان طویل یُمكِنُ أَن أَسْتَدْرِكَ فیه ما فرَّطْتُ. و طافَ بالبیتِ سبعةَ أَشْواط من الحجَر إِلی الحجَر شَوْطٌ واحد. و‌فی حدیث الطوافِ: رملَ ثلاثةَ أَشْواطٍ؛ هی جمع شَوْطٍ، و المراد به المرّة الواحدةُ من الطَّوافِ حوْلَ البیتِ، و هو فی الأَصل مَسافة من الأَرض یَعْدُوها الفَرس كالمَیْدان و نحوه. و شَوْطُ باطِلٍ: الضَّوْء الذی یدخل من الكُوَّة. و شَوْطُ بَراحٍ: ابن آوی أَو دابَّةٌ غیره. و الشَّوْطُ: مكان بین شَرَفَیْنِ من الأَرض یأْخذ فیه الماء و الناسُ كأَنه طریق طولُه مِقْدارُ الدَّعْوةِ ثم یَنْقطِعُ، و جمعه الشِّیاطُ، و دخولُه فی الأَرض أَنه یواری البعیر و راكبه و لا یكون إِلا فی سُهولِ الأَرض یُنْبِتُ نَبْتاً حسَناً. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: أَخَذْت علیه شَوْطاً أَو شَوْطَیْنِ.و فی حدیث المرأَة الجَوْنِیَّةِ ذِكْرُ الشوْطِ، هو اسمُ حائطٍ من بساتِینِ المدینةِ.

شیط؛ ج7، ص: 337

: شاطَ الشی‌ءُ شَیْطاً و شِیاطةً و شَیْطُوطةً: احترق، و خصَّ بعضهم به الزیتَ و الرُّبَّ؛ قال: كَشائطِ الرُّبِّ علیه الأَشْكَلِ و أَشاطَه و شَیَّطَه، و شاطَتِ القِدْر شَیْطاً:
لسان العرب، ج‌7، ص: 338
احتَرقَتْ، و قیل: احترقت و لَصِقَ بها الشی‌ء، و أَشاطَها هو و أَشَطْتُها إِشاطة؛ و منه قولهم: شاطَ دمُ فلان أَی ذهب، و أَشَطْتُ بدَمِه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: القسامةُ تُوجِبُ العَقْلَ و لا تُشِیطُ الدَّمَ‌أَی تؤخذ بها الدِّیَةُ و لا یُؤْخَذُ بها القِصاصُ، یعنی لا تُهْلِكُ الدم رأْساً بحیث تُهْدِرُه حتی لا یجب فیه شی‌ء من الدیّة. الكلابی: شَوَّط القِدْرَ و شَیَّطَها إِذا أَغْلاها. و أَشاطَ اللحم: فَرَّقه. و شاطَ السمْنُ و الزَّیْتُ: خَثُرَ. و شاطَ السمنُ إِذا نَضِجَ حتی یَحْتَرِقَ و كذلك الزیت؛ قال نِقادةُ الأَسدی یصف ماء آجِناً: أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا، أَصْفَرَ مِثْل الزَّیْتِ، لَمّا شاطا و التَشْیِیطُ: لحم یُصْلَح للقوم و یُشْوی لهم، اسم كالتَّمْتِین، و المُشَیَّطُ مِثْلُه، و قال اللیث: التشَیُّطُ شَیْطُوطةُ اللحم إِذا مسَّته النار یَتَشَیَّطُ فیَحْتَرِقُ أَعْلاه، و تَشَیَّطَ الصوفُ. و الشِّیاطُ: رِیح قُطنة مُحْتَرِقةٍ. و یقال: شَیَّطْتُ رأْس الغنم و شوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْت صُوفه لتُنظِّفه. یقال: شَیَّطَ فلان اللحم إِذا دَخَّنه و لم یُنْضِجُه؛ قال الكمیت: لَمّا أَجابَتْ صَفِیراً كان آیَتَها مِنْ قابِسٍ شَیَّطَ الوَجْعاء بالنارِ و شَیَّطَ الطَّاهی الرأْس و الكُراعَ إِذا أَشْعَل فیهما النار حتی یَتَشَیَّطَ ما علیهما من الشعرَ و الصُّوفِ، و منهم من یقول شَوّطَ. و‌فی الحدیث فی صفةِ أَهل النار: أَ لم یَرَوْا إِلی الرأْسِ إِذا شُیِّطَ؛ من قولهم شَیَّطَ اللحمَ أَو الشعَرَ أَو الصُّوفَ إِذا أَحرقَ بعضَه. و شاطَ الرجلُ یَشیطُ: هلَك؛ قال الأَعشی: قد نَخْضِبُ العَیْرَ فی مَكْنُون فائِله، و قد یَشِیطُ علی أَرْماحِنا البَطَلُ «2» و الإِشاطةُ: الإِهْلاكُ. و‌فی حدیث زید بن حارثة: أَنه قاتلَ بِرایةِ رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، حتی شاطَ فی رِماحِ القوم‌أَی هلَك؛ و منه‌حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لما شَهِدَ علی المُغیرة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قال: شاطَ ثلاثةُ أَرباع المُغیرة.و كلُّ ما ذهَب، فقد شاطَ. و شاطَ دَمُه و أَشاطَ دمَه و بدَمِه: أَذْهَبَه، و قیل: أَشاطَ بدَمِه عَمِل فی هَلاكِه، و تَشَیَّطَ به دمُه. و أَشاطَ فلان فلاناً إِذا أَهْلَكه، و أَصلُ الإِشاطةِ الإِحْراقُ؛ یقال: أَشاط فلان دمَ فلانٍ إِذا عَرَّضه للقتل. ابن الأَنباری: شاطَ فلانٌ بدم فلانٍ معناه عَرَّضه للهَلاك. و یقال: شاط دمُ فلان إِذا جُعل الفعل للدّمِ، فإِذا كان للرجلِ قیل: شاط بدمِه و أَشاط دمَه. و تشیَّطَ الدمُ إِذا عَلا بصاحبه، و شاط دمُه. و شاط فلانٌ الدِّماء أَی خلَطَها كأَنه سَفَكَ دمَ القاتل علی دم المقتول؛ قال المتلَمِّسُ: أَ حارِثُ إِنَّا لو تُشاطُ دِماؤنا، تَزَیَّلْن حتی ما یَمَسّ دَمٌ دَما و یروی: … تُساطُ …، بالسین، و السَّوْطُ: الخَلْط. و شاطَ فلان أَی ذهب دمُه هَدَراً. و یقال: أَشاطَه و أَشاطَ بدمِه. و شاطَ بمعنی عَجِلَ. و یقال للغُبار السَّاطِعِ فی السماء: شَیْطِیٌّ؛ قال القطامی: تَعادِی المَراخِی ضُمَّراً فی جُنوحِها، و هُنَّ من الشَّیطِیّ عارٍ و لابِسُ یصف الخیل و إِثارَتَها الغُبارَ بسنابِكها. و‌فی
(2). فی قصیدة الأَعشی: قد نطعنُ العیرَ بدلَ قد نخضِب العیر.
لسان العرب، ج‌7، ص: 339
الحدیث: أَنَّ سَفِینةَ أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله؛ قال الأَصمعی: أَشاطَ دمَ جَزُورٍ أَی سَفَكَه و أَراقه فشاطَ یَشِیطُ یعنی أَنه ذبحه بعُود، و الجذل العود. و اشْتاطَ علیه: الْتَهَب. و المُسْتَشِیطُ: السَّمین من الإِبل. و المِشْیاطُ من الإِبل: السریعةُ السِّمَنِ، و كذلك البعیر. الأَصمعی: المَشایِیطُ من الإِبل اللَّواتی یُسْرِعن السِّمَن، یقال: ناقة مِشْیاطٌ، و قال أَبو عمرو: هی الإِبل التی تجعل للنَّحْر من قولهم شاطَ دمُه. غیره: و ناقة مِشْیاطٌ إِذا طارَ فیها السِّمنُ؛ و قال العجاج: بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِیقِ الشّاطی قال: الشّاطی المُحْتَرِق، أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النار من شدَّته؛ قال أَبو منصور: أَراد بالشاطی الشائطَ كما یقال للهائر هارِ. قال اللّه عزّ و جلّ: هٰارٍ فَانْهٰارَ بِهِ. و یقال: شاطَ السَّمْنُ یَشِیطُ إِذا نَضِجَ حتی یحترق. الأَصمعی: شاطَتِ الجَزُور إِذا لم یبق فیها نصیب إِلا قُسم. ابن شمیل: أَشاطَ فلان الجزور إِذا قسَمها بعد التقطیع. قال: و التقطیعُ نفْسه إِشاطةٌ أَیضاً. و یقال: تَشَیَّطَ فلان من الهِبّةِ أَی نَحِلَ من كثرة الجماع. و‌روی عن عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال: إِنَّ أَخْوفَ ما أَخافُ علیكم أَن یؤخذ الرجلُ المسلمُ البری‌ء فیقالَ عاصٍ و لیس بعاص فیُشاطَ لحمُه كما تُشاطُ الجَزُور؛ قال الكمیت: نُطْعِمُ الجَیْأَلَ اللَّهِیدَ من الكوُمِ، و لم نَدْعُ من یُشِیطُ الجَزُورا قال: و هذا من أَشَطْتُ الجزور إِذا قطَّعْتها و قسَّمت لحمها، و أَشاطَها فلان، و ذلك أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها و بقی بینهم سهم فیقال: من یُشِیطُ الجَزُور أَی من یُنَفِّقُ هذا السهمَ، و أَنشد بیت الكمیت، فإِذا لم یبق منها نصیب قالوا: شاطت الجزور أَی تنَفَّقَتْ. و اسْتَشاطَ الرجلُ من الأَمر إِذا خَفّ له. و غَضِبَ فلان و اسْتشاطَ أَی احْتَدَم كأَنه التهب فی غضَبِه؛ قال الأَصمعی: هو من قولهم ناقة مِشْیاط و هی التی یُسْرِع فیها السِّمَن. و اسْتَشاطَ البعیر أَی سَمِن. و استشاط فلان أَی احْتَدَّ و خَفّ و تحرّقَ. و یقال: استشاط أَی احتدَّ و أَشرف علی الهَلاكِ من قولك شاطَ فلان أَی هلَك. و‌فی الحدیث: إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطان تَسَلَّطَ الشیطان، یعنی إِذا استشاط السلطان أَی تحرَّقَ من شدَّة الغضَب و تلهَّب و صار كأَنه نار تسلَّط علیه الشیطانُ فأَغْراه بالإِیقاع بمن غَضب علیه، و هو اسْتَفْعَلَ من شاطَ یَشِیط إِذا كاد یحترق. و استشاط فلان إِذا اسْتَقْتَل؛ قال: أَشاطَ دِماء المُسْتَشِیطِین كلِّهم، و غُلَّ رُؤوسُ القومِ فیهم و سُلْسِلُوا و‌روی ابن شمیل بإِسناده إِلی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: ما رُؤی ضاحِكاً مُسْتَشِیطاً، قال: معناه ضاحكاً ضَحِكاً شدیداً كالمُتَهالِكِ فی ضَحِكه. و اسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ و هو نشِیطٌ. و الشیْطان، فَعْلان: من شاطَ یَشِیط. و‌فی الحدیث: أَعُوذ بك من شرِّ الشیطان و فُتونه و شِیطاه و شجونه، قیل: الصواب و أَشْطانِه‌أَی حِبالِه التی یَصِید بها. و الشیطانُ إِذا سمّی به لم ینصرف؛ و علی ذلك قول طُفیل الغَنَوی:
لسان العرب، ج‌7، ص: 340
و قد مَتَّتِ الخَدْواءُ مَتّاً علیهِمُ، و شَیْطانُ إِذ یَدْعوهُمُ و یُثَوِّبُ فلم یصرف شیطانَ و هو شَیْطانُ بن الحكَمِ بن جلهمة، و الخَذْواء فرسه. و الشَّیِّطُ: فرس أُنَیْفِ بن جبَلةَ الضّبّی. و الشَّیِّطانِ: قاعانِ بالصَّمّانِ فیهما مساكاتٌ لماء السماء.

فصل الصاد المهملة؛ ج7، ص: 340

صرط؛ ج7، ص: 340

: الأَزهری: قرأَ ابن كثیر و نافع و أَبو عمرو و ابن عامر و عاصم و الكسائی: اهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِیمَ، بالصاد، و قرأَ یعقوب بالسین، قال: و أَصل صاده سین قلبت مع الطاء صاداً لقُرب مخارجها. الجوهری: الصراطُ و السراطُ و الزّراطُ الطریق؛ قال الشاعر: أَكُرُّ علی الحَرُورِیِّینَ مُهْرِی، و أَحْمِلُهم علی وضَحِ الصِّراطِ

صعط؛ ج7، ص: 340

: قال اللحیانی: الصَّعُوط و السَّعُوطُ بمعنًی واحد. قال ابن سیدة: أَری هذا إِنما هو علی المُضارَعة التی حكاها سیبویه فی هذا و أَشباهه.

فصل الضاد المعجمة؛ ج7، ص: 340

ضأط؛ ج7، ص: 340

: ضَئِطَ ضَأَطاً: حرَّك مَنْكِبَیْه و جسَدَه فی مَشْیِه؛ عن أَبی زید.

ضبط؛ ج7، ص: 340

: الضَّبْطُ: لزوم الشی‌ء و حَبْسُه، ضَبَطَ علیه و ضَبَطَه یَضْبُط «1» ضَبْطاً و ضَباطةً، و قال اللیث: الضّبْطُ لزومُ شی‌ء لا یفارقه فی كل شی‌ء، و ضَبْطُ الشی‌ء حِفْظُه بالحزم، و الرجل ضابِطٌ أَی حازِمٌ. و رجل ضابِطٌ و ضَبَنْطی: قویٌّ شدیدٌ، و فی التهذیب: شدید البطش و القُوَّةِ و الجسم. و رجل أَضْبَطُ: یعمل بیدیه جمیعاً. و أَسَدٌ أَضْبَطُ: یعمل بیَساره كعمله بیمینه؛ قالت مُؤَبِّنةُ رَوْحِ بن زنباع فی نَوْحِها: أَسَدٌ أَضْبَطُ یَمْشِی بین قَصْباءٍ و غِیلِ و الأُنثی ضَبْطاء، یكون صِفة للمرأَة و اللَّبُؤة؛ قال الجُمَیْحُ الأَسَدِی: أَمّا إِذا أَحْرَدَتْ حَرْدَی فمُجْرِیةٌ ضَبْطاء، تَسْكُنُ غِیلًا غیرَ مَقروبِ و شبّه المرأَة باللبؤة الضبْطاء نَزَقاً و خِفّة و لیس له فِعل. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عن الأَضْبطِ؛ قال أَبو عبید: هو الذی یعمل بیدیه جمیعاً، یعمل بیساره كما یعمل بیمینه، و كذلك كل عامل یعمل بیدیه جمیعاً؛ و قال مَعْن بن أَوْس یصف ناقة: عُذافِرة ضَبْطاء تَخْدِی، كأَنها فَنِیقٌ، غَدا یَحْمی السَّوامَ السَّوارِحا و هو الذی یقال له أَعْسَرُ یَسَرٌ. و یقال منه: ضَبِطَ الرجل، بالكسر، یَضْبَطُ، و ضَبَطَه وجَع: أَخَذه. و تَضَبَّطَ الرجلَ: أَخذه علی حَبْسٍ و قَهْر. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللّه عنه: سافَر ناسٌ من الأَنصار فأَرْمَلوا فمَرُّوا بحَیٍّ من العرب فسأَلوهم القِری فلم یَقْرُوهم، و سأَلوهم الشِّراء فلم یَبیعُوهم، فتَضَبَّطوهم فأَصابوا منهم.و تضَبَّطَ الضأْنُ أَی أَسرَع فی المرْعی و قَوِیَ. و تضَبَّطَتِ الضأْنُ: نالت شیئاً من الكَلإِ. تقول العرب: إِذا تضَبَّطَتِ الضأْنُ شَبعت الإِبلُ، قال: و ذلك أَن الضأْن یقال لها الإِبل الصغری
(1). قوله [یضبط] شكل فی الأصل فی غیر موضع بضم الباء، و هو مقتضی إطلاق المجد و ضبط هامش نسخة من النهایة یوثق بها، لكن الذی فی المصباح و المختار أَنه من باب ضرب.
لسان العرب، ج‌7، ص: 341
لأَنها أَكثر أَكلًا من المِعْزی، و المِعْزی أَلْطَفُ أَحْناكاً و أَحسن إِراغة و أَزْهَدُ زُهْداً منها، فإِذا شبعت الضأْنُ فقد أَحْیا الناسُ لِكثرة العُشب، و معنی قوله تضَبَّطَتْ قَوِیَت و سَمِنت. و ضُبِطَتِ الأَرضُ: مُطرت؛ عن ابن الأَعرابی. و الضَّبَنْطَی: القَوی، و النون و الیاء زائدتان للإِلحاق بسَفَرْجَل. و‌فی الحدیث: یأْتی علی الناس زمانٌ و إِنَّ البعِیرَ الضابِطَ و المَزادَتَیْنِ أَحبُّ إِلی الرجل مما یَمْلِكُ؛ الضابِطُ: القویّ علی عمَلِه. و یقال: فلان لا یَضْبُطُ عمَله إِذا عجَز عن وِلایةِ ما وَلِیَه. و رجل ضابِطٌ: قویّ علی عمَلِه. و لعبةٌ للأَعراب تسمّی الضَّبْطةَ و المَسَّةَ، و هی الطَّرِیدةُ. و الأَضْبطُ: اسم رجل.

ضبعط؛ ج7، ص: 341

: الضَّبَغْطی و الضَّبَعْطی، بالعین و الغین: شی‌ء یُفَزَّعُ به الصبیّ.

ضبغط؛ ج7، ص: 341

: الضَّبَغْطی: الأَحمق، و هی كلمة أَو شی‌ء یُفَزَّع بها الصِّبیان؛ و أَنشد ابن درید: و زَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَی، یَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَی أَشْبَهُ شی‌ءٍ هُو بالحَبَرْكَی، إِذا حَطَأْتَ رأْسَهُ تَشَكَّی و إِن قَرَعْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّی، شَرُّ كَمِیعٍ ولَدَتْهُ أُنْثَی و الأَلف فی ضَبَغْطَی للإِلحاق، و هذا الرجز أَورده الأَزهری و نسبه لمنظور الأَسدی: و بَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَی، یُحْصِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطی و قال ابن بزرج: ما أَعطیتنی إِلا الضبغْطی مُرْسَلة أَی الباطلَ. و یقال: اسكُت لا یأْكُلكَ الضبغطی؛ قال ابن درید: هو الضَّبَغْطی و الضَّبَعطی، بالغین و العین، و قال أَبو عمرو: الضبغطی لیس شی‌ء یُعرف و لكنها كلمة تستعمل فی التخویف. و یقال: الضبغْطی فَزَّاعةُ الزَّرْعِ.

ضرط؛ ج7، ص: 341

: الضُّراطُ: صوت الفَیْخِ معروف، ضَرَطَ یَضْرِطُ ضرْطاً و ضِرطاً، بكسر الراء، و ضَرِیطاً و ضُراطاً. و فی المَثَل: أَوْدَی العَیْرُ إِلا ضَرِطاً أَی لم یَبْقَ من جَلَدِه و قُوّته إِلا هذا. و أَضرَطَه غیرُه و ضَرَّطَه بمعنی. و كان یقال لعمرو بن هند: مُضَرِّطُ الحِجارة لشِدّتِه و صَرامَتِه. و‌فی الحدیث: إِذا نادَی المُنادی بالصلاة أَدْبَرَ الشیطانُ و له ضُراطٌ، و فی روایة: و له ضَرِیطٌ.یقال: ضُراطٌ و ضَرِیطٌ كنُهاقٍ و نَهِیقٍ. و رجل ضَرّاطٌ و ضَرُوطٌ و ضِرَّوْطٌ، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. و أَضْرَطَ به: عَمِلَ له بفِیه شبه الضُّراط. و فی المثل: الأَخْذُ سُرَّیْطَی، و القضاءُ ضُرَّیْطَی، و بعض یقولون: الأَخذ سُرَّیْطٌ، و القضاءُ ضُرَّیْطٌ؛ معناه أَن الإِنسان یأْخذ الدَّیْنَ فیَسْتَرِطُه فإِذا طالَبه غَرِیمُه و تَقاضاه بدینه أَضرطَ به، و قد قالوا: الأَكلُ سَرَطانٌ، و القَضاءُ ضَرَطان؛ و تأْویل ذلك تُحِبُّ أَن تأْخذ و تكره أَن تَرُدَّ. و من أَمثال العرب: كانت منه كضَرْطةِ الأَصَمِّ؛ إِذا فَعَلَ فَعْلةً لم یكن فَعَل قبلها و لا بعدها مثلَها، یُضْربُ له «1». قال أَبو زید: و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه عنه: أَنه دخل بیت المال فأَضْرَط به‌أَی استَخَفَّ به و سَخِرَ منه. و‌فی حدیثه أَیضاً، كرَّم اللّه وجهه:
(1). قوله [یضرب له] عبارة شرح القاموس عن الصاغانی: و هو مثل فی الندرة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 342
أَنه سئل عن شی‌ء فأَضْرَطَ بالسائل‌أَی استخفَّ به و أَنْكر قوله، و هو من قولهم: تكلم فلان فأَضْرط به فلان، و هو أَن یجمع شَفَتیه و یخرج من بینهما صَوتاً یشبه الضَّرْطة علی سبیل الاستخفاف و الاستهزاء. و ضَمارِیطُ الاسْتِ: ما حَوالَیْها كأَنّ الواحد ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْریط مشتقٌّ من الضَّرْطِ؛ قال الفَضِمُ بن مُسْلم البكائی: و بَیَّتَ أُمَّه، فأَساغَ نَهْساً ضَمارِیطَ اسْتِها فی غَیْر نارِ قال ابن سیدة: و قد یكون رباعیّاً، و سنذكره. و تكلم فلان فأَضرط به فلان أَی أَنكر قوله. یقال: أَضرط فلان بفلان إِذا استخفّ به و سخِر منه، و كذلك ضَرَّطَ به أَی هَزِئَ به و حكی له بفِیهِ فِعْلَ الضارِطِ. و الضَّرَطُ: خِفَّة الشعَر. و رجل أَضْرَطُ: خَفِیفُ شعرِ اللحیةِ، و قیل: الضرَطُ رِقَّة الحاجِبِ. و امرأَة ضَرْطاء: خفیفة شعر الحاجب رَقِیقَتُه. و قال فی ترجمة طرط: رجل أَطْرَطُ الحاجبین لیس له حاجبان، قال و قال بعضهم: هو الأَضْرَطُ، بالضاد المعجمة، قال: و لم یعرفه أَبو الغَوْث. و نعجة ضُرَّیْطةٌ: ضخْمة.

ضرغط؛ ج7، ص: 342

: المُضْرَغِطُّ: العظیمُ الجسم الكثیر اللحم الذی لا غَناء عنده. و اضْرَغَطَّ الشی‌ءُ: عظُم؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: بُطونُهم كأَنَّها الحِبابُ، إِذا اضْرَغَطَّتْ فوقَها الرِّقابُ و اضْرَغَطَّ و اسْمَادّ اضْرِغْطاطاً إِذا انتفخ من الغضب، و الغین معجمة. و ضَرْغَطٌ: اسم جبل، و قیل: هو موضع ماء و نخلٍ، و یقال له أَیضاً ذو ضَرْغَدٍ؛ قال: إِذا نَزَلُوا ضَرْغَدٍ فَقُتائداً، یُغَنِّیهِمُ فیها نَقِیقُ الضَّفادِعِ

ضرفط؛ ج7، ص: 342

: ضَرْفَطَه فی الحَبْل: شَدّه. و قال یونس: جاء فلان مُضَرْفَطاً بالحبال أَی مُوثَقاً.

ضطط؛ ج7، ص: 342

: ابن الأَعرابی: الضُّطُطُ الدّواهی، و قال غیره: الضَّطِیطُ الوَحَلُ الشدیدُ من الطین. یقال: وقعنا فی ضَطِیطةٍ مُنْكَرةٍ أَی فی وحَل و رَدْغةٍ.

ضغط؛ ج7، ص: 342

: الضَّغْطُ و الضَّغْطةُ: عصر شی‌ء إِلی شی‌ء. ضَغَطَه یَضْغَطُه ضَغْطاً: زَحَمه إِلی حائطٍ و نحوه، و منه ضَغْطةُ القبر. و‌فی الحدیث: لتُضْغَطُنّ علی باب الجنة‌أَی تُزْحَمُون. یقال: ضَغَطَه إِذا عصَره و ضیَّق علیه و قَهَره. و منه‌حدیث الحُدَیْبِیةِ: لا یتحدّث العرب أَنَّا أُخِذْنا ضُغْطةً‌أَی عَصْراً و قَهراً. و أَخذت فلاناً ضُغْطة، بالضم، إِذا ضیَّقت علیه لتُكْرِهَهُ علی الشی‌ء. و‌فی الحدیث: لا یَشْتَرِیَنَّ أَحدُكم مالَ امرِئٍ فی ضُغْطةٍ من سُلطان‌أَی قَهْرٍ. و الضُّغْطةُ: الضِّیق. و الضُّغطة: الإِكْراه. و الضِّغاطُ: المُزاحَمةُ. و التَّضاغُطُ: التَّزاحُم. و فی التهذیب: تَضاغَطَ الناسُ فی الزِّحامِ. و الضُّغطة، بالضم: الشدة و المَشقة. یقال: ارفع عنا هذه الضُّغطة. و الضاغِطُ: كالرَّقِیبِ و الأَمِین یُلْزَمُ به العامل لئلا یَخُونَ فیما یَجْبی. یقال: أَرسَلَه ضاغِطاً علی فلان، سمی بذلك لتضییقه علی العامل؛ و منه‌الحدیث:
لسان العرب، ج‌7، ص: 343
قالت امرأَةُ مُعاذٍ له و قد قَدِمَ من الیمن لمّا رجع عن العمل: أَین ما یَحْمِلُه العامِلُ من عُراضة أَهله؟ فقال: كان معی ضاغِطٌ‌أَی أَمِینٌ حافِظٌ، یعنی اللّه عزّ و جلّ المُطَّلِعَ علی سَرائرِ العِباد، و قیل: أَراد بالضَّاغِط أَمانةَ اللّه التی تَقَلَّدَها فأَوْهَمَ امرأَته أَنه كان معه حافظ یُضیِّق علیه و یمنعه علی الأَخذ لیُرْضِیَها. و یقال: فعل ذلك ضُغطة أَی قَهْراً و اضْطِراراً. و ضَغط علیه و اضْتَغَطَ: تَشدّد علیه فی غُرْمٍ أَو نحوه؛ عن اللحیانی، كذا حكاه اضْتَغَطَ بالإِظهار، و القِیاسُ اضْطَغَطَ. و الضاغِطُ: أَن یتحرّكَ مِرْفَقُ البعیر حتی یقعَ فی جنبه فیَخْرِقَه. و الضاغِطُ فی البعیر: انْفِتاقٌ من الإِبْطِ و كثرةٌ من اللحم، و هو الضَّبُّ أَیضاً. و الضاغطُ فی الإِبل: أَن یكون فی البعیر تحت إِبطه شِبه جِرابٍ أَو جِلْد مجتمع؛ و قال حَلْحلةُ بن قیس بن أشیم و كان عبد الملك قد أَقْعده لیُقادَ منه و قال له: صَبْراً حَلْحَل، فأَجابه: أَصْبَرُ من ذی ضاغِطٍ عَرَكْرَك قال: الضاغط الذی أَصل كِرْكِرَتِه یَضْغَط موضع إِبطه و یؤثِّر فیه و یَسْحَجُه. و المَضاغِطُ: مواضع ذاتُ أَمْسِلةٍ مُنخفضة، واحدها مَضْغَطٌ. و الضغیط: رَكِیّةٌ یكون إِلی جنبها رَكِیّةٌ أُخری فتَنْدَفِنُ إِحداهما فتَحْمَأُ فیُنْتِنُ ماؤُها فیَسِیلُ فی ماء العذْبة فیُفْسِدُها فلا یُشْرَبُ، قال: فتلك الضَّغِیطُ و المَسِیطُ؛ و أَنشد: یَشْرَبْنَ ماء الأَجْنِ و الضَّغِیطِ، و لا یَعَفْنَ كَدَرَ المَسِیطِ أَراد ماء المَنْهلِ الآجِن أَو إِضافةَ الشی‌ء إِلی نفسه. و رجل ضَغِیطٌ: ضعیفُ الرأْی لا یَنْبَعِثُ مع القوم، و جمعه ضَعْطی لأَنه كأَنه داء. و ضُغاطٌ: موضع. و‌روی عن شریح أَنه كان لا یُجِیزُ الضُّغْطةَ، یُفَسَّر تفسیرین: أَحدهما الإِكْراهُ، و الآَخَر أَن یُماطِل بائعه بأَداء الثَّمن لیَحُطّ عنه بعضَه؛ قال النضر: الضُّغْطةُ المُجاحَدةُ، یقول: لا أُعْطِیك أَو تَدَعَ ممّا لك علیَّ شیئاً؛ و قال ابن الأَثیر‌فی حدیث شریح: هو أَن یَمْطُلَ الغریمُ بما علیه من الدِّینِ حتی یَضْجَرَ صاحب الحقّ ثم یقول له: أَ تَدَعُ منه كذا و كذا و تأْخذ الباقیَ مُعَجَّلًا؟ فیَرْضی بذلك.و‌فی الحدیث: یُعتق الرجل من عبده ما شاء إِن شاء ثلثاً أَو ربعاً أَو خمساً لیس بینه و بین اللّه ضُغْطة.و‌فی الحدیث: لا تجوز الضُّغْطة؛ قیل: هی أَن تُصالِحَ من لك علیه مالٌ علی بعضه ثم تَجِد البینة فتأْخذه بجمیع المال.

ضفط؛ ج7، ص: 343

: الضَّفاطةُ: الجَهْلُ و الضَّعْفُ فی الرأْی. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه سمع رجلًا یتَعوَّذُ من الفِتَنِ، فقال عمر: اللهم إِنی أَعوذ بك من الضَّفاطة أَ تَسلُ ربَّك أَن لا یَرْزُقَك أَهلًا و مالًا؟قال أَبو منصور: تأَوَّل قَوْل اللّه عزّ و جلّ: أَنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلٰادُكُمْ فِتْنَةٌ*، و لم یرد فِتنةَ القتالِ و الاختلاف التی تَمُوجُ مَوْجَ البحر. قال: و أَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبید قال: عَنی به ضَعْفَ الرأْی و الجهل. و رجل ضَفِیطٌ: جاهل ضعیف. و‌روی عن عمر، رضی اللّه عنه، أَنه سئل عن الوتْر فقال: أَنا أُوتِرُ حین ینام الضَّفْطَی؛ أَراد بالضَّفْطَی جمع ضَفِیط، و هو الضعیفُ العقل و الرأْی.و عُوتِب ابن عباس، رضی اللّه عنهما، فی شی‌ء فقال: إِنی فی ضَفْطَةٍ و هی إِحدی ضَفَطاتی‌أَی غَفَلاتی؛ و قد
لسان العرب، ج‌7، ص: 344
ضَفُطَ، بالضم، یَضْفُطُ ضَفاطةً. و‌فی الحدیث: اللهم إِنی أَعوذ بك من الضَّفاطةِ؛ هی ضعْفُ الرأْی و الجهل، و هو ضَفِیطٌ؛ و منه‌الحدیث: إِذا سَرَّكم أَن تنظُروا إِلی الرجل الضَّفِیطِ المُطاعِ فی قومه فانظروا إِلی هذا، یعنی عُیَیْنةَ بن حِصْنٍ. و‌فی حدیث ابن سیرین: بلغَه عن رجل شی‌ء فقال: إِنی لأُراهُ ضَفِیطاً.و رجل ضِفِطٌّ و ضَفّاطٌ؛ الأَخیرة عن ثعلب: ثقیل لا یَنْبَعِثُ مع القوم؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و الضَّفاطةُ: الدُّفُّ. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَنه شهد نِكاحاً فقال: أَین ضَفاطَتُكم؟فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ، و‌فی الصحاح: أَین ضَفاطَتُكُنَّ‌یعنی الدفّ، و‌قیل: أَین ضَفاطَتُكم، قیل: لِعابُ الدُّفِّ، سمی ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ و لَعِبٌ و هو راجع إِلی ضعف الرأْی و الجهل. ابن الأَعرابی: الضَّفّاط الأَحْمَقُ، و قال اللیث: الضَّفّاطُ الذی قد ضَفَطَ بسَلْحِه و رمی به. و رجل ضَفّاطٌ و ضَفِیطٌ و ضَفَنَّطٌ: سَمِین رخْو ضَخْمُ البَطْنِ، و قد ضَفُطَ ضَفَاطةً. شمر: رجل ضَفِیطٌ أَی أَحمق كثیر الأَكل، و قال: الضِّفِطُّ التارُّ من الرجال، و الضَّفّاطُ الجالِبُ من الأَصْل، و الضفَّاطُ الذی یُكْرِی الإِبل من موضع إِلی موضع. و الضافِطةُ و الضَّفّاطةُ: العِیر تحملُ المَتاع، و قیل: الضفّاطون التُّجَّار یحملون الطعام و غیره؛ أَنشد سیبویه للأَخضر بن هبیرة: فما كنت ضَفّاطاً، و لكِنَّ راكِباً أَناخَ قلِیلًا فَوْقَ ظَهْر سَبِیلِ و الضَّفَّاطُ: الذی یُكْرِی من قریة إِلی قریة أُخری، و قیل: الذی یُكْری من مَنْزِلٍ إِلی منزل؛ حكاه ثعلب و أَنشد: لَیْسَتْ له شَمائلُ الضَّفّاطِ و الضّافِطةُ من الناس: الجَمّالُون و المُكارُون، و قیل: الضَّفّاطُ الجمّال، و الضفّاطةُ، بالتشدید، شبیهة بالدَّجّالةِ و هی الرُّفْقةُ العظیمة. و الضَّفَّاطُ: المخْتلفُ علی الحُمُر من قَریة إِلی قریة، و یقال للحمر الضفّاطةُ. و‌فی حدیث قَتادةَ بن النُّعمان: فقَدِمَ ضافِطةٌ «2» من الدَّرْمَكِ؛ الضافِطةُ و الضفّاطُ الذی یجْلِبُ المِیرةَ و المَتاعَ إِلی المُدُن، و المُكارِی الذی یُكْرِی الأَحْمالَ، و كانوا یومئذ قوماً من الأَنْباط یحملون إِلی المدینة الدَّقیق و الزیت و غیرهما؛ و منه أَنَّ ضَفّاطِینَ قَدِمُوا إِلی المدینة. و قال ثعلب: رحلَ فلان علی ضَفّاطةٍ، و هی الرَّوْحاء المائِلةُ. و ضَفَطَ الرجلُ: أَسْوَی. و ما أَعظَمَ ضُفوطَهم أَی خُرْأَهم. و الضَّفّاطُ: المُحْدِثُ. یقال: ضفَطَ إِذا قضَی حاجتَه كأَنَّه نزل عن راحلته و ظُنَّ به ذلك.

ضفرط؛ ج7، ص: 344

: الضِّفْرِطُ: الرخْوُ البطنِ الضخْمُ، و هی الضِّفْرِطةُ. و ضَفارِطُ الوجهِ: كُسور بین الخَدِّ و الأَنفِ و عند اللِّحاظین، واحدها ضُفْرُوطٌ.

ضمرط؛ ج7، ص: 344

: الضُّمْرُوطُ: الضُّمْرُ و ضِیقُ العیشِ. و الضُّمْرُوط أَیضاً: مَسِیل ضیِّق فی وَهْدةٍ بین جبلین. ابن الأَعرابی: یقال لخُطوط الجَبِین الأَسارِیرُ و الضَّمارِیطُ، واحدها ضُمْرُوطٌ، قال: و الضُّمْروط فی غیر هذا موضع یُخْتَبَأُ فیه.

ضنط؛ ج7، ص: 344

: الضَّنْطُ: الضِّیقُ. و الضِّناطُ: الزِّحامُ علی الشی‌ء؛ قال رؤبة: إِنِّی لوَرّادٌ علی الضِّناطِ
(2). قوله [فقدم ضافطة] كذا ضبط فی النهایة فی مادة درمك غیر أَنه أَنث الفعل و شدد فی أَصلنا دال قدم و نصب ضافطة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 345
و فی نوادر أَبی زید: ضَنِطَ فلان من الشحْمِ ضَنَطاً؛ قال الشاعر: أَبو بَناتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا

ضنفط؛ ج7، ص: 345

: التهذیب فی الرباعی: رجل ضَنْفَطٌ سَمِین رخْو ضَخْم البطن بَیِّنُ الضَّفاطةِ.

ضوط؛ ج7، ص: 345

: الضَّوِیطةُ: السمْنُ یُذاب بالإِهالةِ و یجعلُ فی نِحْیٍ صَغِیر. و الضَّوِیطةُ: العَجِین، و قیل: الضَّوِیطةُ ما اسْتَرْخَی من العجین من كثرة الماء. و الضَّوِیطةُ: الحَمْأَةُ و الطِّینُ، و قیل: الحمأَة و الطین یكون فی أَصل الحوْض. و الضَّوِیطةُ: الأَحمقُ؛ قال: أَ یَرُدُّنی ذاكَ الضَّوِیطةُ عن هَوَی نَفْسِی، و یَفْعَلُ ما یُرِیدُ؟ قال ابن سیدة: هذا البیت من نادر الكامل لأَنه جاء مخمساً. و قال ابن بری فی كتابه: الضَّوِیطةُ الأَحمقُ؛ قال ریاح الدُّبَیْریّ: أَ یردنی ذاك الضویطة عن هوی نفْسِی، و یفعل ما یرید شَبِبُ؟ و استشهد الأَزهری علی ذلك بقول الشاعر: أَ یردنی ذاك الضویطة عن هوی نفسی، و یفعلُ غَیْرَ فِعْلِ العاقِلِ؟ و قال أَبو حَمْزة: یقال أَضْوَطَ الزِّیارَ علی الفرَس أَی زَیَّرَه به. و فی فَمِه ضَوَطٌ أَی عَوَجٌ.

ضیط؛ ج7، ص: 345

: ضاطَ الرجلُ فی مَشْیِه فهو یَضِیطُ ضَیْطاً و ضَیَطاناً و حاكَ یَحِیكُ حَیَكاناً: مشَی فحرّك مَنْكِبَیْه و جسَده حین یمشی مع كثرة لحم و رَخاوة. قال الأَزهری: و روی الإِیادِی عن أَبی زید: الضَّیَطانُ أَن یُحرّك منكبیه و جسده حین یمشی مع كثرة لحم، ثم قال: روی المنذری عن أَبی الهیثم: الضَّیَكانُ، قال: و هما لغتان معروفتان. ابن سیدة: و رجل ضَیْطانٌ كثیر اللحمِ رَخْوُه. و الضَّیّاطُ: المُتَمایِلُ فی مِشْیَتِه، و قیل: الضخْمُ الجَنْبَیْنِ العظیمُ الاسْتِ كالضیْطانِ؛ قال نِقادةُ الأَسَدی: حتی تَرَی البَجْباجَةَ الضَّیَّاطا یَمْسَحُ لمّا حالَف الإِغباطا بالحَرْف من ساعِدِه المُخاطا و الضَّیّاطُ: المتبَخْتِرُ. و الضیّاطُ: التاجِرُ، و المعروف الضفّاطُ. و الضَّیْطاء من الإِبل مثل الفَتْلاء: و هی الثقیلة.

فصل الطاء المهملة؛ ج7، ص: 345

طرط؛ ج7، ص: 345

: الطَّرَطُ: خِفَّة شعر العینین و الحاجبین، طَرِطَ طَرَطاً فهو طَرِطٌ و أَطْرَطُ. أَبو زید: رجل أَطْرَطُ الحاجبین و أَمْرَطُ الجاجبین لیس له حاجبان و لا یُسْتَغْنَی عن ذكر الحاجبین. و قال بعضهم: هو الأَضْرَطُ، بالضاد المعجمة، قال: و لم یعرفه أَبو الغوث. ابن الأَعرابی: فی حاجبیه طَرَطٌ أَی رِقّةُ شعر، قال: و الطارِطُ الحاجِبُ الخفیفُ الشعر. و الطَّرَطُ: الحُمْقُ. و رجل طَرِطٌ: أَحمق.

طوط؛ ج7، ص: 345

: الطّاطُ و الطُّوطُ و الطّائطُ: الفَحل المُغْتَلِمُ الهائجُ، یوصَف به الرجل الشجاع، و الجمع طاطةٌ و أَطْواطٌ. و حكی الأَزهریّ عن اللیث فی جمعه طاطُون. و فُحولٌ طاطةٌ، قال: و یجوز فی الشِّعر فُحول طاطاتٌ و أَطْواطٌ و فحل طاطٌ، و قد طاطَ
لسان العرب، ج‌7، ص: 346
یَطُوطُ طُوُوطاً، و الكلمة واویة و یائیّةٌ؛ قال ذو الرمة: فَرُبَّ امْرِئٍ طاطٍ عن الحَقِّ، طامِحٍ بِعَیْنَیْهِ عَمَّا عَوَّدَتْه أَقارِبُهْ قال: طاطٍ یرفع عینیه عن الحق لا یكاد یُبْصِره، كذلك البعیر الهائج الذی یرفع أَنْفَه مما به، و یقال: طائطٌ؛ و قیل: الطاطُ الذی تسْمُو عیناه إِلی هذه و هذه من شدة الهَیْج، و قیل: هو الذی یَهْدِرُ فی الإِبل، فإِذا سمعت الناقةُ صوته ضَبَعَتْ، و لیس هذا عندهم بمحمود، و قد یقال: غلام طائط؛ قال: لَوْ أَنَّها لاقَتْ غُلاماً طائطا، أَلْقَی علیها كَلْكَلًا عُلابِطا قال: هو الذی یَطِیطُ أَی یَهْدِر فی الإِبل. و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: یقال طاط الفحلُ الناقةَ یَطاطُها طاطاً إِذا ضربها. و یقال: أَعجبنی طاطُ هذا الفحل أَی ضِرابُه. و قال أَبو نصر: الطاطُ و الطائطُ من الإِبل الشدیدُ الغُلْمةِ؛ و أَنشد: طاط من الغُلْمةِ فی الْتِجاجِ، مُلْتَهِب من شِدَّةِ الهِیاجِ و قال آخر: كَطائطٍ یَطیطُ منْ طَرُوقَهْ یَهْدِرُ لا یَضْرِبُ فیها روقَهْ و الطَّاطُ: الظالم. و الطُّوط و الطَّاط: الرَّجل الشدیدُ الخصُومة، و ربما وُصِفَ به الشُّجاعُ. و رجل طاطٌ و طُوطٌ، الأَخیرة عن كراع: مُفْرِطُ الطُّولِ، و قیل: هو الطویل فقط من غیر أَن یُقَیّد بإِفْراط. و طَوَّطَ الرَّجلُ إِذا أَتی بالطَّاطة من الغِلمان، و هم الطِّوالُ. و الطُّوطُ: الباشِقُ، و قیل: الخُفّاشُ. و الطُّوطُ: الحَیّة؛ و قال الشاعر: ما إِنْ یَزالُ لَها شَأْوٌ یُقَوِّمُها مُقَوِّمٌ، مِثْلُ طُوط الماء مَجْدُولُ یعنی الزّمام، شَبَّهه بالحیّةِ. ابن الأَعرابی: الأَطَطُ «1» الطَّویلُ، و الأُنثی طَطّاء. قال أَبو منصور: كأَنه مأْخوذ من الطَّاط و الطُّوط و هو الطویل. و رجل طاطٌ أَی مُتَكَبِّر؛ قال ربیعةُ بن مَقْرومٍ: و خَصْمٍ یَرْكَبُ العَوصاء طاطٍ، عن المُثْلَی غُنَاماه القِذاعُ أَی مُتَكَبِّر عن المُثلی، و المُثْلَی خَیر الأُمور؛ و علیه بیت ذی الرمة: فَرُبَّ امْرئٍ طاطٍ عن الحَقِّ طامح و جبَل طُوطٌ: صغیر. و الطُّوطُ: القُطْن؛ قال: من المُدَمْقَسِ أَو مِن فاخِر الطُّوطِ و قیل: الطُّوط قُطن البَرْدِیّ خاصّة؛ و أَنشد ابن خالویه لأُمیة: و الطُّوطُ نَزْرَعُه أَغَنّ جِراؤه، فیه اللِّباسُ لِكُلِّ حَوْلٍ یُعْضَدُ أَغَنُّ: ناعِمٌ مُلْتَفّ، و جِراؤه: جَوْزُه، الواحد جَرْو [جِرْو. و یُعْضَدُ: یُوَشَّی. و‌روی هشام عن أَنس
(1). قوله [الأطط] قال فی شرح القاموس هو بالتحریك و یوافقه ضبط الأصل هنا و فیما تقدم. و قوله [و الأنثی ططاء] هو فی الأصل هنا بشد الطاء و ضبط فیه فی مادة أطط بتخفیفها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 347
بن سِیرینَ قال: كنت مع أَنس بن مالك بِمَكان بین البَصرة و الكُوفة یقال له أَطَطٌ، فصَلّی علی حِمار المَكْتوبة مُسْتَقْبِل القِبلةِ یُومِئُ إِیماءً العصرَ و الفجر فی رَدْغةٍ فی یومٍ مَطیر.

طیط؛ ج7، ص: 347

: طاطَ الفحْلُ فی الإِبل یَطیطُ و یَطاطُ طُیُوطاً: هَدَر و هاجَ. و الطُّیُوطُ: الشدّة. و رجل طِیطٌ: طَویل كطُوطٍ. و الطِّیطُ أَیضاً: الأَحْمقُ، و الأُنثی طِیطةٌ. و الطِّیطانُ: الكُرّاث، و قیل: الكُرَّاث البریّ ینبت فی الرمل؛ قال بعض بنی فقعس: إِنَّ بَنی مَعْنٍ صُباةٌ، إِذا صبَوْا، فُساةٌ، إِذا الطِّیطانُ فی الرَّمْلِ نَوَّرا حكاه أَبو حنیفة. قال ابن بری: و ظاهر الطِّیطانِ أَنه جمع طُوط. التهذیب: و الطِّیطَوی ضَرب من الطیر معروف، و علی وزنه نِینَوی، قال: و كلاهما دَخِیلان. و ذكر عن بعضهم أَنه قال: الطِّیطوی ضرب من القَطا طِوالُ الأَرجل، قال أَبو منصور: لا أَصل لهذا القول و لا نظیر لهذا فی كلام العرب. قال الأَزهری: و فی الموضع «1» الذی فیه الحسین، سلام اللّه علیه و رحمته، موضع یقال له نِنوی، قال الأَزهری: و قد وردته.

فصل العین المهملة؛ ج7، ص: 347

عبط؛ ج7، ص: 347

: عَبَطَ الذَّبِیحةَ یَعْبِطُها عَبْطاً و اعْتَبَطَها اعْتِباطاً: نَحَرَها من غیر داء و لا كسر و هی سَمینة فَتِیَّةٌ، و هو العَبْطُ، و ناقة عَبِیطةٌ و مُعْتَبَطةٌ و لحمها عَبِیط، و كذلك الشاة و البقرة، و عمّ الأَزهریّ فقال: یقال للدابة عَبِیطةٌ و مُعْتَبَطةٌ، و الجمع عُبُطٌ و عِباطٌ؛ أَنشد سیبویه: أَبِیتُ علی مَعاریَ واضِحاتٍ، بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ و قال ابن بزرج: العَبِیطُ من كلّ اللحم و ذلك ما كان سَلِیماً من الآفات إِلا الكسر، قال: و لا یقال للحم الدَّوِی المدخُولِ من آفةٍ عَبِیطٌ. و‌فی الحدیث: فَقاءتْ لَحماً عَبِیطاً؛ قال ابن الأَثیر: العَبِیطُ الطَّرِیُّ غیر النَّضِیج. و منه‌حدیث عمر: فَدَعا بِلحْم عَبیط‌أَی طریّ غیر نَضیج؛ قال ابن الأَثیر: و الذی جاءَ فی غریب الخطَّابی علی اختلاف نسخه: فدعا بلحم غَلِیظ، بالغین و الظاء المعجمتین، یرید لحماً خَشِناً عاسِیاً لا یَنْقادُ فی المَضْغِ، قال: و كأَنه أَشْبه. و‌فی الحدیث: مُرِی بَنِیكَ لا یَعْبِطُوا ضُروعَ الغنم‌أَی لا یُشَدِّدوا الحلَب فیَعْقرُوها و یُدْمُوها بالعصر، من العَبِیط و هو الدم الطریّ، أَو لا یَسْتَقْصُوا حلبها حتی یخرُج الدمُ بعد اللبن، و المراد أَن لا یَعْبِطوها فحَذف أَن و أَعملها مُضمرة، و هو قلیل، و یجوز أَن تكون لا ناهیة بعد أَمر فحذف النون للنهی. و مات عَبْطةً أَی شابّاً، و قیل: شابّاً صحیحاً؛ قال أُمیة بن أَبی الصلْت: مَنْ لم یَمُتْ عَبْطَةً یَمُتْ هَرَماً؛ لِلْمَوت كأْسٌ، و المرء ذائقُها و‌فی حدیث عبد الملك بن عمیر: مَعْبُوطة نفْسُها‌أَی مذبوحة و هی شابّةٌ صحیحة. و أَعْبَطَه الموتُ
(1). قوله [و فی الموضع إلخ] عبارة یاقوت: و بسواد الكوفة ناحیة یقال لها نینوی منها كربلاء التی قتل بها الحسین، رضی اللّه عنه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 348
و اعْتَبَطَه علی المثَل. و لحم عَبِیطٌ بیِّن العُبْطةِ: طریّ، و كذلك الدمُ و الزعفران؛ قال الأَزهری: و یقال لحم عَبِیطٌ و مَعْبُوطٌ إِذا كان طریّاً لم یُنَیِّبْ فیه سبع و لم تُصِبه عِلة؛ قال لبید: و لا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ، إِذا كان القُتارُ كما یُسْتَرْوَحُ القُطُر قال اللیث: و یقال زَعْفران عَبِیط یُشبَّه بالدم العَبِیط. و‌فی الحدیث: من اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلًا فإِنه قَوَدٌ، أَی قَتَله بلا جِنایة كانت منه و لا جریرة تُوجِب قتله، فإِنَّ القاتل یُقاد به و یقتل. و كلُّ من مات بغیر علة، فقد اعْتُبِطَ. و‌فی الحدیث: مَن قَتَلَ مؤمناً فاعتبَط بقتْلِه لم یَقبل اللّهُ منه صَرْفاً و لا عدْلًا؛ هكذا جاء الحدیثُ فی سُنَن أَبی داود، ثم قال فی آخر الحدیث: قال خالد بن دهْقان، و هو راوی الحدیث: سأَلت یحیی بن یحیی الغَسّانی عن قوله اعتبَط بقتله، قال: الذین یُقاتَلون فی الفِتْنة فیری أَنه علی هُدی لا یستغفر اللّه منه؛ قال ابن الأَثیر: و هذا التفسیر یدل علی أَنه من الغِبْطةِ، بالغین المعجمة، و هی الفرَح و السُّرُور و حُسْن الحال لأَن القاتِل یَفْرَح بِقَتْل خصمه، فإِذا كان المقتول مؤمناً و فرح بقتله دخل فی هذا الوعید، و قال الخطابی فی معالم السنَن و شَرَح هذا الحدیث فقال: اعْتَبَطَ قَتْلَه أَی قَتَله ظُلْماً لا عن قصاص. و عَبَطَ فلان بنَفْسِه فی الحرب و عَبَطَها عَبْطاً: أَلقاها فیها غیر مُكْرهٍ. و عَبَطَ الأَرضَ یَعْبِطُها عَبْطاً و اعْتَبَطَها: حَفَر منها مَوْضِعاً لم یُحْفَر قبلَ ذلك؛ قال مَرَّارُ بن مُنْقِذ العدویّ: ظَلَّ فی أَعْلی یَفاعٍ جاذِلًا، یَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ و أَمّا بیتُ حُمیدِ بن ثَوْر: إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً من التُّرابِ، كَبَتْ فیها الأَعاصِیرُ فإِنه یرید التراب الذی أَثارتْهُ، كان ذلك فی موضع لم یكن فیه قبل. و العَبْطُ: الرّیبةُ. و العَبْطُ: الشَّقُّ. و عبَط الشی‌ءَ و الثوبَ یعبِطُه عبْطاً: شَقَّه صَحِیحاً، فهو مَعْبُوطٌ و عَبِیطٌ، و الجمع عُبُطٌ؛ قال أَبو ذؤیب: فتَخالَسا نَفْسَیْهما بنَوافِذٍ، كنوافِذِ العُبُط التی لا تُرْقَعُ یعنی كشقّ الجُیوب و أَطراف الأَكْمام و الذُّیول لأَنها لا تُرْقَع بعد العَبْطِ. و ثوب عَبِیطٌ أَی مَشْقوقٌ؛ قال المنذری: أَنشدنی أَبو طالب النحوی فی كتاب المعانی للفراء: كنوافذ العُطُبِ …، ثم قال: و یروی‌كنوافذِ العُبُطِ …، قال: و العُطُبُ القُطْن و النوافِذُ الجُیوب، یعنی جُیوبَ الأَقْمِصَة و أَخْراتَها لا تُرْقَعُ، شبَّهَ سَعةَ الجِراحاتِ بها، قال: و من رواها العُبُط أَراد بها جمعَ عَبیطٍ، و هو الذی یُنْحَرُ لغیر علة، فإِذا كان كذلك كان خُروجُ الدم أَشَدَّ. و عَبَطَ الشی‌ءُ نَفْسُه یَعْبِطُ: انشقَّ؛ قال القطامی: و ظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَیدی كُلُوماً، تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا و عَبَطَ النباتُ الأَرضَ: شَقَّها. و العابِطُ: الكذّابُ. و العَبْطُ: الكَذبُ الصُّراح من غیر عُذر. و عَبَطَ علیَّ الكذبَ یَعْبِطُه عَبْطاً
لسان العرب، ج‌7، ص: 349
و اعْتَبَطَه: افْتَعلَه، و اعْتَبَطَ عِرْضَه: شتَمَه و تَنَقَّصَه. و عَبَطَتْه الدَّواهی: نالَتْه من غیر اسْتِحقاق؛ قال حمید و سماه الأَزهری الأُرَیْقِطَ: بِمَنْزلٍ عَفٍّ، و لم یُخالِطِ مُدَنّساتِ الرِّیَبِ العَوابِطِ و العَوْبَطُ: الدّاهِیةُ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، قالت: فَقَدَ رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، رجلًا كان یُجالِسُه فقالوا: اعْتُبِطَ، فقال: قُوموا بنا نَعُوده؛ قال ابن الأَثیر: كانوا یُسمون الوَعْكَ اعْتِباطاً. یقال: عَبَطَتْه الدّواهی إِذا نالَتْه. و العَوْبَطُ: لُجَّةُ البحر، مقلوب عن العَوْطَبِ. و یقال عَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوافِره إِذا أَثارَه، و الترابُ عَبیطٌ. و عَبَطَتِ الرِّیحُ وجهَ الأَرضِ إِذا قَشَرَتْه. و عَبَطْنا عَرَقَ الفرَسِ أَی أَجْرَیْناه حتی عَرِقَ؛ قال الجَعدِیّ: و قد عَبَطَ الماءَ الحَمِیمَ فأَسْهَلا

عثلط؛ ج7، ص: 349

: العُثَلِطُ: اللبنُ الخاثر. الأَصمعی: لبن عُثَلِطٌ و عُجَلِطٌ و عُكَلِطٌ أَی ثَخِینٌ خاثِر، و أَبو عمرو مثله، و هو قَصْرُ عُثالِطٍ و عُجالِطٍ و عُكالِطٍ، و قیل: هو المُتَكَبِّد الغَلیظُ؛ و أَنشد: أَخْرَس فی مَخْرمه عُثالِط «2»

عجلط؛ ج7، ص: 349

: العُجَلِطُ: اللبن الخاثِر الطَّیِّبُ، و هو مَحْذُوف من فُعالِل و لیس فُعَلِلٌ فیه و لا فی غیره بأَصل؛ قال الشاعر: كَیْفَ رأَیْتَ كُثْأَتَیْ عُجَلِطِهْ، و كُثْأَةَ الخامِطِ من عُكَلِطِهْ؟ كُثْأَةُ اللبن: ما عَلا الماء من اللبن الغَلیظ و بقی الماء تحته صافِیاً؛ و قال الراجز: و لو بَغی أَعْطاهُ تَیْساً قافِطا، وَ لَسَقاهُ لَبَناً عُجالِطا و یقال للبن إِذا خَثُر جدّاً و تَكَبَّد: عُجَلِطٌ و عُجالِطٌ و عُجالِدٌ؛ و أَنشد: إِذا اصْطَحَبْتَ رائِباً عُجالِطا مِن لَبَنِ الضَأْنِ، فَلَسْتَ ساخِطا و قال الزَّفَیان: و لم یدَعْ مَذْقاً و لا عُجالِطا، لِشاربٍ حَزْراً، و لا عُكالِطا قال ابن بری: و مما جاء علی فُعَلِلٍ عُثَلِطٌ و عُكَلِطٌ و عُجَلِطٌ و عُمَهِجٌ: اللبن الخاثِرُ، و الهُدَبِدُ: الشَّبْكرةُ فی العین، و لیل عُكمِسٌ: شدید الظُّلمةِ، و إِبل عُكَمِسٌ أَی كثیرة، و دِرْع دُلَمِصٌ أَی بَرّاقةٌ، و قِدْرٌ خُزَخِزٌ أَی كبیرة، و أَكل الذئبُ من الشاة الحُدَلِقَ، و ماءٌ زُوَزِمٌ: بَیْنَ الملح و العذب، و دُوَدِمٌ: شی‌ء یشبه الدَّمَ یخرُجُ من السَّمُرة یجعله النساء فی الطِّرارِ، قال: و جاء فَعَلُلٌ مثال واحد عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ.

عذط؛ ج7، ص: 349

: العُذْیُوطُ و العِذْیَوْطُ: الذی إِذا أَتی أَهلَه أَبْدَی أَی سَلَحَ أَو أَكْسَلَ، و جمعه عِذْیَوْطُونَ و عَذایِیطُ و عَذاوِیطُ؛ الأَخیرة علی غیر قیاس، و قد عَذْیَطَ یُعَذْیِطُ عَذْیَطَةً، و الاسم العَذْطُ؛ قالت امرأَة: إِنِّی بُلِیتُ بِعِذْیَوْطٍ به بَخَرٌ، یَكادُ یَقْتُلُ مَنْ ناجاه إِنْ كَشَرا
(2). قوله [فی مخرمه] كذا بالأصل، و فی شرح القاموس: مجزمه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 350
و المرأَةُ عِذْیَوْطةٌ، و هی التَّیْتاءةُ، و الرجل تَیْتاء؛ قال الأَزهری: و هو الزُّمَلِّقُ و الزَّلِقُ، و هو الثَّمُوتُ و الثَّتُّ، و منهم من یقول عِظْیَوْطٌ، بالظاء.

عرط؛ ج7، ص: 350

: اعْتَرَطَ الرجلُ: أَبْعَدَ فی الأَرض. و عِرْیَطٌ و أُمّ عِرْیَطٍ و أُمّ العِرْیط، كله: العقرب. و یقال: عَرَطَ فلان عِرضَ فلان و اعْتَرَطَهُ إِذا اقْتَرَضَه بالغِیبة، و أَصل العَرْطِ الشق حتی یدْمَی.

عرفط؛ ج7، ص: 350

: العُرْفُطُ: شجر العِضاه، و قیل: ضَرْب منه، و قال أَبو حنیفة: من العضاه العُرْفُط و هو مفترش علی الأَرض لا یذهب فی السماء، و له ورقة عریضة و شوكة حَدیدة حَجْناء، و هو مما یُلْتَحَی لِحاؤُه و تُصْنعُ منه الأَرْشِیَةُ و تخرج فی بَرَمِه عُلَّفة كأَنه الباقِلَّی تأْكله الإِبل و الغنم، و قیل: هو خَبیث الریح و بذلك تَخْبُتْ رِیحُ راعِیته و أَنْفاسُها حتی یُتَنَحَّی عنها، و هو من أَخبث المراعی، واحدته عُرْفُطةٌ، و به سمی الرجل. الأَزهری: العُرْفُطةُ شجرة قصیرة مُتدانیة الأَغصان ذاتُ شوك كثیر طُولُها فی السماء كطول البعیر بارِكاً، لها وُرَیْقة صغیرة تَنْبُتُ بالجِبال تَعْلُقُها الإِبلُ أَی تأْكل بفِیها أَعْراض غِصَنَتِها؛ قال مسافر العَبْسیّ یصف إِبلًا: عَبْسِیّة لم تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَما، و لم تُواضِعْ عُرْفُطاً و سَلَما لكنْ رَعَین الحَزْن، حیثُ ادْلهْمَما، بَقْلًا تَعاشِیبَ و نَوْراً تَوْأَما الجوهری: العُرْفُط، بالضم، شجر من العِضاه یَنْضَحُ المُغْفُورَ و بَرَمَتُه بیضاء مُدَحْرَجة، و قیل: هو شجر الطلح و له صمغ كریه الرائحة فإِذا أَكلته النحل حصل فی عسلها من ریحه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، شرب عسلًا فی بیت امرأَة من نسائه، فقالت له إِحدی نسائه: أَكلتَ مَغافِیرَ، قال: لا و لكنی شَرِبت عسلًا، فقالت: جَرَسَتْ إِذاً نحْلُه العُرْفُطَ؛ المَغافِیرُ: صمغ یسِیل من شجر العرفط حُلو غیر أَن رائحته لیست بطیبة، و الجَرْسُ: الأَكل. و إِبلٌ عُرْفُطِیّةٌ: تأْكل العرفط. و اعْرَنْفَطَ الرجلُ: تَقَبَّضَ. و المُعْرَنْفِطُ: الهَنُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لرجل قالت له امرأَته و قد كَبِرَ: یا حَبَّذا ذَباذِبُكْ، إِذ الشَّبابُ غالِبُكْ فأَجابها: یا حَبَّذا مُعْرَنْفِطُكْ، إِذْ أَنا لا أُفَرِّطُكْ

عرقط؛ ج7، ص: 350

: العُرَیْقِطة: دویبة عریضة كالجُعَلِ؛ الجوهری: و هی العُرَیْقِطانُ.

عزط؛ ج7، ص: 350

: العَزْطُ: كأَنه مقلوب عن الطَّعْزِ، و هو النِّكاحُ.

عسط؛ ج7، ص: 350

: قال الأَزهری: لم أَجد فی عسط شیئاً غیر عَسَطُوسٍ، و هی شجرة لینة الأَغصان لا أُبَنَ لها و لا شَوْك، یقال إِنه الخَیْزُرانُ، و هو علی بناء قَرَبُوسٍ و قَرَقُوسٍ و حَلَكُوكٍ للشَّدید السواد؛ و قال الشاعر: عَصا عَسَطُوسٍ لِینها و اعْتِدالها قال ابن سیدة: العَیْسَطانُ موضع.

عسمط؛ ج7، ص: 350

: عَسْمَطْتُ الشی‌ءَ عَسْمَطةً إِذا خَلَطْتَه،

عشط؛ ج7، ص: 350

: عَشَطه یَعْشِطُه عَشْطاً: جَذَبه، و قال الأَزهری: لم أَجد فی ثلاثی عشط شیئاً صحیحاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 351‌

عشنط؛ ج7، ص: 351

: العشَنَّطُ: الطویل من الرجال كالعَنْشَطِ، و جمعه عَشَنَّطُونَ و عَشانِطُ، و قیل فی جمعه: عَشانِطةٌ مثل عَشانِقةٍ؛ قال الراجز: بُوَیْزِلًا ذا كِدْنةٍ مُعَلَّطا، من الجِمالِ، بازِلًا عَشَنَّطا قال: و یقال هو الشابُّ الظَّریفُ. الأَصمعی: العَشَنَّطُ و العَنْشَطُ معاً الطویل، الأَول بتشدید النون، و الثانی بتسكین النون قبل الشین.

عضط؛ ج7، ص: 351

: العِضْیَوطُ و العُضْیُوطُ؛ الأَخیرة عن ثعلب: الذی یُحْدِثُ إِذا جامع، و قد عَضْیَطَ، و كذلك العِذْیَوْطُ. و یقال للأَحمق: أَذْوَطُ و أَضْوَطُ.

عضرط؛ ج7، ص: 351

: العِضْرِطُ و العَضْرَطُ: العِجانُ، و قیل: هو الخَطّ الذی من الذكر إِلی الدُّبر. و العُضارِطِیُّ: الفرْج الرّخْو؛ قال جریر: تُواجِهُ بَعْلَها بِعُضارِطِیٍّ، كأَنَّ علی مَشافِرِه حَبابا و العِضْرِطُ: اللَّئیمُ. و العُضْرُطُ و العُضْرُوطُ: الخادمُ علی طَعامِ بطْنه، و هم العَضارِیطُ و العَضارِطةُ. و العَضارِیطُ: التُّبّاعُ و نحوهم، الواحد عُضْرُطٌ و عُضْرُوطٌ؛ و أَنشد ابن بری لطفیل: و راحِلةٍ أَوْصَیْتُ عُضْرُوطَ رَبِّها بها، و الذی یحْنی لیَدْفَعَ أَنْكَبُ یعنی بربها نفسه أَی نزلتُ عن راحلتی و ركبتُ فرسی للقتال و أَوصیت الخادِمَ بالراحلةِ. و قوم عَضارِیطُ: صَعالِیكُ. و قولهم: فلان أَهْلَبُ العِضْرِطِ، قال أَبو عبید: هو العِجانُ ما بین السُّبَّةِ و المَذاكِیر؛ أَنشد ابن بری: أَتانٌ سافَ عِضْرِطَها حِمار و هی العِضْرِطُ و البُعْثُط للاست. یقال: أَلْزَقَ بُعْثُطَه و عِضْرِطه بالصَّلَّةِ یعنی اسْتَه. و قال شمر: مثَل العرب: إِیاك و كُلَّ قِرْنٍ أَهْلَبِ العِضْرِطِ. ابن شمیل: العِضْرط العِجانُ و الخُصْیة. قال ابن بری: تقول فی المثل: إِیاك و الأَهلبَ العضرِط فإِنك لا طاقةَ لك به، قال الشاعر: مَهْلًا، بَنی رُومانَ بَعْضَ عِتابِكُمْ، و إِیّاكُمُ و الهُلْبَ مِنِّی عَضارِطا أَرِطُّوا، فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ، عسی أَنْ تَفُوزوا أَنْ تَكُونوا رَطائطا أَرِطَّ: احْمُقْ. و الأَهْلَبُ: هو الكثیر شعر الأُنثَیین. و یقال: العِضرط عَجْبُ الذَّنَبِ. الأَصْمعی: العَضارِطُ الأُجراء؛ و أَنشد: أَ ذاكَ خَیْرٌ، أَیُّها العَضارِطُ، و أَیُّها اللَّعْمَظةُ العَمارِطُ و حكی ابن بری عن ابن خالویه: العُضْروطُ الذی یَخْدُمُ بطعام بطنِه، و مثله اللَّعْمَظُ و اللُّعْمُوظُ، و الأُنثی لُعْمُوظةٌ.

عضرفط؛ ج7، ص: 351

: العَضْرَفُوطُ: دویبة بیضاء ناعمة. و یقال: العَضْرفوط ذكر العِظاء، و تصغیره عُضَیرِفٌ و عُضَیْرِیف، و قیل: هو ضرب من العِظاء، و قیل: هی دویبة تسمی العِسْوَدَّة بیضاء ناعمة، و جمعها عَضافِیطُ و عَضْرفُوطاتٌ، قال: و بعضهم یقول عُضْفُوط؛ و أَنشد ابن بری:
لسان العرب، ج‌7، ص: 352
فأَجْحَرَها كرُّها فِیهِمُ، كما یُجْحِرُ الحَیّةُ العَضْرَفُوطا

عطط؛ ج7، ص: 352

: العَطُّ: شقُّ الثوب و غیره عَرضاً أَو طُولًا من غیر بَیْنُونة، و ربما لم یقید ببینُونة. عَطَّ ثوبَه یَعُطُّه عَطّاً، فهو مَعْطُوطٌ و عَطِیطٌ، و اعْتَطَّه و عَطَّطه إِذا شقَّه، شدِّد للكثرة. و الانْعِطاطُ: الانْشِقاق، و انْعَطَّ هو؛ قال أَبو النجم: كأَنَّ، تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ، شَطّاً رَمَیْتَ فَوْقَه بشَطِّ و قال المتنخل: بضَرْبٍ فی القَوانِسِ ذی فُرُوغٍ، و طَعْنٍ مِثْلِ تعْطِیطِ الرِّهاطِ و یروی: فی الجماجِمِ ذی فُضُولٍ، و یروی: تَعْطاط. و الرَّهْطُ: جلد یشقَّق تَلْبَسه الصبیان و النساء. و قال ابن بری: الرِّهاط جُلود تشقَّق سیوراً. و العَطَوَّطُ: الطویل. و الأَعطّ: الطویل. و قال ابن بری: العُطُطُ المَلاحِفُ المُقَطَّعةُ؛ و قول المتنخل الهذلی: و ذلك یَقْتُلُ الفِتْیانَ شَفْعاً، و یَسْلُبُ حُلَّةَ اللیْثِ العَطاطِ و قال ابن بری: هو لعمرو بن معدیكرب، قیل: هو الجَسِیم الطویل الشُّجاع. و العَطاط: الأَسد و الشجاع. و یقال: لَیْثٌ عَطاطٌ، و شجاع عَطاط: جسیم شدید، و عَطَّه یَعُطُّه عَطّاً إِذا صرعه. و رجل مَعْطُوطٌ مَعْتُوتٌ إِذا غُلِبَ قولًا و فعلًا. و انْعَطَّ العُودُ انْعِطاطاً إِذا تثنی من غیر كسر. و العَطَوَّطُ: الانْطلاقُ السریع كالعَطَوَّدِ. و العَطَوَّدُ: الشدیدُ من كل شی‌ء. و العُطْعُط: الجَدْی، و یقال له العُتْعُتُ أَیضاً. و العَطْعَطَةُ: حكایة صوت. و العَطْعَطَةُ: تَتابُعُ الأَصوات و اختلافُها فی الحرب، و هی أَیضاً حكایة أَصوات المُجّانِ إِذا قالوا: عِیطِ عِیطِ، و ذلك إِذا غَلب قوم قوماً. یقال: هم یُعَطْعِطُون و قد عَطْعَطُوا. و‌فی حدیث ابن أُنَیْسٍ: إِنه لیُعَطْعِطُ الكلامَ.و عَطْعَطَ بالذئب: قال له عاطِ عاطِ.

عظط؛ ج7، ص: 352

: قال الأَزهری فی ترجمة عذط: و منهم من یقول: عِظْیَوْطٌ، بالظاء، و هو الذی إِذا أَتَی أَهلَه أَبْدَی.

عفط؛ ج7، ص: 352

: عَفَطَ یَعْفِطُ عَفْطاً و عَفَطاناً، فهو عافِطٌ و عَفِطٌ: ضَرطَ؛ قال: یا رُبَّ خالٍ لكَ قَعْقاعٍ عَفِطْ و یقال: عَفَقَ بها و عَفَطَ بها إِذا ضَرطَ. و قال ابن الأَعرابی: العَفْطُ الحُصاصُ للشاة و النَّفْطُ عُطاسُها. و‌فی حدیث علی: و لكانت دُنیاكم هذه أَهوَنَ علیَّ من عَفْطةِ عنز‌أَی ضَرْطة عنز. و المِعْفَطةُ: الاسْت، و عفَطَتِ النعجةُ و الماعِزةُ تَعْفِطُ عَفِیطاً كذلك. و العرب تقول: ما لفلان عافِطةٌ و لا نافِطةٌ؛ العافطة: النعجة و علل بعضهم فقال لأَنها تَعْفِطُ أَی تَضْرطُ، و النافِطةُ إِتباع. قال: و هذا كقولهم ما له ثاغِیةٌ و لا راغِیةٌ أَی لا شاةٌ تَثْغُو و لا ناقةٌ تَرْغُو. قال ابن بری: و یقال ما له سارحةٌ و لا رائحةٌ، و ما له دقیقة و لا جَلِیلة، فالدقیقةُ الشاة، و الجلیلة الناقة؛ و ما له حانَّةٌ و لا آنَّةٌ، فالحانَّة الناقة تَحِنُّ لولدها، و الآنَّة الأَمةُ تَئِنُّ من التَّعب؛ و ما له هارِبٌ و لا قارِب، فالهارِبُ الصادِرُ عن الماء، و القاربُ الطالب
لسان العرب، ج‌7، ص: 353
للماء، و ما له عاوٍ و لا نابِحٌ أَی ما له غنم یعوی بها الذئب و ینْبَح بها الكلب؛ و ما له هِلَّعٌ و لا هِلَّعةٌ أَی جَدْی و لا عَناق. و قیل: النافطة العَنز أو الناقة؛ قال الأَصمعی: العافطةُ الضائنة، و النافطة الماعِزة، و قال غیر الأَصمعی من الأَعراب: العافطة الماعِزة إِذا عطَست، و قیل: العافطة الأَمة و النافطة الشاة لأَن الأَمة تعفِط فی كلامها كما یعفِط الرجل العِفْطِیُّ، و هو الأَلْكَن الذی لا یُفْصِح، و هو العَفّاطُ، و لا یقال علی جهة النسبة إِلا عِفْطِیٌّ. و العَفْطُ و العَفِیطُ: نَثِیرُ الشاء بأُنوفِها كما یَنْثِرُ الحِمار، و فی الصحاح: نثیر الضأْن، و هی العَفْطةُ. و عَفَطتِ الضأْنُ بأُنوفها تَعْفِط عَفْطاً و عَفِیطاً، و هو صوت لیس بعُطاس، و قیل: العَفْط و العَفِیط عُطاس المَعز، و العافطةُ الماعزة إِذا عطست. و عفَط فی كلامه یَعْفِط عَفْطاً: تكلم بالعربیة فلم یُفْصِح، و قیل: تكلم بكلام لا یُفْهم. و رجل عَفَّاط و عِفْطِیّ: أَلكن، و قد عَفَت عَفْتاً، و هو عَفّات. قال الأَزهری: الأَعْفَتُ و الأَلفت الأَعْسَرُ الأَخْرَقُ. و عَفَتَ الكلامَ إِذا لَواه عن وجهه، و كذلك لَفَتَه، و التاء تبدل طاء لقرب مخرجها. و العافط: الذی یصیح بالضأْن لتأْتیه؛ و قال بعض الرُّجَّازِ یَصِف غنماً: یَحارُ فیها سالِئٌ و آقِطُ، و حالِبانِ و مَحاحٌ عافِطٌ و عفَط الراعی بغنمه إِذا زجرَها بصوت یُشبه عَفْطَها. و العافِطةُ و العَفّاطةُ: الأَمة الراعِیةُ. و العافِطُ: الرَّاعی؛ و من سَبِّهم: یا ابن العافطة أَی الراعِیة.

عفلط؛ ج7، ص: 353

: العَفْلَطةُ: خلْطُك الشی‌ءَ، عَفْلَطْتُه بالتراب. ابن سیدة: عَفْطَل الشی‌ءَ و عَفْلَطَه خلطه بغیره. و العَفَلَّطُ و العِفْلِیطُ: الأَحمق.

عفنط؛ ج7، ص: 353

: العَفَنَّطُ: اللئیم السی‌ء الخُلُقِ. و العَفَنَّطُ أَیضاً: الذی یسمی عَناقَ الأَرض.

عقط؛ ج7، ص: 353

: الیَعْقُوطةُ: دُحْروجةُ الجُعَل یعنی البعرة.

عكلط؛ ج7، ص: 353

: لبن عُكَلِطٌ و عُكَلِدٌ: خاثر؛ قال الشاعر: كیف رأَیتَ كُثأَتَیْ عُجَلِطِهْ، و كُثْأَةَ الخامِطِ من عُكَلِطِهْ الأَصمعی: إِذا خَثُر اللبن جدّاً فهو عُكَلِطٌ و عُجَلِط و غُثَلِطٌ؛ و أَنشد ابن بری فی ترجمة عثلط للزَّفَیان: و لم یَدَعْ مَذْقاً و لا عُجالِطا، لشارِبٍ حَزْراً، و لا عُكالِطا قال: و مما جاء علی فُعَلِلٍ عُكَلِطٌ و عُثَلِطٌ و عُجَلِطٌ و عُمَهِجٌ للبن الخاثر، و الهُدَبِدُ للشَّبْكرةِ فی العین، و لیلٌ عُكَمِسٌ شدیدُ الظُّلْمةِ، و إِبل عُكَمِسٌ أَی كثیرة، و دِرْعٌ دُلَمِصٌ أَی برَّاقةٌ، و قِدر خُزَخِزٌ أَی كبیرة، و أَكل الذئب من الشاة الحُدَلِق، و ماء زُوَزِمٌ بین المِلح و العَذب، و دُوَدِمٌ شی‌ء یُشبه الدم یخرج من السَّمُرة یجعله النساء فی الطرارِ، و جاء فَعَلُلٌ مثال واحد عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ.

علط؛ ج7، ص: 353

: العِلاطُ: صفْحة العُنق من كل شی‌ء. و العِلاطانِ: صفحتا العنق من الجانبین. و العِلاطُ: سِمة فی عُرْض عنق البعیر و الناقة، و السِّطاعُ بالطُّولِ. و قال أَبو علی فی التذكرة من كتاب ابن حبیب: العِلاط یكون فی العنق عَرْضاً، و ربما كان خطّاً واحداً، و ربما كان خطَّین، و ربما كان خُطوطاً فی كل جانب، و الجمع أَعْلِطةٌ و عُلُطٌ. و الإِعْلِیطُ: الوَسْمُ بالعِلاطِ. و عَلَطَ البعیرَ و الناقةَ یَعْلِطُهما و یَعْلُطُهما عَلْطاً
لسان العرب، ج‌7، ص: 354
و عَلَّطَهما: وسَمهما بالعِلاطِ، شُدّد للكثرة، و ربما سمی الأَثر فی سالِفتِه عَلْطاً كأَنه سمی بالمصدر؛ قال: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ، بِلِیتِه عند بُذُوحِ الشَّرْطِ البُذُوحُ: الشُّقوقُ. و حَرْزَمٌ: اسم بعیر. و عَلَطه بالقول أَو بالشرِّ یَعْلُطُه عَلْطاً: وسمَه علی المثل، و هو أَن یرمیه بعلامة یعرف بها، و المعنیان متقاربان. و العِلاطُ: الذكر بالسُّوء، و قیل: عَلَطه بشرّ ذكره بسوء؛ قال الهذلی و نسبه ابن بری للمتنخل: فَلا و اللّهِ نادَی الحَیُّ ضَیْفِی، هُدُوءاً، بالمَساءةِ و العِلاطِ و المَساءةُ: مصدر سُؤْتُه مَساءة. و عَلَطه بسَهْم عَلْطاً: أَصابه به. و ناقة عُلُطٌ: بلا سمة كعُطُلٍ، و قیل: بلا خِطام؛ قال أَبو دواد الرُّؤاسی: هلَّا سأَلتِ، جَزاك اللّه سَیِّئةً، إِذ أَصْبحَت لیس فی حافاتِها قَزَعَهْ و راحت الشَّول كالشَّنّات شاسِفةً، لا یَرْتجی رِسْلَها راعٍ و لا رُبَعَهْ و اعرَورتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ، تَركُضُه أُمُّ الفَوارِسِ بالدِّئْداء و الرَّبَعَهْ و جمعها أَعْلاطٌ؛ قال نِقادةُ الأَسدی: أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا، أَصفرَ مثل الزیت لما شاطا و العِلاط: الحبل الذی فی عنق البعیر. و عَلَّطَ البعیر تَعْلیطاً: نزع عِلاطَه من عُنقه؛ هذه حكایة أَبی عبید. و العُلُطُ: الطِّوال من النوق. و العُلُط أَیضاً: القِصار من الحَمیر. و قال كراع: عَلَّط البعیر إِذا نزَع عِلاطَه من عُنقه، و هی سِمةٌ بالعَرْض. قال: و قول أَبی عبید أَصح؛ و بعیر علط من «3» خِطامه. و عِلاط الإِبرة: خَیْطُها. و عِلاطُ الشمسِ: الذی تراه كالخیط إِذا نظرت إِلیها. و عِلاطُ النجوم: المُعَلَّقُ بها، و الجمع أَعْلاط؛ قال: و أَعْلاطُ النُّجومِ مُعَلَّقاتٌ، كحَبْلِ الفَرْقِ لیس له انْتِصابُ الفَرْقُ: الكَتّان. قال الأَزهری: و رأَیت فی نسخة: كحبل القَرْق، قال: الكتان. قال الأَزهری: و لا أَعرف القَرْق بمعنی الكتان. و قیل: أَعْلاطُ الكواكب هی النُّجومُ المُسَمّاة المعروفة كأَنها مَعْلوطة بالسِّماتِ، و قیل: أَعلاطُ الكواكبِ هی الدَّرارِی التی لا أَسماء لها من قولهم ناقة عُلُطٌ لا سِمةَ علیها و لا خِطام. و نُوق أَعْلاط، و العِلاطانِ و العُلْطتانِ: الرَّقْمتانِ اللتان فی أَعْناقِ القَمارِی؛ قال حمید بن ثور: مِنَ الوُرْقِ حَمَّاء العِلاطَیْنِ، باكَرَتْ قَضِیبَ أَشاء، مَطْلَع الشمْسِ، أَسْحَما و قیل: العُلْطتان الرَّقْمَتان اللتان فی أَعناق الطیر من القماری و نحوها. و قال ثعلب: العُلْطتان طَوْقٌ، و قیل سِمة، قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. و قال الأَزهری: عِلاطا الحَمامةِ طَوْقُها فی صفحتی عُنقها، و أَنشد بیت حمید بن ثور. و العُلْطة: القِلادة. و العُلْطتان: ودَعتان تكونان فی أَعْناق الصبیان؛ قال حُبَیْنةُ بن طَرِیف العُكْلِیّ یَنْسُبُ بلیلی
(3). قوله [و بعیر علط من إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 355
الأَخْیَلِیَّة: جاریة من شِعْبِ ذِی رُعَیْنِ، حَیَّاكة تَمْشِی بِعُلْطَتَیْنِ، قد خَلَجَت بحاجِبٍ و عَیْنِ، یا قَوْمِ، خَلُّوا بینها و بَیْنی، أَشَدَّ ما خُلِّیَ بَیْنَ اثْنَیْنِ و قیل: عُلْطتاها قُبلها و دُبرها، و جعلهما كالسِّمَتین. و العُلْطة و العَلْطُ: سواد تخُطُّه المرأَة فی وجهها تَتزیّن به، و كذلك اللُّعْطةُ. و لُعْطةُ الصَّقْر: صُفْعةٌ فی وجهه. و نعجةٌ عَلْطاء: بِعُرض عنقها عُلْطةُ سوادٍ و سائرها أَبیض. و العِلاطُ: الخُصومة و الشرّ و المُشاغَبةُ؛ قال المتنخل: فلا و اللّهِ نادَی الحَیُّ ضَیْفی و أَورد البیت المقدّم، و قال: أَی لا نادَی. و الإِعْلِیطُ: ما سقط ورقه من الأَغْصان و القُضْبانِ، و قیل: هو ورق المَرْخِ، و قیل: هو وعاء ثَمَر المرخ؛ قال إمرؤ القیس: لَها أُذُنٌ حَشْرةٌ مَشْرةٌ، كإِعْلِیطِ مَرْخ، إِذا ما صَفِرْ واحدته إِعْلِیطةٌ، شبه به أُذن الفرس. قال ابن بری: البیت للنمر بن تَوْلَب. و العِلْیَطُ: شجر بالسَّراةِ تُعمل منه القِسِیُّ؛ قال حمید بن ثور: تكادُ فُروعُ العِلْیَط الصُّهْبُ، فَوْقَنا، به و ذُرَی الشَّرْیانِ و النِّیمِ تَلْتَقِی و اعْلوَّطَنِی الرجلُ: لَزِمنی، و اشتقّه ابن الأَعرابی فقال: كما یلزم العِلاطُ عنق البعیر، و لیس ذلك بمعروف. و الاعْلِوَّاطُ: ركوبُ الرأْس و التَّقَحُّمُ علی الأُمور بغیر رَوِیّةٍ. یقال: اعْلوَّط فلان رأْسه: و قیل: الاعْلوّاط ركوبُ العنق و التقحُّمُ علی الشی‌ء من فوق. و اعْلَوّط الجملُ الناقة: ركب عُنقها و تقَحَّمَ من فوقها. و اعْلَوّط الجملُ الناقة یَعْلَوِّطُها إِذا تسدّاها لیَضْرِبَها، و هو من باب الافْعِوّال مثل الاخْرِوّاطِ و الاجْلوّاذِ. و اعْلَوَّطَ بعیرَه اعْلِوّاطاً إِذا تعلّق بعُنقه و عَلاه، و إنما لم تنقلب الواو یاء فی المصدر كما انقلبت فی اعْشَوْشَبَ اعْشِیشاباً لأَنها مشدّدة. و الاعْلِوَّاطُ: الأَخذ و الحَبْس. و الاعلوّاطُ: رُكوب المركوب عُرْیاً؛ قال سیبویه: لا یتكلم به إِلا مزیداً. و المَعْلُوط: اسم شاعر. و عِلْیَطٌ: اسم.

علبط؛ ج7، ص: 355

: غَنمٌ عُلَبِطةٌ: أَوّلها الخَمسون و المائة إِلی ما بلغت من العِدّةِ، و قیل: هی الكثیرة، و قال اللحیانی: علیه عُلَبِطةٌ من الضأْنِ أَی قِطْعة فخَصّ به الضأْنَ. و رجل عُلَبِطٌ و عُلابِطٌ: ضَخْم عظیم. و ناقة عُلَبِطة: عظیمة. و صدْر عُلَبِطٌ: عریض. و لبن عُلَبِطٌ: رائب مُتَكَبِّدٌ خاثِرٌ جدّاً، و قیل كل غلیظٍ عُلَبِطٌ، و كل ذلك محذوف من فُعالِلٍ، و لیس بأَصل لأَنه لا تتوالی أَربع حركات فی كلمة واحدة. و العُلَبِطُ و العُلابِطُ: القَطِیعُ من الغنم؛ و قال: ما راعَنِی إِلا خَیالٌ، هابِطا علی البُیوت قَوْطَه العُلابِطا خیال: اسم راعٍ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 356

علسط؛ ج7، ص: 356

: العَسْلَطةُ و العَلْسَطة: كلام غیرُ ذی نِظام. و كلام مُعَلْسطٌ: لا نظام له.

علقط؛ ج7، ص: 356

: العِلْقِطُ: الإِتْبُ؛ قال ابن درید: أَحْسَبه العِلْقةَ.

عمط؛ ج7، ص: 356

: عَمَطَ عِرْضَه عَمْطاً و اعْتَمَطه: عابه و وقع فیه و ثَلَبَه بما لیس فیه. و عَمَطَ نِعْمةَ اللّه عَمْطاً و عَمِطَها عَمْطاً كغَمِطَها؛ لم یَشْكُرْها و كَفَرها.

عمرط؛ ج7، ص: 356

: العَمَرَّطُ، بتشدید الراء: الشدید الجَسُور. و قیل: الخفیفُ من الفِتْیانِ، و الجمع العَمارِطُ. و العُمْرُوطُ: المارِدُ الصُّعْلُوكُ الذی لا یَدَعُ شیئاً إِلا أَخذه، و عمّ بعضهم به اللُّصُوصَ. و العُمْرُوطُ: اللِّصُّ، و الجمع العَمارِیطُ و العَمارِطةُ. و قوم عَمارِطُ: لا شی‌ء لهم، واحدهم عُمْرُوطٌ. و عَمْرَطَ الشی‌ءَ: أَخذه.

عملط؛ ج7، ص: 356

: العُمَّلِطُ و العَمَلَّطُ، بتشدید اللام: الشدید من الرّجال و الإِبل؛ و أَنشد ابن بری لِنِجاد الخَیْبَری: أَ ما رأَیتَ الرجلَ العَمَلَّطا، یأْكلُ لَحْماً بائتاً قد ثَعِطا؟ أَكْثَرَ منه الأَكل حتی خَرِطا، فأَكثَرَ المَذْبُوبُ منه الضَّرِطا، فظَلَّ یَبْكی جَزَعاً و فَطْفَطَا الأَزهری: قال أَبو عمرو: العَمَلَّسُ القویُّ علی السفر و العَمَلَّطُ مثله؛ و أَنشد: قَرَّبَ منها كلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ، عَجَمْجَمٍ ذی كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ: المُیَسَّرُ للعمَلِ. و بعیر عَمَلَّطٌ: قویٌّ شدیدٌ.

عنط؛ ج7، ص: 356

: العَنَطُ: طولُ العُنُق و حُسْنُه، و قیل: هو الطُّول عامَّة. و رجُل عَنَطْنَطٌ، و الأُنثی بالهاء: طویل، و أَصل الكلمة عنط فكرّرت، قال اللیث: اشتقاقه من عنط و لكنه أُرْدِفَ بحرفین فی عَجُزه؛ و أَنشد: تَمْطُو السُّری بِعُنقٍ عَنَطْنَطِ و من الناس مَن خَصّ فقال: الطویل من الرّجال. و‌فی حدیث المُتْعةِ: فتاة مِثْل البَكْرةِ العَنَطْنَطة‌أَی الطویلة العُنُق مع حُسْن قوَام، و عَنَطُها طُولُ عُنقِها و قَوامها، لا یُجعل مصدر ذلك إِلا العَنَط، قال الأَزهری: و لو جاءَ فی الشعر عَنَطْنَطَتُها فی طول عُنُقِها جاز ذلك فی الشعر. قال: و كذلك أَسد غَشَمْشَمٌ بَیِّنُ الغَشَم، و یوم عَصَبْصَبٌ بَیِّنُ العَصابةِ. و أَعْنَطَ: جاء بولد عَنَطْنَط. و فرس عَنَطْنَطةٌ: طویلة؛ قال: عَنَطْنَط تَعْدُو به عَنَطْنَطَهْ و العَنَطْنَطُ: الإِبْرِیقُ لطُول عُنُقِه؛ قال ابن سیدة: أَنشدنی بعضُ من لقیت: فَقَرَّبَ أَكْواساً له و عَنَطْنَطاً، و جاءَ بتُفَّاحٍ كَثیرٍ دَوارِكِ و العِنْطِیانُ: أَوَّلُ الشَّبابِ، و هو فِعْلِیانٌ، بكسر الفاء؛ عن أَبی بكر بن السَّرَّاج.

عنبط؛ ج7، ص: 356

: رجُل عُنْبُطٌ و عُنْبُطةٌ: قصیر كثیر اللحم.

عنشط؛ ج7، ص: 356

: العَنْشَطُ: الطَّوِیل من الرِّجالِ كالعَشَنَّطِ. و العَنْشَطُ أَیضاً: السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ؛ و منه قول الشاعر: أَتاكَ من الفِتْیانِ أَرْوَعُ ماجِدٌ، صَبُورٌ علی ما نابَه غیرُ عَنْشَطِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 357
و عَنْشَطَ: غَضِبَ. العَنْشَطُ: الطویلُ، و كذلك العَشَنَّطُ كالعَشَنَّقِ.

عنفط؛ ج7، ص: 357

: العُنْفُطُ: اللَّئِیمُ من الرِّجال السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ. و العُنْفُطُ أَیضاً: عَناقُ الأَرضِ.

عوط؛ ج7، ص: 357

: قال ابن سیدة: عاطَتِ الناقةُ تَعُوطُ عَوْطاً و تَعوَّطَتْ كتَعَیَّطَتْ، و أَحال علی ترجمة عیط، و قال الأَزهری: قال الكسائی إِذا لم تحمل الناقة أَول سنة یَطْرُقُها الفحل فهی عائط و حائلٌ، فإِذا لم تحمل السنةَ المُقبلة أَیضاً فهی عائطُ عُوطٍ و عُوطَطٍ، زاد الجوهری: و عائطُ عِیطٍ، قال: و جمعها عُوطٌ و عِیطٌ و عِیطَطٌ و عُوطَطٌ و حُولٌ و حُولَلٌ، قال: و یقال عاطَتِ الناقة تَعُوطُ، قال: و قال أَبو عبید و بعضهم یقول عُوطَطٌ مصدر و لا یجعله جمعاً، و كذلك حُولَلٌ. و قال العَدَبَّسُ الكِنانی: یقال تَعَوَّطَت إِذا حُمِل علیها الفحل فلم تَحْمِل، و قال ابن بزرج: بَكْرة عائطٌ، و جمعها عِیطٌ و هی تَعِیطُ، قال: فأَما التی تَعْتاطُ أَرحامُها فعائطُ عُوطٍ، و هی من تَعُوط؛ و أَنشد: یَرُعْنَ إِلی صَوْتی إِذا ما سَمِعْنَه، كما تَرْعَوِی عِیطٌ إِلی صَوْتِ أَعْیَسا و قال آخر: نَجائب أَبْكارٍ لَقِحْنَ لِعِیطَطٍ، و نِعْمَ، فَهُنَّ المُهْجِراتُ الحَیائرُ و قال اللیث: یقال للناقة التی لم تحمل سنوات من غیر عقْر: قد اعْتاطتِ اعتیاطاً، فهی معْتاطٌ، قال: و ربما كان اعْتِیاطُها من كثرة شَحْمِها أَی اعتاصَتْ. قال الجوهری: یقال اعتاطَتْ و تَعَوَّطَت و تَعَیَّطَت. و‌فی الحدیث: أَنه بعث مُصَدِّقاً فأُتیَ بشاةٍ شافِعٍ فلم یأْخُذْها، فقال: ائتِنی بمُعْتاطٍ، و الشافعُ التی معَها ولدُها، و ربما قالوا: اعْتاطَ الأَمرُ إِذا اعْتاصَ، قال: و قد تَعْتاطُ المرأَةُ. و ناقة عائطٌ، و قد عاطَتْ تَعِیطُ عِیاطاً، و نُوق عِیطٌ و عُوطٌ من غیر أَن یقال عاطَتْ تَعُوطُ، و جمع العائط عَوائطُ، و قال غیره: العِیط خِیارُ الإِبل و أَفْتاؤُها ما بین الحِقَّةِ إِلی الرَّباعِیةِ.

عیط؛ ج7، ص: 357

: العَیَطُ: طُول العُنق. رجل أَعْیَطُ و امرأَة عَیْطاء: طویلة العُنق. و‌فی حدیث المُتْعةِ: فانطلقتُ إِلی امرأَةٍ كأَنها بكرة عَیْطاء، العَیْطاء: الطویلة العنق فی اعْتدال، و ناقة عَیْطاء كذلك، و الذكر أَعْیَطُ، و الجمع عِیطٌ. قال ابن بری عند قوله جمل أَعیَطُ و ناقة عَیْطاء قال: و یقال عَیَّاطٌ أَیضا، قال الأَعشی: صَمَحْمَح مُجَرَّب عَیَّاط و هَضْبةٌ عَیْطاء: مرتفِعةٌ. و قارةٌ عَیْطاء: مُشْرِفةٌ اسْتطالتْ فی السماء. و فَرس عَیْطاء و خَیْل عِیطٌ: طِوالٌ. و قَصْر أَعْیَطُ: مُنِیفٌ، و عِزّ أَعیطُ كذلك علی المثَل، قال أُمَیَّةُ: نحن ثَقِیفٌ، عِزُّنا مَنِیعُ أَعْیَطُ، صَعْبُ المُرْتَقَی رَفِیعُ و رجل أَعْیَطُ: أَبیٌّ مُتَمَنِّعٌ، قال النابغة الجعدی: و لا یشعر الرُّمْحُ، الأَصَمُّ كُعوبُه، بثَرْوةِ رَهْطِ الأَعْیَطِ المُتَظَلِّمِ المتظلمُ: هنا الظالمُ، و یوصف بذلك حُمُرُ الوحْشِ، و قیل: الأَعیطُ الطویلُ الرأْسِ و العنق و هو سَمْح. قال ابن سیدة: و عاطتِ الناقةُ تَعِیطُ عِیاطاً و تعَیَّطَتْ و اعتاطت لم تحمل سِنِین من غیر عُقْرٍ،
لسان العرب، ج‌7، ص: 358
و هی عائطٌ من إِبل عُیَّطٍ و عِیط و عِیطاتٍ و عُوطٍ، الأَخیرة علی من قال رُسْل، و كذلك المرأَةُ و العنز، و ربما كان اعْتِیاطُ الناقةِ من كثرة شحْمِها، و قالوا عائطُ عِیطٍ و عُوطٍ و عُوطَطٍ فبالَغوا بذلك. و‌فی حدیث الزكاة: فاعْمِد إِلی عَناق مُعْتاطٍ، قال ابن الأَثیر: المُعْتاطُ من الغنم التی امتنَعت من الحَبَل لسِمَنِها و كثرة شحمها و هی فی الإِبل التی لا تَحْمِل سنوات من غیر عُقْر، و الذی جاءَ فی الحدیث أَن المعتاط التی لم تَلِدْ و قد حانَ وِلادُها، و هذا بخلاف ما تقدَّم فی عوط و عیط، قال ابن الأَثیر: إِلا أَن یرید بالولاد الحمل أَی أَنها لم تحمل و قد حان أَن تحمل، و ذلك من حیث معرفة سنِّها و أَنها قد قاربت السنّ التی یحمل مثلها فیها، فسمی الحمل بالولادةِ، و المیم و التاء زائدتان. و العُوطَطُ، عند سیبویه: اسم فی معنی المصدر قلبت فیه الیاء واواً و لم یجعل بمنزلة بِیض حیث خرجت إِلی مِثالِها هذا و صارت إِلی أَربعة أَحرف و كأَن الاسم هنا لا تحرك یاؤُه ما دام علی هذه العدة، و أَنشد: مُظاهِرة نَیّاً عتِیقاً و عُوطَطاً، فقد أَحْكَما خَلْقاً لها مُتبایِنا و العائطُ من الإِبل: البكرة التی أَدْرَك إِنا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ، و قد اعْتاطَتْ، و هی مُعْتاطٌ، و الاسم العُوطةُ و العُوطَطُ. و التَّعَیُّط: أَن یَنْبُعَ حجر أَو شجر أَو عود فیخرج منه شِبْه ماء فیُصَمِّغَ أَو یَسِیل. و تَعَیَّطَتِ الذِّفْری بالعرَقِ: سالت، قال الأَزهری: و ذفری الجمل تَتَعَیَّطُ بالعرَق الأَسود، و أَنشد: تَعَیَّطُ ذِفْراها بجَوْنٍ كأَنَّه كُحَیْلٌ، جرَی من قُنْفُذِ اللِّیتِ نابِعُ و عِیطِ عِیطِ: كلمة یُنادی بها عند السُّكْر أَو الغَلبةِ، و قد عَیَّطَ. قال الأَزهری: عیطِ كلمة یُنادی بها الأَشِرُ عند السُّكْرِ یَلْهَجُ به عند الغلبة، فإِن لم یزد علی واحدة قالوا: عیَّطَ، و إِن رجَّع قالوا: عَطْعَطَ. و یقال: عَیَّطَ فلان بفلان إِذا قال له عِیطِ عِیطِ. و التعَیُّطُ: غضَبُ الرجل و اخْتَلاطُه و تكَبُّرُه، قال ذو الرمة: «1» و البَغْیَ من تَعَیُّطِ العَیّاطِ و قال: التعیط هاهنا الجَلَبةُ و صِیاحُ الأَشر بقوله عیط. و مَعْیَط: موضع، قال ساعدة بن جُؤیّةَ: هلِ اقْتَنی حَدَثانُ الدَّهْرِ من أَحَدٍ كانُوا بمَعْیَطَ، لا وَخْشٍ و لا قَزَمِ؟ كانوا فی موضع نعت لأَحد أَی هل أَبْقی حدثانُ الدهرِ واحداً من أُناس كانوا هناك، قال ابن جنی: مَعْیَطٌ مَفْعَلٌ من لفظ عَیْطاء و اعْتاطَتْ إِلا أَنه شذّ، و كان قیاسُه الإِعلال مَعاطٌ كَمقامٍ و مَباعٍ غیر أَن هذا الشذوذ فی العَلم أَسهل منه فی الجنس، و نظیره مَرْیَم و مَكْوَزة.

فصل الغین المعجمة؛ ج7، ص: 358

غبط؛ ج7، ص: 358

: الغِبْطةُ: حُسْنُ الحالِ. و‌فی الحدیث: اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً، یعنی نسأَلُك الغِبْطةَ و نَعوذُ بك أَن نَهْبِطَ عن حالِنا. التهذیب: معنی قولهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها، و أَن لا تُهْبِطَنا من الحالةِ الحسنَةِ إِلی السیئةِ، و قیل: معناه اللهم ارْتِفاعاً لا اتِّضاعاً، و زیادةً من فضلك لا حَوْراً و نقْصاً، و قیل: معناه: أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ
(1). قوله [ذو الرمة] غلط و الصواب رؤبة كما قال شارح القاموس
لسان العرب، ج‌7، ص: 359
علیها و جَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ و الضَّعةِ، و قیل: معناه نسأَلك الغِبْطةَ، و هی النِّعْمةُ و السُّرُورُ، و نعوذُ بك من الذُّلِّ و الخُضوعِ. و فلان مُغْتَبِطٌ أَی فی غِبْطةٍ، و جائز أَن تقول مُغْتَبَطٌ، بفتح الباء. و قد اغْتَبَطَ، فهو مُغْتَبِطٌ، و اغْتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ، كل ذلك جائز. و الاغْتِباطُ: شُكرُ اللّهِ علی ما أَنعم و أَفضل و أَعْطی، و رجل مَغْبوطٌ. و الغِبْطةُ: المَسَرَّةُ، و قد أَغْبَطَ. و غَبَطَ الرجلَ یَغْبِطُه غَبْطاً و غِبْطةً: حسَدَه، و قیل: الحسَدُ أَن تَتَمنَّی نِعْمته علی أَن تتحوّل عنه، و الغِبْطةُ أَن تَتَمنَّی مثل حال المَغْبوطِ من غیر أَن تُرید زوالها و لا أَن تتحوّل عنه و لیس بحسد، و ذكر الأَزهری فی ترجمة حسد قال: الغَبْطُ ضرْب من الحسَد و هو أَخفّ منه، أَ لا تری‌أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، لما سئل: هل یَضُرُّ الغَبْطُ؟ قال: نعم كما یضرُّ الخَبْطُ، فأَخبر أَنه ضارٌّ و لیس كضَرَرِ الحسَدِ الذی یتمنی صاحبُه زَیَّ النعمةِ عن أَخیه؛ و الخَبْطُ: ضرْبُ ورق الشجر حتی یَتَحاتَّ عنه ثم یَسْتَخْلِفَ من غیر أَن یضرّ ذلك بأَصل الشجرة و أَغْصانها، و هذا ذكره الأَزهری عن أَبی عبیدة فی ترجمة غبط، فقال: سُئل النبیُّ، صلّی اللّه علیه و سلّم: هل یضرُّ الغَبْطُ؟ فقال: لا إِلَّا كما یضرّ العِضاهَ الخَبْطُ، و فسّر الغبطَ الحسَدَ الخاصّ. و روی عن ابن السكیت قال: غَبَطْتُ الرجل أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهیْتَ أَن یكون لك مثلُ ما لَه و أَن لا یَزول عنه ما هو فیه، و الذی أَراد النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَن الغَبْط لا یضرُّ ضرَر الحسَدِ و أَنَّ ما یلحق الغابِطَ من الضَّررِ الراجعِ إِلی نُقصان الثواب دون الإِحْباط، بقدر ما یلحق العِضاه من خبط ورقها الذی هو دون قطعها و استئصالها، و لأَنه یعود بعد الخبط ورقُها، فهو و إِن كان فیه طرَف من الحسد فهو دونه فی الإِثْم، و أَصلُ الحسدِ القَشْر، و أَصل الغَبْطِ الجَسُّ، و الشجر إِذا قُشِر عنها لِحاؤها یَبِسَت و إِذا خُبِط ورقُها استخلَف دون یُبْس الأَصل. و قال أَبو عَدْنان: سأَلت أَبا زید الحنظلی عن تفسیر‌قول سیدنا رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَ یضر الغبطُ؟ قال: نعم كما یَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ، فقال: الغبْط أَن یُغْبَطَ الإِنسانُ و ضَرَرُه إِیّاه أَن تُصِیبَه نفس، فقال الأَبانیُّ: ما أَحسنَ ما استَخْرجها تُصِیبه العینُ فتُغیَّر حالُه كما تُغَیَّرُ العِضاهُ إِذا تحاتّ ورقُها. قال: و الاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة. قال الأَزهری: الغَبْطُ ربما جلَبَ إِصابةَ عین بالمَغْبُوطِ فقام مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ، و هی الإِصابةُ بالعین، قال: و العرب تُكنّی عن الحسد بالغَبْط. و قال ابن الأَعرابی‌فی قوله: أَ یضر الغبط؟ قال: نعم كما یضر الخبط، قال: الغبْط الحسَدُ. قال الأَزهری: و فرَق اللّهُ بین الغَبط و الحَسد بما أَنزله فی كتابه لمن تدبّره و اعْتَبره، فقال عزَّ من قائل: وَ لٰا تَتَمَنَّوْا مٰا فَضَّلَ اللّٰهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلیٰ بَعْضٍ، لِلرِّجٰالِ نَصِیبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَ لِلنِّسٰاءِ نَصِیبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ، وَ سْئَلُوا اللّٰهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ و فی هذه الآیة بیان أَنه لا یجوز للرجل أَن یَتَمَنَّی إِذا رأَی علی أَخیه المسلم نِعمة أَنعم اللّه بها علیه أَن تُزْوَی عنه و یُؤْتاها، و جائز له أَن یتمنی مثلها بلا تَمَنّ لزَیِّها عنه، فالغَبْط أَن یَری المَغْبُوطَ فی حال حسَنة فیتمنی لنفسه مثلَ تلك الحالِ الحسنة من غیر أَن یتمنی زوالها عنه، و إِذا سأَل اللّهَ مثلها فقد انتهی إِلی ما أَمَرَه به و رَضِیَه له، و أَما الحسَدُ فهو أَن یشتهِیَ أَن یكون له مالُ المحسود و أَن یزول عنه ما هو فیه، فهو یَبْغِیه الغَوائلَ علی ما أُوتِیَ من حُسْنِ الحال و یجتهد فی إزالتها عنه بَغْیاً و ظُلماً،
لسان العرب، ج‌7، ص: 360
و كذلك قوله تعالی: أَمْ یَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلیٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ؛ و قد قدّمنا تفسیر الحسد مُشْبَعاً. و‌فی الحدیث: علی مَنابِرَ من نور یَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع؛ و منه‌الحدیث أَیضاً: یأْتی علی الناسِ زمان یُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كما یُغْبَطُ الیوم أَبو العَشرة، یعنی كان الأَئمة فی صدْر الإِسلام یَرْزُقون عِیال المسلمین و ذَرارِیَّهم من بیتِ المال، فكان أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بكثرة ما یصل إِلیهم من أَرزاقهم، ثم یَجی‌ء بعدَهم أَئمة یَقْطَعون ذلك عنهم فَیُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ، و یُرْثَی لصاحبِ العِیال. و‌فی حدیث الصلاة: أَنه جاء و هم یُصلُّون فی جماعة فجعل یُغَبِّطُهم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی بالتشدید، أَی یَحْمِلُهم علی الغَبْطِ و یجعل هذا الفعل عندهم مما یُغْبَطُ علیه، و إِن روی بالتخفیف فیكون قد غَبَطَهم لتقدُّمِهم و سَبْقِهم إِلی الصلاة؛ ابن سیدة: تقول منه غَبَطْتُه بما نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً و غِبْطةً فاغْتَبَطَ، هو كقولك مَنَعْتُه فامْتنَع و حبستُه فاحتبس؛ قال حُرَیْثُ بن جَبلةَ العُذْریّ، و قیل هو لعُشِّ بن لَبِیدٍ العذری: و بَیْنَما المَرءُ فی الأَحْیاءِ مُغْتَبِطٌ، إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِیرُ أَی هو مُغْتَبِطٌ؛ قال الجوهری: هكذا أَنْشَدَنِیه أَبو سعِید، بكسر الباء، أَی مَغْبُوطٌ. و رجل غَابطٌ من قومٍ غُبَّطٍ؛ قال: و النَّاس بین شامِتٍ و غُبَّطِ و غَبَطَ الشاةَ و الناقةَ یَغْبِطُهما غَبْطاً: جَسَّهُما لینظر سِمَنَهما من هُزالِهِما؛ قال رجل من بنی عمرو بن عامر یهْجُو قوماً من سُلَیْم: إِذا تَحَلَّیْتَ غَلَّاقاً لِتَعْرِفَها، لاحَتْ من اللُّؤْمِ فی أَعْناقِه الكُتب «2» إِنی و أَتْیِی ابنَ غَلَّاقٍ لیَقْرِیَنی كغابطِ الكَلْبِ یَبْغِی الطِّرْقَ فی الذَّنَبِ و ناقة غَبُوطٌ: لا یُعْرَف طِرْقُها حتی تُغْبطَ أَی تُجَسّ بالید. و غَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَلیته لتَنْظرَ أَ به طِرْقٌ أَم لا. و‌فی حدیث أَبی وائلٍ: فغَبَطَ منها شاةً فإِذا هی لا تُنْقِی‌أَی جَسّها بیده. یقال: غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ منها المَوضع الذی یُعْرَف به سِمَنُها من هُزالها. قال ابن الأَثیر: و بعضهم یرویه بالعین المهملة، فإِن كان محفوظاً فإِنه أَراد به الذبح، یقال: اعْتَبَطَ الإِبلَ و الغنم إِذا ذبحها لغیر داء. و أَغْبَطَ النباتُ: غَطّی الأَرض و كثفَ و تَدانَی حتی كأَنه من حَبَّة واحدة؛ و أَرض مُغْبَطةٌ إِذا كانت كذلك. رواه أَبو حنیفة: و الغَبْطُ و الغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ من الزَّرْع، و الجمع غُبُطٌ. الطائِفیّ: الغُبُوطُ القَبضاتُ التی إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة، الواحد غَبْط و غِبْط. قال أَبو حنیفة: الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ من الزَّرْع، واحدها غبط علی الغالب. و الغَبِیطُ: الرَّحْلُ، و هو للنساء یُشَدُّ علیه الهوْدَج؛ و الجمع غُبُطٌ؛ و أَنشد ابن برّیّ لوَعْلةَ الجَرْمِیّ: و هَلْ تَرَكْت نِساء الحَیّ ضاحِیةً، فی ساحةِ الدَّارِ یَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟ و أَغْبَطَ الرَّحْلَ علی ظهر البعیر إِغْباطاً، و فی التهذیب: علی ظهر الدابةِ: أَدامه و لم یحُطَّه عنه؛ قال حمید
(2). قوله [فی أعناقه] أَنشده شارح القاموس فی مادة غلق أَعناقها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 361
الأَرقط و نسبه ابن بری لأَبی النجمِ: و انْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ إِغْباطُنا المَیْسَ علی أَصْلابِه جَعَل كل جُزْء منه صُلْباً. و أَغْبَطَتْ علیه الحُمّی. دامتْ. و‌فی حدیث مرضِه الذی قُبِضَ فیه، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه أَغْبَطَتْ علیه الحُمّی‌أَی لَزِمَتْه، و هو من وضْع الغَبِیط علی الجمل. قال الأَصْمعیّ: إِذا لم تفارق الحُمّی المَحْمومَ أَیاماً قیل: أَغْبَطَتْ علیه و أَرْدَمَتْ و أَغْمَطَتْ، بالمیم أَیضاً. قال الأَزهری: و الإِغْباطُ یكون لازماً و واقعاً كما تری. و یقال: أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه؛ و أَنشد ابن السكیت: حتّی تَرَی البَجْباجةَ الضَّیّاطا یَمْسَحُ، لَمَّا حالَفَ الإِغْباطَا، بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه المُخاطا قال ابن شمیل: سیر مُغْبِطٌ و مُغْمِطٌ أَی دائم لا یَسْتَریحُ، و قد أَغْبَطُوا علی رُكْبانِهم فی السیْرِ، و هو أَن لا یَضَعُوا الرّحالَ عنها لیلًا و لا نهاراً. أَبو خَیْرةَ: أَغْبَطَ علینا المطَرُ و هو ثبوته لا یُقْلعُ بعضُه علی أَثر بعض. و أَغْبَطَتْ علینا السماء: دام مَطَرُها و اتَّصَلَ. و سَماء غَبَطَی: دائمةُ المطر. و الغَبیطُ: المَرْكَبُ الذی هو مثل أُكُفِ البَخاتِیّ، قال الأَزهری: و یُقَبَّبُ بِشِجارٍ و یكون للحَرائِر، و قیل: هو قَتَبةٌ تُصْنَعُ علی غیر صَنْعةِ هذه الأَقْتاب، و قیل: هو رَحْل قَتَبُه و أَحْناؤه واحدة، و الجمع غُبُطٌ؛ و قولُ أَبی الصَّلْتِ الثَّقَفِیّ: یَرْمُونَ عن عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ، یُعْجِلُ المَرْمِیَّ إِعْجالا یعنی به خشَب الرِّحالِ، و شبّه القِسِیّ الفارِسیّةَ بها. اللیث: فرس مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كان مرتفع المِنْسَجِ، شبّه بصنعة الغبیط و هو رحْل قَتَبُه و أَحْناؤه واحدة؛ قال الشاعر: مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ و‌فی حدیث ابن ذِی یَزَنَ: كأَنّها غُبُطٌ فی زَمْخَرٍ؛ الغُبُطُ: جمع غَبیطٍ و هو الموضع الذی یُوَطَّأُ للمرأَة علی البعیر كالهَوْدَج یعمل من خشب و غیره، و أَراد به هاهنا أَحَدَ أَخشابه «1»، شبه به القوس فی انْحِنائها. و الغَبِیطُ: أَرْض مُطْمَئنة، و قیل: الغَبِیطُ أَرض واسعةٌ مستویة یرتفع طَرفاها. و الغَبِیطُ: مَسِیلٌ من الماء یَشُقُّ فی القُفّ كالوادی فی السَّعةِ، و ما بین الغَبیطَیْنِ یكون الرَّوْضُ و العُشْبُ، و الجمع كالجمع؛ و قوله: خَوَّی قَلیلًا غَیر ما اغْتِباطِ قال ابن سیدة: عندی أَنَّ معناه لم یَرْكَن إِلی غَبیطٍ من الأَرض واسعٍ إِنما خوَّی علی مكانٍ ذی عُدَواء غیرِ مطمئن، و لم یفسره ثعلب و لا غیره. و المُغْبَطة: الأَرض التی خرجت أُصولُ بقْلِها مُتدانِیةً. و الغَبِیطُ: موضع؛ قال أَوس بن حجر: فمالَ بِنا الغَبِیطُ بِجانِبَیْه علَی أَرَكٍ، و مالَ بِنا أُفاقُ و الغَبِیطُ: اسم وادٍ، و منه صحراء الغَبِیطِ. و غَبِیطُ المَدَرةِ: موضع. و یَوْمُ غَبِیطِ المدرة: یومٌ كانت فیه وقْعة لشَیْبانَ و تَمیمٍ غُلِبَتْ فیه
(1). قوله [أحد أَخشابه] كذا بالأصل و شرح القاموس، و الذی فی النهایة: آخر أخشابه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 362
شَیْبانُ؛ قال: فإِنْ تَكُ فی یَوْمِ العُظالَی مَلامةٌ، فَیَوْمُ الغَبِیطِ كان أَخْزَی و أَلْوَما

غطط؛ ج7، ص: 362

: غَطّه فی الماء یَغُطُّه و یَغِطُّه غَطّاً: غَطَّسَه و غَمَسَه و مَقَلَه و غَوَّصَه فیه. و انْغَطَّ هو فی الماء انْغِطاطاً إِذ انْقَمَس فیه، بالقاف. و تَغاطَّ القومُ یَتَغاطُّونَ أَی یَتَماقَلُون فی الماء. و‌فی حدیث ابتداء الوَحْی: فأَخَذنی جِبریلُ فَغَطَّنِی؛ الغَطُّ: العَصْرُ الشدید و الكَبْسُ، و منه الغَطُّ فی الماء الغَوْصُ، قیل: إِنما غَطَّه لِیَخْتَبِره هل یقول من تلقاء نفسه شیئاً. و‌فی حدیث زید بن الخطاب و عاصم بن عمر: أَنهما كانا یَتغاطّانِ فی الماء و عمر ینظر‌أَی یَتَغامَسانِ فیه یَغُطُّ كلُّ واحد منهما صاحِبَه. و غَطَّ فی نومه یَغِطُّ غَطِیطاً: نَخَرَ. و غطَّ البعیرُ یغِطُّ غَطِیطاً أَی هَدَرَ فی الشِّقْشقةِ، و قیل: هَدَرَ فی غیر الشقشقة، قال: و إِذا لم یكن فی الشقشقة فهو هَدِیرٌ. و‌فی الحدیث: و اللّهِ ما یَغِطُّ لنا بعیر؛ غطَّ البعیرُ: هدَر فی الشِّقْشقةِ، و الناقةُ تَهْدِرُ و لا تَغِطُّ لأَنه لا شِقْشِقةَ لَها. و غَطِیطُ النائمِ و المَخْنوقِ: نَخِیرُه. و‌فی الحدیث: أَنه نامَ حتی سُمِعَ غَطِیطُه؛ هو الصوت الذی یخرج مع نفس النائم، و هو تردیده حیث لا یجد مَساغاً، و غَطَّ یَغِطُّ غَطّاً و غَطِیطاً، فهو غاطٌّ. و‌فی حدیث نزول الوحی: فإِذا هو مُحْمَرُّ الوجهِ یَغِطُّ.و غطَّ الفَهْد و النِّمرُ و الحُباری: صوَّتَ. و الغَطاط: القَطا، بفتح الغین، و قیل: ضَرْب من القطا، واحدته غَطاطةٌ؛ قال الشاعر: فأَثارَ فارِطُهُمْ غَطاطاً جُثَّماً، أَصْواتُها كتَراطُنِ الفُرْسِ و قیل: القَطا ضرْبانِ: فالقِصارُ الأَرجلِ الصفْرُ الأَعناقِ السودُ القوادِم الصُّهْبُ الخَوافِی هی الكُدْرِیَّةُ و الجُونِیَّةُ، و الطِّوالُ الأَرجلِ البیضُ البطونِ الغُبْرُ الظهورِ الواسعةُ العُیونِ هی الغَطاطُ؛ و قیل: الغطاط ضرب من الطیر لیس من القطا هنَّ غُبْر البطونِ و الظهورِ و الأَبدان سودُ الأَجنحة، و قیل: سودُ بطونِ الأَجنحةِ طِوالُ الأَرجل و الأَعْناقِ لِطافٌ، و بأَخْدَعَیِ الغَطاطةِ مثلُ الرَّقْمَتَیْنِ خَطَّانِ أَسود و أَبیض، و هی لطیفة فوق المُكَّاء، و إِنما تُصادُ بالفخّ لیس تكون أَسْراباً أَكثر ما تكون ثلاثاً أَو اثنتین، و لهن أَصوات و هنَّ غُثْم، و وصفها الجوهری بهذه الصفة علی أَنها ضرب من القطا، و قیل: الغَطاطُ طائر. و فی التهذیب: القطا ضربانِ: جُونِیٌّ و غَطاطٌ، فالغَطاطُ منها ما كان أَسودَ باطِن الجناح، مُصْفَرَّةَ الحُلوق قَصیرَة الأَرجل فی ذَنَبِها «1» رِیشتانِ أَطولُ من سائر الذنب. التهذیب: الغَطاغِطُ إِناثُ السَّخْلِ؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف و صوابه العَطاعِطُ، بالعین المهملة، الواحد عُطْعُطٌ و عُتْعُتٌ، قاله ابن الأَعرابی و غیره. و الغُطاطُ، بضم الغین: الصبح، و قیل: اخْتِلاطُ ظَلام آخر اللیل بِضیاء أَوّل النهار، و قیل: بقیة من سواد اللیل، و قیل: هو أَول الصبح؛ و أَنشد أَبو العباس فی الغُطاطِ: قامَ إِلی أَدْماءَ فی الغُطاطِ، یَمْشِی بِمِثْلِ قائمِ الفُسْطاطِ و قال رؤْبة: یا أَیُّها الشَّاحِجُ بالغُطاطِ، إِنّی لوَرّادٌ علی الضِّناطِ
(1). هكذا فی الأَصل: ذكَّرَ أَوّلًا فی قوله: ما كان أسود باطن الجناح ثم أنَّث.
لسان العرب، ج‌7، ص: 363
و الضِّناطُ: الكثرة و الزِّحامُ؛ و قول الهذلی: یَتَعَطَّفون علی المُضافِ، و لو رَأَوْا أُولَی الوَعاوِعِ كالغُطاطِ المُقْبِلِ روی بالفتح و الضم، فمن رَوی بالفتح أَراد أَنَّ عَدِیَّ القومِ یَهْوَوْنَ إِلی الحَرْب هوِیّ الغَطاطِ یشبههم بالقَطا، و من رواه بالضم أَراد أَنهم كَسوادِ السَّدَفِ، و نسب الجوهریّ هذا البیت لابن أَحْمر و خَطَّأَه ابن بَرّی و قال هو لأَبی كبیر الهُذَلیّ؛ و أَنشده: لا یُجْفِلُون عن المُضافِ، إِذا رأَوا أُولی الوَعاوِعِ كالغُطاط المقبل فإِما أَن یكون البیت بعینه أَو هو لشاعر آخر. و قال ثعلب: الغُطاط و الغَطاطُ السَّحَرُ. ابن الأَعرابی: الأَغَطُّ الغَنِیُّ. قال الأَزهری: شكَّ الشیخ فی الأَغَطّ الغنی. و الغَطْغَطةُ: حِكایة صوتِ القِدْر فی الغلَیَانِ و ما أَشبهها، و قیل: هو اشتداد غَلَیانِها، و قد غَطْغَطَت فهی مُغَطْغِطة، و الغَطغطة یحكی بها ضرب من الصوت. و المُغَطْغِطَةُ: القِدْر الشدیدةُ الغلیان. و‌فی حدیث جابر: و إِنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ‌أَی تَغْلِی و یُسمع غَطِیطُها. و غَطْغَطَ البحرُ: غَلَتْ أَمواجُه. و غَطْغَطَ علیه النومُ: غلَب.

غطمط؛ ج7، ص: 363

: الغَطْمَطَةُ: اضْطِرابُ الأَمْواج. و بحر غُطامِطٌ و غَطَوْمَطٌ و غَطْمَطِیطٌ: عظیمٌ كثیر الأَمواجِ، منه. و الغُطامِطُ، بالضم: صوت غَلَیانِ مَوْجِ البحر، و قد قیل: إِن المیم زائدة؛ قال الكمیت: كأَنَّ الغُطامِطَ من غَلْیها أَراجِیزُ أَسْلَم تَهْجُو غِفارا و هما قبیلتان كانت بینهما مُهاجاة. و الغَطْمَطَةُ: صوت السیل فی الوادِی. و التَّغَطْمُطُ و الغَطْمَطِیطُ: الصوتُ، و سمعت للماء غُطامِطاً و غَطْمَطِیطاً، قال: و قد یكون ذلك فی الغَلَیانِ. و غَطْمَطَتِ القِدْر و تغَطْمَطَت: اشْتَدَّ غَلَیانُها. و المُغطْمِطةُ: القِدْر الشدیدةُ الغَلَیانِ. و التغَطْمُطُ: صوت معه بحَح.

غلط؛ ج7، ص: 363

: الغَلَطُ: أَن تَعْیا بالشی‌ء فلا تَعْرِفَ وجه الصواب فیه، و قد غَلِطَ فی الأَمر یَغْلَطُ غَلَطاً و أَغْلَطَه غیره، و العرب تقول: غَلِطَ فی مَنْطِقِه، و غَلِتَ فی الحِساب غَلَطاً و غَلَتاً، و بعضهم یجعلُهما لغتین بمعنًی. قال: و الغَلَطُ فی الحِساب و كلِّ شی‌ءٍ، و الغَلَتُ لا یكون إِلا فی الحساب. قال ابن سیدة: و رأَیت ابن جنی قد جمعَه علی غِلاطٍ، قال: و لا أَدْری وجْهَ ذلك. و قال اللیث: الغَلَطُ كل شی‌ءٍ یَعْیا الإِنسان عن جهة صوابه من غیر تعمد. و قد غالَطَه مُغالَطةً. و المَغْلَطةُ و الأُغْلُوطةُ: الكلام الذی یُغْلَطُ فیه و یُغالَطُ به؛ و منه قولهم: حَدَّثْتُه حدیثاً لیس بالأَغالِیطِ. و التغْلِیطُ: أَن تقول للرجل غَلِطْتَ. و المَغْلَطةُ و الأُغْلُوطةُ: ما یُغالَطُ به من المسائل، و الجمع الأَغالِیطُ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلّی اللّه علیه و سلّم، نَهی عن الغَلُوطاتِ، و فی روایة الأُغْلُوطاتِ؛ قال الهرویّ: الغَلُوطاتُ تُركت منها الهمزة كما تقول جاء لَحْمَرُ بترك الهمزة، قال: و قد غَلِطَ مَن قال إِنها جمع غَلُوطةٍ، و قال الخطابی: یقال مسأَلة غَلُوطٌ إِذا كان یُغْلَطُ فیها كما یقال شاة حَلُوبٌ و فرَس رَكُوب، فإِذا جعلتها اسماً زِدْتَ فیها الهاء فقلت غَلُوطة كما یقال حَلوبة و رَكوبة، و أَراد
لسان العرب، ج‌7، ص: 364
المسائل التی یُغالَطُ بها العلماء لیَزِلُّوا فیَهِیجَ بذلك شَرٌّ و فِتنة، و إِنما نهَی عنها لأَنها غیر نافعة فی الدِّین و لا تكاد تكون إِلا فیما لا یقع، و مثله‌قول ابن مسعود: أَنْذَرْتُكم صِعابَ المَنْطِق؛ یرید المسائلَ الدَّقیقةَ الغامِضةَ. فأَما الأُغْلُوطاتُ فهی جمع أُغْلوطة أُفْعولة من الغَلَط كالأُحْدُوثةِ و الأُعْجُوبةِ.

غمط؛ ج7، ص: 364

: غَمْطُ الناسِ: احْتِقارُهم و الإِزْراءُ بهم و ما أَشبه ذلك. و غَمَطَ الناسَ غَمْطاً: احْتَقَرَهم و اسْتَصْغَرهم، و كذلك غَمَضَهم، و‌فی الحدیث: إِنّما ذلك مَن سَفِهَ الحقَّ و غمَط الناسَ، یعنی أَن یری الحقَّ سَفَهاً و جَهْلًا و یَحْتَقِرَ الناسَ أَی إِنما البغْیُ فِعْلُ مَن سَفِهَ و غمط، و رواه الأَزهری: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ و تَغْمَطَ الناسَ؛ الغَمْطُ: الاسْتِهانة و الاسْتِحقارُ، و هو مثل الغَمْصِ. و غَمِطَ النِّعْمةَ و العافیةَ، بالكسر، یَغْمَطُها غَمْطاً: لم یَشْكُرها. و غَمِطَ عَیْشَه و غَمَطَه، بالفتح أَیضاً، یَغْمِطُه غَمْطاً، بالتسكین فیهما: بَطِرَه و حَقَرَه. و قال بعض الأَعراب: اغْتَمَطْتُه بالكلام و اغْتَطَطْتُه إِذا عَلَوْتَه و قَهَرْتَه. و غَمِطَ الحقَّ: جَحده. و غَمِطَه غَمْطاً: ذَبحه. و الغَمْطُ: المطمئنُّ من الأَرض كالغَمْضِ. و تَغَمَّطَ علیه ترابُ البیتِ أَی غَطَّاه حتی قتلَه. و الغَمْطُ و المُغامَطةُ فی الشُّرْب: كالغَمْجِ، و الفعل یُغامِطُ؛ قال الشاعر: غَمْط غَمالِیطَ غَمَلَّطات و رواه ابن الأَعرابی: غَمْج غَمالِیجَ غَمَلَّجات و المعنی واحد. و الإِغْماطُ: الدَّوامُ و اللُّزومُ. و أَغْمَطَت علیه الحُمَّی: كأَغْبَطَت. و‌فی الحدیث: أَصابَتْه حُمَّی مُغْمِطةٌ‌أَی لازِمةٌ دائمة، و المیم بدل من الباء. یقال: أَغْبَطَت علیه الحمَّی إِذا دامت، و قیل: هو من الغَمْطِ كُفْرانِ النِّعْمةِ و سَتْرِها لأَنها إِذا غَشِیَتْه فكأَنما سَتَرت علیه. و أَغْمَطَتِ السماء و أَغْبَطَت: دام مطرُها. و سَماء غَمَطی: دائمة المطر كغَبَطی.

غمرط؛ ج7، ص: 364

: التهذیب فی الرباعی: أَبو سعید: الضُّراطِمِیُّ من الأَركابِ الضخْمُ الجافی؛ و أَنشد لجریر: تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِیٍّ، كأَنَّ علی مَشافِرِه ضَبابا و رواه ابن شمیل: تُنازِعُ زَوْجَها بغُمارِطِیٍّ، كأَنَّ علی مَشافِره حَبابا «2» و قال: غُمارِطِیُّها فَرْجها.

غملط؛ ج7، ص: 364

: الغَمَلَّطُ: الطویلُ العُنق.

غوط؛ ج7، ص: 364

: الغَوْطُ: الثَّریدةُ. و التَّغْوِیطُ: اللَّقْمُ منها، و قیل: التغویط عِظَمُ اللَّقْمِ. و غاطَ یَغُوط غَوْطاً: حَفَر، و غاطَ الرجلُ فی الطِّین. و یقال: اغْوِطْ بئرك أَی أَبْعِدْ قَعْرَها، و هی بئر غَوِیطة: بعیدة القعر. و الغَوْطُ و الغائطُ: المُتَّسِعُ من الأَرض مع طُمَأْنینةٍ، و جمعه أَغْواطٌ و غُوطٌ و غِیاطٌ و غِیطاتٌ، صارت الواو یاء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلی: و خَرْقٍ تُحْشَرُ الرُّكْبانُ فیه، بَعِیدِ الجَوْفِ، أَغْبَرَ ذِی غِیاطِ
(2). و هو فی دیوان جریر: تواجه بعلها بعضارتیِّ كأَنَّ علی مشافرِه جُبابا
لسان العرب، ج‌7، ص: 365
و قال: و‌خَرْقٍ تَحَدَّثُ غِیطانُه، حَدِیثَ العَذاری بأَسْرارِها إِنما أَرادَ تَحَدَّثُ الجِنُّ فیها أَی تَحَدَّثُ جِنُّ غِیطانِه كقول الآخر: تَسْمَعُ للجنِّ بهِ زیزِیزَما هَتامِلًا مِن رِزِّها و هَیْنَما قال ابن بری: أَغْواطٌ جمع غَوْطٍ بالفتح لغة فی الغائط، و غِیطانٌ جمع له أَیضاً مثل ثَوْرٍ و ثِیرانٍ، و جمع غائطٍ أَیضاً مثل جانٍّ و جِنَّانٍ، و أَما غائطٌ و غوطٌ فهو مثل شارِفٍ و شُرْفٍ؛ و شاهد الغَوط، بفتح الغین، قول الشاعر: و ما بینَها و الأَرضِ غَوْطٌ نَفانِف و یروی: … غَوْلٌ …، و هو بمعنی البُعْد. ابن شمیل: یقال للأَرضِ الواسعةِ الدَّعْوةِ: غائطٌ لأَنه غاطَ فی الأَرض أَی دخَل فیها، و لیس بالشدید التصَوُّبِ و لبَعْضِها أَسنادٌ، و‌فی قصة نوح، علی سیدنا محمد و علیه الصلاة و السلام: و انْسَدَّتْ یَنابِیعُ الغَوْطِ الأَكبرِ و أَبوابُ السماء؛ الغَوْطُ: عُمْقُ الأَرضِ الأَبْعدُ، و منه قیل للمطْمَئِنِّ مِنَ الْأَرض غائطٌ، و لموضع قَضاء الحاجة غائط، لأَنَّ العادة أَن یَقْضِیَ فی المُنْخَفِض من الأَرض حیث هو أَستر له ثم اتُّسِعَ فیه حتی صار یطلق علی النجْوِ نفْسِه. قال أَبو حنیفة: من بواطن الأَرض المُنْبِتةِ الغِیطانُ، الواحد منها غائطٌ، و كلُّ ما انْحَدَرَ فی الأَرض فقد غاطَ، قال: و قد زعموا أَنَّ الغائط ربما كان فَرْسخاً و كانت به الرِّیاضُ. و یقال: أَتی فلان الغائطَ، و الغائطُ المطمئن من الأَرض الواسعُ. و‌فی الحدیث: تنزِل أُمّتی بغائطٍ یسمونه البَصْرةَ‌أَی بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرض. و التغْوِیطُ: كنایة عن الحدَثِ. و الغائطُ: اسم العَذِرة نفْسها لأَنهم كانوا یُلْقُونها بالغِیطان، و قیل: لأَنهم كانوا إِذا أَرادوا ذلك أَتوا الغائط و قضوا الحاجة، فقیل لكل مَن قضی حاجتَه: قد أَتی الغائط، یُكنَّی به عن العذرة. و فی التنزیل العزیز: أَوْ جٰاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغٰائِطِ*؛ و كان الرجل إِذا أَراد التَّبَرُّزَ ارْتادَ غائطاً من الأَرض یَغِیبُ فیه عن أَعین الناس، ثم قیل للبِرازِ نَفْسِه، و هو الحدَثُ: غائط كنایة عنه، إِذ كان سبباً له. و تَغَوَّط الرجل: كنایة عن الخِراءة إِذا أَحدث، فهو مُتَغَوِّط. ابن جنی: و من الشاذّ قراءة من قرأَ: أَو جاء أَحد منكم من الغَیْطِ؛ یجوز أَن یكون أَصله غَیِّطاً و أَصله غَیْوِطٌ فخفف؛ قال أَبو الحسن: و یجوز أَن یكون الیاء واواً للمُعاقبةِ. و یقال: ضرب فلان الغائطَ إِذا تبَرَّزَ. و‌فی الحدیث: لا یذهَب الرَّجلانِ یَضْرِبان الغائطَ یتحدَّثانِ‌أَی یَقْضِیانِ الحاجةَ و هما یتحدَّثان؛ و قد تكرر ذكر الغائط فی الحدیث بمعنی الحدَث و المكان. و الغَوْطُ أَغْمَضُ من الغائطِ و أَبعَدُ. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا جاءه فقال: یا رسولَ اللّه، قل لأَهْلِ الغائط یُحْسِنوا مُخالَطتی؛ أَراد أَهل الوادی الذی یَنْزِلُه. و غاطَت أَنْساعُ الناقةِ تَغُوطُ غَوْطاً: لَزِقَتْ ببطنها فدخلت فیه؛ قال قیس بن عاصم: سَتَخْطِمُ سَعْدٌ و الرِّبابُ أُنُوفَكم، كما غاطَ فی أَنْفِ القَضِیبِ جَرِیرُها و یقال: غاطَتِ الأَنْساعُ فی دَفِّ الناقةِ إِذا تبینت آثارُها فیه. و غاطَ فی الشی‌ء یَغُوطُ و یَغِیطُ: دخل فیه. یقال: هذا رمل تَغُوطُ فیه الأَقْدامُ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 366
و غاطَ الرجلُ فی الوادی یَغُوطُ إِذا غاب فیه؛ و قال الطِّرِمّاحُ یذكر ثَوْراً: غاطَ حتی اسْتَثارَ مِن شِیَمِ الأَرضِ سَفاه من دُونِها باده «1» و غاطَ فلانٌ فی الماء یَغُوطُ إِذا انغمَسَ فیه. و هما یتَغاوَطان فی الماء أَی یتَغامَسانِ و یتَغاطَّانِ. الأَصمعی: غاطَ فی الأَرض یَغُوطُ و یَغِیطُ بمعنی غابَ. ابن الأَعرابی: یقال غُطْ غُطْ إِذا أَمرته أَن یكون مع الجماعة. یقال: ما فی الغاطِ مثله أَی فی الجماعة. و الغَوْطةُ: الوَهْدةُ فی الأَرض المُطْمَئنَّةُ، و ذهب فلان یَضْرِب الخَلاء. و غُوطةُ: موضع بالشام كثیر الماء و الشجر و هو غُوطةُ دِمَشْق، و ذكرها اللیث معرّفة بالأَلف و اللام. و الغُوطةُ: مجتمَعُ النباتِ و الماء، و مدینة دِمَشْقَ تسمی غُوطةَ، قال: أُراه لذلك. و‌فی الحدیث: أَنَّ فُسطاطَ المسلمین یوم المَلْحمةِ بالغُوطةِ إِلی جانب مدینةٍ یقال لها دِمَشْقُ؛ الغُوطة: اسم البساتین و المیاه التی حولَ دمشقَ، صانها اللّه تعالی، و هی غُوطَتُها.

فصل الفاء؛ ج7، ص: 366

فرط؛ ج7، ص: 366

: الفارِطُ: المتقدّم السابقُ، فرَطَ یَفْرُط فُروطاً. قال أَعرابی للحسَن: یا أَبا سَعِیدٍ، عَلِّمْنی دیناً وَ سُوطاً، لا ذاهباً فُروطاً، و لا ساقِطاً سُقوطاً أَی دِیناً مُتوسِّطاً لا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ و لا متأَخِّراً بالتُّلُوِّ، قال له الحسن: أَحسنت یا أَعرابی خیرُ الأُمورِ أَوْساطُها. و فرَّطَ غیرَه؛ أَنشد ثعلب: یُفَرِّطُها عن كُبّةِ الخَیْلِ مَصْدَقٌ كَرِیمٌ، و شَدٌّ لیس فیه تَخاذُلُ أَی یُقَدِّمُها. و فرَّطَ إِلیه رسولَه: قدَّمه و أَرسله. و فرَّطَه فی الخُصومةِ: جَرَّأَه. و فرَط القومَ یفرطهم فَرْطاً و فَراطةً: تقدَّمهم إِلی الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِیةِ و الدِّلاء و مَدْرِ الحِیاض و السَّقْیِ فیها. و فرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَی سبقْتُهم إِلی الماء، فأَنا فارِطٌ و هم الفرَّاطُ؛ قال القُطامی: فاسْتَعْجَلُونا و كانوا من صَحابَتِنا، كما تَقَدَّمَ فُرّاطٌ لِوُرَّادِ و‌فی الحدیث أَنه قال بطریق مكة: مَن یَسْبِقُنا إِلی الأَثایةِ فَیَمْدُر حوْضَها و یُفْرِطُ فیه فیَمْلَؤُه حتی نأْتِیَه، أَی یُكْثر من صبّ الماء فیه. و‌فی حدیث سراقة: الذی یُفْرِطُ فی حوْضِه‌أَی یَمْلَؤُه؛ و منه قصید كعب: تَنْفی الرِّیاحُ القَذَی عنه و أَفْرَطَه أَی ملأَه، و قیل: أَفْرَطَه هاهنا بمعنی تركَه. و الفارِطُ و الفَرَطُ، بالتحریك: المتقدِّم إِلی الماء یتقدَّمُ الوارِدةَ فُیهَیِّ‌ء لهم الأَرْسانَ و الدِّلاءَ و یملأُ الحِیاضَ و یستقی لهم، و هو فَعَلٌ بمعنی فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنی تابِعٍ؛ و منه‌قول النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنا فرَطُكم علی الحوْضِ‌أَی أَنا متقدِّمُكم إِلیه؛ رجل فرَطٌ و قوم فرَطٌ و رجل فارِطٌ و قوم فُرَّاطٌ؛ قال: فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً جُثَّماً، أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُرْسِ و یقال: فرَطْتُ القومَ و أَنا أَفرُطُهم فُروطاً إِذا تقدَّمْتَهم، و فرَّطْت غیری: قدَّمْتُه، و الفَرَطُ: اسم للجمع. و‌فی الحدیث: أَنا و النبیّون فُرَّاطٌ لقاصِفینَ، جمع فارِطٍ، أَی متقدّمون إِلی الشَّفاعةِ، و قیل: إِلی
(1). قوله [باده] هو هكذا فی الأصل علی هذه الصورة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 367
الحوْضِ، و القاصِفونَ: المُزْدَحِمون. و‌فی حدیث ابن عباس قال لعائشة، رضی اللّه عنهم: تَقْدَمِینَ علی فَرَطِ صِدْقٍ، یعنی رسولَ اللّه، صلّی الله علیه و سلّم، و أَبا بكر، رضی اللّه عنه، و أَضافهما إِلی صِدْقٍ وصفاً لهما و مَدْحاً؛ و قوله: إِنَّ لها فَوارِساً و فَرَطا یجوز أَن یكون من الفَرَط الذی یقع علی الواحد و الجمع، و أَن یكون من الفَرط الذی هو اسم لجمع فارِطٍ، و هذا أَحسن لأَن قبله فوارساً فَمُقابلة الجمع باسم الجمع أَوْلی لأَنه فی قوة الجمع. و الفَرَطُ: الماء المتقدّمُ لغیره من الأَمْواه. و الفُراطةُ: الماء یكون شَرَعاً بین عدَّةِ أَحْیاء مَن سبَق إِلیه فهو له، و بئر فُراطةٌ كذلك. ابن الأَعرابی: الماء بینهم فُراطةٌ أَی مُسابَقة. و هذا ماء فُراطة بین بنی فلان و بنی فلان، و معناه أَیُّهم سبَق إِلیه سَقی و لم یُزاحِمْه الآخَرُون. الصحاح: الماء الفِراطُ الذی یكون لمن سبق إِلیه من الأَحْیاء. و فُرَّاطُ القَطا: متقدِّماتُها إِلی الوادی و الماء؛ قال نِقادَةُ الأَسدی: و مَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا، لم أَرَ، غِذْ ورَدْتُه، فُرّاطا إِلَّا الحَمام الوُرْقَ و الغَطاطا و فرَطْت البئرَ إِذا تركتَها حتی یَثوب ماؤها؛ قال ذلك شمر و أَنشد فی صفة بئر: وَ هْیَ، إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ، ذاتُ عِقابٍ همشٍ، و ذاتُ طَمْ، یقول: إِذا أُجِمَّتْ هذه البئرُ قَدْرَ ما یُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثابت بماء كثیر. و العِقابُ: ما یَثوب لها من الماء، جمع عَقبٍ؛ و أَما قول عمْرو بن معدیكرب: أَطَلْتُ فِراطَهم، حتی إِذا ما قَتَلْتُ سَراتَهم، كانت قَطاطِ أَی أَطَلْت إِمْهالَهم و التَّأَنی بهم إِلی أَن قتلتُهم. و الفرَطُ: ما تقدَّمك من أَجْرٍ و عَمَل. و فرَطُ الولد: صِغاره ما لم یُدْرِكوا، و جمعُه أَفراط، و قیل: الفرَطُ یكون واحداً و جمعاً. و‌فی الدعاء للطِّفل المیت: اللهم اجعله لنا فَرَطاً‌أَی أَجراً یتقدَّمُنا حتی نَرِدَ علیه. و فرَطَ فلانٌ وُلْداً و افْتَرطَهم: ماتوا صِغاراً. و افْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ موتُه؛ عن ثعلب. و أَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً: قدَّمتهم. قال شمر: سمعتُ أَعرابیة فصیحة تقول: افْتَرَطْتُ ابنینِ. و افترَط فلان فرَطاً له أَی أَولاداً لم یبلغوا الحُلُم. و أَفْرَطَ فلان ولداً إِذا مات له ولد صغیر قبل أَن یبلغُ الحُلُم. و افترط فلان أَولاداً أَی قدَّمهم. و الإِفْراط: أَن تَبعث رسولًا مجرَّداً خاصّاً فی حوائجك. و فارَطْتُ القومَ مُفَارَطة و فِراطاً أَی سابقتُهم و هم یتَفارَطون؛ قال بشر: إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً مُجَلِّحةً، نَواصیها قتامُ یُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِیاتٍ، كما یتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ و یُروی: الحِیامُ. و فلانٌ لا یُفْتَرَطُ إِحسانه و بِرُّه أَی لا یُفْتَرص و لا یُخاف فَوْتُه؛ و قول
لسان العرب، ج‌7، ص: 368
أَبی ذؤیب: و قد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا قَلِیباً سَفاهاً، كالإِماءِ القَواعِدِ یعنی بالفُرَّاط المتقدِّمین لحفر القَبْرِ، و كله من التقدُّم و السبقِ. و فرَط إِلیه مِنِّی كلامٌ و قولٌ: سبَق؛ و‌فی الدعاء: علی ما فرَط مِنِّی‌أَی سبق و تقدَّم. و تكلم فلانٌ فِراطاً أَی سبقت منه كلمة. و فَرَّطْته: تركتُه و تقدّمته؛ و قول ساعدة بن جؤیة: معه سِقاءٌ لا یُفَرِّط حَمْلَه صُفْنٌ، و أَخْراصٌ یَلُحْنَ، و مِسْأَبُ أَی لا یترك حملَه و لا یُفارقه. و فرَط علیه فی القول یَفْرُط: أَسرف و تقدَّم. و فی التنزیل العزیز: إِنَّنٰا نَخٰافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنٰا أَوْ أَنْ یَطْغیٰ؛ و الفُرُطُ: الظُّلْم و الاعتداء. قال اللّه تعالی: وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً. و أَمره فُرُطٌ أَی مَتْروك. و قوله تعالی: وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً، أَی متروكاً تَرَك فیه الطاعة و غَفَل عنها، و یقال: إِیّاك و الفُرُطَ فی الأمر؛ و فی حدیث سَطیح: إِنْ یُمْسِ مُلْكُ بَنِی ساسانَ أَفْرَطَهم أَی تَرَكهم و زال عنهم. و قال أَبو الهیثم: أَمرٌ فُرُطٌ أَی متهاوَنٌ به مضیَّع؛ و قال الزجاج: وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً، أَی كان أَمرُه التفریطَ و هو تقدیم العَجْز، و قال غیره: وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً أَی نَدَماً و یقال سَرَفاً. و‌فی حدیث علی، رضوان اللّه علیه: لا یُری الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً؛ هو بالتخفیف المُسرف فی العمل، و بالتشدید المقصِّر فیه؛ و منه‌الحدیث: أَنه نام عن العشاء حتی تفرّطت‌أَی فات وقتُها قبل أَدائها. و‌فی حدیث توبةِ كعبٍ: حتی أَسرعوا و تَفارَطَ الغَزْوُ‌أَی فات وقتُه. و أَمر فُرُط أَی مجاوَزٌ فیه الحدّ؛ و منه قوله تعالی: وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً. و فَرَط فی الأَمر یَفْرُط فَرْطاً أَی قصَّر فیه و ضیَّعه حتی فات، و كذلك التفریطُ. و الفُرُط: الفرَس السریعة التی تَتَفَرَّط الخیلَ أی تتقدَّمُها. و فرس فُرُط: سریعة سابقة؛ قال لبید: و لقد حَمَیْتُ الحیَّ تحمِل شِكَّتی فُرُطٌ وِشاحی، إِذ غدوتُ، لجامُها و افترَط إِلیه فی هذا الأَمر: تقدّم و سبَق. و الفُرْطة، بالضم: اسمٌ للخروج و التقدّم، و الفَرْطة، بالفتح: المرّة الواحدة منه مثل غُرْفة و غَرْفة و حُسْوة و حَسْوة؛ و منه‌قولُ أُمّ سلمة لعائشة: إِن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، نهاكِ عن الفُرْطة فی البِلاد.غیره: و‌فی حدیث أُم سلمة قالت لعائشة، رضی اللّه عنهما: إِن رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، نهاكِ عن الفُرْطة فی الدِّین‌یعنی السبْق و التقدّم و مجاوزة الحدّ. و فلان مُفْتَرِط السِّجال إِلی العُلی أَی له فیه قُدْمة؛ و أَنشد: ما زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلی العُلی، فی حَوْضِ أَبْلَجَ، تَمْدُرُ التُّرْنُوقا و مَفارِطُ البلد: أَطرافه؛ و قال أَبو زبید: و سَمَوْا بالمَطِیِّ و الذُّبَّلِ الصُّمِّ لعَمْیاءَ فی مَفارِط بیدِ و فلان ذو فُرْطة فی البلاد إِذا كان صاحبَ أَسفار كثیرة. ابن الأَعرابی: یقال أَلْفاه و صادَفه و فارَطَه و فالَطَه و لاقَطَه كله بمعنی واحد. و قال بعض
لسان العرب، ج‌7، ص: 369
الأَعراب: فلان لا یُفْتَرَط إِحسانه و برُّهُ أَی لا یُفْتَرص و لا یُخاف فَوْتُه. و الفارِطان: كَوْكَبان مُتباینان أَمام سَرِیر بَنات نَعْشٍ یتقدَّمانها. و أَفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشیره لتقدّمها و إِنذارها بالصبح، واحدها فُرْطٌ؛ و أَنشد لرؤبة: باكَرْتُه قبل الغَطاط اللُّغَّطِ، و قبل أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ و الإِفراطُ: الإِعجال و التقدُّم. و أَفْرَطَ فی الأَمر: أَسرف و تقدَّم. و الفُرُط: الأَمر یُفْرَط فیه، و قیل: هو الإِعجال، و قیل: النَّدَم. و فرَط علیه یَفْرُط: عَجِل علیه و عَدا و آذاه. و فرط: تَوانَی و نَسِیَ. و الفَرَطُ: العَجلة. و قال الفراء فی قوله تعالی: إِنَّنٰا نَخٰافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنٰا، قال: یَعْجَل إِلی عُقوبتنا. و العرب تقول: فَرَط منه أَی بَدَر و سبَق. و الإِفْراط: إِعجالُ الشی‌ء فی الأَمر قبل التثبُّت. یقال: أَفْرَط فلان فی أَمره أَی عَجِل فیه، و أَفْرَطه أَی أَعجله، و أَفرطت السِّقاءَ ملأْته، و السحابةُ تُفْرط الماء فی أَول الوَسْمِیّ أَی تُعجله و تُقدِّمه. و أَفْرَطت السحابة بالوسمی: عَجَّلت به، قال سیبویه: و قالوا فَرّطْت إِذا كنت تُحذّره من بین یدیه شیئاً أَو تأْمره أَن یتقدَّم، و هی من أَسماء الفعل الذی لا یتعدّی. و فَرْطُ الشهوة و الحزن: غلبتهما. و أَفْرط علیه: حَمَّله فوق ما یُطیق. و كلُّ شی‌ء جاوز قَدْرَه، فهو مُفْرِط. یقال: طول مُفْرِط و قِصَر مُفْرِط. و الإِفراط: الزیادة علی ما أُمرت. و أَفرطْت المَزادةَ: ملأْتها. و یقال: غَدِیر مُفْرَط أَی ملآن؛ و أَنشد ابن بری: یُرَجِّعُ بین خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ صَوافٍ، لم یُكدِّرْها الدِّلاء و أَفرط الحوضَ و الإِناءَ: ملأَه حتی فاض؛ قال ساعدة بن جؤیة: فأَزال ناصِحَها بأَبْیَض مُفْرطٍ، من ماء أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ أَی مزَجها بماء غَدِیر مملوءٍ؛ و قول أَبی وجزة: لاعٍ یكادُ خَفِیُّ الزَّجْرِ یُفْرِطُه، مُسْتَرْفِع لِسُرَی المَوْماة هَیَّاج «2» یُفْرِطُه: یملؤه رَوْعاً حتی یذهَب به. و الفَرْطُ، بفتح الفاء: الجبل الصغیر، و جمعه فُرُط؛ عن كراع. الجوهری: و الفُرُط واحد الأَفْراط و هی آكام شبیهات بالجبال. یقال: البُوم تَنوح علی الأَفْراط؛ عن أَبی نصر؛ و قال وعْلَة الجَرْمی: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هل جَنَیْتُ لهم؟ حَرْباً تُفَرِّقُ بین الجِیرةِ الخُلُطِ؟ و هل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَبٌ، جَمِّ الصَّواهِلِ، بین السَّهْلِ و الفُرُطِ؟ و الفُرْط: سَفْحُ الجبال و هو الجَرُّ؛ عن الیزیدی؛ قال حسان: ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه، و مَلأْنا الفُرْطَ منكم و الرِّجَلْ و جمعه أَفراط؛ قال إمرؤ القیس: و قد أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْیَ غَیْهَب
(2). قوله [مسترفع لسری] أورده فی مادة ربع مستربع بسری و فسره هناك.
لسان العرب، ج‌7، ص: 370
و الفَرْط: العَلَم المستقیم یُهتدی به. و الفَرْط: رأْس الأَكَمَة و شخصها، و جمعه أَفْراط و أَفْرُط؛ قال ابن بَرّاقة: إِذا اللیلُ أَدْجَی و اكْفَهَرَّت نُجومُه، و صاح من الأَفْراط بُومٌ جواثِمُ و قیل: الأَفْراط هاهنا تَباشیر الصبح لأَن الهامَ تَزْقو عند ذلك، قال: و الأَول أَولی، و نسَب ابن بری هذا البیت للأَجدع الهمدانی و قال: أَراد كأَن الهامَ لما أَحسَّت بالصباح صَرَخت. و أَفرطْتُ فی القول أَی أَكثرت. و فرَّط فی الشی‌ء و فرَّطه: ضیعه و قدَّم العجز فیه. و فی التنزیل العزیز: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یٰا حَسْرَتیٰ عَلیٰ مٰا فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّٰهِ؛ أَی مَخافة أَن تصیروا إِلی حال الندامة للتفریط فی أَمر اللّه، و الطریق الذی هو طریق اللّه الذی دعا إِلیه، و هو توحید اللّه و الإِقرار بنبوّة رسوله، صلّی اللّه علیه و سلّم؛ قال صخر البغیّ: ذلك بَزِّی، فَلَن أُفَرِّطَه، أَخافُ أَن یُنْجِزوا الذی وعَدُوا یقول: لا أُخلّفه فأَتقدّم عنه؛ و قال ابن سیدة: یقول لا أُضیّعه، و قیل: معناه لا أُقدّمه و أَتخلّف عنه. و الفَرَطُ: الأَمر الذی یفرِّط فیه صاحبه أَی یضیّع. و فرَّطَ فی جَنْب اللّه: ضیَّع ما عنده فلم یعمل له. و تفارطَت الصلاة عن وقتها: تأَخرت. و فرَّط اللّه عنه ما یكره أَی نَحّاه، و قَلّما یستعمل إِلا فی الشعر؛ قال مُرَقِّش: یا صاحبَیَّ، تَلَبَّثا لا تُعْجَلا [تَعْجَلا، وَ قِفا برَبْعِ الدار كَیْما تَسْأَلا فلَعَلَّ بُطْأَكما یُفَرِّط سَیِّئاً، أَو یَسْبِق الإِسراعُ خَیْراً مُقْبِلا و الفَرْط: الحِین: یقال: إِنما آتیه الفَرْطَ و فی الفَرْط، و أَتیته فَرْط أَشهر أَی بعدها؛ قال لبید: هلِ النفْسُ إِلَّا مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ، تُعارُ، فَتَأْتی رَبَّها فَرْطَ أَشهُر؟ و قیل: الفَرْط أَن تأْتیه فی الأَیام و لا تكون أَقلّ من ثلاثة و لا أَكثر من خمس عشرة لیلة. ابن السكیت: الفَرْط أَن یقال آتیك فَرْط یوم أَو یومین. و الفَرْط: الیوم بین الیومین. أَبو عبید: الفَرْط أَن تلقَی الرجل بعد أَیام. یقال: إِنما تلقاه فی الفَرْط، و یقال: لقیته فی الفَرْط بعد الفَرْطِ أَی الحِین بعد الحِین. و‌فی حدیث ضُباعة: كان الناس إِنما یذهبون فَرْطَ یوم أَو یومین فیَبْعَرُون كما تَبْعَرُ الإِبل‌أَی بعد یومین. و قال بعض العرب: مضیت فَرْط ساعة و لم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت، فقیل له: ما فرْط ساعة؟ فقال: كمُذ أَخذت فی الحدیث، فأَدخل الكاف علی مُذْ، و قوله و لم أومِن أَی لم أَثِقْ و لم أُصدِّق أَنی أَنفلِت. و تفارطَتْه الهموم: أَتته فی الفَرْط: و قیل: تسابقت إِلیه. و فَرَّط: كَفَّ عنه و أَمهلَه. و فرَّطْت الرجل إِذا أَمهلتَه. و الفِراط: التَّرْك. و ما أَفرط منهم أَحداً أَی ما ترك. و ما أَفْرَطْت من القوم أَحداً أَی ما تركت. و أَفْرَط الشی‌ءَ: نَسِیه. و فی التنزیل: وَ أَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ؛ قال الفراء: معناه منسیُّون فی النار، و قیل: منسیُّون مضیَّعون متروكون، قال: و العرب تقول أَفْرَطْت منهم ناساً أَی خَلَّفتهم و نَسِیتهم، قال: و یُقرأُ مُفْرِطون، یقال: كانوا مُفْرِطِین علی أَنفسهم فی
لسان العرب، ج‌7، ص: 371
الذنوب، و یروی مُفَرِّطون كقوله تعالی: یٰا حَسْرَتیٰ عَلیٰ مٰا فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّٰهِ، یقول: فیما ترَكْتُ و ضیَّعت.

فرشط؛ ج7، ص: 371

: فَرْشَط الرجلُ فَرْشَطة: أَلصق أَلیتیه بالأَرض و توسَّد ساقیه. و فَرْشَط البعیرُ فَرْشَطة و فِرْشاطاً: برَك بُروكاً مسترخیاً فأَلصق أَعضاده بالأَرض، و قیل: هو أَن ینتشر، بِرْكةَ البعیر عند البُروك. و فَرْشَطَت الناقة إِذا تفَحَّجَت للحلَب. و فَرْشَط الجملُ إِذا تفَحَّجَ للبول، و الفَرْشَطةُ: أَن تفرّج رجلیك قائماً أَو قاعداً. و الفَرْشَطةُ: بمعنی الفَرْحَجة. و فَرْشَطَ الشی‌ءَ و فَرْشَط به: مدَّه؛ قال: فَرْشَط لمّا كُرِه الفِرْشاطُ بفَیْشةٍ، كأَنَّها مِلْطاطُ و فرشط اللحمَ: شرْشَره. ابن بزرج: الفَرْشَطة بسط الرجلین فی الركوب من جانب واحد.

فسط؛ ج7، ص: 371

: الفَسِیط: قُلامة الظُّفُر، و فی التهذیب: ما یُقلم من الظُّفُر إِذا طال، واحدته فَسیطة، و قیل: الفسیط واحد؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال عمرو بن قَمِیئة یصف الهلال: كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً فَسِیطٌ، لَدَی الأُفْقِ، من خِنْصِرِ یعنی هلالًا شبَّهه بقُلامة الظُّفُر و فسره فی التهذیب فقال: أَراد بابن مُزْنَتها هلالًا أَهلَّ بین السحاب فی الأُفُق الغربیّ؛ و یروی: كأَنَّ ابن لیلتها، یصِف هلالًا طلَع فی سنة جدْب و السماء مغبَرَّة فكأَنه من وراء الغُبار قُلامة ظفر، و یروی: قَصیص موضع فَسیط، و هو ما قُصَّ من الظفُر. و یقال لقُلامة الظُّفر أَیضاً: الزِّنْقیر و الحَذْرَفوت. و الفَسیطُ عِلاقُ ما بین القِمَع و النواة، و هو ثُفْرُوق التمرة. قال أَبو حنیفة: الواحدة فَسِیطة، قال: و هذا یدل علی أَن الفسیط جمع. و رجل فَسِیط النفْس بیِّن الفَساطة: طیِّبها كسفیطها. و الفُسطاط: بیت من شعَر، و فیه لغات: فُسْطاط و فُسْتاط و فُسّاط، و كسر الفاء لغة فیهنَّ. و فُسطاط: مدینة مِصر، حماها اللّه تعالی. و الفُسّاط و الفِسّاط و الفُسْطاط و الفِسْطاط: ضرْب من الأَبنیة. و الفُسْتاط و الفِسْتاط: لغة فیه التاء بدل من الطاء لقولهم فی الجمع فَساطیط، و لم یقولوا فی الجمع فَساتیط، فالطاء إِذاً أَعمّ تصرُّفاً، و هذا یؤید أَن التاء فی فُسْتاط إِنما هی بدل من طاء فُسْطاط أَو من سین فُسّاط، هذا قول ابن سیدة، قال: فإِن قلت فهلَّا اعْتَزَمْت أَن تكون التاء فی فُسْتاط بدلًا من طاء فُسْطاط لأَن التاء أَشْبه بالطاء منها بالسین؟ قیل: بإِزاء ذلك أَیضاً أَنك إِذا حكمت بأَنها بدل من سین فُسّاط ففیه شیئان جیّدان: أَحدهما تغییر الثانی من المثلین و هو أَقیس من تغییر الأَول من المثلین لأَن الاستكراه فی الثانی یكون لا فی الأَول، و الآخر أَن السینین فی فُسّاط ملتقیتان و الطاءان فی فُسْطاط مُفْترقتان منفصلتان بالأَلف بینهما، و استثقال المثلین ملتقیین أَحْرَی من استثقالهما منفصلین، و فُسْطاط المِصر: مجتَمَع أَهله حوْل جامِعه. التهذیب: و الفُسْطاط مجتَمع أَهل الكُورة حَوالَیْ مسجد جماعتهم. یقال: هؤلاء أَهل الفُسْطاط. و‌فی الحدیث: علیكم بالجماعة فإِنّ یَدَ اللّه علی الفُسْطاطِ، هو بالضم و الكسر، یرید المدینة التی فیها مجتمَع الناس، و كلُّ مدینة فُسْطاط؛ و منه قیل لمدینة مِصر التی بناها عمرو بن العاص: الفُسْطاط. و‌قال الشعبی فی العبد الآبق: إِذا أُخِذ فی الفُسْطاط
لسان العرب، ج‌7، ص: 372
ففیه عشرة دراهِم، و إِذا أُخذ خارج الفُسْطاط ففیه أَربعون.قال الزمخشری: الفُسْطاط ضرْب من الأَبنیة فی السفَر دون السُّرادق و به سُمیت المدینة. و یقال لمِصر و البصرة: الفُسْطاط. و معنی‌قوله، صلّی اللّه علیه و سلّم: فإِنَّ یَدَ اللّه علی الفُسْطاط، أَن جماعة الإِسلام فی كَنَف اللّه و وِقایته فأَقیموا بینهم و لا تفارقوهم. قال: و‌فی الحدیث أَنه أَتی علی رجل قُطعت یده فی سرِقة و هو فی فُسْطاطٍ، فقال: مَنْ آوی هذا المُصاب؟ فقالوا: خُرَیْمُ بن فاتِك، فقال: اللهم بارك علی آل فاتِك كما آوی هذا المُصاب.

فشط؛ ج7، ص: 372

: انْفَشَطَ العُود: انفَضَخَ، و لا یكون إِلا فی الرطْب.

فطط؛ ج7، ص: 372

: أَهمله اللیث. و الأَفطُّ: الأَفْطَس.

فطفط؛ ج7، ص: 372

: فَطْفَط الرجل إِذا لم یُفهم كلامه. و الفَطْفَطة: السَّلْح؛ قال نِجاد الخیبری: فأَكثرَ المَذْبوب منه الضَّرِطا، فظَلَّ یبكی جَزَعاً و فَطْفَطا و المَذْبوب: الأَحمق.

فلط؛ ج7، ص: 372

: الفِلاطُ: الفَجْأَة لغة هذیل. لَقِیته فَلَطاً و فِلاطاً أَی فجأَة، هذلیة؛ و قال المتنخِّل الهذلی: به أَحْمی المُضافَ، إِذا دعانی، و نَفسی، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ ابن الأَعرابی: یقال صادَفه و فارَطه و فالَطه و لاقَطه كله بمعنی واحد.و رُفع إِلی عمر بن عبد العزیز رجل قال لآخر فی یَتِیمَةٍ كَفَلها: إِنك تَبُوكها، فأَمر بحدّه، فقال: أَ أُضرَب فِلاطاً؟قال أَبو عبید: الفِلاط الفَجْأَة، معناه أَ أُضرَب فجأَة. و یقال: تكلم فلان فِلاطاً فأَحسن إِذا فاجأَ بالكلام الحسن؛ قال الراجز: و مَنْهَلٍ علی غِشاش [غَشاش و فَلَطْ شربتُ منه، بین كُرْهٍ و نَعَطْ و یقال: فَلَط الرجل عن سیفه دُهش عنه، و أَفْلَطه أَمرٌ: فاجَأَه؛ قال المتنخِّل: أَفْلَطَها اللیلُ بِعِیرٍ فَتَسْعی، ثوبُها مُجتنِبُ المعْدِلِ أَی فاجَأَها اللیل بِعِیر فیها زوجها، فأَسرعت من السرور و ثوبها مائل عن مَنْكِبها علی غیر القصد، یصِفها بالحُمْق. و أَفْلَطنی الرجل إِفْلاطاً: مثل أَفْلَتنی، و قیل لغة فی أَفلتنی، تمیمیة قبیحة؛ و قد استعمله ساعدة بن جؤیة فقال: بأَصْدَقِ بأْسٍ من خلیلِ ثَمینةٍ و أَمضی، إِذا ما أَفْلَطَ القائمَ الیَدُ أَراد أَفْلَت القائمُ الیدَ فَقَلب. و الفِلاط: الترْك كالفِراط؛ عن كراع.

فلسط؛ ج7، ص: 372

: فِلَسْطِین: اسم موضع، و قیل: فِلَسْطُون، و قیل: فِلَسْطِین اسم كُورة بالشام. ابن الأَثیر: فِلَسْطین، بكسر الفاء و فتح اللام، الكُورة المعروفة فیما بین الأُرْدُنّ و دیار مصر و أُمّ بلادها بیت المقدس، صانها اللّه تعالی، التهذیب: نونها زائدة و تقول: مررنا بفِلَسْطین و هذه فِلَسْطون. قال أَبو منصور: و إِذا نسبوا إِلی فِلَسْطین قالوا فِلَسْطِیّ؛ قال: تَقُلْه فِلَسْطِیّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 373
و قال ابن هَرْمة: كَأْسٌ فِلَسْطِیَّةٌ مُعَتَّقةٌ، شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنة السَّبَل و فِلَسْطین: بلد ذكرها الجوهری فی ترجمة طین؛ قال ابن بری: حقها أَن تذكر فی فصل الفاء من باب الطاء لقولهم فِلَسْطون.

فوط؛ ج7، ص: 373

: الفُوطة: ثوب قصیر غلیظ یكون مئزراً یجلَب من السِّند، و قیل: الفُوطة ثوب من صوف، فلم یُحَلَّ بأَكثر، و جمعها الفُوَط. قال أَبو منصور: لم أَسمع فی شی‌ء من كلام العرب فی الفُوَط، قال: و رأَیت بالكوفة أُزُراً مخطَّطة یشتریها الجمَّالون و الخدَم فیتَّزرون بها، الواحدة فُوطة، قال: فلا أَدری أَ عربیّ أَم لا.

فصل القاف؛ ج7، ص: 373

قبط؛ ج7، ص: 373

: ابن الأَعرابی: القَبْط الجمع، و البَقْط التَّفْرقة. و قد قَبَط الشی‌ءَ یَقْبِطه قَبْطاً: جمعه بیده. و القُبّاط و القُبَّیْط و القُبَّیْطی و القُبَیْطاء: الناطِف، مشتقّ منه، إِذا خففت مددت و إِذا شددت الباء قصرت. و قَبَّط ما بین عینیه كقَطَّب مقلوب منه؛ حكاه یعقوب. و القِبْط: جِیل بمصر، و قیل: هم أَهل مصر و بُنْكُها. و رجل قِبْطِیّ. و القُبْطِیَّة: ثیاب كتان بیض رِقاق تعمل بمصر و هی منسوبة إِلی القِبْط علی غیر قیاس، و الجمع قُباطِیٌّ قَباطِیّ، و القِبْطِیَّة قد تضم لأَنهم یغیّرون فی النسبة كما قالوا سُهِلیّ و دُهْریّ؛ قال زهیر: لیَأْتِیَنَّك منِّی منطِقٌ قَذَعٌ باقٍ، كما دنَّس القُبْطِیَّة الوَدَكُ قال اللیث: لما أُلزِمت الثیابُ هذا الاسم غیروا اللفظ فالإِنسان قِبْطیّ، بالكسر، و الثوب قُبْطیّ، بالضم. شمر: القُباطِیّ ثیاب إِلی الدقَّة و الرقَّة و البیاض؛ قال الكمیت یصف ثوراً: لِیاح كأَنْ بالأَتْحَمِیَّةِ مُسْبَعٌ إِزاراً، و فی قُبْطِیِّه مُتَجَلْبِبُ و قیل: القُبْطُرِیّ ثیاب بیض، و زعم بعضهم أَن هذا غلط، و قد قیل فیه: إِن الراء زائدة مثل دَمِثٍ و دِمَثْر؛ و شاهده قول جریر: قومٌ تری صَدَأَ الحدید علیهمُ، و القُبْطُرِیّ من الیَلامِقِ سُودا و‌فی حدیث أُسامة: كسانی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، قُبْطِیّةً؛ القُبْطِیَّةُ: الثوب من ثیاب مصر رقیقة بیضاء و كأَنه منسوب إِلی القِبْط و هم أَهل مصر. و فی حدیث قتل ابن أَبی الحُقَیْقِ: ما دلنا علیه إِلا بیاضه فی سواد اللیل كأَنه قُبْطِیَّة. و‌فی الحدیث: أَنه كَسا امرأَةً قُبْطِیَّة فقال: مُرْها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصِف حَجْم عظامها، و جمعها القُباطِیّ؛ و منه‌حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لا تُلْبسوا نِساءكم القَباطِیَّ فإِنه إِن لا یَشِفَّ فإِنه یَصِفُ.و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِیَّ و الأَنْماطَ.و القُنَّبِیطُ: معروف؛ قال جندل: لكن یَرَوْنَ البَصَل الحِرِّیفا، و القُنَّبِیطَ مُعْجِباً طَرِیفا و رأَیت حاشیة علی كتاب أَمالی ابن بری، رحمه اللّه تعالی، صورتها: قال أَبو بكر الزبیدی فی كتابه لحن
لسان العرب، ج‌7، ص: 374
العامّة: و یقولون لبعض البقول قَنَّبیط، قال أَبو بكر: و الصواب قُنَّبیط، بالضم، واحدته قُنَّبیطة؛ قال: و هذا البناء لیس من أَمثلة العرب لأَنه لیس فی كلامهم فُعَّلیل.

قحط؛ ج7، ص: 374

: القَحْط: احتِباس المطر. و قد قَحَط و قَحِطَ، و الفتح أَعلی، قَحْطاً و قَحَطاً و قُحوطاً. و قُحِطَ الناس، بالكسر، علی ما لم یسم فاعله لا غیر قَحْطاً و أُقْحِطوا، و كرهها بعضهم. و قال ابن سیدة: لا یقال قُحِطوا و لا أُقْحِطوا. و القَحْطُ: الجدب لأَنه من أَثره. و حكی أَبو حنیفة: قُحِطَ المطر، علی صیغة ما لم یسم فاعله، و أَقْحَطَ، علی فعل الفاعل، و قُحِطت الأَرض، علی صیغة ما لم یسم فاعله، فهی مَقْحوطة. قال ابن بری: قال بعضهم قَحَط المطر، بالفتح، و قَحِط المكان، بالكسر، هو الصواب، قال: و یقال أَیضاً قُحِط القَطر؛ قال الأَعشی: و هُمُ یُطْعِمون، إِنْ قُحِط القَطْرُ، و هَبَّتْ بشَمْأَلٍ و ضَرِیبِ و قال شمر: قُحوط المطر أَن یَحْتَبس و هو محتاج إِلیه. و یقال: زمان قاحِط و عام قاحِط و سنة قَحِیط و أَزمُن قَواحِطُ. و عام قَحِط و قَحِیط: ذو قَحْط. و‌فی حدیث الاستسقاء برسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم: قَحَط المطر و احمرَّ الشجر‌هو من ذلك. و أَقْحَط الناس إِذا لم یُمْطَروا. و قال ابن الفرَج: كان ذلك فی إِقْحاط الزمان و إِكْحاط الزمان أَی فی شدَّته. قال ابن سیدة: و قد یُشتقُّ القَحْط لكل ما قلَّ خیره و الأَصل للمطر، و قیل: القَحْط فی كل شی‌ءٍ قلة خیره، أَصل غیر مشتقّ. و‌فی الحدیث: إِذا أَتی الرجلُ القوم فقالوا قَحْطاً فَقَحْطاً له یوم یَلْقَی ربه‌أَی أَنه إِذا كان ممن یقال له عند قدومه علی الناس هذا القول فإِنه یقال له مثل ذلك یوم القیامة، و قَحْطاً منصوب علی المصدر أَی قُحِطت قَحْطاً و هو دعاءٌ بالجدْب، فاستعاره لانقطاع الخیر عنه و جدْبه من الأَعمال الصالحة. و‌فی الحدیث: مَن جامع فأَقْحَط فلا غسل علیه، و معناه أَن یَنتَشِر فیُولج ثم یَفْتُر ذكَرُه قبل أَن یُنزِل، و هو من أَقْحَط الناس إِذا لم یمطروا، و الإِقْحاط مثل الإِكْسال، و هذا مثل‌الحدیث الآخر: الماءُ من الماء، و كان هذا فی أَوَّل الإِسلام ثم نُسِخَ و أُمِرَ بالاغتسال بعد الإِیلاج. و القَحْطِیّ من الرجال: الأَكُول الذی لا یُبقی من الطعام شیئاً، و هذا من كلام أَهل العِراق؛ و قال الأَزهری: هو من كلام الحاضرة دون أَهل البادیة، و أَظنه نُسِب إِلی القَحْط لكثرة الأَكل كأَنه نجا من القَحْط فلذلك كثُر أَكله. و ضرْب قَحیط: شدید. و التَّقْحیط: فی لغة بنی عامر: التَّلْقیح؛ حكاه أَبو حنیفة. و القَحْط: ضرْب من النبْت، و لیس بثبت. و قَحْطانُ: أَبو الیمن، و هو فی قول نسّابتهم قَحْطان بن هُود، و بعض یقول قَحْطان بن ارْفَخْشذ بن سام بن نوح، و النسب إِلیه علی القیاس قَحْطانیّ، و علی غیر القیاس أَقْحاطِیّ، و كلاهما عربی فصیح.

قرط؛ ج7، ص: 374

: القُرْطُ: الشَّنْف، و قیل: الشَّنْفُ فی أَعْلی الأُذن و القُرْط فی أَسفلها، و قیل: القُرْط الذی یعلَّق فی شحمة الأُذن، و الجمع أَقْراط و قِراط و قُروط و قِرَطة. و‌فی الحدیث: ما یمنع إِحْداكنَّ أَن تصنَع قُرْطین من فضة؛ القُرْطُ: نوع من حُلِیِّ الأُذُن معروف؛ و قَرَّطْت الجاریة فتقَرَّطتْ هی؛ قال الراجز یخاطب امرأَته:
لسان العرب، ج‌7، ص: 375
قَرَّطكِ اللّه، علی العَیْنَینِ، عَقَارِباً سُوداً و أَرْقَمَیْنِ و جاریة مُقَرَّطة: ذات قُرْط. و یقال للدُّرّة تعلَّق فی الأُذُن قُرْطٌ، و للتُّومة من الفضة قُرْط، و للمَعالیق من الذهب قُرْط، و الجمع فی ذلك كله القِرَطة. و القُرْط: الثُّرَیّا. و قُرْطا النَّصْل: أُذُناه. و القَرَط: شِیة «3» حسَنة فی المعزی، و هو أَن یكون لها زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنیها، فهی قَرْطاء، و الذكر أَقْرَط مُقَرَّط، و یستحب فی التیس لأَنه یكون مِئناثاً. قال ابن سیدة: و القُرَطة و القِرَطة أَن یكون للمعزی أَو التَّیْس زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنیه، و قد قَرِطَ قَرَطاً، و هو أَقْرَط. و قَرَّط فَرَسه اللِّجام: مَدَّ یدَه بعِنانه فجعله علی قَذاله، و قیل: إِذا وضع اللِّجام وراء أُذنیه. و یقال: قَرَّط فَرَسه إِذا طرح اللِّجام فی رأْسه. و‌فی حدیث النعمان بن مقرّن: أَنه أَوصی أَصحابه یومَ نِهاوَنْد فقال: إِذا هزَزْت اللواءَ فَلْتَثِب الرجال إِلی خیولها فیُقَرِّطوها أَعِنّتها، كأَنه أَمرَهم بإِلجامها. قال ابن درید: تَقْرِیط الفرس له موضعان: أَحدهما طَرْحُ اللجام فی رأْس الفرس، و الثانی إِذا مدَّ الفارس یده حتی جعلها علی قَذال فرسِه و هی تُحْضِر؛ قال ابن بری و علیه قول المتنبی: فقَرِّطْها الأَعِنَّةَ راجعاتٍ و قیل: تَقْرِیطُها حَمْلُها علی أَشدّ الخُضْر، و ذلك أَنه إِذا اشتدَّ حُضْرها امتدَّ العِنان علی أُذُنها فصار كالقُرْط. و قَرَط الكُرّاثَ و قَرَّطه: قطَّعه فی القِدْرِ، و جعل ابن جِنی القُرْطُم ثلاثیّاً، و قال: سُمِّی بذلك لأَنه یُقَرَّط. و قَرَّطَ علیه: أَعطاه قلیلًا. و القُرْط: الصَّرْع؛ عن كراع. و قال ابن درید: القِرْطی الصَّرْع علی القَفا، و القُرْط شُعْلة النار، و القِرط شُعْلة السِّراج. و قَرَّط السراجَ إِذا نزع منه ما احترق لیُضی‌ء. و القُراطة: ما یُقطع من أَنف السراج إِذا عشی، و القُراطة ما احترق من طَرف الفَتیلة، و قیل: بل القُراطة المصباح نفسه؛ قال ساعدة الهذلی: سَبَقْتُ بها مَعابِلَ مُرْهَفات مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراطِ «4» مُسالات: جمع مُسالة، و الأَغِرَّة: جمع الغِرار، و هو الحدّ، و الجمع أَقْرِطة. ابن الأَعرابی: القِراط السراج و هو الهِزْلقِ. و القِرَّاط و القِیراط من الوزن: معروف، و هو نصف دانِق، و أَصله قِرّاط بالتشدید لأَن جمعه قَراریط فأُبدل من إِحدی حرفی تضعیفه یاء علی ما ذكر فی دینار كما قالوا دیباج و جمعوه دَبابیج، و أَما القیراط الذی فی حدیث ابن عمر و أَبی هریرة فی تَشْییع الجنازة فقد جاء تفسیره فیه أَنه مثل جبل أُحُد، قال ابن درید: أَصل القیراط من قولهم قَرَّط علیه إِذا أَعطاه قلیلًا قلیلًا. و‌فی حدیث أَبی ذَرّ: ستفتحون أَرضاً یذكر فیها القیراط فاستوصوا بأَهلها خیراً فإِن لهم ذِمّة و رَحِماً؛ القیراط جُزء من أَجزاء الدینار و هو نصف عُشره فی أَكثر البلاد، و أَهل الشام یجعلونه جزءاً من أَربعة و عشرین، و الیاء فیه بدل من الراء و أَصله قِرّاط، و أَراد بالأَرض المُستفتحة مِصر، صانها اللّه تعالی، و خصها بالذكر و إِن كان القیراط مذكوراً فی غیرها لأَنه كان یغلِب علی أَهلها أَن یقولوا:
(3). قوله [و القرط شیة] كذا بالأصل. (4). قوله [سبقت] كذا بالأصل، و الذی فی شرح القاموس: شنفت. قال و یروی قرنت، و نسبه عن الصاغانی للمتنخل الهذلی یصف قوساً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 376
أَعطیت فلاناً قَراریط إِذا أَسمعه ما یَكْرهه، و اذهَبْ لا أُعطیك قَراریطك أَی أَسُبُّك و أُسْمِعك المكروه، قال: و لا یوجد ذلك فی كلام غیرهم، و معنی‌قوله فإِن لهم ذمّة و رَحِماً‌أَنَّ هاجَرَ أُم إسمعیل، علیهما السلام، كانت قِبْطِیّة من أَهْل مصر. و القُرْط: الذی تُعْلَفه الدوابّ و هو شبیه بالرُّطْبة و هو أَجلُّ منها و أَعظم ورَقاً. و قُرْط و قُرَیْط و قَرِیط: بطون من بنی كلاب یقال لهم القُروط. و قُرط: اسم رجل من سِنْبِس. و قُرْط: قبیلة من مَهْرة بن حَیْدان. و القَرطِیّة و القُرْطِیّة: ضرْب من الإِبل ینسب إِلیها؛ قال: قال لیَ القُرْطِیُّ قَوْلًا أَفهَمُهْ، إِذ عَضَّه مَضْروسُ قِدٍّ یأْلَمُهْ

قرطط؛ ج7، ص: 376

: القُرْطاطُ و القِرطاط و القُرْطان و القِرْطان كله لذی الحافر كالحِلْس الذی یُلقی تحت الرحل للبعیر؛ و منه قول الراجز: كأَنَّما رَحْلِیَ و القَراطِطا و هذا الرجز نسبه الجوهری للعجاج، و قال ابن بری: هو للزَّفَیان لا للعجاج، قال: و الصحیح فی إِنشاده: كأَنَّ أَقْتادِیَ و الأَسامِطا، و الرَّحْلَ و الأَنساعَ و القراطِطا، ضَمَّنْتُهُنَّ أَخْدَرِیّاً ناشِطا و قال حمید الأَرقط: بأَرْحَبِیٍّ مائِرِ المِلاطِ ذی زفْرَةٍ ینْشر بالقِرطاطِ [بالقُرطاطِ و قیل: هو كالبَرْذعة یُطرح تحت السرج. الأَصمعی: من متاع الرحل البرذعة، و هو الحِلْس للبعیر، و هو لذوات الحافر قرْطاط و قِرطان و قُرطان، و الطِّنْفِسة التی تلقی فوق الرحل تسمی النُّمْرُقة. و قال الأَزهری فی الرباعی: القِرْطالة البرذعة، و كذلك القُرْطاط و القِرْطِیط؛ و القِرْطیطُ: العَجَب. ابن سیدة: و القُرطان و القُرْطاط و القِرْطاطُ و القِرْطِیط: الداهیة؛ قال أَبو غالب المعنی: سأَلناهُمُ أَن یُرْفِدُونا فأَحْبَلوا، و جاءَتْ بِقِرْطِیطٍ من الأَمر زینبُ و القِرْطِیط: الشی‌ء الیسیر؛ قال: فما جادَتْ لنا سَلمی بِقِرْطِیطٍ و لا فُوفَهْ و یقال: ما جاد فلان بِقِرْطیطة أَیضاً أَی بشی‌ء یسیر.

قرفط؛ ج7، ص: 376

: اقرَنْفَط. تقبَّض. تقول العرب: أُرَیْنِبٌ مُقْرَنْفِطهْ علی سَواء عُرْفُطَهْ، تقول: هرَبتْ من كلب أَو صائد فعلت شجرة. و المُقْرَنْفِطُ: هَنُ المرأَة؛ عن ثعلب؛ و أَنشد لرجل یخاطب امرأَته: یا حَبَّذا مُقْرَنْفِطُك، إِذْ أَنا لا أُفَرَّطُكْ «1» فأَجابته: یا حبَّذا ذَباذِبُك، إِذا الشَّبابُ غالِبُك قال الأَزهری: و من الخماسی المُلحق ما روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی: اقْرَنْفَط إِذا تَقَبَّض و اجتمع. و اقْرَنْفَطَت العنز إِذا جمعت بین قُطْرَیْها عند السِّفاد لأَن ذلك الموضع یَوْجَعُها.
(1). قوله [یا حبذا إلخ] فی مادة عرفط عكس ما هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 377‌

قرمط؛ ج7، ص: 377

: القَرْمَطِیطُ: المُتقارِبُ الخَطْوِ. و قَرْمَطَ فی خَطْوِه إِذا قارَب ما بین قدمیه. و فی حدیث معاویة: قال لعمرو قَرْمَطْتَ، قال: لا؛ یرید أَ كَبِرْت لأَن القَرْمَطة فی الخطو من آثار الكِبَر. و اقْرَمَّط الرجلُ اقْرِمّاطاً إِذا غَضِبَ و تقبَّض. و القَرْمَطة: المُقارَبةُ بین الشیئین. و القُرْموطُ: زَهْر الغَضَا و هو أَحمر، و قیل: هو ضرْب من ثمر العِضاه. و قال أَبو عمرو: القُرْمُوط من ثمر الغَضَا كالرُّمان یشبَّه به الثَّدْی؛ و أَنشد فی صفة جاریة نَهَدَ ثَدْیاها: و یُنْشِزُ جَیْبَ الدِّرْع عنها، إِذا مَشَتْ، حَمِیلٌ كقُرْمُوطِ الغَضَا الخَضِلِ النَّدِی قال: یعنی ثدیَها. و اقْرَمَّط الجلدُ إِذا تقارَب فانضم بعضه إِلی بعض؛ قال زید الخیل: تَكَسَّبْتُها فی كلِّ أَطْرافِ شِدَّةٍ، إِذا اقْرَمَّطَتْ یوماً من الفَزَعِ الخُصَی و القَرْمَطةُ فی الخَطِّ: دِقَّةُ الكتابة و تَدانی الحروف، و كذلك القَرْمَطةُ فی مَشْی القَطُوفِ. و القَرْمَطةُ فی المشی: مُقارَبةُ الخطو و تدانی المشی. و قَرْمَطَ الكاتِبُ إِذا قارَب بین كتابته. و‌فی حدیث علیّ: فَرِّج ما بین السُّطورِ و قَرْمِطْ ما بین الحروف.و قَرْمَط البعیرُ إِذا قارَبَ خُطاه. و القَرامِطةُ: جِیلٌ، واحدهم قَرْمَطِیّ. ابن الأَعرابی: یقال لِدُحْرُوجةِ الجُعَل القُرْمُوطةُ. و قال أَعرابی: جاءنا فلان «1» فی نِخافَیْن مُلَكَّمَینِ فقاعِیَّین مُقَرْطَمَیْنِ؛ قال أَبو العباس: مُلَكَّمَیْنِ جَوانِبهما رِقاعٌ فكأَنَّه یَلْكُم بهما الأَرض، و قوله فقاعِیَّین یَصِرّان، و قوله مُقَرْطَمَینِ لهما مِنْقاران.

قسط؛ ج7، ص: 377

: فی أَسماء اللّه تعالی الحسنی المُقْسِطُ: هو العادِلُ. یقال: أَقْسَطَ یُقْسِطُ، فهو مُقْسِطٌ إِذا عدَل، و قَسَطَ یَقْسِطُ، فهو قاسِطٌ إِذا جارَ، فكأَن الهمزة فی أَقْسَطَ للسَّلْب كما یقال شَكا إِلیه فأَشْكاه. و‌فی الحدیث: أَنّ اللّهَ لا یَنامُ و لا ینبغی له أَن ینامَ، یَخْفِضُ القِسْطَ و یرفَعُه؛ القِسْطُ: المِیزانُ، سمی به من القِسْطِ العَدْلِ، أَراد أَن اللّه یَخفِضُ و یَرْفَعُ مِیزانَ أَعمالِ العِبادِ المرتفعةِ إِلیه و أَرزاقَهم النازلةَ من عنده كما یرفع الوزَّانُ یده و یَخْفِضُها عند الوَزْن، و هو تمثیل لما یُقَدِّرُه اللّه و یُنْزِلُه، و قیل: أَراد بالقِسْط القِسْمَ من الرِّزقِ الذی هو نَصِیبُ كل مخلوق، و خَفْضُه تقلیلُه، و رفْعُه تكثیره. و القِسْطُ: الحِصَّةُ و النَّصِیبُ. یقال: أَخذ كل واحد من الشركاء قِسْطَه أَی حِصَّتَه. و كلُّ مِقدار فهو قِسْطٌ فی الماء و غیره. و تقَسَّطُوا الشی‌ءَ بینهم: تقسَّمُوه علی العَدْل و السَّواء. و القِسْط، بالكسر: العَدْلُ، و هو من المصادر الموصوف بها كعَدْل، یقال: مِیزانٌ قِسْط، و مِیزانانِ قسط، و مَوازِینُ قِسْطٌ. و قوله تعالی: وَ نَضَعُ الْمَوٰازِینَ الْقِسْطَ؛ أَی ذواتِ القِسْط. و قال تعالی: وَ زِنُوا بِالْقِسْطٰاسِ الْمُسْتَقِیمِ*؛ یقال: هو أَقْوَمُ المَوازِین، و قال بعضهم: هو الشَّاهِینُ، و یقال: قُسْطاسٌ و قِسْطاسٌ. و الإِقساطُ و القِسْطُ: العَدْلُ. و یقال: أَقْسَطَ و قَسَطَ إِذا عدَلَ. و جاءَ‌فی بعض الحدیث: إِذا حكَمُوا عدَلوا و إِذا قسَموا أَقْسَطُوا‌أَی عَدَلُوا «2»
(1). قوله [و قال أَعرابی جاءنا فلان إِلی آخر المادة] حقه أَن یذكر فی مادة: ق ر ط م. (2). قوله [و إِذا قسموا أقسطوا أَی عدلوا هاهنا فقد جاء إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 378
هاهنا، فقد جاءَ قَسَطَ فی معنی عدل، ففی العدل لغتان: قَسَطَ و أَقْسَطَ، و فی الجَوْر لغة واحدة قسَطَ، بغیرِ الأَلف، و مصدره القُسُوطُ. و‌فی حدیث علیّ، رضوان اللّه علیه: أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِینَ و القاسِطِینَ و المارِقِینَ؛ الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَیْعَتهم، و القاسِطُونَ: أَهلُ صِفِّینَ لأَنهم جارُوا فی الحُكم و بَغَوْا علیه، و المارِقُون: الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدین كما یَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِیَّةِ. و أَقْسطَ فی حكمه: عدَلَ، فهو مُقْسِطٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اللّٰهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ. و القِسْط: الجَوْر. و القُسُوط: الجَوْرُ و العُدُول عن الحق؛ و أَنشد: یَشْفِی مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ قال: هو من قَسَطَ یَقْسِطُ قُسوطاً و قسَطَ قُسوطاً: جارَ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَمَّا الْقٰاسِطُونَ فَكٰانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً؛ قال الفراء: هم الجائرون الكفَّار، قال: و المُقْسِطون العادلُون المسلمون. قال اللّه تعالی: إِنَّ اللّٰهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ*. و الإِقْساطُ: العَدل فی القسْمة و الحُكم؛ یقال: أَقْسَطْتُ بینهم و أَقسطت إِلیهم. و قَسَّطَ الشی‌ءَ: فرَّقَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لو كان خَزُّ واسِطٍ و سَقَطُهْ، و عالِجٌ نَصِیُّه و سَبَطهْ، و الشَّامُ طُرّاً زَیْتُه و حِنَطُهْ یأْوِی إِلیها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ و یقال: قَسَّطَ علی عِیالِه النفَقةَ تَقْسِیطاً إِذا قَتَّرَها؛ و قال الطرمَّاح: كَفَّاه كَفٌّ لا یُرَی سَیْبُها مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها و القِسْطُ: الكُوزُ عند أَهل الأَمصار. و القِسْطُ: مِكْیالٌ، و هو نِصْف صاعٍ، و الفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ. المبرد: القِسْطُ أَربعمائة و أَحد و ثمانون دِرهماً. و‌فی الحدیث: إِنَّ النِّساءَ من أَسْفَهِ السُّفَهاء إِلّا صاحِبةَ القِسْطِ و السِّراج؛ القِسْطُ: نصف الصاع و أَصله من القِسْطِ النَّصِیبِ، و أَراد به هاهنا الإِناء الذی تُوَضِّئُه فیه كأَنه أَراد إِلَّا التی تَخْدُم بعْلها و تَقُوم بأُمُورِه فی وُضُوئه و سِراجه. و‌فی حدیث علی، رضوان اللّه علیه: أَنه أَجْری للناسِ المُدْیَیْن و القِسْطَیْن؛ القِسْطانِ: نَصِیبانِ من زیت كان یرزُقُهما الناسَ. أَبو عمرو: القَسْطانُ و الكَسْطانُ الغُبارُ. و القَسَطُ: طُول الرِّجل و سَعَتُها. و القَسَطُ: یُبْسٌ یكون فی الرِّجل و الرأْس و الرُّكْبةِ، و قیل: هو فی الإِبل أَن یكون البعیر یابس الرِّجلین خِلْقة، و قیل: هو الأَقْسَطُ و الناقةُ قَسْطاء، و قیل: الأَقْسَطُ من الإِبل الذی فی عَصَب قَوائمه یُبْسٌ خِلقَةً، قال: و هو فی الخیل قِصَرُ الفخذ و الوَظِیفِ و انْتِصابُ السَّاقین، و فی الصحاح: و انْتصابٌ فی رِجلی الدابة؛ قال ابن سیدة: و ذلك ضَعْف و هو من العُیوب التی تكون خلقة لأَنه یستحب فیهما الانْحناءُ و التوْتِیرُ، قَسِطَ قَسَطاً و هو أَقْسَطُ بَیِّنُ القَسَطِ. التهذیب: و الرِّجل القَسْطاءُ فی ساقها اعْوِجاجٌ حتی تَتَنَحَّی القَدَمانِ و یَنْضَمَّ السَّاقانِ، قال: و القَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ؛ قال إمرؤُ القَیْس یَصفُ الخیل:
لسان العرب، ج‌7، ص: 379
إِذْ هُنَّ أَقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبی، أَوْ كَقَطا كاظِمةَ النَّاهِلِ «3» أَبو عبید عن العَدَبَّس: إِذا كان البعیر یابسَ الرجلین فهو أَقْسَطُ، و یكون القَسَطُ یُبْساً فی العنُق؛ قال رؤْبة: و ضَرْبِ أَعْناقِهِم القِساطِ یقال: عُنُقٌ قَسْطاء و أَعْناقٌ قِساطٌ. أَبو عمرو: قَسِطَتْ عِظامُه قُسُوطاً إِذا یَبِسَتْ من الهُزال؛ و أَنشد: أَعطاه عَوْداً قاسِطاً عِظامُه، و هُوَ یَبْكی أَسَفاً و یَنْتَحبْ ابن الأَعرابی و الأَصمعی: فی رِجله قَسَطٌ، و هو أَن تكون الرِّجل مَلْساء الأَسْفل كأَنَّها مالَجٌ. و القُسْطانِیَّةُ و القُسْطانیُّ: خُیوطٌ كخُیوطِ قَوْسِ المُزْنِ تخیط بالقمر «4» و هی من علامة المطر. و القُسْطانةُ: قَوْسُ قُزحَ «5»؛ قال أَبو سعید: یقال لقوس اللّه القُسْطانیُّ؛ و أَنشد: و أُدیرَتْ حفَفٌ تَحْتَها، مِثْلُ قُسْطانیِّ دَجْن الغَمام قال أَبو عمرو: القُسْطانیُّ قَوْسُ قُزَحَ و نُهِی عن تسمیة قَوْسِ قزحَ. و القُسْطَناس: الصَّلاءَةُ. و القُسْطُ، بالضم: عود یُتَبخَّر به لغة فی الكُسْطِ عُقَّارٌ من عَقاقِیر البحر، و قال یعقوب: القاف بدل، و قال اللیث: القُسط عُود یُجاءُ به من الهِند یجعل فی البَخُور و الدَّواء، قال أَبو عمرو: یقال لهذا البَخُور قُسْطٌ و كُسْطٌ و كُشْط؛ و أَنشد ابن بری لبشر بن أَبی خازِم: و قَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ و قُسْطٍ، و من مِسْكٍ أَحَمَّ و من سَلام و‌فی حدیث أُمّ عطِیَّة: لا تَمَسُّ طِیباً إِلَّا نُبْذةً من قُسْطٍ و أَظْفارٍ، و فی روایة: قُسْط أَظْفار؛القُسْطُ: هو ضَرْب من الطِّیب، و قیل: هو العُودُ؛ غیره: و القُسْطُ عُقَّار معروف طیِّب الرِّیح تَتَبخَّر به النفساء و الأَطْفالُ؛ قال ابن الأَثیر: و هو أَشبه بالحدیث لأَنه أَضافه إِلی الأَظفار؛ و قول الراجز: تُبْدِی نَقِیّاً زانَها خِمارُها، و قُسْطةً ما شانَها غُفارُها یقال: هی الساق نُقِلت من كتاب «6». و قُسَیْطٌ: اسم. و قَاسِطٌ: أَبو حَیّ، و هو قَاسِطُ بن هِنْبِ بن أَفْصَی بن دُعْمِیّ بن جَدِیلةَ بن أَسَدِ بن رَبیعةَ.

قشط؛ ج7، ص: 379

: قَشَطَ الجُلَّ عن الفَرس قَشْطاً: نَزَعَه و كَشَفَه، و كذلك غیره من الأَشیاء، قال یعقوب: تمیم و أَسَد یقولون قَشَطْتُ، بالقاف، و قیس تقول كَشَطْتُ، و لیست القاف فی هذا بدلًا من الكاف لأَنهما لغتان لأَقوام مختلفین. و قال فی قراءة عبد اللّه بن مسعود: و إِذا السماء قُشِطَتْ، بالقاف، و المعنی واحد مثل القُسْطِ و الكُسْطِ و القافُور و الكافُور. قال الزجاج: قُشِطَتْ و كُشِطَتْ واحد معناهما قُلِعَتْ كما یُقْلع السَّقْف. یقال:
(3). قوله [إذ هن أقساط إلخ] أورده شارح القاموس فی المستدركات و فسره بقوله أی قطع. (4). قوله [تخیط بالقمر] كذا بالأَصل و شرح القاموس. (5). قوله [و القسطانة قوس إلخ] كذا فی الأَصل بهاء التأنیث. (6). قوله: [نقلت من كتاب]، هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 380
كشَطْتُ السقْفَ و قَشَطْتُه. و القِشاط: لغة فی الكشاط. و قال اللیث: القَشط لغة فی الكشط.

قطط؛ ج7، ص: 380

: القَطُّ: القطْعُ عامَّة، و قیل: هو قَطعُ الشی‌ء الصُّلب كالحُقَّة و نحوها تَقُطُّها علی حَذْو مَسْبُورٍ كما یَقُطُّ الإِنسان قَصَبة علی عظم، و قیل: هو القطْعُ عَرْضاً، قَطَّه یقُطُّه قَطّاً: قَطَعه عَرْضاً، و اقْتَطَّه فانْقَطَّ و اقْتَطَّ و منه قَطُّ القلم. و المِقَطَّةُ و المِقَطُّ: ما یُقَطُّ علیه القلم. و فی التهذیب: المِقَطَّةُ عُظَیم یكون مع الورّاقِین یقطّون علیه أَطراف الأَقلام. و‌روی عن علی، رضوان اللّه علیه: أَنه كان إِذا عَلا قَدَّ و إِذا توسّط قَطَّ؛یقول إِذا علا قِرْنَه بالسیف قَدَّه بنِصْفَین طُولًا كما یُقَدّ السیر، و إِذا أَصاب وسَطه قَطعَه عرضاً نصفین و أَبانه. و مَقَطُّ الفرس: مُنْقَطَعُ أَضْلاعه. ابن سیدة: و المَقط من الفرس منقطع الشَّراسِیفِ؛ قال النابغة الجَعْدیّ: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِیفهِ، إِلی طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَدیدِ الصِّفاقِ، مِن خَشَبِ الجَوْزِ، لم یُثْقَبِ و القِطاطُ: حرْف الجبل و الصخرة كأَنما قُطَّ قَطَّاً، و الجمع أَقِطَّةٌ؛ و قال أبُو زید: هو أَعلی حافة الكهف و هی ثلاثة أَقطَّة. أَبو زید: القَطِیطةُ حافةُ أَعلی الكهفِ، و القِطاطُ: المِثالُ الذی یَحْذُو علیه الحاذِی و یَقْطعُ النعل؛ قال رؤبة: یا أَیُّها الحاذِی علی القِطاطِ و القِطاطُ: مَدار حافر الدابَّةِ لأَنه كأَنه قُطَّ أَی قُطِعَ و سُوِّیَ؛ قال: یَرْدی بِسُمْرٍ صُلْبةِ القِطاطِ و القَطَطُ: شعر الزّنْجِیّ. یقال: رَجل قَطَطٌ و شعر قَطَطٌ و امرأَة قَطَطٌ، و الجمع قَطَطُونَ و قَطَطاتٌ، و شعر قَطٌّ و قطَطٌ: جَعْد قصیر، قَطَّ یَقَطُّ قَطَطاً و قَطاطةً و قَطِطَ، بإِظهار التضعیف، قَطّاً، و هو طَرِیفٌ. و جَعْدٌ قَطَطٌ أَی شدِیدُ الجُعودةِ. و قد قَطِطَ شعره، بالكسر، و هو أَحد ما جاء علی الأَصل بإِظهار التضعیف، و رَجل قَطُّ الشعر و قَطَطُه بمعنی، و الجمع قَطُّون و قَطَطُون و أَقْطاطٌ و قِطاطٌ؛ قال الهذلی: یُمشَّی بَیْننا حانوتُ خَمْرٍ، من الخُرْس الصَّراصِرةِ القِطاطِ «1» و الأُنثی قطّةٌ و قَطَطٌ، بغیر هاء. و‌فی حدیث المُلاعَنة: إِن جاءتْ به جَعْداً قَطَطاً فهو لفلان؛ و القَطَطُ: الشدیدُ الجعُودةِ، و قیل: الحسَنُ الجعُودةِ. الفراء: الأَقَطُّ الذی انْسَحَقت أَسنانه حتی ظهرت دَرادِرُها، و قیل: الأَقطُّ الذی سقطت أَسنانه. ابن سیدة: و رجل أَقَطُّ و امرأَة قَطَّاء إِذا أَكلا علی أَسْنانِهما حتی تَنْسحِقَ؛ حكاه ثعلب. و القَطَّاطُ: الخَرَّاطُ الذی یعمل الحُقَق؛ و أَنشد ابن بَری لرؤبة یصف أُتُناً و حماراً: سَوَّی، مَساحِیهنَّ، تَقطِیطَ الحُقَقْ، تَقْلِیلُ ما قارَعْنَ مِن سُمِّ الطُّرَق «2» أَراد بالمساحِی حَوافرَهن لأَنها تَسْحِی الأَرض أَی تَقْشُرها، و نصَب تقطیطَ الحقق علی المصدر المشبه به لأَن معنی سَوّی و قطَّط واحد، و التقْطِیطُ:
(1). قوله [یمشی] كذا هو بالیاء هنا و فی مادة خرص، و بالتاء الفوقیة فی مادة حنت. (2). قوله [سم الطرق] كذا هو بالسین المهملة فی الموضعین و لعله شم أَو صم.
لسان العرب، ج‌7، ص: 381
قطع الشی‌ء، و أَراد تقطیع حُقَق الطِّیب و تَسْویتَها، و تقْلیلُ فاعل سَوّی أَی سَوّی مَساحِیَهنَّ تكسیرُ ما قارَعَتْ من سُمّ الطُّرَق، و الطُّرَقُ جمع طُرْقَة و هی حجارة بعضها فوق بعض. و حدیث قتل ابن أَبی الحُقَیْق: فتحامل علیه بسیفه فی بطنه حتی أَنْفَذَه فجعل یقول: قَطْنی قَطْنی «1». و قَطَّ السِّعْرُ یَقِطُّ، بالكسر، قَطّاً و قُطُوطاً، فهو قاطٌّ و مَقْطُوطٌ بمعنی فاعِل: غَلا. و یقال: وردْنا أَرضاً قَطّاً سِعْرُها؛ قال أَبو وجْزَة السَّعْدِیّ: أَشْكُو إِلی اللّهِ العَزِیز الجَبّارْ، ثُمَّ إِلَیْكَ الیَوْمَ بُعْدَ المُسْتارْ، و حاجةَ الحَیِّ و قَطَّ الأَسْعارْ و قال شمر: قَطَّ السِّعْرُ، إِذا غَلا، خَطأ عندی إِنما هو بمعنی فَتَر، و قال الأَزهری: وَهِمَ شمر فیما قال. و روی عن الفراء أَنه قال: حَطَّ السِّعْرُ حُطُوطاً و انْحَطَّ انْحِطاطاً و كسَر و انكسر إِذا فَتَر، و قال: سِعْرٌ مَقْطُوطٌ و قد قَطَّ إِذا غَلا، و قد قَطَّه اللّه. ابن الأَعرابی: القاطِطُ السِّعْر الغالی. اللیث: قَطْ خفِیفة بمعنی حَسْب، تقول: قَطْكَ الشی‌ء أَی حَسْبُك، قال: و مثله قد، قال و هما لم یتمكنا فی التصریف، فإِذا أَضفتهما إِلی نفسك قُوّیَتا بالنون قلت: قَطْنی و قَدْنی كما قَوَّوا عنِّی و منی و لَدُنِّی بنون أُخری، قال: و قال أَهل الكوفة معنی قطنی كفانی فالنون فی موضع نصب مثل نون كفانی، لأَنك تقول قَطْ عبدَ اللّهِ دِرهمٌ، و قال أَهل البصرة: الصواب فیه الخفض علی معنی حَسْبُ زیدٍ و كَفْیُ زیدٍ درهمٌ، و هذه النون عماد، و مَنَعَهم أَن یقولوا حَسْبُنی أَن الباء متحركة و الطاء من قط ساكنة فكرهوا تغییرها عن الإِسكان، و جعلوا النون الثانیة من لدنّی عماداً للیاء. و‌فی الحدیث فی ذكر النار: إِنَّ النارَ تقول لربها إِنك وعَدْتَنِی مِلْئی، فیَضَع فیها قدَمَه، و فی روایة: حتی یضع الجبَّارُ فیها قَدَمه فتقول: قَطْ قَطْ‌بمعنی حَسْب، و تكرارها للتأْكید، و هی ساكنة الطاء، و رواه بعضهم قَطْنی أَی حَسْبِی. قال اللیث: و أَما قَطُّ فإِنه هو الأَبَدُ الماضی، تقول: ما رأَیت مثله قَطُّ، و هو رفع لأَنه مثل قبلُ و بعدُ، قال: و أَما القَطُّ الذی فی موضع ما أَعطیته إِلا عشرین قَطِّ فإِنه مجرور فرقاً بین الزمان و العَددِ، و قَطُّ معناها الزمان؛ قال ابن سیدة: ما رأَیته قَطُّ و قُطُّ و قُطُ، مرفوعة خفیفة محذوفة منها، إِذا كانت بمعنی الدهر ففیها ثلاث لغات و إِذا كانت فی معنی حَسْب فهی مفتوحة القاف ساكنة الطاء، قال بعض النحویین: أَمّا قولهم قَطُّ، بالتشدید، فإِنما كانت قَطُطُ و كان ینبغی لها أَن تسكن، فلما سكن الحرف الثانی جعل الآخِر متحركاً إِلی إِعرابه، و لو قیل فیه بالخفض و النصب لكان وجهاً فی العربیة، و أَما الذین رفعوا أَوَّله و آخره فهو كقولك مُدُّ یا هذا، و أَما الذین خففوه فإِنهم جعلوه أَداة ثم بَنَوْه علی أَصله فأَثبتوا الرَّفْعة التی كانت تكون فی قط و هی مشددة، و كان أَجود من ذلك أَن یجزموا فیقولوا ما رأَیته قُطْ، مجزومة ساكنة الطاء، و جهة رفعه كقولهم لم أَره مُذُ یومان، و هی قلیلة، كله تعلیل كوفی و لذلك لفظ الإِعراب موضع لفظ البناء هذا إِذا كانت بمعنی الدهْر، و أَما إِذا كانت بمعنی حسب، و هو الاكتفاء، قال سیبویه: قَطْ ساكنة الطاء معناها الاكتفاء، و قد یقال قَطٍ و قَطِی، و قال: قَطُ معناها الانتهاء و بنیت علی الضم كحَسْبُ. و حكی ابن الأَعرابی: ما رأَیته قَطِّ، مكسورة مشددة، و قال بعضهم: قَطْ زیداً
(1). قوله: [و حدیث قتل ابن أَبی الحقیق، إِلی قوله قطنی]، هكذا فی الأَصل. و لعلّ موضع هذه الجملة هو مع الكلام علی قطنی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 382
دِرْهَمٌ أَی كفاه، و زادوا النون فی قَطْ فقالوا قَطْنی، لم یریدوا أَن یكسروا الطاء لئلا یجعلوها بمنزلة الأَسماء المتمكنة نحو یَدِی و هَنِی. و قال بعضهم: قطنی كلمة موضوعة لا زیادة فیها كحسبی؛ قال الراجز: امتَلأَ الحوْضُ و قال: قَطْنِی، سَلا رُوَیْداً، قد ملأْتَ بَطْنِی «1» و إِنما دخلت النون لیسلم السكون الذی یبنی الاسم علیه، و هذه النون لا تدخل الأَسماء، و إِنما تدخل الفعل الماضی إِذا دخلته یاء المتكلم كقولك ضربنی و كلمنی لتسلم الفتحة التی بنی الفعل علیها و لتكون وقایة للفعل من الجرّ، و إِنما أَدخلوها فی أَسماء مخصوصة قلیلة نحو قَطْنِی و قَدْنی و عَنِّی و منِّی و لَدُنِّی لا یقاس علیها، فلو كانت النون من أَصل الكلمة لقالوا قَطْنُكَ و هذا غیر معلوم. و قال ابن بری: عنی و منی و قطنی و لدنی علی القیاس لأَن نون الوقایة تدخل الأَفعال لِتقیَها الجرّ و تبقی علی فتحها، و كذلك هذه التی تقدمت دخلت النون علیها لتقیها الجرّ فتبقی علی سكونها، و قد یُنصب بقَطْ، و منهم من یخفض بقط مجزومة، و منهم من یبنیها علی الضم و یخفض بها ما بعدها، و كلُّ هذا إِذا سمی به ثم حقّر قیل قُطَیْط لأَنه إِذا ثُقِّل فقد كُفِیت، و إِذا خفف فأَصله التثقیل لأَنه من القَطّ الذی هو القَطْعُ. و حكی اللحیانی: ما زال هذا مذ قُطُّ یا فتی، بضم القاف و التثقیل، قال: و قد یقال ما لَه إِلا عشرة قَطْ یا فتی، بالتخفیف و الجزم، و قَطِّ یا فتی، بالتثقیل و الخفض. و قَطاطِ: مبنیة مثل قَطام أَی حسبی؛ قال عمرو بن مَعْدِیكَرِب: أَطَلْتُ فِراطَهم، حتی إِذا ما قَتلْتُ سَراتَهمْ قالتْ: قَطاطِ أَی قطْنی و حسْبی؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده أَطلت فِراطَكم و قتلت سَراتَكم بكاف الخطاب، و الفِراطُ: التقَدُّم؛ یقول: أَطلت التقدُّم بوَعِیدی لكم لتخرجوا من حقِّی فلم تفعلوا. و القِطُّ: النَّصِیبُ. و القِطُّ: الصَّكُّ بالجائزةِ. و القِطُّ: الكتاب، و قیل: هو كتاب المُحاسَبةِ؛ و أَنشد ابن بری لأُمَیَّةَ بن أَبی الصلت: قَوْم لهم ساحةُ العِراقِ جَمیعاً، و القِطُّ و القَلَمُ و فی التنزیل العزیز: عَجِّلْ لَنٰا قِطَّنٰا قَبْلَ یَوْمِ الْحِسٰابِ، و الجمع قُطوطٌ؛ قال الأَعشی: و لا المَلِكُ النُّعْمانُ، یوم لَقِیتُه بغِبْطَته، یُعْطِی القُطوطَ و یأْفِقُ قوله: یأْفِقُ یُفَضِّلُ،قال أَهل التفسیر مجاهد و قتادة و الحسن قالوا: عَجِّلْ لَنٰا قِطَّنٰا، أَی نَصِیبنا من العذاب.و‌قال سعید بن جبیر: ذُكرت الجنة فاشْتَهوْا ما فیها فقالوا: رَبَّنٰا عَجِّلْ لَنٰا قِطَّنٰا، أَی نصیبنا.و‌قال الفراء: القِطّ الصحیفة المكتوبة، و إِنما قالوا ذلك حین نزل: فَأَمّٰا مَنْ أُوتِیَ كِتٰابَهُ بِیَمِینِهِ*، فاستهزؤُوا بذلك و قالوا: عجل لنا هذا الكتاب قبل یوم الحِساب.و القِطُّ فی كلام العرب: الصَّكُّ و هو الحظ. و القِطُّ: النصیب، و أَصله الصحیفة للإِنسان بصلة یوصل بها، قال: و أَصل القِطّ من قطَطْتُ. و‌روی عن زید بن ثابت و ابن عمر أَنَّهما كانا لا یَریانِ ببیع القُطوطِ
(1). قوله [سلا] كذا هو بالأَصل و شرح القاموس، قال: و روایة الجوهری مهلًا انتهی. و لعل الأولی ملأ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 383
إِذا خرجت بأْساً، و لكن لا یحل لمن ابتاعَها أَن یبیعها حتی یَقْبِضَها.قال الأَزهری: القُطوطُ هاهنا جمع قِطّ و هو الكتاب. و القِطُّ: النصیب، و أَراد بها الجوائز و الأَرْزاقَ، سمیت قُطوطاً لأَنها كانت تخرج مكتوبة فی رِقاع و صِكاكٍ مقطوعة، و بیعُها عند الفقهاء غیر جائز ما لم یَتحصَّل ما فیها فی مِلْك من كُتِبت له معلومة مقبوضة. اللیث: القِطَّةُ السِّنَّوْرُ، نعت لها دون الذكر. ابن سیدة: القِطُّ السنور، و الجمع قِطاطٌ و قِطَطة، و الأُنثی قِطَّة، و قال كراع: لا یقال قِطَّة؛ قال ابن درید: لا أَحسبها عربیة؛ قال الأَخطل: أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَیْتَها، فهل فی الخَنانِیصِ من مَغْمَزِ؟ و مضَی قِطٌّ من اللیل أَی ساعة؛ حكی عن ثعلب. و القِطْقِطُ، بالكسر: المطَر الصِّغار الذی كأَنه شَذْر، و قیل: هو صغار البَرَدِ، و قد قَطْقَطت السماء فهی مُقَطْقِطةٌ، ثم الرَّذاذُ و هو فوق القِطْقِط، ثم الطَّشُّ و هو فوق الرّذاذِ، ثم البَغْشُ و هو فوق الطشّ، ثم الغَبْیةُ و هو فوق البَغْشةِ، و كذلك الحَلْبةُ و الشَّجْذةُ و الحَفْشةُ و الحَشْكةُ مثل الغَبْیةِ. و قال اللیث: القِطْقِطُ المطر المتفرّق المُتتابِعُ المُتحاتِنُ. أَبو زید: أَصغر المطر القِطْقِطُ. و یقال: جاءت الخیلُ قَطائطَ، قَطیعاً قَطِیعاً؛ قال هِمْیانُ: بالخیْلِ تَتْرَی زِیَماً قَطائطا و قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة: و نحنُ جَلَبْنا مِن ضَرِیّةَ خَیْلِنا، نُكَلِّفُها حَدَّ الإِكامِ قَطائطا قال أَبو عمرو: أَی نُكَلِّفُها أَن تقْطَع حدّ الإِكامِ فتقْطَعَها بحوافرها؛ قال: و واحد القَطائطِ قَطُوطٌ مثل جَدُودٍ و جَدائدَ، و قال غیره: قَطائطاً رِعالًا و جَماعاتٍ فی تَفْرِقة. و یقال: تَقَطْقَطَت الدَّلْو إِلی البئر أَی انْحَدَرَت؛ قال ذو الرمة یصف سُفْرةً دَلَّاها فی البئر: بمَعْقُودة فی نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ إِلی الماء، حتی انْقَدَّ عنها طَحالِبُهْ ابن شمیل: فی بطن الفرس مَقاطُّه و مَخِیطُه، فأَما مِقَطُّه فطرفه فی القَصِّ و طرفه فی العانة. و‌فی حدیث أُبَیّ و سأَل زِرَّ بن حُبَیْش عن عدد سورة الأَحزاب فقال: إِمّا ثلاثاً و سبعین أَو أَربعاً و سبعین، فقال: أَ قَطْ؟بأَلف الاستفهام أَی أَ حَسْبُ؟ و‌فی حدیث حَیْوَةَ بن شُرَیْحٍ: لقِیتُ عُقْبةَ بن مُسْلِم فقلت له: بلَغنی أَنك حدَّثْتَ عن عبدِ اللّه بن عمرو بن العاص أَن رسول اللّه، صلّی الله علیه و سلّم، كان یقول إِذا دخل المسجد: أَعوذ باللّه العظیم و بوجهه الكریم و سُلْطانه القدیم من الشیطان الرجیم، قال: أَ قَطْ؟ قلت: نعم.و قَطْقَطَتِ القَطاةُ و الحَجلة: صَوَّتت وحدها. و تَقَطْقَطَ الرجلُ: رَكِبَ رأْسَه. و دَلَجٌ قَطْقاطٌ: سَریع؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: یَسِیحُ بعد الدَّلَجِ القَطْقاطِ، و هو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْیاطِ «2» و قُطَیْطِ: اسم أَرض، و قیل: موضع؛ قال القُطامِی: أَبَتِ الخُرُوجَ من العِراقِ، و لَیْتَها رَفَعَت لنا بقُطَیْقِط أَظْعانا
(2). قوله [یسیح] كذا بالأصل هنا، و تقدم فی مادة شرط: یصبح.
لسان العرب، ج‌7، ص: 384
و دارةُ قُطْقُطٍ؛ عن كراع. و القُطْقُطانةُ، بالضم: موضع، و قیل: موضع بقُرب الكوفة؛ قال الشاعر: مَن كان یَسأَلُ عَنّا أَیْنَ مَنْزِلُنا؟ فالقُطْقُطانةُ مِنّا مَنْزِلٌ قَمِنُ «1»

قعط؛ ج7، ص: 384

: قعَطَ الشی‌ءَ قَعْطاً: ضبطه. و القَعْطُ: الشدَّةُ و التضْیِیقُ. یقال: قعَط فلان علی غَرِیمه إِذا شدّد علیه فی التقاضی. و قعَط وثاقَه أَی شدَّه. و القَعْطةُ المرّة الواحدة؛ قال الأَغلب العجلی: كَمْ بعدَها من وَرْطةٍ و وَرْطةِ، دافَعها ذُو العَرْشِ بعدَ وَبْطَتِی، و دافَع المَكْروهَ بعدَ قَعْطَتِی ابن الأَعرابی: المِعْسَرُ الذی یُقَعِّطُ علی غَرِیمه فی وقت عُسْرته؛ یقال: قعَّط علی غریمه إِذا أَلَحَّ علیه. و القاعِطُ: المُضَیِّقُ علی غریمه. و فی نوادر الأَعراب: قَعَّطَ فلان علی غریمه إِذا صاح أَعْلَی صیاحِه، و كذلك جَوَّق و ثَهِتَ و جَوَّرَ. و قعَط عِمامتَه یَقْعَطُها قَعْطاً و اقْتَعَطَها: أَدارها علی رأْسه و لم یَتَلحَّ بها، و قد نُهِیَ عنه. و‌فی الحدیث: أَنه أَمَر المُتَعَمِّمَ بالتلَحِّی و نهَی عن الاقْتِعاطِ؛ هو شدُّ العِمامة من غیر إِدارة تحت الحنك. قال ابن الأَثیر: الاقْتِعاطُ هو أَن یَعْتَمّ بالعِمامة و لا یجعل منها شیئاً تحت ذَقَنه. و قال الزمخشری المِقْعَطةُ و المِقْعَطُ ما تُعَصِّب به رأْسَك، و المِقْعَطةُ العِمامة منه، و جاء فلان مُقْتَعِطاً إِذا جاء متعمماً طابِقیّاً، و قد نُهِیَ عنها، و نحو ذلك قال اللیث، و یقال: قَعَطْتُه قَعْطاً؛ و أَنشد: طُهَیّةُ مَقْعُوطٌ علیها العَمائمُ أَبو عمرو: القاعِطُ الیابِسُ. و قعَط شعرُه من الحُفوفِ إِذا یَبِسَ. و القَعْوَطةُ: تَقْویض البِناء مثل القَعْوَشةِ. الأَزهری: قَعْوَطُوا بُیوتهم إِذا قَوَّضُوها و جَوَّرُوها. و أَقْعَطْت الرجلَ إِقْعاطاً إِذا ذَلَّلْتَه و أَهَنْتَه. و قَعِطَ هو إِذا هانَ و ذَلَّ. و القَعْطُ: الكشْفُ. و قد أَقْعَطَ القومُ عنه أَی انكشَفُوا. و قَعط الدوابَّ یَقْعَطُها قَعْطاً و قَعَّطَها: ساقَها سَوْقاً شدیداً. و رجل قَعّاطٌ و قِعاطٌ: سوّاق عَنِیف شدید السَّوق. و أَقْعَط فی أَثره: اشتدَّ. و القَعْطُ: الطرْدُ. و هو یُقَعِّط الدوابّ إِذا كان عجولًا یسوقُها شدیداً. و القَعَّاط و المُقَعِّطُ: المُتكبّر الكَزُّ. و القُعَیْطةُ: أُنثی الحَجل. الأَزهری: قَرَبٌ قَعْطَبِیٌّ و قَعضبِیّ شدید، قال: و كذلك قَرَب مُقَعَّطٌ.

قعمط؛ ج7، ص: 384

: الأَزهری: القُعْموطةُ و البُعْقُوطةُ، كله: دُحْرُوجةُ الجُعلِ.

قفط؛ ج7، ص: 384

: قَفَط الطائرُ الأُنثی و قَمَطها یَقْفُطُها و یَقْفِطُها قَفْطاً و قَفِطَها: سَفَدها، و قیل: القَفْطُ إِنما یكون لذواتِ الظِّلف، و ذَقط الطائرُ یَذْقِطُ ذَقْطاً. ابن شمیل: القَفْطُ شدَّة لَحاقِ الرَّجل المرأَةَ أَی شدة احْتِفازه، و الذَّقْطُ غَمْسُه فیها، و القَفْطُ نحوه. یقال: مَقَطها و نَخَسها و داسها یَدُوسها، و الدَوْسُ النَّیْكُ. و قَفَطَ الماعِزُ: نَزا. و اقْفاطَّتِ المِعزی اقْفیطاطاً: حَرَصَت علی الفحل فمدَّت مُؤخّرها إِلیه. و اقْتَفَط التیْس إِلیها و اقْتَفَطها و تَقافَطا تَعاوَنا علی ذلك. و القَفَطی و القَیْفطُ، كلاهما: الكثیر الجماع؛ القَیْفَطُ علی فَیْعل من القَفْط مثل خَیْطف من الخَطْف،
(1). هذا البیت لعمر بن أبی ربیعة، و فی دیوانه: الأقحوانة بدل القطقطانة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 385
و التیْسُ یَقْتَفِطُ إِلیها و یَقْتَفِطها إِذا ضم مُؤخّره إِلیها. و قَفَطنا بخیر: كافأَنا. و قال اللیثُ: رُقْیةُ العقرب [شَجّة قَرنِیّة مِلْحة بَحْری قَفَطی] یقرؤها سبع مرات، و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، سبع مرات.

قلط؛ ج7، ص: 385

: القَلَطِیُّ: القصیر جِدّاً. ابن سیدة: القَلَطِیُّ و القُلاطُ و القِیلِیطُ، و أَری الأَخیرة سوادیّةً، كله: القصیر المجتمع من الناس و السَّنانیر و الكلاب. و القَیْلِطُ، و قیل القَیْلَطُ: المُنْتفِخ الخُصْیة، و یقال له ذو القَیْلطِ. و القِیلِیطُ: الآدَرُ و هو القَیْلةُ. ابن الأَعرابی: القَلْطُ الدَّمامةُ. و القلَّوْط، یقال، و اللّه أَعلم: إِنه من أَولاد الجنّ و الشیاطین. و القِلیطُ: العظیم البیضتین.

قلعط؛ ج7، ص: 385

: اقْلَعَطّ الشعرُ: جَعُد كشعر الزّنْج، و قیل: اقْلَعَطّ و اقْلَعَدّ، و هو الشعر الذی لا یطول و لا یكون إِلا مع صلابة الرأْس؛ و قال: فما نُهْنِهْتُ عن سَبْطٍ كَمِیٍّ، و لا عن مُقْلَعِطِّ الرأْسِ جَعْدِ و هی القَلْعَطةُ؛ و أَنشد الأَزهری: بأَتْلع مُقْلَعِطِّ الرأْسِ طاط

قمط؛ ج7، ص: 385

: القَمْطُ: شَدٌّ كشدّ الصبیّ فی المَهْدِ و فی غیر المهد إِذا ضُمَّ أَعضاؤه إِلی جسده ثم لُفَّ علیه القِماطُ. ابن سیدة: قَمَطه یَقْمُطه و یَقْمِطُه قَمْطاً و قَمَّطه شدَّ یدیه و رجلیه، و اسم ذلك الحبل القِماطُ. و القِماط: حبل یُشَدُّ به قوائم الشاة عند الذبح، و كذلك ما یُشد به الصبیُّ فی المهد، و قد قَمَطْت الصبیَّ و الشاةَ بالقِماط أَقْمُطُ قَمْطاً. و قُمِطَ الأَسِیر إِذا جُمع بین یدیه و رجلیه بحبْل. و القِماط: الخِرقة العریضة التی تَلُفّها علی الصبی إِذا قُمِط، و قد قَمَطَه بها. قال: و لا یكون القَمْطُ إِلّا شدَّ الیدین و الرجلین معاً. و القُمّاطُ: اللُّصوص، و القَمّاطُ: اللِّصّ، و القَمْطُ: الأَخذ. و وقَع علی قِماطِ فلان: فَطِنَ له فی تُؤدةٍ. التهذیب: یقال وقَعْتُ علی قِماطِ فلان أَی علی بُنودِه، و جمعه القُمُط. و یقال: مَرَّ بنا حولٌ قَمِیطٌ أَی تامّ؛ و أَنشد صاعد فی الفُصُوص لأَیمن بن خُرَیم یذكر غَزالةَ الحَرُورِیّةَ: أَقامَتْ غَزالةُ سُوقَ الضِّرابِ، لأَهْلِ العِراقَیْنِ، حَوْلًا قَمِیطا و یروی: … شهراً قمیطا. و غزالة اسم امرأَة شَبِیب الخارِجیّ. و‌فی حدیث ابن عباس: فما زال یسأَله شهراً قمیطاً‌أَی تامّاً كاملًا. و أَقمت عنده شهراً قمیطاً و حولًا قمیطاً أَی تامّاً. و سِفادُ الطیرِ كلِّه: قِماطٌ. و قَمَطَ الطائرُ الأُنثی یَقْمُطُها و یَقْمِطُها قَمْطاً: سَفَدَها، و كذلك التیسُ؛ عن ابن الأَعرابی. و قال مرة: تقامَطَت الغنم، فعمَّ به ذلك الجِنس. و تراصَعَتِ الغنمُ و تقامَطَتْ و إِنه لقَمَطی أَی شدید السِّفاد. الحَرَّانیُّ عن ثابت بن أَبی ثابت قال: قَفَطَ التیسُ یَقْفُطُ و یَقْفِطُ إِذا نزا، و قمَطَ الطائرُ یَقْمُط و یَقْمِط. الأَصمعی: یقال للطائر قمَطها و قفَطها. و القِمْطُ: ما تشدُّ به الأَخْصاص، و منه مَعاقِدُ القِمْطِ. و‌فی حدیث شُرَیح: أَنه اختَصَم إِلیه رجلان فی خُصٍّ فقَضی بالخُص للذی تَلِیه القُمُطُ، و ذلك أَنه احتكم إِلیه رجلان فی خُصّ ادَّعیاه معاً، و قُمُطه شُرُطُه التی یُوثَّق بها و یشدُّ بها، من لیف كانت أَو من خُوص، فقضی به للذی تَلیه المَعاقِدُ دون من لا تَلِیه معاقد القمُط، و معاقدُ القمُط تَلی صاحبَ
لسان العرب، ج‌7، ص: 386
الخص؛ الخُصُّ: البیت الذی یعمل من القَصب؛ قال ابن الأَثیر: هكذا قال الهروی بالضم، و قال الجوهری: القِمْطُ، بالكسر، كأَنه عنده واحد.

قمعط؛ ج7، ص: 386

: اقْمَعَطَّ الرَّجل إِذا عظُم أَعلی بطنه و خَمُصَ أَسْفَلُه. و اقْمَعَطَّ: تداخل بعضُه فی بعض، و هی القَمْعَطةُ. و القُمْعُوطةُ و المُقْعُوطةُ، كلتاهما: دُوَیْبَّة ماء.

قنط؛ ج7، ص: 386

: القُنُوط: الیأْس، و فی التهذیب: الیأْس من الخیر، و قیل: أَشدّ الیأْس من الشی‌ء. و القُنُوط، بالضم، المصدر. و قَنَط یَقْنِطُ و یَقْنُطُ قُنُوطاً مثل جلَس یجلِس جُلوساً، و قَنِطَ قَنَطاً و هو قانِطٌ: یَئِسَ؛ و قال ابن جنی: قَنَطَ یَقْنَطُ كأَبی یَأْبَی، و الصحیح ما بدأْنا به، و فیه لغة ثالثة قَنِطَ یَقْنَطُ قَنَطاً، مثل تعِب یَتْعَب تعباً، و قَناطة، فهو قَنِطٌ؛ و قرئ: و لا تكن من القَنِطِین. و أَما قَنَط یَقْنَطُ، بالفتح فیهما، و قَنِطَ یَقْنِط، بالكسر فیهما، فإِنما هو علی الجمع بین اللغتین؛ قاله الأَخفش. و فی التنزیل: قال و من یَقْنُطُ من رحمة ربه إِلا الضالون، و قرئ: و من یَقْنِطُ، قال الأَزهری: و هما لغتان: قَنَطَ یَقْنُطُ، و قَنَطَ یَقْنِطُ قُنُوطاً فی اللغتین، قال: قال ذلك أَبو عمرو بن العلاء. و یقال: شر الناس الذین یُقَنِّطُون الناس من رحمة اللّه أَی یُؤْیِسُونهم. و‌فی حدیث خزیمة فی روایةٍ: و قُطَّتِ القَنِطةُ، قُطَّتْ أَی قُطِعَتْ، و أَما القَنِطةُ فقال أَبو موسی: لا نعرفها، قال ابن الأَثیر: و أَظنه تصحیفاً إِلا أَن یكون أَراد القَطِنةَ بتقدیم الطاء، و هی هَنة دون القِبةِ. و یقال للجمة بین الوركین أَیضاً: قَطِنَةٌ.

قنسط؛ ج7، ص: 386

: التهذیب فی الرباعی عن ابن الأَعرابی: القُنْسَطِیطُ شجرة معروفة.

قوط؛ ج7، ص: 386

: القَوْطُ: المائة من الغنم إِلی ما زادت و خصَّ بعضهم به الضأْن، و قیل: القَوْطُ هو القَطِیع الیسیر منها؛ قال الراجز: ما رَاعَنِی إِلا خَیالٌ هابِطا، علی البُیوتِ، قَوْطَه العُلابِطا ذاتَ فُضول تَلْعَطُ المَلاعِطا، فیها ترَی العُقَّر و العَوائطا تَخالُ سِرْحانَ الفلاةِ النَّاشِطا، إِذا اسْتَمی، أدبیَّها الغَطامِطا «1»، یَظَلُّ بَیْنَ فِئَتَیْها وابِطا و یروی: ما راعنی إِلا جناح هابطا العُلابِطُ: هی الخمسون و المائة إِلی ما بلغت من العدد، و هو اسم للنوع لا واحد له مثل النفَر و الرهط. و أَدبیها: وسطها. و الوابِطُ: الذی تَكْثُر علیه فلا یَدْری أَیَّتها یأْخذ و هو المُعْیی. و المَلاعِطُ: ما حول البیوت: و اسْتَمَیْت: اخْتَرْت خِیارها، و قَوطَه فی البیت منصوب بهابِطا فی البیت قبله، و هو الشاهد علی هَبَطْته بمعنی أَهْبَطْتُه. و جَناحٌ: اسم راع، و الجمع أَقْواطٌ. و قُوطةُ: موضع.

فصل الكاف؛ ج7، ص: 386

كحط؛ ج7، ص: 386

: كحَطَ المطرُ: لغة فی قَحَطَ، و زعم یعقوب أَن الكاف بدل من القاف.
(1). قوله [أدبیها] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 387‌

كسط؛ ج7، ص: 387

: الكُسْطُ: الذی یُتبخر به، لغة فی القُسْطِ. التهذیب: یقال كُسْطٌ لهذا العُود البحریّ.

كشط؛ ج7، ص: 387

: كشَطَ الغِطاءَ عن الشی‌ء و الجِلدَ عن الجَزُور و الجُلَّ عن ظهر الفرس یَكْشِطُه كَشْطاً: قَلَعه و نَزَعه و كشَفه عنه، و اسم ذلك الشی‌ء الكِشاطُ، و القَشْطُ لغة فیه. قیسٌ تقول: كشَطْتُ، و تمیم تقول: قَشَطْتُ، بالقاف؛ قال ابن سیدة: و لیست الكاف فی هذا بدلًا من القاف لأَنهما لغتان لأَقوام مختلفین. و كشَطْتُ البعیر كَشْطاً: نَزَعْت جِلده، و لا یقال سَلَخت لأَن العرب لا تقول فی البعیر إِلا كشطْتُه أَو جَلَّدْتُه. و كَشَط فلان عن فرسه الجُلَّ و قَشَطَه و نَضاه بمعنی واحد. و قال یعقوب: قریش تقول كشط، و تمیم و أَسد یقولون قشط. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذَا السَّمٰاءُ كُشِطَتْ؛ قال الفراء: یعنی نُزِعت فَطُوِیَتْ، و فی قراءة عبد اللّه قُشِطَتْ، بالقاف، و المعنی واحد. و العرب تقول: الكافُور و القافُور و الكُسْط و القُسْط، و إِذا تقارَب الحرفان فی المَخْرج تعاقبا فی اللغات. و قال الزجاج: معنی كُشِطَتْ و قُشِطت قُلِعَتْ كما یُقْلَعُ السَّقْفُ. و قال اللیث: الكَشْطُ رفعُك شیئاً عن شی‌ء قد غطّاه و غَشِیَه من فوقه كما یُكْشَط الجلد عن السنام و عن المسلوخة، و إِذا كُشط الجِلد عن الجَزُور سمی الجلد كِشاطاً بعد ما یُكْشط، ثم ربما غُطِّیَ علیها به فیقول القائل ارفع عنها كِشاطَها لأَنظر إِلی لحمها، یقال هذا فی الجَزُور خاصّة. قال: و الكَشَطةُ أَرْبابُ الجُزور المَكْشُوطةِ؛ و انْتَهی أَعرابیّ إِلی قوم قد سَلَخُوا جزوراً و قد غَطَّوْها بِكِشاطِها فقال: مَن الكَشَطةُ؟ و هو یرید أَن یَسْتَوْهِبَهم، فقال بعض القوم: وِعاء المَرامی و مُثابِت الأَقْران و أَدْنی الجَزاء من الصَّدَقةِ، یعنی فیما یُجْزی من الصدقةِ، فقال الأَعرابی: یا كِنانةُ و یا أَسدُ و یا بَكْر، أَطعِمُونا من لحم الجَزور؛ و فی المحكم: وقف رجل علی كنانةَ و أَسَد ابنی خُزَیْمة و هما یَكْشِطان عن بعیر لهما فقال لرجل قائمٍ: ما جِلاء الكاشِطَیْنِ؟ فقال: خابئةُ المَصادِعِ و هَصَّارُ الأَقْران، یعنی بخائبة المصادع الكِنانة و بهَصَّار الأَقران الأَسد، فقال: یا أَسد و یا كِنانةُ أَطْعِمانی من هذا اللحم، أَراد بقوله ما جِلاؤهما ما اسْماهما، و رواه بعضهم: خابئة مَصادِعَ و رأْسٌ بلا شعر، و كذا روی یا صُلَیع مكان یا أَسد، و صُلَیْعٌ تصغیر أَصْلَعَ مُرخّماً. و انكَشَط رَوْعُه أَی ذهب. و‌فی حدیث الاستسقاء: فَتَكَشَّطَ السحاب‌أَی تقطَّع و تَفَرَّق. و الكَشْطُ و القَشْطُ سواء فی الرَّفْعِ و الإِزالة و القَلْع و الكشف.

كلط؛ ج7، ص: 387

: الكَلَطةُ: مِشْیةُ الأَعرج الشدید العرج، و قیل: هی عَدْوُ المقطوع الرِّجل، و قیل: مِشیة المُقْعَدِ. أَبو عمرو: الكَلَطةُ و اللَّبَطةُ عَدْو الأَقْزل. ابن الأَعرابی: الكُلُطُ الرِّجال المُتَقَلِّبون فرَحاً و مرَحاً. و‌روی بعضهم أَن الفرزدق كان له ابن یقال له كَلَطةُ، و آخر یقال له لَبَطةُ، و ثالث اسمه خَبَطةُ‌

فصل اللام؛ ج7، ص: 387

لأط؛ ج7، ص: 387

: لأَطَه لأْطاً: أَمَره بشی‌ء فأَلحَّ علیه أَو اقْتضاه فأَلحَّ علیه أَیضاً. و لأَطه لأْطاً: أَتْبَعه بصره فلم یَصْرِفْه عنه حتی یَتواری. و لأَطه بسهم: أَصابَه.

لبط؛ ج7، ص: 387

: لبَطَ فلان بفلان الأَرضَ یَلْبِطُ لَبْطاً مثل لبَجَ به: ضرَبها به، و قیل: صرَعَه صَرْعاً عَنِیفاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 388
و لُبِطَ بفلان إِذا صُرِع من عین أَو حُمّی. وَ لُبِطَ به لَبْطاً: ضرَب بنفسه الأَرض من داء أَو أَمر یَغْشاه مفاجأَةً. و لُبِطَ به یُلْبَط لَبْطاً إِذا سقَط من قِیام، و كذلك إِذا صُرعَ. و تَلَبَّط أَی اضْطَجَع و تَمَرَّغَ. و التَّلَبُّط: التَّمرُّغُ. و‌سئل النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، عن الشهداء فقال: أُولئك یَتَلَبَّطُون فی الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ‌أَی یَتَمَرَّغُون و یَضْطَجِعُون، و یقال: یَتَصَرَّعُون، و یقال: فلان یَتَلَبَّطُ فی النَّعِیم أَی یتمرَّغُ فیه. ابن الأَعرابی: اللَّبْطُ التَّقَلّبُ فی الرِّیاضِ. و‌فی حدیث ماعِز: لا تَسُبُّوه إِنه لیَتَلَبَّطُ فی رِیاضِ الجنة بعد ما رُجِمَ‌أَی یتمرَّغُ فیها؛ و منه‌حدیث أُم إِسمعیل: جعلت تنظُر إِلیه یَتَلَوَّی و یَتَلَبَّطُ.و‌فی الحدیث: أَنَّ عائشة، رضی اللّه عنها، كانت تَضْرِب الیتیمَ حتی یَتَلَبَّطَ‌أَی یَنْصَرِعَ مُسْبِطاً علی الأَرض أَی مُمْتَدّاً، و‌فی روایة: تضرب الیتیم و تَلْبِطُه‌أَی تصْرَعُه إِلی الأَرض. و‌فی الحدیث: أَنَّ عامر بن أَبی ربیعةَ رأَی سَهْلَ بن حُنَیْف یغْتسل فعانَه فلُبِطَ به حتی ما یَعْقِل أَی صُرِعَ و سقَطَ إِلی الأَرض، و كان قال: ما رأَیتُ كالیومِ و لا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فأَمَر، علیه الصلاة و السلام، عامِر بن أَبی رَبیعةَ العائنَ حتی غسل له أَعْضاءه و جمع الماء ثم صبَّ علی رأْس سهل فراح مع الركب.و یقال: لُبِطَ بالرّجل فهو مَلْبوطٌ به. و‌فی الحدیث: أَنه، صلّی اللّه علیه و سلّم، خرج و قریشٌ ملْبُوطٌ بهم، یعنی أَنهم سُقُوطٌ بین یدیه، و كذلك لُبِجَ به، بالجیم، مثل لُبط به سواء. ابن الأَعرابی: جاء فلان سَكْرانَ مُلْتَبِطاً كقولك مُلْتَبِجاً، و مُتَلَبِّطاً أَجْود من مُلْتَبِط لأَن الالْتِباطَ من العَدْوِ. و‌فی حدیث الحَجَّاج السُّلَمیّ حین دخل مكة قال للمشركین: لَیْسَ عندی «2» من الخبَر ما یسُرّكم، فالتَبَطُوا بَجَنْبَیْ ناقته یقولون: إِیه یا حجاج‌الفرّاء: اللَّبَطةُ أَن یضرب البعیر بیدیه. و لَبطه البعیرُ یَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَه. و اللَّبْط بالید: كالخَبْطِ بالرجل، و قیل: إِذا ضرب البعیر بقوائمه كلها فتلك اللَّبَطَةُ، و قد لَبَطَ یَلْبِطُ؛ قال الهذلی: یَلْبِطُ فیها كلّ حَیْزَبُون الحیزبون: الشَّهْمةُ الذَّكِیَّةُ. و التَبَطَ: كَلَبَطَ. و تَلَبَّطَ الرجلُ: اختلطت علیه أُمُوره. و لُبِطَ الرجلُ لَبْطاً: أَصابَه سعال و زُكام، و الاسم اللَّبَطَةُ، و اللبَطة: عَدْوُ الشدِید العَرج، و قیل: عَدْوُ الأَقْزَل. أَبو عمرو: اللَّبَطة و الكَلَطةُ عدْو الأَقزل، و الالْتباطُ عَدْوٌ مع وَثْب. و التَبَطَ البعیرُ یَلْتَبِطُ التِباطاً إِذا عَدا فی وَثْب؛ قال الراجز: ما زِلْتُ أَسْعی مَعَهم و أَلْتَبطْ و إِذا عدا البعیر و ضرب بقوائمه كلها قیل: مَرَّ یَلْتَبطُ، و الاسم اللبَطةُ، بالتحریك. و الأَلباطُ: الجُلودُ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: و قُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ و روایة أَبی العَلاء: … مقوَّرة الأَلْیاط، كأَنه جمع لِیطٍ. و لَبَطةُ: اسم، و كان للفرزدق من الأَولاد لَبَطةُ و كَلَطةُ و جَلَطة «3».
(2). قوله [لیس عندی إلخ] كذا بالأَصل، و هو فی النهایة بدون لیس. (3). قوله [و جلطة] هو بالجیم، و قد مر فی كلط خبطة بالخاء المعجمة و وقع فی القاموس حلطة بالحاء المهملة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 389‌

لثط؛ ج7، ص: 389

: ابن الأَعرابی: اللَّثْطُ ضرْبُ الكفِّ الظهْرَ قلیلًا قلیلًا، و قال غیره: اللَّطْث و اللَّثْطُ كلاهما الضرْب الخفیف.

لحط؛ ج7، ص: 389

: ابن الأَعرابی: اللَّحْطُ الرَّشُّ. یقال: لَحَطَ بابَ دارِه إِذا رَشَّه بالماء. قال: و اللَّحْطُ الرشُّ. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه: أَنه مَرَّ بقوم لَحَطُوا بابَ دارِهم‌أَی رَشُّوه.

لخط؛ ج7، ص: 389

: قال ابن بزرج فی نوادره: قال خَیْشَنةُ: قد التَخَط الرَّجلُ من ذلك الأَمر، یُرید اخْتَلَط، قال: و ما اخْتَلَط إِنما التَخَط.

لطط؛ ج7، ص: 389

: لَطَّ الشی‌ءَ یَلُطُّه لَطّاً: أَلْزَقَه. و لَطَّ به یَلُطُّ لَطّاً: أَلْزَقَه. و لَطَّ الغَریمُ بالحقّ دُون الباطِل و أَلَطَّ، و الأُولی أَجْود: دافَعَ و مَنَعَ الحقّ. و لَطَّ حقَّه و لطّ علیه: جَحَده، و فلان مُلِطٌّ و لا یقال لاطٌّ، و قولهم لاطٌّ مُلِطٌّ كما یقال خَبِیث مُخْبِث أَی أَصحابه خُبَثاء. و‌فی حدیث طَهْفةَ: لا تُلْطِطْ فی الزّكاةِ‌أَی لا تَمْنَعْها؛ قال أَبو موسی: هكذا رواه القتیبی لا تُلْطِطْ علی النهی للواحد، و الذی‌رواه غیره: ما لم یكن عَهْدٌ و لا مَوْعِدٌ و لا تَثاقُل عن الصلاة و لا یُلْطَطُ فی الزكاة و لا یُلْحَدُ فی الحیاةِ، قال: و هو الوجه لأَنه خطاب للجماعة واقع علی ما قبله، و‌رواه الزمخشری: و لا نُلْطِط و لا نُلْحِد، بالنون. و أَلَطَّه أَی أَعانَه أَو حمله علی أَن یُلِطّ حقی. یقال: ما لكَ تُعِینُه علی لَطَطِه؟ و أَلَطَّ الرجلُ أَی اشْتَدَّ فی الأَمر و الخُصومة. قال أَبو سعید: إِذا اختصم رجلان فكان لأَحدهما رَفِیدٌ یَرْفِدُه و یشُدُّ علی یده فذلك المعین هو المُلِطُّ، و الخَصم هو اللَّاطُ. و‌روی بعضهم قولَ یحیی بنِ یَعْمَرَ: أَنْشأْتَ تَلُطُّها‌أَی تَمْنَعُها حَقَّها من المَهر، و‌یروی تطُلُّها، و سنذكره فی موضعه، و ربما قالوا تَلَطَّیْتُ حقّه، لأَنهم كرهوا اجتماع ثلاث طاءات فأَبدلوا من الأَخیرة یاء كما قالوا من اللَّعاع تَلَعَّیْت. و أَلَطَّه أَی أَعانه. و لَطَّ علی الشی‌ء و أَلَطَّ: ستَر، و الاسم اللَّطَطُ، و لَطَطْتُ الشی‌ءَ أَلُطّه: سترتُه و أَخْفیته. و اللّطُّ: الستْر. و لطَّ الشی‌ءَ: ستَره؛ و أَنشد أَبو عبید للأَعشی: و لَقَدْ ساءها البَیاضُ فَلَطَّتْ بِحِجابٍ، مِنْ بَیْنِنا، مَصْدُوفِ و یروی: مَصْرُوفِ، و كل شی‌ء سترته، فقد لَطَطْتَه. و لطّ السِّتر: أَرْخاه. و لطّ الحِجاب: أَرْخاه و سدَلَه؛ قال: لَجَجْنا و لَجَّتْ هذه فی التَّغَضُّبِ، و لطّ الحجاب دُوننا و التَّنَقُّبِ و اللّطُّ فی الخبَر: أَن تَكْتُمه و تُظْهر غیره، و هو من الستر أَیضاً؛ و منه قول الشاعر: و إِذا أَتانی سائلٌ، لم أَعْتَلِلْ، لا لُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابی و لَطَّ علیه الخَبرَ لَطّاً: لَواه و كتَمه. اللیث: لَطَّ فلان الحَقَّ بالباطل أَی ستَره. و الناقةُ تَلِطُّ بذنبها إِذا أَلزَقَتْ بفرجها و أَدخلته بین فخذیها؛و قَدِم علی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَعْشَی بنی مازِن فشكا إِلیه حَلِیلَته و أَنشد: إِلَیْكَ أَشْكُو ذِرْبةً مِنَ الذِّرَبْ، أَخْلَفَتِ العَهْدَ و لَطَّتْ بالذَّنَبْ أَراد أَنها مَنَعَتْه بُضْعَها و موضِعَ حاجتِه منها، كما
لسان العرب، ج‌7، ص: 390
تَلِطُّ الناقةُ بذنبها إِذا امتنعت علی الفحل أَن یضْربها و سدّت فرجها به، و قیل: أَراد تَوارَتْ و أَخْفت شخصها عنه كما تُخْفِی الناقةُ فرجَها بذنبها. و لطَّتْ الناقةُ بذنبها تَلِطُّ لَطّاً: أَدخلته بین فخذیها؛ و أَنشد ابن بری لقَیْسِ بن الخَطِیم: لَیالٍ لَنا، وُدُّها مُنْصِبٌ، إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِها و لَطَّ البابَ لَطّاً: أَغْلَقه. و لَطَطْتُ بفلان أَلُطُّه لَطّاً إِذا لَزِمْته، و كذلك أَلْظَظْتُ به إِلْظاظاً، و الأَول بالطاء، رواه أَبو عُبید عن أَبی عُبیدةَ فی باب لُزومِ الرَّجلِ صاحبه. و لَطَّ بالأَمر یَلِطُّ لطّاً: لَزِمَه. و لططت الشی‌ءَ: أَلصَقْتُه. و‌فی الحدیث: تَلُطُّ حوْضها؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی الموطّإِ، و اللَّطُّ الإِلصاق، یرید تُلْصِقُه بالطّین حتی تسُدّ خَلَلَه. و اللَّطُّ: العِقْدُ، و قیل: هو القِلادةُ من حبّ الحنْظَلِ المُصَبَّغ، و الجمع لِطاطٌ؛ قال الشاعر: إِلی أَمیرٍ بالعِراق ثَطِّ، وجْهِ عَجُوزٍ حُلِّیَتْ فی لَطِّ، تَضْحَكُ عن مِثْلِ الذی تُغَطِّی أَراد أَنها بَخْراء الفَمِ؛ قال الشاعر: جَوارٍ یُحَلَّیْنَ اللِّطاطَ، یَزِینُها شَرائحُ أَحوافٍ من الأَدَمِ الصِّرفِ و اللَّط: قِلادة. یقال: رأَیت فی عُنقها لَطّاً حسَناً و كَرْماً حسَناً و عِقْداً حسَناً كله بمعنی؛ عن یعقوب. و ترس مَلْطُوطٌ أَی مَكْبُوب علی وجهه؛ قال ساعدة بن جُؤیّةَ: صَبَّ اللَّهِیفُ لها السُّبُوبَ بطَغْیةٍ، تُنْبی العُقابَ، كما یُلَطُّ المِجْنَبُ تُنْبی العُقاب: تَدْفعُها من مَلاستها. و المِجْنب: التُّرْس؛ أَراد أَن هذه الطَّغْیة مثل ظهر الترس إِذا كبَبْتَه. و الطَّغْیةُ: الناحیةُ من الجبَل. و اللِّطاطُ و المِلْطاطُ: حرف من أَعْلَی الجبل و جانبه. و مِلطاطُ البعیر: حَرْف فی وسط رأْسه. و المِلْطاطانِ: ناحِیتا الرأْس، و قیل: مِلْطاطُ الرأْس جُمْلته، و قیل جِلْدته، و كل شِقّ من الرأْس مِلْطاط؛ قال: و الأَصل فیها من مِلْطاط البعیر و هو حرف فی وسط رأْسه. و المِلْطاطُ: أَعلی حرف الجبل و صَحْنُ الدّار، و المیم فی كلها زائدة؛ و قول الراجز: یَمْتَلِخُ العَیْنینِ بانْتِشاطِ، و فَرْوةَ الرّأْسِ عن المِلْطاطِ و فی ذكر الشِّجاج: المِلْطاط و هی المِلْطاء و المِلْطاط طریق علی ساحل البحر؛ قال رؤبة: نحنُ جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ، فی وَرْطةٍ، و أَیُّما إِیراطِ و یروی: فأَصْبَحُوا فی ورْطةِ الأَوْراطِ و قال الأَصمعی: یعنی ساحل البحر. و المِلْطاطُ: حافةُ الوادِی و شَفِیرُه و ساحِلُ البحر. و قول ابن مسعود: هذا المِلْطاطُ طَریقُ بَقِیّةِ المؤمنین هُرّاباً من الدَّجّالِ، یعنی به شاطئ الفُراتِ، قال: و المیم زائدة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 391
أَبو زید: یقال هذا لطاط الجبل «1» و ثلاثة أَلِطّة، و هو طریق فی عُرض الجبل، و القِطاطُ حافةُ أَعْلی الكَهْف و هی ثلاثة أَقِطَّة. و یقال لصَوْبَجِ الخَبَّازِ: المِلْطاط و المِرْقاق. و اللِّطْلِطُ: الغَلِیظُ الأَسنان؛ قال جریر: تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المنابِتِ لِطْلِطٍ، مِثْلِ العِجان، و ضِرْسُها كالحافِر و اللِّطْلِطُ: الناقةُ الهَرِمةُ. و اللِّطلِطُ: العَجوز. و قال الأَصمعی: اللطلط العجوز الكبیرة، و قال أَبو عمرو: هی من النوق المسِنة التی قد أُكل أَسنانُها. و الأَلَطُّ: الذی سَقطت أَسنانه أَو تأَكَّلت و بَقِیَتْ أُصُولُها، یقال: رجل أَلَطُّ بیِّن اللَّطَطِ، و منه قیل للعجوز لِطْلِط، و للناقة المسنة لِطْلط إِذا سقطت أَسنانها. و المِلْطاطُ رَحَی البَزِر. و الملاط: خشبة البزر «2»؛ و قال الراجز: فَرْشَطَ لما كُرِه الفِرْشاطُ، بِفَیْشةٍ كأَنها مِلْطاطُ

لعط؛ ج7، ص: 391

: لَعَطَه بسهم لَعْطاً: رماه فأَصابه به. و لَعَطه بعین لَعْطاً: أَصابه. و اللُّعْطةُ: خطٌّ بسواد أَو صفرة تَخُطُّه المرأَة فی خدّها كالعُلْطة، و لُعْطةُ الصَّقْر: سُفْعةٌ فی وجهه. و شاة لَعْطاء: بیضاء عُرْضِ العنق. و نعجة لَعْطاء: و هی التی بعُرْضِ عُنقها لُعْطةٌ سَوْداء و سائرها أَبیض. و قال أَبو زید: إِن كان بِعُرْضِ عنق الشاة سواد فهی لَعْطاء، و الاسم اللُّعْطة. و‌فی الحدیث: أَنه عاد البَراءَ بن مَعْرُور و أَخذَتْه الذُّبْحةُ فأَمَرَ مَن لَعَطَه بالنّار‌أَی كَواه فی عُنُقه. و لُعْط الرّمْلِ: إِبْطُه، و الجمع أَلعاط. قال أَبو حنیفة: لَعَطَتِ الإِبِلُ لَعْطاً و التَعَطَتْ لم تُبْعِدْ فی مَرْعاها و رَعَتْ حَولَ البیوت، و المَلْعَطُ ذلك المَرْعَی، و المَلاعِطُ المَراعِی حول البیوت. یقال: إِبلُ فلانٍ تَلْعَطُ المَلاعِطَ أَی ترعَی قریباً من البیوت، و أَنشد شمر: ما راعَنِی إِلا جَناحٌ هابِطاً، «3» علی البُیوتِ، قَوْطَه العُلابِطا ذاتَ فُضُولٍ تَلْعَطُ المَلاعِطا و جَناحٌ: اسم راعی غنم، و جَعَل هابطاً هاهنا واقِعاً. و لَعَطَنِی فلان بحقِّی لَعْطاً أَی لَوانِی به و مَطَلَنِی. و اللُّعْطُ: ما لَزِقَ بنَجَفةِ الجبل. یقال: خذ اللُّعْطَ یا فلان. و مَرّ فلان لاعِطاً أَی مَرَّ مُعارِضاً إِلی جنب حائط أَو جبل، و ذلك الموضع من الحائط و الجبَل یقال له اللُّعْطُ. و أَلْعَطَ الرّجلُ إِذا مشی فی لُعْطِ الجبل، و هو أَصله.

لغط؛ ج7، ص: 391

: اللَّغْطُ و اللَّغَطُ: الأَصْواتُ المُبْهَمة المُخْتَلطة و الجَلَبةُ لا تُفهم. و‌فی الحدیث: و لهم لَغَط فی أَسْواقهم؛ اللغطُ صوت و ضَجَّة لا یُفهم مَعناه، و قیل: هو الكلام الذی لا یَبِین، یقال: سمعت لغط القوم، و قال الكسائی: سمعت لَغْطاً و لَغَطاً، و قد لَغَطُوا یَلْغَطُون لَغْطاً و لَغَطاً و لِغَاطاً؛ قال الهذلی: كَأَنَّ لَغا الخَمُوشِ بِجانِبَیْهِ لَغا رَكْبٍ، أُمَیمَ، ذَوِی لِغاطِ
(1). قوله [لطاط الجبل] قال فی شرح القاموس: إطلاقه یوهم الفتح، و قد ضبطه الصاغانی بالكسر كزمام. (2). قوله [و الملاط خشبة البزر] كذا بالأصل، و لعلها الملطاط. (3). 1 ورد فی صفحة 386 خیال بدل جناح و لعل الصواب ما هو هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 392
و یروی: وَغَی الخَمُوشِ. و لَغَطُوا و أَلْغَطُوا إِلْغاطاً و لَغَط القَطا و الحَمامُ بصوته یلغَط لَغْطاً و لَغِیطاً و أَلْغَط، و لا یكون ذلك إِلا للواحدة منهن، و كذلك الإِلْغاط؛ قال یصف القَطا و الحمام: و مَنْهَلٍ ورَدْتُه الْتِقاطا، لم أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ و الغَطاطا، فهُنّ یُلْغِطْن به إِلْغاطا و قال رؤبة: باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ، و قبْلَ جُونِیِّ القَطا المُخَطَّطِ و أَلْغَطَ لبنَه: أَلقی فیه الرَّضْفَ فارتفع له نَشِیشٌ. و اللَّغْطُ: فِناء الباب. و لُغاطٌ: اسم ماء، قال: لَمّا رَأْتْ ماء لُغاطٍ قد سَجِسْ و لُغاطٌ: جبَل؛ قال: كأَنَّ، تَحتَ الرَّحْلِ و القُرْطاطِ، خِنْذِیذةً من كَتِفَیْ لُغاطِ و لُغاطٌ، بالضم: اسم رجل.

لقط؛ ج7، ص: 392

: اللَّقْطُ: أَخْذُ الشی‌ء من الأَرض، لَقَطَه یَلْقُطه لَقْطاً و الْتَقَطَه: أَخذه من الأَرض. یقال: لِكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ أَی لكل ما نَدَر من الكلام مَن یَسْمَعُها و یُذِیعُها. و لاقِطةُ الحَصی: قانِصةُ الطیر یجتمع فیها الحصی. و العرب تقول: إِنَّ عندك دیكاً یَلْتَقِط الحصی، یقال ذلك للنّمّام. اللیث: إِذا التقَط الكلامَ لنمیمةٍ قلت لُقَّیْطَی خُلَّیْطَی، حكایة لفعله. قال اللیث: و اللُّقْطةُ، بتسكین القاف، اسم الشی‌ء الذی تجِدُه مُلْقًی فتأْخذه، و كذلك المَنبوذ من الصبیان لُقْطةٌ، و أَمّا اللُّقَطةُ، بفتح القاف، فهو الرجل اللّقّاطُ یتبع اللُّقْطات یَلْتَقِطُها؛ قال ابن بری: و هذا هو الصواب لأَنّ الفُعْلة للمفعول كالضُّحْكةِ، و الفُعَلةُ للفاعل كالضُّحَكةِ؛ قال: و یدل علی صحة ذلك قول الكمیت: أَ لُقْطَةَ هُدهدٍ و جُنُودَ أُنْثَی مُبَرْشِمةً، أَ لَحْمِی تأْكُلُونا؟ لُقْطة: منادی مضاف، و كذلك جنود أُنثی، و جعلهم بذلك النهایةَ فی الدَّناءة لأَنّ الهُدْهد یأْكل العَذِرةَ، و جعلهم یَدِینون لامرأَة. و مُبَرْشِمة: حال من المنادی. و البَرْشَمةُ: إِدامة النظر، و ذلك من شدّة الغیظ، قال: و كذلك التُّخْمةُ، بالسكون، هو الصحیح، و النُّخَبةُ، بالتحریك، نادر كما أَن اللُّقَطة، بالتحریك، نادر؛ قال الأَزهری: و كلام العرب الفصحاء غیر ما قال اللیث فی اللقْطة و اللقَطة، و روی أَبو عبید عن الأَصمعی و الأَحمر قالا: هی اللُّقَطةُ و القُصَعةُ و النُّفَقةُ مثقّلات كلها، قال: و هذا قول حُذّاق النحویین لم أَسمع لُقْطة لغیر اللیث، و هكذا رواه المحدّثون عن أَبی عبید أَنه قال‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، إِنه سئل عن اللقَطة فقال: احْفَظْ عِفاصَها و وِكاءها.و أَما الصبیّ المنبوذ یَجِده إِنسان فهو اللقِیطُ عند العرب، فعیل بمعنی مفعول، و الذی یأْخذ الصبی أَو الشی‌ء الساقِط یقال له: المُلْتَقِطُ. و‌فی الحدیث: المرأَةُ تَحُوز ثلاثةَ مَوارِیثَ: عَتِیقَها و لَقِیطَها و ولدَها الذی لاعَنَت عنه؛ اللَّقِیطُ الطِّفل الذی یوجَد مرْمیّاً علی الطُّرق لا یُعرف أَبوه
لسان العرب، ج‌7، ص: 393
و لا أُمّه، و هو فی قول عامة الفقهاء حُرّ لا وَلاء علیه لأَحد و لا یَرِثُه مُلْتَقِطه، و ذهب بعض أَهل العلم إِلی العمل بهذا الحدیث علی ضَعفه عند أَكثر أَهل النقل. و یقال للذی یَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزرعُ و وُخِزَ الرُّطَب من العِذْق: لاقِطٌ و لَقّاطٌ و لَقَّاطةٌ. و أَمَّا اللُّقاطةُ فهو ما كان ساقطاً من الشی‌ء التَّافِه الذی لا قیمة له و مَن شاءَ أَخذه. و‌فی حدیث مكة: و لا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لِمُنْشِد، و قد تكرر ذكرها من الحدیث، و هی بضم اللام و فتح القاف، اسم المالِ المَلْقُوط أَی الموجود. و الالتقاطُ: أَن تَعْثُر علی الشی‌ء من غیر قَصْد و طلَب؛ و قال بعضهم: هی اسم المُلْتَقِط كالضُّحَكةِ و الهُمَزَةِ كما قدّمناه، فأَما المالُ المَلْقُوط فهو بسكون القاف، قال: و الأَول أَكثر و أَصح. ابن الأَثیر: و اللقَطة فی جمیع البلاد لا تحِل إِلا لمن یُعرِّفها سنة ثم یتملَّكها بعد السنة بشرط الضمان لصاحبها إِذا وجده، فأَمّا مكةُ، صانها اللّه تعالی، ففی لُقَطتِها خِلاف، فقیل: إِنها كسائر البلاد، و قیل: لا، لهذا الحدیث، و المراد بالإِنشاد الدَّوام علیه، و إِلا فلا فائدة لتخصیصها بالإِنشاد، و اختار أَبو عبید أَنه لیس یحلُّ للملتقِط الانتفاع بها و لیس له إِلا الإِنشاد، و قال الأَزهری: فَرق بقوله هذا بین لُقَطة الحرم و لقطة سائر البلاد، فإِن لُقَطة غیرها إِذا عُرِّفت سنة حل الانتفاع بها، و جَعل لُقطةَ الحرم حراماً علی مُلْتَقِطها و الانتفاعَ بها و إِن طال تعریفه لها، و حكم أَنها لا تحلُّ لأَحد إِلا بنیّة تعریفها ما عاش، فأَمَّا أَن یأْخذها و هو ینوی تعریفها سنة ثم ینتفع بها كلقطة غیرها فلا؛ و شی‌ء لَقِیطٌ و مَلْقُوطٌ. و اللَّقِیطُ: المنبوذ یُلْتَقَطُ لأَنه یُلْقَط، و الأُنثی لقیطة؛ قال العنبری: لوْ كُنْتُ مِن مازِنٍ، لم تَسْتَبِحْ إِبِلی بَنُو اللَّقِیطةِ من ذُهْلِ بنِ شَیْبانا و الاسم: اللِّقاطُ. و بنو اللَّقِیطةِ: سُموا بذلك لأَن أُمهم، زعموا، التَقَطها حُذَیْفةُ بن بدر فی جَوارٍ قد أَضَرّتْ بهنّ السنة فضمّها إِلیه، ثم أَعجبته فخطبها إِلی أَبیها فتزوَّجها. و اللُّقْطةُ و اللُّقَطةُ و اللُّقاطةُ: ما التُقِط. و اللَّقَطُ، بالتحریك: ما التُقِط من الشی‌ء. و كل نُثارة من سُنْبل أَو ثمَر لَقَطٌ، و الواحدة لَقَطة. یقال: لقَطْنا الیوم لقَطاً كثیراً، و فی هذا المكان لَقَطٌ من المرتع أَی شی‌ء منه قلیل. و اللُّقاطةُ: ما التُقِط من كَربِ النخل بعد الصِّرامِ. و لَقَطُ السُّنْبُل: الذی یَلْتَقِطُه الناس، و كذلك لُقاطُ السنبل، بالضم. و اللَّقاطُ: السنبل الذی تُخْطِئه المَناجِلُ تلتقطه الناس؛ حكاه أَبو حنیفة، و اللِّقاطُ: اسم لذلك الفعل كالحَصاد و الحِصاد. و فی الأَرض لَقَطٌ للمال أَی مَرْعی لیس بكثیر، و الجمع أَلقاط. و الأَلقاطُ: الفِرْقُ من الناس القَلِیلُ، و قیل: هم الأَوْباشُ. و اللَّقَطُ: نبات سُهْلِیّ یَنْبُتُ فی الصیف و القَیظ فی دیار عُقَیْل یشبه الخِطْرَ و المَكْرَةَ إِلا أَن اللقَط تشتدُّ خُضرته و ارتفاعه، واحدته لَقَطة. أَبو مالك: اللقَطةُ و اللقَطُ الجمع، و هی بقلة تتبعها الدوابُّ فتأْكلها لطیبها، و ربما انتتفها الرجل فناولها بعیرَه، و هی بُقول كثیرة یجمعها اللَّقَطُ. و اللَّقَطُ: قِطَع الذَّهب المُلْتَقَط یوجد فی المعدن. اللیث: اللقَطُ قِطَعُ ذهب أَو فضة أَمثال الشَّذْرِ و أَعظم فی المعادن، و هو أَجْوَدُه. و یقال ذهبٌ لَقَطٌ. و تَلقَّط فلان التمر أَی التقطه من هاهنا و هاهنا. و اللُّقَّیْطَی: المُلْتقِط للأَخْبار. و اللُّقَّیْطی شبه
لسان العرب، ج‌7، ص: 394
حكایة إِذا رأَیته كثیر الالتِقاطِ للُّقاطاتِ تَعِیبه بذلك. اللحیانی: داری بلِقاطِ دار فلان و طَوارِه أَی بحِذائها: أَبو عبید: المُلاقَطةُ فی سَیر الفرس أَن یأْخذ التقْرِیبَ بقوائمه جمیعاً. الأَصمعی: أَصْبحت مَراعِینا مَلاقِطَ من الجَدْبِ إِذا كانت یابسة لا كَلأَ فیها؛ و أَنشد: تَمْشی، و جُلُّ المُرْتَعَی مَلاقِطُ، و الدِّنْدِنُ البالی و حَمْضٌ حانِطُ و اللَّقِیطةُ و اللَّاقِطةُ: الرجلُ الساقِطُ الرَّذْل المَهِینُ، و المرأَة كذلك. تقول: إِنه لَسقِیطٌ لقِیطٌ و إِنه لساقِط لاقِط و إِنه لسَقِیطة لقِیطة، و إِذا أَفردوا للرجل قالوا: إِنه لسقیط. و اللَّاقِطُ الرَّفّاء، و اللاقِطُ العَبد المُعْتَقُ، و الماقِط عبد اللاقِطِ، و الساقِطُ عبد الماقِطِ. الفراء: اللَّقْطُ الرَّفْو المُقارَبُ، یقال: ثوبٌ لقِیطٌ، و یقال: القُط ثوبَك أَی ارْفَأْه، و كذلك نَمِّل ثَوْبَكَ. و من أَمثالهم: أَ صِیدَ القُنْفذُ أَم لُقَطةٌ؛ یُضرب «4» مثلًا للرجل الفقیر یَستغنی فی ساعة. قال شمر: سمعت حِمْیرِیّةً تقول لكلمة أَعَدْتُها علیها: قد لقَطْتها بالمِلْقاطِ أَی كتبتها بالقلم. و لَقِیتُه التِقاطاً إِذا لقیته من غیر أَن ترجُوَه أَو تَحْتَسِبه؛ قال نِقادة الأَسدی: و منهلٍ وردته التِقاطا، لم أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرَّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ و الغَطاطا و قال سیبویه: التِقاطاً أَی فَجأَةً و هو من المصادر التی وقعت أَحوالًا نحو جاء رَكضاً. و وردت الماء و الشی‌ء التِقاطاً إِذا هجمت علیه بغتة و لم تحتسبه. و حكی ابن الأَعرابی: لقیته لِقاطاً مُواجَهة. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَن رجلًا من تمیم التقط شَبكة فطلب أَن یجعلها له؛ الشَّبَكةُ الآبارُ القَریبةُ الماء، و التِقاطها عُثُورُه علیها من غیر طلب. و یقال فی النِّداء خاصة: یا مَلْقَطانُ، و الأُنثی یا مَلْقطانة، كأَنهم أَرادوا یا لاقِط. و فی التهذیب: تقول یا ملقطان تعنی به الفِسْلَ الأَحمق. و اللاقِطُ: المَولی. و لقط الثوبَ لَقْطاً: رقَعَه. و لقِیط: اسم رجل. و بنو مِلْقَطٍ: حَیّانِ.

لمط؛ ج7، ص: 394

: ابن الأَعرابی: اللَّمْط الاضْطِرابُ. أَبو زید: التَمَطَ فلان بحقی الْتِماطاً إِذا ذهب به.

لهط؛ ج7، ص: 394

: لَهَطَ یَلْهَطُ لَهْطاً: ضرب بالید و السَّوطِ، و قیل: اللَّهْطُ الضرب بالكف مَنْشُورة أَیَّ الجسدِ أَصابت، لَهَطَه لَهْطاً؛ و لَهَطَتِ المرأَة فَرجَها بالماء لَهْطاً: ضربته به. و لَهَطَ به الأَرض: ضربها به. ابن الأَعرابی: اللَّاهِطُ الذی یَرُشُّ بابَ دارِه و یُنَظِّفُه.

لوط؛ ج7، ص: 394

: لاط الحوْضَ بالطین لَوْطاً: طَیَّنه، و التاطَه: لاطَه لنفسه خاصّة. و قال اللحیانی: لاط فلان بالحوْض أَی طَلاه بالطِّین و ملَّسه به، فعدّی لاط بالباء؛ قال ابن سیدة: و هذا نادِر لا أَعرفه لغیره إِلا أَن یكون من باب مَدَّه و مَدَّ به؛ و منه‌حدیث ابن عباس فی الذی سأَله عن مال یَتِیم و هو والِیه أَ یُصِیب من لبن إِبله؟ فقال: إِن كنت تَلُوط حَوْضَها و تَهْنَأُ جَرْباها فأَصِبْ من رِسْلها؛ قوله تلُوط حوضَها أَراد باللَّوْطِ تطیین الحوض و إِصْلاحَه و هو
(4). قوله [یضرب إلخ] فی مجمع الأمثال للمیدانی: یضرب لمن وجد شیئاً لم یطلبه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 395
من اللُّصُوق؛ و منه‌حدیث أَشْراطِ الساعةِ: و لتَقُومَن و هو یَلُوط حوضَه، و فی روایة: یَلِیطُ حوضَه.و‌فی حدیث قتادة: كانت بنو إِسرائیل یشربون فی التِّیه ما لاطُوا‌أَی لم یصیبوا ماء سَیْحاً إِنما كانوا یشربون مما یجمعونه فی الحِیاض من الآبار. و‌فی خُطبة علی، رضی اللّه عنه: و لاطَها بالبِلَّةِ حتی لزَبَتْ.و اسْتَلاطُوه أَی أَلزَقُوه بأَنفسهم. و‌فی حدیث عائشةَ فی نكاح الجاهِلیةِ: فالتاطَ به و دُعِیَ ابنَه‌أَی التَصَق به. و‌فی الحدیث: مَنْ أَحَبّ الدنیا التاطَ منها بثلاثٍ: شُغُلٍ لا یَنْقَضی، و أَملٍ لا یُدْرَك، و حِرصٍ لا ینْقَطِع.و‌فی حدیث العباس: أَنه لاطَ لفلان بأَربعةِ آلافٍ فبعثه إِلی بَدْرٍ مكان نفسه‌أَی أَلصَق به أَربعة آلاف. و منه‌حدیث علی بن الحسین، رضی اللّه عنهما، فی المُسْتَلاط: أَنه لا یَرِثُ، یعنی المُلْصَقَ بالرجل فی النَّسب الذی وُلد لغیر رِشْدةٍ. و یقال: اسْتَلاطَ القومُ و الطوه «1» إِذا أَذنبوا ذنوباً تكون لمن عاقبهم عذراً، و كذلك أَعْذَروا. و‌فی الحدیث: أَن الأَقْرعَ بن حابِسٍ قال لعُیَیْنةَ بن حِصْنٍ: بِمَ اسْتَلَطْتُم دَمَ هذا الرجل؟ قال: أَقْسَمَ منا خمسون أَنَّ صاحبنا قتل و هو مُؤمن، فقال الأَقرع: فسأَلكم رسولُ اللّه، صلّی الله علیه و سلّم، أَن تقبلوا الدِّیةَ و تَعْفُوا فلم تَقْبلوا و لیُقْسِمنَّ مائةٌ من تمیم أَنه قتل و هو كافر؛ قوله بِمَ اسْتَلَطْتُم أَی استوجبتم و اسْتَحْققتم، و ذلك أَنهم لما استحقوا الدَّمَ و صار لهم كأَنهم أَلصقوه بأَنفسهم. ابن الأَعرابی: یقال اسْتَلاطَ القوْمُ و استحَقُّوا و أَوْجَبُوا و أَعذَروا و دنوا «2» إِذا أَذْنَبُوا ذنوباً یكون لمن یعاقبهم عُذر فی ذلك لاستحقاقهم. و لَوَّطَه بالطِّیب: لطَّخه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: مُفَرَّكة أَزْرَی بها عندَ زوجِها، و لوْ لَوَّطَتْه، هَیِّبانٌ مُخالِفُ یعنی بالهَیِّبانِ المُخالِف ولَده منها، و یروی عند أَهلها، فإِن كان ذلك فهو من صفة الزوج كأَنه یقول أَزْرَی بها عند أَهلها منها هَیِّبانٌ. و لاط الشی‌ءَ لوطاً: أَخفاه و أَلصَقه. و شی‌ء لَوْط: لازق وصف بالمصدر؛ أَنشد ثعلب: رَمَتْنِیَ مَیٌّ بالهَوَی رَمْیَ مُمْضَع من الوَحْشِ لَوْطٍ، لم تَعُقْه الأَوالِس «3» الكسائی: لاطَ الشی‌ءُ بقلبی یَلوطُ و یَلِیطُ. و یقال: هو أَلوطُ بقلبی و أَلیَطُ، و إِنی لأَجد له فی قلبی لَوْطاً و لَیْطاً، یعنی الحُبَّ اللازِقَ بالقلب. و لاط حُبُّه بقلبی یَلوط لَوْطاً: لَزِقَ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه، أَنه قال: إِنَّ عمر لأَحَبُّ الناس إِلیَّ، ثم قال: اللهم أَعَزُّ و الولَدُ أَلْوَطُ؛ قال أَبو عبید: قوله و الولد أَلوطُ‌أَی أَلصَقُ بالقلب، و كذلك كل شی‌ء لَصِق بشی‌ء، فقد لاطَ به یَلوط لَوْطاً، و یَلیطُ لَیْطاً و لِیاطاً إِذا لَصِق به أَی الولد أَلصق بالقلب، و الكلمة واویة و یائیة. و إِنی لأَجِدُ له لَوْطاً و لَوْطةً و لُوطةً؛ الضمّ عن كراع و اللحیانی، و لِیطاً، بالكسر، و قد لاطَ حُبُّه بقلبی یَلوطُ و یَلِیطُ أَی لصِق. و‌فی حدیث أَبی البَخْتَریّ: ما أَزْعُمُ أَنَّ علیّاً أَفضلُ من أَبی بكر و عمر و لكن أَجد له من اللَّوْطِ ما لا أَجد لأَحد بعد النبی، صلّی اللّه علیه
(1). قوله [و الطوه] كذا بالأصل و لعله محرف عن و التاطوا أَی التصق بهم الذنب. (2). قوله [و دنوا] كذا بالأصل علی هذه الصورة و لعله ذبوا أی دفعوا عمن یعاقبهم اللوم. (3). قوله [الأوالس] سیأتی فی مضع الأوانس بالنون، و هی التی فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 396
و سلّم.و یقال للشی‌ء إِذا لم یُوافِق صاحبَه: ما یَلْتاطُ؛ و لا یَلْتاطُ هذا الأَمرُ بصَفَری أَی لا یَلْزَقُ بقلبی، و هو یَفْتَعِلُ من اللَّوْطِ. و لاطَه بسهم و عین: أَصابه بهما، و الهمز لغة. و الْتاطَ ولداً و اسْتَلاطَه: اسْتَلْحَقَه؛ قال: فهل كُنْتَ إِلَّا بُهْثَةً إِسْتَلاطَها شَقِیٌّ، من الأَقوامِ، وَغْدٌ مُلَحَّقُ؟ قطع أَلف الوصل للضرورة، و روی فاسْتَلاطَها. و لاط بحقه: ذهب به. و اللَّوْطُ: الرِّداء. یقال: انْتُقْ لَوْطَك فی الغَزالةِ حتی یَجِفّ. و لَوْطُه رِداؤه، و نَتْقُه بَسْطُه. و یقال: لَبِسَ لَوْطَیْه. و اللَّوِیطةُ من الطعام: ما اختلط بعضه ببعض. و لُوط: اسم النبی، صلّی اللّه علی سیدنا محمد نبینا و علیه و سلّم. و لاطَ الرجلُ لِواطاً و لاوطَ أَی عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ. قال اللیث: لُوط كان نبیّاً بعثه اللّه إِلی قومه فكذبوه و أَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلًا لمن فَعَل فِعْلَ قومِه، و لوط اسم ینصرف مع العُجْمة و التعریف، و كذلك نُوح: قال الجوهری: و إِنما أَلزموهما الصرف لأَن الاسم علی ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن و هو علی غایة الخِفة فقاومت خِفَّتُه أَحد السببین، و كذلك القیاس فی هِنْد و دَعْد إِلَّا أَنهم لم یلزموا الصرف فی المؤنث و خیَّروك فیه بین الصرف و تركه. و اللِّیاطُ: الرِّبا، و جمعه لِیطٌ، و هو مذكور فی لیط، و ذكرناه هاهنا لأَنهم قالوا إِنَّ أَصله لوط.

لیط؛ ج7، ص: 396

: لاطَ حُبُّه بقلبی یَلوط و یَلِیط لَیْطاً و لِیطاً: لزِق. و إِنی لأَجد له فی قلبی لَوْطاً و لِیطاً، بالكسر، یعنی الحُبَّ اللازِقَ بالقلب، و هو أَلْوَطُ بقلبی و أَلْیَطُ، و حكی اللحیانی به حُبّ الولد. و هذا الأَمر لا یَلِیطُ بصَفَری و لا یَلْتاطُ أَی لا یَعْلَقُ و لا یَلْزَقُ. و التاطَ فلان ولداً: ادَّعاه و استلحقه. و لاطَ القاضی فلاناً بفلان: أَلحقه به. و‌فی حدیث عمر: أَنه كان یَلِیطُ أَولاد الجاهِلیة بآبائهم، و فی روایة: بمن ادَّعاهم فی الإِسلام، أَی یُلْحِقهم بهم. و اللِّیطُ: قِشر القصب اللازق به، و كذلك لِیطُ القَناةِ، و كلُّ قِطْعة منه لِیطة. و قال أَبو منصور: لِیطُ العود القشر الذی تحت القشر الأَعلی. و فی كتابه لوائل بن حُجْر: فی التِّیعةِ شاة لا مُقْوَرّةُ الأَلْیاطِ؛ هی جمع لِیطٍ و هی فی الأَصل القشر اللازق بالشجر، أَراد غیر مُسْترخِیةِ الجلود لهُزالها، فاستعار اللِّیط للجلد لأَنه للحم بمنزلته للشجر و القصب. و إِنما جاء به مجموعاً لأَنه أَراد لِیط كل عُضو. و اللِّیطةُ: قشْرة القَصبة و القوسِ و القناة و كلِّ شی‌ء له مَتانة، و الجمع لِیطٌ كریشةٍ و ریش؛ و أَنشد الفارسی قول أَوس بن حَجر یصف قَوْساً و قَوّاساً: فَمَلَّك باللِّیطِ الذی تحتَ قِشْرِها كغِرْقِئِ بَیْضٍ كَنَّه القیْضُ مِنْ عَل قال: ملَّك، شدَّد، أَی ترك شیئاً من القِشر علی قلب القوس لیتمالك به، قال: و ینبغی أَن یكون موضع الذی نصباً بمَلَّك و لا یكون جَرّاً لأَنّ القِشْر الذی تحت القوس لیس تحتها، و یدلك علی ذلك تمثیله إِیاه بالقَیْضِ و الغِرْقِئِ؛ و جمع اللِّیط لِیاط؛ قال جَسَّاسُ بن قُطیْبٍ: و قُلُصٍ مُقْوَرّةِ الأَلْیاطِ قال: و هی الجُلُودُ هاهنا. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال لابن عباس: بأَی شی‌ء أُذَكِّی إِذا لم أَجد
لسان العرب، ج‌7، ص: 397
حَدِیدةً؟ قال: بِلِیطةٍ فالیةٍ‌أَی قشرةٍ قاطعةٍ. و اللِّیطُ: قشر القصَب و القَناة و كلِّ شی‌ء كانت له صَلابةٌ و مَتانة، و القِطْعةُ منه لِیطةٌ؛ و منه‌حدیث أَبی إِدْرِیسَ قال: دخلت علی النبی «1»، صلّی اللّه علیه و سلّم، فأُتِیَ بعَصافِیرَ فذُبحَتْ بِلِیطةٍ، و قیل: أَراد به القِطْعةَ المُحَدَّدةَ من القصب. و قوْسٌ عاتِكَةُ اللِّیطِ و اللِّیاطِ أَی لازِقَتُها. و تَلَیَّط لِیطةً: تَشظّاها. و اللِّیطُ: قِشر الجُعَلِ، و اللَّیْطُ: اللَّوْنُ «2» و هو اللِّیاطُ أَیضاً؛ قال: فصَبَّحَتْ جابِیةً صُهارِجا، تَحْسَبُها لَیْطَ السماء خارِجا شبه خُضرة الماء فی الصِّهْریج بجِلد السماء، و كذلك لِیطُ القَوْسِ العربیة تمسح و تمرّن حتی تصفرَّ و یصیر لها لِیط؛ و قال الشاعر یصف قوساً: عاتكة اللِّیاط. و لِیطُ الشمس و لَیْطُها: لَوْنها إِذ لیس لها قِشْر؛ قال أَبو ذُؤیْب: بِأَرْیِ التی تَأْرِی إِلی كُلِّ مَغْرِبٍ، إِذا اصْفَرَّ لِیطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها «3» و الجمع أَلْیاط؛ أَنشد ثعلب: یُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ، و هو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْیاطِ و یقال للإِنسان اللّیِّن المَجَسّةِ: إِنه للَیِّنُ اللِّیط. و رجل لَیِّن اللّیطِ أی السجِیّةِ. و اللِّیاطُ: الرّبا، سمی لِیاطاً لأَنه شی‌ء لا یحِلّ أُلصِق بشی‌ء؛ و كلُّ شی‌ء أُلصق بشی‌ء و أُضِیفَ إِلیه، فقد أُلِیطَ به، و الرِّبا مُلْصَق برأْس المال. و منه‌حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه كتَب لثَقِیفَ حینَ أَسْلَموا كِتاباً فیه: و ما كان لهم من دَیْنٍ إِلی أَجَلِه فبلغ أَجَلَه فإِنّه لِیاطٌ مُبرّأٌ من اللّه، و إِنّ ما كان لهم من دَیْن فی رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه یُقْضی إِلی رأْسِه و یُلاطُ بِعُكاظ و لا یُؤخّر؛ و اللِّیاطُ، فی هذا الحدیث: الربا الذی كانوا یُرْبُونَه فی الجاهلیة ردّهم اللّه إِلی أَن یأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم و یدَعُوا الفَضْل علیها. ابن الأَعرابی: جمع اللِّیاطِ اللَّیالِیطُ، و أَصله لوط. و‌فی حدیث معاویةَ بن قُرَّةَ: ما یَسُرّنی أَنی طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هذه اللَّائطةِ و إِنّ لی الدنیا؛ اللائطةُ: الأُسْطوانةُ، سمیت به لِلُزوقِها بالأَرض. و لاطَه اللّهُ لَیْطاً: لعنه اللّه؛ و منه قول أُمَیّةَ یصف الحیة و دخُول إِبلیس جَوْفَها: فَلاطَها اللّهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِیفَتَه، طُولَ اللَّیالی، و لم یَجْعَلْ لها أَجَلا أَراد أَن الحیة لا تموت بأَجَلها حتی تقتل. و شَیْطانٌ لَیْطانٌ: منه، سُرْیانِیّة، و قیل: شَیْطانٌ لَیْطانٌ إِتباع. و قال ابن بری: قال القالی لَیطان من لاطَ بقَلْبِه أَی لَصِقَ. أَبو زید: یقال ما یَلِیطُ به النعیم و لا یَلِیقُ به معناه واحد. و‌فی حدیث أَشْراطِ الساعةِ: و لتَقُومَنَّ و هو یَلُوطُ حوْضَه، و فی روایة: یَلِیطُ حوضَه‌أَی یُطَیّنُه.

فصل المیم؛ ج7، ص: 397

مثط؛ ج7، ص: 397

: المَثْط: غَمْزُك الشی‌ءَ بیدك علی الأَرض، قال ابن درید: و لیس بثَبَت.
(1). قوله [علی النبی إلخ] فی النهایة علی أنس، رضی الله عنه، إلی آخر ما هنا. (2). قوله [و اللیط لون] هو بالفتح و یكسر كما فی القاموس. (3). قوله [تأری] فی شرح القاموس تهوی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 398‌

محط؛ ج7، ص: 398

: المَحْطُ: شبیه بالمَخْطِ، مَحَطَ الوَتَرَ و العَقَب یَمْحَطُه مَحْطاً: أَمَرَّ علیه الأَصابع لیُصْلِحه. و امْتَحَطَ سیفَه: سَلَّه. و امْتَحَطَ الرُّمح: انتزَعَه. الأَزهری: المَحْطُ كما یَمْحَطُ البازِی ریشَه أَی یُذهبه. یقال: امْتَحَطَ البازِی. و یقال: مَحَّطْتُ الوتَر، و هو أَن تُمِرّ علیه الأَصابع لتُصْلِحه، و كذلك تَمْحِیطُ العَقَب تخلیصه. و قال النضر: المُماحَطةُ شدة سِنانِ الجملِ الناقةَ إِذا استناخها لیَضْربها، یقال: سانَّها و ماحَطَها مِحاطاً شدیداً حتی ضرب بها الأَرض.

مخط؛ ج7، ص: 398

: مَخَطه یَمْخَطُه مَخْطاً أَی نَزَعَه و مَدَّه. و یقال: مَخَطَ فی القوس. و مَخَط السهْمُ یَمْخَطُ و یَمْخُطُ مُخُوطاً. نَفَذ و أَمْخَطَه هو. و یقال: رماه بسهم فأَمْخَطَه من الرَّمِیّة إِذا أَنْفَذَه. و مَخَطَ السهمُ أَی مَرَق. و أَمْخَطْتُ السهمَ: أَنفذْته، و ربما قالوا: امْتَخَط ما فی یده نزعَه و اخْتَلَسه. و المَخْطُ: السَّیَلانُ و الخُروجُ. و فَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ: یأْخذ رِجل الناقة و یضرب بها الأَرض فیَغْسِلُها ضِراباً، و هو من ذلك لأَنه بكثرة ضِرابه یستخرج ما فی رَحِم الناقة من ماء و غیره. و المُخاط: ما یسیل من الأَنف. و المُخاطُ من الأَنف كاللُّعابِ من الفم، و الجمع أُمْخِطةٌ لا غیر. و مَخَطْتُ الصبیَّ مَخْطاً و مخطَه یَمْخُطُه مَخْطاً و قد مَخَطَه من أَنفه أَی رَمَی به. و امْتَخَطَ هو و تَمَخَّطَ امْتِخاطاً أَی اسْتَنْثر. و مَخَطه بیده: ضَربه. و الماخِط: الذی ینْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقیقة عن وجه الحُوار. و یقال: هذه ناقة إِنما مَخَطها بنو فلان أَی نُتِجَتْ عندهم، و أَصل ذلك أَن الحُوار إِذا فارق الناقة مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه و ما علی أَنفه من السّابِیاء، فذلك المَخْط، ثم قیل للنّاتج ماخِطٌ؛ و قال ذو الرِمّةِ: و انْمِ القُتُودَ علی عَیْرانةٍ حَرَجٍ مَهْریّةٍ، مَخَطَتْها غِرْسَها العِیدُ «4» العِیدُ: قوم من بنی عُقَیْل یُنسَب إِلیهم النَّجائبُ. ابن الأَعرابی: المَخْطُ شبه الولد بأَبیه، تقول العرب: كأَنما مَخَطه مَخْطاً. و یقال للسهام التی تتَراءَی فی عین الشمس للناظر فی الهواء عند الهاجِرة: مُخاطُ الشیطانِ، و یقال له لُعابُ الشمس و رِیقُ الشمس، كل ذلك سُمِعَ عن العرب. و مَخَط فی الأَرض مَخْطاً إِذا مضی فیها سریعاً. و یقال: بُرْد مَخْطٌ و وَخْطٌ قصِیر، و سَیْر مَخْط و وخط: سریع شَدید؛ و قال: قَدْ رابَنا من سَیْرنا تَمَخُّطه، أَصْبَحَ قد زایَلَه تَخَمُّطه «5» قیل: تَمَخُّطه اضْطِرابُه فی مِشْیته یسقط مَرة و یتحامل أُخری. و المَخْطُ: اسْتِلالُ السَّیفِ. و امْتَخَطَ سیفَه: سَلَّه من غِمْده. و امْتَخَط رُمْحَه من مَرْكزه: انتزعه. و امْتَخَطَ الشی‌ءَ: اخْتَطَفَه. و المَخِطُ: السیِّد الكریم، و الجمع مَخِطون؛ و قول رؤْبة: و إِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ مَكانُها من شُمَّتٍ و غُبَّطِ كسَّره علی توهم فاعل؛ قال أَبو منصور و رأَیت فی
(4). قوله [و انم] هو بالواو فی الأَصل و الأَساس، و أَنشده شارح القاموس بالفاء جواب إِذا فی البیت قبله. (5). قوله [من سیرنا] و قوله [تخمطه] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس عن الصاغانی من شیخنا: و تخبطه بالباء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 399
شعر رؤْبة: و إِنَّ أَدْواءَ الرجال النُّخَّطِ بالنون. قال: و لا أَعرف المخَّط فی تفسیره. و المُخاطةُ: شجرة تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً یؤْكل.

مرط؛ ج7، ص: 399

: المَرْطُ: نَتْفُ الشعر و الرِّیش و الصُّوف عن الجسد. مرَطَ شعرَه یَمرُطُه مَرْطاً فانْمَرط: نتفه، و مرَّطه فتَمرَّط؛ و المُراطةُ: ما سقط منه إِذا نُتِف، و خص اللحیانی بالمُراطةِ ما مُرِطَ من الإِبْط أَی نُتِف. و الأَمْرَطُ: الخفِیفُ شعر الجسد و الحاجبین و العینین من العمَش، و الجمع مُرْطٌ علی القیاس، و مِرَطةٌ نادر؛ قال ابن سیدة: و أَراه اسماً للجمع، و قد مَرِطَ مَرَطاً. و رجل أَمْرَطُ و امرأَة مَرْطاء الحاجِبَیْنِ، لا یُستغنی عن ذكر الحاجبین، و رجل نَمِصٌ، و هو الذی لیس له حاجبان، و امرأَة نَمْصاء؛ یستغنی فی الأَنْمَص و النمْصاء عن ذكر الحاجبین. و رجل أَمرط: لا شعر علی جسده و صدره إِلَّا قلیل، فإِذا ذهب كله فهو أَمْلَطُ؛ و رجل أَمْرَطُ بیِّن المَرطِ: و هو الذی قد خَفَّ عارِضاه من الشعر، و تمَرَّط شعرُه أَی تحاتَّ. و ذِئب أَمْرَطُ: مُنْتَتِفُ الشعر. و الأَمْرَطُ: اللِّصُّ علی التشبیه بالذئب. و تمرَّط الذئب إِذا سقط شعره و بقی علیه شعر قلیل، فهو أَمرط. و سهم أَمرطُ و أَمْلَطُ: قد سقط عنه قُذَذُه. و سَهْم مُرُطٌ إِذا لم یكن له قُذَذ. الأَصمعی: العُمْرُوطُ اللِّص و مثله الأَمْرطُ. قال أَبو منصور: و أَصله الذئب یتمرَّط من شعره و هو حینئذ أَخبث ما یكون. و سهم أَمْرَط و مَرِیطٌ و مِراطٌ و مُرُطٌ: لا ریش علیه؛ قال الأَسدیّ یصف السَّهم، و نسب فی بعض النسخ للبید: مُرُطُ القِذاذِ فلیس فیه مَصْنَعٌ، لا الرِّیشُ یَنْفَعُه، و لا التَّعْقِیبُ و یجوز فیه تسكین الراء فیكون جمیع أَمْرَط، و إِنما صحَّ أَن یوصف به الواحد لما بعده من الجمع كما قال الشاعر: و إِنَّ التی هامَ الفُؤَادُ بذِكْرها رَقُودٌ عن الفَحْشاءِ، خُرْسُ الجَبائر واحدة الجَبائر: جِبارة و جَبیرة، و هی السوارُ هاهنا. قال ابن بری: البیت المنسوب للأَسدی مُرُط القِذاذ هو لنافِع بن نُفَیْعٍ الفَقْعَسِیّ، و یقال لنافع بن لَقِیط الأَسدی، و أَنشده أَبو القاسم الزَّجَّاجی عن أَبی الحسن الأَخفش عن ثعلب لنُویْفِع بن نُفیع الفقعسی یصف الشیب و كِبَره فی قصیدة له و هی: بانَتْ لِطِیَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ، و طَرِبْتَ، إِنَّك ما عَلِمْتُ طَرُوبُ و لقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَیْتَنا، حتَّی تُفارِقَ، أَو یُقالَ مُرِیبُ و زِیارةُ البیْتِ، الذی لا تَبْتَغِی فِیهِ سَواءَ حدِیثِهِنَّ، مَعِیبُ و لقد یَمِیلُ بیَ الشَّبابُ إِلی الصِّبا، حِیناً، فأَحْكَمَ رأْییَ التَّجْرِیبُ و لقد تُوَسِّدُنی الفتاةُ یَمِینَها و شِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ نُفُجُ الحَقِیبةِ لا تری لكعُوبها حدّاً، و لیسَ لساقِها ظُنْبوبُ عَظُمَتْ رَوادِفُها و أُكْمِلَ خَلْقُها، و الوَالدانِ نَجِیبةٌ و نَجِیبُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 400
لَمَّا أَحلَّ الشیْبُ بی أَثْقالَه، و عَلمتُ أَنَّ شَبابیَ المَسْلُوبُ قالَتْ: كَبِرْتَ و كلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ لِبِلًی یَعُودُ، و ذلك التَّتْبیبُ هل لی من الكِبَر المُبینِ طَبیبُ فأَعُودَ غِرّاً؟ و الشَّبابُ عَجِیبُ ذَهَبَتْ لِداتی و الشَّبابُ، فلیْسَ لی، فِیمن تَرَیْنَ مِنَ الأَنامِ، ضَرِیبُ و إِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ فی طَلَب الفَتَی، لحِقَ السِّنُونَ و أُدْرِكَ المَطْلُوبُ فاذْهَبْ إِلَیْكَ، فلیْسَ یَعْلَمُ عالمٌ، من أَین یُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ یَسْعَی الفَتَی لِینالَ أَفْضَلَ سَعْیهِ، هیهاتَ ذاكَ و دُون ذاك خُطوبُ یَسْعَی و یَأْمُلُ، و المَنِیَّةُ خَلْفَه، تُوفی الإِكامَ له، علیه رَقِیبُ لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِیرِ فعادلٌ عنْه، و لا كِبَرُ الكَبِیرِ مَهِیبُ و لَئِنْ كَبِرْتُ، لقد عَمِرْتُ كأَنَّنی غُصْنٌ، تُفَیِّئُه الرِّیاحُ، رَطِیبُ و كذاكَ حقّاً مَنْ یُعَمَّرْ یُبْلِه كَرُّ الزَّمانِ، علیه، و التَّقْلِیبُ حتی یَعُودَ مِنَ البِلی، و كأَنَّه فی الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ مُرُطُ القِذاذِ، فلیس فیه مَصْنَعٌ، لا الرِّیشُ یَنْفَعُه، و لا التَّعْقِیبُ ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ و بِمالهِ، إِنَّ المَنایا لِلرِّجال شَعُوبُ و المَرْءُ مِنْ رَیْبِ الزَّمان كأَنه عَوْدٌ، تَداوَلَه الرِّعاء، رَكُوبُ غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِیَّةٍ یُرْمَی بها، حتی یُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ و جمع المُرُطِ السَّهْمِ أَمراطٌ و مِراطٌ؛ قال الرَّاجز: صُبَّ، علی شاء أَبی رِیاطِ، ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ المِراطِ و أَنشد ثعلب: و هُنَّ أَمْثالُ السُّرَی الأَمْراطِ و السُّرَی هاهنا: جمع سُرْوةٍ من السّهَام؛ و قال الهذلی: إِلَّا عَوابِسُ، كالمِراطِ، مُعِیدةٌ باللَّیْلِ مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ «1» و شرح هذا البیت مذكور فی موضعه. و تمَرَّط السَّهْمُ: خلا من الرِّیش. و‌فی حدیث أَبی سُفیان: فامَّرَطَ قُذَذُ السهْمِ‌أَی سقَطَ رِیشُه. و تمرَّطتْ أَوْبارُ الإِبل: تطایرت و تفرقت. و أَمْرَطَ الشعرُ: حان له أَن یُمْرَطَ. و أَمْرطَتِ الناقةُ ولدَها، و هی مُمْرِطٌ: أَلقته لغیر تمام و لا شعر علیه، فإِن كان ذلك لها عادة فهی مِمْراطٌ. و أَمْرطت النخلةُ و هی مُمْرِطٌ: سقط بُسْرُها غَضّاً
(1). قوله [عوابس] هو بالرفع فاعل یشرب فی البیت قبله كما نبه علیه المؤلف عن ابن بری فی مادة صیف، فما تقدم لنا من ضبطه فی مادة عود خطأ.
لسان العرب، ج‌7، ص: 401
تشبیهاً بالشعرِ، فإِن كان ذلك عادَتَها فهی مِمْراط أَیضاً. و المِرْطاوانِ و المُرَیْطاوان: ما عَرِیَ من الشفةِ السُّفلی و السَّبَلةِ فوق ذلك مما یلی الأَنفَ. و المُرَیْطاوان فی بعض اللُّغات: ما اكتنف العَنْفَقةَ من جانبیها، و المُریطاوان: ما بین السُّرّة و العانةِ، و قیل: هو ما خفّ شعره مما بین السرة و العانة، و قیل: هما جانبا عانةِ الرجل اللذان لا شعر علیهما؛ و منه قیل: شجرة مَرْطاء إِذا لم یكن علیها ورق، و قیل: هی جلدة رقیقة بین السرة و العانة یمیناً و شمالًا حیث تَمَرَّطَ الشعرُ إِلی الرُّفْغَین، و هی تمدّ و تقصر، و قیل: المریطاوان عِرْقان فی مَراقِّ البطن علیهما یعتمد الصَّائحُ، و منه‌قول عمر رضی اللّه عنه، للمؤذن أَبی مَحْذُورةَ، رضی الله عنه، حین سمع أَذانه و رفع صوته: لقد خشیتُ «1» أَن تنشقّ مُرَیْطاؤكَ، و لا یُتَكَلم بها إِلَّا مصغرة تصغیر مَرْطاء، و هی المَلْساء التی لا شعر علیها، و قد تقصر. و قال الأَصمعی: المُرَیْطاء، ممدودة، هی ما بین السرة إِلی العانة، و كان الأَحمر یقول هی مقصورة. و المُرَیْطاء: الإِبْط؛ قال الشاعر: كأَنَّ عُرُوقَ مُرَیْطائها، إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عنها، الحِبال «2» و المریطاء: الرِّباط. قال الحسین بن عَیَّاش: سمعت أَعرابیّاً یسبّح فقلت: ما لك؟ قال إِنَّ مُرَیْطای لیرسی «3»؛ حكی هاتین الأَخیرتین الهرویّ فی الغریبین. و المَرِیطُ من الفرس: ما بین الثُّنّةِ و أُمّ القِرْدانِ من باطن الرُّسْغِ، مكبر لم یصغر. و مَرَطَتْ به أُمّه تَمْرُط مَرْطاً: ولَدتْه. و مَرَطَ یَمْرُطُ مَرْطاً و مُرُوطاً: أَسْرَع، و الاسم المَرَطَی. و فَرس مَرَطَی: سَرِیعٌ، و كذلك الناقةُ. و قال اللیث: المُرُوطُ سُرْعة المَشْی و العدْو. و یقال للخیل: هنَّ یمرُطْنَ مُرُوطاً. و روی أَبو تراب عن مُدْرِك الجعْفریّ: مَرَط فلان فلاناً و هَرَدَه إِذا آذاه. و المَرَطَی: ضَرْب من العَدْو؛ قال الأَصمعی: هو فوق التقْرِیب و دون الإِهْذابِ؛ و قال یصف فرساً: تَقْرِیبُها المَرَطَی و الشَّدُّ إِبْراقُ و أَنشد ابن بری لطُفیل الغَنویّ: تَقْرِیبُها المَرَطَی و الجَوْزُ مُعْتَدِلٌ، كأَنها سُبَدٌ بالماء مَغْسُولُ «4» و المِمْرَطةُ: السریعة من النوق، و الجمع مَمارِطُ؛ و أَنشد أَبو عمرو للدُّبَیْری: قَوْداء تَهْدِی قُلُصاً مَمارِطا، یَشْدَخْن باللیلِ الشُّجاعَ الخابِطا الشجاعُ الحیةُ الذكَر، و الخابط النائم، و المرْطُ كِساء من خَزّ أَو صُوف أَو كتّان، و قیل: هو الثوب الأَخضر، و جمعه مُرُوطٌ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلّی اللّه علیه و سلّم، كان یصلی فی مرُوط نسائه‌أَی أَكْسِیَتِهنّ؛ الواحد مِرْط یكون من صوف، و ربما كان من خز أَو غیره یؤتَزر به. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، كان یُغَلِّس بالفجر فینصرف النساء مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ ما یُعرفْن من
(1). قوله [لقد خشیت] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: أ ما خشیت. (2). قوله [لضت] كذا هو فی الأَصل، و شرح القاموس باللام و لعله بالنون كأَنه یشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قمیصها. (3). قوله [لیرسی] كذا بالأصل علی هذه الصورة. (4). قوله [تقریبها إلخ] أَورده فی مادة سبد بتذكیر الضمیرین و هو كذلك فی الصحاح.
لسان العرب، ج‌7، ص: 402
الغَلَس؛ و قال الحكم الخُضْری: تَساهَمَ ثَوْباها ففی الدِّرْعِ رَأْدةٌ، و فی المِرْطِ لَفّاوانِ، رِدْفُهما عَبْلُ قوله تساهم أَی تَقارَعَ. و المِرْط: كل ثوب غیر مَخِیط. و یقال للفالُوذ المِرِطْراطُ و السِّرِطْراط، و اللّه أَعلم.

مسط؛ ج7، ص: 402

: أَبو زید: المَسْطُ أَن یُدخِل الرجُل یدَه فی حَیاء الناقة فیسْتَخْرج وَثْرها، و هو ماء الفحل یجتمع فی رحمها، و ذلك إِذا كثر ضِرابُها و لم تَلْقَح. و مَسَطَ الناقَةَ و الفَرَسَ یَمْسُطُها مَسْطاً: أَدخل یدَه فی رحمها و استخرج ماءها، و قیل: استخرج وَثْرَها و هو ماء الفحل الذی تَلْقَح منه، و المَسِیطةُ: ما یُخْرج منه. قال اللیث: إِذا نزا علی الفرس الكریمة حِصانٌ لئیم أَدخل صاحبُها یدَه فَخَرَط ماءه من رَحمِها. یقال: مَسَطَها و مَصَتَها و مَساها، قال: و كأَنهم عاقبوا بین الطاء و التاء فی المَسْط و المَصْت. ابن الأَعرابی: فحل مَسِیط و مَلِیخٌ و دَهِینٌ إِذا لم یُلْقِح. و المَسِیطةُ و المَسِیطُ: الماء الكَدِرُ الذی یبقی فی الحوض، و المَطِیطةُ نحو منها. و المَسِیطُ، بغیر هاء: الطین؛ عن كراع. قال ابن شُمیل: كنت أَمشی مع أَعرابی فی الطین فقال: هذا المَسِیط، یعنی الطین. و المَسِیطة: البِئر العَذْبةُ یسیل إِلیها ماء البئر الآجِنةِ فیُفْسِدها. و ماسِطٌ: اسم مُوَیْهٍ ملح، و كذلك كل ماء ملح یَمْسُطُ البطون، فهو ماسط. أَبو زید: الضغیط الركیة تكون إِلی جنبها ركیة أُخری فتحمأُ و تندفن فیُنْتِن ماؤها و یسیل ماؤها إِلی ماء العذبة فیُفْسِده، فتلك الضغِیطُ و المسیط؛ و أَنشد: یَشْرَبْنَ ماء الآجِنِ الضَّغِیطِ، و لا یَعَفْنَ كدَرَ المَسِیطِ و المَسِیطةُ و المَسِیط: الماء الكَدِرُ یبقی فی الحوض؛ و أَنْشد الراجز: یشربن ماء الأَجْنِ و الضَّغِیطِ و قال أَبو عمرو: المسیطة الماء یجری بین الحوض و البئر فیُنْتِنُ؛ و أَنشد: و لاطَحَتْه حَمْأَةٌ مَطائطُ، یَمُدُّها من رِجْرِجٍ مَسائطُ قال أَبو الغَمْر: إِذا سال الوادی بِسَیْل صغیر فهی مَسِیطة، و أَصغر من ذلك مُسیِّطةٌ. و یقال: مَسَطْتُ المِعی إِذا خَرَطْتَ ما فیها بإِصبعك لیخرج ما فیها. و ماسِطٌ: ماء ملح إِذا شربته الإِبل مَسَطَ بطُونها. و مَسَطَ الثوبَ یَمْسُطُه مَسْطاً: بَلّه ثم حرّكه لیستخرج ماءه. و فحل مَسیط: لا یُلْقِح؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و الماسِط: شجر صیفیّ ترعاه الإِبل فیمسُط ما فی بطونها فیَخرُطها أَی یُخرجه؛ قال جریر: یا ثلْطَ حامِضةٍ تَرَوَّحَ أَهْلُها، من واسِطٍ، و تَنَدّتِ القُلَّاما و قد روی هذا البیت: یا ثَلْطَ حامِضة تَرَبَّع ماسِطاً، من ماسِطٍ، و تَرَبَّع القُلَّاما

مشط؛ ج7، ص: 402

: مَشَطَ شَعرَه یَمْشُطُه و یَمْشِطه مَشْطاً: رَجَّله، و المُشاطةُ: ما سقط منه عند المَشْط، و قد امْتَشَط، و امْتَشَطتِ المرأَة و مشَطتها الماشِطةُ مَشْطاً. و لِمَّةٌ مَشِیطٌ أَی مَمْشوطةٌ. و الماشِطةُ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 403
التی تُحْسِن المَشْطَ، و حرفتها المِشاطة. و المَشّاطة: الجاریة التی تُحْسِن المِشاطَة. و یقال للمُتَمَلِّقِ: هو دائم المَشْطِ، علی المَثَل. و المُشْطُ و المِشْطُ و المَشْطُ: ما مُشِطَ به، و هو واحد الأَمْشاطِ، و الجمع أَمْشاطٌ و مِشاطٌ؛ و أَنشد ابن بری لسعید بن عبد الرحمن بن حسان: قد كنتُ أَغْنی ذِی غِنًی عَنْكُمْ كما أَغْنَی الرّجالِ، عن المِشاطِ، الأَقْرَعُ قال أَبو الهیثم: و فی المِشْطِ لغة رابعة المُشُطُّ، بتشدید الطاء؛ و أَنشد: قد كنتُ أَحْسَبُنی غَنِیّاً عَنْكُمُ، إِنّ الغَنِیّ عن المُشُطِّ الأَقْرَعُ قال ابن بری: و یقال فی أَسمائه المَشِطُ و المُشُطُ و المِمْشَطُ و المِكَدُّ و المِرْجَلُ و المِسْرَحُ و المِشْقا، بالقصر و المدّ، و النَّحیتُ و المُفَرَّجُ. و‌فی حدیث سِحْرِ النبیّ، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنه طُبَّ و جعل فی مُشْط و مُشاطةٍ؛ قال ابن الأَثیر: هو الشَّعر الذی یَسْقُط من الرأْسِ و اللحیةِ عند التَّسْریح بالمشط. و المِشْطَةُ: ضَرب من المَشْط كالرِّكْبةِ و الجِلْسة، و المَشْطةُ واحدة. و من سِمات الإِبل ضرب یُسمّی المُشْط. قال ابن سیدة: و المُشْطُ سِمة من سِماتِ البعیر علی صورة المُشطِ. قال أَبو علی: تكون فی الخد و العنق و الفخذ؛ قال سیبویه: أَمّا المُشْطُ و الدّلْو و الخُطَّاف فإِنما یرید أَن علیه صورة هذه الأَشیاء. و بعیر مَمْشُوطٌ: سِمَتُه المُشْطُ. و مَشِطَتِ الناقةُ مَشَطاً و مَشَّطَت: صار علی جانبیها مثل الأَمْشاط من الشحْمِ. و مُشْطُ القَدَمِ: سُلامَیاتُ ظهرها، و هی العِظامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشةُ فوق القدم دون الأَصابع. التهذیب: المُشْط سُلامَیاتُ ظهر القدم؛ یقال: انكسر مُشط ظهر قدمه. و مُشط الكَتِفِ: اللحمُ العریض. و المُشْط: سبَجَةٌ فیها أَفنان، و فی وسَطها هِراوةٌ یُقبض علیها و تُسوّی بها القِصابُ، و یُغَطَّی بها الحُبُّ، و قد مَشَط الأَرضَ «5» و رجل مَمْشُوط: فیه طول و دِقَّةٌ. الخلیل: المَمْشُوط الطویل الدقیق. و غیره یقول: هو المَمْشُوقُ. و مَشِطَتْ یده تَمْشَط مَشَطاً: خَشُنت من عمل، و قیل: المَشَطُ أَن یمس الرجلُ الشوك أَو الجِذْع فیدخل منه فی یده شی‌ء، و فی بعض نسخ المصنف: مَشِظَت یده، بالظاء المعجمة، لغة أَیضاً، و سیأْتی ذكره. و المُشْط: نبت صغیر یقال له مُشْط الذئب له جِراء مثل جراء القِثَّاء.

مطط؛ ج7، ص: 403

: مَطَّ بالدلو مَطّاً: جذب؛ عن اللحیانی. و مَطَّ الشی‌ءَ یَمُطُّه مَطّاً: مدّه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، و ذِكْر الطَّلاء: فأَدخل فیه إِصبعه ثم رفعها فتَبِعَها یَتَمَطَّطُ‌أَی یتمدّد، أَراد أَنه كان ثخیناً. و‌فی حدیث سعد: و لا تَمُطُّوا بآمین‌أَی لا تَمُدُّوا. و مَطَّ أَنامله: مدّها كأَنه یخاطب بها. و مَطَّ حاجبه مطّاً: مده فی تكلمه. و مطَّ حاجبیه أَی مدّهما و تكبَّر. و المَطُّ: سعة الخَطْوِ، و قد مَطَّ یَمُطُّ و مَطَّ خَطَّه و خَطْوه: مدّه و وسّعه. و مَطَّ الطائرُ جناحیه: مَدّهما. و تكلم فمطّ حاجبیه أَی مدّهما. و المَطْمَطةُ: مدّ الكلام و تطویله. و مَطَّ شِدقَه: مدّ فی كلامه، و هو المطَطُ. التهذیب: و مَطْمَطَ
(5). قوله [مشط الأَرض] كذا فی الأَصل بدون تفسیر.
لسان العرب، ج‌7، ص: 404
إِذا تَوانَی فی خَطِّه و كلامه. و المَطِیطةُ: الماء الكَدِرُ الخاثر یَبقی فی الحَوْضِ، فهو یَتَمَطَّطُ أَی یتَلزَّج و یمْتَدُّ، و قیل: هی الرَّدْغةُ، و جمعه مطائط؛ قال حمید الأَرقط: خبْطَ النِّهالِ سَمَلَ المَطائطِ و قال الأَصمعی: المَطِیطة الماء فیه الطین یتمطَّطُ أَی یتلَزّج و یمتدّ. و‌فی حدیث أَبی ذر: إِنا نأْكل الخَطائط و نَرِد المَطائط؛ هی الماء المختلط بالطین، واحدته مَطیطة، و قیل: هی البقیّة من الماء الكَدِر یبقی فی أَسفل الحوض. و صَلًا مُطاطٌ و مِطاطٌ و مُطائطٌ: مُمتدّ؛ و أَنشد ثعلب: أَعْدَدْتُ لِلحَوْضِ، إِذا ما نَضَبا،، بَكْرَةَ شِیزَی و مُطاطاً سَلْهَبا یجوز أَن یُعنی بها صَلا البعیر و أَن یعنی بها البعیر. و المَطائطُ: مواضعُ حَفْرِ قَوائمِ الدّوابِّ فی الأَرض تجتمع فیها الرِّداغُ؛ و أَنشد: فلم یَبْقَ إِلَّا نُطفةٌ من مَطِیطةٍ، مِن الأَرض، فاسْتَصْفَیْنَها بالجَحافِل ابن الأَعرابی: المُططُ الطّوالُ من جمیع الحیوان. و تَمطَّطَ أَی تمدَّد. و التمطِّی: التَّمدُّد و هو من محوّل التضعیف، و أَصله التمطط، و قیل: هو من المُطَواء، فإِن كان ذلك فلیس هذا بابَه. و المُطَیطی، مقصور؛ عن كراع، و المُطَیْطاء، كل ذلك: مِشْیةُ التبختر. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ ذَهَبَ إِلیٰ أَهْلِهِ یَتَمَطّٰی؛ هو التبختر، قال الفرَّاء: أَی یتبختر لأَن الظهر هو المَطا فیلْوی ظهره تبَخْتُراً، قال: و نزلت فی أَبی جهل. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: إِذا مشت أُمتی المُطَیْطاء و خدمَتْهم فارِسُ و الرُّومُ كان بأْسُهم بینهم.قال الأَصمعی و غیره: المُطیطی، بالمَدِّ و القصر، التبختر و مدُّ الیدین فی المشی. و قال أَبو عبید: من ذهب بالتمطِّی إِلی المَطِیطِ فإِنه یذهب به مذهب تَظَنَّیْت من الظَّنِّ و تَقَضَّیْت من التقَضُّض، و كذلك التَّمَطِّی یرید التمطط. قال أَبو منصور: و المَطُّ و المطْوُ و المدُّ واحد. الصحاح: المُطَیْطاء، بضم المیم ممدود، التبختر و مدّ الیدین فی المشی. و یقال: مَطَوْت و مَطَطْت بمعنی مدَدْت و هی من المُصَغّرات التی لم یستعمل لها مُكَبّر. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَنه مرَّ علی بلال و قد مُطِی به فی الشمس یُعذَّب‌أَی مُدَّ و بُطِح فی الشمس. و‌فی حدیث خُزَیمةَ: و تَرَكَتِ المَطِیّ هاراً؛ المَطِیُّ جمع مَطِیّة و هی الناقة التی یُركب مَطاها أَی ظهرها، و یقال یُمطی بها فی السیر أَی یُمدُّ، و اللّه أَعلم.

معط؛ ج7، ص: 404

: مَعَطَ الشی‌ءَ یَمْعَطُه معطاً. مدّه. و‌فی حدیث أَبی إِسحاق: إِن فُلاناً وتَّر قوسَه ثم معَطَ فیها‌أَی مدَّ یدیه بها، و المَغْطُ، بالعین و الغین: المدّ، و طویل مُمَّعِطٌ منه كأَنه مُدّ. قال الأَزهری: المعروف فی الطویل المُمَّغِطُ، بالغین المعجمة، و كذلك رواه أَبو عبید عن الأَصمعی، قال: و لم أَسمع ممَّعطاً بهذا المعنی لغیر اللیث إِلا بإِقرائه فی كتاب الإعتقاب لأَبی تراب، قال: سمعت أَبا زید و فلانَ بن عبد اللّه التمیمی یقولان: رجل مُمَّعِطٌ و ممَّغط أَی طویل؛ قال الأَزهری: و لا أُبْعِدُ أَن یكونا لغتین كما قالوا لَعَنَّك و لَغَنَّك بمعنی لعَلَّك، و المَغَصُ و المَعَصُ من الإِبل البِیضُ، و سُرُوعٌ و سُرُوغٌ للقُضْبان الرَّخْصة. و المَعْطُ: الجَذْبُ. و معَطَ السیفَ و امْتَعَطه: سلَّه. و امتعط رمحه: انتزعه، و مَعِط
لسان العرب، ج‌7، ص: 405
شعرُه و جلده معَطاً، فهو أَمْعَطُ. یقال: رجل أَمْعَطُ أَمْرَطُ لا شعر له علی جسده بیِّن المَعَط و مَعِطٌ. و تَمَعَّطَ و امَّعَط، و هو افْتَعل «1»: تمرَّط و سقط من داء یَعْرِضُ له. و یقال: امَّعَط الحبلُ و غیره أَی انجرد. و مَعَطَه یَمْعَطُه مَعْطاً: نتَفَه. و تمعَّطت أَوْبار الإِبل: تطایرت و تفرّقت، و من أَسماء السَّوءَةِ المَعْطاء و الشَّعْراء و الدَّفْراء. و ذِئب أمعط: قلیل الشعر و هو الذی تساقط عنه شعره، و قیل: هو الطویل علی وجه الأَرض. و یقال: مَعِط الذئب و لا یقال مَعِطَ شعره، و الأُنثی مَعْطاء. و‌فی الحدیث: قالت له عائشة لو آخذْتَ ذاتَ الذنْب منَّا بذنبها، قال: إِذاً أَدَعها كأَنها شاة مَعْطاء؛ هی التی سقط صُوفُها. و لِصٌّ أَمعط علی التمثیل بذلك: یشبه بالذِّئب الأَمعط لخُبْثه. و لصوص مُعْط، و رجل أَمْعَط: سَنُوط. و أَرض مَعْطاء: لا نبت بها. و أَبو مُعْطةَ: الذِّئب لتمَعُّط شعره، علم معرفة، و إِن لم یخص الواحد من جنسه، و كذلك أُسامةُ و ذُؤالةُ و ثُعالةُ و أَبو جَعْدة. و المَعْطُ: ضرب من النكاح. و مَعَطَها مَعْطاً: نكحها. و مَعَطَنی بحقی: مطَلَنی. و التَّمعُّط فی حُضْر الفرس: أَن یمُدَّ ضَبْعَیْه حتی لا یجد مزیداً، و یَحْبِس رجلیه حتی لا یجد مزیداً للحاق، و یكون ذلك منه فی غیر الاحْتِلاط یَمْلَخُ بیدیه و یَضْرَحُ برجلیه فی اجتماعهما كالسابح. و‌فی حدیث حكیم بن معاویة: فأَعرض عنه فقام مُتمَعِّطاً‌أَی متسخِّطاً متغضِّباً. قال ابن الأَثیر: یجوز أَن یكون بالعین و الغین. و ماعِط و مُعَیْطٌ: اسمان. و بنو مُعَیْط: حیّ من قریش معروفون. و مُعَیْطٌ: موضع. و أَمْعَطُ: اسم أَرض؛ قال الراعی: یَخْرُجْن باللیلِ من نَقْعٍ له عُرَفٌ، بقاعٍ أَمْعَطَ، بین السَّهل و الصِّیَرِ

مغط؛ ج7، ص: 405

: المَغْط: مدّ الشی‌ء یستطیله و خص بعضهم به مدّ الشی‌ء اللیِّن كالمُصْرانِ و نحوه، مغَطَه یَمْغُطه مَغْطاً فامَّغَط و امْتَغَط. و المُمَّغِطُ: الطویل لیس بالبائن الطول، و قیل: الطویل مطلقاً كأَنه مدَّ مدّاً من طوله. و‌وصف علی، علیه السلام، النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، فقال: لم یكن بالطویل الممَّغِط و لا القصیر المتردّد؛ یقول: لم یكن بالطویل البائن و لكنه كان رَبْعة. الأَصمعی: المُمَّغِط، بتشدید المیم الثانیة، المتناهی الطول. و امَّغط النهار امِّغاطاً: طال و امتدَّ. و مغَط فی القوس یَمْغَطُ «2» مغْطاً مثل مخط: نزع فیها بسهم أَو بغیره. و مغَط الرجلُ القوس مغطاً إِذا مدَّها بالوتر. و قال ابن شمیل: شدَّ ما مغَطَ فی قوسه إِذا أَغرق فی نزْع الوتر و مدّه لیُبْعِد السهم. و مَغَطْت الحبل و غیره إِذا مددته، و أَصله مُنْمغِط و النون للمطاوعة فقلبت میماً و أُدغمت فی المیم، و یقال بالعین المهملة بمعناه. و المغط: مدّ البعیر یدیه فی السیر؛ قال: مَغْطاً یَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ و قد تمغَّط، و كذلك فی عدْو الفرس أَن یمُدَّ ضبْعیه. قال أَبو عبیدة: فرس مُتَمَغِّطٌ و الأُنثی مُتَمغِّطةٌ. و التمغُّطُ: أَن یمُدّ ضَبْعَیْه حتی لا یجد مَزیداً فی جَرْیِه و یَحْتَشِیَ رجلیه فی بطنه حتی لا یجد مَزیداً للإِلحاق ثم یكون ذلك منه فی غیر احْتلاط، یسْبَح
(1). قوله [افتعل] كذا فی الأَصل و القاموس بالتاء، و فی الصحاح انفعل بالنون. (2). قوله [یمغط] كذا ضبط فی الأصل، و مقتضی إطلاق المجد أنه من باب كتب.
لسان العرب، ج‌7، ص: 406
بیدیه و یَضْرَحُ برجلیه فی اجتماع. و قال مرة: التمغُّطُ أَن یمدّ قَوائمه و یتمَطَّی فی جَرْیِه. و امْتَغَطَ النهارُ أَی ارتفع. و سقط البیت علیه فتمَغَّط فمات أَی قتله الغُبار، قال ابن درید: و لیس بِمُسْتَعْمَل.

مقط؛ ج7، ص: 406

: مَقَطَ عُنقَه یَمْقُطها و یَمْقِطها مَقْطاً: كسرها. و مَقَطْتُ عُنُقه بالعَصا و مَقَرْتُه إِذا ضربتَه بها حتی ینكسر عظم العنق و الجلد صحیح. و مقَط الرجلَ یَمْقطه مَقْطاً: غاظَه، و قیل: ملأَه غَیْظاً. و‌فی حدیث حَكیم بن حِزام «1»: فأَعْرَضَ عنه فقام مُتمَقِّطاً‌أَی متَغَیِّظاً، یقال: مَقَطْت صاحبی مَقْطاً و هو أَن تَبْلغ إِلیه فی الغَیْظِ، و یروی بالعین، و قد تقدَّم. و امْتَقَط فلان عینین مثل جَمْرتین أَی استخرجهما؛ قال أَبو جندب الهذلی: أَیْنَ الفَتی أُسامةُ بن لُعْطِ؟ هلَّا تَقُومُ أَنتَ أَو ذو الإِبْطِ؟ لو أَنَّه ذُو عِزّةٍ و مَقْطِ، لمنَعَ الجِیرانَ بعْضَ الهَمْطِ قیل: المَقْطُ الضرْب، یقال: مقَطه بالسَّوطِ. قیل: و المقط الشِّدّة، و هو ماقِطٌ شدید، و الهَمْطُ: الظُّلْم. و مقَطَ الرجلَ مَقْطاً و مقَط به: صَرَعه؛ الأَخیرة عن كراع. و مقَطَ الكرة یَمْقُطها مَقْطاً: ضرب بها الأَرض ثم أَخذها. و المَقْطُ: الضرْب بالحُبَیْل الصغیر المُغارِ. و المِقاطُ: حبل صغیر یكاد یقوم من شدة فتله؛ قال رؤبة یصف الصبح: مِنَ البیاض مُدَّ بالمِقاطِ و قیل: هو الحبل أَیّاً كان، و الجمع مُقُطٌ مثل كتاب و كُتُب. و مقَطَه یَمْقُطه مَقْطاً: شدَّه بالمِقاط، و المِقاطُ حبل مثل القِماط مقلوب منه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، قَدِم مكةَ فقال: مَن یعلم موضع المَقام؟ و كان السیلُ احتمله من مكانه، فقال المُطَّلِبُ بن أَبی وَداعةَ: قد كنت قدَّرْتُه و ذرعته بمِقاطٍ عندی؛ المِقاط، بالكسر: الحبل الصغیر الشدید الفتل. و المَقّاطُ: الحامل من قَرْیة إِلی قریة أُخری. و مقَط الطائرُ الأُنثی یَمقُطها مَقْطاً: كَقَمَطها. و الماقِطُ و المَقَّاط: أَجیرُ الكَرِیّ، و قیل: هو المُكْتَرَی من منزل إِلی آخر. و الماقِطُ: مولی المولی، و تقول العرب: فلان ساقِطُ بن ماقِطِ بن لاقِطٍ تَتسابُّ بذلك، فالساقِطُ عبدُ الماقِط، و الماقِط عبد اللَّاقِط، و اللاقطُ عَبْدٌ مُعْتَقٌ؛ قال الجوهری: نقلته من كتاب من غیر سماع. و الماقِطُ: الضَّارب بالحَصی المُتكَهِّن الحازِی. و الماقِطُ من الإِبل: مثل الرّازِم، و قد مَقَطَ یَمْقُطُ مُقُوطاً أَی هُزِلَ هُزالًا شدیداً. الفراء: المَاقِطُ البعیر الذی لا یتحرّكُ هُزالًا.

مقعط؛ ج7، ص: 406

: القُمْعُوطةُ و المُقْعُوطَةُ، كلتاهما: دویبَّة ماء.

ملط؛ ج7، ص: 406

: المِلْطُ: الخَبِیثُ من الرّجال الذی لا یُدْفَع إِلیه شی‌ء إِلا أَلْمَأَ علیه و ذهَب به سَرَقاً و اسْتِحلالًا، و جمعه أَمْلاطٌ و مُلُوط، و قد مَلَطَ مُلوطاً؛ یقال: هذا مِلْطٌ من المُلوط. و المَلَّاطُ: الذی یملُط بالطین، یقال: ملَطْت مَلْطاً. و ملَط الحائطَ مَلْطاً و مَلَّطَه: طَلاه. و المِلاط: الطین الذی یُجعل بین سافَیِ البِناء و یُمْلَطُ به الحائط، و‌فی صفة الجنة: و مِلاطُها مِسْك أَذْفَرُ، هو من ذلك، و یُمْلَطُ به الحائط أَی یُخْلط. و‌فی الحدیث: إِنّ الإِبل یُمالِطُها الأَجْربُ‌أَی یُخالِطُها.
(1). قوله [حكیم بن حزام] الذی تقدم حكیم بن معاویة، و المصنف تابع للنهایة فی المحلین.
لسان العرب، ج‌7، ص: 407
و المِلاطانِ: جانِبا السَّنام ممَّا یلی مُقدَّمَه. و المِلاطانِ: الجَنْبانِ، سمیا بذلك لأَنهما قد مُلِطَ اللحمُ عنهما مَلْطاً أَی نُزِع، و یجمع مُلُطاً. و المِلاطانِ: الكَتِفان، و قیل: المِلاطُ و ابن المِلاط الكتف بالمَنكِب و العَضُدِ و المِرفقِ. و قال ثعلب: المِلاطُ المِرْفق فلم یزد علی ذلك شیئاً؛ و أَنشد: یَتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاط و الجمع مُلُط؛ الأَزهری فی قول قَطِرانَ السَّعدی: و جَوْن أَعانَتْه الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ إِلی مُلُط بانَتْ، و بانَ خَصِیلُها قال: إِلی مُلُط أَی مع مُلط؛ یقول: بان مِرْفقاها من جَنْبِها فلیس بها حازٌّ و لا ناكِتٌ، و قیل للعَضُد مِلاط لأَنه سمی باسم الجنب، و المُلُط: جمع مِلاط للعَضُدِ و الكتفِ. التهذیب: و ابنا مِلاط العضُدانِ، و فی الصحاح: ابنا ملاط عضدا البعیر لأَنهما یَلیانِ الجنبین؛ قال الراجز یصف بعیراً: كِلا مِلاطَیْهِ إِذا تَعَطَّفا بانَا، فما رَاعی براع أَجْوَفا قال: و المِلاطانِ هاهنا العَضُدانِ لأَنهما المائران كما قال الراجز: عَوْجاء فیها مَیَلٌ غَیْرُ حَرَدْ تُقَطِّع العِیسَ، إِذا طال النّجُدْ، كِلا مِلاطَیْها عن الزَّوْرِ أَبَدْ قال النضر: الملاطان ما عن یمین الكِركرة و شمالها. و ابنا مِلاطَی البعیر: هما العَضُدانِ، و قیل ابنا ملاطی البعیر كتفاه، و ابنا مِلاطٍ: العضُدانِ و الكتفان، الواحد ابن مِلاط؛ و أَنشد ابن بری لعُیینة بن مِرْداس: تَرَی ابْنَیْ مِلاطَیْها، إِذا هی أَرْقَلَتْ، أُمِرّا فبانا عن مُشاشِ المُزَوَّر المُزَوَّرُ: موضع الزَّور. و قال ابن السكیت: ابنا مِلاط العضدان، و الملاطانِ الإِبْطانِ؛ و قال أَنشدنی الكلابی: لقد أُیِّمَتْ، ما أُیِّمتْ، ثم إِنه أُتِیحَ لها رِخْوُ المِلاطَیْن قارِسُ القارِسُ: البارِد، یعنی شیخاً و زوجته؛ و أَنشد لجُحَیْشِ بن سالم: أَظُنُّ السِّرْبَ سِرْبَ بَنِی رُمَیْحٍ، سَتُذْعِرُه شَعاشِعةٌ سِباطُ و یُصْبِحُ صاحِبُ الضّرّاتِ مُوسی جَنِیباً، حَذْو مائرةِ المِلاطِ «2» و ابن المِلاطِ: الهِلال؛ حكی عن ثعلب. و قال أَبو عبیدة: یقال للهلال ابن مِلاط. و فلان مِلْطٌ، قال الأَصمعی: المِلْط الذی لا یُعرف له نَسب و لا أَب من قولك أَمْلَطَ رِیش الطائر إِذا سقط عنه. و یقال غلام مِلْطٌ خِلْطٌ، و هو المختلط النسب. و المِلاطُ: الجَنْب؛ و أَنشد الأَصمعی: ملاط تَری الذِّئْبانَ فیه كأَنَّه مَطینٌ بثَأْطٍ، قد أُمِیرَ بِشَیَّانِ الثأْطُ: الحَمأَة الرَّقیقةُ. و الذِّئبانُ: الوبَرُ الذی یكون علی المَنْكِبین. و أُمِیرَ: خُلِطَ. و الشَّیّانُ: دَمُ الأَخَوَیْن؛ قال ابن بری: و هذا البیت دلیل
(2). فی هذا البیت إِقواء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 408
علی أَنه یقال للمنكب و الكتف أَیضاً مِلاطٌ و للعضدین ابنا مِلاطٍ؛ قال و قالت امرأَة من العرب: ساقٍ سَقاها لَیْسَ كابْنِ دَقْلِ، یُقَحِّمُ القامةَ بَعْدَ المَطْلِ، بِمنْكِبٍ و ابْنِ مِلاطٍ جَدْلِ و المِلْطَی من الشِّجاجِ: السِّمْحاقُ. قال أَبو عبید: و قیل المِلطاةُ، بالهاء، قال: فإِذا كانت علی هذا فهی فی التقدیر مَقْصورة، و تفسیرُ‌الحدیث الذی جاء: یُقْضَی فی المِلْطَی بدمها، معناه أَنه حین یُشَجُّ صاحبها یؤْخذ مِقدارُها تلك الساعةَ ثم یُقْضَی فیها بالقِصاص أَو الأَرْشِ، و لا یُنظر إِلی ما یحدث فیها بعد ذلك من زیادة أَو نقصان، و هذا قول بعض العلماء و لیس هو قول أَهلِ العراق، قال الواقدی: المِلْطی مقصور، و یقال المِلْطاةُ، بالهاء، هی القشرة الرقیقة التی بین عظم الرأْس و لحمه. و قال شمر: یقال شَجَّه حتی رأَیت المِلْطَی، و شجَّةٌ مِلطی مقصور. اللیث: تقدیر الملطاء أَنه ممدود مذكر و هو بوزن الحرباء. شمر عن ابن الأَعرابی: أَنه ذكر الشجاج فلما ذكر الباضِعةَ قال: ثم المُلْطِئةُ؛ و هی التی تخرق اللحم حتی تَدْنُو من العظم. و قال غیره: یقول الملطی؛ قال أَبو منصور: و قول ابن الأَعرابی یدل علی أَن المیم من المِلْطی میم مِفْعل و أَنها لیست بأَصلیة كأَنها من لَطَیْت بالشی‌ء إِذا لَصِقْت به. قال ابن بری: أَهمل الجوهری من هذا الفصل المِلْطَی، و هی المِلْطاةُ أَیضاً، و هی شَجَّة بینها و بین العظم قشرة رقیقة، قال: و ذكرها فی فصل لطی. و‌فی حدیث الشَّجاج: فی المِلْطی نصف دِیةِ المُوضِحة، قال ابن الأَثیر: المِلْطی، بالقصر، و المِلْطاةُ القشرة الرقیقة بین عظم الرأْس و لحمه، تمنع الشجةَ أَن تُوضِحَ، و قیل المیم زائدة، و قیل أَصلیة و الأَلف للإِلحاق كالذی فی مِعْزی، و المِلْطاةُ كالعِزْهاةِ، و هو أَشبه. قال: و أَهل الحجاز یسمونها السِّمْحاقَ. و قوله‌فی الحدیث: یُقْضی فی المِلْطَی بدمها، قوله بدمها فی موضع الحال و لا یتعلق بیقضی، و لكن بعامل مضمر كأَنه قیل: یقضی فیها مُلْتَبِسة بدمها حال شجها و سیلانه. و فی كتاب أَبی موسی فی ذكر الشجاج: المِلطاط و هی السمحاق، قال: و الأَصل فیه من مِلْطاط البعیر و هو حرف فی وسط رأْسه. و المِلْطاطُ: أَعلی حرف الجبل و صحنُ الدار. و‌فی حدیث ابن مسعود: هذا المِلْطاطُ طریق بِقِیَّةِ المؤْمنین؛ هو ساحل البحر؛ قال ابن الأَثیر: ذكره الهروی فی اللام و جعل میمه زائدة، و قد تقدم، قال: و ذكره أَبو موسی فی المیم و جعل میمه أَصلیة. و منه‌حدیث علیّ، كرَّم اللّه وجهه: فأَمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتی یأْتیهم أَمری، یرید به شاطِئَ الفُراتِ. و الأَمْلَطُ: الذی لا شعر علی جسده و لا رأْسه و لا لحیته، و قد مَلِطَ مَلَطاً و مُلْطةً. و مَلَطَ شعرَه مَلْطاً: حَلَقه؛ عن ابن الأَعرابی. اللیث: الأَمْلَطُ الرجل الذی لا شعر علی جسده كله إِلا الرأْس و اللِّحیةَ، و كان الأَحْنَفُ بن قیس أَمْلَطَ أَی لا شعر علی بدنه إِلا فی رأْسه، و رجل أَمْلَطُ بَیِّنُ الملَطِ و هو مثل الأَمْرَطِ؛ قال الشاعر: طَبِیخُ نُحازٍ أَو طَبِیخُ أَمِیهةٍ، دقیقُ العِظامِ، سَیِّ‌ءُ القِشْمِ، أَمْلط یقول: كانت أُمه به حاملة و بها نُحاز أَی سُعال أَو جُدَرِیّ فجاءت به ضاوِیاً. و القِشْمُ: اللحْمُ. و أَملطت الناقةُ جَنِینها و هی مُمْلِطةٌ: أَلْقَتْه و لا شعر علیه، و الجمع مَمالِیطُ، بالیاء، فإِذا كان ذلك لها
لسان العرب، ج‌7، ص: 409
عادة فهی مِمْلاطٌ، و الجنین مَلِیطٌ. و المَلِیطُ: السَّخْلةُ. و المَلِیطُ: الجَدْی أَوَّل ما تضعه العنز، و كذلك من الضأْن. و مَلَطَتْه أُمُّه تَمْلُطه: ولدته لغیر تمام. و سهم أَمْلَطُ و مَلِیطٌ: لا ریش علیه مثل أَمْرَط؛ و أَنشد یعقوب: و لو دَعا ناصِرَه لَقِیطا، لذاقَ جَشْأً لم یَكُنْ مَلِیطا لَقِیطٌ: بدل من ناصِر. و تَمَلَّطَ السهمُ إِذا لم یكن علیه ریش. و مَلَطْیَةُ: بلد. و یقال: مالَط فلان فلاناً إِذا قال هذا نصف بیت و أَتَمَّه الآخر بیتاً. یقال: مَلَّطَ له تَمْلِیطاً. و المِلْطَی: الأَرض «1» السهلة. قال أَبو علی: یحتمل وزْنُها أَن یكون مِفْعالًا و أَن یكون فِعْلاء، و یقال: بعتُه المَلَسَی و المَلَطَی و هو البیع بلا عُهْدَةٍ. و یقال: مضی فلان إِلی موضع كذا فیقال جعله اللّه مَلَطَی لا عُهْدَة أَی لا رجعة. و المَلَطَی مثل المَرَطَی: من العَدْوِ. و المُتَمَلِّطَةُ: مَقْعَد الاشْتِیامِ، و الاشْتِیامُ: رَئیسُ الرُّكّابِ.

میط؛ ج7، ص: 409

: ماطَ عنی مَیْطاً و مَیَطاناً و أَماطَ: تَنَحَّی و بعُد و ذهب. و‌فی حدیث العقبة: مِطْ عنا یا سعْدُ‌أَی ابْعُد. و مِطْتُ عنه و أَمَطْتُ إِذا تنحَّیْت عنه، و كذلك مِطْتُ غیری و أَمَطْتُه أَی نَحَّیْته. و قال الأَصمعی: مِطْتُ أَنا و أَمَطْتُ غیری، و منه إِماطةُ الأَذَی عن الطریق. و‌فی حدیث الإِیمانِ: أَدْناها إِماطةُ الأَذَی عن الطریق‌أَی تَنْحِیته؛ و منه‌حدیث الأَكل: فلیُمِط ما بها من أَذًی.و‌فی حدیث العَقِیقةِ: أَمِیطُوا عنه الأَذی.و المَیْطُ و المِیاطُ: الدَّفْعُ و الزَّجْرُ، و یقال: القوم فی هِیاطٍ و مِیاطٍ. و ماطَه عنی و أَماطَه: نحّاه و دفَعه. و قال بعضهم: مِطْتُ به و أَمَطْتُه علی حكم ما تتعَدَّی إِلیه الأَفعال غیر المتعدیة بوسیط النقل فی الغالب. و أَماطَ اللّهُ عنك الأَذی أَی نحّاه. و مِطْ و أَمِطْ عنی الأَذی إِماطةً لا یكون غیره. و‌فی الحدیث: أَمِطْ عنا یدَكَ‌أَی نحِّها. و‌فی حدیث بدر: فما ماطَ أَحدُهم عن موضع ید رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم.و‌فی حدیث خیبر: أَنه أَخذ الرایةَ فهزَّها ثم قال: مَن یأْخُذها بحقِّها؟ فجاء فلان فقال: أَنا، فقال: أَمِطْ، ثمَّ جاءَ آخر فقال: أَمِطْ‌أَی تنَحَّ و اذْهَب. و ماطَ الأَذی مَیْطاً و أَماطَه: نَحّاه و دفعه؛ قال الأَعشی: فَمِیطی، تَمِیطی بصُلْبِ الفُؤَاد، و وَصّالِ حَبْلٍ و كنَّادِها أَنَّث لأَنه حمل الحبل علی الوُصْلة؛ و یروی: وَصُولِ حِبالٍ و كنّادِها و رواه أَبو عبید: و وصْل حِبال و كنَّادها قال ابن سیدة: و هو خطأٌ إِلا أَن یضَع وصْل موضع واصِل؛ و یروی: و وصْل كَرِیم و كنَّادها الأَصمعی: مِطْتُ أَنا و أَمَطْت غیری، قال: و من قال بخلافه فهو باطل. ابن الأَعرابی: مِطْ عنی و أَمِط عنی بمعنی؛ قال: و روی بیت الأَعشی: أَمِیطی تَمِیطی …، بجعل أَماط و ماط بمعنی، و الباء
(1). قوله [و الملطی الأَرض] الملطی مرسوم فی الأَصل بالیاء، و علی صحته یكون مقصوراً و یوافقه قول شارح القاموس: هی بالكسر مقصورة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 410
زائدة و لیست للتعدیة. و یقال: أَمِطْ عنی أَی اذهَبْ عنی و اعْدِل، و قد أَماطَ الرجلُ إِماطة. و ماطَ الشی‌ءُ: ذهب. و ماطَ به: ذهب به. و أَماطَه: أَذْهَبه؛ و قال أَوس: فَمِیطِی بِمَیّاطٍ، و إِنْ شِئْتِ فانْعِمِی صَباحاً، و رُدِّی بَیْنَنا الوَصْلَ، و اسْلَمی و تَمایَطَ القومُ: تَباعَدُوا و فسد ما بینهم. الفراء: تَهایَطَ القوم تَهایُطاً إِذا اجتمعوا و أَصلحوا أَمرهم، و تَمایَطُوا تَمایُطاً إِذا تباعدُوا. و قال أَبو طالب بن سَلمَة: قولهم ما زِلْنا بالهِیاطِ و المِیاطِ؛ قال الفراء: الهِیاط أَشدّ السوْق فی الوِرْد، و المِیاطُ أَشد السوق فی الصدَرِ، و معنی ذلك بالمَجی‌ء و الذِّهاب. اللحیانی: الهِیاطُ الإِقْبالُ، و المِیاطُ الإِدْبار؛ و قال غیره: الهِیاطُ اجتماع الناس للصلح، و المیاط التفرّق عن ذلك؛ و قال اللیث: الهِیاط المُزاولةُ، و المِیاط المَیْل. و یقال: أَرادوا بالهِیاط الجَلبةِ و الصخَب، و بالمیاط التباعُد و التنَحّی و المیل. و ماط علیَّ فی حكمه یَمِیط مَیْطاً: جار. و ما عنده مَیْطٌ أَی شی‌ء، و ما رجع من مَتاعِه بمَیْطٍ. و أَمْرٌ ذو مَیْط: شدید. و امتلأَ حتی ما یجد مَیْطاً أَی مَزیداً؛ عن كراع. و المَیَّاط: اللّعّابُ البطّال. و‌فی حدیث أَبی عثمان النَّهْدِیّ: لو كان عُمر مِیزاناً ما كان فیه مَیْطُ شعرة‌أَی مَیْلُ شعرة؛ و فی حدیث بنی قُریظة و النَّضِیر: و قد كانوا بِبَلْدتِهم ثِقالًا، كما ثَقُلَتْ بمِیطانَ الصُّخور فهو بكسر المیم «1» موضع فی بلاد بنی مُزَیْنة بالحجاز.

فصل النون؛ ج7، ص: 410

نأط؛ ج7، ص: 410

: ابن بُزُرج: نأَط بالحِمْل نأْطاً و نَئِیطاً إِذا زَفَر به.

نبط؛ ج7، ص: 410

: النَّبَط: الماء الذی یَنْبُطُ [یَنْبِطُ من قعر البئر إِذا حُفرت، و قد نبَطَ ماؤها ینْبِطُ و یَنْبُطُ نَبْطاً و نُبوطاً. و أَنبطنا الماءَ أَی استنبطناه و انتهینا إِلیه. ابن سیدة: نبَطَ الرَّكِیّةَ نَبْطاً و أَنْبَطها و اسْتَنْبَطها و نبّطها؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: أَماهَها. و اسم الماء النُّبْطةُ و النَّبَطُ، و الجمع أَنْباط و نُبوط. و نبطَ الماءُ ینْبُطُ و ینْبِط نُبوطاً: نبع؛ و كل ما أُظهر، فقد أُنْبِط. و اسْتَنْبَطه و استنبط منه علماً و خبراً و مالًا: استخرجه. و الاسْتنْباطُ: الاستخراج. و استنبَطَ الفَقِیهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده و فهمِه. قال اللّه عزّ و جلّ: لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ؛ قال الزجّاج: معنی یَسْتَنْبِطُونَهُ فی اللغة یستخرجونه، و أَصله من النبَط، و هو الماء الذی یخرج من البئر أَوّل ما تحفر؛ و یقال من ذلك: أَنْبَطَ فی غَضْراء أَی استنبطَ الماء من طین حُرّ. و النَّبَطُ و النَّبِیطُ: الماء الذی یَنْبُطُ [یَنْبِطُ من قعر البئر إِذا حُفرت؛ قال كعب بن سعد الغَنَوِیُّ: قَریبٌ ثَراه ما یَنالُ عَدُوُّه له نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ «2» و یروی: قریب نَداه. و یقال للرِكیّة: هی نَبَطٌ إِذا أُمیهتْ. و یقال: فلان لا یُدْرَكُ له نَبَطٌ أَی لا یُعْلَمُ قَدْرُ علمه و غایَتُه. و‌فی الحدیث: مَن
(1). قوله [بكسر المیم] هو فی القاموس و النهایة أَیضاً و ضبطه یاقوت بفتحها. (2). قوله [عند الهوان] هو هكذا فی الصحاح، و الذی فی الأساس: آبی الهوان.
لسان العرب، ج‌7، ص: 411
غَدا مِن بَیتِه یَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ له الملائكةُ أَجْنِحَتَها، أَی یُظهره و یُفْشِیه فی الناس، و أَصله مِن نَبَطَ الماءُ ینبط إِذا نَبعَ. و منه‌الحدیث: و رجلٌ ارْتَبط فرساً لیَسْتَنْبِطَها‌أَی یَطلُب نَسْلها و نِتاجَها، و‌فی روایة: یَسْتَبْطِنها‌أَی یطلب ما فی بطنها. ابن سیدة: فلان لا یُنالُ له نَبَطٌ إِذا كان داهیاً لا یُدْرَك له غَوْر. و النبَط: ما یتَحَلَّبُ من الجَبل كأَنه عَرَق یخرج من أَعْراض الصخر. أَبو عمرو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطین، فإِذا بلغ الماء قیل أَنْبَطَ، فإِذا كثُر الماء قیل أَماهَ و أَمْهَی، فإِذا بلغ الرّملَ قیل أَسْهَبَ. و أَنبَط الحَفّارُ: بلغ الماء. ابن الأَعرابی: یقال للرجل إِذا كان یَعِدُ و لا یُنْجِزُ: فلان قریب الثَّرَی بعیدُ النَّبَطِ. و فی حدیث بعضهم و قد سُئل عن رجل فقال: ذاك قریب الثری بعیدُ النَبط، یرید أَنه دانی المَوْعِد بعیدُ الإِنْجاز. و فلان لا یُنال نَبَطُه إِذا وُصف بالعزّ و المَنَعةِ حتی لا یجد عدوُّه سبیلًا لأَن یتَهَضَّمَه. و نَبْطٌ: واد بعینه؛ قال الهذلی: أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ، فَمَرٌّ، فأَعلی حَوْزِها، فَخُصورُها و النَّبَطُ و النُّبْطةُ، بالضم: بَیاض تحت إِبْط الفَرس و بطنِه و كلّ دابّة و ربما عَرُضَ حتی یَغْشَی البطن و الصدْر. یقال: فرس أَنْبَطُ بیِّن النَّبَط، و قیل الأَنْبطُ الذی یكون البیاض فی أَعلی شِقّی بطنه مما یلیه فی مَجْری الحِزام و لا یَصعَد إِلی الجنب، و قیل: هو الذی ببطنه بیاضٌ، ما كان و أَین كان منه، و قیل هو الأَبیض البطن و الرُّفْغ ما لم یصعَد إِلی الجنبین، قال أَبو عبیدة: إِذا كان الفرسُ أَبیضَ البطن و الصدر فهو أَنبط؛ و قال ذو الرمة یصف الصبح: و قد لاحَ للسّارِی الذی كَمَّل السُّرَی، علی أُخْرَیاتِ اللیْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً، تَمایَل عنه الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ شبّه بیاضَ الصبح طالعاً فی احْمِرار الأُفُق بفرس أَشْقَر قد مال عنه جُلُّه فبان بیاضُ إِبْطه. و شاة نَبْطاء: بیضاء الشاكلة. ابن سیدة: شاةٌ نَبطاء بیضاء الجنبین أَو الجنب، و شاة نبطاء مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ مُحْوَرَّةٌ، فإِن كانت بیضاء فهی نبطاء بسواد، و إِن كانت سوداء فهی نبطاء ببیاض. و النَّبِیطُ و النبَطُ كالحَبِیشِ و الحَبَشِ فی التقدیر: جِیلٌ یَنْزِلُون السواد، و فی المحكم: ینزلون سواد العراق، و هم الأَنْباطُ، و النَّسَبُ إِلیهم نَبَطِیٌّ، و فی الصحاح: ینزلون بالبَطائِح بین العِراقین. ابن الأَعرابی: یقال رجل نُباطیّ، بضم النون «1»، و نَباطِیٌّ و لا تقل نَبَطِیٌّ. و فی الصحاح: رجل نَبَطیٌّ و نَباطِیٌّ و نَباطٍ مثل یَمنیّ و یمَانیّ و یمان، و قد استنبطَ الرجلُ. و فی كلام أَیُّوبَ بن القِرِّیّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، و أَهل البَحْرَیْن نَبِیطٌ اسْتَعْرَبُوا. و یقال: تَنَبَّطَ فلان إِذا انْتَمی إِلی النَّبَط، و النَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم ما یخرج من الأَرضین. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: تَمَعْدَدُوا و لا تَسْتَنْبِطُوا‌أَی تَشبَّهوا بمَعَدٍّ و لا تشبَّهوا بالنَّبط. و‌فی الحدیث الآخر: لا تَنَبَّطُوا فی المدائن‌أَی لا تَشَبَّهوا بالنَّبط فی سكناها و اتخاذ العَقارِ و المِلْك. و‌فی حدیث ابن عباس: نحن مَعاشِر قُریْش من النَّبط من أَهل كُوثَی رَبَّا، قیل: إِن إِبراهیم الخلیل ولد بها و كان النَّبطُ سكّانَها؛ و منه‌حدیث
(1). قوله [بضم النون] حكی المجد تثلیثها.
لسان العرب، ج‌7، ص: 412
عمرو بن مَعْدِیكَرِب: سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبی وقّاص، رضی اللّه عنهم، فقال: أَعرابیٌّ فی حِبْوتِه، نَبَطِیٌّ فی جِبْوتِه؛ أَراد أَنه فی جِبایةِ الخَراج و عِمارة الأَرضین كالنَّبط حِذقاً بها و مَهارة فیها لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ و أَرْبابَها. و‌فی حدیث ابن أَبی أَوْفی: كنا نُسْلِف نَبِیط أَهل الشام، و فی روایة: أَنْباطاً من أَنْباط الشام.و‌فی حدیث الشعبی: أَن رجلًا قال لآخر: یا نَبَطیّ فقال: لا حَدّ علیه كلنا نَبطٌ‌یرید الجِوارَ و الدار دُون الوِلادة. و حكی أَبو علی: أَن النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِیَّاه فی قولهم أَنباط، فأَنباط فی نَبَط كأَجْبال فی جبَل. و النبِیطُ كالكلیب. و عِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامان المذاب یجعل لَزُوقاً للجرح. و النَّبْطُ: الموْتُ. و‌فی حدیث علی: وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتی علینا كلِّنا؛ قال ثعلب: النَّبْطُ الموت. وَ وَعْساء النُّبَیْطِ: رملة معروفة بالدّهْناء، و یقال وعساء النُّمَیْطِ. قال الأَزهری: و هكذا سماعی منهم. و إِنْبِط: اسم موضع بوزن إِثْمِد؛ و قال ابن فَسْوةَ: فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه مُباحٌ لها، ما بین إِنْبِطَ فالكُدْرِ

نثط؛ ج7، ص: 412

: النَّثْطُ: خُروج النباتِ و الكمأَةِ من الأَرض. و النَّثْطُ: النباتُ نفسُه حین یَصْدَعُ الأَرض و یظهر. و النثْطُ: غَمْزُك الشی‌ء بیدك، و قد نَثَطَه بیده: غَمزَه، و‌فی الحدیث: كانت الأَرض تَمُوجُ تَمِیدُ «2» فوق الماء فنَثَطها اللّهُ بالجِبالِ فصارت لها أَوتاداً.و‌فی الحدیث أَیضاً: كانت الأَرض هِفّاً علی الماء فنَثَطَها اللّه بالجِبال‌أَی أَثْبَتَها و ثَقَّلَها. و النثطُ: غمزُك الشی‌ء حتی یثبُت. و نثَط الشی‌ءُ نُثُوطاً: سكن، و نَثَطْته: سكَّنته. ابن الأَعرابی: النثْطُ التَّثقِیلُ؛ و منه‌خبر كعب: أَن اللّه عزّ و جلّ لما مَدَّ الأَرض مادت فثَنَطها بالجبال أَی شَقّها فصارت كالأَوتاد لها، و نثطها بالآكام فصارت كالمُثْقِلات لها.قال الأَزهری: فرق ابن الأَعرابی بین الثَّنْط و النثْطِ، فجعل الثَّنْط شَقّاً، و جعل النَّثْط إِثقالًا، قال: و هما حرفان غریبان، قال: و لا أَدری أ عربیان أَم دخیلان.

نحط؛ ج7، ص: 412

: الأَزهری: النَّحْطةُ داء یُصِیبُ الخیل و الإِبل فی صدورها لا تكاد تسلم منه. و النَّحْطُ: شِبْه الزَّفِیر. و قال الجوهری: النحطُ الزفیر، و قد نَحَطَ یَنْحِط، بالكسر؛ قال أُسامة الهُذلِیُّ: مِنَ المُرْبَعِینَ و مِنْ آزِلٍ، إِذا جَنَّه اللیلُ كالنّاحِطِ ابن سیدة: و نحَطَ القَصّارُ یَنْحِطُ إِذا ضرب بثوبه علی الحجر و تنفَّسَ لیكون أَرْوَحَ له؛ قال الأَزهری: و أَنشد الفرّاء: و تَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ اللیل، نَحْطةً تَقضَّبُ منها، أَو تَكادُ، ضُلُوعُها «3» ابن سیدة: النَّحْطُ و النَّحِیطُ و النُّحاطُ أَشدّ البكاء، نحَط یَنْحِطُ نَحْطاً و نَحِیطاً. و النَّحِیطُ أَیضاً: صوت معه توجُّع، و قیل: هو صوت شبیه بالسُّعال. و شاةٌ ناحِط: سَعِلة و بها نَحْطةٌ. و النَّحِیطُ: الزَّجْرُ عند المَسْأَلة. و النَّحِیط و النَّحْطُ: صوتُ الخیلِ من الثِّقَل و الإِعْیاء یكون بین الصدْرِ إِلی الحَلْق، و الفِعلُ كالفِعْل. و نحَط الرجلُ یَنْحِط إِذا وقعت فیه القَناةُ فصوَّت من صَدْره.
(2). قوله [تموج تمید] كذا فی الأَصل، و هو فی النهایة بدون تموج. (3). هذا البیت للنابغة، و فی دیوانه: تقضقضُ … بدل‌تقضب …
لسان العرب، ج‌7، ص: 413
و النَّحّاطُ: المُتَكَبّر الذی یَنْحِط من الغَیْظِ؛ قال: و زادَ بَغْی الأَنِفِ النحّاطِ

نخط؛ ج7، ص: 413

: نَخَطَ إِلیهم: طَرَأَ علیهم. و یقال: نَعَر إِلینا و نَخَطَ علینا. و من أَین نَعَرْتَ و نَخَطْتَ أَی من أَیْنَ طَرَأْت علینا؟ و ما أَدْرِی أَیُّ النُّخْطِ هو أَی ما أَدرِی أَیُّ النّاسِ هو؛ و رواه ابن الأَعرابی أَیُّ النَّخْط، بالفتح، و لم یفسره، و ردّ ذلك ثعلب فقال: إِنما هو بالضم. و فی كتاب العین: النَّخَطُ الناسُ. و نَخَطَه من أَنفه و انْتَخَطه أَی رمَی به مثل مَخَطَه؛ و منه قول ذی الرمة: و أَجْمالِ مَیٍّ، إِذْ یُقَرِّبْن بَعْدَ ما نَخَطْنَ بِذِبّانِ المَصِیفِ الأَزارِقِ قال أَبو منصور فی ترجمة مخط فی قول رؤبة: و إِن أَدْواء الرِّجالِ المُخَّطِ قال: الذی رأَیته فی شعر رؤبة: و إِن أَدواء الرجال النُّخَّطِ بالنون: و قال: قال ابن الأَعرابی: النُّخَّطُ اللَّاعِبُونَ بالرِّماحِ شَجاعة كأَنه أَراد الطعّانِین فی الرجال. و یقال للسُّخْدِ و هو الماء الذی فی المَشِیمةِ: النُّخْطُ، فإِذا اصفرّ فهو الصَّفَقُ و الصَّفَرُ و الصُّفَار. و النُّخْط أَیضاً: النُّخاعُ و هو الخیط الذی فی القفا.

نخرط؛ ج7، ص: 413

: النِّخْرطُ: نبت، قال ابن درید: و لیس بثَبَت.

نسط؛ ج7، ص: 413

: النَّسْط: لغة فی المَسْط و هو إِدخال الید فی الرَّحِم لاستخراج الولد. التهذیب: النُّسُطُ الذین یستخرجون أَولاد النوق إِذا تَعسّر وِلادها، و النون فیه مبدلة من المیم، و هو مثل المُسُطِ.

نشط؛ ج7، ص: 413

: النَّشاطُ: ضدّ الكَسَلِ یكون ذلك فی الإِنسان و الدابة، نَشِطَ نَشاطاً و نَشِطَ إِلیه، فهو نَشِیط و نَشَّطَه هو و أَنْشطه؛ الأَخیرة عن یعقوب. اللیث: نَشِط الإِنسان یَنْشَط نَشاطاً، فهو نَشِیط طیّب النفْس للعمل، و النعت ناشِطٌ، و تَنَشَّط لأَمر كذا. و‌فی حدیث عُبادَة: بایَعْتُ رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، علی المَنْشَطِ و المَكْره؛ المَنْشَطُ مَفْعَل من النَّشاط و هو الأَمر الذی تنْشَط له و تَخِفُّ إِلیه و تُؤثر فعله و هو مصدر بمعنی النشاط. و رجل نَشِیط و مُنْشِطٌ: نَشِطَ دوابُّه و أَهلُه. و رجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كانت له دابة یركبها، فإِذا سَئِم الركوب نزل عنها. و رجل مُنْتَشِطٌ من الانْتِشاطِ إِذا نزل عن دابَّته من طُولِ الرُّكوب، و لا یقال ذلك للراجل. و أَنْشَطَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم نَشِیطةً. و نَشِطَ الدَّابةُ: سَمِنَ. و أَنْشَطه الكَلأُ: أَسْمَنه. و یقال: سَمِنَ بأَنْشِطةِ الكلإِ أَی بعُقْدتِه و إِحْكامه إِیاه، و كلاهما من أُنْشُوطةِ العُقْدةِ. و نشَط من المكان یَنْشِطُ: خرج، و كذلك إِذا قطع من بلد إِلی بلد. و الناشِطُ: الثَّوْر الوحْشِیّ الذی یخرج من بلد إِلی بلد أَو من أَرض إِلی أَرض؛ قال أُسامة الهُذلی: و إِلَّا النَّعامَ و حَفَّانَه، و طَغْیاً معَ اللَّهِقِ [اللَّهَقِ الناشِطِ و كذلك الحِمارُ؛ و قال ذو الرمة: أَ ذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْی أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ «1»
(1). قوله [هاد] كذا بالأصل و الصحاح، و تقدم فی نمش عاد بالعین المهملة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 414
و نَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً: مضت علی هُدًی أَو غیر هدی. و یقال للناقة: حَسُنَ ما نَشَطَتِ السیرَ یعنی سَدْوَ یدیها فی سیرها. اللیث: طریق ناشِطٌ یَنْشِط من الطریق الأَعظم یَمنة و یَسْرة. و یقال: نَشَط بهم الطریقُ. و الناشِطُ فی قول الطرماح: الطریق. و نشَط الطریقُ ینشِط: خرج من الطریق الأَعظم یَمنةً أَو یَسْرة؛ قال حمید: مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ «1» و كذلك النواشِطُ من المَسایل. و الأُنْشُوطةُ: عُقْدة یَسْهُل انحلالها مثل عقدة التِّكة. یقال: ما عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَی ما مَوَدَّتُك بوَاهِیةٍ، و قیل: الأُنْشوطةُ عقدةٌ تَمدُّ بأَحدِ طرفیها فتَنحل، و المُؤَرَّبُ الذی لا ینحل إِذا مُدَّ حتی یُحَلّ حلًّا. و قد نشَط الأُنْشُوطةَ یَنْشُطُها نَشْطاً و نشَّطها: عقَدها و شدَّها، و أَنْشَطها حلَّها. و نشَطْت العَقْد إِذا عقدته بأُنشوطة. و أَنشطَ البعیر: حَلَّ أُنشوطته. و أَنشطَ العِقال: مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ. و أَنشطْت الحبلَ أَی مدَدْتُه حتی ینحَل. و نشَطت الحبل أَنْشُطه نشْطاً: ربطْتُه، و إِذا حللْتَه فقد أَنشَطْتَه، و نشَطه بالنِّشاط أَی عقده. و یقال للآخِذ بسُرعة فی أَیّ عمل كان، و للمریض إِذا بَرأَ، و للمَغْشِیّ علیه إِذا أَفاق، و للمُرْسَل فی أَمر یُسرع فیه عزِیمتَه: كأَنما أُنْشِط من عِقال، و نَشِط أَی حُلَّ. و‌فی حدیث السِّحر: فكأَنما أُنْشِط من عِقال‌أَی حُلّ. قال ابن الأَثیر: و كثیراً ما یجی‌ء‌فی الروایة كأَنما نَشِط من عقال، و لیس بصحیح. و نَشَطَ الدَّلْوَ من البئر یَنْشِطُها و ینشُطها نشْطاً: نَزَعها و جذَبَها من البئر صُعُداً بغیر قامة، و هی البَكْرة، فإِذا كان بقامة فهو المَتْح. و بئر أَنْشاط و إِنشاط: لا تخرجُ منها الدلو حتی تُنْشَطَ كثیراً. و قال الأَصمعی: بئر أَنشاط قریبة القعر، و هی التی تَخرج الدلوُ منها بجَذْبة واحدة. و بئر نَشُوط: و هی التی لا تَخرج الدلو منها حتی تُنْشَط كثیراً. قال ابن بری: فی الغریب لأَبی عبید بئر إِنشاط، بالكسر، قال: و هو فی الجمهرة بالفتح لا غیر. و‌فی حدیث عوف بن مالك: رأَیت كأَنَّ سبَباً من السماء دُلِّی فانْتُشِطَ النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، ثم أُعِید فانتُشِط أَبو بكر، رضی اللّه عنه، أَی جُذِب إِلی السماء و رفع إِلیها؛ و منه‌حدیث أُمّ سَلمة: دخل علینا عَمَّار، رضی اللّه عنهما، و كان أَخاها من الرّضاعة فنَشَط زینبَ من حَجْرها، و یروی: فانتشط.و نَشَطَه فی جنبه ینْشُطه نشْطاً: طعَنَه، و قیل: النشْطُ الطعْنُ، أَیّاً كان من الجسد و نشَطَتْه الحیةُ تَنْشِطُه و تنْشُطُه نشطاً و أَنْشَطتْه: لدغَتْه و عضَّتْه بأَنیابها. و‌فی حدیث أَبی المِنهال و ذكرَ حَیَّات النار و عَقارِبَها فقال: و إِنَّ لها نَشْطاً و لَسْباً، و فی روایة: أَنْشأْنَ به نَشطاً‌أَی لِسْعاً بسُرعة و اخْتِلاس، و أَنْشأْن بمعنی طَفِقْن و أَخذْن. و نَشَطَتْه شَعُوبُ نشطاً، مثَلٌ بذلك. و انتشطَ الشی‌ءَ: اختَلَسه. قال شمر: انتشط المالُ المَرْعَی و الكلأَ انتزعه بالأَسنان كالاختلاس. و یقال: نشَطْتُ و انْتَشَطْت أَی انتزعت. و النَّشیطةُ: ما یغنَمُه الغُزاة فی الطریق قبل البلوغ إِلی موضع الذی قصدوه. ابن سیدة: النَّشِیطة من الغنیمة ما أَصاب الرئیسُ فی الطریق قبل أَن یصیر إِلی بَیْضةِ القوم؛ قال عبد اللّه بن عَنَمة الضَّبِّی:
(1). قوله [معتزماً إلخ] كذا فی الأصل و الأَساس أَیضاً إِلا أَنه معدی باللام.
لسان العرب، ج‌7، ص: 415
لَكَ المِرْباعُ منها و الصّفایَا، و حُكْمُكَ و النَّشِیطةُ و الفُضُولُ یخاطب بِسْطامَ بن قَیْس. و المِرْباعُ: ربع الغنیمة یكون لرئیس القوم فی الجاهلیة دون أَصحابه، و له أَیضاً الصفایا جمع صَفِیّ، و هو ما یَطْطَفِیه لنفسه مثل السیف و الفرس و الجاریة قبل القسمة مع الربع الذی له. و‌اصْطَفَی رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، سیفَ مُنَبِّه بن الحجَّاج من بنی سَهْم بن عمرو بن هُصَیْصِ بن كَعب بن لُؤَی ذا الفَقارِ یوم بَدْر، و اصطفی جُوَیْریة بنت الحرث من بنی المُصْطَلِق من خُزاعةَ یوم المُرَیْسِیع، جَعل صداقَها عِتقَها و تزوَّجها، و اصْطَفَی صَفِیَّةَ بنت حُیَیّ ففعل بها مثل ذلك، و للرئیس أَیضاً النَّشِیطةُ مع الربع و الصَّفیِّ، و هو ما انْتُشِط من الغنائم و لم یُوجِفوا علیه بخیل و لا رِكاب. و كانت للنبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، خاصَّة و كان للرئیس أَیضاً الفُضُولُ مع الربعِ و الصفیِّ و النشِیطة، و هو ما فَضَل من القِسْمةِ مما لا تصح قِسمتُه علی عدَد الغُزاةِ كالبعیر و الفرس و نحوهما، و ذهبت الفُضول فی الإِسلام. و النشِیطةُ من الإِبل: التی تُؤْخَذ فتُستاق من غیر أَن یُعْمَد لها؛ و قد انْتَشطوه. و النَّشُوط: كلام عراقی و هو سَمك یُمْقَر فی ماء و مِلح. و انْتَشَطْتُ السمكةَ: قَشَرْتُها. و النَّشُوطُ: ضرب من السمك و لیس بالشَّبُّوطِ. و قال أَبو عبید فی قوله عزَّ و جل: وَ النّٰاشِطٰاتِ نَشْطاً، قال: هی النجوم تَطْلُع ثم تَغِیب، و قیل: یعنی النجوم تَنْشِط من بُرْج إِلی برج كالثور الناشط من بلد إِلی بلد، و قال ابن مسعود و ابن عباس: إِنها الملائكة، و قال الفراء: هی الملائكة تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، و قال الزجاج: هی الملائكة تنشِط الأَرْواحَ نشطاً أَی تَنْزِعُها نَزْعاً كما تنزِع الدَّلْوَ من البئر. و نَشَّطْتُ الإِبل تنشیطاً إِذا كانت ممنوعة من المَرْعی فأَرسلْتها تَرْعی، و قالوا: أَصلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ و قال أَبو النجم: نَشَّطَها ذُو لِمّة لم تَقْمَلِ، صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّعَزُّلِ أَی أَرْسلَها إِلی مَرْعاها بعد ما شربت. ابن الأَعرابی: النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال فی وقت نَكْثها لتُضْفَر ثانیة. و تَنَشَّطت الناقةُ فی سیرها: و ذلك إِذا شدّت. و تنشَّطت الناقةُ الأَرضَ: قطعَتْها؛ قال: تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ یقول: تناوَلَتْه و أَسرعت رَجْع یدیها فی سیرها. و المِغْلاةُ: البعیدةُ الخَطْو. و الوهَقُ: المُباراةُ فی السیر. قال الأَخفش: الحِمارُ یَنْشِطُ من بَلد إِلی بلد، و الهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ و قال هِمْیانُ: أَمْسَتْ هُمُومِی تَنْشِطُ المَناشِطا: الشامَ بی طَوْراً، و طَوْراً واسِطا و نَشِیطٌ: اسم. و قولهم: لا حتی یرجِعَ نَشِیطٌ من مَرْو، هو اسم رجل بَنی لزِیاد داراً بالبَصرة فهَرَبَ إِلی مَرْو قبل إِتمامها، فكان زیاد كلما قیل له: تَمِّم دارك، یقول: لا حتی یرجع نشیط من مرو، فلم یَرجع فصار مثلًا.

نطط؛ ج7، ص: 415

: النطُّ: الشدُّ. یقال نَطَّه و ناطَه و نطَّ الشی‌ءَ یَنُطُّه نَطّاً مدَّه. و الأَنَطُّ: السفَر البعید، و عقَبةٌ نَطَّاء. و أَرض
لسان العرب، ج‌7، ص: 416
نَطِیطةٌ: بعِیدة. و تَنَطْنَطَ الشی‌ءُ: تباعَد. و نَطْنَطَ إِذا باعَد سفره. و النُّطُطُ: الأَسْفارُ البعیدة. و نطَّ فی الأَرض یَنِطُّ نَطّاً: ذهب، و إِنه لنَطَّاط. و رجل نَطَّاطٌ مِهْذار: كثیر الكلام و الهَذْر؛ قال ابن أَحمر: فلا تَحْسَبَنِّی مُسْتَعِدّاً لنَفْرةٍ، و إِنْ كنْت نَطّاطاً كَثِیرَ المَجاهلِ و قد نَطَّ یَنِطُّ نَطِیطاً. و رجل نَطْناطٌ: طویل، و الجمع النَّطانِطُ. و‌فی حدیث أَبی رُهْمٍ: سأَله النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، عمن تَخَلَّف من غِفار فقال: ما فعل النفَرُ الحُمْرُ النَّطانِطُ؟جمع نَطْناطٍ و هو الطویل، و قیل: هو الطویل المَدِید القامة، و‌فی روایة: ما فعل الحمر الطوالُ النّطانِطُ؟ و یروی الثِّطاط، بالثاء المثلثة، و قد تقدم. و نَطْنَطْتُ الشی‌ء: مَدَدْته.

نعط؛ ج7، ص: 416

: ناعِطٌ: حِصْن فی رأْس جبل بناحیة الیمن قدیم معروف، كان لبعض الأَذْواء. و ناعِطٌ: جبَل، و قیل: ناعط جبل بالیمن. و ناعِطٌ: بطن من هَمْدانَ، و قیل: هو حصن فی أَرضهم؛ قال لبید: و أَفْنی بناتُ الدَّهْرِ أَرْبابَ ناعِطٍ، بمُسْتَمَعٍ دُون السماء و مَنْظَرِ و أَعْوَصْنَ بالدُّومیِّ من رأْسِ حِصْنِه، و أَنْزَلْنَ بالأَسْبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ أَعْوَصْنَ به أَی لَوَیْنَ علیه أَمره. و الدُّومِی: هو أُكَیْدِرُ صاحبُ دومة الجَنْدلِ. و المشقَّر: حصن، و رَبّه: أَبو إمرئ القیس. و النُّعُطُ: المسافرون سفراً بعیداً، بالعین. و النُّعُط: القاطِعو اللُّقَم بنصفین فیأْكلون نصفاً و یلقون النصف الآخر فی الغَضارة، و هم النُّعُط و النُّطُع، واحدهم ناعِطٌ و ناطِعٌ، و هو السیِّ‌ء الأَدَبِ فی أَكله و مُروءته و عَطائه. و یقال: أَنْطَعَ و أَنْعَطَ إِذا قطَع لُقَمه. و النُّغُط، بالغین: الطِّوال من الرّجال.

نغط؛ ج7، ص: 416

: قال الأَزهری فی ترجمة نعط: و النُّغُط، بالغین، الطوال من الرجال.

نفط؛ ج7، ص: 416

: النِّفْطُ و النَّفْطُ: دُهْن، و الكسر أَفصح. و قال ابن سیدة: النِّفْط و النَّفْط الذی تُطْلی به الإِبل للجَرب و الدَّبَر و القِرْدانِ و هو دون الكُحَیْلِ. و روی أَبو حنیفة أَن النَّفْطَ و النِّفْطَ هو الكحیل. قال أَبو عبید: النِّفْطُ عامَّةُ القَطِرانِ، و ردّ علیه ذلك أَبو حنیفة قال: و قول أَبی عبید فاسد، قال و النِّفْطُ و النَّفْطُ حلابة جبل فی قعر بئر توقد به النار، و الكسر أَفصح. و النَّفَّاطةُ و النَّفَاطة: الموضع الذی یستخرج منه النفط. و النَّفَاطاتُ و النَّفَّاطاتُ: ضَرْب من السُّرُج یُرْمی بها بالنفط، و التشدیدُ فی كل ذلك أَعرفُ. التهذیب: و النَّفَّاطات ضرب من السُّرُج یُسْتَصْبح بها، و النفَّاطاتُ أَدواتٌ تُعمل من النُّحاس یرمی فیها بالنفْط و النار. و نَفَط الرجلُ یَنْفِطُ نَفْطاً: غَضِبَ، و إِنه لیَنْفِطُ غَضباً أَی یتحرّك مثل یَنْفِتُ. و القِدر تنْفِطُ نَفِیطاً: لغة فی تَنْفِت إِذا غَلَتْ و تبَجَّسَتْ. و النفَطانُ: شبیه بالسُّعال، و النفْخُ عند الغضب. و النفَطُ، بالتحریك: المَجْلُ. و قد نَفِطَتْ یدُه، بالكسر، نَفْطاً و نَفَطاً و نَفِیطاً و تنفَّطَتْ: قَرِحَتْ من العمل، و قیل: هو ما یصیبها بین الجلد و اللحم، و قد أَنْفَطها العمل، و یدٌ نافِطةٌ و نَفِیطةٌ و مَنْفُوطة. قال ابن سیدة: كذا حكی أَهل اللغة
لسان العرب، ج‌7، ص: 417
مَنفوطة، قال: و لا وجه له عندی لأَنه من أَنْفَطَهَا العمل، و النَّفَطُ ما یُصیبها من ذلك. اللیث: و النَّفْطةُ بَثْرةٌ تخرج فی الید من العمل ملأَی ماء. أَبو زید: إِذا كان بین الجلد و اللحم ماء قیل: نَفِطَت تَنْفَط نَفَطاً و نَفِیطاً. و رَغْوة نافِطةٌ: ذاتُ نَفّاطاتٍ؛ و أَنشد: و حَلَب فیه رُغاً نَوافِطُ و نَفَطَ الظبْیُ یَنْفِطُ نَفِیطاً: صوّت، و كذلك نَزَبَ نَزِیباً. و نَفَطَتِ الماعِزةُ، بالفتح، تَنْفِطُ نَفْطاً و نَفِیطاً: عَطَسَتْ، و قیل: نَفَطت العنزُ إِذا نَثَرَتْ بأَنْفِها؛ عن أَبی الدُّقَیْشِ. و یقال فی المثل: ما له عافِطةٌ و لا نافِطةٌ أَی ما له شی‌ء؛ و قیل: العَفْطُ الضَّرِطُ، و النفْطُ العُطاسُ، فالعافِطةُ من دُبُرها، و النافِطةُ من أَنفها، و قیل: العافِطةُ الضّائنةُ، و النَّافطةُ الماعِزةُ، و قیل: العافطة الماعزة إِذا عطَسَت، و النافطة إِتباع. قال أَبو الدقیش: العافِطةُ النعْجة، و النافطة العنز، و قال غیره: العافطة الأَمة، و النافطة الشاةُ، و قال ابن الأَعرابی: العفْط الحُصاص للشاة، و النفْط عُطاسها، و العَفِیط نَثِیر الضأْن، و النَّفِیطُ نثیر المعز. و قولهم فی المثل: لا یَنْفِطُ فیه عَناق أَی لا یؤخذ لهذا القَتِیل بثأْر.

نقط؛ ج7، ص: 417

: النُّقْطة: واحدة النُّقَط؛ و النِّقاطُ: جمع نُقْطةٍ مثل بُرْمةٍ و بِرام؛ عن أَبی زید. و نقَط الحرفَ یَنْقُطه نَقْطاً: أَعْجَمه، و الاسم النُّقْطة؛ و نقَّط المصاحف تنْقِیطاً، فهو نَقَّاط. و النَّقْطة: فَعْلة واحدة. و یقال: نقَّط ثوبه بالمِداد و الزعفران تَنْقِیطاً، و نقَّطَت المرأَة خدَّها بالسواد: تحَسَّنُ بذلك. و الناقِطُ و النَّقِیطُ: مولی المولی، و فی الأَرض نُقَطٌ من كلإٍ و نِقاطٌ أَی قِطَعٌ متفرِّقة، واحدتها نُقْطة، و قد تنقَّطت الأَرض. ابن الأَعرابی: ما بقی من أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة، و هی قِطْعة من نخل هاهنا، و قطعة من زرع هاهنا. و‌فی حدیث عائشة، رضوان اللّه علیها: فما اختلفوا فی نُقْطةٍ‌أَی فی أَمر و قَضِیَّةٍ. قال ابن الأَثیر: هكذا أَثبته بعضهم بالنون، قال: و ذكره الهروی فی الباء، و قال بعض المتأَخرین: المضبوط المرویّ عند علماء النقل أَنه بالنون، و هو كلام مشهور، یقال عند المُبالغة فی المُوافَقةِ، و أَصله فی الكتابین یُقابل أَحدهما بالآخر و یعارض، فیقال: ما اختلفا فی نُقْطة یعنی من نُقط الحروف و الكلمات أَی أَن بینهما من الاتفاق ما لم یختلفا معه فی هذا الشی‌ء الیسیر.

نمط؛ ج7، ص: 417

: النمَطُ: ظِهارةُ فراش مّا؛ و فی التهذیب: ظِهارة الفراش. و النمَطُ: جماعة من الناس أَمرُهم واحد. و‌فی الحدیث: خیرُ الناس هذا النمَطُ الأَوسط.و‌روی عن علیّ، كرَّم اللّه وجهه، أَنه قال: خیر هذه الأُمة النَّمَطُ الأَوسطُ یَلْحَقُ بهم التالی و یرجع إِلیهم الغالی؛ قال أَبو عبیدة: النمطُ هو الطریقة. یقال: الزَم هذا النَّمَط أَی هذا الطریق. و النمَطُ أَیضاً: الضربُ من الضُّروب و النوعُ من الأَنواع. یقال: لیس هذا من ذلك النمَط أَی من ذلك النوع و الضرب، یقال هذا فی المتاع و العلم و غیر ذلك، و المعنی الذی أَراد علی، علیه السلام، أَنه كره الغُلُوّ و التقصیر فی الدین كما جاء فی الأَحادیث الأُخَر.أَبو بكر: الزَمْ هذا النمَطَ‌أَی الزم هذا المذْهبَ و الفَنَّ و الطریق. قال أَبو منصور: و النمَطُ عند العرب و الزَّوْجُ ضُروبُ الثِّیابِ المُصَبَّغَةِ. و لا یكادون یقولون نمَطٌ و لا زَوْجٌ إِلا لما كان ذا لَوْن من حُمرة أَو خضرة أَو صفرة، فأَما البیاض فلا یقال نمط، و یجمع أَنْماطاً.
لسان العرب، ج‌7، ص: 418
و النمط: ضرب من البُسُط، و الجمع أَنماط مثل سبَب و أَسْباب؛ قال ابن بری: یقال له نمط و أَنماط و نِماط؛ قال المتنخل: عَلامات كتَحْبِیر النِّماطِ و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یُجَلِّلُ بُدْنَه الأَنماط؛ قال ابن الأَثیر: هی ضرب من البُسُط له خَمْل رقیق، واحدها نمَط. و الأَنْمَطُ: الطریقةُ. و النمَطُ من العلم و المتاعِ و كلِّ شی‌ء: نوعٌ منه، و الجمع من ذلك كله أَنماط و نِماط، و النسَبُ إِلیه أَنماطِیّ و نمَطِیٌّ. و وَعْساء النُّمَیْط و النُّبَیْطِ: معروفة تُنْبِتُ ضروباً من النبات، ذكرها ذو الرُّمة فقال: فأَضْحَتْ بوَعْساء النُّمَیْطِ كأَنَّها ذُری الأَثْلِ، من وادی القُری، و نخیلها و النُّمَیْط: اسم موضع؛ قال ذو الرمة: فقال: أَراها بالنُّمَیْطِ كأَنَّها نَخِیلُ القُری، جَبَّارُه و أَطاوِلُه

نهط؛ ج7، ص: 418

: نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً: طعنَه به.

نوط؛ ج7، ص: 418

: ناطَ الشی‌ءَ یَنُوطُه نَوْطاً: عَلَّقه. و النَّوْطُ: ما عُلِّق، سمی بالمصدر، قال سیبویه و قالوا: هو منِّی مَناط الثُّرَیَّا أَی فی البُعْد، و قیل: أَی بتلك المنزلة فحذف الجارّ و أَوْصل كذهبت الشام و دخلت البیتَ. و انتاط به تعَلَّق. و النَّوْطُ: ما بین العَجُز و المَتْن. و كلُّ ما عُلِّقَ من شی‌ء، فهو نَوْط. و الأَنواطُ: المَعالِیقُ. و فی المثل «2»: عاطٍ بغیر أَنْواطٍ أَی یتَناوَلُ و لیس هناك شی‌ء مُعَلَّق، و هذا نحو قولهم: كالحادِی و لیس له بعیر، و تجَشَّأَ لُقْمانُ من غیر شبَعٍ. و الأَنْواطُ: ما نُوِّطَ علی البعیر إِذا أُوقِرَ. و التَّنْواطُ: ما یُعَلَّق من الهَوْدَج یُزَیَّنُ به. و یقال: نِیطَ علیه الشی‌ء عُلِّقَ علیه؛ قال رقاع بن قَیْس الأَسدی: بِلاد بِها نِیطَتْ علیَّ تَمائِمی، و أَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِی تُرابُها و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه أُتِیَ بمال كثیر فقال: إِنی لأَحْسَبكم قد أَهْلَكْتُم الناسَ، فقالوا: و اللّه ما أَخَذْناه إِلَّا عَفْواً بلا سَوْطٍ و لا نوط‌أَی بلا ضَرْب و لا تَعْلِیقٍ؛ و منه‌حدیث علی، كرَّم اللّه وجهه: المُتَعَلِّقُ بها كالنَّوْط المُذَبْذَبِ؛ أَراد ما یُناطُ بِرَحْل الرَّاكب من قَعْب أَو غیره فهو أَبداً یتحرَّك. و نیط به الشی‌ء أَیضاً: وُصِلَ به. و‌فی الحدیث: أُرِیَ اللیلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بكر نِیطَ برسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَی عُلِّقَ. یقال: نُطْتُ هذا الأَمرَ به أَنُوطُه، و قد نِیطَ به، فهو مَنُوط. و‌فی حدیث الحجّاج: قال لِحَفَّار البئر: أَ خَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ؟ فقال: لا واحدَ منهما و لكن نَیِّطاً بین الأَمرین‌أَی وسَطاً بین القلیل و الكثیر، كأَنه مُعَلَّق بینهما؛ قال القتیبی: هكذا روی بالیاء مشدَّدة، و هی من ناطَه یَنُوطُه نَوْطاً، فإِن كانت الروایة بالباء الموحدة فیقال للرّكیة إِذا استُخْرج ماؤُها و اسْتُنْبِط هی نَبَطٌ، بالتحریك. و نِیاطُ كل شی‌ء: مُعَلَّقُه كنِیاطِ القوْسِ و القِرْبة. تقول: نُطْتُ القربةَ بنِیاطِها نَوْطاً. و نِیاطُ القوس: مُعَلَّقُها. و النِّیاط: الفُؤَاد. و النِّیاطُ: عِرْق علق به القلب من الوتین، فإِذا قُطع مات صاحبُه، و هو النَّیْطُ أَیضاً؛ و منه قولهم: رماه اللّه
(2). قوله [و فی المثل إلخ] هو عبارة الصحاح، و فی مجمع الامثال للمیدانی: یضرب لمن یدعی ما لیس یملكه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 419
بالنیْطِ أَی بالموت. و یقال للأَرنب: مُقَطَّعَةُ النِّیاطِ كما قالوا مُقَطَّعة الأَسْحار. و نِیاطُ القلب: عِرْق غلیظ نِیط به القلبُ إِلی الوتین، و الجمع أَنوِطةٌ و نُوط، و قیل: هما نِیاطانِ: فالأَعلی نِیاطُ الفؤاد، و الأَسفل الفرجُ، و قال الأَزهری فی جمعه: أَنوِطةٌ، قال: فإِذا لم ترد العدد جاز أَن یقال للجمع نُوط لأَن الیاء التی فی النِّیاطِ واو فی الأَصل. و النِّیاط و النائط: عرق مستبْطِن الصُّلْب تحت المتن، و قیل: عرق فی الصلب ممتدّ یُعالَج المَصْفور بقَطْعه، قال العجاج: فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، قَضْبَ الطَّبِیبِ، نائطَ المَصْفُورِ «1» القَضْبُ: القَطْع. و المَصْفُور: الذی فی بطنه الماء الأَصفر. و نِیاطُ المَفازةِ: بُعد طریقها كأَنها نِیطت بمفازة أُخری لا تكاد تنقطع، و إِنما قیل لبُعد الفلاة نیاط لأَنها منوطة بفلاة أُخری تتصل بها؛ قال العجاج: و بَلْدةٍ بَعِیدةِ النِّیاطِ، مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِی و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إِذا انْتاطتِ المَغازِی‌أَی إِذا بَعُدت و هو من نِیاطِ المَفازة و هو بعدها، و یقال: انْتاطَت المغازی أَی بَعُدت من النَّوط، و انْتَطَتْ جائز علی القلب؛ قال رؤبة: و بَلْدةٍ نِیاطُها نَطِیّ أَراد نَیِّطٌ فقلب كما قالوا فی جمع قَوْس قِسِیّ و انْتاطَ أَی بعُد، فهو نَیِّطٌ. ابن الأَعرابی: و انْتاطَتِ الدارُ بعُدَت، قال: و منه‌قول مُعاویة فی حدیثه لبعض خُدّامه: علیك بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه علی مودّة واحدة و إِن قَدُمَ العهدُ و انْتاطَتِ الدار، و إِیاك و كل مُسْتَحْدَثٍ فإِنه یأْكل مع كل قوم و یجری مع كل ریح؛ و أَنشد ثعلب: و لكنَّ أَلفاً قد تجَهَّز غادِیاً، بحَوْرانَ، مُنْتاط المَحَلِّ غَرِیبُ و النَّیِّطُ من الآبار: التی یجری ماؤُها معلَّقاً یَنْحَدِرُ من أَجْوالِها إِلی مَجَمِّها. ابن الأَعرابی: بئر نَیِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَی الماء من جانب منها فسال إِلی قعرها و لم تَعِنْ من قعرها بشی‌ء؛ و أَنشد: لا تَسْتَقِی دِلاؤها من نَیِّطِ، و لا بَعِیدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ و قال الشاعر: لا تتّقی دِلاؤها بالنَّیِّط «2» و انْتاطَ الشی‌ءَ: اقْتَضَبَه برأْیه من غیر مُشاوَرة. و النَّوْطُ: الجُلّةُ الصغیرة فیها التمر و نحوه، و الجمع أَنْواطٌ و نِیاطٌ. قال أَبو منصور: و سمعت البَحْرانِیین یسمون الجِلالَ الصغار التی تعلَّق بعُراها من أَقتاب الحَمُولةِ نِیاطاً، واحدها نَوْط. و‌فی الحدیث: إِنَّ وفد عبد القَیْس قَدِمُوا علی رسولِ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فأَهْدَوْا له نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَر‌أَی أَهدوا له جُلّة صغیرة من تمر التَّعْضُوض، و هو من أَسْرَی تُمْرانِ هَجر، أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِیم عَذْب الطعم حُلو. و‌فی حدیث وفد عبد القیس: أَطْعِمْنا من بقیَّةِ القَوْس الذی فی
(1). قوله [فبج إلخ] أَورده المؤلف فی مادة نعر و قال: بج شق أَی طعن الثور الكلب فشق جلده، و تقدم فی مادة ع ن د فبخ كل بالخاء المعجمة و رفع كل و الصواب ما هنا. (2). قوله [تتقی] كذا بالأصل و لعله تستقی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 420
نَوْطِك.الأَصمعی: و من أَمثالهم فی الشدّة علی البخیل: إِن ضَجَّ فزِدْه وِقْراً، و إِن أَعْیا فزِدْه نَوطاً، و إِن جَرْجَرَ فزِدْه ثقلًا؛ قال أَبو عبیدة: النوط العِلاوة بین الفَوْدَیْنِ. و یقال للدَّعِیِّ یَنْتَمِی إِلی قوم: مَنُوطٌ مُذَبْذَب؛ سمی مذبذباً لأَنه لا یدری إِلی من یَنتَمِی فالریح تُذَبْذِبُه یمیناً و شمالًا. و رجل منوط بالقوم: لیس من مُصاصِهم؛ قال حسان: و أَنْتَ دَعِیٌّ نِیطَ فی آل هاشِمٍ، كما نِیطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرد و نیط به الشی‌ء: وُصل به. و النَّوْطةُ: الحوْصَلةُ؛ قال النابغة فی وصف قطاة: حَذَّاء مُدبِرةً، سَكّاء مُقْبِلةً، للماء فی النَّحْر منها نَوْطةٌ عَجَبُ قال ابن سیدة: و لا أَری هذا إِلا علی التشبیه. حذّاء: خفیفة الذنب. سَكّاء: لا أُذن لها، شبه حوصلةَ القطاةِ بنوطة البعیر و هی سِلْعة تكون فی نَحْرِه. و النوْطةُ: ورم فی الصدر، و قیل: ورَم فی نَحر البعیر و أَرْفاغه و قد نِیط له؛ قال ابن أَحمر: و لا عِلْمَ لی ما نَوْطةٌ مُسْتكِنَّةٌ، و لا أَیُّ مَن فارقت أَسْقی سِقائیا و النوْطةُ: الحِقْدُ. و یقال للبعیر إِذا وَرِمَ نحرُه و أَرفاغُه: نِیطت له نَوْطة، و بعیر مَنُوط و قد نِیطَ له و به نَوْطة إِذا كان فی حَلقه ورَم. و یقال: نیط البعیر إِذا أَصابه ذلك. و‌فی الحدیث: بعیر له قد نیط.یقال: نِیط الجمل، فهو منوط إِذا أَصابه النوْطُ، و هی غُدَّة تُصیبه فی بطنه فتقتله. و النوْطة: ما یَنْصَبُّ من الرِّحاب من البلد الظاهر الذی به الغَضَا. و النوْطةُ: الأَرض یكثر بها الطَّلْح، و لیست بواحدة، و ربما كانت فیه نِیاطٌ تجتمع جماعات منه ینقطع أَعلاها و أَسفلها. ابن شمیل: و النوْطةُ لیست بوادٍ ضخْمٍ و لا بتَلْعةٍ هی بینهما. و النوْطةُ: المَكان فی وسطه شجر، و قیل: مكان فیه طَرْفاء خاصّة. ابن الأَعرابی: النوْطةُ المكان فیه شجر فی وسطه، و طرَفاه لا شجر فیهما، و هو مرتفع عن السیل. و النوْطة: الموضع المرتفع عن الماء؛ عن ابن الأَعرابی. و قال أَعرابی: أَصابنا مطَر جَوْدٌ و إِنَّا لَبِنَوْطةٍ فجاء بجارّ الضبُع أَی بسَیْل یجُرّ الضبُع من كثرته. و التَّنَوُّطُ و التُّنَوِّطُ: طائر نحو القارِیة سواداً تركَّب عُشها بین عُودین أَو علی عود واحد فتُطیل عشها فلا یصل الرجل إِلی بیضها حتی یُدخل یده إِلی المنكب، و قال أَبو علی فی البصریّات: هو طائر یُعلِّق قشوراً من قشور الشجر و یُعشِّش فی أَطرافها لیحفظَه من الحیات و الناس و الذرّ؛ قال: تُقَطِّعُ أَعناقَ التَنَوُّطِ بالضُّحَی، و تَفْرِسُ فی الظَّلْماء أَفْعَی الأَجارِعِ وصف هذه الإِبل بطول الأَعناق و أَنها تصل إِلی ذلك، واحدها تَنَوُّطةٌ و تُنَوِّطة. قال الأَصمعی: إِنما سمی تنوّطاً لأَنه یُدلِّی خُیوطاً من شجرة ثم یُفرخ فیها. و ذاتُ أَنواطٍ: شجرة كانت تُعبد فی الجاهلیة، و‌فی الحدیث: اجعل لنا ذات أَنْواطٍ، قال ابن الأَثیر: هی اسم سَمُرةٍ بعینها كانت للمشركین یَنُوطون بها سِلاحَهم أَی یعلِّقونه بها و یَعْكُفون حولَها، فسأَلوه أَن یجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك. و أَنواط جمع نَوْط، و هو مصدر سمی به المَنُوط. الجوهری: و ذات أَنواط اسم شجرة بعینها. و‌فی الحدیث: أَنه
لسان العرب، ج‌7، ص: 421
أَبصر فی بعض أَسفاره شجرة دَفْواء تسمّی ذاتَ أَنواط.و یقال: نوْطةٌ من طَلْح كما یقال عِیصٌ من سِدْر و أَیكةٌ من أَثل و فَرْش من عُرْفُط و وَهْطٌ من عُشَرٍ و غالٌّ من سَلَم و سَلِیلٌ من سَمُر و قَصِیمةٌ من غضاً و من رِمْث و صَرِیمةٌ من غَضاً و من سَلَم و حَرَجةٌ من شجر. و قال الخلیل: المدّات الثلاث مَنُوطات بالهمز، و لذلك قال بعض العرب فی الوقوف: افْعَلِئ افْعَلأ افْعَلُؤ، فهمزوا الأَلف و الیاء و الواو حین وقفوا.

نیط؛ ج7، ص: 421

: النَّیْطُ: الموتُ. و طَعَنَ فی نیْطِه أَی فی جَنازته إِذا مات. و رُمیَ فلان فی طَنْیِه و فی نَیْطِه: و ذلك إِذا رُمیَ فی جنازته، و معناه إِذا مات. و قال ابن الأَعرابی: یقال رماه اللّه بالنَّیْط و رماه اللّه بنَیْطه أَی بالموت الذی یَنُوطه، فإِن كان ذلك فالنیط الذی هو الموت إِنما أَصله الواو، و الیاء داخلة علیها دخول معاقبة، أَو یكون أَصله نَیّطاً أَی نَیْوِطاً ثم خفف؛ قال أَبو منصور: إِذا خفف فهو مثل الهَیْنِ و الهَیِّن و اللیْنِ و اللیِّن. و‌روی عن علیّ، علیه السلام، أَنه قال: لوَدَّ معاویة أَنه ما بقی من بنی هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ إِلا طُعِنَ «3» فی نَیْطِه؛ معناه إِلا مات. قال ابن الأَثیر: و القیاس النوط لأَنه من ناط ینوط إِذا عُلِّق، غیر أَن الواو تعاقب الیاء فی حروف كثیرة. و قیل: النَّیْطُ نیاط القلب و هو العِرْق الذی القلب متعلق به. و‌فی حدیث أَبی الیَسَر: و أَشار إِلی نِیاط قلبه.و أَتاه نَیْطُه أَی أَجله. و ناطَ نَیْطاً و انتاط: بَعُدَ. و النَّیِّطُ: العین فی البئر قبل أَن تصل إِلی القعر.

فصل الهاء؛ ج7، ص: 421

هبط؛ ج7، ص: 421

: الهُبُوطُ: نقِیضُ الصُّعُود، هبطَ یهْبِط و یهبُطُ هُبُوطاً إِذا انْهَبط فی هَبُوط من صَعُود. و هَبَطَ هُبوطاً: نزل، و هَبَطْته و أَهْبَطْتُه فانْهَبطَ؛ قال: ما راعَنی إِلا جَناحٌ هابِطا، علی البُیوتِ، قَوْطَه العُلابِطا أَی مُهْبِطاً قوطَه. قال: و قد یجوز أَن یكون أَراد هابطاً علی قَوْطه فحذف و عدّی. و‌فی حدیث الطفیل بن عمرو: و أَنا أَتَهَبَّطُ إِلیهم من الثنیّةِ‌أَی أَنْحَدِرُ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی الروایة و هو بمعنی أَنْهَبِطُ و أَهْبِطُ. و هَبَطه أَی أَنزله، یتعدّی و لا یتعدّی. و أَما قوله عزّ و جلّ: وَ إِنَّ مِنْهٰا لَمٰا یَهْبِطُ مِنْ خَشْیَةِ اللّٰهِ، فأَجودُ القولین فیه أَن یكون معناه: و إِن منها لما یَهْبِطُ مَن نَظَر إِلیه مِن خَشْیَةِ اللّه، و ذلك أَن الإِنسان إِذا فكَّر فی عِظَم هذه المخلوقات تَضاءَل و خَشَعَ، و هَبطَت نفسُه لعظم ما شاهَد، فنُسِب الفعل إِلی تلك الحِجارة لما كان الخشوع و السُّقوط مسبَّباً عنها و حادثاً لأَجل النظر إِلیها، كقول اللّه سبحانه: وَ مٰا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ؛ هذا قول ابن جنی، و كذلك أَهْبَطْتُه الركْبَ؛ قال عدی بن زید «4»: أَهْبَطْته الرَّكْبَ یُعْدِینی، و أُلْجِمُه، للنّائباتِ، بِسَیْرٍ مِخْذَم الأَكَمِ و الهَبُوطُ من الأَرض: الحَدُورُ. قال الأَزهری:
(3). قوله [إلا طعن] كذا ضبط فی النهایة، و بهامشها ما نصه: یقال طعن فی نیطه أَی فی جنازته، و من ابتدأ بشی‌ء أَو دخل فیه فقد طعن فیه، و قال غیره: طعن علی ما لم یسم فاعله، و النیط نیاط القلب و هی علاقته فإذا طعن مات صاحبه. (4). قوله [ابن زید] فی شرح القاموس: الرقاع، و فیه أَیضاً یغذینی بمعجمتین بدل یعدینی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 422
و فَرْقُ ما بین الهَبُوط و الهُبوط أَنَّ الهَبُوطَ اسم للحَدُور، و هو الموضع الذی یُهْبِطُكَ من أَعلی إِلی أَسفل، و الهُبُوط المصدر. و الهَبْطةُ: ما تَطامَن من الأَرض. و هَبَطْنا أَرضَ كذا أَی نزلناها. و الهَبْطُ: أَن یقع الرجل فی شَرّ. و الهبْط أَیضاً: النقصان. و رجل مَهْبُوطٌ: نقَصت حالُه. و هَبَطَ القوْمُ یَهْبِطُون إِذا كانوا فی سَفال و نقصوا؛ قال لبید: كلُّ بَنِی حُرَّةٍ مَصِیرُهُمُ قُلٌّ، و إِنْ أَكثَرُوا مِنَ العَدَدِ إِنْ یُغْبَطُوا یَهْبِطُوا، و إِنْ أُمِروا یَوْماً، فهم للفَناء و النَّفَدِ و هو نقِیضُ ارتفعوا. و الهَبْطُ: الذُّلُّ، و أَنشد الأَزهری بیت لبید هذا: إِنْ یُغْبَطُوا یَهْبِطوا. و یقال: هَبطَه فهبطَ، لفظ اللازم و المتعدی واحد. و‌فی الحدیث: اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً‌أَی نسأَلك الغِبْطةَ و نعوذ بك أَن نَهْبِطَ عن حالنا، و فی التهذیب: أَی نسأَلك الغبطة و نعوذ بك أَن تُهْبِطنا إِلی حال سَفال، و قیل: معناه نسأَلك الغبطة و نعوذ بك من الذلِّ و الانحِطاط و النزول؛ قال ابن بری: و منه قول لبید: إِن یغبطوا یهبطوا …؛ و قول العباس: ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاد لا بَشَرٌ أَنْتَ، و لا مُضْغَةٌ، و لا علَقُ أَراد لما أَهبط آدم إِلی الدنیا كنت فی صُلْبه غیر بالغ هذه الأَشیاء. قال ابن سیدة: و العرب تقول اللهم غبطاً لا هبطاً؛ قال: الهبط ما تقدَّم من النَّقْصِ و التسفُّلِ، و الغَبْطُ أَن تُغْبَط بخیر تقع فیه. و هبَطَتْ إِبلی و غنمی تَهْبِطُ هُبوطاً: نقصت. و هَبطْتُها هَبْطاً و أَهْبَطْتُها، و هَبطَ ثمنُ السلعة یَهْبِطُ هُبوطاً: نقص، و هبَطْته أَهْبِطُه هَبْطاً و أَهْبطته. الأَزهری: هَبطَ ثمنُ السِّلْعة و هبَطْته أَنا أَیضاً، بغیر أَلف. و المَهْبوط: الذی مرض فهبَطَه المرضُ إِلی أَن اضْطرب لحمه. و هبط فلان إِذا اتَّضع. و هَبطَ القومُ: صاروا فی هُبوط. و رجل مَهْبوط و هَبِیطٌ: هبطَ المرضُ لحمَه نقصَه و أَحْدَره و هزَلَه. و هبطَ اللحمُ نفسُه: نقص و كذلك الشحمُ. و هبَط شحمُ الناقة إِذا اتَّضع و قلَّ؛ قال أُسامةُ الهذلی: و مِنْ أَیْنها بَعْدَ إِبدانِها، و من شَحْمِ أَثْباجِها الهابِط و یقال: هبَطْتُه فهبط لازم و واقع أَی انْهَبَطَتْ أَسْنِمَتُها و تواضَعتْ. و الهَبیطُ من النوق: الضَّامر. و الهبیط من الأَرض: الضامرُ، و كله من النُّقصان. و قال أَبو عبیدة: الهبیطُ الضامر من الإِبل؛ قال عَبِیدُ بن الأَبْرَصِ: و كأَنَّ أَقْتادی تَضَمَّنَ نِسْعَها، من وَحْشِ أَوْرالٍ، هَبیطٌ مُفْرَدُ أَراد بالهَبِیط ثوراً ضامراً. قال ابن بری: عنی بالهبیط الثور الوحشی شبه به ناقته فی سُرعتها و نشاطها و جعله مُنفرداً لأَنه إِذا انفرد عن القَطِیع كان أَسْرع لِعَدْوِه. و هَبَطَ الرجل من بلد إِلی بلد و هبَطْتُه أَنا و أَهْبَطْته؛ قال خالد بن جَنْبة: یقال: هبَط فلان أَرضَ كذا و هبَط السُّوقَ إِذا أَتاها؛ قال أَبو النجم یصف إِبلًا: یَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كذاوِی القَرْمَلِ فَهَبَطَتْ، و الشمسُ لم تَرَجَّلِ أَی أَتَتْه بالغَداةِ قبل ارتفاع الشمس. و یقال: هبطه
لسان العرب، ج‌7، ص: 423
الزمان إِذا كان كثیر المال و المعروف فذهب ماله و معروفه. الفرَّاء: یقال هبطه اللّه و أَهْبَطَه. و التِّهِبِّطُ: بلد، و قال كراع: التِّهِبِّطُ طائر لیس فی الكلام علی مثال تِفِعِّل غیره، و روی عن أَبی عُبیدة: التَّهَبُّط علی لفظ المصدر. و‌فی حدیث ابن عباس فی العَصْف المأْكول قال: هو الهَبُوط، قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی روایة بالطاء، قال سُفیان: هو الذَّرُّ الصغیر، قال: و قال الخطابی أَراه وهَماً و إِنما هو بالراء.

هرط؛ ج7، ص: 423

: هرَطَ الرجلُ فی عرْض أَخِیه و هَرَط عِرْضَ أَخِیه یَهْرِطُه هَرْطاً: طَعَنَ فیه و مَزَّقه و تنَقَّصه، و مثله هَرَتَه و هرَدَه و مزَقَه و هَرْطَمَه. و تهارَطَ الرجلان: تَشاتَما. و قیل: الهَرْط فی جمیع الأَشیاء المَزْقُ العَنِیف، و الهَرْطُ لغة فی الهَرْتِ و هو المزق العنیف. و ناقة هِرْطٌ: مُسِنَّةٌ، و الجمع أَهْراط و هُروط. و الهِرْط: لحم مَهْزول كأَنه مُخاط لا یُنْتفع به لغَثاثتِه. و الهِرْط و الهِرْطةُ: النعجة الكبیرة المهزولة، و الجمع هِرَطٌ مثل قِرْبة و قِرَبٍ. اللیث: نعجة هِرْطة و هی المهزولة لا ینتفع بلحمها غُثوثةً، الفراء: و لحمها الهِرط، بالكسر. و قال ابن الأَعرابی: الهَرط، بفتح الهاء، و هو الذی یتَفَتَّت إِذا طُبِخ. ابن شمیل: الهِرْطةُ من الرجال الأَحمق الجبان الضعیف. ابن الأَعرابی: هَرِطَ الرجلُ إِذا اسْترْخی لحمُه بعد صَلابة من عِلَّة أَو فَزَع، و الإِنسان یَهْرِطُ فی كلامه: یُسَفْسِفُ و یَخْلِطُ. و الهَیْرَطُ: الرِّخْو.

هرمط؛ ج7، ص: 423

: هَرْمَطَ عِرْضه: وقع فیه و هو مثل هرَطه.

هطط؛ ج7، ص: 423

: الأَزهری: الهُطُطُ الهَلْكی من الناس، و الأَهَطُّ الجمل الكثیر المَشْی الصَّبُور علیه، و الناقة هَطَّاء. و الهَطْهَطةُ: السُّرعة فیما أُخذ فیه من عمل مشی أَو غیره. ابن الأَعرابی: هُطْهُطْ إِذا أَمرته بالذَّهاب و المجی‌ء.

هقط؛ ج7، ص: 423

: هِقِطْ: من زجر الخیل؛ عن المبرد وحده؛ قال: لَمَّا سَمِعْتُ خَیْلهم هِقِطِّ، علِمت أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّی

هلط؛ ج7، ص: 423

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الهالِطُ المُسْترْخی البطنِ، و الهاطِلُ الزرعِ المُلْتَفُّ.

همط؛ ج7، ص: 423

: الهَمْطُ: الظلم. هَمَطَ یَهْمِطُ هَمْطاً: خلَط بالأَباطِیلِ. و هَمَطَ الرجلَ و اهْتَمَطَه: ظلمَه و أَخَذ منه ماله علی سبیل الغَلَبة و الجَوْر؛ قال الشاعر: و مِنْ شدِیدِ الجَوْرِ ذِی اهْتِماطِ و الهَمَّاطُ: الظالم. و هَمَطَ فلان الناسَ یَهْمِطُهم إِذا ظلمهم حَقَّهم.و سئل إِبراهیم النخعی عن عُمَّال یَنْهَضُون إِلی القُری فیَهْمِطون أَهلَها، فإِذا رجعوا إِلی أَهالِیهم أَهْدَوْا لجِیرانهم و دعَوْهم إِلی طَعامِهم، فقال: لهم المَهْنَأُ و علیهم الوزْر؛ معناه أَنهم یأْخذون منهم علی سبیل القَهْر و الغلَبة. یقال: همَطَ مالَه و طعامَه و عِرْضه و اهتمطه إِذا أَخذه مرة بعد مرة من غیر وجه، و‌فی روایة: كان العُمّال یَهْمِطُون ثم یَدْعُون فیُجابُون، یعنی یدْعون إِلی طعامهم، یرید أَنه یجوز أَكل طعامهم و إِن كانوا ظلَمَة إِذا لم یتعیَّن الحرام. و‌فی حدیث خالد بن عبد اللّه: لا غَرْوَ إِلا أَكْلةٌ بِهَمْطةٍ؛ استعمل الهَمْطَ فی الأَخذ بِخُرْقٍ و عَجَلةٍ و نَهْب. أَبو عَدْنان: سأَلت الأَصمعی عن الهمط فقال: هو الأَخذ بخرق و ظُلم؛ و قیل: الهمْط الأَخذ بغیر تقدیر، و الهمْطُ الخَلْط من الأَباطِیل
لسان العرب، ج‌7، ص: 424
و الظلمُ. تقول: هو یَهْمِط و یَخْلِطَ هَمْطاً و خَلْطاً. و یقال: همَط یَهْمِطُ إِذا لم یُبال ما قال و ما أَكل. ابن الأَعرابی: امْتَرَزَ من عِرْضه و اهْتَمَطَ إِذا شتمَه و عابَه. و قال ابن سیدة: و اهتمط عرضه شتمه و تنقَّصه، و قال: و اهتَمَط الذئبُ السخْلة أَو الشاةَ أَخَذها؛ عن ابن الأَعرابی.

هملط؛ ج7، ص: 424

: هَمْلَطَ الشی‌ءَ: أَخَذه أَو جمعه.

هنبط؛ ج7، ص: 424

: التهذیب لابن الأَثیر‌فی حدیث حبیب بن مَسْلمة: إِذْ نزل الهَنْباط؛ قیل: هو صاحب الجَیْش بالرُّومیَّة.

هیط؛ ج7، ص: 424

: ما زالَ مُنذ الیوم یَهِیطُ هَیْطاً و ما زال فی هَیْطٍ و مَیْطٍ و هِیاط و مِیاطٍ أَی فی ضِجاجٍ و شَرّ و جَلَبة، و قیل: فی هیاطٍ و میاطٍ فی دُنُوّ و تَباعُد. و الهِیاطُ و المُهایطةُ: الصِّیاح و الجَلَبة. قال أَبو طالب فی قولهم ما زِلنا بالهیاط و المیاط: قال الفراء الهیاط أَشدُّ السَّوْقِ فی الوِرْد، و المِیاطُ أَشدُّ السوق فی الصَّدَر، و معنی ذلك بالمجی‌ء و الذهاب. اللحیانی: الهیاط الإِقبال، و المیاط الإِدْبار. غیره: الهِیاطُ اجتماع الناس للصلح، و المیاطُ التفَرُّق عن ذلك، و قد أُمیت فعل الهیاط. و یقال: بینهما مُهایَطة و مُمایطة و مُعایَطةٌ و مُسایَطة، كلام مُخْتلف. و الهائط: الذَّاهب، و المائط: الجائی. قال ابن الأَعرابی: و یقال هایَطَه إِذا استضعفه. و یقال: وقع القوم فی هِیاط و میاط. و تَهایَط القومُ تَهایُطاً إِذا اجتمعوا و أَصْلحوا أَمرهم، خِلاف التمایُط، و تمایَطوا تمایُطاً: تباعَدُوا و فسد ما بینهم، و اللّه أَعلم.

فصل الواو؛ ج7، ص: 424

وبط؛ ج7، ص: 424

: الوابِطُ: الضعیف. وبَطَ فی جِسمه و رَأْیِه یَبِط وَبْطاً و وبُوطاً و وَباطةً و وَبِطَ وبَطاً و وَبْطاً و وَبُطَ: ضَعُف و ثَقُل. و وَبَط رأْیُه فی هذا الأَمر وُبوطاً إِذا ضعُف و لم یَسْتَحْكِم؛ و أَنشد ابن بری لحمید الأَرقط: إِذْ باشَرَ النَّكْثَ بِرَأْیٍ وابِطِ و كذلك وَبِط، بالكسر، یَوْبَط وَبْطاً. و الوابِطُ: الخَسِیس و الضعیف الجَبان. و یقال: أَردت حاجة فوَبَطَنی عنها فلان أَی حبَسنی. و الوَباطُ: الضَّعْف؛ قال الراجز: ذُو قُوَّة لیسَ بذِی وَباطِ و الوابِطُ: الخَسِیس. و وبَطَ حَظَّه وَبْطاً: أَخَسَّه و وضَع من قدره. و وَبَطْت الرجلَ: وضعت من قدره. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: اللهم لا تَبِطْنی بعد إِذ رَفَعْتنی‌أَی لا تُهِنِّی و تَضَعْنی. أَبو عمرو: وَبَطه اللّه و أَبَطَه و هَبَطَه بمعنی واحد؛ و أَنشد: أَ ذاكَ خَیْرٌ أَیُّها العَضارِطُ، أَم مُسْبَلاتٌ شَیْبُهنَّ وابِطُ؟ أَی واضِع الشَّرَفِ. و وَبَط الجرْحَ وَبْطاً: فتحه كبَطَّه بَطًّا.

وخط؛ ج7، ص: 424

: الوَخْط من القَتِیر: النَّبْذُ، و قیل: هو اسْتِواء البیاض و السوادِ، و قیل: هو فُشُوُّ الشَّیْب فی الرأْس. و قد وخَطَه الشیبُ وخْطاً و وخَضَه بمعنی واحد أَی خالَطَه؛ و أَنشد ابن بری: أَتَیْتُ الذی یأْتی السَّفِیهُ لِغِرَّتی، إِلی أَن عَلا وخْطٌ مِن الشیْب مَفْرَقی و وُخِطَ فلان إِذا شابَ رأْسُه، فهو مَوْخُوط.
لسان العرب، ج‌7، ص: 425
و یقال فی السیْر: وخَطَ یَخِطُ إِذا أَسْرعَ، و كذلك وخَطَ الظَّلِیمُ و نحوه. و الوَخْطُ: لغة فی الوَخْدِ، و هو سرعة السیر. و ظلیم وخَّاطٌ: سریع، و كذلك البعیر؛ قال ذو الرمة: عنِّی و عن شَمَرْدَلٍ مِجْفال، أَعْیَطَ وخَّاطِ الخُطَی طُوال و المِیخَطُ: الدَّاخِل. و وَخَط أَی دخل. و فَرُّوجٌ واخِطٌ: جاوَزَ حد الفَراریج و صار فی حدِّ الدُّیوك. و الوَخْطُ: الطَّعْنُ الخَفِیفُ لیس بالنافِذ، و قیل: هو أَن یُخالِطَ الجَوْفَ. قال الأَصمعی: إِذا خالطَت الطعْنةُ الجوْفَ و لم تنفذ فذلك الوَخْضُ و الوَخْطُ، و وَخَطه بالرمح و وَخَضَه، و فی الصحاح: الوخْطُ الطعنُ النافذ، و قد وخَطَه وخْطاً؛ و طعنٌ وخَّاطٌ، و كذلك رمح وخَّاط؛ قال: وَخْطاً بماضٍ فی الكُلی وخَّاطِ و فی التهذیب: وخْضاً بماض. و وخطَه بالسیف: تَناوَله من بعید، تقول: وُخِطَ فلان یُوخَطُ وخْطاً، قال أَبو منصور: لم أَسمع لغیر اللیث فی تفسیر الوَخْط أَنه الضرب بالسیف، قال: و أَراه أَراد أَنه یتناوله بذُبابِ السیفِ طَعْناً لا ضَرْباً. و الوَخْطُ فی البیْع: أَنْ تَرْبَح مرة و تخسر أُخری. و وخْطُ النِّعال: خَفْقُها. و‌فی الحدیث عن أَبی أُمامَة قال: خرج رسولُ اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فأَخذ ناحیة البقیع فاتَّبَعناه، فلما سمع وَخْطَ نِعالِنا خلفَه وقف ثم قال: امْضوا، و هو یُشیر بیده، حتی مضینا كلُّنا، ثم أَقبل یمشی خلفنا فالتفتنا فقلنا: بِمَ «1» یا رسول اللّه صنعْتَ ما صنعت؟ فقال: إِنی سمعت وخْطَ نِعالكم خلفی فتَخَوَّفْت أَن یَتَداخَلنی شی‌ء فقَدَّمْتكم بین یدَیَّ و مشیْتُ خلفكم، فلما بلغ البقیعَ وقف علی قبرین فقال: هذا قبر فلان، لقد ضُرِبَ ضَربة تقطَّعت منها أَوْصالُه، ثم وقف علی الآخر فقال مثل ذلك، ثم قال: أَمَّا هذا فكان یمشی بالنمیمة، و أَما هذا فكان لا یتَنزَّه عن شی‌ء من البول یُصیبه.و‌فی حدیث مُعاذ: كان فی جنازة فلما دفن المیت قال: ما أَنتم ببارِحِین حتی یَسمع وخْطَ نِعالكم‌أَی خَفْقَها و صوتها علی الأَرض.

ورط؛ ج7، ص: 425

: الوَرْطةُ: الاسْتُ، و كل غامِضٍ ورْطةٌ. و الورطة: الهَلَكةُ، و قیل: الأَمر تقع فیه من هَلَكةٍ و غیرها؛ قال یزید بن طُعْمة الخَطْمِیّ: قَذَفُوا سَیِّدَهم فی وَرْطَةٍ، قَذْفَكَ المُقْلَةَ وَسْطَ المُعْتَرَك قال المُفضل بن سَلَمةَ فی قول العرب وقع فلان فی وَرْطةٍ: قال أَبو عمرو هی الهلكة؛ و أَنشد: إِنْ تَأْتِ یَوْماً مثلَ هذِی الخُطَّهْ، تُلاقِ من ضَرْب نُمَیْرٍ وَرْطَهْ و جمعه وِراطٌ؛ و قول رؤبة: نحن جمَعنا الناسَ بالمِلْطاطِ، فأَصْبحوا فی وَرْطةِ الأَوْراطِ قال ابن سیدة: أَراه علی حذف التاء فیكون من باب زَنْد و أَزْناد و فَرْخ و أَفْراخ؛ قال أَبو عبید: و أَصل الوَرْطة أَرض مُطمئنة لا طریق فیها. و أَوْرَطَه و وَرَّطه توریطاً أَی أَوقعه فی الورطة فتَورَّط هو فیها، و أَوْرَطه: أَوقعه فیما لا خَلاص له منه. و‌فی حدیث ابن عمر: إِنَّ من ورَطاتِ الأُمور التی لا مَخْرَجَ منها سَفْكَ الدمِ الحَرام بغیر حِلٍّ.
(1). قوله [بم] هو فی الأصل بالباء الموحدة لا باللام
لسان العرب، ج‌7، ص: 426
و تورَّطَ الرجلُ و اسْتَوْرَطَ: هلَك أَو نَشِبَ. و تورَّط فلان فی الأَمر و اسْتَوْرَطَ فیه إِذا ارْتَبَك فیه فلم یسْهُل له المخرج منه. و الوَرْطةُ: الوحَل و الردَغةُ تقَع فیها الغنم فلا تقدر علی التخلُّص منها. یقال: توَرَّطَتِ الغنم إِذا وقعت فی ورْطة ثم صار مثلًا لكل شدَّة وقع فیها الإِنسان. و قال الأَصمعی: الوَرْطةُ أَهْویة مُتَصَوِّبة تكون فی الجبل تشقّ علی من وقع فیها؛ و قال طفیل یصف الإِبل: تَهاب طَرِیقَ السَّهْلِ تَحْسَبُ أَنه وُعُورُ وِراطٍ، و هو بَیْداء بَلْقَعُ و الوِراطُ: الخَدِیعةُ فی الغنم و هو أَن یُجْمَعَ بین متفرّقین أَو یفرَّق بین مجتمعین. و الوَرْطُ: أَن یُورِطَ إِبله فی إِبل أُخری أَو فی مكان لا تُری فیه فیُغَیِّبها فیه. و‌قوله: لا وَرْطَ فی الإِسلام، قال ثعلب: معناه لا تُغَیِّبْ غنمك فی غنم غیرك. و‌فی حدیث وائل بن حُجْر و كتاب النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، له: لا خِلاطَ و لا وِراطَ؛ قال أَبو عبید: الوِراطُ الخَدِیعةُ و الغِشُّ، و قیل: إِن معناه‌كقوله لا یُجمع بین متفرق و لا یُفرّق بین مجتمع خَشْیة الصدقة.و قال ابن هانئ: الوِراطُ مأْخوذ من إِیراط الجَرِیر فی عُنُق البعیر إِذا جعلت طرَفه فی حَلْقته ثم جَذَبْتَه حتی تَخْنُق البعیر؛ و أَنشد لبعض العرب: حتی تَراها فی الجَریرِ المُورَطِ، سَرْحَ القِیاد، سَمْحةَ التَّهَبُّطِ ابن الأَعرابی: الوِراطُ أَن تَخْبأَها و تفرِّقها. یقال: قد ورَطَها و أَوْرَطها أَی ستَرها، و قیل: الوراط أَن یُغَیّب مالَه و یَجْحَد مكانها، و قیل: الوراط أَن یجْعل الغنم فی وَهْدة من الأَرض لتَخْفی علی المُصَدِّق، مأْخوذ من الوَرْطةِ، و هی الهُوّةُ العَمِیقة فی الأَرض ثم اسْتُعِیر للناس إِذا وقَعوا فی بَلِیَّة یَعْسُر المَخْرجُ منها، و قیل: الوِراط أَن یُغیِّب إِبله فی إِبل غیره و غنَمه. ابن الأَعرابی: الوراطُ أَن یُورط الناسُ بعضُهم بعضاً فیقول أَحدهم: عند فلان صدقة و لیس عنده، فهو الوِراط و الإِیراط، قال: و الشِّناقُ أَن یكون علی الرجل و الرجلین و الثلاثة إِذا تفرّقت أَموالهم أَشناق، فیقول أَحدهم للآخر: شانِقْنی فی شَنَق و اخْلِطْ مالی و مالَك، فإِنه إِن تفرّق وجب علینا شَنَقان، و إِن اجتمع مالنا خفّ علینا، فالشِّناقُ المشارَكة فی الشَّنَق و الشنَقَین.

وسط؛ ج7، ص: 426

: وسَطُ الشی‌ء: ما بین طرَفَیْه؛ قال: إِذا رَحَلْتُ فاجْعلُونی وَسَطا، إِنِّی كَبِیر، لا أُطِیق العُنّدا أَی اجعلونی وسطاً لكم تَرفُقُون بی و تحفظوننی، فإِنی أَخاف إِذا كنت وحدی مُتقدِّماً لكم أَو متأَخّراً عنكم أَن تَفْرُط دابتی أَو ناقتی فتصْرَعَنی، فإِذا سكَّنت السین من وسْط صار ظرفاً؛ و قول الفرزدق: أَتَتْه بِمَجْلُومٍ كأَنَّ جَبِینَه صَلاءةُ وَرْسٍ، وَسْطُها قد تَفَلَّقا فإِنه احتاج إِلیه فجعله اسماً؛ و قول الهذلی: ضَرُوب لهاماتِ الرِّجال بسَیْفِه، إِذا عَجَمَتْ، وسْطَ الشُّؤُونِ، شِفارُها یكون علی هذا أَیضاً، و قد یجوز أَن یكون أَراد إِذا عجمَتْ وسْطَ الشُّؤونِ شفارُها الشؤُونَ أَو مُجْتَمَعَ الشؤُونِ، فاستعمله ظرفاً علی وجهه و حذف المفعول لأَن حذف المفعول كثیر؛ قال
لسان العرب، ج‌7، ص: 427
الفارسی: و یُقوّی ذلك قول المَرّار الأَسدی: فلا یَسْتَحْمدُون الناسَ أَمْراً، و لكِنْ ضَرْبَ مُجْتَمَعِ الشُّؤُونِ و حكی عن ثعلب: وَسَط الشی‌ء، بالفتح، إِذا كان مُصْمَتاً، فإِذا كان أَجزاء مُخَلْخَلة فهو وسْط، بالإِسكان، لا غیر. و أَوْسَطُه: كوَسَطِه، و هو اسم كأَفْكَلٍ و أَزْمَلٍ؛ قال ابن سیدة و قوله: شَهْم إِذا اجتمع الكُماةُ، و أُلْهِمَتْ أَفْواهُها بأَواسِطِ الأَوْتار فقد یكون جَمْعَ أَوْسَطٍ، و قد یجوز أَن یكون جَمَعَ واسِطاً علی وواسِطَ، فاجتمعت واوان فهمَز الأُولی. الجوهری: و یقال جلست وسْط القوم، بالتسكین، لأَنه ظرف، و جلست وسَط الدار، بالتحریك، لأَنه اسم؛ و أَنشد ابن بری للراجز: الحمد للّه العَشِیَّ و السفَرْ، و وَسَطَ اللیلِ و ساعاتٍ أُخَرْ قال: و كلُّ موضع صلَح فیه بَیْن فهو وسْط، و إِن لم یصلح فیه بین فهو وسَط، بالتحریك، و قال: و ربما سكن و لیس بالوجه كقول أَعْصُرِ بن سَعْدِ بن قَیْسِ عَیْلانَ: و قالوا یا لَ أَشْجَعَ یَوْمَ هَیْجٍ، و وَسْطَ الدّارِ ضَرْباً و احْتِمایا قال الشیخ أَبو محمد بن بری، رحمه اللّه، هنا شرح مفید قال: اعلم أَنّ الوسَط، بالتحریك، اسم لما بین طرفی الشی‌ء و هو منه كقولك قَبَضْت وسَط الحبْل و كسرت وسَط الرمح و جلست وسَط الدار، و منه المثل: یَرْتَعِی وسَطاً و یَرْبِضُ حَجْرةً أَی یرْتَعِی أَوْسَطَ المَرْعَی و خِیارَه ما دام القومُ فی خیر، فإِذا أَصابهم شَرٌّ اعتَزلهم و رَبَضَ حَجرة أَی ناحیة منعزلًا عنهم، و جاء الوسط محرّكاً أَوسَطُه علی وزان یقْتَضِیه فی المعنی و هو الطرَفُ لأَنَّ نَقِیض الشی‌ء یتنزّل مَنْزِلة نظِیره فی كثیر من الأَوزان نحو جَوْعانَ و شَبْعان و طویل و قصیر، قال: و مما جاء علی وزان نظیره قولهم الحَرْدُ لأَنه علی وزان القَصْد، و الحَرَدُ لأَنه علی وزان نظیره و هو الغضَب. یقال: حَرَد یَحْرِد حَرْداً كما یقال قصَد یقْصِد قصداً، و یقال: حَرِدَ یَحْرَدُ حرَداً كما قالوا غَضِبَ یَغْضَبُ غضَباً؛ و قالوا: العَجْم لأَنه علی وزان العَضّ، و قالوا: العَجَم لحبّ الزبیب و غیره لأَنه وزان النَّوَی، و قالوا: الخِصْب و الجَدْب لأَن وزانهما العِلْم و الجَهل لأَن العلم یُحیی الناس كما یُحییهم الخِصْب و الجَهل یُهلكهم كما یهلكهم الجَدب، و قالوا: المَنْسِر لأَنه علی وزان المَنْكِب، و قالوا: المِنْسَر لأَنه علی وزان المِخْلَب، و قالوا: أَدْلَیْت الدَّلْو إِذا أَرسلتها فی البئر، وَ دَلَوْتُها إِذا جَذَبْتها، فجاء أَدْلی علی مثال أَرسل و دَلا علی مثال جَذَب، قال: فبهذا تعلم صحة قول من فرق بین الضَّرّ و الضُّر و لم یجعلهما بمعنی فقال: الضَّر بإِزاء النفع الذی هو نقیضه، و الضُّر بإِزاء السُّقْم الذی هو نظیره فی المعنی، و قالوا: فاد یَفِید جاء علی وزان ماسَ یَمِیس إِذا تبختر، و قالوا: فادَ یَفُود علی وزان نظیره و هو مات یموت، و النَّفاقُ فی السُّوق جاء علی وزان الكَساد، و النِّفاق فی الرجل جاء علی وزان الخِداع، قال: و هذا النحوُ فی كلامهم كثیر جدّاً؛ قال: و اعلم أَنّ الوسَط قد یأْتی صفة، و إِن كان أَصله أَن یكون اسماً من جهة أَن أَوسط الشی‌ء أَفضله و خیاره كوسَط المرعی خیرٌ
لسان العرب، ج‌7، ص: 428
من طرفیه، و كوسَط الدابة للركوب خیر من طرفیها لتمكن الراكب؛ و لهذا قال الراجز: إِذا ركِبْتُ فاجْعلانی وسَطا و منه‌الحدیث: خِیارُ الأُمور أَوْساطُها؛ و منه قوله تعالی: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللّٰهَ عَلیٰ حَرْفٍ؛ أَی علی شَكّ فهو علی طرَف من دِینه غیرُ مُتوسّط فیه و لا مُتمكِّن، فلما كان وسَطُ الشی‌ء أَفضلَه و أَعْدَلَه جاز أَن یقع صفة، و ذلك فی مثل قوله تعالی و تقدّس: وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً؛ أَی عَدْلًا، فهذا تفسیر الوسَط و حقیقة معناه و أَنه اسم لما بینَ طَرَفَی الشی‌ء و هو منه، قال: و أَما الوسْط، بسكون السین، فهو ظَرْف لا اسم جاء علی وزان نظیره فی المعنی و هو بَیْن، تقول: جلست وسْطَ القوم أَی بیْنَهم؛ و منه قول أَبی الأَخْزَر الحِمَّانیّ: سَلُّومَ لوْ أَصْبَحْتِ وَسْط الأَعْجَمِ أَی بین الأَعْجم؛ و قال آخر: أَكْذَبُ مِن فاخِتةٍ تقولُ وسْطَ الكَرَبِ، و الطَّلْعُ لم یَبْدُ لها: هذا أَوانُ الرُّطَبِ و قال سَوَّارُ بن المُضَرَّب: إِنِّی كأَنِّی أَرَی مَنْ لا حَیاء له و لا أَمانةَ، وسْطَ الناسِ، عُرْیانا و‌فی الحدیث: أَتَی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، وسْط القوم‌أَی بینهم، و لما كانت بین ظرفاً كانت وسْط ظرفاً، و لهذا جاءت ساكنة الأَوسط لتكون علی وزانها، و لما كانت بین لا تكون بعضاً لما یضاف إِلیها بخلاف الوسَط الذی هو بعض ما یضاف إِلیه كذلك وسْط لا تكون بعضَ ما تضاف إِلیه، أَ لا تری أَن وسط الدار منها و وسْط القوم غیرهم؟ و من ذلك قولهم: وسَطُ رأْسِه صُلْبٌ لأَن وَسَطَ الرأْس بعضها، و تقول: وَسْطَ رأْسِه دُهن فتنصب وسْطَ علی الظرف و لیس هو بعض الرأْس، فقد حصل لك الفَرْق بینهما من جهة المعنی و من جهة اللفظ؛ أَما من جهة المعنی فإِنها تلزم الظرفیة و لیست باسم متمكن یصح رفعه و نصبه علی أَن یكون فاعلًا و مفعولًا و غیر ذلك بخلاف الوَسَطِ، و أَما من جهة اللفظ فإِنه لا یكون من الشی‌ء الذی یضاف إِلیه بخلاف الوَسَط أَیضاً؛ فإِن قلت: قد ینتصب الوَسَطُ علی الظرف كما ینتصب الوَسْطُ كقولهم: جَلَسْتُ وسَطَ الدار، و هو یَرْتَعِی وسَطاً، و منه ما جاء‌فی الحدیث: أَنه كان یقف فی صلاة الجَنازة علی المرأَة وَسَطَها، فالجواب: أَن نَصْب الوَسَطِ علی الظرف إِنما جاء علی جهة الاتساع و الخروج عن الأَصل علی حدّ ما جاء الطریق و نحوه، و ذلك فی مثل قوله: كما عَسَلَ الطَّرِیقَ الثَّعْلَبُ و لیس نصبه علی الظرف علی معنی بَیْن كما كان ذلك فی وسْط، أَ لا تری أَن وسْطاً لازم للظرفیة و لیس كذلك وسَط؟ بل اللازم له الاسمیة فی الأَكثر و الأَعم، و لیس انتصابه علی الظرف، و إِن كان قلیلًا فی الكلام، علی حدِّ انتصاب الوسْط فی كونه بمعنی بین، فافهم ذلك. قال: و اعلم أَنه متی دخل علی وسْط حرفُ الوِعاء خرج عن الظرفیة و رجعوا فیه إِلی وسَط و یكون بمعنی وسْط كقولك: جلسْتُ فی وسَط القوم و فی وسَطِ رأْسِه دُهن، و المعنی فیه مع تحرُّكه كمعناه
لسان العرب، ج‌7، ص: 429
مع سكونه إِذا قلت: جلسْتُ وسْطَ القوم، و وسْطَ رأْسِه دُهن، أَ لا تری أَن وسَط القوم بمعنی وسْط القوم؟ إِلَّا أَن وَسْطاً یلزم الظرفیة و لا یكون إِلَّا اسماً، فاستعیر له إِذا خرج عن الظرفیة الوسَطُ علی جهة النیابة عنه، و هو فی غیر هذا مخالف لمعناه، و قد یُستعمل الوسْطُ الذی هو ظرف اسماً و یُبَقَّی علی سكونه كما استعملوا بین اسماً علی حكمها ظرفاً فی نحو قوله تعالی: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ؛ قال القَتَّالُ الكلابی: مِن وَسْطِ جَمْعِ بَنی قُرَیْظٍ، بعد ما هَتَفَتْ رَبِیعَةُ: یا بَنی خَوّارِ و قال عَدِیُّ بن زید: وَسْطُه كالیَراعِ أَو سُرُجِ المَجْدلِ، حِیناً یَخْبُو، و حِیناً یُنِیرُ و‌فی الحدیث: الجالِسُ وسْطَ الحَلْقةِ مَلْعُون، قال: الوسْط، بالتسكین، یقال فیما كان مُتَفَرِّقَ الأَجزاء غیرَ مُتصل كالناس و الدوابّ و غیر ذلك، فإِذا كان مُتصلَ الأَجزاء كالدَّار و الرأْس فهو بالفتح. و كل ما یَصْلُح فیه بین، فهو بالسكون، و ما لا یصلح فیه بین، فهو بالفتح؛ و قیل: كل منهما یَقَع مَوْقِعَ الآخر، قال: و كأَنه الأَشبه، قال: و إِنما لُعِنَ الجالِسُ وسْط الحلقة لأَنه لا بدَّ و أَن یَسْتَدبِر بعضَ المُحیطین به فیُؤْذِیَهم فیلعنونه و یذُمونه. و وسَطَ الشی‌ءَ: صار بأَوْسَطِه؛ قال غَیْلان بن حُرَیْثٍ: و قد وَسَطْتُ مالِكاً و حَنْظَلا صُیَّابَها، و العَدَدَ المُجَلْجِلا قال الجوهری: أَراد و حنظلة، فلما وقف جعل الهاء أَلِفاً لأَنه لیس بینهما إِلا الهَهَّةُ و قد ذهبت عند الوقف فأَشبهت الأَلف كما قال إمرؤُ القیس: و عَمْرُو بنُ دَرْماء الهُمامُ إِذا غَدا بِذی شُطَبٍ عَضْبٍ، كمِشْیَةِ قَسْوَرا أَراد قَسْوَرَة. قال: و لو جعله اسماً محذوفاً منه الهاء لأَجراه، قال ابن بری: إِنما أَراد حریثُ بن غَیلان «2» و حنظل لأَنه رَخَّمه فی غیر النداء ثم أَطلق القافیة، قال: و قول الجوهری جعل الهاء أَلِفاً وهمٌ منه. و یقال: وسَطْتُ القومَ أَسِطُهم وَسْطاً و سِطةً أَی تَوَسَّطْتُهم. و وَسَطَ الشی‌ءَ و تَوَسَّطَه: صار فی وسَطِه. و وُسُوطُ الشمس: توَسُّطُها السماء. و واسِطُ الرَّحْل و واسِطَتُه؛ الأَخیرة عن اللحیانی: ما بین القادِمةِ و الآخِرة. و واسِطُ الكُورِ: مُقَدَّمُه؛ قال طرفة: و إِنْ شِئت سامی واسِطَ الكُورِ رأْسُها، و عامَتْ بِضَبْعَیْها نَجاء الخَفَیْدَدِ و واسِطةُ القِلادة: الدُّرَّة التی وسَطها و هی أَنْفَس خرزها؛ و فی الصحاح: واسِطةُ القلادة الجَوْهَرُ الذی هو فی وَسطِها و هو أَجودها، فأَما قول الأَعرابی للحسن: عَلِّمنی دِیناً وَسُوطاً لا ذاهِباً فُرُوطاً و لا ساقِطاً سُقُوطاً، فإِن الوَسُوط هاهنا المُتَوَسِّطُ بین الغالی و التَّالی، أَ لا تراه قال لا ذاهباً فُرُوطاً؟ أَی لیس یُنال و هو أَحسن الأَدیان؛ أَ لا تری إِلی‌قول علیّ، رضوان اللّه علیه: خیر الناس هذا النمَطُ الأَوْسَط
(2). قوله [حریث بن غیلان] كذا بالأصل هنا و تقدم قریباً غیلان بن حریث.
لسان العرب، ج‌7، ص: 430
یَلْحق بهم التَّالی و یرجع إِلیهم الغالی؟قال الحسن للأَعرابی: خیرُ الأُمور أَوْساطُها؛ قال ابن الأَثیر فی هذا الحدیث: كلُّ خَصْلة محمودة فلها طَرَفانِ مَذْمُومان، فإِن السَّخاء وسَطٌ بین البُخل و التبذیر، و الشجاعةَ وسَط بین الجُبن و التهوُّر، و الإِنسانُ مأْمور أَن یتجنب كل وصْف مَذْمُوم، و تجنُّبُه بالتعَرِّی منه و البُعد منه، فكلَّما ازداد منه بُعْداً ازداد منه تقرُّباً، و أَبعدُ الجهات و المقادیر و المعانی من كل طرفین وسَطُهما، و هو غایة البعد منهما، فإِذا كان فی الوسَط فقد بَعُد عن الأَطراف المذمومة بقدر الإِمكان. و‌فی الحدیث: الوالِد أَوْسَطُ أَبواب الجنة‌أَی خیرُها. یقال: هو من أَوسَطِ قومِه أَی خیارِهم. و‌فی الحدیث: أَنه كان من أَوْسَطِ قومه‌أَی من أَشْرَفِهم و أَحْسَبِهم. و‌فی حدیث رُقَیْقةَ: انظُروا رجلًا وسِیطاً‌أَی حَسِیباً فی قومه، و منه سمیت الصلاة الوُسْطَی لأَنها أَفضلُ الصلوات و أَعظمها أَجْراً، و لذلك خُصت بالمُحافَظةِ علیها، و قیل: لأَنها وسَط بین صلاتَیِ اللیل و صلاتَیِ النهار، و لذلك وقع الخلاف فیها فقیل العصر، و قیل الصبح، و قیل بخلاف ذلك، و قال أَبو الحسن: و الصلاة الوسطی یعنی صلاة الجمعة لأَنها أَفضلُ الصلواتِ، قال: و من قال خلافَ هذا فقد أَخْطأَ إِلا أَن یقوله بروایة مُسنَدة إِلی النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم. و وَسَطَ فی حَسَبِه وَساطة و سِطةً و وَسُطَ و وسَّط؛ و وَسَطَه: حَلَّ وَسَطَه أَی أَكْرَمَه؛ قال: یَسِطُ البُیوتَ لِكی تكون رَدِیّةً، من حیثُ تُوضَعُ جَفْنةُ المُسْتَرْفِدِ و وَسَطَ قومَه فی الحسَبِ یَسِطُهم سِطةً حسنَة. اللیث: فلان وَسِیطُ الدارِ و الحسَبِ فی قومه، و قد وسُطَ وَساطةً و سِطةً و وَسَّطَ توْسِیطاً؛ و أَنشد: وسَّطْت من حَنْظَلةَ الأُصْطُمّا و فلان وسِیطٌ فی قومه إِذا كان أَوسطَهم نسَباً و أَرْفعَهم مَجْداً؛ قال العَرْجِیُّ: كأَنِّی لم أَكُنْ فیهم وسِیطاً، و لم تَكُ نِسْبَتی فی آلِ عَمْرِ و التوْسِیطُ: أَن تجعل الشی‌ء فی الوَسَط.و قرأَ بعضهم: فوَسَّطْنَ به جمعاً؛ قال ابن بری: هذه القراءة تُنسب إِلی علیّ، كرّم اللّه وجهه، و إِلی ابن أَبی لیلی و إِبراهیم بن أَبی عَبْلَةَ. و التوْسِیطُ: قَطْعُ الشی‌ء نصفین. و التَّوَسُّطُ من الناس: من الوَساطةِ، و مَرْعًی وسَطٌ أَی خِیار؛ قال: إِنَّ لها فَوارِساً و فَرَطا، و نَفْرَةَ الحَیِّ و مَرْعًی وَسَطا و وَسَطُ الشی‌ءِ و أَوْسَطُه: أَعْدَلُه، و رجل وَسَطٌ و وَسِیطٌ: حسَنٌ من ذلك. و صار الماءُ وَسِیطةً إِذا غلَب الطینُ علی الماء؛ حكاه اللحیانی عن أَبی طَیْبة. و یقال أَیضاً: شی‌ءٌ وَسَطٌ أَی بین الجَیِّدِ و الرَّدِی‌ء. و فی التنزیل العزیز: وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً؛ قال الزجاج: فیه قولان: قال بعضهم وَسَطاً عَدْلًا، و قال بعضهم خِیاراً، و اللفظان مختلفان و المعنی واحد لأَن العَدْل خَیْر و الخیر عَدْلٌ، و‌قیل فی صفة النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: إِنه كان من أَوْسَطِ قومِه‌أَی خِیارِهم، تَصِف الفاضِلَ النسَب بأَنه من أَوْسَطِ قومه، و هذا یَعرِف حقیقَته أَهلُ اللغة لأَن العرب تستعمل التمثیل كثیراً، فَتُمَثِّل القَبِیلةَ بالوادی و القاعِ و ما أَشبهه، فخیرُ الوادی وسَطُه، فیقال: هذا
لسان العرب، ج‌7، ص: 431
من وَسَط قومِه و من وَسَطِ الوادی و سَرَرِ الوادی و سَرارَته و سِرِّه، و معناه كله من خَیْر مكان فیه، و كذلك النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، من خیر مكان فی نسَب العرب، و كذلك جُعِلتْ أُمّته أُمة وسَطاً أَی خِیاراً. و قال أَحمد بن یحیی: الفرق بین الوسْط و الوَسَط أَنه ما كانَ یَبِینُ جُزْء من جُزْء فهو وسْط مثل الحَلْقة من الناس و السُّبْحةِ و العِقْد، قال: و ما كان مُصْمَتاً لا یَبِینُ جزء من جزء فهو وسَط مثل وسَطِ الدارِ و الراحة و البُقْعة؛ و قال اللیث: الوسْط مخففة یكون موضعاً للشی‌ء كقولك زید وَسْطَ الدارِ، و إِذا نصبت السین صار اسماً لما بین طَرَفَیْ كل شی‌ء؛ و قال محمد بن یزید: تقول وَسْطَ رأْسِك دُهْنٌ یا فَتی لأَنك أَخبرت أَنه استقرّ فی ذلك الموضع فأَسكنت السین و نصبت لأَنه ظرف، و تقول وسَطُ رأْسِك صُلْب لأَنه اسم غیر ظرف، و تقول ضربْت وَسَطَه لأَنه المفعول به بعینه، و تقول حَفَرْتُ وَسَطَ الدارِ بئراً إِذا جعلت الوَسَط كله بِئراً، كقولك حَرَثْت وسَطَ الدار؛ و كل ما كان معه حرف خفض فقد خرج من معنی الظرف و صار اسماً كقولك سِرْت من وَسَطِ الدار لأَنَّ الضمیر لِمنْ، و تقول قمت فی وسَط الدار كما تقول فی حاجة زید فتحرك السین من وسَط لأَنه هاهنا لیس بظرف. الفراء: أَوْسَطْت القومَ و وَسَطْتُهم و توَسَّطْتُهم بمعنی واحد إِذا دخلت وَسْطَهم. قال اللّه عزّ و جلّ: فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً. و قال اللیث: یقال وَسَطَ فلانٌ جماعةً من الناس و هو یَسِطُهم إِذا صار وَسْطَهم؛ قال: و إِنما سمی واسِطُ الرحْل واسِطاً لأَنه وسَطٌ بین القادِمة و الآخرةِ، و كذلك واسِطةُ القِلادةِ، و هی الجَوْهرة التی تكون فی وسَطِ الكِرْسِ المَنْظُوم. قال أَبو منصور فی تفسیر واسِطِ الرَّحْل و لم یَتَثَبَّتْه: و إِنما یعرف هذا من شاهَدَ العَربَ و مارَسَ شَدَّ الرِّحال علی الإِبل، فأَما من یفسِّر كلام العرب علی قِیاساتِ الأَوْهام فإِنَّ خَطأَه یكثر، و للرحْلِ شَرْخانِ و هما طَرَفاه مثل قرَبُوسَیِ السَّرْج، فالطرَفُ الذی یلی ذنب البعیر آخِرةُ الرحل و مُؤْخِرَتُه، و الطرف الذی یلی رأْس البعیر واسِطُ الرحل، بلا هاء، و لم یسمَّ واسطاً لأَنه وَسَطٌ بین الآخرة و القادِمة كما قال اللیث: و لا قادمة للرحل بَتَّةً إِنما القادمةُ الواحدةُ من قَوادِم الرِّیش، و لضَرْع الناقة قادِمان و آخِران، بغیر هاء، و كلام العرب یُدَوَّن فی الصحف من حیث یصح، إِمّا أَن یُؤْخَذَ عن إِمام ثِقَة عَرَفَ كلام العرب و شاهَدَهم، أَو یقبل من مؤدّ ثقة یروی عن الثقات المقبولین، فأَما عباراتُ مَن لا معرفة له و لا أَمانة فإِنه یُفسد الكلام و یُزیله عن صِیغته؛ قال: و قرأْت فی كتاب ابن شمیل فی باب الرحال قال: و فی الرحل واسِطُه و آخِرَتُه و مَوْرِكُه، فواسطه مُقَدَّمه الطویل الذی یلی صدر الراكب، و أَما آخِرته فمُؤخرَته و هی خشبته الطویلة العریضة التی تحاذی رأْس الراكب، قال: و الآخرةُ و الواسط الشرْخان. و یقال: ركب بین شَرْخَیْ رحله، و هذا الذی وصفه النضْر كله صحیح لا شك فیه. قال أَبو منصور: و أَما واسِطةُ القِلادة فهی الجوهرة الفاخرة التی تجعل وسْطها. و الإِصْبع الوُسطی. و واسِطُ: موضع بین الجَزیرة و نَجْد، یصرف و لا یصرف. و واسِط: موضع بین البصرة و الكوفة وُصف به لتوسُّطِه ما بینهما و غلبت الصفة و صار اسماً كما قال: و نابِغةُ الجَعْدِیُّ بالرَّمْلِ بَیْتُه، علیه تُرابٌ من صَفِیحٍ مُوَضَّع لسان العرب، ج‌7، ص: 432
قال سیبویه: سموه واسطاً لأَنه مكان وسَطٌ بین البصرة و الكوفة: فلو أَرادوا التأْنیث قالوا واسطة، و معنی الصفة فیه و إِن لم یكن فی لفظه لام. قال الجوهری: و واسِط بلد سمی بالقصر الذی بناه الحجاج بین الكوفة و البصرة، و هو مذكر مصروف لأَن أَسماء البُلدان الغالب علیه التأْنیث و تركُ الصرف، إِلَّا مِنًی و الشام و العراق و واسطاً و دابِقاً و فَلْجاً و هَجَراً فإِنها تذكر و تصرف؛ قال: و یجوز أَن ترید بها البقعة أَو البلْدة فلا تصرفه كما قال الفرزدق یرثی به عمرو بن عبید اللّه بن مَعْمر: أَمّا قُرَیْشٌ، أَبا حَفْصٍ، فقد رُزِئتْ بالشامِ، إِذ فارَقَتْك، السمْعَ و البَصَرا كم من جَبانٍ إِلی الهَیْجا دَلَفْتَ به، یومَ اللِّقاء، و لو لا أَنتَ ما صَبرا مِنهنَّ أَیامُ صِدْقٍ، قد عُرِفْتَ بها، أَیامُ واسِطَ و الأَیامُ مِن هَجَرا و قولهم فی المثل: تَغافَلْ كأَنَّك واسِطِیٌّ؛قال المبرد: أَصله أَن الحجاج كان یتسخَّرُهم فی البِناء فیَهْرُبون و یَنامون وسْط الغُرباء فی المسجد، فیجی‌ء الشُّرَطِیُّ فیقول: یا واسِطیّ، فمن رفع رأْسه أَخذه و حمله فلذلك كانوا یتَغافلون.و الوَسُوط من بیوت الشعَر: أَصغرها. و الوَسُوط من الإِبل: التی تَجُرُّ أَربعین یوماً بعد السنة؛ هذه عن ابن الأَعرابی، قال: فأَما الجَرُور فهی التی تجرّ بعد السنة ثلاثة أَشهر، و قد ذكر ذلك فی بابه. و الواسطُ: الباب، هُذَلیّة.

وطط؛ ج7، ص: 432

: الوَطْواطُ: الضعیف الجَبان من الرجال. و الوَطْواطُ: الخُفّاش؛ قال: كأَنَّ برُفْغَیْها سُلُوخَ الوَطاوِط أَراد سلوخ الوَطاوِیط فحذفُ الیاء للضرورة كما قال: و تَجَمَّعَ المتفرِّقُون من الفَراعِلِ و العَسابِرْ أَراد العسابِیر، و هو ولد الضبُع من الذئب. و قال كراع: جمعُ الوَطْواطِ وطاوِیطُ و وطاوِطُ، فأَما وطاوِیطُ فهو القیاس، و أَما الوَطاوِط فهو جمع مُوَطْوِط، و لا یكون جمع وَطْواط لأَن الأَلف إِذا كانت رابعة فی الواحد ثبتت الیاء فی الجمع إِلا أَن یضطرّ شاعر كما بیَّنَّا. و قال ابن الأَعرابی: جمع الوطواط الوُطُطُ. و الوُطُطُ: الضَّعْفَی العُقولِ و الأَبدانِ من الرجال، الواحد وَطْواط؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة یهجو إمرأَ القیس: إِنّی إِذا ما عَجَرَ الوَطْواطُ، و كثُر الهِیاطُ و المِیاطُ، و التَفَّ عند العَرَكِ الخِلاطُ، لا یُتَشَكَّی مِنِّیَ السِّقاطُ، إِن إمْرَأَ القَیْسِ هُم الأَنْباطُ زُرْقٌ، إِذا لاقَیْتَهم، سِناطُ لیس لَهم فی نَسَبٍ رِباطُ، و لا إِلی حَبْلِ الهُدی صِراطُ، فالسَّبُّ و العارُ بهم مُلْتاطُ و أَنشد لآخر: فَداكَها دَوْكاً علی الصِّراطِ، لیس كَدوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ و قال النضر: الوَطواط الرجل الضعیفُ العقلِ و الرأْی. و الوَطْواط: الخُفّاش، و أَهل الشام یسمونه السّرْوَعَ
لسان العرب، ج‌7، ص: 433
و هی البحریة، و یقال لها الخُشّافُ، و الوَطْواطُ: الخُطّافُ. و قیل: الوطواط ضرب من خَطاطِیفِ الجبال أَسود، شبه بضرب من الخَشاشِیف لنُكوصِه و حَیْدِه، و كلُّ ضعیف وَطْواط، و الاسم الوَطْوَطةُ. و‌روی عن عَطاء بن أَبی رباح أَنه قال فی الوَطْواط یُصیبه المُحْرِم: قال: دِرهم، و فی روایة: ثلثا درهم.قال الأَصمعی: الوَطواط الخُفاش. قال أَبو عبید: و یقال إِنه الخُطّاف، قال: و هو أَشبه القولین عندی بالصواب‌لحدیث عائشة، رضی اللّه عنها، قالت لمّا أُحْرِقَ بیتُ المَقدِس: كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه بأَفْواهِها و كانت الوَطاوِطُ تُطْفِئه بأَجْنحتها.قال ابن بری: الخُطاف العُصفور الذی یسمی عصفور الجنة، و الخفاش هو الذی یطیر باللیل، و الوطواطُ المشهور فیه أَنه الخفاش، و قد أَجازوا أَن یكون هو الخطاف، و الدلیل علی أَنّ الوطواط الخفاش قولهم: هو أَبْصَرُ لیلًا من الوَطْواط. و الوَطْوَطَةُ: مقاربة الكلام، و رجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك؛ و قیل: الوَطواط الصیّاح، و الأُنثی بالهاء. اللحیانی: یقال للرجل الصیّاح وَطْواط، و زعموا أَنه الذی یُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِیف، و یقال للمرأَة وَطْواطةٌ. و یقال للرجل الضعیفِ الجَبانِ الوَطْواط، قال: و سمی بذلك تشبیهاً بالطائر؛ قال العجاج: و بَلْدةٍ بَعِیدةِ النِّیاطِ، برَمْلِها من خاطِفٍ و عاطِ، قَطَعْتُ حِینَ هَیْبةِ الوَطْواطِ و الوطْواطِیُّ: الضعیف، و یقال الكثیر الكلام. و قد وَطْوَطُوا أَی ضَعُفوا. و أَما قولهم: أَبْصَرُ فی اللیل من الوَطْواط فهو الخُفّاش.

وفط؛ ج7، ص: 433

: لَقِیته علی أَوْفاطٍ أَی علی عَجَلةٍ، و الظاء المعجمة أَعرف.

وقط؛ ج7، ص: 433

: الوَقْطُ و الوَقِیطةُ: حُفرة فی غِلَظ أَو جبل یجتمع فیها ماء السماء. ابن سیدة: الوَقْطُ و الوَقِیطُ كالرَّدْهةِ فی الجبل یَسْتَنْقِعُ فیه الماء تُتَّخذ فیها حیاض تَحْبِسُ الماء للمارّة، و اسم ذلك الموضع أَجْمَعَ وَقْط، و هو مثل الوَجْذ إِلا أَنَّ الوَقْط أَوسع، و الجمع وِقْطانٌ و وِقاطٌ و إِقاطٌ، الهمزة بدل من الواو؛ و أَنشد: و أَخْلَفَ الوِقْطانَ و المَآجلا و لغة تمیم فی جمعه الإِقاطُ مثل إِشاح، یصیّرون كلّ واو تجی‌ء علی هذا المثال أَلفاً. و یقال: أَصابتنا السماء فوَقَّطَ الصخْرُ أَی صار فیه وَقْطٌ. و الوَقْطُ: ما یكون فی حجر فی رَمْل «3»، و جمعه وِقاط. و وقَطَه وَقْطاً: صَرَعَه. و رجل وَقیطٌ: مَوْقُوط؛ أَنشد یعقوب: أَوْجَرْتَ حارِ لَهْذَماً سَلِیطا، تَرَكْتَهُ مُنْعَقِراً وَقِیطا و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و الجمع وَقْطَی و وَقاطَی. و وقَطَه: قَلَبَه علی رأْسه و رفَع رجلیه فضربهما، مَجموعتین، بفِهْر سبع مرات، و ذلك مما یُداوَی به. و وَقَطَه بعیرُه: صَرَعَه فغُشِی علیه. و أَكلت طعاماً وقَطَنی أَی أَنامنی. و كلُّ مُثْخَنٍ ضَرْباً أَو مَرضاً أَو حُزناً أَو شِبَعاً وقِیطٌ. الأَحمر: ضرَبه فوقَطه إِذا صرَعه صرْعة لا یقوم منها. و المَوْقُوط: الصَّرِیع. و وَقَط به الأَرض إِذا صرَعه. و‌فی الحدیث: كان إِذا
(3). قوله [فی حجر فی رمل] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 434
نزل علیه الوَحْیُ وُقِطَ فی رأْسه‌أَی أَنه أَدْركه الثِّقَل فوضَع رأْسه. یقال: ضربه فوقَطَه أَی أَثْقلَه، و یروی بالظاء بمعناه كأَنَّ الظاء عاقبت الذال من وقَذْت الرجل أَقِدُه إِذا أَثْخَنته بالضرْب. ابن شمیل: الوَقِیطُ و الوَقِیعُ المَكان الصُّلْب الذی یَسْتَنْقِعُ فیه الماء فلا یَرْزأُ الماء شیئاً. و یومُ الوَقِیطِ: یومٌ كان فی الإِسلام بین بنی تَمِیم و بَكر بنِ وائل. قال ابن بری: و الوَقْطُ اسم موْضع؛ قال طفیل: عَرَفْت لسَلْمَی، بَیْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ، مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِیفٍ و مَرْبَعِ

ومط؛ ج7، ص: 434

: ابن الأَعرابی: الوَمْطةُ الصَّرْعةُ من التعَب.

وهط؛ ج7، ص: 434

: وهَطَه وَهْطاً، فهو مَوْهُوط و وَهِیطٌ: ضرَبه، و قیل: طعنَه. و وَهَطه یَهِطُه وَهْطاً: كسَره و كذلك وَقَصَه؛ و أَنشد: یمرُّ أَحْلافاً یَهِطْنَ الجَنْدَلا و الوَهْطُ: شِبْهُ الوَهْنِ و الضَّعْف. و وهَط یَهِطُ وَهْطاً أَی ضَعُف. و رَمَی طائراً فأَوْهَطَه أَی أَضْعَفَه. و أَوْهَط جناحه و أَوْهَطه: صرَعه صَرْعةً لا یَقُوم منها، و هو الإِیهاطُ، و قیل: الإِیهاطُ القَتل و الإِثْخانُ ضَرْباً أَو الرَّمْی المُهْلك؛ قال: بأَسْهُمٍ سَرِیعة الإِیهاط قال عَرّام السُّلَمِی: أَوْهَطْت الرَّجل و أَوْرَطْته إِذا أَوْقَعْتَه فیما یكره. و الأَوْهاطُ: الخُصومة و الصِّیاح. و الوَهْطُ: الجماعة. و الوَهْطُ: المكان المطمئنّ من الأَرض المُستوی ینبُت فیه العِضاهُ و السَّمُر و الطَّلْح و العُرْفُطُ، و خَصّ بعضهم به مَنْبِت العرفط، و الجمع أَوْهاط و وِهاطٌ. و یقال لما اطمأَنَّ من الأَرض وَهْطة، و هی لغة فی وَهْدةٍ، و الجمع وَهْطٌ و وِهاطٌ، و به سمی الوَهْط. و یقال: وَهْط من عُشَر، كما یقال: عِیصٌ من سِدْر. و‌فی حدیث ذِی المِشْعارِ الهَمْدانیّ: علی أَن لهم وِهاطَها و عَزازَها؛ الوِهاطُ: المواضع المطمئنَّة، واحدتها وَهْط، و به سمی الوَهْطُ مالٌ كان لعَمرو بن العاص، و قیل: كان لعبد اللّه بن عمرو بن العاص بالطائف، و قیل: الوَهْط موضع، و قیل: قَریة بالطائف. و الوهْطُ: ما كثر من العُرفط.

ویط؛ ج7، ص: 434

: الواطةُ: من لُجَج الماء.

فصل الیاء؛ ج7، ص: 434

یعط؛ ج7، ص: 434

: یَعاطِ مثل قَطامِ: زجر للذئب أَو غیره إِذا رأَیته قلت: یَعاطِ یَعاطِ و أَنشد ثعلب فی صفة إِبل: و قُلُصٍ مُقْوَرَّة الأَلْیاطِ، باتَتْ علی مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ، تَنْجُو إِذا قیل لها: یَعاطِ و یروی … یِعاطِ، بكسر الیاء، قال الأَزهری: و هو قبیح لأَن كسر الیاء زادها قُبْحاً لأَن الیاء خلقت من الكسرة، و لیس فی كلام العرب كلمة علی فِعال فی صدرها یاء مكسورة. و قال غیره: یِسارٌ لغة فی الیَسار، و بعض یقول إِسار، تُقلب هَمْزة إِذا كُسِرت، قال: و هو بَشِع قبیح أَعنی یِسار و إِسار، و قد أَیْعَطَ به و یَعَّطَ و یاعَطَه و یاعَطَ به. و یَعاطِ و یاعاطِ، كلاهما: زجر للإِبل. و قال الفراء: تقول العرب یاعاطِ و یَعاطِ، و بالأَلف أَكثر؛ قال: صُبَّ علی شاء أَبی رِیاطِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 435
ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأَمْراطِ، تَنْجُو إِذا قیل لها: یاعاطِ و حكی ابن برّی عن محمد بن حبیب: عاطِ عاطِ، قال: فهذا یدل علی أَن الأَصل عاطِ مثل غاقِ ثم أُدخل علیه یا فقیل یاعاط، ثم حذف منه الأَلف تخفیفاً فقیل یَعاطٍ، و قیل: یعاط كَلمة یُنذِر بها الرَّقیبُ أَهله إِذا رأَی جیشاً؛ قال المتنخل الهذلی: و هذا ثَمَّ قد علِموا مَكانی، إِذا قال الرَّقِیبُ: أَ لا یَعاطِ قال الأَزهری: و یقال یعاط زجر فی الحرب؛ قال الأَعشی: لقد مُنُوا بِتَیِّحانٍ ساطِ ثَبْتٍ، إِذا قیل له: یَعاطِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 436‌

ظ؛ ج7، ص: 436

اشارة

حرف الظاء المعجمة‌

ظ؛ ج7، ص: 436

: روی اللیث أَن الخلیل قال: الظاء حرف عربی خُصَّ به لسان العرب لا یشركهم فیه أَحد من سائر الأُمم، و الظاء من الحروف المجهورة، و الظاء و الذال و الثاء فی حیِّز واحد، و هی الحروف اللِّثَویَّة، لأَن مبدأَها من اللِّثة، و الظاء حرف هجاء یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً، قال ابن جنی: و لا یوجد فی كلام النبَط، فإِذا وقعت فیه قلبوها طاء، و سنذكر ذلك فی ترجمة ظوی.

فصل الهمزة؛ ج7، ص: 436

أحظ؛ ج7، ص: 436

: أُحاظةُ: اسم رجل.

أظظ؛ ج7، ص: 436

: قال ابن بری: یقال امتلأَ الإِناء حتی ما یجد مِئظّاً أَی ما یجد مَزِیداً.

فصل الباء الموحدة؛ ج7، ص: 436

بظظ؛ ج7، ص: 436

: بَظَّ الضارِبُ أَوْتارَه یَبُظُّها بَظّاً: حرَّكها و هَیَّأَها للضرب، و الضاد لغة فیه. و بَظَّ علی كذا: أَلَحَّ علیه، قال: و هذا تصحیف و الصواب أَلَظَّ علیه إِذا أَلحَّ علیه. و هو كَظٌّ بَظٌّ أَی مُلحٌّ و فَظٌّ بَظٌّ بمعنی واحد، ففظّ معلوم و بظ إِتباع، و قیل: فَظِیظ بَظِیظ، و قیل: فظیظ أَی جافٍ غلیظ. و أَبظَّ الرجلُ إِذا سمن، و البَظِیظُ: السَّمِین الناعم.

بهظ؛ ج7، ص: 436

: بَهَظَنِی الأَمْرُ و الحِمْل یَبْهَظُنی بَهْظاً: أَثقلنی و عجزت عنه و بلغ منی مَشَقّة، و فی التهذیب: ثقُل علیّ و بلَغ منِّی مشقَّتَه. و كلُّ شی‌ء أَثقلك، فقد بَهَظك، و هو مَبْهُوظ. و أَمر باهِظ أَی شاقٌّ. قال أَبو تراب: سمعت أَعرابیّاً من أَشجع یقول: بَهَضنی الأَمر و بهظنی، قال: و لم یتابعه أَحد علی ذلك. و یقال: أَبْهَظَ حوْضَه ملأَه. و القِرْنُ المَبْهوظ: المغلوب. و بهَظ راحلَته یَبْهَظُها بَهْظاً: أَوْقَرها و حمل علیها فأَتعبها. و كل من كُلّف ما لا یُطیقه أَو لا یجده، فهو مبهوظ. و بَهَظَ الرجلَ: أَخذ بفُقْمه أَی بذَقَنه و لِحْیته. و فی التهذیب عن أَبی زید: بَهَظته أَخذت بفُقْمه و بفُغْمه. قال شمر: أَراد بفُقْمه فمه، و بفُغْمه أَنفه، و الفُقْمانِ هما
لسان العرب، ج‌7، ص: 437
اللَّحْیانِ. و أَخذ بفغْوه أَی بفمه. و رجل أَفْغَی و امرأَة فَغْواء إِذا كان فی فمه مَیَلٌ.

بیظ؛ ج7، ص: 437

: البَیْظةُ: الرَّحِمُ؛ عن كراع، و الجمع بَیْظٌ؛ قال الشاعر یصف القطا و أَنَّهنّ یَحملن الماء لِفراخِهنّ فی حَواصِلهنّ: حَمَلْن لَها مِیاهاً فی الأَداوَی، كما یَحْمِلْن فی البَیْظِ الفَظِیظا الفَظِیظُ ماء الفحل. ابن الأَعرابی: باظ الرجل یَبِیظُ بَیْظاً و باظَ یَبُوظُ بَوْظاً إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبی عُمَیْرٍ فی المَهْبِلِ؛ قال أَبو منصور: أَراد ابن الأَعْرابی بالأَرُونِ المَنِیّ، و بأَبی عُمیر الذَّكر، و بالمَهْبِلِ قَرار الرَّحم. و قال اللیث: البیْظ ماء الرجل. و قال ابن الأَعرابی: باظَ الرجلُ إِذا سَمِن جِسمه بعد هُزال.

فصل الجیم؛ ج7، ص: 437

جحظ؛ ج7، ص: 437

: الجِحاظُ: خُروج مُقْلة العین و ظهورها. الأَزهری: الجحُوظ خروج المقلة و نُتوؤها من الحِجَاج. و یقال: رجل جاحِظُ العَیْنین إِذا كانت حدَقتاه خارجتین، جَحَظَتْ تَجْحَظُ جُحوظاً. الجوهری: جَحَظَت عینه عَظُمت مُقلتها و نَتأَت، و الرجل جاحِظٌ و جَحْظَمٌ، و المیم زائدة. و الجِحاظانِ: حدقتا العین إِذا كانتا خارجتین. و جِحاظُ العین: مَحْجِرها فی بعض اللغات، و عین جاحِظة. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی اللّه عنهما: و أَنتم یومئذ جُحَّظٌ تَنْتَظرون الغدوة «4»؛ جُحوظُ العین: نُتوؤُها و انْزِعاجُها، ترید: و أَنتم شاخِصُو الأَبصار تَترقَّبون أَن یَنْعِقَ ناعِقٌ أَو یَدْعُوَ إِلی وَهَن الإِیمان داعٍ. و الجاحِظُ: لقب عَمرو بن بَحْر، قال الأَزهری: أَخبرنی المنذری قال: قال أَبو العباس كان الجاحِظُ كذَّاباً علی اللّه و علی رسوله، صلّی اللّه علیه و سلّم، و علی آله و علی الناس؛ و روی عن أَبی عمرو أَنه جری ذكر الجاحظ فی مجلِس أَبی العباس أَحمد بن یحیی فقال: أَمسكوا عن ذكر الجاحظ فإِنه غیر ثقة و لا مأْمون؛ قال أَبو منصور: و عمرو بن بحر الجاحظ روی عن الثقات ما لیس من كلامهم و كان أُوتیَ بَسْطة فی لسانه و بَیاناً عذْباً فی خِطابه و مَجالًا واسعاً فی فُنونه، غیر أَن أَهل العلم و المعرفة ذمّوه، و عن الصِّدْق دَفَعُوه. و الجاحِظَتانِ: حدَقتا العین. و جَحَظَ إِلیه عَمَله: نظَر فی عمله فرأَی سُوء ما صنع؛ قال الأَزهری: یراد نظر فی وجهه فذكَّره سُوءَ صنیعِه. قال: و العرب تقول لأَجْحَظَنّ إِلیك أَثَرَ یدِك، یَعْنُون به لأُرِیَنَّك سُوء أَثر یدك؛ قال ابن السكیت: الدِّعْظایةُ، و قال أَبو عمرو: الدِّعْكایة، و هما الكثیرا اللحْم، طالا أَو قصُرا، و قال فی موضع الجِعْظایةُ بهذا المعنی، قال الأَزهری: و فی نسخة الجِحاظُ حرْفُ الكَمَرةِ.

جحمظ؛ ج7، ص: 437

: جَحْمَظْت الرجلَ إِذا صفَّدْتَه و أَوْثَقْته. و جَحْمَظَ الغلامَ شدَّ یدیْه علی ركبتیه. و فی بعض الحكایات: هو بعضُ مَن جَحْمَظُوه. و الجَحْمَظةُ: الإِسْراعُ فی العدْو، و قد جَحْمَظ. و قال اللیث: الجَحْمظة القِماطُ؛ و أَنشد: لَزَّ إِلیه جَحْظَواناً مِدْلَظا، فظَلَّ فی نِسْعَتِه مُجَحْمَظا
(4). قوله [الغدوة] كذا فی الأصل بغین معجمة و فی النهایة بمهملة.
لسان العرب، ج‌7، ص: 438

جظظ؛ ج7، ص: 438

: رجل جَظٌّ: ضخْم. و‌فی الحدیث: أَبْغَضُكم إِلیَّ الجَظُّ الجَعْظُ؛ الفرّاء: الجَظُّ و الجَوّاظُ الطویل الجَسِیم الأَكول الشَّرُوب البَطِرُ الكَفُور، قال: و هو الجِعْظارُ أَیضاً. و‌روی عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَنه قال: أَ لا أُنبئكم بأَهل النار؟ كلُّ جَعْظٍ جَظٍّ مُسْتكبر مَنّاع قلت: ما الجَظُّ؟ قال الضخْمُ، قلت: ما الجَعْظ؟ قال: العظیم فی نفسه.ابن الأَعرابی: جَظَّ الرجلُ إِذا سمن مع قِصَره، و قال بعضهم: الضخم الكثیر اللحم. و فی نوادر الأَعراب: جَظَّه و شَظَّه و أَرَّه إِذا طَرَده. و فلان یَجُظُّ و یَعُظُّ و یَلْعَظُ: كلُّه فی العَدْو.

جعظ؛ ج7، ص: 438

: الجَعْظُ و الجَعِظُ: السیّ‌ء الخُلُق المُتَسَخِّطُ عند الطعام، و قد جَعِظَ جَعَظاً. و الجَعْظُ: الضخم. و الجَعْظُ: العظیم المُسْتكبر فی نفسه؛ و منه‌الحدیث المرویّ عن أَبی هریرة: أَن، النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، قال: أَ لا أُنبئكم بأَهل النار؟ كلُّ جَظّ جَعْظٍ مستكبرٍ قلت: ما الجَظُّ؟ قال: الضخم، قلت: ما الجعظ؟ قال العظیم المُسْتكبر فی نفسه؛ و أَنشد أَبو سعید بیت العجاج: تَواكَلُوا بالمِرْبَدِ العَناظَا، و الجُفْرَتَیْن أَجْعَظُو إِجْعاظا قال الأَزهریّ: معناه أَنهم تَعَظَّموا فی أَنفسهم و زَمُّوا بأَنفهم. قال ابن سیدة: و أَجْعَظَ الرجلُ فَرَّ؛ و أَنشد لرؤبة: و الجُفْرتانِ تركُوا إِجْعاظا قال ابن بری: و قوم أَجعاظ فُرَّار. و جعَظَه عن الشی‌ء جَعْظاً و أَجْعَظَه إِذا دفعه و منعه، و أَنشد بیت العجاج أَیضاً هنا. و الجَعْظُ: الدَّفْع. و جعَظَ علینا، و بعضهم یقول: جعَّظ علینا، فیُثَقِّل، أَی خالَف علینا و غیَّر أُمورنا. و رجل جِعْظایةٌ: قصیر لَحِیم، و جِعِظَّانٌ و جِعِظَّانةٌ: قصیر.

جعمظ؛ ج7، ص: 438

: الجُعْمُظُ: الشَّحِیحُ الشَّرِه النَّهِم.

جفظ؛ ج7، ص: 438

: قال ابن سیدة فی ترجمة حفظ: احْفَأَظَّتِ الجِیفة إِذا انتفخت، و رواه الأَزهری أَیضاً عن اللیث؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف منكر و الصواب اجْفَأَظَّت، بالجیم، اجْفِئْظاظاً. و روی سلمة عن الفراء أَنه قال: الجَفِیظُ المقتول المنتفخ، بالجیم، قال: و كذا قرأْت فی نوادر ابن بزرج له بخط أَبی الهیثم الذی عرفته له: اجْفَأَظَّت، بالجیم، و الحاء تصحیف، قال الأَزهری: و قد ذكر اللیث هذا الحرف فی كتاب الجیم، قال: فظننت أَنه كان متحیِّراً فیه فذكره فی موضعین. الجوهری: اجْفَاظَّتِ الجِیفة انتفخت، قال: و ربما قالوا اجْفَأَظَّت فیحركون الأَلف لاجتماع الساكنین: ابن بزرج: المُجْفَئِظُّ المیّت المنتفخ. التهذیب: و المُجْفَئظُّ الذی أَصبح علی شَفا الموت من مرض أَو شرّ أَصابه.

جلظ؛ ج7، ص: 438

: اجْلَنْظی: استَلْقی علی الأَرض و رفع رجلیه. التهذیب فی الرباعی: اجْلَنْظی الرجل علی جنبه، و اسْلَنْقی علی قفاه. أَبو عبید: المُجْلَنْظِی الذی یستلقی علی ظهره و یرفع رجلیه. و‌فی حدیث لقمان بن عاد: إِذا اضطجَعْتُ لا أَجْلَنْظِی؛ أَبو عبید: المُجْلَنْظِی المُسْبَطِرّ فی اضْطِجاعه، بقول فلست كذلك، و الأَلف للإِلحاق و النون زائدة، أَی لا أَنام نوْمةَ الكَسْلان و لكن أَنام مُسْتَوْفِزاً، و منهم من یهمز فیقول اجْلَنْظَأْت و اجْلَنْظَیْت.
لسان العرب، ج‌7، ص: 439‌

جلحظ؛ ج7، ص: 439

: رجل جِلْحِظٌ و جِلْحاظٌ و جِلْحِظاء: كثیر الشعر علی جسده و لا یكون إِلا ضخماً. و فی نوادر الأَعراب: جِلْظاءٌ من الأَرض و جِلْحاظٌ «1» و جِلْذاءٌ و جِلْذانٌ. ابن درید: سمعت عبد الرحیم ابن أَخی الأَصمعی یقول: أَرض جِلْحِظاءٌ، بالظاء و الحاء غیر معجمة، و هی الصُّلْبة، قال: و خالفه أَصحابنا فقالوا: جِلْخِظاء، بالخاء المعجمة، فسأَلته فقال: هكذا رأَیته، قال الأَزهری: و الصواب جلْحظاء، كما رواه عبد الرحیم لا شك فیه بالحاء غیر معجمة.

جلخظ؛ ج7، ص: 439

: أَرض جِلْخِظاء، بالخاء معجمة: و هی الصلبة؛ قال الأَزهری: و الصواب جلحظاء، بالحاء غیر معجمة، و قد تقدم.

جلفظ؛ ج7، ص: 439

: جَلْفَظَ السفینةَ: قَیَّرها. و الجِلْفاظُ: الذی یُشدّد السفن الجُدُد بالخُیوط و الخِرَق ثم یُقَیِّرها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لا أَحْمِل المسلمین علی أَعْواد نَجَرها النجَّارُ و جَلْفَظَها الجِلفاظ؛ هو الذی یُسوِّی السفُن و یُصْلِحُها، و هو مروی بالطاء المهملة و الظاء المعجمة.

جلمظ؛ ج7، ص: 439

: الجِلْماظُ: الرجل الشهْوانُ.

جنعظ؛ ج7، ص: 439

: الجِنْعِیظ: الأَكُول، و قیل: القصیر الرجلین الغَلِیظ الأَشَمُّ. و الجِنْعاظةُ: الذی یتَسخَّطُ عند الطعام من سُوء خُلقه. و الجِنْعِظ و الجِنْعاظ: الأَحمق، و قیل: الجافی الغلیظ، و قیل: الجِنعاظ و الجِنْعاظة العَسِرُ الأَخْلاق؛ قال الراجز: جِنْعاظةٌ بأَهْلِه قد بَرَّحا، إِن لم یَجِدْ یَوماً طَعاماً مُصْلَحا، قَبَّحَ وجْهاً لم یَزَلْ مُقَبَّحا قال: و هو الجِنْعِیظ إِذا كان أَكولًا.

جوظ؛ ج7، ص: 439

: الجَوَّاظُ: الكثیر اللحم الجافی الغلیظ الضخم المُخْتالُ فی مِشْیَتِه؛ قال رؤبة: و سَیْفُ غَیّاظٍ لهم غَیَّاظا، یَعْلُو به ذا العَضَلِ الجَوَّاظا و قال ثعلب: الجَوَّاظُ المتكبِّر الجافی، و قد جاظَ یَجُوظ جَوْظاً و جَوَظاناً. و رجل جَوَّاظةٌ: أَكول، و قیل: هو الفاجر، و قیل: هو الصَّیَّاح الشِّرِّیر. الفرَّاء: یقال للرجل الطویل الجسیم الأَكُولِ الشَّرُوب البَطِر الكافر: جَوَّاظٌ جَعْظٌ جِعْظار. و‌فی الحدیث: أَهلُ النار كلُّ جَعْظَرِیّ جَوَّاظ.أَبو زید: الجعظریُّ الذی یَنْتَفِخُ بما لیس عنده، و هو إِلی القِصَر ما هو. و الجَوَّاظُ: الجَمُوع المَنُوع الذی جمَع و منَع، و قیل: هو القصیر البَطِینُ. و الجَوَّاظ: الأَكول. و فی نوادر الأَعراب: رجل جَیّاظٌ سمین سَمِج المِشْیة. أَبو سعید: الجُواظُ الضجَرُ و قِلّة الصبْر علی الأُمور. یقال: ارْفُقْ بجُواظِك، و لا یُغْنی جُواظُك عنك شیئاً. و جَوِظَ الرجلُ و جَوَّظَ و تَجَوَّظَ: سَعی.

فصل الحاء المهملة؛ ج7، ص: 439

حبظ؛ ج7، ص: 439

: المُحْبَنْظِئُ: المُمْتَلِئ غضَباً كالمُحْظَنْبِئ.

حضظ؛ ج7، ص: 439

: الحُضَظُ: لغة فی الحُضَض، و هو دَواء یُتَّخذ من أَبوال الإِبل؛ قال ابن درید: و ذكروا أَن الخلیل كان یقوله، قال: و لم یعرفه أَصحابنا. قال الجوهری: حكی أَبو عبید عن الیزیدی الحُضَظ فجمع بین الضاد و الظاء؛ و أَنشد شمر: أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذا عُصْرَ لَفَظْ، أَمَرَّ مِن صَبْرٍ و مَقْرٍ و حُضَظْ
(1). قوله [و جلحاظ إلخ] تقدم فی مادة جلذ جلظاء من الأَرض و جلماظ و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌7، ص: 440
الأَزهری: قال شمر و لیس فی كلام العرب ضاد مع ظاء غیر الحضظ.

حظظ؛ ج7، ص: 440

: الحَظُّ: النَّصِیبُ، زاد الأَزهری عن اللیث: من الفَضْل و الخیْر. و فلان ذو حَظّ و قِسْم من الفضل، قال: و لم أَسمع من الحظِّ فِعْلًا. قال ابن سیدة: و یقال هو ذو حَظٍّ فی كذا. و قال الجوهری و غیره: الحَظّ النصیب و الجَدّ، و الجمع أَحُظٌّ فی القِلَّة، و حُظوظ و حِظاظٌ فی الكثرة، علی غیر قیاس؛ أَنشد ابن جنی: و حُسَّدٍ أَوْشَلْتِ من حِظاظِها، علی أَحاسِی الغَیْظِ و اكْتِظاظِها و أَحاظٍ و حِظاء، ممدود، الأَخیرتان من مُحوّل التضعیف و لیس بقیاس؛ قال الجوهری: كأَنه جمع أَحْظٍ؛ أَنشد ابن درید لسُوَیْدِ بن حذاقٍ العَبْدِیّ، و یروی للمَعْلُوط بن بَدَل القُرَیْعی: متی ما یَرَ الناسُ الغَنِیَّ، و جارُه فَقِیرٌ، یَقُولوا: عاجِزٌ و جَلِیدُ و لیس الغِنَی و الفَقْرُ من حِیلةِ الفَتی، و لكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ، و جُدُودُ قال ابن بری: إِنما أَتاه الغِنی لجَلادته و حُرِمَ الفقیر لعَجْزِه و قِلَّة معرفته، و لیس كما ظنوا بل ذلك من فعل القَسّام، و هو اللّه سبحانه و تعالی لقوله: نَحْنُ قَسَمْنٰا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ. قال: و قوله أَحاظٍ علی غیر قیاس وهَمٌ منه بل أَحاظٍ جمع أَحْظٍ، و أَصله أَحْظُظٌ، فقلبت الظاء الثانیة یاء فصارت أَحْظٍ، ثم جمعت علی أَحاظٍ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: من حَظِّ الرجل نَفَاقُ أَیِّمِه و موضع حَقِّه؛ قال ابن الأَثیر: الحَظُّ الجَدُّ و البَخْتُ، أَی من حَظِّه أَنْ یُرْغَب فی أَیِّمه، و هی التی لا زوج لها من بناته و أَخواته و لا یُرْغَب عنهن، و أَن یكون حقه فی ذِمّةِ مأْمُونٍ جُحودُه و تهَضُّمُه ثِقةٍ وفِیٍّ به. و من العرب من یقول: حَنْظٌ و لیس ذلك بمقصود إِنما هو غُنَّة تلحقهم فی المشدَّد بدلیل أَن هؤلاء إِذا جمعوا قالوا حظوظ. قال الأَزهری: و ناس من أَهل حِمْص یقولون حَنظ، فإِذا جمعوا رجعوا إِلی الحُظوظ، و تلك النون عندهم غُنَّة و لكنهم یجعلونها أَصلیة، و إِنما یجری هذا اللفظ علی أَلسنتهم فی المشدَّد نحو الرُّزّ یقولون رُنز، و نحو أُتْرُجَّة یقولون أُتْرُنجة. قال الجوهری: تقول ما كنتَ ذا حَظٍّ و لقد حَظِظْتَ تَحَظُّ، و قد حَظِظْتُ فی الأَمر فأَنا أَحَظُّ حَظّاً، و رجل حَظِیظٌ و حَظِّیٌّ، علی النسب، و مَحْظوظ، كله: ذو حَظٍّ من الرِّزق، و لم أَسمع لمحظوظ بفعل یعنی أَنهم لم یقولوا حُظّ؛ و فلان أَحَظُّ من فلان: أَجَدُّ منه، فأَما قولهم: أَحْظَیْته علیه فقد یكون من هذا الباب علی أَنه من المُحَوَّل، و قد یكون من الحُظْوةِ. قال الأَزهری: للحَظِّ فعل عن العرب و إِن لم یعرفه اللیث و لم یسمعه، قال أَبو عمرو: رجل محظُوظ و مجدود، قال: و یقال فلان أَحَظُّ من فلان و أَجَدُّ منه، قال أَبو الهیثم فیما كتبه لابن بُزُرْج: یقال هم یَحَظُّون بهم و یَجَدُّون بهم. قال: و واحد الأَحِظَّاء حَظِّیٌّ منقوص، قال: و أَصله حظّ. و روی سلمة عن الفراء قال: الحَظِیظُ الغَنِیُّ المُوسِرُ. قال الجوهری: و أَنت حَظٌّ و حَظِیظٌ و مَحْظوظ أَی جَدِید ذو حَظّ من الرِّزْق. و قوله تعالی: وَ مٰا یُلَقّٰاهٰا إِلّٰا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ؛ الحَظُّ هاهنا الجنة، أَی ما یُلَقّاها إِلا مَن وجبت له الجنة، و من وجبت له الجنة فهو ذو حَظٍّ عظیم من الخیر.
لسان العرب، ج‌7، ص: 441
و الحُظُظُ و الحُظَظُ علی مثال فُعَل: صَمْغ كالصَّبِرِ، و قیل: هو عُصارة الشجر المرّ، و قیل: هو كُحْل الخَوْلان، قال الأَزهری: و هو الحُدُلُ، و قال الجوهری: هو لغة فی الحُضُض و الحُضَض، و هو دواء، و حكی أَبو عبید الحُضَظ فجمع بین الضاد و الظاء، و قد تقدَّم.

حفظ؛ ج7، ص: 441

: الحفیظ: من صفات اللّٰه عز و جل لا یَعْزُب عن حفظه الأَشیاءَ كلَّها مِثْقٰالُ ذَرَّةٍ فِی السَّمٰاوٰاتِ و الأَرض، و قد حفِظ علی خلقه و عباده ما یعملون من خیر أَو شرّ، و قد حفِظ السماواتِ و الأَرضَ بقدرته وَ لٰا یَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ. و فی التنزیل العزیز: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ. قال أَبو إِسحاق: أَی القرآنُ فی لوح محفوظ، و هو أُمُّ الكتاب عند اللّٰه عز و جل، و قال: و قرئتْ محفوظٌ، و هو من نعت قوله بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ محفوظ فی لوح. و قال عز و جل: فاللّٰه خیر حِفْظاً و هو أَرحم الراحمین، و قری‌ء: خیر حِفْظاً نصب علی التمییز، و من قرأَ حٰافِظاً جاز أَن یكون حالًا و جاز أَن یكون تمییزاً. ابن سیدة: الحِفْظ نقیض النِّسْیان و هو التعاهُد و قلَّة الغفلة. حَفِظَ الشی‌ءَ حِفْظاً، و رجل حافظ من قوم حُفّاظ و حَفِیظٌ، عن اللحیانی. و قد عَدَّوْه فقالوا: هو حَفِیظٌ عِلمَك و عِلْمَ غیرك. و إِنه لحافِظُ العین أَی لا یغلِبه النوم، عن اللحیانی، و هو من ذلك لأَن العین تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لم یغلِبها النوم. الأَزهری: رجل حافِظ و قوم حُفّاظٌ و هم الذین رُزِقوا حِفْظَ ما سَمِعوا و قلما یَنْسَوْنَ شیئاً یَعُونَه. غیره: و الحافِظُ و الحَفِیظُ الموكَّل بالشی‌ء یَحْفَظه. یقال: فلان یَحفظُنا علیكم و حافِظُنا. و الحَفَظة: الذین یُحْصُونَ الأَعمال و یكتبونها علی بنی آدم من الملائكة، و هم الحافظون. و فی التنزیل: وَ إِنَّ عَلَیْكُمْ لَحٰافِظِینَ، و لم یأْت فی القرآن مكسَّراً. و حَفِظَ المالَ و السِّرَّ حِفْظاً: رَعاه. و قوله تعالی: وَ جَعَلْنَا السَّمٰاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً، قال الزجاج: حفِظه اللّٰه من الوُقوع علی الأَرض إِلا بإِذْنه، و قیل: مَحْفُوظاً بالكواكب كما قال تعالی: إِنّٰا زَیَّنَّا السَّمٰاءَ الدُّنْیٰا بِزِینَةٍ الْكَوٰاكِبِ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَیْطٰانٍ مٰارِدٍ. و الاحْتِفاظُ: خصوص الحِفْظ، یقال: احْتَفَظْتُ بالشی‌ء لنفسی، و یقال: استحفظْت فلاناً مالًا إِذا سأَلتَه أَن یَحْفَظه لك، و استحفظته سِرًّا و استحفظه إِیاه: اسْترعاه. و فی التنزیل: فی أَهل الكتاب بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتٰابِ اللّٰهِ، أَی استُودِعوه و أْتُمِنُوا علیه. و احتفظ الشی‌ءَ لنفسه: خَصَّها به. و التحفُّظ: قلَّة الغَفْلة فی الأُمور و الكلام و التیقُّظ من السَّقْطة كأَنه علی حَذر من السُّقوط، و أَنشد ثعلب: إِنی لأُبْغِضُ عاشِقاً مُتَحَفِّظاً، لم تَتَّهِمْه أَعْیُنٌ و قُلوبُ و المُحافَظة: المُواظَبة علی الأَمر. و فی التنزیل العزیز: حٰافِظُوا عَلَی الصَّلَوٰاتِ، أَی صلُّوها فی أَوقاتها، الأَزهری: أَی واظِبوا علی إِقامتها فی مَواقِیتها. و یقال: حافَظ علی الأَمر و العَمَل و ثابَرَ علیه و حارَصَ و بارَك إِذا داوَم علیه. و حفِظْت الشی‌ءَ حِفْظاً أَی حَرَسْته، و حفِظتُه أَیضاً بمعنی استظهرته. و المحافظة: المُراقبة. و یقال: إِنه لذو حِفاظٍ و ذو مُحافظة إِذا كانت له أَنفةٌ. و الحَفِیظ: المُحافِظ، و منه قوله تعالی: وَ مٰا أَنَا عَلَیْكُمْ بِحَفِیظٍ*. و یقال: احْتفِظْ بهذا الشی‌ء أَی احْفظْه. و التحفُّظ: التیقُّظ. و تحفَّظْت الكتاب أَی استظهرْته شیئاً بعد شی‌ء. و حفَّظْته الكتابَ أَی حملْته علی حِفْظه. و استحفظته: سأَلته أَن یَحْفَظَه،
لسان العرب، ج‌7، ص: 442
و حكی ابن بری عن القَزَّازِ قال: استحفظته الشی‌ءَ جعلته عنده یحفَظُه، یتعدَّی إِلی مفعولین، و مثله كتبت الكتاب و استكتبته الكتاب. و المُحافظة و الحِفاظ: الذَّبُّ عن المَحارِم و المَنْعُ لها عند الحُروب، و الاسم الحَفِیظة. و الحِفاظ: المُحافظة علی العَهْد و المُحاماةُ علی الحُرَم و منعُها من العدوّ. یقال: ذُو حَفِیظة. و أَهلُ الحَفائظ: أَهل الحِفاظ و هم المُحامون علی عَوْراتهم الذَّابُّون عنها، قال: إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا و قیل: المُحافظة الوَفاء بالعَقْد و التمسُّكُ بالودّ. و الحَفِیظةُ: الغضَبُ لحُرمة تُنْتَهكُ من حُرُماتك أَو جارٍ ذی قَرابةٍ یُظلَم من ذَوِیك أَو عَهْد یُنْكَث. و الحِفْظة و الحَفِیظة: الغضَب، و الحِفاظ كالحِفْظة، و أَنشد: إِنّا أُناسٌ نمنَع الحِفاظا و قال زهیر «2» فی الحَفِیظة: یَسُوسون أَحْلاماً بَعِیداً أَناتُها، و إِن غَضِبوا، جاء الحَفِیظةُ و الجِدُّ و المُحْفِظات: الأُمور التی تُحْفِظ الرجل أَی تُغْضِبه إِذا وُتِرَ فی حَمِیمِه أَو فی جیرانه، قال القطامی: أَخُوك الذی لا تَمْلِك الحِسَّ نفسُه، و تَرْفَضُّ، عند المُحْفِظات، الكَتائفُ یقول: إِذا استوْحَشَ الرجلُ من ذِی قَرابَتِه فاضْطَغَن علیه سَخِیمةً لإِساءةٍ كانت منه إِلیه فأَوْحَشَتْه، ثم رآه یُضام زال عن قلبه ما احتقَده علیه و غَضِب له فنَصَره و انتصَر له من ظُلْمِه. و حُرَمُ الرجلِ: مُحْفِظاته أَیضاً، و قد أَحْفَظَه فاحتفَظ أَی أَغضَبه فغَضِب، قال العُجَیْرُ السَّلُولی: بعیدٌ من الشی‌ء القَلِیلِ احْتِفاظُه علیك، و مَنْزُورُ الرِّضا حِینَ یَغْضَبُ و لا یكون الإِحْفاظُ إِلا بكلام قبیح من الذی تَعرَّض له و إِسماعِه إِیّاه ما یَكره. الأَزهری: و الحِفْظَةُ اسم من الاحْتِفاظ عند ما یُری من حَفِیظة الرجل یقولون أَحْفَظْته حِفْظة، و قال العجاج: مع الجَلا و لائِحِ القَتِیرِ، و حِفْظةٍ أَكَنَّها ضَمِیرِی فُسّر: علی غَضْبة أَجنَّها قلبی، و قال الآخر: و ما العَفْوُ إِلَّا لامْرِئٍ ذی حَفِیظةٍ، مَتی یُعْفَ عن ذَنْبِ امرِئِ السَّوْءِ یَلْجَجِ و‌فی حدیث حُنَیْن: أَردتُ أَن أُحْفِظَ الناسَ و أَن یُقاتلوا عن أَهلیهم و أَموالهم‌أَی أُغْضِبَهم من الحَفِیظة الغضَب. و‌فی الحدیث أَیضاً: فبَدَرتْ منی كلمة أَحفَظَتْه‌أَی أَغضَبَتْه. و قولهم: إِنَّ الحَفائظَ تُذْهِبُ الأَحْقاد أَی إِذا رأَیت حَمِیمَك یُظْلَم حَمِیتَ له و إِن كان علیه فی قلبك حِقْد. النَّضْر: الحافظ هو الطریق البَیِّنُ المُستقیم الذی لا یَنْقَطِع، فأَما الطریق الذی یَبِین مرّة ثم یَنْقطِع أَثرُه و یَمَّحِی فلیس بحافِظ. و احْفاظَّتِ الجِیفةُ: انتَفخت، قاله ابن سیدة و رواه الأَزهری أَیضاً عن اللیث ثم قال الأَزهری: هذا تصحیف منكر، و الصواب اجْفأَظَّت، بالجیم، و روی عن الفراء أَنه قال: الجَفِیظ المقتول
(2). قوله [زهیر] فی الأساس الحطیئة، و هذا الصواب، لأنه من أبیات للحطیئة مرویَّة فی دیوانه.
لسان العرب، ج‌7، ص: 443
المنتفخ، بالجیم، قال: و هكذا قرأْت فی نوادر ابن بزرج له بخطّ أَبی الهیثم الذی عرفته له: اجفأَظَّت، بالجیم، و الحاء تصحیف، قال الأَزهری: و قد ذكر اللیث هذا الحرف فی كتاب الجیم أَیضاً، قال: فظننت أَنه كان متحیراً فیه فذكره فی موضعین.

حنظ؛ ج7، ص: 443

: حَنْظی به أَی نَدَّدَ به و أَسمعه المكروه، و الأَلف للإِلحاق بدَحْرج. و هو رجل حِنْظِیانٌ إِذا كان فَحّاشاً، و قد حكی ذلك بالخاء أَیضاً، و سنذكره. الأَزهری: رجل حِنْظِیانٌ و حِنْذِیانٌ و خِنْذیانٌ و عِنْظِیانٌ إِذا كان فحَّاشاً. قال: و یقال للمرأَة هی تُحَنْظِی و تُحَنْذی و تُعَنْظِی إِذا كانت بَذِیّةً فحّاشة. قال الأَزهری: و حَنْظی و حَنْذی و عَنْظی ملحقات بالرباعی و أَصلها ثلاثی و النون فیها زائدة كأَنَّ الأَصل فیها معتلّ، و قال ابن بری: أَحْنَظْت الرجل أَعطیته صلة أَو أُجرة، و اللّه أَعلم.

فصل الخاء المعجمة؛ ج7، ص: 443

خظظ؛ ج7، ص: 443

: التهذیب: أَهمله اللیث و روی أَبو العباس عن عمرو عن أَبیه أَنه قال: أَخَظَّ الرجلُ إِذا استَرْخی بطنُه و انْدال.

خنظ؛ ج7، ص: 443

: رجل خِنْظِیانٌ و خِنْذِیان، بالخاء معجمة: فاحشٌ. و خَنْظی به و غَنْظی به: ندّد، و قیل: سَخِر، و قیل: أَغْری و أَفْسد؛ قال جندل بن المثنی الحارثی: حتی إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ، قامَتْ تُخَنْظِی بِكِ سَمْعَ الحاضِرِ

فصل الدال المهملة؛ ج7، ص: 443

دأظ؛ ج7، ص: 443

: أَبو زید فی كتاب الهمز: دأَظْتُ الوِعاء و كلَّ ما ملأْته أَدْأَظُه دَأْظاً، و حكی ابن بری دَأَظْت الرجل أَكرهته أَن یأْكل علی الشبع. و دأَظَ المَتاعَ فی الوِعاء دأْظاً إِذا كنزه فیه حتی یملأَه، قال: و دأَظْت السّقاء ملأَته؛ أَنشد یعقوب: لقد فَدی أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ و الدَّأْظُ، حتی ما لَهُنَّ غَرْضُ یقول: كثرةُ أَلبانهنَّ أَغْنت عن لحومهن. و أَورد الأَزهری هذه الكلمة فی أَثناء ترجمة دأَضَ و قال: رواه أَبو زید الدأْظ، قال: و كذلك أَقرأَنیه المنذری عن أَبی الهیثم، و فسره فقال: الدأْظ السِّمَن و الامْتِلاء؛ یقول: لا یُنْحَرْن نَفاسة بهنَّ لسِمَنهنّ و حُسْنهن. و حكی عن الأَصمعی أَنه رواه الدَّأْضُ، بالضاد، قال: و هو أَن لا یكون فی جلودهن نقصان، و قال أَیضاً: یجوز فیها الضاد و الظاء معاً؛ و قال أَبو زید: الغَرْضُ هو موضعُ ماء تركْتَه فلم تجعل فیه شیئاً. و دأَظَ القُرْحةَ: غمَزَها فانفضَخَت. و دأَظَه یَدْأَظُه دأْظاً: خنَقَه.

دظظ؛ ج7، ص: 443

: الدَّظُّ: هو الشَّلُّ بلغة أَهل الیمن. دَظَّهم فی الحرب یَدُظُّهم دَظّاً: طرَدَهم، یمانیة، و دَظَظناهم فی الحرب و نحن نَدُظُّهم دَظّاً؛ قال الأَزهری: لا أَحفظ الدظَّ لغیر اللیث.

دعظ؛ ج7، ص: 443

: الدَّعْظُ: إِیعابُ الذكَر كلِّه فی فَرج المرأَة. یقال: دَعَظَها به و دعَظه فیها و دعْمَظه فیها إِذا أَدخله كلَّه فیها. و دعَظها یَدْعَظُها دَعْظاً: نكحها. و الدِّعْظایةُ: الكثیر اللحم كالدِّعْكایةِ. و قال ابن
لسان العرب، ج‌7، ص: 444
السكیت فی الأَلفاظ إِن صح له: الدِّعظایة القصیر، و قال فی موضع آخر من هذا الكتاب: و من الرجال الدِّعظایة، و قال أَبو عمرو: الدِّعْكایةُ و هما الكثیرا اللحم، طالا أَو قصُرا، و قال فی موضع: الجِعْظایةُ بهذا المعنی.

دعمظ؛ ج7، ص: 444

: الدُّعْموظُ: السیِّ‌ءُ الخُلُق. و دَعْمَظ ذَكره فی المرأَة: أَوْعبَه، قال ابن بری: و دَعْمَظْته أَوقعته فی شر.

دقظ؛ ج7، ص: 444

: ابن بری: الدَّقِظُ الغَضْبان، و كذلك الدَّقْظان؛ قال أُمیة: مَن كان مُكْتَئباً من سُنَّتی دَقِظاً فَرابَ فی صَدْرِه، ما عاشَ، دَقْظانا قال: قوله فراب أَی لا زالَ فی ریْب و شكّ.

دلظ؛ ج7، ص: 444

: دَلَظَه یَدْلِظُه دَلْظاً: ضرَبه، و فی التهذیب: وكَزَه و لَهَزه. و دَلَظه یَدْلِظُه: دفَع فی صدره. و المِدْلَظُ: الشدیدُ الدَّفْع، و الدِّلَظُّ علی مثال خِدَبٍّ. و اندَلَظَ الماءُ: اندَفع. و دلَظتِ التَّلْعةُ بالماء: سال منها نَهراً. و دلَظ: مرّ فأَسْرع؛ عن السیرافی، و كذلك ادْلَنْظی الجمل السَّریع منه، و قیل: هو السمین و هو أَعرف، و قیل: هو الغلیظ الشدید. ابن الأَنباری: رجل دَلَظی، غیر مُعرب، تَحِید عنه.

دلعمظ؛ ج7، ص: 444

: الأَزهری فی آخر حرف العین: الدِّلِعْماظُ الوَقَّاع فی الناس.

دلنظ؛ ج7، ص: 444

: التهذیب فی الرباعی: الأَصمعی الدَّلَنْظی السمین من كل شی‌ء. و قال شمر: رجل دَلَنْظی و بَلَنْزی إِذا كان ضَخْماً غلیظ المَنْكِبَین، و أَصله من الدَّلْظ، و هو الدفْع. و ادْلَنْظی إِذا سَمِن و غلُظ. الجوهری: الدَّلنظی الصلْب الشدید، و الأَلف للإِلحاق بسفرجل، و ناقةَ دَلَنْظاة. قال ابن بری فی ترجمة دلظ فی الثلاثی: و یقال دَلَظی مثل جَمَزَی و حَیَدَی، قال: و هذه الأَحرف الثلاثة یوصف بها المؤنث و المذكر؛ قال: و قال الطماحی: كیفَ رأَیتَ الحَمِقَ الدَلَنْظی، یُعْطی الذی یَنْقُصُه فیَقْنَی؟ أَی فیَرْضَی.

فصل الراء؛ ج7، ص: 444

رعظ؛ ج7، ص: 444

: رُعْظُ السهْم: مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ و فَوْقه لَفائفُ العَقَب، و الجمع أَرْعاظٌ؛ و أَنشد: یَرْمِی إِذا ما شَدَّدَ الأَرْعاظا، علی قِسِیٍّ حُرْبِظَت حِرْباظا و‌فی الحدیث: أَهْدَی له یَكْسُوم سِلاحاً فیه سَهم قد رُكِّب مِعْبَلُه فی رُعْظِه؛ الرُّعْظُ: مَدْخَلُ النَّصْلِ فی السهم. و المِعْبَلُ و المِعْبلة: النَّصْل. و فی المثل: إِنه لیَكْسِرُ علیك أَرْعاظ النبْل غضَباً؛ یُضْرب للرجل الذی یشتدّ غضَبُه، و قد فُسِّر علی وجهین: أَحدهما أَنه أَخذ سهماً و هو غَضْبانُ شدید الغضب فكان ینْكُت بنصله الأَرض و هو واجِمٌ نكْتاً شدیداً حتی انكسر رُعْظُ السهم، و الثانی أَنه مثل قولهم إِنه لیَحْرِقُ علیكَ الأُرَّم أَی الأَسنان، أَرادوا أَنه كان یُصَرِّف بأَنیابِه من شدَّة غضَبه حتی عَنِتَت أَسناخُها من شدة الصریف، فشبَّه مَداخِل الأَنیاب و مَنابِتها بمَداخِل النِّصال من النِّبال. و رَعَظَه بالعَقَب رَعْظاً، فهو مَرْعُوظ و رَعِیظ: لفَّه علیه و شدَّه به. و فوق الرُّعْظ الرِّصافُ: و هی لَفائفُ العقَب. و قد رَعِظ السهمُ، بالكسر،
لسان العرب، ج‌7، ص: 445
یَرْعَظُ رَعَظاً: انكسر رُعْظُه، فهو سهم رَعِظٌ. و سهم مَرْعُوظ: وصفَه بالضعْف، و قیل: انكسر رُعظه فشُدَّ بالعقَب فَوْقَه، و ذلك العقَبُ یسمَّی الرِّصاف، و هو عیب؛ و أَنشد ابن بری للراجز: ناضَلَنی و سهْمُه مَرْعُوظ

فصل الشین المعجمة؛ ج7، ص: 445

شظظ؛ ج7، ص: 445

: شظَّنی الأَمر شَظّاً و شُظوظاً: شقَّ علیَّ. و الشِّظاظُ: العُود الذی یُدخل فی عُرْوة الجُوالِق، و قیل: الشِّظاظُ خُشَیْبة عَقْفاء محدَّدةُ الطرَفِ توضع فی الجوالق أَو بین الأَوْنَینِ یُشَدّ بها الوِعاء؛ قال: و حَوْقَلٍ قَرَّبه مِن عِرْسِه سَوْقِی، و قد غابَ الشِّظاظُ فی اسْتِه اكْفأَ بالسین و التاء؛ قال ابن سیدة: و لو قال فی اسِّه لنجا من الإِكْفاء لكن أَری أَن الاسّ التی هی لغة فی الاسْتِ لم تك من لغة هذا الراجز، أَراد سَوقی الدّابةَ التی ركبها أَو الناقة قرَّبه من عرسه، و ذلك أَنه رآها فی النوم فذلك قُرْبُه منها؛ و مثله قول الراعی: فباتَ یُرِیه أَهلَه و بَناتِه، و بِتُّ أُرِیهِ النَّجْمَ أَیْنَ مَخافِقُهْ أَی بات النوم و هو مسافر معی یُرِیه أَهلَه و بناتِه، و ذلك أَن المسافر یتذكر أَهله فیُخَیِّلُهم النوم له؛ و قال: أَیْنَ الشِّظاظانِ و أَیْنَ المِرْبَعَهْ؟ و أَینَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ و شَظَّ الوِعاءَ یَشُظُّه شَظّاً و أَشَظَّه. جعَل فیه الشِّظاظَ؛ قال: بعدَ احْتِكاء أُرْبَتَیْ إِشْظاظِها و شَظَظْت الغِرارَتَین بشِظاظٍ، و هو عود یجعل فی عُرْوتی الجوالقین إِذا عُكِما علی البعیر، و هما شِظاظانِ. الفراء: الشَّظِیظُ العود المُشَقَّق، و الشَّظِیظُ الجُوالق المَشْدود. و شَظَظْت الجوالق أَی شدَدْت علیه شظاظه. و‌فی الحدیث: أَنّ رجلًا كان یَرْعی لِقْحة فَفجِئَها الموتُ فنحرَها بِشِظاظٍ؛ هو خُشیْبة مُحدّدة الطرَف تُدخل فی عروتی الجُوالقین لتجمع بینهما عند حملهما علی البعیر، و الجمع أَشِظَّة. و‌فی حدیث أُم زرع: مِرْفقُه كالشِّظاظ.و شَظَّ الرجلُ و أَشظَّ إِذا أَنْعَظ حتی یصیر مَتاعه كالشِّظاظ؛ قال زهیر: إِذا جَنَحَتْ نِساؤكُمُ إِلیه، أَشَظَّ كأَنَّه مَسَدٌ مُغارُ و الشِّظاظُ: اسم لِصٍّ من بنی ضَبّةَ أَخذوه فی الإِسلام فصَلَبُوه؛ قال: اللّهُ نَجّاكَ من القَضِیمِ، و مِن شِظاظٍ فاتِح العُكومِ، و مالِكٍ و سَیْفِه المَسْمُومِ أَبو زید: یقال إِنه لأَلَصُّ من شِظاظٍ، و كان لِصّاً مُغِیراً فصار مثلًا. و أَشْظَظْت القوم إِشْظاظاً و شَظَظْتهم شَظّاً إِذا فرَّقْتَهم؛ و قال البَعِیثُ: إِذا ما زَعانِیفُ الرِّجال أَشَظَّها ثِقالُ المرادِی و الذُّری و الجماجِم الأَصمعی: طارَ القومُ شَظاظاً و شَعاعاً أَی تفرَّقُوا؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 446
و أَنشد لرُوَیْشِدٍ الطائیّ یصف الضأْن: طِرْنَ شَظاظاً بَیْنَ أَطْرافِ السَّنَدْ، لا تَرْعَوِی أُمٌّ بها علی وَلَدْ، كأَنَّما هایَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ و الشَّظْشَظةُ: فِعْلُ زبِّ الغُلامِ عند البوْل. یقال: شَظْشَظَ زبّ الغلام عند البول.

شقظ؛ ج7، ص: 446

: الفرّاء: الشَّقِیظُ الفَخّار، و قال الأَزهری: جِرارٌ من خَزَفٍ.

شمظ؛ ج7، ص: 446

: ابن درید: الشَّمْظُ المَنْعُ. ابن سیدة: شَمَظَه «1» عن الأَمر یَشمِظُه شَمْظاً منعه؛ قال: سَتَشْمِظُكم عن بَطْنِ وَجٍّ سُیوفُنا، و یُصبِح منكم بَطْنُ جِلْذانَ مُقْفِرا جِلْذان: ثنِیّة بالطائف؛ التهذیب: و شَمْظةُ اسم موضع فی شعر حُمید بن ثور: كما انْقَضَبَت كدْراء تَسْقِی فِراخَها بشَمْظةَ رَفْهاً، و المِیاهُ شُعوبُ «2»

شنظ؛ ج7، ص: 446

: شَناظِی الجبالِ: أَعالِیها و أَطرافُها و نواحیها، واحدتها شُنْظُوَةٌ علی فُعْلُوَةٍ؛ قال الطرمّاح: فی شَناظِی أُقَنٍ دُونَها عُرَّةُ الطیْرِ كصوْمِ النِّعامْ الأُقَنُ: حُفَرٌ تكون بین الجبال ینبت فیها الشجر، واحدتها أُقْنة، و قیل: الأُقنة بیت یُبنی من حجر. و عُرَّةُ الطیر: ذَرْقُها، و الذی فی شعر الطرماح: بینها عرّة الطیر. و امرأَة شِناظٌ: مُكْتَنِزةُ اللحم. و روی أَبو تراب عن مصعب. امرأَة شِنْظِیانٌ بِنْظِیان إِذا كانت سیئةَ الخُلق صَخّابةً. و یقال: شَنْظَی به إِذا أَسمعه المكروه. و الشِّناظ: من نعت المرأَة و هو اكْتِنازُ لحمها.

شوظ؛ ج7، ص: 446

: الشِّواظُ و الشُّواظُ: اللَّهَب الذی لا دُخانَ فیه؛ قال أُمیة بن خلف یهجو حسان بن ثابت، رضی اللّه عنه: أَ لَیْسَ أَبوك فینا كان قَیْناً، لَدَی القَیْناتِ، فَسْلًا [فِسْلًا فی الحِفاظِ؟ یَمانِیّاً یَظَلُّ یَشُدُّ كِیراً، و یَنْفُخُ دائباً لَهَبَ الشُّواظِ و قال رؤبة: إِنّ لَهم من وَقْعِنا أَقْیاظَا، و نارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشِّواظا و فی التنزیل العزیز: یُرْسَلُ عَلَیْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ؛ و قیل: الشُّواظ قِطْعة من نار لیس فیها نُحاس، و قیل: الشواظ لهب النار و لا یكون إِلا من نار و شی‌ءٍ آخر یَخْلِطُه؛ قال الفراء: أَكثر القراء قرؤوا شُوٰاظٌ، و كسر الحسن الشین، كما قالوا لجماعة البقرِ صُوارٌ و صِوار. ابن شمیل: یقال لدُخان النار شُواظ و شِواظ و لحرّها شُواظ و شِواظ، و حرّ الشمس شُواظ [شِواظ، و أَصابنی شواظ من الشمس، و اللّه أَعلم.

شیظ؛ ج7، ص: 446

: یقال: شاظَتْ «3» یَدِی شَظِیّةٌ من القَناة تَشِیظُها شَیْظاً: دخلت فیها.
(1). قوله [شمظه إلخ] كذا ضبط فی الأصل فهو علیه من حد ضرب و مقتضی إطلاق المجد أَنه من حد كتب. (2). قوله [انقضبت] كذا بالأصل و شرح القاموس، و الذی فی معجم یاقوت: انقبضت، بتقدیم الباء علی الضاد. (3). قوله [شاظت إلخ] فی القاموس: و شاظت فی یدی إلخ فعدّاه بفی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 447‌

فصل العین المهملة؛ ج7، ص: 447

عظظ؛ ج7، ص: 447

: العَظُّ: الشدّة فی الحرب، و قد عَظَّتْه الحَرب بمعنی عَضَّته، و قال بعضهم: العَظُّ من الشدّة فی الحرب كأَنه من عَضّ الحرب إِیّاه، و لكن یُفْرق بینهما كما یفرق بین الدَّعْثِ و الدَّعْظِ لاختلاف الوَضْعَیْن. و عظَّه الزمانُ: لغة فی عضَّه. و یقال: عَظَّ فلان فلاناً بالأَرض إِذا أَلزَقَه بها، فهو مَعظُوظ بالأَرض. قال: و العِظاظُ شِبْه المِظاظ، یقال: عاظَّه و ماظَّه عِظاظاً و مِظاظاً إِذا لاحاهُ و لاجَّه. و قال أَبو سعید: العِظاظُ و العِضاضُ واحد، و لكنهم فرقوا بین اللفظین لَمّا فرقوا بین المعنیین. و المُعاظَّة و العِظاظُ جمیعاً: العَضُّ؛ قال: بَصِیر فی الكَرِیهةِ و العِظاظ أَی شدّة المُكاوَحةِ. و العِظاظُ: المشقّة. و عَظْعَظَ فی الجبل و عَضْعَضَ و بَرْقَطَ و بَقَّطَ و عَنَّتَ إِذا صَعَّد فیه. و المُعَظْعِظُ من السهام: الذی یَضْطَرِبُ و یَلْتَوِی إِذا رُمِیَ به، و قد عَظْعَظَ السهمُ؛ و أَنشد لرؤبة: لَمَّا رأَوْنا عَظْعَظَت عِظْعاظا نَبْلُهمُ، و صَدَّقُوا الوُعّاظا و عَظْعَظَ السهمُ عَظْعَظةً و عِظْعاظاً و عَظْعاظاً؛ الأَخیرة عن كراع و هی نادرة: التَوی و ارتعَش، و قیل: مَرَّ مُضْطَرِباً و لم یقصد. و عَظْعَظ الرجلُ عظعظةً: نكَص عن الصیْد و حاد عن مُقاتله؛ و منه قیل: الجبان یُعَظْعِظُ إِذا نكَص؛ قال العجاج: و عَظْعَظَ الجَبانُ و الزِّئتِیّ أَراد الكلب الصِّینیّ. و ما یُعَظْعِظُه شی‌ء أَی ما یَسْتفِزُّه و لا یُزیله. و العَظایةُ یُعَظْعِظُ من الحرّ: یلْوِی عُنقه. و من أَمثال العرب السائرة: لا تَعِظِینی و تَعَظْعَظِی، معنی تعظعظی كُفِّی و ارْتَدِعِی عن وعْظِك إِیَّای، و منهم من جعل تعَظعظی بمعنی اتَّعِظی؛ روی أَبو عبید هذا المثل عن الأَصمعی فی ادّعاء الرجل علماً لا یُحسنه، و قال: معناه لا تُوصِینی و أَوْصِی نفسك؛ قال الجوهری: و هذا الحرف جاء عنهم هكذا فیما رواه أَبو عبید و أَنا أَظنه و تُعَظْعِظی، بضم التاء، أَی لا یكن منك أَمر بالصلاح و أَن تَفْسُدی أَنت فی نفسك؛ كما قال المتوكل اللیثی و یروی لأَبی الأَسود الدُّؤلی: لا تَنْهَ عن خُلُقٍ و تأْتِیَ مِثْلَه، عارٌ علیكَ، إِذا فعَلْتَ، عَظِیمُ فیكون من عَظْعَظَ السهمُ إِذا التوی و اعْوجَّ، یقول: كیف تأْمُرِینَنی بالاستقامة و أَنْتِ تتعَوَّجین؟ قال ابن بری: الذی رواه أَبو عبید هو الصحیح لأَنه قد روی المثل تَعَظْعَظِی ثم عِظی، و هذا یدل علی صحة قوله.

عكظ؛ ج7، ص: 447

: عَكَظ دابَّتَه یَعْكِظُها عَكْظاً: حبَسها. و تعَكَّظ القومُ تَعَكُّظاً إِذا تَحَبَّسُوا لینظروا فی أُمورهم، و منه سمیت عُكاظ. و عكظَ الشی‌ءَ یَعْكِظُه: عَرَكَه. و عَكَظ خَصْمَه باللَّدَد و الحُجَج یَعْكِظه عَكْظاً: عَرَكه و قَهَره. و عَكَّظَه عن حاجته و نَكَّظه إِذا صرَفَه عنها. و تَعاكَظَ القومُ: تَعارَكُوا و تَفاخَرُوا. و عُكاظ: سُوق للعرب كانوا یتَعاكَظُون فیها؛ قال اللیث: سمیت عكاظاً لأَن العرب كانت تجتمع فیها
لسان العرب، ج‌7، ص: 448
فیَعْكِظ بعضُهم بعضاً بالمُفاخَرة أَی یَدْعَكُ، و قد ورد ذكرها فی الحدیث؛ قال الأَزهری: هی اسم سُوق من أَسْواق العرب و مَوْسمٌ من مَواسِم الجاهلیة، و كانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة و یتفاخرون بها و یَحْضُرها الشعراء فیتناشدون ما أَحدثوا من الشعر، ثم یَتفرّقون، قال: و هی بقرب مكة كان العرب یجتمعون بها كل سنة فیُقیمون شهراً یَتبایَعُون و یتفاخرون و یتناشدون، فلما جاء الإِسلام هدَمَ ذلك؛ و منه یَوْما عُكاظ لأَنه كانت بها وقعة بعد وقعة؛ قال دُرَیْد بن الصِّمّة: تَغَیَّبْتُ عن یَوْمَیْ عُكاظ كِلَیْهِما، و إِن یَكُ یومٌ ثالِثٌ أَتَغَیَّبُ قال اللحیانی: أَهل الحجاز یُجرونها و تَمِیم لا تجریها؛ قال أَبو ذؤیب: إِذا بُنیَ القِبابُ علی عُكاظٍ، و قامَ البیْعُ و اجْتَمعَ الأُلوفُ أَراد بعكاظ فوضَع علی موضع الباء. و أَدِیمٌ عُكاظِیٌّ: منسوب إِلیها و هو مما حُمل إِلی عكاظ فبیعَ بها. و تَعَكَّظ أَمرُه: التَوَی. ابن الأَعرابی: إِذا اشتد علی الرجل السفَر و بعُد قیل تَنَكَّظ، فإِذا التوی علیه أَمرُه فقد تعكَّظ. تقول العرب: أَنت مرة تَعَكَّظُ و مرة تَنَكَّظُ؛ تَعَكَّظُ: تمنَّع، و تنكَّظُ: تعجَّل. و تعكَّظ علیه أَمرُه: تمنَّع و تحبَّس. و رجل عَكِظٌ: قصیر.

عنظ؛ ج7، ص: 448

: العُنْظُوان و العِنْظِیانُ: الشِّرِّیر المُتَسمِّع البَذِیُّ الفحّاش؛ قال الجوهری: هو فُعْلوان، و قیل: هو الساخِر المُغْرِی، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء. الفراء: العُنْظُوان الفاحش من الرجال و المرأَة عُنْظُوانة. قال ابن بری: المعروف عِنْظِیانٌ. و یقال للفحّاش: حِنْظِیانٌ و خِنْظِیانٌ و حِنْذیانٌ و خِنْذِیانٌ و عِنْظِیان. یقال: هو یُعَنْظِی و یُحنْذِی و یُخَنْذِی و یُحَنْظِی و یُخَنْظِی، بالحاء و الخاء معاً، و یقال للمرأَة البَذِیّة: هی تُعَنْظی و تُحنظی إِذا تسَلَّطت بلسانها فأَفْحشت. و عَنْظَی به: سَخِر منه و أَسمعه القبیح و شتمه؛ قال جَنْدَل بن المُثَنَّی الطُّهَوِی یُخاطب امرأَته: لقد خَشِیتُ أَن یَقُومَ قابِری، و لم تُمارِسْكِ، من الضَّرائرِ كلُّ شَذاةٍ جَمّةِ الصَّرائرِ، شِنْظِیرةٍ سائلةِ الجَمائرِ حتی إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائرِ، قامَتْ تُعَنْظِی بكِ سَمْع [سِمْع الحاضِرِ، تُوفِی لَكِ الغَیْظَ بمُدٍّ وافِرِ، ثم تُغادِیكِ بصُغْرٍ صاغِرِ، حتی تَعُودِی أَخْسَرَ الخَواسِرِ تُعَنْظِی بك أَی تُغْرِی و تُفْسِد و تُسَمِّع بك و تَفْضَحُك بشَنِیع الكلام، بِمَسْمَع من الحاضر و تذْكُركِ بسُوء عند الحاضرین و تُنَدِّدُ بك و تُسمعكِ كلاماً قبیحاً. و قال أَبو حنیفة: العُنْظوانة الجرادة الأُنثی، و العُنْظَبُ الذكر. قال: و العُنْظُوان شجر، و قیل: نبت أَغبرُ ضخْم، و ربما استظَلَّ الإِنسان فی ظلِّه. و قال أَبو عمرو: كأَنه الحُرْضُ و الأَرانِبُ تأْكله، و قیل: هو ضرب من النبات إِذا أَكثر منه البعیر وَجِعَ بطنُه، و قیل: هو ضرب من الحَمْض معروف یشبه الرِّمْثَ غیر أَنّ الرّمْث أَبْسَطُ منه ورَقاً و أَنْجَعُ فی النَّعَم، قال الأَزهری: و نونه زائدة و أَصل الكلمة عین و ظاء و واو؛
لسان العرب، ج‌7، ص: 449
قال الراجز: حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ، فالیومُ منها یوْمُ أَرْوَنانِ واحدته عُنْظُوانة. و عُنْظوان: ماء لبنی تَمیم معروف.

فصل الغین المعجمة؛ ج7، ص: 449

غلظ؛ ج7، ص: 449

: الغِلَظُ: ضدّ الرّقّةِ فی الخَلْق و الطبْعِ و الفِعْل و المَنْطِق و العیْش و نحو ذلك. غَلُظَ یَغْلُظ غِلَظاً: صار غلِیظاً، و استغلظ مثله و هو غَلِیظ و غُلاظ، و الأُنثی غَلِیظة، و جمعها غِلاظٌ، و استعار أَبو حنیفة الغِلَظَ للخمْر، و استعاره یعقوب للأَمر فقال فی الماء: أَمّا ما كان آجِناً و أَمّا ما كان بَعِیدَ القعر شدیداً سقیُه، غَلیظاً أَمرُه. و غلَّظ الشی‌ءَ: جعله غَلیظاً. و أَغْلَظَ الثوبَ: وجده غَلیظاً، و قیل: اشتراه غلیظاً. و اسْتَغلظَه: ترك شراءه لغِلَظه. و قوله تعالی: وَ أَخَذْنَ مِنْكُمْ مِیثٰاقاً غَلِیظاً؛ أَی مؤكّداً مشدَّداً، قیل: هو عَقْد المَهر. و قال بعضهم: المیثاق الغلیظ هو قوله تعالی: فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِیحٌ بِإِحْسٰانٍ، فاستُعمل الغِلَظُ فی غیر الجَواهِر، و قد استعمل ابن جنی الغِلظ فی غیر الجواهر أَیضاً فقال: إِذا كان حرف الروی أَغْلَظ حكماً عندهم من الرِّدف مع قوّته فهو أَغْلظ حكماً و أَعلی خطَراً من التأْسیس لبُعده. و غَلُظَت السُّنبلة و اسْتَغْلظت: خرج فیها القمح. و استغلظ النباتُ و الشجر: صار غَلِیظاً. و فی التنزیل العزیز: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَویٰ عَلیٰ سُوقِهِ، و كذلك جمیع النبات و الشجر إِذا استحكمت نِبْتَتُه. و أَرض غلِیظة: غیر سَهلة، و قد غَلُظت غِلَظاً، و ربما كنی عن الغَلِیظ من الأَرض بالغِلَظ. قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هو بمعنی الغَلِیظ أَم هو مصدر وصف به. و الغَلْظُ: الغَلِیظُ من الأَرض، رواه أَبو حنیفة عن النضر و رُدَّ ذلك علیه، و قیل إِنما هو الغِلَظُ، قالوا: و لم یكن النضر بثقة. و الغَلْظُ من الأَرض: الصُّلْب من غیر حجارة؛ عن كراع، فهو تأْكید لقول أَبی حنیفة. و التغْلِیظ: الشدّة فی الیمین. و تَغْلِیظُ الیمین: تشدِیدُها و تَوكِیدها، و غَلَّظ علیه الشی‌ءَ تغلیظاً، و منه الدیة المُغَلّظة التی تجب فی شبه العمد و الیمینُ المُغلَّظة. و‌فی حدیث قتل الخَطإِ: ففیها الدِّیة مغلّظة؛ قال الشافعی: تغلیظ الدیة فی العَمْد المَحْض و العمد الخطإِ و الشهرِ الحرامِ و البَلدِ الحرام و قتل ذی الرحم، و هی ثلاثون حِقّة من الإِبل و ثلاثون جَذَعة و أَربعون ما بین ثنِیّة إِلی بازِل عامِها كلُّها خَلِفة أَی حامل. و غَلَّظْتُ علیه و أَغْلَظْتُ له و فیه غِلْظة و غُلْظة و غَلْظة و غِلاظةٌ أَی شِدَّة و اسْتطالة. قال اللّه تعالی: وَ لْیَجِدُوا فِیكُمْ غِلْظَةً؛ قال الزجاج: فیها ثلاث لغات غِلظة و غُلظة و غَلظة؛ و قد غلَّظَ علیه و أَغْلَظ و أَغْلَظ له فی القول لا غیر. و رجل غَلِیظ: فَظٌّ فیه غِلْظة، ذو غِلْظة و فَظاظةٍ و قَساوة و شدّة. و فی التنزیل العزیز: وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ. و أَمر غَلِیظٌ: شَدِید صَعْب، و عَهْد غلیظ كذلك؛ و منه قوله تعالی: وَ أَخَذْنَ مِنْكُمْ مِیثٰاقاً غَلِیظاً. و بینهما غِلْظةٌ و مغالظةٌ أَی عَداوة. و ماء غَلِیظ: مُرٌّ.

غنظ؛ ج7، ص: 449

: الغَنْظُ و الغِناظُ: الجَهْد و الكَرْب الشَّدید و المَشَقَّة. غَنَظَه الأَمر یَغْنِظُه غَنْظاً، فهو مَغْنُوظ. و فعَل ذلك غَناظَیْك و غِناطَیْك أَی لیَشُقَّ علیك مرّة بعد مرة؛ كلاهما عن اللحیانی. و الغَنْظُ و الغَنَظُ: الهَمُّ
لسان العرب، ج‌7، ص: 450
اللازِم، تقول: إِنه لمَغْنُوظٌ مَهْموم، و غنَظَه الهمُّ و أَغْنَظه: لَزِمَه. و غنَظَه یَغْنِظُه و یغْنُظُه، لغتان، غَنْظاً و أَغْنَظْته و غَنَّظْته، لغتان، إِذا بلغت منه الغمّ؛ و الغَنْظُ: أَن یُشرِف علی الهَلَكة ثم یُفْلَت، و الفِعل كالفعل؛ قال جریر: و لقد لقِیتَ فَوارِساً من رَهْطِنا، غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَیّارِ و لقد رأَیتَ مكانَهم فَكَرِهْتَهم، كَكراهَةِ الخِنْزِیر للإِیغارِ العَیّارُ: رَجل، و جرادةُ: فَرسُه، و قیل: العیّار أَعرابی صاد جَراداً و كان جائعاً فأَتی بهن إِلی رَماد فدَسَّهُنّ فیه، و أَقبل یخرجهن منه واحدة واحدة فیأْكلهن أَحیاء و لا یشعُر بذلك من شدّة الجوع، فآخِر جَرادة منهن طارت فقال: و اللّه إِن كنت لأُنْضِجُهنَّ فضُرب ذلك مثلًا لكل من أُفلت من كَرْب. و قال غیره: جرادة العیَّار جرادة وُضِعت بین ضِرْسَیْه فأُفْلِتت، أَراد أَنهم لازَمُوك و غمّوك بشدّة الخُصومة یعنی قوله غَنَظوك، و قیل العیَّار كان رجلًا أَعْلَم أَخذ جرادة لیأْكلها فأُفلتت من عَلَمِ شَفَته، أَی كنت تُفْلَتُ كما أُفلتت هذه الجرادة. و ذكر عمر بن عبد العزیز الموت فقال: غَنْظٌ لیس كالغَنْظ، و كَظٌّ لیس كالكَظِّ؛ قال أَبو عبید: الغَنْظُ أَشدُّ الكرب و الجَهْد، و كان أَبو عبیدة یقول: هو أَن یشرف الرجل علی الموت من الكرب و الشدة ثم یُفْلَت. و غنَظَه یَغْنِظُه غَنْظاً إِذا بلغ به ذلك و ملأَه غَیْظاً، و یقال أَیضاً: غانَظَه غناظاً؛ قال الفقعسی: تَنْتِحُ ذِفْراه من الغِناظ و غَنَظه، فهو مغنوظ أَی جَهَده و شَقَّ علیه؛ قال الشاعر: إِذا غَنَظُونا ظالمین أَعاننا، علی غَنْظِهم، مَنٌّ من اللّه واسعُ و رجلٌ مُغانِظٌ؛ قال الراجز: جافٍ دَلَنْظَی عَرِكٌ مُغانِظُ، أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ و غَنْظَی به أَی نَدّدَ به و أَسمعه المكروه، و‌فی الحدیث: أَغْیَظُ رجلٍ علی اللّه یومَ القیامة و أَخْبَثُه و أَغیظه علیه رجل تَسمَّی بملِك الأَملاك، قال ابن الأَثیر: قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتی أَغیظ فی الحدیث، و لعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظ و هو شدة الكرب، و اللّه أَعلم.

غیظ؛ ج7، ص: 450

: الغیْظُ: الغَضب، و قیل: الغیظ غضب كامن للعاجز، و قیل: هو أَشدُّ من الغضَب، و قیل: هو سَوْرَتُه و أَوّله. و غِظتُ فلاناً أَغِیظه غَیْظاً و قد غاظه فاغتاظ و غَیَّظَه فتَغَیَّظ و هو مَغِیظ؛ قالت قُتَیْلةُ بنت النضر بن الحرث و قتل النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَباها صبراً: ما كان ضَرَّكَ، لو مَنَنْتَ، و رُبما مَنَّ الفتی، و هو المَغِیظُ المُحْنَقُ و التغَیُّظُ: الاغتِیاظ، و فی حدیث أُم زرع: و غیْظُ جارَتها، لأَنها تری من حسنها ما یَغیظُها. و‌فی الحدیث: أَغْیَظُ الأَسماء عند اللّه رجل تَسَمَّی مَلِكَ الأَملاك؛ قال ابن الأَثیر: هذا من مجاز الكلام معدول عن ظاهره، فإِن الغیظ صفةٌ تغیِّرُ المخلوق عند احتداده یتحرك لها، و اللّه یتعالی عن ذلك، و إِنما هو كنایة عن عقوبته للمتسمی بهذا الاسم أَی أَنه أَشد أَصحاب هذه
لسان العرب، ج‌7، ص: 451
الأَسماء عقوبةً عند اللّه. و‌قد جاء فی بعض روایات مسلم: أَغیظ رجل علی اللّه یوم القیامة و أَخبثه و أَغیظه علیه رجل تسمی بملك الأَملاك؛ قال ابن الأَثیر: قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتی أَغیظ فی الحدیث و لعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظِ، و هو شدّة الكرب. و قوله تعالی: سَمِعُوا لَهٰا تَغَیُّظاً وَ زَفِیراً؛ قال الزجاج: أَراد غَلَیان تَغَیُّظٍ أَی صوت غلیان. و حكی الزجاج: أَغاظه، و لیست بالفاشیة. قال ابن السكیت: و لا یقال أَغاظه. و قال ابن الأَعرابی: غاظه و أَغاظه و غَیَّظه بمعنی واحد. و غایَظَه: كغَیَّظه فاغتاظ و تَغیَّظ. و فعَل ذلك غِیاظَكَ و غِیاظَیْك. و غایَظَه: باراه فصنع ما یصنع. و المُغایظة: فِعْلٌ فی مُهلة أَو منهما جمیعاً. و تغَیَّظَتِ الهاجرة إِذا اشتدّ حَمْیُها؛ قال الأَخطل: لَدُنْ غُدْوةٍ، حتی إِذا ما تَغَیَّظَت هواجرُ من شعبانَ، حامٍ أَصیلُها و قال اللّه تعالی: تَكٰادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ؛ أَی من شدَّة الحرِّ. و غَیَّاظٌ: اسم. و بنو غَیْظٍ: حیٌّ من قیس عَیْلانَ، و هو غَیْظُ بنُ مُرَّةَ بنِ عوفِ بنِ سعد بن ذُبْیانَ بن بَغِیض بن رَیْثِ بن غَطَفانَ. و غَیَّاظُ بنُ الحُضَینِ بن المنذر: أَحد بنی عمرو بن شَیْبان الذُّهلی السدُوسی؛ و قال فیه أَبوه الحضین یهجوه: نَسِیٌّ لما أُولِیتَ من صالح مَضی، و أَنت لتأْدیبٍ علیَّ حَفِیظُ تَلِینُ لأَهْل الغِلِّ و الغَمز منهمُ، و أَنت علی أَهلِ الصَّفاء غلیظ و سُمِّیتَ غَیَّاظاً، و لستَ بغائظٍ عدوّاً، و لكن للصَّدِیقِ تَغِیظ فلا حَفِظَ الرحمنُ رُوحَك حَیَّةً، و لا وهْیَ فی الأَرواحِ حین تَفِیظ عَدُوُّكَ مَسرورٌ، و ذو الوُدِّ، بالذی یَری منك من غیْظ، علیك كَظیظ و كان الحُضَیْنُ هذا فارساً و كانت معه رایة علیّ، كرم اللّه وجهه، یومَ صِفِّینَ و فیه یقول، رضی اللّه عنه: لِمَنْ رایةٌ سوداءٌ یَخْفُقُ ظِلُّها، إِذا قیل: قَدِّمْها حُضَیْنُ، تَقَدَّما و یُورِدُها للطَّعْنِ حتی یُزِیرَها حِیاضَ المَنایا، تَقْطُر الموتَ و الدّما

فصل الفاء؛ ج7، ص: 451

فظظ؛ ج7، ص: 451

: الفظُّ: الخَشِنُ الكلام، و قیل: الفظ الغلیظ؛ قال الشاعر رؤبة: لما رأَینا منهمُ مُغتاظا، تَعْرِف منه اللُّؤْمَ و الفِظاظا و الفَظَظُ: خشونة فی الكلام. و رجل فَظٌّ: ذو فَظاظةٍ جافٍ غلیظٌ، فی مَنطقِه غِلَظٌ و خشونةٌ. و إِنه لَفَظٌّ بَظٌّ: إِتباع؛ حكاه ثعلب و لم یشرح بَظّاً؛ قال ابن سیدة: فوجهناه علی الإِتباع، و الجمع أَفظاظ؛ قال الراجز أَنشده ابن جنی: حتی تَری الجَوَّاظَ من فِظاظِها مُذْلَوْلِیاً، بعد شَذا أَفظاظِها و قد فَظِظْتَ، بالكسر، تَفَظُّ فَظاظةً و فَظَظاً، و الأَول أَكثر لثقل التضعیف، و الاسم الفَظاظةُ و الفِظاظ؛ قال:
لسان العرب، ج‌7، ص: 452
حتی تری الجَوّاظ من فِظاظِها و یقال: رجل فَظٌّ بَیِّنُ الفَظاظةِ و الفِظاظِ و الفَظَظِ؛ قال رؤبة: تَعْرِفُ منه اللُّؤْمَ و الفِظاظا و أَفْظَظْت الرجلَ و غیرَه: ردَدته عما یرید. و إِذا أَدْخَلْتَ الخیطَ فی الخَرْتِ، فقد أَفْظَظْتَه؛ عن أَبی عمرو. و الفَظُّ: ماء الكرش یُعتصر فیُشرب منه عند عَوَزِ الماء فی الفلوات، و به شبه الرجل الفظ الغلیظ لغِلَظِه. و قال الشافعی: إِن افتظَّ رجل كرش بعیر نحره فاعتصر ماءه و صَفَّاه لم یجز أَن یتطهر به، و قیل: الفَظُّ الماءُ یخرج من الكرش لغلظ مَشْرَبِه، و الجمع فُظوظ؛ قال: كأَنَّهُمُ، إِذْ یَعْصِرون فُظوظَها، بدَجْلةَ، أَو ماءُ الخُرَیبةِ مَوْرِدُ أَراد أَو ماء الخُرَیْبةِ مَوْرِدٌ لهم؛ یقول: یستبیلون خیلَهم لیشربوا أَبوالها من العطش، فإِذاً الفُظوظُ هی تلك الأَبوال بعینها. و فظَّه و افْتَظَّه: شقَّ عنه الكرش أَو عصره منها، و ذلك فی المفاوز عند الحاجة إِلی الماء؛ قال الراجز: بَجَّك كِرْشَ النابِ لافتظاظها الصحاح: الفَظُّ ماء الكرش؛ قال حسان بن نُشْبة: فكونوا كأَنْفِ اللَّیثِ، لا شَمَّ مَرْغَماً، و لا نال فَظَّ الصیدِ حتی یُعَفِّرا یقول: لا یَشُمُّ ذِلَّةً فتُرْغِمَه و لا یَنال من صیده لحماً حتی یصرعه و یُعَفِّره لأَنه لیس بذی اختلاس كغیره من السباع. و منه قولهم: افتظَّ الرجلُ، و هو أَن یسقی بَعیرَه ثم یَشُدَّ فمه لئلا یجتَرَّ، فإِذا أَصابه عطش شق بطنه فقطر فَرْثَه فشربه. و الفَظِیظُ: ماء المرأَة أَو الفحل زعموا، و لیس بثَبَتٍ؛ و أَما كراع فقال: الفظیظ ماء الفحل فی رحم الناقة، و فی المحكم: ماء الفحل؛ قال الشاعر یصف القطا و أَنهن یحملن الماء لفراخهن فی حواصلهن: حَمَلْنَ لها مِیاهاً فی الأَداوَی، كما یَحْمِلْنَ فی البَیْظ الفَظِیظا و البَیْظُ: الرحم. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنتَ أَفَظُّ و أَغلظ من رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم؛ رجل فظٌّ أَی سیِّ‌ء الخُلق. و فلان أَفظٌّ من فلان أَی أَصعب خلُقاً و أَشرس. و المراد هاهنا شدة الخُلُقِ و خشونةُ الجانب، و لم یُرَدْ بهما المفاضلةُ فی الفَظاظةِ و الغِلْظةِ بینهما، و یجوز أَن یكون للمفاضلة و لكن فیما یجب من الإِنكار و الغلظة علی أَهل الباطل، فإِن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، كان رؤوفاً رحیماً، كما وصفه اللّه تعالی، رَفیقاً بأُمته فی التبلیغ غیرَ فَظٍّ و لا غلیظٍ؛ و منه‌أَن صفته فی التوراة: لیس بفظ و لا غلیظ.و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، قالت لمروان: إِن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، لعن أَباك و أَنت فُظاظةٌ من لعنةِ اللّه، بظاءین، من الفَظِیظ و هو ماء الكرش؛ قال ابن الأَثیر: و أَنكره الخطابی. و قال الزمخشری: أَفْظَظْتُ الكرشَ اعتصرتُ ماءها، كأَنه عُصارةٌ من اللعنة أَو فُعالة من الفَظیظِ ماء الفحل أَی نُطفةٌ من اللعنة، و قد روی فضض من لعنة اللّه، بالضاد، و قد تقدم.

فوظ؛ ج7، ص: 452

: فاظت نفسُهُ فَوْظاً: كفاظت فَیْظاً. و فاظ الرجلُ یَفوظُ فَوْظاً و فَواظاً، و سنذكره فی فیظ. قال ابن جنی: و مما یجوز فی القیاس، و إِنْ لم یرد به
لسان العرب، ج‌7، ص: 453
استعمالٌ، الأَفعالُ التی وردت مصادرها و رفضت هی نحو فاظ المیت فَیْظاً و فَوْظاً، و لم یستعملوا من فوظ فعلًا، قال: و نظیرُه الأَیْنُ الذی هو الإِعیاءُ لم یستعملوا منه فعلًا، قال الأَصمعی: حان فوْظُه أَی موته. و‌فی حدیث عطاء: أَ رأَیتَ المریضَ إِذا حان فَوْظُه‌أَی موته؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء بالواو و المعروف بالیاء. قال الفراء: یقال فاضت نفسه تَفِیضُ فَیْضاً و فُیوضاً، و هی فی تمیم و كلب، و أَفصحُ منها و آثَرُ: فاظت نفسُه فُیوظاً، و اللّه أَعلم.

فیظ؛ ج7، ص: 453

: فاظ الرجلُ، و فی المحكم: فاظَ فَیْظاً و فُیوظاً و فَیْظُوظةً و فَیَظاناً و فَیْظاناً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: مات؛ قال رؤْبة: و الأَزْدُ أَمسَی شِلْوُهُم لُفاظا، لا یَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا، إِن مات فی مَصیفِه أَو قاظا أَی من كثرةِ القَتْلی. و‌فی الحدیث: أَنه أَقطَع الزُّبَیْر حُضْرَ فرَسِه فأَجْرَی الفرَسَ حتی فاظ، ثم رَمَی بسوطِه فقال: أَعْطُوه حیث بلَغ السوْطُ؛ فاظ بمعنی مات. و‌فی حدیث قَتْل ابن أَبی الحُقَیْقِ: فاظَ والِهُ بَنی إِسرائیل.و فاظت نفسُه تَفِیظُ أَی خرَجتْ رُوحُه، و كَرِهَها بعضُهم؛ و قال دُكَیْنٌ الراجز: اجتَمَعَ الناسُ و قالوا: عُرْسُ، فَفُقِئَتْ عَیْنٌ، و فاظَتْ نَفْسُ و أَفاظه اللّهُ إِیاها و أَفاظه اللّه «4» نفسَه؛ قال الشاعر: فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها، و ثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم «5» اللیث: فاظت نفسُه فَیْظاً و فَیْظُوظةً إِذا خرَجَت، و الفاعل فائظٌ، و زعم أَبو عبیدة أَنها لغةٌ لبعض تمیم، یعنی فاظت نفسُه و فاضت. الكسائی: تَفَیَّظُوا أَنفسَهم، قال: و قال بعضهم لأُفِیظَنَّ نفسَك، و حكی عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه لا یقال فاظت نفسه و لا فاضت، إِنما یقال فاظ فلان، قال: و یقال فاظ المَیِّتُ، قال: و لا یقال فاض، بالضاد، بَتَّةً. ابن السكیت: یقال فاظ المیتُ یَفیظ فَیْظاً و یَفُوظُ فَوْظاً، كذا رواها الأَصمعی؛ قال ابن بری: و مثل فاظ المیتُ قولُ قَطَرِیّ: فلم أَرَ یوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً، یُبِیحُ دَماً، من فائظٍ و كَلِیم و قال العجاج: كأَنَّهم، من فائظٍ مُجَرْجَمِ، خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ و قال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبی عامر أَخو العباس بن مِرْداس فی یوم أَوْطاسٍ و قد اطَّرَدَتْه بنو نصر و هو علی فرسه الحَقْباء: و لو لا اللّهُ و الحَقْباءُ فاظت عِیالی، و هی بادِیةُ العُروقِ إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ، تَدَلِّیَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِیقِ و حان فوْظُه أَی فَیْظُه علی المعاقَبة؛ حكاه اللحیانی.
(4). قوله [و أَفاظه اللّه إلخ] كذا فی الأصل. (5). قوله فی البیت [بمعمم الحلم] كذا بأَصله، و لعله بمعمم الحكم أَی بمقلد الحكم، ففی الأساس: و عممونی أَمرهم قلدونی.
لسان العرب، ج‌7، ص: 454
و فاظ فلانٌ نفسَه أَی قاءَها؛ عن اللحیانی. و ضربته حتی أَفَظْتُ نفسَه. الكسائی: فاظَت نفسُه و فاظ هو نفسَه أَی قاءَها، یتعدَّی و لا یتعدَّی، و تَفَیَّظُوا أَنفسَهم: تَقَیَّؤُوها. الكسائی هو تَفِیظُ نفسُه. الفراء: أَهلُ الحجاز و طَیِّ‌ءٌ یقولون فاظت نفسُه، و قُضاعة و تمیم و قیس یقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. و قال أَبو زید و أَبو عبیدة: فاظت نفسُه، بالظاء، لغة قیس، و بالضاد لغة تمیم. و روی المازنی عن أَبی زید أَن العرب تقول فاظت نفسُه، بالظاء، إِلَّا بنی ضبة فإِنهم یقولونه بالضاد؛ و مما یُقوِّی فاظت، بالظاء، قولُ الشاعر: یَداكَ: یَدٌ جُودُها یُرْتَجَی، و أُخْرَی لأَعْدائها غائظه فأَما التی خیرُها یرتجی، فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه و أَما التی شَرُّها یُتَّقَی، فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه و مثله قول الآخر: و سُمِّیتَ غَیَّاظاً، و لستَ بغائظٍ عَدُوّاً، و لكن للصَّدِیقِ تَغِیظ فلا حَفِظ الرحمنُ رُوحَك حَیَّةً، و لا وهْیَ فی الأَرْواحِ حین تفِیظ أَبو القاسم الزجاجی: یقال فاظَ المیتُ، بالظاء، و فاضت نفسُه، بالضاد، و فاظت نفسُه، بالظاء، جائز عند الجمیع إِلَّا الأَصمعی فإِنه لا یجمع بین الظاء و النفس؛ و الذی أَجاز فاظت نفسه، بالظاء، یحتج بقول الشاعر: كادت النفسُ أَن تَفِیظَ علیه، إِذ ثَوَی حشْوَ رَیْطةٍ و بُرُودِ و قول الآخر: هَجَرْتُك، لا قِلًی مِنِّی، و لكنْ رأَیتُ بَقاءَ وُدِّك فی الصُّدُودِ كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا رأَتْ أَنَّ المَنِیَّةَ فی الوُرودِ تَفِیظُ نفوسُها ظَمَأً، و تَخْشَی حِماماً، فهی تَنْظُرُ من بَعِیدِ

فصل القاف؛ ج7، ص: 454

قرظ؛ ج7، ص: 454

: القَرَظُ: شجر یُدْبَغُ به، و قیل: هو ورَقُ السِّلَم یُدْبَغُ به الأَدَمُ، و منه أَدِیمٌ مَقْروظ، و قد قَرَظْتُه أَقْرِظُه قَرْظاً. قال أَبو حنیفة: القَرَظُ أَجودُ ما تُدبَغُ به الأُهُبُ فی أَرض العرب و هی تُدْبَغُ بورقه و ثمره. و قال مَرَّةً: القَرَظُ شجرٌ عِظام [عُظام لها سُوق غِلاظ أَمثال شجر الجَوْز و ورقه أَصغر من ورق التفّاح، و له حَبٌّ یوضع فی المَوازین، و هو یَنْبُتُ فی القِیعانِ، واحدَتُه قَرَظةٌ، و بها سُمّی الرجل قَرَظةَ و قُرَیْظةَ. و إِبل قَرَظِیّةٌ: تأْكل القَرَظَ. و أَدِیمٌ قَرَظِیٌّ: مدبوغ بالقرَظ. و كبش قَرَظِیٌّ و قُرَظِیٌّ: منسوب إِلی بلاد القَرَظِ، و هی الیمن، لأَنها مَنابِت القرظ. و قَرَظَ السِّقاءَ یَقْرِظُه قَرْظاً: دَبَغه بالقَرَظِ أَو صبَغه به. و حكی أَبو حنیفة عن ابن مِسْحَلٍ: أَدِیم مُقْرَظٌ كأَنه علی أَقْرَظْته، قال: و لم نسمعه، و اسم الصِّبْغ القَرَظِیُّ علی إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه. و‌فی الحدیث: أَن عمر دخل علیه و إِنَّ عند رجلیه قرظاً مَصْبُوراً.و‌فی
لسان العرب، ج‌7، ص: 455
الحدیث أُتِیَ بهَدِیَّة فی أَدیم مقروظ‌أَی مدبوغ بالقرظ. و القارظُ: الذی یجمع القَرَظَ و یجتَنیه. و من أَمثالهم: لا یكون ذلك حتی یَؤوبَ القارِظان، و هما رجلان: أَحدُهما من عَنَزَة، و الآخر عامر بن تَمِیم بن یَقْدُم بن عَنَزَة، خرجا یَنْتَحِیانِ القَرَظَ و یَجْتَنِیانه فلم یرجعا فضُرب بهما المثل؛ قال أَبو ذؤیب: و حتی یَؤوبَ القارِظانِ كِلاهما، و یُنْشَرَ فی القَتْلَی كُلَیْبٌ لوائلِ «1» و قال ابن الكلبی: هما قارظان و كلاهما من عَنَزةَ، فالأَكبر منهما یَذْكُرُ بن عَنَزةَ كان لصلبه، و الأَصغر هو رُهْمُ بنُ عامر من عَنَزةَ؛ و كان من حدیثِ الأَوّل أَن خُزیمةَ بن نَهْدٍ كان عَشِقَ ابنَته فاطمةَ بنتَ یَذْكُرَ و هو القائل فیها: إِذا الجَوْزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَیَّا، ظنَنْتُ بآل فاطمةَ الظُّنُونا و أَمَّا الأَصغر منهما فإِنه خرج یطلب القَرَظَ أَیضاً فلم یرجع، فصار مثلًا فی انقطاع الغیْبة، و إِیاهما أَراد أَبو ذؤیب فی البیت بقوله: و حتی یؤوب القارظان كلاهما قال ابن بری: ذكر القزاز فی كتاب الظاء أَن أَحد القارِظَین یَقْدُمُ بن عَنَزةَ و الآخر عامرُ بن هَیْصَمِ بن یقدم بن عنزة. ابن سیدة: و لا آتِیك القارِظَ العَنَزِیّ أَی لا آتیك ما غابَ القارِظُ العَنَزِیُّ، فأَقام القارِظَ العنزیّ مقام الدهر و نصبه علی الظرف، و هذا اتساع و له نظائر؛ قال بشر لابنته عند الموت: فَرَجِّی الخَیْرَ، و انتظری إِیابی، إِذا ما القارِظُ العَنَزِیُّ آبا التهذیب: من أَمثال العرب فی الغائب: لا یُرْجَی إِیابُه حتی یَؤوبَ العَنَزِیُّ القارظ، و ذلك أَنه خرج یَجْنی القَرَظَ ففُقِد، فصار مثلًا للمفقود الذی یُؤْیَسُ منه. و القَرَّاظُ: بائع القَرَظِ. و التقْرِیظُ: مدح الإِنسان و هو حَیٌّ، و التَّأْبِین مدْحُه میتاً. و قَرَّظَ الرجلَ تقریظاً: مدحَه و أَثنی علیه، مأْخوذ من تقریظ الأَدیم یُبالَغُ فی دِباغِه بالقَرَظِ، و هما یَتقارظَانِ الثناءَ. و قولهم: فلان یُقَرِّظُ صاحبه تقریظاً، بالظاء و الضاد جمیعاً؛ عن أَبی زید، إِذا مدحه بباطل أَو حق. و‌فی الحدیث: لا تُقَرِّظُونی كما قَرَّظَتِ النصاری عیسی؛ التقریظ: مدحُ الحیّ و وصفُه، و منه‌حدیث علی، علیه السلام: و لا هو أَهل لما قُرِّظَ به‌أَی مُدِح؛ و‌حدیثه الآخر: یَهْلِك فیّ رجلان: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ یُقَرِّظنی بما لیس فیّ، و مُبْغِضٌ یَحْمِلُه شَنَآنی علی أَن یَبْهَتنی.التهذیب فی ترجمة قرض: و قَرِظ الرجلُ، بالظاء، إِذا ساد بعد هَوان. أَبو زید: قَرَّظ فلان فَلاناً، و هما یتقارظان المدحَ إِذا مدح كل واحد منهما صاحبه، و مثله یتقارضان، بالضاد، و قد قَرَّضَه إِذا مدحه أَو ذمّه، فالتقارُظ فی المدحِ و الخیرِ خاصّة، و التقارُضُ فی الخیر و الشر.و سَعْدُ القَرَظِ: مُؤذِّنُ سیدِنا رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، كان بقُباءٍ فلما وَلِیَ عمرُ أَنزله المدینةَ فولَدُه إِلی الیوم یؤذِّنون فی مسجد المدینة.
(1). قوله [لوائل] كذا فی الأصل و شرح القاموس، و الذی فی الصحاح: كلیب بن وائل.
لسان العرب، ج‌7، ص: 456
و القُرَیْظ: فرس لبعض العرب. و بنو قریْظة: حَیٌّ من یَهُودَ، و هم و النَّضِیر قبیلتان من یهود خیبَرَ، و قد دخلوا فی العرب علی نَسَبِهم إِلی هرون أَخی موسی، علیهما السلام، منهم محمد بن كعب القُرَظیّ. و بنو قُرَیْظةَ: إِخوة النَّضِیر، و هما حَیَّانِ من الیهود الذین كانوا بالمدینة، فأَمّا قریظة فإِنهم أُبِیروا لنَقْضِهم العهدَ و مُظاهَرتِهم المشركین علی رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَمر بقتل مُقاتِلتهم و سَبْیِ ذراریِّهم و استفاءة أَموالهم، و أَما بنو النضیر فإِنهم أُجْلُوا إِلی الشام، و فیهم نزلت سورة الحشر.

قعظ؛ ج7، ص: 456

: أَقْعَظَنی فلان إِقعاظاً إِذا أَدخل علیك مشقة فی أَمر كنت عنه بمعزل، و قد ذكره العجاج فی قصیدة ظائیة. و أَقعظه: شق علیه.

قوظ؛ ج7، ص: 456

: قال أَبو علی: القَوْظُ فی معنی القَیْظِ، و لیس بمصدر اشتق منه الفعل لأَن لفظها واو و لفظ الفعل یاء.

قیظ؛ ج7، ص: 456

: القَیْظُ: صَمِیمُ الصیْف، و هو حاقُّ الصیف، و هو من طلوع النجم إِلی طلوع سهیل، أَعنی بالنجم الثریَّا، و الجمع أَقْیاظٌ و قُیوظٌ. و عامَله مُقایَظةً و قُیوظاً أَی لزمن القیظ؛ الأَخیرة غریبة، و كذلك استأْجره مُقایَظة و قِیاظاً؛ و قول إمرئ القیس أَنشده أَبو حنیفة: قایَظْنَنا یأْكلن فینا قُدّاً، و مَحْرُوتَ الجمال «1» إِنما أَراد قِظْنَ معنا. و قولهم اجتمع القَیْظُ إِنما هو علی سعة الكلام، و حقیقته: اجتمع الناس فی القیظ فحذفوا إِیجازاً و اخْتصاراً، و لأَن المعنی قد عُلم، و هو نحو قولهم اجتمعت الیمامةُ یریدون أَهل الیمامة. و قد قاظ یومُنا: اشتد حَرُّه؛ و قِظْنا بمكان كذا و كذا و قاظوا بموضع كذا، و قیَّظُوا و اقتاظوا: أَقاموا زمن قیظهم؛ قال تَوْبةُ بن الحُمَیِّر: تَرَبَّعُ لَیْلَی بالمُضَیَّحِ فالحِمَی، و تَقْتاظُ من بَطْنِ العَقِیقِ السَّواقِیا و اسم ذلك الموضع: المَقِیظُ و المَقْیَظُ. و قال ابن الأَعرابی: لا مَقِیظَ بأَرض لا بُهْمَی فیها أَی لا مَرْعی فی القیظ. و المَقِیظُ و المَصِیفُ واحد. و مَقِیظ القوم: الموضعُ الذی یقام فیه وقتَ القَیْظِ، و مَصِیفُهم: الموضعُ الذی یقام فیه وقتَ الصیف. قال الأَزهری: العرب تقول: السنة أَربعة أَزمان، و لكل زمن منها ثلاثة أَشهر، و هی فصول السنة: منها فصل الصیف و هو فصلُ ربیع الكَلإِ آذارُ و نَیْسانُ و أَیّارُ، ثم بعده فصل القیظ حَزِیرانُ و تَموزُ و آب، ثم بعده فصل الخریف أَیْلُولُ و تَشْرِین و تَشْرین، ثم بعده فصل الشتاء كانُونُ و كانونُ و سُباطُ. و قَیَّظَنی الشی‌ءُ: كفانی لِقَیْظَتی. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال حین أَمره النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، بتزوید وفْد مُزَینةَ: ما هی إِلا أَصْوُعٌ ما یُقَیِّظْن بَنِیَّ، یعنی أَنه لا یكفیهم لقیْظهم یعنی زمان شدّة الحر. و القیظُ: حَمَارَّةُ الصیف؛ یقال: قیَّظنی هذا الطعام و هذا الثوب و هذا الشی‌ء، و شَتّانی و صَیَّفَنی أَی كفانی لقیظی؛ و أَنشد الكسائی: مَنْ یكُ ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّی مُقَیِّظٌ مُصَیِّفٌ مُشَتِّی تَخِذْتُه من نعَجاتٍ سِتِّ سُودٍ، نِعاجٍ كنِعاجِ الدَّشْتِ
(1). القدّ: بالضم: السمك البحری. المحروت: نبات. و قد ورد هذا البیت فی مادة حرت و فیه القِد بكسر القاف و هو الشی‌ء المقدود أَو القدید، و فیه الخمال بدل الجمال، و لعل الخمال جمع لخمیلة علی غیر القیاس.
لسان العرب، ج‌7، ص: 457
یقول: یكفینی القَیْظَ و الصَّیفَ و الشتاءَ، و قاظَ بالمكان و تَقَیَّظَ به إِذا أَقام به فی الصیف؛ قال الأَعشی: یا رَخَماً قاظَ علی مَطْلوبِ، یُعْجِلُ كَفَّ الخارِئ المُطِیبِ و‌فی الحدیث: سِرنا مع رسول اللّه، صلّی اللّه علیه و سلّم، فی یوم قائظ‌أَی شدِیدِ الحرّ. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: أَن یكون الولد غَیْظاً و المطر قَیْظاً، لأَن المطر إِنما یُراد للنبات و بَرْدِ الهواء و القیظُ ضدّ ذلك. و فی الحدیث ذكر قَیْظ، بفتح القاف، موضع بقُرب مكة علی أَربعة أَمیال من نخلة. و المَقِیظةُ: نبات یبقی أَخْضَرَ إِلی القیظ یكون عُلْقةً للإِبل إِذا یَبِس ما سواه. و المَقِیظةُ من النبات: الذی تدُوم خُضرته إِلی آخِرِ القَیْظ، و إِن هاجت الأَرض و جَفَّ البَقل.

فصل الكاف؛ ج7، ص: 457

كظظ؛ ج7، ص: 457

: الكِظَّةُ: البِطْنة. كظَّه الطعامُ و الشرابُ یَكُظُّه كَظّاً إِذا ملأَه حتی لا یُطِیقَ علی النَّفَسِ، و قد اكتَظَّ. اللیث: یقال كظّه یكُظّه كظّة، معناه غَمَّه من كثرة الأَكل. قال الحسن: فإِذا علَتْه البِطْنةُ و أَخذته الكِظَّةُ فقال هاتِ هاضُوماً. و‌فی حدیث ابن عمر: أَهْدَی له إِنسانٌ جُوارشْن، قال: فإِذا كَظَّك الطعامُ أَخذت منه‌أَی إِذا امتلأْتَ منه و أَثقلك، و منه‌حدیث الحسن: قال له إِنسان: إِن شَبِعْتُ كَظَّنی و إِن جُعْتُ أَضْعَفَنی.و‌فی حدیث النخعی: الأَكِظَّةُ علی الأَكِظَّةِ مَسْمَنةٌ مَكْسَلةٌ مَسْقَمةٌ؛ الأَكِظّةُ: جمع الكِظّةِ و هو ما یعتری المُمْتَلِئَ من الطعام أَی أَنها تُسْمِن و تُكْسِلُ و تُسْقِمُ. و الكِظَّة: غَمٌّ و غِلْظةٌ یجدها فی بطنه و امتلاء. الجوهری: الكِظَّة، بالكسر، شی‌ء یعتری الإِنسان عند الامتلاء من الطعام؛ و أَما قول الشاعر: و حُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها، علی أَحاسِی الغَیْظِ، و اكتِظاظِها قال ابن سیدة: إِنما أَراد اكتِظاظی عنها فحذف و أَوْصَل، و تعلیل الأَحاسِی مذكور فی موضعه. و الكَظِیظُ: المُغْتاظُ أَشدّ الغیظ؛ و منه قول الحُضَیْنِ بنِ المُنْذِر: عَدُوُّكَ مَسْرُورٌ، و ذُو الوُدِّ، بالذی یرَی منك من غَیْظٍ، علیك كَظِیظُ و الكَظْكَظةُ: امتلاء السِّقاءِ، و قیل: امتدادُ السقاء إِذا امتلأَ، و قد تَكَظْكَظَ، و كظَظتُ السقاءَ إِذا ملأَته، و سِقاءٌ مكْظُوظ و كظیظ. و یقال: كَظظْتُ خَصْمِی أَكُظُّه كَظّاً إِذا أَخَذتَ بكَظَمِه و أَلْجَمْتَه حتی لا یَجِدَ مَخْرَجاً یخرج إِلیه. و‌فی حدیث الحسن: أَنه ذكر الموت فقال: غَنْظ لیس كالغَنْظ و كَظٌّ لیس كالكَظِّ‌أَی هَمٌّ یملأُ الجَوف لیس كالكظّ أَی كسائر الهُموم و لكنه أَشدّ. و كَظَّه الشرابُ أَی ملأَه. و كظَّ الغیظُ صدرَه أَی ملأَه، فهو كظیظ. و كَظَّنِیَ الأَمر كَظّاً و كَظاظة أَی ملأَنی همه. و اكْتًظَّ الموضعُ بالماء أَی امتلأَ. و كَظَّهُ الأَمرُ یكُظُّه كَظّاً: بهَظَه و كرَبَه و جهَدَه. و رجل كَظٌّ: تَبْهَظُه الأُمور و تغلبه حتی یَعْجِزَ عنها. و رجل لَظٌّ كَظٌّ أَی عَسِرٌ متشدّد.
لسان العرب، ج‌7، ص: 458
و الكِظاظُ: الشدّة و التَّعب. و الكِظاظُ: طولُ المُلازمةِ علی الشدّة؛ أَنشد ابن جنی: و خُطّة لا خَیْرَ فی كِظاظِها، أَنْشَطْت عَنِّی عُرْوَتَیْ شِظاظِها، بَعْدَ احْتِكاء أُرْبَتَیْ إِشْظاظِها و الكِظاظُ فی الحَرب: الضِّیقُ عند المَعْركة. و المُكاظَّةُ: المُمارَسةُ الشدیدةُ فی الحرب. و كاظَّ القومُ بعضُهم بعضاً مُكاظّة و كِظاظاً و تَكاظُّوا: تضایَقُوا فی المعركة عند الحرب، و كذلك إِذا تجاوزُوا الحدَّ فی العَداوة؛ قال رؤبة: إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا، إِذْ سَئِمَت رَبِیعةُ الكِظاظا أَی مَلَّت المُكاظَّةَ، و هی هاهنا القِتال و ما یَمْلأُ القلب من هَمّ الحَرْب. و مَثَل العرب: لیس أَخُو الكِظاظِ مَن تَسْأَمُه. یقول: كاظِّهم ما كاظُّوكَ أَی لا تَسْأَمْهم أَو یَسْأَموا، و منه كِظاظ الحرب، و الكِظاظُ فی الحَرب: المُضایَقةُ و المُلازَمةُ فی مَضِیقِ المَعْركة. و اكْتَظَّ المَسِیلُ بالماء: ضاقَ من كثرته، و كَظَّ المَسِیلُ أَیضاً. و‌فی حدیث رُقَیْقةَ: فاكْتَظَّ الوادی بثَجِیجِه‌أَی امتلأَ بالمطر و السیْلِ، و‌یروی: كَظّ الوادی بثَجِیجِه.اكْتَظَّ الوادی بثجِیج الماء أَی امتلأَ بالماء. و الكَظِیظُ: الزّحام، یقال: رأَیت علی بابه كظیظاً. و‌فی حدیث عُتْبة بن غَزْوانَ فی ذكر باب الجنة: و لیَأْتِینَّ علیه یوم و هو كظیظ‌أَی ممتلئ.

كعظ؛ ج7، ص: 458

: حكی الأَزهری عن ابن المظفَّر: یقال للرجل القصیر الضخم كَعِیظٌ و مُكعَّظ، قال: و لم أَسمع هذا الحرف لغیره.

كنظ؛ ج7، ص: 458

: كَنَظَه الأَمرُ یَكْنُظُه و یَكْنِظُه كَنْظاً و تَكَنَّظَه: بلغ مَشَقَّته مثل غَنَظَه إِذا جَهده و شقَّ علیه. اللیث: الكنْظ بلوغ المَشَقَّة من الإِنسان. یقال: إِنه لمَكْنُوظ مَغْنُوظ. النضر: غنظه و كنظه یكنظه، و هو الكرب الشدید الذی یُشْفَی منه علی الموت. قال أَبو تراب: سمعت أَبا مِحْجن یقول: غنظه و كنظه إِذا ملأَه و غَمَّه.

كنعظ؛ ج7، ص: 458

: فی حواشی ابن بری: الكِنْعاظُ الذی یَتَسَخَّط عند الأَكل.

فصل اللام؛ ج7، ص: 458

لحظ؛ ج7، ص: 458

: لحَظَه یَلْحَظُه لَحْظاً و لَحَظاناً و لَحَظَ إِلیه: نظره بمؤخِرِ عینِه من أَیّ جانبیه كان، یمیناً أَو شمالًا، و هو أَشدّ التفاتاً من الشزْر؛ قال: لَحَظْناهُمُ حتی كأَنَّ عُیونَنا بها لَقْوةٌ، من شدّةِ اللَّحَظانِ و قیل: اللحْظة النظْرة من جانب الأُذن؛ و منه قول الشاعر: فلمَّا تَلَتْه الخیلُ، و هو مُثابِرٌ علی الرَّكْبِ، یُخْفی نَظرةً و یُعیدُها الأَزهری: الماقُ و المُوقُ طرَف العین الذی یلی الأَنف، و اللِّحاظُ مؤخِر العین مما یلی الصُّدْغَ، و الجمع لُحُظٌ. و‌فی حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: جُلُّ نَظره المُلاحَظةُ؛ الأَزهری: هو أَن یَنْظُر الرجل بلَحاظِ عینه إِلی الشی‌ء شَزْراً، و هو شِقُّ العین الذی یلی الصدغ. و اللَّحاظ، بالفتح: مُؤخر العین. و اللِّحاظ، بالكسر: مصدر لاحظته إِذا راعَیْتَه. و المُلاحَظَةُ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 459
مُفاعلة من اللَّحْظ، و هو النظر بشِقِّ العین الذی یلی الصدغ، و أَمّا الذی یلی الأَنف فالمُوقُ و الماقُ. قال ابن بری: المشهور فی لحاظ العین الكسر لا غیر، و هو مُؤخرها مما یلی الصدغ. و فلان لَحِیظُ فلان أَی نَظِیرُه. و لِحاظُ السَّهم: ما وَلی أَعْلاه من القُذَذِ، و قیل: اللّحاظُ ما یلی أَعلی الفُوق من السهم. و قال أَبو حنیفة: اللِّحاظُ اللِّیطةُ التی تَنْسَحِی من العَسِیب مع الرِّیش علیها مَنْبِتُ الریش؛ قال الأَزهری: و أَما قول الهذلی یصف سِهاماً: كَساهُنَّ أَلآماً كأَنَّ لِحاظَها، و تَفْصِیلَ ما بین اللِّحاظ، قَضِیمُ أَراد كَساها ریشاً لُؤاماً. و لِحاظُ الرِّیشةِ: بطنُها إِذا أُخذت من الجَناح فقُشرت فأَسْفَلُها الأَبیض هو اللِّحاظ، شبَّه بطن الرِّیشة المَقْشورة بالقضیم، و هو الرَّقُّ الأَبیض یُكتب فیه. ابن شمیل: اللِّحاظ مِیسَم فی مُؤخِر العین إِلی الأُذن، و هو خط ممدود، و ربما كان لِحاظان من جانبین، و ربما كان لِحاظ واحد من جانب واحد، و كانت سِمةَ بنی سعد. و جمل مَلْحُوظ بلِحاظَین، و قد لَحَظْت البعیر و لَحَّظْته تَلْحِیظاً؛ و قال رؤبة: تَنْضَحُ بَعْدَ الخُطُم اللِّحاظا و اللِّحاظُ و التَّلْحِیظُ: سِمة تحت العین؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَمْ هل صَبَحْتَ بَنی الدَّیّانِ مُوضِحةً، شَنْعاءَ باقِیةَ التَّلْحِیظِ و الخُبُطِ «2» جعل ابن الأَعرابی التلْحِیظَ اسماً للسِّمة، كما جعل أَبو عبید التحْجِینَ اسماً للسمة فقال: التحْجِینُ سِمة مُعْوَجَّة؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنّ كل واحد منهما إِنما یُعنی به العمل و لا أُبْعِد مع ذلك أَن یكون التفْعیل اسماً، فإِن سیبویه قد حكی التفعیل فی الأَسماء كالتنْبِیت، و هو شجر بعینه، و التمْتِین، و هو خُیوط الفُسْطاط، و یقوِّی ذلك أَنَّ هذا الشاعر قد قَرنه بالخُبُط و هو اسم. و لِحاظُ الدارِ: فِناؤها؛ قال الشاعر: و هلْ بلِحاظِ الدَّار و الصحْن مَعْلَمٌ، و من آیِها بِینُ العراقِ تَلُوحُ؟ البِینُ، بالكسر: قِطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البصر. و لَحْظةُ: اسم موضع؛ قال النابغة الجَعْدِی: سَقَطُوا علی أَسَدٍ، بلَحْظةَ، مَشْبُوحِ السَّواعِدِ باسِلٍ جَهْمِ الأَزهری: و لَحْظةُ مأْسَدةٌ بتِهامةَ؛ یقال: أُسد لَحْظةَ كما یقال أُسْدُ بِیشةَ، و أَنشد بیت الجعدی.

لظظ؛ ج7، ص: 459

: لَظَّ بالمكان و أَلَظَّ به وَ ألَظَّ علیه: أَقام به و أَلَحَّ. و أَلظَّ بالكلمة: لَزِمها. و الإِلْظاظُ: لزُوم الشی‌ء و المُثابرةُ علیه. یقال: أَلْظظت به أُلِظُّ إِلْظاظاً. و أَلظَّ فلان بفلان إِذا لَزِمه. و لَظَّ بالشی‌ء: لزمه مثل أَلظَّ به، فعَل و أَفْعل بمعنًی. و منه‌حدیث النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: أَلِظُّوا فی الدعاء بیا ذا الجلال و الإِكرام؛ أَلظوا أَی الزموا هذا و اثبتُوا علیه و أَكثِروا من قوله و التلفُّظ به فی دعائكم؛ قال الراجز: بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها و الاسم من كل ذلك اللَّظِیظُ. و فلان مُلِظٌّ بفلان
(2). قوله [التلحیظ] تقدم للمؤلف فی مادة خبط التلحیم بالمیم بدل الظاء.
لسان العرب، ج‌7، ص: 460
أَی مُلازِم له و لا یُفارِقه؛ و أَنشد ابن بری: أَلَظَّ به عَباقِیةٌ سَرَنْدَی، جرِی‌ء الصدْرِ مُنْبَسِطُ القَرِینِ و اللَّظِیظُ: الإِلْحاحُ. و‌فی حدیث رَجْم الیهودی. فلما رآه النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم، أَلَظَّ به النِّشْدةَ‌أَی أَلَحَّ فی سؤاله و أَلزَمَه إِیاه. و الإِلظاظُ: الإِلحاح؛ قال بشر: أَلَظَّ بهِنَّ یَحْدُوهُنَّ، حتی تبَیَّنتِ الحِیالُ من الوِساقِ و المُلاظّةُ فی الحَرب: المُواظبةُ و لزوم القِتال من ذلك. و قد تلاظٌّوا مُلاظَّة و لِظاظاً، كلاهما: مصدر علی غیر بناء الفعل. و رجل لَظٌّ كَظٌّ أَی عَسِر مُتشَدِّدٌ، و مِلَظٌّ و مِلْظاظٌ: عسِر مُضیَّق مُشدَّد علیه. قال ابن سیدة: و أَری كَظّاً إِتباعاً. و رجل مِلظاظ: مِلْحاح، و مِلَظٌّ: مِلَحٌّ شدید الإِبلاغ بالشی‌ء یُلح علیه؛ قال أَبو محمد الفقعسی: جارَیْتُه بسابِحٍ مِلْظاظِ، یَجْری علی قَوائمٍ أَیْقاظِ و قال الراجز: عَجِبْتُ و الدَّهْرُ له لَظِیظُ و أَلظَّ المطرُ: دامَ و أَلحَّ. و لَظْلَظَت الحیّة رأْسَها: حرَّكته، و تلَظْلَظَت هی: تحرَّكت. و التَّلَظْلُظُ و اللظْلظةُ من قوله: حیة تَتَلَظْلَظُ، و هو تحریكها رأْسها من شدّة اغْتِیاظها، و حیة تَتَلَظَّی من توقُّدها و خُبْثِها، كأَنَّ الأَصل تتلظَّظُ، و أَمَّا قولهم فی الحرّ یتلظَّی فكأَنه یلتهب كالنار من اللظی. و اللظْلاظُ: الفَصِیح. و اللظلظة: التحریك؛ و قول أَبی وجْزَة: فأَبْلِغْ بَنی سَعْدِ بن بَكْرٍ مُلِظَّةً، رسولَ امْرِئٍ بادِی المَودَّةِ ناصِح قیل: أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ، و قوله رسول امرئ أَراد رسالة امرئٍ.

لعظ؛ ج7، ص: 460

: ابن المظفر: جاریة مُلَعَّظة طویلة سمینة؛ قال الأَزهری: لم أَسمع هذا الحرف مستعملًا فی كلام العرب لغیر ابن المظفر.

لعمظ؛ ج7، ص: 460

: اللَّعْمظةُ و اللِّعْماظُ: انْتِهاسُ العظم مِلْ‌ء الفم. و قد لَعْمَظَ اللحمَ لَعْمَظةً: انتهسَه. و رجل لَعْمَظٌ و لُعْمُوظٌ: حَریص شَهْوان. و اللَّعْمَظةُ: التطْفِیلُ. و رجل لُعْمُوظٌ و امرأَة لُعموظة: متطفِّلان. الجوهری: اللِّعْمَظةُ الشرَهُ. و رجل لَعْمظ و لُعْموظةٌ و لُعموظ: و هو النَّهِمُ الشَّرِهُ، و قوم لَعامِظةٌ و لَعامِیظُ؛ قال الشاعر: أَشْبِهْ، و لا فَخْرَ، فإِنَّ التی تُشْبِهُها قَوْمٌ لَعامِیظ ابن بری: اللُّعْموظ الذی یَخدم بطَعام بطنِه مثل العُضْرُوط؛ قال رافع بن هزیم: لَعامِظةً بین العَصا و لِحائِها، أَدِقَّاء نَیّالِینَ من سَقَطِ السَّفْرِ لَعْمَظْت اللحم: انْتَهَسْتُه عن العظم، و ربما قالوا لَعْظَمْته، علی القلب. الأَزهری: رجل لَعْمَظة و لَمْعَظة و هو الشَّرِهُ الحَرِیصُ؛ و أَنشد الأَصمعی لخاله: أَ ذاكَ خَیْرٌ أَیُّها العَضارِطُ، و أَیُّها اللَّعمَظةُ العَمارِطُ
لسان العرب، ج‌7، ص: 461
قال: و هو الحَرِیص اللَّحّاسُ.

لغظ؛ ج7، ص: 461

: اللَّغَظ: ما سقط فی الغَدِیر من سَفْیِ الرّیح، زعموا.

لفظ؛ ج7، ص: 461

: اللفظ: أَن ترمی بشی‌ء كان فی فِیكَ، و الفعل لَفَظ الشی‌ءَ. یقال: لفَظْتُ الشی‌ء من فمی أَلفِظُه لَفْظاً رمیته، و ذلك الشی‌ء لُفاظةٌ؛ قال إمرؤ القیس یصف حماراً: یُوارِدُ مَجْهُولاتِ كلِّ خَمِیلةٍ، یَمُجُّ لُفاظَ البقْلِ فی كلِّ مَشْرَبِ قال ابن بری: و اسم ذلك المَلْفوظ لُفاظة و لُفاظ و لَفِیظٌ و لفْظ. ابن سیدة: لَفَظ الشی‌ءَ و بالشی‌ء یَلْفِظُ لَفْظاً، فهو مَلْفُوظ و لَفِیظ: رمی. و الدنیا لافِظة تَلفِظ بمن فیها إِلی الآخرة أَی ترمی بهم. و الأَرض تلفِظ المیّت إِذا لم تقبله و رمَتْ به. و البحر یلفِظ الشی‌ء: یَرمی به إِلی الساحل، و البحرُ یلفِظ بما فی جَوْفِه إِلی الشُّطوط. و‌فی الحدیث: و یَبْقی فی كل أَرض شِرارُ أَهلِها تَلفِظُهم أَرَضُوهم‌أَی تَقْذِفُهم و ترْمِیهم من لفَظ الشی‌ءَ إِذا رَماه. و‌فی الحدیث: و مَن أَكل فما تخَلَّل فَلْیَلْفِظْ‌أَی فلْیُلْقِ ما یُخْرِجُه الخِلال من بین أَسنانه. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: أَنه سُئل عما لَفَظ البحر فنَهی عنه؛ أَراد ما یُلقِیه البحر من السمك إِلی جانبه من غیر اصْطِیاد. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: فقاءتْ أُكُلَها و لَفَظَت خَبیئها‌أَی أَظهرت ما كان قد اختبأَ فیها من النبات و غیره. و اللَّافِظةُ: البحر. و فی المثل: أَسْخی من لافِظةٍ؛ یعنون البحر لأَنه یلفِظ بكلّ ما فیه من العَنبر و الجواهر، و الهاء فیه للمبالغة، و قیل: یعنون الدیك لأَنه یلفظ بما فیه إِلی الدّجاج، و قیل: هی الشاةُ إِذا أَشْلَوْها تركت جِرَّتَها و أَقبلت إِلی الحَلْب لكَرَمِها، و قیل: جُودها أَنها تُدْعی للحَلَب و هی تَعْتَلِف فتُلْقی ما فی فیها و تُقبل إِلی الحالب لتُحْلَب فرَحاً منها بالحلب، و یقال: هی التی تَزُقُّ فرْخَها من الطیر لأَنها تخرج ما فی جَوْفها و تُطعمه؛ قال الشاعر: تَجُودُ فَتُجْزِل قَبْلَ السُّؤال، و كفُّكَ أَسْمَحُ من لافِظَه و قیل: هی الرَّحی سمیت بذلك لأَنها تلفظ ما تطحَنُه. و كلُّ ما زَقَّ فرخه لافِظة. و اللُّفاظُ: ما لُفِظ به أَی طرح؛ قال: و الأَزْدُ أَمْسی شِلْوُهُم لُفاظا أَی متروكاً مَطْروحاً لم یُدْفَن. و لفَظ نفسَه یَلْفِظُها لَفْظاً: كأَنه رمی بها، و كذلك لفَظ عَصْبَه إِذا ماتَ، و عَصْبُه: رِیقُه الذی عصَب بفیه أَی غَرِی به فَیَبِس. و جاء و قد لفظ لِجامَه أَی جاء و هو مجهود من العَطش و الإِعْیاء. و لفَظ الرجلُ: مات. و لفَظ بالشی‌ء یَلْفِظُ لَفظاً: تكلم. و فی التنزیل العزیز: مٰا یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلّٰا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ. و لَفَظْت بالكلام و تلَفَّظْت به أَی تكلمت به. و اللَّفْظ: واحد الأَلْفاظ، و هو فی الأَصل مصدر.

لمظ؛ ج7، ص: 461

: التَّلمُّظ و التمطُّق: التذَوُّقُ. و اللمْظ و التلمُّظُ: الأَخذ باللسان ما یَبْقی فی الفم بعد الأَكل، و قیل: هو تَتَبُّع الطُّعْم و التذوُّق، و قیل: هو تحریك اللسان فی الفم بعد الأَكل كأَنه یَتَتَبَّع بقیّة من الطعام بین أَسنانه، و اسم ما بقی فی الفم اللُّماظةُ. و التمطُّق بالشفَتین: أَن تُضَمَّ إِحداهما بالأُخری مع
لسان العرب، ج‌7، ص: 462
صوت یكون منهما، و منه ما یستعمله الكَتَبة فی كَتْبهم فی الدّیوان: لَمَّظْناهم شیئاً یَتلمَّظُونه قبل حُلول الوقت، و یسمی ذلك اللُّماظة، و اللُّماظة، بالضم: ما یَبقی فی الفم من الطعام؛ و منه قول الشاعر یصف الدنیا: لُماظةُ أَیامٍ كأَحلامِ نائمٍ و قد یُستعار لبقیة الشی‌ء القلیل؛ و أَنشد: لُماظة أَیام. و الإِلْماظُ الطعْن الضعیف؛ قال رؤبة: یُحْذِیه طَعْناً لم یكن إِلْماظا و ما عندنا لَماظٌ أَی طعام یُتلمَّظُ. و یقال: لَمِّظْ فلاناً لُماظة أَی شیئاً یتلمَّظُه. الجوهری: لمَظَ یَلمُظُ، بالضم، لَمْظاً إِذا تَتَبَّع بلسانه بقیّةَ الطعام فی فمه أَو أَخرج لسانه فمسح به شَفتیه، و كذلك التلمُّظُ. و تلمَّظَتِ الحیةُ إِذا أَخرجت لسانها كتلمُّظ الأَكل. و ما ذُقت لَماظاً، بالفتح. و‌فی حدیث التحْنِیكِ: فجعل الصبیُّ یتلمَّظ‌أَی یُدِیرُ لسانه فی فیه و یحرِّكُه یتَتبَّع أَثر التمر، و لیس لنا لَمَاظ أَی ما نَذُوقُه فنَتلمَّظُ به. و لَمَّظْناه: ذوَّقْناه و لَمَّجْناه. و التمَظَ الشی‌ءَ: أَكله. و مَلامِظُ الإِنسان: ما حَوْلَ شَفَتَیْه لأَنه یَذُوقُ به. و لَمَظ الماءَ: ذاقَه بطَرف لسانه، و شرب الماء لَماظاً: ذاقه بطرَف لسانه. و أَلمَظَه: جعل الماء علی شفته؛ قال الراجز فاستعاره للطعن: یُحْمیه طعْناً لم یكن إِلْماظا «1» أَی یبالغ فی الطعن لا یُلْمِظُهم إِیاه. و اللَّمَظُ و اللُّمْظةُ: بیاض فی جَحْفلة الفرس السُّفْلی من غیر الغُرّة، و كذلك إِن سالت غُرَّتُه حتی تدخل فی فمه فیَتَلَمَّظ بها فهی اللُّمظة؛ و الفرس أَلْمَظُ، فإِن كان فی العُلیا فهو أَرْثَمُ، فإِذا ارتفع البیاض إِلی الأَنف فهو رُثْمَةٌ، و الفرس أَرْثَمُ، و قد الْمَظَّ الفرس الْمِظاظاً. ابن سیدة: اللَّمَظ شی‌ء من البیاض فی جَحفلة الدابّة لا یُجاوز مَضَمَّها، و قیل: اللُّمظة البیاض علی الشفتین فقط. و اللُّمْظة: كالنُّكْتة من البیاض، و فی قلبه لُمظة أَی نُكتة. و‌فی الحدیث: النِّفاق فی القلب لُمْظة سوداء، و الإِیمانُ لُمظة بیضاء، كلما ازْداد ازْدادتْ.و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وجهه: الإِیمان یَبْدُو لُمظةً فی القلب، كلما ازداد الإِیمان ازدادت اللُّمظة، قال الأَصمعی: قوله لُمظة مثل النُّكْتة و نحوها من البیاض؛ و منه قیل: فرس أَلمظ إِذا كان بجَحْفلته شی‌ء من بیاض. و لَمَظه من حقِّه شیئاً و لمَّظه أَی أَعْطاه. و یقال للمرأَة: أَلْمِظِی نَسْجَكِ أَی أَصْفِقِیه. و أَلْمَظ البعیر بذَنَبه إِذا أَدْخله بین رِجْلیه.

لمعظ؛ ج7، ص: 462

: أَبو زید: اللَّمْعَظُ الشَّهْوانُ الحَریصُ، و رجل لُمْعُوظ و لُمْعُوظة من قوم لَماعِظةٍ، و رجل لَعْمَظة و لَمْعَظة: و هو الشَّرِهُ الحَریص.

فصل المیم؛ ج7، ص: 462

مشظ؛ ج7، ص: 462

: مَشِظَ الرجلُ یَمْشَظُ مَشَظاً و مَشِظَتْ یَدُه أَیضاً إِذا مَسَّ الشوْكَ أَو الجِذْعَ فدخل منه فی یده شی‌ء أَو شَظِیّةٌ، و قد قِیلت بالطاء، و هما لغتان، و هو المَشَظُ؛ و أَنشد ابن السكِّیت قول سُحَیم بن وُثَیْلٍ الریاحی: و إِنَّ قَناتَنا مَشِظٌ شَظاها، شَدِیدٌ مَدُّها عُنُقَ القَرِینِ
(1). قوله [یحمیه] كذا فی الأصل و شرح القاموس بالمیم، و تقدم یحذیه طعناً، و فی الأساس و أحذیته طعنة إِذا طعنته.
لسان العرب، ج‌7، ص: 463
قوله مَشِظٌ شَظاها مَثل لامْتِناع جانِبه أَی لا تَمَسَّ قَناتَنا فیَنالَك منها أَذًی، و إِن قُرن بها أَحد مدّت عنُقَه و جَذَبَتْه فذَلَّ كأَنه فی حبْل یجْذِبه؛ و قال جریر: مِشاظ قَناةٍ درْؤُها لم یُقَوَّمِ و یقال: قَناة مَشِظةٌ إِذا كانت جدیدة صُلْبة تَمْشَظُ بها یَدُ من تَناوَلها؛ قال الشاعر: و كلّ فَتًی أَخِی هَیْجا شُجاعٍ علی خَیْفانةٍ مَشِظٍ شَظاها و المَشَظ أَیضاً: المَشَقُ و هو أَیضاً تشقُّق فی أُصول الفَخِذینِ؛ قال غالب المعنی: قد رَثَّ منه مَشَظٌ فَحَجْحَجا، و كان یَضْحَی فی البُیوتِ أَزِجا الحَجْحَجةُ: النُّكوص، و الأَزِجُ: الأَشِرُ.

مظظ؛ ج7، ص: 463

: ماظَّه مُماظَّة و مِظاظاً: خاصمه و شاتمَه و شارَّه و نازَعَه و لا یكون ذلك إِلا مُقابَلة منهما؛ قال رؤبة: لأْواءَها و الأَزْلَ و المِظاظا و‌فی حدیث أَبی بكر: أَنه مرَّ بابنه عبد الرحمن و هو یُماظُّ جاراً له، فقال أَبو بكر: لا تُماظِّ جارَك فإِنه یَبْقَی و یذهَب الناس؛ قال أَبو عبید: المُماظَّةُ المُخاصَمة و المُشاقَّة و المُشارّةُ و شدَّةُ المُنازعةِ مع طُول اللُّزوم، یقال: ماظَظْتُهُ أُماظُّه مِظاظاً و مُماظَّة، أَبو عمرو: أَمَظَّ إِذا شَتم، و أَبَظَّ إِذا سَمِنَ، و فیه مَظاظةٌ أَی شدَّة خُلُق، و تماظّ القومُ؛ قال الراجز: جافٍ دَلَنْظَی عَرِكٌ مُغانِظُ، أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ و أَمَظَّ العُودَ الرطبَ إِذا توقَّع أَن تذهب نُدُوَّته فعَرَّضه لذلك. و المَظُّ: رُمّان البر أَو شجره و هو یُنَوِّر و لا یَعقِد و تأْكله النحْل فیجُودُ عسَلُها علیه. و‌فی حدیث الزُّهری و بنی إِسرائیل: و جعل رُمّانَهم المَظَّ؛ هو الرُّمّان البرّی لا یُنْتفع بحمله. قال أَبو حنیفة: منابت المَظ الجبال و هو ینوِّر نَوْراً كثیراً و لا یُرَبِّی و لكن جُلُّناره كثیر العسل؛ و أَنشد أَبو الهیثم لبعض طیِّ‌ء: و لا تَقْنَطْ، إِذا جَلَّتْ عِظامٌ علیكَ مِن الحَوادِثِ، أَن تُشَظّا و سَلِّ الهَمَّ عنك بذاتِ لَوْثٍ، تَبُوصُ الحادِیَیْنِ إِذا أَلَظَّا كأَنَّ، بنحْرِها و بمِشْفَرَیْها و مَخْلِجِ أَنْفِها، راءً و مَظّا جَری نَسْ‌ءٌ علی عسَنٍ علیها، فبار خَصِیلُها حتی تَشَظَّی «2» أَلَظَّ أَی لَحَّ. قال: و الراء زَبَدُ البحر، و المظُّ دمُ الأَخوین، و هو دمُ الغَزال و عُصارة عُروق الأَرْطَی، و هی حُمر، و الأَرْطاة خَضْراء فإِذا أَكلتها الإِبل احمرّت مَشافِرها؛ و قال أَبو ذؤیب یصف عسلًا: فجاء بِمَزْج لم یَر الناسُ مِثْلَه، هو الضَّحْكُ، إِلا أَنه عَمَلُ النحْلِ
(2). قوله [فبار] كذا بالأصل و هو یحتمل أن یكون بار أَو باد بمعنی هلك.
لسان العرب، ج‌7، ص: 464
یَمانیة أَحْیا لها، مَظَّ مَأْبِدٍ و آلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَسْقِیةٍ كُحْلٍ قال ابن بری: صوابه … مأْبِدٍ، بالباء، و من همزه فقد صحّفه. و آلُ قَراس: جبال بالسَّراةِ. و أَسْقِیة: جمع سَقِیٍّ، و هی السّحابة الشدیدةُ الوَقْع. و یروی: صوبُ أَرْمِیةٍ جمع رَمِیٍّ، و هی السحابة الشدیدة الوقع أَیضاً. و مَظَّةُ: لقَب سفیان بن سلْهم بن الحَكَم بن سعد العَشِیرة.

ملظ؛ ج7، ص: 464

: المِلْوَظُّ: عصا یضرب بها أَو سوط؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ثُمَّتَ أَعْلی رأْسَه المِلْوَظَّا قال ابن سیدة: و إِنما حملته علی فِعْوَلّ دون مِفعلّ لأَن فی الكلام فِعْوَلًّا و لیس فیه مِفْعلّ، و قد یجوز أَن یكون مِلْوَظٌ مِفْعلًا ثم یُوقَف علیه بالتشدید فیقال مِلوظّ، ثم إِن الشاعر احتاج فأَجراه فی الوصل مُجراه فی الوقف فقال المِلوظّا كقوله: ببازِلٍ وَجْناه أَو عَیْهَلِّ أَراد أَو عَیْهلٍ، فوقف علی لغة من قال خالدّ، ثم أَجراه فی الوصل مجراه فی الوقف، و علی أَیّ الوجهین وجَّهتَه فإِنه لا یُعرف اشتقاقه.

فصل النون؛ ج7، ص: 464

نشظ؛ ج7، ص: 464

: اللیث: النُّشوظُ نبات الشی‌ء من أُرُومَتِه أَوّل ما یبدو حین یَصدع الأَرضَ نحو ما یخرج من أُصول الحاجِ، و الفعل منه نَشَظَ یَنْشُظُ؛ و أَنشد: لیسَ له أَصْلٌ و لا نُشُوظُ قال: و النشْظُ الكَسْعُ فی سُرْعة و اخْتِلاس. قال أَبو منصور: هذا تصحیف و صوابه النشْط، بالطاء، و قد تقدّم ذكره.

نعظ؛ ج7، ص: 464

: نَعَظَ الذكَرُ یَنْعَظُ نَعْظاً و نعَظاً و نُعُوظاً و أَنْعَظَ: قَامَ و انْتَشر، قال الفرزدق: كتبْتَ إِلَیَّ تَسْتَهِدی الجَوارِی، لقدْ أَنْعَظْتَ مِن بلَدٍ بَعیدِ و أَنْعَظَ صاحِبُه. و الإِنْعاظ: الشبَقُ. و أَنْعَظَتِ المرأةُ: شَبِقَت و اشتهت أَن تُجامَع، و الاسم من كل ذلك النَّعْظُ، و یُنشد: إِذا عَرِق المُهْقُوعُ بالمَرء أَنْعَظَتْ حَلِیلَتُه، و ابْتَلّ منها إِزارُها و یروی: و ازداد رَشْحاً عِجانُها قال ابن بری: أَجاب هذا الشاعرَ مُجِیب فقال: قد یَرْكَبُ المَهْقُوعَ مَن لَسْتَ مِثْلَه، و قد یركب المهقوعَ زَوْجُ حَصانِ روی عن محمد بن سلام أَنه قال: كان بالبَصْرةِ رجل كَحَّال فأَتته امرأَة جمیلة فَكحَلَها و أَمَرَّ المِیلَ علی فمها، فبلغ ذلك السلطانَ فقال: و اللَّهِ لأَفُشَّنَّ نَعْظَه، فأَخذه و لفه فی طُنِّ قَصب و أَحْرقه.و إِنْعاظُ الرجل: انتِشار ذكره. و أَنْعظَ الرجل: اشتهی الجماع. وَحِرٌ نَعِظ: شَبِقٌ، أَنشد ابن الأَعرابی: حَیّاكة تمْشِی بِعُلْطَتَیْنِ، و ذِی هبابٍ نَعِظِ العَصْرَیْنِ
لسان العرب، ج‌7، ص: 465
و هو علی النسب لأَنه لا فِعْل له، یكون نَعِظٌ اسم فاعل منه، و أَراد نَعِظ بالعصرین أَی بالغداة و العشیّ أَو بالنهار و اللیل. أَبو عبیدة: إِذا فتحت الفرس ظَبْیَتها و قبَضَتها و اشْتَهت أَن یضْرِبَها الحِصانُ قیل: انْتَعَظَتِ انْتِعاظاً. و‌فی حدیث أَبی مسلم الخَوْلانیّ أَنه قال: یا مَعْشَرَ خَوْلانَ، أَنْكِحوا نِساءكم و أَیاماكُم، فإِنّ النَّعْظ أَمر عارِمٌ فأَعدُّوا له عُدّة، و اعلموا أَنه لیس لمُنْعظٍ رَأْی، الإِنعاظُ: الشَّبَقُ، یعنی أَنه أَمر شدید. و أَنعظت الدابة إِذا فتَحت حَیاءها مرّة و قبضَته أُخری و بنو ناعظ: قبیلة.

نكظ؛ ج7، ص: 465

: النَّكْظةُ و النَّكَظةُ: العَجَلة، و الاسم النَّكَظُ؛ قال الأَعشی: قد تجاوَزْتُها علی نَكَظِ المَیْطِ، إِذا خَبَّ لامِعاتُ الآلِ و قیل: هو مصدر نَكِظَ؛ و قال آخر: عبرات علی نَیاسِبَ شَتَّی، تَقْتَرِی القَفْرَ آلِفاتٍ قُراها قد نَزَلْنا بها علی نَكَظِ المَیطِ، فَرُحْنا و قَد ضَمِنَّا قِراها الأَصمعی: أَنْكَظْته إِنْكاظاً إِذا أَعجلته، و قد نَكِظ الرَّجل، بالكسر. ابن سیدة: نَكَظَه یَنْكُظُه نَكْظاً و نكَّظه تنكِیظاً و أَنكظه غیره أَی أَعجله عن حاجته. و تنكَّظ علیه أَمرُه: التوی، و قیل: تنكَّظَ الرجل اشتدّ علیه سفَرُه، فإِذا التوی علیه أَمره فقد تَعَكَّظ؛ هذا الفرق عن ابن الأَعرابی. و المَنْكَظةُ: الجهد و الشدّة فی السفر؛ قال: ما زِلْتُ فی مَنْكَظةٍ و سَیْرِ لِصِبْیَةٍ أَغِیرُهم بغَیْرِی أَبو زید: نَكِظَ الرَّحِیلُ نكَظاً إِذا أَزِفَ، و قد نَكِظْت للخُروج و أَفِدْت له نَكَظاً و أَفَداً.

فصل الواو؛ ج7، ص: 465

وشظ؛ ج7، ص: 465

: وشَظَ الفأْسَ و القَعْبَ وَشْظاً: شَدَّ فُرْجةَ خُرْبَتها بعُود و نحوه یُضَیِّقُها به، و اسم ذلك العود الوَشِیظةُ. و الوَشِیظةُ: قِطعة عظم تكون زیادة فی العظم الصَّمِیم؛ قال أَبو منصور: هذا غلط، و الوَشیظةُ قِطعة خشبة یُشْعَب بها القَدح، و قیل للرجل إِذا كان دَخیلًا فی القوم و لم یكن من صَمِیمهم: إِنه لوَشِیظة فیهم، تشبیهاً بالوشیظة التی یُرْأَبُ بها القَدَح. و وَشَظْتُ العظم أَشِظُه وشْظاً أَی كَسَرْت منه قِطعة. اللیث: الوَشِیظ من الناس لَفِیفٌ لیس أَصلهم واحداً، و جمعه الوشائظُ. و الوَشِیظةُ و الوَشیظُ: الدُّخلاء فی القوم لیسوا من صَمیمهم؛ قال: علی حِین أَن كانتْ عُقَیْلٌ وشَائظاً، و كانَت كِلابٌ، خامِرِی أُمَّ عامِرِ و یقال: بنو فلان وَشِیظة فی قَومهم أَی هم حَشْوٌ فیهم؛ قال الشاعر: همُ أَهْلُ بَطْحاوَیْ قُرَیْشٍ كِلَیْهِما، و همْ صُلْبها، لیسَ الوشائظُ كالصُّلْبِ و‌فی حدیث الشعْبیّ: كانت الأَوائل تقول: إِیاكم و الوَشائظَ؛ هم السَّفِلةُ، واحدهم وَشیظ، و الوشِیظُ:
لسان العرب، ج‌7، ص: 466
الخَسیس، و قیل: الخسیس من الناس. و الوَشِیظُ: التابع و الحِلْفُ، و الجمع أَوشاظ:

وعظ؛ ج7، ص: 466

: الوَعْظ و العِظةُ و العَظةُ و المَوْعِظةُ: النُّصْح و التذْكیر بالعَواقِب؛ قال ابن سیدة: هو تذكیرك للإِنسان بما یُلَیِّن قلبَه من ثواب و عِقاب. و‌فی الحدیث: لأَجْعلنك عِظة‌أَی مَوْعظة و عِبرة لغیرك، و الهاء فیه عوض من الواو المحذوفة. و فی التنزیل: فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ؛ لم یجئ بعلامة التأْنیث لأَنه غیر حقیقی أَو لأَن الموعِظة فی معنی الوَعْظ حتی كأَنه قال: فمن جاءه وعظ من ربه، و قد وَعَظه وَعْظاً و عِظة، و اتَّعَظَ هو: قَبِل الموعظة، حین یُذكر الخبر و نحوه. و‌فی الحدیث: و علی رأْس السّراط واعظُ اللّه فی قلب كل مسلم، یعنی حُجَجه التی تَنْهاه عن الدُّخول فیما منعه اللّه منه و حرَّمه علیه و البصائر التی جعلها فیه. و‌فی الحدیث أَیضاً: یأْتی علی الناسِ زَمان یُسْتَحَلُّ فیه الرّبا بالبیع و القَتلُ بالموعظة؛ قال: هو أَن یُقتل البَری‌ءُ لیتَّعِظَ به المُرِیب كما‌قال الحجاج فی خطبته: و أَقْتلُ البری‌ء بالسَّقِیم.و‌یقال: السَّعِیدُ من وُعِظ بغیره و الشقیُّ من اتَّعَظ به غیره.قال: و من أَمثالهم المعروفة: لا تَعِظینی و تَعَظْعَظِی أَی اتَّعِظی و لا تَعِظینی؛ قال الأَزهری: و قوله و تعظعظی و إِن كان كمكرّر المضاعف فأَصله من الوعظ كما قالوا خَضْخَضَ الشی‌ءَ فی الماء، و أَصله من خَضَّ.

وقظ؛ ج7، ص: 466

: الوَقِیظُ: المثبت الذی لا یَقْدِرُ علی النُّهوض كالوَقِیذِ؛ عن كراع. الأَزهری: أَمّا الوقیظ فإِن اللیث ذكره فی هذا الباب، قال: و زعموا أَنه حَوْض لیس له أَعضاد إِلا أَنه یجتمع فیه ماء كثیر؛ قال أَبو منصور: و هذا خطأٌ محض و تصحیف، و الصواب الوَقْط، بالطاء، و قد تقدَّم. و‌فی الحدیث: كان إِذا نزل علیه الوحی وُقِطَ فی رأْسه‌أَی أَنه أَدركه الثقل فوضَع رأْسه. یقال: ضربه فوَقَطَه أَی أَثْقلَه، و یروی بالظاء بمعناه كأَن الظاء فیه عاقَبت الذال من وقَذْت الرجلَ أَقِذُه إِذا أَثْخَنْتَه بالضرب. و‌فی حدیث أَبی سفیان و أُمیة بن أَبی الصلْت: قالت له هِند عن النبی، صلّی اللّه علیه و سلّم: یزعُم أَنه رسول اللّه قال: فوَقَظَتْنی، قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی هكذا جاء فی الروایة، قال: و أَظن الصواب فوَقَذَتْنی، بالذال، أَی كسَرَتْنی و هَدَّتنی.

وكظ؛ ج7، ص: 466

: وكَظَ علی الشی‌ء و واكَظَ: واظَبَ؛ قال حمید: و وَكَظَ الجَهْدُ علی أَكْظامِها أَی دامَ و ثَبَتَ. اللحیانی: فلان مُواكِظٌ علی كذا و واكِظٌ و مُواظِبٌ و واظِبٌ و مُواكِبٌ و واكِبٌ أَی مُثابِر، و المُواكَظةُ: المُداومَة علی الأَمر.و قوله تعالی: إِلّٰا مٰا دُمْتَ عَلَیْهِ قٰائِماً، قال مجاهد: مُواكِظاً.و مَرَّ یَكِظُه إِذا مرّ یطْرُد شیئاً من خلفه. أَبو عبیدة: الواكِظُ الدَّافع. و وَكظَه یَكِظُه وَكْظاً: دَفَعه و زَبَنه، فهو مَوْكوظ. و تَوَكَّظ علیه أَمرُه: التوی كتَعَكَّظ و تَنَكَّظ، كل ذلك بمعنی واحد.

ومظ؛ ج7، ص: 466

: التهذیب: الوَمْظةُ الرُّمّانة البرّیة.

فصل الیاء؛ ج7، ص: 466

یقظ؛ ج7، ص: 466

: الیَقَظةُ: نَقِیضُ النوْم، و الفِعل استَیْقَظَ، و النعت یَقْظانُ، و التأْنیث یَقْظی، و نسوة و رجال أَیْقاظٌ. ابن سیدة: قد استَیْقَظَ و أَیْقَظَه هو و اسْتیقظه؛ قال أَبو حیّة النُّمَیْری:
لسان العرب، ج‌7، ص: 467
إِذا اسْتَیْقَظَتْه شَمَّ بَطْناً، كأَنَّه بمَعْبُوءةٍ وافی بها الهِنْدَ رادِعُ و قد تكرر فی الحدیث ذكر الیَقَظة و الاسْتِیقاظ، و هو الانْتباه من النوم. و أَیْقَظْته من نومه أَی نَبّهته فتَیَقَّظ، و هو یَقْظان. و رجل یَقِظ و یَقُظ: كلاهما علی النسب أَی مُتَیَقِّظ حذِر، و الجمع أَیْقاظ، و أَمّا سیبویه فقال: لا یُكسّر یَقُظ لقلة فَعُلٍ فی الصّفات، و إِذا قلَّ بناء الشی‌ء قلَّ تصرُّفه فی التكسیر، و إِنما أَیْقاظ عنده جمع یَقِظ لأَن فَعِلًا فی الصفات أَكثر من فَعُلٍ، قال ابن بری: جمع یَقِظٍ أَیقاظ، و جمع یَقْظان یِقاظ، و جمع یَقْظی صفةَ المرأَة یَقاظی. غیره: و الاسم الیَقَظَةُ، قال عمر بن عبد العزیز: و مِن الناسِ مَن یَعِیشُ شَقِیّاً، جِیفةَ اللیل غافِلَ الیَقَظَهْ فإِذا كان ذا حَیاءٍ و دِینٍ، راقَب اللّهَ و اتَّقی الحَفَظهْ إِنَّما الناسُ سائرٌ و مُقِیمٌ، و الذی سارَ لِلْمُقِیم عِظَهْ و ما كان یَقُظاً، و لقد یَقُظَ یَقاظة و یَقَظاً بیِّناً. ابن السكیت فی باب فَعُلٍ و فَعِلٍ: رجل یقُظٌ و یقِظ إِذا كان مُتَیَقِّظاً كثیر التیَقُّظ فیه معرفة و فِطْنة، و مِثله عَجُلٌ و عَجِلٌ و طَمُعٌ و طَمِعٌ و فَطُنٌ و فَطِنٌ. و رجل یَقْظانُ: كیقِظ، و الأُنثی یَقْظی، و الجمع یِقاظٌ. و تیقّظ فلان للأَمر إِذا تنبَّه، و قد یقَّظْتُه. و یقال: یَقِظ فلان یَیْقَظ یَقَظاً و یَقَظةً، فهو یقظان. اللیث: یقال للذی یُثیر التراب قد یقَّظه و أَیْقَظه إِذا فرّقه. و أَیقظت الغُبار: أَثرته، و كذلك یَقَّظْته تَیْقِیظاً. و اسْتَیْقظَ الخَلْخالُ و الحَلْیُ: صَوَّت كما یقال نامَ إِذا انقطع صوتُه من امْتلاء السّاق؛ قال طُرَیْح: نامَتْ خَلاخِلُها و جالَ وِشاحُها، و جَری الوشاحُ علی كَثِیبٍ أَهْیَلِ فاسْتَیْقَظَتْ منه قَلائدُها التی عُقِدَتْ علی جِیدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ و یَقَظةُ و یَقْظان: اسْمانِ. التهذیب: و یقَظة اسم أَبی حَیّ من قریش. و یقَظة: اسم رجل و هو أَبو مَخْزُوم یقَظة بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤیّ بن غالب بن فِهر؛ قال الشاعر فی یقَظَة أَبی مخزوم: جاءتْ قُرَیْش تَعُودُنی زُمَراً، و قد وَعَی أَجْرَها لها الحَفَظَهْ و لم یَعُدْنی سَهْمٌ و لا جُمَحٌ، و عادَنی الغِرُّ من بَنی یَقَظَهْ لا یَبْرَحُ العِزُّ فیهمُ أَبداً، حتی تَزُولَ الجِبالُ من قَرَظَهْ.

الجزء الثامن‌

ع؛ ج8، ص: 3

اشارة

كتاب العین المهملة‌

ع؛ ج8، ص: 3

: هذا الحرف قدّمه جماعة من اللغویین فی كتبهم و ابتدأُوا به فی مصنفاتهم؛ حكی الأَزهری عن اللیث بن المظفر قال: لما أَراد الخلیل بن أَحمد الابتداء فی كتاب العین أَعمل فكره فیه فلم یمكنه أَن یبتدئ من أَوّل ا ب ت ث لأَن الأَلف حرف معتل، فلما فاته أَوّل الحروف كره أَن یجعل الثانی أَوّلًا، و هو الباء، إِلا بحجة، و بعد استِقْصاء تَدَبَّر و نظَر إِلی الحروف كلها و ذاقَها فوجد مخرج الكلام كلّه من الحلق، فصیَّر أَوْلاها بالابتداء به أَدخلها فی الحلق، و كان إِذا أَراد أَن یذوق الحرف فتح فاه بأَلف ثم أَظهر الحرف نحو أَبْ أَتْ أَحْ أَعْ، فوجد العین أَقصاها فی الحلق و أَدخلها، فجعل أَوّل الكتاب العینَ، ثم ما قَرُب مَخرجه منها بعد العین الأَرفعَ فالأَرفعَ، حتی أَتی علی آخر الحروف، و أَقصی الحروف كلها العین، و أَرفع منها الحاء، و لو لا بُحَّة فی الحاء لأَشبهت العین لقُرْب مخرج الحاء من العین، ثم الهاء، و لو لا هَتَّةٌ فی الهاء، و قال مرة هَهَّةٌ فی الهاء، لأَشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء، فهذه الثلاثة فی حَیِّز واحد، فالعین و الحاء و الهاء و الخاء و الغین حَلْقِیّة، فاعلم ذلك. قال الأَزهریّ: العین و القاف لا تدخلان علی بناء إِلا حَسَّنتاه لأَنهما أَطْلَقُ الحُروف، أَما العین فأَنْصَعُ الحروف جَرْساً و أَلذُّها سَماعاً، و أَما القاف فأَمْتَنُ الحروف و أَصحها جَرْساً، فإِذا كانتا أَو إِحداهما فی بناءٍ حَسُن لنصاعتهما. قال الخلیل: العین و الحاء لا یأْتلفان فی كلمة واحدة أَصلیة الحروف لقرب مخرجیْهما إِلا أَن یؤلف فعل من جمع بین كلمتین مثل حیّ علی فیقال منه حَیْعَلَ، و الله أَعلم.

فصل الألف؛ ج8، ص: 3

أمع؛ ج8، ص: 3

: الإِمَّعةُ و الإِمَّعُ، بكسر الهمزة و تشدید المیم: الذی لا رأْی له و لا عَزْم فهو یتابع كل أَحد علی رأْیِه و لا یثبت علی شی‌ء، و الهاء فیه للمبالغة. و‌فی الحدیث: اغْدُ عالماً أَو مُتعلِّماً و لا تكن إِمَّعةً، و لا نظیر إِلا رجل إِمَّرٌ، و هو الأَحمق؛ قال الأَزهری: و كذلك الإِمَّرةُ و هو الذی یوافق كل إنسان علی ما یُریده؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌8، ص: 4
لَقِیتُ شَیْخاً إِمَّعَهْ، سأَلتُه عَمّا مَعَهْ، فقال ذَوْدٌ أَرْبَعهْ و قال: فلا دَرَّ دَرُّكَ مِن صاحِبٍ، فأَنْتَ الوُزاوِزةُ الإِمَّعَهْ و‌روی عبد الله بن مسعود، رضی الله عنه، قال: كنا فی الجاهلیة نَعُدُّ الإِمَّعةَ الذی یتْبَع الناسَ إِلی الطعام من غیر أَن یُدْعی، و إِنَّ الإِمَّعةَ فیكم الیوم المُحْقِبُ الناسِ دِینَه؛ قال أَبو عبید: و المعنی الأَوَّلُ یرجع إِلی هذا. اللیث: رجل إِمّعةٌ یقول لكل أَحد أَنا معك، و رجل إِمّع و إِمّعة للذی یكون لضَعْف رأْیه مع كل أَحد؛ و منه‌قول ابن مسعود أَیضاً: لا یَكُونَنَّ أَحدُكم إِمَّعَةً، قیل: و ما الإِمَّعَةُ؟ قال: الذی یقول أَنا مع الناس.قال ابن بری: أَراد ابن مسعود بالإِمَّعَة الذی یَتْبع كل أَحد علی دِینِه، و الدلیل علی أَنَّ الهمزة أَصل أَن إِفْعَلًا لا یكون فی الصِّفات، و أَما إِیَّل فاختلف فی وَزْنه فقیل فِعَّل، و قیل فِعْیَل، و قال ابن بری: و لم یجعلوه إِفْعَلًا لئلا تكون الفاء و العین من موضع واحد، و لم یجئ منه إِلا كَوْكَبٌ و دَدَنٌ، و قول من قول امرأَة إِمَّعة غلط، لا یقال للنساء ذلك. و قد حكی عن أَبی عبید: قد تأَمَّعَ و اسْتَأْمَعَ. و الإِمّعَةُ: المُتردّد فی غیر ما صَنْعة، و الذی لا یَثْبُت إِخاؤه. و رجال إِمّعون، و لا یجمع بالأَلف و التاء.

فصل الباء؛ ج8، ص: 4

بتع؛ ج8، ص: 4

: البَتِعُ: الشدید المَفاصِل و المَواصِل من الجسد. بَتِعَ بَتَعاً، فهو بَتِعٌ و أَبْتَعُ: اشْتَدَّت مفاصله؛ قال سلامة بن جَنْدل: یَرْقی الدَّسِیعُ إِلی هادٍ له بَتِعٍ، فی جُؤْجُؤٍ، كمَداكِ الطِّیب، مَخْضُوبِ و قال رؤبة: و قَصَباً فَعْماً و رُسْغاً أَبْتَعا قال ابن بری: كذا وقع و أَظنه: وجیداً. و البَتَعُ: طُول العُنق مع شدَّة مَغْرِزه. یقال: عُنق أَبْتَع و بَتِع، تقول منه: بَتِع الفرَسُ، بالكسر، فهو فرس بَتِع، و الأُنثی بَتِعةٌ. و عُنُق بَتِعةٌ و بَتِعٌ: شدیدة، و قیل: مُفْرِطةُ الطُّول؛ قال: كلّ عَلاةٍ بَتِعٍ تَلِیلُها و رجل بَتِعٌ: طویل، و امرأة بَتِعة كذلك، ابن الأَعرابی: البَتِعُ الطویلُ العُنقِ، و التَّلِعُ الطویلُ الظهْرِ. و قال ابن شمیل: من الأَعْناقِ البَتِعُ، و هو الغلیظ الكثیر اللحم الشدید، قال: و منها المُرْهَف، و هو الدقیق و لا یكون إِلا لِفَتِیق. و یقال: البَتَعُ فی العنق شدَّته، و التَّلَعُ طوله. و یقال: بَتِعَ فلان علیَّ بأَمْر لم یُؤامِرْنی فیه إِذا قطَعَه دُونك؛ قال أَبو وَجْزة السَّعْدی: بانَ الخَلِیطُ، و كان البَیْنُ بائجةً، و لم نَخَفْهُم علی الأَمْرِ الذی بَتِعُوا بَتِعُوا أَی قَطَعوا دُوننا. أَبو محجن: الانْبِتاع و الانْبِتال الانْقِطاع. و البِتْعُ و البِتَعُ، مثل القِمْعِ و القِمَعِ: نَبیذ یُتَّخَذ من عسَل كأَنه الخَمر صَلابة، و قال أَبو حنیفة: البتع الخمر المتخذة من العسل فأَوقع الخمر
لسان العرب، ج‌8، ص: 5
علی العسل. و البِتْعُ أَیضاً: الخمر، یَمانیة. و بَتَعَها: خَمَّرَها، و البَتَّاع: الخَمَّار، و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنَّه سئل عن البِتْعِ فقال: كلُّ مُسْكرٍ حرام؛ قال: هو نبیذُ العَسل، و هو خمر أَهل الیمن. و أَبْتَعُ: كلمة یؤكّد بها، یقال: جاء القوم أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون أَبْتَعون، و هذا من باب التوكید.

بثع؛ ج8، ص: 5

: بَثِعَتِ الشفةُ تَبْثَعُ بَثَعاً و تَبَثَّعَت: غَلُظَ لحمها و ظَهَر دَمُها. و شَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ: ممتَلِئَة مُحمَرَّة من الدم. و رجل أَبْثَعُ: شفته كذلك. و شفة باثعة: تَنْقَلِبُ عند الضَّحِك. و لِثة باثِعة و بَثُوع و مُبَثِّعَة: كثیرة اللحم و الدمِ، و الاسم منه البَثَعُ. و امرأة بَثِعةٌ و بَثْعاء: حمراء اللِّثةِ وارِمَتُها، و الاسم البَثَعُ. قال الأَزهری: بَثِعَت لِثة الرجل تَبْثَعُ بُثوعاً إِذا خرجت و ارتفعت حتی كأَنَّ بها ورَماً، و ذلك عَیْب، إِذا ضَحِك الرجل فانقلبت شفته فهی باثعةٌ أَیضاً. و البَثَعُ: ظُهورُ الدّم فی الشفتین و غیرهما من الجسد، و هو البَثَغُ، بالغین، فی الجسد. و قال الأَزهری: البَثَغُ بالغین لغیره.

بخع؛ ج8، ص: 5

: بخَعَ نفْسَه یَبْخَعُها بَخْعاً و بُخوعاً: قتلَها غیْظاً أَو غَمّاً. و فی التنزیل: فَلَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ عَلیٰ آثٰارِهِمْ؛ قال الفرّاء: أَی مُخْرِجٌ نفسَك و قاتلٌ نفسَك؛ و قال ذو الرمة: أَلا أَیُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَه بشی‌ءٍ نَحَتْه عن یدَیْكَ المَقادِرُ قال الأَخفش: یقال بَخَعْتُ لك نفْسی و نُصْحِی أَی جَهَدْتها أَبْخَعُ بُخوعاً. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها ذكرت عمر، رضی الله عنه، فقالت: بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها‌أَی قَهر أَهلَها و أَذلَّهم و استخرَج ما فیها من الكُنوز و أَموال المُلوك. و بَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ أَبْخَعُها إِذا نَهَكْتُهَا و تابَعْت حِراثَتها و لم تُجِمَّها عاماً. و بخَع الوَجْدُ نفسَه إِذا نَهَكَها. و بخَعَ له بحقّه یَبْخَعُ بُخوعاً و بَخاعةً: أَقرَّ به و خضَع له، و كذلك بَخِعَ، بالكسر، بُخوعاً و بَخاعةً، و بَخَعَ لی بالطاعة بُخوعاً كذلك. و بَخَعْت له: تذَلَّلْت و أَطَعت و أَقرَرْت. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فأَصبَحْتُ بجَنبتَی الناسِ و مَن لم یكن یَبْخَعُ لنا بطاعة.و‌فی حدیث عُقْبة بن عامر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: أَتاكُم أَهلُ الیَمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً و أَلْیَنُ أَفئدةً و أَبْخَعُ طاعةً‌أَی أَنْصَحُ و أَبْلَغُ فی الطاعةِ من غیرهم كأَنهم بالَغُوا فی بَخْعِ أَنفسهم أَی قَهرِها و إِذْلالِها بالطاعةِ. قال ابن الأَثیر: قال الزمخشری هو من بَخَع الذَّبِیحةَ إِذا بالَغ فی ذَبْحِها و هو أَن یَقْطَع عظْم رقبتها و یَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع، بالباء، و هو العِرْق الذی فی الصُّلْب؛ و النخْعُ، بالنون، دون ذلك و هو أَن یبلُغ بالذبح النُّخاع، و هو الخیْط الأَبیض الذی یَجری فی الرَّقبة، هذا أَصله ثم كثُر حتی استعمل فی كل مبالغة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره فی الكشاف و فی كتاب الفائق فی غریب الحدیث و لم أَجده لغیره، قال: و طالما بحثت عنه فی كتب اللغة و الطب و التشریح فلم أَجد البِخاع، بالباء، مذكوراً فی شی‌ء منها. و بَخَعْت الرَّكیّة بَخْعاً إِذا حَفرْتها حتی ظَهر ماؤها.

بخثع؛ ج8، ص: 5

: بَخْثَعٌ: اسم زعموا، و لیس بثبت.

بخذع؛ ج8، ص: 5

: بخذَعه بالسیف و خَذْعَبَه: ضربه.
لسان العرب، ج‌8، ص: 6‌

بدع؛ ج8، ص: 6

: بدَع الشی‌ءَ یَبْدَعُه بَدْعاً و ابْتَدَعَه: أَنشأَه و بدأَه. و بدَع الرَّكِیّة: اسْتَنْبَطَها و أَحدَثها. و رَكِیٌّ بَدِیعٌ: حَدِیثةُ الحَفْر. و البَدِیعُ و البِدْعُ: الشی‌ء الذی یكون أَوّلًا. و فی التنزیل: قُلْ مٰا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ؛ أَی ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ، قد أُرسل قبلی رُسُلٌ كثیر. و البِدْعةُ: الحَدَث و ما ابْتُدِعَ من الدِّینِ بعد الإِكمال. ابن السكیت: البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، فی قِیام رمضانَ: نِعْمتِ البِدْعةُ هذه.ابن الأَثیر: البِدْعةُ بدْعتان: بدعةُ هُدی، و بدْعة ضلال، فما كان فی خلاف ما أَمر الله به و رسوله، صلی الله علیه و سلم، فهو فی حَیِزّ الذّمِّ و الإِنكار، و ما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب اللهُ إِلیه و حَضّ علیه أَو رسولُه فهو فی حیِّز المدح، و ما لم یكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود و السّخاء و فِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة، و لا یجوز أَن یكون ذلك فی خلاف ما ورد الشرع به‌لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قد جعل له فی ذلك ثواباً فقال: مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها و أَجرُ مَن عَمِلَ بها، و‌قال فی ضدّه: مَن سنّ سُنّة سَیئة كان علیه وِزْرها و وِزْر مَن عَمِلَ بها، و ذلك إِذا كان فی خلاف ما أَمر الله به و رسوله، قال: و من هذا النوع‌قول عمر، رضی الله عنه: نعمتِ البِدْعةُ هذه، لمّا كانت من أَفعال الخیر و داخلة فی حیّز المدح سَمّاها بدعة و مدَحَها لأَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، لم یَسُنَّها لهم، و إِنما صلَّاها لَیالِیَ ثم تركها و لم یحافظ علیها و لا جمع الناس لها و لا كانت فی زمن أَبی بكر و إِنما عمر، رضی الله عنهما، جمع الناسَ علیها و ندَبهم إِلیها فبهذا سماها بدعة، و هی علی الحقیقة سنَّة‌لقوله، صلی الله علیه و سلم، علیكم بسنّتی و سنة الخُلفاء الراشدین من بعدی، و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: اقْتَدُوا باللذین من بعدی: أَبی بكر و عمر، و علی هذا التأْویل یُحمل‌الحدیث الآخَر: كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة، إِنما یرید ما خالَف أُصولَ الشریعة و لم یوافق السنة، و أَكثر ما یستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً فی الذمِّ. و قال أَبو عَدْنان: المبتَدِع الذی یأْتی أَمْراً علی شبه لم یكن ابتدأَه إِیاه. و فلان بِدْعٌ فی هذا الأَمر أَی أَوّل لم یَسْبِقْه أَحد. و یقال: ما هو منّی ببِدْعٍ و بَدیعً، قال الأَحوص: فَخَرَتْ فانْتَمَتْ فقلتُ: انْظُرِینی، لیس جَهْلٌ أَتَیْته ببدِیعِ و أَبْدَعَ و ابْتَدَعَ و تَبَدَّع: أتَی بِبدْعةٍ، قال اللهِ تعالی: وَ رَهْبٰانِیَّةً ابْتَدَعُوهٰا؛ و قال رؤبة: إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِیَّ الأَطْوعا، فلیس وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا و بَدَّعه: نَسَبه إِلی البِدْعةِ. و اسْتَبْدَعَه: عدَّه بَدیعاً. و البَدِیعُ: المُحْدَثُ العَجیب. و البَدِیعُ: المُبْدِعُ. و أَبدعْتُ الشی‌ء: اخْتَرَعْته لا علی مِثال. و البَدیع: من أَسماء الله تعالی لإِبْداعِه الأِشیاء و إِحْداثِه إِیَّاها و هو البدیع الأَوّل قبل كل شی‌ء، و یجوز أَن یكون بمعنی مُبدِع أَو یكون من بَدَع الخلْقَ أَی بَدَأَه، و الله تعالی كما قال سبحانه: بَدِیعُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ*؛ أَی خالقها و مُبْدِعُها فهو سبحانه الخالق المُخْتَرعُ لا عن مثال سابق، قال أَبو إِسحاق: یعنی أَنه أَنشأَها علی غیر حِذاء و لا مثال إِلا أَنَّ بدیعاً من بَدَع لا من أَبْدع، و أَبدعَ: أَكثر فی الكلام من بَدَع، و لو استعمل بدَع لم یكن خطأ، فبَدِیعٌ فَعِیلٌ بمعنی فاعل مثل قدیر بمعنی قادر، و هو صفة من صفات
لسان العرب، ج‌8، ص: 7
الله تعالی لأَنه بدأَ الخلق علی ما أَراد علی غیر مثال تقدّمه. قال اللیث: و قرئ بدیعَ السمواتِ و الأَرضِ، بالنصب علی وجه التعجب لِما قال المشركون علی معنی: بِدْعاً ما قلتم و بَدِیعاً اخْتَرَقْتم، فنصبه علی التعجب، قال: و الله أَعلم أَ هو ذلك أَم لا؛ فأَما قراءة العامة فالرفع، و یقولون هو اسم من أَسماء الله سبحانه، قال الأَزهری: ما علمت أَحداً من القرّاء قرأَ بدیعَ بالنصب، و التعجبُ فیه غیر جائز، و إِن جاء مثله فی الكلام فنصبه علی المدح كأَنه قال أَذكر بدیع السموات و الأَرض. و سِقاء بَدیع: جدید، و كذلك زِمام بدیع؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی السقاء لأَبی محمد الفقعسی: یَنْصَحْنَ ماء البَدَنِ المُسَرَّی، نَضْحَ البَدِیعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا الصَّفَقُ: أَوّل ما یُجعل فی السِّقاء الجدید. قال الأَزهری: فالبدیعُ بمعنی السقاء و الحبْل فَعِیلٌ بمعنی مَفعول. و حَبلٌ بَدیع: جَدید أَیضاً؛ حكاه أَبو حنیفة. و البدیع من الحِبال: الذی ابتُدِئ فتله و لم یكن حَبلًا فنكث ثم غُزل و أُعید فتلُه؛ و منه قول الشماخ: و أَدْمَجَ دَمْج ذی شَطَنٍ بَدِیعِ و البدیعُ: الزِّقُّ الجدید و السقاء الجدید. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: تِهامةُ كَبَدِیعِ العَسَلِ حُلْو أَوّلُه حُلْو آخِرُه؛ شَبَّهها بِزِقِّ العسل لأَنه لا یتغیَّر هواؤها فأَوّله طیّب و آخره طیّب، و كذلك العسل لا یتغیر و لیس كذلك اللبن فإِنه یتغیر، و تِهامة فی فُصول السنة كلها غَداةً و لَیالِیها أَطْیَب اللَّیالی لا تُؤذی بحَرّ مُفْرط و لا قُرّ مُؤذ؛ و منه قول امرأَة من العرب وصَفت زوجَها فقالت: زَوْجی كلَیْل تِهامةَ لا حَرّ و لا قُرّ، و لا مَخافةَ و لا سآمةَ. و البدیعُ: المُبْتَدِع و المُبْتَدَع. و شی‌ء بِدْعٌ، بالكسر، أَی مُبتدَع. و أَبدْعَ الشاعرُ: جاء بالبدیعِ. الكسائی: البِدْعُ فی الخیر و الشرّ، و قد بَدُعَ بَداعةً و بُدوعاً، و رجل بِدْعٌ و امرأَة بدْعة إِذا كان غایة فی كل شی‌ء، كان عالماً أَو شَرِیفاً أَو شُجاعاً؛ و قد بَدُعَ الأَمْرُ بدْعاً و بَدَعُوه و ابْتَدَعُوه و رجل بِدْعٌ و رجال أَبْداع و نساء بِدَعٌ و أَبداع و رجُل بِدْع غُمْر و فلان بِدْعٌ فی هذا الأَمر أَی بَدِیع و قوم أَبداع؛ عن الأَخفش. و أُبْدِعتِ الإِبلُ: بُرِّكَت فی الطریق من هُزال أَو داء أَو كَلال، و أَبْدَعت هی: كَلَّت أَو عَطِبَت، و قیل: لا یكون الإِبْداع إِلَّا بظَلَع. یقال: أَبْدَعَت به راحِلتُه إِذا ظَلَعَت، و أُبْدِعَ و أُبْدِعَ به و أَبْدَعَ: كلَّت راحلته أَو عَطِبَت و بَقِیَ مُنْقَطَعاً به و حَسِرَ علیه ظهرُه أَو قام به أَی وقَف به؛ قال ابن بری: شاهده قول حُمید الأَرقط: لا یَقْدِرُ الحُمْسُ علی جِبابِه إِلَّا بطُولِ السیْرِ و انْجِذابِه، و تَرْكِ ما أَبْدَعَ من رِكابِه و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا أَتَی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: یا رسولَ الله إِنی أُبْدِعَ بی فاحْمِلْنی‌أَی انقطع بی لكَلال راحلتی. و قال اللحیانی: یقال أَبدَع فلان بفلان إِذا قَطَع به و خَذلَه و لم یقم بحاجته و لم یكن عند ظنه به، و أَبدَعَ به ظهرُه؛ قال الأَفْوه: و لكلِّ ساعٍ سُنَّةٌ، مِمَّنْ مَضَی، تَنْمِی به فی سَعْیِه أَوْ تُبْدِعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 8
و‌فی حدیث الهَدْی: فأَزْحَفَت علیه بالطریق فَعَیَّ لشأْنها إِن هی أَبدَعَتْ‌أَی انْقَطَعَت عن السیر بكَلال أَو ظَلَع، كأَنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرّة علیه من عادة السیر إِبْداعاً أَی إِنشاء أَمر خارج عما اعْتِیدَ منها؛ و منه‌الحدیث: كیف أَصْنَعُ بما أَبْدَعَ علیَّ منها؟ و بعضهم یرویه: أُبْدِعَت و أُبْدِعَ، علی ما لم یسمّ فاعله، و قال: هكذا یستعمل، و الأَول أَوجه و أَقیس. و فی المثل: إِذا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِع بك. قال أَبو سعید: أُبْدِعت حُجّة فلان أَی أُبْطِلت حجّته أَی بطَلَت. و قال غیره: أَبْدَعَ بِرُّ فلان بشُكْری و أَبْدَعَ فضْلُه و إِیجابه بوصفی إِذا شكره علی إِحسانه إِلیه و اعترَف بأَنَّ شكره لا یَفِی بإِحسانه. قال الأَصمعی: بَدِعَ یَبْدَعُ فهو بَدِیعٌ إِذا سَمِن؛ و أَنشد لبَشِیر بن النِّكْث: فبَدِعَتْ أَرْنَبُه و خِرْنِقُهْ أَی سَمِنت. و أَبْدَعُوا به: ضربوه. و أَبدَع یمیناً: أَوجَبها؛ عن ابن الأَعرابی. و أَبدَع بالسفر و بالحج: عزَم علیه.

بذع؛ ج8، ص: 8

: البَذَعُ: شبه الفزَعِ. و المَبْذُوع: المَذْعُور. و بَذَعَ الشی‌ءَ: فرَّقه. و یقال: بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا أَی فَزِعوا فتفرَّقوا. قال الأَزهری: و ما سمعت هذا لغیر اللیث. ابن الأَعرابی: البَذْعُ قَطْر حُبّ الماء، و قال: هو المَذْع أَیضاً. یقال مَذَعَ و بَذَعَ إِذا قَطَر. و بذَع الماءُ: سالَ.

برع؛ ج8، ص: 8

: بَرَعَ یَبْرُعُ بُروعاً و بَراعةً و بَرُعَ، فهو بارِعٌ: تَمَّ فی كلّ فَضِیلة و جمال و فاق أَصحابه فی العلم و غیره، و قد توصف به المرأَة. و البارع: الذی فاق أَصحابه فی السُّودد. ابن الأَعرابی: البَرِیعةُ المرأَة الفائقة بالجمال و العَقل، قال: و یقال برَعه و فرَعه إِذا علاه و فاقه، و كلُّ مُشْرف بارِعٌ و فارعٌ. و تبَرَّع بالعَطاء: أَعطَی من غیر سؤال أَو تفضَّل بما لا یجب علیه. یقال: فعلت ذلك مُتَبَرِّعاً أَی مُتطوّعاً. و سَعْدُ البارِع: نجم من المنازل. و بَرْوَعُ: من أَسماء النساء؛ قال جریر: و لا حَقُّ ابن بَرْوَعَ أَن یُهابا و بَرْوَعُ: اسم امرأَة و هی بروع بنت واشق، و أَصحاب الحدیث یقولونه بكسر الباء، و هو خطأٌ و الصواب الفتح لأَنه لیس فی الكلام فِعْوَل إِلا خِرْوَعٌ و عِتْوَد اسم وادٍ. و بَرْوع: اسم ناقة الراعی عُبَید بن حُصَین النُّمَیْرِی الشاعر؛ و فیها یقول: و إِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلّةٌ بمَحْنِیةٍ أَشْلی العِفاسَ و بَرْوَعَا و منه كان جریر یَدْعو جَنْدل بن الرّاعی بَرْوَعاً. و قال ابن بری: بَروع اسم أُمّ الراعی، و یقال اسم ناقته؛ قال جریر یهجوه: فما هِیبَ الفَرزدقُ، قد علمتم، و ما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أَن یُهابا «3»

برثع؛ ج8، ص: 8

: بُرْثَعٌ: اسم.

بردع؛ ج8، ص: 8

: البَرْدَعةُ: الحِلْس الذی یُلقی تحت الرَّحْل؛ قال شمر: هی بالذال و الدال، و سیأْتی ذكرها قریباً.

برذع؛ ج8، ص: 8

: البَرْذَعةُ: الحِلس الذی یُلقی تحت الرحل، و الجمع البَراذِع، و خص بعضهم به الحِمار، و قال
(3). فی دیوان جریر: فما هِبتُ الفرزدقَ بدل: فما هِیب الفرزدقُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 9
شمر: هی البرذعة و البردعة، بالذال و الدال. و بَرْذَعٌ: اسم؛ أَنشد ثعلب: لَعَمْرُ أَبِیها، لا تقولُ حَلِیلَتِی: أَلا إِنه قد خانَنی الیومَ بَرْذَعُ و البَرْذَعَةُ من الأَرض: لا جَلَدٌ و لا سَهل، و الجمع البَراذِع. و ابْرَنْذَعَ للأَمر ابْرِنْذاعاً: تَهَیَّأَ و استَعَدَّ له. و ابْرَنْذَعَ أَصحابَه: تقدَّمهم، نادر لأَنَّ مثل هذه الصیغة لا یتعدَّی.

برشع؛ ج8، ص: 9

: البِرْشِعُ و البِرْشاعُ: السَّیِّ‌ءُ الخُلُق. و البِرْشاعُ المنتَفخ الجوفِ الذی لا فُؤاد له، و قیل: هو الأَحمق الطویل، و قیل: الأَهْوج الضخْمُ الجافی المنتفخ؛ قال رؤبة: لا تَعْدِلِینی بامْرِئٍ إِرْزَبِّ، و لا بِبِرْشاعِ الوِخامِ وَغْبِ قال الشیخ ابن بری: صواب إِنشاده: لا تعدِلینی و اسْتَحِی بِإِزْبِ، كَزِّ المُحَیّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ و هذا الرجز أَورده الجوهری فی ترجمة وغب فقال: و لا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ

برقع؛ ج8، ص: 9

: البُرْقُعُ و البُرْقَعُ و البُرْقُوعُ: معروف، و هو للدوابِّ و نساء الأَعْراب؛ قال الجعدی یصف حِشْفاً: و خَدٍّ كَبُرْقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ، و رَوْقَینِ لَمَّا یَعْدُ أَن یَتَقَشَّرا الجوهری: یَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا، قال ابن بری: صواب إِنشاده و خدًّا بالنصب و مُلَمَّعاً كذلك لأَن قبله: فلاقَتْ بَیاناً عند أَوّلِ مَعْهَدٍ، إِهاباً و مَغْبُوطاً من الجَوْفِ أَحْمَرا «1» قوله فلاقت یعنی بقرة الوحش التی أَخذ الذئب ولدها. قال الفراء: بِرْقَعٌ نادر و مثله هِجْرَعٌ، و قال الأَصمعی: هَجْرع، قال أَبو حاتم: تقول بُرْقُع و لا تقول بُرْقَع و لا بُرْقُوع؛ و أَنشد بیت الجعدی: و خدّ كبُرْقُع الفتاةِ …؛ و من أَنشده: … كبُرْقُوعِ …، فإِنما فَرَّ من الزِّحافِ. قال الأَزهری: و فی قول من قدَّم الثلاث لغات فی أَول الترجمة دلیل علی أَن البرقوع لغة فی البرقُع. قال اللیث: جمع البُرْقُع البَراقِعُ، قال: و تَلْبَسُها الدوابّ و تلبسها نساء الأَعراب و فیه خَرْقان للعینین؛ قال توْبةُ بن الحُمَیِّر: و كنتُ إِذا ما جِئتُ لیْلی تَبَرْقَعَتْ، فقدْ رابَنی منها الغَداةَ سُفُورُها قال الأَزهری: فتح الباء فی بَرْقُوع نادر، لم یجئ فَعْلول إِلا صَعْفُوقٌ. و الصواب بُرقوع، بضم الباء، و جوع یُرقوع، بالیاء، صحیح. و قال شمر: بُرقع مُوَصْوَصٌ إِذا كان صغیر العینین. أَبو عمرو: جُوعٌ بُرْقُوع و جُوع بَرقوع، بفتح الباء، و جوع بُرْكُوع و بَركوع و خُنْتُور بمعنی واحد. و یقال للرجل المأْبون: قد بَرْقَع لِحْیَته و معناه تَزَیّا بِزیِّ مَن لَبِسَ البُرْقُع؛ و منه قول الشاعر: أَ لمْ تَرَ قَیْساً، قَیْسَ عَیْلانَ، بَرْقَعَتْ لِحاها، و باعَتْ نَبْلَها بالمَغازِلِ و یقال: بَرْقَعه فتَبَرْقَع أَی أَلْبسه البُرْقُعَ فلَبِسَه.
(1). قوله [و مغبوطاً] كذا بالأصل و شرح القاموس بغین معجمة و لعله بمهملة أی مشقوقاً.
لسان العرب، ج‌8، ص: 10
و المُبَرْقَعةُ: الشاةُ البیْضاء الرأْسِ. و المُبَرْقِعَةُ، بكسر القاف: غُرَّة الفرس إِذا أَخذت جمیع وجهه. و فرس مُبَرْقَع: أَخذت غُرَّتُه جمیع وجهه غیر أَنه ینظُرُ فی سَواد و قد جاوز بیاضُ الغُرَّةِ سُفْلًا إِلی الخدَّین من غیر أَن یصیب العینین. یقال: غُرّة مُبَرْقِعة. و بِرْقِع، بالكسر: السماء؛ و قال أَبو علی الفارسی: هی السماء السابعة لا ینصرف؛ قال أُمَیَّة بن أَبی الصَّلْت: فكأَنَّ بِرْقِعَ و المَلائِكَ حَوْلَها، سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائمٌ، أَجْرَبُ قال ابن بری: صواب إِنشاده … أَجْرَدُ، بالدال، لأَنَّ قبله: فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْباقُها، و أَتَی بسابِعةٍ فأَنَّی تُوردُ قال الجوهری: قوله سَدِر أَی بَحر. و أَجرب صفة البحر المشبَّهِ به السماء، فكأَنه شبَّه البحر بالجَرَب لما یحصل فیه من المَوْج أَو لأَنه تُرَی فیه الكواكب كما تُری فی السماء فهنَّ كالجَرَب له؛ و قال ابن بری: شبَّه السماء بالبحر لمَلاستِها لا لِجَرَبِها، أَ لا تری قوله تواكله القوائم أَی تواكلته الرِّیاح فلم یتمَوَّج، فلذلك وصفه بالجَرَدِ و هو المَلاسةُ؛ قال ابن بری: و ما وصفه الجوهری فی تفسیر هذا البیت هَذَیان منه، و سماء الدنیا هی الرَّقِیعُ. و قال الأَزهری: قال اللیث البِرْقِع اسم السماء الرابعة؛ قال: و جاء ذكره فی بعض الأَحادیث. و قال: بِرْقَع اسم من أَسماء السماء، جاء علی فِعْلَلٍ و هو غریب نادر. و قال ابن شمیل: البُرْقُع سِمةٌ فی الفخذ حَلْقَتَین بینهما خِباط فی طول الفخذ، و فی العَرْض الحَلْقتان صورته.

بركع؛ ج8، ص: 10

: بَرْكَعَه و كَرْبَعَه فتبَرْكَع: صرَعه فوقع علی اسْتِه؛ قال رؤبة: و مَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا علی اسْتِه، زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا قال ابن بری: هكذا ذكره ابن درید زوبعة، بالزای، و صوابه رَوبعة أَو روبعا، بالراء، و كذلك هو فی شعر رُؤبة، و فسر بأَنه القصیر الحقیر، و قیل الضعیف، و قیل القصیرُ العُرقوبِ، و قیل الناقص الخَلْقِ. و بَرْكَعَ الرجلُ علی ركبتیه إِذا سقط علیهما. و البَرْكعةُ: القِیام علی أَربع، و تَبَرْكعت الحَمامةُ للحمامة الذكر؛ و أَنشد: هَیْهاتَ أَعْیا جَدُّنا أَن یُصْرَعا، و لو أَرادوا غیرَه تَبَرْكَعا و بَرْكَعْت الرجل بالسیف إِذا ضربته. و البُرْكُعُ: القصیر من الإِبل خاصّة. و البُرْكُعُ: المُسْتَرْخِی القوائمِ فی ثِقَل. و جوعٌ بُرْكُوعٌ و بَركوع، بفتح الباء.

بزع؛ ج8، ص: 10

: بَزُعَ الغُلام، بالضم، بَزاعة، فهو بَزِیعٌ و بُزاعٌ: ظَرُفَ و مَلُحَ. و البَزِیعُ: الظَّریف. و تَبَزَّعَ الغُلام: ظَرُف. و غلام بَزِیع و جاریة بزیعة إِذا وُصِفا بالظَّرْفِ و المَلاحة و ذَكاء القلب، و لا یقال إِلّا للأَحداث من الرجال و النساء. و‌فی الحدیث: مررْتُ بقَصْر مَشِید بَزِیع، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقیل؛ لعمر بن الخطاب!؛ البَزِیعُ: الظریفُ من الناس، شبه القصر به لحُسنه و جَماله، و البَزِیعُ: السیِّد الشریف؛ حكاه الفارسی عن الشیْبانی. و قال أَبو
لسان العرب، ج‌8، ص: 11
الغَوْث: غلام بَزِیع أَی متكلِّم لا یسْتَحْیِی. و البَزاعةُ: مما یُحْمَد به الإِنسان. و تبزَّع الغلامُ: ظرُف. و تبزَّع الشرُّ: هاجَ و تَفاقَمَ، و قیل: أَرْعَدَ و لمّا یَقَعْ؛ قال العجاج: إِنی إِذا أَمْرُ العِدی تبَزَّعا و بَوْزَعُ: اسم رملة معروفة من رِمال بنی أَسد، و فی التهذیب: بنی سَعْد؛ قال رؤبة: برَمْلِ یَرْنا أَو برَمْلِ بَوْزَعا و بَوْزَعُ: اسم امرأَة كأَنه فَوْعَل من البَزِیعِ؛ قال جریر: هَزِئتْ بُوَیزِعُ، إِذ دَبَبْتُ علی العَصا، هَلّا هَزِئْتِ بِغَیرِنا یا بَوْزَعُ؟ «1»

بشع؛ ج8، ص: 11

: البَشِعُ: الخَشِنُ من الطَّعام و اللِّباس و الكلام. و‌فی الحدیث: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یأْكل البَشِعَ‌أَی الخَشِنَ الكَرِیهَ الطَّعْمِ، یرید أَنه لم یكن یذُمُّ طَعاماً. و البَشِعُ: طَعْم كریه. و طعام بَشِیع و بَشِع من البَشَع: كریه یأْخذُ بالحَلْق بَیِّنُ البَشاعة، فیه حُفُوف و مَرارَةٌ كالإِهْلِیلَجِ و نحوه، و قد بَشِعَ بَشَعاً. و رجل بَشِیعٌ بَیِّنُ البشع إِذا أَكله فبَشِع منه. و أَكلنا طعاماً بَشِعاً: حافّاً یابساً لا أُدْمَ فیه. و البَشَعُ: تَضایُق الحلْقِ بطعام خَشِن. و‌فی الحدیث: فوُضِعت بین یَدَی القوم، و هی بَشِعةٌ فی الحَلْق، و كلام بشیع: خَشِن كریه منه. و اسْتَبْشَعَ الشی‌ءَ أَی عَدَّه بَشِعاً. و رجل بَشِع المَنْظَر إِذا كان دَمیماً. و رجل بَشِعُ النفْس أَی خَبیثُ النفس، و بَشِعُ الوجه إِذا كان عابِساً باسِراً. و ثوب بَشِع: خَشِن. و رجل بشع الفم: كریه ریحِ الفم، و الأُنثی بالهاء، لا یتَخلَّلان و لا یَسْتاكانِ، و المصدر البشَعُ و البَشاعةُ، و قد بَشِع بشعاً و بَشاعة. و بَشِع بهذا الطعام بَشَعاً: لم یُسِغْه. و رجل بَشِع الخُلُق إِذا كان سیِّ‌ءَ الخُلُقِ و العِشْرة. و بَشِع بالأَمر بشَعاً و بشاعةً: ضاق به ذَرعاً؛ قال أَبو زبید یصف أَسداً: شأْسُ الهَبُوطِ زنَاءُ الحامِیَیْنِ، مَتَی تَبْشَعْ بوارِدةٍ یَحْدُثْ لها فَزَعُ قوله شأْس الهَبوط یقول: الأَسد إِذا أَكل أَكلًا شدیداً و شَبع ترك من فَرِیسته شیئاً فی الموضع الذی یفْترِسها، فإِذا انتهت الظباء إِلی ذلك الموضع لترد الماءَ فَزِعت من ذلك لمكان الأَسد، و قیل: بوارِدة أَی بما یرده من الناس لها للواردة «2» زناء الحامِیین: ضَیِّق الحامیین. تَبْشَع: تُغَصّ، یحدث لها فزع لمكان الأَسد. و بَشِع الوادی بالماء بَشَعاً: ضاق. وَ بَشِع بالشی‌ء بشَعاً: بطَش به بَطْشاً مُنْكراً. و خشبة بَشِعة: كثیرة الأُبَنِ.

بصع؛ ج8، ص: 11

: البَصْعُ: الخَرْق الضیِّق لا یكاد یَنفُذ منه الماء. و بَصَعَ الماءُ یَبْصَعُ بَصاعة: رَشَحَ قلیلًا. و بَصع العَرَقُ من الجسد یَبصَع بَصاعة و تَبَصَّع: نَبَعَ من أُصول الشعر قلیلًا قلیلًا. و البَصِیع: العرَق إِذا رشح؛ و روی ابن درید بیت أَبی ذؤیب: تأْبی بدِرَّتِها، إِذا ما اسْتُغْضِبَتْ، إِلا الحَمیمَ، فإِنَّه یَتَبَصَّعُ بالصاد أَی یَسیل قلیلًا قلیلًا. قال الأَزهری: و روی الثقات هذا الحرف بالضاد المعجمة من تَبَضَّع الشی‌ءُ أَی سال، و هكذا رواه الرُّواة فی شعر أَبی ذؤَیب، و ابن درید أَخذ هذا من كتاب ابن المظفر. فمرَّ علی التصحیف الذی صحفه، و الظاهر أَن الشیخ ابن بری
(1). فی دیوان جریر: و تقولُ بوزعُ قد دبَبتَ علی العَصا (2). قوله: بما یرده من الناس لها للواردة، هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 12
ثلَّثهما فی التصحیف، فإِنه ذكره فی كتابه الذی صنفه علی الصحاح فی ترجمة بصع یتبصع بالصاد المهملة، و لم یذكره الجوهری فی صحاحه فی هذه الترجمة، و ذكره ابن بری أَیضاً موافقاً للجوهری فی ذكره فی ترجمة بضع، بالضاد المعجمة. و البَصْع: ما بینَ السّبَّابة و الوُسْطَی. و البَصْعُ: الجمع. قال الجوهری: سمعته من بعض النحویین و لا أَدری ما صحته. و یقال: مَضَی بِصْع من اللیل، بالكسر، أَی جَوْشٌ منه. و أَبْصَعُ: كلمة یؤكَّد بها، و بعضهم یقوله بالضاد المعجمة و لیس بالعالی؛ تقول: أَخذت حقی أَجْمَعَ أَبْصَعَ، و الأُنثی جَمْعاء بَصْعاء، و جاء القوم أَجمعون أَبْصَعون، و رأَیت النِّسوة جُمَعَ بُصَعَ، و هو توكید مُرَتَّب لا یُقدَّم علی أَجمع؛ قال ابن سیدة: و أَبْصَعُ نعت تابع لأَكْتَعَ و إِنما جاؤُوا بأَبْصَعَ و أَكْتَعَ و أَبْتَعَ إِتباعاً لأَجْمَع لأَنهم عدلوا عن إِعادة جمیع حروف أَجمع إِلی إِعادة بعضها، و هو العین، تحَامِیاً من الإِطالة بتكریر الحروف كلها. قال الأَزهری: و لا یقال أَبْصعون حتی یتقدَّمه أَكتعون، فإِن قیل: فلمَ اقتصروا علی إِعادة العین وحدها دون سائر حروف الكلمة؟ قیل: لأَنها أَقوی فی السجعة من الحرفین اللذین قبلها و ذلك لأَنها لام الكلمة و هی قافیة لأَنها آخر حروف الأَصل، فجی‌ء بها لأَنها مَقْطَع الأُصول، و العمل فی المُبالغة و التكریر إِنما هو علی المَقطع لا علی المَبدإِ و لا علی المَحْشَإِ، أَ لا تری أَن العنایة فی الشعر إِنما هی بالقَوافی لأَنها المَقاطِعُ و فی السجع كمثل ذلك؟ و آخر السجعة و القافیة عندهم أَشرف من أَوَّلها، و العِنایةُ به أَمَسُّ، و لذلك كلما تَطَرَّفَ الحرف فی القافیة ازدادوا عِنایة به و مُحافظة علی حكْمه. و قال أَبو الهیثم: الكلمة تُوكَّد بثلاثة تَواكِیدَ؛ یقال: جاء القوم أَكتعون أَبتعون أَبصعون، بالصاد، و قال جماعة من النحویین: أَخذته أَجمعَ أَبتعَ و أَجمعَ أَبصع، بالتاء و الصاد، قال البُشْتِیُّ: مررت بالقوم أَجمعین أَبْضَعِین، بالضاد، قال أَبو منصور: هذا تصحیف و روی عن أَبی الهیثم الرازی أَنه قال: العرب توكِّد الكلمة بأَربعةِ تَواكِید فتقول: مررت بالقوم أَجمعین أَكتعین أَبصعین أَبتعین، كذا رواه بالصاد، و هو مأْخوذ من البَصْع و هو الجمع. و البُصَیعُ: مكان فی البحر علی قولٍ فی شعر حسان بن ثابت: بَیْنَ الخَوابی فالبُصَیْعِ فَحَوْمَلِ و سیُذكر مُسْتوفیً فی ترجمة بضع. و كذلك أَبْصَعةُ مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنبة، و قیل: هو بالضاد المعجمة. و بئر بُضاعةَ: حكیت بالصاد المهملة، و سنذكرها.

بضع؛ ج8، ص: 12

: بَضَعَ اللحمَ یَبْضَعُه بَضْعاً و بَضَّعه تَبْضِیعاً: قطعه، و البَضْعةُ: القِطعة منه؛ تقول: أَعطیته بَضعة من اللحم إِذا أَعطیته قِطعة مجتمعة، هذه بالفتح، و مثلها الهَبْرة، و أَخواتها بالكسر، مثل القِطْعةِ و الفِلْذةِ و الفِدْرةِ و الكِسْفةِ و الخِرْقةِ و غیر ذلك مما لا یُحصی. و فلان بَضْعة من فلان: یُذْهَب به إِلی الشبَه؛ و‌فی الحدیث: فاطِمةُ بَضْعة منِّی، من ذلك، و قد تكسر، أَی إِنها جُزء منی كما أَن القِطْعة من اللحم، و الجمع بَضْع مثل تَمْرة و تَمْر؛ قال زهیر: أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها، فلاقَتْ بَیاناً عند آخِرِ مَعْهَدِ «1» دَماً عند شِلْوٍ تَحْجُلُ الطیرُ حَوْلَه، و بَضْعَ لِحامٍ فی إِهابٍ مُقَدَّدِ
(1). فی دیوان زهیر: … خلواتها بدل … غفلاتها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 13
و بَضْعة و بَضْعات مثل تمْرة و تمْرات، و بعضهم یقول: بَضْعة و بِضَعٌ مثل بَدْرةٍ و بِدَرٍ، و أَنكره علیّ بن حمزة علی أَبی عبید و قال: المسموع بَضْعٌ لا غیر؛ و أَنشد: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ و النَّدی، و بعضُهمُ تَغْلی بذَمٍّ مَناقِعُهْ و بَضْعةٌ و بِضاعٌ مثل صَفْحةٍ و صِفاحٍ، و بَضْعٌ و بَضِیع، و هو نادر، و نظیره الرَّهِینُ جمع الرَّهْن. و البَضِیعُ أَیضاً: اللحم. و یقال: دابّة كثیرة البَضِیعِ، و البَضِیعُ: ما انْمازَ من لحم الفخذ، الواحد بَضِیعة. و یقال: رجل خاظِی البَضِیعِ؛ قال الشاعر: خاظِی البَضِیعِ لَحْمُه خَظا بَظا قال ابن بری: و یقال ساعِدٌ خاظِی البَضِیعِ أَی مُمْتلِئُ اللحمِ، قال: و یقال فی البضِیعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب و كَلِیب؛ قال الحادِرةُ: و مُناخ غیر تبیئة «2» عَرَّسْتُه، قَمِن مِنَ الحِدْثانِ، نابی المَضْجَعِ عَرَّسْتُه، و وِسادُ رأْسِی ساعِدٌ خاظِی البَضِیعِ، عُروقه لم تَدْسَعِ أَی عُروقُ ساعِده غیرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما یكون للشیوخ. و إِن فلاناً لشدیدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم و سِمَن؛ و قوله: و لا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِیعَه یَرابِیعُ، فوقَ المَنْكِبَیْن، جُثُومُ یجوز أَن یكون جمع بَضْعة و هو أَحسن لقوله یَرابِیع و یجوز أَن یكون اللحم. و بَضَع الشی‌ءَ یَبْضعُه: شَقَّه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه ضرب رجلًا أَقْسَمَ علی أُم سَلمة ثلاثین سوطاً كلُّها تَبْضَع و تَحْدُر‌أَی تَشقُّ الجلد و تقطع و تَحْدر الدَّم، و قیل: تَحْدُر تُوَرِّم. و البَضَعةُ: السِّیاطُ، و قیل: السُّیوف، واحدها باضِع؛ قال الراجز: و للسِّیاطِ بَضَعَهْ قال الأَصمعی: یقال سَیْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشی‌ء بضَعَه أَی قطَع منه بَضْعة، و قیل: یَبْضَعُ كلَّ شی‌ء یقطَعُه؛ و قال: مِثْلِ قُدامی النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ و قول أَوْس بن حَجَر یصف قوساً: و مَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِیّة یعنی قَوساً بضَعها أَی قطعَها. و الباضِعُ فی الإِبل: مثل الدَّلَّال فی الدُّور «3» و الباضِعةُ من الشِّجاج: التی تَقْطع الجلد و تَشُقُّ اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد و تُدْمِی إِلا أَنه لا یسیل الدم، فإِن سال فهی الدَّامِیةُ، و بعد الباضِعة المُتلاحِمةُ، و قد ذكرت الباضعة فی الحدیث. و بَضَعْتُ الجُرْحَ: شَقَقْتُه. و المِبْضَعُ: المِشْرَطُ، و هو ما یُبْضَعُ به العِرْق و الأَدِیم. و بَضَعَ من الماء و به یَبْضَعُ بُضُوعاً و بَضْعاً: رَوِیَ و امْتلأَ: و أَبْضَعنی الماءُ: أَرْوانی. و فی المثل: حتی متی تَكْرَعُ و لا تَبْضَعُ؟ و ربما قالوا: سأَلنی فلان
(2). قوله [تبیئة] كذا بالأصل هنا، و سیأتی فی دسع تاءیة و لعله نبیئة بالنون أوله أَی أَرض غیر مرتفعة (3). أَی أنها تحمل بضائع القوم و تجلبها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 14
عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَیْتَه، و إِذا شرب حتی یَرْوی، قال: بضَعْت أَبْضَع. و ماء باضِعٌ و بَضِیع: نَمِیر. و أَبْضَعه بالكلام و بَضَعَه به: بَیَّن له ما یُنازِعُه حتی یَشْتَفِیَ، كائناً ما كان. و بَضع هو یَبْضَعُ بُضُوعاً: فَهِمَ. و بضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ: بیّنَه فتبیَّن. و بَضَع من صاحبه یَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشی‌ء فلم یأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن یأْمره بشی‌ء أَیضاً، تقول منه: بضعت من فلان؛ قال الجوهری: و ربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه، و هو علی التشبیه. و البُضْعُ: النّكاح؛ عن ابن السكیت. و المُباضَعةُ: المُجامَعةُ، و هی البِضاعُ. و فی المثل: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع. و یقال: ملَك فلان بُضْع فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها، و هو كنایة عن موضع الغِشْیان؛ و ابْتَضَعَ فلان و بضع إِذا تزوّج. و المُباضعة: المُباشرة؛ و منه‌الحدیث: و بُضْعهُ أَهلَه صَدقةٌ‌أَی مُباشَرته. و ورد‌فی حدیث أَبی ذر، رضی الله عنه: و بَضِیعَتُه أَهلَه صدقةٌ، و هو منه أَیضاً. و بَضَع المرأَةَ بَضْعاً و باضَعها مُباضعة و بِضاعاً: جامَعَها، و الاسم البُضْع و جمعه بُضوع؛ قال عمرو بن معدیكرب: و فی كَعْبٍ و إِخْوتِها، كِلابٍ، سَوامی الطَّرْفِ غالِیةُ البُضوعِ سَوامی الطرف أَی مُتأَبِّیاتٌ مُعْتزَّاتٌ. و قوله: … غالیةُ البضوع؛ كنی بذلك عن المُهور اللواتی یُوصَل بها إِلیهن؛ و قال آخر: عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَیْلٍ نوائحَه، و أَرْخَصَتِ البُضُوعا و البُضْعُ: مَهْرُ المرأَة. و البُضْع: الطلاق. و البُضْع: مِلْك الوَلِیّ للمرأَة، قال الأَزهری: و اختلف الناس فی البُضع فقال قوم: هو الفَرج، و قال قوم: هو الجِماع، و قد قیل: هو عَقْد النكاح. و‌فی الحدیث: عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتارِی‌أَی صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِی الثَّباتَ علی زوجك أَو مُفارَقَته. و‌فی الحدیث عن أَبی أُمامةَ: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَمر بلالًا فنادَی فی الناس یوم صَبَّحَ خَیْبَر: أَلا مَن أَصاب حُبْلی فلا یَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ یَزید فی السمع و البصَر‌أَی الجماع؛ قال الأَزهری: هذا مثل قوله لا یَسقِی ماؤه زرعَ غیره، قال: و منه‌قول عائشةَ فی الحدیث: و له حَصَّنَنِی ربّی من كل بُضْع؛ تَعْنی النّبی، صلی الله علیه و سلم، من كل بُضع: من كل نكاح، و كان تزوّجها بِكْراً من بین نسائه. و أَبْضَعْت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت. و‌فی الحدیث: تُسْتأْمَرُ النساء فی إِبْضاعِهن‌أَی فی إِنكاحهنَّ؛ قال ابن الأَثیر: الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلیة، و هو اسْتِفْعال من البُضع الجماع، و ذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم یقول لأَمَته أَو امرأَته: أَرسلی إِلی فلان فاسْتَبْضِعی منه، و یعتزلها فلا یمَسُّها حتی یتبینَ حملها من ذلك الرجل، و إِنما یفعل ذلك رَغْبة فی نَجابة الولد. و منه‌الحدیث: أَن عبد الله أَبا النبی، صلی الله علیه و سلم، مرّ بامرأَة فدعته إِلی أَن یَسْتَبْضِعَ منها.و‌فی حدیث خَدِیجةَ، رضی الله عنها: لما تزوجها النبی، صلی الله علیها و سلم، دخل علیها عمرو بن أُسید، فلما رآه قال: هذا البُضع لا یُقرَعُ أَنفه؛ یرید هذا الكُفْ‌ءُ الذی لا یُرَدّ نِكاحه و لا یُرْغَب عنه، و أَصل ذلك فی الإِبل أَنَّ الفَحل الهَجین إِذا أَراد أَن یضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غیرها لیَرْتَدّ
لسان العرب، ج‌8، ص: 15
عنها و یتركها. و البِضاعةُ: القِطْعة من المال، و قیل: الیسیر منه. و البضاعة: ما حَمَّلْتَ آخَرَ بَیْعَه و إِدارَتَه. و البِضاعةُ: طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها للتجارة. و أَبْضعه البِضاعَة: أَعطاه إِیّاها. و ابْتَضَع منه: أَخذ، و الاسم البِضاعُ كالقِراض. و أَبْضَع الشی‌ء و اسْتَبْضعه: جعله بِضاعَتَه، و فی المثل: كمُسْتَبْضِع التمر إِلی هَجَرَ، و ذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر؛ قال خارجة بن ضِرارٍ: فإِنَّكَ، و اسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا، كمُسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلی أَهْلِ خَیْبَرا و إِنما عُدِّی بإِلی لأَنه فی معنی حامل. و فی التنزیل: وَ جِئْنٰا بِبِضٰاعَةٍ مُزْجٰاةٍ؛ البِضاعة: السِّلْعةُ، و أَصلها القِطْعة من المال الذی یُتَّجَر فیه، و أصلها من البَضْع و هو القَطْع، و قیل: البِضاعة جُزء من أَجزاء المال، و تقول: هو شَرِیكی و بَضِیعی، و هم شُركائی و بُضعائی، و تقول: أبْضَعْت بِضاعة للبیع، كائنة ما كانت. و‌فی الحدیث: المدِینةُ كالكِیر تَنْفِی خَبَثَها و تُبْضِعُ طِیبَها؛ ذكره الزمخشری و قال: هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً إِذا دفعتها إِلیه؛ یعنی أَنّ المدینة تُعطِی طِیبَها ساكِنیها، و المشهور تَنْصع، بالنون و الصاد، و قد روی بالضاد و الخاء المعجمتین و بالحاء المهملة، من النَّضْخ و النَّضْح و هو رش الماء. و البَضْع و البِضْعُ، بالفتح و الكسر: ما بین الثلاث إِلی العشر، و بالهاء من الثلاثة إِلی العشرة یضاف إِلی ما تضاف إِلیه الآحاد لأَنه قِطْعة من العدد كقوله تعالی: فِی بِضْعِ سِنِینَ، و تُبنی مع العشرة كما تُبنی سائر الآحاد و ذلك من ثلاثة إِلی تسعة فیقال: بِضْعةَ عَشرَ رجُلًا و بضْع عشْرةَ جاریة؛ قال ابن سیدة: و لم نسمع بضعة عشر و لا بضع عشرة و لا یمتنع ذلك، و قیل: البضع من الثلاث إِلی التسع، و قیل من أَربع إِلی تسع، و فی التنزیل: فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ؛ قال الفراء: البِضْع ما بین الثلاثة إِلی ما دون العشرة؛ و قال شمر: البضع لا یكون أَقل من ثلاثة و لا أَكثر من عشرة، و قال أَبو زید: أَقمت عنده بِضْع سنین، و قال بعضهم: بَضْع سنین، و قال أَبو عبیدة: البِضع ما لم یبلغ العِقْد و لا نصفه؛ یرید ما بین الواحد إِلی أَربعة. و یقال: البضع سبعة، و إِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول: بضع و عشرون. و قال أَبو زید: یقال له بضع و عشرون رجلًا و له بضع و عشرون امرأَة. قال ابن بری: و حكی عن الفراء فی قوله بِضْعَ سِنِینَ أَن البضع لا یُذْكر إِلا مع العشر و العشرین إِلی التسعین و لا یقال فیما بعد ذلك؛ یعنی أَنه یقال مائة و نَیِّف؛ و أَنشد أَبو تَمّام فی باب الهِجاء من الحَماسة لبعض العرب: أَقولُ حِین أَرَی كَعْباً و لِحْیَتَه: لا بارك الله فی بِضْعٍ و سِتِّینِ، من السِّنین تَمَلَّاها بلا حَسَبٍ، و لا حَیاءٍ و لا قَدْرٍ و لا دِینِ و قد جاء‌فی الحدیث بِضْعاً و ثلاثین ملَكاً.و‌فی الحدیث: صلاةُ الجماعةِ تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع و عشرین دَرجةً.و مرَّ بِضْعٌ من اللیل أَی وقت؛ عن اللحیانی. و الباضعةُ: قِطعة من الغنم انقطعت عنها، تقول فِرْقٌ بَواضِعُ. و تَبَضَّع الشی‌ءُ: سالَ، یقال: جَبْهَتُه تَبْضَع و تَتَبَضَّع أَی تَسِیل عرقاً؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب:
لسان العرب، ج‌8، ص: 16
تأْبَی بِدِرَّتِها، إِذا ما اسْتُغْضِبَت، إِلَّا الحَمِیمَ، فإِنه یَتَبَضَّعُ «1» یَتبضَّع: یَتفتَّحُ بالعَرَق و یَسِیلُ مُتقطِّعاً، و كان أَبو ذؤیب لا یُجِید فی وصْفِ الخیل، و ظنّ أَنَّ هذا مما توصف به؛ قال ابن بری: یقول تأْبَی هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْی إِذا اسْتَغْضَبْتها لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْی عَفْواً فأَكرهْته علی الزیادة حملته عزّة النفْس علی ترك العَدْو، یقول: هذه تأْبی بدرَّتها عند إِكْراهها و لا تأْبی العَرَق، و وقع فی نسخة ابن القطّاع: إِذا ما استُضْغِبت، و فسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذی یَخْتَبِئُ فی الخَمَرِ لیُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد، و الضُّغابُ صوت الأَرْنب. و البَضِیعُ: العَرَقُ، و البَضیعُ: البحر، و البَضِیعُ: الجَزِیرةُ فی البحر، و قد غلب علی بعضها؛ قال ساعدة بن جُؤَیّةَ الهذلی: سادٍ تَجرَّمَ فی البَضِیعِ ثَمانِیاً، یَلْوی بعَیْقاتِ البِحارِ و یُجْنَبُ «2» ساد مقلوب من الإِسْآدِ و هو سَیْرُ اللیل. تجَرَّمَ فی البَضِیعِ أَی أَقام فی الجزیرة، و قیل: تجرَّم أَی قَطعَ ثمانی لیال لا یَبْرَح مكانَه، و یقال للذی یُصْبح حیث أَمْسی و لم یبرح مكانه سادٍ، و أَصله من السُّدَی و هو المُهْمَلُ و هذا الصحیح. و العَیْقةُ: ساحل البحر، یَلْوِی بَعیقات أَی یذهب بما فی ساحل البحر. و یُجْنَبُ أَی تُصِیبه الجَنُوب؛ و قال القتیبی فی قول أَبی خِراش الهذلی: فلمّا رأَیْنَ الشمْسَ صارت كأَنها، فُوَیْقَ البَضِیعِ فی الشُّعاعِ، خَمِیلُ قال: البَضِیعُ جزیرة من جزائر البحر، یقول: لما همَّت بالمَغِیب رأَینَ شُعاعَها مثل الخَمِیلِ و هو القَطِیفة. و البُضَیعُ مصغَّر: مكان فی البحر؛ و هو فی شعر حسّان بن ثابت فی قوله: أَ سَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ بَیْنَ الخَوابی، فالبُضَیْعِ فحَوْمَلِ قال الأَثرم: و قیل هو البُصَیْعُ، بالصاد غیر المعجمة، قال الأَزهری: و قد رأَیته و هو جبل قصیر أَسود علی تلّ بأَرض البلسةِ فیما بین سیل و ذات الصَّنَمین بالشام من كُورة دِمَشْق، و قیل: هو اسم موضع و لم یُعَیَّنْ. و البَضِیعُ و البُضَیْعُ و باضِعٌ: مواضِعُ. و بئر بُضاعة التی فی الحدیث، تكسر و تضم، و‌فی الحدیث أَنه سئل عن بئر بُضاعة قال: هی بئر معروفة بالمدینة، و المحفوظ ضم الباء، و أَجاز بعضهم كسرها و حكی بالصاد المهملة. و فی الحدیث ذكر أَبْضَعة، و هو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، و قیل: هو بالصاد المهملة. و قال البشتی: مررت بالقوم أَجمعین أَبضعین، بالضاد، قال الأَزهری: و هذا تصحیف واضح، قال أَبو الهیثم الرازی: العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة توَاكِیدَ فتقول: مررت بالقوم أَجمعین أَكتعین أَبصعین أَبتعین، بالصاد، و كذلك روی عن ابن الأَعرابی قال: و هو مأْخوذ من البَصْع و هو الجمْع.
(1). راجع هذا البیت و شرحه فی أول هذه المادة (2). قوله [یجنب] هو بصیغة المبنی للمفعول و تقدم ضبطه فی مادة سأد بفتح الیاء.
لسان العرب، ج‌8، ص: 17‌

بعع؛ ج8، ص: 17

: البَعاعُ: الجَهازُ و المَتاعُ. أَلقی بَعَعَه و بَعاعَه أَی ثِقَلَه و نفْسَه، و قیل: بَعاعُه مَتاعُه و جَهازُه. و البَعاعُ: ثِقَلُ السحاب من الماء. أَلقتِ السحابةُ بَعاعَها أَی ماءَها و ثِقَلَ مطرِها؛ قال إمرؤُ القیس: و أَلقَی بصَحْراء الغَبِیطِ بَعاعَه، نُزولَ الیَمانی ذی العِیابِ المُخَوَّلِ و بَعَّ السحابُ یَبِعُّ بَعًّا و بَعاعاً: أَلَحَّ بِمَطَرِه. و بَعَّ المطرُ من السحابِ: خرج. و البَعاعُ: ما بعَّ من المطر؛ قال ابن مقبل یذكر الغیث: فأَلقَی بشَرْجٍ و الصَّرِیفِ بَعاعَه، ثِقالٌ رَوایاه مِن المُزْنِ دُلَّحُ و البَعْبَعُ: صوت الماء المتَدارِكِ، قال الأَزهری: كأَنه أَراد حكایة صوته إِذا خرج من الإِناء و نحو ذلك. و بَعَّ الماءَ بَعًّا إِذا صَبَّه؛ و منه‌الحدیث: أَخذها فبعَّها فی البَطْحاء، یعنی الخمر صبَّها صبًّا. و البَعاعُ: شدَّة المطر، و منهم من یَرویها بالثاء المثلثة من ثَعَّ یَثِعُّ إِذا تَقَیَّأَ أَی قذَفَها فی البَطْحاء؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: أَلقت السحابُ بَعاعَ ما استقَلَّت به من الحِمْل.و یقال: أَتیته فی عَبْعَبِ شبابه و بَعْبَعِ شبابه و عِهِبَّی شبابه. و أَخرجت الأَرض بَعاعَها إِذا أَنبتت أَنواع العُشب أَیام الربیع. و البَعابِعَةُ: الصَّعالِیكُ الذین لا مال لهم و لا ضَیْعةَ. و البُعَّةُ من أَولاد الإِبل: الذی یُولَدُ بین الرُّبَعِ و الهُبَعِ. و البَعْبَعةُ: حكایة بعض الأَصوات، و قیل: هو تَتابُع الكلام فی عَجَلةٍ.

بقع؛ ج8، ص: 17

: البَقَعُ و البُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ. و‌فی حدیث أَبی موسی: فأَمر لنا بذَوْذٍ بُقْعِ الذُّرَی‌أَی بیض الأَسنمة جمع أَبْقع، و قیل: الأَبقع ما خالَط بیاضَه لونٌ آخر. و غُراب أَبقع: فیه سواد و بیاض، و منهم من خص فقال: فی صدره بیاض. و‌فی الحدیث أَنه أَمر بقتل خمس من الدوابّ و عَدَّ منها الغُرابَ الأَبْقَعَ، و كَلْب أَبْقَع كذلك. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: یُوشِكُ أَن یَعْمَلَ علیكم بُقْعانُ أَهل الشام‌أَی خدَمُهم و عَبِیدُهم و ممالِیكُهم؛ شبَّههم لبَیاضهم و حُمْرتهم أَو سوادهم بالشی‌ء الأَبْقَع یعنی بذلك الرُّوم و السُّودان. و قال: البَقْعاء التی اختلطَ بیاضها و سوادها فلا یُدْرَی أَیُّهما أَكثر، و قیل: سُمُّوا بذلك لاختلاط أَلوانهم فإِنَّ الغالب علیها البیاضُ و الصُّفرة؛ و قال أَبو عبید: أَراد البیاض لأَنَّ خدم الشام إِنما هم الروم و الصَّقالِبة فسماهم بُقْعاناً للبیاض، و لهذا یقال للغراب أَبْقَعُ إِذا كان فیه بیاض، و هو أَخْبَثُ ما یكون من الغربان، فصار مثلًا لكل خَبِیث؛ و قال غیر أَبی عبید: أَراد البیاض و الصفرة، و قیل لهم بُقعان لاختلاف أَلوانهم و تَناسُلِهم من جنسین؛ و قال القُتَیْبی: البقعان الذین فیهم سواد و بیاض، و لا یقال لمن كان أَبیض من غیر سواد یخالطه أَبْقع، فكیف یَجعل الرومَ بقعاناً و هم بِیض خُلَّص؟ قال: و أُرَی أَبا هریرة أَراد أَن العرب تَنْكِحُ إِماءَ الرُّوم فتُستعْمَل علیكم أَولادُ الإِماء، و هم من بَنی العرب و هم سُود و من بنی الروم و هم بِیض، و لم تكن العرب قبل ذلك تَنكِح الرُّوم إِنما كان إِماؤُها سُوداناً، و العرب تقول: أَتانی الأَسود و الأَحمر؛ یریدون العرب و العجم، و لم یرد أَنَّ أَولاد الإِماء من العرب بُقْع كبُقْعِ الغِربانِ، و أَراد أَنهم أَخذوا من سواد الآباء و بیاض الأُمَّهات. ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌8، ص: 18
یقال للأَبرص الأَبقع و الأَسْلَع و الأَقْشَر و الأَصْلَخ و الأَعْرَم و المُلَمَّعُ و الأَذْمَلُ، و الجمع بُقْع. و البَقَعُ فی الطیر و الكلاب: بمنزلة البَلَقِ فی الدوابّ؛ و قول الأَخطل: كُلُوا الضَّبَّ و ابنَ العَیْرِ، و الباقِعَ الذی یَبِیتُ یَعُسُّ اللیلَ بینَ المَقابِرِ قیل: الباقِعُ الضَّبُع، و قیل الغراب، و قیل كَلب أَبْقع، كلُّ ذلك قد قیل، و قال ابن بری: الباقِعُ الظَّرِبانُ، و أَورد هذا البیتَ بیتَ الأَخطل، و قالوا للضبع باقِع، و یقال للغراب أَبْقع، و جمعه بُقْعان لاختلاف لونه. و یقال: تَشاتَما فتَقاذَفا بما أَبقی ابن بُقَیْعٍ، قال: و ابن بُقَیْع الكلب و ما أَبقی من الجِیفة. و الأَبقعُ: السَّرابُ لتلَوُّنه؛ قال: و أَبْقَع قد أَرَغْتُ به لِصَحْبی مَقِیلًا، و المَطایا فی بُراها و بَقَّع المطرُ فی مواضع من الأَرض: لم یَشْمَلْها. و عام أَبْقَع: بَقَّع فیه المطر. و فی الأَرض بُقَع من نَبْت أَی نُبَذٌ؛ حكاه أَبو حنیفة. و أَرض بَقِعة: فیها بُقَع من الجَراد. و أَرض بَقِعة: نبتها مُتَقطع. و سَنة بَقْعاء أَی مُجْدِبة، و یقال فیها خِصْب و جَدْب. و بُقِعَ الرجل: إِذا رُمیَ بكلام قَبِیح أَو بُهْتان، و بُقِع بقَبِیح: فُحِشَ علیه. و یقال: علیه خُرْءُ بِقاع، و هو العَرَقُ یُصِیب الإِنسانَ فیَبْیَضُّ علی جلده شبه لُمَعٍ. أَبو زید: أَصابه خُرء بَقاعِ و بِقاعٍ و بِقاعَ یا فتی، مصروف و غیر مصروف، و هو أَن یصیبه غبار و عرَقٌ فیبقی لُمَعٌ من ذلك علی جسده. قال: و أَرادوا ببقاع أَرضاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة رضی الله عنه: أَنه رأَی رجلًا مُبَقَّع الرجلین و قد توَضّأَ؛ یرید به مواضع فی رجلیه لم یُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ ما أَصابه الماء. و‌فی حدیث عائشة: إِنی لأَری بُقَعَ الغسل فی ثوبه؛ جمع بُقْعة. و إِذا انْتَضح الماء علی بدن المُسْتَقِی من الرَّكیَّةِ علی العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ من جسده قیل: قد بَقَّعَ، و منه قیل للسُّقاة: بُقْعٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كُفُوا سَنِتِین بالأَسْیافِ بُقْعاً، علی تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِیِّ السَّنِتُ: الذی أَصابته السنة، و النَّفِیُّ: الماء الذی یَنْتضِحُ علیه. البَقْعةُ و البُقْعةُ، و الضم أَعْلی: قِطْعة من الأَرض علی غیر هیئة التی بجَنبها، و الجمع بُقَع و بِقاع. و البَقیعُ: موضع فیه أَرُوم شجر من ضُروب شَتَّی، و به سمی بَقِیع الغَرْقد، و قد ورد فی الحدیث، و هی مَقْبَرَةٌ بالمدینة، و الغَرْقَدُ: شجر له شوك كان ینبت هناك فذهب و بقی الاسم لازماً للموضع. و البَقِیعُ من الأَرض المكان المتسع و لا یسمَّی بَقِیعاً إِلا و فیه شجر. و ما أَدری أَین سَقَعَ و بَقَعَ أَی أَین ذهب كأَنه قال إِلی أَی بُقْعة من البقاع ذهب، لا یُستعمل إِلا فی الجَحْد. و انْبَقَع فلان انْبِقاعاً إِذا ذهب مُسْرِعاً و عَدا، قال ابن أَحمر: كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه، شَلَّ الحَوامِلُ منه، كیف یَنْبَقِعُ؟ شلّ الحوامل منه دعاء علیه، أَی تَشَلُّ قوائمه. و تَبِعَتْهم الداهیة أَصابَتْهم. و الباقِعة: الداهیةُ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 19
و الباقعة: الرجل الداهیة. و رجل باقِعةٌ: ذو دَهْیٍ. و یقال: ما فلان إِلَّا باقِعةٌ من البَواقِع؛ سمی باقعة لحُلوله بِقاعَ الأَرض و كثرة تَنْقِیبه فی البلاد و معرفته بها، فشُبِّه الرجل البصیر بالأُمور الكثیرُ البحث عنها المُجَرِّبُ لها به، و الهاء دخلت فی نعت الرجل للمبالغة فی صفته، قالوا: رجل داهیةٌ و عَلَّامة و نسَّابة. و الباقعة: الطائر الحَذِرُ إِذا شرب الماء نظر یَمْنَةً و یَسْرَة. قال ابن الأَنباری فی قولهم فلان باقِعةٌ: معناه حَذِر مُحتال حاذق. و الباقِعة عند العرب: الطائر الحَذِر المُحْتال الذی یشرب الماء من البقاع، و البقاع مواضع یَسْتَنْقِعُ فیها الماء، و لا یَرِدُ المَشارِعَ و المِیاهَ المَحْضُورة خوفاً من أَن یُحْتالَ علیه فیُصاد ثم شُبِّه به كلُّ حَذِرٍ مُحْتال. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال لأَبی بكر، رضی الله عنه: لقد عَثَرْتَ من الأَعْرابِ علی باقِعةٍ؛ هو من ذلك؛ و ذكر الهَروِیّ أَن علیًّا، رضی الله عنه، هو القائل ذلك لأَبی بكر؛ و منه‌الحدیث: ففاتَحْتُه فإِذا هو باقِعةٌ‌أَی ذَكِیٌّ عارِفٌ لا یَفُوتُه شی‌ء. و جاریة بُقَعةٌ: كقُبَعة. و البَقْعاء من الأَرض: المَعزاء ذاتُ الحَصی الصِّغار. و هارِبةُ البَقْعاء: بَطن من العرب. و بَقْعاء: موضع مَعرِفة، لا یدخلها الأَلف و اللام، و قیل: بَقْعاء اسم بلد، و فی التهذیب: بَقْعاء قریة من قری الیمامة؛ و منه قوله: و لكنِّی أَتانِی أَنَّ یَحْیَی یُقالُ: علیه فی بَقْعاء شَرُّ و كان اتُّهِمَ بامرأَة تسكن هذه القریة. و بَقْعاء المَسالِح: موضع آخر ذكره ابن مقبل فی شعره. و فی الحدیث ذكر بُقْعٍ، بضم الباء و سكون القاف: اسم بئر بالمدینة و موضع بالشام من دیار كَلْب، به استقرّ طلْحةُ «3» بن خُوَیْلِد الأَسدِیُّ لما هرَبَ یومَ بُزاخةَ. و قالوا: یَجْرِی بُقَیْعٌ و یُذَمُّ؛ عن ابن الأَعرابی، و الأَعرف بُلَیْق، یقال هذا للرجل یُعِینُك بقلیل ما یقدر علیه و هو علی ذلك یُذَمُّ. و ابْتُقِعَ لونُه و انْتُقِع و امْتُقِع بمعنیً واحد. و‌فی حدیث الحَجاج: رأَیت قوماً بُقْعاً. قیل: ما البُقْع؟ قال: رقَّعُوا ثیابهم من سوء الحال، شبه الثیاب المُرَقَّعة بلَوْن الأَبقع.

بكع؛ ج8، ص: 19

: البَكْعُ: القطْع و الضرب المُتتابع الشدید فی مواضعَ متفرِّقة من الجسد. و رجل أَبْكَعُ إِذا كان أَقطع؛ أَورد الأَزهری هنا ما صورته؛ قال ذو الرمة: تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْر من بین مُقْعَصٍ صَرِیعٍ، و مَكْبُوع الكَراسِیعِ بارِك و كان قد استشهد بهذا البیت فی ترجمة كبع و رأَیتُه علی هذه الصُّورَة و یحتاجُ إِلی التَّثَبُّتِ فی تسطیره: هل هو مكبوع و وقع سهواً أَو هو مبكوع، و غلط الناسخ فیه لأَن الترجمة متقاربة فجری قلمه به لقرب عهده بكتابته علی هذه الصورة فی كبع، و بَكَعَه بالسیف و العَصا و بَكَّعَه: قطَّعَه. و بكَّعَه و بَكَعَه بَكْعاً: استقبله بما یكره و بَكَّته. و‌فی حدیث أَبی موسی: قال له رجل: ما قلت هذه الكلمة و لقد خَشِیتُ أَن تَبْكَعَنی بها؛ البَكْعُ و التبْكِیتُ أَن تَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما یكره. و منه‌حدیث أَبی بَكْرة و معاویة، رضی الله عنهما: فبَكَعَه
(3). قوله [طلحة] كذا فی الأصل هنا و النهایة أیضاً، و الذی فی معجم یاقوت و القاموس طلیحة بالتصغیر، بل ذكره المؤلف كذلك فی مادة طلح.
لسان العرب، ج‌8، ص: 20
بها فَزُخَّ فی أَقْفائنا؛ و البَكْعُ: الضرب بالسیف. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فبكَعه بالسیف‌أَی ضرَبه ضَرْباً مُتتابعاً. و قال شمر: بَكَّعه تَبْكِیعاً إِذا واجَهه بالسیف و الكلام. قال ابن بری: البكْعُ الجُملة، یقال: أَعطاهم المالَ بَكْعاً لا نُجوماً، قال: و مثله الجَلْفَزةُ، و تمیم تقول: ما أَدری أَین بَكَعَ، بمعنی أَین بَقَعَ.

بلع؛ ج8، ص: 20

: بَلِع الشی‌ءَ بَلْعاً و ابْتَلَعَه و تَبَلَّعه و سرَطَه سَرْطاً: جَرَعَه، عن ابن الأَعرابی. و فی المثل: لا یَصْلُح رفِیقاً مَن لم یَبْتَلِعْ رِیقاً. و البُلْعةُ من الشراب: كالجُرْعةِ. و البَلُوع: الشَّراب. و بَلِعَ الطعامَ و ابْتَلَعَه: لم یَمْضَغْه، و أَبْلَعَه غیره. و المَبْلَعُ و البُلْعُم و البُلْعُومُ، كلُّه: مَجْری الطعامِ و موضع الابْتِلاعِ من الحَلْق، و إِن شئت قلت: إِن البُلْعُم و البُلْعُومَ رباعی. و رجل بُلَعٌ و مِبْلَعٌ و بُلَعةٌ إِذا كان كثیر الأَكل. و قال ابن الأَعرابی: البَوْلَعُ الكثیر الأَكل. و البالُوعة و البَلُّوعةُ، لغتان: بئر تحفر فی وسط الدار و یُضَیَّقُ رأْسها یجری فیها المطر، و فی الصحاح: ثقب فی وسط الدار، و الجمع البَلالِیعُ، و بالُوعة لغة أَهل البصرة. و رجل بَلْعٌ: كأَنه یَبْتَلِعُ الكلام. و البُلَعةُ: سَمُّ البكرة و ثَقْبها الذی فی قامتها، و جمعها بُلَعٌ. و بَلَّع فیه الشیبُ تَبلِیعاً: بدا و ظهر، و قیل كثُر، و یقال ذلك للإِنسان أَوّل ما یظهر فیه الشیْب؛ فأَما قول حسان: لَمَّا رأَتْنی أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَت، قد بَلَّعَت بی ذُرْأَةٌ فأَلْحَفَتْ فإِنما عدّاه بقوله بی لأَنه فی معنی قد أَلمَّتْ، أَو أَراد فیَّ فوضع بی مكانها للوزن حین لم یستقم له أَن یقول فیّ. و تَبَلَّع فیه الشیْبُ: كبَلَّع، فهما لغتان؛ عن ابن الأَعرابی. و سَعْدُ بُلَعَ: من منازل القمر و هما كوكبان مُتقارِبان مُعْترضان خفیّان، زعموا أَنه طلع لما قال الله تعالی للأَرض: یٰا أَرْضُ ابْلَعِی مٰاءَكِ. و یقال: إِنه سمی بُلَع لأَنه كأَنه لقرب صاحبه منه یكادُ یبْلَعُه یعنی الكوكب الذی معه. و بنو بُلَعَ: بُطَیْنٌ من قُضاعة. و بُلَع: اسم موضع؛ قال الراعی: بل ما تذكّر من هِنْدٍ، إِذا احْتَجَبَت بابْنَیْ عُوارٍ، و أَمْسَی دُونَها بُلَعُ «1» و المُتَبَلِّع: فرس مَزْیدةَ المُحاربی. و بَلْعاء بن قیس: رجل من كُبراء العرب. و بَلْعاء: فرس لبنی سَدُوس. و بَلْعاء أَیضاً: فرس لأَبی ثَعْلبةَ، قال ابن بری: و بَلْعاء اسم فرس، و كذلك المُتَبَلِّعُ.

بلتع؛ ج8، ص: 20

: البَلْتَعة: التَّكَیُّس و التظَرُّف. و المُتَبَلْتِع: الذی یتَحَذْلَقُ فی كلامه و یَتدهَّی و یتظرَّف و یتكیَّس و لیس عنده شی‌ء. و رجُل بَلْتع و مُتَبلتِعٌ و بَلْتَعِیٌّ و بَلْتَعانیٌّ: حاذق ظَریف متكلم، و الأُنثی بالهاء؛ قال هُدْبة بن الخَشْرَم: و لا تَنكِحِی، إِن فَرَّقَ الدهرُ بینَنا، أَغَمَّ القَفا و الوجه لیس بأَنزعا و لا قُرْزُلًا وَسْطَ الرجالِ جُنادِفاً، إِذا ما مشَی أَو قال قَوْلًا تَبَلْتَعا
(1). قوله [بل ما تذكر] فی معجم یاقوت فی غیر موضع: ما ذا تذكر.
لسان العرب، ج‌8، ص: 21
و قال ابن الأَعرابی: التبَلْتُع إِعْجاب الرَّجلِ بنفْسِه و تصلُّفُه؛ و أَنشد لراع یذُمّ نفسَه و یُعَجِّزُها: ارْعَوْا فإِنَّ رِعْیَتی لن تَنْفَعا، لا خیْرَ فی الشَّیْخِ، و إِن تَبَلْتَعا و البَلْتَعةُ من النساء: السَّلِیطةُ المُشاتمة الكثیرةُ الكلامِ، و ذكره الأَزهری فی الخماسی. و بَلْتَعةُ: اسم. و أَبو بَلْتَعةَ: كنیة، و منه حاطِبُ بن أَبی بَلْتَعةَ.

بلخع؛ ج8، ص: 21

: بَلْخَع: موضع.

بلقع؛ ج8، ص: 21

: مكان بَلْقَعٌ: خالٍ، و كذلك الأُنثی، و قد وصف به الجمع فقیل دِیارٌ بَلْقَع؛ قال جریر: حَیُّوا المَنازِلَ و اسأَلُوا أَطْلالَها: هل یَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّیارُ البَلْقَعُ؟ كأَنه وضع الجمیع موضع الواحد كما قرئ ثلثَمائة سِنِین. و أَرض بَلاقِعُ: جمعوا لأَنهم جعلوا كل جزء منها بَلْقَعاً؛ قال العارِمُ یصف الذئب: تَسَدَّی بلَیْلٍ یَبْتغِینی و صِبْیَتی لیأْكُلَنی، و الأَرضُ قَفْرٌ بَلاقِعُ و البَلْقَعُ و البَلْقَعة: الأَرض القَفْر التی لا شی‌ء بها. یقال: منزل بَلْقع و دار بَلْقع، بغیر الهاء، إِذا كان نعتاً، فهو بغیر هاء للذكر و الأُنثی، فإِن كان اسماً قلت انتهینا إِلی بَلْقعة مَلْساء؛ قال: و كذلك القفْر. و البَلْقَعة: الأَرض التی لا شجر بها تكون فی الرمل و فی القِیعان. یقال: قاعٌ بَلقع و أَرض بلاقِعُ. و یقال: الیمین الفاجرة تَذَرُ الدّیار بَلاقِعَ. و‌فی الحدیث: الیَمِینُ الكاذبةُ تدَع الدّیارَ بلاقع، معنی بَلاقِعَ أَن یفتقر الحالف و یذهب ما فی بیته من الخیر و المال سِوی ما ذُخِر له فی الآخرة من الإِثم، و قیل: هو أَن یفرّق الله شمله و یغیر علیه ما أَولاه من نعمه. و البلاقِعُ: التی لا شی‌ء فیها؛ قال رؤبة: فأَصبَحَت دارُهُمُ بَلاقِعا و‌فی الحدیث: فأَصبحت الأَرض منّی بَلاقِعَ؛ قال ابن الأَثیر: وصفها بالجمیع مبالغة كقولهم أَرضٌ سَباسِبُ و ثوب أَخلاقٌ. و امرأَة بَلْقَعٌ و بَلْقَعة: خالیة من كل خیر، و هو من ذلك. و‌فی الحدیث: شرُّ النساء السَّلْفَعةُ البَلْقَعَةُ‌أَی الخالیة من كل خیر. و ابْلَنْقَعَ الشی‌ء: ظهر و خرج؛ قال رؤبة: فهْی تَشُقُّ الآلَ أَو تَبْلَنْقِعُ الأَزهری: الابْلِنْقاع الانْفِراجُ. و سهم بَلْقَعِیٌّ إِذا كان صافی النَّصل و كذلك سِنان بَلْقَعِیٌّ؛ قال الطرمَّاح: توَهَّنُ فیه المَضْرَحِیّةُ بعدَ ما مَضَتْ فیه أُذْنا بَلْقَعیٍّ و عامِل

بوع؛ ج8، ص: 21

: الباعُ و البَوْعُ و البُوع: مَسافةُ ما بین الكفَّیْن إِذا بسَطْتهما؛ الأَخیرة هُذَلیة؛ قال أَبو ذؤیب: فلو كان حَبْلًا من ثَمانِین قامةً و خمسین بُوعاً، نالَها بالأَنامِل و الجمع أَبْواعٌ. و‌فی الحدیث: إِذا تقَرَّب العبدُ مِنّی بَوْعاً أَتیته هَرْولة؛ البَوْعُ و الباعُ سواء، و هو قَدْر مَدِّ الیدین و ما بینهما من البدن، و هو هاهنا مَثَلٌ لقُرْب أَلطاف الله من العبد إِذا تقرَّب إِلیه بالإِخْلاصِ و الطاعةِ. و باعَ یَبُوع بَوْعاً: بسَط باعَه. و باعَ الحبْلَ یَبُوعُه
لسان العرب، ج‌8، ص: 22
بَوْعاً: مدَّ یدیه معه حتی صار باعاً، و بُعْتُه، و قیل: هو مَدُّكَه بباعك كما تقول شَبَرْتُه من الشَّبْر، و المعنیانِ مُتقاربان؛ قال ذو الرمة یصف أَرضاً: و مُسْتامة تُسْتامُ، و هی رَخِیصةٌ، تُباعُ بساحاتِ الأَیادی و تُمْسَحُ مَستامة یعنی أَرضاً تَسُوم فیها الإِبل من السیر لا من السَّوْم الذی هو البیع، و تُباعُ أَی تَمُدُّ فیها الإِبل أَبواعَها و أَیدِیَها، و تُمْسَحُ من المَسْحِ الذی هو القَطْع كقوله تعالی: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ؛ أَی قَطَعَها. و الإِبل تَبُوع فی سیرها و تُبَوِّعُ: تَمُدُّ أَبواعَها، و كذلك الظِّباء. و البائعُ: ولد الظبْیِ إِذا باعَ فی مَشْیه، صفة غالبة، و الجمع بُوعٌ و بوائعُ. و مَرَّ یَبُوع و یتَبوَّع أَی یمُدّ باعَه و یملأُ ما بین خطْوه. و الباعُ: السَّعةُ فی المَكارم، و قد قَصُر باعُه عن ذلك: لم یسعه، كلُّه علی المثل، و لا یُستعمل البَوْعُ هنا. و باعَ بماله یَبُوعُ: بسَط به باعَه؛ قال الطرمَّاح: لقد خِفْتُ أَن أَلقی المَنایا، و لم أَنَلْ من المالِ ما أَسْمُو به و أَبُوعُ و رجل طویل الباعِ أَی الجسمِ، و طویل الباعِ و قصیرُه فی الكَرَم، و هو علی المثل، و لا یقال قصیر الباع فی الجسم. و جمل بَوّاع: جسیم. و ربما عبر بالباء عن الشرَف و الكرم؛ قال العجاج: إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، تَقَضِّیَ البازی إِذا البازِی كَسَرْ و قال حُجر بن خالد: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ و النَّدی، و بعضُهُم تَغْلی بذَمٍّ مَناقِعُهْ و فی نسخة: مَراجِلُه. قال الأَزهری: البَوْعُ و الباعُ لغتان، و لكنهم یسمون البوْع فی الخلقة، فأَما بسْطُ الباع فی الكَرَم و نحوه فلا یقولون إِلا كریم الباع؛ قال: و البَوْعُ مصدر باع یَبُوعُ و هو بَسْطُ الباع فی المشی، و الإِبل تَبُوع فی سیرها. و قال بعض أَهل العربیة: إِنَّ رِباعَ بنی فلان قد بِعْنَ من البیْع، و قد بُعْنَ من البَوْع، فضموا الباء فی البوْع و كسروها فی البیْع للفرق بین الفاعل و المفعول، أَ لا تری أَنك تقول: رأَیت إِماء بِعْنَ مَتاعاً إِذا كنَّ بائعاتٍ، ثم تقول: رأَیت إماء بُعْنَ إِذا كنَّ مَبِیعات؟ فإِنما بُیِّن الفاعل من المفعول باختلاف الحركات و كذلك من البَوْع؛ قال الأَزهری: و من العرب من یُجری ذوات الیاء علی الكسر و ذوات الواو علی الضم، سمعت العرب تقول: صِفْنا بمكان كذا و كذا أَی أَقمنا به فی الصیف، و صِفْنا أَیضاً أَی أَصابَنا مطرُ الصیف، فلم یَفْرُقُوا بین فِعْل الفاعِلین و المَفْعولِین. و قال الأَصمعی: قال أَبو عمرو بن العلاء سمعت ذا الرمة یقول: ما رأَیت أَفصح من أَمةِ آل فلان، قلت لها: كیف كان المطر عندكم؟ فقالت: غِثْنا ما شئنا، رواه هكذا بالكسر. و روی ابن هانئ عن أَبی زید قال: یقال للإِماء قد بِعْنَ، أَشَمُّوا الباء شیئاً من الرفع، و كذلك الخیل قد قدْنَ و النساء قد عدْنَ من مرضهن، أَشَمُّوا كل هذا شیئاً من الرفع نحو: قد قیل ذلك، و بعضهم یقول: قُولَ. و باعَ الفرَسُ فی جَرْیه أَی أَبعد الخَطْو، و كذلك الناقة؛ و منه قول بِشْر بن أَبی خازم: فَعَدِّ طِلابها و تَسَلَّ عنها بحَرْفٍ، قد تُغِیرُ إِذا تَبُوعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 23
و یروی: فَدَعْ هِنْداً و سَلِّ النفس عنها و قال اللحیانی: یقال و الله لا تَبْلُغون تَبَوُّعَه أَی لا تَلْحَقون شأْوَهُ، و أَصله طُولُ خُطاه. یقال: باعَ و انْباعَ و تبوَّعَ. و انْباعَ العَرقُ: سال؛ و قال عنترة: یَنْباعُ من ذِفْری غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَیّافةٍ مثل الفَنِیقِ المُكْدَمِ «2» قال أَحمد بن عبید: یَنْباعُ یَنْفَعِلُ من باع یبوع إِذا جری جَرْیاً لیِّناً و تثَنَّی و تلَوَّی، قال: و إِنما یصف الشاعر عرَق الناقة و أَنه یتلوی فی هذا الموضع، و أَصله یَنْبَوِعُ فصارت الواو أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها، قال: و قول أَكثر أَهل اللغة أَنَّ یَنْباع كان فی الأَصل یَنْبَعُ فوُصِل فتحة الباء بالأَلف، و كلّ راشح مُنْباعٌ. و انْباع الرجلُ: وثَب بعد سكون، و انْباعَ: سَطا، و قال اللحیانی: و انْباعت الحَیَّة إِذا بسطت نفسها بعد تَحَوِّیها لتُساوِرَ؛ و قال الشاعر: ثُمَّتَ یَنْباعُ انْبِیاع الشُّجاعْ و من أَمثال العرب: مُطْرِقٌ «3» لیَنْباعَ؛ یضرب مثلًا للرجل إِذا أَضَبَّ علی داهیةٍ؛ و قول صخر الهذلی: لَفاتَحَ البَیْعَ یومَ رُؤیتها و كان قَبْلُ انْبِیاعُه لَكِدُ قال: انْبِیاعُه مُسامَحَتُه بالبیْع. یقال: قد انْباع لی إِذا سامَحَ فی البیع، و أَجاب إِلیه و إِن لم یُسامِحْ. قال الأَزهری: لا یَنْباعُ، و قیل: البیْع و الانْبِیاعُ الانْبِساطُ. و فاتَح أَی كاشَف؛ یصف امرأَة حَسْناء یقول: لو تعرَّضَت لراهب تلبَّد شعره لانْبَسَطَ إِلیها. و اللَّكِدُ: العَسِرُ؛ و قبله: و الله لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها شَیْخاً من الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ لَفاتَح البیعَ أَی لَكاشَف الانْبساط إِلیها و لَفَرَّج الخَطْو إِلیها؛ قال الأَزهری: هكذا فسر فی شعر الهذلیین. ابن الأَعرابی: یقال بُعْ بُعْ إِذا أَمرته بمد باعَیْه فی طاعة الله. و مثل مُخْرَنْبِقٌ لیَنْباعَ أَی ساكت لیَثِبَ أَو لیَسْطو. و انْباعَ الشُّجاعُ من الصفِّ: برَز؛ عن الفارسی؛ و علیه وُجِّه قوله: یَنْباعُ من ذِفْرَی غَضُوبٍ جَسْرةٍ زیّافةٍ مثل الفَنِیقِ المُكْدَمِ لا علی الإِشباع كما ذهب إِلیه غیره.

بیع؛ ج8، ص: 23

: البیعُ: ضدّ الشراء، و البَیْع: الشراء أَیضاً، و هو من الأَضْداد. و بِعْتُ الشی‌ء: شَرَیْتُه، أَبیعُه بَیْعاً و مَبیعاً، و هو شاذ و قیاسه مَباعاً. و الابْتِیاعُ: الاشْتراء. و‌فی الحدیث: لا یخْطُبِ الرجلُ علی خِطْبة أَخِیه و لا یَبِعْ علی بَیْعِ أَخِیه؛ قال أَبو عبید: كان أَبو عبیدة و أَبو زید و غیرهما من أَهل العلم یقولون إِنما النهی‌فی قوله لا یبع علی بیع أَخیه‌إِنما هو لا یشتر علی شراء أَخیه، فإِنما وقع النهی علی المشتری لا علی البائع لأَن العرب تقول بعت الشی‌ء بمعنی اشتریته؛ قال أَبو عبید: و لیس للحدیث عندی وجه غیر هذا لأَن البائع لا یكاد یدخل علی البائع، و إِنما المعروف
(2). قوله [المكدم] كذا هو بالدال فی الأصل هنا و فی نسخ الصحاح فی مادة زیف و شرح الزوزنی للمعلقات أیضاً، و قال قد كدمته الفحول، و أورده المؤلف فی مادة نبع مقرم بالقاف و الراء، و تقدّم لنا فی مادة زیف مكرم بالراء و هو بمعنی المقرم. (3). قوله [و من أمثال العرب مطرق إلخ] عبارة القاموس مخرنبق لینباع أی مطرق لیثب، و یروی لینباق أی لیأتی بالبائقة للداهیة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 24
أَن یُعطی الرجلُ بسلعته شیئاً فیجی‌ء مشتر آخر فیزید علیه، و قیل فی قوله و لا یبع علی بیع أَخیه: هو أَن یشتری الرجل من الرجل سلعة و لما یتفرّقا عن مقامهما فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یَعْرِضَ رجل آخرُ سِلْعةً أُخری علی المشتری تشبه السلعة التی اشتری و یبیعها منه، لأَنه لعل أَن یردَّ السلعة التی اشتری أَولًا لأَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، جعل للمُتبایعین الخیارَ ما لم یَتفرَّقا، فیكون البائعُ الأَخیر قد أَفسد علی البائع الأَول بَیْعَه، ثم لعل البائع یختار نقض البیع فیفسد علی البائع و المتبایع بیعه، قال: و لا أَنهی رجلًا قبل أَن یَتبایَع المتبایعان و إِن كانا تساوَما، و لا بَعد أَن یتفرَّقا عن مقامهما الذی تبایعا فیه، عن أَن یبیع أَی المتبایعین شاء لأَن ذلك لیس ببیع علی بیع أَخیه فیُنْهی عنه؛ قال: و هذا یوافق‌حدیث: المتبایعان بالخیار ما لم یتفرقا، فإِذا باع رجل رجلًا علی بیع أَخیه فی هذه الحال فقد عصی اللهَ إِذا كان عالماً بالحدیث فیه، و البیعُ لازم لا یفسد. قال الأَزهری: البائعُ و المشتری سواء فی الإِثم إِذا باع علی بیع أَخیه أَو اشتری علی شراء أَخیه لأَن كل واحد منهما یلزمه اسم البائع، مشتریاً كان أَو بائعاً، و كلٌّ منهی عن ذلك؛ قال الشافعی: هما متساویان قبل عقد الشراء، فإِذا عقدا البیع فهما متبایعان و لا یسمَّیان بَیِّعَیْنِ و لا متبایعین و هما فی السَّوْمِ قبل العقد؛ قال الأَزهری: و قد تأَول بعض من یحتج لأَبی حنیفة و ذَوِیه و قولهِم لا خیار للمتبایعین بعد العقد بأَنهما یسمیان متبایعین و هما متساومان قبل عقدهما البیع؛ و احتج فی ذلك بقول الشماخ فی رجل باع قوساً: فوافَی بها بعضَ المَواسِم، فانْبَرَی لَها بَیِّع، یُغْلِی لها السَّوْمَ، رائزُ قال: فسماه بَیِّعاً و هو سائم، قال الأَزهری: و هذا وهَمٌ و تَمْوِیه، و یردّ ما تأَوَّله هذا المحتج شیئان: أَحدهما أَن الشماخ قال هذا الشعر بعد ما انعقد البیع بینهما و تفرَّقا عن مقامهما الذی تبایعا فیه فسماه بَیِّعاً بعد ذلك، و لو لم یكونا أَتَمّا البیع لم یسمه بَیِّعاً، و أَراد بالبیّع الذی اشتری و هذا لا یكون حجة لمن یجعل المتساومین بیعین و لما ینعقد بینهما البیع، و المعنی الثانی أَنه یرد تأْویله ما فی سیاق‌خبر ابن عمر، رضی الله عنهما: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: البَیِّعانِ بالخیار ما لم یَتفرَّقا إِلَّا أَن یُخَیِّرَ أَحدُهما صاحبَه، فإِذا قال له: اختر، فقد وجَب البیعُ و إِن لم یتفرَّقا، أَ لا تراه جعل البیع ینعقد بأَحد شیئین: أَحدهما أَن یتفرقا عن مكانهما الذی تبایعا فیه، و الآخر أَن یُخَیِّرَ أَحدهما صاحبه؟ و لا معنی للتخییر إِلا بعد انعقاد البیع؛ قال ابن الأَثیر فی‌قوله لا یبع أَحدكم علی بیع أَخیه: فیه قولان: أَحدهما إِذا كان المتعاقدان فی مجلس العقد و طلب طالبٌ السلعةَ بأَكثر من الثمن لیُرغب البائع فی فسخ العقد فهو محرم لأَنه إِضرار بالغیر، و لكنه منعقد لأَن نفْسَ البیع غیر مقصود بالنهی فإِنه لا خلل فیه، الثانی أَن یرغب المشتری فی الفسخ بعَرْض سلعة أَجودَ منها بمثل ثمنها أَو مثلها بدون ذلك الثمن فإِنه مثل الأَول فی النهی، و سواء كانا قد تعاقدا علی المبیع أَو تساوما و قاربا الانعقاد و لم یبق إِلَّا العقد، فعلی الأَول یكون البیع بمعنی الشراء، تقول بعت الشی‌ء بمعنی اشتریته و هو اختیار أَبی عبید، و علی الثانی یكون البیع علی ظاهره؛ و قال الفرزدق: إِنَّ الشَّبابَ لَرابِحٌ مَن باعَه، و الشیْبُ لیس لبائِعیه تِجارُ یعنی من اشتراه. و الشی‌ء مَبیع و مَبْیُوع مثل مَخیط
لسان العرب، ج‌8، ص: 25
و مَخْیُوط علی النقص و الإِتمام، قال الخلیل: الذی حذف من مَبِیع واو مفعول لأَنها زائدة و هی أَولی بالحذف، و قال الأَخفش: المحذوفة عین الفعل لأَنهم لما سَكَّنوا الیاء أَلْقَوا حركتها علی الحرف الذی قبلها فانضمت، ثم أَبدلوا من الضمة كسرة للیاء التی بعدها، ثم حذفت الیاء و انقلبت الواو یاء كما انقلبت واو مِیزان للكسرة؛ قال المازنی: كلا القولین حسن و قول الأَخفش أَقیس. قال الأَزهری: قال أَبو عبید البیع من حروف الأَضداد فی كلام العرب. یقال باع فلان إِذا اشتری و باع من غیره؛ و أَنشد قول طرفة: و یأْتِیك بالأَنباء مَن لم تَبِعْ له نَباتاً، و لم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ أَراد من لم تشتر له زاداً. و البِیاعةُ: السِّلْعةُ، و الابْتِیاعُ: الاشتراء. و تقول: بِیعَ الشی‌ء، علی ما لم یسمّ فاعله، إِن شئت كسرت الباء، و إِن شئت ضممتها، و منهم من یقلب الیاء واواً فیقول بُوع الشی‌ء، و كذلك القول فی كِیلَ و قِیلَ و أَشباهها، و قد باعَه الشی‌ءَ و باعَه منه بَیْعاً فیهما؛ قال: إِذا الثُّرَیّا طَلَعَتْ عِشاء، فَبِعْ لراعِی غَنَمٍ كِساء و ابْتاعَ الشی‌ءَ: اشتراه، و أَباعه. عَرَّضه للبیع؛ قال الهَمْدانی: فَرَضِیتُ آلاء الكُمَیْتِ، فَمَنْ یُبِعْ فَرَساً، فلیْسَ جَوادُنا بمُباعِ أَی بمُعَرَّض للبیع، و آلاؤُه: خِصالُه الجَمِیلة، و یروی … أَفلاء الكمیت … و بایَعَه مُبایعة و بِیاعاً: عارَضَه بالبیع؛ قال جُنادةُ بن عامر: فإِنْ أَكُ نائِیاً عنه، فإِنِّی سُرِرْتُ بأَنَّه غُبِنَ البِیاعا و قال قیس بن ذَریح: كمغْبُونٍ یَعَضُّ علی یَدَیْهِ، تَبَیَّنَ غَبْنُه بعدَ البِیاع و اسْتَبَعْتُه الشی‌ء أَی سأَلْتُه أَن یبِیعَه منی. و یقال: إِنه لحسَنُ البِیعة من البیع مثل الجِلْسة و الرِّكْبة. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: أَنه كان یَغْدُو فلا یمر بسَقَّاطٍ و لا صاحِب بِیعةٍ إِلَّا سلم علیه؛ البِیعةُ، بالكسر، من البیع: الحالة كالرِّكبة و القِعْدة. و البَیِّعان: البائع و المشتری، و جمعه باعةٌ عند كراع، و نظیره عَیِّلٌ و عالةٌ و سیّد و سادةٌ، قال ابن سیدة: و عندی أَن ذلك كله إِنما هو جمع فاعل، فأَمّا فیْعِل فجمعه بالواو و النون، و كلُّ من البائع و المشتری بائع و بَیِّع. و‌روی بعضهم هذا الحدیث: المُتبایِعانِ بالخِیار ما لم یَتفَرَّقا.و البَیْعُ: اسم المَبِیع؛ قال صَخْر الغَیّ: فأَقْبَلَ منه طِوالُ الذُّری، كأَنَّ علیهِنَّ بَیْعاً جَزِیفا یصف سحاباً، و الجمع بُیُوع. و البِیاعاتُ: الأَشیاء التی یُتَبایَعُ بها فی التجارة. و رجل بَیُوعٌ: جَیِّدُ البیع، و بَیَّاع: كثِیره، و بَیِّعٌ كبَیُوعٍ، و الجمع بَیِّعون و لا یكسَّر، و الأُنثی بَیِّعة و الجمع بَیِّعاتٌ و لا یكسر؛ حكاه سیبویه، قال المفضَّل الضبیُّ: یقال باع فلان علی بیع فلان، و هو مثل قدیم تضربه العرب للرجل یُخاصم صاحبه
لسان العرب، ج‌8، ص: 26
و هو یُرِیغُ أَن یُغالبه، فإِذا ظَفِر بما حاوَلَه قیل: باعَ فلان علی بَیْع فلان، و مثله: شَقَّ فلان غُبار فلان. و قال غیره: یقال باع فلان علی بیعك أَی قام مَقامك فی المنزلة و الرِّفْعة؛ و یقال: ما باع علی بیعك أَحد أَی لم یُساوِك أَحد؛ و تزوج یزید بن معاویة، رضی الله عنه، أُم مِسْكِین بنت عمرو علی أُم هاشم «1» فقال لها: ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تُبَكِّینْ؟ مِن قَدَرٍ حَلَّ بكم تَضِجِّینْ؟ باعَتْ علی بَیْعِك أُمُ مِسْكِینْ، مَیْمُونةً من نِسْوةٍ میامِینْ و‌فی الحدیث: نَهَی عن بَیْعَتَیْن فی بَیْعةٍ، و هو أَن یقول: بِعْتُك هذا الثوب نَقْداً بعشرة، و نَسِیئة بخمسة عشر، فلا یجوز لأَنه لا یَدْرِی أَیُّهما الثمن الذی یَختارُه لیَقَع علیه العَقْد، و من صُوَره أَن تقول: بِعْتُك هذا بعشرین علی أَن تَبِیعَنی ثوبك بعشرة فلا یصح للشرط الذی فیه و لأَنه یَسْقُط بسُقوطه بعضُ الثمن فیصیر الباقی مجهولًا، و قد نُهِی عن بیع و شرْط و بیع و سَلَف، و هما هذانِ الوجهان. و أَما ما ورد‌فی حدیث المُزارعة: نَهی عن بَیْع الأَرض، قال ابن الأَثیر أَی كرائها. و‌فی حدیث آخر: لا تَبِیعُوها‌أَی لا تَكْرُوها. و البَیْعةُ: الصَّفْقةُ علی إِیجاب البیْع و علی المُبایعةِ و الطاعةِ. و البَیْعةُ: المُبایعةُ و الطاعةُ. و قد تبایَعُوا علی الأَمر: كقولك أَصفقوا علیه، و بایَعه علیه مُبایَعة: عاهَده. و بایَعْتُه من البیْع و البَیْعةِ جمیعاً، و التَّبایُع مثله. و‌فی الحدیث أَنه قال: أَ لا تُبایِعُونی علی الإِسلام؟ هو عبارة عن المُعاقَدةِ و المُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ ما عنده من صاحبه و أَعطاه خالصة نَفْسِه و طاعَتَه و دَخِیلةَ أَمره، و قد تكرّر ذكرها فی الحدیث. و البِیعةُ: بالكسر: كَنِیسةُ النصاری، و قیل: كنیسة الیهود، و الجمع بِیَعٌ، و هو قوله تعالی: وَ بِیَعٌ وَ صَلَوٰاتٌ وَ مَسٰاجِدُ؛ قال الأَزهری: فإِن قال قائل فلم جعل الله هَدْمَها من الفَساد و جعلها كالمساجد و قد جاء الكتاب العزیز بنسخ شَرِیعة النصاری و الیهود؟ فالجواب فی ذلك أَن البِیَعَ و الصَّوامعَ كانت مُتعبَّدات لهم إِذ كانوا مستقیمین علی ما أُمِرُوا به غیر مبدِّلین و لا مُغیِّرین، فأَخبر الله، جل ثناؤه، أَن لو لا دَفْعُه الناسَ عن الفساد ببعض الناس لَهُدِّمَتْ مُتعبَّداتُ كلِّ فریق من أَهل دینه و طاعتِه فی كل زمان، فبدأَ بذكر البِیَعِ علی المساجد لأَن صلوات من تقدَّم من أَنبیاء بنی إِسرائیل و أُممهم كانت فیها قبل نزول الفُرقان و قبْل تبدیل مَن بدَّل، و أُحْدِثت المساجد و سمیت بهذا الاسم بعدهم فبدأَ جل ثناؤه بذكر الأَقْدَم و أَخَّر ذكر الأَحدث لهذا المعنی. و نُبایِعُ، بغیر همز: موضع؛ قال أَبو ذؤیب: و كأَنَّها بالجِزْع جِزعِ نُبایعٍ، و أُولاتِ ذی العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قال ابن جنی: هو فِعْلٌ منقول وزْنه نُفاعِلُ كنُضارِبُ و نحوه إِلا أَنه سمی به مجرداً من ضمیره، فلذلك أُعرب و لم یُحْكَ، و لو كان فیه ضمیره لم یقع فی هذا الموضع لأَنه كان یلزم حكایتُه إِن كان جملة كذَرَّی حبّاً و تأبَّطَ شَرًّا، فكان ذلك یكسر وزن البیت
(1). قوله [علی أم هاشم] عبارة شارح القاموس: علی أم خالد بنت أبی هاشم، ثم قال فی الشعر: ما لك أُم خالد.
لسان العرب، ج‌8، ص: 27
لأَنه كان یلزمه منه حذفُ ساكن الوتد فتصیر متفاعلن إِلی متفاعِلُ، و هذا لا یُجِیزه أَحد، فإِن قلت: فهلا نوَّنته كما تُنوِّن فی الشعر الفعل نحو قوله: مِنْ طَلَلٍ كالأَتْحمِیّ أَنْهَجَنْ و قوله: دایَنْتُ أَرْوَی و الدُّیُون تُقْضَیَنْ فكان ذلك یَفِی بوزن البیت لمجی‌ء نون متفاعلن؟ قیل: هذا التنوین إِنما یلحق الفعل فی الشعر إِذا كان الفعل قافیة، فأَما إِذا لم یكن قافیة فإِن أَحداً لا یجیز تنوینه، و لو كان نبایع مهموزاً لكانت نونه و همزته أَصلیتین فكان كعُذافِر، و ذلك أَن النون وقعت موقع أَصل یحكم علیها بالأَصلیة، و الهمزة حَشْو فیجب أَن تكون أَصلًا، فإِن قلت: فلعلها كهمزة حُطائطٍ و جُرائض؟ قیل: ذلك شاذ فلا یَحْسُنُ الحَمْل علیه و صَرْفُ نُبایعٍ، و هو منقول مع ما فیه من التعریف و المِثال، ضرورةٌ، و الله أَعلم.

فصل التاء؛ ج8، ص: 27

تبع؛ ج8، ص: 27

: تَبِعَ الشی‌ءَ تَبَعاً و تَباعاً فی الأَفعال و تَبِعْتُ الشی‌ءَ تُبوعاً: سِرْت فی إِثْرِه؛ و اتَّبَعَه و أَتْبَعَه و تتَبَّعه قَفاه و تَطلَّبه مُتَّبعاً له و كذلك تتَبَّعه و تتَبَّعْته تتَبُّعاً؛ قال القُطامی: و خَیْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه، و لیس بأَن تتَبَّعَه اتِّباعا وضَع الاتِّباعَ موضع التتبُّعِ مجازاً. قال سیبویه: تتَبَّعَه اتِّباعاً لأَن تتَبَّعْت فی معنی اتَّبَعْت. و تَبِعْت القوم تَبَعاً و تَباعةً، بالفتح، إِذا مشیت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَیْتَ معهم. و‌فی حدیث الدعاء: تابِعْ بیننا و بینهم علی الخیْراتِ‌أَی اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم علی ما هم علیه. و التِّباعةُ: مثل التَّبعةِ و التِّبعةِ؛ قال الشاعر: أَكَلَت حَنِیفةُ رَبَّها، زَمَنَ التقَحُّمِ و المَجاعهْ لم یَحْذَرُوا، من ربِّهم، سُوء العَواقِبِ و التِّباعهْ لأَنهم كانوا قد اتخذوا إِلهاً من حَیْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثم أَصابتهم مَجاعة فأَكلوه. و أَتْبَعه الشی‌ءَ: جعله له تابعاً، و قیل: أَتبَعَ الرجلَ سبقه فلَحِقَه. و تَبِعَه تَبَعاً و اتَّبَعه: مرَّ به فمضَی معه. و فی التنزیل فی صفة ذی القَرْنَیْنِ: ثُمَّ اتَّبَعَ سَبَباً، بتشدید التاء، و معناها تَبِعَ، و كان أَبو عمرو بن العلاء یقرؤُها بتشدید التاء و هی قراءة أَهل المدینة، و كان الكسائی یقرؤُها ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً*، بقطع الأَلف، أَی لَحِقَ و أَدْرك؛ قال ابن عبید: و قراءة أَبی عمرو أَحبُّ إِلیَّ من قول الكسائی. و اسْتَتْبَعَه: طلَب إِلیه أَن یَتبعه. و فی خبر الطَّسْمِیِّ النافِر من طَسمٍ إِلی حَسَّان الملك الذی غَزا جَدِیساً: أَنه اسْتَتْبَع كلبة له أَی جعلها تَتبعه. و التابِعُ: التَّالی، و الجمع تُبَّعٌ و تُبَّاعٌ و تَبَعة. و التَّبَعُ: اسم للجمع و نظیره خادِمٌ و خَدَم و طالبٌ و طلَبٌ و غائبٌ و غَیَبٌ و سالِفٌ و سَلَفٌ و راصِدٌ و رَصَدٌ و رائحٌ و رَوَحٌ و فارِطٌ و فرَطٌ و حارِسٌ و حَرَسٌ و عاسٌّ و عَسَسٌ و قافِلٌ من سفَره و قَفَلٌ و خائلٌ و خَوَلٌ و خابِلٌ و خَبَلٌ، و هو الشیطان،
لسان العرب، ج‌8، ص: 28
و بعیر هامِلٌ و هَمَلٌ، و هو الضالُّ المهمل؛ قال كراع: كل هذا جمع و الصحیح ما بدأْنا به، و هو قول سیبویه فیما ذَكر من هذا و قیاس قوله فیما لم یَذكره منه: و التَّبَعُ یكون واحداً و جماعة. و قوله عز و جل: إِنّٰا كُنّٰا لَكُمْ تَبَعاً*، یكون اسماً لجمع تابِع و یكون مصدراً أَی ذَوِی تَبَعٍ، و یجمع علی أَتْباع. و تَبِعْتُ الشی‌ءَ و أَتْبَعْتُه: مثل رَدِفْتُه و أَرْدَفْتُه؛ و منه قوله تعالی: إِلّٰا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهٰابٌ ثٰاقِبٌ؛ قال أَبو عبید: أَتْبَعْت القوم مثل أَفْعلت إِذا كانوا قد سبقوك فَلَحِقْتَهم، قال: و اتَّبَعْتُهم مثل افْتَعَلْت إِذا مرُّوا بك فمضیتَ؛ و تَبِعْتُهم تَبَعاً مثله. و یقال: ما زِلْتُ أَتَّبِعُهم حتی أَتْبَعْتُهم أَی حتی أَدركْتُهم. و قال الفراء: أَتْبَعَ أَحسن من اتَّبَع لأَن الاتِّباع أَن یَسِیر الرجل و أَنت تسیر وراءَه، فإِذا قلت أَتْبَعْتُه فكأَنك قَفَوْته. و قال اللیث: تَبِعْت فلاناً و اتَّبَعْته و أَتْبعْته سواء. و أَتْبَعَ فلان فلاناً إِذا تَبِعَه یرید به شرّاً كما أَتْبَعَ الشیطانُ الذی انسلَخَ من آیات الله فَكٰانَ مِنَ الْغٰاوِینَ، و كما أَتْبَع فرعونُ موسی. و أَمَّا التتَبُّع: فأَن تتتَبَّعَ فی مُهْلةٍ شیئاً بعد شی‌ء؛ و فلان یتَتبَّعُ مَساوِیَ فلان و أَثرَه و یَتتبَّع مَداقَّ الأُمور و نحو ذلك. و‌فی حدیث زید بن ثابت حین أَمره أَبو بكر الصدیقُ بجمع القرآن قال: فَعَلِقْتُ أَتَتَبَّعه من اللِّخافِ و العُسُبِ، و ذلك أَنه اسْتَقْصَی جمیعَ القرآن من المواضع التی كُتِب فیها حتی ما كُتِب فی اللِّخاف، و هی الحجارة، و فی العُسُب، و هی جرید النخل، و ذلك أَنَّ الرَّقَّ أَعْوَزَهم حین نزل علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فأُمِر كاتبُ الوَحْی فیما تیسَّر من كَتِف و لوْحٍ و جِلْد و عَسِیب و لَخْفة، و إِنما تَتبَّع زید بن ثابت القرآن و جمعه من المواضع التی كُتِب فیها و لم یقتصر علی ما حَفِظ هو و غیره، و كان من أَحفظ الناس للقرآن اسْتِظهاراً و احْتِیاطاً لئلا یَسْقُط منه حرف لسُوء حِفْظ حافِظه أَو یتبدَّل حرف بغیره، و هذا یدل علی أَن الكتابة أَضْبَطُ من صدور الرجال و أَحْرَی أَن لا یسقط منه شی‌ء، فكان زید یَتتبَّع فی مُهلة ما كُتب منه فی مواضعه و یَضُمُّه إِلی الصُّحف، و لا یُثْبِتُ فی تلك الصحف إِلَّا ما وجده مكتوباً كما أُنزل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَمْلاه علی مَن كَتبه. و اتَّبَعَ القرآنَ: ائْتَمَّ به و عَمِلَ بما فیه. و‌فی حدیث أَبی موسی الأَشعری، رضی الله عنه: إِنَّ هذا القرآن كائنٌ لكم أَجراً و كائن علیكم وِزْراً فاتَّبِعوا القرآن و لا یَتَّبِعنَّكُم القرآنُ، فإِنه من یَتَّبِعِ القرآن یَهْبِطْ به علی رِیاضِ الجنة، و مَن یَتَّبِعْه القرآنُ یَزُخّ فی قَفاه حتی یَقْذِفَ به فی نار جهنم؛ یقول: اجعلوه أَمامكم ثم اتلوه كما قال تعالی: الَّذِینَ آتَیْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلٰاوَتِهِ أَی یَتَّبِعونه حقَّ اتِّباعه، و أَراد لا تَدَعُوا تِلاوته و العملَ به فتكونوا قد جعلتموه وراءَكم كما فَعل الیهود حین نَبَذُوا ما أُمروا به وراء ظهورهم، لأَنه إِذا اتَّبَعَه كان بین یدیه، و إِذا خالفه كان خَلْفَه، و قیل: معنی قوله لا یتبعنكم القرآن أَی لا یَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بتضییعكم إِیاه كما یطلُب الرجلُ صاحبَه بالتَّبِعة؛ قال أَبو عبید: و هذا معنی حسن یُصَدِّقه‌الحدیث الآخر: إِن القرآن شافِع مُشَفَّعٌ و ماحِلٌ مُصَدَّقٌ، فجعله یَمْحَل صاحبَه إِذا لم یَتَّبِعْ ما فیه. و قوله عز و جل: أَوِ التّٰابِعِینَ غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَةِ؛ فسره ثعلب فقال: هم أَتباع الزوج ممن یَخْدُمُه [یَخْدِمُه مثل الشیخ الفانی و العجوز الكبیرة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 29
و‌فی حدیث الحُدَیْبیة: و كنت تَبِیعاً لطَلْحةَ بن عُبیدِ الله‌أَی خادماً. و التَّبَعُ كالتابِعُ كأَنه سمی بالمصدر. و تَبَعُ كلِّ شی‌ءٍ: ما كان علی آخِره. و التَّبَعُ: القوائم؛ قال أَبو دُواد فی وصف الظَّبْیة: و قَوائم تَبَع لها، مِن خَلْفِها زَمَعٌ زَوائدْ و قال الأَزهری: التَّبَعُ ما تَبِعَ أَثَرَ شی‌ء فهو تَبَعةٌ؛ و أَنشد بیت أَبی دواد الإِیادی فی صفة ظبیة: و قوائم تَبَع لها، من خلفها زمع مُعَلَّقْ و تابَع بین الأُمور مُتابَعةً و تِباعاً: واتَرَ و والَی؛ و تابعْتُه علی كذا مُتابعةً و تِباعاً. و التِّباعُ: الوِلاءُ. یقال: تابَعَ فلان بین الصلاة و بین القراءة إِذا والَی بینهما ففعل هذا علی إِثْر هذا بلا مُهلة بینهما، و كذلك رمیته فأَصبته بثلاثة أَسهم تِباعاً أَی وِلاء. و تَتابَعَتِ الأَشیاءُ: تَبِعَ بعضُها بعضاً. و تابَعه علی الأَمر: أَسْعدَه علیه. و التابِعةُ: الرَّئِیُّ من الجنّ، أَلحقوه الهاء للمبالغة أَو لتَشْنِیع الأَمْرِ أَو علی إِرادة الداهِیةِ. و التابعةُ: جِنِّیَّة تَتْبع الإِنسان. و‌فی الحدیث: أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدینةَ یعنی من هجرة النبی، صلی الله علیه و سلم، امرأَة كان لها تابِعٌ من الجن؛ التابِعُ هاهنا: جِنِّیٌّ یَتْبَع المرأَة یُحِبُّها. و التابعةُ: جِنیة تتْبع الرجلَ تحبه. و قولهم: معه تابعة أَی من الجن. و التَّبِیعُ: الفَحل من ولد البقر لأَنه یَتْبع أُمه، و قیل: هو تَبیع أَولَ سنة، و الجمع أَتْبِعة، و أَتابِعُ و أَتابِیعُ كلاهما جمعُ الجمعِ، و الأَخیرة نادرة، و هو التِّبْعُ و الجمع أَتباع، و الأُنثی تَبِیعة. و‌فی الحدیث عن معاذ بن جبل: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، بعثه إِلی الیمن فأَمرَه فی صدَقةِ البقر أَن یأْخذ من كل ثلاثین من البقر تَبِیعاً، و من كل أَربعین مُسِنَّةً؛ قال أَبو فَقْعَس الأَسَدی: ولد البقَر أَول سنة تَبِیع ثم جزَع ثم ثنیّ ثم رَباعٌ ثم سَدَسٌ ثم صالِغٌ. قال اللیث: التَّبِیعُ العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه یَتْبَع أُمه بعدُ؛ قال الأَزهری: قول اللیث التَّبِیع المدرك وهَم لأَنه یُدْرِكُ إِذا أَثنی أَی صار ثَنِیًّا. و التبیع من البقر یسمی تبیعاً حین یستكمل الحَوْل، و لا یسمی تَبِیعاً قبل ذلك، فإِذا استكمل عامین فهو جَذَع، فإِذا استوفی ثلاثة أَعوام فهو ثَنِیٌّ، و حینئذ مُسِنٌّ، و الأُنثی مُسِنَّة و هی التی تؤخذ فی أَربعین من البقر. و بقرة مُتْبِعٌ: ذاتُ تَبِیع. و حكی ابن بری فیها: مُتْبِعة أَیضاً. و خادم مُتْبِع: یَتْبَعُها ولدها حیثما أَقبلت و أَدبرت، و عمَّ به اللحیانی فقال: المُتْبِعُ التی معها أَولاد. و‌فی الحدیث: أَن فلاناً اشتری مَعْدِناً بمائة شاة مُتْبِع‌أَی یَتْبَعها أَولادها. و تَبِیعُ المرأَةِ: صَدِیقُها، و الجمع تُبَعاء، و هی تَبِیعته. و هو تِبْعُ نِساء، و الجمع أَتباع، و تُبَّع نساء؛ عن كراع حكاها فی المُنَجَّذ، و حكاها أَیضاً فی المُجَرَّد إِذا جدَّ فی طَلَبِهِنّ؛ و حكی اللحیانی: هو تِبْعُها و هی تِبْعَتُه؛ قال الأَزهری: تِبْعُ نساء أَی یَتْبَعُهُنَّ، و حِدْثُ نساء یُحادِثُهنَّ، و زِیرُ نساء یَزُورُهُنَّ، و خِلْب نساء إِذا كان یُخالِبهنَّ. و فلان تِبْعُ ضِلَّةٍ: یَتْبَع النساءَ، و تِبْعٌ ضِلَّةٌ أَی لا خَیْرَ فیه و لا خیر عنده؛ عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: إِنما هو تِبْعُ ضِلَّةٍ مضاف. و التَّبِیعُ: النَّصِیر. و التَّبِیعُ: الذی لك علیه مال. یقال: أُتْبِعَ فلان بفلان أَی أُحِیلَ علیه، و أَتْبَعَه
لسان العرب، ج‌8، ص: 30
علیه: أَحالَه. و‌فی الحدیث: الظُّلْم لَیُّ الواجِدِ، و إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم علی مَلِی‌ءٍ فَلْیَتَّبِعْ؛ معناه إِذا أُحِیلَ أَحدكم علی مَلِی‌ءٍ قادِرٍ فلْیَحْتَلْ من الحَوالةِ؛ قال الخطابی: أَصحاب الحدیث یروونه اتَّبع، بتشدید التاء، و صوابه بسكون التاء بوزن أُكْرِمَ، قال: و لیس هذا أَمراً علی الوجوب و إِنما هو علی الرِّفْق و الأَدب و الإِباحةِ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: بَیْنا أَنا أَقرأُ آیة فی سِكَّة من سِكَكِ المدینة إِذ سمعت صوتاً من خَلفی: أَتْبِعْ یا ابن عباس، فالتَفَتُّ فإِذا عُمر، فقلت: أُتْبِعُك علی أُبَیّ بن كعب‌أَی أَسْنِدْ قراءتك ممن أَخذتها و أَحِلْ علی من سَمِعْتها منه. قال اللیث: یقال للذی له علیك مال یُتابِعُك به أَی یُطالبك به: تَبِیع. و‌فی حدیث قیس بن عاصم، رضی الله عنه، قال: یا رسول الله ما المالُ الذی لیس فیه تَبِعةٌ من طالب و لا ضَیْفٍ؟ قال: نِعْم المال أَربعون و الكثیر ستون؛ یرید بالتَّبِعةِ ما یَتْبَع المالَ من نوائب الحُقوق و هو من تَبِعْت الرجل بحقّی. و التَّبِیعُ: الغَرِیمُ؛ قال الشماخ: تَلُوذُ ثَعالِبُ الشَّرَفَیْن منها، كما لاذَ الغَرِیمُ من التَّبِیعِ و تابَعَه بمال أَی طَلَبه. و التَّبِعُ: الذی یَتْبَعُكَ بحق یُطالبك به و هو الذی یَتْبع الغریم بما أُحیل علیه. و التبیع: التابع. و قوله تعالی: فَیُغْرِقَكُمْ بِمٰا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لٰا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَیْنٰا بِهِ تَبِیعاً؛ قال الفراء: أَی ثائراً و لا طالباً بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِیّاكم، و قال الزجاج: معناه لا تجدوا من یَتْبَعُنا بإِنكار ما نزل بكم و لا یتبعنا بأَن یصرفه عنكم، و قیل: تَبِیعاً مُطالِباً؛ و منه قوله تعالی: فَاتِّبٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَدٰاءٌ إِلَیْهِ بِإِحْسٰانٍ؛ یقول: علی صاحب الدَّمِ اتِّباع بالمعروف أَی المُطالَبَةُ بالدِّیة، و علی القاتِل أَداء إِلیه بإِحسان، و رفع قوله تعالی فَاتِّبٰاعٌ علی معنی قوله فعلیه اتِّباع بالمعروف، و سیُذْكَرُ ذلك مُستوفی فی فصل عفا، فی قوله تعالی: فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْ‌ءٌ. و التَّبِعةُ و التِّباعةُ: ما اتَّبَعْتَ به صاحبَك من ظُلامة و نحوها. و التَّبِعةُ و التِّباعةُ: ما فیه إِثم یُتَّبَع به. یقال: ما علیه من الله فی هذا تَبِعة و لا تِباعة؛ قال وَدّاك بن ثُمَیل: هِیمٌ إِلی الموتِ إِذا خُیِّرُوا، بینَ تِباعاتٍ و تَقْتالِ قال الأَزهری: التِّبِعة و التَّباعة اسم الشی‌ء الذی لك فیه بُغْیة شِبه ظُلامة و نحو ذلك. و فی أَمثال العرب السائرة: أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها، یُضرب مثلًا للرجل یؤْمر بردِّ الصَّنِیعةِ و إِتْمامِ الحاجة. و التُّبَّعُ و التُّبُّع جمیعاً: الظل لأَنه یَتْبَع الشمس؛ قالت سُعْدَی الجُهَنِیَّةُ تَرْثی أَخاها أَسْعَدَ: یَرِدُ المِیاهَ حَضِیرةً و نَفِیضةً، وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ التُّبَّعُ: الظل، و اسْمِئْلاله: بُلوغه نصف النهار و ضُمورُه. و قال أَبو سعید الضریر: التُّبَّع هو الدَّبَرانُ فی هذا البیت سُمی تُبَّعاً لاتِّباعِه الثُّرَیّا؛ قال الأَزهری: سمعت بعض العرب یسمی الدبران التابع و التُّوَیْبِع، قال: و ما أَشبه ما قال الضریر بالصواب لأَن القَطا تَرِدُ المیاه لیلًا و قلما تردها نهاراً، و لذلك یقال: أَدَلُّ من قَطاة؛ و یدل علی ذلك قول لبید: فَوَرَدْنا قبلَ فُرَّاطِ القَطا، إِنَّ مِن وِرْدِیَ تَغْلِیسَ النَّهَلْ
لسان العرب، ج‌8، ص: 31
قال ابن بری: و یقال له التابِعُ و التُّبَّعُ و الحادِی و التالی؛ قال مُهَلْهل: كأَنَّ التابِعَ المِسْكِینَ فیها أَجِیرٌ فی حُدایاتِ الوَقِیر «2» و التَّبابِعةُ: ملوك الیمن، واحدهم تُبَّع، سموا بذلك لأَنه یَتْبَع بعضُهم بعضاً كلما هَلك واحد قام مَقامه آخر تابعاً له علی مثل سِیرته، و زادوا الهاء فی التبابعة لإِرادة النسب؛ و قول أَبی ذؤیب: و علیهِما ماذِیَّتانِ قَضاهُما داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ سَمِعَ أَن داودَ، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، كان سُخِّر له الحدیدُ فكان یَصْنع منه ما أَراد، و سَمِعَ أَنَّ تُبَّعاً عَمِلَها و كان تُبع أَمَر بعملها و لم یَصْنعها بیده لأَنه كان أَعظمَ شأْناً من أَن یصنع بیده. و قوله تعالی: أَ هُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ؛قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَن تُبَّعاً كان مَلِكاً من الملوك و كان مؤْمناً و أَن قومه كانوا كافرین و كان فیهم تَبابِعةٌ، و جاء أَیْضاً أَنه نُظِر إِلی كتاب علی قَبْرَین بناحیة حِمْیَر: هذا قبر رَضْوی و قبر حُبَّی، ابنتی تُبَّع، لا تُشركان بالله شیئاً، قال الأَزهری: و أَمّا تبع الملِك الذی ذكره الله عز و جل فی كتابه فقال: وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ،فقد روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ما أَدری تُبَّعٌ كان لعِیناً أَم لا «3»؛ قال: و یقال إِن تُبَّتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسمُ من اسم تُبَّع و لكن فیه عُجْمة. و یقال: هم الیوم من وَضائِع تُبَّع بتلك البلاد. و‌فی الحدیث: لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنه أَول من كَسا الكعبة؛ قیل: هو ملك فی الزمان الأَول اسْمه أَسْعَدُ أَبو كَرِب، و قیل: كان مَلِكُ الیمنِ لا یسمی تُبَّعاً حتی یَمْلِكَ حَضْرَمَوْتَ و سَبأ و حِمْیَرَ. و التُّبَّعُ: ضرب من الطیر، و قیل: التُّبَّع ضرب من الیَعاسِیب و هو أَعظمها و أحسنها، و الجمع التبابِعُ تشبیهاً بأُولئك الملوك، و كذلك الباء هنا لیشعروا بالهاء هنالك. و التُّبَّعُ: سیِّد النحل: و تابَعَ عَمَلَه و كلامَه: أَتْقَنَه و أَحكمه؛ قال كراع: و‌منه حدیث أَبی واقد اللیثی: تابَعْنا الأَعمال فلم نَجِد شیئاً أَبلغ فی طلَب الآخرة من الزُّهْد فی الدنیا‌أَی أَحْكَمْناها و عَرَفْناها. و یقال: تابَعَ فلان كلامَه و هو تبیع للكلام إِذا أَحكمه. و یقال: هو یُتابِعُ الحدیث إِذا كان یَسْرُدُه، و قیل: فلان مُتتابِعُ العِلم إِذا كان عِلْمه یُشاكل بعضُه بعضاً لا تَفاوُتَ فیه. و غصن مُتتابعٌ إِذا كان مستویاً لا أُبَن فیه. و یقال: تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أی سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت و حَسُنت؛ قال أَبو وجْزةَ السعْدی: حَرْفٌ مُلَیْكِیةٌ كالفَحْلِ تابَعَها، فی خِصْبِ عامَینِ، إِفْراقٌ و تَهْمِیلُ «4» و ناقة مُفْرِقٌ: تَمْكُث سنتین أَو ثلاثاً لا تَلْقَحُ؛ و أَما قول سَلامان الطائی: أَ خِفْنَ اطِّنانِی إِن شُكِینَ، و إِنَّنی لفی شُغُلٍ عن ذَحْلیَ الیتَتَبَّعُ
(2). و فی روایة أخری: حدابات بدل حدایات. (3). قوله [تبع كان لعیناً أم لا] هكذا فی الأصل الذی بأیدینا و لعله محرف، و الأصل كان نبیاً إلخ. ففی تفسیر الخطیب عند قوله تعالی فی سورة الدخان أَ هُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ، و عن النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم. و عنه صلی الله علیه و سلم: ما أدری أ كان تبع نبیاً أو غیر نبی، و عن عائشة، رضی الله عنها، قالت: لا تسبوا تبعاً فإنه كان رجلًا صالحاً (4). قوله [ملیكیة] كذا بالأصل مضبوطاً و فی الأساس بیاء واحدة قبل الكاف.
لسان العرب، ج‌8، ص: 32
فإِنه أَرادَ ذَحْلیَ الذی یتَتَبَّع فطرح الذی و أَقام الأَلف و اللام مُقامه، و هی لغة لبعض العرب؛ و قال ابن الأَنباری: وَ إِنما أَقحم الأَلف و اللام علی الفعل المضارع لمضارعة الأَسماء. قال ابن عون: قلت للشعبی: إِنَّ رُفَیْعاً أَبا العالیةِ أَعتقَ سائبةً فأَوصَی بماله كله، فقال: لیس ذلك له إِنما ذلك للتابعة، قال النضر: التابعةُ أَن یتبع الرجلُ الرجلَ فیقول: أَنا مولاك؛ قال الأَزهری: أَراد أَن المُعْتَقَ سائبةً مالُه لمُعْتِقِه. و الإِتْباعُ فی الكلام: مثل حَسَن بَسَن و قَبِیح شَقِیح.

تبرع؛ ج8، ص: 32

: تَبْرَعٌ و تَرْعَبٌ: موضعان بَیَّنَ صرفهم إِیاهما أَن التاء أَصل.

تخطع؛ ج8، ص: 32

: تَخْطَعٌ: اسم؛ قال ابن درید: أَظنه مصنوعاً لأَنه لا یعرف معناه.

ترع؛ ج8، ص: 32

: تَرِعَ الشی‌ءُ، بالكسر، تَرَعاً و هو تَرِعٌ و تَرَعٌ: امتَلأَ. و حَوْضٌ تَرَعٌ، بالتحریك، و مُتْرَعٌ أَی مَمْلوء. و كُوزٌ تَرَعٌ أَی مُمْتَلِئ، و جَفْنة مُتْرَعة، و أَتْرَعه هو؛ قال العجاج: و افْتَرَشَ الأَرضَ بسَیْلٍ أَتْرَعا و هذا البیت أَورده الجوهری: بسَیْر أَتْرَعا؛ قال ابن بری: هو لرؤبة، قال: و الذی فی شعره بسَیْل باللام؛ و بعده: یَمْلأُ أَجْوافَ البِلادِ المَهْیَعا قال: و أَتْرعَ فعل ماض. قال: و وصف بنی تَمِیم و أَنهم افترشوا الأَرض بعدد كالسیل كثرة؛ و منه سَیْلٌ أَتْرَعُ و سَیْلٌ تَرّاع أَی یملأُ الوادی، و قیل: لا یقال تَرِعَ الإِناءُ و لكن أُتْرِعَ. اللیث: التَّرَعُ امْتِلاءُ الشی‌ء، و قد أَتْرَعْت الإِناءَ و لم أَسمع تَرِعَ الإِناءُ، و سَحاب تَرِعٌ: كثیر المطر؛ قال أَبو وجزة: كأَنّما طَرَقَتْ لیْلی مُعَهَّدةً من الرِّیاضِ، ولاها عارِضٌ تَرِعُ و تَرِعَ الرجلُ تَرَعاً، فهو تَرِعٌ: اقتحم الأُمور مَرَحاً و نشاطاً. و رجل تَرِعٌ: فیه عَجَلة، و قیل: هو المُستعِدُّ للشرّ و الغَضبِ السریعُ إِلیهما؛ قال ابن أَحمر: الخَزْرَجِیُّ الهِجانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ ضَیْقُ المَجَمِّ، و لا جافٍ، و لا تَفِلُ و قد تَرِعَ تَرَعاً. و التَّرِعُ: السفیهُ السریعُ إِلی الشرِّ. و التَّرِعةُ من النساء: الفاحِشة الخفیفة. و تَتَرَّع إِلی الشی‌ء: تَسَرَّعَ. و تَتَرَّعَ إِلینا بالشرِّ: تَسَرَّعَ. و المُتَتَرِّع: الشِّرِّیرُ المُسارِعُ إِلی ما لا ینبغی له؛ قال الشاعر: الباغی الحَرْب یَسْعَی نحْوَها تَرِعاً، حتی إِذا ذاقَ منها حامِیاً بَرَدا الكسائی: هو تَرِعٌ عَتِلٌ. و قد تَرِعَ تَرَعاً و عَتِلَ عَتَلًا إِذا كان سریعاً إِلی الشرِّ. و روی الأَزهری عن الكلابیِّین: فلان ذو مَتْرَعةٍ إِذا كان لا یَغْضَب و لا یعجل، قال: و هذا ضدّ التَّرِع. و‌فی حدیث ابن المُنْتَفِق: فأَخَذتُ بِخِطام راحلةِ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، فما تَرَعَنی؛ التَّرَعُ: الإِسراعُ إِلی الشی‌ء، أَی ما أَسرَعَ إِلیّ فی النهْی، و قیل: تَرَعَه عن وجهه ثَناه و صرَفَه. و التُّرْعةُ: الدرجة، و قیل: الرَّوْضة علی المكان المرتفع خاصّة، فإِذا كانت فی المَكان المُطمئنّ فهی
لسان العرب، ج‌8، ص: 33
روضة، و قیل: التُّرْعة المَتْن المرتفع من الأَرض؛ قال ثعلب: هو مأْخوذ من الإِناء المُتْرَع، قال: و لا یعجبنی. و قال أَبو زیاد الكلابی: أَحسنُ ما تكون الروْضةُ علی المكان فیه غِلَظٌ و ارْتفاع؛ و أَنشد قول الأَعشی: ما رَوْضةٌ من رِیاض الحَزْنِ مُعْشِبةٌ خَضْراء، جادَ علیها مُسْبِلٌ هَطِلُ فأَما قول ابن مقبل: هاجُوا الرحیلَ، و قالوا: إِنّ مَشْرَبَكم ماء الزَّنانیرِ من ماویَّةَ التُّرَعُ فهو جمع التُّرْعةِ من الأَرض، و هو علی بدل من قوله ماء الزنانیر كأَنه قال غُدْران ماء الزنانیر، و هی موضع. و رواه ابن الأَعرابی: التُّرَعِ، و زعم أَنه أَراد المَمْلُوءة فهو علی هذا صفة لماویّة، و هذا القول لیس بقویّ لأَنا لم نسمعهم قالوا آنیة تُرَع. و التُّرْعةُ: البابُ. و‌حدیث سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إنّ مِنْبری هذا علی تُرْعةٍ من تُرَعِ الجنة، قیل فیه: التُّرْعة البابُ، كأَنه قال مِنبری علی باب من أَبواب الجنة، قال ذلك سَهل بن سعد الساعدی و هو الذی رَوی الحدیث؛ قال أَبو عبید: و هو الوجه، و قیل: الترعة المِرْقاةُ من المِنبر، قال القُتیبی: معناه أَن الصلاةَ و الذكر فی هذا الموضع یُؤدّیان إِلی الجنة فكأَنه قِطْعة منها، و كذلك‌قوله فی الحدیث الآخر: ارْتَعُوا فی رِیاض الجنة‌أَی مَجالِسِ الذكر، و‌حدیث ابن مسعود: مَن أَراد أَن یَرْتَعَ فی ریاض الجنة فلیقرأْ أَلَ حم، و هذا المعنی من الاستعارة فی الحدیث كثیر،كقوله عائدُ المَریض فی مَخارِف الجنة، و‌الجنةُ تحت بارقةِ السیوف، و تحت أَقدام الأُمهات‌أَی أَن هذه الأَشیاء تؤدّی إِلی الجنة، و قیل: التُّرعة فی الحدیث الدَّرجةُ، و قیل: الرّوضة. و‌فی الحدیث أَیضاً: إِن قَدَمَیَّ علی تُرْعةٍ من تُرَعِ الحوض، و لم یفسره، أَبو عبید. أَبو عمرو: التُّرْعةُ مَقام الشاربةِ من الحوض. و قال الأَزهری: تُرْعةُ الحوض مَفْتح الماء إِلیه، و منه یقال: أَتْرَعْت الحوضَ إِتْراعاً إِذا ملأْته، و أَتْرَعْت الإِناء، فهو مُتْرَع. و التَّرَّاعُ: البَوّاب؛ عن ثعلب؛ قال هُدْبةُ «1» بن الخَشْرَم: یُخَیِّرُنی تَرّاعُه بین حَلْقةٍ أَزُومٍ، إِذا عَضَّتْ، و كَبْلٍ مُضَبَّبِ قال ابن بری: و الذی فی شعره یخیرنی حَدّاده. و روی الأَزهری عن حماد بن سَلَمة أَنه قال: قرأْت فی مصحف أُبیّ بن كعب: و تَرَّعَتِ الأَبوابَ، قال: هو فی معنی غَلَّقت الأَبواب. و التُّرْعة: فَمُ الجَدْولِ یَنْفَجِر من النهر، و الجمع كالجمع. و فی الصحاح: و التُّرْعةُ أَفواه الجَداولِ، قال ابن بری: صوابه و التُّرَعُ جمع تُرْعة أَفواه الجداول. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال و هو علی المنبر: إِنّ قَدَمَیَّ علی تُرْعة من تُرَع الجنة، و قال: إِنَّ عبداً من عِبادِ الله خَیَّره رَبُّه بین أَن یَعِیش فی الدنیا ما شاء و بین أَن یأْكل فی الدنیا ما شاء و بین لقائه فاختار العبدُ لقاء ربه، قال: فبكی أَبو بكر، رضی الله عنه، حین قالها و قال: بل نُفَدِّیك یا رسول الله بآبائنا.قال أَبو القاسم الزجاجی: و الروایة متصلة من غیر وجه أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال هذا فی مرضه الذی مات فیه، نَعَی نفْسَه، صلی الله علیه و سلم، إِلی أَصحابه. و التُّرْعة: مَسِیل الماء إِلی الروضة، و الجمع من كل ذلك تُرَعٌ. و التُّرْعة: شجرة صغیرة تنبت مع البقل و تَیْبَس معه هی أَحب
(1). قوله [قال هدبة] أی یصف السجن كما فی الأساس
لسان العرب، ج‌8، ص: 34
الشجر إِلی الحَمِیر. و سَیْر أَتْرَعُ: شَدِید، و التِّرْیاعُ، بكسر التاء و إسكان الراء: موضع.

تسع؛ ج8، ص: 34

: التِّسْع و التِّسعة من العدد: معروف تجری وجوهه علی التأْنیث و التذكیر تسعة رجال و تسع نسوة. یقال: تسعون فی موضع الرفع و تسعین فی موضع النصب و الجر، و الیوم التاسع و اللیلة التاسعة، و تِسعَ عَشرةَ مفتوحان علی كل حال لأَنهما اسمان جعلا اسماً واحداً فأُعْطِیا إِعراباً واحداً غیر أَنك تقول تسع عَشرةَ امرأَةً و تسعة عشر رجلًا، قال الله تعالی: عَلَیْهٰا تِسْعَةَ عَشَرَ أَی تسعة عشر مَلَكاً، و أَكثر القرّاء علی هذه القراءة، و قد قرئ: تِسْعْةَ عْشر، بسكون العین، و إِنما أَسكنها مَن أَسكنها لكثرة الحركات و التفسیر أنّ علی سَقَرَ تسعة عشر ملَكاً، و قولُ العرب تسعةُ أَكثر من ثمانیةَ فلا تصرف إِلا إِذا أَردت قَدْر العدَد لا نفس المعدود، فإِنما ذلك لأَنها تُصیِّر هذا اللفظَ علماً لهذا المعنی كَزوبَرَ من قوله: عُدَّتْ علیّ بِزَوْبَرا، و هو مذكور فی موضعه. و التسعُ فی المؤنث كالتسعة فی المذكر. و تَسَعَهم یَتْسَعُهم، بفتح السین: صار تاسعهم. و تَسَعَهم: كانوا ثمانیة فأَتَّمَّهم تسْعة. و أَتْسَعُوا: كانوا ثمانیة فصاروا تسعة. و یقال: هو تاسعُ تسعةٍ و تاسعٌ ثمانیةً و تاسعُ ثمانیةٍ، و لا یجوز أَن یقال هو تاسعٌ تسعةً و لا رابعٌ أَربعةً إِنما یقال رابعُ أَربعةٍ علی الإِضافة، و لكنك تقول رابعٌ ثلاثةً، هذا قول الفراء و غیره من الحُذّاق. و التاسُوعاء: الیوم التاسع من المحرّم، و قیل هو یوم العاشُوراء، و أَظنه مُولَّداً. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: لئن بَقِیتُ إِلی قابل لأَصُومَنّ التاسع‌یعنی عاشُوراء، كأَنه تأَوّل فیه عِشْرَ الوِرْد أَنها تسعة أَیام، و العرب تقول ورَدت الماء عِشْراً، یعنون یوم التاسع و من هاهنا قالوا عِشْرِینَ، و لم یقولوا عِشْرَیْن لأَنهما عِشْرَانِ و بعضُ الثالث فجُمع فقیل عِشْرِین، و قال ابن بری: لا أَحسبهم سموا عاشوراء تاسوعاء إِلا علی الأَظْماء نحو العشر لأَن الإِبل تشرب فی الیوم التاسع و كذلك الخِمْس تشرب فی الیوم الرابع؛ قال ابن الأَثیر: إِنما قال ذلك كراهةً لموافقة الیهود فإِنهم كانوا یصومون عاشوراء و هو العاشر، فأَراد أَن یخالفهم و یصوم التاسع، قال: و ظاهر الحدیث یدل علی خلاف ما ذَكر الأَزهری من أَنه عنی عاشوراء كأَنه تأَوّل فیه عِشْر وِرْد الإِبل لأَنه قد كان یصوم عاشوراء، و هو الیوم العاشر، ثم قال: إِن بَقِیت إِلی قابل لأَصُومنّ تاسوعاء، فكیف یَعِدُ بصوم یوم قد كان یصومه؟ و التسع من أَظْماء الإِبل: أَن تَرِد إِلی تسعة أَیام، و الإِبلُ تَواسِعُ. و أتسع القوم فهم مُتسِعون إِذا وردت إِبلهم لتسعة أَیام و ثمانی لیال. و حبْلٌ مَتْسُوع: علی تِسْع قُویً. و الثَّلاثُ التُّسَعُ مثال الصُّرَدِ: اللیلة السابعة و الثامنة و التاسعة من الشهر، و هی بعد النُّفَل لأَن آخر لیلة منها هی التاسعة، و قیل: هی اللیالی الثلاث من أَوّل الشهر، و الأَوّل أَقْیَسُ. قال الأَزهری: العرب تقول فی لیالی الشهر ثلاث غُرَرٌ و بعدها ثلاث نُفَلٌ و بعدها ثلاث تُسَعٌ، سمّین تُسعاً لأَن آخرتهن اللیلة التاسعة كما قیل للثلاث بعدها: ثلاث عُشَر لأَن بادِئتَها اللیلة العاشرة. و العَشِیرُ و التَّسِیعُ: بمعنی العُشْر و التُّسْع. و التُّسْعُ، بالضم، و التَّسِیعُ: جزء من تسعة یطَّرِد فی جمیع هذه الكسورِ عند بعضهم؛ قال شمر: و لم أَسمع تَسِیعاً إِلا لأَبی زید. و تَسَعَ المالَ یَتْسَعُه: أَخذ تُسْعه. و تَسَعَ القومَ، بفتح السین أَیضاً، یَتْسَعُهم: أَخذ تُسْع أَموالهم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 35
و قوله تعالی: وَ لَقَدْ آتَیْنٰا مُوسیٰ تِسْعَ آیٰاتٍ بَیِّنٰاتٍ؛ قیل فی التفسیر: إِنها أَخْذُ آلِ فِرعون بالسِّنِینَ، و هو الجَدْب، حتی ذهبت ثِمارُهم و ذهب من أَهل البوادی مَواشِیهم، و منها إِخراج موسی، علیه السلام یدَه بیضاء للناظرین، و منها إِلقاؤه عصاه فَإِذٰا هِیَ ثُعْبٰانٌ مُبِینٌ*، و منها إِرسال الله تعالی عَلَیْهِمُ الطُّوفٰانَ وَ الْجَرٰادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفٰادِعَ وَ الدَّمَ و انْفِلاقُ البحر و من آیاته انفجار الحجر. و قال اللیث: رجل مُتَّسِع و هو المُنْكَمِشُ الماضی فی أَمره؛ قال الأَزهری: و لا أَعرف ما قال إِلا أَن یكون مُفْتَعِلًا من السَّعةِ، و إِذا كان كذلك فلیس من هذا الباب. قال: و فی نسخة من كتاب اللیث مِسْتَعٌ، و هو المُنْكَمِشُ الماضی فی أَمره، و یقال مِسْدَعٌ لغة، قال: و رجل مِسْتَعٌ أَی سریع.

تعع؛ ج8، ص: 35

: التَّعُّ: الاسْتِرْخاء. تَعَّ تَعًّا و أَتَعَّ: قاء كثَعَّ؛ عن ابن درید، قال أَبو منصور فی ترجمة ثعع: روی اللیث هذا الحرف بالتاء المثناة: تَعَّ إِذا قاء، و هو خطأٌ إِنما هو بالثاء المثلثة لا غیر من الثعْثَعةِ، و الثعْثَعةُ: كلام فیه لُثْعة، و التعْتَعةُ: الحركة العَنِیفة، و قد تَعْتَعَه إِذا عَتَلَه و أَقْلَقه. أَبو عمرو: تَعْتَعْتُ الرجلَ و تَلْتَلْتُه: و هو أَن تُقْبِلَ به و تُدْبِرَ به و تُعَنِّفَ علیه فی ذلك، و هی التعْتَعة و التلْتَلةُ أَیضاً. و‌فی الحدیث: حتی یؤخَذَ للضعیفِ حقُّه غیر مُتعتع، بفتح التاء، أَی من غیر أَن یُصِیبه أَذًی یُقْلِقُه و یُزْعِجُه. و التعْتَعُ: الفأْفاء. و التعْتعةُ فی الكلام: أَن یَعْیَا بكلامه و یتَرَدَّد من حَصْر أَو عِیٍّ، و قد تَعْتَعَ فی كلامه و تَعْتَعه العِیُّ. و منه‌الحدیث: الذی یقرأُ القرآن و یَتَتَعْتَع «1» فیه‌أَی یتردَّدُ فی قراءته و یَتَبَلَّدُ فیها لسانُه. و تُعْتِعَ فلان إِذا رُدّ علیه قولُه، و لا أَدْرِی ما الذی تَعْتَعَه. و وقَع القومُ فی تَعاتِعَ إِذا وقعوا فی أَراجِیفَ و تَخْلِیط. و تَعْتعةُ الدابةِ: ارْتِطامها فی الرمل و الخَبار و الوَحل من ذلك. و قد تَعْتَعَ البعیرُ و غیره إِذا ساخَ فی الخَبار أَی فی وُعُوثةِ الرِّمال؛ قال الشاعر: یُتَعْتِعُ فی الخَبارِ إِذا عَلاه، و یَعْثُر فی الطَّرِیقِ المُسْتَقِیمِ

تلع؛ ج8، ص: 35

: تَلَعَ النهارُ یَتْلَعُ تَلْعاً و تُلُوعاً و أَتْلَع: ارْتَفَعَ. و تَلَعَتِ الضُّحَی تُلُوعاً و أَتْلَعَت: انْبَسَطَت. و تَلَعُ الضُّحی: وقتُ تُلُوعِها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ أَنْ غَرَّدَتْ فی بَطنِ وادٍ حَمامةٌ بَكَیْتَ، و لم یَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ تَعالَیْن فی عُبْرِیّه، تَلَعَ الضُّحَی، علی فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْه السَّرائر و تَلَع الظبْیُ و الثَّوْرُ من كِناسه: أَخرج رأْسه و سَمَا بِجِیدِه. و أَتْلَع رأْسَه: أَطْلَعه فنظر؛ قال ذو الرُّمة: كما أَتْلَعَتْ، من تَحْتِ أَرْطَی صَرِیمةٍ إِلی نَبْأَةِ الصوْتِ، الظِّباءُ الكَوانِسُ و تَلَع الرجلُ رأْسَه: أَخرجه من شی‌ء كان فیه، و هو شِبْه طَلَع إِلا أَن طلَع أَعمّ. قال الأَزهری: فی كلام العرب: أَتْلَع رأْسَه إِذا أَطلَع و تَلَع الرأْسُ نفْسُه، و أَنشد بیت ذی الرمة. و الأَتْلَعُ و التَّلِعُ و التَّلِیعُ: الطویلُ، و قیل: الطویلُ العُنُقِ، و قال الأَزهری فی ترجمة بتع:
(1). قوله [و یتتعتع] كذا هو فی الأصل مضارع تتعتع خماسیاً و هو فی النهایة یتعتع مضارع تعتع رباعیاً و لعلهما روایتان
لسان العرب، ج‌8، ص: 36
و البَتِعُ الطویل العُنق، و التَّلِعُ الطویل الظهر. قال أَبو عبید: أَكثر ما یراد بالأَتلع طویل العنق، و قد تَلِعَ تَلَعاً، فهو تَلِعٌ بیّن التَّلَعِ؛ و قول غَیلانَ الرَّبَعِی: یَسْتَمْسِكُونَ، من حِذارِ الإِلْقاء، بتَلِعاتٍ كجُذُوعِ الصِّیصاء یعنی بالتّلِعات هنا سُكّانات السُّفُن؛ و قوله … من حِذار الإِلقاء أَراد من خَشْیة أَن یقَعُوا فی البحر فیَهْلِكوا؛ و قوله … كجُذُوعِ الصِّیصاء أَی أَن قُلُوعَ هذه السفینة طویلة حتی كأَنها جُذُوع الصّیصاء و هو ضرب من التمر نَخْلُه طِوالٌ. و امرأَة تَلْعاء بیِّنة التلَعِ، و عُنق أَتْلَع و تَلِیعٌ، فیمن ذكَّر: طویلٌ، و تَلْعاء فیمن أَنَّث؛ قال الأَعشی: یومَ تُبْدِی لنا قُتَیْلةُ عن جِیدٍ تَلِیعٍ، تَزِینُه الأَطْواقُ و قیل: التَّلَعُ طُوله و انْتِصابه و غِلَظُ أَصلِه و جَدْلُ أَعْلاه. و الأَتْلَع أَیضاً و التَّلِعُ: الطویل من الأدب «2»؛ قال: و عَلَّقُوا فی تَلِعِ الرأْسِ خَدِبْ و الأُنثی تَلِعةٌ و تَلْعاء. و التَّلِعُ: الكثیر التَّلَفُّت حوْله، و قیل: تَلِیعٌ و سیِّد تَلِیعٌ و تَلِعٌ: رفِیعٌ. و تَتَلَّع فی مَشْیِه و تَتالَع: مَدَّ عُنقَه و رفَع رأْسَه. و تتلَّع: مَدَّ عُنقَه للقیام. یقال: لزم فلان مكانه قعَد فما یَتتلَّع أَی فما یرفع رأْسه للنُّهوض و لا یرید البَراح. و التَّتلُّع: التقدُّم؛ قال أَبو ذؤیب: فوَرَدْنَ، و العَیُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباء فوقَ النجْمِ، لا یَتتلَّعُ قال ابن بری: صوابه خلفَ النجم، و كذلك روایة سیبویه. و‌فی حدیث علیّ: لقد أَتْلَعُوا أَعناقَهم إِلی أَمْرٍ لم یكونوا أَهلَه فوُقِصُوا دونه‌أَی رَفَعُوها. و التَّلْعةُ: أَرض مُرتفعة غَلِیظة یَتردَّدُ فیها السیْلُ ثم یَدْفع منها إِلی تَلْعةٍ أَسفل منها، و هی مَكْرَمةٌ من المَنابِت. و التَّلْعةُ: مَجْرَی الماء من أَعلی الوادی إِلی بُطون الأَرض، و الجمع التِّلاعُ. و من أَمثال العرب: فلان لا یَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة؛ یضرب للرجل الذلیل الحقیر. و‌فی الحدیث: فیجی‌ء مطر لا یُمْنَعُ منه ذَنَبُ تَلْعة؛ یرید كثرته و أَنه لا یخلو منه موضع. و‌فی الحدیث: لیَضْرِبَنَّهم المؤمنون حتی لا یَمنَعُوا ذنَبَ تَلْعة.ابن الأَعرابی: و یقال فی مثل: ما أَخاف إِلا من سیْل تَلْعَتی أَی من بنی عمی و ذوی قرابَتی، قال: و التَّلْعَةُ مَسیلُ الماء لأَن من نزل التلْعة فهو علی خَطَر إِن جاء السیلُ جرَفَ به، قال: و قال هذا و هو نازل بالتلعة فقال: لا أَخاف إِلَّا من مَأْمَنی. و قال شمر: التِّلاعُ مَسایِلُ الماء یسیل من الأَسْناد و النِّجاف و الجبال حتی یَنْصَبَّ فی الوادی، قال: و تَلْعة الجبل أَن الماء یجی‌ء فیخُدُّ فیه و یحْفِرُه حتی یَخْلُصَ منه، قال: و لا تكون التِّلاع إِلا فی الصحاری، قال: و التلْعة ربما جاءت من أَبْعَد من خمسة فراسخ إِلی الوادی، فإِذا جرت من الجبال فوقعت فی الصَّحاری حفرت فیها كهیئة الخَنادق، قال: و إِذا عظُمت التلْعة حتی تكون مثل نصف الوادی أَو ثُلُثَیْه فهی مَیْثاء. و‌فی حدیث الحجاج فی صفة المطر: و أَدْحَضت التِّلاعَ‌أَی جعلَتْها زَلَقاً تَزْلَق فیها الأَرجُل. و التلْعةُ: ما انهَبط من الأَرض، و قیل: ما ارْتَفَع، و هو من الأَضْداد، و قیل: التَّلْعةُ مثل الرَّحَبةِ، و الجمع من كل ذلك تَلْعٌ و تِلاعٌ؛ قال عارِق الطائی:
(2). قوله [من الأدب] هكذا فی الأصل و لعلها من الآدمی
لسان العرب، ج‌8، ص: 37
و كُنَّا أُناساً دائِنینَ بغِبْطةٍ، یَسِیلُ بِنا تَلْعُ المَلا و أَبارِقُهْ و قال النابغة: عَفا ذو حُساً من فَرْتَنی فالفَوارِعُ، فَجَنْبا أَرِیكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ حكی ابن بری عن ثعلب قال: دخلت علی محمد بن عبد الله بن طاهر و عنده أَبو مُضَر أَخو أَبی العَمَیْثَلِ الأَعرابی فقال لی: ما التَّلْعةُ؟ فقلت: أَهل الروایة یقولون هو من الأَضداد یكون لما عَلا و لما سَفَل؛ قال الراعی فی العلو: كدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلی تَلْعةٍ، غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولا و قال زهیر فی الانهباط: و إِنی مَتی أَهْبِطْ من الأَرضِ تَلْعةً، أَجِدْ أَثَراً قَبْلی جَدِیداً و عافِیا قال: و لیس كذلك إِنما هی مَسِیل ماء من أَعلی الوادی إِلی أَسفله، فمرة یُوصَفُ أَعلاها و مرة یوصف أَسفلها. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَبْدُو «1» إِلی هذه التِّلاع؛ قیل فی تفسیره: هو من الأَضداد یقع علی ما انحدر من الأَرض و أَشْرَفَ منها. و فلان لا یُوثَقُ بسَیْل تَلْعَته: یوصف بالكذب أَی لا یوثقُ بما یقول و ما یجی‌ء به. فهذه ثلاثة أَمثال جاءت فی التلْعةِ؛ و قول كثیِّر عَزَّةَ: بكلِّ تِلاعةٍ كالبَدْرِ لَمّا تَنَوَّرَ، و اسْتَقَلَّ علی الحِبالِ قیل فی تفسیره: التِّلاعةُ ما ارتفع من الأَرض شبَّه الناقة به، و قیل: التلاعةُ الطویلةُ العُنُقِ المرتفِعَتُه و الباب واحد. و تَلْعَةُ: موضع؛ قال جریر: أَلا رُبَّما هاجَ التذَكُّرُ و الهَوَی، بتَلْعةَ، إِرْشاشَ الدُّموعِ السَّواجِم و قال أَیضاً: و قد كان فی بَقْعاء رِیٌّ لِشائكُمْ، و تَلْعةَ و الجَوْفاء یَجْرِی غَدِیرُها و یروی: و تَلْعةُ و الجوفاءُ یجری غدیرها أَی یَطَّرِدُ عند هُبوب الرِّیح. و مُتالِعٌ، بضم المیم: جبل؛ قال لبید: دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ بالحِبْسِ، بین البیدِ و السُّوبانِ و قال ابن بری عجزه: فتَقادَمَت بالحبْس فالسوبانِ أَراد المَنازِل فحذف و هو قبیح. قال الأَزهری: مُتالع جبل بناحیة البحرین بین السَّوْدةِ و الأَحْساء، و فی سَفْح هذا الجبل عین یَسیح ماؤه یقال له عین مُتالع. و التَّلَعُ شبیه بالتَّرَع: لُغَیّةٌ أَو لُثْغة أَو بدل. و رجل تَلِعٌ: بمعنی التَّرِعِ.

توع؛ ج8، ص: 37

: تاعَ اللِّبَأَ و السَّمْن یَتوعه توْعاً إِذا كسره بقِطعة خبز أَو أَخذه بها. حكی الأَزهری عن اللیث قال: التوْعُ كَسْرُك لِبأً أَو سَمناً بكِسْرة خبز ترفَعُه بها، تقول منه: تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً.
(1). قوله [كان یبدو] یعنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كما فی هامش النهایة
لسان العرب، ج‌8، ص: 38‌

تیع؛ ج8، ص: 38

: التَّیْعُ: ما یَسیل علی وجه الأَرض من جَمَد ذائب و نحوه؛ و شی‌ء تائع مائع. و تاعَ الماءُ یَتِیعُ تَیْعاً و تَوْعاً، الأَخیرة نادرة، و تَتَیَّعَ كلاهما: انبسط علی وجه الأَرض. و أَتاعَ الرجلُ إِتاعة، فهو مُتِیع: قاء. و أَتاع قَیْأَه و أَتاعَ دَمَه فتاعَ یَتِیعُ تُیُوعاً. و تاعَ القَیْ‌ءُ یَتِیع تَوْعاً أَی خرج، و القَی‌ءُ مُتاعٌ؛ قال القُطامی و ذكر الجراحات: فظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَیْدی كُلُوماً، تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتاعا و تاعَ السُّنْبُلُ: یَبِس بعضُه و بعضُه رَطْب، و الریحُ تَتَّایَعُ بالیَبِیسِ؛ قال أَبو ذؤیب یذكر عَقْره ناقة و أَنها كاسَتْ فخَرَّتْ علی رأْسها: و مُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فخَرّتْ، كما تَتَّایَعُ الرِّیحُ بالقَفْلِ قال الأَزهری: یقال اتَّایَعَتِ الریحُ بورق الشجر إِذا ذهَبت به، و أَصله تَتایَعت به. و القَفْلُ: ما یَبِسَ من الشجر. و التَّتایُع فی الشی‌ء و علی الشی‌ء: التَّهافُت فیه و المُتایَعةُ علیه و الإِسْراعُ إِلیه. یقال: تَتایَعُوا فی الشرّ إِذا تَهافَتُوا و سارَعُوا إِلیه. و السكْرانُ یَتَتایَعُ أَی یَرْمِی بنفسه. و‌فی حدیثه، صلی الله علیه و سلم: ما یحمِلُكم علی أَن تَتایَعُوا «1» فی الكَذِب كما یَتتایَعُ الفَراشُ فی النار؟التَّتایُعُ: الوقوع فی الشرّ من غیر فِكْرةٍ و لا رَوِیّةٍ و المُتایَعةُ علیه، و لا یكون فی الخیْر. و یقال فی التَّتایُع: إِنه اللَّجاجةُ، قال الأَزهری: و لم نسمع التَّتایُع فی الخیر و إِنما سمعناه فی الشر. و التتایُع: التهافُت فی الشر و اللَّجاج و لا یكون التتایع إِلا فی الشرّ؛ و منه‌قول الحسن بن علی، رضوان الله علیهما: إِنَّ علیّاً أَراد أَمْراً فتَتایَعَتْ علیه الأُمور فلم یَجِد مَنْزَعاً، یعنی فی أَمْرِ الجَمَل. و فلان تَیِّعٌ و مُتتیِّعٌ أَی سریع إِلی الشر، و قیل: التتایُع فی الشر كالتتایُع فی الخیر. و تَتایَعَ الرجل: رمی بنفسه فی الأَمر سریعاً. و تَتایَعَ الحَیْرانُ: رَمی بنفسه فی الأَمر سریعاً من غیر تثبُّت. و‌فی الحدیث: لما نزل قوله تعالی: وَ الْمُحْصَنٰاتُ مِنَ النِّسٰاءِ، قال سَعْد بنُ عُبادة: إِنْ رأَی رجل مع امرأَته رجلًا فیَقْتُله تَقْتُلونه، و إِن أَخْبر یُجْلَد ثمانین جَلْدة، أَ فلا نَضْرِبه بالسیف؟ فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: كفی بالسیف شا؛ أَراد أَن یقول شاهداً فأَمسك‌ثم قال: لو لا أَن یَتتایَعَ فیه الغَیْرانُ و السّكْرانُ، و جواب لو لا محذوف أَراد لو لا تَهافُتُ الغَیْرانِ و السكْرانِ فی القَتْل لتَمَّمْتُ علی جعله شاهداً أَو لحكَمْت بذلك، و قوله لو لا أَن یتتایع فیه الغیران و السكران أَی یَتهافَت و یقع فیه. و قال ابن شمیل: التتایُع ركوب الأَمر علی خلاف الناس. و تَتایَعَ الجملُ فی مَشْیِه فی الحر إِذا حرَّك أَلواحه حتی یكاد یَنْفَكُّ. و التِّیعةُ، بالكسر: الأَربعون من غَنَم الصدَقة، و قیل: التیعة الأَربعون من الغنم من غیر أَن یُخص بصدقة و لا غیرها. و‌فی الحدیث: أَنه كتَب لوائل بنُ حجر كتاباً فیه علی التِّیعةِ شاةٌ و التِّیمةُ لصاحبها؛ قال الأَزهری: قال أَبو عبید التِّیعةُ الأَربعون من الغنم لم یزد علی هذا التفسیر، و التِّیمة مذكورة فی موضعها، قال: و التیعة اسم لأَدنی ما یجب فیه الزكاة من الحیوان، و كأَنها الجملة التی للسُّعاة علیها سَبِیل من تاعَ یَتِیعُ إِذا ذهَب إِلیه كالخمس من الإِبل
(1). قوله [أن تتایعوا] أصله بثلاث تاءات حذف إحداها كالواجب كما یستفاد من هامش النهایة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 39
و الأَربعین من الغنم. و قال أَبو سعید الضریر: التِّیعةُ أَدنی ما یجب من الصدقة كالأَربعین فیها شاة و كخمس من الإِبل فیها شاة، و إِنما تَیَّعَ التِّیعةَ الحَقُّ الذی وجب للمصدِّق فیها لأَنه لو رامَ أَخْذ شی‌ء منها قبل أَن یبلُغ عددها ما یجب فیه التِّیعةُ لمنَعَه صاحبُ المال، فلما وجَب فیه الحق تاعَ إِلیه المصدِّق أَی عَجِل، و تاعَ رَبُّ المال إِلی إِعْطائه فجاد به، قال: و أَصله من التَّیْعِ و هو القَیْ‌ءُ. یقال: أَتاعَ قَیْأَه فَتاعَ. و حكی شمر عن ابن الأَعرابی قال: التِّیعة لا أَدری ما هی، قال: و بلغنا عن الفراء أَنه قال: التیعة من الشاء القِطْعة التی تجب فیها الصدقة ترعی حول البیوت. ابن شمیل: التیْعُ أَن تأْخذ الشی‌ء بیدك، یقال: تاعَ به یَتِیع تَیْعاً و تَیَّع به إِذا أَخذه بیده؛ و أَنشد: أَعْطَیْتُها عُوداً و تِعْتُ بتَمْرةٍ، و خَیْرُ المَراغِی، قد عَلِمْنا، قِصارُها قال: هذا رجل یزعم أَنه أَكل رَغْوة مع صاحبة له فقال: أَعطیتها عُوداً تأْكل به و تِعْت بتمرة أَی أَخَذْتها آكُل بها. و المِرْغاة: العود أَو التمر أَو الكسرة یُرْتَغی بها، و جمعه المَراغِی. قال الأَزهری: رأَیته بخط أَبی الهیثم: و تِعْت بتمرة، قال: و مثل ذلك و تَیَّعْتُ بها، و أَعطانی تمرة فتِعْت بها و أَنا فیه واقف، قال: و أَعطانی فلان درهماً فتِعت به أَی أَخذته، الصواب بالعین غیر معجمة. و قال الأَزهری فی آخر هذه الترجمة: الیَتُوعاتُ كل بقلة أَو ورقة إِذا قُطِعَت أَو قُطِفَت ظهر لها لبن أَبیض یَسِیل منها مثلُ ورَق التین و بُقُول أُخر یقال لها الیَتُوعات. حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: تُعْ تُعْ إِذا أَمرته بالتواضُع. و تتایَعَ القومُ فی الأَرض أَی تَباعَدوا فیها علی عَمًی و شِدَّة. قال ابن الأَعرابی: التاعةُ الكُتْلةُ من اللِّبَإِ الثَّخینةُ. و فی نوادر الأَعراب: تتیَّع عَلَیّ فلان، و فلان تَیَّعانُ و تَیِّعانُ و تَیَّحانُ و تَیِّحانُ و تیِّعٌ و تَیّحٌ و تَیَّقانُ و تَیِّقٌ مثله.

فصل الثاء؛ ج8، ص: 39

ثرع؛ ج8، ص: 39

: ابن الأَعرابی: ثَرِعَ الرجلُ إِذا طَفَّلَ علی قَوْم.

ثطع؛ ج8، ص: 39

: الثَّطَعُ: الزُّكام، و قیل هو مثل الزُّكام، و الثُّطاعِیُّ مأْخوذ منه، و قد ثُطِعَ الرجل، علی ما لم یسم فاعله، فهو مَثْطُوع أَی زُكِمَ، و قیل هو مثل الزُّكام و السُّعال. و ثَطَعَ ثَطْعاً: أَبْدَی، و لیس بثبَت.

ثعع؛ ج8، ص: 39

: ثَعَعْتُ ثَعًّا و ثَعَعاً: قِئْتُ. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة أَتَتِ النبیَّ، صلی اللَّه علیه و سلم، فقالت: یا رسول الله إِنّ ابنی هذا به جُنون یُصِیبه بالغَداء و العَشاء، فمسح رسول اللَّه، صلی الله علیه و سلم، صدره و دعا له فَثَعَّ ثعَّةً فخرج من جَوْفه جَرْوٌ أَسود فَسَعَی فی الأَرض، قال أَبو عبید: ثَعَّ ثَعَّة أَی قاء قاءة، و الثَّعَّة المرَّة الواحدة. و ثَعَعتُ أَثِعُّ، بكسر الثاء، ثَعًّا كَثَعِعْتُ، عن ابن الأَعرابی. قال ابن بری: ثَعَعْتُ أَثِعُّ ثَعًّا و ثَعَعاً، عن ابن الأَعرابی، قال الشاعر: یَعُودُ فی ثَعِّه حِدْثانَ موْلِدِه، و إِنْ أَسَنَّ تَعَدَّی غیرَه كَلِفا و قال ابن درید: ثع و تع سَواء، و هی مذكورة فی التاء، و قال أَبو منصور: إِنما هی بالثاء المثلثة لا غیر، و قد رواها اللیث بالتاء، و هو خطأٌ، و قد ذكرنا
لسان العرب، ج‌8، ص: 40
نص لفظه فی ترجمة تعع فی فصل التاء، قال: و هو من الثَّعْثَعةِ، و الثعْثَعة: كلام فیه لُثْغة. و انْثَعّ القَیْ‌ءُ و انْتَعَّ من فِیه انْثِعاعاً: اندَفَع. و انْثَعَّ مَنْخَراه: هُرِیقا دماً، و كذلك الدم من الجُرح أَیضاً و من الأَنف، ابن الأَعرابی: یقال ثَعَّ یَثِعُّ و انْثَعَّ یَنْثَعَّ و انْتَعَّ ینتعُّ و هاعَ و أَثاعَ كلُّه إِذا قاء. و الثعْثعةُ: حكایة صوت القالِس، و قد تَثَعْثع بقَیْئه و تَثَعْثَعَه، و الثعْثعةُ: كلام رجل تَغْلِب علیه الثاء و العین، و قیل: هو الكلام الذی لا نظام له. و الثَّعْثَعُ: اللُّؤلؤ. و یقال للصدَفِ ثَعْثَعٌ، و للصوف الأَحمر ثَعثع أَیضاً، قال الأَزهری فی خطبته فیما عَثَر فیه علی غلَطِ أَحمدَ البُشْتیِّ أَنه ذكر أَن أَبا تراب أَنشد: إِن تَمْنَعِی صَوْبَكِ صوبَ المَدْمَعِ، یَجْرِی عَلَی الخَدّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ فقیَّد البُشْتی: الثعْثع، بكسر الثاءین، بخطه ثم فسر ضئْبَ الثعْثع أَنه شی‌ء له حب یُزْرع فأَخْطأَ فی كسر الثاءین و فی التفسیر، و الصواب: الثعثع، بفتح الثاءین، و هو صدَف اللؤلؤ، قال ذلك أَحمد بن یحیی و محمد بن یزید المبرد.

ثلع؛ ج8، ص: 40

: هذه ترجمة انفرد بها الجوهری و ذكرها بالمعنی لا بالنص فی ترجمة ثلغ فی حرف الغین المعجمة فقال: هنا ثَلَعْتُ رأْسه أَثْلَعُه ثَلْعاً أَی شَدَخْتُه. و المُثَلَّعُ: المُشَدَّخُ من البُسْر و غیره.

ثوع؛ ج8، ص: 40

: ابن الأَعرابی: ثُعْ ثُعْ إِذا أَمرتَه بالانبساط فی البلاد فی طاعة. و الثُّوَعُ: شجر من أَشجار البلاد عظام تَسْمُو له ساق غلیظة و عَناقِیدُ كعناقِید البُطْم، و هو مما تَدُوم خُضرته، و ورقه مثل ورق الجوز، و هو سَبْطُ الأَغْصان و لیس له حَمْل و لا یُنْتفع به فی شی‌ء، واحدته ثُوَعَةٌ؛ قال الدِّینَوَرِی: الثُّعَبةُ شجرة تشبه الثُّوَعَة. و حكی الأَزهری عن أَبی عمرو: الثّاعِی القاذِفُ، و عن ابن الأَعرابی: الثاعةُ القَذَفةُ، و ذكر ابن بری أَنّ ابن خالویه حكی عن العامری: أَن الثّواعةَ الرجل النحْسُ الأَحْمَقُ.

ثیع؛ ج8، ص: 40

: قال ابن سیدة: ثاعَ الماءُ، و قال غیره: ثاعَ الشی‌ءُ یَثِیعُ و یثَاعُ ثَیْعاً و ثَیَعاناً سال.

فصل الجیم؛ ج8، ص: 40

جبع؛ ج8، ص: 40

: الجُبَّاع: سَهْم صغیر یَلْعَب به الصبیان یجعلون علی رأْسه تَمرة لئلا یَعْقِر؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و لا أَحقُّها و إِنما هو الجُمّاحُ و الجُمّاعُ، و امرأَة جُبّاعٌ و جُبَّاعةٌ: قصیرة شبهوها بالسهم القصیر؛ قال ابن مقبل: و طَفْلة غَیْر جُبّاعٍ و لا نَصَفٍ، من دَلِّ أَمْثالِها بادٍ و مَكْتُومُ أَی غیر قصیرة؛ كذا رواه الأَصمعی غیر جُبَّاع، و الأَعرف غیر جُبّاء.

جحلنجع؛ ج8، ص: 40

: حكی الأَزهری عن الخلیل بن أَحمد قال: الرباعی یكون اسماً و یكون فعلًا، و أَما الخماسی فلا یكون إِلَّا اسماً، و هو قول سیبویه و من قال بقوله. و قال أَبو تراب: كنت سمعت من أَبی الهمیسع حرفاً، و هو جَحْلَنْجَع، فذكرته لشمر بن حمدویه و تبرأْت إِلیه من معرفته و أَنشدته فیه ما كان أَنشدنی، قال: و كان أَبو الهمیسع ذكر أَنه من أَعراب مَدْیَنَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 41
و كنا لا نكاد نفهم كلامه و كتبه شمر و الأَبیات التی أَنشدنی: إِن تَمْنَعِی صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ، یَجْرِی علی الخَدِّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ و طَمْحةٍ صَبِیرُها جَحْلَنْجَعِ، لم یَحْضُها الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ قال: و كان یسمِّی الكُورَ المِحْضَی. و قال الأَزهری عن هذه الكلمة و ما بعدها فی أَوّل باب الرباعی من حرف العین: هذه حروف لا أَعرفها و لم أَجد لها أَصلًا فی كتب الثقات الذین أَخذوا عن العرب العارِبة ما أَوْدَعُوا كتبهم، و لم أَذكرها و أَنا أَحقُّها، و لكنی ذكرتها اسْتِنْداراً لها و تَعَجُّباً منها و لا أَدری ما صحّتها، و لم أَذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلَّا لئلا یذكرها ذاكر أَو یسمعها سامع فیظنّ بها غیر ما نقلت فیها، و الله أَعلم.

جدع؛ ج8، ص: 41

: الجَدْعُ: القَطْعُ، و قیل: هو القطع البائن فی الأَنف و الأُذن و الشَّفةِ و الید و نحوها، جَدَعَه یَجْدَعُه جَدْعاً، فهو جادِعٌ. و حمار مُجَدَّع: مَقْطُوع الأُذن؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِیّ: أَتانِی كلامُ التَّغْلَبیّ بن دَیْسَقٍ، ففی أَیِّ هذا، وَیْلَه، یَتَترَّعُ؟ یقول الخَنی، و أَبغَضُ العُجْمِ، ناطِقاً إِلی ربه، صوتُ الحِمارِ الیُجَدَّعُ أَراد الذی یُجدَّع فأدخل اللام علی الفعل المضارع لمضارعة اللام الذی كما تقول هو الیَضْرِبُك، و هو من أَبیات الكتاب و قال أَبو بكر بن السراج: لما احتاج إِلی رفع القافیة قلب الاسم فعلًا و هو من أَقبح ضرورات الشعر، و هذا كما حكاه الفراء من أَن رجلًا أَقبل فقال آخر:ها هو ذا، فقال السامع: نِعْمَ الها هو ذا، فأَدخل اللام علی الجملة من المبتدإِ و الخبر تشبیهاً له بالجملة المركبة من الفعل و الفاعل؛ قال ابن بری: لیس بیتُ ذی الخِرَق هذا من أَبیات الكتاب كما ذكر الجوهری و إِنما هو فی نوادر أَبی زید. و قد جَدِعَ جَدَعاً، و هو أَجْدَعُ بیِّن الجَدَعِ، و الأُنثی جَدْعاء؛ قال أَبو ذؤیب یصف الكلاب و الثور: فانْصاعَ من حَذرٍ و سَدَّ فُروجَه غُبْرٌ ضَوارٍ: وافِیانِ و أَجْدَعُ أجْدع أَی مَقْطوع الأُذن. وافیانِ: لم یُقْطع من آذانهما شی‌ء، و قیل: لا یقال جَدِعَ و لكن جُدِعَ من المَجْدُوع. و الجَدَعةُ: ما بَقِی منه بعد القَطْع. و الجَدَعةُ: موضع الجَدْع، و كذلك العَرَجةُ من الأَعْرج، و القَطَعة من الأَقْطَع. و الجَدْعُ: ما انقطع من مَقادِیم الأَنف إِلی أَقْصاه، سمی بالمصدر. و ناقة جَدْعاء: قُطِع سُدسُ أُذنها أَو ربعها أَو ما زاد علی ذلك إِلی النصف. و الجَدْعاء من المعَز: المَقْطوع ثلث أُذنها فصاعداً، و عم به ابن الأَنباری جمیع الشاء المُجَدَّع الأُذن. و فی الدعاء علی الإِنسان: جَدْعاً له و عَقْراً؛ نصبوها فی حدّ الدعاء علی إِضمار الفعل غیر المستعمل إِظهاره، و حكی سیبویه: جَدَّعْتُه تَجْدیعاً و عَقَّرْتُه قلت له ذلك، و هو مذكور فی موضعه؛ فأَمّا قوله: تَراه كأَنَّ اللهَ یَجْدَعُ أَنْفَه و عَیْنَیْه، إِنْ مَولاه ثابَ له وَفْرُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 42
فعلی قوله: یا لَیْتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقَلِّداً سَیْفاً و رُمْحا إِنما أَراد و یفقأُ عینیه؛ و استعار بعضُ الشُّعراء الجَدْعَ و العِرْنینَ للدّهْر فقال: و أَصبَح الدهْرُ ذُو العِرْنِینِ قد جُدِعا و الأَعرف: و أَصبحَ الدهرُ ذو العلَّاتِ قد جُدعا و جَداعِ: السَّنةُ الشدیدة تذهب بكل شی‌ء كأَنها تَجْدَعُه؛ قال أَبو حَنْبل الطائی: لقد آلیْتُ أَغْدِر فی جَداعِ، و إِنْ مُنِّیتُ، أُمّاتِ الرِّباعِ و هی الجَداعُ أَیضاً غیر مبنیة لمكان الأَلف و اللام. و الجَداعُ: الموت لذلك أَیضاً. و المُجادعةُ: المُخاصمةُ. و جادَعَه مُجادَعة و جِداعاً: شاتَمَه و شارَّه كأَنَّ كل واحد منهما جَدَع أَنف صاحبه؛ قال النابغة الذُّبْیانی: أَقارعُ عَوْفٍ، لا أُحاوِلُ غیرَها، وجُوهُ قُرودٍ، تَبْتَغِی من تُجادِعُ و كذلك التّجادُع. و یقال: اجْدَعْهم بالأَمر حتی یَذِلُّوا؛ حكاه ابن الأَعرابی و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَنه علی المثل أَی اجدع أُنوفهم. و حكی عن ثعلب: عام تَجَدَّعُ أَفاعِیه و تجادَعُ أَی یأْكل بعضها بعضاً لشدّته، و كذلك تركت البلاد تَجَدَّعُ و تَجادَعُ أَفاعیها أَی یأْكل بعضها بعضاً، قال: و لیس هناك أَكل و لكن یرید تقَطَّعُ. و قال أَبو حنیفة: المُجَدَّعُ من النبات ما قُطع من أَعلاه و نَواحِیه أَو أُكل. و یقال: جَدَّع النباتَ القَحْطُ إِذا لم یَزْكُ لانْقِطاع الغَیْثِ عنه؛ و قال ابن مقبل: و غَیْث مَریع لم یُجَدَّعْ نَباتُه و كَلأٌ جُداعٌ، بالضم، أَی دَوٍ؛ قال رَبیعةُ بن مَقْرُوم الضَّبِّیّ: و قد أَصِلُ الخَلِیلَ و إِن نآنی، و غِبَّ عَداوتی كَلأٌ جُداعُ قال ابن بری: قوله … كَلأٌ جُداع أی یَجْدَعُ مَن رَعاه؛ یقول: غِبّ عَداوتی كَلأٌ فیه الجَدْع لمن رعاه، و غب بمعنی بعد. و جَدِعَ الغلامُ یَجْدَعُ جَدَعاً، فهو جَدِعٌ: ساء غِذاؤه؛ قال أَوْس بن حَجَر: و ذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها، تُصْمِتُ بالماء تَوْلَباً جَدِعا و قد صحّف بعض العلماء هذه اللفظة، قال الأَزهری فی أَثناء خطبة كتابه: جمع سلیمان بن علی الهاشمیّ بالبصرة بین المُفَضَّل الضبّیّ و الأَصمعی فأَنشد المفضَّل: و ذات هدم …، و قال آخر البیت: … جَذَعا، ففَطِن الأَصمعی لخَطئه، و كان أَحدَثَ سِنّاً منه، فقال له: إِنما هو تولباً جَذَعا، و أَراد تقریره علی الخطإ فلم یَفْطَن المفضل لمراده، فقال: و كذلك أَنشدته، فقال له الأَصمعی حینئذ: أَخطأْت إِنما هو: … تَوْلباً جَدِعا، فقال له المفضل: جذعا جذعا، و رفع صوته و مدّه، فقال له الأَصمعی: لو نفَخْت فی الشَّبُّور ما نفعك، تكلم كلام النمل و أَصبْ، إِنما هو: جَدِعا، فقال سلیمان بن علی: من تَخْتارانِ أَجعله بینكما؟ فاتفقا علی غلام من بنی أَسد حافظ للشعر فأُحْضِر، فعرَضا علیه ما اختلفا فیه فصدَّق الأَصمعی و صوّب
لسان العرب، ج‌8، ص: 43
قوله، فقال له المفضل: و ما الجَدِعُ؟ فقال: السیّ‌ء الغِذاء. و أَجدَعَه و جَدَّعَه: أَساء غذاءه. قال ابن بری: قال الوزیر: جَدِعٌ فَعِلٌ بمعنی مَفْعول، قال: و لا یعرف مثله. و جَدِعَ الفَصِیلُ أَیضاً: ساء غِذاؤُه. و جَدِعَ الفَصِیلُ أَیضاً: رُكِب صغیراً فوَهَن. و جَدَعْتُه أَی سجنْتُه و حبستُه، فهو مَجْدوع؛ و أَنشد: كأَنه من طول جَدْعِ العَفْسِ و بالذال المعجمة أَیضاً، و هو المحفوظ. و جَدَعَ الرجلُ عِیالَه إِذا حَبس عنهم الخیر. قال أَبو الهیثم: الذی عندنا فی ذلك أَنَّ الجَدْعَ و الجَذْعَ واحد، و هو حَبْسُ من تَحْبِسه علی سُوءِ ولائه و علی الإِذالةِ منك له؛ قال: و الدلیل علی ذلك بیت أَوس: تُصْمِت بالماء تَوْلباً جَدِعا قال: و هو من قولك جَدَعْتُه فجَدِع كما تقول ضرَب الصَّقِیعُ النباتَ فضَرِبَ، و كذلك صَقَع، و عَقَرْتُه فَعَقِر أَی سقَط؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: حَبَلَّق جَدَّعه الرِّعاء و یروی: … أَجْدَعَه …، و هو إِذا حبَسه علی مَرْعی سَوْء، و هذا یقوّی قول أَبی الهیثم. و الجَنادِعُ: الأَحْناشُ، و یقال: هی جَنادِبُ تكون فی جِحَرةِ الیَرابِیعِ و الضِّباب یَخرُجْن إِذا دَنا الحافر من قَعْر الجُحْر. قال ابن بری: قال أَبو حنیفة الجُنْدَب الصغیر یقال له جُنْدع، و جمعه جَنادِعُ؛ و منه قول الراعی: بحَیٍّ نُمَیْرِیٍّ علیه مَهابةٌ بِجَمْع، إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا و منه قیل: رأَیت جَنادِعَ الشرِّ أَی أَوائلَه، الواحدة جُنْدُعةٌ، و هو ما دَبَّ من الشرّ؛ و قال محمد بن عبد الله الأَزْدیّ: لا أَدْفَعُ ابنَ العَمِّ یَمْشِی علی شَفاً، و إِن بَلَغَتْنی مِنْ أَذاه الجَنادِعُ و ذاتُ الجَنادِعِ: الداهیةُ. الفرّاء: یقال هو الشیطان و المارِدُ و المارِجُ و الأَجْدَعُ.روی عن مسروق أَنه قال: قدمت علی عمر فقال لی: ما اسمُك؟ فقلت: مَسروقُ بن الأَجْدَع، فقال: أَنت مسروق بن عبد الرحمن، حدثنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنَّ الأَجدع شیطان، فكان اسمُه فی الدیوان مسروق بن عبد الرحمن.و عبد الله بن جُدْعانَ «2» و أَجْدَعُ و جُدَیْعٌ: اسمانِ. و بنو جَدْعاءَ: بطن من العرب، و كذلك بنو جُداع و بنو جُداعةَ.

جذع؛ ج8، ص: 43

: الجَذَعُ: الصغیر السن. و الجَذَعُ: اسم له فی زمن لیس بسِنٍّ تنبُت و لا تَسْقُط و تُعاقِبُها أُخری. قال الأَزهری: أَما الجَذَع فإِنه یَختلف فی أَسنان الإِبل و الخیل و البقر و الشاء، و ینبغی أَن یفسر قول العرب فیه تفسیراً مُشْبعاً لحاجة الناس إِلی مَعرِفته فی أَضاحِیهم و صَداقاتهم و غیرها، فأَما البعیر فإِنه یُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام و دخوله فی السنة الخامسة، و هو قبْلَ ذلك حِقٌّ؛ و الذكر جَذَعٌ و الأُنثی جَذَعةٌ و هی التی أَوجبها النبی، صلی الله علیه و سلم، فی صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ ستِّین، و لیس فی صدَقات الإِبل سنٌّ فوق الجَذَعة، و لا یُجزئ الجَذَعُ من الإِبلِ فی الأَضاحِی. و أَما الجَذَع فی الخیل فقال ابن الأَعرابی: إِذا استَتمَّ الفرس سنتین و دخل فی الثالثة فهو جذع، و إِذا استتم الثالثة
(2). كذا بالأَصل، و فی القاموس: و عبد الله بن جدعان جواد معروف.
لسان العرب، ج‌8، ص: 44
و دخل فی الرابعة فهو ثَنِیٌّ، و أَما الجَذَعُ من البقر فقال ابن الأَعرابی: إِذا طلَع قَرْنُ العِجْل و قُبِض علیه فهو عَضْبٌ، ثم هو بعد ذلك جذَع، و بعده ثَنِیٌّ، و بعده رَباعٌ، و قیل: لا یكون الجذع من البقر حتی یكون له سنتانِ و أَوّل یوم من الثالثة، و لا یجزئ الجذع من البقر فی الأَضاحی. و أَما الجَذَعُ من الضأْن فإِنه یجزئ فی الضحیة، و قد اختلفوا فی وقت إِجذاعه، فقال أَبو زید: فی أَسنان الغنم المِعْزی خاصّة إِذا أَتی علیها الحول فالذكر تَیْسٌ و الأُنثی عَنْز، ثم یكون جذَعاً فی السنة الثانیة، و الأُنثی جذعة، ثم ثَنِیّاً فی الثالثة ثم رَباعیّاً فی الرابعة، و لم یذكر الضأْن. و قال ابن الأَعرابی: الجذع من الغنم لسنة، و من الخیل لسنتین، قال: و العَناقُ تُجْذِعُ لسنة و ربما أَجذعت العَناق قبل تمام السنة للخِصْب فتَسْمَن فیُسْرِع إِجذاعها، فهی جَذَعة لسنة، و ثَنِیَّة لتمام سنتین: و قال ابن الأَعرابی فی الجذع من الضأْن: إِن كان ابن شابَّیْن أَجْذَعَ لستة أَشهر إِلی سبعة أَشهر، و إِن كان ابن هَرِمَیْن أَجْذَعَ لثمانیة أَشهر إِلی عشرة أَشهر، و قد فَرَق ابن الأَعرابیّ بین المعزی و الضأْن فی الإِجْذاع، فجعل الضأْن أَسْرعَ إِجذاعاً. قال الأَزهری: و هذا إِنما یكون مع خِصب السنة و كثرة اللبن و العُشْب، قال: و إِنما یجزئ الجذع من الضأْن فی الأَضاحی لأَنه یَنْزُو فیُلْقِحُ، قال: و هو أَوّل ما یستطاع ركوبه، و إِذا كان من المعزی لم یُلقح حتی یُثْنی، و قیل: الجذع من المعز لسنة، و من الضأْن لثمانیة أَشهر أَو تسعة. قال اللیث: الجذع من الدوابِّ و الأَنعام قبل أَن یُثْنی بسنة، و هو أَول ما یستطاع ركوبه و الانتفاعُ به. و‌فی حدیث الضحیة: ضَحَّیْنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بالجَذَع من الضأْن و الثنیّ من المعز.و قیل لابنة الخُسِّ: هل یُلْقِحُ الجَذَع؟ قالت: لا و لا یَدَعْ، و الجمع جُذعٌ «1» و جُذْعانٌ و جِذْعانٌ و الأُنثی جَذَعة و جَذعات، و قد أَجْذَعَ، و الاسم الجُذُوعةُ، و قیل: الجذوعة فی الدواب و الأَنعام قبل أَن یُثْنی بسنة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا رأَیت بازِلًا صارَ جَذَعْ فاحْذر، و إِن لم تَلْقَ حَتْفاً، أَن تَقَعْ فسره فقال: معناه إِذا رأَیت الكبیر یَسْفَه سَفَه الصغیر فاحْذَرْ أَن یقَعَ البلاءَ و یَنزل الحَتْفُ؛ و قال غیر ابن الأَعرابی: معناه إِذا رأَیت الكبیر قد تحاتَّتْ أَسنانه فذهبت فإِنه قد فَنِیَ و قَرُب أَجَلُه فاحذر، و إِن لم تَلْق حَتْفاً، أَن تَصیر مثلَه، و اعْمَلْ لنفسك قبل الموت ما دُمْت شابّاً. و قولهم: فلان فی هذا الأَمر جَذَعٌ إِذا كان أَخذ فیه حدیثاً. و أَعَدْتُ الأَمْرَ جَذعاً أَی جَدِیداً كما بَدَأَ. و فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَی بُدئ. و فَرَّ الأَمرَ جذَعاً أَی أَبْدَأَه. و إِذا طُفِئتْ حَرْبٌ بین قوم فقال بعضهم: إِن شئتم أَعَدْناها جَذَعةً أَی أَوّلَ ما یُبتَدَأُ فیها. و تجاذع الرجلُ: أَری أَنه جَذَعٌ علی المَثَل؛ قال الأَسود: فإِن أَكُ مَدْلولًا علیّ، فإِننی أَخُو الحَرْبِ، لا قَحْمٌ و لا مُتَجاذِعُ و الدهر یسمی جَذَعاً لأَنه جَدِید. و الأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر لجِدَّته؛ قال الأَخطل:
(1). قوله [و الجمع جذع] كذا بالأصل مضبوطاً، و عبارة المصباح: و الجمع جذاع مثل جبل و جبال و جذعان بضم الجیم و كسرها و نحوه فی الصحاح و القاموس.
لسان العرب، ج‌8، ص: 45
یا بِشْر، لو لم أَكُنْ منكم بِمَنْزِلةٍ، أَلقی علَیّ یدَیْه الأَزْلَمُ الجَذَعُ أَی لولاكُمْ لأَهْلكنی الدهْر. و قال ثعلب: الجَذَعُ من قولهم الأَزْلم الجذَعُ كلُّ یوم و لیلة؛ هكذا حكاه، قال ابن سیدة: و لا أَدری وجْهَه، و قیل: هو الأَسد، و هذا القول خطأٌ. قال ابن بری: قولُ مَن قال إِن الأَزلَم الجذَعَ الأَسَدُ لیس بشی‌ء. و یقال: لا آتِیكَ الأَزلمَ الجَذَعَ أَی لا آتیك أَبداً لأَنَّ الدهر أَبداً جدید كأَنه فَتِیٌّ لم یُسِنَّ. و‌قول ورقَةَ بن نَوْفل فی حدیث المَبْعَث: یا لَیْتنی فیها جَذَعْ یعنی فی نبوَّة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی لیتنی أَكون شابَّا حین تَظْهَرُ نبوَّته حتی أُبالِغَ فی نُصْرته. و الجِذْعُ: واحد جُذوع النخلة، و قیل: هو ساق النخلة، و الجمع أَجذاع و جُذوع، و قیل: لا یَبین لها جِذْع حتی یبین ساقُها. و جَذَع الشی‌ءَ یَجْذَعُه جَذْعاً: عفَسَه و دَلَكه. و جَذَع الرجلَ یَجْذَعُه جَذْعاً: حبَسَه، و قد ورد بالدال المهملة، و قد تقدَّم. المَجْذُوعُ: الذی یُحْبَسُ علی غیر مَرْعیً. و جَذَعَ الرجلُ عِیالَه إِذا حبَس عنهم خیراً. و الجَذْعُ: حَبْسُ الدابَّة علی غیر عَلَف؛ قال العجاج: كأَنه من طول جَذْعِ العَفْسِ، و رَملانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ، یُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ و فی النوادر: جَذَعْت بین البَعِیرین إِذا قَرَنْتَهَما فی قَرَنٍ أَی فی حَبْل. و جِذاعُ الرجُل: قوْمُه لا واحد له؛ قال المُخَبَّل یهجو الزِّبْرقان: تَمَنَّی حُصَیْنٌ أَن یَسُودَ جِذاعُه، فأَمسَی حُصینٌ قد أَذَلَّ و أَقْهَرا أَی قد صار أَصحابه أَذِلاء مَقْهُورِین، و رواه الأَصمعی «2» قد أُذِلَّ و أُقْهِرَا، فأُقْهِرَا فی هذا لغةٌ فی قُهِرَ أَو یكون أُقْهِر وُجِد مَقْهُوراً. و خص أَبو عبید بالجِذاع رَهْط الزِّبْرقان. و یقال: ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ إِذا تفرَّقوا فی كل وجه. و جُذَیْعٌ: اسم. و جِذْعٌ أَیضاً: اسم. و فی المثل: خُذْ من جِذْعٍ ما أَعطاكَ؛ و أَصله أَنه كان أَعْطی بعضَ المُلوك سَیْفَه رَهناً فلم یأْخذه منه و قال: اجعل هذا فی كذا من أُمِّك، فضرَبه به فقتله. و الجِذاعُ: أَحْیاء من بنی سعد مَعْروفون بهذا اللقب. و جُذْعانُ الجِبال: صِغارُها؛ و قال ذو الرمة یصف السراب: جَوارِیه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِك أَی یَجرِی فیُرِی الشی‌ءَ القَضِیفَ كالنّبَكة فی عِظَمِه. و القَضَفةُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض. و الجَذْعَمةُ: الصغیر. و‌فی حدیث علی: أَسلم و الله أَبو بكر، رضی الله عنهما، و أَنا جَذْعَمةٌ؛ و أَصله جَذَعةٌ و المیم زائدة، أَراد: و أَنا جذَع أَی حدیث السنِّ غیر مُدْرِك فزاد فی آخره میماً كما زادوها فی سُتْهُم العَظِیم الاسْتِ و زُرْقُم الأَزْرَق، و كما قالوا للابن ابْنُم، و الهاء للمبالغة.
(2). قوله [و رواه الأَصمعی إلخ] بمراجعة مادة قهر یعلم عكس ما هنا.
لسان العرب، ج‌8، ص: 46‌

جرع؛ ج8، ص: 46

: جَرِعَ الماءَ و جَرَعه یَجْرَعُه جَرْعاً، و أَنكر الأَصمعی جَرَعْت، بالفتح، و اجْتَرَعَه و تَجَرَّعَه: بَلِعَه. و قیل: إِذا تابع الجَرْع مرة بعد أُخری كالمُتكارِه قیل: تَجَرَّعَه، قال الله عزَّ و جل: یَتَجَرَّعُهُ وَ لٰا یَكٰادُ یُسِیغُهُ؛ و‌فی حدیث الحسن بن علی، رضی الله عنهما، و قیل له فی یوم حارٍّ: تَجرَّعْ، فقال: إِنما یَتجرَّعُ أَهلُ النار؛ قال ابن الأَثیر: التجرُّعُ شُرْبٌ فی عَجَلةٍ، و قیل: هو الشرب قلیلًا قلیلًا، أَشار به إِلی قوله تعالی: یَتَجَرَّعُهُ وَ لٰا یَكٰادُ یُسِیغُهُ، و الاسم الجُرْعة و الجَرْعةُ و هی حُسْوة منه، و قیل: الجَرْعة المرة الواحدة، و الجُرْعة ما اجْتَرَعْته، الأَخیرة للمُهْلة علی ما أَراه سیبویه فی هذا النحو. و الجُرْعةُ: مِل‌ءُ الفم یَبْتَلِعُه، و جمع الجُرْعة جُرَعٌ. و‌فی حدیث المقداد: ما به حاجةٌ إِلی هذه الجُرْعة؛ قال ابن الأَثیر: تروی بالفتح و الضم، فالفتح المرة الواحدة منه، و الضم الاسم من الشرب الیسیر، و هو أَشبه بالحدیث، و یروی بالزای و سیأْتی ذكره. و جَرِعَ الغیظَ: كظَمَه علی المثل بذلك. و جَرَّعه غُصَصَ الغیْظِ فتجَرَّعه أَی كظَمَه. و یقال: ما من جُرْعةٍ أَحمدَ عُقْباناً من جُرْعةِ غیْظٍ تَكْظِمُها. و بتصغیر الجُرْعة جاءَ المثل و هو قولهم: أَفْلَتَ بجُرَیْعةِ الذَّقَنِ و جُرَیعةَ الذقن، بغیر حرف، أَی و قُرْبُ الموتِ منه كقُرْب الجُرَیْعةِ من الذَّقَن، و ذلك إِذا أَشْرَفَ علی التلَف ثم نجا؛ قال الفراء: هو آخر ما یَخرج من النفْس یریدون أَنَّ نَفْسه صارت فی فِیه فكاد یَهْلِكُ فأَفْلَتَ و تخلَّص. قال أَبو زید: و من أَمثالهم فی إِفْلاتِ الجَبان: أَفْلَتَنی جُرَیْعَةَ الذَّقَن إِذا كان قریباً منه كقُرْبِ الجُرْعة من الذقن ثم أَفْلَتَه، و قیل: معناه أَفْلَتَ جَرِیضاً؛ قال مُهَلْهل: منَّا علی وائلٍ، و أَفْلَتَنا یَوْماً عَدِیٌّ، جُرَیْعةَ الذَّقَنِ قال أَبو زید: و یقال أَفلَتنی جَرِیضاً إِذا أَفْلَتَك و لم یَكَدْ. و أَفلتنی جُریعةَ الرِّیق إِذا سبَقَك فابْتَلَعْتَ رِیقَك علیه غیظاً. و‌فی حدیث عطاء قال: قلت للولید قال عُمر: وَدِدْت أَنِّی نَجَوْتُ كَفافاً، فقال: كذبْتَ فقلت: أَو كُذِّبْتُ فأُفْلِتُّ منه «1» بجُرَیْعةِ الذَّقَنِ، یعنی أُفْلِتُّ بعد ما أَشرفْت علی الهلاك. و الجَرَعةُ و الجَرْعةُ و الجَرَعُ و الأَجْرَعُ و الجَرْعاءُ: الأَرضُ ذاتُ الحُزُونة تُشاكل الرملَ، و قیل: هی الرملةُ السَّهلة المستویة، و قیل: هی الدِّعْص لا تُنبِت شیئاً. و الجَرْعةُ عندهم: الرَّملة العَذاة الطَّیِّبةُ المَنْبِتُ التی لا وُعُوثة فیها. و قیل: الأَجرع كَثِیب جانبٌ منه رَمْل و جانب حجارة، و جمع الجَرَعِ أَجْراع و جِراع، و جمع الجَرْعةِ جِراعٌ، و جمع الجَرَعة جَرَعٌ، و جمع الجَرْعاء جَرْعاواتٌ، و جمع الأَجْرَعِ أَجارِعُ. و حكی سیبویه: مكان جَرِعٌ كأَجْرع. و الجَرْعاء و الأَجْرع: أَكبر من الجَرْعة؛ قال ذو الرمة فی الأَجْرع فجعله ینبت النبات: بأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ و لا یكون مَرَبّاً مُحَلَّلًا إِلَّا و هو یُنبِت النَّباتَ؛ و فی قصة العباس بن مِرْداس و شعره: و كَرِّی علی المُهْر بالأَجْرَعِ قال ابن الأَثیر: الأَجْرَعُ المكانُ الواسع الذی
(1). قوله [فأفلت منه] هذا الضبط فی النهایة ضبط القلم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 47
فیه حُزونةٌ و خُشونةٌ. و‌فی حدیث قُسّ: بین صُدورِ جِرْعانٍ؛ هو بكسر الجیم جمع جَرَعة، بفتح الجیم و الراء، و هی الرملة التی لا تُنْبِت شیئاً و لا تُمسِك ماء. و الجَرَعُ: التواء فی قوَّة من قُوی الحَبْل أَو الوَترِ تَظْهر علی سائر القُوَی. و أَجْرَع الحبْلَ و الوَترَ: أَغْلظَ بعضَ قُواه. و حبْلٌ جَرِعٌ و وتر مجَرَّعٌ و جَرِعٌ، كلاهما: مستقیم إِلا أَن فی موضع منه نُتُوءاً فیُمْسَحُ و یُمْشَقُ بقطعة كساء حتی یذهب ذلك النُّتوء. و فی الأَوتار المُجَرَّع: و هو الذی اختلف فَتْلُه و فیه عُجَر لم یُجَد فَتْلُه و لا إِغارَتُه، فظهر بعضُ قُواه علی بعض، و هو المُعَجَّر، و كذلك المُعَرَّد، و هو الحَصِدُ من الأَوتار الذی یَظهر بعضُ قُواه علی بعض. و نوق مَجارِیعُ و مَجارِعُ: قَلیلاتُ اللبن كأَنه لیس فی ضروعها إِلا جُرع. و‌فی حدیث حذیفة: جئتُ یوم الجَرَعةِ فإِذا رجل جالِسٌ؛ أَراد بها هاهنا اسم موضع بالكوفة كان فیه فِتْنةٌ فی زمن عثمانَ بن عفان، رضی الله عنه.

جرشع؛ ج8، ص: 47

: الجُرْشُعُ: العظیم الصدر، و قیل الطویل، و قال الجوهری من الإِبل فخَصَّص، و زاد: المنتفِخُ الجَنْبین؛ قال أَبو ذؤیب یصف الحُمُر: فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، و امْتَرَسَتْ به هَوْجاءُ هادِیَةٌ، و هادٍ جُرْشُعُ أَی فنَكِرْنَ الصائدَ. و امْتَرَسَتِ الأَتانُ بالفحلِ. و الهادیة: المتقدِّمة. الأَزهری: الجَرَاشِع أَودیة عِظام؛ قال الهذلی: كأَنَّ أَتِیَّ السیْلِ مدّ علیهمُ، إِذا دَفَعَتْه فی البَدَاح الجَرَاشِعُ

جزع؛ ج8، ص: 47

: قال الله تعالی: إِذٰا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذٰا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً؛ الجَزُوع: ضد الصَّبُورِ علی الشرِّ، و الجَزَعُ نَقِیضُ الصَّبْرِ. جَزِعَ، بالكسر، یَجْزَعُ جَزَعاً، فهو جازع و جَزِعٌ و جَزُعٌ و جَزُوعٌ، و قیل: إِذا كثر منه الجَزَعُ، فهو جَزُوعٌ و جُزاعٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لستُ بِمیسَمٍ فی الناس یَلْحَی، علی ما فاته، وخِمٍ جُزاع و أَجزعه غیرُه. و الهِجْزَع: الجَبان، هِفْعَل من الجَزَع، هاؤه بدل من الهمزة؛ عن ابن جنی؛ قال: و نظیره هِجْرَعٌ و هِبْلَع فیمن أَخذه من الجَرْع و البَلْع، و لم یعتبر سیبویه ذلك. و أَجزعه الأَمرُ؛ قال أَعْشَی باهلَة: فإِنْ جَزِعْنا، فإِنَّ الشرَّ أَجْزَعَنا، و إِنْ صَبَرْنا، فإِنّا مَعْشَرٌ صُبُرُ و‌فی الحدیث: لما طُعِنَ عُمر جعَل ابن عباس، رضی الله عنهما، یُجْزِعُه؛ قال ابن الأَثیر: أَی یقول له ما یُسْلیه و یُزِیل جَزَعَه و هو الحُزْنُ و الخَوف. و الجَزْع: قطعك وادیاً أَو مَفازة أَو موضعاً تقطعه عَرْضاً، و ناحیتاه جِزْعاه. و جَزَعَ الموضعَ یَجْزَعُه جَزْعاً: قطَعَه عَرْضاً؛ قال الأَعشی: جازِعاتٍ بطنَ العَقیق، كما تَمْضِی رِفاقٌ أَمامهن رِفاقُ و جِزْع الوادی، بالكسر: حیث تَجْزَعه أَی تقطعه، و قیل مُنْقَطَعُه، و قیل جانبه و مُنْعَطَفه، و قیل هو ما اتسع من مَضایقه أَنبت أَو لم ینبت، و قیل:
لسان العرب، ج‌8، ص: 48
لا یسمی جِزْع الوادی جِزْعاً حتی تكون له سعة تنبِت الشجر و غیره؛ و احتج بقول لبید: حُفِزَتْ و زایَلَها السرابُ، كأَنها أَجزاعُ بئْشةَ أَثلُها و رِضامُها و قیل: هو مُنْحَناه، و قیل: هو إِذا قطعته إِلی الجانب الآخر، و قیل: هو رمل لا نبات فیه، و الجمع أَجزاع. و جِزْعُ القوم: مَحِلَّتُهم؛ قال الكمیت: و صادَفْنَ مَشْرَبَهُ و المَسامَ، شِرْباً هَنیًّا و جِزْعاً شَجِیرا و جِزْعة الوادی: مكان یستدیر و یتسع و یكون فیه شجر یُراحُ فیه المالُ من القُرّ و یُحْبَسُ فیه إِذا كان جائعاً أَو صادِراً أَو مُخْدِراً، و المُخْدِرُ: الذی تحت المطر. و‌فی الحدیث: أَنه وقَفَ علی مُحَسِّرٍ فقَرَع راحلَته فخَبَّتْ حتی جَزَعَه‌أَی قطَعَه عَرْضاً؛ قال إمرؤ القیس: فَریقان: منهم سالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ، و آخَرُ منهم جازِعٌ نَجْد كَبْكَبِ و‌فی حدیث الضحیة: فتَفَرَّقَ الناسُ إِلی غُنَیْمةٍ فتَجَزّعوها‌أَی اقْتَسَموها، و أَصله من الجَزْع القَطْعِ. و انْجَزَعَ الحبل: انْقَطَع بنِصْفین، و قیل: هو أَن ینقطِع، أَیًّا كان، إِلا أَن یَنقطع من الطرَف. و الجِزْعَةُ و الجُزْعَةُ: القلیل من المال و الماء. و انْجَزعَتِ العصا: انكسرت بنصفین. و تَجَزّعَ السهمُ: تكَسَّر؛ قال الشاعر: إِذا رُمْحُه فی الدَّارِعِین تَجَزّعا و اجْتَزَعْتُ من الشجرة عوداً: اقْتَطَعْتُه و اكْتَسَرْته. و یقال: جَزَعَ لی من المال جِزْعةً أَی قطَعَ لی منه قِطْعةً. و بُسرةٌ مُجَزَّعةٌ و مُجَزِّعةٌ إِذا بلَغ الإِرطابُ ثُلُثیها. و تمرٌ مُجَزَّعٌ و مُجَزِّعٌ و مُتَجَزِّعٌ: بلَغَ الإِرطابُ نصفَه، و قیل: بلغ الإِرطابُ من أَسفله إِلی نصفه، و قیل: إِلی ثلثیه، و قیل: بلغ بعضَه من غیر أَن یُحَدّ، و كذلك الرُّطب و العنب. و قد جَزَّع البُسْرُ و الرطبُ و غیرهما تجزیعاً، فهو مُجَزِّع. قال شمر: قال المَعَرِّی المُجَزِّع، بالكسر، و هو عندی بالنصب علی وزن مُخَطَّم. قال الأَزهری: و سماعی من الهَجَرِیّین رُطب مُجَزِّع؛ بكسر الزای، كما رواه المعری عن أَبی عبید. و لحم مُجَزَّعٌ و مُجَزِّعٌ: فیه بیاض و حمرة، و نوی مُجَزّع إِذا كان محكوكاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه كان یُسبّح بالنوی المجَزَّع، و هو الذی حَكَّ بعضُه بعضاً حتی ابیضَّ الموضِعُ المحكوك منه و تُرك الباقی علی لونه تشبیهاً بالجَزْعِ. و وَتَر مُجَزَّع: مختلِف الوضع، بعضُه رَقیق و بعضه غَلیظ، و جِزْعٌ: مكان لا شجر فیه. و الجَزْعُ و الجِزْعُ؛ الأَخیرة عن كراع: ضرب من الخَرَز، و قیل: هو الخرز الیمانی، و هو الذی فیه بیاض و سواد تشبَّه به الأَعین؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ عُیُونَ الوحْشِ، حَولَ خِبائنا و أَرْحُلِنا، الجَزْعُ الذی لم یُثَقَّبِ واحدته جَزْعة؛ قال ابن بری: سمی جَزْعاً لأَنه مُجَزَّع أَی مُقَطَّع بأَلوان مختلفة أَی قُطِّع سواده ببیاضه، و كأَنَّ الجَزْعةَ مسماة بالجَزْعة، المرة الواحدة من جَزَعْت. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: انقطَع عِقْد لها من جِزْعِ ظَفارِ.و الجُزْعُ: المِحْوَرُ الذی تَدورُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 49
فیه المَحالةُ، لغة یمانیة. و الجازِعُ: خشبة مَعروضة بین خشبتین منصوبتین، و قیل: بین شیئین یحمل علیها: و قیل: هی التی توضع بین خشبتین منصوبتین عَرضاً لتوضع علیها سُروع الكرُوم و عُروشها و قُضْبانها لترفعها عن الأَرض. فإن وُصِفت قیل: جازِعةٌ. و الجُزْعةُ و الجِزْعة من الماء و اللبن: ما كان أَقل من نصف السقاء و الإِناء و الحوض. و قال اللحیانی مرة: بقی فی السقاء جُزْعة جِزْعة من ماء، و فی الوَطب جُزْعة [جِزْعة من لبن إِذا كان فیه شی‌ء قلیل. و جَزَّعْتُ فی القربة: جعلت فیها جِزْعة [جُزْعة، و قد جزَّعَ الحوضُ إِذا لم یبقَ فیه إِلا جُزْعة. و یقال: فی الغدیر جُزْعة و جِزْعة و لا یقال فی الركِیَّة جُزْعة و جِزْعة، و قال ابن شمیل: یقال فی الحوض جُزْعة و جِزعة، و هی الثلث أَو قریب منه، و هی الجُزَعُ و الجِزَعُ. و قال ابن الأَعرابی: الجزعة و الكُثْبة و الغُرْفة و الخمْطة البقیّة من اللبن. و الجِزْعةُ: القطْعة من اللیل، ماضیةً أَو آتیةً، یقال: مضت جِزْعة من اللیل أَی ساعة من أَولها و بقیت جِزْعة من آخرها. أَبو زید: كَلأَ جُزاع و هو الكلأُ الذی یقتل الدوابَّ، و منه الكلأُ الوَبیل. و الجُزَیْعةُ: القُطیعةُ من الغنم. و‌فی الحدیث: ثم انكَفَأَ إِلی كَبْشَین أَمْلَحین فذبحهما و إِلی جُزَیْعة من الغنم فقسمها بیننا؛ الجُزَیْعةُ: القطعة من الغنم تصغیر جِزْعة، بالكسر، و هو القلیل من الشی‌ء؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ضبطه الجوهری مصغراً، و الذی جاء فی المجمل لابن فارس الجَزیعة، بفتح الجیم و كسر الزای، و قال: هی القطعة من الغنم فَعِیلة بمعنی مفعولة، قال: و ما سمعناها فی الحدیث إِلا مصغرة. و‌فی حدیث المقداد: أَتانی الشیطانُ فقال إِنَّ محمداً یأْتی الأَنصارَ فیُتْحِفُونه، ما به حاجة إِلی هذه الجُزَیعة؛ هی تصغیر جِزْعة یرید القلیل من اللبن، هكذا ذكره أَبو موسی و شرحه، و الذی جاء‌فی صحیح مسلم: ما به حاجة إِلی هذه الجِزْعةِ، غیر مصغَّرة، و أَكثر ما یقرأُ‌فی كتاب مسلم: الجُرْعة، بضم الجیم و بالراء، و هی الدُّفْعةُ من الشرب. و الجُزْعُ: الصِّبْغ الأَصفر الذی یسمی العُروق فی بعض اللغات.

جشع؛ ج8، ص: 49

: فی الحدیث: أَنَّ معاذاً لما خرج إِلی الیمن شیَّعَه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فبكی معاذ جَشَعاً لفِراق رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم؛ الجَشَعُ: الجزَعُ لِفراق الإِلْفِ. و‌فی حدیث جابر: ثم أَقبل علینا فقال: أَیُّكم یُحِب أَن یُعْرِضَ الله عنه؟ قال: فجَشِعْنا‌أَی فَزِعْنا. و‌فی حدیث ابن الخَصاصِیَّة: أَخافُ إِذا حضَر قِتالٌ جَشِعَتْ نفسی فكَرِهَتِ الموتَ.و الجَشَعُ: أَسْوَأُ الحِرْصِ، و قیل: هو أَشدُّ الحِرْص علی الأَكل و غیره، و قیل: هو أَن تأْخذ نصیبك و تَطْمَعَ فی نصیب غیرك؛ جَشِعَ، بالكسر، جَشَعاً، فهو جَشِعٌ من قوم جَشِعِین و جَشاعی و جُشَعاء و جِشاعٌ و تَجَشَّعَ مثله؛ قال سوید: و كِلابُ الصیْدِ فیهنّ جَشَعْ و رجل جَشِعٌ بَشِعٌ: یجمع جَزَعاً و حِرْصاً و خبثَ نَفْس. و قال بعض الأَعراب: تجاشَعْنا الماء نتَجاشَعهُ و تناهَبْناه و تَشاحَحْناه إِذا تضایَقْنا علیه و تَعاطَشْنا. و الجَشِعُ: المُتَخَلِّق بالباطل و ما لیس فیه. و مُجاشِعٌ: اسم رجل من بنی تمیم و هو مُجاشِع بن دارِم بن مالك بن حنْظَلة بن مالك بن عمرو بن تمیم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 50

جعع؛ ج8، ص: 50

: الجَعْجاعُ: الأَرض، و قیل: هو ما غَلُظَ منها. و قال أَبو عمرو: الجَعْجاع الأَرض الصُّلْبة. و قال ابن بری: قال الأَصمعی الجَعْجاع الأَرض التی لا أَحد بها؛ كذا فسره فی بیت ابن مقبل: إِذا الجَوْنةُ الكدْراء نالَتْ مَبِیتَنا، أَناخَتْ بجَعْجاعٍ جَناحاً و كَلْكَلا و قال نُهَیْكةُ الفزاری: صَبْراً بَغِیضَ بن رَیْثٍ، إِنها رَحِمٌ حُبْتُمْ بها فأَناخَتْكم بجَعْجاعِ و كلُّ أَرض جَعْجاعٌ؛ قال الشماخ: و شُعْثٍ نَشاوی من كَرًی، عند ضُمَّرٍ، أَنَخْنَ بجَعْجاعٍ جَدِیبِ المُعَرَّجِ و هذا البیت لم یُستَشْهد إلَّا بعَجُزه لا غیر، و أَوردوه: و باتوا بجَعْجاع؛ قال ابن بری: و صوابه أَنخْن بجعجاع كما أَوردناه. و الجَعْجَعُ: ما تَطامَنَ من الأَرض. و جَعْجَعَ بالبعیر: نَحَرَه فی ذلك الموضع. قال إِسحاق بن الفَرَج: سمعت أَبا الربیع البكْرِیّ یقول: الجَعْجَعُ و الجَفْجَفُ من الأَرض المُتطامِنُ، و ذلك أَن الماء یَتَجَفْجَف فیه فیقوم أَی یَدُوم، قال: و أَرَدْتُه علی یَتَجَعْجع فلم یقلها فی الماء. و مكانٌ جَعْجَعٌ و جَعْجاعٌ: ضَیّق خَشِن غَلِیظ؛ و منه قول تأَبّط شرًّا: و بما أَبْرَكَها فی مُناخٍ جَعْجَعٍ، یَنْقَبُ فیه الأَظَلُّ أَبركها: جَثَّمها و أَجْثاها؛ و هذا یقوِّی روایة من روی قول أَبی قیْس بن الأَسْلَتِ: مَن یَذُقِ الحَرْب، یَذُقْ طَعْمَها مُرًّا، و تُبْرِكْه بجَعْجاعِ و الأَعرف: و تَتْرُكْه، و استشهد الجوهری بهذا البیت فی الأَرض الغلیظة. و جَعْجَعَ القومُ أَی أَناخوا، و منهم من قَیَّد فقال: أَناخوا بالجَعْجاع؛ قال الراجز: إِذا عَلَوْنَ أَرْبَعاً بأَرْبَعِ، بجَعْجَعٍ مَوْصِیَّةٍ بجَعْجَعِ، أَنَنَّ أَنَّاتِ النُّفوسِ الوُجَّعِ أَربعاً: یعنی الأَوْظِفةَ، بأَربع: یعنی الذِّراعَین و الساقین؛ و مثله قول كعب بن زهیر: ثَنَتْ أَرْبَعاً منها علی ثِنْی أَرْبَعٍ، فهُنَّ بمَثْنِیّاتِهنَّ ثَمان و جَعَّ فلان فلاناً إِذا رَماه بالجَعْوِ، و هو الطِّینُ، و جَعَّ إِذا أَكل الطین، و فَحْل جَعْجاع: كثیرُ الرُّغاء؛ قال حُمَیْد بن ثَور: یُطِفْنَ بجَعْجاعٍ، كأَن جِرانَه نَجِیبٌ علی جالٍ من النهْر أَجْوَف و الجَعْجاع من الأَرض: مَعْرَكةُ الأَبطال. و الجَعْجعةُ: أَصوات الجمال إِذا اجتمعت. و جَعْجَعَ الإِبلَ و جَعْجَعَ بها: حرَّكها للإِناخة أَو النُّهوض؛ قال الشاعر: عَوْد إِذا جُعْجِعَ بعدَ الهَبِّ و قال أَوْسُ بن حَجَر: كأَنَّ جُلودَ النُّمْرِ جِیبَتْ علیهِمُ، إِذا جَعْجَعوا بین الإِناخةِ و الحَبْسِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 51
قال ابن بری: معنی جَعْجَعُوا فی هذا البیت نزلوا فی موضع لا یُرْعَی فیه، و جعله شاهداً علی الموضع الضیِّق الخَشن. و جَعْجَعَ بهم أَی أناخ بهم و أَلزمهم الجَعْجاعَ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: فأَخذنا علیهم «2» أَن یُجَعْجِعا عند القرآن و لا یُجاوزاه‌أَی یُقیما عنده. و جَعْجَعَ البعیرُ أَی بَرَك و اسْتناخَ؛ و أَنشد: حتی أَنَخْنا عِزَّه فَجَعْجعا و جَعْجَع بالماشیة و جَفْجَفَها إِذا حَبَسها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: نَحُلُّ الدِّیارَ وَراء الدِّیار، ثم نُجَعْجع فیها الجُزُرْ نُجَعْجِعُها: نَحْبِسُها علی مكروهها. و الجَعْجاعُ: المَحْبِسُ. و الجَعْجَعَةُ: الحَبْسُ. و الجَعْجاعُ: مُناخُ السَّوْء من حَدَب أَو غیره. و الجَعْجعةُ: القُعود علی غیر طُمأْنینةٍ. و الجَعْجعةُ: التضْیِیق علی الغَرِیم فی المُطالَبة. و الجَعْجَعةُ: التَّشْریدُ بالقوم، و جَعْجَعَ به: أَزْعجَه. و‌كتب عبید الله بن زیاد إِلی عَمرو بن سعد: أَن جَعْجِعْ بالحسین بن علی بن أَبی طالب‌أَی أَزْعِجْه و أَخْرِجه، و قال الأَصمعی: یعنی احْبِسْه، و قال ابن الأَعرابی: یعنی ضَیِّقْ علیه، فهو علی هذا من الأَضداد؛ قال الأَصمعی: الجَعْجَعةُ الحَبْس، قال: و إنما أَراد بقوله جَعْجِعْ بالحسین أَی احْبِسْه؛ و منه قول أَوْس بن حَجَر: إِذا جَعْجَعُوا بین الإِناخةِ و الحَبْسِ و الجَعْجَعُ و الجَعْجَعة: صوت الرَّحَی و نحوها. و فی المثل: أَسْمَعُ جَعْجَعةً و لا أَری طِحْناً؛ یضرب للرجل الذی یُكثر الكلام و لا یَعْمَلُ و للذی یَعِدُ و لا یفعل. و تَجَعْجَعَ البعیرُ و غیره أَی ضرب بنفسه الأَرض باركاً من وجَعٍ أَصابَه أَو ضَربٍ أَثْخَنه؛ قال أَبو ذؤیب: فأَبَدّهُنّ حُتوفَهنّ فَهارِبٌ بذَمائِه، أَو بارِكٌ مَتَجَعْجِعُ

جفع؛ ج8، ص: 51

: جَفَع الشی‌ءَ جَفْعاً: قَلَبه؛ قال ابن سیدة: و لو لا أَنه له مصدر لقلنا إِنه مقلوب. قال الأَزهری: قال بعضهم جَفعَه و جَعَفَه إِذا صرَعه، و هذا مقلوب كما قالوا جبَذَ و جَذَب، و روی بعضهم بیت جریر: و ضَیْفُ بنی عِقالٍ یُجْفَعُ، بالجیم، أَی یُصْرَعُ من الجُوع، و رواه بعضهم: … یُخْفَع، بالخاء.

جلع؛ ج8، ص: 51

: جَلِعَت المرأَةُ، بالكسر، جَلَعاً، فهی جَلِعةٌ و جالِعةٌ، و جَلَعَت و هی جالع و جالَعَت و هی مُجالِعٌ كله إذا ترَكت الحَیاء و تكلمت بالقبیح، و قیل إِذا كانت متَبرِّجةً. و فی صفة امرأَة: جَلِیعٌ علی زوجها حَصان من غیره؛ الجَلِیعُ: التی لا تَسْتُر نفسَها إِذا خلت مع زوجها، و الاسم الجَلاعة، و كذلك الرجل جَلِعٌ و جالع. و جَلَعَت عن رأْسها قِناعَها و خِمارها و هی جالعٌ: خَلَعَتْه؛ قال: یا قَوْمِ إِنی قد أَرَی نَوارا جالِعةً، عن رأْسِها، الخِمارا و قال الراجز: جالِعةً نصیفَها و تَجْتَلِحْ أَی تَتَكَشّف و لا تَتَسَتَّر. و انْجَلَع الشی‌ءُ: انكشف؛ قال الحكَم بن مُعَیَّةَ: و نَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم تَدَعْ
(2). قوله [فأَخذنا علیهم إلخ] هو هكذا فی الأَصل و النهایة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 52
و قال الأَصمعی: جَلَعَ ثوبَه و خَلَعَه بمعنی، و قال أبو عمرو: الجالِعُ السافِرُ، و قد جَلَعَت تَجْلَعُ جُلوعاً؛ و أَنشد: و مَرَّت علینا أُمُّ سُفْیانَ جالِعاً، فلم تَرَ عَیْنی مِثْلَها جالِعاً تَمشِی و قیل: الجَلَعةُ و الجَلَقةُ مَضْحَك الأَسْنان، و التَّجالُعُ و المُجالَعةُ: التنازع و المُجاوَبةُ بالفُحْش عند القسمة أَو الشرْب أَو القِمار من ذلك؛ قال: و لا فاحِش عند الشَّرابِ مُجالِع و أَنشد: أَیْدِی مُجالِعةٍ تَكُفُّ و تَنْهَد قال الأَزهری: و تُرْوی … مُخالعة …، بالخاء، و هم المُقامِرُون. و جَلِعَتِ المرأَةُ: كشَرَتْ عن أَنیابها. و الجَلَعُ: انْقِلابُ غِطاء الشفة إلی الشارب، و شفة جَلْعاء. و جَلِعَت اللِّثةُ جَلَعاً، و هی جَلْعاء إذا انقلبت الشفة عنها حتی تَبْدو، و قیل: الجَلَع أَن لا تنضَمّ الشفتانِ عند المَنْطِقِ بالباءِ و المیم تَقْلِصُ العُلْیا فیكون الكلامُ بالسفْلی و أَطرافِ الثنایا العلیا. و رجل أَجْلَعُ: لا تنضم شفتاه علی أَسنانه، و امرأَة جَلْعاء، و تقول منه: جَلِعَ فمه، بالكسر، جَلَعاً، فهو جَلِعٌ، و الأُنثی جَلِعةٌ. و كان الأَخفش الأَصغر النحوی أَجْلَع. و‌فی الحدیث فی صفة الزبیر بن العوام: كان أَجْلَع فَرِجاً؛ قال القتیبی: الأَجْلَعُ من الرجال الذی لا یزال یَبْدو فَرْجُه و یَنْكَشِفُ إِذا جلس، و الأَجلع: الذی لا تنضّم شفتاه، و قیل: هو المُنْقَلِبُ الشفةِ، و أَصله الكشْفُ. و انجَلع الشی‌ءُ أَی انْكَشَفَ. و جلَع الغلامُ غُرْلَته و فَصَعَها إِذا حَسَرها عن الحشفة جَلْعاً و فَصْعاً. و جَلَعُ القُلْفة: صَیْرُورَتُها خلف الحُوق، و غلامٌ أَجْلَعُ. و الجَلَعْلَعُ: الجمل الشدیدُ النفْس. و الجُلُعْلُعُ و الجَلَعْلَعُ، كلاهما: الجُعَلُ. و الجُلَعْلَعةُ: الخنفساء، و حكی كراع جمیع ذلك جَلَعْلَع، بفتح الجیم و اللامین، و عندی أَنه اسم للجمع. قال الأَصمعی: كان عندنا رجل یأْكل الطین فامْتَخَطَ فخرج من أَنفه جُلَعْلعة نصفها طین و نصفها خُنْفُساء قد خُلِقت فی أَنفه، قال شمر: و لیس فی الكلام فُعَلْعَلٌ. و قال ابن بری: الجَلَعْلَع الضَّبُّ، قال: و الجُلَعْلَع، بضم الجیم، خُنفساء نصفها طین. و قال ابن الأَعرابی: الجَلْعَم القلیل الحیاء، و المیم زائدة.

جلفع؛ ج8، ص: 52

: الجَلَنْفَع: المسنّ، أَكثر ما توصف به الإِناث. و خطب رجلٌ امرأَةً إِلی نفسها، و كانت امرأَة بَرْزةً قد انكشفَ وجهُها و راسَلَتْ، فقالت: إن سأَلت عنی بنی فلان أُنَبِئْتَ عنی بما یسُرُّك، و بنو فلان یُنْبِئُونَك بما یَزِیدُك فیَّ رَغْبةً، و عند بنی فلان منی خُبْر، فقال الرجل: و ما عِلم هؤُلاء بكِ؟ فقالت: فی كلٍّ قد نُكحت، قال: یا ابنة أُمّ، أَراكِ جَلَنْفَعَةً قد خزَّمَتْها الخَزائِمُ قالت: كلا و لكنی جَوّالة بالرجل عَنْتَرِیسٌ. و الجَلَنْفَع من الإِبل: الغلیظُ التامُّ الشدید، و الأُنثی بالهاء؛ قال: أَینَ الشِّظاظانِ و أَین المِرْبَعهْ؟ و أَین وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ علی أَن الجَلَنْفَعةَ هنا قد تكون المُسِنَّةَ، و قد قیل: ناقة جَلَنْفَعٌ، بغیر هاء. الأَزهری: ناقة جَلَنْفَعةٌ قد أَسَنَّت و فیها بقیة، و استشهد بهذا الرجز. و الجلنفعةُ من النوق: الجسیمة و هی الواسعة
لسان العرب، ج‌8، ص: 53
الجوف التامة؛ و أَنشد: جَلَنْفَعة تَشُقُّ علی المَطایا، إذا ما اخْتَبَّ رَقْراقُ السَّرابِ و قد اجْلَنْفَع أَی غَلُظ. و الجَلَنْفَعُ: الضَّخْمُ الواسع؛ قال: عِیدِیّة، أَمّا القَرَا فَمُضَبَّرٌ منها، و أَما دَفُّها فَجَلَنْفَعُ و قیل: الجَلَنْفَعُ الواسع الجوْفِ التامُّ، و قیل: الجَلَنْفَع الجسیم الضخم الغلیظ، إن كان سمحاً أَو غیر سمح. ولِثةٌ جَلَنْفَعة كثیرة اللحم، و قیل: إِنما هو علی التشبیه، و أَری أَن كراعاً قد حكی القاف مكان الفاء فی الجلنفع، قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة.

جلقع؛ ج8، ص: 53

: قال ابن سیدة فی ترجمة جلفع: إِن كراعاً حكی القاف مكان الفاء فی الجلنفع، قال: و لست منه علی ثقة.

جمع؛ ج8، ص: 53

: جَمَعَ الشی‌ءَ عن تَفْرِقة یَجْمَعُه جَمْعاً و جَمَّعَه و أَجْمَعَه فاجتَمع و اجْدَمَعَ، و هی مضارعة، و كذلك تجمَّع و اسْتجمع. و المجموع: الذی جُمع من هاهنا و هاهنا و إِن لم یجعل كالشی‌ء الواحد. و اسْتجمع السیلُ: اجتمع من كل موضع. و جمَعْتُ الشی‌ء إِذا جئت به من هاهنا و هاهنا. و تجمَّع القوم: اجتمعوا أَیضاً من هاهنا و هاهنا. و مُتجمَّع البَیْداءِ: مُعْظَمُها و مُحْتَفَلُها؛ قال محمد بن شَحّاذٍ الضَّبّیّ: فی فِتْیَةٍ كلَّما تَجَمَّعَتِ البَیْداء، لم یَهْلَعُوا و لم یَخِمُوا أَراد و لم یَخِیمُوا، فحذف و لم یَحْفَل بالحركة التی من شأْنها أَن تَرُدَّ المحذوف هاهنا، و هذا لا یوجبه القیاس إِنما هو شاذ؛ و رجل مِجْمَعٌ و جَمّاعٌ. و الجَمْع: اسم لجماعة الناس. و الجَمْعُ: مصدر قولك جمعت الشی‌ء. و الجمْعُ: المجتمِعون، و جَمْعُه جُموع. و الجَماعةُ و الجَمِیع و المَجْمع و المَجْمَعةُ: كالجَمْع و قد استعملوا ذلك فی غیر الناس حتی قالوا جَماعة الشجر و جماعة النبات. و قرأَ عبد الله بن مسلم: حتی أَبلغ مَجْمِعَ البحرین، و هو نادر كالمشْرِق و المغرِب، أَعنی أَنه شَذَّ فی باب فَعَل یَفْعَلُ كما شذَّ المشرق و المغرب و نحوهما من الشاذ فی باب فَعَلَ یَفْعُلُ، و الموضع مَجْمَعٌ و مَجْمِعٌ مثال مَطْلَعٍ و مَطْلِع، و قوم جَمِیعٌ: مُجْتَمِعون. و المَجْمَع: یكون اسماً للناس و للموضع الذی یجتمعون فیه. و‌فی الحدیث: فضرب بیده مَجْمَعَ بین عُنُقی و كتفی‌أَی حیث یَجْتمِعان، و كذلك مَجْمَعُ البحرین مُلْتَقاهما. و یقال: أَدامَ اللهُ جُمْعةَ ما بینكما كما تقول أَدام الله أُلْفَةَ ما بینكما. و أَمرٌ جامِعٌ: یَجمع الناسَ. و فی التنزیل: وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلیٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ یَذْهَبُوا حَتّٰی یَسْتَأْذِنُوهُ؛ قال الزجاج: قال بعضهم كان ذلك فی الجُمعة قال: هو، و الله أَعلم، أَن الله عز و جل أَمر المؤمنین إِذا كانوا مع نبیه، صلی الله علیه و سلم، فیما یحتاج إِلی الجماعة فیه نحو الحرب و شبهها مما یحتاج إِلی الجَمْعِ فیه لم یذهبوا حتی یستأْذنوه. و‌قول عمر بن عبد العزیز، رضی الله عنه: عَجِبْت لمن لاحَنَ الناسَ كیف لا یَعْرِفُ جَوامِعَ الكلم؛ معناه كیف لا یَقْتَصِر علی الإِیجاز و یَترك الفُضول من الكلام، و هو من‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: أُوتِیتُ جَوامِعَ الكَلِم‌یعنی القرآن و ما جمع الله عز و جل بلطفه من المعانی الجَمَّة
لسان العرب، ج‌8، ص: 54
فی الأَلفاظ القلیلة كقوله عز و جل: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِینَ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان یتكلم بجَوامِعِ الكَلِم‌أَی أَنه كان كثیر المعانی قلیل الأَلفاظ. و‌فی الحدیث: كان یَستحِبُّ الجَوامع من الدعاء؛ هی التی تَجْمع الأَغْراض الصالحةَ و المَقاصِدَ الصحیحة أَو تَجْمع الثناء علی الله تعالی و آداب المسأَلة. و‌فی الحدیث: قال له أَقْرِئنی سورة جامعة، فأَقرأَه: إِذٰا زُلْزِلَتِ، أَی أَنها تَجْمَعُ أَشیاء من الخیر و الشر لقوله تعالی فیها: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ. و‌فی الحدیث: حَدِّثْنی بكلمة تكون جِماعاً، فقال: اتَّقِ الله فیما تعلم؛ الجِماع ما جَمَع عَدداً أَی كلمةً تجمع كلمات. و فی أَسماء الله الحسنی: الجامعُ؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی یَجْمع الخلائق لیوم الحِساب، و قیل: هو المؤَلِّف بین المُتماثِلات و المُتضادّات فی الوجود؛ و قول إمرئ القیس: فلو أَنَّها نفْسٌ تموتُ جَمیعةً، و لكِنَّها نفْسٌ تُساقِطُ أَنْفُسا إِنما أَراد جمیعاً، فبالغ بإِلحاق الهاء و حذف الجواب للعلم به كأَنه قال لفَنِیت و اسْتراحت. و فی حدیث أُحد: و إِنَّ رجلًا من المشركین جَمِیعَ اللأْمةِ أَی مُجْتَمِعَ السِّلاحِ. و الجَمِیعُ: ضد المتفرِّق؛ قال قیس بن معاذ و هو مجنون بنی عامر: فقدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، فإِنَّنی نَهَیْتُكِ عن هذا، و أَنتِ جَمِیعُ «1» و‌فی الحدیث: له سَهم جَمع‌أَی له سهم من الخیر جُمع فیه حَظَّانِ، و الجیم مفتوحة، و قیل: أَراد بالجمع الجیش أَی كسهمِ الجَیْشِ من الغنیمة. و الجمیعُ: الجَیْشُ؛ قال لبید: فی جَمِیعٍ حافِظِی عَوْراتِهم، لا یَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ و الجَمِیعُ: الحیُّ المجتمِع؛ قال لبید: عَرِیَتْ، و كان بها الجَمِیعُ فأَبْكَرُوا منها، فغُودِرَ نُؤْیُها و ثُمامُها و إِبل جَمّاعةٌ: مُجْتَمِعة؛ قال: لا مالَ إِلَّا إِبِلٌ جَمّاعهْ، مَشْرَبُها الجِیّةُ أَو نُقاعَهْ و المَجْمَعةُ: مَجلِس الاجتماع؛ قال زهیر: و تُوقدْ نارُكُمْ شَرَراً و یُرْفَعْ، لكم فی كلِّ مَجْمَعَةٍ، لِواءُ و المَجْمعة: الأَرض القَفْر. و المَجْمعة: ما اجتَمع من الرِّمال و هی المَجامِعُ؛ و أَنشد: باتَ إِلی نَیْسَبِ خَلٍّ خادِعِ، وَعْثِ النِّهاضِ، قاطِعِ المَجامِعِ بالأُمّ أَحْیاناً و بالمُشایِعِ المُشایِعُ: الدلیل الذی ینادی إِلی الطریق یدعو إِلیه. و‌فی الحدیث: فَجَمعْتُ علی ثیابی‌أَی لبستُ الثیابَ التی یُبْرَزُ بها إِلی الناس من الإِزار و الرِّداء و العمامة و الدِّرْعِ و الخِمار. و جَمَعت المرأَةُ الثیابَ: لبست الدِّرْع و المِلْحَفةَ و الخِمار، یقال ذلك للجاریة إِذا شَبَّتْ، یُكْنی به عن سن الاسْتواء. و الجماعةُ: عددُ كل شی‌ءٍ و كثْرَتُه.
(1). قوله [فقدتك إلخ] نسبه المؤلف فی مادة شعع لقیس بن ذریح لا لابن معاذ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 55
و‌فی حدیث أَبی ذرّ: و لا جِماعَ لنا فیما بَعْدُ‌أَی لا اجتماع لنا. و جِماع الشی‌ء: جَمْعُه، تقول: جِماعُ الخِباء الأَخْبِیةُ لأَنَّ الجِماعَ ما جَمَع عدَداً. یقال: الخَمر جِماعُ الإِثْم أَی مَجْمَعهُ و مِظنَّتُه. و‌قال الحسین «2»، رضی الله عنه: اتَّقوا هذه الأَهواء التی جِماعُها الضلالةُ و مِیعادُها النار؛ و كذلك الجمیع، إِلا أَنه اسم لازم. و الرجل المُجتمِع: الذی بَلغ أَشُدَّه و لا یقال ذلك للنساء. و اجْتَمَعَ الرجلُ: اسْتَوت لحیته و بلغ غایةَ شَبابِه، و لا یقال ذلك للجاریة. و یقال للرجل إِذا اتصلت لحیته: مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ بعد ذلك؛ و أَنشد أَبو عبید: قد سادَ و هو فَتًی، حتی إِذا بلَغَت أَشُدُّه، و علا فی الأَمْرِ و اجْتَمَعا و رجل جمیعٌ: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ. و‌فی حدیث الحسن، رضی الله عنه: أَنه سمع أَنس بن مالك، رضی الله عنه، و هو یومئذ جَمِیعٌ‌أَی مُجْتَمِعُ الخَلْقِ قَوِیٌّ لم یَهْرَم و لم یَضْعُفْ، و الضمیر راجع إِلی أَنس. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان إِذا مَشَی مشی مُجْتَمِعاً‌أَی شدید الحركة قویَّ الأَعضاء غیر مُسْتَرْخٍ فی المَشْی. و‌فی الحدیث: إِن خَلْقَ أَحدِكم یُجْمَعُ فی بطن أُمه أَربعین یوماً‌أَی أَن النُّطفة إِذا وقَعت فی الرحم فأَراد الله أَن یخلق منها بشراً طارتْ فی جسم المرأَة تحت كل ظُفُر و شعَر ثم تمكُث أَربعین لیلة ثم تنزل دَماً فی الرحِم، فذلك جَمْعُها، و یجوز أَن یرید بالجَمْع مُكْث النطفة بالرحم أَربعین یوماً تَتَخَمَّرُ فیها حتی تتهیَّأَ للخلق و التصویر ثم تُخَلَّق بعد الأَربعین. و رجل جمیعُ الرأْی و مُجْتَمِعُهُ: شدیدُه لیس بمنْتشِره. و المسجدُ الجامعُ: الذی یَجمع أَهلَه، نعت له لأَنه علامة للاجتماع، و قد یُضاف، و أَنكره بعضهم، و إِن شئت قلت: مسجدُ الجامعِ بالإِضافة كقولك الحَقُّ الیقین و حقُّ الیقینِ، بمعنی مسجد الیومِ الجامعِ و حقِّ الشی‌ء الیقینِ لأَن إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه لا تجوز إِلا علی هذا التقدیر، و كان الفراء یقول: العرب تُضیف الشی‌ءَ إِلی نفسه لاختلاف اللفظین؛ كما قال الشاعر: فقلت: انْجُوَا عنها نَجا الجِلْدِ، إِنه سَیُرْضِیكما منها سَنامٌ و غارِبُهْ فأَضاف النَّجا و هو الجِلْد إِلی الجلد لمّا اختلف اللفظانِ، و روی الأَزهری عن اللیث قال: و لا یقال مسجدُ الجامعِ، ثم قال الأَزهری: النحویون أَجازوا جمیعاً ما أَنكره اللیث، و العرب تُضِیفُ الشی‌ءَ إِلی نفْسه و إِلی نَعْتِه إِذا اختلف اللفظانِ كما قال تعالی: وَ ذٰلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ؛ و معنی الدِّین المِلَّةُ كأَنه قال و ذلك دِین الملَّةِ القیِّمةِ، و كما قال تعالی: وَعْدَ الصِّدْقِ و وَعْدَ الْحَقِّ*، قال: و ما علمت أَحداً من النحویین أَبی إِجازته غیرَ اللیث، قال: و إِنما هو الوعدُ الصِّدقُ و المسجِدُ الجامعُ و الصلاةُ الأُولی. و جُمّاعُ كل شی‌ء: مُجْتَمَعُ خَلْقِه. و جُمّاعُ جَسَدِ الإِنسانِ: رأْسُه. و جُمّاعُ الثمَر: تَجَمُّعُ بَراعیمِه فی موضع واحد علی حمله؛ و قال ذو الرمة: و رأْسٍ كَجُمّاعِ الثُّرَیّا، و مِشْفَرٍ كسِبْتِ الیمانیِّ، قِدُّهُ لم یُجَرَّدِ و جُمّاعُ الثریَّا: مُجْتَمِعُها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی:
(2). قوله [الحسین] فی النهایة الحسن. و قوله [التی جماعها] فی النهایة: فإن جماعها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 56
و نَهْبٍ كجُمّاعِ الثُرَیّا، حَوَیْتُه غِشاشاً بمُجْتابِ الصِّفاقَیْنِ خَیْفَقِ فقد یكون مُجتمِعَ الثُّریا، و قد یكون جُمَّاع الثریا الذین یجتمعون علی مطر الثریا، و هو مطر الوَسْمِیّ، ینتظرون خِصْبَه و كَلأَه، و بهذا القول الأَخیر فسره ابن الأَعرابی. و الجُمّاعُ: أَخلاطٌ من الناس، و قیل: هم الضُّروب المتفرّقون من الناس؛ قال قیس بن الأَسلت السُّلَمِیّ یصف الحرب: حتی انْتَهَیْنا، و لَنا غایةٌ، مِنْ بَیْنِ جَمْعٍ غیرِ جُمّاعِ و فی التنزیل: وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ؛قال ابن عباس: الشُّعوبُ الجُمّاعُ و القَبائلُ الأَفْخاذُ؛ الجُمَّاع، بالضم و التشدید: مُجْتَمَعُ أَصلِ كلّ شی‌ء، أَراد مَنْشأَ النَّسَبِ و أَصلَ المَوْلِدِ، و قیل: أَراد به الفِرَقَ المختلفةَ من الناس كالأَوْزاعِ و الأَوْشابِ؛ و منه‌الحدیث: كان فی جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ‌أَی جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّی متفرّقة. و امرأَة جُمّاعٌ: قصیرة. و كلُّ ما تَجَمَّعَ و انضمّ بعضُه إِلی بعض جُمّاعٌ. و یقال: ذهب الشهر بجُمْعٍ و جِمْعٍ أَی أَجمع. و ضربه بحجر جُمْعِ الكف و جِمْعِها أَی مِلْئها. و جُمْعُ الكف، بالضم: و هو حین تَقْبِضُها. یقال: ضربوه بأَجماعِهم إِذا ضربوا بأَیدیهم. و ضربته بجُمْع كفی، بضم الجیم، و تقول: أَعطیته من الدّراهم جُمْع الكفّ كما تقول مِلْ‌ءَ الكفّ. و‌فی الحدیث: رأَیت خاتم النبوَّة كأَنه جُمْعٌ، یُرید مثل جُمْع الكف، و هو أَن تَجمع الأَصابع و تَضُمَّها. و جاء فلان بقُبْضةٍ مِلْ‌ء جُمْعِه؛ و قال منظور بن صُبْح الأَسدیّ: و ما فعَلتْ بی ذاكَ حتی تَركْتُها، تُقَلِّبُ رأْساً مِثْلَ جُمْعِیَ عَارِیا و جُمْعةٌ من تمر أَی قُبْضة منه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: صلی المغرب فلما انصرف دَرَأَ جُمْعةً من حَصی المسجد؛ الجُمْعةُ: المَجموعةُ. یقال: أَعطِنی جُمعة من تَمْر، و هو كالقُبْضة. و تقول: أَخذْت فلاناً بجُمْع ثیابه. و أَمْرُ بنی فلان بجُمْعٍ و جِمْعٍ، بالضم و الكسر، فلا تُفْشُوه أَی مُجتمِعٌ فلا تفرِّقوه بالإِظهار، یقال ذلك إِذا كان مكتوماً و لم یعلم به أَحد، و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه ذكر الشهداء فقال: و منهم أَن تموت المرأَة بجُمْع؛ یعنی أَن تموتَ و فی بطنها ولد، و كسر الكسائی الجیم، و المعنی أَنها ماتت مع شی‌ء مَجْموع فیها غیر منفصل عنها من حَمْل أَو بَكارة، و قد تكون المرأَة التی تموت بجُمع أَن تموتَ و لم یمسّها رجل، و روی ذلك‌فی الحدیث: أَیُّما امرأَة ماتتْ بجُمع لم تُطْمَثْ دخلت الجنة؛ و هذا یرید به البكْر. الكسائی: ما جَمَعْتُ بامرأَة قط؛ یرید ما بَنَیْتُ. و باتتْ فلانةُ منه بجُمْع و جِمْع أَی بكراً لم یَقْتَضَّها. قالت دَهْناء بنت مِسْحلٍ امرأَة العجاج للعامل: أَصلح الله الأَمیر إِنی منه بجُمع و جِمْع أَی عَذْراء لم یَقْتَضَّنی. و ماتت المرأَة بجُمع و جِمع أَی ماتت و ولدها فی بطنها، و هی بجُمع و جِمْع أَی مُثْقلة. أَبو زید: ماتت النساء بأَجْماع، و الواحدة بجمع، و ذلك إِذا ماتت و ولدُها فی بطنها، ماخِضاً كانت أَو غیر ماخِضٍ. و إِذا طلَّق الرجلُ امرأَته و هی عذراء لم یدخل بها قیل: طلقت بجمع أَی طلقت و هی عذراء. و ناقة جِمْعٌ: فی بطنها ولد؛ قال: ورَدْناه فی مَجْری سُهَیْلٍ یَمانِیاً، بِصُعْرِ البُری، ما بین جُمْعٍ و خادجِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 57
و الخادِجُ: التی أَلقت ولدها. و امرأَة جامِعٌ: فی بطنها ولد، و كذلك الأَتان أَوّل ما تحمل. و دابة جامِعٌ: تصلحُ للسرْج و الإِكافِ. و الجَمْعُ: كل لون من التمْر لا یُعرف اسمه، و قیل: هو التمر الذی یخرج من النوی. و جامَعها مُجامَعةً و جِماعاً: نكحها. و المُجامعةُ و الجِماع: كنایة عن النكاح. و جامَعه علی الأَمر: مالأَه علیه و اجْتمع معه، و المصدر كالمصدر. و قِدْرٌ جِماعٌ و جامعةٌ: عظیمة، و قیل: هی التی تجمع الجَزُور؛ قال الكسائی: أَكبر البِرام الجِماع ثم التی تلیها المِئكلةُ. و یقال: فلان جماعٌ لِبنی فلان إِذا كانوا یأْوُون إِلی رأْیه و سودَدِه كما یقال مَرَبٌّ لهم. و اسْتَجمع البَقْلُ إِذا یَبِس كله. و استجمع الوادی إِذا لم یبق منه موضع إِلا سال. و استجمع القوم إِذا ذهبوا كلهم لم یَبْق منهم أَحد كما یَستجمِع الوادی بالسیل. و جَمَعَ أَمْرَه و أَجمعه و أَجمع علیه: عزم علیه كأَنه جَمَع نفسه له، و الأَمر مُجْمَع. و یقال أَیضاً: أَجْمِعْ أَمرَك و لا تَدَعْه مُنْتشراً؛ قال أَبو الحَسْحاس: تُهِلُّ و تَسْعَی بالمَصابِیح وسْطَها، لها أَمْرُ حَزْمٍ لا یُفرَّق مُجْمَع و قال آخر: یا لیْتَ شِعْری، و المُنی لا تَنفعُ، هل أَغْدُوَنْ یوماً، و أَمْری مُجْمَع؟ و قوله تعالی: فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكٰاءَكُمْ؛ أَی و ادْعوا شركاءكم، قال: و كذلك هی فی قراءة عبد الله لأَنه لا یقال أَجمعت شركائی إِنما یقال جمعت؛ قال الشاعر: یا لیتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقلِّداً سیْفاً و رُمحا أَراد و حاملًا رُمْحاً لأَن الرمح لا یُتقلَّد. قال الفرّاء: الإِجْماعُ الإِعْداد و العزیمةُ علی الأَمر، قال: و نصبُ شُرَكٰاءَكُمْ بفعل مُضْمر كأَنك قلت: فأَجمِعوا أَمركم و ادْعوا شركاءكم؛ قال أَبو إِسحق: الذی قاله الفرّاء غَلَطٌ فی إِضْماره و ادْعوا شركاءكم لأَن الكلام لا فائدة له لأَنهم كانوا یَدْعون شركاءهم لأَن یُجْمعوا أَمرهم، قال: و المعنی فأَجْمِعوا أَمرَكم مع شركائكم، و إِذا كان الدعاء لغیر شی‌ء فلا فائدة فیه، قال: و الواو بمعنی مع كقولك لو تركت الناقة و فَصِیلَها لرضَعَها؛ المعنی: لو تركت الناقة مع فصیلِها، قال: و من قرأَ فاجْمَعوا أَمركم و شركاءكم بأَلف موصولة فإِنه یعطف شُرَكٰاءَكُمْ علی أَمْرَكُمْ، قال: و یجوز فاجْمَعوا أَمرَكم مع شركائكم، قال الفراء: إِذا أَردت جمع المُتَفرّق قلت: جمعت القوم، فهم مجموعون، قال الله تعالی: ذٰلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّٰاسُ، قال: و إِذا أَردت كَسْبَ المالِ قلت: جَمَّعْتُ المالَ كقوله تعالی: الَّذِی جَمَّعَ مٰالًا وَ عَدَّدَهُ، و قد یجوز: جَمَعَ مٰالًا، بالتخفیف. و قال الفراء فی قوله تعالی: فَأَجْمِعُوا كَیْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا، قال: الإِجماعُ الإِحْكام و العزیمة علی الشی‌ء، تقول: أَجمعت الخروج و أَجمعت علی الخروج؛ قال: و من قرأَ فاجْمَعوا كیدَكم، فمعناه لا تدَعوا شیئاً من كیدكم إِلّا جئتم به. و‌فی الحدیث: من لم یُجْمِع الصِّیامَ من اللیل فلا صِیام له؛ الإِجْماعُ إِحكامُ النیةِ و العَزیمةِ، أَجْمَعْت الرأْی و أَزْمَعْتُه و عزَمْت علیه بمعنی. و منه‌حدیث كعب بن مالك: أَجْمَعْتُ صِدْقَه.و‌فی حدیث صلاة المسافر: ما لم أُجْمِعْ مُكْثاً‌أَی ما لم أَعْزِم علی الإِقامة. و أَجْمَعَ أَمرَه
لسان العرب، ج‌8، ص: 58
أَی جعلَه جَمیعاً بعدَ ما كان متفرقاً، قال: و تفرّقُه أَنه جعل یدیره فیقول مرة أَفعل كذا و مرَّة أَفْعل كذا، فلما عزم علی أَمر محكم أَجمعه أَی جعله جَمْعاً؛ قال: و كذلك یقال أَجْمَعتُ النَّهْبَ، و النَّهْبُ: إِبلُ القوم التی أَغار علیها اللُّصُوص و كانت متفرقة فی مراعیها فجَمَعوها من كل ناحیة حتی اجتمعت لهم، ثم طَرَدوها و ساقُوها، فإِذا اجتمعت قیل: أَجْمعوها؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب یصف حُمُراً: فكأَنها بالجِزْعِ، بین نُبایِعٍ و أُولاتِ ذی العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قال: و بعضهم یقول جَمَعْت أَمرِی. و الجَمْع: أَن تَجْمَع شیئاً إِلی شی‌ء. و الإِجْماعُ: أَن تُجْمِع الشی‌ء المتفرِّقَ جمیعاً، فإِذا جعلته جمیعاً بَقِی جمیعاً و لم یَكد یَتفرّق كالرأْی المَعْزوم علیه المُمْضَی؛ و قیل فی قول أَبی وجْزةَ السَّعْدی: و أَجْمَعَتِ الهواجِرُ كُلَّ رَجْعٍ منَ الأَجْمادِ و الدَّمَثِ البَثاء أَجْمعت أَی یَبَّسَتْ، و الرجْعُ: الغدیرُ. و البَثاءُ: السهْل. و أَجْمَعْتُ الإِبل: سُقْتها جمیعاً. و أَجْمَعَتِ الأَرضُ سائلةً و أَجمعَ المطرُ الأَرضَ إِذا سالَ رَغابُها و جَهادُها كلُّها. و فَلاةٌ مُجْمِعةٌ و مُجَمِّعةٌ: یَجتمع فیها القوم و لا یتفرّقون خوف الضلال و نحوه كأَنها هی التی تَجْمَعُهم. و جُمْعةٌ من تمر أَی قُبْضة منه. و فی التنزیل: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذٰا نُودِیَ لِلصَّلٰاةِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ؛ خففها الأَعمش و ثقلها عاصم و أَهل الحجاز، و الأَصل فیها التخفیف جُمْعة، فمن ثقل أَتبع الضمةَ الضمة، و من خفف فعلی الأَصل، و القُرّاء قرؤوها بالتثقیل، و یقال یوم الجُمْعة لغة بنی عُقَیْلٍ و لو قُرِئ بها كان صواباً، قال: و الذین قالوا الجُمُعَة ذهبوا بها إِلی صِفة الیومِ أَنه یَجْمع الناسَ كما یقال رجل هُمَزةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكة، و هو الجُمْعة و الجُمُعة و الجُمَعة، و هو یوم العَرُوبةِ، سمّی بذلك لاجتماع الناس فیه، و یُجْمع علی جُمُعات و جُمَعٍ، و قیل: الجُمْعة علی تخفیف الجُمُعة و الجُمَعة لأَنها تجمع الناس كثیراً كما قالوا: رجل لُعَنة یُكْثِر لعْنَ الناس، و رجل ضُحَكة یكثر الضَّحِك. و زعم ثعلب أَن أَوّل من سماه به كعبُ بن لؤیّ جدُّ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و كان یقال له العَرُوبةُ، و‌ذكر السهیلی فی الرَّوْض الأُنُف أَنَّ كعب بن لؤیّ أَوّلُ من جَمَّع یوم العَرُوبةِ، و لم تسمَّ العَروبةُ الجُمعة إِلا مُذ جاء الإِسلام، و هو أَوَّل من سماها الجمعة فكانت قریش تجتمِعُ إِلیه فی هذا الیوم فیَخْطُبُهم و یُذَكِّرُهم بمَبْعَث النبی، صلی الله علیه و سلم، و یُعلمهم أَنه من ولده و یأْمرهم باتِّبَاعِه، صلی الله علیه و سلم، و الإِیمان به، و یُنْشِدُ فی هذا أَبیاتاً منها: یا لیتنی شاهِدٌ فَحْواء دَعْوَتِه، إِذا قُرَیْشٌ تُبَغِّی الحَقَّ خِذْلانا و‌فی الحدیث: أَوَّلُ جُمُعةٍ جُمِّعَت بالمدینة؛ جُمّعت بالتشدید أَی صُلّیت. و‌فی حدیث معاذ: أَنه وجد أَهل مكة یُجَمِّعُون فی الحِجْر فنهاهم عن ذلك؛ یُجمِّعون أَی یصلون صلاة الجمعة و إِنما نهاهم عنه لأَنهم كانوا یَستظِلُّون بفَیْ‌ء الحِجْر قبل أَن تزول الشمس فنهاهم لتقدیمهم فی الوقت. و‌روی عن ابن عباس، رضی الله عنهما، أَنه قال: إِنما سمی یوم الجمعة لأَنَّ الله تعالی جَمَع فیه خَلْق آدم، صلی الله علی نبینا و علیه و سلم.و قال أَقوام: إِنما سمیت الجمعة فی
لسان العرب، ج‌8، ص: 59
الإِسلام و ذلك لاجتماعهم فی المسجد. و قال ثعلب: إِنما سمی یوم الجمعة لأَن قریشاً كانت تجتمع إِلی قُصَیّ فی دارِ النَّدْوةِ. قال اللحیانی: كان أَبو زیاد «1» … و أَبو الجَرّاح یقولان مضَت الجمعة بما فیها فیُوَحِّدان و یؤنّثان، و كانا یقولان: مضی السبت بما فیه و مضی الأَحد بما فیه فیُوَحِّدان و یُذَكِّران، و اختلفا فیما بعد هذا، فكان أَبو زیاد یقول: مضی الاثْنانِ بما فیه، و مضی الثَّلاثاء بما فیه، و كذلك الأَربعاء و الخمیس، قال: و كان أَبو الجراح یقول: مضی الاثنان بما فیهما، و مضی الثلاثاء بما فیهنّ، و مضی الأَرْبعاء بما فیهن، و مضی الخمیس بما فیهن، فیَجْمع و یُؤنث یُخْرج ذلك مُخْرج العدد. و جَمَّع الناسُ تَجْمِیعاً: شَهِدوا الجمعة و قَضَوُا الصلاة فیها. و جَمَّع فلان مالًا و عَدَّده. و استأْجرَ الأَجِیرَ مُجامعة و جِماعاً؛ عن اللحیانی: كل جمعة بِكراء. و حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی: لا تك جُمَعِیّاً، بفتح المیم، أَی ممن یصوم الجمعة وحْده. و یومُ الجمعة: یومُ القیامة. و جَمْعٌ: المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات؛ قال أَبو ذؤیب: فباتَ بجَمْعٍ ثم آبَ إِلی مِنًی، فأَصْبَحَ راداً یَبْتَغِی المَزْجَ بالسَّحْلِ و یروی: … ثم تَمّ إِلی منًی. و سمیت المزدلفة بذلك لاجتماع الناس بها. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: بعثنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی الثَّقَل من جَمْعٍ بلیل؛ جَمْعٌ علم للمُزْدلفة، سمیت بذلك لأَن آدمَ و حوّاء لما هَبَطا اجْتَمَعا بها. و تقول: اسْتَجْمَعَ السیْلُ و اسْتَجْمَعَتْ للمرء أُموره. و یقال للمُسْتَجِیش: اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ. و اسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْیاً: تكَمَّش له؛ قال یصف سراباً: و مُسْتَجْمِعٍ جَرْیاً، و لیس ببارِحٍ، تُبارِیهِ فی ضاحِی المِتانِ سَواعدُه یعنی السراب، و سَواعِدُه: مَجارِی الماء. و الجَمْعاء: الناقة الكافّة الهَرِمَةُ. و یقال: أَقمتُ عنده قَیْظةً جَمْعاء و لیلة جَمْعاء. و الجامِعةُ: الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ الیدین إِلی العنق؛ قال: و لو كُبِّلَت فی ساعِدَیَّ الجَوامِعُ و أَجْمَع الناقةَ و بها: صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، و كذلك أَكْمَشَ بها. و جَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِیعاً إِذا جَمَعَت بیضَها فی بطنها. و أَرض مُجْمِعةٌ: جَدْب لا تُفَرَّقُ فیها الرِّكاب لِرَعْی. و الجامِعُ: البطن، یَمانِیةٌ. و الجَمْع: الدَّقَلُ. یقال: ما أَكثر الجَمْع فی أَرض بنی فلان لنخل خرج من النوی لا یعرف اسمه. و‌فی الحدیث أَنه أُتِیَ بتمر جَنِیب فقال: من أَین لكم هذا؟ قالوا: إِنا لنأْخُذُ الصاعَ من هذا بالصاعَیْنِ، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فلا تفعلوا، بِعِ الجَمْع بالدّراهم و ابتع بالدراهم جَنِیباً.قال الأَصمعی: كلّ لون من النخل لا یعرف اسمه فهو جَمع. یقال: قد كثر الجمع فی أَرض فلان لنخل یخرج من النوی، و قیل الجمع تمر مختلط من أَنواع متفرقة و لیس مرغوباً فیه و ما یُخْلَطُ إِلا لرداءته. و الجَمْعاء من البهائم: التی لم یذهب من بَدَنِها شی‌ء. و‌فی الحدیث: كما تُنتَجُ البَهِیمةُ بَهِیمةً جَمْعاء‌أَی سلیمة من العیوب مُجتمِعة الأَعضاء كاملتها فلا جَدْعَ بها و لا كیّ.
(1). كذا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 60
و أَجْمَعْت الشی‌ء: جعلته جمیعاً؛ و منه قول أَبی ذؤیب یصف حُمراً: و أُولاتِ ذِی العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَع و قد تقدم. و أُولاتُ ذی العرجاء: مواضعُ نسبها إِلی مكان فیه أَكمةٌ عَرْجاء، فشبه الحُمر بإِبل انْتُهِبتْ و خُرِقتْ من طَوائِفها. و جَمِیعٌ: یؤكّد به، یقال: جاؤوا جمیعاً كلهم. و أَجْمعُ: من الأَلفاظ الدالة علی الإِحاطة و لیست بصفة و لكنه یُلَمّ به ما قبله من الأَسماء و یُجْرَی علی إِعرابه، فلذلك قال النحویون صفة، و الدلیل علی أَنه لیس بصفة قولهم أَجمعون، فلو كان صفة لم یَسْلَم جَمْعُه و لكان مُكسّراً، و الأُنثی جَمْعاء، و كلاهما معرفة لا ینكَّر عند سیبویه، و أَما ثعلب فحكی فیهما التنكیر و التعریف جمیعاً، تقول: أَعجبنی القصرُ أَجمعُ و أَجمعَ، الرفعُ علی التوكید و النصب علی الحال، و الجَمْعُ جُمَعُ، معدول عن جَمعاوات أَو جَماعَی، و لا یكون معدولًا عن جُمْع لأَن أَجمع لیس بوصف فیكون كأَحْمر و حُمْر، قال أَبو علی: بابُ أَجمعَ و جَمْعاء و أَكتعَ و كتْعاء و ما یَتْبَع ذلك من بقیته إِنما هو اتّفاق و تَوارُدٌ وقع فی اللغة علی غیر ما كان فی وزنه منها، لأَن باب أَفعلَ و فَعلاء إِنما هو للصفات و جمیعُها یجی‌ء علی هذا الوضع نَكراتٍ نحو أَحمر و حمراء و أَصفر و صفراء، و هذا و نحوه صفاتٌ نكرات، فأَمَّا أَجْمع و جمعاء فاسمانِ مَعْرفَتان لیسا بصفتین فإِنما ذلك اتفاق وقع بین هذه الكلمة المؤكَّد بها. و یقال: لك هذا المال أَجْمعُ و لك هذه الحِنْطة جمعاء. و فی الصحاح: و جُمَعٌ جَمْعُ جُمْعةٍ و جَمْعُ جَمْعاء فی تأْكید المؤنث، تقول: رأَیت النسوة جُمَعَ، غیر منون و لا مصروف، و هو معرفة بغیر الأَلف و اللام، و كذلك ما یَجری مَجراه منه التوكید لأَنه للتوكید للمعرفة، و أَخذت حقّی أَجْمَعَ فی توكید المذكر، و هو توكید مَحْض، و كذلك أَجمعون و جَمْعاء و جُمَع و أَكْتعون و أَبْصَعُون و أَبْتَعُون لا تكون إِلا تأْكیداً تابعاً لما قبله لا یُبْتَدأُ و لا یُخْبر به و لا عنه، و لا یكون فاعلًا و لا مفعولًا كما یكون غیره من التواكید اسماً مرةً و توكیداً أُخری مثل نفْسه و عیْنه و كلّه و أَجمعون: جَمْعُ أَجْمَعَ، و أَجْمَعُ واحد فی معنی جَمْعٍ، و لیس له مفرد من لفظه، و المؤنث جَمعاء و كان ینبغی أَن یجمعوا جَمْعاء بالأَلف و التاء كما جمعوا أَجمع بالواو و النون، و لكنهم قالوا فی جَمْعها جُمَع، و یقال: جاء القوم بأَجمعهم، و أَجْمُعهم أَیضاً، بضم المیم، كما تقول: جاؤوا بأَكلُبهم جمع كلب؛ قال ابن بری: شاهد قوله جاء القوم بأَجْمُعهم قول أَبی دَهْبل: فلیتَ كوانِیناً مِنَ اهْلِی و أَهلِها، بأَجمُعِهم فی لُجّةِ البحر، لَجَّجُوا و مُجَمِّع: لقب قُصیِّ بن كلاب، سمی بذلك لأَنه كان جَمَّع قَبائل قریش و أَنزلها مكةَ و بنی دار النَّدْوةِ؛ قال الشاعر: أَبُوكم: قُصَیٌّ كان یُدْعَی مُجَمِّعاً، به جَمَّع الله القَبائلَ من فِهْرِ و جامِعٌ و جَمّاعٌ: اسمان. و الجُمَیْعَی: موضع.

جندع؛ ج8، ص: 60

: جَنادِعُ الخَمْر: ما تَراءی منها عند المَزْج. و الجُنْدُعُ: جُنْدَب أَسود له قَرْنانِ طویلان و هو أَضْخَم الجَنادِب، و كل جُندب یؤكل إِلا الجُنْدُعَ. و قال أَبو حنیفة: الجُندع جندب صغیر. و جنادِعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 61
الضَّبّ: دوابُّ أَصغرُ من القِرْدان تكون عند جُحْره، فإِذا بدت هی علم أَنّ الضبّ خارجٌ فیقال حینئذ: بدَتْ جَنادِعُه، و قیل: یخرجن إِذا دنا الحافر من قَعْر الجُحْر، قال الجوهری: تكون فی جِحَرَةِ الیَرابِیع و الضِّباب. و یقال للشرّیر المُنتَظَر هلاكُه: ظهرت جَنادِعُه و الله جادِعُه؛ و قال ثعلب: یضرب هذا مثلًا للرجل الذی یأْتی عنه الشر قبل أَن یُری. الأَصمعی: من أَمثالهم: جاءت جَنادِعُه، یعنی حَوادِثَ الدهْر و أَوائلَ شرّه. و یقال: رأَیت جَنادِعَ الشرّ أَی أَوائلَه، الواحدة جُنْدُعة و هو ما دبّ من الشر؛ قال محمد بن عبد الله الأَزدی: لا أَدْفَع ابْنَ العَمِّ یَمْشِی علی شَفاً، و إِنْ بَلَغَتْنی من أَذاه الجَنادِع و الجُنْدُعة من الرّجال: الذی لا خیر فیه و لا غَناء عنده، بالهاء؛ عن كراع؛ أَنشد سیبویه للراعی: بِحَیٍّ نُمَیْرِیٍّ علیه مَهابةٌ جَمِیع، إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا و یقال: القومُ جَنادِعُ إِذا كانوا فِرَقاً لا یجتمع رأْیهم، یقول الراعی: إِذا كان اللّئام فرقاً شَتَّی فهم جَمیع. و جُنْدُعٌ و ذاتُ الجَنادِع جمیعاً: الدّاهیةُ، و النون زائدة. و رجل جُنْدُع: قصیر؛ و أَنشد الأَزهری: تَمَهْجَروا، و أَیُّما تَمَهْجُرِ، و هم بَنُو العَبْد اللّئیم العُنْصُرِ ما غَرَّهُم بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ، بَنی اسْتِها، و الجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ اللیث: جُنْدُع و جَنَادِعُ الآفاتُ. و‌فی الحدیث: إِنی أَخافُ علیكم الجَنادِع‌أَی الآفات و البَلایا. و الجَنادعُ: الدَّواهِی. و جُنْدُعٌ: اسم. و الجَنادُع أَیضاً: الأَحْناشُ.

جوع؛ ج8، ص: 61

: الجُوع: اسم للمَخْمَصةِ، و هو نَقِیضُ الشِّبَع، و الفعل جاعَ یَجُوعُ جَوْعاً و جَوْعةً و مَجاعةً، فهو جائعٌ و جَوْعانُ، و المرأَة جَوْعَی، و الجمع جَوْعَی و جِیاعٌ و جُوَّعٌ و جُیَّعٌ؛ قال: بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُیَّع شَبَّهُوا باب جُیّع بباب عِصِیٍّ فقلبه بعضُهم، و قد أَجاعه و جَوَّعَه؛ قال: كان الجُنَیْد، و هو فینا الزُّمَّلِقْ، مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابیَّ الخُلُقْ و قال: أَجاع اللهُ من أَشْبَعْتُموه و أَشْبَعَ من بِجَوْرِكم أُجِیعَا و المَجاعةُ و المَجُوعة و المَجْوعةُ، بتسكین الجیم: عامُ الجُوعِ. و‌فی حدیث الرَّضَاع: إِنما الرَّضاعةُ من المَجاعة؛ المَجاعةُ مَفْعلةٌ من الجُوع أَی أَن الذی یَحْرُم من الرَّضاع إِنما هو الذی یَرْضَعُ من جُوعِه، و هو الطفل، یعنی أَن الكبیر إِذا رَضَعَ امرأَة لا یَحْرُم علیها بذلك الرضاع لأَنه لم یَرْضَعْها من الجوع، و قالوا: إِن للعِلْم إِضاعةً و هُجْنةً و آفةً و نكَداً و استِجاعةً؛ إِضاعتُه: وضْعُك إِیاه فی غیر أَهله، و استِجاعتُه: أَن لا تَشْبَع منه، و نكَدُه: الكذِبُ فیه، و آفتُه: النِّسیانُ، و هُجْنتُه: إِضاعتُه. و العرب تقول: جُعْتُ إِلی لِقائك و عَطِشْتُ إِلی لِقائك؛ قال ابن سیدة: و جاعَ إِلی لقائه اشتهاه كعطِشَ علی المثل. و فی الدعاء: جُوعاً له و نُوعاً و لا یُقَدّم الآخِر قبل الأَوّل لأَنه تأْكیدٌ له؛ قال
لسان العرب، ج‌8، ص: 62
سیبویه: و هو من المصادر المنصوبة علی إِضمار الفعل المتروك إِظهاره. و جائعٌ نائعٌ: إِتْباع مثله. و فلان جائعُ القِدْرِ إِذا لم تكن قِدْرُه ملأَی. و امرأَة جائعة الوِشاح إِذا كانت ضامِرةَ البطن. و الجَوْعةُ: إِقفار الحَیّ. و الجَوْعة: المرَّةُ الواحدة من الجَوْع؛ و أَجاعه و جَوَّعه. و فی المثل: أَجِعْ كَلْبَك یَتْبَعْك. و تَجوّعَ أَی تَعمَّد الجُوع. و یقال: تَوحَّشْ للدّواء و تجوّعْ للدواء أَی لا تَسْتَوْفِ الطعام. و رجلٌ مُسْتَجِیع: لا تراه أَبداً إِلَّا تَری أَنه جائع؛ قال أَبو سعید: المُسْتجِیعُ الذی یأْكل كل ساعة الشی‌ء بعد الشی‌ء. و ربیعةُ الجوعِ: أَبُو حَیّ من تَمِیم، و هو رَبیعةُ بن مالك بن زید مناة بن تمیم.

فصل الحاء؛ ج8، ص: 62

الحاء؛ ج8، ص: 62

: الأَزهری: العین و الحاء لا یأْتلفان فی كلمة واحدة، و رأَیت فی حاشیة النسخة التی نقلت منها ذكر أَبو إِسحاق النَّجِیرَمِیّ أَن أَبا عمرو قال: الحَعْحعةُ زَجْر بالكبش مثل الحَأْحأَةِ، و هذا صح عنه، قال: و أَحْسَبُه التبس علیه لقرب مَخرج الهمزة من العین فی قولهم حَأْحَأْ، فظنها عیناً و هذا شاقٌّ علی اللسان، و لذلك لم تجتمع الحاء مع العین فی كلمة، قال الجُرجانی: و هذا الذی حكاه لست أَعرفه لأَبی عمرو، و إِنما قال فی كتاب النوادر: الحَأْحأَة وزن الحَعْحعة أَن تقول للكبش حأْحأْ زجْر، و من رسم أَبی عمرو فی هذا الكتاب أَن یمثل الهمزة بالعین أَبداً.

فصل الخاء؛ ج8، ص: 62

خبع؛ ج8، ص: 62

: خبَع الصبیُّ خُبوعاً: انقطَع نفَسُه و فُحِم من البُكاء. و خَبَع فی المكان: دخل فیه. و الخَبْعُ: لغة فی الخَبْ‌ء. و خَبَعْت الشی‌ء: لغة فی خَبَأْتُه. و أَما الخَبْعُ فی الخَبْ‌ء فعلی الإِبدال لا یُعتدّ به من هذا الباب، و علی هذا قالوا: جاریة خُبَعةٌ طُلَعةٌ أَی تَخْبأُ نفسها مرّة و تُبْدیها مرة. و امرأَة خُبَعة خُبَأَة بمعنی واحد؛ و خُبَعةٌ طُلَعةٌ قُبَعةٌ. و الخُبَعةُ: المُزْعةُ من القُطْن؛ عن الهَجَریّ.

خبرع؛ ج8، ص: 62

: الخُبْروعُ: النَّمَّام، و هی الخَبْرَعةُ فِعلهُ.

خبذع؛ ج8، ص: 62

: الخُبْذُع: الضِّفْدعُ فی بعض اللغات.

ختع؛ ج8، ص: 62

: خَتَعَ فی الأَرض یَخْتَعُ خُتوعاً: ذهب و انطلق. و ختَع الدلیلُ بالقوم یختَعُ خَتْعاً و خُتوعاً: سار بهم تحت الظلمة علی القصْد؛ قال: و هو ركوب الظلمة كما یفعل الدلیلُ بالقوم؛ قال رؤبة: أَعْیَت أَدِلَّاءَ الفَلاةِ الخُتَّعا و رجل خُتَعٌ و خَتِعٌ و خوْتَعٌ: حاذقٌ بالدلالة ماهِرٌ بها. و رجل خُتَعةٌ و خُتَعٌ: و هو السریع المشی الدلیلُ. تقول: وجدته خُتَعَ لا سُكَعَ أَی لا یتحیر. و الخَوْتَعُ: الدلیل أَیضاً؛ و أَنشد: بها یَضِلُّ الخَوْتَعُ المُشَهَّر و انْخَتَعَ فی الأَرض: أَبعد. و خَتَعَ علی القوم: هَجَم. و خَتَعَ الفحْلُ خلْفَ الإِبل إِذا قارب فی مَشْیِه. و خُتوع السَّرابِ: اضْمحْلالهُ. و الخَوْتَعُ: ضَرْب من الذُّباب كِبار، و الخَوْتَعُ: ذُباب الكلب. قال أَبو حنیفة: الخَوْتَعُ ذباب أَزْرقُ یكون فی العُشْب؛ قال الراجز: للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فیه صاهِلْ عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ و الجَلاجِلْ و الخَتْعةُ: النَّمِرة الأُنثی، و الخُتَعُ: من أَسماء الضبُع،
لسان العرب، ج‌8، ص: 63
و لیس بثبَت. و الخَیْتَعةُ: هنةٌ «2» من أَدَم یُغَشِّی بها الرامی إبهامَه لرَمْی السِّهام. ابن الأَعرابی: الخِتاعُ الدَّسْتَباناتُ مثل ما یكون لأَصحاب البُزاة. و الخَوْتَعُ: ولد الأَرْنب. و من أَمثالهم: أَشأَم من خَوْتعةَ؛ زعموا أَنه رجل من بنی غُفَیلة بن قاسطِ بن هِنْب بن أَفْصَی بن دُعْمِیّ بن جَدِیلةَ بن أَسَد بن رَبِیعة كان مَشْؤوماً لأَنه دلَّ كُثَیْف بنَ عمرو التَّغْلَبی علی بنی الزَّبّان الذُّهْلی حتی قُتلوا و حُملت رؤُوسهم علی الدُّهَیْم فأَبارَ الذُّهْلیّ بنی غُفَیلةَ، فضربوا بخَوْتَعةَ المثل فی الشُّؤْم و بحَمْل الدُّهَیْم فی الثَّقَل؛ قال أَبو جعفر محمد بن حَبِیب فی كتاب مُتشابِه القبائل و مُتَّفِقِها: و فی بنی ذُهْل بن ثَعلبةَ بن عُكابةَ: الزَّبَّانُ بن الحرث بن مالك بن شَیْبانَ بن سَدُوس بن ذُهْل، بالزای و الباء بواحدة، و ذكر القاضی أَبو الولید هشام بن أَحمد الوَقَّشِی «3» فی نَقْد الكتاب الرَّیان، بالراء و الیاء.

ختلع؛ ج8، ص: 63

: ختلع الرجل: خرج إلی البَدْو. قال أبو حاتِم: قلت لأُم الهیثم، و كانت أَعرابیة فصیحة: ما فعلت فلانة؟ لأَعرابیة كنت أراها معها، فقالت: خَتْلَعَت و الله طالعة، قلت: ما ختلعت؟ فقالت: ظهرت، ترید أنها خرجت إِلی البَدْو.

خثع؛ ج8، ص: 63

: رجل خَوْثَع: لَئیم؛ عن ثعلب.

خدع؛ ج8، ص: 63

: الخَدْعُ: إظهار خلاف ما تُخْفیه. أبو زید: خَدَعَه یَخْدَعُه خِدْعاً، بالكسر، مثل سَحَرَه یَسْحَرُه سِحْراً؛ قال رؤْبة: و قد أُداهِی خِدْعَ مَن تَخَدَّعا و أجاز غیره خَدْعاً، بالفتح، و خَدِیعةً و خُدْعةً أَی أَراد به المكروه و ختله من حیث لا یعلم. و خادَعَه مُخادَعة و خِداعاً و خَدَّعَه و اخْتَدَعه: خَدَعه. قال الله عز و جل: یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ*؛ جازَ یُفاعِلُ لغیر اثنین لأَن هذا المثال یقع كثیراً فی اللغة للواحد نحو عاقَبْتُ اللِّصَّ و طارَقْت النعلَ. قال الفارسی: قرئَ یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ* و یَخْدَعُون الله؛ قال: و العرب تقول خادَعْت فلاناً إذا كنت تَرُوم خَدْعه و علی هذا یوجه قوله تعالی: یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ؛ معناه أَنهم یُقدِّرون فی أَنفسهم أَنهم یَخْدَعون اللهَ، و الله هو الخادع لهم أَی المُجازی لهم جَزاءَ خِداعِهم؛ قال شمر: روی بیت الراعی: و خادَعَ المَجْدَ أَقْوامٌ، لهم وَرَقٌ راح العِضاهُ به، و العِرْقُ مَدْخُول قال: خادَعَ ترك، و رواه أَبو عمرو: خادَع الحَمْد، و فسره أَی ترك الحمدَ أَنهم لیسوا من أَهله. و قیل فی قوله یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ: أَی یُخادعون أَولیاء الله. و خدعته: ظَفِرْت به؛ و قیل: یُخٰادِعُونَ فی الآیة بمعنی یخدعون بدلالة ما أَنشده أَبو زید: و خادَعْت المَنِیَّةَ عنكَ سِرّاً أَ لا تری أَن المنیَّة لا یكون منها خداع؟ و كذلك قوله: و ما یخادعون إلّا أَنفسهم، یكون علی لفظ فاعَل و إن لم یكن الفعل إلّا من واحد كما كان الأَوَّل كذلك، و إذا كانوا قد استجازُوا لتشاكُلِ الأَلفاظ أَن یُجْزوا علی الثانی ما لا یصح فی المعنی طلباً للتشاكل،
(2). قوله [و الخیتعة هنة إلخ] كذا بالأصل، و عبارة القاموس و شرحه: و الختیعة كسفینة كذا فی الصحاح، و وجد بخط الجوهری الخیتعة كحیدرة، و الأوّل الصواب: قطعة من أدم یلفها الرامی علی أَصابعه. (3). قوله [الوقشی] نسبة إلی وقش بالتشدید بلد بالمغرب، انظر ترجمته فی معجم یاقوت.
لسان العرب، ج‌8، ص: 64
فأَنْ یَلْزَم ذلك و یُحافَظَ علیه فیما یصح به المعنی أَجْدَرُ نحو قوله: أَلا لا یَجْهَلَنْ أَحَدٌ علینا، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِینا و فی التنزیل: فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ؛ و الثانی قِصاص لیس بعُدْوان. و قیل: الخَدْع و الخَدِیعة المصدر، و الخِدْعُ و الخِداعُ الاسم، و قیل الخَدِیعَةُ الاسم. و یقال: هو یَتخادَعُ أَی یُری ذلك من نفسه. و تَخادَع القومُ: خدَع بعضُهم بعضاً. و تخادع و انْخَدَعَ: أَری أَنه قد خُدع، و خَدَعْتُه فانْخَدَع. و یقال: رجل خَدَّاع و خَدُوعٌ و خُدَعةٌ إِذا كان خِبّاً [خَبّاً. و الخُدْعةُ: ما تَخْدَعُ به. و رجل خُدْعة، بالتسكین، إِذا كان یُخْدَع كثیراً، و خُدَعة: یَخْدَع الناس كثیراً. و رجل خَدَّاعٌ و خَدِعٌ؛ عن اللحیانی، و خَیْدَعٌ و خَدُوعٌ: كثیر الخِداعِ، و كذلك المرأَة بغیر هاء؛ و قوله: بِجِزْعٍ من الوادی قَلِیلٍ أَنِیسُه عَفا، و تَخَطَّتْه العُیون الخَوادِعُ یعنی أَنها تَخْدَع بما تسْتَرِقُه من النظر. و‌فی الحدیث: الحَرْبُ خَدْعةٌ و خُدْعةٌ، و الفتح أَفصح، و خُدَعةٌ مثل هُمَزة. قال ثعلب: و‌رویت عن النبی، صلی الله علیه و سلم، خَدْعة، فمن قال خَدْعة فمعناه من خُدِع فیها خَدْعةً فزَلَّت قدَمُه و عَطِبَ فلیس لها إِقالة؛ قال ابن الأَثیر: و هو أَفصح الروایات و أَصحها، و من قال خُدْعةٌ أَراد هی تُخْدَعُ كما یقال رجل لُعْنةٌ یُلْعَن كثیراً، و إِذا خدَعَ أَحدُ الفریقین صاحبه فی الحرب فكأَنما خُدعت هی؛ و من قال خُدَعة أَراد أَنها تَخْدَعُ أَهلها كما قال عمرو بن مَعْدِیكرب: الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِیَّةً، تَسْعَی بِبِزَّتِها لكلِّ جَهُول و رجل مُخَدَّعٌ: خُدِع فی الحَرْب مرة بعد مرة حتی حَذِقَ و صار مُجَرَّباً، و المُخَدَّعُ أَیضاً: المُجَرِّبُ للأُمور؛ قال أَبو ذؤَیب: فتَنازَلا و تواقَفَتْ خَیْلاهما، و كِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ابن شمیل: رجل مُخَدَّع أَی مُجَرَّس صاحب دَهاء و مَكر، و قد خُدِع؛ و أَنشد: أُبایِعُ بَیْعاً من أَرِیبٍ مُخَدَّع و إِنه لذو خُدْعةٍ و ذو خُدُعات أَی ذو تجریب للأُمور. و بعیر به خادِعٌ و خالِعٌ: و هو أَن یزول عصَبُه فی وَظِیف رجله إِذا برَك، و به خُوَیْدِعٌ و خُوَیْلِعٌ، و الخادِعُ أَقل من الخالع. و الخَیْدع: الذی لا یوثَق بمودَّته. و الخیْدَعُ: السَّراب لذلك، و غُولٌ خَیْدَعٌ منه، و طریق خَیْدَع و خادع: جائر مخالف للقصد لا یُفْطَن له؛ قال الطرمَّاح: خادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصادُها، تُمْسِی وُكُوناً فوقَ آرامِها و طریقٌ خَدُوع: تَبِین مرة و تَخْفَی أُخری؛ قال الشاعر یصف الطریق: و مُسْتَكْرَه من دارِسِ الدَّعْس داثِرٍ، إِذا غَفَلَتْ عنه العُیونُ خَدُوع
لسان العرب، ج‌8، ص: 65
و الخَدُوع من النوق: التی تَدِرُّ مرة و ترفع لبنها مرة. و ماء خادِعٌ: لا یُهْتَدَی له. و خَدَعْتُ الشی‌ءَ و أَخْدَعْته: كتمته و أَخْفَیْته. و الخَدْع: إِخفاءُ الشی‌ء، و به سمی المِخْدَعُ، و هو البیت الصغیر الذی یكون داخل البیت الكبیر، و تضم میمه و تفتح. و المِخدع: الخِزانة. و المُخْدَع: ما تحت الجائز الذی یوضع علی العرش، و العرشُ: الحائطُ یُبْنَی بین حائطی البیت لا یبلغ به أَقْصاه، ثم یوضع الجائز من طَرف العَرْش الداخل إِلی أَقْصی البیت و یُسْقف به؛ قال سیبویه: لم یأْت مُفْعل اسماً إِلا المُخْدَع و ما سواه صفة. و المَخْدَع و المِخْدَع: لغة فی المُخْدع، قال: و أَصله الضم إِلا أَنهم كسروه اسْتِثقالًا، و حكی الفتح أَبو سلیمان الغَنَویّ، و اختلف فی الفتح و الكسر القَنانیّ و أَبو شَنْبَل، ففتح أَحدُهما و كسر الآخر؛ و بیت الأَخطل: صَهْباء قد كَلِفَتْ من طُول ما حُبِستْ فی مخْدَعٍ، بین جَنَّاتٍ و أَنهارِ یروی بالوجوه الثلاثة. و الخِداعُ: المَنْع. و الخِداعُ: الحِیلة. و خدَع الضَّبُّ یخْدَع خَدْعاً و انْخَدع: اسْتَرْوَح رِیحَ الإِنسانِ فدَخل فی جُحْره لئلّا یُحْتَرَشَ، و قال أَبو العَمَیْثل: خدَع الضبُّ إِذا دخل فی وِجاره مُلتویاً، و كذلك الظبیُ فی كِناسه، و هو فی الضبّ أَكثر. قال الفارسی: قال أَبو زید و قالوا إِنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه، و معنی الحَرْش أَن یَمسح الرجلُ علی فم جُحْر الضب یتسمَّع الصوت فربما أَقبل و هو یری أَن ذلك حیة، و ربما أَرْوَحَ ریح الإِنسان فخَدَعَ فی جُحره و لم یخرج؛ و أَنشد الفارسی: و مُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ منهمُ، بحُلْوِ الخَلا، حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِع حُلْوُ الخَلا: حُلْوُ الكلامِ. و ضب خَدِعٌ أَی مُراوِغٌ. و فی المثل: أَخْدَعُ من ضب حَرَشْتَه، و هو من قولك: خَدَعَ منی فلان إِذا تواری و لم یَظْهَر. و قال ابن الأَعرابی: یقال أَخْدَعُ من ضب إِذا كان لا یُقدر علیه، من الخَدْع؛ قال و مثله: جعل المَخادِعَ للخِداعِ یُعِدُّها، مما تُطِیفُ ببابِه الطُّلَّابُ و العرب تقول: إِنه لضَبُّ كَلَدةٍ لا یُدْرَك حَفْراً و لا یُؤخَذُ مُذَنِّباً؛ الكَلَدةُ: المكانُ الصُّلْب الذی لا یَعمل فیه المِحْفار؛ یضرب للرجل الدَّاهیةِ الذی لا یُدْرك ما عنده. و خدَع الثعلبُ إِذا أَخذ فی الرَّوَغانِ. و خدَع الشی‌ءُ خَدْعاً: فسَد. و خدَع الرِّیقُ خَدْعاً: نقَص، و إِذا نقَص خَثُرَ، و إِذا خثر أَنْتَنَ؛ قال سوید بن أَبی كاهل یصف ثغْر امرأَة: أَبْیَضُ اللَّوْنِ لَذِیذٌ طَعْمُه، طیِّبُ الرِّیقِ، إِذا الرِّیقُ خَدَعْ لأَنه یَغْلُظ وقت السَّحَر فیَیْبَس و یُنْتِنُ. ابن الأَعرابی: خدَعَ الریقُ أَی فسَد. و الخادِعُ: الفاسد من الطعام و غیره. قال أَبو بكر: فتأْویل قوله: یُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ، یُفسدون ما یُظهرون من الإِیمان بما یُضمرون من الكفر كما أَفسد اللهُ نِعمَهم بأَن أَصدرهم إِلی عذاب النار. قال ابن الأَعرابی: الخَدْعُ منع الحقّ، و الخَتْمُ مَنْع القلب من الإِیمان. و خدَعَ الرجلُ: أَعطی ثم أَمسك. یقال: كان فلان یُعطی ثم خدَع أَی أَمسَك و منَعَ. و خدَع الزمانُ خَدْعاً: قَلَّ مطَرُه. و‌فی الحدیث: رَفَع
لسان العرب، ج‌8، ص: 66
رجل إِلی عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، ما أَهَمَّه من قَحْطِ المطر فقال: قَحَط السَّحابُ و خَدَعتِ الضِّبابُ و جاعتِ الأَعْراب؛ خدَعَت أَی اسْتَترتْ و تَغَیَّبَتْ فی جِحَرتها. قال الفارسی: و أَما قوله‌فی الحدیث: إِنَّ قبْل الدَّجّال سِنِینَ خَدَّاعةً، فیرون أَنّ معناه ناقصة الزكاة قلیلة المطر، و قیل: قلیلة الزَّكاء و الرَّیْع من قولهم خدَعَ الزمانُ قلّ مطره؛ و أَنشد الفارسی: و أَصبحَ الدهْرُ ذو العلَّاتِ قد خَدَعا و هذا التفسیر أَقرب إِلی‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، فی قوله: سِنین خدَّاعة، یرید التی یَقِلُّ فیها الغیْث و یَعُمُّ بها المَحْلُ. و قال ابن الأَثیر فی‌قوله: یكون قبل الساعة سِنُون خدَّاعة‌أَی تكثر فیها الأَمطار و یقل الرَّیْع، فذلك خِداعُها لأَنها تُطمِعُهم فی الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف، و قیل: الخَدَّاعة القلیلة المطر من خَدَع الریقُ إِذا جَفَّ. و قال شمر: السِّنون الخَوادِعُ القلیلة الخیر الفواسدُ. و دینار خادِعٌ أَی ناقصٌ. و خدَع خیرُ الرجل: قلّ. و خدع الرجلُ: قلّ مالُه. و خدَع الرجلُ خَدْعاً: تخلَّق بغیر خُلُقِه. و خُلُقٌ خادِعٌ أَی مُتلوِّن. و خلُق فلان خادِعٌ إِذا تَخَلَّق بغیر خُلُقه. و فلان خادِعُ الرأْی إِذا كان مُتلوِّناً لا یثبُت علی رأْی واحد. و خدَع الدهْر إِذا تلوَّن. و خدَعتِ العینُ خَدْعاً: لم تَنم. و ما خَدَعتْ بعَیْنه نَعْسةٌ تَخْدَعُ أَی ما مَرَّت بها؛ قال المُمَزّق العَبْدی: أَرِقْتُ، فلم تَخْدَعْ بعَیْنَیَّ نَعْسَةٌ، و مَنْ یَلْقَ ما لاقَیْتُ لا بُدَّ یَأْرَقُ أَی لم تدخل بعَیْنیَّ نعْسة، و أَراد و من یلق ما لاقیت یأْرَقُ لا بدّ أَی لا بدّ له من الأَرَقِ. و خدَعَت عینُ الرجل: غارَتْ؛ هذه عن اللحیانی. و خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً و انخدعت: كسَدَت؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و كلُّ كاسدٍ خادِعٌ. و خادَعْتُه: كاسَدْتُه. و خدَعتِ السوقُ: قامت فكأَنه ضِدّه. و یقال: سُوقهم خادِعةٌ أَی مختلفة مُتلوِّنة.قال أَبو الدینار فی حدیثه: السوق خادعةٌ‌أَی كاسدة. قال: و یقال السوق خادعة إِذا لم یُقدر علی الشی‌ء إِلا بغَلاء. قال الفراء: بنو أَسد یقولون إِنَّ السعْر لمُخادِع، و قد خدَع إِذا ارتفع و غَلا. و الخَدْعُ: حَبْس الماشِیة و الدوابّ علی غیر مَرْعًی و لا عَلَفٍ؛ عن كراع. و رجُل مُخدَّع: خُدِع مراراً؛ و قیل فی قول الشاعر: سَمْح الیَمِین، إِذا أَرَدْتَ یَمِینَه، بسَفارةِ السُّفَراء غَیْر مُخَدَّعِ أَراد غیر مَخْدُوع، و قد روی … جِدّ مُخَدَّع أَی أَنه مُجَرَّب، و الأَكثر فی مثل هذا أَن یكون بعد صفة من لفظ المضاف إِلیه كقولهم أَنت عالِمٌ جِدُّ عالم. و الأَخْدَعُ: عِرْق فی موضع المِحْجَمتین و هما أَخدعان. و الأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِیّانِ فی موضع الحِجامة من العُنق، و ربما وقعت الشَّرْطةُ علی أَحدهما فیَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِید. و‌فی الحدیث: أَنه احْتَجَمَ علی الأَخْدَعَین و الكاهِل؛ الأَخدعانِ: عرقان فی جَانِبَی العُنق قد خَفِیا و بَطَنا، و الأَخادِعُ الجمع؛ و قال اللحیانی: هما عِرقان فی الرقبة، و قیل: الأَخدعانِ الوَدَجانِ. و رجل مَخْدُوع: قُطِع أَخْدَعُه. و رجلٌ شدیدُ الأَخْدَع أَی شدیدُ موضع الأَخدع، و قیل: شدید الأَخْدعِ، و كذلك شدیدُ الأَبْهَر. و أَمّا قولهم
لسان العرب، ج‌8، ص: 67
عن الفَرس: إِنه لشَدید النَّسا فیراد بذلك النَّسا نفسُه لأَنَّ النَّسا إِذا كان قصیراً كان أَشدَّ للرِّجْل، و إِذا كان طویلًا اسْترخَت الرّجْل. و رجل شدید الأَخْدَع: مُمتنِع أَبِیّ، و لَیِّنُ الأَخْدَعِ: بخلاف ذلك. و خَدَعَه یَخْدَعُه خَدْعاً: قطع أَخْدَعَیْه، و هو مَخْدُوعٌ. و خَدَعَ ثوبَه خَدْعاً و خُدْعاً: ثناه؛ هذه عن اللحیانی. و الخُدَعةُ: قبیلة من تَمِیم. قال ابن الأَعرابی: الخُدَعةُ رَبیعة بن كَعْب بن سَعْد بن زیدِ مَناةَ بن تمیم؛ و أَنشد غیره فی هذه القبیلة من تمیم: أَذُودُ عن حَوْضِه و یَدْفَعُنِی؛ یا قَوْمِ، مَن عاذِرِی مِنَ الخُدَعَهْ؟ و خَدْعةُ: اسم رجل، و قیل: اسم ناقة كان نَسَب بها ذلك الرجل؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: أَسِیر بِشَكْوَتِی و أَحُلُّ وحْدِی، و أَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعةَ فی السَّماعِ قال: و إِنما سمی الرجل خَدْعةَ بها، و ذلك لإِكثاره من ذكرها و إِشادَته بها. قال ابن بری، رحمه الله: أَهمل الجوهری فی هذا الفصل الخَیْدَعَ، و هو السِّنَّوْرُ.

خذع؛ ج8، ص: 67

: الخَذْعُ: القَطْعُ. خَذَّعْته بالسیف تَخْذِیعاً إِذا قطَعْته. و الخَذْع: قَطعٌ و تَحْزِیزٌ فی اللحم أَو فی شی‌ء لا صَلابةَ له مثل القَرْعة تُخْذَعُ بالسّكین، و لا یكون قَطعاً فی عَظم أَو فی شی‌ء صُلب. و خَذعَ اللحمَ خذْعاً: شَرَّحَه، و قیل: خذعَ اللحمَ و الشحْمَ یخذَعُه خَذْعاً و خَذَّعه حَزَّز مواضع منه فی غیر عَظْم و لا صلابة كما یُفعل بالجَنْب عند الشِّواء، و كذلك القِثّاء و القَرْعُ و نحوهما. و المُخَذَّعُ: المُقَطَّعُ. و‌فی الحدیث: فخَذَعه بالسیف؛ الخَذْعُ: تَحزیزُ اللحم و تَقْطیعُه من غیر بَیْنونة كالتشریح، و قد تَخَذَّع. و الخَذْعة و الخُذْعونة: القِطْعةُ من القرع و نحوه؛ و من روی بیت أَبی ذؤیب: و كلاهُما بطَلُ اللِّقاء مُخَذَّع بالذال المعجمة أَی مضروب بالسیف، أَراد أَنه قد قُطِع فی مواضعَ منه لطول اعتیادِه الحربَ و معاودَته لها قد جُرحَ فیها جَرْحاً بعد جَرْح كأَنه مُشَطَّب بالسیوف، و من رواه مُخَدَّعٌ، بالدال المهملة، فقد تقدّم. و قیل: المُخَذَّع المقطَّع بالسیوف؛ و قول رؤبة: كأَنه حامِلُ جَنْبٍ أَخْذَعا معناه أَنه خُذِعَ لحمُ جنبه فتَدَلَّی عنه. ابن الأَعرابی: یقال للشواء المُخَذَّعُ و المُغَلَّس «4» و الوَزِیمُ. و الخَذَعُ: المَیَلُ. قال أَبو حنیفة: المُخَذَّعُ من النبات ما أُكل أَعلاه. و الخَذِیعةُ: طعام یُتَّخذ من اللحم بالشام.

خذرع؛ ج8، ص: 67

: الخَذْرَعةُ: السُّرعةُ.

خرع؛ ج8، ص: 67

: الخَرَعُ، بالتحریك، و الخَراعةُ: الرخاوةُ فی الشی‌ء، خَرِعَ خَرَعاً و خَراعةً، فهو خَرِعٌ و خَرِیعٌ؛ و منه قیل لهذه الشجرة الخِرْوَع لرَخاوته، و هی شجرة تَحْمل حَبًّا كأَنه بیضُ العصافِیر یسمی السِّمْسم الهندی، مشتق من التَّخرُّعِ، و قیل: الخِرْوَعُ كل نبات قَصیفٍ رَیّانَ من شجر أَو عُشْب، و كلّ ضعیفٍ رِخْو خَرِعٌ و خَرِیعٌ؛ قال رؤبة:
(4). قوله [و المغلس] كذا فی الأصل بالغین المعجمة، و فی شرح القاموس بالفاء، و لعل الصواب معلس بالعین المهملة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 68
لا خَرِعَ العظْمِ و لا مُوَصَّما و قال أَبو عمرو: الخَرِیعُ الضعیف. قال الأَصمعی: و كلّ نَبْتٍ ضعیفٍ یتثنی خِرْوَعٌ أَیَّ نَبت كان؛ قال الشاعر: تُلاعِبُ مَثْنَی حَضْرَمِیٍّ، كأَنّه تعَمُّجُ شَیْطانٍ بذِی خِرْوَعٍ قَفْر و لم یجئ علی وزن خِرْوَعٍ إِلَّا عِتْوَدٌ، و هو اسم وادٍ، و لهذا قیل للمرأَة اللیِّنةِ الحسْناء: خَرِیعٌ، و كذلك یقال للمرأَة الشابّة الناعمة اللینة. و تَخَرَّع و انخرَع: استرْخَی و ضَعُفَ و لان، و ضَعُف الخوّار. و الخَرَعُ: لینُ المَفاصِل. و شَفة خَرِیعٌ: لیّنةٌ. و یقال لِمِشْفَرِ البعیر إِذا تدلَّی: خَرِیعٌ؛ قال الطرمّاح: خَرِیعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحِی، كأَخْلاقِ الغَرِیفةِ ذی غُضونِ «1» و انخَرَعَت كَتِفُه: لغة فی انْخَلَعَت. و انْخَرَعَت أَعضاء البعیر و تخرَّعت: زالت عن موضعها؛ قال العجاج: و مَن هَمَزْنا عِزَّه تخرَّعا و‌فی حدیث یحیی بن كثیر أَنه قال: لا یُجزئ فی الصدقة الخَرِعُ، و هو الفَصِیل الضعیف، و قیل: هو الصغیر الذی یَرْضَع. و كلُّ ضعیف خرِعٌ. و انخرع الرجل: ضعف و انكسر، و انخرَعْتُ له: لِنْتُ. و‌فی حدیث أَبی سعید الخدری: لو سمع أَحدكم ضَغْطةَ القبر لخَرِعَ أَو لَجَزِعَ.قال ابن الأَثیر: أَی دَهِشَ و ضعُف و انكسر. و الخَرَعُ: الدَّهَشُ، و قد خَرِعَ خَرَعاً أَی دَهِشَ. و‌فی حدیث أَبی طالب: لو لا أَنَّ قریشاً تقول أَدركه الخَرَعُ لقلتها، و یروی بالجیم و الزای، و هو الخَوْف. قال ثعلب: إِنما هو الخَرَعُ، بالخاء و الراء. و الخَرِیعُ: الغُصْن فی بعض اللغات لنَعمَتِه و تَثَنِّیه. و غُصْنٌ خَرِعٌ: لَیِّنٌ ناعِمٌ؛ قال الراعی یذكر ماء: مُعانِقاً ساقَ رَیّا ساقُها خَرِع و الخَرِیعُ من النساء: الناعمةُ، و الجمع خُروعٌ و خَرائعُ؛ حكاهما ابن الأَعرابی. و قیل: الخَرِیعُ و الخَرِیعةُ المتكسرة التی لا تَرُدّ یدَ لامِس كأَنها تَتخَرَّع له؛ قال یصف راحلته: تَمْشِی أَمامَ العِیسِ، و هی فیها، مَشْیَ الخَرِیعِ تركَتْ بَنِیها و كلُّ سرِیع الانكِسارِ خَرِیعٌ. و قیل: الخَرِیعُ الناعمةُ مع فُجور، و قیل: الفاجِرةُ من النساء، و قد ذهب بعضهم بالمرأَة الخَرِیع إِلی الفُجور؛ قال الراجز: إِذا الخَرِیعُ العَنْقَفِیرُ الحُذَمهْ، یَؤُرُّها فَحْلٌ شَدِیدُ الصُّمَمهْ و قال كثیر: و فیهنَّ أَشْباهُ المَها رَعَتِ المَلا، نَواعمُ بِیضٌ فی الهَوَی غَیْرُ خُرَّعِ و إِنما نفی عنها المَقابِحَ لا المَحاسِن أَراد غیر فواجِرَ و أَنكر الأَصمعی أَن تكون الفاجِرةَ، و قال: هی التی تَتَثنَّی من اللِّین؛ و أَنشد لعُتَیْبةَ بن مِرْداس فی صفة مِشْفر بعیر:
(1). قوله [ذی غضون] كذا فی الأصل و الصحاح أَیضا فی عدة مواضع، و قال شارح القاموس فی مادة غرف: قال الصاغانی كذا وقع فی النسخ ذی غضون، و الروایة ذا غضون منصوب بما قبله.
لسان العرب، ج‌8، ص: 69
تَكُفُّ شبا الأَنیابِ عنها بِمشْفَرٍ خَرِیعٍ، كسِبْتِ الأَحْوریّ المُخَصَّرِ و قیل: هی الماجِنةُ المَرِحةُ. و الخَراوِیعُ من النساء: الحِسان. و امرأَة خِرْوعةٌ: حسَنةٌ رَخْصةٌ لَیِّنةٌ؛ و قال أَبو النجم: فهی تَمَطَّی فی شَبابٍ خِرْوَعِ و الخَرِیعُ: المُرِیبُ لأَن المُریب خائف فكأَنه خَوَّارٌ؛ قال: خَریع متی یَمْشِ الخَبیثُ بأَرضِه، فإِنَّ الحَلالَ لا مَحالةَ ذائِقُهْ و الخَراعةُ: لغة فی الخَلاعة، و هی الدَّعارةُ؛ قال ابن بری: شاهده قول ثعلبة بن أَوْس الكلابی: إِنْ تُشْبِهینی تُشْبِهی مُخَرَّعا خَراعةً مِنِّی و دِیناً أَخْضَعا، لا تَصْلُح الخَوْدُ علیهنَّ مَعا و رجل مُخَرّع: ذاهب فی الباطل. و اخْتَرع فلان الباطل إِذا اخترقه. و الخَرْعُ: الشقُّ. و خَرَعَ الجلدَ و الثوبَ یَخْرَعه خَرْعاً فانْخرع: شقّه فانشقَّ. و انْخَرَعتِ القَناةُ إِذا انشقَّتْ، و خَرَعَ أُذنَ الشاةِ خَرْعاً كذلك، و قیل: هو شقُّها فی الوسط. و اخْتَرَع الشی‌ء: اقتَطَعه و اخْتَزَلَه، و هو من ذلك لأَن الشقَّ قطع. و الاختِراعُ و الاخْتِزاعُ: الخِیانةُ و الأَخذُ من المالِ. و الاختِراعُ: الاستِهلاكُ. و‌فی الحدیث: یُنْفَقُ علی المُغیبةِ من مال زوجها ما لم تَخترِعْ مالَه‌أَی ما لم تَقْتَطِعْه و تأْخذه؛ و قال أَبو سعید: الاختراعُ هاهنا الخیانة و لیس بخارج من معنی القَطْع، و حكی ذلك الهروی فی الغریبین. و یقال: اخْترعَ فلان عوداً من الشجرة إِذا كسرها. و اخْترعَ الشی‌ء: ارْتَجَلَه، و قیل: اخْترعه اشتقَّه، و یقال: أَنشأَه و ابْتَدَعه، و الاسم الخِرْعةُ. ابن الأَعرابی: خَرِعَ الرجل إِذا استرخَی رأْیُه بعد قُوَّة و ضَعُف جسمه بعد صَلابة. و الخُراعُ: داء یُصیب البعیر فیَسْقُط میتاً، و لم یَخُصّ ابن الأَعرابی به بعیراً و لا غیره، إِنما قال: الخُراعُ أَن یكون صحیحاً فیقع میِّتاً. و الخُراعُ: الجُنون، و قد خُرِعَ فیهما، و ربما خُصَّ به الناقةُ فقیل: الخُراعُ جُنون الناقة. یقال: ناقة مَخْروعة. الكسائی: من أَدواء الإِبل الخُراعُ و هو جُنونُها، و ناقة مَخْروعةٌ، و قال غیره: خَرِیعٌ و مَخْروعةٌ و هی التی أَصابها خُراع و هو انقطاع فی ظهرها فَتُصبِح باركةً لا تقوم، قال: و هو مَرض یُفاجئُها فإِذا هی مَخروعةٌ. و قال شمر: الجُنونُ و الطَّوَفانُ و الثَّوَلُ و الخُراعُ واحد. قال ابن بری: و حكی ابن الأَعرابی أَن الخُراعَ یُصِیبُ الإِبل إِذا رَعَتِ النَّدِیّ فی الدَّمَن و الحُشوش؛ و أَنشد لرجل هجا رجلًا بالجَهْل و قلة المعرفة: أَبُوك الذی أُخْبرْتُ یَحْبِسُ خَیْلَه، حِذارَ النَّدَی، حتی یَجِفَّ لها البَقْلُ وصفَه بالجهل لأَنَّ الخیل لا یَضُرُّها الندی إِنما یَضرّ الإِبل و الغنم. و الخَرِیعُ و الخِرِّیعُ: العُصْفُر، و قیل: شجرةٌ. و ثوب مُخَرَّع: مَصْبوغ بالخَرِیع و هو العُصْفر. و ابن الخَرِیع: أَحَدُ فُرْسان العرب و شُعرائها. و خَرِعَت النخلة أَی ذهَب كَرَبُها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 70

خرفع؛ ج8، ص: 70

: الخُرْفُع و الخِرْفِع و الخِرْفُع، بكسر الخاء و ضم الفاء؛ الأَخیرة عن ابن جنی: القُطْنُ، و قیل: هو القطن الذی یَفْسُد فی بَراعِیمه، و قیل: هو ثَمَر العُشَر و له جلدة رَقیقة إِذا انشقَّت عنه ظهر منه مِثلُ القُطْنِ؛ قال ابن مقبل: یَعْتادُ خَیْشُومَها من فَرْطِها زَبَدٌ، كأَنَّ بالأَنْفِ منها خُرْفُعاً خَشِفَا هكذا أَورده ابن سیدة، و أَورده ابن بری فی أَمالِیه شاهداً علی الخُرْفُع جَنَی العُشَر: یَضْحَی علی خَطْمِها من فرطها زبد، كأَن بالرأْسِ منها خُرْفُعاً نُدِفا قال أَبو عمرو: الخُرْفُع ما یكون فی جِراء العُشَر، و هو حِرَّاقُ الأَعراب. الأَزهری: و یقال للقُطْن المَنْدُوف خرفع؛ و أَنشد ابن بری للراجز: أَ تَحْمِلُون بَعْدِیَ السُّیوفا، أَم تَغْزِلُون الخُرْفُعَ المَنْدُوفا؟

خزع؛ ج8، ص: 70

: خَزَعَ عن أَصحابه یَخْزَعُ خَزْعاً و تَخَزَّع: تَخَلَّف عنهم فی مسِیرهم. و خَزَع عنهم إِذا كان معهم فی مسیر فخنَسَ عنهم، و سمیت خُزاعةُ بهذا الاسم لأَنهم لما ساروا مع قومهم من مأْرِب فانتهوا إِلی مكة تَخَزَّعوا عنهم، فأَقاموا و سار الآخرون إِلی الشام؛ و قال ابن الكلبی: إِنما سموا خُزاعة لأَنهم انخزعوا من قومهم حین أَقبلوا من مأْرب فنزلوا ظهر مكة، و قیل: خُزاعةُ حَیّ من الأَزْد مشتق من ذلك لتخلفهم عن قومهم، و سموا بذلك لأَنّ الأَزْد لما خرجت من مكة لتَتَفَرَّق فی البلاد تَخلَّفت عنهم خُزاعة و أَقامت بها. قال حسان بن ثابت: فَلما هَبَطْنا بَطْنَ مَرٍّ، تَخَزَّعتْ خُزاعةُ عنا فی حُلُولٍ كَراكِرِ و هم بنو عَمْرو بن رَبیعة و هو لُحَیّ بن حارثة، فإِنه أَوَّل من بَحَّر البحائر و غیَّر دین إِبراهیم. و خَزَعْتُ الشی‌ءَ خَزْعاً فانْخَزَع كقولك قطعته فانْقَطع، و خَزَّعْتُه: قَطَّعْتُه، و خَزَّعْتُ اللحم تَخْزِیعاً: قَطَّعْتُه قِطَعاً، و هذه خِزْعةُ لحم تَخَزَّعْتُها من الجَزُور أَی اقْتَطَعْتها. و‌فی حدیث أَنس فی الأُضحیة: فَتَوَزَّعُوها و تَخَزَّعُوها‌أَی فرَّقُوها. و تَخَزَّعنا الشی‌ء بیننا أَی اقتسمناه قِطَعاً. و رجل خَزُوع مِخْزاعٌ: یَخْتَزِل أَموالَ الناس. و اخْتَزَعْته عن القوم و اخْتَزَلْتُه أَی قطعته عنهم، و خَزَّعنی ظَلَعٌ فی رِجلی تخزیعاً أَی قطعنی عن المشی. و یقال به خَزْعةٌ و به خَمْعة و به خَزْلة و به قَزْلة إِذا كان یَظلَعُ من إِحدی رجلیه، و رجل خُزَعة مثال هُمَزة أَی عُوَقةٌ. و انخزَع الحبْلُ: انْقطع، و قیل: انقطع من نِصفه و لا یقال ذلك إِذا انقطع من طرفه. و اخْتَزَع فلاناً عِرْقُ سَوْء و اخْتَزَلَه إِذا اقْتطعَه دون المَكارِم و قعَد به. قال أَبو عیسی: یبلغ الرجلَ عن مملوكه بعضُ ما یكره فیقول: ما یزال خُزْعةٌ خَزَعَه أَی شی‌ء سَنَحَه أَی عدَله و صرَفه. و الخَوْزَعةُ: رملة تنقطع من مُعْظم الرَّمل. و انخزَع العُود: انكسر بقِصْدَتَیْن. و انخزَع مَتْنُ الرجل: انْحَنی من كِبَرٍ و ضَعْفٍ. و الخَوْزَعُ: العجوز؛ و أَنشد: و قد أَتَتْنی خَوْزَعٌ لم تَرْقُدِ، فَحَذَفَتْنی حَذْفةَ التَّقَصُّدِ و خزَعَ منه شیئاً خَزْعاً و اختزَعَه و تَخَزَّعَه: أَخذه.
لسان العرب، ج‌8، ص: 71
و المُخَزَّعُ: الكثیر الاختلاف فی أَخلاقه؛ قال ثعلبة بن أَوس الكلابی: قد راهَقَت بِنْتِیَ أَن تَرَعْرَعا، إِنْ تُشْبِهِینِی تُشْبِهِی مُخَزَّعا «2» خَراعةً منی وَ دِیناً أَخْضَعا، لا تَصْلُحُ الخَوْدُ علیهنَّ مَعا و‌فی الحدیث: أَن كعب بن الأَشرف عاهَد النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن لا یُقاتِلَه و لا یُعِینَ علیه ثم غدَرَ فخزَعَ منه هِجاؤه له فأَمر بقتله؛ الخَزْعُ: القَطْع، و خَزَع منه كقولك نالَ منه و وضع منه؛ قال ابن الأَثیر: و الهاء فی منه للنبی، صلی الله علیه و سلم، و یجوز أَن تكون لكعب و یكون المعنی أَن هِجاءَه إِیاه قطَع منه عَهْدَه و ذِمَّته.

خشع؛ ج8، ص: 71

: خَشَع یَخْشَعُ خُشوعاً و اخْتَشَع و تَخَشَّعَ: رمی ببصره نحو الأَرض و غَضَّه و خفَضَ صوته. و قوم خُشَّع: مُتَخَشِّعُون. و خشَع بصرُه: انكسر، و لا یقال اخْتَشع؛ قال ذو الرمة: تَجَلَّی السُّری عن كلِّ خِرْقٍ كأَنه صَفِیحةُ سَیْفٍ، طَرْفُه غیرُ خاشِع و اخْتشعَ إِذا طأْطأَ صَدْرَه و تواضع، و قیل: الخُشوع قریب من الخُضوع إِلا أَنّ الخُضوع فی البدن، و هو الإِقْرار بالاستِخْذاء، و الخُشوعَ فی البدَن و الصوْت و البصر كقوله تعالی: خٰاشِعَةً أَبْصٰارُهُمْ*؛ وَ خَشَعَتِ الْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ، و قرئ: خاشِعاً أَبصارُهم؛ قال الزجاج: نصب خاشعاً علی الحال، المعنی یخرجون من الأَجْداث خُشَّعاً، قال: و مَن قرأَ خاشِعاً فعلی أَنّ لك فی أَسماء الفاعلین إِذا تقدمت علی الجماعة التوحید نحو خاشِعاً أَبصارُهم، و لك التوحیدُ و التأْنِیثُ لتأْنِیث الجَماعةِ كقولك خاشعةً أَبصارهم، قال: و لك الجمع خُشَّعاً أَبصارُهم، تقول: مررتُ بشُبّان حَسَنٍ أَوْجُهُهم و حِسانٍ أَوجُههم و حسَنةٍ أَوجهُهم؛ و أَنشد: و شَبابٍ حَسَنٍ أَوجُهُهُم، منْ إِیادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ و قوله: وَ خَشَعَتِ الْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ؛ أَی سكنت، و كلُّ ساكنٍ خاضعٍ خاشعٌ. و‌فی حدیث جابر: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَقبل علینا فقال: أَیُّكم یُحِب أَن یُعْرِضَ الله عنه؟ قال: فخَشَعْنا‌أَی خَشِینا و خضَعْنا؛ قال ابن الأَثیر: و الخُشوع فی الصوت و البصَر كالخُضوع فی البدَن. قال: و هكذا جاء فی كتاب أَبی موسی، و الذی جاء فی كتاب مسلم فجَشِعْنا، بالجیم، و شرحه الحمیدی فی غریبه فقال: الجَشَعُ الفَزَعُ و الخَوْفُ. و التخشُّع: نحو التضرُّعِ. و الخشُوعُ: الخضُوعُ. و الخاشع: الراكع فی بعض اللغات. و التخشُّعُ: تَكلُّف الخُشوع. و التخشُّعُ لله: الإِخْباتُ و التذلُّلُ. و الخُشْعةُ: قُفٌّ غَلبت علیه السُّهولةُ. و الخُشْعةُ، مثال الصُّبْرة: أَكَمةٌ مُتواضِعةٌ. و‌فی الحدیث: كانت الكعبة خُشْعةً علی الماء فَدُحِیَت الأَرضُ من تَحْتِها؛ قال ابن الأَثیر: الخُشْعةُ أَكَمةٌ لاطِئةٌ بالأَرض، و الجمع خُشَعٌ، و قیل: هو ما غَلَبت علیه السُّهولة أَی لیس بحجر و لا طین، و یروی خَشَفة، بالخاء و الفاء، و العرب تقول للجَثَمة اللاطئة بالأَرض هی الخُشْعة، و جمعها خُشَعٌ؛ و قال أَبو زبید «3»:
(2). ورد هذا البیت فی مادة [خرع] و فیه مُخرَّعاً بدل مُخزَّعا. (3). قوله [و قال أبو زبید] أی یصف صروف الدهر، و قوله الأوداة یرید الأودیة فقلب، أفاده شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌8، ص: 72
جازِعات إِلیهمُ، خُشَعَ الأَوْداةِ قُوتاً، تُسْقَی ضَیاحَ المَدِیدِ و یروی: … خُشَّعَ الأَوْداة جمع خاشِعٍ. ابن الأَعرابی: الخُشْعةُ الأَكمةُ و هی الجَثَمةُ و السَّرْوعةُ و القائدةُ. و أَكمة خاشِعة: مُلْتَزِقة لاطئة بالأَرض. و الخاشِعُ من الأَرض: الذی تُثِیره الرّیاح لسُهولته فتمحو آثارَه. و قال الزجاج: و قوله تعالی: وَ مِنْ آیٰاتِهِ أَنَّكَ تَرَی الْأَرْضَ خٰاشِعَةً، قال: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، و أَراد المُتهشِّمةَ النبات. و بَلْدةٌ خاشعة أَی مُغْبَرّة لا مَنْزِل بها. و إِذا یَبِست الأَرض و لم تُمْطَر قیل: قد خَشَعَت. قال تعالی: تَرَی الْأَرْضَ خٰاشِعَةً فَإِذٰا أَنْزَلْنٰا عَلَیْهَا الْمٰاءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ. و العرب تقول: رأَینا أَرض بنی فلان خاشِعةً هامِدة ما فیها خَضْراء. و یقال: مكان خاشِعٌ. و خَشَعَ سَنامُ البعیر إِذا أُنْضِیَ فذهب شَحْمه و تَطأْطأَ شَرَفُه. و جِدار خاشعٌ إِذا تَداعَی و استوی مع الأَرض؛ قال النابغة: و نُؤْیٌ كَجِذْم الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ و خَشَعَ خَراشِیَّ صدْره: رمَی بُزاقاً لَزِجاً. قال ابن درید: و خَشَعَ الرَّجلُ خَراشِیَّ صدْرِه إِذا رمَی بها. و یقال: خَشَعَت الشمسُ و خَسَفَت و كَسَفَت بمعنی واحد. و قال أَبو صالح الكلابی: خُشوعُ الكواكِب إِذا غارَت و كادت تَغِیب فی مَغِیبها؛ و أَنشد: بَدْر تَكادُ له الكواكب تَخْشَعُ و قال أَبو عدنان: خشعت الكواكب إِذا دنت من المَغِیب، و خضَعَت أَیدی الكواكب أَی مالت لتَغِیب. و الخِشْعةُ: الذی یُبْقر عنه بطْن أُمه. قال ابن بری: قال ابن خالویه و الخِشْعة ولد البَقِیر، و البقیرُ: المرأَة تموت و فی بطنها ولد حیّ فَیُبْقَر بطنُها و یُخرج، و كان بكیر بن عبد العزیز خِشْعة؛ و رأَیت فی حاشیة نسخة موثوق بها من أَمالی الشیخ ابن بری قال الحطیئة یمدح خارِجةَ بن حِصْن بن حُذَیفةَ بن بَدْر: و قد عَلِمَتْ خیْلُ ابنِ خِشْعةَ أَنها متی تَلْقَ یَوْماً ذا جِلادٍ تُجالِدِ خِشْعةُ: أُم خارجةَ و هی البَقِیرةُ كانت ماتت و هو فی بطنها یَرْتَكِم، فبُقِر بطنُها فسمیت البَقِیرةَ و سمی خارجةَ لأَنهم أَخرجوه من بطنها.

خضع؛ ج8، ص: 72

: الخُضُوع: التواضُع و التَّطامُن. خَضَع یَخْضَع خَضْعاً و خُضُوعاً و اخْتَضَع: ذلّ. و رجل أَخْضَعُ و امرأَة خَضْعاء: و هما الرَّاضِیانِ بالذلّ؛ و أَخْضَعَتْنی إِلیك الحاجةُ، و رجل خیْضَعٌ؛ قال العجاج: و صِرْت عَبْداً للبَعوضِ أَخْضَعا، تَمَصُّنی مَصَّ الصَّبیِّ المُرْضِعا و‌فی حدیث اسْتِراق السمْعِ: خُضْعاناً لقوله؛ الخُضْعانُ: مصدر خَضَعَ یَخْضَعُ خُضُوعاً و خُضْعاناً كالغُفران و الكُفْران، و یروی بالكسر كالوِجدانِ، و یجوز أَن یكون جمع خاضِع، و‌فی روایة: خُضَّعاً لقوله، جمع خاضِع. و خَضَعَ الرَّجلُ و أَخْضَع: أَلان كَلِمه للمرأَة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا فی زمانه مرَّ برجل و امرأَة قد خَضعا بینهما حدیثاً فضَربه حتی شَجَّه فرُفِع إِلی عمر، رضی الله عنه، فأَهْدَره، أَی لیَّنا بینهما الحدیثَ و تكلما بما یُطْمِعُ كلًّا منهما فی الآخر.
لسان العرب، ج‌8، ص: 73
و العرب تقول: اللهم إِنی أَعُوذ بك من الخُنُوع و الخُضُوع؛ فالخانِعُ الذی یدْعو إِلی السوأَة، و الخاضِعُ نحوه؛ و قال رؤبة: من خالِباتٍ یَخْتَلِبْنَ الخُضَّعا قال ابن الأَعرابی: الخُضَّع اللواتی قد خَضَعْن بالقول و مِلْن؛ قال: و الرجل یُخاضِع المرأَةَ و هی تُخاضِعُه إِذا خَضع لها بكلامه و خضَعت له و یَطْمع فیها، و من هذا قوله: فَلٰا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَیَطْمَعَ الَّذِی فِی قَلْبِهِ مَرَضٌ؛ الخُضوع: الانْقِیادُ و المُطاوعةُ، و یكون لازماً كهذا القول و متعدیاً؛ قال الكمیت یصف نساء بالعَفاف: إِذْ هُنَّ لا خُضُعُ الحَدِیثِ، و لا تَكَشَّفَتِ المَفاصِلْ و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یَخْضَع الرجل لغیر امرأَته‌أَی یَلِین لها فی القول بما یُطْمِعُها منه. و الخَضَعُ: تَطامُن فی العنق و دُنُوّ من الرأْس إِلی الأَرض، خَضِعَ خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ بیِّن الخَضَع، و الأُنثی خَضْعاء، و كذلك البعیر و الفرس. و خَضَع الإِنسان خَضْعاً: أَمالَ رأْسَه إِلی الأَرض أَو دنا منها. و الأَخْضعُ: الذی فی عُنقه خُضُوع و تطامُن خلقة. یقال: فرس أَخضَعُ بیِّن الخَضَعِ. و فی التنزیل: فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِینَ؛ قال أَبو عمرو: خٰاضِعِینَ لیست من صفة الأَعناق إِنما هی من صفة الكنایة عن القوم الذی فی آخر الأَعناق فكأَنه فی التمثیل: فظلت أَعناق القوم لها خاضعین، و القوم فی موضع هم؛ و قال الكسائی: أَراد فظلت أَعناقُهم خاضِعیها هم كما تقول یدُك باسِطُها، ترید أَنت فاكتفَیْتَ بما ابتدأْت من الاسم أَن تُكَرِّره؛ قال الأَزهری: و هذا غیر ما قاله أَبو عمرو؛ و قال الفراء: الأَعناق إِذا خَضَعَت فأَربابها خاضِعُون، فجعل الفعل أَوّلًا للأَعْناق ثم جعل خاضِعِین للرِّجال، قال: و هذا كما تقول خَضَعْت لك فتكتفی من قولك خَضَعَتْ لك رقبتی. و قال أَبو إِسحاق: قال خاضعین و ذكَّر الأَعناق لأَن معنی خُضوع الأَعناق هو خضوع أَصحاب الأَعناق، لما لم یكن الخُضوع إِلا خُضوع الأَعناق جاز أَن یخبر عن المضاف إِلیه كما قال الشاعر: رأَتْ مَرَّ السِّنین أَخَذْنَ منِّی، كما أَخَذ السِّرارُ من الهِلالِ لما كانت السنون لا تكون إِلا بمَرٍّ أَخْبر عن السنین، و إِن كان أَضاف إِلیها المرور، قال: و ذكر بعضهم وجهاً آخر قالوا: معناه فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِینَ هم و أَضمر هم؛ و أَنشد: تری أَرْباقَهم مُتَقَلِّدیها، كما صَدِئ الحَدِیدُ عن الكُماةِ قال: و هذا لا یجوز مثله فی القرآن و هو علی بدل الغَلط یجوز فی الشعر كأَنه قال: تری أَرْباقَهم، تری مُتَقَلِّدیها كأَنه قال: تری قوماً مُتقلدین أَرباقهم. قال الأَزهری: و هذا الذی قاله الزجاج مذهب الخلیل و مذهب سیبویه، قال: و خَضَع فی كلام العرب یكون لازماً و یكون متعدیاً واقعاً، تقول: خَضَعْتُه فخضَع؛ و منه قول جریر: أَعدَّ الله للشُّعراء منی صَواعِقَ یَخْضَعُون لها الرِّقابا فجعله واقعاً مُتعدّیاً. و یقال: خضَع الرجلُ رقبَته
لسان العرب، ج‌8، ص: 74
فاخْتَضَعَتْ و خَضَعَتْ؛ قال ذو الرمة: یظَلُّ مُخْتَضِعاً یبدو فتُنْكِرُه حالًا، و یَسْطَعُ أَحیاناً فیَنْتَسِبُ «4» مُخْتَضِعاً: مُطأْطِئ الرأْس. و السطُوعُ: الانْتصاب، و منه قیل للرجل الأَعْنقِ: أَسْطَعُ. و مَنْكِب خاضِع و أَخضع: مطمئن. و نعام خواضِعُ: مُمِیلات رؤوسَها إِلی الأَرض فی مراعیها، و ظلیم أَخضَع، و كذلك الظّباء؛ قال: تَوَهَّمْتها یوماً، فقُلت لصاحِبی، و لیس بها إِلَّا الظِّباء الخَواضِعُ و قوم خُضُعُ الرّقاب: جمع خَضُوعٍ أَی خاضِع؛ قال الفرزدق: و إِذا الرِّجالُ رَأَوْا یَزِیدَ، رأَیْتَهم خُضُعَ الرِّقاب، نَواكِسَ الأَبْصارِ و خَضَعَه الكِبَرُ یخْضَعُه خَضْعاً و خُضوعاً و أَخْضَعه: حَناه. و خَضَع هو و أَخْضَع أَی انحَنی. و الأَخْضَع من الرجال: الذی فیه جَنَأٌ، و قد خَضِعَ یخْضَعُ خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ، و‌فی حدیث الزبیر: أَنه كان أَخْضَع‌أَی فیه انحِناء. و رجل خُضَعةٌ إِذا كان یخضَع أَقْرانَه و یَقْهَرُهم. و رجل خُضَعةٌ، مثال هُمَزة: یخْضَعُ لكل أَحد. و خَضَع النجمُ أَی مال للمَغیب. و نبات خَضِعٌ: مُتَثنٍّ من النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ؛ قال ابن سیدة: و هو عندی علی النسَب لأَنه لا فِعْلَ له یَصْلُح أَن یكون خَضِعٌ محمولًا علیه؛ و منه قول أَبی فَقْعس یصف الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ؛ كذا حكاه ابن جنی مضع، بالعین المهملة؛ قال: أَراد مَضِغٌ فأَبدل العین مكان الغین للسجع، أَ لا تری أَن قبله خَضِع و بعده رَتِع؟ أَبو عمرو: الخُضَعة من النخل التی تَنْبُت من النواة، لغة بنی حنیفة، و الجمع الخُضَعُ. و الخَضَعةُ: السیاط لانصِبابها علی مَن تَقَع علیه، و قیل: الخَضْعةُ و الخَضَعة السیوف، قال: و یقال للسیوف خَضْعة، و هی صوت وقْعها. و قولهم: سمعت للسیاط خَضْعةً و للسیوف بَضْعة؛ فالخضْعةُ وقع السیاط، و البَضْعُ القَطْع. قال ابن بری: و قیل الخَضْعة أَصوات السیوف، و البَضْعةُ أَصوات السیاط؛ و قد جاء فی الشعر محركاً كما قال: أَرْبعةٌ و أَرْبَعهْ اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ، لمالِكِ بنِ بَرْذعهْ، و للسیوفِ خَضَعَهْ، و للسِّیاطِ بَضَعَهْ و الخَیْضَعةُ: المعركةُ، و قیل غُبارها، و قیل اختلاط الأَصوات فیها؛ الأَوَّل عن كراع، قال: لأَن الكُماة یَخْضع بعضها لبعض. و الخَیضَعةُ: حیث یَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لبعض. و الخَیْضَعةُ: صوت القتال. و الخیضعة: البیضة؛ فأَما قول لبید: نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِینَ الأَرْبَعَهْ، و نحنُ خَیْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ، المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ، الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَیْضَعَهْ فقیل: أَراد البیضة، و قیل: أَراد الْتِفافَ الأَصوات فی الحرب، و قیل: أَراد الخَضَعةَ من السیوف فزاد الیاء هَرَباً من الطّیِّ، و یقال لبیضة الحرب الخَیْضَعة
(4). قوله [یظل] سیأتی فی سطع فظل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 75
و الرَّبِیعةُ، و أَنكر علی بن حمزة أَن تكون الخَیْضَعة اسماً للبیضة، و قال: هی اختلاط الأَصوات فی الحرب. و خَضَعَت أَیدی الكواكب إِذا مالت لتَغیب؛ و قال ابن أَحمر: تَكادُ الشمسُ تَخْضَعُ حینَ تَبْدُو لهنَّ، و ما وُبِدْنَ، و ما لُحِینا «1» و قال ذو الرمة: إِذا جَعَلَتْ أَیْدِی الكَواكِبِ تَخْضَعُ و الخَضِیعةُ: الصوتُ یُسْمَع من بطنِ الدابة و لا فِعْل لها، و قیل: هی صوت قُنْبِه، و قال ثعلب: هو صوت قُنْب الفرس الجَواد؛ و أَنشد لإمرئ القیس: كأَنَّ خَضِیعةَ بَطْنِ الجَوادِ وَعْوَعةُ الذِّئب بالفَدْفَدِ و قیل: هو صوت الأَجوف منها، و قال أَبو زید: هو صوت یخرج من قُنْب الفرَس الحِصان، و هو الوَقِیبُ. قال ابن بری: الخَضِیعةُ و الوَقِیبُ الصوت الذی یسمع من بطن الفرس و لا یُعلم ما هو، و یقال: هو تَقَلْقُل مِقْلَم الفرَس فی قُنْبه، و یقال لهذا الصوت أَیضاً: الذُّعاق، و هو غریب. و الاخْتِضاعُ: المَرُّ السریعُ. و الاختِضاعُ: سُرْعةُ سیر الفرس؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد فی صفة فرس سریعة: إِذا اخْتَلَط المَسِیحُ بها توَلَّتْ بِسَوْمی، بین جَرْیٍ و اخْتِضاعِ «2» یقول: إِذا عَرِقَتْ أَخرجت أَفانِینَ جَرْیِها. و خَضَعَتِ الإِبل إِذا جَدَّتْ فی سَیرها؛ و قال الكمیت: خَواضِع فی كُلِّ دَیْمومةٍ، یَكادُ الظَّلِیمُ بها یَنْحَلُ و إِنما قیل ذلك لأَنها خَضَعتْ أَعناقها حین جَدَّ بها السیْرُ؛ و قال جریر: و لقد ذَكَرْتُكِ، و المَطِیُّ خَواضِعٌ، و كأَنَّهُنَّ قَطا فَلاةٍ مَجْهَلِ و مَخْضَعٌ و مَخْضَعةُ: اسمان.

خضرع؛ ج8، ص: 75

: الخُضارِعُ و المُتَخَضْرِعُ: البَخِیلُ المُتَسَمِّحُ و تأْبی شِیمتُه السَّماحةَ، و هی الخَضْرعةُ؛ و أَنشد ابن بری: خُضارِعٌ رُدَّ إِلی أَخْلاقِه، لَمّا نَهَتْه النفْسُ عن أَخْلاقِه

خعع؛ ج8، ص: 75

: الخُعْخُعُ: ضرب من النبْت، قال ابن درید: و لیس بثبت. و فی التهذیب: قال النضر بن شمیل فی كتاب الأَشجار الخُعْخُع، قال و قال أَبو الدُّقَیْش: هی كلمة مُعایاة و لا أَصل لها، و ذكر الأَزهری فی ترجمة عهعخ أَنه شجرة یُتداوی بها و بورقها، قال: و قیل هو الخُعْخُع، و قد ترجمت علیه فی بابه. و روی عن عمرو بن بَحْر أَنه قال: خَعَّ الفَهْد یَخِعُّ، قال: و هو صوت تسمعه من حَلْقه إِذا انْبَهر عند عَدْوِه. قال أَبو منصور: كأَنه حكایة صوته إِذا انْبَهَرَ، و لا أَدری أَ هو من تولید الفَهَّادِین أَو مما عَرَفَتْه العرب فتكلَّموا به، و أَنا بَری‌ء من عُهْدَتِه.

خفع؛ ج8، ص: 75

: خفَع یخفَعُ خَفْعاً و خُفوعاً: ضَعُف من جُوع أَو مَرَض؛ قال جریر: یَمْشون قد نَفَخ الخَزِیرُ بُطونَهم، و غَدَوْا، و ضَیْفُ بنی عِقالٍ یَخْفَعُ
(1). قوله: وُبِدْنَ، هكذا فی الأَصل؛ و لم یرد وبَد متعدّیاً إلا بعلی حینما یكون بمعنی غضب. (2). قوله [بسومی] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 76
و قیل: خُفِع الرجلُ من الجوع، فهو مَخْفُوع، و أُورِدَ بیتُ جریر یُخْفَع، بضم الیاء، و كذلك أَورده ابن بری علی ما لم یُسمَّ فاعله، قال: و كذا وجدته فی شعره یُخْفَعُ أَی یُصْرَعُ. و المَخْفوع: المجنون. و رجل خَفوعٌ: خافِعٌ. و انخفَعَت كبِدُه جوعاً: تَثَنَّتْ و رَقَّت و استرخت من الجوع. و انْخَفَعَت رِئتُه: انْشقَّت من داء، و فی التهذیب: من داء یقال له الخُفاعُ. و انْخَفَعَتِ النخلةُ و انخعَفَت و انْقَعَرَتْ و تَجَوَّخَتْ إِذا انْقَلَعَت من أَصلها. و رجل خَوْفَعٌ: و هو الذی به اكتئاب و وجُوم. و كلُّ من ضَعُفَ و وجَم، فقد انخفعَ و خُفِعَ، و هو الخُفاعُ. و خفَع علی فراشه و خُفِعَ و انخفَع: غُشِیَ علیه أَو كاد یُغْشَی. و الخَفْعةُ: قِطْعة أَدم تُطْرَحُ علی مُؤْخرةِ الرَّحْل. و الخَیْفَعُ: اسم.

خلع؛ ج8، ص: 76

: خَلَعَ الشی‌ءَ یَخْلَعُه خَلْعاً و اختَلَعه: كنَزَعه إِلا أَنَّ فی الخَلْعِ مُهْلة، و سَوَّی بعضهم بین الخَلْع و النَّزْعِ. و خلَعَ النعلَ و الثوبَ و الرِّداءَ یَخْلَعُه خَلْعاً: جَرَّده. و الخِلْعةُ من الثیاب: ما خَلَعْتَه فَطَرَحْتَه علی آخر أَو لم تَطْرَحْه. و كلُّ ثوب تَخْلَعُه عنك خِلْعةٌ؛ و خَلَع علیه خِلْعةً. و‌فی حدیث كعب: إِنَّ من تَوْبَتی أَن أَنْخَلِعَ من مالی صَدَقةً‌أَی أَخرُجَ منه جمیعه و أَتَصَدَّقَ به و أُعَرَّی منه كما یُعَرَّی الإِنسانُ إِذا خلعَ ثوبه. و خلَع قائدَه خَلْعاً: أَذالَه. و خلَع الرِّبقةَ عن عُنُقه: نقَض عَهْدَه. و تَخالَع القومُ: نقَضُوا الحِلْفَ و العَهْدَ بینهم. و‌فی الحدیث: مممن خَلَعَ یداً من طاعة لَقِیَ اللهَ لا حُجّة له‌أَی من خرج من طاعةِ سُلْطانِه و عَدا علیه بالشرّ؛ قال ابن الأَثیر: هو من خَلَعْتُ الثوب إِذا أَلْقَیْتَه عنك، شبَّه الطاعة و اشتمالَها علی الإِنسان به و خصّ الید لأَن المُعاهَدة و المُعاقَدةَ بها. و خلَع دابته یَخْلَعُها خَلْعاً و خَلَّعها: أَطْلَقها من قَیْدها، و كذلك خَلَع قَیْدَه؛ قال: و كلُّ أُناسٍ قارَبوا قیْدَ فَحْلِهم، و نحنُ خَلَعْنا قیْدَه، فهو سارِبُ و خلَع عِذاره: أَلْقاه عن نفسه فعَدا بشَرّ، و هو علی المَثل بذلك. و خلع امرأَته خُلْعاً، بالضم، و خِلاعاً فاختلَعَت و خالَعَتْه: أَزالَها عن نفسه و طلقها علی بَذْل منها له، فهی خالعٌ، و الاسم الخُلْعةُ، و قد تَخالعا، و اخْتَلَعَت منه اخْتِلاعاً فهی مخْتلِعةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِن شفَّر مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاعا شَفَّر مالٌ: قلَّ. قال أَبو منصور: خَلَع امرأَتَه و خالَعها إِذا افْتَدَت منه بمالها فطلَّقها و أَبانها من نفسه، و سمی ذلك الفِراق خُلْعاً لأَن الله تعالی جعل النساء لباساً للرجال، و الرجالَ لباساً لهنَّ، فقال: هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ؛ و هی ضجِیعهُ و ضَجیعتهُ فإِذا افتدت المرأَة بمال تعطیه لزوجها لیُبِینَها منه فأَجابها إِلی ذلك، فقد بانت منه و خلَع كل واحد منهما لباسَ صاحبه، و الاسم من كل ذلك الخُلْعُ، و المصدر الخَلْع، فهذا معنی الخُلع عند الفقهاء. و‌فی الحدیث: المُخْتَلِعاتُ هن المُنافِقاتُ‌یعنی اللَّاتی یَطْلُبْنَ الخُلْع و الطلاق من أَزْواجِهن بغیر عُذْر؛ قال ابن الأَثیر: و فائدة الخُلْع إِبْطال الرَّجْعة إِلا بعقد
لسان العرب، ج‌8، ص: 77
جدید، و فیه عند الشافعی خلاف هل هو فَسْخٌ أَو طَلاق، و قد یسمی الخُلع طلاقاً. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنَّ امرأَة نَشَزَت علی زوجها فقال له عمر: اخْلَعْها‌أَی طَلِّقْها و اتْرُكْها. و الخَوْلَعُ: المُقامِرُ المَجْدُودُ الذی یُقْمِرُ أَبداً. و المُخالِعُ: المُقامِرُ؛ قال الخراز بن عمرو یخاطِبُ امرأَته: إِنَّ الرَّزِیّةَ ما أُلاكِ، إِذا هَرَّ المُخالِعُ أَقْدُحَ الیَسَرِ «1» فهو المُقامِرُ لأَنه یُقْمَرُ خُلْعَته. و قوله هَرَّ أَی كَره. و المَخْلُوع: المَقْمُورُ مالَه؛ قال الشاعر یصف جملًا: یعُزُّ علی الطَّرِیق بِمَنْكِبَیْه، كما ابْتَرَكَ الخَلِیعُ علی القِداحِ یقول: یَغْلِب هذا الجَملُ الإِبلَ علی لُزُوم الطریق، فشبَّه حِرْصَه علی لزُوم الطریق و إِلحاحَه علی السیْر بحِرْص هذا الخَلِیع علی الضَّرْب بالقِداح لعله یَسْتَرْجِع بعض ما ذهب من ماله. و الخَلِیعُ: المَخْلُوعُ المَقْمُورُ مالَه. و خلَعَه: أَزالَه. و رجل خَلِیعٌ: مَخْلُوع عن نفسه، و قیل: هو المَخْلوع من كل شی‌ء، و الجمع خُلَعاء كما قالوا قَبیل و قُبَلاء. و غُلام خَلِیعٌ بیِّنُ الخَلاعةِ، بالفتح: و هو الذی قد خلَعه أَهلُه، فإِن جنی لم یُطالَبُوا بجِنایته. و الخَوْلَعُ: الغلام الكثیرُ الجِنایاتِ مثل الخَلیع. و الخَلیعُ: الرجل یَجْنی الجِنایاتِ یُؤْخذ بها أَولیاؤُه فیتبرَّؤُون منه و من جنایته و یقولون: إِنّا خلَعْنا فلاناً فلا نأْخذ أَحداً بجنایة تُجْنی علیه، و لا نؤَاخَذ بجنایاته التی یَجْنیها، و كان یسمی فی الجاهلیة الخَلِیعَ. و‌فی حدیث عثمان: أَنه كان إِذا أُتِیَ بالرجل قد تخلَّع فی الشراب المُسْكِر جلده ثمانین؛ هو الذی انهمك فی الشراب و لازَمه لیلًا و نهاراً كأَنه خلَع رَسَنَه و أَعطی نفْسه هَواها. و فی حدیث ابن الصَّبْغاء: و كان رجل منهم خَلِیعٌ أَی مُسْتَهْتَرٌ بالشرب و اللهو، هو من الخَلِیع الشاطِر الخَبیث الذی خَلَعَتْه عشیرته و تَبرَّؤُوا منه. و یقال: خُلِعَ من الدِّین و الحیاء، و قومٌ خُلَعاءُ بَیِّنُو الخَلاعةِ. و‌فی الحدیث: و قد كانت هذیل خلَعوا خَلِیعاً لهم فی الجاهلیة؛ قال ابن الأَثیر: كانوا یتعاهَدون و یتعاقَدون علی النُّصْرة و الإِعانة و أَن یُؤْخذ كل واحد منهم بالآخر، فإِذا أَرادوا أَن یَتَبرَّؤُوا من إِنسان قد حالَفوه أَظهروا ذلك للناس و سموا ذلك الفِعْل خُلْعاً، و المُتَبَرَّأَ منه خَلیعاً أَی مَخْلوعاً فلا یُؤْخَذون بجنایته و لا یُؤْخَذُ بجنایتهم، فكأَنهم خَلَعوا الیمین التی كانوا لَبِسوها معه، و سمَّوْه خُلْعاً و خَلِیعاً مَجازاً و اتِّساعاً، و به یسمی الإِمام و الأَمیرُ إِذا عُزِلَ خَلیعاً، لأَنه قد لَبِسَ الخِلافة و الإِمارة ثم خُلِعَها؛ و منه‌حدیث عثمان، رضی الله عنه، قال له: إِن اللهَ سَیُقَمِّصُكَ قَمِیصاً و إِنك تُلاصُ علی خَلْعِه؛ أَراد الخلافةَ و تَرْكَها و الخُروجَ منها. و خَلُع خَلاعةً فهو خَلیعٌ: تَبَاعَدَ. و الخَلِیعُ: الشاطِرُ و هو منه، و الأُنثی بالهاء. و یقال للشاطِر: خَلِیعٌ لأَنه خلَع رَسَنَه. و الخَلِیعُ: الصَّیادُ لانفراده. و الخَلیعُ: الذِّئب. و الخَلِیعُ: الغُول. و الخَلِیعُ: المُلازِمُ للقِمار. و الخَلِیعُ: القِدْح الفائزُ أَوّلًا، و قیل: هو الذی لا یَفُوزُ أَوَّلًا؛ عن كراع، و جمعه خِلْعة. و الخُلاعُ و الخَیْلَعُ و الخَوْلَعُ: كالخَبَلِ و الجنون یُصِیب الإِنسان، و قیل: هو فَزَع یَبْقی فی الفُؤَاد یكاد یَعْتَرِی منه الوَسْواسُ، و قیل: الضعْفُ و الفزَعُ؛ قال جریر:
(1). قوله: … ما أُلاك …، هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 78
لا یُعْجِبَنَّكَ أَن تَرَی بمُجاشِع جَلَدَ الرِّجالِ، و فی الفُؤَادِ الخَوْلَعُ و الخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ. و رجل مَخْلوعُ الفُؤَاد إِذا كان فَزِعاً. و‌فی الحدیث: من شَرِّ ما أُعْطِیَ الرجلُ شُحٌّ هالِعٌ و جُبْنٌ خالعٌ‌أَی شدید كأَنه یَخْلَعُ فؤادَه من شدَّة خَوْفه؛ قال ابن الأَثیر: و هو مجاز فی الخَلْعِ و المراد به ما یَعْرِضُ من نَوازِع الأَفكار و ضَعْفِ القلب عند الخَوْف. و الخَوْلَعُ: داءٌ یأْخذ الفِصال. و المُخَلَّع: الذی كأَنَّ به هَبْتةً أَو مَسًّا. و فی التهذیب: المُخَلَّع من الناس، فَخصَّص. و رجل مُخَلَّعٌ و خَیْلَعٌ: ضَعِیف، و فیه خُلْعةٌ أَی ضَعْفٌ. و المُخَلَّعُ من الشِّعر: مَفْعولن فی الضرب السادس من البَسیط مُشتَقٌّ منه، سمی بذلك لأَنه خُلِعَتْ أَوْتاده فی ضَرْبه و عَرُوضه، لأَن أَصله مستفعلن مستفعلن فی العروض و الضرب، فقد حُذف منه جُزْآن لأَنَّ أَصله ثمانیة، و فی الجُزْأَین وتِدانِ و قد حذفت من مستفعلن نونه فَقُطِعَ هذان الوتدانِ فذهب من البیت وتدان، فكأَنَّ البیتَ خُلِّعَ إِلا أَن اسم التخلیع لَحِقَه بقطع نون مستفعلن، لأَنهما من البیت كالیدین، فكأَنهما یدان خُلِعتا منه، و لما نقل مستفعلن بالقطع إِلی مفعولن بقی وزنه مثل قوله: ما هَیَّجَ الشَّوْقَ من أَطْلالٍ أَضْحَتْ قِفاراً، كَوَحْیِ الواحِی فسمی هذا الوزن مخلعاً؛ و البیت الذی أَورده الأَزهری فی هذا الموضع هو بیت الأَسود: ما ذا وُقوفی علی رَسْمٍ عَفا، مُخْلَوْلِقٍ دارِسٍ مُسْتَعْجِم و قال: المُخَلَّع من العَرُوض ضرب من البسیط و أَورده. و یقال: أَصابه فی بعض أَعْضائه بَیْنُونة، و هو زوالُ المَفاصل من غیر بَیْنُونة. و التخلُّع: التفكُّك فی المِشْیةِ، و تخلَّع فی مَشْیه: هَزَّ مَنْكِبَیْه و یدیه و أَشار بهما. و رجل مُخَلَّع الأَلْیَتَیْنِ إِذا كان مُنْفكَّهما. و الخَلْعُ و الخَلَع: زوال المَفْصِل من الیَد أَو الرِّجل من غیر بَیْنونة. و خَلَعَ أَوصالَه: أَزالها. و ثوب خَلِیعٌ: خلَقٌ. و الخالع: داء یأْخُذ فی عُرْقوب الناقةِ. و بعیر خالِعٌ: لا یَقدِر أَن یَثُورَ إِذا جلَس الرجل علی غُرابِ وَرِكه، و قیل: إِنما ذلك لانْخِلاع عَصَبةِ عُرْقوبه. و یقال: خُلِعَ الشیخ إِذا أَصابه الخالعُ، و هو التواءُ العُرْقوب؛ قال الراجز: و جُرَّةٍ تَنْشُصُها فَتَنْتَشِصْ من خالِعٍ یُدْرِكُه فَتَهْتَبِصْ الجُرَّة: خَشبة یُثَقَّل بها حِبالة الصائد فإِذا نَشِب فیها الصَّیْد أَثْقَلَتْه. و خَلَعَ الزرْعُ خَلاعةً: أَسْفَی. یقال: خَلَعَ الزرْعُ یَخْلَعُ خَلاعةً إِذا أَسْفَی السُّنْبُل، فهو خالِعٌ. و أَخْلَعَ: صار فیه الحَبّ. و بُسْرة خالِعٌ و خالِعةٌ: نَضِیجةٌ، و قیل: الخالع بغیر هاء البُسْرة إِذا نَضِجَتْ كلُّها. و الخالِعُ من الرُّطب؛ المُنْسَبِتُ. و خلَعَ الشِّیحُ خَلْعاً: أَوْرَقَ، و كذلك العِضاه. و خَلَع: سقَط ورَقُه، و قیل: الخالِعُ من العِضاه الذی لا یسقُط ورقه أَبداً. و الخالِعُ من الشجر: الهَشِیم السَّاقِطُ. و خلَع الشجرُ إِذا أَنبَت ورقاً طریّاً. و الخَلْعُ: القَدِیدُ المَشْوِیُّ، و قیل: القَدیدُ یُشْوَی و اللحم یُطْبَخُ و یجعل فی وِعاءٍ بإِهالَتِه. و الخَلْعُ:
لسان العرب، ج‌8، ص: 79
لحم یُطْبَخُ بالتَّوابل، و قیل: یُؤخذ من العِظام و یُطبخ و یُبَزَّر ثم یجعل فی القَرْف، و هو وِعاءٌ من جِلْد، و یُتَزَوَّدُ به فی الأَسفار. و الخَوْلَعُ: الهَبِیدُ حین یُهْبَد حتی یخرج سَمْنه ثم یُصَفَّی فیُنَحَّی و یجعل علیه رَضِیضُ التمْرِ المَنْزُوع النَّوَی و الدَّقِیقُ، و یُساط حتی یَخْتَلِط ثم یُنْزل فیُوضع فإِذا بَرَد أُعِید علیه سَمنه. و الخَوْلَعُ: الحَنظل المَدْقُوق و المَلْتُوت بما یُطَیِّبه ثم یُؤْكل و هو المُبَسَّل. و الخَوْلَعُ: اللحم یُغْلَی بالخلّ ثم یُحْمَلُ فی الأَسْفار. و الخَوْلَعُ: الذِّئب. و تَخَلَّع القوم: تَسَلَّلوا و ذهبوا؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و دَعا بنی خلَفٍ، فباتُوا حوْلَهُ، یَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمالِ و الخالِع: الجَدْی. و الخَلِیعُ و الخَیْلَعُ: الغُول. و الخَلِیعُ: اسم رجل من العرب. و الخُلَعاءُ: بطن من بنی عامر. و الخَیْلَعُ من الثیاب و الذِّئاب: لغة فی الخَیْعَل. و الخَیْلَعُ: الزَّیت؛ عن كراع. و الخَیْلَعُ: القُبَّةُ من الأَدم، و قیل: الخَیْلَعُ الأَدم عامّة؛ قال رؤبة: نفْضاً كنفْضِ الریحِ تُلْقِی الخَیْلَعا و قال رجل من كلب: ما زِلْتُ أَضْرِبُه و أَدْعو مالِكاً، حتی تَرَكْتُ ثِیابَه كالخَیْلَعِ و الخَلَعْلَعُ: من أَسماء الضِّباع؛ عنه أَیضاً. و الخُلْعةُ: خِیار المال؛ و ینشد بیت جریر: مَنْ شاءَ بایَعْتُه مالی و خُلْعَتَهُ، ما تَكْمُل التَّیْمُ فی دیوانِهِم سَطَرا و خُلْعة المالِ و خِلْعَتُه: خِیارُه. قال أَبو سعید: و سمی خِیارُ المال خُلْعة و خِلْعة لأَنه یَخْلَع قلب الناظر إِلیه؛ أَنشد الزجاج: و كانت خُلْعةً [خِلْعةً دُهْساً صَفایا، یَصُورُ عُنوقَها أَحْوَی زَنِیمُ یعنی المِعْزی أَنها كانت خِیاراً. و خُلْعةُ ماله: مُخْرَتُه. و خُلِعَ الوالی أَی عُزِلَ. و خَلَع الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّه. أَبو عمرو: الخَیْعَلُ قَمِیصٌ لا كُمَّیْ له «2». قال الأَزهری: و قد یُقلب فیقال خَیْلَع. و فی نوادر الأَعراب: اختلَعوا فلاناً: أَخذوا ماله.

خمع؛ ج8، ص: 79

: خَمَعَت الضَّبُعُ تَخْمَعُ خَمْعاً و خُموعاً و خُماعاً: عَرِجَت، و كذلك كلُّ ذی عَرَجٍ. و به خُماعٌ أَی ظَلَعٌ؛ قال ابن بری: شاهده قول مُثَقّب: و جاءتْ جَیْئلٌ و أَبو بَنیها، أَحَمُّ الماقِیَیْنِ، به خُماع و الخَوامِعُ: الضِّباعُ اسم لها لازم لأَنها تَخْمَع خُماعاً و خَمَعاناً و خُمُوعاً. و خَمَع فی مِشْیَتِه إِذا عَرِجَ. و الخُماع: العرَجُ. و الخِمْعُ: الذِّئب، و جمعه أَخْماعٌ. و الخِمْعُ: اللِّصُّ، بالكسر، و هو من ذلك. و بنو خُماعة: بَطن. و الخامِعةُ: الضبع لأَنها تَخْمَع إِذا مشت.

خنع؛ ج8، ص: 79

: الخُنُوع: الخُضوع و الذّلُّ. خَنَع له و إِلیه یَخْنَعُ خُنوعاً: ضَرَع إِلیه و خَضَع و طلَب إِلیه و لیس بأَهل أَن یُطْلَب إِلیه. و أَخْنَعَتْه الحاجةُ
(2). قال الهُورینی فی تعلیقه علی القاموس: قوله لا كُمَّی له، قال الصاغانی: و إِنما أُسقطت النون من كُمَّین للإضافة لأَن اللام كالمُقحمة لا یُعتدّ بها فی مثل هذا الموضع.
لسان العرب، ج‌8، ص: 80
إِلیه: أَخْضَعَتْه و اضطَرَّتْه، و الاسم الخُنْعة. و‌فی الحدیث: إِن أَخْنَعَ الأَسماء إِلی الله، تبارك و تعالی، مَن تسمَّی باسم مَلِك الأَملاك‌أَی أَذَلَّها و أَوْضَعَها؛ أَراد بمَن اسم مَن، و الخُنْعة و الخَناعةُ: الاسم، و‌یروی: إِن أَنْخع …، و سیذكر. و یقال للجمل المُنَوَّقِ: مُخَنَّعٌ و مُوَضَّعٌ. و رجل ذو خُنُعاتٍ إِذا كان فیه فَساد. و خَنَع فلان إِلی الأَمر السیِّ‌ء إِذا مالَ إِلیه. و الخانعُ: الفاجر. و خَنَع إِلیها خَنْعاً و خُنوعاً: أَتاها للفجور، و قیل: أَصْغَی إِلیها. و رجل خانع: مُریب فاجر، و الجمع خَنَعة، و كذلك خَنُوعٌ، و الجمع خُنُعٌ. و یقال: اطَّلَعْت منه علی خنْعةٍ أَی فَجْرةٍ. و الخَنْعةُ: الرِّیبة؛ قال الأَعشی: هم الخَضارِمُ، إِن غابُوا و إِن شَهِدُوا، و لا یُرَوْن إِلی جاراتِهم خُنُعا و وقع فی خَنْعة أَی فیما یُسْتَحیا منه. و خنَع به یَخْنَع: غَدَر؛ قال عدی بن زید: غیرَ أَنّ الأَیامَ یَخْنَعْنَ بالمرء، و فیها العَوْصاء و المَیْسُورُ و الاسم: الخُنْعةُ. و الخانعُ: الذّلیل الخاضع؛ و منه‌حدیث علی، كرم الله وجهه، یصف أَبا بكر، رضی الله عنه: و شَمَّرْت إِذ خَنَعوا.و التخنیعُ: القطْع بالفأْس؛ قال ضَمْرة بن ضمرة: كأَنهمُ، علی حَنْفاء، خُشْبٌ مُصَرَّعةٌ أُخْنِّعُها بفأْسِ و یقال: لَقیت فلاناً بخَنْعةٍ فقَهَرْته أَی لقِیته بخَلاء. و یقال: لئن لقیتُك بخَنْعة لا تُفْلَتُ منی؛ و أَنشد: تَمنَّیت أَن أَلقَی فلاناً بخَنعةٍ، مَعِی صارِمٌ، قد أَحْدَثَتْه صَیاقِلُه الأَصمعی: سمعت أَعرابیّاً یدْعو یقول: یا ربِّ أَعوذ بك من الخُنوع و الكُنُوع، فسأَلته عنهما فقال الخُنوع الغَدْر. و الخانع: الذی یَضَع رأْسه للسَّوْءة یأْتی أَمراً قبیحاً فیرجع عارُه علیه فیستَحْیی منه و یُنَكِّس رأْسه. و بنو خُناعةَ: بطن من العرب، و هو خُناعةُ بن سَعْد بن هُذَیْل بن مُدْرِكةَ بن إِلیاس بن مُضر. و خُناعةُ: قَبِیلة من هُذِیْل.

خنبع؛ ج8، ص: 80

: الخُنْبُعُ و الخُنْبُعةُ جمیعاً: القُنْبُعةُ تُخاط كالمِقْنعةِ تُغَطِّی المتْنَیْنِ إِلا أَنها أَكبر من القُنْبُعة. و الخُنْبُعةُ: غِلاف نَوْر الشجرة. و قال فی ترجمة خبع: الخُنْبُعة شِبه مِقنعة قد خِیطَ مُقَدَّمها تُغَطِّی بها المرأَةُ رأْسها. و قال الأَزهری: الهُنْبُع ما صغُر منها و الخُنبع ما اتَّسع منها حتی تبلغ الیدین و تُغطِّیَهما. و العرب تقول: ما له هُنْبُعٌ و لا خُنْبُعٌ.

خنتع؛ ج8، ص: 80

: قال المفضل: الخُنْتُعة الثُّرْمُلةُ و هی الأُنثی من الثعالب. ابن سیدة: و خُنْتُع موضع.

خندع؛ ج8، ص: 80

: الأَزهری: الخُنْدَعُ، بالخاء: أَصغر من الجُنْدَب؛ حكاه ابن درید.

خنذع؛ ج8، ص: 80

: الخُنْذُع: القلیل الغَیْرة علی أَهله، و هو الدَّیُّوث مثل القُنْذُع؛ عن ابن خالویه.

خنشع؛ ج8، ص: 80

: الخِنْشِعُ: الضبع.

خنفع؛ ج8، ص: 80

: الأَزهری: الخُنْفُع الأَحمق.

خوع؛ ج8، ص: 80

: الخَوْع: جبل أَبیض یَلُوح بین الجبال؛ قال رؤبة: كما یَلُوح الخَوْعُ بینَ الأَجْبالْ
لسان العرب، ج‌8، ص: 81
قال ابن بری: البیت للعجاج؛ و قبله: و النُّؤْیُ كالحَوْضِ و رَفْضِ الأَجْذالْ و قیل: هو جبل بعینه. و الخَوْع: مُنْعَرَجُ الوادِی. و الخَوْعُ: بطن فی الأَرض غامض. قال أَبو حنیفة: ذكر بعض الرواة أَنّ الخَوْعَ من بطون الأَرض، و أَنه سهل مِنْبات یُنْبِتُ الرِّمْث؛ و أَنشد: و أَزْفَلةٍ بِبَطْن الخَوْعِ شُعْثٍ، تَنُوء بهم مُنَعْثِلةٌ نَؤُولُ و الجمع أَخْواعٌ. و الخائع: اسم جبل یُقابله جبل آخر یقال له نائع؛ قال أَبو وجْزة السعدی یذكرهما: و الخائعُ الجَوْنُ آتٍ عن شَمائِلِهم، و نائعُ النَّعْفِ عن أَیْمانهم یَفَعُ أَی مُرْتَفِعٌ. و الخُواعُ: شبیه بالنَّخِیر أَو الشَّخیر. و التَّخَوُّع: التَّنَقُّص. و خَوَّعَ مالُه: نَقَص، و خَوَّعَه هو و خَوَّعَ و خَوَّفَ منه؛ قال طرَفةُ بن العَبد: و جامِلٍ خَوَّعَ من نِیبِه زَجْرُ المُعَلَّی، أُصُلًا، و السَّفِیح یعنی ما ینحر فی المَیْسِر منها. قال یعقوب: و یروی … من نَبْته أَی من نَسْله، و یروی: … خَوَّف …، و المعنی واحد. و كُلُّ ما نَقص، فقد خَوَّع. و الخَوْعُ: موضع. قال ابن السكیت: و یقال جاء السیل فَخَوَّع الوادِی أَی كسَرَ جَنْبَتَیْه؛ قال حمید بن ثور: أَلَثَّتْ علیه دِیمةٌ بعد وابل، فلِلجِزْعِ من خَوْعِ السُّیولِ قَسِیبُ «1»

خهفع؛ ج8، ص: 81

: حكی الأَزهری عن أَبی تراب قال: سمعت أَعرابیاً من بنی تمیم یكنی أَبا الخَیْهَفْعَی، و سأَلته عن تفسیر كنیته فقال: یقال إِذا وقع الذئب علی الكلبة جاءت بالسِّمْع، و إِذا وقع الكلب علی الذِّئبة جاءت بالخَیْهَفْعَی. قال: و لیس هذا علی أَبنیة أَسمائهم مع اجتماع ثلاثة أَحرف من حروف الحَلْق، و قال عن هذا الحرف و عما قبله فی باب رباعی العین فی كتابه: و هذه حروف لا أَعرفها و لم أَجد لها أَصلًا فی كتب الثقات الذین أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم، و لم أَذكرْها و أَنا أَحقُّها و لكنی ذكرتها اسْتِنْداراً لها و تعجُّباً منها، و لا أَدری ما صحتها. و حكی ابن بری فی أَمالیه قال: قال ابن خالویه أَبو الخَیْهَفْعَی كنیة رجل أَعرابی یقال له جِنزاب بن الأَقرع، فقیل له: لم تكَنَّیْت بهذا؟ فقال: الخَیْهَفْعَی دابة یخرج بین النَّمر و الضبع، یكون بالیمن، أَغْضَفُ الأُذنین غائرُ العینین مُشْرِف الحاجِبَین أَعْصَلُ الأَنْیاب ضَخْمُ البَراثِن یَفْتَرِس الأَباعِرَ؛ و أَهمله الجوهری.

فصل الدال؛ ج8، ص: 81

دثع؛ ج8، ص: 81

: الدَّثْعُ: الوَطْء الشدید، لغة یمانیة. قال: و الدَّعْثُ و الدَّثْعُ واحد.

درع؛ ج8، ص: 81

: الدِّرْعُ: لَبُوسُ الحدید، تذكر و تؤنث، حكی اللحیانی: دِرْعٌ سابغةٌ و درع سابغ؛ قال أَبو الأَخرز: مُقَلَّصاً بالدِّرْعِ ذِی التَّغَضُّنِ، یَمْشِی العِرَضْنَی فی الحَدِید المُتْقَنِ و الجمع فی القلیل أَدْرُعٌ و أَدْراعٌ، و فی الكثیر دُروعٌ؛ قال الأَعشی:
(1). قوله [ألثت إلخ] فی معجم یاقوت: ألثت علیه كل سحاء وابل
لسان العرب، ج‌8، ص: 82
و اخْتارَ أَدْراعَه أَن لا یُسَبَّ بها، و لم یَكُن عَهْدُه فیها بِخَتَّارِ و تصغیر دِرْعٍ دُرَیْعٌ، بغیر هاء علی غیر قیاس لأَن قیاسه بالهاء، و هو أَحد ما شذ من هذا الضرب. ابن السكیت: هی دِرْعُ الحدید. و‌فی حدیث خالد: أَدْراعَه و أَعْتُدَه حَبْساً فی سبیل الله؛ الأَدراعُ: جمع دِرْع و هی الزَّرَدِیَّةُ. و ادَّرَع بالدِّرْع و تَدَرَّع بها و ادَّرَعَها و تَدَرَّعها: لَبِسَها؛ قال الشاعر: إِن تَلْقَ عَمْراً فقد لاقَیْتَ مُدَّرِعاً، و لیس من هَمِّه إِبْل و لا شاء قال ابن بری: و یجوز أَن یكون هذا البیت من الادّراع، و هو التقدّم، و سنذكره فی أَواخر الترجمة. و‌فی حدیث أَبی رافع: فَغَلَّ نَمِرةً فَدُرِّعَ مثلَها من نار‌أَی أُلْبِسَ عِوَضَها دِرْعاً من نار. و رجل دارعٌ: ذو دِرْعٍ علی النسَب، كما قالوا لابنٌ و تامِرٌ، فأَمَّا قولهم مُدَّرَعٌ فعلی وضع لفظ المفعول موضع لفظ الفاعل. و الدِّرْعِیَّةُ: النِّصال التی تَنْفُذُ فی الدُّروع. و دِرْعُ المرأَةِ: قمیصُها، و هو أَیضاً الثوب الصغیر تلبسه الجاریة الصغیرة فی بیتها، و كلاهما مذكر، و قد یؤنثان. و قال اللحیانی: دِرْعُ المرأَة مذكر لا غیر، و الجمع أَدْراع. و فی التهذیب: الدِّرْع ثوب تَجُوب المرأَةُ وسطَه و تجعل له یدین و تَخِیط فرجَیْه. و دُرِّعت الصبیةُ إِذا أُلبِست الدِّرْع، و ادَّرَعَتْه لبِسَتْه. و دَرَّعَ المرأَةَ بالدِّرْع: أَلبسها إِیاه. و الدُّرّاعةُ و المِدْرعُ: ضرب من الثیاب التی تُلْبَس، و قیل: جُبَّة مشقوقة المُقَدَّم. و المِدْرعةُ: ضرب آخر و لا تكون إِلَّا من الصوف خاصة، فرقوا بین أَسماء الدُّرُوع و الدُّرّاعة و المِدْرعة لاختلافها فی الصَّنْعة إِرادة الإِیجاز فی المَنطِق. و تَدَرَّعَ مِدْرعَته و ادَّرَعها و تَمَدْرَعها، تحمَّلُوا ما فی تَبْقیة الزائد مع الأَصل فی حال الاشتقاق تَوْفیة للمعنی و حِراسة له و دَلالة علیه، أَ لا تری أَنهم إِذا قالوا تَمَدْرَعَ، و إِن كانت أَقوی اللغتین، فقد عرّضوا أَنفسهم لئلا یُعرف غَرضهم أَ من الدِّرْع هو أَم من المِدْرعة؟ و هذا دلیل علی حُرمة الزائد فی الكلمة عندهم حتی أَقرّوه إِقرار الأُصول، و مثله تَمَسْكَن و تَمَسْلَم، و فی المثل: شَمِّر ذَیْلًا و ادَّرِعْ لیلًا أَی اسْتَعمِل الحَزْم و اتخذ اللیل جَمَلًا. و المِدْرَعةُ: صُفّةُ الرحْل إِذا بدت منها رُؤوس الواسطة الأَخِیرة. قال الأَزهری: و یقال لصُفّة الرحل إِذا بدا منها رأْسا الوَسط و الآخِرة مِدْرعةٌ. و شاة دَرْعاء: سَوداء الجسد بَیْضاء الرأْس، و قیل: هی السوداء العنق و الرأْسِ و سائرُها أَبیض. و قال أَبو زید فی شِیاتِ الغنم من الضأْن: إِذا اسودَّت العنق من النعجة فهی دَرْعاء. و قال اللیث: الدَّرَعُ فی الشاة بیاضٌ فی صدرها و نحرها و سواد فی الفخذ. و قال أَبو سعید: شاة دَرْعاء مُختلفة اللون. و قال ابن شمیل: الدرعاء السوداء غیر أَن عنقها أَبیض، و الحمراء و عنُقُها أَبیض فتلك الدَّرْعاء، و إِن ابْیَضَّ رأْسها مع عنقها فهی دَرعاء أَیضاً. قال الأَزهری: و القول ما قال أَبو زید سمیت درعاء إِذا اسودّ مقدمها تشبیهاً باللیالی الدُّرْع، و هی لیلة ستَّ عَشْرة و سبعَ عشرة و ثمانی عشرة، اسودّت أَوائلها و ابیضَّ سائرها فسُمّین دُرْعاً لم یختلف فیها قول الأَصمعی و أَبی زید و ابن شمیل. و‌فی حدیث المِعْراج: فإِذا نحن بقوم دُرْع: أَنْصافُهم بیض و أَنصافهم سود؛ الأَدْرَعُ من الشاء الذی صدره أَسوَد و سائره أَبیض. و فرس أَدْرَع: أَبیض الرأْس و العنق
لسان العرب، ج‌8، ص: 83
و سائره أَسود، و قیل بعكس ذلك، و الاسم من كل ذلك الدُّرْعة. و اللیالی الدُّرَعُ و الدُّرْع: الثالثة عشرة و الرابعة عشرة و الخامسة عشرة، و ذلك لأَنّ بعضها أَسود و بعضها أَبیض، و قیل: هی التی یطلع القمر فیها عند وجه الصبح و سائرها أَسود مظلم، و قیل: هی لیلة ست عشرة و سبع عشرة و ثمانی عشرة، و ذلك لسواد أَوائلها و بیاض سائرها، واحدتها دَرْعاء و دَرِعةٌ، علی غیر قیاس، لأَن قیاسه دُرْعٌ بالتسكین لأَن واحدتها دَرْعاء، قال الأَصمعی: فی لیالی الشهر بعد اللیالی البیض ثلاث دُرَعٌ مثل صُرَدٍ، و كذلك قال أَبو عبید غیر أَنه قال: القیاس دُرْعٌ جمع دَرْعاء. و روی المنذری عن أَبی الهیثم: ثلاث دُرَعٌ و ثلاث ظُلَمٌ، جمع دُرْعة و ظُلْمة لا جمع دَرْعاء و ظَلْماء؛ قال الأَزهری: هذا صحیح و هو القیاس. قال ابن بری: إِنما جمعت دَرْعاء علی دُرَع إِتباعاً لظُلَم فی قولهم ثلاث ظُلَم و ثلاث دُرَع، و لم نسمع أَن فَعْلاء جمعُه علی فُعَل إِلَّا دَرْعاء. و قال أَبو عبیدة: اللیالی الدُّرَع هی السود الصُّدورِ البیضُ الأَعجازِ من آخر الشهر، و البیضُ الصدور السودُ الأَعجاز من أَوَّل الشهر، فإِذا جاوَزَت النصف من الشهر فقد أَدْرَعَ، و إِدْراعه سواد أَوّله؛ و كذلك غنم دُرْعٌ للبیض المآخِیر السُّودِ المَقادیمِ، أَو السودِ المآخیرِ البیضِ المَقادیمِ، و الواحد من الغنم و اللیالی دَرْعاء، و الذكر أَدْرَعُ؛ قال أَبو عبیدة: و لغة أُخری لیالٍ دُرَعٌ، بفتح الراء، الواحدة دُرْعة. قال أَبو حاتم: و لم أَسمع ذلك من غیر أَبی عبیدة. و لیل أَدْرَع: تَفَجَّر فیه الصبح فابْیَضَّ بعضُه. و دُرِعَ الزَّرْعُ إِذا أُكل بعضُه. و نَبْت مُدَرَّع: أُكل بعضه فابْیَضَّ موضعه من الشاة الدَّرْعاء. و قال بعض الأَعراب: عُشْبٌ دَرِعٌ و تَرِعٌ و ثَمِعٌ و دَمِظٌ و وَلِجٌ إِذا كان غَضّاً. و أَدْرَع الماءُ و دُرِع: أُكل كل شی‌ء قَرُب منه، و الاسم الدُّرْعة. و أَدْرَعَ القومُ إِدْراعاً، و هم فی دُرْعة إِذا حَسَر كَلَؤُهم عن حَوْل مِیاهِهم و نحو ذلك. و أَدْرَعَ القومُ: دُرِعَ ماؤهم، و حكی ابن الأَعرابی: ماء مُدْرِع، بالكسر، قال ابن سیدة: و لا أَحقُّه، أُكل ما حَوْله من المَرْعَی فتباعد قلیلًا، و هو دون المُطْلِب، و كذلك روْضة مُدْرِعة أُكل ما حولها، بالكسر؛ عنه أَیضاً. و یقال للهَجین: إِنه لَمُعَلْهَجٌ و إِنه لأَدْرَعُ. و یقال: دَرَع فی عنُقه حَبْلًا ثم اخْتَنَق، و روی: ذَرَع بالذال، و سنذكره فی موضعه. أَبو زید: دَرَّعْته تَدْریعاً إِذا جعلت عُنقه بین ذراعك و عَضُدك و خنَقْته. و انْدَرأَ یَفْعل كذا و انْدَرَع أَی اندفع؛ و أَنشد: و انْدَرَعَتْ كلَّ عَلاةٍ عَنْسِ، تَدَرُّعَ اللیلِ إِذا ما یُمْسِی و ادَّرَعَ فلان اللیلَ إِذا دخل فی ظُلْمته یَسْرِی، و الأَصلُ فیه تَدَرَّعَ كأَنه لبس ظلمة اللیل فاستتر به. و الانْدِراعُ و الادِّراعُ: التقدُّم فی السیر؛ قال: أَمامَ الرَّكْبِ تَنْدَرِعُ انْدِراعا و فی المثل انْدَرَعَ انْدِراعَ المُخَّة و انْقَصَفَ انْقِصافَ البَرْوَقةِ. و بنو الدَّرْعاء: حَیٌّ من عَدْوانَ. و رأَیت حاشیة فی بعض نسخ حواشی ابن بری الموثوق بها ما صورته: الذی فی النسخة الصحیحة من أَشعار الهذلیین الذُّرَعاء علی وزن فُعَلاء، و كذلك حكاه ابن التولمیة فی المقصور و الممدود، بذال معجمة فی أَوَّله، قال:
لسان العرب، ج‌8، ص: 84
و أَظن ابن سیدة تبع فی ذلك ابن درید فإِنه ذكره فی الجمهرة فقال: و بنو الدَّرْعاء بطن من العرب، ذكره فی درع ابن عمرو، و هم حُلَفاء فی بنی سهم «2» … بن معاویة بن تمیم بن سعد بن هُذَیل. و الأَدْرَع: اسم رجل. و دِرْعةُ: اسم عنز؛ قال عُرْوةُ بن الوَرْد: أَ لَمَّا أَغْزَرَتْ فی العُسِّ بُزْلٌ، و دِرْعةُ بِنْتُها، نَسیا فَعالی

درثع؛ ج8، ص: 84

: بعیر دَرْعَثٌ و دَرْثَعٌ: مُسِنٌّ.

درقع؛ ج8، ص: 84

: دَرْقَعَ دَرْقَعةً و ادْرَنْقَع: فرَّ و أَسْرع، و قیل: فرَّ من الشدَّة تَنْزِل به، فهو مُدَرْقِعٌ و مُدْرَنْقِعٌ. و رجل دُرْقُوع: جَبان؛ و أَنشد ابن بری: دَرْقَعَ لمَّا أَنْ رآنی دَرْقَعهْ، لو أَنه یَلْحَقُه لَكَرْبَعَهْ الأَزهری: الدَّرْقَعةُ فِرار الرجل من الشدیدة. أَبو عمرو: الدُّرْقُع الراوِیةُ. الأَزهری: الجُوعُ الدَّیْقوع و الدُّرْقُوع الشدید.

دسع؛ ج8، ص: 84

: دَسَع البعیرُ بِجِرَّته یَدْسَعُ دَسْعاً و دُسُوعاً أَی دَفَعها حتی أَخرجها من جوفه إِلی فیه و أَفاضها، و كذلك الناقة. و الدَّسْعُ: خُروج القَریض بمرَّة، و القَریضُ جِرَّة البعیر إِذا دَسَعَه و أَخرجه إِلی فیه. و المَدْسَعُ: مَضِیقُ مَوْلِج المَری‌ء فی عظم ثُغْرة النحر، و فی التهذیب: و هو مَجْرَی الطعام فی الحلق، و یسمی ذلك العظم الدَّسِیعَ. و الدسیعُ من الإِنسان: العظم الذی فیه التَّرْقُوَتانِ، و هو مُرَكَّبُ العُنُق فی الكاهل، و قیل: الدَّسِیعُ الصدر و الكاهل؛ قال ابن مقبل: شَدیدُ الدَّسیعِ دُقاقُ اللَّبان، یُناقِلُ بعدَ نِقالٍ نِقالا و قال سَلامة بن جَندل یصف فرساً: یَرْقی الدسیعُ إِلی هادٍ له تَلَعٌ، فی جُؤْجُؤٍ كَمَداكِ الطِّیبِ مَخْضوبِ و قال ابن شمیل: الدَّسیعُ حیث یَدْفع البعیر بِجِرَّتِه دفَعها بمرة إِلی فیه و هو موضع المَری‌ء من حَلْقه، و المری‌ء: مَدْخَل الطعام و الشراب. و دَسیعا الفرسِ: صَفْحتا عنقه. من أَصلهما، و من الشاة موضع التَّرِیبةِ، و قیل: الدَّسیعة من الفرس أَصل عُنقه و الدسیعةُ: مائدةُ الرجل إِذا كانت كریمة، و قیل: هی الجَفْنة سمیت بذلك تشبیهاً بدَسِیع البعیر لأَنه لا یخلو كلما اجْتَذَب منه جِرّة عادت فیه أُخری، و قیل: هی كَرَمُ فِعْله، و قیل: هی الخِلْقة، و قیل: الطَّبیعة و الخلُقُ. و دَسَع الجُحْرَ دَسْعاً: أَخذ دِساماً من خِرْقة و سَدَّه به. و دَسَع فلان بِقَیْئه إِذا رمی به. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، و ذكر ما یوجب الوضوء فقال: دَسْعةٌ تَمْلأَ الفم؛ یرید الدَّفْعة الواحدة من القی‌ءِ، و جعله الزمخشری حدیثاً عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: هی من دسَع البعیرُ بجِرَّته دَسْعاً إِذا نزعها من كَرِشه و أَلقاها إِلی فیه. و دَسَع الرجلُ یَدْسَع دَسْعاً: قاء؛ و دَسَع یَدْسَعُ دَسْعاً: امْتَلأَ؛ قال: و مُناخ غیر تائیَّةٍ عَرَّسْتُه، قَمِن من الحِدْثانِ، نابی المَضْجَعِ «3»
(2). كذا بیاض بالأصل. (3). قوله [و مناخ إلخ] تقدم البیتان فی مادة بضع علی غیر هذه الصورة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 85
عَرَّسْته، و وِسادُ رأْسی ساعِدٌ، خاظی البَضیعِ، عُروقُه لم تَدْسَعِ و الدَّسْع: الدَّفْع كالدَّسْر. یقال: دَسَعَه یَدْسَعُه دَسْعاً و دَسِیعةً. و الدَّسِیعة: العَطِیَّةُ. یقال: فلان ضَخْمُ الدَّسِیعة، و منه‌حدیث قیس: ضَخْم الدَّسِیعةِ؛ الدَّسِیعةُ هاهنا: مُجْتَمَعُ الكَتِفین، و قیل: هی العُنُق؛ قال الأَزهری: یقال ذلك للرجل الجَواد، و قیل: أَی كثیر العَطِیة، سمیت دَسِیعة لدفع المُعْطی إِیاها بمرة واحدة كما یدفع البعیر جِرّته دَفْعة واحدة. و الدَّسائعُ: الرغائب الواسعة. و‌فی الحدیث أَن الله تعالی یقول یوم القیامة: یا ابن آدم أَ لم أَحْمِلْك علی الخیل، أَ لم أَجعَلْك تَرْبَعُ و تَدْسَعُ؟تَرْبعُ: تأْخذ ربع الغنیمة و ذلك فِعْل الرئیس، و تَدْسَعُ: تُعْطِی فَتُجْزِل، و منه ضَخْم الدَّسیعةِ؛ و قال علی بن عبد الله بن عباس: و كِنْدةُ مَعْدِنٌ لِلمُلْك قِدْماً، یَزینُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِیعهْ و دَسع البحرُ بالعَنْبَر و دَسَر إِذا جمعه كالزَّبَد ثم یَقْذِفه إِلی ناحیة فیؤخذ، و هو من أَجْود الطِّیب. و‌فی حدیث كتابه بین قُریش و الأَنصار: و إِن المؤمنین المتقین أَیدیهم علی مَن بَغی علیهم أَو ابْتَغی دَسِیعةَ ظُلْم‌أَی طلَب دَفْعاً علی سبیل الظلم فأَضافه إِلیه، و هی إِضافة بمعنی من؛ و یجوز أَن یراد بالدَّسِیعة العَطِیَّة أَی ابتغی منهم أَن یَدْفعوا إِلیه عطیة علی وجه ظُلمهم أَی كونهم مَظْلومین، و أَضافها إِلی ظُلمه «1» لأَنه سبب دفعهم لها. و‌فی حدیث ظَبْیان و ذكر حِمْیَر. فقال: بَنوا المَصانِعَ و اتَّخَذُوا الدَّسائع؛ یرید العطایا. و قیل: الدَّسائعُ الدَّساكرُ، و قیل: الجِفان و الموائد، و‌فی حدیث معاذ قال: مرَّ بی النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَنا أَسلخُ شاة فدَسَعَ یَده بین الجِلْد و اللحمِ دَسْعَتَین‌أَی دَفَعها.

دعع؛ ج8، ص: 85

: دَعَّه یَدُعُّه دَعًّا: دَفَعَه فی جَفْوة، و قال ابن درید: دَعَّه دَفَعَه دَفْعاً عنِیفاً. و فی التنزیل: فَذٰلِكَ الَّذِی یَدُعُّ الْیَتِیمَ؛ أَی یَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً و انْتِهاراً، و فیه: یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلیٰ نٰارِ جَهَنَّمَ دَعًّا؛ و بذلك فسره أَبو عبیدة فقال: یُدْفَعُون دَفْعاً عَنِیفاً. و‌فی الحدیث: اللهم دُعَّها إِلی النار دَعًّا.و‌قال مجاهد: دَفْراً فی أَقْفِیَتِهم.و‌فی حدیث الشعبی: أَنهم كانوا لا یُدَعُّون عنه و لا یُكْرَهُون؛ الدَّعُّ: الطرد و الدَّفْعُ. و الدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن و تُخْبَز و هی ذات قُضب و ورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة و مَنْبِتُها الصَّحاری و السَّهْلُ، و جَناتُها حَبَّة سوداء، و الجمع دُعاع. و الدَّعادِعُ: نبت یكون فیه ماء فی الصیف تأْكله البقر؛ و أَنشد فی صفة جمل: رَعی القَسْوَرَ الجَوْنِیَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ، و مِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْیَما «2» قال: و یجوز من بطن سَقْمان الدَّعادعَ، و هذه الكلمة وجدتها فی غیر نسخة من التهذیب الدعادع، علی هذه الصورة بدالین، و رأَیتها فی غیر نسخة من أمالی ابن بری علی الصحاح الدُّعاع، بدال واحدة؛ و نسب هذا البیت إِلی حُمید بن ثور و أَنشده: و من بطن سَقْمان الدُّعاعَ المُدَیَّما و قال: واحدته دُعاعةٌ، و هو نَبْت معروف. قال
(1). قوله [إِلی ظلمه] كذا فی الأصل تبعاً للنهایة بهاء الضمیر. (2). قوله [سقمان] فعلان من السقم بفتح أَوله و سكون ثانیه كما فی معجم یاقوت. و قوله [أشمس] كذا ضبط فی الأصل و معجم یاقوت، و قال فی شرح القاموس: أشمس موضع و سدیم فحل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 86
الأَزهری: قرأْت بخط شمر للطرماح: لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً، شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ قال: الطَّخْفُ اللبن الحامِضُ. و اللَّدْمُ: اللَّعْقُ. و الدَّعاعُ: عِیالُ الرجلِ الصغار. و یقال: أَدَعَّ الرجل إِذا كثر دَعاعُه؛ قال: و قرأْت أَیضاً بخطه فی قصیدة أُخری: أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَثَّ، و لم یَنْتَقِلْ علیها الدُّعاعُ قال: الدُّعاعُ فی هذا البیت حب شجرة بریَّة، و كذلك الفَثُّ. و الأَتانُ: صخرة. و قال اللیث: الدُّعاعةُ حبة سوداء یأْكلها فقراء البادیة إِذا أَجدبوا. و قال أَبو حنیفة: الدُّعاعُ بقلة یخرج فیها حب تَسَطَّحُ علی الأَرض تَسَطُّحاً لا تَذْهَبُ صُعُداً، فإِذا یَبست جمع الناس یابسها ثم دَقُّوه ثم ذَرُّوه ثم استخرجوا منه حبّاً أَسود یملؤون منه الغَرائر. و الدُّعاعةُ: نملة سوداء ذات جناحین شبهت بتلك الحبة، و الجمع الدُّعاع. و رجل دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: یجمع الدُّعاع و الفَثَّ لیأْكلهما؛ قال أَبو منصور: هما حبتان بریتان إِذا جاع البدویّ فی القَحط دقَّهما و عجنهما و اختبزهما و أَكلهما. و‌فی حدیث قُس: ذات دَعادِعَ و زَعازِعَ؛ الدَّعادِعُ: جمع دَعْدَعٍ و هی الأَرض الجَرْداء التی لا نبات بها؛ و روی عن المُؤرّج بیت طرفة بالدال المهملة: و عَذارِیكمْ مُقَلِّصةٌ فی دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ و فسر الدُّعاع ما بین النخلتین، و كذا وجد بخط شمر بالدال، روایة عن ابن الأَعرابی، قال: و الدُّعاعُ متفرّق النخل، و الدُّعاع النخل المتفرّق. و قال أَبو عبیدة: ما بین النخلة إِلی النخلة دُعاعٌ. قال الأَزهری: و رواه بعضهم ذُعاع النخل، بالذال المعجمة، أَی فی مُتفرقه من ذَعْذَعْت الشی‌ء إِذا فرّقته. و دَعْدَع الشی‌ءَ: حركه حتی اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْیال و الجُوالِق لیَسَعَ الشی‌ء و هو الدَّعْدعةُ؛ قال لبید: المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ أَی المَمْلوءة. و دَعْدَعَها: ملأَها من الثرید و اللحم. و دَعْدَعْتُ الشی‌ءَ: ملأَته. و دَعْدَع السیلُ الوادی: مَلأَه؛ قال لبید یصف ماءیْن التقیا من السَّیْل: فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء، كما دَعْدَع ساقی الأَعاجِمِ الغَرَبا الرَّكاء: وادٍ معروف، و فی بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: سُرَّة الرِّكاء، بالكسر. و دَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء: ملأَتْه، و كذلك الناقة. و دَعْ دَعْ: كلمة یُدْعی بها للعاثِرِ فی معنی قُم و انْتَعِشْ و اسْلَمْ كما یقال له لَعاً؛ قال: لَحَی اللهُ قَوْماً لم یَقُولوا لعاثِرٍ، و لا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ: دَعْدَعا قال أَبو منصور: أَراه جعل لَعاً و دَعْدَعا دُعاء له بالانتعاش، و جعله فی البیت اسماً كالكلمة و أَعربه. و دَعْدَعَ بالعاثر: قالها له، و هی الدَّعْدَعةُ؛ و قال أَبو سعید: معناه دَعِ العِثارَ؛ و منه قول رؤبة: و إِنْ هَوَی العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا له، و عالَیْنا بتَنْعِیشٍ: لَعا
لسان العرب، ج‌8، ص: 87
قال ابن الأَعرابی: معناه إِذا وقع منَّا واقع نَعَشْناه و لم نَدَعْه أَن یَهْلِك، و قال غیره: دَعْدَعا معناه أَن نقول له رَفعك اللهُ و هو مثل لَعاً. أَبو زید: إِذا دُعِی للعاثِر قیل: لَعاً له عالِیاً، و مثله: دَعْ دَعْ؛ و قال: دَعْدَعْت بالصبی دَعْدَعةً إِذا عثرَ فقلت له: دَعْ دَعْ أَی ارتفع. و دَعْدَعَ بالمعز دَعْدَعة: زجرها، و دَعْدَع بها دَعْدَعة: دَعاها، و قیل: الدعْدعةُ بالغنم الصغار خاصّة، و هو أَن تقول لها: داعْ داعْ، و إِن شئت كسرت و نوَّنت، و الدَّعْدعة: قِصَرُ الخَطْو فی المشی مع عَجَل. و الدَّعْدَعةُ: عَدْو فی التواء و بُطْء؛ و أَنشد: أَسْعَی علی كلِّ قَوْمٍ كان سَعْیُهُمُ، وَسْطَ العَشیرةِ، سَعْیاً غیرَ دَعْداعِ أَی غیر بَطِی‌ء. و دَعْدَعَ الرجلُ دعْدعة و دَعْداعاً: عدا عدْواً فیه بُطْء و التواء، و سَعْیٌ دَعْداع مثله. و الدَّعْداعُ و الدَّحْداحُ: القصیر من الرجال. ابن الأَعرابی: یقال للراعی دُعْ دُعْ، بالضم، إِذا أَمرته بالنَّعِیق بغنمه، یقال: دَعْدَعَ بها. و یقال: دَعْ دَعْ، بالفتح، و هما لغتان؛ و منه قول الفرزدق: دَعْ دَعْ بأَعْنُقِك النَّوائِم، إِنَّنی فی باذِخٍ، یا ابنَ المَراغةِ، عالِی ابن الأَعرابی: قال فقال أَعرابی كم تَدُعُّ لیلتُهم هذه من الشهر؟ أَی كم تُبْقِی سِواها؛ قال و أَنشدنا: و لَسْنا لأَضْیافِنا بالدُّعُعْ

دعبع؛ ج8، ص: 87

: دَعْبَع: حكایة لفظ الرضیع إِذا طلب شیئاً كأَن الحاكی حكی لفظه، مرة بِدَعْ و مرة بِبَعْ، فجمعهما فی حكایته فقال: دَعْبع؛ قال: و أَنشدنی زید بن كُثْوةَ العَنْبَری: و لَیْلٍ كأَثناء الرُّوَیزِیّ جُبْته، إِذا سَقَطتْ أَرواقُه دون زَرْبَعِ قال: زَرْبَع اسم ابنه؛ ثم قال: لأَدْنُوَ من نَفْسٍ هُناكَ حَبِیبةٍ إِلیَّ، إِذا ما قال لی: أَیْنَ دَعْبَعِ كسر العین لأَنها حكایة.

دفع؛ ج8، ص: 87

: الدَّفْع: الإِزالة بقوّة. دَفَعَه یَدْفَعُه دَفْعاً و دَفاعاً و دافَعَه و دَفَّعَه فانْدَفَع و تَدَفَّع و تَدافَع، و تدافَعُوا الشی‌ءَ: دَفَعَه كلّ واحد منهم عن صاحبه، و تدافَع القومُ أَی دفَع بعضُهم بعضاً. و رجل دَفّاع و مِدْفَع: شدید الدَّفْع. و رُكْن مِدْفَعٌ: قویّ. و دفَع فلان إِلی فلان شیئاً و دَفع عنه الشرّ علی المثل. و من كلامهم: ادْفَعِ الشرّ و لو إِصْبعاً؛ حكاه سیبویه. و دافَع عنه بمعنی دفَع، تقول منه: دفَع الله عنك المَكْروه دَفْعاً، و دافع اللهُ عنك السُّوء دِفاعاً. و استَدْفَعْت اللهَ تعالی الأَسواء أَی طلبت منه أَن یَدْفَعَها عنی. و‌فی حدیث خالد: أَنه دافَع بالناس یوم مُوتةَ‌أَی دفعَهم عن مَوْقِف الهَلاك، و یروی بالراء من رُفع الشی‌ء إِذا أُزیل عن موضعه. و الدَّفْعةُ: انتهاء جماعة القوم إِلی موضع بمرَّة؛ قال: فنُدْعَی جَمیعاً مع الرَّاشِدین، فنَدْخُلُ فی أَوّلِ الدَّفْعةِ و الدُّفْعةُ: ما دُفع من سِقاء أَو إِناء فانْصَبَّ بمرَّة؛ قال: كقَطِرانِ الشامِ سالَتْ دُفَعُه
لسان العرب، ج‌8، ص: 88
و قال الأَعشی: و سافَتْ من دَمٍ دُفَعا «1» و كذلك دُفَعُ المطر و نحوه. و الدُّفْعةُ من المطر: مثل الدُّفْقة، و الدَّفعة، بالفتح: المرة الواحدة. و تدَفَّع السیل و انْدفَع: دفَع بعضُه بعضاً. و الدُّفّاع، بالضم و التشدید: طَحْمة السیلِ العظیم و المَوْج؛ قال‌جَوادٌ یَفِیضُ علی المُعْتَفِین، كما فاضَ یَمٌّ بدُفّاعِه و الدُّفّاع: كثرة الماء و شدَّته. و الدُّفّاع أَیضاً: الشی‌ء العظیم یُدْفَع به عظیم مثله، علی المثل. أَبو عمرو: الدُّفّاع الكثیر من الناس و من السیل و من جَرْی الفرس إِذا تدافع جَرْیُه، و فرس دَفَّاعٌ؛ و قال ابن أَحمر: إِذا صَلیتُ بدَفّاعٍ له زَجَلٌ، یُواضِخُ الشَّدَّ و التَّقْرِیبَ و الخَبَبا و یروی … بدُفّاع …، یرید الفرس المُتدافِعَ فی جَرْیه. و یقال: جاء دُفّاعٌ من الرجال و النساء إِذا ازدحموا فركب بعضُهم بعضاً. ابن شمیل: الدَّوافِعُ أَسافِلُ المِیثِ حیث تَدْفَع فی الأَوْدِیة، أَسفلُ كل مَیْثاء دافعة. و قال الأَصمعی: الدَّوافِعُ مَدافِعُ الماء إِلی المِیثِ، و المِیث تَدْفَع إِلی الوادِی الأَعظم. و الدافِعةُ: التَّلْعَةُ من مَسایِل الماء تَدْفَع فی تَلْعة أُخری إِذا جری فی صَبَبٍ و حَدُورٍ من حَدَبٍ، فَتَرَی له فی مواضِعَ قد انْبَسَطَ شیئاً و اسْتدارَ ثم دَفع فی أُخری أَسفل منها، فكلّ واحد من ذلك دافِعةٌ و الجمع الدَّوافِعُ، و مَجْرَی ما بین الدَّافِعَتَین مِذْنَبٌ، و قیل: المَدافِعُ المَجارِی و المَسایِل؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: شِیبُ المَبارِكِ، مَدْرُوسٌ مَدافِعُه، هابِی المَراغِ، قلِیلُ الوَدْقِ، مَوْظُوبُ المَدْرُوس: الذی لیس فی مَدافِعه آثار السیل من جُدوبتِه. و الموْظُوبُ: الذی قد ووظب علی أَكْله أَی دِیمَ علیه، و قیل: مَدْرُوسٌ مَدافِعُه مأْكول ما فی أَوْدِیته من النبات. هابِی المَراغ: ثائرٌ غُبارُه. شِیبٌ: بِیضٌ. ابن شمیل: مَدْفَعُ الوادی حیث یدْفَع السیل، و هو أَسفله، حیث یَتفرَّق ماؤُه. و قال اللیث: الانْدِفاعُ المُضیّ فی الأَرض، كائناً ما كان؛ و أَمَّا قول الشاعر: أَیُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إِلی المَدْفَعِ من نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذارِ فقیل: هو مِذْنَبُ الدّافِعة لأَنها تَدْفع فیه إِلی الدافعة الأُخری، و قیل: المَدْفَع اسم موضع. و المُدَفَّع و المُتدافَعُ: المَحْقُور الذی لا یُضَیَّف إِن اسْتضاف و لا یُجْدَی إِن اسْتَجْدَی، و قیل: هو الضیْفُ الذی یَتَدافَعُه الحَیُّ، و قیل: هو الفقیر الذلیل لأَنَّ كلًّا یَدْفَعُه عن نفسه. و المُدَفَّع: المَدْفُوع عن نسبه. و یقال: فلان سیّد قومه غیر مُدافَع أَی غیر مُزاحَم فی ذلك و لا مَدْفُوعٍ عنه. الأَصمعی: بعیر مُدَفَّع كالمُقْرَم الذی یُودَع للفِحْلةِ فلا یُركب و لا یُحْمَل علیه، و قال: هو الذی إِذا أُتی به لیُحْمَلَ علیه قیل: ادْفَع هذا أَی دَعْه إِبقاء علیه؛ و أَنشد غیره لذی الرمة:
(1). قوله [و سافت] كذا بالأصل و بهامشه خافت.
لسان العرب، ج‌8، ص: 89
و قَرَّبْن لِلأَظْعانِ كُلَّ مُدَفَّع و الدافِعُ و المِدفاع: الناقة التی تَدْفَع اللبن علی رأْس ولدها لكثرته، و إِنما یكثر اللبن فی ضَرْعها حین ترید أَن تضع، و كذلك الشاة المِدْفاع، و المصدر الدَّفْعة، و قیل: الشاة التی تَدْفَع اللَّبَأَ فی ضَرْعِها قُبَیْلَ النَّتاج. یقال: دَفَعَتِ الشاةُ إِذا أَضْرَعَت علی رأْس الولد. و قال أَبو عبیدة: قوم یجعلون المُفْكِهَ و الدَّافِعَ سواء، یقولون هی دافِعٌ بولد، و إِن شئت قلت هی دافع بلَبَن، و إِن شئت قلت هی دافع بضَرْعها، و إِن شئت قلت هی دافع و تسكت؛ و أَنشد: و دافِعٍ قد دَفَعَتْ للنَّتْجِ، قد مَخَضَتْ مَخاضَ خَیْلٍ نُتْجِ و قال النضر: یقال دَفَعَتْ لَبَنَها و باللبن إِذا كان ولدها فی بطنها، فإِذا نُتِجت فلا یقال دَفَعت. و الدَّفُوع من النوق: التی تَدْفع برجلها عند الحَلب. و الانْدِفاعُ: المُضِیُّ فی الأَمر. و المُدافَعة: المُزاحمة. و دَفَع إِلی المكان و دُفِع، كلاهما: انْتَهی. و یقال: هذا طریق یَدْفَع إِلی مكان كذا أَی یَنْتَهِی إِلیه. و دَفَع فلان إِلی فلان أَی انتهی إِلیه. و غَشِیَتْنا سَحابة فَدُفِعْناها إِلی غیرنا أَی ثُنِیَت عنا و انصَرفَت عنا إِلیهم، و أَراد دُفِعَتْنا أَی دُفِعَت عنا. و دَفَع الرجل قوسَه یدْفَعُها: سَوَّاها؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و یَلْقَی الرجلُ الرجلَ فإِذا رأَی قوسه قد تغیرت قال: ما لك لا تَدْفَع قوْسَك؟ أَی ما لك لا تَعْمَلُها هذا العَمَل. و دافِعٌ و دفَّاع و مُدافِعٌ: أَسماء. و انْدَفع الفرسُ أَی أَسْرَع فی سیْره. و انْدَفعُوا فی الحدیث. و‌فی الحدیث: أَنه دَفَع من عَرَفات‌أَی ابتدأَ السیرَ، و دَفع نفْسَه منها و نَحَّاها أَو دفع ناقتَه و حَمَلَها علی السیْر. و یقال: دافَع الرجل أَمْرَ كذا إِذا أُولِعَ به و انهمك فیه. و المُدافَعةُ: المُماطلة. و دافَع فلان فلاناً فی حاجته إِذا ماطَلَه فیها فلم یَقْضِها. و المَدْفَع: واحد مدافِع المیاه التی تجری فیها. و المِدْفَع، بالكسر: الدَّفُوع؛ و منه قولها یعنی سَجاحِ: لا بَلْ قَصِیرٌ مِدْفَعُ

دقع؛ ج8، ص: 89

: الدَّقْعاء: عامَّةُ الترابِ، و قیل: الترابُ الدَّقیق علی وجه الأَرض؛ قال الشاعر: و جَرَّتْ به الدَّقْعاء هَیْفٌ، كأَنَّها تَسُحُّ تُراباً من خَصاصاتِ مُنْخُلِ و الدِّقْعِمُ، بالكسر: الدَّقْعاء، المیم الزائدة، و حكی اللحیانی: بفِیه الدِّقْعِم كما تقول و أَنت تدعو علیه: بفِیه التراب و قال: بفِیه الدَّقْعاء و الأَدْقع یعنی التراب. قال: و الدَّقاعُ و الدُّقاعُ التراب؛ و قال الكمیت یصف الكلاب: مَجازِیعُ قَفْرٍ مَداقِیعُه، مَسارِیفُ حتی یُصِبْن الیَسارا قال: مَداقِیعُ ترضی بشی‌ء یسیر. قال: و الدَّاقِعُ الذی یَرْضَی بالشی‌ء الدُّون. و المُدْقَع: الفقیر الذی قد لَصِقَ بالتراب من الفقر. و فَقْر مُدْقِع أَی مُلْصِق بالدَّقْعاء. و‌فی الحدیث: لا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لذی فَقْر مُدْقِع‌أَی شدید مُلْصِق بالدَّقعاء یُفْضِی بصاحبه إِلی الدَّقعاء. و قولهم فی الدعاء: رماه الله بالدَّوقَعة؛ هی الفقر و الذُّلُّ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 90
فَوْعلة من الدقع. و المَداقِیعُ: الإِبل التی كانت تأْكل النبت حتی تُلْزِقَه بالدَّقْعاء لقلته. و دَقِعَ الرَّجلُ دَقَعاً و أَدْقَع: لَصِقَ بالدَّقعاء و غیره من أَی شی‌ء كان، و قیل: لصق بالدقْعاء فَقراً، و قیل ذُلًّا. و دَقِعَ دَقَعاً و أَدْقَع: افتقر. و رأَیت القومَ صَقْعَی دَقْعَی أَی لاصقین بالأَرض. و دَقِعَ دَقَعاً و أَدْقَعَ: أَسَفَّ إِلی مَداقّ الكسب، فهو داقِعٌ. و الدَّاقِعُ: الكئیب المُهْتَم أَیضاً. و دَقَع دَقْعاً و دُقُوعاً و دَقِعَ دَقَعاً، فهو دَقِعٌ: اهْتَمَّ و خضَعَ؛ قال الكمیت: و لم یَدْقَعُوا، عند ما نابَهُم، لصَرْفِ الزَّمانِ، و لم یَخْجَلُوا یقول: لم یستكینوا للحرب. و الدَّقَعُ: سوء احتمال الفقر، و الفِعْل كالفعل و المصدر كالمصدر، و الخجل: سوء احتمال الغنی. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال للنساء: إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ و إِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ؛ دَقِعْتنَّ أَی خَضَعْتُنَّ و لَزِقْتُنَّ بالتراب. و الدقَعُ: الخُضوع فی طلَب الحاجةِ و الحِرْصُ علیها، مأْخوذ من الدَّقْعاء، و هو التراب، أَی لَصِقْتُنَّ بالأَرض من الفقر و الخُضوع. و الخَجَلُ: الكَسَلُ و التَّوانی فی طلب الرِّزق. و الداقِعُ و المِدْقَعُ: الذی لا یُبالی فی أَیّ شی‌ء وقع فی طعام أَو شراب أَو غیره، و قیل: هو المُسِفُّ إِلی الأُمور الدَّنِیئة. و جُوع دَیْقُوعٌ: شدید، و هو الیَرْقُوع أَیضاً، و قال النضر: جُوع أَدْقَعُ و دَیْقُوع، و هو من الدَّقْعاء. الأَزهری: الجوع الدَّیْقُوع و الدُّرْقُوع الشدید، و كذلك الجوع البُرْقوع و الیَرْقُوع؛ و قدِمَ أَعرابی الحَضَر فشَبِعَ فاتّخَم فقال: أَقُولُ للقَوْمِ لمَّا ساءنی شِبَعی: أَ لا سَبیل إِلی أَرْضٍ بها الجُوعُ؟ أَ لا سبیل إِلی أَرْضٍ یكون بها جُوعٌ، یُصَدَّعُ منه الرأْسُ، دَیْقُوعُ؟ و دَقِع الفصیل: بَشِم كأَنه ضِد. و أَدقَع له و إِلیه فی الشتم و غیره: بالَغَ و لم یتكَرَّم عن قبیح القول و لم یَأْلُ قَذَعاً. و الدَّوْقَعةُ: الدَّاهِیةُ. و الدَّقْعاء: الذُّرة، یمانیة.

دكع؛ ج8، ص: 90

: من أَمراض الإِبل الدُّكاعُ، و هو سُعال یأْخذها، و قیل: الدُّكاع داء یأْخذ الإِبل و الخیل فی صدورها كالسُّعال، و هو كالخَبْطةِ فی الناس؛ دَكَعَتْ تَدْكَعُ دَكْعاً و دُكِعَت دَكْعاً: أَصابَها ذلك؛ قال القُطامی: تَرَی منه صُدورَ الخَیْلِ زُوراً، كأَنَّ بها نُحازاً أَو دُكاعا و یقال: قَحَب یَقْحُب و نَحَب یَنْحِب و نَحُزَ و نَحِزَ یَنْحُزُ و یَنْحَزُ، كله: بمعنی السُّعال. و یقال: دُكِع الفرس فهو مَدْكُوع.

دلع؛ ج8، ص: 90

: دَلَعَ الرجل لسانه یَدْلَعُه دَلْعاً فانْدَلَع و أَدْلَعه: أَخرجه، جاءت اللغتان. و‌فی الحدیث: أَنَّ امرأَة رأَت كلباً فی یوم حارٍّ قد أَدْلَع لسانه من العَطَش، و قیل: أَدْلَع لغة قلیلة؛ قال الشاعر: و أَدْلَعَ الدَّالِعُ من لسانه و أَدْلَعَه العَطَشُ و دلَعَ اللسانُ نفسُه یَدْلَع دَلْعاً و دُلوعاً، یتعدّی و لا یتعدّی، و اندلع: خرج من الفم و استرخی و سقط علی العَنْفقة كلسان الكلب. و‌فی
لسان العرب، ج‌8، ص: 91
الحدیث: یُبْعَث شاهد الزُّور یوم القیامة مُدلِعاً لسانَه فی النار، و‌جاء فی الأَثَر عن بَلْعَم: أَن الله لعَنَه فأَدْلَع لسانَه فسقطت أَسَلَتُه علی صدره فبقیت كذلك.و قال الهُجَیْمی: أَحْمق دالِعٌ، و هو الذی لا یزال دالِعَ اللسان و هو غایة الحُمْق. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَدْلَعُ لسانه للحسن‌أَی یُخْرِجه حتی یری حُمْرته فیَهَشّ إِلیه. و انْدَلَع بطن الرجل إِذا خرج أَمامه. و یقال للرجل المُنْدَلِث البطن أَمامه: مُنْدَلِعُ البطن. و انْدلع بطنُ المرأَة و انْدَلَق إِذا عَظُم و استرخی، و اندلَع السیفُ من غِمْده و اندلَقَ. و ناقة دَلُوع: تتقدم الإِبل. و طریق دَلِیعٌ: سَهْل فی مكان حَزْن لا صَعُود فیه و لا هَبُوط، و قیل: هو الواسع. و الدَّلُوع: الطریق. و روی شمر عن مُحارب: طریق دَلَنَّعٌ، و جمعه دَلانِعُ إِذا كان سَهْلًا. و الدُّلَّاعُ: ضرب من مَحار البحر. قال أَبو عمرو: الدَّوْلَعةُ صدفة مُتَحَوِّیةٌ إِذا أَصابها ضَبْح النار خرج منها كهیئة الظُّفُر، فیُسْتَلُّ قدرَ إِصْبَع، و هذا هو الأَظْفار الذی فی القُسْط؛ و أَنشد للشَّمَرْدل: دَوْلَعةٌ یَسْتَلُّها بظُفْرها و الدُّلَّاعُ: نَبْتٌ.

دلثع؛ ج8، ص: 91

: الدَّلْثَع من الرجال: الكثیر اللحم، و هو أَیضاً المُنْتِن القَذِرُ، و هو أَیضاً الشَّرِهُ الحَرِیصُ، و قال الأَزهری: الدَّلْثَع الكثیر لحم اللِّثة؛ قال النابغة الجعدی: و دلاثِع حُمْر لِثاتُهُمُ، أَ بِلِین شَرّابِینَ للجُزُرِ و جمعه دَلاثِعُ. و الدلَنْثَع: الطریق الواضحُ. النضر و أَبو خیرة: الدَّلْثَع الطریق السهْلُ، و قیل: هو أَسهل طریق یكون فی سَهْل أَو حَزْن، لا حَطوطَ فیه و لا هَبوط.

دمع؛ ج8، ص: 91

: الدَّمْع: ماء العین، و الجمع أَدْمُعٌ و دُموعٌ، و القَطْرةُ منه دَمْعة.و ذُو الدَّمعة: الحُسَین بن زید بن علی، رضوان الله علیهم، لُقِّبَ بذلك لكثرة دَمْعِه، فَعُوتِبَ علی ذلك فقال: و هل ترَكتِ النارُ و السَّهمان لی مَضْحَكاً؟یرید السهْمَین اللذین أَصابا زید بن علی و یحیی بن زید، رضی الله عنهم، و قتلا بخُراسانَ. و دَمَعتِ العینُ و دَمِعت تدْمَع، فیهما، دمْعاً و دَمَعاناً و دُموعاً، و قیل دَمِعَت دَمَعاً، و امرأَة دَمِعةٌ و دَمِیعٌ، بغیر هاء، كلتاهما: سریعة البكاء كثیرة دمع العین؛ الأَخیرة عن اللحیانی، من نسوة دَمْعَی و دَمائعَ، و ما أَكثر دَمْعَتها، التأْنیث للدَّمْعة. و قال الكسائی و أَبو زید: دَمَعَت، بفتح المیم، لا غیر. و رجل دَمِیعٌ من قوم دُمَعاء و دَمْعَی. و عین دَموع: كثیرة الدَّمْعة أَو سریعتها؛ و استعار لبید الدَّمْع فی الجفْنة یَكْثرُ دسَمُها و یَسِیل فقال: و لكنَّ مالی غالَه كُلُّ جَفْنةٍ، إِذا حانَ وِرْدٌ، أَسْبَلَتْ بدُمُوعِ یقال: جَفْنةٌ دامِعةٌ و قد دَمِعَت و رَذِمَت. و المَدامِعُ: المآقی و هی أَطراف العین. و المَدْمَع: مَسِیل الدمع. قال الأَزهری: و المَدْمَعُ مُجْتَمَعُ الدَّمْع فی نواحی العین، و جمعه مَدامِعُ. یقال: فاضت مَدامِعه. قال: و الماقِیانِ من المَدامِع و المُؤْخِران كذلك. و الدُّمُع، بضم الدال، و الدِّماعُ، كلاهما: سِمةٌ من
لسان العرب، ج‌8، ص: 92
سِماتِ الإِبل فی مَجْری الدَّمْع. و قال أَبو علی فی التذكرة: و الدُّمُع سمة فی مَدْمَع العین خطّ صغیر، و بعیر مَدْمُوعٌ. و قال ابن شمیل: الدِّماع مِیسمٌ فی المَناظِر سائلٌ إِلی المَنْخَر، و ربما كان علیه دِماعانِ. و دَمَعَ المطرُ: سالَ، علی المثَل؛ قال: فبَات یأْذَی من رَذاذٍ دَمَعا و یوم دَمّاعٌ: ذو رَذاذٍ. و ثَرًی دَموعٌ و دامِعٌ و دَمّاعٌ و مكانٌ كذلك إِذا كان نَدِیًّا یتحلَّبُ منه الماء أَو یكاد؛ قال: من كلِّ دَمّاعِ الثَّرَی مُطَلَّلِ و قد دَمَع. قال أَبو عدنان: من المیاه المَدامِعُ، و هی ما قطر من عُرْضِ جبل؛ قال: و سأَلت العُقَیْلیّ عن هذا البیت: و الشمسُ تَدْمَعُ عَیْناها و مُنْخُرها، و هنَّ یَخْرُجْن من بِیدٍ إِلی بِیدِ فقال: هی الظهیرة إِذا سال لُعاب الشمس. و قال الغَنوی: إِذا عَطِشَت الدَّوابُّ ذَرِفَت عُیونها و سالت مَناخِرها. و شَجَّة دامِعةٌ: تَسِیلُ دَماً، و هی بعد الدَّامِیة، فإِن الدامِیةَ هی التی تَدْمَی من غیر أَن یسیل منها دم، فإِذا سال منها دم فهی الدّامعةُ، بالعین غیر المعجمة؛ و قال ابن الأَثیر: هو أَن یسیل الدَّم منها قَطْراً كالدَّمْع. و الدُّماعُ و دُمّاعُ الكَرْم: هو ما یسیل منه أَیام الربیع. و أَدْمَعَ الإِناءَ إِذا مَلأَهُ حتی یَفِیضَ. و قدَحٌ دَمْعان إِذا امتلأَ فجعل یَسِیل من جَوانِبه. و الإِدْماع: مَلْ‌ء الإِناء. یقال: أَدْمِعْ مُشَقَّرَكَ أَی قَدَحَك، قاله ابن الأَعرابی. و الدُّماعُ: نبت، لیس بثَبت. و الدُّماع، بالضم: ماء العین من عِلَّة أَو كِبر، لیس الدَّمْعَ؛ و قال: یا مَنْ لعَیْنٍ لا تَنی تَهْماعا، قد تَرَكَ الدَّمْعُ بها دُماعا و الدَّمْع: السیَلانُ من الرَّاوُوق، و هو مِصْفاة الصَّبّاغ.

دنع؛ ج8، ص: 92

: رجل دَنِعٌ: فَسْلٌ لا لُبَّ له و لا خَیر فیه. و الدَّنَعُ: الذُّلُّ. دَنِعَ دَنَعاً و دُنوعاً: اجتمَع و ذَلَّ. و دَنِعَ دَنَعاً: لَؤُمَ. اللیث: رجل دَنِیعة من قوم دَنائع، و هو الفَسْل الذی لا لُبَّ له و لا عَقْل؛ و أَنشد شمر لبعضهم: فله هُنالِك لا عَلیه، إِذا دَنِعَتْ أُنوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ یقول: له الفضل فی هذا الزمان لا علیه إِذا دعا علی القوم. و دَنِعَت أَی دَقَّتْ و لَؤُمَت، و رواه ابن الأَعرابی: و إِن رَغِمَت. ابن شمیل: دَنِعَ الصبیّ إِذا جُهد و جاعَ و اشتَهی. ابن بزرج: دَنِعَ و رَثِعَ إِذا طَمِعَ. و دَنَعُ البعیر: ما طَرَحَه الجازِرُ. و الدَّنِیعُ: الخَسِیسُ، و دَنَعُ القوم: خِساسُهم من ذلك. و رجل دَنَعة: لا خَیر فیه. و أَنْدَعَ الرجل: تَبِعَ أَخلاقَ اللِّئام و الأَنْذال. و أَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طَرِیقة الصالحین.

دنقع؛ ج8، ص: 92

: دَنْقَعَ الرجل: افتَقَر.

دهع؛ ج8، ص: 92

: دَهاعِ و دَهْداعٌ: من زجر العُنوقِ. و دَهَعَ الراعی بالغَنم و دَهَّعَ و دَهْدَعَ دَهْدَعةً: زجرها بذلك، و دَهْدَعَ بها: صوّت.
لسان العرب، ج‌8، ص: 93‌

دهقع؛ ج8، ص: 93

: الجوع الدُّهْقوع: هو الشدید الذی یَصْرَعُ صاحِبَه.

دوع؛ ج8، ص: 93

: داعَ دَوْعاً: اسْتَنَّ عادِیاً و سابِحاً. و الدُّوع: ضرب من الحِیتان، یَمانیةٌ.

فصل الذال؛ ج8، ص: 93

ذرع؛ ج8، ص: 93

: الذِّراعُ: ما بین طرَف المِرْفق إِلی طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطی، أُنثی و قد تذكَّر. و قال سیبویه: سأَلت الخلیل عن ذراع فقال: ذِراع كثیر فی تسمیتهم به المذكر و یُمَكَّن فی المذكَّر فصار من أَسمائه خاصّة عندهم، و مع هذا فإِنهم یَصِفون به المذكر فتقول: هذا ثوب ذراع، فقد یُمَكَّنُ هذا الاسم فی المذكر، و لهذا إِذا سمی الرجل بذراع صُرف فی المعرفة و النكرة لأَنه مذكر سمی به مذكر، و لم یعرف الأَصمعی التذكیر فی الذراع، و الجمع أَذْرُعٌ؛ و قال یصف قوساً عَربیة: أَرْمِی علیها، و هْیَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، و هْیَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ و إِصْبَعُ قال سیبویه: كسّروه علی هذا البناء حین كان مؤنثاً یعنی أَن فَعالًا و فِعالًا و فَعِیلًا من المؤنث حُكْمُه أَن یُكسَّر علی أَفْعُل و لم یُكسِّروا ذِراعاً علی غیر أَفْعُل كما فَعَلوا ذلك فی الأَكُفِّ؛ قال ابن بری: الذراع عند سیبویه مؤنثة لا غیر؛ و أَنشد لمِرْداس بن حُصَین: قَصَرْتُ له القبیلةَ إِذ تَجِهْنا [تَجَهْنا، و ما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعی و‌فی حدیث عائشةَ و زَینبَ: قالت زینبُ لرسول الله، صلی الله علیه و سلم: حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبی قُحافةَ ذُرَیِّعَتَیْها؛ الذُّرَیِّعةُ تصغیر الذراع و لُحوق الهاء فیها لكونها مؤنثة، ثم ثَنَّتْها مصغرة و أَرادت به ساعدَیْها. و قولهم: الثوب سبع فی ثمانیة، إِنما قالوا سبع لأَن الذراع مؤنثة، و جمعها أَذرع لا غیر، و تقول: هذه ذراع، و إِنما قالوا ثمانیة لأَن الأَشبار مذكرة. و الذِّراع من یَدَیِ البعیر: فوق الوظیفِ، و كذلك من الخیل و البغال و الحمیر. و الذِّراعُ من أَیدی البقر و الغنم فوق الكُراع. قال اللیث: الذراع اسم جامع فی كل ما یسمی یداً من الرُّوحانِیین ذوی الأَبدان، و الذِّراعُ و الساعد واحد. و ذَرَّع الرجلُ: رَفَعَ ذِراعَیْه مُنذراً أَو مبشراً؛ قال: تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِیس و قد رَأتْ سَوابِقَ خَیْلٍ، لم یُذَرِّعْ بَشیرُها یقال للبشیر إِذا أَوْمَأَ بیده: قد ذَرَّع البَشیرُ. و أَذْرَع فی الكلام و تذَرَّع: أَكثر و أَفْرَط. و الإِذْراعُ: كثرةُ الكلامِ و الإِفْراطُ فیه، و كذلك التَّذَرُّع. قال ابن سیدة: و أَری أَصله من مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد یفعل ذلك. و ثور مُذَرَّع: فی أَكارِعه لُمَع سُود. و حمار مُذَرَّع: لمكان الرَّقْمةِ فی ذِراعه. و المُذَرَّعُ: الذی أُمه عربیة و أَبوه غیر عربی؛ قال: إِذا باهلیٌّ عنده حَنْظَلِیَّةٌ، لها وَلَدٌ منه، فذاك المُذَرَّعُ و قیل: المُذَرَّع من الناس، بفتح الراء، الذی أُمه أَشرف من أَبیه، و الهجین الذی أَبوه عربیّ و أُمه أَمة؛ قال ابن قیس العدوی: إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَی خُؤُولَتُه، كالبَغْلِ یَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِیر
لسان العرب، ج‌8، ص: 94
و قال آخر یهجو قوماً: قَوْمٌ تَوارَثَ بیتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم، كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ و إِنما سمی مُذَرَّعاً تشبیهاً بالبغل لأَنَّ فی ذراعیه رَقْمتین كرَقْمتی ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلی الحِمار فی الشبه، و أُمّ البغل أَكرم من أَبیه. و المُذَرَّعة: الضبع لتخطیط ذِراعَیْها، صفة غالبة؛ قال ساعدة بن جؤیة: و غُودِرَ ثاوِیاً، و تَأَوَّبَتْه مُذَرَّعةٌ أُمَیْم، لها فَلِیلُ و الضبع مُذَرَّعة بسواد فی أَذْرعها، و أَسد مُذَرَّع: علی ذِراعَیْه دَمُ فَرائِسه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قد یَهْلِكُ الأَرْقَمُ و الفاعُوسُ، و الأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ و التذْرِیع: فضل حبل القَید یُوثَق بالذراع، اسم كالتَّنْبیت لا مصدر كالتَّصْویت. و ذُرِّعَ البعیرُ و ذُرِّعَ له: قُیِّدَ فی ذراعَیْه جمیعاً. یقال: ذَرَّعَ فلان لبعیره إِذا قَیَّدَه بفضل خِطامه فی ذراعه، و العرب تسمیه تَذْریعاً. و ثوب مُوَشَّی الذِّراع أَی الكُمِّ، و موشَّی المَذارِع كذلك، جمع علی غیر واحده كمَلامحَ و مَحاسِنَ. و الذِّراعُ: ما یُذْرَعُ به. ذَرَع الثوب و غیره یَذْرَعُه ذَرْعاً: قدَّره بالذِّراع، فهو ذارِعٌ، و هو مَذْرُوع، و ذَرْعُ كلّ شی‌ء: قَدْرُه من ذلك. و التذَرُّع أَیضاً: تَقْدِیر الشی‌ء بذِراع الید؛ قال قَیْس بن الخَطِیم: تری قَصَدَ [قِصَدَ المُرّانِ تُلْقَی، كأَنَّها تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَیْدی الشَّواطِبِ و قال الأَصمعی: تَذَرَّعَ فلان الجَرِیدَ إِذا وضَعه فی ذِراعِه فشَطَبه؛ و منه قول قَیْس بن الخَطِیم هذا البیت، قال: و الخِرْصانُ أَصلها القُضْبان من الجَرِید، و الشَّواطِبُ جمع الشاطِبة، و هی المرأَة التی تَقْشُر العَسِیب ثم تُلْقِیه إِلی المُنَقِّیة فتأْخذ كل ما علیه بسِكِّینها حتی تتركه رقیقاً، ثم تُلْقِیه المنقِّیةُ إِلی الشاطِبة ثانیة فتَشْطُبه علی ذِراعها و تَتَذَرَّعُه، و كل قَضِیب من شجرة خِرْصٌ. و قال أَبو عبیدة: التَّذَرُّع قدر ذِراع یَنكسر فیسقط، و التذَرُّع و القِصَدُ واحد عنده، قال: و الخِرْصان أَطراف الرماح التی تلی الأَسنَّة، الواحد خُرْص و خِرْص و خَرْص. قال الأَزهری: و قول الأَصمعی أَشبههما بالصواب. و تَذَرَّعتِ المرأَة: شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِیراً. ابن الأَعرابی: انْذَرَع و انْذَرَأَ و رَعَفَ و اسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم. و الذَّرِعُ: الطویلُ اللسان بالشَّرِّ، و هو السیّار اللیلَ و النهارَ. و ذَرَع البعیرَ یَذرَعُه ذَرْعاً: وَطِئه علی ذِراعه لیرْكب صاحبُه. و ذَرَّعَ الرجلُ فی سباحتِه تَذْرِیعاً: اتَّسَع و مدَّ ذِراعَیْه. و التَّذْرِیعُ فی المشی: تحریك الذِّراعین. و ذَرَّع بیدیه تَذْرِیعاً: حرَّكهما فی السعْی و استعان بهما علیه. و‌قیل فی صفته، صلی الله علیه و سلم: إِنه كان ذَرِیعَ المشْی‌أَی سریعَ المشْی واسعَ الخَطْوة؛ و منه‌الحدیث: فأَكَل أَكْلًا ذَریعاً‌أَی سریعاً كثیراً. و ذَرَع البعیرُ یَده إِذا مَدَّها فی السیر. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَذْرَعَ ذِراعَیْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً؛ أَذْرَع ذِراعَیْه أَی أَخرَجهما من تحت الجُبَّة و مدَّهما؛ و منه‌الحدیث الآخر: و علیه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها یده‌أَی أَخرجها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 95
و تَذَرَّعَت الإِبل الماءَ: خاضَتْه بأَذْرُعِها. و مَذارِیعُ الدابة و مَذارِعُها: قوائمها؛ قال الأَخطل: و بالهدایا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها، فی یوم ذَبْح و تَشْرِیقٍ و تَنْحارِ و قوائم ذَرِعاتٌ أَی سَریعاتٌ. و ذَرِعاتُ الدابة: قوائمها؛ و منه قول ابن حذاق العبدی: فأَمْستْ كَنَیْسِ الرَّمْلِ، یَغْدُو إِذا غَدَتْ، علی ذَرِعاتٍ یَعْتَلِین خُنُوسَا أَی علی قوائم یَعْتَلین من جاراهُنَّ و هنَّ یَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْیِهن أَی یُبْقین منه؛ یقول لم یَبْذُلْن جمیع ما عندهن من السیر. و مِذْراعُ الدابة: قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض، و مِذْرَعُها: ما بین ركبتها إِلی إِبْطها، و ثَور مُوَشَّی المَذارِع. و فرس ذَروعٌ و ذَرِیعٌ: سَریعٌ بَعِیدُ الخُطی بیِّن الذَّراعة. و فرس مُذَرَّع إِذا كان سابقاً و أَصله الفرس یلحق الوَحْشیّ و فارِسُه علیه یَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فیُلَطِّخ ذِراعَی الفرس بذلك الدم فیكون علامة لسَبْقِه؛ و منه قول تمیم: خِلالَ بُیوتِ الحَیِّ مِنها مُذَرَّع و یقال: هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطریق أَی تَمُدّ باعَها و ذِراعها لتَقْطعَه، و هی تُذارِع الفلاة و تَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فیها كأَنها تَقِیسُها؛ قال الشاعر یصف الإِبل: و هُنَّ یَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا، ذَرْعَ النّواطِی السُّحُل المُرَقَّقا و النواطِی: النَّواسِجُ، الواحدة ناطیةٌ، و بعیر ذَرُوعٌ. و ذَارَع صاحِبَه فذَرَعه: غَلَبه فی الخَطْو. و ذَرعه القَیْ‌ءُ إِذا غَلبه و سَبق إِلی فیه. و قد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه. و‌فی الحدیث: مَن ذَرَعه القَیْ‌ء فلا قضاء علیه‌أَی سبَقه و غَلبه فی الخُروج. و الذَّرْعُ: البَدَنُ، و أَبْطَرَنی ذَرْعِی: أَبْلی بَدنِی و قطَع مَعاشی. و أَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَی كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه. و رجل واسعُ الذَّرْع و الذِّراع أَی الخُلُق، علی المثل، و الذَّرْعُ: الطاقةُ. و ضاقَ بالأَمر ذَرْعُه و ذِراعُه أَی ضعُفت طاقتُه و لم یجد من المكروه فیه مَخْلَصاً و لم یُطِقه و لم یَقْو علیه، و أَصل الذرْع إِنما هو بَسْط الید فكأَنك ترید مَدَدْت یدی إِلیه فلم تَنَلْه؛ قال حمید بن ثور یصف ذئباً: و إِن باتَ وَحْشاً لَیْلةً لم یَضِقْ بها ذِراعاً، و لم یُصْبحْ لها و هو خاشِعُ و ضاق به ذَرْعاً: مثل ضاق به ذِراعاً، و نَصْبُ ذرْعاً لأَنه خرج مفسِّراً مُحَوِّلًا لأَنه كان فی الأَصل ضاق ذَرْعی به، فلما حُوّل الفعل خرج قوله ذرعاً مفسراً، و مثله طِبْت به نفساً و قَرَرْت به عَیناً، و الذَّرْعُ یوضع موضع الطاقة، و الأَصل فیه أَن یَذْرَع البعیر بیدیه فی سیره ذَرْعاً علی قدر سَعة خَطْوه، فإِذا حملته علی أَكثر من طَوْقه قلت: قد أَبْطَرْت بعیرك ذَرْعه أَی حَمَلْته من السیر علی أَكثر من طاقته حتی یَبْطَر و یَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل علیه. و یقال: ما لی به ذَرْع و لا ذِراع أَی ما لی به طاقة. و‌فی حدیث ابن عوف: قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع‌أَی واسِعَ القوة و القدرة و البطش. و الذرْعُ: الوُسْع و الطاقة؛ و منه‌الحدیث: فكَبُر فی ذَرْعی‌أَی عظُم وقْعُه و جلَّ عندی، و‌الحدیث الآخر: فكسَر ذلك من ذَرْعی‌أَی ثَبَّطَنی عما أَردته؛ و منه‌حدیث إِبراهیم،
لسان العرب، ج‌8، ص: 96
علیه الصلاة و السلام: أَوحی الله إِلیه أَنِ ابنِ لی بَیْتاً فضاق بذلك ذَرْعاً، وجهُ التمثیل أَن القصیر الذِّراع لا ینالُ ما ینالهُ الطویل الذراع و لا یُطیق طاقتَه، فضرب مثلًا للذی سقطت قوَّته دون بلوغ الأَمر و الاقتدار علیه. و ذراعُ القَناة: صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذراع. و یقال لصدر القناة: ذراع العامل. و من أَمثال العرب السائرة: هو لك علی حَبْلِ الذِّراع أَی أُعَجِّله لك نقداً، و قیل: هو مُعَدٌّ حاضر، و الحبْلُ عِرْق فی الذراع. و رجل ذَرِعٌ: حَسَن العِشْرةِ و المخالَطةِ؛ و منه قول الخَنْساء: جَلْد جَمِیل مَخِیل بارِع ذَرِع، و فی الحُروبِ، إِذا لاقَیْتَ، مِسْعارُ و یقال: ذارعْتُه مذارعةً إِذا خالطته. و الذِّراع: نَجم من نُجوم الجَوْزاء علی شكل الذراع؛ قال غَیْلانُ الربعی: غَیَّرها بَعْدِیَ مَرُّ الأَنْواءْ: نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ و قیل: الذراعُ ذِراع الأَسد، و هما كوكبانِ نَیِّران ینزلُهما القمر. و الذِّراع: سِمةٌ فی موضع الذِّراع، و هی لبنی ثعلبة من أَهل الیمن و ناسٍ من بنی مالك بن سعد من أَهل الرِّمال. و ذَرَّع الرجلَ تذْریعاً و ذَرَّعَ له: جعل عُنقه بین ذراعه و عُنُقه و عضُده فخنَقَه ثم استعمل فی غیر ذلك مما یُخْنَق به. و ذَرَّعَه: قتله. و أَمْر ذَریع: واسع. و ذَرَّع بالشی‌ء: أَقَرَّ به؛ و به سمی المُذَرِّعُ أَحدُ بنی خَفاجةَ بن عُقَیْل، و كان قتل رجلًا من بنی عَجْلان ثم أَقرَّ به فأُقیدَ به فسمی المُذَرِّعَ. و الذَّرَعُ: ولد البقرة الوحْشِیَّة، و قیل: إِنما یكون ذَرَعاً إِذا قَوِیَ علی المشی؛ عن ابن الأَعرابی، و جمعه ذِرْعانٌ، تقول: أَذْرَعتِ البقرةُ، فهی مُذْرِعٌ ذات ذَرَعٍ. و قال اللیث: هنَّ المُذْرِعات أَی ذوات ذِرْعانٍ. و المَذارِعُ: النخل القریبة من البیوت. و المَذارِعُ: ما دانی المِصْر من القری الصِّغار. و المَذارِعُ: المَزالِفُ، و هی البلاد التی بین الریف و البرّ كالقادِسیة و الأَنْبار، الواحد مِذْراعٌ. و‌فی حدیث الحسن: كانوا بمذراع الیمن، قال: هی القریبة من الأَمصار. و مَذارِعُ الأَرض: نَواحیها. و مَذارِعُ الوادی: أَضْواجُه و نواحیه. و الذَّرِیعة: الوسیلة. و قد تَذَرَّع فلان بذَریعةٍ أَی توسَّل، و الجمع الذرائعُ. و الذریعةُ، مثل الدَّریئة: جمل یُخْتَل به الصیْد یَمْشی الصیَّاد إِلی جنبه فیستتر به و یرمی الصیدَ إِذا أَمكنه، و ذلك الجمل یُسَیَّب أَوَّلًا مع الوحش حتی تأْلَفَه. و الذریعةُ: السبَبُ إِلی الشی‌ء و أَصله من ذلك الجمل. یقال: فلان ذَرِیعتی إِلیك أَی سَبَبی و وُصْلَتی الذی أَتسبب به إِلیك؛ و قال أَبو وجْزةَ یصف امرأَة: طافَت بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة، ذَرِیعةُ الجِنِّ لا تُعْطِی و لا تَدَعُ أَراد كأَنها جنیة لا یَطْمَع فیها و لا یَعْلمها فی نفسها. قال ابن الأَعرابی: سمی هذا البعیر الدَّرِیئة و الذَّریعة ثم جعلت الذریعةُ مثلًا لكل شی‌ء أَدْنی من شی‌ء و قَرَّب منه؛ و أَنشد: و للمَنِیَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها، كما تُقَرِّب للوَحْشِیَّة الذُّرُع
لسان العرب، ج‌8، ص: 97
و فی نوادر الأَعراب: أَنت ذَرَّعْت بیننا هذا و أَنت سَجَلْته؛ یرید سَبَّبْتَه. و الذَّریعةُ: حَلْقة یُتَعلَّم علیها الرَّمْی. و الذریعُ: السریعُ. و موت ذریعٌ: سریع فاشٍ لا یكاد الناس یَتدافَنُون، و قیل: ذَریع أَی سریع. و یقال: قتلوهم أَذْرَع قتل. و رجل ذَرِیعٌ بالكتابة أَی سریع. و الذِّراعُ و الذَّراعُ، بالفتح: المرأَة الخفیفةُ الیدین بالغَزل، و قیل: الكثیرة الغزل القویَّةُ علیه. و ما أَذْرَعَها و هو من باب أَحْنَكِ الشاتَیْن، فی أَن التعجب من غیر فِعل. و‌فی الحدیث: خَیْرُكنَّ أَذْرَعُكن للمِغْزَل‌أَی أَخَفُّكُنَّ به، و قیل: أَقْدَركنَّ علیه. و زِقٌّ ذارِعٌ: كثیر الأَخذ من الماء و نحوه؛ قال ثعلبة بن صُعَیْر المازنیّ: باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ، قَبْل الصَّباحِ، و قَبْلَ لَغْو الطائرِ و قال عبد بن الحسحاس: سُلافة دارٍ، لا سُلافة ذارِعٍ، إِذا صُبَّ منه فی الزُّجاجةِ أَزْبدا و الذارِعُ و المِذْرَعُ: الزِّقُّ الصغیر یُسْلَخ من قِبَلِ الذِّراع، و الجمع ذَوارِعُ و هی للشراب؛ قال الأَعشی: و الشارِبُونَ، إِذا الذَّوارعُ أُغْلِیَتْ، صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ و تِلادِ و ابنُ ذارِعٍ: الكلْب. و أَذْرُعٌ و أَذْرِعات، بكسر الراء: بلد ینسب إِلیه الخمر؛ قال الشاعر: تَنوَّرْتُها من أَذْرِعاتِ، و أَهلُها بیَثْرِبَ أَدْنی دارِها نَظَرٌ عالی ینشد بالكسر بغیر تنوین من أَذرعاتِ، و أَما الفتح فخطأ لأَن نصب تاء الجمع و فتحه كسر، قال: و الذی أَجاز الكسر بلا صرف فلأَنه اسم لفظُه لفظُ جماعة لواحد، و القول الجیِّد عند جمیع النحویین الصرف، و هو مثل عَرفات، و القرّاء كلهم فی قوله تعالی مِنْ عَرَفٰاتٍ علی الكسر و التنوین، و هو اسم لمكان واحد و لفظه لفظ جمع، و قیل أَذرعات مَوضِعانِ ینسب إِلیهما الخمر؛ قال أَبو ذؤیب: فما إِنْ رَحِیقٌ سَبَتْها التِّجارُ من أَذْرِعاتٍ، فَوادِی جَدَرْ و فی الصحاح: أَذْرِعات، بكسر الراء، موضع بالشام تنسب إِلیه الخمر، و هی معرفة مصروفة مثل عرفات؛ قال سیبویه: و من العرب من لا ینون أَذرعات، یقول: هذه أَذرعاتُ و رأَیت أَذرعاتِ، برفع التاء و كسرها بغیر تنوین. قال ابن سیدة: و النسبة إِلی أَذْرِعات أَذْرَعِیٌّ، و قال سیبویه: أَذرعات بالصرف و غیر الصرف، شبهوا التاء بهاء التأْنیث، و لم یَحْفَلوا بالحاجز لأَنه ساكن، و الساكن لیس بحاجز حَصین، إِن سأَل سائل فقال: ما تقول فیمن قال هذه أَذرعاتُ و مسلماتُ و شبه تاء الجماعة بهاء الواحدة فلم یُنَوِّن للتعریف و التأْنیث، فكیف یقول إِذا نكَّر أَ یُنوّن أَم لا؟ فالجواب أَن التنوین مع التنكیر واجب هنا لا محالة لزوال التعریف، فأَقْصی أَحوال أَذْرِعات إِذا نكرتها فیمن لم یصرف أَن تكون كحمزةَ إِذا نكرتها، فكما تقول هذا حمزةُ و حمزةٌ آخر فتصرف النكرة لا غیر، فكذلك تقول عندی مسلماتُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 98
و نظرت إِلی مسلماتٍ أُخری فتنوّن مسلماتٍ لا محالة. و قال یعقوب: أَذْرِعات و یَذْرِعات موضع بالشام حكاه فی المبدل؛ و أَما قول الشاعر: إِلی مَشْرَبٍ بین الذِّراعَیْن بارِد فهما هَضْبتان. و قولهم: اقْصِدْ بذَرْعِك أَی ارْبَعْ علی نَفْسك و لا یَعْدُ بك قَدْرُك. و الذَّرَعُ، بالتحریك: الطمَعُ؛ و منه قول الراجز: و قد یَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِیَّا و المُذَرِّعُ، بكسر الراء مشددة: المطر الذی یَرْسَخ فی الأَرض قدرَ ذِراع.

ذعع؛ ج8، ص: 98

: الذَّعاعُ و الذُّعاعُ: ما تفرّق من النخل؛ قال طرفة: و عَذارِیكمْ مُقَلِّصةٌ، فی ذُعاعِ النخل تَجْتَرِمُهْ قال الأَزهری: قرأْت هذا البیت بخط أَبی الهیثم فی ذعاع النخل، بالذال المعجمة، قال: و دعاع، بالدال المهملة تصحیف، قال: و یقال الذُّعاع ما بین النخلتین، بضم الذال. و الذَّعْذَعَةُ: التفریقُ و أَصله من إِذاعة الخبر و ذُیوعه، فلما كرّر استعمل كما قالوا من الإِناخة: نَخْنَخ بعیره فتَنَخْنخ. و ذَعذع الشی‌ءَ و المال ذَعْذَعَةً فَتَذَعْذع: حركه و فرَّقه، و قیل: فرَّقه و بدَّده؛ قال علقمةُ بن عبْدة: لَحی اللهُ دَهْراً ذَعذعَ المالَ كلَّه، و سَوَّد أَشْباه الإِماء العَوارِك سَوَّد من السُّودَدِ. و ذَعذعتِ الریحُ الشجر: حركَتْه تحریكاً شدیداً. و ذَعذعت الریح التراب: فَرَّقته و ذَرَّتْه و سَفَتْه؛ كل ذلك معناه واحد؛ قال النابغة: غَشِیتُ لها مَنازلَ مُقْوِیاتٍ، تُذَعْذِعها مُذَعذِعةٌ حَنونُ قال ابن بری: تَذَعذَع البناء أَی تفرّقتْ أَجزاؤه. و ذَعْذعهم الدهر أَی فَرَّقهم. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه، أَنه قال لرجل: ما فعلت بإِبلك؟ و كانت له إِبل كثیرة، فقال: ذَعْذَعَتْها النوائب و فرَّقَتْها الحُقوق، فقال: ذاك خَیر سُبُلِها‌أَی خَیر ما خرجَت فیه، و منه‌حدیث ابن الزبیر: أَنَّ نابغة بنی جَعْدة مدَحه مِدْحةً فقال فیها: لنَجْبُرَ منه جانِباً ذَعْذَعَتْ به صُروفُ اللیالی، و الزَّمانُ المُصَمِّمُ و ذَعْذَعةُ السِّرِّ: إِذاعَتُه. و رجل ذَعْذاعٌ إِذا كان مِذْیاعاً للسِّرِّ نَمَّاماً لا یَكْتُمُ سِرًّا. و تَذَعْذَعَ شعَرُه إِذا تشعَّث و تمرَّط. و الذَّعاعُ: الفِرَقُ، الواحدة ذَعاعةٌ، و ربما قالوا تفرَّقوا ذَعاذِعَ. و رجل مُذَعْذَعٌ إِذا كان دَعِیًّا. قال أَبو منصور: و لم یصح عندی من جهة مَن یوثق به، و الصواب مُدَغْدَغٌ، بالغین المعجمة، و لا یبعد أَن یكون المُذَعْذَعُ الدَّعیّ، فإِن ابن الأَثیر ذكر فی النهایة: و‌فی حدیث جعفر الصادق: لا یُحِبُّنا أَهلَ البیتِ المُذَعْذَعُ، قالوا: و ما المُذعذعُ؟ قال: ولد الزنا.

ذلع؛ ج8، ص: 98

: حكی الأَزهری قال: قال بعض المصحفین الأَذْلَعِیّ، بالعین، الضخْمُ من الأُیُور الطویل، قال: و الصواب الأَذْلغیّ، بالغین المعجمة لا غیر.
لسان العرب، ج‌8، ص: 99‌

ذیع؛ ج8، ص: 99

: الذَّیْعُ: أَن یَشِیع الأَمرُ. یقال أَذَعْناه فذاع و أَذَعْت الأَمر و أَذَعْتُ به و أَذَعْتُ السِّرَّ إِذاعة إِذا أَفْشیْته و أَظهرته. و ذاعَ الشی‌ءُ و الخبر یَذِیع ذَیْعاً و ذیَعاناً و ذُیوعاً و ذَیْعوعةً: فَشا و انتشَر. و أَذاعه و أَذاع به أَی أَفشاه. و أَذاعَ بالشی‌ء: ذهَب به؛ و منه بیت الكتاب «2»: رَبْع قِواء أَذاعَ المُعْصِراتُ به أَی أَذْهَبته و طَمَسَتْ مَعالِمَه؛ و منه قول الآخر: نَوازِل أَعْوامٍ أَذاعَتْ بخَمْسةٍ، و تَجْعَلُنی، إِن لم یَقِ اللهُ، سادِیا و فی التنزیل: وَ إِذٰا جٰاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذٰاعُوا بِهِ، قال أَبو إِسحاق: یعنی بهذا جماعة من المنافقین و ضَعَفةً من المسلمین، قال: و معنی أَذٰاعُوا بِهِ أَی أَظهروه و نادَوْا به فی الناس؛ و أَنشد: أَذاعَ به فی الناسِ حتی كأَنه، بعَلْیاء، نارٌ أُوقِدتْ بثَقُوبِ و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، إِذا أُعلم أَنه ظاهرٌ علی قوم أَمِنَ منهم، أَو أُعلم بتَجَمُّع قوم یُخافُ من جَمْع مِثلهم، أَذاعَ المنافقون ذلك لیَحْذَر من یبتغی أَن یَحْذر من الكفار و لیَقْوی قلبُ من یبتغی أَن یقْوی قلبُه علی ما أَذاع، و كان ضَعَفةُ المسلمین یشِیعون ذلك معهم من غیر علم بالضرر فی ذلك فقال الله عز و جل: و لو رَدُّوا ذلك إِلی أَن یأْخذوه من قِبَلِ الرسول و من قِبَلِ أُولی الأَمر منهم لعلم الذین أَذاعوا به من المسلمین ما ینبغی أَن یُذاعَ أَو لا یذاع. و رجل مِذیاعٌ: لا یستطیع كَتْمَ خبَر. و أَذاع الناسُ و الإِبلُ ما و بما فی الحَوْضِ إِذاعةً إِذا شربوا ما فیه. و أَذاعَتْ به الإِبل إِذاعة إِذا شربت. و تركْتُ مَتاعی فی مكان كذا و كذا فأَذاع الناسُ به إِذا ذهبوا به. و كلُّ ما ذُهب به، فقد أُذِیعَ به. و المِذْیاع: الذی لا یكتمُ السرّ، و قوم مَذایِیعُ. و‌فی حدیث علیّ، كرَّم الله وجهه، و وصْف الأَولیاء: لیسوا بالمَذایِیع البُذُر، هو جمع مِذْیاع من أَذاعَ الشی‌ءَ إِذا أَفْشاه، و قیل: أَراد الذین یُشِیعون الفواحِش و هو بِناءُ مبالغة.

فصل الراء؛ ج8، ص: 99

ربع؛ ج8، ص: 99

: الأَربعة و الأَربعون من العدد: معروف. و الأَربعة فی عدد المذكر و الأَربع فی عدد المؤنث، و الأَربعون بعد الثلاثین، و لا یجوز فی أَربعینَ أَربعینُ كما جاز فی فِلَسْطِینَ و بابه لأَن مذهب الجمع فی أَربعین و عشرین و بابه أَقْوَی و أَغلب منه فی فِلَسْطین و بابها؛ فأَما قول سُحَیْم بن وَثِیل الرِّیاحیّ: و ما ذا یَدَّری الشُّعراء مِنِّی، و قد جاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِینِ؟ «3» فلیست النون فیه حرف إِعراب و لا الكسرة فیها علامة جرِّ الاسم، و إِنما هی حركة لالتقاء الساكنین إِذا التقیا و لم تفتح كما تفتح نون الجمع لأَن الشاعر اضطُرَّ إِلی ذلك لئلا تختلف حركة حرف الرویّ فی سائر الأَبیات؛ أَ لا تری أَن فیها: أَخُو خَمْسِینَ مُجتمِعٌ أَشُدِّی، و نَجَّذَنی مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ و رُباعُ: معدول من أَربعة. و قوله تعالی: مَثْنیٰ وَ ثُلٰاثَ وَ رُبٰاعَ*؛ أَراد أَربعاً فعدَله و لذلك ترك صرْفه. ابن جنی: قرأَ الأَعمش مَثْنَی و ثُلَثَ
(2). قوله: بیت الكتاب؛ هكذا فی الأَصل، و لعله أراد كتاب سیبویه. (3). و فی روایة أخری: و ما ذا تبتغی الشعراء منی إلخ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 100
و رُبَعَ، علی مثال عُمر، أَراد و رُباع فحذف الأَلف. و رَبَعَ القومَ یَرْبَعُهم رَبْعاً: صار رابِعَهم و جعلهم أَربعة أَو أَربعین. و أَربَعُوا: صاروا أَربعة أَو أَربعین. و‌فی حدیث عمرو بن عَبْسةَ: لقد رأَیْتُنی و إِنِّی لرُبُعُ الإِسلام‌أَی رابِعُ أَهل الإِسلام تقدَّمنی ثلاثةٌ و كنت رابعهم. و‌ورد فی الحدیث: كنت رابِعَ أَربعة‌أَی واحداً من أَربعة. و‌فی حدیث الشعبی فی السَّقْط: إِذا نُكِس فی الخلق الرابع‌أَی إِذا صار مُضْغة فی الرَّحِم لأَن الله عز و جل قال: فَإِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ. و‌فی بعض الحدیث: فجاءت عیناه بأَربعة‌أَی بدُموع جرَتْ من نواحی عینیه الأَربع. و الرِّبْعُ فی الحُمَّی: إِتیانُها فی الیوم الرابع، و ذلك أَن یُحَمَّ یوماً و یُتْرَك یومین لا یُحَمّ و یُحَمّ فی الیوم الرابع، و هی حُمَّی رِبْعٍ، و قد رُبِع الرجل فهو مَرْبوع و مُرْبَع، و أُرْبِعَ؛ قال أُسامةُ بن حبیب الهذلی: مِن المُرْبَعِینَ و من آزِلٍ، إِذا جَنَّه اللیلُ كالناحِطِ و أَرْبَعَت علیه الحُمَّی: لغة فی رُبِعَ، فهو مُرْبَع. و أَربَعَت الحُمّی زیداً و أَرْبَعَت علیه: أَخذَته رِبعاً، و أَغَبَّتْه: أَخذته غِبًّا، و رجل مُرْبِعٌ و مُغِبٌّ، بكسر الباء. قال الأَزهری: فقیل له لم قلت أَرْبَعَتِ الحُمَّی زیداً ثم قلت من المُرْبِعین فجعلته مرة مفعولًا و مرة فاعلًا؟ فقال: یقال أَرْبَعَ الرجل أَیضاً. قال الأَزهری: كلام العرب أَربعت علیه الحمی و الرجل مُرْبَع، بفتح الباء، و قال ابن الأَعرابی: أَرْبَعَتْه الحمی و لا یقال رَبَعَتْه. و فی الصحاح: تقول رَبَعَتْ علیه الحُمّی. و‌فی الحدیث: أَغِبُّوا فی عیادة المریض و أَرْبِعُوا إِلا أَن یكون مغلوباً؛ قوله أَرْبِعُوا أَی دَعُوه یومین بعد العیادة و أْتوه الیوم الرابع، و أَصله من الرِّبْع فی أَورادِ الإِبل. و الرِّبْعُ: الظِّمْ‌ء من أَظْماء الإِبل، و هو أَن تُحْبَس الإِبلُ عن الماء أَربعاً ثم تَرِدَ الخامس، و قیل: هو أَن ترد الماءَ یوماً و تَدَعَه یومین ثم تَرِدَ الیوم الرابع، و قیل: هو لثلاث لیال و أَربعة أَیام. و رَبَعَت الإِبلُ: وَرَدتْ رِبعاً، و إِبلٌ رَوابِعُ؛ و استعاره العَجَّاج لوِرْد القطا فقال: و بَلْدةٍ تُمْسِی قَطاها نُسَّسا رَوابِعاً، و قَدْرَ رِبْعٍ خُمَّسا و أَرْبَعَ الإِبلَ: أَوردها رِبْعاً. و أَرْبعَ الرجلُ: جاءت إِبلُه رَوابعَ و خَوامِس، و كذلك إِلی العَشْر. و الرَّبْعُ: مصدر رَبَعَ الوَترَ و نحوه یَرْبَعه رَبْعاً، جعله مفتولًا من أَربع قُوًی، و القوة الطاقةُ، و یقال: وَتَرٌ مَرْبوعٌ؛ و منه قول لبید: رابِطُ الجأْشِ علی فَرْجِهِمُ، أَعْطِفُ الجَوْنَ بمرْبوعٍ مِتَلِّ أَی بعنان شدید من أَربع قُوًی. و یقال: أَراد رُمْحاً مَرْبوعاً لا قصیراً و لا طویلًا، و الباء بمعنی مع أَی و معیَ رُمْح. و رمح مربوع: طوله أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. و ربَّع الشی‌ءَ: صیره أَربعةَ أَجزاء و صیره علی شكل ذی أَربع و هو التربیع. أَبو عمرو: الرُّومِیُّ شِراعُ السفینة الفارغة، و المُرْبِعُ شِراعُ المَلأَی، و المُتَلَمِّظةُ مَقْعدُ الاشْتِیام و هو رَئیسُ الرُّكابِ. و التربیعُ فی الزرع: السَّقْیة التی بعد التثلیث. و ناقة رَبوعٌ: تَحْلُبُ أَربعة أَقداح؛ عن ابن الأَعرابی.
لسان العرب، ج‌8، ص: 101
و رجل مُرَبَّعُ الحاجبین: كثیر شعرهما كأَنَّ له أَربعة حَواجبَ؛ قال الراعی: مُرَبَّع أَعلی حاجبِ العینِ، أُمُّه شَقیقةُ عَبْدٍ، من قَطینٍ، مُوَلَّدِ و الرُّبْع و الرُّبُع و الرَّبیعُ: جزء من أَربعة یَطَّرد ذلك فی هذه الكسور عند بعضهم، و الجمع أَرباعٌ و رُبوعٌ. و‌فی حدیث طلحة: أَنه لما رُبِعَ یوم أُحُد و شَلَّت یدُه قال له: باءَ طلحةُ بالجنةِ؛ رُبِعَ أَی أُصِیبَت أَرباعُ رأْسه و هی نواحیه، و قیل: أَصابه حُمّی الرِّبْع، و قیل: أُصِیبَ جَبینُه؛ و أَما قول الفَرزدق: أَظُنُّك مَفْجوعاً بِرُبْعِ مُنافِقٍ، تَلَبَّس أَثوابَ الخِیانةِ و الغَدْرِ فإِنه أَراد أَنَّ یمینه تُقْطَع فیَذْهَب رُبْع أَطرافِه الأَربعة. و رَبَعَهم یَرْبَعُهم رَبْعاً: أَخذ رُبْع أَموالهم مثل عَشَرْتُهم أَعْشُرُهم. و رَبَعهم: أَخذ رُبع الغنیمة. و المِرْباع: ما یأْخذه الرئیس و هو ربع الغنیمة؛ قال: لكَ المِرْباعُ منها و الصَّفایا، و حُكْمُكَ و النَّشِیطةُ و الفُضول الصَّفایا: ما یَصْطَفِیه الرئیس، و النَّشِیطةُ: ما أَصاب من الغنیمة قبل أَن یصیر إِلی مُجتَمع الحیّ، و الفُضول: ما عُجِزَ أَن یُقْسَم لقلته و خُصَّ به. و‌فی حدیث القیامة: أَ لم أَذَرْكَ تَرْأَسُ و تَرْبَعُ‌أَی تأْخذ رُبع الغنیمة أَو تأْخذ المِرْباع؛ معناه أَ لم أَجْعَلْك رئیساً مُطاعاً؟ قال قطرب: المِرْباع الرُّبع و المِعْشار العُشر و لم یسمع فی غیرهما؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، لعدیّ بن حاتم قبل إِسلامه: إِنك لتأْكلُ المِرْباع و هو لا یَحِلُّ لك فی دینك؛ كانوا فی الجاهلیة إِذا غَزا بعضهم بعضاً و غَنِموا أَخذ الرئیس ربع الغنیمة خالصاً دون أَصحابه، و ذلك الربع یسمی المِرْباع؛ و منه شعر وفد تَمِیم: نحن الرُّؤُوس و فینا یُقْسم الرُّبُعُ و قال ابن سكیت فی قول لبید یصف الغیث: كأَنَّ فیه، لمَّا ارْتَفَقْتُ له، رَیْطاً و مِرْباعَ غانمٍ لَجَبا قال: ذكر السَّحاب، و الارْتِفاقُ: الاتِّكاءُ علی المِرْفَقِ؛ یقول: اتَّكأْت علی مِرْفَقی أَشِیمُه و لا أَنام، شبَّه تبَوُّجَ البرق فیه بالرَّیْط الأَبیض، و الرَّیْطةُ: مُلاءة لیست بمُلَفَّقة، و أَراد بمرباع غانمٍ صوْتَ رعده، شبهه بمرباع صاحب الجیش إِذا عُزل له ربع النَّهْب من الإِبل فتحانَّت عند المُوالاة، فشبه صوت الرعد فیه بِحَنِینها؛ و رَبعَ الجَیْشَ یَرْبَعُهم رَبْعاً و رَباعةً: أَخذ ذلك منهم. و رَبَع الحَجرَ یَرْبَعُه رَبْعاً و ارتبعه: شالَه و رفعه، و قیل: حمله، و قیل: الرَّبْعُ أَن یُشال الحجر بالید یُفْعَلُ ذلك لتُعْرَفَ به شدَّة الرجل. قال الأَزهری: یقال ذلك فی الحجر خاصّة. و المَرْبُوعُ و الرَّبیعة: الحجر المَرْفُوع، و قیل: الذی یُشال. و‌فی الحدیث: مرَّ بقوم یَرْبَعُون حَجراً أَو یَرْتَبِعُون، فقال: عُمّالُ الله أَقْوَی من هؤُلاء؛ الرَّبْعُ: إِشالةُ الحجر و رَفْعُه لإِظْهار القوَّةِ. و المِرْبَعةُ: خُشَیْبة قصیرة یُرْفَع بها العِدْل یأْخذ رجلان بطَرَفَیْها فیَحْمِلان الحِمْل و یَضَعانه علی ظهر البعیر؛ و قال الأَزهری: هی عصا تحمل بها الأَثقال حتی توضَع علی ظهر الدوابّ، و قیل: كل شی‌ء رُفع
لسان العرب، ج‌8، ص: 102
به شی‌ء مِرْبَعة، و قد رابَعَه. تقول منه: رَبَعْت الحِمْل إِذا أَدخَلتها تحته و أَخذت أَنت بطَرَفِها و صاحِبُك بطرَفِها الآخر ثم رَفَعْتَه علی البعیر؛ و منه قول الشاعر: أَینَ الشِّظاظانِ و أَینَ المِرْبَعهْ؟ و أَینَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ فإِن لم تكن المِرْبَعةُ فالمُرابَعةُ، و هی أَن تأْخذ بید الرجل و یأْخذ بیدك تحت الحِمْل حتی تَرفعاه علی البعیر؛ تقول: رابَعْت الرَّجل إِذا رَفَعْتَ معه العِدْلَ بالعصا علی ظهر البعیر؛ قال الراجز: یا لَیْتَ أُمَّ العَمْر كانتْ صاحِبی، مَكانَ مَنْ أَنْشا علی الرَّكائبِ و رابَعَتْنی تحتَ لَیْلٍ ضارِبِ، بساعِدٍ فَعْمٍ و كَفٍّ خاضِبِ و رَبَع بالمكان یَرْبَعُ رَبْعاً: اطمأَنَّ. و الرَّبْع: المنزل و الدار بعینها، و الوَطَنُ متی كان و بأَیِّ مكان كان، و هو مشتق من ذلك، و جمعه أَرْبُعٌ و رِباعٌ و رُبُوعٌ و أَرْباعٌ. و‌فی حدیث أُسامة: قال له، علیه السلام: و هل تَرَك لنا عَقِیلٌ من رَبْعٍ؟ و فی روایة: من رِباعٍ؛ الرَّبْعُ: المَنْزِلُ و دارُ الإِقامة. و رَبْعُ القوم: مَحَلَّتُهم. و‌فی حدیث عائشة: أرادت بیع رِباعِها‌أَی مَنازِلها. و‌فی الحدیث: الشُّفْعَةُ فی كل رَبْعةٍ أَو حائط أَو أَرض؛ الرَّبْعةُ: أَخصُّ من الرَّبع، و الرَّبْعُ المَحَلَّة. یقال: ما أَوسع رَبْعَ بنی فلان و الرَّبّاعُ: الرجل الكثیر شراءِ الرِّباع، و هی المنازِل. و رَبَعَ بالمكان رَبْعاً: أَقام. و الرَّبْعُ: جَماعةُ الناسِ. قال شمر: و الرُّبُوع أَهل المَنازل أَیضاً؛ قال الشَّمّاخ: تُصِیبُهُمُ و تُخْطِئُنی المَنایا، و أَخْلُفُ فی رُبُوعٍ عن رُبُوعِ أَی فی قَوْم بعد قوم؛ و قال الأَصمعی: یرید فی رَبْعٍ من أَهلی أَی فی مَسْكَنهم، بعد رَبْع. و قال أَبو مالك: الرَّبْعُ مثل السَّكن و هما أَهل البیتِ؛ و أَنشد: فإِنْ یَكُ ربْعٌ من رِجالٍ، أَصابَهمْ، من الله و الحَتْمِ المُطِلِّ، شَعُوبُ و قال شمر: الرَّبْعُ یكون المنزلَ و أَهل المنزل، قال ابن بری: و الرَّبْعُ أَیضاً العَدَدُ الكثیر؛ قال الأَحوص: و فِعْلُكَ مرضِیٌّ، و فِعْلُكَ جَحْفَلٌ، و لا عَیْبَ فی فِعْلٍ و لا فی مُرَكَّبِ «1» قال: و أَما قول الراعی: فَعُجْنا علی رَبْعٍ برَبْعٍ، تَعُودُه، من الصَّیْفِ، جَشّاء الحَنِینِ تُؤَرِّجُ قال: الرَّبْع الثانی طَرَف الجَبل. و المَرْبُوع من الشعر: الذی ذهَب جزآن من ثمانیة أَجزاء من المَدید و البَسِیط؛ و المَثْلُوث: الذی ذهب جزآن من ستة أَجزاء. و الرَّبِیعُ: جزء من أَجزاء السنة فمن العرب من یجعله الفصل الذی یدرك فیه الثمار و هو الخریف ثم فصل الشتاء بعده ثم فصل الصیف، و هو الوقت الذی یَدْعُوه العامة الرّبیعَ، ثم فصل القَیْظ بعده، و هو الذی یدعوه العامةُ الصیف، و منهم من یسمی الفصل الذی
(1). قوله [و فعلك إلخ] كذا بالأصل و لا شاهد فیه و لعله و ربعك جحفل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 103
تدرك فیه الثمار، و هو الخریف، الربیعَ الأَول و یسمی الفصل الذی یتلو الشتاء و تأْتی فیه الكَمْأَة و النَّوْرُ الربیعَ الثانی، و كلهم مُجْمِعون علی أَنّ الخریف هو الربیع؛ قال أَبو حنیفة: یسمی قِسما الشتاء ربیعین: الأَوَّل منهما ربیع الماء و الأَمطار، و الثانی ربیع النبات لأَن فیه ینتهی النبات مُنْتهاه، قال: و الشتاء كله ربیع عند العرب من أَجل النَّدی، قال: و المطر عندهم ربیع متی جاء، و الجمع أَرْبِعةٌ و رِباعٌ. و شَهْرا رَبِیعٍ سمیا بذلك لأَنهما حُدّا فی هذا الزمن فلَزِمَهما فی غیره و هما شهرانِ بعد صفَر، و لا یقال فیهما إِلا شهرُ ربیع الأَوّل و شهرُ ربیع الآخر. و الربیعُ عند العرب رَبیعانِ: رَبیعُ الشهور و ربیع الأَزمنة، فربیع الشهور شهران بعد صفر، و أَما ربیع الأَزمنة فربیعان: الربیعُ الأَول و هو الفصل الذی تأْتی فیه الكمأَة و النَّوْر و هو ربیع الكَلإِ، و الثانی و هو الفصل الذی تدرك فیه الثمار، و منهم من یسمیه الرّبیع الأَوّل؛ و كان أَبو الغوث یقول: العرب تجعل السنة ستة أَزمنة: شهران منها الربیع الأَوّل، و شهران صَیْف، و شهران قَیظ، و شهران الربیع الثانی، و شهران خریف، و شهران شتاء؛ و أَنشد لسعد بن مالك بن ضُبَیْعةَ: إِنَّ بَنِیَّ صِبْیةٌ صَیْفِیُّونْ، أَفْلَحَ مَن كانتْ له رِبْعِیُّونْ فجعل الصیف بعد الربیع الأَول. و حكی الأَزهری عن أَبی یحیی بن كناسة فی صفة أَزمنة السنة و فُصولها و كان علَّامة بها: أَن السنة أَربعةُ أَزمنة: الربیع الأَول و هو عند العامّة الخریف، ثم الشتاء ثم الصیف، و هو الربیع الآخر، ثم القیظ؛ و هذا كله قول العرب فی البادیة، قال: و الربیع الأَوّل الذی هو الخریف عند الفُرْس یدخل لثلاثة أَیام من أَیْلُول، قال: و یدخل الشتاء لثلاثة أَیام من كانُون الأَوّل، و یدخل الصیف الذی هو الربیع عند الفرس لخمسة أَیام تخلو من أَذار، و یدخل القیظ الذی هو صیف عند الفرس لأَربعة أَیام تخلو من حَزِیران، قال أَبو یحیی: و ربیع أَهل العِراق موافق لربیع الفرس، و هو الذی یكون بعد الشتاء، و هو زمان الوَرْد و هو أَعدل الأَزمنة، و فیه تُقْطع العروق و یُشرب الدّواء؛ قال: و أَهل العراق یُمطَرون فی الشتاء كله و یُخْصِبون فی الربیع الذی یتلو الشتاء، فأَما أَهل الیمن فإِنهم یُمْطَرون فی القیظ و یُخْصِبون فی الخریف الذی تسمیه العرب الربیع الأَول. قال الأَزهری: و سمعت العرب یقولون لأَوّل مطر یقع بالأَرض أَیام الخریف ربیع، و یقولون إِذا وقع ربیع بالأَرض: بَعَثْنا الرُّوّاد و انْتَجَعْنا مساقِط الغَیْثِ؛ و سمعتهم یقولون للنخیل إِذا خُرِفت و صُرِمَت: قد تَربَّعَت النَّخِیلُ، قال: و إِنما سمی فصل الخریف خریفاً لأَن الثمار تُخْتَرَف فیه، و سمته العرب ربیعاً لوقوع أَوّل المطر فیه. قال الأَزهری: العرب تَذْكُر الشهور كلها مجردة إِلا شَهْرَیْ رَبِیع و شهر رمضان. قال ابن بری: و یقال یومٌ قائظٌ و صافٍ و شاتٍ، و لا یقال یومٌ رابِعٌ لأَنهم لم یَبْنُوا منه فِعْلًا علی حدّ قاظَ یومُنا و شتا فیقولوا رَبَعَ یومُنا لأَنه لا معنی فیه لحَرّ و لا بَرْد كما فی قاظَ و شتا. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم اجْعلِ القرآنَ رَبِیعَ قَلْبی؛ جعله ربیعاً له لأَن الإِنسان یرتاح قلبه فی الربیع من الأَزمان و یَمِیل إِلیه، و جمعُ الربیع أَرْبِعاء و أَرْبِعة مثل نَصِیب و أَنْصِباء و أَنْصِبة، قال یعقوب: و یجمع رَبِیع الكلإِ علی أَربعة، و رَبِیعُ الجَداولِ أَرْبِعاء. و الرَّبِیع: الجَدْوَلُ. و‌فی حدیث المُزارَعةِ: و یَشْتَرِط ما
لسان العرب، ج‌8، ص: 104
سقَی الرَّبیعُ و الأَرْبِعاء؛ قال: الربیعُ النَّهرُ الصغیر، قال: و هو السَّعِیدُ أَیضاً. و‌فی الحدیث: فعدَلَ إِلی الرَّبِیعِ فَتَطَهَّر.و‌فی الحدیث: بما یَنْبُت علی ربِیعِ السَّاقی، هذا من إِضافة المَوْصُوف إِلی الصفة أَی النهر الذی یَسْقِی الزَّرْع؛ و أَنشد الأَصمعی قول الشاعر: فُوهُ رَبیعٌ و كَفُّه قَدَحٌ، و بَطْنُه، حین یَتَّكِی، شَرَبَهْ یَسَّاقَطُ الناسُ حَوْلَهُ مَرَضاً، و هْو صَحِیحٌ، ما إِنْ به قَلَبَهْ أَراد بقوله فوه ربیع أَی نهر لكثرة شُرْبه، و الجمع أَرْبِعاء؛ و منه‌الحدیث: أَنهم كانوا یُكْرُون الأَرض بما یَنْبُت علی الأَرْبِعاء‌أَی كانوا یُكرون الأَرض بشی‌ء معلوم، و یشترطون بعد ذلك علی مُكْتریها ما یَنْبُت علی الأَنهار و السواقی. و‌فی حدیث سَهْل بن سعد، رضی الله عنه: كانت لنا عجوز تأْخذ من أُصُول سِلْقٍ كنا نَغْرِسُه علی أَرْبِعائنا.و رَبِیعٌ رابِعٌ: مُخْصِبٌ علی المبالغة، و ربما سمی الكَلأُ و الغَیْثُ رَبِیعاً. و الرّبیعُ أَیضاً: المطر الذی یكون فی الربیع، و قیل: یكون بعد الوَسْمِیِّ و بعده الصیف ثم الحَمِیمُ. و الرَّبیعُ: ما تَعْتَلِفُه الدوابُّ من الخُضَر، و الجمع من كل ذلك أَرْبعةٌ. و الرِّبعة، بالكسر: اجْتِماعُ الماشیة فی الرَّبِیع، یقال: بلد مَیِّثٌ أَنیثٌ طَیِّبُ الرِّبْعةِ مَری‌ء العُود. و رَبَع الرَّبِیعُ یَرْبَع رُبُوعاً: دخَل. و أَرْبَع القومُ: دخلوا فی الرَّبِیع، و قیل: أَرْبعوا صاروا إِلی الرِّیف و الماء. و تَرَبَّع القومُ الموضِع و به و ارْتَبَعوه: أَقاموا فیه زمَن الربیع. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أَنه جَمَّع فی مُتَرَبَّعٍ له؛ المَرْبَع و المُرْتَبَعُ و المُتَرَبَّعُ: الموضع الذی یُنْزَلُ فیه أَیّام الربیع، و هذا علی مذهب من یَری إِقامة الجمعة فی غیر الأَمصار، و قیل: تَرَبَّعوا و ارْتَبَعوا أَصابوا ربیعاً، و قیل: أَصابوه فأَقاموا فیه. و تربَّعت الإِبل بمكان كذا و كذا أَی أَقامت به؛ قال الأَزهری: و أَنشدنی أَعرابی: تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِیِّ الغُیَّمِ، فی بَلَدٍ عافی الرِّیاضِ مُبْهِمِ عافی الرِّیاضِ أَی رِیاضُهُ عافِیةٌ وافِیةٌ لم تُرْعَ. مُبْهِم: كثیر البُهْمی. و المَرْبَع: المَوضع الذی یقام فیه زمن الرَّبِیع خاصّة، و تقول: هذه مَرابعُنا و مَصایِفُنا أَی حیث نَرْتَبِع و نَصِیفُ، و النسبة إِلی الرّبیع رِبعیٌّ، بكسر الراء، و كذلك رِبْعِیُّ ابن خِراش. و قیل: أَرْبَعُوا أَی أَقاموا فی المَرْبَع عن الارْتِیاد و النُّجْعة؛ و منه قولهم: غَیْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع؛ المُرْتِعُ الذی یُنْبِت ما تَرْتَعُ فیه الإِبل. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: اللهم اسْقِنا غَیْثاً مَرِیعاً مُرْبِعاً، فالمَرِیع: المُخْصِب الناجِعُ فی المال، و المُرْبِع: العامُّ المُغْنی عن الارْتِیاد و النُّجعة لِعمومه، فالناس یَرْبَعُون حیث كانوا أَی یُقِیمون للخِصْب العامّ و لا یَحتاجُون إِلی الانتقال فی طَلَب الكلإِ، و قیل: یكون من أَرْبَعَ الغَیْثُ إِذا أَنبت الرّبِیعَ؛ و قول الشاعر: یَداكَ یَدٌ رَبیعُ النَّاسِ فیها و فی الأُخْرَی الشُّهورُ من الحَرام أَراد أَنَّ خِصْب الناسِ فی إِحدی یدیه لأَنه یُنْعِش الناسَ بسَیْبِه، و فی یده الأُخری الأَمْنُ و الحَیْطة و رَعْیُ الذِّمام. و ارْتَبَعَ الفرَسُ و البعیرُ و ترَبَّع:
لسان العرب، ج‌8، ص: 105
أَكل الربیع. و المُرْتَبِعُ من الدّوابّ: الذی رَعی الربیع فسَمِن و نَشِط. و رُبِعَ القومُ رَبْعاً: أَصابهم مطر الرَّبیع؛ و منه قول أَبی وجزة: حتی إِذا ما إِیالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً، و قد رَبَعْن الشَّوَی من ماطِرٍ ماجِ فإِنّ معنی رَبَعْن أَمْطَرْن من قولك رُبِعْنا أَی أَصابَنا مطر الربیع، و أَراد بقوله من ماطر أَی عَرَق مأْجٍ ملْحٍ؛ یقول: أَمْطَرْن قَوائمَهن من عَرَقِهن. و رُبِعَت الأَرضُ، فهی مَرْبُوعة إِذا أَصابها مطر الربیع. و مُرْبِعةٌ و مِرْباعٌ: كثیرة الرَّبِیع؛ قال ذو الرمة: بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ بِأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ و أَرْبَع إِبله بمكان كذا و كذا: رعاها فی الربیع؛ و قول الشاعر: أَرْبَعُ عند الوُرُودِ فی سُدُمٍ، أَنْقَعُ من غُلَّتی و أُجْزِئُها قیل: معناه أَلَغُ فی ماءٍ سُدُمٍ و أَلهَجُ فیه. و یقال: ترَبَّعْنا الحَزْن و الصَّمّانَ أَی رَعَینا بُقولها فی الشِّتاء. و عامَله مُرابَعة و رِباعاً: من الرَّبیع؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و استأْجره مُرابعةً و رِباعاً؛ عنه أَیضاً، كما یقال مُصایَفة و مشاهَرة. و قولهم: ما له هُبَعٌ و لا رُبَعٌ، فالرُّبَع: الفَصیل الذی یُنْتَج فی الربیع و هو أَوّل النِّتاج، سمی رُبَعاً لأَنه إِذا مشی ارتَبَع و رَبَع أَی وسَّع خطْوه و عَدا، و الجمع رِباع و أَرْباع مثل رُطَب و رِطاب و أَرْطاب؛ قال الراجز: و عُلْبة نازَعْتها رِباعی، و عُلْبة عند مَقِیل الرّاعِی و الأُنثی رُبَعةٌ، و الجمع رُبَعات، فإِذا نُتِج فی آخر النِّتاج فهو هُبَع، و الأُنثی هُبَعة، و إِذا نسب إِلیه فهو رُبَعِیٌّ. و‌فی الحدیث: مری بَنِیك أَن یُحْسِنوا غذاء رِباعهم؛ الرِّباع، بكسر الراء: جمع رُبَع و هو ما وُلد من الإِبل فی الربیع، و قیل: ما ولد فی أَوّل النِّتاج؛ و إِحْسان غِذائها أَن لا یُستَقْصی حلَب أُمهاتها إِبقاء علیها؛ و منه‌حدیث عبد الملك بن عمیر: كأَنه أَخْفاف الرِّباع.و‌فی حدیث عمر: سأَله رجل من الصَّدقة فأَعْطاه رُبَعة یَتْبَعُها ظِئراها؛ هو تأْنیث الرُّبَع؛ و فی حدیث سلیْمَان بن عبد الملك: إِنَّ بَنِیَّ صِبْیةٌ صَیْفِیُّونْ، أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِیُّونْ الرِّبْعی: الذی ولد فی الربیع علی غیر قیاس، و هو مثل للعرب قدیم. و قیل للقمَر: ما أَنت ابنُ أَربع، فقال: عَتَمة رُبَعْ لا جائع و لا مُرْضَع؛ و قال الشاعر فی جمع رِباع: سَوْفَ تَكْفِی من حُبِّهِنَّ فتاةٌ تَرْبُقُ البَهْمَ، أَو تَخُلُّ الرِّباعا یعنی جمع رُبَع أَی تَخُلّ أَلسِنةَ الفِصال تَشُقُّها و تجعل فیها عوداً لئلا تَرْضَع، و رواه ابن الأَعرابی: أَو تحُلّ الرِّباعا أَی تحل الرَّبیع معنا حیث حَلَلْنا، یعنی أَنها مُتَبَدِّیة، و الروایة الأُولی أَولی لأَنه أَشبه بقوله تربق البَهْم أَی تَشُدُّ البَهم عن أُمّهاتها لئلا تَرْضَع و لئلا تُفَرَّقَ، فكأَنّ هذه الفَتاة تَخْدم
لسان العرب، ج‌8، ص: 106
البَهْم و الفِصال، و أَرْباعٌ و رِباع شاذّ لأَن سیبویه قال: إِنّ حُكْم فُعَل أَن یُكَسَّر علی فِعْلان فی غالب الأَمر، و الأُنثی رُبَعة. و ناقة مُرْبِعٌ: ذات رُبَع، و مِرْباعٌ: عادتُها أَن تُنْتَج الرِّباع، و فرَّق الجوهری فقال: ناقة مُرْبِع تُنْتَج فی الربیع، فإِن كان ذلك عادتها فهی مِرْباع. و قال الأَصمعی: المِرْباع من النوق التی تلد فی أَوّل النِّتاج. و المِرْباعُ: التی ولدها معها و هو رُبَع. و‌فی حدیث هشام فی وصف ناقة: إِنها لمِرْباعٌ مِسْیاعٌ؛ قال: هی من النوق التی تلد فی أَول النتاج، و قیل: هی التی تُبَكِّر فی الحَمْل، و یروی بالیاء، و سیأْتی ذكره. و رِبْعِیّة القوم: میرَتُهم فی أَول الشتاء، و قیل: الرِّبْعِیة میرة الرَّبیع و هی أَوَّل المِیَر ثم الصَّیْفِیَّةُ ثم الدَّفَئیة ثم الرَّمَضِیَّة، و كل ذلك مذكور فی مواضعه. و الرِّبْعیة أَیضاً: العیر الممْتارة فی الربیع، و قیل: أَوّلَ السنة، و إِنما یذهبون بأَوّل السنة إِلی الربیع، و الجمع رَباعیّ. و الرِّبْعِیَّة: الغَزوة فی الرَّبیع؛ قال النابغة: و كانَتْ لهم رِبْعِیَّةٌ یَحْذَرُونَها، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السّماء القَنابِل «2» یعنی أَنه كانت لهم غزوة یَغْزُونها فی الربیع. و أَرْبَعَ الرجلُ، فهو مُرْبِعٌ: ولد له فی شبابه، علی المثل بالربیع، و ولده رِبْعِیّون؛ و أَورد: إِنَّ بَنِیَّ غِلْمةٌ صَیْفِیُّونْ، أَفْلَحَ مَن كانت له رِبْعِیُّونْ «3» و فصیل رِبْعِیٌّ: نُتِجَ فی الربیع نسب علی غیر قیاس. و رِبْعِیّة النِّتاج و القَیْظ: أَوَّله. و رِبْعیّ كل شی‌ء: أَوَّله. رِبْعیّ النتاج و رِبْعیّ الشباب: أَوَّله؛ أَنشد ثعلب: جَزِعْت فلم تَجْزَعْ من الشَّیْبِ مَجْزَعا، و قد فاتَ رِبْعیُّ الشبابِ فَوَدَّعا و كذلك رِبْعِیّ المَجْد و الطعْنِ؛ و أَنشد ثعلب أَیضاً: علیكم بِرِبْعِیِّ الطِّعان، فإِنه أَشَقُّ علی ذی الرَّثْیةِ المُتَصَعِّبِ «4» رِبْعِیُّ الطِّعان: أَوَّله و أَحَدُّهُ. و سَقْب رِبْعی و سِقاب رِبْعیة: وُلِدت فی أَوَّل النِّتاج؛ قال الأَعشی: و لكِنَّها كانت نَوًی أَجْنَبیَّةً، تَوالیَ رِبْعیِّ السِّقابِ فأَصْحَبا قال الأَزهری: هكذا سمعت العرب تُنْشِده و فسروا لی تَوالی رِبْعِی السقاب أَنه من المُوالاة، و هو تمییز شی‌ء من شی‌ء. یقال: والَیْنا الفُصْلان عن أُمهاتها فتَوالَتْ أَی فَصَلْناها عنها عند تَمام الحَوْل، و یَشْتَدّ علیها المُوالاة و یَكْثُر حَنِینها فی إِثْر أُمهاتها و یُتَّخَذ لها خَنْدق تُحْبَس فیه، و تُسَرَّح الأُمهات فی وَجْه من مراتِعها فإِذا تَباعَدت عن أَولادها سُرِّحت الأَولاد فی جِهة غیر جهة الأُمهات فترعی وحدها فتستمرّ علی ذلك، و تُصْحب بعد أَیام؛ أَخبر الأَعشی أَنّ نَوَی صاحِبته اشْتدَّت علیه فَحنّ إِلیها حَنِین رِبْعیِّ السِّقاب إِذا وُولیَ عن أُمه، و أَخبر أَنَّ هذا الفصیل «5» یستمر علی المُوالاة و لم یُصْحِب إِصْحاب السَّقْب. قال الأَزهری: و إِنما فسرت هذا البیت لأَن
(2). فی دیوان النابغة: القبائل بدل القنابل. (3). سابقاً كانت: صبیة بدل غلمة. (4). قوله [المتصعب] أَورده المؤلف فی مادة ضعف المتضعف. (5). قوله [أن هذا الفصیل إلخ] كذا بالأصل و لعله أنه كالفصیل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 107
الرواة لما أَشكل علیهم معناه تخَبَّطُوا فی اسْتِخْراجه و خَلَّطوا، و لم یَعْرِفوا منه ما یَعْرِفه مَن شاهَد القوم فی بادیتهم، و العرب تقول: لو ذهبْت ترید ولاء ضَبَّةَ من تَمیم لتعَذَّر علیك مُوالاتُهم منهم لاختلاط أَنسابهم؛ قال الشاعر: و كُنَّا خُلَیْطَی فی الجِمالِ، فَأَصْبَحَتْ جِمالی تُوالی وُلَّهاً من جِمالِك تُوالی أَی تُمَیَّز منها. و السِّبْطُ الرِّبْعِی: نَخْلة تُدْرك آخر القیظ؛ قال أَبو حنیفة: سمی رِبعِیّاً لأَن آخر القیظ وقت الوَسْمِیّ. و ناقة رِبْعِیة: مُتَقَدِّمة النِّتاج، و العرب تقول: صَرَفانةٌ رِبْعِیّة تُصْرَم بالصیف و تؤكل بالشَّتِیّة؛ رِبعِیة: مُتقدِّمة. و ارْتَبَعتِ الناقةُ و أَرْبَعَتْ و هی مُرْبِعٌ: اسْتَغْلَقَت رَحِمُها فلم تَقبل الماء. و رجل مَرْبوع و مُرْتَبَع و مُرْتَبِع و رَبْعٌ و رَبْعة و رَبَعة أَی مَرْبُوعُ الخَلْق لا بالطویل و لا بالقصیر، وُصِف المذَكَّر بهذا الاسم المؤَنّث كما وصف المذكر بخَمْسة و نحوها حین قالوا: رجال خمسة، و المؤنث رَبْعة و ربَعة كالمذكر، و أَصله له، و جَمْعُهما جمیعاً رَبَعات، حركوا الثانی و إِن كان صفة لأَن أَصل رَبْعة اسمٌ مؤنث وقع علی المذكر و المؤنثِ فوصف به، و قد یقال رَبْعات، بسكون الباء، فیجمع علی ما یجمع هذا الضرب من الصفة؛ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابی. قال الفراء: إِنما حُرِّكَ رَبَعات لأَنه جاء نعتاً للمذكر و المؤَنث فكأَنه اسم نُعت به. قال الأَزهری: خُولِفَ به طریق ضَخْمة و ضَخْمات لاستواء نعت الرجل و المرأَة فی قوله رجل رَبْعة و امرأَة ربعة فصار كالاسم، و الأَصل فی باب فَعْلة من الأَسماء مثل تَمْرة و جَفْنة أَن یجمع علی فَعَلات مثل تَمَرات و جَفَنات، و ما كان من النعوت علی فَعْلة مثل شاة لَجْبة و امرأَة عَبْلة أَن یجمع علی فَعْلات بسكون العین و إِنما جمع رَبْعة علی رَبَعات و هو نعت لأَنه أَشبه الأَسماء لاستواء لفظ المذكر و المؤنث فی واحده؛ قال: و قال الفراء من العرب من یقول امرأَة رَبْعة و نسوة رَبْعات، و كذلك رجل رَبْعة و رجال رَبْعون فیجعله كسائر النعوت. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَطول من المَرْبوع و أَقْصَر من المُشَذَّب؛ فالمشذَّب: الطویل البائن، و المَرْبوعُ: الذی لیس بطویل و لا قصیر، فالمعنی أَنه لم یكن مُفرط الطول و لكن كان بین الرَّبْعة و المُشَذَّب. و المَرابیعُ من الخیل: المُجْتَمِعةُ الخَلْق. و الرَّبْعة، بالتسكین: الجُونة جُونة العَطَّار. و‌فی حدیث هِرَقْل: ثم دعا بشی‌ء كالرَّبْعة العظیمة؛ الرَّبْعة: إِناء مُربَّع كالجُونة. و الربَعَة: المسافة بین قوائم الأَثافی و الخِوان. و حملْت رَبْعَه أَی نَعْشَه. و الربیعُ: الجَدْوَلُ. و الرَّبیعُ: الحَظُّ من الماء ما كان، و قیل: هو الحَظّ منه رُبْع یوم أَو لیلة؛ و لیس بالقَوِیّ. و الربیع: الساقیة الصغیرة تجری إِلی النخل، حجازیة، و الجمع أَرْبِعاء و رُبْعان. و تركناهم علی رَباعاتِهم «1» و رِباعَتِهم، بكسر الراء، و رَبَعاتهم و رَبِعاتِهم، بفتح الباء و كسرها، أَی حالةٍ حسَنةٍ من اسْتقامتهم و أَمْرِهم الأَوَّل، لا یكون فی غیر حسن الحال، و قیل: رِباعَتُهم شَأْنُهم، و قال ثعلب: رَبَعاتُهم و رَبِعاتُهم مَنازِلُهم. و‌فی كتابه للمهاجرین و الأَنصار: إِنهم أُمَّة واحدة علی رِباعتهم‌أَی علی استقامتهم؛ یرید أَنهم علی أَمرهم الذی كانوا علیه.
(1). قوله [رباعاتهم إلخ] لیست هذه اللغة فی القاموس و عبارته: هم علی رباعتهم و یكسر و رباعهم و ربعاتهم محركة و ربعاتهم ككتف و ربعتهم كعنبة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 108
و رِباعةُ الرجل: شأْنه و حالهُ التی هو رابِعٌ علیها أَی ثابت مُقیمٌ. الفراء: الناس علی سَكَناتهم و نَزلاتهم و رَباعتهم و رَبَعاتهم یعنی علی استقامتهم. و‌وقع فی كتاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لیهود علی رِبْعَتهم؛ هكذا وجد فی سِیَر ابن إِسحاقَ و علی ذلك فسره ابن هشام. و‌فی حدیث المُغیرة: أَن فلاناً قد ارْتَبَعَ أَمْرَ القوم‌أَی ینتظر أَن یُؤَمَّر علیهم؛ و منه المُسْتَرْبِعُ المُطیقُ للشی‌ء. و هو علی رباعة قومه أَی هو سَیِّدهم. و یقال: ما فی بنی فلان من یَضْبِطُ رِباعَته غیر فلان أَی أَمْرَه و شأْنه الذی هو علیه. و فی التهذیب: ما فی بنی فلان أَحد تُغْنی رِباعَتُه؛ قال الأَخطل: ما فی مَعَدٍّ فَتًی تُغْنِی رِباعَتُه، إِذا یَهُمُّ بأَمْرٍ صالِحٍ فَعَلا و الرِّباعةُ أَیضاً: نحو من الحَمالة. و الرَّباعةُ و الرِّباعة: القبیلة. و الرَّباعِیةُ مثل الثمانیة: إِحدی الأَسنان الأَربع التی تلی الثَّنایا بین الثَّنِیّة و النّاب تكون للإِنسان و غیره، و الجمع رَباعِیاتٌ؛ قال الأَصمعی: للإِنسان من فوق ثَنِیّتان و رَباعِیتان بعدهما، و نابانِ و ضاحِكان و ستةُ أَرْحاء من كل جانب و ناجِذان، و كذلك من أَسفل. قال أَبو زید: یقال لكل خُفّ و ظِلْف ثَنِیّتان من أَسفل فقط، و أَما الحافرُ و السِّباع كلُّها فلها أَربع ثَنایا، و للحافر بعد الثنایا أَربعُ رَباعِیات و أَربعة قَوارِحَ و أَربعة أَنْیاب و ثمانیة أَضراس. و أَرْبَعَ الفرسُ و البعیر: أَلقی رَباعِیته، و قیل: طلعت رَباعِیتُه. و‌فی الحدیث: لم أَجد إِلا جملًا خِیاراً رَباعِیاً، یقال للذكر من الإِبل إِذا طلَعت رَباعِیتُه: رَباعٌ و رَباعٍ، و للأُنثی رَباعِیةٌ، بالتخفیف، و ذلك إِذا دخلا فی السنة السابعة. و فرس رَباعٍ مثل ثَمان و كذلك الحمار و البعیر، و الجمع رُبَع، بفتح الباء؛ عن ابن الأَعرابی، و رُبْع، بسكون الباء؛ عن ثعلب، و أَرباع و رِباع، و الأُنثی رَباعیة؛ كل ذلك للذی یُلقِی رَباعیته، فإِذا نصبت أَتممت فقلت: ركبت بِرْذَوْناً رَباعیاً؛ قال العجاج یصف حماراً وحْشیّاً: رَباعِیاً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبَا و الجمع رُبُعٌ مثل قَذال و قُذُل، و رِبْعان مثل غَزال و غِزْلان؛ یقال ذلك للغنم فی السنة الرابعة، و للبقر و الحافر فی السنة الخامسة، و للخُفّ فی السنة السابعة، أَرْبَعَ یُرْبِع إِرْباعاً، و هو فرس رَباع و هی فرس رَباعِیة. و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: الخیل تُثْنِی و تُرْبِع و تُقْرِح، و الإِبل تُثْنِی و تُرْبِع و تُسْدِسُ و تَبْزُلُ، و الغنم تُثْنِی و تُرْبِع و تُسدس و تَصْلَغُ، قال: و یقال للفرس إِذا استتم سنتین جَذَع، فإِذا استتم الثالثة فهو ثَنیّ، و ذلك عند إِلقائه رَواضِعَه، فإِذا استتم الرابعة فهو رَباع، قال: و إِذا سقطت رَواضِعه و نبت مكانها سِنّ فنبات تلك السنّ هو الإِثْناء، ثم تَسْقُط التی تلیها عند إِرباعه فهی رَباعِیته، فیَنْبُت مكانه سن فهو رَباع، و جمعه رُبُعٌ و أَكثر الكلام رُبُعٌ و أَرْباع. فإِذا حان قُرُوحه سقط الذی یلی رَباعیته، فینبت مكانه قارِحُه و هو نابُه، و لیس بعد القروح سقُوط سِنّ و لا نبات سنّ؛ قال: و قال غیره إِذا طعَن البعیرُ فی السنة الخامسة فهو جذَع، فإِذا طعن فی السنة السادسة فهو ثَنِیّ، فإِذا طعن فی السنة السابعة فهو رَباع، و الأُنثی رَباعِیة، فإِذا طعن فی الثامنة فهو سَدَسٌ و سَدِیس، فإِذا طعن فی التاسعة فهو بازِل،
لسان العرب، ج‌8، ص: 109
و قال ابن الأَعرابی: تُجْذِع العَناق لسنة، و تُثْنِی لتمام سنتین، و هی رَباعِیة لتمام ثلاث سنین، و سَدَسٌ لتمام أَربع سنین، و صالِغٌ لتمام خمس سنین. و قال أَبو فقعس الأَسدی: ولد البقرة أَوّل سنة تبیع ثم جذَع ثم ثَنِیّ ثم رَباع ثم سَدَس ثم صالغٌ، و هو أَقصی أَسنانه. و الرَّبیعة: الرَّوْضة. و الرَّبیعة: المَزادَة. و الرَّبیعة: العَتِیدة. و حَرْب رَباعِیة: شدیدة فَتِیَّة، و ذلك لأَن الإِرْباع أَول شدّة البعیر و الفرس، فهی كالفرس الرَّباعی و الجمل الرَّباعی و لیست كالبازل الذی هو فی إِدبار و لا كالثَنیِّ فتكون ضعیفة؛ و أَنشد: لأُصْبِحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِیةً فاقْعُدْ لها، و دَعَنْ عنكَ الأَظانِینا قوله فاقْعُد لها أَی هیِّ‌ء لها أَقْرانَها. یقال: قعد بنو فلان لبنی فلان إِذا أَطاقوهم و جاؤوهم بأَعْدادهم، و كذلك قَعد فلان بفلان، و لم یفسر الأَظانین، و جملٌ رباعٍ: كرباعٌ «2» و كذلك الفرس؛ حكاه كراع قال: و لا نظیر له إِلَّا ثمانٍ و شَناحٍ فی ثمانٌ و شناحٌ؛ و الشناحُ: الطویل. و الرَّبِیعةُ: بیضة السّلاح الحدید. و أَرْبَعَت الإِبل بالوِرْد: أَسْرَعت الكرّ إِلیه فوردت بلا وقت، و حكاه أَبو عبید بالغین المعجمة، و هو تصحیف. و المُرْبِعُ: الذی یُورِد كلَّ وقت من ذلك. و أَرْبَع بالمرأَة: كرّ إِلی مُجامَعتها من غیر فَتْرة، و ذكر الأَزهری فی ترجمة عذَم قال: و المرأَة تَعْذَم الرجلَ إِذا أَرْبَع لها بالكلام أَی تَشْتُمه إِذا سأَلها المَكْروه، و هو الإِرْباعُ. و الأَرْبِعاء و الأَرْبَعاء و الأَرْبُعاء: الیوم الرابع من الأُسْبوع لأَن أَوّل الأَیام عندهم الأَحد بدلیل هذه التسمیة ثم الاثنان ثم الثلاثاء ثم الأَربعاء، و لكنهم اختصوه بهذا البناء كما اختصوا الدَّبَرانَ و السِّماك لِما ذهبوا إِلیه من الفَرْق. قال الأَزهری: من قال أَربعاء حمله علی أَسْعِداء. قال الجوهری: و حكی عن بعض بنی أَسَد فتح الباء فی الأَربعاء، و التثنیة أَرْبعاوان و الجمع أَربعاوات، حُمِل علی قیاس قَصْباء و ما أَشبهها. قال اللحیانی: كان أَبو زیاد یقول مضی الأَربعاء بما فیه فیُفْرده و یذكّره، و كان أَبو الجرّاح یقول مضت الأَربعاء بما فیهن فیؤنث و یجمع یخرجه مخرج العدد، و حكی عن ثعلب فی جمعه أَرابیع؛ قال ابن سیدة: و لست من هذا علی ثقة. و حكی أَیضاً عنه عن ابن الأَعرابی: لا تَك أَرْبعاوِیّاً أَی ممن یصوم الأَربعاء وحده. و حكی ثعلب: بنی بَیْته علی الأَرْبُعاء و علی الأَرْبُعاوَی، و لم یأت علی هذا المثال غیره، إِذا بناه علی أَربعة أَعْمِدة. و الأَرْبُعاء و الأَرْبُعاوَی: عمود من أَعْمِدة الخِباء. و بیت أَرْبُعاوَی: علی طریقة واحدة و علی طریقتین و ثلاث و أَربع. أَبو زید: یقال بیت أُرْبُعاواء علی أُفْعُلاواء، و هو البیت علی طریقتین، قال: و البیوت علی طریقتین و ثلاث و أَربع و طریقة واحدة، فما كان علی طریقة واحدة فهو خباء، و ما زاد علی طریقة فهو بیت، و الطریقةُ: العَمَدُ الواحد، و كلُّ عمود طریقةٌ، و ما كان بین عمودین فهو مَتْنٌ. و مَشت الأَرْنَبُ الأُرْبَعا، بضم الهمزة و فتح الباء و القصر: و هی ضرب من المَشْی. و تَرَبَّع فی جلوسه و جلس الأُرْبَعا علی لفظ ما تقدم «3»: و هی ضرب من الجِلَس، یعنی جمع جِلْسة. و حكی كراع: جلَس الأُربُعَاوی أَی متربعاً، قال: و لا نظیر له. أَبو زید: اسْتَرْبَع الرَّملُ إِذا تراكم
(2). فی القاموس: جملٌ رباعٍ و رباعٌ. (3). قوله [علی لفظ ما تقدم] الذی حكاه المجد ضم الهمزة و الباء مع المد.
لسان العرب، ج‌8، ص: 110
فارتفع؛ و أَنشد: مُسْتَرْبِع من عَجاجِ الصَّیْف مَنْخُول و استربَعَ البعیرُ للسیر إِذا قَوِی علیه. و ارْتَبَعَ البَعیرُ یَرْتَبِعُ ارْتباعاً: أَسرع و مَرَّ یضرب بقوائمه كلها؛ قال العجاج: كأَنَّ تَحْتی أَخْدرِیًّا أَحْقَبا، رَباعِیاً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا، عَرْدَ التّراقی حَشْوَراً مُعَرْقَبا «1» و الاسم الرَّبَعةُ و هی أَشدّ عَدْو الإِبل؛ و أَنشد الأَصمعی، قال ابن بری: هو لأَبی دواد الرُّؤَاسی: و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ تَرْكُضُه أُمُّ الفَوارِس بالدِّئْداء و الرَّبَعهْ و هذا البیت یضرب مثلًا فی شدَّة الأَمر؛ یقول: ركِبَت هذه المرأَة التی لها بنون فوارِسُ بعیراً من عُرْض الإِبل لا من خیارها و هی أَرْبَعُهن لَقاحاً أَی أَسْرَعُهنّ؛ عن ثعلب. و رَبَع علیه و عنه یَرْبَعُ رَبْعاً: كَفَّ. و ربَعَ یَرْبَعُ إِذا وقَفَ و تَحَبَّس. و‌فی حدیث شُرَیْح: حَدِّثِ امرأَةً حَدِیثین، فإِن أَبت فارْبَعْ؛ قیل فیه: بمعنی قِفْ و اقْتَصِر، یقول: حَدّثها حدیثین فإِن أَبت فأَمْسِك و لا تُتْعِب نفسك، و من قطع الهمزة قال: فأَرْبَعْ، قال ابن الأَثیر: هذا مثل یضرب للبلید الذی لا یفهم ما یقال له أَی كرِّر القول علیها أَرْبَع مرات و ارْبَعْ علی نفسك رَبْعاً أَی كُفَّ و ارْفُق، و ارْبَع علیك و ارْبَع علی ظَلْعك كذلك معناه: انتظر؛ قال الأَحوص: ما ضَرَّ جِیرانَنا إِذ انْتَجَعوا، لو أَنهم قَبْلَ بَیْنِهم رَبَعُوا؟ و‌فی حدیث سُبَیْعةَ الأَسْلَمِیة: لما تَعَلَّت من نِفاسها تَشَوَّفَت للخُطَّاب، فقیل لها: لا یَحِلّ لكِ، فسأَلت النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال لها: ارْبَعی علی نَفْسك؛ قیل له تأْویلان: أَحدهما أَن یكون بمعنی التَّوقُّف و الانتظار فیكون قد أَمرها أَن تَكُفّ عن التزوج و أَن تَنْتَظِر تَمام عدَّة الوَفاة علی مذهب من یقول إِن عدتها أَبْعدُ الأَجَلَیْن، و هو من رَبَعَ یَرْبَع إِذا وقف و انتظر، و الثانی أَن یكون من رَبَع الرجل إِذا أَخْصَب، و أَرْبَعَ إِذا دخل فی الرَّبیع، أَی نَفِّسی عن نفسك و أَخْرِجیها من بُؤْس العِدَّة و سُوء الحال، و هذا علی مذهب من یری أَنَّ عدتها أَدْنی الأَجلین، و لهذا‌قال عمر، رضی الله عنه: إِذا ولدت و زوجها علی سَرِیره یعنی لم یُدْفَن جاز لها أَن تَتزوَّج.و منه‌الحدیث: فإِنه لا یَرْبَع علی ظَلْعِك من لا یَحْزُنُه أَمْرُك‌أَی لا یَحْتَبِس علیك و یَصْبِر إِلا من یَهُمُّه أَمرُك. و‌فی حدیث حَلِیمة السَّعْدیة: اربَعِی علینا‌أَی ارْفُقِی و اقتصری. و‌فی حدیث صِلةَ بن أَشْیَم قلت لها: أَی نَفْسِ جُعِل رزْقُكِ كَفافاً فارْبَعی، فَرَبعت و لم تَكَد، أَی اقْتصِری علی هذا و ارْضَیْ به. و رَبَعَ علیه رَبْعاً: عطَفَ، و قیل: رَفَق. و اسْتَرْبَع الشی‌ءَ: أَطاقه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لَعَمْری، لقد ناطَتْ هَوازِنُ أَمْرَها بمُسْتَرْبِعِینَ الحَرْبَ شُمِّ المَناخِرِ أَی بمُطِیقین الحرب. و رجل مُسْتَرْبِع بعمله أَی مُسْتَقِلٌّ به قَوِیٌّ علیه؛ قال أَبو وجزةَ:
(1). قوله [معرقبا] نقله المؤلف فی مادة عرد معقربا.
لسان العرب، ج‌8، ص: 111
لاعٍ یَكادُ خَفِیُّ الزَّجْرِ یُفْرِطُه، مُسْتَرْبِعٌ بسُری المَوْماةِ هَیّاج اللاعی: الذی یُفْزِعه أَدنی شی‌ء. و یُفْرِطُه: یَمْلَؤُه رَوعاً حتی یذهب به؛ و أَما قول صخر: كریم الثَّنا مُسْتَرْبِع كُلَّ حاسِد فمعناه أَنه یحتمل حسَده و یَقْدِر؛ قال الأَزهری: هذا كله من رَبْع الحجر و إِشالَته. و تَرَبَّعَت الناقةُ سَناماً طویلًا أَی حملته؛ قال: و أَما قول الجعدی: و حائل بازِل ترَبَّعت، الصَّیفَ، طَویلَ العِفاء، كالأُطُم فإِنه نصب الصیف لأَنه جعله ظرفاً أَی تربعت فی الصیف سَناماً طویل العِفاء أَی حملته، فكأَنه قال: تربَّعت سَناماً طویلًا كثیر الشحم. و الرُّبُوعُ: الأَحْیاء. و الرَّوْبَع و الرَّوْبعةُ: داء یأْخذ الفصال. یقال: أَخَذه رَوْبَعٌ و رَوْبَعةٌ أَی سُقوط من مرض أَو غیره؛ قال جریر: كانت قُفَیْرةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً تَبْكی إِذا أَخَذَ الفَصیلَ الرَّوْبَعُ قال ابن بری: و قول رؤبة: و مَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا، علی اسْتِه، رَوْبعةً أَو رَوْبَعا قال: ذكره ابن درید و الجوهری بالزای، و صوابه بالراء روبعة أَو روبعا؛ قال: و كذلك هو فی شعر رؤْبة و فسر بأَنه القصِیر الحقیر، و قیل: القصیر العُرْقوبِ، و قیل: الناقص الخَلْقِ، و أَصله فی ولد الناقة إِذا خرج ناقص الخلق؛ قاله ابن السكیت و أَنشد الرجز بالراء، و قیل: الرَّوْبع و الرَّوبعة الضعیف. و الیَرْبُوع: دابة، و الأُنثی بالهاء. و أَرض مَرْبَعةٌ: ذاتُ یَرابِیعَ. الأَزهری: و الیَرْبُوعُ دُوَیْبَّة فوق الجُرَذِ، الذكر و الأُنثی فیه سواء. و یَرابیعُ المَتْن: لحمه علی التشبیه بالیَرابیع؛ قاله كراع، واحدها یَرْبوع فی التقدیر، و الیاء زائدة لأَنهم لیس فی كلامهم فَعْلول، و قال الأَزهری: لم أَسمع لها بواحد. أَحمد بن یحیی: إِن جعلت واو یربوع أَصلیة أَجْریت الاسم المسمی به، و إِن جعلتها غیر أَصلیة لم تُجْرِه و أَلحقته بأَحمد، و كذلك واو یَكْسُوم. و الیرابیع: دوابٌّ كالأَوْزاغ تكون فی الرأْس؛ قال رؤبة: فقَأْن بالصَّقْع یَرابیعَ الصادْ أَراد الصَّیدَ فأَعلَّ علی القیاس المتروك. و‌فی حدیث صَیْد المحرم: و فی الیَرْبوع جَفْرة؛ قیل: الیَرْبوع نوع من الفأْر؛ قال ابن الأَثیر: و الیاء و الواو زائدتان. و یَرْبُوع: أَبو حَیّ من تَمیم، و هو یربوع بن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تمیم. و یربوع أَیضاً: أَبو بَطن من مُرَّةَ، و هو یربوع بن غَیْظ بن مرَّة بن عَوْف بن سعد بن ذُبیان، منهم الحرث بن ظالم الیربوعی المُرِّی. و الرَّبْعةُ: حَیّ من الأَزْد؛ و أَما قولُ ذِی الرُّمَّة: إِذا ذابَتِ الشمْسُ، اتَّقَی صَقَراتِها بأَفْنانِ مَرْبُوع الصَّرِیمةِ مُعْبِل فإِنما عنی به شجراً أَصابه مطر الربیع أَی جعله شجراً مَرْبُوعاً فجعله خَلَفاً منه. و المَرابِیعُ: الأَمطار التی تجی‌ءُ فی أَوَّل الربیع؛
لسان العرب، ج‌8، ص: 112
قال لبید یصف الدیار: رُزِقَتْ مَرابِیعَ [مَرابَیعَ النُّجومِ، و صابها وَدْقُ الرَّواعِد: جَوْدُها فرِهامُها و عنی بالنجوم الأَنْواء. قال الأَزهری: قال ابن الأَعرابی مَرابِیعُ النجوم التی یكون بها المطر فی أَوَّل الأَنْواء. و الأَرْبَعاء: موضع «1» و رَبِیعةُ: اسم. و الرَّبائع: بُطون من تمیم؛ قال الجوهری: و فی تَمیم رَبِیعتانِ: الكبری و هو رَبِیعة بن مالك بن زَیْد مَناةَ بن تمیم و هو ربیعة الجُوع، و الوسطی و هو رَبیعة بن حنظلة بن مالك. و رَبِیعةُ: أَبو حَیّ من هَوازِن، و هو ربیعة بن عامر بن صَعْصَعةَ و هم بنو مَجْدٍ، و مجدٌ اسم أُمهم نُسِبوا إِلیها. و فی عُقَیْل رَبیعتان: رَبِیعة بن عُقَیل و هو أَبو الخُلَعاء، و ربیعة بن عامر بن عُقیل و هو أَبو الأَبْرص و قُحافةَ و عَرْعرةَ و قُرّةَ و هما ینسبان للرَّبیعتین. و رَبِیعةُ الفرَس: أَبو قَبِیلة رجل من طیّ‌ء و أَضافوه كما تضاف الأَجناس، و هو رَبِیعة بن نِزار بن مَعدّ بن عَدْنان، و إِنما سمی ربیعة الفَرَس لأَنه أُعطی من مال أَبیه الخیل و أُعطی أَخوه الذهَب فسمی مُضَر الحَمْراء، و النسبة إِلیهم رَبَعی، بالتحریك. و مِرْبَع: اسم رجل؛ قال جریر: زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَن سَیَقْتُل مِرْبعاً، أَبْشِرْ بِطُول سَلامةٍ یا مِرْبَع و سمت العرب رَبِیعاً و رُبَیْعاً و مِرْبَعاً و مِرْباعاً؛ و قول أَبی ذؤیب: صَخِبُ الشَّوارِبِ لا یَزالُ، كأَنه عَبْدٌ لآلِ أَبی رَبِیعةَ مُسْبَعُ أَراد آل ربیعة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم لأَنهم كثیرو الأَموال و العبید و أَكثر مكة لهم. و فی الحدیث ذكر مِرْبع، بكسر المیم: هو مالُ مِرْبَعٍ بالمدینة فی بنی حارِثةَ، فأَمّا بالفتح فهو جبل قرب مكة. و الهُدْهُد یُكنَّی أَبا الرَّبِیع. و الرَّبائعُ: مَواضِعُ؛ قال: جَبَلٌ یَزِیدُ علی الجِبال إِذا بَدا، بَیْنَ الرَّبائعِ و الجُثومِ مُقِیمُ و التِّرْباعُ أَیضاً: اسم موضع؛ قال: لِمَنِ الدِّیارُ عَفَوْنَ بالرَّضمِ، فَمَدافِعِ التِّرْباعِ فالرَّجمِ «2» و رِبْع: اسم رجل من هُذَیْل.

رتع؛ ج8، ص: 112

: الرَّتْعُ: الأَكل و الشرب رَغَداً فی الرِّیف، رَتَعَ یَرْتَعُ رَتْعاً و رُتوعاً و رِتاعاً، و الاسم الرَّتْعةُ و الرَّتَعةُ. یقال: خرجنا نَرْتَعُ و نَلْعب أَی نَنْعَم و نَلْهُو. و‌فی حدیث أُمّ زَرْع: فی شِبَعٍ و رِیٍّ و رَتْعٍ‌أَی تَنَعُّمٍ. و قوم مُرْتِعُون: راتِعُون إِذا كانوا مَخاصِیبَ، و الموضع مَرْتَعٌ، و كلُّ مُخْصِب مُرْتِع. ابن الأَعرابی: الرَّتْع الأَكل بشَرَهٍ. و‌فی الحدیث: إِذا مَرَرْتُم بِریاضِ الجنة فارْتَعُوا؛ أَراد بِریاض الجنة ذِكر الله، و شبَّه الخَوْضَ فیه بالرَّتْع فی الخِصْب. و قال الله تعالی مخبراً عن إِخوة یوسف: أَرْسِلْهُ مَعَنٰا غَداً یَرْتَعْ وَ یَلْعَبْ؛ أَی یلهو و یَنْعَم، و قیل: معناه یَسْعَی و ینْبَسِط، و قیل: معنی یَرْتَعْ یأْكل؛ و احتج بقوله:
(1). قوله [و الأَربعاء موضع] حكی فیه أیضاً ضم أوله و ثالثه، انظر معجم یاقوت. (2). قوله [الرضم و الرجم] ضبطا فی الأصل بفتح فسكون، و بمراجعة یاقوت تعلم أن الرجم بالتحریك و هما موضعان.
لسان العرب، ج‌8، ص: 113
و حَبِیبٌ لی إِذا لاقَیْتُه، و إِذا یَخْلو له لَحْمِی رَتَعْ «1» معناه أَكله، و من قرأَ نَرتع، بالنون «2»، أَراد نرتع. قال الفراء: یَرْتَعْ، العین مجزومة لا غیر، لأَن الهاء فی قوله أَرْسِلْهُ معرفة و غَداً معرفة و لیس فی جواب الأَمر و هو یَرْتَعْ إِلَّا الجزم؛ قال: و لو كان بدل المعرفة نكرة كقولك أَرسل رجلًا یَرتع جاز فیه الرفع و الجزم كقوله تعالی: ابعث لنا مَلِكاً یُقاتِلْ فی سبیل الله، و یقاتلُ، الجزم لأَنه جواب الشرط، و الرفع علی أَنها صلة للملك كأَنه قال ابعث لنا الذی یقاتل. و الرتْعُ: الرَّعیُ فی الخِصْبِ. قال: و منه‌حدیث الغَضْبان الشَّیْبانی مع الحَجّاج أَنه قال له: سَمِنْتَ یا غَضْبان فقال: الخَفْضُ و الدَّعَةُ، و القَیْدُ و الرَّتَعَة، و قِلّة التَّعْتَعة، و من یكن ضَیْفَ الأَمیر یَسْمَن؛ الرَّتَعَة: الاتّساع فی الخصب. قال أَبو طالب: سماعی من أَبی عن الفراء و الرَّتَعةُ مُثَقّل؛ قال: و هما لغتان: الرتَعة و الرتْعة؛ بفتح التاء و سكونها، و من ذلك قولهم: هو یَرْتَع أَی أَنه فی شی‌ء كثیر لا یُمْنع منه فهو مُخْصِب. قال أَبو طالب: و أَوّل من قال القَیْدُ و الرتعةُ عمرو بن الصَّعِق بن خُوَیْلد بن نُفَیْل بن عمرو بن كِلاب، و كانت شاكرٌ من هَمْدان أَسَرُوه فأَحسنوا إِلیه و رَوَّحُوا علیه، و قد كان یومَ فارَق قومَه نحیفاً فهرَب من شاكر فلما وصل إِلی قومه قالوا: أَیْ عَمرُو خَرجت من عندنا نَحِیفاً و أَنت الیوم بادِنٌ فقال: القیدُ و الرَّتعةُ، فأَرسلها مثلًا. و قولهم: فلان یَرْتع، معناه هو مُخْصِب لا یَعْدَم شیئاً یریده. و رتَعَت الماشِیَةُ تَرْتَع رَتْعاً و رُتُوعاً: أَكلت ما شاءت و جاءت و ذهبت فی المَرْعَی نهاراً، و أَرْتَعْتُها أَنا فَرَتَعت. قال: و الرَّتْع لا یكون إِلا فی الخِصْب و السعة؛ و منه‌حدیث عمر: إِنی و الله أُرْتِعُ فأُشْبِعُ؛ یرید حُسْن رِعایَتِه للرَّعِیَّة و أَنه یَدَعُهم حتی یشبعوا فی المَرْتع. و ماشِیةٌ رُتَّعٌ و رُتُوع و رَواتِعُ وَ رِتاعٌ، و أَرْتَعَها: أَسامها. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: فمنهم المُرْتِع‌أَی الذی یُخَلِّی رِكابَه تَرْتَع. و أَرْتَع الغیْثُ أَی أَنْبت ما تَرْتَع فیه الإِبل. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَیْثاً مُرْبِعاً مُرْتِعاً‌أَی یُنْبِت من الكَلإِ ما تَرْتع فیه المَواشِی و تَرعاه، و قد أَرْتَعَ المالَ و أَرْتَعَتِ الأَرضُ. و غَیث مُرْتِع: ذو خِصب. و رَتَع فلان فی مال فلان: تَقلَّب فیه أَكلًا و شرباً، و إِبل رِتاع. و أَرْتَعَ القومُ: وقعوا فی خِصب و رَعَوْا. و قوم رَتِعُون مُرْتِعُون، و هو علی النسب كَطَعِم، و كذلك كَلأٌ رَتِع؛ و منه قول أَبی فَقْعس الأَعرابی فی صفة كلإٍ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضَافٍ رَتِعٌ، أَراد خَضِع مَضِغ، فصیر الغین عیناً مهملة لأَن قبله خَضِع و بعده رتِع، و العرب تفعل مثل هذا كثیراً. و أَرْتعتِ الأَرضُ: كثر كَلَؤها. و استعمل أَبو حنیفة المَراتِع فی النَّعم. و الرَّتَّاعُ: الذی یَتَتَبَّعُ بإِبله المَراتِع المخْصِبة. و قال شمر: یقال أَتَیْت علی أَرض مُرْتِعة و هی التی قد طَمِعَ مالُها فی الشِّبع. و الذی‌فی الحدیث: أَنه من یَرْتَع حَوْل الحِمی یُوشِك أَن یُخالِطه‌أَی یَطُوفُ به و یَدُور حولَه.
(1). قوله [و حبیب لی إذا إلخ] فی هامش الأصل بدل و حبیب لی و یحیینی إذا إلخ. (2). قوله [و من قرأ نرتع بالنون إلخ] كذا بالأصل، و قال المجد و شرحه: و قرئ نُرتِع، بضم النون و كسر التاء، وَ یَلْعَبْ بالیاء، أی نرتع نحن دوابنا و مواشینا وَ یَلْعَبْ هو. و قرئ بالعكس أی یَرْتَعْ هو دوابنا و نلعب جمیعاً، و قرئ بالنون فیهما.
لسان العرب، ج‌8، ص: 114‌

رثع؛ ج8، ص: 114

: الرَّثَعُ، بالتحریك: الطَّمَعُ و الحِرْص الشدید؛ و منه‌حدیث عمر بن عبد العزیز یصف القاضی: ینبغی أَن یكون مُلْقِیاً للرَّثَع مُتَحَمِّلًا للَّائِمة؛ الرثَع، بفتح الثاء: الدَّناءةُ و الشَّرَهُ و الحِرْص و مَیْلُ النفس إِلی دَنی‌ء المَطامِع؛ و قال: و أَرْقَعُ الجَفْنةَ بالهَیْهِ الرَّثِعْ و الهَیْهُ: الذی یُنَحَّی و یُطْرد، یقال له: هِیهِ هِیهِ، یطرد لدَنَسِ ثِیابه. و قد رَثِعَ رَثَعاً، فهو رَثِعٌ: شرِه و رَضِی الدَّناءة، و فی الصحاح: فهو راثِعٌ. و رجل رَثِعٌ: حَرِیص ذو طَمَع. و الراثع: الذی یَرْضَی من العطیة بالیسیر و یُخادِن أَخْدانَ السُّوء، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر.

رجع؛ ج8، ص: 114

: رَجَع یَرْجِع رَجْعاً و رُجُوعاً و رُجْعَی و رُجْعاناً و مَرْجِعاً و مَرْجِعةً: انصرف. و فی التنزیل: إِنَّ إِلیٰ رَبِّكَ الرُّجْعیٰ، أَی الرُّجوعَ و المَرجِعَ، مصدر علی فُعْلی؛ و فیه: إِلَی اللّٰهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِیعاً*، أَی رُجُوعكم؛ حكاه سیبویه فیما جاء من المصادر التی من فَعَلَ یَفْعِل علی مَفْعِل، بالكسر، و لا یجوز أَن یكون هاهنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّی بإِلی، و انتصبت عنه الحالُ، و اسم المكان لا یتعدَّی بحرف و لا تنتصب عنه الحال إِلا أَنّ جُملة الباب فی فَعَلَ یَفْعِل أَن یكون المصدر علی مَفْعَل، بفتح العین. و راجَع الشی‌ءَ و رَجع إِلیه؛ عن ابن جنی، و رَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً و مَرْجِعاً و مَرْجَعاً و أَرْجَعْتُه، فی لغة هذیل، قال: و حكی أَبو زید عن الضَّبِّیین أَنهم قرؤُوا: أَ فلا یرون أَن لا یُرْجِع إِلیهم قولًا، و قوله عز و جل: قٰالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّی أَعْمَلُ صٰالِحاً؛ یعنی العبد إِذا بعث یوم القیامة و أَبصر و عرف ما كان ینكره فی الدنیا یقول لربه: ارْجِعُونِ أَی رُدُّونی إِلی الدنیا، و قوله ارْجِعُونِ واقع هاهنا و یكون لازماً كقوله تعالی: وَ لَمّٰا رَجَعَ مُوسیٰ إِلیٰ قَوْمِهِ؛ و مصدره لازماً الرُّجُوعُ، و مصدره واقعاً الرَّجْع. یقال: رَجَعْته رَجْعاً فرجَع رُجُوعاً یستوی فیه لفظ اللازم و الواقع. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: من كان له مال یُبَلِّغه حَجَّ بیتِ الله أَو تَجِب علیه فیه زكاة فلم یفعل سأَل الرَّجعةَ عند الموت‌أَی سأَل أَن یُرَدّ إِلی الدنیا لیُحْسن العمل و یَسْتَدْرِك ما فات. و الرَّجْعةُ: مذهب قوم من العرب فی الجاهلیة معروف عندهم، و مذهب طائفة من فِرَق المسلمین من أُولی البِدَع و الأَهْواء، یقولون: إِن المیت یَرْجِعُ إِلی الدنیا و یكون فیها حیّاً كما كان، و من جملتهم طائفة من الرَّافضة یقولون: إِنَّ علیّ بن أَبی طالب، كرم الله وجهه، مُسْتتِر فی السحاب فلا یخرج مع من خرج من ولده حتی ینادِیَ مُنادٍ من السماء: اخرج مع فلان، قال: و یشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالی: حَتّٰی إِذٰا جٰاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قٰالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّی أَعْمَلُ صٰالِحاً فِیمٰا تَرَكْتُ؛ یرید الكفار. و قوله تعالی: لَعَلَّهُمْ یَعْرِفُونَهٰا إِذَا انْقَلَبُوا إِلیٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ، قال: لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ أَی یَرُدُّون البِضاعةَ لأَنها ثمن ما اكتالوا و أَنهم لا یأْخذون شیئاً إِلا بثمنه، و قیل: یرجعون إِلینا إِذا عَلِموا أَنّ ما كِیلَ لهم من الطعام ثمنه یعنی رُدّ إِلیهم ثمنه، و یدل علی هذا القول قوله: فَلَمّٰا رَجَعُوا إِلیٰ أَبِیهِمْ … قٰالُوا یٰا أَبٰانٰا مٰا نَبْغِی هٰذِهِ بِضٰاعَتُنٰا. و‌فی الحدیث: أَنه نَفَّل فی البَدْأَة الرُّبع و فی الرَّجْعة الثلث؛ أَراد بالرَّجعة عَوْدَ طائفةٍ من الغُزاة إِلی الغَزْو بعد قُفُولهم فَیُنَفِّلهم الثلث من الغنیمة لأَنّ نهوضهم بعد القفول أَشق و الخطر فیه أَعظم. و الرَّجْعة: المرة من الرجوع. و‌فی حدیث السّحُور: فإِنه یُؤذِّن بلیل لیَرْجِعَ قائمَكم و یُوقِظَ نائمكم؛ القائم: هو
لسان العرب، ج‌8، ص: 115
الذی یصلی صلاة اللیل. و رُجُوعُه عَوْدُه إِلی نومه أَو قُعُوده عن صلاته إِذا سمع الأَذان، و رَجع فعل قاصر و متَعَد، تقول: رَجَعَ زید و رَجَعْته أَنا، و هو هاهنا متعد لیُزاوج یُوقِظ، و قوله تعالی: إِنَّهُ عَلیٰ رَجْعِهِ لَقٰادِرٌ؛ قیل: إِنه علی رَجْع الماء إِلی الإِحْلیل، و قیل إِلی الصُّلْب، و قیل إِلی صلب الرجل و تَرِیبةِ المرأَة، و قیل علی إِعادته حیّاً بعد موته و بلاه لأَنه المبدئ المُعید سبحانه و تعالی، و قیل علی بَعْث الإِنسان یوم القیامة، و هذا یُقوّیه: یَوْمَ تُبْلَی السَّرٰائِرُ؛ أَی قادر علی بعثه یوم القیامة، و الله سبحانه أَعلم بما أَراد. و یقال: أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَی أَبدل همه سروراً. و حكی سیبویه: رَجَّعه و أَرْجَعه ناقته باعها منه ثم أَعطاه إِیاها لیرجع علیها؛ هذه عن اللحیانی. و تَراجَع القومُ: رَجعُوا إِلی مَحَلِّهم. و رجّع الرجلُ و تَرجَّع: رَدَّدَ صوته فی قراءة أَو أَذان أَو غِناء أَو زَمْر أَو غیر ذلك مما یترنم به. و الترْجیع فی الأَذان: أَن یكرر قوله أَشهد أَن لا إِله إِلَّا الله، أَشهد أَن محمداً رسول الله. و تَرْجیعُ الصوت: تَرْدِیده فی الحَلق كقراءة أَصحاب الأَلحان. و‌فی صفة قراءته، صلی الله علیه و سلم، یوم الفتح: أَنه كان یُرَجِّع؛ الترجِیعُ: تردید القراءة، و منه ترجیع الأَذان، و قیل: هو تَقارُب ضُروب الحركات فی الصوت، و قد حكی عبد الله بن مُغَفَّل ترجیعه بمد الصوت فی القراءة نحو آء آء آء. قال ابن الأَثیر: و هذا إِنما حصل منه، و الله أَعلم، یوم الفتح لأَنه كان راكباً فجعلت الناقة تُحرِّكه و تُنَزِّیه فحدَثَ الترجِیعُ فی صوته. و‌فی حدیث آخر: غیر أَنه كان لا یُرَجِّع، و وجهه أَنه لم یكن حینئذ راكباً فلم یَحْدُث فی قراءته الترجیع. و رجَّع البعیرُ فی شِقْشِقَته: هَدَر. و رجَّعت الناقةُ فی حَنِینِها: قَطَّعَته، و رجَّع الحمَام فی غِنائه و استرجع كذلك. و رجّعت القَوْسُ: صوَّتت؛ عن أَبی حنیفة. و رجَّع النقْشَ و الوَشْم و الكتابة: ردَّد خُطُوطها، و ترْجیعها أَن یُعاد علیها السواد مرة بعد أُخری. یقال: رجَّع النقْشَ و الوَشْم ردَّد خُطوطَهما. و رَجْعُ الواشِمة: خَطُّها؛ و منه قول لبید: أَو رَجْع واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورها كِفَفاً، تعرَّضَ فَوْقهُنَّ وِشامُها و قال الشاعر: كتَرْجیعِ وَشْمٍ فی یَدَیْ حارِثِیّةٍ، یَمانِیة الأَسْدافِ، باقٍ نَؤُورُها و قول زهیر: مَراجِیعُ وَشْمٍ فی نَواشِرِ مِعْصَمِ هو جمع المَرْجُوع و هو الذی أُعِید سواده. و رَجَع إِلیه: كَرَّ. و رَجَعَ علیه و ارْتَجَع: كرَجَعَ. و ارْتَجَع علی الغَرِیم و المُتَّهم: طالبه. و ارتجع إِلی الأَمرَ: رَدَّه إِلیّ؛ أَنشد ثعلب: أَ مُرْتَجِعٌ لی مِثْلَ أَیامِ حَمّةٍ، و أَیامِ ذی قارٍ عَلیَّ الرَّواجِعُ؟ و ارْتَجَعَ المرأَةَ و راجَعها مُراجعة و رِجاعاً: رَجَعها إِلی نفسه بعد الطلاق، و الاسم الرِّجْعة و الرَّجْعةُ. یقال: طلَّق فلان فلانة طلاقاً یملك فیه الرَّجْعة و الرِّجْعةَ، و الفتح أَفصح؛ و أَما قول ذی الرمة یصف نساء تَجَلَّلْنَ بجَلابیبهن: كأَنَّ الرِّقاقَ المُلْحَماتِ ارْتَجَعْنَها علی حَنْوَةِ القُرْیانِ ذاتِ الهَمَائِم
لسان العرب، ج‌8، ص: 116
أَراد أَنهن ردَدْنها علی وجُوه ناضِرة ناعِمة كالرِّیاض. و الرُّجْعَی و الرَّجِیعُ من الدوابّ، و قیل من الدواب و من الإِبل: ما رَجَعْتَه من سفر إِلی سفر و هو الكالُّ، و الأُنثی رَجِیعٌ و رَجِیعة؛ قال جریر: إِذا بَلَّغَت رَحْلی رَجِیعٌ، أَمَلَّها نُزُولیَ بالموماةِ، ثم ارْتِحالِیا و قال ذو الرمة یصف ناقة: رجِیعة أَسْفارٍ، كأَنَّ زِمامَها شُجاعٌ لدی یُسْرَی الذِّراعَینِ مُطْرِق و جمعُهما معاً رَجائع؛ قال معن بن أَوْس المُزَنی: علی حینَ ما بی مِنْ رِیاضٍ لصَعْبةٍ، و بَرَّحَ بی أَنْقاضُهُن الرَّجائعُ كنَی بذلك عن النساء أَی أَنهن لا یُواصِلْنه لِكِبَره، و استشهد الأَزهری بعجز هذا البیت و قال: قال ابن السكیت: الرَّجِیعةُ بعیر ارْتَجعْتَه أَی اشترَیْتَه من أَجْلاب الناس لیس من البلد الذی هو به، و هی الرَّجائع؛ و أَنشد: و بَرَّحَ بی أَنقاضُهن الرَّجائع و راجَعت الناقة رِجاعاً إِذا كانت فی ضرب من السیر فرَجعت إِلی سَیر سِواه؛ قال البَعِیث یصف ناقته: و طُول ارْتِماء البِیدِ بالبِیدِ تَعْتَلی بها ناقتی، تَخْتَبُّ ثُمَّ تُراجِعُ و سَفَر رَجیعٌ: مَرْجُوع فیه مراراً؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال للإِیاب من السفَر: سفَر رَجِیع؛ قال القُحَیْف: و أَسْقِی فِتْیةً و مُنَفَّهاتٍ، أَضَرَّ بِنِقْیِها سَفَرٌ رَجِیعُ و فلان رِجْعُ سفَر و رَجِیعُ سفَر. و یقال: جعلها الله سَفْرة مُرْجِعةً. و المُرْجِعةُ: التی لها ثَوابٌ و عاقبة حَسَنة. و الرَّجْع: الغِرْس یكون فی بطن المرأَة یخرج علی رأْس الصبی. و الرِّجاع: ما وقع علی أَنف البعیر من خِطامه. و یقال: رَجَعَ فلان علی أَنف بعیره إِذا انفسخ خَطْمُه فرَدَّه علیه، ثم یسمی الخِطامُ رِجاعاً. و راجَعه الكلامَ مُراجَعةً و رِجاعاً: حاوَرَه إِیَّاه. و ما أَرْجَعَ إِلیه كلاماً أَی ما أَجابَه. و قوله تعالی: یَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلیٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ؛ أَی یَتَلاوَمُونَ. و المُراجَعَة: المُعاوَدَةُ. و الرَّجِیعُ من الكلام: المَرْدُودُ إِلی صاحبه. و الرَّجْعُ و الرَّجِیعُ: النَّجْوُ و الرَّوْثُ و ذو البَطن لأَنه رَجَع عن حاله التی كان علیها. و قد أَرْجَعَ الرجلُ. و هذا رَجِیعُ السَّبُع و رَجْعُه أَیضاً یعنی نَجْوَه. و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یُسْتَنْجَی بِرَجِیعٍ أَو عَظْم؛ الرَّجِیعُ یكون الرَّوْثَ و العَذِرةَ جَمیعاً، و إِنما سمی رَجِیعاً لأَنه رَجَع عن حاله الأُولی بعد أَن كان طعاماً أَو علَفاً أَو غیر ذلك. و أَرْجَع من الرَّجِیع إِذا أَنْجَی. و الرَّجِیعُ: الجِرَّةُ لِرَجْعِه لها إِلی الأَكل؛ قال حمید بن ثَوْر الهِلالی یَصِف إِبلًا تُرَدِّد جِرَّتها: رَدَدْنَ رَجِیعَ الفَرْثِ حتی كأَنه حَصی إِثْمِدٍ، بین الصَّلاءِ، سَحِیقُ و به فسر ابن الأَعرابی قول الراجز:
لسان العرب، ج‌8، ص: 117
یَمْشِینَ بالأَحْمال مَشْیَ الغِیلانْ، فاسْتَقْبَلَتْ لیلةَ خِمْسٍ حَنّانْ، تَعْتَلُّ فیه بِرَجِیعِ العِیدانْ و كلُّ شی‌ءٍ مُرَدَّدٍ من قول أَو فعل، فهو رَجِیع؛ لأَن معناه مَرْجُوع أَی مردود، و منها سموا الجِرَّة رَجِیعاً؛ قال الأَعشی: و فَلاةٍ كأَنَّها ظَهْر تُرْسٍ، لیس إِلّا الرَّجِیعَ فیها عَلاقُ یقول لا تَجِد الإِبل فیها عُلَقاً إِلَّا ما تُرَدِّدُه من جِرَّتها. الكسائی: أَرْجَعَتِ الإِبلُ إِذا هُزِلَت ثم سَمِنت. و فی التهذیب: قال الكسائی إِذا هُزِلَت الناقة قیل أَرْجَعت. و أَرجَعَت الناقة، فهی مُرْجِع: حَسُنت بعد الهُزال. و تقول: أَرْجَعْتُك ناقة إِرْجاعاً أَی أَعطیْتُكَها لتَرْجِع علیها كما تقول أَسْقَیْتُك إِهاباً. و الرَّجیعُ: الشِّواء یُسَخَّن ثانیة؛ عن الأَصمعی، و قیل: كلُّ ما رُدِّد فهو رَجِیع، و كلُّ طعام بَرَد فأُعِید علی النار فهو رَجِیع. و حبْل رَجِیع: نُقض ثم أُعِید فَتْلُه، و قیل: كلُّ ما ثَنَیْتَه فهو رَجِیع. و رَجِیعُ القول: المكروه. و تَرَجَّع الرجل عند المُصِیبة و اسْتَرْجَع: قال إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَیْهِ رٰاجِعُونَ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَنه حین نُعی له قُثَم استرجع‌أَی قال إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَیْهِ رٰاجِعُونَ، و كذلك الترجیع؛ قال جریر: و رَجَّعْت من عِرْفانِ دار، كأَنَّها بَقِیّةُ وَشْمٍ فی مُتُون الأَشاجِعِ «3» و اسْتَرْجَعْت منه الشی‌ءَ إِذا أَخذْت منه ما دَفَعْته إِلیه، و الرَّجْع: رَدّ الدابة یدیها فی السیر و نَحْوُه خطوها. و الرَّجْع: الخطو. و تَرْجِیعُ الدابة یدَیْها فی السیر: رَجْعُها؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: یَعْدُو به نَهْشُ المُشاشِ، كأَنّه صَدَعٌ سَلِیمٌ رَجْعُه لا یَظْلَعُ «4» نَهْشُ المُشاشِ: خَفیفُ القوائم، وصفَه بالمصدر، و أَراد نَهِش القوائم أَو مَنْهُوش القوائم. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: أَنه قال للجَلَّاد: اضْرِب و ارجِعْ یدك؛ قیل: معناه أَن لا یرفع یده إِذا أَراد الضرب كأَنه كان قد رفَع یده عند الضرب فقال: ارْجِعْها إِلی موضعها. و رَجْعُ الجَوابِ و رَجْع الرَّشْقِ فی الرَّمْی: ما یَرُدُّ علیه. و الرَّواجِعُ: الرِّیاح المُخْتلِفَةُ لمَجِیئها و ذَهابها. و الرَّجْعُ و الرُّجْعَی و الرُّجْعان و المَرْجُوعَةُ و المَرْجُوعُ: جواب الرسالة؛ قال یصف الدار: سأَلْتُها عن ذاك فاسْتَعْجَمَتْ، لم تَدْرِ ما مَرْجُوعةُ السَّائلِ و رُجْعان الكتاب: جَوابه. یقال: رجَع إِلیَّ الجوابُ یَرْجِعُ رَجْعاً و رُجْعاناً. و تقول: أَرسلت إِلیك فما جاءنی رُجْعَی رِسالتی أَی مَرْجُوعها، و قولهم: هل جاء رُجْعةُ كتابك و رُجْعانُه أَی جوابه، و یجوز رَجْعة، بالفتح. و یقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان علیك أَی من مَردُوده و جَوابه. و رجَع إِلی فلان من مَرْجوعِه كذا: یعنی رَدّه الجواب. و لیس لهذا البیع مَرْجُوع أَی لا یُرْجَع فیه. و متاع مُرْجِعٌ: له مَرْجُوع. و یقال: أَرْجَع الله بَیْعة فلان كما یقال أَرْبَح الله بَیْعَته. و یقال:
(3). فی دیوان جریر: من عِرفانِ رَبْع كأنّه، مكانَ: من عِرفانِ دارٍ كأنّها. (4). قوله [نهش المشاش] تقدم ضبطه فی مادتی مشش و نهش: نهش ككتف.
لسان العرب، ج‌8، ص: 118
هذا أَرْجَعُ فی یَدِی من هذا أَی أَنْفَع، قال ابن الفرج: سمعت بعض بنی سلیم یقول: قد رجَع كلامی فی الرجل و نَجَع فیه بمعنی واحد. قال: و رَجَع فی الدابّة العَلَفُ و نَجَع إِذا تَبیّن أَثَرُه. و یقال: الشیخ یَمْرض یومین فلا یَرْجِع شَهراً أَی لا یَثُوب إِلیه جسمه و قوّته شهراً. و فی النوادر: یقال طَعام یُسْتَرْجَعُ عنه، و تَفْسِیر هذا فی رِعْی المال و طَعام الناس ما نَفَع منه و اسْتُمْرِئَ فسَمِنُوا عنه. و قال اللحیانی: ارْتَجَع فلان مالًا و هو أَن یبیع إِبله المُسِنة و الصغار ثم یشتری الفَتِیّة و البِكار، و قیل: هو أَن یبیع الذكور و یشتری الإِناث؛ و عمَّ مرة به فقال: هو أَن یبیع الشی‌ء ثم یشتری مكانه ما یُخَیَّل إِلیه أَنه أَفْتی و أَصلح. و جاء فلان بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَی بشی‌ء صالح اشتراه مكان شی‌ء طالح، أَو مَكان شی‌ء قد كان دونه، و باع إِبله فارْتَجع منها رِجْعة صالحة و رَجْعةً: رَدّها. و الرِّجْعةُ و الرَّجْعة: إِبل تشتریها الأَعراب لیست من نتاجهم و لیست علیها سِماتُهم. و ارْتَجَعها: اشتراها؛ أَنشد ثعلب: لا تَرْتَجِعْ شارفاً تَبْغِی فَواضِلَها، بدَفِّها من عُری الأَنْساعِ تَنْدِیبُ و قد یجوز أَن یكون هذا من قولهم: باع إِبله فارتجع منها رِجْعة صالحة، بالكسر، إِذا صرف أَثْمانها فیما تَعود علیه بالعائدة الصالحة، و كذلك الرِّجْعة فی الصدقة، و‌فی الحدیث: أَنه رأَی فی إِبل الصدقة ناقة كَوْماء فسأَل عنها المُصَدِّق فقال: إِنی ارْتَجَعْتها بإِبل، فسكت؛ الارْتِجاعُ: أَن یَقدُم الرجل المصر بإِبله فیبیعها ثم یشتری بثمنها مثلها أَو غیرها، فتلك الرِّجعة، بالكسر؛ قال أَبو عبید: و كذلك هو فی الصدقة إِذا وجب علی رَبّ المال سِنّ من الإِبل فأَخذ المُصَدِّقُ مكانها سنّاً أُخری فوقها أَو دونها، فتلك التی أَخَذ رِجْعةٌ لأَنه ارتجعها من التی وجبت له؛ و منه‌حدیث معاویة: شكت بنو تَغْلِبَ إِلیه السنة فقال: كیف تَشْكُون الحاجةَ مع اجْتِلاب المِهارة و ارْتجاعِ البِكارة؟ أَی تَجْلُبون أَولاد الخیل فتَبِیعُونها و ترجعون بأَثمانها؛ البكارة للقِنْیة یعنی الإِبل؛ قال الكمیت یصف الأَثافی: جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ علی الأَوْرَقِ، لا رِجْعةٌ و لا جَلَبُ قال: و إِن ردَّ أَثمانها إِلی منزله من غیر أَن یشتری بها شیئاً فلیست برِجْعة. و‌فی حدیث الزكاة: فإِنهما یَتراجَعانِ بینهما بالسَّویّة؛ التَّراجُع بین الخلیطین أَن یكون لأَحَدهما مثلًا أَربعون بقرة و للآخر ثلاثون، و مالُهما مُشتَرَك، فیأْخذ العامل عن الأَربعین مُسنة، و عن الثلاثین تَبیعاً، فیرجع باذِلُ المسنة بثلاثة أَسْباعها علی خَلیطه، و باذلُ التَّبِیع بأَربعة أَسْباعِه علی خَلِیطه، لأَن كل واحد من السنَّین واجب علی الشُّیوعِ كأَن المال ملك واحد، و فی قوله بالسویة دلیل علی أَن الساعی إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زیادة علی فرْضه فإِنه لا یرجع بها علی شریكه، و إِنما یَغْرم له قیمة ما یخصه من الواجب علیه دون الزیادة؛ و من أَنواع التراجع أَن یكون بین رجلین أَربعون شاة لكل واحد عشرون، ثم كل واحد منهما یعرف عین ماله فیأْخذ العاملُ من غنم أَحدهما شاة فیرجع علی شریكه بقیمة نصف شاة، و فیه دلیل علی أَن الخُلْطة تصح مع تمییز أَعیان الأَموال عند من یقول به. و الرِّجَع أَیضاً: أَن یبیع الذكور و یشتری الإِناث كأَنه مصدر و إِن لم یصح تَغْییرُه، و قیل: هو
لسان العرب، ج‌8، ص: 119
أَن یبیع الهَرْمی و یشتری البِكارة؛ قال ابن بری: و جمع رِجْعةٍ رِجَعٌ، و قیل لحَیّ من العرب: بمَ كثرت أَموالكم؟ فقالوا: أَوصانا أَبونا بالنُّجَع و الرُّجَع، و قال ثعلب: بالرِّجَع و النِّجَع، و فسره بأَنه بَیْع الهَرْمی و شراء البِكارة الفَتِیَّة، و قد فسر بأَنه بیع الذكور و شراء الإِناث، و كلاهما مما یَنْمی علیه المال. و أَرجع إِبلًا: شَراها و باعَها علی هذه الحالة. و الرّاجعةُ: الناقة تباع و یشتری بثمنها مثلها، فالثانیة راجعة و رَجِیعة، قال علی بن حمزة: الرَّجیعة أَن یباع الذكور و یشتری بثمنه الأُنثی، فالأُنثی هی الرَّجیعة، و قد ارتجعتها و ترَجَّعْتها و رَجَعْتها. و حكی اللحیانی: جاءت رِجْعةُ الضِّیاع، و لم یفسره، و عندی أَنه ما تَعُود به علی صاحبها من غلَّة. و أَرْجَع یده إِلی سیفه لیستَلّه أَو إِلی كِنانته لیأْخذَ سهماً: أَهْوی بها إِلیها؛ قال أَبو ذؤیب: فبَدا له أَقْرابُ هذا رائغاً عنه، فعَیَّثَ فی الكِنانةِ یُرْجِعُ و قال اللحیانی: أَرْجَع الرجلُ یدیه إِذا رَدّهما إِلی خلفه لیتناوَل شیئاً، فعمّ به. و یقال: سیف نَجِیحُ الرَّجْعِ إِذا كان ماضِیاً فی الضَّریبة؛ قال لبید یصف السیف: بأَخْلَقَ مَحْمودٍ نَجِیحٍ رَجِیعُه و‌فی الحدیث: رَجْعةُ الطلاق فی غیر موضع، تفتح راؤه و تكسر، علی المرة و الحالة، و هو ارْتِجاع الزوجة المطلَّقة غیر البائنة إِلی النكاح من غیر استئناف عقد. و الرَّاجِعُ من النساء: التی مات عنها زوجها و رجعت إِلی أَهلها، و أَمّا المطلقة فهی المردودة. قال الأَزهری: و المُراجِعُ من النساء التی یموت زوجها أَو یطلقها فتَرجِع إِلی أَهلها، و یقال لها أَیضاً راجع. و یقال للمریض إِذا ثابَتْ إِلیه نفْسه بعد نُهوك من العِلَّة: راجع. و رجل راجع إِذا رجعت إِلیه نفسه بعد شدَّة ضَنیً. و مَرْجِعُ الكتف و رَجْعها: أَسْفَلُها، و هو ما یلی الإِبط منها من جهة مَنْبِضِ القلب؛ قال رؤبة: و نَطْعَن الأَعْناق و المَراجِعا یقال: طعَنه فی مَرْجِع كتفیه. و رَجَع الكلب فی قَیْئه: عاد فیه. و هو یُؤمِن بالرِّجْعة، و قالها الأَزهری بالفتح، أَی بأَنّ المیت یَرْجع إِلی الدنیا بعد الموت قبل یوم القیامة. و راجَع الرجلُ: رجَع إِلی خیر أَو شر. و تَراجعَ الشی‌ء إِلی خلف. و الرِّجاعُ: رُجوع الطیر بعد قِطاعها. و رَجَعَت الطیر رُجوعاً و رِجاعاً: قَطعت من المواضع الحارَّة إِلی البارِدة. و أَتانٌ راجِعٌ و ناقة راجِع إِذا كانت تَشُول بذنبها و تجمع قُطْرَیْها و تُوَزِّع ببولها فتظن أَنّ بها حَمْلًا ثم تُخْلِف. و رجَعت الناقةُ تَرْجع رِجاعاً و رُجوعاً، و هی راجِع: لَقِحت ثم أَخْلَفت لأَنها رجَعت عما رُجِیَ منها، و نوق رَواجِعُ، و قیل: إِذا ضربها الفَحل و لم تَلْقَح، و قیل: هی إِذا أَلقت ولدها لغیر تمام، و قیل: إِذا نالت ماء الفحل، و قیل: هو أَن تطرحه ماء. الأَصمعی: إِذا ضُربت الناقة مراراً فلم تَلْقَح فهی مُمارِنٌ، فإِن ظهر لهم أَنها قد لَقِحت ثم لم یكن بها حَمل فهی راجِع و مُخْلِفة. و قال أَبو زید: إِذا أَلقت الناقة حملها قبل أَن یَستبِین خلقه قیل رَجَعَت تَرْجِعُ رِجاعاً؛ و أَنشد أَبو الهیثم للقُطامی یصف نجِیبة لنَجِیبَتَین «1»:
(1). قوله: نجیبة لنجیبتین، هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 120
و من عیْرانةٍ عَقَدَتْ علیها لَقاحاً ثم ما كَسَرَتْ رِجاعا قال: أَراد أَن الناقة عقدَت علیها لَقاحاً ثم رمت بماء الفحل و كسرت ذنبها بعد ما شالَت به؛ و قول المرّار یَصِف إِبلًا: مَتابیعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ، كما رَجَعَتْ فی لَیْلها أُمّ حائلِ بُسْطٌ: مُخَلَّاةٌ علی أَولادها بُسِطَت علیها لا تُقْبَض عنها. مُتْئمات: معها ابن مَخاض. و حُوار رَواجِعُ: رجعت علی أَولادها. و یقال: رواجِعُ نُزَّعٌ. أُم حائل: أُمُّ ولدِها الأُنثی. و الرَّجِیعُ: نباتُ الربیع. و الرَّجْعُ و الرجیعُ و الراجعةُ: الغدیر یتردَّد فیه الماء؛ قال المتنخل الهُذلی یصف السیف: أَبیض كالرَّجْع رَسوبٌ، إِذا ما ثاخَ فی مُحْتَفَلٍ یَخْتَلی و قال أَبو حنیفة: هی ما ارْتَدّ فیه السَّیْل ثم نَفَذَ، و الجمع رُجْعان و رِجاع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و عارَضَ أَطْرافَ الصَّبا و كأَنه رِجاعُ غَدِیرٍ، هَزَّه الریحُ، رائِعُ و قال غیره: الرِّجاع جمع و لكنه نعته بالواحد الذی هو رائع لأَنه علی لفظ الواحد كما قال الفرزدق: إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحی، رَقَدْنَ علیهِن السِّجالُ المُسَدَّفُ «1» و إِنما قال رِجاعُ غدیر لیَفْصِله من الرِّجاع الذی هو غیر الغدیر، إِذ الرجاع من الأَسماء المشتركة؛ قال الآخر: و لو أَنّی أَشاء، لكُنْتُ منها مَكانَ الفَرْقَدَیْن من النُّجومِ فقال من النجوم لیُخَلِّص معنی الفَرقدین لأَن الفرقدین من الأَسماء المشتركة؛ أَ لا تری أَنَّ ابن أَحمر لما قال: یُهِلُّ بالفَرقدِ رُكْبانُها، كما یُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ و لم یُخَلِّص الفَرْقَد هاهنا اختلفوا فیه فقال قوم: إِنه الفَرْقَد الفَلَكی، و قال آخرون: إِنما هو فرقد البقرة و هو ولدها. و قد یكون الرِّجاعُ الغَدیر الواحد كما قالوا فیه الإِخاذ، و أَضافه إِلی نفسه لیُبَیِّنه أَیضاً بذلك لأَن الرِّجاع كان واحداً أَو جمعاً، فهو من الأَسماء المشتركة، و قیل: الرَّجْع مَحْبِس الماء و أَما الغدیر فلیس بمحبس للماء إِنما هو القِطعة من الماء یُغادِرها السَّیْلُ أَی یتركها. و الرَّجْع: المطر لأَنه یرجع مرة بعد مرة. و فی التنزیل: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الرَّجْعِ، و یقال: ذات النفْع، و الأَرض ذات الصَّدْع؛ قال ثعلب: تَرْجع بالمطر سنة بعد سنة، و قال اللحیانی: لأَنها ترجع بالغیث فلم یذكر سنة بعد سنة، و قال الفراء: تبتدئ بالمطر ثم ترجع به كل عام، و قال غیره: ذٰاتِ الرَّجْعِ ذات المطر لأَنه یجی‌ء و یرجع و یتكرّر. و الراجِعةُ: الناشِغةُ من نَواشِغ الوادی. و الرُّجْعان: أَعالی التِّلاع قبل أَن یجتمع ماء التَّلْعة، و قیل: هی مثل الحُجْرانِ، و الرَّجْع عامة الماء، و قیل: ماء لهذیل
(1). قوله [السجال المسدف] كذا بالأصل هنا، و الذی فی غیر موضع و كذا الصحاح: الحجال المسجف.
لسان العرب، ج‌8، ص: 121
غلب علیه. و فی الحدیث ذكر غَزوة الرَّجیعِ؛ هو ماء لهُذَیْل. قال أَبو عبیدة: الرَّجْع فی كلام العرب الماء، و أَنشد قول المُتَنَخِّل: أَبیض كالرَّجْع، و قد تقدم: الأَزهری: قرأْت بخط أَبی الهیثم حكاه عن الأَسدی قال: یقولون للرعد رَجْع. و الرَّجِیعُ: العَرَق، سمی رَجیعاً لأَنه كان ماء فعاد عرَقاً؛ و قال لبید: كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ یَوْمٍ رَجِیعاً، فی المَغَابنِ، كالعَصِیمِ أَراد العَرَقَ الأَصفر شبَّهه بعصیم الحِنَّاء و هو أَثره. و رَجِیعُ: اسم ناقة جریر؛ قال: إِذا بلَّغتْ رَحْلی رَجِیعُ، أَمَلَّها نُزُولیَ بالمَوْماةِ ثم ارْتحالیا «1» و رَجْعٌ و مَرْجَعةُ: اسمان.

ردع؛ ج8، ص: 121

: الرَّدْعُ: الكَفُّ عن الشی‌ء. رَدَعَه یَرْدَعه رَدْعاً فارْتَدَع: كفَّه فكفَّ؛ قال: أَهْلُ الأَمانةِ إِن مالُوا و مَسَّهمُ طَیْفُ العَدُوِّ، إِذا ما ذُوكِرُوا، ارْتَدَعُوا و تَرادَع القومُ: ردَعَ بعضُهم بعضاً. و الرَّدْعُ: اللطْخ بالزعفران. و‌فی حدیث حُذیفةَ: و رُدِعَ لها رَدْعةً‌أَی وَجَم لها حتی تغیَّرَ لونه إِلی الصُّفرة. و بالثوب رَدْعٌ من زَعْفران أَی شی‌ء یَسیر فی مَواضِعَ شتَّی، و قیل: الرَّدْع أَثَر الخَلُوق و الطِّیب فی الجسد. و قمیص رادِعٌ و مَرْدُوعٌ و مُرَدَّعٌ: فیه أَثَر الطِّیب و الزعفران أَو الدّم، و جمع الرّادِع رُدُعٌ؛ قال: بَنی نُمَیْرٍ تَرَكْتُ سَیِّدَكم، أَثْوابُه مِن دِمائكم رُدُعُ و غِلالةٌ رادِعٌ و مُرَدَّعة: مُلَمَّعةٌ بالطیب و الزعفران فی مواضع. و الرَّدْعُ: أَن تَرْدَع ثوباً بِطِیب أَو زعفران كما تَردَع الجارِیةُ صَدْرَها و مَقادِیمَ جَیْبها بالزعفران مِلْ‌ءَ كفِّها تُلَمِّعُه؛ قال إمرؤ القیس: حُوراً یُعَلَّلْنَ العَبِیرَ رَوادِعاً، كَمَها الشَّقائقِ أَو ظِباء سَلامِ السَّلام: الشجر؛ و أَنشد الأَزهری قول الأَعشی فی رَدْع الزعفران و هو لطْخُه: و رادِعة بالطِّیب صَفْراء عندنا، لجَسّ النَّدامَی فی یَدِ الدِّرْع مَفْتَقُ «2» و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: لم یُنْه عن شی‌ء من الأَرْدِیةِ إِلا عن المُزعْفرة التی تَرْدَعُ علی الجلد‌أَی تَنْفُض صِبْغَها علیه. و ثوب رَدِیع: مصبوغ بالزعفران. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كُفِّن أَبو بكر، رضی الله عنه، فی ثلاثة أَثواب، أَحدها به رَدْع من زعفران‌أَی لَطْخٌ لم یَعُمّه كله. و ردَعَه بالشی‌ء یَرْدَعُه رَدْعاً فارْتَدَعَ: لَطَخَه به فتلطَّخ؛ قال ابن مقبل: یَخْدِی بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُه، یَجْرِی بِدِیباجَتَیْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ و قال الأَزهری: فی تفسیره قولان: قال بعضهم مُتَصَبِّغ بالعرَق الأَسود كما یُرْدَع الثوب بالزعفران، قال: و قال خالد مُرْتَدِع قد انتهَتْ سِنُّه. یقال: قد ارْتَدَعَ إِذا انتهت سِنه، و‌فی حدیث الإِسراء: فمررنا بقوم رُدْعٍ؛ الرُّدْعُ: جمع أَرْدَعَ و هو من الغنم الذی صدره أَسود و باقیه أَبیض. یقال: تیس أَرْدَعُ و شاة رَدْعاء. و یقال: رَكِب فلان رَدْع المَنِیّةِ إِذا كانت فی
(1). ورد هذا البیت سابقاً فی هذه المادة، و قد صُرفت فیه رجیع فنُوّنت، أما هنا فقد منعت من الصرف. (2). فی قصیدة الأَعشی: المسك مكان الطیب.
لسان العرب، ج‌8، ص: 122
ذلك مَنِیَّتُه. و یقال للقتیل: ركب رَدْعه إِذا خَرّ لوجهه علی دَمِه. و طَعَنَه فَركِبَ رَدْعَه أَی مقادِیمَه و علی ما سالَ من دمه، و قیل: ركب ردعه أَی خَرَّ صَریعاً لوجهه علی دمه و علی رأْسه و إِن لم یَمُت بعد غیر أَنه كلما هَمّ بالنُّهوض ركب مَقادِیمه فخرّ لوجهه، و قیل: رَدْعُه دمه، و ركوبه إِیاه أَنّ الدم یَسِیل ثم یَخِرّ علیه صریعاً، و قیل: ردعه عُنُقه؛ حكی هذه الهروی فی الغریبین، و قیل: معناه أَن الأَرض رَدَعَتْه أَی كفَّتْه عن أَن یَهْوِی إِلی ما تحتها، و قیل: ركب رَدْعَه أَی لم یَرْدَعه شی‌ء فیمنعه عن وجهه، و لكنه ركب ذلك فمضی لوجهه و رُدِعَ فلم یَرْتَدِع كما یقال: ركب النَّهْی و خرَّ فی بئر فركب رَدْعَه و هَوَی فیها، و قیل: فمات و ركب ردعَ المَنِیّةِ علی المثل. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا أَتاه فقال له: إِنی رمیت ظَبْیاً و أَنا محرم فأَصبْتُ خُشَشاءَه فركب رَدْعَه فأَسَنَّ فمات؛ قاله ابن الأَثیر، الرَّدْعُ: العنُقُ، أَی سقَط علی رأْسه فانْدَقَّت عنقه، و قیل: هو ما تقدّم أَی خَرَّ صَرِیعاً لوجهه فكُلّما هَمّ بالنُّهوض ركب مقادِیمَه، و قیل: الرَّدْع هاهنا اسم الدم علی سبیل التشبیه بالزعفران، و معنی ركوبه دمه أَنه جُرح فسال دمه فسقط فوقه مُتَشَحِّطاً فیه؛ قال: و من جعل الردْع العنق فالتقدیر ركب ذاتَ رَدْعه أَی عنُقه فحذف المضاف أَو سمی العنُق رَدْعاً علی الاتساع؛ و أَنشد ابن بری لنُعیم بن الحرث بن یزید السعْدیّ: أَ لَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ یَرْكَبُ رَدْعه، و فیهِ سِنانٌ ذُو غِرارَیْنِ نائس؟ قال ابن جنی: من رواه یابس فقد أَفحش فی التصحیف، و إِنما هو نائسٌ أَی مُضْطَرِب من ناسَ یَنُوس؛ و قال غیره: من رواه یابس فإِنما یرید أَنّ حدیده ذكر لیس بِأَنِیث أَی أَنه صُلْب، و حكی الأَزهری عن أَبی سعید قال: الردْع العنُقُ، رُدِع بالدم أَو لم یُرْدَعْ. یقال: اضرب رَدْعَه كما یقال اضرب كرْدَه؛ قال: و سمی العنق رَدعاً لأَنه به یَرْتَدِعُ كل ذی عُنُق من الخیل و غیرها، و قال ابن الأَعرابی: ركب ردعه إِذا وقع علی وجهه، و رَكِبَ كُسْأَه إِذا وقع علی قَفاه، و قیل: ركب رَدْعَه أَنَّ الرَّدْع كلُّ ما أَصاب الأَرض من الصَّرِیع حین یهوی إِلیها، فما مس منه الأَرض أَوَّلًا فهو الرَّدع، أَیَّ أَقْطاره كان؛ و قول أَبی دُواد: فَعَلَّ و أَنْهَلَ مِنْها السِّنانَ، یَركَبُ مِنها الرَّدِیعُ الظِّلالا قال: و الرَّدِیع الصریع یركب ظله. و یقال: رُدِعَ بفلان أَی صُرِع. و أَخَذ فلاناً فَرَدَع به الأَرض إِذا ضرب به الأَرضَ. و سَهْم مُرْتَدِع: أَصاب الهَدَف و انكسر عُوده. و الرَّدِیعُ: السَّهْم الذی قد سقَط نَصْلُه. و رَدَعَ السهمَ: ضرب بنصله الأَرض لیثبت فی الرُّعْظِ. و الرَّدْعُ: رَدْعُ النصل فی السهم و هو تركیبه و ضربك إِیاه بحجر أَو غیره حتی یدخل. و المِرْدَعُ: السهم الذی یكون فی فُوقه ضِیق فیُدَقُّ فُوقه حتی ینفتح، و یقال بالغین. و المِرْدعةُ: نَصل كالنَّواة. و الرَّدْعُ: النُّكْسُ. قال ابن الأَعرابی: رُدِعَ إِذا نُكِسَ فی مَرضه؛ قال أَبو العِیال الهذلی: ذَكَرْتُ أَخِی، فَعاوَدَنی رُدَاعُ السُّقْمِ و الوَصَبِ [الوِصَبِ الرُّداع: النُّكْس؛ و قال كثیِّر:
لسان العرب، ج‌8، ص: 123
و إِنِّی علی ذاك التَّجَلُّدِ؛ إِنَّنی مُسِرُّ هُیام یَسْتَبِلُّ و یَرْدَعُ و المَرْدوعُ: المَنْكُوس، و جمعه رُدُوع؛ قال: و ما ماتَ مُذْرِی الدَّمع، بل ماتَ من به ضنًی باطِنٌ فی قَلْبِه و رُدُوع و قد رُدِع من مرضه. و الرُّداعُ: كالرَّدْع، و الرُّداعُ: الوجَع فی الجسد أَجمع؛ قال قَیْس بن معاذ مجنون بنی عامر: صَفْراء من بَقَرِ الجِواءِ، كأَنما ترك الحَیاةَ بها رُداعُ سَقِیمِ و قال قیس بن ذَرِیح: فَیا حَزَناً و عاوَدَنی رُداع، و كان فِراقُ لُبْنی كالخِداع و المِرْدَعُ: الذی یمضی فی حاجته فیرجع خائباً. و المِرْدَعُ: الكَسْلان من المَلَّاحِین. و رجل رَدِیعٌ: به رُداع، و كذلك المؤَنث؛ قال صخر الهذلی: و أَشْفِی جَوًی بالیَأْسِ مِنِّی قد ابْتَرَی عِظامِی، كما یَبْرِی الرَّدیعَ هُیامُها و رَدَعَ الرجلُ المرأَة إِذا وَطِئها. و الرِّداعةُ: شِبه بیت یُتخذ من صَفِیح ثم یُجعل فیه لحمة یُصادُ بها الضَّبُع و الذِّئب. و الرِّداع، بالكسر: موضع أَو اسم ماء؛ قال عنترة: بَرَكَتْ علی ماءِ الرِّداع، كأَنَّما بَرَكَتْ علی قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ و قال لبید: و صاحِبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بمَوْتِهِ، و عند الرِّداعِ بَیْتُ آخرَ كَوْثَر قال الأَزهری: و أَقرأَنی المُنْذِری لأَبی عبید فیما قرأَ علی الهیثم: الرَّدِیعُ الأَحمق، بالعین غیر معجمة. قال: و أَما الإِیادی فإِنه أَقرأَنیه عن شمر الردیغ معجمة، قال: و كلاهما عندی من نعت الأَحمق.

رسع؛ ج8، ص: 123

: الرَّسَعُ: فَسادُ العین و تَغَیُّرها، و قد رَسَّعَتْ تَرْسِیعاً. و‌فی حدیث عبد الله بن عمرو بن العاص، رضی الله عنهما: أَنه بكی حتی رَسِعَت عینه، یعنی فسَدت و تغیرت و التصقت أَجْفانُها؛ قال ابن الأَثیر: و تفتح سینها و تكسر و تشدد، و یروی بالصاد. و المُرَسَّعُ: الذی انْسَلقَت عینُه من السهَر. و رَسِعَ الرَّجل، فهو أَرْسَعُ، و رَسَّعَ: فسَد مُوقُ عینه تَرْسیعاً، فهو مُرَسِّع و مُرَسِّعة؛ قال إمرؤُ القیس: أَ یا هنْدُ، لا تَنْكِحِی بُوهةً علیْهِ عَقِیقَتُه أَحْسَبا مُرَسِّعةً، وسْطَ أَرْفاغِه، به عَسَمٌ یَبْتَغی أَرْنَبا لِیَجْعَلَ فی رِجْله كَعْبَهَا، حِذارَ المَنِیَّة أَنْ یَعْطَبا قوله مُرَسِّعة إِنما هو كقولك رجل هِلباجة و فَقْفاقةٌ، أَو یكون ذَهب به إِلی تأْنیث العین لأَن الترسیع إِنما یكون فیها كما یقال: جاءَتكم القَصْماء لرجل أَقْصَمِ الثَّنِیَّة، یُذْهب به إِلی سِنِّه، و إِنما خَصَّ الأَرنب بذلك و قال: حِذارَ المنیة أَن یَعْطَبا، فإِنه كان حَمْقی الأَعرابِ فی الجاهلیة یُعلِّقون كَعْب الأَرنب فی الرِّجل كالمَعاذة، و یزعمون أَنَّ من علَّقه لم تضره عین و لا سِحْر و لا آفة لأَن الجنَّ تَمْتَطِی الثعالِب و الظِّباء و القَنَافِذ و تجتنب الأَرانب لمكان الحَیْض؛
لسان العرب، ج‌8، ص: 124
یقول: هو من أُولئك الحمقی. و البُوهة: الأَحمق؛ قال ابن بری: و یروی‌مرسَّعةٌ … بالرفع و فتح السین، قال: و هی روایة الأَصمعی، قال: و المرسَّعة كالمعاذَة و هو أَن یؤْخذ سیر فیُخْرق فیُدخل فیه سیر فیجعل فی أَرْساغه، دفعاً للعین، فیكون علی هذا رفْعه بالابتداء، و وسط أَرفاغه الخبر؛ و یروی: بین أَرساغه. و رسَعَ الصبیَّ و غیره یَرْسَعُه رَسْعاً و رَسَّعه: شدَّ فی یده أَو رجله خَرزاً لیدفع به عنه العین. و الرَّسَعُ: ما شُدَّ به. و رَسِعَ به الشی‌ءُ: لَزِقَ. و رَسَّعَه: أَلزَقَه. و الرَّسیعُ: المُلْزَق. و رَسَّع الرَّجلُ: أَقام فلم یبرح من منزله. و رَجُل مُرسِّعة: لا یبرح من منزله، زادوا الهاء للمبالغة، و به فسر بعضهم بیت إمرئ القیس: مُرَسّعة وسط أَرْفاغه و التَّرْسِیع: أَن یَخْرِق شیئاً ثم یُدْخل فیه سیراً كما تُسَوَّی سُیور المصاحف، و اسم السیر المفعول به ذلك الرسیع؛ و أَنشد: و عادَ الرَّسیعُ نُهْیةً للحَمائل یقول: انكبَّت سُیوفهم فصارت أَسافِلُها أَعالِیها. قال الأَزهری: و من العرب من یقول الرَّصِیع، فیبدل السین فی هذا الحرف صاداً. و الرَّسِیعُ و مُرَیْسِیع: موضعان.

رصع؛ ج8، ص: 124

: الرَّصَع: دِقَّة الأَلیة. و رجل أَرْصَع: لغة فی الأَرْسَح. و‌فی حدیث المُلاعَنة: إِن جاءت به أُرَیْصِع؛ هو تصغیر الأَرْصع و هو الأَرْسَح. و الرَّصْعاء من النساء: الزَّلَّاء و هی مثل رَسْحاء بیّنةُ الرَّصَع إِذا لم تكن عَجْزاء، و ربما سموا فراخ النحل رَصَعاً، الواحدة رَصَعة؛ قال الأَزهری: هذا خطأٌ و الرَّضَع فراخ النحل، بالضاد، و هو بالصاد خطأ. و قد رَصِع رَصَعاً، و ربما وصف الذئب به. و قیل: الرَّصْعاء من النساء التی لا إِسْكَتَیْنِ لها. و الرَّصَع: تَقارُب ما بین الركبتین. و الرَّصَع: أَن یكثر علی الزرع الماء و هو صغیر فیصفَرّ و یحدّد و لا یفترش منه شی‌ء و یصغر حبه. و أَمّا‌حدیث عبد الله بن عمرو بن العاص: أَنه بكی حتی رَصِعَت عینُه، فقال ابن الأَثیر: أَی فَسَدت؛ قال: و هی بالسین أَشهر. و الرَّصْع، بسكون الصاد: شدة الطعْن. و رَصَعَه بالرُّمح یَرْصَعُه رَصْعاً و أَرْصَعَه: طعَنه طعْناً شدیداً غیّب السِّنان كله فیه؛ قال العجاج: نَطْعُنُ مِنْهُنّ الخُصُورَ النُّبَّعا، وخْضاً إِلی النِّصْف، و طَعْناً أَرْصَعا أَی التی تَنْبُع بالدم و نسبه ابن بری إِلی رؤبة. و رَصَعَ الشی‌ءَ: عقَدَه عَقْداً مُثَلَّثاً مُتداخِلًا كعَقْد التمیمة و نحوها. و إِذا أَخذت سیراً فعقدت فیه عُقَداً مُثلَّثة، فذلك الترْصِیعُ، و هو عَقد التمیمة و ما أَشبه ذلك؛ و قال الفرزدق: و جِئْنَ بأَوْلادِ النَّصارَی إِلیْكُمُ حَبالی، و فی أَعْناقِهِنَّ المَراصِعُ أَی الخُتُوم فی أَعْناقِهنَّ. و الرَّصِیعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف. و الرَّصِیعةُ: عُقْدة فی اللِّجام عند المُعَذّر كأَنها فَلْس، و قد رَصَّعه. و الرَّصِیعة: الحَلْقة المُسْتَدیرة. و الرَّصِیعةُ: سَیْر یُضْفَر بین حِمالة السیف و جَفْنِه، و قیل: سُیور مَضْفُورة فی أَسافل حَمائل السیف، الواحدة رصاعة، و الجمع رصائعُ و رَصِیع كشعیرة و شعیر، أَجْرَوْا المَصْنوع مُجری المَخْلوق و هو فی المخلوق أَكثر؛ قال أَبو ذؤیب:
لسان العرب، ج‌8، ص: 125
رَمَیْناهمُ حتَّی إِذا ارْبَثَّ جَمْعُهمْ، و صارَ الرَّصِیعُ نُهیةً للحَمائل أَی انقلبت سُیوفهم فصارت أَعالِیها أَسافِلَها و كانت الحمائل علی أَعناقهم فنكِّست فصار الرَّصیعُ فی موضع الحمائل، و قد تقدّم ذلك فی رسع؛ و النُّهیةُ: الغایة. و الرَّصائعُ: مَشَكُّ أَعالی الضُّلوع فی الصلب، واحدها رُصْعٌ، و هو نادر؛ قال ابن مقبل: فأَصْبَحَ بالمَوْماة رُصْعاً سَریحُها، فَلِلإِنْسِ باقِیهِ، و للجنّ نادِرُه و قال أَبو عبیدة فی كتاب الخیل: الرَّصائعُ واحدتها رَصِیعةٌ و هی مَشكُّ مَحانی أَطراف الضُّلُوع من ظهر الفرس. و فَرس مُرَصَّع الثُّنَنِ إِذا كانت ثُنَنُه بعضُها فی بعض. و الترْصِیعُ: التركیب، یقال: تاجٌ مُرَصَّع بالجوهر و سیف مُرصَّع أَی مُحَلًّی بالرصائعِ، و هی حَلَق یُحَلَّی بها، الواحدة رَصیعة. و رصَّع العِقْدَ بالجوهر: نظمه فیه و ضمّ بعضه إِلی بعض. و‌فی حدیث قُس: رَصِیع أَیْهُقانٍ، یعنی أَنّ هذا المكان قد صار بحُسن هذا النَّبْت كالشی‌ء المُحَسَّن المزَیَّن بالترْصیع، و الأَیْهُقانُ: نبت، و‌یروی: رضیع أَیْهُقان، بالضاد المعجمة. و رَصَعَ الحَبَّ: دَقَّه بین حجرین. و الرَّصیعة: طعام یتخذ منه؛ قال ابن الأَعرابی: الرصیعة البُرُّ یدقّ بالفهر و یُبلّ و یطبخ بشی‌ء من سمن. و رَصِع به الشی‌ءُ، بالكسر، یَرْصَع رَصَعاً و رُصوعاً: لزِق به، فهو راصِعٌ. أَبو زید فی باب لزُوق الشی‌ء: رَصِع، فهو راصِع، مثل عَسِقَ و عَبِقَ و عَتِكَ. و رَصَع الطَّائرُ الأُنثی یَرْصَعُها رَصْعاً: سَفَدها، و كذلك الكَبْش؛ و استعارته الخَنساء فی الإِنسان فقالت حین أَراد أَخوها مُعاویة أَن یزوجها من دُرید ابن الصِّمة: مَعاذَ اللهِ یَرْصَعُنی حَبَرْكی، قَصِیرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بن بَكْرِ «3» و قد تَراصَعت الطیر و الغنم و العصافیر. ابن الأَعرابی: الرَّصَّاعُ الكثیر الجِماع، و أَصله فی العُصفور الكثیر السِّفاد. و الرَّصْع: الضرْب بالید. و المِرْصَعانُ: صلاءة عظیمة من الحجارة و فِهْر مُدَوَّرة تملأُ الكف؛ عن أَبی حنیفة. و رَصَعَت بهما: دَقَّت. و التَّرَصُّع: النَّشاط مثل التَّعَرُّصِ.

رضع؛ ج8، ص: 125

: رَضَع الصبیُّ و غیره یَرْضِع مثال ضرب یضْرِب، لغة نجدیة، و رَضِعَ مثال سَمِع یَرْضَع رَضْعاً و رَضَعاً و رَضِعاً و رَضاعاً و رِضاعاً و رَضاعةً و رِضاعة، فهو راضِعٌ، و الجمع رُضَّع، و جمع السلامة فی الأَخیرة أَكثر علی ما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا البناء من الصفة؛ قال الأَصمعی: أَخبرنی عیسی بن عمر أَنه سمع العرب تنشد هذا البیت لابن همام السَّلُولی علی هذه اللغة «4»: و ذَمُّوا لنا الدُّنیا، و هم یَرْضِعُونها أَفاوِیقَ حتّی ما یَدِرُّ لَها ثُعْلُ و ارتَضَع: كَرضِع؛ قال ابن أَحمر: إِنی رَأَیْتُ بَنی سَهْمٍ و عِزَّهُمُ، كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَیها فَتَرْتَضِعُ یرید تَرْضَع نفسها؛ یصِفهم باللُّؤْم و العنز تَفعل ذلك. تقول منه: ارتضعتِ العنزُ أَی شربتْ لبن نفْسها.
(3). فی روایة أخری: … یرضعنی حبركی. (4). قوله [علی هذه اللغة] یعنی النجدیة كما یفیده الصحاح.
لسان العرب، ج‌8، ص: 126
و فی التنزیل: وَ الْوٰالِدٰاتُ یُرْضِعْنَ أَوْلٰادَهُنَّ حَوْلَیْنِ كٰامِلَیْنِ؛ اللفظ لفظ الخبر و المعنی معنی الأَمر كما تقول: حسبُك درهم، و لفظه الخبر و معناه معنی الأَمر كما تقول: اكْتفِ بدرهم، و كذلك معنی الآیة: لتُرْضِع الوالداتُ. و قوله: لا جُناح علیكم أَن تسترضِعُوا أَولادكم، أَی تطلبوا مُرْضِعة لأَولادكم. و‌فی الحدیث حین ذكر الإِمارة فقال: نِعمت المُرْضِعة و بِئست الفاطِمةُ، ضرب المُرْضعة مثلًا للإِمارة و ما تُوَصِّله إِلی صاحبها من الأَجْلاب یعنی المنافع، و الفاطمةَ مثلًا للموت الذی یَهْدِم علیه لَذَّاتِه و یقطع مَنافِعها، قال ابن بری: و تقول استرْضَعْتُ المرأَةَ ولدی أَی طلبت منها أَن تُرْضِعه؛ قال الله تعالی: أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلٰادَكُمْ، و المفعول الثانی محذوف أَن تَسْتَرْضِعُوا أَولادَكم مَراضِعَ، و المحذوف علی الحقیقة المفعول الأَول لأَن المرضعة هی الفاعلة بالولد، و منه: فلان المُسْتَرْضِعُ فی بنی تمیم، و حكی الحوفی فی البرهان فی أَحد القولین أَنه متعد إِلی مفعولین، و القول الآخر أَن یكون علی حذف اللام أَی لأَولادكم. و‌فی حدیث سوید بن غَفَلَةَ: فإِذا فی عَهْد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن لا یأْخذ من راضِعِ لبنٍ، أَراد بالراضع ذاتَ الدَّرِّ و اللبنِ، و فی الكلام مضاف محذوف تقدیره ذات راضع، فأَمّا من غیر حذف فالراضع الصغیر الذی هو بعدُ یَرْتَضِع، و نَهْیُه عن أَخذها لأَنها خِیار المال، و من زائدة كما تقول لا تأْكل من الحرام، و قیل: هو أَن یكون عند الرجل الشاة الواحدة أَو اللِّقْحة قد اتخذها للدَّرِّ فلا یؤْخذ منها شی‌ء. و تقول: هذا أَخی من الرَّضاعة، بالفتح، و هذا رَضِیعی كما تقول هذا أَكِیلی و رَسِیلی. و‌فی الحدیث: أَنّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: انظرن ما إِخوانكن فإِنما الرضاعة من المَجاعَةِ؛ الرضاعة، بالفتح و الكسر: الاسم من الإِرْضاع، فأَمّا من الرَّضاعة اللُّؤْم، فالفتح لا غیر؛ و تفسیر الحدیث أَن الرَّضاع الذی یحرِّم النكاح إِنما هو فی الصِّغَر عند جُوع الطِّفْل، فأَما فی حال الكِبَر فلا یرید أَنّ رَضاع الكبیر لا یُحرِّم. قال الأَزهری: الرَّضاع الذی یحرِّم رَضاعُ الصبی لأَنه یُشْبعه و یَغْذُوه و یُسكن جَوْعَتَه، فأَما الكبیر فرَضاعه لا یُحَرِّمُ لأَنه لا ینفعه من جُوع و لا یُغنیه من طعام و لا یَغْذوه اللبنُ كما یَغذُو الصغیر الذی حیاته به. قال الأَزهری: و قرأْت بخط شمر رُبّ غُلام یُراضَع، قال: و المُراضَعةُ أَن یَرضع الطفل أُمه و فی بطنها ولد. قال: و یقال لذلك الولد الذی فی بطنها مُراضَع و یجی‌ء نَحِیلًا ضاویاً سَیِّ‌ء الغِذاء. و راضَع فلان ابنه أَی دَفَعه إِلی الظِّئر؛ قال رؤبة: إِنَّ تَمِیماً لم یُراضَعْ مُسْبَعا، و لم تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعا أَی ولدته مَكْشُوف الأَمر لیس علیه غِطاء، و أَرضعته أُمه. و الرَّضِیعُ: المُرْضَع. و راضَعه مُراضَعة و رِضاعاً: رَضَع معه. و الرَّضِیعُ: المُراضِع، و الجمع رُضَعاء. و امرأَة مُرْضِع: ذاتُ رَضِیع أَو لبنِ رَضاعٍ؛ قال إمرؤ القیس: فَمِثْلِكِ حُبْلَی، قد طَرَقْتُ، و مُرْضِعٍ، فأَلْهَیْتُها عَنْ ذِی تَمَائِمَ مُغْیِلِ و الجمع مَراضِیع علی ما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا النحو. و قال ثعلب: المُرْضِعة التی تُرْضِع، و إِن لم یكن لها ولد أَو كان لها ولد. و المُرْضِع: التی لیس معها ولد و قد یكون معها ولد. و قال مرة: إِذا
لسان العرب، ج‌8، ص: 127
أَدخل الهاء أَراد الفعل و جعله نعتاً، و إِذا لم یدخل الهاء أَراد الاسم؛ و استعار أَبو ذؤَیب المَراضیع للنحل فقال: تَظَلُّ علی الثَّمْراء منها جَوارِسٌ، مَراضِیعُ صُهْبُ الرِّیشِ، زُغْبٌ رِقابُها و الرَّضَعُ: صِغارُ النحل، واحدتها رَضَعة. و فی التنزیل: یَوْمَ تَرَوْنَهٰا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّٰا أَرْضَعَتْ؛ اختلف النحویون فی دخول الهاء فی المُرْضِعة فقال الفراء: المُرْضِعة و المُرْضِعُ التی معها صبیٌّ تُرْضِعه، قال: و لو قیل فی الأُم مُرْضِع لأَن الرَّضاع لا یكون إِلا من الإِناث كما قالوا امرأَة حائض و طامث كان وجهاً، قال: و لو قیل فی التی معها صبی مُرضعة كان صواباً؛ و قال الأَخفش: أَدخل الهاء فی المُرْضِعة لأَنه أَراد، و الله أَعلم، الفِعْل و لو أَراد الصفة لقال مرضع؛ و قال أَبو زید: المرضعة التی تُرْضِع و ثَدْیُها فی ولدها، و علیه قوله: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ، قال: و كُلُّ مُرْضِعَةٍ كلُّ أُم. قال: و المرضع التی دنا لها أَن تُرْضِع و لم تُرْضِع بعد. و المُرْضِع: التی معها الصبی الرضیع. و قال الخلیل: امرأَة مُرْضِعٌ ذات رَضِیع كما یقال امرأَة مُطْفِلٌ ذات طِفْل، بلا هاء، لأَنك تصفها بفعل منها واقع أَو لازم، فإِذا وصفتها بفعل هی تفعله قلت مُفْعِلة كقوله تعالی: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّٰا أَرْضَعَتْ، وصفها بالفعل فأَدخل الهاء فی نَعْتِها، و لو وصفها بأَن معها رضیعاً قال: كل مُرْضِع. قال ابن بری: أَما مرضِع فهو علی النسب أَی ذات رَضِیع كما تقول ظَبْیَةٌ مُشْدِنٌ أَی ذات شادِن؛ و علیه قول إمرئ القیس: فمثْلِكِ حُبْلی، قد طَرَقْتُ، و مُرْضِعٍ فهذا علی النسب و لیس جاریاً علی الفعل كما تقول: رجل دَارِعٌ و تارِسٌ، معه دِرْع و تُرْسٌ، و لا یقال منه دَرِعٌ و لا تَرِسٌ، فلذلك یقدر فی مرضع أَنه لیس بجار علی الفعل و إِن كان قد استعمل منه الفعل، و قد یجی‌ءُ مُرْضِع علی معنی ذات إِرضاع أَی لها لبن و إِن لم یكن لها رَضِیع، و جمع المُرْضِع مَراضِعُ؛ قال سبحانه: وَ حَرَّمْنٰا عَلَیْهِ الْمَرٰاضِعَ مِنْ قَبْلُ؛ و قال الهذلی: و یأْوی إِلی نِسْوةٍ عُطُلٍ، و شُعْثٍ مَراضیعَ مِثلِ السَّعالی و الرَّضُوعةُ: التی تُرْضِع ولدها، و خصّ أَبو عبید به الشاة. و رضُعَ الرجل یَرْضُع رَضاعة، فهو رَضِیعٌ راضع أَی لئیم، و الجمع الرّاضِعون. و لئیمٌ راضع: یَرْضع الإِبل و الغنم من ضروعها بغیر إِناء من لؤْمه إِذا نزل به ضیف، لئلا یسمع صوت الشُّخْب فیطلب اللبن، و قیل: هو الذی رَضَع اللُّؤْم من ثَدْی أُمه، یرید أَنه وُلد فی اللؤْم، و قیل: هو الذی یأْكل خُلالته شَرَهاً من لؤْمه حتی لا یفوته شی‌ء. ابن الأَعرابی: الراضع و الرَّضیع الخَسیس من الأَعراب الذی إِذا نزل به الضیف رَضَع بفیه شاته لئلا یسمعه الضیف، یقال منه: رَضُع یَرْضُع رَضاعةً، و قیل ذلك لكل لئیم إِذا أَرادوا توكید لؤْمه و المبالغة فی ذمِّه كأَنه كالشی‌ء یُطْبَع علیه، و الاسم الرَّضَع و الرضِعُ، و قیل: الراضع الذی یَرْضَع الشاة أَو الناقة قبل أَن یَحْلُبَها من جَشَعِه، و قیل: الراضع الذی لا یُمْسِك معه مِحْلَباً، فإِذا سُئل اللبنَ اعتلَّ بأَنه لا مِحْلب له، و إِذا أَراد الشرب رضع حَلوبته. و‌فی حدیث أَبی مَیْسَرةَ، رضی الله عنه: لو رأَیت رجلًا یَرْضَع فَسَخِرت منه خَشِیت أَن أَكون مثله، أَی یَرْضَع الغنم من ضُروعها
لسان العرب، ج‌8، ص: 128
و لا یَحْلُب اللبن فی الإِناء لِلُؤْمه أَی لو عَیَّرْتُه بهذا لخشیت أَن أُبْتَلَی به. و‌فی حدیث ثَقِیف: أَسْلَمها الرُّضّاع و تركوا المِصاع؛ قال ابن الأَثیر: الرُّضّاع جمع راضع و هو اللئیم، سمی به لأَنه للؤْمه یَرْضَع إِبله أَو غنَمه لئلا یُسْمع صوتُ حَلبه، و قیل: لأَنه یَرْضَع الناسَ أَی یسأَلهم. و المِصاعُ: المُضاربة بالسیف؛ و منه حدیث سلَمة، رضی الله عنه: خُذْها، و أَنا ابنُ الأَكْوع، و الیَومُ یَوْمُ الرُّضَّع جمع راضع كشاهد و شُهَّد، أَی خذ الرَّمْیةَ منی و الیومُ یومُ هَلاك اللِّئام؛ و منه‌رجز یروی لفاطمة، رضی الله عنها: ما بیَ من لُؤْمٍ و لا رَضاعه و الفعل منه رَضُع، بالضم، و أَما الذی‌فی حدیث قُسٍّ: رَضیع أَیْهُقانٍ، قال ابن الأَثیر: فَعِیل بمعنی مفعول، یعنی أَن النعام فی ذلك المكان تَرْتَع هذا النبت و تَمَصُّه بمنزلة اللبن لشدة نعومته و كثرة مائه، و یروی بالصاد المهملة و قد تقدم. و الراضِعتان: الثَّنِیَّتان المتقدمتان اللتان یُشرب علیهما اللبن، و قیل: الرَّواضِعُ ما نبت من أَسنان الصبی ثم سقط فی عهد الرضاع، یقال منه: سقطت رواضعه، و قیل: الرواضع ست من أَعلی الفم و ست من أَسفله. و الراضعةُ: كلُّ سِنٍّ تُثْغَر. و الرَّضُوعةُ من الغنم: التی تُرضِع؛ و قول جریر: و یَرْضَعُ مَن لاقَی، و إِن یَرَ مُقْعَداً یَقُود بأَعْمَی، فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ «5» فسره ابن الأَعرابی أَن معناه یَسْتَعْطِیه و یطلبُ منه أَی لو رأَی هذا لَسَأَلَهُ، و هذا لا یكون لأَن المُقعد لا یقدر أَن یقوم فیَقودَ الأَعمی. و الرَّضَعُ: سِفاد الطائر؛ عن كراع، و المعروف بالصاد المهملة.

رطع؛ ج8، ص: 128

: رطَعَها یَرْطَعُها رَطْعاً: كَطَعَرَها أَی نكحها.

رعع؛ ج8، ص: 128

: ابن الأَعرابی: الرَّعُّ السكون. و الرَّعاعُ: الأَحداثُ. و رَعاعُ الناس: سُقّاطُهم و سَفِلَتُهم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن المَوسم یَجمع رَعاع الناس‌أَی غَوْغاءهم و سُقّاطَهم و أَخلاطَهم، الواحد رَعاعة؛ و منه‌حدیث عثمان، رضی الله عنه، حین تَنَكَّرَ له الناس: إِن هؤلاء النفر رَعاع غَثَرةٌ.و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و سائر الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ قال أَبو منصور: قرأْت بخط شمر و الرُّعاعُ كالزجاج من الناس، و هم الرُّذال الضُّعفاء، و هم الذین إِذا فَزِعوا طاروا؛ قال أَبو العَمَیْثَل: و یقال للنعامة رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ. و تَرَعْرعت سِنُّه و تَزَعْزعت إِذا تحركت. و الرَّعْرعة: اضطرابُ الماء الصافی الرقیق علی وجه الأَرض، و منه قیل: غلام رَعْرعٌ، و ربما قیل: تَرَعْرع السَّراب علی التشبیه بالماء. و الرَّعْرعةُ: حسن شَبابِ الغُلام و تحرُّكه. و شابٌّ رُعْرُعٌ و رُعْرعة؛ عن كراع، و رَعْرَعٌ و رَعْراعٌ؛ الأَخیرة عن ابن جنی: مُراهِق حسَن الاعْتِدال، و قیل مُحْتَلِم، و قیل قد تحرّك و كَبِرَ، و الجمع الرَّعارِعُ؛ قال لبید و قال ابن بری، و قیل هو للبَعِیث: تُبَكِّی علی إِثْرِ الشَّبابِ الذی مَضَی، أَلا إِنّ أَخْدانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ «6»
(5). روایة دیوان جریر: … و إِن یلقَ مقعداً. (6). قوله [تبكی] كذا ضبط فی بعض نسخ الجوهری، و فی الأساس: و تبكی بالواو.
لسان العرب، ج‌8، ص: 129
و قد تَرَعْرَعَ الصبیُّ أَی تحرّك و نشأَ. و غلامٌ مُتَرَعْرِعٌ أَی مُتَحَرِّك. و رَعْرَعَه الله أَی أَنبته. قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول للقَصَب إِذا طالَ فی مَنْبِته و هو رَطْب: قَصَب رَعْراعٌ، و منه یقال للغُلام إِذا شَبَّ و اسْتَوَت قامَتُه: رَعْراعٌ و رَعْرَعٌ، و الجمع الرَّعارِعُ. و‌فی حدیث وهب: لو یَمُرّ علی القَصَب الرَّعْراعِ لم یسمع صوته؛ قال ابن الأَثیر: هو الطّوِیل من ترَعْرَع الصبیُّ إِذا نشأَ و كَبِر؛ و قال لبید: أَلا إِنّ أَخْدان الشَّبابِ الرعارعُ و یقال: رَعْرَعَ الفارسُ دابته إِذا لم یكن رَیِّضاً فركبه لیَرُوضَه؛ قال أَبو وجْزةَ السَّعْدِی: تَرِعاً یُرَعْرِعُه الغُلامُ، كأَنّه صَدَعٌ یُنازِعُ هِزّةً و مِراحا

رفع؛ ج8، ص: 129

: فی أَسْماء الله تعالی الرافِعُ: هو الذی یَرْفَعُ المؤْمن بالإِسعاد و أَولیاءَه بالتقْرِیب. و الرَّفْعُ: ضدّ الوَضْع، رَفَعْته فارْتَفَع فهو نَقیض الخَفْض فی كل شی‌ء، رَفَعه یَرْفَعُه رَفْعاً و رَفُع هو رَفاعة و ارْتَفَع. و المِرْفَع: ما رُفِع به. و قوله تعالی فی صفة القیامة: خٰافِضَةٌ رٰافِعَةٌ؛ قال الزجاج: المعنی أَنها تَخْفِض أَهل المعاصی و تَرْفَع أَهل الطاعة. و‌فی الحدیث: إِنّ اللهَ تعالی یَرفع العَدْلَ و یَخْفِضُه؛ قال الأَزهری: معناه أَنه یرفع القِسط و هو العَدل فیُعْلِیه علی الجَوْرِ و أَهله، و مرة یخْفِضه فیُظهر أَهلَ الجور علی أَهل العدل ابْتلاءً لخلقه، و هذا فی الدنیا و العاقبةُ للمتقین. و یقال: ارْتَفَعَ الشی‌ءُ ارْتِفاعاً بنفسه إِذا عَلا. و فی النوادر: یقال ارتفع الشی‌ءَ بیده و رَفَعَه. قال الأَزهری: المعروف فی كلام العرب رَفَعْت الشی‌ءَ فارتفع، و لم أَسمع ارتفع واقعاً بمعنی رَفَع إِلَّا ما قرأْته فی نوادر الأَعراب. و الرُّفاعة، بالضم، ثوب تَرْفَع به المرأَة الرَّسْحاء عَجِیزتَها تُعظِّمها به، و الجمع الرفائعُ؛ قال الراعی: عِراضُ القَطا لا یَتَّخِذْن الرَّفائعا و الرفاع: حبل «1» یُشدُّ فی القید یأْخذه المُقَیَّد بیده یَرْفَعُه إِلیه. و رُفاعةُ المُقید: خیط یرفع به قیدَه إِلیه. و الرَّافِعُ من الإِبل: التی رَفَعت اللِّبَأَ فی ضَرْعِها؛ قال الأَزهری: یقال للتی رَفَعَت لبنَها فلم تَدِرَّ رافِعٌ، بالراء، فأَما الدَّافِعُ فهی التی دَفَعت اللبأَ فی ضرعها. و الرَّفْع تَقرِیبك الشی‌ء من الشی‌ء. و فی التنزیل: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ؛ أَی مُقَرَّبةٍ لهم، و من ذلك رَفَعْتُه إِلی السلطان، و مصدره الرُّفعان، بالضم؛ و قال الفراء: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ أَی بعضها فوق بعض. و یقال: نساء مَرْفُوعات أَی مُكَرَّمات من قولك إِن الله یَرْفَع من یَشاء و یَخْفِضُ. و رفَعَ السَّرابُ الشخص یَرْفَعُه رَفْعاً: زَهاه. و رُفِعَ لی الشی‌ء: أَبصرته من بُعْد؛ و قوله: ما كان أَبْصَرَنِی بِغِرَّاتِ الصِّبا، فالیَوْمَ قَد رُفِعَتْ لیَ الأَشْباحُ قیل: بُوعِدت لأَنی أَری القریب بعیداً، و یروی: … قد شُفِعت لیَ الأَشْباح أَی أَری الشخص اثنین لضَعْف بصری، و هو الأَصح، لأَنه یقول بعد هذا: و مَشَی بِجَنْبِ الشخْصِ شَخْصٌ مِثْلُه، و الأَرضُ نائِیةُ الشخُوصِ بَراحُ
(1). قوله [و الرفاع حبل] كذا بالأصل بدون هاء تأنیث و هو عین ما بعده.
لسان العرب، ج‌8، ص: 130
و رافَعْتُ فلاناً إِلی الحاكم و تَرافَعْنا إِلیه و رفَعه إِلی الحَكَمِ رَفْعاً و رُفْعاناً و رِفْعاناً: قرّبه منه و قَدَّمه إِلیه لیُحاكِمَه، و رَفَعْتُ قِصَّتی: قَدَّمْتُها؛ قال الشاعر: و هم رَفَعُوا لِلطَّعْن أَبْناء مَذْحِجٍ أَی قدَّمُوهم للحرب؛ و قول النابغة الذبیانی: و رَفَعَته إِلی السِّجْفَیْنِ فالنَّضَدِ «1» أَی بَلَغَتْ بالحَفْر و قَدَّمَتْه إِلی موضع السِّجْفَیْنِ، و هما سِتْرا رُواقِ البیت، و هو من قولك ارْتَفَع الشی‌ء أَی تقدَّم، و لیس هو من الارْتِفاعِ الذی هو بمعنی العُلُوّ، و السیرُ المَرْفُوعُ: دون الحُضْر و فوق المَوْضُوعِ یكون للخیل و الإِبل، یقال: ارْفَعْ من دابَّتك؛ هذا كلام العرب. قال ابن السكیت: إِذا ارتفع البعیر عن الهَمْلَجة فذلك السیر المَرْفُوعُ، و الرَّوافِعُ إِذا رفَعُوا فی مَسیرهم. قال سیبویه: المَرْفُوعُ و المَوْضُوعُ من المصادر التی جاءت علی مَفْعول كأَنه له ما یَرْفَعُه و له ما یَضَعُه. و رفَع البعیرُ فی السیر یَرْفَع، فهو رافعٌ أَی بالَغَ و سارَ ذلك السیرَ، و رفَعَه و رفَع منه: ساره، كذلك، یَتعدّی و لا یتعدّی؛ و كذلك رَفَّعْتُه تَرْفِیعاً. و مَرْفُوعها: خلاف مَوْضُوعِها، و یقال: دابة له مَرْفُوع و دابة لیس له مَرْفُوع، و هو مصدر مثل المَجْلُود و المَعْقُول: قال طرفة: مَوْضُوعُها زَوْلٌ، و مَرْفُوعها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وسْطَ رِیح قال ابن بری: صواب إِنشاده: مرفوعها زول، و موضوعها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وسْطَ رِیح و المرفوعُ: أَرفع السیر، و المَوضُوع دونه، أَی أَرْفَعُ سیرها عَجَب لا یُدْرك وصْفُه و تشبیهُه، و أَمّا موضوعها و هو دون مرفوعها، فیدرك تشبیهه و هو كمرّ الریح المُصوِّتة، و یروی: كمرّ غَیْثٍ … و‌فی الحدیث: فَرَفَعْتُ ناقتی‌أَی كلّفْتها المَرْفُوع من السیر، و هو فوق الموضوع و دون العَدْو. و‌فی الحدیث: فرَفَعْنا مَطِیَّنا و رَفَع رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، مَطِیَّتَه و صَفِیَّةُ خَلْفَه.و الحمار یُرَفِّع فی عَدْوه تَرْفِیعاً، و رفَّع الحِمار: عَدا عَدْواً بعضُه أَرْفع من بعض. و كلُّ ما قدَّمْتَه، فقد رَفَّعْته. قال الأَزهری: و كذلك لو أَخذت شیئاً فرَفَعْتَ الأَوّل، فالأَوّل رفَّعْته ترفیعاً. و الرِّفْعة: نقیض الذِّلّة. و الرِّفْعة: خلاف الضّعة، رَفُع یَرْفُع رَفاعة، فهو رَفیع إِذا شَرُف، و الأُنثی بالهاء. قال سیبویه: لا یقال رَفُع و لكن ارْتَفَع، و قوله تعالی: فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ؛ قال الزجاج: قال الحسن تأْویل أَنْ تُرْفَعَ أَنْ تُعَظَّم؛ قال: و قیل معناه أَن تُبْنَی، كذا جاء فی التفسیر. الأَصمعی: رَفَع القومُ، فهُم رافِعُون إِذا أَصْعَدُوا فی البلاد؛ قال الراعی: دَعاهُنَّ داعٍ للخَرِیفِ، و لم تَكُنْ لَهُنَّ بِلاداً، فانْتَجَعْنَ روافِعا أَی مُصْعِداتٍ؛ یرید لم تكن تلك البلادُ التی دعَتْهن لهُنّ بِلاداً. و الرَّفِیعةُ: ما رُفِعَ به علی الرَّجل، و رَفَعَ فلان علی العامل رَفِیعة: و هو ما یَرْفَعُه من قَضِیَّة و یُبَلِّغها. و‌فی الحدیث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعتْ عَلَیْنا من البَلاغِ فقد حَرَّمْتُها أَن تُعْضَد أَو تُخْبَط إِلَّا لعُصْفُورِ قَتَبٍ أَو مَسْنَدِ مَحالةٍ، أَی كلُّ نفْس أَو
(1). قوله: رفَعَته …؛ فی دیوان النابغة‌رفَّعته … بتشدید الفاء.
لسان العرب، ج‌8، ص: 131
جماعة مُبلِّغة تُبَلِّغ و تُذِیعُ عنا ما نقوله فَلْتُبَلّغْ و لتَحْك أَنّی قد حَرَّمْت المدینة أَن یُقْطَع شجرها أَو یُخْبَط ورَقُها، و‌روی: من البُلَّاغِ، بالتشدید، بمعنی المُبَلِّغین كالحُدّاثِ بمعنی المُحدِّثِین؛ و الرَّفْع هنا من رَفَع فلان علی العامل إِذا أَذاع خبره و حكی عنه. و یقال: هذه أَیامُ رَفاعٍ و رِفاعٍ، قال الكسائی: سمعت الجَرامَ و الجِرامَ و أَخَواتها إِلا الرِّفاع فإِنی لم أَسمعها مكسورة، و حكی الأَزهری عن ابن السكیت قال: یقال جاء زَمَنُ الرَّفاعِ و الرِّفاعِ إِذا رُفِعَ الزَّرْعُ، و الرَّفاعُ و الرِّفاعُ: اكْتِنازُ الزَّرعِ و رَفْعُه بعد الحَصاد. و رَفَع الزَّرعَ یَرْفَعُه رَفْعاً و رَفاعة و رَفاعاً: نقله من الموضع الذی یَحْصِدُهُ فیه إِلی البَیْدر؛ عن اللحیانی: و بَرْقٌ رافع: ساطعٌ؛ قال الأَحوص: أَ صاحِ أَ لم تَحْزُنْك رِیحٌ مَرِیضةٌ، و بَرْقٌ تَلالا بالعَقِیقَیْنِ رافِعُ؟ و رجل رَفِیعُ الصوتِ أَی شریف؛ قال أَبو بكر محمد بن السَّرِیّ: و لم یقولوا منه رَفُع؛ قال ابن بری: هو قول سیبویه، و قالوا رَفِیع و لم نَسمعهم قالوا رَفُع. و قال غیره: رَفُعَ رِفْعة أَی ارْتَفَعَ قَدْرُه. و رَفاعةُ الصوت و رُفاعتُه، بالضم و الفتح: جَهارَتُه. و رَجل رَفِیعُ الصوت: جَهِیرُه. و قد رَفُع الرجل: صار رَفِیع الصوتِ. و أَمّا الذی‌ورد فی حدیث الاعتكاف: كان إِذا دخل العَشْرُ أَیْقظَ أَهلَه و رَفَع المِئْزَر، و هو تشمیره عن الإِسبال، فكنایة عن الاجْتهاد فی العِبادة؛ و قیل: كُنِی به عن اعْتِزال النساء. و‌فی حدیث ابن سلام: ما هلَكت أُمّة حتی یُرْفَع القُرآنُ علی السلطان‌أَی یتَأَوَّلونه و یَرَوْن الخروج به علیه. و الرَّفْعُ فی الإِعراب: كالضمّ فی البِناء و هو من أَوضاع النحویین، و الرَّفعُ فی العربیة: خلاف الجر و النصب، و المُبْتَدأُ مُرافِع للخبر لأَنَّ كل واحد منهما یَرْفَع صاحبه. و رِفاعةُ، بالكسر: اسم رجل. و بنو رِفاعةَ: قبیلة. و بنو رُفَیْع: بطن. و رافِع: اسم.

رقع؛ ج8، ص: 131

: رقَع الثوبَ و الأَدیم بالرِّقاع یَرْقَعُه رَقْعاً و رقَّعَه: أَلحَمَ خَرْقه، و فیه مُتَرَقَّعٌ لمن یُصْلِحه أَی موضعُ تَرْقِیع كما قالوا فیه مُتَنَصَّح أَی موضع خِیاطة. و‌فی الحدیث: المؤمنُ واهٍ راقِعٌ فالسَّعِیدُ مَن هلَك علی رَقْعِه، قوله واهٍ أَی یَهِی دِینُه بمعصیته و یَرْقَعُهُ بتوبته، من رَقَعْت الثوبَ إِذا رَمَمْته. و اسْتَرْقَع الثوبُ أَی حانَ له أَن یُرْقَعَ. و تَرْقِیعُ الثوب: أَن تُرَقِّعَه فی مواضع. و كلّ ما سَدَدْت من خَلّة، فقد رَقَعْتَه و رَقَّعْته؛ قال عُمر بن أَبی رَبِیعةَ: و كُنَّ، إِذا أبْصَرْنَنی أَو سَمِعْنَنی، خَرَجْن فَرَقَّعْنَ الكُوی بالمَحاجِرِ «2» و أَراه علی المثل. و قد تَجاوَزُوا به إِلی ما لیس بِعَیْن فقالوا: لا أَجِدُ فیكَ مَرْقَعاً للكلام. و العرب تقول: خَطِیب مِصْقَعٌ، و شاعِرٌ مِرْقَعٌ، و حادٍ قُراقِرٌ مِصْقع یَذْهَب فی كل صُقْع من الكلام، و مِرْقع یصل الكلام فیَرْقَع بعضَه ببعض. و الرُّقْعةُ: ما رُقِع به: و جمعها رُقَعٌ و رِقاعٌ. و الرُّقْعة: واحدة الرِّقاع التی تكتب. و‌فی الحدیث: یَجِی‌ء أَحدُكم یومَ القِیامة علی رقَبته رِقاع تَخْفِق؛ أَراد بالرِّقاعِ ما علیه من الحُقوق المكتوبة فی الرقاع،
(2). فی دیوان عمر: سَعَین … مكان‌خرجن …
لسان العرب، ج‌8، ص: 132
و خُفُوقُها حرَكَتُها. و الرُّقْعة: الخِرْقة. و الأَرْقَعُ و الرَّقِیعُ: اسمان للسماء الدُّنیا لأَنّ الكواكب رَقَعَتْها، سمیت بذلك لأَنها مَرْقُوعة بالنجوم، و الله أَعلم، و قیل: سمیت بذلك لأَنها رُقِعت بالأَنوار التی فیها، و قیل: كل واحدة من السماوات رَقِیع للأُخری، و الجمع أَرْقِعةٌ، و السماوات السبع یقال إِنها سبعة أَرْقِعة، كلٌ سَماء منها رَقَعت التی تلیها فكانت طَبَقاً لها كما تَرْقَع الثوبَ بالرُّقعة. و فی الحدیث عن‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، لسعْد بن معاذ، رضی الله عنه، حین حكم فی بنی قُرَیْظةَ: لقدْ حَكَمْتَ بحكم الله من فَوقِ سَبعة أَرْقِعة، فجاء به علی التذكیر كأَنه ذَهب به إِلی معنی السقْف، و عنی سبع سماوات، و كلُّ سماء یقال لها رَقِیع، و قیل: الرَّقِیع اسم سماء الدنیا فأَعْطَی كُلَّ سَماء اسْمَها. و فی الصحاح: و الرَّقِیع سماء الدنیا و كذلك سائر السماوات. و الرَّقِیعُ: الأَحمق الذی یَتَمَزَّقُ علیه عَقْلُه، و قد رَقُع، بالضم، رَقاعةً، و هو الأَرْقَعُ و المَرْقَعانُ، و الأُنثی مَرْقَعانة، و رَقْعاءُ، مولَّدة، و سمی رَقِیعاً لأَن عقله قد أَخْلَق فاسْتَرَمَّ و احتاج إِلی أَن یُرْقَع. و أَرْقَع الرَّجلُ أَی جاء برَقاعةٍ و حُمْقٍ. و یقال: ما تحت الرَّقِیع أَرْقَعُ منه. و الرُّقْعة: قِطْعة من الأَرض تَلْتَزِق بأُخری. و الرُّقعة: شجرة عظیمة كالجَوْزة، لها ورق كورق القَرْع، و لها ثمر أَمثال التّین العُظام الأَبیض، و فیه أَیضاً حَبٌّ كحب التِّین، و هی طیّبة القِشْرة و هی حُلوة طیبة یأْكلها الناس و المَواشِی، و هی كثیرة الثمر تؤكل رَطْبة و لا تسمی ثمرتها تیناً، و لكن رُقَعاً إِلا أَن یقال تین الرُّقَع. و یقال: قَرَّعنی فلان بِلَوْمِه فما ارْتَقَعْت به أَی لم أَكْتَرِث به. و ما أَرْتَقِعُ بهذا الشی‌ء و ما أَرْتَقِعُ له أَی ما أُبالی به و لا أَكترث؛ قال: ناشَدتُها بكتاب اللهِ حُرْمَتَنا، و لم تَكُن بِكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ و ما تَرْتَقِعُ منی برَقاع و لا بِمِرْقاعٍ أَی ما تُطِیعُنی و لا تَقْبَل مما أَنصحك به شیئاً، لا یتكلم به إِلا فی الجحد. و یقال: رَقَع الغَرضَ بسهمه إِذا أَصابه، و كلُّ إِصابةٍ رَقْعٌ. و قال ابن الأَعرابی: رَقْعةُ السهم صوته فی الرُّقْعة. و رقَعَه رَقْعاً قبیحاً أَی هَجاه وشَتَمه؛ یقال: لأَرْقَعَنَّه رَقْعاً رَصِیناً. و أَری فیه مُتَرَقَّعاً أَی موضعاً للشتْمِ و الهِجاء؛ قال الشاعر: و ما تَرَكَ الهاجونَ لی فی أَدِیمكمْ مَصَحًّا، و لكِنِّی أَری مُتَرَقَّعا و أَما قول الشاعر: أَبی القَلْبُ إِلَّا أُمّ عَمْروٍ و حُبّها عَجُوزاً، و مَن یُحْبِبْ عَجُوزاً یُفَنَّدِ كثَوْبِ الیمانی قد تَقادَمَ عَهْدُه، و رُقْعَتُه ما شِئْتَ فی العینِ و الیدِ فإِنما عنی به أَصلَه و جَوْهَره. و أَرْقَع الرجلُ أَی جاء برَقاعةٍ و حُمْق. و یقال: رَقَع ذَنَبَه بسَوْطه إِذا ضربه به. و یقال: بهذا البعیر رُقْعة من جَرَب و نُقْبة من جرب، و هو أَوّل الجرَب. و راقع الخمرَ: و هو قلب عاقَرَ. و الرَّقْعاء من النساء: الدَّقِیقةُ الساقَیْنِ، ابن السكیت، فی الأَلفاظ: الرَّقْعاء و الجَبّاء و السَّمَلَّقةُ: الزَّلَّاءُ من النساء، و هی التی لا عَجِیزةَ لها. و امرأَة
لسان العرب، ج‌8، ص: 133
ضَهْیَأَةٌ بوزن فَعْللة مهموزة: و هی التی لا تحیض؛ و أَنشد أَبو عمرو: ضَهْیأَة أَو عاقِر جَماد و یقال للذی یزید فی الحدیث: و هو تَنْبِیق و تَرْقِیع و تَوْصِیل، و هو صاحب رمیة یزید فی الحدیث. و‌فی حدیث مُعاویة: كان یَلْقَم بید و یَرْقَعُ بالأُخری‌أَی یَبسُط إِحدی یدیه لینتثر علیها ما یسقطُ من لُقَمه. و جُوعٌ یَرْقوع و دَیْقُوع و یُرْقُوعٌ: شدید؛ عن السیرافی. و قال أَبو الغوث: جُوعٌ دَیْقُوع و لم یعرف یَرْقُوع. و الرُّقَیْعُ: اسم رجل من بنی تمیم. و الرُّقَیْعِیُّ: ماء بین مكة و البصرة. و قَنْدةُ الرّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبی حنیفة. و ابن الرِّقاعِ العامِلِیّ: شاعر معروف؛ و قال الرّاعِی: لو كُنْتَ مِن أَحَدٍ یُهْجَی هَجَوْتُكمُ، یا ابْنَ الرِّقاع، و لكن لسْتَ مِن أَحَدِ فأَجابه ابن الرِّقاع فقال: حُدِّثْتُ أَنّ رُوَیْعِی الإِبْلِ یَشْتُمُنی، و اللهُ یَصْرِفُ أَقْواماً عن الرَّشَدِ فإِنْكَ و الشِّعْرَ ذُو تُزْجِی قَوافِیَه، كَمُبْتَغِی الصَّیْدِ فی عِرِّیسةِ الأَسَدِ

ركع؛ ج8، ص: 133

: الرُّكوع: الخُضوع؛ عن ثعلب. رَكع یَرْكَع رَكْعاً و رُكُوعاً: طَأْطأَ رأْسَه. و كلُّ قَوْمة یتلوها الركوع و السجْدتان من الصلوات، فهِی رَكْعة؛ قال: و أُفْلِتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوالی، علی شَقّاء تَرْكَعُ فی الظِّرابِ و یقال: رَكع المُصلّی ركعة و ركعتین و ثلاث رَكعات، و أَما الرُّكوع فهو أَن یَخْفِض المصلی رأْسه بعد القَوْمة التی فیها القِراءة حتی یطمئن ظهره راكعاً؛ قال لبید: أَدِبُّ كأَنِّی كُلَّما قُمْتُ راكِع فالرّاكِعُ: المنحنی فی قول لبید. و كلُّ شی‌ء یَنْكَبُّ لوجهه فَتَمسُّ ركبتُه الأَرضَ أَو لا تمسها بعد أَن یخفض رأْسه، فهو راكع. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، قال: نَهانی أَن أَقرأَ و أَنا راكع أَو ساجد؛ قال الخطابی: لما كان الركوع و السجود، و هما غایة الذُّلِّ و الخُضوع، مخصوصین بالذكر و التسبیح نهاه عن القراءة فیهما كأَنه كَرِه أَن یجمع بین كلام الله تعالی و كلام الناس فی مَوْطِن واحد فیكونا علی السَّواء فی المَحَلِّ و المَوْقِع؛ و جمع الرّاكع رُكَّع و رُكُوع، و كانت العرب فی الجاهلیة تسمی الحَنِیف راكعاً إِذا لم یَعْبُد الأَوثان و تقول: رَكَع إِلی الله؛ و منه قول الشاعر: إِلی رَبِّه رَبِّ البَرِیّةِ راكِع و یقال: ركَع الرجل إِذا افْتَقَرَ بعد غِنًی و انْحَطَّت حالُه؛ و قال: و لا تُهِینَ الفَقِیرَ، عَلَّكَ أَن تركَعَ یَوْماً، و الدهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد و لا تُهِینَن فجعل النون أَلفاً ساكنة فاستقبلها ساكن آخر فسقطت. و الرُّكوع: الانحناء، و منه رُكوع الصلاة، و ركَع الشیخُ: انحنی من الكِبَر، و الرَّكْعةُ: الهُوِیُّ فی الأَرض، یمانیة. قال ابن بری: و یقال ركَع أَی كَبا و عَثَر؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌8، ص: 134
و أُفلت حاجب فَوْتَ العَوالی و أَورد البیت «1».

رمع؛ ج8، ص: 134

: التَّرَمُّع: التحرُّك. رَمَعَ الرجلُ یَرْمَعُ رَمْعاً و رَمَعاناً و تَرَمَّع: تحرّك، و قیل: رَمَع بِرأْسِه إِذا سُئل فقال: لا؛ حكی ذلك عن أَبی الجراح. و یقال: هو یَرْمَع بیدیه أَی یقول: لا تجئ، و یُومئ بیدیه أَی یقول تعال. و رَمَعَ الشی‌ءُ رَمَعاناً: اضْطَرَبَ. و الرَّمَّاعةُ، بالتشدید: ما تحرّك من رأْس الصبیّ الرضیع من یافُوخه من رِقَّته، سمیت بذلك لاضْطِرابها، فإِذا اشتدت و سكن اضْطِرابُها فهی الیافُوخُ. و الرَّمَّاعة: الاسْتُ لأَنها تَرَمَّع أَی تَحَرّكُ فتجِی‌ء و تذهَب مثل الرّمَّاعة من یافوخ الصبی. و یقال: كَذَبتْ رَمّاعَتُه إِذا حَبَقَ، و تَرَمَّع فی طُمَّته تَسَكَّع فی ضَلالته یَجی‌ء و یذهب. یقال: دَعْهُ یَتَرَمَّع فی طُمَّته، قیل: هو یَتَسَكَّعُ فی ضلالته، و قیل: معناه دَعه یَتَلَطَّخ بخُرْئه. ابن الأَعرابی: الرَّمِعُ الذی یتحرك طرَفُ أَنفه من الغضَب. و رَمَع أَنفُ الرجل و البعیر یرْمَعُ رَمَعاناً و تَرَمَّعَ، كلاهما: تحرَّك من غَضب، و قیل: هو أَن تراه كأَنه یتحرك من الغضب. و یقال: جاءنا فلان رامِعاً قِبِرَّاه؛ القِبِرَّی: رأْس الأَنف، و لأَنفِه رَمَعانٌ و رَمَعٌ. الرَّمَّاع: الذی یأَتیك مُغْضَباً و لأَنْفِه رَمَعان أَی تحرُّكٌ. و‌فی الحدیث: أَنه اسْتَبَّ عنده رجلانِ فَغَضِب أَحدهما حتی خُیِّلَ إِلی من رآه أَن أَنفه یَتَرَمَّع؛ قال أَبو عبید: هذا هو الصواب، و‌الروایة یَتَمزَّعُ‌و لیس یَتَمزَّع بشی‌ء، قال الأَزهری: إِن صَحَّ یتمزع فإِن معناه یتشقَّق. یقال: مزَّعْت الشی‌ءَ إِذا قسَّمْته، قال: و أَنا أَحسَبه یَتَرمَّع و هو أَن تراه كأَنه یَرْعُد من شدة الغضب. و قَبَّحَ الله أُمّاً رَمَعَتْ به رَمْعاً أَی ولدته. و الرُّماعُ: داء فی البطن یصفرّ منه الوجه. و رُمِع و رُمِّعَ و رَمِع رَمَعاً و أَرْمَعَ: أَصابه ذلك، و الأَوّلُ أَعلی؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِئْسَ غِذاء العَزَب المَرْمُوع حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوع «2» و الرَّمَّاعُ: الذی یشتكی صُلْبَه من الرُّماع. و هو وجع یَعْرِض فی ظهر الساقی حتی یمنعه من السَّقْی. و الیَرْمَعُ: الحَصی البیض تَلأْلأُ فی الشمس؛ و قال رؤبة یذكر السراب: و رَقْرَقَ الأَبْصارَ حتی أَفْدَعا بالبیدِ، إِیقادَ النهار الیَرْمَعا قال اللحیانی: هی حجارة لینة رقاق بیض تَلْمَع، و قیل: هی حجارة رخْوة، و الواحدة من كل ذلك یَرْمَعة. و یقال للمَغْموم: تركته یَفُتُّ الیَرْمَع؛ و فی مَثَل: كَفّا مُطَلَّقةٍ تَفُتُّ الیَرْمَعا یضرب مثلًا للنادم علی الشی‌ء. و یقال: الیَرْمَعُ الخَرّارةُ التی تلعب بها الصبیان إِذا أُدِیرت سمعت لها صوتاً، و هی الخُذرُوف. و رِمَعٌ: منزل بعینه للأَشعریین. و رِمَعٌ و رُماعٌ: موضعان. و فی الحدیث ذكر رِمَع، قال ابن الأَثیر: هی بكسر الراء و فتح المیم، موضع من بلاد عَكٍّ بالیمن. قال ابن بری: و رِمَعٌ جبل بالیمن؛ قال أَبو دَهْبَل:
(1). راجع هذا البیت فی الصفحة السابقة (2). قوله [غذاء العزب] كذا بالأصل، و الذی فی شرح القاموس: مقام الغرب.
لسان العرب، ج‌8، ص: 135
ما ذا رُزِئنا غداةَ الخَلِّ منْ رِمَعٍ، عند التفرُّقِ، مِن خَیْرٍ و من كَرَمِ

رنع؛ ج8، ص: 135

: رَنَعَ الزرْعُ: احتبس عنه الماء فضمَر. و رَنَع الرَّجل برأْسه إِذا سُئل فحرّكه یقول: لا. و یقال: للدابّة إِذا طرَدَت الذُّبابَ برأْسها: رَنَعَت؛ و أَنشد شمر لمَصادِ بن زهیر: سَما، بالرَّانِعاتِ مِنَ المطایا، قَوِیٌّ لا یَضِلُّ و لا یَجُورُ و المَرْنَعةُ: القِطعة من الصَّید أَو الطعام أَو الشراب. و المَرْنَعةُ و المَرْغَدة: الرَّوْضةُ. و یقال: فلان رانِعُ اللَّونِ، و قد رَنَعَ لونُه یَرْنَع رنُوعاً. إِذا تغیَّر و ذَبُلَ. قال الفراء: كانت لنا البارحةَ مَرْنَعةٌ، و هی الأَصوات و اللَّعِبُ.

روع؛ ج8، ص: 135

: الرَّوْعُ و الرُّواع و التَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَنی الأَمرُ یَرُوعُنی رَوْعاً و رُووعاً؛ عن ابن الأَعرابی، كذلك حكاه بغیر همز، و إِن شئت همزت، و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: إِذا شَمِطَ الإِنسانُ فی عارِضَیْه فذلك الرَّوْعُ، كأَنه أَراد الإِنذار بالموت. قال اللیث: كل شی‌ء یَروعُك منه جمال و كَثرة تقول راعنی فهو رائع. و الرَّوْعةُ: الفَزْعة. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم آمِنْ رَوعاتی؛ هی جمع رَوْعة و هی المرّة الواحدة من الرَّوْع الفَزَعِ. و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بعثه لیَدِیَ قوماً قتَلَهم خالدُ بن الولید فأَعطاهم مِیلَغةَ الكلب ثم أَعطاهم بِرَوْعةِ الخیل؛ یرید أَن الخیل راعت نِساءهم و صبْیانهم فأَعطاهم شیئاً لِما أَصابهم من هذه الرَّوْعة. و قولهم فی المثل: أَفْرَخَ رَوْعُه أَی ذَهب فَزَعُه و انكشف و سكَن. قال أَبو عبید: أَفْرِخ رَوعك، تفسیره لِیَذْهَبْ رُعْبُك و فزَعُك فإِن الأَمر لیس علی ما تُحاذِر؛ و هذا المثل لمعاویة كتب به إِلی زیاد، و ذلك‌أَنه كان علی البصرة و كان المُغیرةُ بن شعبة علی الكوفة، فتُوُفِّیَ بها فخاف زیاد أَن یُوَلِّیَ مُعاویةُ عبد الله بن عامر مكانه، فكتب إِلی معاویة یخبره بوفاة المغیرة و یُشیر علیه بتولیة الضَّحَّاك بن قیس مكانه، ففَطِن له معاویة و كتب إِلیه: قد فَهِمْت كتابك فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا المغیرة و قد ضممنا إِلیك الكوفة مع البصرة؛ قال الأَزهری: كل من لقیته من اللغویین یقول أَفْرَخَ رَوْعه، بفتح الراء من روعه، إِلا ما أَخبرنی به المنذری عن أَبی الهیثم أَنه كان یقول: إِنما هو أَفْرَخَ رُوعهُ، بضم الراء، قال: و معناه خرج الرَّوْعُ من قلبه. قال: و أَفْرِخْ رُوعَك أَی اسْكُن و أْمَنْ. و الرُّوع: موضع الرَّوْع و هو القلب؛ و أَنشد قول ذی الرمة: جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال: و یقال أَفرخت البیضة إِذا خرج الولد منها. قال: و الرَّوْع الفزَعُ، و الفزَعُ لا یخرج من الفزع، إِنما یخرج من الموضع الذی یكون فیه، و هو الرُّوع. قال: و الرَّوْعُ فی الرُّوعِ كالفَرْخِ فی البیضة. یقال: أَفرخت البیضة إِذا انفلقت عن الفرْخ فخرج منها، قال: و أَفْرَخَ فؤادُ الرجل إِذا خرج رَوْعه منه؛ قال: و قلَبَه ذو الرمة علی المعرفة بالمعنی فقال: جذلانَ قد أَفرخت عن رُوعه الكرب قال الأَزهری: و الذی قاله أَبو الهیثم بیّن غیر أَنی أَستوحش منه لانفراده بقوله، و قد استدرَكَ الخلف عن السلف أَشیاء ربما زَلُّوا فیها فلا ننكر إِصابة أَبی الهیثم فیما ذهب إِلیه، و قد كان له حَظّ من العلم
لسان العرب، ج‌8، ص: 136
مُوَفَّر، رحمه الله. و ارْتاعَ منه و له و رَوَّعه فتَرَوَّعَ أَی تَفَزَّعَ. و رُعْت فلاناً و رَوَّعْتُه فارْتاعَ أَی أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ. و رجل رَوِعٌ و رائعٌ: متروِّع، كلاهما علی النسب، صحّت الواو فی رَوِع لأَنهم شبهوا حركة العین التابعة لها بحرف اللِّین التابِع لها، فكأَنَّ فَعِلًا فَعِیل، كما یصح حَویل و طَویل فعَلی نحْوٍ من ذلك صحّ رَوِعٌ؛ و قد یكون رائع فاعلًا فی معنی مفعول كقوله: ذَكَرْت حَبِیباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ و قال: شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه أَی مُرْتاعة. و رِیعَ فلان یُراع إِذا فَزِع. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، ركب فرساً لأَبی طلحة لیلًا لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ المدینة فلما رجَع قال: لن تُراعُوا لن تراعوا إِنّی وجدْته بَحْراً؛ معناه لا فزَع و لا رَوْعَ فاسْكنوا و اهْدَؤوا؛ و منه‌حدیث ابن عمر: فقال له المَلك لم تُرَعْ‌أَی لا فزَعَ و لا خَوْف. و راعَه الشی‌ءُ رُؤوعاً و رُوُوعاً، بغیر همز؛ عن ابن الأَعرابی، و رَوْعةً: أَفْزَعَه بكثرته أَو جماله. و قولهم لا تُرَعْ أَی لا تَخَف و لا یَلْحَقْك خوف؛ قال أَبو خِراش: رَفَوْنی و قالوا: یا خُوَیْلِد لا تُرَعْ فقلتُ، و أَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ و للأُنثی: لا تُراعِی؛ و قال مجنون قیس بن مُعاذ العامری، و كان وقع فی شرَكه ظبیة فأَطْلَقها و قال: أَیا شِبْهَ لَیْلی، لا تُراعِی فَإِنَّنی لَكِ الیومَ مِن وَحْشیّةٍ لَصَدِیقُ و یا شِبْهَ لیلی لا تَزالی بِرَوضَةٍ، عَلَیْكِ سَحابٌ دائمٌ و بُرُوقُ أَقُولُ، و قد أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها: لأَنْتِ لِلَیْلی، ما حَیِیتُ، طَلِیقُ فَعَیْناكِ عَیْناها و جِیدُكِ جِیدُها، سِوی أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِیقُ قال الأَزهری: و قالوا راعَه أَمْرُ كذا أَی بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه. و قال غیره: راعنی الشی‌ءُ أَعجبنی. و الأَرْوَعُ من الرجال: الذی یُعْجِبُك حُسْنه. و الرائعُ من الجَمال: الذی یُعْجِب رُوع مَن رآه فیَسُرُّه. و الرّوْعةُ: المَسْحةُ من الجمال، و الرَّوْقةُ: الجَمال الرائق. و‌فی حدیث وائل بن حجر: إِلی الأَقْیال العَباهِلة الأَرْواعِ؛ الأَرواعُ: جمع رائع، و هم الحِسانُ الوُجوهِ، و قیل: هم الذین یَرُوعُون الناس أَی یُفْزِعُونهم بمنْظَرِهم هَیْبةً لهم، و الأَوّل أَوجَه. و‌فی حدیث صفة أَهل الجنة: فیَرُوعُه ما علیه من اللِّباس‌أَی یُعْجبه حُسنه؛ و منه‌حدیث عطاء: یُكره للمُحرِم كلُّ زِینةٍ رائعةٍ‌أَی حَسَنة، و قیل: كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ. و فرس روْعاء و رائعةٌ: تَرُوعك بعِتْقِها و صفتها؛ قال: رائعة تَحْمِلُ شَیْخاً رائعا مُجَرَّباً، قد شَهِدَ الوَقائعا و فرس رائعٌ و امرأَة رائعة كذلك، و رَوْعاء بَیِّنة الرَّوَعِ من نسوة رَوائعَ و رُوعٍ. و الأَرْوَعُ: الرجل الكریم ذو الجِسْم و الجَهارة و الفضل و السُّودَد، و قیل: هو الجمیل الذی یَرُوعُك حُسنه و یُعجبك إِذا رأَیته، و قیل: هو الحدید، و الاسم الرَّوَعُ، و هو بَیِّنُ الرَّوَعِ، و الفعل من كل ذلك واحد، فالمتعدِّی
لسان العرب، ج‌8، ص: 137
كالمتعدّی، و غیر المتعدی كغیر المتعدی؛ قال الأَزهری: و القیاس فی اشتقاق الفعل منه رَوِعَ یَرْوَعُ رَوَعاً. و قلب أَرْوَعُ و رُواعٌ: یَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَی. و رجل أَرْوعُ و رُواعٌ: حَیُّ النفس ذَكیٌّ. و ناقة رُواعٌ و رَوْعاء: حدیدةُ الفؤادِ. قال الأَزهری: ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِیّة؛ قال ذو الرمة: رَفَعْتُ لها رَحْلی علی ظَهْرِ عِرْمِسٍ، رُواعِ الفُؤادِ، حُرّةِ الوَجْهِ عَیْطَلِ و قال إمرؤ القیس: رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِیمٌ دامی و كذلك الفرس، و لا یوصف به الذكر. و فی التهذیب: فرس رُواعٌ، بغیر هاء، و قال ابن الأَعرابی: فرس رَوْعاء لیست من الرائعة و لكنها التی كأَنّ بها فزَعاً من ذَكائها و خِفّةِ روحِها. و قال: فرس أَروع كرجل أَروع. و یقال: ما راعَنی إِلا مَجِیئك، معناه ما شَعَرْت إِلا بمجیئك كأَنه قال: ما أَصاب رُوعی إِلا ذلك. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: فلم یَرُعْنی إِلا رجل أَخذَ بمَنْكِبی‌أَی لم أَشعُر، كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غیر مَوْعِد و لا مَعْرِفة فراعه ذلك و أَفزعه. قال الأَزهری: و یقال سقانی فلان شَرْبةً راعَ بها فُؤادِی أَی بَرَدَ بها غُلّةُ رُوعی؛ و منه قول الشاعر: سَقَتْنی شَرْبةً راعَت فؤادِی، سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُولِ قال أَبو زید: ارْتاعَ للخَبَر و ارتاحَ له بمعنی واحد. و رُواعُ القَلْبِ و رُوعُه: ذِهْنُه و خَلَدُه. و الرُّوعُ، بالضم: القَلبُ و العَقْل، و وقع ذلك فی رُوعِی أَی نَفْسی و خَلَدِی و بالی، و فی حدیثٍ: نَفْسِی. و‌فی الحدیث: إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ فی رُوعی، و قال: إِنَّ نَفْساً لن تموت حتی تَسْتَوْفیَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله و أَجْمِلُوا فی الطلَب؛ قال أَبو عبیدة: معناه فی نفْسی و خَلَدی و نحو ذلك، و رُوحُ القُدُس: جبریل، علیه السلام. و‌فی بعض الطُّرق: إِنَّ رُوحَ الأَمین نفَثَ فی رُوعی.و المُرَوَّعُ: المُلْهَم كأَنّ الأَمر یُلْقَی فی رُوعه. و‌فی الحدیث المرفوع: إِنّ فی كل أُمة مُحَدَّثِین و مُرَوَّعِین، فإِن یكن فی هذه الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر!؛ المُرَوَّعُ: الذی أُلقی فی رُوعه الصواب و الصِّدْق، و كذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به. و راعَ الشی‌ءُ یَروعُ رُواعاً: رجَع إِلی موضعه. و ارْتاع كارْتاح. و الرُّواع: اسم امرأَة؛ قال بشیر بن أَبی خازم: تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا، فأَبْكَتْنی مَنازِلُ للرُّواعِ و قال رَبِیعة بن مَقْرُوم: أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ، و جَدَّ البَیْنُ منها و الوَداعُ و أَبو الرُّواعِ: من كُناهم. شمر: رَوَّع فلان خُبْزه و رَوَّغَه إِذا رَوَّاه «3». و قال ابن بری فی ترجمة عجس فی شرح بیت الرَّاعی یصف إِبلًا: غَیْر أَروعا، قال: الأَرْوَعُ الذی یَرُوعك جَماله؛ قال: و هو أَیضاً الذی یُسْرِعُ إِلیه الارْتیاعُ.

ریع؛ ج8، ص: 137

: الرَّیْع: النَّماء و الزیادة. راعَ الطعامُ و غیره یَرِیع رَیْعاً و رُیُوعاً و رِیاعاً؛ هذه عن اللحیانی،
(3). قوله [إذا رواه] أی بالدسم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 138
و رَیَعاناً و أَراعَ و رَیَّعَ، كلُّ ذلك: زَكا و زاد، و قیل: هی الزیادة فی الدقیق و الخُبز. و أَراعَه و رَیَّعَه. و راعَتِ الحِنْطةُ و أَراعَتْ أَی زَكَتْ. قال الأَزهری: أَراعت زكت، قال: و بعضهم یقول راعتْ، و هو قلیل. و یقال: طعام كثیر الرَّیْعِ. و أَرض مَرِیعة، بفتح المیم، أَی مُخْصِبة. و قال أَبو حنیفة: أَراعتِ الشجرة كثر حَملها، قال: و راعَت لغة قلیلة. و أَراعَت الإِبلُ: كثر ولدها. و راعَ الطحینُ: زاد و كثر رَیْعاً. و كلُّ زِیادة رَیْعٌ. و راعَ الطعامُ و أَراعَ أَی صارت له زیادة فی العَجْن و الخَبز. و‌فی حدیث عمر: امْلِكوا العَجِین فإِنه أَحد الریعین، قال: هو من الزیادة و النّماء علی الأَصل؛ یرید زیادةَ الدقیق عند الطَّحْن و فضلَه علی كَیْل الحِنطة و عند الخَبز علی الدقیق، و المَلْكُ و الإِمْلاك إِحكام العجین و إِجادَتُه، و قیل: معنی حدیث عمر أَی أَنْعِمُوا عَجْنه فإِنّ إِنعامَكم إِیّاه أَحدُ الرَّیْعَیْن. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، فی كفّارة الیَمین: لكل مِسكین مُدُّ حِنْطة رَیْعُه إِدامُه‌أَی لا یلزمه مع المدِّ إِدام، و إِنّ الزیادة التی تحصل من دقیق المدّ إِذا طحنه یشتری بها الإِدام. و فی النوادر: راعَ فی یدی كذا و كذا و راقَ مثله أَی زاد. و تَرَیَّعَت یده بالجُود. فاضَت. و رَیْعُ البَذْرِ: فَضْلُ ما یخرج من البِزْر علی أَصله. و رَیْعُ الدِّرْع: فضل كُمَّیْها علی أَطراف الأَنامل؛ قال قیس بن الخَطِیم: مُضاعفة یَغْشی الأَنامِلَ رَیْعُها؛ كأَنَّ قَتِیرها عُیونُ الجَنادِبِ و الرَّیْعُ: العَوْدُ و الرُّجوع. راعَ یَریع و راهَ یَریهُ أَی رجَع. تقول: راعَ الشی‌ءُ رَیْعاً رجَع و عادَ، و راعَ كَرُدَّ؛ أَنشَد ثعلب: حتی إِذا ما فاء من أَحْلامها، و راعَ بَرْدُ الماء فی أَجْرامِها و قال البَعِیث: طَمِعْتُ بِلَیْلی أَن تَرِیعَ، و إِنَّما تُضَرِّبُ أَعْناقَ الرِّجال المَطامِع و‌فی حدیث جریر: و ماؤنا یَرِیعُ‌أَی یعود و یرجع. و الرَّیع: مصدر راع علیه القَیْ‌ءُ یَرِیع أَی رجع و عاد إِلی جَوْفه. و لیس له رَیْع أَی مَرْجوع. و‌سئل الحسن البصری عن القیْ‌ء یَذْرَعُ الصائم هل یُفْطِر، فقال: هل راع منه شی‌ء؟ فقال السائل: ما أَدری ما تقول، فقال: هل عاد منه شی‌ء؟ و فی روایة: فقال إِن راعَ منه شی‌ء إِلی جَوْفه فقد أَفطر‌أَی إِن رجَع و عاد. و كذلك كلُّ شی‌ء رجَع إِلیك، فقد راعَ یرِیع؛ قال طَرَفةُ: تَرِیعُ إِلی صَوْتِ المُهِیبِ و تَتَّقی، بذی خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكْلَفَ مُلْبِد و تَرَیَّع الماءُ: جری. و تَرَیَّع الوَدَكُ و الزیتُ و السمْنُ إِذا جعلته فی الطعام و أَكثرت منه فَتَمیَّعَ هاهنا و هاهنا لا یستقیم له وجه؛ قال مُزَرِّد: و لَمَّا غَدَتْ أُمِّی تُحَیِّی بَناتِها، أَغَرْتُ علی العِكْمِ الذی كان یُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَیْن عَجْوةً إِلی صاعِ سَمْنٍ، وَسْطَه یَتَرَیَّعُ و دَبَّلْت أَمثال الأكار كأَنَّها رؤُوس نِقادٍ، قُطِّعَتْ یومَ تُجْمَعُ «1»
(1). قوله [الأكار] كذا بالأَصل و سیأتی للمؤلف إنشاده فی مادة دبل الأَثافی.
لسان العرب، ج‌8، ص: 139
و قلتُ لِنَفْسِی: أَبْشِرِی الیومَ إِنَّه حِمًی آمِنٌ إِمَّا تَحُوزُ و تَجْمَع فإِن تَكُ مَصْفُوراً فهذا دَواؤُه، و إِن كنتَ غَرْثاناً فذا یومُ تَشْبَعُ و یروی: رَبَكْتُ بِصاعِ الأَقْطِ … ابن شمیل: تَرَیَّعَ السمْن علی الخُبزة و هو خُلُوف بَعْضه بأَعقاب بعض. و تَرَیَّعَ السَّرابُ و تَرَیَّه إِذا جاء و ذهب. و رَیْعانُ السراب: ما اضْطَربَ منه. و رَیْعُ كلِّ شی‌ء و رَیْعانُه: أَوَّلُه و أَفْضَلُه. و رَیْعان المطر: أَوَّله؛ و منه رَیْعانُ الشَّباب؛ قال: قد كان یُلْهِیكَ رَیْعانُ الشَّبابِ، فَقدْ ولَّی الشَّبابُ، و هذا الشیْبُ مُنْتَظَرُ و تَرَیَّعَتِ الإِهالةُ فی الإِناءِ إِذا تَرَقْرَقَتْ. و فرس رائعٌ أَی جَوادٌ، و تَرَوَّعَتْ: بمعنی تَلَبَّثَتْ أَو تَوَقَّفَتْ. و أَنا متَرَیِّعٌ عن هذا الأَمر و مُنْتَوٍ و مُنْتَقِضٌ أَی مُنْتَشِر. و الرِّیعةُ و الرِّیعُ و الرَّیْع: المَكان المُرْتَفِعُ، و قیل: الرِّیعُ مَسِیلُ الوادی من كل مَكان مُرْتَفِع؛ قال الرَّاعی یصِف إِبلًا: لها سَلَفٌ یَعُوذُ بِكُلِّ رِیعٍ، حَمَی الحَوْزاتِ و اشْتَهَرَ الإِفالا السَّلَفُ: الفَحْلُ. حَمَی الحَوزاتِ أَی حمَی حَوْزاته أَن لا یدنو منهن فحل سِواه. و اشتهر الإِفالَ: جاءَ بها تُشْبِهه، و الجمع أَرْیاعٌ و رُیُوع و رِیاعٌ، الأَخیرة نادرة؛ قال ابن هَرْمة: و لا حَلَّ الحَجِیجُ مِنًی ثَلاثاً علی عَرَضٍ، و لا طَلَعُوا الرِّیاعا و الرِّیعُ: الجبل، و الجمع كالجمع، و قیل: الواحدة رِیعةٌ، و الجمع رِیاعٌ. و حكی ابن بری عن أَبی عبیدة: الرِّیعة جمع رِیع خلافَ قول الجوهری؛ قال ذو الرمة: طِراق الخَوافی واقِعاً فوقَ رِیعةٍ، لدَی لَیْلِه، فی رِیشِه یَتَرَقْرَق و الرِّیعُ: السَّبیل، سُلِكَ أَو لم یُسْلَك؛ قال: كظهْرِ التُّرْسِ لیس بِهِنَّ رِیعُ و الرِّیعُ و الرَّیْع: الطریق المُنْفَرِج عن الجبل؛ عن الزَّجاج، و فی الصحاح: الطریق و لم یقید؛ و منه قول المُسیَّب بن عَلَس: فی الآلِ یَخْفِضُها و یَرْفَعُها رِیعٌ یَلُوح، كأَنه سَحْلُ شبَّه الطریق بثوب أَبیض. و قوله تعالی: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِیعٍ آیَةً، و قرئَ: بكل رَیْع؛ قیل فی تفسیره: بكل مكان مرتفع. قال الأَزهری: و من ذلك كم رَیْعُ أَرضك أَی كم ارتفاع أَرضك؛ و قیل: معناه بكل فج، و الفَجُّ الطَّریق المُنْفَرِج فی الجبال خاصَّة، و قیل: بكل طریق. و قال الفراء: الرِّیعُ و الرَّیْعُ لغتان مثل الرِّیر و الرَّیْر. و الرِّیعُ: بُرْجُ الحَمام. و ناقة مِرْیاع: سریعة الدِّرَّة، و قیل: سَرِیعة السِّمَن، و ناقة لها رَیْعٌ إِذا جاءَ سَیْر بعد سَیْر كقولهم بئر ذاتُ غَیِّثٍ. و‌أَهْدَی أَعرابی إِلی هشام بن عبد الملك ناقة فلم یقبلها فقال له: إِنها مِرْباعٌ مِرْیاعٌ مِقْراعٌ مِسْناع مِسْیاع، فقبلها؛ المِرْباعُ: التی تُنْتَج أَولَ الرَّبِیع، و المِرْیاع: ما تقدَّم ذكره، و المِقْراع: التی تَحْمِل أَول ما یَقْرَعُها الفَحْل، و المِسْناعُ: المُتَقدِّمة فی السیر، و المِسْیاعُ: التی تصبر علی
لسان العرب، ج‌8، ص: 140
الإِضاعةِ. و ناقة مِسْیاعٌ مِریاع: تذهب فی المَرْعی و ترجع بنفسها. و قال الأَزهری: ناقة مِرْیاع و هی التی یُعاد علیها السفَر، و قال فی ترجمة سنع: المِرْیاعُ التی یُسافَرُ علیها و یُعاد؛ و قولُ الكُمَیْت: فأَصْبَحَ باقی عَیْشِنا و كأَنّه، لواصِفِه، هُذم الهباء المُرَعْبَلُ «1» إِذا حِیصَ منه جانِبٌ رِیعَ جانِبٌ بِفَتْقَینِ، یَضْحَی فیهما المُتَظَلِّلُ أَی انْخَرق. و الرِّیعُ: فرس عَمرو بن عُصْمٍ صفة غالبة. و فی الحدیث ذكر رائعةَ، هو موضع بمكة، شرفها الله تعالی، به قبْر آمِنةَ أُم النبیّ، صلی الله علیه و سلم، فی قول.

فصل الزای؛ ج8، ص: 140

زبع؛ ج8، ص: 140

: الزَّبْعُ: أَصل بِناء التَّزَبُّعِ، و التَّزَبُّع: سُوء الخُلُق. و المُتزَبِّعُ: الذی یُؤْذِی الناس و یُشارُّهم؛ قال العجاج: و إِنْ مُسِی‌ءٌ بالخَنَی تَزَبَّعا، فالتَّرْكُ یَكْفِیكَ اللِّئامَ اللُّكَّعا و المتَزبِّعُ: المُعَرْبِدُ؛ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیرةَ یرثی أَخاه: و إِن تَلْقَه فی الشُّرْبِ، لا تَلْقَ فاحِشاً، علَی الكأْسِ، ذَا قازُوزةٍ مُتَزَبِّعا و التَّزَبُّعُ: التَّغَیُّظُ كالتَّزَعُّبِ. و تَزَبَّعَ الرجلُ أَی تَغَیَّظَ. و‌فی الحدیث: أَن معاویة عزل عمرو بن العاص عن مصر فضَرب فسْطاطَه قریباً من فسطاطِ معاویة و جعل یَتَزَبَّعُ لمعاویة؛ قال أَبو عبید: التزبع هو التغیظ، و كل فاحش سی‌ء الخلق متزبع. و قال أَبو عمرو: الزَّبِیعُ المُدمْدِمُ فی غضَب، و هو المُتَزَبِّع. و فی النهایة: التزَبُّعُ التغیر و سُوء الخُلُق و قِلَّة الاستقامة كأَنه من الزَّوْبَعةِ الرّیحِ المعروفة، و الزَّوابِعُ: الدواهی. و الزَّوْبَعُ و الزَّوْبَعةُ: ریح تدور فی الأَرض لا تَقْصِد وجْهاً واحداً تحمل الغُبار و ترتفع إِلی السماء كأَنه عمود، أُخِذَت من التَّزَبُّع، و صبیان الأَعراب یكنون الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ یقال فیه شیطان مارد. و زَوْبَعةُ: اسم شیطان مارد أَو رئیس من رؤساء الجن؛ و منه سمی الإِعصار زوبعة. و یقال أُمّ زَوْبَعة، و هو أَحد النفر التسعة أَو السبعة الذین قال الله عز و جل فیهم: وَ إِذْ صَرَفْنٰا إِلَیْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ. و روی الأَزهری عن المفضل: الزَّوْبَعةُ مِشْیةُ الأَجرد، قال: و لا أَعتمد هذا الحرف و لا أَحقُّه. و زِنْباعٌ، بكسر الزای: اسم رجل و هو أَبو رَوْحِ ابن زِنْباعٍ الجُذامِیّ. و یقال للقصیر الحقیر: زوبع؛ قال رؤبة: و مَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا، علی اسْتِه، زَوْبَعةً أَو زَوْبَعا قال ابن بری: صوابه … رَوْبعةً «2» أَو رَوبعا، بالراء، و قد ذكر.
(1). قوله [هذم الهباء] كذا بالأَصل، و لعله هدم العباء، و الهدم، بالكسر: الثوب البالی أو المرقع أو خاص بكساء الصوف، و المرعبل: الممزق. (2). قوله [صوابه روبعة] بالراء فی القاموس ما یؤیده و نصه: و الروبع للقصیر الحقیر بالراء المهملة لا غیر و تصحف علی الجوهری فی اللغة و فی المشطور الذی أنشده مختلًا مصحفاً و هو لرؤبة و الروایة: و من همزنا عظمه تلعلعا و من أبحنا عزه تبركعا علی استه روبعة أو روبعا
لسان العرب، ج‌8، ص: 141‌

زرع؛ ج8، ص: 141

: زَرَعَ الحَبَّ یَزْرَعُه زَرْعاً و زِراعةً: بَذَره، و الاسم الزَّرْعُ و قد غلب علی البُرّ و الشَّعِیر، و جمعه زُرُوع، و قیل: الزرع نبات كل شی‌ء یحرث، و قیل: الزرْع طرح البَذْر؛ و قوله: إِنْ یأْبُروا زَرْعاً لِغَیْرِهم، و الأَمْرُ تَحْقِرُه و قد یَنْمِی قال ثعلب: المعنی أَنهم قد حالفوا أَعداءهم لیستعینوا بهم علی قوم آخرین؛ و‌استعار علیّ، رضوان الله علیه، ذلك للحِكمة أَو للحُجة و ذكر العلماء الأَتقیاء: بهم یحفظ الله حُجَجَه حتی یُودِعُوها نُظَراءَهم و یَزْرَعُوها فی قلوب أَشباههم.و الزَّرِّیعةُ: ما بُذِرَ، و قیل: الزِّرِّیعُ ما یَنْبُتُ فی الأَرض المُسْتَحیلةِ مما یَتناثر فیها أَیامَ الحَصاد من الحَبّ. قال ابن بری: و الزَّرِیعةُ، بتخفیف الراء، الحبّ الذی یُزْرَع و لا تَقُلْ زَرِّیعة، بالتشدید، فإِنه خطأٌ. و الله یَزْرَعُ الزرعَ: یُنَمِّیه حتی یبلغ غایته، علی المثل. و الزرعُ: الإِنباتُ، یقال: زَرَعه الله أَی أَنبته. و فی التنزیل: أَ فَرَأَیْتُمْ مٰا تَحْرُثُونَ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّٰارِعُونَ؛ أَی أَنتم تُنَمُّونه أَم نحن المُنَمُّون له. و تقول للصبی: زَرَعه الله أَی جَبَره الله و أَنبته. و قوله تعالی: یُعْجِبُ الزُّرّٰاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ الْكُفّٰارَ؛ قال الزجاج: الزُّرّاعُ محمد، صلی الله علیه و سلم، و أَصحابه الدُّعاةُ إِلی الإِسلام، رضوان الله علیهم. و أَزْرَعَ الزرْعُ: نبت ورقه؛ قال رؤبة: أَو حَصْد حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا و قال أَبو حنیفة: ما علی الأَرض زُرْعةٌ واحدة و لا زَرْعة و لا زِرْعة أَی موضع یُزْرَعُ فیه. و الزَّرّاعُ: مُعالِجُ الزرعِ، و حِرْفته الزِّراعةُ. و جاء‌فی الحدیث: الزَّرَّاعةُ، بفتح الزای و تشدید الراء، قیل هی الأَرض التی تُزْرَعُ. و المُزْدَرِعُ: الذی یَزْدَرِعُ زَرْعاً یتخصص به لنفسه. و ازْدَرَعَ القومُ: اتخذوا زَرْعاً لأَنفسهم خصوصاً أَو احترثوا، و هو افتعل إِلا أَنّ التاء لما لانَ مخْرجها و لم توافق الزای لشدّتها أَبدلوا منها دالًا لأَن الدال و الزای مجهورتان و التاء مهموسة. و المُزارَعةُ: معروفة. و المَزْرَعةُ و المَزْرُعةُ و الزّرّاعةُ و المُزْدَرَعُ: موضع الزرع؛ قال الشاعر: و اطْلُبْ لنَا منْهُمُ نَخْلًا و مُزْدَرَعاً، كما لِجِیراننا نَخْلٌ و مُزْدَرَعُ مُفْتَعَلٌ من الزرع؛ و قال جریر: لَقَلَّ غناءٌ عنكَ فی حَرْبِ جَعْفَرٍ، تُغَنِّیكَ زَرّاعاتُها و قُصُورُها أَی قَصِیدتك التی تقول فیها زَرّاعاتها و قصورها. و الزَّرِیعةُ: الأَرضُ المزروعةُ، و مَنِیُّ الرجل زَرْعُه؛ و زَرْعُ الرجل ولَدُه. و الزَّرّاعُ: النمَّام الذی یزرع الأَحْقادَ فی قلوب الأَحِبَّاء. و المَزْرُوعانِ من بنی كعب بن سعد بن زید مَناةَ بن تمیم: كعبُ بنُ سعد و مالكُ بن كعب بن سعد. و زَرْعٌ: اسم. و‌فی الحدیث: كنتُ لكِ كأَبی زَرْع لأُمّ زرع.و زُرْعةُ و زُرَیْعٌ و زَرْعانُ: أَسماء. و زارعٌ و ابن زارعٍ، جمیعاً: الكلبُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و زارعٌ من بَعْدِه حتی عَدَلْ

زعع؛ ج8، ص: 141

: الزَّعْزَعة: تحریك الشی‌ء. زَعْزَعَه زَعْزَعةً فَتَزَعْزَعَ: حرَّكَه لِیَقْلَعَه؛ قال:
لسان العرب، ج‌8، ص: 142
تَطاوَلَ هذا اللیلُ و ازْوَرَّ جانِبُهْ، و أَرَّقَنی أَن لا خَلِیلَ أُداعِبُهْ فَو اللهِ لو لا اللهُ، لا رَبَّ غیرُه، لَزُعْزِعَ مِن هذا السَّریر جَوانِبُهْ و یروی: لو لا اللهُ أَنی أُراقِبُهْ …؛ و زَعْزَعَتِ الریحُ الشجرةَ و زَعْزَعَتْ بها كذلك؛ و قوله أَنشده ثعلب: أَلا حَبَّذا رِیحُ الصَّباحِینَ زَعْزَعَتْ بِقُضْبانِه، بعدَ الظِّلالِ، جَنُوبُ یجوز أَن یكون زَعْزَعَتْ به لغة فی زَعْزَعَتْه، و یجوز أَن یكون عدّاها بالباء حیث كانت فی معنی دَفَعَتْ بها، و الاسم من ذلك الزَّعْزاعُ؛ قالت الدَّهْناءُ بنت مِسْحَلٍ: إِلَّا بِزَعْزاعٍ یُسَلِّی هَمِّی، یَسْقُطُ منه فَتَخِی فی كُمِّی و الزَّعْزاعةُ: الكَتِیبةُ الكثیرة الخیل؛ و منه قول زهیر یمدح رجلًا: یُعْطِی جَزِیلًا و یَسْمُو غیرَ مُتَّئِدٍ بالخَیْلِ للقَوْمِ فی الزَّعْزاعةِ الجُولِ أَراد فی الكتیبة التی یتحرك جُولُها أَی ناحیتها و تَتَرَمَّزُ فأَضاف الزعزاعة إِلی الجول. و قال ابن بری: الزَّعْزاعةُ الشدّة و استشهد بهذا البیت، بیت زهیر، و أَورده فی زعزاعة الجول، و قال أَی فی شدة الجُول. و ریحٌ زَعْزَعٌ و زَعْزاعٌ و زُعْزُوعٌ: شدیدة؛ الأَخیرة عن ابن جنی؛ قال أَبو ذؤیب: و راحَتْه بَلِیلٌ زَعْزَعُ «1» و ریح زَعْزَعانُ و زُعازِعٌ أَی تُزَعْزِعُ الأَشیاء، و قیل: الزَّعْزَعانُ جمع. و الزَّعازعُ و الزَّلازِلُ: الشدائد. یقال: كیف أَنت فی هذه الزعازع إِذا أَصابته شدائد الدهر. و سیر زَعْزَعٌ: شدید؛ قال ابن أَبی عائذ: و تَرْمَدُّ هَمْلَجَةً زَعْزَعاً، كما انْخرَطَ الحبْلُ فوْقَ المَحال و زَعْزَعْتُ الإِبلَ إِذا سقتها سَوْقاً عَنِیفاً. ابن الأَعرابی: یقال للفالُوذِ: المُلَوَّصُ و المُزَعْزَعُ و المُزَعْفَرُ و اللَّمْصُ و اللَّواصُ و المِرِطْراطُ و السِّرِطْراط.

زقع؛ ج8، ص: 142

: یقال للدّیكِ: قد صَقَعَ و زَقَعَ. و الزَّقْع: شدَّة الضُّراطِ. زَقَعَ الحِمار یَزْقَعُ زَقْعاً و زُقاعاً: اشتدّ ضَرِطُه. و قال النضر: الزَّقاقِیعُ فِراخُ القَبَج، و قال الخلیل: هی الزَّعاقِیقُ، واحدتها زُعْقُوقةٌ.

زلع؛ ج8، ص: 142

: الزَّلْعُ: استِلابُ الشی‌ء فی خَتْلٍ. زلَع الشی‌ءَ یَزْلَعُه زَلْعاً و ازْدَلَعَه: اسْتَلَبَه فی خَتْل. و زلَع الماءَ من البئر زَلْعاً: أَخرجه. و زَلَعْتُ له من مالی زَلْعةً أَی قَطَعْتُ له منه قِطْعةً. و زَلِعَتِ الكفُّ و القَدمُ تَزْلَعُ زَلَعاً و تَزَلَّعتا: تَشَقَّقتا من ظاهر و باطن، و هو الزَّلَع، و قیل: الزَّلَع تَشَقُّق ظاهرهما، فأَما إِذا كان فی باطنهما فهو الكَلَعُ، و هی الزُّلُوعُ. و‌فی الحدیث: إِنَّ المحرم إِذا تَزَلَّعَتْ رجلُه فله أَن یَدْهُنَها، أَی تَشَقَّقَتْ. و‌فی حدیث أَبی ذر: مرَّ به قوم و هم مُحْرِمون و قد تَزَلَّعَت أَیدیهم و أَرجلهم فسأَلوه: بأَی شی‌ء نُداوِیها؟ فقال: بالدُّهْن؛ و منه: كان رسول الله، صلی الله
(1). قوله [و راحته] إلخ و تمامه: و یعود بالأرطی إذا ما شفه قطر و راحته بلیل زعزع قاله أَبو ذؤیب یصف ثوراً.
لسان العرب، ج‌8، ص: 143
علیه و سلم، یصلِّی حتی تَزْلَعَ قدماه.و شَفَة زَلْعاء مُتَزَلِّعة: لا تزال تَنْسَلِقُ، و كذلك الجلد؛ قال الراعی: و غَمْلی نَصِیٍّ بالمِتانِ كأَنَّها ثَعالِبُ مَوْتی، جِلْدُها قد تَزَلَّعا و یروی … تَسَلَّعا، و المعنی واحد. و تَزَلَّعَتْ یده: تشققت. و ازْدَلَع فلان حقِّی: اقتطعه. و ازْدَلَعْتُ الشجرة إِذا قطعتها، و هو افتعال من الزَّلْع، و الدال فی ازدلعت كانت فی الأَصل تاء. وَ زَلَع جلده بالنار یَزْلَعُه زَلْعاً فَتَزَلَّع: أَحْرَقه. و زَلَع رأْسَه كسَلَعه؛ عن ابن الأَعرابی. و قال أَبو عمرو: المُزَلَّع الذی قد انقشر جلد قدمه عن اللحم. و الزَّلَعةُ: جِراحةٌ فاسدةٌ، و قد زَلِعَتْ جِراحَتُه زَلَعاً أَی فَسَدَتْ. و تَزَلَّع رِیشه: ذهَب؛ أَنشد ثعلب: كِلا قادِمَیْها تُفْضِلُ الكَفُّ نِصْفَه، كَجِیدِ الحُباری رِیشُه قد تَزَلَّعا و أَزلعتُ فلاناً فی كذا أَی أَطْمَعْتُه. و الزُّلُوعُ و السُّلُوع: صُدُوعٌ فی الجبل فی عُرْضِه. و الزَّیْلَعُ: ضرب من الوَدَع صغار، و قیل: هو خَرَز معروف تلبسه النساء. و زَیْلَع: موضع، و قد غلب علی الجِیلِ و أَدخلوا اللام فیه علی حدّ الیهود فقالوا الزَّیْلَعُ إِرادةَ الزَّیْلَعِیِّین. ابن الأَعرابیّ: یقال زَلَعْتُه و سَلَقْتُه و دَثَثْتُه و عَصَوْتُه و هَرَوْتُه و فَأَوْته بمعنی واحد.

زلنبع؛ ج8، ص: 143

: رجل زِلِنْباعٌ: مُنْدَرِئٌ بالكلام.

زمع؛ ج8، ص: 143

: الزمَعةُ: الشعَرة التی خلف الثُّنَّةِ أَو الرُّسْغ. و الزَّمعةُ: الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فوق ظِلْف الشاةِ، و قیل: الهَنةُ الزائدةُ وراء ظلف الشاة، و هی أَیضاً الشعرة المُدَلَّاةُ فی مؤخر رجل الشاة و الظَّبْی و الأَرنب، و الجمع زَمَع و زِماعٌ مثل ثَمَرة و ثَمَر و ثِمار؛ قال أَبو ذؤیب یصف ظبیاً نَشِبَتْ فیه كُفَّةُ الصائدِ: فَراغَ، و قدْ نَشِبَتْ فی الزّماع، و اسْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ فی راغ ضمیر الظبی، و فی نَشِبَتْ ضمیر الكُفَّة. و أَرْنَبٌ زَمُوعٌ: تمشی علی زَمَعَتِها إِذا دنت من موضعها لئلا یقتص أَثرها فتقارب خطوها و تعدو علی زَمَعاتِها، و قیل: الزَّمُوعُ من الأَرانب النَّشِیطة السریعة، و قد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمعاناً: أَسْرَعَتْ. و أَزْمَعَتْ: عدت و خَفَّتْ؛ قال الشماخ: فما تَنْفَكُّ، بَیْنَ عُوَیْرِضاتٍ، تَمُدُّ بِرأْسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ العِكْرِشةُ: أُنثی الثعالب. قال اللیث: الزَّمَعُ هَناتٌ شبه أَظفار الغنم فی الرُّسْغ فی كل قائمة زَمَعَتان كأَنما خلقتا من قطع القرون، قال: و ذكروا أَنَّ للأَرنب زَمَعاتٍ خلف قَوائِمها، و لذلك تنعت فیقال لها زَمُوعٌ. و رجل زَمیعٌ و زَمُوعٌ بَیِّن الزَّماع أَی سَرِیعٌ عَجُولٌ؛ و منه قول الشاعر: وَ دَعا بِبَیْنِهِم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، داعٍ بعاجِلةِ الفِراقِ زَمِیعُ و الزَّمَعُ: رُذالُ الناس و أَتْباعُهم بمنزلة الزَّمَع من الظِّلْف، و الجمع أَزْماع. یقال: هو من زَمَعِهم أَی من مآخِیرِهم. و الزَّمَعُ و الزَّماعُ: المَضاءُ فی الأَمْر و العَزْمُ علیه. و أَزْمَعَ الأَمرَ و به و علیه:
لسان العرب، ج‌8، ص: 144
مَضی فیه، فهو مُزْمِعٌ، و ثَبَّت علیه عَزْمَه. و قال الكسائی: یقال أَزْمَعْتُ الأَمْرَ و لا یقال أَزْمَعْتُ علیه؛ قال الأَعشی: أَ أَزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَیْلی ابْتِكارا، و شَطَّتْ علی ذِی هَوًی أَنْ تُزارا؟ و قال الفراء: أَزْمَعْتُه و أَزْمَعْتُ علیه بمعنًی مثل أَجْمَعْتُه و أَجْمَعْتُ علیه. و الزَّمِیعُ: الشجاعُ المِقْدامُ الذی یُزْمِعُ الأَمْرَ ثم لا یَنْثَنی عنه، و هو أَیضاً الذی إِذا همّ بأَمْر مضی فیه بَیِّنَ الزَّماع، و قوم زُمَعاءُ فی الجمع. و رجل زَمِیعُ الرأْی أَی جَیِّدُه؛ قال ابن بری شاهده قول الشاعر: لا یَهْتَدِی فیه إِلَّا كُلُّ مُنْصَلِتٍ، مِنَ الرِّجالِ، زَمِیعِ الرَّأْی خَوَّاتِ و أَزمع النبتُ إِذا لم یَسْتَوِ العُشْبُ كله و كان قطعاً متفرقة أَوَّل ما یظهر و بعضه أَفضل من بعض. و الزَّمَعُ من النبات: شی‌ء هَاهُنا و شی‌ء هاهنا مثل القَزَع فی السماء، و الرَّشَمُ مثله. و فی نوادر الأَعراب: زُمْعةٌ من نَبْت و زُوعةٌ من نبت و لُمْعةٌ من نبت و رُقْعةٌ بمعنی واحد. و قال اللیث: الزَّمّاعةُ، بالزای، التی تتحرك من رأْس الصبیّ فی یافُوخِه، قال: و هی الرَّمّاعة و اللَّمَّاعةُ؛ و قال الأَزهری: المعروف فیها الرَّمَّاعة، بالراء، قال: و ما علمت أَحداً روی الزماعة، بالزای، غیر اللیث. و الزَّمَعةُ: أَصْغرُ من الرِّحاب بین كل رَحبَتَیْن زَمَعةٌ تقصُر عن الوادی، و جمعها زَمَعٌ. و‌فی الحدیث، حدیث أَبی بكر و النّسابة: إِنَّكَ من زَمَعاتِ قُرَیْش؛ الزَّمَعة، بالتحریك: التَّلْعةُ الصغیرة، أَی لست من أَشرافهم، و هی ما دُونَ مَسایلِ الماء من جانبی الوادی. و الزَّمَعةُ: الطلعة فی نَوامِی كرم العنب بعد ما یَصُوفُ، و قیل: الزَّمَعةُ العُقْدة فی مخرج العُنْقود، و قیل: هی الحبة إِذا كانت مثل رأْس الدَّرّة، و الجمع زَمَع. قال ابن شمیل: و الزَّمَعُ الأُبَنُ تَخْرُجُ فی مَخارِجِ العَناقِید. و أَزمَعَت الحَبَلةُ: خرج زَمَعُها و عظمت و دنا خروجُ الحُجْنةِ منها، و الحُجْنةُ و النامیةُ شُعَبٌ، فإِذا عظمت الزمعة فهی البَنِیقةُ، و أَكْمَحَتِ البَنِیقةُ إِذا ابْیاضَّتْ و خرج علیها مثل القطن، و ذلك الإِكْماحُ، و الزَّمَعةُ: أَول شی‌ء یخرج منه، فإِذا عظُم فهو بنیقة، و قیل: الزمع العِنَبُ أَول ما یَطْلُع. و الزَّمَعُ الدَّهَشُ، و الزَّمَعُ: رِعْدةٌ تعتری الإِنسان إِذا هَمّ بأَمر. و زَمِعَ الرجُل، بالكسر، زَمَعاً: خَرِقَ من خَوْفٍ و جَزِعَ. و الزَّمَعُ: القَلَقُ؛ عن اللحیانی. و زَمَع، بالفتح، یَزْمَعُ زَمْعاً و زَمَعاناً: أَبْطَأَ فی مِشْیَتِه. و یقال: قَزَعَ قَزْعاً و زَمَعَ زَمَعاناً، و هو مَشْی متقارِبٌ، و الزمَعانُ: المشیُ البطِی‌ءُ. و الزَّمْعِیُّ: الخَسِیسُ. و الزَّمْعِیُّ: السریعُ الغضَب، و هو الداهیةُ من الرجال. یقال: جاء فلان بالأَزامِع أَی بالأُمور المُنْكَرات، و الأَزامِعُ: الدواهِی، واحدها أَزْمَعُ؛ قال عبد الله بن سمعان التَّغْلَبیّ: وعَدْتَ فلم تُنْجِزْ، و قِدْماً وعَدْتَنی فأَخْلَفْتَنی، و تِلْكَ إِحْدَی الأَزامِع و زُمَیْعٌ و زَمَّاعٌ و زَمْعةُ: أَسماء.

زهنع؛ ج8، ص: 144

: الأَحمر: یقال زَهْنَعْتُ المرأَة و زَتَّتُّها إِذا زَیَّنْتَها و نحو ذلك؛ و أَنشد الأَحمر:
لسان العرب، ج‌8، ص: 145
بَنی تَمِیمٍ، زَهْنِعُوا فَتاتَكُم، إِن فتاةَ الحَیِّ بالتَّزَتُّتِ و قال ابن بزرج: التَّزَهْنُع التلبس و التهیؤ.

زوع؛ ج8، ص: 145

: زاعَه یَزُوعُه زَوْعاً: كَفَّه مثل وزَعَه، و قیل قَدَّمَه؛ أَنشد ثعلب: و زاع بالسَّوْطِ عَلَنْدَی مِرْقَصا و زُع راحِلَتَكَ أَی استَحِثَّها. و زاعَ الناقةَ بالزمام یَزُوعُها زَوْعاً أَی هَیَّجها و حَرَّكَها بزمامها إِلی قدَّام لتزداد فی سیرها؛ قال ذو الرمة: و خافِقُ الرأْسِ مِثْلُ السَّیْفِ قلتُ له: زُعْ بالزِّمامِ، و جَوْزُ اللّیْلِ مَرْكومُ «1» أَی ادْفَعْه إِلی قُدَّام و قَدِّمْه، و من رواه زَعْ، بالفتح، فقد غَلِطَ لأَنه لیس یأْمره بأَن یكفَّ بعیره. و قال اللیث: الزَّوْعُ جذبك الناقة بالزمام لِتَنْقادَ. أَبو الهیثم: زُعْتُه حَرَّكْتُه و قدَّمْتُه. و قال ابن السكیت: زاعَه یَزُوعُه إِذا عطَفَه؛ قال ذو الرمة: أَلا لا تُبالی العِیسُ مَن شَدَّ كُورَها علیها، و لا مَن زاعَها بالخَزائِم و الزاعةُ: الشُرَطُ. و فی النوادر: زَوَّعَتِ الریحُ النبت تُزَوِّعُه و صَوَّعَتْه، و ذلك إِذا جمعته لتفریقها بین ذُراهُ. و یقال: زُوعةٌ من نبت و لُمْعةٌ من نبت. و الزَّوْعُ: أَخْذُك الشی‌ء بكفك نحو الثرید. أَقبَلَ یَزُوعُ الثریدَ إِذا اجْتَذَبَه بكفّه. و زاعَ الثریدَ یَزُوعُه زَوْعاً: اجْتَذَبَه. و الزَّوْعةُ: القِطْعةُ من البِطِّیخ و نحوه. و زاعَها: قَطعَها. و یقال: زُعْتُ له زَوْعةً من البِطِّیخ إِذا قطعت له قطعة. و الزُّوعةُ: الفِرْقةُ من الناس، و جمعها زُوعٌ. و الزاعُ: طائر؛ عن كراع. قال ابن سیدة: و قد سمعتها من بعض من رَوَیْتُ عنه بالغین المعجمة، و زعم أَنها الصُّرَدُ، قال: و إِنما قضینا علی أَن أَلف الزاع واو، لوجودنا تركیب زوع و عدمنا تركیب زیع؛ قال: و لو لم نجد هذا أَیضاً لحكمنا علی أَن الأَلف واو، لأَن انقلاب الأَلف عن الواو و هی عین أَكثر من انقلابها عنها و هی یاء. و المَزُوعانِ من بنی كعبٍ: كعبُ بن سعد و مالِكُ بن كعب، و قد یجوز أَن یكون وزن مَزُوعٍ فَعُولًا، فإِن كان هذا فهو مذكور فی بابه، و هذا مما وهم فیه ابن سیدة، و صوابه المَزْرُوعانِ، كذلك أَفادنیه شیخنا رضی الدین محمد بن علی بن یوسف الشاطبی الأَنصاری اللغوی.

فصل السین المهملة؛ ج8، ص: 145

سبع؛ ج8، ص: 145

: السَّبْعُ و السبْعةُ من العدد: معروف، سَبْع نِسوة و سبْعة رجال، و السبعون معروف، و هو العِقْد الذی بین الستین و الثمانین. و‌فی الحدیث: أُوتِیتُ السبع المَثانی، و فی روایة: سَبْعاً مِنَ الْمَثٰانِی، قیل: هی الفاتحة لأَنها سبع آیات، و قیل: السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلی التوبة علی أَن تُحْسَبَ التوبةُ و الأَنفالُ سورةً واحدة، و لهذا لم یفصل بینهما فی المصحف بالبسملة، و من فی قوله [مِنَ الْمَثٰانِی] لتبیین الجنس، و یجوز أَن تكون للتبعیض أَی سبع آیات أَو سبع سور من جملة ما یثنی به علی الله من الآیات. و‌فی الحدیث: إِنه لَیُغانُ علی قلبی حتی أَستغفر الله فی الیوم سبعین مرة، و قد تكرر ذكر السبعة و السبع
(1). قوله [مثل السیف] فی الصحاح: فوق الرحل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 146
و السبعین و السبعمائة فی القرآن و فی الحدیث و العرب تضعها موضع التضعیف و التكثیر كقوله تعالی: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنٰابِلَ، و كقوله تعالی: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللّٰهُ لَهُمْ، و‌كقوله: الحسنة بعشر أَمثالها إِلی سبعمائة.و السُّبُوعُ و الأُسْبُوعُ من الأَیام: تمام سبعة أَیام. قال اللیث: الأَیام التی یدور علیها الزمان فی كل سبعة منها جمعة تسمی الأُسْبُوع و یجمع أَسابِیعَ، و من العرب من یقول سُبُوعٌ فی الأَیام و الطواف، بلا أَلف، مأْخوذة من عدد السَّبْع، و الكلام الفصیح الأُسْبُوعُ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: للبِكر سَبْع و للثَّیِّب ثلاث‌یجب علی الزوج أَن یَعْدِلَ بین نسائِه فی القَسْمِ فیقیم عند كل واحدة مثل ما یقیم عند الأُخری، فإِن تزوج علیهن بكراً أَقام عندها سبعة أَیام و لا یحسبها علیه نساؤه فی القسم، و إِن تزوج ثیِّباً أَقام عندها ثلاثاً غیر محسوبة فی القسم. و قد سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع لیال. و منه‌الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لأُم سلمة حین تزوجها، و كانت ثیِّباً: إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائی، و إِن شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب بالثلاث علیك؛ اشتقوا فَعَّلَ من الواحد إِلی العشرة، فمعنی سَبَّعَ أَقام عندها سبعاً، و ثَلَّثَ أَقام عندها ثلاثاً، و كذلك من الواحد إِلی العشرة فی كل قول و فعل. و‌فی حدیث سلمة بن جُنادة: إِذا كان یوم سُبُوعه، یرید یوم أُسْبوعه من العُرْس أَی بعد سبعة أَیام. و طُفْتُ بالبیت أُسْبُوعاً أَی سبع مرات و ثلاثة أَسابیعَ. و‌فی الحدیث: أَنه طاف بالبیت أُسبوعاً‌أَی سبع مرات؛ قال اللیث: الأُسْبوعُ من الطواف و نحوه سبعة أَطواف، و یجمع علی أُسْبوعاتٍ، و یقال: أَقمت عنده سُبْعَیْنِ أَی جُمْعَتَینِ و أُسْبوعَین. و سَبَعَ القومَ یَسْبَعُهم، بالفتح، سَبْعاً: صار سابعهم. و اسْتَبَعُوا: صاروا سَبْعةً. و هذا سَبِیعُ هذا أَی سابِعُه. و أَسْبَعَ الشی‌ءَ و سَبَّعَه: صَیَّره سبعة. و قوله‌فی الحدیث: سَبَّعَتْ سُلَیم یوم الفتح‌أَی كمَلَت سبعمائة رجل؛ و قول أَبی ذؤیب: لَنَعْتُ التی قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها، و قالَتْ: حَرامٌ أَنْ یُرَحَّلَ جارها یقول: إِنَّكَ و اعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتیلًا و ضَمَّتْ سِلاحَه و تحَرَّجَت من ترحیل جارها، و ظلت تَغْسِلُ إِناءَها من سُؤر كلبها سَبْعَ مرّات. و قولهم: أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة؛ المعنی فیه أَن كل عشرة منها تَزِنُ سبعة مَثاقِیلَ لأَنهم جعلوها عشرة دراهم، و لذلك نصب وزناً. و سُبعَ المولود: حُلِقَ رأْسُه و ذُبِحَ عنه لسبعة أَیام. و أَسْبَعَتِ المرأَةُ، و هی مُسْبِعٌ، و سَبَّعَتْ: ولَدَتْ لسبعة أَشهر، و الوَلدُ مُسْبَعٌ. و سَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة أَولاد، و هو علی الدعاء. و سَبَّعَ الله لك أَیضاً: ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف؛ و منه قول الأَعرابی لرجل أَعطاه درهماً: سَبَّعَ الله لك الأَجر؛ أَراد التضعیف. و فی نوادر الأَعراب: سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِیعاً و تَبَّع له تَتْبیعاً أَی تابع له الشی‌ء بعد الشی‌ء، و هو دعوة تكون فی الخیر و الشر، و العرب تضع التسبیع موضع التضعیف و إِن جاوز السبع، و الأَصل قول الله عز و جل: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنٰابِلَ فِی كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ. ثم‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: الحسنة بعشر إِلی سبعمائة.قال الأَزهری: و أَری قول الله عز و جل لنبیه، صلی الله علیه و سلم: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 147
اللّٰهُ لَهُمْ، من باب التكثیر و التضعیف لا من باب حصر العدد، و لم یرد الله عز و جل أَنه، علیه السلام، إِن زاد علی السبعین غفر لهم، و لكن المعنی إِن استكثرت من الدعاء و الاستغفار للمنافقین لم یغفر الله لهم. و سَبَّعَ فلان القرآن إِذا وَظَّفَ علیه قراءته فی سبع لیال. و سَبَّعَ الإِناءَ: غسله سبع مرات. و سَبَّعَ الشی‌ءَ تسْبیعاً: جعله سبعة، فإِذا أَردت أَن صیرته سبعین قلت: كملته سبعین. قال: و لا یجوز ما قاله بعض المولدین سَبَّعْتُه، و لا قولهم سَبْعَنْتُ دَراهِمی أَی كَمَّلْتُها سَبْعِین. و قولهم: هو سُباعِیُّ البَدَن أَی تامُّ البدن. و السُّباعیُّ من الجمال: العظیم الطویل، قال: و الرباعی مثله علی طوله، و ناقة سُباعِیَّةٌ و رُباعِیَّةٌ. و ثوب سُباعیّ إِذا كان طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن الشبر مذكر و الذراع مؤنثة. و المُسْبَعُ: الذی له سبعة آباءٍ فی العُبُودة أَو فی اللؤم، و قیل: المسبع الذی ینسب إِلی أَربع أُمهات كلهن أَمَة، و قال بعضهم: إِلی سبع أُمهات. و سَبَع الحبلَ یَسْبَعُه سَبْعاً: جعله علی سبع قُوًی. و بَعِیرٌ مُسْبَعٌ إِذا زادت فی مُلَیْحائِه سَبْع مَحالات. و المُسَبَّعُ من العَرُوض: ما بنی علی سبعة أَجزاء. و السِّبْعُ: الوِرْدُ لسِتِّ لیال و سبعة أَیام، و هو ظِمْ‌ءٌ من أَظْماء الإِبل، و الإِبل سَوابِعُ و القوم مُسْبِعُون، و كذلك فی سائر الأَظْماءِ؛ قال الأَزهری: و فی أَظْماء الإِبل السِّبْعُ، و ذلك إِذا أَقامت فی مَراعِیها خمسة أَیام كَوامِلَ و وردت الیوم السادس و لا یحسَب یوم الصّدَر. و أَسْبَعَ الرجل: وَرَدَت إِبله سبْعاً. و السَّبِیعُ: بمعنی السُّبُع كالثَّمین بمعنی الثُّمُن؛ و قال شمر: لم أَسمع سَبِیعاً لغیر أَبی زید. و السبع، بالضم: جزء من سبعة، و الجمع أَسْباع. و سَبَعَ القومَ یَسْبَعُهم سَبْعاً: أَخذ سُبُعَ أَموالِهم؛ و أَما قول الفرزدق: و كیفَ أَخافُ الناسَ، و اللهُ قابِضٌ علی الناسِ و السَّبْعَیْنِ فی راحةِ الیَدِ؟ فإِنه أَراد بالسَّبْعَینِ سبْعَ سماواتٍ و سبعَ أَرَضِین. و السَّبُعُ: یقع علی ما له ناب من السِّباعِ و یَعْدُو علی الناس و الدوابّ فیفترسها مثل الأَسد و الذِّئْب و النَّمِر و الفَهْد و ما أَشبهها؛ و الثعلبُ، و إِن كان له ناب، فإِنه لیس بسبع لأَنه لا یعدو علی صِغار المواشی و لا یُنَیِّبُ فی شی‌ء من الحیوان، و كذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِیةِ، و لذلك وردت السُّنة بإِباحة لحمها، و بأَنها تُجْزَی إِذا أُصِیبت فی الحرم أَو أَصابها المحرم، و أَما الوَعْوَعُ و هو ابن آوی فهو سبع خبیث و لحمه حرام لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلَّا أَنه أَصغر جِرْماً و أَضْعَفُ بدَناً؛ هذا قول الأَزهری، و قال غیره: السبع من البهائم العادیة ما كان ذا مِخلب، و الجمع أَسْبُعٌ و سِباعٌ. قال سیبویه: لم یكسَّر علی غیر سِباعٍ؛ و أَما قولهم فی جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة فی السَّبُع، لیس بتخفیف كما ذهب إِلیه أَهل اللغة لأَن التخفیف لا یوجب حكماً عند النحویین، علی أَن تخفیفه لا یمتنع؛ و قد جاء كثیراً فی أَشعارهم مثل قوله: أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا، و أَینَ نَجاؤُكم؟ فهذا و رَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ و أَنشد ثعلب: لِسانُ الفَتی سَبْعٌ، علیه شَذاتُه، فإِنْ لم یَزَعْ مِن غَرْبِه، فهو آكِلُهْ و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن أَكل كل ذی ناب من
لسان العرب، ج‌8، ص: 148
السباع؛ قال: هو ما یفترس الحیوان و یأْكله قهراً و قَسْراً كالأَسد و النَّمِر و الذِّئب و نحوها. و فی ترجمة عقب: و سِباعُ الطیر التی تَصِیدُ. و السَّبْعةُ: اللَّبُوءَةُ. و من أَمثال العرب السائرة: أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ، إِنما أَصله سَبُعةٌ فخفف. و اللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد، فلذلك لم یقولوا أَخْذَ سَبُعٍ، و قیل: هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث بن طی‌ء بن أُدَد، و كان رجلًا شدیداً، فعلی هذا لا یُجْرَی للمعرفة و التأْنیث، فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به و جاء المثل بالتخفیف لما یؤثرونه من الخفة. و أَسْبَعَ الرجلَ: أَطْعَمه السَّبُعَ، و المُسْبِعُ: الذی أَغارت السِّباعُ علی غنمه فهو یَصِیحُ بالسِّباعِ و الكِلابِ؛ قال: قد أَسْبَعَ الرّاعی و ضَوْضَا أَكْلُبُه و أَسْبَعَ القومُ: وقَع السَّبُع فی غنمهم. و سَبَعت الذّئابُ الغنَم: فَرَسَتْها فأَكلتها. و أَرض مَسْبَعةٌ: ذات سِباع؛ قال لبید: إِلیك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ و مَسْبَعةٌ: كثیرة السباع؛ قال سیبویه: باب مَسْبَعةٍ و مَذْأَبةٍ و نظیرِهما مما جاء علی مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء و لیس فی كل شی‌ء یقال إِلا أَن تقیس شیئاً و تعلم مع ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به، و لیس له نظیر من بنات الأَربعة عندهم، و إِنما خصوا به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم یستغنون بقولهم كثیرة الذئاب و نحوها. و قال ابن المظفر فی قولهم لأَعْمَلَنّ بفلان عملَ سَبْعَةٍ: أَرادوا المبالغة و بلوغَ الغایة، و قال بعضهم: أَرادوا عمل سبعة رجال. و سُبِعَتِ الوَحْشِیَّةُ، فهی مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ ولدها، و المَسْبُوعةُ: البقرة التی أَكَل السبعُ ولدَها. و‌فی الحدیث: أَن ذئباً اختطف شاة من الغنم أَیام مَبْعَثِ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، فانتزعها الراعی منه، فقال الذئب: من لها یوم السبْع؟ قال ابن الأَعرابی: السبع، بسكون الباء، الموضعُ الذی یكونُ إِلیه المَحْشَرُ یومَ القیامة، أَراد من لها یوم القیامة؛ و قیل: السبْعُ الذَّعْرُ، سَبَعْتُ فلاناً إِذا ذَعَرْتَه، و سَبَعَ الذِّئْبُ الغنم إِذا فرسها، أَی من لها یومَ الفَزَع؛ و قیل: هذا التأْویل یَفْسُد بقول الذئب‌فی تمام الحدیث: یومَ لا راعِیَ لها غیری، و الذئب لا یكون لها راعیاً یوم القیامة، و قیل: إِنه أَراد من لها عند الفتن حین یتركها الناس هملًا لا راعی لها نُهْبَة للذِّئاب و السِّباع، فجعل السبُع لها راعیاً إِذ هو منفرد بها، و یكون حینئذ بضم الباء، و هذا إِنذار بما یكون من الشدائد و الفتن التی یُهْمِلُ الناس فیها مواشیهم فتستمكن منها السباع بلا مانع. و روی عن أَبی عبیدة: یومُ السبْعِ عِیدٌ كان لهم فی الجاهلیة یشتغلون بعیدهم و لَهْوِهِم، و لیس بالسبُع الذی یفترس الناس، و هذا الحرف أَملاه أَبو عامر العبدری الحافظ بضم الباء، و كان من العلم و الإِتقان بمكان، و‌فی الحدیث نهَی عن جُلودِ السِّباعِ؛ السباعُ: تَقَعُ علی الأَسد و الذئاب و النُّمُور، و كان مالك یكره الصلاة فی جُلودِ السِّباعِ، و إِن دُبِغَتْ، و یمنع من بیعها، و احتج بالحدیث جماعة و قالوا: إِن الدِّباغَ لا یؤثِّر فیما لا یؤكل لحمه، و ذهب جماعة إِلی أَن النهی تناولها قبل الدباغ، فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت؛ و أَما مذهب الشافعی فإِن الذَّبْحَ یطهر جُلود «2»
(2). قوله [فإن الذبح یطهر إلخ] هكذا فی الأصل و النهایة، و الصحیح المشهور من مذهب الشافعی: أن الذبح لا یطهر جلد غیر المأكول.
لسان العرب، ج‌8، ص: 149
الحیوان المأْكول و غیر المأْكول إِلا الكلب و الخنزیر و ما تَوَلَّدَ منهما، و الدِّباغُ یُطَهِّرُ كل جلد میتة غیرهما؛ و فی الشعور و الأَوبار خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا، إِنما نهی عن جلود السباع مطلقاً أَو عن جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد فی أَحادیث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ و الخُیَلاءِ. و أَسبع عبده أَی أَهمله. و المُسْبَعُ: المُهْمَلُ الذی لم یُكَفَّ عن جُرْأَتِه فبقی علیها. و عبدٌ مُسْبَعٌ: مُهْمَلٌ جَری‌ءٌ ترك حتی صار كالسبُع؛ قال أَبو ذؤیب یصف حمار الوحش: صَخِبُ الشَّوارِبِ لا یَزالُ كأَنَّه عَبدٌ، لآلِ أَبی رَبِیعةَ، مُسْبَعُ الشَّوارِبُ: مجارِی الحَلْق، و الأَصل فیه مَجاری الماء، و أَراد أَنه كثیر النُّهاقِ، هذه روایة الأَصمعی، و قال أَبو سعید الضریر: مُسْبِع، بكسر الباء، و زعم أَن معناه أَنه وقع السباع فی ماشیته، قال: فشبه الحمار و هو یَنْهَقُ بعبد قد صادفَ فی غنمه سَبُعاً فهو یُهَجْهِجُ به لیزجره عنها، قال: و أَبو ربیعة فی بنی سعد بن بكر و فی غیرهم و لكن جیران أَبی ذؤیب بنو سعد بن بكر و هم أَصحاب غنم، و خص آل ربیعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً. و‌فی حدیث ابن عباس و سئل عن مسأَلة فقال: إِحْدی من سَبْع‌أَی اشتدّت فیها الفتیا و عَظُم أَمرها، یجوز أَن یكون شِبهها بإِحدی اللیالی السبع التی أَرسل الله فیها العذاب علی عاد فَضَرَبَها لها مثلًا فی الشدة لأَشكالها، و قیل: أَراد سبع سِنِی یوسف الصدِّیق، علیه السلام، فی الشدة. قال شمر: و خلق الله سبحانه و تعالی السماوات سبعاً و الأَرضین سبعاً و الأَیام سبعاً. و أَسْبَعَ ابنه أَی دفعه إِلی الظُّؤُورةِ. المُسْبَع: الدَّعِیُّ. و المُسْبَعُ: المَدْفُوعُ إِلی الظُّؤُورةِ؛ قال العجاج: إِنَّ تَمِیماً لم یُراضَعْ مُسْبَعا، و لم تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا و قال الأَزهری: و یقال أَیضاً المُسْبَعُ التابِعةُ «1»، و یقال: الذی یُولَدُ لسبعة أَشهر فلم یُنْضِجْه الرَّحِمُ و لم تَتِمّ شُهورُه، و أَنشد بیت العجاج. قال النضر: و یقال رُبَّ غلام رأَیتُه یُراضَعُ، قال: و المُراضَعةُ أَنْ یَرْضَعَ أُمَّه و فی بطنها ولد. و سَبَعَه یَسْبَعُه سَبْعاً: طعن علیه و عابه و شتَمه و وقع فیه بالقول القبیح. و سَبَعَه أَیضاً: عَضَّه بسنه. و السِّباعُ: الفَخْرُ بكثرة الجِماع. و‌فی الحدیث: نه نهَی عن السِّباعِ؛ قال ابن الأَعرابی: السِّباعُ الفَخار كأَنه نهی عن المُفاخَرة بالرَّفَثِ و كثرة الجماع و الإِعْرابِ بما یُكَنّی به عنه من أَمر النساء، و قیل: هو أَن یَتَسابَّ الرجلان فیرمی كل واحد صاحبه بما یسوؤه من سَبَعَه أَی انتقصه و عابه، و قیل: السِّباعُ الجماع نفسُه. و‌فی الحدیث: أَنه صَبَّ علی رأْسه الماء من سِباعٍ كان منه فی رمضان؛ هذه عن ثعلب عن ابن الأَعرابی. و بنو سَبِیعٍ: قبیلة. و السِّباعُ و وادی السِّباعِ: موضعان؛ أَنشد الأَخفش: أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ سأَلْتُ، فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ و قال سُحَیْم بن وَثِیلٍ الرِّیاحِی: مَرَرْتُ علی وادِی السِّباعِ، و لا أَرَی، كَوادِی السِّباعِ حینَ یُظْلِمُ، وادِیا
(1). قوله [المسبع التابعة] كذا بالأصل و لعله ذو التابعة أی الجنیة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 150
و السَّبُعانُ: موضع معروف فی دیار قیس؛ قال ابن مقبل: أَلا یا دِیارَ الحَیِّ بالسَّبُعانِ، أَمَلَّ علیها بالبِلی المَلَوانِ و لا یعرف فی كلامهم اسم علی فَعُلان غیره، و السُّبَیْعان: جبلان؛ قال الراعی: كأَنی بِصَحْراءِ السُّبَیْعَینِ لم أَكُنْ، بأَمْثالِ هِنْدٍ، قَبْلَ هِنْدٍ، مُفَجَّعا و سُبَیْعٌ و سِباعٌ: اسمان؛ و قول الراجز: یا لَیْتَ أَنِّی و سُبَیْعاً فی الغَنَمْ، و الجرْحُ مِنی فَوْقَ حَرّار أَحَمْ هو اسم رجل مصغر. و السَّبِیعُ: بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبی إِسحاق السَّبِیعی. و فی الحدیث ذكر السَّبِیعِ، هو بفتح السین و كسر الباء مَحِلّة من مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلی القبیلة، و هم بنو سَبِیعٍ من هَمْدانَ. و أُمُّ الأَسْبُعِ: امرأَة. و سُبَیْعةُ بن غَزالٍ: رجل من العرب له حدیث. و وزْن سَبْعةٍ: لقب.

ستع؛ ج8، ص: 150

: حكی الأَزهری عن اللیث: رجل مِسْتَعٌ أَی سریعٌ ماضٍ كَمِسْدَعٍ.

سجع؛ ج8، ص: 150

: سَجَعَ یَسْجَعُ سَجْعاً: استوی و استقام و أَشبه بعضه بعضاً؛ قال ذو الرمة: قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَی وَجْه رَكْبها، إِذا ما عَلَوْها، مُكْفَأً غَیْرَ ساجِعِ أَی جائراً غیر قاصد. و السجع: الكلام المُقَفَّی، و الجمع أَسجاع و أَساجِیعُ؛ و كلام مُسَجَّع. و سَجَعَ یَسْجَعُ سَجْعاً و سَجَّعَ تَسْجِیعاً: تَكَلَّم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غیر وزن، و صاحبُه سَجّاعةٌ و هو من الاسْتِواءِ و الاستقامةِ و الاشتباهِ كأَن كل كلمة تشبه صاحبتها؛ قال ابن جنی: سمی سَجْعاً لاشتباه أَواخِره و تناسب فَواصِلِه و كسَّرَه علی سُجُوع، فلا أَدری أَ رواه أَم ارتجله، و حكِی أَیضاً سَجَع الكلامَ فهو مسجوعٌ، و سَجَع بالشی‌ء نطق به علی هذه الهیئة. و الأُسْجُوعةُ: ما سُجِعَ به. و یقال: بینهم أُسْجُوعةٌ.قال الأَزهری: و لما قضی النبی، صلی الله علیه و سلم، فی جَنِینِ امرأَة ضربتها الأُخری فَسَقَطَ مَیِّتاً بغُرّة علی عاقلة الضاربة قال رجل منهم: كیف نَدِی من لا شَرِبَ و لا أَكل، و لا صاحَ فاستهل، و مِثْلُ دمِه یُطَلْ «2»؟ قال، صلی الله علیه و سلم: إِیاكم و سَجْعَ الكُهّان.و‌روی عنه، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی عن السَّجْعِ فی الدُّعاء؛ قال الأَزهری: إِنه، صلی الله علیه و سلم، كره السَّجْعَ فی الكلام و الدُّعاء لمُشاكلتِه كلامَ الكهَنَة و سجْعَهم فیما یتكهنونه، فأَما فواصل الكلام المنظوم الذی لا یشاكل المُسَجَّع فهو مباح فی الخطب و الرسائل. و سَجَعَ الحَمامُ یَسْجَعُ سَجْعاً: هَدَلَ علی جهة واحدة. و فی المثل: لا آتیك ما سجَع الحمام؛ یریدون الأَبد عن اللحیانی. و حَمامٌ سُجُوعٌ: سَواجِعُ، و حمامة سَجُوعٌ، بغیر هاء، و ساجعة. و سَجْعُ الحمامةِ: موالاة صوتها علی طریق واحد. تقول العرب: سجَعَت الحمامة إِذا دَعَتْ و طَرَّبَتْ فی صوتها. و سجَعت الناقة سَجْعاً: مدّت حَنِینَها علی جهة واحدة. یقال: ناقة ساجِعٌ، و سَجَعَتِ القَوْسُ كذلك؛ قال
(2). قوله [یطل] من طل دمه بالفتح أهدره كما أَجازه الكسائی، و یروی بطل بباء موحدة، راجع النهایة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 151
یصف قوساً: و هْیَ، إِذا أَنْبَضْتَ فیها، تَسْجَعُ تَرَنُّمَ النَّحْلِ أَباً لا یَهْجَعُ «1» قوله تَسْجَعُ یعنی حَنِین الوَتر لإِنْباضِه؛ یقول: كأَنها تَحِنُّ حنیناً متشابهاً، و كله من الاستواء و الاستقامة و الاشتباه. أَبو عمرو: ناقةٌ ساجعٌ طویلةٌ؛ قال الأَزهری: و لم أَسمع هذا لغیره. و سجَع له سَجْعاً: قصَد، و كلُّ سَجْع قَصْدٌ. و الساجِعُ: القاصِدُ فی سیره؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: قطعتُ بها أَرْضاً تَرَی وَجْه رَكْبها البیت المتقدم. وَجْهُ رَكْبها: الوَجْهُ الذی یَؤُمُّونه؛ یقول: إِنّ السَّمُومَ قابَلَ هُبُوبُها وُجوهَ الرَّكبِ فَأَكْفَؤُوها عن مَهَبِّها اتِّقاءً لِحَرِّها. و‌فی الحدیث: أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، اشتری جاریةً فأَراد وطأَها فقالت: إِنی حامل، فرفع ذلك إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: إِنّ أَحدكم إِذا سَجَع ذلك المَسْجَعَ فلیس بالخِیار علی اللهِ؛ و أَمَر بردِّها، أَی سَلَكَ ذلك المَسْلَكَ. و أَصل السجْعِ: القَصْدُ المُسْتَوی علی نسَقٍ واحد.

سدع؛ ج8، ص: 151

: السَّدْعُ: الهدایةُ للطریق. و رجل مِسْدَعٌ: دلیلٌ ماضٍ لوجهه، و قیل: سریعٌ. و فی التهذیب: رجل مِسْدَعٌ ماضٍ لوجهه نحوَ الدلیلِ. و السَّدْعُ: صَدْمُ الشی‌ء بالشی‌ء، سَدَعَه یَسْدَعُه سَدْعاً. و سُدِعَ الرجلُ: نُكِبَ؛ یمانیة. قال الأَزهری: و لم أَجد فی كلام العرب شاهداً من ذلك، و أَظن قوله مِسْدَع أَصله صاد مِصْدَعٌ من قوله عز و جل: فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ؛ أَی افعل. و فی كلامهم: نَقْذاً لك من كل سَدْعةٍ أَی سلامة لك من كل نَكْبة.

سرع؛ ج8، ص: 151

: السُّرْعةُ: نقِیضُ البُطْءِ. سَرُعَ یَسْرُعُ سَراعةً و سِرْعاً و سَرْعاً و سِرَعاً و سَرَعاً و سُرْعةً، فهو سَرِعٌ و سَرِیعٌ و سُراعٌ، و الأُنثی بالهاء، و سَرْعانُ و الأُنثی سَرْعَی، و أَسْرَعَ و سَرُعَ، و فرق سیبویه بین سَرُع و أَسْرَعَ فقال: أَسْرَعَ طَلَبَ ذلك من نفسه و تَكَلَّفه كأَنه أَسرَعَ المشی أَی عَجّله، و أَما سرُع فكأَنها غَرِیزةٌ. و استعمل ابن جنی أَسرَع متعدِّیاً فقال یعنی العرب: فمنهم من یَخِفُّ و یُسْرِعُ قبولَ ما یسمعه، فهذا إِمَّا أَن یكون یتعدی بحرف و بغیر حرف، و إِما أَن یكون أَراد إِلی قبوله فحذف و أَوصل. و سَرَّع: كأَسْرَعَ؛ قال ابن أَحمر: أَلا لا أَری هذا المُسَرِّعَ سابِقاً، و لا أَحَداً یَرْجُو البَقِیّةَ باقِیا و أَراد بالبقیة البَقاء. و قال ابن الأَعرابی: سَرِع الرجلُ إِذا أَسرَع فی كلامه و فِعاله. قال ابن بری: و فرس سَریعٌ و سُراعٌ؛ قال عمرو بن معدیكرب: حتی تَرَوْهُ كاشِفاً قِناعَهْ، تَغْدُو بِه سَلْهَبةٌ سُراعَهْ و أَسْرَعَ فی السیر، و هو فی الأَصل متعدّ. و عجبت من سُرْعةِ ذاك و سِرَعِ ذاك مثال صِغَرِ ذاك؛ عن یعقوب. و‌فی حدیث تأْخیر السَّحُورِ: فكانت سُرْعتی أَن أُدْرِكَ الصلاةَ مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ یرید إِسراعی، و المعنی أَنه لِقُرْبِ سحُورِه من طلوع الفجر یدرك الصلاة بإِسراعه. و یقال: أَسرَعَ فلان المشی و الكتابة و غیرهما، و هو فعل مجاوز. و یقال: أَسرع إِلی كذا و كذا؛ یریدون أَسرَعَ المضیّ إِلیه، و سارَعَ بمعنی أَسرعَ؛ یقال ذلك للواحد، و للجمیع سارَعوا. قال الله عز و جل:
(1). قوله: أباً لا یهجع، هكذا فی الأَصل؛ و لعله أبَی أی كره و امتنع أن ینام.
لسان العرب، ج‌8، ص: 152
أَ یَحْسَبُونَ أَنَّمٰا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مٰالٍ وَ بَنِینَ نُسٰارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْرٰاتِ؛ معناه أَ یحسبون أَن إِمدادَنا لهم بالمال و البنین مجازاة لهم و إِنما هو استدراج من الله لهم، و ما فی معنی الذی أَی أَ یحسبون أَن الذی نمدهم به من مال و بنین، و الخبر محذوف، المعنی نسارع لهم به. و قال الفراء: خبر أَنَّمٰا نُمِدُّهُمْ بِهِ قوله نُسٰارِعُ لَهُمْ، و اسم أن ما بمعنی الذی، و من قرأَ یُسارِعُ لهم فی الخیرات فمعناه یُسارِعُ لهم به فی الخیرات فیكون مثل نُسٰارِعُ، و یجوز أَن یَكون علی معنی أَ یحسبون إِمدادنا یُسارِعُ لهم فی الخیرات فلا یحتاج إِلی ضمیر، و هذا قول الزجاج. و‌فی حدیث خیفان: مَسارِیعُ فی الحرب؛ هو جمع مِسْراع و هو الشدید الإِسْراع فی الأُمور مثل مِطْعانٍ و مَطاعِینَ و هو من أَبنیة المبالغة. و قولهم: السَّرَعَ السَّرَعَ مثال الوَحَا. و تسرَّعَ الأَمرُ: كسَرُعَ؛ قال الراعی: فلو أَنّ حَقّ الیَوْم مِنْكُم إِقامةٌ، و إِن كان صَرْحٌ قد مَضَی فَتَسَرَّعا و تَسَرَّعَ بالأَمر: بادَرَ به. و المُتَسَرِّعُ: المُبادِرُ إِلی الشَّرِّ، و تَسَرَّعَ إِلی الشرِّ، و المسْرَعُ: السَّریعُ إِلی خیر أَو شرّ. و سارعَ إِلی الأَمر: كأَسْرَعَ. و سارَعَ إِلی كذا و تَسَرَّع إِلیه بمعنًی. و جاء سرَعاً أَی سَریعاً. و المُسارَعةُ إِلی الشی‌ء: المُبادَرَةُ إِلیه. و أَسرَع الرجلُ: سَرُعَتْ دابَّته كما قالوا أَخَفَّ إِذا كانت دابته خفیفة، و كذلك أَسرَعَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم سِراعاً. و سَرُعَ ما فعلْتَ ذاك و سَرْعَ و سُرْعَ و سَرْعانَ ما یكونُ ذاك؛ و قول مالك بن زغبة الباهلی: أَ نَوْراً سَرْعَ ما ذا یا فَرُوقُ، و حَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ حَذِیقُ؟ أَراد سَرُعَ فخفف، و العرب تخفف الضمة و الكسرة لثقلهما، فتقول للفَخِذِ فَخْذٌ، و للعَضُدِ عَضْدٌ، و لا تقول للحَجَر حَجْر لخفة الفتحة. و قوله: أَ نَوْراً معناه أَ نَوْراً و نِفاراً یا فَرُوقُ، و ما صلة، أَراد سَرُعَ ذا نَوْراً. و تقول أَیضاً: سِرْعانَ و سُرْعانَ، كله اسم للفعل كَشَتان؛ و قال بشر: أَ تَخْطُبُ فیهم بَعْدَ قتْلِ رِجالِهم؟ لَسَرْعانَ هذا، و الدِّماءُ تَصَبَّبُ ابن الأَعرابی: و سَرْعانَ ذا خُروجاً و سَرُعانَ ذا خروجاً، بضم الراء، و سِرْعانَ ذا خروجاً. قال ابن السكیت: و العرب تقول لَسَرْعانَ ذا خُرُوجاً، بتسكین الراء، و تقول لَسَرُعَ ذا خروجاً، بضم الراء، و ربما أَسكنوا الراء فقالوا سَرْعَ ذا خروجاً أَی سَرُعَ ذا خُروجاً. و لَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا أَی ما أَسْرَعَ. و فی المثل: سَرْعانَ ذا إِهالةً؛ و أَصل هذا المثل أَن رجلًا كان یُحَمَّقُ، اشتری شاة عَجْفاءَ یَسِیلُ رُغامُها هُزالًا و سُوءَ حال، فظن أَنه وَدَكٌ فقال: سَرْعانَ ذا إِهالةً. و سَرَعانُ الناسِ و سَرْعانُهم: أَوائِلُهم المستبقون إِلی الأَمر. و سَرَعانُ الخیلِ: أَوائِلُها؛ قال أَبو العباس: إِذا كان السَّرَعانُ وصفاً فی الناس قیل سَرَعانُ و سَرْعانُ، و إِذا كان فی غیر الناس فسَرَعانُ أَفصح، و یجوز سَرْعان. و قال الأَصمعی: سَرَعانُ الناسِ أَوائِلُهم فحرَّك لمن یُسْرِعُ من العسكر، و كان ابن الأَعرابی یسكن الراء فیقول سرْعان الناس أَوائلهم؛ و قال القطامی فی لغة من یثقل و یقول
لسان العرب، ج‌8، ص: 153
سَرَعانَ: و حَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِیبةَ غُدْوةً، فَیُغَیِّفُونَ و نَرْجِعُ السَّرَعانا قال الجوهری فی سَرَعانِ الناس: یلزم الإِعرابُ نونَه فی كل وجه. و‌فی حدیث سَهْو الصلاة: فخرج سَرَعانُ الناسِ.و‌فی حدیث یوم حُنَینٍ: فخرج سَرَعان الناس و أَخِفّاؤُهُم.و السَّرَعانُ: الوَتَرُ القوی؛ قال: و عَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعانِها، و عادَتْ سِهامی بَینَ أَحْنَی و ناصِلِ الأَزهری: و سَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَیْنِ شِبْهُ الخُصَل تَخْلُص من اللحم ثم تُفْتَلُ أَوتاراً للقِسِیّ یقال لها السرَعانُ؛ قال: سمعت ذلك من العرب، و قال أَبو زید: واحدة سَرَعانِ العَقَبِ سَرَعانةٌ؛ و قال أَبو حنیفة: السَّرَعانُ العَقَبُ الذی یجمع أَطرافَ الریش مما یلی الدائرة. و سَرَعانُ الفرس: خُصَلٌ فی عُنقه، و قیل: فی عَقِبه، الواحدة سَرَعانة. و السَّرْعُ و السِّرْعُ: القَضِیبُ من الكرْم الغَضُّ، و الجمع سُرُوعٌ. و فی التهذیب: السَّرْعُ قَضِیب سنة من قُضْبان الكرْم، قال: و هی تَسْرُعُ سُرُوعاً و هنّ سَوارِعُ و الواحدة سارِعةٌ. قال: و السَّرْعُ و السِّرْعُ اسم القضیب من ذلك خاصّة. و السرَعْرَعُ: القضیب ما دام رَطْباً غضّاً طرِیّاً لسَنَتِه، و الأُنثی سَرَعْرَعةٌ. و كل قضیب رَطْب سِرْعٌ و سَرْعٌ و سَرَعْرَعٌ؛ قال یصف عُنْفُوانَ الشباب: أَزْمانَ، إِذْ كُنْتَ كَنَعْتِ الناعِتِ سَرَعْرَعاً خُوطاً كَغُصْنٍ نابِتِ أَی كالخُوطِ السَّرَعْرَعِ، و التأْنیثُ علی إِرادةِ الشُّعْبة. قال الأَزهری: و السَّرْغُ، بالغین المعجمة، لغة فی السَّرْع بمعنی القضیب الرطْب، و هی السُّرُوعُ و السُّروغُ. و السَّرَعْرَعُ: الدقیق الطویل. و السَّرَعْرَعُ: الشابُّ الناعم اللدْنُ. الأَصمعی: شَبَّ فلان شباباً سَرَعْرَعاً. و السَّرَعْرَعةُ من النساء: اللیِّنة الناعمةُ. و الأَسارِیعُ: شُكُرٌ تَخْرُجُ فی أَصلِ الحَبلةِ. و الأَسارِیعُ: التی یتعلق بها العنب، و ربما أُكلت و هی رَطْبَةٌ حامضةٌ. الواحِدُ أُسْرُوعٌ. و الیَسْرُوع و الیُسْروعُ و الأَسْرُوع الأُسْرُوع: دُودٌ یكون علی الشوْك، و الجمع الأَسارِیعُ، و قیل: الأَسارِیعُ دُودٌ حُمْرُ الرؤوس بیض الأَجساد تكون فی الرمل تُشَبَّه بها أَصابع النساء، و قال الأَزهری: هی دِیدانٌ تظهر فی الربیع مُخَطَّطة بسواد و حمرة؛ قال إمرؤ القیس: و تَعْطُو بِرَخْصٍ غَیْرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِیعُ ظَبْیٍ، أَو مساوِیكُ إِسْحِلِ و ظَبْیٌ: اسم وادٍ بِتِهامةَ. یقال: أَسارِیعُ ظَبْی كما یقال سِیدُ رَمْل و ضَبُّ كُدْیةٍ و ثَوْرُ عَدابٍ، و قیل: الیُسْرُوعُ و الأُسْرُوعُ الدُّودةُ الحمراء تكون فی البقْل ثم تنسلخ فتصیر فَراشة. قال ابن بری: الیُسْرُوعُ أَكبر من أَن ینسلخ فیصیر فراشة لأَنها مقدار الإِصْبَعِ ملْساءُ حمراءُ، و الأَصل یَسْرُوعٌ لأَنه لیس فی الكلام یُفْعُولٌ، قال سیبویه: و إِنما ضموا أَوّله إِتباعاً لضم الراء كما قالوا أَسْوَدُ بن یعْفُر؛ قال ذو الرمة: و حتی سَرَتْ بعد الكَرَی فی لَوِیِّه أَسارِیعُ مَعْرُوفٍ، و صَرَّتْ جَنادِبُهْ
لسان العرب، ج‌8، ص: 154
و اللَّوِیُّ: ما ذَبَلَ من البَقْل؛ یقول: قد اشتدّ الحرّ فإِن الأَسارِیعَ لا تَسْرِی علی البقل إِلَّا لیلًا لأَن شدة الحر بالنهار تقتلها. و قال أَبو حنیفة: الأُسْرُوعُ طُولُ الشِّبْرِ أَطولُ ما یكون، و هو مُزَیَّن بأَحسن الزینة من صفرة و خُضرة و كل لون لا تراه إِلا فی العُشب، و له قوائم قصار، و تأْكلها الكلاب و الذئاب و الطیر، و إِذا كَبِرَتْ أَفسدت البقل فَجَدّعتْ أَطرافَه. و أُسْرُوعُ الظَّبْی: عَصَبةٌ تَسْتَبْطِنُ رجله و یده. و أَسارِیعُ القَوْسِ: الطُّرَقُ و الخُطُوطُ التی فی سِیَتها، واحدها أُسْرُوعٌ و یُسْرُوعٌ، و واحدة الطُّرَقِ طُرْقةٌ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كأَنَّ عُنُقَه أَسارِیعُ الذهب‌أَی طَرائِقُه. و‌فی الحدیث: كان علی صدره الحَسن أَو الحسین فبالَ فرأَیت بوله أَسارِیعَ‌أَی طرائقَ. و أَبو سَرِیعٍ: هو النار فی العَرْفَجِ؛ و أَنشد: لا تَعْدِلَنَّ بأَبِی سَرِیعِ، إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقِیعِ و الصَّقِیعُ: الثَّلْج؛ و قول ساعِدةَ بن جُؤَیّة: و ظَلَّتْ تُعَدَّی مِن سَرِیعٍ و سُنْبُك، تَصَدَّی بأَجوازِ اللُّهُوبِ و تَرْكُدُ فسره ابن حبیب فقال: سَرِیعٌ و سُنْبُكٌ ضَرْبان من السَّیْرِ. و السَّرْوَعةُ: الرابِیةُ من الرمل و غیره. و‌فی الحدیث: فأَخَذَ بهم بین سَرْوَعَتَیْنِ و مالَ بهم عن سَنَنِ الطریق؛ حكاه الهرویّ. و قال الأَزهری: السَّرْوَعةُ النَّبَكةُ العظیمة من الرمْل، و یجمع سَرْوَعاتٍ و سَراوِعَ. قال الأَزهری: و الزَّرْوَحةُ مثل السرْوعةِ تكون من الرمل و غیره. و سُراوِعٌ: موضع؛ عن الفارسی؛ و أَنشد لابن ذَریح: عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فَسُراوِعُ «1» و قال غیره: إِنما هو سَرَاوِع، بالفتح، و لم یحك سیبویه فُعاوِلٌ، و یروی: … فَشُراوِع، و هی روایة العامّة.

سرطع؛ ج8، ص: 154

: سَرْطَعَ و طَرْسَعَ، كلاهما: عَدا عدْواً شدیداً من فَزَعٍ.

سرقع؛ ج8، ص: 154

: السُّرْقُعُ: النبیذُ الحامضُ.

سطع؛ ج8، ص: 154

: السَّطْعُ: كل شی‌ء انتشر أَو ارتفع من بَرْقٍ أَو غُبار أَو نُور أَو رِیح، سَطَعَ یَسْطَعُ سَطْعاً و سُطُوعاً؛ قال لبید فی صفة الغُبار المرتفع: مَشْمُولة غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ، كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ إِسْنامُها غُلِثَتْ: خُلِطَتْ. و المشمولةُ: النار التی أَصابتها الشَّمالُ، و أَما قولهم صاطعٌ فی ساطعٍ فإِنهم أَبدلوها مع الطاء كما أَبدلوها مع القاف لأَنها فی التصَعُّد بمنزلتها. و السَّطِیعُ: الصُّبْحُ لإِضاءته و انتشاره، و یقال للصبح إِذا طلَع ضَوْؤُه فی السماء، قد سَطَع یسْطَع سُطوعاً أَوّلَ ما ینشقُّ مستطیلًا، و كذلك البرق یَسْطَعُ فی السماء. و كذلك إِذا كان كذَنَب السِّرْحانِ مستطیلًا فی السماء قبل أن ینتشر فی الأُفق. و‌فی حدیث السَّحُور: كلوا و اشربوا و لا یَهِیدَنَّكم الساطِعُ المُصْعِدُ، وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتّٰی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الأَحمر،
(1). قوله [عفا إلخ] تمامه كما فی شرح القاموس: فؤادی قدید فالتلاع الدوافع و قال إنه عن الفارسی بضم السین و كسر الواو.
لسان العرب، ج‌8، ص: 155
و أَشار بیده، فی هذا الموضع من نحو المَشْرِق إِلی المَغْرِب عَرْضاً، یعنی الصبح الأَوّل المستطیل؛ قال الأَزهری: و هذا دلیل علی أَن الصبح الساطع هو المستطیل، قال: فلذلك قیل للعَمُود من أَعْمِدة الخِباء سِطاعٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: كُلُوا وَ اشْرَبُوا ما دام الضوْءُ ساطِعاً حتی تَعْتَرِضَ الحُمرةُ الأُفُقَ؛ ساطعاً أَی مستطیلًا. و سَطَع لی أَمرُك: وضَح؛ عن اللحیانی. و سَطَعَتِ الرائحةُ سَطْعاً و سُطوعاً: فاحَتْ و عَلَتْ و ارتفعت. یقال: سَطَعَتْنی رائحةُ المِسْك إِذا طارت إِلی أَنفك. و السَّطَعُ، بالتحریك: طُولُ العُنُق. و‌فی حدیث أُم معبد و صفتها المصطفی، صلی الله علیه و سلم، قالت: و كان فی عُنُقِه سَطَعٌ‌أَی طُول؛ یقال: عُنُقٌ سَطْعاء. قال أَبو عبیدة: العنق السطعاءُ التی طالت و انتصب علابِیُّها؛ ذكره فی صفات الخیل. و ظَلِیمٌ أَسطَعُ: طویلُ العُنُقِ، و الأُنثی سَطْعاء. یقال: سَطِعَ سَطَعاً فی النعت، و یقال فی رفعه عنقه: سَطَعَ یَسْطَعُ، و كذلك الرجل و المرأَة و البعیر؛ و قد سَطِعَ سَطَعاً و سَطَعَ یَسْطَعُ: رفع رأْسه و مدَّ عُنقه؛ قال ذو الرمة یصف الظَّلِیم: فَظَلَّ مُخْتَضِعاً یَبْدُو فَتُنْكِرُه حالًا، و یَسْطَعُ أَحیاناً فَینْتَسِبُ و عنق أَسطَعُ: طویل منتصب. و سطَعَ السهمُ إِذا رَمَی به فشخَصَ یلمَع؛ و قال الشماخ: أَرِقْتُ له فی القَوْمِ، و الصُّبح ساطِعٌ، كما سَطَع المِرِّیخُ شَمَّره الغالِی و روی … سَمَّرَه …، و معناهما أَرسلَه. و السِّطاعُ: خَشَبة تنصب وسَط الخِباء و الرُّواقِ، و قیل: هو عمود البیت؛ قال القطامی: أَ لَیْسُوا بالأُلی قَسَطُوا قَدِیماً علی النُّعْمانِ، و ابْتَدَرُوا السِّطاعَا؟ و ذلك أَنهم دخلوا علی النُّعمان قُبَّته، و جمع السِّطاعِ أَسْطِعةٌ و سُطُعٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثالِ السُّطُعْ و السِّطاعُ: العنق علی التشبیه بِسِطاعِ الخباء. و ناقة ساطِعةٌ: ممتدَّة الجِرانِ و العُنُق؛ قال ابن فید الراجز: ما بَرِحَتْ ساطِعة الجِرانِ، حَیْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمانِ قال الأَزهری: و یقال للبعیر الطویل سِطاعٌ تشبیهاً بسطاع البیت؛ و قال ملیح الهذلی: و حتی دَعا داعی الفِراقِ وَ أُدْنِیَتْ، إِلی الحَیِّ، نُوقٌ، و السِّطاعُ المُحَمْلَجُ و السِّطاعُ: سِمةٌ فی جنب البعیر أَو عنقه بالطول، و قد سَطَّعَه، فهو مُسَطَّعٌ؛ قال الأَزهری: هی فی العنق بالطول، فإِذا كانت بالعَرْضِ فهو العِلاطُ، و ناقة مَسْطُوعةٌ و إِبِلٌ مُسَطَّعةٌ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی قال: و هو فیما زعموا للبید: دَرَی بالیَسارَی جَنَّةً عَبْقَرِیَّةً، مُسَطَّعةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ فإِنه فسره فقال: مُسَطَّعة من السِّطاعِ، و هی السِّمة التی فی العنق، و هذا هو الأَسْبَقُ، و قد تكون المسطَّعة التی علی أَقدار السُّطُع من عَمَدِ البیوت.
لسان العرب، ج‌8، ص: 156
و السَّطْعُ و السَّطَعُ: أَن تَضْرِبَ شیئاً براحَتِك أَو أَصابِعِك وَقْعاً بتصویت، و قد سَطَعَه و سَطَعَ بیدیه سَطعاً: صَفَّقَ. یقال: سمعت لضربته سَطَعاً مثقلًا یعنی صوت الضربة، قال: و إِنما ثقلت لأَنه حكایة و لیس بنعت و لا مصدر، قال: و الحِكایات یخالَف بینها و بین النعوت أَحیاناً. و خطیب مِسْطَعٌ و مِسْقَعٌ: بلیغ متكلم؛ هذه عن اللحیانی. و السِّطاعُ: اسم جبَل بعینه؛ قال صخر الغیّ: فذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجاءِ، تَحْسَبُه ذا طِلاءٍ نَتِیفَا خِلافَ النِّجاءِ أَی بعدَ السّحابِ تَحْسَبُه جملًا أَجرب نُتِفَ و هُنِئَ، و أَما قولك لا أَسطیع فالسین لیست بأَصلیة، و سنذكر ذلك فی ترجمة طوع.

سعع؛ ج8، ص: 156

: السَّعِیعُ: الزُؤَانُ أَو نحوه مما یخرج من الطعام فیرمی به، واحدته سَعِیعةٌ. و السَّعِیعُ: الشَّیْلَمُ. و السَّعِیعُ أَیضاً: أَرْدَأُ الطعام، و قیل: هو الرَّدِی‌ءُ من الطعام و غیره. و طعام مَسْعُوعٌ: من السَّعیعِ، و هو الذی أَصابَه السَّهامُ، قال: و السَّهامُ الیَرقانُ. و تَسَعْسَعَ الرجل إِذا كَبِرَ و هَرِمَ و اضطَرَبَ و أَسَنَّ، و لا یكون التَّسَعْسُعُ إِلَّا باضْطرابٍ مع الكِبَرِ، و قد تَسَعْسَعَ عُمُره؛ قال عمرو بن شاس: ما زال یُزْجِی حُبَّ لَیْلی أَمامَه ولِیدَیْنِ، حتی عُمْرُنا قد تَسَعْسَعا و سَعْسَعَ الشیخُ و غیره و تَسَعْسَع: قارَبَ الخَطْوَ و اضطَرَبَ من الكِبَرِ أَو الهَرَمِ؛ قال رؤْبة یذكر امرأَة تخاطب صاحبة لها: قالَتْ، و لم تَأْلُ به أَن یَسْمَعَا: یا هِنْدُ، ما أَسْرعَ ما تَسَعْسَعا، مِنْ بَعْدِ ما كانَ فَتًی سَرَعْرَعا أَخبرت صاحبتها عنه أَنه قد أَدْبَرَ و فَنِیَ إِلَّا أَقَلَّه. و السَّعْسَعةُ: الفَناءُ و نحو ذلك؛ و منه قولهم: تسعسع الشهر إِذا ذهب أَكثره. و استعمل عمر، رضی الله عنه، السَّعْسَعةَ فی الزمان و ذلك أَنه سافر فی عَقِبُ شهر رمضان فقال: إِنَّ الشهر قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنا بَقِیَّتَه، و هو مذكور فی الشین أَیضاً. و تَسَعْسَعَ أَی أَدْبَرَ و فَنِیَ إِلَّا أَقَلَّه، و كذلك یقال للإِنسان إِذا كَبِرَ و هَرِمَ تَسَعْسَع. و سَعْسَعَ شَعْره و سَغْسَغَه إِذا رَوَّاه بالدُّهْنِ. و تَسَعْسَعَت حالُ فلان إِذا انْحَطَّت. و تَسَعْسَعَ فمه إِذا انْحَسَرَت شفته عن أَسنانه. و كل شی‌ء بَلیَ و تغیر إِلی الفساد، فقد تسعسع. و السُّعْسُعُ: الذئب؛ حكاه یعقوب و أَنشد: و السُّعْسُعُ الأَطْلَسُ، فی حَلْقِه عِكْرِشةٌ تَنْئِقُ فی اللِّهْزِمِ أَراد تَنْعِقُ فأَبْدَلَ. و سَعْ سَعْ: زَجْر للمَعَزِ. و السَّعْسَعةُ: زَجْر المِعْزَی إِذا قال: سَعْ سَعْ، و سَعْسَعْتُ بها من ذلك.

سفع؛ ج8، ص: 156

: السُّفْعةُ و السَّفَعُ: السَّوادُ و الشُّحُوبُ، و قیل: نَوْع من السَّواد لیس بالكثیر، و قیل: السواد مع لون آخر، و قیل: السواد المُشْرَبُ حُمْرة، الذكر أَسْفَعُ و الأُنثی سَفْعاءُ؛ و منه قیل للأَثافی سُفْعٌ، و هی التی أُوقِدَ بینها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التی تلی النار؛ قال زهیر: أَثافیَّ سُفْعاً فی مُعَرَّسِ مِرْجَل
لسان العرب، ج‌8، ص: 157
و‌فی الحدیث: أَنا و سَفْعاءُ الخدَّیْنِ الحانِیةُ علی ولدها یومَ القیامة كَهاتَیْنِ، و ضَمَّ إِصْبَعَیْه؛ أَراد بسَفْعاءِ الخدَّیْنِ امرأَة سوداء عاطفة علی ولدها، أَراد أَنها بذلت نفسها و تركت الزینة و الترَفُّه حتی شحِبَ لونها و اسودَّ إِقامة علی ولدها بعد وفاة زوجها، و‌فی حدیث أَبی عمرو النخعی: لما قدم علیه فقال: یا رسول الله إِنی رأَیت فی طریقی هذا رؤْیا، رأَیت أَتاناً تركتها فی الحیّ ولدت جَدْیاً أَسْفَعَ أَحْوَی، فقال له: هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلًا؟ قال: نعم، قال: فقد ولدت لك غلاماً و هو ابنك. قال: فما له أَسْفَعَ أَحْوی؟ قال: ادْنُ مِنِّی، فدنا منه، قال: هل بك من بَرَص تكتمه؟ قال: نعم، و الذی بعثك بالحق ما رآه مخلوق و لا علم به قال: هو ذاك‌و منه‌حدیث أَبی الیَسَر: أَرَی فی وجهك سُفْعةً من غضَب‌أَی تغیراً إِلی السواد. و یقال: للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لسواد عِلاطَیْها فی عُنُقها. و حَمامة سفعاء: سُفْعَتُها فوق الطَّوْقِ؛ و قال حمید بن ثور: منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَیْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ، مَطْلَع الشَّمْسِ، أَسْحَما و نَعْجة سَفْعاءُ: اسوَدّ خَدّاها و سائرها أَبیض. و السُّفْعةُ فی الوجه: سواد فی خَدَّی المرأَة الشاحِبةِ. و سُفَعُ الثوْرِ: نُقَط سُود فی وجهه، ثَوْرٌ أَسْفَع و مُسَفَّعٌ. و الأَسْفَعُ: الثوْرُ الوحْشِیُّ الذی فی خدّیه سواد یضرب إِلی الحُمرة قلیلًا؛ قال الشاعر یصف ثَوْراً وحشیّاً شبَّه ناقته فی السرعة به: كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ، یَمْسُدُه البَقْلُ و لَیْلٌ سَدِی كأَنما یَنْظُرُ مِن بُرْقُع، مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ فی وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ، و لا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً، و كل صَقْرٍ أَسْفَعُ، و الصُّقُورُ كلها سُفْعٌ. و ظَلِیمٌ أَسْفَعُ: أَرْبَدُ. و سَفَعَتْهُ النارُ و الشمسُ و السَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ: لَفَحَتْه لَفْحاً یسیراً فغیرت لون بشَرته و سَوَّدَتْه. و السَّوافِعُ: لَوافِحُ السَّمُوم؛ و منه قول تلك البَدوِیّةِ لعمر بن عبد الوهاب الریاحی: ائْتِنی فی غداةٍ قَرَّةٍ و أَنا أَتَسَفَّعُ بالنار. و السُّفْعةُ: ما فی دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض، و قیل: السفعة فی آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض؛ قال ذو الرمة: أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعاً، كما یُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّیّةِ الكُتُبُ و یروی: من دِمْنة …، و یروی: أَو دِمْنة …؛ أَراد سواد الدّمن أَنّ الریح هَبَّتْ به فنسفته و أَلبَسَتْه بیاض الرمل؛ و هو قوله: بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها و سَفَعَ الطائِرُ ضَرِیبَتَه و سافعَها: لَطَمَها بجناحه. و المُسافَعةُ: المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ؛ و منه قول الأَعشی: یُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِیّةً، لِیُدْرِكُها فی حَمامٍ ثُكَنْ أَی یُضارِبُ، و ثُكَنٌ: جماعاتٌ. و سَفَعَ وجهَه
لسان العرب، ج‌8، ص: 158
بیده سَفْعاً: لَطَمَه. و سَفَع عُنُقَه: ضربها بكفه مبسوطة، و هو مذكور فی حرف الصاد. و سَفَعَه بالعَصا: ضَربه. و سافَعَ قِرْنه مُسافَعةً و سِفاعاً: قاتَلَه؛ قال خالد بن عامر «2»: كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج یُسافِعُ فارِسَیْ عَبْدٍ سِفاعا و سَفَعَ بناصِیته و رجله یَسْفَعُ سَفْعاً: جذَب و أَخَذ و قَبض. و فی التنزیل: لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ نٰاصِیَةٍ كٰاذِبَةٍ؛ ناصِیَتُه: مقدَّم رأْسِه، أَی لَنَصْهَرَنَّها و لنأْخُذَنَّ بها أَی لنُقْمِئَنَّه و لَنُذِلَّنَّه؛ و یقال: لنأْخُذنْ بالناصیة إِلی النار كما قال: فَیُؤْخَذُ بِالنَّوٰاصِی وَ الْأَقْدٰامِ. و یقال: معنی لَنَسْفَعاً لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصیةُ لأَنها فی مقدّم الوجه؛ قال الأَزهری: فأَما من قال لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ أَی لنأْخُذنْ بها إِلی النار فحجته قول الشاعر: قَومٌ، إِذا سَمِعُوا الصَّرِیخَ رأَیْتَهُم مِنْ بَیْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ، أَو سافِعِ أَراد و آخِذٍ بناصیته. و حكی ابن الأَعرابی: اسْفَعْ بیده أَی خُذْ بیده. و یقال: سَفَعَ بناصیة الفرس لیركبه؛ و منه‌حدیث عباس الجشمی: إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بیده و قال: أَنا قرینُك فی الدنیا، أَی أَخذ بیده، و من قال: لَنَسْفَعاً لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصیة بالسواد، اكتفی بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه؛ و الحجة له قوله: و كنتُ، إِذا نَفْسُ الغَوِیّ نَزَتْ به، سَفَعْتُ علی العِرْنِین منه بمِیسَمِ أَراد وَسَمْتُه علی عِرْنِینِه، و هو مثل قوله تعالی: سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ. و‌فی الحدیث: لیصیبن أَقواماً سَفْعٌ من النار‌أَی علامة تغیر أَلوانهم. یقال: سَفَعْتُ الشی‌ءَ إِذا جعلت علیه علامة، یرید أَثراً من النار. و السَّفْعةُ: العین. و مرأَة مَسْفُوعةٌ: بها سَفعة أَی إِصابة عین، و رواها أَبو عبید: شَفْعةٌ، و مرأَة مشفوعة، و الصحیح ما قلناه. و یقال: به سَفْعة من الشیطان أَی مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصیته. و‌فی حدیث أُم سلمة، رضی الله عنها، أَنه، صلی الله علیه و سلم، دخل علیها و عندها جاریة بها سَفْعةٌ، فقال: إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها‌أَی علامة من الشیطان، و قیل: ضَربة واحدة منه یعنی أَنّ الشیطان أَصابها، و هی المرة من السَّفْعِ الأَخذِ، المعنی أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْیةَ، و قیل: السَّفْعةُ العین، و النَّظْرة الإِصابةُ بالعین؛ و منه‌حدیث ابن مسعود: قال لرجل رآه: إِنَّ بهذا سَفعة من الشیطان، فقال له الرجل: لم أَسمع ما قلت، فقال: نشدتك بالله هل تری أَحداً خیراً منك؟ قال: لا، قال: فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ، جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون. و السُّفْعةُ و الشُّفْعةُ، بالسین و الشین: الجنون. و رجل مَسْفوع و مشفوع أَی مجنون. و السَّفْعُ: الثوب، و جمعه سُفُوع؛ قال الطرماح: كما بَلَّ مَتْنَیْ طُفْیةٍ نَضْحُ عائطٍ، یُزَیِّنُها كِنٌّ لها و سُفُوعُ أَراد بالعائط جاریة لم تَحْمِلْ. و سُفُوعها: ثیابها. و اسْتَفَعَ الرجلُ: لَبِسَ ثوبه. و استفعت المرأَة ثیابها إِذا لبستها، و أَكثر ما یقال ذلك فی الثیاب المصبوغة.
(2). قوله [خالد بن عامر] بهامش الأَصل و شرح القاموس: جنادة بن عامر و یروی لأَبی ذؤیب.
لسان العرب، ج‌8، ص: 159
و بنو السَّفْعاء: قبیلة. و سافِعٌ و سُفَیْعٌ و مُسافِعٌ: أَسماء.

سقع؛ ج8، ص: 159

: الأَسْقَعُ: المتباعد من الأَعداء و الحَسَدَة، كلُّ ما یذكر فی ترجمة صقع بالصاد فالسین فیه لغة. قال الخلیل: كلُّ صاد تجی‌ء قبل القاف، و كلُّ سین تجی‌ء قبل القاف، فللعرب فیه لغتان: منهم من یجعلها سیناً، و منهم من یجعلها صاداً لا یبالون أَ متصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن یكونا فی كلمة واحدة، إِلا أَن الصاد فی بعض أَحسن و السین فی بعض أَحسن. یقال: ما أَدری أَین سَقَعَ أَی أَین ذهب، و سَقَعَ الدِّیكُ: مثل صَقَعَ. و خطیب مِسْقَعٌ: مثل مِصْقَعٍ. و السُّقْعُ: ما تحت الرَّكِیَّة و جُولُها من نواحیها، و صُقْعُها نواحیها، و الجمع أَسْقاعٌ. و السَّقْعُ: لغة فی الصَّقْع. و كلّ ناحیة سُقْعٌ و صُقْع، و السین أَحسن. و السُّقْعُ: ناحیة من الأَرض و البیت. یقال: أَخذ القومُ ذلك السُّقْعَ. و السُّقاعُ: لغة فی الصُّقاعِ. و الغُرابُ أَسقَعُ و أَصقَعُ. و الأَسْقَعُ: اسم طُوَیْئر كأَنه عُصْفورٌ، فی ریشه خُضْرةٌ و رأْسه أَبیض یكون بقرب الماء، و الجمع الأَساقِعُ، و إِن أَردت بالأَسْقَعِ نعتاً فالجمع السُّقْعُ. و السَّوْقَعةُ من العمامة و الرِّداء و الخِمار: الموضع الذی یلی الرأْس و هو أَسرَعُه وسَخاً، بالسین أَحسن. قال: و وَقْبةُ الثَّرِیدِ سَوْقَعةٌ بالسین أَحسن. و‌فی حدیث الأَشجّ الأُمَویِّ: أَنه قال لعمرو بن العاص فی كلام جری بینه و بین عمرو: إِنك سَقَعْتَ الحاجب و أَوْضَعْتَ الراكبَ؛ السَّقْعُ و الصَّقْعُ: الضرْبُ بباطن الكفّ، أَی أَنك جَبَهته بالقول و واجهته بالمكروه حتی أَدّی عنك «1» و أَسرَعَ، و یرید بالإِیضاعِ، و هو ضرب من السیر، أَنك أَذَعْتَ ذكر هذا الخبر حتی سارت به الرُّكْبانُ.

سقرقع؛ ج8، ص: 159

: السُّقُرْقَعُ: شراب لأَهل الحجاز، قال: و هی حبشیة لیست من كلام العرب، یتخذ من الشعیر و الحبوب، و لیس فی الخماسی كلمة علی هذا البناء، و قیل: السقرقع تعریب السُّكُرْكَهْ، ساكنة الراء، و هی خمر الحبش من الذرة.

سكع؛ ج8، ص: 159

: سَكَعَ الرجلُ یَسْكَعُ سَكْعاً و تَسَكَّعَ: مشَی مُتَعَسِّفاً. و ما أَدْرِی أَین سَكَعَ و أَین تَسَكَّعَ أَی أَین ذَهَب و أَخذ. و تَسَكَّعَ فی أَمره: لم یهتد لوِجْهَتِه؛ و‌فی حدیث أُم معبد: و هل یَسْتَوِی ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَكَّعُوا؟ أَی تَحَیَّرُوا. و رجل سُكَعٌ: متحیر، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی، و قال: هو ضِدُّ الخُتَعِ و هو الماهِر بالدّلالة. و سَكَع الرجلُ: مثل صَقَعَ. و التسَكُّع: التّمادِی فی الباطل؛ و منه قول سلیمان بن یزید العدوی: أَلا إِنَّه فی غَمْرةٍ یَتسَكَّعُ أَی لا یدری أَین یأْخذ من أَرض الله. و رجل نَفِحٌ و نَفِیحٌ و ساكعٌ و شَصِیبٌ أَی غَرِیبٌ. و فی نوادر الأَعراب: فلان فی مَسْكَعةٍ من أَمره و فی مُسَكِّعةٍ، و هی المُضَلِّلةُ المُوَدِّرَةُ التی لا
(1). قوله [حتی أدی عنك] هو لفظ الأصل و النهایة أیضاً و بهامش نسخة منها و المراد صككت وجهه بشدة كلامك و جبهته بقولك، یقال وضع البعیر وضعاً و وضوعاً أَسرع فی سیره و أوضعه راكبه و أوضع بالراكب جعله موضعاً لراحلته؛ یرید أنك بهرته بالمقابلة حتی ولی عنك و نفر مسرعاً.
لسان العرب، ج‌8، ص: 160
یُهْتَدی فیها لوجه الأَمر. و المُسَكِّعةُ من الأَرضین: المُضَلِّلةُ.

سلع؛ ج8، ص: 160

: السَّلَعُ: البَرَصُ، و الأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قال: هل تَذْكُرون علی ثَنِیّةِ أَقْرُنٍ أَنَسَ الفَوارِسِ، یومَ یَهْوی الأَسْلَعُ؟ و كان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زیاد العبسی یوم ثَنِیّةِ أَقْرُنٍ. و السَّلَعُ: آثار النار بالجسَد. و رجل أَسْلَعُ: تصیبه النار فیحترق فیری أَثرها فیه. و سَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً، و تَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ. و السَّلْعُ: الشَّقُّ یكون فی الجلد، و جمعه سُلُوعٌ. و السَّلْعُ أَیضاً: شَقّ فی العَقب، و الجمع كالجمع، و السَّلْعُ: شَقّ فی الجبل كهیئة الصَّدْعِ، و جمعه أَسْلاعٌ و سُلُوعٌ، و رواه ابن الأَعرابی و اللحیانی سِلْعٌ، بالكسر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: بِسِلْع صَفاً لم یَبْدُ للشمسِ بَدْوةً، إِذا ما رآهُ راكِب … أُرْعِدَا «2» و قولهم سُلُوعٌ یدل علی أَنه سَلْع. و سَلَعَ رأْسَه یَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه. و سَلِعَتْ یده و رجله و تَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ و تَزَلَّعَتْ، و انْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِیمُ بن مُعَیّةَ الرَّبَعی «3»: تَرَی بِرِجْلَیْه شُقُوقاً فی كَلَعْ مِنْ بارِئ حِیصَ، و دامٍ مُنْسَلِعْ و دَلِیلٌ مِسْلَعٌ: یَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَی الجُهَنِیّة تَرْثی أَخاها أَسعد: سَبَّاقُ عادِیةٍ، و رأْسُ سَرِیَّةٍ، و مُقاتِلٌ بَطَلٌ، و هادٍ مِسْلَعُ و المَسْلُوعَةُ: الطریق لأَنها مشقوقة؛ قال ملیح: و هُنَّ علی مَسْلُوعةٍ زِیَم الحَصَی تُنِیرُ، و تَغْشاها هَمالِیجُ طُلَّحُ و السَّلْعة، بالفتح: الشَّجّةُ فی الرأْس كائنة ما كانت. یقال: فی رأْسه سَلْعتانِ، و الجمع سَلْعاتٌ و سِلاعٌ، و السَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ و حَلَق، و رجل مَسْلُوعٌ و مُنْسَلِعٌ. و سَلَعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه. و السِّلْعةُ: ما تُجِرَ به، و أَیضاً العَلَقُ، و أَیضاً المَتاعُ، و جمعها السِّلَعُ. و المُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة. و السِّلْعةُ، بكسر السین: الضَّواةُ، و هی زیادة تحدث فی الجسد مثل الغُدّة؛ و قال الأَزهری: هی الجَدَرةُ تخرج بالرأْس و سائر الجسد تَمُور بین الجلد و اللحم إِذا حركتها، و قد تكون لسائِرِ البدن فی العنق و غیره، و قد تكون من حِمَّصةٍ إِلی بِطِّیخةٍ. و‌فی حدیث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَیتُه مثل السِّلْعة؛ قال: هی غدة تظهر بین الجلد و اللحم إِذا غُمِزَتْ بالید تحركت. و رجل أَسْلَعُ: أَحْدَبُ. و إِنه لكریم السَّلِیعةِ أَی الخلیقة. و هما سِلْعانِ و سَلْعانِ أَی مِثلان. و أَعطاه أَسلاع إِبله أَی أَشباهَها، واحدُها سِلْع و سَلْع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلی فقال رجل: لك عندی أَسلاعُها أَی أَمثالُها فی أَسنانِها و هیئاتِها. و هذا سِلْع هذا أَی مثله و شَرْواهُ. و الأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابی لم یخص به شیئاً دون شی‌ء. و السَّلَعُ:
(2). كذا بیاض بالأصل. (3). قوله [حكیم بن معیة الربعی] كذا بالأصل هنا، و فی شرح القاموس فی مادة كلع نسبة البیت إلی عكاشة السعدی.
لسان العرب، ج‌8، ص: 161
سَمّ؛ فأَما قول ابن «1» …: یَظَلُّ یَسْقِیها السِّمامَ الأَسْلَعا فإِنه تَوهَّم منه فِعْلًا ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ السِّمام واحد، و إِن كان جمعاً أَو حمله علی السم. و السَّلَعُ: نبات، و قیل شجر مُرّ؛ قال بشر: یَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ، و ما فیها لَهُمْ سَلَعٌ وَ قارُ و منه المُسَلَّعةُ، كانت العرب فی جاهلیتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع و العُشَر فی المَجاعاتِ و قُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، و قیل: یُعَلِّقون ذلك فی أَذنابها ثم تُلْعج النار فیها یَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنی البرق، و قیل: یُضْرِمُون فیها النار و هم یُصَعِّدُونها فی الجبل فیُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ «2» الطائی: لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْیُهُمُ، یَسْتَمْطِرُون لَدی الأَزْماتِ بالعُشَر أَ جاعِلٌ أَنْتَ بَیْقُوراً مُسَلَّعةً ذَرِیعةً لَكَ بَیْنَ اللهِ و المَطَرِ؟ و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد السَّلَعُ سمّ كله، و هو لفْظ قلیل فی الأَرض و له ورقة صُفَیْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، و هو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب، قال: و أَخبرنی أَعرابی من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه یرتقی حِبالًا خضراً لا ورق لها، و لكن لها قُضْبان تلتف علی الغصون و تَتَشَبَّكُ، و له ثمر مثل عناقید العنب صغار، فإِذا أَینع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غیره لأُمیة بن أَبی الصلت: سَلَعٌ ما، و مِثْلُه عُشَرٌ ما، عائِلٌ ما، و عالَتِ البَیْقُورا و أَورد الأَزهری هذا البیت شاهداً علی ما یفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار فی أَذناب البقر. و سَلْع: موضع بقرب المدینة، و قیل: جبل بالمدینة؛ قال تأَبط شرّاً: إِنَّ، بالشِّعْبِ الذی دُون سَلْعٍ، لَقَتِیلًا، دَمُه ما یُطَلُّ قال ابن بری: البیت للشَّنْفَری ابن أُخت تأَبط شرّاً یرثیه؛ و لذلك قال فی آخر القصیدة: فاسْقِنِیها یا سَوادُ بنَ عَمْرٍو، إِنَّ جِسْمِی بَعْدَ خالی لَخَلُّ یعنی بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفری. و السَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.

سلفع؛ ج8، ص: 161

: السَّلْفَعُ: الشجاع الجَرِی‌ءُ الجَسُور، و قیل: هو السَّلِیطُ. و امرأَة سَلْفَعٌ، الذكر و الأُنثی فیه سواء: سَلِیطةٌ جَرِیئةٌ، و قیل: هی القلیلة اللحم السریعة المشی الرَّصْعاءُ؛ أَنشد ثعلب: و ما بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثْمانَ سَلْفَعٌ، مِنَ السُّودِ، وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ و‌فی الحدیث: شَرُّهُنَّ السَّلْفَعةُ البَلْقَعةُ؛ السَّلْفَعةُ: البَذیَّةُ الفَحَّاشةُ القَلِیلةُ الحَیاءِ. و رجل سَلْفَعٌ: قلیل الحیاء جَرِی‌ءٌ. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: شَرُّ
(1). هنا بیاض بالأصل. (2). قوله [قال الورك] فی شرح القاموس: قال وداك.
لسان العرب، ج‌8، ص: 162
نسائِكم السَّلْفَعةُ؛ هی الجَرِیئةُ علی الرجال و أَكثر ما یوصف به المؤنث، و هو بلا هاء أَكثر؛ و منه‌حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، فی قوله تعالی: فَجٰاءَتْهُ إِحْدٰاهُمٰا تَمْشِی عَلَی اسْتِحْیٰاءٍ، قال: لیست بِسَلْفَعٍ.و‌حدیث المغیرة: فَقْماءُ سَلْفَعٌ «1»؛ و أَنشد ابن بری لسیار الأنانی «2»: أَعارَ عِنْدَ السِّنّ و المَشِیبِ ما شِئتَ مِنْ شَمَرْدَلٍ نَجِیبِ، أُعِرْتَه مِن سَلْفَعٍ صَخوبِ فی أَعار ضمیر علی اسم الله تعالی، یرید أَن الله قد رزقه أَولاداً طِوالًا جِساماً نُجَباءَ من امرأَة سَلْفَع بَذِیَّةٍ لا لحم علی ذراعیها و ساقیها. و سَلْفَعَ الرجلُ، لغة فی صَلْفَعَ: أَفْلَسَ، و فی صَلْفَعَ عِلاوَتَه: ضرَب عُنُقَه. و السَّلْفَعُ من النوق: الشدیدة. و سَلْفَعٌ: اسم كلبة؛ قال: فلا تَحْسَبَنِّی شَحْمةً مِنْ وَقِیفَةٍ مُطَرَّدةً مما تَصِیدُك سَلْفَعُ

سلقع؛ ج8، ص: 162

: السَّلْقَعُ: المكانُ الحَزْنُ الغلیظ، و یقال هو إِتباع لِبَلْقَع و لا یفرد. یقال: بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ و بلاد بَلاقِعُ سَلاقِعُ، و هی الأَرضون القِفار التی لا شی‌ء فیها. و السَّلَنْقَعُ: البرْقُ. و اسْلَنْقَعَ الحَصی: حَمِیَتْ علیه الشمس فلَمَع، و یقال له حینئذٍ اسْلَنْقَعَ بالبَرِیق. و اسْلَنْقَعَ البَرْقُ: استَطارَ فی الغَیْمِ، و إِنما هی خَطْفة خفیة لا تَلْبَث، و السِّلِنْقاعُ خطفته. و سَلْقَعَ الرجلُ، لغة فی صَلْقَعَ: أَفْلَسَ، و فی صَلْقَعَ عِلاوَتَه أَی ضرب عُنقه. الأَزهری: السِّلِنْقاعُ البرق إِذا لَمَع لَمَعاناً مُتداركاً.

سلمع؛ ج8، ص: 162

: سَلَمَّعٌ: من أَسماء الذئب.

سلنطع؛ ج8، ص: 162

: السُّلُنطُوعُ: الجَبل الأَملس. و السَّلَنْطَعُ: المُتَتَعْتِعُ المُتَعَتِّه فی كلامه كالمجنون.

سمع؛ ج8، ص: 162

: السَّمْعُ: حِسُّ الأُذن. و فی التنزیل: أَوْ أَلْقَی السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِیدٌ؛ و قال ثعلب: معناه خَلا له فلم یشتغل بغیره؛ و قد سَمِعَه سَمْعاً و سِمْعاً و سَماعاً و سَماعةً و سَماعِیةً. قال اللحیانی: و قال بعضهم السَّمْعُ المصدر، و السِّمع: الاسم. و السَّمْعُ أَیضاً: الأُذن، و الجمع أَسْماعٌ. ابن السكیت: السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان و غیره، یكون واحداً و جمعاً؛ و أَما قول الهذلی: فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِلیه، و جَلَّی عن عَمایَتِه عَماهُ فإِنه عنی بالسامِع الأُذن و ذكّر لمكان العُضْو، و سَمَّعه الخبر و أَسْمعه إِیّاه. و قوله تعالی: وَ اسْمَعْ غَیْرَ مُسْمَعٍ؛ فسره ثعلب فقال: اسْمَعْ لا سَمِعْتَ. و قوله تعالی: إِنْ تُسْمِعُ إِلّٰا مَنْ یُؤْمِنُ بِآیٰاتِنٰا*؛ أَی ما تُسمع إِلا من یؤمن بها، و أَراد بالإِسماعِ هاهنا القبول و العمل بما یسمع، لأَنه إِذا لم یقبل و لم یعمل فهو بمنزلة من لم یسمع. و سَمَّعَه الصوت و أَسمَعه: اسْتَمَعَ له. و تسَمَّع إِلیه: أَصْغی، فإِذا أَدْغَمْت قلت اسَّمَّعَ إِلیه، و قرئ: لٰا یَسَّمَّعُونَ إِلَی الْمَلَإِ الْأَعْلیٰ. یقال تَسَمَّعت إِلیه و سَمِعْتُ إِلیه و سَمِعْتُ له، كله بمعنی لأَنه تعالی قال: لٰا تَسْمَعُوا لِهٰذَا الْقُرْآنِ،
(1). قوله [فقماء سلفع] هو بهذا الضبط هنا بشكل القلم فی نسخة النهایة التی بأَیدینا، و فیها فی مادة فقم ضبطه بالجر. (2). قوله الأنانی هكذا فی الأَصل المعول علیه بدون نقط الحرف الذی بعد اللام ألف.
لسان العرب، ج‌8، ص: 163
و قرئ: لا یَسْمَعُون إِلی الملإِ الأَعلی، مخففاً. و المِسْمَعةُ و المِسْمَعُ و المَسْمَعُ؛ الأَخیرة عن ابن جبلة: الأُذن، و قیل: المَسْمَعُ خَرْقُها الذی یُسْمَعُ به و مَدْخَلُ الكلام فیها. یقال: فلان عظیم المِسْمَعَیْن و السامِعَتَیْنِ. و السامِعتانِ: الأُذنان من كل شی‌ء ذی سَمْعٍ. و السامِعةُ: الأُذن؛ قال طرفة یصف أُذن ناقته: مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فیهما، كَسامِعَتَیْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ و یروی: و سامِعتانِ … و‌فی الحدیث: ملأَ الله مَسامِعَه؛ هی جمع مِسْمع و هو آلةُ السَّمع أَو جمع سمع علی غیر قیاس كمَشابِهَ و مَلامِحَ؛ و منه‌حدیث أَبی جهل: إِنَّ محمداً نزل یَثْرِبَ و إِنه حَنِقَ علیكم نَفَیْتُموه نَفْی القُراد عن المَسامِع، یعنی عن الآذان، أَی أَخرجتموه من مكة إِخراج استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه بالكلیة، و الأُذن أَخَفُّ الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر علیه «1»، فیكون النزع منها أَبلغ. و قالوا: هو منی مَرأًی و مَسْمَعٌ، یرفع و ینصب، و هو مِنی بمَرأًی و مَسْمَعٍ. و قالوا: ذلك سَمْعَ أُذُنی و سِمْعَها و سَماعَها و سَماعَتَها أَی إِسْماعَها؛ قال: سَماعَ اللهِ و العُلَماءِ أَنِّی أَعُوذُ بخَیْرِ خالِك، یا ابنَ عَمْرِو أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال: و بَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا أَی إِعطائِك. قال سیبویه: و إِن شئت قلت سَمْعاً، قال ذلك إِذا لم تَخْتَصِصْ نفْسَك. و قال اللحیانی: سَمْعُ أُذنی فلاناً یقول ذلك، و سِمْعُ أُذنی و سَمْعةُ أُذنی فرفع فی كل ذلك. قال سیبویه: و قالوا أَخذت ذلك عنه سَماعاً و سَمْعاً، جاؤوا بالمصدر علی غیر فعله، و هذا عنده غیر مطرد، و تَسامَعَ به الناس. و قولهم: سَمْعَكَ إِلیَّ أَی اسْمَعْ مِنی، و كذلك قولهم: سَماعِ أَی اسْمَعْ مثل دَراكِ و مَناعِ بمعنی أَدْرِكْ و امْنَعْ؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر: فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ قال: و قد تأْتی سَمِعْتُ بمعنی أَجَبْتُ؛ و منه قولهم: سَمِعَ الله لمن حَمِدَه أَی أَجاب حَمْده و تقبّله. یقال: اسْمَعْ دُعائی أَی أَجِبْ لأَن غرض السائل الإِجابةُ و القَبُولُ؛ و علیه ما أَنشده أَبو زید: دَعَوْتُ اللهَ، حتی خِفْتُ أَن لا یكونَ اللهُ یَسْمَعُ ما أَقولُ و قوله: أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ أَی ما أَبْصَرَه و ما أَسْمَعَه علی التعجب؛ و منه‌الحدیث: اللهم إِنی أَعوذ بك من دُعاء لا یُسْمعُ‌أَی لا یُستجاب و لا یُعْتَدُّ به فكأَنه غیر مَسْموع؛ و منه‌الحدیث: سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ الله و حُسْنِ بلائه علینا‌أَی لِیَسْمَعِ السامِعُ و لِیَشْهَدِ الشاهِدُ حَمْدَنا اللهَ تعالی علی ما أَحسَن إِلینا و أَوْلانا من نعمه، و حُسْنُ البلاء النِّعْمةُ و الاخْتِبارُ بالخیر لیتبین الشكر، و بالشرّ لیظهر الصبر. و‌فی حدیث عمرو بن عَبْسة قال له: أَیُّ الساعاتِ أَسْمَعُ؟ قال: جَوْفُ اللیلِ الآخِرُ‌أَی أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فیه و أَوْلی بالاستجابة و هو من باب نهارُه صائم و لیله قائم. و منه‌حدیث الضحّاك: لما عرض علیه الإِسلام قال: فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولًا أَسْمَعَ منه؛ یرید أَبْلَغَ و أَنْجَعَ فی القلب. و قالوا: سَمْعاً و طاعة، فنصبوه علی إِضْمار الفعل غیر
(1). أعاد الضمیر فی علیه إِلی العضو، واحد الأَعضاء، لا إِلی الأذن، فلذلك ذكّره.
لسان العرب، ج‌8، ص: 164
المستعمل إِظهاره، و منهم من یرفعه أَی أَمری ذلك و الذی یُرْفَعُ علیه غیر مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذی ینصب علیه كذلك. و رجل سَمِیعٌ: سامِعٌ، و عَدَّوْه فقالوا: هو سمیع قوْلَكَ و قَوْلَ غیرِك. و السَّمِیعُ*: من صفاته عز و جل، و أَسمائه لا یَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع، و إِن خفی، فهو یسمع بغیر جارحة. و فَعِیلٌ: من أَبْنِیةِ المُبالغة. و فی التنزیل: وَ كٰانَ اللّٰهُ سَمِیعاً بَصِیراً، و هو الذی وَسِعَ سَمْعُه كل شی‌ء كما قال النبی، صلی الله علیه و سلم، قال الله تعالی: قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّتِی تُجٰادِلُكَ فِی زَوْجِهٰا، و قال فی موضع آخر: أَمْ یَحْسَبُونَ أَنّٰا لٰا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلیٰ؛ قال الأَزهری: و العجب من قوم فسَّروا السمیعَ بمعنی المُسْمِع فِراراً من وصف الله بأَن له سَمْعاً، و قد ذكر الله الفعل فی غیر موضع من كتابه، فهو سَمِیعٌ ذو سَمْعٍ بلا تَكیِیفٍ و لا تشبیه بالسمع من خلقه و لا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه، و نحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحدید و لا تكییف، قال: و لست أُنكر فی كلام العرب أَن یكون السمیع سامِعاً و یكون مُسْمِعاً؛ و قد قال عمرو بن معدیكرب: أَ مِنْ رَیْحانةَ الدَّاعِی السَّمِیعُ یُؤَرِّقُنی، و أَصحابی هُجُوعُ؟ فهو فی هذا البیت بمعنی المُسْمِعِ و هو شاذّ، و الظاهر الأَكثر من كلام العرب أَن یكون السمیعُ بمعنی السامِعِ مثل علِیمٍ و عالِم و قدِیر و قادِرٍ. و مُنادٍ سَمِیعٌ: مُسْمِعٌ كخبیر و مُخْبر؛ و أُذن سَمْعةٌ و سَمَعَةٌ و سَمِعةٌ و سَمِیعةٌ و سامِعةٌ و سَمّاعةٌ و سَمُوعةٌ. و السَّمِیع: المَسْمُوعُ أَیضاً. و السَّمْعُ: ما وَقَر فی الأُذن من شی‌ء تسمعه. و یقال: ساءَ سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَی لم یَسْمَعْ حسَناً. و رجل سَمّاعٌ إِذا كان كثیر الاستماع لما یُقال و یُنْطَقُ به. قال الله عز و جل: سَمّٰاعُونَ لِلْكَذِبِ*، فُسّر قوله سَمّٰاعُونَ لِلْكَذِبِ* علی وجهین: أَحدهما أَنهم یسمعون لكی یكذبوا فیما سمعوا، و یجوز أَن یكون معناه أَنهم یسمعون الكذب لیشیعوه فی الناس، و الله أَعلم بما أَراد. و قوله عز و جل: خَتَمَ اللّٰهُ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ وَ عَلیٰ سَمْعِهِمْ وَ عَلیٰ أَبْصٰارِهِمْ غِشٰاوَةٌ، فمعنی خَتَمَ طَبَع علی قلوبهم بكفرهم و هم كانوا یسمعون و یبصرون و لكنهم لم یستعملوا هذه الحواسّ استعمالًا یُجْدِی علیهم فصاروا كمن لم یسمع و لم یُبْصِرْ و لم یَعْقِلْ كما قالوا: أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِیع و قوله علی سَمْعِهم فالمراد منه علی أَسماعهم، و فیه ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن السمع بمعنی المصدر یوحّد و یراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع، و الثانی أَن یكون المعنی علی مواضع سمعهم فحذفت المواضع كما تقول هم عَدْل أَی ذوو عدل، و الثالث أَن تكون إِضافته السمع إِلیهم دالًّا علی أَسماعِهم كما قال: فی حَلْقِكُم عَظْمٌ و قد شَجِینا معناه فی حُلوقكم، و مثله كثیر فی كلام العرب، و جمع الأَسْماعِ أَسامِیعُ. و حكی الأَزهری عن أَبی زید: و یقال لجمیع خروق الإِنسان عینیه و مَنْخِرَیْهِ و اسْتِه مَسامِعُ لا یُفْرَدُ واحدها. قال اللیث: یقال سَمِعَتْ أُذُنی زیداً یفعل كذا و كذا أَی أَبْصَرْتُه بعینی یفعل ذلك؛ قال الأَزهری: لا أَدری من أَین جاء اللیث بهذا الحرف و لیس من مذاهب العرب أَن یقول الرجل سَمِعَتْ أُذُنی بمعنی أَبْصَرَتْ عینی، قال: و هو عندی كلام فاسد و لا
لسان العرب، ج‌8، ص: 165
آمَنُ أَن یكون ولَّدَه أَهل البِدَع و الأَهواء. و السِّمْعُ و السَّمْعُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و السَّماعُ، كله: الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن الجمیلُ؛ قال: أَلا یا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِی علی شی‌ءٍ رَفَعْتُ به سَماعی و یقال: ذهب سمْعُه فی الناس و صِیتُه أَی ذكره. و قال اللحیانی: هذا أَمر ذو سِمْع و ذو سَماع إِمّا حسَنٌ و إِمَّا قَبِیحٌ. و یقال: سَمَّعَ به إِذا رَفَعَه من الخُمول و نَشَرَ ذِكْرَه. و السَّماعُ: ما سَمَّعْتَ به فشاع و تُكُلِّمَ به. و كلُّ ما التذته الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع. و السَّماعُ: الغِناءُ. و المُسْمِعةُ: المُغَنِّیةُ. و من أَسماء القیدِ المُسْمِعُ؛ و قوله أَنشده ثعلب: و مُسْمِعَتانِ و زَمَّارةٌ، و ظِلٌّ مَدِیدٌ، و حِصْنٌ أَنِیق فسره فقال: المُسْمِعَتانِ القَیْدانِ كأَنهما یُغَنِّیانه، و أَنث لأَنّ أَكثر ذلك للمرأَة. و الزَّمّارةُ: السّاجُور. و‌كتب الحجاج إِلی عامل له أَن ابعث إِلیّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً‌أَی مُقَیَّداً مُسَوْجَراً، و كل ذلك علی التشبیه. و فَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك و تَسْمِعةً لك أَی لِتَسْمَعَه؛ و ما فعَلْت ذلك رِیاءً و لا سَمْعةً و لا سُمْعةً. و سَمَّعَ به: أَسمَعَه القبیحَ و شَتَمَه. و تَسامَعَ به الناسُ و أَسمَعَه الحدیثَ و أَسمَعَه أَی شتَمه. و سَمَّعَ بالرجل: أَذاعَ عنه عَیْباً و نَدَّدَ به و شَهَّرَه و فضَحَه، و أَسمَعَ الناسَ إِیاه. قال الأَزهری: و من التَّسْمِیعِ بمعنی الشتم و إِسماع القبیح‌قوله، صلی الله علیه و سلم: مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به.أَبو زید: شَتَّرْتُ به تَشْتِیراً، و نَدَّدْتُ به، و سَمَّعْتُ به، و هَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبیحَ و شَتَمْتَه. و‌فی الحدیث: من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به سامِعُ خَلْقِه و حَقَّرَه و صَغَّرَه، و روی: أَسامِعَ خَلْقِه، فَسامِعُ خَلْقه بدل من الله تعالی، و لا یكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ؛ و قال الأَزهری: من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع، أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به أَی فضَحَه، و من رواه أَسامِعَ خَلْقِه، بالنصب، كَسَّرَ سَمْعاً علی أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً علی أَسامِعَ، و ذلك أَنه جعل السمع اسماً لا مصدراً و لو كان مصدراً لم یجمعه، یرید أَن الله یُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا الرجل یوم القیامة، و قیل: أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله و أَراه ثوابه من غیر أَن یعطیه، و قیل: من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله الناس و كان ذلك ثوابه، و قیل: من أَراد أَن یفعل فعلًا صالحاً فی السرّ ثم یظهره لیسمعه الناس و یحمد علیه فإِن الله یسمع به و یظهر إِلی الناس غَرَضَه و أَن عمله لم یكن خالصاً، و قیل: یرید من نسب إِلی نفسه عملًا صالحاً لم یفعله و ادّعی خیراً لم یصنعه فإِن الله یَفْضَحُه و یظهر كذبه؛ و منه‌الحدیث: إِنما فَعَله سُمْعةً و ریاءً‌أَی لِیَسْمَعَه الناسُ و یَرَوْه؛ و منه‌الحدیث: قیل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان؟ قال: أَ تُرَوْنَنی أُكَلِّمُه سَمْعكُم‌أَی بحیث تسمعون. و‌فی الحدیث عن جندب البَجَلِیّ قال: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول من سَمَّعَ یُسَمِّعُ الله به، و من یُرائی یُرائی اللهُ به.و سَمِّع بفلان أَی ائت إِلیه أَمراً یُسْمَعُ به و نوِّه بذكره؛ هذه عن اللحیانی. و سَمَّعَ بفلان فی الناس: نَوَّه بذكره. و السُّمْعةُ: ما سُمِّعَ به من
لسان العرب، ج‌8، ص: 166
طعام أَو غیر ذلك رِیاء لیُسْمَعَ و یُری، و تقول: فعله رِیاءً و سمعة أَی لیراه الناس و یسمعوا به. و التسْمِیعُ: التشْنِیعُ. و امرأَة سُمْعُنَّةٌ و سِمْعَنَّةٌ و سِمْعَنَةٌ، بالتخفیف؛ الأَخیرة عن یعقوب، أَی مُسْتَمِعةٌ سَمّاعةٌ؛ قال: إِنَّ لكم لَكَنّهْ مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ كالرِّیحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلَّا تَرَهْ تَظَنّهْ و یروی: كالذئب وسْطَ العُنّهْ و المِعَنّةُ: المعترضةُ. و المِفَنَّةُ: التی تأْتی بفُنُونٍ من العجائب، و یروی: سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً، بالضم، و هی التی إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فلم ترَ شیئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّیاً أَی عَمِلَتْ بالظنّ، و كان الأَخفش یكسر أَولهما و یفتح ثالثهما، و قال اللحیانی: سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ و سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَی جیدة السمع و النظر. و قوله: أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ، أَی ما أَسْمَعَه و ما أَبصَرَه علی التعجب. و رجل سِمْعٌ یُسْمَعُ. و فی الدعاء: اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً، و سَمْعاً لا بَلْغاً، و سِمْعٌ لا بِلْغٌ، و سَمْعٌ لا بَلْغ، معناه یُسْمَعُ و لا یَبْلُغُ، و قیل: معناه یُسْمَعُ و لا یحتاجُ أَن یُبَلَّغَ، و قیل: یُسْمَعُ به و لا یَتِمُّ. الكسائی: إِذا سمع الرجل الخبر لا یعجبه قال: سِمْعٌ و لا بِلْغ، و سَمْع لا بَلْغ أَی أَسمع بالدّواهی و لا تبلغنی. و سَمْعُ الأَرضِ و بَصَرُها: طُولُها و عَرْضها؛ قال أَبو عبید: و لا وجه له إِنما معناه الخَلاء. و حكی ابن الأَعرابی: أَلقی نفسه بین سَمْعِ الأَرضِ و بَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها و أَلقاها حیث لا یُدْری أَین هو. و‌فی حدیث قَیْلة: أَن أُختها قالت: الوَیْلُ لأُختی لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بین سمع الأَرض و بصرها، و‌فی النهایة: لا تُخبِرْ أُخْتی فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بین سمع الأَرض و بصرها.یقال: خرج فلان بین سمع الأَرض و بصرها إِذا لم یَدْرِ أَین یتوجه لأَنه لا یقع علی الطریق، و قیل: أَرادت بین سمع أَهل الأَرض و بصرهم فحذفت الأَهل كقوله تعالی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ، أَی أَهلها. و یقال للرجل إِذا غَرَّرَ بنفسه و أَلقاها حیث لا یُدْری أَین هو: أَلقی نفسه بین سمع الأَرض و بصرها. و قال أَبو عبید: معنی‌قوله تخرج أُختی معه بین سمع الأَرض و بصرها، أَن الرجل یخلو بها لیس معها أَحد یسمع كلامها و یبصرها إِلا الأَرضُ القَفْرُ، لیس أَن الأَرض لها سَمْع، و لكنها وكَّدت الشَّناعة فی خَلْوتِها بالرجل الذی صَحِبها؛ و قال الزمخشری: هو تمثیل أَی لا یسمع كلامهما و لا یبصرهما إِلا الأَرض تعنی أُختها، و البكْریّ الذی تَصْحَبُه. قال ابن السكیت: یقال لقیته بین سَمْعِ الأَرضِ و بَصَرِها أَی بأَرض ما بها أَحد. و سَمِعَ له: أَطاعه. و‌فی الخبر: أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب یوماً فقال: ولِیَكُم عُمَرُ بن الخطاب، و كان فَظًّا غَلِیظاً مُضَیِّقاً علیكم فسمعتم له.و المِسمَع: موضع العُروة من المَزادة، و قیل: هو ما جاوز خَرْتَ العُروة، و قیل: المِسْمَعُ عُروة فی وسَط الدلو و المَزادةِ و الإِداوةِ، یجعل فیها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو؛ قال عبد الله بن أَوفی: نُعَدِّلُ ذا المَیْلِ إِنْ رامَنا، كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ و أَسمَعَ الدلوَ: جعل لها عروة فی أَسفلها من باطن ثم
لسان العرب، ج‌8، ص: 167
شدّ حبلًا إِلی العَرْقُوةِ لتخف علی حاملها، و قیل: المِسْمَعُ عُروة فی داخل الدلو بإِزائها عروة أُخری، فإِذا استثقل الشیخ أَو الصبی أَن یستقی بها جمعوا بین العروتین و شدوهما لتخِفّ و یَقِلَّ أَخذها للماء، یقال منه: أَسْمَعْتُ الدلو؛ قال الراجز: أَحْمَر غَضْب لا یبالی ما اسْتَقَی، لا یُسْمِعُ الدَّلْو، إِذا الوِرْدُ التَقَی و قال: سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا، و الدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَیْ تَخِفّا یقول: سأَله بكراً من الإِبل فلم یعطه فسأَله خُفًّا أَی جَمَلًا مُسِنًّا. و المِسْمَعانِ: جانبا الغَرْب. و المِسمَعانِ: الخَشَبتانِ اللتان تُدْخَلانِ فی عُرْوَتی الزَّبِیلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر، و قد أَسْمَعَ الزَّبِیلَ. قال الأَزهریّ: و سمعت بعض العرب یقول للرجلین اللذین ینزعان المِشْآة من البئر بترابها عند احتفارها: أَسْمِعا المِشآة أَی أَبیناها عن جُول الركیة و فمها. قال اللیث: السَّمِیعانِ من أَدَواتِ الحَرَّاثین عُودانِ طوِیلانِ فی المِقْرَنِ الذی یُقْرَنُ به الثور أَی لحراثة الأَرض. و المِسْمَعانِ: جَوْرَبانِ یَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب الظباء فی الظهیرة. و السِّمْعُ: سَبُع مُرَكَّبٌ، و هو ولَد الذِّئب من الضَّبُع. و فی المثل: أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ، و ربما قالوا: أَسمَعُ من سِمْع؛ قال الشاعر: تَراهُ حَدِیدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً، أَغَرَّ طَوِیلَ الباعِ، أَسْمَعَ من سِمْعِ و السَّمَعْمَعُ: الصغیر الرأْس و الجُثَّةِ الداهیةُ؛ قال ابن بری شاهده قول الشاعر: كأَنَّ فیه وَرَلًا سَمَعْمَعا و قیل: هو الخفیفُ اللحمِ السریعُ العملِ الخبیثُ اللَّبِقُ، طال أَو قَصُر، و قیل: هو المُنْكَمِشُ الماضی، و هو فَعَلْعَلٌ. و غُول سَمَعْمَعٌ و شیطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه؛ قال: ویْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّی، إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّی، كأَنَّنی سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ لم یقنع بقوله سمعمع حتی قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ و أَخبث من سمعمع الإِنس؛ قال ابن جنی: لا یكون رویُّه إِلا النون، أَ لا تری أَن فیه من جِنّ و النون فی الجن لا تكون إِلا رویّاً لأَن الیاء بعدها للإِطلاق لا محالة؟ و‌فی حدیث علی: سَمَعْمَعٌ كأَنَّنی من جِنِّ أَی سریع خفیف، و هو فی وصف الذئب أَشهر. و امرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُولٌ أَو ذئبة؛حدّث عوانة أَن المغیرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء فقال: النساء أَرْبَع: فَرَبِیعٌ مَرْبَع، و جَمِیعٌ تَجْمَع، و شیطانٌ سَمَعْمَع، و یروی: سُمَّع، و غُلٌّ لا یُخْلَع، فقال: فَسِّرْ، قال: الرَّبِیعُ المَرْبَع الشابّةُ الجمیلة التی إِذا نظرت إِلیها سَرَّتْك و إِذا أَقسَمْتَ علیها أَبَرَّتْك، و أَما الجمیع التی تجمع فالمرأَة تتزوجها و لك نَشَب و لها نشَب فتجمع ذلك، و أَما الشیطان السَّمَعْمَعُ فهی الكالحة فی وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ فی إِثْرك إِذا خرجت.و امرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُول. و الشیطانُ الخَبِیث یقال له السَّمَعْمَعُ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 168
قال: و أَما الغُلُّ الذی لا یُخْلَعُ فبنت عمك القصیرة الفَوْهاء الدَّمِیمةُ السوداء التی نثرت لك ذا بطنها، فإِن طلقتها ضاع ولدك، و إِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها علی مِثْلِ جَدْعِ أَنفك.و الرأْس السَّمَعْمَعُ: الصغیر الخفیف. و قال بعضهم: غُولٌ سُمَّعٌ خفیفُ الرأْس؛ و أَنشد شمر: فَلَیْسَتْ بِإِنسانٍ فَیَنْفَعَ عَقْلُه، و لكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ و‌فی حدیث سفیان بن نُبَیح الهذلی: و رأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ‌أَی لطیف الرأْس. و السَّمَعْمَعُ و السَّمْسامُ من الرجال: الطویل الدقیقُ، و امرأَة سَمَعْمَعةٌ و سَمْسامةٌ. و مِسْمَعٌ: أَبو قبیلة یقال لهم المَسامِعةُ، دخلت فیه الهاء للنسب. و قال اللحیانی: المَسامِعةُ من تَیْمِ اللَّاتِ. و سُمَیْعٌ و سَماعةُ و سِمْعانُ: أَسماء. و سِمْعانُ: اسم الرجل المؤمن من آل فرعون، و هو الذی كان یَكْتُمُ إِیمٰانَهُ، و قیل: كان اسمه حبیباً. و المِسْمَعانِ: عامر و عبد الملك ابنا مالك بن مِسْمَعٍ؛ هذا قول الأَصمعی؛ و أَنشد: ثَأَرْتُ المِسْمَعَیْنِ و قُلْتُ: بُوآ بِقَتْلِ أَخِی فَزارةَ و الخبارِ و قال أَبو عبیدة: هما مالك و عبد الملك ابْنا مِسْمَع بن سفیان بن شهاب الحجازی، و قال غیرهما: هما مالك و عبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع بن سِنان بن شهاب. و دَیْرُ سَمْعانَ: موضع.

سمدع؛ ج8، ص: 168

: السَّمَیْدَعُ: بالفتح: الكریم السَّیِّدُ الجمیل الجسیم المُوَطَّأُ الأَكناف، و الأَكنافُ النواحی، و قیل: هو الشُّجاعُ، و لا تقل السُّمَیْدَعُ، بضم السین. و الذئب یقال له سَمیْدَعٌ لسرعته، و الرجل السریعُ فی حوائجه سَمَیْدَعٌ.

سمقع؛ ج8، ص: 168

: قال ابن بری: السَّمَیْقَعُ الصغیر الرأْس، و به سمی السَّمَیْقعُ الیمانی والد محمد أَحد القراء.

سملع؛ ج8، ص: 168

: الهَمَلَّعُ و السَّمَلَّعُ: الذئب الخفیف.

سنع؛ ج8، ص: 168

: السِّنْعُ: السُّلامَی التی تصل ما بین الأَصابع و الرُّسْغِ فی جوف الكف، و الجمع أَسناعٌ و سِنَعةٌ. و أَسْنَعَ الرجل: اشتكی سِنْعه أَی سِنْطَه، و هو الرُّسْغُ. ابن الأَعرابی: السِّنْعُ الحَزُّ الذی فی مَفْصِل الكف و الذراع. و السَّنَعُ: الجَمال. و السَّنیعُ: الحسَنُ الجمیلُ. و امرأَة سَنِیعةٌ: جمیلة لینة المَفاصِل لطیفةُ العظام فی جمال، و قد سَنُعا سَناعةً. و سُنَیْعٌ الطُّهَوِیّ: أَحد الرجال المشهورین بالجمال الذین كانوا إِذا وردوا المَواسِمَ أَمرتهم قریش أَن یَتَلَثَّموا مَخافةَ فتنة النساء بهم. و ناقة سانِعةٌ: حسنة. و قالوا: الإِبل ثلاث: سانعة و وَسُوطٌ و حُرْضان؛ السانِعةُ: ما قد تقدّم، و الوَسُوطُ: المتوسطةُ، و الحُرْضان: الساقِطةُ التی لا تَقْدِرُ علی النُّهوض. و قال شمر: أَهدَی أَعرابی ناقة لبعض الخلفاء فلم یقبلها، فقال: لمَ لا تقبلها و هی حَلْبانةٌ رَكْبانةٌ مِسْناعٌ مِرْباعٌ؟ المِسْناعُ: الحَسنةُ الخلْق، و المِرْباعُ: التی تُبَكِّر فی اللِّقاح؛ و رواه الأَصمعی: مِسْیاعٌ مِرْیاعٌ. و شَرَفٌ أَسْنَعُ: مُرْتَفِعٌ عال. و السَّنِیعُ و الأَسْنَعُ: الطویل، و الأُنثی سَنْعاءُ، و قد سَنُعَ سناعةً و سَنَعَ سُنُوعاً؛ قال رؤبة: أَنتَ ابنُ كلِّ مُنْتَضًی قَریعِ، تَمَّ تَمام البَدْرِ فی سَنِیعِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 169
أَی فی سَناعةٍ، أَقام الاسم مُقامَ المصدر. و مَهْرٌ سَنِیعٌ: كثیر، و قد أَسْنَعَه إِذا كَثَّره؛ عن ثعلب. و السَّنائِعُ، فی لغة هذیل: الطُّرُقُ فی الجبال، واحدتها سَنِیعةٌ.

سوع؛ ج8، ص: 169

: الساعة: جزء من أَجزاء اللیل و النهار، و الجمع ساعاتٌ و ساعٌ؛ قال القطامی: و كُنّا كالحَرِیقِ لَدَی كِفاح، فَیَخْبُو ساعةً و یَهُبُّ ساعَا قال ابن بری: المشهور فی صدر هذا البیت: و كنّا كالحَریقِ أَصابَ غابا و تصغیره سویعة. و اللیل و النهار معاً أَربع و عشرون ساعة، و إِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة، و جاءنا بعد سَوْعٍ من اللیل و بعد سُواع أَی بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة. و الساعةُ: الوقت الحاضر. و قوله تعالی: وَ یَوْمَ تَقُومُ السّٰاعَةُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ؛ یعنی بالساعة الوقت الذی تقوم فیه القیامة فلذلك تُرِكَ أَن یُعَرَّف أَیُّ ساعةٍ هی، فإِن سمیت القیامة ساعة فعَلی هذا، و الساعة: القیامة. و قال الزجاج: الساعة اسم للوقت الذی تَصْعَقُ فیه العِبادُ و الوقتِ الذی یبعثون فیه و تقوم فیه القیامة، سمیت ساعة لأَنها تَفْجَأُ الناس فی ساعة فیموت الخلق كلهم عند الصیحة الأُولی التی ذكرها الله عز و جل فقال: إِنْ كٰانَتْ إِلّٰا صَیْحَةً وٰاحِدَةً فَإِذٰا هُمْ خٰامِدُونَ. و فی الحدیث ذكر الساعة «2»، و شرحت أَنها الساعة، و تكرر ذكرها فی القرآن و الحدیث. و الساعة فی الأَصل تطلق بمعنیین: أَحدهما أَن تكون عبارة عن جزء من أَربعة و عشرین جزءاً هی مجموع الیوم و اللیلة، و الثانی أَن تكون عبارة عن جزء قلیل من النهار أَو اللیل. یقال: جلست عندك ساعة من النهار أَی وقتاً قلیلًا منه ثم استعیر لاسم یوم القیامة. قال الزجاج: معنی الساعة فی كل القرآن الوقت الذی تقوم فیه القیامة، یرید أَنها ساعة خفیفة یحدث فیها أَمر عظیم فلقلة الوقت الذی تقوم فیه سماها ساعة. و ساعةٌ سوْعاءُ أَی شَدِیدةٌ كما یقال لَیْلةٌ لَیْلاءُ. و ساوَعَه مُساوَعةً و سِواعاً: استأْجَره الساعةَ أَو عامله بها. و عامَلَه مُساوَعة أَی بالساعة أَو بالساعات كما یقال عامله مُیاوَمةً من الیَوْمِ لا یستعمل منهما إِلا هذا. و السّاعُ و السّاعةُ: المَشَقَّةُ. و الساعة: البُعْدُ؛ و قال رجل لأَعرابیة: أَین مَنْزِلُكِ؟ فقالت: أَمَّا علی كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ، و أَمَّا علی ذِی حاجةٍ فَیَسِیرُ حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: السُّواعِیُّ مأْخوذ من السُّواعِ و هو المذْیُ و هو السُّوَعاءُ، قال: و یقال سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن یَتَعَهَّد سُوَعاءَه. و قال أَبو عبیدة لرؤبة: ما الوَدْیُ؟ فقال: یسمی عندنا السُّوَعاءَ. و حكی عن شمر: السُّوَعاءُ ممدود المذْی الذی یخرج قبل النطفة، و قد أَسْوَعَ الرجلُ و أَنْشَرَ إِذا فعل ذلك. و السُّوَعاءُ، بالمد و القصر: المَذْی، و قیل: الوَدْیُ، و قیل القَیْ‌ءُ. و‌فی الحدیث: فی السُّوَعاءِ الوُضوءُ؛ فسره بالمذی و قال: هو بضم: السین و فتح الواو و المدّ. و ساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً: ذهبت فی المَرْعَی و انهملت، و أَسَعْتُها أَنا. و ناقة مِسْیاعٌ: ذاهبة فی المرعی، قلبوا الواو یاء طلباً للخفة مع قرب الكسرة حتی كأَنهم توهَّموها علی السین. و أَسَعْتُ الإِبل أَی أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هی تَسُوعُ سَوْعاً، و ساعَ الشی‌ءُ سَوْعاً:
(2). قوله [ذكر الساعة] هی یوم القیامة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 170
ضاعَ، و هو ضائِعٌ سائِعٌ، و أَساعَه أَضاعَه؛ و رجل مُسِیعٌ مُضِیعٌ و رجل مِضْیاعٌ مِسْیاعٌ للمال، و أَنشد ابن بری للشاعر: وَیْلُ أُمّ أَجْیادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبی عِیالٍ، قَلِیلِ الوَفْرِ، مِسْیاعِ أُم أَجیاد: اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن. و شاةً منصوب علی التمییز، و قال ابن الأَعرابی: الساعةُ الهَلْكَی و الطاعةُ المُطِیعُون و الجاعةُ الجِیاعُ.و سُواعٌ: اسم صَنَم كان لهَمْدان، و قیل: كان لقوم نوح، علیه السلام، ثم صار لهُذَیْل و كان بِرُهاط یَحُجُّون إِلیه؛ قال الأَزهری: سُواعٌ اسم صنم عُبِدَ زَمَنَ نوح، علیه السلام، فَغَرَّقَه الله أَیام الطُّوفان و دفنه، فاستثاره إِبلیس لأَهل الجاهلیة فعبدوه.و یَسُوعُ: اسم من أَسماء الجاهلیة.

سیع؛ ج8، ص: 170

: السَّیْعُ: الماءُ الجاری علی وجه الأَرض، و قد انساع. و انساع الجَمَدُ: ذابَ و سال. و ساعَ الماءُ و السرابُ یَسِیعُ سَیْعاً و سُیوعاً و تَسَیَّعَ، كلاهما: اضْطَرَبَ و جری علی وجه الأَرض، و هو مذكور فی الصاد، و سرابٌ أَسْیَعُ؛ قال رؤبة: فَهُنَّ یَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْیَعا، شَبِیهَ یَمٍّ بَیْنَ عِبْرَیْنِ معا و قیل: أَفعل هنا للمفاضلة، و الانْسِیاعُ مثله. و السَّیاعُ و السِّیاعُ: الطینُ، و قیل: الطین بالتِّبْن الذی یُطَیَّنُ به؛ الأَخیرة عن كراع؛ قال القطامی: فلمَّا أَنْ جَرَی سِمَنٌ علیها، كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّیاعا و هو مقلوب، أَی كما بَطَّنْتَ بالسَّیاعِ الفَدَنَ و هو القَصْر، تقول منه: سَیَّعْتُ الحائطَ إِذا طَیَّنْتَه بالطین. و قال أَبو حنیفة: السَّیاعُ الطین الذی یُطَیَّنُ به إِناء الخمر؛ و أَنشد لرجل من بنی ضبة: فَباكَرَ مَخْتُوماً علیه سَیاعُه هذاذَیْكَ، حتی أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا و سَیَّعَ الرَّقَّ و السفینةَ: طلاهما بالقارِ طَلْیاً رَقیقاً. و السیاع: الزِّفْتُ علی التشبیه بالطین لسواده؛ قال: كأَنها فی سَیاعِ الدَّنِّ قِنْدِیدُ و قیل: إِنما شبه الزِّفْتَ بالطین، و القِنْدِیدُ هنا الوَرْسُ. قال ابن بری: أَما قول أَبی حنیفة إِن السِّیاع الطینُ الذی تُطَیَّنُ به أَوْعیة الخمر، و جعل ذلك له خصوصاً فلیس بشی‌ء، بل السیاع الطین جعل علی حائط أَو علی إِناء خَمْر، قال: و لیس فی البیت ما یدل علی أَن السیاع مختصّ بآنیة الخمر دون غیرها، و إِنما أَراد بقوله سَیاعه أَی طینه الذی خُتِمَ به؛ قال الأَزهری: السَّیاعُ تَطْیِینُك بالجَصِّ و الطِّینِ و القِیرِ، تقول: سَیَّعْتُ به تَسْیِیعاً أَی طَلَیْتُ به طَلْیاً رَقِیقاً؛ و قول رؤْبة: مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْیَعا قال یصفه بالرِّقَّةِ. و سَیَّعَ المكانَ تَسْیِیعاً: طَیَّنَه بالسّیاعِ. و المِسْیعة: المالَج خشبة مَلْساءُ یطین بها. و سَیَّعَ الجُبَّ: طینه بطین أَو جص. و ساعَ الشی‌ءُ یَسِیعُ: ضاعَ، و أَساعَه هو؛ قال سوید بن أَبی كاهل الیشكری: و كَفانی اللهُ ما فی نفسِه، و مَتی ما یَكْفِ شیئاً لا یُسَعْ أَی لا یُضَیَّعُ. و ناقة مِسْیاعٌ: تصبر علی الإِضاعة
لسان العرب، ج‌8، ص: 171
و الجَفاءِ و سُوءِ القیام علیها. و‌فی حدیث هشام فی وصف ناقة: إِنها لَمِسْیاعٌ مِرْیاع‌أَی تحتمل الضیعة و سوءَ الوِلایة، و قیل: ناقة مِسْیاعٌ و هی الذاهبة فی الرَّعْی. و قال شمر: تَسِیعُ مكان تسُوعُ، قال: و ناقة مِسیاعٌ تَدَعُ وُلْدَها حتی یأْكلها السبع. و یقال: رُبَّ ناقة تُسیع وَلَدَها حتی یأْكله السِّباعُ؛ و من الإِتباع ضائعٌ سائعٌ و مُضِیعٌ مُسِیعٌ و مِضْیاعٌ مِسیاعٌ؛ قال: ویْلُ أمِّ أَجْیادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبی عِیالٍ، قَلیلِ الوَفْرِ، مِسْیاعِ و أُم أَجْیاد: اسم شاة. و قد أَضَعْتُ الشی‌ء و أَسَعْتُه. و رجل مِسْیاعٌ: و هو المِضْیاعُ للمال. و أَساعَ مالَه أَی أَضاعَه. و تَسَیَّعَ البقْلُ: هاجَ. و أَساعَ الرَّاعی الإِبلَ فَساعَتْ: أَساء حفظها فضاعَتْ و أَهْمَلَها، و ساعت هی تَسُوعُ سَوْعاً. و السَّیاعُ: شجر البانِ، و هو من شجر العِضاه له ثمر كهیئة الفُسْتُق، قال: و لِثاؤُه مثل الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ.

فصل الشین المعجمة؛ ج8، ص: 171

شبع؛ ج8، ص: 171

: الشِّبَعُ: ضدّ الجوعِ، شَبِعَ شِبَعاً و هو شَبْعان، و الأُنثی شَبْعی و شَبْعانةٌ، و جمعهما شِباعٌ و شَباعی؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی عارم الكلابی: فبِتْنا شَباعی آمِنِینَ من الرَّدَی، و بالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ و جاء فی الشعر شابِعٌ علی الفِعْل. و أَشبَعَه الطعامُ و الرِّعْیُ. و الشِّبْعُ من الطعام: ما یَكْفِیكَ و یُشْبِعُك من الطعام و غیره، و الشِّبَعُ: المصدر، تقول: قَدِّم إِلیّ شِبْعِی؛ و قول بشر بن المغیرة بن المهلب بن أبی صُفْرة: و كُلُّهُمُ قد نالَ شِبْعاً لِبَطْنِه، و شِبْعُ الفَتَی لُؤْمٌ، إِذا جاعَ صاحِبُهْ إِنما هو علی حذف المضاف كأَنه قال: و نَیْلُ شِبْعِ الفتی لُؤْم، و ذلك لأَن الشِّبْعَ جوهر و هو الطعام المُشْبِعُ و لُؤْم عَرَض، و الجوهر لا یكون عرضاً، فإِذا قَدَّرت حذف المضاف و هو النیل كان عرضاً كَلُؤْم فحسُن، تقول: شَبِعْتُ خُبْزاً و لحماً و من خبز و لَحْم شِبَعاً، و هو من مصادر الطبائع. و أَشبَعْتُ فلاناً من الجوع. و عنده شُبْعةٌ من طعام، بالضم، أَی قَدْرُ ما یَشْبَعُ به مرَّة. و‌فی الحدیث: أَن زَمْزَم كان یقال لها فی الجاهلیة شُباعةُ لأَن ماءها یُرْوِی العطشانَ و یُشْبِعُ الغَرْثانَ.و الشِّبع: غِلَظٌ فی الساقین. و امرأَة شَبْعی الخَلْخالِ: مَلأَی سِمَناً. و امرأَة شَبْعَی الوِشاحِ إِذا كانت مُفاضةً ضخمة البطنِ. و امرأَة شَبْعی الدِّرْعِ إِذا كانت ضخمةَ الخَلْقِ. و بَلَدٌ قد شَبِعَت غَنمُه إِذا وصف بكثرةِ النبات و تَناهِی الشِّبَعِ، و شَبَّعَتْ إِذا وصفت بتوسط النبات و مُقارَبةِ الشِّبَعِ. و قال یعقوب: شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قاربت الشِّبَعَ و لم تَشْبَعْ. و بَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بلغت الأَكل، لا یزال ذلك وصفاً لها حتی یَدْنُوَ فِطامُها. و حَبْلٌ شَبِیعُ الثَّلَّة: متینها، و ثَلَّتُه صُوفُه و شعَره و وبَرُه، و الجمع شُبُع، و كذلك الثوب، یقال: ثوب شَبِیعُ الغزل أَی كثیره، و ثیاب شُبُعٌ. و رجل مُشْبَعُ القلب و شَبِیعُ العقل و مُشْبَعُه: مَتِینُه؛ و شَبُعَ عقله، فهو شَبِیعٌ. مَتُنَ. و أَشبَعَ الثوبَ و غیرَه: رَوّاه صِبْغاً، و قد یستعمل فی غیر الجواهر علی المثَل كإِشْباع النَّفْخ و القِراءة و سائر اللفظ. و كلُّ شی‌ء تُوَفِّرُه فقد
لسان العرب، ج‌8، ص: 172
أَشْبَعْتَه حتی الكلام یُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه و تقول: شَبِعْتُ من هذا الأَمر و رَوِیتُ إِذا كرهته، و هما علی الاستعارة. و تَشَبَّع الرجل: تزیَّن بما لیس عنده. و‌فی الحدیث: المُتَشَبِّعُ بما لا یَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَیْ زُور‌أَی المتكثر بأَكثر مما عنده یَتَجمَّل بذلك كالذی یُرِی أَنه شَبْعان و لیس كذلك، و مَن فعله فإِنما یَسْخَر من نفسه، و هو من أَفعال ذوی الزُّورِ بل هو فی نفسه زُور و كذب، و معنی ثوبی زور أَنْ یُعْمَدَ إِلی الكُمَّین فیُوصَلَ بهما كُمّان آخَرانِ فمن نظر إِلیهما ظنهما ثوبین. و المُتشَبِّعُ: المتزَیِّن بأَكثر مما عنده یتكثر بذلك و یتزین بالباطل، كالمرأَة تكون للرجل و لها ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بما تَدَّعِی من الحُظْوة عند زوجها بأَكثر مما عنده لها ترید بذلك غیظ جارتِها و إِدخالَ الأَذی علیها، و كذلك هذا فی الرجال. و الإِشباعُ فی القوافی: حركة الدَّخِیل، و هو الحرف الذی بعد التأْسیس ككسرة الصاد من قوله: كِلِینِی لِهَمٍّ، یا أُمَیْمةَ، ناصِبِ «3» و قیل: إِنما ذلك إِذا كان الرَّویّ ساكناً ككسرة الجیم من قوله: كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنَّ إِلی ظِلالِ الصَّیْفِ ناجِرْ و قیل: الإِشباع اختلاف تلك الحركة إِذا كان الرَّوِیّ مقیداً كقول الحطیئة فی هذه القصیدة: الواهِبُ المائةِ الصَّفایا، فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بفتح الهاء، و قال الأَخفش: الإِشباع حركة الحرف الذی بین التأْسیس و الرَّوِیّ المطلق نحو قوله: یَزِیدُ یَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِی، كأَنَّما زَوَی بَیْنَ عَیْنَیْه علیَّ المَحاجِمُ كسرةُ الجیم هی الإِشباعُ، و قد أَكثر منها العرب فی كثیر من أَشْعارها، و لا یجوز أَن یُجْمع فتح مع كسر و لا ضمٍّ، و لا مع كسر ضمٌّ، لأَن ذلك لم یُقل إِلا قلیلًا، قال: و قد كان الخلیل یُجِیزُ هذا و لا یُجیزُ التوجیهَ، و التوجیهُ قد جمعته العرب و أَكثرت من جمعه، و هذا لم یُقل إِلا شاذّاً فهذا أَحْرَی أَن لا یجوز، و قال ابن جنی: سُمّی بذلك من قِبَل أَنه لیس قبل الرویّ حرف مسمی إِلا ساكناً أَعنی التأْسیس و الرِّدْفَ، فلما جاء الدخیل محركاً مخالفاً للتأْسیس و الرِّدْفِ صارت الحركة فیه كالإِشباع له، و ذلك لزیادة المتحرك علی الساكن لاعتماده بالحركة و تمكنه بها.

شبدع؛ ج8، ص: 172

: الشِّبْدِعةُ: العقرب، بالكسر، و الدال غیر معجمة. و الشَّبادِعُ: العَقارِبُ. و الشِّبْدِع: اللسان تشبیهاً بها. و‌فی الحدیث: من عَضّ علی شِبْدِعه سَلِمَ من الآثام؛ قال الأَزهری: أَی لسانِه یعنی سكت و لم یَخُضْ مع الخائضین و لم یَلْسَعْ به الناس لأَن العاضّ علی لسانه لا یتكلم. ابن الأَعرابی: أَلقَیْتُ علیهم شِبْدِعاً و شِبْدَعاً أَی داهِیةً، قال: و أَصله للعقرب. ابن بری: الشَّبادِعُ الدَّواهی؛ قال مَعْنُ بن أَوس: إِذا الناسُ ناسٌ و العِبادُ بقُوّةٍ، و إِذْ نَحْنُ لم تَدْبِبْ إِلینا الشَّبادِعُ
(3). قوله [یا أُمیمة] فی شرح الدیوان: و نصب أمیمة لأَنه یری الترخیم فأقحم الهاء مثل یا تیم تیم عدیّ إنما أراد یا تیم عدیّ فأقحم الثانی، قال الخلیل من عادة العرب أن تنادی المؤنث بالترخیم فلما لم یرخم أجراها علی لفظها مرخمة فأتی بها بالفتح، قال الوزیر: و الأَحسن أن ینشد بالرفع.
لسان العرب، ج‌8، ص: 173
فتكون علی هذا مستعارة من العقارب.

شتع؛ ج8، ص: 173

: شَتِعَ شَتَعاً: جَزِعَ من مرَض أَو جُوع.

شجع؛ ج8، ص: 173

: شَجُعَ، بالضم، شَجاعةً: اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ. و الشَّجاعةُ: شِدّةُ القَلْبِ فی البأْس. و رجلٌ شَجاعٌ و شِجاعٌ و شُجاعٌ و أَشْجَعُ و شَجِعٌ و شَجیعٌ و شِجَعةٌ علی مثال عِنَبة؛ هذه عن ابن الأَعرابی و هی طَرِیفةٌ، من قوم شِجاعٍ و شُجْعانٍ و شِجْعانٍ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و شُجَعاءَ و شِجْعةٍ و شَجْعةٍ و شُجْعةٍ، الأَربع اسم للجمع؛ قال طریف بن مالك العنبری: حَوْلِی فَوارِسُ، من أُسَیِّدِ، شِجْعةٌ، و إِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَیْتِیَ خَضَّمُ و رواه الصِّقِلِّیُّ: من أُسیّدَ، غیر مصروف. و امرأَة شَجِعةٌ و شَجِیعةٌ و شُجاعةٌ و شَجْعاءُ من نسوة شَجائِعَ و شُجُعٍ و شِجاعٍ؛ الجمیع عن اللحیانی، و نِسْوة شجاعاتٌ، و الشَّجِعةُ من النساء: الجَریئةُ علی الرجال فی كلامها و سَلاطَتِها. و قال أَبو زید: سمعت الكِلابِیِّینَ یقولون: رجل شُجاعٌ و لا توصف به المرأَة. و الأَشْجَعُ من الرجال: مثل الشُّجاع، و یقال للذی فیه خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته و یسمی به الأَسَدُ، و یقال للأَسد أَشْجَعُ و للّبُوءَة شَجْعاءُ؛ و أَنشد للعجاج: فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا یعنی أُم تمیم ولدته أَسداً من الأُسود. و تَشَجَّعَ الرجلُ: أَظْهَرَ ذلك من نفسه و تَكَلّفه و لیس به، و شَجَّعَه: جعله شُجاعاً أَو قَوَّی قلبه. و حكی سیبویه: هو یُشَجَّعُ أَی یُرْمی بذلك و یقال له. و شَجّعه علی الأَمر: أَقْدَمَه و المَشْجُوع: المَغْلوبُ بالشجاعة. و الأَشْجَعُ من الرجال: الذی كأَنَّ به جنوناً، و قیل: الأَشْجَعُ المجنون؛ قال الأَعشی: بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ علی الدَّهْرِ حُكْمَه، فَمِنْ أَیِّ ما تَأْتِی الحَوادِثُ أَفْرَقُ و قد فسّر قوله‌بأَشْجَعَ أَخّاذ … قال یصف الدهر، و یقال: عنی بالأَشْجَع نَفْسَه، و لا یصح أَن یراد بالأَشجع الدهر لقوله … أَخّاذٍ علی الدهر حكمه. قال الأَزهری: قال اللیث و قد قیل إِن الأَشجع من الرجال الذی كأَنَّ به جنوناً، قال: و هذا خطأ و لو كان كذلك ما مَدح به الشُّعَراء. و بِهِ شَجَعٌ أَی جُنون. و الشَّجِعُ من الإِبل: الذی یَعْتَرِیه جنون، و قیل: هو السریع نَقْلِ القوائمِ. و ناقة شَجِعةٌ و قَوائِمُ شَجِعاتٌ: سریعة خفیفة، و الاسم من كل ذلك الشَّجَع؛ قال: علَی شجعاتٍ لا شحاب و لا عُصْل «1» أَراد بالشجعات قَوائِمَ الإِبل الطِّوال. و الشَّجَعُ فی الإِبل: سُرْعةُ نقل القوائم؛ جمل شَجِعُ القوائِمِ و ناقة شَجِعةٌ و شَجْعاءُ؛ قال سُوَیْد بن أَبی كاهل: فَرَكِبْناها علی مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرضِ، فِیهِنَّ شَجَعْ أَی بِصِلابِ القَوائِم، و ناقة شَجْعاءُ من ذاك؛ قال ابن بری: لم یصف سوید فی البیت إِبلًا و إِنما وصف خیلًا بدلیل قوله بعده: فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً … ید القَیْنِ، یَكْفِیها الوَقَعْ «2»
(1). قوله [لا شحاب] كذا فی الأصل و شرح القاموس بحاء مهملة و باء موحدة و لعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت و هو دقیق العنق و القوائم. (2). كذا بیاض فی الأصل؛ و لعلها: بِحَدِیدِ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 174
فیكون المعنی فی قوله‌بِصِلاب الأَرض … أَی بخیل صلاب الحوافِر. و أَرضُ الفَرسِ: حوافِرُها، و إِنما فَسَّرَ صلاب الأَرض بالقوائم لأَنه ظَنَّ أَنه یصف إِبلًا، و قد قدّم أَن الشجَعَ سرعة نقل القوائم، و الذی ذكره الأَصمعی فی تفسیر الشجَع فی هذا البیت أَنه المَضاءُ و الجَراءَةُ. و الشَّجَعُ أَیضاً: الطول. و رجل أَشجَعُ: طویلٌ، و امرأَة شَجْعاء. و الشَّجْعةُ: الرجل «1» الطویلُ المُضْطَرِبُ. و الشَّجْعةُ: الزَّمِنُ. و فی المثل: أَعْمی یَقود شَجْعةً. و قوائِمُ شَجِعةٌ: طویلة، و قد تقدّم أَنها السریعة الخفیفة. و رجل شَجْعةٌ: طویلٌ ملتف، و شُجْعةٌ «2» جَبانٌ ضَعِیفٌ. و الشَّجْعةُ: الفَصِیلُ تَضَعُه أُمّه كالمُخَبَّلِ. و الأَشْجَعُ فی الید و الرجل: العَصَبُ الممدودُ فوق السُّلامی من بین الرُّسْغِ إِلی أُصول الأَصابع التی یقال لها أَطنابُ الأَصابع فوق ظهر الكف، و قیل: هو العظم الذی یصل الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لكل إِصبع أَشْجَع، و احتج الذی قال هو العصب بقولهم للذئب و للأَسد عارِی الأَشاجِعِ، فمن جعل الأَشاجعَ العصب قال لتلك العظام هی الأَسْناعُ واحدها سِنْعٌ. و‌فی صفة أَبی بكر، رضی الله عنه: عارِی الأَشاجِعِ؛ هی مَفاصِلُ الأَصابع، واحدها أَشجَع، أَی كان اللحم علیها قلیلًا، و قیل: هو ظاهر عصبها، و قیل: الأَشاجع رؤوس الأَصابع التی تتصل بعصب ظاهر الكفّ، و قیل: الأَشاجع عُروق ظاهر الكف، و هو مَغْرِزُ الأَصابع، و الجمع الأَشاجع؛ و منه قول لبید: یُدْخِلُها حتی یُوارِی إِصْبَعَه «3» و ناس یزعمون أَنه إِشْجَع مثل إِصْبَع و لم یعرفه أَبو الغوث؛ و یقال للحیَّة أَشْجَع؛ و أَنشد: فَقَضی علیه الأَشْجَعُ «4» و أَشْجَع: ضرب من الحیات، و تزعم العرب أَن الرجل إِذا طال جوعه تعرّضتْ له فی بطنه حیة یسمونها الشُّجاعَ و الشِّجاع و الصَّفَرَ؛ و قال أَبو خراش الهُذَلی یخاطب امرأَته: أَرُدُّ شُجاعَ [شِجاعَ البَطْنِ لو تَعْلَمِینَه، و أُوثِرُ غَیْری من عِیالِكِ بالطُّعْمِ و قال الأَزهری: قال الأَصمعی شُجاعُ البطن و شِجاعُهُ شِدَّةُ الجوع، و أَنشد بیت أَبی خراش أَیضاً. و قال شمر فی كتاب الحیات: الشُّجاعُ ضرب من الحیات لطیف دقیق و هو، زعموا، أَجْرَؤُها؛ قال ابن أَحمر: و حَبَتْ له أُذُنٌ یُراقِبُ سَمْعَها بَصَرٌ، كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ حَبَت: انتصبت. و ناصِبةُ الشُّجاعِ: عَیْنُه التی یَنْصِبُها للنظر إِذا نظر. و الشُّجاعُ و الشِّجاعُ، بالضم و الكسر: الحیّةُ الذكَر، و قیل: هو الحیة مطلقاً، و قیل: هو ضَرْب من الحیّات، و قیل: هو ضرب منها صغیر، و الجمع أَشْجِعةٌ و شُجْعانٌ و شِجْعانٌ؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و‌فی حدیث أَبی هریرة فی منع الزكاة: إِلا بُعِثَ علیه یوم القیامة سَعَفُها و لِیفُها أَشاجِعَ یَنْهَشْنَه‌أَی حیات و هی جمع أَشجَع، و قیل: هو جمع أَشْجِعةٍ و أَشْجِعةٌ جمع شُجاع و شِجاع و هو الحیة، و الشَّجْعَمُ: الضَّخْم منها، و قیل: هو الخَبیث المارِدُ منها، و ذهب سیبویه إِلی أَنه رباعی. و‌فی الحدیث:
(1). قوله [و الشجعة الرجل إلخ] فی شرح القاموس هو بالفتح و فی شرح الأمثال للمیدانی. قال الأزهری: الشجعة، بسكون الجیم، الضعیف. (2). قوله [و شجعة] فی القاموس: و الشجعة، بالضم و یفتح، العاجز الضاوی لا فؤاد له. (3). قوله [إصبعه] لا شاهد فیه و لذا كتب بهامش الأصل: صوابه أشجعه. (4). قوله [فقضی إلخ] فی هامش النهایة قال جریر: قد عضه فقضی إلخ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 175
أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: یَجِی‌ءُ كَنْزُ أَحدهم یوم القیامة شُجاعاً أَقرَعَ؛ و أَنشد الأَحمر: قد سالَمَ الحَیَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ و الشُّجاعَ الشَّجْعما نصب الشجاع و الأُفْعُوان بمعنی الكلام لأَن الحیّاتِ إِذا سالمت القَدَم فقد سالمها القدم فكأَنه قال سالَم القدمُ الحیّاتِ، ثم جعل الأُفْعُوان بدلًا منها. و مَشْجَعةُ و شُجاعٌ: اسمانِ. و بنو شَجْعٍ: بطن من عُذْرةَ. و شِجْعٌ: قبیلة من كِنانة، و قیل: إِن فی كلب بطناً یقال لهم بنو شَجْعٍ، بفتح الشین؛ قال أَبو خراش: غَداةَ دَعا بَنی شَجْعٍ، و ولَّی یَؤُمُّ الخَطْمَ، لا یَدْعُو مُجِیبا و فی الأَزْد بنو شُجاعةَ. و أَشْجَعُ: قبیلة من غَطَفان، و أَشْجَعُ: فی قَیْس.

شرع؛ ج8، ص: 175

: شَرَعَ الوارِدُ یَشْرَعُ شَرْعاً و شُروعاً: تناول الماءَ بفِیه. و شَرَعَتِ الدوابُّ فی الماء تَشْرَعُ شَرْعاً و شُرُوعاً أَی دخلت. و دوابُّ شُروعٌ و شُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء. و الشَّریعةُ و الشِّراعُ و المَشْرَعةُ: المواضعُ التی یُنْحَدر إِلی الماء منها، قال اللیث: و بها سمی ما شَرَعَ الله للعبادِ شَریعةً من الصوم و الصلاةِ و الحج و النكاح و غیره. و الشِّرْعةُ و الشَّریعةُ فی كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء و هی مَوْرِدُ الشاربةِ التی یَشْرَعُها الناس فیشربون منها و یَسْتَقُونَ، و ربما شَرَّعوها دوابَّهم حتی تَشْرَعها و تشرَب منها، و العرب لا تسمیها شَریعةً حتی یكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، و یكون ظاهراً مَعِیناً لا یُسْقی بالرِّشاءِ، و إِذا كان من السماء و الأَمطار فهو الكَرَعُ، و قد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فیه و سقَوْها بالكَرْع و هو مذكور فی موضعه. و شَرَعَ إِبله و شَرَّعها: أَوْرَدَها شریعةَ الماء فشربت و لم یَسْتَقِ لها. و فی المثل: أَهْوَنُ السَّقْیِ التَّشْریعُ، و ذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشریعة لم یَتْعَبْ فی إِسْقاءِ الماء لها كما یتعب إِذا كان الماء بعیداً؛و رُفِعَ إِلی علیّ، رضی الله عنه، أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم یَرْجِعْ حین قفَلوا إِلی أَهالیهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلی شُرَیْح، فسأَلَ الأَولیاءَ البینةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها و أَخبروا علیّاً بحكم شریح فتمثَّل بقوله: أَوْرَدَها سَعْدٌ، و سَعْدٌ مُشْتَمِلْ، یا سَعْدُ لا تَرْوی بِهذاكَ الإِبِلْ «1» ثم قال: إِن أَهْوَنَ السَّقْیِ التَّشْریعُ، ثم فَرَّقَ بینهم و سأَلهم واحداً واحداً، فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به؛ أَراد علی: أَن هذا الذی فعله كان یسِیراً هیِّناً و كان نَوْلُه أَن یَحْتاطَ و یَمْتَحِنَ بأَیْسَر ما یُحْتاطُ فی الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْیِ للإِبلِ تشرِیعُها الماء، و هو أَن یُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شریعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلی نَزْع بالعَلَق من البئر و لا حَثْیٍ فی الحوض، أَراد أَن الذی فعله شریح من طلب البینة كان هیِّناً فأَتَی الأَهْوَنَ و ترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْیِ التشریعُ. و إِبلٌ شُرُوعٌ، و قد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت؛ قال الشماخ: یَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِیهِ من الأَیامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ و شَرَعْتُ فی هذا الأَمر شُرُوعاً أَی خُضْتُ. و أَشْرَعَ یدَه فی المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فیها إِشْراعاً. قال: و شَرَعْتُ فیها و شَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ و أَشرعْناها.
(1). و یروی: ما هكذا توردُ، یا سعدُ، الإِبل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 176
و‌فی الحدیث: فأَشرَعَ ناقتَه‌أَی أَدخَلها فی شرِیعةِ الماء. و‌فی حدیث الوضوء: حتی أَشرَعَ فی العضُد‌أَی أَدخَل الماءَ إِلیه. و شَرَّعَتِ الدابةُ: صارت علی شَرِیعةِ الماء؛ قال الشماخ: فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَلیلًا فأَعْجَلَها، و قد شَرِبَتْ غِمارا و الشریعةُ موضع علی شاطئ البحر تَشْرَعُ فیه الدوابُّ. و الشریعةُ و الشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّین و أَمَر به كالصوم و الصلاة و الحج و الزكاة و سائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر؛ عن كراع؛ و منه قوله تعالی: ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلیٰ شَرِیعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ، و قوله تعالی: لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً؛قیل فی تفسیره: الشِّرْعةُ الدِّین، و المِنهاجُ الطریقُ، و قیل: الشرعة و المنهاج جمیعاً الطریق، و الطریقُ هاهنا الدِّین، و لكن اللفظ إِذا اختلف أَتی به بأَلفاظ یؤَكِّدُ بها القِصة و الأَمر كما قال عنترة: أَقوَی و أَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَیْثَمِ فمعنی أَقْوَی و أَقْفَرَ واحد علی الخَلْوَة إِلا أَن اللفظین أَوْكَدُ فی الخلوة. و‌قال محمد بن یزید: شِرْعَةً معناها ابتِداءُ الطریق، و المِنهاجُ الطریق المستقیم.و‌قال ابن عباس: شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً سَبیلًا و سُنَّة، و‌قال قتادة: شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً، الدِّین واحد و الشریعة مختلفة.و‌قال الفراء فی قوله تعالی ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلیٰ شَرِیعَةٍ: علی دین و مِلَّة و منهاج، و كلُّ ذلك یقال. و‌قال القتیبی: عَلیٰ شَرِیعَةٍ، علی مِثال و مَذْهبٍ.و منه یقال: شَرَعَ فلان فی كذا و كذا إِذا أَخذ فیه؛ و منه مَشارِعُ الماء و هی الفُرَضُ التی تَشْرَعُ فیها الواردةُ. و یقال: فلان یَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ و یَفْتَطِرُ فِطْرَت ه و یَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شِرْعةِ الدِّین و فِطْرتِه و مِلَّتِه. و شَرَعَ الدِّینَ یَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه. و فی التنزیل: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ مٰا وَصّٰی بِهِ نُوحاً؛ قال ابن الأَعرابی: شَرَعَ أَی أَظهر. و قال فی قوله: شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّینِ مٰا لَمْ یَأْذَنْ بِهِ اللّٰهُ، قال: أَظهَرُوا لهم. و الشارعُ الرَّبّانی: و هو العالم العاملُ المعَلِّم. و شَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ و قمَعَ الباطِلَ. قال الأَزهری: معنی شَرَعَ بَیَّنَ و أَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ و لم یُزَقَّقْ أَی یجعل زِقًّا و لم یُرَجَّلْ، و هذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها و أَبینها الشَّرْعُ، قال: و إِذا أَرادوا أَن یجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها و لا یَشُقُّوها شَقّاً، و قیل فی قوله: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ مٰا وَصّٰی بِهِ نُوحاً: إِنَّ نوحاً أَول من أَتَی بتحریم البَناتِ و الأَخَواتِ و الأُمَّهات.و قوله عز و جل: وَ الَّذِی أَوْحَیْنٰا إِلَیْكَ وَ مٰا وَصَّیْنٰا بِهِ إِبْرٰاهِیمَ وَ مُوسیٰ؛ أَی و شرع لكم ما أَوحینا إِلیك و ما وصَّیْنا به الأَنبیاء قبْلك. و الشِّرْعةُ: العادةُ. و هذا شِرْعةُ ذلك أَی مِثاله؛ و أَنشد الخلیل یذمُّ رجلًا: كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَی، و لم یَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَیرِ مَقْبُوضةٌ، كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ و أُخْرَی ثَلاثَةُ آلافِها، و تِسْعُمِئیها لها شِرْعهْ و هذا شِرْعُ هذا، و هما شِرْعانِ أَی مِثْلانِ. و الشارِعُ: الطریقُ الأَعظم الذی یَشْرَعُ فیه الناس عامّة
لسان العرب، ج‌8، ص: 177
و هو علی هذا المعنی ذُو شَرْعٍ من الخَلْق یَشْرَعُون فیه. و دُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً فی الطریق. و قال ابن درید: دُورٌ شَوارِعُ علی نَهْجٍ واحد. و شَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان علی طریق نافذ. و‌فی الحدیث: كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلی المَسْجِدِ‌أَی مَفْتُوحةً إِلیه. یقال: شَرَعْتُ البابَ إِلی الطریق أَی أَنْفَذْتُه إِلیه. و شَرَعَ البابُ و الدارُ شُرُوعاً أَفْضَی إِلی الطریقِ، و أَشْرَعَه إِلیه. و الشَّوارِعُ من النجوم: الدَّانِیةُ من المَغِیبِ. و كلُّ دانٍ من شی‌ء، فهو شارِعٌ. و قد شَرَعَ له ذلك، و كذلك الدارُ الشارِعةُ التی قد دنت من الطریق و قَرُبَتْ من الناسِ، و هذا كله راجع إِلی شی‌ء واحد، إِلی القُرْب من الشی‌ء و الإِشْرافِ علیه. و أَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ و السیْفَ و شَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِیاه و سَدَّدَهُما له، فَشَرَعَتْ و هیَ شَوارِعُ؛ و أَنشد: أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا و شَرَعَ الرُّمْحُ و السَّیْفُ أَنْفُسُهُما؛ قال: غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِیضٌ، شَرَعْنَ إِلیهِ فی الرَّهْجِ المُكِنِّ «1» و قال عبد الله بن أَبی أَوْفَی یهجو امرأَة: و لَیْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً، و لَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ و رمح شُراعِیٌّ أَی طویلٌ و هو مَنْسُوب. و الشِّرْعةُ «2»: الوَتَرُ الرقیقُ، و قیل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً علی القَوْس، و قیل: هو الوتر، مَشْدوداً كان علی القَوْس أَو غیر مشدود، و قیل: ما دامت مشدودة علی قوس أَو عُود، و جمعه شِرَعٌ علی التكسیر، و شِرْعٌ علی الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء، و شِراعٌ جمع الجمع؛ قال الشاعر: كما أَزْهَرَتْ قَیْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا «3» و قال ساعدة بن جؤیة: و عاوَدَنی دَیْنی، فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذی لا یُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكیره و تأْنیثه؛ یقول: بِتُّ كأَنّ فی صَدْری عُوداً من الدَّوِیِّ الذی فیه من الهُموم، و قیل: شِرْعةٌ و ثلاثُ شِرَعٍ، و الكثیر شِرْعٌ؛ قال ابن سیدة: و لا یعجبنی علی أَن أَبا عبید قد قاله. و الشِّراعُ: كالشِّرْعة، و جمعه شُرُعٌ؛ قال كثیر: إِلا الظِّباءَ بها، كأَنَّ تَرِیبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحیَ الشِّرْیانِ یعنی ضَرْب الوَتَرِ سِیَتَیِ القَوْسِ. و‌فی الحدیث: قال رجل: إِنی أُحِبُّ الجَمالَ حتی فی شِرْعِ نَعْلِی‌أَی شِراكِها تشبیه بالشِّرْعِ، و هو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ علی وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ علی العُود، و الشِّرْعةُ أَخَصّ منه، و جمعهما شِرْعٌ؛ و قول النابغة: كَقَوْسِ الماسِخِیِّ یَرِنُّ فیها، من الشِّرْعِیِّ، مَرْبُوعٌ مَتِینُ
(1). هذا البیت من قصیدة للنابغة. و فی دیوانه: دُفعن إِلیه … مكان‌شرعن إِلیه … (2). قوله [و الشرعة] فی القاموس: هو بالكسر و یفتح، الجمع شرع بالكسر و یفتح و شرع كعنب، و جمع الجمع شراع. (3). قوله [كما أزهرت إلخ] أنشده فی مادة زهر: ازدهرت. و قوله [عل منه] تقدم عل منها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 178
أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إِلی نفسه و مثله كثیر؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة و عندی أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلی الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلی الواحد. و الشَّریعُ: الكَتَّانُ و هو الأَبَقُ و الزِّیرُ و الرازِقیُّ، و مُشاقَتُه السَّبِیخةُ. و قال ابن الأَعرابی: الشَّرَّاعُ الذی یبیع الشَّریعَ، و هو الكتَّانُ الجَیِّدُ. و شَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَی أَنْشَطه و أَدْخَلَ قُطْرَیْه فی العُرْوة. و الأَشْرَعُ الأَنْفِ: الذی امْتَدَّت أَرْنَبَتُه. و‌فی حدیث صُوَرِ الأَنبیاء، علیهم السلام: شِراعُ الأَنفِ‌أَی مُمْتَدُّ الأَنْفِ طویله. و الأَشْرعُ: السَّقائفُ، واحدتها شَرَعة؛ قال ابن خشرم: كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً، و جَنَّةً ذاتَ عِلِّیٍّ و أَشْراعِ و الشِّراعُ: شِراعُ السفینةِ و هی جُلُولُها و قِلاعُها، و الجمع أَشْرِعةٌ و شُرُعٌ؛ قال الطِّرِمّاح: كأَشْرِعةِ السَّفِینِ و‌فی حدیث أَبی موسی: بینا نحن نَسِیرُ فی البحر و الریحُ طَیِّبةٌ و الشِّراعُ مرفوعٌ؛ شِراعُ السفینة: ما یرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فیه الریح فیُجْریها. و شَرّعَ السفینةَ: جعل لها شِراعاً. و أَشرَعَ الشی‌ءَ: رَفَعَه جدّاً. و حِیتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها. و قوله تعالی: إِذْ تَأْتِیهِمْ حِیتٰانُهُمْ یَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ یَوْمَ لٰا یَسْبِتُونَ لٰا تَأْتِیهِمْ؛ قیل: معناه رافعةٌ رُؤُوسَها، و قیل: خافضة لها للشرب، و قیل: معناه أَن حِیتانَ البحر كانت تَرِدُ یوم السبت عَنَقاً من البحر یُتاخِمُ أَیْلةَ أَلهَمَها الله تعالی أَنها لا تصاد یوم السبت لنَهْیِه الیهودَ عن صَیْدِها، فلما عَتَوْا و صادُوها بحیلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً. و حِیتانٌ شُرَّعٌ أَی شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلی الجُدِّ. و الشِّراعُ: العُنُق، و ربما قیل للبعیر إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه. و الشُّراعیّة و الشِّراعیّةُ: الناقةُ الطویلةُ العُنُقِ؛ و أَنشد: شِراعِیّة [شُراعِیّة الأَعْناقِ تَلْقَی قَلُوصَها، قد اسْتَلأَتْ فی مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهری: لا أَدری شُراعِیّةٌ أَو شِراعِیّةٌ، و الكَسْر عندی أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفینة لطولها یعنی الإِبل. و یقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ و شَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، و هذا نَبْتٌ شُراعٌ، و نحن فی هذا شَرَعٌ سواءٌ و شَرْعٌ واحدٌ أَی سواءٌ لا یفوقُ بعضُنا بعضاً، یُحَرَّكُ و یُسَكَّنُ. و الجمع و التثنیة و المذكر و المؤنث فیه سواء. قال الأَزهری: كأَنه جمع شارِعٍ أَی یَشْرَعُون فیه معاً. و‌فی الحدیث: أَنتم فیه شَرعٌ سواءٌ‌أَی متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فیه علی الآخر، و هو مصدر بفتح الراء و سكونها. و شَرْعُك هذا أَی حَسْبُك؛ و قوله أَنشده ثعلب: و كانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّیاطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال: إِذا قطَّع الناسُ السِّیاط علی إِبلهم كفی هذه أَن تُخَوَّفَ. و رجل شَرْعُك من رجل: كاف، یجری علی النكرة وصفاً لأَنه فی نیة الانفصال. قال سیبویه: مررت برجل شَرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه و بَذِّه، غیره: و لا یثنَّی و لا یجمع و لا یؤنَّث،
لسان العرب، ج‌8، ص: 179
و المعنی أَنه من النحو الذی تَشْرَعُ فیه و تَطْلُبُه. و أَشرَعَنی الرجلُ: أَحْسَبَنی. و یقال: شَرْعُكَ هذا أَی حَسْبُك. و‌فی حدیث ابن مغفل: سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه، قال: فقلت شَرْعی‌أَی حَسْبی؛ و فی المثل: شَرْعُكَ ما بَلَّغَكَ المَحَلَّا أَی حَسْبُكَ و كافِیكَ، یُضْرَبُ فی التبلیغ بالیسیر. و الشَّرْعُ: مصدر شَرَعَ الإِهابَ یَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، و قال یعقوب: إِذا شَقَّ ما بین رِجْلَیْه و سَلَخَه؛ قال: و سمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِیّةِ. و الشِّرْعةُ: حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً یصاد به القَطا و یجمع شِرَعاً؛ و قال الراعی: من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ و قال أَبو زبید: أَبَنَّ عِرِّیسةً عَنانُها أَشِبٌ، و عِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشَّرَعُ: ما یُشْرَعُ فیه، و الشَّراعةُ: الجُرْأَةُ. و الشَّرِیعُ: الرجل الشُّجاعُ؛ و قال أَبو وجْزةَ: و إِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً و شَراعةً، تَحْتَ الوَشِیجِ المُورِدِ و الشِّرْعُ: موضع «4»، و كذلك الشّوارِعُ. و شَرِیعةُ: ماءٌ بعینه قریب من ضَرِیّةَ؛ قال الراعی: غَدا قَلِقاً تَخَلَّی الجُزْءُ منه، فَیَمَّمَها شَرِیعةَ أَو سَوارَا و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و أَسْمَر عاتِك فیه سِنانٌ شُراعِیٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال: شُراعِیٌّ نسبة إِلی رجل كان یعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً، فیكون هذا علی قیاس النسب، أَو كان اسمه غیر ذلك من أَبْنِیة شَرَعَ، فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب. و الأَسْمَرُ: الرُّمح. و العاتِكُ: المُحْمَرُّ من قِدَمِه. و الشَّرِیعُ من اللیف: ما اشتَدَّ شَوْكُه و صلَحَ لِغِلَظِه أَنْ یُخْرَزَ به؛ قال الأَزهری: سمعت ذلك من الهجریین النَّخْلِیِّین. و فی جبال الدَّهْناءِ جبلٌ یقال له شارعٌ، ذكره ذو الرمّة فی شعره.

شرجع؛ ج8، ص: 179

: الشَّرْجَعُ: السرِیرُ یحمل علیه المیّت. و الشَّرْجَعُ: الجَنازة؛ و أَنشد ابن بری لعَبْدة بن الطبیب: و لقد عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْرِی حُفْرةٌ غَبْراءُ، یَحْمِلُنی إِلیها شَرْجَعُ الأَزهری: الشَّرْجَعُ النَّعْشُ؛ قال أُمَیّةُ بن أَبی الصلْت یذكر الخالِقَ و ملَكُوتَه: و یُنَفِّدُ الطُّوفانَ نحن فِداؤُه، و اقْتادَ شَرْجَعَه بَداحُ بَدِیدُ قال شمر: أَی هو الباقی و نحن الهالكُون. و اقْتادَ أَی وَسَّع. قال: و شَرْجَعُه سَرِیرُه. و بَداحٌ بَدِیدٌ أَی واسِعٌ. و الشَّرْجَعُ: الطویل. و شَرْجَعَ المِطْرقة و الخشبة إِذا كانت مُرَبَّعةً فَنُحِتَتْ من حروفها، تقول منه: شَرْجِعْه. و المُشَرْجَعُ: المُطَوَّلُ الذی لا حرف لنواحیه من مطارق الحدّادین؛
(4). قوله [و الشرع موضع] فی معجم یاقوت: شرع، بالفتح، قریة علی شرقی ذرة فیها مزارع و نخیل علی عیون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع، و استشهد علی كلیهما.
لسان العرب، ج‌8، ص: 180
قال الشاعر: كأَنَّ ما بَیْنَ عَیْنَیْها و مَذْبَحِها مُشَرْجَعٌ من عَلاة القَیْنِ، مَمْطُولُ و مِطْرقةٌ مُشَرْجَعةٌ أَی مُطَوَّلةٌ لا حروف لنواحیها؛ و أَنشد ابن برّیّ لخُفاف بن ندبة: جُلْمُود بِصْرٍ إِذا المِنْقارُ صادَفَه، فَلَّ المُشَرْجَعَ منها كلما یَقَعُ قال ابن بری: و أَما قول أَعْشی عُكْلٍ: أُقِیمُ علی یَدِی و أُعِینُ رِجْلی، كأَنِّی شَرْجَعٌ بعد اعْتدالِ قال: لم یشرحه الشیخ، قال: و أَراد القَوْسَ، و الله أَعلم.

شسع؛ ج8، ص: 180

: شِسْعُ النعل: قِبالُها الذی یُشَدّ إِلی زِمامِها، و الزِّمامُ: السیْرُ الذی یُعْقَدُ فیه الشِّسْعُ، و الجمع شُسُوعٌ، لا یكسَّر إِلا علی هذا البناء. و شَسِعَتِ النعْلُ و قَبِلَتْ و شَرِكَتْ إِذا انقطع ذلك منها. و یقال للرجل المنقطع الشِّسْعِ: شاسِعٌ؛ و أَنشد: من آلِ أَخْنَسَ شاسِع النَّعْلِ یقول: مُنْقَطِعُه. و‌فی الحدیث: إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحدِكم فلا یَمْشِ فی نَعْلٍ واحدةٍ؛ الشِّسْعُ: أَحد سُیُور النعل، و هو الذی یُدْخَلُ بین الإِصْبَعَیْن و یُدخل طَرَفُه فی الثَّقْب الذی فی صدر النعل المشْدود فی الزِّمامِ، و إِنما نُهیَ عن المَشْی فی نعل واحدة لئلا تكون إحدی الرجلین أَرْفَعَ من الأُخری، و یكونَ سبباً للعِثار و یقبُح فی المَنْظَر و یُعاب فاعله. و شَسَعَ النَّعْلَ یَشْسَعُها شَسْعاً و أَشْسَعَها: جَعَل لها شِسْعاً. و قال أَبو الغَوْثِ: شَسَّعْتُ، بالتشدید، و ربما زادوا فی الشسع نوناً؛ و أَنشد: ویلٌ لأَجْمال الكَرِیِّ مِنِّی، إِذا غَدَوْتُ و غَدَوْنَ، إِنِّی أَحْدُو بها مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّی فأَدخل النون. و له شِسْعُ مال أَی قلیل، و قیل: هو قِطْعة من إِبل و غنم، و كله إِلی القِلَّة یُشَبَّه بِشِسْعِ النعل. و قال المفضل: الشِّسْع جُلُّ مال الرجل. یقال: ذهب شِسْعُ مالِه أَی أَكثره؛ و أَنشد للمَرَّار: عَدانی عن بَنِیَّ و شِسْعِ مالی حِفاظٌ شَفَّنی، و دَمٌ ثقِیلُ و یقال: علیه شِسْعٌ من المالِ و نَصِیّةٌ و عنْصُلةٌ و عِنْصِیةٌ، و هی البَقِیَّةُ. و الأَحْوَزُ: القُبَضةُ من الرِّعاء الحَسَنُ القیام علی ماله، و هو الشِّسْعُ أَیضاً، و هو الشَّیْصِیةُ أَیضاً. و فلان شِسْعُ مال إِذا كان حَسَن القیام علیه كقولك أَبِلُ مالٍ و إِزاءُ مالٍ. و شِسْعُ المَكانِ: طَرَفُه. یقال: حَللْنَا شِسْعَی الدَّهناءِ. و كل شی‌ءٍ نتَأَ و شَخَصَ، فقد شَسَعَ؛ قال بلال بن جریر: لها شاسِعٌ تَحْتَ الثِّیابِ، كأَنه قَفا الدیك أَوْفَی عَرْفُه ثم طَرَّبا و یروی: … أَوْفی غُرْفةً … و شَسَعَ یَشْسَعُ شُسُوعاً، فهو شاسِع و شَسُوعٌ، و شَسَعَ به و أَشْسَعَهُ: أَبْعَدَه. و الشَّاسِعُ: المكان البعید. و شَسَعَتْ دارُه شُسُوعاً إِذا بَعُدَت. و‌فی حدیث ابن أُمّ مكتوم: إِنِّی رجل شاسِعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 181
الدَّارِ‌أَی بعیدها. و شَسِعَ الفرَسُ شَسَعاً: انْفَرَجَ ما بین ثَنِیَّته و رَباعِیَتِه، و هو من البُعْد. و الشِّسْعُ: ما ضاق من الأَرض.

شعع؛ ج8، ص: 181

: الشُّعاعُ: ضَوْءُ الشمس الذی تراه عند ذُرُورِها كأَنه الحبال أَو القُضْبانُ مُقْبِلةً علیك إِذا نظرت إِلیها، و قیل: هو الذی تراه مُمْتَدًّا كالرِّماحِ بُعَیْدَ الطلوع، و قیل: الشُّعاعُ انتشارُ ضوئِها؛ قال قیس ابن الخطیم: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَیْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ، لها نَفَذٌ، لو لا الشَّعاعُ أَضاءَها و قال أَبو یوسف: أَنشدنی ابن معن عن الأَصمعی: … لو لا الشُّعاع …، بضم الشین، و قال: هو ضوءُ الدم و حُمْرَتُه و تَفَرُّقُه فلا أَدری أَ قاله وضعاً أَم علی التشبیه، و یروی الشَّعاعُ، بفتح الشین، و هو تَفَرُّق الدَّمِ و غیره، و جمع الشُّعاعِ أَشِعَّةٌ و شُعُعٌ. و فسر الأَزهریّ هذا البیت فقال: لو لا انْتِشارُ سَنَنِ الدَّمِ لأَضاءَها النَّفَذُ حتی تستبین، و قال أَیضاً: شعاع الدَّمِ ما انْتَشر إِذا اسْتَنَّ من خَرْق الطَّعْنةِ. و یقال: سَقَیْتُه لَبَناً شَعاعاً أَی ضَیاحاً أُكْثِرَ ماؤُه، قال: و الشَّعْشَعةُ بمعنی المَزْجِ منه. و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: إِنَّ الشهر قد تَشَعْشَعَ فلو صُمْنا بَقِیَّتَه، كأَنه ذَهب به إِلی رِقَّة الشهر و قِلَّةِ ما بقی منه كما یُشَعْشَعُ اللبن بالماء. و تَشَعْشَعَ الشهرُ: تَقَضَّی إِلَّا أَقَلَّه. و‌قد روی حدیث عمر، رضی الله عنه، تَشَعْسَعَ‌من الشُّسُوعِ الذی هو البعد، بذلك فسَّره أَبو عبید، و هذا لا یُوجِبُه التصرِیفُ. و أشَعَّت الشمسُ: نَشَرَتْ شُعاعَها؛ قال: إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها، كإِشْعاعِ الغَزالةِ فی الضَّحاءِ و منه‌حدیث لیلة القَدْرِ: و إِنَّ الشمس تَطلُعُ من غَدِ یومها لا شُعاعَ لها، الواحدة شُعاعةٌ. و ظِلٌ شَعْشَعٌ أَی لیس بكثیف، و مُشَعْشَعٌ أَیضاً كذلك، و یقال: الشَّعْشَعُ الظِّلُّ الذی لم یُظِلّك كلُّه ففیه فُرَجٌ. و شَعُّ السُّنبل و شَعاعُه و شِعاعُه و شُعاعُه: سَفاه إِذا یَبِسَ ما دام علی السُّنْبُلِ. و قد أَشَعَّ الزرْعُ: أَخرج شَعاعَه. أَبو زید: شاعَ الشی‌ءُ یَشِیعُ و شَعَّ یَشِعُّ شَعّاً و شَعاعاً كلاهما إِذا تَفَرَّقَ، و شَعْشَعْنا علیهم الخیلَ نُشَعْشِعُها. و الشَّعاعُ: المتفرِّق. و تَطایَرَ القوم شَعاعاً أَی متفرِّقین. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: سَتَرَوْن بعدی مُلْكاً عَضُوضاً و أُمَّةً شَعاعاً‌أَی متفرِّقین مختلفین. و ذهبَ دمُه شَعاعاً أَی متفرِّقاً. و طارَ فؤَادُه شَعاعاً تَفَرَقتْ هُمُومُه. یقال ذهبت نفسی شَعاعاً إِذا انتشر رأْیها فلم تتجه لأَمْر جَزْم، و رجل شَعاعُ الفُؤَاد منه. و رأْی شَعاعٌ أَی مُتَفَرِّقٌ. و نفْس شَعاع: متفرِّقة قد تفرَّقَتْ هِمَمُها؛ قال قیس بن ذَریح: فلم أَلْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ، و لَكِنْ أُقَضِّی حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ و قال أَیضاً: فقَدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، أَ لَمْ أَكُنْ نَهَیْتُكِ عن هذا و أَنْتِ جَمیعُ؟ قال ابن برِّیّ: و مثل هذا لقیس بن معاذ مجنون بنی عامر: فَلا تَتْرُكی نَفْسِی شَعاعاً، فإِنَّها من الوَجْدِ قَدْ كادَتْ عَلَیْكِ تَذُوبُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 182
و الشَّعْشاعُ أَیضاً: المُتَفَرِّقُ؛ قال الراجز: صَدْقُ اللِّقاءِ غَیْرُ شَعْشاعِ الغَدَرْ یقول: هو جمیع الهِمة غیر متفرقها. و تَطایَرَتِ العَصا و القَصَبةُ شَعاعاً إِذا ضربت بها علی حائط فَتَكَسَّرتْ و تطایرت قِصَداً و قِطَعاً. و أَشَعَّ البعیرُ بَوْله أَی فَرَّقَه و قَطَّعه، و كذلك شَعَّ بولَه یَشُعُّه أَی فرَّقه أَیضاً فَشَعَّ یَشِعُّ إِذا انتَشر و أَوْزَعَ به مثله. ابن الأَعرابی: شَعَّ القومُ إِذا تَفَرَّقُوا؛ قال الأَخطل: عِصابةُ سَبْیٍ شَعَّ أَنْ یُتَقَسَّما أَی تَفَرَّقُوا حِذارَ أَن یُتَقَسَّموا. قال: و الشَّعُّ العَجَلةُ. قال: و انْشَعَّ الذئب فی الغنم و انْشلَّ فیها و انْشَنَّ و أَغار فیها و استغار بمعنی واحد. و یقال لبیت العَنْكَبُوت: الشُّعُّ و حُقُّ الكُهول. و شَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَةً: مزَجَه بالماء، و قیل: المُشَعْشَعة الخَمْرُ التی أُرِقَّ مَزْجُها. و شَعْشَعَ الثَّریدةَ الزُّرَیْقاءَ: سَغْبَلَها بالزَّیْت، یقال: شَعْشِعْها بالزَّیْت. و‌فی حدیث وائِلةَ بن الأَسْقَع: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، ثَرَدَ ثَرِیدةً ثم شَعْشَعَها ثم لبَّقها ثم صَعْنَبَها؛ قال ابن المبارك: شَعْشَعَها خلَط بعضَها ببعض كما یُشَعْشَعُ الشرابُ بالماء إِذا مُزِجَ به، و رُوِیتْ هذه اللفظةُ سَغْسَغَها، بالسین المهملة و الغین المعجمة، أَی روَّاها دَسَماً. و قال بعضهم: شَعْشَعَ الثریدة إِذا رفع رأْسها، و كذلك صَعْلَكَها و صعْنَبَها. و قال ابن شمیل: شَعْشَعَ الثَّریدة إِذا أَكْثَرَ سَمْنَها، و قیل: شَعْشَعَها طَوَّلَ رأْسها من الشَّعْشاعِ، و هو الطویل من الناس، و هو فی الخمر أَكثر منه فی الثرید. و الشَّعْشَعُ و الشَّعْشاعُ و الشَّعْشَعانُ و الشَّعْشَعانیُّ: الطَّوِیلُ الحَسنُ الخفیفُ اللحْمِ، شُبِّه بالخمر المُشَعْشَعةِ لِرِقَّتِها، یاءُ النسب فیه لغیر علة، إِنما هو من باب أَحمرَ و أَحْمَرِیٍّ و دوَّارٍ و دَوَّارِیٍّ؛ و وصف به العجاج المِشْفَرَ لطوله و رِقَّتِه فقال: تُبادِرُ الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ، بِشَعْشَعانیٍّ صُهابیٍّ هَدِلْ، و مَنْكِباها خَلْفَ أَوْراكِ الإِبِلْ و قیل: الشَّعْشاعُ الطویل، و قیل: الحسَن؛ قال ذو الرمة: إِلی كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعینِ، تُتَّقَی بهِ الحَرْبُ، شَعْشاعٍ و آخَرَ فَدْغَمِ و‌فی حدیث البَیْعةِ: فجاء رجل أَبْیَضُ شَعْشاعٌ‌أَی طویل. و منه‌حدیث سفیان بن نُبَیْح: تراهُ عَظِیماً شَعْشَعاً، و قیل: الشَّعْشاعُ و الشَّعْشَعانیُّ و الشَّعْشَعانُ الطویلُ العُنقِ من كل شی‌ء. و عُنُقٌ شَعْشاعٌ: طویل. و الشَّعْشَعانةُ مِن الإِبل: الجَسِیمةُ، و ناقة شَعْشَعانة؛ قال ذو الرمة: هَیْهاتَ خَرقاءُ إِلَّا أَنْ یُقَرِّبَها ذُو العَرْشِ، و الشَّعْشَعاناتُ العَیاهِیم و رجل شُعْشُعٌ: خفیف فی السفر. و قال ثعلب: غلام شُعْشُع خفیف فی السفر، فقَصَره علی الغلام. و یقال: الشُّعْشُعُ الغلام الحسَنُ الوجه الخفیف الرُّوحِ، بضم الشین. و قال الأَزهری فی آخر هذه الترجمة: كلُّ ما مضی فی الشَّعاعِ فهو بفتح الشین، و أَما ضَوءُ الشمس فهو الشُّعاعُ، بضم الشین، و الشَّعَلَّع: الطویل، بزیادة اللام.
لسان العرب، ج‌8، ص: 183

شعلع؛ ج8، ص: 183

: الشَّعَلَّعُ: الطوِیلُ.

شفع؛ ج8، ص: 183

: الشفع: خلاف الوَتْر، و هو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً. و شَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صیَّره زَوْجاً؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی لسوید بن كراع و إِنما هو لجریر: و ما باتَ قَوْمٌ ضامِنینَ لَنا دَماً فَیَشْفِینَا، إِلَّا دِماءٌ شَوافِعُ أَی لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتیل منّا قوماً فَنَشْتَفیَ إِلا بقتل جماعة، و ذلك لعزتنا و قوتنا علی إِدراك الثَّأْر. و الشَّفِیعُ من الأَعْداد: ما كان زوجاً، تقول: كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر؛ و قوله: لِنَفْسِی حدِیثٌ دونَ صَحْبی، و أَصْبَحَتْ تَزِیدُ لِعَیْنَیَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ لم یفسره ثعلب؛ و قوله: ما كانَ أَبْصَرَنی بِغِرَّاتِ الصِّبا، فالآنَ قد شُفِعَتْ لیَ الأَشْباحُ معناه أَنه یحسَبُ الشخص اثنین لضَعْفِ بصره. و عین شافِعةٌ: تنظُر نَظَرَیْنِ. و الشَّفْعُ: ما شُفِع به، سمی بالمصدر، و الجمع شِفاعٌ؛ قال أَبو كبیر: و أَخُو الإِباءَةِ، إِذْ رَأَی خُلَّانَه، تَلَّی شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لا یكاد ینبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً. و فی التنزیل: وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ.قال الأَسود بن یزید: الشَّفْعُ یَوْمُ الأَضْحی، و الوَتْرُ یومُ عَرَفةَ.و‌قال عطاء: الوتْرُ هو الله، و الشفْع خلْقه.و‌قال ابن عباس: الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه، و قیل فی الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ: إِنّ الأَعداد كلها شَفْع وَ وِتْر. و شُفْعةُ الضُّحی: رَكْعتا الضحی. و‌فی الحدیث: مَنْ حافَظَ علی شُفْعةِ الضُّحی غُفِرَ له ذنوبُه، یعنی ركعتی الضحی من الشفْعِ الزَّوْجِ، یُرْوی بالفتح و الضم، كالغَرْفة و الغُرْفة، و إِنما سمّاها شَفْعة لأَنها أَكثر من واحدة. قال القتیبی: الشَّفْعُ الزَّوْجُ و لم أَسمع به مؤنثاً إِلا هاهنا، قال: و أَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنیثه إِلی الفَعْلةِ الواحدة أَو إِلی الصلاةِ. و ناقة شافِعٌ: فی بطنها ولد أَو یَتْبَعُها ولد یَشْفَعها، و قیل: فی بطنها ولد یَتْبَعُها آخَرُ و نحو ذلك تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً؛ قال الشاعر: و شافِعٌ فی بَطْنِها لها وَلَدْ، و مَعَها مِن خَلْفِها لها ولَدْ و قال: ما كانَ فی البَطْنِ طَلاها شافِعُ، و مَعَها لها ولیدٌ تابِعُ و شاةٌ شَفُوعٌ و شافِعٌ: شَفَعها ولَدُها. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رجل بشاة شافِعٍ فلم یأْخُذْها فقال: ائْتِنی بِمُعْتاطٍ؛ فالشافِعُ: التی معَها ولدها، سمّیت شافِعاً لأَن ولدها شَفَعها و شفَعَتْه هی فصارا شَفْعاً. و‌فی روایة: هذه شاةُ الشافِعِ‌بالإِضافة كقولهم صلاةُ الأُولی و مَسْجِدُ الجامِع. و شاةٌ مُشْفِعٌ: تُرْضِعُ كل بَهْمةٍ؛ عن ابن الأَعرابی. و الشَّفُوعُ من الإِبل: التی تَجْمع بین مِحْلَبَیْنِ فی حَلْبةٍ واحدة، و هی القَرُونُ. و شَفَعَ لی بالعَداوة: أَعانَ عَلیّ؛ قال النابغة: أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ لیَ بِغْضةً، له مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذلك شافِعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 184
و تقول: إِنَّ فلاناً لیَشْفَعُ لی بعَداوةٍ أَی یُضادُّنی؛ قال الأَحوص: كأَنَّ مَنْ لامَنی لأَصْرِمَها، كانُوا عَلَیْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا معناه أَنهم كانوا أَغْرَونی بها حین لامُونی فی هَواها، و هو كقوله: إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ و شَفَع لی یَشْفَعُ شَفاعةً و تَشَفَّعَ: طَلب. و الشَّفِیعُ: الشَّافِعُ، و الجمع شُفَعاء، و اسْتَشْفَعَ بفُلان علی فلان و تَشَفَّع له إِلیه فشَفَّعَه فیه. و قال الفارسیّ: اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَی قال له كُنْ لی شافِعاً. و فی التنزیل: مَنْ یَشْفَعْ شَفٰاعَةً حَسَنَةً یَكُنْ لَهُ نَصِیبٌ مِنْهٰا وَ مَنْ یَشْفَعْ شَفٰاعَةً سَیِّئَةً یَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهٰا. و قرأَ أَبو الهیثم: من یَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَی یَزْدادُ عملًا إِلی عَمَل. و روی عن المبرد و ثعلب أَنهما قالا فی قوله تعالی: مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّٰا بِإِذْنِهِ، قالا: الشفاعة الدُّعاءُ هاهنا. و الشَّفاعةُ: كلام الشَّفِیعِ لِلْمَلِكِ فی حاجة یسأَلُها لغیره. و شَفَعَ إِلیه: فی معنی طَلَبَ إِلیه. و الشَّافِعُ: الطالب لغیره یَتَشَفَّعُ به إِلی المطلوب. یقال: تَشَفَّعْتُ بفلان إِلی فلان فَشَفّعَنی فیه، و اسم الطالب شَفِیعٌ؛ قال الأَعشی: و اسْتَشْفَعَتْ مِنْ سَراةِ الحَیِّ ذا ثِقةٍ، فَقَدْ عَصاها أَبُوها و الذی شَفَعا و اسْتَشْفَعْتُه إِلی فلان أَی سأَلته أَن یَشْفَعَ لی إِلیه؛ و تَشَفَّعْتُ إِلیه فی فلان فشَفَّعَنی فیه تَشْفِیعاً؛ قال حاتم یخاطب النعمان: فَكَكْتَ عَدِیًّا كُلَّها من إِسارِها، فَأَفْضِلْ و شَفِّعْنی بِقَیْسِ بن جَحْدَرِ و‌فی حدیث الحُدُود: إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ و المُشَفِّعَ.و قد تكرر ذكر الشَّفاعةِ فی الحدیث فیما یتَعَلَّق بأُمُور الدنیا و الآخرة، و هی السُّؤالُ فی التَّجاوُزِ عن الذنوب و الجَرائِمِ. و المُشَفِّعُ: الذی یَقْبَل الشفاعة، و المُشَفَّعُ: الذی تُقْبَلُ شَفاعَتُه. و الشُّفْعَةُ و الشُّفُعَةُ فی الدَّارِ و الأَرضِ: القَضاء بها لصاحِبها. و سئل أَبو العباس عن اشتِقاقِ الشُّفْعةِ فی اللغة فقال: الشُّفْعَةُ الزِّیادةُ و هو أَنْ یُشَفِّعَك فیما تَطْلُب حتی تَضُمَّه إِلی ما عندك فَتَزِیدَه و تَشْفَعَه بها أَی أَن تزیده بها أَی أَنه كان وتراً واحداً فَضَمَّ إِلیه ما زاده و شَفَعَه به. و‌قال القتیبی فی تفسیر الشُّفْعة: كان الرجل فی الجاهلیة إِذا أَراد بَیْعَ منزل أَتاه رجل فشَفَع إِلیه فیما باعَ فَشَفَّعَهُ و جَعَله أَولی بالمَبِیعِ ممن بَعُدَ سَبَبُه فسمیت شُفْعَةً و سُمِّی طالبها شَفِیعاً.و‌فی الحدیث: الشُّفْعَةُ. فی كُلّ ما یُقْسَمُ، الشفعة فی الملك معروفة و هی مشتقة من الزیادة لأَن الشفِیع یضم المبیع إِلی ملكه فَیَشْفَعُه به كأَنه كان واحداً وتراً فصار زوجاً شفعاً. و‌فی حدیث الشعبی: الشُّفْعة علی رؤوس الرجال؛ هو أَن تكون الدَّار بین جماعة مختلفی السِّهام فیبیع واحد منهم نصیبه فیكون ما باع لشركائه بینهم علی رؤوسهم لا علی سِهامِهم. و الشفِیعُ: صاحب الشُّفْعة و صاحبُ الشفاعةِ، و الشُّفْعةُ: الجُنُونُ، و جمعها شُفَعٌ، و یقال للمجنون مَشْفُوعٌ و مَسْفُوعٌ؛ ابن الأَعرابی: فی وجهه شَفْعةٌ و سَفْعةٌ و شُنْعةٌ و رَدَّةٌ و نَظْرةٌ بمعنی واحد. و الشُّفْعةُ: العین. و امرأَة مَشْفُوعةٌ: مُصابةٌ من العین، و لا یوصف به
لسان العرب، ج‌8، ص: 185
المذكر. و الأَشْفَعُ: الطوِیلُ. و شافِعٌ و شفِیعٌ: اسمان. و بنو شافِعٍ: من بنی المطلب بنِ عَبد مناف، منهم الشافعیّ الفقیهُ الإِمام المجتهد، رحمه الله و نفعنا به.

شقع؛ ج8، ص: 185

: شَقَعَ فی الإِناءِ یَشْقَعُ شَقْعاً إِذا شَرِبَ و كَرَعَ منه، و قیل: شَقَعَ شَرِبَ بغیر إِناءٍ كَكَرع. و یقال: قَمَعَ و مَقَعَ و قَبَعَ كل ذلك من شِدّة الشرب. و یقال: شَقَعَه بعینه إِذا لقَعَه، و قیل: شَقَعَه و لَقَعَه بمعنی عانَه. قال الأَزهریّ: لَقَعه معروف و شَقَعه مُنْكَر لا أَحُقّه.

شقدع؛ ج8، ص: 185

: الشُّقْدُعُ: الضِّفْدَعُ الصغیر.

شكع؛ ج8، ص: 185

: شَكِعَ یَشْكَعُ شَكَعاً، فهو شاكِعٌ و شَكِعٌ و شَكُوعٌ: كَثُرَ أَنِینُه و ضَجَرُه من المرض و الوجَعِ یُقْلِقُه، و قیل: الشَّكِعُ الشدیدُ الجَزَعِ الضَّجُورُ، و الشَّكَعُ، بالتحریك: الوجَعُ و الغضَبُ. و یقال لكل مُتَأَذٍّ من شی‌ء: شَكِعٌ و شاكِعٌ. و باتَ شَكِعاً أَی وَجِعاً لا ینام. و شَكِعَ، فهو شَكِعٌ: طال غضَبُه، و قیل: غَضِبَ. و أَشْكَعَه: أَغْضَبَه، و یقال: أَمَلَّه و أَضْجَرَه. الأَحمر: أَشْكَعَنِی و أَحْمَشَنی و أَدْرأَنی و أَحْفَظَنِی كلُّ ذلك أَغْضَبَنِی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لَمّا دَنا من الشام و لقِیَه الناسُ جعَلوا یَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذلك و قال لأَسْلَم: إِنهم لن یَرَوْا علی صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ الله علیهم.الشَّكَعُ، بالتحریك: شدّة الضَّجر، و قیل أَغْضَبَه «5». و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی عبد الرحمن بن سهیل و هو یَجُودُ بنفسِه فإِذا هو شَكِعُ البِزَّةِ‌أَی ضَجِرُ الهیئة و الحالةِ. و شَكِعَ شَكَعاً: غَرِضَ. و شَكِعَ شَكَعاً: مالَ، و یقال للبخِیل اللئیم: شَكِعٌ. و الشُّكاعَی: نَبْتٌ؛ قال الأَزهری: رأَیته بالبادیة و هو من أَحْرار البُقُولِ. و الشُّكاعَی: شجرة صغیرة ذاتُ شَوْك قیل هو مِثْلُ الحُلاوَی لا یكاد یُفْرَقُ بینهما، و زَهْرَتُها حَمْراءُ و مَنْبَتُها مثل مَنْبَتِ الحُلاوَی، و لهما جمیعاً «6» یابستین و رطبتین، و هما كثیرتا الشوك و شَوْكُهما أَلْطَفُ من شوْك الخُلّةِ، و لهما ورق صغیر مثل ورق السَّذابِ یقع علی الواحد و الجمع، و ربما سَلِمَ جمعها، و قد یقال شَكاعَی، بالفتح؛ قال ابن سیدة: و لم أَجد ذلك معروفاً، و قال أَبو حنیفة: الشُّكاعَی من دِقّ النبات و هی دَقِیقةُ العیدان صغیرة خضراءُ و الناس یَتَداوَوْنَ بها؛ قال عمرو بن أَحمر الباهلی یذكر تَداوِیَه بها، و قد شُفِیَ بَطْنُه: شَرِبْتُ الشُّكاعَی و التَدَدْتُ أَلِدَّةً، و أَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِیا قال: و اسمها بالفارسیة جرحه، الأَخفش: شُكاعاةٌ، فإِذا صح ذلك فأَلفها لغیر التأْنیث، قال سیبویه: هو واحد و جمع، و قال غیره: الواحدة منها شُكاعةٌ، و الشُّكاعة: شَوْكةٌ تملأ فم البعیر لا ورق لها إِنما هی شَوْكٌ و عِیدانٌ دِقاق أَطرافها أَیضاً شوك، و جمعها شُكاعٌ، و ما أَدرِی أَین شَكَعَ أَی ذهَب، و السین أَعلی.

شلع؛ ج8، ص: 185

: قال الفراء: الشَّلَّعُ الطویلُ.

شمع؛ ج8، ص: 185

: الشَّمَعُ و الشَّمْعُ: مُومُ العَسل الذی یُسْتَصْبَحُ به، الواحدة شَمَعةٌ و شَمْعة؛ قال الفراء: هذا
(5). قوله [شدة الضجر] و قیل أغضبه كذا بالأصل و الذی فی النهایة بعد قوله شدة الضجر: یقال شكع و أَشكعه غیره و قیل معناه أغضبه. (6). قوله [و لهما جمیعاً إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 186
كلام العرب و المُوَلَّدون یقولون شَمْعٌ، بالتسكین، و الشَّمَعةُ أَخص منه؛ قال ابن سیدة: و قد غَلِطَ لأَن الشَّمَع و الشَّمْعَ لغتان فصیحتان. و قال ابن السكیت: قُلِ الشَّمَعَ للموم و لا تقل الشَّمْعَ. و أَشْمَعَ السِّراجُ: سَطَع نورُه؛ قال الراجز: كَلَمْحِ بَرْقٍ أَو سِراجٍ أَشْمَعا و الشَّمْعُ و الشُّمُوعُ و الشِّماعُ و الشِّماعةُ و المَشْمَعةُ: الطَّرَبُ و الضَّحِك و المِزاحُ و اللَّعِبُ. و قد شَمَعَ یَشْمَعُ شَمْعاً و شُمُوعاً و مَشْمَعةً إِذا لم یَجِدَّ؛ قال المتنخل الهذلی یذكر أَضیافَه: سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشمَعةٍ، و أَثْنِی بِجُهْدِی من طَعامٍ أَو بِساطِ أَراد من طَعامٍ و بِساطٍ، یرید أَنه یبدأُ أَضیافه عند نزولهم بالمِزاحِ و المُضاحكة لیُؤَنِّسَهم بذلك، و هذا البیت ذكره الجوهری: و آتی بِجُهْدِی؛ قال ابن بری: و صوابه و أَثْنِی بجُهْدی أَی أُتْبِعُ، یرید أَنه یَبْدَأُ أَضیافَه بالمِزاحِ لِیَنْبَسِطُوا ثم یأْتیهم بعد ذلك بالطعام. و‌فی الحدیث: من تَتَبَّع المَشْمَعةَ یُشَمِّعُ اللهُ به؛ أَراد، صلی الله علیه و سلم، أَنَّ مَن كان مِن شأْنه العَبَثُ بالناس و الاستهزاءُ أَصارَه الله تعالی إِلی حالة یُعْبَثُ به فیها و یُسْتَهْزَأُ منه، فمن أَراد الاستهزاء بالناس جازاه الله مُجازاةَ فِعْلِه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: إِذا كنا عندك رَقَّت قلوبنا و إِذا فارقناكَ شَمَعْنا أَو شَمَمْنا النساء و الأَولادَ‌أَی لاعَبْنا الأَهْلَ و عاشَرْناهُنّ، و الشِّماعُ: اللَّهْوُ و اللَّعِبُ. و الشَّمُوعُ: الجاریة اللَّعُوبُ الضَّحُوكُ الآنِسةُ، و قیل: هی المَزّاحةُ الطَّیِّبةُ الحدیث التی تُقَبِّلُكَ و لا تُطاوِعُك علی سِوَی ذلك، و قیل: الشَّمُوعُ اللَّعُوبُ الضحوك فقط، و قد شَمَعَتْ تَشْمَعُ شَمْعاً و شُمُوعاً. و رجل شَموعٌ: لَعُوبٌ ضَحُوكٌ، و الفِعْلُ كالفِعْل و المصدر كالمصدر؛ و قولُ أَبی ذُؤَیْبٍ یصف الحِمارَ: فَلَبِثْنَ حِیناً یَعْتَلِجْنَ بِرَوْضة، فَیَجِدُّ حِیناً فی المِراحِ و یَشْمَعُ قال الأَصمعی: یَلْعَبُ لا یُجادُّ.

شنع؛ ج8، ص: 186

: الشَّناعةُ: الفَظاعةُ، شَنُعَ الأَمرُ أَو الشی‌ء شَناعةً و شَنَعاً و شُنعاً و شُنُوعاً: قَبُح، فهو شَنِیعٌ، و الاسم الشُّنْعةُ؛ فأَما قول عاتكة بنت عبد المطلب: سائِلْ بِنا فی قَوْمِنا، و لْیَكْفِ من شرٍّ سَماعُهْ قَیْساً، و ما جَمَعُوا لَنا فی مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ فقد یكون شَناعٌ من مصادر شَنُعَ كقولهم سَقُمَ سَقاماً، و قد یجوز أَن ترید شناعته فحذفُ الهاء للضرورة كما تأَوَّل بعضهم قول أَبی ذؤیب: أَلا لَیْتَ شِعْرِی، هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ عِیادِی علی الهِجْرانِ أَمْ هو یائِسُ؟ من أَنه أَراد عیادتی فحذف التاء مُضْطَرّاً. و أَمرٌ أَشْنَعُ و شَنِیعٌ: قَبِیحٌ؛ و منه قول أَبی ذؤَیب: مُتَحامِیَیْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ بِبَلائه، و الیَوْمُ یَوْمٌ أَشْنَعُ «1» و مثله لمتمم بن نُویْرة: و لقد غُبِطْتُ بما أُلاقی حِقْبةً، و لقد یَمُرُّ علیَّ یَوْمٌ أَشْنَعُ
(1). قوله [متحامیین المجد …] فی شرح القاموس: یتناهبان المجد …
لسان العرب، ج‌8، ص: 187
و‌فی حدیث أَبی ذر: و عنده امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ‌أَی قبِیحةٌ. یقال: مَنْظَرٌ شَنِیعٌ و أَشْنَعُ و مُشَنَّعٌ. و شَنَّع علیه الأَمرَ تشْنیعاً: قَبَّحَه. و شَنِعَ بالأَمر «1» شُنْعاً و اسْتَشْنَعه: رآه شَنِیعاً. و تَشَنَّعَ القومُ: قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم و اضْطِرابِ رأْیِهم؛ قال جریر: یَكْفِی الأَدِلَّةَ بعد سُوءِ ظُنُونِهم مَرُّ المَطِیِّ، إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا و تَشَنَّع فُلان لهذا الأَمر إِذا تَهَیَّأَ له. و تَشَنَّع الرجل: هَمّ بأَمْرٍ شَنِیعٍ؛ قال الفرزدق: لَعَمْری، لقد قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ جَریراً بِذاتِ الرَّقْمَتَیْنِ تَشَنَّعا و شَنَعَه شَنْعاً: سَبَّه؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: اسْتَقْبَحَه و سَئِمَهُ «2»؛ و أَنشد لكثیر: و أَسماءُ لا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ لَدَیْنا، و لا مَقْلِیّةٌ باعْتِلالِها «3» و الشَّنَعُ و الشَّناعةُ و المَشْنُوعُ كلُّ هذا من قُبْحِ الشی‌ء الذی یُسْتَشْنَعُ قُبْحُه، و هو شَنِیعٌ أَشْنَعُ، و قصة شَنْعاءُ و رجل أَشْنَعُ الخلق؛ و أَنشد شمر: و فی الهامِ منه نَظْرةٌ و شُنُوعُ أَی قُبْح یتعجب منه. و قال اللیث: تقول رأَیت أَمراً شَنِعْتُ به شُنْعاً أَی اسْتَشْنَعْتُه؛ و أَنشد لمرْوان: فَوِّضْ إِلی اللهِ الأُمورَ، فإِنه سَیَكْفیكَ، لا یَشْنَعْ بِرأْیِكَ شانِعُ أَی لا یَسْتَقْبِحُ رأْیَك مُسْتَقْبِحٌ. و قد اسْتَشْنَعَ بفلان جَهْلُه: خَفَّ، و شَنَعَنا فُلان و فَضَحنا. و المَشْنوع: المشهور. و التَّشْنِیعُ: التَّشْمیر. و شَنَّع الرجلُ: شَمَّر و أَسْرعَ. و شَنَّعَتِ الناقةُ و أَشْنَعَتْ و تَشَنَّعَتْ: شَمَّرَت فی سَیْرِها و أَسْرَعَتْ و جَدَّت، فهی مُشَنِّعةٌ؛ قال الراجز: كأَنَّه حِینَ بَدا تَشَنُّعُهْ، و سالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ، جأْبٌ بِأَعْلی قُنَّتَیْنِ مَرْتَعُه و التشنُّع: الجِدّ و الانْكِماشُ فی الأَمر؛ عن ابن الأَعرابی، تقول منه: تشَنَّعَ القومُ. و الشَّنَعْنَعُ: الرجل الطوِیلُ. و تَشَنَّعْتُ الغارةَ: بَثَثْتُها، و الفرسَ و الرّاحلةَ و القِرْنَ: رَكِبْتُه و عَلَوْتُه، و السِّلاحَ: لَبِسْتُه.

شوع؛ ج8، ص: 187

: الشَّوَعُ: انْتِشارُ الشَّعر و تَفَرُّقُه كأَنه شَوْك؛ قال الشاعر: و لا شَوَعٌ بخَدَّیْها، و لا مُشْعَنَّةٌ قَهْدا و رجل أَشْوَعُ و امرأَة شَوْعاءُ، و به سمی الرجل أَشْوَعَ. ابن الأَعرابی: شَوُعَ رأْسُه یَشُوعُ شَوْعاً إِذا اشْعانَّ، قال الأَزهری: هكذا رواه عنه أَبو عمرو، و القِیاسُ شَوِعَ یَشْوَعُ شَوَعاً. ابن الأَعرابی: یقال للرجل شُعْ شُعْ إِذا أَمرته بالتَّقَشُّفِ و تطویل الشعر، و منه قیل: فُلانٌ ابن أَشْوَعَ. و بَوْلٌ شاعٌ: مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق؛ قال ذو الرمة:
(1). قوله [و شنع بالأمر] فی القاموس: و رأی أمراً شنع به كعلم شنعا بالضم أی استشنعه. (2). قوله [و سئمه] هو كذلك فی الصحاح، و الذی فی القاموس: و شتمه. (3). قوله [مقلیة] كتب بطرة الأصل فی نسخة: معذورة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 188
یُقَطِّعْنَ لِلإِبْساسِ شاعاً كأَنَّه جَدایا، علی الأَنْساءِ مِنها بَصائِر و شَوَّعَ القومَ: جمعهم؛ و به فسر قول الأَعشی: نُشَوِّعُ عُوناً و نَجتابُها قال: و منه شِیعةُ الرجل، و الأَكثر أَن تكون عین الشِّیعة یاء لقولهم أَشیاعٌ، اللهم إِلا أَن یكون من باب أَعیاد أَو یكون یُشَوِّعُ علی المُعاقبة. و شاعةُ الرجل: امرأَتُه، و إِن حملتها علی معنی المُشایَعةِ و اللُّزوم فأَلفها یاء. و مضَی شَوْعٌ من اللیل و شُواعٌ أَی ساعة؛ حكی عن ثعلب و لست منه علی ثقة. و الشُّوعُ، بالضم: شجر البان، و هو جَبَلیٌّ؛ قال أُحَیْحَةُ بن الجُلاح یصف جبلًا: مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبّاره، بِحافَتَیْه، الشُّوعُ و الغِرْیَفُ و هذا البیت اسْتَشْهَد الجوهریّ بعَجُزه و نسبه لقیس بن الخطیم، و نسبه ابن بَرّی أَیضاً لأُحَیْحةَ بن الجُلاح، و واحدتُه شُوعةٌ و جمعها شِیاعٌ. و یقال: هذا شَوْعُ هذا، بالفتح، و شَیْعُ هذا للذی وُلِدَ بعده و لم یُولَدْ بینهما.

شیع؛ ج8، ص: 188

: الشَّیْعُ: مِقدارٌ من العَدَد كقولهم: أَقمت عنده شهراً أَو شَیْعَ شَهْرٍ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَیْعِه‌أَی أَو نحو من شهرٍ. یقال: أَقمت به شهراً أَو شَیْعَ شهر أَی مِقْدارَه أَو قریباً منه. و یقال: كان معه مائةُ رجل أَو شَیْعُ ذلك، كذلك. و آتِیكَ غَداً أَو شَیْعَه أَی بعده، و قیل الیوم الذی یتبعه؛ قال عمر بن أَبی ربیعة: قال الخَلِیطُ: غَداً تَصَدُّعُنا أَو شَیْعَه، أَ فلا تُشَیِّعُنا؟ و تقول: لم أَره منذ شهر و شَیْعِه أَی و نحوه. و الشَّیْعُ: ولد الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ یَفْرِسَ. و الشِّیعةُ: القوم الذین یَجْتَمِعون علی الأَمر. و كلُّ قوم اجتَمَعوا علی أَمْر، فهم شِیعةٌ. و كلُّ قوم أَمرُهم واحد یَتْبَعُ بعضُهم رأْی بعض، فهم شِیَعٌ. قال الأَزهری: و معنی الشیعة الذین یتبع بعضهم بعضاً و لیس كلهم متفقین، قال الله عز و جل: الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ كٰانُوا شِیَعاً*؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها، یعنی به الیهود و النصاری لأَنّ النصاری بعضُهُم یكَفِّر بعضاً، و كذلك الیهود، و النصاری تكفِّرُ الیهود و الیهودُ تكفرهم و كانوا أُمروا بشی‌ء واحد. و‌فی حدیث جابر لما نزلت: أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: هاتان أَهْوَنُ و أَیْسَرُ؛ الشِّیَعُ الفِرَقُ، أَی یَجْعَلَكُم فرقاً مختلفین. و أَما قوله تعالی: وَ إِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لَإِبْرٰاهِیمَ، فإِن ابن الأَعرابی قال: الهاءُ لمحمد، صلی الله علیه و سلم، أَی إِبراهیمُ خَبَرَ مَخْبَره، فاتَّبَعَه و دَعا له، و كذلك قال الفراء: یقول هو علی مِنهاجه و دِینه و إِن كان إِبراهیم سابقاً له، و قیل: معناه أَی من شِیعة نوح و من أَهل مِلَّتِه، قال الأَزهری: و هذا القول أَقرب لأَنه معطوف علی قصة نوح، و هو قول الزجاج. و الشِّیعةُ: أَتباع الرجل و أَنْصارُه، و جمعها شِیَعٌ، و أَشْیاعٌ جمع الجمع. و یقال: شایَعَه كما یقال والاهُ من الوَلْیِ؛ و حكی فی تفسیر قول الأَعشی: یُشَوِّعُ عُوناً و یَجْتابُها
لسان العرب، ج‌8، ص: 189
یُشَوِّعُ: یَجْمَعُ، و منه شیعة الرجل، فإِن صح هذا التفسیر فعین الشِّیعة واو، و هو مذكور فی بابه. و‌فی الحدیث: القَدَرِیَّةُ شِیعةُ الدَّجَّالِ‌أَی أَولِیاؤُه و أَنْصارُه، و أَصلُ الشِّیعة الفِرقة من الناس، و یقع علی الواحد و الاثنین و الجمع و المذكر و المؤنث بلفظ واحد و معنی واحد، و قد غلَب هذا الاسم علی من یَتَوالی عَلِیًّا و أَهلَ بیته، رضوان الله علیهم أَجمعین، حتی صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قیل: فلان من الشِّیعة عُرِف أَنه منهم. و فی مذهب الشیعة كذا أَی عندهم. و أَصل ذلك من المُشایَعةِ، و هی المُتابَعة و المُطاوَعة؛ قال الأَزهری: و الشِّیعةُ قوم یَهْوَوْنَ هَوی عِتْرةِ النبی، صلی الله علیه و سلم، و یُوالونهم. و الأَشْیاعُ أَیضاً: الأَمثالُ. و فی التنزیل: كَمٰا فُعِلَ بِأَشْیٰاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ؛ أَی بأَمْثالهم من الأُمم الماضیة و من كان مذهبُه مذهبهم؛ قال ذو الرمة: أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْیاعِهِم خَبَراً، أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ؟ یعنی عن أَصحابهم. یقال: هذا شَیْعُ هذا أَی مِثْله. و الشِّیعةُ: الفِرْقةُ، و به فسر الزجاج قوله تعالی: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ فِی شِیَعِ الْأَوَّلِینَ. و الشِّیعةُ: قوم یَرَوْنَ رأْیَ غیرهم. و تَشایَعَ القومُ: صاروا شِیَعاً. و شیَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعی دَعْوی الشِّیعةِ. و شایَعَه شِیاعاً و شَیَّعَه: تابَعه. و المُشَیَّعُ: الشُّجاعُ؛ و منهم من خَصَّ فقال: من الرجال. و‌فی حدیث خالد: أَنه كان رجُلًا مُشَیَّعاً؛ المُشَیَّع: الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لا یَخْذُلُه فكأَنَّه یُشَیِّعُه أَو كأَنَّه یُشَیَّعُ بغیره. و شَیَّعَتْه نفْسُه علی ذلك و شایَعَتْه، كلاهما: تَبِعَتْه و شجَّعَتْه؛ قال عنترة: ذُلُلٌ رِكابی حَیْثُ كُنْتُ مُشایِعی لُبِّی، و أَحْفِزُهُ بِرأْیٍ مُبْرَمٍ «4» قال أَبو إِسحاق: معنی شَیَّعْتُ فلاناً فی اللغة اتَّبَعْتُ. و شَیَّعه علی رأْیه و شایَعه، كلاهما: تابَعَه و قَوَّاه؛ و منه‌حدیث صَفْوانَ: إِنی أَری مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشایِعُنی نفْسی‌أَی تُتابِعُنی. و یقال: شاعَك الخَیرُ أَی لا فارقك؛ قال لبید: فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، و زانَتْ قُبورَهُم أَسِرَّةُ رَیْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ و یقال: فلان یُشَیِّعُه علی ذلك أَی یُقَوِّیه؛ و منه تَشْیِیعُ النار بإِلقاء الحطب علیها یُقَوِّیها. و شَیَّعَه و شایَعَه، كلاهما: خرج معه عند رحیله لیُوَدِّعَه و یُبَلِّغَه مَنْزِله، و قیل: هو أَن یخرج معه یرید صُحْبته و إِیناسَه إِلی موضع مّا. و شَیَّعَ شَهْرَ رمضان بستة أَیّامٍ من شَوَّال أَی أَتبَعَه بها، و قیل: حافظ علی سِیرتِهِ فیها علی المثل. و فلان شِیعُ نِساء: یُشَیِّعُهُنَّ و یُخالِطُهُنَّ. و‌فی حدیث الضَّحایا: لا یُضَحَّی بالمُشَیِّعةِ من الغَنم؛ هی التی لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً، أَی لا تَلْحَقُها فهی أَبداً تُشَیِّعُها أَی تمشی وراءها، هذا إِن كسرت الیاء، و إِن فتحتها فهی التی تحتاج إِلی من یُشَیِّعُها أَی یَسُوقُها لتأَخّرها عن الغنم حتی یُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ علی ذلك. و یقال: ما تُشایِعُنی رِجْلی و لا ساقی أَی لا تَتبَعُنی و لا تُعِینُنی علی المَشْیِ؛ و أَنشد شمر: و أَدْماءَ تَحْبُو ما یُشایِعُ ساقُها، لدی مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ و مَأْتَمِ الضارِی: الذی قد ضَرِیَ من الضَّرْب به؛ یقول: قد عُقِرَتْ فهی تحبو لا تمشی؛ قال كثیر:
(4). فی معلقة عنترة: ذلُلٌ جِمالی حیث شِئتُ مشایعی
لسان العرب، ج‌8، ص: 190
و أَعْرَض مِنْ رَضْوی مَعَ اللیْلِ، دونَهُم هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ یُشَیِّعُ أَی ممن یُتبعُه طَرْفَه ناظراً. ابن الأَعرابی: سَمِع أَبا المكارِمِ یَذُمُّ رجلًا فقال: هو ضَبٌّ مَشِیعٌ؛ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ینتفع به. و المَشِیعُ: من قولك شِعْتُه أَشِیعُه شَیْعاً إِذا مَلأَتَه. و تَشَیَّعَ فی الشی‌ء: اسْتَهلك فی هَواه. و شَیَّعَ النارَ فی الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قال رؤبة: شَداً كما یُشَیَّعُ التَّضْریمُ «1» و الشَّیُوعُ و الشِّیاعُ: ما أُوقِدَتْ به النار، و قیل: هو دِقُّ الحطب تُشَیَّعُ به النار كما یقال شِبابٌ للنار و جِلاءٌ للعین. و شَیَّعَ الرجلَ بالنار: أَحْرَقَه، و قیل: كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُیِّعَ. یقال: شَیَّعْتُ النار إِذا أَلْقَیْتَ علیها حطباً تُذْكیها به، و منه حدیث الأَحنف: و إِن حَسَكی «2» كان رجلًا مُشَیَّعاً؛ قال ابن الأَثیر: أَراد به هاهنا العَجولَ من قولك شَیَّعْتُ النارَ إِذا أَلقیت علیها حَطباً تُشْعِلُها به. و الشِّیاعُ: صوت قَصَبةٍ ینفخ فیها الراعی؛ قال: حَنِین النِّیبِ تَطْرَبُ للشِّیاعِ و شَیَّعَ الراعی فی الشِّیاعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فیها. و الشاعةُ: الإِهابةُ بالإِبل. و أَشاعَ بالإِبل و شایَع بها و شایَعَها مُشایَعةً و أَهابَ بمعنی واحد: صاح بها و دَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قال لبید: تَبكِّی علی إِثْرِ الشَّبابِ الذی مَضَی، أَلا إِنَّ إِخوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ «3» أَ تَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَی؟ و أَیُّ كرِیمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ؟ فَیَمْضُونَ أَرْسالًا و نَخْلُفُ بَعْدَهُم، كما ضَمَّ أُخْرَی التالیاتِ المُشایِعُ «4» و قیل: شایَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ و تَنْساقَ؛ قال جریر یخاطب الراعی: فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها، و شایِعْ بها، و اضْمُمْ إِلیك التَّوالِیا یقول: صوّت بها لیلحَق أُخْراها أُولاها؛ قال الطرمّاح: إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْیاً، تَطَوَّقَتْ شمارِیخَ لم یَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَیِّعُ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: إِنَّ مَرْیم ابنة عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ یُطْعِمَها لحماً لا دم فیه فأَطْعَمها الجراد، فقالت: اللهم أَعِشْه بغیر رَضاع و تابِعْ بینه بغیر شِیاعٍ؛ الشِّیاعُ، بالكسر: الدعاء بالإِبل لتَنْساق و تجتمع؛ المعنی یُتابِعُ بینه فی الطیران حتی یَتَتابع من غیر أَنْ یُشایَع كما یُشایِعُ الراعی بإِبله لتجتمع و لا تتفرق علیه؛ قال ابن بری: بغیر شِیاعٍ أَی بغیر صوت، و قیل لصوت الزَّمّارة شِیاعٌ لأَن الراعی یجمع إِبله بها؛ و منه‌حدیث علیّ: أُمِرْنا بكسر الكُوبةِ و الكِنّارةِ و الشِّیاعِ؛ قال ابن الأَعرابی: الشِّیاعُ زَمّارةُ الراعی، و منه‌قول مریم: اللهم سُقْه بلا شِیاعٍ‌أَی بلا زَمّارة راع.
(1). قوله [شداً] كذا بالأصل. (2). قوله [حسكی] كذا بالأصل، و فی نسخة من النهایة مضبوطة بسكون السین و بهاء تأْنیث و لعله سمی بواحدة الحسك محركة. (3). فی قصیدة لبید: أخدان مكان إخوان. (4). قوله [فیمضون إلخ] فی شرح القاموس قبله: و ما المال و الأَهلون إلا ودیعة و لا بد یوماً أن ترد الودائع
لسان العرب، ج‌8، ص: 191
و شاعَ الشیْبُ شَیْعاً و شِیاعاً و شَیَعاناً و شُیُوعاً و شَیْعُوعةً و مَشِیعاً: ظهَرَ و تفرَّقَ، و شاعَ فیه الشیبُ، و المصدر ما تقدّم، و تَشَیَّعه، كلاهما: استطار. و شاعَ الخبَرُ فی الناس یَشِیعُ شَیْعاً و شیَعاناً و مَشاعاً و شَیْعُوعةً، فهو شائِعٌ: انتشر و افترَقَ و ذاعَ و ظهَر. و أَشاعَه هو و أَشاعَ ذِكرَ الشی‌ءِ: أَطارَه و أَظهره. و قولهم: هذا خبَر شائع و قد شاعَ فی الناس، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوی علم الناس به و لم یكن علمه عند بعضهم دون بعض. و الشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ. و‌فی الحدیث: أَیُّما رجلٍ أَشاع علی رجل عَوْرة لیَشِینَه بها‌أَی أَظهر علیه ما یَعِیبُه. و أَشَعْتُ المال بین القوم و القِدْرَ فی الحَیّ إِذا فرقته فیهم؛ و أَنشد أَبو عبید: فقُلْتُ: أَشِیعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، و أَیُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ؟ و أَشَعْتُ السِّرّ و شِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به. و یقال: نَصِیبُ فلان شائِعٌ فی جمیع هذه الدار و مُشاعٌ فیها أَی لیس بمَقْسُوم و لا مَعْزول؛ قال الأَزهری: إِذا كان فی جمیع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها، قال: و أَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها، قیل: أَوزَغَتْ به إِیزاغاً، و إِذا أَرسلته إِرسالًا متصلًا قیل: أَشاعت. و سهم شائِعٌ أَی غیر مقسوم، و شاعٌ أَیضاً كما یقال سائِرُ الیوم و سارُه؛ قال ابن بری: شاهده قول ربیعة بن مَقْروم: له وهَجٌ من التَّقْرِیبِ شاعُ أَی شائعٌ؛ و مثله: خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَی نائِعٌ. و ما فی هذه الدار سهم شائِعٌ و شاعٍ مقلوب عنه أَی مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ. و رجل مِشْیاعٌ أَی مِذْیاعٌ لا یكتم سِرّاً. و فی الدعاء: حَیّاكم اللهُ و شاعَكم السلامُ و أَشاعَكم السلامَ أَی عَمَّكم و جعله صاحِباً لكم و تابِعاً، و قال ثعلب: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم و شَیَّعَكم؛ و أَنشد: أَلا یا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ أَی تَبِعكم السلامُ و شَیَّعَكم. قال: و معنی أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِیَّاه، و لیس ذلك بقویّ. و شاعَكم السلامُ كما تقول علیكم السلامُ، و هذا إِنما یقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن یفارقهم كما قال قیس بن زهیر لما اصطلح القوم: یا بنی عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ فی وجهِ ذُبْیانیة قَتَلْتُ أَباها و أَخاها، و سار إِلی ناحیة عُمان و هناك الیوم عقِبُه و ولده؛ قال یونس: شاعَكم السلامُ یَشاعُكم شَیْعاً أَی مَلأَكم. و قد أَشاعكم اللهُ بالسلام یُشِیعُكم إِشاعةً. و نصِیبُه فی الشی‌ء شائِعٌ و شاعٍ علی القلب و الحذف و مُشاعٌ، كل ذلك: غیر معزول. أَبو سعید: هما مُتشایِعانِ و مُشتاعانِ فی دار أَو أَرض إِذا كانا شریكین فیها، و هم شُیَعاءُ فیها، و كل واحد منهم شَیِّعٌ لصاحبه. و هذه الدار شَیِّعةٌ بینهم أَی مُشاعةٌ. و كلُّ شی‌ء یكون به تَمامُ الشی‌ء أَو زیادتُه، فهو شِیاعٌ له. و شاعَ الصَّدْعُ فی الزُّجاجة: استطارَ و افترق؛ عن ثعلب. و جاءت الخیلُ شَوائِعَ و شَواعِیَ علی القلب أَی مُتَفَرِّقة. قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع: و كأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ علی شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِی
لسان العرب، ج‌8، ص: 192
و یروی: … كِعابُ مُقامِرٍ. و شاعتِ القطرةُ من اللبن فی الماء و تَشَیَّعَتْ: تَفَرَّقَت. تقول: تقطر قطرة من لبن فی الماء «1». و شَیّع فیه أَی تفرَّق فیه. و أَشاعَ ببوله إِشاعةً: حذف به و فَرَّقه. و أَشاعت الناقة ببولها و اشتاعَتْ و أَوْزَغَتْ و أَزْغَلَتْ، كل هذا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً و رَمَتْه رَمْیاً و قَطَّعَتْه و لا یكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل. قال الأَصمعی: یقال لما انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها: شاعٌ؛ و أَنشد: یُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه جَدایا، علی الأَنْساءِ منها بَصائِر قال: و الجمل أَیضاً یُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج، و بوله شاعٌ؛ و أَنشد: و لقد رَمَی بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه، و رَغا و هَدَّرَ أَیَّما تَهْدِیرِ و أَشاعَتْ أَیضاً: خَدَجَتْ، و لا تكون الإِشاعةُ إِلا فی الإِبل. و فی التهذیب فی ترجمة شعع: شاعَ الشی‌ءُ یَشِیعُ و شَعَّ یَشِعُّ شَعّاً و شَعاعاً كلاهما إِذا تفرَّقَ. و شاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ و منه‌حدیث سیف بن ذی یَزَن قال لعبد المطلب: هل لك من شاعةٍ؟ أَی زوجة‌لأَنها تُشایِعُه أَی تُتابِعُه. و المُشایِعُ: اللاحِقُ؛ و ینشد بیت لبید أَیضاً: فیَمْضُون أَرْسالًا و نَلْحَقُ بَعْدَهُم، كما ضَمَّ أُخْرَی التالِیاتِ المُشایِعُ «2» هذا قول أَبی عبید، و عندی أَنه من قولك شایَعَ بالإِبل دعاها. و المِشْیَعة: قُفّةٌ تضَعُ فیها المرأة قطنها. و الشَّیْعةُ: شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الیاسمین أَحمر طیب تُعْبَقُ به الثیاب؛ عن أَبی حنیفة كذلك وجدناه تُعْبَق، بضم التاء و تخفیف الباء، فی نسخة موثوق بها، و فی بعض النسخ تُعَبَّقُ، بتشدید الباء. و شَیْعُ اللهِ: اسم كتَیْمِ الله. و‌فی الحدیث: الشِّیاعُ حرامٌ؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه بعضهم و فسره بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع، و قال أَبو عمرو: إِنه تصحیف، و هو بالسین المهملة و الباء الموحدة، و قد تقدم، قال: و إِن كان محفوظاً فلعله من تسمیة الزوجة شاعةً. و بَناتُ مُشیّع: قُرًی معروفة؛ قال الأَعشی: من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها، أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَیّعا

فصل الصاد المهملة؛ ج8، ص: 192

صبع؛ ج8، ص: 192

: الأَصْبَعُ: واحدة الأَصابِع، تذكر و تؤنث، و فیه لغات: الإِصْبَعُ و الأُصْبَعُ، بكسر الهمزة و ضمها و الباء مفتوحة، و الأَصْبُعُ و الأُصْبِعُ و الأَصْبِعُ و الإِصْبِعُ مثال اضْرِبْ، و الأُصْبُعُ: بضم الهمزة و الباء، و الإِصْبُعُ نادِرٌ، و الأُصْبُوعُ: الأُنملة مؤنثة فی كل ذلك؛حكی ذلك اللحیانی عن یونس؛ روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه دَمِیَتْ إِصْبَعُه فی حَفْر الخَنْدَق فقال: هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِیتِ، و فی سَبِیلِ اللهِ ما لَقِیتِ فأَما ما حكاه سیبویه من قولهم ذهبتْ بعضُ أَصابِعه
(1). قوله [تقول تقطر قطرة من لبن فی الماء] كذا بالأَصل و لعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشیع أو تتشیع فیه أی تتفرق. (2). روی هذا البیت سابقا فی هذه المادة و فیه: … نخلف بعدهم؛ و هو هكذا فی قصیدة لبید.
لسان العرب، ج‌8، ص: 193
فإِنه أَنث البعض لأَنه إِصبع فی المعنی، و إِن ذَكَّرَ الإِصبعَ مُذَكِّر جاز لأَنه لیس فیها علامة التأْنیث. و قال أَبو حنیفة: أَصابع البُنَیّاتِ «1» نبات یَنْبُت بأَرض العرب من أَطراف الیمن و هو الذی یسمی الفَرَنْجَمُشْكَ، قال: و أَصابِعُ العذارَی أَیضاً صنف من العنب أَسود طِوال كأَنه البَلُّوطُ، یشبّه بأَصابِع العذارَی المُخَضَّبةِ، و عُنْقُودُه نحو الذراع متداخِسُ الحب و له زبیب جیِّد و مَنابِتُه الشّراةُ. و الإِصْبَعُ: الأَثَر الحسَنُ، یقال: فلان من الله علیه إِصْبَعٌ حسَنة أَی أَثر نعمة حسنة؛ و علیه منك إصْبَعُ حَسَنة أَی أَثَرٌ حسَن؛ قال لبید: مَنْ یَجْعَلِ اللهُ علیه إِصْبَعا، فی الخَیْرِ أَو فی الشّرِّ، یَلْقاهُ مَعا و إِنما قیل للأَثر الحسن إِصبع لإِشارة الناس إِلیه بالإِصبع. ابن الأَعرابی: إِنه لحسنُ الإِصْبَعِ فی ماله و حسَنُ المَسِّ فی ماله أَی حسَن الأَثر؛ و أَنشد: أَورَدَها راعٍ مَرِی‌ءِ الإِصْبَعِ، لم تَنْتَشِرْ عنه و لم تَصَدَّعِ و فلانٌ مُغِلُّ الإِصْبَع إِذا كان خائناً؛ قال الشاعر: حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، و لم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ و‌فی الحدیث: قَلْبُ المؤمِن بین إِصْبَعَیْنِ من أَصابِع الله یُقَلّبُه كیف یشاء، و‌فی بعض الروایات: قلوب العباد بین إِصبعین؛ معناه أَن تقلب القلوب بین حسن آثاره و صُنْعِه تبارك و تعالی. قال ابن الأَثیر: الإِصبع من صفات الأَجسام، تعالی الله عن ذلك و تقدّس، و إِطلاقها علیه مجاز كإِطلاق الید و الیمین و العین و السمع، و هو جار مجری التمثیل و الكنایة عن سرعة تقلب القلوب، و إِن ذلك أَمر معقود بمشیئة الله سبحانه و تعالی، و تخصیص ذكر الأَصابع كنایة عن أَجزاء القدرة و البطش لأَن ذلك بالید و الأَصابع أَجزاؤها. و یقال: للراعی علی ماشیته إِصبع أَی أَثر حسن، و علی الإِبل من راعیها إِصبع مثله، و ذلك إِذا أَحسن القیام علیها فتبین أَثره فیها؛ قال الراعی یصف راعیاً: ضَعِیفُ العَصا بادِی العُروقِ، تَرَی له علیها، إِذا ما أَجْدَبَ الناسُ، إِصْبَعا ضَعِیفُ العَصا أَی حاذِقُ الرِّعْیةِ لا یضرب ضرباً شدیداً، یصفه بحسن قیامه علی إِبله فی الجدب. و صَبَعَ به و علیه یَصْبَعُ صَبْعاً: أَشار نحوَه بإِصْبَعِه و اغتابه أَو أَراده بشَرٍّ و الآخر غافل لا یَشْعُر. و صَبَعَ الإِناء یَصْبَعُه صَبْعاً إِذا كان فیه شَرابٌ و قابَلَ بین إِصْبَعَیْهِ ثم أَرسل ما فیه فی شی‌ء ضَیِّقِ الرأْس، و قیل: هو إِذا قابل بین إِصبعیه ثم أَرسل ما فیه فی إِناء آخَرَ أَیَّ ضَرْبٍ من الآنیةِ كان، و قیل: وضَعْتَ علی الإِناءِ إِصْبَعَك حتی سال علیه ما فی إِناء آخر غیره؛ قال الأَزهری: و صَبْعُ الإِناء أَن یُرْسَل الشَّرابُ الذی فیه بین طرفی الإِبهامین أَو السبَّابتین لئلا ینتشر فیندفق، و هذا كله مأْخوذ من الإِصبع لأَن الإِنسان إِذا اغتاب إِنساناً أَشار إِلیه بإِصبعه، و إِذا دل إِنساناً علی طریق أَو شی‌ء خفی أَشار إِلیه بالإِصبع. و رجل مَصْبُوعٌ إِذا كان متكبراً. و الصَّبْعُ: الكِبْر التامُّ. و صَبَعَ فلاناً علی فلان: دَلَّه علیه بالإِشارة. و صَبَعَ بین القوم یَصْبَعُ صَبْعاً: دل علیهم غیرهم.
(1). [أصابع البنیات فی القاموس أصابع الفتیات، قال شارحه: كذا فی العباب و التكملة، و فی المنهاج لابن جزلة أصابع الفتیان و فی اللسان أصابع البنیات.
لسان العرب، ج‌8، ص: 194
و ما صَبَعَك علینا أَی ما دَلَّك. و صَبَع علی القوم یَصْبَعُ صَبْعاً: طلع علیهم، و قیل: إِنما أَصله صَبَأَ علیهم صَبْأً فأَبْدَلُوا العین من الهمزة. و إِصْبَعٌ: اسم جبل بعینه.

صتع؛ ج8، ص: 194

: الصَّتَعُ: حِمارُ الوَحْش. و الصَّتَعُ: الشابّ القَوِیُّ؛ قال الشاعر: یا ابْنَةَ عَمْرٍو، قد مُنِحتِ وُدِّی و الحَبْلَ ما لَمْ تَقْطَعِی، فَمُدِّی و ما وِصالُ الصَّتَعِ القُمُدِّ و یقال: جاء فلان یَتَصَتَّعُ علینا بلا زادٍ و لا نفقة و لا حقّ واجب، و جاء فلان یَتَصَتّعُ إِلینا و هو الذی یجی‌ء وحده لا شی‌ء معه. و فی نوادر الأَعراب: هذا بَعِیر یَتَسَمَّحُ و یَتَصَتَّعُ إِذا كان طَلْقاً، و یقال للإِنسان مثل ذلك إِذا رأَیته عُرْیاناً. و تَصَتَّعَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أَكَلَ الخَمْسَ عِیالٌ جُوَّعُ، و تُلِّیَتْ واحِدةٌ تَصَتَّعُ قال: تُلِّیَ فلان بعدَ قَوْمِه و غَدر إِذا بَقیَ «2»، قال: و تَصَتُّعُها تَرَدُّدها، و قال غیره: تَصَتَّع فی الأَمر إِذا تَلَدَّدَ فیه لا یدری أَین یَتَوَجَّه. و الصَّتَعُ: الْتِواءٌ فی رأْس الظَّلِیم و صَلابةٌ؛ قال الشاعر: عارِی الظَّنابِیبِ مُنْحَصٌّ قَوادِمُه، یَرْمَدُّ حَتَّی تَرَی فِی رأْسِه صَتَعَا

صدع؛ ج8، ص: 194

: الصَّدْعُ: الشَّقُّ فی الشی‌ءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ و الحائِطِ و غیرهما، و جمعه صُدُوعٌ؛ قال قیس بن ذریح: أَیا كَبِداً طارتْ صُدُوعاً نَوافِذاً، و یا حَسْرَتا ما ذا تَغَلْغَلَ بِالْقَلْبِ؟ ذهب فیه إِلی أَن كل جزء منها صار صَدْعاً، و تَأْوِیل الصَّدْعِ فی الزجاج أَن یَبِینَ بعضُه من بعض. و صَدَعَ الشی‌ءَ یَصْدَعُه صَدْعاً و صَدَّعَه فانْصَدَعَ و تَصَدَّعَ: شَقّه بنصفین، و قیل: صَدّعه شقّه و لم یفترق. و قوله عز و جل: یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ؛ قال الزجاج: معناه یَتَفَرَّقُون فیصیرون فَرِیقَیْنِ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ، و أَصلها یَتَصَدَّعُون فقلب التاء صاداً و أُدغمت فی الصاد، و كل نصف منه صِدْعةٌ و صَدِیعٌ؛ قال ذو الرمة: عَشِیّةَ قَلْبِی فی المُقِیم صَدِیعُه، و راحَ جَنابَ الظاعِنینَ صَدِیعُ و صَدَعْتُ الغنم صِدْعَتَیْن، بكسر الصاد، أَی فِرْقَتَیْن، و كل واحدة منهما صِدْعة؛ و منه‌الحدیث: أَنَّ المُصَدِّقَ یجعل الغنم صدْعَیْنِ ثم یأْخذ منهما الصَّدَقةَ، أَی فِرْقَیْنِ؛ و قول قیس بن ذریح: فلَمّا بَدا منها الفِراقُ كما بَدا، بِظَهْرِ الصَّفا الصَّلْدِ، الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ یجوز أَن یكون صَدَعَ فی معنی تَصَدع لغة و لا أَعرفها، و یجوز أَن یكون علی النسب أَی ذاتُ انْصِداعٍ و تَصَدُّعٍ. و صَدَع الفَلاةَ و النهرَ یَصْدَعُهما صَدْعاً و صَدَّعَهما: شَقَّهما و قَطَعَهما، علی المثل؛ قال لبید: فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِیِّ، و صَدَّعا مَسْجُورةً مُتَجاوِراً قُلَّامُها
(2). قوله [و غدر إذا بقی فی الصحاح: و غدرت الناقة عن الإبل و الشاة عن الغنم إذا تخلفت عنها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 195
و صَدَعْتُ الفَلاةَ أَی قَطَعْتُها فی وسَط جَوْزها. و الصَّدْعُ: نباتُ الأَرض لأَنه یَصْدَعُها یَشُقُّها فَتَنْصَدِعُ به. و فی التنزیل: وَ الْأَرْضِ ذٰاتِ الصَّدْعِ؛ قال ثعلب: هی الأَرضُ تَنْصَدِعُ بالنبات. و تَصَدَّعَتِ الأَرضُ بالنبات: تشَقَّقَت. و انْصَدَعَ الصبحُ: انشَقَّ عنه اللیلُ. و الصَّدِیعُ: الفجرُ لانصِداعِه؛ قال عمرو بن معدیكرب: تَرَی السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً یَدَیْهِ، كأَنَّ بَیاضَ لَبَّتِه صَدِیعُ و یسمی الصبح صَدِیعاً كما یسمی فَلَقاً، و قد انْصَدَعَ و انْفَجَرَ و انْفَلَقَ و انْفَطَرَ إِذا انْشَقَّ. و الصَّدِیعُ: انصِداعُ الصُّبْح، و الصَّدِیعُ: الرُّقْعةُ الجدیدة فی الثوب الخَلَق كأَنها صُدِعَتْ أَی شُقَّتْ. و الصَّدِیعُ: الثوب المُشَقَّقُ. و الصِّدْعةُ: القِطْعةُ من الثوب تُشَقُّ منه؛ قال لبید: دَعِی اللَّوْمَ أَوْ بِینِی كشقِّ صَدِیعِ قال بعضهم: هو الرِّداءُ الذی شُقَّ صِدْعَیْن، یُضْرب مثلًا لكل فُرْقةٍ لا اجتِماعَ بعدها. و صَدَعْتُ الشی‌ءَ: أَظهَرْتُه و بَیَّنْتُه؛ و منه قول أَبی ذؤیب: و كأَنَّهُنَّ رِبابةٌ، و كأَنَّه یَسَرٌ یُفِیضُ علی القِداحِ و یَصْدَعُ و صَدَعَ الشی‌ءَ فَتَصَدَّعَ: فرّقه فتفرَّقَ. و التصدیعُ: التفریقُ. و‌فی حدیث الاستسقاء: فتَصَدَّعَ السَّحابُ صِدْعاً‌أَی تقطَّعَ و تفرَّقَ. یقال: صَدَعْتُ الرّداء صَدْعاً إِذا شَقَقْتَه، و الاسم الصِّدْعُ، بالكسر، و الصَّدْع فی الزجاجة، بالفتح؛ و منه‌الحدیث: فأَعطانِی قُبْطِیّةً و قال: اصْدَعْها صَدْعَیْنِ‌أَی شُقَّها بنصفین. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فَصَدَعَتْ منه صَدْعةً فاخْتَمَرَتْ بها.و تصَدَّعَ القوم تفرَّقُوا. و‌فی الحدیث: فقال بعد ما تَصَدّعَ القوم كذا و كذا‌أَی بعد ما تفرّقوا؛ و قوله: فلا یُبْعِدَنْكَ اللهُ خَیْرَ أَخِی امْرئٍ، إِذا جَعَلَتْ نَجْوی الرِّجالِ تَصَدَّعُ معناه تَفَرَّقُ فتَظْهَرُ و تُكْشَفُ. و صَدَعَتْهم النَّوَی و صَدَّعَتْهم: فرَّقَتْهم، و التَّصْداعُ، تَفْعالٌ من ذلك؛ قال قیس بن ذریح: إِذا افْتَلَتَتْ مِنْكَ النَّوَی ذا مَوَدّةٍ، حَبِیباً بِتَصْداعٍ مِنَ البَیْنِ ذِی شَعبِ و یقال: رأَیتُ بین القوم صَدَعاتٍ أَی تفرُّقاً فی الرأْی و الهَوَی. و یقال: أَصْلِحوا ما فیكم من الصَّدَعاتِ أَی اجْتَمِعوا و لا تتفَرَّقُوا. ابن السكیت: الصَّدْعُ الفَصْلُ؛ و أَنشد لجریر: هو الخَلِیفةُ فارْضَوْا ما قَضَی لكُمُ، بالحَقِّ یَصْدَعُ، ما فی قوله جَنَفُ قال: یَصْدع یفْصِلُ و یُنَفِّذُ؛ و قال ذو الرمة: فأَصْبَحْتُ أَرْمی كُلَّ شَبْحٍ و حائِلٍ، كأَنِّی مُسَوِّی قِسْمةِ الأَرضِ صادِعُ یقول: أَصبحتُ أَرْمی بعینی كل شَبْحٍ و هو الشخص. و حائِل: كل شی‌ء یَتَحَرَّكُ؛ یقول: لا یأْخُذُنی فی عینَیّ كَسْرٌ و لا انْثِناءٌ كأَنی مُسَوٍّ، یقول: كأَنی أُرِیكَ قِسْمةَ هذه الأَرض بین أَقوام. صادِعٌ: قاضٍ یَصْدَعُ یَفْرُقُ بین الحقّ و الباطل. و الصُّداعُ: وجَعُ الرأْس، و قد صُدِّعَ الرجلُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 196
تَصْدِیعاً، و جاء فی الشعر صُدِعَ، بالتخفیف، فهو مَصْدُوعٌ. و الصّدِیعُ: الصِّرْمةُ من الإِبل و الفِرْقةُ من الغنم. و علیه صِدْعةٌ من مالٍ أَی قَلیلٌ. و الصِّدْعةُ و الصَّدِیعُ: نحو السِّتین من الإِبل، و ما بین العشرة إِلی الأَربعین من الضأْن، و القِطْعةُ من الغنم إِذا بلغت سِتین، و قیل: هو القَطِیعُ من الظّباء و الغنم. أَبو زید: الصِّرْمةُ و القِصْلةُ و الحُدْرةُ ما بین العشرة إِلی الأَربعین من الإِبل، فإِذا بلغت ستین فهی الصِّدْعةُ؛ قال المَرَّارُ: إِذا أَقْبَلْن هاجِرةً، أَثارَتْ مِنَ الأَظْلالِ إِجْلًا أَو صَدِیعا و رجل صَدْعٌ، بالتسكین و قد یحرك: و هو الضَّرْب الخفِیفُ اللحم. و الصَّدَعُ و الصَّدْعُ: الفَتِیُّ الشابُّ القَوِیُّ من الأَرْعال و الظِّباء و الإِبل و الحُمُرِ، و قیل: هو الوَسَطُ منها؛ قال الأَزهری: الصَّدْعُ الوَعِلُ بین الوَعِلَیْنِ. ابن السكیت: لا یقال فی الوَعِل إِلا صَدَعٌ، بالتحریك، وَعِلٌ بَیْنَ الوَعِلَیْنِ و هو الوَسط منها لیس بالعظیم و لا الصغیر، و قیل: هو الشی‌ء بین الشیئین من أَیّ نوع كان بین الطویل و القصیر و الفَتِیّ و المُسِنّ و السمین و المَهْزول و العظیم و الصغیر؛ قال: یا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ، تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلیه و اجْتَمَعْ و یقال: هو الرجل الشابُّ المُسْتَقِیمُ القَناة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، حین سأَل الأُسْقُفَّ عن الخلفاء فلمّا انتَهی إِلی نعْت الرابع قال: صَدَعٌ من حدید، فقال عمر: وا دَفَراه‌قال شمر: قوله صَدَعٌ من حَدِیدٍ یرید كالصَّدَعِ من الوُعُولِ المُدَمَّجِ الشدید الخلق الشابّ الصُّلْبِ القَوِیِّ، و إِنما یوصف بذلك لاجتماع القوة فیه و الخفة، شبّهه فی نَهْضَتِه إِلی صِعابِ الأُمور و خِفَّته فی الحروب حتی یُفْضی الأَمرُ إِلیه بالوَعِلِ لتوَقُّلِه فی رُؤوس الجبال، و جعلَه من حدید مبالغة فی وصفه بالشدّة و البأْس و الصبر علی الشدائدِ، و كان حماد بن زید یقول: صَدَأٌ من حدید. قال الأَصمعی: و هذا أَشبه لأَن الصَّدَأَ له دَفَرٌ و هو النَّتْنُ. و قال الكسائی: رأَیت رجلًا صَدَعاً، و هو الرَّبْعةُ القلیل اللحم. و قال أَبو ثَرْوانَ: تقول إِنهم علی ما تَری من صَداعَتِهم «1» لَكِرامٌ. و‌فی حدیث حذیفة: فإِذا صَدَعٌ من الرجال، فقلتُ: مَن هذا الصَّدَعُ؟ یعنی هذا الرَّبْعةَ فی خَلْقِه رجلٌ بین الرجلین، و هو كالصَّدَعِ من الوُعُول وعِلٌ بین الوَعِلینِ. و الصَّدِیعُ: القمیص بین القمیصین لا بالكبیر و لا بالصغیر. و صَدَعْتُ الشی‌ء: أَظْهَرْتُه و بَیَّنْتُه؛ و منه قول أَبی ذؤیب: یَسَرٌ یُفِیضُ علی القِداحِ و یَصْدَعُ و رجل صَدَعٌ: ماضٍ فی أَمرِهِ. و صَدَعَ بالأَمرِ یَصْدَعُ صَدْعاً: أَصابَ به موضِعَه و جاهَرَ به. و صَدَعَ بالحق: تكلم به جهاراً. و فی التنزیل: فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ؛ قال بعض المفسرین: اجْهَرْ بالقرآن، و قال ابن مجاهد أَی بالقرآن، و قال أَبو إِسحاق: أَظْهِرْ ما تُؤْمَرُ به و لا تَخفْ أَحداً، أُخِذَ من الصَّدِیع و هو الصبح، و قال الفراء: أَراد عز و جل فاصْدَعْ بالأَمر الذی أَظْهَرَ دِینَك، أَقامَ ما مُقامَ
(1). قوله [صداعتهم] كذا ضبط فی الأصل و لینظر فی الضبط و المعنی و ما الغرض من حكایة أبی ثروان هذه هنا.
لسان العرب، ج‌8، ص: 197
المصدر، و قال ابن عرفة: أَی فَرِّقْ بین الحق و الباطل من قوله عز و جل: یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ، أَی یتفرَّقُون، و قال ابن الأَعرابی فی قوله: فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ، أَی شُقَّ جماعتهم بالتوحید، و قال غیره: فَرِّقِ القول فیهم مجتمعین و فُرادی. قال ثعلب: سمعت أَعرابیّاً كان یَحْضُر مجلس ابن الأَعرابی یقول معنی فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ أَی اقْصِدْ ما تُؤْمَرُ، قال: و العرب تقول اصدع فلاناً أَی اقصده لأَنه كریم. و دلِیلٌ مِصْدَعٌ: ماضٍ لوجهه. و خطِیبٌ مِصْدَعٌ: بَلِیغٌ جرِی‌ءٌ علی الكلام. قال أَبو زید: هُمْ إِلْبٌ علیه و صَدْعٌ واحد، و كذلك هم وَعْلٌ علیه و ضِلَعٌ واحد إِذا اجتمعوا علیه بالعَداوةِ، و الناسُ علینا صَدْعٌ واحد أَی مجتمعون بالعَداوة. و صَدَعْتُ إِلی الشی‌ء أَصْدَعُ صُدُوعاً: مِلْتُ إِلیه. و ما صَدَعَكَ عن هذا الأَمرِ صَدْعاً أَی صَرَفَكَ. و المَصْدَعُ: طریق سهل فی غِلَظٍ من الأَرض. و جَبَلٌ صادِعٌ: ذاهِبٌ فی الأَرض طولًا، و كذلك سبیل صادِعٌ و وادٍ صادِعٌ، و هذا الطریق یَصْدَعُ فی أَرض كذا و كذا. و المِصْدَعُ: المِشْقَصُ من السهام.

صرع؛ ج8، ص: 197

: الصَرْعُ: الطَّرْحُ بالأَرض، و خَصَّه فی التهذیب بالإِنسان، صارَعَه فصَرَعَه یَصْرَعُه صَرْعاً و صِرْعاً، الفتح لتمیم و الكسر لقیس؛ عن یعقوب، فهو مصروعٌ و صرِیعٌ، و الجمع صَرْعَی؛ و المُصارَعةُ و الصِّراعُ: مُعالَجَتُهما أَیُّهُما یَصْرَعُ صاحِبَه. و‌فی الحدیث: مثَلُ المؤمِن كالخامةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الریحُ مرة و تَعْدِلُها أُخْری‌أَی تُمِیلُها و تَرْمِیها من جانب إِلی جانب. و المَصْرَعُ: موضِعٌ و مَصْدَرٌ؛ قال هَوْبَرٌ الحارثیّ: بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، یومَ تأَلَّبَتْ علینا تَمِیمٌ من شَظًی و صَمِیمِ، تَزَوَّدَ مِنّا بَیْنَ أُذْنَیْه طَعْنةً، دَعَتْه إِلی هابِی التُّرابِ عَقِیمِ و رجل صَرّاعٌ و صَرِیعٌ بَیِّنُ الصّراعةِ، و صَرِیعٌ: شَدِید الصَّرْع و إِن لم یكن معروفاً بذلك، و صُرَعةٌ: كثیر الصَّرْع لأَقْرانِه یَصْرَعُ الناسَ، و صُرْعةٌ: یُصْرَعُ كثیراً یَطَّرِدُ علی هذین بابٌ. و‌فی الحدیث: أَنه صُرِعَ عن دابَّة فجُحِشَ شِقُّه‌أَی سقَطَ عن ظهرها. و‌فی الحدیث أَیضاً: أَنه أَردَفَ صَفِیّةَ فَعَثَرَتْ ناقتُه فصُرِعا جمیعاً.و رجُلٌ صِرِّیعٌ مثال فِسِّیقٍ: كثیر الصَّرْع لأَقْرانه، و فی التهذیب: رجل صِرِّیعٌ إِذا كان ذلك صَنْعَتَه و حالَه التی یُعْرَفُ بها. و رجل صَرّاعٌ إِذا كان شدید الصَّرْعِ و إِن لم یكن معروفاً. و رجل صَرُوعُ الأَقْرانِ أَی كثیر الصَّرْع لهم. و الصُّرَعة: هم القوم الذین یَصْرَعُون من صَارَعُوا. قال الأَزهری: یقال رجل صُرَعةٌ، و قوم صُرَعةٌ و قد تَصارَعَ القومُ و اصْطَرَعُوا، و صارَعَه مُصارَعةً و صِراعاً. و الصِّرْعانِ: المُصْطَرِعانِ. و رجل حَسَنُ الصِّرْعةِ مثل الرِّكْبةِ و الجِلْسةِ، و فی المَثلِ: سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَیْر من حُسْنِ الصِّرْعةِ؛ یقول: إِذا اسْتَمْسَكَ و إِن لم یُحْسِنِ الرّكْبةَ فهو خیر من الذی یُصْرَعُ صَرْعةً لا تَضُرُّه، لأَن الذی یَتماسَكُ قد یَلْحَقُ و الذی یُصْرَعُ لا یَبْلُغُ. و الصَّرْعُ: عِلّة مَعْرُوفة. و الصَّریعُ: المجنونُ، و مررت بِقَتْلی مُصَرَّعِین، شُدِّد للكثرة. و مَصارِعُ القوم: حیث قُتِلُوا. و المَنِیّةُ تَصْرَعُ الحیوانَ، علی المَثل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 198
و الصُّرَعةُ: الحلِیمُ عند الغَضَبِ لأَن حِلْمَه یَصْرَعُ غَضَبَه علی ضِدّ معنی قولهم: الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ. و فی الحدیث: الصُّرَعةُ، بضم الصاد و فتح الراء مثل الهُمَزةِ، الرجلُ الحلیمُ عِندَ الغَضَب، و هو المبالغ فی الصِّراعِ الذی لا یُغْلَبُ فَنَقَلَه إِلی الذی یَغْلِبُ نفسه عند الغضب و یَقْهَرُها، فإِنه إِذا مَلَكها كان قد قَهَرَ أَقْوی أَعْدائِه و شَرَّ خُصُومِه، و لذلك قال: أَعْدَی عَدُوٍّ لك نفسُك التی بین جَنْبَیْكَ، و هذا من الأَلفاظ التی نقَلها اللغویون «1» عن وضعها لِضَرْبٍ من التَّوَسُّع و المجاز، و هو من فصیح الكلام لأَنه لما كان الغضبانُ بحالة شدیدة من الغَیْظِ، و قد ثارَتْ علیه شهوة الغضب فَقَهَرها بحلمه و صَرَعَها بثباته، كان كالصُّرَعَةِ الذی یَصْرَعُ الرجالَ و لا یَصْرَعُونه. و الصَّرْعُ و الصِّرعُ و الضِّرْعُ: الضرْبُ و الفَنُّ من الشی‌ء، و الجمع أَصْرُعٌ و صُرُوعٌ؛ و روی أَبو عبید بیت لبید: و خَصْمٍ كَبادِی الجِنّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ بِمُسْتَحْوذٍ ذِی مِرّةٍ و صُرُوعِ بالصاد المهملة أَی بِضُروبٍ من الكلام، و قد رواه ابن الأَعرابی بالضاد المعجمة، و قال غیره: صُرُوعُ الحبل قُواه. ابن الأَعرابی: یقال هذا صِرْعُه و صَرْعُه و ضِرْعُه و طَبْعُه و طَلْعُه و طِباعُه و طَبِیعُه و سِنُّه و قِرْنُهُ و قَرْنُه و شِلْوُهُ و شُلَّتُه أَی مِثْلُه؛ و قول الشاعر: و مَنْجُوبٍ له منْهُنَّ صِرْعٌ یَمِیلُ، إِذا عَدَلْتَ بهِ الشّوارا هكذا رواه الأَصمعی أَی له مِنْهُنَّ مثل؛ قال ابن الأَعرابی: و یروی … ضِرْعٌ، بالضاد المعجمة، و فسره بأَنه الحَلْبة. و الصَّرْعانِ: إِبلان تَرِدُ إِحداهما حین تَصْدُر الأُخری لكثرتها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: مِثْل البُرامِ غَدا فی أصْدةٍ خَلَقٍ، لم یَسْتَعِنْ و حَوامِی المَوْتِ تَغْشاهُ فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعَیْنا لأَرْملةٍ، و بائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كَمَعْناه قال یصف سائلًا شَبَّهَه بالبُرام و هو القُراد. لم یَسْتَعِنْ: یقول لم یَحْلِقْ عانته. و حَوامِی الموت و حَوائِمُهُ: أَسبابُه. و قوله بصَرْعَیْنا أَراد بها إِبلًا مختلفة التِّمْشاء تجی‌ء هذه و تذهب هذه لكثرتها، هكذا رواه بفتح الصاد، و هذا الشعر أَورده الشیخ ابن بری عن أَبی عمرو و أَورد صدر البیت الأَول: و مُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأصْدتِه و الصِّرْعُ: المِثْلُ؛ قال ابن بری شاهِدُه قول الراجز: إِنَّ أَخاكَ فی الأَشاوِی صِرْعُكا و الصِّرْعانِ و الضِّرْعانِ، بالكسر: المِثْلانِ. یقال: هما صِرْعانِ و شِرْعانِ و حِتْنانِ [حَتْنانِ و قِتْلانِ كله بمعنی. و الصَّرْعانِ: الغَداةُ و العشِیُّ، و زعم بعضهم أَنهم أَرادوا العَصْرَیْنِ فقُلِبَ. یقال: أَتیتُه صَرْعَی النهارِ، و فلان یأْتینا الصَّرْعَیْنِ أَی غُدْوةً و عَشِیَّةً، و قیل: الصَّرْعانِ نصف النهار الأَول و نصفه الآخر؛ و قول ذی الرمة: كأَنَّنی نازِعٌ، یَثْنِیهِ عن وَطَنٍ صَرْعانِ رائحةً عَقْلٌ و تَقْیِیدُ
(1). قوله [نقلها اللغویون إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: نقلها عن وضعها اللغوی، و المتبادر منه أن اللغوی صفة للوضع و حینئذ فالناقل النبی، صلی الله علیه و سلم، و یؤیده قول المؤلف قبله: فنقله إِلی الذی یغلب نفسه.
لسان العرب، ج‌8، ص: 199
أَراد عَقْلٌ عَشِیّةً و تَقْیِیدٌ غُدْوةً فاكتفی بذكر أَحدهما؛ یقول: كأَننی بعیر نازعٌ إِلی وَطَنِه و قد ثناه عن إِرادته عَقْلٌ و تَقْیِیدٌ، فَعَقْلُه بالغداةِ لیَتَمَكَّنَ فی المَرْعَی، و تقییدُه باللیل خوفاً من شِرادِه. و یقال: طلبْتُ من فلان حاجة فانصَرَفْتُ و ما أَدرِی علی أَیّ صِرْعَیْ أَمرِه هو أَی لم یتبین لی أَمرُه؛ قال یعقوب: أَنشدنی الكلابی: فَرُحْتُ، و ما ودَّعْتُ لَیْلی، و ما دَرَتْ علی أَیِّ صِرْعَیْ أَمرِها أَتَرَوَّحُ یعنی أَ واصلًا تَرَوَّحْتُ من عندها أَو قاطعاً. و یقال: إِنه لَیَفْعَلُ ذلك علی كلِّ صِرْعةٍ «2» أَی یَفْعَلُ ذلك علی كلّ حال. و یقال للأَمر صَرْعان أَی طَرَفان. و مِصْراعا البابِ: بابان منصوبان ینضمان جمیعاً مَدْخَلُهما فی الوَسَط من المِصْراعَیْنِ؛ و قول رؤبة: إِذْ حازَ دُونی مِصْرَعَ البابِ المِصَكُّ یحتمل أَن یكون عندهم المِصْرَعُ لغة فی المِصْراعِ، و یحتمل أَن یكون محذوفاً منه. و صَرَعَ البابَ: جعَل له مِصْراعَیْنِ؛ قال أَبو إِسحاق: المِصْراعانِ بابا القصیدة بمنزلة المِصْراعَیْنِ اللذین هما بابا البیت، قال: و اشتِقاقهما من الصَّرْعَیْنِ، و هما نصفا النهار، قال: فمن غُدْوةٍ إِلی انتصاف النهار صَرْعٌ، و من انتصاف النهار إِلی سقوط القُرْص صَرْع. قال الأَزهری: و المِصْراعانِ من الشعْر ما كان فیه قافیتان فی بیت واحد، و من الأَبواب ما له بابان منصوبان ینضَمّان جمیعاً مَدْخَلُهما بینهما فی وسط المصراعین، و بیتٌ من الشعْر مُصَرَّعٌ له مِصْراعانِ، و كذلك باب مُصَرَّعٌ. و التصریعُ فی الشعر: تَقْفِیةُ المِصْراعِ الأَول مأْخوذ من مِصْراعِ الباب، و هما مُصَرَّعانِ، و إِنما وقع التصریعُ فی الشعر لیدل علی أَنّ صاحبه مبتدِئٌ إِما قِصّةً و إِما قصِیدة، كما أَن إِمّا إِنما ابْتُدِئَ بها فی قولك ضربت إِما زیداً و إِمّا عمراً لیعلم أَن المتكلم شاكّ؛ فمما العَرُوضُ فیه أَكثر حروفاً من الضرب فَنَقَصَ فی التصریعِ حتی لحق بالضرب قَوْلُ امرِئِ القَیْسِ: لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجَانی كَخَطِّ زَبُورٍ فی عَسِیبِ یَمانی؟ فقوله شَجانی فعولن و قوله یمانی فعولن و البیت من الطویل و عروضه المعروف إِنما هو مفاعلن، و مما زِید فی عروضه حتی ساوَی الضرْبَ قول إمرئ القیس: أَلا انْعِمْ صَباحاً أَیُّها الطَّلَلُ البالی، و هل یَنْعَمَنْ مَن كان فی العُصُرِ الخالی؟ و صَرَّعَ البیتَ من الشعر: جعلَ عَرُوضه كضربه. و الصرِیعُ: القضِیبُ من الشجر یَنْهَصِرُ إِلی الأَرض فیسقط علیها و أَصله فی الشجرة فیبقی ساقطاً فی الظل لا تُصِیبُه الشمس فیكون أَلْیَنَ من الفَرْعِ و أَطیَبَ رِیحاً، و هو یُسْتاكُ به، و الجمع صُرُعٌ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یعجبه أَن یَسْتاكَ بالصُّرُعِ؛ قال الأَزهری: الصَّرِیعُ القضِیبُ یَسْقُطُ من شجر البَشام، و جمعه صِرْعانٌ. و الصَّریعُ أَیضاً: ما یَبِسَ من الشجر، و قیل: إنما هو الصَّرِیفُ، بالفاء، وَ قیل: الصَّرِیعُ السوْطُ أَو القَوْسُ الذی لم یُنْحَتْ منه شی‌ء، و یقال الذی
(2). قوله [علی كل صرعة] هی بكسر الصاد فی الأصل و فی القاموس بالفتح.
لسان العرب، ج‌8، ص: 200
جَفَّ عُوده علی الشجرة؛ و قول لبید: منها مَصارِعُ غایةٍ و قِیامُها «1» قال: المَصارِعُ جمع مَصْرُوعٍ من القُضُب، یقول: منها مَصْرُوعٌ و منها قائم، و القیاس مَصارِیعُ. و ذكر الأَزهری فی ترجمة صعع عن أَبی المقدام السُّلَمِیّ قال: تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبه و تَصَرَّعَ إِذا ذَلَّ و اسْتَخْذَی.

صرقع؛ ج8، ص: 200

: الأَزهری: یقال سَمِعْتُ لرجله صَرْقَعَةً و فَرْقَعَةً بمعنی واحد.

صطع؛ ج8، ص: 200

: قال الأَزهری: روی أَبو تراب له فی كتابه: خَطِیبٌ مِصْطَعٌ و مِصْقَعٌ بمعنی واحد.

صعع؛ ج8، ص: 200

: الصَّعْصَعَةُ: الحركة و الاضطِرابُ. و الصَّعْصَعةُ: التحریك؛ و أَنشد لأَبی النجم: تَحْسَبُه یُنْحِی لَها المَغاوِلا لَیْثاً، إِذا صَعْصَعْتَه، مُقاتِلا أَی حرَّكته للقتال. و صَعْصَعَهم أَی حَرَّكهم أَو فَرَّقَ بینهم، و الزَّعْزَعةُ و الصَّعْصَعةُ بمعنی واحد. و صَعْصَعْتُ القومَ صَعْصَعةً و صَعْصاعاً فتَصَعْصَعوا: فرَّقْتُهم فتفرَّقوا. و كلُّ ما فرَّقْتَه، فقد صَعْصَعْتَه. و الصَّعْصَعةُ: التفریق. و الصَّعْصَعُ: المُتَفرِّقُ؛ قال أَبو النجم فی التفریق: و مُرْثَعِنٍّ وبْلُه یُصَعْصِعُ أَی یفرِّقُ الطیر و یُنَفِّرُه؛ و قال جریر: باز یُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا و‌فی الحدیث: فَتَصَعْصَعَتِ الرایاتُ‌أَی تفرَّقَتْ، و قیل: تحركت و اضطربت. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: تَصَعْصَعَ بهم الدهرُ فأَصْبَحُوا كَلا شی‌ءَ‌أَی بَدَّدَهم و فرَّقَهم، و یروی بالضاد المعجمة، أَی أَذَلَّهم و أَخضَعَهم. و ذهبتِ الإِبلُ صَعاصِعَ أَی متفرِّقة نادَّةً. و الصَّعْصَعةُ: الجَلَبةُ، و قال أَبو سعید: الصَّعْصَعةُ نبت یُسْتَمْشَی به، و قیل: هو نبت یُشرب ماؤُه للمَشْیِ، و قال: تَصَعْصَعَ و تَضَعْضَع بمعنی واحد إِذا ذَلَّ و خضَع، قال: و سمعت أَبا المقدام السُّلمیّ یقول: تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبه و تَصَرَّعَ إِذا ذلَّ و اسْتَخْذَی. و قال أَبو السمیدع: تَصَعْصَعَ الرجلُ إذا جَبُن، قال: و الصَّعْصَعَةُ الفَرَقُ؛ قال ذو الرمة: و اضْطَرَّهم مِنْ أَیْمَنٍ و أَشْأَمِ صِرَّةُ صَعْصاعٍ عِتاقٍ قُتَّمِ أَی یُصَعْصِعُ الطیر فَیُفْرِقُها. و العِتاقُ: البُزاةُ و الصُّقُورُ و العِقْبانُ. و الصَّعْصَعُ: طائِرٌ أَبْرَشُ یَصِیدُ الجَنادِبَ، و جمعه صَعاصِعُ. و صَعْصَعَ رأْسَه بالدُّهْن إِذا روَّاهُ و رَوَّغَه. و قال أَبو منصور: لا أَعرف صَعَّ یَصِعُّ فی المضاعف و أَحسب الأَصل فی الصَّعْصَعةِ من صاعَه یَصُوعُه إِذا فرَّقه. و صَعْصَعةُ: أَبو قبیلة من هَوازِنَ و هو صَعْصَعةُ بن مُعاوِیةَ بن بكر بن هوازن.

صفع؛ ج8، ص: 200

: صَفَعَه یَصْفَعُه صَفْعاً إِذا ضرب بِجُمْعِ كَفِّه قفاه، و قیل: هو أَن یَبْسُطَ الرجل كفه فیضرب بها قفا الإِنسان أَو بدنه، فإِذا جمع كفَّه و قبضها ثم ضرب بها فلیس بِصَفْعٍ، و لكن یقال ضربه بِجُمْعِ كفِّه؛ و رجل مَصْفَعانیٌّ: یُفْعَلُ به ذلك، و قیل: الصَّفْعُ كلمة مولَّدة، و الرجل صَفْعان. قال ابن درید: الصَّوْفَعةُ هی أَعْلی الكُمَّة و العمامةِ. یقال: ضربه
(1). فی معلقة لبید: منه مصرَّعُ غابةٍ و قیامها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 201
علی صَوْفَعَتِه إِذا ضربه هُنالِك، قال: و الصَّفْعُ أصله من الصَّوْفَعةِ، و الصوفعةُ معروفة.

صقع؛ ج8، ص: 201

: صَقَعَه یَصْقَعُه صَقْعاً: ضربه بِبَسْطِ كفِّه. و صَقَع رأْسَه: علاه بأَیِّ شی‌ءٍ كان؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و عَمْرُو بنُ هَمّامٍ صَقَعْنا جَبینَه بشَنْعاءَ، تَنْهَی نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ المُتَظَلِّمُ هنا: الظالِمُ. و‌فی الحدیث: من زَنَی مِنَ امْبِكْر فاصْقَعُوه مائة‌أَی اضربوه، هو من ذلك؛ و قوله مِنَ امْبِكْر لغة أَهل الیمن یُبْدلُون لام التعریف میماً؛ و منه‌الحدیث أَیضاً: أَن مُنْقِذاً صُقِعَ آمّةً فی الجاهلیة‌أَی شُجَّ شَجَّةً بلغَتْ أُمَّ رأْسِه. و صُقِعَ الرجل آمّةً: و هی التی تبلُغ أُمَّ الدِّماغِ، و قد یُسْتَعارُ ذلك للظهر؛ قال فی صفة السیوف: إِذا اسْتُعِیرَتْ مِنْ جُفُونِ الأَغْماد، فَقَأْنَ بالصَّقْعِ یَرابِیعَ الصَّاد أَراد الصید. و قیل: الصَّقْعُ ضربُ الشی‌ء الیابس المُصْمَتِ بمثله كالحجر بالحجر و نحوه، و قیل: الصَّقْعُ الضربُ علی كل شی‌ء یابس؛ قال العجاج: صَقْعاً إِذا صابَ الیَآفِیخَ احْتَقَرْ و صُقِعَ الرجل: كصُعِقَ، و الصاقِعةُ كالصاعِقةِ؛ حكاه یعقوب؛ و أَنشد: یَحْكُونَ، بالمَصْقُولةِ القَواطِعِ، تَشقُّقَ البَرْقِ عنِ الصَّواقِعِ و یقال: صَقَعَتْه الصاقِعةُ. قال الفراء: تمیم تقول صاقِعةٌ فی صاعِقةٍ؛ و أَنشد لابن أَحمر: أَ لم تَرَ أَنَّ المجرمینَ أَصابَهُم صَواقِعُ، لا بلْ هُنَّ فوقَ الصَّواقِعِ؟ و الصقِیعُ: الجلِیدُ؛ قال: و أَدْرَكَه حُسامٌ كالصَّقِیعِ و قال: تَرَی الشَّیبَ، فی رأْسِ الفرَزْدَقِ، قد عَلا لهازِمَ قِرْدٍ رَنَّحَتْه الصَّواقِعُ و قال الأَخطل: كأَنَّما كانوا غُراباً واقِعا، فَطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواقِعا و الصقِیعُ: الذی یَسْقُطُ من السماء باللیل شَبیهٌ بالثلج. و صُقِعَتِ الأَرض و أُصْقِعَتْ فهی مصقوعةٌ: أَصابَها الصقِیعُ. ابن الأَعرابی: صُقِعَتِ الأَرضُ و أُصْقِعْنا، و أَرضٌ صَقِعةٌ و مَصْقوعةٌ، و كذلك ضُرِبَتِ الأَرضُ و أُضْرِبْنا و جُلِدَت و أُجْلِدَ الناسُ، و قد ضُرِبَ البَقْلُ و جُلِدَ و صُقِعَ، و یقال: أَصْقَعَ الصقِیعُ الشجرَ، و الشجرُ صَقِعٌ و مُصْقَعٌ. و أَصبحتِ الأَرضُ صَقِعةً و ضَرِبةً. و الصَقَعُ: الضلالُ و الهلاكُ. و الصِّقِعُ: الغائبُ البعیدُ الذی لا یُدْرَی أَین هو، و قیل: الذی قد ذهَب فنزل وحده؛ و قوْلُ أَوْس أَنشده ابن الأَعرابی: أَ أَبا دُلَیْجةَ، مَنْ لِحَیٍّ مُفْرَدٍ، صَقِعٍ من الأَعْداءِ فی شَوّالِ؟ صَقِع: مُتَنَحٍّ بعِید من الأَعداء، و ذلك أَن الرجل
لسان العرب، ج‌8، ص: 202
كان إِذا اشتدَّ علیه الشتاء تَنَحَّی لئلا ینزل به ضیف. و قوله فی شوّال یعنی أَن البَرْد كان فی شوّال حین تنحی هذا المُتَنَحِّی. و الأَعداءُ: الضِّیفانُ الغُرَباءُ. و قد صَقِعَ أَی عَدَلَ عن الطریق. و الصاقِعُ: الذی یَصْقَعُ فی كل النواحی. و صَوْقَعةُ الثرِید: وَقْبَتُه، و قیل: أَعلاه. و صَقَعَ الثرِیدَ یَصْقَعُه صَقْعاً: أَكَله من صَوْقَعتِه؛ و صنع رجل لأَعرابیّ ثریدة یأْكلُها ثم قال: لا تَصْقَعْها و لا تَشْرِمْها و لا تَقْعَرْها، قال: فمن أَین آكُل لا أَبا لَك تَشْرِمْها تَخْرِقْها، و تَقْعَرْها تأْكل من أَسْفَلها. و صَوْقَعَ الثریدةَ إِذا سطَحَها، قال: و صَوْمَعَها و صَعْنَبَها إِذا طَوَّلها. و الصَّوْقَعةُ: ما نَتَأَ من أَعلی رأْسِ الإِنسانِ و الجبل. و الصَّوْقَعَةُ: ما یَقِی الرأْسَ من العِمامةِ و الخِمارِ و الرِّداءِ. و الصَّوْقَعةُ: خِرْقةٌ تُقْعَدُ فی رَأْسِ الهَوْدَجِ یُصَفِّقُها الریحُ. و الصَّوْقَعةُ و الصِّقاعُ، جمیعاً: خِرْقة تكون علی رأْس المرأَة تُوَقِّی بها الخِمار من الدُّهْنِ، و ربما قیل للبرقع صِقاعٌ. و الصَّوْقَعةُ من البُرْقُع: رأْسُه، و یقال لِكَفِّ عَیْنِ البُرْقُع الضِّرْسُ و لِخَیْطَیْه الشِّبامانِ. و الصِّقاعُ: الذی یَلی رأْسَ الفَرَسِ دون البُرْقُعِ الأَكبر. و الصِّقاعُ: ما یُشَدُّ به أَنف الناقة إِذا أَرادوا أَن تَرْأَمَ ولدها أَو ولد غیرها؛ قال القطامی: إِذا رَأْسٌ رَأیْتُ به طِماحاً، شَدَدْت له الغَمائِمَ و الصِّقاعا قال أَبو عبید: یقال للخرقة التی تُشَدُّ بها الناقةُ إِذا ظُئِرَتِ الغِمامةُ، و التی یُشَدُّ بها عیناها الصِّقاعُ، و قد ذكر ذلك فی ترجمة درج. و الصِّقاعُ: صِقاعُ الخِباءِ، و هو أَن یُؤْخَذ حَبْل فیُمدّ علی أَعلاه و یُوَتَّرَ و یُشدَّ طرَفاه إِلی وَتِدَیْنِ رُزّا فی الأَرض، و ذلك إِذا اشتدَّت الریح فخافوا تَقَوُّضَ الخِباء. و العرب تقول: اصْقَعُوا بیتكم فقد عَصَفتِ الریحُ، فَیَصْقَعُونه بالحبْل كما وصفته. و الصِّقاعُ: حدیدة تكون فی موضع الحكَمَةِ من اللِّجامِ؛ قال ربیعة ابن مقروم الضَّبِّی: و خَصْمٍ یَرْكَبُ العَوْصاءَ طاطٍ عن المُثْلَی، غُناماهُ القِذاعُ طَمُوحِ الرأْسِ كُنْتُ له لِجاماً، یُخَیِّسُه له منه صِقاعُ و یقال: صَقَعْتُه بِكَیٍّ أَی وسَمْتُه علی رأْسه أَو وجهه. و الأَصْقَعُ من الطیر و الخیل و غیرهما: ما كان علی رأْسه بیاض؛ قال: كأَنَّها، حِینَ فاضَ الماءُ و احْتَفَلَتْ صَقْعاءُ، لاحَ لها بالقَفْرَةِ الذِّیبُ یعنی العُقابَ. و عُقابٌ أَصْقَعُ إِذا كان فی رأْسِه بیاض؛ قال ذو الرمة: من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤُوسَها، من القِهْزِ و القُوهِیِّ، بِیضُ المَقانِعِ و ظلیم أَصْقَعُ: قد ابْیَضَّ رأْسُه. و نعامة صَقْعاءُ: فی وسط رأْسها بیاض علی أَیّةِ حالاتِها كانت. و الأَصْقَعُ: طائر كالعُصْفور فی ریشه و رأْسه بیاض، و قیل: هو كالعصفور فی ریشه خُضْرةٌ و رأْسه أَبیض، یكون بِقُرْبِ الماءِ، إِن شِئت كسَّرته تكسیرَ الأَسماء لأَنه صفة غالبة، و إِن شئت كسرته علی الصفة لأَنها أَصله، و قیل: الأَصْقَعُ طائر و هو الصُّفارِیّةُ؛
لسان العرب، ج‌8، ص: 203
قاله قطرب. و قال أَبو حاتم: الصَّقْعاءُ دُخَّلةٌ كَدْراءُ اللَّوْنِ صغیرة رأْسها أَصفر قصیرةُ الزِّمِكَّی. أَبو الوازع: الصُّقْعَةُ بیاض فی وسط رأْس الشاة السوداء و مَوْضِعُها من الرأْس الصَّوْقَعةُ. و صَقَعْتُه: ضربته علی صَوْقَعَتِه؛ قال رؤبة: بالمَشْرَفِیَّاتِ و طَعْنٍ وَخْزِ، و الصَّقْعِ من خابِطَةٍ و جُرْزِ و فرسٌ أَصقَعُ: أَبیضُ أَعلی الرأْسِ. و الأَصْقَعُ من الفرس: ناصِیَتُه، و قیل: ناصیته البیضاء. و الصَّقْعُ: رَفْعُ الصوْتِ. و صَقَعَ بصوته یَصْقَعُ صَقْعاً و صُقاعاً: رفَعه. و صَقْعُ الدِّیكِ: صوْتُه، و الصقِیعُ أَیضاً صوتُه. و قد صَقَعَ الدِّیكُ یَصْقَعُ أَی صاح. و الصُّقْعُ: ناحیةُ الأَرضِ و البیت. و صُقْعُ الرَّكِیّةِ: ما حَوْلَها و تحتها من نواحیها، و الجمع أَصْقاعٌ؛ و قوله: قُبِّحْتِ من سالِفةٍ و من صُدُغْ، كأَنَّها كُشْیَةُ ضَبٍّ فی صُقُعْ إِنما معناه فی ناحیة، و جمع بین العین و الغین لتقارب مخرجیهما، و بعضهم یرویه … فی صُقُغ، بالغین؛ قال ابن سیده: فلا أَدْرِی أَ هو هَرَبٌ من الإِكْفاءِ أَم الغین فی صُقُغ وضع، و زعم یونس أَن أَبا عمرو بن العلاء رواه كذلك و قال، أَعنی أَبا عمرو: لو لا ذلك لم أَروِها، قال ابن جنی: فإِذا كان الأَمر علی ما رواه أَبو عمرو فالحال ناطقة بأَن فی صُقع لغتین: العین و الغین جمیعاً، و أَن یكون إِبدال الحرف للحرف. و فلان من أَهل هذا الصُّقْعِ أَی من أَهل هذه الناحیة. و خَطِیبٌ مِصْقَعٌ: بَلِیغٌ؛ قال قیس بن عاصم: خُطَباءُ حِینَ یَقُومُ قائِلُنا، بِیضُ الوُجُوهِ، مَصاقِعٌ لُسن قیل: هو من رَفْعِ الصَّوْتِ، و قیل: یذهب فی كل صُقْعٍ من الكلام أَی ناحیة، و هو للفارسی. ابن الأَعرابی: الصَّقْعُ البلاغة فی الكلام و الوُقُوعُ علی المعانی. و الصَّقْعُ: رَفْعُ الصَّوْتِ؛ قال الفرزدق: و عُطارِدٌ و أَبوه مِنْهم حاجِبٌ، و الشَّیْخُ ناجِیةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ و‌فی حدیث حذیفة بن أُسَیْدٍ: شَرُّ الناسِ فی الفِتْنةِ الخطیبُ المِصْقَعُ‌أَی البلِیغُ الماهِرُ فی خطبته الداعی إِلی الفِتَن الذی یُحرِّضُ الناس علیها، و هو مِفْعَلٌ من الصَّقْعِ رَفْعِ الصَّوْتِ و مُتابَعَتِه، و مِفْعَلٌ من أَبنیة المبالغة. و العرب تقول: صَهْ صاقِعُ تَقوله للرجل تَسْمَعُه یَكْذِبُ أَی اسكُتْ یا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحقِّ. و الصاقِعُ: الكَذَّابُ. و صَقَع فی كل النَّواحِی یَصْقَعُ: ذَهَبَ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و عَلِمْتُ أَنی إِنْ أُخِذْتُ بِحِیلَةٍ، نَهِشَتْ یَدایَ إِلی وَجَی لَمْ یَصْقَعِ «2» هو من هذا أَی لم یذهب عن طریق الكلام. و یقال: ما أَدْرِی أَین صَقَعَ و بَقَعَ أَی ما أَدْرِی أَینَ ذَهَبَ، قَلَّما یُتكلم به إِلَّا بحرف النفی. و ما أَدری أَین صَقَعَ أَی ما أَدری أَین توجه؛ قال: و للَّه صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه علیه، و فی الأَرض العَرِیضةِ مَصْقَعُ
(2). قوله [نهشت یدای إِلی وجی كذا بالأَصل و لعله بهشت.
لسان العرب، ج‌8، ص: 204
أَی مُتَوَجَّه. و صَقَعَ فلانٌ نحو صُقْعِ كذا و كذا أَی قَصَدَه. و صَقِعَتِ الرَّكیَّةُ تَصْقَعُ صَقَعاً: انهارت كصَعِقَتْ. و الصَّقَعُ: القَزَعُ فی الرأْس، و قیل: هو ذَهابُ الشعر، و كل صاد و سین تجی‌ءُ قبل القاف فللعرب فیها لغتان: منهم من یجعلها سیناً، و منهم من یجعلها صاداً، لا یبالون متصلة كانت بالقاف أَو منفصلة، بعد أَن تكونا فی كلمة واحدة، إِلَّا أَنَّ الصاد فی بعض أَحْسَنُ و السین فی بعض أَحسن. و الصَّقَعِیُّ: الذی یُولَدُ فی الصَّفَرِیَّة. ابن درید: الصَّقَعِیُّ الحُوار الذی یُنْتَجُ فی الصَّقِیعِ و هو من خیر النِّتاجِ؛ قال الراعی: خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِیَّ، حتی یَظَلّ یَقُرّه الرَّاعِی سِجالا الخَراخِرُ: الغَزِیراتُ، الواحِدةُ خِرْخِرةٌ، یعنی أَنَّ اللبن یكثر حتی یأْخذه الراعی فیصبه فی سقائه سجالًا سجالًا. قال: و الإِحْسابُ الإِكْفاءُ. و قال أَبو نصر: الصَّقَعِیُّ أَوَّلُ النِّتاج، و ذلك حین تَصْقَعُ الشمسُ فیه رؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً، قال: و بعض العرب تسمیه الشَّمْسِیّ و القَیْظِیَّ ثم الصَّفَرِیُّ بعد الصَّقَعِیّ، و أَنشد بیت الراعی. قال أَبو حاتم: سمعت طائِفِیّاً یقول لِزُنْبُورٍ عندهم: الصقیعُ و الصَّقِعُ كالغَمِّ یأْخذ بالنفْس من شدَّة الحر؛ قال سوید بن أَبی كاهل: فی حُرُورٍ یَنْضَجُ اللحمُ بها، یأْخُذُ السائِرَ فیها كالصَّقَعْ و الصَّقْعاءُ: الشمس. قالت ابنة أَبی الأَسود الدُّؤَلیّ لأَبیها فی یوم شدید الحر: یا أَبت ما أَشدُّ الحر؛ قال: إِذا كانت الصَّقْعاءُ من فوْقِكِ و الرَّمْضاءُ من تحتِك، فقالت: أَرَدْتُ أَن الحرَّ شدیدٌ، قال: فقولی ما أَشدَّ الحر فحینئذ وضع باب التعجب.

صلع؛ ج8، ص: 204

: الصَّلَعُ: ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلی مُؤَخره، و كذلك إِن ذهب وسَطُه، صَلِعَ یَصْلَعُ صَلَعاً، و هو أَصْلَعُ بَیِّنُ الصَّلَعِ، و هو الذی انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه. و‌فی حدیث الذی یَهْدِمُ الكعبةَ: كأَنی به أُفَیْدِعَ أُصَیْلِعَ؛ هو تصغیرُ الأَصْلَعِ الذی انحسَرَ الشعرُ عن رأْسِه. و‌فی حدیث بدر: ما قتلنا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً‌أَی مشایِخَ عَجَزَةً عن الحرب، و یجمع الأَصْلَعُ علی صُلْعانٍ. و‌فی حدیث عمر: أَیُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ؟ و امرأَةٌ صَلْعاءُ، و أَنكرها بعضهم قال: إِنما هی زَعْراءُ و قَزْعاءُ. و الصَّلَعةُ و الصُّلْعةُ: موضِعُ الصَّلَعِ من الرأْس، و كذلك النَّزَعةُ و الكَشَفةُ و الجَلَحَةُ جاءَتْ مُثَقَّلاتٍ كلُّها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یَلُوحُ فی حافات قَتْلاهُ الصَّلَعْ أَی یَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ و لا یقتُل إِلَّا الأَشرافَ و ذَوِی الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ و ذوِی الأَسنانِ صُلْع كقوله: فَقُلْتُ لَها: لا تُنْكِرِینی فَقَلَّما یَسُودُ الفَتَی حتی یشِیبَ و یَصْلَعا و الصَّلْعاءُ من الرِّمال: ما لیس فیها شجر. و أَرضٌ صَلْعاءُ: لا نبات فیها. و‌فی حدیث عمر فی صفة التمر «1»: و تُحْتَرَشُ به الضِّبابُ من الأَرضِ الصَّلْعاء؛
(1). قوله [حدیث عمر فی صفة التمر] كذا بالأَصل، و الذی فی النهایة هنا و فی مادة حرش أیضا: حدیث أبی حثمة فی صفة التمر، و ساق ما هنا بلفظه
لسان العرب، ج‌8، ص: 205
یرید الصحراء التی لا تنبت شیئاً مثل الرأْس الأَصْلَعِ، و هی الحَصَّاءُ مثل الرأْس الأَحَصّ. و صَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً، و عُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل؛ قال الشماخ فی وصف الإِبل: إِن تُمْسِ فی عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِقِ، عارِی الشَّوْكِ مَجْرُودِ «1» و الصَّلْعاءُ: الداهیةُ الشدیدةُ، علی المَثَل، أَی أَنه لا مُتَعَلَّقَ منها، كما قیل لها مَرْمَریسٌ من المَراسةِ أَی المَلاسةِ، یقال: لَقِیَ منه الصَّلْعاءَ؛ قال الكمیت: فَلَمّا أَحَلُّونی بِصَلْعاءَ صَیْلَمٍ بإحْدَی زُبی ذِی اللِّبْدَتَیْنِ أَبی الشِّبْلِ أَراد الأَسد. و‌فی الحدیث: أَن معاویة قَدِمَ المدینة فدخل علی عائشة، رضی الله عنها، فذكرت له شیئاً فقال: إِنَّ ذلك لا یَصْلُح، قالت: الذی لا یَصْلُح ادِّعاؤُك زِیاداً، فقال: شَهِدَت الشهودُ، فقالت: ما شَهِدَت الشُّهودُ و لكن رَكِبْتَ الصُّلَیعاء «2»؛ معنی قولها ركبت الصُّلیعاء أَی شَهِدوا بِزُور؛ و قال ابن الأَثیر: أَی الداهیةَ و الأَمرَ الشدیدَ أَو السَّوْءةَ الشنیعةَ البارزة المكشوفة؛ قال المعتمر: قال أَبی الصُّلَیْعاءُ الفخْرُ. و الصَّلْعاءُ فی كلام العرب: الداهیةُ و الأَمر الشدید؛ قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ: تَأَوُّهَ شَیْخٍ قاعِدٍ و عَجوزه، حَرِیَّیْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ و الأَصْلَعُ: رأْس الذكر مُكَنًّی عنه. و فی التهذیب: الأُصَیْلِعُ الذكر، كنی عنه و لم یُقَیِّدْ برأْسه. و الأَصْلَعُ: حیّة دقیقة العنق مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بندقة، و یقال الأُصیلع، و أَراه علی التشبیه بذلك. و قال الأَزهری: الأُصَیْلِعُ من الحیّاتِ العریضُ العُنُق كأَنّ رأْسه بندقة مدحرجة. و الصَّلَعُ و الصُّلَّعُ: الموضع الذی لا نَبْتَ فیه. و‌قول لقمانَ بن عادٍ: إِن أَرَ مَطْمَعی فَحِدَأٌ وُقَّعٌ، و إِلَّا أَرَ مَطمَعی فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قیل: هو الحبْل الذی لا نبت علیه أَو الأَرض التی لا نبات علیها، و أَصله من صَلَعِ الرأْس و هو انحِسارُ الشعَر عنه. و‌فی الحدیث: یكون كذا و كذا ثم تكون جَبَرُوَّةٌ صَلْعاءُ؛ قال: الصلعاءُ هاهنا البارزةُ كالجبل الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ؛ و قول أَبی ذؤیب: فیه سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ أَی بَرَّاق أَمْلَسُ؛ و قال آخر: یَلوحُ بها المُذَلَّقُ مُذْ رماه خُروجَ النَّجْمِ من صَلَعِ الغِیامِ و‌فی الحدیث: ما جَری الیَعْفورُ بصُلَّعٍ.و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الصُّلَیْعاء و القُرَیْعاء؛ هی تصغیر الصلعاء الأَرض التی لا تُنْبِتُ. و الصُّلَّعُ: الحجر. و الصُّلّاعُ، بالضم و التشدید: الصُّفّاحُ العریضُ من الصخْر، الواحدة صُلّاعةٌ. و الصُّلَّعةُ: الصخرة الملساء. و صَلَّع الرجلُ إِذا أَعْذَرَ، و هو التَّصْلِیعُ، و التصْلِیعُ، السُّلاحُ،
(1). قوله [إن تمس إلخ] جوابه فی البیت بعده كما فی شرح القاموس: تصبح و قد ضمنت ضراتها غرقاً من طیّب الطعم حلو غیر مجهود (2). قوله [ركبت الصلیعاء] هو بهذا الضبط فی القاموس و النهایة و نص القاموس بعد قولها ركبت الصلیعاء: تعنی فی ادعائه زیاداً و عمله بخلاف الحدیث الصحیح: الولد للفراش و للعاهر الحجر، و سمیة لم یكن لأَبی سفیان فراشاً
لسان العرب، ج‌8، ص: 206
اسم كالتَّنْبیت و التَّمْتین، و قد صَلَّع إِذا بَسَطه. و الصَّوْلَعُ: السِّنانُ المَجْلُوُّ. و صِلاعُ الشمسِ: حرُّها، و قد صَلَعَتْ: تكبَّدَتْ وسَطَ السماء، و انْصَلَعَت و تصَلَّعَت: بدت فی شدّة الحرّ لیس دونها شی‌ء یسترها و خرجت من تحت الغَیمِ. و یوم أَصلع: شدید الحرّ. و تصَلَّعتِ السماء تَصَلُّعاً إِذا انقطع غَیمُها و انجَرَدت، و السماء جَرْداء إِذا لم یكن فیها غیم. و صَیْلَعٌ: موضع. قال ابن بری: و یقال صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث. و یقال للعِذْیَوْطِ إِذا أَحدَث عند الجماع: صَلَّعَ.

صلفع؛ ج8، ص: 206

: الصَّلْفَعةُ: الإِعْدامُ. صَلْفَع الرجلُ: أَفلَس. و صَلْفَع عِلاوتَه و رأْسَه: ضرَب عُنُقه، و القاف فیهما أَیضاً منقولة، و كذلك السَّلْفَعةُ، بالسین و القاف. و صَلْفَعَ رأْسَه: حلقه.

صلقع؛ ج8، ص: 206

: الصَّلْقَعُ و الصَّلْقَعةُ: الإِعدام. و قد صَلْقَعَ الرجلُ، فهو مُصَلْقِعٌ: عَدِیم مُعْدِم، و صَلْقَعٌ إِتباع لِبَلْقَع، و هو القَفْر، و لا یُفْرد. و الصَّلَنْقَعُ: الماضی الشدیدُ. و یقال: رجل صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ إِذا كان فقیراً معدماً. قال: و یجوز فیه السین و هو نعت یتبع البلقع لا یفرد. و صَلْقَعَ عِلاوتَه، بالفاء و القاف جمیعاً، أَی ضرب عنقه.

صلمع؛ ج8، ص: 206

: صَلْمَعَ الشی‌ءَ: قَلَعَه من أَصله صَلْمَعةً. و صَلْمَعةُ بن قَلْمَعةَ: كنایة عمن لا یعرف و لا یُعْرَفُ أَبوه؛ قال مغلس بن لقیط: أَ صَلْمَعةُ بنَ قَلْمَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّك، لا أَبا لك تَزْدَرِینی و یقال للرجل الذی لا یُعرف هو و لا أَبوه: صَلمعة بن قلمعة، و هو هَیُّ بنُ بَیٍّ، و هَیَّانُ بنُ بَیّانٍ، و طامِرُ بنُ طامِر، و الضَّلالُ بنُ بُهْلُلَ. و حكی ابن بری قال: یقال تركته صَلمعة بن قَلْمعة إِذا أَخذت كل شی‌ء عنده. و صَلْمَعَ رأْسه: حلقه كقَلْمَعه. و صَلْمَعَ الشی‌ءَ: مَلَّسه. و صَلمع الرجلُ: أَفلس. و الصَّلْمَعةُ: الإِفلاسُ مثل الصَّلْفَعةِ، و هو ذَهابُ المال. و رجل مُصَلْمِعٌ و مُصَلْفِعٌ: مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ. و صَلْفَعَ رأْسَه و صَلْمَعه و ضَلْفَعه و قَلْمَعَه و جَلْمَطه إِذا حلقه؛ و قول عامر بن الطفیل یهجو قوماً: سُودٌ صَناعِیةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا، صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ، و لَمَّا تُحْلَب صُلْعٌ صَلامِعةٌ كأَنَّ أُنُوفَهُم بَعْرٌ یُنَظِّمُه الولِیدُ بِمَلْعَبِ لا یَخْطُبونَ إِلی الكِرامِ بَناتِهم، و تَشِیبُ أُمُّهُمُ و لَمَّا تُخْطَب صَناعِیةٌ: الذین یَصْنعون المال و یُسَمِّنون فُصْلانهم و لا یَسقون أَلبانَ إِبلهم الأَضْیافَ. صَلامِعةٌ دِقاقُ الرؤوس. عَتومٌ: ناقة غزیزة یؤخَّر حِلابُها إِلی آخر اللیل.

صمع؛ ج8، ص: 206

: صَمِعَتْ أُذنه صَمَعاً و هی صَمْعاءُ: صَغُرَت و لم تُطَرَّفْ و كان فیها اضْطِمارٌ و لُصوقٌ بالرأْس، و قیل: هو أَن تَلْصَقَ بالعِذارِ من أَصلها و هی قصیرة غیر مُطَرَّفة، و قیل: هی التی ضاق صِماخُها و تَحدَّدَت؛ رجل أَصْمَع و امرأَة صَمْعاءُ. و الصَّمِعُ: الصغیر الأُذن الملیحها. و الصَّمْعاءُ من المَعز: التی أُذنها كأُذن الظبی بین السَّكّاء و الأَذْناءِ. و الأَصْمَعُ: الصغیر الأُذن، و الأُنثی صمعاءُ. و قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌8، ص: 207
الصمعاء الشاة اللطیفة الأُذن التی لَصِقَ أُذناها بالرأْس. یقال: عنز صمعاء و تیس أَصمع إِذا كانا صغیری الأُذن. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: كأَنی برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمِشِ الساقَینِ یَهْدِمُ الكعبةَ؛ الأَصْمَعُ: الصغیر الأُذنین من الناس و غیرهم. و‌فی الحدیث: أَن ابن عباس كان لا یَری بأْساً بأَن یُضَحَّی بالصَّمْعاءِ‌أَی الصغیرةِ الأُذنین. و ظبیٌ مُصَمَّعٌ: أَصْمَعُ الأُذن؛ قال طرفة: لعَمْرِی، لقد مَرَّتْ عَواطِسُ جَمّةٌ، و مَرَّ قُبَیْلَ الصُّبْحِ ظَبْیٌ مُصَمَّعُ و ظبی مُصَمَّعٌ: مُؤَلَّلُ القَرْنینِ. و الأَصْمَعُ: الظلیم لصِغَرِ أُذنه و لُصوقِها برأْسه؛ و أَما قول أَبی النجم فی صفة الظَّلِیم: إِذا لَوی الأَخْدَعَ من صَمْعائِه، صاحَ به عشْرُونَ من رِعائِه یعنی الرِّئالَ؛ قالوا: أَراد بصَمْعائِه سالِفَتَه و موضعَ الأُذن منه، سمیت صمعاء لأَنه لا أُذن للظلیم، و إِذا لَزِقَتِ الأُذن بالرأْس فصاحبها أَصْمَع. و الصَّمَعُ فی الكُعوب: لَطَافَتها و استِواؤها. و امرأَة صمعاءُ الكعبین: لطیفتمها مُسْتَوِیَتُهما. و كعْبٌ أَصمَعُ: لطیف مُحَدَّدٌ؛ قال النابغة: فَبَثَّهُنّ علیه و اسْتَمَرّ به صُمْعُ الكُعوبِ بَرِیئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ عَنی بها القَوائِمَ و المَفْصِل أَنها ضامرةٌ لیست بمنتفخةٍ. و یقال للكِلاب: صُمْعُ الكُعوب أَی صغار الكعوب؛ قال الشاعر: أَصْمَعُ الكَعْبَیْنِ مَهْضُومُ الحَشا، سَرْطَمُ اللَّحْیَیْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ و قوائِمُ الثَّوْر الوَحْشِیّ تكون صُمْعَ الكُعوبِ لیس فیها نُتُوء و لا جَفاءٌ؛ و قال إمرؤ القیس: و ساقانِ كَعْباهُما أَصْمَعانِ، لَحْمُ حَماتَیْهِما مُنْبَتِرْ أَراد بالأَصمع الضامر الذی لیس بمنتفخ. و الحَماةُ: عَضَةُ الساقِ، و العرب تَسْتَحِبُّ انبِتارَها و تَزَیُّمَها أَی ضُمورَها و اكْتِنازَها. و قناةٌ صَمْعاءُ الكُعوبِ: مُكْتَنِزة الجوْفِ صُلْبةٌ لطیفة العُقد. و بَقْلةٌ صَمْعاءُ: مُرْتَویة مكتنزة. و بُهْمَی صَمْعاءُ: غَضّةٌ لم تَتَشَقَّقْ؛ قال: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَی جمِیعاً و بُسْرةً و صَمْعاءَ، حتی آنَفَتْها نِصالُها «1» آنَفَتْها: أَوجَعَتْها آنُفَها بسَفاها، و یروی … حتی أَنْصَلَتها …؛ قال ابن الأَعرابی: قالوا بُهْمَی صَمْعاءُ فبالغوا بها كما قالوا صِلِّیانٌ جَعْدٌ و نَصِیٌّ أَسْحَمُ، قال: و قیل الصَّمْعاء التی نبتت ثمرتها فی أَعلاها، و قیل: الصمعاء البُهمی إِذا ارتفعت قبل أَن تَتَفَقَّأَ. و‌فی الحدیث: كإِبل أَكَلَتْ صَمْعاءَ، هو من ذلك، و قیل: الصمعاء البقْلةُ التی ارْتَوَتْ و اكْتَنَزَت، قال الأَزهری: البُهْمَی أَوّل ما یبدو منها البارِضُ، فإِذا تحرّك قلیلًا فهو جَمِیمٌ، فإِذا ارتفع و تَمَّ قبل أَن یَتَفَقَّأَ فهو الصمْعاء، یقال له ذلك لضُمورة. و الرِّیشُ الأَصْمَعُ: اللطیفُ العَسِیبِ، و یجمع صُمْعاناً. و یقال: تَصَمَّعَ رِیشُ السَّهمِ إِذا رُمِیَ به رمیة فتلطخ بالدم و انضمَّ و الصُّمْعانُ: ما رِیشَ به السهم
(1). قوله [رعت و آنفتها] هذا ما بالأَصل و فی الصحاح: رعی و آنفته، بالتذكیر.
لسان العرب، ج‌8، ص: 208
من الظُّهارِ، و هو أَفضل الرِّیش. و المُتَصَمِّعُ: المتلطخ بالدم؛ فأَما قول أَبی ذؤیب: فَرَمَی فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائِطٍ سَهْماً، فَخَرَّ و رِیشُه مُتَصَمِّعُ فالمُتَصَمِّعُ: المنضَمّ الریش من الدم من قولهم أُذن صمعاء، و قیل: هو المتلطخ بالدم و هو من ذلك لأَن الریش إِذا تلطخ بالدم انضم. و یقال للسهم: خرج مُتَصَمِّعاً إِذا ابْتَلَّتْ قُذَذُه من الدم و غیره فانْضَمَّت. و صَمَعُ الفُؤادِ: حِدَّتُه. صَمِعَ صمَعاً، و هو أَصمَعُ. و قلب أَصمَعُ: ذَكِیٌّ مُتَوَقِّدٌ فَطِنٌ و هو من ذلك، و كذلك الرأْیُ الحازم علی المَثَل كأَنه انضمّ و تجمّع. و الأَصمعانِ: القلبُ الذَّكِیّ و الرأْیُ العازم. الأَصمعی: الفُؤاد الأَصْمَعُ و الرأْیُ الأَصْمَع العازِمُ الذكِیّ. و رجل أَصمع القلب إِذا كان حادّ الفِطْنة. و الصَّمِعُ: الحدیدُ الفُؤادِ. و عَزْمةٌ صَمْعاءُ أَی ماضیةٌ. و رجل صَمِعٌ بَیِّنُ الصَّمَعِ: شُجاعٌ لأَن الشجاع یوصَفُ بتَجَمُّع القلب و انضمامه. و رجل أَصْمَعُ القلب إِذا كان مُتَیَقِّظاً ذَكِیًّا. و صَمَّعَ فلان علی رأْیه إِذا صمم علیه. و الصَّوْمَعةُ من البناء سمیت صَوْمَعةً لتلطیف أَعلاها، و الصومعة: مَنارُ الراهِبِ؛ قال سیبویه: هو من الأَصْمَعِ یعنی المحدَّدَ الطرَفِ المُنْضَمَّ. و صَوْمَعَ بِناءَه: عَلَّاه، مشتق من ذلك، مثَّل به سیبویه و فسّره السیرافی. و صَوْمَعةُ الثرید: جُثَّته و ذِرْوَتُه [ذُرْوَتُه، و قد صَمَّعَه. و یقال: أَتانا بثریدة مُصَمَّعة إِذا دُقِّقَت و حُدِّد رأْسُها و رُفِعَت، و كذلك صَعْنَبَها، و تسمی الثریدة إِذا سُوِّیت كذلك صَوْمَعةً، و صومعةُ النصاری فَوْعَلةٌ من هذا لأَنها دقیقة الرأْس. و یقال للعُقابِ صَوْمَعةٌ لأَنها أَبداً مرتفعة علی أَشرفِ مكان تَقْدِرُ علیه؛ هكذا حكاه كراع منوناً و لم یقل صومعةَ العُقابِ. و الصَّوامِعُ: البَرانِسُ؛ عن أَبی علیٍّ و لم یذكر لها واحداً؛ و أَنشد: تَمَشَّی بها الثِّیرانُ تَرْدِی كأَنَّها دَهاقِینُ أَنباطٍ، علیها الصَّوامِعُ قال: و قیل العِیابُ. و صَمَعَ الظَّبْیُ: ذهَب فی الأَرضِ. و روی عن المؤرّج أَنه قال: الأَصمع الذی یترقی أَشرف موضع یكون. و الأَصْمَعُ: السیْفُ القاطعُ. و یقال: صَمِعَ فلان فی كلامه إِذا أَخْطأَ، و صَمِعَ إِذا رَكِبَ رأْسَه فمضَی غیرَ مُكْتَرِثٍ. و الأَصْمَعُ: السادِرُ؛ قال الأَزهری: و كلُّ ما جاء عن المؤرّج فهو مما لا یُعَرَّجُ علیه إِلا أَن تصح الروایة عنه. و التَّصَمُّع: التَّلَطُّف. و أَصْمَعُ: قبیلة. و قال الأَزهری: قَعْطَرَه أَی صَرَعَه و صَمَعَه أَی صَرَعَه.

صملكع؛ ج8، ص: 208

: ابن بری: الصَّمَلْكَعُ الذی فی رأْسه حِدّةٌ؛ قال مِرْداسٌ الدُّبَیْرِی: قالَتْ: و رَبِّ البیتِ إِنِّی أُحِبُّها، و أَهْوَی ابنَها ذاكَ الخَلِیعَ الصَّمَلْكَعا

صنع؛ ج8، ص: 208

: صَنَعَه یَصْنَعُه صُنْعاً، فهو مَصْنوعٌ و صُنْعٌ: عَمِلَه. و قوله تعالی: صُنْعَ اللّٰهِ الَّذِی أَتْقَنَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ؛ قال أَبو إِسحاق: القراءة بالنصب و یجوز الرفع، فمن نصب فعلی المصدر لأَن قوله تعالی: وَ تَرَی الْجِبٰالَ تَحْسَبُهٰا جٰامِدَةً وَ هِیَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحٰابِ، دلیل علی الصَّنْعةِ كأَنه قال صَنَعَ اللهُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 209
ذلك صُنْعاً، و من قرأَ صُنْعُ الله فعلی معنی ذلك صُنْعُ الله. و اصْطَنَعَه: اتَّخَذه. و قوله تعالی: وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِی، تأْویله اخترتك لإِقامة حُجَّتی و جعلتك بینی و بین خَلْقِی حتی صِرْتَ فی الخطاب عنی و التبلیغ بالمنزلة التی أَكون أَنا بها لو خاطبتهم و احتججت علیهم؛ و قال الأَزهری: أَی ربیتك لخاصة أَمری الذی أَردته فی فرعون و جنوده. و‌فی حدیث آدم: قال لموسی، علیهما السلام: أَنت كلیم الله الذی اصْطَنَعَك لنفسه؛ قال ابن الأَثیر: هذا تمثیل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِیبِ و التكریمِ. و الاصطِناع: افتِعالٌ من الصنِیعة و هی العَطِیّةُ و الكرامة و الإِحسان. و‌فی الحدیث: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا تُوقِدُوا بلیل ناراً، ثم قال: أَوْقِدوا و اصْطَنِعُوا فإِنه لن یُدرِك قوم بعدكم مُدَّكم و لا صاعَكُم؛ قوله اصطَنِعوا أَی اتَّخِذوا صَنِیعاً یعنی طَعاماً تُنْفِقُونه فی سبیل الله. و یقال: اصطَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلًا أَن یَصْنَع له خاتماً. و‌روی ابن عمر أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، اصطَنَعَ خاتماً من ذهب كان یجعل فَصَّه فی باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمی به، أَی أَمَر أَن یُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَی أَمَر أَن یُكْتَبَ له، و الطاءُ بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد. و اسْتَصْنَعَ الشی‌ءَ: دَعا إِلی صُنْعِه؛ و قول أَبی ذؤَیب: إِذا ذَكَرَت قَتْلی بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ، كَواهِیةِ الأَخْرات رَثٍّ صُنُوعُها قال ابن سیدة: صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً. و الصِّناعةُ: حِرْفةُ الصانِع، و عَمَلُه الصَّنْعةُ. و الصِّناعةُ: ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ؛ و رجلٌ صَنَعُ الیدِ و صَنَاعُ الیدِ من قوم صَنَعَی الأَیْدِی و صُنُعٍ و صُنْع، و أَما سیبویه فقال: لا یُكَسَّر صَنَعٌ، اسْتَغْنَوا عنه بالواو و النون. و رجل صَنِیعُ الیدین و صِنْعُ الیدین، بكسر الصاد، أَی صانِعٌ حاذِقٌ، و كذلك رجل صَنَعُ الیدین، بالتحریك؛ قال أَبو ذؤیب: و علیهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هذه روایة الأَصمعی و یروی: … صَنَعَ السَّوابِغَ …؛ و صِنْعُ الیدِ من قوم صِنْعِی الأَیْدِی و أَصْناعِ الأَیْدِی، و حكی سیبویه الصِّنْعَ مُفْرداً. و امرأَة صَناعُ الیدِ أَی حاذِقةٌ ماهِرة بعمل الیدین، و تُفْرَدُ فی المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَیدی، و فی الصحاح: و امرأَة صَناعُ الیدین و لا یفرد صَناعُ الید فی المذكر؛ قال ابن بری: و الذی اختاره ثعلب رجل صَنَعُ الید و امرأَة صَناعُ الید، فَیَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بمنزلة كَعابٍ و رَداحٍ و حَصانٍ؛ و قال ابن شهاب الهذلی: صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بِفَرْجِها، جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ، و العِرْقُ زاخِرُ و جَمْعُ صَنَع عند سیبویه صَنَعُون لا غیر، و كذلك صِنْعٌ؛ یقال: رجال صِنْعُو الید، و جمعُ صَناعٍ صُنُعٌ، و قال ابن درستویه: صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ و قَمَنٍ، و الأَصل فیه عنده الكسر صَنِعٌ لیكون بمنزلة دَنِفٍ و قَمِنٍ، و حكی أَنَّ فِعله صَنِع یَصْنَعُ صَنَعاً مثل بَطِرَ بَطَراً، و حكی غیره أَنه یقال رجل صَنِیعٌ و امرأَة صنِیعةٌ بمعنی صَناع؛ و أَنشد لحمید بن ثور:
لسان العرب، ج‌8، ص: 210
أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَیْنَ صَنِیعةٍ، و بَیْنَ التی جاءتْ لِكَیْما تَعَلَّما و هذا یدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ یَصْنَعُ صَنِیعٌ لا صَنِعٌ لأَنه لم یُسْمَعْ صَنِعٌ؛ هذا جمیعُه كلام ابن بری. و فی المثل: لا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّةً؛ الثَّلَّةُ: الصوف و الشعَر و الوَبَر. و ورد‌فی الحدیث: الأَمةُ غیرُ الصَّناعِ.قال ابن جنی: قولهم رجل صَنَع الیدِ و امرأَة صَناعُ الیدِ دلیل علی مشابهة حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنیث، فأَغنت الأَلفُ قبل الطرَف مَغْنَی التاء التی كانت تجب فی صنَعة لو جاء علی حكم نظیره نحو حسَن و حسَنة؛ قال ابن السكیت: امرأَة صَناعٌ إِذا كانت رقِیقةَ الیدین تُسَوِّی الأَشافی و تَخْرِزُ الدِّلاء و تَفْرِیها. و امرأَة صَناعٌ: حاذقةٌ بالعمل: و رجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهی مفتوحة محركة، و رجل صِنْعُ الیدِ و صِنْعُ الیدین، مكسور الصاد إِذا أُضیفت؛ قال الشاعر: صِنْعُ الیَدَیْنِ بحیثُ یُكْوَی الأَصْیَدُ و قال آخر: أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا و‌فی حدیث عمر: حین جُرِحَ قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَنی، فقال: غلامُ المُغِیرةِ بنِ شُعْبةَ، قال: الصَّنَعُ؟ قال: نعم.یقال: رجل صَنَعٌ و امرأَة صَناع إِذا كان لهما صَنْعة یَعْمَلانِها بأَیدیهما و یَكْسِبانِ بها. و یقال: امرأَتانِ صَناعانِ فی التثنیة؛ قال رؤبة: إِمّا تَرَیْ دَهْرِی حَنانی حَفْضا، أَطْرَ الصَّناعَیْنِ العَرِیشَ القَعْضا و نسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ و قُذُلٍ. قال الإِیادی: و سمعت شمراً یقول رجل صَنْعٌ و قَومٌ صَنْعُونَ، بسكون النون. و رجل صَنَعُ اللسانِ و لِسانٌ صَنَعٌ، یقال ذلك للشاعر و لكل بیِّن «2» و هو علی المثل؛ قال حسان بن ثابت: أَهدَی لَهُم مِدَحی قَلْبٌ یُؤازِرُه، فیما أَراد، لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ و قال الراجز فی صفة المرأَة: و هْیَ صناعٌ باللِّسان و الیَدِ و أَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ. و المَصْنَعةُ: الدَّعْوةُ یَتَّخِذُها الرجلُ و یَدْعُو إِخوانه إِلیها؛ قال الراعی: و مَصْنَعة هُنَیْدَ أَعَنْت فیها قال الأَصمعی: یعنی مَدْعاةً. و صَنْعةُ الفرَسِ: حُسْنُ القِیامِ علیه. و صَنَعَ الفَرَسَ یَصْنَعُه صَنْعاً و صَنْعةً، و هو فرس صنِیعٌ: قام علیه. و فرس صنِیعٌ للأُنثی، بغیر هاء، و أری اللحیانی خص به الأُنثی من الخیل؛ و قال عدی بن زید: فَنَقَلْنا صَنْعَه حتی شَتا، ناعِمَ البالِ لَجُوجاً فی السَّنَنْ و قوله تعالی: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی؛ قیل: معناه لِتُغَذَّی، قال الأَزهری: معناه لتُرَبَّی بِمَرْأَی مِنّی. یقال: صَنَعَ فلان جاریته إِذا رَبّاها، و صَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه و تَسْمِینه، و قال اللیث: صَنع فرسه، بالتخفیف، و صَنَّعَ جاریته، بالتشدید، لأَن تصنیع
(2). قوله [بین] فی القاموس و شرحه: یقال ذلك للشاعر الفصیح و لكل بلیغ بین
لسان العرب، ج‌8، ص: 211
الجاریة لا یكون إِلا بأَشیاء كثیرة و علاج؛ قال الأَزهری: و غیر اللیث یُجِیز صنع جاریته بالخفیف؛ و منه قوله: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی. و تَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها. و قومٌ صَناعیةٌ أَی یَصْنَعُون المال و یُسَمِّنونه؛ قال عامر بن الطفیل: سُودٌ صَناعِیةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا، صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ، و لَمَّا تُحْلَب الأَزهری: صَناعِیةٌ الذین یصنعون المال و یُسَمِّنُون فُصْلانهم و لا یَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضیاف، و قد ذكرت الأَبیات كلها فی ترجمة صلمع. و فرَسٌ مُصانِعٌ: و هو الذی لا یُعْطِیك جمیع ما عنده من السیر له صَوْنٌ یَصُونه فهو یُصانِعُكَ ببَذْله سَیْرَه. و الصنِیعُ: الثَّوْبُ الجَیِّدُ النقی؛ و قول نافع بن لقیط الفقعسی أَنشده ابن الأَعرابی: مُرُطٌ القِذاذِ، فَلَیْسَ فیه مَصْنَعٌ، لا الرِّیشُ یَنفَعُه، و لا التَّعْقِیبُ فسّره فقال: مَصْنَعٌ أَی ما فیه مُسْتَمْلَحٌ. و التَّصَنُّعُ: تكَلُّفُ الصَّلاحِ و لیس به. و التَّصَنُّعُ: تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ و إِظْهارُه و التَّزَیُّنُ به و الباطنُ مدخولٌ. و الصِّنْعُ: الحَوْضُ، و قیل: شِبْهُ الصِّهْرِیجِ یُتَّخَذُ للماء، و قیل: خشبة یُحْبَسُ بها الماء و تُمْسِكُه حیناً، و الجمع من كل ذلك أَصناعٌ. و الصَّنَّاعةُ: كالصِّنْع التی هی الخشبَة. و المَصْنَعةُ و المَصْنُعةُ: كالصِّنْعِ الذی هو الحَوْض أَو شبه الصِّهْرِیجِ یُجْمَعُ فیه ماءُ المطر. و المَصانِعُ أَیضاً: ما یَصْنَعُه الناسُ من الآبار و الأَبْنِیةِ و غیرها؛ قال لبید: بَلِینا و ما تَبْلی النُّجومُ الطَّوالِعُ، و تَبْقی الدِّیارُ بَعْدَنا و المَصانِعُ قال الأَزهری: و یقال للقُصور أَیضاً مَصانعُ؛ و أَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِی، فی المَصانِیعِ، لا یَنِینَ اطِّلاعا فقد یجوز أَن یُعْنی بها جمیع مَصْنعةٍ، و زاد الیاء للضرورة كما قال: نَفْیَ الدّراهِیمِ تَنْقادُ الصَّیارِیفِ و قد یجوز أَن یكون جمع مَصْنُوعٍ و مَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ و مَشائِیم و مَكْسُور و مكاسِیر. و فی التنزیل: وَ تَتَّخِذُونَ مَصٰانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ؛ المَصانِعُ فی قول بعض المفسرین: الأَبنیة، و قیل: هی أَحباسٌ تتخذ للماء، واحدها مَصْنَعةٌ و مَصْنَعٌ، و قیل: هی ما أُخذ للماء. قال الأَزهری: سمعت العرب تسمی أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ و الصُّنوعَ، واحدها صِنْعٌ؛ و روی أَبو عبید عن أَبی عمرو قال: الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ، و الزَّلَفُ المَصانِعُ، قال الأَصمعی: و هی مَساكاتٌ لماءِ السماء یَحْتَفِرُها الناسُ فیَمْلَؤُها ماءُ السماء یشربونها. و قال الأَصمعی: العرب تُسَمِّی القُری مَصانِعَ، واحدتها مَصْنَعة؛ قال ابن مقبل: أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ، بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ و اجْتَبْنَ التَّبابِینا و المَصْنعةُ و المَصانِعُ: الحُصون؛ قال ابن بری: شاهده قول البعیث:
لسان العرب، ج‌8، ص: 212
بَنی زِیادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً، مِنَ الحجارةِ، لم تُرْفَعْ مِنَ الطِّینِ و‌فی الحدیث: مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ؛ الصِّنْعُ، بالكسر: المَوْضِعُ یُتَّخَذُ للماء، و جمعه أَصْناعٌ، و قیل: أَراد بالصِّنْع هاهنا الحِصْنَ. و المَصانِعُ: مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البیوت، واحدتها مَصْنَعةٌ؛ حكاه أَبو حنیفة. و الصُّنْعُ: الرِّزْق. و الصُّنْعُ، بالضم: مصدر قولك صَنَعَ إِلیه معروفاً، تقول: صَنَعَ إِلیه عُرْفاً صُنْعاً و اصْطَنَعه، كلاهما: قَدَّمه، و صَنَع به صَنِیعاً قَبیحاً أَی فَعَلَ. و الصَّنِیعةُ: ما اصْطُنِعَ من خیر. و الصَّنِیعةُ: ما أَعْطَیْتَه و أَسْدَیْتَه من معروف أَو ید إِلی إِنسان تَصْطَنِعُه بها، و جمعها الصَّنائِعُ؛ قال الشاعر: إِنَّ الصَّنِیعةَ لا تَكونُ صَنِیعةً، حتی یُصابَ بِها طَرِیقُ المَصْنَعِ و اصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِیعةً، و فلان صَنیعةُ فلان و صَنِیعُ فلان إِذا اصْطَنَعَه و أَدَّبَه و خَرَّجَه و رَبَّاه. و صانَعَه: داراه و لَیَّنَه و داهَنَه. و‌فی حدیث جابر: كالبَعِیرِ المَخْشُوشِ الذی یُصانِعُ قائدَهُ‌أَی یداریه. و المُصانَعةُ: أَن تَصْنَعَ له شیئاً لیَصْنَعَ لك شیئاً آخر، و هی مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ. و صانِعَ الوالی: رَشاه. و المُصانَعةُ: الرَّشْوةُ. و فی المثل: من صانَعَ بالمال لم یَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ. و صانَعَه عن الشی‌ء: خادَعه عنه. و یقال: صانَعْتُ فلاناً أَی رافَقْتُه. و الصِّنْعُ: السُّودُ «1» قال المرّارُ یصف الإِبل: و جاءَتْ، و رُكْبانُها كالشُّرُوب، و سائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء یعنی سُودَ الأَلوان، و قیل: الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه؛ عن ابن الأَعرابی. و كلُّ ما صُنِعَ فیه، فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غیرها. و سیف صَنِیعٌ: مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ؛ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبی العاصی یمدح معاویة: أَتَتْكَ العِیسُ تَنْفَحُ فی بُراها، تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ بِأَبْیَضَ مِنْ أُمیّة مَضْرَحِیٍّ، كأَنَّ جَبِینَه سَیْفٌ صَنِیعُ و سهم صَنِیعٌ كذلك، و الجمع صُنُعٌ؛ قال صخر الغیّ: و ارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ و صَنْعاءُ، ممدودة: ببلدة، و قیل: هی قَصَبةُ الیمن؛ فأَما قوله: لا بُدَّ مِنْ صَنْعا و إِنْ طالَ السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ للضرورة، و الإِضافة إِلیه صَنْعانی، علی غیر قیاس، كما قالوا فی النسبة إِلی حَرّانَ حَرْنانیٌّ، و إِلی مانا و عانا مَنَّانِیّ و عَنَّانِیٌّ، و النون فیه بدل من الهمزة فی صَنْعاء؛ حكاه سیبویه، قال ابن جنی: و من حُذَّاقِ أَصحابنا من یذهب إِلی أَنَّ النون فی صنعانیّ إِنما هی بدَل من الواو التی تبدل من همزة التأْنیث فی النسب، و أَن الأَصل صَنْعاوِیّ و أَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون فی قولك: من وَّافِدِ، و إن وَّقَفْتَ وقفتُ، و نحو ذلك،
(1). قوله [و الصنع السود] كذا بالأَصل، و عبارة القاموس مع شرحه: و الصنع، بالكسر، السفود، هكذا فی سائر النسخ و مثله فی العباب و التكملة، و وقع فی اللسان: و الصنع السود، ثم قال: فلیتأمل فی العبارتین؛
لسان العرب، ج‌8، ص: 213
قال: و كیف تصرّفتِ الحالُ فالنون بدل من بدل من الهمزة، قال: و إِنما ذهب من ذهب إِلی هذا لأَنه لم یر النون أُبْدِلَتْ من الهمزة فی غیر هذا، قال: و كان یحتج فی قولهم إِن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فیقول: لیس غرضهم هنا البدل الذی هو نحو قولهم فی ذِئْبٍ ذیب، و فی جُؤْنةٍ جُونة، و إِنما یریدون أَن النون تُعاقِبُ فی هذا الموضع الهمزة كما تعاقب لامُ المعرفة التنوینَ أَی لا تجتمع معه، فلما لم تجامعه قیل إِنها بدل منه، و كذلك النون و الهمزة. و الأَصْناعُ: موضع؛ قال عمرو بن قَمِیئَة: وضَعَتْ لَدَی الأَصْناعِ ضاحِیةً، فَهْیَ السّیوبُ و حُطَّتِ العِجَلُ و قولهم: ما صَنَعْتَ و أَباك؟ تقدیره مَعَ أَبیك لأَن مع و الواو جمیعاً لما كانا للاشتراك و المصاحبة أُقیم أَحدهما مُقامَ الآخَر، و إِنما نصب لقبح العطف علی المضمر المرفوع من غیر توكید، فإِن وكدته رفعت و قلت: ما صنعت أَنت و أَبوك؟ و أما الذی‌فی حدیث سعد: لو أَنّ لأَحدكم وادِیَ مالٍ مرّ علی سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن ینزل فیأْخذها؛ قال ابن الأَثیر: كذا قال صُنُع، قاله الحربی، و أَظنه صِیغةً أَی مستویة من عمل رجل واحد. و‌فی الحدیث: إِذا لم تَسْتَحْیِ فاصْنَعْ ما شئتَ؛ قال جریر: معناه أَن یرید الرجل أَن یَعْمَلَ الخیرَ فَیَدَعَه حَیاء من الناس كأَنه یخاف مذهب الریاء، یقول فلا یَمْنَعَنك الحَیاءُ من المُضِیّ لما أَردت؛ قال أَبو عبید: و الذی ذهب إِلیه جریر معنی صحیح فی مذهبه و لكن الحدیث لا تدل سِیاقتُه و لا لفظه علی هذا التفسیر، قال: و وجهه عندی أَنه أَراد‌بقوله إِذا لم تَسْتَحْی فاصنع ما شئت‌إِنما هو من لم یَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء علی جهة الذمّ لترك الحیاء، و لم یرد‌بقوله فاصنع ما شئت‌أَن یأْمره بذلك أَمراً، و لكنه أَمرٌ معناه الخبر‌كقوله، صلی الله علیه و سلم: من كذب علیّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار، و الذی یراد من الحدیث أَنه حَثَّ علی الحیاء، و أَمرَ به و عابَ تَرْكَه؛ و قیل: هو علی الوعید و التهدید اصنع ما شئت فإِن الله مجازیك، و كقوله تعالی: اعْمَلُوا مٰا شِئْتُمْ، و ذكر ذلك كله مستوفی فی موضعه؛ و أَنشد: إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّیالی، و لمْ تَسْتَحْی، فاصْنَعْ ما تشاءُ و هو كقوله تعالی: فَمَنْ شٰاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْیَكْفُرْ. و قال ابن الأَثیر فی ترجمة ضیع: و‌فی الحدیث تُعِینُ ضائِعاً‌أَی ذا ضیاعٍ من فَقْر أَو عِیالٍ أَو حال قَصَّر عن القیام بها، قال: و رواه بعضهم بالصاد المهملة و النون، و قیل: إِنه هو الصواب، و قیل: هو فی حدیث بالمهملة و فی آخر بالمعجمة، قال: و كلاهما صواب فی المعنی.

صنبع؛ ج8، ص: 213

: الأَزهری: تقول رأَیتُه یُصَنْبِعُ لُؤْماً. و صُنَیْبِعاتٌ: مَوْضِعٌ سمی بهذه الجماعة. أَبو عمرو: الصُّنْبُعةُ الناقةُ الصُّلْبة.

صنتع؛ ج8، ص: 213

: الصُّنْتُع: الشابُّ الشدید. و حِمار صُنْتُعٌ: صُلْبُ الرأْس ناتِئُ الحاجِبَیْنِ عَرِیضُ الجبهة. و ظَلِیمٌ صُنْتُعٌ: صُلْب الرأْس؛ قال الطرماح بن حكیم: صُنْتُعُ الحاجِبَیْنِ خَرَّطَه البَقْلُ بَدِیًّا قَبْلَ اسْتِكاكِ الرِّیاضِ قال: و هو فُنْعُلٌ من الصَّتَعِ؛ و قال ابن بری: الصُّنْتُعُ فی البیت من صفة عَیْرٍ تَقَدَّم ذكره فی
لسان العرب، ج‌8، ص: 214
بیت قبله و هو: مِثْل عَیْرِ الفَلاة شاخَس فاهُ طُولُ شِرْسِ اللّطَی، و طُولُ العَضاضِ و یقال للحمار الوَحْشِیّ: صُنْتُعٌ. و فرس صُنْتُعٌ: قَویّ شدید الخَلْقِ نَشِیطٌ عن الحامض؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ناهَبْتُها القَوْمَ علی صُنْتُعٍ أَجْرَدَ، كالقِدْحِ منَ السَّاسَمِ و قال أَبو دوادٍ: فَلَقَدْ أَغْتَدی یُدافِعُ رَأْیی صُنْتُعُ الخَلْقِ أَیِّدُ القَصَراتِ و الصُّنْتُعُ عند أَهل الیمن: الذِّئْبُ؛ عن كراع.

صوع؛ ج8، ص: 214

: صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه و الراعی ماشیته یَصُوعُ: جاءهم من نَواحِیهِمْ، و فی بعض العبارة: حازَهُم من نَواحیهم؛ حكی ذلك الأَزهری عن اللیث و قال: غَلِط اللیث فیما فسّر، و معْنَی الكَمِیُّ یَصُوعُ أَقْرانَه أَی یَحْمِلُ علیهم فَیُفَرِّق جمعهم، قال: و كذلك الرّاعی یَصُوعُ إِبله إِذا فَرَّقَها فی المَرْعَی، قال: و التیْسُ إِذا أُرْسِلَ فی الشاءِ صاعَها إِذا أَراد سفادها أَی فَرَّقَها. و الرجلُ یَصُوعُ الإِبل، و التیْسُ یصوعُ المَعَزَ، و صاعَ الغَنَمَ یَصُوعُها صَوْعاً: فرّقها؛ قال أَوْسُ بن حَجَر: یَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَی زَنِیمُ، له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِیمُ قال ابن بری: البیت للمعلی بن جمال العبدی، و صَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ كذلك، و عمّ به بعضهم فقال: صاعَ الشی‌ءَ یَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ و صَوَّعَه: فَرَّقه. و التَّصَوُّعُ: التفرّق؛ قال ذو الرمة: عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل، تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّی تَصَوَّعُ و تَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً: تَفَرَّقُوا. و تَصَوَّعَ الشعر: تَفَرَّقَ. و صاعَ القومُ: حَمَل بعضُهم علی بعض؛ كلاهما عن اللحیانی. و صاعَ الشی‌ءَ صَوْعاً: ثَناه و لواه. و انْصاعَ القومُ: ذَهَبُوا سِراعاً. و انْصاعَ أَی انْفَتَلَ راجعاً و مَرَّ مُسْرِعاً. و المُنْصاعُ: المُعَرّدُ و الناكِصُ؛ قال ذو الرمة: فانْصاعَ جانِبهُ الوَحْشِیُّ، و انْكَدَرَتْ یَلْحَبْنَ لا یَأْتَلی المَطْلُوبُ و الطَّلَبُ و‌فی حدیث الأَعرابی: فانْصاعَ مُدْبراً‌أَی ذَهَبَ سَرِیعاً؛ و قول رؤبة: فَظَلَّ یَكْسوها النَّجاءَ الأَصیْعا «2» عاقَبَ بالیاء و الأَصل الواو، و یروی: … الأَصْوعا؛ قال الأَزهری: لو ردّ إِلی الواو لقال الأَصْوعا. و صَوَّعَ موضِعاً للقُطن: هَیّأَه لنَدْفِه، و الصاعةُ: اسم موضع ذلك؛ قال ابن شمیل: ربما اتُّخِذَت صاعةٌ من أَدِیمٍ كالنِّطع لنَدْف القطن أَو الصوف علیه، و قال اللیث: إِذا هَیَّأَتِ المرأَةُ لندف القطن موضعاً یقال: صَوَّعَتْ موضعاً، و الصاعةُ: البقعة الجَرْداءُ لیس فیها شی‌ء، قال: و الصاحةُ یَكْسَحُها الغلامُ و یُنَحِّی حجارتها و یَكْرُو فیها بكُرَته فتلك البقعة هی الصاعةُ، و بعضهم یقول الصاعُ، و الصاعُ المطمئنُّ من الأَرض كالحُفْرة، و قیل: مطمئنّ مُنْهَبِط من حروفه المُطِیفةِ به؛ قال المسیَّب بن علس:
(2). قوله [النجاء] كذا بالأَصل، و سیأتی فی صنع: یكسوها الغبار.
لسان العرب، ج‌8، ص: 215
مَرِحَتْ یَداها للنَّجاءِ، كأَنَّما تَكْرُو بِكَفَّیْ لاعِبٍ فی صاعِ و الصاعُ: مِكیالٌ لأَهل المدینة یأْخذ أَربعة أَمدادٍ، یذكر و یؤنث، فمن أَنث قال: ثلاث أَصْوُعٍ مثل ثلاث أَدْوُرٍ، و من ذكَّره قال: أَصْواع مثل أَثواب، و قیل: جمعه أَصْوُعٌ، و إِن شئت أَبْدلتَ من الواو المضمومة همزة. و أَصْواعٌ و صِیعانٌ، و الصُّواعُ كالصاع. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، كان یغتسل بالصاعِ و یتوضَّأُ بالمُدّ.و صاعُ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، الذی بالمدینة أَربعةُ أَمدادٍ بمُدِّهم المعروفِ عندهم، قال: و هو یأْخذ من الحَبّ قَدْرَ ثُلُثَیْ مَنّ بَلدنا، و أَهلُ الكوفة یقولون عِیارُ الصاعِ عندهم أَربعة أَمْناءٍ، و المُدُّ رُبْعُه، و صاعُهم هذا هو القَفِیزُ الحجازی و لا یعرفه أَهل المدینة؛ قال ابن الأَثیر: و المُدُّ مُخْتَلَف فیه، فقیل: هو رِطْل و ثلث بالعِراقیّ، و به یقول الشافعی و فقهاء الحجاز، فیكون الصاع خمسة أَرْطال و ثلثاً علی رأْیهم، و قیل: هو رطلان، و به أَخذ أَبو حنیفة و فقهاء العراق فیكون الصاع ثمانیة أَرطال علی رأْیهم؛ و فی أَمالی ابن بری: أَوْدَی ابن عِمْرانَ یَزِید بالوَرِقْ، فاكْتَلْ أُصَیّاعَكَ منه و انطَلقْ و‌فی الحدیث: أَنه أَعْطی عَطِیّةَ بن مالك صاعاً من حَرّةِ الوادی‌أَی موضعاً یُبْذَرُ فیه صاعٌ كما یقال: أَعطاه جَرِیباً من الأَرض أَی مَبْذَرَ جَرِیبٍ، و قیل: الصاع المطمئن من الأَرض. و الصُّواعُ و الصِّواعُ و الصَّوْعُ و الصُّوعُ، كله: إِناء یشرب فیه، مذكر. و فی التنزیل: قٰالُوا نَفْقِدُ صُوٰاعَ الْمَلِكِ؛ قال: هو الإِناء الذی كان الملك یشرب منه. و‌قال سعید بن جبیر فی قوله صُوٰاعَ الْمَلِكِ، قال: هو المَكُّوكُ الفارسی الذی یلتقی طرَفاه، و‌قال الحسن: الصُّواعُ و السِّقایةُ شی‌ء واحد، و قد قیل: إِنه كان من وَرِق فكان یُكالُ به، و ربما شربوا به. و أَما قوله تعالی: ثُمَّ اسْتَخْرَجَهٰا مِنْ وِعٰاءِ أَخِیهِ، فإِنّ الضمیر رجع إِلی السِّقایة من قوله جَعَلَ السِّقٰایَةَ فِی رَحْلِ أَخِیهِ، و قال الزجاج: هو یذكر و یؤنث، و قرأَ بعضهم: صَوْعَ الملِك، و یقرأُ: صوْغَ الملِك، كأَنه مصدر وُضِع مَوضِع مفعول أَی مَصُوغَه، و قرأَ أَبو هریرة: صاع الملِك، قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنه كان إِناءً مستطیلًا یشبه المكُّوكَ كان یشرَب الملِك به و هو السقایة، قال: و قیل إِنه كان مصوغاً من فضة مُمَوَّهاً بالذهب، و قیل: إِنه كان یشبه الطاسَ، و قیل: إِنه كان مِنْ مِسْ «1» و صَوَّعَ الطائرُ رأْسه: حركه. و صَوَّعَ الفرسُ: جَمَحَ برأْسه. و‌فی حدیث سلمان: كان إِذا أَصابَ الشاةَ من المَغْنَمِ فی دار الحرب عَمَدَ إِلی جلدها فجعَل منه جِراباً، و إِلی شعرها فجعل منه حبْلًا، فینظر رجلًا صَوَّعَ به فرسُه فیُعْطِیه، أَی جَمَحَ برأْسه و امتنع علی صاحبه. و تَصَوَّعَ الشعرُ: تَقَبَّضَ و تشقّق. و تصوّع البقلُ تَصَوُّعاً و تَصَیَّعَ تَصَیُّعاً: هاجَ كتَصَوَّحَ. و صَوَّعَتْه الریحُ: صَیَّرَتْه هَیْجاً كصَوَّحَتْه؛ قال ذو الرمة: و صَوَّعَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِی‌ءُ به هَیْفٌ یَمانِیةٌ، فی مَرِّها نَكَبُ و یروی: و صَوَّحَ …، بالحاء.
(1). قوله [من مس] فی شرح القاموس: و المس، بالكسر، النحاس، قال ابن درید: لا أدری أ عربی هو أم لا، قلت: هی فارسیة و السین مخففة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 216

صیع؛ ج8، ص: 216

: صِعْتُ الغنم و أَصَعْتُها أَصُوعُها و أَصِیعُها: فرَّقْتُها. و صُعْتُ القومَ: حملت علی بعض، و كذلك صِعْتُهم. و تَصَیَّعَ البقلُ تَصَیُّعاً و تَصَوَّعَ تَصَوُّعاً: هاجَ. و تَصَیَّعَ الماءُ: اضطَرَبَ علی وجه الأَرض، و السین أَعلی؛ قال رؤبة: فانصاعَ یَكْسُوها الغُبارَ الأَصْیَعا

فصل الضاد المعجمة؛ ج8، ص: 216

ضبع؛ ج8، ص: 216

: الضَّبْعُ، بسكون الباء: وسَطُ العَضُدِ بلحمه یكون للإِنسان و غیره، و الجمع أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ و أَفْراخٍ، و قیل: العَضُدُ كلُّها، و قیل: الإِبْطُ، و قال الجوهری: یقال للإِبْط «1» الضَّبْعُ للمُجاوَرةِ، و قیل: ما بین الإِبط إِلی نصف العضد من أَعلاه، تقول: أَخَذ بضَبْعَیْه أَی بعَضُدَیْه. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ فی حَجِّه علی امرأَة معها ابن صغیر فأَخَذَتْ بضَبْعَیْه و قالت: أَ لِهذا حَجٌّ؟ فقال: نعم و لك أَجر.و المَضْبَعةُ: اللحمة التی تحتَ الإِبط من قُدُمٍ. و اضْطَبَعَ الشی‌ءَ: أَدخَله تحت ضَبْعَیْه. و الاضطِباعُ الذی یُؤْمَر به الطائفُ بالبیت: أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ من تحت إِبْطِك الأَیمَنِ و تُغَطِّیَ به الأَیسر كالرجل یرید أَن یُعالِجَ أَمْراً فیتهیأَ له. یقال: قد اضْطَبَعْتُ بثوبی و هو مأْخوذ من الضَّبْع و هو العَضُدُ؛ و منه‌الحدیث: إِنه طافَ مُضْطَبِعاً و علیه بُرْد أَخضر؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن یأْخذ الإِزارَ أَو البرد فیجعل وسطه تحت إِبطه الأَیمن و یُلْقِیَ طَرَفَیْهِ علی كتفه الیسری من جهتی صدره و ظهره، و سمی بذلك لإِبْداءِ الضبْعَیْنِ، و هو التأَبط أَیضاً؛ عن الأَصمعی و ضَبَعَ البعیرُ البعیرَ إِذا أَخذ بضبْعیه فصَرَعَه. و ضَبَعَ الفرسُ یَضْبَعُ ضَبْعاً: لَوی حافِرَه إِلی ضَبْعِه؛ قال الأَصمعی: إِذا لَوی الفرسُ حافِرَه إِلی عضُده فذلك الضبْعُ، فإِذا هَوی بحافره إِلی وَحْشِیِّه فذلك الخِنافُ. قال الأَصمعی: مرت النّجائِبُ ضَوابِعَ، و ضَبْعُها: أَن تَهْوِی بِأَخْفافِها إِلی العَضُدِ إِذا سارَتْ. و الضَّبْعُ و الضِّباعُ: رفعُ الیدین فی الدعاء. و ضَبَعَ یَضْبَعُ علی فلان ضَبْعاً إِذا مدَّ ضَبْعَیْه فَدَعا. و ضَبَعَ یده إِلیه بالسیف یَضْبَعُها: مدّها به؛ قال رؤْبة: و ما تَنی أَیْدٍ عَلَیْنا تَضْبَعُ بما أَصَبْناها، و أُخْرَی تَطْمَعُ معناه تَمُدُّ أَضْباعَها بالدعاء علینا. و ضبَعَتِ الخیلُ و الإِبل تَضْبَعُ ضَبْعاً إِذا مدّت أَضْباعَها فی سیرها، و هی أَعْضادُها، و الناقةُ ضابِعٌ. و ضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً و ضُبُوعاً و ضَبَعاناً و ضَبَّعَتْ تَضْبیعاً: مدّتْ ضَبْعَیها فی سیرها و اهتزت. و ضَبَعَتْ أَیضاً: أَسْرَعَتْ. و فرس ضابِعٌ: شدیدُ الجَرْیِ، و جمعه ضَوابِعُ. و ضَبَعَتِ الخیلُ كَضَبَحَتْ. و ضَبَعْتُ الرجلَ: مَدَدْتُ إِلیه ضَبْعِی للضَّرْبِ. و ضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً: مالُوا إِلیه و أَرادوه یقال: ضابَعْناهم بالسُّیوفِ أَی مَدَدْنا أَیْدِیَنا إِلیهم بالسُّیوفِ و مَدُّوها إِلینا، و هذا القول من نوادر أَبی عمرو؛ قال عمرو بن شاس: نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ و تَذُودُنا، و لا صُلْحَ حَتَّی تَضْبَعُونا و نَضْبَعا قال ابن بری: و الذی فی شعره:
(1). قوله [یقال للإبط إلخ] قال شارح القاموس: لم أجده للجوهری فی الصحاح انتهی. و الأمر كما قال و إنما هی عبارة ابن الأثیر فی نهایته حرفاً حرفاً
لسان العرب، ج‌8، ص: 217
نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ و تَذُودُنا إِلی المَوْتِ، حتی تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا أَی تمدّون أَضباعكم إِلینا بالسیوف و نَمُدّ أَضْباعنا إِلیكم. و قال أَبو عمرو: أَی تَضْبَعُون للصلح و المُصافَحة. و ضَبَعُوا لنا من الشی‌ء و من الطریق و غیره یَضْبَعُونَ ضَبْعاً: أَسْهَموا لنا فیه و جعلوا لنا قسماً كما تقول ذَرَعُوا لنا طریقاً. و الضَّبْعُ: الجَوْرُ. و فلان یَضْبَعُ أَی یجور. و الضَّبَعُ، بالتحریك، و الضَّبَعةُ: شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ. و ضَبِعَتِ الناقةُ، بالكسر، تَضْبَعُ ضَبْعاً و ضَبَعةً و ضَبَعَتْ و أَضْبَعَتْ، بالأَلف، و اسْتَضْبَعَتْ و هی مُضْبِعةٌ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، و الجمع ضِباعَی و ضَباعی، و قد اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ فی النِّساءِ، قال ابن الأَعرابی: قیل لأَعرابی أَ بامْرأَتِك حَمْلٌ؟ قال: ما یُدْرِینی و الله ما لَها ذَنَب فَتَشُول به، و لا آتیها إِلَّا علی ضَبَعَةٍ. و الضَّبُعُ و الضَّبْعُ: ضَرْبٌ من السِّباعِ، أُنثی، و الجمع أَضْبُعٌ و ضِباعٌ و ضُبُعٌ و ضُبْعٌ و ضَبُعاتٌ و مَضْبَعةٌ؛ قال جریر: مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَیْهِ الأَضْبُعُ و الضِّبْعانةُ: الضَّبُع، و الذكر ضِبْعانٌ. و‌فی قصة إِبراهیم، علیه السلام، و شفاعته فی أَبیه: فَیَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَر؛ الضِّبْعانُ: ذكر الضِّباع، لا یكون بالنون و الأَلف إِلا للمذكر؛ قال ابن بری: و أَما ضِبْعانةٌ فلیس بمعروف، و الجمع ضِبْعاناتٌ و ضَباعِینُ و ضِباعٌ، و هذا الجمع للذكر و الأُنثی مثل سَبُعٍ و سِباعٍ؛ و قال: و بُهْلُولٌ و شِیعَتُه تَرَكْنا لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا جمع بالتاء كما یقال فلان من رِجالاتِ العَرَب، و قالوا: جِمالاتٌ صُفْرٌ. و یقال للذكر و الأُنثی ضَبْعَانِ، یُغلِّبون التأْنیث لخفته هنا، و لا تَقُلْ ضَبُعةً؛ و قوله: یا ضَبُعاً أَكَلَتْ آیارَ أَحْمِرةٍ فَفی البُطُونِ، و قَدْ راحَتْ، قَراقِیرُ هَلْ غَیْرُ هَمْزٍ و لَمْزٍ للصَّدِیقِ، و لا یُنْكِی عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِیرُ؟ حمله علی الجنس فأَفْرَدَه، و یروی: یا أَضْبُعاً، و رواه أَبو زید: یا ضُبُعاً أَكَلَتْ؛ الفارسی: كأَنه جمع ضَبْعاً علی ضِباعٍ ثم جمع ضِباعاً علی ضُبُعٍ، قال الأَزهری: الضَّبُعُ الأُنثی من الضِّباع، و یقال للذكر. و جارُّ الضَّبُعِ: المطَرُ الشدید لأَن سَیْلَه یُخْرِج الضِّباعَ من وُجُرِها. و قولهم: ما یخفی ذلك علی الضَّبُع، یذهبون إِلی اسْتِحْماقِها. و الضَّبُعُ: السَّنةُ الشدیدة المُهْلِكة المُجْدبة، مؤنث؛ قال عباس بن مرداس: أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذا نَفَرٍ، فإِنَّ قَوْمِیَ لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ قال الأَزهری: الكلام الفصیح فی إِمّا و أَما أَنه بكسر الأَلف من إِمّا إِذا كان ما بعده فعلًا، كقولك إِما أَن تمشی و إِما أَن تركب، و إِن كان ما بعده اسماً فإِنك تفتح الأَلف من أَما، كقولك أَما زید فَحَصیفٌ و أَما عمرو فأَحْمَقُ، و رواه سیبویه بفتح الهمزة، و معناه أَن قَوْمِی لیسوا بِأَذلَّاءَ فتأْكلهم الضَّبُع و یَعْدُو علیهم السبُع، و قد روی هذا البیت لمالك بن ربیعة العامری، و رُوِیَ أَبا خُباشةَ، یقوله لأَبی خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أَبی بكر
لسان العرب، ج‌8، ص: 218
بن كلاب.قال ثعلب: جاء أَعرابی إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: یا رسول الله أَكلتنا الضبع، فدعا لهم؛ قال ابن الأَثیر: هو فی الأَصل الحیوان المعروف و العرب تكنی به عن سَنة الجَدْب؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: خَشِیتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ.و الضبع: الشرّ؛ قال ابن الأَعرابی: قالت العُقَیْلِیّة كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوْقَدْنا ناراً خلفه، قال: فقیل لها و لم ذلك؟ قالت: لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه معه أَی لیذهب شره معه. و ضَبُعٌ: اسم رجل و هو والد الربیع بن ضبع الفَزاریّ. و ضَبُعٌ: اسم مكان؛ أَنشد أَبو حنیفة: حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلی ضَبُعْ، فی ذَنَبانٍ و یَبِیسٍ مُنْقَفِعْ و ضُباعة: اسم امرأَة؛ قال القطامی: قِفی قَبْلَ التَّفَرُّق یا ضُباعا، و لا یَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا و ضُبَیْعةُ: قبیلة و هو أَبو حیّ من بكر، و هو ضُبَیْعةُ بن قیس بن ثعلبة بن عُكابةَ بن صَعْب بن بكر بن وائل، و هم رهط الأَعشی میمون بن قیس؛ قال الأَزهری: و ضُبَیْعةُ قبیلة فی ربیعة. و الضَّبْعانِ: موضع؛ و قوله أَنشده ثعلب: كساقِطةٍ إِحْدَی یَدَیْهِ، فَجانِبٌ یُعاشُ به مِنْه، و آخَرُ أَضْبَعُ إِنما أَراد أَعْضَب فقلب، و بهذا فسره. و الضُّبْعُ: فِناءُ الإِنسان. و كُنّا فی ضُبْعِ فلان، بالضم، أَی فی كَنَفِه و ناحیته و فِنائهِ. و ضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَی منتفخ الجنبین عظیم البطن، و یقال: هو الذی تَتَرَّبَ جنباه كأَنه من المدَرِ و التراب. ابن الأَعرابی: الضَّبْعُ من الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مستطیلة قلیلًا. و فی نوادر الأَعراب: حِمارٌ مَضْبُوعٌ و مَخْنُوقٌ و مَذْؤُوبٌ أَی بها خناقة «2» و ذِئْبةٌ، و هما داءَانِ، و معنی المَضْبوعِ دعاءٌ علیه أَن تأْكلَه الضَّبُع؛ قال ابن بری: و أَما قوله الشاعر و هو مما یُسْأَلُ عنه: تَفَرَّقَتْ غَنَمِی یَوْماً فَقُلْتُ لَها: یا رَبِّ سَلِّطْ عَلَیْها الذِّئْبَ و الضَّبُعا فقیل: فی معناه وجهان: أَحدهما أَنه دعا علیها بأَن یقتل الذئب أَحیاءها و تأْكل الضبع موتاها، و قیل: بل دعا لها بالسلامة لأَنهما إِذا وقعا فی الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه فتسلم الغنم؛ و علی هذا قولهم: اللهم ضَبْعاً و ذِئْباً، فدعا بأَن یكونا مجتمعین لتسلم الغنم، و وجه الدعاء لها بعید عندی لأَنها أَغضبته و أَحْرَجَتْه بتفرقها و أَتعبته فدعا علیها. و فی قوله أَیضاً: سلط علیها، إِشعار بالدعاء علیها لأَن من طلب السلامة بشی‌ء لا یدعو بالتسلیط علیه، و لیس هذا من جنس قوله اللهم ضَبُعاً و ذئباً، فإِن ذلك یؤذن بالسلامة لاشتغال أَحدهما بالآخر، و أَما هذا فإِن الضَّبُع و الذئب مُسَلَّطانِ علی الغنم، و الله أعلم.

ضتع؛ ج8، ص: 218

: الضَّتْع: دُوَیْبّةٌ. و الضَّوْتَعُ: دویبة أَو طائر، و قیل: الضَّوْتَعُ الأَحمق، و قیل: هو الضَّوْكَعةُ، قال: و هذا أَقرب للصواب.

ضجع؛ ج8، ص: 218

: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ یَضْجَعُ ضَجْعاً و ضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، و قلما
(2). قوله [أی بها خناقة] كذا بالأَصل بلا ضبط و بضمیر المؤنث. و فی القاموس فی مادة خنق: و كغراب داء یمتنع معه نفوذ النفس إلی الرئة و القلب، ثم قال: و الخناقیة داء فی حلوق الطیر و الفرس، و ضبطت الخناقیة فیه ضبط القلم بضم الخاء و كسر القاف و تشد الیاء مخففة النون.
لسان العرب، ج‌8، ص: 219
یُسْتَعْمَلُ، و الافتعال منه اضْطَجَع یَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ؛ قال ابن المظفر: كانت هذه الطاء تاء فی الأَصل و لكنه قبح عندهم أَن یقولوا اضتجع فأَبدلوا التاء طاء، و له نظائر هی مذكورة فی مواضعها. و اضْطَجَع: نام و قیل: اسْتَلْقَی و وضع جنبه بالأَرض. و أَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، و ضَجَعَ و هو یَضْجَعُ نَفْسُه؛ فأَما قول الراجز: لَمَّا رَأَی أَنْ لا دَعَهْ و لا شِبَعْ، مالَ إِلی أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ فإِنه أَراد فاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضاد لاماً، و هو شاذ، و قد روی: … فاضْطَجَع، و یروی: … فاطَّجَعَ، علی إِبدال الضاد طاء ثم إِدْغامِها فی الطاء، و یروی أَیضاً: … فاضّجع، بتشدید الضاد، أَدغم الضاد فی التاء فجعلهما ضاداً شدیدة علی لغة من قال مُصَّبِر فی مُصْطَبِر، و قیل: لا یقال اطّجَعَ لأَنهم لا یدغمون الضاد فی الطاء، و قال المازنی: إِن بعض العرب یكره الجمع بین حرفین مطبقین فیقول الطْجع و یبدل مكان الضاد أَقرب الحروف إِلیها و هو اللام، و هو نادر؛ قال الأَزهری: و ربَّما أَبدلوا اللامَ ضاداً كما أَبدلوا الضادَ لاماً، قال بعضهم: الْطِرادٌ و اضْطِرادٌ لِطِرادِ الخیل. و‌فی الحدیث عن مجاهد أَنه قال: إِذا كان عند اضْطِراد الخیلِ و عند سَلِّ السیوفِ أَجْزَأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبیراً؛ فسره ابن إِسحاق الْطِراد، بإِظهار اللام، و هو افْتِعالٌ من طِرادِ الخیل و هو عَدْوُها و تتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلیة ضاداً، و هذا الحرف ذكره ابن الأَثیر فی حرف الضاد مع الطاء، و اعتذر عنه بأَن موضعه حرف الطاء و إِنما ذكره هنا لأَجل لفظه. و إِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مثل الجِلْسةِ و الرِّكْبة. و رجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: یُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ. و قد أَضْجَعَه و ضاجَعَه مُضاجَعَة: اضْطَجَعَ معه، و خصّص الأَزهری هنا فقال: ضاجَعَ الرجلُ جاریته إِذا نام معها فی شِعار واحد، و هو ضَجِیعُها و هی ضَجِیعَتُه. و الضَّجِیعُ: المُضاجِعُ، و الأُنثی مُضاجِع و ضَجِیعة؛ قال قیس بن ذَریح: لَعَمْرِی، لَمَنْ أَمْسَی و أَنْتِ ضَجِیعُه من الناسِ، ما اخْتِیرَتْ علیه المَضاجِعُ و أَنشد ثعلب: كُلُّ النِّساءِ علی الفراش ضَجِیعةٌ، فانْظُرْ لنفسك بالنّهار ضَجِیعا و ضاجَعَه الهَمُّ علی المثل: یَعْنون بذلك مُلازمَته إِیاه؛ قال: فلم أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتی، و لا كَسَوادِ اللَّیْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ و یروی: … مِثْلَ الفقر … أَی مثل هَمّ الفقر. و الضِّجْعَةُ: هیئةُ الاضْطِجاعِ. و المَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز و جل: تَتَجٰافیٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ؛ أَی تَتَجافی عن مضاجِعِها التی اضْطَجَعَتْ فیها. و الاضْطِجاعُ فی السجود: أَن یَتَضامَّ و یُلْصِق صدره بالأَرض، و إِذا قالوا صَلَّی مُضْطَجعاً فمعناه أَن یَضْطَجع علی شِقِّه الأَیمن مستقبلًا للقبلة؛ و قول الأَعشی یخاطب ابنته: فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا أَی مَوْضِعاً یَضْطَجِعُ علیه إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً علی
لسان العرب، ج‌8، ص: 220
یمینه. و‌فی الحدیث: كانت ضِجْعةُ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، أَدَماً حَشْوُها لیفٌ؛ الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ و هو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، و بفتحها المرّة الواحدة، و المراد ما كان یَضْطَجِعُ علیه، فیكون فی الكلام مضاف محذوف تقدیره كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِیفٌ. و‌فی حدیث عمر: جَمَعَ كُومةً من رَمْل و انْضَجَع علیها؛ هو مُطاوِعُ أَضْجَعه فانْضَجَعَ نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ و أَطْلَقْتُه فانْطَلَقَ. و الضَّجْعَةُ و الضُّجْعَةُ: الخَفْضُ و الدَّعةُ؛ قال الأَسدی: و قارَعْتُ البُعُوثَ و قارَعُونی، فَفاز بِضَجْعةٍ فی الحَیِّ سَهْمِی و كل شی‌ء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه. و التَّضْجِیعُ فی الأَمر: التَّقْصِیرُ فیه. و ضَجَعَ فی أَمره و اضَّجَعَ و أَضْجَعَ: وَهَنَ. و الضَّجُوعُ: الضَّعِیفُ الرأْی و رجل ضُجَعةٌ و ضاجِعٌ و ضِجْعِیٌّ و ضُجْعِیٌّ و قِعْدِیٌّ و قُعْدِیٌّ: عاجز مقیم، و قیل: الضُّجْعةُ و الضُّجْعِیّ الذی یلزم البیت و لا یكاد یَبْرَحُ منزله و لا یَنْهَضُ لِمَكْرُمةٍ. و سحابةٌ ضَجُوعٌ: بَطِیئة من كثرة مائها. و تَضَجَّعَ السَّحابُ: أَرَبَّ بالمكان. و مَضاجِعُ الغَیْث: مَساقِطُه. و یقال: تَضاجَعَ فلان عن أَمر كذا و كذا إِذا تَغافَلَ عنه، و تَضَجَّعَ فی الأَمر إِذا تَقَعَّدَ و لم یَقُمْ به. و الضَّاجِعُ: الأَحْمقُ لعجزه و لُزُومِه مكانَه، و هو من الدوابِّ الذی لا خیر فیه. و إِبل ضاجِعةٌ و ضَواجِعُ: لازمة للحَمْضِ مُقِیمة فیه؛ قال: أَلاكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ، ضَواجِعَ لا یَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ قال ابن برِّیّ: و یقال لمن رَضِیَ بِفَقْره و صار إِلی بیته الضَّاجِعُ و الضِّجْعِیّ لأَن الضَّجْعةَ خَفْضُ العیش؛ و إِلی هذا المعنی أَشار القائل بقوله: أَلاكَ قَبائلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ، ضَواجِعَ لا یَغُرْنَ مع النُّجُومِ أَی مقیمة لأَنَّ بنات نَعْشٍ ثوابِتُ فهنّ لا یَزُلْنَ و لا ینتقلن. و ضَجَعَت الشمسُ و ضَجَّعَتْ و خَفَقَتْ و ضَرَّعَتْ: مالت للمَغِیب، و كذلك ضَجَعَ النجم فهو ضاجِعٌ، و نُجُومٌ ضَواجِعُ؛ قال: علی حِینَ ضَمَّ اللیْلُ منْ كُلِّ جانِبٍ جَناحَیْهِ، و انْصَبَّ النُّجُومُ الضَّواجِعُ و یقال: أَراك ضاجعاً إِلی فلان أَی مائلًا إِلیه. و یقال: ضِجْعُ فلان إِلی فلان كقولك صِغْوُه إِلیه. و رجلٌ أَضْجَعُ الثنایا: مائِلُها، و الجمع الضُّجْع. و الضَّجُوعُ من الإِبل: التی تَرْعی ناحیة. و الضَّجْعاءُ و الضَّاجِعةُ: الغنم الكثیرة. و غنم ضاجِعةٌ: كثیرة. و دَلْوٌ ضاجِعةٌ: مُمْتَلِئةٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: ضاجِعةً تَعْدِلُ مَیْلَ الدَّفِّ و قیل: هی الملأَی التی تَمِیلُ فی ارْتِفاعِها من البئْرِ لثقلها؛ و أَنشد لبعض الرُّجَّاز: إِنْ لمْ تَجئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ ضاجِعةً تَعْدِلُ مَیْلَ الدَّفِّ، إِذاً فَلا آبَتْ إِلیَّ كَفِّی، أَوْ یُقْطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِّ الأَلَفُّ: عِرْقٌ فی العَضُد. و أَضْجَعَ فلانُ جُوالقه إِذا كان ممتلئاً فَفَرَّغَه؛ و منه قول الراجز:
لسان العرب، ج‌8، ص: 221
تُعْجِل إِضْجاعَ الجَشِیر القاعِدِ و الجَشِیرُ: الجُوالِقُ. و القاعِدُ: المُمْتَلئُ. و الضَّجْعُ: صَمْغُ نبت تُغْسَلُ به الثیابُ. و الضَّجْع أَیضاً: مثل الضَّغابِیسِ، و هو فی خِلْقة الهِلْیَوْنِ، و هو مُرَبّع القُضْبان و فیه حُموضةٌ و مَزازةٌ، یؤخذ فَیُشْدخُ و یعصر ماؤه فی اللبن الذی قد رابَ فیَطِیبُ و یُحْدِث فیه لذْعَ اللسانِ قلیلًا و مَرارةً، و یجعل ورقه فی اللبن الحازِر كما یفعل بورق الخَرْدَل و هو جَیِّدٌ؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: و لا تأْكلُ الخرشانَ خَوْدٌ كَرِیمةٌ، و لا الضَّجْعَ إِلَّا مَن أَضَرَّ به الهَزْلُ «1» و الإِضْجاعُ فی القَوافی: الإِقْواءُ؛ قال رؤبة یصف الشِّعْر: و الأَعْوَج الضاجِع من إِقْوائها و یروی: من إِكْفائِها، و خَصَّصَ به الأَزهریّ الإِكْفاء خاصة و لم یذكر الإِقْواء، و قال: و هو أَن یَخْتَلِف إِعرابُ القَوافی، یقال: أَكْفأَ و أَضجَعَ بمعنی واحدٍ. و الإِضْجاعُ فی باب الحركات: مثلُ الإِمالة و الخفض. و بنو ضِجْعانَ: قبیلة. و الضَّواجِعُ: موضعٌ، و فی التهذیب: الضَّواجِعُ مَصابُّ الأَودیة، واحدتها ضاجعةٌ كأَنَّ الضاجعةَ رحبَة ثم تَسْتَقِیمُ بَعْدُ فتصیرُ وادِیاً. و الضَّجُوعُ: رملةٌ بعینها معروفة. و الضَّجُوعُ: موضع؛ قال: أَ مِنْ آل لَیْلی بالضَّجُوعِ و أَهلُنا، بِنَعْفِ اللِّوی أَو بالصُّفَیَّةِ، عِیرُ و المَضاجِعُ «2»: اسم موضع؛ و أَما قول عامر بن الطفیل: لا تَسْقِنی بیَدَیْكَ، إِنْ لم أَغْتَرِفْ، نِعْمَ الضَّجُوعُ بِغارةٍ أَسْرابِ فهو اسم موضع أَیضاً، و قال الأَصمعی: هو رحبة لبنی أَبی بكر بن كلاب. و الضَّواجِعُ: الهِضابُ؛ قال النابغة: و عِیدُ أَبی قابُوسَ فی غیرِ كُنْهِه أتانی، و دُونی راكِسٌ فالضَّواجِعُ یقال: لا واحد لها. و الضُّجُوعُ، بضم الضاد: حیّ فی بنی عامر.

ضرع؛ ج8، ص: 221

: ضَرَعَ إِلیه یَضْرَعُ ضَرَعاً و ضَراعةً: خضع و ذلَّ، فهو ضارِعٌ، من قوم ضَرَعةٍ و ضُرُوعٍ. و تضرَّع: تذلَّل و تخشَّع. و قوله عز و جل: فَلَوْ لٰا إِذْ جٰاءَهُمْ بَأْسُنٰا تَضَرَّعُوا، فمعناه تذلَّلوا و خضَعوا. و یقال: ضرَع فلان لفلان و ضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له و سأَله أَن یُعْطِیَه؛ قال الأَعشی: سائِلْ تَمیماً به، أَیّامَ صَفْقَتِهمْ، لَمّا أَتَوْه أَساری كلُّهُم ضَرَعا أَی ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له و خضَع. و یقال: ضرَع له و استَضْرَعَ. و الضارِعُ: المتذلِّلُ للغَنِیّ. و تضرَّع إِلی الله أَی ابْتَهَلَ. قال الفراء: جاء فلان یَتَضَرَّعُ و یَتَعَرَّضُ و یَتَأَرَّضُ و یَتصَدَّی و یَتَأَتَّی بمعنًی إِذا جاء یَطْلُبُ إِلیك الحاجةَ، و أَضرَعَتْه إِلیه الحاجةُ و أَضرَعَه غیره. و فی المثل: الحُمَّی أَضرَعَتْنی لَكَ. و خَدٌّ ضارِعٌ و جَنْبٌ ضارعٌ:
(1). قوله [الخرشان] كذا بالأَصل، و لعله الحرشاء بوزن حمراء، ففی القاموس: و الحرشاء نبت أو خردل البر. (2). قوله [و المضاجع] قال یاقوت: و یروی أیضا بضم الیم فیكون بزنة اسم الفاعل
لسان العرب، ج‌8، ص: 222
مُتَخَشِّعٌ علی المثل. و التضرُّعُ: التَّلَوِّی و الاستغاثةُ. و أَضرَعْتُ له مالی أَی بَذَلْتُه له؛ قال الأَسود: و إِذا أَخِلَّائی تَنَكَّبَ ودُّهُمْ، فأَبُو الكُدادةِ مالُه لی مُضْرَعُ أَی مبذولٌ. و الضَّرَعُ، بالتحریك، و الضارِعُ: الصغیر من كل شی‌ء، و قیل: الصغیر السنّ الضعیف الضاوی النحیفُ. و إِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَی نحیف ضعیف. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی ولَدَیْ جَعْفَرٍ الطَّیَّار فقال: ما لی أَراهُما ضارِعَیْن؟ فقالوا: إِنَّ العَیْنَ تُسْرِعُ إِلیهما‌الضَّارِعُ النَّحِیفُ الضَّاوی الجسم. یقال: ضَرِعَ یَضْرَعُ، فهو ضارِعٌ و ضَرَعٌ، بالتحریك. و منه‌حدیث قیس بن عاصم: إِنی لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ و النَّابَ المُدْبِرَ‌أَی أُعِیرُهُما للرّكوب، یعنی الجمل الضعیف و الناقة الهَرِمةَ التی هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خیرُها؛ و منه‌حدیث المِقْداد: و إِذا فیهما فرس آدَمُ و مُهْرٌ ضَرَعٌ، و‌حدیث عمرو بن العاصِ: لَسْتُ بالضَّرَعِ، و یقال: هو الغُمْرُ الضَّعِیفُ من الرجال؛ و قال الشاعر: أَناةً و حِلْماً و انْتِظاراً بِهِمْ غَداً، فَما أَنا بالوانی و لا الضَّرَعِ الغُمْرِ و یقال: جَسَدُك ضارِعٌ و جَنْبُكَ ضارِعٌ؛ و أَنشد: مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً و جَنْبُكَ ضارِعُ و یقال: قوم ضَرَعٌ و رجل ضَرَعٌ؛ و أَنشد: و أَنْتُمُ لا أُشاباتٌ و لا ضَرَعُ و قد ضَرُعَ ضَراعةً، و أَضْرَعَه الحُبُّ و غیره؛ قال صخر: و لَما بَقِیتُ لَیَبْقَیَنَّ جَوًی، بَیْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِی و رجل ضارعٌ بیِّنُ الضُّرُوعِ و الضَّراعةِ: ناحِل ضعیفٌ. و الضَّرَعُ: الجمل الضَّعِیفُ. و الضَّرَعُ: الجَبانُ. و الضَّرَعُ: المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنی؛ و قول أَبی زبید: مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ و هو الخاضِعُ، و الضَّارِعُ مثله. و قوله عزَّ و جل: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً؛ المعنی تدعونه مظهرین الضراعة و هی شدة الفقر و الحاجة إِلی الله عز و جل، و انتصابهما علی الحال، و إِن كانا مصدرین. و‌فی حدیث الاستسقاء: خرج مُتَبَذِّلًا مُتَضَرِّعاً؛ التضَرُّعُ التذلُّلُ و المبالغة فی السؤَال و الرغْبة. یقال: ضَرِعَ یَضْرَعُ، بالكسر و الفتح، و تَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ و ذلَّ. و‌فی حدیث عمر: فقد ضَرَعَ الكبیرُ و رقَّ الصغیر؛ و منه‌حدیث علی: أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم‌أَی أَذلَّها. و یقال: لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَی غَلَبَه، و قد ورد‌فی حدیث سلمان: قد ضَرِع به.و ضَرَعَتِ الشمسُ و ضَرَّعَتْ: غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِیبِ، و تَضْریعُها: دُنُوُّها للمغیب. و ضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِیعاً: حان أَنْ تُدْرِكَ. و الضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ، و ضَرْعُ الشاةِ و الناقةِ: مَدَرُّ لبنها، و الجمع ضُرُوعٌ. و أَضْرَعَتِ الشاةُ و الناقة و هی مُضْرِعٌ: نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم. و الضَّرِیعةُ و الضَّرْعاءُ جمیعاً: العظیمة الضَّرْعِ من الشاءِ و الإِبل. و شاة ضَرِیعٌ:
لسان العرب، ج‌8، ص: 223
حَسَنة الضَّرْعِ. و أَضْرَعَتِ الشاةُ أَی نزل لبنها قبیل النِّتاجِ. و أَضْرَعَتِ الناقةُ، و هی مُضْرِعٌ: نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج، و قیل: هو إِذا قرب نتاجها. و ما له زرع و لا ضَرْعٌ: یعنی بالضرع الشاة و الناقة؛ و قول لبید: و خَصْمٍ كبادِی الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِی مِرَّة و ضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابی فقال: معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن، و رواه أَبو عبید: … و صُرُوع، بالصاد المهملة، و هی الضُّروبُ من الشی‌ء، یعنی ذی أَفانِینَ. قال أَبو زید: الضَّرْعُ جِماع و فیه الأَطْباءُ، و هی الأَخْلافُ، واحدها طُبْیٌ و خِلْفٌ، و فی الأَطْباءِ الأَحالِیلُ و هی خُروقُ اللبن. و الضُّروعُ: عِنَبٌ أَبیض كبیر الحب قلیل الماء عظیم العناقید. و المُضارِعُ: المُشْبِهُ. و المُضارَعةُ: المشابهة. و المُضارعة للشی‌ء: أَن یُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه. و‌فی حدیث عدِیّ، رضی الله عنه: قال له لا یَخْتَلِجَنَّ فی صدرك شی‌ء ضارَعْتَ فیه النصرانیة؛ المُضارَعةُ: المُشابَهةُ و المُقارَبةُ، و ذلك أَنه سأَله عن طعام النصاری فكأَنه أَراد لا یتحرَّكنَّ فی قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فیه النصاری حرام أَو خبیث أَو مكروه، و‌ذكره الهروی لا یَتَحَلَّجنَّ، ثم قال یعنی أَنه نظیف، قال ابن الأَثیر: و سیاقُ الحدیث لا یناسب هذا التفسیر؛ و منه‌حدیث معمر بن عبد الله: إِنی أَخافُ أَن تُضارِعَ، أَی أَخاف أَن یُشْبِه فعلُك الرِّیاء. و‌فی حدیث معاویة: لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ و لا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ، أَی لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم و المُساوِی. و یقال: هذا ضِرْعُ هذا و صِرْعُه، بالضاد و الصاد، أَی مِثْله. قال الأَزهری: و النحویون یقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فیما یلحقه من الإِعراب. و المُضارِعُ من الأَفعال: ما أَشبه الأَسماء و هو الفعل الآتی و الحاضر؛ و المُضارِعُ فی العَرُوضِ: مفاعیل فاع لاتن مفاعیل فاع لاتن كقوله: دَعانی إِلی سُعاد دَواعِی هَوَی سُعاد سمِّی بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ. و الضُّروعُ و الصُّروعُ: قُوَی الحبْل، واحدها ضِرْعٌ و صِرْعٌ. و الضَّرِیعُ: نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفیف یَرْمی به البحرُ و له جوْفٌ، و قیل: هو یَبِیسُ العَرْفَجِ و الخُلَّةِ، و قیل: ما دام رطباً فهو ضرِیعٌ، فإِذا یَبِسَ فهو ضرِیعٌ، فإِذا یَبِسَ فهو الشِّبْرِقُ، و هو مَرْعَی سَوءٍ لا تَعْقِدُ علیه السائمةُ شَحْماً و لا لحماً، و إِن لم تفارقه إِلی غیره ساءَت حالها. و فی التنزیل: لَیْسَ لَهُمْ طَعٰامٌ إِلّٰا مِنْ ضَرِیعٍ لٰا یُسْمِنُ وَ لٰا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ؛ قال الفراء: الضرِیعُ نبت یقال له الشِّبْرِقُ، و أَهل الحجاز یسمونه الضریع إِذا یبس، و قال ابن الأَعرابی: الضریع العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِیزُ، و‌جاءَ فی التفسیر: أَن الكفار قالوا إِنَّ الضریعَ لتَسْمَنُ علیه إِبلنا، فقال الله عز و جل: لٰا یُسْمِنُ وَ لٰا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ. و‌جاء فی حدیث أَهل النار: فیُغاثون بطعام من ضریع؛ قال ابن الأَثیر: هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار یقال له الشبرق؛ و قال قَیْسُ بن عَیْزارةَ الهذلیّ یذكر إِبلًا و سُوءَ مَرْعاها:
لسان العرب، ج‌8، ص: 224
و حُبِسْنَ فی هَزْمِ الضَّرِیعِ، فكُلُّها حَدْباءُ دامِیةُ الیَدَیْنِ، حَرُودُ هَزْمُ الضرِیعِ: ما تَكَسَّر منه، و الحَرُودُ: التی لا تكاد تَدِرُّ؛ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال؛ و قیل: الضرِیعُ طعام أَهل النار، و هذا لا یعرفه العرب. و الضَّرِیعُ: القِشْرُ الذی علی العظم تحت اللحم، و قیل: هو جلد علی الضِّلَعِ. و تَضْرُوعُ: بلدة؛ قال عامر ابن الطفیل و قد عُقِرَ فرسُه: و نِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ، یَمْرِی بالیَدَیْنِ و یَعْسِفُ قال ابن برِّی: أَخو الصُّعْلوك یعنی به فرسه، و یَمْرِی بیدیه: یحرّكهما كالعابث، و یَعْسِف: ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ، و هذا المكان و هذا البیت أَورده الجوهری‌بتَضْرُع … بغیر واو؛ قال ابن بری: و رواه ابن درید‌بتَضْرُوعَ … مثل تَذْنُوب. و تُضارُعٌ، بضم التاء و الراء: موضع أَو جبل بنجد، و فی التهذیب: بالعَقِیق. و‌فی الحدیث: إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِیعٍ، و‌فیه: إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَیْنَ تُضارُعٍ و شابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِیجُ قال ابن بری: صوابه تُضارِع، بكسر الراء، قال: و كذا هو فی بیت أَبی ذؤیب، فأَمّا بضم التاء و الراء فهو غلط لأَنه لیس فی الكلام تُفاعُل و لا فُعالُلٌ، قال ابن جنی: ینبغی أَن یكون تُضارِعٌ فُعالِلًا بمنزلة عُذافِرٍ، و لا نحكم علی التاء بالزیادة إِلا بدلیل، و أَضرُعٌ: موضع؛ و أَما قول الراعی: فأَبصَرْتُهُمْ حتی تَواراتْ حُمُولُهُم، بأَنْقاءٍ یَحْمُومٍ، و وَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً هاهنا جبال أَو قاراتٌ صِغار؛ قال خالد بن جبلة: هی أُكَیْمات صغار، و لم یذكر لها واحداً.

ضرجع؛ ج8، ص: 224

: الضَّرْجَعُ: النَّمِرُ.

ضعع؛ ج8، ص: 224

: الضَّعْضَعةُ: الخُضُوعُ و التذلُّلُ. و قد ضَعْضَعه الأَمر فَتَضَعْضَعَ؛ قال أَبو ذؤیب: و تَجَلُّدِی للشامِتِینَ أُرِیهِمُ أنّی لِرَیْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ و‌فی الحدیث: ما تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ یرید به عَرَضَ الدنیا إِلَّا ذهَب ثُلثَا دینِه، یعنی خضَع و ذَلَّ، و ضَعْضَعَه الدهرُ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، فی إِحدی الروایتین: قد تَضَعْضَعَ بهم الدهرُ فأَصْبَحُوا فی ظُلُماتِ القُبُور‌أَی أَذلّهم. و الضَّعْضاعُ: الضعِیفُ من كل شی‌ء. یقال: رجل ضَعْضاعٌ أَی لا رأْیَ له و لا حزم، و كذلك الضَّعْضَعُ و هو مقصور منه. و تَضَعْضَعَ الرجل: ضَعُفَ و خفّ جسمه من مرض أَو حزن. و تَضَعْضَعَ ماله: قلّ. و تضعضع أَی افتقر، و كأَنَّ أَصل هذا من ضَعَّ. و ضَعْضَعَه أَی هدَمه حتی الأَرض. و تَضَعْضَعَت أَركانُه أَی اتَّضَعَت. و العرب تسمی الفقیر مُتَضَعْضِعاً. قال ابن الأَعرابی: الضَّعُّ ریاضةُ البعیر و الناقةِ و تأْدیبهُما إِذا كانا قضیبین؛ و قال ثعلب: هو أَن یقال له ضَعْ لیتأَدّب.

ضفع؛ ج8، ص: 224

: ضَفَعَ الرجلُ یَضْفَعُ ضَفْعاً: جَعَسَ و أَحْدَثَ، و قیل: أَبْدَی، و فَضَعَ لغة فیه. و یقال: ضَفَعَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 225
وقَعَ بِبَوْلِه و سَلَحَ. و قال ابن الأَعرابی: نَجْوُ الفیل الضَّفْعُ، و جِلْدُه الحَوْرانُ، و باطِنُ جِلْده الحِرْصِیانُ. قال الأَزهری: و الضَّفْعانةُ ثَمرَةُ السَّعْدانة ذاتُ الشوْكِ، و هی مستدیرة كأَنها فَلْكةٌ لا تراها إِذا هاج السَّعْدانُ و انْتَثَرَ ثَمَرُها إِلا مستلقیة قد كَشَرَتْ عن شَوْكِها و انْتَصَّتْ لِقَدَمِ من یَطَؤُها، و الإِبل تَسْمَنُ علی السعدان و تَطِیبُ علیها أَلبانها.

ضفدع؛ ج8، ص: 225

: الضِّفْدِعُ: مثال الخِنْصِر، و الضَّفْدَع: معروف، لغتان فصیحتان، و الأُنثی ضِفْدِعةٌ و ضَفْدَعةٌ؛ قال الجوهری: و ناس یقولون ضِفْدَعٌ؛ قال الخلیل: لیس فی الكلام فِعْلَلٌ إِلا أَربعةَ أَحرف: دِرْهَمٌ و هِجْرَعٌ و هِبْلَعٌ و قِلْعَمٌ، و هو اسم. الأَزهری: الضفدع جمعه ضَفادِعُ و ربما قالوا ضَفَادِی؛ و أَنشد بعضهم: و لِضَفادِی جَمّه نَقانِقُ أَی لضفادِع فجعل العین یاء كما قالوا أَرانی و أَرانِبَ. و یقال: نَقَّتْ ضَفادِعُ بطنِه إِذا جاع كما یقال نَقَّت عَصافِیرُ بَطْنِه. و الضِّفْدِعُ، بكسر الدال فقط: عظم یكون فی باطن حافر الفَرَس. و ضَفْدَعَ الرجلُ: تَقَبَّضَ، و قیل سَلَح، و قیل ضَرطَ؛ قال «3»: بِئْسَ الفَوارِسُ، یا نَوارُ، مُجاشِعٌ خُوراً، إِذا أَكَلُوا خَزِیراً ضَفْدَعُوا و قول لبید: یَمَّمْنَ أَعْداداً بِلُبْنَی أَو أَجَا مُضَفْدِعاتٍ، كُلُّها مُطَحْلِبَهْ یرید میاهاً كثیرة الضَّفادع.

ضكع؛ ج8، ص: 225

: رجل ضَوْكَعةٌ: أَحْمَقُ كَثیر اللحم مع ثِقَل، و قیل: الضَّوْكَعُ المُسْتَرْخِی القَوائِم فی ثِقَل.

ضلع؛ ج8، ص: 225

: الضِّلَعُ و الضِّلْعُ لغتان: مَحْنِیّة الجنب، مؤنثة، و الجمع أَضْلُعٌ و أَضالِعُ و أَضْلاعٌ و ضُلوعٌ؛ قال الشاعر: و أَقْبَلَ ماءُ العَیْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ، إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ و تَضَلَّعَ الرجلُ: امْتَلأَ ما بین أَضْلاعِه شِبَعاً و ریّاً؛ قال ابن عَنّابٍ الطائی: دَفَعْتُ إِلیه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ، و أَغْضَیْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّی تَضَلَّعا و دابّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوَی أَضْلاعُها علی الحَمْلِ. و حِمْلٌ مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ. و الإِضْلاعُ: الإِمالةُ. یقال: حِمْلٌ مُضْلِعٌ أَی مُثقِلٌ؛ قال الأَعشی: عِنْدَه البِرُّ و التُّقَی و أَسَی الشَّقِّ و حَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال و داهِیةٌ مُضْلِعةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاع و تَكْسرها. و الأَضْلَعُ: الشَّدِیدُ القَوِیُّ الأَضْلاعِ. و اضْطَلَعَ بالحِمْل و الأَمْرِ: احْتَمَلَتْه أَضلاعُه؛ و الضَّلَعُ أَیضاً فی قول سُوَیْد: جَعَلَ الرَّحْمنُ، و الحَمْدُ له، سَعَةَ الأَخْلاقِ فینا، و الضَّلَعْ القُوَّةُ و احتمالُ الثَّقِیلِ؛ قاله الأَصمعی. و الضَّلاعةُ: القوَّةُ و شِدَّة الأَضْلاعِ، تقول منه: ضَلُعَ الرجل، بالضم، فهو ضلیعٌ. و فرس ضلِیعٌ تامّ
(3). هذا البیت لجریر و فی دیوانه: خُورٌ مكان خوراً
لسان العرب، ج‌8، ص: 226
الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِیظُ الأَلْواحِ كثیر العصب. و الضَّلِیع: الطَّوِیلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبین العظیم الصدر. و‌فی حدیث مَقْتَل أَبی جهل: فَتَمَنَّیْتُ أَن أَكون بین أَضْلَعَ منهما‌أَی بین رجلین أَقوی من الرجلین اللذین كنت بینهما و أَشدّ، و قیل: الضَّلِیعُ الطوِیلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَیِّ الحیوان كان حتی من الجنّ. و‌فی الحدیث: أَنَّ عمر، رضی الله عنه، صارَعَ جِنِّیّاً فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له: ما لِذِراعَیْكَ كأَنهما ذِراعا كلب؟ یَسْتَضْعِفُه بذلك، فقال له الجِنِّیّ: أَما إِنی منهم لَضَلِیعٌ‌أَی إِنی منهم لعَظیم الخَلْقِ. و الضَّلِیعُ: العظیم الخلق الشدید. یقال: ضَلِیعٌ بَیِّنُ الضَّلاعةِ، و الأَضْلَعُ یوصف به الشدید الغلیظ. و رجل ضَلِیعٌ الفمِ: واسِعُه عظِیمُ أَسْنانِه علی التشبیه بالضِّلْع. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: ضَلِیعُ الفَمِ‌أَی عَظِیمُه، و قیل: واسِعُه؛ حكاه الهرویُّ فی الغریبین، و العرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم و سَعَته و تَذُمُّ صِغَره؛ و منه قولهم‌فی صفة مَنْطِقِه، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان یفتتح الكلام و یختتمه بأَشْداقِه، و ذلك لِرَحْبِ شِدْقَیْهِ. قال الأَصمعی: قلت لأَعرابی: ما الجَمالُ؟ فقال: غُؤُورُ العینین و إِشرافُ الحاجِبَینِ و رَحْبُ الشِّدْقینِ. و قال شمر فی قوله ضَلِیعُ الفم: أَراد عِظَمَ الأَسنان و تَراصُفَها. و یقال: رجل ضَلیع الثنایا غلیظها. و رجل أَضْلَعُ: سِنُّه شبیهة بالضِّلع، و كذلك امرأَة ضَلْعاءُ، و قوم ضُلْعٌ. و ضُلُوعُ كلِّ إِنسان: أَربع و عشرون ضِلعاً، و للصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقی أَطرافها فی الصدر و تتصل أَطراف بعضها ببعض، و تسمی الجَوانِحَ، و خَلْفها من الظهر الكَتِفانِ، و الكَتفانِ بحِذاء الصدر، و اثنتا عشرة ضلعاً أَسْفَلَ منها فی الجنبین، البطن بینهما لا تلتقی أَطْرافُها، علی طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف، و بین الصدر و الجنبین غُضْرُوفٌ یقال له الرَّهابةُ، و یقال له لِسانُ الصدر، و كل ضِلْع من أَضْلاعِ الجنبین أَقْصَرُ من التی تلیها إِلی أَن تنتهی إِلی آخرتها، و هی التی فی أَسفل الجنب یقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ. و‌فی حدیث غَسْلِ دَمِ الحَیْضِ: حُتِّیه بضِلَع، بكسر الضاد و فتح اللام، أَی بعود، و الأَصل فیه الضِّلْع ضلع الجَنْبِ، و قیل للعود الذی فیه انْحِناء و عِرَضٌ: ضِلَع تشبیهاً بالضِّلْع الذی هو واحد الأَضْلاعِ، و هذه ضلع و ثلاث أَضْلُع، قال ابن بری: شاهد الضِّلَعِ، بالفتح، قول حاجب بن ذُبْیان: بَنی الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِیمُها، أَلا إِنّ تَقْوِیمَ الضُّلُوع انْكِسارُها و شاهد الضِّلْع، بالتسكین، قول ابن مفرِّغ: و رَمَقْتُها فَوَجَدْتُها كالضِّلْعِ، لَیْسَ لَها اسْتِقامهْ و یقال: شَرِبَ فلان حتی تَضَلَّعَ أَی انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة الشرب، و مثله: شرب حتی أَوَّنَ أَی صار له أَوْنانِ فی جنبیه من كثرة الشرب. و‌فی حدیث زمزم: فأَخَذ بِعَراقِیها فشرب حتی تَضَلَّع‌أَی أَكثر من الشرب حتی تمدَّد جنبه و أَضلاعه. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه كان یَتَضَلَّعُ من زمزم.و الضَّلَعُ: خَطٌّ یُخَطُّ فی الأَرض ثم یُخَطُّ آخر ثم یبذر ما بینهما. و ثیاب مُضَلَّعةٌ: مُخَطَّطة علی شكل الضِّلع؛ قال اللحیانی: هو المُوَشَّی، و قیل: المُضَلَّعُ من الثیاب المُسَیَّر، و قیل: هو المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرقیق، و قال ابن شمیل: المضلَّع الثوب الذی قد نُسِجَ بعضه
لسان العرب، ج‌8، ص: 227
و ترك بعضه، و قیل: بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَریضة كالأَضْلاع. و تَضْلِیعُ الثوب: جعلُ وشْیِه علی هیئة الأَضلاع. و‌فی الحدیث: أَنه أُهْدِیَ له، صلی الله علیه و سلم، ثَوْبٌ سِیَراءُ مُضَلَّعٌ بقَزٍّ؛ المضلع الذی فیه سیُور و خُطوط من الإِبْرَیْسَمِ أَو غیره شِبْهُ الأَضْلاع. و‌فی حدیث علی: و قیل له ما القَسِّیّةُ؟ قال: ثیاب مُضَلَّعةٌ فیها حریر‌أَی فیها خطوط عریضة كالأَضْلاع. ابن الأَعرابی: الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَی. و الضِّلَعُ من الجبل: شی‌ءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، و قیل: هو الجُبَیْلُ الصغیر الذی لیس بالطویل، و قیل: هو الجبیل المنفرد، و قیل: هو جبل ذلِیلٌ مُسْتَدِقٌّ طویل، یقال: انزل بتلك الضِّلع. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما نظر إِلی المشركین یوم بدر قال: كأَنی بكم یا أَعداءَ اللهِ مُقَتَّلِین بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ؛ قال الأَصمعی: الضِّلَع جبیل مستطیل فی الأَرض لیس بمرتفع فی السماء. و‌فی حدیث آخر: إِنَّ ضَلْعَ قُرَیْشٍ عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ‌أَی مَیْلَهم. و الضِّلَعُ. الحَرَّةُ الرَّجِیلةُ. و الضِّلَعُ: الجَزیرةُ فی البحر، و الجمع أَضلاع، و قیل: هو جزیرة بعینها. و الضَّلْعُ: المَیْلُ. و ضَلَعَ عن الشی‌ء، بالفتح، یَضْلَعُ ضَلْعاً، بالتسكین: مالَ و جَنَفَ علی المثل. و ضَلَعَ علیه ضَلْعاً: حافَ. و الضالِعُ: الجائِرُ. و الضالِعُ: المائِلُ؛ و منه قیل: ضَلْعُك مع فلان أَی مَیْلُكَ معه و هَواك. و یقال: هُمْ علیَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، و تسكین اللام فیهما جائز. و‌فی حدیث ابن الزبیر: فرَأی ضَلْعَ معاویةَ مع مَرْوانَ‌أَی مَیْلَه. و فی المثل: لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَی مَیْلَها؛ و هو حدیث أَیضاً یضرب للرجل یخاصم آخرَ فیقول: أَجْعَلُ بینی و بینك فلاناً لرجل یَهْوَی هَواه. و یقال: خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك علیَّ أَی مَیْلُكَ. أَبو زید: یقال هم علیَّ أَلْبٌ واحد، و صَدْعٌ واحد، و ضَلْعٌ واحد، یعنی اجتماعَهم علیه بالعَداوة. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: اللهم إِنی أَعوذ بك من الهَمِّ و الحَزَن و العَجْز و الكَسَل و البُخْلِ و الجُبْنِ و ضَلَعِ الدَّیْنِ و غَلَبةِ الرجال؛ قال ابن الأَثیر: أَی ثِقَلِ الدَّیْنِ، قال: و الضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَی یُثْقِلُه حتی یمیل صاحبُه عن الاستواءِ و الاعتدالِ لثقله. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: و ارْدُدْ إِلی الله و رسوله ما یُضْلِعُكَ من الخُطوبِ‌أَی یُثْقِلُك. و الضَّلَعُ، بالتحریك: الاعْوِجاجُ خِلْقةً یكون فی المشی من المَیْلِ؛ قال محمد بن عبد الله الأَزدیّ: و قد یَحْمِلُ السَّیْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه علی ضَلَعٍ فی مَتْنِه، و هْوَ قاطِعُ فإِن لم یكن خلقة فهو الضَّلْعُ، بسكون اللام، تقول منه: ضَلعَ، بالكسر، یَضْلَعُ ضَلَعاً، و هو ضَلِعٌ. و رُمْحٌ ضَلِعٌ: مُعَوَّجٌ لم یُقَوَّمْ؛ و أَنشد ابن شمیل: بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِیقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ یصف إِبلًا تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق، و الفَلِیقُ: المطمئِنُّ فی عنق البعیر الذی فیه الحُلْقُوم. و ضَلِعَ السیفُ و الرمْحُ و غیرهما ضَلَعاً، فهو ضَلِیعٌ: اعْوَجَّ. و لأُقِیمَنَّ ضَلَعَكَ و صَلَعَك أَی عِوَجَك. و قَوْسٌ ضَلِیعٌ و مَضْلُوعة: فی عُودها عَطَفٌ و تقویمٌ و قد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد للمتنخل الهذلی:
لسان العرب، ج‌8، ص: 228
و اسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ، نَوَّقَها الباری و لم یَعْجَلِ و ضَلِیعٌ «4»: القَوْسُ. و یقال: فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَی قویٌّ علیه، و هو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعةِ. قال: و لا یقال مُطَّلِعٌ، بالإِدغام. و قال أَبو نصر أَحمد بن حاتم: یقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر و مُطَّلِعٌ له، فالاضْطلاعُ من الضَّلاعةِ و هی القوَّة، و الاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ الثَّنِیَّةَ أَی عَلَوْتُها أَی هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له. قال اللیث: یقال إنِّی بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ و مُطَّلِعٌ، الضاد تدغم فی التاء فتصیران طاء مشددة، كما تقول اظَّنَّنی أَی اتّهَمَنی، و اظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ الظُّلْمَ. و اضْطَلَعَ الحِمْلَ أَی احْتَمَلَه أَضلاعُه. و قال ابن السكیت: یقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَی قویٌّ علی حَمْلِه، و هو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعة، قال: و لا یقال هو مُطَّلِع بحَمْله؛ و روی أَبو الهیثم قول أَبی زبید: أَخُو المَواطِنِ عَیّافُ الخَنی أُنُفٌ للنَّائباتِ، و لو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعُ «5» أُضْلِعْنَ: أُثْقِلْنَ و أُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ: و هو القویُّ علی الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هكذا رواه بخطه، قال: و یروی … مُضْطَلِعٌ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ من الضَّلاعةِ و هی القوةُ. یقال: اضطَلَعَ بحمله أَی قَوِیَ علیه و نَهَضَ به. و‌فی الحدیث: الحِمْلُ المُضْلِعُ و الشَّرُّ‌الذی لا ینقطع إِظهارُ البدع؛ المُضْلِعُ: المُثْقِلُ كأَنه یَتَّكِئُ علی الأَضْلاعِ، و لو روی بالظاء من الظَّلَعِ و الغَمْزِ لكان وجهاً.

ضلفع؛ ج8، ص: 228

: الضَّلْفَع و الضَّلْفَعَةُ من النساء: الواسعةُ الهَنِ. و قال ابن بری: الضلفع المرأَة السمینة مثل الللُّباخِیّةِ. قال الأَزهری: قال ابن السكیت فی الأَلفاظ إن صح له: الضَّلْفَعُ و الضَّلْفَعةُ من النساء الواسعةُ؛ و أَنشد: أَقْبَلْنَ تَقْرِیباً و قامَت ضَلْفَعا، فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَلًّا أَبْقَعا، عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها و أَوْسَعا و ضَلْفَعٌ: موضع؛ أَنشد الأَزهری: بِعَمایَتَینِ إلی جوانِبِ ضَلْفَعِ و أَنشد ابن بری لطفیل: عَرَفْت لسلمی، بَیْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ، مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِیفٍ و مَرْبَعِ و أَنشد لابن جِذْل الطَّعان: أَ تَنْسَی قُشَیراً و الشَّریدَ و مالِكاً، و تَذكُرُ مَن أَمْسَی سَلِیماً بِضَلْفَعا؟ الأَزهری: ضَلْفَعَه و صَلْفَعه و صَلْمَعه إِذا حَلَقَه.

ضوع؛ ج8، ص: 228

: ضاعَه یَضُوعُه ضَوْعاً و ضَوَّعَه، كلاهما: حَرَّكه و راعَه، و قیل: حَرَّكَه و هَیَّجَه؛ قال بشر: سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَینِ صَوْتاً لِحَنْتَمةَ، الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ و أَنشد ابن السكیت لبشر بن أَبی خازم: و صاحَبها غَضِیضُ الطَّرْفِ أَحْوَی، یَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ
(4). قوله [و ضلیع القوس] كذا بالأصل، و لعله و الضلیعة. (5). قوله [أنف] كذا ضبط بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 229
و تَضَوَّعَتِ الرِّیحُ أَی تَحَرَّكَتْ. و یقال: ضاعَنی أَمرُ كذا و كذا یَضُوعُنی إِذا أَفْزَعَنی. و رجل مَضُوعٌ أَی مَذْعُورٌ؛ قال الكمیت: رِئابُ الصُّدُوعِ، غِیاثُ المَضُوعِ، لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ و یقال: لا یَضُوعَنْكَ ما تَسْمَعُ منها أَی لا تَكْتَرِثْ له. و قال. أَبو عمرو: ضاعَه أَفْزَعَه؛ و أَنشد لأَبی الأَسود العِجْلِیّ: فما ضاعَنی تَعْرِیضُه و انْدِراؤُه علیَّ، و إِنِّی بالعُلی لَجَدِیرُ و قال ابن هَرْمةَ: أَ ذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ؟ أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ؟ و قَدِ انْضاعَ الفرخُ أَی تَضَوَّرَ و تَضَوَّعَ. و قال الأَزهری: انْضاعَ و تَضَوَّعَ إِذا بسط جناحیه إِلی أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ من شی‌ء فَتَضَوّرَ منه؛ قال أَبو ذؤَیب الهذلی: فُرَیْخانِ یَنْضاعانِ فی الفَجْرِ، كُلَّما أَحَسَّا دَوِیَّ الرِّیحِ، أَو صَوْتَ ناعِب و ضاعت الریحُ الغُصْنَ: أَمالَتْه. و ضاعتنی الریحُ: أَثْقَلَتنی و أَقْلَقَتنی. و الضَّوْعُ: تَضَوُّعُ الریحِ الطیبةِ أَی نَفْحَتُها. و ضاعتِ الرائحةُ ضَوْعاً و تَضَوَّعَت، كلاهما: نَفَحَتْ. و‌فی الحدیث: جاء العباسُ فجلس علی الباب و هو یَتَضَوَّعُ من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، رائحةً لم یَجِدْ مِثْلَها؛ تَضَوُّعُ الریحِ: تَفَرُّقُها و انْتِشارُها و سُطُوعُها؛ و قال الشاعر: إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِی تَضَوَّعَ ریحُها، نَسِیمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَیّا القَرَنْفُلِ و ضاعَ المِسْكُ و تَضَوَّعَ و تَضَیَّعَ أَی تحرّك فانتشرت رائحته؛ قال عبد الله بن نمیر الثقفی: تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أَنْ مَشَتْ به زَیْنَبٌ فی نِسْوةٍ عَطِرات و یروی: … خَفِرات. و من العرب من یستعمل التضَوُّعَ فی الرائحة المُصِنَّةِ. و حكی ابن الأَعرابی: تضَوَّعَ النَّتْنُ؛ و أَنشد: یَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْكِ، ضِماخاً كأَنَّه رِیحُ مَرْقِ و الضِّماخُ: الریحُ المُنْتِنُ، المَرْقُ: صُوفُ العِجاف و المَرْضَی، و قال الأَزهری: هو الإِهابُ الذی عُطِّنَ فأَنْتَنَ. و ضاعَ یَضُوعُ و تَضَوَّعَ: تَضَوَّرَ فی البُكاء، و قد غَلب علی بكاء الصبیّ. قال اللیث: هو تَضَوُّرُ الصبیّ فی البكاء فی شدّة و رَفع صوت، قال: و الصبیّ بكاؤه تَضوُّعٌ؛ قال إمرؤ القیس یصف امرأَة: یَعِزُّ علیها رُقْبَتِی، و یَسُوءُها بُكاه، فَتَثنی الجِیدَ أَنْ یَتَضَوَّعا یقول: تَثنی الجِید إِلی صبیِّها حذارَ أَنْ یَتَضَوَّعَ. و الضُّوَعُ و الضِّوَعُ، كلاهما: طائرٌ من طیر اللیل كالهامة إِذا أَحَسَّ بالصَّباح صَدَحَ؛ قال الأَعشی یصف فلاة: لا یَسْمَعُ المَرْءُ فیها ما یُؤَنِّسُه باللیلِ، إِلا نَئِیمَ البُومِ و الضِّوَعا
لسان العرب، ج‌8، ص: 230
بكسر الضاد، و جمعه ضِیعانٌ، و هما لغتان: ضِوَعٌ و ضُوَعٌ؛ و أَنشد الأَصمعی: فهو یَزْقُو مِثْلَ ما یَزْقُو الضُّوَعْ قال: و نَصَبَ الضِّوَعَ بنیَّةِ النَّئِیم كأَنه قال إِلا نئیمَ البُوم و صیاحَ الضِّوَع، و قیل: هو الكَرَوانُ، و جمعه أَضْواعٌ و ضِیعانٌ، و قال المفضل: هو ذكر البوم، و قال ثعلب: الضُّوَعُ أَصغر من العُصْفُور؛ و أَنشد: مَنْ لا یَدُلُّ علی خَیْرٍ عَشِیرَتَه، حتی یَدُلَّ علی بَیْضاتِه الضُّوَعُ قال: لأَنه یضَع بیضه فی موضع لا یُدْرَی أَین هو. و الضُّواعُ: صوتُه. و قد تَضَوَّعَ. و ضاعَ الطائرُ فرْخَه یضُوعه إِذا زَقَّه؛ و یقال منه: ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بزقه. و أَضْوعٌ: موضع، و نظیره أَقْرُنٌ و أَخْرُبٌ و أَسقُفٌ، و هذه كلها مواضع، و أَذْرُحٌ اسم مدینة الشَّراةِ، فأَما أَعصُرٌ اسم رجل فإِنما سمی بجمع عَصْرٍ و كذلك أَسْلُمٌ اسم رجل إِنما هو جمع سَلْمٍ.

ضیع؛ ج8، ص: 230

: ضَیْعةُ الرجل: حِرْفَتُه و صِناعتُه و معاشُه و كسبه. یقال: ما ضَیْعَتُكَ، أَی ما حِرْفَتُك. و إِذا انتشرت علی الرجل أَسبابه قیل: فشَت ضَیْعَتُه حتی لا یدری بأَیِّها یبدأُ، و معنی فشت أَی كثرت. قال شمر: كانت ضَیْعةُ العرب سِیاسةَ الإِبل و الغنم، قال و یدخل فی الضَّیْعةِ الحِرْفة و التجارة. یقال للرجل: قم إِلی ضَیْعَتِك. قال الأَزهری: الضَّیْعةُ و الضِّیاعُ عند الحاضرة مال الرجل من النخل و الكرْم و الأَرضِ، و العرب لا تعرف الضیْعة إِلا الحرفةَ و الصِّناعةَ، قال: و سمعتهم یقولون ضَیْعةُ فلان الجِزارةُ، و ضیعة الآخَرِ الفَتْلُ و سَفُّ الخوص و عَمَلُ النخل و رَعْیُ الإِبل و ما أَشبه ذلك كالصَّنْعةِ و الزِّراعة و غیر ذلك. و‌فی حدیث ابن مسعود: لَا تتَّخِذُوا الضَّیْعةَ فَتَرْغَبوا فی الدنیا.و‌فی حدیث حنطلة: عَافسْنا الأَزْواجَ و الضَّیْعاتِ‌أَی المَعایِشَ. و الضَّیْعةُ: العَقارُ. و الضَّیْعةُ: الأَرض المُغلَّةُ، و الجمع ضِیَعٌ مِثل بَدْرة و بِدَرٍ و ضِیاعٌ، فأَمّا ضِیَعٌ فكأَنه إِنما جاء علی أَن واحدته ضیعةٌ، و ذلك لأَن الیاء مما سبیله أَن یأْتی تابعاً للكسرة، و أَما ضِیاعٌ فعلی القیاس. و أَضاعَ الرجلُ: كثُرَتْ ضَیْعتُه و فَشَتْ، فهو مُضِیعٌ، قال ابن بری: شاهده ما أَنشده أَبو العباس: إِنْ كُنْت ذا زَرْعٍ و نَخْلٍ و هَجْمة، فإِنِّی أَنَا المُثْرِی المُضِیعُ المُسَوَّدُ و فلان أَضْیَعُ من فلان أَی أَكثر ضِیاعاً منه، و تصغیر الضیْعة ضُیَیْعةٌ و لا تقل ضُوَیْعةٌ. و قال اللیث: الضِّیاعُ المنازل، سمیت ضیاعاً لأَنها إِذا ترك تعهّدها و عمارتها تَضِیعُ. و فَشَتْ علیه ضَیْعَته: كثر ماله علیه فلم یطق جِبایته، و‌فی الحدیث: أَفشی اللَّه ضیعته‌أَی أَكثر علیه مَعاشه. و فشت علیه الضیعة: أَخذ فیما لا یَعْنِیه من الأُمور. و من أَمثالهم: إِنی لأَری ضَیْعة لا یُصْلِحُها إِلا ضَجْعة، قالها راع وَفَضَتْ علیه إِبله فی المَرْعَی فأَراد جمعها فتبدّدت علیه فاستغاث حین عجز بالنوم، و قال جریر: و قُلْنَ تَرَوَّحْ لا یَكُنْ لَك ضَیْعةٌ، و قَلْبُكَ مَشْغُولٌ، و هُنَّ شَواغِلُهْ
لسان العرب، ج‌8، ص: 231
و قد تكون الضَّیعةُ من الضَّیاع، و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن إِضاعة المال‌یعنی إِنْفاقَه فی غیر طاعة اللَّه و التَّبذیر و الإِسرافِ، و أَنشد ابن بری للعرجی: أَضاعُونی: و أَیَّ فَتًی أَضاعُوا! لِیَوْمِ كَرِیهةٍ و سِدادِ ثَغْرِ و‌فی حدیث سعد: إِنی أَخافُ علی الأَعناب الضَّیْعةَ‌أَی أَنها تضیع و تتلَف. و الضَّیْعةُ فی الأَصل: المرَّة من الضَّیاعِ، و الضَّیْعةُ و الضَّیاعُ: الإِهمالُ. ضاعَ الشی‌ءُ یَضِیعُ ضَیْعةً و ضَیاعاً، بالفتح: هلك، و منه قولهم: فلان بدار مَضِیعة مثال مَعِیشة. و‌فی حدیث عُمر، رضی اللَّه عنه: و لا تَدَعِ الكَسِیرَ بدار مَضِیعةٍ، و‌فی حدیث كعب بن مالك: و لم یَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدار هَوانٍ و لا مَضِیعة، المضیعة، بكسر الضاد، مَفْعِلَةٌ من الضَّیاعِ الاطِّراحِ و الهَوانِ كأَنه فیه ضائعٌ، فلما كانت عین الكلمة یاء و هی مكسورة، نقلت حركتها إِلی العین، فسكنت الیاء فصارت بوزن معیشة، و التقدیر فیهما سواء. و تركَهم بِضَیْعةٍ و مَضِیعةٍ و مَضْیَعةٍ. و مات ضِیعةً و ضِیَعاً و ضَیاعاً أَی غیرَ مُفْتَقَد، و أَضاعَه و ضَیّعه. و فی التنزیل: وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِیُضِیعَ إِیمٰانَكُمْ، و فیه: أَضٰاعُوا الصَّلٰاةَ،جاء فی التفسیر: أَنهم صَلَّوْها فی غیر وقتها، و قیل: تركوها البتة‌و هو أَشبه لأَنه عَنَی به الكفار، و دلیله قوله بعد ذلك: إِلّٰا مَنْ تٰابَ وَ آمَنَ. و الضَّیاعُ: العِیالُ نَفْسُه. و‌فی الحدیث فمن تَرَك ضَیاعاً فإِلیَّ، التفسیر للنضر: العِیالُ، حكاه الهروی فی الغریبین، قال ابن الأَثیر: و أَصله مصدر ضَاع یَضِیعُ ضَیاعاً فسمی العِیالُ بالمصدر كما تقول: من مات فترك فَقْراً أَی فُقَراء، و إِن كسَرْتَ الضاد كان جمع ضائعٍ كجائعٍ و جِیاعٍ، و منه‌الحدیث: تُعِینُ ضائعاً‌أَی ذا ضَیاعٍ من فَقْرٍ أو عِیال أَو حال قصّر عن القیام بها، و رواه بعضهم بالصاد المهملة و النون، و قیل: إِنه الصواب، و قیل: هو فی حدیث بالمهملة، و فی آخر بالمعجمة، و كلاهما صواب فی المعنی. و أَضاعَ الرجلُ عِیالَه و مالَه و ضَیَّعَهم إِضاعةً و تَضْیِیعاً، فهو مُضِیعٌ و مُضَیِّعٌ. و الإِضاعةُ و التَّضْیِیعُ بمعنًی، و قول الشماخ: أَ عائِشَ، ما لأَهْلِكِ لا أَراهُمْ یُضِیعُون السَّوامَ مع المُضِیعِ و كیفَ یُضِیعُ صاحِبُ مُدْفآتٍ علی أَثباجِهِنَّ من الصَّقِیعِ قال الباهلی: كان الشماخ صاحب إِبل یلزمها و یكون فیها فقالت له هذه المرأَة: إِنك قد أَفْنَیْتَ شبابك فی رَعْی الإِبل، ما لَك لا تُنْفِقُ مالَك و لا تَتَفَتَّی فقال لها الشماخ: ما لأَهلكِ لا یفعلون ذلك و أَنْتِ تأْمریننی أَن أَفعله ثم قال لها: و كیف أُضِیعُ إِبلًا هذه الصفة صفتها، و دل علی هذا قوله علی أَثر هذا البیت: لَمالُ المَرْءِ یُصْلِحُه، فَیُغْنی مَفَاقِرَه، أَعَفُّ من القُنُوعِ یقول: لأَن یصلح المرءُ مالَه و یقوم علیه و لا یضیعه خیر من القُنوع و هو المسأَلة. و رجل مِضیاعٌ للمال أَی مُضِیعٌ. و فی المثل: الصَّیْفَ ضَیَّعْتِ اللبن، هكذا یقال إِذا خوطب به المذكر و المؤنث و الاثنان و الجمع، بكسر التاء، لأَن أَصل المثل إِنما خوطب به امرأَة، و كانت تحت رجل موسر، فكرهته لكبره فطلقها فتزوّجها رجل مُمْلِقٌ، فَبَعَثَت إِلی زوجها الأَول تَسْتَمِیحُه، فقال لها هذا، فأَجابته: هذا و مَذْقُه خَیْرٌ، فجری المثل علی الأَصل، و الصیْفَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 232
منصوب علی الظرف. و ضاعَ عِیالُه من بعده: خَلَوْا من عائل فاخْتَلُّوا. و تَضَیَّعَتِ الرائحة: فاحَتْ و انتَشَرَتْ كتَضَوَّعَت. و قولهم: فلان یأْكل فی مِعًی ضائعٍ أَی جائع. و قیل لابنة الخُسِّ: ما أَحَدُّ شی‌ء قالت: نَابٌ جائعٌ یُلْقِی فی مِعًی ضائع.

فصل الطاء المهملة؛ ج8، ص: 232

طبع؛ ج8، ص: 232

: الطبْعُ و الطَّبِیعةُ: الخَلِیقةُ و السَّجیّةُ التی جُبِلَ علیها الإِنسان. و الطِّباعُ: كالطَّبِیعةِ، مُؤَنثة؛ و قال أَبو القاسم الزجاجی: الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ و النِّجارِ، قال الأَزهری: و یجمع طَبْعُ الإِنسان طِباعاً، و هو ما طُبِعَ علیه من طِباعِ الإِنسان فی مأْكَلِه و مَشْرَبِه و سُهولةِ أَخلاقِه و حُزونَتِها و عُسْرِها و یُسْرِها و شدّتِه و رَخاوَتِه و بُخْلِه و سَخائه. و الطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، علی فِعال مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ و غِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابی: الطَّبْعُ المِثالُ. یقال: اضْرِبْه علی طَبْعِ هذا و علی غِرارِه و صیغَتِه و هِدْیَتِه [هَدْیَتِه أَی علی قَدرِه. و حكی اللحیانی: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَی طَبِیعةٌ؛ و أَنشد: له طابِعٌ یَجْرِی علیه، و إِنَّما تُفاضِلُ ما بَیْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ و طَبَعَه اللهُ علی الأَمرِ یَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه. و طبَع اللهُ الخَلْقَ علی الطبائعِ التی خلقها فأَنشأَهم علیها و هی خَلائِقُهم یَطْبَعُهم طبْعاً: خَلَقَهم، و هی طَبِیعَتُه التی طُبِعَ علیها و طُبِعَها و التی طُبِعَ؛ عن اللحیانی لم یزد علی ذلك، أَراد التی طُبِعَ صاحبها علیها. و‌فی الحدیث: كل الخِلال یُطْبَعُ علیها المُؤْمِنُ إِلا الخِیانةَ و الكذب‌أَی یخلق علیها. و الطِّباعُ: ما رُكِّبَ فی الإِنسان من جمیع الأَخْلاق التی لا یكادُ یُزاوِلُها من الخیر و الشر. و الطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشی‌ء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، و طَبعَ الدرهم و السیف و غیرهما یطْبَعُه طبْعاً: صاغَه. و الطَّبّاعُ: الذی یأْخذ الحدیدةَ المستطیلة فَیَطْبَعُ منها سیفاً أَو سِكِّیناً أَو سِناناً أَو نحو ذلك، و صنعتُه الطِّباعةُ، و طَبَعْتُ من الطین جَرَّةً: عَمِلْت، و الطَّبّاعُ: الذی یعمَلها. و الطبْعُ: الخَتْم و هو التأْثیر فی الطین و نحوه. و فی نوادر الأَعراب: یقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ الید من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، و طَبع الشی‌ءَ و علیه یَطْبَعُ طبْعاً: ختم. و الطابَعُ و الطابِعُ، بالفتح و الكسر: الخاتم الذی یختم به؛ الأَخیرة عن اللحیانی و أَبی حنیفة. و الطابِعُ و الطابَعُ: مِیسَم الفرائض. یقال: طبَع الشاةَ. و طبَع الله علی قلبه: ختم، علی المثل. و یقال: طبَع الله علی قلوب الكافرین، نعوذ بالله منه، أَی خَتَمَ فلا یَعِی و غطّی و لا یُوَفَّقُ لخیر. و قال أَبو إِسحاق النحوی: معنی طبع فی اللغة و ختم واحد، و هو التغْطِیةُ علی الشی‌ء و الاسْتِیثاقُ من أَن یدخله شی‌ء كما قال الله تعالی: أَمْ عَلیٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا، و قال عز و جل: كَلّٰا بَلْ رٰانَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ؛ معناه غَطَّی علی قلوبهم، و كذلك طَبَعَ اللّٰهُ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ*؛ قال ابن الأَثیر: كانوا یرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّیْنُ،قال مجاهد: الرَّیْنُ أَیسر من الطبع، و الطبع أَیسر من الإِقْفالِ، و الإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا تفسیر الطبع، بإِسكان الباء، و أَما طَبَعُ القلب، بتحریك الباء، فهو تلطیخه بالأَدْناس، و أَصل الطبَع الصَّدَأُ یكثر علی السیف و غیره. و‌فی الحدیث: من تَرَكَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 233
ثلاث جُمَعٍ من غیر عذر طبع الله علی قلبه‌أَی ختم علیه و غشّاه و منعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، و بالتحریك: الدَّنَسُ، و أَصله من الوَسَخ و الدَّنَس یَغْشَیانِ السیف، ثم استعیر فیما یشبه ذلك من الأَوْزار و الآثامِ و غیرهما من المَقابِحِ. و‌فی حدیث الدُّعاء: اخْتِمْه بآمینَ فإِنّ آمینَ مِثْلُ الطابَعِ علی الصحیفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم، یرید أَنه یَخْتِمُ علیها و تُرْفَعُ كما یفعل الإِنسان بما یَعِزُّ علیه. و طبَع الإِناءَ و السِّقاء یَطْبَعُه طبْعاً و طبَّعه تَطْبِیعاً فتطَبَّع: مَلأَه. و طِبْعُه: مِلْؤُه. و الطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتی لا مَزِیدَ فیه من شدّة مَلْئِه. قال: و لا یقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا یُخَفَّفُ كما یخفف فِعْلُ مَلأْت. و تَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه و تَدَفَّق. و الطِّبْعُ، بالكسر: النهر، و جمعه أَطباع، و قیل: هو اسم نهر بعینه؛ قال لبید: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْیُهُمُ، كَرَوایا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ و قیل: الطِّبْعُ هنا المِل‌ءُ، و قیل: الطِّبْعُ هنا الماء الذی طُبِّعَتْ به الرّاوِیةُ أَی مُلِئَتْ. قال الأَزهری: و لم یعرف اللیث الطِّبْعَ فی بیت لبید فتحَیَّر فیه، فمرّة جعله المِلْ‌ءَ، و هو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ، و مرة جعله الماء، قال: و هو فی المعنیین غیر مصیب. و الطِّبْعُ فی بیت لبید النهر، و هو ما قاله الأَصمعی، و سمی النهر طِبْعاً لأَن الناس ابْتَدَؤُوا حفره، و هو بمعنی المفعول كالقِطْف بمعنی المَقْطوف، و النِّكْث بمعنی المَنْكوث من الصوف، و أَما الأَنهار التی شقّها الله تعالی فی الأَرض شَقًّا مثل دَجْلةَ و الفُرات و النیل و ما أَشبهها فإِنها لا تسمی طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التی أَحْدَثها بنو آدم و احتفروها لمَرافِقِهم؛ قال: و قول لبید هَمَّتْ بالوحَل یدل علی ما قاله الأَصمعی، لأَن الرَّوایا إِذا وُقِرَتِ المَزایِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فیها وحَلٌ عَسُر علیها المشی فیها و الخُروج منها، و ربما ارْتَطَمَتْ فیها ارْتِطاماً إِذا كثر فیها الوحل، فشبه لبید القوم، الذین حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتی زَلِقُوا فلم یتكلموا، بروایا مُثْقَلة خاضت أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فیها، و الله أَعلم. قال الأَزهری: و یجمع الطِّبْعُ بمعنی النهر علی الطُّبوعِ، سمعته من العرب. و‌فی الحدیث: أَلقی الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً‌أَی مَلأَها. و الطِّبْعُ أَیضاً: مَغِیضُ الماءِ و كأَنه ضِدّ، و جمع ذلك كله أَطباعٌ و طِباعٌ. و ناقة مُطْبَعةٌ و مُطَبَّعةٌ: مُثْقَلةٌ بحِمْلِها علی المثل كالماء؛ قال عُوَیفُ القَوافی: عَمْداً تَسَدَّیْناكَ و انشَجَرَتْ بِنا طِوالُ الهَوادی مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ «6» قال الأَزهری: و المُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبی عبیدة؛ قال: و أَنشد غیره: أَین الشِّظاظانِ و أَیْنَ المِرْبَعهْ؟ و أَیْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟ و یروی … الجَلنْفَعهْ. و قال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهری: و تكون المطبَّعة الناقة التی مُلِئت لحماً و شحماً فتَوَثَّقَ خلقها. و قِربة مُطبَّعة طعاماً: مملوءة؛ قال أَبو ذؤیب: فقیلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها مُطبَّعةٌ، مَن یأْتِها لا یَضیرُها
(6). قوله [… تسدیناك …] تقدم فی مادة شجر تعدیناك.
لسان العرب، ج‌8، ص: 234
و طَبِعَ السْیفُ و غیره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جریر: و إِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِیبةٍ، و خَرَجْتَ لا طَبِعاً، و لا مَبْهُورا قال ابن بری: هذا البیت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ. و طَبِعَ الثوبُ طَبَعاً: اتَّسَخَ. و رجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنی‌ء لا یستَحْیی من سَوأَة. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: لا یتزوج من الموالی فی العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، و لا من العرب فی المَوالی إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ؛ و قد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ: لا خَیْرَ فی طَمَعٍ یُدْنی إِلی طَبَعٍ، و عُفّةٌ من قَوامِ العَیْشِ تَكْفِینی قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، و طُبِّعَ و طُبِعَ إِذا دُنِّسَ و عِیبَ؛ قال: و أَنشدتنا أُم سالم الكلابیة: و یَحْمَدُها الجِیرانُ و الأَهْلُ كلُّهُمْ، و تُبْغِضُ أَیضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا قال: ضَمَّت التاء و فتحت الباء و قالت: الطِّبْعُ الشِّیْنُ فهی تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَی تُشانَ؛ و قال ابن الطثَریّة: و عن تَخْلِطی فی طَیِّبِ الشِّرْبِ بَیْنَنا، منَ الكَدِرِ المأْبیّ، شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطی، و هی لغة تمیم. و المُطَبَّع: الذی نُجِّسَ، و المَأْبیُّ: الماء الذی تأْبی الإِبل شربه. و ما أَدری من أَین طبَع أَی طلَع. و طَبِعَ: بمعنی كَسِلَ. و ذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ فی ذواتِ السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلًا من أَهل مصر یقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلَّا أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شدیداً، و ربما وَرِمَ مَعْضُوضه، و یعلّل بالأَشیاء الحُلْوة. قال الأَزهری: هو النِّبْرُ عند العرب؛ و أَنشد الأَصمعی و غیره أُرْجوزة نسبها ابن بری للفَقْعَسی، قال: و یقال إِنها لحكیم بن مُعَیّة الرَّبَعِیّ: إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِیرُ القَزَعْ، و صَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِیضَ القَلِیلاتِ الطَّبَعْ، من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامی النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ، یَؤُولُها تَرْعِیةٌ غیرُ وَرَعْ لَیْسَ بِفانٍ كِبَراً و لا ضَرَعْ، تَری بِرِجْلَیْهِ شُقُوقاً فی كَلَعْ من بارِئٍ حِیصَ و دامٍ مُنْسَلِعْ و‌فی الحدیث: نعوذ بالله من طَمَعٍ یَهْدِی إِلی طَبَعٍ‌أَی یؤدی إِلی شَیْنٍ و عَیْبٍ؛ قال أَبو عبید: الطبَعُ الدنس و العیب، بالتحریك. و كل شَینٍ فی دِین أَو دُنیا، فهو طبَع. و أما الذی‌فی حدیث الحسن: و سئل عن قوله تعالی: لَهٰا طَلْعٌ نَضِیدٌ، فقال: هو الطِّبِّیعُ فی كُفُرّاه؛ الطِّبِّیعُ، بوزن القِنْدِیل: لُبُّ الطلْعِ، و كُفُرّاه و كافورُه: وِعاؤُه.

طرسع؛ ج8، ص: 234

: سَرْطَعَ و طَرْسَع، كلاهما: عَدا عَدْواً شدیداً من فَزَع.

طزع؛ ج8، ص: 234

: رجُل طَزِعٌ و طَزیع و طَسِعٌ و طَسِیعٌ: لا غَیْرةَ له. و الطَّزَعُ: النكاح. و طَزِعَ طَزَعاً و طَسِعَ طَسَعاً: لم یَغَرْ؛ و قیل: طَزِعَ طَزَعاً لم یكن عنده غَناءٌ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 235‌

طسع؛ ج8، ص: 235

: الطَّسِعُ و الطَّزِعُ: الذی لا غیرة عنده، طَسِعَ طَسَعاً و طَزِعَ طَزَعاً. و الطَّسِیعُ و الطَّزِیعُ: الذی یری مع أَهله رجلًا فلا یَغارُ علیه. و الطَّسْعُ: كلمة یُكَنَّی بها عن النكاح. و مكان طَیْسَعٌ: واسع. و الطَّیْسَعُ: الحَریصُ.

طعع؛ ج8، ص: 235

: ابن الأَعرابی: الطَّعُّ اللَّحْسُ، و الطَّعْطَعةُ: حكایة صوت اللاطِعِ و النَّاطِعِ و المُتَمَطِّق إِذا لَصِقَ لسانه بالغار الأَعلی عند اللَّطْعِ أَو التَّمَطُّق ثم لَطَعَ من طیب شی‌ء یأْكله. و الطَّعْطَعُ من الأَرض: المطمئن.

طلع؛ ج8، ص: 235

: طَلَعَتِ الشمس و القمر و الفجر و النجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً و مَطْلَعاً و مَطْلِعاً، فهی طالِعةٌ، و هو أَحَد ما جاء من مَصادرِ فَعَلَ یَفْعُلُ علی مَفْعِلٍ، و مَطْلَعاً، بالفتح، لغة، و هو القیاس، و الكسر الأَشهر. و المَطْلِعُ: الموضع الذی تَطْلُعُ علیه الشمس، و هو قوله: حَتّٰی إِذٰا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهٰا تَطْلُعُ عَلیٰ قَوْمٍ، و أَما قوله عز و جل: هی حتی مَطْلِعِ الفجر، فإِن الكسائی قرأَها بكسر اللام، و كذلك روی عبید عن أَبی عمرو بكسر اللام، و عبید أَحد الرواة عن أَبی عمرو، و قال ابن كثیر و نافع و ابن عامر و الیزیدی عن أَبی عمرو و عاصم و حمزة: هِیَ حَتّٰی مَطْلَعِ الْفَجْرِ، بفتح اللام، قال الفراء: و أَكثر القراء علی مَطْلَعِ، قال: و هو أَقوی فی قیاس العربیة لأَن المطلَع، بالفتح، هو الطلوع و المطلِع، بالكسر، هو الموضع الذی تطلع منه، إِلا أَن العرب تقول طلعت الشمس مطلِعاً، فیكسرون و هم یریدون المصدر، و قال: إِذا كان الحرف من باب فعَل یفعُل مثل دخل یدخل و خرج یخرج و ما أَشبهها آثرت العرب فی الاسم منه و المصدر فتح العین، إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العین فی مفعل، من ذلك: المسجِدُ و المَطْلِعُ و المَغْرِبُ و المَشْرِقُ و المَسْقِطُ و المَرْفِقُ و المَفْرِقُ و المَجْزِرُ و المسْكِنُ و المَنْسِكُ و المَنْبِتُ، فجعلوا الكسر علامة للاسم و الفتح علامة للمصدر، قال الأَزهری: و العرب تضع الأَسماء مواضع المصادر، و لذلك قرأَ من قرأَ: هی حتی مطلِع الفجر، لأَنه ذَهَب بالمطلِع، و إِن كان اسماً، إِلی الطلوع مثل المَطْلَعِ، و هذا قول الكسائی و الفراء، و قال بعض البصریین: من قرأَ مطلِع الفجر، بكسر اللام، فهو اسم لوقت الطلوع، قال ذلك الزجاج؛ قال الأَزهری: و أَحسبه قول سیبویه. و المَطْلِعُ و المَطْلَعُ أَیضاً: موضع طلوعها. و یقال: اطَّلَعْتُ الفجر اطِّلاعاً أَی نظرت إِلیه حین طلَع؛ و قال: نَسِیمُ الصَّبا من حیثُ یُطَّلَعُ الفَجْرُ «1» و آتِیكَ كل یوم طَلَعَتْه الشمسُ أَی طلَعت فیه. و فی الدعاء: طلعت الشمس و لا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد منا؛ عن اللحیانی، أَی لا مات واحد منا مع طُلُوعها، أَراد: و لا طَلَعَتْ فوضع الآتی منها موضع الماضی، و أَطْلَعَ لغة فی ذلك؛ قال رؤبة: كأَنه كَوْكَبُ غَیْمٍ أَطْلَعا و طِلاعُ الأَرضِ: ما طَلعت علیه الشمسُ. و طِلاعُ الشی‌ء: مِلْؤُه؛ و منه‌حدیث عمر، رحمه الله: أَنه قال عند موته: لو أَنَّ لی طِلاعَ الأَرضِ ذهباً؛ قیل: طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حتی یُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَیُساوِیَه. و‌فی الحدیث: جاءه رجل به بَذاذةٌ تعلو
(1). قوله [نسیم الصبا إلخ] صدره كما فی الأساس: إذا قلت هذا حین أسلو یهیجنی
لسان العرب، ج‌8، ص: 236
عنه العین، فقال: هذا خیر من طِلاعِ الأَرض ذهباً‌أَی ما یَمْلَؤُها حتی یَطْلُع عنها و یسیل؛ و منه قول أَوْسِ بن حَجَرٍ یصف قوساً و غَلَظَ مَعْجِسها و أَنه یملأُ الكف: كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها، و لا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا الكَتُوم: القَوْسُ التی لا صَدْعَ فیها و لا عَیْبَ. و قال اللیث: طِلاعُ الأَرضِ فی قول عمر ما طَلَعَتْ علیه الشمسُ من الأَرض، و القول الأَوَّل، و هو قول أَبی عبید: و طَلَعَ فلان علینا من بعید، و طَلْعَتُه: رُؤْیَتُه. یقال: حَیَّا الله طَلْعتك. و طلَع الرجلُ علی القوم یَطْلُع و تَطَلَّع طُلُوعاً و أَطْلَع: هجم؛ الأَخیرة عن سیبویه. و طلَع علیهم: أَتاهم. و طلَع علیهم: غاب، و هو من الأَضْداد. و طَلعَ عنهم: غاب أَیضاً عنهم. و طَلْعةُ الرجلِ: شخْصُه و ما طلَع منه. و تَطَلَّعه: نظر إِلی طَلْعَتِه نظر حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غیرهما. و‌فی الخبر عن بعضهم: أَنه كانت تَطَلَّعُه العین صورةً.و طَلِعَ الجبلَ، بالكسر، و طلَعَه یَطْلَعُه طُلُوعاً: رَقِیَه و عَلاه. و‌فی حدیث السُّحور: لا یَهِیدَنَّكُمُ الطالِعُ، یعنی الفجر الكاذِب. و طَلَعَتْ سِنُّ الصبی: بَدَتْ شَباتُها. و كلُّ بادٍ من عُلْوٍ طالِعٌ. و‌فی الحدیث: هذا بُسْرٌ قد طَلَعَ الیَمَن‌أَی قَصَدَها من نجْد. و أطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف علی شی‌ء، و كذلك اطَّلَعَ و أَطْلَعَ غیرَه و اطَّلَعَه، و الاسم الطَّلاعُ. و اطَّلَعْتُ علی باطِنِ أَمره، و هو افْتَعَلْتُ، و أَطْلَعَه علی الأَمر: أَعْلَمَه به، و الاسم الطِّلْعُ. و‌فی حدیث ابن ذی یزَن: قال لعبد المطلب: أَطْلَعْتُك طِلْعَه‌أَی أَعْلَمْتُكَه؛ الطِّلع، بالكسر: اسم من اطَّلَعَ علی الشی‌ء إِذا عَلِمَه. و طَلعَ علی الأَمر یَطْلُع طُلُوعاً و اطَّلَعَ علیهم اطِّلاعاً و اطَّلَعَه و تَطَلَّعَه: عَلِمَه، و طالَعَه إِیاه فنظر ما عنده؛ قال قیس بن ذریح: كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ، و لَمْ یَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِیمَنْ یُطالِعُ و قوله تعالی: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ؛ القرَّاء كلهم علی هذه القراءة إِلا ما رواه حسین الجُعْفِیّ عن أَبی عمرو أَنه قرأَ: هل أَنتم مُطْلِعونِ، ساكنة الطاء مكسورة النون، فأُطْلِعَ، بضم الأَلف و كسر اللام، علی فأُفْعِلَ؛ قال الأَزهری: و كسر النون فی مُطْلِعونِ شاذّ عند النحویین أَجمعین و وجهه ضعیف، و وجه الكلام علی هذا المعنی هل أَنتم مُطْلِعِیّ و هل أَنتم مُطْلِعوه، بلا نون، كقولك هل أَنتم آمِرُوهُ و آمِرِیَّ؛ و أَما قول الشاعر: هُمُ القائِلونَ الخَیْرَ و الآمِرُونَه، إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما فوجه الكلام و الآمرون به، و هذا من شواذ اللغات، و القراءة الجیدة الفصیحة: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ، و معناها هل تحبون أَن تطّلعوا فتعلموا أَین منزلتكم من منزلة أَهل النار، فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَی قَرِینَه فِی سَوٰاءِ الْجَحِیمِ أَی فی وسط الجحیم، و قرأَ قارئ: هل أَنتم مُطْلِعُونَ، بفتح النون، فأُطْلِعَ فهی جائزة فی العربیة، و هی بمعنی هل أَنتم طالِعُونَ و مُطْلِعُونَ؛ یقال: طَلَعْتُ علیهم و اطَّلَعْتُ و أَطْلَعْتُ بمعنًی واحد. و اسْتَطْلَعَ رأْیَه: نظر ما هو. و طالَعْتُ الشی‌ء أَی
لسان العرب، ج‌8، ص: 237
اطَّلَعْتُ علیه، و طالَعه بِكُتُبه، و تَطَلَّعْتُ إِلی وُرُودِ كتابِكَ. و الطَّلْعةُ: الرؤیةُ. و أَطْلَعْتُك علی سِرِّی، و قد أَطْلَعْتُ من فوق الجبل و اطَّلَعْتُ بمعنی واحد، و طَلَعْتُ فی الجبل أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فیه حتی لا یراك صاحبُكَ. و طَلَعْتُ عن صاحبی طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عنه. و طَلَعْتُ عن صاحبی إِذا أَقْبَلْتَ علیه؛ قال الأَزهری: هذا كلام العرب. و قال أَبو زید فی باب الأَضداد: طَلَعْتُ علی القوم أَطلُع طُلُوعاً إِذا غِبْتَ عنهم حتی لا یَرَوْكَ، و طلَعت علیهم إِذا أَقبلت علیهم حتی یروك. قال ابن السكیت: طلعت علی القوم إِذا غبت عنهم صحیح، جعل علی فیه بمعنی عن، كما قال الله عز و جل: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ الَّذِینَ إِذَا اكْتٰالُوا عَلَی النّٰاسِ؛ معناه عن الناس و من الناس، قال و كذلك قال أَهل اللغة أَجمعون. و أَطْلَعَ الرامی أی جازَ سَهْمُه من فوق الغَرَض. و‌فی حدیث كسری: أَنه كان یسجُد للطالِعِ؛ هو من السِّهام الذی یُجاوِزُ الهَدَفَ و یَعْلُوه؛ قال الأَزهری: الطالِع من السهام الذی یقَعُ وراءَ الهَدَفِ و یُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ؛ قال المَرَّارُ: لَها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَی، و لا شاخِصاتٌ، عن فُؤادی، طَوالِعُ أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِیبُ فُؤادَه و لیست بالتی تقصُر دونه أَو تجاوزه فتُخْطِئُه، و معنی قوله أَنه كان یسجد للطالع أَی أَنه كان یخفض رأْسه إِذا شخَص سهمُه فارتفع عن الرَّمِیّةِ و كان یطأْطئ رأْسه لیقوم السهم فیصیب الهدف. و الطَّلِیعةُ: القوم یُبعثون لمُطالَعةِ خبر العدوّ، و الواحد و الجمع فیه سواء. و طَلِیعةُ الجیش: الذی یَطْلُع من الجیش یُبعث لِیَطَّلِعَ طِلْعَ العدوّ، فهو الطِّلْعُ، بالكسر، الاسم من الاطّلاعِ. تقول منه: اطَّلِعْ طِلْعَ العدوّ. و‌فی الحدیث: أَنه كان إِذا غَزا بعث بین یدیه طَلائِعَ؛ هم القوم الذین یبعثون لیَطَّلِعُوا طِلْع العدوّ كالجَواسِیسِ، واحدهم طَلِیعةٌ، و قد تطلق علی الجماعة، و الطلائِعُ: الجماعات؛ قال الأَزهری: و كذلك الرَّبِیئةُ و الشَّیِّفةُ و البَغِیَّةُ بمعنی الطَّلِیعةِ، كل لفظة منها تصلح للواحد و الجماعة. و امرأَة طُلَعةٌ: تكثر التَّطَلُّعَ. و یقال: امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ، تَطْلُع تنظر ساعة ثم تَخْتَبئُ. و قول الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ: إِن أَبْغَضَ كنائِنی إِلیَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَی التی تَطْلُعُ كثیراً ثم تَخْتَبِئُ. و نفس طُلَعةٌ: شَهِیّةٌ مُتَطَلِّعةٌ، علی المثل، و كذلك الجمع؛ و حكی المبرد أَن الأَصمعی أَنشد فی الإِفراد: و ما تَمَنَّیْتُ من مالٍ و لا عُمُرٍ إِلَّا بما سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ و‌فی كلام الحسن: إِنَّ هذه النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ و إِلا نَزَعَتْ بكم إِلی شَرِّ غایةٍ؛ الطُّلَعةُ، بضم الطاء و فتح اللام: الكثیرة التطلّع إِلی الشی‌ء أَی أَنها كثیرة المیْل إِلی هواها تشتهیه حتی تهلك صاحبها، و بعضهم یرویه بفتح الطاء و كسر اللام، و هو بمعناه، و المعروف الأَوَّل. و رجل طَلَّاعُ أَنْجُدٍ: غالِبٌ للأُمور؛ قال: و قد یَقْصُرُ القُلُّ الفَتَی دونَ هَمِّه، و قد كانَ، لو لا القُلُّ، طَلَّاعَ أَنْجُدِ و فلان طَلَّاعُ الثَّنایا و طَلَّاعُ أَنْجُدٍ إِذا كان یَعْلُو الأُمور فیَقْهَرُها بمعرفته و تَجارِبِه و جَوْدةِ رأْیِه، و الأَنْجُد: جمع النَّجْدِ، و هو الطریق فی الجبل،
لسان العرب، ج‌8، ص: 238
و كذلك الثَّنِیَّةُ. و من أَمثال العرب: هذه یَمِینٌ قد طَلَعَتْ فی المَخارِمِ، و هی الیمین التی تَجْعل لصاحبها مَخْرَجاً؛ و منه قول جریر: و لا خَیْرَ فی مالٍ علیه أَلِیّةٌ، و لا فی یَمِینٍ غَیْرِ ذاتِ مَخارِمِ و المَخارِمُ: الطُّرُقُ فی الجبال، واحدها مَخْرِمٌ. و تَطَلَّعَ الرجلَ: غَلَبَه و أَدْرَكَه؛ أَنشد ثعلب: و أَحْفَظُ جارِی أَنْ أُخالِطَ عِرسَه، و مَوْلایَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ قال ابن بری: و یقال تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه و وافَیْتَه؛ و قال: تَطالَعُنی خَیالاتٌ لِسَلْمَی، كما یَتَطالَعُ الدَّیْنَ الغَرِیمُ و قال: كذا أنشده أَبو علی. و قال غیره: إِنما هو یَتَطَلَّعُ لأَن تَفاعَلَ لا یتعدّی فی الأَكثر، فعلی قول أَبی علیّ یكون مثل تَخاطأَتِ النَّبْلُ أَحشاءَه، و مِثْلَ تَفاوَضْنا الحدیث و تَعاطَیْنا الكأْسَ و تَباثَثْنا الأَسْرارَ و تَناسَیْنا الأَمر و تَناشَدْنا الأَشْعار، قال: و یقال أَطْلَعَتِ الثُّرَیَّا بمعنی طَلَعَتْ؛ قال الكمیت: كأَنَّ الثُّرَیَّا أَطْلَعَتْ، فی عِشائِها، بوَجْهِ فَتاةِ الحَیِّ ذاتِ المَجاسِدِ و الطِّلْعُ من الأَرَضِینَ: كلُّ مطمئِنٍّ فی كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ رأَیتَ ما فیه، و من ثم یقال: أَطْلِعْنی طِلْعَ أَمْرِكَ. و طِلْعُ الأَكَمَةِ: ما إِذا عَلَوْتَه منها رأَیت ما حولها. و نخلة مُطْلِعةٌ: مُشْرِفةٌ علی ما حولها طالتِ النخیلَ و كانت أَطول من سائرها. و الطَّلْعُ: نَوْرُ النخلة ما دامَ فی الكافُور، الواحدة طَلْعةٌ. و طَلَعَ النخلُ طُلوعاً و أَطْلَعَ و طَلَّعَ: أَخرَج طَلْعَه. و أَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ إِطْلاعاً و طَلَعَ الطَّلْعُ یَطْلُعُ طُلُوعاً، و طَلْعُه: كُفُرّاه قبل أَن ینشقّ عن الغَرِیضِ، و الغَرِیضُ یسمی طَلْعاً أَیضاً. و‌حكی ابن الأَعرابی عن المفضل الضبّیّ أَنه قال: ثلاثة تُؤْكَلُ فلا تُسْمِنُ: و ذلك الجُمَّارُ و الطَّلْعُ و الكَمْأَةُ؛ أَراد بالطَّلْع الغَرِیض الذی ینشقّ عنه الكافور، و هو أَوَّلُ ما یُرَی من عِذْقِ النخلة. و أَطْلَعَ الشجرُ: أَوْرَقَ. و أَطْلَعَ الزرعُ: بدا، و فی التهذیب: طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ یَطْلُع و ظهَر نباتُه. و الطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء: القَیْ‌ءُ، و قال ابن الأَعرابی: الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ و هو القیْ‌ءُ. و أَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً: قاءَ. و قَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ: یملأُ عَجْسُها الكفّ، و قد تقدم بیت أَوس بن حجر: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ … و هذا طِلاعُ هذا أَی قَدْرُه. و ما یَسُرُّنی به طِلاعُ الأَرض ذهباً، و منه‌قول الحسن: لأَنْ أَعْلم أَنِّی بَرِی‌ءٌ من النِّفاقِ أَحَبُّ إِلیَّ من طِلاعِ الأَرض ذهباً.و هو بِطَلْعِ الوادِی و طِلْعِ الوادی، بالفتح و الكسر، أَی ناحیته، أُجری مجری وزْنِ الجبل. قال الأَزهری: نَظَرْتُ طَلْعَ الوادی و طِلْعَ الوادی، بغیر الباء، و كذا الاطِّلاعُ النَّجاةُ، عن كراع. و أَطْلَعَتِ السماءُ بمعنی أَقْلَعَتْ. و المُطَّلَعُ: المَأْتی. و یقال: ما لهذا الأَمر مُطَّلَعٌ و لا مُطْلَعٌ أَی ما له وجه و لا مَأْتًی یُؤْتی إِلیه. و یقال: أَین مُطَّلَعُ هذا الأَمر أَی مَأْتاه، و هو موضع الاطِّلاعِ من إِشْرافٍ إِلی انْحِدارٍ. و‌فی
لسان العرب، ج‌8، ص: 239
حدیث عمر أَنه قال عند موته: لو أَنَّ لی ما فی الأَرض جمیعاً لافْتَدَیْتُ به من هَوْلِ المُطَّلَعِ؛ یرید به الموقف یوم القیامة أَو ما یُشْرِفُ علیه من أَمر الآخرة عَقِیبَ الموت، فشبه بالمُطَّلَعِ الذی یُشْرَفُ علیه من موضع عالٍ. قال الأَصمعی: و قد یكون المُطَّلَعُ المَصْعَدَ من أَسفل إِلی المكان المشرف، قال: و هو من الأَضداد. و‌فی الحدیث فی ذكر القرآن: لكل حرْف حَدٌّ و لكل حدٍّ مُطَّلَعٌ‌أَی لكل حدٍّ مَصْعَدٌ یصعد إِلیه من معرفة علمه. و المُطَّلَعُ: مكان الاطِّلاعِ من موضع عال. یقال: مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا أَی مأْتاه و مَصْعَدُه؛ و أَنشد أَبو زید «2»: ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِیَّتُه، إِلَّا وَجَدْت سَواءَ الضِّیقِ مُطَّلَعا و قیل: معناه أَنَّ لكل حدٍّ مُنْتَهكاً یَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَی أَنَّ الله لم یحرِّم حُرْمةً إِلَّا علم أَنْ سَیَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ، قال: و یجوز أَن یكون لكل حدٍّ مَطْلَعٌ بوزن مَصْعَدٍ و معناه؛ و أَنشد ابن بری لجریر: إنی، إِذا مُضَرٌ علیَّ تحَدَّبَتْ، لاقَیْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا قال اللیث: و الطِّلاعُ هو الاطِّلاعُ نفسُه فی قول حمید بن ثور: فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ و رُقْبةً، بأَعْیُنِ أَعْداءٍ، و طَرْفاً مُقَسَّما قال الأَزهری: و كان طِلاعاً أَی مُطالَعةً. یقال: طالَعْتُه طِلاعاً و مُطالَعةً، قال: و هو أَحسن من أَن تجعله اطِّلاعاً لأَنه القیاس فی العربیة. و قول الله عز و جل: نٰارُ اللّٰهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ؛ قال الفراءُ: یَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة، قال: و الاطِّلاعُ و البُلوغُ قد یكونان بمعنی واحد، و العرب تقول: متی طَلَعْتَ أَرْضنا أَی متی بَلَغْت أَرضنا، و قوله تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ، تُوفی علیها فَتُحْرِقُها من اطَّلعت إِذا أَشرفت؛ قال الأَزهری: و قول الفراء أَحب إِلیَّ، قال: و إِلیه ذهب الزجاج. و یقال: عافی الله رجلًا لم یَتَطَلَّعْ فی فِیكَ أَی لم یتعقَّب كلامك. أَبو عمرو: من أَسماء الحیة الطِّلْعُ و الطِّلُّ. و أَطْلَعْتُ إِلیه مَعْروفاً: مثل أَزْلَلْتُ. و یقال: أَطْلَعَنی فُلان و أَرْهَقَنی و أَذْلَقَنی و أَقْحَمَنی أَی أَعْجَلَنی. و طُوَیْلِعٌ: ماء لبنی تمیم بالشَّاجِنةِ ناحِیةَ الصَّمَّانِ؛ قال الأَزهری: طُوَیْلِعٌ رَكِیَّةٌ عادِیَّةٌ بناحیة الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ قریبة الرِّشاءِ؛ قال ضمرة ابن ضمرة: و أَیَّ فَتًی وَدَّعْتُ یومَ طُوَیْلِعٍ، عَشِیَّةَ سَلَّمْنا علیه و سَلَّما «3» فَیا جازیَ الفِتْیانِ بالنِّعَمِ اجْزِه بِنُعْماه نُعْمَی، و اعْفُ إن كان مُجْرِما

طمع؛ ج8، ص: 239

: الطَّمَعُ: ضِدُّ الیَأْسِ.قال عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: تعلمن أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ و أَنَّ
(2). قوله [و أنشد أبو زید إلخ] لعل الأَنسب جعل هذا الشاهد موضع الذی بعده و هو ما أنشده ابن بری و جعل ما أنشده ابن بری موضعه (3). قوله [و أی فتی إلخ] أنشد یاقوت فی معجمه بین هذین البیتین بیتاً و هو: رمی بصدور العیس منحرف الفلا فلم یدر خلق بعدها أین یمما
لسان العرب، ج‌8، ص: 240
الیَأْسَ غِنًی.طَمِعَ فیه و به طَمَعاً و طَماعةً و طَماعِیةً، مخفَّف، و طَماعِیَّةً، فهو طَمِعٌ و طَمُعٌ: حَرَص علیه و رَجاه، و أَنكر بعضهم التشدید. و رجلٌ طامِعٌ و طَمِعٌ و طَمُعٌ من قوم طَمِعِینَ و طَماعَی و أَطْماعٍ و طُمَعاءَ، و أَطْمَعَه غیره. و المَطْمعُ: ما طُمِعَ فیه. و المَطْمَعةُ: ما طُمِعَ من أَجْله. و‌فی صفة النساء: ابنةُ عشر مَطْمَعةٌ للناظِرین.و امرأَة مِطْماعٌ: تُطْمِعُ و لا تُمَكِّنُ من نفْسها. و یقال: إِنَّ قَوْلَ الخاضِعةِ من المرأَة لَمَطْمَعةٌ فی الفَساد أَی مما یُطْمِعُ ذا الرِّیبةِ فیها. و تَطْمِیعُ القَطْر: حین یَبْدأُ فیَجِی‌ء منه شی‌ءٌ قلیل، سمی بذلك لأَنه یُطْمِعُ بما هو أَكثر منه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنَّ حَدِیثَها تَطْمِیعُ قَطْرٍ، یُجادُ به لأَصْداءٍ شِحاحِ الأَصْداءُ هاهنا: الأَبْدانُ، یقول: أَصْداؤُنا شِحاحٌ علی حدیثها. و الطَّمَعُ: رِزْق الجُنْد، و أَطْماع الجُند: أَرزاقُهم. یقال: أَمَرَ لهم الأَمیرُ بأَطماعِهم أَی بأَرزاقِهم، و قیل: أَوْقاتُ قَبْضِها، واحدها طَمَعٌ. قال ابن بری: یقال طَمَعٌ و أَطْماعٌ و مَطْمَعٌ و مَطامِعُ. و یقال: ما أَطْمَعَ فلاناً علی التعجُّب من طَمَعِه. و یقال فی التعجب: طَمُعَ الرجلُ فلان، بضم المیم، أَی صار كثیر الطَّمَعِ، كقولك إِنه لَحَسُنَ الرجلُ، و كذلك التعجب فی كل شی‌ء مضموم، كقولك: خَرُجَتِ المرأَةُ فلانة إِذا كانت كثیرة الخُروج، و قَضُوَ القاضِی فلان، و كذلك التعجب فی كل شی‌ء إِلَّا ما قالوا فی نِعْمَ و بِئْس روایة تروی عنهم غیر لازمة لقیاس التعجب، جاءَت الروایة فیهما بالكسر لأَنَّ صور التعجب ثلاث: ما أَحْسَنَ زیداً، أَسْمِعْ به، كَبُرَتْ كَلِمةً، و قد شَذَّ عنها نِعْم و بِئْسَ.

طوع؛ ج8، ص: 240

: الطَّوْعُ: نَقِیضُ الكَرْهِ. طاعَه یَطُوعُه و طاوَعَه، و الاسم الطَّواعةُ و الطَّواعِیةُ. و رجل طَیِّعٌ أَی طائِعٌ. و رجل طائِعٌ و طاعٍ مقلوب، كلاهما: مُطِیعٌ كقولهم عاقَنی عائِقٌ و عاقٍ، و لا فِعْل لطاعٍ؛ قال: حَلَفْتُ بالبَیْتِ، و ما حَوْلَه من عائِذٍ بالبَیْتِ أَوْ طاعِ و كذلك مِطْواعٌ و مِطْواعةٌ؛ قال المتنخل الهذلی: إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً، و مَهْما وكَلْتَ إِلیه كَفاه اللیحانی: أَطَعْتُه و أَطَعْتُ له. و یقال أَیضاً: طِعْتُ له و أَنا أَطِیعُ طاعةً. و لَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً، و طائِعاً أَو كارِهاً. و جاء فلان طائعاً غیر مُكْرَهٍ، و الجمع طُوَّعٌ. قال الأَزهری: من العرب من یقول طاعَ له یَطُوعُ طَوْعاً، فهو طائعٌ، بمعنی أَطاعَ، و طاعَ یَطاعُ لغة جیدة. قال ابن سیدة: و طاعَ یَطاعُ و أَطاعَ لانَ و انْقادَ، و أَطاعَه إِطاعةً و انْطاعَ له كذلك. و فی التهذیب: و قد طاع له یَطُوعُ إِذا انقاد له، بغیر أَلِف، فإِذا مضَی لأَمره فقد أَطاعَه، فإِذا وافقه فقد طاوعه؛ و أَنشد ابن بری للرَّقّاصِ الكلبی: سِنانُ مَعَدٍّ فی الحُرُوبِ أَداتُها، و قد طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ و دَعائِمُ و أَنشد للأَحوص: و قد قادَتْ فُؤادی فی هَواها، و طاعَ لها الفُؤادُ و ما عَصاها
لسان العرب، ج‌8، ص: 241
و‌فی الحدیث: فإِنْ هُمْ طاعُوا لك بذلك.و رجل طَیِّعٌ أَی طائِعٌ. قال: و الطاعةُ اسم من أَطاعَه طاعةً، و الطَّواعِیةُ اسم لما یكون مصدراً لطاوَعَه، و طاوَعَتِ المرأَةُ زوجها طَواعِیةً. قال ابن السكیت: یقال طاعَ له و أَطاعَ سواء، فمن قال طاع یقال یطاع، و من قال أَطاعَ قال یُطِیعُ، فإِذا جئت إِلی الأَمر فلیس إِلَّا أَطاعَه، یقال أَمَرَه فأَطاعَه، بالأَلف، طاعة لا غیر. و‌فی الحدیث: هَوًی مُتَّبَعٌ و شُحٌّ مُطاعٌ؛ هو أَن یُطِیعَه صاحبُه فی منع الحقوق التی أَوجبها الله علیه فی ماله. و‌فی الحدیث: لا طاعةَ فی مَعْصِیةِ الله؛ یرید طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بما فیه معصیة كالقتل و القطع أَو نحوه، و قیل: معناه أَن الطاعة لا تسلم لصاحبها و لا تخلُص إِذا كانت مشوبة بالمعصیة، و إِنما تصح الطاعة و تخلص مع اجتناب المعاصی، قال: و الأَول أَشبه بمعنی الحدیث لأَنه قد جاء مقیّداً فی غیره‌كقوله: لا طاعةَ لمخلوق فی معصیة الله، و فی روایة: فی معصیة الخالق.و المُطاوَعةُ: الموافقة، و النحویون ربما سموا الفعل اللازم مُطاوِعاً. و رجل مِطْواعٌ أَی مُطِیعٌ. و فلان حسن الطَّواعِیةِ لك مثل الثمانیة أَی حسن الطاعة لك. و لسانه لا یَطُوعُ بكذا أَی لا یُتابِعُه. و أَطاع النَّبْتُ و غیره: لم یمتنع علی آكله. و أَطاعَ له المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ له المرتع و أَمْكَنَه الرَّعْیُ؛ قال الأَزهری: و قد یقال فی هذا الموضع طاعَ؛ قال أَوس بن حجر: كأَنَّ جِیادَهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ أَنشده أَبو عبید و قال: الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض من الحشیش و النبات و لیس من الورق. و أَطاعَ له المَرْعَی: اتَّسَعَ و أَمكن الرعْیُ منه؛ قال الجوهری: و قد یقال فی هذا المعنی طاعَ له المَرْتَعُ. و أَطاعَ التمرُ «1» حانَ صِرامُه و أَدْرَك ثمره و أَمكن أَن یجتنی. و أَطاع النخلُ و الشجرُ إِذا أَدرك. و أَنا طَوْعُ یَدِكَ أَی مُنْقادٌ لك. و امرأَة طَوْعُ الضَّجِیعِ: مُنْقادةٌ له؛ قال النابغة: فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ، فَباتَ له طَوْع الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ و من صَرَدِ یعنی بالشَّوامِتِ الكِلابَ، و قیل: أَراد بها القوائم، و فی التهذیب: یقال فلان طَوْعُ المكارِه إِذا كان معتاداً لها مُلَقًّی إِیّاها، و أَنشد بیت النابغة، و قال: طوع الشوامت بنصب العین و رفعها، فمن رفع أَراد بات له ما أَطاعَ شامِتُه من البرْدِ و الخَوْف أَی بات له ما اشتَهی شامِتُه و هو طَوْعُه و من ذلك تقول: اللهم لا تُطِیعَنَّ بنا شامِتاً أَی لا تفعلْ بی ما یَشْتَهِیه و یُحِبُّه، و من نصب أَراد بالشَّوامِتِ قوائمه، واحدتها شامِتةٌ؛ یقول: فبات الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَی بات قائماً. و فرس طَوْعُ العِنانِ: سَلِسُه. و ناقة طَوْعةُ القِیادِ و طَوْعُ القِیادِ و طَیِّعةُ القِیادِ: لیِّنة لا تُنازِعُ قائِدَها. و تَطَوَّعَ للشی‌ءِ و تَطَوَّعه، كلاهما: حاوَله، و العرب تقول: عَلیَّ أَمْرةٌ مُطاعةٌ. و فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ؛ قال الأَخفش: مثل طَوَّقَتْ له و معناه رخّصت و سهّلت، حكی الأَزهری عن الفراء: معناه فَتابَعَتْ نفسُه، و قال المبرد: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ فَعَّلَتْ من الطوْع، و‌روی عن مجاهد قال: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ شَجَّعَتْه؛ قال أَبو عبید: عنی مجاهد أَنها أَعانته علی ذلك و أَجابته إِلیه، قال: و لا أَدْرِی أَصله إِلَّا من الطَّواعِیةِ؛ قال الأَزهری: و الأَشبه عندی أَن
(1). قوله [و أطاع التمر إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 242
یكون معنی فَطَوَّعَتْ سَمَحَت و سهَّلت لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ أَی جعلت نفسُه بهواها المُرْدی قَتلَ أَخیه سهلًا و هَوِیَتْه، قال: و أَما علی قول الفراء و المبرد فانتصاب قوله قَتْلَ أَخِیهِ علی إِفضاء الفعل إِلیه كأَنه قال فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ أَی انقادت فی قتل أخیه و لقتل أَخیه فحذف الخافض و أَفْضَی الفعلُ إِلیه فنصبه. قال الجوهری: و الاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ؛ قال ابن بری: هو كما ذكر إِلَّا أَنّ الاستطاعة للإِنسان خاصّة و الإِطاقة عامة، تقول: الجمل مطیق لحِمْله و لا تقل مستطیع فهذا الفرق ما بینهما، قال: و یقال الفَرسُ صَبور علی الحُضْر. و الاستطاعةُ: القدرة علی الشی‌ء، و قیل: هی استفعال من الطاعة؛ قال الأَزهری: و العرب تحذف التاء فتقول اسْطاعَ یَسْطِیعُ؛ قال: و أَما قوله تعالی: فَمَا اسْطٰاعُوا أَنْ یَظْهَرُوهُ، فإِن أَصله استطاعوا بالتاء، و لكن التاء و الطاء من مخرج واحد فحذفت التاء لیخف اللفظ، و من العرب من یقول اسْتاعوا، بغیر طاء، قال: و لا یجوز فی القراءة، و منهم من یقول أَسْطاعُوا بأَلف مقطوعة، المعنی فما أَطاعُوا فزادوا السین؛ قال: قال ذلك الخلیل و سیبویه عوضاً من ذهاب حركة الواو لأَن الأَصل فی أَطاعَ أَطْوَعَ، و من كانت هذه لغته قال فی المستقبل یُسْطِیعُ، بضم الیاء؛ و حكی عن ابن السكیت قال: یقال ما أَسطِیعُ و ما أُسْطِیعُ و ما أَسْتِیعُ، و كان حمزة الزیات یقرأُ: فما اسْطّاعوا، بإِدغام الطاء و الجمع بین ساكنین، و قال أَبو إِسحاق الزجاج: من قرأَ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخلیل و یونس و سیبویه و جمیع من یقول بقولهم، و حجتهم فی ذلك أَن السین ساكنة، و إِذا أُدغمت التاء فی الطاء صارت طاء ساكنة و لا یجمع بین ساكنین، قال: و من قال أَطْرَحُ حركة التاء علی السین فأَقرأُ فما أَسَطاعوا فخطأ أَیضاً لأَن سین استفعل لم تحرك قط. قال ابن سیدة: و اسْتَطاعَه و اسْطاعَه و أَسْطاعَه و اسْتاعَه [اسْتاعْه و أَسْتاعَه أَطاقَه فاسْتَطاعَ، علی قیاس التصریف، و أَما اسْطاعَ موصولةً فعلی حذف التاء لمقارنتها الطاء فی المخرج فاسْتُخِفَّ بِحذفها كما استخف بحذف أَحد اللامین فی ظَلْتُ، و أَما أَسْطاعَ مقطوعة فعلی أَنهم أَنابُوا السین منَابَ حركة العین فی أَطاعَ التی أَصلها أَطْوَعَ، و هی مع ذلك زائدة، فإِن قال قائل: إِنّ السین عوض لیست بزائدة، قیل: إِنها و إِن كانت عوضاً من حركة الواو فهی زائدة لأَنها لم تكن عوضاً من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة فی عَطاءٍ و نحوه؛ قال ابن جنی: و تعقب أَبو العباس علی سیبویه هذا القول فقال: إِنما یُعَوَّضُ من الشی‌ء إِذا فُقِدَ و ذهب، فأَما إِذا كان موجوداً فی اللفظ فلا وجه للتعویض منه، و حركة العین التی كانت فی الواو قد نقلت إِلی الطاء التی هی الفاء، و لم تعدم و إِنما نقلت فلا وجه للتعویض من شی‌ء موجود غیر مفقود، قال: و ذهب عن أَبی العباس ما فی قول سیبویه هذا من الصحة، فإِمّا غالَطَ و هی من عادته معه، و إِمّا زلّ فی رأْیه هذا، و الذی یدل علی صحة قول سیبویه فی هذا و أَن السین عوض من حركة عین الفعل أَن الحركة التی هی الفتحة، و إِن كانت كما قال أَبو العباس موجودة منقولة إِلی الفاء، إِما فقدتها العین فسكنت بعد ما كانت متحركة فوهنت بسكونها، و لما دخلها من التَّهیُّؤ للحذف عند سكون اللام، و ذلك لم یُطِعْ و أَطِعْ، ففی كل هذا قد حذف العین لالتقاء الساكنین، و لو كانت العین متحركة لما حذفت لأَنه لم یك هناك التقاء ساكنین، أَ لا تری أَنك لو قلت أَطْوَعَ یُطْوِعُ و لم یُطْوِعْ و أَطْوِعْ زیداً لصحت العین و لم تحذف؟ فلما نقلت عنها الحركة و سكنت سقطت لاجتماع الساكنین فكان هذا توهیناً
لسان العرب، ج‌8، ص: 243
و ضعفاً لحق العین، فجعلت السین عوضاً من سكون العین الموهن لها المسبب لقلبها و حذفها، و حركةُ الفاء بعد سكونها لا تدفع عن العین ما لحقها من الضعف بالسكون و التَّهیُّؤ للحذف عند سكون اللام، و یؤكد ما قال سیبویه من أَن السین عوض من ذهاب حركة العین أَنهم قد عوضوا من ذهاب حركة هذه العین حرفاً آخر غیر السین، و هو الهاء فی قول من قال أَهْرَقْتُ، فسكن الهاء و جمع بینها و بین الهمزة، فالهاء هنا عوض من ذهاب فتحة العین لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْیَقْتُ، و الواو عندی أَقیس لأَمرین: أَحدهما أَن كون عین الفعل واواً أَكثر من كونها یاء فیما اعتلت عینه، و الآخر أَن الماء إِذا هریق ظهر جوهره وصفا فَراق رائیه، فهذا أَیضاً یقوّی كون العین منه واواً، علی أَن الكسائی قد حكی راقَ الماءُ یَرِیقُ إِذا انْصَبّ، و هذا قاطع بكون العین یاء، ثم إِنهم جعلوا الهاء عوضاً من نقل فتحة العین عنها إِلی الفاء كما فعلوا ذلك فی أَسطاع، فكما لا یكون أَصل أَهرقت استفعلت كذلك ینبغی أَن لا یكون أَصل أَسْطَعْتُ اسْتَفْعَلْتُ، و أَما من قال اسْتَعْتُ فإِنه قلب الطاء تاء لیشاكل بها السین لأَنها أُختها فی الهمس، و أَما ما حكاه سیبویه من قولهم یستیع، فإِما أَن یكونوا أَرادوا یستطیع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظَلْتُ و تركوا الزیادة كما تركوها فی یبقی، و إِما أَن یكونوا أَبدلوا التاء مكان الطاء لیكون ما بعد السین مهموساً مثلها؛ و حكی سیبویه ما أَستتیع، بتاءین، و ما أَسْتِیعُ و عدّ ذلك فی البدل؛ و حكی ابن جنی استاع یستیع، فالتاء بدل من الطاء لا محالة، قال سیبویه: زادوا السین عوضاً من ذهاب حركة العین من أَفْعَلَ. و تَطاوَعَ للأَمر و تَطَوَّعَ به و تَطَوَّعَه: تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه. و فی التنزیل: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ؛ قال الأَزهری: و من یَطَّوَّعْ خیراً، الأَصل فیه یتطوع فأُدغمت التاء فی الطاء، و كل حرف أَدغمته فی حرف نقلته إِلی لفظ المدغم فیه، و من قرأَ: وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً، علی لفظ الماضی، فمعناه للاستقبال، قال: و هذا قول حذاق النحویین. و یقال: تَطاوَعْ لهذا الأَمر حتی تَسْتَطِیعَه. و التَّطَوُّعُ: ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا یلزمه فرضه كأَنهم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ. و المُطَّوِّعةُ: الذین یَتَطَوَّعُون بالجهاد، أُدغمت التاء فی الطاء كما قلناه فی قوله: و من یَطَّوَّعْ خیراً، و منه قوله تعالی: الَّذِینَ یَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ، و أَصله المتطوعین فأُدغم. و حكی أَحمد بن یحیی المطوِّعة، بتخفیف الطاء و شد الواو، و ردّ علیه أَبو إِسحاق ذلك. و‌فی حدیث أَبی مسعود البدری فی ذكر المُطَّوِّعِینَ من المؤمنین: قال ابن الأَثیر: أَصل المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء فی الطاء و هو الذی یفعل الشی‌ء تبرعاً من نفسه، و هو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ. و طَوْعةُ: اسم.

طیع؛ ج8، ص: 243

: الطَّیْعُ: لغة فی الطوْع مُعاقِبةٌ.

فصل الظاء المعجمة؛ ج8، ص: 243

ظلع؛ ج8، ص: 243

: الظَّلْعُ: كالغَمْزِ. ظَلَعَ الرجلُ و الدابةُ فی مَشْیِه یَظْلَعُ ظَلْعاً: عَرَجَ و غمزَ فی مَشْیِه؛ قال مُدْرِكُ بن محصن «2»: رَغا صاحِبی بعد البُكاءِ، كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطْرافِ رَخْصٌ عَرِینُها مِنَ الملْحِ لا تَدْرِی أَ رِجْلٌ شِمالُها بها الظَّلْعُ، لَمَّا هَرْوَلَتْ، أَمْ یَمِینُها
(2). قوله [محصن] كذا فی الأصل، و فی شرح القاموس حصن.
لسان العرب، ج‌8، ص: 244
و قال كثیِّر: و كنتُ كَذاتِ الظَّلْعِ، لَمَّا تحامَلَتْ علی ظَلْعِها یومَ العِثارِ، اسْتَقَلَّتِ و قال أَبو ذؤَیب یذكر فرساً: یَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّه صَدْعٌ سَلِیمٌ، رَجْعُه لا یَظْلَعُ النَّهِیشُ المُشاشِ: الخَفِیفُ القَوائِمِ، و رَجْعُه: عطْفُ یدیه. و دابّة ظالِعٌ و بِرْذَوْنٌ ظالِعٌ، بغیر هاء فیهما، إِن كان مذكراً فعلی الفعل، و إِن كان مؤنثاً فعلی النسب. و قال الجوهریّ: هو ظالِعٌ و الأُنثی ظالعة. و فی مَثَل: ارْقَ علی ظَلْعِكَ أَن یُهاضَا أَی ارْبَعْ علی نفسك و افْعَلْ بقدر ما تُطِیقُ و لا تَحْمِلْ علیها أَكثر مما تطیق. ابن الأَعرابی: یقال ارْقَ علی ظلْعِك، فتقول: رَقِیتُ رُقِیًّا، و یقال: ارْقَأْ علی ظلعك، بالهمز، فتقول: رَقَأْتُ، و معناه أَصْلِحْ أَمرَك أَوَّلًا. و یقال: قِ علی ظَلْعِك، فتجیبه: وَقَیْتُ أَقی وَقْیاً. و روی ابن هانئ عن أَبی زید: تقول العرب ارْقَأْ علی ظَلْعِكَ أَی كُفَّ فإِنی عالم بمَساوِیكَ. و فی النوادر: فلان یَرْقَأُ علی ظَلْعِه أَی یَسكُتُ علی دائِه و عَیْبِه، و قیل: معنی قوله ارْقَ علی ظَلْعِكَ أَی تَصَعَّدْ فی الجبل و أَنت تعلم أَنك ظالِعٌ لا تُجْهِدُ نفسَك. و یقال: فرس مِظْلاعٌ؛ قال الأَجْدَعُ الهَمْدانِیّ: و الخَیْلُ تَعْلَمُ أَنَّنی جارَیْتُها بأَجَشَّ، لا ثَلِبٍ و لا مِظْلاعِ و قیل: أَصل قوله ارْبَعْ علی ظَلْعِكَ من رَبَعْتُ الحجَر إِذا رَفَعْتَه أَی ارْفعْه بمقدار طاقتك، هذا أَصله ثم صار المعنی ارْفُقْ علی نفسك فیما تحاوله. و‌فی الحدیث: فإِنه لا یَرْبَع علی ظَلْعِكَ من لیس یَحْزُنه أَمرك؛ الظلْع، بالسكون: العَرَجُ؛ المعنی لا یقیم علیك فی حال ضعفك و عرَجِك إِلا مَنْ یهتم لأَمرك و شأْنك و یُحْزِنُه أَمرُك. و‌فی حدیث الأَضاحِی: و لا العَرْجاءُ البَیِّنُ ظَلَعُها.و‌فی حدیث علیّ یصف أَبا بكر، رضی الله عنهما: عَلَوْتَ إِذْ ظَلَعُوا‌أَی انْقَطَعُوا و تأَخَّروا لتَقْصِیرهِم، و‌فی حدیثه الآخر: و لْیَسْتَأْنِ بِذاتِ النَّقْب «1» و الظَّالِعِ‌أَی بذات الجَرَب و العَرْجاءِ؛ قال ابن بری: و قول بَغْثَر بنِ لقیط: لا ظَلْعَ لی أَرْقِی علیه، و إِنَّما یَرْقِی علی رَثَیاتِه المَنْكُوبُ أَی أَنا صحیح لا عِلَّة بی. و الظُّلاعُ: داءٌ یأْخذ فی قوائِم الدّوابِّ و الإِبل من غیر سیر و لا تعَب فَتظْلَعُ منه. و‌فی الحدیث: أُعْطِی قوماً أَخافُ ظَلَعَهم، هو بفتح اللام، أَی مَیْلَهم عن الحق و ضَعْفَ إِیمانهم، و قیل: ذَنْبَهم، و أَصله داء فی قوائم الدابة تَغْمِزُ منه. و رجل ظالِعٌ أَی مائل مُذْنِبٌ، و قیل: المائل بالضاد، و قد تقدم. و ظلَع الكلْبُ: أَراد السِّفادَ و قد سَفِدَ. و روی أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب تأَخّر الحاجة ثم قضائها فی آخر وقتها: من أَمثالهم فی هذا: إِذا نام ظالِعُ الكلابِ، قال: و ذلك أَن الظالِعَ منها لا یَقْدِرُ أَن یُعاطِلَ مع صِحاحِها لضعفه، فهو یؤخر ذلك و ینتظر فراغ آخرها فلا ینام حتی إِذا لم یبق منها شی‌ء سَفِدَ [سَفَدَ حینئذ ثم ینام، و قیل: من أَمثال العرب:
(1). قوله [النقب] ضبط فی نسخة من النهایة بالضم و فی القاموس هو بالفتح و یضم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 245
لا أَفعل ذلك حتی ینام ظالِعُ الكلاب، قال: و الظالع من الكلاب الصَّارِفُ؛ یقال صَرَفَتِ الكلبةُ و ظَلَعَتْ و أَجْعَلَتْ و اسْتَجْعَلَتْ و اسْتَطارَت إِذا اشتهت الفحل. قال: و الظالع من الكلاب لا ینام فیضرب مثلًا للمُهْتَمِّ بأَمره الذی لا ینام عنه و لا یُهْمِلُه؛ و أَنشد خالد بن زید قول الحطیئة یُخاطِبُ خَیالَ امرأَةٍ طَرَقَه: تَسَدَّیْتَنا من بعدِ ما نامَ ظالِعُ الكِلابِ، و أخْبی نارَه كلُّ مُوقِدِ و یروی: و أَخْفی … و قال بعضهم: ظالع الكلاب الكلبة الصارِفُ. یقال: ظَلَعَت الكلبةُ و صَرَفَت لأَن الذكور یَتْبَعْنها و لا یَدَعْنَها تنام. و الظَّالِعُ: المُتَّهَمُ؛ و منه قوله: ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ، هذا بالظاء لا غیر؛ و قوله: و ما ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَیْتُهُمُ به، و لا حَسَدٍ مِنِّی لَهُمْ یتَظَلَّعُ قال ابن سیدة: عندی أَن معناه یقوم فی أَوْهامِهم و یَسْبِقُ إِلی أَفهامهم. و ظَلَعَ یَظْلَعُ ظَلْعاً: مال؛ قال النابغة: أَ تُوعِدُ عَبْداً لم یَخُنْكَ أَمانةً، و تَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً، و هو ظالِعُ؟ و ظَلَعَتِ المرأَةُ عینَها: كسَرَتْها و أَمالَتْها؛ و قول رؤبة: فإِنْ تَخالَجْنَ العُیُونَ الظُّلَّعا إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه علی النسب. و ظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها تَظْلَعُ أَی ضاقتْ بهم من كثرتهم و الظُّلَعُ: جبل لِسُلَیْم. و‌فی الحدیث: الحِمْلُ المُضْلِعُ و الشَّرُّ الذی لا یَنْقَطِعُ إِظْهارُ البِدَعِ؛ المُضْلِعُ المُثْقِلُ، و قد تقدم فی موضعه؛ قال ابن الأَثیر: و لو روی بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ و الغَمْزِ «1» لكان وجهاً.

فصل العین المهملة؛ ج8، ص: 245

عفرجع؛ ج8، ص: 245

: الأَزهری: رجل عَفَرْجَعٌ سَیِّ‌ءُ الخُلُق.

عكنكع؛ ج8، ص: 245

: الأَزهری: العَكَنْكَعُ الذكر من الغِیلانِ، و قال غیره: و یقال له الكَعَنْكَعُ. الفراء: الشیطان هو الكَعَنْكَعُ و العَكَنْكَعُ و القانُ. قال الأَزهری: العَكَنْكَعُ الخَبِیثُ من السَّعالی.

عوع؛ ج8، ص: 245

: الأَزهریّ: قال الأَصمعی سمعت عَوْعاةَ القوم و غَوْغاتَهم إِذا سمعت لهم لجَبَةً و صوتاً.

عیع؛ ج8، ص: 245

: الأَزهری: یقال عَیَّعَ القومُ تَعْییعاً إِذا عَیُوا عن أمرٍ قَصَدُوه؛ و أَنشد: حَطَطْتُ علی شِقِّ الشِّمالِ و عَیَّعُوا، حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِب و قال: الحَطّ الاعتمادُ علی السَّیْرِ.

فصل الفاء؛ ج8، ص: 245

فجع؛ ج8، ص: 245

: الفجیعة: الرَّزِیّةُ المُوجِعةُ بما یَكْرُمُ فَجَعَه یَفْجَعُه فَجْعاً، فهو مَفْجُوعٌ و فَجِیعٌ، و فَجَّعَه، و هی الفَجِیعةُ، و كذلك التفْجِیعُ. و فَجَعَتْه المُصِیبةُ أَی أَوْجَعَتْه. و الفَواجِعُ: المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ التی تَفْجَعُ الإِنسان بما یَعِزُّ علیه من مال أَو حَمِیم، الواحدة فاجِعةٌ؛ و فی التهذیب: و دَهْرٌ فاجعٌ له حَمِیمٌ «2»؛ قال لبید:
(1). قوله [من الظلع العرج و الغمز] تقدم فی مادة ضلع ضبط الظلع بتحریك اللام تبعاً لضبط نسخة النهایة (2). كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌8، ص: 246
فَجَّعَنی الرَّعْدُ و الصَّواعِقُ بالفارِسِ، یَوْمَ الكَریهةِ، النُّجُدِ و نزلت بفلان فاجِعةٌ. و التَّفَجُّعُ: التَّوَجُّعُ و التَّضَوُّر للرزیّةِ. و تَفَجَّعَتْ له أَی تَوَجَّعَت. و الفاجِعُ: الغُرابُ، صفة غالبة لأَنه یَفْجَعُ لنَعْیِه بالبین، و رجل فاجِعٌ و مُتَفَجِّعٌ: لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ. و میّت فاجِعٌ و مُفْجِعٌ: جاء علی أَفْجَع، و لم یتكلم به.

فدع؛ ج8، ص: 246

: الفَدَعُ: عَوَجٌ و مَیْلٌ فی المَفاصِل كلِّها، خِلْقةً أو داءٌ كأَنَّ المفاصل قد زالت عن مواضعها لا یُسْتطاعُ بَسْطُها معه، و أَكثر ما یكون فی الرُّسْغِ من الید و القَدَمِ. فَدِع فَدَعاً و هو أَفْدَعُ بَیِّنُ الفَدَعِ: و هو المُعْوَجُّ الرُّسْغِ من الید أَو الرجل فیكون منقلب الكفّ أَو القدم إِلی إِنْسِیِّهِما؛ و أَنشد شمر لأَبی زبید: مقابِل الخَطْوِ فی أَرْساغِه فَدَعُ و لا یكون الفَدَعُ إِلا فی الرسغ جُسْأَةً فیه، و أَصل الفَدَعِ المیل و العَوَجُ فكیفما مالَتِ الرجْلُ فقد فَدِعَتْ، و الأَفْدَعُ الذی یمشی علی ظهر قدمه، و قیل: هو الذی ارْتَفَعَ أَخْمَصُ رجلِه ارتفاعاً لو وطئ صاحبها علی عُصْفور ما آذاه، و فی رجله قَسَطٌ، و هو أن تكون الرجل مَلْساءَ الأَسْفَلِ كأَنها مالَج؛ و أَنشد أَبو عَدْنانَ: یومٌ مِن النَّثْرةِ أَو فَدْعائِها، یُخْرِجُ نَفسَ العَنْز مِنْ وَجْعائِها قال: یعنی بفَدْعائِها الذراع یُخْرِجُ نفْس العنز من شدّة القُرِّ. و قال ابن شمیل: الفَدَعُ فی الیَدَیْنِ تَراه یَطَأُ علی أُمِّ قِرْدانِه فَیَشْخَصُ صَدْرُ خُفِّه، جمَل أَفْدَعُ و ناقة فَدْعاءُ، و قیل: الفَدَع أَن تَصْطَكَّ كعباه و تَتَباعَدَ قدماه یمیناً و شِمالًا. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه مضی إِلی خَیْبَر فَفَدَعَه أَهلها؛ الفَدَعُ، بالتحریك، زیغ بین القدم و بین عظم الساق و كذلك فی الید، و هو أَن تزول المفاصل عن أَماكِنها. و‌فی صفة ذی السُّوَیْقَتَیْنِ الذی یَهْدِمُ الكعبة: كأَنی به أُفَیْدِعَ أُصَیْلِعَ؛ أُفَیْدِعُ: تصغیر أَفْدَعَ. و الفَدَعةُ: موضع الفَدَعِ. و الأَفْدَعُ: الظلیم لانحراف أَصابعه، صفة غالبة، و كلُّ ظَلِیمٍ أَفْدَعُ لأَنَّ فی أَصابعه اعوجاجاً. و سَمْكٌ أَفْدَعُ: مائِلٌ علی المثل؛ قال رؤبة: عن ضَعْفِ أَطْنابٍ و سَمْكٍ أَفْدَعا فجعل السمْكَ المائِلَ أَفْدَعَ. و‌فی الحدیث: أَنه دعا علی عُتَیْبةَ بن أَبی لهَب فَضَغَمَه الأَسد ضَغْمةً فَدَعَته؛ الفَدْعُ: الشدْخُ و الشَّقُّ الیَسِیرُ. و‌فی الحدیث فی الذبْح بالحَجَر: إِنْ لم یَفْدَعِ الحُلْقُومَ فكلْ، لأَن الذبح بالحجر یَشْدَخُ الجلد و ربما لا یَقْطَعُ الأَوْداجَ فیكون كالموْقُوذ. و‌فی حدیث ابن سیرین: سئل عن الذبیحة بالعُود فقال: كلْ ما لم یَفْدَعْ، یرید ما قَدّ بحدّه فكله و ما قدّ بِثِقَله فلا تأْكُلْه؛ و منه‌الحدیث: إِذاً تَفْدَعُ قُرَیْشٌ الرأْسَ.

فرع؛ ج8، ص: 246

: فَرْعُ كلّ شی‌ء: أَعْلاه، و الجمع فُرُوعٌ، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و‌فی حدیث افْتِتاحِ الصلاة: كان یَرْفَعُ یدیه إِلی فُرُوعِ أُذُنَیْهِ‌أَی أَعالِیها. و فَرْعُ كل شی‌ء: أَعلاه. و‌فی حدیث قیام رمضان: فما كنا نَنْصَرِفُ إِلا فی فُرُوعِ الفجْر؛ و منه‌حدیث ابن ذی المِشْعارِ: علی أَن لهم فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض و ارْتَفَعَ؛ و منه‌حدیث عطاء: و سئل و من أَین أَرْمِی الجمرتین؟ فقال: تَفْرَعُهما‌أَی تَقِفُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 247
علی أَعْلاهما و تَرْمِیهما. و‌فی الحدیث: أیُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا: فَرْعُها، قال: و كذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ و قوله أَنشده ثعلب: مِنَ المُنْطِیاتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَ ما یُرَی، فی فُرُوعِ المُقْلَتَیْنِ، نُضُوبُ إِنما یرید أَعالِیَهما. و قَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِیبِ و طرَفه. الأَصمعی: من القِسِیّ القَضِیبُ و الفَرْعُ، فالقضیب التی عملت من غُصْنٍ واحد غیر مشقوق، و الفَرْعُ التی عملت من طرف القضیب. و قال أَبو حنیفة: الفَرْعُ من خیر القِسِیِّ. یقال: قَوْسٌ فَرْعٌ و فَرْعةٌ؛ قال أَوس: علی ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِیرها، إذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ یقال: قوس فرْع أَی غیرُ مَشْقوقٍ، و قوسٌ فِلْقٌ أَی مشقوق؛ و قال: أَرْمی علیها، و هْیَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، و هْیَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ و إِصْبَعُ و فَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَی عَلَوْته، و بالقاف أَیضاً. و فَرَعَ الشی‌ءَ یَفْرَعُه فَرْعاً و فُرُوعاً و تَفَرَّعَه: عَلاه. و قیل: تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر: و تَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَیْ وائِلٍ، هامةَ العِزِّ و جُرْثُومَ الكَرَمْ و فَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه. و فَرع القومَ و تَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال: تُعَیِّرُنی سَلْمَی، و لیسَ بِقَضْأَةٍ، و لَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَی، تَفَرَّعْتُ دارما و الفَرْعةُ: رأْسُ الجبل و أَعْلاه خاصّة، و جمعها فِراعٌ؛ و منه قیل: جبل فارِعٌ. و نَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما یَلِیهِ. و یقال: ائْتِ فَرْعةً من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، و هی أَماكنُ مرتفعة. و فارعةُ الجبل: أَعلاه. یقال: انزل بفارِعة الوادی و احذر أَسفَله. و تِلاعٌ فَوارِعُ: مُشْرِفاتُ المَسایِلِ، و بذلك سمیت المرأَة فارِعةً. و یقال: فلان فارِعٌ. و نَقاً فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طویل. و المُفْرِعُ: الطویلُ من كل شی‌ء. و‌فی حدیث شریح: أَنه كان یجعل المُدَبَّر من الثلث، و كان مسروق یجعله الفارِعَ من المال.و الفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالی الهَیِّ‌ءُ الحَسَنُ. و الفارِعُ: العالی. و الفارِعُ: المُسْتَفِلُ. و‌فی الحدیث: أَعْطی یومَ حُنَیْنٍ «3» فارِعةً من الغَنائِمِ‌أَی مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ. و فَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر. و كَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالیة مُشْرِفة عریضة. و رجل مُفْرِعُ الكتِف أَی عَرِیضُها، و قیل مرتفعها، و كل عالٍ طویلٍ مُفْرِعٌ. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: یَكادُ یَفْرَعُ الناسَ طُولًا‌أَی یَطُولُهم و یَعْلُوهم، و منه‌حدیث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ «4» طُولًا.و فَرْعةُ الطریقِ و فَرَعَتُه و فَرْعاؤُه و فارِعَتُه، كله: أَعلاه و مُنْقَطَعُه، و قیل: ما ظهر منه و ارتفع، و قیل: فارِعتُه حواشِیه. و الفُرُوعُ: الصُّعُود. و فَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. و فَرَعَ رأْسَه بالعَصا و السیف فَرْعاً: عَلاه. و یقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشریف منهم. و فَرَعْتُ قوْمی أَی عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. و أَفْرَعَ فلانٌ: طالَ و عَلا. و أَفْرَعَ فی قومِه
(3). قوله [أعطی یوم حنین إلخ] كذا بالأصل، و فی نسخة من النهایة: أعطی العطایا إلخ. (4). قوله [تفرع الناس] كذا بالأصل، و فی نسخة من النهایة: النساء.
لسان العرب، ج‌8، ص: 248
و فَرَّعَ: طال؛ قال لبید: فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، یَقُودُ بُلْقاً مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ شبَّه البَرْقَ بالخیل البُلْقِ فی أَوّلِ الناسِ. و تَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ و نحوه. و تَفَرَّعهم: تزوَّجَ سیِّدةَ نِسائِهم و عُلْیاهُنَّ. یقال: تَفَرَّعْتُ ببنی فلان تزوَّجْتُ فی الذُّرْوةِ منهم و السَّنامِ، و كذلك تَذَرَّیْتُهم و تنَصَّیْتُهم. و فَرَّعَ و أَفْرَعَ: صَعَّدَ و انْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِیتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ یقول: أَحدُنا مُصَعِّدُ و الآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ فی الإِفْراعِ بمعنی الانْحِدارِ: فإِنْ كَرِهْتَ هِجائی فاجْتَنِبْ سَخَطی، لا یُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِی و تَصْعِیدی إِفْراعی انْحِداری؛ و مثله لبشر: إِذا أَفْرَعَتْ فی تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها، و مَن یَطْلُبِ الحاجاتِ یُفْرِعْ و یُصْعِد و فَرَّعْتُ فی الجبل تَفْرِیعاً أَی انْحَدَرْتُ، و فَرَّعْتُ فی الجبل: صَعَّدْتُ، و هو من الأَضداد. و روی الأَزهری عن أَبی عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ فی الجبل إِذا صَعَّدَ فیه، و فَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ. و حكی ابن بری عن أَبی عبید: أَفْرَعَ فی الجبل صَعَّدَ، و أَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس فی التفریع بمعنی الانحدار: فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَیِّی فَفَرَّعُوا جَمِیعاً، و أَمّا حَیُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا قال شمر: و أَفْرَعَ أَیضاً بالمعنیین، و رواه … فأَفْرَعوا أَی انحدروا؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاد هذا البیت: … فَصَعَّدا لأَنّ القافیةَ منصوبة؛ و بعده: فَهَیْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه مُقِیمٌ، و حَیٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا و أَنشد ابن بری بیتاً آخر فی الإِصْعاد: إِنِّی امْرُؤٌ من یَمانٍ، حین تَنْسُبُنی، و فی أُمَیَّةَ إِفْراعِی و تَصْوِیبی قال: و الإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلی التصویبِ و هو الانْحِدارُ. و فَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، و فَرَّعْتَ إِذا نزلت. قال ابن الأَعرابی: فَرَّعَ و أَفْرعَ صَعَّدَ و انْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن همّام السّلُولی: فإِمّا تَرَیْنی الیَوْمَ مُزْجِی ظَعینَتی، أُصَعِّدُ سِرًّا فی البِلادِ و أُفْرِعُ «1» و فَرعَ، بالتخفیف: صَعَّدَ و عَلا؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَقولُ، و قد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ صَحاصِحَ غُبْراً، یَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها و أَصْعَدَ فی لُؤْمِه و أَفْرَعَ أَی انحَدَرَ. و بئس ما أَفْرَعَ به أَی ابتدأَ. ابن الأَعرابی: أَفْرَعَ هَبَطَ، و فَرَّعَ صَعَّدَ. و الفَرَعُ و الفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل و الغنم، و كان أَهل الجاهلیة یذبحونه لآلِهتهم یَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِیَ عنه المسلمون، و جمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب: كَغَرِیّ أَجْسَدَتْ رأْسه فُرُعٌ بَیْنَ رئاسٍ و حَامِ
(1). قوله [سراً] تقدم إنشاده فی صعد سیراً، و أنشده الصحاح هناك طوراً.
لسان العرب، ج‌8، ص: 249
رئاس و حام: فحلانِ. و‌فی الحدیث: لا فَرَعَ و لا عَتِیرةَ.تقول: أَفْرَعَ القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم. و أَفْرَعُوا: نُتِجُوا. و الفرَعُ و الفَرَعةُ: ذِبْح كان یُذْبَحُ إِذا بلغت الإِبل ما یتمناه صاحبها، و جمعهما فِراعٌ. و الفَرَعُ: بعیر كان یذبح فی الجاهلیة إِذا كان للإِنسان مائة بعیر نحر منها بعیراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ و لا یَذُوقُه هو و لا أَهلُه، و قیل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه، و هو الفَرَع؛ قال الشاعر: إِذْ لا یَزالُ قَتِیلٌ تَحْتَ رایَتِنا، كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ و قد كان المسلمون یفعلونه فی صدر الإِسلام ثم نسخ؛ و منه‌الحدیث: فَرِّعُوا إِن شئتم و لكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتی یَكْبَرَ‌أَی صغیراً لحمه كالغَراة و هی القِطْعة من الغِراء؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال: حق، و أَن تتركه حتی یكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خیر من أَن تَذْبَحَه یَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، و قیل: الفَرَعُ طعام یصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. و الفَرَعُ: أَن یسلخ جلد الفَصِیلِ فیُلْبَسَه آخَرُ و تَعْطِفَ علیه ناقة سِوَی أُمه فَتَدِرَّ علیه؛ قال أَوس بن حجر یذكر أَزْمةً فی شدَّة برد: و شُبِّهَ الهَیْدَبُ العَبامُ مِنَ الأَقوام سَقْباً مُجَلَّلًا فَرَعا أَراد مُجَلَّلًا جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ أَی أَهل القریة. و یقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك و الهَیْدَبُ: الجافی الخِلْقة الكثیرُ الشعر من الرجال. و العَبامُ: الثَّقِیلُ. و الفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال: فَمَنَّ و اسْتَبْقَی و لم یَعْتَصِرْ، مِنْ فَرْعِه، مالًا و لا المَكْسِرِ أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة. و المَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله، و قیل: إِنما الفَرْعُ هاهنا الغُصْنُ فكنی بالفَرْعِ عن حدیث ماله و بالمَكْسِرِ عن قدیمه، و هو الصحیح. و أَفْرَعَ الوادی أَهلَه: كَفاهُم. و فارَعَ الرجلَ: كفاه و حَمَلَ عنه؛ قال حسان بن ثابت: و أُنشِدُكُمْ، و البَغْیُ مُهْلِكُ أَهْلِه، إِذا الضَّیْفُ لم یُوجَدْ له مَنْ یُفارِعُهْ و الفَرْعُ: الشعر التام. و الفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، و هو التامُّ الشعَر. و فَرِعَ الرجلُ یَفْرَعُ فَرَعاً و هو أَفْرَعُ: كثر شعَره. و الأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، و جمعهما فُرْعٌ و فُرْعانٌ. و فَرْعُ المرأَة: شعَرُها، و جمعه فُرُوعٌ. و امرأَة فارِعةٌ و فَرْعاءُ: طویلة الشعر، و لا یقال للرجل إِذا كان عظیم اللحیة و الجُمَّة أَفْرَعُ، و إِنما یقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع، و‌كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة.و‌فی حدیث عمر: قیل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُ فقال: الفُرعان، قیل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافی الشعر، و قیل: الذی له جُمَّةٌ. و تَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَی كثرت. و الفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد فی القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة. و أَفرَعَ به: نزل. و أَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَی نَزَلْنا به. و أَفْرَعَ بنو فلان أَی انتجعوا فی أَوّل الناس. و فَرَعَ الأَرض و أَفْرَعَها و فرَّع فیها جوَّل فیها
لسان العرب، ج‌8، ص: 250
و عَلِمَ عِلْمَها و عَرَفَ خَبَرَها، و فَرعَ بین القوم یَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ و أَصلَح، و‌فی الحدیث: أَن جاریتین جاءتا تَشْتَدّانِ إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و هو یصلی فأَخذتا بركبتیه فَفَرَعَ بینهما‌أَی حَجَزَ و فرَّق؛ و یقال منه: فرَّع یُفَرِّعُ أَیضاً، و فَرَّع بین القوم و فرَّقَ بمعنی واحد. و‌فی الحدیث عن أَبی الطفیل قال: كنت عند ابن عباس فجاءه بنو أَبی لهب یختصمون فی شی‌ء بینهم فاقْتَتَلُوا عنده فی البیت، فقام یُفَرِّعُ بینهم‌أَی یَحْجُزُ بینهم. و‌فی حدیث علقمة: كان یُفَرِّعُ بیْن الغنم‌أَی یُفَرِّقُ، قال ابن الأَثیر: و ذكره الهرویّ فی القاف، و قال: قال أَبو موسی و هو من هَفَواته. و الفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ، و جمعه فَرَعةٌ، و هو مثل الوازِعِ. و أَفْرَعَ سفَره و حاجَته: أَخذ فیهما. و أَفْرَعُوا من سفَرهم: قدموا و لیس ذلك أَوانَ قدومهم. و فرَعَ فرسَه یَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه و كَفَّه و قَدَعَه؛ قال أَبو النجم: بِمُفْرَعِ الكِتْفَیْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ نفْرَعُه فَرْعاً، و لسْنا نَعْتِلُهْ «1» شمر: استفْرَعَ القومُ الحدیثَ و افْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر یرثی عبید بن أَیوب: و دلَّهْتَنِی بالحُزْنِ حتی تَرَكْتَنِی، إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحادیثَ، ساهِیا و أَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. و أفْرَعَها الحَیْضُ: أَدْماها. و أَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة. و الإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَی الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً. و أَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها. و أَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشی: صَدَدْت عن الأَعْداءِ، یومَ عُباعِبٍ، صُدُودَ المَذاكی أَفْرَعَتْها المَساحِلُ المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، یعنی أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحیضُ المرأَةَ بالدم. و افْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، و الفُرْعةُ دمها، و قیل له افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها، و هذا أَول صَیْدٍ فَرَعَه أَی أَراقَ دمه. قال یزید بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصیْدِ فَرَعٌ، قال: و هو مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ. و الفَرَعُ: القِسْمُ و خَصَّ به بعضهم الماء. و أُفْرِعَ بسید بنی فلان: أُخِذَ فقتل. و أَفْرَعَتِ الضَّبُعُ فی الغنم: قتلتها و أَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب: أَفْرَعْتِ فی فُرارِی، كأَنَّما ضِرارِی أرَدْتِ، یا جَعارِ و هی أَفْسَدُ شی‌ء رُؤیَ. و الفُرارُ: الضأْن، و أَما ما‌ورد فی الحدیث: لا یَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ و لا أَزَنّ و لا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ هاهنا: المُوَسْوِسُ. و الفَرَعةُ: القَمْلةُ العظیمة، و قیل: الصغیرةُ، تسكن و تحرك، و بتصغیرها سمیت فُرَیْعةُ، و جمعها فِراعٌ و فَرْعٌ و فَرَعٌ. و الفِراعُ: الأَوْدِیةُ. و الفَوارِعُ: موضعٌ، و فارِعٌ و فُرَیْعٌ و فُرَیْعةُ و فارِعةُ، كلها: أَسماء رجال. و فارِعة: اسم امرأَة. و فُرْعانُ: اسم رجل. و مَنازِلُ بن فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَیْسٍ. و الأَفْرَعُ: بطن من حِمْیَرٍ. و فَرْوَعٌ: موضع؛ قال البریق الهذلی:
(1). قوله [بمفرع إلخ] سیأتی إِنشاده فی مادة عتل: من مفرع الكتفین حر عطله
لسان العرب، ج‌8، ص: 251
و قَدْ هاجَنِی مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ، و أَجْزاعِ ذی اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ و فارِعٌ: حِصْنٌ بالمدینة یقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْیَسُ بن صُبابةَ حین قَتَلَ رجلًا من فِهْرٍ بأَخیه: قَتَلْتُ به فِهْراً، و حَمَّلْتُ عَقْلَه سَراةَ بَنی النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ و أَدْرَكْتُ ثَأْرِی، و اضْطَجَعْتُ مُوَشَّداً، و كُنْتُ إِلی الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ و الفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ: و نَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَیْصِرِ هَاهُنا طُهَیَّةُ، یَوْمَ الفارِعَیْنِ، بِلا عَقْدِ و الفُرْعُ: موضع و هو أَیضاً ماء بِعَیْنِه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًی مَحْمُود و فی الحدیث ذكر الفُرْع، بضم الفاء و سكون الراء، و هو موضع بین مكة و المدینة، و فُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما یكون من الحَرّ، قال أَبو خِراشٍ: و ظَلَّ لَنا یَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِیلُ قال: و قرأْته علی أَبی سعید بالعین غیر معجمة؛ قال أَبو سعید فی قول الهذلی: و ذَكَّرَها فَیْحُ نَجْمِ الفُروعِ، مِنْ صَیْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال قال: هی فُروعُ الجَوْزاءِ بالعین، و هو أَشدّ ما یكون من الحر، فإِذا جاءت الفروغُ، بالغین، و هی من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حینئذ بارداً و لا فَیْحَ یومئذ.

فرذع؛ ج8، ص: 251

: الفَرْذَعُ: المرأَة البَلْهاء.

فرقع؛ ج8، ص: 251

: الفَرْقَعَةُ: تَنْقِیضُ الأَصابع، و قد فَرْقَعَها فَتَفَرْقَعَتْ. و‌فی حدیث مجاهد: كَرِهَ أَن یُفَرْقِعَ الرجل أَصابعه فی الصلاة؛ فَرْقَعةُ الأَصابِعِ غَمْزُها حتی یُسْمَعَ لمفاصلها صوت، و المصدر الافْرِنْقاعُ، و الفَرْقَعةُ فی الأَصابع و التَّفْقِیعُ واحد. و الفَرْقَعةُ: الصوت بین شیئین یُضْرَبان. و الفُرْقُعةُ: الاست كالقُرْفُعةِ. و الفِرْقاعُ: الضَّرِطُ، و فی الأَزهری: یقال سمعت لرجله صَرْقَعةً و فَرْقَعةً بمعنی واحد، و قال: تَقَرْعَفَ و تَفَرْقَعَ إِذا انْقَبَضَ. و‌فی كلام عیسی بن عمر: افْرَنْقِعُوا عنی‌أَی انْكَشِفُوا و تَنَحَّوْا عنی؛ قال ابن الأَثیر أَی تحوَّلوا و تَفَرَّقُوا، قال: و النون زائدة.

فزع؛ ج8، ص: 251

: الفَزَعُ: الفَرَقُ و الذُّعْرُ من الشی‌ء، و هو فی الأَصل مصدرٌ. فَزِعَ منه و فَزَعَ فَزَعاً و فَزْعاً و فِزْعاً و أَفْزَعه و فَزَّعَه: أَخافَه و رَوَّعَه، فهو فَزِعٌ؛ قال سلامة: كُنَّا إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ، كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظّنابِیبِ و المَفْزَعةُ، بالهاء: ما یُفْزَعُ منه. و فُزِّعَ عنه أَی كُشِفَ عنه الخوف. و قوله تعالی: حَتّٰی إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ، عدّاه بعن لأَنه فی معنی كُشِفَ الفَزَعُ، و یُقرأُ فَزَّعَ أَی فزَّع الله، و‌تفسیر ذلك أَن ملائكة السماء كان عهدهم قد طال بنزول الوحی‌لسان العرب، ج‌8، ص: 252‌من السماوات العلا، فلما نزل جبریل إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، بالوحی أَوّلَ ما بُعث ظنت الملائكة الذین فی السماء أَنه نزل لقیام الساعة فَفَزِعَت لذلك، فلما تقرّر عندهم أَنه نزل لغیر ذلك كُشِفَ الفَزَعُ عن قلوبهم، فأَقبلوا علی جبریل و من معه من الملائكة فقال كل فریق منهم لهم: مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ فسأَلَتْ لأَیّ شی‌ء نزل جبریل، علیه السلام، قٰالُوا: الْحَقَّ أَی قالوا قال الحَقَّ؛ و قرأَ الحسن فُزِعَ أَی فَزِعَتْ من الفَزَعِ. و‌فی حدیث عمرو بن معدیكرب: قال له الأَشعث: لأُضْرِطَنَّكَ فقال: كلا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ‌أَی صحیحة تَنْزِلُ بها «2» الأَفْزاعُ. و المُفَزَّعُ: الذی كُشِفَ عنه الفَزَعُ و أُزِیلَ. و رجل فَزِعٌ، و لا یكسر لقلة فَعِلٍ فی الصفة و إِنما جمعه بالواو و النون، و فازِعٌ و الجمع فَزَعةٌ، و فَزَّاعةٌ: كثیر الفَزَعِ، و فَزَّاعةٌ أَیضاً: یُفَزِّعُ الناسَ كثیراً. و فازَعَه فَفَزَعَه یَفْزَعُه: صار أَشدَّ فَزَعاً منه. و فَزِعَ إِلی القوم: استغاثهم. و فَزِعَ القومَ و فَزَعَهم فَزْعاً و أَفْزعَهم: أَغاثَهم؛ قال زهیر: إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلی مُسْتَغِیثِهمْ، طِوالَ الرِّماحِ، لا ضِعافٌ و لا عُزْلُ و قال الكَلْحَبةُ الیَرْبُوعیُّ، و اسمه هبیرة بن عبد مناف و الكَلْحَبةُ أُمُّه: فقُلْتُ لكَأْسٍ: أَلْجِمِیها فإِنَّما حَلَلْتُ الكَثِیبَ من زَرُودٍ لأَفْزَعا «3» أَی لِنُغِیثَ و نُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا؛ مثله للراعی: إِذا ما فَزِعْنا أَو دُعِینا لِنَجْدةٍ، لَبِسْنا علیهنّ الحَدِیدَ المُسَرَّدا فقوله فَزِعْنا أَی أَغَثنا؛ و قول الشاعر هو الشَّمّاخُ: إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ أَعْقابُ نَیٍّ، علی الأَثْباجِ، مَنْضُودِ یقول: إِذا قل لبن ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ التی علی ظهورها و أَغاثَتْها فأَمدّتْها باللبن. و یقال: فلان مَفْزَعةٌ، بالهاء، یستوی فیه التذكیر و التأْنیث إِذا كان یُفْزَعُ منه. و فَزِعَ إِلیه: لَجَأَ، فهو مَفْزَعٌ لمن فَزِعَ إِلیه أَی مَلْجَأٌ لمن التَجَأَ إِلیه. و‌فی حدیث الكسوف: فافْزَعُوا إِلی الصلاة‌أی الجَؤُوا إِلیها و استَعِینُوا بها علی دَفْعِ الأَمرِ الحادِثِ. و تقول: فَزِعْتُ إِلیك و فَزِعْتُ مِنْكَ و لا تقل فَزِعْتُكَ. و المَفْزَعُ و المَفْزَعةُ: الملجأ، و قیل: المفزع المستغاث به، و المفزعة الذی یُفزع من أَجله، فرقوا بینهما، قال الفراء: المُفَزَّعُ یكون جَباناً و یكون شُجاعاً، فمن جعله شجاعاً مفعولًا به قال: بمثله تُنْزَلُ الأَفزاع، و من جعله جباناً جعله یَفْزَعُ من كل شی‌ء، قال: و هذا مثل قولهم للرجل إِنه لَمُغَلَّبٌ و هو غالبٌ، و مُغَلَّبٌ و هو مغلوبٌ. و فلان مَفْزَعُ الناسِ و امرأَة مَفْزَعٌ و هم مَفْزَعٌ: معناه إِذا دَهَمَنا أَمر فَزِعْنا إِلیه أَی لَجَأْنا إِلیه و استغثنا به. و الفَزَعُ أَیضاً: الإِغاثةُ؛قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم للأَنصار: إِنكم لتكثرون عند الفَزَعِ و تَقِلُّونَ عند الطمَعِ‌أَی تكثرون عند الإِغاثة، و قد یكون التقدیر أیضاً عند فَزَعِ الناس إِلیكم لتُغِیثُوهم. قال ابن بری: و قالوا فَزَعْتُه فَزْعاً بمعنی أَفْزَعْتُه أَی أَغَثْتُه و هی لغة
(2). قوله [تنزل بها] هذا تعبیر ابن الأثیر (3). قوله [حللت إلخ] فی شرح القاموس: نزلنا و لنفزعا و هو المناسب لما بعده من الحل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 253
ففیه ثلاث لغات: فَزِعتُ القومَ و فَزَعْتُهم و أَفزَعْتُهم، كل ذلك بمعنی أَغَثْتُهم. قال ابن بری: و مما یُسأَل عنه یقال كیف یصح أَن یقال فَزِعْتُه بمعنی أَغَثْتُه متعدیاً و اسم الفاعل منه فَعِلٌ، و هذا إِنما جاء فی نحو قولهم حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه، و استشهد سیبویه علیه بقوله حَذِرٌ أُمُوراً، و ردوا علیه و قالوا: البیت مصنوع، و قال الجرمی: أَصله حَذِرْتُ منه فعدّی بإِسقاط منه، قال: و هذا لا یصح فی فَزِعْتُه بمعنی أَغثته أَن یكون علی تقدیر من، و قد یجوز أَن یكون فَزِعٌ معدولًا عن فازِعٍ كما كانَ حَذِرٌ معدولًا عن حاذِر، فیكون مثل سَمِعٍ عدولًا عن سامِعٍ فیتعدّی بما تعدی سامع، قال: و الصواب فی هذا أَن فَزِعْتُه بمعنی أَغثته بمعنی فزعت له ثم أُسقطت اللام لأَنه یقال فَزِعْتُه و فَزِعْتُ له، قال: و هذا هو الصحیح المعول علیه. و الإِفْزاعُ: الإِغاثةُ. و الإِفْزاعُ: الإِخافةُ. یقال: فَزِعْتُ إِلیه فأَفْزَعَنِی أَی لَجَأْتُ إِلیه من الفَزَعِ فأَغاثنی، و كذلك التفْزِیعُ، و هو من الأَضداد، أَفْزَعْتُه إِذا أَغَثْتَه، و أَفْزَعْتُه إِذا خَوَّفْتَه، و هذه الأَلفاظ كلها صحیحة و معانیها عن العرب محفوظة. یقال: أَفْزَعْتُه لَمَّا فَزِعَ أَی أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ. و‌فی حدیث المخزومیة: فَفَزِعُوا إِلی أُسامةَ‌أَی استغاثوا به. قال ابن بری: و یقال فَزِعْتُ الرجلَ أغَثْتُهُ بمعنی أَفْزَعْتُه، فیكون علی هذا الفَزِعُ المُغِیثَ و المُسْتَغِیثَ، و هو من الأَضداد. قال الأَزهری: و العرب تجعل الفَزَعَ فَرَقاً، و تجعله إِغاثة للمفزوعِ المُرَوَّعِ، و تجعله استِغاثة، فأَما الفزَعُ بمعنی الاستغاثة‌ففی الحدیث: أَنه فَزِعَ أَهلُ المدینة لیلًا فركب النبی، صلی الله علیه و سلم، فرساً لأَبی طلحة عُرْیاً فلما رجع قال: لن تراعُوا، إِنی وجدته بحراً؛ معنی قوله فَزِعَ أَهل المدینة أَی اسْتَصْرَخوا و ظنوا أَن عدوّاً أَحاط بهم، فلما قال لهم النبی، صلی الله علیه و سلم، لن تراعوا، سكن ما بهم من الفَزَع. یقال: فزِعْتُ إِلیه فأَفْزَعَنی أَی استغثت إِلیه فأَغاثنی. و‌فی صفة علیّ، علیه السلام: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إلی ضِرْسٍ حدیدٍ‌أَی إِذا استُغِیثَ به التُجِئَ إِلی ضرس، و التقدیر فإِذا فُزِعَ إِلیه فُزِعَ إِلی ضرس، فحذف الجار و استتر الضمیر. و فَزِعَ الرجلُ: انتصر، و أَفْزَعَه هو. و‌فی الحدیث: أَنه فَزِعَ من نومه مُحْمَرّاً وجهه، و فی روایة: أَنه نام فَفَزِعَ و هو یضحك‌أی هَبَّ و انتبه؛ یقال: فَزِع من نومه و أَفْزَعْتُه أَنا، و كأَنه من الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الذی یُنَبَّه لا یخلو من فَزَعٍ مّا. و‌فی الحدیث: أَ لا أَفْزَعْتُمونی‌أَی أَنْبَهْتُمونی. و‌فی حدیث فضل عثمان: قالت عائشة للنبی، صلی الله علیه و سلم: ما لی لم أَركَ فَزِعْتَ لأَبی بكر و عمر كما فَزِعْتَ لعثمان؟ فقال: عثمانُ رجل حَییٌّ.یقال: فَزِعْتُ لِمَجی‌ءِ فلان إِذا تأَهَّبْتَ له متحوِّلًا من حال إِلی حال كما ینتقل النائم من النوم إِلی الیقظة، و رواه بعضهم بالراء و الغین المعجمة من الفراغ و الاهتمام، و الأَول الأَكثر. و فَزْعٌ و فَزَّاعٌ و فُزَیْعٌ: أَسماءٌ. و بنو فَزَعٍ: حَیٌّ.

فصع؛ ج8، ص: 253

: فَصَعَ الرُّطَبةَ یَفْصَعُها فَصْعاً و فَصَّعَها إِذا أَخذها بإِصْبَعِه فَعَصَرَها حتی تنقشر، و كذلك كلّ ما دلكته بإِصْبَعَیْكَ لِیَلِینَ فینفتح عما فیه. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن فَصْعِ الرطبة؛ قال أَبو عبید: فَصْعُها أَن تخرجها من قشرها لتَنْضَبِحَ عاجلًا. و فَصَعْتُ الشی‌ءَ من الشی‌ءِ إِذا أَخرجته و خَلَعْتَه. و فَصَّعَ الرجلُ یُفَصِّعُ تَفْصِیعاً: بَدَتْ منه رِیحُ سَوْءٍ و فَسْوٍ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 254
و الفُصْعةُ، فی بعض اللغات: غُلْفةُ الصبی إذا اتسعت حتی تخرج حشفته قبل أَن یُخْتَنَ. و غلام أَفْصَعُ أَجْلَعُ: بادِی القُلْفَةِ من كَمَرته. و‌فی حدیث الزبرقان: أَبْغَضُ صبیاننا إِلینا الأُفَیْصِعُ الكَمَرةِ الأُفَیْطِسُ النُّخَرةِ الذی كأَنه یَطَّلِعُ فی جِحَرة‌أَی هو غائر العینین. یقال: فَصَعَ الغلامُ و افْتَصَعَ إِذا كَشَرَ قُلْفَتَه، و فَصَعَها الصبی إِذا نحَّاها عن الحشفة. و فَصَعَ العمامة عن رأْسه فَصْعاً: حسَرَها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: رأَیْتُكَ هَرَّیْتَ العِمامَةَ، و بعد ما أَراكَ زَماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ و الفَصْعان: المكشوفُ الرأْس أَبداً حَرارةً و التِهاباً. و الفَصْعاءُ: الفأْرةُ. و فَصَّعتُه من كذا تَفْصِیعاً أَی أَخرجته منه فانْفَصَع. و افْتَصَعْتُ حَقِّی من فلان أَی أَخذته كله بقهر فلم أَترك منه شیئاً، و لا یُلْتَفَتُ إلی القاف.

فضع؛ ج8، ص: 254

: فَضَعَ فَضْعاً كضَفَعَ أَی جَعَسَ و أَحْدَثَ.

فظع؛ ج8، ص: 254

: فَظُعَ الأَمرُ، بالضم، یَفْظُعُ فَظاعةً، بالضم، فهو فَظیِعٌ و فَظِعٌ؛ الأَخیرة علی النسب، و أَفْظَعَ الأَمرُ: اشتَدَّ و شَنُعَ و جاوز المِقدارَ و بَرَّحَ، فهو مُفْظِعٌ. و‌فی الحدیث: لا تحل المسأَلة إلَّا لِذِی غُرْمٍ مُفْظِعٍ؛ المُفْظِعُ: الشدیدُ الشنِیعُ. و‌فی الحدیث: لم أَرَ مَنْظَراً كالیوم أَفْظَعَ‌أَی لم أَر منظراً فَظِیعاً كالیوم، و قیل: أَراد لم أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ منه فحذفها و هو فی كلام العرب كثیر. و‌فی حدیث سهل بن حُنَیْفٍ: ما وَضَعْنا سیوفنا علی عواتقنا إلی أَمر یُفْظِعُنا إلَّا أَسهلَ بنا؛ یُفْظِعُنا أَی یُوقِعُنا فی أَمر فَظِیعٍ شدید. و أُفْظِعُ الرجلُ، علی ما لم یسمَّ فاعلُه، أَی نزَل به أَمْرٌ عظیم؛ و منه قول لبید: و هُمُ السُّعاةُ، إذا العَشِیرةُ أُفْظِعَتْ، و هُمُ فَوارِسُها، و هم حُكَّامُها و أَفْظَعَه الأَمرُ و فَظِعَ به فَظاعةً و فَظَعاً و اسْتَفْظَعَه و أَفْظَعَه: رآه فَظِیعاً؛ و قوله أَنشده المبرد: قد عِشْتُ فی الناسِ أَطْواراً علی خُلُقٍ شَتّیً، و قاسَیْتُ فیه اللِّین و الفَظَعا یكون الفَظَعُ مصدر فَظِعَ به، و قد یكون مصدر فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلَّا أَنی لم أَسمع الفَظَعَ إلَّا هنا. قال أَبو زید: فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك و غلَبك فلم تَثِق بأَن تُطِیقَه. و‌فی الحدیث: لما أُسری بی و أَصبحت بمكة فَظِعْتُ بأَمری‌أَی اشتدَّ علیَّ و هِبْته؛ و منه‌الحدیث: أُرِیتُ أَنه وُضِعَ فی یَدَیَّ سِوارانِ من ذهب فَفَظِعْتُهُما، هكذا روی متعدیاً حملًا علی المعنی لأَنه بمعنی أَكْبَرْتهما و خِفْتهما، و المعروف فَظِعْتُ به أَو منه؛ و قول أَبی وجزة: تَرَی العِلافیَّ مِنْها مُوفِداً فَظِعاً، إِذا احْزَأَلَّ به من ظَهْرِها فِقَرُ قال فَظِعاً أَی مَلآنَ. و قد فَظِعَ فَظَعاً أَی امْتَلأَ. و الفَظِیعُ: الماءُ العذبُ. و الماءُ الفَظِیعُ: هو الماءُ الزُّلالُ الصَّافی، و ضده المُضاضُ، و هو الشدید المُلُوحةِ؛ قال الشاعر: یَردْنَ بُحُوراً ما یَمِدُّ جِمامَها أَتیُّ عُیُونٍ، ماؤُهُنَّ فَظِیعُ

فعفع؛ ج8، ص: 254

: الفَعْفَعةُ و الفَعْفَعُ: حكایة بعض الأَصوات. و الفَعْفَعانیُّ: الجازِرُ، هُذَلِیَّة؛ قال صخر الغیّ:
لسان العرب، ج‌8، ص: 255
فَنادَی أَخاه ثم قَامَ بِشَفْرةٍ إِلیه، فَعَالَ الفَعْفَعِیِّ المُناهِبِ یقال للجَزَّارِ: فَعْفَعانیٌّ و هَبْهَبیٌّ و سَطَّارٌ. و الفَعْفَعُ و الفَعْفَعانیُّ: الحُلْو الكلامِ الرطْبُ اللسان. و فَعْفَعَ الرَّاعی بالغنم: زجَرَها فقال لها: فَعْ فَعْ، و قیل: الفَعْفَعةُ زجر المعز خاصَّة، و رجل فَعْفاعٌ: یفعل ذلك، و راعٍ فَعفَاعٌ كقولك جَرجَرَ البعیرُ فهو جَرْجارٌ، و ثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثَارٌ، و فَعْفَعِیٌّ أَیضاً إِذا كان خفیفاً فی ذلك. و رجل فَعْفَعٌ و فَعْفاعٌ إِذا كان خفیفاً؛ و أَنشد بیت صخر الغی: فَعالَ الفَعْفَعِیُّ المُناهِبِ و الفَعْفَعُ و الفَعْفَعِیُّ: السریع. و وقع فی فَعْفَعةٍ أَی اختلاطٍ. و رجل فَعْفاعٌ وعْواعٌ لَعْلاعٌ رَعْراعٌ أَی جبان.

فقع؛ ج8، ص: 255

: الفَقْعُ و الفِقْعُ، بالفتح و الكسر: الأَبیض الرَّخْو من الكَمْأَة، و هو أَرْدَؤُها؛ قال الراعی: بِلادٌ یَبُزُّ الفَقْعُ فیها قِناعَه، كما ابْیَضَّ شَیْخٌ، من رِفاعةَ، أَجْلَحُ و جمع الفَقْعِ، بالفتحِ فِقَعةٌ مثل جَبْ‌ءٍ و جِبَأَةٍ، و جمع الفِقْعِ، بالكسر، فِقَعَةٌ أَیضاً مثل قِرْدٍ و قِرَدةٍ. و‌فی حدیث عاتكة قالت لابن جُرْموزٍ: یا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ؛ قال ابن الأَثیر: الفَقْعُ ضرْب من أَردَإِ الكَمْأَةِ، و القَرْدَدُ: أَرض مرتفعة إلی جنب وَهْدةٍ. و قال أَبو حنیفة: الفَقْعُ یَطْلُعُ من الأَرض فیظهر أَبیض، و هو ردی‌ء، و الجیِّد ما حُفِرَ عنه و استخرج، و الجمع أَفْقُعٌ و فُقُوعٌ و فِقَعةٌ، قال: و مِنْ جَنی الأَرضِ ما تأْتی الرِّعاءُ به مِنَ ابنِ أَوْبَرَ و المُغْرُود و الفِقَعهْ و یُشَبَّه به الرجل الذلیل فیقال: هو فَقْعُ قَرْقَرٍ، و یقال أَیضاً: أَذَلُّ من فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها؛ قال النابغة یهجو النعمان بن المنذر: حَدِّثونی بَنی الشَّقِیقةِ، ما یَمْنَعُ فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن یَزُولا اللیث: الفقْع كَمْ‌ءٌ یخرج من أَصل الإِجْردِّ و هو نَبْتٌ. قال: و هو من أَردإ الكَمْأَةِ و أَسْرَعِها فَساداً. و الفِقِّیعُ «1» جنس من الحَمام أَبیض علی التشبیه بهذا الجنس من الكمأَة، واحدته فِقِّیعةٌ. و الفَقَعُ: شِدَّةُ البیاض، و أَبیضُ فُقاعِیٌّ: خالص منه. و الفاقِعُ: الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها. و قد فَقَعَ یَفْقَعُ و یَفْقُعُ فُقُوعاً إذا خَلَصَت صفرته. و فی التنزیل: صَفْرٰاءُ فٰاقِعٌ لَوْنُهٰا و أَصْفَرُ فاقِعٌ و فُقاعِیٌّ: شدید الصُّفرة؛ عن اللحیانی. و أَحمرُ فاقِعٌ و فُقاعیٌّ: یخلِط حُمْرَتَه بیاض، و قیل: هو الخالص الحُمْرة. و یقال للرجل الأَحمر فُقاعِیّ، و هو الشدید الحمرة فی حُمرته شَرَقٌ من إغْرابٍ؛ و أَنشد: فُقاعِیّ، یَكادُ دَمُ الوَجْنَتَیْن یُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ
(1). قوله [و الفقیع] هو كسكیت كما فی القاموس، و قال شارحه: نقله الصاغانی عن الجاحظ، و هو غلط من الصاغانی فی الضبط و الصواب فیع الفقیع كأمیر.
لسان العرب، ج‌8، ص: 256
قال الأَزهریّ: و جعله الجاحظ فَقِیعاً، و هو فی نوادر أَبی زید فُسِّرَ مِثلَ ذلك فَقاعٌ، و قیل: الفاقِعُ الخالصُ الصّافی من الأَلْوانِ أَیَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحیانی. و یقال: أَصْفَرُ فاقِعٌ و أَبیضُ ناصِعٌ و أَحمر ناصِعٌ أَیضاً و أَحمر قانئٌ؛ قال لبید فی الأَصفر الفاقع: سُدُمٌ قَدِیمٌ عَهْدُه بأَنِیسِه، مِنْ بَیْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ و دِفانِ «1» و قال بُرْجُ بن مُسْهِرٍ الطائی فی الأَحمر الفاقع: تَراها فی الإِناءِ لَها حُمَیَّا كُمَیْتٌ، مِثْلَ ما فَقِعَ الأَدِیم و الفَقْعُ: الضُّراطُ، و قد فَقَّعَ به. و هو یُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا كان شدید الضُّراطِ. و فقع الحمارُ إِذا ضَرطَ. و إِنه لَفَقَّاعٌ أَی ضَرَّاطٌ. و التفْقِیعُ: التشَدُّقُ. یقال: قد فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ و جاء بكلام لا معنی له. و التفْقِیعُ: صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بعضها ببعض أَو فَرْقَعَها. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه نَهی عن التفْقِیعِ فی الصلاة.یقال: فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِیعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ، و هی الفَرْقَعةُ أَیضاً. و التفْقِیعُ أَیضاً: أَن تأْخذ ورَقةً من الورد فتدیرها ثم تغمزها بإِصبعك فتصوت إِذا انشقت. و تَفْقِیعُ الوَردةِ: أَن تُضْرَبَ بالكف فَتُفَقِّعَ و تَسْمَعَ لها صوتاً. و الفَقاقِیعُ: هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِیرِ الصغار مستدیرة تَتَفَقَّعُ علی الماء و الشرابِ عند المَزْجِ بالماء، واحدتها فُقَّاعةٌ؛ قال عدی بن زید یصف فَقاقِیعَ الخمر إِذا مُزِجَتْ: و طَفا فَوْقَها فَقاقِیعُ، كالیاقُوتِ، حُمْرٌ یُثِیرُها التصْفِیقُ و‌فی حدیث أُم سلمة: و إِنْ تَفاقَعَتْ عیناكَ‌أَی رَمِصَتا، و قیل ابیضَّتا، و قیل انشقَّتا. و الفُقَّاعُ: شَراب یتخذ من الشعیر سمی به لما یعلوه من الزَّبَدِ. و الفَقَّاعُ: الخبیثُ. و الفاقِعُ: الغلامُ الذی قد تحَرَّكَ و قد تَفَقَّعَ؛ قال جریر: بَنی مالِكٍ، إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ یَزَلْ یَجُرُّ المَخازِی مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا و الإِفْقاعُ: سوءُ الحالِ. و أَفْقَعَ: افْتَقَرَ. و فَقِیرٌ مُفْقِعٌ: مُدْقِعٌ فقیر مجهود، و هو أَسْوأُ ما یكون من الحال. و أَصابته فاقِعةٌ أَی داهِیةٌ. و فَواقِعُ الدهر: بَوائِقُه. و‌فی حدیث شریح: و علیهم خِفافٌ لها فُقْعٌ‌أَی خَراطِیمُ. و هو خفٌّ مُفَقَّعٌ أَی مُخَرْطَمٌ.

فكع؛ ج8، ص: 256

: الفَكْعُ: كالعَفْكِ سواءٌ، و سنذكره فی مكانه.

فلع؛ ج8، ص: 256

: فَلَعَ الشی‌ءَ: شَقَّه. و فَلَعَ رأْسَه بالسیف و الحجر یَفْلَعُه فَلْعاً فانْفَلَعَ و تَفَلَّع: شَقَّه و شَدَخَه. و قیل: كلّ ما تشقق فقد انْفَلَعَ و تَفَلَّعَ، و فَلَّعْتُه تَفْلیعاً؛ قال طفیل الغنوی: نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنا، كما شُقَّ بالمُوسی السَّنامُ المُفَلَّعُ و الفِلْعةُ: القِطْعةُ من السّنامِ، و جمعها فِلَعٌ. و فَلَعَ السَّنامَ بالسِّكِّینِ إِذا شقَّه. و تَفَلَّعَتِ البِطِّیخةُ إِذا انشقت. و تَفَلَّعَ العَقِبُ إِذا انشقَّ،
(1). قوله [سدم قدیم] كذا بالأصل، و الذی فی الصحاح فی غیر موضع: سدماً قلیلًا
لسان العرب، ج‌8، ص: 257
و هی الفُلوعُ، الواحد فَلْعٌ و فِلْعٌ. قال شمر: یقال فَلَخْتُه و قَفَخْتُه و سَلَعْتُه و فَلَعْتُه كل ذلك إِذا أَوضَحْته. و سیفٌ فَلُوعٌ و مِفْلَعٌ: قاطِعٌ، و الفِلْعةُ القِطْعةُ. و فی السَّبِّ و الفُحْشِ یقال للأَمة إِذا سُبَّتْ: قَبَّحَ اللهُ فِلْعَتَها قال الأَزهری: یعنون مَشَقَّ جهازِها أَو ما تَشَقَّقَ من عَقِبها. و یقال: رماه الله بفالِعةٍ أَی بداهِیة، و جمعها الفَوالِعُ. و قال كراع: الفَلَعةُ الفَرْجُ، و قبح الله فَلَعَتها كأَنه اسم ذلك المكان منها.

فلدع؛ ج8، ص: 257

: الفَلَنْدَعُ: المُلْتَوِی الرِّجْلِ؛ حكاه ابن جنی.

فنع؛ ج8، ص: 257

: الفَنَعُ: طِیبُ الرائحةِ. و الفَنَعُ: نَفْحةُ المِسْكِ. و مِسْكٌ ذو فَنَعٍ: ذَكِیُّ الرائحة؛ قال سوید بن أَبی كاهل: و فُرُوع سابِغ أَطرافُها، عَلَّلَتْها رِیحُ مِسْكٍ ذِی فَنَعْ و الفَنَعُ: نَشْرُ الثناءِ الحسَن. و الفَنَع: زیادةُ المالِ و كَثْرَتُه. و مالٌ ذو فَنَع و ذو فَنَإٍ علی البدل أَی كثیر، و الفَنَعُ أَعْرَفُ و أَكثر فی كلامهم؛ و‌فی حدیث معاویة أَنه قال لابن أَبی مِحْجَنٍ الثَّقَفِیِّ: أبوك الذی یقول: إِذا مُتُّ فادْفِنِّی إِلی جَنْبِ كَرْمةٍ، تُرَوِّی عِظامی فی التُّرابِ عُرُوقُها و لا تَدْفِنَنِّی فی الفَلاةِ، فإِنَّنی أَخافُ، إِذا ما متُّ، أَن لا أَذوقها فقال: أَبی الذی یقول: و قد أَجُودُ، و ما مالی بِذِی فَنَعٍ، و أَكْتُمُ السِّرَّ فیه ضَرْبةُ العُنُقِ الفنَعُ: المالُ الكثیر؛ و روی ابن برّیّ عجز هذا البیت: و قد أَكُرُّ وراءَ المُجْحِرِ الفَرِقِ و قال: و قد روی عجزه علی ما قدَّمناه. و الفَنَعُ: الكَرَمُ و العَطاء و الجُود الواسع و الفضل الكثیر؛ قال الأَعشی: و جَرَّبُوه، فما زادَتْ تَجارِبُهُمْ أَبا قُدامَة، إِلَّا الحَزْمَ و الفَنَعا و سَنِیعٌ فَنِیعٌ أَی كثیر؛ عن ابن الأَعرابی. و الفَنَعُ: الكثیر من كل شی‌ء، عنه أَیضاً، و كذلك الفَنِیعُ و الفَنِعُ. و یقال: له فَنَعٌ فی الجود؛ فأَما الاستشهاد علی ذلك بقول الزبرقان البَهْدَلیّ: أَ ظِلَّ بَیْتِیَ أَمْ حَسْناءَ ناعمةً عَیَّرْتنِی، أَمْ عَطاءَ اللهِ ذا الفَنَعِ فإِنه لم یضع الشاهد موضعه لأَن هذا الذی أَنشده لا یدل علی الكثیر إِنما یدل علی الكثرة، و هو إِنما استشهد به علی الكثیر، و یقال من ذلك فَنِعَ، بالكسر، یَفْنَعُ. و فرس ذو فَنَعٍ فی سیره أَی زیادةٍ.

فنقع؛ ج8، ص: 257

: الأَزهری: من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الفاء قبل القاف، قال: و الفِرْنِبُ مثله. و الفُنْقُعةُ و القُنْفُعةُ جمیعاً: الاسْتُ؛ كلتاهما عن كراع.

فوع؛ ج8، ص: 257

: فَوْعةُ النهارِ و غیره: أَوّلُه، و یقال ارتفاعه، و یقال: أَتانا فلان عند فَوْعةِ العشاء یعنی أَوّل الظلمة. و‌فی الحدیث: احْبِسُوا صِبیانكم حتی تَذْهَب فوْعةُ العشاء‌أَی أَوّلُه كَفَوْرَتِه. و فَوْعةُ الطیب: ما مَلأَ أَنفَك منه، و قیل: هو أَوّلُ ما یفوح منه. و یقال: وجدْتُ فَوْعةَ الطیب و فَوْغَتَه، بالعین
لسان العرب، ج‌8، ص: 258
و الغین، و هو طیبٌ رائحتُه تطیر إِلی خیاشیمك. و فَوْعةُ السمّ: حِدَّته و حَرارته، قال ابن سیدة: و قد قیل الأُفْعُوانُ منه، فوزنه علی هذا أُفْلُعانُ.

فصل القاف؛ ج8، ص: 258

قبع؛ ج8، ص: 258

: قَبَعَ یَقْبَعُ قَبْعاً و قُبُوعاً: نَخَرَ، و قَبَعَ الخِنزیرُ یَقْبَعُ قَبْعاً و قِباعاً كذلك. و قِبِّیعةُ الخنزیر، مكسورة الأَوّل مشدّدة الثانی: فِنْطِیسَتُه، و فی الصحاح: قِبِّیعةُ الخنزیر و قِنْبِیعَتُه نُخْرةُ أَنفه. و القَبْعُ: صوت یَرُدُّه الفرَسُ من مَنْخَرَیْه إِلی حَلْقِه و لا یكاد یكون إِلا من نفار أَو شی‌ء یتقیه و یكرهه؛ قال عنترة العبسی: إِذا وقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَیْه، تَوَلَّی قابِعاً فیه صُدُودُ و یقال لصوت الفیل: القَبْعُ و النَّخْفةُ. و القَبْعُ: الصِّیاحُ. و القُبوعُ: أَن یُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه فی قمیصه أَو ثوبه، یقال: قَبَعَ یَقْبَعُ قُبوعاً. و انْقَبَعَ: أَدخل رأْسه فی ثوبه. و قَبَعَ رأْسَه یَقْبَعُه: أَدخله هناك. و جاریةٌ قُبَعةٌ طُلَعةٌ: تَطَلَّعُ ثم تَقْبَعُ رأْسها أَی تدخله، و قیل: تَطْلُعُ مرة و تَقْبَعُ أُخری، و روی عن الزبرقان بن بدر السعْدِیّ أَنه قال: أَبْغَضُ كَنائِنِی إِلیّ الطُّلَعةُ القُبَعةُ، و هی التی تُطْلِعُ رأْسها ثم تَخْبَؤُه كأَنها قُنْفُذةٌ تقبع رأْسها. و القُبَعُ: القُنْفُذُ لأَنه یَخْنِسُ رأْسه، و قیل: لأَنه یَقْبَعُ رأْسَه بین شَوْكِه أَی یخبؤه، و قیل: لأَنه یقبع رأْسه أَی یردّه إِلی داخل؛ و قول ابن مقبل: و لا أَطْرُقُ الجارات باللیلِ قابِعاً، قُبُوعَ القَرَنْبَی أَخْطَأَتْه مَحاجِرُه هو من ذلك أَی یدخل رأْسه فی ثوبه كما یدخل القرنبی رأْسه فی جسمه. و یقال للقنفذ أَیضاً: قُباعٌ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: قاتَل الله فلاناً، ضَبَحَ ضَبْحةَ الثعلب و قَبَعَ قَبْعةَ القنفذِ؛ قَبَعَ أَی أَدخَل رأْسه و استخفی كما یفعل القنفذ: و القَبْعُ: أَن یُطَأْطِئَ الرجلُ رأْسه فی الركوع شدیداً. و القَبْعُ: تغطیةُ الرأْس باللیل لِرِیبة. و قَنْبَعَتِ الشجرةُ إِذا صارت زهرتها فی قُنْبُعةٍ أَی غِطاءٍ. و قَبَعَ النجمُ: ظهر ثم خفی. و امرأَة قَبْعاءُ: تَنْقَبِعُ إِسْكَتاها فی فرجها إِذا نُكِحَتْ، و هو عیب. و یقال للمرأَة الواسعة الجَهازِ: إِنَّها لقُباعٌ. و القُبَعةُ: طُوَیْئِرٌ صغیر أَبْقَعُ مثل العُصفورِ یكون عند جِحَرةِ الجِرْذان، فإِذا فَزِعَ أَو رُمِیَ بحجر قَبَعَ فیها أَی دخَلَها. و قَبَعَ فلان رأْس القِرْبةِ و المَزادة: و ذلك إِذا أَراد أَن یَسْقِیَ فیها فیدخل رأْسها فی جوفها لیكون أَمكن للسقی فیها، فإِذا قَلَبَ رأْسها علی ظاهرها قیل: قمعه، بالمیم؛ قال الأَزهری: هكذا حفظت الحرفین عن العرب. و قَبَعَ السِّقاءَ یَقْبَعُه قَبْعاً: ثَنَی فمه فجعل بشرته هی الداخلة ثم صَبّ فیه لبناً أَو غیره، و خَنَثَ سِقاءَه: ثَنَی فمه فأَخرج أَدَمَته و هی الداخلة. و اقْتَبَعْتُ السِّقاءَ إِذا أَدخلت خُرْبَتَه فی فمك فشربت منه، قال ابن الأَثیر «2»: قَبَعْتُ الجُوالِق إِذا ثَنَیْتَ أَطرافَه إِلی داخل أَو خارج، یرید أَنه لَذُو قَعْرٍ. و قَبَعَ فی الأَرض یَقْبَعُ قُبُوعاً: ذهب فیها. و قَبَعَ: أَعْیا و انْبَهَرَ.
(2). قوله [قال ابن الأثیر قبعت الجوالق إلی قوله و قبع فی الارض] أورده ابن الأثیر عقب قوله الآتی فلقب به و اشتهر؛ فقوله یرید أی الحرث بن عبد الله والی البصرة الآتی ذكره
لسان العرب، ج‌8، ص: 259
و القابِعُ: المُنْبَهِرُ، یقال: عدا حتی قَبَعَ. و قَبَعَ عن أَصحابه یَقْبَعُ قَبْعاً و قُبوعاً: تخلَّف. و خَیْلٌ قَوابِعُ: مَسْبوقة؛ قال: یُثابِرُ، حتی یَتْرُكَ الخَیْلَ خَلْفَه قَوابِعَ فی غَمَّی عَجاجٍ و عِثْیَرِ و القُباعُ: الأَحْمَقُ. و قُباعُ بن ضَبّة: رجل كان فی الجاهلیة أَحْمَقَ أَهلِ زمانه، یضرب به المثل لكل أَحمق، و‌فی حدیث قتیبة لما وَلیَ خُراسانَ قال لهم: إِنْ ولِیَكُم والٍ رَؤوفٌ بكم قلتم قُباعُ بن ضَبَّةَ من ذلك.و یقال للرجل: یا ابن قابعاءَ و یا ابنَ قُبعةَ إِذا وُصِفَ بالحُمْقِ. و القُباعُ، بالضم: مكیال ضخم. و القُباعیُّ من الرجال: العظیمُ الرأْسِ مأْخوذ من القُباع، و هو المِكیالُ الكبیر. و مِكیالٌ قُباعٌ: واسع. و القُباع: والٍ أَحدَثَ ذلك المِكیالَ فسمی به. و القُباعُ: لقب الحرث بن عبد الله والی البصرة؛ قال الشاعر: أَمیرَ المُؤْمِنینَ، جُزِیتَ خَیْراً أَرِحْنا من قُباعِ بَنی المُغِیرِ قال ابن الأَثیر: قیل له ذلك لأَنه ولی البصرة فَعَیَّرَ مَكایِیلَهُم فنظر إِلی مكیال صغیر فی مَرآةِ العین أَحاط بدقیق كثیر فقال: إِنّ مِكْیالَكُم هذا لقُباعٌ، فَلُقِّبَ به و اشتهر. قال الأَزهری: و كان بالبصرة مِكیالٌ واسع لأَهلها فمرّ والیها به فرآه واسعاً فقال: إِنه لَقُباعٌ، فَلُقِّبَ ذلك الوالی قُباعاً. و القُبَعةُ: خِرقةٌ تخاط كالبُرْنُسِ یلبسها الصبیان. و القابُوعةُ: المِحْرَضةُ. و القَبِیعةُ: التی علی رأْس قائم السیف و هی التی یُدْخَلُ القائم فیها، و ربما اتخذت من فضة علی رأْس السكین، و‌فی الحدیث: كانت قَبِیعةُ سیف رسول الله، صلی الله علیه و سلم. من فضّةٍ؛ هی التی تكون علی رأْس قَائمِ السیفِ، و قیل: هی ما تحت شاربی السیفِ مما یكون فوق الغِمْدِ فیجی‌ء مع قائم السیف، و الشارِبانِ أَنْفانِ طویلان أَسفل القائم، أَحدهما من هذا الجانب و الآخر من هذا الجانب، و قیل: قبیعة السیف رأْسه الذی فیه منتهی الید إِلیه، و قیل: قبیعته ما كان علی طَرَف مَقْبِضِه من فضة أَو حدید. الأَصمعی: القَوْبَعُ قَبِیعة السیف؛ و أَنشد لمُزاحِمٍ العُقَیْلی: فصاحُوا صِیاحَ الطَّیْرِ مِن مُحْزَئلَّةٍ عَبُورٍ، لهادِیها سِنانٌ و قَوْبَعُ و القَوْبَعة: دُویْبّةٌ صغیرة. و قُبَعٌ: دویبة من دوابّ البحر؛ و قوله أَنشده ثعلب: یَقُودُ بها دَلِیلُ القَوْمِ نَجْمٌ، كَعَینِ الكلْبِ فی هُبًّی قِباعِ لم یفسره. الروایة قِباعٌ جمع قابِعٍ، یصف نجوماً قد قَبَعَتْ فی الهَبْوة، و هُبًّی جمع هابٍ أَی الداخل فی الهَبْوةِ. و‌فی حدیث الأَذان: أَنه اهْتَمَّ للصلاة كیف یَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له القُبْعُ فلم یعجبه ذلك، یعنی البُوقَ، رویت هذه اللفظة بالباء و التاء و الثاء و النون، و أَشهرها و أَكثرها النون؛ قال الخطابی: أَما القُبَعُ، بالباء المفتوحة، فلا أَحسبه سمی به إِلّا لأَنه یَقْبَعُ فم صاحبه أَی یستره، أَو من قَبَعْتُ الجُوالِقَ و الجِرابَ إِذا ثنیت أَطرافه إِلی داخل؛ قال الهروی: حكاه بعض أَهل العلم عن أَبی عمر الزاهد
لسان العرب، ج‌8، ص: 260
القبع، بالباءِ الموحدة، قال: و هو البُوقُ، فَعَرَضْتُه علی الأَزهری فقال: هذا باطل.

قتع؛ ج8، ص: 260

: قَتَعَ یَقْتَعُ قُتُوعاً: انْقَمَعَ و ذَلَّ. و القَتَعُ دُودٌ حُمْرٌ تأْكل الخشب؛ قال: غَداةَ غادَرْتهُمْ قَتْلی، كأَنَّهُمُ خُشْبٌ تَقَصَّفَ فی أَجْوافِها القَتَعُ الواحدة قَتَعةٌ، و قیل: القَتَعُ الأَرَضةُ، و قیل: الدُّودُ مطلقاً، ابن الأَعرابی: هی السُّرْفةُ و القَتَعَةُ و الهِرْنِصانةُ و الحُطَیِّطةُ و البُطَیِّطةُ و الیَسْرُوعُ و العَوانةُ و الطُّحْنةُ. و قاتَعه اللهُ: قاتَله و قیل: هو علی البدل و لیس بشی‌ء. و یقال: قاتَعه اللهُ و كاتَعهُ إِذا قاتله، و هی المُقاتَعةُ. و‌فی حدیث الأَذان: أَنه اهْتَمَّ للصلاة كیف یَجْمَعُ لها الناس فذكِر له القُتْعُ فلم یعجبه ذلك، فسر فی الحدیث أَنه الشَّبُّورُ و هو البُوقُ، رویت هذه اللفظة بالباء و التاء و النون، و أَشهرها و أَكثرها النون. قال ابن الأَثیر: قال الخطابی القَتَع، بتاء بنقطتین من فوق، هو دود یكون فی الخشب، الواحدة قَتَعةٌ، قال: و مدار هذا الحرف علی هُشَیْمٍ، و كان كثیرَ اللحن و التحریف علی جَلالةِ محله فی الحدیث.

قثع؛ ج8، ص: 260

: لم یترجم علیها أَحد فی الأُصول الخمسة غیر أَنّا ذكرناها لما ورد‌فی حدیث الأَذان: أَنه اهتمّ للصلاةِ كیف یجمع لها الناس فذكر له القُثْعُ فلم یعجبه، فسر فی الحدیث أَنه الشَّبُّور و هو البوق، و هذه اللفظة رویت بالباء و التاء و الثاء و النون، و أَشهرها و أَكثرها النون؛ قال الخطابی: سمعت أَبا عمر الزاهد یقول بالثاء المثلثة و لم أَسمعه من غیره، و یجوز أَن یكون من قَثَعَ فی الأَرض قُثُوعاً إِذا ذهب فسمی به لذهاب الصوت منه، و قد ذكر كل لفظة من هذه الأَلفاظ المختلف فیها فی بابه.

قدع؛ ج8، ص: 260

: القَدْعُ: الكَفُّ و المَنْعُ. قَدَعَه یَقْدَعُه قَدْعاً و أَقْدَعَه فانْقَدَعَ و قَدِعَ إِذا كَفَّه عنه؛ و منه‌حدیث الحسن: اقْدَعُوا هذه النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ.و‌فی حدیث الحَجَّاج: اقْدَعُوا هذه الأَنْفُسَ فإنها أَسْأَلُ شی‌ءٍ إِذا أُعْطِیَتْ و أَمْنَعُ شی‌ءٍ إِذا سُئِلَتْ، أَی كُفُّوها عما تَتَطَلَّعُ إِلیه من الشهوات. و قَدَعْتُ فَرَسی أَقْدَعُه قَدْعاً: كَبَحْتُه و كَفَفْتُه. و هو فرس قَدُوعٌ: یحتاج إِلی القَدْع لیَكُفَّ بعض جریه. و‌فی حدیث أَبی ذر: فذهبت أُقبل بین عینیه فَقَدَعَنی بعض أَصحابه‌أَی كفنی. قال ابن الأَثیر: یقال قَدَعْتُه و أَقْدَعْتُه قَدْعاً و إِقْداعاً، و منه‌حدیث ابن عباس: فجعلت أَجِدُ بی قَدَعاً «1» من مَسْأَلَتِه‌أَی جُبْناً و انكِساراً، و‌فی روایة: أَجِدُنی قَدِعْتُ عن مسأَلته.و القَدُوعُ: القادِعُ و المَقْدُوعُ جمیعاً: ضد، فَعُولٌ بمعنی مفعول. و القَدُوعُ: الفَحْل الذی إِذا قرب من الناقةِ لیَقْعُوَ علیها قُدِعَ و ضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غیره و حُمِلَ علیها غیره؛ قال الشماخ: إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ و فلان لا یَقْدَعُ أَی لا یَرْتَدِعُ. و هذا فَحْلٌ لا یُقْدَعُ أَی لا یُضْرَبُ أَنفه و ذلك إِذا كان كریماً. و‌فی حدیث زواجِه خدیجةَ: قال ورَقةُ بن نَوْفَلٍ: محمد یخطب خدیجة، هو الفَحْلُ لا یُقْدَعُ أَنفُه؛ قال ابن الأَثیر: یقال قَدَعْتُ الفحل و هو أَن یكون غیر كریم فإِذا أَراد ركوب الناقة الكریمة ضُرِبَ أَنفه
(1). قوله [أجد بی قدعاً] القدع، محركة: الجبن و الانكسار
لسان العرب، ج‌8، ص: 261
بالرمح أَو غیره حتی یرتدع و یَنْكَفَّ، و یروی بالراء، و منه‌الحدیث أَیضاً: فإِن شاء الله أَن یَقْدَعَه بها قَدَعَه.و فرس قَدُوعٌ: یَكُفُّ بعض جریه. أَبو مالك: یقال مَرَّ به فَرَسُه یَقْدَعُ أَی یَعْدُو. و فرسٌ قَدِعٌ أَی هَیُوبٌ. و یقال: اقْدَعْ من هذا الشراب أَی اقْطَع منه أَی اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً. و المِقْدَعةُ: عَصاً یَقْدعُ بها و یَدْفَعُ بها الإِنسانُ عن نفسه. و رجل قَدِعٌ، علی النسب: یَنْقَدِعُ لكل شی‌ء؛ قال عامر بن الطفیل: و إِنِّی سَوْفَ أَحْكُم غیرَ عادٍ، و لا قَدِعٍ، إِذا التُمِسَ الجَوابُ و القِدْعةُ من الثیاب: دُرَّاعةٌ قصیرة؛ قال مُلَیْحٌ الهُذَلیُّ: بِتِلْكَ عَلِقْت الشوْقَ، أَیامَ بِكْرُها قَصِیرُ الخُطی، فی قِدْعةٍ یَتَعَطَّفُ و امرأَة قَدِعةٌ و قَدُوعٌ: كثیرةُ الحَیاءِ قلیلةُ الكلامِ. و امرأَة قَدُوعٌ: تأْنَفُ كل شی‌ء؛ قال الطرماح: و إِلَّا فَمَدْخُولُ الفِناءِ قَدُوعُ قَدُوعٌ معنی المَقْدُوعِ هاهنا. و انْقَدَع فلان عن الشی‌ء إِذا استَحْیا منه. و تَقَادَعَ الذُّبابُ فی المَرَقِ إِذا تَهافَتَ. و التَّقادُعُ: التَّتابُع و التهافت فی الشر، و فی الصحاح: فی الشی‌ء: و تَقادَعَ الفَراشُ فی النار: تَساقَط كأَنّ كل واحد یَدْفَعُ صاحبَه أَن یَسْبِقَه. و أقْدَعَ الرجلَ: شَتَمه. و المَقادِعُ: عِوارُ الكلامِ. و تَقَادَعَ القومُ بالرّماحِ: تَطاعَنُوا. و‌فی الحدیث: یُحْمَلُ الناسُ علی الصراط یوم القیامة فَتَتقادَعُ بهم جَنَبَتا الصراط تَقادُعَ الفَراشِ فی النار‌أَی تُسقِطُهم فیها بعضهم فوق بعض. و تَقادَعَ القومُ: هلك بعضُهم فی إِثْرِ بعض فی شهر واحد أَو عام واحد، و قیل: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً و تَعادَوْا تَعادِیاً مات بعضهم فی إِثر بعض فلم یُخَصَّ یومٌ و لا شهر. و التَّقادُعُ: التراجع؛ عن ثعلب. ابن الأَعرابی: القَدَعُ انْسِلاقُ العین من كثرة البكاء. و‌فی الحدیث: كان عبد الله بن عمر قَدِعاً.و قد قَدِعَ، فهو قَدِعٌ، و قَدِعَتْ عینُه تَقْدَعُ قَدَعاً: ضَعُفَتْ من طول النظر إِلی الشی‌ء؛ قال الشاعر: كَمْ فیهمُ مِن هَجِینٍ أُمُّه أَمَةٌ، فی عَیْنِها قَدَعٌ، فی رِجْلِها فَدَع و قَدَعَ الخمسین: جاوَزها، بفتح الدال؛ عن ابن الأَعرابی. الأَزهری: قَدَعَ الستین جازَها، قال: فاحتمَلَ أَن تُقْدَعَ فَتَقْدَعَ كما تقول قَدَعْتُ الرجل عن الأَمر فَقَدِعَ أَی كَفَفْتُه فكَفَّ و ارْتَدَعَ. و قَدِعَتْ له الخمسون: دنت؛ قال المَرّارُ الفَقْعَسِیّ: ما یسْأَلُ الناسُ عن سِنِّی، و قد قَدِعَتْ لی الأَرْبَعُونَ، و طالَ الوِرْدُ و الصَّدَرُ قل ابن بری: قال الجرمی رواه ثعلب … قُدِعَتْ عن ابن الأَعرابی، بضم القاف؛ و قال أَبو الطیب: الأَكثر فی الروایة … قَدِعَتْ، قال ابن الأَعرابی: قُدِعَتْ لی أَربعون أَی أُمْضِیَتْ. یقال: قَدَعَها أَی أَمضاها كما یَقْدَعُ الرجلُ الشی‌ء. قال ابن الأَعرابی: و قِدْعةُ اسم عَنْزٍ؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌8، ص: 262
فَتَنازَعا شَطْراً لِقِدْعةَ واحِداً، فَتَدارآ فیه، فكانَ لِطامُ قال أَبو العباس: المِجْوَلُ الصُّدْرةُ و هی الصِّدارُ و القِدْعةُ و العِدْقةُ.

قذع؛ ج8، ص: 262

: القَذَعُ: الخَنی و الفُحْشُ. قَذَعَه یَقْذَعُه قَذْعاً و أَقْذَعَه و أَقْذَعَ له إِقْذاعاً: رماه بالفُحْشِ و أَساء القولَ فیه. قال الأَزهری: لم أَسمع قَذَعْتُ بغیر أَلف لغیر اللیث: و أَقْذَعَ القولَ: أَساءه. و‌فی الحدیث: من قال فی الإِسلام شعراً مُقْذِعاً فلسانه هَدَرٌ.و القَذَعُ: الفُحْشُ من الكلام الذی یَقْبُحُ ذِكْرُه. و‌فی الحدیث: من روی هِجاءً مُقْذِعاً فهو أَحد الشاتِمَیْنِ؛ الهِجاءُ المُقْذِعُ: الذی فیه فُحْش و قَذْفٌ و سَبّ یَقْبُحُ نَشْرُه أَی أَنَّ إِثمه كإِثم قائله الأَول. و أَقْذَعَ له: أَفْحَشَ فی شَتْمِه. و القَناذِعُ: الكلام القبیح؛ قال أَدهم بن أَبی الزعراء: بَنی خَیْبَرِیٍّ نهْنِهُوا مِنْ قَناذِعٍ أَتَتْ مِنْ لَدَیْكُمْ، و انْظُرُوا ما شُؤُونُها و مَنْطِقٌ قَذَعٌ و قَذِیعٌ و قَذِعٌ و أَقْذَعُ: فاحِشٌ؛ قال زهیر: لَیَأْتِیَنَّكَ مِنِّی مَنْطِقٌ قَذَعٌ، باقٍ كما دَنَّسَ القُبْطِیَّةَ الوَدَكُ و قال العجاج: یا أَیُّها القائِلُ قَوْلًا أَقْذَعا قیل: أَقْذَعَ نعت للقول كأَنه قال قولًا ذا قَذَع، و قیل: إِنه أَراد أَنه أَقْذَعَ فی القول. و أَقْذَعَه بلسانه إِقْذاعاً: قهره بلسانه. و قَذَعَه بالعصا یَقْذَعُه قَذْعاً: ضرَبه، و قیل: هو بالدال غیر معجمة، و كذلك قال الأَزهری، و قال: صوابهما بالدال المهملة. قال أَبو عمرو: قَذَعْته عن الأَمر إِذا كففته، و أَقْذَعْته إِذا شتمته، قال: و هذا هو الصحیح. قال الأَزهری: و قرأَت فی نوادر الأَعراب تَقَذَّعَ له بالشرّ و تقدّع، بالذال و الدال، و تقذَّع و تقدَّع إِذا استعدّ له بالشر. و‌فی حدیث الحسن: أَنه سئل عن الرجل یعطی غیره الزكاة أَ یُخْبِرُه بها؟ فقال: یرید أَن یُقْذِعَه به‌أَی یُسْمِعَه ما یَشُقّ علیه، فسماه قَذعاً و أَجْراه مُجْری یَشْتُمُه و یؤذیه، و لذلك عدَّاه بغیر لام. و ما علیه قِذاعٌ أَی شی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی، و الأَعرف قِزاعٌ، بالزای.

قرع؛ ج8، ص: 262

: القَرَعُ: قَرَعُ الرأْس و هو أَن یَصْلَعَ فلا یبقی علی رأْسه شعر، و قیل: هو ذَهابُ الشعر من داءٍ؛ قَرِعَ قَرَعاً و هو أَقْرَعُ و امرأَة قَرْعاءُ. و القَرَعةُ: موضع القَرَعِ من الرأْسِ، و القوم قُرْعٌ و قُرْعانٌ. و قَرِعَتِ النَّعامةُ قَرَعاً: سقَط ریشُ رأْسها من الكِبَرِ، و الصِّفةُ كالصِّفةِ؛ و الحَیّةُ الأَقرع إِنما یَتَمَعَّطُ شعر رأْسه، زعموا لجمعه السمّ فیه. یقال: شُجاعٌ أَقْرَعُ. و‌فی الحدیث: یَجِی‌ءُ كَنْزُ أَحدِكم یومَ القیامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِیبَتانِ؛ الأَقْرَعُ: الذی لا شعر له علی رأْسه، یرید حیة قد تمعَّط جلد رأْسه لكثرة سمه و طُولِ عُمُره، و قیل: سمی أَقرع لأَنه یَقْرِی السم و یجمعه فی رأْسه حتی تتمعط منه فَرْوةُ رأْسه؛ قال ذو الرمة یصف حیة: قَرَی السَّمَّ، حتی انْمازَ فَرْوةُ رأْسِه عن العَظْمِ، صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُهْ و التَّقْرِیعُ: قَصُّ الشعَر؛ عن كراع. و القَرَعُ: بَثْرٌ أَبیض یخرج بالفُصْلانِ و حَشْوِ الإِبل یُسْقِطُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 263
وَبَرها، و فی التهذیب: یخرج فی أَعْناق الفُصْلان و قوائمها. و فی المثلِ: أَحَرُّ من القَرَعِ. و قد قَرِع الفَصِیلُ، فهو قَرِعٌ، و الجمع قَرْعی. و فی المثل: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتی القَرْعَی أَی سَمِنَتْ؛ یضرب مثلًا لمن تعدّی طَوْرَه و ادّعی ما لیس له. و دواءُ القَرَع المِلْح و جُبابُ أَلبانِ الإِبل، فإِذا لم یجدوا مِلْحاً نَتَفُوا أَوباره و نَضَحُوا جلده بالماء ثم جرّوه علی السَّبَخةِ. و تَقَرَّعَ جلده: تَقَوَّبَ عن القَرَعِ. و قُرِّعَ الفَصِیلُ تقریعاً: فُعِلَ به ما یُفْعَلُ به إِذا لم یوجد الملح؛ قال أَوس بن حجر یذكر الخیل: لَدَی كلِّ أُخْدُودٍ یُغادِرْنَ دارِعاً، یُجَرُّ كما جُرَّ الفَصِیلُ المُقَرَّعُ و هذا علی السلب لأَنه یُنْزَعُ قَرَعُه بذلك كما یقال: قَذَّیْتُ العینَ نزعت قذاها، و قَرَّدْت البعیر. و منه المثل: هو أَحرّ من القَرَع، و ربما قالوا: هو أَحرّ من القرْع، بالتسكین، یعنون به قَرْعَ المِیسَمِ و هو المِكْواةُ؛ قال الشاعر: كأَنَّ علی كَبِدِی قَرْعةً، حِذاراً مِنَ البَیْنِ، ما تَبْرُدُ و العامة تقوله كذلك بتسكین الراء، ترید به القَرْعَ الذی یؤكل، و إِنما هو بتحریكها. و الفَصِیلُ قَرِیعٌ و الجمع قَرْعی، مثل مَرِیضٍ و مَرْضَی. و القَرَعُ: الجَرَبُ؛ عن ابن الأَعرابی، أَراه یعنی جرب الإِبل. و قَرَّعَتِ الحَلُوبةُ رأْسَ فَصِیلها إِذا كانت كثیرة اللبن، فإِذا رَضِعَ الفصیلُ خِلْفاً قَطَرَ اللبَنُ من الخِلفِ الآخرِ علی رأْسه فَقَرَعَ رأْسَه؛ قال لبید: لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ مِنْ رُؤُوسِه، لها فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ واشِلُ سَمَّی الإِفالَ حَجلًا تشبیهاً بها لصغرها؛ و قال الجعدی: لها حَجَلٌ قُرْعُ الرُؤُوسِ تَحَلَّبَتْ علی هامِها، بالصَّیْفِ، حتی تَمَوَّرا و قَرِعَتْ كُرُوشُ الإِبل إِذا انْجَرَدَتْ فی الحرّ حتی لا تَسْقِ «2» الماءَ فیكثر عَرَقُها و تَضْعُفَ بذلك. و القَرَعُ: قَرَعُ الكَرِش، و هو أَن یذهب زئبره و یَرِقَّ من شدَّة الحر. و اسْتَقْرَعَ الكَرِش إِذا استَوْكَعَ. و الأَكْراشُ یقال لها القُرْعُ إِذا ذهب خَمَلُها. و‌فی الحدیث: أَنه لما أَتی علی محسِّرٍ قَرَعَ راحلته‌أَی ضرَبها بِسوْطِه. و قَرَعَ الشی‌ءَ یَقْرَعُهُ قَرْعاً: ضربه. الأَصمعی: یقال العَصا قُرِعَتْ لِذِی الحِلْمِ أَی إِذا نُبِّه انْتَبَه؛ و معنی قول الحرث بن وعْلةَ الذُّهْلیّ: و زَعَمْتُمُ أَنْ لاحُلُومَ لنا، إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِی الحِلْمِ قال ثعلب: المعنی أَنكم زعمتم أَنَّا قد أَخطأْنا فقد أَخطأَ العلماءُ قبلنا، و قیل: معنی ذلك أَی أَنَّ الحلیم إِذا نبه انتبه، و أَصله أَنَّ حَكَماً من حُكَّام العرب عاش حتی أُهْتِرَ فقال لابنته: إِذا أَنكَرْتِ من فَهْمِی شیئاً عند الحُكْمِ فاقْرَعِی لی المِجَنَّ بالعصا لأَرتدع، و هذا الحكم هو عَمْرو بن حُمَمةَ الدَّوْسِیّ قضَی بین العرب ثلثمائة سنة، فلما كَبِرَ أَلزموه السابع من ولده یقرع العصا إِذا غَلِطَ فی حكومته؛ قال المتلمس: لِذِی الحِلْمِ قَبْلَ الیَوْمِ ما تُقْرَعُ العَصا، و ما عُلِّمَ الإِنسانُ إِلَّا لیَعْلَما
(2). قوله [لا تسق] كذا بالأَصل علی هذه الصورة و لعله لا تستبقی الماء أو ما فی معناه.
لسان العرب، ج‌8، ص: 264
ابن الأَعرابی: و قول الشاعر: قَرَعْت ظَنابِیبَ الهَوَی، یومَ عاقِلٍ، و یومَ اللِّوَی حتی قَشَرْت الهَوَی قَشْرا أَی أَذْلَلْته كما تقرَع ظُنْبُوبَ بعیرك لِیَتَنَوَّخَ لك فتركبه. و‌فی حدیث عمار قال: قال عمرو بن أَسَدِ بن عبد العُزَّی حین قیل له محمد یخطب خدیجة قال: نِعْمَ البُضْعُ «1» لا یُقْرَعُ أَنفه؛ و فی حدیث آخر: قال ورقة بن نوفل: هو الفحل لا یُقْرَعُ أَنفه‌أَی أَنه كف‌ءٌ كریم لا یُرَدُّ، و قد ذكر فی ترجمة قدع أَیضاً، و قوله لا یقرع أَنفه كان الرجل یأْتی بناقة كریمة إِلی رجل له فحل یسأَله أَن یُطْرِقَها فحلَه، فإِن أَخرج إِلیه فحلًا لیس بكریم قَرَعَ أَنفه و قال لا أُریده. و المُقْرَعُ: الفحْلُ یُعْقَلُ فلا یُتْرَكُ أَن یضرب الإِبل رغبة عنه، و قَرَعْتُ البابَ أَقْرَعُه قَرْعاً. و قَرَعَ الدابَّةَ و أَقرَع الدابة بلجامها یَقْرَعُ: كفَّها به و كبَحَها؛ قال سُحَیْمُ بن وَثِیلٍ الرِّیاحِی: إِذا البَغْلُ لم یُقْرَعْ له بلِجامِه، عَدا طَوْرَه فی كلِّ ما یَتَعَوَّدُ و قال رؤْبة: أَقْرَعَه عَنِّی لِجامٌ یُلْجِمُه و قَرَعْت رأْسه بالعَصا قَرْعاً مثل فَرَعْتُ، و قَرَعَ فلان سنَّه نَدَماً؛ و أَنشد أَبو نصر: و لو أَنی أَطَعْتُكَ فی أُمُورٍ، قَرَعْتُ نَدامةً مِنْ ذاكَ سِنِّی و‌أَنشد بعضهم لعمر بن الخطاب، رضی الله عنه: مَتَی أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ لیَ النِّصْفُ منها، یَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ و كان زِنْباعُ بن رَوْحٍ فی الجاهلیة ینزل مَشارفَ الشام، و كان یَعْشُرُ من مَرَّ به، فخرج عمر فی تجارة إِلی الشام و معه ذَهَبةٌ جعلها فی دَبِیلٍ و أَلقَمَها شارِفاً له، فنظر إِلیها زِنْباعٌ تَذْرِفُ عیناها فقال: إِن لها لَشَأْناً، فنحرها و وجَد الذهبَةَ فَعَشَرَها، فحینئذ قال عمر، رضی الله عنه، هذا البیت.و قَرَعَ الشاربُ بالإِناء جبهتَه إِذا اشتفَّ ما فیه یعنی أَنه شرب جمیع ما فیه؛ و أَنشد: كأَنَّ الشُّهْبَ فی الآذانِ منها، إِذا قَرَعُوا بِحافَتِها الجَبِینا و‌فی حدیث عمر: أَنه أَخذ قَدَحَ سویق فشربه حتی قَرَعَ القَدَحُ جبینَه‌أَی ضرَبه، یعنی شرب جمیع ما فیه؛ و قال ابن مقبل یصف الخمر: تَمَزَّزْتُها صِرفاً، و قارَعْتُ دَنَّها بعُودِ أَراكٍ هَدَّه فَتَرَنَّما قارَعْتُ دَنَّها أی نزَفْتُ ما فیه حتی قَرِعَ، فإِذا ضُرِبَ الدَّنُ بعد فَراغِه بعود تَرَنَّمَ. و المِقْرعةُ: خشبة تُضْرَبُ بها البغالُ و الحمیر، و قیل: كلُّ ما قُرِعَ به فهو مِقْرعةٌ. الأَزهریُّ: المِقْرعةُ: التی تضرب بها الدابة، و المِقْراعُ كالفأْس یكسر بها الحجارة؛ قال یصف ذئباً: یَسْتَمْخِرُ الرِّیحَ إِذا لم یَسْمَعِ، بِمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ «2» و القِراعُ و المُقارَعةُ: المُضاربةُ بالسیوف، و قیل:
(1). قوله [البضع] هو الكف‌ء كما فی النهایة و بهامشها هو عقد النكاح علی تقدیر مضاف أی صاحب البضع. (2). قوله [یستمخر إلخ] أنشده فی مادة مخر: لم أسمع بدل لم یسمع.
لسان العرب، ج‌8، ص: 265
مضاربة القوم فی الحرب، و قد تَقارعُوا. و قَرِیعُك: الذی یُقارِعُك. و‌فی حدیث عبد الملك و ذكر سیف الزبیر: بِهِنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ أَی قتال الجیوش و محاربتها. و الإِقْراعُ: صَكُّ الحَمِیرِ بعضُها بعضاً بحَوافِرِها؛ قال رؤبة: حَرًّا منَ الخَرْدلِ مَكْرُوهِ النَّشَقْ، أَو مُقْرَعِ مِن رَكْضِها دامِی الزَّنَقْ و المِقْراعُ: الساقُورُ. و الأَقارِعُ: الشِّدادُ؛ عن أَبی نصر. و القارِعةُ من شدائدِ الدهْرِ و هی الداهِیةُ؛ قال رؤبة: و خافَ صَدْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ قال یعقوب: القارِعةُ هنا كل هَنةٍ شدیدةِ القَرْعِ، و هی القیامة أَیضاً؛ قال الفراء: و فی التنزیل: وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْقٰارِعَةُ؛ و قوله: و لا رَمَیْتُ علی خَصْمٍ بقارِعةٍ، إِلَّا مُنِیتُ بِخَصْمٍ فُرَّ لی جَذَعا یعنی حُجّة، و كله من القَرْع الذی هو الضرْبُ. و قوله تعالی: وَ لٰا یَزٰالُ الَّذِینَ كَفَرُوا تُصِیبُهُمْ بِمٰا صَنَعُوا قٰارِعَةٌ؛قیل فی التفسیر: سَرِیّةٌ من سَرایا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و معنی القارعة فی اللغة النازلةُ الشدیدة تنزل علیهم بأَمر عظیم، و لذلك قیل لیوم القیامة القارعة. و یقال: قَرَعَتْهم قَوارعُ الدهْرِ أَی أَصابتهم، و نعوذ بالله من قَوارِعِ فلان و لواذِعِه و قَوارِصِ لسانه. و‌فی حدیث أَبی أُمامة: من لم یَغْز أَو یُجَهِّزْ غازِیاً أَصابه الله بقارعةٍ‌أَی بداهیةٍ تُهْلِكُه. یقال: قَرَعَه أَمرٌ إِذا أَتاه فَجْأَةً، و جمعها قَوارِعُ. الأَصمعی: یقال أَصابته قارعة یعنی أَمراً عظیماً یَقْرَعُه. و یقال: أَنزل الله به قَرْعاءَ و قارعةً و مُقْرِعةً، و أَنزل الله به بَیْضاء و مُبَیِّضةً؛ هی المصیبة التی لا تدَعُ مالًا و لا غیره. و‌فی الحدیث: أُقسم لَتَقْرَعَنّ بها أَبا هریرة‌أَی لَتَفْجَأنَّه بذكرها كالصّكّ له و الضربْ. و قَرِعَ ماءُ البئرِ: نَفِدَ فَقَرَعَ قَعْرَها الدَّلْوُ. و بئر قَرُوعٌ: قلیلة الماء یَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها. و القَرُوعُ من الرَّكایا: التی تحفر فی الجبل من أَعلاها إِلی أَسفلها. و أَقْرَعَ الغائصُ و المائِحُ إِذا انتهی إِلی الأَرض. و القَرَّاعُ: طائر له مِنْقارٌ غلیظ أَعْقَفُ یأْتی العُود الیابس فلا یزال یَقْرَعُه حتی یدخل فیه، و الجمع قَرّاعاتٌ، و لم یكسّر. و القَرّاعُ: الصُّلْبُ الشدید. و تُرْسٌ أَقْرَعُ و قَرّاعٌ: صُلْبٌ شدید؛ قال الفارسی: سمی به لصبره علی القَرْعِ؛ قال أَبو قَیْسِ بن الأَسْلتِ: صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه، و مُجْناءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ و قال الآخر: فلما فَنی ما فی الكَنائِنِ ضارَبُوا إِلی القُرعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَی ضربوا بأَیدیهم إِلی التِّرَسةِ لَمّا فَنِیَتْ سِهامُهم، و فَنی بمعنی فَنِیَ فی لغات طیِّ‌ءٍ. و القَرّاعُ: التُّرْسُ. و القَرَّاعانِ: السیفُ و الحَجَفةُ؛ هذه من أَمالی ابن بری. و القَرّاعُ من كل شی‌ء: الصُّلْبُ الأَسفلِ الضَّیِّقُ الفم. و اسْتَقْرَعَ حافِرُ الدابّة إِذا اشتد.
لسان العرب، ج‌8، ص: 266
و القِراعُ: الضِّرابُ. و قَرَعَ الفحلُ الناقةَ و الثورُ یَقْرَعُها قَرْعاً و قِراعاً: ضربها. و ناقة قَرِیعةٌ: یُكْثر الفحلُ ضِرابها و یُبْطِئ لَقاحُها. و یقال: إِنَّ ناقتك لقَرِیعةٌ أَی مُؤَخَّرةُ الضَّبَعةِ. و اسْتَقْرَعَت الناقةُ: اشتهت الضِّرابَ. الأَصمعی: إِذا أَسْرَعَتِ الناقةُ اللَّقَحَ فهی مِقْراعٌ؛ و أَنشد: تَری كلَّ مِقْراعٍ سَرِیعٍ لَقاحُها، تُسِرُّ لَقاحَ الفحْلِ ساعةَ تُقْرَعُ و‌فی حدیث هشام یصف ناقة: إِنها لَمِقْراعٌ؛ هی التی تَلْقَحُ فی أَوَّل قَرْعةٍ یَقْرَعُها الفحلُ. و‌فی حدیث علقمة: أَنه كان یُقَرِّعُ غَنَمه و یَحْلُبُ و یَعْلِفُ‌أَی یُنْزِی الفُحولَ علیها؛ هكذا ذكره الزمخشری و الهروی، و قال أَبو موسی: هو بالفاء، و قال: هو من هفوات الهروی. و اسْتَقْرَعَتِ البقرُ: أَرادت الفحل. الأُمَوِیُّ: یقال للضأْن اسْتَوْبَلَتْ، و للمِعْزی اسْتَدَرَّتْ، و للبقرة استقرعت، و للكلبة اسْتَحْرَمَتْ. و قَرَعَ التیْسُ العَنْزَ إِذا قَفَطها. و قرَّعَ القومَ: أَقْلَقَهم؛ قال أَوس بن حجر أَنشده الفراء: یُقَرِّعُ للرّجالِ، إِذا أَتَوْه، و للنِّسْوانِ، إِنْ جِئْنَ، السَّلامُ أَراد یُقَرِّعُ الرجالَ فزادَ اللام كقوله تعالی: قُلْ عَسیٰ أَنْ یَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ و قد یجوز أَن یرید بیُقَرِّع یَتَقَرَّعُ. و التقْرِیعُ: التأْنِیبُ و التعْنِیف. و قیل: هو الإِیجاعُ باللَّوْمِ. و قَرَّعْتُ الرجلَ إِذا وَبَّخْتَه و عَذلْتَه، و مرجعه إِلی ما أَنشده الفراء لأَوس بن حجر. و یقال: قَرَّعَنی فلان بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به أَی لم أَكْتَرِثْ به. و بات یتَقَرَّعُ و یُقَرِّعُ: یَتَقَلَّبُ، و بِتُّ أَتَقَرَّعُ. و القُرْعةُ: السُّهْمةُ. و المُقارَعةُ: المُساهَمةُ. و قد اقْتَرَعَ القومُ و تقارَعوا و قارَع بینهم، و أَقْرَعَ أَعْلی، و أَقْرَعْتُ بین الشركاء فی شی‌ء یقتسمونه. و یقال: كانت له القُرْعةُ إِذا قرَع أَصحابه. و قارَعه فقرَعَه یَقْرَعُه أَی أَصابته القُرْعةُ دونه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه رُفِعَ إِلیه أَنَّ رجلًا أَعتق ستة مَمالِیكَ له عند مَوته لا مال له غیرُهم، فأَقْرَعَ بینهم و أَعْتَق اثنین و أَرَقَّ أَربعة؛ و قول خِداشِ بن زُهَیْر أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا اصْطادُوا بُغاثاً شَیَّطُوه، فكانَ وفاءَ شاتِهِم القُرُوعُ فسره فقال: القُرُوعُ المُقارعَةُ، و إِنما وصف لُؤْمَهم، یقول: إِنما یتَقارَعُون علی البغاثِ لا علی الجُزُرِ كقوله: فما یَذْبَحُونَ الشاةَ إِلّا بمَیْسِرٍ، طویلًا تَناجِیها صِغاراً قُدُورُها قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هذا الذی قاله ابن الأَعرابی فی هذا البیت، و كذلك لا أَعرف كیف یكون القُرُوعُ المُقارَعةَ إِلا أَن یكون علی حذف الزائد، قال: و یروی … شاتِهم القَرُوعِ، و فسره فقال: معناه كان البُغاثُ وفاءً من شاتهم التی یتَقارَعون علیها لأَنه لا قدرة لهم أَن یتقارعوا علی جُزُرٍ، فیكون أَیضاً كقوله: فما یذبحون الشاة إِلا بمیسر قال: و الذی عندی أَن هذا أَصح لقوَّة المعنی بذلك، قال: و أَیضاً فإِنه یسلم بذلك من الإِقْواءِ لأَن القافیة مجرورة؛ و قبل هذا البیت:
لسان العرب، ج‌8، ص: 267
لَعَمْرُ أَبیكَ، لَلْخَیْلُ المُوَطّی أَمامَ القَوْمِ للرَّخَمِ الوُقوعِ، أَحَقُّ بكم، و أَجْدَرُ أَن تَصِیدُوا مِنَ الفُرْسانِ تَرْفُلُ فی الدُّروعِ ابن الأَعرابی: القَرَعُ و السَّبَقُ و النَّدَبُ الخَطَرُ الذی یُسْبَقُ علیه. و الاقْتِراعُ: الاختیارُ. یقال: اقتُرِعَ فلان أَی اخْتِیرَ. و القَرِیعُ: الخیارُ؛ عن كراع. و اقتَرَعَ الشی‌ءَ: اختارَه. و أَقْرَعوه خِیارَ مالهِم و نَهْبِهم: أَعْطَوه إِیاه، و ذكر فی الصحاح: أَقْرَعَه أَعْطاه خیرَ مالِه. و القَریعةُ و القُرْعةُ: خیارُ المالِ. و قَرِیعةُ الإِبل: كریمتها. و قُرْعةُ كل شی‌ء: خیاره. أَبو عمرو: یقال قَرَعْناكَ و اقْتَرَعْناكَ و قَرَحْناكَ و اقْتَرَحْناكَ و مَخَرْناكَ و امْتَخَرْناك و انتَضَلْناك أَی اخترناك. و‌فی الحدیث: أَنه ركب حِمارَ سعدِ ابن عُبادةَ و كان قَطوفاً فردّه و هو هِمْلاجٌ قَرِیعٌ ما یُسایَرُ‌أَی فارِهٌ مختارٌ؛ قال ابن الأَثیر: قال الزمخشری و لو روی فریغٌ، بالفاء الموحدة و الغین المعجمة، لكان مُطابقاً لفراغٍ، و هو الواسع المشی، قال: و لا آمَنُ أَن یكون تصحیفاً. و القَرِیعُ: الفحل، سمی بذلك لأَنه مُقْتَرَعٌ من الإِبل أَی مختارٌ. قال الأَزهری: و القریع الفحل الذی تَصَوَّی للضِّراب. و القَرِیعُ من الإِبل: الذی یأْخذ بِذِراعِ الناقة فیُنیخُها، و قیل: سمی قَریعاً لأَنه یَقْرَعُ الناقة؛ قال الفرزدق: و جاءَ قَرِیعُ الشوْلِ قَبْلَ إِفالِها یَزِفُّ، و جاءتْ خَلْفَه، و هْی زُفَّفُ و قال ذو الرمة: و قد لاحَ للسّارِی سُهَیْلٌ، كأَنّه قَرِیعُ هِجانٍ عارَضَ الشوْلَ جافِرُ و یروی: و قد عارَضَ الشِّعْرَی سُهَیْلٌ و جمعه أَقْرِعة. و المَقْروعُ: كالقَریع الذی هو المختار للفِحْلةِ؛ أَنشد یعقوب: و لَمَّا یَزَلْ یَسْتَسْمِعُ العامَ حوْلَه نَدی صَوْتِ مَقْروعٍ عن العَدْوِ عازِبِ قال ابن سیدة: إِلَّا أَنی لا أَعرف للمقروع فِعْلًا ثانیاً بغیر زیادة، أَعنی لا أَعرف قَرَعَه إِذا اختارَه. و القِراعُ: أَن یأْخُذَ الرجلُ الناقةَ الصعْبة فیُرَیِّضَها للفحل فیَبْسُرها. و یقال: قَرِّعْ لجملك «3» و المَقْروعُ السیِّدُ. و القَریعُ: السیدُ. یقال: فلان قریعُ دَهْرِه و فلان قریعُ الكَتِیبةِ و قِرِّیعُها أَی رئیسها. و‌فی حدیث مسروق: إِنكَ قَرِیعُ القُرّاء‌أَی رئیسهم. و القریعُ: المختارُ. و القریع: المَغْلوب. و القَریعُ: الغالب. و اسْتَقْرَعَه جملًا و أَقْرعَه إِیاه أَی أَعطاه إِیاه لیضرب أَیْنُقَه. و قولهم أَلْفٌ أَقْرَعُ أَی تامّ. یقال: سُقْتُ إِلیك أَلفاً أَقرَعَ من الخیل و غیرها أَی تامّاً، و هو نعت لكل أَلفٍ، كما أَنَّ هُنَیْدة اسم لكل مائة؛ قال الشاعر: قَتَلْنا، لَو أنَّ القَتْل یشْفی صُدورَنا، بِتَدْمُرَ، أَلْفاً مِنْ قُضاعةَ أَقْرَعا و قال الشاعر: و لو طَلَبُونی بالعَقوقِ، أَتیتُهم بأَلفٍ، أُؤَدِّیه إِلی القَوْمِ، أَقْرَعا
(3). قوله [فیریضها] هو فی الأصل بیاء تحتیة بعد الراء و فی القاموس بموحدة. و قوله [قرع لجملك] قال شارح القاموس: نقله الصاغانی هكذا.
لسان العرب، ج‌8، ص: 268
و قِدْحٌ أَقْرَعُ: و هو الذی حُكَّ بالحصی حتی بدت سَفاسِقُه أَی طرائِقُه. و عُود أَقْرَعُ إِذا قُرِعَ من لِحائِه. و قَرِعَ قَرَعاً، فهو قَرِعٌ: ارتدع عن الشی‌ء. و القَرَعُ: مصدر قولك قَرِعَ الرجلُ، فهو قَرِعٌ إِذا كان یقبل المَشورةَ و یَرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ. و فلان لا یُقْرَعُ إِقْراعاً إِذا كان لا یقْبَل المَشْوَرةَ و النصیحة. و فلان لا یَقْرَعُ أَی لا یرتدع، فإِن كان یرتدع قیل رجل قَرِعٌ. و یقال: أَقْرَعْتُه أَی كففته؛ قال رؤبة: دَعْنی، فقد یُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّی حِجاجَیْ رأْسِه، و بَهْزی أَبو سعید: فلان مُقْرِعٌ و مُقْرِنٌ له أَی مُطیقٌ، و أَنشد بیت رؤبة هذا، و قد یكون الإِقْراعُ كفّاً و یكون إِطاقة. ابن الأَعرابی: أَقْرَعْتُه و أَقْرَعتُ له و أَقدَعْتُه و قدَعْتُه و أَوزَعْتُه و وزَعْتُه و زُعْتُه إِذا كففتَه. و أَقرَعَ الرجلُ علی صاحبه و انقَرَعَ إِذا كَفَّ. قال الفارسی: قَرَعَ الشی‌ءَ قَرْعاً سَكَّنَه، و قَرَعَه صرَفه. و قَوارِعُ القرآنِ منه: الآیاتُ التی یقرؤُها إِذا فَزِعَ من الجن و الإِنس فَیَأْمن، مثل آیة الكرسی و آیات آخر سورة البقرة و یاسینَ لأَنها تصرف الفَزعَ عمن قرأَها كأَنها تَقْرَعُ الشیطانَ. و أَقرَع الفَرسَ: كبَحَه. و أَقرَعَ إِلی الحق إِقراعاً: رجع إِلیه و ذَلّ. یقال: أَقرَعَ لی فلان؛ و أَنشد لرؤبة: دَعْنی، فقد یُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّی حِجاجَیْ رأْسِه، و بَهْزی أَی یُصْرَفُ صَكِّی إِلیه و یُراضُ له و یَذِلُّ. و قرَعَه بالحق: اسْتَبْدَلَه «1» و قَرِعَ المكانُ: خَلا و لم یكن له غاشیةٌ یَغْشَوْنَه. و قَرِعَ مَأْوی المال و مُراحُه من المال قَرَعاً، فهو قَرِعٌ: هلكَت ماشیته فخلا؛ قال ابن أُذینة: إِذا آداكَ مالُك فامْتَهِنْه لِجادِیهِ، و إِنْ قَرِعَ المُراحُ و یروی: … صَفِرَ المُراحُ. آداكَ: أَعانك؛ و قال الهذلی: و خَوَّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا ما أَتاهُ عائِلًا، قَرِعَ المُراحُ ابن السكیت: قَرَّعَ الرجلُ مكانَ یدِه من المائدةِ تَقْریعاً إِذا ترَك مكانَ یده من المائدة فارغاً. و من كلامهم: نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناءِ و صَفَرِ الإِناء أَی خُلُوِّ الدیار من سُكانها و الآنیةِ من مُسْتَوْدعاتها. و قال ثعلب: نعوذ بالله من قَرْعِ الفِناء، بالتسكین، علی غیر قیاس. و‌فی الحدیث عن عمر، رضی الله عنه: قَرِعَ حَجُّكم‌أَی خلت أَیام الحج. و‌فی الحدیث: قَرِعَ أَهلُ المسجد حین أُصِیبَ أَصحاب النَّهر «2» أَی قَلّ أَهلُه كما یَقْرَعُ الرأْسُ إِذا قل شعره، تشبیهاً بالقَرعةِ، أَو هو من قولهم قَرِعَ المُراحُ إِذا لم تكن فیه إِبل. و القَرْعةُ: سِمةٌ علی أَیْبَس الساقِ، و هی وَكزةٌ بطرَف المِیسَمِ، و ربما قُرِعَ منه قَرْعةً أَو قرْعَتین، و بعیر مَقْروعٌ و إِبل مُقَرَّعةٌ؛ و قیل: القُرْعةُ سِمةٌ خَفِیَّةٌ علی وسط أَنف البعیر و الشاة. و قارِعةُ الدارِ: ساحَتُها. و قارِعةُ الطریقِ: أَعلاه. و‌فی الحدیث: نَهی عن الصلاةِ علی قارعةِ الطریق؛ هی وسطه، و قیل أَعلاه، و المراد به هاهنا نفس الطریق و وجهه. و‌فی الحدیث: لا تُحْدِثُوا فی القَرَعِ فإِنه
(1). هكذا فی الأصل، و ربما هی محرفة عن استقبله. و فی أساس البلاغة: رماه. (2). قوله [النهر] كذا بالأَصل و بالنهایة أیضاً، و بهامش الأصل: صوابه النهروان.
لسان العرب، ج‌8، ص: 269
مُصَلَّی الخافِینَ؛ القَرَعُ، بالتحریك: هو أَن یكون فی الأَرض ذات الكَلإِ مواضع لا نباتَ فیها كالقَرَعِ فی الرأْس، و الخافُون: الجنُّ. و قَرْعاءُ الدار: ساحَتُها. و أَرض قَرِعةٌ: لا تُنْبِتُ شیئاً. و أَصبحت الرِّیاضُ قُرْعاً: قد جَرَّدَتْها المَواشِی فلم تترك فیها شیئاً من الكلإِ. و‌فی حدیث علی: أَن أَعرابیّاً سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الصُّلَیْعاءِ و القُرَیْعاءِ؛ القُرَیْعاءُ: أَرض لعنها الله إِذا أَنْبَتَتْ أو زُرِعَ فیها نَبَتَ فی حافَتَیْها و لم ینبت فی متنها شی‌ء. و مكان أَقْرَعُ: شدید صُلْبٌ، و جمعه الأَقارِعُ؛ قال ذو الرمة: كَسا الأُكْمَ بُهْمَی غَضّةً حَبَشِیّةً قواماً، و نقعان الظُّهُورِ الأَقارِعِ و قول الراعی: رَعَیْنَ الحَمْضَ حَمْضَ خُناصِراتٍ، بما فی القُرْعِ من سَبَلِ الغَوادِی قیل: أَراد بالقُرْعِ غُدْراناً فی صلابة من الأَرض. و القَرِیعةُ: عَمُودُ البیتِ الذی یُعْمَدُ بالزِّرِّ؛ و الزِّرُّ أَسْفَلَ الرُّمّانة و قد قَرَعَه به. و قَرِیعةُ البیتِ: خیْرُ موضع فیه، إِن كان فی حَرٍّ فخِیارُ ظِلِّه، و إِن كان فی قُرٍّ فخِیارُ كِنِّه، و قیل: قَرِیعَتُه سَقْفُه؛ و منه قولهم: ما دخلت لفلان قَرِیعةَ بیت قَطّ أَی سَقْفَ بیت. و أَقْرَعَ فی سِقائه: جَمَع؛ عن ابن الأَعرابی. و المِقْرَعُ: السِّقاءُ یُخْبَأُ فیه السمْن. و القُرْعةُ: الجِرابُ الواسع یلقی فیه الطعام. و قال أَبو عمرو: القُرْعةُ الجِراب الصغیر، و جمعها قُرَعٌ. و المِقْرَعُ: وِعاءٌ یُجْبَی فیه التمرُ أَی یُجْمَعُ. و تمیم تقول: خُفّانِ مُقْرَعانِ أَی مُثْقَلانِ. و أَقْرَعتُ نَعْلی و خُفِّی إِذا جعلت علیهما رُقْعةً كَثِیفةً. و القَرّاعةُ: القَدّاحةُ التی یُقْتَدَحُ بها النارُ. و القَرْعُ: حمْل الیَقْطِین، الواحدة قَرْعةٌ. و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یحبّ القَرْعَ، و أَكثر ما تسمیه العرب الدُّبَّاء و قلّ من یسْتعمل القَرْعَ. قال المَعَرِّیُّ: القرع الذی یؤكل فیه لغتان: الإِسكان و التحریك، و الأَصل التحریك؛ و أَنشد: بِئْسَ إِدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ، ثَرِیدةٌ بقَرَعٍ و خَلِّ و قال أَبو حنیفة: هو القَرَعُ، واحدته قَرَعَةٌ، فحرك ثانیها و لم یذكر أَبو حنیفة الإِسكان؛ كذا قال ابن بری. و المَقْرَعةُ: مَنْبِتُه كالمَبْطَخَةِ و المَقْثَأَةِ. یقال: أَرض مَقْرَعة. و القَرْعُ: حَمْلُ القِثّاء من المَرْعَی. و یقال: جاء فلان بالسَّوْءةِ القَرْعاءِ و السوءةِ الصَّلْعاءِ أَی المتكشفة. و یقال: أَقرَعَ المسافر إِذا دَنا من منزله، و أَقْرَع دارَه آجُرًّا إِذا فرشها بالآجرّ، و أَقرَعَ الشرُّ إِذا دامَ. ابن الأَعرابی: قَرِعَ فلان فی مِقْرَعِه، و قَلَدَ فی مِقْلَدِه، و كَرَص فی مِكْرَصِه، و صرَب فی مِصْرَبِه، كله: السِّقاءُ و الزِّقُّ. ابن الأَعرابی: قَرِعَ الرجلُ إِذا قُمِرَ فی النِّضالِ، و قَرِعَ إِذا افتقر، و قَرِعَ إِذا اتَّعَظَ. و القَرْعاء، بالمدّ: موضع. قال الأَزهری: و القرعاء مَنْهَلٌ من مَناهِلِ طریق مكة بین القادسیة و العَقَبةِ و العُذَیْب. و الأَقْرعانِ: الأَقرع بن حابس، و أَخوه مَرْثَدٌ؛ قال الفرزدق:
لسان العرب، ج‌8، ص: 270
فإِنَّكَ واجِدٌ دُونی صَعُوداً، جَراثِیمَ الأَقارِعِ و الحُتاتِ الحُتاتُ: هو بشر بن عامر بن علقمة، و الأَقارِعةُ و الأَقارِعُ: آلُهُما علی نحو المَهالِبةِ و المَهالِبِ؛ و الأَقْرَعُ: هو الأَشیم بن معاذ بن سِنان، سمی بذلك لبیت قاله یهجو معاویة بن قشیر: مُعاوِیَ مَنْ یَرْقِیكُمُ إِنْ أَصابَكُمْ شَبا حَیّةٍ، مِمّا عَدا القَفْرَ، أَقْرَع؟ و مقْروعٌ: لقب عبد شمس بن سعد بن زید مَناةَ بن تمیم، و فیه یقول مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تمیم فی هَیْجُمانةَ بنت العَنْبر بن عمرو بن تمیم: حَنَّتْ و لاتَ هَنَّتْ و أَنَّی لَكِ مَقْرُوعٌ. و مُقارِعٌ و قُرَیْعٌ: اسمان. و بنو قُرَیْع: بطن من العرب. الجوهری: قُریع أَبو بطن من تمیم رهط بنی أَنف الناقة، و هو قُرَیْعُ بن عوف بن كعب بن سعد بن زید مناة بن تمیم، و هو أَبو الأَضبط.

قربع؛ ج8، ص: 270

: المُقْرَنْبِعُ: المجتمع، و اقْرَنْبَعَ الرجل فی مجلسه أَی تَقَبَّضَ من البرد، قال: و مثله اقْرَعَبَّ أَی انْقَبَضَ.

قرثع؛ ج8، ص: 270

: القَرْثَعُ: هی المرأَة الجَرِیئةُ القلیلة الحیاء، و قیل: هی البَذِیّةُ الفاحِشةُ، و قیل: هی البَلْهاء التی تَلْبَس قمیصها أَو دِرْعَها مقلوباً و تَكْحَلُ إِحدی عینیها و تَدَعُ الأُخری رُعُونةً، و قال الأَزهری: امرأَة قَرْثَعٌ و قَرْدَعٌ و هی البَلْهاء. قال ابن الأَثیر فی صفة المرأَة الناشز: هی كالقَرْثَعِ، قال: هی البلهاء؛ و منه‌حدیث الواصِفِ أَو الواصفةِ: و منهن القرثع ضُرّی و لا تنفع.قال الأَزهری: و جاء عن بعضهم أَنه قال: النساء أَربع: فمنهن رابعة تَرْبَع، و جامِعةٌ تَجْمَع، و شیطان سَمَعْمَع، و منهن القَرْثَع؛ و القَرْثَعُ: الذی یُدَنِّی و لا یُبالی ما كَسَب. و القَرْثَعُ و القَرْثَعةُ: وبَر صِغار تكون علی الدابة، و یوصف به فیقال: صُوف قرثع، یُشْبه المرأَة لضعفه و رداءته. و القَرْثَعُ: الظَّلیم، و قَرْثَعَتُه زَفُّه و ما علیه. و القِرْثِعةُ: الحَسَنُ الخِیالةِ للمال و لكن لا یستعمل إِلا مضافاً، یقال: هو قِرْثِعةُ مال، بالكسر، و قِرْثِعُ مالٍ إِذا كان یُحْسِنُ رِعْیةَ المالِ و یصلح علی یدیه، و مثله تِرْعِیةُ مال. و قَرْثَعٌ: اسم رجل.

قردع؛ ج8، ص: 270

: القُرْدُوعةُ: الزاویة فی شِعْب جبل أَو جبل؛ قال الشاعر: من الثَّیاتِلِ مَأْواها القَرادِیعُ الفراء: القَرْدَعةُ و القَرْدَحةُ الذلُّ. و القِرْدعُ، بفتح الدال، و یقال بكسرها: قَمْلُ الإِبل كالقِرْطَع و القِرْطِع، و قیل: هو القِرْدَعُ، واحدته قِرْدَعةٌ و قِردِعَة. الأَزهری فی ترجمة هرنع: الهُرْنُوعُ القملة الصغیرة، قال: و كذلك القُرْدُوعُ.

قرسع؛ ج8، ص: 270

: المُقْرَنْسِع: المنتصب؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه المُقْرَنْشِعُ، بالشین المعجمة.

قرشع؛ ج8، ص: 270

: المُقْرَنْشِع: المتهیِّ‌ء للسِّبابِ و المنْعِ؛ قال: إِنَّ الكَبِیرَ إِذا یُشافُ رأَیْتَه مُقْرَنْشِعاً، و إِذا یُهانُ اسْتَزْمَرا و المقرنشع، بالشین المعجمة: لغة فی المُقْرَنْسِع، و هو المنتصب. أَبو عمرو: القِرْشِعُ الحائر و هو حَرٌّ یجده الرجل فی صدره و حلقه، و حكی عن بعض العرب أَنه قال: إِذا ظهر بجسد الإِنسان شی‌ء أَبیض كالمِلْح فهو
لسان العرب، ج‌8، ص: 271
القِرْشِع. قال: و المُقْرَنْشِعُ المنتصب المستبشر. و اقْرَنْشَعَ إِذا سُرّ، و ابْرَنْشَقَ مثله.

قرصع؛ ج8، ص: 271

: القَرْصعةُ: مِشْیةٌ. و قیل: مشیة قبیحة، و قیل: مشیة فیها تقارب. و قد قَرْصَعَتِ المرأَةُ قَرْصَعةً و تقَرْصَعَتْ؛ قال: إِذا مَشَتْ سالَتْ، و لم تُقَرْصِعِ، هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ و قَرْصَعَ الكتابَ قَرْصَعَةً: قَرْمَطَه. و القَرْصَعةُ: أَكل ضعیف. و المُقَرْصِعُ: المُخْتَفی. و القَرْصَعةُ: الانقباضُ و الاستِخْفاء، و قد اقْرَنْصَعَ الرجل. الأَزهری: یقال رأَیته مُقْرَنْصِعاً أَی مُتَزَمِّلًا فی ثیابه؛ و قرصعتُه أَنا فی ثیابه. أَبو عمرو: القَرْصَعُ من الأُیورِ القصیر المُعَجَّرُ؛ و أَنشد: سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ: أَیُّ الأُیورِ أَنْفَعْ؟ أَ أَلطَّوِیلُ النُّعْنُعْ؟ أَمِ القَصِیرُ القَرْصَعْ؟ و قال أَعرابی من بنی تمیم: إِذا أَكل الرجل وحده من اللؤْمِ فهو مُقَرْصِعٌ.

قرطع؛ ج8، ص: 271

: القِرْطَعُ: قَمْلُ الإِبل و هنّ حُمْر.

قرفع؛ ج8، ص: 271

: تَقَرْعَفَ الرجلُ و اقْرَعَفَّ و تَقَرْفَعَ: تَقَبَّضَ. و القُرْفُعةُ: الاسْتُ؛ عن كراع. و یقال: الفُرْقُعةُ، بتقدیم الفاء، و یقال للاست القُنْفُعةُ و الفُنْقُعةُ.

قزع؛ ج8، ص: 271

: القَزَعُ: قطع من السحاب رقاق كأَنها ظلّ إِذا مرّت من تحت السحابة الكبیرة. و‌فی حدیث الاستسقاء: و ما فی السماء قَزَعةٌ‌أَی قِطْعةٌ من الغیم؛ و قال الشاعر: مَقانِبُ بعضُها یبْری لبعضٍ، كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ و قیل: القَزَعُ السحاب المتفرق، واحدتها قَزَعةٌ. و ما فی السماء قَزَعةٌ و قِزاعٌ أَی لَطْخةُ غیم. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، حین ذكَر یَعْسُوبَ الدِّینِ فقال: یجتمعون إِلیه كما یجتمع قَزَعُ الخریف، یعنی قِطَعَ السحاب لأَنه أَوّل الشتاء، و السحابُ یكون فیه متفرّقاً غیر متراكِم و لا مُطْبِقٍ، ثم یجتمع بعضه إِلی بعض بعد ذلك؛ قال ذو الرمة یصف ماء فی فلاة: تَرَی عُصَبَ القَطا هَمَلًا علیه، كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهامِ و القَزَعُ من الصُّوفِ: ما تَناتَفَ فی الربیع فسقط. و كبشٌ أَقْزَعُ و ناقة قَزْعاء: سقط بعض صوفها و بقی بعض، و قد قَزِعَ قَزَعاً. و قَزَعُ الوادِی: غُثاؤه، و قَزَعُ الجملِ: لُغامُه علی نُخْرَتِه. قال أَبو تراب حكایةً عن العرب: أَقْزَعَ له فی المَنْطِقِ و أَقْذَعَ و أَزْهَفَ إِذا تعدّی فی القول. و فی النوادر: القَزَعةُ ولَد الزنا. و قَزَعُ السهم: ما رقَّ من ریشه. و القزع أَیضاً: أَصغر ما یكون من الریش. و سَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِیشَ بِرِیشٍ صِغار. ابن السكیت: ما علیه قِزاعٌ و لا قَزَعَةٌ أَی ما علیه شی‌ء من الثیاب. و القُزَّعةُ و القُزْعةُ: خُصَلٌ من الشعر تترك علی رأْس الصبی كالذَّوائبِ متفرِّقةً فی نواحی الرأْس. و القَزَعُ: أَن تَحْلِقَ رأْس الصبی و تترك فی مواضعَ منه الشعر
لسان العرب، ج‌8، ص: 272
متفرقاً، و قد نُهِیَ عنه. و قَزَّعَ رأْسَه تقزیعاً: حلق شعره و بقیت منه بقایا فی نواحی رأْسه. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن القَزَعِ؛ هو أَن یُحْلَقَ رأْسُ الصبی و یترك منه مواضعُ متفرِّقةٌ غیرُ محلوقة تشبیهاً بِقَزَعِ السحاب. و القَزَعُ: بقایا الشعر المُنْتَتِفِ، الواحدة قزعة، و كذلك كل شی‌ء یكون قِطَعاً متفرقة، فهو قَزَعٌ؛ و منه قیل لقطع السحاب فی السماء قَزَعٌ. و رجل مُقَزَّعٌ و مُتَقَزِّعٌ: رقیق شعرِ الرأْسِ متفرِّقُه لا یُرَی علی رأْسه إِلا شعراتٌ متفرّقة تَطایَرُ مع الریح. و القَزَعةُ: موضع الشعر المُتَقَزِّعِ من الرأْس. و قَزَّعْتُه أَنا، فهو مُقَزَّعٌ. و المُقَزَّعُ من الخیل: الذی تُنْتَفُ ناصِیَتُه حتی تَرِقَّ؛ و أَنشد: نَزائِعَ للصرِیحِ و أَعْوجِیٍّ من الجُرْدِ المُقَزَّعةِ العِجالِ و قیل: المُقَزَّعُ الرقیقُ الناصیةِ خِلْقةً، و قیل: هو المَهْلُوب الذی جُزَّ عُرُفُه و ناصیته، و قال أَبو عبیدة: هو الفرس الشدید الخَلْقِ و الأَسْرِ. و قَزَّعَ الشارِبَ: قصّه. و القَزَعُ: أَخذ بعض الشعر و ترك بعضه. و‌فی حدیث ابن عمر: نهی رسول الله، عن القَزَعِ، یعنی أَخذ بعض الشعر و ترك بعضه. و المُقَزَّعُ: السریع الخفیف من كل شی‌ء؛ قال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، لیس له، إِلا الضِّراءَ و إِلا صَیْدَها، نَشَبُ و بَشِیرٌ مُقَزَّع: جُرِّد للبشارة؛ قال مُتَمِّمٌ: و جِئْتَ به تَعْدُو بَشِیراً مُقَزَّعا و كل إِنسان جَرَّدْته لأَمر و لم تَشْغَلْه بغیره، فقد أَقْزَعْتَه. و قَزَعَ الفرسُ یَقْزَعُ قَزْعاً و قُزُوعاً: مَرّ مَرّاً شدیداً أَو مَهْلًا، و قیل: عَدا عَدْواً شدیداً، و كذلك البعیر و الظَّبْی؛ و منه قولهم: قَوْزَعَ الدیك إِذا غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ من صاحبه. قال یعقوب: و لا تقل قَنْزَعَ لأَنه لیس بمأْخوذ من قَنازِعِ الناس، و إِنما هو قَزَعَ یَقْزَعُ إِذا خَفَّ فی عَدْوِه هارباً الأَصمعی: العامة تقول إِذا اقتتل الدیكان فهرب أَحدهما: قَنْزَعَ الدیكُ، و إِنما یقال قَوْزَعَ الدیكُ إِذا غُلِبَ و لا یقال قنزع؛ قال أَبو منصور: و الأَصل فیه قَزَعَ إِذا عدا هارباً، و قَوْزعَ فَوْعَلَ منه. قال البُشْتیّ: قال یعقوب بن السكیت: یقال قوزع الدیك و لا یقال قنزع، قال البشتی: یعنی تنفیشه بَرائِلَه و هی قَنازِعُه؛ قال أَبو منصور: و قد غَلِطَ فی تفسیر قَوْزَعَ بمعنی تنفیشِه قَنازِعَه، و لو كان كما قال لجاز قنزع، و هذا حرف لهج به بعض عوامّ أَهل العراق. یقول: قنزع الدیكُ إِذا فرّ من الدیكِ الذی یقاتله فوضعه أَبو حاتم فی باب المذال و المفسد و قال: صوابه قوزع، و وضعه ابن السكیت فی باب ما یلحن فیه العامة؛ قال أَبو منصور: و ظن البشتی بحدسه و قلة معرفته أَنه مأْخوذ من القنزعة فأَخطأَ ظنه. الأَصمعی: قَزَعَ الفرس یَعْدُو و مَزَعَ یَعْدُو إِذا أَحْضَر. و التقْزِیعُ: الحُضْرُ الشدید. و قزَع قزْعاً و مزَع مَزْعاً: و هو مشی متقارب. و تقزَّعَ الفرسُ: تهیَّأَ للركض. و قَزَّعْتُه أَنا، فهو مُقَزَّعٌ. و القَزَعُ: صِغار الإِبل. و قال ابن السكیت: ما علیه قِزاعٌ أَی قطعة خرقة. و قَوْزَعٌ: اسم الخِزْی و العار؛ عن ثعلب. و قال ابن الأَعرابی: قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ، یعنی الفضائح؛ و أَنشد للكمیت بن معروف، و قال ابن الأَعرابی هو للكمیت بن ثعلبة الفقعسی:
لسان العرب، ج‌8، ص: 273
أَبَتْ أُمُّ دِینارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها حَصاناً، و قُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا خُذوا العَقلَ، إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ، و كُونوا كَمَنْ سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا و لا تُكْثِرُوا فیه الضِّجاجَ، فإِنَّه مَحا السَّیْفُ ما قال ابْن دارةَ أَجْمَعا فَمَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تُعْطِكُمْ، و مَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تَمْنَعا و قال مرة: قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثم رجع إِلی القاف. قال ابن بری: و القَوْزَعُ الحِرْباء، و أَنشد هذا البیت الذی للكمیت. و قَزَعةُ و قُزَیْعةُ و مَقْزُوعٌ: أَسماء، و أَری ثعلباً قد حكی فی الأَسماء قَزْعةَ، بسكون الزای.

قشع؛ ج8، ص: 273

: القَشْعُ و القَشْعةُ: بیت من أَدَمٍ، و قیل: بیت من جِلْد، فإِن كان من أَدَمٍ فهو الطِّراف؛ قال متمم بن نویرة یرثی أَخاه: و لا برَم تُهْدِی النساءُ لِعِرْسِه، إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا و ربما اتخذ من جُلُودِ الإِبل صِواناً لما فیه من المتاعِ، و الجمع قِشْعٌ؛ و قول الراجز: فَخَیَّمَتْ فی ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ، و فی رُفُوضِ كَلإٍ غیرِ قَشِعْ أَی رطْبٍ لم یَقْشَعْ، و القَشِعُ: الیابسُ، و المُنْقَفِعُ: المُتَقَبِّضُ. و القَشْعُ: الرجل الكبیر الذی انْقَشَعَ عنه لحمه من الكِبَرِ؛ قال أَبو منصور: القَشْع الذی فی بیت متمم هو الشیخ الذی انقشع عنه لحمه من الكِبَرِ فالبرد یؤذیه و یَضُرُّ به. و القَشْعُ و القَشْعةُ: قِطْعة نِطَعٍ خَلَقٍ، و قیل: هو النطع نفسه. و القَشْعُ أَیضاً: الفَرْوُ الخلَقُ، و جمع كل ذلك قُشُوعٌ. و القَشْعةُ و القِشْعةُ: القطعة الخلَقُ الیابسةُ من الجلد، و الجمع قِشَعٌ، و قیل: إِن واحده قَشْعٌ علی غیر قیاس لأَن قیاسه قشعة مثل بَدْرةٍ و بِدَرٍ إِلا أَنه هكذا یقال. ابن الأَعرابی: القِشَعُ الأَنْطاعُ المُخْلِقةُ. و‌فی حدیث سلمة بن الأَكوع فی غزاة بنی فَزارةَ قال: أَغرنا علیهم فإِذا امرأَة علیها قَشْعٌ لها فأَخذتها فقدمت بها المدینة؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق، و‌أَخرجه الهروی عن أَبی بكر قال: نَفَّلَنِی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، جاریة علیها قَشْعٌ لها.و‌فی الحدیث: لا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم یَحْمِلُ قَشْعاً من أَدَمٍ فینادِی: یا محمد فأَقول: لا أَملِك لك من الله شیئاً، قد بَلَّغْتُ، یعنی أَدِیماً أَو نِطَعاً، قاله فی الغُلولِ، و قال ابن الأَثیر: أَراد القِرْبةَ البالیة و هو إِشارة إِلی الخیانةِ فی الغنیمةِ أَو غیرها من الأَعمال؛ قیل: مات رجل بالبادیة فأَوصَی أَن ادفنونی فی مكانی و لا تنقلونی عنه، ثم قال: لا تَجْتَوِی القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها؛ الناسُ ناسٌ، و أَرضُ اللهِ سَوّاها قوله مبناها: حیث تنبُتُ القَشْعةُ «3»، و الاجْتِواء: أَن لا یوافقك المكان و لا ماؤُه. و قَشِعَ الشی‌ءُ قَشَعاً: جَفَّ كاللحم الذی یسمی الحُساسَ. و القُشاعُ: داءٌ یُؤْیِسُ الإِنسانَ. و القِشاعُ: الرُّقْعةُ التی توضعُ علی النِّجاش عند خَرْزِ الأَدِیمِ.
(3). قوله [حیث تنبت القشعة] لعل المراد بها الكشوثاء ففی القاموس و القشعة الكشوثاء و إن كان شارحه استشهد به علی القشعة بمعنی المرأَة
لسان العرب، ج‌8، ص: 274
و انْقَشَعَ عنه الشی‌ءُ و تَقشَّعَ: غَشِیَه ثم انجلی عنه كالظَّلام عن الصبح و الهَمِّ عن القلبِ و السَّحابِ عن الجوِّ. قال شمر: یقال للشَّمالِ الجِرْبِیاءُ و سَیْهَكٌ و قَشْعة لقَشْعِها السَّحاب. و القَشْعُ و القِشْعُ: السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عن وجه السماء، و القَشْعةُ و القِشْعةُ: قِطْعةٌ منه تبقی فی أُفُقِ السماء إِذا تَقَشَّع الغیمُ. و قد انْقَشَع الغیمُ و أَقْشَعَ و تَقَشَّعَ و قَشَعَتْه الریحُ أَی كَشَفَتْه فانقشَع؛ قال ابن جنی: جاءَ هذا معكوساً مخالفاً للمعتاد و ذلك أَنك تجد فیها فعَل متعدِّیاً و أَفعَل غیر متعد، و مثله شَنَقَ البعِیرَ و أَشنَقَ هو، و أَجفَلَ الظَّلِیمُ و جَفَلَتْه الریحُ، و كل ذلك مذكور فی موضعه. و‌فی حدیث الاستسقاء: فَتَقَشَّعَ السحابُ‌أَی تصدَّع و أَقلع، و كذلك أَقْشَعَ، و قَشَعَتْه الریحُ. و قَشَعْتُ القومَ فأَقْشَعوا و تقشَّعوا و انقشَعوا: ذهبوا و افترقوا. و أَقشَعَ القومُ: تفرَّقوا. و أَقْشَعُوا عن الماء: أَقْلَعوا، و عن مجلسهم: ارتفعوا؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و القَشْعُ و القُشْعُ و القِشْعُ: كُناسةُ الحمَّامِ و الحجَّامُ، و الفتح أَعلی. و القَشْعةُ: العجوز التی انقطع عنها لحمها من الكِبَرِ. و القُشاعُ: صوت الضَّبُعِ الأُنثی؛ و قال أَبو مهراس: كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ، تَفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أَكِیلا و القِشْعةُ: النُّخامةُ، و جمعها قِشَعٌ، و به فسر‌حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: لو حدثتكم بكل ما أَعلم لرمیتمونی بالقِشَع، و روی: بالقَشْعِ، و قال: القَشْعُ هاهنا البُزاقُ؛ قال المفسر: أَی بَصَقْتُم فی وجهی تَفْنِیداً لی؛ حكاه الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ، و قال ابن الأَثیر: هی جمع قَشْعٍ علی غیر قیاس، و قیل: هی جمع قَشْعةٍ و هی ما یُقْشَع عن وجه الأَرض من المدَر و الحجر أَی یقلع كبَدْرةٍ و بِدَرٍ، و قیل: القِشْعةُ النُّخامة التی یَقْتَلِعُها الإِنسان من صدره و یُخْرِجُها بالتنخم، أَی لبصقتم فی وجهی استخفافاً بی و تكذیباً لقولی؛ و‌یروی: لرمیتمونی بالقَشْعِ، علی الإِفراد، و هو الجِلْد أَو من القَشْعِ الأَحمق أَی لجعلتمونی أَحمَق. و قال أَبو منصور عقیب إِیراد هذا الحدیث: القِشَعُ الجُلود الیابسة، و قال: قال بعض أَهل اللغة القَشْعةُ ما تَقَلَّفَ من یابِس الطینِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرانُ و جفّت، و جمعها قِشَعٌ. و القَشْعُ: أَن تَیْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قبل إِناها، یقال: قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْعاً. القَشْع: الحِرْباءُ؛ و أَنشد: و بَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ، القَشْعُ فیها أَخضَرُ الغَباغِبِ و أَراكةٌ قَشِعةٌ: مُلْتَفّةٌ كثیرة الورق. و المِقْشَعُ: الناوُوس، یمانیة.

قصع؛ ج8، ص: 274

: القَصْعةُ: الضَّخْمةُ تشْبع العشرة، و الجمع قِصاعٌ و قِصَعٌ. و القَصْعُ: ابتلاع جُرَعِ الماء و الجِرّة. و قَصَعَ الماءَ قَصْعاً: ابتلعه جَرْعاً. و قَصَعَ الماءُ عطشَه یَقْصَعُه قَصْعاً و قَصَّعَه: سكَّنه و قَتَلَه. و قَصَعَ العطْشانُ غُلَّتَه بالماء إِذا سكَّنها؛ قال ذو الرمة یصف الوحش: فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائرَها، و قد نَشَحْنَ فلا رِیٌّ و لا هِیمُ و سیفٌ مِقْصَلٌ و مِقْصَعٌ: قَطّاعٌ. و القَصِیعُ: الرَّحَی. و القَصْعُ: قَتْل الصُّؤابِ و القَمْلةِ بین الظُّفُرَیْنِ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 275
و‌فی الحدیث: نهی أَن تُقْصَعَ القَمْلةُ بالنَّواةِ‌أَی تقتل. و القَصْعُ: الدلْكُ بالظُفر، و إِنما خصَّ النواة لأَنهم قد كانوا یأْكلونها عند الضرورة. و قَصَعَ الغلامَ قَصْعاً: ضربه بِبُسْطِ كفِّه علی رأْسه، و قَصَعَ هامَتَه كذلك، قالوا: و الذی یُفْعَلُ به ذلك لا یَشِبُّ و لا یَزْدادُ. و غلام مقصوعٌ و قَصِیعٌ: كادی الشّباب إِذا كان قَمِیئاً لا یَشِبُّ و لا یَزْدادُ، و قد قَصُعَ و قَصِعَ قَصاعةً، و جاریةٌ قَصِیعةٌ، بالهاء؛ عن كراع كذلك، و قَصَعَ اللهُ شبابَه: أَكْداه. و یقال للصبی إِذا كان بطی‌ءَ الشباب: قَصِیعٌ، یریدون أَنه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بعضه إِلی بعض فلیس یَطُولُ. و قَصْعُ الجِرّةِ: شِدَّةُ المَضْغ و ضمُّ الأَسنان بعضها علی بعض. و قَصَعَ البعیرُ بِجِرّته و الناقة بِجرّتها یَقْصَعُ قَصْعاً: مَضَغَها، و قیل: هو بعد الدَّسْعِ و قبْلَ المَضْغِ، و الدَّسْعُ: أَن تَنْزِعَ الجِرّة من كَرِشِها ثم القَصْعُ بعد ذلك و المضْغُ و الإِفاضةُ، و قیل: هو أَن یردّها إِلی جوفه، و قیل: هو أَن یخرجها و یملأَ بها فاه. و‌فی الحدیث: أَنه خطبهم علی راحلته و إِنها لتَقْصَعُ بجرّتها؛ قال أَبو عبید: قَصْعُ الجِرّة شدّة المضْغِ و ضمُّ بعض الأَسنان علی بعض. أَبو سعید الضریر: قَصْعُ الناقة الجِرّةَ استِقامة خُروجِها من الجوف إِلی الشِّدقِ غیر متقطِّعة و لا نَزْرةٍ، و متابَعةُ بعضِها بعضاً، و إِنما تفعل الناقةُ ذلك إِذا كانت مطمئنة ساكنة لا تسیر، فإِذا خافت شیئا قطعت الجِرة و لم تخرجها، قال: و أَصل هذا من تقصیع الیَرْبُوعِ، و هو إِخراجه تراب حجره و قاصِعائِه، فجعل هذه الجرة إِذا دَسَعَتْ بها الناقة بمنزلة التراب الذی یخرجه الیربوع من قاصعائه، قال أَبو عبید: القَصْعُ ضمك الشی‌ء علی الشی‌ء حتی تقتله أَو تَهْشِمَه، قال: و منه قصعُ القملة. ابن الأَنباری: دسع البعیرُ «1» بِجرّته و قصع بجرته و كَظَمَ بجرته إِذا لم یَجْتَرَّ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: ما كان لإِحدانا إِلا ثوب واحد تَحِیضُ فیه فإِذا أَصابه شی‌ء من دم قالت بریقها فَقَصَعَتْه؛ قال ابن الأَثیر أَی مَصَعَتْه و دلكته بظفرها، و یروی مصعته، بالمیم. و قَصَّعَ الجُرْحُ «2»: شَرِقَ بالدّم. و تَقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالصَّدِیدِ إِذا امتَلأَ منه، و قَصَّعَ مثله. و یقال: قَصَعْتُه قَصْعاً و قَمَعْتُه قَمْعاً بمعنی واحد. و قَصَّعَ الرجلُ بیته إِذا لزمه و لم یبرحه؛ قال ابن الرُّقَیّاتِ: إِنِّی لأُخْلی لَها الفِراشَ، إِذا قَصَّعَ فی حِضْن عِرْسِه الفَرِقُ و القُصَعةُ و القُصَعاءُ و القاصِعاءُ: جُحْر یَحْفِره الیَرْبُوعُ، فإِذا فرغ و دخل فیه سدّ فمه لئلا یدخل علیه حیة أَو دابة، و قیل: هی باب جُحْرِه یَنْقُبُه بعد الدامّاءِ فی مواضع أُخر، و قیل: القاصِعاء و القُصَعةُ فم جحر الیربوع أَوّل ما یبتدئ فی حفره، و مأْخذه من القَصْع و هو ضم الشی‌ء علی الشی‌ء، و قیل: قاصِعاؤه تراب یسدّ به باب الجحر، و الجمع قَواصِعُ، شبَّهوا فاعِلاءَ بفاعِلةٍ و جعلوا أَلفی التأْنیث بمنزلة الهاء. و قَصَّعَ الضبُّ: سدّ باب جحره، و قیل: كل سادٍّ مُقَصِّع. و قَصَّعَ الضبُّ أَیضاً: دخل فی قاصعائه؛ و استعاره بعضهم للشیطان فقال: إِذا الشَّیْطانُ قَصَّع فی قَفاها، تَنَفَّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ قوله تنفقناه أی استخرجناه كاستخراج الضبِّ من نافِقائه. ابن الأَعرابی: قُصَعةُ الیَرْبُوعِ و قاصِعاؤه
(1). قوله [دسع البعیر إلخ] بهامش الأصل: الظاهر أن فی العبارة سقطاً. (2). قوله [و قصع الجرح] عبارة القاموس مع شرحه: و قصع الجرح بالدم قصعاً: شرق به، عن ابن درید، و لكنه شدّد قصع
لسان العرب، ج‌8، ص: 276
أَن یَحْفِرَ حَفِیرةً ثم یسد بابها؛ قال الفرزدق یهجو جریراً: و إِذا أَخَذْتُ بقاصِعائِكَ، لم تَجِدْ أَحَداً یُعِینُكَ غیرَ مَنْ یَتَقَصَّعُ یقول: إِنما أَنت فی ضعفك إِذا قَصَدْتُ لكَ كبنی یربوع لا یعینك إِلا ضعیف مثلك، و إِنما شبههم بهذا لأَنه عنی جریراً و هو من بنی یربوع. و قَصَّعَ الزرْعُ تَقْصیعاً أَی خرج من الأَرض، قال: و إِذا صار له شُعَبٌ قیل: قد شعَّبَ. و قَصَّعَ أَوَّلُ القوم من نَقب الجبل إِذا طلَعوا. و قَصَعْتُ الرجلَ قَصْعاً: صَغَّرْتُه و حَقَّرْتُه. و‌فی حدیث مجاهد: كان نَفَسُ آدمَ، علیه السلام، قد آذی أَهلَ السماء فَقَصَعَه اللهُ قَصْعةً فاطمأَن‌أَی دفعه و كسره. و‌فی حدیث الزبرقان: أَبغض صبیاننا إِلینا الأُقَیْصِعُ الكَمَرةِ، و هو تصغیر الأَقْصعِ، و هو القصیر القُلْفةِ فیكون طرف كمرته بادیاً، و‌روی الأُقَیْعِسُ الذكَرِ.

قصنصع؛ ج8، ص: 276

: الأَزهری: القَصَنْصَعُ القصیرُ.

قضع؛ ج8، ص: 276

: القَضْعُ: القهر. قَضَعَه قَضْعاً. و القَضْعُ و القُضاعُ: تقطیع فی البطن شدید. و فی بطنه تَقْضِیعٌ أَی تقطیع. و انْقَضَعَ القومُ و تقضَّعوا: تفرّقوا. و تَقضَّع عن قومه: تباعَدَ. و قُضاعةُ: اسم كلب الماء. و فی التهذیب و الصحاح: القُضاعةُ اسم كَلْبةِ الماءِ. و قُضاعةُ: أَبو قبیلة، سمی بذلك لانْقِضاعِه مع أُمّه، و قیل: هو من القهر، و قیل: هو أَبو حَیّ من الیمن قُضاعةُ بن مالكِ بنِ حِمْیَر بن سَبَإٍ، و تزعم نُسّابُ مُضَرَ أَنه قُضاعةُ بن مَعَدِّ بن عَدْنانَ، قال: و كانوا أَشِدَّاءَ كَلِبِینَ فی الحروب و نحو ذلك.

قطع؛ ج8، ص: 276

: القَطْعُ: إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَصْلًا. قَطَعَه یَقْطَعُه قَطْعاً و قَطِیعةً و قُطوعاً؛ قال: فما بَرِحَتْ، حتی اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّیفِ حادِرِ و القَطْعُ: مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع. و المِقْطَعُ، بالكسر: ما یُقْطَعُ به الشی‌ء. و قطَعه و اقتطَعه فانقطَع و تقطَّع، شدد للكثرة. و فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً أَی تقَسَّمُوه. قال الأَزهری: و أَما قوله: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم؛ قال لبید فی الوجه اللازم: و تَقَطَّعَتْ أَسْبابُها و رِمامُها أَی انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها، و یجوز أَن یكون معنی قوله: و تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ*؛ أَی تفرقوا فی أَمرهم، نصب أَمْرَهُمْ* بنزع فی منه؛ قال الأَزهری: و هذا القول عندی أَصوب. و قوله تعالی: وَ قَطَّعْنَ أَیْدِیَهُنَّ؛ أَی قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ و خَدَشْنَها خدشاً كثیراً و لذلك شدد، و قوله تعالی: وَ قَطَّعْنٰاهُمْ فِی الْأَرْضِ أُمَماً؛ أَی فرّقْناهم فِرَقاً، و قال: وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبٰابُ؛ أَی انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم و وُصَلُهُم؛ و قول أَبی ذؤَیب: كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِیّ دُرَّةُ قامِسٍ لها، بعدَ تَقْطِیعِ النُّبُوح، وَهِیجُ أَراد بعد انْقِطاعِ النُّبُوحِ، و النُّبُوحُ: الجماعات، أَراد بعد الهُدُوِّ و السكون باللیل، قال: و أَحْسَبُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 277
الأَصل فیه القِطْع و هو طائفة من اللیل. و شی‌ءٌ قَطِیعٌ: مقطوعٌ. و العرب تقول: اتَّقُوا القُطَیْعاءَ أَی اتقوا أَن یَتَقَطَّعَ بعضُكم من بعض فی الحرب. و القُطْعةُ و القُطاعةُ: ما قُطِعَ من الحُوّارَی من النُّخالةِ. و القُطاعةُ، بالضم: ما سقَط عن القَطْعِ. و قَطَعَ النخالةَ من الحُوّارَی: فَصَلَها منه؛ عن اللحیانی. و تَقاطَعَ الشی‌ءُ: بانَ بعضُه من بعض، و أَقْطَعَه إِیاه: أَذن له فی قطعه. و قَطَعاتُ الشجرِ: أُبَنُها التی تَخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت، الواحدة قَطَعَةٌ. و أَقْطَعْتُه قُضْباناً من الكَرْمِ أَی أَذِنْتُ له فی قَطْعِها. و القَطِیع: الغُصْنُ تَقْطَعُه من الشجرة، و الجمع أَقْطِعةٌ و قُطُعٌ و قُطُعاتٌ و أَقاطِیعُ كحدیثٍ و أَحادیثَ. و القِطْعُ من الشجر: كالقَطِیعِ، و الجمع أَقطاعٌ؛ قال أَبو ذؤَیب: عَفا غیرُ نُؤْیِ الدارِ ما إِنْ تُبِینُه، و أَقْطاعُ طُفْیٍ قد عَفَتْ فی المَعاقِلِ و القِطْعُ أَیضاً: السهم یعمل من القَطِیعِ و القِطْعِ اللذین هما المَقْطُوعُ من الشجر، و قیل: هو السهم العَرِیضُ، و قیل: القِطْعُ نصل قَصِیرٌ عَرِیضُ السهم، و قیل: القِطْعُ النصل القصیر، و الجمع أَقْطُعٌ و أَقْطاعٌ و قُطُوعٌ و قِطاعٌ و مَقاطِیعُ، جاء علی غیر واحده نادراً كأَنه إِنما جمع مِقْطاعاً، و لم یسمع، كما قالوا مَلامِحَ و مَشابِهَ و لم یقولوا مَلْمَحَةً و لا مَشْبَهةً؛ قال بعض الأَغفالِ یصف دِرْعاً: لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، و تَهْزَأُ بالمَعابِلِ و القِطاعِ و قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: و شَقَّتْ مَقاطِیعُ الرُّماةِ فُؤَادَه، إِذا یَسْمَعُ الصوتَ المُغَرِّدَ یَصْلِدُ و المِقْطَعُ و المِقْطاعُ: ما قَطَعْتَه به. قال اللیث: القِطْعُ القضیبُ الذی یُقْطَعُ لبَرْیِ السِّهامِ، و جمعه قُطْعانٌ و أَقْطُعٌ؛ و أَنشد لأَبی ذؤَیب: و نَمِیمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، فی كَفِّه جَشْ‌ءٌ أَجَشُّ و أَقْطُعُ قال: أَراد السِّهامَ، قال الأَزهری: و هذا غلط، قال الأَصمعی: القِطْعُ من النِّصالِ القصیر العریضُ، و كذلك قال غیره، سواء كان النصل مركباً فی السهم أَو لم یكن مركباً، سُمِّیَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الحدید، و ربما سَمَّوْه مقطوعاً، و المَقاطِیعُ جمعه؛ و سیف قاطِعٌ و قَطَّاعٌ و مِقْطَعٌ. و حبل أَقْطاعٌ: مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً، و إِن لم یتكلم به، و كذلك ثوب أَقْطاعٌ و قِطْعٌ؛ عن اللحیانی. و المَقْطُوعُ من المدید و الكامل و الرَّجَزِ: الذی حذف منه حرفان نحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار محذوفاً فبقی فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل فی التقطیع إِلی فعْلن، كقوله فی المدید: إِنما الذَّلْفاءُ یاقُوتةٌ، أُخْرِجَتْ من كِیسِ دِهْقانِ فقوله قانی فعْلن، و كقوله فی الكامل: و إِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ، فإِنَّه نَسَبٌ یَزِیدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا
لسان العرب، ج‌8، ص: 278
فقوله نَخَبالا فعلاتن و هو مقطوع؛ و كقوله فی الرجز: دار لِسَلْمَی، إِذ سُلَیْمَی جارةٌ، قَفْرٌ تُری آیاتها مِثْلَ الزُّبُرْ «1» و كقوله فی الرجز: القَلْبُ منها مُسْتَرِیحٌ سالِمٌ، و القلبُ مِنِّی جاهِدٌ مَجْهُودُ فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ. و تَقْطِیعُ الشعر: وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ و تَجْزئته بالأَفعالِ. و قاطَعَ الرجُلانِ بسیفیهما إِذا نظرا أَیُّهما أَقْطَعُ؛ و قاطَعَ فلان فلاناً بسیفیهما كذلك. و رجل لَطّاع قَطّاعٌ: یَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ و یردّ الثانی، و اللَّطّاعُ مذكور فی موضعه. و كلامٌ قاطِعٌ علی المَثَلِ: كقولهم نافِذٌ. و الأَقْطَعُ: المقطوعُ الیَدِ، و الجمع قُطْعٌ و قُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ و سُودانٍ. و یَدٌ قَطعاءُ: مقطوعةٌ، و قد قَطَعَ و قطِعَ قَطعاً. و القَطَعَةُ و القُطْعةُ، بالضم، مثل الصَّلَعةِ و الصُّلْعةِ: موضع القَطْعِ من الید، و قیل: بقیّةُ الیدِ المقطوعةِ، و ضربَه بقَطَعَتِه. و‌فی الحدیث: أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان یَسْرِقُ بقَطَعَتِه، بفتحتین؛ هی الموضعُ المقطوعُ من الید، قال: و قد تضم القاف و تسكن الطاء فیقال: بقُطْعَتِه، قال اللیث: یقولون قُطِعَ الرجلُ و لا یقولون قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا یكون أَقْطَعَ حتی یَقْطَعَه غیره، و لو لزمه ذلك من قبل نفسه لقیل قَطِعَ أَو قَطُعَ، و قَطَعَ الله عُمُرَه علی المَثَلِ. و فی التنزیل: فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا؛ قال ثعلب: معناه استُؤْصِلُوا من آخرهم. و مَقْطَعُ كل شی‌ءٍ و مُنْقَطَعُه: آخره حیث یَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ و الأَوْدِیةِ و الحَرَّةِ و ما أَشبهها. و مَقاطِیعُ الأَودیةِ: مآخیرُها. و مُنْقَطَعُ كلِّ شی‌ءٍ: حیث یَنْتَهی إِلیه طَرَفُه. و المُنْقَطِعُ: الشی‌ءُ نفسُه. و شرابٌ لذیذُ المَقْطَعِ أَی الآخِر و الخاتِمَةِ. و قَطَعَ الماءَ قَطْعاً: شَقَّه و جازَه. و قطَعَ به النهرَ و أَقْطَعَه إِیاه و أَقطَعَه به: جاوَزَه، و هو من الفصل بین الأَجزاء. و قَطَعْتُ النهر قَطْعاً و قُطُوعاً: عَبَرْتُ. و مَقاطِعُ الأَنهار: حیث یُعْبَرُ فیه. و المَقْطَعُ: غایةُ ما قُطِعَ. یقال: مَقْطَعُ الثوبِ و مَقْطَعُ الرمْلِ للذی لا رَمْلَ وراءه. و المَقْطَعُ: الموضع الذی یُقْطَعُ فیه النهر من المَعابرِ. و مَقاطِعُ القرآنِ: مواضعُ الوقوفِ، و مَبادِئُه: مواضعُ الابتداءِ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، حین ذَكَر أَبا بكر، رضی الله عنه: لیس فیكم مَنْ تَقَطَّعُ علیه «2» الأَعْناقُ مثلَ أَبی بكر؛ أَراد أَن السابِقَ منكم الذی لا یَلْحَقُ شَأْوَه فی الفضل أَحدٌ لا یكون مِثْلًا لأَبی بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقین؛ و فی النهایة: أَی لیس فیكم أَحدٌ سابقٌ إِلی الخیراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِیه حتی لا یَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبی بكر، رضی الله عنه. یقال للفرَس الجَوادِ: تَقَطَّعَت أَعناقُ الخیْلِ علیه فلم تَلْحَقْه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للبَعِیثِ: طَمِعْتُ بِلَیْلی أَن تَرِیعَ، و إِنَّما تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ و بایَعْتُ لَیْلی فی الخَلاءِ، و لم یَكُنْ شُهُودی علی لَیْلی عُدُولٌ مَقانِعُ
(1). قوله [دار لسلمی … إلخ] هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فیه كما لا یخفی. (2). قوله [تقطع علیه] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: دونه
لسان العرب، ج‌8، ص: 279
و منه‌حدیث أَبی ذر: فإِذا هی یُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ‌أَی تُسْرِعُ إِسْراعاً كثیراً تقدمت به و فاتت حتی إن السراب یظهر دونها أَی من ورائها لبعدها فی البر. و مُقَطَّعاتُ الشی‌ء: طرائقُه التی یتحلَّلُ إِلیها و یَتَرَكَّبُ عنها كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ، و مُقَطَّعاتُ الشعْرِ و مَقاطِیعُه: ما تَحَلَّل إِلیه و ترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه التی یسمیها عَرُوضِیُّو العرب الأَسْبابَ و الأَوْتادَ. و القِطاعُ و القَطاعُ: صِرامُ النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ و الصَّرامِ. و قَطَعَ النخلَ یَقْطَعُه قَطْعاً و قِطاعاً و قَطاعاً؛ عن اللحیانی: صرَمه. قال سیبویه: قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِلیه القَطْعَ و استعملته فیه. و أَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ و حانَ قِطاعُه. و أَقْطَعْتُه: أَذِنْتُ له فی قِطاعه. و انْقَطَعَ الشی‌ءُ: ذهَب وقْتُه؛ و منه قولهم: انْقَطَعَ البَرْدُ و الحرُّ. و انْقَطَع الكلامُ: وَقَفَ فلم یَمْضِ. و قَطَعَ لسانه: أَسْكَتَه بإِحسانِه إِلیه. و انْقَطَعَ لسانه: ذهبت سَلاطَتُه. و امرأَة قَطِیعُ الكلامِ إِذا لم تكن سَلِیطةً. و‌فی الحدیث لما أَنشده العباس ابن مِرْداسٍ أَبیاته العینیة: اقْطَعُوا عنی لِسانه‌أَی أَعْطُوه و أَرْضُوه حتی یسكت، فكنی باللسانِ عن الكلامِ. و منه‌الحدیث: أَتاه رجل فقال: إِنی شاعر، فقال: یا بلال، اقْطَعْ لسانه فأَعطاه أَربعین درهماً.قال الخطابی: یشبه أَن یكون هذا ممن له حق فی بیت المال كابن السبیل و غیره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لحقه أَو لحاجته لا لشعره. و أَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه و بَكَّتُوه بالحق فلم یُجِبْ، فهو مُقْطِعٌ. و قَطَعَه قَطْعاً أَیضاً: بَكَّتَه، و هو قَطِیعُ القولِ و أَقْطَعُه، و قد قَطِعَ و قَطُعَ قَطاعةً. و أَقْطَعَ الشاعِرُ: انْقَطَعَ شِعْرُه. و أَقْطَعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت: انْقَطَعَ بیضُها، قال الفارسیّ: و هذا كما عادلوا بینهما بأَصْفَی. و قُطِعَ به و انْقُطِعَ و أُقْطِعَ و أَقْطَعَ: ضَعُفَ عن النكاح. و أُقْطِعَ به إِقْطاعاً، فهو مُقْطَعٌ إِذا لم یُرِدِ النساءَ و لم یَنْهَض عُجارِمُه. و انْقُطِعَ بالرجل و البعیرِ: كَلَّا. و قُطِعَ بفلان، فهو مَقْطُوعٌ به، و انْقُطِعَ به، فهو مُنْقَطَعٌ به إِذا عجز عن سفره من نَفَقَةٍ ذهبت، أَو قامَت علیه راحِلَتُه، أَو أَتاه أَمر لا یقدر علی أَن یتحرك معه، و قیل: هو إِذا كان مسافراً فأُبْدِعَ به و عَطِبَت راحلته و ذَهَبَ زادُه و ماله. و قُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ. و قُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطریقُ. و‌فی الحدیث: فَخَشِینا أَن یُقْتَطَعَ دُونَنا‌أَی یُؤْخَذَ و یُنْفَرَدَ به. و‌فی الحدیث: و لو شئنا لاقْتَطَعْناهم.و‌فی الحدیث: كان إِذا أَراد أَن یَقْطَعَ بَعْثاً‌أَی یُفْرِدَ قوماً یبعثُهم فی الغَزْوِ و یُعَیِّنَهُم من غیرهم. و یقال للغریب بالبلد: أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً، فهو مُقْطَعٌ عنهم و مُنْقَطِعٌ، و كذلك الذی یُفْرَضُ لنظرائه و یترك هو. و أَقْطَعْتُ الشی‌ء إِذا انْقَطَعَ عنك یقال: قد أَقْطَعْتُ الغَیْثَ. و عَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن الضِّراب. و المُقْطَعُ، بفتح الطاءِ: البعیر إِذا جَفَرَ عن الضِّراب؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ یصف امرأَته: قامَت تَباكَی أَن سَبَأْتُ لِفِتْیةٍ زِقًّا و خابِیَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ و قد أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ. و ناقةٌ قَطُوعٌ: یَنْقَطِعُ لبنها سریعاً. و القَطْعُ و القَطِیعةُ: الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل، و الفعل
لسان العرب، ج‌8، ص: 280
كالفعل و المصدر كالمصدر، و هو علی المثل. و رجل قَطُوعٌ لإِخْوانه و مِقْطاعٌ: لا یثبت علی مُؤاخاةٍ. و تَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا. و تَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ: تَحاصَّتْ. و قَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً و قَطِیعةً و قَطَّعَها: عَقَّها و لم یَصِلْها، و الاسم القَطِیعةُ. و رجل قُطَعَةٌ و قُطَعٌ و مِقْطَعٌ و قَطَّاعٌ: یَقْطَعُ رَحِمَه. و‌فی الحدیث: من زَوَّجَ كَرِیمَةً من فاسِقٍ فقد قَطَعَ رَحمها، و ذلك أَن الفاسِقَ یطلقها ثم لا یبالی أَن یضاجعها. و‌فی حدیث صِلَةِ الرَّحِمِ: هذا مقام العائذ بك من القَطِیعَةِ؛ القَطِیعَةُ: الهِجْرانُ و الصَّدُّ، و هیَ فَعِیلَةٌ من القَطْعِ، و یرید به ترك البر و الإِحسان إِلی الأَهل و الأَقارب، و هی ضِدّ صِلَة الرَّحمِ. و قوله تعالی: أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ؛ أَی تعُودوا إِلی أَمر الجاهلیة فتفسدوا فی الأَرض و تَئِدُوا البناتِ، و قیل: تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ تقتل قریش بنی هاشم و بنو هاشم قریشاً. و رَحِمٌ قَطعاءُ بینی و بینك إِذا لم توصل. و یقال: مَدّ فلان إِلی فلان بِثَدْیٍ غیر أَقْطَعَ و مَتَّ، بالتاء، أَی تَوَسَّلَ إِلیه بقرابة قریبة؛ و قال: دَعانی فلم أُورَأْ بِه، فأَجَبْتُه، فَمَدّ بِثَدْیٍ بَیْنَنا غَیْرِ أَقْطَعا و الأُقْطوعةُ: ما تبعثه المرأَة إِلی صاحبتها علامة للمُصارَمةِ و الهِجْرانِ، و فی التهذیب: تبعث به الجاریة إِلی صاحبها؛ و أَنشد: و قالَتْ لِجارِیَتَیْها: اذْهَبا إِلیه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ و القُطْعُ: البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ. و رجل قَطِیعٌ: مَبْهُورٌ بَیّنُ القَطاعةِ، و كذلك الأُنثی بغیر هاء. و رجل قَطِیعُ القیام إِذا وصف بالضعف أَو السِّمَنِ. و امرأَة قَطُوعٌ و قَطِیعٌ: فاتِرةُ القِیامِ. و قد قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صارت قَطِیعاً. و القُطْعُ و القُطُعُ فی الفرس و غیره: البُهْرُ و انْقِطاعُ بعض عُرُوقِه. و أَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر: و هو النفَس العالی من السمن و غیره. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بهر فكان یُطْبَخُ له الثُّومُ فی الحَسا فیأْكله؛ قال الكسائی: القُطْعُ الدَّبَرُ «3». و أَنشد أَبو عبید لأَبی جندب الهذلی: و إِنِّی إِذا ما آنسٌ «4» … مُقْبِلًا، یُعاوِدُنی قُطْعٌ جَواه طَوِیلُ یقول: إِذا رأَیت إِنساناً ذكرته. و قال ابن الأَثیر: القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ و ضیقُه. و القُطْعُ: البُهْرُ یأْخذ الفرس و غیره. یقال: قُطِعَ الرجلُ، فهو مقطوعٌ، و یقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ فی بطنه أَو شَحْمٌ: مقطوعٌ، و قد قُطِعَ. و اقْتَطَعْتُ من الشی‌ء قِطْعةً، یقال: اقتَطَعْتُ قَطِیعاً من غنم فلان. و القِطْعةُ من الشی‌ء: الطائفةُ منه. و اقْتَطَعَ طائفة من الشی‌ء: أَخذها. و القَطِیعةُ: ما اقْتَطَعْتَه منه. و أَقْطَعَنی إِیاها: أَذِنَ لی فی اقْتِطاعِها. و اسْتَقْطَعَه إِیاها: سأَلَه أَن یُقْطِعَه إِیاها. و أَقْطَعْتُه قَطِیعةً أَی طائفة من أَرض الخراج. و أَقْطَعَه نهراً: أَباحَه له. و‌فی حدیث أَبْیَضَ بن
(3). قوله [القطع الدبر] كذا بالأَصل. و قوله [لأَبی جندب] بهامش الأَصل بخط السید مرتضی صوابه: و إنی إذا ما الصبح آنست ضوءه یعاودنی قطع علی ثقیل و البیت لأَبی خراش الهذلی (4). كذا بیاض بالأَصل و لعله: و إنی إذا ما آنس شمت مقبلًا،
لسان العرب، ج‌8، ص: 281
حَمّالٍ: أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذی بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِیاه؛ قال ابن الأَثیر: سأَله أَن یجعله له إِقطاعاً یتملَّكُه و یسْتَبِدُّ به و ینفرد، و الإِقطاعُ یكون تملیكاً و غیر تملیك. یقال: اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطیعةً فأَقْطَعَه إِیّاها إِذا سأَلَه أَن یُقْطِعَها له و یبینها مِلْكاً له فأَعطاه إِیاها، و القَطائِعُ إِنما تجوز فی عَفْوِ البلاد التی لا ملك لأَحد علیها و لا عِمارةَ فیها لأَحد فیُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما یتهیَّأُ له عِمارَتُه بإِجراء الماء إِلیه، أَو باستخراج عین منه، أَو بتحجر علیه للبناء فیه. قال الشافعی: و من الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقٍ لا تملیكٍ، كالمُقاعَدةِ بالأَسواق التی هی طُرُقُ المسلمین، فمن قعد فی موضع منها كان له بقدر ما یَصْلُحُ له ما كان مقیماً فیه، فإِذا فارقه لم یكن له منع غیره منه كأَبنیة العرب و فساطِیطِهمْ، فإِذا انْتَجَعُوا لم یَمْلِكُوا بها حیث نزلوا، و منها إِقْطاعُ السكنی. و‌فی الحدیث عن أُمّ العلاءِ الأَنصاریة قالت: لما قَدِمَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، المدینةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فطار سَهْمُ عثمانَ بن مَظْعُونٍ علَیّ؛ و معناه أَنزلهم فی دُورِ الأَنصارِ یسكنونها معهم ثم یتحوّلون عنها؛ و منه‌الحدیث: أَنه أَقْطَعَ الزبیر نخلًا، یشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الخُمُسِ الذی هو سَهْمُه لأَنَّ النخل مالٌ ظاهِرُ العین حاضِرُ النفْعِ فلا یجوز إِقْطاعُه، و كان بعضهم یتأَوّل إِقْطاعَ النبیِّ، صلی الله علیه و سلم، المهاجرین الدُّورَ علی معنی العارِیّةِ، و أَما إِقْطاعُ المَواتِ فهو تملیك. و‌فی الحدیث فی الیمین: أَو یَقْتَطِعَ بها مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ‌أَی یأْخذه لنفسه متملكاً، و هو یَفْتَعِلُ من القَطْعِ. و رجل مُقْطَعٌ: لا دِیوانَ له. و‌فی الحدیث: كانوا أَهلَ دِیوانٍ أَو مُقْطَعِینَ، بفتح الطاء، و‌یروی مُقْتَطِعینَ‌لأَن الجند لا یَخْلُونَ من هذین الوجهین. و قَطَعَ الرجلُ بحبل یَقْطَعُ قَطْعاً: اخْتَنَقَ به. و فی التنزیل: فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّمٰاءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ فَلْیَنْظُرْ؛ قالوا: لْیَقْطَعْ أَی لِیَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ یَمُدّ السبب إِلی السقف ثم یَقْطَعُ نفسَه من الأَرض حتی یختنق، قال الأَزهری: و هذا یحتاج إِلی شرح یزید فی إِیضاحه، و المعنی، و الله أَعلم، من كان یظن أَن لن ینصر الله محمداً حتی یظهره علی الدین كله فلیمت غیظاً، و هو تفسیر قوله فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّمٰاءِ، و السببُ الحبل یشدّه المختنق إِلی سَقْفِ بیته، و سماءُ كل شی‌ء سقفه، ثُمَّ لْیَقْطَعْ أَی لیمد الحبل مشدُوداً فی عنقه مدّاً شدیداً یُوَتِّرُه حتی ینقطع فیموت مختنقاً؛ و قال الفراء: أَراد لیجعل فی سماء بیته حبلًا ثم لیختنق به، فذلك قوله ثُمَّ لْیَقْطَعْ اختناقاً. و فی قراءة عبد الله: ثم لیقطعه، یعنی السبب و هو الحبل، و قیل: معناه لیمد الحبل المشدود فی عنقه حتی ینقطعَ نفَسُه فیموتَ. و ثوبٌ یَقْطَعُكَ و یُقْطِعُكَ و یُقَطِّعُ لك تَقْطِیعاً: یَصْلُح علیك قمیصاً و نحوَه. و قال الأَزهری: إِذا صلح أَن یُقْطَعَ قمیصاً، قال الأَصمعی: لا أَعرف هذا ثوب یَقْطَعُ و لا یُقَطِّعُ و لا یُقَطِّعُنی و لا یَقْطَعُنی، هذا كله من كلام المولّدین؛ قال أَبو حاتم: و قد حكاه أَبو عبیدة عن العرب. و القُطْعُ: وجَعٌ فی البطن و مَغَسٌ. و التقطِیعُ مَغَسٌ یجده الإِنسان فی بطنه و أَمْعائِه. یقال: قُطِّعَ فلان فی بطنه تَقْطِیعاً. و القَطِیعُ: الطائفة من الغنم و النعم و نحوه، و الغالب علیه أَنه من عشر إِلی أَربعین، و قیل: ما بین خمس عشرة إِلی خمس و عشرین، و الجمع أَقْطاعٌ و أَقْطِعةٌ و قُطْعانٌ و قِطاعٌ و أَقاطِیعُ؛ قال سیبویه: و هو مما جمع علی
لسان العرب، ج‌8، ص: 282
غیر بناء واحده، و نظیره عندهم حدیثٌ و أَحادیثُ. و القِطْعةُ: كالقَطِیع. و القَطِیعُ: السوط یُقْطَعُ من جلد سیر و یعمل منه، و قیل: هو مشتق من القَطِیعِ الذی هو المَقْطُوعُ من الشجر، و قیل: هو المُنْقَطِعُ الطرَف، و عَمَّ أَبو عبید بالقَطِیعِ، و حكی الفارسی: قَطَعْتُه بالقَطِیع أَی ضربته به كما قالوا سُطْتُه بالسوط؛ قال الأَعشی: تَری عَینَها صَغْواءَ فی جَنْبِ مُوقِها، تُراقِبُ كَفِّی و القَطِیعَ المُحَرَّما قال ابن بری: السوط المُحَرَّمُ الذی لم یُلیَّن بَعْد. اللیث: القَطِیعُ السوط المُنْقَطِعُ. قال الأَزهری: سمی السوط قَطِیعاً لأَنهم یأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ فیَقْطَعونه أَربعة سُیُور، ثم یَفْتِلونه و یَلْوُونه و یتركونه حتی یَیْبَسَ فیقومَ قِیاماً كأَنه عَصاً، سمی قَطِیعاً لأَنه یُقْطَعُ أَربع طاقات ثم یُلْوی. و القُطَّعُ و القُطَّاعُ: اللُّصوص یَقْطَعون الأَرض. و قُطَّاعُ الطریق: الذین یُعارِضون أَبناءَ السبیل فیَقْطَعون بهم السبیلَ. و رجل مُقَطَّعٌ: مُجَرَّبٌ. و إِنه لحسَنُ التقْطِیع أَی القَدِّ. و شی‌ء حسن التقْطِیعِ إِذا كان حسن القَدِّ. و یقال: فلان قَطِیعُ فلان أَی شَبیهُه فی قَدِّه و خَلْقِه، و جمعه أَقْطِعاءُ. و مَقْطَعُ الحقِّ: ما یُقْطَعُ به الباطل، و هو أَیضاً موضع التِقاءِ الحُكْمِ، و قیل: هو حیث یُفْصَلُ بین الخُصومِ بنص الحكم؛ قال زهیر: و إِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ: یَمِینٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ و یقال: الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح. و القِطْعُ و القِطْعةُ و القَطِیعُ و القِطَعُ و القِطاعُ: طائفة من اللیل تكون من أَوّله إِلی ثلثه، و قیل للفزاریِّ: ما القِطْعُ من اللیل؟ فقال: حُزْمةٌ تَهُورُها أَی قِطْعةٌ تَحْزُرُها و لا تَدْرِی كمْ هِیَ. و القِطْعُ: ظلمة آخر اللیل؛ و منه قوله تعالی: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ*؛ قال الأَخفش: بسواد من اللیل؛ قال الشاعر: افْتَحی الباب، فانْظُری فی النُّجومِ، كَمْ عَلَیْنا مِنْ قِطْعِ لَیْلٍ بَهِیمِ و فی التنزیل: قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً، و قرئ: قِطْعاً، و القِطْعُ: اسم ما قُطِعَ. یقال: قَطَعْتُ الشی‌ءَ قَطْعاً، و اسم ما قُطِعَ فسقط قِطْعٌ. قال ثعلب: من قرأَ قِطْعاً، جعل المظلم من نعته، و من قرأَ قِطَعاً جعل المظلم قِطَعاً من اللیل، و هو الذی یقول له البصریون الحال. و‌فی الحدیث: إِنَّ بین یَدَیِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ اللیل المُظْلِمِ؛ قِطْعُ اللیلِ طائفةٌ منه و قِطْعةٌ، و جمع القِطْعةِ قِطَعٌ، أَراد فتنة مظلمة سوْداءَ تعظیماً لشأْنها. و المُقَطَّعاتُ من الثیابِ: شِبْه الجِبابِ و نحوها من الخَزِّ و غیره. و فی التنزیل: قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیٰابٌ مِنْ نٰارٍ؛ أَی خِیطَتْ و سُوِّیَتْ و جُعِلَتْ لَبوساً لهم. و‌فی حدیث ابن عباس فی صفة نخل الجنة قال: نخل الجنة سَعَفُها كِسْوةٌ لأَهل الجنة منها مُقَطَّعاتُهم و حُلَلُهم؛ قال ابن الأَثیر: لم یكن یَصِفُها بالقِصَر لأَنه عیب. و قال ابن الأَعرابی: لا یقال للثیاب القِصار مُقَطَّعاتٌ، قال شمر: و مما یقوِّی قوله حدیث ابن عباس فی وصف سَعَفِ الجنة لأَنه لا یصف ثیاب أَهل الجنة بالقِصَرِ لأَنه عیب، و قیل: المقطَّعات لا واحد لها فلا یقال للجُبّةِ القصیرة مُقَطَّعةٌ، و لا للقَمِیصِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 283
مُقَطَّعٌ، و إِنما یقال لجملة الثیاب القصار مُقَطَّعات، و للواحد ثوب. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، و علیه مُقَطَّعاتٌ له؛ قال ابن الأَثیر: أَی ثیاب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ التمام، و قیل: المُقَطَّع من الثیاب كلُّ ما یُفَصَّلُ و یُخاطُ من قمیصٍ و جِبابٍ و سَراوِیلاتٍ و غیرها، و ما لا یقطع منها كالأَردیة و الأُزُر و المَطارِفِ و الرِّیاطِ التی لم تقطع، و إِنما یُتَعَطَّفُ بها مرَّة و یُتَلَفَّعُ بها أُخری؛ و أَنشد شمر لرؤبة یصف ثوراً وحشیّاً: كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا، مُخالِطَ التَّقْلِیصِ، إِذْ تَدَرَّعا «1» قال ابن الأَعرابی: یقول كأَنَّ علیه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه، یقول: تخال أَنه أُلْبِسَ ثوباً أَبیض مقلصاً عنه لم یبلغ كُراعَه لأَنها سُود لیست علی لونه؛ و قول الراعی: فَقُودُوا الجِیادَ المُسْنِفاتِ، و أَحْقِبوا علی الأَرْحَبِیّاتِ الحَدیدَ المُقَطَّعا یعنی الدروع. و الحدیدُ المُقَطَّعُ: هو المتخذ سلاحاً. یقال: قطعنا الحدید أَی صنعناه دُروعاً و غیرها من السِّلاح. و قال أَبو عمرو: مُقَطَّعاتُ الثیاب و الشِّعرْ قِصارُها. و المقطَّعات: الثیاب القصار، و الأَبیاتُ القِصارُ، و كل قصیرٍ مُقَطَّعٌ و مُتَقَطِّعٌ؛ و منه‌حدیث ابن عباس: وقتُ صلاةِ الضُّحی إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ، یعنی قَصُرَتْ لأَنها تكون ممتدة فی أَول النهار، فكلما ارتفعت الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ و قصرت، و سمیت الأَراجیز مُقَطَّعاتٍ لقصرها، و یروی أَن جریر بن الخَطَفی كان بینه و بین رؤبة اختلاف فی شی‌ء فقال: أَما و الله لئن سَهِرْتُ له لیلة لأَدَعَنَّه و قلَّما تغنی عنه مقطَّعاته، یعنی أَبیات الرجز. و یقال للرجُل القصیر: إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ. و المِقْطَعُ: مثالٌ یُقْطَعُ علیه الأَدیم و الثوب و غیره. و القاطِعُ: كالمِقْطَعِ اسم كالكاهل و الغارِبِ. و قال أَبو الهیثم: إِنما هو القِطاعُ لا القاطِعُ، قال: و هو مثل لِحافٍ و مِلْحَفٍ و قِرامٍ و مِقْرَمٍ و سِرادٍ و مِسْرَدٍ. و القِطْعُ: ضرب من الثیاب المُوَشَّاةِ، و الجمع قُطوعٌ. و المُقَطَّعاتُ: بُرود علیها وشْیٌ مُقَطَّعٌ. و القِطْعُ: النُّمْرُقةُ أَیضاً. و القِطْعُ: الطِّنْفِسةُ تكون تحت الرَّحْلِ علی كَتِفَیِ البعیر، و الجمع كالجمع؛ قال الأَعشی: أَتَتْكَ العِیسُ تَنْفَحُ فی بُراها، تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ قال ابن بری: الشعر لعبد الرحمن بن الحكم بن أَبی العاص یمدح معاویة و یقال لِزیادٍ الأَعْجَمِ؛ و بعده: بأَبیَضَ مِنْ أُمَیَّةَ مَضْرَحِیٍّ، كأَنَّ جَبِینَه سَیْفٌ صَنِیعُ و‌فی حدیث ابن الزبیر و الجِنِّیِّ: فجاء و هو علی القِطع فنَفَضَه، و فُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تحت الرَّحْلِ علی كتفی البعیر. و قاطَعَه علی كذا و كذا من الأَجْرِ و العَمَلِ و نحوه مُقاطعةً. قال اللیث: و مُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ الأَرانِبِ؛ قال الأَزهری: هذا لیس بشی‌ء و أُراه إِنما أَراد ما یقال للأَرْنَبِ السریعة؛ و یقال للأَرنب السریعة: مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ و مقطِّعةُ النِّیاطِ
(1). و قوله [كأن إلخ] سیأتی فی نصع: تخال بدل كأن.
لسان العرب، ج‌8، ص: 284
و مقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً فی بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ، أَو رِئاتِ من یَعْدُو علی أَثرها لیصیدها، و هذا كقولهم فیها مُحَشِّئةُ الكِلاب، و من قال النِّیاطُ بُعْدُ المَفازةِ فهی تَقْطَعُه أَیضاً أَی تُجاوِزُه؛ قال یصف الأَرنب: كأَنِّی، إِذْ مَنَنْتُ علیكَ خَیْری، مَنَنْتُ علی مُقَطِّعةِ النِّیاطِ و قال الشاعر: مَرَطی مُقَطِّعةٍ سُحُورَ بُغاتِها مِنْ سُوسِها التَّوْتِیرُ، مهما تُطْلَبِ و یقال لها أَیضاً: مُقَطِّعةُ القلوب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنِّی، إِذْ مَنَنْتُ علیكَ فَضْلی، مَنَنْتُ علی مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَیْنِبِ [أُرَیْنِبُ خُلّةٍ، باتَتْ تَغَشَّی أَبارِقَ، كلُّها وَخِمٌ جَدِیب و یقال: هذا فرس یُقَطِّعُ الجَرْیَ أَی یجری ضُرُوباً من الجَرْیِ لِمَرحِه و نشاطِه. و قَطَّعَ الجَوادُ الخیلَ تَقْطِیعاً: خَلَّفَها و مضی؛ قال أَبو الخَشْناءِ، و نسبه الأَزهری إِلی الجعدی: یُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِیبه، و یَأْوی إِلی حُضُرٍ مُلْهِبِ و یقال: جاءت الخیل مُقْطَوْطِعاتٍ أَی سِراعاً بعضها فی إِثر بعض. و فلان مُنْقَطِعُ القَرِینِ فی الكرم و السّخاء إِذا لم یكن له مِثْلٌ، و كذلك مُنْقَطِعُ العِقالِ فی الشرّ و الخُبْثِ؛ قال الشماخ: رأَیْتُ عَرابَةَ الأَوْسِیَّ یَسْمُو إِلی الخَیْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرِینِ أَبو عبیدة فی الشِّیاتِ: و من الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ و هی التی ارْتَفَعَ بیاضُها من المَنْخَرَیْنِ حتی تبلغ الغُرَّةُ عینیه دون جَبْهته. و قال غیره: المُقَطَّعُ من الحَلْی هو الشی‌ء الیسیرُ منه القلیلُ، و المُقَطَّعُ من الذَّهَبِ الیسِیرِ كالحَلْقةِ و القُرْطِ و الشَّنْفِ و الشَّذْرةِ و ما أَشبهها؛ و منه‌الحدیث: أَنه نَهی عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً؛ أَراد الشی‌ء الیسیر و كره الكثیر الذی هو عادة أَهل السَّرَفِ و الخُیَلاء و الكِبْر، و الیسیرُ هو ما لا تجب فیه الزكاة؛ قال ابن الأَثیر: و یشبه أَن یكون إِنما كره استعمال الكثیر منه لأَن صاحبه ربما بَخِلَ بإِخراج زكاته فیأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فیه الزكاةَ. و قَطَّعَ علیه العذابَ: لوَّنَه و جَزَّأَه و لَوَّنَ علیه ضُرُوباً من العذاب. و المُقَطَّعاتُ: الدِّیارُ. و القَطِیعُ: شبیه بالنظیر. و أَرض قَطِیعةٌ: لا یُدْری أَ خُضْرَتُها أَكثر أَم بیاضُها الذی لا نبات به، و قیل: التی بها نِقاطٌ من الكَلإِ. و القُطْعةُ: قِطْعةٌ من الأَرض إِذا كانت مَفْروزةً، و حكی عن أَعرابی أَنه قال: ورثت من أَبی قُطْعةً. قال ابن السكیت: ما كان من شی‌ء قُطِعَ من شی‌ء، فإِن كان المقطوعُ قد یَبْقی منه الشی‌ء و یُقْطَعُ قلت: أَعطِنی قِطْعةً، و مثله الخِرْقةُ، و إِذا أَردت أَن تجمع الشی‌ء بأَسره حتی تسمی به قلت: أَعْطِنی قُطْعةً، و أَما المرة من الفِعْل فبالفتح قَطَعْتُ قَطْعةً، و قال الفراء: سمعت بعض العرب یقول غَلَبَنی فلان علی قُطْعةٍ من الأَرض، یرید أَرضاً مَفْروزةً مثل القِطْعةِ، فإِن أَردت بها قِطْعةً من شی‌ء قُطِعَ منه قلت قِطْعةً. و كل شی‌ء یُقْطَعُ منه، فهو مَقْطَع. و المَقْطَعُ: موضع القَطْعِ. و المَقْطعُ: مصدر كالقَطْعِ. و قَطَّعْتُ الخمر
لسان العرب، ج‌8، ص: 285
بالماء إِذا مَزَجْتَه، و قد تَقَطَّعَ فیه الماءُ؛ و قال ذو الرمة: یُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِیثِ ابْتِسامُها، تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فی نُزَفِ الخَمْر موضوعُ الحدیثِ: مَحْفُوظُه و هو أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كما یُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ. و أَقطَعَ القومُ «2» إِذا انْقَطَعَتْ مِیاهُ السماء فرجَعوا إِلی أَعدادِ المیاهِ؛ قال أَبو وَجْزةَ: تَزُورُ بیَ القومَ الحَوارِیّ، إِنهم مَناهلُ أَعدادٌ، إِذا الناسُ أَقْطَعوا و‌فی الحدیث: كانت یهودُ قوماً لهم ثِمارٌ لا تُصِیبها قُطْعةٌ‌أَی عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عنها. یقال: أَصابت الناسَ قُطْعةٌ أَی ذَهَبَتْ مِیاهُ رَكایاهُم. و یقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِیاهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ. و قد قَطَعَ ماءُ قَلِیبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه. و قَطَعَ الماءُ قُطُوعاً و أَقْطَعَ؛ عن ابن الأَعرابی: قلَّ و ذهب فانْقَطَعَ، و الاسم القُطْعةُ. یقال: أَصابَ الناسَ قُطْعٌ و قُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم فی القیظ. و بئر مِقْطاعٌ: یَنْقَطِعُ ماؤها سریعاً. و یقال: قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلی نصْفِه أَو ثُلثه ثم قَطَعْتَ الماء؛ و منه قول ابن مقبل یذكر الإِبل: قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه بِشِرْبٍ غشاشٍ، و هْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ أَی باقِیه. و أَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ المطر هناك و أَقْلَعَتْ. یقال: مَطَرَتِ السماءُ ببلد كذا و أَقْطَعَتْ ببلد كذا. و قَطَعَتِ الطَّیْرُ قَطاعاً و قِطاعاً و قُطوعاً و اقْطوطعَت: انْحَدَرَت من بلاد البرد إِلی بلاد الحر. و الطیر تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلی بلد فی وقت حر أَو برد، و هی قَواطِعُ. ابن السكیت: كان ذلك عند قَطاعِ الطیر و قَطاعِ الماءِ، و بعضهم یقول قُطُوعِ الطیر و قُطوعِ الماء، و قَطاعُ الطیر: أَن یجی‌ء من بلد إِلی بلد، و قَطاعُ الماء: أَن ینْقَطِعَ. أَبو زید: قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلینا فی الشتاء قُطُوعاً و رجعت فی الصیف رُجُوعاً، و الطیر التی تقیم ببلد شِتاءَها و صَیْفها هی الأَوابدُ، و یقال: جاءَت الطیر مُقْطَوْطِعاتٍ و قَواطِعَ بمعنی واحد. و القُطَیْعاءُ، ممدود مثال الغُبَیْراءِ: التمر الشِّهْرِیزُ، و قال كراع: هو صِنْفٌ من التمر فلم یُحَلِّه؛ قال: باتُوا یُعَشُّونَ القُطَیْعاءَ جارَهُمْ، و عِنْدَهُمُ البَرْنیُّ فی جُلَلٍ دُسْمِ و‌فی حدیث وفد عبد القیس: تَقْذِفُونَ فیه من القُطَیْعاءِ، قال: هو نوع من التمر، و قیل: هو البُسْرُ قبل أَن یُدْرِكَ. و یقال: لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دابتی أَی لأَبیعنها؛ و أَنشد لأَعرابی تزوج امرأَة و ساق إِلیها مَهْرَها إِبلًا: أَقُولُ، و العَیْساءُ تَمْشی و الفُصُلْ فی جِلّةٍ منها عَرامِیسٌ عُطُلْ: قَطَّعَتِ الأَحْراحُ أَعناقَ الإِبلْ ابن الأَعرابی: الأَقْطَعُ الأَصم؛ قال و أَنشدنی أَبو المكارم: إِنَّ الأُحَیْمِرَ، حین أَرْجُو رِفْدَه عُمُراً، لأَقْطَعُ سَیِّ‌ءُ الإِصْرانِ قال: الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ و هو الخِنَّابةُ، و هو شَمُّ
(2). قوله [القوم] بهامش الأَصل صوابه: القرم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 286
الأَنْفِ. و الخِنَّابَتانِ: مَجْرَیا النفَسِ من المَنْخَرَیْنِ. و القُطْعَةُ فی طَیِّ‌ءٍ كالعَنْعَنة فی تَمیمٍ، و هو أَن یقول: یا أَبا الحَكا، یرید یا أَبا الحَكَمِ، فیَقْطَعُ كلامه. و لبن قاطِعٌ أَی حامِضٌ. و بنو قُطَیْعةَ: قبیلة حیٌّ من العرب، و النسبة إِلیهم قُطَعِیٌّ. و بنو قُطْعةَ: بطن أَیضاً. قال الأَزهری: فی آخر هذه الترجمة: كلّ ما مر فی هذا الباب من هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد و المعانی مُتَقارِبةٌ و إِن اختلفت الأَلفاظ، و كلام العرب یأْخذ بعضه برقاب بعض، و هذا دلیل علی أَنه أَوسع الأَلسنة.

قعع؛ ج8، ص: 286

: القُعاعُ: ماءٌ مُرّ غلیظ. ماءٌ قُعٌّ و قُعاعٌ: مُرٌّ غلیظ، و قیل: هو الذی لا أَشدّ مُلُوحةً منه تَحْتَرِقُ منه أَجْوافُ الإِبلِ، الواحد و الجمع فیه سواء. قال ابن بری: ماءٌ قُعاعٌ و زُعاقٌ و حُراقٌ، و لیس بعد الحُراقِ شی‌ء، و هو الذی یحرق أَوبار الإِبل، و الأُجاجُ المِلْحُ المُرّ أَیضاً. و أَقَعَّ القومُ إِقْعاعاً إِذا أَنْبَطُوه. یقال: أَقَعَّ أَی أَنْبَطَ ماءً قُعاعاً. و أَقَعَّتِ البئرُ: جاءت بهذا الضرب من الماء، و مِیاهُ الإِمْلاحاتِ كلُّها قُعاعٌ. و القَعْقَعةُ: حكایةُ أَصوات السِّلاحِ و التِّرَسةِ و الجُلُودِ الیابسة و الحجارة و الرَّعْدِ و البَكْرةِ و الحُلیِّ و نحوها؛ قال النابغة: یُسَهَّدُ من لَیْلِ التَّمامِ سَلِیمُها، لحَلْیِ النساءِ فی یَدَیهِ قَعاقِعُ و ذلك أَن المَلْدُوغَ یوضع فی یدیه شی‌ء من الحَلْیِ لئلا یَنامَ فیَدِبَّ السمُّ فی جسَدِه فیقتله. و تَقَعْقَعَ الشی‌ء: اضْطَرَبَ و تحرّك. و قَعْقَعْتُ القارُورةَ و زَعْزَعْتُها إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِها من رأْسها. و قَعْقَعْتُه و قَعْقَعْتُ به: حرَّكْته. و‌فی حدیث أُم سلمة: قَعْقَعُوا لك بالسِّلاحِ فطارَ سِلاحُك «1» و فی المثل: فلانٌ لا یُقَعْقَعُ له بالشِّنانِ أَی لا یُخْدَعُ و لا یُرَوَّعُ، و أَصله من تحریك الجلد الیابس للبعیر لیَفْزَع؛ أَنشد سیبویه للنابغة: كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَنی أُقَیْشٍ، یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیْهِ بِشَنِّ أَراد كأَنك جَمَلٌ فحذف الموصوف و أَبقی الصفة كما قال: لو قُلْتَ ما فی قَوْمِها لم تِیثَمِ، یَفْضُلُها فی حَسَبٍ و مِیسَمِ أَراد من یفضلها فحذف الموصول و أَبقی الصلة. و التَّقَعْقُعُ: التحرّك. و قال بعض الطائیین: یقال قَعَّ فلان فلاناً یَقُعُّه قَعّاً إِذا اجْتَرأَ علیه بالكلام. و تَقَعْقَعَ الشی‌ءُ: صَوَّتَ عند التحریك. و قَعْقَعْتُه قَعْقَعةً و قِعْقاعاً: حركته، و الاسم القَعْقاعُ، بالفتح. قال ابن الأَعرابی: القَعْقَعةُ و العَقْعَقةُ و الشَّخْشَخةُ و الخَشْخَشةُ و الخَفْخَفةُ و الفَخْفَخةُ و النَّشْنَشةُ و الشَّنْشَنةُ، كله: حركةُ القِرْطاسِ و الثوْبِ الجدیدِ. و‌فی الحدیث: أَنّ ابناً لِبِنْتِ النبی، صلی الله علیه و سلم، حُضِرَ فدخل النبی، صلی الله علیه و سلم، فجی‌ءَ بالصبیّ و نفسُه تَقَعْقَعُ‌أَی تَضْطَرِبُ؛ قال خالد بن جَنْبةَ: معنی قوله نفسه تَقَعْقَعُ أَی كلَّما صَدَرَتْ إِلی حال لم تَلْبَثْ أَن تصیر إِلی حال أُخری تقرّبه من الموت لا تثبت علی حال واحدة. و‌فی الحدیث: آخُذُ بِحَلْقةِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها‌أَی أُحَرِّكُها. و القَعْقَعةُ: حكایة حركة
(1). قوله [سلاحك] كذا بالأَصل و النهایة أَیضاً، و بهامش الأصل صوابه: فؤادك.
لسان العرب، ج‌8، ص: 287
لشی‌ء یُسْمَعُ له صوْتٌ، و منه‌حدیث أَبی الدرداء: شَرُّ النساء السَّلْفَعةُ التی تُسْمَعُ لأَسنانِها قَعْقَعةٌ.و رجل قَعْقاعٌ و قُعْقُعانیّ: تَسْمَعُ لِمَفاصِلِ رجلیه تَقَعْقُعاً إِذا مشَی، و كذلك العَیْرُ إِذا حَمَلَ علی العانةِ و تَقَعْقَعَ لَحْیاه یقال له قُعْقُعانیٌّ. و حِمارٌ قُعْقُعانیُّ الصوتِ، بالضم، أَی شدید الصوت، فی صوته قَعْقَعَةٌ؛ قال رؤبة: شاحِیَ لَحْیَیْ قُعْقُعانیّ الصَّلَقْ قَعْقَعةَ المِحْوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ و الأَسَدُ ذُو قَعاقِعَ أَی إِذا مشَی سمعت لِمَفاصِله قَعْقَعةً. و القَعْقَعةُ: تَتابُعُ صوت الرَّعْدِ فی شدَّةٍ؛ و جمعه القَعاقِعُ. و رجل قُعاقِعٌ: كثیر الصوت؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و قُمْتُ أَدْعُو خالداً و رافِعا، جَلْدَ القُوَی ذا مِرَّةٍ قُعاقِعا و تَقَعْقَعَ بنا الزمانُ تَقَعْقُعاً: و ذلك من قلة الخیر و جَوْرِ السلطانِ و ضِیقِ السِّعْرِ. و المُقَعْقِعُ: الذی یُجِیلُ القِداحَ فی المیسر؛ قال كُثیِّر یصف ناقته: و تُعْرَفُ إِنْ ضَلَّتْ فَتُهْدَی لِرَبِّها لِمَوْضِعِ آلاتٍ مِنَ الطَّلْحِ أَرْبَعِ و تُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَواجِرِ و الضُّحَی، بِقِدْحَیْنِ فازا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ علیها، و لَمَّا یَبْلُغا كلَّ جَهْدِها، و قد أَشْعَراها فی أَظَلَّ و مَدْمَعِ الآلات: خَشَبات تبنی علیها الخیمة، و تُؤْبَنُ أَی تُتَّهَمُ و تُزَنّ؛ یقول: هزلت فكأَنها ضُرِبَ علیها بالقِداحِ فخرج المُعَلَّی و الرَّقِیبُ فأَخذا لحمها كله، ثم قال: و لما یبلغا كل جَهْدِها أَی و فیها بقیة. و قوله: قد أَشْعَراها أَی و هذان القِدْحانِ قد اتصل عملهما بالأَظَلِّ حتی دَمِیَ فَنَقِبَ و بالعین حتی دَمَعَت من الإِعیاء، و الضمیر فی أَشْعَراها یعود علی الهواجِرِ، و السُّرَی علی ما قاله ابن بری إِن الذی وقع فی شعر كثیِّر … نَصِّ الهواجِرِ و السُّرَی؛ قال: و أَصله من إِشْعارِ البدنة، و هو طَعْنُها فی أَصل سَنامِها بحدیدة، قال ابن بری: یقول أَثَرُ قوائم هذه الناقة فی الأَرض إِذا بركت كأَثَرِ عیدان من الطلْحِ فیستدل علیها بهذه الآثار؛ و قد نسب الأَزهریّ قوله: بِقِدْحَیْنِ فازا من قِداحِ المُقَعْقِعِ إِلی ابن مُقْبلٍ. و یقال للمهزول: صار عظاماً یَتَقَعْقَعُ من هزاله. و كل شی‌ء یسمع عند دقه صوت واحد فإِنكَ لا تقول تَقَعْقَعَ، و إِذا قلت لمثل الأَدَمِ الیابسة و السِّلاح و لها أَصوات قلت تَتَقَعْقَعُ؛ قال الأَزهری: و قول النابغة: یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیْهِ بِشَنِّ یخالف هذا القول لأَنّ الشنّ من الأَدَمِ و قد تقدّم. و قَعْقَعَ فی الأَرض أَی ذهب. و تمرٌ قَعْقاعٌ أَی یابس. قال الأَزهری: سمعت البحرانِیِّینَ یقولون للقَسْب إِذا یبِسَ و تَقَعْقَع: تَمْرٌ سَحٌّ و تَمْرٌ قَعْقاعٌ. و القَعْقاعُ: الحُمَّی النافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراس، قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ: إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَی علی النَّأْی، عادَنی ثُلاجِیّ قعْقاعٍ، من الوِرْدِ، مُرْدِم و یقال للقوم إِذا كانوا نزولًا ببلد فاحتملوا عنه: قد
لسان العرب، ج‌8، ص: 288
تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهم أَی ارتحلوا؛ قال جریر: تَقَعْقَعَ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمادی و فی المثل: مَنْ یَجْتَمِعُ تَتَقَعْقَعُ عُمُدُه، كما یقال: إِذا تَمَّ أَمْرٌ دنَا نَقْصُه، و معنی من یجمع تتقعقع عمده أَی من غُبِطَ بكثرة العَدَدِ و اتِّساقِ الأَمر فهو بِعَرضِ الزوال و الانتشار؛ و هذا كقول لبید یصف تغیر الزمان بأَهله: إِنْ یُغْبَطُوا یَهْبِطُوا، و إِنْ أُمِرُوا یَوْماً، یَصِیرُوا لِلْهُلْكِ و النَّكَدِ و القُعْقُعُ، بالضم: طائر أَبْلَقُ فیه سواد و بیاض ضخم طویل المِنْقارِ و هو من طیر البر، و القَعْقَعةُ صوته. و القُعْقُعُ، بضم القافین: العَقْعَقُ. و قُعَیْقِعانُ: جبل، و قیل: موضع بمكة كانت فیه حرب بین قبیلتین من قریش، و هو اسم معرفة، سمی بذلك لقَعْقَعةِ السِّلاح الذی كان به، و قیل: سمی بذلك لأَنّ جُرْهُماً كانت تجعل قِسیَّها و جِعابَها و دَرَقَها فیه فكانت تُقَعْقِعُ و تصوّت، قال ابن بری: و سمی بذلك لأَنه موضع سلاح تُبَّعٍ كما سمی الجبل الذی كان موضع خیله أَجْیاداً. و قُعَیقِعانُ أَیضاً: جبل بالأَهواز فی حجارته رخاوة تنحت منه الأَساطِینُ، و منه نحتت أَساطین مسجد البَصْرةِ. و طریقٌ قَعْقاعٌ و مُتَقَعْقِعٌ: لا یُسْلَكُ إِلا بِمَشَقّةٍ و ذلك إِذا بَعُدَ و احْتاجَ السابِلُ فیه إِلی الجَدِّ، و سمی قَعْقاعاً لأَنه یُقَعْقِعُ الرِّكابَ و یتعبها؛ قال ابن مقبل یصف ناقة: عَمِل قَوائِمُها علی مُتَقَعْقعٍ، عَتِبِ المَراقِبِ خارجٍ مُتَنَشِّرِ و قَرَبٌ قَعْقاعٌ: شدیدٌ لا اضْطِرابَ فیه و لا فُتُورَ، و كذلك خِمْسٌ قَعْقاعٌ و حَثْحاثٌ إِذا كان بعیداً و السیرُ فیه مُتْعِباً لا وَتِیرةَ فیه أَی لا فُتُورَ فیه، و سَیْرٌ قَعْقاعٌ. و القَعْقاعُ: طریق یأْخذ من الیمامة إِلی الكوفة، و قیل إِلی مكة، معروف. و قَعْقاعٌ: اسم رجل؛ قال: و كُنْتُ جَلِیسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ، و لا یَشْقَی بِقَعْقاعٍ جَلِیسُ و بالشُّرَیْفِ من بلادِ قَیْسٍ مواضعُ یقال لها القَعاقِعُ. و قال الأَصمعی: إِذا طَرَدْتَ الثور قلت له: قَعْ قَعْ، و إِذا زجرته قلت له: وحْ وَحْ «1» و قد قَعْقَعتُ بالثور قَعْقَعةً.

قفع؛ ج8، ص: 288

: قَفِعَ قَفَعاً و تَقَفَّعَ و انْقَفَعَ؛ قال: حَوَّزَها من عَقبٍ إِلی ضَبُعْ فی ذَنَبانٍ و یَبِیسٍ مُنْقَفِعْ، و فی رُفُوضِ كَلإٍ غیرِ قَشِعْ و القَفَعُ: انْزِواء أَعالی الأُذن و أَسافِلِها كأَنما أَصابتها نار فانْزَوَتْ، و أُذُنٌ قَفْعاء، و كذلك الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت أَصابعها إِلی القدم فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً، و رِجْلٌ قَفْعاءُ، و قد قَفِعَتْ قَفَعاً. یقال: رجُل أَقْفَعُ و امرأَة قَفْعاءُ بیِّنةُ القَفَعِ. و قَفَّعَ البَرْدُ أَصابِعَه: أَیْبَسَها و قَبَّضَها، و بذلك سمی المُقَفَّعُ؛ و رجل أَقْفَعُ و امرأَة قَفْعاءُ و قوم قُفْعُ الأَصابع و رجل مُقَفَّعُ الیدین. و نظر أَعرابی إِلی قُنْفُذةٍ و قد تقبضت فقال: أَ تُری البرد قَفَّعَها؟ أَی قَبَّضَها. و القُفاعُ: داءٌ تَشَنَّجُ منه الأَصابع، و قد تَقَفَّعَت هی.
(1). قوله [وح وح] هو بهذا الضبط فی الأصل، و فی القاموس وح، قال شارحه بالتشدید مبنیاً علی الكسر،
لسان العرب، ج‌8، ص: 289
و المِقْفَعةُ: خشبة تضرب بها الأَصابع. و‌فی حدیث القاسم بن مُخَیْمِرةَ: أَنّ غُلاماً مرّ به فَعَبَث به فتناوله القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً شدیدةً‌أَی ضربه؛ المِقْفَعةُ: خشبة یضرب بها الأَصابع؛ قال ابن الأَثیر: و هو من قَفَعَه عما أَراد إِذا صرفه عنه. یقال قَفَعْتُه عما أَراد إِذا مَنَعْتَه فانْقَفَعَ انقِفاعاً. و القَفْعُ: نبت. و القُفّاعُ: نبات مُتَقَفِّعٌ كأَنه قُرُونٌ صَلابةً إِذا یَبِسَ؛ قال الأَزهری: یقال له كَفُّ الكلْبِ. و القَفْعاءُ: حَشِیشةٌ ضعیفة خَوّارةٌ و هی من أَحرار البُقُولِ، و قیل: هی شجرة تنبت فیها حَلَقٌ كحَلَقِ الخَواتِیمِ إِلا أَنها لا تلتقی، تكون كذلك ما دامت رَطْبة، فإِذا یَبِسَت سقط ذلك عنها؛ قال كعب بن زهیر یصف الدُّرُوعَ: بِیضٌ سَوابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ، كأَنَّه حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ و القَفْعاءُ: شجر. قال أَبو حنیفة: القَفْعاءُ شجرة خضراء ما دامت رَطْبةً، و هی قُضْبانٌ قِصارٌ تخرج من أَصل واحد لازمة للأَرض و لها وریق صغیر؛ قال زهیر: جُونیَّة كَحصاةِ القَسْمِ، مَرْتَعُها بالسِّیّ، ما تُنْبتُ القَفْعاءُ و الحَسَكُ قال الأَزهری: القَفْعاءُ من أَحْرارِ البُقُولِ رأَیتها فی البادیة و لها نَوْرٌ أَحمر و ذكرها زهیر فی شعره فقال: جُونِیَّة؛ و قال اللیث: القَفْعاءُ حشیشةٌ خَوّارةٌ من نبات الربیع خَشْناء الورَقِ، لها نَور أَحمر مثل شَرَرِ النار، و ورَقُها تَراها مُسْتَعْلِیاتٍ من فوق و ثمرها مُقَفَّعٌ من تحت؛ و قال بعض الرواة: القَفْعاء من أَحرار البقول تنبت مُسْلَنْطِحةً، ورقها مثل ورق الیَنْبُوتِ و قد تَفَقَّعَتْ هی، و القَیْفُوعُ نحوها، و قیل: القَیْفُوعُ نِبْتةٌ ذات ثمرة فی قرونٍ، و هی ذاتُ ورق و غِصنَةٍ تنبُتُ بكل مكان. و شاة قَفْعاءُ: و هی القصِیرةُ الذنب و قد قَفِعَتْ قَفَعاً، و كَبْشٌ أَقْفَعُ، و هنّ الكِباشُ القُفْعُ؛؛ قال الشاعر: إِنَّا وَجَدْنا العِیسَ خَیراً بَقِیّةً من القُفْعِ أَذْناباً، إِذا ما اقْشَعَرَّتِ قال الأَزهریّ: كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَی لأَنها تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ، و أَما الضأْنُ فإِنها لا تَقْشَعِرُّ من الصَّرَدِ. و القَفْعاءُ: الفَیْشَلةُ. و القَفْعُ: جُنَنٌ كالمَكابِّ من خشب یدخل تحتها الرجال إِذا مشوا إِلی الحُصونِ فی الحرب؛ قال الأَزهری: هی الدّبّاباتُ التی یُقاتَلُ تحتها، واحدتها قَفْعةٌ. و القَفْعُ: ضَبْرٌ تُتَّخَذُ من خشَبٍ یمشی بها الرجالُ إِلی الحُصونِ فی الحرب یدخل تحتها الرجال. و القُفّاعةُ: مِصْیَدةٌ للصیْدِ، قال ابن دری: و لا أَحسبها عربیة. و القَفعاتُ: الدُّوّاراتُ التی یجعل فیها الدّهّانون السِّمْسِمَ المطحون یضعون بعضه علی بعض ثم یَضْغَطُونَه حتی یَسِیل منه الدهن. و القَفَعةُ: جماعةُ الجرادِ. و‌فی حدیث عمر: أَنه ذكر عنده الجراد فقال: لَیْتَ عندنا منه قَفْعةً أَو قَفْعَتَیْن؛ القَفْعةُ: هو هذا الشبیه بالزَّبِیل، و قال الأَزهری: هو شی‌ء كالقفة یتخذ واسعَ الأَسفل ضَیِّقَ الأَعلی، حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِینُ تُدَقُّ، و ظاهرها خُوص علی عمَلِ سِلالِ الخوص. و فی المحكم: القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ من خوص تشبه
لسان العرب، ج‌8، ص: 290
الزَّبِیلَ لیس بالكبیر، لا عُری لها، یُجْنی فیها الثمر و نحوه و تسمی بالعِراق القُفّة. و قال ابن الأَعرابی: القُفْعُ القِفافُ، واحدتها قَفْعةٌ. و قال محمد بن یحیی: القَفْعةُ الجُلّة بلغة الیمن یحمل فیها القطن. و یقال: أَقْفِعْ هذا أَی أَوْعِه قال: و رجل قَفّاع لماله إِذا كان لا یُنْفِقُه، و لا یبالی ما وقع فی قَفْعَتِه أَی فی وِعائِه. و حكی الأَزهری عن اللیث: یقال أَحمر قُفاعِیّ، و هو الأَحمر الذی یَتَقَشَّر أَنفه من شدة حُمْرته، و قال: لم أَسمع أَحمر قُفاعِیّ، القاف قبل الفاء، لغیر اللیث، و المعْروفُ فی باب تأْكید صفة الأَلوان أَصفر فاقعٌ و فُقاعِیٌّ، و قد ذكر فی موضعه.

قفزع؛ ج8، ص: 290

: امرأَة قَفَنْزَعةٌ: قصیرةٌ؛ عن كراع.

قلع؛ ج8، ص: 290

: القلعُ: انْتِزاعُ الشی‌ء من أَصله، قَلَعَه یَقْلَعه قَلْعاً و قَلَّعَه و اقْتَلَعَه و انْقَلَعَ و اقْتَلَعَ و تَقَلَّعَ. قال سیبویه: قَلَعْتُ الشی‌ءَ حوَّلْتُه من موضعه، و اقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه. و القُلاعُ و القُلاعةُ و القُلَّاعة، بالتشدید و التخفیف: قِشْرُ الأَرض الذی یرتفع عن الكَمْأَةِ فیدل علیها و هی القِلْفَعةُ و القِلْفِعةُ. و القُلاعُ أَیضاً: الطین الذی یَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عنه الماءُ، فكل قِطْعةٍ منه قُلاعةٌ. و القُلاعُ أَیضاً: الطین الیابس، واحدته قُلاعةٌ. و القُلاعةُ: المَدرةُ المُقْتَلَعةُ أَو الحجر یُقْتَلَعُ من الأَرض و یُرْمَی به. و رُمِیَ بقُلاعةٍ أَی بحُجَّةٍ تُسْكِتُه، و هو علی المَثَلِ. و القُلَّاعُ: الحِجارةُ. و القُلَّاعُ: صُخُورٌ عِظامٌ مُتَقَلِّعَةٌ، واحدته قُلَّاعَةٌ، و الحجارة الضَّخْمةُ هی القَلَعُ أَیضاً. و القُلاعةُ: صخرة عظیمة وسط فضاء سهل. و القَلَعَةُ: صخرةٌ عظیمة تَنْقَلِعُ عن الجبل صَعْبةُ المُرْتَقَی، قال الأَزهری: تُهالُ إِذا رأَیتَها ذاهِبةً فی السماء، و ربما كانت كالمسجد الجامع و مثل الدار و مثل البیت، منفردة صعبة لا تُرْتَقَی. و القَلْعَةُ: الحِصْنُ الممتنع فی جبل، و جمعها قِلاعٌ و قَلَعٌ و قِلَعٌ. قال ابن بری: غیر الجوهری یقول القَلَعَةُ، بفتح اللام، الحصن فی الجبل، و جمعه قِلاعٌ و قَلَعٌ و قِلَعٌ. و أَقْلَعُوا بهذه البلاد إِقْلاعاً: بنوها فَجَعَلُوها كالقَلَعةِ، و قیل: القَلْعَةُ، بسكون اللام، حِصْنٌ مُشْرِف، و جمعه قُلُوعٌ. و القَلْعة، بسكون اللام: النخلة التی تُجْتَثُّ من أَصلها قَلْعاً أَو قَطعاً؛ عن أَبی حنیفة. و قُلِعَ الوالی قَلْعاً و قُلْعةً فانْقَلَعَ: عُزِلَ. و المَقْلُوعُ: الأَمیرُ المَعْزُولُ. و الدنیا دار قُلْعَةٍ أَی انْقِلاعٍ. و منزلنا منزل قُلْعَةٍ، بالضم، أَی لا نملكه. و مجلس قُلْعَةٍ إِذا كان صاحبه یحتاج إِلی أَن یقوم مرة بعد مرة. و هذا منزل قُلْعةٍ أَی لیس بِمُسْتَوْطَنٍ. و یقال: هم علی قُلْعةٍ أَی علی رِحْلةٍ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أُحَذِّرُكُم الدنیا فإِنها منزل قُلْعةٍ‌أَی تَحَوُّلٍ و ارْتِحالٍ. و القُلْعةُ من المال: ما لا یَدُومُ. و القُلْعَةُ أَیضاً: المالُ العارِیَّةُ. و‌فی الحدیث: بِئْسَ المالُ القُلْعةُ؛ قال ابن الأَثیر: هو العاریة لأَنه غیر ثابت فی ید المستعیر و مُنْقَلِعٌ إِلی مالكه. و القُلْعةُ أَیضاً: الرجُلُ الضعیف. و قُلِعَ الرجل قَلْعاً، و هو قَلِعٌ و قِلْعٌ و قُلْعَةٌ و قَلَّاعٌ: لم یثبت فی البَطْشِ و لا علی السرْج. و القِلْعُ: الذی لا یثبت علی الخیل. و‌فی حدیث جریر قال: یا رسول الله إِنی رجل قِلْعٌ فادْعُ اللهَ لی؛ قال الهروی: القِلْعُ الذی لا یثبت علی السرج، قال: و رواه بعضهم بفتح القاف و كسر اللام بمعناه، قال: و سَماعِی القِلْعُ. و القَلَعُ:
لسان العرب، ج‌8، ص: 291
مصدر قولك قَلِعَ القَدَمُ، بالكسر، إِذا كانت قدمه لا تثبت عند الصِّراعِ، فهو قَلِعٌ. و القِلْعُ و القَلِعُ: الرجل البَلِیدُ الذی لا یفهم. و شیخ قَلِعٌ: یَتَقَلَّعُ إِذا قام؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِنِّی لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ یَنْفَعا إِیَّایَ، لَمَّا صِرْتُ شَیْخاً قَلِعا و تَقَلَّعَ فی مَشْیَتِه: مشَی كأَنه یَنْحَدِرُ. و‌فی الحدیث فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان إِذا مشی تَقَلَّعَ.و‌فی حدیث ابن أَبی هالة: إِذا زالَ زالَ قَلْعاً، و المعنی واحد، قیل: أَراد قوّة مشیه و أَنه كان یرفع رجلیه من الأَرض إِذا مشی رَفْعاً بائناً بقوّة، لا كمن یَمْشِی اخْتِیالًا و تَنَعُّماً و یُقارِبُ خُطاه فإِنّ ذلك من مَشْی النساء و یُوصَفْنَ به، و أَما إِذا زال زال قلعاً فیروی بالفتح و الضم، فبالفتح هو مصدر بمعنی الفاعل أَی یزول قالعاً لرجله من الأَرض، و هو بالضم إِما مصدر أَو اسم و هو بمعنی الفتح، و حكی ابن الأَثیر عن الهروی قال: قرأَت هذا الحرف فی غریب الحدیث لابن الأَنباری قَلِعاً بفتح القاف و كسر اللام، قال: و كذلك قرأْته بخط الأَزهری و هو كما جاء، و قال الأَزهریّ: یقال هو كقوله كأَنما یَنْحَطُّ فی صَبَبٍ، و قال ابن الأَثیر: الانْحِدارُ من الصَّبَبِ، و التَّقَلُّعُ من الأَرض قریب بعضه من بعض، أَراد أَنه كان یستعمل التَّثَبُّت و لا یَبِینُ منه فی هذه الحال اسْتعجال و مُبادرة شدیدة. و القُلاعُ و الخُراعُ واحد: و هو أَن یكون البعیر صحیحاً فَیَقَعَ میتاً. و یقال: انْقَلَعَ و انْخَرَع. و القَلْعُ و القِلْعُ: الكِنْفُ یكونُ فیه الأَدَواتُ، و فی المحكم: یكون فیه زادُ الراعِی و تَوادِیه و أَصِرَّتُه. و‌فی حدیث سعدٍ قال: لَمّا نُودِیَ: لِیَخْرُجْ مَنْ فی المسجد إِلَّا آلَ رسولِ الله و آلَ علیّ، خرجنا من المسجد نَجُرُّ قِلاعَنا‌أَی كنفنا «2» و أمتعتنا، واحدها قَلْعٌ، بالفتح، و هو الكِنْفُ یكون فیه زادُ الراعی و متاعُه؛ قال أَبو محمد الفقعسی: یا لَیْتَ أَنی و قُشاماً نَلْتَقِی، و هْو علی ظَهْرِ البَعِیرِ الأَوْرَقِ، و أَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَیْفَقِ ثم اتَّقَی، و أَیَّ عَصْرٍ یَتَّقِی بعُلْبَةٍ و قَلْعهِ المُعَلَّقِ؟ أَی و أَیَّ زمانٍ یَتَّقی، و جمعه قِلَعةٌ و قِلاعٌ. و فی المثل: شَحْمَتی فی قَلْعی؛ یضرب مثلًا لمن حَصَّلَ ما یرید. و قیل للذئب: ما تقول فی غنم فیها غُلَیِّمٌ؟ قال: شَعْراء فی إِبْطی أَخافُ إِحْدی حُظَیَّاتِه، قیل: فما تقول فی غنم فیها جُوَیْرِیةٌ فقال: شَحْمَتی فی قَلْعی؛ الشَّعْراءُ: ذُبابٌ یَلْسَعُ، و حُظَیّاتُه: سِهامُه، تصغیر حَظَواتٍ. و القَلَعُ: قِطَعٌ من السَّحاب كأَنها الجبالُ، واحدتها قَلَعةٌ؛ قال ابن أَحمر: تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّواری، و جُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا و قیل: القَلَعةُ من السّحابِ التی تأْخذ جانب السماء، و قیل: هی السحابة الضَّخْمةُ، و الجمع من كل ذلك قَلَعٌ. و القَلُوعُ: الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِیةُ و لا یُوصَفُ به الجمل، و هی الدَّلُوحُ أَیضاً. و القَیْلَعُ: المرأَة الضخْمةُ الجافِیةُ. قال الأَزهری:
(2). قوله [أی كنفنا] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: أی خرجنا ننقل أمتعتنا
لسان العرب، ج‌8، ص: 292
و هذا كله مأْخوذ من القَلَعةِ، و هی السحابة الضخْمةُ، و كذلك قَلْعةُ الجبَل و الحجارة. و القِلْعُ: شِراعُ السَّفِینةِ، و الجمع قِلاعٌ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: كأَنه قِلْعُ دارِیٍّ؛ القِلْعُ، بالكسر: شِراعُ السفینة، و الدّارِیُّ: البَحَّارُ و المَلَّاحُ؛ و قال الأَعشی: یَكُبُّ الخَلِیّةَ ذاتَ القِلاع، و قد كادَ جُؤْجُؤُها یَنْحَطِمْ و قد یكون القِلاعُ واحداً، و فی التهذیب: الجمع القُلُعُ؛ قال ابن سیدة: و أَری أَن كراعاً حكی قِلَعَ السفینةِ علی مثال قِمَعٍ. و أَقْلَعَ السفینةَ: عَمِلَ لها قِلاعاً أَو كساها إِیّاه، و قیل: المُقْلَعةُ من السفن العظیمة تشبه بالقِلَعِ من الجبالِ؛ قال یصف السفن: مَواخِرٌ فی سماء الیَمِّ مُقْلَعةٌ، إِذا علوا ظَهْرَ مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا «1» قال اللیث: شبهها بالقَلَعةِ أُقْلِعَتْ جعلت كأَنها قَلَعةٌ؛ قال الأَزهری: أَخطأَ اللیث التفسیر و لم یصب، و معنی السُّفُنِ المُقْلَعةِ التی مُدَّتْ علیها القِلاعُ، و هی الشِّراعُ و الجِلالُ التی تَسُوقُها الریح بها؛ و قال ابن بری: لیس فی قوله مُقْلَعةٌ ما یدل علی السیر من جهة اللفظ إِنما یفهم ذلك من فَحْوی الكلامِ، لأَنه قد أَحاط العلم بأَن السفینة متی رُفع قِلْعُها فإِنها سائرة، فهذا شی‌ء حصل من جهة المعنی لا من جهة أَن اللفظ یقتضی ذلك، و كذلك إِذا قلت أَقْلَعَ أَصحابُ السفُنِ و أَنت ترید أَنهم ساروا من موضع متوجهین إِلی آخر، و إِنما الأَصل فیه أَقْلَعُوا سفنهم أَی رفعوا قِلاعَها، و قد عُلِمَ أَنهم متی رفعوا قِلاعَ سفنهم فإِنهم سائرون من ذلك الموضع متوجهون إِلی غیره، و إِلا فلیس یوجد فی اللغة أَنه یقال أَقْلَعَ الرجل إِذا سار، و إِنما یقال أَقلع عن الشی‌ء إِذا كَفَّ عنه. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله تعالی: وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ كَالْأَعْلٰامِ، هو ما رُفِعَ قِلْعُه، و الجَواری السُّفُنُ و المَراكِبُ، و سُفُنٌ مُقْلَعاتٌ. قال ابن بری: یقال أَقْلَعْتُ السفینةَ إِذا رَفَعْت قِلْعَها عند المسیر، و لا یقال أَقْلَعَتِ السفینةُ لأَن الفعل لیس لها و إِنما هو لصاحبها. و قَوْسٌ قَلُوعٌ: تَنْفَلِتُ فی النَّزْعِ فَتَنْقَلِبُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا كَزّةُ السَّهْمِ و لا قَلُوعُ، یَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها الیَرْبُوعُ و فی التهذیب: القَلُوعُ القَوْسُ التی إِذا نُزِعَ فیها انْقَلَبَتْ. قال أَبو سعید: الأَغراض التی تُرْمی أَوّلُها غَرَضُ المُقالعةِ، و هو الذی یَقْرُب من الأَرض فلا یحتاجُ الرَّامی أَنْ یَمُدّ به الیدَ مَدًّا شدیداً، ثم غَرَضُ الفُقْرةِ. و الإِقْلاعُ عن الأَمر: الكَفُّ عنه. یقال: أَقْلَعَ فلان عما كان علیه أَی كفَّ عنه. و‌فی حدیث المَزادَتَیْن: لقد أَقْلَعَ عنها‌أَی كَفَّ و تَرَكَ. و أَقْلَع الشی‌ءُ: انْجَلَی، و أَقْلَعَ السحابُ كذلك. و فی التنزیل: وَ یٰا سَمٰاءُ أَقْلِعِی؛ أَی أَمْسِكی عن المطر؛ و قال خالد بن زهیر: فأَقْصِرْ، و لم تأْخُذْكَ مِنِّی سَحابة، یُنَفِّرُ شاءَ المُقْلَعِینَ خَواتُها
(1). قوله [سماء إلخ] فی شرح القاموس: سواء بدل سماء، و قف بدل موج.
لسان العرب، ج‌8، ص: 293
قیل: عنی بالمُقْلَعِینَ الذین لم تُصِبْهُم السحابةُ، كذلك فسّره السُّكَّرِیُّ، و أَقْلَعَتْ عنه الحُمَّی كذلك، و القَلَعُ حِینُ إِقْلاعِها. یقال: تركت فلاناً فی قَلَعٍ و قَلْعٍ من حُمّاه، یسكن و یحرك، أَی فی إِقْلاعٍ من حُمّاه. الأَصمعی: القَلَعُ الوقتُ الذی تُقْلِعُ فیه الحُمَّی، و القُلُوعُ اسم من القُلاع؛ و منه قول الشاعر: كأَنَّ نَطاةَ خَیْبَرَ زَوَّدَتْه بُكُورَ الوِرْدِ رَیِّثَةَ القُلُوعِ و القِلْعةُ: الشِّقَّةُ، و جَمْعُها قِلَعٌ. و القالِعُ: دائِرَةٌ بمَنْسَجِ الدابَّة یُتَشاءَمُ بها، و هو اسم؛ قال أَبو عبید: دائرة القالِعِ و هی التی تكون تحت اللِّبْدِ و هی تُكره و لا تستحب. و‌فی الحدیث: لا یدخل الجنةَ قَلَّاعٌ و لا دَیْبوبٌ؛ القَلَّاعُ: الساعِی إِلی السلطانِ بالباطلِ فی حقِّ الناسِ، و القَلَّاعُ القَوَّادُ، و القَلَّاعُ النبَّاشُ، و القَلّاعُ الكذَّابُ. ابن الأَعرابی: القَلَّاعُ الذی یقع فی الناس عند الأُمَراء، سمی قَلَّاعاً لأَنه یأْتی الرجلَ المتمكن عند الأَمیر، فلا یزال یشِی به حتی یَقْلَعَه و یُزِیلَه عن مرتبته كما یُقْلَعُ النباتُ من الأَرض و نحوُه؛ و منه‌حدیث الحجاج: قال لأَنس، رضی الله عنه: لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمْغةِ‌أَی لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما یَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها من الشجرة. و الدَّیْبوبُ: النَّمَّامُ القَتَّاتُ. و القُلاعُ، بالتخفیف: من أَدْواءِ الفم و الحلْقِ معروف، و قیل: هو داءٌ یصیب الصبیان فی أَفْواهِهم. و بعیر مَقْلُوعٌ إِذا كان بین یدیك قائماً فسقط میتاً، و هو القُلاعُ؛ عن ابن الأَعرابی، و قد انْقَلَع. و القَوْلَعُ: طائرٌ أَحمر الرجلین كأَنَّ ریشَه شَیْبٌ مصبوغ، و منها ما یكون أَسودَ الرأْسِ و سائرُ خَلْقِه أغْبَرَ و هو یُوَطْوِطُ؛ حكاها كراع فی باب فَوْعَلَ. و القَلْعَةُ و قَلَعةُ و القُلَیْعةُ، كلها: مواضعُ. و سیفٌ قَلَعِیّ: منسوب إِلیه لِعِتْقِه. و‌فی الحدیث: سیوفُنا قَلَعِیَّةٌ؛ قال ابن الأَثیر: منسوبةٌ إِلی القَلَعةِ، بفتح القاف و اللام، و هی موضع بالبادیة تنسب السیوفُ إِلیه؛ قال الراجز: مُحارَفٌ بالشَّاءِ و الأَباعِرِ، مُبارَكٌ بالقَلَعیِّ الباتِرِ و القَلْعیُّ: الرَّصاصُ الجَیِّدُ، و قیل: هو الشدید البیاض. و القَلْعُ: اسم المَعْدِنِ الذی ینسب إِلیه الرصاص الجید. و القَلْعانِ من بنی نُمَیْرٍ: صَلاءَةُ و شُرَیْحٌ ابنا عَمْرو بن خُوَیْلِفةَ بن عبد الله بن الحرث بن نمیر؛ و قال: رَغِبْنا عن دِماءِ بَنی قُرَیْعٍ إِلی القَلْعَیْنِ، إِنَّهما اللُّبابُ و قُلْنا للدَّلِیلِ: أَقِمْ إِلیهم، فلا تَلْغَی لغَیْرِهِمُ كِلابُ تَلْغَی: تَنْبَحُ. و قَلَّاعٌ: اسم رجل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لبئْسَ ما مارَسْتَ یا قَلَّاعُ، جِئْتَ به فی صَدْرِه اخْتِضاعُ و مَرْجُ القَلَعةِ، بالتحریك: موضع بالبادیة، و قال الفراءُ: مَرْجُ القلعة، بالتحریك، القرْیةُ التی دون حُلْوان، و لا یقال القَلْعةُ. ابن الأَعرابی القُلَّاع
لسان العرب، ج‌8، ص: 294
نبت من الجَنْبةِ، و هو نعم المَرْتَعُ، رطْباً كان أَو یابساً. و المِقْلاعُ: الذی یُرْمَی به الحَجَرُ. و القَلَّاع: الشُّرَطِیُّ.

قلبع؛ ج8، ص: 294

: قَلَوْبَعٌ: لُعْبةٌ.

قلفع؛ ج8، ص: 294

: القِلْفِعُ، مثال الخِنْصِرِ: الطین الذی إِذا نَضَبَ عنه الماءَ یبس و تشقَّق، قال الجوهری: و اللام زائدة؛ أَنشد أَبو بكر بن درید عن عبد الرحمن عن عمه: قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا، مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا «1» و یروی: … شَرِبَتْ دِثاثا. و حكی السیرافی: فیه قِلْفَعٌ، بفتح الفاء، علی مثال هِجْرَعٍ، و لیس من شرح الكتاب. و قال الأَزهری: القِلْفِع ما تَقَشَّر عن أَسافل میاه السُّیولِ مُتَشَقِّقاً بعد نُضُوبِها. و القِلْفِعةُ: قشرة الأَرض التی ترتفع عن الكمأَة فتدُلُّ علیها. و القِلْفِعةُ: الكَمْأَةُ.

قلمع؛ ج8، ص: 294

: قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً: ضربه فأَنْدَرَه. و قَلْمَعَ الشی‌ءَ: قَلَعَه من أَصله. و قَلْمَعةُ: اسم یُسَبُّ به. و القَلْمَعةُ: السَّفِلةُ من الناس، الخَسِیسُ؛ و أَنشد: أَ قَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّكَ، لا أَبا لَكَ، تَزْدَرِینی و قَلْمَعَ رأْسَه و صَلْمَعَه إِذا حَلَقَه.

قمع؛ ج8، ص: 294

: القَمْعُ: مصدر قَمَعَ الرجلَ یَقْمَعُه قَمْعاً و أَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه و ذَلَّلَه فذَلَّ. و القَمْعُ: الذُّلُّ. و القَمْعُ: الدخُولُ فِراراً و هَرَباً. و قمَعَ فی بیته و انْقَمَعَ: دخله مُسْتَخْفِیاً. و‌فی حدیث عائشة و الجواری اللّاتی كُنَّ یَلْعَبْنَ معها: فإِذا رأَین رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، انْقَمَعْنَ‌أَی تَغَیَّبْنَ و دَخَلْنَ فی بیت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قال ابن الأَثیر: و أَصله من القِمَعِ الذی علی رأْس الثمرة أَی یدخلن فیه كما تدخل الثمرة فی قمعها. و‌فی حدیث الذی نَظَر فی شَقِّ البابِ: فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ‌أَی رَدَّ بصرَه و رجَع، كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل فی قِمَعِه. و‌فی حدیث منكر و نكیر: فَیَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك‌أَی یرجع و یتداخل؛ و قَمَعةُ بن إِلْیاسَ منه، كان اسمه عُمَیْراً فأُغِیرَ علی إِبل أَبیه فانْقَمعَ فی البیت فَرَقاً، فسماه أَبوه قَمَعة، و خرج أَخوه مُدْرِكةُ «2» بن إِلْیاسَ لبِغاءِ إِبل أَبیه فأَدركها، و قعد الأَخ الثالث یَطْبُخُ القِدْر فسمی طابِخةَ، و هذا قول النسَّابین. و قَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه و كَفَّه. و حكی شمر عن أَعرابیة أَنها قالت: القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتی تتصاغرَ إِلیه نَفْسُه. و أَقْمَعَ الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ علیه فَرَدَّه؛ و قَمَعه: قَهَره. و قَمَعَ البردُ النباتَ: رَدَّه و أَحْرَقَه. و القَمَعةُ: أَعْلی السنامِ من البعیرِ أَو الناقةِ، و جمعها قَمَعٌ، و كذلك القَنَعةُ، بالنون؛ قال الشاعر: و هم یُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّری و أَنشد ابن بری للراجز: تَتُوقُ باللیلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ، تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلی جَنْب الضَّعَهْ
(1). ورد هذا البیت فی مادة دثث و فیه یفزّها مكان تفزّه. (2). قوله [و خرج أخوه مدركة إلخ] كذا بالأَصل، و لعله و خرج أخوه الثانی لبغاء إبل أبیه فأدركها فسمی مدركة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 295
و القِمَعُ و القِمْعُ: ما یوضع فی فم السقاء و الزِّقِّ و الوَطْبِ ثم یصب فیه الماء و الشراب أَو اللبن، سمی بذلك لدخوله فی الإِناء مثل نِطَعٍ و نِطْعٍ، و ناسٌ یقولون قَمْعٌ، بفتح القاف و تسكین المیم؛ حكاه یعقوب؛ قال ابن الأَعرابی و قول سیف بن ذی یَزَن حین قاتَلَ الحبشة: قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّی إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ، أَضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ، لا أَتَوقَّی بامْجَزَعْ، اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، و إِذا الموْتُ كَنَع، و بذا القَلَع، فأَبدل من لام المعرفة میمیاً و هو من ذلك، و نصب قِرْفَ لأَنه أَراد یا قِرْفَ أَی أَنتم كذلك فی الوسَخ و الذُّلِّ، و ذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما یَلْزَقُ به من اللبن، و القِرْفُ من وَضَرِ اللبن، و الجمع أَقْماعٌ. و قَمَعَ الإِناءَ یَقْمَعُه: أَدْخَل فیه القِمَعَ لیصب فیه لبناً أَو ماء، و هو القَمْعُ، و القَمْعُ: أَن یُوضَعَ القِمْعُ فی فم السقاء ثم یُمْلأَ. و قَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنیت فمها إِلی خارجها، فهی مقموعةٌ. و إِداوةٌ مقموعةٌ و مقنوعةٌ، بالمیم و النون، إِذا خُنِثَ رأْسُها. و الاقْتماعُ: إِدخال رأْس السِّقاء إِلی داخِلٍ، مُشْتَقٌّ من ذلك. و اقْتَمَعْتُ السقاء: لغة فی اقْتَبَعْتُ. و القِمَعُ و القِمْعُ: ما التزق بأَسفل العنب و التمر و نحوهما، و الجمع كالجمع. و القِمَعُ و القِمْعُ: ما علی التمرة و البسرة. و قَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها و هو ما علیها و علی التمرة. و القَمَعُ: مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ فی السماء و قَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء: خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثعلب: لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَیْنٍ، قُمِّعْنَ بالعِقْیانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء علی البنان بحمرة العِقْیانِ، و هو الذهب لا غیر. و القِمْعانِ: الأُذنانِ. و الأَقْماعُ: الآذانُ و الأَسْماع. و‌فی الحدیث: وَیْل لأَقْماعِ القَوْلِ ویل للمُصِرِّینَ؛ قوله ویل لأَقْماعِ القولِ یعنی الذین یسمعون القول و لا یعملون به، جمع قِمَعٍ، شبّه آذانَهم و كَثْرةَ ما یدخلها من المواعِظِ، و هم مُصِرُّون علی ترك العمل بها، بالأَقْماعِ التی تُفَرَّغُ فیها الأَشْرِبةُ و لا یَبْقی فیها شی‌ء منها، فكأَنه یمر علیها مجازاً كما یمر الشراب فی الأَقْماع اجْتِیازاً. و القَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عظیم یدخل فی أُنوفِ الدَّوابِّ و یقع علی الإِبل و الوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَیَلْسَعُها، و قیل: یركب رؤوسَ الدوابّ فیؤذیها، و الجمع قَمَعٌ و مقَامِعُ؛ الأَخیرة علی غیر قیاس؛ قال ذو الرمة: و یَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ، و أَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ و مثله مَفاقِرُ من الفَقْر و مَحاسِنُ و نحوُهما. و قَمِعَتِ الظبیةُ قَمَعاً و تَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ و دَخَلت فی أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك. و تَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ لیَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه؛ قال أَوس بن حجر: أَ لم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً، و عُفْرُ الظِّباءِ فی الكِناسِ تَقَمَّعُ؟
لسان العرب، ج‌8، ص: 296
یعنی تحرّك رؤوسها من القَمَعِ. و القَمِیعة: الناتئةُ بین الأُذنین من الدوابِّ، و جمعها قَمائِعُ. و القَمَعُ: داءٌ و غِلَظٌ فی إِحْدی ركبتی الفرس، فرسٌ قَمِعٌ و أَقْمَعُ. و قَمَعةُ العُرْقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ. و القَمَعُ: غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، و هو من عیوبِ الخیلِ، و یستحب أَن یكون الفرسُ حَدِیدَ طَرفِ العرقوب، و بعضهم یجعل القَمَعَة الرأْسَ، و جمعها قَمَعٌ. و قال قائل من العرب: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَی لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم. و عُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه و لم یُحَدَّ. و یقال: عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته. و قَمَعةُ الفرَس: ما فی جَوْفِ الثُّنَّةِ، و فی التهذیب: ما فی مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجایةِ مما لا یُنْبِتُ الشعَر. و القَمَعةُ: قُرْحةٌ تكون فی العین، و قیل: ورَمٌ یكون فی موضع العین. و القَمَعُ: فسادٌ فی مُوقِ العین و احْمِرارٌ. و القَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق و ورَمُه، و قد قَمِعَتْ عینُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهی قَمِعةٌ؛ قال الأَعشی: و قَلَّبَتْ مُقْلةً لیست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَیْنٍ، و مُوقاً لم یكن قَمِعا و قیل: القَمِعُ الأَرْمَصُ الذی لا تراه إِلا مُبْتلَّ العین. و القَمَعُ: بَثْرٌ یخرج فی أُصول الأَشفارِ، تقول منه: قَمِعَتْ عینه، بالكسر، و فی الصحاح: و القَمَعُ بَثْرةٌ تخرج فی أُصول الأَشفار، قال ابن بری: صوابه أَن یقول: القمع بثر، أَو یقول: و القَمَعَةُ بثرة. و القَمَعُ: قلة نظر العین من العَمَشِ و قَمَعَ الرجلَ یَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلی رأْسه و المقْمَعةُ: واحدة المَقامِعِ من حدید كالمِحْجنِ یضرب علی رأْس الفیل. و المِقْمَعُ و المِقْمَعةُ، كلاهما: ما قُمِعَ به. و المَقامِعُ: الجِرَزةُ و أَعْمِدةُ الحدید منه یضرب بها الرأْس. قال الله تعالی: وَ لَهُمْ مَقٰامِعُ مِنْ حَدِیدٍ، من ذلك. و قَمَعْتُه إِذا ضربته بها. و‌فی حدیث ابن عمر: ثم لَقِیَنی ملَكٌ فی یده مِقْمَعةٌ من حدید؛ قال ابن الأَثیر: المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ و هی سِیاطٌ تعمل من حدید رؤوسها مُعْوَجَّةٌ. و قَمَعةُ الشی‌ء: خِیارُه، و خَصَّ كراع به خیار الإِبل، و قد اقْتَمَعَه، و الاسم القُمْعةُ. و إِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِیارُها، و قد قَمَعْتُها قَمْعاً و تَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قال الراجز: تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا و قَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. و القَمِیعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، و هو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِیبِ، و جمعها قَمائِعُ؛ و أَورد الأَزهری هنا بیت ذی الرمة علی هذه الصیغة: و یَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ، و أَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ و مُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها و جحافِلُها، و یجمع علی المَقامِعِ، و أَنشد أَیضاً هنا بیت ذی الرمة علی هذه الصیغة: و أَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال: یرید أَنَّ رؤوسها شهود «1» و قَمَعَ ما فی الإِناء و اقْتَمَعَه: شربه كله أَو أَخذه. و یقال: خذ هذا فاقْمَعْه فی فَمِه ثم اكْلِتْه فی فیه. و القَمْعُ و الإِقْماعُ: أَن یَمُرّ الشرابُ فی الحَلْقِ مَرًّا بغیر
(1). قوله [شهود] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 297
جَرْعٍ؛ أَنشد ثعلب: إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه، ثَنَی مِشْفَرَیْه للصَّرِیحِ و أَقْمَعا و روایة المصنف: … فأَقْنَعا. و‌فی الحدیث: أَولُ مَن یُساقُ إِلی النارِ الأَقْماعُ الذین إِذا أَكلوا لم یَشْبَعُوا و إِذا جَمَعُوا لم یَسْتَغْنُوا‌أَی كأَنَّ ما یأْكلونه و یَجْمَعُونه یمرُّ بهم مُجْتازاً غیر ثابت فیهم و لا باقٍ عندهم، و قیل: أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذین لا همَّ لهم إِلا فی تَزْجِیةِ الأَیامِ بالباطل، فلا هُمْ فی عمل الدنیا و لا فی عمل الآخرة. و القَمَعُ و القَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، و فی التهذیب: القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ و هو مَجْرَی النَّفَسِ إِلی الرِّئةِ. و الأَقْماعِیُّ: عِنَبٌ أَبیضُ و إِذا انْتَهَی مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ، و هو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِیدِ كثیر الماء، و لیس وراءَ عصیرِه شی‌ءٌ فی الجَوْدةِ و علی زَبِیبِه المُعَوَّلُ؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة، قال: و قیل الأَقْماعِیُّ ضَرْبانِ: فارِسیٌّ و عَرَبیّ، و لم یزد علی ذلك.

قنع؛ ج8، ص: 297

: قَنِعَ بنفسه قَنَعاً و قَناعةً: رَضِیَ؛ و رجل قانِعٌ من قوم قُنَّعٍ، و قَنِعٌ من قوم قَنِیعِینَ، و قَنِیعٌ من قوم قَنِیعینَ و قُنَعاءَ. و امرأَة قَنِیعٌ و قَنِیعةٌ من نسوة قَنائِعَ. و المَقْنَعُ، بفتح المیم: العَدْلُ من الشهود؛ یقال: فلان شاهدٌ مَقْنَعٌ أَی رِضاً یُقْنَعُ به. و رجل قُنْعانِیٌّ و قُنْعانٌ و مَقْنَعٌ، و كلاهما لا یُثَنَّی و لا یُجْمَعُ و لا یؤنث: یُقْنَعُ به و یُرْضَی برأْیه و قضائه، و ربما ثُنِّیَ و جمع؛ قال البعیث: و بایَعْتُ لَیْلی بالخَلاءِ، و لم یَكُنْ شُهُودی علی لَیْلی عُدُولٌ مَقانِعُ و رجل قُنْعانٌ، بالضم، و امرأَة قُنْعانٌ اسْتَوی فیه المذكر و المؤنث و التثنیة و الجمع أَی مَقْنَعٌ رِضاً. قال الأَزهری: رجالٌ مَقانِعُ و قُنْعانٌ إِذا كانوا مَرْضِیِّینَ. و‌فی الحدیث: كان المَقانِعُ من أَصحاب محمد، صلی الله علیه و سلم، یقولون كذا؛ المَقانِعُ: جمع مَقْنَعٍ بوزن جعفر. یقال: فلان مَقْنَعٌ فی العلم و غیره أَی رِضاً، قال ابن الأَثیر: و بعضهم لا یثنیه و لا یجمعه لأَنه مصدر، و من ثَنَّی و جمع نظر إِلی الاسمیة. و حكی ثعلب: رجل قُنْعانٌ مَنْهاةٌ یُقْنَعُ لرأْیه و یُنْتَهَی إِلی أَمره، و فلان قُنْعانٌ من فلان لنا أَی بَدَل منه، یكون ذلك فی الدم و غیره؛ قال: فَبُؤْ بامْرِئٍ أُلْفِیتَ لَسْتَ كَمِثْلِه، و إِن كُنْتَ قُنْعاناً لمن یَطْلُبُ الدَّما «2» و رجل قُنْعانٌ: یَرْضَی بالیسیر. و القُنُوعُ: السؤالُ و التذلُّلُ للمسأَلة. و قَنَعَ، بالفتح، یَقْنَعُ قُنُوعاً: ذل للسؤال، و قیل: سأَل. و فی التنزیل: وَ أَطْعِمُوا الْقٰانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ؛ فالقانع الذی یَسْأَلُ، و المُعْتَرُّ الذی یَتَعَرَّضُ و لا یسأَل؛ قال الشماخ: لَمالُ المَرْءِ یُصْلِحُه فَیُغْنی مَفاقِرَه أَعَفُّ من القُنُوعِ یعنی من مسأَلةِ الناس. قال ابن السكیت: و من العرب من یجیز القُنُوعَ بمعنی القَناعةِ، و كلام العرب الجید هو الأَوَّل، و یروی من الكُنُوعِ، و الكُنُوعُ التقَبُّضُ و التصاغُرُ، و قیل: القانِعُ السائلُ، و قیل: المُتَعَفِّفُ، و كلٌّ یَصْلُحُ، و الرجلُ قانِعٌ و قَنِیعٌ؛
(2). قوله [فبؤ إلخ] فی هامش الأصل و مثله فی الصحاح: فقلت له بؤ بامرئ لست مثله
لسان العرب، ج‌8، ص: 298
قال عَدِیّ بن زید: و ما خُنْتُ ذا عَهْدٍ و أُبْتُ بعَهْدهِ، و لم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذ جاءَ قانِعا یعنی سائلًا؛ و قال الفراء: هو الذی یَسأَلُكَ فما أَعْطَیْتَه قَبِلَه، و قیل: القُنُوعُ الطمَعُ، و قد استعمل القُنُوعُ فی الرِّضا، و هی قلیلة، حكاها ابن جنی؛ و أَنشد: أَ یَذْهَبُ مالُ اللهِ فی غیر حَقِّه، و نَعْطَشُ فی أَطْلالِكم و نَجُوعُ؟ أَ نَرْضَی بهذا مِنكُمُ لیس غیرَه، و یُقْنِعُنا ما لیسَ فیه قُنُوعُ؟ و أَنشد أَیضاً: و قالوا: قد زُهِیتَ فقلتُ: كَلَّا و لكِنِّی أَعَزَّنیَ القُنُوعُ و القَناعةُ، بالفتح: الرِّضا بالقِسْمِ؛ قال لبید: فمنْهُمْ سَعِیدٌ آخِذٌ بنَصِیبِه، و منهمْ شَقِیٌّ بالمَعِیشةِ قانِعُ و قد قَنِعَ، بالكسر، یَقْنَعُ قَناعةً، فهو قَنِعٌ و قَنُوعٌ؛ قال ابن بری: یقال قَنِعَ، فهو قانِعٌ و قَنِعٌ و قَنِیعٌ و قَنُوعٌ أَی رَضِیَ، قال: و یقال من القَناعةِ أَیضاً: تَقَنَّعَ الرجلُ؛ قال هُدْبةُ: إِذا القوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا و قال بعض أَهل العلم: إِن القُنُوعَ یكون بمعنی الرِّضا، و القانِعُ بمعنی الراضی، قال: و هو من الأَضداد؛ قال ابن بری: بعض أَهل العلم هنا هو أَبو الفتح عثمان بن جنی. و‌فی الحدیث: فأَكَلَ و أَطْعَمَ الْقٰانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ؛ هو من القُنُوعِ الرضا بالیسیر من العَطاء. و قد قَنِعَ، بالكسر، یَقْنَعُ قُنُوعاً و قَناعةً إِذا رَضِیَ، و قَنَعَ، بالفتح، یَقْنَعُ قُنُوعاً إِذا سأَل. و‌فی الحدیث: القَناعةُ كَنْزٌ لا یَنْفَدُ‌لأَنّ الإِنْفاقَ منها لا یَنْقَطِع، كلَّما تعذر علیه شی‌ء من أُمورِ الدنیا قَنِعَ بما دُونَه و رَضِیَ. و‌فی الحدیث: عَزَّ مَن قَنِعَ و ذَلَّ مَن طَمِعَ، لأَنَّ القانِعَ لا یُذِلُّه الطَّلَبُ فلا یزال عزیزاً. ابن الأَعرابی: قَنِعْتُ بما رُزِقْتُ، مكسورة، و قَنَعْتُ إِلی فلان یرید خَضَعْتُ له و التَزَقْتُ به و انْقَطَعْتُ إِلیه. و فی المثل: خَیرُ الغِنَی القُنُوعُ و شَرُّ الفَقْرِ الخُضُوعُ. و یجوز أَن یكون السائل سمی قانعاً لأَنه یَرْضَی بما یُعْطَی، قلَّ أَو كَثُرَ، و یَقْبَلُه فلا یردّه فیكون معنی الكلمتین راجعاً إِلی الرِّضا. و أَقْنَعَنی كذا أَی أَرْضانی. و القانِعُ: خادِمُ القومِ و أَجِیرُهم. و‌فی الحدیث: لا تجوزُ شهادةُ القانِعِ من أَهل البیتِ لهم؛ القانِعُ الخادِمُ و التابِعُ ترد شهادته للتُّهَمةِ بِجَلْبِ النفْعِ إِلی نفسِه؛ قال ابن الأَثیر: و القانِعُ فی الأَصل السائِلُ. و حكی الأَزهریّ عن أَبی عبید: القانِعُ الرجل یكون مع الرجل یَطْلُبُ فضلَه و لا یَسْأَلُه معروفَ، و قال: قاله فی تفسیر الحدیث لا تجوز شهادة كذا و كذا و لا شهادةُ القانِعِ مع أَهل البیت لهم. و یقال: قَنَعَ یَقْنَعُ قُنُوعاً، بفتح النون، إِذا سأَل، و قَنِعَ یَقْنَعُ قَناعةً، بكسر النون، رَضِیَ. و أَقْنَعَ الرجلُ بیدیه فی القُنوتِ: مدّهما و اسْتَرْحَم رَبَّه مستقبِلًا ببطونهما وجهَه لیدعو. و‌فی الحدیث: تُقْنِعُ یدیك فی الدعاء‌أَی ترفعهُما. و أَقْنَعَ یدیه فی الصلاة إِذا رفعَهما فی القنوت، قال الأَزهریّ فی ترجمة عرف: و قال الأَصمعی فی قول الأَسود بن یَعْفُرَ یهجو عقال بن محمد بن سُفین:
لسان العرب، ج‌8، ص: 299
فتُدْخَلُ أَیْدٍ فی حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِیرِ المُعَرَّفِ قال: أُقْنِعَتْ أَی مُدّتْ و رُفِعَتْ للفم. و أَقْنَعَ رأْسَه و عنقَه: رفعَه و شَخَصَ ببصره نحو الشی‌ء لا یصْرِفُه عنه. و فی التنزیل: مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ؛ المُقْنِعُ: الذی یَرْفَعُ رأْسه ینظر فی ذلٍّ، و الإِقْناعُ: رفع الرأْس و النظر فی ذُلٍّ و خُشُوعٍ. و أَقْنَعَ فلان رأْسَه: و هو أَن یرفع بصره و وجهه إِلی ما حِیالَ رأْسِه من السماء. و المُقْنِعُ: الرافِعُ رأْسَه إِلی السماء؛ و قال رؤْبة یصف ثور وحش: أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِیفاً مُقْنِعا یعنی عنُقَ الثوْرِ لأَن فیه كالانْتصابِ أَمامَه. و المُقْنِع رأْسَه: الذی قد رَفَعه و أَقْبَلَ بطرْفِه إِلی ما بین یدیه. و یقال: أَقْنَعَ فلان الصبیّ فَقَبَّلَه، و ذلك إِذا وضَعَ إِحْدی یدیه علی فَأْسِ قَفاه و جعل الأُخری تحت ذَقَنِه و أَمالَه إِلیه فَقَبَّلَه. و‌فی الحدیث: كان إِذا ركَع لا یُصَوِّبُ رأْسَه و لا یُقْنِعُه‌أَی لا یَرْفَعُه حتی یكونَ أَعْلی من ظهرِه، و قد أَقْنَعَه یُقْنِعُه إِقْناعاً. قال: و الإِقْناعُ فی الصلاةِ من تمامها. و أَقنع حَلقه و فمه: رفعه لاستیفاء ما یشربه من ماء أَو لبن أَو غیرهما؛ قال: یُدافِعُ حَیْزُومَیْه سُخْنُ صَرِیحِها و حَلْقاً تَراهُ للثُّمالةِ مُقْنَعا و الإِقْناعُ: أَن یُقْنِعَ البَعیرُ رأْسَه إِلی الحَوْضِ للشرب، و هو مَدُّه رأْسَه. و المُقْنَعُ من الإِبل: الذی یرفع رأْسه خِلْقةً؛ و أَنشد: لِمُقْنَعٍ فی رأْسِه جُحاشِر و الإِقْناعُ: أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها فی الماء و تَرْفَع من رأْسِها قلیلًا إِلی الماء لتَجْتَذِبَه اجْتِذاباً. و المُقْنِعةُ من الشاءِ: المرتفِعةُ الضَّرْعِ لیس فیه تَصوُّبٌ، و قد قَنَعَتْ بضَرْعِها و أَقْنَعَتْ و هی مُقْنِعٌ. و‌فی الحدیث: ناقة مُقْنِعةُ الضرْعِ، التی أَخْلافُها ترتفع إِلی بطنها. و أَقْنَعْتَ الإِناءَ فی النهر: اسْتَقْبَلْتَ به جَرْیَتَه لیمتلئَ أَو أَمَلْتَه لتصبَّ ما فیه؛ قال یصف الناقة: تُقْنِعُ للجَدْولِ منها جَدْولا شبَّه حلقها و فاها بالجدول تستقبل به جدولًا إِذا شربت. و الرجل یُقْنِعُ الإِناءَ للماء الذی یسیل من شِعْبٍ، و یُقْنِعُ رأْسَه نحو الشی‌ء إِذا أَقْبَلَ به إِلیه لا یَصْرِفُه عنه. و قَنَعةُ الجبلِ و السنامِ: أَعْلاهما، و كذلك قَمَعَتُهما. و یقال: قَنَعْتُ رأْس الجبل و قَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه و القَنَعةُ: ما نَتَأَ من رأْس الجبل و الإِنسان. و قَنَّعَه بالسیف و السوْطِ و العَصا: عَلاه به، و هو منه. و القَنُوعُ: بمنزلة الحَدُورِ من سَفْحِ الجبل، مؤنث. و القِنْعُ: ما بَقِیَ من الماء فی قُرْبِ الجبل، و الكاف لغة. و القِنْعُ: مُستَدارُ الرمل، و قیل: أَسْفَلُه و أَعْلاه، و قیل: القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ بین رمال تُنْبِتُ الشجر، و قیل: هو خَفْضٌ من الأَرض له حَواجِبُ یَحْتقِنُ فیه الماءُ و یُعْشِبُ؛ قال ذو الرمة و وصف ظُعُناً: فَلَمَّا رأَینَ القِنْعَ أَسْفَی و أَخْلَفَتْ، من العقْرَبِیّاتِ، الهُیُوجُ الأَواخِرُ و الجمع أَقْناعٌ. و القِنْعةُ من القِنْعانِ: ما جرَی بین
لسان العرب، ج‌8، ص: 300
القُفِّ و السهْلِ من التراب الكثیرِ فإِذا نضَبَ عنه الماءُ صار فَراشاً یابِساً، و الجمع قِنْعٌ و قِنَعةٌ، و الأَقْیَسُ أَن یكون قِنَعةٌ جَمْع قِنْعٍ. و القِنْعانُ، بالكسر: من القِنْعِ و هو المستوی بین أَكَمَتَینِ سَهْلَتَینِ؛ قال ذو الرمة یصف الحُمُرَ: و أَبْصرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً، و أَنَّ البَقْلَ ذاوٍ و یابِسُ و أَقْنَعَ الرجلُ إِذا صادَف القِنْعَ و هو الرمل المجتمع. و القِنْعُ: مُتَّسَعُ الحَزْنِ حیث یَسْهُلُ، و یجمع القِنْعُ قِنَعَةً و قِنْعاناً. و القَنَعَةُ من الرَّمْلِ: ما اسْتَوی أَسفلُه من الأَرض إِلی جَنْبِه، و هو اللَّبَبُ، و ما اسْتَرَقَّ من الرمل. و‌فی حدیث الأَذان: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، اهْتَمَّ للصلاة كیف یَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له القُنْعُ فلم یعجبه ذلك، ثم ذكر رؤْیا عبد الله بن زید فی الأَذان؛ جاء تفسیر القُنْعِ فی بعض الرِّوایات أَنه الشَّبُّورُ، و الشَّبُّورُ البُوقُ؛ قال ابن الأَثیر: قد اختلف فی ضبط لفظة القُنْعِ هاهنا فرویت بالباء و التاء و الثاء و النون، و أَشهرها و أَكثرها النون؛ قال الخطابی: سأَلت عنه غیر واحد من أَهل اللغة فلم یثبتوه لی علی شی‌ء واحد، فإِن كانت الروایة بالنون صحیحة فلا أَراه سمی إِلا لإِقْناعِ الصوت به، و هو رَفْعُه، یقال: أَقْنَعَ الرجلُ صوتَه و رأْسَه إِذا رفعهما، و من یرید أَن ینفخ فی البوق یرفع رأْسه و صوته، قال الزمخشری: أَو لأَنَّ أَطرافَه أُقْنِعَتْ إِلی داخله أَی عُطِفَتْ؛ و أَما قول الراعی: زَجِلَ الحُداءِ، كأَنَّ فی حَیْزُومِه قَصَباً و مُقْنَعةَ [مُقْنِعةَ الحَنِینِ عَجُولا قال عُمارةُ بن عَقِیلٍ: زعم أَنه عَنی بمُقْنَعةِ الحنینِ النَّایَ لأَن الزامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رأْسه، فقیل له: قد ذَكَرَ القَصَبَ مرة، فقال: هی ضُرُوبٌ، و قال غیره: أَراد و صَوْتَ مُقْنَعةِ الحنین فحذف الصوت و أَقام مُقْنَعة مُقامَه، و من رواه مُقْنِعةَ الحَنِین أَراد ناقةً رَفَعَتْ حنینها. و إِداوةٌ مقموعةٌ و مقنوعةٌ، بالمیم و النون، إِذا خُنِثَ رأْسُها. و المِقْنَعُ و المِقْنَعةُ؛ الأُولی عن اللحیانی: ما تُغَطِّی به المرأَةُ، رأْسَها، و فی الصحاح: ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها، و كذلك كلُّ ما یستعمل به مَكْسورَ الأَوَّلِ یأْتی علی مِفْعَلٍ و مِفعَلة، و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه رأَی جاریةً علیها قِناعٌ فضربها بالدِّرّة و قال: أَ تَشَبَّهِین بالحَرائِر؟ و قد كان یومئذ من لُبْسِهِنَّ. و قولهم: الكُشْیَتان من الضبِّ شَحْمتان علی خِلْقة لسان الكلب صَفراوانِ علیهما مِقْنعة سوْداء، إِنما یریدون مثل المِقْنعةِ. و القِناعُ: أَوْسَعُ من المِقْنعةِ، و قد تَقَنَّعَتْ به و قَنَّعَتْ رأْسَها. و قَنَّعْتُها: أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ به؛ قال عنترة: إِنْ تُغْدفی دُونی القِناعَ، فإِنَّنی طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ و القِناعُ و المِقْنَعةُ: ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّی رأْسَها و محاسِنَها. و أَلقی عن وجْهه قِناعَ الحیاءِ، علی المثل. و قَنَّعه الشیبُ خِمارَه إِذا علاه الشیبُ؛ و قال الأَعشی: و قَنَّعَه الشیبُ منه خِمارا و ربما سموا الشیب قِناعاً لكونه موضعَ القِناعِ من الرأْس؛ أَنشد ثعلب:
لسان العرب، ج‌8، ص: 301
حتی اكْتَسی الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا، أَمْلَحَ لا آذی و لا مُحَبَّبا و من كلام الساجع: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرتِ الشمسُ القِناع، و أَشْعَلَتْ فی الأُفُقِ الشُّعاع، و تَرَقْرَقَ السّرابُ بكلِّ قاع. اللیث: المِقْنَعةُ ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها؛ قال الأَزهری: و لا فرق عند الثقات من أَهل اللغة بین القِناعِ و المِقْنَعةِ، و هو مثل اللِّحافِ و المِلْحفةِ. و‌فی حدیث بدْرٍ: فانْكَشَفَ قِناعُ قلبه فمات؛ قِناعُ القلبِ: غِشاؤُه تشبیهاً بقناعِ المرأَةِ و هو أَكْبر من المِقْنعةِ. و‌فی الحدیث: أَتاه رجل مُقَنَّعٌ بالحدید؛ هو المُتَغَطِّی بالسِّلاحِ، و قیل: هو الذی علی رأْسه بیضة و هی الخوذةُ لأَنَّ الرأْس موضع القِناعِ. و‌فی الحدیث: أَنه زارَ قبرَ أُمّه فی أَلْفِ مُقَنَّعٍ‌أَی فی أَلف فارس مُغطًّی بالسلاحِ. و رجل مُقَنَّعٌ، بالتشدید، أَی علیه بَیضة و مِغْفَرٌ. و تَقَنَّعَ فی السلاح: دخَل. و المُقَنَّع: المُغَطَّی رأْسُه؛ و قول لبید: فی كلِّ یومٍ هامَتی مُقَرَّعَهْ قانِعةٌ، و لم تَكُنْ مُقَنَّعَهْ یجوز أَن یكون من هذا و من الذی قبله، و قوله قانعة یجوز أَن یكون علی توهم طرح الزائد حتی كأَنه قد قیل قَنَعَتْ، و یجوز أَن یكون علی النسَبِ أَی ذات قِناعٍ و أُلحق فیها الهاء لتمكن التأْنیث؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنَّ أَحَد وُلاتِه كتب إِلیه كتاباً لَحَنَ فیه فكتب إِلیه عمر أَنْ قَنِّعْ كاتبك سوطاً و إِنه لَلَئِیمُ القِنْعِ، بكسر القاف، إِذا كان لَئِمَ الأَصْل. و القِنْعانُ: العظیم من الوُعولِ. و القِنْعُ و القِناعُ: الطَّبَقُ من عُسُبِ النخْلِ یوضع فیه الطعام، و الجمع أَقْناعٌ و أَقْنِعةٌ. و‌فی حدیث الرُّبَیِّعِ بنت المُعَوِّذ قالت: أَتیتُ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، بقِناعٍ من رُطَبٍ و أَجْرٍ زُغْبٍ؛ قال: القِنْعُ و القِناعُ الطبَقُ الذی یؤْكل علیه الطعامُ، و قال غیره: و یجعل فیه الفاكِهةُ، و قال ابن الأَثیر: یقال له القِنْعُ و القُنْع، بالكسر و الضم، و قیل: القِناعُ جمعه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: إِن كان لَیُهْدَی لنا القِناعُ فیه كَعْبٌ من إِهالةٍ فنَفْرَحُ به.قال: و قوله و أجْرٍ زُغْبٍ یذكر فی موضعه. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: القِناعُ طَبَقُ الرُّطَبِ خاصّةً، و قیل: القِنْعُ الطبق الذی تؤكل فیه الفاكهة و غیرها، و ذكر الهروی فی الغریبین: القُنْع الذی یؤكل علیه، و جمعه أَقناعٌ مثل بُرْدٍ و أَبْرادٍ؛ و‌فی حدیث عائشة: أَخَذَتْ أَبا بكر، رضی الله عنه، غَشْیةٌ عند الموت فقالت: و مَنْ لا یَزالُ الدَّمْعُ فیه مُقَنَّعاً، فلا بُدَّ یَوْماً أَنَّه مُهَراقُ فسروا المُقَنَّعَ بأَنه المحبوسُ فی جوْفِه، و یجوز أَن یراد من كان دَمْعُه مُغَطًّی فی شُؤُونِه كامِناً فیها فلا بدّ أَن یبرزه البكاء. و القُنْعةُ: الكُوَّةُ فی الحائطِ. و قَنَعَتِ الإِبلُ و الغنمُ، بالفتح: رجعَتْ إِلی مَرْعاها و مالتْ إِلیه و أَقبلت نحو أَهلها و أَقْنَعَتْ لِمَأْواها، و أَقْنَعْتُها أَنا فیهما، و فی الصحاح: و قد قَنِعَتْ هی إِذا مالتْ له. و قَنَعَتْ، بالفتح: مالت لِمأْواها. و قَنَعةُ السنامِ: أَعْلاه، لغة فی قَمَعَتِه. الأَصمعی: المُقْنَعُ الفَمُ الذی یكون عطْفُ أَسنانِه إِلی داخل الفم و ذلك القَویّ الذی یُقْطَعُ له كلُّ شی‌ء، فإِذا كان انصِبابُها إِلی خارج فهو أَرْفَقُ، و ذلك ضعیف لا خیر فیه، و فَمٌ مُقْنَعٌ من ذلك؛
لسان العرب، ج‌8، ص: 302
قال الشماخ یصف إِبلًا: یُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ، نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِیعِ و قال ابن مَیّادةَ یصف الإِبل أَیضاً: تُباكِرُ العِضاهَ، قَبْلَ الإِشْراق، بمُقْنَعاتٍ كَقِعابِ الأَوْراق یقول: هی أَفتاءٌ و أَسنانُها بِیضُ. و قَنَّعَ الدِّیكُ إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلی رأْسه؛ و قال: و لا یَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ بُرائِلاه،، و الجَناحُ یَلْمَعُ و قُنَیْعٌ: اسم رجل.

قنبع؛ ج8، ص: 302

: القُنْبُعُ: القصیر الخَسیسُ. و القُنْبُعةُ: خِرْقة تُخاطُ شبیهة بالبُرْنُسِ تلبسها الصبیان. و القُنْبُعةُ: هَنةٌ تُخاطُ مِثْلَ المِقْنَعةِ تغطی المتنین، و قیل: القُنْبُعةُ مثل الخُنْبُعةِ إِلَّا أَنها أَصغر، و القُنْبُعةُ: غِلافُ نور الشجرة مثل الخُنْبُعة؛، و كذلك القُنْبُعُ، بغیر هاء. و قُنْبُعُ النَّوْرِ و قُنْبُعَتُه: غِطاؤُه، و أُراه علی المثل بهذه القُنْبعة. و قَنْبَعَتِ الشجرةُ: صارت ثمرتها أَو زهرتها فی قُنْبعة أَو غِطاء. و قال أَبو حنیفة: القُنْبُعُ وِعاء السُّنْبُلةِ. و قَنْبَعَتْ: صارت فی القُنْبُعِ. و یقال: قَنْبَعَت و بَرْهَمَتْ بُرْهومةً. قال الأَزهری: و یقال قَنْبَعَ الرجل فی بیته إِذا تَواری، و أَصله قَبَعَ فزیدت النون؛ قاله أَبو عمرو؛ و أَنشد: و قَنْبَعَ الجُعْبوبُ فی ثِیابِه، و هْو علی ما زَلَّ منه مُكْتَئِبْ و القُنْبُعُ: وِعاءُ الحِنْطة فی السنْبُل، و قیل: القنبعة التی فیها السنبلة.

قندع؛ ج8، ص: 302

: قال فی ترجمة قنذع: القُنْذُوعُ و القُنْذُعُ الدّیُّوثُ، سریانیة لیست بعربیة محضة، و قد یقال بالدال المهملة.

قنذع؛ ج8، ص: 302

: القُنْذَعُ و القُنْذُعُ و القُنْذُوعُ، كله: الدّیُّوثُ، سریانیة لیست بعربیة محضة، قال: و قد یقال بالدال المهملة. و‌فی حدیث وهب: ذلك القُنْذُعُ، هو الدیوث الذی لا یَغارُ علی أَهْلِه. ابن الأَعرابی: القَنازِعُ و القَناذِعُ القبیحُ من الكلام، فاستوی عندهما الزای و الذال فی القبیح من الكلام، فأَما فی الشَّعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ. قال الأَزهریّ: و هذا راجع فی المَخازِی «3» و القَبائحِ. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: ما من مسلم یَمْرَضُ فی سبیل الله إِلَّا حطّ اللَّهُ عنه خَطایاه و إِن بَلَغَتْ قُنْذُعَةَ رأْسِه.قال ابن الأَثیر: هی ما یبقی من الشعر مفرَّقاً فی نواحِی الرأْسِ كالقُنْزُعةِ، قال: و ذكره الهروی فی القاف و النون علی أَن النون أَصلیة، و جعل الجوهری النون منه و من القنزعة زائدة.

قنزع؛ ج8، ص: 302

: القَنْزَعةُ و القُنْزُعُة؛ الأَخیرة عن كراع: واحدة القَنازِعِ، و هی الخُصْلةُ من الشعَر تُتْرَكُ علی رأْس الصبیّ، و هی كالذّوائِبِ فی نواحی الرأْس. و القَنْزَعةُ: التی تتخذها المرأَة علی رأْسها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لأُم سلیم: خَضِّلِی قَنازِعَكِ‌أَی نَدِّیها و رَطِّلِیها بالدُّهْنِ لِیَذْهَبَ شَعَثُها، و قَنازِعُها خُصَلُ شَعَرِها التی تَطایَرُ من الشَّعَثِ و تَمَرَّطُ، فأَمرها بتَرْطِیلِها بالدُّهْن لیذهب شَعَثُه؛ و‌فی خبر آخر: أَن النبی،
(3). 1 قوله" راجع فی المخازی" كذا بالأصل، و لعله ضمن معنی مستعمل أو فی بمعنی إِلی أو نحو ذلك.
لسان العرب، ج‌8، ص: 303
صلی الله علیه و سلم، نهی عن القَنازِعِ؛ هو أَن یؤخذ بعض الشعر و یترك منه مواضع متفرّقة لا تؤخذ كالقَزَعِ. و یقال: لم یبق من شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ، و العُنْصُوةُ مثل ذلك، قال: و هذا مثل نهیه عن القَزَعِ. و‌فی حدیث ابن عمر: سئل عن رجل أَهَلَّ بعُمْرةٍ و قد لَبَّدَ و هو یرید الحج فقال: خذ من قَنازِعِ رأسك‌أَی مما ارتفع من شعرك و طال. و‌فی الحدیث: غَطِّی قَنازِعَكِ یا أُمّ أَیْمَنَ، و قیل: هو القلیل من الشعر إِذا كان فی وسط الرأْس خاصّةً؛ قال ذو الرمة یصف القَطا و فِراخَها: یَنُؤْنَ، و لم یُكْسَیْنَ إِلَّا قَنازِعاً من الرِّیشِ، تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ و قیل: هو الشعر حَوالَی الرأْس؛ قال حمید الأَرقط یصف الصَّلَعَ: كأَنَّ طَسًّا بَیْنَ قُنْزُعاتِه مَرْتاً، تَزِلُّ الكَفُّ عن قِلاته «4» و الجمع قُنْزُعٌ؛ قال أَبو النجم: طَیَّر عنها قُنْزُعاً من قُنْزُعِ مَرُّ اللَّیالِی؛ أَبْطِئِی و أَسْرِعِی و یروی: سُیِّرَ عنه قُنْزُعٌ عن قُنْزُعِ و القُنْزُعُ و القُنْزُعةُ: الریش المجتمع فی رأْس الدیك. و القُنْزُعةُ: المرأَة القصیرة. الأَزهری: القنزعة المرأَة القصیرة جدّاً. و القَنازِعُ: الدّواهِی. و القُنْزُعةُ: العَجْبُ. و قَنازِعُ الشعر: خُصَلُه، و تشبه بها قنازِعُ النصِیِّ و الأَسْنِمةِ؛ قال ذو الرمة: قَنازِع أَسْنامٍ بها و ثُغام و القَنَازِعُ من الشعَر: ما تَبَقَّی فی نَواحِی الرأْسِ متفرقاً؛ و أَنشد: صَیَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ، و احْتَلَقَ الشَّعْرَ علی الهاماتِ و القَنازِعُ فی غیر هذا: القبیحُ من الكلام؛ قال عدی بن زید: فَلَمْ أَجْتَعِلْ فیما أَتیْتُ مَلامةً، أَتیْتُ الجَمالَ، و اجْتَنَبْتُ القَنازعا ابن الأَعرابی: القَنازِعُ و القَناذِعُ القبیحُ من الكلام، فاستوی عندهما الزای و الذال فی القبیح من الكلام، فأَما فی الشعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ. و‌روی الأَزهری عن سَرْوَعةَ الوُحاظِیِّ قال: كنا مع أَبی أَیوبَ فی غَزْوةٍ فرَأَی رجلًا مریضاً فقال له: أَبشر ما من مسلم یَمْرَضُ فی سبیل الله إِلَّا حَطّ الله عنه خَطایاه و لو بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه، قال: و رواه بُنْدارٌ عن أَبی داودَ عن شُعْبةَ، قال بُنْدارٌ: قلت لأَبی داود: قل قُنْزُعة، فقال: قُنْذُعة، قال شمر: و المعروفُ فی الشعَر القُنْزُعةُ و القَنازِعُ كما لَقَّنَ بندار أَبا داود فلم یَلْقَنْه. و القَنازِعُ: صِغارُ الناسِ. و القُنْزُعةُ: حَجر أَعظم من الجَوْزةِ.

قنفع؛ ج8، ص: 303

: القُنْفُعُ: القصیرُ الخسِیسُ. و القُنْفُعةُ: القُنْفُذةُ الأُنثی، و تَقَنْفُعُها تَقَبُّضُها. و القُنْفُعةُ أَیضاً: الفأْرةُ. الأَزهری: القُنفع الفأْرُ، القاف قبل الفاء. و قال أَیضاً: من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الفاء قبل القاف، و قد تقدم ذكره. و القُنْفُعةُ و الفُنْقُعةُ جمیعاً: الاست؛
(4). قوله [قلاته] كذا بالأصل، و هو جمع القلت بالفتح: النقرة فی الجبل یستنقع فیها الماء، و فی شرح القاموس: صفاته، واحد الصفا بالفتح فیهما.
لسان العرب، ج‌8، ص: 304
كلتاهما عن كراع؛ و أَنشد الأَزهری: قَفَرْنِیة كأَنَّ بِطَیْطَبَیْها و قُنْفُعِها، طِلاءَ الأُرْجُوانِ «1» و القَفَرْنِیةُ: المرأَة القصیرة.

قهع؛ ج8، ص: 304

: روی ابن شمیل عن أَبی خَیْرةَ قال: یقال قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقاعاً، و هو حكایة صوت الدب فی ضَحِكِه؛ قال أَبو منصور: و هی حكایة مؤلَّفةٌ.

قوع؛ ج8، ص: 304

: قاعَ الفحلُ الناقةَ و علی الناقة یَقُوعُها قَوْعاً و قِیاعاً و اقْتاعَها و تَقَوَّعَها: ضرَبَها، و هو قَلْبُ قَعا. و اقْتاعَ الفحلُ إِذا هاجَ؛ و قوله أَنشده ثعلب: یَقْتاعُها كلُّ فَصِیلٍ مُكْرَمِ، كالحَبَشِیِّ یَرْتَقِی فی السُّلَّمِ فسره فقال: یقتاعُها یقَعُ علیها، و قال: هذه ناقة طویلة و قد طال فُصْلانُها فركبوها. و تَقَوَّعَ الحِرْباءُ الشجرةَ إِذا عَلاها كما یَتَقَوّعُ الفحلُ الناقةُ. و القَوَّاعُ: الذِّئبُ الصَّیّاحُ. و القَیّاعُ: الخِنْزِیرُ الجَبانُ. و القاعُ و القاعةُ و القِیعُ: أَرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنة مستویة حُرّةٌ لا حُزُونةَ فیها و لا ارْتِفاعَ و لا انْهِباطَ، تَنْفَرِجُ عنها الجبالُ و الآكامُ، و لا حَصَی فیها و لا حجارةَ و لا تُنْبِتُ الشجر، و ما حَوالَیْها أَرْفَعُ منها و هو مَصَبُّ المِیاهِ، و قیل: هو مَنْقَعُ الماء فی حُرِّ الطین، و قیل: هو ما استوی من الأَرض و صَلُبَ و لم یكن فیه نبات، و الجمع أَقواعٌ و أَقْوُعٌ و قِیعانٌ، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و قِیعةٌ و لا نظیر له إِلَّا جارٌ و جِیرةٌ، و ذهب أَبو عبید إِلی أَن القِیعةَ تكون للواحد، و قال غیره: القیعة من القاع و هو أَیضاً من الواو. و فی التنزیل: كَسَرٰابٍ بِقِیعَةٍ؛ الفراء: القِیعةُ جمع القاعِ، قال: و القاعُ ما انبسط من الأَرض و فیه یكون السَّرابُ نصف النهار. قال أَبو الهیثم: القاعُ الأَرض الحُرَّةُ الطینِ التی لا یخالطها رمل فیشرب ماءها، و هی مستویة لیس فیها تَطامُنٌ و لا ارْتِفاعٌ، و إِذا خالطها الرمل لم تكن قاعاً لأَنها تشرب الماء فلا تُمْسِكُه، و یُصَغِّرُ قُوَیْعةً من أَنَّث، و من ذكَّر قال قُوَیْعٌ، و دلت هذه الواو أَنَ أَلفها مرجعها إِلی الواو. قال الأَصمعی: یقال قاعٌ و قِیعانٌ و هی طین حُرّ ینبت السِّدْرَ؛ و قال ذو الرمة فی جمع أَقْواعٍ: و وَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمالِیلِ، بَعْدَ ما ذَوی بَقْلُها، أَحْرارُها و ذُكورُها و فی الحدیث أَنه قال لأُصَیْلٍ: كیف ترَكْتَ مكة؟ قال: ترَكْتُها قد ابْیَضَّ قاعُها؛ القاعُ: المكانُ المستوی الواسعُ فی وَطاءَةٍ من الأَرض یعلوه ماء السماء فیمسكه و یستوی نباته، أَراد أَنَّ ماء المطر غسَله فابیضَّ أَو كثر علیه فبقی كالغَدِیر الواحد. و‌فی الحدیث: إِنما هی قِیعانٌ أَمْسَكَتِ الماءَ.قال الأَزهری: و قد رأَیت قِیعانَ الصّمّانِ و أَقمتُ بها شَتْوَتَیْنِ، الواحد منها قاعٌ و هی أَرض صُلْبةُ القِفافِ حُرَّةُ طینِ القِیعانِ، تُمْسِكُ الماء و تُنْبِتُ العُشْبَ، و رُبَّ قاعٍ منها یكون مِیلًا فی مِیلٍ و أَقل من ذلك و أَكثر، و حَوالَیِ القِیعانِ سُلْقانٌ و آكامٌ فی رُؤوس القِفافِ غلیظةٌ تَنْصَبُّ مِیاهُها فی القِیعانِ، و من قِیعانِها ما یُنْبِتُ الضالَ فتُرَی حَرجاتٍ، و منها ما لا ینبت و هی أَرض مَرِیَّةٌ، إِذا أَعْشَبَتْ رَبَّعَتِ العرب أَجمع.
(1). قوله [قفرنیة إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 305
و القَوْعُ: مِسْطَحُ التمر أَو البُرِّ، عَبْدِیَّةٌ، و الجمع أَقْواعٌ؛ قال ابن بری: و كذلك البَیْدَرُ و الأَندَرُ و الجَرینُ. و القاعةُ: موضعُ مُنْتَهی السانِیةِ من مَجْذَبِ الدلو. و قاعةُ الدارِ: ساحَتُها مثل القاحةِ، و جمعها قَوَعاتٌ؛ قال وَعْلةُ الجَرْمی: و هَلْ تَرَكْت نِساءَ الحَیِّ ضاحِیةً، فی قاعةِ الدارِ، یَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟ و كذلك باحَتُها و صَرْحَتُها. و القُواعُ: الذكر من الأَرانِب. و قال ابن الأَعرابی: القُواعةُ الأَرنب الأُنثی.

فصل الكاف؛ ج8، ص: 305

كبع؛ ج8، ص: 305

: الكَبْعُ: النقْدُ؛ عن اللیث؛ و أَنشد: قالوا لیَ: اكْبَعْ، قُلْتُ: لسْتُ كابِعا و كَبَعَ الدراهِمَ كَبْعاً: وزنها و نَقَدَها. و كَبَعه عن الشی‌ء یَكْبَعُه كَبْعاً: منعه. و الكَبْعُ: المَنْعُ. و الكَبْعُ: القَطْعُ؛ قال: تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْرِ مِنْ بَینِ بائِسٍ صَلِیبٍ، و مَكْبُوعِ الكراسِیعِ بارِكِ و الكُبوعُ و الكُنوعُ: الذلُّ و الخُضوعُ. و الكُبَعةُ: من دوابّ البحر. قال الأَزهری: و الكُبَعُ جمل البحر. و یقال للمرأَة الدَّمِیمةِ: یا وجْهَ الكُبَعِ و سبٌّ للجَواری: یا بُعْصوصةُ كُفِّی، و یا وجْهَ الكُبَعِ الكُبَعُ: سمك بحری وحْشُ المَرْآةِ.

كتع؛ ج8، ص: 305

: الكُتَعُ: ولد الثعْلب، و قیل أَرْدَأُ ولدِ الثعلب، و جمعه كِتْعانٌ. و الكُتَعُ: الذِّئبُ، بلغة أَهل الیمن. و رجال كَتِعونَ، و لا یكسَّر. و أَكْتَعُ: رِدْفٌ لأَجْمَعَ، لا یفرد منه و لا یكسَّر، و الأُنثی كَتْعاءُ، و هی تكسَّر علی كُتْعٍ و لا تُسَلَّمُ، و قیل: أَكْتَعُ كأَجْمَعَ لیس بِرِدْفٍ و هو نادر؛ قال عثمان بن مظعون: أَ تَیْم بن عَمْرٍو و الذی جاءَ بِغْضةً، و مِنْ دُونِه الشرْمان و البَرْكُ أَكتَعُ و رأَیت المالَ جَمْعاً كَتْعاً، و اشتریت هذه الدار جَمْعاءَ كَتْعاءَ، و رأَیت إِخوانَك جُمَعَ كُتَعَ، و رأَیت القوم أَجمعین أَكْتَعِین أَبْصَعِینَ أَبتعین، تُوكَّدُ الكلمة بهذه التواكِیدِ كلها، و لا یُقَدَّمُ كُتَعُ علی جُمَعَ فی التأْكید، و لا یفرد لأَنه إِتباع له، و یقال إِنه مأْخوذ من قولهم: أَتی علیه حَوْلٌ كَتِیعٌ أَی تامٌّ؛ قال ابن بری: شاهده ما أَنشده الفراء: یا لَیْتَنی كُنْتُ صَبِیًّا مُرْضَعا، تَحْمِلُنی الذَّلْفاءُ حَوْلًا أَكْتَعا إِذا بَكَیْتُ قَبَّلَتْنی أَرْبَعا، فلا أَزالُ الدَّهْرَ أَبْكِی أَجْمَعا و‌فی الحدیث: لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجْمَعون أَكْتَعون إِلَّا من شَرَدَ علی الله.و‌فی حدیث ابن الزبیر و بناء الكعبة: فأَقَضَّه أَجْمَعَ أَكْتَعَ.و ما بالدار كَتِیعٌ أَی أَحدٌ؛ حكاها یعقوب و سُمِعَتْ من أَعرابِ بنی تمیم؛ قال مَعْدِیكربَ: و كم مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونِ سَلْمی قَلِیلِ الأُنْسِ، لیس به كَتِیعُ و الكَتیعُ: المنفَردُ من الناس.
لسان العرب، ج‌8، ص: 306
و الكُتْعةُ: طرَفُ القارورةِ. و الكُتْعةُ: الدْلوُ الصغیرة؛ عن الزجّاجی، و جمعها كُتَعٌ. و الكُتَعُ: الذلیلُ. و الكُتَعُ: الرجل اللئیم، و الجمع كِتْعانٌ مثل صُرَدٍ و صِرْدانٍ. و رجل كُتَعٌ: مُشَمِّرٌ فی أَمره، و قد كَتِعَ كَتَعاً و كَتَعَ؛ و قیل كَتَعَ تَقَبَّض و انضمّ كَكَنَع. و كاتَعه الله كقاتَعه أَی قاتَله، و زعم یعقوب أَنَّ كاف كاتعه بدل من قاف قاتَعَه. قال الفراء: و من كلام العرب أَن یقولوا قاتله الله ثم تُسْتَقْبَح فیقولوا قاتَعه الله و كاتَعه، و من ذلك قولهم وَیحَكَ و وَیْسَكَ بمعنی ویْلَك، إِلا أَنها دونها. و حكی ابن الأَعرابی: لا و الذی أَكْتَعُ به أَی أَحْلِفُ. و كَتَعَ أَی هرَب. و فی نوادر الأَعراب: جاء فلان مُكَوْتِعاً و مُكْتِعاً و مُكْعِداً «1» و مُكَعْتِراً إِذا جاء یمشی مَشْیاً سریعاً.

كثع؛ ج8، ص: 306

: الكَثَعةُ: الطین. و كَثَّعَ أَی كَثَّأَ. و الكَثْعةُ و الكُثْعةُ: ما علی اللبنِ من الدَّسَمِ و الخُثُورةِ، و قد كَثَعَ و كَثَّعَ أَی عَلا دَسَمُه و خُثُورَتُه رأْسَه و صَفا الماءُ من تحته. و شَرِبْتُ كَثْعةً من لبن أَی حین ظهرت زُبدته. و یقال للقوم: ذَرُونی أُكَثِّعْ سِقاءَكم و أُكَثِّئْه أَی آكل ما علاه من الدسَم. و كَثَعَتِ الغنم كُثُوعاً: استرخت بطونها فَسَلَحَتْ و رَقَّ ما یجی‌ء منها، و قیل: استرخت بطونها فقط. و رمت الغنم بكُثُوعِها إِذا رمت بثُلُوطها، الواحد كَثْعٌ. و كَثَعَتِ اللِّثةُ و الشَّفةُ تَكْثَعُ كُثُوعاً و كَثِعَتْ: كثر دمها حتی كادت تنقلب، و قیل: كَثِعَتِ الشفة و اللِّثةُ احمرّت أَیضاً. و شَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ أَی ممتلئة غلیظة، و امرأَةٌ مُكَثِّعةٌ. و كَثَّعَتِ اللحیةُ و كَثَّأَتْ، و هی كُثَعةٌ: طالت و كَثُرَتْ و كَثُفَتْ. و الكُثْعةُ: الفَرْقُ الذی وسط ظاهر الشفة العُلیا. و الكَوْثَعُ: اللئیم من الرجال، و الأُنثی كَوْثَعةٌ. و كَثَّعَتِ القِدْر: رمت بزَبَدِها، و هو الكُثْعةُ.

كدع؛ ج8، ص: 306

: كَدَعَه یَكْدَعُه كَدْعاً: دَفَعَه.

كرع؛ ج8، ص: 306

: كَرِعَت المرأَةُ كَرَعاً، فهی كَرِعةٌ: اغْتَلَمَتْ و أَحَبَّتِ الجِماعَ. و جاریة كرِعةٌ: مِغْلِیمٌ، و رجل كَرِعٌ، و قد كَرِعَتْ إِلی الفحْلِ كَرَعاً. و الكُراعُ من الإِنسان: ما دون الركبة إِلی الكعب، و من الدوابِّ: ما دون الكَعْبِ، أُنْثَی. یقال: هذه كُراعٌ و هو الوظیف؛ قال ابن بری: و هو من ذواتِ الحافِرِ ما دُونَ الرُّسْغِ، قال: و قد یُسْتَعْمَلُ الكُراعُ أَیضاً للإِبل كما استعمل فی ذوات الحافر؛ قالت الخنساءُ «2»: فقامَتْ تَكُوسُ علی أَكْرُعٍ ثلاثٍ، و غادَرْتَ أُخْرَی خَضِیبا فجعلت لها أَكارِعَ أَربعاً، و هو الصحیح عند أَهل اللغة فی ذوات الأَربع، قال: و لا یكون الكراع فی الرِّجل دون الید إِلا فی الإِنسان خاصّة، و أَما ما
(1). قوله [و مكعداً] كذا بالأَصل مضبوطاً و لم نجد هذه المادة فی القاموس بهذا المعنی و لا فی الصحاح و لا فی اللسان، نعم فیه فی مادة لغد: و جاء متلغداً أی متغضباً متغیظاً حنقاً (2). قوله [قالت الخنساء] كذا بالأَصل هنا، و مر فی مادة كوس: قالت عمرة أُخت العباس بن مرداس و أمها الخنساء ترثی أخاها و تذكر أنه كان یعرقب الإبل: فظلت تكوس علی إلخ
لسان العرب، ج‌8، ص: 307
سواه فیكون فی الیدین و الرجلین، و قال اللحیانی: هما مما یؤنث و یذكر، قال: و لم یعرف الأَصمعی التذكیر، و قال مرة أُخری: هو مذكر لا غیر، و قال سیبویه: أَما كُراعٌ فإِن الوجه فیه ترك الصرْف، و من العرب من یصرفه یشبهه بذراع، و هو أَخبث الوجهین، یعنی أَن الوجه إِذا سمی به أَن لا یصرف لأَنه مؤنث سمی به مذكر، و الجمع أَكْرُعٌ، و أَكارِعُ جمع الجمع، و أَما سیبویه فإِنه جعله مما كسر علی ما لا یكسّر علیه مثلُه فِراراً من جمع الجمع، و قد یكسر علی كِرْعانٍ. و الكُراعُ من البقر و الغنم: بمنزلة الوَظِیفِ من الخیل و الإِبل و الحُمُرِ و هو مُسْتدَقُّ الساقِ العاری من اللحم، یذكر و یؤنث، و الجمع أَكْرُعٌ ثم أَكارِعُ. و فی المثل: أُعْطِیَ العبدُ كُراعاً فطلَب ذِراعاً، لأَن الذراع فی الید و هو أَفضل من الكُراع فی الرجْلِ. و كَرَعَه: أَصابَ كُراعَه. و كَرِعَ كَرَعاً: شَكا كُراعَه. و یقال للضعیف الدِّفاعِ: فلان ما یُنْضجُ الكُراعَ. و الكَرَعُ: دِقَّةُ الأَكارِعِ، طویلةً كانت أَو قصیرةً، كَرِعَ كَرَعاً، و هو أَكْرَعُ، و فیه كَرَعٌ أَی دِقَّةٌ. و الكَرَعُ أَیضاً: دِقَّةُ الساقِ، و قیل: دقة مُقَدَّمِها و هو أَكْرعُ، و الفِعْلُ كالفِعْلِ و الصِّفةُ كالصِّفةِ. و‌فی حدیث الحوض: فَبَدَأَ الله بكُراعٍ‌أی طرَفٍ من ماءِ الجنةِ مُشَبَّهٍ بالكراع لقلته، و إِنه كالكُراعِ من الدابة. و تَكَرَّعَ للصلاة: غَسَل أَكارِعَه، و عمّ بعضهم به الوضوء. قال الأَزهری: تَطَهَّرَ الغلام و تَكَرَّعَ و تَمكَّنَ إِذا تطهر للصلاة. و كُراعَا الجُنْدَبِ: رجلاه؛ و منه قول أَبی زبید: و نَفَی الجُنْدَبُ الحَصی بِكُراعَیْه، و أوْفَی فی عُودِه الحِرْباءُ و كُراعُ الأَرض: ناحِیَتُها. و أَكارِعُ الأَرض: أَطْرافُها القاصِیةُ، شبهت بأَكارِعِ الشاء و هی قوائمُها. و‌فی حدیث النخعی: لا بأْس بالطَّلَبِ فی أَكارِعِ الأَرض‌أَی نواحیها و أَطْرافِها. و الكُراعُ: كلُّ أَنف سالَ فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ. و كُراع كلِّ شی‌ء: طَرَفُه، و الجمع فی هذا كله كِرْعانٌ و أَكارِعُ. و قال الأَصمعی: العُنُقُ من الحَرّة یمتدّ؛ قال عوف بن الأَحوص: أَ لم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِی، كما ظُلِفَ الوَسِیقةُ بالكُراعِ؟ و قیل: الكُراعُ ركن من الجبل یَعْرِضُ فی الطریق. و یقال: أَكْرَعَكَ الصیْدُ و أَخْطَبَكَ و أَصْقَبَك و أَقْنی لكَ بمعنی أَمْكَنَكَ. و كَرِعَ الرجلُ بِطِیبٍ فَصاكَ به أَی لَصِقَ به. و الكُراعُ: اسم یجمع الخیل. و الكُراعُ: السلاحُ، و قیل: هو اسم یجمع الخیل و السلاح. و أَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ علیهم السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حتی یَسْقُوا إِبلهم من ماء السماء، و العرب تقول لماء السماء إِذا اجتمع فی غَدِیرٍ أَو مَساكٍ: كَرَعٌ. و قد شَرِبْنا الكَرَعَ و أَرْوَیْنا نَعَمَنا بالكَرَعِ. و الكَرَعُ. و الكُراعُ: ماء السماء یُكْرَعُ فیه. و منه‌حدیث معاویة: شربت عُنْفُوانَ المكْرَعِ‌أَی فی أَوّلِ الماءِ، و هو مَفْعَلٌ من الكَرَعِ، أَراد به عَزَّ فَشَرِبَ صافِیَ الماء و شرب غیره الكَدِرَ؛ قال الراعی یصف إِبلًا و راعِیَها بالرِّفْقِ فی رِعایةِ الإِبلِ، و نسبه الجوهری لابن الرّقاع:
لسان العرب، ج‌8، ص: 308
یَسُنُّها آبِلٌ، ما إِنْ یُجَزِّئُها جَزْأً شَدیداً، و ما إِنْ تَرْتَوی كَرَعا و قیل: هو الذی تَخُوضُه الماشِیةُ بأَكارِعِها. و كل خائِضِ ماءٍ كارِعٌ، شرِبَ أَو لم یشرب. و الكَرّاعُ: الذی یسقی ماله بالكَرَعِ و هو ماء السماء. و‌فی الحدیث: أَنّ رجلًا سمع قائلًا یقول فی سَحابة: اسق كَرَعَ فلان، قال: أَراد موضعاً یجتمع فیه ماءُ السماء فیسقی به صاحبه زرعه. و یقال: شربت الإِبل بالكَرَعِ إِذا شربت من ماءِ الغَدِیرِ. و كَرَعَ فی الماء یَكْرَعُ كُرُوعاً و كَرْعاً: تناوله بِفِیه من موضعه من غیر أَن یشرب بِكَفَّیْه و لا بإِناء، و قیل: هو أَن یدخل النهر ثم یشرب، و قیل: هو أَن یُصَوِّبَ رأْسَه فی الماء و إِن لم یشرب. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی رجل من الأَنصار فی حائِطه فقال: إِن كان عندك ماءٌ بات فی شَنِّه و إِلا كَرَعْنا؛ كَرَعَ إِذا تناوَلَ الماءَ بِفِیه من موضعه كما تفعل البهائم لأَنها تدخل أَكارِعَها، و هو الكَرْعُ؛ و منه‌حدیث عكرمة: كَرِهَ الكَرْعَ فی النهر.و كل شی‌ء شربت منه بنیك من إِناءٍ أَو غیره، فقد كَرَعْتَ فیه؛ و قال الأَخطل: یُرْوِی العِطاشَ لَها عَذْبٌ مُقَبَّلُه، إِذا العِطاشُ علی أَمثالِه كَرَعُوا و الكارِعُ: الذی رمی بفمه فی الماء. و الكَرِیعُ: الذی یشرب بیدیه من النهر إِذا فَقَدَ الإِناء. و كَرَعَ فی الإِناء إِذا أَمال نحوه عنقه فشرب منه؛ و أَنشد للنابغة: بِصَهْباءَ فی أَكْنافِها المِسْك كارِعُ قال: و الكارِعُ الإِنسانُ أَی أَنت المِسْكُ لأَنك أَنت الكارِعُ فیها المسْكَ. و یقال: اكْرَعْ فی هذا الإِناءِ نَفَساً أَو نفسین، و فیه لغة أُخری: كَرِع یَكْرَعُ كَرَعاً، و أَكْرَعُوا: أَصابوا الكَرَعَ، و هو ماء السماء، و أَوْرَدُوا. و الكارِعاتُ و المُكْرِعاتُ: النخل «3» التی علی الماء، و قد أَكْرَعَتْ و كَرَعَتْ، و هی كارِعةٌ و مُكْرعةٌ؛ قال أَبو حنیفة: هی التی لا یفارق الماءُ أُصولَها؛ و أَنشد: أَو المُكْرَعات من نَخِیلِ ابن یامِنٍ، دُوَیْنَ الصَّفا، اللَّائی یَلِینَ المُشَقَّرا قال: و المُكْرَعاتُ أَیضاً النخل القَرِیبةُ من المَحَلِّ، قال: و المُكْرَعاتُ أَیضاً من النخل التی أُكْرِعَتْ فی الماء؛ قال لبید یصف نخلًا نابتاً علی الماء: یَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غیر صادِرةٍ، فكلُّها كارِعٌ فی الماءِ مُغْتَمِرُ قال: و المُكْرَعاتُ أَیضاً الإِبل تُدْنی من البیوت لتَدْفَأَ بالدُّخانِ، و قیل: هی اللَّواتی تُدْخِلُ رؤوسَها إِلی الصِّلاءِ فَتَسْوَدُّ أَعْناقُها، و فی المصنف المُكْرَباتُ؛ و أَنشد أَبو حنیفة للأَخطل: فلا تَنْزلْ بِجَعْدِیٍّ إِذا ما تَرَدَّی المُكْرعاتُ من الدُّخانِ و قد جعلت المُكْرِعاتُ هنا النخیل النابتة علی الماء. و كَرَعُ الناس: سَفِلَتُهم. و أَكارِعُ الناسِ:
(3). قوله [و المكرعات النخل] هو بكسر الراء كما فی سائر نسخ الصحاح أفاده شارح القاموس و علیه یتمشی ما بعده، و أما المكرعات فی البیت فضبط بفتح الراء فی الأصل و معجم یاقوت و صرح به فی القاموس حیث قال: و بفتح الراء ما غرس فی الماء إلخ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 309
السَّفِلَةُ شُبِّهُوا بأَكارِعِ الدوابِّ، و هی قوائِمُها. و الكَرَّاعُ: الذی یُخادِنُ الكَرَعَ و هم السَّفِلُ من الناس، یقال للواحد: كَرَعٌ ثم هلم جرّاً. و‌فی حدیث النجاشی: فهل یَنْطِقُ فیكم الكَرَعُ؟ قال ابن الأَثیر: تفسیره فی الحدیث الدَّنی‌ءُ النفْسِ. و‌فی حدیث علی: لو أَطاعَنا أَبو بكر فیما أَشَرْنا به علیه من ترْكِ قِتالِ أَهلِ الرِّدّةِ لَغَلَبَ علی هذا الأَمْرِ الكَرَعُ و الأَعْرابُ!؛ قال: هم السَّفِلَةُ و الطَّغامُ من الناسِ. و كُراعُ الغَمِیم: موضع معروف بناحیة الحجاز. و‌فی الحدیث: خرَج عامَ الحُدَیْبِیةِ حتی بَلَغَ كُراعَ الغَمِیم، هو اسم موضع بین مكة و المدینة. و أَبو رِیاشٍ سُوَیْدُ بن كُراعَ: من فٌرْسانِ العرب و شعرائهم، و كُراعُ اسم أُمه لا ینصرف، قال سیبویه: هو من القسم الذی یقع فیه النسب إِلی الثانی لأَن تَعَرُّفَه إِنما هو به كابن الزُّبَیْرِ و أَبی دَعْلَجٍ، و أَما الكَرّاعةُ التی تَلْفِظُ بها العامّةُ فكلمة مُوَلَّدة.

كربع؛ ج8، ص: 309

: كَرْبَعَه و بَرْكَعَه فَتَبَرْكَعَ: صَرَعَه فوقَع علی اسْتِه، و قد تقدّم فی ترجمة بَرْكَعَ.

كرتع؛ ج8، ص: 309

: كَرْتَعَ الرجلُ: وقع فیما لا یَعْنِیه؛ و أَنشد: یَهیمُ بها الكَرْتَعُ و كَرْتَعَه: صَرَعَه. و الكَرْتَعُ: القصیر.

كرسع؛ ج8، ص: 309

: الكُرْسُوعُ: حرف الزَّنْدِ الذی یلی الخِنْصِر، و هو الناتئُ عند الرُّسْغِ، و هو الوَحْشِیُّ، و هو من الشاة و نحوها عُظَیْمٌ یلی الرسغ من وظِیفِها. و‌فی الحدیث: فَقَبَضَ علی كُرْسُوعی، هو من ذلك. و كُرْسُوعُ القدم أَیضاً: مَفْصِلُها من الساقِ، كل ذلك مذكر. و المُكَرْسَعُ: النّاتئُ الكُرْسُوعِ، قال ابن بری: و الكَرْسَعةُ عَدْوُه. و امرأَة مُكَرْسَعةٌ: ناتِئةُ الكُرْسُوعِ تُعابُ بذلك. و بعض یقول: الكُرْسُوعُ عُظَیم فی طرف الوظیف مما یلی الرسغ من وظیف الشاء و نحوها. و كَرْسَعَ الرجلَ: ضرب كُرْسُوعه بالسیف. و الكَرْسَعةُ: ضَرْبٌ من العَدْو.

كسع؛ ج8، ص: 309

: الكَسْعُ: أَنْ تَضْرِبَ بیدك أَو برجلك بصدر قدمك علی دبر إِنسان أَو شی‌ء. و‌فی حدیث زید بن أَرقم: أَنَّ رجلًا كَسَعَ رجلًا من الأَنْصار‌أَی ضرَب دُبُرَه بیده. و كَسَعَهم بالسیفِ یَكْسَعُهم كَسْعاً: اتَّبَعَ أَدبارَهم فضربهم به مثل یَكْسَؤُهم و یقال: ولَّی القومُ أَدْبارَهم فَكَسَعُوهم بسیوفهم أَی ضربوا دَوابِرَهم. و یقال للرجل إِذا هَزَمَ القوم فمرَّ و هو یَطْرُدُهُم: مَرَّ فلان یَكْسَؤُهم و یَكْسَعُهم أَی یتبعهم. و‌فی حدیث طلحة یوم أُحد: فَضَرَبْتُ عُرْقُوبَ فرَسِه فاكْتَسَعَتْ به‌أَی سَقَطَتْ من ناحیة مُؤَخَّرِها و رَمَتْ به. و‌فی حدیث الحُدَیْبیةِ: و علیٌّ یَكْسَعُها بقائِمِ السیفِ‌أَی یَضْرِبُها من أَسْفَلَ. و ورَدَتِ الخیولُ یَكْسَعُ بعضُها بعضاً، و كَسَعه بما ساءَه: تكلم فرماه علی إِثْر قوله بكلمة یَسوءُه بها، و قیل: كَسَعَه إِذا هَمَزَه من ورائه بكلامٍ قبیح. و قولهم: مَرَّ فلان یَكْسَعُ، قال الأَصمعی: الكَسْعُ شدَّةُ المَرِّ. یقال: كَسَعَه بكذا و كذا إِذا جعله تابعاً له و مُذْهَباً به؛ و أَنشد لأَبی شبل الأَعرابی: كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ: أَیامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 310
فإِذا انْقَضَتْ أَیّامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ و صِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ، و بآمِرٍ و أَخِیهِ مُؤْتَمِرٍ، و مُعَلِّلٍ و بِمُطْفِئِ الجَمْرِ، ذهَب الشِّتاءُ مُوَلِّیاً هَرَباً، و أَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ و كَسَعَ الناقةَ بغُبْرِها یَكْسَعُها كَسْعاً: ترك فی خِلْفِها بقِیَّةً من اللبن، یرید بذلك تَغْزِیرَها و هو أَشدُّ لها؛ قال الحرِثُ بن حِلِّزةَ: لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها، إِنَّكَ لا تَدْرِی مَنِ الناتِجُ و احْلُبْ لأَضْیافِكَ أَلْبانها، فإِنَّ شَرَّ اللبَنِ الوالِجُ أَغْبارُها: جمع الغُبْرِ و هی بقیّةُ اللبن فی الضرْعِ، و الوالِجُ أَی الذی یَلِجُ فی ظُهُورِها من اللبن المَكْسُوعِ؛ یقول: لا تُغَزِّرْ إِبِلَك تَطلُبُ بذلك قُوَّةَ نَسْلِها و احْلُبْها لأَضْیافِكَ، فلعلَّ عدوًّا یُغیرُ علیها فیكون نتاجُها له دونك، و قیل: الكَسْعُ أَن یُضْرَبَ ضَرْعُها بالماء البارد لیَجِفَّ لبنُها و یَترادّ فی ظهرها فیكون أَقوی لها علی الجَدْب فی العامِ القابِلِ، و منه قیل رجل مُكَسَّعٌ، و هو من نعت العَزَبِ إِذا لم یَتَزَوَّجْ، و تفسیره: رُدَّت بقیته فی ظهره؛ قال الراجز: و الله لا یُخْرِجُها مِنْ قَعْرِه إِلَّا فَتًی مُكَسَّعٌ بِغُبْرِه و قال الأَزهری: الكَسْعُ أَن یؤخَذَ ماءٌ باردٌ فَیُضْرَبَ به ضُرُوعُ الإِبل الحلوبة إِذا أَرادوا تَغْزِیرَها لیَبْقَی لها طِرْقُها و یكون أَقْوی لأَولادِها التی تُنْتَجُها، و قیل: الكَسْعُ أَن تَتْرُكَ لبناً فیها لا تَحْتَلِبُها، و قیل: هو علاجُ الضرْعِ بالمَسْحِ و غیره حتی یَذْهَبَ اللبن و یَرْتَفِعَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَكْبَرُ ما نَعْلَمُه مِنْ كُفْرِه أَنْ كُلّها یَكْسَعُها بغُبْرِه، و لا یُبالی وَطْأَها فی قَبْرِه یعنی الحدیث فیمن لا یؤدِّی زكاة نعَمه أَنَّها تَطَؤُه، یقول: هذا كُفْرُه و عَیْبُه. و‌فی الحدیث: إِنَّ الإِبلَ و الغَنَمَ إِذا لم یعط صاحِبُها حَقَّها‌أَی زكاتَها و ما یجب فیها بُطِحَ لها یومَ القیامة بِقاعٍ قَرْقَر فَوَطِئَتْه لأَنه یَمْنَعُ حَقَّها و دَرَّها و یَكْسَعُها و لا یُبالی أَن تَطَأَه بعد موته. و حكی عن أَعرابی أَنه قال: ضِفْتُ قوماً فأَتَوْنی بكُسَعٍ جَبِیزاتٍ مُعَشِّشاتٍ؛ قال: الكُسَعُ الكِسَرُ، و الجِبِیزاتُ الیابِساتُ، و المُعَشِّشاتُ المُكَرَّجاتُ. و اكْتَسَعَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا اسْتَثْفَرَ. و كَسَعَتِ الظَّبْیةُ و الناقةُ إِذا أَدخلتا ذَنَبَیْهِما بین أَرْجُلِهما، و ناقة كاسِعٌ بغیر هاء. و قال أَبو سعید: إِذا خَطَرَ الفحْلُ فضرب فَخِذَیْه بذنبه فذلك الاكْتِساعُ، فإِن شالَ به ثم طَواه فقد عَقْرَبَه. و الكُسْعُومُ: الحِمارُ بالحِمْیَرِیّةِ، و المیم زائدة. و الكُسْعةُ: الرِّیشُ الأَبیض المجتمع تحت ذنَب الطائِر، و فی التهذیب: تحت ذنب العُقابِ، و الصِّفةُ أَكْسَعُ، و جمعها الكُسَعُ، و الكَسَعُ فی شِیاتِ الخیل من وضَحِ القوائمِ: أَن یكون البیاضُ فی طرَفِ الثُّنَّةِ فی الرجْل، یقال: فرَسٌ أَكْسَعُ. و الكُسْعَةُ: النُّكْتةُ البَیْضاء فی جبْهة الدابة و غیرها،
لسان العرب، ج‌8، ص: 311
و قیل فی جنبها. و الكُسْعةُ: الحُمُرُ السائمةُ. و منه‌الحدیث: لیس فی الكُسْعةِ صَدَقةٌ، و قیل: هی الحمر كلها. قال الأَزهری: سمیت الحمر كُسْعةً لأَنها تُكْسَعُ فی أَدْبارِها إِذا سِیقَتْ و علیها أَحْمالُها. قال أَبو سعید: و الكُسْعةُ تَقَعُ علی الإِبل العَوامِل و البقَر الحَوامِلِ و الحَمِیرِ و الرَّقِیقِ، و إِنما كُسْعَتُها أَنها تُكْسَعُ بالعصا إِذا سیقَت، و الحمیر لیست أَولی بالكُسعةِ من غیرها، و قال ثعلب: هی الحمر و العبید: و قال ابن الأَعرابی: الكُسْعة الرقیق، سمی كسْعة لأَنك تَكْسَعُه إِلی حاجتك، قال: و النّخَّةُ الحمیر، و الجَبْهةُ الخیل. و فی نوادر الأَعراب: كَسَعَ فلان فلاناً و كَسَحَه و ثَفَنَه و لَظَّه و لاظَه یَلُظُّه و یَلُوظُه و یَلأَظُه إِذا طَرَدَه. و الكُسْعةُ: وثَنٌ كان یُعْبَدُ، و تَكَسَّعَ فی ضلاله ذهَب كَتَسَكَّعَ؛ عن ثعلب. و الكُسَعُ: حَیٌّ من قَیْسِ عَیْلانَ، و قیل: هم حیّ من الیمن رُماةٌ، و منهم الكُسَعِیُّ الذی یُضْرَبُ به المثلُ فی النَّدامةِ، و هو رجل رامٍ رَمی بعد ما أَسْدَفَ اللیلُ عَیْراً فأَصابَه و ظن أَنه أَخْطأَه فَكَسَرَ قَوْسَه، و قیل: و قطع إِصْبَعَه ثم نَدِمَ من الغَدِ حین نظر إِلی العَیْر مقتولًا و سَهْمُه فیه، فصار مثلًا لكل نادم علی فِعْل یَفْعَلُه؛ و إِیاه عَنی الفرزدقُ بقوله: نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعِیِّ، لَمَّا غَدَتْ مِنِّی مُطَلَّقةً نَوارُ و قال الآخر: نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعیّ، لَمَّا رأَتْ عیناه ما فَعَلَتْ یَداهُ و قیل: كان اسمه مُحارِبَ بن قَیْسٍ من بنی كُسَیْعةَ أَو بنی الكُسَعِ بطن من حمیر؛ و‌كان من حدیث الكسعی أَنه كان یرعی إِبلًا له فی وادٍ فیه حَمْضٌ و شَوْحَطٌ، فإِمّا رَبَّی نَبْعةً حتی اتخذ منها قوساً، و إِما رأَی قَضِیبَ شَوْحَطٍ نابتاً فی صخرة فأَعْجَبَه فجعلَ یُقوِّمُه حتی بلغ أَن یكون قَوْساً فقطعه و قال: یا رَبِّ سَدِّدْنی لنَحْتِ قَوْسی، فإِنَّها من لَذَّتی لنَفْسی، و انْفَعْ بقَوْسی ولَدِی و عِرْسی؛ أَنْحَتُ صَفْراءَ كَلَوْنِ الوَرْسِ، كَبْداءَ لیسَتْ كالقِسِیِّ النُّكْسِ حتی إِذا فرغ من نحتها بَری من بَقِیَّتها خمسة أَسْهُمٍ ثم قال: هُنَّ و رَبِّی أَسْهُمٌ حِسانُ یَلَذُّ للرَّمْی بها البَنانُ، كأَنَّما قَوَّمَها مِیزانُ فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ یا صِبْیانُ إِنْ لمْ یَعُقْنی الشُّؤْمُ و الحِرْمانُ ثم خرج لیلًا إِلی قُتْرة له علی مَوارِدِ حُمُرِ الوحْش فَرَمی عَیْراً منها فأَنْفَذَه، و أَوْری السهمُ فی الصوَّانة ناراً فظن أَنه أَخطأَ فقال: أَعوذُ بالمُهَیْمِنِ الرحْمنِ من نَكَدِ الجَدِّ مع الحِرْمانِ، ما لی رَأَیتُ السَّهْمَ فی الصَّوّانِ یُورِی شَرارَ النارِ كالعِقْیانِ، أَخْلَفَ ظَنِّی و رَجا الصِّبْیانِ ثم وردت الحمر ثانیة فرمی عیراً منها فكان كالذی
لسان العرب، ج‌8، ص: 312
مَضی من رَمْیه فقال: أَعوذُ بالرحْمنِ من شَرِّ القَدَرْ، لا بارَك الرحمنُ فی أُمِّ القُتَرْ أَ أُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاقِ الضَّرَرْ، أَمْ ذاكَ من سُوءِ احْتِمالٍ و نَظَرْ، أَمْ لیس یُغْنی حَذَرٌ عند قَدَرْ؟ المَغْطُ و الإِمْغاطُ: سُرْعةُ النزْعِ بالسهم؛ قال: ثم وردت الحمر ثالثة فكان كما مضی من رمیه فقال: إِنِّی لشُؤْمی و شَقائی و نَكَدْ، قد شَفَّ مِنِّی ما أَرَی حَرُّ الكَبِدْ، أَخْلَفَ ما أَرْجُو لأَهْلی و وَلَدْ ثم وردت الحمر رابعة فكان كما مضی من رمیه الأَوّل فقال: ما بالُ سَهْمِی یُظْهِرُ الحُباحِبَا؟ قد كنتُ أَرْجُو أَن یكونَ صائِبا، إِذْ أَمكَنَ العَیْرُ و أَبْدَی جانِبا، فصار رَأْیی فیه رَأْیاً كاذِبا ثم وردت الحمر خامسة فكان كما مضی من رمیه فقال: أَ بَعْدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها أَحْمِلُ قَوْسِی و أُرِیدُ رَدَّها؟ أَخْزَی إِلَهِی لِینَها و شَدَّها و اللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِی بَعْدَها، و لا أُرَجِّی، ما حَییتُ، رِفْدَها ثم خرج من قُتْرَتِه حتی جاء بها إِلی صخرة فضربها بها حتی كَسَرَها ثم نام إِلی جانبها حتی أَصبح؛ فلما أَصبح و نظر إِلی نبله مُضَرَّجة بالدماء و إِلی الحُمُرِ مُصَرَّعةً حوله عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ یقول: نَدِمْتُ نَدامةً، لو أَنَّ نَفْسِی تُطاوِعُنی، إِذاً لَبَتَرْتُ خَمْسِی تَبَیَّنَ لی سَفاه الرَّأْی مِنِّی، لَعَمْرُ الله، حینَ كَسَرْتُ قَوْسِی

كشع؛ ج8، ص: 312

: كَشَعُوا عن قَتِیلٍ: تَفَرَّقُوا عنه فی مَعْرَكةٍ؛ قال: شِلْو حِمارٍ كَشَعَتْ عنه الحُمُرْ‌

كعع؛ ج8، ص: 312

: الكَعُّ و الكاعُّ: الضعِیفُ العاجُ، وزنه فَعْلٌ؛ حكاه الفارسی. و رجل كعُّ الوجه: رقِیقُه. و رجل كُعْكُعٌ، بالضم، أَی جَبانٌ ضعیف. و كَعَّ یَكِعُّ و یَكُعُّ، و الكسر أَجْوَدُ، كَعّاً و كُعُوعاً و كَعاعةً و كَیْعُوعةً فهو كَعٌّ و كاعٌّ؛ قال الشاعر: إِذا كان كَعُّ القوْمِ للرَّحْلِ أَلْزَما «1» قال أَبو زید: كَعَعْتُ و كَعِعْتُ لغتان مثل زَلَلْتُ و زَلِلْتُ. و قال ابن المظَفَّر: رجل كَعٌّ كاعٌّ، و هو الذی لا یَمْضِی فی عَزْمٍ و لا حَزْمٍ، و هو الناكِصُ علی عَقِبَیْه. و‌فی الحدیث: ما زالت قریش كاعّةً حتی مات أَبو طالب، فلما مات اجْتَرَؤُوا علیه؛ الكاعّةُ جمع كاعٍّ، و هو الجبان، أَراد أَنهم كانوا یجْبُنُون عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی حیاة أَبی طالب، فلما مات اجترؤوا علیه، و یروی بتخفیف العین. و تَكَعْكَعَ: هابَ القومَ و تركهم بعد ما أَرادهم و جَبُنَ عنهم، لغة فی تَكَأْكَأَ و تَكَعْكَعَ الرجلُ
(1). قوله [… للرحل ألزما] كذا بالأصل، و الذی فی الصحاح: … للدحل لازما.
لسان العرب، ج‌8، ص: 313
و تَكَأْكَأَ إِذا ارْتَدَعَ. و‌فی حدیث الكسوف: قالوا له ثم رأَیناك تَكَعْكَعْتَ‌أَی أَحْجَمْتَ و تأَخَّرْتَ إِلی وراءُ. و أَكَعَّه الخوفُ و كعكعه: حبسه عن وجهه، و كعكعه فتكعكع: حبسه فاحتبس؛ و أَنشد لمتمم بن نویرة: و لكِنَّنی أَمْضِی علی ذاكَ مُقْدِماً، إِذا بَعْضُ مَنْ یَلْقَی الخُطوبَ تَكَعْكَعا و أَصل كَعْكَعْتُ كَعَّعْتُ، فاستثقلت العرب الجمع بین ثلاثة أَحرف من جنس واحد ففرقوا بینهما بحرف مكرّر، و أَكَعَّه الفَرَقُ إِكْعاعاً إِذا حَبَسَه عن وجهه. و كَعْكَعَ فی كلامِه كَعْكَعةً و أَكَعَّ: تَحَبَّسَ، و الأَوّل أَكثر. و كَعْكَعَه عن الوِرْدِ: نَحّاه؛ عن ثعلب.

كعنكع؛ ج8، ص: 313

: الكَعَنْكَعُ: الذكر من الغِیلان. الفراء: الشیطانُ هو الكَعَنْكَعُ و العَكَنْكَعُ و القانُ.

كلع؛ ج8، ص: 313

: الكَلَعُ: شُقاقٌ و وَسَخ یكون بالقَدَمَین، كِلعَتْ رِجْلُه تَكْلَع كَلَعاً و كُلاعاً: تَشَقَّقَت و اتَّسَخَت؛ قال حكیم بن مُعَیّةَ الرَّبَعِیّ: یَؤُولُها تِرْعِیةٌ غیْرُ وَرَعْ، لیسَ بِفانٍ كِبَراً و لا ضَرَعْ ترَی بِرِجْلَیْهِ شُقُوقاً فی كَلَعْ، من بارِئٍ حِیصَ، و دامٍ مُنْسَلِعْ أَراد فیها كَلَعٌ، و أَكْلَعْتُها، و كَلِعَ رأْسُه كَلَعاً كذلك. و أَسْوَدُ كَلِعٌ: سَوادُه كالوَسَخِ، و رجُلٌ كَلِعٌ كذلك، و كَلَعَ البعیرُ كَلَعاً، فهو كَلِعٌ: انشقّ فِرْسِنُه و اتَّسَخَ. و الكَوْلَعُ: الوسَخُ. و كَلِعَ فیه الوسَخُ كَلَعاً إِذا یَبِسَ. و إِناءٌ كَلِعٌ و مُكْلَعٌ: التبَدَ علیه الوسَخُ، و سِقاءٌ كَلِعٌ. و الكُلاعِیُّ: الشُّجاعُ، مأَخوذ من الكُلاع و هو البأْسُ و الشدّة و الصبر فی المَواطِنِ. و الكُلْعة و الكَلْعةُ؛ الأَخیرة عن كراع: داءٌ یأْخذُ البعیر فی مُؤَخَّرِه فیَجْرُدُ شعَرَه عن مؤخّره و یَتَشَقَّقُ و یَسْوَدُّ و ربما هَلَكَ منه. و الكَلَعُ: أَشدُّ الجَرَبِ و هو الذی یَبِضُّ جَرَباً فَیَیْبَسُ فلا یَنْجَعُ فیه الهِناءُ. و الكَلَعةُ: القِطْعةُ من الغَنَمِ، و قیل: الغنم الكثیرة. و التَّكَلُّعُ: التَّحالُفُ و التَّجَمُّعُ، لغة یمانیة، و به سمی ذُو الكَلاعِ، بالفتح، و هو مَلِكٌ حِمْیَرِیٌّ من ملوك الیمن من الأَذْواء، و سمی ذا الكَلاعِ لأَنهم تَكَلَّعُوا علی یدیه أَی تَجَمَّعُوا، و إِذا اجتمعت القبائل و تناصَرَتْ فقد تَكَلَّعت، و أصل هذا من الكَلَعِ یَرْتَكِبُ الرِّجْل.

كمع؛ ج8، ص: 313

: كامَعَ المرأَة: ضَاجَعَها، و الكِمْعُ و الكَمِیعُ: الضَّجِیعُ؛ و منه قیل للزوج: هو كَمِیعُها؛ قال عنترة: و سَیْفِی كالعَقِیقة، فهْو كِمْعِی سِلاحِی، لا أَفَلَّ و لا فُطارا و أَنشد أَبو عبید لأَوس: و هَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِیلُ، إِذْ باتَ كَمِیعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا و قال اللیث: یقال كامَعْتُ المرأَة إِذا ضَمَّها إِلیه یَصُونُها. و المُكامَعةُ التی نُهِیَ عنها: هی أَن یُضاجِع الرجُلُ الرجلَ فی ثوب واحد لا سِتْرَ بینهما. و‌فی الحدیث: نَهَی عن المُكامَعةِ و المُكاعَمةِ، فالمُكامَعةُ أَن یَنامَ الرجلُ مع الرجلِ، و المرأَةُ مع
لسان العرب، ج‌8، ص: 314
المرأَةِ فی إِزارٍ واحد تَماسُّ جُلُودُهما لا حاجزَ بینهما. و المُكامِعُ: القریب منك الذی لا یخْفی علیه شی‌ء من أَمرك؛ قال: دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَی جَحْوَشاً حین أُحْضِرَتْ هُمُومِی، و رامانی العَدُوُّ المُكامِعُ و كَمَعَ فی الماء كَمْعاً و كرَع فیه: شَرَعَ؛ و أَنشد: أَو أَعْوجِیٍّ كَبَرْدِ العَضْبِ ذی حجَلٍ، و غُرّةٍ زَیَّنَتْه كامِعٍ فیها و یقال: كَمَعَ الفَرسُ و البعِیرُ و الرجُلُ فی الماء و كَرَعَ، و معناهما شَرَعَ؛ قال عدی بن الرقاع: بَرّاقة الثَّغْرِ تَسْقِی القَلْبَ لَذَّتها، إِذا مُقَبِّلُها فی ثَغْرِها كَمَعا معناه شَرَعَ بِفِیه فی رِیق ثَغرِها. قال الأَزهری: و لو روی: یَشْفِی القَلْبَ رِیقَتُها، كان جائزاً. أبو حنیفة: الكِمْعُ خَفْضٌ من الأَرض لَیِّنٌ؛ قال: و كأَنَّ نَخْلًا فی مُطَیْطةَ ثاوِیاً، بالكِمْعِ، بَیْنَ قَرارِها و حَجاها حَجاها: حَرْفُها. و الكِمْعُ: ناحیة الوادی؛ و به فُسِّرَ قول رؤبة: مِنْ أَنْ عَرفْت المَنْزِلاتِ الحُسَّبا، بالكِمْعِ، لم تَمْلِكْ لِعَیْنٍ غَرَبا و الكِمعُ: المطمئنُّ من الأَرض، و یقال: مستقَر الماء. و قال أَبو نصر: الأَكْماعُ أَماكِنُ من الأَرض ترتفع حروفها و تطمئن أَوساطُها، و قال ابن الأَعرابی: الكِمْعُ الإِمَّعةُ من الرجال و العامة تسمیه المَعْمَعِیَّ و اللِّبْدِیَّ. و الكِمْعُ: موضعٌ.

كنع؛ ج8، ص: 314

: كَنَعَ كُنُوعاً و تَكَنَّعَ: تَقَبَّضَ و انضمَّ و تَشَنَّجَ یُبْساً. و الكَنَعُ و الكُناعُ: قِصَرُ الیدین و الرجلین من داء علی هیئة القَطْعِ و التَّعَقُّفِ؛ قال: أَنْحَی أَبو لَقِطٍ حَزًّا بشَفْرتِه، فأَصْبَحَتْ كَفُّه الیُمْنی بها كَنَعُ و الكَنِیعُ: المكسورُ الیدِ. و رجل مُكَنَّعٌ: مُقَفَّعُ الید، و قیل: مُقَفَّعُ الأَصابِعِ یابسها مُتَقَبِّضُها. و كَنَّعَ أَصابعه: ضربها فیَبِسَتْ. و التكْنِیعُ: التقبیض. و التكَنُّعُ: التقَبُّضُ. و أَسیرٌ كانِعٌ: ضمه القِدُّ، یقال منه: تَكَنَّعَ الأَسیرُ فی قِدِّه؛ قال متمم: و عانٍ ثَوی فی القِدِّ حتی تَكَنَّعا أَی تَقَبَّضَ و اجتمع. و‌فی الحدیث: أَن المشركین یوم أُحد لما قَرُبُوا من المدینةِ كَنَعُوا عنها‌أَی أَحْجَمُوا عن الدخول فیها و انْقَبَضُوا؛ قال ابن الأَثیر: كَنَعَ یَكْنَعُ كُنُوعاً إِذا جَبُنَ و هرَب و إِذا عدَل. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَتَتْ قافِلةٌ من الحجاز فلما بلَغُوا المدینة كَنَعُوا عنها.و الكَنِیعُ: العادِلُ من طریق إِلی غیره. یقال: كَنَعُوا عنا أَی عدَلوا. و اكْتَنَعَ القوم: اجتمعوا. و تَكَنَّعَت یداه و رجلاه: تَقَبَّضَتا من جرْحٍ و یبستا. و الأَكْنَعُ و المَكْنُوعُ: المقطوع الیدین منه؛ قال: تَرَكْتُ لُصُوصَ المِصْرِ من بَیْنِ بائِسٍ صَلِیبٍ، و مَكْنُوعِ الكَراسِیعِ بارِكِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 315
و المُكَنَّعُ: الذی قُطِعَتْ یداه؛ قال أَبو النجم: یَمْشِی كَمَشْی الأَهْدَإِ المُكَنَّعِ و قال رؤبة: مُكَعْبَرُ الأَنْساءِ أَو مُكَنَّعُ و الأَكْنَعُ و الكَنِعُ: الذی تَشَنَّجَت یدُه، و المُكَنَّعةُ: الیدُ الشَّلَّاءُ. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بعَث خالد بنَ الوَلِیدِ إِلی ذی الخَلَصةِ لیَهْدِمَها و فیها صَنمٌ یعبدونه، فقال له السادِنُ: لا تَفْعَلْ فإِنها مُكَنِّعَتُكَ؛ قال ابن الأَثیر: أَی مُقَبِّضةٌ یدیك و مُشِلَّتُهما؛ قال أَبو عبید: الكانِعُ الذی تَقَبَّضَت یدُه و یَبِسَتْ، و أَراد الكافر بقوله إِنها مكنعتك أَی تُخَبِّلُ أَعضاءَك و تُیَبِّسُها. و‌فی حدیث عمر: أَنه قال عن طلحةَ لما عُرِضَ علیه للخلافةِ: الأَكْنَعُ أَلا إِنّ فیه نَخْوةً و كِبراً؛ الأَكْنَعُ: الأَشَلُّ، و قد كانت یده أُصیبت یوم أُحد لما وَقَی بها رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فَشَلَّت. و كَنَّعه بالسیفِ: أَیْبَسَ جِلْدَه، و كَنَعَ یَكْنَعُ كَنْعاً و كُنُوعاً: تَقَبَّضَ و تَداخَلَ. و رجل كَنِیعٌ: مُتَقَبِّضٌ؛ قال جَحْدَرٌ و كان فی سِجْن الحجاج: تأَوَّبنی، فَبِتُّ لها كَنِیعاً، هُمُومٌ، ما تُفارِقُنی، حَوانی ابن الأَعرابی قال: قال أَعرابی لا و الذی أَكْنَعُ به أَی أَحْلِفُ به. و كَنَعَ النجمُ أَی مال للغُروبِ. و كَنَعَ الموتُ یَكْنَعُ كُنُوعاً: دنا و قَرُبَ؛ قال الأَحوص: یكون حِذارَ الموْتِ و الموتُ كانِعُ و قال الشاعر: إِنِّی إِذا الموتُ كَنَعْ و یقال منه: تَكَنَّعَ و اكْتَنَعَ فلان منی أَی دنا منی. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة جاءت تحمل صبیّاً به جنون فحَبَس رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الراحِلة ثم اكْتَنَعَ لها‌أَی دنا منها، و هو افْتَعَلَ من الكُنُوعِ. و التكَنُّع: التحصن. و كَنَعَتِ العُقابُ و أَكْنَعَت: جمعت جَناحَیْها للانْقِضاضِ و ضَمَّتهما، فهی كانِعةٌ جانِحةٌ. و كَنَعَ المِسْكُ بالثوب: لَزِق به؛ قال النابغة: بِزَوْراءَ فی أَكْنافِها المِسكُ كانِعُ و قیل: أَراد تكاثُفَ المِسْكِ و تَراكُبَه، قال الأَزهری: و رواه بعضهم كانعُ، بالنون، و قال: معناه اللاصق بها، قال: و لست أَحُقُّه. و أَمرٌ أَكْنَعُ: ناقصٌ، و أُمور كُنْعٌ؛ و منه قول الأَحنف بن قیس: كل أَمرٍ ذی بال لم یُبْدَأْ فیه بحمد الله فهو أَكْنَعُ أَی أَقْطَعُ، و قیل ناقص أَبْتَرُ. و اكْتَنَعَ الشی‌ءُ: حَضَرَ. و المُكْتَنِعُ: الحاضِرُ. و اكْتَنَعَ اللیلُ إِذا حَضَرَ و دنا؛ قال یزید بن معاویة: آبَ هذا اللیلُ و اكْتَنَعا، و أَمَرَّ النَّوْمُ و امْتَنَعا «2» و اكْتَنَعَ علیه: عَطَفَ. و الاكْتِناعُ: التَّعَطُّف. و الكُنُوعُ: الطَمعُ؛ قال سِنانُ بنُ عَمْرو: خَمِیص الحَشا یَطْوِی علی السَّغْبِ نفْسَه، طَرُود لِحَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ
(2). قوله [آب إلخ] فی یاقوت: آب هذا الهم فاكتنعا و أترَّ النوم فامتنعا
لسان العرب، ج‌8، ص: 316
و رجل كانِعٌ: نَزَلَ بك بنفسِه و أَهلِه طَمَعاً فی فضلك. و الكانِعُ: الذی تَدانی و تَصاغَر و تَقارَب بعضُه من بعض. و كَنَعَ یَكْنَعُ كُنُوعاً و أَكْنَعَ: خضَع، و قیل دَنا من الذِّلَّةِ، و قیل سأَلَ. و أَكْنَع الرجلُ للشی‌ء إِذا ذَلَّ له و خَضَعَ؛ قال العجاج: مِنْ نَفْثِه و الرِّفْقِ حتی أَكْنَعا أبو عمرو: الكانِعُ السائِلُ الخاضِعُ؛ و روی بیتاً فیه: رَمی اللهُ فی تِلْكَ الأَكُفِّ الكَوانِعِ و معناه الدَّوانی للسؤالِ و الطمَعِ، و قیل: هی اللازِقةُ بالوجه. و كَنِعَ الشی‌ءُ كَنَعاً: لَزِمَ و دام. و الكَنِعُ: اللازمُ؛ قال سوید بن أَبی كاهل: و تَخَطَّیْتُ إِلیها مِنْ عِداً، بِزِماعِ الأَمْرِ، و الهَمِّ الكَنِعْ و تَكَنَّعَ فلان بفلان إِذا تَضَبَّثَ به و تَعَلَّقَ. الأَصمعی: سمعت أَعرابیاً یقول فی دُعائِه: یا رَبِّ، أَعوذ بك من الخُنُوعِ و الكُنُوعِ، فسأَلته عنهما فقال: الخُنُوعُ الغَدْرُ. و الخانِعُ: الذی یَضَعُ رأْسَه للسَوْأَةِ یأْتی أَمراً قبیحاً و یرجع عارُه علیه فَیَسْتَحْیِی منه و یُنَكِّسُ رأْسه. و الكُنُوعُ: التصاغُرُ عند المسأَلة، و قیل: الذلُّ و الخضوع. و كَنَّعَه: ضربه علی رأْسه؛ قال البَعِیثُ: لَكَنَّعْتُه بالسَّیْفِ أَو لَجَدَعْتُه، فما عاشَ إِلَّا و هو فی الناسِ أَكْشَمُ و كَنِعَ الرجلُ إِذا صُرِعَ علی حَنَكِه. و الكِنْعُ: ما بَقِیَ قُرْبَ الجبلِ من الماء، و ما بالدارِ كَنِیعٌ أَی أَحَدٌ؛ عن ثعلب، و المعروف كَتِیعٌ. و یقال: بَضَّعَه و كَنّعَه و كَوَّعَه بمعنی واحد. و كَنْعانُ بنُ سامِ بن نوحٍ: إِلیه ینسب الكَنْعانِیُّون، و كانوا أُمة یتكلمون بلغة تُضارِعُ العربیة. و الكَنَعْناةُ: عَفَلُ المرأَة؛ و أَنشد: فَجَیَّأَها النساءُ، فَحانَ منها كَنَعْناةٌ، و رادِعةٌ رَذُومُ قال: الكَنَعْناةُ العَفَلُ، و الرّادِعةُ اسْتُها، و الرَّذُومُ الضَّرُوطُ، و جَیَّأَها النساء أَی خِطْنَها. یقال: جَیَّأْتُ القِرْبة إِذا خِطْتَها.

كنتع؛ ج8، ص: 316

: الكُنْتُعُ: القصیر.

كوع؛ ج8، ص: 316

: الكاعُ و الكُوعُ: طرَفُ الزند الذی یلی أَصلَ الإِبْهامِ، و قیل: هو من أَصل الإِبهام إِلی الزَّنْدِ، و قیل: هما طرفا الزندین فی الذراع و الكوع الذی یلی الإِبهام، و الكاعُ: طرَفُ الزند الذی یلی الخِنْصِر، و هو الكُرْسُوعُ، و جمعهما أَكْواعٌ. قال الأَصمعی: یقال كاعٌ و كُوعٌ فی الید. و رجل أَكْوَعُ: عظیمُ الكُوعِ، و قیل مُعْوَجُّه؛ قال الشاعر: دَواحِسٌ فی رُسْغِ عَیْرٍ أَكْوَعا و المصدر الكَوَعُ، و امرأَة كَوْعاءُ بَیّنةُ الكَوعِ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: بعث به أبوه إِلی خیبرَ و قاسمهم الثمرةَ فَسَحَرُوه فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه؛ الكَوَعُ، بالتحریك: أَن تَعْوَجَّ الیدُ من قِبَلِ الكُوعِ، و هو رأْس الید مما یلی الإِبهام، و الكُرْسُوعُ رأْسه مما یلی الخنصر. و قد كَوِعَ كَوَعاً و كَوَّعه: ضربه فصیره مُعَوَّجَ الأَكْواعِ. و یقال: أَحْمَقُ یَمْتَخِطُ بكُوعِه. و‌فی حدیث سَلَمةَ بن الأَكْوعِ: یا ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه
لسان العرب، ج‌8، ص: 317
بُكْرَةَ، یعنی أَنت الأَكْوَعُ الذی كان قد تبعنا بُكْرة الیوم لأَنه كان أوَّل ما لحِقَهم صاحَ بهم: أَنا ابن الأَكوع، و الیومُ یومُ الرُّضَّع، فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا: أَنت الذی كنت معنا بُكْرةَ فقال: نعم أَنا أَكْوَعُك بكرة؛قال ابن الأَثیر: و رأَیت الزمخشری قد ذكر الحدیث هكذا: قال له المشركون بِكْرَةَ أَكْوَعِه، یعنون أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبیه، قال: و المروی فی الصحیح ما ذكرناه أَولًا، و تصغیر الكاعِ كُوَیْعٌ. و الكَوَعُ فی الناس: أَن تَعْوَجَّ الكفّ من قِبَلِ الكُوعِ، و قد تَكَوَّعَتْ یده. و كاعَ الكلبُ یَكُوعُ: مشَی فی الرمل و تَمایَلَ علی كُوعِه من شدّة الحر. و كاعَ كَوْعاً: عُقِرَ فمشی علی كوعه لأَنه لا یقدر علی القیام، و قیل: مشی فی شِقّ. و الكَوَعُ: یُبْسٌ فی الرسْغَیْنِ و إِقْبالُ إِحْدی الیدین علی الأُخری. بعیر أَكْوَعُ و ناقة كَوْعاءُ: یابِسا الرسْغَیْنِ. أَبو زید: الأَكْوَعُ الیابِسُ الیدِ من الرسغ الذی أَقبلت یده نحو بطن الذراع، و الأَكْوَعُ من الإِبل: الذی قد أَقبل خفه نحو الوظیف فهو یمشی علی رسغه، و لا یكون الكَوَعُ إِلا فی الیدین؛ و قال غیره: الكَوَعُ التواء الكُوعِ. و قال فی ترجمة وكع: الكَوَعُ أَن یُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ علی أَخواتها إِقْبالًا شدیداً حتی یظهر عظم أَصلها، قال: و الكَوَعُ فی الید انْقِلابُ الكُوعِ حتی یزول فتری شخص أَصله خارجاً. الكسائی: كِعْتُ عن الشی‌ء أَكِیعُ و أَكاعُ لغة فی كَعَعْتُ عنه أَكِعُّ إِذا هِبْتَه و جَبُنْتَ عنه؛ حكاه یعقوب. و الأَكْوَعُ: اسم رجل.

كیع؛ ج8، ص: 317

: كاعَ یَكِیعُ و یَكاعُ؛ الأَخیرة عن یعقوب، كَیْعاً و كَیْعُوعةً، فهو كائِعٌ و كاعٍ، علی القلب: جَبُنَ؛ قال: حتی اسْتَفَأْنا نِساءَ الحَیِّ ضاحِیةً، و أَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً كاعِی و‌فی الحدیث: ما زالَتْ قریش كاعةً حتی مات أَبو طالب؛ الكاعةُ: جمع كائِعٍ و هو الجَبانُ كبائِعٍ و باعةٍ، و قد كاع یَكِیعُ، و یروی بالتشدید، أَراد أَنهم كانوا یجبنون عن أَذی النبی، صلی الله علیه و سلم، فی حیاته فلما مات اجترؤوا علیه.

فصل اللام؛ ج8، ص: 317

لخع؛ ج8، ص: 317

: اللَّخْعُ: اسْتِرْخاءُ الجسم، یمانیة، و اللَّخِیعةُ: اسم مشتق منه. و یَلْخَعُ: موضع.

لذع؛ ج8، ص: 317

: اللذْعُ: حُرْقة كَحُرْقةِ النار، و قیل: هو مسّ النارِ و حِدَّتها. لَذَعَه یَلْذَعُه لَذْعاً و لَذَعَتْه النار لَذْعاً: لفَحَتْه و أَحْرقتْه. و‌فی الحدیث: خیرُ ما تَداوَیْتُم به كذا و كذا أَو لَذْعةٌ بنار تُصِیبُ أَلماً؛ اللَّذْعُ: الخفیفُ من إِحراق النار، یرید الكَیَّ. و لَذَعَ الحُبُّ قَلْبَه: آلمه؛ قال أَبو دواد: فَدَمْعِیَ من ذِكْرِها مُسْبَلٌ، و فی الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْر الغَضا و لَذَعَه بلسانه علی المثل أَی أَوْجَعَه بكلام. یقول: نعوذُ بالله من لَواذِعِه. و التَّلَذُّعُ: التوَقُّدُ. و تَلَذّعَ الرجُل: توقَّدَ، و هو من ذلك. و اللَّوْذَعِیُّ: الحدِیدُ الفُؤادِ و اللسانِ الظریفُ كأَنه یَلْذَعُ من ذَكائِه؛ قال الهذلی:
لسان العرب، ج‌8، ص: 318
فما بالُ أَهل الدَّارِ لم یَتَفَرَّقُوا، و قد خَفَّ عنها اللَّوْذَعِیُّ الحُلاحِلُ؟ و قیل: هو الحدید النفْسِ. و اللُّذَعُ: نَبِیذٌ یَلْذَعُ. و بعیر مَلْذُوعٌ: كُوِیَ كَیّةً خفیفةً فی فخذه. و قال أَبو علی: اللَّذْعةُ لَذْعةٌ بالمِیسَم فی باطن الذراع، و قال: أَخذته من سمات الإِبل لابن حبیب. و یقال: لَذَعَ فلان بعیره فی فخذه لذعة أَو لَذْعَتَیْنِ بطرَفِ المیسم. و جمعها اللَّذَعاتُ. و التَذَعَت القَرْحةُ: قاحَتْ، و قد لَذَعَها القَیْحُ، و القرحة إِذا قَیَّحَتْ تَلْتَذِعُ، و التِذاعُ القَرْحةِ: احْتِراقُها وجَعاً. و لَذَعَ الطائِرُ: رَفْرَفَ ثم حرك جناحَیْه قلیلًا، و الطائر یَلْذَعُ الجناحَ من ذلك. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله: أَ وَ لَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صٰافّٰاتٍ وَ یَقْبِضْنَ، قال: بَسْطُ أَجْنِحَتِهِنَّ و تَلَذُّعُهُنَّ.و لَذَعَ الطائرُ جَناحَیْه إِذا رَفْرفَ فحرَّكهما بعد تسكینهما. و حكی اللحیانی: رأَیته غَضْبانَ یَتلَذَّعُ أَی یَتَلَفَّتُ و یحرّك لسانه.

لسع؛ ج8، ص: 318

: اللَّسعُ: لِما ضرَب بمُؤَخَّرِه، و اللَّدْغُ لِما كان بالفم، لَسَعَتْه الهامّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً و لَسَّعَتْه. و یقال: لَسَعَتْه الحیةُ و العقربُ، و قال ابن المظفر: اللَّسْعُ للعقرب، قال: و زعم أَعرابی أَنَّ من الحَیَّاتِ ما یَلْسَع بلسانه كلسع حُمةِ العقرب و لیست له أَسنانٌ. و رجُل لَسِیعٌ: مَلْسُوعٌ، و كذلك الأُنثی، و الجمع لَسْعی و لُسَعاء كقتِیل و قَتْلی و قُتَلاءَ. و لَسَعَه بلسانه: عابَه و آذاه. و رجُل لسّاعٌ و لُسَعةٌ: عَیّابة مُؤْذٍ قَرَّاصةٌ للناس بلسانه، و هو من ذلك. قال الأَزهری: المسموع من العرب أَنَّ اللَّسْعَ لذوات الإِبر من العقارِب و الزنابیرِ، و أَما الحیَّاتُ فإِنها تَنْهَشُ و تعَضُّ و تَجْذِبُ و تَنْشُطُ [تَنْشِطُ، و یقال للعقرب: قد لَسَعَتْه و لَسَبَتْه و أَبَرَتْه و وكَعَتْه و كَوَتْه. و‌فی الحدیث: لا یُلْسَعُ [یُلْسَعِ المؤمِنُ من جُحْر مرّتین، و فی روایة: لا یُلْذَعُ [یُلْذَعِ، و اللَّسْعُ و اللَّذْعُ سواء، و هو استعارة هنا، أَی لا یُدْهی المؤمن من جهة واحدة مرتین فإِنه بالأُولی یعتبر. و قال الخطابی: روی بضم العین و كسرها، فالضم علی وجه الخبر و معناه أَنَّ المؤمن هو الكیِّسُ الحازِمُ الذی لا یُؤْتی من جهة الغفْلةِ فیخدع مرة بعد مرّة و هو لا یَفْطُنُ لذلك و لا یَشْعُرُ به، و المراد به الخِداعُ فی أَمْرِ الدین لا أَمْر الدنیا، و أَما بالكسر فعلی وجْه النهی أَی لا یُخدَعَنَّ المؤمن و لا یُؤْتَیَنَّ من ناحیة الغفلة فیقع فی مكروه أَو شرّ و هو لا یشعر به و لكن یكون فَطِناً حَذِراً، و هذا التأْویل أَصلح أَن یكون لأَمر الدین و الدنیا معاً. و لُسِّعَ الرجلُ: أَقامَ فی منزله فلم یبْرَحْ. و المُلَسَّعةُ: المقیمُ الذی لا یبرح، زادُوا الهاء للمبالغة؛ قال: مُلَسَّعةٌ وَسْطَ أَرْساغِه، به عَسَمٌ یَبْتَغِی أَرْنَبا «3» و یروی: مُلَسَّعةٌ بین أَرْباقِه، مُلَسَّعةٌ: تَلْسَعُه الحیّات و العقارِبُ فلا یبالی بها بل یقیم بین غنمه، و هذا غریب لأَن الهاء إِنما تلحق للمبالغة أَسْماء الفاعلین لا أَسماء المفعولین، و قوله … بین أَرْباقِه أَراد بین بَهْمِه فلم یستقم له الوزن فأَقام ما هو من سببها مُقامَها، و هی الأَرْباقُ، و عین مُلَسِّعةٌ. و لَسْعا: موضع، یُمَدُّ و یُقْصَرُ. و اللَّیْسَعُ: اسم أَعجمی، و توهم بعضهم أَنها لغة فی إِلیَسَع.
(3). ورد هذا البیت فی مادة یسع علی غیر هذه الروایة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 319‌

لطع؛ ج8، ص: 319

: اللَّطْعُ: لَطْعُكَ الشی‌ء بلسانك، و هو اللحْسُ. لَطَعَه یَلْطَعُه لَطْعاً: لَعِقَه لَعْقاً، و قیل: لحِسه بلسانه، و حكی الأَزهریّ عن الفراء: لَطَعْتُ الشی‌ء أَلْطَعُه لَطْعاً إِذا لَعِقْتَه، قال و قال غیره: لَطِعْته، بكسر الطاء. و رجل لَطّاعٌ قَطّاعٌ: فَلَطَّاعٌ یَمُصُّ أَصابعَه إِذا أَكل و یَلْحَسُ ما علیها، و قَطَّاعٌ یأْكل نصف اللقمة و یرد النصف الثانی. و اللَّطَعُ: تَقَشُّرٌ فی الشفةِ و حُمْرةٌ تعلوها. و اللَّطَعُ أَیضاً: رِقَّةُ الشفة و قلة لحمها، و هی شَفةٌ لَطْعاء. و لِثةٌ لَطْعاء: قلیلة اللحم. و قال الأَزهریّ: بل اللَّطَعُ رقة فی شفة الرجُلِ الأَلْطَع، و امرأَة لَطْعاءُ بَیِّنةُ اللطَعِ إِذا انْسَحَقَت أَسنانها فَلَصِقَتْ باللِّثةِ. و اللطَع، بالتحریك: بیاض فی باطن الشفة و أَكثر ما یعتری ذلك السُّودانَ، و فی تهذیب الأَزهری: بیاض فی الشفة من غیر تخصیص بباطن. و الأَلْطَعُ: الذی ذهبت أَسنانه من أُصولها و بقیت أَسْناخُها فی الدُّرْدُرِ، یكون ذلك فی الشابّ و الكبیر، لَطِعَ لَطَعاً و هو أَلْطَعُ، و قیل: اللَّطَعُ أَن تَحاتَّ الأَسْنانُ إِلا أَسْناخَها و تَقْصُر حتی تَلْتزِقَ بالحنَك، رجل أَلْطَعُ و امرأَة لَطْعاء؛ قال الراجز: جاءتْكَ فی شَوْذَرها تَمِیسُ عُجَیِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبِیسُ، أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبْلِیسُ و قیل: هو أَن تُری أُصولُ الأَسنانِ فی اللحم. و اللَّطْعاءُ: الیابسة الفرج، و قیل: هی المهزولة، و قیل: هی الصغیرة الجَهازِ، و قیل: هی القلِیلةُ لحمِ الفَرْج، و الاسم من كل ذلك اللَّطَعُ. و فی نوادر الأَعراب: لَطَعْتُه بالعَصا، و الْطَعِ اسمَه أَثْبِتْه، و الْطَعْه أَی امْحُه، و كذلك اطْلِسْه. و رجل لُطَعٌ: لَئِیمٌ كَلُكَعٍ. و اللَّطْعُ: أَن تَضْرِبَ مؤخَّر الإِنسانِ برجلك، تقول: لَطِعْتُه، بالكسر، أَلْطَعُه لَطْعاً. و التَطَعَ: شرب جمیع ما فی الإِناءِ أَو الحوْضِ كأَنه لَحِسَه.

لعع؛ ج8، ص: 319

: امرأَة لَعَّةٌ: ملِیحةٌ عفِیفةٌ، و قیل: خفیفة تُغازِلُكَ و لا تُمَكِّنكَ، و قال اللحیانی: هی الملِیحةُ التی تُدِیمُ نَظَرَك إِلیها من جَمالِها. و رجل لَعَّاعة: یَتَكَلَّف الأَلْحانَ من غیر صواب، و فی المحكم: بلا صوْتٍ. و اللُّعاعةُ: الهِنْدِبَاءُ. و اللُّعاعُ: أَوَّل النَّبْتِ؛ و قال اللحیانی: أَكثر ما یقال ذلك فی البُهْمَی، و قیل: هو بقل ناعم فی أَوَّلِ ما یَبْدُو رقِیقٌ ثم یَغْلُظ، واحدته لُعاعةٌ. و یقال: فی بلد بنی فلان لُعاعةٌ حسَنةٌ و نعاعة حسنة، و هو نبت ناعِمٌ فی أَوَّلِ ما ینبت؛ و منه قیل‌فی الحدیث: إِنما الدنیا لُعاعةٌ، یعنی أَنَّ الدنیا كالنبات الأَخضرِ قَلیل البقاء؛ و منه‌قولهم: ما بقی فی الدنیا إِلَّا لُعاعةٌ‌أَی بقِیَّةٌ یسیرة؛ و منه‌الحدیث: أَوجَدْتُم یا معاشِرَ الأَنْصارِ من لُعاعةٍ من الدنیا تأَلَّفْتُ بها قوماً لیُسْلِمُوا و وَكَلْتُكم إِلی إِسْلامِكم؛ و قال سوید بن كراع و وصف ثوراً و كلاباً: رَعَی غیرَ مَذْعُورٍ بِهِنّ، و راقَه لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ راقَه: أَعْجَبَه. واعِدٌ: یُرْجَی منه خَیْرٌ و تمامُ نباتٍ، و قیل: اللُّعاعةُ كل نبات لیِّن من أَحْرارِ البُقُولِ فیها ماءٌ كثیر لَزِجٌ، و یقال له النُّعاعةُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 320
أَیضاً؛ قال ابن مقبل: كادَ اللُّعاعُ من الحَوْذانِ یَسْحَطُها، و رِجْرِجٌ بین لَحْیَیها خَناطِیلُ قال ابن بری: یَسْحَطُها یَذْبَحُها أَی كادت هذه البقرة تَغَصُّ بما لا یُغَصُّ به لحُزْنها علی ولدها حین أَكله الذئب، و بقی لُعابُها بین لَحْیَیْها خَناطِیلَ أَی قِطَعاً متفرِّقة. و اللُّعاعةُ أَیضاً: بَقْلةٌ من تمر الحشیش تؤْكل. و أَلعَّتِ الأَرضُ تُلِعُّ إِلْعاعاً: أَنبتت اللُّعاعَ. و تَلَعَّی اللُّعاعَ: أَكَله و هو من مُحَوَّلِ التضعیف، یقال: خرجنا نَتَلَعّی أَی نأْكل اللُّعاعَ، كان فی الأَصل نتلَعَّعُ مكرر العینات فقلبت إِحداها یاء كما قالوا تَظَنَّیْتُ من الظَّنِّ، و یقال: عسَلٌ مُتَلَعِّعٌ و مُتَلَعٍّ مثله، و الأَصل مُتَلَعِّعٌ و هو الذی إِذا رَفَعْتَه امتدَّ معك فلم ینقطع للزوجته. و فی الأَرض لُعاعةٌ من كَلإٍ: للشی‌ءِ الرقیق. قال أَبو عمرو: و اللُّعاعةُ الكَلأُ الخفیف، رُعِیَ أَو لم یُرْعَ. اللُّعاعةُ: ما بقی فی السقاء. و فی الإِناءِ لُعاعةٌ أَی جَرْعةٌ من الشراب. و لُعاعةُ الإِناء: صَفْوتُه. و قال اللحیانی: بَقِیَ فی الإِناءِ لُعاعةٌ أَی قلیل. و لُعاعُ الشمس: السرابُ، و الأَكثر لُعابُ الشمس. و اللَّعْلَع: السرابُ، و اللَّعْلَعةُ: بَصِیصُه. و التلَعْلُعْ: التَّلأْلُؤُ. و لَعْلَعَ عظْمَه و لَحْمَه لَعْلَعةً: كَسره فتكسَّر، و تَلَعْلَع هو: تكسر؛ قال رؤْبة: و مَنْ هَمَزْنا رأْسَه تَلَعْلَعا و تَلَعْلَعَ من الجُوعِ و العطش: تَضَوَّر. و تَلَعْلَعَ الكلب: دلَعَ لسانَه عطَشاً. و تَلَعْلَعَ الرجُل: ضَعُفَ. و اللَّعْلاعُ: الجبانُ. و اللَّعْلَعُ: الذئب؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ و لَعْلَعٌ: موضع؛ قال: فَصَدَّهُم عن لَعْلَعٍ و بارِقِ ضَرْبٌ یُشِیطُهم علی الخَنادِقِ و قیل: هو جبل كانت به وقْعة. و‌فی الحدیث: ما أَقامَتْ لَعْلَعُ، فسره ابن الأَثیر فقال: هو جبل و أَنثه لأَنه جعله اسماً للبقعة التی حول الجبل؛ و قال حمید بن ثور: لقد ذاقَ مِنَّا عامِرٌ یومَ لَعْلَعٍ حُساماً، إِذا ما هُزّ بالكَفِّ صَمَّما و قیل: هو ماءٌ بالبادیة معروف. و اللَّعِیعةُ: خبز الجاوَرْسِ. و لَعْ لَعْ: زجر؛ حكاه یعقوب فی المقلوب.

لفع؛ ج8، ص: 320

: الالْتِفاعُ و التلَفُّعُ: الالتحاف بالثوب، و هو أَن یشتمل به حتی یُجَلِّلَ جسده؛ قال الأَزهریّ: و هو اشتمال الصَّمَّاء عند العرب، و التَفَع مثله؛ قال أَوس بن حجر: و هَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِیلُ، و إِذْ باتَ كَمِیعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا و لَفَّعَ رأْسه تَلْفِیعاً أَی غَطَّاه. و تَلَفَّعَ الرجلُ بالثوب و الشجرُ بالورق إِذا اشتملَ به و تَغَطَّی به؛ و قوله: مَنَعَ الفِرارَ، فجئتُ نحوَكَ هارِباً، جَیشٌ یَجُرُّ و مِقْنَبٌ یَتَلَفَّعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 321
یعنی یَتَلَفَّعُ بالقَتامِ. و تَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَی التَحَفَت به. و‌فی الحدیث: كُنَّ نساءُ المؤْمنین «1» یَشْهَدْنَ مع النبی، صلی الله علیه و سلم، الصبحَ ثم یَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُروطِهِن ما یُعْرَفْنَ من الغَلَسِ‌أَی مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِیَتِهنَّ، و المِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ یُشْتَمَلُ به كالملْحفةِ و اللِّفاعُ و المِلْفَعةُ: ما تُلُفِّعَ به من رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ، و قال الأَزهری: یُجَلَّلُ به الجسدُ كله، كِساءً كان أَو غیرَه؛ و منه‌حدیث علی و فاطمة، رضوان الله علیهما: و قد دخلنا فی لِفاعِنا‌أَی لِحافِنا؛ و منه‌حدیث أُبَیٍّ: كانت تُرَجِّلُنی و لم یكن علیها إِلَّا لِفاعٌ، یعنی امرأَته؛ و منه قول أَبی كبیر یصِفُ رِیشَ النَّصْل: نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافی نَاهِضٍ، حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ أَراد كالثوب الأَسْود؛ و قال جریر: لم تَتلَفَّعْ، بفَضْلِ مِئْزَرِها، دَعْدٌ، و لم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ و إِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ من التلَفُّعِ. و لَفَّعَ المرأَة: ضمها إِلیه مشتملًا علیها، مشتق من اللِّفاعِ؛ و أَما قول الحطیئة: و نحنُ تَلَفَّعْنا علی عَسْكَرَیْهِمُ جِهاراً، و ما طِبِّی ببَغْیٍ و لا فَخْرِ أَی اشتملنا علیهم؛ و أَما قول الراجز: و عُلْبةٍ من قادِمِ اللِّفاعِ فاللِّفاعُ: اسم ناقة بعینها، و قیل: هو الخِلْفُ المُقَدَّم. و ابن اللَّفَّاعة: ابن المُعانِقةِ للفُحولِ. و لَفَعَ الشیْبُ رأْسَه یَلْفَعُه لَفْعاً و لَفَّعَه فَتلفَّعَ: شَمِلَه. و قیل: المُتَلَفِّعُ الأَشْیَبُ. و‌فی الحدیث: لَفَعَتْكَ النارُ‌أَی شَمِلَتْكَ من نواحِیكَ و أَصابَكَ لَهِیبُها. قال ابن الأَثیر: و یجوز أَن تكون العین بدلًا من حاء لَفَحَتْه النارُ؛ و قول كعب: و قد تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِیلُ هو من المقلوب، المعنی أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِیل فقلب و استعار. و لَفَّع المَزادةَ: قبلها فجعل أَطِبَّتَها فی وسطها، فهی مُلَفَّعةٌ، و ذلك تَلْفِیعُها. و التَفَعتِ الأَرضُ: اسْتوتْ خُضْرَتُها و نباتُها. و تلَفَّعَ المالُ: نفَعَه الرَّعْیُ. قال اللیث: إِذا اخضرَّت الأَرضُ و انتفع المالُ بما یُصِیبُ من الرَّعْیِ قیل: قد تَلَفَّعَتِ الإِبل و الغنم. و حكی الأَزهری فی ترجمة لَقَعَ قال: و اللِّقاعُ الكِساءُ الغلیظ، قال: و هذا تصحیف و الذی أَراه اللِّفاعُ، بالفاء، و هو كساءٌ یُتَلَفَّعُ به أَی یشتمل به؛ و أَنشد بیت أَبی كبیر یصف ریش النصل.

لقع؛ ج8، ص: 321

: لَقَعَه بالبعْرةِ یَلْقَعُه لَقْعاً: رماه بها، و لا یكون اللَّقْعُ فی غیر البعرة مما یرمی به. و‌فی الحدیث: فَلَقَعَه ببعرة‌أَی رماه بها. و لَقَعَه بِشَرٍّ و مَقَعَه: رماه به. و لَقَعَه بعینه عانَه، یَلْقَعُه لَقْعاً: أَصابَه بها. قال أَبو عبید: لم یسمع اللقْعُ إِلا فی إِصابةِ العین و فی البعرة. و‌فی حدیث ابن مسعود: قال رجل عنده إِن فلاناً لَقَعَ فرسَك فهو یَدُورُ كأَنَّه فی فَلَكٍ‌أَی رماه بعینه و أَصابَه بها فأَصابَه دُوارٌ. و‌فی حدیث سالم بن عبد الله: أَنه دخل علی هشام بن عبد الملك فقال: إِنك لذو كِدْنةٍ؛ فلما خرج من عنده أَخذَتْه قَفْقَفَةٌ‌أَی رِعْدةٌ، فقال: أَظن الأَحْوَلَ لَقَعَنی بعَیْنِه أَی أَصابَنی بعینه، یعنی هشاماً، و كان أَحْوَلَ.
(1). فی النهایة: كنَّ نساء من المؤمنات. و متلفّفات بدل متجللات و اللِّفاع بدل و المرط.
لسان العرب، ج‌8، ص: 322
و اللَّقْعُ: العیْبُ، و الفِعْل كالفعل و المصدر كالمصدر. و رجُلٌ تِلِقَّاعٌ و تِلِقَّاعةٌ: عُیَبةٌ. و تِلِقَّاعةٌ أَیضاً: كثیرُ الكلامِ لا نظیر له إِلا تِكِلَّامةٌ؛ و امرأَة تِلِقَّاعةٌ كذلك. و رجل لُقَّاعةٌ: كَتِلِقَّاعةٍ، و قیل: اللُّقَّاعةُ، بالضم و التشدید، الذی یُصِیبُ مواقِعَ الكلام، و قیل: الحاضِرُ الجوابِ، و فیه لُقَّاعاتٌ. یقال: رجل لُقَّاعٌ و لُقَّاعةٌ للكثیر الكلام. و اللُّقَّاعةُ: المُلَقِّبُ للناس؛ و أَنشد لأَبی جُهَیْمةَ الذهْلی: لقدْ لاعَ مِمّا كانَ بَیْنی و بیْنَه، و حَدَّثَ عن لُقَّاعةٍ، و هْو كاذِبُ قال ابن بری: و لَقَعَه أَی عابَه، بالباءِ. و اللُّقَّاعةُ: الدّاهِیةُ المُتَفَصِّحُ، و قیل: هو الظَّرِیفُ اللَّبِقُ. و اللُّقَعةُ: الذی یَتَلَقَّعُ بالكلامِ و لا شی‌ء عنده وراءَ الكلامِ. و امرأَة مِلْقَعةٌ: فَحّاشةٌ؛ و أَنشد: و إِن تَكلَّمْتِ فكُونی مِلْقَعه و اللَّقَّاعُ و اللُّقاعُ: الذبابُ الأَخضر الذی یَلْسَعُ الناسَ؛ قال شُبَیْلُ بن عَزْرَةَ: كأَنَّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فیها و عَنْتَرَةٍ و أَهْمِجةٍ رِعالُ واحدته لَقّاعةٌ و لُقاعةٌ. الأَزهری: اللَّقَّاعُ الذُّبابُ، و لَقْعُه أَخْذُه الشی‌ءَ بمَتْكِ أَنفِه؛ و أَنشد: إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فیها لِعَنْتَرٍ بمُغْدَوْدِنٍ مُستَأْسِدِ النَّبْتِ ذی خَبْرِ قال: و العَنْتَرُ ذُبابٌ أَخْضَرُ، و الخَبْرُ: السِّدْرُ. قال ابن شمیل: إِذا أَخذ الذباب شیئاً بمَتْكِ أَنفِه من عسَل و غیره قیل: لَقَعَه یَلْقَعُه. و یقال: مرَّ فلان یَلْقَعُ إِذا أَسْرَعَ؛ قال الراجز: صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ، وَسْطَ الرِّكابِ یَلْقَعُ و التُقِعَ لَوْنُه و التُمِعَ أَی ذهب و تغیَّر؛ عن اللحیانی، مثل امتُقِعَ، قال الأَزهری: التُقِعَ لَوْنُه و اسْتُقِعَ و التُمِعَ و نُطِعَ و انْتُطِعَ و اسْتُنْطِعَ لونُه بمعنی واحد. و حكی الأَزهری عن اللیث: اللِّقاعُ الكساءُ الغلیظُ، و قال: هذا تصحیف، و الذی أَراه اللِّفاعُ، بالفاء، و هو كساءٌ یُتَلَفَّعُ به أَی یشتمل به؛ و منه قول الهذلی یصف ریش النصل: حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ

لكع؛ ج8، ص: 322

: اللُّكَعُ: وسِخُ القُلْفَةِ. لَكِعَ علیه الوَسَخُ لَكَعاً إِذا لَصِقَ به و لَزِمَه. و اللَّكْعُ: النَّهْزُ فی الرَّضاعِ. و لَكَعَ الرجُلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها، و نَكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها، و هو أَن یَضْرِبَ ضَرْعَها لِتدِرَّ. و اللُّكَعُ: المُهْرُ و الجَحْشُ، و الأُنثی بالهاء، و یقال للصبیِّ الصغیر أَیضاً لُكَعٌ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَ ثَمَّ لُكَعٌ، یعنی الحسَنَ أَو الحُسَیْنَ، علیهما السلام. قال ابن الأَثیر فی هذا المكان: فإِن أُطلق علی الكبیر أُرید به الصغیر العِلم و العقْلِ، و منه‌حدیث الحسن: قال لرجل یا لُكَعُ، یرید یا صغیراً فی العِلم. و اللَّكِیعةُ: الأَمةُ اللئیمةُ. و لَكِعَ الرجُل یَلْكَعُ لَكَعاً و لَكاعةً: لَؤُمَ و حَمُقَ. و‌فی حدیث أَهل البیت: لا یُحِبُّنا أَلْكَعُ.و رجل أَلْكَعُ و لُكَعٌ‌لسان العرب، ج‌8، ص: 323‌و لَكِیعٌ و لَكاعٌ و مَلْكَعانٌ و لَكُوعٌ: لَئِیمٌ دَنِی‌ءٌ، و كل ذلك یوصَفُ به الحَمِقُ. و‌فی حدیث الحسن: جاءه رجل فقال: إِنَّ إِیاسَ بنَ مُعاوِیةَ رَدَّ شَهادتی، فقال: یا ملْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شهادَتَه؟ أَراد حَداثةَ سِنِّه أَو صِغَره فی العلم، و المیم و النون زائدتان؛ و قال رؤبة: لا أَبْتَغی فَضْلَ امرئٍ لَكُوعِ، جَعْدِ الیَدَیْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ و أَنشد ابن بری فی المَلْكَعانِ: إِذا هَوْذِیّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً لِسِدْرِیٍّ، فذلك مَلْكَعانُ و یقال: رجل لَكُوعٌ أَی ذلِیلٌ عَبْدُ النَّفْسِ؛ و قوله: فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا، فی السِّكَّتَینِ، تَحْمِلُ الأَلاكِعا كسَّر أَلْكَعَ تَكْسِیرَ الأَسْماءِ حین غَلَبَ، و إِلا فكان حُكْمُه تحملُ اللُّكْعَ، و قد یجوز أَن یكون هذا علی النسب أَو علی جمع الجمع. و المرأَة لَكاعِ مثل قَطامِ. و‌فی حدیث ابن عمر أَنه قال لِمَوْلاةٍ له أَرادت الخُروجَ من المدینةِ: اقْعُدِی لَكاعِ و مَلْكَعانةٌ و لَكِیعةٌ و لَكْعاءُ.و‌فی حدیث عمر أَنه قال لأَمة رآها: یا لَكْعاءُ أَ تَشَبَّهِینَ بالحَرائِرِ؟قال أَبو الغریب النصری: أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ، ثم آوِی إِلی بَیْتٍ قَعِیدَتُه لَكاعِ قال ابن بری: قال الفراء تثنیة لَكاعِ أَن تقول یا ذواتَیْ لَكِیعة أَقْبِلا، و یا ذواتِ لَكِیعة أَقْبِلْنَ. و قالوا فی النداء للرجل: یا لُكَعُ، و للمرأَة یا لَكاعِ، و للاثنین یا ذَوَیْ لُكَعَ، و قد لَكِعَ لَكاعةً، و زعم سیبویه أَنهما لا یستعملان إِلَّا فی النداء، قال: فلا یصرف لَكاعِ فی المعرفة لأَنه معدول من أَلْكَعَ. و لَكاعِ: الأَمةُ أَیضاً. و اللُّكَعُ: العبْدُ. و قال أَبو عمرو فی قولهم یا لُكَعُ، قال: هو اللئیم، و قیل: هو العبد، و قال الأَصمعی: هو العیِیُّ الذی لا یتجه لمنطق و لا غیره، مأْخوذ من المَلاكِیعِ؛ قال الأَزهری: و القول قول الأَصمعی، أَ لا تری‌أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دخل بیت فاطمة فقال: أَین لُكَعٌ؟ أَراد الحسن، و هو صغیر، أَراد أَنه لصغره لا یتجه لِمَنْطِقٍ و ما یُصْلِحُه و لم یُرِدْ أَنه لئیم أَو عبد. و‌فی حدیث سعد بن معاذ: أَ رأَیت إِنْ دخل رجل بیته فرأَی لُكاعاً قد تَفَخَّذَ امرأَته، أَ یذهب فیُحْضِرُ أَربعةَ شُهَداءَ؟ جعل لُكاعاً «2» صفة للرجل نعتاً علی فُعالٍ، قال ابن الأَثیر: فلعله أَراد لُكَعاً؛ و‌فی الحدیث: یأْتی علی الناسِ زمان یكون أَسْعَدَ الناسِ بالدنیا لُكَعٌ ابنُ لُكَعٍ؛ قال أَبو عبید: اللُّكَعُ عند العرب العبدُ أَو اللئِیمُ، و قیل: الوَسِخُ، و قیل: الأَحْمَقُ. و یقال: رجل لَكِیعٌ وكِیعٌ و وَكُوعٌ لَكُوعٌ لئِیمٌ، و عبد أَلْكَعُ أوْكَعُ، و أَمَة لَكْعاءُ و وَكْعاءُ، و هی الحَمْقاءُ؛ و قال البكْرِیُّ: هذا شتم للعبد و اللَّئِیم. أَبو نهشل: یقال هو لُكَعٌ لاكعٌ، قال: و هو الضیِّق الصدْرِ القلیلُ الغَناءِ الذی یؤَخِّره الرجالُ عن أُمورهم فلا یكون له موْقِعٌ، فذلك اللُّكَعُ. و قال ابن شمیل: یقال للرجل إِذا كان خبیث الفِعالِ شَحِیحاً
(2). قوله [لكاعاً] كذا ضبط فی الأصل، و قال فی شرح القاموس: لكاعاً كسحاب و نصه و رجل لكاع كسحاب لئیم، و منه حدیث سعد أ رأیت إلخ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 324
قلِیلَ الخیر: إِنه للَكُوعٌ. و بنُو اللَّكِیعةِ: قومٌ؛ قال علیّ بن عبد الله بن عباس: هُمُ حَفِظوا ذِمارِی، یوم جاءت كَتائِبُ مُسْرِفٍ و بَنی اللَّكیعه مُسْرِفٌ: لقَبُ مُسْلِمِ بن عُقْبةَ المُرِّی صاحب وَقْعةِ الحَرَّةِ لأَنه كان أَسْرَفَ فیها. و اللُّكَعُ: الذی لا یُبِینُ الكلامَ. و اللَّكْعُ: اللَّسْعُ؛ و منه قولُ ذی الإِصْبَعِ: أمّا تَرَی نبْلَه فَخَشْرَمَ خَشَّاءَ، إِذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا یعنی نصْلَ السهم. و لَكَعَتْه العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً. و لَكَعَ الرجُلَ: أَسْمَعَه ما لا یَجْمُلُ، علی المثل؛ عن الهجَرِیّ. و یقال للفرس الذكر لُكَعٌ، و الأُنثی لُكَعةٌ، و یصرف فی المعْرفة لأَنه لیس ذلك المَعْدُولَ الذی یقال للمؤنث منه لَكاعِ، و إِنما هو مِثْلُ صُرَدٍ و نُغَرٍ. أَبو عبیدة: إِذا سَقَطتْ أَضراسُ الفرَس فهو لُكَعٌ، و الأُنثی لُكَعةٌ، و إِذا سقط فمه فهو الأَلْكَعُ. و المَلاكِیعُ: ما خرجَ مع السَّلَی من البطن من سُخْدٍ و صَاءةٍ و غیرهما، و من ذلك قیل للعبد و من لا أَصْلَ له: لُكَعٌ؛ و قال اللیث: یقال لَكُوعٌ؛ و أَنشد: أَنتَ الفَتی، ما دامَ فی الزَّهَرِ النَّدَی، و أنتَ، إِذا اشْتَدَّ الزمانُ، لَكُوعُ و اللُّكاعةُ: شوْكةٌ تُحْتَطَبُ لها سُوَیْقةٌ قدرُ الشِّبْر لیِّنة كأَنها سیْر، و لها فُرُوعٌ مملوءة شوْكاً، و فی خِلالِ الشوْك ورَیْقةٌ لا بال بها تنقبض ثم یبقی الشوك، فإِذا جفَّت ابیضت، و جمعها لُكاعٌ.

لمع؛ ج8، ص: 324

: لَمَعَ الشی‌ءُ یَلْمَعُ لَمْعاً و لَمَعَاناً و لُمُوعاً و لَمِیعاً و تِلِمّاعاً و تَلَمَّعَ، كلُّه: بَرَقَ و أَضاءَ، و الْتَمَعَ مثله؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: و أَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه تَهَدُّمُ طَوْدٍ، صَخْرُه یَتَكَلَّدُ و لَمَعَ البرْقُ یَلْمَعُ لَمْعاً و لَمَعاناً إِذا أَضاءَ. و أَرض مُلْمِعةٌ و مُلَمِّعةٌ و مُلَمَّعةٌ و لَمَّاعةٌ: یَلْمَعُ فیها السرابُ. و اللَّمَّاعةُ: الفَلاةُ؛ و منه قول ابن أَحمر: كَمْ دُونَ لَیْلی منْ تَنُوفِیّةٍ لَمّاعةٍ، یُنْذَرُ فیها النُّذُرْ قال ابن بری: اللَّمَّاعةُ الفلاةُ التی تَلْمَعُ بالسرابِ. و الیَلْمَعُ: السرابُ لِلَمَعانِه. و فی المثل: أَكْذَبُ من یَلْمَعٍ. و یَلْمَعٌ: اسم بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَیضاً، و یُشَبَّه به الكَذُوبُ فیقال: هو أَكذَبُ من یَلْمَعٍ؛ قال الشاعر: إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كیْما تُثِیبَنی بِوِدِّیَ، قالتْ: إِنما أَنتَ یَلْمَعُ و الیَلْمَعُ: ما لَمَعَ من السِّلاحِ كالبیضةِ و الدِّرْعِ. و خَدٌّ مُلْمَعٌ: صَقِیلٌ. و لَمَعَ بثَوْبِه و سَیْفِه لَمْعاً و أَلْمَعَ: أَشارَ، و قیل: أَشار لِلإِنْذارِ، و لَمَعَ: أَعْلی، و هو أَن یرفَعَه و یحرِّكَه لیراه غیره فیَجِی‌ءَ إِلیه؛ و منه‌حدیث زینب: رآها تَلْمَع من وراءِ الحجابِ‌أَی تُشِیرُ بیدها؛ قال الأَعشی: حتی إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه، سُقِیَتْ، و صَبَّ رُواتُها أَوْشالَها
لسان العرب، ج‌8، ص: 325
و یروی … أَشْوالَها؛ و قال ابن مقبل: عَیْثی بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ، إِذْ لَمَعَت بالرَّاكِبَیْنِ علی نَعْوانَ، أَنْ یَقَعا «1» عَیْثی بمنزلة عَجَبی و مَرَحی. و لَمَعَ الرجلُ بیدیه: أَشار بهما، و أَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها و ثوبِها كذلك؛ قال عدِیُّ بن زید العبّادی: عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِینَ تَبْدُو، و بالأَكُفِّ اللَّامِعاتِ سُورُ و لَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَیْه یَلْمَعُ و أَلْمَعَ بهما: حَرَّكهما فی طَیَرانِه و خَفَق بهما. و یقال لِجَناحَی الطائِرِ: مِلْمَعاهُ؛ قال حمید بن ثور یذكر قطاة: لها مِلْمَعانِ، إِذا أَوْغَفَا یَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَی أَوْغَفَا: أَسْرَعا. و الوَحَی هاهنا: الصوْتُ، و كذلك الوَحاةُ، أَرادَ حَفِیفَ جَناحیْها. قال ابن بری: و المِلْمَعُ الجَناحُ، و أَورد بیت حُمَیْد بن ثور. و أَلْمَعَتِ الناقةُ بِذَنَبها، و هی مُلْمِعٌ: رَفَعَتْه فَعُلِمَ أَنها لاقِحٌ، و هی تُلْمِعُ إِلْماعاً إِذا حملت. و أَلْمَعَتْ، و هی مُلْمِعٌ أَیضاً: تحرّك ولَدُها فی بطنها. و لَمَعَ ضَرْعُها: لَوَّنَ عند نزول الدِّرّةِ فیه. و تَلَمَّعَ و أَلْمَعَ، كله: تَلَوَّنَ أَلْواناً عند الإِنزال؛ قال الأَزهریّ: لم أَسمع الإِلْماعَ فی الناقة لغیر اللیث، إِنما یقال للناقة مُضْرِعٌ و مُرْمِدٌ و مُرِدٌّ، فقوله أَلْمَعَتِ الناقةُ بذنَبِها شاذٌّ، و كلام العرب شالَتِ الناقةُ بذنبها بعد لَقاحِها و شَمَذَتْ و اكْتَارَت و عَشَّرَتْ، فإِن فعلت ذلك من غیر حبل قیل: قد أبْرَقَت، فهی مُبْرِقٌ، و الإِلْماعُ فی ذوات المِخْلَبِ و الحافرِ: إِشْراقُ الضرْعِ و اسْوِدادُ الحلمة باللبن للحمل: یقال: أَلْمَعَت الفرسُ و الأَتانُ و أَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت للحمل و اسودّت حَلَماتُها. الأَصمعی: إِذا استبان حمل الأَتان و صار فی ضَرْعِها لُمَعُ سواد، فهی مُلْمِعٌ، و قال فی كتاب الخیل: إِذا أَشرق ضرع الفرس للحمل قیل أَلمعت، قال: و یقال ذلك لكل حافر و للسباع أَیضاً. و اللُّمْعةُ: السواد حول حلمة الثدی خلقة، و قیل: اللمعة البقْعة من السواد خاصة، و قیل: كل لون خالف لوناً لمعة و تَلْمِیعٌ. و شی‌ء مُلَمَّعٌ: ذو لُمَعٍ؛ قال لبید: مَهْلًا، أَبَیْتَ اللَّعْنَ لا تأْكلْ مَعَهْ، إِنَّ اسْتَه من بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ و یقال للأَبرص: المُلَمَّعُ. و اللُّمَعُ: تَلْمِیعٌ یكون فی الحجر و الثوب أَو الشی‌ء یتلون أَلواناً شتی. یقال: حجر مُلَمَّعٌ، و واحدة اللُّمَعِ لُمْعةٌ. یقال: لُمْعةٌ من سوادٍ أو بیاض أَو حمرة. و لمعة جسد الإِنسان: نَعْمَتُه و بریق لونه؛ قال عدی بن زید: تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْعَتُها، و تَحُورُ بَعْدُ آثارا و اللُّمْعةُ، بالضم: قِطْعةٌ من النبْتِ إِذا أَخذت فی الیبس؛ قال ابن السكیت: یقال لمعة قد أَحَشَّت أَی قد أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ، و ذلك إِذا یبست. و اللُّمْعةُ: الموضعُ الذی یَكْثُر فیه الخَلَی، و لا یقال لها لُمْعةٌ حتی تبیضَّ، و قیل: لا تكون اللُّمْعةُ إِلا مِنَ الطَّرِیفةِ و الصِّلِّیانِ إِذا یبسا. تقول العرب:
(1). قوله [أن یقعا] كذا بالأَصل و مثله فی شرح القاموس هنا و فیه فی مادة عیث یقفا.
لسان العرب، ج‌8، ص: 326
وقعنا فی لُمْعة من نَصِیٍّ و صِلِّیانٍ أَی فی بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لما نبت فیها من النصیّ، و تجمع لُمَعاً. و أَلْمَعَ البَلَدُ: كثر كَلَؤُه. و یقال: هذه بلاد قد أَلْمَعَتْ، و هی مُلْمِعةٌ، و ذلك حین یختلط كَلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ. و‌فی حدیث عمر: أَنه رأَی عمرو بن حُرَیْثٍ فقال: أَین ترید؟ قال: الشامَ، فقال: أَما إِنَّها ضاحیةُ قَوْمِكَ و هی اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ‌تَلْمَعُ بهم أَی تَدْعُوهم إِلیها و تَطَّبِیهِمْ. و اللَّمْعُ: الطرْحُ و الرَّمْیُ. و اللَّمّاعةُ: العُقابُ. و عُقابٌ لَمُوعٌ: سرِیعةُ الاختِطافِ. و التَمَعَ الشی‌ءَ: اخْتَلَسَه. و أَلْمَعَ بالشی‌ء: ذهَب به؛ قال متمم بن نویرة: و عَمْراً و جَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا یعنی ذهب بهما الدهرُ. و یقال: أَراد بقوله أَلْمَعَا اللَّذَیْنِ معاً، فأَدخل علیه الأَلف و اللام صلة، قال أَبو عدنان: قال لی أَبو عبیدة یقال هو الأَلْمَعُ بمعنی الأَلْمَعِیِّ؛ قال: و أَراد متمم بقوله: و عَمْراً و جَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا أَی جَوْناً الأَلْمَعَ فحذف الأَلف و اللام. قال ابن بزرج: یقال لَمَعْتُ بالشی‌ء و أَلْمَعْتُ به أَی سَرَقْتُه. و یقال: أَلْمَعَتْ بها الطریقُ فَلَمَعَتْ؛ و أَنشد: أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِیقِ، لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ و أَلْمَعَ بما فی الإِناء من الطعام و الشراب: ذهب به. و التُمِعَ لَوْنُه: ذهَب و تَغَیَّرَ، و حكی یعقوب فی المبدل التَمَعَ. و یقال للرجل إِذا فَزِعَ من شی‌ء أَو غَضِبَ و حَزِنَ فتغیر لذلك لونه: قد التُمِعَ لَونُه. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه رأَی رجلًا شاخصاً بصَرُه إِلی السماء فی الصلاة فقال: ما یَدْرِی هذا لعل بَصَرَه سَیُلْتَمَعُ قبل أَن یرجع إِلیه؛ قال أَبو عبیدة: معناه یُخْتَلَسُ. و‌فی الحدیث: إِذا كان أَحدكم فی الصلاة فلا یرفَعْ بصَره إِلی السماء؛ یُلْتَمَعُ بصرُه‌أَی یُخْتَلَسُ. یقال: أَلْمَعْتُ بالشی‌ء إِذا اخْتَلَسْتَه و اخْتَطَفْتَه بسرعة. و یقال: التَمَعْنا القومَ ذهبنا بهم. و اللُّمْعةُ: الطائفةُ، و جمعها لُمَعٌ و لِماعٌ؛ قال القُطامِیّ: زمان الجاهِلِیّةِ كلّ حَیٍّ، أَبَرْنا من فَصِیلَتِهِمْ لِماعا و الفَصِیلةُ: الفَخِذُ؛ قال أَبو عبید: و من هذا یقال التُمِعَ لونُه إِذا ذَهَب، قال: و اللُّمْعةُ فی غیر هذا الموضع الذی لا یصیبه الماء فی الغسل و الوضوء. و‌فی الحدیث: أَنه اغْتسل فرأَی لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها بشَعَره؛ أَراد بُقْعةً یسیرة من جَسَدِه لم یَنَلْها الماء؛ و هی فی الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت فی الیُبْسِ. و‌فی حدیث دم الحیض: فرأَی به لُمْعةً من دَمٍ.و اللّوامِعُ: الكَبِدُ؛ قال رؤبة: یَدَعْنَ من تَخْرِیقِه اللَّوامِعا أَوْهِیةً، لا یَبْتَغِینَ راقِعا قال شمر: و یقال لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَی بَرَزَ منه؛ و أَنشد: حتی إِذا عَنْ كان فی التَّلَمُّسِ، أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 327
مُلَثَّمَ النابِ، رَثِیمَ المَعْطِسِ و‌فی حدیث لقمانَ بن عاد: إِنْ أَرَ مَطْمَعِی فَحِدَوٌّ تَلَمَّع، و إِن لا أَرَ مَطْمَعِی فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قال أَبو عبید: معنی تَلَمَّعُ أَی تختطف الشی‌ء فی انْقِضاضِها، و أَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ، و هی لغة أَهل مكة، و یروی تَلْمَع من لَمَعَ الطائِرُ بجناحیه إِذا خَفَقَ بهما. و اللّامِعةُ اللَّمّاعةُ: الیافوخُ من الصبی ما دامت رطْبةً لَیِّنةً، و جمعها اللَّوامِعُ، فإِذا اشتدّت و عادت عَظْماً فهی الیافوخُ. و یقال: ذَهَبَت نفسُه لِماعاً أَی قِطْعةً قِطْعةً؛ قال مَقّاسٌ: بعَیْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِیكُمْ، و عَیْشُ المَرْءِ یَهْبِطُه لِماعا و الیَلْمَعُ و الأَلْمَعُ و الأَلْمَعِیُّ و الیَلْمَعِیُّ: الدَّاهی الذی یَتَظَنَّنُ الأُمُور فلا یُخْطِئُ، و قیل: هو الذَّكِیُّ المُتَوَقِّدُ الحدِیدُ اللسانِ و القَلْبِ؛ قال الأَزهری: الأَلمَعیُّ الخَفیفُ الظریفُ؛ و أَنشد قول أَوس بن حجر: الأَلمَعِیَّ الذی یَظُنُّ لَكَ الظَّنَّ، كأَنْ قَدْ رَأَی، و قد سَمِعا نصب الأَلمعِیَّ بفعل متقدم؛ و أَنشد الأَصمعی فی الیَلْمَعیّ لِطَرَفةَ: و كائِنْ تَری من یَلْمَعِیٍّ مُحَظْرَبٍ، و لَیْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ رجل مُحَظْرَبٌ: شدیدُ الخَلق مَفتوله، و قیل: الأَلمَعِیُّ الذی إِذا لَمَعَ له أَولُ الأَمر عرف آخره، یكتفی بظنه دون یقینه، و هو مأْخوذ من اللَّمْعِ، و هو الإِشارةُ الخفیة و النظر الخفِیُّ؛ حكی الأَزهری عن اللیث قال: الیَلْمَعِیُّ و الأَلمِعیُّ الكذّاب مأْخوذ من الیَلْمَع و هو السرابُ. قال الأَزهری: ما علمت أَحداً قال فی تفسیر الیَلْمَعِیِّ من اللغویین ما قاله اللیث، قال: و قد ذكرنا ما قاله الأَئمة فی الأَلمعیّ و هو متقارب یصدق بعضه بعضاً، قال: و الذی قاله اللیث باطل لأَنه علی تفسیره ذمّ، و العرب لا تضع الأَلمعی إِلَّا فی موضع المدح؛ قال غیره: و الأَلمَعِیُّ و الیَلمَعیُّ المَلَّاذُ و هو الذی یَخْلِطُ الصدق بالكذب. و المُلَمَّعُ من الخیل: الذی یكون فی جسمه بُقَعٌ تخالف سائر لونه، فإِذا كان فیه استطالة فهو مُوَلَّعٌ. و لِماعٌ: فرس عباد بن بشیر أحدِ بنی حارثة شهد علیه یومَ السَّرْحِ.

لهع؛ ج8، ص: 327

: اللَّهَعُ و اللَّهِعُ و اللَّهِیعُ: المُسْترْسِلُ إِلی كل أَحد، و قد لهِعَ لَهعاً و لَهاعةً، فهو لَهِعٌ و لَهِیعٌ. و اللَّهَعُ أَیضاً: التَّفَیْهُقُ فی الكلام. ابن الأَعرابی: فی فلان لَهیعةٌ إِذا كان فیه فَتَرَةٌ و كَسَلٌ. و رجل فیه لَهیعةٌ و لهَاعةٌ أَی غَفْلةٌ، و قیل: اللَّهیعةُ التَّوانی فی الشِّراء و البیع حتی یُغْبَنَ. و تَلَهْیَعَ فی كلامه إِذا أَفرَطَ، و كذلك تَبَلْتَعَ.و دخل مَعبَدُ بن طَوْقٍ العنبریّ علی أَمیر فتكلم و هو قائم فأَحْسَنَ، فلمّا جلس تَلَهْیَعَ فی كلامه، فقال له: یا معْبد ما أَظرَفَك قائماً و أَمْوَتَك جالساً قال: إِنی إِذا قمتُ جَدَدْتُ، و إِذا جلستُ هَزَلْت.و لَهیعةُ: اسم رجل منه، و قیل: هی مشتقة من الهَلَعِ مقلوبة.

لوع؛ ج8، ص: 327

: اللَّوْعةُ: وجع القلب من المرض و الحب و الحزن، و قیل: هی حُرْقةُ الحُزْن و الهَوی و الوجْد. لاعَه
لسان العرب، ج‌8، ص: 328
الحبُّ یَلوعُه لَوْعاً فَلاعَ یَلاعُ و الْتاعَ فُؤادُه أَی احْترقَ من الشوقِ. و لَوْعةُ الحُبِّ: حُرْقَتُه، و رجل لاعٌ و قوم لاعُون و لاعةٌ و امرأَة لاعةٌ كذلك. یقال: أَتانٌ لاعةُ الفُؤادِ إِلی جَحْشِها، قال الأَصمعی: أَی لائعةُ الفواد، و هی التی كأَنها وَلْهی من الفَزَعِ؛ و أَنشد الأَعشی: مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤادِ إِلی جَحْشٍ فَلاهُ عنها، فَبِئْسَ الفالی و‌فی حدیث ابن مسعود: إِنی لأَجِدُ له من اللَّاعةِ ما أَجِدُ لِولدِی؛ اللَّاعةُ و اللَّوْعةُ: ما یَجِدُه الإِنسان لِولَدِه و حَمیمِه من الحُرْقة و شِدّة الحبِّ. و رجل لاعٌ و لاعٍ: حریصٌ سیِّ‌ء الخُلقِ جَزوعٌ علی الجوع و غیره، و قیل: هو الذی یجوعُ قبل أَصحابِه، و جَمْعُ اللَّاعِ أَلْواعٌ و لاعُونَ. و امرأَة لاعةٌ، و قد لِعْتُ لَوعاً و لاعاً و لُووعاً كَجَزِعْتُ جَزَعاً؛ حكاها سیبویه. و قال مرة: لِعْتَ و أَنت لائِعٌ كبِعْتَ و أَنت بائِعٌ، فوزن لِعْتَ علی الأَول فَعِلْتَ و وزنه علی الثانی فَعَلْتَ. و رجل هاعٌ لاعٌ: فهاعٌ جَزُوع، و لاعٌ موجَعٌ؛ هذه حكایة أَهل اللغة، و الصحیح مُتَوَجِّعٌ لیعبر عن فاعِلٍ بفاعِل، و لیس لاعٌ بإِتْباع لما تقدَّم من قولهم رجل لاعٌ دُونَ هاع، فلو كان إِتباعاً لم یقولوه إِلَّا معَ هاعٍ؛ قال ابن بری: الذی حكاه سیبویه لِعْتُ أَلاعُ، فهو لاعٌ و لائِعٌ، و لاعٌ عنده أَكثر؛ و أَنشد أَبو زید لمِرْداسِ بن حُصَین: و لا فَرِحٌ بخَیْرٍ إِنْ أَتاه، و لا جَزِعٌ من الحِدْثانِ لاع و قیل: رجل هاعٌ لاعٌ أَی جَبانٌ جَزوعٌ، و قد لاعَ یَلِیعُ؛ و حكی ابن السكیت: لِعْتُ أَلاعُ و هِعْتُ أَهاعُ، و ذكر الأَزهری فی ترجمة هوع هِعْتُ أَهاعُ و لِعْتُ أَلاعُ هَیَعاناً و لَیَعاناً إِذا ضَجِرْتَ؛ و قال عدی: إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ، و قُلْ مِثْلَ ما قالوا و لا تَتَرَنَّكِ قال ابن بزرج: یقال لاعَ یَلاعُ لَیْعاً من الضَّجَرِ و الجَزَعِ و الحَزَنِ و هی اللَّوْعةُ. ابن الأَعرابی: لاعَ یَلاعُ لَوْعةً إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ. و رجل هاعٌ لاعٌ و هائِعٌ لائِعٌ إِذا كان جَباناً ضَعیفاً، و قد یقال: لاعَنی الهمُّ و الحَزَنُ فالْتَعْتُ الْتِیاعاً، و یقال: لا تَلَعْ أَی لا تَضْجَرْ؛ قال الأَزهری: قوله لا تَلَعْ من لاعَ كما یقال لا تَهَبْ من هابَ. و امرأَة هاعةٌ لاعةٌ، و رجل هائِعٌ لائِعٌ، و امرأَة لاعةٌ كَلَعّةٍ: تُغازِلُك و لا تُمَكِّنُك، و قیل: ملیحة تدیم نظرك إِلیها من جمالها، و قیل: ملیحة بعیدة من الریبة، و قیل: اللَّاعة المرأَة الحدیدةُ الفؤادِ الشهْمةُ. قال الأَزهری: اللوْعةُ السواد حوْلَ حلمة المرأَة، و قد أَلْعَی ثَدْیُها إِذا تَغَیَّر. ابن الأَعرابی: أَلواعُ الثَّدْیِ جمع لَوْعٍ و هو السوادُ الذی علی الثدْیِ، قال الأَزهری: هذا السواد یقال له لَعْوةٌ و لَوْعةٌ، و هما لغتان؛ قال زیادٌ الأَعْجَمُ: كَذَبْتَ لم تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ بِلَوْع ثَدیٍ، كأَنفِ الكلبِ، دمّاعِ

فصل المیم؛ ج8، ص: 328

متع؛ ج8، ص: 328

: مَتَعَ النبیذُ یَمْتَعُ مُتوعاً: اشتدَّت حمرته. و نبیذ ماتِعٌ أَی شدیدُ الحمْرةِ. و مَتَعَ الحبْلُ: اشتد. و حَبْل ماتِعٌ: جیِّدُ الفَتْلِ. و یقال للجبل الطویل: ماتِعٌ؛ و منه‌حدیث كعب و الدَّجّال:
لسان العرب، ج‌8، ص: 329
یُسَخَّرُ معه جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَریدٌ‌أَی طویل شاهِقٌ. و مَتَعَ الرجُلُ و مَتُعَ: جادَ و ظَرُفَ، و قیل: كل ما جادَ فقد مَتُعَ، و هو ماتِعٌ. و الماتِعُ من كل شی‌ء: البالغُ فی الجَوْدةِ الغایة فی بابه؛ و أَنشد: خُذْه فقد أُعْطِیتَه جَیِّداً، قد أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه، ماتِعا و قد ذكر الله تعالی المَتاعَ و التمتُّعَ و الاسْتمتاعَ و التَّمْتِیعَ فی مواضعَ من كتابه، و معانیها و إِن اختلفت راجعة إِلی أَصل واحد. قال الأَزهری: فأَما المَتاعُ فی الأَصل فكل شی‌ء یُنْتَفَعُ به و یُتَبَلَّغُ به و یُتَزَوَّدُ و الفَناءُ یأْتی علیه فی الدنیا. و المُتْعةُ و المِتْعَةُ: العُمْرةُ إِلی الحج، و قد تَمَتَّعَ و اسْتَمْتَعَ. و قوله تعالی: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَی الْحَجِّ؛ صورة المُسْتَمْتِعِ بالعمرة إِلی الحجِّ أَنْ یُحْرِمَ بالعمرة فی أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة بعد إِهْلالِه شَوّالًا فقد صار متمتعاً بالعمرة إِلی الحج، و سمی متمتعاً بالعمرة إِلی الحج لأَنه إِذا قدم مكة و طاف بالبیت و سعَی بین الصفا و المَرْوَةِ حلّ من عمرته و حلق رأْسه و ذبح نُسُكَه الواجب علیه لتمتعه، و حلّ له كل شی‌ء كان حَرُمَ علیه فی إِحْرامه من النساء و الطِّیبِ، ثم یُنْشِئ بعد ذلك إِحراماً جدیداً للحج وقت نهوضه إِلی مِنًی أَو قبل ذلك من غیر أَن یجب علیه الرجوع إِلی المیقات الذی أَنشأَ منه عمرته، فذلك تمتعه بالعمرة إِلی الحج أَی انتفاعه و تبلغه بما انتفع به من حِلاق و طیب و تَنَظُّفٍ و قَضاء تَفَثٍ و إِلمام بأَهله، إِن كانت معه، و كل هذه الأَشیاء كانت محرَّمة علیه فأُبیح له أَن یحل و ینتفع بإِحلال هذه الأَشیاء كلها مع ما سقط عنه من الرجوع إِلی المیقات و الإِحرام منه بالحج، فیكون قد تمتع بالعمرة فی أَیام الحج أَی انتفع لأَنهم كانوا لا یرون العمرة فی أَشهر الحج فأَجازها الإِسلام، و من هاهنا قال الشافعی: إِنّ المتمتع أَخَفُّ حالًا من القارنِ فافهمه؛ و‌روی عن ابن عمر قال: من اعتمر فی أَشهر الحج فی شوّال أَو ذی القعدة أَو ذی الحِجّةِ قبل الحج فقد استمتع.و المُتْعةُ: التمتُّع بالمرأَة لا ترید إِدامَتها لنفسك، و متعة التزویج بمكة منه، و أَما قول الله عز و جل فی سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال: وَ أُحِلَّ لَكُمْ مٰا وَرٰاءَ ذٰلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوٰالِكُمْ مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسٰافِحِینَ أَی عاقدی النكاح الحلال غیر زناة فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً؛ فإِن الزجاج ذكر أَنّ هذه آیة غلط فیها قوم غلطاً عظیماً لجهلهم باللغة، و ذلك أَنهم ذهبوا إِلی قوله فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ من المتعة التی قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام، و إِنما معنی فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ، فما نكحتم منهن علی الشریطة التی جری فی الآیة أَنه الإِحصان أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوٰالِكُمْ مُحْصِنِینَ أَی عاقِدینَ التزویجَ أَی فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ علی عقد التزویج الذی جری ذكره فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً أَی مهورهن، فإِن استمتع بالدخول بها آتی المهر تامّاً، و إِن استمتع بعقد النكاح آتی نصف المهر؛ قال الأَزهری: المتاع فی اللغة كل ما انتفع به فهو متاع، و قوله: وَ مَتِّعُوهُنَّ عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ، لیس بمعنی زوّدوهن المُتَعَ، إِنما معناه أَعطوهن ما یَسْتَمْتِعْنَ؛ و كذلك قوله: وَ لِلْمُطَلَّقٰاتِ مَتٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ، قال: و من زعم أَن قوله فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ التی هی الشرط فی التمتع الذی یفعله الرافضة، فقد أَخطأَ خطأً عظیماً لأَن الآیة واضحة بینة؛ قال: فإِن احتج محتج من الروافض بما یروی عن ابن عباس أَنه كان یراها حلالًا و أَنه كان یقرؤها فما استمتعتم به منهن إِلی أَجل مسمی، فالثابت عندنا
لسان العرب، ج‌8، ص: 330
أَن ابن عباس كان یراها حلالًا، ثم لما وقف علی نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، رجع عن إِحلالها؛قال عطاء: سمعت ابن عباس یقول ما كانت المتعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد، صلی الله علیه و سلم، فلو لا نهیه عنها ما احتاج إِلی الزنا أَحد إِلا شَفًی و الله، و لكأَنی أَسمع قوله: إِلا شفًی، عطاء القائل، قال عطاء: فهی التی فی سورة النساء فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إِلی كذا و كذا من الأَجل علی كذا و كذا شیئاً مسمی، فإِن بدا لهما أَن یتراضیا بعد الأَجل و إِن تفرقا فهم و لیس بنكاح «2»، قال الأَزهری: و هذا حدیث صحیح و هو الذی یبین أَن ابن عباس صح له نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن المتعة الشرطیة و أَنه رجع عن إِحلالها إِلی تحریمها، و قوله إِلا شفًی أَی إِلا أَن یُشْفِیَ أَی یُشْرِفَ علی الزنا و لا یوافقه، أَقام الاسم و هو الشَّفَی مُقام المصدر الحقیقی، و هو الإِشْفاءُ علی الشی‌ء، و حرف كل شی‌ء شفاه؛ و منه قوله تعالی: عَلیٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ، و أَشْفَی علی الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ علیه، و إِنما بینت هذا البیان لئلا یَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمین فیحل له ما حرّمه الله عز و جل علی لسان رسوله، صلی الله علیه و سلم، فإِن النهی عن المتعة الشرطیة صح من جهات لو لم یكن فیه غیر ما روی عن أَمیر المؤمنین علی بن أَبی طالب، رضی الله عنه، و نهیه ابن عباس عنها لكان كافیاً، و هی المتعة كانت ینتفع بها إِلی أَمد معلوم، و قد كان مباحاً فی أَوّل الإِسلام ثم حرم، و هو الآن جائز عند الشیعة. وَ مَتَعَ النهارُ یَمْتَعُ مُتُوعاً: ارْتَفَعَ و بَلَغَ غایةَ ارْتفاعِه قبل الزوال؛ و منه قول الشاعر: و أَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو، و قَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا و قیل: ارتفع و طال؛ و أَنشد ابن بری قول سوید ابن أَبی كاهل: یَسْبَحُ الآلُ علی أَعْلامِها و علی البِیدِ، إِذا الیَوْمُ مَتَعْ و مَتَعَت الضُّحَی مُتُوعاً تَرَجَّلَت و بلغت الغایة و ذلك إِلی أَوّل الضّحی. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه كان یُفْتی الناس حتی إِذا مَتَعَ الضحی و سَئِمَ؛ مَتَعَ النهارُ: طالَ و امتدَّ و تعالی؛ و منه‌حدیث مالك بن أَوس: بینا أَنا جالس فی أَهلی حِینَ مَتَعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ، رضی الله عنه، فانطلقت إِلیه.و مَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً: ارتفع فی أَوّل النهار؛ و قول جریر: و مِنّا، غَداةَ الرَّوْعِ، فِتْیانُ نَجْدةٍ، إِذا مَتَعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ أَی ارتفعت من قولك مَتَعَ النهارُ و الآلُ، و رواه ابن الأَعرابی مُتِعَتْ و لم یفسره، و قیل قوله إِذا مَتَعَتْ أَی إِذا احمرّت الأَكُفُّ و الأَشاجِعُ من الدم. و مُتْعةُ المرأَة: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ، و قد مَتَّعَها. قال الأَزهریّ: و أَما قوله تعالی وَ لِلْمُطَلَّقٰاتِ مَتٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَی الْمُتَّقِینَ، و قال فی موضع آخر: لٰا جُنٰاحَ عَلَیْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسٰاءَ مٰا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِیضَةً وَ مَتِّعُوهُنَّ عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتٰاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَی الْمُحْسِنِینَ؛ قال الأَزهریّ: و هذا التمتیع الذی ذكره الله عز و جل للمطلقات علی وجهین: أَحدهما واجب لا یسعه تركه، و الآخر غیر واجب یستحب له فعله، فالواجب للمطلقة التی لم یكن زوجها حین تزوّجها سمَّی لها صداقاً و لم یكن دخل بها حتی طلقها، فعلیه أَن یمتعها بما عز و هان من متاع ینفعها
(2). هكذا الأَصل
لسان العرب، ج‌8، ص: 331
به من ثوب یُلبسها إِیاه، أَو خادم یَخْدُمُها أَو دراهم أَو طعام، و هو غیر مؤقت لأَن الله عز و جل لم یحصره بوقت، و إِنما أَمر بتمتیعها فقط، و قد قال: عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتٰاعاً بِالْمَعْرُوفِ؛ و أَما المُتْعةُ التی لیست بواجبة و هی مستحبة من جهة الإِحسان و المحافظة علی العهد، فأَن یتزوّج الرجل امرأَة و یسمی لها صداقاً ثم یطلقها قبل دخوله بها أَو بعده، فیستحب له أَن یمتعها بمتعة سوی نصف المهر الذی وجب علیه لها، إِن لم یكن دخل بها، أَو المهر الواجب علیه كله، إِن كان دخل بها، فیمتعها بمتعة ینفعها بها و هی غیر واجبة علیه، و لكنه استحباب لیدخل فی جملة المحسنین أَو المتقین، و العرب تسمی ذلك كله مُتْعةً و مَتاعاً و تَحْمیماً و حَمّاً. و‌فی الحدیث: أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَمَتَّعَ بِوَلیدة‌أَی أَعطاها أَمةً، هو من هذا الذی یستحب للمطلق أَن یُعْطِیَ امرأَته عند طلاقها شیئاً یَهَبُها إِیّاه. و رجلٌ ماتِعٌ: طویل. و أَمْتَعَ بالشی‌ء و تَمَتَّعَ به و اسْتَمْتَع: دام له ما یسْتَمِدُّه منه. و فی التنزیل: وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِهٰا؛ قال أَبو ذؤَیب: مَنایا یُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ اهْلِها جِهاراً، و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ یرید أَن الناس كلهم مُتْعةٌ للمَنایا، و الأَنَسُ كالإِنْسِ و الجبْلُ الكثیر. و مَتَّعه الله و أَمْتَعه بكذا: أَبْقاه لِیَسْتَمْتِع به. یقال: أَمْتَعَ الله فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَی أَبقاه لِیَسْتَمْتِع به فیما یُحِبُّ من الانْتفاعِ به و السُّرور بمكانه، و أَمْتَعه الله بكذا و مَتَّعَه بمعنًی. و فی التنزیل: وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْكُمْ مَتٰاعاً حَسَناً إِلیٰ أَجَلٍ مُسَمًّی، فمعناه أَی یُبْقِكم بَقاء فی عافِیةٍ إِلی وقت وفاتكم و لا یَسْتَأْصِلْكُمْ بالعذاب كما استأْصل القُری الذین كفروا. و مَتَّعَ الله فلاناً و أَمْتَعه إِذا أَبقاه و أَنْسَأَه إِلی أَن یَنْتَهِیَ شَبابُه؛ و منه قول لبید یصف نخلًا نابتاً علی الماء حتی طالَ طِوالُه إِلی السماء فقال: سُحُقٌ یُمَتِّعُها الصّفا و سَرِیُّه، عُمٌّ نواعِمُ، بَیْنَهُنَّ كُرُومُ و الصَّفا و السَّرِیُّ: نهرانِ مُتَخَلِّجانِ من نهر مُحَلِّمٍ الذی بالبحرین لسقی نخیل هَجَرَ كلّها. و قوله تعالی: مَتٰاعاً إِلَی الْحَوْلِ غَیْرَ إِخْرٰاجٍ؛ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تمتیعاً فوضع مَتٰاعاً موضع تمتیع، و لذلك عدَّاه بإِلی؛ قال الأَزهری: هذه الآیة منسوخة بقوله: وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْوٰاجاً یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً؛ فَمُقامُ الحولِ منسوخ باعتداد أَربعة أَشهر و عشر، و الوصیة لهن منسوخة بما بین الله من میراثها فی آیة المواریث، و قرئ: وصیَّةٌ لأَزواجهم، و وَصِیَّةً، بالرفع و النصب، فمن نصب فعلی المصدر الذی أُرید به الفعل كأَنه قال لِیُوصُوا لهن وصیة، و من رفع فعلی إِضمار فعلیهم وصیة لأَزواجهم، و نصب قوله مَتٰاعاً علی المصدر أَیضاً أَراد متِّعوهن متاعاً، و المَتاعُ و المُتْعةُ اسْمانِ یَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقیقی و هو التمتیع أَی انفعوهن بما تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلی الحول. و قوله تعالی: أَ فَرَأَیْتَ إِنْ مَتَّعْنٰاهُمْ سِنِینَ ثُمَّ جٰاءَهُمْ مٰا كٰانُوا یُوعَدُونَ؛ قال ثعلب: معناه أَطلنا أَعمارهم ثم جاءهم الموت. و الماتِعُ: الطویل من كل شی‌ء و مَتَّعَ الشی‌ءَ: طَوَّله؛ و منه قول لبید البیت المقدّم و قول النابغة الذبیانی:
لسان العرب، ج‌8، ص: 332
إِلی خَیْرِ دِینٍ سُنَّةٍ قد عَلِمْته، و مِیزانُه فی سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ أَی راجِحٌ زائِدٌ. و أَمْتَعَه بالشی‌ء و مَتَّعَه: مَلَّاه إِیاه. و أَمْتَعْتُ بالشی‌ء أَی تَمَتَّعْتُ به، و كذلك تَمَتَّعْتُ بأَهلی و مالی؛ و منه قول الراعی: خَلِیلَیْنِ من شَعْبَیْنِ شَتَّی تَجاوَرا قلیلًا، و كانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا «1» أَمتَعا هاهنا: تَمتَّعا، و الاسم من كل ذلك المَتاعُ، و هو فی تفسیر الأَصمعی مُتَعَدّ بمعنی مَتَّعَ؛ و أَنشد أَبو عمرو للراعی: و لكِنَّما أَجْدَی و أَمْتَعَ جَدُّه بِفِرْقٍ یُخَشِّیه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه أَی تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم، و خالف الأَصمعی أَبا زید و أَبا عمرو فی البیت الأَوّل و رواه: … و كانا للتفَرُّقِ أَمْتَعا، باللام؛ یقول: لیس من أَحد یفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشی‌ء یذكره به، فكان ما أَمتَعَ كل واحد من هذین صاحبه أَن فارَقه أَی كانا مُتجاوِرَیْن فی المُرْتَبَعِ فلما انقضی الرَّبِیعُ تفرقا، و روی البیت الثانی: … و أَمْتَعَ جَدَّه، بالنصب، أَی أَمتعَ الله جَدَّه. و قال الكسائی: طالما أُمْتِعَ بالعافیة فی معنی مُتِّعَ و تَمَتَّعَ. و قول الله تعالی: فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلٰاقِكُمْ؛ قال الفراء: اسْتَمْتَعُوا یقول رَضُوا بنصیبهم فی الدنیا من أَنصبائهم فی الآخرة و فعلتم أَنتم كما فعلوا. و یقال: أَمْتَعْتُ عن فلان أَی اسْتَغْنَیْتُ عنه. و المُتْعةُ و المِتْعةُ و المَتْعةُ أَیضاً: البُلْغةُ؛ و یقول الرجل لصاحبه: ابْغِنی مُتْعةً أَعِیشُ بها أَی ابْغِ لی شیئاً آكُلُه أَو زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته؛ و منه قول الأَعشی یصف صائداً: مِنْ آلِ نَبْهانَ یَبْغِی صَحْبَه مُتَعا أَی یَبْغِی لأَصحابه صیداً یعیشون به، و المُتَعُ جمع مُتْعةٍ. قال اللیث: و منهم من یقول مِتْعةٌ، و جمعها مِتَعٌ، و قیل: المُتْعةُ الزاد القلیل، و جمعها مُتَعٌ. قال الأَزهری: و كذلك قوله تعالی: یٰا قَوْمِ إِنَّمٰا هٰذِهِ الْحَیٰاةُ الدُّنْیٰا مَتٰاعٌ؛ أَی بُلْغةٌ یُتَبلَّغُ به لا بقاء له. و یقال: لا یُمْتِعُنی هذا الثوبُ أَی لا یَبْقی لی، و منه یقال: أَمْتَعَ الله بك. أَبو عبیدة فی قوله فأُمَتِّعُه أی أُؤخره، و منه یقال: أَمْتَعَك الله بطول العمر؛ و أَما قول بعض العرب یهجو امرأَته: لو جُمِعَ الثلاث و الرُّباعُ و حِنْطةُ الأَرضِ التی تُباعُ، لم تَرَهُ إِلّا هُوَ المَتاعُ فإِنه هجا امرأَته. و الثلاث و الرباع: أَحدهما كیل معلوم، و الآخر وزن معلوم؛ یقول: لو جُمِعَ لها ما یكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْعةً قلیلة. قال الله عز و جل: مَا الْحَیٰاةُ الدُّنْیٰا إِلّٰا مَتٰاعُ*، و قول الله عز و جلّ: لَیْسَ عَلَیْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ مَسْكُونَةٍ فِیهٰا مَتٰاعٌ لَكُمْ؛جاء فی التفسیر: أَنه عنی ببیوت غیر مسكونة الخانات و الفنادِقَ التی تنزلها السابِلةُ و لا یُقیمون فیها إِلا مُقامَ ظاعن، و قیل: إِنه عنی بها الخَراباتِ التی یدخلها أَبناء السبیل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء، و معنی قوله عز و جل: فِیهٰا مَتٰاعٌ لَكُمْ، أَی مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فیها حوائجكم مستترین عن الأَبْصارِ و رُؤیة الناس، فذلك المَتاعُ، و الله أَعلم بما أَراد. و قال ابن المظفر: المَتاعُ من أَمْتِعةِ البیت ما یَسْتَمْتِعُ به الإِنسان فی حَوائِجه،
(1). قوله [خلیلین] الذی فی الصحاح و شرح القاموس خلیطین.
لسان العرب، ج‌8، ص: 333
و كذلك كل شی‌ء، قال: و الدنیا متاع الغرور، یقول: إنما العَیْشُ متاع أَیام ثم یزول أَی بَقاء أَیام. و المَتاعُ: السِّلْعةُ. و المَتاعُ أَیضاً: المنفعة و ما تَمَتَّعْتَ به. و‌فی حدیث ابن الأَكْوَعِ: قالوا یا رسول الله لو لا مَتَّعْتنا به‌أَی تركتنا ننتفع به. و‌فی الحدیث: أَنه حرّم المدینة و رخّص فی متاعِ الناصح، أَراد أَداة البعیر التی تؤخذ من الشجر فسماها متاعاً. و المتاعُ: كل ما یُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنیا قلیلِها و كثیرِها. و مَتَعَ بالشی‌ء: ذهب به یَمْتَعُ مَتْعاً. یقال: لئن اشتریت هذا الغلام لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَی لتَذْهَبَنَّ به؛ قال المُشَعَّثُ: تَمَتَّعْ یا مُشَعَّثُ، إِنَّ شیئاً، سَبَقْتَ به المَماتَ، هو المَتاعُ و بهذا البیت سمی مُشَعَّثاً. و المَتاعُ: المالُ و الأَثاث، و الجمع أَمْتعةٌ، و أَماتِعُ جمع الجمع، و حكی ابن الأَعرابی أَماتِیعَ، فهو من باب أَقاطِیعَ. و متاعُ المرأَةِ: هَنُها. و المَتْعُ و المُتْعُ: الكیْدُ؛ الأَخیرة عن كراع، و الأُولی أَعلی؛ قال رؤبة: من مَتْعِ أَعْداءٍ و حوْضٍ تَهْدِمُه و ماتِعٌ: اسم.

مثع؛ ج8، ص: 333

: المَثَعُ: مِشْیةٌ قبیحة للنساء، مَثَعَتِ المرأَة تَمْثَعُ مَثْعاً و تَمْثُعُ و مَثِعَت، كلاهما: مَشَتْ مِشْیةً قبیحة، و ضَبُعٌ مَثْعاء كذلك؛ قال المعْنیُّ: كالضَّبُعِ المَثْعاء عَنَّاها السُّدُمْ، تَحْفِرُه من جانِبٍ و یَنْهَدِمْ المَثْعاءُ: الضَّبُعُ المُنْتِنةُ.

مجع؛ ج8، ص: 333

: المَجْعُ و التمجُّعُ: أَكل التمر الیابس. و مَجَعَ یَمْجُعُ مَجْعاً و تَمَجَّعَ: أَكل التمر باللبن معاً، و قیل: هو أَن یأْكل التمر و یشرب علیه اللبن. یقال: هو لا یزال یَتَمَجَّعُ، و هو أَن یَحْسُوَ حَسْوةً من اللبن و یَلْقَمَ علیها تَمْرةً، و ذلك المَجِیعُ عند العرب، و ربما أُلْقِیَ التمرُ فی اللبن حتی یتشربه فیؤكل التمرُ و تَبْقی المَجاعةُ. و‌فی حدیث بعضهم: دخلت علی رجل و هو یَتَمَجَّعُ من ذلك، و قیل: المَجِیعُ التمر یُعْجَنُ باللبن و هو ضرب من الطعام؛ و قال: إِنَّ فی دارِنا ثلاثَ حَبالی، فَوَدِدْنا أنْ لو وَضَعْنَ جَمِیعا: جارَتی ثم هِرَّتی ثم شاتی، فإِذا ما وَضَعْنَ كُنّ رَبیعا جارتی للخَبِیص، و الهرُّ للفأْرِ، و شاتی، إِذا اشْتَهَیْنا مَجِیعا كأَنه قال: و شاتی للمَجِیع إِذا اشْتَهَیْناه. و المجاعةُ: فُضالةُ المَجِیع. و رجل مَجّاعٌ و مَجّاعةٌ و مُجّاعةٌ إِذا كان یحب المَجِیعَ، و هو كثیر التمجُّع. و تماجَعَ الرجلانِ: تَماجَنا و تَرافَثا. و مَجِعَ الرجلُ، بالكسر، یَمْجَعُ مَجاعةً إِذا تماجَنَ. و المِجْعُ و المُجْعةُ و المُجَعةُ، مثال الهُمَزةِ: الرجل الأَحمق الذی إِذا جلس لم یَكَدْ یَبْرَحُ مكانه، و الأُنثی مِجْعةٌ. قال ابن سیدة: و أری أَنه حُكِیَ فیه المِجَعةُ. قال ابن بری: المِجْعُ الجاهِلُ، و قیل: المازِحُ. و یقال: مَجُعَ مَجاعةً، بالضم، مِثل قَبُحَ قباحةً. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: أَنه دخل علی سلیمان بن عبد الملك فَمازَحَه بكلمة فقال: إِیای و كلامَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 334
المِجَعةِ، واحدهم مِجْعٌ مثل قِرَدةٍ و قِرْدٍ؛ قال الزمخشری: لو روی بالسكون لكان المراد إِیای و كلامَ المرأَةِ الغَزِلةِ، و یروی إِیّایَ و كلامَ المَجاعة أَی التصریح بالرَّفَثِ. یقال: فی نساء بنی فلان مَجاعةٌ أَی یُصَرِّحْنَ بالرَّفَثِ الذی یكنی عنه، و قوله إِیای یقول احْذَرُونی و جَنِّبُونی و تَنَحَّوا عَنی. و امرأَة مَجِعةٌ: قلیلةُ الحَیاءِ مثال جَلِعةٍ فی الوزْنِ و المعنی؛ عن یعقوب. و المَجِعةُ: المتكلمة بالفُحْشِ، و الاسم المَجاعةُ، و المِجْعُ و المَجْعُ: الداعِرُ، و هو مِجْع نساء یُجالِسُهُنّ و یَتَحَدَّثُ إِلیهن. و مَجّاعٌ: اسم.

مدع؛ ج8، ص: 334

: مَیْدُوعٌ: فرس عبد الحرث بن ضِرار الضَّبِّیّ.

مذع؛ ج8، ص: 334

: مَذَعَ یَمْذَعُ مَذْعاً: أَخبر ببعض الأَمر ثم كَتَمَه، و قیل: قَطَعَه و أَخذ فی غیره. و رجل مَذَّاعٌ: مُتَمَلِّقٌ كَذَّابٌ لا یَقِی و لا یَحْفَظُ أَحداً بظهر الغَیْبِ. و قد مَذَعَ إِذا كَذَبَ. و مَذَعَ فلان یمیناً إِذا حلف. و المَذَّاعُ أَیضاً: الذی لا یَكْتُم سِرًّا. و مِذْعی: حَفْرٌ بالحَزِیز حَزِیزَ رامةَ، مؤنث مقصور؛ قال جریر: سَمَتْ لَكَ منها حاجةٌ بَیْنَ ثَهْمَدٍ و مِذْعی، و أَعناقُ المَطِیِّ خَواضِعُ و المَذْعُ: سَیَلانُ المَزادةِ. و المَذْعُ: السَّیَلانُ من العیون التی تكون فی شَعَفاتِ الجبالِ. و مَذَعَ ببوله أَی رَمی به. و قال الأَزهری فی ترجمة بذع: البَذْعُ قَطْرُ حُبِّ الماءِ، قال: و هو المَذْعُ أَیضاً، یقال بَذَعَ و مَذَعَ إِذا قَطَرَ.

مرع؛ ج8، ص: 334

: المَرْعُ: الكَلأُ، و الجمع أَمْرُعٌ و أَمْراعٌ مثل یَمْنٍ و أَیْمُنٍ و أَیمانٍ؛ قال أَبو ذؤیب یعنی عَضَّ السِنِینَ المُجْدِبةِ: أَكَلَ الجَمِیمَ و طاوَعَتْه سَمْحجٌ مثْلُ القَناةِ، و أَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ ذكر الجوهری فی هذا الفصل: المَرِیعُ الخَصِیبُ، و الجمع أَمْرُعٌ و أَمْراعٌ، قال ابن بری: لا یصح أَن یجمع مَرِیعٌ علی أَمْرُعٍ لأَنّ فَعِیلًا لا یجمع علی أَفْعُلٍ إِلا إِذا كان مؤنثاً نحو یمِینٍ و أَیْمُنٍ، و أَما أَمْرُعٌ فی بیت أَبی ذؤیب فهو جمع مَرْعٍ، و هو الكَلأُ؛ قال أَعرابی: أَتَتْ علینا أَعوامٌ أَمْرُعٌ إِذا كانت خَصْبةً. و مَرَعَ المكانُ و الوادِی مَرْعاً و مَراعةً و مَرِعَ مَرَعاً و أَمْرَعَ، كلُّه: أَخْصَبَ و أَكْلأَ، و قیل لم یأْت مَرَعَ، و یجوز مَرُعَ. و مَرِعَ الرجل إِذا وَقَعَ فی خِصْبٍ، و مَرِع إِذا تَنَعَّمَ. و مكانٌ مَرِعٌ و مَرِیعٌ: خَصِیب مُمْرِع ناجِعٌ؛ قال الأَعشی: سَلِسٌ مُقَلَّدُه أَسِیلٌ خَدُّه مَرِعٌ جَنابُهْ و أَمْرَعَ القومُ: أَصابوا الكَلأَ فأَخْصَبُوا. و فی المثل: أَمْرَعْتَ فانْزِلْ؛ و أَنشد ابن بری: بما شِئْتَ من خَزٍّ و أَمْرَعْتَ فانْزِلِ و یقال للقوم مُمْرِعُون إِذا كانت مواشِیهم فی خِصْبٍ. و أَرض أُمْرُوعةٌ أَی خصیبة. ابن شمیل: المُمْرِعةُ. الأَرض المُعْشِبةُ المُكْلِئةُ. و قد أَمْرَعَت الأَرضُ إِذا شَبِعَ غنمها، و أَمْرَعَتْ إِذا أَكْلأَتْ فی الشجر و البقل، و لا یزال یقال لها مُمْرِعةٌ ما دامت مُكْلِئةً من الربیع و الیَبِیسِ. و أَمْرَعَتِ الأَرضُ إِذا
لسان العرب، ج‌8، ص: 335
أَعْشَبَتْ. و غَیْثٌ مَرِیعٌ و مِمْراعٌ: تُمْرِعُ عنه الأَرضُ. و‌فی حدیث الاستسقاء: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دَعا فقال: اللهم اسْقِنا غَیْثاً مَرِیئاً مَرِیعاً مُرْبِعاً؛ المَرِیعُ: ذُو المَراعةِ و الخِصْبِ. یقال: أَمْرَعَ الوادی إِذا أَخْصَبَ؛ قال ابن مقبل: و غَیْث مَرِیع لم یُجَدَّعْ نَباتُه أَی لم ینقطع عنه المطر فَیُجَدَّعَ كما یجدّع الصبی إِذا لم یَرْوَ من اللبن فیسوءَ غِذاؤه و یُهْزَلَ. و مَمارِیعُ الأَرضِ: مَكارِمُها، قال: أَعنی بمكارمها التی هی جمع مَكْرُمةٍ؛ حكاه أَبو حنیفة و لم یذكر لها واحداً. و رجل مَرِیعُ الجنابِ: كثیر الخیر، علی المثل. و أَمْرَعَتِ الأَرضُ: شَبِعَ مالُها كلُّه؛ قال: أَمْرَعَتِ الأَرضُ لَوَ أَنَّ مالا، لو أَنَّ نُوقاً لَكَ أَو جِمالا، أَو ثَلّةً من غَنَمٍ إِمَّا لا و المُرَعُ: طیر صِغار لا یظهر إِلا فی المطر شبیه بالدُّرّاجة، واحدته مُرَعةٌ مثل هُمَزةٍ مثل رُطَبٍ و رُطَبةٍ؛ قال سیبویه: لیس المُرَعُ تكسیر مُرَعةٍ، إِنما هو من باب تَمْرة و تَمْر لأَن فُعَلةَ لا تكسَّر لقلتها فی كلامها، أَ لا تراهم قالوا: هذا المُرَعُ فذكّروا فلو كان كالغُرَفِ لأَنَّثُوا. ابن الأَعرابی: المُرْعةُ طائر طویل، و جمعها مُرَعٌ؛ و أَنشد لملیح: سَقَی جارَتَیْ سُعْدَی، و سُعْدَی و رَهْطَها، و حیثُ التَقَی شَرْقٌ بِسُعْدَی و مَغْرِبُ بِذی هَیْدبٍ أَیْما الرُّبا تحتَ وَدْقِه فَترْوَی، و أَیْما كلُّ وادٍ فَیَرْعَبُ له مُرَعٌ یَخْرُجْنَ من تحتِ وَدْقِه، منَ الماءِ جُونٌ رِیشُها یَتَصَبَّبُ قال أَبو عمرو: المُرْعةُ طائر أَبیض حسَنُ اللونِ طیب الطعم فی قدر السُّمانَی. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه سئل عن السَّلْوی فقال: هی المُرَعةُ؛ قال ابن الأَثیر: هو طائر أَبیض حسن اللون طویل الرجلین بقدر السُّمانی، قال: إِنه یقع فی المطر من السماء. و مارِعةُ: ملِكٌ فی الدهْرِ الأَوّل. و بنو مارِعةَ: بطن یقال لهم الموارِعُ. و مَرْوَعُ: أَرض؛ قال رؤْبة: فی جَوْفِ أَجْنَی من حِفافی مَرْوَعا و أَمْرَعَ رأْسَه بدُهْنٍ أَی أَكْثَرَ منه و أَوْسَعَه، یقال: أَمرِعْ رأْسك و امْرَعْه أَی أَكثر منه؛ قال رؤبة: كَغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ، كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ یُمْرَعُ لَوْنِی، و لو هَبَّتْ عَقِیمٌ تَسْفَعُ یقول كأَنَّ لونه یُعْلَی بالدُّهْنِ لصَفائِه. ابن الأَعرابی: أَمْرَعَ المكانُ لا غیر. و مَرَعَ رأْسَه بالدهن إِذا مَسَحَه.

مزع؛ ج8، ص: 335

: المَزْعُ: شدّةُ السیر؛ قال النابغة: و الخَیْلَ تَمْزَعُ غَرْباً فی أَعِنَّتها، كالطَّیْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذی البَرَدِ مَزَعَ البعیرُ فی عَدْوِه یَمْزَعُ مَزْعاً: أَسْرَع فی عَدْوه، و كذلك الفرسُ و الظبْیُ، و قیل: العَدْو الخفیف، و قیل: هو أَوّل العدْو و آخر المشْی. و یقال للظبی إِذا عَدا: مَزَعَ و قَزَعَ، و فرس مِمْزَعٌ؛ قال طفیل:
لسان العرب، ج‌8، ص: 336
و كلّ طَمُوحِ الطَّرْفِ شَقَّاءَ شَطْبةٍ مُقَرِّبةٍ كَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ و المَزْعِیُّ: النَّمّامُ، و قد یكون السیّارَ باللیل. و القنافِذُ تَمْزَعُ باللیل مَزْعاً إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ؛ و أَنشد الریاشی لعبدة بن الطبیب یضرب مثلًا للنمام: قومٌ، إِذا دَمَسَ الظّلامُ علیهمُ، حَدَجُوا قَنافِذَ بالنمیمةِ تَمْزَعُ ابن الأَعرابی: القُنْفُذُ یقال لها المَزّاعُ. و مَزَعَ القُطْنَ یَمْزَعُه مَزْعاً: نَفَشَه. و مَزَّعَتِ المرأَةُ القطنَ بِیَدِها إِذا زَبَّدَتْه و قَطَّعَتْه ثم أَلَّفَتْه فجوّدته بذلك. و المُزْعةُ: القِطْعةُ من القُطْنِ و الرِّیشِ و اللحم و نحوِها. و المِزْعةُ، بالكسر، من الریش و القطن مثل المِزْقةِ من الخِرَقِ، و جمعها مِزَعٌ؛ و منه قول الشاعر یصف ظلیماً: مِزعٌ یُطَیِّره أَزَفُّ خَذُومُ أَی سریع. و مُزاعةُ الشی‌ء: سُقاطَتُه. و مَزَّعَ اللحمَ فَتَمزَّع: فَرَّقَه فتفرق. و‌فی حدیث جابر: فقال لهم تَمَزَّعُوه فأَوفاهُمُ الذی لهم‌أَی تقاسَموه و فَرَّقُوه بینكم. و التَّمزِیعُ: التفْرِیقُ. یقال: مَزَّعَ فلان أَمرَه تَمْزِیعاً إِذا فَرَّقَه. و المُزْعةُ: بقیَّةُ الدسَمِ. و تَمَزَّعَ غیظاً: تقطّع. و‌فی الحدیث: أَنه غَضِبَ غَضَباً شدیداً حتی تَخَیَّلَ لی أَنّ أَنفه یَتَمَزَّعُ من شدةِ غَضَبِه‌أَی یَتَقَطَّعُ و یتشقّق غَضَباً. قال أَبو عبید: لیس یتمزع بشی‌ء و لكنی أَحسبه یَتَرَمَّعُ، و هو أَن تراه كأَنه یُرْعِدُ من الغضب، و لم ینكر أَبو عبید أَن یكون التمزع بمعنی التقَطّع و إِنما استبعد المعنی. و المُزْعةُ، بالضم: قِطْعةُ لحم، یقال: ما علیه مُزْعةُ لحم أَی ما علیه حُزّةُ لحم، و كذلك ما فی وجهه لُحادةُ لحم. أَبو عبید فی باب النفی: ما علیه مُزْعةُ لحم. و‌فی الحدیث: لا تَزالُ المسأَلة بالعبد حتی یلقی الله و ما فی وجهه مُزْعةُ لحم‌أَی قِطْعةٌ یسیرة من اللحم. أَبو عمرو: ما ذُقْتُ مُزْعةَ لحم و لا حذْفةً و لا حِذْیةً و لا لحبةً و لا حِرْباءةً و لا یَرْبوعةً و لا ملاكاً و لا ملُوكاً بمعنی واحد. و مَزَّعَ اللحمَ تَمْزِیعاً: قطَّعه؛ قال خبیب: و ذلكَ فی ذاتِ الإِلَهِ، و إِن یَشَأ یُبارِكْ علی أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزّعِ و ما فی الإِناءِ مُزْعةٌ من الماءِ أَی جُرعةٌ.

مسع؛ ج8، ص: 336

: الأَصمعی: یقال لریح الشَّمالِ مِسْعٌ و نِسْعٌ؛ و أَنشد الجوهری للمُتَنَخِّل الهُذَلی، و قال ابن بری: هو لأَبی ذؤیب لا للمتنخل: قد حالَ بَیْنَ دَرِیسَیْه مُؤَوِّبةٌ مِسْعٌ، لها بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِیزُ قوله مُؤَوِّبةٌ أَی ریحٌ تجی‌ءُ مع اللیل. و المَسْعِیُّ من الرجال: الكثیر السیْرِ القویُّ علیه.

مشع؛ ج8، ص: 336

: المَشْعُ: ضرْبٌ من الأَكل كأَكلِكَ القِثّاء، و قد مَشَعَ القِثّاءَ مَشْعاً أَی مَضَغَه، و قیل: المَشْعُ أَكلُ القِثّاء و غیره مما له جَرْسٌ عند الأَكل. و یقال: مَشَعْنا القَصْعةَ أَی أَكلنا كلّ ما فیها. و المَشْعُ: السیر السهل. و التمشُّعُ: الاستنجاءُ. و التمْشِیعُ: التمْسِیح. و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَو عَظْمٍ: التمشُّعُ: التمسُّحُ فی الاستنجاء؛ قال الأَزهری: و هو حرف صحیح. و تَمَشَّعَ و امْتَشَعَ إِذا أَزال عنه الأَذی. و مَشَعَ القُطْنَ یَمْشَعُه مَشْعاً: نَفَشَه
لسان العرب، ج‌8، ص: 337
بیده، و المِشْعةُ و المَشِیعةُ: القِطْعةُ منه. و المَشْعُ: الكَسْبُ. و مَشَعَ یَمْشَعُ مَشْعاً و مُشُوعاً: كَسَبَ و جَمَع. و رجل مَشُوعٌ: كَسُوبٌ؛ قال: و لیس بخَیْرٍ من أَبٍ غیرَ أَنه، إِذا اغْبَرّ آفاقُ البلادِ، مَشُوعُ و مَشَعْتُ الغنَمَ: حَلَبْتُها. و امْتَشَعْتُ ما فی الضّرْعِ و امْتَشَقْتُه إِذا لم تدَع فیه شیئاً، و كذلك امْتَشَعْتُ ما فی یَدَیْ فلان و امْتَشَقْته إِذا أَخذت ما فی یده كله. و امتشع السیفَ من غِمْدِه و امْتَلَخه إِذا امْتَعَدَه و سلَّه مُسْرِعاً. و یقال: امْتَشِعْ من فلان ما مَشَعَ لك أَی خُذْ منه ما وجدْت. قال ابن الأَعرابی: امْتَشَعَ الرجل ثوب صاحبه أَی اخْتَلَسَه. و ذئبٌ مَشُوعٌ.

مصع؛ ج8، ص: 337

: المَصْع: التحریك، و قیل: هو عَدْوٌ شدید یحرك فیه الذنب. و مرّ یَمْصَعُ أَی یُسْرِعُ مثل یَمْزَعُ؛ و أَنشد أَبو عمرو: یَمْصَع فی قِطْعةِ طَیْلَسانِ مَصْعاً، كَمَصْعِ ذكَرِ الوِرْلانِ و مَصَعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْعاً: حركته من غیر عَدْوٍ، و الدابة تَمْصَعُ بذنبها؛ قال رؤبة: إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ، بَصْبَصْنَ و اقْشَعْرَرْنَ من خوْفِ الرَّهَقْ، یَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وَبَقْ اللوح: العطش، و الإِنْقاض: الصوتُ، و النُّقَقُ: الضَّفادِعُ، جمع نَقُوقٍ، و كان حقه نُقُقٌ ففتح لتوالی الضمتین. و‌فی حدیث زید بن ثابت: و الفتنةُ قد مَصَعَتْهم‌أَی عَرَكَتْهم و نالت منهم؛ هو من المَصْعِ الذی هو الحركة و الضرْبُ. و المُماصَعةُ و المِصاعُ: المُجالدَة و المُضارَبةُ. و‌فی حدیث عبید ابن عمیر فی الموقوذة: إِذا مَصَعَتْ بذَنبها‌أَی حرّكَتْه و ضربَتْ به. و‌فی حدیث دم الحیض: فَمَصَعَتْه بظُفُرِها‌أَی حرّكته و فَرَكَتْه. و مَصَعَ الفرسُ یَمْصَعُ مَصْعاً: مَرَّ مَرًّا خفیفاً. و مَصَع البعیرُ یَمْصَعُ مَصْعاً: أَسْرَعَ. و مَصَعَ الرجُلُ فی الأَرض یَمْصَعُ مَصْعاً و امْتَصَعَ إِذا ذهب فیها؛ قال الأَغلب العجلی: و هُنَّ یَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ، مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ و مَصَعَ لبنُ الناقة منه یَمْصَعُ مُصُوعاً؛ الآتی و المصدر جمیعاً عن اللحیانی: ذهب، فهی ماصِعةُ الدَّرِّ. و كلّ شی‌ء ولَّی و قد ذهَب، فقد مَصَعَ. و أَمْصَعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه. و أَمْصَعَ القومُ: مَصَعَتْ أَلْبانُ إِبِلِهم، و مَصَعَت إِبلهم: ذهَبَت أَلبانُها؛ و استعاره بعضهم للماء فقال أَنشده اللحیانی: أَصْبَحَ حوْضاكَ، لِمَنْ یَراهما، مُسَمَّلَیْنِ ماصِعاً قِراهُما و مَصَعَ البردُ أَی ذهَب. و مَصَعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه بالماءِ البارِدِ. و المَصْعُ: القِلّةُ. و مَصَعَ الحوْضَ بماء قلیل: بَلَّه و نضحَه. و مَصَعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ ماؤه. و مَصَعَ ماءُ الحوض إِذا نَشَّفَه الحوضُ. و مَصَعَت الناقةُ هُزالًا، قال: و كلُّ مُولٍّ ماصِعٌ. و المَصْعُ: السوْقُ. و مَصَعَه بالسوط: ضرَبه ضرَباتٍ قلیلةً ثلاثاً أَو أَربعاً. و المصْع: الضرْبُ بالسیف، و رجل مَصِعٌ؛ و أَنشد
لسان العرب، ج‌8، ص: 338
: رُبْ هَیْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بِهَیْضَلِ و المُماصَعةُ: المُقاتَلةُ و المُجالَدة بالسیوف؛ و أَنشد القُطامی: تَراهُم یَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا، و یَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصاعا و‌فی حدیث ثقِیفٍ: تركوا المِصاعَ‌أَی الجِلادَ و الضِّرابَ: و ماصَعَ قِرْنَه مُماصَعةً و مِصاعاً: جالَده بالسیف و نحوه؛ و أَنشد سیبویه للزبرقان: یَهْدِی الخَمِیسَ نِجاداً فی مَطالِعِها، إِمّا المِصاعُ، و إِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ و أَنشد الأَصمعی یصف الجواری: إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ، و كان المِصاع بما فی الجُؤَنْ یعنی قتال النساءِ الرجالَ بما علیهن من الطیب و الزینة. و رجل مَصِعٌ: مقاتل بالسیف؛ قال: و وراء الثَّأْرِ مِنِّی ابن أُخْتٍ مَصِعٌ، عُقْدَتُه ما تُحَلُّ و المَصِعُ: الغلامُ الذی یَلْعَب بالمِخْراقِ. و مَصَعَ البرْقُ أَی أَوْمَضَ. قال ابن الأَعرابی: و سئل أَعرابی عن البرق فقال: مَصْعةُ مَلَكٍ أَی یَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَری النِّیرانَ. و‌فی حدیث مجاهد: البرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ یسُوقُ السحابَ‌أَی یضرب السحاب ضربة فتَری البرْقَ یَلْمَعُ، و قیل: معناه فی اللغة التحریك و الضرب فكأَن السوط یقع به للسحاب و تحریك له. و الماصِعُ: البَرَّاقُ، و قیل المُتَغیرُ؛ و منه قول ابن مقبل: فأَفْرَغْنَ من ماصِعٍ لوْنُه علی قُلُصٍ یَنْتَهِبْنَ السِّجالا هكذا رواه أَبو عبید؛ و الروایة: فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ …، لأَن قبله: فأَوْرَدْتُها مَنْهَلًا آجِناً، نُعاجِلُ حِلًّا به و ارْتِحالا و یروی: نُعالِجُ …؛ قوله‌فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَی سَقَیْتُها من ماء خالص أَبیض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه، و السِّجالُ: جمع سَجْلٍ للدَّلْوِ. و قال الأَزهری فی ترجمة نصع عند ذكر هذا البیت: و قد قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قلیلًا. و قال شمر: ماصِعٌ یرید ناصِعٌ، صیر النون میماً؛ قال الأَزهری: و قد قال ابن مقبل فی شِعْرٍ له آخَرَ فجعل الماصِعَ كَدراً فقال: عَبَّتْ، بِمِشْفَرِها و فضْلِ زِمامِها، فی فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ و المَصِعُ: الشیْخُ الزَّحّارُ. قال الأَزهریّ: و من هذا قولهم قَبَّحَه اللهُ و أُمًّا مَصَعَتْ به و هو أَن تُلْقِیَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ و تَرْمِیَه. و مَصَعَ بالشی‌ء: رمی به. و مَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه مَصْعاً: رمی. و قال الأَصمعی: یقال مَصَعَتِ الأُمّ بولدها و أَمْصَعَت به، بالأَلف، و أَخْفَدَت به و حَطَأَتْ به و زَكَبَت به. و مَصَعَ بسَلْحِه مَصْعاً: رمی به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ، و قیل: كلُّ ما رُمِیَ به فقد مُصِعَ به مَصْعاً؛ و قوله أَنشده ثعلب و لم یفسره: تَری أَثَرَ الحیّاتِ فیها، كأَنَّها مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 339
قال ابن سیدة: و عندی أَنها المَرامی أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك. و المَصُوعُ: الفَرُوقُ. و المُصْعُ و المُصَعُ: حَمْلُ العَوْسَجِ و ثَمَرُه، و هو أَحمر یؤكل، الواحدة مُصْعةٌ و مُصَعة، یقال: هو أَحمر كالمُصَعَةِ یعنی ثمرة العوْسَجِ، و منه ضَرْبٌ أَسود لا یؤكل علی أَرْدإِ العَوْسَجِ و أَخْبَثِه شوْكاً؛ قال ابن بری: شاهد المُصَعِ قول الضبّیّ: أَ كانَ كَرِّی و إِقْدامی بِفی جُرَذٍ، بین العَواسِجِ، أَحْنی حَوْلَه المُصَعُ؟ و المُصْعةُ و المُصَعةُ مثال الهُمَزة: طائر صغیر أَخضرُ یأْخذه الفخ؛ الأَخیرة عن كراع؛ و یروی قول الشمّاخِ یصِفُ نَبْعةً: فَمَظَّعَها شَهْرَیْن ماءَ لِحائِها، و یَنْظُرُ فیها أَیَّها هو غامِزُ بالصاد غیر معجمة؛ یقول: ترَك علیها قِشْرها حتی جَفَّ علیها لِیطُها، و أَیَّها منصوب بغامِزٌ، و الصحیح فی الروایة فمَظَّعَها أَی شَرَّبَها ماءَ لِحائِها، و هو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلی مفعولین كَشَرَّبَ. و فی نوادر الأَعراب: یقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ و أَمْصَعْتُ و عَجَّرْتُ و عَنَّقْتُ إِذا أَقرّ به و أَعطاه عفواً.

مضع؛ ج8، ص: 339

: مَضَعَه یَمْضَعُه مَضْعاً: تَناوَلَ عِرْضَه. و المُمْضَعُ: المُطْعَمُ للصید؛ عن ثعلب و أَنشد: رَمَتْنیَ مَیٌّ بالهَوی رَمْیَ مُمْضَعٍ، من الوَحْشِ، لَوْطٍ لم تَعُقْه الأَوانِسُ

مطع؛ ج8، ص: 339

: المَطْعُ: ضربٌ من الأَكل بأَدنی الفَمِ و التناوُلُ فی الأَكل بالثنایا و ما یلیها من مُقَدّمِ الأَسنان. یقال: هو ماطِعٌ ناطِعٌ بمعنی واحد، و هو القَضْمُ. و مَطَعَ فی الأَرض مَطْعاً و مُطُوعاً: ذهَب فلم یوجد.

مظع؛ ج8، ص: 339

: مَظَعَ الوَتَرَ یَمْظَعُه مَظْعاً و مَظَّعَه تَمْظِیعاً: مَلَّسَه و یبَّسَه، و قیل: و أَلانه، و كذلك الخشبة، و قیل: كلُّ ما أَلانَه و مَلَّسَه، فقد مَظَعَه، و مَظَعَتِ الریحُ الخَشَبة: امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها. و مَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثم وَضعْتَها بِلِحائها فی الشمس حتی تَتَشَرَّبَ ماءَها و یُتْرَك لِحاؤها علیها لئَلا تَتَصَدَّعَ و تَتَشَقَّقَ؛ قال أَوس ابن حجر یصف رجلًا قطع شجرة یتخذ منها قوْساً: فَمَظَّعَها حَوْلَیْنِ ماءَ لِحائِها، تُعالی علی ظَهْر العَرِیشِ و تُنْزَلُ العریش: البیت؛ یقول تُرْفَع علیه باللیل و تُنْزَلُ بالنهار لئلا تصیبها الشمس فتتفطر. و التَّمَظُّعُ: شرب القضِیب ماء اللِّحاء تتركه علیه حتی یَتَشَرَّبَه فیكون أَصلب له، و قد مَظَّعَه الماءَ؛ قال أَوس بن حجر: فلمّا نَجا من ذلكَ الكَرْبِ، لم یَزَلْ یُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا و یقال للرجل إِذا رَوَّی بالدسَمِ الثَّرِیدَ: قد رَوَّغَه و مَرَّغَه و مَظَّعَه و مَرْطَلَه و سَغْبَلَه و سَغْسَغَه. و قال أَبو حنیفة: مَظَّعَ القوْسَ و السَّهْمَ شَرّبهما؛ و قال الشماخ یصف قوساً: فمَظّعَها شَهْرَیْنِ ماءَ لحائِها، و یَنْظُرُ فِیها أَیَّها هو غامِزُ و المَظْعُ فعله مُماتٌ، و منه اشتقاق مَظَّعْت العود إِذا تركته فی لِحائِه لیشرب ماءه. و مَظَّعَ فلان
لسان العرب، ج‌8، ص: 340
الإِهابَ إِذا سقاه الدُّهْنَ حتی یَشْرَبَه. و تَمَظَّعَ ما عنده: تَلَحَّسَه كله. و فلان یَتَمَظّعُ الظلَّ أَی یَتَتَبَّعُه من موضع إِلی موضع. و المُظْعةُ: بَقِیّةٌ من الكَلإِ.

معع؛ ج8، ص: 340

: المَعُّ: الذّوَبانُ. و المَعْمَعةُ: صوت الحَریقِ فی القَصَبِ و نحوه، و قیل: هو حكایةُ صوتِ لهب النار إِذا شُبَّتْ بالضِّرامِ؛ و منه قولُ إمرئ القیس: كمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ و قال كعب بن مالك: مَنْ سَرَّه ضرْبٌ یُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً، كمَعْمَعةِ الأَباءِ المُحْرَقِ و المَعْمَعةُ: صوت الشُجَعاءِ فی الحرب، و قد مَعْمَعوا؛ قال العجاج: و مَعْمَعَتْ فی وَعْكةٍ و مَعْمَعا و یقال للحرب مَعْمَعةٌ، و له معنیان: أَحدهما صوت المُقاتلةِ، و الثانی اسْتِعارُ نارِها. و‌فی حدیث: لا تَهْلِكُ أُمَّتی حتی یكون بینهم التمایُلُ و التمایُزُ و المَعامِعُ؛ المَعامِعُ شدَّة الحرْبِ و الجِدُّ فی القِتالِ و هَیْجُ الفِتَنِ و الْتِهابُ نِیرانِها، و الأَصل فیه مَعْمعةُ النارِ، و هی سُرْعةُ تَلَهُّبِها، و مثله مَعْمَعةُ الحرِّ، و هذا مثل قولهم: الآن حَمِیَ الوَطِیسُ. و المَعْمَعةُ: شدَّةُ الحرّ؛ قال لبید: إِذا الفَلاةُ أَوحَشَتْ فی المَعْمَعهْ و المَعْمَعانُ كالمَعْمَعةِ، و قیل: هو أَشدُّ الحرّ. و لیلة مَعْمَعانةٌ و مَعْمَعانیَّةٌ: شدیدةُ الحرّ، و كذلك الیومُ مَعْمَعانیٌّ و مَعْمَعانٌ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: كان یَتَتَبَّعُ الیومَ المَعْمَعانِیَّ فیصومُه‌أَی الشدیدَ الحرّ. و‌فی حدیث ثابت قال بكر بن عبد الله: إِنه لَیَظَلُّ فی الیوم المَعْمَعانیِّ البعیدِ ما بین الطرَفَیْنِ یُراوِحُ ما بین جَبْهَتِه و قدَمَیْه.و یومٌ مَعْماعٌ كمَعْمَعانیٍّ؛ قال: یومٌ من الجَوْزاءِ مَعْماعٌ شَمِسْ و مَعْمَعَ القومُ أَی ساروا فی شدَّةِ الحرّ. و المَعْمَعُ: المرأَة التی أَمرُها مُجْمَعٌ لا تُعْطِی أَحداً من مالها شیئاً. و‌فی حدیث أَوْفی بن دَلْهَمٍ: النساء أَربع، فمنهن مَعْمَع لها شَیْئُها أَجْمَع؛ هی المسْتَبدةُ بمالها عن زوجها لا تواسِیه منه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا فسر. و المَعْمَعِیُّ: الرجل الذی یكون مع مَن غَلَب. و یقال: مَعْمَعَ الرجلُ إِذا لم یحْصُل علی مذهَبٍ كأَنه یقول لكّلٍ أَنا معَك، و منه قیل لمثله: رجل إِمَّعٌ و إِمَّعةٌ. و المَعْمَعةُ: الدَّمْشَقةُ و هو عَمَلٌ فی عَجَلٍ. و امرأَة مَعْمَعٌ: ذكِیَّةٌ مُتَوَقِّدةٌ، و كذلك الرجل. و مَعَ، بتحریك العین: كلمة تضم الشی‌ء إِلی الشی‌ء و هی اسم معناه الصحبة و أَصلها مَعاً، و ذكرها الأَزهری فی المعتلِّ؛ قال محمد بن السریّ: الذی یدل علی أَن مَعَ اسمٌ حركة آخره مع تحرك ما قبله، و قد یسَكن و یُنَوَّنُ، تقول: جاؤوا مَعاً. الأَزهری فی ترجمة معاً: و قال اللیث كنا معاً معناه كنا جمیعاً. و قال الزجاج فی قوله تعالی: إِنّٰا مَعَكُمْ إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ؛ نصب مَعَكُمْ كنصب الظروف، تقول: أَنا معكم و أَنا خَلْفَكم، معناه أَنا مستقِرّ معكم و أَنا مستقر خلفكم. و قال تعالی: إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ، أَی ناصِرُهم؛ و كذلك قوله: لٰا تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا؛ أَی الله ناصِرنا، و قوله:
لسان العرب، ج‌8، ص: 341
وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِینَ، معناه كونوا صادِقین، و قوله عز و جل: إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً، معناه بعدَ العسر یُسْر، و قیل: إِنَّ بمعناها مَعْ بسكون العین غیر إِنَّ مع المتحركة تكون اسماً و حرفاً و مع الساكنة العین حرف لا غیر؛ و أَنشد سیبویه: و رِیشِی مِنْكُمُ و هَوایَ مَعْكُمْ، و إِنْ كانتْ زِیارَتُكم لِماما و حكی الكسائی عن ربیعة و غَنْمٍ أَنهم یسكِّنون العین مِنْ مَعْ فیقولون معْكم و معْنا، قال: فإِذا جاءت الأَلف و اللام و أَلف الوصل اختلفوا فیها، فبعضهم یفتح العین و بعضهم یكسرها، فیقولون مَع القومِ و مَعَ ابنِك، و بعضهم یقول مَعِ القوم و مَعِ ابنِك، أَما من فتح العین مع الأَلف و اللام فإِنه بناه علی قولك كنا مَعاً و نحن معاً، فلما جعلها حرفاً و أَخرجها من الاسم حذف الأَلف و ترك العین علی فتحها فقال: معَ القوم و معَ ابنك، قال: و هو كلام عامة العرب، یعنی فتح العین مع الأَلف و اللام و مع أَلف الوصل، قال: و أَما من سكَّن فقال معْكم ثم كسر عند أَلف الوصل فإِنه أَخرجَه مُخْرَجَ الأَدَواتِ، مثل هَلْ و بَلْ و قدْ و كمْ، فقال: معِ القومِ كقولك: كمِ القومُ و بلِ القوم، و قد ینوَّن فیقال جاؤونی معاً؛ قال ابن بری: مَعاً تستعمل للاثنین فصاعِداً، یقال: هم مَعاً قِیامٌ و هنَّ معاً قیامٌ؛ قال أُسامةُ بن الحرث الهذلی: فسامُونا الهِدانةَ مِن قَریبٍ، و هُنَّ مَعاً قِیامٌ كالشُّجُوبِ و الهِدانةُ: المُوادَعةُ؛ و قال آخر: لا تُرْتَجی حِینَ تُلاقی الذَّائِدا، أَ سَبْعةً لاقَتْ مَعاً أَمْ واحِداً؟ و إِذا أَكثر الرجل من قول مع قیل: هو یُمَعْمِعُ مَعْمعةً. قال: و درهم مَعْمَعِیٌّ كتب علیه مع مع؛ و قوله: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ فی فؤَادی، فَبادِیهِ مع الخافی یَسِیرُ أَراد فبادِیهِ مضموماً إِلی خافِیه یسِیرٌ، و ذلك أَنه لما وصف الحبّ بالتغَلْغُلِ إِنما ذلك وصْفٌ یَخُصُّ الجَواهِرَ لا الأَحْداثَ، أَ لا تری أَن المتغَلغِلَ فی الشی‌ء لا بدَّ أَن یتجاوز مكاناً إِلی آخر؟ و ذلك تفرِیغُ مَكانٍ و شُغْلُ مكان، و هذه أَوصاف تخص فی الحقیقة الأَعیان لا الأَحداث، فأَما التشبیه فلأَنه شبه ما لا ینتقل و لا یزول بما ینتقل و یزول، و أَما المبالغة و التوكید فإِنه أَخرجه عن ضعف العَرَضِیَّةِ إِلی قوة الجَوْهَرِیَّةِ. و جئت مِن معِهم أَی من عندهم.

مقع؛ ج8، ص: 341

: المَقْعُ: أَشدُّ الشُّرْبِ. و مَقَعَ الفصیلُ أُمَّه یَمْقَعُها مَقْعاً و امْتَقَعها: رَضَعَها بشدَّة، و هو أَن یشرب ما فی ضَرْعِها. و امْتَقَعَ الفَصِیلُ ما فی ضَرْعِ أُمه إِذا شرب ما فیه أَجمع، و كذلك امْتَقَّه و امْتَكَّه. و مُقِعَ فلان بسَوْءَةٍ مَقْعاً: رُمِیَ بها. و یقال: مَقَعْتُه بشرٍّ و لقَعْتُه معناه إِذا رمیْته به. و یقال: امْتُقِعَ لونُه إِذا تغیر من حُزْنٍ أَو فزعٍ، و كذلك انْتُقِعَ، بالنون، و ابْتُقِعَ، بالباء، و المیم أَجود، و زعم یعقوب أَن میم امْتُقِعَ بدل من نون انْتُقِعَ.

ملع؛ ج8، ص: 341

: المَلْعُ: الذَّهابُ فی الأَرض، و قیل الطلَبُ، و قیل السُّرْعةُ و الخِفَّةُ، و قیل شدة السیر، و قیل العَدْوُ الشدید، و قیل فوق المشی دون الخَبَبِ، و قیل هو السیر السریع الخفیف، مَلَعَ یَمْلَعُ مَلْعاً
لسان العرب، ج‌8، ص: 342
و مَلَعاناً. و‌فی الحدیث: كنتُ أَسِیرُ المَلْعَ و الخَبَبَ و الوَضْعَ؛ المَلْع: السیْرُ الخفِیفُ السرِیعُ دون الخَبَبِ، و الوَضْعُ فوقه. أَبو عبید: المَلْعُ سرعة سیر الناقة، و قد مَلَعَتْ و انْمَلَعَتْ؛ و أَنشد أَبو عمرو: فُتْلُ المَرافِقِ تَحْدُوها فَتَنْمَلِعُ و جمل مَلُوعٌ و مَیْلَعٌ: سرِیعٌ، و الأُنثی مَلُوعٌ و مَیْلَعٌ، و مِیلاعٌ نادر فیمن جعله فِیعالًا، و ذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء. الأَزهری: و یقال ناقة مَیْلَعٌ مَیْلَقٌ سریعةٌ. قال: و لا یقال جمل مَیْلَعٌ. و المَیْلَعُ: الناقةُ الخفیفة السریعة، و ما أَسْرَع مَلْعَها فی الأَرض و هو سُرْعَةُ عَنَقِها؛ و أَنشد: جاءَتْ به مَیْلَعةٌ طِمِرَّهْ و أَنشد الفراء: و تَهْفُو بِهادٍ لَها مَیلَعٍ، كما أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قال: المَیْلَعُ المُضْطَرِبُ هاهنا و هاهنا. و المَیْلَعُ: الخفیفُ. و القادِسُ: السفینةُ. و الأَرْدَمُ: المَلَّاحُ. و عُقابُ مَلاعٍ مضافٌ، و عقابٌ مَلاعٌ «2» و مِلاعٌ و مَلُوعٌ: خفیفة الضْرب و الاخْتِطافِ؛ قال إمْرؤُ القیس: كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه عُقابُ مَلاعٍ، لا عُقابُ القَواعِلِ معناه أَنَّ العُقاب كلَّما علت فی الجبل كان أَسْرَعَ لانْقِضاضها، یقول: فهذه عُقابُ مَلاعٍ أَی تَهوِی من عُلْوٍ، و لیست بعقاب القَواعِلِ، و هی الجبالُ القِصارُ، و قیل: اشتقاقه من المَلْعِ الذی هو العَدْوُ الشدید، و قال ابن الأَعرابی: عُقاب ملاعٍ تَصِیدُ الجِرْذانَ و حَشَراتِ الأَرض. و المَلِیعُ: الأَرضُ الواسعةُ، و قیل: التی لا نبات فیها؛ قال أَوس بن حجر: و لا مَحالةَ من قَبْرٍ بمَحْنِیةٍ أَو فی مَلِیعٍ، كَظَهْرِ التُّرْس، وضَّاحِ و كذلك المَلاعُ و المَیْلَعُ. و قال ابن الأَعرابی: هی الفَلاةُ الواسعةُ یحتاج فیها إِلی المَلْعِ الذی هو السُّرْعةُ، و لیس هذا بقویّ. و المَلِیعُ: الفسیح الواسعُ من الأَرض البعید المستَوِی، و إِنما سمی مَلِیعاً لمَلْعِ الإِبلِ فیه و هو ذهابها. و المَلِیعُ: الفَضاءُ الواسعُ؛ و قول عمرو بن معدیكَرِبَ: فأَسْمَعَ و اتْلأَبَّ بِنا مَلِیعُ یجوز أَن یكون المَلِیعُ هاهنا الفلاة، و أَن یكون مَلِیعٌ موضعاً بعینه. و المَیْلَعُ: الطریق الذی له سَنَدانِ مَدَّ البصرِ. قال ابن شمیل: المَلِیعُ كهیئةِ السِّكَّةِ ذاهبٌ فی الأَرض ضَیِّقٌ قَعْرُه أَقل من قامةٍ، ثم لا یلبث أَن ینقطع ثم یَضْمَحِلَّ، إِنما یكون فیما استوی من الأَرض فی الصَّحاری و مُتُونِ الأَرض، یَقُودُ المَلِیعُ الغَلْوَتَینِ أَو أَقلّ، و الجماعة مُلُعٌ. و مَیْلَعٌ: اسم كلبة؛ قال رؤْبة: و الشَّدُّ یُدْنی لاحِقاً و هِبْلَعا، و صاحِبَ الحِرْجِ، و یُدْنی مَیْلَعا
(2). قوله [و عقاب ملاع] یستفاد من مجموع كلامی القاموس و یاقوت أن فی ملاع ثلاثة أوجه: البناء علی الكسر كقطام، و الإعراب مصروفاً كسحاب، و المنع من الصرف و هو أقلها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 343
و مَلِیعٌ: هَضْبةٌ بعینها؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِیُّ: رأَیتُ، و دُونَها هَضْباتُ سَلْمَی، حُمُولَ الحَیِّ عالِیةً مَلِیعا قال: مَلِیعٌ مَدَی البَصَرِ أَرضٌ مستویةٌ. و مَلاعِ: موضع. و المَلِیعُ و المَلاعُ: المَفازَةُ التی لا نبات بها. و من أَمثالهم قولهم: أَوْدَتْ به عُقابُ مَلاعٍ؛ قال بعضهم: ملاعٌ مضاف، و یقال: مَلاعٌ من نعت العُقابِ أُضِیفَتْ إِلی نَعْتِها، قال أَبو عبید: یقال ذلك فی الواحد و الجمع و هو شبیه بقولهم: طارت به العَنْقاءُ، و حَلَّقَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ؛ قال أَبو الهیثم: عُقابُ مَلاعٍ و هو العُقَیِّبُ الذی یصید الجِرْذانَ یقال له بالفارسیة مُوشْ خَوارْ؛ قال: و من أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ یَداً من عُقَیِّبِ مَلاعَ یا فتی، منصوب، قال: و هو عُقابٌ تأْخُذُ العصافیرَ و الجِرْذان و لا تأْخذ أَكبر منها. و المَیْلَع: السریعُ؛ قال الحسین بن مُطَیْر الأَسدی یصف فرساً: مَیْلَعُ التقْریبِ یَعبُوبٌ، إِذا بادَرَ الجَوْنةَ، و احْمَرَّ الأُفُقْ ابن الأَعرابی: یقال مَلَعَ الفَصِیلُ أُمَّه و مَلق أُمه إِذا رَضَعَها.

منع؛ ج8، ص: 343

: المَنْعُ: أَن تَحُولَ بین الرجل و بین الشی‌ء الذی یریده، و هو خلافُ الإِعْطاءِ، و یقال: هو تحجیرُ الشی‌ء، مَنَعَه یَمْنَعُه مَنْعاً و مَنَّعَه فامْتَنَع منه و تمنَّع. و رجل مَنُوعٌ و مانِعٌ و مَنَّاعٌ: ضَنِینٌ مُمْسِكٌ. و فی التنزیل: مَنّٰاعٍ لِلْخَیْرِ*، و فیه: وَ إِذٰا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً. و مَنِیعٌ: لا یُخْلَصُ إِلیه فی قوم مُنَعاءَ، و الاسم المَنَعةُ و المَنْعةُ و المِنْعةُ. ابن الأَعرابی: رجل مَنُوعٌ یَمْنَع غیره، و رجل مَنِعٌ یمنع نفسه، قال: و المَنِیعُ أَیضاً الممتنِعُ، و المَنُوع الذی منع غیره؛ قال عمرو بن معدیكرب: بَرانی حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِیعُ، و مَنْ هو للذی أَهْوَی مَنُوعُ و المانِعُ: من صفات الله تعالی له معنیان: أَحدهما ما‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: اللهم لا مانِعَ لما أَعْطَیْتَ و لا مُعْطِیَ لِما مَنَعْتَ، فكان عز و جل یُعْطِی من استحقَّ العطاءَ و یمنع من لم یستحق إِلَّا المنع، و یعطی من یشاء و یمنع من یشاء و هو العادل فی جمیع ذلك، و المعنی الثانی من تفسیر المانع أَنه تبارك و تعالی یمنع أَهل دینه أَی یَحُوطُهم و ینصرهم، و قیل: یمنع من یرید من خلقه ما یرید و یعطیه ما یرید، و من هذا یقال فلان فی مَنَعةٍ أَی فی قوم یحمونه و یمنعونه، و هذا المعنی فی صفة الله جل جلاله بالغ، إِذ لا منعة لمن لم یمنعه الله و لا یمتنع من لم یكن الله له مانعاً. و‌فی الحدیث: اللهم مَن مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ‌أَی من حَرَمْتَه فهو مَحْرُومٌ لا یعطیه أَحد غیرك. و‌فی الحدیث: أَنه كان ینهی عن عُقُوقِ الأُمَّهات و مَنْعٍ و هات‌أَی عن مَنْعِ ما علیه إِعطاؤُه و طَلبِ ما لیس له. و حكی ابن بری عن النَّجِیرَمِیّ «3»: مَنَعةٌ جمع مانِعٍ. و‌فی الحدیث: سیَعُوذُ بهذا البیتِ قومٌ لیست لهم مَنْعةٌ‌أَی قوَّة تمنع من یریدهم بسوء، و قد تفتح النون، و قیل: هی بالفتح جمعُ مانِعٍ مثل كافِرٍ و كفَرةٍ. و مانَعْتُه الشی‌ءَ مُمَانَعةً، و مَنُعَ الشی‌ءُ مَناعةً، فهو
(3). قوله [النجیرمی] حكی یاقوت فی معجمه فتح الجیم و كسرها مع فتح الراء
لسان العرب، ج‌8، ص: 344
مَنِیعٌ: اعتَزَّ و تعسَّر. و فلان فی عِزٍّ و مَنَعةٍ، بالتحریك و قد یُسكن، یقال: المَنعةُ جمعٌ كما قدَّمنا أَی هو فی عِزٍّ و من یَمْنعه من عشیرتِه، و قد تمنَّع. و امرأَة مَنِیعةٌ متمنِّعةٌ: لا تؤاتی علی فاحِشةٍ، و الفعلُ كالفعل، و قد مَنُعَتْ مَناعةً، و كذلك حصِنٌ مَنِیعٌ، و قد مَنُعَ، بالضم، مَناعةً إِذا لم یُرَمْ. و ناقة مانِعٌ: مَنَعَتْ لبنها، علی النسب؛ قال أُسامةُ الهُذَلی: كأَنی أُصادِیها علی غُبْرِ مانِعٍ مُقَلِّصةٍ، قد أَهْجَرَتها فُحُولُها و مَناعِ: بمعنی امْنَعْ. قال اللحیانی: و زعم الكسائی أَن بنی أَسد یفتحون مَناعَها و دَراكَها و ما كان من هذا الجنس، و الكسر أَعرف. و قوسٌ مَنْعةٌ: ممتنعةٌ مُتَأَبِّیةٌ شاقَّةٌ؛ قال عمرو بن براء: ارْمِ سَلاماً و أَبا الغَرَّافِ، و عاصماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ و المُتَمنِّعَتانِ: البكْرَةُ و العَناقُ یَتَمَنَّعانِ علی السَّنةِ لفَتائِهما و إِنهما یَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّةِ، و هما المُقاتِلتانِ الزمانَ علی أَنفُسِهما. و رجل مَنِیعٌ: قویُّ البدن شدیدُه. و حكی اللحیانی: لا مَنْعَ عن ذاك، قال: و التأْویل حقّاً أَنك إِن فعلت ذلك. ابن الأَعرابی: المَنْعِیُّ أَكَّالُ المُنُوعِ و هی السَّرطاناتُ، واحدها مَنْعٌ. و مانِعٌ و مَنِیعٌ و مُنَیْعٌ و أَمْنَعُ: أَسماءٌ. و مَناعِ: هَضْبةٌ فی جبل طیِّ‌ءٍ. و المَناعةُ: اسم بلد؛ قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ: أَرَی الدَّهْر لا یَبْقَی علی حَدَثانِه، أُبُودٌ بأَطرافِ المَناعةِ جَلْعَدُ «1» قال ابن جنی: المَناعةُ تحتمل أَمرین: أَحدهما أَن تكون فَعالةً من مَنَعَ، و الآخر أَن تكون مَفْعَلَةً من قولهم جائِعٌ نائِعٌ، و أَصلها مَنْوَعةٌ فجرَت مَجْری مَقامةٍ و أَصلُها مَقْوَمةٌ.

مهع؛ ج8، ص: 344

: فی التهذیب خاصّة: المَهَعُ، المیم قبل الهاء: تَلَوُّنُ الوجه من عارِضٍ فادِحٍ، و أَما المَهْیَعُ فهو مَفْعَلٌ من هاعَ یَهِیعُ، و المیم لیست بأَصلیة.

موع؛ ج8، ص: 344

: ماعَ الفِضّةُ و الصُّفْرُ فی النار: ذاب.

میع؛ ج8، ص: 344

: ماعَ الماءُ و الدمُ و السَّرابُ و نحوه یَمِیعُ مَیْعاً: جری علی وجه الأَرض جرْیاً منبسطاً فی هِینةٍ، و أَماعَه إِماعَةً و إِماعاً؛ قال الأَزهری: و أَنشد اللیث: كأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ، بساعِدَیْه جَسَدٌ مُوَرَّسُ، من الدِّماءِ، مائِعٌ و یُبَّسُ و المَیْعُ: مصدر قولك ماعَ السمْنُ یَمِیعُ أَی ذابَ؛ و منه‌حدیث ابن عمر: أَنه سئل عن فأْرةٍ وقَعَت فی سَمْنٍ فقال: إِن كان مائعاً فأَرِقْه، و إِن كان جامِساً فأَلْقِ ما حوْلَه؛ قوله إِن كان مائعاً أَی ذائباً، و منه سمیت المَیْعَةُ لأَنها سائلةٌ، و قال عطاء فی تفسیر الویل: الوَیْلُ وادٍ فی جهنم لو سُیِّرَت فیه الإِبلُ لَماعَت من حَرّه فیه أَی ذابَتْ و سالَتْ، نعوذ بالله من ذلك. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود حین سئل عن المُهْلِ: فأَذابَ فِضَّةً فجعلت تَمَیَّعُ و تَلَوَّنُ فقال: هذا من أَشْبهِ ما أَنتم راؤُون بالمُهْلِ.و‌فی حدیث المدینة: لا یریدها أَحد بِكَیْدٍ إِلا انْماعَ كما یَنْماعُ المِلْحُ فی الماءِ‌أَی یَذُوبُ و یجری. و‌فی حدیث جریر: ماؤُنا یَمِیعُ و جَنابُنا مَرِیعٌ.و ماعَ الشی‌ءُ و الصُّفْرُ و الفِضَّةُ یَمِیعُ و تَمَیَّعَ: ذابَ و سالَ.
(1). قوله [بأطراف المناعة] تقدم فی مادة أبد إِنشاده بأطراف المثاعد.
لسان العرب، ج‌8، ص: 345
و مَیْعةُ الحُضْرِ و الشَّبابِ و السُّكْرِ و النهارِ و جرْی الفَرَسِ: أَوَّلُه و أَنْشَطُه، و قیل: مَیْعةُ كلِّ شی‌ء مُعْظَمُه. و المَیْعةُ: سَیَلانُ الشی‌ء المَصْبُوبِ. و المَیْعةُ و المائِعةُ: ضرب من العِطْرِ. و المَیْعةُ: صَمْغٌ یسیل من شجر ببلاد الروم یؤخذ فیطبخ، فما صفا منه فهو المَیْعةُ السائلةُ، و ما بَقِیَ منه شِبْهَ الثَّجِیر فهو المَیْعةُ الیابسةُ؛ قال الأَزهری: و یقول بعضهم لهذه الهَنةِ مَیْعةٌ لسَیَلانِه؛ و قال رؤبة: و القَیْظُ یُغْشِیها لُعاباً مائِعا، فَأْتَجَّ لَفَّافٌ بها المَعامِعا ائْتَجَّ: تَوَهَّجَ، و اللَّفَّافُ: القَیْظُ یَلُفُّ الحرّ أی یجمعه، و مَعْمَعةُ الحرّ: التِهابُه. و یقال لناصِیةِ الفرَس إِذا طالَتْ و سالتْ: مائعة؛ و منه قول عدی: یهَزْهِزُ غُصناً ذا ذوائبَ مائعا أَراد بالغُصن الناصیةَ‌

فصل النون؛ ج8، ص: 345

نبع؛ ج8، ص: 345

: نَبَعَ الماءُ و نبِعَ و نَبُعَ؛ عن اللحیانی، یَنْبِعُ و ینْبَعُ و یَنْبُع؛ الأَخیرة عن اللحیانی، نَبْعاً و نُبُوعاً: تَفجَّر، و قیل: خرج من العین، و لذلك سمیت العین یَنْبُوعاً؛ قال الأَزهری: هو یفعول من نَبَعَ الماء إِذا جری من العین و جمعه یَنابِیعُ، و بناحیة الحجاز عین ماء یقال لها یَنْبُعُ تَسْقِی نخیلًا لآلِ علیّ بن أَبی طالب، رضی الله عنه؛ فأَمّا قول عنترة: یَنْباعُ من ذِفْرَی غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَیّافةٍ، مِثْلِ الفَنِیقِ المُقْرَمِ فإِنما أَراد ینْبَع فأَشْبع فتحة الباء للضرورة فنشأَت بعدها أَلف، فإِن سأَل سائل فقال: إِذا كان یَنْباعُ إِنما هو إِشباع فتحة باء یَنْبَعُ فما تقول فی ینباع هذه اللفظة إِذا سمیت بها رجلًا أَ تصرفه معرفة أَم لا؟ فالجواب أَن سبیله أَن لا یُصرف معرفة، و ذلك أَنه و إِن كان أَصله یَنْبَعُ فنقل إِلی یَنْباعُ فإِنه بعد النقل قد أَشبه مثالًا آخر من الفعل، و هو یَنْفَعِلُ مثل یَنْقادُ و یَنْحازُ، فكما أَنك لو سمیت رجلًا یَنْقادُ أَو یَنْحازُ لما صرفته فكذلك ینباع، و إِن كان قد فُقِدَ لفظ یَنْبَعُ و هو یَفْعَلُ فقد صار إِلی ینباع الذی هو بوزن ینحاز، فإِن قلت: إِنّ ینباع یَفْعالُ و یَنْحازُ یَنْفَعِلُ، و أَصله یَنْحَوِزُ، فكیف یجوز أَن یشبه أَلف یَفْعالُ بعین یَنْفَعِلُ؟ فالجواب أَنه إِنما شبهناه بها تشبیهاً لفظیّاً فساغ لنا ذلك و لم نشبهه تشبیهاً معنویاً فیفسد علینا ذلك، علی أَن الأَصمعی قد ذهب فی ینباع إِلی أَنه ینفعل، قال: و یقال انْباعَ الشجاعُ یَنباعُ انبیاعاً إِذا تحرك من الصف ماضیاً، فهذا ینفعل لا محالة لأَجل ماضیه و مصدره لأَن انْباعَ لا یكون إِلا انْفَعَلَ، و الانْبِیاعُ لا یكون إِلَّا انْفِعالًا؛ أَنشد الأَصمعی: یُطْرِقُ حِلْماً و أَناةً مَعاً، ثُمَّتَ یَنْباعُ انْبِیاعَ الشُّجاع و یَنْبُوعُه: مُفَجَّرُه. و الینْبُوعُ: الجَدْوَلُ الكثیر الماء، و كذلك العین؛ و منه قوله تعالی: حَتّٰی تَفْجُرَ لَنٰا مِنَ الْأَرْضِ یَنْبُوعاً، و الجمع الیَنابِیعُ؛ و قول أَبی ذؤیب: ذَكَرَ الوُرُود بها، و ساقی أَمرُه سَوْماً، و أَقْبَل حَیْنُه یَتَنَبَّعُ و النَّبْعُ: شجر، زاد الأَزهریّ: من أَشجار الجبالِ تتخذ منه القِسِیُّ. و فی الحدیث ذكر النَّبْعِ،قیل:
لسان العرب، ج‌8، ص: 346
كان شجراً یطول و یَعْلُو فدَعا النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: لا أَطالَك اللهُ من عُودٍ فلم یَطُلْ بَعْدُ؛ قال الشماخ: كأَنَّها، و قد بَراها الإِخْماسْ و دَلَجُ اللیْلِ و هادٍ قَیّاسْ، شَرائِجُ النَّبْعِ بَراها القَوّاسْ قال: و ربما اقْتُدِحَ به، الواحدة نَبْعة؛ قال الأَعشی: و لو رُمْت فی ظُلْمةٍ قادِحاً حَصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَیْت نارا یعنی أَنه مُؤَتًّی له حتی لو قَدَحَ حصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَی له، و ذلك ما لا یتأَتّی لأَحد، و جعل النبْعَ مثلًا فی قِلّة النار؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و قال مرة: النبْعُ شجر أَصفرُ العُود رَزِینُه ثقیلُه فی الید و إِذا تقادم احْمَرَّ، قال: و كل القِسِیِّ إِذا ضُمَّت إِلی قوس النبْعِ كَرَمَتْها قوْسُ النبعِ لأَنها أَجمع القِسِیِّ للأَرْزِ و اللِّین، یعنی بالأَرْزِ الشدّةَ، قال: و لا یكون العود كریماً حتی یكون كذلك، و من أَغصانه تتخذ السِّهامُ؛ قال درید بن الصمّة: و أَصْفَر من قِداحِ النبْعِ فرْع، به عَلَمانِ من عَقَبٍ و ضَرْسِ یقول: إِنه بُرِیَ من فرْعِ الغُصْنِ لیس بِفِلْقٍ. المبرد: النبْعُ و الشَّوْحَطُ و الشَّرْیانُ شجرة واحدة و لكنها تختلف أَسماؤها لاختلاف منابِتها و تكرم علی ذلك، فما كان منها فی قُلّةِ الجبَلِ فهو النبْعُ، و ما كان فی سَفْحه فهو الشَّرْیان، و ما كان فی الحَضِیضِ فهو الشَّوْحَطُ، و النبع لا نار فیه و لذلك یضرب به المثل فیقال: لو اقْتَدَحَ فلان بالنبْعِ لأَوْرَی ناراً إِذا وصف بجَوْدةِ الرأْی و الحِذْق بالأُمور؛ و قال الشاعر یفضل قوس النبع علی قوس الشوحط و الشریان: و كیفَ تَخافُ القومَ، أُمُّكَ هابِلٌ، و عِنْدَكَ قوْسٌ فارِجٌ و جَفِیرُ من النبْعِ لا شَرْیانةٌ مُسْتَحِیلةٌ، و لا شَوْحَطٌ عند اللِّقاءِ غَرُورُ و النَّبَّاعةُ: الرّمّاعةُ من رأْسِ الصبیِّ قبل أَن تَشْتَدَّ، فإِذا اشْتَدَّت فهی الیافُوخُ. و یَنْبُع: موضع بین مكةَ و المدینةِ؛ قال كثیِّر: و مَرَّ فأَرْوَی یَنْبُعاً فجُنُوبَه، و قد جِیدَ منه جَیْدَةٌ فَعَباثِرُ و نُبایِعُ: اسم مكانٍ أَو جَبل أَوْ وادٍ فی بلاد هذیل؛ ذكره أَبو ذؤیب فقال: و كأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبایِعٍ، و أُولاتِ ذِی العَرْجاءِ، نَهْبٌ مُجْمَعُ و یجمع علی نُبایِعاتٍ. قال ابن بری: حكی المفضل فیه الیاء قبل النون، و روی غیره نُبایِع كما ذهب إِلیه ابن القطاع. و یُنابِعا مضموم الأَوّل مقصور: مكانٌ، فإِذا فتح أَوّله مُدّ، هذا قول كراع، و حكی غیره فیه المدّ مع الضم. و نَبایِعات: اسم مكان. و یُنابِعات أَیضاً، بضم أَوَّله، قال أَبو بكر: و هو مثال لم یذكره سیبویه، و أَما ابن جنی فجعله رباعیّاً، و قال: ما أَظرَفَ بأَبی بكر أَنْ أَوْرَدَه علی أَنه أَحد الفوائت، أَ لا یَعْلَمُ أَن سیبویه قال: و یكون علی یَفاعِلَ نحو الیَحامِدِ و الیَرامِعِ؟ فأَما إِلْحاق عَلَمِ التأْنیث و الجمع به فزائِدٌ علی المثال غیر مُحْتَسَبٍ به، و إِن
لسان العرب، ج‌8، ص: 347
رواه راوٍ نُبایِعات فنُبایِعُ نُفاعِلُ كنُضارِبُ و نُقاتِلُ، نُقِلَ و جُمِعَ و كذلك یُنابِعاوات. و نَوابِعُ البعیر: المواضعُ التی یَسِیلُ منها عَرَقُه. قال ابن بری: و النَّبِیعُ أَیضاً العَرَقُ؛ قال المرار: تَری بِلِحَی جَماجِمها نَبِیعا و ذكر الجوهری فی هذه الترجمة عن الأَصمعی قال: یقال قد انْباعَ فلان علینا بالكلام أَی انْبَعَثَ. و فی المثل: مُخْرَنْبِقٌ لیَنباعَ أَی ساكِتٌ لیَنْبَعِثَ و مُطْرِقٌ لیَنْثالَ. قال الشیخ ابن بری: انْباعَ حقه أَن یذكره فی فصل بوعَ لأَنه انفعل من باعَ الفرسُ یَبُوعُ إِذا انْبَسَطَ فی جَرْیِه، و قد ذكرناه نحن فی موضعه من ترجمة بوع. و النَّبَّاعةُ: الاسْتُ، یقال: كَذَبَتْ نَبّاعَتُك إِذا رَدَمَ، و یقال بالغین المعجمة أَیضاً.

نتع؛ ج8، ص: 347

: نَتَعَ العَرَقُ یَنْتُعُ نَتْعاً و نُتُوعاً: كَنَبَعَ إِلا أَن نَتَعَ فی العرَق أَحسنُ، و نَتَعَ الدَّمُ من الجُرْحِ و الماءُ من العین أَو الحجر یَنْتِعُ و یَنْتُعُ: خرج قلیلًا قلیلًا. ابن الأَعرابی: أَنْتَع الرجل إِذا عَرِقَ عرَقاً كثیراً. و قال خالد بن جَنْبةَ فی المُتَلاحِمةِ من الشِّجاجِ: و هی التی تشق الجلد فتزله فیَنْتُعُ اللحمُ و لا یكون للمِسْبارِ فیه طریق، قال: و النَّتْعُ أَن لا یكون دونه شی‌ء من الجلد یُوارِیه و لا وَراءه عظم یخرج قد حال دون ذلك العظمِ فتلك المُتَلاحِمةُ.

نثع؛ ج8، ص: 347

: ابن الأَعرابی: أَنْثَعَ الرجلُ إِذا قاء، و أَنْثَعَ إِذا خرج الدمُ من أَنفه غالباً له. أَبو زید: أَنْثَعَ القَیْ‌ءُ من فیه إِنْثاعاً، و كذلك الدم من الأَنف. و أَنْثَعَ القی‌ءُ و الدم: تَبِعَ بعضُه بعضاً.

نجع؛ ج8، ص: 347

: النُّجْعةُ عند العرب: المَذْهَبُ فی طلَبِ الكلإِ فی موضعه. و البادِیةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَیْجِ العُشْبِ و نَقْصِ الخُرَفِ و فَناءِ ماء السماء فی الغُدْرانِ، فلا یزالون حاضرة یشربون الماء العِدَّ حتی یقع ربِیعٌ بالأَرض، خَرَفِیّاً كان أَو شَتِیّاً، فإِذا وقع الربیع تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ و تتبعوا مَساقِطَ الغیث یَرْعَوْنَ الكَلأَ و العُشْبَ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، و یشربون الكَرَعَ، و هو ماءُ السماءِ، فلا یزالون فی النُّجَعِ إِلی أَن یَهیجَ العُشْبُ من عام قابل و تَنِشَّ الغُدْرانُ، فَیَرْجِعون إِلی مَحاضِرهم علی أَعدادِ المیاه. و النُّجْعةُ: طَلَبُ الكَلإِ و العُرْفِ، و یستعار فیما سواهما فیقال: فلان نُجْعَتِی أَی أَمَلی علی المثال. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: لیْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ.و المُنْتَجَعُ: المَنْزِلُ فی طَلب الكلإِ، و المَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلی المیاه. و هؤلاء قوم ناجِعةٌ و مُنْتَجِعُون، و نَجَعُوا الأَرض یَنْجَعُونها و انْتَجَعُوها. و‌فی حدیث بدیل: هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا؛ التَّنَجُّعُ و الانْتِجاعُ و النُّجْعة: طَلبُ الكلإِ و مَساقِطِ الغَیْثِ. و فی المثل: مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ. و یقال: انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّیف، و انْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتیناه نطلُبُ مَعْرُوفه؛ قال ذو الرمة: فقلتُ لصَیْدَحَ: انْتَجِعِی بِلالا و یقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ، و جمعه مناجِعُ؛ و منه قول ابن أَحمر: كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا و جانِبُها، و القُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا «2».
(2). قوله [فرقة] كذا بالأصل مضبوطاً، و الذی تقدم فی مادة درر: فوقه
لسان العرب، ج‌8، ص: 348
و كذلك نَجَعَتِ الإِبلُ و الغَنَمُ المَرْتَعَ و انْتَجَعَتْه؛ قال: أَعْطاكَ یا زَیْدُ الذی أَعْطَی النّعَمْ بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ «1» و استعمل عُبَیْدٌ الانْتِجاعَ فی الحرب لأَنهم إِنما یذهبون فی ذلك إِلی الإِغارة و النهب فقال: فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ فی جَحْفَلٍ، كاللیْلِ، خَطَّارِ العَوالی و نَجع الطعامُ فی الإِنسان یَنْجَعُ نُجوعاً: هَنأَ آكِلَه أَو تَبَیَّنَتْ تَنْمِیَتُه و اسْتَمْرأَه و صَلَح علیه. و نَجع فیه الدّواءُ و أَنْجَعَ إِذا عَمِلَ، و یقال: أَنْجَعَ إِذا نفَع. و نجَع فیه القولُ و الخِطابُ و الوَعْظُ: عَمِلَ فیه و دخل و أَثَّرَ. و نجَع فیه الدواءُ یَنْجَعُ و یَنْجِعُ و نَجَّعَ بمعنی واحد، و نجَع فی الدابة العلَفُ، و لا یقال أَنْجَعَ. و النَّجُوعُ: المَدِیدُ. و نَجَعَه: سقاه النَّجُوعَ و هو أَن یَسْقِیَه الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ، و قد نَجَعْتُ البعیر. و تقول: هذا طعام یُنْجَعُ عنه و یُنْجَعُ به و یُسْتَنْجَعُ به و یُسْتَرْجَعُ عنه، و ذلك إِذا نفَع و اسْتُمْرِئَ فیُسْمَنُ عنه، و كذلك الرِّعْیُ، و هو طعام ناجِعٌ و مُنْجِعٌ و غائِرٌ. و ماءٌ ناجِعٌ و نَجِیعٌ: مَرِی‌ءٌ، و ماء نَجِیعٌ كما یقال نَمِیرٌ. و أَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح. و النَّجِیعُ: الدمُ، و قیل: هو دم الجَوفِ خاصَّة، و قیل: هو الطَّرِیُّ منه، و قیل: ما كان إِلی السواد، و قال یعقوب: هو الدمُ المَصْبُوب؛ و به فسر قول طرفة: عالینَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه، مِنْ عَبْقَریٍّ كَنَجِیعِ الذَّبیح و نَجُوعُ الصبیّ: هو اللبن. و نُجِعَ الصبیّ بلبن الشاة إِذا غُذِیَ به و سُقِیَه؛ و منه‌حدیث أُبیّ: و سئل عن النبیذ فقال: علیك باللبن الذی نُجِعْتَ به‌أَی سُقِیتَه فی الصغر و غُذِّیت به. و النَّجِیعُ: خَبَطٌ یُضْرَبُ بالدقیق و بالماء یُوجَرُ الجَمل. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: دخل علیه المِقْدادُ بالسُّقْیا و هو یَنْجَع بَكَراتٍ له دقیقاً و خَبَطاً‌أَی یَعْلِفُها، یقال: نَجَعْتُ الإِبل أَی عَلفْتها النَّجُوعَ و النَّجِیعَ، و هو أَن یُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط و الدقیق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ.

نخع؛ ج8، ص: 348

: النِّخاعُ و النُّخاعُ و النَّخاعُ: عِرْقٌ أَبیض فی داخل العنق ینقاد فی فَقارِ الصُّلْبِ حتی یَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ، و هو یَسْقِی العِظامَ؛ قال ربیعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّیّ: له بُرةٌ إِذا ما لَجَّ عاجَتْ أَخادِعُه، فَلانَ لَها النّخاعُ و نَخَع الشاةَ نَخْعاً: قَطَعَ نخاعَها. و المَنْخَعُ: موضع قَطْعِ النّخاعِ. و‌فی الحدیث: أَلا لا تَنْخَعُوا الذَّبِیحةَ حتی تَجِبَ‌أَی لا تَقْطَعُوا رقبتها و تَفْصِلُوها قبل أَن تسكن حركتها. و النخْعُ للذبیحة: أَن یَعْجَلَ الذابحُ فیبلغ القَطْعُ إِلی النّخاعِ؛ قال ابن الأَعرابی: النخاع خیْطٌ أَبیض یكون داخل عظم الرقبة و یكون ممتدّاً إِلی الصلب، و یقال له خیط الرقبة. و یقال: النخاع خیط الفَقارِ المتصل بالدماغ.
(1). قوله [أعطاك إلخ] كذا بالأصل هنا و سیأتی إنشاده فی مادة بوك: أعطاك یا زید الذی یعطی النعم من غیر ما تمنن و لا عدم بوائكاً لم تنتجع مع الغنم
لسان العرب، ج‌8، ص: 349
و المَنْخَعُ: مَفْصِلُ الفَهْقة بین العُنق و الرأْس من باطن. یقال: ذبحه فنَخَعَه نَخْعاً أَی جاوز مُنْتَهَی الذبْح إِلی النّخاع. یقال: دابة مَنْخُوعةٌ. و النخْعُ: القتلُ الشدیدُ مشتقّ من قطع النخاع. و‌فی الحدیث: إِنّ أَنْخَعَ الأَسماء عند الله أَن یتسمی الرجلُ باسم مَلِك الأَمْلاكِ‌أَی أَقْتَلَها لصاحبه و أَهْلَكَها له. قال ابن الأَثیر: و النخْع أَشدُّ القتل، و‌فی بعض الرّوایات: إِنّ أَخْنَعَ، و قد تقدم ذكره، أَی أَذلّ. و الناخعُ: الذی قَتَلَ الأَمْرَ عِلْماً، و قیل: هو المُبِین للأُمور. و نَخَع الشاةَ نَخْعاً: ذبحها حتی جاوز المَذْبَحَ من ذلك؛ كلاهما عن ابن الأَعرابی. و تَنَخَّعَ السحابُ إِذا قاءَ ما فیه من المطر؛ قال الشاعر: و حالِكةِ اللَّیالی من جُمادَی، تَنَخَّعَ فی جَواشِنِها السَّحابُ و النُّخاعةُ، بالضم: ما تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ. و تَنَخَّع الرجلُ: رمَی بنُخاعتِه. و‌فی الحدیث: النُّخاعةُ فی المسجد خَطِیئةٌ، قال: هی البَزْقةُ التی تخرج من أَصل الفم مما یلی أَصل النّخاعِ. قال ابن بری: و لم یجعل أَحد النُّخاعة بمنزلة النخامة إِلا بعض البصریین، و قد جاء فی الحدیث. و نخَع بحَقِّی یَنْخَعُ نُخُوعاً و نَخِعَ: أَقَرَّ، و كذلك بَخَعَ، بالیاء أَیضاً، أَی أَذْعَنَ. و انْتَخَعَ فلان عن أَرضه: بَعُدَ عنها. و النَّخَعُ: قبیلة من الأَزْد، و قیل: النَّخَعُ قبیلة من الیمن رهْطُ إِبراهیم النَّخَعِیّ. و نَخَعْتُه النصِیحةَ و الوِدّ أَخْلَصْتُهما. و یَنْخَع: موضعٌ.

ندع؛ ج8، ص: 349

: ابن الأَعرابی: أَنْدَعَ الرجلُ إِذا تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ و الأَنْذالِ، قال: و أَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طریقةَ الصالحینَ.

نزع؛ ج8، ص: 349

: نَزَعَ الشی‌ءَ یَنْزِعُه نَزْعاً، فهو مَنْزُوعٌ و نزِیعٌ، و انْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، و فرّق سیبویه بین نَزَعَ و انْتَزَعَ فقال: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ، و نزَع: حوّل الشی‌ء عن موضعه و إِن كان علی نحو الاسْتِلاب. و انْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثم حَمل. و انتزَع الشی‌ءُ: انقلَع. و نزَع الأَمِیرُ العامِلَ عن عمله: أَزالَه، و هو علی المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه و أَزالَه. و قولهم فلان فی النزْعِ أَی فی قَلْعِ الحیاةِ. یقال: فلان یَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان فی السِّیاقِ عند الموْتِ، و كذلك هو یَسُوقُ سَوْقاً، و قوله تعالی: وَ النّٰازِعٰاتِ غَرْقاً وَ النّٰاشِطٰاتِ نَشْطاً؛ قال الفراء: تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ كما یُغْرِقُ النازِعُ فی القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ، و‌قیل فی التفسیر: یعنی به الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الكافر و تَنْشِطُه فیَشْتَدُّ علیه أَمرُ خروجِ رُوحِه، و‌قیل: النّٰازِعٰاتِ غَرْقاً القِسِیُّ، وَ النّٰاشِطٰاتِ نَشْطاً الأَوْهاقُ، و‌قیل: النازعاتُ و الناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان إِلی مكان و تَنْشِطُ.و المِنْزَعةُ، بكسر المیم: خشبة عریضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ العَسلِ یَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ، و تسمی المِحْبَضَ. و نزَع عن الصبی و الأَمر یَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ و انْتَهَی، و ربما قالوا نَزْعاً. و نازَعَتْنِی نفسی إِلی هَواها نِزاعاً: غالَبَتْنِی. و نَزَعْتُها أَنا: غَلَبْتُها. و یقال للإِنسان إِذا هَوِیَ شیئاً و نازَعَتْه نفسُه إِلیه: هو یَنْزِعُ إِلیه نِزاعاً. و نزَع الدلْوَ من البئر یَنْزِعُها نزْعاً و نزَع بها، كلاهما: جَذَبَها بغیر قامة
لسان العرب، ج‌8، ص: 350
و أَخرجها؛ أَنشد ثعلب: قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّی بالمَرَسْ، تُوزِغُ من مَلْ‌ءٍ كَإِیزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّیها: خروجُها قلیلًا قلیلًا بغیر قامة، و أَصل النزع الجَذْبُ و القَلْعُ، و منه نَزْعُ المیتِ رُوحه. و نزَع القوْسَ إِذا جذَبَها. و بئرٌ نَزُوعٌ و نَزِیعٌ: قریبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَیْدِی نَزْعاً لقربها، و نَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ، و الجمع نِزاعٌ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: رأَیْتُنِی أَنْزِعُ علی قلِیبٍ؛ معناه رأَیْتُنِی فی المنامِ أَستَقِی بیدِی من قلیب، یقال: نزَع بیده إِذا استقی بدَلْوٍ عُلِّقَ فیها الرِّشاءُ. و جَمل نَزُوعٌ: یُنْزَعُ علیه الماءُ من البئر وحده. و المَنْزَعةُ: رأْسُ البئر الذی یُنْزَعُ علیه؛ قال: یا عَیْنُ بَكّی عامراً یومَ النَّهَلْ، عند العشاءِ و الرِّشاءِ و العَمَلْ، قامَ علی مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ و قال ابن الأَعرابی: هی صخرةٌ تكون علی رأْسِ البئر یقوم علیها الساقی، و العُقابانِ من جَنْبَتَیْها تُعَضِّدانِها، و هی التی تُسَمَّی القِبیلةَ. و فلان قریب المَنْزَعةِ أَی قریب الهِمّةِ. ابن السكیت: و انْتِزاعُ النّیّةِ بُعْدُها؛ و منه نَزَعَ الإِنسانُ إِلی أَهله و البعیرُ إِلی وطَنِه یَنْزِعُ نِزاعاً و نُزُوعاً: حَنَّ و اشتاقَ، و هو نَزُوعٌ، و الجمع نُزُعٌ، و ناقة نازِعٌ إِلی وطنِها بغیر هاء، و الجمع نَوازِعُ، و هی النّزائِعُ، واحدتها نَزِیعةٌ. و جَمل نازِعٌ و نَزُوعٌ و نَزِیعٌ؛ قال جمیل: فقلتُ لَهُمْ: لا تَعْذِلُونِیَ و انْظُرُوا إِلی النازِعِ المَقْصُورِ كیفَ یكون؟ و أَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون: نَزَعَتْ إِبلهم إِلی أَوطانِها؛ قال: فقد أَهافُوا زَعَمُوا و أَنْزَعُوا أَهافُوا: عَطِشَتْ إِبلهم و النَّزِیعُ و النازعُ: الغریب، و هو أَیضاً البعید. و النَّزِیعُ: الذی أُمُّه سَبیَّةٌ؛ قال المرّارُ: عَقَلْت نِساءَهُم فِینا حدِیثاً، ضَنِینَ المالِ، و الوَلَدَ النَّزِیعا و نُزّاعُ القَبائِلِ: غُرَباؤُهم الذین یُجاوِرُون قَبائِلَ لیسوا منهم، الواحد نَزِیعٌ و نازعٌ. و النَّزائِعُ و النُّزّاعُ: الغُرَباءُ، و‌فی الحدیث: طُوبَی للغُرَباء قیل: مَنْ هُم یا رسولَ اللهِ؟ قال: النُّزّاعُ من القبائِلِ؛ هو الذی نزَع عن أَهله و عشِیرَتِه أَی بَعُدَ و غابَ، و قیل: لأَنه نزَع إِلی وطنه أَی یَنْجَذِبُ و یمیلُ، و المراد الأَوّل أَی طوبی للمهاجرین الذین هجَروا أَوطانَهم فی الله تعالی. و نزَع إِلی عِرْقٍ كریم أَو لُؤْم یَنْزِعُ نُزُوعاً و نزَعَت به أَعراقُه و نَزَعَتْه و نَزَعها و نزَع إِلیها، قال: و نزَع شَبَهَه عِرْقٌ، و‌فی حدیث القَذْفِ: إِنما هو عِرْقٌ نزَعَه.و النَّزِیعُ: الشریفُ من القوم الذی نزَع إِلی عِرْق كریم، و كذلك فرَس نَزِیعٌ. و نزَع فلان إِلی أَبیه یَنْزِعُ فی الشَّبَه أَی ذهَب إِلیه و أَشْبهه. و‌فی الحدیث: لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما فی التوراةِ‌أَی جئتَ بما یُشْبهها. و النَّزائِعُ من الخیل: التی نَزَعَتْ إِلی أَعْراقٍ، واحدتها نَزِیعةٌ، و قیل: النَّزائِعُ من الإِبل و الخیل التی انْتُزِعَت من أَیْدِی الغُرباء، و فی التهذیب: من أَیدی قوم آخَرِین، و جُلِبَتْ إِلی غیر بلادها،
لسان العرب، ج‌8، ص: 351
و قیل: هی المُنْتَقَذةُ من أَیدیهم، و هی من النساء التی تُزَوَّجُ فی غیر عشیرتها فتنقل، و الواحدة من كل ذلك نَزِیعةٌ. و‌فی حدیث ظبیان: أَن قَبائِلَ من الأَزْد نَتَّجُوا فیها النَّزائِعَ‌أَی الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من أَیدی الناس. و‌فی حدیث عمر: قال لآلِ السائب: قد أَضْوَیْتُم فانكِحوا فی النَّزائِعِ‌أَی فی النساء الغرائبِ من عشیرتكم. و یقال: هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَی تَتَّصِلُ بها؛ و قال ذو الرمة: لَقًی بین أَجْمادٍ و جَرْعاء نازَعَتْ حِبالًا، بِهِنَّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ و المَنْزَعةُ: القوْسُ الفَجْواءُ. و نَزَع فی القوْسِ یَنْزِعُ نَزْعاً: مَدَّ بالوتَر، و قیل: جذَبَ الوتر بالسهم: و النّزَعةُ: الرُّماةُ، واحدُهم نازِعٌ. و فی مثلٍ: عادَ السهمُ إِلی النَّزَعةِ أَی رجع الحقّ إِلی أَهله و قامَ بإِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ، و هو جمع نازِعٍ. و فی التهذیب: و فی المثل عادَ الرَّمْیُ علی النَّزَعةِ؛ یُضْرَبُ مثلًا للذی یَحِیقُ به مَكْرُه. و‌فی حدیث عمر: لَنْ تَخُورَ قُویً ما دامَ صاحِبُها یَنْزِعُ و یَنْزُو‌أَی یَجْذِبُ قوْسَه و یَثِبُ علی فرسه. و انْتَزَعَ للصیْدِ سَهْماً: رماه به، و اسمُ السهْمِ المِنْزَعُ؛ و منه قول أَبی ذؤیب: فَرَمَی لیُنْفِذَ فُرَّهاً، فَهَوَی له سَهْمٌ، فأَنْقَذَ طُرَّتَیْه المِنْزَعُ فُرَّهاً جمع فاره؛ قال ابن بری: أَنشد الجوهری عجز هذا البیت: و رَمَی فأَنفَذَ، و الصواب ما ذكرناه. و المِنْزَعُ أَیضاً: السهم الذی یُرْمَی به أَبْعَدَ ما یُقْدَرُ علیه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ؛ قال الأَعشی: فهْو كالمِنْزَعِ المَرِیشِ من الشَّوْحَطِ، غالَتْ به یَمِینُ المُغالی و قال أَبو حنیفة: المِنْزَعُ حدیدة لا سِنْخَ لها إِنما هی أَدْنی حدیدةٍ لا خیر فیها، تؤخَذ و تُدْخَلُ فی الرُّعْظِ. و انْتَزَعَ بالآیة و الشّعْرِ: تمثَّلَ. و یقال للرجل إِذا استنبط معنی آیةٍ من كتاب الله عز و جل: قد انْتَزَعَ معنًی جیِّداً، و نَزَعَه مثله أَی اسْتَخْرَجَه. و مُنازَعةُ الكأْس: مُعاطاتُها. قال الله عز و جل: یَتَنٰازَعُونَ فِیهٰا كَأْساً لٰا لَغْوٌ فِیهٰا وَ لٰا تَأْثِیمٌ؛ أَی یَتَعاطَوْن و الأَصل فیه یتجاذَبُون. و یقال: نازَعنی فلانٌ بَنانَه أَی صافحنی. و المُنازعةُ: المُصافَحةُ؛ قال الراعی: یُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ، كأَنما یُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَیطٍ مُعَضَّدِ و المُنازعةُ: المُجاذَبةُ فی الأَعْیانِ و المَعانی؛ و منه‌الحدیث: أَنا فَرَطُكم علی الحوْضِ فَلأُلْفِیَنَّ ما نُوزِعْتُ فی أَحدِكم فأَقولُ هذا مِنی‌أَی یُجْذَبُ و یؤخَذُ منی. و النَّزاعةُ و النِّزاعةُ و المِنْزَعةُ و المَنْزَعةُ: الخُصومة. و المُنازَعةُ فی الخُصومةِ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ فیما یَتنازَعُ فیه الخَصْمانِ. و قد نازَعَه مُنازَعةً و نِزاعاً: جاذَبه فی الخصومة؛ قال ابن مقبل: نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّی بمُقْتَصِرٍ من الأَحادیثِ، حتی زِدْنَنِی لِینَا أَی نازَعَ لُبِّی أَلْبابَهُنَّ. قال سیبویه: و لا یقال
لسان العرب، ج‌8، ص: 352
فی العاقبة فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه. و التنازُع: التخاصُمُ. و تنازَعَ القومُ: اخْتَصَمُوا. و بینهم نِزاعةٌ أَی خصومةٌ فی حقّ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، صلَّی یوماً فلما سلَّم من صلاته قال: ما لی أُنازَعُ القرآنَ‌أَی أُجاذَبُ فی قراءته، و ذلك أَن بعض المأْمومین جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن الجهر بالقراءة فی الصلاة خلفه. و المِنْزَعةُ و المَنْزَعةُ: ما یرجِعُ إِلیه الرجل من أَمره و رأْیِه و تدبیرِه. قال الأَصمعی: یقولون و الله لَتَعْلَمُنَّ أَیُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً، بكسر المیم، و مَنْزَعةً، بفتحها، أَی رأْیاً و تدبیراً؛ حكی ذلك ابن السكیت فی مِفْعلة و مَفْعلة، و قیل: المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْی و الهِمّة، و یقال للرجل الجیِّد الرأْی: إِنه لجیِّد المنزعة. و نَزَعَتِ الخیل تَنْزِعُ: جَرَتْ طِلْقاً؛ و أَنشد: و الخیْلَ تَنْزِعُ قُبًّا فی أَعِنَّتِها، كالطیرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذی البَرَدِ و نزَع المریضُ یَنْزِعُ نزْعاً و نازَع نِزاعاً: جادَ بنفسِه. و مَنْزعة الشرابِ: طِیبُ مَقْطَعِه، یقال: شرابٌ طیِّبُ المنزعةِ أَی طیب مقطع الشرب. و قیل فی قوله تعالی: خِتٰامُهُ مِسْكٌ، إِنهم إِذا شربوا الرَّحیقَ فَفَنِیَ ما فی الكأْس و انقطع الشرْب انختم ذلك بریح المسك. و النَّزَعُ: انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبی الجَبْهةِ، و موضِعُه النَّزَعةُ، و قد نَزِعَ یَنْزَعُ نَزَعاً، و هو أَنْزَعُ بَیِّنُ النَّزَعِ، و الاسم النَّزَعةُ، و امرأَة نَزْعاءُ؛ و قیل: لا یقال امرأَة نزعاء، و لكن یقال زَعْراءُ. و النَّزَعتانِ: ما یَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلی الجَبینَینِ حتی یُصَعِّدَ فی الرأْس. و النَّزْعاءُ من الجِباهِ التی أَقبلت ناصیتها و ارتفع أَعلی شعَرِ صُدْغِها. و‌فی حدیث القرشی: أَسَرنی رجل أَنْزَعُ.و‌فی صفة علی، رضی الله عنه: البَطِینُ الأَنْزَعُ.و العرب تحبُّ النزَع و تَتَیَمَّنُ بالأَنْزع و تَذُمُّ الغَمَمَ و تَتَشاءَم بالأَغَمّ، و تَزْعُمُ أَن الأَغم القفا و الجبین لا یكون إِلا لَئِیماً: و منه و قول هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ: و لا تَنْكِحی، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَیْنَنا، أَغَمَّ القَفا و الوَجْهِ لَیْسَ بِأَنْزَعا و أَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه. و نَزَعَه بنَزِیعةٍ: نَخَسَه؛ عن كراع. و غنم نُزُعٌ و نُزَّعٌ: حَرامَی تَطْلُبُ الفحْلَ، و بها نِزاعٌ، و شاة نازِعٌ. و النزائِعُ من الرِّیاحِ: هی النُّكْبُ، سمیت نزائِعَ لاختلاف مَهابِّها. و النَّزَعةُ: بقلة كالخَضِرةِ، و ثُمام مُنَزَّعٌ: شُدِّدَ للكثرة. قال أَبو حنیفة: النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ و لیس لها زَهْرٌ و لا ثَمَرٌ، تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غیرها، فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً. و رأَیت فی التهذیب: النزعةُ نَبت معروف. و رأَیت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلی كذا أَی مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِلیه.

نسع؛ ج8، ص: 352

: النِّسْعُ: سَیْرٌ یُضْفَرُ علی هیئة أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ به الرِّحالُ، و الجمع أَنْساعٌ و نُسُوعٌ و نُسْعٌ، و القِطْعةُ منه نِسْعةٌ، و قیل: النِّسْعةُ التی تُنْسَجُ عریضاً للتصدیر. و‌فی الحدیث: یَجُرُّ نِسْعةً فی عُنُقِه؛ قال ابن الأَثیر: هو سیر مضفور یجعل زماماً للبعیر و غیره و قد تنسج عریضةً تجعل علی صدر البعیر؛ قال عبد یغوث: أَقولُ و قد شَدُّوا لِسانی بِنِسْعةٍ و الأَنْساعُ: الحِبالُ، واحدها نِسْعٌ؛ قال:
لسان العرب، ج‌8، ص: 353
عالیْتُ أَنْساعی و جِلْبَ الكُورِ قال ابن بری: و قد جاء فی شعر حُمَیْدِ بن ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحد؛ قال: رأَتْنی بنِسْعَیْها، فَرَدَّتْ مَخافَتی إِلی الصَّدْرِ رَوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ «2» و الجمع نُسْعٌ و نِسَعٌ و أَنْساعٌ؛ قال الأَعشی: تَخالُ حَتْماً علیها، كلَّما ضَمَرَتْ من الكَلالِ، بأَنْ تَسْتَوْفیَ النِّسَعا ابن السكیت: یقال للبِطانِ و الحَقَبِ هما النِّسْعان، و قال بذی النِّسْعَین «3» و النِّسْعُ و السِّنْعُ: المَفْصِلُ بین الكفّ و الساعِدِ. و امرأَةٌ ناسعةٌ: طویلةُ الظَّهْرِ، و قیل: هی الطویلةُ السِّنِّ، و قیل: هی الطویلةُ البَظْرِ، و نُسُوعُه طُولُه، و قد نَسَعَتْ نُسُوعاً. و المِنْسَعةُ: الأَرض التی یَطُولُ نَبْتُها. و نَسَعَت أَسنانُه تَنْسَعُ نُسُوعاً و نَسَّعَتْ تَنْسِیعاً إِذا طالَتْ و اسْتَرْخَتْ حتی تَبْدُو أُصولُها التی كانت تُوارِیها اللِّثةُ و انْحَسَرَت اللِّثةُ عنها، یقال: نَسَعَ فُوه؛ قال الراجز: و نَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم یَدَعْ و نِسْعٌ و مِسْعٌ، كلاهما: من أَسماءِ الشَّمال، و زعم یعقوب أَنَّ المیم بدل من النون؛ قال قیس بن خویلد: ویْلُمِّها لَقْحةً، إِمّا تُؤَوِّبُهم نِسْعٌ شَآمِیةٌ فیها الأَعاصِیرُ قال الأَزهری: سمیت الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها، شبهت بالنِّسْعِ المَضْفُورِ من الأَدمِ. قال شمر: هذیل تسمی الجَنُوبَ مِسْعاً، قال: و سمعت بعض الحجازیین یقول هو یُسْعٌ، و غیرهم یقول: هو نِسْعٌ؛ قال ابن هرمة: مُتَتَبِّعٌ خَطَئِی یَوَدُّ لَو أَنَّنی هابٍ، بمَدْرَجةِ الصَّبا، مَنْسُوعُ و یروی … مَیْسُوعُ؛ و قول المتنخل الهذلی: قد حالَ دُونَ دَرِیسَیْه مُؤَوِّبةٌ نِسْعٌ، لها بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِیزُ أَبْدَلَ فیه نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ، و إِنما قلت هذا لأَنَّ قوماً من المتأَخرین جعلوا نِسْعاً من صفات الشَّمالِ و احتجوا بهذا البیت، و یروی … مُؤَوِّیةٌ أَی تحمله علی أن یأْوِیَ كأَنها تُؤْویه. ابن الأَعرابی: انْتَسَعَتِ الإِبل و انْتَسَغَت، بالعین و الغین، إِذا تفَرَّقَتْ فی مَراعِیها؛ قال الأَخطل: رَجَنَّ [رَجِنَّ بحیثُ تَنْتَسِعُ المَطایا، فلا بَقًّا تَخافُ و لا ذُبابا «4» و أَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجیرانِه. ابن الأَعرابی: هذا سِنْعُه و سَنْعُه و شِنْعُه و شَنْعُه و سِلْعُه و سَلْعُه و وَفْقُه و وِفاقُه بمعنی واحد. و أنْساعُ الطریق: شَرَكُه. و نِسْعٌ: بلد، و قیل: هو جبل أَسود بین الصَّفْراء و یَنْبُعَ؛ قال كثیِّر عَزّةَ: فقلتُ، و أَسْرَرْتُ النَّدامةَ: لیْتَنی، و كنت امْرَأً، أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبیلَ الرائحاتِ عَشِیّةً مَخارِمَ نِسْعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبیلی
(2). قوله [رأتنی إلخ] فی الأساس فی مادة روع: رأتنی بحبلیها فصدت مخافة و فی الحبل روعاء الفؤاد فروق (3). قوله: بذی النسعین: هكذا فی الأَصل. (4). فی دیوان الأَخطل: دجنّ … بدل‌رجنّ …، و المعنی واحد.
لسان العرب، ج‌8، ص: 354
قال الأَزهری: و یَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ من مَناهِلِ طریق مكة علی جادَّة البصْرةِ، بها رَكایا عَذْبةُ الماء عند مُنْقَطَعِ رِمالِ الدَّهْناءِ بین ماوِیّةَ و النِّباجِ، قال: و قد شربت من مائِها. قال ابن الأَثیر: و نِسْعٌ موضع بالمدینة، و هو الذی حماه النبی، صلی الله علیه و سلم، و الخُلَفاءُ، و هو صَدْرُ وادی العَقِیقِ.

نشع؛ ج8، ص: 354

: النَّشْعُ: جُعْلُ الكاهِنِ، و قد أَنْشَعَه؛ قال رؤبة: قال الحَوازی، و أَبَی أَن یُنْشَعا: یا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا و هذا الرجَزُ لم یُورِد الأَزهریُّ و لا ابن سیدة منه إِلا البیتَ الأَولَ علی صورة: قال الحَوازی، و اسْتَحَتْ أَن تُنشَعا ثم قال: ابن سیدة: الحَوازی الكَواهِنُ، و اسْتَحَتْ أَن تأْخذ أَجر الكَهانةِ، و فی التهذیب: … و اشْتَهَتْ أَن تُنْشَعا، و أَما الجوهری فإِنه أَورد البیتین كما أَوْرَدْناهما؛ قال الشیخ ابن بری: البیتان فی الأُرجوزة لا یلی أَحدهما الآخر؛ و الضمیر فی یُنْشَعا غیر الضمیر الذی فی تَسَعْسَعا لأَنه یعود فی یُنْشَعا علی تمیم أَبی القبیلة بدلیل قوله قبل هذا البیت: إِنَّ تَمِیماً لم یُراضَعْ مُسْبَعا، و لم تَلِدْه أُمُّه مُقَنَّعا ثم قال: قال الحَوازی و أَبَی أَن یُنْشَعا ثم قال بعده: أَ شَرْیةٌ فی قَرْیةٍ ما أَشْنَعا أَی قالت الحَوازی، و هُنَّ الكَواهِنُ: أَ هذا المولود شَرْیة فی قرْیةٍ أَی حَنْظلة فی قریةِ نَمْلٍ أَی تمِیمٌ و أَولادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كثیرون كالنمل؛ قال ابن حمزة: و معنی أَن یُنْشَعا أَی أَن یؤخَذ قهراً. و النشْعُ: انْتِزاعُكَ الشی‌ء بعُنْفٍ، و الضمیر فی تَسَعْسَعا یعود علی رؤبة نفسه بدلیل قوله قبل البیت: لَمّا رأَتْنی أُمّ عَمْرٍو أَصْلَعا، قالتْ، و لم تَأْلُ به أَن یَسْمَعا: یا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا و النَّشُوعُ و النَّشُوغُ، بالعین و الغین معاً: السَّعُوطُ، و الوَجُورُ: الذی یُوجَرُه المریض أَو الصبی؛ قال الشیخ ابن بری: یرید أَن السَّعُوطَ فی الأَنْفِ و الوَجُورَ فی الفم. و یقال: إِن السَّعُوطَ یكون للاثنین و لهذا یقال للمُسْعُطِ مِنْشَعٌ و مِنْشَغٌ؛ قال أَبو عبید: كان الأَصمعی ینشد بیت ذی الرمة: فأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارا بالعین و الغین، و هو إِجارُك الصبیّ الدَّواءَ. و قال ابن الأَعرابی: النَّشُوعُ السَّعُوطُ، ثم قال: نُشِعَ الصبیُّ و نُشِغَ، بالعین و الغین معاً، و قد نَشَعَهُ نَشْعاً و أَنْشَعَه سَعَّطَه مثل وجَرَه و أَوْجَرَه، و انْتَشَعَ الرجلُ مثل اسْتَعَطَ، و ربما قالوا أَنْشَعْتُه الكلام إِذا لَقَّنْتَه. و نَشَعَ الناقةَ یَنْشَعُها نُشُوعاً: سَعَّطَها، و كذلك الرجلَ؛ قال المرّارُ: إِلَیْكُمْ، یا لِئامَ الناسِ، إِنِّی نُشِعْتُ العِزَّ فی أَنْفی نُشُوعا و النُّشُوعُ، بالضم: المصدر. و ذات النُّشُوعِ: فرس بَسْطامِ بن قَیْسٍ. و نُشِعَ بالشی‌ءِ: أُولِعَ به. و إِنه لَمَنْشُوعٌ بأَكل
لسان العرب، ج‌8، ص: 355
اللحم أَی مُولَعٌ به، و الغین المعجمة لغة؛ عن یعقوب. و فلان مَنْشُوعٌ بكذا أَی مُولَعٌ به؛ قال أَبو وَجْزَة: نَشِیعٌ بماءِ البَقْلِ بَینَ طَرائِقٍ، من الخَلْقِ، ما مِنْهُنَّ شی‌ءٌ مُضیَّعُ و النَّشْعُ و الانْتِشاعُ: انْتِزاعُك الشی‌ء بعُنْفٍ. و النُّشاعةُ: ما انْتَشَعَه بیده ثم أَلقاه. قال أَبو حنیفة: قال الأَحمر نَشَعَ الطیِّبَ شَمَّه. و النَّشَعُ من الماءِ: ما خَبُثَ طَعْمُه.

نصع؛ ج8، ص: 355

: الناصِعُ و النَّصِیعُ: البالغُ من الأَلوان الخالص منها الصافی أَیّ لون كان، و أَكثر ما یقال فی البیاض؛ قال أَبو النجم: إِنَّ ذَواتِ الأُزْرِ و البَراقِعِ، و البُدْنِ فی ذاكَ البَیاضِ النّاصِعِ، لَیْسَ اعْتِذارٌ عندها بِنافِعِ و قال المرّار: راقَه منها بَیاضٌ ناصِعٌ یُونِقُ العَینَ، و شَعْرٌ مُسْبَكِر و قد نَصَعَ لونُه نَصاعةً و نُصوعاً: اشتَدَّ بَیاضُه و خَلَصَ؛ قال سُوید بن أَبی كاهل: صَقَلَتْه بِقَضِیبٍ ناعِمٍ مِن أَراكٍ طَیِّبٍ، حَتی نَصَعْ و أَبیَضُ ناصِعٌ و یَقَقٌ، و أَصفَرُ ناصع: بالغوا به كما قالوا أَسودُ حالِكٌ. و قال أَبو عبیدة فی الشِّیاتِ: أَصفر ناصِعٌ، قال: هو الأَصفر السّراةِ تَعْلو مَتنَه جُدَّةٌ غَبْساءُ، و الناصِعُ فی كل لون خَلصَ و وَضَح، و قیل: لا یقال أَبیض ناصِعٌ و لكن أَبیض یَقَقٌ و أَحمر ناصِعٌ و نَصّاعٌ؛ قال: بُدِّلْنَ بُؤْساً بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ، و مِنَ الثِّیابِ یُرَیْنَ فی الأَلوانِ، مِنْ صُفْرةٍ تَعْلو البیاضَ و حُمْرةٍ نَصّاعةٍ، كَشَقائِقِ النُّعْمانِ و قال الأَصمعی: كلُّ ثوب خالِصِ البیاضِ أَو الصُّفرة أَو الحُمْرة فهو ناصِعٌ؛ قال لبید: سُدُماً قلیلًا عَهْدُه بأَنِیسِه، مِن بَینِ أَصفَرَ ناصِعٍ و دِفانِ أی ورَدتْ سُدُماً. و نَصَعَ لونُه نُصوعاً إِذا اشتد بیاضُه. و نَصَعَ الشی‌ءُ: خلَص، و الأَمر: وضَحَ و بانَ؛ قال ابن بری: شاهده قول لقِیطٍ الإِیادیّ: إِنی أَری الرَّأْیَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا و الناصِعُ: الخالِصُ من كل شی‌ء. و شی‌ء ناصِعٌ: خالِصٌ. و‌فی الحدیث: المدینةُ كالكِیر تَنْفی خَبَثها و تَنْصَعُ طِیبَها‌أَی تُخَلِّصُه، و قد تقدم فی بضع. و حسَبٌ ناصِعٌ: خالِصٌ. و حَقٌّ ناصِعٌ: واضح، كلاهما علی المثل. یقال: أَنْصَعَ للحقّ إِنْصاعاً إِذا أَقَرَّ به، و استعمل جابر بن قَبِیصة النَّصاعةَ فی الظَّرْف، و أُراه إِنما یعنی به خُلوصَ الظَّرْف،فقال: ما رأَیت رجلًا أَنْصَعَ ظَرْفاً منك و لا أَحْضَر جواباً و لا أَكثر صَواباً من عمرو بن العاص، و قد یجوز أَن یعنیَ به اللونَ كأَن تقول: ما رأَیت رجلًا أَظهر ظَرْفاً، لأَن اللون واسطة فی ظُهورِ الأَشیاء، و قالوا: ناصِعِ الخَبَرَ أَخاكَ و كُنْ منه علی حذَرٍ، و هو من الأَمر الناصِعِ أَی البَیِّنِ أَو الخالِصِ. و نَصَعَ
لسان العرب، ج‌8، ص: 356
الرجلُ: أَظهَرَ عَداوتَه و بَیَّنَها و قصَدَ القِتالَ؛ قال رؤبة: كَرَّ بِأَحْجَی مانِعٍ أَنْ یَمْنَعا حتی اقْشَعَرَّ جِلْدُه و أَنْصَعا و قال أَبو عمرو: أَظهر ما فی نفسه و لم یُخَصِّصِ العَداوةَ؛ قال أَبو زبید: و الدَّارُ إِنْ تُنْئِهمْ عَنِّی، فإِنَّ لهُمْ ودِّی و نَصْری، إِذا أَعْداؤُهم نصَعوا قال ابن الأَثیر: و أَنْصَعَ أَظْهَرَ ما فی نفْسِه. و الناصِعُ من الجیْشِ و القومِ: الخالصون الذین لا یَخْلِطُهم غیرُهم؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لمَّا أَنْ دَعَوْتُ بَنِی طریفٍ، أَتَوْنی ناصِعِینَ إِلی الصِّیاحِ و قیل: إِن قوله فی هذا البیت أَتونی ناصعین أَی قاصدین، و هو مشتق من الحقّ الناصِعِ أَیضاً. و النِّصْعُ و النَّصْعُ و النُّصْعُ: جلد أَبیض. و قال المُؤَرِّج: النِّصَعُ و النِّطَعُ لواحد الأَنْطاعِ، و هو ما یتخذ من الأَدَمِ؛ و أَنشد لحاجز بن الجُعَید الأَزْدی: فنَنْحَرُها و نَخْلِطُها بِأُخْری، كأَنَّ سَراتَها نِصَعٌ دَهِین و یقال: نِصْعٌ، بسكون الصاد. و النِّصْعُ: ضرب من الثِّیابِ شدید البیاض؛ قال الشاعر: یَرْعی الخُزامی بذِی قارٍ، فقد خَضَبَتْ منه الجَحافِلَ و الأَطْرافَ و الزَّمَعا مُجْتابُ نِصْعٍ یَمانٍ فوْقَ نُقْبَتِه، و بالأَكارِعِ من دِیباجِه قطَعا و عَمَّ بعضهم به كلّ جلد أَبیض أَو ثوب أَبیض؛ قال یصف بقر الوَحْش: كأَنَّ تَحْتی ناشِطاً مُوَلَّعا، بالشامِ حتی خِلْته مُبَرْقَعا، بنیقة مِنْ مرْحَلیٍّ أَسْفَعا، تَخالُ نِصْعاً فَوْقَها مُقَطَّعا، یُخالِطُ التَّقْلِیصَ إِذْ تَدَرَّعا یقول: كأَنَّ علیه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه، یقول: تخالُ أَنه لَبِس ثوباً أَبیض مقلصاً عنه لم یبلغ كُروعَه التی لیست علی لونه. و أَنْصَعَ الرجلُ للشرِّ إِنْصاعاً: تَصَدَّی له. و النَّصِیعُ: البحر؛ قال: أَدْلَیْتُ دَلْوی فی النَّصِیعِ الزَّاخِرِ قال الأَزهری: قوله النَّصِیعُ البحرُ غیر معروف، و أَراد بالنَّصِیعِ ماء بِئرٍ ناصِعِ الماء لیس بِكَدِرٍ لأَن ماء البحر لا یُدْلی فیه الدَّلْوُ. یقال: ماءٌ ناصِعٌ و ماصِعٌ و نَصِیعٌ إِذا كان صافیاً، و المعروف البحر البَضیعُ، بالباء و الضاد. و شَرِبَ حتی نَصَعَ و حتی نَقَعَ، و ذلك إِذا شَفی غَلِیلَه، و المعروفُ بَضَعَ، و قد تقدّم. و المَناصِعُ: المواضعُ التی یُتَخَلَّی فیها لبَوْلٍ أَو غائِطٍ أَو لحاجة، الواحد مَنْصَعٌ، لأَنه یُبْرَزُ إِلیها و یُظْهَرُ. و‌فی حدیث الإِفك: كان مُتَبَرَّزُ النساءِ فی المدینةِ قبل أَن تُسَوَّی الكُنُفُ فی الدُّورِ المناصِعَ، حكاه الهرویّ فی الغریبین، قال الأَزهری: أَری أَن المناصعَ موضع بعینه خارجَ المدینة، و كُنَّ «1» النساءُ یَتَبَرَّزْن إِلیه باللیل علی مذاهبِ العرب بالجاهِلیَّة. و‌فی الحدیث: إِنَّ المَناصِعَ صَعِیدٌ
(1). قوله: كن النساء؛ هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 357
أَفیَحُ خارجَ المدینة.و نَصَعَتِ الناقةُ إِذا مَضَغَتِ الجِرّة؛ عن ثعلب. و حكی الفراء: أَنْصَعَتِ الناقةُ للفحْل إِنصاعاً قَرَّت له عند الضِّرابِ. و قال أَبو یوسف: یقال قبَّح الله أمًّا نَصَعَتْ به أَی ولَدَتْه، مثل مَصَعَتْ به.

نطع؛ ج8، ص: 357

: النَّطْعُ و النَّطَعُ و النِّطْعُ و النِّطَعُ من الأَدَمِ: معروف؛ قال التمیمی: یَضْرِبْنَ بالأَزِمَّةِ الخُدُودا، ضَرْبَ الرِّیاحِ النِّطَعَ المَمْدُودا قال ابن بری: أَنكر أَبو زیاد نَطْع و قال نِطْع، و أَنكر علی بن حَمْزةَ نَطَع و أَثبت نِطَع لا غیر، و حكی ابن سیدة عن ابن جنی قال: اجتمع أَبو عبد الله ابن الأَعرابی و أَبو زیاد الكلابی علی الجِسْرِ فسأَل أَبو زیاد أَبا عبد الله عن قوْلِ النابغةِ: علی ظَهْرِ مِبْناةٍ جدِیدٍ سُیُورُها فقال أَبو عبد الله: النَّطْعُ، بالفتح، فقال أَبو زیاد: لا أَعرفه، فقال: النِّطْعُ، بالكسر، فقال أَبو زیاد: نَعَمْ و الجمع أَنْطُعٌ و أَنْطاعٌ و نُطُوعٌ. و النُّطاعةُ و القُطاعةُ و القُضاضةُ: اللُّقْمةُ یُؤكل نِصْفُها ثم تُرَدُّ إِلی الخِوانِ، و هو عَیْبٌ. یقال: فلان لاطِعٌ ناطِعٌ قاطِعٌ. و النِّطْعُ و النِّطَعُ و النَّطَعُ و النَّطَعةُ: ما ظهرَ من غارِ الفَمِ الأَعلی، و هی الجِلْدةُ المُلْتَزِقةُ بعظم الخُلَیْقاءِ فیها آثار كالتَّحْزِیزِ، و هناك مَوقِعُ اللسان فی الحَنَكِ، و الجمع نُطُوعٌ لا غیر، و یقال لِمَرْفَعِه من أَسْفَلِه الفِراشُ. و التَّنَطُّعُ فی الكلام: التَّعَمُّقُ فیه مأْخوذ منه. و‌فی الحدیث: هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ؛ هم المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ فی الكلامِ الذین یتَكلمون بأَقْصَی حُلُوقِهم تَكَبُّراً كما‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنَّ أَبْغَضَكُم إِلیّ الثَّرْثارُونَ المُتَفَیْهِقُون، و كل منها مذكور فی موضعه؛ قال ابن الأَثیر: هو مأْخوذ من النِّطَعِ و هو الغارُ الأَعْلی فی الفَمِ، قال: ثم استعمل فی كل تَعَمُّقٍ قوْلًا و فِعْلًا. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لن تَزالوا بخَیْرٍ ما عَجَّلْتُم الفِطْرَ و لم تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ‌أَی تتكلفوا القول و العمل، و قیل: أَراد به هاهنا الإِكثارَ من الأَكلِ و الشرْبِ و التوسُّعَ فیه حتی یَصِلَ إِلی الغارِ الأَعْلی، و یستحب للصائم أَن یُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ القَلیلِ من الفَطُورِ. و منه‌حدیث ابن مسعود: إِیّاكُم و التَّنَطُّعَ و الاخْتِلافَ فإِنما هو كقول أَحدكم هَلُمَّ و تعالَ؛ أَراد النهْیَ علی المُلاحاةِ فی القِراءاتِ المختلفةِ و أَنّ مَرْجِعَها كُلِّها إِلی وجه واحد من الصواب كما أَن هَلُمَّ بمعنی تعالَ. ابن الأَعرابی: النُّطُعُ المُتَشَدِّقُون فی كلامهم. و تَنَطَّعَ فی الكلام و تَنَطَّسَ إِذا تأَنَّقَ فیه و تَعَمَّقَ. و تَنَطَّعَ فی شَهَواتِه: تأَنَّقَ. و یقال: وطِئْنا نِطَاع بنی فلان أَی دخَلْنا أَرْضَهم. قال: و جَنابُ القومِ نِطاعُهم. قال الأَزهری: و نَطاعِ بوزن قَطامِ ماءٌ فی بلادِ بنی تَمِیمٍ و قد ورَدْتُه. یقال: شَرِبَتْ إِبلُنا من ماءِ نَطاعِ، و هی رَكِیّةٌ عَذْبةُ الماء غَزِیرَتُه. و یومُ نطاعِ: یومٌ من أَیامِ العرب؛ قال الأَعشی: بظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِیةً، فقد حَسَوْا بَعْدُ من أَنْفاسِها جُرَعا

نعع؛ ج8، ص: 357

: النُّعاعةَ: بقلة ناعمةٌ. و قال ابن السكیت: النعاعةُ اللُّعاعةُ، و هی بقلةٌ ناعمةٌ. و قال ابن بری: النَّعْناعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 358
البَقْلُ، و النُّعاعةُ موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا مالَ إِلا إِبِلٌ جَمَّاعهْ، مَشْرَبُها الجَیْأَةُ أَو نُعاعَهْ قال ابن سیدة: و حكی یعقوب أَن نونها بدل من لام لُعاعةٍ، و هذا قویّ لأَنهم قالوا أَلَعَّتِ الأَرضُ و لم یقولوا أَنَعَّتْ. و قال أَبو حنیفة: النُّعاعُ النبات الغَضُّ الناعِمُ فی أَوّلِ نباتِه قبل أَن یَكْتَهِلَ، و واحدته بالهاء. و النُّعْنُعُ: الذَّكَرُ المُسْتَرْخِی. و النَّعْنَعةُ: ضَعْفُ الغُرْمُولِ بعد قوّته. و النُّعْنُعُ: الرجُل الطوِیلُ المُضْطَربُ الرَّخْوُ، و النُّعُّ: الضعِیفُ. و التَّنَعْنُعُ: الاضْطِرابُ و التّمایُلُ؛ قال طُفَیْلٌ: منَ النّیِّ حتی اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفَقٍ رَوادِفَ، أَمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ و التَّنَعْنُعُ: التَّباعُدُ؛ و منه قولُ ذی الرُّمّة: علی مِثْلِها یَدْنو البَعِیدُ، و یَبْعُدُ القَرِیبُ، و یُطْوَی النازِحُ المُتَنَعْنِعُ و النُّعْنُعُ: الفَرْجُ الطوِیل الرَّقِیقُ؛ و أَنشد: سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ: أَیُّ الأُیُورِ أَنْفَعْ؟ أَ الطَّوِیلُ النُّعْنُعْ؟ أَم القَصِیرُ القَرْصَعْ؟ القَرْصَعُ: القَصِیرُ المُعَجَّرُ. و یقال لِبَظْرِ المرأَةِ إِذا طالَ: نُعْنُعٌ؛ قال المُغِیرةُ بن حَبْناءَ: و إِلَّا جِئْتُ نُعْنُعَها بقَوْلٍ، یُصَیِّره ثَماناً فی ثَمانِ قال أَبو منصور: قوله ثَماناً لحن و الصحیح ثَمانِیاً، و إِن روی: یُصَیِّرُه ثَمانٍ فی ثَمان علی لغة من یقول رأَیت قاضٍ كان جائزاً، قال الأَصمعی: المَعِدَةُ من الإِنسان مثل الكَرِشِ من الدوابّ، و هی من الطیر القانِصةُ بمنزلة القب «2» علی فُوهةِ المَصارِینِ، قال: و الحَوْصَلةُ یقال لها النُّعْنُعةُ؛ و أَنشد: فَعَبَّتْ لَهُنَّ الماءَ فی نُعْنُعاتِها، و وَلَّیْنَ تَوْلاةَ المُشِیح المُحاذِر قال: و حَوْصَلةُ الرجُلِ كلُّ شی‌ء أَسفلَ السُّرَّةِ. و النُّعْنُعُ و النَّعْنَعُ و النَّعْناعُ: بَقْلةٌ طَیِّبةُ الرِّیحِ. قال أَبو حنیفة: النُّعْنُعُ، هكذا ذكره بعض الرُّواة بالضم، بقلة طیبة الریحِ و الطعم فیها حَرارةٌ علی اللسان، قال: و العامة تقول نَعْنَعٌ، بالفتح، و فی الصحاح: و نَعْنَعٌ مقصور منه، و لم ینسبه إِلی العامّة. و النَّعْنَعةُ: حِكایةُ صوت یرجع إِلی العین و النون.

نفع؛ ج8، ص: 358

: فی أَسماء الله تعالی النافِعُ: هو الذی یُوَصِّلُ النفْعَ إِلی مَن یشاء من خلْقه حیث هو خالِقُ النفْعِ و الضَّرِّ و الخیْرِ و الشرِّ. و النفْعُ: ضِدُّ الضرِّ، نَفَعَه یَنْفَعُه نَفْعاً و مَنْفَعةً؛ قال: كَلَّا، و مَنْ مَنْفَعَتی و ضَیْری بكَفِّه، و مَبْدَئی و حَوْرِی و قال أَبو ذؤیب: قالت أُمَیْمةُ: ما لجِسْمِكَ شاحِباً، مُنْذُ ابْتَذَلْتَ، و مِثْلُ مالِكَ یَنْفَعُ؟
(2). قوله [القب] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 359
أَی اتَّخِذْ مَنْ یَكْفِیكَ فمثل مالِكَ ینبغی أَن تُوَدِّعَ نَفْسَكَ به. و فلان یَنْتَفِعُ بكذا و كذا، و نَفَعْتُ فُلاناً بكذا فانْتَفَعَ به. و رجل نَفُوعٌ و نَفّاعٌ: كثیرُ النَّفْعِ، و قیل: یَنْفَع الناسَ و لا یَضُرُّ. و النَّفِیعةُ و النُّفاعةُ و المَنْفَعةُ: اسم ما انْتُفِعَ به. و یقال: ما عندهم نَفِیعةٌ أَی مَنْفَعةٌ. و اسْتَنْفَعَه: طلب نَفْعَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و مُسْتَنْفِعٍ لَمْ یَجْزِه بِبَلائِه نَفَعْنا، و مَوْلًی قد أَجَبْنا لِیُنْصَرا و النِّفْعةُ: جِلْدةٌ تشق فتجعل فی جانِبی المَزادِ و فی كل جانب نِفْعةٌ، و الجمع نِفْعٌ و نِفَعٌ؛ عن ثعلب. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یشرب من الإِداوةِ و لا یَخْنِثُها و یُسَمِّیها نَفْعةَ؛ قال ابن الأَثیر: سمَّاها بالمرَّة الواحدة من النَّفْعِ و منعها الصرف للعلَمیة و التأْنیث، و قال: هكذا جاء فی الفائق، فإِن صح النقل و إِلا فما أَشبَهَ الكلمة أَن تكون بالقاف من النَّقْعِ و هو الرَّیُّ. و النَّفْعةُ: العَصا، و هی فَعْلةٌ من النَّفْعِ. و أَنْفَعَ الرجلُ إِذا تَجِرَ فی النَّفعاتِ، و هی العِصِیُّ. و نافِعٌ و نَفّاعٌ و نُفَیْعٌ: أَسماء؛ قال ابن الأَعرابی: نُفَیْعٌ شاعر من تَمِیم، فإِما أَن یكون تَصْغِیرَ نَفْع و إِما أَن یكون تصغیر نافِعٍ أَو نَفّاعٍ بعد الترخیم.

نقع؛ ج8، ص: 359

: نَقَعَ الماءُ فی المَسِیلِ و نحوه یَنْقَعُ نُقُوعاً و اسْتَنْقَعَ: اجْتَمَعَ. و اسْتَنْقَعَ الماءُ فی الغَدِیرِ أَی اجتمع و ثبت. و یقال: استنقَعَ الماءُ إِذا اجتمع فی نِهْیٍ أَو غیره، و كذلك نَقَعَ یَنْقَعُ نُقُوعاً. و یقال: طالَ إِنْقاعُ الماءِ و اسْتِنْقاعُه حتی اصفرّ. و المَنْقَعُ، بالفتح: المَوْضِعُ یَسْتَنْقِعُ فیه الماءُ، و الجمع مَناقِعُ. و‌فی حدیث محمد بن كعب: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمنِ جاءَه ملَكُ الموتِ‌أَی إِذا اجْتَمَعَتْ فی فِیهِ ترید الخروج كما یَسْتَنْقِعُ الماءُ فی قَرارِه، و أَراد بالنفْسِ الرُّوحَ؛ قال الأَزهری: و لهذا الحدیث مَخْرَجٌ آخَر و هو من قولهم نَقَعْتُه إِذا قتلته، و قیل: إِذا اسْتَنْقَعَتْ، یعنی إِذا خرجَت؛ قال شمر: و لا أَعرفها؛ قال ابن مقبل: مُسْتَنْقِعانِ علی فُضُولِ المِشْفَرِ قال أَبو عمرو: یعنی نابی الناقة أَنهما مُسْتَنْقِعانِ فی اللُّغامِ، و قال خالد بن جَنْبةَ: مُصَوِّتانِ. و النَّقْعُ: مَحْبِسُ الماءِ. و النَّقْعُ: الماءُ الناقِعُ أَی المُجْتَمِعُ. و نَقْعُ البئرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فیها قبل أَنْ یُسْتَقَی. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا یُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ و لا رَهْوُ الماءِ.و‌فی الحدیث: لا یَقْعُدْ أَحدُكم فی طریقٍ أَو نَقْعِ ماءٍ، یعنی عند الحَدَثِ و قضاءِ الحاجةِ. و النَّقِیعُ: البئرُ الكثیرةُ الماءِ، مُذَكَّر و الجمعُ أَنْقِعةٌ، و كلُّ مُجْتَمَعِ ماءٍ نَقْعٌ، و الجمع نُقْعانٌ، و النَّقْعُ: القاعُ منه، و قیل: هی الأَرض الحُرَّةُ الطینِ لیس فیها ارْتفاع و لا انْهِباط، و منهم من خَصَّصَ و قال: التی یسْتَنْقِعُ فیها الماء، و قیل: هو ما ارتفع من الأَرض، و الجمع نِقاعٌ و أَنْقُعٌ مثل بَحْرٍ و بِحارٍ و أَبْحُرٍ، و قیل: النِّقاعُ قِیعانُ الأَرض؛ و أَنشد: یَسُوفُ بأَنْفَیْهِ النِّقاعَ كأَنَّه، عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِیمُ و قال أَبو عبید: نَقْعُ البئرِ فَضْلُ مائِها الذی یخرج منها أَو من العین قبل أَن یصیر فی إِناء أَو وِعاء، قال: و فسره‌الحدیث الآخر: من مَنَعَ فَضْلَ الماءِ لِیَمْنَع
لسان العرب، ج‌8، ص: 360
به فَضْلَ الكَلإِ مَنَعَه الله فَضْلَه یومَ القیامةِ؛ و أَصل هذا فی البئر یحتفرها الرجل بالفَلاةِ من الأَرض یَسْقِی بها مَواشِیَه، فإِذا سَقاها فلیس له أَن یَمْنَعَ الماءَ الفاضِلَ عن مَواشِیهِ مَواشِیَ غیره أَو شارباً یشرب بشَفَتِه، و إِنما قیل للماء نَقْعٌ لأَنه یُنْقَعُ به العَطَشُ أَی یُرْوَی به. یقال: نَقَعَ بالرّیّ و بَضَعَ. و نَقَعَ السّمُّ فی أَنْیابِ الحیَّةِ: اجْتَمعَ، و أَنْقَعَتْه الحیّةُ؛ قال: أَ بَعْدَ الذی قد لَجَّ تَتَّخِذِینَنی عَدُوًّا، و قد جَرَّعْتِنی السّمَّ مُنْقَعا؟ و قیل: أَنْقَعَ السمَّ عَتَّقَه. و یقال: سمّ ناقِعٌ أَی بالِغٌ قاتِلٌ، و قد نَقَعَه أَی قَتَلَه، و قیل: ثابت مُجْتَمِعٌ من نَقْعِ الماء. و یقال: سمّ مَنْقُوعٌ و نَقِیعٌ و ناقِعٌ؛ و منه قول النابغة: فَبِتُّ كأَنِّی ساوَرَتْنی ضَئِیلةٌ من الرُّقْشِ، فی أَنْیابِها السُّمُّ ناقِعُ و‌فی حدیث بَدْرٍ: رأَیتُ البَلایا تَحْمِلُ المنایا، نَواضِحُ یَثْرِبَ تَحْمِلُ السُّمَّ الناقِعَ.و موْتٌ ناقِعٌ أَی دائِمٌ. و دمٌ ناقِعٌ أَی طَرِیٌّ؛ قال قَسّام بن رَواحةَ: و ما زالَ مِنْ قَتْلَی رِزاحٍ بعالِجٍ دَمٌ ناقِعٌ، أَو جاسِدٌ غیرُ ماصِحِ قال أَبو سعید: یرید بالناقِعِ الطَّرِیَّ و بالجاسِدِ القَدِیمَ. و سَمٌّ مُنْقَعٌ أَی مُرَبًّی؛ قال الشاعر: فیها ذَراریحٌ و سَمٌّ مُنْقَعُ یعنی فی كأْس الموت. و اسْتَنْقَعَ فی الماء: ثَبَتَ فیه یَبْتَرِدُ، و الموضع مُسْتَنْقَعٌ، و كان عطاء یَسْتَنْقِعُ فی حِیاضِ عَرَفةَ أَی یدخلُها و یَتَبَرَّد بمائها. و اسْتُنْقِعَ الشی‌ء فی الماء، علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه. و النَّقِیعُ و النَّقِیعةُ: المَحْضُ من اللبن یُبَرَّدُ؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر: أُطَوِّفُ، ما أُطَوِّفُ، ثم آوِی إِلی أُمِّی، و یَكْفِینی النَّقِیعُ و هو المُنْقَعُ أَیضاً؛ قال الشاعر یصف فرساً: قانَی له فی الصَّیْفِ ظِلٌّ بارِدٌ، و نَصِیُّ ناعِجةٍ و مَحْضٌ مُنْقَعُ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌و نصِیُّ باعِجةٍ …، بالباء؛ قال أَبو هشام: الباعِجةُ هی الوَعْساءُ ذاتُ الرِّمْثِ و الحَمْضِ، و قیل: هی السَّهْلةُ المُسْتَوِیةُ تُنْبِتُ الرِّمْثَ و البَقْلَ و أَطایِبَ العُشْبِ، و قیل: هی مُتَّسَعُ الوادِی، و قانی له أَی دامَ له؛ قال الأَزهریّ: أَصلُه من أَنْقَعْتُ اللبَنَ، فهو نَقِیعٌ، و لا یقال مُنْقَعٌ، و لا یقولون نَقَعْتُه، قال: و هذا سَماعی من العرب، قال: و وجدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً فی الإِنقاعِ ما عُجْت بها و لا علِمْت راوِیها عنه. یقال: أَنْقَعْتُ الرجُلَ إِذا ضَرَبْتَ أَنْفَه بإِصْبَعِكَ، و أَنْقَعْتُ المیِّتَ إِذا دَفَنْته، و أَنْقَعْتُ البَیْتَ إِذا زَخْرَفْتَه، و أَنْقَعْتُ الجاریةَ إِذا افْتَرَعْتَها، و أَنْقَعْتُ البیت إِذا جَعَلْتَ أَعلاه أَسفلَه، قال: و هذه حُروفٌ مُنْكَرةٌ كلُّها لا أَعرِفُ منها شیئاً. و النَّقُوعُ، بالفتح: ما یُنْقَعُ فی الماء من اللیل لِدواءٍ أَو نَبِیذٍ و یُشْرَبُ نهاراً، و بالعكس. و‌فی حدیث الكَرْمِ: تتخذونه زَبِیباً تُنْقِعُونه‌أَی تَخْلِطونه
لسان العرب، ج‌8، ص: 361
بالماء لیصیر شَراباً. و فی التهذیب: النَّقُوعُ ما أَنْقَعْتَ من شی‌ء. یقال: سَقَوْنا نَقُوعاً لِدواءٍ أُنْقِعَ من اللیل، و ذلك الإِناء مِنْقَعٌ، بالكسر. و نَقَعَ الشی‌ءَ فی الماءِ و غیره یَنْقَعُه نَقْعاً، فهو نَقِیعٌ، و أَنْقَعَه: نَبَذَه. و أَنْقَعْتُ الدّواءَ و غیره فی الماء، فهو مُنْقَعٌ. و النَّقِیعُ و النَّقُوعُ: شی‌ء یُنْقَعُ فیه الزَّبِیبُ و غیره ثم یُصَفَّی ماؤُه و یُشْرَبُ، و النُّقاعةُ: ما أَنْقَعْتَ من ذلك. قال ابن بری: و النُّقاعةُ اسْمُ ما أُنْقِعَ فیه الشی‌ءُ؛ قال الشاعر: به مِنْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه نُقاعةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ و كلُّ ما أُلقِیَ فی ماءٍ، فقد أُنْقِعَ. و النَّقُوعُ و النَّقِیعُ: شَرابٌ یتخذ من زبیب ینقع فی الماء من غیر طَبْخٍ، و قیل فی السَّكَر: إِنه نَقِیعُ الزَّبیبِ. و النَّقْعُ: الرَّیُّ، شَرِبَ فما نَقَعَ و لا بَضَعَ. و مثَلٌ من الأَمثالِ: حَتَّامَ تَكْرَعُ و لا تَنْقَعُ؟ و نَقَعَ من الماء و به یَنْقَعُ نُقُوعاً: رَوِیَ؛ قال جریر: لو شِئْتِ، قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبةٍ، تَدَعُ الصَّوادِیَ لا یَجِدْنَ غَلِیلا و یقال: شَرِبَ حتی نَقَعَ أَی شَفی غَلِیلَه و رَوِیَ. و ماءٌ ناقِعٌ: و هو كالناجِعِ؛ و ما رأَیت شَرْبةً أَنْقَعَ منها. و نَقَعْتُ بالخبر و بالشّرابِ إِذا اشْتَفَیْتَ منه. و ما نَقَعْتُ بخبره أَی لم أَشْتَفِ به. و یقال: ما نَقَعْتُ بخبَر فلان نُقوعاً أَی ما عُجْتُ بكلامِه و لم أُصَدِّقْه. و یقال: نَقَعَتْ بذلك نفْسِی أَی اطْمَأَنَّتْ إِلیه و رَوِیَتْ به. و أَنْقَعَنی الماءُ أَی أَرْوانی. و أَنْقَعَنی الرَّیُّ و نَقَعْتُ به و نَقَعَ الماءُ العَطَشَ یَنْقَعُه نَقْعاً و نُقُوعاً: أَذْهَبَه و سَكَّنَه؛ قال حَفْصٌ الأُمَوِیُّ: أَكْرَعُ عند الوُرُودِ فی سُدُمٍ تَنْقَعُ من غُلَّتی، و أَجْزَأُها و فی المثل: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَی الشَّرابُ الذی یُتَرَشَّفُ قَلِیلًا قَلیلًا أَقْطَعُ للعطَشِ و أَنْجَعُ، و إِن كان فیه بُطءٌ. و نَقَعَ الماءُ غُلَّتَه أَی أَرْوی عَطَشَه. و من أَمثال العرب: إِنه لَشَرَّابٌ بأَنْقُعٍ. و وَرَدَ أَیضاً‌فی حدیثِ الحَجّاجِ: إِنَّكُم یا أَهلَ العِراقِ شَرَّابُونَ عَلَیَّ بأَنْقُعٍ؛ قال ابن الأَثیر: یُضْرَبُ للرجل الذی جَرَّبَ الأُمُورَ و مارَسها، و قیل للذی یُعادُ الأُمور المَكْرُوهةَ، أَراد أَنهم یَجْتَرئُونَ علیه و یَتَناكَرون. و قال ابن سیدة: هو مثل یضرب للإِنسان إِذا كان متعاداً لفعل الخیر و الشرِّ، و قیل: معناه أَنه قد جَرَّبَ الأُمور و مارَسها حتی عرفها و خبرها، و الأَصل فیه أَن الدلیل من العرب إِذا عرف المِیاهَ فی الفَلَواتِ و وَرَدَها و شرب منها، حَذَقَ سُلُوكَ الطریقِ التی تُؤَدّیه إِلی البادیة، و قیل: معناه أَنه مُعاوِدٌ للأُمور یأْتیها حتی یبلغ أَقْصَی مُرادِه، و كأَنَّ أَنْقُعاً جمع نَقْعٍ؛ قال ابن الأَثیر: أَنْقُعٌ جمع قِلَّة، و هو الماءُ الناقِعُ أَو الأَرض التی یجتمع فیها الماء، و أَصله أَنَّ الطائر الحَذِرَ لا یَرِدُ المَشارِعَ، و لكنه یأْتی المَناقِعَ یشرب منها، كذلك الرجل الحَذِرُ لا یَتَقَحّمُ الأُمورَ؛ قال ابن بری: حكی أَبو عبید أَن هذا المثل لابن جریج قاله فی مَعْمَرِ بن راشد، و كان ابن جریج من أَفصح الناس، یقول ابن جریج: إِنه رَكِب فی طلَبِ الحدیث كلَّ حَزْن و كتب من كل وجْهٍ، قال الأَزهریُّ: و الأَنْقُعُ جمع النَّقْعِ، و هو كلّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ من عِدٍّ أَو
لسان العرب، ج‌8، ص: 362
غَدِیرٍ یَسْتَنْقِعُ فیه الماء. و یقال: فلان مُنْقَعٌ أَی یُسْتَشْفی بِرأْیه، و أَصله من نَقَعْتُ بالرّیّ. و المِنْقَعُ و المِنْقَعةُ: إِناءٌ یُنْقَعُ فیه الشی‌ء. و مِنْقَعُ البُرَمِ: تَوْرٌ صغیر أَو قُدَیْرةٌ صغیرة من حِجارة، و جمعه مَناقِعُ، تكون للصبی یَطْرَحُون فیه التمْر و اللبَنَ یُطْعَمُه و یُسْقاهُ؛ قال طَرَفةُ: أَلْقَوْا إِلَیْكَ بكلّ أَرْمَلةٍ شَعْثاءَ، تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ البُرَمُ هاهنا: جمع بُرْمةٍ، و قیل: هی المِنْقَعةُ و المِنْقَعُ؛ و قال أَبو عبید: لا تكون إِلا من حجارة. و الأُنْقُوعةُ: وَقْبَةُ الثرید التی فیها الوَدَكُ. و كل شی‌ء سالَ إِلیه الماءُ من مَثْعَبٍ و نحوه، فهو أُنْقُوعةٌ. و نُقاعةُ كل شی‌ء: الماءُ الذی یُنْقَعُ فیه. و النَّقْعُ: دَواءٌ یُنْقَعُ و یُشْربُ. و النَّقِیعةُ من الإِبل: العَبِیطةُ تُوَفَّر أَعْضاؤها فَتُنْقَعُ فی أَشیاءَ. و نَقَعَ نَقِیعةً: عَمِلَها. و النَّقِیعةُ: ما نُحِرَ من النَّهْبِ قبل أَن یُقْتَسَمَ؛ قال: مِیلُ الذُّری لُحِبَتْ عَرائِكُها، لَحْبَ الشِّفارِ نَقِیعةَ النَّهْبِ و انْتَقَعَ القومُ نَقیعةً أَی ذَبَحوا من الغنیمةِ شیئاً قبل القَسْمِ. و یقال: جاؤُوا بناقةٍ من نَهْبٍ فنحروها. و النَّقِیعةُ: طعام یُصْنَعُ للقادِم من السفَر، و فی التهذیب: النقیعة ما صنَعَه الرجُل عند قدومه من السفر. یقال: أَنْقَعْتُ إِنْقاعاً؛ قال مُهَلْهِلٌ: إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ، ضَرْبَ القُدارِ نَقِیعةَ القُدَّامِ و یروی: إِنَّا لَنَضْرِبُ بالسُّیوفِ رُؤوسَهم القُدَّامُ: القادِمُون من سفَر جمع قادِمٍ، و قیل: القُدَّامُ المَلِكُ، و روی القَدَّامُ، بفتح القاف، و هو المَلِكُ. و القُدارُ: الجَزَّارُ. و النَّقِیعةُ: طَعامُ الرجلِ لیلةَ إِمْلاكِه. یقال: دَعَوْنا إِلی نَقِیعَتهم، و قد نَقَعَ یَنْقَعُ نُقُوعاً و أَنْقَعَ. و یقال: كل جَزُورٍ جَزَرتَها للضِّیافةِ، فهی نَقِیعةٌ. یقال: نَقَعْتُ النَّقِیعةَ و أَنْقَعْتُ و انْتَقَعْتُ أَی نَحَرْتُ؛ و أَنشد ابن بری فی هذا المكان: كلُّ الطَّعامِ تَشْتَهی رَبِیعهْ: الخُرْسُ و الإِعْذارُ و النَّقِیعهْ و ربما نَقَعُوا عن عدّةٍ من الإِبل إِذا بَلَغَتْها جَزُوراً أَی نحروه، فتلك النَّقِیعةُ؛ و أَنشد: مَیْمونةُ الطَّیْر لم تَنْعِقْ أَشائِمُها، دائِمَةُ القِدْرِ بالأَفْراعِ و النُّقُعِ و إِذا زُوِّجَ الرجلُ فأَطْعَمَ عَیْبَتَه قیل: نَقَعَ لهم أَی نَحَرَ. و فی كلام العرب: إِذا لقی الرجلُ منهم قوماً یقول: مِیلُوا یُنْقَعْ لكم أَی یُجْزَرْ لكم، كأَنه یَدْعُوهم إِلی دَعْوَتِه. و‌یقال: الناسُ نَقائِعُ الموْتِ‌أَی یَجْزُرُهم كما یَجْزُرُ الجَزَّارُ النَّقِیعةَ. و النقْعُ: الغُبارُ الساطِعُ. و فی التنزیل: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً؛ أَی غباراً، و الجمع نِقاعٌ. و نَقَعَ الموتُ: كَثُرَ. و النَّقِیعُ: الصُّراخُ. و النَّقْعُ: رَفْعُ الصوتِ. و نَقَعَ الصوتُ و اسْتَنْقَعَ أَی ارْتَفَع؛ قال لبید: فَمَتی یَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ، یُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ و زَجَلْ
لسان العرب، ج‌8، ص: 363
متی یَنْقَعْ صُراخٌ أَی متی یَرْتَفِعْ، و قیل: یَدُومُ و یثبت، و الهاء للحرْب و إِن لم یذكره لأَن فی الكلام دلیلًا علیه، و یروی‌یَحْلِبُوها متی ما سَمِعُوا صارِخاً؛ أَحْلَبُوا الحرْبَ أَی جمعوا لها. و نَقَعَ الصارِخُ بصوته یَنْقَعُ نُقُوعاً و أَنْقَعَه، كلاهما: تابَعَه و أَدامَه؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: إِنه قال فی نساءٍ اجْتَمَعْنَ یَبْكِینَ علی خالد بن الولید: و ما علی نساء بنی المغیرة أَنْ یُهْرِقْنَ، و فی التهذیب: یَسْفِكْنَ من دُموعِهِنَّ علی أَبی سُلَیْمانَ ما لم یكن نَقْعٌ و لا لَقْلَقةٌ، یعنی رَفْعَ الصوتِ، و قیل: یعنی بالنقْعِ أَصواتَ الخُدودِ إِذا ضُرِبَتْ، و قیل: هو وضعهن علی رؤُوسهن النَّقْعَ، و هو الغبارُ، قال ابن الأَثیر: و هذا أَولی لأَنه قَرَنَ به اللَّقْلَقَةَ، و هی الصوت، فحَمْلُ اللفظین علی معنیین أَوْلی من حملهما عی معنی واحد، و قیل: النَّقْعُ هاهنا شَقُّ الجُیُوبِ؛ قال ابن الأَعرابی: وجدت بیتاً للمرار فیه: نَقَعْنَ جُیُوبَهُنَّ علیَّ حَیًّا، و أَعْدَدْنَ المَراثیَ و العَوِیلا و النَّقَّاعُ: المُتَكَثِّرُ بما لیس عنده من مدْحِ نفْسِه بالشَّجاعة و السَّخاءِ و ما أَشبهه. و نَقَعَ له الشَّرَّ: أَدامَه. و حكی أَبو عبید: أَنْقَعْتُ له شَرًّا، و هو اسْتِعارةٌ. و یقال: نَقَعَه بالشتم إِذا شتمه شتماً قبیحاً. و النَّقائِعُ: خَبارَی فی بِلادِ تمیم، و الخَبارَی: جمع خَبْراءَ، و هی قاعٌ مُسْتَدِیرٌ یَجْتَمِعُ فیه الماءُ. و انْتُقِعَ لونُه: تَغَیَّرَ من هَمٍّ أَو فزَعٍ، و هو مُنْتَقَعٌ، و المیم أَعرف، و زعم یعقوب أَن میم امْتُقِعَ بدل من نونها. و‌فی حدیث المبعث: أَنه أَتَی النبی، صلی الله علیه و سلم، ملكانِ فأَضْجَعاه و شَقَّا بَطنَه فرجعَ و قد انْتُقِعَ لونُه؛ قال النضر: یقال ذلك إِذا ذَهَبَ دَمُه و تغیرت جلدة وجهه إِما من خوْفٍ و إِما من مَرَضٍ. و النَّقُوعُ: ضَرْبٌ من الطِّیب. الأَصمعی: یقال صَبَغَ فلان ثوبَه بنَقُوعٍ، و هو صِبْغٌ یجعل فیه من أَفْواه الطِّیبِ. و‌فی الحدیث: أَنَّ عُمَرَ حَمَی غَرَزَ النَّقِیعِ؛ قال ابن الأَثیر: هو موضع حمَاه لِنَعَمِ الفی‌ءِ و خَیْلِ المجاهدین فلا یَرْعاه غیرها، و هو موضع قریب من المدینة كان یَسْتَنْقِعُ فیه الماء أَی یجتمع؛ قال: و منه‌الحدیث أَول جُمُعةٍ جُمِّعَتْ فی الإِسلام بالمدینة فی نَقِیعِ الخَضِماتِ؛ قال: هو موضع بنواحی المدینة.

نكع؛ ج8، ص: 363

: النَّكِعُ: الأَحْمَرُ من كلِّ شی‌ء. و الأَنْكَعُ: المُتَقَشِّرُ الأَنْفِ مع حُمْرةٍ شدیدةٍ. رجُلٌ أَنْكَعُ بیِّنُ النَّكَعِ، و قد نَكِعَ یَنْكعُ نَكَعاً. و النَّكِعةُ من النساءِ: الحَمْراءُ اللَّوْنِ. و النَّكِعُ و الناكِعُ و النُّكَعةُ: الأَحمر الأَقْشَرُ. و أَحمر نَكِعٌ: شدید الحُمْرَةِ و رجُلٌ نُكَعٌ: یخالِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ، و الاسم النَّكَعةُ و النُّكَعةُ. و شَفةٌ نَكِعة: اشْتَدَّتْ حمرتها لكثرة دم باطنها. و نَكَعةُ الأَنْفِ: طَرَفُه. و یقال: أَحمر مثلُ نَكَعةِ الطُّرْثُوثِ، و نَكَعةُ الطرثوث، بالتحریك: قِشْرَةٌ حَمْراء فی أَعْلاه، و قیل: هی رأْسه، و قیل: هی من أَعْلاه إِلی قدر إِصبع علیه قشرة حمراء؛ قال الأَزهری: رأَیتها كأَنها ثُومةُ ذكر الرجل مُشْرَبةٌ حُمْرةً. و‌فی الخبر: قَبَّحَ الله نَكَعةَ أَنْفِه كأَنها نَكَعةُ الطُّرْثُوثِ‌و النُّكعةُ، بضم النون: جَناةٌ حمراء كالنبق فی استدارته. ابن الأَعرابی: یقال أَحمر كالنُّكعةِ، قال: و هی ثمرة النُّقاوَی و هو نبت
لسان العرب، ج‌8، ص: 364
أَحمر. و‌فی حدیث: كانت عیناه أَشدَّ حُمْرَةً من النُّكعةِ.و حكی ابن الأَعرابی عن بعضهم أَنه قال: فكانت عیناه أَشدّ حمرة من النُّكعةِ، هكذا رواه بضم النون. قال الأَزهری: و سماعی من العرب نَكَعةٌ، بالفتح. و النُّكَعةُ و النَّكَعةُ: ثَمَرُ شجر أَحمر. و قال أَبو حنیفة: النُّكَعةُ و النَّكَعةُ كِلاهما هَنةٌ حمراء تَظْهَرُ فی رأْس الطُّرْثُوثِ. و نَكَعه بظهر قدمِه نَكْعاً: ضربه، و قیل: هو الضَّرْبُ علی الدُّبر كالكَسْعِ. و النَّكُوعُ من النساء: القصِیرةُ، و جمعها نُكُعٌ؛ قال ابن مُقْبِلٍ: بِیضٌ مَلاوِیحُ، یومَ الصَّیْفِ، لا صُبُرٌ علی الهَوانِ، و لا سُودٌ، و لا نُكُعُ و نَكَعَه حَقَّه: حَبَسَه عنه. و نَكَعَه الوِرْدَ و منه: مَنَعَه إِیّاه؛ أَنشد سیبویه: بَنی ثُعَلٍ لا تَنْكَعُوا العَنْزَ شُرْبَها، بَنی ثُعَلٍ مَنْ یَنْكَع العَنْزَ ظالِمُ و أَنْكَعَتْه بِغْیَتُه: طَلَبها ففاتَتْه. و نَكَعَه عن الشی‌ء یَنْكَعُه نَكْعاً و أَنْكَعَه: صَرَفَه. و نَكَعَ عن الأَمر و نَكَلَ بمعنًی واحدٍ. و تَكَلَّمَ فأَنْكَعَه: أَسْكَتَه. و شَرِبَ فأَنْكَعَه: نَغَّصَ علیه. و النُّكَعةُ: الأَحْمَقُ الذی إِذا جَلَسَ لم یَكَدْ یَبْرَحُ. و یقال للأَحمق: هُكَعةٌ نُكَعةٌ. و النَّكْعُ: الإِعْجالُ عن الأَمْرِ. و نَكَعَه عن الأَمر: أَعْجَلَه عنه؛ قال عدیّ بن زید: تَقْنِصُكَ الخَیْلُ و تَصْطادُكَ الطَّیْرُ، و لا تُنْكَعُ لَهْوَ القَنِیص ابن الأَعرابی: لا تُنْكَعُ لا تُمْنَعُ؛ و أَنشد أَبو حاتم فی الإِنْكاعِ بمعنی الإِعْجالِ: أَرَی إِبلی لا تُنْكَعُ الوِرْدَ شُرَّداً، إِذا شُلَّ قومٌ عن وُرودٍ و كُعْكِعوا و ذكر فی ترجمة لكع: و لَكَعَ الرجلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها، و نكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها، و هو أَن یضرب ضَرْعَها لِتَدِرَّ.

نهع؛ ج8، ص: 364

: نَهَعَ یَنْهَعُ نُهوعاً أَی تَهَوَّعَ للقَی‌ء و لم یَقْلِسْ شیئاً؛ قال أَبو منصور: و لا أَعْرِفُ هذا الحرفَ و لا أَحُقُّه، و فی الصحاح: أَی تَهَوَّعَ و هو التَّقَیُّؤُ.

نهبع؛ ج8، ص: 364

: قال ابن بری: النُّهْبوعُ طائِرٌ؛ عن ابن خالویه.

نوع؛ ج8، ص: 364

: النَّوْعُ أَخَصُّ من الجِنس، و هو أَیضاً الضرْبُ من الشی‌ء، قال ابن سیدة: و له تَحْدیدٌ مَنْطِقیّ لا یلیق بهذا المكان، و الجمع أَنواعٌ، قلّ أَو كثُر. قال اللیث: النوْعُ و الأَنواعُ جماعة، و هو كل ضرب من الشی‌ء و كل صِنْفٍ من الثیاب و الثمار و غیر ذلك حتی الكلام؛ و قد تَنَوَّعَ الشی‌ء أَنواعاً. و ناعَ الغُصْنُ یَنوعُ: تمایَلَ. و ناعَ الشی‌ءُ نَوْعاً: تَرَجَّحَ. و التنَوُّعُ: التذَبْذُبُ. و النُّوعُ، بالضم: الجُوعُ، و صرَّف سیبویه منه فِعْلًا فقال: ناعَ یَنوعُ نَوْعاً، فهو نائِعٌ. یقال: رَماه الله بالجوعِ و النُّوعِ، و قیل: النُّوعُ إِتْباعٌ للجُوعِ، و النائِعُ إِتباعٌ للجائعِ، یقال: رجل جائعٌ نائِعٌ، و قیل: النُّوعُ العطَشُ و هو أَشبه لقولهم فی الدّعاء علی الإِنسان: جُوعاً و نوعاً، و الفعل كالفعل، و لو كان الجُوع نُوعاً لم یحسن تكریره، و قیل: إِذا اختلف اللفظان جاز التكریر، قال أَبو زید: یقال جُوعاً له و نُوعاً، و جُوساً له و جُوداً، لم یَزِدْ علی
لسان العرب، ج‌8، ص: 365
هذا، و قیل: جائِعٌ نائِعٌ أَی جائعٌ، و قیل عطشانُ، و قیل إِتباع كقولك حَسَنٌ بَسَنٌ، قال ابن بری: و علی هذا یكون من باب بُعْداً له و سُحقاً مما تَكَرَرَ فیه اللفظانِ المختلفانِ بمعنی، قال: و ذلك أَیضاً تقویة لمن یزعم أَنه إِتباع لأَن الإِتباع أَن یكون الثانی بمعنی الأَوَّل، و لو كان بمعنی العطش لم یكن إِتباعاً لأَنه لیس من معناه، قال: و الصحیح أَنَّ هذا لیس إِتباعاً لأَن الإِتباع لا یكون بحرف العطف، و الآخرُ أَنَّ له معنی فی نفسه یُنْطَقُ به مفرداً غیر تابع، و الجمع نِیاعٌ. یقال: قوم جِیاعٌ نِیاعٌ؛ قال القطامی: لَعَمْرُ بَنی شِهابٍ ما أَقامُوا صدورَ الخیلِ و الأَسَلَ النِّیاعا یعنی الرِّماح العِطاش إِلی الدِّماء، قال: و الأَسَلُ أَطرافُ الأَسِنَّةِ، قال ابن بری: البیت لدرید بن الصِّمّةِ؛ و قول الأَجْدع بن مالك أَنشد یعقوب فی المقلوب: خَیْلانِ من قَوْمی و من أَعْدائِهِمْ، خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ و كلُّ ناعی قال: أَراد نائِعٌ أَی عطشانُ إِلی دَمِ صاحِبه فقَلب؛ قال الأَصمعی: هو علی وجهه إِنما هو فاعِلٌ من نَعَیْتُ و ذلك أَنهم یقولون یا لثاراتِ فلانٍ: و لقد نَعَیْتُكَ، یومَ حِرْمِ صَوائِقٍ، بمعابِلٍ زُرْقٍ و أَبْیَضَ مِخْذَمِ أَی طَلَبْتُ دَمَك فلم أَزلْ أَضْرِبُ القومَ و أَطعُنُهم و أَنْعاكَ و أَبكیكَ حتی شفیت نفسی و أَخذْتُ بثأْری؛ و أَنشد ابن بری لآخر: إِذا اشْتَدَّ نُوعِی بالفَلاةِ ذَكَرْتُها، فقامَ مَقامَ الرّیِّ عِنْدِی ادِّكارُها و النَّوْعةُ: الفاكِهةُ الرَّطْبةُ الطرِیَّةُ. قال أَبو عدنان: قال لی أَعرابی فی شی‌ء سأَلته عنه: ما أَدری علی أَیِّ مِنْواعٍ هو. و سُئِلَت هِنْدُ ابنة الخُسِّ: ما أَشدُّ الأَشیاء «3»؟ فقالت: ضِرْسٌ جائعٌ یَقْذِفُ فی مِعًی نائِعٍ و یقال للغصن إِذا حرَّكته الریاح فتحرك: قد ناعَ یَنُوعُ نَوَعاناً، و تَنَوَّعَ تَنَوُّعاً، و استَناع اسْتِناعةً، و قد نَوَّعَتْه الریاحُ تَنْویعاً إِذا ضَرَبَتْه و حرَّكَتْه؛ و قال ابن درید: ناعَ یَنوعُ و یَنِیعُ إِذا تمایَلَ، قال الأَزهری: و الخائِعُ اسم جبل یقابله جبل آخر یقال له نائِعٌ؛ و أَنشد لأَبی وَجْزة السَّعْدی فی ذكرهما: و الخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عن شَمائِلِهمْ، و نائِعُ النَّعْفِ عن أَیمانِهِمْ یَفَعُ قال: و نُوَیعةُ اسم وادٍ بعَیْنِه؛ قال الراعی: بِنُوَیْعَتَیْنِ فشاطئ التَّسْریرِ و اسْتَناعَ الشی‌ءُ: تمادی؛ قال الطِّرمّاحُ: قُلْ لِباكی الأَمواتِ: لا تَبْكِ للناسِ، و لا یَسْتَنِعْ به فَنَدُهْ و الاسْتِناعةُ: التَّقَدُّم فی السیر؛ قال القُطامِیّ یصف ناقَتَه: و كانت ضَرْبةً من شَدْقَمِیٍّ، إِذا ما احْتُثَّتِ الإِبلُ اسْتَناعا

نیع؛ ج8، ص: 365

: ناعَ یَنِیعُ نَیْعاً و اسْتَناعَ: تقَدَّم كاسْتَنعی.

فصل الهاء؛ ج8، ص: 365

هبع؛ ج8، ص: 365

: هَبَعَ یَهْبَعُ هُبوعاً و هَبَعاناً: مَدَّ عُنُقَه، و إِبل هُبَّعٌ، قال العجاج:
(3). قوله [ما أشد الأشیاء إلخ] كذا بالأصل هنا، و تقدم فی مادة ضیع: ما أحدّ شی‌ء؟ قالت: ناب جائع یلقی فی معی ضائع
لسان العرب، ج‌8، ص: 366
كَلَّفْتُهَا ذا هَبّةٍ هَجَنَّعا، عَوْجاً یَبُذُّ الذَّامِلاتِ الهُبَّعا أَی كلَّفْتُ هذه البَلدةَ جَملًا ذا نَشاطٍ، و العَوْجُ: الذی فیه لِینٌ و تَعَطُّفٌ من قولك عاجَ إِذا انعطف، و یروی‌غَوْجاً …، بغین معجمة، و هو الواسع الصدْرِ. و هَبَعَ بعنُقه هَبْعاً و هُبوعاً، فهو هَابِعٌ و هَبُوعٌ: استعجل و استعان بعنقه، و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و إِنی لأَطوِی الكَشْحَ من دُونِ ما انطَوَی، و أَقْطَعُ بالخَرْقِ الهَبُوعِ المُرَاجِمِ إِنما أَراد: و أَقطع الخرقَ بالهَبوعِ فأَتبَعَ الجرّ الجرّ، و اسْتَهْبَعَه: رامَ منه ذلك. و الهُبَعُ: الفَصِیلُ الذی یُنْتَجُ فی الصیْفِ، و قیل: هو الفصیل الذی فُصِلَ فی آخر النِّتاجِ، و قیل: هو الذی یُنْتَجُ فی حَمارَّةِ القَیْظِ، و سمی هُبَعاً لأَنَّه یَهْبَعُ إِذا مَشَی أَی یَمُدُّ عُنُقَهُ و یَتَكارَهُ لِیُدْرِكَ أُمَّهُ، و الأُنثی هُبَعة، و الجمع هُبَعَاتٌ. قال ابن السكیت: العرب تقول ما لَه هُبَعٌ و لا رُبَعٌ، فالرُّبَعُ ما نُتِجَ فی أَوّلِ الربیع، و الهُبَعُ ما نُتِجَ فی الصیْفِ. قال الأَصمعی: حدثنی عیسی بن عمر قال: سأَلت جَبْر ابن حَبِیب عن الهبع لم سمِّی هبعاً؟ قال: لأَن الرِّباعَ تُنْتَج فی رِبْعِیّةِ النِّتاجِ أَی فی أَوّله، و یُنْتَج الهبع فی الصَّیْفِیّةِ فَتَقْوی الرِّباعُ قبله، فإِذا ماشاها أَبْطَرَتْه ذَرْعاً أَی حَمَلَتْه علی ما لا یُطِیقُ لأَنها أَقْوی منه، فَهَبَعَ أَی استعان بعُنُقه فی مَشْیِه، و قول عمرو بن جمیل الأَسدی‌كأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِه المَلّاذِ «1» ذَرْعُ الیَمانِینَ سَدَی المِشْواذِ، یَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ المُحاذِی عافِیه سَهْواً غیرَ ما إِجْراذِ، أَعْلُو بِه الأَعرافَ ذا الأَلْواذِ یَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ أَی یُبْطِرُ ذَرْعه فیحمله علی أَن یَهْبَعَ، و المُواهِقُ: المُبارِی، و اللَّوْذُ: جانِبُ الجَبَلِ، و جَمْعُ الهُبَعِ هِباعٌ، و قیل: لا جمع له، و قیل: لا یجمع هُبَعٌ علی هِباعٍ كما یجمع رُبَعٌ علی رِباعٍ. و هَبَعَ الحِمارُ یَهْبَعُ هَبْعاً و هُبُوعاً: مشَی مَشْیاً بَلیداً، قال: فَأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا، فی السِّكَّتَیْنِ، تَحْمِلُ الأَلاكِعا و كلُّ مَشْیٍ یكون كذلك، فهو هَبْعٌ. و یقال: إِنّ الحمر كلها تَهْبَعُ فی مَشْیَتِها أَی تمدُّ عنقها. و الهُبوعُ: أَن یُفاجئك القومُ من كلِّ جانِبٍ.

هبركع؛ ج8، ص: 366

: الهَبَرْكَعُ: القصیر.

هبقع؛ ج8، ص: 366

: رجل هَبْقَعٌ و هَبَنْقَعٌ و هُباقِعٌ: قصیرٌ مُلَزَّزُ الخَلْقِ، و النون زائدة. و الهَبَنْقَعُ: المَزْهُوُّ الأَحْمَقُ الذی یُحِبّ مُحادَثَةَ النساء، و الأُنثی بالهاء. و الهَبَنْقَعةُ: قُعُودُ الرجلِ علی عُرْقُوبَیْه قائماً علی أَطرافِ أَصابِعِه. و اهْبَنْقَعَ: جَلَسَ الهَبَنْقَعةَ، و هی جِلْسةُ المَزْهُوِّ؛ قال الفرزدق: و مُهُورُ نِسْوَتِهِمْ، إِذا ما أَنْكَحُوا، غَدَوِیُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ و الهَبَنْقَعَةُ: أَنْ یَتَرَبّعَ ثم یمدّ رجله الیمنی فی تربّعه، و قیل: هی جلْسةٌ فی تربّع. و الهَبَنْقَعةُ: قُعودُ
(1). قوله" كان أوب إلخ" تقدم فی مادة جرذ: كأن أوب صنعة الملاذ یستهیع المراهق المحاذی
لسان العرب، ج‌8، ص: 367
الاستِلقاءِ إِلی خَلْفٍ. و الهَبَنْقَعُ: الذی لا یستقیم علی أَمر فی قول و لا فعل و لا یُوثَقُ به، و الأُنثی بالهاء. و الهَبَنْقَعُ: الذی یجلس علی عقبیه أَو علی أَطراف أَصابعه یسأَل الناس، و قیل: هو الذی إِذا قَعَدَ فی مكان لم یَكَدْ یَبْرَحُ. قال ابن الأَعرابی: رجل هَبَنْقَعٌ لازم بمكانه و صاحب نِسْوان؛ قال: أَرْسَلَها هَبَنْقَعٌ یَبْغِی الغَزَلْ أَخبر أَنه صاحب نساء، و قال شمر: هو الذی یأْتیك یلزم بابَك فی طَلب ما عندك لا یبرح. و رجل هَبَنْقَعٌ و امرأَة هَبَنْقَعةٌ: و هو الأَحمق یُعرف حُمْقُه فی جلوسه و أُموره. و قال الأَصمعی: قال الزِّبْرِقانُ بنُ بَدْرٍ: أَبْغَضُ كَنائِنی التی تمشِی الدِّفِقَّی و تجلس الهَبَنْقَعَةَ؛ الدِّفِقَّی مَشْیٌ واسع، و الهَبَنْقَعةُ أَن تَرَبَّعَ و تمدَّ إِحدی رجلیها فی تربعها. و‌فی الحدیث: مرّ بامرأَة سوْداء تُرقِّصُ صبیّاً لها و تقول: یَمْشِی الثَّطا و یَجلِسُ الهَبَنْقَعهْ هی أَن یُقْعِیَ و یَضُمَّ فخِذَیْه و یفتح رجلیه.

هبلع؛ ج8، ص: 367

: الهِبْلَع، مثال الدِّرْهم، و الهِبْلاعُ: الواسِعُ الحُنْجُورِ العظیمُ اللَّقْمِ الأَكُولُ؛ قال جریر: وُضِعَ الخَزِیرُ، فقیل: أَین مُجاشِعٌ؟ فَشَحا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَعُ و فی شعر خُبَیْب بن عَدِیّ: حجم نارٍ هِبْلَع الهِبْلَعُ: الأَكُولُ، قال ابن الأَثیر: و قیل إِن الهاء زائدة فیكون من البَلْع. و الهِبْلَعُ: اللَّئِیمُ. و عبد هِبْلَعٌ: لا یُعْرَفُ أَبواه أَو لا یُعْرَفُ أَحدهما. و الهِبْلَعُ: الكلبُ السَّلوقیُّ. و هِبْلَعٌ: اسم كلب، و قیل: هو من أَسماء الكلابِ السَّلُوقِیّةِ، قال: و الشَّدُّ یُدْنی لاحقاً و هِبْلَعا و قد قیل: إِنَّ هاءَ هِبْلَعٍ زائدة، و لیس بقویّ.

هتع؛ ج8، ص: 367

: هَتَعَ الرجلُ: أَقْبل مُسْرِعاً كَهَطَعَ.

هجع؛ ج8، ص: 367

: الهُجُوعُ: النوْم لیْلًا. هَجَعَ یَهْجَعُ هُجُوعاً: نامَ، و قیل نام باللیلِ خاصّة، و قد یكون الهجُوعُ بغیر نوم؛ قال زهیر بن أَبی سُلْمَی: قَفْرٌ هَجَعْتُ بها و لَسْتُ بنائِمٍ، و ذِراعُ مُلْقِیةِ الجِرانِ وسادی و قوم هُجَّعٌ و هُجوعٌ، و نساء هُجَّعٌ و هُجوعٌ و هَواجِعُ، و هَواجِعاتٌ جمع الجمع. و التَّهْجاعُ: النومةُ الخفیفةُ؛ قال أَبو قَیْسِ بن الأَسْلَتِ: قد حَصَّتِ البَیْضةُ رَأْسِی، فما أَطْعَمُ نَوْماً غیرَ تَهْجاعِ و هَجَّعَ القومُ تَهْجِیعاً أَی نَوَّمُوا. و مَرَّ هَجِیعٌ من اللیلِ أَی ساعةٌ مثل هَزِیع؛ حكی عن ثعلب. و یقال: أَتیت فلاناً بعد هَجْعةٍ أَی بعد نَوْمةٍ خفیفةٍ من أَوّل اللیل. و‌فی حدیث الثوری: طَرَقَنی بعد هَجْعٍ. من اللیلِ؛ الهَجْعُ و الهَجْعةُ و الهَجِیعُ: طائفةٌ من اللیل، و الهِجْعةُ منه كالجِلْسةِ من الجلوس. ابن الأَعرابی: یقال للرجُلِ الأَحْمَقِ الغافِلِ عما یُرادُ به هِجْعٌ و هِجْعةٌ و هُجَعةٌ و مِهْجَعٌ، و أَصله من الهُجُوعِ النوم. و رجل هُجَعةٌ، مِثلُ هُمَزةٍ، و هُجَعٌ و مِهجَعٌ للغافِل الأَحمَقِ السَّرِیعِ الاسْتِنامةِ إِلی كلّ أَحَدٍ. و الهَجِعُ: الأَحْمَقُ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 368
و هَجَعَ جُوعُه مثل هَجأَ إِذا انكسر و لم یشبع بعد. و هَجَعَ غَرَثُه و هَجأَ إِذا سكن. و أَهْجَعَ فلانٌ غَرَثَه إِذا سكَّن ضَرَمَه مثل أَهْجَأَ. و مِهْجَعٌ: اسم رجل.

هجرع؛ ج8، ص: 368

: الأَزهری: الهِجْرَعُ من وَصْفِ الكلابِ السَّلُوقِیّةِ الخِفافِ، و الهِجْرَعُ الطویلُ الممْشُوقُ؛ قال العجاج: أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالًا هِجْرَعا و مثَّله الجوهریّ بدِرْهَمٍ. قال الأَزهری: و یقال للطویل هِجْرَعٌ و هَجْرَعٌ «2»؛ قال أَبو نصر: سأَلت الفراء عنه فكسر الهاء و قال: هو نادر، و قال ابن الأَعرابی: رجل هِجْرَعٌ، بكسر الهاء، و هَجْرَعٌ، بفتحها، طویل أَعْرَجُ؛ ابن سیدة: هو الطویلُ، لم یُقَیِّدْ بغیر ذلك، و قیل إِنَّ الهاء زائدة، و لیس بشی‌ء، و هَرْجَعٌ لغة فیه؛ عن ابن الأَعرابی. الأَزهری: و الهِجْرَعُ الأَحْمَقُ من الرِّجالِ؛ و أَنشد: و لأَقْضِینَّ علی یَزِیدَ أَمِیرِها بقَضاء لا رِخْوٍ، و لَیْسَ بِهِجْرَعِ قال ابن سیدة: و قیل الشجاع و الجَبانُ. ابن بری: الهِجْرَعُ الطَّویل عند الأَصمعی، و الأَحْمَقُ عند أَبی عبیدة، و الجَبانُ عند غیرهما.

هجنع؛ ج8، ص: 368

: الهَجَنَّعُ: الشیْخُ الأَصْلَعُ. و الهَجَنَّعُ: الظَّلِیمُ الأَقْرَعُ؛ قال الراجز: جَذْباً كَرَأْسِ الأَقْرَعِ الهَجَنَّعِ و الهَجَنَّعُ: الطَّوِیلُ، و قیل: هو الذكر الطویل من النعام؛ عن یعقوب؛ و أَنشد: عَقْماً و رَقْماً و حارِیّاً تُضاعِفُه علی قَلائِصَ أَمْثالِ الهَجانِیعِ «3» الأَزهری: الظَّلِیمُ الأَقْرعُ و به قوَّة هَجَنَّعٌ، و النعامةُ هَجَنَّعةٌ. و الهَجَنَّعُ: الطَّوِیل الأَجْنأُ من الرجال، و قیل: هو الطَّوِیلُ الجافی، و قیل: الطویلُ الضَّخْم؛ قال ذو الرمة یصف ظلیماً: كأَنَّه حَبَشِیٌّ یَبْتَغِی أَثَراً، و مِنْ مَعاشِرَ، فی آذانِها الخُرَبُ هَجَنَّعٌ راحَ فی سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ، مِنَ القَطائِفِ، أَعْلی ثَوْبِه الهُدَبُ و قیل: الهَجَنَّعُ العظیم الطویلُ. و الهَجَنَّعُ من أَولاد الإِبل: ما نُتِجَ فی حَمارَّةِ القَیْظِ و قَلَّما یسلم من قَرَعِ الرأْسِ، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء. و الهَجَنَّعُ: الأَسْوَدُ.

هدع؛ ج8، ص: 368

: الهَوْدَعُ: النعامُ. و هِدَعْ هِدَعْ، بكسر الهاء و فتح الدال و تسكین العین: كلمة یسكَّن بها صِغارُ الإِبل عند النِّفارِ، و لا یقال ذلك لِجِلَّتِها و لا مَسانِّها، و زعموا أَن رجلًا أَتی السوق ببَكْرٍ له یبیعه، فساوَمَه رجل فقال: بِكَمِ البكْرُ؟ فقال: إِنه جمل، فقال: هو بكر؛ فبینما هو یُمارِیه إِذْ نَفَرَ البكر، فقال صاحبه: هِدَعْ هِدَعْ لیَسْكُنَ نِفارُه، فقال المشتری: صدَقَنی سِنَّ بَكْرِه، و إِنما یقال هِدَعْ للبكر لیَسْكُنَ. و هَداعِ: من زَجْرِ العُنُوقِ كدَهاعِ.
(2). قوله [و هجرع] بهامش الأَصل صوابه: و هرجع (3). قوله [تضاعفه] هو فی الأصل بالتاء و كذا فی شرح القاموس: و سبق فیه فی مادة حیر إنشاده بالنون.
لسان العرب، ج‌8، ص: 369‌

هدلع؛ ج8، ص: 369

: الهُنْدَلِعُ: بقلة قیل إِنها عربیة، فإِذا صح أَنه من كلامهم وجب أَن تكون نونه زائدة لأَنه لا أَصل بإِزائها فیقابلها، و مثال الكلمة علی هذا فُنْعَلِلٌ، و هو بناء فائت.

هذلع؛ ج8، ص: 369

: الهُذْلُوعُ: الغَلِیظُ الشَّفةِ.

هرع؛ ج8، ص: 369

: الهَرَعُ و الهُراعُ و الإِهْراعُ: شدَّة السَّوْقِ و سُرْعةُ العَدْو؛ قال الشاعر أَورده ابن بری: كأَنَّ حُمُولَهم، مُتتابِعاتٍ، رَعِیلٌ یُهْرَعُونَ إِلی رَعیلِ و قد هُرِعُوا و أُهْرِعُوا. و اسْتُهْرِعَتِ الإِبلُ: أَسْرَعَتْ إِلی الحوضِ. و أُهْرِعَ الرجلُ، علی ما لم یسم فاعله: خَفَّ و أُرْعِدَ من سُرْعةٍ أَو خوْفٍ أَو حِرْصٍ أَو غَضَبٍ أَو حُمَّی. و فی التنزیل: وَ جٰاءَهُ قَوْمُهُ یُهْرَعُونَ إِلَیْهِ؛ قال أَبو عبیدة: یُسْتَحَثُّون إِلیه كأَنه یَحُثُّ بعضهم بعضاً. و تَهَرَّعَ إِلیه: عَجِلَ. قال أَبو العباس: الإِهْراعُ إِسْراعٌ فی طُمَأْنِینةٍ، ثم قیل له: إِسْراعٌ فی فَزَعٍ، فقال: نعم. و قال الكسائی: الإِهْراعُ إِسْراعٌ فی رِعْدَةٍ، و قال المهلهل: فجاؤُوا یُهْرَعُونَ، و هُمْ أُسارَی، یَقُودُهُمُ علی رَغمِ الأُنُوفِ قال اللیث: یُهْرَعُون و هم أُساری یُساقُون و یُعْجَلُون. یقال: هُرِعُوا و أُهْرِعُوا. أَبو عبید: أُهْرِع الرجلُ إِهْراعاً إِذا أَتاكَ و هو یُرْعَدُ من البَرْدِ، و قد یكون الرجل مُهْرَعاً من الحمی و الغضب، و هو حین یُرْعَدُ، و المُهْرَعُ أَیضاً كالحریص؛ ذكر ذلك كله أَبو عبید فی باب ما جاء فی لفظ مفعول بمعنی فاعل. و قوله تعالی: فَهُمْ عَلیٰ آثٰارِهِمْ یُهْرَعُونَ، أَی یَسْعَوْن عِجالًا. و العرب تقول: أُهْرِعُوا و هُرِعُوا فهم مُهْرَعُون و مَهْرُوعُون؛ أَنشد شمر لابن أَحمر یصف الریح: أَرَبَّتْ علیها كلُّ هَوْجاءَ سَهْوةٍ زَفُوفِ التَّوالی، رَحْبةِ المُتَنَسَّمِ إِبارِیّةٍ هَوْجاء، مَوْعِدُها الضُّحَی، إِذا أَرْزَمَتْ جاءَتْ بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ زَفُوفٍ نِیافٍ هَیْرَعٍ عَجْرَفِیَّةٍ، تَرَی البِیدَ، مِنْ إِعْصافِها الجَرْیَ، تَرْتَمی أَراد بالوِرْد المَطَرَ. و رجُل هَرِعٌ: سَرِیعُ المَشْی. و هَرِعٌ أَیضاً: سَرِیعُ البُكاءِ. و الهَرِعُ: الجاری. و هَرِعَ الشی‌ءُ هَرَعاً، فهو هَرِعٌ، و هَمَعَ: سال، و قیل: تَتابَعَ فی سَیَلانِه؛ قال الشماخ: عُذَافِرة، كأَنَّ بِذِفْرَیَیْها كُحَیْلًا، بَضَّ من هَرِعٍ هَمُوعِ و دم هَرِعٌ أَی جارٍ بَیِّنُ الهَرَعِ، و قد هَرِعَ. و الهَرِعةُ من النساء: المرأَةُ التی تُنْزِلُ حین یخالِطُها الرجل قبله شَبَقاً و حرْصاً علی الرجال. و المَهْرُوعُ: المجنونُ الذی یُصْرَعُ. یقال: هو مَهْرُوعٌ مَخْفُوعٌ مَمْسُوسٌ. و قال أَبو عمرو: المَهْرُوعُ المَصْرُوعُ من الجَهْدِ. و الهَیْرَعُ: الذی لا یتَماسَكُ، و هو أَیضاً الجَبانُ الضعیفُ الجَزُوعُ؛ قال ابن أَحمر: و لَسْتُ بِهَیْرَعٍ خَفِقٍ حَشاه، إِذا ما طَیَّرَتْه الرِّیحُ طارَا و الهَیْرَعُ و الهَیْلَعُ: الضعیفُ. و إِذا أَشْرَعَ القومُ رِماحَهم ثم مَضَوْا بها قیل: هَرَّعُوا بها. و تَهَرَّعَتِ الرِّماحُ إِذا أَقْبَلَتْ شَوارِعَ؛ و أَنشد: عِنْدَ البَدِیهةِ و الرِّماحُ تَهَرَّعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 370
و هَرَّعَ القومُ الرماحَ و أَهْرَعُوها: أَشْرَعُوها و مضوا بها. و تَهَرَّعَتْ هی: أَقْبَلَتْ شَوارِعَ. و الهَیْرَعَةُ: الغُولُ كالعَیْهَرةِ. و رِیحٌ هَیْرَعٌ: سَرِیعةُ الهُبُوب، و قیل: تَسْفِی الترابَ. و ریح هَیْرَعَةٌ. قَصِفةٌ تأْتی بالتُّرابِ. و الهَیْرَعةُ: القَصَبة التی یَزْمِرُ فیها الرَّاعِی، و ربما سمیت یَراعةً أَیضاً. و الهَرْعةُ و الفَرْعةُ: القَمْلة الصغیرة، و قیل: الضَّخْمة، و الهُرْنُوعُ أَكثر، و قیل: الفَرْعةُ و الهَرْعةُ و الهَیْرعَةُ و الخَیْضَعةُ معناها واحِدٌ. و الهِرْیاعُ: سَفِیرُ ورَق الشجر. و الهَرِیعةُ: شُجَیرة دَقِیقةُ الأَغْصان. و یَهْرَعُ: موضع.

هربع؛ ج8، ص: 370

: الأَزهری: لِصٌّ هُرْبُعٌ و ذِئْبٌ هُرْبُعٌ خفیفٌ؛ قال أَبو النجم: و فی الصَّفِیحِ ذِئْبُ صَیْدٍ هُرْبُعُ، فی كَفِّه ذاتُ خِطامٍ مُمْتِعُ

هرجع؛ ج8، ص: 370

: هَرْجَعٌ: لغة فی هَجْرَعٍ؛ عن ابن الأَعرابی، و قد تقدَّم.

هرمع؛ ج8، ص: 370

: الهَرَمَّعُ: السُّرْعةُ و الخِفَّةُ فی المَشْی. و قد اهْرَمَّعَ الرجل أَی أَسْرَعَ فی مَشْیَتِه، و كذلك إِذا كان سَرِیعَ البُكاءِ و الدُّمُوعِ، و اهْرَمَّعَتِ العین بالدَّمْعِ كذلك. و رجل هَرَمَّعٌ: سَرِیعُ البُكاء. و اهْرَمَّعَ إِلیه: تبَاكی إِلیه، قال ابن سیدة: و أَظن المیم زائدة. ابن الأَعرابی: نَشَأَتْ سَحابةٌ فاهْرَمَّعَ قَطْرُها إِذا كان جَوْداً. ابن الأَعرابی، و ذكر غیثاً قال: فاهْرَمَّعَ مَطَرُه حتی رأَینا ما نَرَی عین السماءِ مِن الماء؛ اهْرَمَّعَ أَی سالَ بكثرة ماء؛ و أَنشد: و قَصَباً رأَیته عُرْهُوما «1» و قال اللیث: اهْرَمَّعَ الرجلُ فی مَنْطِقِه و حَدِیثِه إِذا انهمَل فیه، و النعت مُهْرَمِّعٌ، قال: و العین تَهْرَمِّعُ إِذا أَذْرَتِ الدَّمْعَ سَرِیعاً. قال ابن بری: اهْرَمَّعَ بمنزلة احْرَنْجَمَ و وزنه افْعَنْلَلَ و أَصله اهْرَنْمَعَ، فأُدغمت النون فی المیم، و هذا فی الأَربعة نظیر امَّحَی من باب الثلاثة الأَصل فیه انْمَحَی، فأُدغمت نونه فی المیم، و ذلك لعدم اللبس.

هرنع؛ ج8، ص: 370

: الهُرْنُع: أَصْغَرُ القَملِ، و قیل: هو القمل عامَّةً، و الأُنثی هِرْنِعةٌ. و الهُرْنُوعُ و الهِرْنِعةُ، كلاهما: القملة الضخمة، و قیل: الصغیرة؛ و أَنشد: نهر الهَرانِع عقده عِنْد الخصا بأَذَلَّ حیثُ یكونُ مَنْ یَتَذلَّلُ «2» الأَزهری: الهَرانِعُ أُصولُ نباتٍ تُشْبِهُ الطَّراثِیثَ.

هزع؛ ج8، ص: 370

: هَزَعَه یَهْزَعه هَزْعاً و هَزَّعه تَهْزِیعاً: كَسَّرَه فانْهَزَعَ أَی انْكَسرَ و انْدَقَّ. و هَزَّعَه: دَقَّ عُنُقَه. و انْهَزَعَ عَظْمُه انْهِزاعاً إِذا انْكَسَرَ و قُدَّ؛ و أَنشد: لَفْتاً و تَهْزِیعاً سَواءَ اللَّفْتِ أَی سَویَّ اللَّفتِ، و رجل مِهْزَعٌ و أَسدٌ مِهْزَعٌ من ذلك. و هَزَّعْتُ الشی‌ءَ: فَرَّقْتُهُ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: إِیاكم و تَهْزِیعَ الأَخْلاقِ و تَصَرُّفَها
(1). قوله [و قصباً إلخ] كذا بالأَصل، و أورده فی مادة عفهم و عرهم: و قصباً عفاهما عرهوما (2). قوله [نهر الهرانع إلخ] هكذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 371
من قولهم هَزَّعْتُ الشی‌ءَ تَهْزِیعاً كَسَّرْتُه و فَرَّقْتُه. و الهَزِیعُ: صَدْرٌ من اللیل. و‌فی الحدیث: حتی مَضَی هَزِیعٌ من اللیل‌أَی طائِفةٌ منه نحو ثلثه و ربعه، و الجمع هُزُعٌ. و مضی هَزِیعٌ من اللیل كقولك مضی جَرْسٌ وَ جَوْشٌ و هَدِی‌ءٌ كله بمعنی واحد. و التَّهَزُّعُ: شِبْه العُبُوس و التَّنَكُّر. یقال: تَهَزَّعَ فلان لفلان، و اشْتِقاقُه من هَزیعِ اللیل، و تلك ساعةٌ وحْشِیَّةٌ. و الهَزَعُ و التَّهَزُّع: الاضْطِرابُ. تَهَزَّعَ الرُّمْحُ: اضْطَرَبَ و اهْتَزَّ. و اهْتِزاعُ القَناةِ و السَّیْفِ: اهْتِزازُهما إِذا هُزَّا. و تَهَزَّعَتِ المرأَةُ: اضْطَرَبَتْ فی مَشْیَتِها؛ قال: إِذا مَشَتْ سالَتْ، و لم تَقَرْصَعِ، هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ قَرْصَعَتْ فی مَشْیَتِها إِذا قَرْمَطَتْ خُطاها. و مَرَّ یَهْزَعُ و یَهْتَزِعُ أَی یَتَنَفَّضُ. و سیف مُهْتَزِعٌ: جیِّدُ الاهْتِزازِ إِذا هُزَّ؛ و أَنشد الأَصمعی لأَبی محمد الفَقْعَسی: إِنَّا إِذا قَلَّتْ طخَارِیرُ القَزَعْ، و صَدَرَ الشَّارِبُ منها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِیضَ القَلِیلاتِ الطَّبَعْ، من كلِّ عَرَّاصٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامَی النَّسْرِ، ما مَسَّ بَضَعْ أَراد بالعَرَّاصِ السیفَ البَرَّاقَ المضطَرِبَ. و اهْتَزَعَ: اضْطَرَبَ. و مَرَّ فلان یَهْزَعُ أَی یُسْرِع مثل یَمْزَع. و هَزَعَ و اهْتَزَعَ و تَهَزَّعَ، كله: بمعنی أَسْرَعَ. و فرس مُهْتَزِعٌ: سرِیعُ العَدْوِ. و هَزَعَ الفرسُ یَهْزَعُ: أَسْرَعَ، و كذلك الناقة. و هَزَعَ الظَّبْیُ یَهْزَعُ هَزْعاً: عَدا عَدْواً شَدِیداً. و مَرَّ فلان یَهْزَعُ و یَقْزَعُ أَی یَعْرُجُ، و هو أَیضاً أن یَعْدُوَ عَدْواً شدیداً؛ قال رؤبة یصف الثور و الكلاب: و إِن دَنَتْ من أَرْضِه تَهَزَّعا أَراد أَن الكِلابَ إِذا دنت من قَوائِمِ الثور تَهَزَّعَ أَی أَسْرَعَ فی عَدْوِه. و الأَهْزَعُ من السِّهامِ: الذی یبقی فی الكِنانة وحده، و هو أَرْدَؤُها، و یقال له سهم هِزاعٌ، و قیل: الأَهْزَعُ خیر السِّهامِ و أَفضلُها تَدَّخِرُه لشَدیدة، و قیل: هو آخر ما یَبْقَی من السهام فی الكنانة، جیِّداً كان أَو ردیئاً، و قیل: إِنما یتكلم به فی النفی فیقال: ما فی جَفِیرِه أَهْزَعُ، و ما فی كنانته أَهْزَعُ؛ و قد یأْتی به الشاعر فی غیر النفی للضرورة، فإِنَّ النَّمِر ابنَ تَوْلَبٍ أَتی به مع غیر الجَحْد فقال: فأَرْسلَ سَهْماً له أَهْزَعا، فَشَكَّ نواهِقَه و الفَما قال ابن بری: و قد جاءَ أَیضاً لغیر النمر؛ قال رَیَّانُ بن حُوَیْصٍ: كَبِرْتُ و رَقَّ العَظْمُ مِنی، كأَنَّما رَمَی الدَّهْرُ مِنی كلَّ عِرْقٍ بأَهْزَعا و ربما قیل: رُمِیتُ بأَهْزَعَ؛ قال العجاج: لا تَكُ كالرامِی بغیرِ أَهْزَعا یعنی كمن لیس فی كِنانته أَهْزَعُ و لا غیره، و هو الذی یتكلف الرَّمْیَ و لا سَهْمَ معه. و یقال: ما فی
لسان العرب، ج‌8، ص: 372
الجَعْبَةِ إِلَّا سَهْمٌ هِزاعٌ أَی وحده؛ و أَنشد: و بَقِیتُ بعْدَهُمُ كَسَهْمِ هِزاعِ و ما بَقِیَ فی سَنامِ بَعِیرِك أَهْزَعُ أَی بَقِیَّةُ شَحْمٍ. و قولهم: ما فی الدارِ أَهْزَعُ أَی ما فیها أَحَدٌ. و ظَلَّ یَهْزَعُ فی الحشِیشِ أَی یَرْعی. و هُزَیْعٌ و مِهْزَعٌ: اسْمانِ. و المِهْزَعُ: المِدَقُّ؛ و قال یصف أَسداً: كأَنَّهُمُ یَخْشَوْن مِنْكَ مُدَرَّباً، بحَلْیَةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَیْنِ، مِهْزَعا

هزلع؛ ج8، ص: 372

: الهِزْلاعُ: الخفِیفُ. و الهِزْلاعُ: السِّمْعُ الأَزَلُّ، و هَزْلَعَتُه: انْسِلالُه و مُضِیُّه؛ و أَنشد ابن بری لعبد الله بن سمعان: و اغْتَالَها مُهَفْهَفٌ هَزَلَّعُ و هِزْلاعٌ: اسم.

هزنع؛ ج8، ص: 372

: الهُزْنُوعُ: أَصل نبات یُشْبِهُ الطُّرْثُوثَ.

هسع؛ ج8، ص: 372

: هُسَعُ و هَیْسُوعٌ اسمان: لا یعرف اشتقاقهما.

هطع؛ ج8، ص: 372

: هَطَعَ یَهْطَعُ هُطُوعاً و أَهْطَعَ: أَقْبَلَ علی الشی‌ء ببصره فلم یرفعه عنه. و فی التنزیل: مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ؛ و قیل: المُهْطِعُ الذی یَنْظُرُ فی ذُلٍّ و خُشوعٍ، و المُقْنِعُ الذی یَرْفَع رأْسَه ینظر فی ذلٍّ. و هَطَعَ و أَهْطَعَ: أَقبل مُسْرِعاً خائفاً لا یكون إِلا مع خوف، و قیل: نظرَ بخُضُوعٍ؛ عن ثعلب، و قیل: مَدَّ عنقه و صَوَّبَ رأْسه، و قال بعض المفسرین فی قوله مُهْطِعِینَ: مُحَمِّجِین، و التَّحْمِیجُ إِدامةُ النظر مع فتح العیْنَیْنِ، و إِلی هذا مال أَبو العباس: و قال اللیث: بعیر مُهْطِعٌ فی عُنُقِه تصوِیبٌ خِلْقة. یقال للرجل إِذا أَقَرَّ و ذَلَّ: أَرْیَخَ و أَهْطَعَ؛ و أَنشد: تَعَبَّدَنِی نِمْرُ بن سَعْدٍ، و قد أُرَی و نِمْرُ بن سَعْدٍ لی مُطِیعٌ و مُهْطِعُ و قوله مُهْطِعِینَ إِلَی الدّٰاعِ فسر بالوجهین جمیعاً؛ و أَنشد: بِدَجْلةَ أَهلُها، و لقدْ أَراهُمْ، بدَجْلةَ، مُهْطِعِینَ إِلی السَّماعِ أَی مُسْرِعِین. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: سِراعاً إِلی أَمره مُهْطِعِین إِلی مَعادِه؛ الإِهْطاعُ: الإِسْراعُ فی العَدْوِ. و أَهْطَعَ البعیرُ فی سیْرِه و اسْتَهْطَعَ إِذا أَسْرَعَ. و ناقة هَطْعَی: سریعةٌ. و الهَیْطَعُ: الطریق الواسع. و طریقٌ هَیْطَعٌ: واسعٌ. و هَطْعَی و هَوْطَعٌ: اسمان، و قال شمر: لم أَسمع هاطِعاً إِلا لطُفَیْلٍ و هو الناكِسُ، و قیل: المُهْطِعُ الساكِتُ المنطلق إِلی الهُتافِ إِذا هَتَفَ هاتِفٌ، و الإِقْناعُ رَفْعُ الرأْسِ فی اعْوِجاجٍ فی جانِبٍ مِثْلِ الجانِفِ، و الجانِفُ الذی یَعْدِلُ فی مَشْیَتِه، فأَما رَفْعُه فی استِقامةٍ فلیس عندهم بإِقْناعٍ.

هطلع؛ ج8، ص: 372

: الهَطَلَّعُ: الجماعةُ من الناس. و جَیْشٌ هَطَلَّعٌ: كثیر. الأَزهری: بُؤْسٌ هَطَلَّعٌ كثیر؛ ابن سیدة: قیل هو الكثیر من كل شی‌ء، و الهَطَلَّعُ: الجَسِیمُ المضطَرِبُ الطُّولِ. قال الجوهری: الهَطَلَّعُ الطویلُ الجسمِ مثل الهَجَنَّعِ.

هعع؛ ج8، ص: 372

: هَعَّ یَهُعُّ هَعّاً و هَعَّةً: لغة فی هاعَ یَهُوعُ أَی قاءَ.

هقع؛ ج8، ص: 372

: الهَقْعةُ: دائرةٌ فی وسط زَوْرِ الفرس أَو عُرْضِ زَوْرِه، و هی دائرةُ الحزم تستحب، و قیل: هی
لسان العرب، ج‌8، ص: 373
دائرة تكون بجنب بعض الدّوابّ یُتَشاءَمُ بها و تُكْرَه. و یقال: إِن المَهْقُوعَ لا یَسْبِقُ أَبداً، و قد هُقِعَ هَقْعاً، فهو مَهْقُوعٌ؛ قال: إِذا عَرِقَ المَهْقُوعُ بالمَرْءِ أَنْعَظَتْ حَلِیلَتُه، و ازْدادَ حَرّاً عِجانُها فأَجابه مُجِیبٌ: قد یَرْكَبُ المَهْقُوعَ مَنْ لَسْتَ مِثْلَه، و قد یَرْكَبُ المَهْقُوعَ زَوْجُ حَصانِ و الهَقْعةُ: ثلاثةُ كواكِبَ نَیِّرةٌ قریب بعضها من بعض فوق مَنْكِبِ الجَوْزاءِ، و قیل: هی رأْس الجوزاء كأَنها أَثافِیّ و هی مَنْزِلٌ من مَنارِلِ القمر، و بها شبهت الدائرة التی تكون بجنب بعض الدوابّ فی معَدِّه و مَرْكَلِه. و‌فی حدیث ابن عباس: طَلِّقْ أَلفاً یكفیك منها هَقْعةُ الجوزاء‌أَی یكفیك من التطلیق ثلاثُ تَطْلیقاتٍ. و الهُقَعةُ مثال الهُمَزةِ: الكثیر الاتِّكاء و الاضْطِجاعِ بین القوم، و حكی ذلك الأُمَوِیُّ فیمن حكاه و أَنكره شمر و صححه أَبو منصور، و روی عن الفراء أَنه قال: یقال للأَحمقِ الذی إِذا جلس لم یَكَدْ یَبْرَحُ: إِنه لَهُكَعةٌ نُكَعةٌ. و حكی عن بعض الأَعراب أَنه یقال: اهْتَكَعه عِرْقُ سَوْءٍ و اهْتَقَعَه و اهْتَنَعَه و اخْتَضَعَه و ارْتَكَسَه إِذا تَعَقَّلَه و أَقْعَدَه عن بُلُوغِ الشرف و الخیر. و روی عن الفراء أَنه قال: الهَكِعةُ الناقةُ التی اسْتَرْخَتْ من الضَّبَعةِ. و یقال: هَكِعَتْ هَكَعاً. و قال أَبو عبید: هَقِعَتِ الناقةُ هَقْعاً، فهی هَقِعةٌ، و هی التی إِذا أَرادت الفحل وقَعَتْ من شدّةِ الضَّبَعةِ. قال أَبو منصور: فقد استبان لك أَن القاف و الكاف لغتان فی الهَقِعةِ و الهَكِعةِ، و أَنّ ما قاله الأُمَوِیّ صحیح و إِن أَنكره شمر. و یقال: قَشَطَ فلان عن فرسه الجُلَّ و كَشَطَه، و هو القُسْطُ و الكُسْطُ لهذا العُود، و قد تَعاقَبَ القاف و الكاف فی حروف كثیرة لیس هذا موضع ذكرها. و الاهْتِقاعُ: مسانّةُ الفحْلِ الناقةَ التی لم تَضْبَع. یقال: سانّ الفحلُ الناقةَ حتی اهْتَقعَها یَتَقَوَّعُها ثم یَعِیسُهَا. و اهْتَقَعَ الفحلُ الناقةَ: أَبْرَكها، و قیل: أَبركها ثم تَسَدَّلَها «3» و عَلاها، و تَهَقَّعَتْ هی: بركت. و ناقة هَقِعةٌ إِذا رمت بنفسها بین یدی الفحل من الضَّبَعةِ كَهكِعةٍ. و تَهَقَّعَتِ الضأْنُ: اسْتَحْرَمَتْ كلها. و تَهَقَّعُوا وِرْداً: جاؤوا كلهم، و تهَقَّعَ فلان علینا و تَتَرَّعَ و تَطَیَّخَ بمعنی واحد أَی تكَبَّرَ؛ و قال رؤبة: إِذا امْرُؤٌ ذو سَوْءةٍ تَهَقَّعا و الاهْتِقاعُ فی الحُمَّی: أَن تَدَعَ المَحْمُومَ یوماً ثم تَهْتَقِعَه أَی تُعاودَه و تُثْخِنَه. و كلُّ شی‌ءٍ عاوَدَكَ، فقد اهْتَقَعَكَ. و الهَیْقَعةُ: ضرْبُ الشی‌ء الیابِسِ علی مثله نحو الحدید، و هی أَیضاً حكایة لصوت الضرب و الوقْعِ، و قیل: صوت السیوف فی مَعْرَكةِ القِتالِ، و قیل: هو أَن تضرب بالحدّ من فوق؛ قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهذلی: فالطَّعْنُ شَغْشَغةٌ، و الضَّرْبُ هَیْقعةٌ، ضَرْبَ المُعَوِّلِ تَحْتَ الدِّیمةِ العَضَدا
(3). قوله [تسدّلها] كذا بالأَصل، و الذی فی القاموس هنا: تسدّاها، و نصه أیضا فی مادة سدی: و تسدّاه ركبه و علاه، و فی الصحاح فیها: و تسدّاه أی علاه، قال الشاعر: فلما دنوت تسدّیتها فثوباً نسیت و ثوباً أجر
لسان العرب، ج‌8، ص: 374
شَبَّهَ صوْتَ الضَّرّابِ بالسُّیوفِ بضَرْبِ العَضّادِ الشجَرَ بفَأْسِه لبِناءِ عالةٍ یَسْتَكِنُّ بها من المطر، و الشَّغْشَغَةُ: حكایة صوتِ الطعْنِ، و المُعَوِّلُ: الذی یَبْنِی العالةَ و هو شجر یقطعه الراعی فیجعله علی شجرتین فیستظلُّ تحته من المطر، و العَضَدُ: ما عُضِدَ من الشجَر أَی قُطِعَ. و اهْتُقِعَ لونُه: تَغَیَّر من خوْفٍ أَو فَزَعٍ، لا یجی‌ء إِلا علی صیغة ما لم یسمَّ فاعله. و الهُقاعُ: غَفْلةٌ تصیب الإِنسان من هَمّ أَو مرَض.

هكع؛ ج8، ص: 374

: هَكَعَ یَهْكَعُ هُكُوعاً: سَكَنَ و اطْمأَنَّ. و البقرةُ تَهْكَعُ فی كِناسِها إِذا اشتدّ حرّ النهار. و الهُكُوعُ: نَوْمُ البقرة تحت السِّدْرَةِ. و هَكَعَتِ البقرُ تحت الشجر تَهْكَعُ، فهنّ هُكُوعٌ: اسْتَظَلَّت تحته فی شدَّة الحرّ؛ قال الطرمّاحُ: تَرَی العِینَ فیها، مِن لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَی إِلی اللَّیْلِ، فی الغَیْضاتِ، و هْیَ هُكُوعُ و یروی: فی الغَیْضا و هُنَّ هُكُوعُ أَی نِیامٌ، و قیل: مُكِبَّاتٌ علی الأَرض، و قیل: ساكِناتٌ مُطْمَئِنَّاتٌ، و المعنی واحد. و هَكِعَ هَكَعاً، و هو شبیه بالجَزَعِ و الإِطْراقِ من حُزْنٍ أَو غَضَبٍ. و هَكَعَ هَكْعاً: نام قاعِداً. و الهُكاعُ: النومُ بعد التعبِ. و قال أَعرابی: مَرَرْتُ بِإِراخٍ هُكَّعٍ فی مِئْرانِها أَی نِیامٍ فی مَأْواها. و الهَكَعُ: شَهْوةُ الناقةِ للضِّرابِ. و هَكِعَتِ الناقةُ هَكَعاً، فهی هَكِعةٌ: اسْتَرْخَتْ من شدَّةِ الضَّبَعةِ، و قیل: هو أَن لا تَسْتَقِرَّ فی مكانٍ من شدَّة الضَّبَعةِ. و الهُكاعِیُّ: مأْخُوذٌ من الهُكاعِ و هو شهوةُ الجِماعِ. و الهَكعةُ و الهُكَعَةُ الأَحْمَقُ الذی إِذا جلس لم یَكَدْ یَبْرَحُ، و قیل: الأَحمق، و لم یُقَیَّدْ. و الهُكاعُ: السُّعالُ. و هَكَعَ البعیرُ و الناقةُ یَهْكَعُ هَكْعاً و هُكاعاً: سَعَلَ؛ قال أَبو كبیر: و تبَوَّأ الأَبْطالُ، بَعْدَ حَزاحِزٍ، هَكْعَ النَّواحِزِ فی مُناخِ المَوْحِفِ الحَزاحِزُ: الحَركاتُ، و معناه أَنهم تَبَوَّأُوا مَراكِزَهم فی الحرب بعد حَزاحِزَ كانت لهم حتی هَكَعُوا بعد ذلك، و هُكوعُهم بُرُوكُهم للقتال كما تَهْكَعُ النواحِز من الإِبل فی مبَارِكها أَی تسكن و تطمئن، و هَكَعَ عَظْمُه إِذا انكسر بعد ما انجبر. و هَكَعَ الرجلُ إِلی القوْمِ إِذا نَزَل بهم بعدما یُمْسِی؛ و أَنشد: و إِنْ هَكَعَ الأَضْیافُ تَحْتَ عشِیّةٍ مُصَدّقةِ الشَّفَّانِ كاذِبةِ القَطْرِ و هَكَعَ اللیلُ هُكُوعاً إِذا أَرْخَی سُدُولَه، و لَیْلٌ هاكِعٌ؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: قَطَعْتُ إِلی مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها بِعَیْهَمةٍ تَنْسَلُّ، و اللیلُ هاكِعُ و اللیلُ هاكِعٌ أَی بارِكٌ مُنِیخٌ. و رأَیتُ فلاناً هاكِعاً أَی مُكِبّاً. و قد هَكَعَ إِلی الأَرض إِذا أَكَبَّ. و ذهَب فلان فما أَدری أَین سَكَعَ و هَكَعَ أَی أَین ذهَب و أَین توجَّه و أَین أَقام.

هلع؛ ج8، ص: 374

: الهَلَعُ: الحِرْصُ، و قیل: الجَزَعُ و قِلّةُ الصبرِ، و قیل: هو أَسْوأُ الجَزَعِ و أَفْحَشُه، هَلِعَ یَهْلَعُ هَلَعاً و هُلوعاً، فهو هَلِعٌ و هَلُوعٌ؛ و منه‌قول هشام بن عبد الملك لِشَبَّةَ بن عَقَّالٍ حین أَراد أَن یقبِّل یده: مَهْلًا یا شبَّةُ فإِن العرب لا تفعل هذا إِلا
لسان العرب، ج‌8، ص: 375
هُلُوعاً و إِن العَجَم لم تفعله إِلا خُضوعاً.و الهِلاعُ و الهُلاعُ: كالهُلُوعِ. و رجلٌ هَلِعٌ و هالِعٌ و هَلُوعٌ و هِلْواعٌ و هِلْواعةٌ: جَزُوعٌ حرِیصٌ. و الهَلَعُ: الحُزْنُ، تمیمیَّة. و الهَلِعُ: الحَزِینُ. و شُحٌّ هالِعٌ: مُحْزِنٌ. و فی التنزیل: إِنَّ الْإِنْسٰانَ خُلِقَ هَلُوعاً؛قال معمر و الحسن: هو الشَّرِهُ، و قال الفراء: الهَلُوعُ الضَّجُورُ، و صفته كما قال تعالی: إِذٰا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذٰا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً، فهذه صفته. و الهَلُوعُ: الذی یَفْزَعُ و یَجْزَعُ من الشرّ. قال ابن بری: قال أَبو العباس المبرد: رجلٌ هَلُوعٌ إِذا كان لا یصبر علی خیر و لا شرّ حتی یفعل فی كل واحد منهما غیر الحق، و أَورد الآیة و قال بعدها: قال الشاعر: و لی قَلْبٌ سَقِیمٌ لیس یَصْحُو، و نَفْسٌ ما تُفِیقُ من الهُلاعِ و‌فی الحدیث: من شَرِّ ما أُعْطِیَ المَرءُ شُحٌّ هالِعٌ و جُبْنٌ خالِعٌ‌أَی یَجْزَعُ فیه العبدُ و یَحْزَنُ كما یقال: یومٌ عاصِفٌ و لَیْلٌ نائِمٌ، و یحتمل أَیضاً أَن یقول هالِعٌ للازدواج مع خالِع، و الخالِعُ: الذی كأَنه یَخْلَعُ فُؤادَه لشِدَّتِه. و هَلِعَ هَلَعاً: جاعَ. و الهَلَعُ و الهُلاعُ و الهَلَعانُ: الجُبْنُ عند اللِّقاءِ. و حكی یعقوب: رجل هُلَعةٌ مثل هُمَزةٍ إِذا كان یَهْلَعُ و یَجْزَعُ و یَسْتَجِیعُ سَرِیعاً. و فی ترجمة هَرع قال أَبو عمرو: الهَیْرَعُ و الهَیْلَعُ الضعیف. ابن الأَعرابی: الهَوْلَعُ الجَزِعُ. و ذئبٌ هَلَعٌ بُلَعٌ؛ الهُلَعُ من الحِرْصِ أَی الحَرِیصُ علی الشی‌ء، و البُلَعُ من الابْتِلاعِ. و رجل هَمَلَّعٌ و هَوَلَّعٌ: و هو من السرْعةِ. و ناقة هِلْواعٌ و هِلْواعةٌ: سَرِیعةٌ شَهْمةُ الفُؤادِ تخافُ السَّوْط. و‌فی حدیث هشام: إِنها لَمِسْیاعٌ هِلْواعٌ، هی التی فیها خفَّة و حِدَّةٌ، و قیل: سَرِیعةٌ شدیدةٌ مِذْعانٌ؛ أَنشد ثعلب للطرمّاح: قد تَبَطَّنْتُ بِهِلْواعةٍ، غُبْر أَسْفارٍ كَتُومِ البُغام و قیل: هی التی تَضْجَرُ فَتُسْرِعُ فی السیر، و قد هَلْوَعَتْ هَلْوَعةً أَی أَسْرَعَتْ و مَضَتْ و جَدَّت. و الهَوالِعُ من النّعامِ، و الهالِعُ: النعامُ السَّرِیعُ فی مُضِیِّهِ. و نَعَامةٌ هالِعٌ و هالِعةٌ: نافرةٌ، و قیل: حَدِیدةٌ فی مُضِیِّها؛ و أَنشد الباهِلیّ للمُسَیَّب بن عَلَسٍ یصف ناقة شبهها بالنعامة: صَكَّاء ذِعْلِبة إِذا اسْتَدْبَرْتَها حَرَج إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْواع و ناقة هِلْواعٌ: فیها نَزَقٌ و خِفَّةٌ، و قیل: هی النَّفُورُ. و قال الباهلی: قوله صَكَّاءُ شبهها بالنعامة ثم وصف النعامةَ بالصَّكَكِ، و لیس الصَّكَّاءُ من وصْفِ الناقةِ. و هَلْوَعْتُ: مَضَیْتُ نافِراً، و قیل: مَضَیْتُ فأَسْرَعْتُ. و الهُلائِعُ: اللَّئیمُ. و ما له هِلَّعٌ و لا هِلَّعةٌ أَی ما لَه شی‌ء قلیل، و قیل: ما له هِلَّعٌ و لا هِلَّعةٌ أَی ما له جَدْیٌ و لا عَناقٌ. قال اللحیانی: الهِلَّع الجدی، و الهِلَّعة العناق، فَفَصَّلَها.

هلبع؛ ج8، ص: 375

: رجل هُلابِعٌ: حَرِیصٌ علی الأَكل، و الهُلَبِعُ و الهُلابِعُ: الذِّئب لذلك، صفة غالبة، و الهُلابِعُ: الكُرَّزِیُّ اللَّئِیمُ الجَسِیمُ؛ و أَنشد: عَبْدَ بَنِی عائِشةَ الهُلابِعا و الهُلابِعُ: الاسم.

همع؛ ج8، ص: 375

: هَمَعَ الدمْعُ و الماءُ و نحوهما یَهْمَعُ و یَهْمُعُ هَمْعاً و هَمَعاً و هُمُوعاً و هَمَعَاناً و أَهْمَعَ: سالَ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 376
و كذلك الطَّلُّ إذا سَقَطَ علی الشجر ثم تَهَمَّعَ أَی سالَ؛ قال رُؤْبةُ: بادَرَ مِنْ لَیْلٍ و طَلٍّ أَهْمَعا، أَجْوَفَ بهَّی بَهْوَه فاسْتَوْسَعا و هو فی الصحاح: … و طَلٍّ هَمَعا، بغیر أَلف. و هَمَعَتْ عینُه إِذا سالت دموعها، قال اللحیانی: زعموا أَنَّ هَمِعَتْ لغة، و تَهَمَّعَ الرجل: بَكَی، و قیل تَباكَی. و عین هَمِعةٌ: لا تزال تَدْمَعُ، بُنِیَتْ علی صیغة الداء كَرَمِدَت، فهی رَمِدةٌ. و سَحاب هَمِعٌ: ماطر بنَوْئِه علی صیغة هَطِلٍ. قال ابن سیدة: و لا تَلتفت للهِمْیَعِ بالعین فإِنه بالغین، و إِن كان قد حكاه بالعین قوم، و بالعین و الغین قوم آخرون، و فی التهذیب: قال اللیث الهَیْمَعُ، بالیاء و المیم قبل العین، المَوْتُ الوَحِیُّ. قال: و ذَبَحَه ذَبْحاً هَیْمَعاً أَی سَرِیعاً. قال أَبو منصور: هكذا قال اللیث: الهَیْمَعُ، بالعین و الیاء قبل المیم؛ و قال أَبو عبید: سمعت الأَصمعیّ یقول الهِمْیَعُ الموْتُ؛ و أَنشد للهذلی: مِنَ المُرْبَعِینَ و مِنْ آزِلٍ، إِذا جَنَّه اللیْلُ كالنّاحِطِ إِذا وَرَدُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا، مِنَ المَوْتِ، بالهِمْیَعِ الذاعِطِ هكذا روی بكسر الهاء و الیاء بعد المیم؛ قال أَبو منصور: و هو الصواب، و الهَیْمَعُ عند البُصَراء تصحیف. و اهْتُمِعَ لَوْنهُ و امتُقِعَ لونه بمعنی واحد؛ قاله الكسائی و غیره، و قال أَبو زید: هَمَعَ رأْسَه، فهو مَهْمُوعٌ إِذا شَجَّه.

همسع؛ ج8، ص: 376

: الهَمَیْسَعُ: القَوِیُّ الذی لا یُصْرَعُ جَنْبُه من الرجال. و الهَمَیْسَعُ: اسم رجل؛ قال الأَزهری: هو جدّ عدنان بن أُدَد، قال ابن درید: أَحسبه بالسُّرْیانیة، قال: و قد سمی حِمْیر ابنه هَمَیْسَعاً.

همقع؛ ج8، ص: 376

: الهُمَقِعُ و الهُمَّقِعُ: ضرب من ثمر العِضاه، و خص بعضهم به جَنَی التَّنْضُبِ و هو شجر معروف؛ قال ابن سیدة: و هو من العضاه، و واحدته هُمَّقِعةٌ؛ عن ثعلب، حكاه عن أَبی الجرّاح. و قال كراع: هو التَّنْضُب بعینه، و حكی الفرّاء عن أَبی شَبِیب الأَعْرابی أَن الهُمَّقِعَ و الهُمَّقِعةَ الأَحْمَقُ و الحَمْقاء، قال: و هذا لا یطابق مذهب سیبویه لأَنّ الهُمَّقِعَ عنده اسم، و هو علی قول أَبی شبیب صفة، و لا نظیر للهُمَّقِع إِلَّا رجُل زُمَّلِقٌ للذی یَقْضِی شَهْوتَه قبل أَن یُفْضِیَ إِلی المرأَة.

هملع؛ ج8، ص: 376

: رجل هَمَلَّعٌ: مُتَخَطْرِفٌ خفیف الوَطْءِ یُوَقِّعُ وطْأَهُ تَوْقِیعاً شَدِیداً من خِفّةِ وطْئِه؛ و أَنشد: رأَیْتُ الهَمَلَّعَ ذَا اللَّعْوَتَیْنِ لَیس بآبٍ، و لا ضَهْیَدِ و قال: ضَهْیَد كلمة مولَّدة و لیس فی كلام العرب فَعْیَلٌ، و قیل: هو الخفیف السریع من كل شی‌ء. و فی ترجمة هلع: رجل هَمَلَّعٌ و هَوَلَّعٌ و هو من السُرْعةِ. و الهَمَلَّعُ و السَّمَلَّعُ: الذئب الخفیف، و ربما سمی الذئب هَملَّعاً، و لامه مشدّدة، قال ابن سیدة: و أَظنها زائدة؛ قال: لا تأْمُرِینِی ببَناتِ أَسْفَعِ، فالشاةُ لا تَمْشِی مع الهَمَلَّعِ أَسْفَعُ: فَحْلٌ من الغنم، و قوله لا تمشی مع الهَمَلّع
لسان العرب، ج‌8، ص: 377
أَی لا تكثر مع الذئب، و قیل و قوله تمشی یكثر نسلها. و الهَمَلَّعُ: الجمل السریع، و كذلك الناقة، قال: و الهَمَلَّعُ السیر السریع؛ قال: جاوَزْتُ أَهْوالًا، و تَحْتِیَ شَیْقَبٌ، تَغْدُو بِرَحْلِی، كالفَنِیقِ، هَمَلَّعُ و قیل: الهَمَلَّع من الرجال الذی لا وَفاء له و لا یدوم علی إِخاءِ أَحد.

هنع؛ ج8، ص: 377

: الهَنَع: تَطامن و التِواء فی العُنُق، و قیل: فی عُنق البعیر و المَنْكِبِ و قِصَرٌ، و قیل: الهَنَع تطامن العُنُق من وسَطِها، الذكر أَهْنَع و الأُنثی هَنْعاء، و قد هَنِع، بالكسر، یهنَع هنَعاً، و الهَنَع فی العُفْر من الظِّباء خاصة دون الأُدم لأَن فی أَعناق العُفْر قِصَراً، و ظلِیم أَهْنَع و نَعامة هَنْعاء، و هی التِواء فی عُنُقها حتی یَقْصُر لذلك كما یفعل الطائر الطویل العنق من بَنات الماء و البَرّ. و أَكمَةٌ هَنْعاء أَی قصیرة، و هی ضد سَطْعاء. و فیه هَنَع أَی جَنَأٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: أَن عمر قال لرجل شَكَا إِلیه خالداً: هل یعلم ذلك أَحدٌ من أَصحاب خالد فقال: نَعَم رجُل طویل فیه هَنَع؛ قال ابن الأَثیر: أَی انْحِناء قلیل، و قیل: هو تطامن العنق؛ قال رؤبة: و الجنّ و الإِنس إِلینا هُنَّع أَی خُضوع. و الهَنْعاء من الإِبل: التی انحدرَت قَصَرَتُها و ارتفع رأْسها و أَشْرَف حارِكُها؛ و قیل: التی فی عُنقِها تطامن خِلْقةً؛ و قال بعض العرب: ندعو البعیر القابل بعنقه إِلی الأَرض أَهْنَع و هو عَیب. و الهُناع: داء یصیب الإِنسان فی عنقه. و الهَنْعة و الهنَعة جمیعاً: سِمة من سِماتِ الإِبل فی مُنْخَفِضِ العنق. یقال: بعیر مهنوع، و قد هُنِع هَنْعاً. و الهَنْعة: مَنْكِب الجوزاء الأَیْسَر، و هو من منازل القمر، و قیل: هما كوكبان أَبیضان بینهما قِیدُ سوط علی أَثر الهَقْعة فی المَجَرّة، قال: و إِنما ینزل القمر بالتَّحایِی، و هی ثلاثة كواكبَ حِذاء الهَنْعة، واحدتها تِحْیاة، و قال بعضهم: الهَنْعة قوس الجوزاء یُرْمی بها ذراعُ الأَسد، و هی ثمانیةُ أَنْجمٍ فی صورة قوس، فی مَقْبِضِ القوس النجمان اللذان یقال لهما الهنعة و هی من أَنْواء الجوزاء. و قال أَبو حنیفة: تقول العرب: إِذا طلعت الهنْعةُ أَرطَبَ النخل بالحجاز، و هی خمسة أَنجُم مصطفّة ینزلها القمر.

هنبع؛ ج8، ص: 377

: الهُنْبُعُ: شِبْه مِقْنَعة قد خِیطَ تَلْبَسُه الجَوارِی. الأَزهری: الهُنْبُع ما صغُر منها، و الخُنْبُع ما اتسع منها حتی یَبْلغ الیَدین و یُغَطِّیهما؛ و العرب تقول: ما له هُنْبُع و لا خُنْبُع.

هوع؛ ج8، ص: 377

: هاع یَهُوع و یَهاع هَوْعاً و هُواعاً: تَهَوَّع و قاءَ، و قیل: قاء بلا كُلْفة، و إِذا تكلف ذلك قیل تَهَوَّعَ، و ما خرج من حَلْقه هُواعة. و یقال: تهوَّع نفْسَه إِذا قاءَ بنفْسه كأَنه یخرجها، قال رؤْبة یصف ثوراً طعن كلاباً: یَنْهَی به سَوَّارَهُنَّ الأَشْجَعا، حتّی إِذا ناهَزَها تَهَوَّعا قال بعضهم: تَهَوَّع أَی قاءَ الدم. و یقال: قاءَ نفْسَه فأَخْرَجَها. و حكی اللحیانی: هاعَ هَیْعُوعةً، فی بنات الواو، تهوّع، و لا یتوجه، اللهم إِلا أَن یكون محذوفاً. و تهوَّع: تَكَلَّف القَی‌ءَ. و هَوَّعَه: قَیّأَه. و التهوّع: التقیؤُ. یقال: لأُهَوِّعَنَّه ما أَكَلَ أَی
لسان العرب، ج‌8، ص: 378
لأُقَیِّئَنَّه و لأَسْتَخْرِجَنَّه من حَلْقه. و‌فی الحدیث كان إِذا تسوَّك قال أُعْ أُعْ كأَنه یَتَهوَّع‌أَی یَتَقَیّأُ؛ و الهُواعُ: القی‌ءُ؛ و منه‌حدیث علقمة: الصائمُ إِذا ذَرَعَه القی‌ءُ فلیُتِمَّ صومَه و إِذا تَهَوَّع فَعَلَیْه القضاء‌أَی إِذا اسْتَقاءَ. و هاعَ القومُ بعضُهم إِلی بعض أَی هَمُّوا بالوُثوب. و الهُواعةُ: ما هاعَ به. و رجُل هاعٌ لاعٌ: جَزُوعٌ، و امرأَة هاعةٌ لاعةٌ؛ قال ابن جنی: تقدیره عندنا فَعِلٌ مكسور العین. و هُواعٌ: ذو القَعْدة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و قَوْمِی لَدَی الهَیْجاءِ أَكْرَمُ مَوْقِفاً، إِذا كانَ یومٌ من هُواعٍ عَصِیبُ

هیع؛ ج8، ص: 378

: هاعَ یَهاعُ و یَهیع هَیْعاً و هاعاً و هُیُوعاً و هَیْعةً و هَیَعاناً و هَیْعوعة: جَبُنَ و فَزِع، و قیل: استخف عند الجَزَع؛ قال الطرماح: أَنا ابن حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالكٍ، إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرجالِ تَهِیع و رجل هائِعٌ لائِعٌ، و هاعٌ لاعٌ، و هاعٍ لاعٍ علی القَلْب، كلُّ ذلك إِتباع أَی جبان ضعیف جَزُوع، و امرأَة هاعَةٌ لاعة. ابن الأَعرابی: الهاعُ الجَزوعُ، و اللاعُ المُوجَع؛ و قول أَبی العیال الهذلی: أَرجِعْ مَنِیحَتَكَ التی أَتْبَعْتَها هَوْعاً، و حَدَّ مُذَلَّقٍ مَسْنُون یقول: رُدَّها فقد جَزِعَتْ نفسُك فی أَثَرِها، و قیل: الهَوْع العَداوةُ، و قیل: شِدَّة الحِرْصِ. و یقال: هاعَتْ نفسُه هَوْعاً أَی ازْدَادَتْ حِرْصاً. و فی النوادر: فلان مُنْهاع إِلیَّ و مُتَهیِّع و تَیِّع و مُتَتَیِّع و تَرْعانُ و تَرِعٌ أَی سَرِیعٌ إِلی الشرّ. و الهَیْعةُ: صوتُ الصَّارِخ للفَزَع، و قیل: الهَیعة الصوت الذی تَفْزَعُ منه و تخافُه من عدوّ، و به فسر‌قوله، صلی الله علیه و سلم: خیر الناس رجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنان فرَسِه فی سبیل الله كلَّما سَمِعَ هَیْعة طارَ إِلیها.قال: و أَصل هذا الجَزَعُ؛ و منه‌الحدیث: كنتُ عند عمر فسَمِع الهائعة فقال: ما هذا؟ فقیل: انْصَرَف الناسُ من الوتر، یعنی الصیاحَ و الضجَّةَ. أَبو عمرو: الهائِعة و الواعِیة الصوت الشدید. قال: و هِعْت أَهاعُ و لِعْتُ أَلاعُ هَیَعاناً و لَیَعاناً إِذا ضَجِرْت. و هاعَ الرجُل یَهِیعُ و یَهاعُ هَیْعاً و هَیَعاناً و هاعاً و هَیْعة، الأَخیرة عن اللحیانی: جاعَ فَجَزِعَ و شَكَا، و قیل: الهاع التجَرُّع علی الجُوعِ و غیره، و الهاعُ سوءُ الحِرْصِ مع الضعف، و الفعلُ كالفِعْل، یقال: هاعَ یَهاعُ هَیْعةً و هاعاً؛ قال أَبو قیس بن الأَسلت: الكَیْسُ و القُوَّةُ خَیْرٌ من الإِشفاقِ و الفَهَّةِ و الهاعِ و رجل هاعٌ و امْرأَة هاعةٌ. و الهَیْعة: كالحَیْرة. و رجل مُتَهَیِّعٌ: مُتَحَیِّرٌ. و الهائعةُ: الصوتُ الشَّدید. و الهَیْعةُ: كلُّ ما أَفْزَعك من صَوْت أَو فاحِشة تُشاعُ؛ قال قَعْنَب بن أُم صاحب: إِنْ یَسْمَعوا هَیْعةً طارُوا بها فَرَحاً مِنی، و ما سَمِعُوا من صالِحٍ دَفَنُوا قال ابن بزرج: هِعْت أَهاعُ هَیْعاً من الحُبِّ و الحُزْنِ. و أَرض هَیْعةٌ: واسعةٌ مَبْسوطة. و هاع الشی‌ءُ یَهِیع هِیاعاً: اتَّسَعَ و انْتَشَر. و طریق
لسان العرب، ج‌8، ص: 379
مَهْیَعٌ: واضِحٌ واسِعٌ بَیِّنٌ، و جَمْعُه مَهایِعُ؛ و أَنشد: بالغَوْر یهْدِیها طرِیقٌ مَهْیَعُ و أَنشد ابن بری: إِنَ الصَّنیعةَ لا تكونُ صَنِیعةً حتی یُصابَ بها طرِیقٌ مَهْیَع و بلَد مَهْیَعٌ: واسعٌ، شذَّ عن القیاس فصَحَّ، و كان الحكم أَن یعْتل لأَنه مَفْعَل مما اعْتَلَّت عینُه. و تَهَیَّعَ السرابُ و انْهاعَ انْهِیاعاً: انبَسَطَ علی الأَرض. و الهَیْعةُ: سیَلانُ الشی‌ء المصْبوبِ علی وجه الأَرض مثل المَیْعة، و قد هاع یَهِیعُ هَیْعاً، و ماءٌ هائِعٌ. و هاعَ الشی‌ءُ یهیعُ هَیْعاناً: ذابَ، و خَصَّ بعضُهم به ذَوَبان الرَّصاصِ، و الرَّصاصُ یَهِیعُ فی المَذْوَب. یقال: رَصاصٌ هائِعٌ فی المَذْوَب. و هاعَتِ الإِبلُ إِلی الماءِ تَهِیعُ إِذا أَرادته، فهی هائعة. و مَهْیَعٌ و مَهْیَعةُ، كلاهما: موضع قریب من الجُحْفةِ، و قیل: المَهْیعة هی الجحفةُ. و ذكر ابن الأَثیر فی ترجمة مهع: و‌فی الحدیث: و انْقُل حُمَّاها إِلی مَهْیَعةَ؛ مهیعةُ: اسم الجُحْفة و هی میقاتُ أَهلِ الشام، و بها غَدِیرُ خُمٍّ، و هی شدیدة الوَخَم. قال الأَصمعی: لم یولد بغَدِیرِ خُمٍّ أَحد فعاش إِلی أَن یحتلم إِلَّا أَن یُحَوَّلَ منها، قال: و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: اتقوا البِدَعَ و الزَمُوا المَهْیع؛ هو الطریق الواسع المنبسط؛ قال: و المیم زائدة، و هو مَفْعَل من التهیُّع و هو الانبساط، قال الأَزهری: و من قال مَهْیَعٌ فَعْیَلٌ فقد أَخطَأَ لأَنه لا فَعْیل فی كلامهم بفتح أَوله.

فصل الواو؛ ج8، ص: 379

وبع؛ ج8، ص: 379

: الوَبَّاعةُ: الاسْت؛ كذَبَت وَبَّاعَتُه أَی اسْتُه و وَبَّاغَتُه و نَبَّاعَتُه و نَبَّاغَتُه و عَفَّاقَتُه و مِخْذَفَتُه كلُّه أَی رَدَمَ. و أَنْبَقَ الرجُلُ إِذا خرَجَت ریحُه ضعیفةً، فإِن زاد علیها قیل: عَفَقَ بها و وبَّعَ بها، قال: و یقال لرَمَّاعةِ الصبیِّ الوَبَّاعةُ و الغادِیةُ. و وَبِعانُ علی مِثالِ ظَرِبان: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لأَبی مُزاحِمٍ السعْدِیِّ: إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَیْراءِ فالحَشَی، فَوَكْدٍ إِلی النَّقْعَیْنِ من وَبِعانِ

وجع؛ ج8، ص: 379

: الوَجَع: اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ، و الجمع أَوْجاعٌ، و قد وَجِعَ فلان یَوْجَعُ و یَیْجَعُ و یاجَعُ، فهو وجِعٌ، من قوم وَجْعَی و وَجاعَی و وَجِعِینَ و وِجاعٍ و أَوجاعٍ، و نِسْوةٌ وَجاعی و وَجِعاتٌ؛ و بنو أَسَد یقولون یِیجَعُ، بكسر الیاء، و هم لا یقولون یِعْلَمُ اسْتِثْقالًا للكسرة علی الیاء، فلما اجتمعت الیاءَان قَوِیَتا و احْتَمَلَتْ ما لم تحتمله المفردة، و ینشد لمتمم بن نویرة علی هذه اللغة: قَعِیدَكِ أَن لا تُسْمِعِینی مَلامةً، و لا تَنْكَئِی قَرْحَ الفُؤادِ فَیِیجَعا و منهم من یقول: أَنا إِیجَعُ و أَنت تِیجَعُ، قال ابن بری: الأَصل فی یِیجَعُ یَوْجَعُ، فلما أَرادوا قلب الواو یاء كسروا الیاء التی هی حرف المضارعة لتنقلب الواو یاء قلباً صحیحاً، و من قال یَیْجلُ و یَیْجَعُ فإِنه قلب الواو یاء قلباً ساذَجاً بخلاف القلب الأَول لأَنَّ الواو الساكنة إِنما تَقْلِبُها إِلی الیاء الكسرةُ قبلها. قال الأَزهری: و لُغةٌ قبیحةٌ من یقول وَجِعَ یَجِعُ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 380
قال: و یقول أَنا أَوْجَعُ رأْسی و یَوْجَعُنی رأْسی و أَوْجَعْتُه أَنا. و وَجِعَ عُضْوُه: أَلِمَ و أَوْجَعَهُ هو. الفراء: یقال للرجل وَجِعْتَ بَطْنَكَ مثل سَفِهْتَ رأْیَكَ و رَشِدْتَ أَمرَك، قال: و هذا من المعرفة التی كالنكرة لأَن قولك بَطْنَكَ مُفَسِّرٌ، و كذلك غُبِنْتَ رأْیَك، و الأَصل فیه وَجِعَ رأْسُك و أَلم بَطْنُكَ و سَفِهَ رأْیُك و نَفْسُك، فلما حُوِّلَ الفعلُ خرج قولك وَجِعْتَ بطنَك و ما أَشبهه مَفَسِّراً، قال: و جاء هذا نادراً فی أَحرف معدودة؛ و قال غیره: إِنما نصبوا وَجِعْتَ بطنَك بنزع الخافض منه كأَنه قال وَجِعْت من بطنك، و كذلك سفهت فی رأْیك، و هذا قول البصریین لأَن المُفَسِّراتِ لا تكون إِلا نكرات. و حكی ابن الأَعرابی: أَمَضَّنی الجُرْحُ فَوَجِعْتُه. قال الأَزهری: و قد وَجِعَ فلانٌ رأْسَه و بطنَه. و أَوْجَعْتُ فلاناً ضَرْباً وجِیعاً، و ضَرْبٌ وجِیعٌ أَی مُوجِعٌ، و هو أَحد ما جاء علی فَعِیلٍ من أَفْعَلَ، كما یقال عذاب أَلِیمٌ بمعنی مؤلم، و قیل: ضربٌ وجِیعٌ و أَلِیمٌ ذو أَلَمٍ. و فلان یَوْجَعُ رأْسَه، نصبْتَ الرأْسَ، فإِن جئت بالهاء قلت یَوْجَعُه رأْسُه و أَنا أَیْجَع رأْسی و یَوْجَعُنی رأْسی، و لا تقل یُوجِعنی رأْسی، و العامة تقوله؛ قال صِمّة بن عبد الله القشیری: تَلَفَّتُّ نحوَ الحَیِّ، حتی وجَدْتُنی وجِعْتُ من الإِصْغاءِ لِیتاً و أَخْدَعا و الإِیجاعُ: الإِیلامُ. و أَوْجَعَ فی العَدُوّ: أَثْخَنَ. و تَوَجَّعَ: تَشَكَّی الوجَعَ. و توجَّعَ له مما نزل به: رَثی له من مكروه نازل. و الوجْعاءُ: السافِلةُ و هی الدُّبُر، ممدودة؛ قال أَنسُ بن مُدْرِكةَ الخَثْعَمِی: غَضِبتُ للمَرْءِ، إِذْ نِیكَتْ حَلِیلَتُه، و إِذْ یُشَدُّ علی وَجْعائِها الثَّفَرُ أَغْشَی الحُروبَ، و سِرْبالی مُضاعَفةٌ تَغْشَی البَنانَ، و سَیْفی صارِمٌ ذَكَرُ إِنی و قَتْلی سُلَیْكاً ثم أَعْقِلَه، كالثَّوْرِ یُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ یعنی أَنها بُوضِعَتْ. و جمعُ الوَجْعاءِ وَجْعاواتٌ، و السبب فی هذا الشعْرِ أَنَّ سُلَیْكاً مَرَّ فی بعض غَزَواتِه ببیت من خَثْعَمَ، و أَهله خُلوفٌ، فَرأَی فیهنَّ امرأَة بَضَّةً شابةً فَعلاها، فأُخْبر أَنس بذلك فأَدْركه فقتله. و‌فی الحدیث: لا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لذی دَمٍ مُوجِعٍ؛ هو أَنْ یتحمل دِیةً فیسعی بها حتی یُؤَدِّیَها إِلی أَولیاءِ المقتول، فإِن لم یؤدِّها قُتِل المُتَحَمَّلُ عنه فَیُوجِعُه قَتْلُه. و‌فی الحدیث: مُری بَنِیكِ یقلموا أَظْفارَهم أَن یُوجِعُوا الضُّرُوعَ‌أَی لئلا یُوجِعُوها إِذا حَلَبُوها بأَظْفارِهم. و ذكر الجوهری فی هذه الترجمة الجِعةَ فقال: و الجِعةُ نَبِیذُ الشعیر، عن أَبی عبید، قال: و لست أَدری ما نُقْصانُه؛ قال ابن بری: الجِعةُ لامها واو من جَعَوْت أَی جَمَعْتُ كأَنها سمیت بذلك لكونها تَجْعُو الناسَ علی شُرْبِها أَی تجمعهم، و ذكر الأَزهری هذا الحرف فی المعتل، و سنذكره هناك. و أُمُّ وجَعِ الكَبدِ: نبتة تنفع من وجَعِها.

ودع؛ ج8، ص: 380

: الوَدْعُ و الوَدَعُ و الوَدَعاتُ: مناقِیفُ صِغارٌ تخرج من البحر تُزَیَّنُ بها العَثاكِیلُ، و هی خَرَزٌ بیضٌ جُوفٌ فی بطونها شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تتفاوت فی الصغر و الكبر، و قیل: هی جُوفٌ فی جَوْفها دُوَیْبّةٌ كالحَلَمةِ؛ قال عَقِیلُ بن عُلَّفَة:
لسان العرب، ج‌8، ص: 381
و لا أُلْقِی لِذی الوَدَعاتِ سَوْطِی لأَخْدَعَه، و غِرَّتَه أُرِیدُ قال ابن بری: صواب إِنشاده: أُلاعِبُه و زَلَّتَه أُرِیدُ واحدتها ودْعةٌ و ودَعةٌ. و وَدَّعَ الصبیَّ: وضَعَ فی عنُقهِ الوَدَع. و ودَّعَ الكلبَ: قَلَّدَه الودَعَ؛ قال: یُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ، مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غیرَ الشَّواحِنِ أَی یُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ. و ذُو الودْعِ: الصبیُّ لأَنه یُقَلَّدُها ما دامَ صغیراً؛ قال جمیل: أَ لَمْ تَعْلَمِی، یا أُمَّ ذِی الوَدْعِ، أَنَّنی أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، و أَنْتِ صَلُودُ؟ و یروی: أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ …؛ و منه‌الحدیث: من تَعَلَّقَ ودَعةً لا وَدَعَ الله له، و إِنما نَهَی عنها لأَنهم كانوا یُعَلِّقُونَها مَخافةَ العین، و‌قوله: لا ودَعَ اللهُ له‌أَی لا جعله فی دَعةٍ و سُكُونٍ، و هو لفظ مبنیّ من الودعة، أَی لا خَفَّفَ الله عنه ما یَخافُه. و هو یَمْرُدُنی الوَدْعَ و یَمْرُثُنی أَی یَخْدَعُنی كما یُخْدَعُ الصبیّ بالودع فَیُخَلَّی یَمْرُثُها. و یقال للأَحمق: هو یَمْرُدُ الوْدَع، یشبه بالصبی؛ قال الشاعر: و الحِلْمُ حِلْم صبیٍّ یَمْرُثُ الوَدَعَهْ قال ابن بری: أَنشد الأَصمعی هذا البیت فی الأَصمعیات لرجل من تمیم بكماله: السِّنُّ من جَلْفَزِیزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ، و العَقْلُ عَقْلُ صَبیٍّ یَمْرُسُ الوَدَعَهْ قال: و تقول خرج زید فَوَدَّعَ أَباه و ابنَه و كلبَه و فرسَه و دِرْعَه أَی ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِیعِ، و وَدَّع ابنه: جعل الوَدعَ فی عُنُقه، و كلبَه: قَلَّدَه الودع، و فرسَه: رَفَّهَه، و هو فرس مُوَدَّعُ و مَوْدُوع، علی غیر قِیاسٍ، و دِرْعَه، و الشی‌ءَ: صانَه فی صِوانِه. و الدَّعةُ و التُّدْعةُ «4» علی البدل: الخَفْضُ فی العَیْشِ و الراحةُ، و الهاء عِوَضٌ من الواو. و الوَدیعُ: الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ. و یقال ذو وَداعةٍ، وَدُعَ یَوْدُعُ دَعةً و وَداعةً، زاد ابن بری: و وَدَعَه، فهو وَدیعٌ و وادِعٌ أَی ساكِن؛ و أَنشد شمر قول عُبَیْدٍ الراعی: ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه، به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أی تَقِیه و تَصُونه، و قیل أَی تُقِرُّه علی صَوْنِه وادِعاً. و یقال: وَدَعَ الرجلُ یَدَعُ إِذا صار إِلی الدَّعةِ و السُّكونِ؛ و منه قول سوید بن كراع: أَرَّقَ العینَ خَیالٌ لم یَدَعْ لِسُلَیْمی، ففُؤادِی مُنْتَزَعْ أَی لم یَبْقَ و لم یَقِرَّ. و یقال: نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَی من غیر أَن یَتَكَلَّفَ فیها مَشَقّة. و توَدَّعَ و اتَّدعَ تُدْعةً و تُدَعةً و ودَّعَه: رَفَّهَه، و الاسم المَوْدوعُ. و رجل مُتَّدِعٌ أَی صاحبُ دَعَةٍ و راحةٍ؛ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة: إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه جَری، و هو موْدوعٌ و واعِدُ مَصْدَق
(4). قوله [و التدعة] أی بالسكون و كهمزة أفاده المجد
لسان العرب، ج‌8، ص: 382
فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَی أَنه ینال مُتَّدَعاً من الجرْیِ متروكاً لا یُضْرَبُ و لا یْزْجَرُ ما یسْبِقُ به، و بیت خفاف بن ندبة هذا أَورده الجوهری و فسره فقال أَی متروك لا یضرب و لا یزجر؛ قال ابن بری: مَوْدوعٌ هاهنا من الدَّعةِ التی هی السكون لا من الترك كما ذكر الجوهری أی أَنه جری و لم یَجْهَدْ كما أَوردناه، و قال ابن بزرج: فرَسٌ ودِیعٌ و موْدوعٌ و مُودَعٌ؛ و قال ذو الإِصبَع العَدوانی: أُقْصِرُ من قَیْدِه و أُودِعُه، حتی إِذا السِّرْبُ رِیعَ أَو فَزِعا و الدَّعةُ: من وَقارِ الرجُلِ الوَدِیعِ. و قولهم: علیكَ بالمَوْدوع أَی بالسكِینة و الوقار، فإِن قلت: فإِنه لفظ مفْعولٍ و لا فِعْل له إِذ لم یقولوا ودَعْتُه فی هذا المعنی؛ قیل: قد تجی‌ء الصفة و لا فعل لها كما حُكی من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ، و مُدَرْهَمٌ للكثیر الدِّرهم، و لم یقولوا فُئِدَ و لا دُرْهِمَ. و قالوا: أَسْعَده الله، فهو مَسْعودٌ، و لا یقال سُعِدَ إِلا فی لغة شاذة. و إِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكینةِ و الوَقارِ قلت له: تَوَدَّعْ و اتَّدِعْ؛ قال الأَزهری: و علیك بالموْدوعِ من غیر أَن تجعل له فعلًا و لا فاعلًا مِثْل المَعْسورِ و المَیْسورِ، قال الجوهری: و قولهم علیك بالمودوع أَی بالسكینةِ و الوقار، قال: لا یقال منه ودَعه كما لا یقال من المَعْسور و المَیْسور عَسَرَه و یَسَرَه. و وَدَعَ الشی‌ءُ یَدَعُ و اتَّدَعَ، كلاهما: سكَن؛ و علیه أَنشد بعضهم بیت الفرزدق: و عَضُّ زَمانٍ یا ابنَ مَرْوانَ، لم یَدَعْ من المال إِلّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ فمعنی لم یَدَعْ لم یَتَّدِعْ و لم یَثْبُتْ، و الجملة بعد زمان فی موضع جرّ لكونها صفة له، و العائد منها إِلیه محذوف للعلم بموضعه، و التقدیر فیه لم یَدَعْ فیه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف، فیرتفع مُسْحت بفعله و مجَلَّفُ عطف علیه، و قیل: معنی قوله لم یدع لم یَبْقَ و لم یَقِرَّ، و قیل: لم یستقر، و أَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَی لم یترك من المال إِلَّا شیئاً مُسْتأْصَلًا هالِكاً أَو مجلف كذلك، و نحو ذلك رواه الكسائی و فسره، قال: و هو كقولك ضربت زیداً و عمروٌ، ترید و عمْرٌو مضروب، فلما لم یظهر له الفعل رفع؛ و أَنشد ابن بری لسوید بن أَبی كاهل: أَرَّقَ العَیْنَ خَیالٌ لم یَدَعْ من سُلَیْمی، فَفُؤادی مُنْتَزَعْ أَی لم یَسْتَقِرّ. و أَودَعَ الثوبَ و وَدَّعَه: صانَه. قال الأَزهری: و التوْدِیعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً فی صِوانٍ لا یصل إِلیه غُبارٌ و لا رِیحٌ. و ودَعْتُ الثوبَ بالثوب و أَنا أَدَعُه، مخفف. و قال أَبو زید: المِیدَعُ كل ثوب جعلته مِیدَعاً لثوب جدید تُوَدِّعُه به أَی تَصُونه به. و یقال: مِیداعةٌ، و جمع المِیدَعِ مَوادِعُ، و أَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك أَی رفَّهْتَه به؛ قال ذو الرمة: هِیَ الشمْسُ إِشْراقاً، إِذا ما تَزَیَّنَتْ، و شِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً فی المَوادِعِ و قال الأَصمعی: المِیدَعُ الثوبُ الذی تَبْتَذِلُه و تُودِّعُ به ثیابَ الحُقوق لیوم الحَفْل، و إِنما یُتَّخَذ المِیدعُ لِیودَعَ به المَصونُ. و تودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله فی حاجته. و تودَّع ثیابَ صَونِه إِذا ابتذلها. و‌فی الحدیث: صَلی معه عبدُ الله
لسان العرب، ج‌8، ص: 383
ابن أُنَیْسٍ و علیه ثوب مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال: تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا‌أَی تَصَوَّنْه به، یرید الْبَسْ هذا الذی دفعته إِلیك فی أَوقات الاحتفال و التزَیُّن. و التَّودیعُ: أَن یجعل ثوباً وقایةَ ثوب آخر. و المِیدَعُ و المیدعةُ و المِیداعةُ: ما ودَّعَه به. و ثوبٌ مِیدعٌ: صفة؛ قال الضبی: أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسی، و أَتَّقِی به الموتَ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِیدَعُ و قد یُضاف. و المِیدع أَیضاً: الثوب الذی تَبْتَذِله المرأَة فی بیتها. یقال: هذا مِبْذَلُ المرأَة و مِیدعُها، و مِیدَعَتُها: التی تُوَدِّعُ بها ثیابها. و یقال للثوب الذی یُبْتَذَل: مِبْذَلٌ و مِیدَعٌ و مِعْوز و مِفْضل. و المِیدعُ و المِیدَعةُ: الثوب الخَلَقُ؛ قال شمر أَنشد ابن أَبی عدْنان: فی الكَفِّ مِنِّی مَجَلاتٌ أَرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ، ما لَهُنَّ مِیدَعُ قال: ما لهنَّ مِیدع أَی ما لهن من یَكْفیهنَّ العَمَل فیَدَعُهُنَّ أَی یصونهُنَّ عن العَمَل. و كلامٌ مِیدَعٌ إِذا كان یُحْزِنُ، و ذلك إِذا كان كلاماً یُحْتَشَمُ منه و لا یستحسن. و المِیداعةُ: الرجل الذی یُحب الدَّعةَ؛ عن الفراء. و‌فی الحدیث: إِذا لم یُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم‌أَی أُهْمِلوا و تُرِكوا و ما یَرْتَكِبونَ من المَعاصی حتی یُكثِروا منها، و لم یهدوا لرشدهم حتی یستوجبوا العقوبة فیعاقبهم الله، و أَصله من التوْدِیع و هو الترك، قال: و هو من المجاز لأَن المُعْتَنیَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل إِذا یَئِسَ من صلاحِه تركه و اسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه، و یجوز أَن یكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشی‌ءَ أَی صُنْتُه فی مِیدَعٍ، یعنی قد صاروا بحیث یتحفظ منهم و یُتَصَوَّن كما یُتَوَقَّی شرار الناس. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: إِذا مَشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّیْهاءَ فقد تُوُدِّعَ منها.و منه‌الحدیث: اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً و ایْتَدِعُوها سالمة‌أَی اتْرُكُوها و رَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلی رُكُوبها، و هو افْتَعَلَ من وَدُعَ، بالضم، ودَاعةً و دَعةً أَی سَكَنَ و تَرَفَّهَ. و ایْتَدَعَ، فهو مُتَّدِعٌ أَی صاحب دَعةٍ، أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ، یقال اتَّدَعَ و ایْتَدَعَ علی القلب و الإِدغام و الإِظهار. و قولهم: دَعْ هذا أَی اتْرُكْه، و وَدَعَه یَدَعُه: تركه، و هی شاذة، و كلام العرب: دَعْنی و ذَرْنی و یَدَعُ و یَذَرُ، و لا یقولون ودَعْتُكَ و لا وَذَرْتُكَ، استغنوا عنهما بتَرَكْتُكَ و المصدر فیهما تركاً، و لا یقال ودْعاً و لا وَذْراً؛ و حكاهما بعضهم و لا وادِعٌ، و قد جاء فی بیت أَنشده الفارسی فی البصریات: فأَیُّهُما ما أَتْبَعَنَّ، فإِنَّنی حَزِینٌ علی تَرْكِ الذی أَنا وادِعُ قال ابن بری: و قد جاء وادِعٌ فی شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ: علیه شَرِیبٌ لَیِّنٌ وادِعُ العَصا، یُساجِلُها حمَّاته و تُساجِلُه و فی التنزیل: مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلیٰ؛ أَی لم یَقْطَعِ اللهُ الوحیَ عنك و لا أَبْغَضَكَ، و ذلك‌أَنه، صلی الله علیه و سلم، اسْتأَخر الوحْیُ عنه فقال ناس من الناس: إِن محمداً قد ودّعه ربه و قَلاه، فأَنزل الله تعالی: مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلیٰ، المعنی و ما قَلاكَ،
لسان العرب، ج‌8، ص: 384
و سائر القُرّاء قرؤوه: وَدَّعَكَ، بالتشدید، و قرأَ عروة بن الزبیر: ما وَدَعَك ربك، بالتخفیف، و المعنی فیهما واحد، أَی ما تركك ربك؛ قال: و كان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذی وَدَعُوا و قال ابن جنی: إِنما هذا علی الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له أَن ینطق بما یُنْتِجُه القِیاسُ، و إِن لم یَرِدْ به سَماعٌ؛ و أَنشد قولَ أَبی الأَسودِ الدُّؤلی: لَیْتَ شِعْرِی، عن خَلِیلی، ما الذی غالَه فی الحُبِّ حتی وَدَعَهْ؟ و علیه قرأَ بعضهم: ما وَدَعَكَ رَبُّكَ و ما قَلی، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ من القِلی، قال: فهذا أَحسن من أَن یُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ و اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل، و إِعلالُ استحوذ و استنوق و نحوهما من المصحح تركُ أَصل، و بین مراجعة الأُصول و تركها ما لا خَفاء به؛ و هذا بیت روی الأَزهری عن ابن أَخی الأَصمعی أَن عمه أَنشده لأَنس بن زُنَیْمٍ اللیثی: لَیْتَ شِعْرِی، عن أَمِیری، ما الذی غالَه فی الحبّ حتی ودَعهْ؟ لا یَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً، إِنَّ خَیْرَ البَرْقِ ما الغَیْثُ مَعَهْ قال ابن بری: و قد رُوِیَ البیتان للمذكورین؛ و قال اللیث: العرب لا تقول ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَی تركته و لكن یقولون فی الغابر یَدَعُ، و فی الأَمر دَعْه، و فی النهی لا تَدَعْه؛ و أَنشد: أَكْثَرَ نَفْعاً من الذی ودَعُوا یعنی تركوا. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لَیَنْتَهیَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو لیُخْتَمَنَّ علی قلوبهم‌أَی عن تَرْكهم إِیّاها و التَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشی‌ءَ یَدَعُه وَدْعاً إِذا تركه، و زعمت النحویةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر یَدَعُ و یَذَرُ و اسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ، و النبی، صلی الله علیه و سلم، أَفصح العرب و قد رویت عنه هذه الكلمة؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما یُحْمل قولهم علی قلة استعماله فهو شاذٌّ فی الاستعمال صحیح فی القیاس، و قد جاء فی غیر حدیث حتی قرئ به قوله تعالی: ما وَدَعَك ربك و ما قَلی، بالتخفیف؛ و أَنشد ابن بری لسُوَیْدِ بن أَبی كاهِلٍ: سَلْ أَمِیری: ما الذی غَیَّرَه عن وِصالی، الیوَمَ، حتی وَدَعَه؟ و أَنشد لآخر: فَسَعَی مَسْعاتَه فی قَوْمِه، ثم لَمْ یُدْركْ، و لا عَجْزاً وَدَعْ و قالوا: لم یُدَعْ و لم یُذَرْ شاذٌّ، و الأَعرف لم یُودَعْ و لم یُوذَرْ، و هو القیاس. و الوَداعُ، بالفتح: التَّرْكُ. و قد ودَّعَه و وَادَعَه و وَدَعَه و وادَعَه دُعاءٌ له من ذلك؛ قال: فهاجَ جَوًی فی القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَی، بِبَیْنُونةٍ یَنْأَی بها مَنْ یُوادِعُ و قیل فی قول ابن مُفَرِّغٍ: دَعینی مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ أی اتْرُكِینی بعضَ الترْك. و قال ابن هانئ فی المرریة «5» الذی یَتَصَنَّعُ فی الأَمر و لا یُعْتَمَدُ منه
(5). قوله [فی المرریة] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌8، ص: 385
علی ثِقةٍ: دَعْنی من هِنْدَ فلا جَدِیدَها ودَعَتْ و لا خَلَقَها رَقَعَتْ. و‌فی حدیث الخَرْصِ: إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا و دَعُوا الثلث، فإِن لم تَدَعُوا الثلث فدَعوا الرُّبعَ؛ قال الخطابی: ذهب بعض أَهل العلم إِلی أَنه یُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً علیهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم مُسْتَوْفًی أَضَرَّ بهم، فإِنه یكون منها الساقِطةُ و الهالِكةُ و ما یأْكله الطیر و الناس، و كان عمر، رضی الله عنه، یأْمر الخُرّاصَ بذلك. و قال بعض العلماء: لا یُترك لهم شی‌ءٌ شائِعٌ فی جملة النخل بل یُفْرَدُ لهم نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ، و قیل: معناه أَنهم إِذا لم یرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع لیتصرفوا فیه و یضمنوا حقّه و یتركوا الباقی إِلی أَن یَجِفَّ و یُؤخذ حَقُّه، لا أَنه یترك لهم بلا عوض و لا إخراج؛ و منه‌الحدیث: دَعْ داعِیَ اللَّبنِ‌أَی اتْرُكْ منه فی الضَّرْع شیئاً یَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ و لا تَسْتَقْصِ حَلْبَه. و الوَداعُ: تَوْدِیعُ الناس بعضهم بعضاً فی المَسِیرِ. و تَوْدِیعُ المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً: تخلیفُه إِیّاهم خافِضِینَ وادِعِینَ، و هم یُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلًا بالدَّعةِ التی یصیر إِلیها إِذا قَفَلَ. و یقال ودَعْتُ، بالتخفیف، فَوَدَعَ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و سِرْتُ المَطِیّةَ مَوْدُوعةً، تُضَحّی رُوَیْداً، و تُمْسی زُرَیْقا و هو من قولهم فرَسٌ ودِیعٌ و مَوْدُوعٌ و موَدَّعٌ. و تَوَدَّعَ القومُ و تَوادَعُوا: وَدَّعَ بعضهم بعضاً. و التوْدِیعُ عند الرَّحِیل، و الاسم الوَادع، بالفتح. قال شمر: و التوْدِیعُ یكون للحیّ و المیت؛ و أَنشد بیت لبید: فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَیْزٍ، و قَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ و قال القطامی: قِفی قَبْلَ التَّفَرُّقِ یا ضُباعا، و لا یَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا أَراد و لا یَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ و لیكن موقف غِبْطةٍ و إِقامة لأَنَّ موقف الوداع یكون لِلفِراقِ و یكون مُنَغَّصاً بما یتلوه من التبارِیحِ و الشوْقِ. قال الأَزهریّ: و التوْدِیعُ، و إِن كان أَصلُه تَخْلیفَ المُسافِرِ أَهْله و ذَوِیه وادِعینَ، فإِنّ العرب تضعه موضع التحیةِ و السلام لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة و البقاء و دَعوْا بمثْلِ ذلك؛ أَ لا تری أَن لبیداً قال فی أخیه و قد مات: فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَیْزٍ أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته، و قد رثاه لبید بهذا الشعر و ودَّعَه تَوْدِیعَ الحیّ إِذا سافر، و جائز أَن یكون التوْدِیعُ تَرْكَه إِیاه فی الخفْضِ و الدَّعةِ. و فی نوادر الأَعراب: تُوُدِّعَ مِنِّی أَی سُلِّمَ عَلَیَّ. قال الأَزهری: فمعنی تُوُدِّعَ منهم أَی سُلِّمَ علیهم للتودیع؛ و أَنشد ابن السكیت قول مالك بن نویرة و ذكر ناقته: قاظَتْ أُثالَ إِلی المَلا، و تَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ و تُودَعُ قال: تُودَعُ أَی تُوَدَّعُ، تُسَنُّ أَی تُصْقَلُ بالرِّعْی. یقال: سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِیامَ علیها و صَقَلَها، و كذلك صَقَلَ فَرَسَه إِذا أَراد أَن یَبْلُغَ من ضُمْرِه ما یبلغ الصَّیْقَلُ من السیف، و هذا مثل؛
لسان العرب، ج‌8، ص: 386
و روی شمر عن محارب: ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام. و وَدَّعْتُ فلاناً أَی هَجَرْتُه. و الوَداعُ: القِلی. و المُوادَعةُ و التَّوادُعُ: شِبْهُ المُصالحةِ و التَّصالُحِ. و الوَدِیعُ: العَهْدُ. و‌فی حدیث طَهْفةَ: قال علیه السلام: لكم یا بنی نهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ و وضائعُ المال؛ ودائِعُ الشرْكِ‌أَی العُهودُ و المَواثِیقُ، یقال: أَعْطَیْتُه وَدِیعاً أَی عَهْداً. قال ابن الأَثیر: و قیل یحتمل أَن یریدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذین لم یدخلوا فی الإِسلام، أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ علیه من غیر عَهْدٍ و لا شرْطٍ، و یدل علیه‌قوله فی الحدیث: ما لم یكن عَهْدٌ و لا مَوْعِدٌ.و‌فی الحدیث: أَنه وادَعَ بَنی فلان‌أَی صالَحَهم و سالَمَهم علی ترك الحرب و الأَذی، و حقیقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَی یَدَعُ كل واحد منهما ما هو فیه؛ و منه‌الحدیث: و كان كعب القُرَظِیُّ مُوادِعاً لرسول الله، صلی الله علیه و سلم.و‌فی حدیث الطعام: غَیْرَ مَكْفُورٍ و لا مُوَدَّعٍ، لا مُسْتَغْنًی عنه رَبّنا‌أَی غیر مَتْرُوكِ الطاعةِ، و قیل: هو من الوَداعِ و إِلیه یَرْجِعُ. و تَوادَعَ القوم: أَعْطی بعضُهم بعضاً عَهْداً، و كله من المصالحة؛ حكاه الهرویّ فی الغریبین. و قال الأَزهری: تَوادَعَ الفَریقانِ إِذا أَعْطی كل منهم الآخرِینَ عهداً أَن لا یَغْزُوَهُم؛ تقول: وادَعْتُ العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً، و هی الهُدْنةُ و المُوادعةُ. و ناقة مُوَدَّعةٌ: لا تُرْكَب و لا تُحْلَب. و تَوْدِیعُ الفَحلِ: اقْتِناؤُه للفِحْلةِ. و اسْتَوْدَعه مالًا و أَوْدَعَه إِیاه: دَفَعَه إِلیه لیكون عنده ودِیعةً. و أَوْدَعَه: قَبِلَ منه الوَدِیعة؛ جاء به الكسائی فی باب الأَضداد؛ قال الشاعر: اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَیَّعَهُ، فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِیسُ و قال أَبو حاتم: لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِیعَته، و أَنكره شمر إِلا أَنه حكی عن بعضهم اسْتَوْدَعَنی فُلانٌ بعیراً فأَبَیْتُ أَن أُودِعَه أَی أَقْبَلَه؛ قال الأَزهری: قاله ابن شمیل فی كتاب المَنْطِقِ و الكسائِیُّ لا یحكی عن العرب شیئاً إِلا و قد ضَبَطَه و حفِظه. و یقال: أَوْدَعْتُ الرجل مالًا و اسْتَوْدَعْتُه مالًا؛ و أَنشد: یا ابنَ أَبی و یا بُنَیَّ أُمِّیَهْ، أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذی هُو حَسْبِیَهْ و أَنشد ابن الأَعرابی: حتی إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ، و دَنا منَ المُتَنَسِّكینَ رُكُوعُ، أَوْدَعْتَنا أَشْیاءَ و اسْتَوْدعْتَنا أَشْیاءَ، لیْسَ یُضِیعُهُنَّ مُضِیعُ و أَنشد أَیضاً: إِنْ سَرَّكَ الرّیُّ قُبَیْلَ النَّاسِ، فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ ودِّعِ الغَرْبَ أَی اجعله ودِیعةً لهذا الجَمَل أَی أَلْزِمْه الغَرْبَ. و الوَدِیعةُ: واحدة الوَدائِعِ، و هی ما اسْتُودِعَ. و قوله تعالی: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ؛ المُسْتَوْدَعُ ما فی الأَرحام، و‌اسْتَعاره علی، رضی الله عنه، للحِكْمة و الحُجّة فقال: بهم یَحفظ اللهُ حُجَجَه حتی یودِعوها نُظراءَهُم و یَزرَعُوها فی قُلوبِ أَشباهِهِم؛ و قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو: فمستقِرّ، بكسر القاف،
لسان العرب، ج‌8، ص: 387
و قرأَ الكوفیون و نافع و ابن عامر بالفتح و كلهم قال: فَمُسْتَقِرّ فی الرحم و مستودع فی صلب الأَب، روی ذلك عن ابن مسعود و مجاهد و الضحاك. و قال الزجاج: فَلَكُم فی الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ و لكم فی الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، و من قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ فی الأَحیاء و منكم مُسْتَوْدَعٌ فی الثَّری. و‌قال ابن مسعود فی قوله: وَ یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا أَی مُسْتَقَرَّهٰا فی الأَرحام وَ مُسْتَوْدَعَهٰا فی الأَرض.و‌قال قتادة فی قوله عز و جل: وَ دَعْ أَذٰاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللّٰهِ؛ یقول: اصْبِرْ علی أَذاهم.و‌قال مجاهد: وَ دَعْ أَذٰاهُمْ أَی أَعْرِضْ عنهم؛ و فی شعر العباس یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فی الظِّلالِ و فی مُسْتَوْدَعٍ، حیثُ یُخْصَفُ الوَرَقُ المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذی تجعل فیه الودیعة، یقال: اسْتَوْدَعْتُه ودِیعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إِیّاها، و أَراد به الموضع الذی كان به آدمُ و حوّاء من الجنة، و قیل: أَراد به الرَّحِمَ. و طائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بیاض. و الوَدْعُ و الوَدَعُ: الیَرْبُوعُ، و الأَوْدَع أَیضاً من أَسماء الیربوع. و الوَدْعُ: الغَرَضُ یُرْمَی فیه. و الوَدْعُ: وثَنٌ. و ذاتُ الوَدْعِ: وثَنٌ أَیضاً. و ذات الوَدْعِ: سفینة نوح، علیه السلام، كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِیّ بن زید العبّادِی: كَلّا، یَمِیناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ فیكم، و قابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا یرید سفینةَ نوح، علیه السلام، یَحْلِفُ بها و یعنی بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، و الزَّارُ أَراد الزارة بالجزیرة، و كان النعمان مَرِضَ هنالك. و قال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان یعلق علیها فی سُتُورِها الوَدْعُ؛ و یقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ. أَبو عمرو: الوَدِیعُ المَقْبُرةُ. و الودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ یُحاطُ علیه حائطٌ یَدْفِنُ فیه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابی عن المَسْرُوحِیّ؛ و أَنشد: لَعَمْرِی، لقد أَوْفی ابنُ عَوْفٍ عشِیّةً علی ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ و فی الوَدْعِ، لو یَدْری ابنُ عَوْفٍ عشِیّةً، غِنی الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ قال المسروحیّ: سمعت رجلًا من بنی رویبة بن قُصَیْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر یقول: أَوْفَی رجل منا علی ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، و هی حرة لبنی سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلًا یقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل حتی أَتی قریشاً فأَخبر بها رجلًا من قریش فأَرسل معه بضعة عشر رجلًا، فقال: احْفِرُوه و اقرؤوا القرآن عنده و اقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة و انصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه، قال: و لم یَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابی عن المسروحیّ، و جمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحی أَیضاً.و الوَداعُ: وادٍ بمكةَ، و ثَنِیّةُ الوَداعِ منسوبة إِلیه. و لما دخل النبی، صلی الله علیه و سلم، مكة یوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ یُصَفِّقْنَ و یَقُلْن: طَلَعَ البَدْرُ علینا من ثَنیّاتِ الوداعِ، وجَبَ الشكْرُ علینا، ما دَعا للهِ داعِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 388
و وَدْعانُ: اسم موضع؛ و أَنشد اللیث: ببیْض وَدْعانَ بِساطٌ سِیُّ و وادِعةُ: قبیلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ، و إِمّا أَن تكون هَمْدانُ منها، و موْدُوعٌ: اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّی، و كان هَرِمٌ قُتِلَ فی حَرْبِ داحِسٍ؛ و فیه تقول نائحتُه: یا لَهْفَ نَفْسِی لَهَفَ المَفْجُوعِ، أَنْ لا أَرَی هَرِماً علی مَوْدُوعِ

وذع؛ ج8، ص: 388

: قال الأَزهریّ فی آخر ترجمة عذاً: قال ابن السكیت فیما قرأْت له من الأَلفاظ إِن صح له: وذَعَ الماءُ یَذَعُ و هَمَی یَهْمِی إِذا سال، قال: و الواذِعُ المَعِینُ، قال: و كلُّ ماءٍ جرَی علی صَفاةٍ فهو واذِعٌ. قال الأَزهری: هذا حرف منكر و ما رأَیته إِلا فی هذا الكتاب و ینبغی أَن یفتش عنه.

ورع؛ ج8، ص: 388

: الوَرَعُ: التَّحَرُّجُ. تَوَرَّعَ عن كذا أَی تحرَّج. و الوَرِعُ، بكسر الراء: الرجل التقی المُتَحَرِّجُ، و هو وَرِعٌ بیِّن الورَعِ، و قد ورِعَ من ذلك یَرِعُ و یَوْرَعُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، رِعةً و ورَعاً و ورَعَ ورْعاً؛ حكاها سیبویه، و ورُعَ ورُوعاً و وراعة و تَوَرَّعَ، و الاسم الرِّعةُ و الرِّیعةُ؛ الأَخِیرةُ علی القلب. و یقال: فلان سَی‌ءُ الرِّعةِ أَی قلیل الورَعِ. و‌فی الحدیث: مِلاكُ الدِّینِ الورَعُ؛ الورَعُ فی الأَصل: الكَفّ عن المَحارِمِ و التحَرُّجُ منه و تَوَرَّعَ من كذا، ثم استعیر للكف عن المباح و الحلال. الأَصمعی: الرِّعةُ الهَدْیُ و حُسْنُ الهیئةِ أَو سُوء الهیئة. یقال: قوم حَسَنةٌ رِعَتُهم أَی شأْنُهم و أَمْرُهم و أَدَبُهم، و أَصله من الوَرَعِ و هو الكَفّ عن القبیح. و‌فی حدیث الحسن، رضی الله عنه: ازْدَحَمُوا علیه فرأَی منهم رِعةً سیِّئةً فقال: اللهمّ إِلَیْكَ؛ یرید بالرِّعةِ هاهنا الاحْتِشامَ و الكَفَّ عن سُوءِ الأَدَبِ أَی لم یُحْسِنُوا ذلك. یقال: وَرِعَ یَرِعُ رِعةً مثل وَثِقَ یَثِقُ ثِقَةً. و‌فی حدیث الدّعاء: و أَعِذْنی من سُوءِ الرِّعةِ‌أَی من سُوءِ الكفِّ عما لا یَنْبَغِی. و‌فی حدیث ابن عوف: و بِنَهْیه یَرِعُون‌أَی یَكُفُّونَ. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: فلا یُوَرَّعُ رجل عن جمَل یَختطمه‌أَی یُكَفُّ و یُمْنعُ، و روی یُوزَعُ، بالزای، و سنذكره بعدها. و الوَرَعُ، بالتحریك: الجَبانُ، سمی بذلك لإِحْجامِه و نُكُوصه. قال ابن السكیت: و أَصحابنا یذهبون بالورع إِلی الجبان، و لیس كذلك، و إِنما الورع الصغیر الضعیف الذی لا غَناءَ عنده. یقال: إِنما مال فلان أَوْراع أَی صغار، و قیل: هو الصغیر الضعیف من المال و غیره، و الجمع أَوْراعٌ، و الأُنثی من كل ذلكَ وَرَعةٌ، و قد وَرُعَ، بالضم، یَوْرُعُ وُرْعاً، بالضم ساكنة الراء، وَ وُرُوعاً و وُرْعةً و وَراعةً و وَراعاً، و وَرِعَ، بكسر الراء، یَرِعُ وَرَعاً؛ حكاها ثعلب عن یعقوب، و وَراعةً، و أَری یَرَعُ، بالفتح، لغة كَیَدَعُ، و تَوَرَّعَ، كل ذلك إِذا جَبُنَ أَو صغُر، و الورَع: الضعیف فی رأْیه و عقله و بدنه؛ و قوله أَنشده ثعلب: رِعةُ الأَحْمَقِ یَرْضَی ما صَنَعْ فسّره فقال: رِعةُ الأَحمقِ حالَتُه التی یَرْضَی بها.
لسان العرب، ج‌8، ص: 389
و حكی ابن دُرید: رجل وَرَعٌ بَیِّنُ الوُرُوعة؛ و یشهد بصحة قوله قول الراجز: لا هَیِّبانٌ قَلْبُه مَنَّانُ، و لا نَخِیبٌ ورَعٌ جَبانُ قال: و هذه كلها من صفات الجبانِ. و یقال: الوَرَعُ علی العموم الضعیف من المال و غیره. و ورَّعه عن الشی‌ء تَوْرِیعاً: كفَّه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: وَرِّعِ اللِّصَّ و لا تُراعِه؛ فسّره ثعلب فقال: یقول إِذا شَعَرْتَ به و رأَیْتَه فی مَنْزِلِكَ فادْفَعْه و اكْفُفْه عن أَخذ متاعِك، و قوله و لا تُراعِه أَی لا تُشْهِدْ علیه، و قیل: معناه رُدَّه بتعرُّض له أَو تَنْبیه و لا تَنتَظِر ما یكون من أَمره. و كل شی‌ء تنتظره، فأَنت تراعیه و تَرْعاه؛ و منه تقول: هو یَرْعَی الشمسَ أَی یَنتَظِرُ وُجُوبَها، قال: و الشاعر یَرْعَی النجوم. و قال أَبو عبید: ادْفَعْه و اكْفُفْ بما اسْتَطَعْتَ و لا تنتظر فیه شیئاً. و كل شی‌ء كَفَفْتَه، فقد ورعْتَه؛ و قال أَبو زبید: و ورَّعْتُ ما یكنی الوُجُوهَ رِعایةً لیَحْضُرَ خَیرٌ، أَو لیَقْصُرَ مُنْكَرُ یقول: ورَّعْتُ عنكم ما یَكْنی وجوهكم، تَمَنَّنَ بذلك علیهم. و‌فی حدیث عمر أَیضاً أَنه قال للسائب: وَرِّعْ عنی فی الدِّرْهَمِ و الدِّرهمین‌أَی كُفَّ عنی الخُصومَ بأَن تَقْضِیَ بینهم و تَنُوبَ عنی فی ذلك، و‌فی حدیثه الآخر: و إِذا أَشْفَی وَرِعَ‌أَی إذا أَشْرَفَ علی معصیة كَفَّ. و أَوْرَعَه أَیضاً: لغة فی وَرَّعَه؛ عن ابن الأَعرابی، و الأُولی أَعْلی. و وَرَّعَ الإِبلَ عن الحَوْضِ: رَدَّها فارْتَدَّتْ؛ قال الراعی: و قال الذی یَرْجُو العُلالةَ: وَرِّعوا عن الماء لا یُطْرَقْ، وَ هُنَّ طَوارِقُهْ و وَرَّعَ الفرَسَ: حَبَسَه بلجامه. و وَرَّعَ بینهما و أَوْرَعَ: حَجَزَ. و التوْرِیعُ: الكَفُّ و المَنْعُ؛ و قال أبو دواد: فَبَیْنا نُوَرِّعُهُ باللِّجام، نُرِیدُ به قَنَصاً أَو غِوارا أَی نَكُفُّه. و منه الوَرَعُ التحرُّجُ. و ما وَرَّعَ أَن فَعَلَ كذا و كذا أَی ما كَذَّب. و المُوارَعةُ: المُناطَقةُ و المُكالَمَةُ و وارَعَه: ناطَقَه. و‌فی الحدیث: كان أَبو بكر و عمر، رضی الله عنهما، یُوارِعانِه، یعنی علّیاً، رضی الله عنه، أَی یَسْتَشِیرانِه؛ هو من المُناطَقةِ و المُكالَمَةِ؛ قال حسان: نَشَدْتُ بَنی النَّجَّارِ أَفْعالَ والِدی، إِذا العان لم یُوجَدْ له مَنْ یُوارِعُهْ و یروی: … یُوازِعُه. و مُوَرِّعٌ و ورِیعةُ: اسمان. و الوَرِیعةُ: اسم فرس مالك بن نُوَیْرَةَ؛ و أَنشد المازنی فی الوَرِیعةِ: و رَدَّ خَلِیلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ، و أَعْقَبَه الوَرِیعةَ من نِصابِ و قال: الوَرِیعةُ اسم فرس، قال: و نِصابٌ اسم فرس كان لمالك بن نویرة و إِنما یرید أَعْقَبَه الوَرِیعةَ من نسل نِصابٍ. و الوَرِیعةُ: موضع؛ قال جریر: أَ حَقًّا رأَیْتَ الظَّاعِنِینَ تَحَمَّلُوا منَ الجَزْعِ، أَو واری الودِیعةِ ذی الأَثْلِ؟ و قیل: هو وادٍ معروف فیه شجر كثیر؛ قال الراعی
لسان العرب، ج‌8، ص: 390
یذكر الهَوادِجَ: یُخَیَّلْنَ من أَثْلِ الوَرِیعةِ، و انْتَحَی لها القَیْنُ یَعْقُوبٌ بفَأْسٍ و مِبْرَدِ

وزع؛ ج8، ص: 390

: الوَزْعُ: كَفُّ النفْسِ عن هَواها. وزَعَه و به یَزَعُ و یَزِعُ وزْعاً: كفَّه فاتَّزَعَ هو أَی كَفَّ، و كذلك ورِعْتُه. و الوازِعُ فی الحرْبِ: المُوَكَّلُ بالصُّفُوفِ یَزَعُ من تقدَّم منهم بغیر أَمره. و یقال: وزَعْتُ الجَیْشَ إِذا حَبَسْتَ أَوَّلَهم علی آخرهم. و‌فی الحدیث: أَن إِبلیس رأَی جبریلَ، علیه السلام، یوم بَدْرٍ یَزَعُ الملائكةَ‌أَی یُرتِّبُهم و یُسَوِّیهِم و یَصُفُّهم للحربِ فكأَنه یَكُفُّهم عن التفَرُّقِ و الانْتِشارِ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنّ المُغِیرَةَ رَجُلٌ وازِعٌ؛ یرید أَنه صالح للتقدّم علی الجیش و تدبیرِ أَمرهم و ترتیبهم فی قتالهم. و فی التنزیل: فَهُمْ یُوزَعُونَ*، أَی یُحْبَسُ أَوّلُهم علی آخِرهم، و قیل: یُكَفُّونَ. و‌فی الحدیث: مَن یَزَعُ السلطانُ أَكثرُ ممن یَزَعُ القرآنُ؛ معناه أَنّ مَن یَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ و اللهِ تعالی، فمن یكفُّه السلطانُ عن المعاصی أَكثر ممن یكفه القرآنُ بالأَمْرِ و النهیِ و الإِنذار؛ و قول خصیب الضَّمْرِیّ: لما رأَیتُ بَنی عَمْرٍو وَ یازِعَهُم، أَیْقَنْتُ أَنِّی لهم فی هذه قَوَدُ أَراد وازِعَهم فقلب الواو یاء طلباً للخفة و أَیضاً فتَنَكَّبَ الجمع بین واوین: واو العطف و یاء الفاعل «6» و قال السكری: لغتهم جعل الواو یاء؛ قال النابغة: علی حِینَ عاتَبْتُ المَشِیبَ علی الصِّبا، و قلتُ: أَ لَمّا أَصْحُ، و الشَّیبُ وازِعُ؟ و‌فی حدیث الحَسَنِ لما وَلیَ القضاءَ قال: لا بد للناس من وَزَعةٍ‌أَی أَعْوانٍ یَكُفُّونهم عن التعدی و الشرِّ و الفَسادِ، و‌فی روایة: من وازِعٍ‌أَی من سلطانٍ یَكُفُّهم و یَزَعُ بعضَهم عن بعضهم، یعنی السلطانَ و أَصحابَه. و‌فی حدیث جابر: أَردت أَن أَكْشِفَ عن وجْهِ أَبی لمّا قُتِلَ و النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، ینظر إِلی فلا یَزَعُنی‌أَی لا یَزْجُرُنی و لا یَنْهانی. و وازِعٌ و ابنُ وازِعٍ، كلاهما: الكلب لأَنه یَزَعُ الذئب عن الغنم أَی یكُفُّه. و الوازِعُ: الحابِسُ العسكرِ المُوَكَّلُ بالصفوفِ یتقدَّم الصف فیصلحه و یقدِّم و یؤَخر، و الجمع وزَعةٌ و وُزّاعٌ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، و قد شُكِیَ إِلیه بعضُ عُمّالِه لِیَقْتَصَّ منه فقال: أَنا أُقِیدُ من وزَعةِ اللهِ، و هو جمع وازِعٍ، أَراد أُقِیدُ من الذین یكفَّونَ الناسَ عن الإِقْدام علی الشر. و‌فی روایة: أَن عمر قال لأَبی بكر أَقِصَّ هذا من هذا بأَنْفِه، فقال: أَنا لا أُقِصُّ من وزَعَةِ الله، فأَمْسَكَ.و الوَزِیعُ: اسم للجمْعِ كالغَزیِّ. و أَوْزَعْتُه بالشی‌ء: أَغْرَیْتُه فأُوزِعَ به، فهو مُوزَعٌ به أَی مُغْرًی به؛ و منه قول النابغة: فَهابَ ضُمْرانُ منه، حیثُ یُوزِعُه طَعْنَ المُعارِكِ عند المَحْجِرِ النَّجُدِ أَی یُغْرِیه. و فاعل یُوزِعُه مضمر یعود علی صاحبه أَی یُغْرِیه صاحبُه، و طَعْنَ منصوب بهابَ، و النَّجُدُ نعت المُعارِكِ و معناه الشجاعُ، و إِن جعلته نعتاً للمَحْجِر فهو من النَّجَدِ و هو العَرَقُ، و الاسم و المصدرُ جمیعاً الوَزُوعُ، بالفتح. و‌فی الحدیث: أَنه كان مُوزَعاً بالسِّواكِ‌أَی مُولَعاً به. و قد أُوزِعَ بالشی‌ء یُوزَعُ إِذا اعتادَه و أَكثر منه و أُلْهِمَ. و الوَزُوعُ: الوَلُوعُ؛
(6). قوله [و یاء الفاعل] كذا بالأصل،
لسان العرب، ج‌8، ص: 391
و قد أُوزِعَ به وَزُوعاً: و قد أُوزِعَ به وَزُوعاً: كأُولِعَ به وُلُوعاً. و حكی اللحیانی: إِنه لَوَلُوعٌ وَزُوعٌ، قال: و هو من الإِتباع. و أَوْزَعَه الشی‌ءَ: أَلْهَمه إِیاه. و فی التنزیل: رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ*؛ و معنی أَوْزِعْنِی* أَلْهِمْنی و أَولِعْنی به، و تأْویلُه فی اللغة كُفَّنی عن الأَشیاء إلا عن شكر نعمتك، و كُفَّنی عما یُباعِدُنی عنك. و حكی اللحیانی: لِتُوزَعْ بتقوی الله أَی لِتُلْهَمْ بتقوی الله؛ قال ابن سیدة: هذا نص لفظه و عندی أَن معنی قولهم لِتُوزَعْ بتقوی الله من الوَزُوع الذی هو الوُلُوعُ، و ذلك لأَنه لا یقال فی الإِلهام أَوْزَعْتُه بالشی‌ء، إِنما یقال أَوْزَعْتُه الشی‌ءَ. و قد أَوْزَعَه الله إِذا أَلْهَمَه. و اسْتَوْزَعْتُ الله شُكره فأَوْزَعَنی أَی اسْتَلْهَمْتُه فأَلْهَمَنی. و یقال: قد أَوْزَعْتُه بالشی‌ء إِیزاعاً إِذا أَغْرَیته، و إِنه لمُوزَعٌ بكذا و كذا أَی مُغْرًی به، و الاسم الوَزُوعُ. و أُوزِعْتُ الشی‌ءَ: مثل أُلهِمْتُه و أُولِعْتُ به. و التوْزِیعُ: القِسْمَةُ و التَّفْرِیقُ. و وَزَّعَ الشی‌ء: قَسَّمه و فَرَّقه. و توزعوه فیما بینهم أَی تَقَسَّموه، یقال: وزَّعْنا الجَزُورَ فیما بیننا. و‌فی حدیث الضحایا: إلی غُنَیْمةٍ فَتَوَزَّعُوها‌أَی اقتسموها بینهم. و‌فی الحدیث: أَنه حَلَقَ شعَره فی الحج و وَزَّعَه بین الناس‌أَی فَرَّقه و قسَمه بینهم، وَزَّعه یُوَزِّعُه تَوزِیعاً، و من هذا أُخِذَ الأَوزاعُ، و هم الفِرَقُ من الناس، یقال أَتَیْتُهم و هم أَوْزاعٌ أَی مُتَفَرِّقُون. و‌فی حدیث عمر: أَنه خرج لیلة فی شهر رمضان و الناسُ أَوْزاعٌ‌أَی یصلون متفرقین غیر مجتمعین علی إِمام واحد، أَراد أَنهم كانوا یتنفلون فیه بعد العشاء متفرقین؛ و فی شعر حسان: بضَرْبٍ كإِیزاعِ المَخاصِ مُشاشَه جعل الإِیزاعَ موضع التَّوْزِیعِ و هو التَفْریقُ، و أَراد بالمُشاشِ هاهنا البَوْلَ، و قیل: هو بالغین المعجمة و هو بمعناه. و بها أَوزاعٌ من الناس و أَوْباشٌ أَی فِرَقٌ و جماعات، و قیل: هم الضُّرُوب المتفرِّقون، و لا واحد لأَوزاع؛ قال الشاعر یمدح رجلًا: أَحْلَلْت بیتَك بالجَمِیعِ، و بعضُهم مُتَفَرِّقٌ لِیَحِلَّ بالأَوْزاعِ الأَوْزاعُ هاهنا: بیوت منْتَبِذةٌ عن مُجْتَمَعِ الناسِ. و أَوْزَعَ بینهما: فرَّقَ و أَصْلَحَ. و المتَّزِعُ: الشدیدُ النفْسِ؛ و قول خصیب یذكر قُرْبَه من عَدُوٍّ له: لمّا عَرَفْتُ بَنی عَمْرٍو و یازِعَهُمْ، أَیْقَنْتُ أَنِّی لهُمْ فی هذه قَوَدُ قال: یازِعُهم لغتهم یریدون وازِعَهم فی هذه الوقعة أَی سَیَسْتَقِیدُون منا. و أَوْزَعَتِ الناقةُ ببولها أَی رَمَتْ به رَمْیاً و قطَّعَتْه، قال الأَصمعی: و لا یكون ذلك إِلَّا إِذا ضربها الفحل؛ قال ابن بری: وقع هذا الحرف فی بعض النسخ مصحَّفاً، و الصواب أَوْزَغَتْ، بالغین معجمة، قال: و كذلك ذكره الجوهری فی فصل وزَغَ. و الأَوْزاعُ: بطن من همْدانَ منهم الأَوْزاعِیُّ. و الأَوْزاعُ: بطون من حِمْیَر، سموا بهذا لأَنهم تفرَّقوا. و وَزُوعُ: اسم امرأَة. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: لا یُوزَعُ رجل عن جمل یَخْطِمُه «1» أَی لا یُكَفُّ و لا یُمْنع؛ هكذا ذكره أَبو موسی فی الواو مع الزای، و ذكره الهروی فی الواو مع الراء، و قد تقدّم.
(1). قوله [یخطمه] تقدم فی ورع: یختطمه، و المؤلف فی المحلین تابع للنهایة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 392‌

وسع؛ ج8، ص: 392

: فی أَسْمائِه سبحانه و تعالی الواسِعُ: هو الذی وَسِعَ رِزْقُه جمیعَ خَلْقِه و وَسِعتْ رحمتُه كل شی‌ء و غِناه كل فَقْرٍ. و قال ابن الأَنباری: الواسع من أَسماءِ الله الكثیرُ العطاءِ الذی یَسَعُ لما یُسْأَلُ، قال: و هذا قول أَبی عبیدة. و یقال: الواسِعُ المُحِیطُ بكل شی‌ء من قوله وَسِعَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ عِلْماً؛ و قال: أُعْطِیهِمُ الجَهْدَ مِنی بَلْهَ ما أَسَعُ معناه فَدَعْ ما أُحِیطُ به و أَقْدِر علیه، المعنی أُعطیهم ما لا أَجده إِلَّا بالجَهْدِ فَدَعْ ما أُحیطُ به. و قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: فَأَیْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ وٰاسِعٌ عَلِیمٌ؛ یقول: أَینما تولوا فاقصدوا وجه الله تَیَمُّمكم القِبْلة، إِنَّ اللّٰهَ وٰاسِعٌ عَلِیمٌ، یدل علی أَنه تَوْسِعةٌ علی الناسِ فی شی‌ء رَخَّصَ لهم؛ قال الأَزهری: أَراد التحری عند إِشْكالِ القبلة. و السعة: نقیض الضِّیق، و قد وَسِعَه یَسَعُه و یَسِعُه سَعةً، و هی قلیلة، أَعنی فَعِلَ یَفْعِلُ و إِنما فتحها حرف الحلق، و لو كانت یَفْعَلُ ثبتت الواو و صحت إِلَّا بحسَب یاجَلُ. و وسُع، بالضم، وساعةً، فهو وَسِیعٌ. و شی‌ءٌ وَسِیعٌ و أَسِیعٌ: واسِعٌ. و قوله تعالی: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هٰذِهِ الدُّنْیٰا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللّٰهِ وٰاسِعَةٌ؛ قال الزجاج: إِنما ذُكِرَتْ سَعةُ الأَرضِ هاهنا لمن كان مع من یعبد الأَصنام فأُمِرَ بالهجرة عن البلَد الذی یُكره فیه علی عِبادَتِها كما قال تعالی: أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّٰهِ وٰاسِعَةً فَتُهٰاجِرُوا فِیهٰا؛ و قد جری ذِكْرُ الأَوْثانِ فی قوله: وَ جَعَلَ لِلّٰهِ أَنْدٰاداً لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِهِ. و اتَّسَعَ: كَوَسِعَ. و سمع الكسائی: الطریق یاتَسِعُ، أَرادوا یَوْتَسِعُ فأَبدلوا الواو أَلفاً طلباً للخفة كما قالوا یاجَلُ و نحوه، و یَتَّسِعُ أَكثرُ و أَقْیَسُ. و اسْتَوْسَعَ الشی‌ءَ: وجده واسِعاً و طلبَه واسِعاً، و أَوْسَعَه و وَسَّعَه: صیَّره واسعاً. و قوله تعالی: وَ السَّمٰاءَ بَنَیْنٰاهٰا بِأَیْدٍ وَ إِنّٰا لَمُوسِعُونَ؛ أَراد جعلنا بینها و بین الأَرض سَعةً، جعل أَوْسَعَ بمعنی وَسَّعَ، و قیل: أَوْسَعَ الرجلُ صار ذا سَعةٍ و غِنًی، و قوله: وَ إِنّٰا لَمُوسِعُونَ أَی أَغنِیاءُ قادِرون. و یقال: أَوْسَعَ الله علیك أَی أَغناكَ. و رجل مُوسِعٌ: و هو المَلِی‌ءُ. و تَوَسَّعُوا فی المجلس أَی تَفَسَّحُوا. و السَّعةُ: الغِنی و الرفاهِیةُ، علی المثل. و وَسِعَ علیه یَسَعُ سَعةً و وَسَّعَ، كلاهما: رَفَّهَه و أَغناه. و فی النوادر: اللهم سَعْ علیه أَی وسِّعْ علیه. و رجل مُوَسَّعٌ علیه الدنیا: مُتَّسعُ له فیها. و أَوْسَعَه الشی‌ءَ: جعله یَسَعُه؛ قال إمرؤ القیس: فَتُوسِعُ أَهْلَها أَقِطاً و سَمْناً، و حَسْبُك من غِنًی شِبَعٌ و رِیُّ و قال ثعلب: قیل لامرأَة أَیُّ النساءِ أَبْغَضُ إِلیْكِ؟ فقالت: التی تأْكل لَمّاً، و تُوسِعُ الحیَّ ذمّاً. و‌فی الدعاء: اللهم أَوْسِعْنا رَحْمَتَكَ‌أَی اجعلها تَسَعُنا. و یقال: ما أَسَعُ ذلك أَی ما أُطِیقُه، و لا یَسَعُنی هذا الأَمر مثله. و یقال: هل تَسَعُ ذلك أَی هل تُطِیقُه؟ و الوُسْعُ و الوَسْعُ و السَّعةُ: الجِدةُ و الطاقةُ، و قیل: هو قَدْرُ جِدةِ الرجل و قَدْرُه ذاتُ الید. و‌فی الحدیث: إِنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأَموالكم فَسَعُوهم بأَخْلاقِكم، أَی لا تَتَّسِعُ أَمْوالُكم لعَطائِهم فوَسِّعُوا أَخْلاقَكم لِصُحْبتهم. و‌فی حدیث آخر قاله، صلی الله علیه و سلم: إِنكم لا تَسَعُونَ الناسَ بأَموالِكم فلْیَسَعْهم منكم بَسْطُ الوجه.و قد أَوْسَعَ الرجلُ: كثُرَ مالُه. و فی التنزیل: عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 393
و قال تعالی: لِیُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ؛ أَی علی قدر سعته، و الهاء عوض من الواو. و یقال: إِنه لفی سَعةٍ من عَیْشِه. و السَّعةُ: أَصلها وُسْعة فحذفت الواو و نقصت. و یقال: لِیَسَعْكَ بیتُك، معناه القَرارُ. و یقال: هذا الكَیْلُ یَسَعُ ثلاثةَ أَمْناء، و هذا الوِعاءُ یَسَعُ عشرین كیْلًا، و هذا الوعاء یسعه عشرون كیلًا، علی مثال قولك: أَنا أَسعُ هذا الأَمْرَ، و هذا الأَمْرُ یَسَعُنی، و الأَصل فی هذا أَن تدخل فی و علی و لام لأَنَّ قولك هذا الوعاء یَسَعُ عشرین كیلًا أَی یتسع لذلك، و مثله: هذا الخُفُّ یَسَعُ رجلی أَی یَسَعُ لرجلی أَی یَتَّسِعُ لها و علیها. و تقول: هذا الوِعاءُ یَسَعُه عشرون كیلًا، معناه یسع فیه عشرون كیلًا أَی یَتَّسِعُ فیه عشرون كیلًا، و الأَصل فی هذه المسأَلة أَن یكون بِصفة، غیر أَنهم یَنْزِعُون الصفات من أَشیاءَ كثیرة حتی یتصل الفعل إِلی ما یلیه و یُفْضِیَ إِلیه كأَنه مَفْعول به، كقولك: كِلْتُكَ و اسْتَجَبْتك و مَكَّنْتُكَ أَی كِلْتُ لك و استجبت لك و مكنت لك. و یقال: وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شی‌ء و لكلِّ شی‌ء و علی كلِّ شی‌ء؛ قال الله عز و جل: وَسِعَ كُرْسِیُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ، أَی اتَّسَعَ لها. و وَسِعَ الشی‌ءُ الشی‌ءَ: لم یَضِقْ عنه. و یقال: لا یَسَعُنی شی‌ء و یَضِیقَ عنك أَی و أَن یَضِیقَ عنك؛ یقول: متی وَسِعَنی شی‌ءٌ وَسِعَكَ. و یقال: إِنه لَیَسَعُنی ما وَسِعَك. و التوْسِیعُ: خلاف التضْیِیقِ. و وسَّعْتُ البیتَ و غیره فاتَّسَعَ و اسْتَوْسَعَ. و وَسُعَ الفرسُ، بالضم، سَعةً و وَساعةً، و هو وَساعٌ: اتَّسَعَ فی السیر. و فرس وَساعٌ إِذا كان جَواداً ذا سَعةٍ فی خَطْوِه و ذَرْعِه. و ناقةٌ وَساعٌ: واسِعةُ الخَلْق؛ أَنشد ابن الأَعرابی: عَیْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَتِّ، و إِیضاعُها القَعُودَ الوَساعا القَعُودُ من الإِبل: ما اقْتُعِد فَرُكِبَ. و‌فی حدیث جابر: فضرب رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عَجُزَ جَملی و كان فیه قِطافٌ فانطلق أَوْسَعَ جملٍ رَكِبْتُه قَطُّ‌أَی أَعْجَلَ جمَلٍ سَیْراً. یقال: جمل وَساعٌ، بالفتح، أَی واسع الخَطْو سَرِیعُ السیْر. و‌فی حدیث هشام یصف ناقة: إِنها لمِیساعٌ‌أَی واسعة الخَطْو، و هو مِفْعالٌ، بالكسر، منه. و سَیْرٌ وَسِیعٌ و وَساعٌ: مُتَّسِعٌ. و اتَّسَعَ النهارُ و غیره: امْتَدَّ و طالَ. و الوَساعُ: الندْبُ لِسَعةِ خلقه. و ما لی عن ذاك مُتَّسَعٌ أَی مَصْرِفٌ. و سَعْ: زجْرٌ للإِبل كأَنهم قالوا: سَعْ یا جملُ فی معنی اتَّسِعْ فی خَطْوكَ و مشیك. و الیَسَعُ: اسم نبیّ هذا إِن كان عربیّاً، قال الجوهری: یَسَعُ اسم من أَسماءِ العجم و قد أُدخل علیه الأَلف و اللام، و هما لا یدخلان علی نظائره نحو یَعْمَرَ و یَزیدَ و یَشْكُرَ إِلَّا فی ضرورة الشعر؛ و أَنشد الفرَّاءُ لجریر: وجَدْنا الوَلِیدَ بنَ الیَزِیدِ مُبارَكاً، شدِیداً بأَعْباءِ الخِلافةِ كاهِلُهْ و قرئَ: وَ الْیَسَعَ* و اللَّیْسَع أَیضاً، بلامین. قال الأَزهری: و وَسِیعٌ ماءٌ لبنی سعْدٍ؛ و قال غیره: وَسِیعٌ و دُحْرُضٌ ماءَانِ بین سَعْدٍ و بنی قُشَیْرٍ، و هما الدُّحْرُضانِ اللذان فی شعر عَنْتَرةَ إِذ یقول: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَیْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِیاضِ الدَّیْلَمِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 394‌

وشع؛ ج8، ص: 394

: وشَعَ القُطْنَ و غیرَه، وَ وشَّعَه، كِلاهما: لَفَّه. و الوَشِیعةُ: ما وُشِّعَ منه أَو من الغَزْل. و الوَشِیعةُ: كُبَّةُ الغَزْلِ. و الوَشِیعُ: خشَبةُ الحائِكِ التی یُسَمِّیها الناسُ الحَفَّ، و هی عند العرب الحِلْوُ إِذا كانت صغیرة، و الوَشِیعُ إِذا كانت كبیرة. و الوَّشِیعةُ: خشَبةٌ أَو قصَبةٌ یُلَفُّ علیها الغَزْلُ، و قیل: قصبة یَجْعلُ فیها الحائِك لُحْمةَ الثوبِ للنسْجِ، و الجمع وَشِیعٌ و وَشائِعُ؛ قال ذو الرمة: به مَلْعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَه، كَنَسْجِ الیَمانی بُرْدَه بالوَشائِعِ و التوْشِیعُ: لَفُّ القُطْنِ بعد النَّدْفِ، و كلُّ لَفِیفةٍ منه وَشِیعةٌ؛ قال رؤْبة: فانْصاعَ یَكْسُوها الغُبارَ الأَصْیَعا، نَدْفَ القِیاسِ القُطنَ المُوَشَّعا الأَصْیَعُ: الغُبارُ الذی یجی‌ءُ و یذهب، یَتَصَیَّع و یَنْصاعُ: مرة هاهنا و مرة هاهنا. و قال الأَزهری: هی قصبة یُلْوی علیها الغزلُ من أَلوان شَتی من الوَشْیِ و غیر أَلوان الوشی، و من هناك سمیت قصَبةُ الحائِكِ الوَشِیعة، و جمعها وشائع، لأَن الغزل یُوشَّعُ فیها. و وَشَّعَتِ المرأَةُ قُطنها إِذا قَرَضَتْه و هَیَّأَتْه للندْفِ بعد الحَلْجِ، و هو التَّزبِیدُ و التَّسْیِیحُ. و یقال لما كسا الغازِلُ المَغْزُولَ: وشِیعةٌ و وَلِیعةٌ و سَلِیخةٌ و نَضْلةٌ. و یقال: وَشْعٌ من خیر و وُشُوعٌ و وَشْمٌ و وُشُومٌ و شَمْعٌ و شُموعٌ. و الوَشِیعُ: عَلَمُ الثوْبِ و وَشَّعَ الثوبَ: رَقَمَه بعَلَم و نحوه. و الوشِیعةُ: الطریقةُ فی البُرْدِ. و تَوَشَّعَ بالكذِبِ. تَحَسَّنَ و تَكَثَّرَ؛ و قوله: و ما جَلْسُ أَبْكارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها جَنی ثَمَرٍ، بالوادِیَیْنِ، وشُوعُ قیل: وشوع كثیرٌ، و قیل: إِن الواو للعطف، و الشُّوعُ: شجر البان، الواحدة شُوعةٌ. و یروی: … وُشُوعُ، بضم الواو، فمن رواه بفتح الواو وَ شوع فالواو واو النسَق، و من رواه وُشوعُ فهو جمع وَشْعٍ، و هو زَهْر البُقول. و الوَشْعُ: شجر البانِ، و الجمع الوُشوعُ. و التَّوشِیعُ: دخولُ الشی‌ء فی الشی‌ء. و توَشَّعَ الشی‌ءُ: تفَرَّقَ. و الوَشوعُ: المتفرّقة. و وُشوعُ البقْل: أَزاهِیرُه، و قیل: هو ما اجتمع علی أَطرافه منها، واحدها وَشْعٌ. و أَوشَعَ الشجرُ و البقلُ: أَخرج زهْرَه أَو اجتمع علی أَطرافه. قال الأَزهری: وشَعَتِ البقلةُ إِذا انفَرَجَت زَهْرتُها. و الوَشِیعةُ و الوَشِیعُ: حظِیرةُ الشجر حول الكَرْم و البُستان، و جمعها وشائِعُ. و وَشَّعُوا علی كرمهم و بستانهم: حَظَرُوا. و الوَشِیعُ: كَرْمٌ لا یكون له حائط فیجعلُ حولَه الشوكُ لِیَمْنَعَ مَن یدخل إِلیه. و وَشَّعَ كرمَه: جعل له وَشِیعاً، و هو أَن یَبْنِیَ جِدارَه بقَصَبٍ أَو سعَف یُشَبِّكُ الجِدارَ به، و هو التَّوشِیعُ. و المُوَشَّعُ: سَعَفٌ یُجْعَلُ مثل الحظیرة علی الجَوْخانِ یُنْسَجُ نَسْجاً؛ و قول العجاج: صافی النّحاسِ لم یُوشَّعْ بكَدَرْ و قیل فی تفسیره: لم یُوَشَّعْ لم یُخْلَط و هو مما تقدم، و معناه لم یُلبس بكدر لأَنَّ السّعَف الذی یسمی النَّسِیجةَ منه المُوَشَّع یُلبس به الجَوخان. و الوَشیع: الخُضُّ، و قیل: الوَشِیعُ شَریجةٌ من السعَف تُلْقی
لسان العرب، ج‌8، ص: 395
علی خَشباتِ السقْفِ، قال: و ربما أُقِیمَ كالخص و سُدَّ خَصاصُها بالثُّمامِ، و الجمع وشائِعُ؛ و منه‌الحدیث: و المسجِدُ یومئذٍ وشِیعٌ بسَعَف و خشب؛ قال كثیِّر: دِیارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّةَ، الصَّیْفَ، بَعْدَ ما تُجِدُّ عَلَیْهِنَّ الوَشِیعَ المُثَمَّما أَی تُجِدُّ عزةُ یعنی تجعلُه جدیداً؛ قال ابن بری: و مثله لابن هَرْمةَ: بِلِوی سُوَیْقةَ، أَو بِبُرْقةِ أَخْزَمٍ، خِیمٌ علی آلائِهِنَّ وَشِیعُ و قال: قال السكری الوَشِیعُ الثُّمامُ و غیره، و الوَشِیعُ سقف البیت، و الوَشِیعُ عَریشٌ یُبْنی للرئیس فی العسكر یُشْرِفُ منه علی عسكره؛ و منه‌الحدیث: كان أَبو بكر، رضی الله عنه، مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی الوَشِیعِ یوم بَدْرٍ‌أَی فی العَریش. و الوَشْعُ: النَّبْذُ من طَلْع النخل. و الوَشْعُ: الشی‌ء القلیلُ من النبْت فی الجبل. و الوُشُوعُ: الضُّرُوبُ؛ عن أَبی حنیفة. و وَشَعَ الجبلَ و وشعَ فیه یَشَعُ، بالفتح، وَشْعاً و وُشوعاً و توَشَّعه: علاه: و توَشَّعَتِ الغنمُ فی الجبل إِذا ارْتَقَتْ فیه ترْعاه، و إِنه لوَشوعٌ فیه مُتَوَقِّلٌ له؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و كذلك الأُنثی؛ و أَنشد: ویْلُمِّها لِقْحةُ شَیْخٍ قد نَحَلْ، حَوْساءُ فی السَّهْلِ، وَشوعٌ فی الجبَلْ و تَوَشَّعَ فلان فی الجبل إِذا صَعَّدَ فیه. و وشَعَه الشی‌ءُ أَی عَلاه. و تَوَشَّعَ الشیْبُ رأْسَه إِذا علاه. یقال: وشَع فیه القَتِیرُ و وَشَّعَ و أَتْلَعَ فیه القتیر و سَبَّل فیه الشیْبُ و نَصَلَ بمعنی واحد. و الوَشُوعُ: الوَجُورُ یُوجَرُه الصبیُّ مثل النَّشُوع. و الوَشِیعُ: جِذْعٌ أَو غیره علی رأْس البئر إِذا كانت واسعة یقوم علیه الساقی. و الوَشِیعةُ: خشبة غلیظة توضع علی رأْس البئر یقوم علیها الساقی؛ قال الطرماح یصف صائداً: فأَزَلَّ السَّهْمَ عنها، كما زَلَّ بالساقی وشِیعُ المَقام ابن شمیل: تَوَزَّعَ بنو فلان ضُیُوفَهم و توَشَّعُوا سواء أَی ذهَبوا بهم إِلی بیوتهم، كلُّ رجل منهم بطائفة. و الوَشِیعُ و وَشِیعٌ، كلاهما: ماءٌ معروف؛ و قول عنترة: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَیْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِیاضِ الدَّیْلَمِ إِنما هو دُحْرُضٌ و وَشِیعٌ ماءَان معروفان فقال الدُّحْرُضَینِ اضْطِراراً، و قد ذكر ذلك فی وسیع بالسین المهملة أَیضاً.

وصع؛ ج8، ص: 395

: الوَصْعُ و الوَصَعُ و الوَصِیعُ: الصغیر من العَصافِیر، و قیل: الصغیر من أَولاد العصافیر، و قیل: هو طائر كالعُصفور، و قیل: یشبه العصفور الصغیر فی صغر جسمه، و قیل: أَصغر من العصفور. و‌فی الحدیث: إِن العرش علی مَنْكِبِ إِسْرافِیلَ و إِنه لَیَتَواضَعُ لله حتی یصیر مثل الوَصع، یروی بفتح الصاد و سكونها، و الجمع وِصْعانٌ. و الوَصِیعُ: صوْتُ العصفور، و قیل: الوَصْعُ و الصَّعْوُ واحد كجَذْبٍ و جَبْذٍ؛ قال شمر: لم أَسمع الوضْع فی شی‌ء من كلامهم إِلا أَنی سمعت بیتاً لا أَدری من قائله و لیس من الوصع الطائر فی شی‌ء: أَناخَ، فنِعْمَ ما اقْلَوْلی و خَوَّی علی خَمْسٍ یَصَعْنَ حصی الجَبُوبِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 396
قال: یَصَعْنَ الحَصی یُغَیِّبْنَه فی الأَرض. قال الأَزهری: الصواب عندی یَصُعْنَ حصی الجَبوب أَی یُفَرِّقْنَها، یعنی الثَّفِناتِ الخَمْسَ. قال الأَزهری فی هذه الترجمة: و أَما عِیصُو فهو ابن إِسحاقَ أَخی یعقوب، و هو أَبو الروم.

وضع؛ ج8، ص: 396

: الوَضْعُ: ضدّ الرفع، وضَعَه یَضَعُه وَضْعاً و مَوْضُوعاً، و أَنشد ثعلب بیتین فیهما: مَوْضُوعُ جُودِكَ و مَرْفوعُه، عنی بالموضوع ما أَضمره و لم یتكلم به، و المرفوع ما أَظهره و تكلم به. و المواضِعُ: معروفة، واحدها مَوْضِعٌ، و اسم المكان المَوْضِعُ و الموضَعُ، بالفتح؛ الأَخیر نادر لأَنه لیس فی الكلام مَفْعَلٌ مما فاؤه واوٌ اسماً لا مَصْدراً إِلا هذا، فأَما مَوْهَبٌ و مَوْرَقٌ فللعلمیة، و أَما ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ ففتحوه إِذ كان اسماً موضوعاً لیس بمصدر و لا مكان، و إِنما هو معدول عن واحد كما أَن عُمر معدول عن عامر، هذا كله قول سیبویه. و الموضَعةُ: لغة فی الموْضِعِ؛ حكاه اللحیانی عن العرب، قال: یقال ارْزُنْ فی مَوضِعِكَ و مَوْضَعَتِكَ. و الموضِعُ: مصدر قولك وَضَعْتُ الشی‌ء من یدی وَضْعاً و موضوعاً، و هو مثل المَعْقُولِ، و مَوْضَعاً. و إِنه لحَسَنُ الوِضْعةِ أَی الوَضْعِ. و الوَضْعُ أَیضاً: الموضوعُ، سمی بالمصدر و له نَظائِرُ، منها ما تقدم و منها ما سیأْتی إِن شاء الله تعالی، و الجمعُ أَوضاعٌ. و الوَضِیعُ: البُسْرُ الذی لم یَبْلُغْ كلُّه فهو فی جُؤَنٍ أَو جِرارٍ. و الوَضِیعُ: أَن یُوضَعَ التمرُ قبل أَن یَجِفَّ فیُوضَعَ فی الجَرِینِ أَو فی الجِرارِ. و‌فی الحدیث: من رَفَعَ السِّلاحَ ثم وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ، یعنی فی الفِتْنةِ، و هو مثل‌قوله: لیسَ فی الهَیْشاتِ قَوَدٌ، أَراد الفِتْنةَ. و قال بعضهم فی قوله ثم وضَعَه أَی ضرَبَ به، و لیس معناه أَنه وضعَه من یده، و‌فی روایة: من شَهَرَ سیفَه ثم وضَعَه‌أَی قاتَلَ به یعنی فی الفِتْنةِ. یقال: وضَعَ الشی‌ءَ من یده یَضَعُه وَضْعاً إِذا أَلقاه فكأَنه أَلقاه فی الضَّرِیبةِ؛ قال سُدَیْفٌ: فَضَعِ السَّیْفَ، و ارْفَعِ السَّوْطَ حتی لا تَری فوْقَ ظَهْرِها أُمَوِیّا معناه ضَعِ السیفَ فی المَضْرُوبِ به و ارفع السوْطَ لتَضْرِب به. و یقال: وضَعَ یدَه فی الطعام إِذا أَكله. و قوله تعالی: فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ جُنٰاحٌ أَنْ یَضَعْنَ ثِیٰابَهُنَّ غَیْرَ مُتَبَرِّجٰاتٍ بِزِینَةٍ؛قال الزجاج: قال ابن مسعود معناه أَن یَضَعْنَ المِلْحَفةَ و الرِّداءَ.و الوَضِیعةُ: الحَطِیطةُ. و قد اسْتَوْضَعَ منه إِذا اسْتَحَطَّ؛ قال جریر: كانوا كَمُشْتَرِكِینَ لَمّا بایَعُوا خَسِرُوا، و شَفَّ علیهِمُ و استَوْضَعُوا و وَضعَ عنه الدَّیْنَ و الدمَ و جمیع أَنواعِ الجِنایةِ یَضَعُه وَضْعاً: أَسْقَطَه عنه. و دَیْنٌ وضِیعٌ: مَوْضُوعٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لجمیل: فإِنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلَّا وُرُودَه، فَدَیْنی إِذاً یا بُثْنُ عَنْكِ وضِیعُ و‌فی الحدیث: یَنْزِل عیسی بنُ مریمَ فیَضَعُ الجِزْیةَ‌أَی یَحْمِل الناسَ علی دینِ الإِسلامِ فلا یبقی ذِمِّیٌّ تَجْری علیه الجِزیةُ، و قیل: أَراد أَنه لا یبقی فقیر مُحْتاجٌ لاسْتِغْناءِ الناسِ بكثرة الأَمْوالِ فتُوضَعُ الجِزیةُ و تسقط لأَنها إِنما شُرِعَت لتزید فی مَصالِحِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 397
المسلمین و تَقْوِیةً لهم، فإِذا لم یَبْقَ محتاجٌ لم تؤخذ، قلت: هذا فیه نظر، فإِن الفرائِضَ لا تُعَلَّلُ، و یطرد علی ما قاله الزكاةُ أَیضاً، و فی هذا جُرْأَةٌ علی وَضْعِ الفَرائِضِ و التَّعَبُّداتِ. و‌فی الحدیث: و یَضَعُ العِلْمَ «2» أَی یَهْدِمُه و یُلْصِقُه بالأَرض، و‌الحدیث الآخر: إِن كنتَ وضَعْتَ الحَرْبَ بیننا و بینه‌أَی أَسْقَطْتَها. و‌فی الحدیث: من أَنْظرَ مُعْسِراً أَو وَضَعَ له‌أَی حَطَّ عنه من أَصْلِ الدَّیْنِ شیئاً. و‌فی الحدیث: و إِذا أَحدهما یَسْتَوْضِعُ الآخرَ و یَسْتَرْفِقُه‌أَی یَسْتَحِطُّه من دَیْنِه. و أَما الذی‌فی حدیث سعد: إِنْ كان أَحدُنا لیَضَعُ كما تَضَعُ الشاةُ، أَراد أَنَّ نَجْوَهُم كان یخرج بَعَراً لیُبْسِه من أَكْلِهِم ورَقَ السَّمُرِ و عدمِ الغِذاء المَأْلُوفِ، و إِذا عاكَمَ الرجلُ صاحِبَه الأَعْدالَ یقول أَحدهما لصاحِبه: واضِعْ أی أَمِلِ العِدْلَ علی المِرْبَعةِ التی یحملان العِدْلَ بها، فإِذا أَمره بالرفع قال: رابِعْ؛ قال الأَزهری: و هذا من كلام العرب إِذا اعْتَكَمُوا. و وضَعَ الشی‌ءَ وَضْعاً: اخْتَلَقَه. و تَواضَعَ القومُ علی الشی‌ء: اتَّفَقُوا علیه. و أَوْضَعْتُه فی الأَمر إِذا وافَقْتَه فیه علی شی‌ء. و الضَّعةُ و الضِّعةُ: خِلاف الرِّفْعةِ فی القَدْرِ، و الأَصل وِضْعةٌ، حذفوا الفاء علی القیاس كما حذفت من عِدة و زنِة، ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعلة فأَقروا الحذف علی حاله و إِن زالت الكسرة التی كانت موجبة له، فقالوا: الضَّعة فتدرَّجوا بالضِّعةِ إِلی الضَّعةِ، و هی وَضْعةٌ كجَفْنةٍ و قَصْعةٍ لا لأَن الفاء فتحت لأَجل الحرف الحلقی كما ذهب إِلیه محمد بن یزید؛ و رجل وَضِیعٌ، وَضُعَ یَوْضُعُ وضاعةً و ضَعةً و ضِعةً: صار وَضِیعاً، فهو وَضِیعٌ، و هو ضِدُّ الشریف، و اتَّضَعَ، و وَضَعَه و وَضَّعَه، و قصر ابن الأَعرابی الضِّعةَ، بالكسر، علی الحسَب، و الضَّعةَ، بالفتح، علی الشجرِ و النباتِ الذی ذكره فی مكانه. و وَضَعَ الرجلُ نفسَه یَضَعُها وَضْعاً و وُضوعاً و ضَعةً و ضِعةً قبیحة؛ عن اللحیانی، و وَضَعَ منه فلان أَی حَطَّ من درَجته. و الوَضِیعُ: الدَّنِی‌ءُ من الناس، یقال: فی حسبَه ضَعةٌ و ضِعةٌ، و الهاء عوض من الواو، حكی ابن بری عن سیبویه: و قالوا الضِّعةَ كما قالوا الرِّفْعةَ أَی حملوه علی نقیضه، فكسروا أَوَّله و ذكر ابن الأَثیر فی ترجمة ضعه قال: فی الحدیث ذكر الضَّعةِ؛ الضَّعةُ: الذّلُّ و الهَوانُ و الدَّناءةُ، قال: و الهاء فیها عِوَضٌ من الواو المحذوفة. و التَّواضُعُ: التَّذَلُّلُ. و تَواضَعَ الرجلُ: ذَلَّ. و یقال: دخل فلان أَمْراً فَوَضَعَه دُخُولُه فیه فاتَّضَعَ. و تَواضَعَتِ الأَرضُ: انخفضت عما یلیها، و أَراه علی المثل. و یقال: إِنَّ بلدكم لمُتَواضِعٌ، و قال الأَصمعی: هو المُتَخاشِعُ من بُعْدِه تراهُ من بَعیدٍ لاصِقاً بالأَرض. و تَواضَعَ ما بیننا أَی بَعُدَ. و یقال: فی فلان تَوْضِیعٌ أَی تَخْنِیثٌ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من خُزاعةَ یقال له هِیتٌ كان فیه تَوْضِیعٌ أو تخْنیتٌ.و فلان مُوَضَّعٌ إِذا كان مُخَنَّثاً. و وُضِعَ فی تِجارتِه ضَعةً و ضِعةً و وَضِیعةً، فهو مَوْضُوعٌ فیها، و أُوضِعَ و وَضِعَ وَضَعاً: غُبِنَ و خَسِرَ فیها، و صِیغةُ ما لم یسم فاعله أَكثر؛ قال: فكان ما رَبِحْت وَسْطَ العَیْثَرَهْ، و فی الزِّحامِ، أَنْ وُضِعْت عَشَرَهْ
(2). قوله [و یضع العلم] كذا ضبط بالأصل و فی النهایة أیضاً بكسر أوله.
لسان العرب، ج‌8، ص: 398
و یروی: … وَضِعْت … و یقال: وُضِعْت فی مالی و أُوضِعْتُ و وُكِسْتُ و أُوكِسْتُ. و‌فی حدیث شریح: الوَضِیعةُ علی المال و الربح علی ما اصطلحا علیه؛ الوَضِیعةُ: الخَسارة. و قد وُضِعَ فی البَیْعِ یُوضَعُ وَضِیعةً، یعنی أنَّ الخَسارةَ من رأْس المال. قال الفراء. فی قلبی مَوْضِعةٌ و موْقِعةٌ أَی مَحَبّةٌ. و الوَضْعُ: أَهْوَنُ سَیْرِ الدوابِّ و الإِبل، و قیل: هو ضَرْبٌ من سیر الإِبل دون الشدّ، و قیل: هو فَوْقَ الخَبَب، وضَعَتْ وَضْعاً و موْضُوعاً؛ قال ابنُ مُقْبِلٍ فاستعاره للسّراب: و هَلْ عَلِمْت، إِذا لاذَ الظِّباء، و قَدْ ظَلَّ السَّرابُ علی حِزَّانهِ یَضَعُ؟ قال الأَزهری: و یقال وَضَعَ الرجلُ إِذا عَدا یَضَعُ وَضْعاً؛ و أَنشد لدرید بن الصّمة فی یوم هَوازِنَ: یا لَیْتَنی فیها جذَعْ، أَخُبُّ فیها و أَضَعْ أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ، كأَنها شاةٌ صَدَعْ أَخُبُّ من الخَبَبِ. و أَضَعُ: أَعْدُو من الوَضْعِ، و بعیر حَسَنُ الموضوعِ؛ قال طرَفةُ: مَرْفُوعُها زَوْلٌ، و مَوْضُوعُها كَمَرِّ غَیْثٍ لَجِبٍ، وَسْطَ رِیح و أَوْضَعَها هو؛ و أَنشد أَبو عمرو: إِنَّ دُلَیْماً قد أَلاحَ من أَبی فقال: أَنْزِلْنی، فلا إِیضاعَ بی أَی لا أَقْدِرُ علی أَن أَسیر. قال الأَزهری: وضَعَتِ الناقةُ، و هو نحو الرَّقَصانِ، و أَوْضَعْتُها أَنا، قال: و قال ابن شمیل عن أَبی زید: وَضَعَ البعیر إِذا عَدا، و أَوْضَعْتُه أنا إِذا حملته علیه. و قال اللیث: الدابّةُ تَضَعُ السیر وَضْعاً، و هو سیر دُونٌ؛ و منه قوله تعالی: وَ لَأَوْضَعُوا خِلٰالَكُمْ؛ و أَنشد: بما ذا تَرُدِّینَ امْرأً جاءَ، لا یَرَی كَوُدِّكِ وُدًّا، قد أَكَلَّ و أَوْضَعا؟ قال الأَزهری: قول اللیث الوَضْعُ سَیر دُونٌ لیس بصحیح، و الوَضْعُ هو العَدْوُ؛ و اعتبر اللیثُ اللفظَ و لم یعرف كلام العرب. و أَما قوله تعالی: وَ لَأَوْضَعُوا خِلٰالَكُمْ یَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ، فإِنَّ الفراء قال: الإِیضاعُ السیر بین القوم، و قال العرب: تقول أَوْضَعَ الراكِبُ و وَضَعَتِ الناقةُ، و ربما قالوا للراكب وَضَعَ؛ و أَنشد: أَلْفَیْتَنی مُحْتَمَلًا بِذِی أَضَعْ و قیل: لَأَوْضَعُوا خِلٰالَكُمْ، أَی أَوْضَعُوا مَراكِبَهم خِلالَكم. و قال الأَخفش: یقال أَوْضَعْتُ و جئت مُوضِعاً و لا یوقِعُه علی شی‌ء. و یقال: من أَیْنَ أَوْضَعَ و من أَین أَوْضَحَ الراكِبُ هذا الكلام الجیّد قال أَبو الهیثم: و قولهم إِذا طرأَ علیهم راكب قالوا من أَین أَوْضَحَ الراكِبُ فمعناه من أَین أَنشأَ و لیس من الإِیضاعِ فی شی‌ء؛ قال الأَزهریّ: و كلام العرب علی ما قال أَبو الهیثم و قد سمعتُ نحواً مما قال من العرب. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَفاض من عَرفةَ و علیه السكینةُ و أَوْضَعَ فی وادِی مُحَسِّرٍ؛ قال أَبو عبید: الإِیضاعُ سَیْرٌ مثل الخَبَبِ؛ و أَنشد: إِذا أُعْطِیتُ راحِلةً و رَحْلًا، و لم أُوضِعْ، فقامَ علیَّ ناعِی
لسان العرب، ج‌8، ص: 399
وضَعَ البعیرُ و أَوْضَعه راكِبُه إِذا حَملَه علی سُرْعةِ السیْرِ. قال الأَزهری: الإِیضاعُ أَن یُعْدِیَ بعیرَه و یَحْمِلَه علی العَدْوِ الحَثِیثِ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، دَفَعَ عن عرفات و هو یَسِیرُ العَنَقَ فإِذا وجَدَ فَجْوةً نَصَّ، فالنصُّ التحریك حتی یُسْتَخْرَجَ من الدابة أَقْصَی سیْرِها، و كذلك الإِیضاعُ؛ و منه‌حدیث عمرو، رضی الله عنه: إِنك و اللهِ سَقَعْتَ الحاجِب و أَوْضَعْتَ بالراكِب‌أَی حملْته علی أَن یُوضِعَ مَرْكُوبَه. و‌فی حدیث حذیفة بن أُسَیْدٍ: شَرُّ الناسِ فی الفتنةِ الراكِبُ المُوضِعُ‌أی المُسْرِعُ فیها. قال: و قد یقول بعض قیس أَوْضَعْتُ بعِیری فلا یكون لَحْناً. و روی المنذریُّ عن أَبی الهیثم أَنه سمعه یقول بعد ما عُرِضَ علیه كلامُ الأَخفش هذا فقال: یقال وضَعَ البعیرُ یَضَعُ وَضْعاً إِذا عَدا و أَسرَعَ، فهو واضِعٌ، و أَوْضَعْتُه أَنا أُوضِعُه إِیضاعاً. و یقال: وضَعَ البعیرُ حَكَمَته إِذا طامَنَ رأْسَه و أَسرعَ، و یراد بِحَكَمَتِه لَحْیاه؛ قال ابن مقبل: فَهنّ سَمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه، مُخَوِّنةٌ أَعْجازُه و كَراكِرُه و وَضَعَ الشی‌ءَ فی المكانِ: أَثْبَتَه فیه. و تقول فی الحَجَرِ و اللَّبِنِ إِذا بُنِیَ به: ضَعْه غیرَ هذه الوَضْعةِ و الوِضْعةِ و الضِّعةِ كله بمعنًی، و الهاء فی الضِّعةِ عِوَضٌ من الواو. و وَضَّعَ الحائِطُ القُطْنَ علی الثوب و البانی الحجرَ توْضِیعاً: نَضَّدَ بعضَه علی بعض. و التوْضِیعُ: خِیاطةُ الجُبَّةِ بعد وَضْعِ القُطن. قال ابن بری: و الأَوضع مثل الأَرْسَحِ؛ و أَنشد: حتی تَرُوحُوا ساقِطِی المَآزِرِ، وُضْعَ الفِقاحِ، نُشَّزَ الخَواصِرِ و الوضیعةٌ: قوم من الجند یُوضَعُون فی كُورةٍ لا یَغْزُون منها. و الوَضائِعُ و الوَضِیعةُ: قوم كان كِسْری ینقلهم من أَرضهم فَیُسْكِنُهم أَرضاً أُخری حتی یصیروا بها وَضِیعةً أَبداً، و هم الشِّحْنُ و المَسالِحُ. قال الأَزهری: و الوَضِیعةُ الوَضائِعُ الذین وضَعَهم فهم شبه الرَّهائِنِ كان یَرْتَهِنُهم و ینزلهم بعض بلاده. و الوَضِیعةُ: حِنْطةٌ تُدَقُّ ثم یُصَبُّ علیها سمن فتؤكل. و الوَضائعُ: ما یأْخذه السلطان من الخَراج و العُشور. و الوَضائِعُ: الوَظائِفُ. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: لكم یا بَنی نَهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ و وضائِعُ المِلْكِ؛ و الوَضائِعُ: جمع وَضیعةٍ و هی الوَظِیفةُ التی تكون علی المِلك، و هی ما یلزم الناسَ فی أَموالهم من الصدَقةِ و الزكاةِ، أَی لكم الوظائِفُ التی تلزم المسلمین لا نَتجاوزها معكم و لا نَزِیدُ علیكم فیها شیئاً، و قیل: معناه ما كان ملوك الجاهلیة یُوَظِّفُون علی رعیتهم و یستأْثرون به فی الحروب و غیرها من المَغْنَمِ، أَی لا نأْخذ منكم ما كان ملوككم وضفوه علیكم بل هو لكم. و الوَضائِعُ: كُتُبٌ یُكْتَبُ فیها الحِكمةُ. و‌فی الحدیث: أَنه نبیّ و أَن اسْمه و صورَتَه فی الوَضائِعِ، و لم أَسمع لهاتین الأَخیرتین بواحد؛ حكاهما الهروی فی الغریبین، و الوَضِیعةُ: واحدة الوَضائع، و هی أَثقالُ القوم. یقال: أَین خَلَّفُوا وضائِعَهم؟ و تقول: وضَعْتُ عند فلان وَضِیعةً، و فی التهذیب: وَضِیعاً، أَی اسْتَوْدَعْتُه ودِیعةً. و یقال للوَدِیعةِ وضِیعٌ. و أَما الذی‌فی الحدیث: إِنّ الملائكةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتها لطالب العلم‌أَی تَفْرُشُها لتكون تحت أَقدامه إِذا
لسان العرب، ج‌8، ص: 400
مشی. و‌فی الحدیث: إِن الله واضِعٌ یده لِمُسی‌ء اللیلِ لِیَتُوبَ بالنهارِ و لمُسِی‌ء النهار لیتوب باللیل؛ أَراد بالوَضْعِ هاهنا البَسْطَ، و قد صرح به‌فی الروایة الأُخری: إِن الله باسِطٌ یده لمسی‌ء اللیل، و هو مجاز فی البسط و الید كوضع أَجنحة الملائكة، و قیل: أَراد بالوضع الإِمْهالَ و تَرْكَ المُعاجَلةِ بالعُقوبة. یقال: [وضَعَ یده عن فلان] إِذا كفّ عنه، و تكون اللام بمعنی عن أَی یَضَعُها عنه، أَو لام الأَجل أَی یكفّها لأَجله، و المعنی فی الحدیث أَنه یَتَقاضَی المذنبین بالتوبة لیَقْبَلَها منهم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه وضَعَ یدَه فی كُشْیةِ ضَبٍّ، و قال: إِن النبی، صلی الله علیه و سلم، لم یُحَرِّمه؛ وضعُ الید كنایة عن الأَخذ فی أَكله. و المُوَضِّعُ: الذی تَزِلُّ رِجْلهُ و یُفْرَشُ وظِیفُه ثم یَتْبَعُ ذلك ما فوقه من خلفه، و خصّ أَبو عبید بذلك الفرس، و قال: هو عیب. و اتَّضَعَ بعیرَه: أَخذ برأْسه و خَفَّضَه إِذا كان قائماً لِیَضَعَ قدمه علی عنقه فیركبه؛ قال رؤبة: أَعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ علیكَ مأْجُوراً، و أَنْتَ جَمَلُهْ، قُمْتَ به لم یَتَّضِحْكَ أَجْلَلُهْ و قال الكمیت: أَصْبَحْتَ فَرْعا قداد نابك اتَّضَعَتْ زیْدٌ مراكِبَها فی المَجْدِ، إِذ رَكِبوا «1» فجعل اتَّضَعَ متعدّیاً و قد یكون لازماً، یقال: وضَعْتُه فاتَّضَعَ؛ و أَنشد للكمیت: إِذا ما اتَّضَعْنَا كارِهِینَ لبَیْعةٍ، أَناخُوا لأُخْرَی، و الأَزِمّةُ تُجْذَبُ و وَضَّعَتِ النَّعامةُ بَیْضَها إِذا رَثَدَتْه و وضَعَتْ بعضَه فوق بعض، و هو بیضٌ مُوَضَّعٌ منضُودٌ. و أَما الذی‌فی حدیثِ فاطمةَ بنت قیسٍ: لا یَضَع عَصاه عن عاتِقِه‌أَی أَنه ضَرّاب للنساء، و قیل: هو كنایةٌ عن كثرة أَسْفارِه لأَنّ المسافر یحمل عَصاه فی سفَرِه. و الوُضْعُ و التُّضْعُ علی البدل، كلاهما: الحَمْل علی حیْضٍ، و كذلك التُّضُعُ، و قیل: هو الحَمْلُ فی مُقْتَبَلِ الحَیْضِ؛ قال: تقولُ، و الجُرْدانُ فیها مُكْتَنِعْ: أَ مَا تَخافُ حَبَلًا علی تُضُعْ؟ و قال ابن الأَعرابی: الوُضْعُ الحمْل قبل الحیض، و التُّضْعُ فی آخره،قالت أُم تَأبَّطَ شرّاً: و الله ما حمَلْتُه وُضْعاً، و لا وَضَعْتُه یَتْناً، و لا أَرْضَعْتُه غَیْلًا، و لا أَبَتُّه تَئِقاً، و یقال: مَئِقاً، و هو أَجود الكلام، فالوُضْعُ ما تقدّم ذكره، و الیَتْنُ أَن تخرج رجلاه قبل رأْسه، و التّئِقُ الغَضْبانُ، و المَئِقُ من المأَقة فی البكاء، و زاد ابن الأَعرابی فی‌قول أُم تأَبط شرّاً: و لا سَقَیْتُه هُدَبِداً، و لا أَنَمْتُه ثَئِداً، و لا أَطْعَمْتُه قبل رِئةٍ كَبِداً؛ الهُدَبِدُ: اللبن الثَّخِینُ المُتَكَبِّدُ، و هو یثقل علیه فیمنعه من الطعام و الشراب، و ثَئِداً أَی علی موضِعٍ نَكِدٍ، و الكَبِدُ ثقیلة فانْتَفَتْ من إِطْعامِها إِیَّاه كَبِداً. و وضَعَتِ الحامِلُ الوَلَدَ تَضَعُه وَضْعاً، بالفتح، و تُضْعاً، و هی واضِعٌ: ولدَتْه. و وضَعَت وُضْعاً، بالضم: حَمَلَتْ فی آخِر طُهْرِها فی مُقْبَلِ الحَیْضةِ. و وضَعَتِ المرأةُ خِمارَها، و هی واضِعٌ، بغیر هاء: خَلَعَتْه. و امرأَةٌ واضِعٌ أَی لا خمار علیها. و الضَّعةُ: شجر من الحَمْضِ، هذا إِذا جَعَلْتَ الهاء
(1). هكذا ورد هذا البیت فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 401
عوضاً من الواو الذّاهبة من أَوّله، فأَما إِن كانت من آخره فهو من باب المعتل؛ و قال ابن الأَعرابی: الحَمْضُ یقال له الوضِیعةُ، و الجمع وضائِعُ، و هؤلاء أَصحابُ الوَضِیعةِ أَی أَصحابُ حَمْضٍ مقیمون فیه لا یخرجون منه. و ناقةٌ واضِعٌ و واضِعةٌ و نُوقٌ واضِعاتٌ: تَرْعَی الحمضَ حولَ الماء؛ و أَنشد ابن بری قول الشاعر: رأَی صاحِبی فی العادِیاتِ نَجِیبةً، و أَمْثالَها فی الواضِعاتِ القَوامِسِ و قد وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِیعةً. و وضَعَها: أَلْزَمَها المَرْعی. و إِبِلٌ واضِعةٌ أَی مقیمةٌ فی الحمض. و یقال: وضَعَت الإِبلُ تَضَعُ إِذا رعت الحمض. و قال أَبو زید: إِذا رعت الإِبلُ الحَمض حول الماء فلم تبرح قیل وضَعَت تَضَعُ وضِیعةً، و وضَعْتُها أَنا، فهی مَوْضُوعةٌ؛ قال الجوهریّ: یتعدّی و لا یتعدّی. ابن الأَعرابی: تقول العرب: أَوْضِعْ بنا و أَمْلِكْ؛ الإِیضاعُ بالحَمْضِ و الإِمْلاكُ فی الخُلَّةِ؛ و أَنشد: وضَعَها قَیْسٌ، و هِیْ نَزائِعُ، فَطَرَحَتْ أَولادها الوَضائِعُ نَزائِعُ إِلی الخُلَّةِ. و قومٌ ذَوُو وَضِیعةٍ: ترْعی إِبلُهم الحمضَ. و المُواضَعةُ: مُتاركةُ البیع. و المُواضَعةُ: المُناظَرة فی الأَمر. و المُواضَعةُ: أَن تُواضِعَ صاحبك أَمراً تناظره فیه. و المُواضَعةُ: المُراهَنةُ. و بینهم وِضاعٌ أَی مُراهنةٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و وضَعَ أَكثرَه شعَراً: ضرَب عنُقَه؛ عن اللحیانی. و الواضِعةُ: الرَّوْضةُ. و لِوَی الوَضِیعةِ: رَمْلةٌ معروفةٌ. و مَوْضُوعٌ: موْضِعٌ، و دارةُ موضوعٍ هنالك. و رجلٌ مُوَضَّعٌ أَی مُطَرَّحٌ لیس بِمُسْتَحْكِم الخَلْقِ.

وعع؛ ج8، ص: 401

: خطِیبٌ وَعْوَعٌ: مُحْسِنٌ؛ قالت الخَنساءُ: هو القَرْمُ و اللَّسِنُ الوَعْوَعُ و ربما سمی الجَبانُ وَعْوَعاً. قال الأَزهری: تقول خَطِیبٌ وَعْوَعٌ نَعْت حسَن، و رجلٌ مِهْذارٌ وَعْواعٌ نعت قبیح؛ قال: نِكْسٌ من القوْمِ و وَعْواعٌ وَ عَیُّ و الوَعْوعةُ: من أَصواتِ الكلابِ و بنات آوی. و وَعْوَع الكلبُ و الذئبُ وَعْوَعةً و وَعْواعاً: عَوَی و صَوَّتَ، و لا یجوز كسر الواو فی وَعْواعٍ كَراهِیةً للكسرة فیها، و قد یقال ذلك فی غیر الكلب و الذئب. و حكی الأَزهریّ عن اللیث قال: یُضاعَفُ فی الحكایة فیقال وَعْوَعَ الكلبُ وَعْوَعةً، و المصدر الوَعْوَعة و الوَعْواعُ، قال: و لا یُكْسَرُ واوُ الوَعْواع كما یُكْسَر الزای من الزِّلْزالِ و نحوه كراهیةَ الكسر فی الواو؛ قال: و كذلك حكایةُ الیَعْیَعةِ و الیَعْیاعِ من فِعالِ الصبیان إِذا رمی أَحدُهم الشی‌ءَ إِلی صبیّ آخر لأَن الیاء خِلْقَتُها الكسر، فیَسْتَقْبِحُون الواوَ بین كسرتین، و الواوُ خلقتها الضم، فیستقبحون التقاء كسرة و ضمة فلا تجدهما فی كلام العرب فی أَصل البناء؛ و الوَعْواعُ: الصوتُ و الجَلَبةُ؛ قال الشاعر: تسْمَعُ للمَرْءِ وَعْواعا و قال المسیب: یأْتی علی القوْمِ الكَثیرِ سِلاحُهُمْ، فیَبِیتُ منه القوْمُ فی وَعْواعِ و الوَعْواعُ: الدَّیْدَبانُ، یكون واحداً و جمعاً.
لسان العرب، ج‌8، ص: 402
الأَصمعی: الدَّیْدَبانُ یقال له الوَعْوَعُ. و الوَعاوِعُ: الأَشِدّاءُ و أَوّلُ مَنْ یُغِیثُ. قال ابن سیدة: و الوَعْواعُ أَوّلُ من یُغِیثُ من المُقاتِلةِ، و قیل: الوَعْواعُ الجماعة من الناس؛ قال أَبو زُبَیْد یصف الأَسد: و عاثَ فی كَبّةِ الوَعْواعِ و العیرِ و نسب الأَزهری هذا الشعر لأَبی ذؤیب. و‌فی حدیث علی: و أَنتم تَنْفرُون عنه نُفُور المِعْزَی من وَعْوَعة الأَسَدِ‌أَی صوْتِه. و وَعْواعُ الناس: ضَجَّتُهم. الأَزهریُّ: الوَعاوِعُ الأَجْرِیاءُ؛ قال أَبو كبیر: لا یُجْفِلُونَ عن المُضافِ، إِذا رَأَوْا أُولی الوَعاوِع كالغَطاطِ المُقْبِلِ قال ابن سیدة: أَراد وَعاوِیعَ فحذف الیاء للضرورة كقوله: قد أَنْكَرَتْ ساداتُها الرَّوائِسا، و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا و الوَعْوعُ: الرجل الضعیفُ؛ و حكی ابن سیدة عن الأَصمعی: الوَعاوِعُ أَصواتُ الناسِ إِذا حملوا. و یقال للقوم ذا وَعْوَعُوا: وَعاوِعُ أَیضاً؛ و قال ساعدة الهُذَلیّ: ستَنْصُرُ أَفناءُ عَمْرٍو و كاهِلٍ، إِذا غَزَا منهم غَزِیٌّ وَعاوِعُ قوله [ستنصر إلخ] كذا بالأصل، و بهامشه صواب إنشاده: ستنصرنی عمرو و أفناء كاهل إذا ما غزا منهم مطیّ وعاوع و الوَعْوَعُ و الوَعْواعُ: ابن آوَی. و الوَعْواعُ: موضعٌ.

وفع؛ ج8، ص: 402

: الوَفْعةُ: الغِلافُ، و جمعها وِفاعٌ. قال ابن بری: و الوَفْعُ المُرْتَفِعُ من الأَرض، و جمعه أَوْفاعٌ؛ قال ابن الرِّقاعِ: فما تَرَكَتْ أَركانُه من سَوادِه، و لا من بَیاضٍ مُسْتَراداً، و لا وَفْعا و الوَفِیعةُ: هَنةٌ تُتَّخَذُ من العَراجِین و الخُوص مثل السَّلّةِ، و لا تقله بالقاف. و حكی ابن بری قال: قال ابن خالَوَیْه الوَفِیعةُ، بالفاء و القَاف جمیعاً، القُفَّة من الخوص؛ قال: و قال الحامِضُ و ابن الأَنباری هی بالقاف لا غیر، و قال غیرهما بالفاء لا غیر. و یقال للخرْقة التی یَمْسح بها الكاتبُ قَلَمَه من المِدادِ: الوَفِیعةُ. و الوَفِیعةُ: خِرْقةُ الحائِض. ابن الأَعرابی قال: الرَّبَذةُ و الوَفِیعةُ و الطلیةُ صوفة تُطْلی بها الإِبل الجَرْبَی. و الوَفِیعةُ و الوِفاعُ: صِمامُ القارُورةِ. و غلام وفَعةٌ و أَفَعةٌ كَیَفعةٍ.

وقع؛ ج8، ص: 402

: وقَع علی الشی‌ء و منه یَقَعُ وَقْعاً و وُقُوعاً: سقَطَ، و وَقَعَ الشی‌ءُ من یدی كذلك، و أَوْقَعَه غیرُه و وَقَعْتُ من كذا و عن كذا وَقْعاً، و وَقَعَ المطرُ بالأَرض، و لا یقال سَقَطَ؛ هذا قول أَهل اللغة، و قد حكاه سیبویه فقال: سَقَط المطرُ مكانَ كذا فمكانَ كذا. و مَواقِعُ الغیثِ: مَساقِطُه. و یقال: وقَع الشی‌ءُ مَوْقِعَه، و العرب تقول: وقَعَ رَبِیعٌ بالأَرض یَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مطر یقع فی الخَرِیفِ. قال الجوهری: و لا یقال سَقَطَ. و یقال: سمعت وَقْعَ المطرِ و هو شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ. و یقال: سمعت لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً و وُقُوعاً؛ و قول أَعْشَی باهِلةَ: و أَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِیعِ به، و أَلْجَأَ الحَیَّ من تَنْفاخِها الحَجرُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 403
إِنما هو مصدر كالمَجْلُودِ و المَعْقُول. و المَوْقِعُ و المَوْقِعةُ: موضِعُ الوُقُوع؛ حكی الأَخیرةَ اللحیانی. وَ وِقاعةُ السّترِ، بالكسر: مَوْقِعُه إِذا أُرسل. و‌فی حدیث أُم سلمةَ أَنها قالت لعائشة، رضی الله عنهما: اجْعَلی بَیْتَكِ حِصْنَكِ وَ وِقاعةَ السِّتْرِ قَبْرَكِ؛ حكاه الهرویّ فی الغریبین، و قال ابن الأَثیر: الوِقاعةُ، بالكسر، موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ علی الأَرض إِذا أُرْسِلَ، و هی مَوْقِعُه و مَوْقِعَتُه، و یروی بفتح الواو، أَی ساحةَ الستْرِ. و المِیقَعةُ: داءٌ یأْخذ الفصیل كالحَصْبةِ فیَقَعُ فلا یكاد یقوم. و وَقْعُ السیفِ و وَقْعَتُه و وُقُوعُه: هِبَّتُه و نُزُولُه بالضَّرِیبة، و الفعل كالفعل، و وَقَعَ به ماكر یَقَعُ وُقُوعاً و وَقِیعةً: نزل. و فی المثل: الحِذارُ أَشدُّ من الوَقِیعةِ؛ یضرب ذلك للرجل یَعْظُمُ فی صَدْرِه الشی‌ءُ، فإِذا وقع فیه كان أَهْوَنَ مما ظنّ، و أَوْقَعَ ظَنَّه علی الشی‌ء و وَقَّعَه، كلاهما: قَدَّرَه و أَنْزَلَه. و وَقع بالأَمر: أَحدثه و أَنزله. و وَقَعَ القولُ و الحكْمُ إِذا وجَب. و قوله تعالی: وَ إِذٰا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً؛ قال الزجاج: معناه، و الله سبحانه أَعلم، و إِذا وجب القول علیهم أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ، و أَوْقَعَ به ما یَسُوءُهُ كذلك. و قال عز و جل: وَ لَمّٰا وَقَعَ عَلَیْهِمُ الرِّجْزُ، معناه أَصابَهم و نزَلَ بهم. و وَقَعَ منه الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَیِّئاً: ثبت لدیه، و أَمّا ما ورد‌فی الحدیث: اتَّقُوا النارَ و لو بِشِقّ تمرة فإِنها تَقَعُ من الجائِعِ مَوْقِعَها من الشبْعانِ، فإِنه أَراد أَنَّ شقّ التمرةِ لا یَتَبَیَّنُ له كبیرُ مَوْقِعٍ من الجائع إِذا تناوَلَه كما لا یتبین علی شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله، فلا تعْجِزُوا أَن تتصدّقوا به، و قیل: لأَنه یسأَل هذا شقَّ تمرة و ذا شق تمرة و ثالثاً و رابعاً فیجتمع له ما یَسُدُّ به جَوْعَتَه. و أَوْقَعَ به الدهرُ: سَطا، و هو منه. و الوَقِعةُ: الدّاهِیةُ. و الواقِعةُ: النازِلةُ من صُرُوف الدهرِ، و الواقعةُ: اسم من أَسماء یوم القیامة. و قوله تعالی: إِذٰا وَقَعَتِ الْوٰاقِعَةُ لَیْسَ لِوَقْعَتِهٰا كٰاذِبَةٌ، یعنی القیامةَ. قال أَبو إِسحاق: یقال لكل آت یُتَوَقَّعُ قد وقَعَ الأَمْرُ كقولك قد جاء الأَمرُ، قال: و الواقِعةُ هاهنا الساعةُ و القیامةُ. و الوَقْعةُ و الوَقِیعةُ: الحْربُ و القِتالُ، و قیل: المَعْرَكةُ، و الجمع الوَقائِعُ. و قد وقَعَ بهم و أَوْقَعَ بهم فی الحرب و المعنی واحد، و إِذا وقَعَ قومٌ بقوم قیل: واقَعُوهم و أَوْقَعُوا بهم إِیقاعاً. و الوَقْعةُ و الواقِعةُ: صَدْمةُ الحرب، و واقَعُوهم فی القتالِ مُواقَعةً وَ وِقاعاً. و قال اللیث: الوقْعَةُ فی الحرب صَدْمةٌ بعد صَدْمةٍ. و وَقائِعُ العرب: أَیّامُ حُرُوبِهم. و الوِقاعُ: المُواقَعةُ فی الحَرْبِ؛ قال القطامی: و مَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ و الوِقاعا و الوَقْعةُ: النَّوْمة فی آخِرِ اللیل. و الوَقْعةُ: أَن یَقْضِیَ فی كلّ یومٍ حاجةً إِلی مثل ذلك من الغَدِ، و هو من ذلك. و تَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَی الغائِطَ مَرَّةً فی الیوم. قال ابن الأَعرابی و یعقوب: سئل رجل عن سَیْرِه كیف كان سَیْرُكَ؟ قال: كنت آكُل الوجْبةَ، و أَنْجو الوَقْعةَ، و أُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ، و أَرْتَحِلُ إذا أَسْفَرْتُ، و أَسِیرُ المَلْعَ و الخَبَبَ و الوَضْعَ، فأَتَیْتُكم لِمُسْیِ سَبْع؛ الوَجْبةُ: أَكْلة فی الیوم إِلی مثلها من الغَدِ، ابن الأَثیر: تفسیره الوَقْعةُ المرّةُ من الوُقُوعِ السُّقُوطِ، و أَنْجُو
لسان العرب، ج‌8، ص: 404
من النَّجْو الحَدَثِ أَی آكُلُ مرَّةً واحدة و أُحْدِثُ مرة فی كل یومٍ، و المَلْعُ فوقَ المَشْیِ و دُونَ الخَبَبِ، و الوَضْعُ فوق الخبب؛ و قوله لِمُسْی سبع أَی لِمَساء سبع. الأَصمعی: التوْقِیعُ فی السیر شبیه بالتلقیف و هو رفعه یدَه إِلی فوق. و وَقَّعَ القومُ تَوْقِیعاً إِذا عَرَّسوا؛ قال ذو الرمة: إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِیَّهُمْ و طائِرٌ واقِعٌ إِذا كان علی شجر أَو مُوكِناً؛ قال الأَخطل: كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا، فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا «2» و وَقَعَ الطائِرُ یَقَعُ وُقُوعاً، و الاسم الوَقْعةُ: نزلَ عن طَیَرانِه، فهو واقِعٌ. و إِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ، بالكسر. و طیر وُقَّعٌ و وُقُوعٌ: واقِعةٌ؛ و قوله: فإِنَّك و التَّأْبِینَ عُرْوةَ بَعْدَ ما دَعاكَ، و أَیْدِینا إِلیه شَوارِعُ، لَكَالرَّجُلِ الحادِی، و قد تَلَعَ الضُّحَی، و طَیْرُ المَنایا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فهمز الواو الأُولی. و وَقِیعةُ الطائِر و مَوْقَعَتُه، بفتح القاف: موضع وُقُوعه الذی یَقَعُ علیه و یَعْتادُ الطائِرُ إِتْیانَه، و جمعها مَواقِعُ. و مِیقَعةُ البازِی: مكان یأْلَفُه فیقع علیه؛ و أَنشد: كأَنَّ مَتْنَیْهِ من النَّفِیّ مَواقِع الطَّیْرِ علی الصُّفِیّ شبه ما انتشر من ماء الاستقاء بالدلو علی متنیه بمواقع الطیر علی الصَّفا إِذا زَرَقَتْ علیه. و قال اللیث: المَوْقِعُ موضع لكل واقِعٍ. تقول: إِنَّ هذا الشی‌ء لَیَقَعُ من قلبِی مَوْقِعاً، یكون ذلك فی المَسرّةِ و المَساءةِ. و النَّسْرُ الواقِعُ: نَجْمٌ سمی بذلك كأَنه كاسِرٌ جناحَیْه من خلفه، و قیل: سمی واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطائر، فالنسرُ الواقِعُ شامِیٌّ، و النَّسْرُ الطائرُ حَدّه ما بین النجوم الشامیة و الیمانیة، و هو مُعْتَرِضٌ غیر مستطیل، و هو نَیِّرٌ و معه كوكبان غامِضان، و هو بینهما وقّاف كأَنهما له كالجناحین قد بسَطَهما، و كأَنه یكاد یطیر و هو معهما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ، و لذلك جعلوه طائراً، و أَمّا الواقِعُ فهو ثلاثةُ كواكِبَ كالأَثافی، فكوكبان مختلفان لیسا علی هیئة النسر الطائر، فهما له كالجناحین و لكنهما منضمان إِلیه كأَنه طائِرٌ وقَعَ. و إِنه لواقِعُ الطیْرِ أَی ساكِنٌ لَیِّنٌ. و وَقَعَتِ الدّوابُّ و وَقَّعَتْ: رَبَضَتْ. و وَقَعَتِ الإِبلُ و وَقَّعَتْ: بَرَكَتْ، و قیل: وَقَّعَتْ، مشدّدة، اطمأَنت بالأَرض بعد الریّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: حتی إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباثِ، غیرَ خَفِیفاتِ و لا غِراثِ و إِنما قال غیر خفیفات و لا غِراث لأَنها قد شَبِعَتْ و رَوِیَتْ فَثَقُلَتْ. و الوَقِیعةُ فی الناس: الغِیبةُ، و وَقَعَ فیهم وُقُوعاً
(2). قوله [… الصواعقا] كذا بالأصل هنا، و تقدم فی صقع: الصواقعا شاهداً علی أنها لغة لتمیم فی الصواعق.
لسان العرب، ج‌8، ص: 405
و وَقِیعةً: اغْتابهم، و قیل: هو أَن یذكر فی الإِنسان ما لیس فیه. و هو رجل وَقّاعٌ و وَقّاعةٌ أَی یَغْتابُ الناسَ. و قد أَظْهَرَ الوقِیعةَ فی فلان إِذا عابَهُ. و‌فی حدیث ابن عمر: فوَقَعَ بی أَبی‌أَی لامَنِی و عَنَّقَنِی. یقال: وقَعْت بفلان إِذا لُمْتَه و وَقَعْتُ فیه إِذا عِبْتَه و ذَمَمْتَه؛ و منه‌حدیث طارقٍ: ذهَب رجل لیَقَعَ فی خالد‌أَی یَذُمَّه و یَعِیبَه و یَغْتابَه. و وَقاعِ: دائِرةٌ علی الجاعِرَتَیْن أَو حیثُما كانت عن كَیٍّ، و قیل: هی كَیّةٌ تكون بین القَرْنَیْن قَرْنَی الرأْسِ؛ قال عوفُ بن الأَحوص: و كنتُ، إِذا مُنِیتُ بخَصْمِ سَوْءٍ، دَلَفْتُ له فأَكْوِیهِ وَقاعِ و هذا البیت نسبه الأَزهری لقیس بن زهیر. قال الكسائی: كوَیْتُه وقاعِ، قال: و لا تكون إِلا دارةً حیث كانت یعنی لیس لها موضع معلوم. و قال شمر: كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَی أُمّ رأْسِه. یقال: وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا كَوَیْتَه تلك الكَیّةَ، و وَقَعَ فی العَمَلِ وُقُوعاً: أَخذ. و واقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً و وِقاعاً: داناها؛ قال ابن سیدة و أَری قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: و یُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ و عِنْدَه، إِذا عُدَّتِ الهَیْجا، وِقاعُ مُصادِفِ إِنما هو من هذا، قال: و أَما ابن الأَعرابی فلم یفسره. و الوِقاعُ: مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها و خالَطَها. و واقَعَ المرأَة و وَقَعَ علیها. جامَعَها؛ قال ابن سیدة: و أَراهما عن ابن الأَعرابی. و الوَقائِعُ: المنَاقِعُ؛ أَنشد ابن بری: رَشِیفَ الغُرَیْرِیّاتِ ماءَ الوَقائِعِ و الوَقِیعُ: مناقع الماء، و قال أَبو حنیفة: الوَقِیعُ من الأَرضِ الغلیظُ الذی لا یُنَشِّفُ الماء و لا یُنْبِتُ بَیِّنُ الوَقاعةِ، و الجمع وُقُعٌ. و الوَقِیعةُ: مكان صُلْبٌ یُمْسِكُ الماء، و كذلك النُّقْرةُ فی الجبل یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ، و جمعها وَقائِعُ؛ قال: إِذا ما اسْتَبالُوا الخیلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ وَقائِعَ للأَبْوالِ، و الماءُ أَبْرَدُ یقول: كانوا فی فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخیلَ فی أَكفهم فشربوا أَبوالها من العطش. و حكی ابن شمیل: أَرضٌ وَقِیعةٌ لا تكاد تُنَشِّفُ الماءَ من القِیعانِ و غیرها من القفافِ و الجبالِ، قال: و أَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَیِّنةُ الوَقاعةِ، قال: و سمعت یعقوب بن مَسْلَمَةَ الأَسدِیّ یقول: أَوْقَعَتِ الروضةُ إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ؛ و أَنشدنی فیه: مُوقِعة جَثْجاثُها قد أَنْوَرا و الوَقِیعةُ: نُقْرةٌ فی متن حجر فی سَهْل أَو جبل یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ، و هی تصغر و تعظم حتی تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِیعةِ فتكون وَقِیطاً؛ قال ابن أَحمر: الزَّاجِرُ العِیسَ فی الإِمْلِیسِ أَعْیُنُها مِثْلُ الوَقائِعِ، فی أَنْصافِها السَّمَلُ و الوَقْعُ، بالتسكین: المكان المرتفع من الجبل، و فی التهذیب: الوَقْعُ المكان المرتفع و هو دون الجبل. الوَقْعُ الحصَی الصِّغارُ، واحدتها وَقْعةٌ. و الوَقَعُ، بالتحریك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعةٌ؛ قال الذبیانی:
لسان العرب، ج‌8، ص: 406
بَرَی وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها، فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ «1» و التوْقِیعُ: رَمْیٌ قریب لا تُباعِدُه كأَنك ترید أَن تُوقِعَه علی شی‌ء، و كذلك توْقِیعُ الأَرْكانِ. و التوْقِیعُ: الإِصابة؛ أَنشد ثعلب: و قد جَعَلَتْ بَوائِقُ من أُمورٍ تُوَقِّعُ دُونَه، و تَكُفُّ دُونی و التَّوَقُّعُ: تَنَظُّرُ الأَمْرِ، یقال: تَوَقَّعْتُ مَجِیئَه و تَنَظَّرْتُه. و تَوَقَّعَ الشی‌ءَ و اسْتَوْقَعَه: تَنَظَّرَه و تَخَوَّفَه. و التوْقِیعُ: تَظَنِّی الشی‌ءِ و تَوهُّمُه، یقال: وَقِّعْ أَی أَلْقِ ظَنَّكَ علی شی‌ء، و التوْقِیعُ بالظنّ و الكلام و الرَّمْیِ یَعْتَمِدُه لیَقَعَ علیه وَهْمُه. و الوَقْعُ و الوَقِیعُ: الأَثَرُ الذی یخالفُ اللوْنَ. و التوقیعُ: سَحْجٌ فی ظهر الدابةِ، و قیل: فی أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ من الركوب، و ربما انْحَصَّ عنه الشعَرُ و نَبَتَ أَبیضَ، و هو من ذلك. و التوْقِیعُ: الدَّبَرُ. و بعیر مُوَقَّعُ الظهرِ: به آثارُ الدَّبَرِ، و قیل: هو إِذا كان به الدَّبَرُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للحكم بن عَبْدَلٍ الأَسدِیّ: مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ، لا یُحْسِنُ مَشْیاً إِلَّا إِذا ضُرِبا و‌فی الحدیث: قَدِمَتْ علیه حلیمةُ فشَكَتْ إِلیه جَدْبَ البلادِ، فكلم لها خدیجةَ فَأَعْطَتْها أَربعین شاةً و بعیراً مُوَقَّعاً للظَّعِینةِ؛ المُوَقَّعُ: الذی بظَهْرِه آثار الدَّبر لكثرة ما حُمِلَ علیه و رُكِبَ، فهو ذَلُولٌ مجرّبٌ، و الظَّعِینةُ: الهَوْدَجُ هاهنا؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: مَنْ یَدُلُّنی علی نَسِیجِ وحْدِه؟ قالوا: ما نعلمه غیرَكَ، فقال: ما هی إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها‌أَی أَنا مِثْلُ الإِبلِ المُوَقَّعةِ فی العیْبِ بدَبَر ظهورها؛ و أَنشد الأَزهری: و لم یُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ و التوْقِیعُ: إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ و إِخطاؤه بعضاً، و قیل: هو إِنباتُ بعضها، دون بعض؛ قال اللیث: إِذا أَصابَ الأَرضَ مطر متفرّق أَصاب و أَخْطأَ، فذلك تَوْقِیعٌ فی نَبْتِها. و التوْقِیعُ فی الكتابِ: إِلْحاقُ شی‌ء فیه بعد الفراغِ منه، و قیل: هو مُشْتَقٌّ من التوْقِیعِ الذی هو مخالفةُ الثانی للأَوّلِ. قال الأَزهری: تَوْقِیعُ الكاتِب فی الكتاب المَكْتُوبِ أَن یُجْمِلَ بین تَضاعِیفِ سُطُوره مَقاصِدَ الحاجة و یَحْذِفَ الفُضُولَ، و هو مأْخوذ من تَوْقِیعِ الدَّبَرِ ظهرَ البعیر، فكأَنّ المُوَقِّع فی الكتاب یُؤَثِّر فی الأَمر الذی كُتِبَ الكتابُ فیه ما یُؤَكِّدُه و یُوجبه. و التوْقِیعُ: ما یُوَقَّعُ فی الكتابِ. و یقال: السُّرُورُ تَوْقِیع جائزٌ. و وَقَعَ الحدِیدَ و المُدْیةَ و السیفَ و النصلَ یَقَعُها وَقْعاً: أَحَدَّها و ضَرَبَها؛ قال الأَصمعی: یقالُ ذلك إِذا فعلته بین حجرین؛ قال أَبو وجزة السعدی: حَرَّی مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بها علی خِضَمٍّ، یُسَقَّی الماءَ، عجَّاجِ أَراد بالحَرَّی المِرْماةَ العَطْشَی. و نَصْلٌ وقِیعٌ: محدّد، و كذلك الشَّفْرةُ بغیر هاء؛ قال عنترة:
(1). قوله [الذوائد] بهامش الأَصل صوابه: الذوابل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 407
و آخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِی، و فی البَجْلِیّ مِعْبَلةٌ وقِیعُ هذا البیت رواه الأَصمعی: و فی البَجَلِیّ، فقال له أَعرابی كان بالمِرْبَدِ: أَخْطَأْتَ «2» یا شیخُ ما الذی یَجْمَعُ بین عَبْسٍ و بَجِیلةَ؟ و الوَقِیعُ من السیوف: ما شُحِذَ بالحجر. و سكِّینٌ وقِیعٌ أَی حدِیدٌ وُقِعَ بالمیقَعةِ، یقال: قَعْ حَدِیدك؛ قال الشماخ: یُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ، نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِیعِ و وَقَعْتُ السِّكِّینَ: أَحْدَدْتُها. و سكین مُوَقَّعٌ أَی مُحَدَّدٌ. و اسْتَوْقَعَ السیفُ: احتاجَ إِلی الشَّحْذِ. و المِیقَعةُ: ما وُقِعَ به السیف، و قیل: المِیقَعةُ المِسَنُّ الطویل. و التوْقِیعُ: إِقْبالُ الصَّیْقَلِ علی السیف بِمِیقَعَتِه یُحَدّده، و مِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ. و المِیقَعُ و المِیقَعةُ، كلاهما: المِطْرَقةُ. و الوَقِیعةُ: كالمِیقَعةِ، شاذٌّ لأَنها آلة، و الآلةُ إِنما تأْتی علی مِفْعل؛ قال الهذلی: رَأَی شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ، بكَفِّه حدِیدٌ حدِیثٌ، بالوَقِیعةِ مُعْتَدِی و قول الشاعر: دَلَفْتُ له بأَبْیَضَ مَشْرَفِیّ، كأَنَ، علی مَواقِعِه، غُبارا یعنی به مَواقِعَ المِیقَعةِ و هی المِطْرَقةُ؛ و أَنشد الجوهری لابن حِلِّزة: أَنْمِی إِلی حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ، تَهِصُ الحَصی بمَواقِعٍ خُنْسِ و یروی: … بمنَاسِمٍ مُلْسِ. و‌فی حدیث ابن عباس: نَزَل مع آدم، علیه السلام، المِیقَعةُ و السِّنْدانُ و الكَلْبتانِ؛ قال: المِیقَعةُ المِطْرقةُ، و الجمع المَواقِع، و المیم زائدة و الیاء بدل من الواو قلبت لكسرة المیم. و المِیقَعةُ: خشبة القَصّارِ التی یَدُقُّ علیها. یقال: سیف وَقِیعٌ و ربما وُقِّعَ بالحجارة. و‌فی الحدیث: ابنُ أَخی وَقِعٌ‌أَی مریضٌ مُشْتَكٍ، و أَصل الوَقَعِ الحجارةُ المحَددة. و الوَقَعُ: الحَفاءُ؛ قال رؤبة: لا وَقَعٌ فی نَعْلِه و لا عَسَمْ و الوَقِعُ: الذی یشتكی رجله من الحجارة، و الحجارةُ الوَقَعُ. و وَقِعَ الرجلُ و الفرسُ یَوْقَعُ وقَعاً، فهو وَقِعٌ: حَفِیَ من الحجارة أَو الشوْك و اشتكی لحمَ قدمیه، زاد الأَزهری: بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض و الحجارة. و‌فی حدیث أُبَیٍّ: قال لرجل لو اشتریْتَ دابة تَقِیكَ الوَقَعَ؛ هو بالتحریك أَن تُصیب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها. یقال: وَقِعْتُ أَوْقَعُ وَقَعاً؛ و منه قول أَبی المِقْدامِ و اسمه جَسّاسُ ابن قُطَیْبٍ: یا لَیْتَ لی نَعْلَیْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ، و شُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ، كلَّ الحِذاءِ یَحْتَذِی الحافی الوَقِعْ قال الأَزهری: معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها علی التعلق بكل شی‌ء قَدَرَ علیه، قال: و نحوٌ منه قولهم الغَرِیقُ یتعلقُ بالطُّحْلُبِ. و وقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء و وَجَعٌ فی حافرها من وَطْء علی غِلظٍ،
(2). قوله [أخطأت إلخ] فی مادة بجل من الصحاح: و بجلة بطن من سلیم و النسبة إلیهم بجلی بالتسكین، و منه قول عنترة: و فی البجلی إلخ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 408
و الغِلظ هو الذی یَبرِی حَدَّ نُسورِها، و قد وَقَّعه الحجرُ تَوْقِیعاً كما یُسَنُّ الحدید بالحجارة. و وَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرَ فقطعت سنابِكَه تَوْقِیعاً، و حافر وَقِیعٌ: وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ منه. و حافر مَوْقوعٌ: مثل وَقِیعٍ؛ و منه قول رؤْبة: لأْم یَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا، بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا «1» و قدم موْقوعةٌ: غلیظةٌ شدیدة؛ و قال اللیث فی قول رؤبة: یَرْكَبُ قَیْناه وقِیعاً ناعِلا الوقِیعُ: الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كما یُوقَعُ السیفُ إِذا شُحِذ، و قیل: الوقِیعُ الحافرُ الصُّلْبُ، و الناعِلُ الذی لا یَحْفی كأَنَّ علیه نعْلًا. و یقال: طریق مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ، و رجل مُوَقَّعٌ مُنَجَّذٌ، و قیل: قد أَصابته البلایا؛ هذه عن اللحیانی، و كذلك البعیر؛ قال الشاعر: فما مِنْكُمُ، أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، بِغارَتِنا، إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ أَبو زید: یقال لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ و الوِقاعُ، و الوِقَعةُ للجمیع. و الواقِعُ: الذی یَنْفُرُ الرَّحی و هم الوَقَعةُ. و الوَقْعُ: السحابُ الرَّقیق، و أَهل الكوفة یسمون الفِعْل المتعدِّی واقِعاً. و الإِیقاعُ: من إِیقاعِ اللحْنِ و الغِناءِ و هو أَن یوقع الأَلحانَ و یبنیها، و سمی الخلیل، رحمه الله، كتاباً من كتبه فی ذلك المعنی كتاب الإِیقاعِ. و الوَقَعةُ: بَطْنٌ من العرب، قال الأَزهری: هم حیّ من بنی سعد بن بكر؛ و أَنشد الأَصمعی: من عامِرٍ و سَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ و مَوْقوعٌ: موضع أَو ماء. و واقِعٌ: فرسٌ لربیعة ابنِ جُشَمَ.

وكع؛ ج8، ص: 408

: وكعَتْه العَقْربُ بإِبرَتِها وَكْعاً: ضربته و لدَغَتْه و كَوَتْه؛ و أَنشد ابن بری للقطامی: سَرَی فی جَلِیدِ اللیْلِ، حتی كأَنَّما تَحَرَّمَ بالأَطْرافِ وكْعَ العَقارِبِ و قد یكون للأَسوَدِ من الحیّاتِ؛ قال عروة بن مرة الهذلی: و دافَعَ أُخْری القومِ ضَرْبٌ خَرادِلٌ، و رَمْیُ نِبالٍ مِثلُ وَكْعِ الأَساوِدِ «2» أَورده الجوهری: و رَمْیِ نِبالٍ مثلِ، بالخفض؛ قال ابن بری: صوابه بالرفع. و وَكَعَ البعیرُ: سقط؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: خِرْقٌ، إِذا وَكَعَ المَطِیُّ من الوَجی، لَمْ یَطْوِ دُونَ رَفیقِه ذا المِزْوَدِ و رواه غیره: … رَكَعَ … أَی انْكَبَّ و انثَنی، و ذا المِزْودِ یعنی الطعامَ لأَنه فی المزود یكون. الوَكَعُ: مَیْل الأَصابع قِبَلَ السبَّابةِ حتی تصیر كالعُقْفة خِلْقة أَو عَرَضاً، و قد یكون فی إِبهام الرجل فیُقْبِلُ الإِبهامُ علی السبَّابة حتی یُری أَصلُها خارجاً كالعُقْدةِ، وَكِعَ وَكَعاً، و هو أَوْكَعُ، و امرأَة وَكْعاء. و قال اللیث: الوَكَعُ مَیَلانٌ فی
(1). قوله [لأم إلخ] عكس الجوهری البیت فی مادة دملق و تبعه المؤلف هناك. (2). قوله [و دافع إلخ] فی شرح القاموس: و دافع أخری القوم ضرباً خرادلًا
لسان العرب، ج‌8، ص: 409
صَدْر القدَم نحو الخِنْصِر و ربما كان فی إِبهام الید، و أَكثر ما یكون ذلك للإِماء اللواتی یَكْددْنَ فی العمَل، و قیل: الوَكَعُ ركوبُ الإِبهامِ علی السبابة من الرِّجْل؛ یقال: یا ابن الوَكْعاء. قال ابن بری: قد جمعوه فی الشعر علی وكَعَةٍ؛ قال الشاعر: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ، تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعهْ معنی أَحْصَنوا زَوَّجوا. و الأَوكَعُ: الأَحْمَقُ الطویلُ. و رجل أَوكَعُ: یقول لا إِذا سئل؛ عن أَبی العَمَیْثل الأَعرابی. و ربما قالوا عبدٌ أَوْكَعُ، یریدون اللئیم. و أمةٌ وكْعاء أَی حَمْقاءُ. ابن الأَعرابی: فی رُسْغِه وكَعٌ و كَوَع إِذا التوی كوعُه. و قال أَبو زید: الوَكَعُ فی الرجل انقِلابُها إِلی وَحْشِیِّها، و اللَّكاعةُ اللؤمُ، و الوَكاعةُ الشدَّةُ. و فرسٌ وكِیعٌ: صُلبٌ غلِیظ شدیدٌ، و دابّةٌ وكِیعٌ. و وَكُعَ الفرسُ وَكاعةً، فهو وكِیعٌ: صَلُبَ إِهابُه و اشتَدّ، و الأُنثی بالهاء؛ و إِیاها عنی الفرزدق بقوله: و وَفْراءَ لَمْ تُحْرَزْ بسَیْرٍ، وكِیعةٍ، غَدوْتُ بها طَبّاً یَدِی بِرِشائِها ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِیّاً جُلُودُه، كَنَجْمِ الثُّرَیّا أَسْفَرَتْ مِنْ عَمائِها وفْراء أَی وافرة یعنی فرساً أُنثی، وكِیعة: وثیقة الخَلْقِ شدیدة. و یقال: قد أَسْمَنَ القومُ و أَوْكَعُوا إِذا سمنت إِبلهم و غَلُظَتْ من الشحم و اشتدّت. و كلُّ وثیق شدید، فهو وَكِیعٌ. و الوَكِیعةُ من الإِبلِ: الشدیدةُ المَتِینةُ. و سِقاءٌ وَكِیعٌ: مَتِینٌ مُحكَمُ الجِلْدِ و الخَرْز شدیدُ المَخارِزِ لا یَنْضَحُ. و اسْتوْكَعَ السقاءُ إِذا مَتُنَ و اشتدَّت مَخارِزُه «1» بعد ما شُرِّبَ. و مَزادةٌ وَكِیعةٌ: قُوِّرَ ما ضَعُفَ من أَدیمها و أُلقی و خُرِزَ ما صَلُب منه و بقی. و فَرْوٌ وكِیعٌ: مَتِینٌ، و قیل: كل صلب وَكِیعٌ، و قیل: الوَكِیعُ من كل شی‌ء الغلیظ المتین، و قد وكُعَ وكاعةَ و أَوْكَعَه غیره؛ و منه قول الشاعر: علی أَنَّ مَكْتُوبَ العِجالِ وكِیعُ یعنی سقاء اللبن؛ هذا قول الجوهری. قال ابن بری: الشعر للطرمَّاح و صوابه بكماله: تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ، و دُونَها كُلَی عِجَلٍ، مَكْتُوبُهُنَّ وكِیعُ قال: و العِجَلُ جمع عِجْلةٍ و هو السِّقاءُ، و مَكْتُوبها مَخْرُوزُها. و‌فی حدیث المَبْعَث: قَلْبٌ وكِیعٌ واعٍ‌أَی مَتِینٌ مُحْكَم من قولهم سِقاءٌ وَكِیعٌ إِذا كان مُحْكَمَ الخرْز. و اسْتَوْكَعَ و اسْتَوْكَعَتْ مَعِدتُه: اشْتَدَّتْ و قَوِیَتْ، و قیل: اسْتَوْكَعَتْ معدتُه أَی اشتدَّت طبیعته. و اسْتَوْكَعَتِ الفِراخُ: غَلُظَتْ و سَمِنَتْ كاسْتَوْكَحَتْ. و وَكُعَ الرجلُ وَكاعةً، فهو وَكِیعٌ: غَلُظَ. و أَمْرٌ وكِیعٌ: مُسْتَحْكِمٌ. و المِیكَعُ: الجُوالِقُ لأَنه یُحْكَمُ و یُشَدُّ؛ قال جریر: جُرَّتْ فَتاةُ مُجاشِعٍ فی مِنْقَرٍ، غیرَ المِراء، كما یُجَرُّ المِیكَعُ
(1). قوله [و اشتدت مخارزه] كذا فی الأَصل بشین معجمة، و فی القاموس: و استدت، قال شارحه بالسین المهملة علی الصواب، و فی بعض النسخ بالمعجمة و هو خطأ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 410
و قیل: المِیكَعُ المالَقةُ التی تُسَوَّی بها خُدَدُ الأَرض المَكْرُوبةِ. و المِیكعةُ: سِكَّةُ الحِراثةِ، و الجمع مِیكَعٌ، و هو بالفارسیة بَزَنْ. و الوَكْعُ: الحَلْبُ؛ و أَنشد أَبو عمرو: لأَنْتُمْ بوَكْعِ الظأْنِ أَعْلَمُ مِنْكُمُ بقَرْعِ الكُماةِ، حیثُ تُبْغَی الجَرائِمُ و وَكَعْتُ الشاةَ إِذا نَهَزْتَ ضَرْعَها عند الحلْب، و باتَ الفَصِیلُ یَكَعُ أُمَّه اللیلةَ. و من كلامهم: قالت العَنْزُ احْلُبْ و دَعْ فإِنَّ لك ما تَدَعُ، و قالت النعجة احلب و كَعْ فلیسَ لك ما تَدَعُ أَی انْهزِ الضرْعَ و احْلُبْ كلَّ ما فیه. و وَكَعَتِ الدَّجاجةُ إِذا خَضَعَتْ عند سِفادِ الدِّیكِ. و أَوْكَعَ القومُ: قلَّ خیرُهم. و وَكِیعٌ: اسم رجل.

ولع؛ ج8، ص: 410

: الوَلُوعُ: العَلاقةُ من أُولِعْتُ، و كذلك الوَزُوعُ من أُوزِعْتُ، و هما اسمان أُقیما مُقامَ المصدر الحقیقی، وَلِعَ به وَلَعاً، و وَلُوعاً الاسم و المصدر جمیعاً بالفتح، فهو وَلِعٌ و وَلُوعٌ و لاعةٌ. و أُولِعَ به وَلُوعاً و إِیلاعاً إِذا لَجَّ. و أَوْلَعَه به: أَغْراه. و‌فی الحدیث: أَوْلَعْتَ قُریشاً بعَمَّارٍ‌أَی صَیَّرْتَهم یُولَعون به؛ قال جریر: فأَوْلِعْ بالعِفاسِ بنی نُمَیْرٍ، كما أَوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرابا و هو مُولَعٌ به، بفتح اللام، أَی مُغْرًی به. و الوَلَعُ: نفس الوَلُوعِ. و‌فی الحدیث: أَعوذُ بك من الشرِّ وَلُوعاً؛ و منه‌الحدیث: أَنه كان مُولَعاً بالسِّواكِ.و قال عرَّام: یقال بفلان من حُبِّ فلانة الأَوْلَعُ و الأَوْلَقُ، و هو شِبْه الجنونِ. و ایْتَلَعَتْ فلانةُ قلبی، و فلانٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ، و مُوتَلَه القلب، و مُتَّلَه القلب، و مُنْتَزَعُ القلب بمعنی واحد. و یقال: وَلِعَ فلانٌ بفلانِ یَوْلَعُ به إِذا لَجَّ فی أَمره و حَرَصَ علی إِیذائِه. و قال اللحیانی: وَلَعَ یَلَعُ أَی اسْتخَفَّ؛ و أَنشد: فَتراهُنَّ علی مُهْلَتِه یَخْتَلِینَ الأَرضَ، و الشاةُ یَلَعْ أَی یستخِفُّ عَدْواً، و ذَكَّر الشاةَ؛ و قال المازنی فی قوله و الشاةُ یَلَعُ أی لا یُجِدُّ فی العَدْوِ فكأَنه یلعب؛ قال الأَزهری: هو من قولهم وَلَعَ یَلَعُ إِذا كَذَبَ فی عَدْوِه و لم یُجِدّ. رجل وُلَعةٌ: یُولَعُ بما لا یَعْنِیهِ، و هُلَعةٌ: یَجْزَعُ سَرِیعاً. و وَلَعَ یَلَعُ وَلْعاً وَ وَلَعاناً إِذا كذب. الفراء: ولَعْتَ بالكذب تَلَعُ وَلْعاً. و الوَلْعُ، بالتسكین: الكَذِبُ؛ قال كعبُ بن زهیر: لكِنَّها خُلَّةٌ، قد سِیطَ من دَمِها فَجْعٌ و وَلْعٌ، و إِخْلافُ و تَبْدِیلُ و قال ذُو الإِصْبَع العَدْوانیّ: إِلَّا بأَنْ تَكْذِبا علیَّ، و لا أَمْلِكُ أَن تَكْذِبا، و أَن تَلَعا و قال آخر: لِخَلَّابةِ العَیْنیْنِ كَذَّابةِ المُنی، و هُنَّ من الإِخْلافِ و الوَلَعانِ أَی من أَهل الخُلْفِ و الكَذِبِ، و جَعَلَهُنَّ من الإِخْلاف لمُلازمتهن له؛ قال: و مثله للبَعِیثِ: و هُنَّ من الإِخْلافِ قَبْلَك و المَطْل
لسان العرب، ج‌8، ص: 411
قال: و مثله لعتبة بن الوغْل التَّغْلَبیّ: أَلا فی سبیل اللهِ تَغْیِیرُ لِمَّتی و وَجْهِك مما فی القَوارِیرِ أَصْفَرا و یقال: وَلْعٌ والِعٌ كما یقال عَجَبٌ عاجِبٌ. و الوالِعُ: الكَذَّابُ، و الجمع وَلَعةٌ مثل فاسِقٍ و فَسَقة؛ و أَنشد ابن بری لأَبی دُوادٍ الرُّؤاسیّ: مَتی یَقُلْ تَنْفَعِ الأَقْوامَ قَولَتُه، إِذا اضْمَحَلَّ حدِیثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ و یقال: قد وَلَعَ فلان بحَقِّی وَلْعاً أَی ذهَب به. و التوْلِیعُ: التلْمِیعُ من البرَصِ و غیره. و فرسٌ مُوَلَّعٌ: تَلْمِیعُه مُستطیل و هو الذی فی بَیاضِ بَلَقِه استِطالة و تَفَرُّقٌ؛ أَنشد ابن بری لابن الرِّقاعِ یصف حمار وحش: مُوَلَّعٌ بسوادٍ فی أَسافِلِه، منه اكْتَسی، و بلَونٍ مِثْلِه اكْتحَلا و المُوَلَّع: كالمُلَمَّعِ إِلَّا أن التولیع استطالة البلَق؛ قال رؤبة: فیها خُطُوطٌ من سَوادٍ و بَلَقْ، كأَنه فی الجِلْدِ تَوْلِیعُ البَهَقْ قال أَبو عبیدة: قلت لرؤبة إِن كانت الخطوط فقل كأَنها، و إِن كان سواد و بیاض فقل كأَنهما، فقال: كأَنَّ ذا، وَیْلَكَ، تولیع البهق قال ابن بری: و روایة الأَصمعی كأَنها أی كأَنَّ الخطوط، و قال الأَصمعی: فإِذا كان فی الدابة ضُرُوبٌ من الأَلوان من غیر بلَق، فذلك التوْلِیعُ. یقال: بِرْذَوْن مُوَلَّعٌ، و كذلك الشاةُ و البقرةُ الوَحْشِیّةُ و الظَّبْیةُ؛ قال أَبو ذؤیب: مُوَلَّعة بالطُّرّتَیْنِ دَنا لها جَنی أَیْكةٍ، تَضْفُو علیها قِصارُها و قال أَیضاً: یَنْهَسْنَه و یَذُودُهُنَّ و یَحْتَمِی عَبْلُ الشَّوی، بالطُّرَّتَیْنِ مُولَّعُ أَی مولَّع فی طرتیه. و رجل مولَّع: أَبْرَصُ؛ و أَنشد أَیضاً: كأَنها فی الجلد تولیع البهق و یقال: ولَّعَ اللهُ جسَدَه أَی بَرَّصَه. و الوَلِیعُ: الطَّلْعُ، و قیل: الطلْعُ ما دام فی قِیقائِه كأَنه نظم اللؤلؤ فی شدة بیاضه، و قیل: طَلْعُ الفُحّالِ، و قیل: هو الطلع قبل أَن یَتَفَتَّح؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر یصف ثَغْر امرأَة: و تَبْسِمُ عن نَیِّرٍ كالوَلِیعِ، تُشَقِّقُ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا قال: الرّقاةُ جمع راقٍ و هم الذین یَرْقَون إلی النخل، و الجُفُوفُ جمع جُفّ و هو وعاءُ الطلع. و قال أَبو حنیفة: الوَلِیعُ ما دامَ فی الطَّلْعةِ أَبیضَ. و قال ثعلب: الوَلِیعُ ما فی جوْفِ الطَّلْعةِ، واحدته وَلِیعةٌ. و وَلِیعةٌ: اسم رجل و هو من ذلك. و بنو وَلِیعةَ: حَیٌّ من كِنْدةَ؛ و أَنشد ابن بری لعلی بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: أَبی العَبّاسُ، قَرْمُ بَنی قُصَیٍّ، و أَخْوالی المُلُوكُ، بَنُو وَلِیعهْ هُمُ مَنَعُوا ذِماری، یوم جاءتْ كَتائِبُ مُسْرِفٍ، و بَنو اللَّكِیعهْ
لسان العرب، ج‌8، ص: 412
و كِنْدةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً، یَزِینُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِیعهْ و أُخِذَ ثوْبی و ما أَدْری ما والِعَتُه و ما وَلَع به أَی ذهَب به. و فقدْنا غلاماً لنا ما أَدری ما وَلَعَه أَی ما حَبَسَه، و ما أَدری ما والِعَتُه بمعناه أَیضاً. قال الأَزهری: یقال وَلَعَ فلاناً والِعٌ، و وَلَعَتْه والِعةٌ، و اتَّلَعَتْه والِعةٌ أَی خَفِیَ علیّ أَمرُه فلا أَدرِی أَ حَیٌّ أَم مَیّت، و إِن لا تدری بمن یُولِعُ هَرِمُك؛ حكاه یعقوب. و وَلِیعةُ: قبیلة؛ و قول الجَمُوحِ الهذلیّ: تمَنَّی، و لم أَقْذِفْ لَدَیْه مُجَرَّباً لِقائِل سَوْءٍ یَسْتَجِیرُ الوَلائِعا إِنما أَراد الوَلِیعتین فجمعه علی حَدّ المَهالِبِ و المَناذر.

ومع؛ ج8، ص: 412

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الوَعْمة ظَبْیةُ الجبَلِ، و الوَمْعةُ: الدُّفْعةُ من المعاء «2»

ونع؛ ج8، ص: 412

: الوَنَعُ: كلمة یُشارُ بها إِلی الشی‌ءِ الحَقِیرِ، یمانیة، قال ابن سیدة: و لیس بثبت.

فصل الیاء؛ ج8، ص: 412

یدع؛ ج8، ص: 412

: الأَیدع: صِبْغٌ أَحمر، و قیل: هو خَشَبُ البَقَّمِ، و قیل: هو دَمُ الأَخَوَیْنِ، و قیل: هو الزعفران، و هو علی تقدیر أَفْعَلَ. و قال الأَصمعی: العَنْدَمُ دم الأَخوین، و یقال: هو الأَیدع أَیضاً؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: فَنَحا لَها بمُذَلَّقَیْنِ كأَنَّما بِهِما، من النَّضْح المُجَدَّحِ، أَیْدَعُ قال ابن بری: و شجرَتُه یقال لها الحُرَیْفةُ، و عودها الجَنْجَنةُ و غُصْنها الأَكْرُوعُ. و قال أَبو عمرو: الأَیْدَعُ نبات؛ و أَنشد: إِذا رُحْنَ یَهْزُزْنَ الذُّیُولَ عَشِیّةً، كهَزِّ الجَنُوبِ الهَیْفِ دَوْماً و أَیدَعا و قال أَبو حنیفة: هو صَمْغٌ أَحمر یُؤتی به من سُقُطْری جَزِیرةِ الصَّبِرِ السُّقُطْرِیّ، و قد یَدَّعْتُه. و أَیْدَعَ الحجَّ علی نفسه: أَوْجَبَه، و ذلك إِذا تَطیَّبَ لإِحْرامِه؛ قال جریر: و ربِّ الرّاقِصاتِ إِلی الثَّنایا بشُعْثٍ أَیْدَعُوا حَجّاً تماما و أَیْدَعَ الرجلُ إِذا أَوْجَبَ علی نفسه حَجًّا. و قول جریر أَیْدَعُوا أَی أَوْجَبُوا علی أَنفسهم؛ و أَنشد لكثیِّر: كأَنَّ حُمُولَ القوْمِ، حین تَحَمَّلُوا، صَرِیمةُ نَخْلٍ أو صَرِیمةُ أَیْدَعِ قال الأَزهری: هذا البیت یدل علی أَنّ الأَیدَعَ هو البَقَّمُ لأَنه یُحْمل فی السفُن من بلاد الهند؛ و أَما قول رؤبة: أَبَیْتُ مِنْ ذاكَ العَفافِ الأَوْدَعا، كما اتَّقی مُحْرِمُ حَجٍّ أَیْدَعا، أَیْنَ امْرُؤٌ ذُو مَرْأَة تَمَقَّعا أَی تَسَفَّه و جاء بما یُسْتَحْیا منه، و قیل: عنی بالأَیْدع الزعفرانَ لأَنَّ المحرم یَتَّقی الطِّیبَ، و قیل: أَراد أَوجب حجّاً علی نفسه، و هذا ینصرف، فإِن سمیت
(2). قوله [الدفعة من المعاء] كذا بالأَصل، و عبارة القاموس مع شرحه: الدفعة من الماء، و الوعمة ظبیة الجبل، هكذا فی العباب، و فی التكملة: من الماء، و الذی فی التهذیب: من المعاء، و هكذا نقله صاحب اللسان.
لسان العرب، ج‌8، ص: 413
به رجلًا لم تصرفه فی المعرفة للتعریف و وزن الفعل، و صرفته فی النكرة مثلَ أَفْكَل. ابن الأَعرابی: أَوْذَمْتُ یَمیناً و أَیْدَعْتها أَی أَوْجَبتُها. و یَدَّعْتُ الشی‌ءَ أُیَدِّعُه تَیْدِیعاً: صَبغْتُه بالزعفرانِ. و مَیْدُوعٌ: اسم فرَسِ عبدِ الحرِثِ بن ضِرارِ بن عمرو بن مالك الضَّبّیِّ؛ و قال: تَشَكَّی الغَزْوَ مَیْدُوعٌ، و أَضْحَی كأَشْلاءِ اللِّحامِ، به فُدُوحُ فلا تَجْزَعُ من الحِدْثانِ، إِنی أكُرُّ الغَزْوَ، إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ و فی الحدیث ذكر یَدِیع، بفتح الیاء الأُولی و كسر الدال، ناحیة من فَدَك و خَیْبَر بها میاهٌ و عیون لبنی فَزارةَ و غیرهم.

یرع؛ ج8، ص: 413

: الیَرَعُ: أَوْلادُ بقر الوحش. و الیَراعُ: القَصَبُ، واحدته یَراعةٌ. و الیَراعةُ: مِزْمارُ الرّاعی. و الیَراعةُ: الأَجَمةُ؛ قال أَبو ذؤیب یَصِفُ مزماراً شبَّه حَنِینَه بصوته: سَبیٌّ من یَراعَتِه نَفاهُ أَتیٌّ، مَدّه صُحَرٌ و لُوبُ سَبیٌّ: مَسْبیٌّ یعنی مزماراً قَصَبَتُه من أَرض غریبةٍ اقتلعتها السُّیُولُ فأَتت بها من مكان بعید فكأَنه لذلك سبیّ، و صُحَرٌ: جمع صُحْرة و هی جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الحرّة، و یقال: إِنه أَراد بالیَراعةِ الأَجَمَةَ، قال الأَزهریّ: القَصبة التی یَنْفُخ فیها الراعی تسمی الیَراعةَ؛ و أَنشد: أَحِنُّ إِلی لَیْلی، و إِن شَطَّتِ النَّوی بِلَیْلی، كما حَنَّ الیَراعُ المُثَقَّبُ و‌فی حدیث ابن عمر: كنتُ مع رسولِ لله، صلی الله علیه و سلم، فسمع صوتَ یَراعٍ‌أَی قَصَبَةٍ كان یُزْمَرُ بها. و الیَراعةُ و الیَراعُ: الجبانُ الذی لا عَقْلَ له و لا رَأْیَ، مشتقّ من القصب؛ أَنشد ابن بری لكعب الأَمثال: و لا تَكُ من أَخْدانِ كلّ یَراعةٍ هَواءً كَسَقْبِ البانِ، جُوفٌ مَكاسِرُهْ و‌فی حدیث خُزَیْمةَ: و عادَ لَها الیَراعُ مُجْرَنْثِماً؛ الیراع: الضِّعافُ من الغَنَمِ و غیرها، و الأَصل فی الیراعِ القَصَبُ ثم سمی به لجبانُ الضعِیفُ. و الیَراعُ كالبَعُوضِ یَغْشَی الوجه، واحدته یَراعةٌ. و الیَراعُ: جمع یَراعةٍ، و هی ذباب یطیر باللیل كأَنه نارٌ. و الیَراعُ: فَراشةٌ إِذا طارت فی اللیل لم یَشُكَّ مَن یعرفها أَنها شَرارةٌ طارَتْ عن نار، قال عمرو بن بَحْر: نارُ الیَراعةِ قیل هی نارُ حُباحِب، و هی شبیهة بنار البرق، قال: و الیَراعةُ طائر صغیر، إِن طار بالنهار كان كبعض الطیر، و إِن طار باللیل كان كأَنه شِهاب قُذِفَ أَو مِصْباح یطیر؛ و أَنشد: أَو طائِر یُدْعی الیَراعةَ، إِذْ یُرَی فی حِنْدِسٍ كَضِیاءِ نارِ مُنَوِّر و حكی ابن بری عن أَبی عبیدة: الیَراعُ الهَمَجُ بین البعوض و الذِّبّانِ یركب الوجه و الرأْس و لا یلذَع. و الیَراعةُ: موضع بعینه؛ قال المثقب: علی طُرُقٍ عند الیَراعةِ تارةً، تُوازی شَرِیرَ البَحْرِ و هْوَ قَعِیدُها قال الأَزهری: الیَرُوعُ لغة مَرْغُوب عنها لأَهل الشِّحْرِ كأَن تفسیرها الرُّعْبُ و الفَزَعُ. قال ابن بری: و الیَراعةُ النّعامةُ؛ قال الرّاعی: یَراعةً إِجْفِیلا.
لسان العرب، ج‌8، ص: 414

یسع؛ ج8، ص: 414

: حكی الأَزهری فی ترجمة عیس عن شمر قال: تسمی الریحُ الجَنُوبُ بلغة هُذَیْلٍ النُّعامی، و هی الأَزْیَبُ أیضاً، و بعضهم یسمیها مِسْعاً، و قال بعض أَهل الحجاز یُسْعٌ، بضم الیاء، قال: و أَما اسم النبی، صلی الله علیه و سلم، فالیَسَعُ و قرئ اللَّیْسَع.

یعع؛ ج8، ص: 414

: قال الأَزهری فی ترجمة وعع: و لا یكسر واو الوَعْواعِ كما یكسر الزای من الزِّلْزالِ و نحوه كراهیة الكسر فی الواو، قال: و كذلك حكایة الیَعْیَعةِ و الیَعْیاعِ من فِعالِ الصِّبْیانِ إِذا رمی أَحدهم الشی‌ء إِلی صبی آخَرَ، لأَن الیاء خلقتها الكسر فیستقبحون الواو بین كسرتین، و الواو خلقتها الضم فیستقبحون التقاء كسرة و ضمة فلا تجدهما فی كلام العرب فی أَصل البناء؛ و أَنشد: أَمْسَتْ كَهامةِ یَعْیاعٍ تَداولَها أَیْدِی الأَوازِعِ، ما تُلْقَی و ما تُذَرُ و قال ابن سیدة: الیَعْیَعةُ و الیَعْیاعُ من أَفعال الصبیان إِذا رمی أَحدهم الشی‌ءَ إِلی الآخر. و قال: یَع. و قیل: الیَعْیَعةُ حكایة أَصوات القوم إِذا تَداعَوْا فقالوا: یاع‌یاعْ.

یفع؛ ج8، ص: 414

: الیفاع: المُشْرِفُ من الأَرض و الجبل، و قیل: هو قطعة منهما فیها غِلَظٌ؛ قال القطامی: و أَصْبَحَ سَیْلُ ذلك قد تَرَقَّی إِلی مَنْ كانَ مَنْزِلُه یَفاعا و قیل: هو التَّلُّ المشرف، و قیل: هو ما ارْتَفَعَ من الأَرض؛ قال ابن بری: و جاء فی جمعه یُفُوعٌ؛ قال المرّار: بنَظْرَةِ أَزْرَقِ العَیْنَیْنِ بازٍ، علی عَلْیاءَ، یَطَّرِدُ الیُفُوعا و المَیْفَعُ: المكانُ المُشْرِفُ؛ و قول حمید بن ثور یَصِفُ ظَبْیةً: و فی كلِّ نَشْزٍ لها مَیْفَع، و فی كلِّ وجْهٍ لها مُرْتَعی و رواه ابن بری: … لها مُنْتَصَی، فسره المفسر فقال: مَیْفَعٌ كیَفاعٍ، قال ابن سیدة: و لست أَدری كیف هذا لأَنّ الظاهر من مَیْفَع فی البیت أَن یكون مصدراً، و أَراه تَوَهَّمَ من الیَفاعِ فِعْلًا فجاء بمصدر علیه، و التفسیر الأَول خطأٌ؛ و یقوی ما قلناه قوله: و فی كلّ وجه لها مرتعی و الیافِعُ: ما أَشْرَفَ من الرَّمْل؛ قال ذو الرمة یصف خِشْفاً: تَنْفی الطَّوارِفَ عنه دِعْصَتا بَقَرٍ، و یافِعٌ من فِرنْدَادَینِ مَلْمُومُ و جِبالٌ یَفَعاتٌ و یافِعاتٌ: مُشْرِفاتٌ. و كل شی‌ء مُرْتَفِعٍ، فهو یَفاعٌ، و قیل: كلُّ مرتفِعٍ یافِعٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لابن العارم الكلابی: فأَشْعَرْته تحتَ الظَّلامِ، و بَیْنَنا، مِنَ الخَطَرِ المَنْضُودِ فی العَینِ، یافِعُ و قال ابن الأَعرابی فی قول عَدِیّ: ما رَجائی فی الیافِعاتِ ذَواتِ الهَیجِ أمْ ما صَیْری، و كیفَ احْتِیالی؟ قال: الیافعاتُ من الأَمْرِ ما عَلا و غلَبَ منها. و تَیَفَّعَ الرجلُ: أوْقَدَ ناره فی الیَفاعِ أَو الیافِعِ؛ قال رُشَیْدُ بن رُمَیْضٍ الغَنَوِیّ: إِذا حانَ منه مَنْزِلُ القَوْمِ أَوْقَدَتْ لأُخْراهُ أولاهُ سَنًی و تَیَفَّعُوا
لسان العرب، ج‌8، ص: 415
و غلامٌ یافِعٌ و یَفَعةٌ و أَفَعَةٌ و یَفَعٌ: شابّ، و كذلك الجمع و المؤنث، و ربما كسِّر علی الأَیْفاع فقیل غلمان أَیْفاعٌ و یَفَعةٌ أَیضاً. و قال أَبو زید: سمعت یَفَعةً و وَفَعةً، بالیاء و الواو، و قد أَیْفَعَ أَی ارْتَفَعَ، و هو یافع علی غیر قیاس، و لا یقال مُوفعٌ، و هو من النوادر؛ قال كراع: و نظیره أَبْقَلَ الموْضِعُ و هو باقل كثر بقله، و أَوْرَقَ النبت و هو وارِقٌ طلع ورَقُه، و أَورَسَ و هو وارِسٌ كذلك، و أقْرَبَ الرجلُ و هو قارِبٌ إِذا قَرُبَتْ إِبِلُه من الماء، و هی لیلةُ القَرَبِ؛ و نظیر هذا، أَعنی مَجی‌ءَ اسْمِ الفاعل علی حذف الزوائد، مَجی‌ءُ اسم المفعول علی حذفها أَیضاً نحو أَحَبَّه فهو محبوب، و أضْأَدَه فهو مَضْؤُودٌ و نحوه. قال الأَزهری: و القیاس مُوفِعٌ و جمعه أَیْفاعٌ. و تَیَفَّعَ الغلام: كأَیْفعَ؛ و جاریةٌ یَفَعةٌ و یافِعة و قد أَیْفَعَتْ و تَیَفَّعَتْ أَیضاً. و‌فی الحدیث: خرج عبد المطلب و معَه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و قد أَیْفَعَ أَو كَرَبَ؛ قال ابن الأَثیر: أَیْفَعَ الغلامُ فهو یافِعٌ إِذا شارَفَ الاحْتِلامَ، و قال: من قال یافِعٌ ثَنَّی و جَمَعَ، و من قال یَفَعة لم یُثَنِّ و لم یجمع. و‌فی حدیث عمر: قیل له إِنّ هاهنا غلاماً یَفَاعاً لم یَحْتَلِمْ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی و یرید به الیافع. قال: و الیَفاعُ المرتفع من كل شی‌ء، قال: و فی إِطاق الیَفاعِ علی الناس غرابةٌ. و یافَعَ فلانٌ أَمةَ فلانٍ مُیافَعةً: فَجَرَ لها و‌فی حدیث الصادق: لا یُحِبُّنا أهلَ البَیْتِ «1» … و لا ولَدُ المُیَافَعةِ‌أَی وَلدُ الزنا. و یافِعٌ: فرس والِبةَ بن سِدْرةَ.

ینع؛ ج8، ص: 415

: یَنَعَ الثَّمَرُ یَیْنَعُ و یَیْنِعُ یَنَعاً و یُنْعاً و یُنُوعاً، فهو یانِعٌ من ثَمَرٍ یَنْعٍ و أَیْنَعَ یُونِعُ إِیناعاً، كلاهما: أَدْرَكَ و نَضِجَ، قال الجوهری: و لم تسقط الیاء فی المستقبل لتقویها بأُختها. و‌فی حدیث خَبّابٍ: و مِنّا مَنْ أَیْنَعَتْ له ثمرته فهو یَهْدِبُها.أَیْنَعَ یُونِعُ و یَنَعَ یَیْنِعُ: أَدْرَكَ و نَضِجَ، و أَیْنَعَ أَكثر استعمالًا، و قرئ وَ یَنْعِهِ و یُنْعِه و یانِعِه؛ قال الشاعر: فی قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ، حَوْلَها الزَّیْتُونُ قد یَنَعا قال ابن بری: هو للأَحْوَصِ أَو یزیدَ بن معاویة أَو عبد الرحمن بن حسان؛ و قال آخر: لقد أَمَرَتْنی أُمُّ أَوْفَی سَفاهةً لأَهْجُرَ هَجْراً، حِینَ أَرطَبَ یانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً. و الیَنْعُ: النضجُ. و فی التنزیل: انْظُرُوا إِلیٰ ثَمَرِهِ إِذٰا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ. و ثَمَرٌ یَنِیعٌ و أَیْنَعُ و یانِعٌ، و الیَنِیعُ و الیانِعُ مثل النَّضِیجِ و الناضِجِ؛ قال عمرو بن معدیكرب: كأَنَّ علی عَوارِضِهِنَّ راحاً، یُفَضُّ علیه رُمّانٌ یَنِیعٌ و قال أَبو حَیّةَ النُّمَیْری: له أَرَجٌ مِنْ طِیبِ ما یُلْتَقَی به، لأَیْنَعَ یَنْدَی مِن أَراكٍ و مِن سِدْرِ و جمع الیانِعِ یَنْعٌ مثل صاحِبٍ و صَحْبٍ؛ عن ابن كیسان: و یقال: أَیْنَعَ الثَّمَرُ، فهو یانِعٌ و مُونِعٌ كما یقال أَیْفَعَ الغلامُ فهو یافِعٌ، و قد یكنی بالإِیناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِیِّ و المَطْبُوخِ؛ و منه‌قول أَبی سَمّالٍ للنجاشی: هل لكَ فی رُؤُوسِ جُذْعانٍ فی كَرِشٍ من أَوّلِ اللیلِ إِلی آخره قد أیْنَعَتْ
(1). هنا بیاض بالأصل، و عبارة النهایة: لا یحبنا أهل البیت كذا و كذا و لا ولد المیافعة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 416
و تَهَرَّأَتْ؟ و كان ذلك فی رمضان، قال له النجاشی: أَ فی رمضان؟ قال له أَبو السمّال: ما شَوّالٌ و رمضانُ إِلا واحداً، أَو قال نَعَمْ، قال: فما تَسْقینی علیها؟ قال: شراباً كالوَرْس، یُطیِّبُ النفْس، یُكَثِّر الطِّرْق، و یُدِرُّ فی العِرْق، یَشُدُّ العِظام، و یُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام، قال: فثنی رجله فلما أَكَلا و شَرِبا أَخذ فیهما الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجیران فأَتَی علیَّ بن أَبی طالب، كرم الله وجهه، فقال: هل لك فی النَّجاشِیِّ و أَبی سمّال سَكْرانَیْنِ من الخمر؟ فبعث إِلیهما علیّ، رحمه الله، فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلی جِیرانٍ له، و أَما النجاشیُّ فأُخِذَ فأُتِیَ به علیُّ بن أَبی طالب، رضی الله عنه، فقال: أَ فی رمضانَ و صِبْیانُنا صِیامٌ؟ فأَمر به فجلد ثمانین و زاده عشرین، فقال: أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ؟ فقال: لِجُرْأَتِكَ علی الله تعالی، فجعل أَهل الكوفة یقولون: ضَرطَ النجاشِیُّ، فقال: كلا إِنها یَمانِیةٌ و وِكاؤُها شَهْر؛ كل ذلك حكاه ابن الأَعرابی. و أَما‌قول الحجاج: إِنِّی لأَرَی رُؤُوساً قد أَیْنَعَتْ و حانَ قِطافُها، فإِنما أَراد: قد قَرُبَ حِمامُها و حانَ انْصِرامُها، شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أَدركت و حان أَن تُقْطَفَ. و الیانِعُ: الأَحمر من كل شی‌ء. و ثَمَرٌ یانِعٌ إِذا لَوَّنَ، و امرأَة یانِعةُ الوَجْنَتَیْنِ؛ و قال رَكَّاضٌ الدُّبَیْریّ: و نَحْراً علیه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه، تَرائبَ، لا شُقْراً ینَعْنَ و لا كُهْبا قال ابن بری: و الیُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ؛ قال المرّار: و إِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ، تَرَكْنَ جَنادِلًا منه یُنُوعا قال ابن الأَثیر: و دمٌ یانِعٌ مُحْمارٌّ. و الیَنَعةُ: خَرَزَةٌ حَمْراء. و‌فی حدیث الملاعنة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال فی ابن الملاعنة: إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَیْمِرَ مِثْلَ الیَنَعةِ فهو لأَبیه الذی انْتَفَی منه؛ قیل: الیَنَعةُ خَرَزة حَمْراء، و جمعه یَنَعٌ. و الیَنَعةُ أَیضاً: ضَرْبٌ من العَقِیق معروف، و فی التهذیب: الیَنَعُ، بغیر هاء، ضرب من العقیق معروف، و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 417‌

غ؛ ج8، ص: 417

اشارة

باب الغین المعجمة‌

غ؛ ج8، ص: 417

: الغین من الحروف الحَلْقِیّة و مخرجها من الحلق، و هی أَیضاً من الحروف المَجْهُورةِ، و الغینُ و الخاء فی حیز واحد.

فصل الألف؛ ج8، ص: 417

أبغ؛ ج8، ص: 417

: عَیْنُ أُباغَ، بالضم: موضع بین الكوفة و الرَّقَّةِ؛ قالت امرأَة من بنی شیبان: و قالوا: فارِساً مِنْكُمْ قَتَلْنا فَقلنا: الرُّمْحُ یَكْلَف بالكَرِیمِ بِعَیْنِ أُباغَ قاسَمْنا المَنایا، فكانَ قَسِیمُها خَیْرَ القَسِیمِ قال ابن بری: الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موته، و الذی قُتِلَ بأُباغ هو المنذر «1» بن إمرئ القیس بن عمرو بن إمرئ القیس بن عمرو بن عدیّ بن نصر اللخمیّ، قتله الحرث بن أَبی شَمِرٍ الغسانیّ؛ و منه یوم عین أُباغ یومٌ من أَیام العرب قتل فیه المنذر بن ماء السماء.

فصل الباء الموحدة؛ ج8، ص: 417

بدغ؛ ج8، ص: 417

: بَدِغَ الرجل یَبْدَغُ بَدْغاً و بَدَغاً: تَزَحَّفَ علی الأَرض باسْتِه و تلطَّخ بخُرْئِه. و بَدِغَ بعَذِرتِه: تلَطَّخَ بها، و كذلك إِذا تلطَّخ بالشرِّ؛ قال رؤبة: و المِلْغُ یَلْكَی بالكلامِ الأَمْلَغِ، لو لا دَبُوقاءُ اسْتِه لم یَبْدَغِ و یروی … یَبْطَغِ. و بَدِغَ بَدَغاً: تَلَطَّخ بالشرِّ. قال ابن بری: و البَدِغُ و البِدْغُ البادِنُ السمینُ، و البَدِغُ المَعِیبُ، و منه لُقِّبَ قیس بن عاصم البَدِغ لأُبْنةٍ كانت به، زعموا؛ و لذلك قال فیه مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَةَ: تَرَی ابنَ وُهَیْرٍ خَلْفَ قیْسٍ، كأَنه حِمارٌ ودَی خَلْفَ اسْتِ آخَرَ قائمِ «2»
(1). قوله [هو المنذر إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی معجم یاقوت: المنذر بن المنذر بن إمرئ القیس اللخمی، و فی شرح القاموس: المنذر بن المنذر بن ماء السماء (2). قوله [وهیر] كذا بالأصل، و فی شرح القاموس: زبیر.
لسان العرب، ج‌8، ص: 418
و الأَبْدَغُ «1» قال ابن درید: أَحسَبه موضعاً. و زعم ابن الأَعرابی أَن بعض العرب عَذَرَ عَذْرة فسُمِیَ البَدِغَ مِثالَ التَّعِبِ، و الله أَعلم.

برغ؛ ج8، ص: 418

: البَرْغُ: لغة فی المَرْغِ و هو اللُّعاب. ابن الأَعرابی: بَرِغَ الرجل إِذا تَنَعَّمَ. قال الأَزهری: أَصل بَرِغَ رَبَغَ. و عَیْش رابِغٌ أَی ناعم، و هذا مقلوب.

برزغ؛ ج8، ص: 418

: شاب بُرْزُغٌ و بُرْزُوغٌ و بِرْزاغٌ: تارٌّ تامٌّ ممتلئٌ؛ و أَنشد أَبو عبیدة لرجل من بنی سعد جاهلیّ: حَسْبُك بعضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهی، غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهی قوله لا تَمَدَّهی یرید لا تمدَّحی، و شبابٌ بُرْزُغٌ و بُرْزوغٌ و بِرْزاغٌ كذلك؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: بعد أَفانِینِ الشَّبابِ البُرْزُغِ و البُرْزُغُ: نشاطُ الشَّباب؛ و أَنشد: هَیْهاتَ مِیعادُ الشَّبابِ البُرْزُغِ

بزغ؛ ج8، ص: 418

: بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغُ بَزْغاً و بُزُوغاً: بدا منها طُلوعٌ أَو طَلَعَت و شَرَقَتْ، و قال الزجاج: ابتدأَت فی الطُّلوع. و فی التنزیل: فَلَمّٰا رَأَی الْقَمَرَ بٰازِغاً. و‌فی الحدیث: حین بَزَغَت الشمسُ‌أَی طَلَعَتْ، و نجومٌ بَوازِغُ. و بَزَغَ النَّجْمُ و القمَرُ: ابتدَأَ طُلُوعُهما، مأْخوذ من البَزْغِ، و هو الشَّقُّ كأَنها تُشَقُّ بنورِه الظلمة شقًّا، و من هذا یقال: بَزَغَ البَیْطارُ أَشاعِرَ الدابة و بضعها إِذا شق ذلك المكانَ منها بِمِبْضَعِهِ. و یقال للسِّنِّ: بازِغةٌ و بازِمَةٌ. و بَزغَ نابٌ البعیر: طَلَعَ، و قیل: ابتدأَ فی الطُّلوع. و ابْتَزَغَ الربیعُ أَی جاء أَوَّلُه. و البَزْغُ و التَّبْزِیغُ: التَّشْرِیطُ، و قد بَزَّغَه، و اسمُ الآلة المِبْزَغُ. و بَزَّغَ الحاجِمُ و البَیْطارُ أَی شَرَّط. و‌فی الحدیث: إِن كان فی شی‌ء شِفاءٌ ففی بَزْغَةِ الحَجَّام؛ البَزْغُ: الشَّرْطُ. و بَزَغَ دَمَهُ أَی أَساله؛ و منه قول الطرماح یصف ثوراً طعن الكلابَ بِقَرْنیهِ و هُما سلاحه: یَهُزُّ سِلاحاً لم یَرِثْها كَلالةً، یَشُكُّ بها مِنْها أُصُولَ المَغابِنِ یُساقِطُها تَتْرَی بِكُلِّ خَمِیلَةٍ، كبَزْغ البِیَطْر الثَّقْفِ رَهصَ الكَوادن و هذا البیت نسبه الجوهری للأَعشی و ردَّ علیه ابن بری و قال: هو للطِّرمّاحِ. و الرَّهْصُ: جمع رَهْصةٍ و هی مثل الوَقْرَة، و هی أَنْ یَدْوَی حافِرُ الدابةِ من حجر تَطَؤُه، و الكَوادِنُ: البَراذِینُ. و یقال للحدیدة التی یُشْرَطُ بها: مِبْزَغٌ و مِبْضَعٌ. قال أَبو عدنان: الوَخْزُ التَّبْزیغُ، و التبزیغ و التَّغْزِیبُ واحد، غَزَّبَ و بَزَّغَ. یقال: بَزَّغَ البَیْطارُ الحافر إِذا عَمَدَ إِلی أَشاعِرِهِ بِمبْضع فَوَخَزَه به وَخْزاً خَفِیًّا لا یبلُغ العَصَب فیكون دَواءً له، و أَما فَصْد عروق الدابّةِ و إِخْراجُ الدمِ منه فیقال له التودیج، یقال: ودِّجْ فَرَسَكَ. و قال الفراء: یقال للبَرْكِ مِبْزَغَةٌ و مِیزَغةٌ. و بَزِیغٌ: اسم فرس معروف.

بطغ؛ ج8، ص: 418

: بَطِغَ بالعَذِرة یَبْطَغُ بَطَغاً: تلطخ؛ قال رؤبة: لو لا دَبوقاءُ اسْتِه لم یبطخِ
(1). قوله [و الأبدغ إلخ] مثله للمجد حیث قال: و الأبدغ موضع. و عبارة یاقوت: أبذغ بالفتح ثم السكون و فتح الذال المعجمة و غین معجمة أیضاً: موضع فی حسبان أبی بكر بن درید
لسان العرب، ج‌8، ص: 419
و هو لغة فی بَدِغَ، و یروی لم یَبْدَغِ أَی لم یَتَلَطَّخْ بالعذرة. و بَطِغَ بالشی‌ء: تَلَطَّخَ به. و بَطِغَ بالأَرض أَی تَمَسَّحَ بها و تَزَحَّفَ. ابن الأَعرابی: أَزْقَنَ زیدٌ عمراً إِذا أَعانَه علی حِمْلِه لِیَنْهَضَ به، و مثله أَبْطَغَه و أَبْدَغَه و عَدَّلَه و لَوَّنَه و أَسْمَعَه و أَنْآهُ و نَوَّاه و حَوَّلَه: بمعنی أَعانَه.

بغغ؛ ج8، ص: 419

: البَغْبَغةُ و البَغْباغُ: حكایة بعض الهَدِیر؛ قال: برَجْسِ بَغْباغِ الهَدِیرِ البَهْبهِ «1» و البُغَیْبِغُ، علی لفظ التصغیر: التَّیْسُ من الظِّباء إِذا كان سَمِیناً. و بَغَّ الدمُ إِذا هاجَ. و مَشْرَبٌ بُغَیْبِغٌ: كثیر الماءِ. و ماءٌ بُغَیْبِغٌ: قَرِیبُ الرِّشاءِ. و البُغَیْبِغُ: البِئرُ القَرِیبُ الرّشاءِ. ابن الأَعرابی: بئْرٌ بُغْبُغٌ و بُغَیْبِغٌ قریب الرشاء؛ قال الشاعر: یا رُبَّ ماءٍ لَك بالأَجْبالِ، أَجبالِ سَلْمَی الشُّمَّخِ الطِّوالِ بُغَیْبِغٍ یُنْزَعُ بالعِقالِ، طامٍ علیه ورقُ الهدالِ لقرب رِشائه یعنی أَنه یُنزع بالعِقال لقِصَر الماء لأَن العقال قصیر؛ و قال أَبو محمد الحَذْلَمِی: فَصَیَّحَتْ بُغَیْبِغاً تُعادِیهْ ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِیهْ عافِیه: وارِدُه. و البُغَیْبِغةُ: ضَیْعةٌ بالمدینة لآل جعفر. التهذیب: و بُغَیْبِغةُ ماءٌ لآل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و هی عین كثیرة النخل غزیرة الماء. و البَغْبَغةُ: شُرْبُ الماء. و المُبَغْبِغُ: السرِیعُ العَجِلُ؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: یَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّلَقِ المُبَغْبِغِ.

بلغ؛ ج8، ص: 419

: بَلغَ الشی‌ءُ یَبْلُغُ بُلُوغاً و بَلاغاً: وصَلَ و انْتَهَی، و أَبْلَغَه هو إِبْلاغاً و بَلَّغَه تَبْلِیغاً؛ و قولُ أَبی قَیْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِیِّ: قالَتْ، و لَمْ تَقْصِدْ لِقِیلِ الخَنی: مَهْلًا فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعی إِنما هو من ذلك أَی قد انْتَهَیْتَ فیه و أَنْعَمْتَ. و تَبَلَّغَ بالشی‌ء: وصَلَ إِلی مُرادِه، و بَلَغَ مَبْلَغَ فلان و مَبْلَغَتَه. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: و اجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً و بلاغاً إِلی حین؛ البَلاغُ: ما یُتَبَلَّغُ به و یُتَوَصَّلُ إِلی الشی‌ء المطلوب. و البَلاغُ: ما بَلَغَكَ. و البَلاغُ: الكِفایةُ؛ و منه قول الراجز: تَزَجَّ مِنْ دُنْیاكَ بالبَلاغِ، و باكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ و تقول: له فی هذا بَلاغٌ و بُلْغةٌ و تَبَلُّغٌ أَی كِفایةٌ، و بَلَّغْتُ الرِّسالةَ. و البَلاغُ: الإِبْلاغُ. و فی التنزیل: إِلّٰا بَلٰاغاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِسٰالٰاتِهِ، أَی لا أَجِدُ مَنْجی إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ به. و الإِبلاغُ: الإِیصالُ، و كذلك التبْلِیغُ، و الاسم منه البَلاغُ، و بَلَّغْتُ الرِّسالةَ. التهذیب: یقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم یقوم مقام التبْلِیغِ. و‌فی الحدیث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا «2» من البلاغ فَلْیُبَلِّغْ عَنّا، یروی بفتح الباء و كسرها، و قیل: أَراد من المُبَلِّغِین، و أَبْلغْتُه و بَلَّغْتُه بمعنی واحد، و إِن كانت الروایة
(1). قوله [برجس] بهامش الأصل فی نسخة: بزجر. (2). قوله [رفعت عنا] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس: علینا، قال شارحه: و كذا فی العباب.
لسان العرب، ج‌8، ص: 420
من البلاغ بفتح الباء فله وجهان: أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن و السنن، و الوجهُ الآخر من ذوی البَلاغِ أی الذین بَلَّغُونا یعنی ذوی التبلیغ، فأَقام الاسم مقام المصدر الحقیقی كما تقول أَعْطَیْتُه عَطاء، و أَما الكسر فقال الهرویّ: أُراه من المُبالِغین فی التبْلیغ، بالَغَ یُبالِغُ مُبالَغةً و بِلاغاً إِذا اجْتَهد فی الأَمر، و المعنی‌فی الحدیث: كلُّ جماعةٍ أَو نفس تُبَلِّغُ عنا و تُذِیعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ و لْتَحْكِ.و أَما قوله عز و جل: هٰذٰا بَلٰاغٌ لِلنّٰاسِ وَ لِیُنْذَرُوا بِهِ، أَی أَنزلناه لیُنْذَر الناسُ به. و بَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ یدَه بِعِنانِ فرسه لیزید فی جَرْیِه. و بَلَغَ الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ علیه و التكلیفِ، و كذلك بَلَغَتِ الجاریةُ. التهذیب: بلغ الصبیُّ و الجاریة إِذا أَدْركا، و هما بالِغانِ. و قال الشافعی فی كتاب النكاح: جاریة بالِغٌ، بغیر هاء، هكذا روی الأَزهریّ عن عبد الملك عن الربیع عنه، قال الأَزهری: و الشافعی فَصِیحٌ حجة فی اللغة، قال: و سمعت فُصَحاء العرب یقولون جاریة بالغ، و هكذا قولهم امرأَة عاشِقٌ و لِحیةٌ ناصِلٌ، قال: و لو قال قائل جاریة بالغة لم یكن خطأً لأَنه الأَصل. و بَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِلیه و كذلك إِذا شارَفْتَ علیه؛ و منه قوله تعالی: فَإِذٰا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ*، أَی قارَبْنَه. و بَلَغَ النبْتُ: انتهَی. و تَبالَغ الدِّباغُ فی الجلد: انتهی فیه؛ عن أَبی حنیفة. و بَلَغتِ النخلةُ و غیرُها من الشجر: حان إدْراكُ ثمرها؛ عنه أَیضاً. و شی‌ءٌ بالغ أَی جیِّدٌ، و قد بلَغَ فی الجَوْدةِ مَبْلغاً. و یقال: أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بالفتح، أَی بالِغٌ من قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ. و أَمرٌ بالِغٌ و بَلْغٌ: نافِذٌ یَبْلُغُ أَین أُرِیدَ به؛ قال الحرث بن حِلِّزةَ: فهَداهُمْ بالأَسْودَیْنِ و أَمْرُ اللّٰهِ بَلْغٌ یَشْقَی به الأَشْقِیاءُ و جَیْشٌ بَلْغٌ كذلك. و یقال: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ و سِمْعٌ لا بِلْغٍ، و قد ینصب كل ذلك فیقال: سَمعاً لا بَلْغاً و سِمْعاً لا بِلْغاً، و ذلك إِذا سمعت أَمراً منكراً أَی یُسْمَعُ به و لا یَبْلُغُ. و العرب تقول للخبر یبلغ واحدَهم و لا یحققونه: سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَی نسمعه و لا یَبْلُغنا. و أَحْمَقُ بَلْغٌ و بِلْغٌ أَی هو من حَماقَتِه «1» یبلغ ما یریده، و قیل: بالغ فی الحُمْقِ، و أَتْبَعُوا فقالوا: بِلْغٌ مِلْغٌ. و قوله تعالی: أَمْ لَكُمْ أَیْمٰانٌ عَلَیْنٰا بٰالِغَةٌ؛ قال ثعلب: معناه مُوجَبَةٌ أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِیَ بها، و قال مرة: أَی قد انتهت إِلی غایتها، و قیل: یمینٌ بالغة أَی مؤكَّدةٌ. و المُبالَغةُ: أَن تَبْلُغَ فی الأَمر جُهْدَك. و یقال: بُلِغَ فلان أَی جُهِدَ؛ قال الراجز: إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها للسیفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها أَی مَجْهودُها «2» و أَحْسابُها شَجاعَتُها و قوّتُها و مَناقِبُها. و أَمرٌ بالغ: جید. و البَلاغةُ: الفَصاحةُ. و البَلْغُ و البِلْغُ: البَلِیغُ من الرجال. و رجل بَلِیغٌ و بَلْغٌ و بِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِیحُه یبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما فی قلبه، و الجمعُ بُلَغاءُ، و قد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَی صار بَلِیغاً. و قولٌ بَلِیغٌ: بالِغٌ و قد بَلُغَ. و البَلاغاتُ: كالوِشایاتِ. و البِلَغْنُ: البَلاغةُ؛ عن السیرافی، و مثَّل به سیبویه.
(1). قوله [من حماقته] عبارة القاموس: مع حماقته. (2). قوله [أی مجهودها] كذا بالأَصل، و لعله جهدت لیطابق بلغت،
لسان العرب، ج‌8، ص: 421
و البِلَغْنُ أَیضاً: النّمَّام؛ عن كراع. و البلغن: الذی یُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِیثَ بعض. و تَبَلَّغَ به مرضُه: اشتَّدّ. و بَلَغَ به البِلَغِینَ بكسر الباء و فتح اللام و تخفیفها؛ عن ابن الأَعرابی، إِذا اسْتَقْصَی فی شَتْمِه و أَذاهُ. و البُلَغِینُ و البِلَغِینُ. الدّاهیةُ: و‌فی الحدیث: أَن عائشة قالت لأَمیر المؤمنین علیّ، علیه السلام، حین أُخِذَتْ یومَ الجملِ: قد بَلَغْتَ مِنّا البِلَغِینَ [البُلَغِینَ؛ معناه أَنَّ الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا و بَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ، یروی بكسر الباء و ضمها مع فتح اللام، و هو مَثَلٌ، معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ. و قال أَبو عبید فی قولها قد بَلَغْتَ منا البِلَغِینَ [البُلَغِینَ: إنه مثل قولهم لَقِیتَ منا البُرَحِینَ و الأَقْوَرِینَ، و كل هذا من الدَّواهِی، قال ابن الأَثیر: و الأَصل فیه كأَنه قیل: خَطْبٌ بُلَغٌ و بِلَغٌ أَی بَلِیغٌ، و أَمْرٌ بُرَحٌ و بِرَحٌ أَی مُبَرِّح، ثم جمعا علی السلامة إِیذاناً بأَنَّ الخطوب فی شدّة نِكایَتِها بمنزلة العُقلاء الذین لهم قَصْد و تعمُّد. و بالَغَ فلان فی أَمْرِی إذا لم یُقَصِّر فیه. و البُلْغَةُ: ما یُتَبَلَّغُ به من العیش، زاد الأَزهری: و لا فَضْلَ فیه. و تَبَلَّغ بكذا أَی اكتفَی به. و بَلَّغَ الشیْبُ فی رأْسه: ظهر أَوّلَ ما یظهر، و قد ذكرت فی العین المهملة أَیضاً، قال: و زعم البصریون أَن ابن الأَعرابی صحّف فی نوادِرِه فقال مكان بَلَّعَ بَلَّغَ الشیبُ، فلما قیل له إِنه تصحیف قال: بَلَّعَ و بَلَّغَ. قال أَبو بكر الصُّولیُّ: و قرئ یوماً علی أَبی العباس ثعلب و أَنا حاضر هذا، فقال: الذی أَكتب بَلَّغ، كذا قال بالغین معجمة. و البالِغاءُ: الأَكارِعُ فی لغة أَهل المدینة، و هی بالفارسیة بایْها. و التَّبْلِغةُ: سَیْر یُدْرج علی السِّیَة حیث انتهی طرَفُ الوَتَر ثلاث مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَیْ یَثْبُتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنیفة جعل التبلغة اسماً كالتَّوْدِیةِ و التَّنْهِیةِ لیس بمصدر، فتفهَّمه.

بوغ؛ ج8، ص: 421

: البَوْغاءُ: التراب عامة، و قیل: هی التُّرْبَةُ الرّخوة التی كأَنها ذَرِیرةٌ؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: تَشُجُّ بها بَوْغاءَ قُفٍّ، و تارةً تَسُنُّ علیها تُرْبَ آمِلةٍ عُفْرِ یعنی كُثْبانَ رَمْلٍ؛ قال و قال آخر: لَعَمْرُكَ، لو لا أَرْبعٌ ما تَعَفَّرَتْ بِبَغدانَ، فی بَوْغائِها، القَدَمانِ و قیل: البَوْغاءُ التُّرابُ الهابی فی الهَواء، و قیل: هو التراب الذی یطیر من دقته إِذا مُسَّ؛ و فی حدیث سطیح: تَلُفُّه فی الرِّیحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ البَوْغاءُ: التراب الناعِمُ، و الدِّمَنُ: منه ما تَدَمَّنَ أَی تَجَمَّعَ و تَلَبَّدَ؛ قال ابن الأَثیر: و هذا اللفظ كأَنه من المقلوب تلفه الریح فی بوغاء الدمن؛ قال: و تشهد له الروایة الأُخری: تلفه الرِّیحُ ببوغاء الدمن و منه‌الحدیث فی أَرض المدینة: إِنما هی سِباخٌ و بَوْغاء.و بَوْغاءُ الناسِ: سَفِلَتُهم و حَمْقاهُم و طاشَتُهم. و البَوْغُ: الذی یكون فی أَجْوافِ الفِقَعةِ و هو من ذلك. و تَبَوَّغَ به الدمُ: هاجَ كتَبَیَّغَ، و تَبَوَّغَ الرجلُ بصاحبه فغلبه، و تَبَوَّغَ الدمُ بصاحبه فقتله. و حكی
لسان العرب، ج‌8، ص: 422
بعض الأَعراب: مَنْ هذا المُبَوَّغُ علیه و مَن هذا المُبَیَّغُ علیه؟ معناه لا یُحْسَدُ. و تَبَوَّغَ الشرُّ و تَبَوَّقَ إِذا اتَّسَعَ.

بیغ؛ ج8، ص: 422

: تَبَیَّغَ به الدمُ: هاجَ به، و ذلك حین تَظْهَرُ حُمْرَتُه فی البَدَن، و هو فی الشفة خاصّة البَیْغُ. أَبو زید: تَبَیَّغَ به النوْمُ إِذا غَلَبَه، و تبیَّغَ به الدمُ غَلبه، و تبیَّغَ به المرضُ غلبه. و قال شمر: تبیَّغَ به الدمُ أَن یَغْلِبَه حتی یَقْهَرَه، و قال بعض العرب: تبیَّغ به الدم أَی تَرَدَّدَ فیه الدم. و تبیغَ الماءُ إذا تَرَدَّدَ فتَحَیَّرَ فی مَجْراه مرّة كذا و مرّة كذا، و كذلك تَبَوَّحَ به الدمُ «1». و البَیْغُ توَقُّدُ الدم حتی یظهرَ فی العُروق. قال شمر: أَقْرأَنی ابن الأَعرابی لرؤبة: فاعْلَمْ و لیس الرَّأْیُ بالتَّبَیُّغِ و فسّر التبیُّغ من كل وجه كتَبَیُّغِ الداءِ إذا أَخذ فی جسده كله و اشتدّ؛ و قوله أَنشده ثعلب: و تَعْلَمْ نَزِیغاتُ الهَوَی أَنَّ وِدَّها تَبَیَّغَ مِنِّی كلَّ عَظْمٍ و مَفْصِلِ لم یفسره، و هو یحتمل أَن یكون فی معنی رَكِبَ فینتصب انتصاب المفعول، و یجوز أَن یكون فی معنی هاج و ثارَ فیكون التقدیر علی هذا: ثارَ منی علی كلِّ عَظْمٍ و مَفْصِلِ، فحذف علی و عدّی الفعل بعد حذف الحرف. و تبَیَّغَ به الدم غَلَبه و قَهَرَه كأَنه مقلوب عن البغی أَی تَبَغَّی مثل جَذَبَ و جَبَذَ و ما أَطْیَبَه و أَیْطَبَه؛ عن اللحیانی. و إِنك عالِمٌ و لا تُبَغْ أَی لا تَبَیَّغُ بك العینُ فتصیبك كما یَتَبَیَّغُ الدمُ بصاحبه فیقتله. و حكی بعض الأَعراب: مَنْ هذا المُبَوَّغُ علیه و مَن هذا المُبَیَّغُ علیه؟ معناه لا یُحْسَدُ. و‌فی الحدیث: علیكم بالحجامة لا یَتَبَیَّغْ بأَحدِكم الدمُ فیَقْتُلَه‌أَی لا یَتَهَیَّجْ، و قیل: أَصله من البَغْی، یرید تَبَغَّی فقدّم الیاء و أَخَّر الغین. و قال ابن الأَعرابی: تَبَیَّغَ و تَبَوَّغَ، بالواو و الیاء، و أصله من البَوْغاء و هو الترابُ إِذا ثار، فمعناه لا یَثُرْ بأَحدكم الدمُ. و‌فی الحدیث: إذا تَبَیَّغَ بأَحدكم الدمُ فَلْیَحْتَجِمْ.و‌فی حدیث ابن عمر: ابْغِنی خادِماً لا یكونُ قَحْماً فانیاً و لا صغیرا ضَرَعاً فقد تَبَیَّغَ بی الدمُ، و الله أَعلم.

فصل التاء المثناة؛ ج8، ص: 422

تسغ؛ ج8، ص: 422

: التَّسْغُ: لَطْخُ سَحابٍ رَقِیقٍ، و لیس بثبت.

تغغ؛ ج8، ص: 422

: التَّغْتَغةُ: حكایة صَوْت الحَلْی و تكون حكایة بعض الصوت، یقال: سمعت لهذا الحلی تَغْتَغةً إذا أَصاب بعضُه بعضاً فسمعت صوته. و التغْتَغةُ: ثِقَلٌ فی اللسان، و قد تَغْتَغَ. و التَّغْتَغةُ: إِخفاءُ الضحك. قال أَبو زید: تَغْتَغَ الضَّحِكَ تَغْتَغَةً إذا أَخْفاه. قال الأَزهریّ: قول اللیث فی التغتغة إِنه حكایة صوت الحلی تصحیف إِنما هو حكایة صوت الضَّحِك. و تَغْتَغَ الشیخُ: سقَطَتْ أَسْنانُه فلم یُفْهَمْ كلامهُ. و تِغ تِغ: حكایة صوت الضحك، قال الفراء: تقول سمعت طاقِ طاقِ لصوت الضرب، و تقول سمعت تِغ تِغ یریدون صوت الضحك، و قال أَیضاً: أَقبلوا تِغ تِغ و أَقبلوا قِه قِه إِذا قَرْقُروا بالضحك، و قد اتَّغَوْا بالضحك و اوْتَغَوْا.

توغ؛ ج8، ص: 422

: تاغَ هلك و أَتاغه الله، و كأَنه مقلوب من وتَغَ.
(1). قوله [و كذلك تبوّح به الدم] كذا فی الأَصل بحاء مهملة و لعله بغین معجمة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 423‌

فصل الثاء المثلثة؛ ج8، ص: 423

ثرغ؛ ج8، ص: 423

: الثَّرْغُ مَصَبُّ الماء فی الدَّلْو كالفَرْغِ، و جمعه ثُرُوغٌ، و حكی یعقوب أَن الثاء بدل من الفاء؛ قال ابن سیدة: و لا یعجبنی لأَنهم لا یكادون یتسعون فی المبدل بجمع و لا غیره. و ثُرُوغُ الدلو و فُروغُها: ما بین العَراقی، واحدُها فَرْغٌ و ثَرْغ.

ثغغ؛ ج8، ص: 423

: الثَّغْثَغةُ: عَضُّ الصبی قبل أَن یَشْقَأَ و یَثَّغِرَ. و المُثَغْثِغُ: الذی یَبُلُّ برِیقِهِ و لا یؤثِّر «2» و الثَّغْثَغة: الكلام الذی لا نِظامَ له. و المُثَغْثِغُ: الذی إِذا تكَلَّم حَرَّك أَسْنانه فی فِیِه و اضْطَرَبَ اضْطِراباً شدیداً فلم یُبَیِّنْ كلامَه؛ قال رؤبة: و عَضَّ عَضَّ الأَدْرَدِ المُثَغْثِغِ، بَعْدَ أَفانِینِ الشَّبابِ البُرْزُغِ

ثلغ؛ ج8، ص: 423

: ثَلَغَه بالعَصَا: ضربه؛ عن ابن الأَعرابی. و ثَلَغ الشی‌ءَ یَثْلَغُه ثَلْغاً: شدَخَه. و ثَلَغَ رأْسَه یَثْلَغُه ثَلْغاً: هَشَمَه و شدَخَه، و قیل: الثَّلْغُ فی الرَّطْبِ خاصَّة. و‌فی الحدیث: إذاً یَثْلَغُوا رأْسی كما تُثْلَغُ الخُبْزةُ؛ الثَّلْغُ: الشَّدْخُ، و قیل هو ضَرْبُك الشی‌ءَ الرطبَ بالشی‌ء الیابس حتی یَنْشَدِخَ. و‌فی حدیث الرؤْیا: فإِذا هو یَهْوی بالصخرة فَیَثْلَغُ بها رأْسَه؛ و قال رؤبة: كالفَقْعِ إنْ یُهْمَزْ بوَطْءٍ یُثْلَغِ و قد انْثَلَغَ و انْشَدَخَ بمعنی واحد. و المُثَلَّغُ من الرُّطَب: ما سَقَطَ من النخلة فانشدخ، و قیل: المثلَّغ من البُسْرِ و الرُّطَب الذی أَصابه المطر فأَسقطه من النخلة و دَقَّه، و قد تناثرت الثِّمار فَثُلِّغَتْ تَثْلِیغاً. و المُثَلَّغَةُ: الرُّطَبةُ المُعَرَّقة، و هی المَعْوة.

ثمغ؛ ج8، ص: 423

: الثَّمْغُ: الكَسْر فی الرَّطْب خاصّة، ثَمَغَه یَثْمَغُه ثَمْغاً. و ثَمَغَ رأْسَه بالعَصا ثَمْغاً: شدَخَه مثل ثَلَغَه. و الثَّمْغُ: خَلْطُ البیاضِ بالسواد؛ قال رؤبة: أَنْ لاحَ شَیْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ و ثَمَغ السوادُ و البیاضُ: اخْتَلَطا. و ثَمَغَ رأْسَه بالحِنَّاءِ و الخَلُوقِ یَثْمَغُه: غَمَسَه فأَكثر. و ثَمَغَ لِحْیَتَه فی الخِضابِ أَی غَمَسَها؛ و أَنشد: و لِحْیةٍ تُثْمَغُ فی خَلُوقِها و ثَمَغَ الثوبَ یَثْمَغُه ثَمْغاً: أَشْبَعَ صَبْغَه؛ قال الشاعر: تَرَكْتُ بَنی الغُزَیِّلِ غیر فَخْزٍ، كأَنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بِوَرْس قال ابن بری: و یجوز ثَمَّغْتُ الثوب، بالتشدید، و كذلك ثَمَّغْتُ الشَّعَر بالحِنَّاء. و یقال: ثَمَّغَ رأْسَه بالدُّهْن أَو بِخَلُوقٍ بَلَّه. و ثَمَّغَ الشی‌ءَ: كَسَرَه. و ثَمْغٌ: مال كان لعمر بن الخطاب، رضی الله عنه، فوقَفه. و‌فی حدیث صدَقةِ عمر: إن حَدَثَ به حادِثٌ إنَّ ثَمْغاً و صِرْمةَ ابن الأَكْوَعِ و كذا و كذا جعله وقفاً؛ هما مالان معروفان بالمدینة كانا لعمر بن الخطاب فوقَفهما.
(2). قوله [و لا یؤثر] زاد شارح القاموس فیما یعض لأنه لا أسنان له، قاله اللیث.
لسان العرب، ج‌8، ص: 424
و ثَمَغَةُ الجبل: أَعْلاه؛ قال الفراء: سمعت الكسائی یقول ثمغة الجبل، بالثاء، قال: و الذی سمعت أَنا نَمَغةُ، بالنون.

فصل الدال المهملة؛ ج8، ص: 424

دبغ؛ ج8، ص: 42

: دَبَغَ الجِلْد یَدْبَغُه و یَدْبُغُه یَدْبِغُه؛ الكسر عن اللحیانی، دَبْغاً و دِباغةً و دِباغاً، و الدَّبّاغُ محاول ذلك، و حِرْفَتُه الدِّباغةُ. و‌فی الحدیث: دِباغُها طَهُورُها.و الدِّبْغُ و الدِّباغُ و الدِّباغةُ و الدِّبْغةُ، بالكسر: ما یُدْبَغُ به الأَدِیمُ؛ الدِّباغةُ عن أَبی حنیفة، و المصدر الدَّبْغُ. یقال: الجلد فی الدِّباغ. و المَدْبَغةُ: موضع الدِّباغِ. التهذیب: و المَدْبَغةُ و المَنِیئةُ الجُلود التی ابْتُدِئَ بها فی الدِّباغِ. و أَدِیمٌ دَبِیغٌ: مَدْبُوغٌ. و الدَّبْغةُ، بالفتح: المرّة الواحدة، تقول: دَبَغْتُ الجلد فانْدَبَغَ.

دغغ؛ ج8، ص: 424

: الدَّغْدَغةُ فی البُضْعِ و غیره. التحْرِیكُ. و یقال للمَغْمُوزِ فی حسَبه أَو نسَبه: مُدَغْدَغٌ. و یقال: دَغْدَغَه بكلمة إذا طَعن علیه؛ قال رؤبة: علَیَّ إنِّی لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ «1» أَی لا یُطْعَن فی حَسبی.

دفغ؛ ج8، ص: 424

: الدَّفْغُ: حُطامُ الذُّرةِ و نُسافَتُها؛ قال الحرمازی: دُونَكِ بَوْغاءَ رِیاغَ الدَّفْغِ الرِّیاغُ: التراب المُدَقَّقُ، و الدَّفْغُ: أَلأَمُ مَوْضع فی الوادی و شرُّه تُراباً، و هذا الحرف فی كتاب النبات إنما هو الرَّفْغُ، بالراءِ؛ و أَنشد ابن بری هنا شعر الحِرْمازی، و أَنشد مُسْتَشْهِداً علی حُطام الذُّرة قول الشاعر: ذلك خَیْرٌ من حُطامِ الدَّفْغِ

دمغ؛ ج8، ص: 424

: الدِّماغُ: حَشْوُ الرأْسِ، و الجمع أَدْمِغةٌ و دُمُغٌ. و أُمّ الدِّماغِ: الهامةُ، و قیل: الجلدة الرَّقِیقةُ المشتملة علیه. و الدَّمْغُ: كسر الصَّاقُورةِ عن الدِّماغ. دَمَغَه یَدْمَغُه دَمْغاً، فهو مَدْموغٌ و دَمِیغٌ، و الجمع دَمْغی، و كذلك مَرَةٌ دَمِیغٌ من نِسْوةٍ دَمْغی؛ عن أَبی زید. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: رأَیت عَیْنَیْه عَیْنَیْ دَمِیغٍ؛ رجل دَمِیغٌ و مَدْموغ: خرج دِماغُه. و دَمَغَه: أَصابَ دِماغَه. و دَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حتی بَلَغَتِ الشجّةُ الدّماغ، و اسمها الدَّامِغةُ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: دامِغِ جَیْشاتِ الأَباطِیل‌أَی مُهْلِكِها. یقال: دَمَغَه دَمْغاً إذا أَصاب دِماغَه فقتله. و‌فی حدیث ذكر الشِّجاجِ: الدامغةُ التی انتهت إلی الدماغ، و الدَّامِغةُ من الشجاج التی تَهْشِمُ الدّماغ حتی لا تُبْقی شیئاً. و الشجاج عشرة: أَولها القاشرةُ و هی الحارِصةُ ثم الباضعةُ ثم الدّامیةُ ثم المُتَلاحِمةُ ثم السِّمْحاقُ ثم المُوضِحة ثم الهاشِمةُ ثم المُنَقِّلةُ ثم الآمّةُ ثم الدَّامِغة، و زاد أَبو عبید: الدّامِعةُ بعین مهملة بعد الدامیة. و دَمَغَتْه الشمسُ دَمْغاً: آلَمَتْ دِماغَه. و دَمِیغُ الشیطان: نَبْزُ رجل من العرب كان الشیطانُ دَمَغَه. و الدّامِغةُ: حَدِیدةٌ تُشَدُّ بها آخرةُ الرَّحل. الأَصمعی: یقال للحدیدة التی فوق مؤخَّرة الرحل الغاشِیةُ، و قال بعضهم: هی الدّامِغةُ؛ و قال
(1). قوله [علیّ إلخ] قبله: و احذر أقاویل العداة النزغ
لسان العرب، ج‌8، ص: 425
ذو الرمة: فَرُحْنا و قُمْنا، و الدَّوامِغُ تَلْتَظی علی العِیسِ من شَمْسٍ بَطِی‌ءٍ زَوالُها قال ابن شمیل: الدَّوامِغُ علی حاقِّ رُؤوس الأَحْناء من فوقها، واحِدتُها دامِغة، و ربما كانت من خشب و تُؤْسَرُ بالقِدِّ أَسْراً شدیداً، و هی الخَذارِیفُ، واحدها خُذْرُوف. و قد دَمَغَتِ المرأَةُ حَوِیَّتَها تَدْمَغُ دَمْغاً. قال الأَزهری: الدّامغة إذا كانت من حدید عُرِّضَت فوق طرَفَی الحِنْوَیْنِ و سُمِّرَتْ بمِسْمارین، و الخذاریفُ تشدّ علی رؤوس العَوارِضِ لئلا تتفَكَّكَ. أَبو عمرو: أَحْوَجْتُه إلی كذا و أَحْرَجْتُه و أَدْغَمْتُه و أَدْمَغْتُه و أَجْلَدْتُه و أَزْأَمْتُه بمعنًی واحد. و الدّامِغةُ: طَلْعةٌ طَوِیلةٌ صُلْبة تخرج من بین شَظِیّاتِ قُلْبِ النَّخْلة فَتُفْسِدُها إِن تُرِكَتْ، فإِذا عُلِم بها امْتُصِخَتْ، و القَهْرُ و الأَخْذُ من فوقُ دَمْغٌ كما یَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ. و دَمَغَه یَدْمَغُه دَمْغاً: غَلَبه و أَخذه من فوق. و فی التنزیل: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْبٰاطِلِ فَیَدْمَغُهُ؛ أَی یَعْلوه و یغلبه و یُبْطِله؛ قال الأَزهری: فَیَدْمَغُهُ فیذهب به ذَهابَ الصَّغارِ و الذُّلِّ. و أَدْمَغَ الرجلُ طَعامَه: ابتلَعه بعد المَضْغ، و قیل قَبْلَه، و هو أَشبه. و دَمَغَتِ الأَرضُ: أَكَلتْ؛ عن ابن الأَعرابی. و حكی اللحیانی: دَمَغَهم بمُطْفِئةِ الرَّضْف، یعنی بمُطْفئة الرضْف الشاةَ المهْزولة، و لم یفسر دمغهم إلا أَن یَعْنی غَلَبَهم.

دمرغ؛ ج8، ص: 425

: الدُّمَّرِغُ: الرجلُ الشدیدُ الحُمْرة. قال ابن سیدة، و أَری اللحیانی قال أَبْیَضُ دُمَّرِغٌ أَی شدید البیاضِ، شكَّ فیه الطوسِی.

دنغ؛ ج8، ص: 425

: الدَّنِغُ: من سَفِلةِ الناس. رجلٌ دَنِغٌ من قوم دَنَغةٍ نادِرٌ لأَن فَعَلة جمعاً إِنما هو تكسیر فاعِلٍ، و هم السُّفّالُ الأَرْذالُ.

دوغ؛ ج8، ص: 425

: قال ابن الفرج: سمعت سلیمان الكلابی یقول: داغَ القومُ و داكُوا إِذا عَمَّهم المرَضُ، و القومُ فی دَوْغةٍ من المرض و دَوكة إِذا عَمَّهم و آذاهُم. و قال غیره: أَصابَتْنا دَوْغةٌ أَی بَرْد. و قال أَبو سعید: فی فلان دوغة و دَوْكة أَی حُمْقٌ.

فصل الذال المعجمة؛ ج8، ص: 425

ذلغ؛ ج8، ص: 425

: ذَلِغَ الرجل ذَلَغاً: تَشَقَّقَت شفتاه. و رجل أَذْلَغُ و أَذْلَغِیٌّ: غلیظ الشفةِ، و فی التهذیب: غلیظ الشفتین. و قال رجل من العرب: كان كُثَیِّرٌ أُذَیْلِغَ لا ینال خِلْفَ الناقة لِقصَره. و رجل أَذْلَغُ: مُتَقشِّر الشفةِ. و فی نوادر الأَعراب: دَلَعْتُ الطعامَ «1» و ذَلَغْتُه أَی أَكلته، و مثله اللَّغَف. و الأَذْلَغُ و الأَذْلَغِیُّ: الأَقْلَفُ؛ قال النابغة، الجعدی یهجو لیلی الأَخیلیة: دَعی عَنْكِ تَهْجاءَ الرِّجال، و أَقْبِلی علی أَذلَغِیٍّ یَمْلأُ اسْتَكِ فَیْشَلا قال ابن بری: و قیل الأَذلَغی منسوب إلی الأَذْلَغِ ابن شدَّاد من بنی عُبادةَ بن عقیل و كان نَكّاحاً. و ذَلِغَتْ شفَتُه تَذْلَغُ ذَلَغاً إِذا انقلبت، و هو الأَذْلَغُ. و ذَلِغَ الذَّكَرُ یَذْلَغُ: أَمْذی. و ذكَرٌ أَذلَغِیّ مَذَّاء؛ و أَنشد ابن بری:
(1). قوله [دلعت الطعام إلخ] كذا بالأصل هنا و تبعه شارح القاموس فجعل دلع بالعین المهملة، و فی مادة لغف: دلغت الطعام و ذلغته بغین معجمة فیهما.
لسان العرب، ج‌8، ص: 426
فَدَحَّها بأَذْلَغِیٍّ بَكْبَكِ، فصَرَخَتْ قد: جُزْتَ أَقصی المسْلكِ و یقال للذكر: أَذْلَغُ و أَذلَغِیّ؛ و أَنشد أَبو عمرو: و اكْتَشَفَتْ لِناشِئٍ دَمَكْمَكِ عن وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ، فَداسَها بأَذْلَغِیٍّ بَكْبَكِ قال: و یقال له مِذْلَغٌ أَیضاً. قال ابن بری: و قال الوزیر الأَذْلَغ الأَیْرُ الأَقشرُ، و یقال له أَیضاً مِذْلَغٌ؛ و قال كثیر المحاربی: لم أَرَ فیهمْ كَسُوَیْدٍ رامِحا، یَحْمِلُ عَرْداً كالمَصادِ زامِحا مُلَمْلَمَ الهامةِ یَضْحی قاسِحا، لَمّا رَأَی السَّوْداءَ هَبَّ جانِحا فَشامَ فیها مِذْلَغاً صُمادِحا فصَرَخَتْ: لقَد لَقِیتُ ناكِحا رَهْزاً دِراكاً یحْطِمُ الجَوانِحا قال الأَزهری: الذكر یسمی أَذْلَغَ إِذا اتْمَهَلَّ فصارت ثومَتُه مثل الشفة المنقلبة. ابن بری: و یقال قد تَذَلَّغَتِ الرُّطبةُ انقشر جلدها، و تَذَلَّغَ ظهر الجمل من الحِمْل إِذا انقشر جلده. و بنو الأَذلَغ: حَیٌّ.

فصل الراء المهملة؛ ج8، ص: 426

ربغ؛ ج8، ص: 426

: خذه بِرَبَغِه أَی بحدْثانِه و رُبّانِه، و قیل بأَصله. و الرَّبْغُ: التُّرابُ المدَقَّقُ كالرَّفْغِ. و الأَربَغُ: الكثیر من كل شی‌ء، و هی الرَّباغةُ. ابن الأَعرابی: الرَّبْغُ الرِّیُّ، و الإِرْباغُ إرْسال الإِبل علی الماء كلما شاءت وَرَدَتْ بلا وقت، هكذا رواه أَبو عبید، و الصحیح الإِرْباعُ، بالعین المهملة، و قد تقدَّم، و تقول منه: أَرْبَغَها فهی مُرْبَغةٌ، و قد ربَغَتْ هی. و یقال: تُرِكَتْ إِبلُها هَمَلًا مُرْبَغةً، و فی التهذیب: هَمَلًا مُرْبَغاً. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: هَلْ لك فی ناقتین مُرْبَغَتَینِ سمینتین‌أَی مُخصِبَتین؛ الإِرْباغُ: إِرسال الإِبل علی الماء تَرِدُه أَیَّ وقت شاءت، أَراد ناقتین قد أَرْبَغَتا حتی أَخصَبت أَبْدانُهما و سَمِنتا. و عَیشٌ رابِغٌ رافِغٌ أَی ناعِم. و رَبَغَ القومُ فی النعیم إِذا أَقاموا فیه. و قال أَبو سعید فی قوله‌فی الحدیث: إِنَّ الشیطانَ قد أَرْبَغَ فی قلوبكم و عَشَّشَ‌أَی أَقام علی فَساد اتَّسع له المُقامُ معه. قال: و الرَّابِغُ الذی یُقیم علی أَمْر ممْكِن له. ابن بری: و رابِغٌ وادٍ یَقْطَعُه الحاجُّ بین البَزْواءِ و الجُحْفةِ دُون عَزْوَر؛ قال كُثَیِّر: أَقولُ، و قدْ جاوَزْنَ مِنْ عَیْنِ رابِغٍ مَهامِهَ غُبْراً یَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها و فی الحدیث ذكر رابغ، بكسر الباء، بطن وادٍ عند الجحفة. و یَرْبَغُ و أَرباغ: موضعان؛ قال الشَّنْفَرَی: و أُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِی سَراتَهم، و أُسْلِكُ خِلًّا بَیْنَ أَرْباغَ و السَّرْدِ

رثغ؛ ج8، ص: 426

: الرَّثَغُ: لغة فی اللَّثَغِ.

ردغ؛ ج8، ص: 426

: الرَّدْغُ و الرَّدَغةُ و الرَّدْغةُ، بالهاء: الماء و الطین و الوَحَل الكثیر الشدیدُ؛ الفتح عن كراع، و الجمع رِداغٌ و رَدَغٌ. و مكان رَدِغٌ: وَحِلٌ. و ارتَدغَ الرجلُ: وقَعَ فی الرِّداغِ أَو فی الرَّدْغةِ. و‌فی حدیث شدَّاد بن أَوس: أَنه تخلف عن الجمعة فی یوم
لسان العرب، ج‌8، ص: 427
مطرٍ و قال مَنَعَنا هذا الرِّداغُ عن الجمعة؛ الرَّدَغةُ: الطین، و یروی بالزای بدل الدال و هی بمعناه، و قال أَبو زید: هی الرَّدَغةُ و قد جاء رَدْغة. و فی مثل من المُعایاة قالوا: ضَأْنٌ بذی تُناتِضَةَ یَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ و إِرْخاء، یسكنون دال الردْغة فی هذه وحدها و لا یسكنونها فی غیرها. و‌فی الحدیث: إِذا كنتم فی الرِّداغ أَو الثلْجِ و حضرتِ الصلاةُ فأَوْمِئوا إِیماء.و‌فی الحدیث: مَنْ قال فی مُؤمن ما لیس فیه حَبَسه اللهُ فی رَدَغَةِ الخَبالِ؛ جاء تفسیرها فی الحدیث أَنها عُصارةُ أَهلِ النار، و قیل: هو الطین و الوَحَلُ الكثیرُ. و‌فی حدیث حسان بن عطیّةَ: من قَفا مؤمناً بما لیس فیه وقَفَه الله فی رَدْغةِ الخَبال.و‌فی الحدیث: من شرِبَ الخمرَ سَقاه الله من رَدْغةِ الخَبال.و‌فی الحدیث: خَطَبَنَا فی یوْمٍ ذی رَدْغٍ.و رَدَغَت السماءُ: مثلُ رَزَغَتْ. و الرَّدِیغُ: الأَحمق الضعیفُ. و المَرْدَغةُ: الرَّوْضةُ البَهِیَّةُ. و المَرْدغةُ: ما بین العُنقِ إلی التَّرْقُوةِ، و الجمعُ المَرادِغُ، و قیل: المَرْدَغَةُ من العنق اللحْمةُ التی تلی مؤخَّر الناهِضِ من وسَط العَضُدِ إلی المِرْفق. ابن الأَعرابی المَرْدَغةُ اللحْمةُ التی بین وابِلةِ الكتفِ و جَناجِنِ الصدر. و‌فی حدیث الشعبی: دخلْتُ علی مُصْعَبِ بن الزبیر فَدَنَوْتُ منه حتی وَقَعَتْ یدی علی مَرادِغه؛ هی ما بین العنق إلی الترقوة، و قیل: لحم الصدر، الواحدة مَرْدَغةٌ، و قیل المَرادِغُ البآدِلُ و هی أَسفل التَّرْقُوَتَیْنِ فی جانِبی الصدْر. قال ابن شمیل: إِذا سَمِنَ البعیر كانت له مَرادِغُ فی بطنه و علی فُرُوعِ كتِفَیْه، و ذلك أَنّ الشحم یَتَراكَبُ علیها كالأَرانِبِ الجُثُومِ، و إِذا لم تكن سَمِینةً فلا مَرْدَغَةَ هناك. و یقال: إنّ ناقتك ذاتُ مَرادِغَ، و جملك ذو مَرادِغَ.

رزغ؛ ج8، ص: 427

: الرَّزْغُ: الماءُ القلیل فی المَسایِلِ و الثِّمادِ و الحِساءِ و نحوها، و الرَّزَغةُ أَقل من الرَّدَغةِ، و فی التهذیب: أَشدُّ من الردغة. و الرَّزَغةُ، بالفتح: الطین الرقیق و الوحَلُ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن سمرة أَنه قال فی یوم جمعة: ما خطَبَ أَمیرُكم الیومَ؟ فقیل: أَ ما جَمَّعْتَ؟ فقال: مَنَعَنا هذا الرَّزَغُ؛ أَبو عمرو و غیره: الرَّزَغُ الطین و الرُّطوبةُ، و قیل: هو الماء و الوحَلُ، و أَرْزَغَتِ السماء، فی مُرْزِغةٌ. و‌فی الحدیث الآخر: خَطَبَنَا فی یومٍ ذی رَزَغٍ، و روی الحدیثان بالدال، و قد تقدم. و‌فی حدیث خُفافِ بن نُدْبةَ: إن تُرْزِغِ الأَمْطارُ غیثاً.و الرَّزِغُ و الرَّازِغُ: المُرْتَطِمُ فیها. و أَرْزَغَت السماء و أَرزغَ المطرُ: كان منه ما یَبُلُّ الأَرضَ، و قیل: أَرْزَغَ المطرُ الأَرضَ إِذا بلَّها و بالَغ و لم یَسِلْ؛ قال طرفةُ یهجو، و فی التهذیب یمدح رجلًا: و أَنْتَ، علی الأَدْنی، شَمالٌ عَرِیَّةٌ شَآمِیةٌ تَزْوی الوُجُوهَ بَلِیلُ و أَنْتَ، علی الأَقْصی، صَباً غیرُ قَرّةٍ تَذاءَبُ منها مُرْزِغٌ و مُسِیلُ یقول: أَنت للبُعداء كالصَّبا تَسوقُ السّحابَ من كل وجه فیكون منها مطر مُرْزِغ و مطر مُسِیل، و هو الذی یُسِیلُ الأَوْدِیةَ و التِّلاعَ، فمن رواه تذاءبَ بالفتح جعله للمُرْزِغِ، و من رفع جعله للصَّبا، ثم قال منها مُرزغ و منها مُسیل. و أَرزَغَ الرجلَ: لطَّخه بعَیْب و أَرْزَغَ فیه إرْزاغاً
لسان العرب، ج‌8، ص: 428
و أَغْمَز فیه إغمازاً: اسْتَضْعَفه و احْتَقَره و عابَه؛ قال رؤبة: إذا المَنایا انْتَبْنَه لم یَصْدُغِ، ثُمَّتَ أَعْطَی الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ، فالحَرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ و هذا الرجز أَورده الجوهریّ: و أَعْطی الذِّلَّة؛ قال ابن بری: صوابه‌ثمت أَعطی الذلّ … و یقال: احْتَفَرَ القومُ حتی أَرْزَغوا أَی بلغوا الطینَ الرطْبَ.

رسغ؛ ج8، ص: 428

: الرُسْغُ: مَفْصِلُ ما بین الكفّ و الذِّراع، و قیل: الرُّسْغُ مُجْتَمَعُ الساقین و القدمین، و قیل: هو مَفْصِلُ ما بین الساعد و الكفِّ و الساقِ و القدمِ، و قیل: هو الموضع المُسْتَدِقُّ الذی بین الحافِر و مَوْصِلِ الوَظِیفِ من الید و الرجل، و كذلك هو من كل دابّة، و هو الرُّسُغُ، بالتحریك أَیضاً مثل عُسْر و عُسُرٍ؛ قال العجاج: فی رُسُغٍ لا یَتَشَكّی الحَوْشَبا، مُسْتَبْطِناً مع الصَّمِیمِ عَصَبا و الجمعُ أَرْساغٌ. و رَسَغَ البعیرَ: شدَّ رُسْغَ یدیه بخیط. و الرُّسْغُ و الرِّساغُ: ما شُدَّ بهما، و قیل: الرُّسْغُ حبل یُشَدُّ به البعیر شَدّاً شدیداً فیمنعه أَن یَنْبَعِثَ فی المَشْی، و جمعه رِساغٌ. التهذیب: الرِّساغُ حبل یشدُّ فی رُسْغَی البعیر إذا قُیِّدَ به، و الرَّسَغُ: اسْتِرْخاءٌ فی قَوائِمِ البعیر. و الرِّساغُ: مُراسَعةُ الصَّرِیعین فی الصِّراع إذا أَخذ أَرساغَهما. ابن بُزُرْج: ارْتَسَغَ فلان علی عِیالِه إِذا وسَّعَ علیهم النَّفَقَةَ. و یقال: ارْتَسِغْ علی عیالِك و لا تُقتِّرُ. و إِنه مُرَسَّغٌ علیه فی العیش أَی مُوَسَّعٌ علیه. و عیشٌ رَسِیغٌ: واسِعٌ. و طعام رَسِیغٌ: كثیر. و أَصابَ الأَرضَ مطر فَرَسَّغَ أَی بلغ الماءُ الرُّسْغَ أَو حفره حافر فبلغ الثَّرَی قَدْرَ رُسْغه، و كذلك أَرْسَغَ؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: رَسَّغَ المطرُ كثر حتی غاب فیه الرُّسْغُ. قال ابن الأَعرابی: أَصابَنا مطر مُرَسِّغٌ إذا ثَرَّی الأَرضَ حتی تَبْلُغَ یَدُ الحافِر عنه إلی أَرْساغِه.

رصغ؛ ج8، ص: 428

: الرُّصْغُ: لغة فی الرُّسْغ معروفة، قال ابن السكیت: هو الرسغ، بالسین، و الرِّساغُ و الرِّصاغُ: حبل یشدُّ فی رُسْغ الدابّة شدیداً إلی وَتِد أَو غیره و یمنع البعیر من الانْبعاث فی المشی، و هو بالصاد لغة العامة.

رغغ؛ ج8، ص: 428

: الرَّغِیغةُ: طعام مثل الحَسا یُصْنَع بالتمر؛ قال: أَوْسُ بن حجر: لقد عَلِمَتْ أَسَدٌ أَنَّنا لَهُمْ نُصُرٌ، و لنِعْمَ النُّصُرْ فكَیْفَ وجَدْتُمْ، و قد ذُقْتُمُ رَغِیغَتَكُمْ بَیْنَ حُلْوٍ و مُرْ؟ و الرَّغِیغَةُ: ما علی الزُّبْدِ و هو ما یُسْلأُ من اللبن مثل الرَّغْوةِ، و قیل: الرَّغِیغةُ لبن یغلی و یُذَرُّ علیه دقیق یتخذ للنُّفَساء، و قیل: هو طعام یتخذ للنفساء. ابن الأَعرابی: الرغیغة لبن یُطْبخ، و أَنشد بیت أَوس؛ قال الأَصمعی: كنی بالرغِیغةِ عن الوقْعةِ أَی ذُقْتم طَعْمَها فكیف وجدتموها. و الرَّغْرَغَةُ: أَن تشرَبَ الإِبلُ الماء كلَّ یوم، و قیل: كل یوم متی شاءت، و هو مثل الرَّفْهِ، و قیل: هی
لسان العرب، ج‌8، ص: 429
أَن تَرَدَّدَ علی الماء فی كل یوم مراراً، و قیل: هو أَن یسقِیَها یوماً بالغداة و یوماً بالعشیّ. الأَصمعی فی رَدِّ الإِبل قال: إِذا رَدَّدَها علی الماء فی الیوم مِراراً فذلك الرَّغْرَغةُ. و قال ابن الأَعرابی: المَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الماء كلما شاءت، یعنی الإِبل، و الرَّغْرَغةُ هو أَن یسقیها سقیاً لیس بتامٍّ و لا كافٍ. و رَغْرَغَ أَمْراً: أَخْفاه. و الرّغرغةُ: رَفاغةُ العیشِ؛ و أَنشد ابن بری لبشر بن النّكْث: حَلا غُثاءُ الرَّاسِیاتِ فَهَدَرْ رَغْرَغةً رَفْهاً، إذا الوِردُ حَضَرْ الفراء: إذا كان العجین رقیقاً فهو الضَّغِیغةُ و الرَّغِیغةُ. ابن بری: الرَّغِیغةُ عُشْبٌ ناعِمٌ. و المُرَغْرَغُ: غَزْل لم یُبْرَمْ.

رفغ؛ ج8، ص: 429

: الرَّفْغُ و الرُّفْغُ: أُصُولُ الفَخِذیْنِ من باطن و هما ما اكْتَنَفَا أَعالی جانِبَی العانةِ عند مُلْتَقَی أَعالی بَواطِنِ الفخذین و أَعلی البطن، و هما أَیْضاً أُصول الإِبْطَیْنِ، و قیل: الرُّفْغ من باطن الفَخذِ عند الأُرْبِیَّةِ، و الجمع أَرْفُغٌ و أَرْفاغٌ و رِفاغٌ؛ قال الشاعر: قد زَوَّجُونی جَیْأَلًا، فیها حَدَبْ، دَقِیقةَ الأَرْفاغِ ضَخْماءَ الرُّكَبْ و ناقةٌ رَفْغاءُ: واسِعةُ الرُّفْغِ. و ناقة رفِغةٌ: قَرِحةُ الرفْغَیْنِ. و الرَّفْغاءُ من النساء: الدَّقِیقةُ الفَخِذیْن المُعِیقةُ «2». الرّفْغَیْنِ الصغیرة المَتاعِ. و قال ابن الأَعرابی: المَرافِغُ أُصول الیدین و الفخذین لا واحد لها من لفظها. و الأَرْفاغُ: المَغابنُ من الآباط و أُصولِ الفخذین و الحوالِبِ و غیرها من مَطاوِی الأَعْضاء و ما یجتمع فیه الوَسَخُ و العَرَقُ. و المَرْفُوغةُ: التی التَزَقَ خِتانُها صغیرة فلا یصل إِلیها الرِّجال. و الرُّفْغُ: وسَخُ الظفُر، و قیل: الوسخ الذی بین الأُنْملة و الظُّفُرِ، و قیل: الرُّفْغ كل موضع یجتمع فیه الوسخ كالإِبْط و العُكْنةِ و نحوهما. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، صلَّی فأَوْهَم فی صلاتِه فقیل له: یا رسولَ الله كأَنك قد أَوْهَمْتَ، قال: و كیف لا أُوهِمُ و رُفْغُ أَحدِكم بین ظُفُرِه و أُنْمُلَتِه؟ قال الأَصمعی: جمْع الرُّفْغ أَرْفاغٌ و هی الآباطُ و المَغابِنُ من الجسد یكون ذلك فی الإِبلِ و الناسِ؛ قال أَبو عبید: و معناه فی هذا الحدیث ما بین الأُنثیین و أُصول الفخذین و هی المَغابِنُ، و مما یُبَیِّنُ ذلك‌حدیث عمر: إِذا التقی الرُّفْغانِ فقد وجَبَ الغُسْلُ، یرید إذا التقی ذلك من الرجلِ و المرأَةِ و لا یكون هذا إلَّا بعد التقاء الخِتانَیْنِ، قال: و معنی الحدیث الأَوَّل أَنَّ أَحدهم یحك ذلك المَوْضِعَ من جسده فیَعْلَقُ دَرَنه و وسَخُه بأَصابعه فیبقی بین الظفر و الأُنملة، و إِنما أَنْكَرَ من هذا طُولَ الأَظفار و تركَ قَصِّها حتی تطولَ، و أَراد بالرُّفْغ هاهنا وسَخَ الظفر كأَنه قال و وسَخُ رُفْغ أَحدِكم، و المعنی أَنكم لا تُقَلِّمُونَ أَظْفاركم ثم تحكون أَرْفاغَكم فیَعْلَقُ بها ما فیها من الوَسخ، و الله أَعلم؛ قلت: و قوله فی تفسیر الحدیث لا یكون التقاء الرُّفْغَیْنِ من الرجل و المرأَة إلَّا بعد التقاء الخِتانَیْن فیه نظر لأَنه قد یمكن أَن یلتقی الرفغان و لا یلتقی الخِتانان، و لكنه أَراد الغالب من هذه الحالة، و الله أَعلم. و الرُّفْغان:
(2). قوله [المعیقة] كذا ضبط بالأَصل، و هو فی القاموس بلا ضبط، و بهامش شارحه ما نصه: قوله المعیقة یظهر أن المیم من زیادة الناسخ فی المتن و حقه العیقة كضیقة بتشدید الیاء علی فیعلة من عوق، و فی اللسان عیق إتباع لضیق أی بشد الیاء فیهما، فی ضیقة تعویق للرجل عن حاجته، قاله نصر
لسان العرب، ج‌8، ص: 430
أَصْلا الفخذین. و‌فی الحدیث: عشر من السنة كذا و كذا و نَتْفُ الرُّفْغَیْن‌أَی الإِبْطین، و جعل الفراء الرفغین الإِبطین فی قوله‌فی الحدیث: عشر من السنة منها تقلیم الأَظْفار و نَتْفُ الرُّفْغَیْنِ؛ و هو‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: و نَتْفُ الإِبْطِ، و هو مروی‌عن أَبی هریرة أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: خمس من الفِطْرةِ: الاسْتِحْدادُ و الخِتانُ و قَصُّ الشارِب و نتفُ الإِبْطِ و تَقْلِیمُ الأَظفارِ.ابن شمیل: و الرُّفْغُ من المرأَة ما حولَ فرجها. و قال أَعرابی: تَرَفَّغَ الرجلُ المرأَةَ إذا قعد بین فخذیها لِیَطأَها، و فی موضع آخر: رَفَغَ الرجلُ المرأَةَ إِذا قعد بین فخذیها. و یقال: تَرَفَّغَ فلان فوق البعیر إِذا خشی أَن یَرْمِیَ به فلَفَّ رجْلَیه عند ثِیلِ البعیر. و الرَّفْغُ: تِبْنُ الذُّرةِ؛ قال الشاعر: دُونكِ بوغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ و الرَّفْغُ: أَسفلُ الفلاةِ و أَسفلُ الوادِی. و الرَّفْغُ أَیضاً: المكان الجَدْبُ الرَّقِیقُ المُقارِبُ. و الرَّفْغُ: الأَرضُ الكثیرةُ التُّراب. و جاءَ فلان بمال كرَفْغِ التراب فی كثرته. و تراب رَفْغٌ و طعامٌ رَفْغٌ: لَیِّن. قال بعضهم: أَصل الرَّفْغِ اللِّینُ و السُّهولةُ. و الرَّفْغُ: الناحیةُ؛ عن الأَخفش؛ و قول أَبی ذؤَیب: أَتی قَرْیةً كانَتْ كثیراً طَعامُها، كرَفْغِ التُّرابِ، كلُّ شی‌ءٍ یَمیرُها یُفَسَّر بجمیع ذلك أَو بعامَّتِه. ابن الأَعرابی: یقال هو فی رَفْغٍ من قومه و فی رَفْغٍ من القریةِ إذا كان فی ناحیةٍ منها و لیس فی وسَط قومه. و الرَّفْغُ: السِّقاءُ الرَّقِیقُ المُقارِبُ. و الرَّفْغُ أَلأَمُ موْضِعٍ فی الوادِی و شَرُّه تُراباً. و أَرْفاغُ الناسِ: أَلائمهُم و سُفَّالُهم، الواحد رَفْغٌ. و قال أَبو حنیفة: أَرْفاغ الوادِی جَوانِبُه. و الرَّفْغ: الأَرضُ السَّهْلة، و جمعها رِفاغٌ. و الرَّفْغُ و الرَّفاغةُ و الرَّفاغِیةُ: سَعةُ العَیْشِ و الخِصْبُ و السَّعةُ. و عیشٌ أَرْفَغ و رافِغٌ و رفِیغٌ: خصیبٌ واسِعٌ طیِّب. و رَفُغَ عیشُه، بالضم، رَفاغةً: اتَّسَعَ. و تَرَفَّغَ الرجلُ: تَوَسَّعَ. و إنه لفی رَفاغةٍ و رَفاغِیةٍ من العیش مثل ثمانیة؛ و أَنشد: تحتَ دُجُنَّاتِ النعیم الأَرْفَغِ و الرُّفَغْنِیةُ و الرُّفَهْنِیةُ: سعة العیش. و‌فی حدیث علیّ: أَرْفَغَ لكم المَعاشَ‌أَی أَوْسَعَ، و‌فی حدیثه: النَّعَم الرَّوافِغُ، جمع رافِغةٍ. و الأَرْفَغُ: موضِعٌ.

رمغ؛ ج8، ص: 430

: رَمَغَ الشی‌ءَ یَرْمَغُه رَمْغاً: دَلَكَه بیدِه كما تَدْلُك الأَدِیمَ و نحوَه. و رُماغٌ و رِماغٌ: موضعٌ.

روغ؛ ج8، ص: 430

: راغَ یرُوغُ رَوْغاً و رَوَغاناً: حادَ. و راغ إلی كذا أَی مالَ إلیه سِرّاً و حادَ. و فلان یُراوِغ فلاناً إذا كان یَحِیدُ عما یُدِیرُه علیه و یُحایِصُه. و أراغَه هو و راوَغَه: خادَعَه. و راغَ الصْیدُ: ذهَب هاهُنا و هاهنا، و راغَ الثعْلَبُ. و فی المثل: رُوغِی جَعارِ و انْظُرِی أَین المَفَرُّ، و جَعارِ اسم الضَّبُعِ، و لا تَقُلْ رُوغِی إلَّا للمؤَنث، و الاسم منه الرَّواغُ، بالفتح. و أَراغَ و ارْتاغَ: بمعنی طَلَب و أَراد. تقول: أَرَغْتُ الصَیْدَ، و ما ذا تُرِیغُ أَی ما ترید و تطلب. و یقال: أَرِیغُونی إِراغَتَكم أَی
لسان العرب، ج‌8، ص: 431
اطْلُبونی طَلِبَتَكم. التهذیب: و فلان یُرِیغُ كذا و كذا و یُلِیصُه أَی یَطْلُبُه و یدیره؛ و أَنشد اللیث: یُدِیروننی عن سالِمٍ و أُرِیغُه، و جِلْدةُ بَیْن العَیْنِ و الأَنْفِ سالِمُ و تقول للرجل یَحومُ حَوْلَكَ: ما تُرِیغُ أَی ما تَطْلُب. و فلان یُدِیرُنی علی أَمر و أَنا أُرِیغُه؛ و منه قوله: یُرِیغُ سَوادَ عَیْنَیْهِ الغُرابُ أَی یَطْلُبُه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه سمع بكاء صبیّ فسأَل أُمه فقالت: إنی أُرِیغُه علی الطعام‌أَی أُدِیرُه علیه و أُرِیده منه. و یقال: فلان یُرِیغُنی علی أَمرٍ و عن أَمرٍ أَی یُراوِدُنی و یطلبه منی؛ و منه‌حدیث قیس: خرجت أُرِیغُ بعیراً شرَدَ منی‌أَی أَطلبه بكل طریق. و منه رَوَغانُ الثعلبِ، و فلان یُراوِغُ فی الأَمرِ مُراوَغةً، و تَراوَغَ القومُ أَی راوَغَ بعضُهم بعضاً. و الرَّوَّاغُ: الثعلب، و هو أَرْوَغُ من ثَعْلب. و راغَ إلیه یُسارُّه أَو یَضْرِبُه: أَقْبَلَ. و راغَ فلان إِلی فلان أَی مال إِلیه سرّاً؛ و منه قوله تعالی: فَرٰاغَ إِلیٰ أَهْلِهِ فَجٰاءَ بِعِجْلٍ سَمِینٍ، و قال تعالی: فَرٰاغَ عَلَیْهِمْ ضَرْباً بِالْیَمِینِ؛ كلُّ ذلك انحراف فی اسْتخفاء، و قیل: أَقْبَلَ، و قال الفراء فی قوله فَرٰاغَ إِلیٰ أَهْلِهِ: معناه رجَع إلی أَهلِه فی حال إِخْفاء منه لرُجُوعِه، و لا یقال للذی رجَع قد راغَ إلَّا أَن یكون مُخْفِیاً لرُجوعه. و قال فی قوله فَرٰاغَ عَلَیْهِمْ: مالَ علیهم و كأَنَّ الرَّوْغَ هاهنا أَی أَنه اعْتَلَّ علیهم رَوْغاً لِیَفْعَلَ بآلِهتِهِم ما فَعَل. و طریق رائِغٌ: مائِلٌ. و‌فی حدیث الأَحنف: فعَدَلْتُ إلی رائِغةٍ من رَوائِغِ المدینةِ‌أَی طریقٍ یَعْدِلُ و یَمِیلُ عن الطریقِ الأَعْظَمِ. قال: و منه قوله تعالی فَرٰاغَ عَلَیْهِمْ ضَرْباً، أَی مالَ و أَقْبَلَ. و رِواغةُ القومِ و رِیاغَتُهم: حیث یَصْطَرِعُون. و یقال: هذه ریاغةُ بنی فلان و رِواغَتُهم أَی حیث یَصْطَرِعُون، و أَصله رِواغةٌ صارت الواو یاء للكسرة قبلها. و المُراوَغةُ: المُصارَعةُ. و رَوَّغَ لُقْمَتَه فی الدَّسَم: غَمَسَها فیه كَرَوَّلَها. و‌فی الحدیث: إذا كَفَی أَحدَكم خادِمُه حَرَّ طعامِه فلْیُقْعِدْه معه و إلَّا فَلْیُرَوِّغْ له لُقْمةً‌أَی یُطْعِمْه لُقْمة مُشَرَّبةً من دَسَمِ الطَّعامِ. یقال رَوَّغَ فلان طَعامَه و مَرَّغه و سَغْبَلَه إِذا رَوَّاه دَسَماً. و تُرَوَّغُ الدابةُ فی التراب: تُمَرَّغُ «1».

ریغ؛ ج8، ص: 431

: الرِّیاغُ: الترابُ، و قیل: التراب المُدَقَّقُ. شمر: الرِّیاغُ الرَّهَجُ و التراب، قال رؤبة یصف عَیْراً و أُتُنَه: و إنْ أَثارَتْ من رِیاغٍ سَمْلَقا، تَهْوِی حَوامِیها به مُدَقَّقا قال الأَزهری: و أَحسَب الموضِع الذی یَتَمَرَّغُ فیه الدوابُّ سُمِّی مَراغاً من الرِّیاغِ، و هو الغُبارُ.

فصل الزای؛ ج8، ص: 431

زغغ؛ ج8، ص: 431

: الكسائی: زَغْزَغَ الرجلُ فما أَحْجَمَ أَی حَمَلَ فلم یَنْكُصْ، و لَقِیتُه فما زَغْزَغَ أَی فما أَحْجَمَ. قال الأَزهریّ: و لا أَدری أَ صحیح هو أَم لا. و زَغْزَغَ بالرجل: هَزِئَ به و سَخِرَ منه؛ و منه قول رؤبة: علیّ إنِّی لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ
(1). قوله [تروّغ و تمرّغ] كذا ضبط فی الأَصل بصیغة المبنی للمفعول، و فی القاموس: تروّغ الدابة تمرغت بالبناء للفاعل، قال شارحه: صوابه تروغت.
لسان العرب، ج‌8، ص: 432
أَی بالذی یُسْخَرُ منه. و الزَّغْزغةُ: أَن یَخْبَأَ الشی‌ءَ و یُخفِیَه. ابن بری: الزَّغْزَغَ المَغْمُوزُ فی حَسَبِه و نسَبِه، و الزَّغْزَغَةُ الخِفّةُ و النَّزَقُ، و رجلٌ زَغْزَغٌ منه. و الزُّغْزُغُ: ضَرْبٌ من الطیر. و زَغْزَغٌ: موضع بالشام، و ذكره ابن بری معرّفاً بالأَلف و اللام الزَّغْزغ. و یقال: كلمته بالزُّغْزُغِیَّةِ، و هی لغة لبعض العجم، و الله أَعلم.

زلغ؛ ج8، ص: 432

: زَلَغَه بالعصا: ضربه؛ عن ابن الأَعرابی. الأَزهری: أَما زَلَغَ فهو عندی مهمل، قال: و ذكر اللیث أَنه مستعمل و قال: تَزَلَّغَتْ رجْلی إذا تَشَقَّقَتْ. و التَّزَلُّغُ: الشقاق «2». قال الأَزهری: و المعروف تَزَلَّعَتْ یده و رِجله إذا تَشَقَّقَتْ، بالعین غیر معجمة، و من قال تَزَلَّغَتْ، بالغین المعجمة، فقد صحَّف.

زوغ؛ ج8، ص: 432

: زاغَ الطریق زَوْغاً و زَیْغاً: عَدَلَ، و الیاء أَفصح؛ أَنشد ابن جنی فی الواو: صَحا قَلْبی و أَقْصَرَ واعِظایَهْ، و عُلِّقَ وصْلَ أَزْوَغَ مِنْ عَظایَهْ جعل الزَّیَغانَ للعَظایةِ. و یقال: زاغَ فی كلّ ما جری فی المَنْطِقِ یَزُوغُ زَوَغاناً، و تقول: أَنت أَزَغْتَه فی كلّ ما جری فی المَنْطِقِ، و أَنا أُزِیغُه إزاغةً، و زاوَغْتُه مُزاوَغَةً و زِواغاً و زُغْتُ به زَوَغاناً.

زیغ؛ ج8، ص: 432

: الزَّیْغُ: المَیْلُ، زاغَ یَزِیغُ زَیْغاً و زَیَغاناً و زُیُوغاً و زَیْغُوغةً و أَزَغْتُه أَنا إزاغةً، و هو زائِغٌ من قوم زاغةٍ: مالَ. و قومٌ زاغةٌ عن الشی‌ء أَی زائغون. و قوله تعالی: رَبَّنٰا لٰا تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنٰا؛ أَی لا تُمِلْنا عن الهُدَی و القَصْدِ و لا تُضِلَّنا، و قیل: لٰا تُزِغْ قُلُوبَنٰا لا تَتَعَبَّدْنا بما یكون سبباً لزیغ قلوبِنا، و الواوُ لغة. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم لا تُزِغْ قَلْبی‌أَی لا تُمَیِّلْه عن الإِیمانِ. یقال: زاغَ عن الطریق یَزِیغُ إذا عدَلَ عنه. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَخافُ إِن تَرَكْتُ شیئاً من أَمرِه أَن أَزِیغَ‌أَی أَجُورَ و أَعْدِلَ عن الحقّ، و‌حدیث عائشة: وَ إِذْ زٰاغَتِ الْأَبْصٰارُ أَی مالَتْ عن مكانها كما یَعْرِضُ للإِنسان عند الخوف.و أَزاغه عن الطریق أَی أَمالَه. و زاغتِ الشمسُ تَزِیغُ زَیُوغاً، فهی زائِغةٌ: مالَتْ و زاغَتْ، و كذلك إِذا فاءَ الفی‌ءُ؛ قال الله تعالی: فَلَمّٰا زٰاغُوا أَزٰاغَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ. و زٰاغَ الْبَصَرُ أَی كَلَّ. و التَّزایُغُ: التَّمایُلُ، و خصَّ بعضُهم به التَّمایُلَ فی الأَسْنانِ. أَبو سعید: زَیَّغْتُ فلاناً تَزْیِیغاً إذا أَقَمْتَ زَیْغَه، قال: و هو مثل قولهم تَظَلَّمَ فلان من فلان فَظَلَّمَه تَظْلیماً. و الزَّاغُ: هذا الطائر، و جمعه الزِّیغانُ؛ قال الأَزهری: و لا أَدری أَ عربیّ أَم معرّب. و‌فی حدیث الحَكَمِ: أَنه رخَّصَ فی الزَّاغِ، قال: هو نوع من الغِرْبانِ صغیر. و تَزَیَّغَتِ المرأَةُ تَزَیُّغاً مثل تَزَیَّقَتْ تَزَیُّقاً إِذا تَزَیَّنَتْ و تَبَرَّجَتْ و تَلَبَّسَتْ كَتَزَیَّنَتْ؛ عن ابن الأَعرابی.

فصل السین المهملة؛ ج8، ص: 432

سبغ؛ ج8، ص: 432

: شی‌ء سابغٌ أَی كامِلٌ وافٍ. و سَبَغَ الشی‌ءُ یَسْبُغُ سُبُوغاً: طالَ إلی الأَرض و اتَّسَعَ، و أَسْبَغَه
(2). قوله [و التزلغ] كذا بالأَصل، و لعله الانشقاق أو التشقق.
لسان العرب، ج‌8، ص: 433
هو و سَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً و سَبَغَتِ الدِّرْعُ، و كلُّ شی‌ءٍ طالَ إلی الأَرض، فهو سابِغٌ. و قد أَسْبَغَ فلان ثَوْبَه أَی أَوسَعَه. و سَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ، بالضم، سُبُوغاً: اتسعت. و إِسْباغُ الوُضوءِ: المُبالَغة فیه و إتْمامُه. و نعمة سابِغةٌ، و أَسْبَغَ الله علیه النِّعْمةَ: أَكْمَلَها و أَتَمَّها و وسَّعَها. و إنهم لفی سَبْغةٍ من العَیْشِ أَی سَعةٍ. و دَلْوٌ سابِغةٌ: طویلة؛ قال: دَلْوُكَ دَلْوٌ، یا دُلَیْحُ، سابِغهْ فی كلِّ أَرْجاءِ القَلِیبِ والِغهْ و مطرٌ سابغٌ، و سَبَغَ المطرُ: دَنا إلی الأَرض و امتدّ؛ قال: یُسِیلُ الرُّبا، واهِی الكُلَی، عَرِصُ الذُّری، أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَی سابغِ القَطْرِ و ذنَبٌ سابِغٌ أَی وافٍ. و‌فی حدیث المُلاعَنةِ: إن جاءت به سابِغَ الأَلْیَتَیْنِ‌أَی عظِیمهما من سُبُوغِ الثوب و النِّعْمةِ. و السابِغةُ: الدِّرْعُ الواسِعةُ. و رجل مُسْبِغٌ: علیه دِرعٌ سابِغةٌ. و الدِّرْعُ السابِغةُ: التی تَجُرُّها فی الأَرض أَو علی كَعْبَیْكَ طُولًا و سَعةً؛ و أَنشد شمر لعبد الله بن الزبیر الأَسدی: و سابِغةٍ تَغْشَی البنانَ، كأَنَّها أَضاةٌ بِضحْضاحٍ من الماء ظاهِرِ و تَسْبِغةُ البَیْضةِ: ما تُوصَلُ به البَیْضةُ من حَلَقِ الدُّرُوعِ فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البیضةَ به تَسْبُغُ، و لوْلاه لكان بینها و بین جَیْبِ الدِّرْع خَلَلٌ و عوْرة. قال الأَصمعی: یقال بیضةٌ لها سابِغٌ؛ و قال النضر: تَسْبِغةُ البیض رُفُوفُها «1» من الزَّرَدِ أَسفَل البیضة یَقِی بها الرجلُ عُنقه، و یقال لذلك المِغْفَر أَیضاً؛ و قال أَبو وَجْزةَ فی التَّسْبِغةِ: و تَسْبِغة یَغْشَی المَناكِبَ رَیْعُها، لِدوادَ كانَتْ، نَسْجُها لَمْ یُهَلْهَلِ و‌فی حدیث قَتْلِ أُبَیِّ بن خَلَفٍ: زَجَلَه بالحربة فتَقَعُ فی تَرْقُوَتهِ تحت تَسْبِغةِ البیضة؛ التَّسْبِغةُ: شی‌ء من حَلَق الدُّرُوع و الزَّرَدِ یَعْلُقُ بالخُوذةِ دائراً معها لیسْتُر الرقبةَ و جَیْبَ الدِّرْع. و‌فی حدیث أَبی عبیدة، رضی الله عنه: إنَّ زَرَدَتَیْنِ من زَرَدِ التَّسْبِغةِ نَشِبَتا فی خَدّ النبی، صلی الله علیه و سلم، یوم أُحُد، و هی تَفْعِلة، مصدر سَبَّغَ من السُّبُوغ الشُّمُولِ؛ و منه‌الحدیث: كان اسم دِرْعِ النبی، صلی الله علیه و سلم، ذا السُّبُوغِ‌لِتَمامِها و سَعَتِها. و‌فی حدیث شریح: أَسْبِغُوا للیتِیم فی النفَقةِ‌أَی أَنفِقوا علیه تمام ما یحتاج إلیه و وسّعوا علیه فیها. و فحْلٌ سابِغٌ أَی طویلُ الجُرْدانِ، و ضدّه الكَمْشُ. و ناقة سابِغةُ الضُّلُوع و عجِیزةٌ سابِغةٌ و أَلْیَةٌ سابِغةٌ. و المُسَبَّغُ من الرَّمَل: ما زِیدَ علی جزئه حرف نحو فاعِلاتانْ من قوله: یا خَلِیلَیَّ ارْبَعا فاسْتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ فقوله: مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ؛ قال أَبو إِسحاق: معنی قولهم مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سابغاً، و الفرق بین المُسَبَّغِ و المُذَیَّلِ أَن المُسَبَّغَ زید علی ما یُزاحَفُ
(1). قوله [رفوفها] الذی فی شرح القاموس: رفرفها براءین، و فی الأساس: و سالت تسبغته علی سابغته و هی رفرف البیضة.
لسان العرب، ج‌8، ص: 434
مِثْلُه، و هو أَقلّ متحركات من المُذَیَّلِ، و هو زیادة علی سبب، و المُذَیَّلُ علی وَتِدٍ. قال أَبو إسحق: سُمِّی مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فاعلاتن إذا جاء تامّاً فهو سابغ، فإِذا زِدْتَ علی السابغ فهو مُسَبَّغ كما أَنك تقول لذی الفَضْل فاضِلٌ، و تقول للذی یكثر فضله فَضّالٌ و مُفَضَّلٌ. و سَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِیغاً، فهی مُسَبِّغٌ: أَلْقَتْ ولدها لغیر تمام، و قیل: أَلقته و قد أَشْعَر، و إذا كان ذلك عادةً فهی مِسْباغٌ. قال ابن درید: و لیس بمعروف. و قال صاحب العین: التسْبِیغُ فی جمیع الحَوامل مثلُه فی الناقة. و المُسَبَّغُ: الذی رمت به أُمُّه بعد ما نُفِخَ فیه الرُّوح؛ عن كراع. التهذیب: و سبَّغَتِ الناقة تَسْبیغاً فهی مُسَبِّغ إذا كانت كلما نَبَت علی ولدها فی بطنها الوَبَرُ أَجْهَضَتْه، و كذلك من الحوامِلِ كلِّها. أَبو عمرو: سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها و سَبَّغَتْ إذا أَلقَتْها.

سرغ؛ ج8، ص: 434

: ابن الأَعرابی: سُرُوغُ الكَرْمِ قُضْبانُه الرَّطْبةُ، الواحد سَرْغٌ. و سَرِغَ الرجل إذا أَكلَ القُطُوفَ من العنب بأُصُولها، و قال اللیث: هی السُّروع، بالعین، و قد تقدَّمت. و سَرْغٌ: موضع من الشام قیل إنه وادی تَبُوكَ، و قیل بقرب تبوك؛ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، و فی حدیث الطاعونِ: أَنه لما خرج إلی الشام حتی إذا كان بِسَرْغ لقِیَه الناسُ فأُخْبِرَ أَنَّ الوباءَ قد وقع بالشام؛ هی بسكون الراء و فتحها قَرْیة بِوادی تَبوك من طریق الشام، و قیل: هی علی ثلاث عشرة مَرْحَلةً من المدینة، و قیل: هو موضع یَقْربُ من رِیفِ الشام.

سغسغ؛ ج8، ص: 434

: سَغْسَغَ الدُّهْنَ فی رأْسه سَغْسَغةً و سِغْساغاً: أَدْخله تحتَ شعره. و سَغْسَغَ رأْسَه بالدُّهْنِ: رَوَّاه و وضَعَ علیه الدهنَ بكفیه و عصره لِیَتَشَرَّبَ؛ و أَنشد اللیث: إنْ لَمْ یَعُقْنی عائِقُ التَّسَغْسُغِ أَراد الإِیغالَ فی الأَرض، قال: و أَصله سَغَّغْتُه بثلاث غینات إلَّا أَنهم أَبدلوا من الغین الوسطی سیناً فرقاً بین فَعْلَلَ و فَعَّل، و إِنما أَرادوا السین دون سائر الحروف لأَن فی الحرف سیناً، و كذلك القول فی جمیع ما أَشبهه من المضاعف مثل لَقْلَقَ و عَثْعَثَ و كَعْكَعَ. و‌فی حدیث ابن عباس فی طیب المُحْرِمِ: أَما أَنا فأُسَغْسِغُه فی رأْسی‌أَی أُرَوِّیهِ، و یروی بالصاد، و سیجی‌ء. و سَغْسَغ الطعامَ سَغْسَغَة: أَوْسَعَه دَسَماً، و قد حكیت بالصاد. و‌فی حدیث واثلةَ: و صَنَعَ منه ثَریدةً ثم سَغْسَغَها، بالسین و الغین، أَی رَوَّاها بالدُّهْن و السَّمْنِ، و یروی بالشین. و سَغْسَغَ الشی‌ءَ فی التراب: دَحْرَجَه و دَسَّسَه فیه. و سَغْسَغَ الشی‌ءَ: حرَّكَه من موضعه مثل الوتدِ و ما أَشبهه. و سَغْسَغَتْ. ثَنِیَّتُه: تحرَّكت. و تَسَغْسَغَ من الأَمرِ: تَخَلَّصَ منه. و تَسَغْسَغَ فی الأَرض أَی دخل؛ قال رؤْبة: إلیكَ أَرْجُو مِن نَداكَ الأَسْبَغِ، إنْ لَمْ یَعُقْنی عائِقُ التَّسَغْسُغِ فی الأَرضِ، فارْقُبْنی و عَجْمَ المُضَّغِ قال: یعنی الموت، و قیل: أَراد الإِیغال فی الأَرض كما تقدّم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 435‌

سقغ؛ ج8، ص: 435

: أَنشد ابن جنی: قُبِّحْتِ من سالِفةٍ و مِنْ صُدُغْ، كأَنَّها كُشْیةُ ضَبٍّ فی سُقُغْ كذا رواه یونس عن أبی عمرو، و قال أَبو عمرو لیونس و قد رأَی منه ما یدل علی التوحش من هذا: لولا ذاك لم أَرْوِهما.

سلغ؛ ج8، ص: 435

: سَلَغَت الشاةُ و البقرةُ تَسْلَغُ سُلُوغاً، و هی سالِغٌ: تَمَّ سِمَنُها. و أَما ما حكی من قولهم صالِغٌ فعلی المُضارعةِ، و قیل: هی عَنْبَرِیة علی أَنَّ الأَصمعی قال: هی بالصاد لا غیر. و غنم سُلَّغٌ كَصُلَّغٍ. و سَلَغَ الحِمارُ: قَرِحَ. و سَلَغَتِ البقرةُ و الشاةُ تَسْلَغُ سُلُوغاً إذا أَسْقَطَتِ السِّنَّ التی خَلْفَ السَّدِیسِ، فهی یسالِغٌ، و صَلَغَتْ، فهی صالِغٌ، الأُنثی بغیر هاء، و ذلك فی السنة السادسة، و السُّلوغُ فی ذَوات الأَظْلافِ: بمنزلة البُزُولِ فی ذَواتِ الأَخْفافِ لأَنهما أَقصی أَسنانهما لأَنَّ ولد البقرة أَوَّلَ سنةٍ عِجْلٌ ثم تَبِیعٌ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِیٌّ ثم رَباعٌ ثم سَدِیسٌ ثم سالِغُ سَنةٍ و سالِغُ سَنَتَیْنِ إلی ما زاد، و ولد الشاةِ أَوّلَ حَمَلٌ أَو جَدْی ثم جَذَعٌ ثم ثَنِیٌّ ثم رَباعٌ ثم سَدِیسٌ ثم سالِغٌ؛ قال ابن بری عند قول الجوهری لأَنَّ ولد البقرة أَول سنة عِجْل ثم تَبیع ثم جذَع قال: صوابه أَولَ سنة عجل و تَبیعٌ لأَنَّ التبیع لأَوّل سنةٍ و الجذَع للثانیة فیكون السالغ هو السادس، و قد ذكر الجوهری فی ترجمة تبع أَنّ التبیع لأَول سنة فیكون الجذَع علی هذا للسنة الثانیة. و سَلَغتِ الشاةُ إذا طَلع نابُها. و سَلَغَ رأْسَه: لغة فی ثَلَغَه. و أَحْمرُ أَسْلَغُ: شدید الحُمْرةِ، بالَغُوا به كما قالوا أَحمر قانئٌ. ابن الأَعرابی: رأَیته كاذِباً ماتِعاً أَسْلَغَ مُنْسَلِخاً كلُّه الشدید الحُمْرةِ. و لَحْمٌ أَسْلَغُ بَیِّنُ السَّلَغِ: نی‌ءٌ أَحمر، و قال الفراء: یُطْبَخُ و لا یُنْضَجُ. و یقال للأَبْرَصِ أَسْلَغُ و أَسْلَعُ، بالغین و العین.

سمغ؛ ج8، ص: 435

: سَمَّغَه: أَطْعَمَه و جَرَّعَه كَسَغَّمَه؛ عن كراع. و السَّامِغانِ: جامعا الفم تحت طَرَفَی الشارِبِ من عن یمین و شمال.

سملغ؛ ج8، ص: 435

: السَّمَلَّغُ، الغین أَخیرة كالسَّلْغَمِ: الطویلُ.

سوغ؛ ج8، ص: 435

: ساغَ الشرابُ فی الحَلْقِ یَسُوغُ سَوْغاً و سَواغاً: سَهُلَ مَدْخَلهُ فی الحلقِ. و ساغَ الطعامُ سَوْغاً: نزل فی الحلقِ، و أَساغَه هو و ساغَه یَسُوغُه و یَسِیغُه سَوْغاً و سَیْغاً و أَساغَه الله إِیّاه. و یقال: أَساغَ فلانٌ الطعامَ و الشرابَ یُسِیغُه و سَوَّغَه ما أَصابَ: هَنَّأَه، و قیل: تَرَكَه له خالصاً. و سِغْتُه أَسِیغُه و سُغْتُه أَسُوغُه یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی، و الأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً. یقال: أَسِغْ لی غُصَّتی أَی أَمْهِلْنِی و لا تُعْجِلْنی. و قال تعالی: یَتَجَرَّعُهُ وَ لٰا یَكٰادُ یُسِیغُهُ. و السِّواغُ، بكسر السین: ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ. یقال: الماء سِواغُ الغُصَص؛ و منه قول الكمیت: و كانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ و شرابٌ سائِغُ و أَسْوَغُ: عَذْبٌ. و طَعامٌ أَسْوَغُ سَیِّغٌ: یَسُوغُ فی الحَلْقِ؛ و قوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَلیِّ: قدْ ساغَ فیه لها وَجْهُ النهارِ كما ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ، إذا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فاستعمله فی النهار علی المثل. و ساغ له
لسان العرب، ج‌8، ص: 436
ما فَعَلَ أَی جازَ له ذلك، و أَنا سَوَّغْتُه له أَی جَوَّزْتُه. قال ابن بزرج: أَساغَ فلانٌ بفلان أَی به تَمَّ أَمرُه و به كان قضاءُ حاجتِه، و ذلك أَنه یرید عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فیبقی واحد به یَتِمُّ الأَمرُ، فإِذا أَصابَه قیل أَساغَ به، و إن كان أَكثر من ذلك قیل أَساغُوا بهم. و سَوْغُ الرجلِ: الذی یولد علی أَثره، إن لم یك أَخاه. و سَوْغُه: أَخوه لأَبیه و أُمه، و ذلك إذا ولد بعده علی أَثره لیس بینهما ولد. قال الفراء: سمعت رجلین من بنی تمیم قال أَحدهما سَوْغُه، و قال الآخر سَوْغَتُه، معناه یتلوه. و قال المفضل: هو سَوْغُه و سَیْغُه، بالواو و الیاء. و یقال: هو أَخوه سَوْغُه و هی أُخته سَوْغُه إذا لم یكن بینهما ولد؛ الجوهری: و یقال هذا سَوْغُ هذا وَ سَیغُ هذا للذی ولد بعده و لم یولد بینهما. و سوغه و سَوْغَتُه: أُخته التی ولدت علی أَثره. و أَسْواغُه: الذین وُلِدُوا فی بطن واحد بعده لیس بینه و بینهم بطن سواهم، و الصاد فیه لغة. و أَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إِسْواغاً إذا ولد معه. و قد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ فی الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً‌أَی ادخل فیها ما وجدْت مدخلًا.

سیغ؛ ج8، ص: 436

: هذا سَیْغُ هذا إذا كان علی قَدْرِه.

فصل الشین المعجمة؛ ج8، ص: 436

شتغ؛ ج8، ص: 436

: شَتَغَ الشی‌ءَ یَشْتَغُه شَتْغاً: وَطِئَه و ذَلَّلَه. و المَشاتِغُ: المَهالِكُ.

شرغ؛ ج8، ص: 436

: الشِّرْغُ و الشَّرْغُ: الضِّفْدَعُ الصغیر، و الجمع شُرُوغٌ. اللیث: الشَّرْغُ، یُخَفَّفُ و یثقَّل، الضفدع الصغیر، و یقال له الشُّرَیْرِیغُ و الشِّرِّیغُ؛ و أَنشد: تَرَی الشُّرَیْرِیغَ یَطْفُو فوقَ طاحِرةٍ، مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِیبِ یقال للغُصْنِ الناعِمِ: شُنْغُوبٌ و شُغْنُوبٌ.

شرفغ؛ ج8، ص: 436

: الشُّرْفُوغُ: الضِّفْدع الصغیر، یمانیة.

شغغ؛ ج8، ص: 436

: الشَّغْشَغةُ: التصْرِیدُ فی الشُّرْبِ. و شَغْشَغَ الشی‌ءَ: أَدْخَله و أَخرجه. و الشَّغْشَغةُ: تحریك اللِّجام فی الفم. یقال: شَغْشَغَ المُلْجِمُ اللِّجامَ فی فم الدابَّة إِذا امتنع علیه فردّده فی فیه تأْدِیباً؛ قال أَبو كبیر الهُذَلی: ذُو غَیِّثٍ بَسْرٌ یَبُذُّ قَذالَه، إن كان شَغْشَغه سِوارُ المُلْجِمِ قال الأَزهری: من رواه إن كان فتح سِوارَ قال: و الرفع أَجود. و شَغْشَغَ السِّنانَ فی الطَّعْنة: حركه لیتمكن فی المَطْعونِ و هو الشَّغْشَغةُ، و قیل: هو أَن یُدْخلَه و یُخْرِجَه. و الشَّغْشَغةُ: صوت الطَّعْنِ؛ قال عبد مَنافِ بن رِبْعٍ الهذلی: الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، و الضَّرْبُ هَیْقَعةٌ، ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّیمةِ العَضَدا المُعَوِّلُ: الذی یَبْنی العالةَ و هی شبه الظُّلّةِ لِیَسْتَتِرَ بها من المطر. و الشَّغْشَغةُ: ضَرْبٌ من الهَدِیرِ. و شَغْشَغَ الإِناءَ: صبَّ فیه الماء أَو غیره لیَمْلأَه. و شَغْشَغَ البئر إذا كَدَّرها. قال الأَزهری: كأَنه مقلوب من التَّغْشِیشِ و الغَشَشِ، و هو الكَدِرُ، و للشَّغْشَغَةِ معنًی آخر و هو حِكایة صوتِ الطَّعْنةِ إذا ردّدها الطاعِنُ فی جَوْفِ المَطْعُونِ كما تقدم.
لسان العرب، ج‌8، ص: 437
و فی التهذیب: الشَّغْشَغةُ التَّصْرِیدُ فی الشُّرْب و هو التقلیل؛ قال رؤبة: لو كنتُ أَسْطِیعُكَ لم تُشَغْشِغِ شِرْبی، و ما المَشْغُولُ مِثْلَ الأَفْرَغِ قال الأَزهری: معنی قوله … لم تشغشغ شِرْبی … أَی لم تُكَدِّرُه.

شلغ؛ ج8، ص: 437

: شَلَغَ رأْسَه شَلْغاً: شَدَخَه كَثَلَغه و فَلَغَه، و فَدَغَه مثله.

فصل الصاد المهملة؛ ج8، ص: 437

صبغ؛ ج8، ص: 437

: الصِّبْغُ و الصِّباغُ: ما یُصْطَبَغُ به من الإِدامِ؛ و منه قوله تعالی فی الزَّیْتُون: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِینَ، یعنی دُهْنَه؛ و قال الفراء: یقول الآكلونَ یَصْطَبِغُون بالزَّیت فجعل الصِّبْغَ الزیت نفسَه، و قال الزجاج: أَراد بالصِّبْغ الزیتونَ، قال الأَزهری: و هذا أَجود القولین لأَنه قد ذكر الدُّهن قبله، قال: و قوله تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَی تنبت و فیها دُهْن و معها دُهْن كقولك جاءنی زید بالسیف أَی جاءنی و معه السیف. و صَبَغَ اللقمةَ یَصْبُغُها صَبْغاً: دَهَنها و غمَسها، و كلُّ ما غُمِسَ، فقد صُبِغَ، و الجمع صِباغٌ؛ قال الراجز: تَزَجَّ مِنْ دُنْیاكَ بالبَلاغِ، و باكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بالمِلْحِ، أَو ما خَفَّ من صِباغِ و یقال: صَبَغَتِ الناقةُ مَشافِرَها فی الماء إذا غَمَسَتْها، و صَبَغَ یدَه فی الماء؛ قال الراجز: قد صَبَغَتْ مَشافِراً كالأَشْبارْ، تُرْبِی علی ما قُدَّ یَفْرِیهِ الفَارْ، مَسْكَ شَبُوبَینِ لها بأَصْبارْ قال الأَزهری: و سمَّتِ النصاری غَمْسَهم أَوْلادَهم فی الماء صَبْغاً لغَمْسِهم إیاهم فیه. و الصَّبْغُ: الغَمْسُ. و صَبَغَ الثوبَ و الشَّیْبَ و نحوَهما یَصْبَغُه و یَصْبُغُه و یَصْبِغُه ثلاتُ لغاتٍ؛ الكسر عن اللحیانی، صَبْغاً و صِبْغاً و صِبَغةً؛ التثقیل عن أَبی حنیفة. قال أَبو حاتم: سمعت الأَصمعی و أَبا زید یقولان صَبَغْتُ الثوبَ أَصْبَغُه و أَصْبُغُه صِبَغاً حسناً، الصاد مكسورة و الباء متحركة، و الذی یصبغ به الصِّبْغُ، بسكون الباء، مثل الشِّبَعِ و الشِّبْع؛ و أَنشد: و اصْبَغْ ثِیابی صِبَغاً تَحْقِیقا، مِن جَیِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِیقا قال: و التَّشْرِیقُ الصَّبْغُ الخفیفُ. و الصِّبْغُ و الصِّباغُ و الصِّبْغةُ: ما یُصْبَغُ به و تُلَوَّنُ به الثیاب، و الصَّبْغُ المصدر، و الجمع أَصْباغٌ و أَصْبِغةٌ. و اصْطَبَغَ: اتَّخَذَ الصِّبْغَ، و الصبّاغُ: مُعالِجُ الصّبْغِ، و حِرْفته الصِّباغةُ. و ثیابٌ مُصَبَّغةٌ إِذا صُبِغَتْ، شُدِّدَ للكثرة. و‌فی حدیث علی فی الحج: فوجَد فاطمة لَبِسَتْ ثیاباً صَبِیغاً‌أَی مَصْبوغة غیر بیض، و هی فَعِیل بمعنی مَفْعول. و‌فی الحدیث: فَیُصْبَغُ فی النار صَبْغةً‌أَی یُغْمَسُ كما یُغْمَسُ الثوبُ فی الصِّبْغ. و‌فی حدیث آخر: اصْبُغُوه فی النار.و‌فی الحدیث: أَكْذَبُ الناسِ الصبّاغُون و الصَّوّاغُون؛ هم صَبّاغو الثیاب و صاغةُ الحُلِیِّ لأَنهم یَمْطُلُون بالمَواعِید، و أَصل الصَّبْغُ التغییر. و‌فی حدیث أَبی هریرة: رأَی قوماً یَتَعادَوْنَ فقال: ما لهم؟ فقالوا: خرج الدَّجّالُ، فقال: كَذِبةٌ كَذَبَها الصّباغُون، و روی الصوَّاغون.و قولهم:
لسان العرب، ج‌8، ص: 438
قد صَبَغُونی فی عَیْنِكَ، یقال: معناه غَیَّرونی عندك و أَخبروا أَنی قد تغیرت عما كنت علیه. قال: و الصَّبْغُ فی كلام العرب التَّغْیِیرُ، و منه صُبِغَ الثوبُ إذا غُیِّرَ لَونُه و أُزِیلَ عن حاله إِلی حالِ سَوادٍ أَو حُمْرةٍ أَو صُفْرةٍ، قال: و قیل هو مأْخوذ من قولهم صَبَغُونی فی عینك و صَبغونی عندك أَی أَشارُوا إلیك بأَنی موضع لما قَصَدْتَنی به، من قوْلِ العرب صَبَغْتُ الرجلَ بعینی و یدی أَی أَشَرْتُ إِلیه؛ قال الأَزهری: هذا غلط إذا أَرادت بإشارةٍ أَو غیرها قالوا صَبَعْت، بالعین المهملة؛ قال أَبو زید. و صِبْغةُ الله: دِینُه، و یقال أَصلُه. و الصِّبغةُ: الشرِیعةُ و الخِلقةُ، و قیل: هی كل ما تُقُرِّبَ به. و فی التنزیل: صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً؛ و هو مشتقٌّ من ذلك، و منه صَبْغُ النصاری أَولادهم فی ماء لهم؛ قال الفراء: إنما قیل صِبْغةَ لأَن بعض النصاری كانوا إذا وُلِدَ المولود جعلوه فی ماءٍ لهم كالتطهیر فیقولون هذا تطهیر له كالخِتانة. قال الله عز و جل: قل صِبْغَةَ اللّٰهِ، یأْمر بها محمداً، صلی الله علیه و سلم، و هی الخِتانةُ اخْتَتَنَ إِبراهیم، و هی الصِبْغَةُ فجرت الصِّبْغة علی الخِتانة لصَبْغهم الغِلْمانَ فی الماء، و نصب صِبْغَةَ اللّٰهِ لأَنه رَدَّها علی قوله بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِیمَ أَی بل نَتَّبِع مِلَّة إبراهیم و نتَّبِع صبغةَ الله، و قال غیر الفراء: أَضمر لها فعلًا اعْرِفُوا صِبْغة الله و تدبَّرُوا صبغة الله و شبه ذلك. و یقال: صبغةُ الله دِینُ الله و فِطْرته. و حكی عن أَبی عمرو أَنه قال: كل ما تُقُرِّبَ به إِلی الله فهو الصبغة. و تَصَبَّغَ فلان فی الدین تَصَبُّغاً و صِبغةً حَسَنةً؛ عن اللحیانی. و صَبَغَ الذِّمِّیُّ ولدَه فی الیهودیّة أَو النصرانیة صِبْغةً قبیحة: أَدخلها فیها. و قال بعضهم: كانت النصاری تَغْمِسُ أَبناءها فی ماء یُنَصِّرونهم بذلك، قال: و هذا ضعیف. و الصَّبَغُ فی الفرس: أَن تَبْیَضَّ الثُّنّةُ كلُّها و لا یَتَّصلَ بیاضُها ببَیاضِ التَّحْجِیلِ. و الصَّبَغُ أَیضاً: أَن یَبْیَضَّ الذنَبُ كله و الناصیةُ كلها، و هو أَصْبَغُ. و الصَّبَغُ أَیضاً: أَخَفُّ من الشَّعَل، و هو أَن تكون فی طرَف ذنَبه شَعرات بِیض، یقال من ذلك فرس أَصْبَغُ. قال أَبو عبیدة: إذا شابت ناصیة الفرس فهو أَسْعَفُ، فإِذا ابیضت كلها فهو أَصْبَغُ، قال: و الشَّعَلُ بَیاض فی عُرْضِ الذنَب، فإِن ابیض كله أَو أَطْرافُه فهو أَصْبَغُ، قال: و الكَسَعُ أَن تبیضَّ أَطْرافُ الثُّنَنِ، فإِن ابیضت الثنن كلها فی ید أَو رجل و لم تتصل ببیاض التحجیل فهو أَصْبَغُ. و الصَّبْغاءُ من الضأْن: البیضاءُ طرَفِ الذنب و سائرُها أَسود، و الاسم الصُّبْغةُ. أَبو زید: إِذا ابیض طَرَفُ ذنَب النعجةِ فهی صَبْغاء، و قیل: الأَصبغُ من الخیل الذی ابیضت ناصِیته أَو ابیضت أَطراف ذنبه، و الأَصْبَغُ من الطیر ما ابیض أَعلی ذنبه، و قیل ما ابیض ذنَبُه. و‌فی حدیث أَبی قتادة: قال أَبو بكر كلَّا لا یُعْطِیهِ أُصَیْبِغَ قُریش، یصفه بالعَجْزِ و الضَّعْفِ و الهَوان، فشبه بالأَصبغ و هو نوع من الطیور ضعیف، و قیل شَبَّهه بالصَّبْغاءِ النَّباتِ، و سیجی‌ء، و یروی بالضاد المعجمة و العین المهملة تصغیر ضَبُع علی غیر قیاس تَحْقیراً له. و صَبَغَ الثوبُ یَصْبُغُ صُبوغاً: اتَّسَعَ و طالَ لغة فی سَبَغَ. و صَبَّغَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ ولدَها لغة فی سَبَّغَتْ. الأَصمعی: إذا أَلقت الناقةُ ولدَها و قد أَشْعَرَ قیل: سَبَّغَتْ، فهی مُسبِّغٌ؛ قال الأَزهری: و من العرب من یقول صَبَّغَتْ فهی مُصَبِّغٌ، بالصاد، و السینُ أَكثر. و یقال: ناقة
لسان العرب، ج‌8، ص: 439
صابِغٌ إذا امْتَلأَ ضَرْعُها و حَسُنَ لونه، و قد صَبُغَ ضَرعُها صُبوغاً، و هی أَجْوَدُها مَحْلبة و أَحَبُّها إِلی الناسِ. و صَبَغَتْ عَضَلةُ فلان أَی طالتْ تَصْبُغ، و بالسین أَیضاً. و صَبَغَتِ الإِبلُ فی الرعْی تَصْبُغُ، فهی صابغةٌ؛ و قال جندل یصف إِبلًا: قَطَعْتُها بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ، إذا اغْتَمَسْنَ مَلَثَ الظَّلْماءِ بالقَوْمِ، لم یَصْبُغْنَ فی عَشاءِ و یروی: … لم یَصْبُؤْنَ فی عَشاء. یقال: صَبأَ فی الطعام إذا وضَعَ فیه رأْسَه. و قال أَبو زید: یقال ما تَرَكْتُه بِصِبْغ الثَّمَنِ أَی لم أَتركه بثَمَنِه الذی هو ثمنه، و ما أَخذته بِصِبْغ الثمن أَی لم آخذه بثمنه الذی هو ثمنه، و لكنی أَخذته بِغلَاءٍ. و یقال: أَصْبَغَتِ النخلةُ فهی مُصْبِغٌ إذا ظَهر فی بُسْرِها النُّضْجُ، و البُسْرةُ التی قد نَضِجَ بعضها هی الصُّبْغةُ، تقول: نَزَعْتُ منها صُبْغةً أَو صُبْغَتَینِ، و الصاد فی هذا أَكثر. و صَبَّغَت الرُّطَبةُ: مثل ذنَّبَتْ. و الصَّبْغاءُ: ضَرْبٌ من نبات القُفِّ. و قال أَبو حنیفة: الصَّبْغاء شجرة شبیهة بالضَّعةِ تأْلَفُها الظِّباء بیضاء الثمرة، قال: و عن الأَعراب الصَّبْغاءُ مثل الثُّمامِ. قال الأَزهری: الصَّبْغاءُ نبت معروف. و‌جاء فی الحدیث: هل رأَیتم الصَّبْغاء ما یَلی الظلَّ منها أَصفرُ و أَبیضُ؟و‌روی عن عطاء بن یسار عن أَبی سعید الخُدْری أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال فَیَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ فی حَمِیل السیْلِ، أ لم تَرَوْها ما یَلِی الظلَّ منها أُصَیْفِرُ أَو أَبیضُ، و ما یلی الشمسَ منها أُخَیْضِرُ؟ و إذا كانت كذلك فهی صَبْغاءُ؛ و قال: إِنَّ الطاقَةَ الغَضَّةَ من الصبْغاء حین تَطْلُعُ الشمسُ یكون ما یلی الشمسَ من أَعالِیها أَبیضَ و ما یلی الظلَّ أَخضر كأَنها شبهت بالنعجة الصبغاء؛ قال ابن قتیبة: شَبَّه نَباتَ لحومهم بعد إحْراقِها بنبات الطاقة من النبت حین تطلُع، و ذلك أَنها حین تطلُع تكون صَبْغاء، فما یلی الشمسَ من أَعالِیها أَخضرُ، و ما یلی الظلَّ أَبیضُ. و بنو صَبْغاء: قوم. و قال أَبو نصر: الصَّبْغاء شجرة بیضاء الثمرةِ. و صُبَیْغٌ و أَصْبَغُ و صبِیغٌ: أَسماء.و صِبْغٌ: اسم رجل كان یَتَعَنَّتُ الناسَ بسُؤالات فی مُشْكِل القرآن فأَمر عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، بضربه و نفاه إِلی البَصرة و نَهی عن مُجالَسَتِه.

صدغ؛ ج8، ص: 439

: الصُّدْغُ: ما انحدر من الرأْس إِلی مَرْكَبِ اللَّحیین، و قیل: هو ما بین العین و الأُذن، و قیل: الصدغان ما بین لِحاظَی العینین إِلی أَصل الأُذن؛ قال: قُبِّحْتِ من سالِفةٍ و مِنْ صُدُغْ، كأَنها كُشْیةُ ضَبٍّ فی صُقُعْ «2» أَراد قبحتِ یا سالفةُ من سالفة و قبِّحتَ یا صُدُغُ من صدغ، فحذف لعلم المخاطب بما فی قوة كلامه و حرَّك الصدُغَ. قال ابن سیدة: فلا أَدری أ للشعر فَعَل ذلك أَم هو فی موضوع الكلام، و كذلك صُقُع فلا أَدری أ صُقُع لغة أَم حرّكه تحریكاً مُعْتَبطاً، و قال: صُدُغ و صُقُع فجمع بین الغین و العین لأَنهما مجانِسانِ إذْ هما حرفا حلق، و یروی صُقُغْ، فلا أَدری هل صُقُغْ لغة فی صُقُع أَم احتاج إِلیه للقافیة فحوَّل العین غیناً لأَنهما جمیعاً من حروف الحلق، و الجمع أَصْداغٌ و أَصْدُغٌ، و یسمی أَیضاً الشعَرُ المتدلی علیه صُدْغاً، و یقال: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ؛ قال الشاعر: عاضَها اللهُ غُلاماً، بَعْدَ ما شابَتِ الأَصداغُ، و الضِّرْسُ نَقِدْ
(2). فی مادة [سقغ] یوجد سقغ بدل صُقُعْ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 440
و قال أَبو زید: الصُّدْغانِ هما مَوْصِلُ ما بین اللِّحیة و الرأْس إِلی أَسفَل من القَرْنَیْنِ و فیه الدُّوّارة، الواو ثقیلة و الدال مرفوعة، و هی التی فی وسط الرأْس یدعونها الدائرة، و إِلیها یَنتَهی فَروُ الرأْسِ، و القَرنانِ حرفا جانِبَیِ الرأْس، قال: و ربما قالوا السُّدْغُ، بالسین، قال محمد بن المُسْتَنِیر قُطْرُب: إِنَّ قوماً من بنی تمیم یقال لهم بَلْعَنْبَر یقلبون السین صاداً عند أَربعة أَحرف: عند الطاء و القاف و الغین و الخاء إِذا كُنَّ بعد السین، و لا یُبالون أ ثانیةً كُنَّ أَم ثالثةً أَم رابعة بعد أَن یَكُنَّ بعدها، یقولون سِراط و صِراط و بَسْطة و بصطة و سَیْقل و صیقل و سَرَقْت و صرقت و مَسْغَبة و مَصغبة و مِسْدَغة و مِصدغة و سخَّر لكم و صخَّر لكم و السَّخَبُ و الصَّخَبُ. و صَدَغَه یَصْدَغُه صَدْغاً: ضرب صُدْغَه أَو حاذی صُدْغَه بصُدْغِه فی المشی. و صُدِغَ صَدَغاً: اشتكی صُدْغَه. و المِصْدغةُ: المِخَدّةُ التی توضَعُ تحت الصُّدْغ، و قالوا مِزْدغة، بالزای. و الأَصْدغانِ: عرقان تحت الصُّدْغین هما یضربان من كل أَحد فی الدنیا أَبداً و لا واحد لهما یعرف، كما قالوا المِذْرَوان لناحِیَتَی الرأْس و لا یقال مِذْری للواحد، و المعروف الأَصْدرانِ. و الصِّداغُ: سِمةٌ فی موضع الصُّدْغِ طُولًا. و بعیر مَصْدوغٌ و إِبل مُصَدَّغةٌ إِذا وسِمَتْ بالصِّداغ. و الصَّدِیغُ: الولد قبل اسْتِتمامه سبعةَ أَیامِ، سُمِّی بذلك لأَنه لا یشتَدُّ صُدغاه إِلا إِلی سبعة أَیام. و‌فی حدیث قتادة: كان أَهل الجاهلیة لا یُورّثون الصبی، یقولون: ما شأْن هذا الصَّدِیغِ الذی لا یحْتَرِفُ و لا یَنْفَع نجعل له نصیباً فی المیراث؟الصدیغ: الضعیف، و قیل: هو فَعِیلٌ بمعنی مَفْعول من صَدَغه عن الشی‌ء إذا صرفه. و ما یَصْدَغُ نملةً من ضَعْفِه أَی ما یقتل نملة. و صَدُغَ، بالضم، یَصْدُغُ صَداغةً أَی ضَعُف؛ قال ابن بری: شاهده قول رؤبة: إِذا المَنایا انْتَبْنَه لم یَصْدُغ أَی لم یَضْعُفْ. و صَدَغَ إِلی الشی‌ء یَصْدُغ صُدوغاً و صَدَغاً: مالَ. و صَدَغ عن طریقه: مال. و لأُقِیمَنَّ صَدَغَك أَی مَیْلَك. و صَدَغَه.: أَقام صَدَغَه. و صَدَغَه عن الأَمر یَصْدَغُه صَدْغاً: صرَفَه. یقال: ما صَدَغك عن هذا الأَمر أَی ما صَرَفَك و ردَّك؟ قال ابن السكیت: و یقال للفرس أَو البعیر إِذا مرَّ مُنْفَلِتاً یَعْدو فأُتبِعَ لِیُرَدّ: اتَّبَعَ فلان بعیره فما صَدَغَه أَی فما ثناه و ما ردَّه، و ذلك إذا نَدَّ؛ و روی أَصحاب أَبی عبید هذا الحرف عنه بالعین، و الصواب بالغین، كما قال ابن الأَعرابی و غیره.

صغصغ؛ ج8، ص: 440

: صَغْصَغَ رأْسَه بالدُّهْن صَغْصَغةً و صَغْصاغاً: لغة فی سَغْسَغَه؛ حكاها قُطْرُب و هی مُضارِعةٌ. و صَغْصَغَ ثَریدَه: رَوَّاه دَسَماً، و مثله سَغسَغَه. و‌فی حدیث ابن عباس: سُئل عن الطِّیبِ للمحرم فقال: أَمّا أَنا فأُصَغْصِغُه فی رأْسی، قال ابن الأَثیر: هكذا روی، و قال الحربی: إِنما هو أُسَغْسِغُه أَی أُرَوِّیه به، و السین و الصاد یتعاقبان مع الخاء و الغین و القاف و الطاء كما تقدم ذكره فی ترجمة صدغ، و قیل: صَغْصَغَ شعرَه إِذا رجَّلَه.

صفغ؛ ج8، ص: 440

: الصَّفْغ: القَمْحُ بالید، عربی معروف. صَفَغَ الشی‌ءَ یَصْفَغُه صَفْغاً و أَصْفَغَه فَمَه؛ و أَنشد أَبو مالك: دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ، فأَصْفِغیهِ فاكِ أَیَّ صَفْغِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 441
و إِن تَرَیْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْعِ، شَفَیْتِها بالنَّفْثِ أَو بالمَرْغِ أَراد أَیّ إصفاغ فلم یمكنه. و یقال: قَمَحْتُ الشی‌ء و صَفَغْتُه أَصْفَغُه صَفْغاً؛ قال أَبو منصور: هذا حرف صحیح رواه عَمْرو بن كِرْكِرةَ و هو ثقة، قال: و الرَّفْعُ تِبْنُ الذُّرة، و الرَّفْعُ أَسفل الوادی، و النَّفْغُ التَّنَفُّطُ، و المَرْغ الرِّیق.

صقغ؛ ج8، ص: 441

: الصُّقْغُ: لغة فی الصُّقْع، و قد تقدم؛ قال: قُبِّحْتِ من سالِفةٍ و من صُدُغْ، كأَنها كُشْیةُ ضَبٍّ فی صُقُغْ «3» هكذا روایة یونس عن أَبی عمرو، و قال له أَبو عمرو: لو لا ذلك لم أَروهما، كأَنه آنَسَ من یونس تَوَحُّشاً من هذا.

صلغ؛ ج8، ص: 441

: الصَّلْغةُ: السفینة الكبیرة. و الصُّلوغُ فی ذوات الأَظْلاف مثل السُّلوغِ. و صَلَغَت الشاةُ و البقرة تَصْلَغُ صُلوغاً و سَلَغَتْ، و هی صالِغٌ، بغیر هاء: تمت أَسْنانها، و هی تَصْلَغُ بالخامس و السادس، و زعم سیبویه أَن الأَصل السین، و الصادُ مُضارِعة لمكان الغین. و غنم صُلَّغٌ: سَوالِغُ؛ قال رؤبة: و الحرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ الكِباشُ: الأَبْطال. و الصّالِغُ: كالقارِحِ من الخیل. قال أَبو عبید: لیس بعد الصالِغِ فی الظِّلْف سِنٌّ، و قد تقدم ترتیب الأَسْنان فی ترجمة سَلَغَ. أَبو زید: الشاةُ تَصْلَغُ فی السنةِ السادسةِ، و قال الأَصمعی: صالِغٌ بالصاد، قال: و تَصْلَغُ الشاةُ فی السنة الخامسة، و كذلك البقرة، قال: و لیس بعد الصُّلوغِ سِنٌّ. ابن الأَعرابی: المِعْزی سُلَّغٌ و صُلَّغ و سَوالِغُ و صَوالِغُ لتمام خمس سنین. و‌فی الحدیث: علیهم فیه الصالِغُ و القارِحُ، قال: هو من البقر و الغنم الذی كَمَل و انتهی سِنُّه، و ذلك فی السنة السادسة، و یقال بالسین.

صمغ؛ ج8، ص: 441

: الصَّمْغُ: واحد صُموغ الأَشجار. ابن سیدة: الصَّمْغُ و الصَّمَغُ شی‌ء یَنْضَحُه الشجر و یَسیل منها، واحدته صَمْغة و صَمَغة، و كسَّر أَبو حنیفة الصَّمْغة أَو الصمَغة علی صُموغ فقال: و من الصموغ المُقْلُ، قال: و هذا لیس معروفاً، و أَنواع الصمغ كثیرة، و أَما الذی یقال له الصمغ العربی فصمغ الطَّلْحِ. و‌فی حدیث ابن عباس فی الیتیم إِذا كان مَجْدُوراً: كأَنه صَمَغةٌ، یرید حین یَبْیَضُّ الجُدَرِیُّ علی یدیه فیصیر كالصمغ. و‌فی حدیث الحجاج: لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمغة‌أَی لأَسْتَأْصِلَنَّكَ، و الصمغ إذا قُلِعَ انقَلع كله من الشجرة و لم یبق له أَثر، و ربما أَخَذ معه بعضَ لِحائِها. و فی المثل: تَرَكْتُه علی مِثْل مَقْرِفِ الصمغة، و ذلك إِذا لم یترك له شیئاً لأَنها تُقْتَلَعُ من شجرتها حتی لا تُبقی عُلْقة. و حِبْرٌ مُصَمَّغٌ أَی متخذ منه. قال الجوهری: و هذا الحرف لا أَدری ممن سمعته. و الصِّمْغانِ: مُلْتَقی الشفتین مما یلی الشِّدْقین. و الصِّمْغتان و الصامِغانِ و الصِّماغان: جانِبا الفم، و قیل: هما مؤخَّر الفم، و قیل: هما مُجْتَمَعُ الریق من الشفتین الذی یمسحه الإِنسان، و فی التهذیب: مجتمع الریق فی جانب الشفة، و یسمیهما العامّةُ الصِّوارَین. و‌فی حدیث بعض القرشیین: حتی عَرِقْتَ و زَبَّبَ صِماغاكَ‌أَی طلع زَبَدُهما. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: نَظِّفوا الصِّماغَیْن فإِنهما مَقْعَدا المَلَكَین، و هذا حض علی السّواك؛ قال الراجز:
(3). راجع هذا البیت فی فصل السین سقغ و فصل الصاد صدغ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 442
قدْ شانَ أَبْناءَ بَنی عَتَّابِ نَتْفُ الصَّاغَیْنِ علی الأَبوابِ قال: و الصَّماغانِ و الصامِغان من الفرس منتهی الشِّدْقین فی الرأْس. و اسْتَصْمَغْت الصابَ: و ذلك أَن تَشْرُط شجره لیخرج منه شی‌ء مرٌّ فینعقد كالصّبر؛ عن أَبی الغوث. الأَزهری فی ترجمة صمخ: أَبو عبید الشاةُ إِذا حُلبت عند ولادها فوُجِدَ فی أَحالِیلِ ضَرْعِها شی‌ء یابس یسمی الصَّمْخَ و الصَّمْغَ، الواحدة صَمْخةٌ و صَمْغة، فإِذا فُطِر ذلك أَفصح لبنها بعد ذلك و احْلَولی.

صوغ؛ ج8، ص: 442

: الصَّوْغُ: مصدر صاغَ الشی‌ءَ یَصُوغُه صَوْغاً و صِیاغةً و صُغْتُه أَصوغُه صِیاغةً و صِیغةً و صَیْغُوغةً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: سَبكَهُ و مثله كان كَیْنُونةً و دام دَیْمُومةً و ساد سَیْدُودةً. قال: و قال الكسائی كان أَصلُه كَوْنُونةً و سَوْدُودةً و دَوْمُومةً فقُلبت الواوُ یاء طلبَ الخِفَّةِ، و كل ذلك عند سیبویه فَعْلُولةً، كانت من ذوات الیاء أَو من ذوات الواو. و رجل صائِغٌ و صَوَّاغٌ و صَیَّاغٌ مُعاقِبةٌ فی لغة أَهل الحجاز. و‌فی حدیث علی: واعَدْتُ صَوَّاغاً من بنی قَیْنُقاعَ؛ هو صَوَّاغُ الحَلْی، قال ابن جنی: إنما قال بعضهم صَیّاغٌ لأَنهم كرهوا التقاء الواوین لا سیَّما فیما كثر استعماله، فأَبدلوا الأُولی من العینین یاء كما قالوا فی أَمَّا أَیْما و نحو ذلك فصار تقدیره الصَّیْواغُ، فلما التقت الواو و الیاء علی هذا أَبدلوا الواو للیاء قبلها فقالوا الصیَّاغ، فإبدالهم العین الأُولی من الصوَّاغِ دلیل علی أَنها هی الزائدة لأَن الإِعْلال بالزائد أَولی منه بالأَصل؛ قال ابن سیدة: فإِن قلت فقد قلبْتَ العین الثانیة أَیضاً فقلتَ صَیَّاغ، فلسنا نراك إلا و قد أَعللت العینین جمیعاً، فمن جعلك بأَن تجعل الأُولی هی الزائدة دون الأَخیرة و قد انقلبتا جمیعاً؟ قیل: قلب الثانیة لا یستنكر لأَنه عن وجوب و ذلك لوقوع الیاء ساكنة قبلها، فهذا غیر تَعَدٍّ و لا یُعْتَذَر منه، لكن قلبُ الأُولی و لیس هناك علة یُضْطَر إلی إبدالها أَكثر من الاستخفاف مجرداً هو التَّعَدِّی المستنكر و لكنه المعوّل علیه المحتج به، فلذلك اعتمدناه، و عَملُه الصِّیاغةُ، و الشی‌ءُ مَصُوغٌ. و الصَّوْغُ: ما صِیغَ، و قد قرئ: قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك. و رجل صَوَّاغٌ: یَصُوغُ الكلامَ و یُزَوِّرُهُ، و ربما قالوا: فلان یَصوغُ الكذب، و هو استعارة. و صاغَ فلان زُوراً و كذباً إِذا اختلقه. و هذا شی‌ء حسَنُ الصِّیغةِ أَی حسَنُ العَملِ. و‌فی الحدیث أَكْذَبُ الناس الصَّبَّاغُون و الصَّوَّاغُون؛ هم صَبَّاغُو الثیابِ و صاغةُ الحُلِیّ لأَنهم یَمْطُلُونَ بالمواعِیدِ الكاذبة، و قیل: أَراد الذین یرتِّبُون الحدیث: و یَصُوغُون الكذب. یقال: صاغ شعراً و كلاماً أَی وضعه و رتَّبَه، و یروی الصیَّاغون، بالیاء، و‌روی عن أَبی رافع الصائغ قال: كان عمر یُمازِحُنی یقول أَكْذَبُ الناس الصَّوَّاغُ، یقول الیوم و غَداً، و قیل: أَراد الذین یَصْبُغون الكلام و یَصُوغُونه أَی یُغَیِّرُونه و یَخْرُصُونه؛ و أَصل الصَّبْغِ التغْییر. و‌فی حدیث أَبی هریرة: رأَی قوماً یَتَعادَوْنَ فقال: ما لهم؟ فقالوا: خرج الدَّجَّالُ فقال: كَذِبَةٌ كَذَبَها الصیَّاغون و روی الصوَّاغون، أَی اخْتلقها الكذابون. و هذا صَوْغُ هذا أَی علی قدره. و غُلامانِ صَوْغانِ: علی لِدةٍ واحدةٍ. و هما صَوْغانِ أَی سِیَّانِ. قال ابن بزرج: هو سَوْغُ أَخیه طَرِیدُه وُلِدَ فی إِثره. قال الفراء: بنو سُلیم و هَوازِنُ و أَهلُ العالِیةِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 443
و هُذَیْلٌ یقولون هو أَخوه صَوْغُه، بالصاد، قال: و أَكثر الكلام بالسین سوغُه. و فلان حسَنُ الصِّیغةِ أَی حسَنُ الخِلْقةِ و القَدِّ. و صاغَه اللهُ صِیغةً حَسَنةً أَی خَلَقَه، و صِیغَ علی صِیغَتِه أَی خُلِقَ خِلْقَتَه، و صاغَ اللهُ الخلقَ یَصُوغُها. ابن شمیل: صاغَ الأُدْمُ فی الطعام یَصُوغُ أَی رَسَبَ، و صاغَ الماءُ فی الأَرض رَسَبَ فیها. و‌فی حدیث بكیر «1» المزنی فی الطعام: یدخل صَوْغاً و یخرج سُرُحاً‌أَی الأَطْعِمةُ المَصُوغةُ أَلواناً المهیأَة بعضها إِلی بعض. و الصِّیغةُ: السِّهامُ التی من عمل رجل واحد و هو من ذلك؛ قال العجاج: و صِیغة قَدْ راشَها و رَكَّبا و سِهامٌ صِیغةٌ من ذلك أَی من عَمَلِ رجُل واحدٍ، و هو من الواوِ إِلا أَنها انقلبت یاء لكسرة ما قبلها؛ قال ابن بری: شاهده قول حمید الأَرقط: شَرْیانة تمنع بَعْدَ اللِّینِ، و صِیغة ضُرِّجْنَ بالبَشْنِینِ

صیغ؛ ج8، ص: 443

: صَیَّغَ فلان طَعاماً أَی أَنْقَعَه فی الأُدْمِ حتی تَرَوَّغَ، و قد رَیَّغَه بالسمْن و رَوَّغَه و صَیَّغَه بمعنی واحد؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول رؤبة: یُعْطین، من فَضْلِ الإِلهِ الأَسْبَغِ، آذِیَّ دَفَّاعٍ كَسَیْلِ الأَصْیَغِ فالأَصْیَغُ: الماء العامُّ الكثیر. و یقال: الأَصْیَغُ وادٍ، و یقال نهر. و‌فی حدیث الحجاج: رَمَیْتَ بكذا و كذا صِیغةً من كثب «2» فی عَدُوّك؛ یرید سِهاماً رَمَی بها فیه. یقال: هذه سِهامٌ صِیغةٌ أی مُسْتویة من عمل رجل واحد، و أَصلها الواو فانقلبت یاء لكسرة ما قبلها. و یقال: صِیغةُ الأَمرِ كذا و كذا أَی هیئته التی بنی علیها.

فصل الضاد المعجمة؛ ج8، ص: 443

ضغغ؛ ج8، ص: 443

: الضَّغِیغةُ: الرَّوْضةُ الناضِرةُ المُتَخَلِّیةُ. أَبو عمرو: الرَّوْضةُ الضَّغِیغةُ و المَرْغَدةُ و المَغْمَغةُ و المَخْجَلةُ و المَرغةُ و الحَدِیقةُ؛ قال أَبو حنیفة: یقال هم فی ضغِیغةٍ من الضَّغاضِغِ إذا كانوا فی خِصْبٍ و سَعَةٍ و كَلإٍ كثیر. و أَقمنا عند فلان فی ضَغِیغٍ أَی خِصْبٍ. و قال أَبو عمرو: الضَّغِیغةُ الروضة. و قال أَبو صاعد الكلابی: ضَغِیغةٌ من بَقْل و من عُشْبٍ إِذا كانت الروضة ناضرة. و أَقمت عنده فی ضَغِیغِ دَهْرِه أَی قدر تَمامِه. و الضَّغْضَغةُ: لَوْكُ الدرْداءِ. یقال: ضَغْضَغَتِ العَجُوزُ إِذا لاكَتْ شیئاً بین الحنكین و لا سِنّ لها. و ضَغْضَغَ اللحْمَ فی فیه: لم یُحْكِم مَضْغَه. و ضَغْضَغَ الكلامَ: لم یُبَیِّنْه. و الضَّغیغةُ: العجین الرقیق. الفراء: إذا كان العجین رقیقاً، فهو الضَّغِیغةُ و الرَّغِیغةُ.

ضمغ؛ ج8، ص: 443

: أَضْمَغَ شِدْقَه: كَثَّرَ لُعابَه؛ قال: و أَضْمَغَ شِدْقَه یَبْكی علیها، یُسِیلُ علی عَوارِضِه البُصاقا قال: لم یحكها إلا صاحب العین.

فصل الطاء المهملة؛ ج8، ص: 443

طلغ؛ ج8، ص: 443

: الأَزهری: أَهمله اللیث، قال: و أَخبرنی الثقة من أَصحابنا عن محمد بن عیسی بن جبلة عن شمر عن
(1). قوله [بكیر] كذا فی الأَصل، و الذی فی النهایة: بكر. (2). قوله [من كثب] كذا بالأَصل و النهایة أیضاً بلا ضبط، و لعله یرید من شجر كثب جمع الكثیب.
لسان العرب، ج‌8، ص: 444
الكلابی یقال: فلان یَطْلَغُ المِهْنةَ. قال: و الطَّلَغانُ أَن یَعْیا فَیَعْمَلَ علی الكَلالِ؛ قال الأَزهری: لم یكن هذا الحرف عند أَصحابنا عن شمر فأَفادَنِیه أَبو طاهر بن الفضل، و هو ثقة، عن محمد بن عیسی. و قال أَبو عدنان: قال العتریفی «1» إِذا عجز الرجل قُلْنا هو یَطْلَغُ المِهْنةَ، و الطَّلَغانُ: أَن یَعْیا الرجل ثم یَعْمَلَ علی الإِعْیاء و هو التَّلَغُّبُ.

طوغ؛ ج8، ص: 444

: الطاغوتُ: ما عُبِدَ من دون الله عز و جل، و كلُّ رأْسٍ فی الضلالِ طاغوتٌ، و قیل: الطاغوتُ الأَصْنامُ، و قیل الشیطانُ، و قیل الكَهَنةُ، و قیل مَرَدةُ أَهل الكتاب. و قوله تعالی: یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ؛قال أَبو الحسن: قیل الجِبْتُ و الطاغوتُ هاهنا حُیَیُّ بن أَخْطَبَ و كَعْبُ بن الأَشْرَف الیهودیّان لأَنهم إِذا اتبعوا أَمَرهما فقد أَطاعُوهما من دون الله تعالی.و قوله تعالی: یُرِیدُونَ أَنْ یَتَحٰاكَمُوا إِلَی الطّٰاغُوتِ، أَی إلی الكُهّانِ و الشیطانِ، یقع علی الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث، وزنه فَلَعُوت لأَنه من طَغَوْت؛ قال ابن سیدة: و إِنما آثَرْتُ طَوَغُوتاً فی التقدیر علی طَیَغُوتٍ لأَن قلب الواو عن موضعها أَكثر من قلب الیاء فی كلامهم نحو شجر شاكٍ و لاثٍ و هارٍ، و قد یكسَّر علی طَواغِیتَ و طَواغٍ؛ الأَخیرة عن اللحیانی.

فصل الظاء المعجمة؛ ج8، ص: 444

ظربغ؛ ج8، ص: 444

: التهذیب فی الخماسی: الظَّرْبَغانةُ، بالظاء و الغین، الحَیّةُ.

فصل الغین المعجمة؛ ج8، ص: 444

غوغ؛ ج8، ص: 444

: الغاغُ: الحَبَقُ، واحدته غاغةٌ، و الغاغةُ: نبات یشبه الهربُون «2». و‌فی حدیث عمر: قال له ابن عوف: یَحْضُرُكَ غَوْغاءُ الناسِ، أَصل الغَوْغاءِ الجَرادُ حین یَخِفُّ للطَّیرانِ ثم استعیر للسَّفِلةِ من الناسِ و المُتَسَرِّعین إلی الشرِّ، و یجوز أَن یكون من الغَوْغاءِ الصوتِ و الجَلَبةِ لكثرة لَغَطِهم و صِیاحِهِم.

فصل الفاء؛ ج8، ص: 444

فتغ؛ ج8، ص: 444

: فَتَغَ الشی‌ءَ یَفْتَغُه فَتْغاً إِذا وَطِئَه حتی یَتَشَدَّخَ، و هو مثل الفَدْغِ.

فدغ؛ ج8، ص: 444

: الفَدْغُ: شَدْخُ شی‌ء أَجْوَفَ مثل حبة عنب و نحوه. و‌فی الحدیث: أَنه دعا علی عُتْبةَ بن أَبی لَهَب فَضَغَمه الأَسَدُ ضَغْمةً فَدَغَه؛ قال ابن الأَثیر: الفَدْغُ الشدْخُ و الشقُّ الیسیر. غیره: الفَدْغُ كسر الشی‌ء الرَّطْب و الأَجْوَفِ، و شَدَخَه فَدَغَه یَفْدَغُه فَدْغاً. و‌فی بعض الأَخبار فی الذبح بالحجر: إِن لم یَفْدَغِ الحُلْقُومَ فكُلْ‌أَی لم یُثَرِّدْه لأَن الذبح بالحجر یَشْدَخُ الجِلْدَ و ربما لا یَقْطَعُ الأَوْداجَ فیكون كالمَوْقُوذِ؛ و منه‌حدیث ابن سیرین: سئل عن الذبیحة بالعُود فقال: كُلْ ما لم یَفْدَغْ؛ یرید ما قَتَلَ بحدِّه فكله و ما قَتَلَ بِثِقَلِه فلا تأْكله، و‌فی حدیث آخر: إذاً تَفْدَغُ قُرَیْشٌ الرأْسَ‌أَی تَشْدَخُ. و یقال: فَدَغَ رأْسَه و ثَدَغَه إِذا رَضّه و شَدَخَه. و یقال: رجل مِفْدَغٌ كما یقال مِدَقٌّ؛ قال رؤبة: مِنِّی مَقاذِیف مِدَقٍّ مِفْدَغِ

فرغ؛ ج8، ص: 444

: الفَراغُ: الخَلاءُ، فَرَغَ یَفْرَغُ و یَفْرُغُ فَراغاً و فُروغاً و فَرِغَ یَفْرَغُ. و فی التنزیل:
(1). قوله [العتریفی] كذا فی الأَصل بعین مهملة، و فی القاموس بغین معجمة. (2). قوله [الهربون] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس: الهرنوی.
لسان العرب، ج‌8، ص: 445
وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسیٰ فٰارِغاً، أَی خالیا من الصبر، و قرئ فُرُغاً أَی مُفَرَّغاً. و فَرَّغَ المكانَ: أَخلاه، و قد قرئ: حتی إِذا فُرِّغَ عن قلوبِهم، و فسر: فَرَّغَ قلوبَهم من الفَزَعِ. و تَفْرِیغُ الظُّرُوفِ: إِخْلاؤها. و فَرَغْتُ من الشُّغُلِ أَفْرُغُ فُروغاً و فَراغاً و تَفَرَّغْتُ لكذا و استَفْرَغْتُ مَجْهُودِی فی كذا أَی بذلتُه. یقال: اسْتَفْرَغَ فلان مَجْهُودَه إِذا لم یُبْق من جُهْدِه و طاقتِه شیئاً. و فَرَغَ الرجلُ: ماتَ مثل قَضَی، علی المثَل، لأَن جسمه خَلا من رُوحِه. و إِناءٌ فُرُغٌ: مُفَرَّغٌ. قال ابن الأَعرابی: قال أَعرابی تَبَصَّرُوا الشَّیِّفانَ، فإِنه یَصُوكُ علی شَعَفةِ المَصادِ كأَنه قِرْشامٌ علی فَرْغِ صَقْرٍ؛ یَصُوك أَی یَلْزَمُ، و المَصادُ الجبل، و القِرْشامُ القُرادُ، و الفَرْغُ الإِناء الذی یكون فیه الصَّقْرُ، و هو الدُّوشابُ. و قَوْسٌ فُرُغٌ و فِراغٌ: بغیر وَتَرٍ، و قیل: بغیر سَهْمٍ. و ناقة فِراغٌ: بغیر سِمةٍ. و الفِراغُ من الإِبل: الصَّفِیُّ الغَزِیرةُ الواسِعةُ جِرابِ الضَّرْعِ. و الفَرْغُ: السَّعةُ و السَّیَلانُ. الأَصمعی: الفِراغُ حَوْضٌ من أَدَمٍ واسِعٌ ضَخْمٌ؛ قال أَبو النجم: طافَ به جَنْبَیْ فِراغٍ عَثْجَل و یقال: عنی بالفِراغِ ضَرْعها أَنه قد جَفَّ ما فیه من اللَّبَن فَتَغَضَّنَ؛ و قال إمرؤُ القیس: و نَحَتْ له عن أَرزِ تالئة فِلْقٍ فِراغِ مَعابِلٍ طُحْل أَراد بالفِراغِ هاهنا نِصالًا عَرِیضةً، و أَراد بالأَرْزِ القَوْسَ نفسَها، شبَّهها بالشجرة التی یقال لها الأَرْزةُ، و المِعْبَلةُ: العَرِیضُ من النِّصالِ. و طَعْنةٌ فَرْغاءُ و ذاتُ فَرْغٍ: واسِعةٌ یَسِیلُ دَمُها، و كذلك ضَرْبة فرِیغةٌ و فَرِیغٌ. و الطعنةُ الفَرْغاءُ: ذات الفَرْغ و هو السَّعةُ. و طرِیقٌ فرِیغٌ: واسِعٌ، و قیل: هو الذی قد أُثِّرَ فیه لكثرة ما وُطِئَ؛ قال أَبو كبیر: فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه نَهْجاً، أَبانَ بِذِی فَرِیغٍ مَخْرَفِ و الفَرِیغُ: العرِیضُ؛ قال الطرمّاح یصف سِهاماً: فِراغٌ عَوارِی اللِّیطِ، تُكْسَی ظُباتُها سَبائِبَ، منها جاسِدٌ و نَجِیعُ و قوله تعالی: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثَّقَلٰانِ؛ قال ابن الأَعرابی: أَی سَنَعْمِد، و احتج بقول جریر: و لَمَّا اتَّقَی القَیْنُ العَراقیَ بِاسْتِه، فَرَغْتُ إلی العَبْدِ المُقَیَّدِ فی الحِجْلِ قال: معنی فَرَغْتُ أَی عَمَدْتُ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: افْرُغْ إلی أَضْیافِك‌أَی اعْمِدْ و اقْصِدْ، و یجوز أَن یكون بمعنی التخَلّی و الفَراغِ لتَتَوَفَّرَ علی قِراهم و الاشتِغالِ بهم. و سَهْمٌ فَرِیغٌ: حَدِیدٌ؛ قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ: فَرِیغ الغِرارِ علی قدره، فَشَكَّ نَواهِقَه و الفَما و سِكِّینٌ فَرِیغٌ كذلك، و كذلك رجل فَرِیغٌ: حدید اللِّسانِ. و فرس فَرِیغٌ: واسِعُ المَشْی، و قیل: جَوادٌ بِعِیدٌ الشَّحْوةِ؛ قال: و یَكادُ یَهْلِكُ فی تَنُوفَتِه شأْوُ الفَرِیغِ، و عَقْبُ ذی العَقْبِ و قد فَرُغَ الفرسُ فَراغَةً. و هِمْلاجٌ فَرِیغٌ:
لسان العرب، ج‌8، ص: 446
سریع أَیضاً؛ عن كراع، و المَعْنَیانِ مُقْتَرِبانِ. و فرس فَرِیغُ المَشْی: هِمْلاجٌ وَساعٌ. و فرس مُسْتَفْرِغٌ: لا یَدَّخِرُ من حُضْرِه شیئاً. و رجل فِراغٌ: سریع المشی واسعُ الخِطاءِ، و دابّة فِراغُ السَّیْرِ كذلك. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من الأَنصار قال: حَمَلْنا رسولَ اللهِ، صلی الله علیه و سلم، علی حِمارٍ لنا قَطُوفٍ فنزل عنه فإِذا هو فِراغٌ لا یُسایَرُ‌أَی سَرِیعُ المَشْی واسعُ الخَطْوةِ «3». و الإِفراغُ: الصَّبُّ. و فَرَغَ علیه الماءَ و أَفْرَغَه: صَبَّه؛ حكی الأَوَّل ثعلب؛ و أَنشد: فَرَغْنَ الهَوی فی القَلْبِ، ثم سَقَیْنَه صُباباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْیُنِ النُّجْلِ و فی التنزیل: رَبَّنٰا أَفْرِغْ عَلَیْنٰا صَبْراً*؛ أَی اصْبُبْ، و قیل: أَی أَنْزِلْ علینا صبراً یشتمل علینا، و هو علی المثل. و افْتَرَغَ: أَفْرَغَ علی نفسه الماء و صَبَّه علیه. و فَرِغَ الماءُ، بالكسر، یَفْرَغُ فَراغاً مثال سَمِعَ یَسْمَعُ سَماعاً أَی انْصَبَّ، و أَفرغته أَنا. و‌فی حدیث الغسل: كان یُفْرِغُ علی رأْسِه ثلاث إفراغاتٍ، و هی المرة الواحدة من الإِفْراغِ. یقال: أَفْرَغْتُ الإِناء إِفْراغاً و فَرَّغْتُه تَفْرِیغاً إِذا قَلَبْتَ ما فیه. و أَفْرَغْتُ الدِّماءَ: أَرَقْتُها. وَ فَرَّغْتُه تَفْرِیغاً أَی صببته. و یقال: ذَهَب دمُه فَرْغاً و فِرْغاً أَی باطِلًا هَدَراً لم یُطْلَبْ به؛ و أَنشد: فإنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ و نِسْوةٌ، فَلَنْ تَذْهَبُوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ و الفُراغة: ماء الرجل و هو النُّطْفةُ. و أَفْرَغَ عند الجماع: صَبَّ ماءَه. و أَفْرَغَ الذهبَ و الفِضَّةَ و غیرهما من الجواهر الذائبة: صَبَّها فی قالَبٍ. و حَلْقة مُفْرَغةٌ: مُصْمَتةُ الجَوانِب غیرُ مَقْطُوعةٍ. و دِرْهم مُفْرَغٌ: مَصْبُوب فی قالب لیس بمضروب. و الفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلْو و هو خَرْقُه الذی یأْخذ الماء. و مَفْرَغُ الدلوِ: ما یلی مُقَدَّم الحَوْضِ. و المَفْرَغُ و الفَرْغُ و الثَّرْغُ: مَخْرَجُ الماء من بین عَراقی الدلو، و الجمع فُرُوغٌ و ثُرُوغٌ. و فِراغُ الدلو: ناحِیَتها التی یُصَبُّ منها الماء؛ و أَنشد: تسْقی به ذات فِراغٍ عَثْجَلا و قال: كأَنَّ شِدْقَیْه، إذا تَهَكَّما، فَرْغانِ مِنْ غَرْبَیْن قَدْ تخَرَّما قال: و فَرْغُه سَعةُ خَرْقِه، و من ذلك سمی الفَرْغانِ. و الفَرْغُ: نجم من مَنازِلِ القمر، و هما فَرْغانِ مَنزِلان فی بُرْج الدلو: فَرْغُ الدلو المُقَدَّمُ، و فرغ الدلو المُؤَخَّرُ، و كل واحد منهما كَوْكَبانِ نَیّرانِ، بین كل كوكبین قدر خمس أَذرع فی رأْی العین. و الفِراغُ: الإِناء بعینه؛ عن ابن الأَعرابی. التهذیب: و أَما الفِراغُ فكل إناءِ عند العرب فِراغٌ. و الفَرْغانُ: الإِناءُ الواسِعُ. و الفِراغُ: الأَوْدِیة؛ عن ابن الأَعرابی و لم یذكر لها واحداً و لا اشْتَقَّها. قال ابن بری: الفَرْغُ الأَرض المُجْدِبةُ؛ قال مالك العلیمی: أُنْجُ نجاءً من غَرِیمٍ مَكْبُولْ، یُلْقی علیه النَّیْدُلانُ و الغُولْ و اتَّقِ أَجْساداً بِفَرْغٍ مَجْهُولْ
(3). قوله [الخطوة] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و الذی فی النهایة: سریع الخطو.
لسان العرب، ج‌8، ص: 447
و یَزِیدُ بن مُفَرِّغ، بكسر الراء: شاعرٌ من حِمْیَر.

فشغ؛ ج8، ص: 447

: الفَشْغُ و الانْفِشاغُ: اتِّساعُ الشی‌ءِ و انْتِشارُه. و تَفَشَّغَ فیه الشیبُ و تَفَشَّغَه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: كثر فیه و انْتَشَرَ. و فَشَغَه أَی علاه حتی غَطَّاه. ابن الأَعرابی: تَفَشَّغَه الشیبُ و تَشَیَّعَه و تَشَیَّمَه و تَسَنَّمَه بمعنی واحد. و الفاشِغةُ: الغُرّةُ المُنْتَشِرةُ المُغَطِّیة للعین. و تَفَشَّغَتِ الغُرَّة: كثرت و انتشرت؛ و فَشَغَتِ الناصِیةُ و القُصّةُ حتی تُغَطِّی عین الفرس؛ قال عِدِیّ بن زید یصف فرساً: له قُصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَیْه، و العَیْنُ تُبْصِرُ ما فی الظُّلَمْ و الناصیةُ الفَشْغاءُ: المُنْتَشِرةُ. و فَشَغَه بالسوط فَشْغاً أَی عَلاه به، و كذلك أَفْشَغَه به إِذا ضربه. و تَفَشَّغَ الولد: كثُر.و قال النجاشی لقریش حین أَتوه: هل تَفَشَّغَ فیكم الولدُ فإنّ ذلك من علامات الخیر؟ قالوا: نعم، أَی هل كثُر؛ قال ابن الأَثیر: أَی هل یكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور؟ قالوا نعم و أَكثرُ؛ قال: و أَصله من الظُّهُورِ و العُلُوِّ و الانتِشارِ. و‌فی حدیث الأَشْتَرِ: أَنه قال لعلی، علیه السلام: إِنَّ هذا الأَمْرَ قد تَفَشَّغَ‌أَی فَشا و انْتَشَرَ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: ما هذه الفُتْیا التی تَفَشَّغَتْ فی الناس؟ و یروی: تَشَقَّقَتْ و تَشَغَّفَتْ و تَشَعَّبَتْ.و یقال: تَفَشَّغَ فی بنی فلان الخیرُ إذا كثر و فشا. و تَفَشَّغَ له ولد: كثر. و تَفَشَّغَ فیه الدَّمُ أَی غلَبه و تَمَشَّی فی بدنه؛ و منه قول طفیل الغَنَوِیّ: و قد سَمِنَتْ حتی كأَنَّ مَخاضَها تَفَشَّغَها ظَلْعٌ، و لیْسَتْ بِظُلَّعِ و حكی ابن كیسان: تَفَشَّغَ الرجلُ البُیوتَ دخل فیها. و تَفَشَّغَ فلان فی بیوت الحیِّ إذا غاب فیها فلم تره، و تَفَشَّغَ المرأَةَ: دخل بین رجْلیها و وقَعَ علیها و افْتَرَعَهَا. و یقال للرجل المَنُونِ القلیلِ الخیر: مُفْشِغٌ، و قد أَفْشَغَ الرجلُ. و رجل أَفْشَغُ الثَّنِیّةِ: ناتِئُها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه كان آدمَ ذا ضَفِیرَتین أَفْشَغَ الثَّنِیَّتَیْنِ‌أَی ناتِئَ الثَّنِیَّتَیْن خارجَتَیْن عن نَضَدِ الأَسنان. الأَصمعی: فَشَّغَه النومُ تَفْشِیغاً إِذا علاه و غلبه و كسَّلَه؛ و أَنشد لأَبی دواد: فإِذا غَزالٌ عاقِدٌ، كالظَّبْی فَشَّغَه المَنام و التَّفَشُّغُ و الفِشاغُ: الكَسَلُ. و قد فشَّغَه المَنامُ أَی كَسَّلَه. و الفُشّاغُ: نبات یَتَفَشَّغُ و یَنْتَشِرُ علی الشجر و یَلْتَوی علیه. و روی ابن بری عن الأَزهری أَن الفُشاغ یثقَّل و یخفف. و الفَشْغَةُ: قَصَبةٌ «1» فی جَوْفِ قَصبة. و الفَشْغةُ: ما تَطایَرَ من جَوْفِ الصَّوْصَلاةِ، و هو نبت یقال له صاصُلی، و قیل: هو حَشیشٌ یأْكل جَوْفَه صِبْیانُ العِراقِ. و فَشَغَه بالسوْط یَفْشَغُه فَشْغاً و أَفْشَغَه به و أَفْشَغَه إیّاه: ضرَبه به. و فاشَغَ الناقةَ إِذا أَراد أَن یَذْبَحَ وَلدها فجعلَ علیه ثوباً یُغَطِّی به رأْسَه و ظَهْرَه كلَّه ما خَلا سَنامه، فیَرْضَعُها یوماً أَو یومین ثم یُوثَقُ و تُنَحَّی عنه أُمه حیث تراه، ثم یؤخَذُ عنه الثوبُ فیجعلُ علی حُوار آخَرَ فتری أَنه ابنُها و یُنْطَلقُ بالآخر فیذبح. التهذیب: المُفاشَغةُ أَن یُجَرَّ ولدُ الناقةِ من تحتها
(1). قوله [قصبة فی إلخ] كذا بالأَصل، و الذی فی القاموس: قطنة فی إلخ.
لسان العرب، ج‌8، ص: 448
فیُنْحَرَ و تُعْطَفَ علی ولد آخر یُجَرُّ إلیها فیُلْقَی تحتها فَتَرْأَمُه. یقال: فاشَغَ بینهما و قد فُوشِغَ بها؛ و قال ابن حِلِّزة: بَطَلٌ یُجَرِّرُه و لا یَرْثی له، جَرَّ المُفاشِغِ هَمَّ بالإِرْآمِ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن وَفْدَ البَصْرةِ أَتَوْه و قد تَفَشَّغُوا فقال: ما هذه الهیئة؟ فقالوا: تركنا الثِّیابَ فی العِیابِ و جِئْناكَ، و قال: الْبَسُوا و أَمِیطُوا الخُیَلاء؛ قال شمر: تَفَشَّغُوا أَی لَبِسُوا أَخْشَنَ ثیابهم و لم یَتَهَیَّؤُوا للقائه؛ قال الزمخشری: و أَنا لا آمن أَن یكون مصحَّفاً من تَقَشَّفُوا، و التَّقَشُّفُ: أَن لا یتعهد الرجل نفسه. و الفَشاغُ فی المَهْر: نحو القِرافِ.

فضغ؛ ج8، ص: 448

: فَضَغَ العودَ یَفْضَغُه فَضْغاً: هَشَمَه. و رجل مِفْضَغٌ: یَتَشَدَّقُ و یَلْحَنُ كأَنه یَفْضَغُ الكلامَ، و الله أَعلم.

فلغ؛ ج8، ص: 448

: الفَلْغُ: الشَّدْخُ. فَلَغَ رأْسَه، زاد فی التهذیب: بالعصا، یَفْلَغُه فَلْغاً. و‌فی الحدیث: إِنَّی إِنْ آتِهِمْ یُفْلَغْ رأَسِی كما تُفْلَغُ العِترةُ‌أَی یُكسَر. و أَصل الفَلْغِ الشقُّ، و العِتْرةُ نَبْتٌ، قال: و فَلَغَه مثل ثَلَغَه إِذا شَدَخَه؛ حكاه یعقوب فی البدل أَی أَنَّ فاء فَلَغَ بدل من ثاء ثَلَغَ؛ یقال للقَفِیز بالسریانیة فالِغا، و أَعْرَبته العربُ فقالت فِلْجٌ.

فوغ؛ ج8، ص: 448

: فَوْغةُ الطیبِ: كفَوْعَتِه؛ حكاها كراع و قال: فَوْغةُ، بإعْجام الغین، و لم یقلها أَحد غیره. قال: و لست منها علی ثقة. قال شمر: و فَوْغةٌ من الفاغیة، قال الأَزهری: كأَنه مقلوب عنده. و‌فی الحدیث: احْبِسُوا صِبیانَكم حتی تذهَبَ فَوْعةُ العِشاءْ‌أَی أَوَّله كفَوْرتِه. و فَوْعةُ الطِّیبِ: أَوّلُ ما یَفُوحُ منه. قال ابن الأَثیر: و یروی بالغین لغة فیه.

فصل اللام؛ ج8، ص: 448

لتغ؛ ج8، ص: 448

: اللَّتْغُ: الضرب بالید. لَتَغَه بیده لَتْغاً: ضربه؛ قال ابن درید: و لیس بثبت.

لثغ؛ ج8، ص: 448

: اللُّثْغةُ: أَن تَعْدِلَ الحرْفَ إِلی حرف غیره. و الأَلْثَغُ: الذی لا یستطیع أَن یتكلم بالراء، و قیل: هو الذی یجعل الراء غیناً أَو لاماً أَو یجعل الراء فی طرَف لسانه أَو یجعل الصاد فاء، و قیل: هو الذی یَتَحَوَّلُ لسانه عن السین إلی الثاء، و قیل: هو الذی لا یَتِمُّ رَفْعُ لسانه فی الكلام و فیه ثقل، و قیل: هو الذی لا یُبَیِّنُ الكلامَ، و قیل: هو الذی قَصُرَ لسانه عن موضع الحرف و لَحِقَ مَوْضِعَ أَقْرَبِ الحروف من الحرف الذی یَعْثُر لسانه عنه، و المصدر اللَّثَغُ. و لَثَغَ لسانَ فلان إِذا صَیَّرَه أَلْثَغَ. لَثِغَ، بالكسر یَلْثَغُ لَثَغاً، و الاسم اللُّثْغةُ، و المرأَة لَثْغاء. و فی النوادر: ما أَشدَّ لَثَغَته و ما أَقبح لُثْغَتَه فاللَّثَغَةُ الفَمُ، و اللُّثْغةُ ثِقَلُ اللسانِ بالكلام، و هو أَلْثَغُ بیِّنُ اللُّثْغةِ و لا یقال بَیِّنُ اللَّثَغةِ، و الله أَعلم.

لدغ؛ ج8، ص: 448

: اللَّدْغُ: عَضُّ الحَیّةِ و العقرب، و قیل: اللَّدْغُ بالفم و اللَّسْعُ بالذَّنَب، قال اللیث: اللَّدْغُ بالناب، و فی بعض اللغات: تَلْدَغُ العَقْرَبُ. و قال أَبو وجْزةَ: اللَّدْغةُ جامِعةٌ لكل هامّةٍ تَلْدَغُ لَدْغاً؛ یقال: لَدَغَتْه تَلْدَغُه لَدْغاً و تَلْداغاً؛ و رجل مَلْدُوغ و لَدِیغٌ، و كذلك الأُنثی، و الجمع لَدْغَی و لُدَغاءُ و لا یجمع جمع السلامة لأَن
لسان العرب، ج‌8، ص: 449
مؤنثه لا یدخله الهاء، و السَّلِیمُ: اللَّدِیغُ. و یقال: أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أَرْسَلْتَ إِلیه حَیّةً تَلْدَغُه. و‌فی الحدیث: و أَعوذُ بكَ أَن أَمُوتَ لَدِیغاً؛ اللَّدِیغُ: المَلْدُوغُ، فَعِیلٌ بمعنی مَفْعُولٍ. و لَدَغَه بكلمة یَلْدَغُه لَدْغاً: نَزَغَه بها، و رجل مِلْدَغٌ: یفعل ذلك بالناس، و أَصابه منه ذُبابٌ لادِغٌ أَی شرٌّ، عن ابن الأَعرابی؛ و هو علی المثل.

لصغ؛ ج8، ص: 449

: لَصَغَ الجِلْدُ یَلْصَغُ لُصُوغاً إِذا یَبِسَ علی العظْم عَجَفاً.

لغلغ؛ ج8، ص: 449

: لَغْلَغَ الطعامَ: أَدَمَه بالسمن و الوَدَك؛ عن كراع. أَبو عمرو: لَغْلَغَ ثَرِیدَه و سَغْسَغَه و رَوَّغَه رَوّاه من الأُدْمِ. و یقال: فی كلامه لَغْلغةٌ و لَخْلخةٌ أَی عُجْمة. التهذیب: و اللَّغْلَغُ طائر معروف. غیره: اللَّغْلَغُ طائر معروف؛ قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً.

لمغ؛ ج8، ص: 449

: الْتُمِغُ لَوْنُه: ذهَب كالتُمِع؛ حكاه الهروی.

لوغ؛ ج8، ص: 449

: لاغَ الشی‌ءَ لَوْغاً: أَدارَه فی فیه ثم لَفَظَه. ابن الأَعرابی: لاغَ یَلُوغُ لَوْغاً إِذا لَزِمَ الشی‌ءَ. قال ابن بری: اللَّوْغُ السَّوادُ الذی حَوْلَ الحَلَمةِ؛ و أَنشد ثعلب: كذَبْتَ لَمْ تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ، بِلَوْغِ ثَدْیٍ كأَنْفِ الكَلْبِ دَمّاعِ و‌قالتْ خالةُ إمرئ القیس له: إن أُمك تَرَكَتْكَ صغیراً فأَرْضَعْتُكَ كلْبةً مُجْرِیةً فَقَبِلْتَ لَوْغَها.

لیغ؛ ج8، ص: 449

: الأَلْیَغُ: الذی یَرْجِع كلامُه و لسانُه إلی الیاء، و قیل: هو الذی لا یُبَیِّنُ الكلامَ، و الاسم اللَّیَغُ و اللِّیاغةُ، و امرأَة لَیْغاءُ. و اللِّیاغةُ: الأَحْمَقُ؛ الكسر عن ابن الأَعرابی و الفتح عن ثعلب. ابن الأَعرابی: رجل أَلْیَغُ و امْرأَة لَیْغاء إذا كانا أَحمقین. قال: و اللَّیَغُ الحُمْقُ الجیّد. و طَعام سَیِّغٌ لَیِّغٌ و سائِغٌ لائِغٌ: إِتْباع أَی یَسُوغُ فی الحلق. و لاغَ الشی‌ءَ لَیْغاً: راوَدَه لِیَنْتَزِعَه.

فصل المیم؛ ج8، ص: 449

مرغ؛ ج8، ص: 449

: المَرْغُ: المُخاطُ، و قیل اللُّعابُ؛ قال الحِرْمازِیّ: دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ، فأَصْفِغِیه فاكِ أَیَّ صَفْغِ، ذلِك خَیْرٌ من حُطامِ الرَّفْغِ و إنْ تَرَیْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ، شَفَیْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ و المَرْغُ: الرِّیقُ، و قیل: المَرْغُ لُعاب الشاء، و هو فی الإِنسان مُسْتَعارٌ كقولهم أَحْمَقُ ما یَجْأَی مَرْغَه أَی لا یَسْتر لُعابَه، و جَأَیْتُ الشی‌ءَ أَی ستَرْتُه، و عَمَّ به بعضهم، و قصره ابن الأَعرابی علی الإِنسان فقال: المَرْغُ للإِنسان، و الرُّوالُ غیر مهموز للخیل، و اللُّغامُ للإِبل. و أَمْرَغَ أَی سالَ لُعابُه. و أَمْرَغَ: نامَ فسالَ مَرْغُه من ناحیتی فیه. و تَمرَّغَ إِذا رَشَّه من فیه؛ قال الكُمَیْتُ یُعاتِبُ قُرَیْشاً: فَلمْ أَرْغُ ممّا كان بَیْنی و بَیْنَها، و لم أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّی غَضُوبُها قوله فلم أَرْغُ من رُغاء البعیر. و الأَمْرَغُ: الذی یَسِیل مَرْغُه. و المَرْغةُ: الروْضةُ. و العرب تقول: تَمَرَّغْنا أَی تَنَزَّهْنا. و المَرْغُ: الرَّوْضةُ الكثیرة
لسان العرب، ج‌8، ص: 450
النبات، و قد تَمَرَّغَ المالُ إذا أطال الرَّعْی فیها. و قال أَبو عمرو: مَرَغَ العَیْرُ فی العُشْبِ إذا أَقام فیه یَرْعَی؛ و أَنشد لرِبْعِیّ الدُّبَیری: إنی رَأَیْتُ العَیْرَ فی العُشْبِ مَرَغْ، فجِئْتُ أَمْشِی مُسْتَطاراً فی الرَّزَغْ و یقال: تَمَرَّغْتُ علی فلان أَی تَلَبَّثْتُ و تمكَّثْتُ. و أَمْرَغَ إِذا أَكثر الكلامَ فی غیر صَواب. و المَرْغُ: الإِشْباعُ بالدُّهْن. و رجل أَمْرَغُ و شعَر مَرِغٌ: ذو قَبُولٍ للدُّهْن. و المُتَمَرِّغُ: الذی یَصْنَعُ نفسَه بالادِّهانِ و التَّزَلُّقِ. و أَمْرَغَ العَجینَ: أَكثر ماءَه حتی رَقَّ، لغة فی أَمْرَخَه فلم یَقْدِر أَن یُیَبِّسه. و مَرِغَ عِرْضُه: دَنِسَ، و أَمْرَغَه هو و مَرَّغَه: دَنَّسَه، و المُجاوِزُ من فِعْله الإِمْراغ. و مَرَّغَه فی التراب تمریغاً فتَمرَّغ أَی مَعَّكه فَتَمَعَّك، و مارَغه، كلاهما: أَلْزَقَه به، و الاسم المَراغةُ، و الموضع مَتَمَرَّغٌ و مَراغٌ و مَراغةٌ. و‌فی صفة الجنة: مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ‌أَی الموضع الذی یُتَمَرَّغُ فیه من تُرابها. و التمَرُّغُ: التَّقَلُّبُ فی التراب. و‌فی حدیث عَمّار: أَجْنَبْنا فی سفَر و لیس عندنا ماء فتمَرَّغْنا فی التراب؛ ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ یحتاج أَن یُوَصِّلَ الترابَ إِلی جمیع جسَده كالماء. و مَراغةُ الإِبل: مُتَمَرَّغها. و المَرْغُ: المَصِیرُ الذی یجتمع فیه بَعْرُ الشاة. و المَراغةُ: الأَتانُ، و قیل: الأَتانُ التی لا تَمْتَنِعُ من الفُحول، و بذلك لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَریرٍ فسمّاه ابن المَراغةِ أَی یَتَمرَّغ علیها الرِّجال، و قیل: لأَن كلیباً كانت أَصحابَ حُمُرٍ. و المَرْغُ: أَكلُ السائِمة العُشبَ. و مَرَغَتِ السائمةُ و الإِبل العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً: أَكلته؛ عن أَبی حنیفة. و مَراغُ الإِبلِ: مُتَمَرَّغُها؛ قال الشاعر: یَجْفِلُها كلُّ سَنامٍ مِجْفَلِ، لَأْیاً بِلأْیٍ فی المَراغِ المُسْهِلِ و المِمْرَغةُ: المِعَی الأَعْوَرُ لأَنه یُرْمی به، و سمّی أَعْورَ لأَنه كالكیس لا مَنْفَذَ له.

مزغ؛ ج8، ص: 450

: قال ابن بری: التمَزُّغُ التَّوَثُّبُ؛ قال رؤبة: بالوَثْبِ فی السَّوْآتِ و التمَزُّغِ

مشغ؛ ج8، ص: 450

: المَشْغُ: ضَرْب من الأَكل لیس بالشدید، و قیل: هو كأَكْلِكَ القِثَّاءَة. و مَشَغَ عِرْضَه و مَشَّغَه: عابَه؛ قال رؤبة: و احْذَرْ أَقاوِیلَ العُداةِ النُّزَّغِ عَلیَّ، إنی لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ أَغْدُو، و عِرْضِی لیسَ بالمُمَشَّغِ أَی لیس بالمُكَدَّرِ و لا المُلَطَّخ. و المِشْغةُ: طین یُجْمَعُ و یُغْرَزُ فیه شوْكٌ و یُترك حتی یَجِفَّ ثم یُضْرَب علیه الكَتّانُ حتی یَتَسرَّح. ابن الأَعرابی: ثوب ممَشَّغٌ مَصْبوغ بالمِشْغ. قال الأَزهری: أَراد بالمِشْغِ المِشْقَ، و هو الطین الأَحمر. و روی أَبو تراب عن بعض العرب: مَشَغَه ماءةَ سَوْطٍ و مَشَقَه إِذا ضربه. أَبو عمرو: المِشْغة قِطعة الثوب أَو الكساء الخَلَق؛ و أَنشد لأَبی بدر السلمی: كأَنَّه مِشْغةُ شَیْخ مُلْقاهْ

مضغ؛ ج8، ص: 450

: مَضَغَ یَمْضَغُ و یَمْضُغُ مَضْغاً: لاكَ. و أَمْضَغَه الشی‌ءَ و مَضَّغَه: أَلاكَه إِیاه؛ قال: أُمْضِغُ مَن شاحَنَ عُوداً مُرّا شاحَن: عادَی؛ و قال: هاعٍ یُمَضِّغُنی، و یُصْبِحُ سادِراً، سلكاً بِلَحْمِی، ذِئْبُه لا یَشْبَعُ
لسان العرب، ج‌8، ص: 451
و مَضَغَ الطعامَ یَمْضَغه مَضْغاً. و المَضاغ، بالفتح: ما یُمْضَغُ، و فی التهذیب: كلُّ طعام یُمْضَغ. و ما ذُقْتُ مَضاغاً و لا لَواكاً أَی ما ذُقتُ ما یُمْضَغ. و یقال: ما عندنا مَضاغٌ، و هذه كِسرة لَیِّنة المَضاغِ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَكلَ حَشَفةً من تمراتٍ قال: فكانت أَعْجَبَهُنّ إِلیَّ لأَنها شَدَّتْ فی مَضاغی؛ المضاغ، بالفتح: الطعام یُمْضَغُ، و قیل: هو المَضْغُ نفسُه. یقال: لُقمةٌ لیِّنةُ المضاغ و شدیدة المَضاغِ، أَراد أَنها كان فیها قوَّة عند مَضْغِها. و كَلأٌ مَضِغٌ: قد بَلَغ أَن تمضَغَه الرّاعِیةُ؛ و منه قول أَبی فَقْعَسٍ فی صفة الكلإِ: خَضِعٌ مَضِع ضافٍ رَتِع؛ أَراد مَضِغ فحوَّل الغین عیناً لِما قبله من خَضِع و لما بعده من رَتِع. و المُضاغةُ، بالضم: ما مُضِغَ. و المُضاغةُ: ما یَبْقی فی الفَم من آخر ما مَضَغْتَه. و المَواضِغُ: الأَضْراسُ لمَضْغِها، صفة غالبة. و الماضِغانِ و الماضِغتانِ و المَضِیغتان: الحَنَكانِ لمضْغِهما المأْكولَ، و قیل: هما رُوذا الحَنَكَیْن «2» لذلك، و قیل: هما عِرْقان فی اللَّحْیَین، و قیل: هما أَصْلا اللَّحْیَین عند مَنْبِت الأَضراس بِحیاله، و قیل: هما ما شَخَصَ عند المَضْغِ. و المَضِیغةُ: كل عَصبةٍ ذاتِ لحْم، فإِما أَن تكون مما یُمْضَغُ، و إِما أَن تشبه بذلك إن كان مما لا یؤكل. و المَضِیغَةُ: لحم باطِن العَضُد، لذلك أَیضاً. و قال ابن شمیل: كل لحم علی عظم مَضِیغةٌ، و الجمع مَضِیغٌ و مَضائِغُ. و قال اللیث: كل لحمَة یَفْصِلُ بینها و بین غیرها عِرْقٌ فهی مَضِیغةٌ، قال: و اللِّهْزِمةُ مَضِیغةٌ و العَضَلةُ مَضِیغة. و المَضائِغ من وَظیفَی الفرس: رؤوسُ الشّظایتین «3» لأَن آكِلَها من الوحش یَمْضَغُها، و قد تكون علی التشبیه كما تقدم لمَكان المضغ أَیضاً. و المَضِغة: ما بُلَّ و شُدَّ علی طرَف سِیةِ القَوْسِ من العَقَب لأَنه یُمْضَغُ، و قیل: هی العَقَبةُ التی علی طرَف السِّیةِ. الأَصمعی: المَضائِغُ العَقَباتُ اللَّواتی علی طرَفِ السِّیَتَیْن. و المُضْغةُ: القِطْعةُ من اللَّحم لمكان المضغ أَیضاً. التهذیب: المُضْغة قِطعة لحم، و قیل: تكون المُضغة غیرَ اللحم. یقال: أَطْیَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَیْحانِیّةٌ مَصْلِیَّةٌ. و قال خالد بن جَنْبةَ: المُضْغةُ من اللحمَ قدْرُ ما یُلْقی الإِنسانُ فی فیه، و منه قیل: فی الإِنسان مُضغتانِ إِذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ: القلْبُ و اللِّسانُ، و الجمع مُضَغٌ، و قلْب الإِنسان مُضْغة من جسَده. التهذیب: إِذا صارت العَلَقة التی خُلِقَ منها الإِنسان لَحْمة فهی مُضغة. و‌فی الحدیث: إِن خلق أَحدكم یجمع فی بطن أُمه أَربعین یوماً نطفة ثم أَربعین یوماً عَلَقَة ثم أَربعین یوماً مضغة ثم یبعث الله إلیه الملَك.و‌فی الحدیث: إِن فی ابن آدم مُضْغةً إِذا صَلَحَت صلَحَ الجسدُ كله، یعنی القَلْبَ لأَنه قِطْعةُ لحم من الجسد. و المَضَّاغةُ: الأَحْمَقُ. و المُضَغُ من الجِراحِ: صِغارُها، و‌قول عمر، رضی الله عنه: إِنّا لا نتَعاقَلُ المُضَغَ بَیْنَنا، أَراد الجراحات، و المُضَغُ جمع مُضْغةٍ، و هی القطْعة من اللحم قدر ما یُمْضَغُ و سمّاها مُضَغاً علی التشبیه بمُضْغةِ الإِنسان فی خلْقه، یَذْهبُ بذلك إلی تَصْغیرها
(2). قوله [روذا الحنكین] كذا بالأَصل، و لعلهما رؤدا اللحیین بالهمز، ففی مادة رأد من اللسان: و الرأد و الرؤد أیضا رأد اللحی و هو أصل اللحی الناتئ تحت الأذن، و قیل أَصل الأضراس فی اللحی، و قیل الرأدان طرفا اللحیین الدقیقان اللذان فی أعلاهما. (3). قوله [الشظایتین] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس: الشظئ عظیم لازق بالركبة أَو بالذراع أو بالوظیف أو عصب صغار فیه.
لسان العرب، ج‌8، ص: 452
و تَقْلیلها. و المُضَغُ: ما لیس له أَرْشٌ مُقَدَّرٌ معلوم من الجِراحِ و الشِّجاج، شُبِّهَت بمُضْغةِ الخَلْقِ قبل نَفْث الرُّوحِ، و بالمُضْغةِ الواحدة شُبِّهت اللُّقْمة تُمْضَغُ، و قیل: شبهها بالمضغة من اللحم لقلتها فی جنب ما عَظُمَ من الجِنایاتِ. و قال أَحمد لإِسحق: ما الذی لا تَعْقِلُ العاقِلةُ؟ قال: ما دون الثلُث؛ و قال ابن راهویه: لا تَعْقِلُ العاقلةُ ما دُونَ المُوضِحةِ إِنما فیها حُكومةٌ، و تَحْمِلُ العاقِلةُ المُوضِحةَ فما فوقَها، و قالا معاً: لا تعقل المرأَة و الصبی مع العاقلة. و أَمْضَغَ التمرُ: حان أَن یُمْضَغَ. و تَمْرٌ ذُو مَضْغةٍ: صُلْبٌ متِین یُمْضَغُ كثیراً. و هَجاه هِجاءً ذا مَمْضَغةٍ: یصفه بالجَوْدةِ و الصَّلابة كالتمر ذی المَمْضَغةِ. و إِنه لذو مُضْغةٍ إذا كان من سُوسِهِ اللحمُ. و مُضَغُ الأُمورِ: صِغارُها، و كلاهما من المَضْغِ. و ماضَغَه القِتالَ و الخُصومةَ: طاوَلَه إِیّاهُما.

مغمغ؛ ج8، ص: 452

: المَغْمغةُ: الاخْتِلاطُ؛ قال رؤبة: ما مِنْكَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمِغِ، فانْفَحْ بِسَجْلٍ مِنْ نَدیً مُبلِّغ و تَمَغْمَغَ المالُ إِذا جری فیه السِّمَنُ. و مَغْمَغَ اللحمَ: لم یُحْكِمْ مَضْغَه. و مَغْمَغَ الكلامَ: لم یُبَیِّنْه. و المَغْمَغةُ: أَن تَرِدَ الإِبلُ الماء كلَّما شاءتْ؛ عن ابن الأَعرابی، و الذی حكاه أَبو عبید الرَّغْرَغةُ، و قد تقدَّم. و مَغْمَغَ طَعامَه: أَكثر أُدْمَه.، و المعروف صَغْصَغَ. أَبو عمرو: إذا رَوَّی الثَّرِیدَ دَسَماً قیل مَغْمَغَه و رَوَّغَه و سَغْسَغَه و صَغْصَغَه.

ملغ؛ ج8، ص: 452

: المِلْغُ، بالكسر: المُتَمَلِّقُ، و قیل الشّاطِرُ، و قیل الأَحْمَقُ الذی یَتَكَلَّمُ بالفُحْشِ، و قیل الذی لا یُبالی ما قال و لا ما قیلَ له، و الجمع أَمْلاغٌ. و مُلِغَ فی كلامِه و تَمَلَّغَ: تَحَمَّقَ. و كلامٌ مِلْغٌ و أَمْلَغُ: لا خَیْرَ فیه. و المِلْغُ: الأَحْمَقُ الوَقْسُ اللفْظِ، قال رؤبة: أَوْهی أَدِیماً حَلِماً لم یُدْبَغِ، و المِلْغُ یَلْكی بالكَلامِ الأَمْلَغِ التهذیب فی هذا المكان: و قال رؤبةُ: یُمارِسُ الأَغْصانَ بالتمَلُّغِ «1» هو تَفَعل منه. و یقال: مِلْغٌ مُتَمَلِّغٌ، و قالوا: بِلْغٌ مِلْغٌ، فبِلْغٌ أَحْمَقُ بالِغٌ فی حُمْقِه أَو بالغ ما یرید مع حُمْقه، و مِلْغٌ إِتْباع، و قیل إِنه یفرد فلا یكون إِتباعاً، و أَورد بیت رؤبة: و المِلْغُ یَلْكی، و قال: فدل أَنه لیس بإِتباع، قال ابن بری: و قال رؤبة فی المِلْغ أَیضاً: غَیَّرَ آلی، و أَطالَ ذَبِّی غَثِیثةُ المِلْغِ بقَوْلٍ خِبِّ

موغ؛ ج8، ص: 452

: ماغَتِ السِّنَّوْرةُ تمُوغُ مُواغاً و مَوْغاً: مثل ماءَتْ.

فصل النون؛ ج8، ص: 452

نبغ؛ ج8، ص: 452

: نَبَغَ الدَّقِیقُ من خَصاصِ المُنْخُلِ یَنْبُغُ: خَرَجَ، و تقول: أَنْبَغْتُه فَنَبَغَ. و نَبَغَ الوِعاءُ بالدَّقِیقِ إذا كان دَقِیقاً فَتَطایَرَ من خَصاصِ ما
(1). 1 قوله" یمارس الأغصان" كذا بالأصل، و بهامشه صوابه الأَعضال انتهی. أی جمع العضل، بكسر فسكون: الرجل الداهیة و الشدید القبح.
لسان العرب، ج‌8، ص: 453
رَقَّ منه. و نَبَغَ الماءُ و نَبَعَ بمعنی واحد. و نَبَغَ الرجل یَنْبَغُ و یَنْبُغُ و یَنْبِغُ نَبْغاً: لم یكن فی إِرْثِه الشِّعْرُ ثم قال و أَجادَ؛ و منه سمی النَّوابِغ من الشُّعراء نحو الجَعْدیّ و الذُّبْیانی و غیرهما؛ و قالت لیلی الأَخْیَلِیّة: أَ نابِغَ، لمْ تَنْبَغْ، و لم تَكُ أَوّلا، و كنتَ صُنَیّاً بَیْنَ صَدَّیْن مَجْهَلا «1» و نَبَغَ منه شاعِرٌ: خَرَجَ. و نَبَغَ الشی‌ءُ: ظَهَرَ. و نَبَغَ فیهم النِّفاقُ إذا ظهر بعدما كانوا یُخْفونه منه. و نَبَغَت المَزادةُ إِذا كانت كتُوماً فصارت سَرِبةً. و‌فی حدیث عائشة فی أَبیها، رضی الله عنهما: غاضَ نَبْغَ النِّفاقِ و الرِّدَّةِ‌أَی نَقَصه و أَهْلَكَه و أَذْهَبَه. و النابغةُ: الشاعرُ المعْروف، سمی بذلك لظهوره؛ و قیل: سماه به زیادُ بن معاویة لقوله: و حَلَّتْ فی بَنی القَیْنِ بن جَسْرٍ، و قد نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ و الهاء للمبالغة، و قد قالوا نابغة؛ قال الشاعر: و نابِغةُ الجَعْدِیُّ بالرَّمْلِ بَیْتُه، علیه صَفِیحٌ من تُرابٍ مُوَضَّع قال سیبویه: أَخْرَجَ الأَلف و اللام و جُعِلَ كواسِط. التهذیب: و قیل إِن زیاداً قال الشعر علی كِبَرِ سنه و نَبَغَ فسمی النابغةَ؛ و قول الشاعر: و مَهْمَهةٍ صَخِبٍ هامُها، نَوابِغُها ضَحْوةً تَضْبَحُ قیل: النوابِغُ إناثُ الثَّعالِب. قال الأَزهری: و لا أَعْرِفُ الشِّعْر. و یقال: نَبَغَ فلان بِتُوسِه إِذا خرَجَ بطَبْعِه. و یقال لهِبْرِیةِ الرأْس: نُبّاغُه و نُبّاغَتُه؛ قال: و قول لیلی: أَ نابِغَ، لم تَنْبُغْ، و لم تَكُ أَوّلا هو من قولهم نَبَغَ فلان بِتُوسِه إِذا أَظْهَرَ خُلُقَه و ترك التَّخَلُّقَ، فكان مَعْناها أَنه ظهر لُؤْمُكَ الذی كنت تكْتُمُه و لم یَنْفَعْك تَخَلُّقُكَ بغیر خُلُقِكَ الذی طُبِعْتَ علیه. و تَنَبَّغَتْ بَناتُ الأَوْبَرِ إذا یَبِسَتْ فخرج منها مثلُ الدقیق.

نتغ؛ ج8، ص: 453

: نَتَغَ الرجلَ یَنْتِغُه و یَنْتُغُه نَتْغاً: عابه. و نَتَغْتُه و أَنْتَغْتُه: عِبْتُه و قلتُ فیه ما لیس فیه. و رجل مِنْتَغٌ: عَیّابٌ مُعْتادٌ لذلك، و قد نَتَغَه؛ و أَنشد بعضهم: غَمَزَتْ بِشَیْبی تِرْبَها فَتَعَجَّبَتْ، و سَمِعْتُ خَلْفَ قِرامِها إِنتاغَها و كذاك ما هِیَ إِنْ تَراخَی غَمْزُها، شَبَّهْتُ جَعْدَ عُموقِها أَصْداغَها و قال ابن درید: النَّتْغُ و الفَدْخُ الشَّدْخُ. و أَنْتَغَ إِنْتاغاً: ضَحِكَ ضَحْكاً خَفِیًّا كَضَحْكِ المُسْتَهْزِئ؛ و أَنشد: لَمّا رَأَیْتُ المُنْتِغِینَ أَنْتَغُوا ابن الأَعرابی: الإِنْتاغُ أَن یُخْفِی ضَحِكَه و یُظْهِرَ بعضَه، قال ابن بری: و نَتَغَ ضَحِكَ ضَحِكَ المُسْتَهْزِئ.

ندغ؛ ج8، ص: 453

: النَّدْغُ: شبه النَّخْس. نَدَغَه یَنْدَغُه نَدْغاً: طعَنَه و نَخَسه بإِصْبَعِه؛ و دَغْدَغَه شِبْه المُغازَلةِ و هی
(1). قوله [مجهلا] تقدم فی مادة صدد ضبطه بضم المیم تبعاً لما فی غیر موضع من الصحاح.
لسان العرب، ج‌8، ص: 454
المُناذَغةُ؛ قال رُؤبة: لَذَّتْ أَحادِیثُ الغَوِیِّ المِنْدَغِ و النَّدْغُ أَیضاً: الطَّعْنُ بالرُّمحِ و بالكلام أَیضاً. و انْتَدَغَ الرجلُ: أَخْفَی الضَّحْكَ، و هو أَخْفَی ما یكون منه. و نَدَغَه بكلمة یَنْدَغُه نَدْغاً: سَبَعَه؛ و رجل مِنْدَغٌ؛ قال: قَوْلًا كتَحْدِیثِ الهَلُوكِ الهَیْنَغِ مالَتْ لأَقْوالِ الغَوِیّ المِنْدَغِ، فَهْیَ تُرِی الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ یرید بالأَعلاقِ الحُلِیَّ التی علیها. و النُّغْنُغُ: الحركة. و المِنْدَغُ، بكسر المیم: الذی من عادته النَّدْغُ. و النِّدْغُ و النَّدْغُ و النَّدَغُ، بالغین المعجمة كلها؛ قال ابن سیدة: و الأَخیرة أَراها عن ثعلب و لا أَحقها، كلُّه: الصَّعْتَرُ البَرّی، و هو مما تَرْعاه النَّحْلُ و تُعَسِّلُ علیه، و عَسَلُه أَطْیَبُ العَسَلِ، و لَعَسَلِه جَلْوتانِ: جَلْوةُ الصیف و هی التی تكون فی الرَّبِیع و هی أَكثر الشِّیارَیْنِ؛ و جَلوة الصَّفَرِیة و هی دونها. و‌فی حدیث سُلَیْمان بن عبد الملك: دخل الطائفَ فوجد رائحة الصَّعْتَرِ فقال: بِوادیكم هذا نَدْغةٌ.و قال الفراء: النَّدْغُ الصعتر البَرّیّ، و السِّحاء نَبْت آخر و كلاهما من مَراعی النحل. و‌كتب الحجاج إلی عامله بالطائِف أَن یُرْسِلَ إلیه بعسل أَخْضَرَ فی السِّقاء، أَبیض فی الإِناء، من عسل النَّدْغِ و السِّحاء، و الأَطبَّاءُ یزْعُمون أَنّ عسل الصعتر أَمْتَنُ العَسَل و أَشَدُّه لُزُوجةً و حَرارةً، و قیل: النَّدغ شجر أَخضر له ثمر أَبیض، واحدته ندغة، قال أَبو حنیفة: الندغ مما ینبت فی الجبال و ورقه مثل ورق الحَوْكِ و لا یرعاه شی‌ء، و له زهر صغیر شدید البیاض، و كذلك عسله أَبیض كأَنه زُبْدُ الضأْن و هو ذَفِرٌ كرِیهُ الریح، واحدته نَدْغة و نِدْغة. و یقال للبَرْك المِنْدغةُ و المِنْسغةُ.

نزغ؛ ج8، ص: 454

: النَّزْغُ: أَن تَنْزِغَ بین قوم فتَحْمِلَ بعضهم علی بعض بفسادٍ بینهم. و نَزَغَ بینهم یَنْزَغُ و یَنْزِغُ نَزْغاً: أَغْرَی و أَفْسَدَ و حمل بعضَهم علی بعض. و النزْغُ: الكلام الذی یُغْرِی بین الناس. و نَزَغَه: حرَّكه أَدنی حركة. و نزَغ الشیطانُ بینهم یَنزَغُ و یَنزِغُ نَزْغاً أَی أَفسد و أَغری. و قوله تعالی: وَ إِمّٰا یَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّیْطٰانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ*؛ نَزْغُ الشیطانِ: وسَاوِسُه و نَخْسُه فی القلب بما یُسَوِّلُ للإِنسان مِن المَعاصی، یعنی یُلْقِی فی قلبه ما یُفْسِدُه علی أَصحابه؛ و قال الزجاج: معناه إِن نالَك من الشیطان أَدْنی نَزْغٍ و وَسْوسةٍ و تَحْرِیك یَصْرِفُك عن الاحتمال، فاستعذ بالله من شرّه و امْضِ علی حكمك. أَبو زید: نَزَغْتُ بین القوم و نَزَأْتُ و مَأَسْتُ كل هذا من الإِفسادِ بینهم، و كذلك دَحَسْتُ و آسَدْتُ و أَرَّشْتُ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و لم تَرْمِ الشُّكُوكُ بَنَوازِغِها عَزِیمةَ إِیمانِهم؛ النّوازِغُ: جمع نازِغةٍ من النزْغ و هو الطعْنُ و الفَسادُ. و‌فی الحدیث: صِیاحُ المولود حین یَقَع نَزْغةٌ من الشیطانِ‌أَی نَخْسةٌ و طَعْنةٌ. و نَزَغَ الرجلَ یَنْزَغُه نَزْغاً: ذكره بقبیح. و رجل مِنْزَغٌ و مِنْزَغةٌ و نَزّاغٌ: یَنْزَغُ الناسَ. و النَّزْغُ: شبه الوَخْز و الطعْن. و نَزَغَه بكلمة نَزْغاً: نخَسَه و طَعَن فیه مثل نَسَغَه. و نَدَغَه و نَزَغَه نَزْغاً: طَعَنه بید أَو رُمْح. و‌فی حدیث ابن الزبیر: فنزَغَه إنسان من أَهل المسجد بِنزیغةٍ‌أَی
لسان العرب، ج‌8، ص: 455
رماه بكلمة سیئة. و أَدْرَكَ الأَمْرَ بِنَزَغِه أَی بِحِدْثانِه؛ عن ثعلب. و یقال للبَرْك: المِنْزَغةُ و المِنْسْغةُ و المِیزغةُ و المِبْزغةُ و المِنْدغةُ.

نسغ؛ ج8، ص: 455

: نَسَغَت الواشِمةُ بالإِبرة نَسْغاً: غَرَزَتْ بها. و النسْغُ: تَغْرِیزُ الإِبرة، و ذلك أَنّ الواشِمةَ إذا وشَمَتْ یدها ضَبَّرَتْ عِدَّة إِبر فَنَسَغَتْ بها یدها ثم أَسَفَّتْه النَّؤُورَ، فإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُه عن سَواد قد رَصُنَ. و نَسَغَ الخبزة نَسْغاً غَرَزَها. ابن الأَعرابی: المِنْسغةُ و المِبْزغةُ البَرْكُ الذی یُغْرَزُ به الخُبْزُ. و المِنْسغةُ: إِضْبارةٌ من ریشِ الطائر أَو ذنَبه یَنْسَغُ بها الخَبَّازُ الخُبْزَ، و كذلك إذا كان من حدید. و النَّسْغُ مثل النخس. و نَسَغَه بید أَو رُمْحٍ أَو سوط نَسْغاً و نَسَّغَه: طعنه، و كذلك أَنْسَغَه. و نَسَغَه بكلمة: مثل نَزَغه. و رجل ناسِغٌ من قوم نُسَّغٍ: حاذقٌ بالطعن؛ قال: إِنِّی علی نَسْغِ الرِّجالِ النُّسَّغِ و نَسَغَ البعیرُ: ضَرَبَ مَوْضِعَ لَسْعةِ الذُّبابِ بخُفّه. و أَنْسَغَتِ الفَسیلةُ و نَسَّغَتْ: أَخْرَجَتْ قُلْبَها، و قیل: أَخرجت سعفاً فوق سعَف، و أَنْسَغتِ الشجرة: نبتت بعد القطع، و كذلك الكرمُ. و انْتَسَغَ الرجلُ: تَحَرّی. و نَسَغ فی الأَرض نَسْغاً: ذهب. و نَسَغَتْ ثَنِیَّتُه: تَحَرَّكَتْ و رَجَعَتْ. و النَّسِیغُ: العَرَقُ. و انْتَسَعَتِ الإِبلُ و انْتَسَغَتْ انْتِساغاً، بالعین و الغین، إِذا تَفَرَّقَتْ فی مَراعِیها و تَباعَدَتْ؛ و قال الأَخطل: رجِنَّ بِحَیْثُ تَنْتَسِغُ المَطَایا، فلا بَقًّا تَخافُ، و لا ذُبابَا «2»

نشغ؛ ج8، ص: 455

: النَّشُوغُ: الوَجُورُ و السَّعُوطُ، و هو بالعین المهملة أَیضاً، و هو أَعلی، و قد نُشِغَ الصبیُّ نُشُوغاً؛ قال ذو الرمة: إذا مَرْئِیَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً، فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا و روی … نُشِعَ …، بالعین المهملة، و هو إِیجارُك الصبی الدَّواءَ، و قد تَقَدّم نَشغَه و نَشَعه إِذا أَوْجَره. ابن الأَعرابی: نُشِعَ الصبی و نشِغَ، بالعین و الغین، إذا أُوجِرَ فی الأَنف. اللیث: نَشَغْتُ الصبیَّ وَجُوراً فانْتَشَغَه جُرْعةً بعد جُرْعةٍ. و‌فی الحدیث: فإِذا هو یَنْشَغُ‌أَی یَمَصُّ بِفِیه. و المِنْشَغةُ: المُسْعُطُ أَو الصَّدَفةُ یُسْعَطُ بها؛ قال الشاعر: سَأَنْشَغُه حتی یَلِینَ شَرِیسُه، بِمِنْشغةٍ فیها سِمامٌ و عَلْقَمُ و النَّشَغُ: التَّلْقِینُ، و ربما قالوا نَشَغْته الكلام نَشْغاً أَی لقَّنْتُه و عَلَّمته، و هو علی التشبیه. و یقال نَشَغْتُه الكلامَ و نَسَغْتُه الكلامَ، بالشین و السین؛ و نَشَغَه یَنْشَغُه نَشْغاً و أَنْشَغَه فَنَشَغَ و تَنَشَّغَ و انْتَشَغَ و ناشَغَ؛ قال: أَهْوی و قد ناشَغَ شِرْباً واغِلا و النَّشْغُ: الشَّهِیقُ حتی یَكاد یَبْلُغُ به الغَشْیَ. و‌فی حدیث أُمِّ إسماعیل: فإِذا الصبی یَنْشَغُ للموت، و قیل: معناه یَمْتَصُّ بِفیه من نَشَغْتُ الصبیّ دَواء فانْتَشَغَه. و نَشَغَ یَنْشَغُ نَشْغاً: شَهِقَ حتی كاد یُغْشی علیه و إِنما ذلك من شَوْقِه. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه ذكرَ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فَنَشَغَ نَشْغَةً‌أَی شَهِقَ و غُشِیَ علیه؛ قال أَبو عبید: و إنما
(2). فی دیوان الأَخطل: دجنّ … بدل‌رجنّ …، و المعنی واحد
لسان العرب، ج‌8، ص: 456
یفعل ذلك الإِنسان شَوْقاً إِلی صاحبه أَو إِلی شی‌ء فائتٍ و أَسَفاً علیه و حُبًّا للِقائه. قال: و هذا نَشْغٌ، بالغین، لا اختلاف فیه؛ قال رؤبة یمدحُ رجلًا و یذكر شَوْقَه إِلیه: عَرَفْتُ أَنی ناشِغٌ فی النُّشَّغِ، إِلَیْكَ أَرْجُو من نَداكَ الأَسْبَغِ و النَّشْغةُ: تَنَفُّسةٌ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء، یقال منه: نَشَغَ یَنْشَغُ نَشْغاً. و النَّشْغُ: جُعْلُ الكاهِنِ، و قد نَشَفَه، و العینُ المهملة أَعْلی، و نُشِغَ به نَشْغاً: أُولِعَ، و العین المهملة لغة. أَبو عمرو: نُشِغَ به و نُشِعَ به و شُغِفَ به أَی أُولِعَ به. و إِنه لنَشُوغٌ بأَكل اللحم و مَنْشُوغٌ به أَی مُولَعٌ. و النَّاشِغانِ: الواهِنَتانِ و هما ضِلَعانِ من كل جانب ضِلَعٌ. الفراء: النَّواشِغُ مَجاری الماء فی الوادی؛ و أَنشد للمرَّار بن سَعِید: و لا مُتلاقِیاً، و الشمسُ طِفْلٌ، ببَعْضِ نَواشِغِ الوادی حُمولا و الناشِغةُ: مَجْری الماء إلی الوادی، و خَصَّ ابن الأَعرابی بها الشُّعْبةَ المَسِیلةَ أَو الشِّعْبَ المَسِیلَ. قال أَبو حنیفة: النَّواشِغُ أَضْخَمُ من الشِّحاحِ، و النَّشَغاتُ فُواقاتٌ خَفِیِّاتٌ جِدّاً عند الموت، واحدتها نَشْغةٌ، و قد نَشَغَ و تَنَشَّغَ. و‌فی الحدیث: لا تَعْجَلُوا بِتَغْطیةِ وجْهِ المیت حتی یَنْشَغَ أَو یَتَنَشَّغَ؛ حكاه الهَرَویُّ فی الغریبین. ابن الأَعرابی: أَنْشَغَ الرجل تَنَحَّی. و نَشَغَه بالرُّمْحِ: طَعَنَه؛ قال الأَخطل: تنَقَّلَتِ الدِّیارُ بها فَحلَّتْ بِحَزَّةَ، حَیْثُ یَنْتَشِغُ البَعِیرُ و انْتِشاغُ البَعیر: أَن یَضْرِبَ بخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ؛ قال أَبو زبید: شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِیَیْنِ، متی تَنْشَغْ بِوارِدةٍ، یَحْدُثْ لها فَزَعُ یصف طریقاً تَنْشَغُ بِوارِدةٍ أَی یصیر فیه الناس فَتَتضایقُ الطَّریقُ بالوارِدةِ، كما یَنْشَغُ بالشی‌ء إذا غَصَّ به. و‌فی حدیث النجاشیّ: هل تَنَشَّغَ فیكم الوَلَدُ؟أَی اتَّسَعَ و كَثُرَ؛ هكذا جاء فی روایة، و المشهور تَفَشَّغَ بالفاء، و الله أَعلم.

نغغ؛ ج8، ص: 456

: النُّغْنُغُ، بالضم، و النغْنُغةُ: مَوْضِعٌ بین اللَّهاةِ و شَوارِبِ الحُنْجُورِ، فإِذا عَرَضَ فیه داء قیل: نُغْنِغَ فلانٌ، و قیل: النَّغانِغُ لَحماتٌ تكون فی الحلق عند اللهاة، واحدها نُغْنُغٌ و هی اللَّغانینُ، واحدها لُغْنُونٌ؛ قال جریر: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ یا فَرَزْدَقُ كَینَها، غَمْزَ الطَّبِیبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ قال ابن بری: واحدةُ النَّغانِغِ نُغْنُغةٌ و هی لحم أُصولِ الآذانِ من داخل الحَلْق تُصِیبُها العُذْرةُ، و نُغْنِغَ: أَصابَه داء فی النَّغانِغِ، و كلُّ وَرَمٍ فیه اسْتِرْخاء نُغْنُغةٌ. و النَّغْنَغةُ، بالفتح: غُدَّة تكون فی الحَلْقِ. و النُّغْنُغةُ و النُّغْنُغُ: لحم مُتَدَلٍّ فی بطون الأُذُنَینِ. ابن بری: و النُّغْنُغُ الحَرَكَةُ؛ قال رؤبة: فهی تُری الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ

نفغ؛ ج8، ص: 456

: النَّفَغُ: التَّنَفُّطُ. نَفِغَتْ یدُه تَنْفَغُ نَفَغاً و نَفَغَتْ تَنْفَغُ نَفْغاً و نُفُوغاً: نَفِطَتْ؛ قال الشاعر: و إنْ تَرَیْ كَفَّكِ ذاتَ النَّفْغِ
لسان العرب، ج‌8، ص: 457‌

نمغ؛ ج8، ص: 457

: التَّنْمِیغُ: مَجْمَجةٌ بسواد و حمرة و بیاض. و رجل مُنَمَّغٌ: مُخْتَلِفُ اللَّوْنِ. و النَّمَغةُ و النَّمَّاغةُ: ما تَحَرَّكَ من الرَّمَّاعة. و النَّمَغةُ: ما تَحَرَّك من رأْس الصبی المولود، فإذا اشتدّ ذهب ذلك منه، و النمّاغةُ أَعلی الرأْس. و النَّمَغةُ: رأْسُ الجبل. و نَمْغةُ الجبل و نَمَغَتُه و ثَمَغَتُه: رأْسُه و أَعلاه، و المعروف عن الفراء الفتح، و الجمع نَمَغٌ؛ و قال المفضل: هی من رأْس الصبی الرَّمَّاعةُ. ابن الأَعرابی: یقال لرأْس الصبی قبل أَن یشتَدّ یافوخُه النَّمَغةُ و الغاذَّةُ و الغاذِیةُ. و نَمَغةُ القومِ: خیارُهمْ.

فصل الهاء؛ ج8، ص: 457

هبغ؛ ج8، ص: 457

: الهُبوغ: النوم؛ و أَنشد: هَبَغْنا بَیْنَ أَذْرُعِهِنّ، حتی تَبَخْبَخَ حَرُّذی رَمْضاء حامِی هَبَغَ یَهْبَغُ هَبْغاً و هُبُوغاً أَی نامَ، و قیل: رَقَدَ رَقْدةً من النهار، و قیل: رَقَدَ بالنهار أَیَّ قَدْرٍ كان رَقْدةً أَو أَكثر، و قیل: الهُبُوغُ المُبالَغةُ القلیلة من النومِ أَیّ حینٍ كان، و خَبَطَ مثل هَبَغَ، و الاسم الهَبْغةُ. و امرأَة هَبَیَّغةٌ و هَبَیَّغٌ: فاجِرةٌ أَی لا تَرُدُّ یَدَ لامِسٍ؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و نهر هَبَیَّغٌ و وادٍ هَبَیَّغٌ: عظیمان؛ حكاهما السیرافی عن الفراء. و الهَبَیَّغ: وادٍ بعینه. الأَزهری عن الخلیل بن أَحمد: لا توجد الهاء مع الغین إلا فی هذه الأَحرف و هی: الأَهْیَغُ و الغَیْهَقُ و الهَبَیَّغُ و الهِلْیاغُ و الغَیْهَبُ و الهِمْیَغُ، و كل منها سیذكر فی موضعه.

هدغ؛ ج8، ص: 457

: الأَزهری فی نوادر الأَعراب: انْهَدَغَتِ الرُّطَبةُ و انْثَدَغَتْ و انثَمَغَت أَی انْفَضَخَت حین سقطت، و قال غیره: انْهَمَغَت كذلك.

هدلغ؛ ج8، ص: 457

: الهُدْلُوغةُ: الرجل الأَحْمَقُ القَبیحُ الخَلْقِ.

هرنغ؛ ج8، ص: 457

: اللیث: الهُرْنوغُ شبه الطُّرْثوثِ یؤْكل.

هغغ؛ ج8، ص: 457

: هَغَّ: حكایة التَّغَرْغُرِ و لا یصرف منه فعل لثقله علی اللسان و قبحه فی المَنْطِق إلا أَن یُضْطَرَّ شاعر.

هفغ؛ ج8، ص: 457

: هَفَغَ یَهْفَغُ هَفْغاً و هُفُوغاً إذا ضَعُفَ من جوع أو مرض.

هلغ؛ ج8، ص: 457

: اللیث: الهِلْیاغُ المرأَة المُمانِعة المُضاحِكةُ المُلاعِبةُ. و الهِلْیاغُ: من صِغار السِّباعِ.

همغ؛ ج8، ص: 457

: الهِمْیَغُ: الموت، و قیل: الموت الوَحِیُّ المعجل؛ قال أُسامة بن حبیب الهذلی یصف قوماً منهزمین: إذا بَلَغُوا مِصْرَهمْ عُوجِلُوا من المَوْتِ بالهِمْیَغِ الذَّاعِطِ یعنی الذابح، قال: هذا هو الصحیح، و حكاه اللیث: الهِمْیَع، بالعین المهملة، و هو تصحیف و قد ذكرناه فی العین المهملة، و كان الخلیل یقوله بعین غیر معجمة؛ و خالفه الناس. قال شمر: یقال هَمَغَ رأْسَه و ثَدَغَه و ثَمَغَه إذا شدَخَه. و فی ترجمة هدغ: انْهَدَغَتِ الرُّطَبَة و انْهَمَغَتْ كذلك، و قد تقدم.

هنغ؛ ج8، ص: 457

: الهَنْغُ: إِخْفاءُ الصوْتِ من الرجل و المرأَةِ عند الغَزَلِ. و هانَغَها: أَخْفَی كلُّ واحد منهما صوتَه. و هانَغْتُ المرأَة: غازَلْتُها؛ و أَنشد: قَوْلًا كَتَحْدِیثِ الهَلُوكِ الهَیْنَغِ أَبو زید: خاضَنْتُ المرأَة إِذا غازَلْتَها، و كذلك هانَغْتُها. و الهَیْنَغُ أَیضاً: المرأَةُ المغازِلة لزوجها،
لسان العرب، ج‌8، ص: 458
و قیل: المرأَة المغازلة الضَّحُوكُ. و الهَیْنَغُ: التی تُظْهِرُ سِرَّها إلی كل أَحد. الأَزهری: قرأَت بخط شمر لأَبی مالك امرأَة هَیْنغٌ فاجِرةٌ، و هَنَغَتْ إذا فَجَرَتْ.

هنبغ؛ ج8، ص: 458

: الهنْبُغُ: شِدَّةُ الجُوعِ، و یُوصَف به فیقال: جُوعٌ هُنْبُوغٌ. أَبو عمرو: جُوعٌ هُنْبُغٌ و هِنْباغٌ و هِلَّقْسٌ و هلَّقْبٌ أَی شدِیدٌ. و الهُنْبُغُ: المرأَةُ الفاجِرةُ. و الهِنْبِغُ: لغة فیه؛ عن كراع. و الهُنْبُغُ: العَجاجُ الذی یَطفُو من رِقَّتِه و دِقَّتِه؛ قال رؤبة: و بَعْدَ إیغافِ العَجاجِ الهُنْبُغِ و قیل: الهُنْبُغُ من العَجاج الذی یَجی‌ءُ و یذهب. ابن الأَعرابی: یقال للقملة الصغیرة الهُنْبُغُ و الهُنْبُوغُ و القَهْبَلِسُ. و الهُنْبُوغُ: شبه الطُّرْثوثِ یُؤْكلُ. و الهَبَیْنَغُ: الأَحْمَقُ. و الهُنْبُوغُ: طائر.

هوغ؛ ج8، ص: 458

: الهَوْغُ: الشی‌ء الكثیر، و لیس باللغة المستعملة.

هیغ؛ ج8، ص: 458

: الأَهْیَغُ: الماء الكثیر. و الأَهْیَغُ: أَرْغَدُ العَیْشِ و أَخْصَبُه، و تَرَكَه فی الأَهْیَغَینِ أَی الطعام و الشراب، و قیل: فی الشرْبِ و النكاح، و قیل: فی الأَكل و النكاح؛ و قال رؤبة: یَغْمِسْنَ مَنْ غَمَسْنَه فی الأَهْیَغِ و وقع فلان فی الأَهْیَغَینِ أَی فی الأَكل و الشرب. و یقال: إنهم لفی الأَهْیَغینِ أَی الخِصْب و حُسْنِ الحال. و عامٌ أهْیَغُ إذا كان مُخْصِباً كثیر العشب و الخِصب. و هَیَّغْتُ الثَّریدةَ إذا أَكثرت وَدَكَها.

فصل الواو؛ ج8، ص: 458

وبغ؛ ج8، ص: 458

: وَبَغَ الرجلَ: عابَه و طَعَنَ علیه. قال الأَزهری: و لا أَعرفه. و الوَبَغُ: داء یأْخذ الإِبل فیُرَی فَسادُه فی أَوْبارِها، و قیل: الوَبَغُ هِبْرِیةُ الرأْس و نُبَّاغَتُه التی تَتَناثر منه. و الأَوْبَغُ: موضع. و الوَبّاغةُ: الاسْتُ، بالغین و العین جمیعاً. یقال: كذَبَتْ وَبّاغَتُكَ و وبّاعَتُكَ إذا ضَرطَ.

وتغ؛ ج8، ص: 458

: الوَتَغُ، بالتحریك: الهَلاكُ. وَتِغَ یَوْتَغُ وتَغاً: فسَدَ و هلَكَ و أَثِمَ، و أَوْتَغَه هو. و المَوْتَغةُ: المَهْلَكَةُ. و‌فی حدیث الإِمارةِ: حتی یكونَ عَمَلُه هو الذی یُطْلِقُه أَو یُوتِغُه‌أَی یُهْلِكُه. و‌فی الحدیث: فإِنه: لا یُوتِغُ إلا نَفْسَه.و وَتِغَ وَتَغاً: وجِعَ. و أَوْتَغَه: أَوْجَعَه. و الوَتَغُ: الوَجَعُ. تقول: و الله لأُوتِغَنَّكَ أَی لأُوجِعَنَّكَ. و أَتْغاه یُتْغِیه بمعنی أَوْتَغَه. و أَوْتَغَه الله أَی أَهْلَكَه. و وَتِغَ فی حُجَّته وتَغاً: أَخْطأَ، و الاسم الوَتِیغةُ. و أَوْتَغَه عند السلطان: لَقَّنه ما یكون علیه لا له. و الوَتَغُ: الإِثمُ و فَسادُ الدِّین. و قد أَوْتَغَ دِینَه بالإِثْمِ و قَوْله، و قیل: الوَتَغُ قلة العقل فی الكلام، یقال: أَوْتَغْتُ القولَ؛ و أَنشد: یا أُمَّتَا، لا تَغْضَبی إِن شِئْتِ، و لا تَقُولی وَتَغاً، إنْ فِئْتِ الكسائی: وَتِغَ الرجلُ یَوْتَغُ وَتَغاً، و هو الهلاك فی الدین و الدنیا، و أَنتَ أَوْتَغْتَه. و وَتِغَتِ المرأَةُ تَیْتَغُ وَتَغاً، فهی وَتِغةٌ: ضَیَّعَتْ نفسها فی فرجها، و وَتِغَ الرجل كذلك.
لسان العرب، ج‌8، ص: 459‌

وثغ؛ ج8، ص: 459

: الوَثِیغةُ: الدُّرْجةُ التی تُتَّخَذُ للناقة تُدْخَلُ فی حَیائها إِذا أَرادوا أَن یَظْأَرُوها علی ولد غیرها؛ و قد وَثَغَها الظائِرُ یَثِغُها وَثْغاً أَی اتَّخَذَ لها وَثِیغةً. و فی النوادر: یقال لما اخْتَلَطَ و التفَّ من أَجناس العُشْبِ الغَضِّ وثِیغةٌ و وَثِیخةٌ، بالغین و الخاء.

وزغ؛ ج8، ص: 459

: الوَزَغُ: دُوَیْبَّةٌ. التهذیب: الوَزَغُ سَوامُّ أَبْرَصَ. ابن سیدة: الوَزَغةُ سامُّ أَبرصَ، و الجمع وَزَغٌ و أَوْزاغٌ و وِزْغانٌ و وُزْغانٌ و إزْغانٌ، علی البدل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلمّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُهُ، كما تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عُیُونُها و‌فی الحدیث: أَنه أَمر بقتل الأَوْزاغِ.و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: لما احترق بیت المَقْدِسِ كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه.و‌فی حدیث أُم شَرِیك: أَنها استأْمَرَتِ النبی، صلی الله علیه و سلم، فی قتل الوِزْغانِ فأَمرها بذلك؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الوِزْغانَ إِنما هو جمع وَزَغ الذی هو جمع وزَغَة كوَرَلٍ و وِرْلانٍ لأَن الجمع إذا طابق الواحد فی البناء و كان ذلك الجمع مما یجمع جُمِعَ علی ما جمع علیه ذلك الواحد، و لیس بجمع وزَغةٍ لأَن ما فیه الهاء لا یجمع علی فِعْلانِ. و وُزِّغَ الجَنِینُ تَوْزِیغاً: صُوِّرَ فی البطن فتَبَیَّنَت صُورَتُه و تحرَّك. أَبو عبیدة: إِذا تبینت صورة المُهْر فی بطن أُمه فقد وُزِّغَ تَوْزِیغاً. و الإِیزاغُ: إِخْراجُ البولِ دُفْعةً دُفْعةً. و أَوزَغَت الناقةُ ببَوْلها و أَزْغَلَت به: قَطَّعَتْه دُفَعاً دُفَعاً؛ قال ذو الرمة: إِذا ما دَعاها أَوْزَغَتْ بَكَراتُها، كإِیزاغِ آثارِ المُدی فی التَّرائِبِ و كذلك الفرسُ و الدلْوُ؛ أَنشد ثعلب: قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّی بالمَرَسْ، تُوزِغُ مِنْ مَلْ‌ءٍ كإیزاغِ الفَرَسْ. یعنی أَنها تَفِیضُ من المَلْ‌ءِ فیَجْری ذلك الماء، و الحوامِلُ من الإِبل تُوزِغُ بأَبْوالِها، و الطَّعْنةُ تُوزِعُ بالدّم؛ و قال مالك بن زُغْبةَ: بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُه، و طَعنٍ كإیزاغِ المخَاضِ تَبُورُها أَی تبورُها و تَخْتَبِرُها. ابن بری عن ابن خالویه: الوَزَغُ الارْتِعاشُ و الرِّعْدةُ. و یقال: بفلان وَزَغٌ إِذا كان یَرْتَعِشُ كقولك به رِعْشةٌ. و‌فی الحدیث عن هِنْدِ بن خدیجةَ زوج النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: مَرّ النبی، صلی الله علیه و سلم، بالحكَمِ أَبی مَرْوان قال: فجعل الحكَمُ یَغْمِزُ بالنبی، صلی الله علیه و سلم، بإِصْبَعهِ فالتَفَتَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، فقال: اللهم اجعل به وَزَغاً، قال: فرَجَفَ مكانَه و ارْتَعَشَ.و‌جاء فی حدیث آخر: أَن الحكَم بن أَبی العاص حاكَی رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، من خَلْفِه فَعَلِمَ بذلك و قال: كذا فَلْتَكن، فأَصابه وَزْغٌ لم یُفارِقْه‌أَی رِعْشةٌ، و هی ساكنة الزای، قال: و الوَزْغُ الارْتِعاشُ.

وشغ؛ ج8، ص: 459

: الوَشُوغُ: ما یجعل من الدّواء فی الفَم، و قد أَوْشَغَه. و شی‌ء وَشْغ، بالتسكین، أَی قلیل وَتْحٌ. و الوَشِیغُ: القلیل كالوَتْحِ. و قد أَوْشَغَ عَطِیَّتَه أَی أَوْتَحَها؛ قال رؤبة:
لسان العرب، ج‌8، ص: 460
لیْسَ كإِیشاغِ القَلِیلِ المُوشَغِ بِمَدفَقِ الغَرْبِ، رَحیبِ المَفْرَغِ و الوَشْغُ: الكثیر من كل شی‌ء؛ عن كراع و جمعه وُشُوغٌ. و تَوَشَّغَ فلان بالسَّوء إذا تَلَطَّخَ به؛ قال القُلاخُ: إنی امْرُؤٌ لم أَتَوَشَّغْ بالكَذِبْ ابن الأَعرابی: أَوْشَغَتِ الناقةُ ببَولها و أَوْزَغَتْ و أَزْغَلَتْ إذا قَطَّعَتْه فَرمت به زُغْلَة. و اسْتَوْشَغَ فلان إذا اسْتَقی بِدَلْوٍ واهِیةٍ، و هو الاسْتِنْشاغُ.

ولغ؛ ج8، ص: 460

: الوَلْغُ: شُرْبُ السِّباع بأَلْسِنتها. ولَغَ السبُعُ و الكلبُ و كلُّ خَطْمٍ، و وَلِغَ یَلَغُ فیهما وَلْغاً: شَرِبَ ماءً أَو دماً؛ و أَنشد ابن برِّیّ لحاجز الأَزْدِیّ اللِّصِّ: بِغَزْوٍ مِثْلِ الذِّئْب حَتی یَثُوبَ بِصاحِبی ثأْرٌ مُنِیمُ و قال آخر: بِغَزْوٍ كَولْغِ الذئب، غادٍ وَ رائحٍ، و سَیْرٍ كَنَصْل السَّیْفِ لا یَتَعَوَّجُ ولْغُ الذئب: نَسَقٌ لا یَفْصِلُ بینهما «3» فترة كعَدِّ الحاسب. قال: و ولَغَ الكلب فی الإِناءِ یَلَغُ وَلُوغاً أَی شرب فیه بأَطراف لسانه. و حكی أَبو زید: وَلَغَ الكلبُ بِشَرابِنا و فی شرابنا و من شرابنا. و یقال: أَوْلَغْتُ الكلبَ إِذا جعلتَ له ماء أَو شیئاً یَوْلَغُ فیه. و‌فی الحدیث: إذا وَلَغَ الكلبُ فی إِناء أَحدكم فَلْیَغْسِلْه سَبْع مرَّات، أَی شَرِبَ منه بلسانه، و أَكثر ما یكون الوُلُوغُ فی السِّباع قال الشاعر: قال ابن بری هو ابن هَرْمةَ و نسبه الجوهریّ لأَبی زُبَیْد الطائی: مُرْضِعُ شِبْلَیْن فی مَغارِهما، قد نَهَزا لِلْفِطامِ أَوْ فُطِما ما مرَّ یَوْمٌ إلا و عِنْدهما لَحْمُ رِجالٍ، أَو یُولَغانِ دَما و فی التهذیب: و بعض العرب یقول یالَغُ، أَرادوا بیان الواو فجعلوا مكانها أَلفاً؛ قال ابن الرُّقَیَّاتِ: ما مرّ یومٌ إلا و عندهما لحمُ رجال، أَو یالَغانِ دما اللحیانی: یقال وَلَغَ الكلب وَ وَلِغَ یَلِغُ فی اللغتین معاً، و من العرب من یقول وَلِغَ یَوْلَغُ مثلُ وجِلَ یَوْجَلُ. و یقال: لیس شی‌ء من الطیور یَلَغُ غیرَ الذُّبابِ. و المِیلغُ و المِیلغةُ: الإِناء الذی یَلَغُ فیه الكلب. و فی الصحاح: و المِیلغُ الإِناء الذی یَلِغُ فیه فی الدم. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أَنّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بَعَثَه لِیَدِیَ قوماً قَتَلهم خالِد بن الولید فأَعطاهم مِیلَغَة الكلب، هی الإِناء الذی یَلَغُ فیه الكلب، یعنی أَعطاهم قِیمةَ كلِّ ما ذهب لهم حتی قیمَةَ المِیلغةِ. و رجل مُسْتَوْلِغٌ: لا یُبالی ذَمًّا و لا عاراً، و أَنشد ابن بری لرؤبة:
(3). قوله [لا یفصل بینهما] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌8، ص: 461
فلا تَقِسْنی بامْرِئٍ مُسْتَولِغ و اسْتعار بعضهم الوُلُوغَ للدَّلْو فقال: دَلْوُكَ دَلْوٌ یا دُلَیْحُ سابِغَهْ، فی كلِّ أَرْجاء القَلِیبِ والِغَهْ و الوَلْغةُ: الدَّلْو الصَّغیرة؛ قال: شَرُّ الدِّلاء الوَلْغةُ المُلازِمهْ، و البَكَراتُ، شَرُّهُنَّ الصائِمهْ یعنی التی لا تَدُورُ و إِنما كانت مُلازِمةً لأَنك لا تَقْضِی حاجَتك بالاستقاء بها لصغرها.

ومغ؛ ج8، ص: 461

: ثعلب عن ابن الأَعرابی: الوَمْغَةُ الشعرةُ الطویلة.

الجزء التاسع‌

ف؛ ج9، ص: 3

اشارة

حرف الفاء‌

ف؛ ج9، ص: 3

: الفاء من الحروف المَهْمُوسةِ و من الحروف الشَّفَوِیة.

فصل الهمزة؛ ج9، ص: 3

أثف؛ ج9، ص: 3

: الأُثْفِیَّةُ و الإِثْفِیّةُ: الحجر الذی تُوضَعُ علیه القِدْرُ، و جمعها أَثافیُّ و أَثافٍ، قال الأَخفش: اعْتَزَمت العرب أَثافیَ أَی أَنهم لم یتكلموا بها إلا مخففة. و‌فی حدیث جابر: و البُرْمة بینَ الأَثافی؛ هی جمع أُثْفِیّة، و قد تخفف الیاء فی الجمع، و هی الحجارة التی تُنْصَبُ و تجعل القِدْرُ علیها. یقال: أَثْفَیْتُ القِدْرَ إذا جعلتَ لها الأَثافی، و ثَفَّیْتُها إذا وضعتها علیها، و الهمزة فیها زائدة؛ و رأَیت حاشیة بخط بعض الأَفاضل. قال أَبو القاسم الزمخشَری: الأُثْفِیّةُ ذات وجهین تكون فُعْلُویةً و أُفْعُولةً، تقول أَثَّفْتُ القِدْرَ و ثَفَّیْتُها و تأَثَّفَتِ القِدْرُ. الجوهری: أَثَّفْتُ القِدْرَ تأْثِیفاً لغة فی ثَفَّیْتُها تَثْفِیةً إذا وضعتَها علی الأَثافی. و قولهم: رماه اللّه بثالثة الأَثافی، قال ثعلب: أَی رماه اللّه بالجبل أَی بِداهیةٍ مثلِ الجبل، و المعنی أَنهم إذا لم یجدوا ثالثة من الأَثافی أَسْنَدُوا قُدُورَهم إلی الجبل. و قد آثَفَها و أَثَّفَها و أَثْفاها، و قِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ؛ قال: و صالیاتٍ كَكما یُؤَثْفَیْنْ «4» و تأَثَّفْناه: صرنا حَوالَیْه كالأُثْفِیةِ. و مرَةٌ مؤَثَّفةٌ: لزوجها امرأَتان سِواها و هی ثالثتهما، شبهت بأَثافی القِدْر. و منه قول المخزومیة: إنی أَنا المُؤَثَّفة المُكَثَّفةُ؛ حكاه ابن الأَعرابی و لم یفسر واحدة منهما. و الإِثْفِیّةُ، بالكسر: العَدَدُ و الجماعةُ من الناس. قال ابن الأَعرابی فی حدیث له: إن فی الحِرْمازِ الیومَ لَثَفِنةً إثْفِیَّةً من أَثافی الناس صُلْبةً؛ نَصَب إثْفِیّة علی البدل و لا تكون صفة لأَنها اسم. و تأَثَّفوا بالمكان: أَقاموا فلم یبرحوا. و تأَثَّفوا علی الأَمر: تَعاوَنُوا. و أَثَفْتُه آثِفُه أَثْفاً: تَبِعْتُه. و الآثِفُ: التَّابِعُ، و قد أَثَفَه یأْثِفُه مثال كسَرَه یكْسِرُه أَی تَبِعَه. الجوهری: أَبو زید تأَثَّفَ الرجلُ المكانَ إذا لم یَبْرَحْه. و یقال: تأَثَّفُوه أَی تَكَنَّفُوه؛ و منه قول النابغة:
(4). قوله: ككما یُؤثْفَینْ هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 4
لا تَقْذِفَنِّی برُكْنٍ لا كِفاء له، و إنْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ أَی لا تَرْمِنی منكَ برُكْنٍ لا مِثْلَ له، و إِن تأَثَّفَك الأَعْداء و احْتَوَشُوكَ مُتَوازِرِینَ أَی مُتعاوِنِین. و الرِّفَدُ: جمع رِفْدةٍ.

أدف؛ ج9، ص: 4

: الأُدافُ: الذَّكَرُ؛ قال الراجز: أَوْلَجَ فی كَعْثَبِها الأُدافا، مِثْلَ الذِّراعِ یَمْتَطِی النِّطافا و‌فی حدیث الدِّیاتِ: فی الأُدافِ الدِّیةُ، یعنی الذكر إذا قُطِعَ، و همزته بدل من الواو من ودَفَ الإِناءُ إذا قَطَر. وَدَفَتِ الشَّحْمةُ إذ قَطَرَتْ دُهْناً، و یروی بالذال المعجمة.

أذف؛ ج9، ص: 4

: قال فی ترجمة أَدف عن الذكر و ما شرحه فیه: و یروی بالذال المعجمة.

أرف؛ ج9، ص: 4

: الأُرْفةُ: الحَدُّ و فَصْلُ ما بین الدُّورِ و الضِّیاع، و زعم یعقوب أَن فاء أُرْفةٍ بدل من ثاء أُرْثةٍ، و أَرَّفَ الدارَ و الأَرض: قسَمَها و حَدَّها. و‌فی حدیث عثمان: و الأُرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعةَ؛ الأُرَفُ: المَعالِمُ و الحُدُودُ، و هذا كلام أَهل الحجاز، و كانوا لا یَرَوْنَ الشفعة للجار. و‌فی الحدیث: أَیُّ مال اقْتُسِمَ و أُرِّفَ علیه فلا شُفعة فیه‌أَی حُدَّ و أُعْلِم. و‌فی حدیث عمر: فقَسَمُوها علی عَدَد السِّهامِ و أَعْلَمُوا أُرَفَها؛ الأُرَفُ: جمع أُرْفة و هی الحُدُودُ و المَعالِمُ، و یقال بالثاء المثلثة أَیضاً. و‌فی حدیث عبد اللّه بن سلام: ما أَجِدُ لهذه الأُمَّة من أُرْفةِ أَجلٍ بعد السبعینَ‌أَی من حَدٍّ یَنْتَهی إلیه. و یقال: أَرَّفْتُ الدارَ و الأَرضَ تأْرِیفاً إذا قَسَمْتَها و حَدَّدْتَها. اللحیانی: الأُرَفُ و الأُرَثُ الحُدُودُ بین الأَرضین. و فی الصحاح: مَعالِمُ الحدود بین الأَرضین. و الأُرْفةُ: المُسَنَّاةُ بین قَراحَیْنِ؛ عن ثعلب، و جمعه أُرَفٌ كدُخْنةٍ و دُخَنٍ. قال: و قالت امرأَة من العرب: جَعَل علیَّ زوجی أُرْفةً لا أَخُورُها أَی عَلامةً. و إنه لفی إرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مجد؛ حكاه یعقوب فی المبدل. الأَصمعی: الآرِفُ الذی یأْتی قَرْناه علی وجْهِه، قال: و الأَرْفَحُ الذی یذهَبُ قرناه قِبَلَ أُذُنَیْه فی تَباعُدٍ بینهما، و الأَفْشَغُ الذی احْلاحَّ «1» و ذهب قرناه كذا و كذا، و الأَحمص المُنْتَصِبُ أَحدهما المنخفض الآخَر، و الأَفْشَق الذی تَباعَدَ ما بین قَرْنَیْه، و الأُرْفیُّ اللَّبَنُ المَحْض. و‌فی حدیث المغیرة: لَحَدیثٌ مِنْ فی العاقِلِ أَشْهی إلیَّ مِنَ الشُّهدِ بماء رَصَفَةٍ بمَحْضِ الأُرْفیِّ؛ قال: هو اللبن المحْضُ الطَّیِّبُ، قال ابن الأَثیر: كذا قاله الهروی عند شرحه للرَّصفة فی حرف الراء.

أزف؛ ج9، ص: 4

: أَزِفَ یَأْزَفُ أَزَفاً و أُزُوفاً: اقْتَرَبَ. و كلُّ شی‌ء اقْتَرَبَ، فقد أَزِفَ أَزَفاً أَی دَنا و أَفِدَ. و الآزِفةُ القیامة لقُرْبِها و إن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداها، قال اللّه تعالی: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ؛ یعنی القیامة، أَی دَنَتِ القیامةُ. و أَزِفَ الرجل أَی عَجِلَ، فهو آزِفٌ علی فاعِل. و‌فی الحدیث: قد أَزِفَ الوقتُ و حانَ الأَجَلُ‌أَی دنا و قَرُبَ. و الآزِفُ: المُسْتَعْجِلُ. و المُتَآزِفُ من الرجال: القَصِیر، و هو المُتَدانی، و قیل: هو الضَّعیفُ الجَبان؛ قال العُجَیْرُ: فَتیً قُدَّ قَدَّ السیفِ لا مُتَآزِفٌ، و لا رَهِلٌ لَبّاتُه و بَآدِلُهْ
(1). قوله: احلاحّ؛ هكذا فی الأَصل و لا أثر لمادة حلح فی المعاجم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 5
قال ابن بری: قلت لأَعْرابی ما المُحْبَنْطِئُ؟ قال: المُتَكَأْكِئُ، قلت: ما المُتَكَأْكِئُ؟ قال: المُتآزِفُ، قلت: ما المُتَآزِفُ؟ قال: أَنت أَحمقُ و تَرَكَنی و مرَّ. و المُتآزِفُ: الخَطوُ المُتقارِبُ. و مَكانٌ مُتَآزِفٌ: ضَیِّقٌ. ابن بری «1»: المأْزَفةُ العَذِرةُ، و جمعها مآزِفُ؛ أَنشد أَبو عمرو للهَیْثَمِ بن حَسَّانَ التَّغْلبیّ: كأَنَّ رِداءَیْه، إذا ما ارْتَداهما، علی جُعَلٍ یَغْشی المآزِفَ بالنُّخَرْ النُّخَرُ: جمع نُخْرة الأَنْفِ.

أسف؛ ج9، ص: 5

: الأَسَفُ: المُبالغةُ فی الحُزْنِ و الغَضَبِ. و أَسِفَ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ و أَسْفان و آسِفٌ و أَسُوفٌ و أَسِیفٌ، و الجمع أُسَفاء. و قد أَسِفَ علی ما فاتَه و تأَسَّفَ أَی تَلَهَّفَ، و أَسِفَ علیه أَسَفاً أَی غَضِبَ، و آسَفَه: أَغْضَبَه. و فی التنزیل العزیز: فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ؛ معنی آسَفُونٰا أَغْضَبُونا، و كذلك قوله عز و جل: إِلیٰ قَوْمِهِ غَضْبٰانَ أَسِفاً*. و الأَسِیفُ و الآسِف: الغَضْبانُ؛ قال الأَعشی، رحمه اللّه تعالی: أَرَی رَجُلًا منهم أَسِیفاً، كأَنَّمَا یَضُمُّ إلی كَشْحَیْه كَفّاً مُخَضَّبا یقول: كأَنَّ یدَه قُطِعَتْ فاخْتَضَبَتْ بِدَمِها. و یقال لِمَوْتِ الفَجْأَةِ: أَخذةُ أَسَفٍ. و قال المبرد فی قول الأَعشی أَری رجلًا منهم أَسِیفاً: هو من التَّأَسُّفِ لقطع یده، و قیل: هو أَسیرٌ قد غُلَّت یدُه فجَرحَ الغُلُّ یَدَه، قال: و القولُ الأَوَّلُ هو المجتمَع علیه. ابن الأَنباری: أَسِفَ فلان علی كذا و كذا و تأَسَّفَ و هو مُتَأَسِّفٌ علی ما فاته، فیه قولان: أَحدهما أَن یكون المعنی حَزِن علی ما فاته لأَن الأَسف عند العرب الحزن، و قیل أَشدُّ الحزن، و قال الضحاك فی قوله تعالی: إِنْ لَمْ یُؤْمِنُوا بِهٰذَا الْحَدِیثِ أَسَفاً، معناه حُزْناً، و القولُ الآخرُ أَن یكون معنی أَسِفَ علی كذا و كذا أَی جَزِعَ علی ما فاته، و‌قال مجاهد: أَسَفاً أَی جَزَعاً، و‌قال قتادة: أَسَفاً غَضَباً.و قوله عز و جل: یٰا أَسَفیٰ عَلیٰ یُوسُفَ؛ أَسی یا جَزَعاه. و الأَسِیفُ و الأَسُوفُ: السریعُ الحُزْنِ الرَّقِیقُ، قال: و قد یكون الأَسِیفُ الغضْبانَ مع الحزن. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، أَنها قالت للنبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، حین أَمر أَبا بكر بالصلاة فی مرضه: إن أَبا بكر رجلُ أَسِیفٌ فمَتَی ما یقُمْ مَقامَك یَغْلِبْه البكاء‌أَی سریعُ البكاء و الحزن، و قیل: هو الرقیق. قال أَبو عبید: الأَسِیفُ السریع الحزن و الكآبة فی حدیث عائشة، قال: و هو الأَسُوفُ و الأَسِیفُ، قال: و أَما الأَسِفُ، فهو الغَضْبانُ المُتَلَهِّفُ علی الشی‌ء؛ و منه قوله تعالی: غَضْبٰانَ أَسِفاً*. اللیث: الأَسَفُ فی حال الحزن و فی حال الغَضَب إذا جاءك أَمرٌ ممن هو دونَك فأَنت أَسِفٌ أَی غَضْبانُ، و قد آسَفَك إذا جاءك أَمر فَحَزِنْتَ له و لم تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَی حزین و مُتَأَسِّفٌ أَیضاً. و‌فی حدیث: مَوتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للمُؤمِن و أَخْذةُ أَسَفٍ للكافر‌أَی أَخْذةُ غَضَبٍ أَو غَضْبانَ. یقال: أَسِفَ یأْسَفُ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ إذا غَضِبَ. و‌فی حدیث النخعی: إن كانوا لیَكْرَهُون أَخْذةً كأَخْذةِ الأَسَفِ؛ و منه‌الحدیث: آسَفُ كما یَأْسَفُون؛ و منه‌حدیث مُعاوِیة بن الحكم: فأَسِفْتُ علیها؛ و قد آسَفَه و تأَسَّفَ علیه. و الأَسِیفُ: العبد و الأَجیرُ و نحو ذلك لِذُلِّهِم و بُعْدِهم، و الجمع كالجمع، و الأُنثی
(1). قوله [ابن بری] كذا بالأصل و بهامشه صوابه: أَبو زید.
لسان العرب، ج‌9، ص: 6
أَسِیفَةٌ، و قیل: العسِیفُ الأَجیر. و‌فی الحدیث: لا تقتلوا عَسِیفاً و لا أَسیفاً؛ الأَسِیفُ: الشیخ الفانی، و قیل العبد، و قیل الأَسیر، و الجمع الأُسفاء؛ و أَنشد ابن بری: تَرَی صُواهُ قُیَّماً و جُلَّسا، كما رأَیتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسا قال أَبو عمرو: الأُسَفاء الأُجراء، و الأَسِیفُ: المُتَلَهِّفُ علی ما فاتَ، و الاسم من كل ذلك الأَسافةُ. یقال: إنه لأَسِیفٌ بَیِّنُ الأَسافَةِ. و الأَسیفُ و الأَسِیفَةُ و الأُسافَةُ و الأَسافةُ، كلُّه: البَلَدُ الذی لا یُنْبِتُ شیئاً. و الأُسافةُ: الأَرض الرَّقِیقةُ؛ عن أَبی حنیفة. و الأَسافَةُ: رِقَّةُ الأَرض؛ و أَنشد الفراء: تَحُفُّها أَسافَةٌ و جَمْعَرُ و قیل: أَرضٌ أَسِیفَةٌ رقیقةٌ لا تكاد تُنْبِتُ شیئاً. و تَأَسَّفَتْ یدُه: تَشَعَّثَتْ. و أَسافٌ و إسافٌ: اسم صنم لقریش. الجوهری و غیره: إسافٌ و نائلةُ صَنَمانِ كانا لقریش وضَعَهما عَمْرو بن لُحَیٍّ علی الصَّفا و المَرْوةِ، و كان یُذبحُ علیهما تُجاه الكعبَةِ، و زعم بعضهم أَنهما كانا من جُرْهُم إسافُ بن عمرو و نائلةُ بنت سَهْل فَفَجرا فی الكعبة فَمُسِخا حجرین عَبَدَتْهما قریش، و قیل: كانا رجلًا و امرأَة دخلا البیت فوجدا خَلْوَةً فوثب إسافٌ علی نائلة، و قیل: فأَحْدثا فَمَسَخهما اللّه حجرین، و قد وردا فی حدیث أَبی ذرّ؛ قال ابن الأَثیر: و إساف بكسر الهمزة و قد تفتح. و إسافٌ: اسم الیمّ الذی غَرِقَ فیه فِرْعَوْنُ و جنودُه؛ عن الزجاج، قال: و هو بناحیة مصر. الفراء: یُوسُفُ و یُوسَفُ و یُوسِفُ ثلاث لغات، و حكی فیها الهمز أَیضاً.

أشف؛ ج9، ص: 6

: الجوهری: الإِشْفَی للإِسْكافِ، و هو فِعْلی، و الجمع الأَشافی. قال ابن بری عند قول الجوهریّ و هو فِعْلَی، قال: صوابه إفْعَلٌ، و الهمزة زائدة، و هو منوَّن غیرُ مصروف.

أصف؛ ج9، ص: 6

: الأَصَفُ: لغة فی اللَّصَفِ. قال ابن سیدة: و لا أَعرف فی هذا الباب غیره فی كلام العرب. الفراء: هو اللَّصَفُ و هو شی‌ء یَنْبُتُ فی أَصْل الكَبَرِ؛ و لم یَعْرِف الأَصَفَ. و قال أَبو عمرو: الأَصَفُ الكَبَر، و أَما الذی ینبت فی أَصله مثل الخیار، فهو اللَّصَفُ. و آصِف كاتِبُ سلیمان، علیه السلام، و هو الذی دعا اللّٰه بالإسم الأَعظم فرأَی سلیمانُ العَرْشَ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ.

أفف؛ ج9، ص: 6

: الأُفُّ: الوَسَخُ الذی حَوْلَ الظُّفُرِ، و التُّفُّ الذی فیه، و قیل: الأُفُّ وسَخ الأُذن و التُّفُّ وسَخ الأَظفار. یقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشی‌ء ثم استعمل ذلك عند كل شی‌ء یُضْجَرُ منه و یُتَأَذَّی به. و الأَفَفُ: الضَّجَرُ، و قیل: الأُفُّ و الأَفَف القِلة، و التُّفُّ منسوق علی أُفّ، و معناه كمعناه، و سنذكره فی فصل التاء. و أُفّ: كلمة تَضَجُّرٍ و فیها عشرة أَوجه: أُفَّ له و أُفِّ و أُفُّ و أُفّاً و أُفٍّ و أُفٌّ، و فی التنزیل العزیز: فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ وَ لٰا تَنْهَرْهُمٰا، و أُفِّی مُمالٌ و أُفَّی و أُفَّةٌ و أُفْ خفیفةً من أُفّ المشددة، و قد جَمَعَ جمالُ الدِّین بن مالك هذه العشر لغات فی بیت واحد، و هو قوله: فأُفَّ ثَلِّثْ و نَوِّنْ، إن أَرَدْتَ، و قُل: أُفَّی و أُفِّی و أُفْ و أُفَّةً تُصِبِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 7
ابن جنی: أَما أُفّ و نحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَیْهاتَ فی الجَرّ فَمَحْمُولٌ علی أَفعال الأَمر، و كان الموضع فی ذلك إنما هو لِصَهْ و مَهْ و رُوَیْد و نحو ذلك، ثم حمل علیه باب أُف و نحوها من حیث كان اسماً سمی به الفعل، و كان كل واحد من لفظ الأَمر و الخبر قد یَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه، فكأَنْ لا خِلافَ هنالك فی لفظ و لا معنًی. و أَفَّفَه و أَفَّفَ به: قال له أُف. و تأَفَّفَ الرجلُ: قال أُفَّةً و لیس بفعل موضوع علی أَفَّ عند سیبویه، و لكنه من باب سَبَّحَ و هَلَّلَ إذا قال سبحان اللّه و لا إله إلا اللّه «1» … إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة و تُفّة لم یُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما یفعل ذلك بسَقْیاً و رَعْیاً و نحوهما، و لكنه مثَّله بقوله «2» … إذ لم نجد له فعلًا من لفظه. الجوهری: یقال أُفّاً له و أُفَّةً له أَی قَذَراً له، و التنوین للتنكیر، و أُفَّةً و تُفَّةً، و قد أَفَّفَ تأْفِیفاً إذا قال أُف. و یقال: أُفّاً و تُفّاً و هو إتباعٌ له. و حكی ابن بری عن ابن القطاعِ زیادةً علی ذلك: أَفَّةً و إفَّةً. التهذیب: قال الفراء و لا تقل فی أُفَّة إلا الرفع و النصب، و قال فی قوله فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ: قرئ أُفِّ، بالكسر بغیر تنوین و أُفٍّ بالتنوین، فمن خفض و نوَّن ذهب إلی أَنها صوت لا یعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ و نَوَّنُوه كما قالت العرب سمعت طاقٍ طاقٍ لصوت الضرب، و یقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك، و الذین لم یُنَوِّنُوا و خَفَضُوا قالوا أُفِّ علی ثلاثة أَحرف، و أَكثر الأَصوات علی حرفین مثل صَهٍ و تِغٍ و مَهٍ، فذلك الذی یخفض و ینون لأَنه متحرك الأَوّل، قال: و لسنا مضطرین إلی حركة الثانی من الأَدوات و أَشباهها فخفض بالنون، و شبهت أُفّ بقولهم مُدّ و رُدّ إذا كانت علی ثلاثة أَحرف، قال: و العرب تقول جعل فلان یَتَأَفَّفُ من ریح وجدها، معناه یقول أُف أُف. و حكی عن العرب: لا تقولَنَّ له أُفًّا و لا تُفًّا. و قال ابن الأَنباری: من قال أُفّاً لك نصبه علی مذهب الدعاء كما یقال وَیْلًا للكافرین، و من قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما یقال وَیْلٌ لِلْكٰافِرِینَ، و من قال أُفٍّ لك خفضه علی التشبیه بالأَصوات كما یقال صَهٍ و مَهٍ، و من قال أُفِّی لك أَضافه إلی نفسه، و من قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ و كَمْ و بل و هل. و قال أَبو طالب: أُفٌّ لك و تُفٌّ و أُفَّةٌ و تُفّةٌ، و قیل أُفٌّ معناه قلة، و تُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ و هو الشی‌ء القلیل. و قال القتیبی فی قوله عز و جل: فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ أَی لا تَسْتَثْقِلْ شیئاً من أَمرهما و تَضِقْ صدراً به و لا تُغْلِظْ لهما، قال: و الناس یقولون لما یكرهون و یستثقلون أُف له، و أَصل هذا نَفْخُكَ للشی‌ء یسقط علیكَ من تُراب أَو رَماد و للمكان ترید إماطةَ أَذًی عنه، فقِیلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ. و قال الزجاج: معنی أُف النَّتْنُ، و معنی الآیة لا تقل لهما ما فیه أَدنی تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا، بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما. و‌فی الحدیث: فأَلقی طرَفَ ثَوْبه علی أَنْفِه و قال أُف أُف؛ قال ابن الأَثیر: معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ، و قیل: معناه الاحْتِقارُ و الاسْتِقْلالُ، و هو صوتٌ إذا صوّتَ به الإِنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه، و قیل: أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن و الإِصْبع إذا فُتِلَ. و أَفَّفْتُ بفلان تَأْفِیفاً إِذا قلت له أُفّ لك، و تأَفَّفَ به كأَفَّفَه. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبی بكر، رضی اللّه عنهم، أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم و بنته من مصر، فلما
(1). هنا بیاض بالأصل. (2). هنا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 8
جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلی أَن اسْتَقَلَّا ثم دعت عبد الرحمن فقالت: یا عبد الرحمن لا تَجِد فی نفسك من أَخْذِ بنی أَخِیك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبیاناً فخشیت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك، فكنت أَلْطَف بهم و أَصْبَرَ علیهم، فخذهم إلیك و كن لهم كما قال حُجَیَّةُ بن المُضَرِّب لبنی أَخیه سَعْدانَ؛ و أَنشدته الأَبیات التی أَوَّلها: لجَجْنا و لَجَّتْ هذه فی التَّغَضُّبِ و رجل أَفَّافٌ: كثیر التَّأَفُّفِ، و قد أَفَّ یَئِفُّ و یَؤُفُّ أَفّاً. قال ابن دُرید: هو أَن یقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر. و یقال: كان فلان أُفُوفةً، و هو الذی لا یزال یقولُ لبعض أَمره أُفّ لك، فذلك الأُفُوفةُ. و قولهم: كان ذلك علی إفِّ ذلك و إفَّانه، بكسرهما، أَی حِینه و أَوانه. و جاء علی تَئِفَّةِ ذلك، مثل تَعِفَّةِ ذلك، و هو تَفْعِلَةٌ. و حكی ابن بری قال: فی أَبنیةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ، قال: و الظاهر مع الجوهری بدلیل قولهم علی إِفِّ ذلك و إِفَّانِه، قال أَبو علی: الصحیح عندی أَنها تَفْعِلةٌ و الصحیح فیه عن سیبویه ذلك علی ما حكاه أَبو بكر أَنه فی بعض نسخ الكتاب فی باب زیادة التاء؛ قال أَبو علیّ: و الدلیل علی زیادتها ما رویناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابی قال: یقال أَتانی فی إفّانِ ذلك و أُفّان ذلك و أَفَفِ ذلك و تَئِفَّةِ ذلك، و أَتانا علی إفِّ ذلك و إفَّتِهِ و أَفَفِه و إفَّانِه و تَئِفَّتِه و عِدَّانهِ أی علی إبَّانِه و وَقْته، یجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً، و الفارسیّ یَرُدُّ ذلك علیه بالاشتقاق و یحتج بما تقدَّم. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: نعم الفارسُ عَوَیْمِرٌ غیرَ أُفَّةٍ؛ جاء تفسیره فی الحدیث غیرَ جَبانٍ أَو غیرَ ثَقِیلٍ. قال ابن الأَثیر: قال الخطابی أَری الأَصل فیه الأَفَف و هو الضَّجَرُ، قال: و قال بعض أَهل اللغة معنی الأُفّةِ المُعْدِمُ المُقِلُّ من الأَفَفِ، و هو الشی‌ء القلیل. و الیأْفُوفُ: الخفِیفُ السریع؛ و قال: هُوجاً یَآفِیفَ صِغاراً زُعْرا و الیأْفُوفُ: الأَحمقُ الخفِیفُ الرأْی. و الیأْفُوفُ: الرّاعی صفة كالیَحْضُور و الیَحْمُوم كأَنه مُتَهَیِّ‌ءٌ لرِعایته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم: جاء علی إِفَّانِ ذلك و تَئِفَّتِه. و الیأْفُوفُ: الخفیف السَّرِیعُ، و قیل: الضَّعِیفُ الأَحمقُ. و الیأْفُوفَةُ: الفراشةُ، و‌رأَیت حاشیة بخط الشیخ رَضِیِّ الدین الشاطبیّ قال فی حدیث عمرو بن معدیكرب أَنه قال فی بعض كلامه: فلان أَخَفُّ من یأْفُوفَةٍ، قال: الیأْفُوفَةُ الفَراشةُ؛ و قال الشاعر: أَری كلَّ یأْفُوفٍ و كلَّ حَزَنْبَلٍ، و شِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا و التِّرْعابةُ: الفَرُوقةُ. و الیأْفُوفُ: العَییُّ الخَوَّار؛ قال الرَّاعی: مُغَمَّرُ العَیْشِ یَأْفُوفٌ، شَمائِلُه تأْبَی المَوَدَّةَ، لا یُعْطِی و لا یَسَلُ قوله مُغَمَّر العَیْشِ أَی لا یكادُ یُصِیبُ من العَیْشِ إلا قلیلًا، أُخِذَ من الغَمَر، و قیل: هو المُغَفَّلُ عن كلِّ عَیْش.

أكف؛ ج9، ص: 8

: الإِكافُ و الأُكاف من المراكب: شبه الرِّحالِ و الأَقْتابِ، و زعم یعقوب أَن همزته بدل من واو وُكافٍ و وِكافٍ، و الجمع آكِفةٌ و أُكُفٌ كإزارٍ و آزِرةٍ و أُزُرٍ. غیره: أُكافُ الحمار و إكافُه و وِكافُه و وُكافه، و الجمع أُكُفٌ، و قیل فی جمعه
لسان العرب، ج‌9، ص: 9
وُكُفٌ؛ و أَنشد فی الأُكافِ [الإِكافِ لراجز: إنَّ لَنا أَحْمِرةً عِجافا، یأْكُلْنَ كلَّ لَیْلةٍ أُكافا [إِكافا أَی یأْكلن ثَمَنَ أُكافٍ [إِكاف أَی یُباعُ أُكافٌ [إِكاف و یُطْعَم بثمنه؛ و مثله: نُطْعِمُها إذا شَتَتْ أَولادَها أَی ثمن أَولادها، و منه المَثَل: تَجُوعُ الحُرَّةُ و لا تأْكلُ ثَدْیَیْها أَی أُجرة ثَدْیَیْها. و آكَفَ الدابّةَ: وضع علیها الإِكاف كأَوْكَفَها أَی شدَّ علیها الإِكاف؛ قال اللحیانی: آكَفَ البغلَ لغة بنی تمیم و أَوْكَفَه لغة أَهل الحجاز. و أَكَّفَ أُكافاً و إكافاً: عَمِلَه.

ألف؛ ج9، ص: 9

: الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، و الجمع آلُفٌ؛ قال بُكَیْر أَصَمّ بنی الحرث بن عباد: عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، و كَتِیبةً أَلْفَیْنِ أَعْجَمَ من بَنی الفَدّامِ و آلافٌ و أُلُوفٌ، یقال ثلاثةُ آلاف إلی العشرة، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع. قال اللّه عز و جل: وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ؛ فأَما قول الشاعر: و كان حامِلُكُم مِنّا و رافِدُكُمْ، و حامِلُ المِینَ بعد المِینَ و الأَلَفِ إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة، و كذلك أَراد المِئِین فحذف الهمزة. و یقال: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ، و إن أُنّث علی أَنه جمع فهو جائز، و كلام العرب فیه التذكیر؛ قال الأَزهری: و هذا قول جمیع النحویین. و یقال: هذا أَلف واحد و لا یقال واحدة، و هذا أَلْف أَقْرَعُ أَی تامٌّ و لا یقال قَرْعاءُ. قال ابن السكیت: و لو قلت هذه أَلْف بمعنی هذه الدراهمُ أَلف لجاز؛ و أَنشد ابن بری فی التذكیر: فإنْ یَكُ حَقِّی صادِقاً، و هو صادِقی، نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَیْلِ أَقْرَعا قال: و قال آخر: و لو طَلَبُونی بالعَقُوقِ، أَتَیْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّیهِ إلی القَوْمِ أَقْرَعا و أَلَّفَ العَدَدَ و آلَفَه: جعله أَلْفاً. و آلَفُوا: صاروا أَلفاً. و‌فی الحدیث: أَوَّلُ حَیّ آلَفَ مع رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، بنو فلان.قال أَبو عبید: یقال كان القوم تِسْعَمائة و تِسْعةً و تسعین فآلفْتُهم، مَمْدُود، و آلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً، و كذلك أَمْأَیْتُهم فأَمْأَوْا إذا صاروا مائةً. الجوهری: آلَفْتُ القومَ إیلافاً أَی كَمَّلْتُهم أَلفاً، و كذلك آلَفْتُ الدراهِمَ و آلَفَتْ هی. و یقال: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ أَی مُكَمَّلةٌ. و أَلَفَه یأْلِفُه، بالكسر، أَی أَعْطاه أَلفاً؛ قال الشاعر: و كَریمةٍ مِنْ آلِ قَیْسَ أَلَفْتُه حتی تَبَذَّخَ فارْتَقی الأَعْلامِ أَی و رُبَّ كَریمةٍ، و الهاء للمبالغة، و ارْتَقی إلی الأَعْلام، فحَذَف إلی و هو یُریده. و شارَطَه مُؤَالَفةً أَی علی أَلف؛ عن ابن الأَعرابی. و ألِفَ الشی‌ءَ أَلْفاً و إلافاً و وِلافاً؛ الأَخیرة شاذّةٌ، و أَلَفانا و أَلَفَه: لَزمه، و آلَفَه إیّاه: أَلْزَمَه. و فلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ، بالكسر، یأْلَفُه أَلفاً و آلَفَه إیّاه غیرُه، و یقال أَیضاً: آلَفْتُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 10
الموضع أُولِفُه إیلافاً، و كذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة و إلافاً، فصارت صُورةُ أَفْعَلَ و فاعَلَ فی الماضی واحدة، و أَلَّفْتُ بین الشیئین تأْلِیفاً فتأَلَّفا و أْتَلَفا. و فی التنزیل العزیز: لِإِیلٰافِ قُرَیْشٍ إِیلٰافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتٰاءِ وَ الصَّیْفِ؛ فیمن جعل الهاء مفعولًا و رحلةَ مفعولًا ثانیاً، و قد یجوز أَن یكون المفعول هنا واحداً علی قولك آلَفْتُ الشی‌ء كأَلِفْتُه، و تكون الهاء و المیم فی موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ زیدٍ عمراً، و قال أَبو إسحَاق فی لِإِیلٰافِ قُرَیْشٍ ثلاثة أَوجه: لِإِیلٰافِ، و لإِلاف، و وجه ثالث لإِلْفِ قُرَیْشٍ، قال: و قد قُرئ بالوجهین الأَولین. أَبو عبید: أَلِفْتُ الشی‌ء و آلَفْتُه بمعنی واحد لزمته، فهو مُؤْلَفٌ و مأْلُوفٌ. و آلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه؛ قال ذو الرمة: مِنَ المُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحَی فی مَتْنِها یَتَوَضَّحُّ أَبو زید: أَلِفْتُ الشی‌ءَ و أَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به، و أَلَّفْتُ بینهم تأْلِیفاً إذا جَمَعْتَ بینهم بعد تَفَرُّقٍ، و أَلَّفْتُ الشی‌ء تأْلِیفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ و منه تأْلِیفُ الكتب. و أَلَّفْتُ الشی‌ءَ أَی وصَلْتُه. و آلَفْتُ فلاناً الشی‌ء إذا أَلزمته إیاه أُولِفُه إیلافاً، و المعنی فی قوله تعالی لِإِیلٰافِ قُرَیْشٍ لِتُؤْلَفَ قُریش الرِّحْلَتَیْن فتتصلا و لا تَنْقَطِعا، فاللام متصلة بالسورة التی قبلها، أَی أَهلكَ اللّه أَصحابَ الفِیلِ لِتُؤْلَفَ قریشٌ رِحْلَتَیْها آمِنِین. ابن الأَعرابی: أَصحاب الإِیلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ و عبد شمس و المطلب و نوفل بنو عبد مناف، و كانوا یُؤَلِّفُون الجِوارَ یُتْبِعُون بعضَه بعضاً یُجِیرون قریشاً بمِیَرِهِم و كانوا یُسَمَّوْنَ المُجِیرینَ، فأَمّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلًا من ملك الروم، و أَخذ نَوْفَلٌ حَبْلًا من كِسْری، و أَخذ عبد شمس حبلًا من النجاشی، و أَخذ المطلب حبلًا من ملوك حِمْیر، قال: فكان تُجّار قریش یختلفون إلی هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإِخوة فلا یُتَعَرَّضُ لهم؛ قال ابن الأَنباری: من قرأَ لإِلافِهم و إلْفِهِم فهما من أَلِفَ یأْلَف، و من قرأَ لإِیلافهم فهو من آلَفَ یُؤْلِفُ، قال: و معنی یُؤَلِّفُون یُهَیِّئوُن و یُجَهِّزُون. قال أَبو منصور: و هو علی قول ابن الأَعرابی بمعنی یُجِیرُون، و الإِلْفُ و الإِلافُ بمعنی؛ و أَنشد حبیب بن أَوس فی باب الهجاء لمُساور بن هند یهجو بنی أَسد: زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَیْشٌ، لَهُمْ إلْفٌ، و لیس لَكُمْ إلافُ و قال الفراء: من قرأَ إلْفِهِمْ فقد یكون من یُؤَلِّفُون، قال: و أَجود من ذلك أَن یُجْعَلَ من یأْلَفون رِحْلَةَ الشِّتٰاءِ وَ الصَّیْفِ. و الإِیلافُ: من یُؤْلِفُون أَی یُهَیِّئُونَ و یُجَهِّزُون، قال ابن الأَعرابی: كان هاشمٌ یُؤَلِّفُ إلی الشام، و عبدُ شمس یُؤَلِّف إلی الحَبَشةِ، و المطلبُ إلی الیَمن، و نَوْفَلٌ إلی فارِسَ. قال: و یتأَلَّفُون أَی یَسْتَجِیرون؛ قال الأَزهری: و منه قول أَبی ذؤیب: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِیناً، و تُؤْلِفُ الجِوارَ، و یُغْشِیها الأَمانَ ذِمامُها و‌فی حدیث ابن عباس: و قد عَلِمَتْ قریش أَن أَول من أَخَذ لها الإِیلافَ لَهاشِمٌ؛ الإِیلافُ: العَهْدُ و الذِّمامُ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من الملوك لقریش، و قیل فی قوله تعالی لِإِیلٰافِ قُرَیْشٍ: یقول
لسان العرب، ج‌9، ص: 11
تعالی: أَهلكت أَصحاب الفیل لأُولِف قریشاً مكة، و لِتُؤَلِّف قریش رِحْلَةَ الشِّتٰاءِ وَ الصَّیْفِ أَی تَجْمَعَ بینهما، إذا فرغوا من ذه أَخذوا فی ذه، و هو كما تقول ضربته لكذا لكذا، بحذف الواو، و هی الأُلْفةُ. و أْتَلَفَ الشی‌ءُ: أَلِفَ بعضُه بعضاً، و أَلَّفَه: جمع بعضه إلی بعض، و تَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. و الإِلْف: الأَلِیفُ. یقال: حَنَّتِ الإِلْفُ إلی الإِلْفِ، و جمع الأَلِیف أَلائِفُ مثل تَبِیعٍ و تَبائِعَ و أَفِیلٍ و أَفائِلَ؛ قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه، یَرْتادُ أَحْلِیةً أعْجازُها شَذَبُ و الأُلَّافِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ و كُفّارٍ. و تأَلَّفَه علی الإِسْلام، و منه المؤَلَّفة قلوبُهم. التهذیب فی قوله تعالی: لَوْ أَنْفَقْتَ مٰا فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً مٰا أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ،قال: نزلت هذه الآیة فی المُتَحابِّینَ فی اللّه، قال: و المؤَلَّفةُ قلوبهم فی آیة الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالی نبیه، صلی اللّه علیه و سلم، فی أَول الإِسلام بتَأَلُّفِهم أَی بمُقارَبَتِهم و إعْطائهم لیُرَغِّبوا مَن وراءهم فی الإِسلام، فلا تَحْمِلهم الحَمِیَّةُ مع ضَعْف نِیّاتِهم علی أَن یكونوا إلْباً مع الكفار علی المسلمین، و قد نَفَّلهم النبی، صلی اللّه علیه و سلم، یوم حُنَیْن بمائتین من الإِبل تأَلُّفاً لهم، منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التمیمی، و العباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِیّ، و عُیَیْنةُ بن حِصْن الفَزارِیُّ، و أَبو سفیانَ بن حَرْبٍ، و قد قال بعض أَهل العلم: إن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، تأَلَّفَ فی وقتٍ بعض سادةِ الكفار، فلما دخل الناس فِی دِینِ اللّٰهِ أَفْوٰاجاً و ظهر أَهلُ دین اللّه علی جمیع أَهل المِلَل، أَغنی اللّه تعالی، و له الحمد، عن أَن یُتَأَلَّف كافرٌ الیومَ بمال یُعْطی لظهور أَهل دینه علی جمیع الكفار، وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ*؛ و أَنشد بعضهم: إلافُ اللّه ما غَطَّیْت بَیْتاً، دَعائِمهُ الخِلافةُ و النُّسُورُ قیل: إلافُ اللّه أَمانُ اللّه، و قیل: منزِلةٌ من اللّه. و‌فی حدیث حنین: إنی أُعْطِی رجالًا حدِیثی عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم؛ التأَلُّفُ: المُداراةُ و الإِیناسُ لیَثْبُتُوا علی الإِسلام رَغْبةً فیما یَصِلُ إلیهم من المال؛ و منه‌حدیثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم.و الإِلْفُ: الذی تأْلَفُه، و الجمع آلافٌ، و حكی بعضهم فی جمع إلْفٍ الُوفٌ. قال ابن سیدة: و عندی أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ و شُهُودٍ، و هو الأَلِیفُ، و جمعه أُلَفاءُ و الأُنثی آلِفةٌ و إِلْفٌ؛ قال: و حَوْراء المَدامِعِ إِلْفُ صَخْر و قال: قَفْرُ فَیافٍ، تَری ثَوْرَ النِّعاجِ بها یَروحُ فَرْداً، و تَبْقی إلْفُه طاوِیهْ و هذا من شاذ البسیط لأَن قوله طاوِیهْ فاعِلُنْ و ضربُ البسیط لا یأْتی علی فاعلن، و الذی حكاه أَبو إسحَاق و عزاه إلی الأَخفش أن أَعرابیّاً سئل أَن یصنع بیتاً تامّاً من البسیط فصنع هذا البیت، و هذا لیس بحُجة فیُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً فی البسیط، إنما هو فی موضوع الدائرة، فأَمّا المستعمل فهو فعِلن و فَعْلن. و یقال: فلان أَلِیفی و إلْفی و هم أُلَّافی، و قد نَزَعَ البعیر إلی أُلَّافه؛ و قول ذی الرمة: أَكُنْ مِثْلَ ذی الأُلَّاف، لُزَّتْ كُراعُه إلی أُخْتِها الأُخْری، و وَلَّی صَواحِبُهْ
لسان العرب، ج‌9، ص: 12
یجوزُ الأُلَّاف و هو جمع آلِف، و الآلاف جمع إلْفٍ. و قد ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً و أَلَّفَ اللّه بینهم تأْلیفاً. و أَوالِفُ الطیر: التی قد أَلِفَتْ مكةَ و الحرمَ، شرفهما اللّه تعالی. و أَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التی تأْلَفُ البیوتَ؛ قال العجاج: أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمی أَراد الحَمام فلم یستقم له الوزن فقال الحِمی؛ و أَما قول رؤبة: تاللّهِ لو كنت من الأُلَّافِ قال ابن الأَعرابی: أَراد بالأُلَّاف الذین یأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم آلِفٌ. و آلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. و أَلَّفَ القومُ إلی كذا و تَأَلَّفُوا: استجاروا. و الأَلِفُ و الأَلِیفُ: حرف هجاء؛ قال اللحیانی: قال الكسائی الأَلِف من حروف المعجم مؤنثة، و كذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب و إن ذكَّرت جاز؛ قال سیبوبه: حروف المعجم كلها تذكر و تؤنث كما أَنَّ الإِنسان یذكّر و یؤنث. و قوله عز و جل: الم ذٰلِكَ الْكِتٰابُ، و المص، و المر؛ قال الزجاج: الذی اخترنا فی تفسیرها‌قول ابن عباس إن الم*: أَنا اللّه أَعلم، و المص: أَنا اللّه أَعلم و أَفْصِلُ، و المر: أَنا اللّه أَعلم و أری؛ قال بعض النحویین: موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: المص كِتٰابٌ، ف كِتٰابٌ مرتفع ب المص، و كأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إلیك، قال: و هذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: الم اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ، یدل علی أَن الأَمر مرافع لها علی قوله، و كذلك: یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ، و قد ذكرنا هذا الفصل مستوفی فی صدر الكتاب عند تفسیر الحروف المُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز و جل.

أنف؛ ج9، ص: 12

: الأَنْفُ: المَنْخَرُ معروف، و الجمع آنُفٌ و آنافٌ و أُنُوفٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِیضُ الوُجُوهِ كَریمةٌ أَحْسابُهُمْ، فی كلِّ نائِبَةٍ، عِزازُ الآنُفِ و قال الأَعشی: إذا رَوَّحَ الرَاعی اللِّقاحَ مُعَزِّباً، و أَمْسَتْ علی آنافِها غَبَراتُها و قال حسان بن ثابت: بِیضُ الوُجُوهِ، كَرِیمةٌ أَحْسابُهُم، شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ و العرب تسمی الأَنْفَ أَنْفین؛ قال ابن أَحمر: یَسُوفُ بأَنْفَیْهِ النِّقاعَ كأَنه، عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِیمُ الجوهری: الأَنْفُ للإِنسان و غیره. و‌فی حدیث سَبْقِ الحَدَثِ فی الصلاة: فلیَأْخُذْ بأَنفِه و یَخْرُجْ؛ قال ابن الأَثیر: إنما أَمَره بذلك لیُوهِمَ المُصَلِّین أَن به رُعافاً، قال: و هو نوع من الأَدب فی سَتْرِ العَوْرَة و إخْفاء القَبیحِ، و الكنایةِ بالأَحْسَن عن الأَقْبح، قال: و لا یدخل فی باب الكذب و الریاء و إنما هو من باب التَّجَمُّل و الحَیاء و طلَبِ السلامة من الناس. و أَنَفَه یَأْنُفُه و یأْنِفُه أَنْفاً: أَصابَ أَنْفَه. و رجل أُنافیٌّ: عَظِیم الأَنْفِ، و عُضادِیٌّ: عظیم العَضُد، و أُذانیٌّ: عظیم الأُذن.
لسان العرب، ج‌9، ص: 13
و الأَنُوفُ: المرأَةُ الطَّیِّبَةُ رِیحِ الأَنْفِ. ابن سیدة: امرأَة أَنُوفٌ طیبة رِیحِ الأَنف، و قال ابن الأَعرابی: هی التی یُعْجِبُك شَمُّك لها، قال: و قیل لأَعرابی تَزَوَّج امرأَة: كیف رأَیتها؟ فقال: وجَدْتها رَصُوفاً رَشُوفاً أَنُوفاً، و كل ذلك مذكور فی موضعه. و بعیر مأْنُوفٌ: یُساقُ بأَنْفِه، فهو أَنِفٌ. و أَنِفَ البعیر: شكا أَنْفَه من البُرة. و‌فی الحدیث: إن المؤمن كالبعیر الأَنِفِ و الآنِف‌أَی أَنه لا یَرِیمُ التَّشَكِّی «3»، و‌فی روایة: المُسْلِمون هَیِّنُون لَیِّنُون كالجمل الأَنِفِ أَی المأْنُوفِ، إن قِیدَ انْقادَ، و إن أُنِیخَ علی صَخْرةٍ اسْتَناخَ.و البعیر أَنِفٌ: مثل تَعِبَ، فهو تَعِبٌ، و قیل: الأَنِفُ الذی عَقَره الخِطامُ، و إن كان من خِشاشٍ أَو بُرةٍ أَو خِزامةٍ فی أَنفه فمعناه أَنه لیس یمتنع علی قائده فی شی‌ء للوجع، فهو ذَلُولٌ منقاد، و كان الأَصل فی هذا أَن یقال مأْنُوف لأَنه مَفْعول به كما یقال مصدورٌ. و أَنَفَه: جعله یَشْتَكی أَنْفَه. و أَضاعَ مَطْلَبَ أَنْفِه أَی الرَّحِمَ التی خرج منها؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: و إذا الكَرِیمُ أَضاعَ مَوْضِع أَنْفِه، أَو عِرْضَه لِكَرِیهَةٍ، لم یَغْضَبِ و بعیر مأْنُوفٌ كما یقال مَبطونٌ و مَصْدورٌ و مَفْؤُودٌ للذی یَشْتَكی بطنَه أَو صَدْرَه أَو فُؤَادَه، و جمیع ما فی الجسد علی هذا، و لكن هذا الحرف جاء شاذًّا عنهم. و قال بعضهم: الجملُ الأَنِفُ الذَّلُولُ، و قال أَبو سعید: الجمل الأَنِف الذّلیل المؤاتی الذی یأْنَفُ من الزَّجْر و من الضرب، و یُعطی ما عنده من السیر عَفْواً سَهْلًا، كذلك المؤمن لا یحتاج إلی زجر و لا عِتاب و ما لزمه من حقّ صبرَ علیه و قام به. و أَنَفْتُ الرجل: ضربت أَنْفَه، و آنَفْتُه أَنا إینافاً إذا جعلته یشتكی أَنْفَه. و أَنَفَه الماءُ إذا بلغ أَنْفَه، زاد الجوهری: و ذلك إذا نزل فی النهر. و قال بعض الكِلابِیِّینَ: أَنِفَتِ الإِبلُ إذا وقَع الذُّبابُ علی أُنُوفِها و طَلَبَتْ أَماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذلك، و هو الأَنَفُ، و الأَنَفُ یُؤْذِیها بالنهار؛ و قال مَعْقِل بن رَیْحانَ: و قَرَّبُوا كلَّ مَهْرِیٍّ و دَوْسَرَةٍ، كالفَحْلِ یَقْدَعُها التَّفْقِیرُ و الأَنَفُ و التَّأْنِیفُ: تَحْدِیدُ طرَفِ الشی‌ء. و أَنْفا القَوْس: الحَدَّانِ اللذان فی بَواطِن السِّیَتَیْن. و أَنْف النعْلِ: أَسَلَتُها. و أَنْفُ كلِّ شی‌ء: طرَفُه و أَوَّله؛ و أَنشد ابن بری للحطیئة: و یَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِمْ علیهمْ، و یأْكلُ جارُهُمْ أَنْفَ القِصاعِ قال ابن سیدة: و یكون فی الأَزْمِنَةِ؛ و استعمله أَبو خراش فی اللِّحْیَةِ فقال: تُخاصِمُ قَوْماً لا تَلَقَّی جوابَهُمْ، و قد أَخَذَتْ من أَنْفِ لِحْیَتِكَ الیَدُ سمی مُقَدَّمَها أَنْفاً، یقول: فطالتْ لِحْیَتُكَ حتی قبضْتَ علیها و لا عَقْلَ لك، مَثَلٌ. و أَنْفُ النَّابِ: طَرَفُه حین یطْلُعُ. و أَنْفُ النَّابِ: حَرْفُه و طَرَفُه حین یطلع. و أَنْفُ البَرْدِ: أَشَدُّه. و جاءَ یَعْدُو و أَنْفَ الشَّدِّ و العَدْوِ أَی أَشدَّه. یقال: هذا أَنْفُ الشدّ، و هو أَوّلُ العَدْوِ. و أَنْفُ البردِ: أَوّله و أَشدُّه. و أَنْف المطر: أَوّل ما أَنبت؛ قال
(3). قوله [لا یریم التشكی] أی یدیم التشكی مما به إلی مولاه لا إلی سواه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 14
إمرؤ القیس: قد غَدا یَحْمِلُنی فی أَنْفِه لاحِقُ الأَیْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّ و هذا أَنْفُ عَمَلِ فلان أَی أَوّل ما أَخذ فیه. و أَنف خُفّ البعیر: طرَفُ مَنْسِمِهِ. و‌فی الحدیث: لكل شی‌ء أُنْفةٌ، و أُنْفَةُ الصلاةِ التكبیرة الأُولی؛ أُنفة الشی‌ء: ابتداؤه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی بضم الهمزة، قال: و قال الهروی الصحیح بالفتح، و أَنْفُ الجَبَل نادرٌ یَشْخَصُ و یَنْدُر منه. و المُؤَنَّفُ: المُحَدَّدُ من كل شی‌ء. و المُؤَنَّفُ: المُسَوَّی. و سیرٌ مُؤَنَّفٌ: مَقْدودٌ علی قَدْرٍ و اسْتِواء؛ و منه قول الأَعرابی یصف فرساً: لُهِزَ لَهْزَ العَیْرِ و أُنِّفَ تأْنِیف السَّیْرِ أَی قُدّ حتی استوی كما یستوی السیر المقدود. و رَوْضةٌ أُنُفٌ، بالضم: لم یَرْعَها أَحد، و فی المحكم: لم تُوطَأْ؛ و احتاج أَبو النجم إلیه فسكنه فقال: أُنْفٌ تَرَی ذِبّانَها تُعَلِّلُهْ و كَلأٌ أُنُفٌ إذا كان بحاله لم یَرْعَه أَحد. و كأْسٌ أُنُفٌ: مَلأَی، و كذلك المَنْهَلُ. و الأُنُفُ: الخَمر التی لم یُسْتَخْرَجْ من دَنِّها شی‌ء قبلها؛ قال عَبْدَةُ بن الطَبِیب: ثم اصْطَبَحْنا كُمَیْتاً قَرْقَفاً أُنُفاً من طَیِّبِ الرَّاحِ، و اللَّذَّاتُ تَعْلِیلُ و أَرض أُنُفٌ و أَنیفةٌ: مُنْبِتَةٌ، و فی التهذیب: بَكَّرَ نباتُها. و هی آنَفُ بلاد اللّه أَی أَسْرَعُها نباتاً. و أَرض أَنِیفةُ النبْتِ إذا أَسْرَعتِ النباتَ. و أَنَف: وَطِئَ كَلأً أُنُفاً. و أَنَفَتِ الإِبلُ إذا وطِئَت كلأً أُنُفاً، و هو الذی لم یُرْعَ. و آنَفْتُها أَنا، فهی مُؤْنَفَةٌ إذا انْتَهَیْتَ بها أَنْفَ المَرْعَی. یقال: روضةٌ أُنُف و كأْسٌ أُنُف لم یُشرب بها قبل ذلك كأَنه اسْتُؤْنِفَ شربها مثل روْضةٍ أُنف. و یقال: أَنَّفَ فلان مالَه تأْنیفاً و آنفها إینافاً إذا رعّاها أُنُف الكلإِ؛ و أَنشد: لَسْتُ بِذی ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ، آقِطُ أَلبانَها و أَسْلَؤُها «1» و قال حمید: ضَرائرٌ لَیْسَ لَهُنَّ مَهْرُ، تأْنِیفُهُنَّ نَقَلٌ و أَفْرُ أَی رَعْیُهُنَّ الكلأَ الأُنُف هذان الضرْبانِ من العَدْو و السیر. و‌فی حدیث أَبی مسلم الخَوْلانیّ. و وضَعَها فی أُنُفٍ من الكلإِ و صَفْوٍ من الماء؛ الأُنُفُ، بضم الهمزة و النون: الكلأَ الذی لم یُرْعَ و لم تَطَأْه الماشیة. و اسْتَأْنَفَ الشی‌ءَ و أْتَنَفَه: أَخذ أَوّله و ابتدأَه، و قیل: اسْتَقْبَلَه، و أَنا آتَنِفُه ائْتِنافاً، و هو افْتعِالٌ من أَنْفِ الشی‌ء. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: إنما الأَمْرُ أُنُفٌ‌أَی یُسْتَأْنَفُ استئنافاً من غیر أَن یَسْبِقَ به سابِقُ قضاء و تقدیر، و إنما هو علی اخْتِیارِك و دخولك فیه؛ استأْنفت الشی‌ء إذا ابتدأْته. و فعلت الشی‌ء آنِفاً أَی فی أَول وقت
(1). قوله [آقط البانها إلخ] تقدم فی شكر: تضرب دراتها اذا شكرت بأقطها و الرخاف تسلؤها و سیأتی فی رخف: تضرب ضراتها إذا اشتكرت نافطها إلخ. و یظهر أن الصواب تأقطها مضارع أقط.
لسان العرب، ج‌9، ص: 15
یقرُب منی. و اسْتَأْنَفَه بوعْد: ابتدأَه من غیر أَن یسأَله إیّاه؛ أَنشد ثعلب: و أَنتِ المُنَی، لو كُنْتِ تَسْتَأْنِفیننا بوَعْدٍ، و لكِنْ مُعْتَفاكِ جَدِیبُ أَی لو كنت تَعِدیننا الوَصْل. و أَنْفُ الشی‌ء: أَوّله و مُسْتَأْنَفُه. و المُؤْنَفَةُ و المُؤَنَّفةُ من الإِبل: التی یُتَّبَعُ بها أَنْفُ المَرْعی أَی أَوَّله، و فی كتاب علی بن حمزة: أَنْفُ الرِّعْی. و رجل مِئْنافٌ: یَسْتَأْنِفُ المَراعی و المَنازل و یُرَعِّی ماله أُنُفَ الكلإِ. و المؤَنَّفَةُّ من النساء التی اسْتُؤْنِفَت بالنكاح أَوّلًا. و یقال: امرأَة مُكَثّفةٌ مؤَنَّفة، و سیأْتی ذكر المُكَثَّفةِ فی موضعه. و یقال للمرأَةِ إذا حَمَلَتْ فاشْتَدَّ وحَمُها و تَشَهَّتْ علی أَهلها الشی‌ء بعد الشی‌ء: إنها لتَتَأَنَّفُ الشَّهواتِ تأَنُّفاً. و یقال للحَدِیدِ اللَّیِّن أَنِیفٌ و أَنِیثٌ، بالفاء و الثاء؛ قال الأَزهری: حكاه أَبو تراب. و جاؤوا آنِفاً أَی قُبَیْلًا. اللیث: أَتَیْتُ فلاناً أُنُفاً كما تقول من ذی قُبُلٍ. و یقال: آتِیكَ من ذی أُنُفٍ كما تقول من ذی قُبُلٍ أَی فیما یُسْتَقْبَلُ، و فعله بآنِفةٍ و آنفاً؛ عن ابن الأَعرابی و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه مثل قولهم فعَلَه آنفاً. و قال الزجاج فی قوله تعالی: مٰا ذٰا قٰالَ آنِفاً؛ أی ما ذا قال الساعةَ فی أَوّل وقت یَقْرُبُ مِنّا، و معنی آنِفاً من قولك استأْنَفَ الشی‌ءَ إذا ابتدأَه. و قال ابن الأَعرابی: مٰا ذٰا قٰالَ آنِفاً أَی مُذْ ساعة، و‌قال الزجاج: نزلتْ فی المنافقین یستمعون خُطبة رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فإذا خرجوا سأَلوا أَصحاب رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، اسْتِهزاء و إعلاماً أَنهم لم یلتفتوا إلی ما قال فقالوا: مٰا ذٰا قٰالَ آنِفاً؟ أَی ما ذا قال الساعة.و قلت كذا آنِفاً و سالفاً. و‌فی الحدیث: أُنزلت علیَّ سورة آنِفاً‌أَی الآن. و الاسْتِئنافُ: الابتداء، و كذلك الائْتِنافُ. و رجل حَمِیُّ الأَنْف إذا كان أَنِفاً یأْنَفُ أَن یُضامَ. و أَنِفَ من الشی‌ء یأْنَفُ أَنَفاً و أَنَفةً: حَمِیَ، و قیل: اسْتَنْكَف. یقال: ما رأَیت أَحْمَی أَنْفاً و لا آنَفَ من فلان. و أَنِفَ الطعامَ و غیره أَنَفاً: كَرِهَه. و قد أَنِفَ البعیرُ الكَلأَ إذا أَجَمَه، و كذلك المرأَةُ و الناقةُ و الفرسُ تأْنَفُ فَحْلَها إذا تبَیَّنَ حملُها فكَرِهَتْه و هو الأَنَفُ؛ قال رؤبة: حتی إذا ما أَنِفَ التَّنُّوما، و خَبَطَ العِهْنَةَ و القَیْصُوما و قال ابن الأَعرابی: أَنِفَ أَجَمَ، و نَئِفَ إذا كَرِه. قال: و قال أَعرابی أَنِفَتْ فرَسِی هذه هذا البلَد أَی اجْتَوَتْه و كَرِهَتْه فهُزِلَتْ. و قال أَبو زید: أَنِفْتُ من قولك لی أَشَدَّ الأَنَفِ أَی كرِهتُ ما قلت لی. و‌فی حدیث مَعْقِل بن یسار: فَحَمِیَ من ذلك أَنَفاً؛ أَنِفَ من الشی‌ء یأْنَفُ أَنَفاً إذا كرهه و شَرُفَتْ عنه نفسُه؛ و أَراد به هاهنا أَخذته الحَمِیّةُ من الغَیْرَة و الغَضَبِ؛ قال ابن الأَثیر: و قیل هو أَنْفاً، بسكون النون، للعُضْوِ أَی اشتدَّ غضبُه و غَیْظُه من طریق الكنایة كما یقال للمُتَغَیِّظ وَرِمَ أَنْفُه. و‌فی حدیث أَبی بكر فی عَهْده إلی عمر، رضی اللّه عنهما، بالخلافة: فكلُّكم ورِمَ أَنْفُه‌أَی اغْتاظَ من ذلك، و هو من أَحسن الكنایات لأَن المُغْتاظَ یَرِمُ أَنفُه و یَحْمَرُّ؛ و منه‌حدیثه الآخر أَما إنك لو فَعَلْتَ ذلك لجَعَلْتَ أَنْفكَ
لسان العرب، ج‌9، ص: 16
فی قَفَاكَ، یرید أَعْرَضْتَ عن الحَقِّ و أَقْبَلْتَ علی الباطل، و قیل: أَراد أَنك تُقْبِلُ بوجهك علی مَن وراءكَ من أَشْیاعِكَ فتُؤْثِرَهُم بِبِرِّك. و رجل أَنُوفٌ: شدیدُ الأَنَفَةِ، و الجمع أُنُفٌ. و آنَفَه: جعلَه یأْنَفُ؛ و قول ذی الرمة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَی جَمِیماً و بُسْرَةً و صَمْعاء حتی آنَفَتْها نِصالُها أَی صَیَّرت النِّصالُ هذه الإِبلَ إلی هذه الحالة تأْنفُ رَعْیَ ما رَعَتْه أَی تأْجِمُه؛ و قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون آنَفَتْها جعلتها تَشْتَكی أُنوفَها، قال: و إن شئتَ قلت إنه فاعَلَتْها من الأَنْف، و قال عُمارةُ: آنَفَتْها جعلتها تأْنَفُ منها كما یأْنَفُ الإِنسانُ، فقیل له: إن الأَصمعی یقول كذا و إن أَبا عَمْرٍو یقول كذا، فقال: الأَصمعی عاضٌّ كذا من أُمِّه، و أَبو عمرو ماصٌّ كذا من أُمه أَقول و یقولان، فأَخبر الرَّاوِیَةُ ابنَ الأَعرابی بهذا فقال: صَدَقَ و أَنتَ عَرَّضْتَهما له، و قال شمر فی قوله آنَفَتْها نِصالُها قال: لم یقل أَنَفَتْها لأَن العرب تقول أَنَفَه و ظَهَرَه إذا ضرب أَنْفَه و ظهْره، و إنما مدّه لأَنه أراد جعلتها النِّصالُ تَشْتَكی أُنُوفَها، یعنی نِصال البُهْمی، و هو شَوْكُها؛ و الجَمِیم: الذی قد ارْتفع و لم یَتِمّ ذلك التمامَ. و بُسْرةً و هی الغَضّةُ، و صَمْعاء إذا امْتلأَ كِمامُها و لم تَتَفَقَّأْ. و یقال: هاجَ البُهْمی حتی آنَفَتِ الرّاعِیةَ نِصالُها و ذلك أَن یَیْبَسَ سَفاها فلا ترْعاها الإِبل و لا غیرها، و ذلك فی آخر الحرّ، فكأَنَّها جعلتها تأْنَفُ رَعْیها أَی تكرهه. ابن الأَعرابی: الأَنْفُ السیِّد. و قولهم: فلان یتتبع أَنفه إذا كان یَتَشَمَّمُ الرائحة فیَتْبَعُها. و أَنْفٌ: بلْدةٌ؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذَلیّ: مِنَ الأَسَی أَهْلُ أَنْفٍ، یَوْمَ جاءَهُمُ جَیْشُ الحِمارِ، فكانُوا عارِضاً بَرِدا و إذا نَسَبُوا إلی بنی أَنْفِ الناقةِ و هم بَطْنٌ من بنی سَعْدِ بن زید مَناة قالوا: فلانٌ الأَنْفِیُّ؛ سُمُّوا أَنْفِیِّینَ لقول الحُطَیْئةِ فیهم: قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ، و الأَذْنابُ غَیْرُهُمُ، و مَنْ یُسَوِّی بأَنْفِ الناقةِ الذَّنَبا؟

أوف؛ ج9، ص: 16

: الآفةُ: العاهةُ، و فی المحكم: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أَصاب من شی‌ء. و یقال: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ و آفةُ العِلْمِ النِّسیانُ. و طعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، و فی غیر المحكم: طعام مَأْوُوفٌ. و إِیفَ الطعامُ، فهو مَئِیفٌ: مثلُ مَعِیفٍ، قال: و عِیهَ فهو مَعُوهٌ و مَعِیهٌ. الجوهری: و قد إِیفَ الزرعُ، علی ما لم یُسَمَّ فاعله، أَی أَصابته آفة فهو مَؤُوفٌ مثل مَعُوفٍ. و آفَ القومُ و أُوفوا و إِیفُوا: دخلت علیهم آفة. و قال اللیث: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بینها و بین الفاء ساكن یُبَیِّنُه اللفظ لا الخط. و آفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً و آفةً و أُوُوفاً كقولك عُوُوفاً: صارت فیها آفةٌ، و اللّه أَعلم.

فصل التاء المثناة؛ ج9، ص: 16

تأف؛ ج9، ص: 16

: أَتَیْتُه علی تَئِفّة ذلك: كتَفِئّةٍ، فَعِلَّةٌ عند سیبویه، و تَفْعِلةٌ عند أَبی علیّ، أَی حین ذلك لأَنَّ العرب تقول: أَفَفْتُ علیه عَنْبرةَ الشتاء أَی أَتیته فی ذلك الحین؛ و أَتیته علی إفَّان ذلك و تِئِفّانه أَی أَوَّلِه، فهذا یَشْهَد بزیادتها. قال أَبو منصور: لیست التاء فی تَفِئَّةٍ و تَئِفَّةٍ أَصلیةً. و التَّئفّانُ: النَّشاطُ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 17

تحف؛ ج9، ص: 17

: التُّحْفةُ: الطُرْفةُ من الفاكهة و غیرها من الرَّیاحین. و التُّحْفَةُ: ما أَتْحَفْتَ به الرجلَ من البِرِّ و اللُّطْف و النَّغَص، و كذلك التُّحَفَة، بفتح الحاء، و الجمع تُحَفٌ، و قد أَتْحَفَه بها و اتَّحَفَه؛ قال ابن هَرْمةَ: و اسْتَیْقَنَتْ أَنها مُثابِرةٌ، و أَنَّها بالنَّجاحِ مُتَّحِفَهْ قال صاحب العین: تاؤه مبدلة من واو إلا أَنَّها لازمةٌ لجمیع تَصارِیف فعلها إلا فی یَتَفَعل. یقال: أَتْحَفْتُ الرجل تُحْفَةً و هو یَتَوَحَّفُ، و كأَنهم كرهوا لزوم البدل هاهنا لاجتماع المِثْلین فردوه إلی الأَصل، فإن كان علی ما ذهب إلیه فهو من وَحَفَ، و قال الأَزهری: أَصل التُّحْفةِ وُحْفةٌ، و كذلك التُّهَمَةُ أَصلها وُهَمَةٌ، و كذلك التُّخَمةُ، و رجل تُكَلةٌ، و الأَصل وُكَلة، و تُقاةٌ أَصلها وُقاةٌ، و تُراثٌ أَصله وُراثٌ. و‌فی الحدیث: تُحْفَةُ الصائِم الدُّهْنُ و المِجْمَرُ، یعنی أَنه یُذْهِب عنه مَشَقَّةَ الصوْمِ و شِدَّتَه. و‌فی حدیث أَبی عَمْرةَ فی صفة التمر: تُحْفَةُ الكَبیر و صُمْتةُ الصغیر.و‌فی الحدیث: تُحْفَةُ المؤمنِ الموتُ‌أَی ما یُصِیبُ المؤْمنَ فی الدنیا من الأَذی، و ما له عند اللّه من الخیر الذی لا یَصِلُ إلیه إلا بالموتِ؛ و أَنشد ابن الأَثیر: قد قُلْت إذ مَدَحُوا الحیاةَ و أَسْرَفُوا: فی المَوْتِ أَلْفُ فَضِیلةٍ لا تُعْرَفُ مِنْها أَمانُ عَذابِه بِلقائِه، و فِراقُ كلِّ مُعاشِرٍ لا یُنْصِفُ و یشبهه‌الحدیث الآخر: الموتُ راحةُ المؤمنِ.

ترف؛ ج9، ص: 17

: الترَفُ: التَّنَعُّمُ، و التُّرْفةُ النَّعْمةُ، و التَّتْریفُ حُسْنُ الغِذاء. و صبیٌّ مُتْرَفٌ إذا كان مُنَعَّمَ البدنِ مُدَلَّلًا و المُتْرَفُ: الذی قد أَبْطَرَتْه النعمةُ و سَعة العیْشِ. و أَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَی أَطْغَتْه. و‌فی الحدیث: أَوْهِ لفِراخِ محمدٍ من خلیفة یُسْتَخْلَفُ عِتْریفٍ مُتْرَفٍ؛ المُتْرَفُ: المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ فی مَلاذِّ الدنیا و شَهواتِها. و‌فی الحدیث: أَنَّ إبراهیم، علیه الصلاة و السلام، فُرَّ به من جَبَّارٍ مُتْرَفٍ.و رجل مُتْرَفٌ و مُتَرَّفٌ: مُوَسَّعٌ علیه. و تَرَّفَ الرجلَ و أَتْرَفَه: دَلَّلَه و مَلَّكَه. و قوله تعالی: إِلّٰا قٰالَ مُتْرَفُوهٰا*؛ أَی أُولو الترفةِ و أَراد رؤساءَها و قادةَ الشرّ منها. و التُّرْفةُ، بالضم: الطعامُ الطیب، و كل طُرْفة تُرْفةٌ، و أَتْرَفَ الرجلَ: أَعطاه شَهْوَتَه؛ هذه عن اللحیانی. و تَرِفَ النباتُ: تَرَوّی. و التُّرْفة، بالضم: الهَنةُ الناتئةُ فی وسط الشَّفةِ العلیا خِلْقةً و صاحبها أَتْرَفُ. و التُّرفة: مِسْقاةٌ یُشْرَبُ بها.

تفف؛ ج9، ص: 17

: التُّفُّ: وسَخُ الأَظْفارِ، و فی المحكم: وسَخ بین الظُّفُرِ و الأَنْمُلةِ، و قیل: هو ما یجتمع تحت الظفر من الوسَخ؛ و الأُفُّ: وسخُ الأُذن، و التَّتْفِیفُ من التُّفِّ كالتَّأْفِیف من الأُفِّ. و قال أَبو طالب: قولهم أُفٌّ و أُفَّةٌ و تُفٌّ و تُفّةٌ، فالأُفُّ وسخُ الأُذن، و التُّفُّ وسخ الأَظْفار، فكان ذلك یقال عند الشی یستقذر ثم كثر حتی صاروا یستعملونه عند كل ما یتَأَذَّوْنَ به، و قیل: أُفٌّ له معناه قلَّةٌ له، و تُفٌّ إتباع مأْخوذ من الأَفَفِ، و هو الشی‌ء القلیل. ابن الأَعرابی: تَفْتَفَ الرجلُ إذا تَقَذَّرَ بعد تَنْظِیفٍ. و یقال: أَفَّ یَؤُفُّ و یَئِفُّ إذا
لسان العرب، ج‌9، ص: 18
قال أُفّ. و یقال: أُفَّةٌ له و تُفَّةٌ أَی تَضَجُّر. و یقال: الأُفُّ بمعنی القلة من الأَفَفِ و هو القلیل. و التُفّة دُوَیْبَّةٌ تشبه الفأْر؛ و قال الأَصمعی: هذا غلط إنما هی دُوَیْبَّةٌ علی شَكْل جَرْو الكلب یقال لها عَناقُ الأَرض، قال: و قد رأَیته. و فی المثل: أَغْنی من التُّفّةِ عن الرُّفّة، و فی المحكم: استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَّةِ؛ و الرُّفَّةُ: دُقاقُ التِّبْن، و قیل: التبن عامّة، و كلاهما بالتشدید و التخفیف. و التُّفَفة: دُودة صغیرة تؤثر فی الجلد. و التَّفَّافُ: الوَضِیعُ، و قیل: هو الذی یسأل الناسَ شاةً أَو شاتین؛ قال: و صِرْمةٍ عشرین أَو ثلاثینْ یُغْنِینَنا عن مَكْسَبِ التَّفافِینْ

تلف؛ ج9، ص: 18

: اللیث: التَّلَفُ الهَلاكُ و العَطَبُ فی كل شی‌ء. تَلِفَ یَتْلَفُ تَلَفاً، فهو تَلِفٌ: هَلَكَ. غیره: تَلِفَ الشی‌ءُ و أَتْلَفَه غیره و ذهَبت نفسُ فلانٍ تَلَفاً و ظَلَفاً بمعنی واحد أَی هَدَراً. و العرب تقول: إنّ من القَرَفِ التَّلَفَ، و القَرَفُ مُداناةُ الوَباء، و المَتَالِفُ المَهالِكُ. و أَتْلَفَ فلان مالَه إتْلَافاً إذا أَفناه إسْرافاً؛ قال الفرزدق: و قَوْمٍ كِرامٍ قد نَقَلْنا إلیهمُ قِراهُمْ، فأَتْلَفْنا المَنایا و أَتْلَفُوا أَتْلَفْنا المَنایا أَی وجدْناها ذاتَ تَلَفٍ أَی ذاتَ إتْلافٍ و وجدُوها كذلك؛ و قال ابن السكیت: أَتْلَفْنَا المنایا و أَتْلَفُوا أَی صَیَّرْنا المَنایا تَلَفاً لهم و صَیَّرُوها لنا تلَفاً، قال: و یقال معناه صادَفْناها تُتْلِفُنا و صادَفُوها تُتْلِفُهم. و رجل مِتْلَفٌ و مِتْلافٌ: یُتْلِفُ مالَه، و قیل: كثیر الإِتْلافِ. و المَتْلَفَةُ: مَهْواةٌ مُشْرِفةٌ علی تَلَفٍ. و المَتْلَفَة: القَفْر؛ قال طرفة أَو غیره: بمَتْلَفَةٍ لیْسَتْ بطَلْحٍ و لا حَمْضِ أَراد لیست بمَنْبِت طَلْحٍ و لا حَمْض، لا یكون إلا علی ذلك لأَن المَتْلَفَةَ المَنْبِتُ، و الطَّلْح و الحمض نَبْتانِ لا مَنْبِتانِ، و المَتْلَفُ المَفازةُ؛ و قول أَبی ذؤیب: و مَتْلَفٍ مثْلِ فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُهُ مَطارِبٌ زَقَبٌ، أَمْیالُها فِیحُ المَتْلفُ: القَفْرُ، سمی بذلك لأَنه یُتْلِفُ سالِكَه فی الأَكثر. و التَّلْفةُ: الهَضْبةُ المَنِیعةُ التی یَغْشی مَن تعاطاها التَّلَفُ؛ عن الهَجَریّ؛ و أَنشد: أَلا لَكُما فَرْخانِ فی رأْس تَلْفَةٍ، إذا رامَها الرّامی تَطاوَلَ نِیقُها

تنف؛ ج9، ص: 18

: التَّنُوفةُ: القَفْرُ من الأَرض و أَصل بِنائها التَّنَفُ، و هی المَفازةُ، و الجمع تَنائفُ؛ و قیل: التَّنُوفةُ من الأَرض المُتباعِدةُ ما بین الأَطْرافِ، و قیل: التَّنُوفَةُ التی لا ماء بها من الفَلواتِ و لا أَنِیسَ و إن كانت مُعْشِبَةً، و قیل: التَّنُوفَةُ البعیدة و فیها مُجْتَمَعُ كلإٍ و لكن لا یُقدَرُ علی رعْیِه لبُعْدِها. و‌فی الحدیث: أَنه سافر رجل بأَرضٍ تَنُوفَةٍ؛ التَّنُوفَةُ: الأَرضُ القَفْرُ، و قیل البعیدةُ الماء؛ قال الجوهری: التَّنُوفَةُ المَفازةُ، و كذلك التَّنُوفِیّةُ كما قالوا دَوٌّ و دَوِّیَّةٌ لأَنها أَرض مثلها فنُسِبت إلیها؛ قال ابن أَحمر:
لسان العرب، ج‌9، ص: 19
كَمْ دَونَ لَیْلی مِنْ تَنُوفِیَّةٍ لَمَّاعةٍ، تُنْذَرُ فیها النُّذُرْ و تَنُوفی: موضعٌ؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُونِه عُقابُ تَنُوفی، لا عُقابُ القَواعِلِ و هو من المُثُل التی لم یَذْكُرْها سیبویه. قال ابن جنی: قلت مرّة لأَبی علی یجوز أَن تكون تَنُوفَی مقصورة من تَنوفاء بمنزلة بَرُوكاء، فسمع ذلك و تَقَبَّلَه؛ قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن یكون أَلف تَنُوفَی إشباعاً للفتحة لا سیما و قد رویناه مفتوحاً و تكون هذه الأَلف ملحَقةً مع الإِشباع لإِقامة الوزن؛ أَ لا تراها مقابلة لیاء مفاعیلن كما أَن الأَلف فی قوله: یَنْباعُ من ذِفْری غَضُوبٍ جَسْرةٍ إنما هی إشْباعٌ للفتحة طلَباً لإِقامة الوزن، أَ لا تری أَنه لو قال یَنْبَعُ من ذفری لصح الوزن إلا أَن فیه زِحافاً، و هو الخَزْلُ، كما أَنه لو قال تَنُوفَ لكان الجزء مَقْبوضاً فالإِشْباعُ إذاً فی الموضعین إنما هو مخافةَ الزِّحاف الذی هو جائز.

توف؛ ج9، ص: 19

: ما فی أَمرهم تَوِیفةٌ أَی تَوانٍ. و فی نوادر الأَعراب: ما فیه تُوفةٌ و لا تافةٌ أَی ما فیه عَیْبٌ. أَبو تراب: سمعت عَراماً یقول تاه بصر الرجل و تافَ إذا نظر إلی الشی‌ء فی دوام؛ و أَنشد: فما أَنْسَ مِ الأَشْیاءِ لا أَنْسَ نَظْرتی بمكةَ أَنِّی تائفُ النَّظَراتِ و تافَ عنی بصَرُكَ و تاهَ إذا تَخَطَّی.

فصل الثاء المثلثة؛ ج9، ص: 19

ثطف؛ ج9، ص: 19

: أَهملها اللیث و استعمل ابن الأَعرابی الثَّطَفَ قال: هو النَّعْمةُ فی المَطْعَمِ و المَشْرَبِ و المَنامِ. و قال شمر: الثَّطَفُ النَّعْمةُ.

ثقف؛ ج9، ص: 19

: ثَقِفَ الشی‌ءَ ثَقْفاً و ثِقافاً و ثُقُوفةً: حَذَقَه. و رجل ثَقْفٌ «2» و ثَقِفٌ و ثَقُفٌ: حاذِقٌ فَهِم، و أَتبعوه فقالوا ثَقْفٌ لَقْفٌ. و قال أَبو زیادٍ: رجل ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ. اللحیانی: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ و ثَقِفٌ لَقِفٌ و ثَقِیفٌ لَقِیف بَیِّنُ الثَّقافةِ و اللَّقافة. ابن السكیت: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ إذا كان ضابِطاً لما یَحْوِیه قائماً به. و یقال: ثَقِفَ الشی‌ءَ و هو سُرعةُ التعلم. ابن درید: ثَقِفْتُ الشی‌ءَ حَذَقْتُه، و ثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به. قال اللّه تعالی: فَإِمّٰا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ. و ثَقُفَ الرجلُ ثَقافةً أی صار حاذِقاً خفیفاً مثل ضَخُم، فهو ضَخْمٌ، و منه المُثاقَفةُ. و ثَقِفَ أَیضاً ثَقَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً أَی صار حاذِقاً فَطِناً، فهو ثَقِفٌ و ثَقُفٌ مثل حَذِرٍ و حَذُرٍ و نَدِسٍ و نَدُسٍ؛ففی حدیث الهِجْرةِ: و هو غلام لَقِنٌ ثَقِفٌ‌أَی ذو فِطْنةٍ و ذَكاء، و المراد أَنه ثابت المعرفة بما یُحتاجُ إلیه. و‌فی حدیث أُم حَكِیم بنت عبد المطلب: إنی حَصانٌ فما أُكَلَّم، و ثَقافٌ فما أُعَلَّم.و ثَقُفَ الخَلُّ ثَقَافةً و ثَقِفَ، فهو ثَقِیفٌ و ثِقِّیفٌ، بالتشدید، الأَخیرة علی النسب: حَذَقَ و حَمُضَ جِدًّا مثل بَصَلٍ حِرِّیفٍ، قال: و لیس بحَسَنٍ. و ثَقِف الرجلَ: ظَفِرَ به. و ثَقِفْتُه ثَقْفاً مِثالُ بلِعْتُه بَلْعاً أَی صادَفْتُه؛ و قال:
(2). قوله [رجل ثقف] كضخم كما فی الصحاح، و ضبط فی القاموس بالكسر كحبر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 20
فإمّا تَثْقَفُونی فاقْتُلُونی، فإن أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالی و ثَقِفْنا فلاناً فی موضع كذا أَی أَخَذْناه، و مصدره الثِّقْفُ. و فی التنزیل العزیز: وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ*. و الثَّقاف و الثِّقافةُ: العمل بالسیف؛ قال: و كأَنَّ لَمْعَ بُرُوقِها، فی الجَوِّ، أَسْیافُ المُثاقِفْ و‌فی الحدیث: إذا مَلَكَ اثْنا عَشَرَ من بنی عمرو بن كعب كان الثَّقَف «1» و الثِّقافُ إلی أَن تقوم الساعة، یعنی الخِصامَ و الجِلادَ. و الثِّقافُ: حدیدة تكون مع القَوَّاسِ و الرَّمّاحِ یُقَوِّمُ بها الشی‌ءَ المُعْوَجَّ. و قال أَبو حنیفة: الثِّقافُ خشبة قَویة قدر الذِّراع فی طرَفها خَرق یتسع للقَوْسِ و تُدْخَلُ فیه علی شُحُوبتها و یُغْمَزُ منها حیث یُبْتَغَی أَن یُغْمَزَ حتی تصیر إلی ما یراد منها، و لا یُفعل ذلك بالقِسِیّ و لا بالرماح إلا مَدْهُونةً ممْلُولةً أَو مَضْهوبةً علی النار مُلوّحة، و العَدَدُ أَثْقِفةٌ، و الجمع ثُقُفٌ، و الثِّقافُ: ما تُسَوَّی به الرِّماحُ؛ و منه قول عمرو: إذا عَضَّ الثِّقافُ بها اشْمَأَزَّتْ، تَشُجُّ قَفا المُثَقِّفِ و الجَبِینا و تَثْقِیفُها: تَسْوِیَتُها. و فی المثل: دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ؛ قال: الثِّقاف خشبة تسوَّی بها الرماح. و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضی اللّه عنهما: و أَقامَ أَوَدَه بِثِقافِه؛ الثِّقافُ ما تُقَوَّمُ به الرِّماحُ، ترید أَنه سَوَّی عَوَج المسلمین. و ثَقِیفٌ: حَیٌّ من قَیْس، و قیل أَبو حَیٍّ من هَوازِنَ، و اسمه قَسِیٌّ، قال: و قد یكون ثَقِیف اسماً للقبیلة، و الأَول أَكثر. قال سیبویه: أَما قولهم هذه ثَقِیف فعلی إرادة الجماعة، و إنما قال ذلك لغلبة التذكیر علیه، و هو مما لا یقال فیه من بنی فلان، و كذلك كل ما لا یقال من بنی فلان التذكیر فیه أَغلب كما ذكر فی مَعَدّ و قُرَیْشٍ، قال سیبویه: النَّسَبُ إلی ثَقِیف ثَقَفِیٌّ علی غیر قیاس.

فصل الجیم؛ ج9، ص: 20

جأف؛ ج9، ص: 20

: جَأَفَه جَأْفاً و اجتَأَفَه: صَرَعَه لغة فی جَعَفَه؛ قال: وَلَّوْا تَكُبُّهُمُ الرِّماحُ، كأَنهم نَخْلٌ جَأَفْتَ أُصُولَه، أَو أَثْأَبُ و أَنشد ثعلب: و اسْتَمَعُوا قَوْلًا به یُكْوَی النَّطِفْ، یَكادُ مَنْ یُتْلَی علیه یَجْتَئِفْ اللیث: الجأْف ضَرب من الفزَع و الخوْفِ؛ قال العجاج: كأَنَّ تَحْتی ناشِطاً مُجَأْفا و جأَفَه: بمعنی ذَعَرَه. و انْجَأَفَتِ النخلةُ و انْجأَثَت كانْجَعَفَتْ إذا انْقَعَرَتْ و سَقَطَتْ. و جُئِفَ الرجلُ جَأْفاً، بسكون الهمزة فی المصدر: فَزِع و ذُعِرَ، فهو مَجْؤُوفٌ، و مثله جُئِثَ، فهو مَجْؤُوثٌ، و فی الصحاح: و قد جُئِفَ أَشدَّ الجَأْفِ فهو مَجْؤُوفٌ مثل مَجْعُوفٍ أَی خائف، و الاسم الجُؤَافُ. و رجل مُجَأَّفٌ: لا فؤادَ له. و رجل مَجْؤُوف مثل مَجْعُوف: جائع، و قد جُئِفَ. و جأْآفٌ: صَیّاحٌ.
(1). قوله [كان الثقف] ضبط فی الأَصل بفتح القاف و فی النهایة بكسرها.
لسان العرب، ج‌9، ص: 21

جترف؛ ج9، ص: 21

: التهذیب: جَتْرَفُ كُورة من كُوَرِ كِرْمانَ.

جحف؛ ج9، ص: 21

: جَحَفَ الشی‌ءَ یَجْحَفُه جَحْفاً: قَشَرَه. و الجَحْفُ و المُجاحَفَةُ: أَخْذُ الشی‌ء و اجْتِرافُه. و الجَحْفُ: شِدَّةُ الجَرْفِ إلَّا أَن الجَرْفَ للشی‌ء الكثیر و الجَحْفَ للماء و الكُرَةِ و نحوهما. تقول: اجْتَحَفْنا ماء البئرِ إِلا جَحْفَةً واحدةً بالكَفِّ أَو بالإِناء. یقال: جَحَفْتُ الكُرةَ من وجْهِ الأَرض و اجْتَحَفْتُها. و سَیْلٌ جُرافٌ و جُحافٌ: یَجْرُفُ كلَّ شی‌ء و یَذْهَبُ به. قال ابن سیدة: و سیل جُحاف، بالضم، یذهب بكل شی‌ء و یَجْحَفُه أَی یَقْشُرُه و قد اجْتَحَفَه؛ و أَنشد الأَزهریّ لإمرِئ القیس: لَها كَفَلٌ كصَفاةِ المسیلِ، أَبْرَزَ عنها جُحافٌ مُضِرُّ و أَجْحَفَ به أَی ذَهَبَ به، و أَجْحَفَ به أَی قاربه و دَنا منه، و جاحَفَ به أَی زاحَمه و داناهُ. و یقال: مرَّ الشی‌ء مُضِرًّا و مُجْحِفاً أَی مُقارِباً. و‌فی حدیث عَمّار: أَنه دخل علی أُمّ سَلَمَة، و كان أَخاها من الرَّضاعةِ، فاجْتَحَفَ ابْنَتَها زَیْنَبَ من حِجْرِها‌أَی اسْتَلَبَها. و الجُحْفَةُ: موضع بالحجاز بین مكة و المدینة، و فی الصحاح: جُحْفَةُ بغیر أَلف و لام، و هی مِیقاتُ أَهلِ الشامِ؛ زعم ابن الكلبی أَن العَمالِیقَ أَخرجوا بنی عَبِیلٍ، و هم إخْوة عادٍ، من یَثْرِبَ فنزلوا الجُحْفَة و كان اسمها مَهْیَعَة فجاءَهم سَیْلٌ فاجْتَحَفَهم فسمیت جُحْفَةَ، و قیل: الجُحْفَةُ قریة تقرُب من سِیفِ البحر أَجْحَفَ السیلُ بأَهْلِها فسمیت جُحْفَة. و اجْتَحَفْنا ماء البئر: نَزَفْناه بالكفّ أَو بالإِناء. و الجُحْفَةُ: ما اجْتُحِفَ منها أَو بقی فیها بعد الاجْتحاف. و الجَحْفَةُ و الجُحْفَةُ: بقیَّةُ الماء فی جوانب الحَوْض؛ الأَخیرة عن كراع. و الجَحْفُ: أَكل الثَّرِیدِ. و الجَحْفُ: الضرْبُ بالسیف؛ و أَنشد: و لا یَسْتَوِی الجَحْفانِ: جَحْفُ ثَرِیدَةٍ، و جَحْفُ حَرُورِیٍّ بأَبْیَضَ صارِمِ یعنی أَكلَ الزُّبْدِ بالتمر و الضَرْبَ بالسیفِ. و الجُحْفَةُ: الیَسیرُ من الثرید یكون فی الإِناء لیس یملؤُه. و الجَحُوفُ: الثّرِیدُ یَبْقَی فی وسَطِ الجَفْنَةِ. قال ابن سیدة: و الجُحْفَةُ أَیضاً مِل‌ءُ الیدِ، و جمعها جُحَفٌ. و جَحَفَ لهم: غَرَفَ. و تَجَاحَفُوا الكُرَةَ بینهم: دَحْرَجُوها بالصَّوالجة. و تَجاحُفُ القومِ فی القِتال: تناوُلُ بعضهم بعضاً بالعِصِیّ و السُّیُوفِ؛ قال العجاج: و كانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا یعنی ما كسره التَّجاحُفُ بینهم، یرید به القتل. و‌فی الحدیث: خذوا العطاء ما كان عَطاء، فإذا تَجاحَفَتْ قُرَیْشٌ المُلْكَ بینهم فارْفُضُوه، و قیل: فاتركوا العَطاء، أَی تَنَاوَلَ بعضهم بعضاً بالسیوف، یرید إذا تَقاتَلُوا علی الملك. و الجِحافُ: مُزاحمةُ الحرْبِ. و الجَحُوفُ: الدَّلْوُ التی تَجْحَفُ الماء أَی تأْخذه و تذهَب به. و الجِحافُ، بالكسر: أَن یَسْتَقِیَ الرجلُ فَتُصِیبَ الدَّلْوُ فمَ البئر فتَنْخَرِقَ و یَنْصَبّ ماؤها؛ قال: قد عَلِمَتْ دَلْوُ بنی مَنافِ تَقْوِیمَ فَرْغَیْها عن الجِحافِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 22
و الجِحافُ: المُزاولةُ فی الأَمر. و جاحَفَ عنه كجاحَشَ، و مَوْتٌ جُحافٌ: شَدِید یذهب بكل شی‌ء؛ قال ذو الرمة: و كائِنْ تَخَطَّتْ ناقَتی من مَفازةٍ، و كمْ زَلَّ عنها من جُحافِ المَقادِرِ و قیل: الجُحافُ الموتُ فجعلوه اسماً له. و المُجاحَفةُ: الدُّنوُّ؛ و منه قول الأَحْنف: إنما أَنا لبنی تَمِیمٍ كعُلْبةِ الرّاعی یُجاحِفُون بها یومَ الوِرْدِ. و أَجْحَف بالطریق: دَنا منه و لم یُخالِطْه. و أَجْحفَ بالأَمْرِ: قارَبَ الإِخْلالَ به. و سنةٌ مُجْحِفةٌ: مُضِرَّةٌ بالمال. و أَجْحَفَ بهم الدهرُ: اسْتأْصَلَهم. و السنة المُجْحِفَة: التی تُجْحِفُ بالقوم قَتْلًا و إفساداً للأَمْوالِ. و‌فی حدیث عمر أَنه قال لعدیّ: إنما فَرَضْتُ لقوم أَجْحَفَتْ بهم الفاقةُ‌أَی أَذْهَبَت أَموالَهم و أَفْقَرتْهم الحاجةُ. و‌قال بعض الحكماء: مَن آثَرَ الدنیا أَجْحَفَتْ بآخِرته.و یقال: أَجْحَفَ العَدُوُّ بهم أَو السماء أَو الغیث أَو السیلُ دَنا منهم و أَخْطَأَهُم. و الجُحْفَةُ: النُّقْطَةُ من المَرْتَعِ فی قَرْنِ الفَلاةِ، و قَرْنُها رَأْسُها و قُلَّتُها التی تَشْتَبِهُ المیاهُ من جوانبها جَمْعاء، فلا یَدْرِی القارِبُ أَیُّ المیاه منه أَقْربُ بطَرَفِها. و جَحَفَ الشی‌ءَ بِرِجْلِه یَجْحَفُه جَحْفاً إذا رَفَسَه حتی یرمی به. و الجُحافُ: وجَعٌ فی البَطْنِ یأْخذ من أَكلِ اللحم بَحتاً كالحُجاف، و قد جُحِفَ، و الرجل مَجْحُوفٌ. و فی التهذیب: الجُحافُ مَشْیُ البَطْنِ عن تُخَمةٍ، و الرجل مَجْحُوفٌ؛ قال الراجز: أَ رُفقةٌ تَشْكُو الجُحافَ و القَبَصْ، جُلُودُهُمْ أَلْیَنُ من مَسِّ القُمُصْ الجُحافُ: وجع یأْخذ عن أَكل اللحم بَحْتاً، و القَبَص: عن أَكل التمر. و جَحّافٌ و الجَحّافُ: اسم رجل من العرب معروف. و أَبو جُحَیْفةَ: آخِرُ من ماتَ بالكُوفة من أَصحاب رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم.

جخف؛ ج9، ص: 22

: جَخَفَ الرجلُ یَجْخِفُ، بالكسر، جَخْفاً و جُخافاً و جَخِیفاً: تَكَبَّرَ، و قیل: الجَخِیفُ أَن یَفْتَخِر الرجل بأَكثرَ مما عندَه؛ قال عدی بن زید: أَراهُم بحَمْدِ اللّه بَعْدَ جَخِیفِهم، غُرابُهم إذْ مَسَّه الفتر واقِعا «2» و رجل جَخَّافٌ مثل جَفّاخٍ: صاحبُ فخر و تكَبُّرٍ، و غُلامٌ جُخافٌ كذلك؛ عن یعقوب حكاه فی المقلوب. و‌فی حدیث ابن عباس: فالتَفَتَ إلیَّ، یعنی الفاروقَ، فقال: جَخْفاً جَخْفاً‌أَی فخراً فخراً و شرفاً شرَفاً. قال ابن الأَثیر: و‌یروی جفخاً، بتقدیم الفاء، علی القلب. و الجَخِیفُ: العَقْلُ، و وقع ذلك فی جَخِیفی أَی رُوعِی. و الجَخِیفُ: صَوت من الجَوْفِ أَشدُّ من الغَطِیطِ. و جَخَفَ النائمُ جَخِیفاً: نَفَخَ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه نامَ و هو جالِسٌ حتی سُمعَ جَخِیفُه ثم صلی و لم یتوضأْ، أَی غَطِیطُه فی النوم؛ الجَخِیفُ: الصَّوْتُ؛ و قال أَبو عبید: و لم أَسمعه فی الصوتِ إلا فی هذا الحدیث. و الجَخِیفُ: الجَوْفُ.
(2). قوله [الفتر واقعا] كذا بالأصل و شرح القاموس و بعض نسخ الصحاح و فی المطبوع منه القتر واقع بالقاف و رفع واقع و فیه أیضاً القتر، بالكسر، ضرب من النصال نحو من المرماة و هو سهم الهدف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 23
و الجَخِیفُ: الكثیر. و امرأَة جَخْفَةٌ: قَضیفَةٌ، و الجمع جِخافٌ، و رجل جَخِیفٌ كذلك، و قوم جُخُفٌ.

جدف؛ ج9، ص: 23

: جَدَفَ الطائِرُ یَجْدِفُ جُدُوفاً إذا كان مَقْصُوصَ الجناحین فرأَیته إذا طار كأَنه یَرُدُّهما إلی خَلْفه؛ و أَنشد ابن بری للفرزدق: و لو كنتُ أَخْشی خالداً أَنْ یَرُوعَنی، لَطِرْتُ بوافٍ ریشُه غیرِ جادِفِ و قیل: هو أَن یَكْسِرَ من جناحه شیئاً ثم یَمیلَ عند الفَرَقِ من الصَّقْر؛ قال: تُناقِضُ بالأَشْعارِ صَقْراً مُدَرَّباً، و أَنتَ حُبارَی خِیفَةَ الصَّقْرِ تَجْدِفُ الكسائی: و المصدرُ من جَدَفَ الطائرُ الجَدْفُ، و جناحا الطائر مِجْدافاه، و منه سمی مِجْداف السَّفینة. و مجداف السفینة، بالدال و الذال جمیعاً، لغتان فصیحتان. ابن سیدة: مِجْداف السفینة خشبة فی رأْسها لَوْحٌ عَرِیضٌ تُدْفَعُ بها، مُشتَقٌ من جَدَفَ الطائرُ، و قد جَدَفَ المَلَّاحُ السفینة یَجْدِفُ جَدْفاً. أَبو عمرو: جَدَف الطائرُ و جَدَفَ الملَّاحُ بالمِجْدافِ، و هو المُرْدِیُّ و المِقْذَفُ و المِقْذافُ. أَبو المِقْدامِ السُّلَمِیُّ: جَدَفَتِ السماءُ بالثلج و جَذَفَتْ تَجْذِفُ إذا رَمَتْ به. و الأَجْدَفُ: القَصِیرُ؛ و أَنشد: مُحِبٌّ لِصُغْراها، بَصِیرٌ بنَسْلِها، حَفِیظٌ لأُخْراها، حُنَیِّفُ أَجْدَفُ و المِجْدافُ: العُنُق، علی التشبیه؛ قال: بأَتْلَعِ المِجْدافِ ذَیّالِ الذَّنَبْ و المِجْدافُ: السوطُ، لغة نَجْرانِیَّة؛ عن الأَصمعی؛ قال المُثَقِّبُ العَبْدِیّ: تَكادُ إن حُرِّكَ مِجْدافُها، تَنْسَلُّ من مَثْناتِها و الید «1» و رجل مَجْدُوفُ الیدِ و القمیصِ و الإِزارِ: قصیرُها؛ قال ساعدةُ بن جُؤیّةَ: كحاشِیةِ المَجْدُوفِ زَیَّنَ لِیطَها، من النَّبْعِ، أَزْرٌ حاشِكٌ و كَتُومُ و جَدَفَتِ المرأَة تَجْدِفُ: مَشَتْ مَشْیَ القِصارِ. و جَدَفَ الرجل فی مِشْیَتِه: أَسْرَعَ، بالدال؛ عن الفارسیّ، فأَما أَبو عبید فذكرها مع جَدَفَ الطائرُ و جَدَفَ الإِنسانُ فقال فی الإِنسان: هذه بالذال، و صرح الفارسی بخلافه كما أَرَیْتك فقال بالدال غیر المعجمة. و الجَدْفُ: القَطْعُ. و جدَفَ الشی‌ءَ جَدْفاً: قَطَعَه؛ قال الأَعشی: قاعداً عندَه النَّدامی، فما یَنْفَكُّ یُؤْتی بمُوكَرٍ مَجْدُوفِ و إنه لَمَجْدُوفٌ «2» علیه العَیْشُ أَی مُضَیَّقٌ علیه. الأَزهری فی ترجمة جذف قال: و المجذوف الزِّقُّ، و أَنشد بیت الأَعشی هذا، و قال: و مجدوف، بالجیم و بالدال و بالذال، قال: و معناهما المَقْطُوعُ، قال: و رواه أَبو عبید مَنْدُوف، قال: و أَما محذوف فما رواه غیر اللیث. و التَّجدیفُ: هو الكُفْرُ بالنِّعم. یقال منه:
(1). قوله [و الید] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و الذی فی عدة نسخ من الصحاح: بالید. (2). قوله [و إنه لمجدوف إلخ] كذا بالأصل، و عبارة القاموس: و إنه لمجدّف علیه العیش كمعظم مضیق.
لسان العرب، ج‌9، ص: 24
جَدَّفَ یُجَدِّفُ تَجْدِیفاً. و جَدَّفَ الرجلُ بنعمة اللّه: كفَرها و لم یَقْنَعْ بها. و‌فی الحدیث: شَرُّ الحدیثِ التَّجْدیفُ، قال أَبو عبید: یعنی كفر النِّعْمة و اسْتِقلال ما أَنعم اللّه علیك؛ و أَنشد: و لكِنِّی صَبَرْتُ، و لم أُجَدِّفْ، و كان الصَّبْرُ غایة أَوَّلینا و‌فی الحدیث: لا تُجَدِّفوا بنِعْمة اللّه‌أَی لا تَكْفُروها و تَسْتَقِلُّوها. و الجَدَفُ: القَبْرُ، و الجمع أَجْدافٌ، و كرهها بعضهم و قال: لا جمع للجَدَفِ لأَنه قد ضَعُفَ بالإِبْدال فلم یتصرّف. الجوهری: الجَدَفُ القبر و هو إبدال الجَدَثِ و العرب تُعَقِّبُ بین الفاء و الثاء فی اللغة فیقولون جَدَثٌ و جَدَفٌ، و هی الأَجداثُ و الأَجْدافُ. و الجَدَفُ من الشَّراب: ما لم یُغَطَّ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، حین سأَل الرجل الذی كان الجنُّ اسْتَهْوَتْه: ما كان طَعامُهم؟ قال: الفُولُ، و ما لَمْ یُذْكَرِ اسْمُ اللّٰهِ عَلَیْهِ، قال: فما كان شَرابُهم؟ قال: الجَدَفُ، و تفسیره فی الحدیث أَنه ما لا یُغَطَّی من الشراب؛ قال أَبو عمرو: الجدَف لم أَسمعه إلا فی هذا الحدیث و ما جاء إلا و له أَصل، و لكن ذهب من كان یعرفه و یتكلم به كما قد ذهب من كلامهم شی‌ء كثیر. و قال بعضهم: الجَدَفُ من الجَدْف و هو القَطْع كأَنه أَراد ما یُرْمی به من الشراب من زَبَد أَو رَغْوة أَو قَذًی كأَنه قُطِعَ من الشراب فَرُمِیَ به؛ قال ابن الأَثیر: كذا حكاه الهرویّ عن القتیبی و الذی جاء فی صحاح الجوهری أَن القَطْع هو الجَذْفُ، بالذال المعجمة، و لم یذكره فی المهملة، و أَثبته الأَزهری فیهما و قد فُسِّرَ أَیضاً بالنبات الذی یكون بالیمن لا یحتاج آكله إلی شُرْب ماء. ابن سیدة: الجدَفُ نبات یكون بالیمن تأْكله الإِبل فتَجْزَأُ به عن الماء، و قال كراع: لا یُحْتاج مع أَكله إلی شرب ماء؛ قال ابن بری: و علیه قول جریر: كانُوا إذا جعَلوا فی صِیرِهِم بَصَلًا، ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالِحٍ، جَدَفُوا و الجُدافی، مقصور: الغنیمة. أَبو عمرو: الجَدافاةُ الغنیمة؛ و أَنشد: قَدْ أَتانا رامِعاً قِبِّراهْ، لا یَعْرِفُ الحَقَّ و لیْس یَهْواهْ، كان لَنا، لَمَّا أَتَی، جَدافاهْ «1» ابن الأَعرابی: الجَدافاءُ و الغُنامی و الغُنْمی و الهُبالةُ و الابالة و الحُواسةُ و الحُباسةُ.

جذف؛ ج9، ص: 24

: جَذَفَ الشی‌ءَ جَذْفاً: قَطَعَه؛ قال الأَعشی: قاعداً حَوْلَه النَّدامَی، فما یَنْفَكُّ یُؤْتَی بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ أَراد بالمُوكَرِ السِّقاء المَلآنَ من الخمر. و المَجْذوف: الذی قُطِعت قوائمُه. و المجْذوفُ و المجْدوفُ: المقطوع، و جَذَفَ الطائرُ یَجْذِفُ: أَسْرَع تحریك جَناحَیْه و أَكثر ما یكون ذلك أَنْ یُقَصَّ أَحدُ الجناحین، لغة فی جَدَفَ. و مِجْذافُ السفینة: لغة فی مجدافها، كلتاهما فصیحة، و قد تقدم ذكره؛ قال المثقَّب العبدی یصف ناقة: تَكادُ، إنْ حُرِّكَ مِجذافُها، تَنْسَلُّ من مَثْناتِها و الیَدِ
(1). قوله [قد أتانا] كذا فی الأصل و شرح القاموس بدون حرف قبل قد، و قوله كان لنا إلخ بهامش الأصل صوابه: فكان لما جاءنا جدافاه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 25
قال الجوهری: قلت لأَبی الغوث ما مِجْذافُها؟ قال: السوط جعله كالمجذاف لها. و جَذَفَ الإِنسانُ فی مَشْیه جَذْفاً و تَجَذَّفَ: أَسرع؛ قال: لَجَذْتَهُمُ حتی إذا سافَ مالُهُمْ، أَتَیْتَهُمُ من قابِلٍ تَتَجَذَّفُ و جَذَفَ الشی‌ءَ: كَجَذَبَه؛ حكاه نُصَیر؛ و روی بیتَ ذی الرمة: إذا خافَ منها ضِغْنَ حَقْباء قِلْوةٍ، حَداها بِحَلْحالٍ، من الصَّوْتِ، جاذِفِ بالذال المعجمة، و الأَعرف الدال المهملة.

جرف؛ ج9، ص: 25

: الجَرْفُ: اجْتِرافُك الشی‌ءَ عن وجهِ الأَرض حتی یقال: كانت المرأَةُ ذات لثةٍ فاجْتَرَفَها الطبیبُ أَی اسْتَحاها عن الأَسنان قَطْعاً. و الجَرْفُ: الأَخْذُ الكثیر. جَرَفَ الشی‌ءَ یَجْرُفُه، بالضم، جَرْفاً و اجْتَرَفه: أَخذه أَخذاً كثیراً. و المِجْرَفُ و المِجْرَفةُ: ما جُرِفَ به. و جَرَفْت الشی‌ءَ أَجْرُفه، بالضم، جَرْفاً أَی ذَهَبْتُ به كلِّه أَو جُلِّه. و جَرَفْتُ الطّین: كَسَحْتُه، و منه سُمّی المِجْرَفةُ. و بَنانٌ مِجْرَفٌ: كثیر الأَخْذ من الطعام؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَعْدَدْت لِلَّقْمِ بَناناً مِجْرَفا، و مِعْدةً تَغْلی، و بَطْناً أَجْوَفا و جَرَفَ السیلُ الوادِیَ یَجْرُفه جَرْفاً: جَوّخَه. الجوهری: و الجُرْفُ و الجُرُفُ مثل عُسْرٍ و عُسُر ما تَجَرَّفَتْه السُّیول و أَكَلَتْه من الأَرض، و قد جَرَّفَتْه السیول تَجْریفاً و تَجَرَّفَتْه؛ قال رجل من طَیِّ‌ءٍ: فإنْ تَكُنِ الحَوادِثُ جَرَّفَتْنی، فلم أَرَ هالِكاً كابْنَیْ زِیادِ ابن سیدة: و الجُرُفُ ما أَكلَ السیلُ من أَسْفَل شِقِّ الوادی و النَّهر، و الجمع أَجْرافٌ و جُرُوف و جِرَفةٌ، فإن لم یكن من شِقِّه فهو شَطٌّ و شاطئٌ. و سیْلٌ جُرافٌ و جاروفٌ: یَجْرُفُ ما مَرَّ به من كثرته یذهَب بكل شی‌ء، و غَیْثٌ جارفٌ كذلك. و جُرْفُ الوادی و نحوِه من أَسنادِ المسایِل إذا نَخَج الماءُ فی أَصْلِه فاحتَفَره فصار كالدَّحْلِ و أَشْرَفَ أَعلاه، فإذا انصدع أَعلاه فهو هارٍ، و قد جَرَف السیل أَسناده. و فی التنزیل العزیز: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْیٰانَهُ عَلیٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ. و قال أَبو خیرة: الجُرْفُ عُرْضُ الجبل الأَمْلَسِ. شمر: یقال جُرْفٌ و أَجْراف و جِرَفةٌ و هی المَهْواة. ابن الأَعرابی: أَجْرَفَ الرجلُ إذا رَعَّی إبِلَه فی الجَرْف، و هو الخِصْبُ و الكَلأُ المُلْتَفُّ؛ و أَنشد: فی حبَّةٍ جَرْف و حَمْض هَیْكل و الإِبل تَسْمَنُ علیها سِمَناً مُكْتَنِزاً یعنی علی الحبّة، و هو ما تَناثر من حُبوب البُقول و اجتَمع معها ورَق یَبِیسِ البقل فتَسْمَنُ الإِبل علیها. و أَجْرَفت الأَرضُ: أَصابَها سیلٌ جُرافٌ. ابن الأَعرابی: الجَرْفُ المالُ الكثیر من الصّامِتِ و النّاطقِ. و الطاعونُ الجارِفُ الذی نزل بالبصرة كان ذَریعاً فسُمّی جارِفاً جَرَفَ الناسَ كجَرْفِ السیل. الجوهری: الجارِفُ طاعُونٌ كان فی زمن ابن الزُّبیر و ورد ذكره فی الحدیث طاعون الجارِفِ، و موْتٌ
لسان العرب، ج‌9، ص: 26
جُرافٌ منه. و الجارِفُ: شُؤْمٌ أَو بَلِیَّةٌ تَجْتَرِف مالَ القَوْمِ. الصحاح: و الجارِفُ الموتُ العامُّ یَجْرُفُ مالَ القومِ. و رجل جُراف: شَدید النكاح؛ قال جریر: یا شَبُّ ویْلَكَ ما لاقَتْ فَتاتُكُمُ، و المِنْقَرِیُّ جُرافٌ غیرُ عِنِّینِ؟ و رجل جُرافٌ: یأْتی علی الطعام كلِّه؛ قال جریر: وُضِعَ الخَزیرُ فقیل: أَیْنَ مُجاشِعٌ؟ فشَحا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَعُ ابن سیدة: رجل جُرافٌ شَدیدُ الأَكل لا یبقی شیئاً، و مُجَرِّفٌ و مُتَجَرِّفٌ: مَهْزُول. و كَبْشٌ مُتَجرِّفٌ: ذهب عامّةُ سِمَنِه. و جُرِفَ النّبات: أُكِلَ عن آخره. و جُرِفَ فی مالِه جَرْفةً إذا ذهب منه شی‌ء؛ عن اللحیانی، و لم یرد بالجَرْفة هاهنا المرة الواحدة إنما عَنی بها ما عُنِیَ بالجَرْفِ. و المُجَرَّفُ و المُجارَفُ: الفقیر كالمُحارَفِ؛ عن یعقوب، و عدّه بدلًا و لیس بشی‌ء. و رجل مُجَرَّفٌ: قد جَرَّفَه الدهرُ أَی اجْتاح مالَه و أَفْقَرَه. اللحیانی: رجل مُجارَفٌ و مُحارفٌ، و هو الذی لا یَكْسِب خیراً. ابن السكیت: الجُرافُ مِكْیالٌ ضَخْم؛ و قوله: بالجُرافِ الأَكْبر، یقال: كان لهم من الهَوانی «2» مِكْیالًا ضَخْماً وافیاً. الجوهری: و یقال لضَرْب من الكیل جُراف و جِراف؛ قال الراجز: كَیْلَ عِداءٍ بالجِرافِ القَنْقَلِ من صُبْرةٍ، مِثْلِ الكَثِیبِ الأَهْیَلِ قوله عِداء أَی مُوالاةٍ. و سَیْفٌ جُرافٌ: یَجْرُف كل شی‌ء. و الجَرْفةُ من «3» سِماتِ الإِبل: أَن تُقْطَعَ جلدة من جسد البعیر دون أَنفه من غیر أَن تبین. و قیل: الجَرْفةُ فی الفخذ خاصَّةً أَن تُقْطَعَ جِلدة من فخذه من غیر بَیْنونة ثم تُجْمع و مثلها فی الأَنف و اللِّهْزِمةِ، قال سیبویه: بَنَوْه علی فَعْلةٍ اسْتَغْنَوْا بالعمل عن الأَثر، یعنی أَنهم لو أَرادوا لفظ الأَثَرِ لقالوا الجُرْفَ أَو الجِراف كالمُشْطِ و الخِباطِ، فافهم. غیره: الجَرْفُ، بالفتح، سِمةٌ من سِماتِ الإِبل و هی فی الفخذ بمنزلة القرْمة «4» فی الأَنف تُقْطَعُ جلْدةٌ و تجمع فی الفخذ كما تجمع علی الأَنف. و قال أَبو علی فی التذكرة: الجُرْفةُ و الجَرْفةُ أَن تُجْرَفَ لِهْزِمةُ البعیر، و هو أَن یُقْشر جلدُه فیُفْتَلَ ثم یُترك فیَجِفّ فیكون جاسیاً كأَنه بعرة. قال ابن بری: الجُرْفةُ وسْم باللهزمة تحت الأُذن؛ قال مدرك: یُعارِضُ مَجْرُوفاً ثَنَتْه خِزامةٌ، كأَنَّ ابنَ حَشْرٍ تَحْتَ حالِبِه رَأْلُ و طَعْنٌ جَرْفٌ: واسعٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فأُبْنا جَدالی لم یُفَرَّقْ عَدیدُنا، و آبُوا بِطَعْنٍ فی كَواهِلِهِم جَرْفِ و الجَرْفُ و الجَریفُ: یَبِیسُ الحَماط. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد الجَریف یَبیس الأَفانی خاصَّة. و الجُرَّافُ: اسم رجل؛ أَنشد سیبویه: أَ مِنْ عَملِ الجُرّافِ، أَمْسِ، و ظُلْمِه و عُدْوانهِ أَعْتَبْتُمونا بِراسِمِ؟
(2). قوله و الهوانی هكذا فی الأَصل، و لم نجد هذه اللفظة فی المعاجم التی بین أیدینا و لعلها محرّفة عن خوابی. (3). قوله [و الجرفة من إلخ] هی بالفتح و قد تضم كما فی القاموس. (4). قوله [القرمة] بفتح القاف و ضمها كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 27
أَمِیرَیْ عَداءٍ إنْ حَبَسْنا علیهِما بَهائِمَ مالٍ، أوْدَیا بالبَهائِم نصب أَمیری عَداء علی الذَّمِّ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَنه مَرَّ یَستَعْرِضُ الناسَ بالجُرْف؛ اسم موضع قریب من المدینة و أَصله ما تَجْرُفه السُّیول من الأَوْدِیةِ. و الجَرْفُ: أَخذُك الشی‌ء عن وجه الأَرض بالمِجْرفةِ. ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث لیس لابن آدم إلا بَیْتٌ یُكِنُّه و ثوب یُوارِیه.و جِرَفُ الخُبز أَی كِسَرُه، الواحدة جِرْفةٌ، و یروی باللام بدل الراء. ابن الأَعرابی: الجَوْرَقُ الظلیم؛ قال أَبو العباس: و من قاله بالفاء جَوْرَفٌ فقد صحّف. التهذیب: قال بعضهم الجَوْرَفُ الظلیم؛ و أَنشد لكعب بن زهیر المزنی: كأَنَّ رَحْلی، و قد لانَتْ عَریكَتُها، كَسَوْتُه جَوْرَفاً أَغصانه حصفا «1» قال الأَزهری: هذا تصحیف و صوابه الجَوْرَقُ، بالقاف، و سیأْتی ذكره. التهذیب فی ترجمة جرل: مكانٌ جَرِلٌ فیه تَعادٍ و اختِلافٌ. و قال غیره من أَعراب قیس: أَرضٌ جَرْفة مختلفة و قِدْحٌ جَرْفٌ، و رجل جَرْفٌ كذلك.

جزف؛ ج9، ص: 27

: الجَزْفُ: الأَخذُ بالكثرة. و جَزَفَ له فی الكیْل: أَكثر. الجوهری: الجَزْفُ أَخْذ الشی‌ء مُجازفةً و جِزافاً، فارسی مُعَرَّب. و‌فی الحدیث: ابْتاعُوا الطعامَ جِزافاً؛ الجِزافُ و الجَزْفُ: المَجْهولُ القَدْر. مَكِیلًا كان أَو مَوْزوناً. و الجُزاف «2» و الجِزاف و الجُزافةُ و الجِزافةُ: بیعك الشی‌ء و اشْتِراؤكَه بلا وزن و لا كیل و هو یرجع إلی المُساهلةِ، و هو دخیل، تقول: بِعْتُه بالجُزافِ و الجُزافةِ و القیاس جِزافٌ؛ و قولُ صخْر الغَیّ: فأقْبَلَ منه طِوالُ الذُّری، كأَنَّ علیهنَّ بَیْعاً جَزِیفا أَراد طعاماً بِیعَ جِزافاً بغیر كَیْل، یَصِفُ سَحاباً. أَبو عمرو: اجْتَزَفْتُ الشی‌ءَ اجْتِزافاً إذا شَرَیْتَه جِزافاً، و اللّه أَعلم.

جعف؛ ج9، ص: 27

: جَعَفَه جَعْفاً فانْجَعَفَ: صرَعه و ضرَب به الأَرضَ فانْصَرَعَ؛ و منه‌الحدیث: أَنه مرَّ بمُصْعب بن عُمَیْر و هو مُنْجَعِفٌ‌أَی مَصْروعٌ، و‌فی روایة: بمصعب بن الزبیر.یقال: ضرَبه فَجَعَبه و جَعَفَه و جَأَبَه و جَعْفَلَه و جَفَلَه إذا صَرَعَه. و الجَعْفُ: شِدَّةُ الصَّرْعِ. و جَعَفَ الشی‌ء جَعْفاً: قَلَبَه. و جَعَفَ الشی‌ء و الشجرة یَجْعَفُها جَعْفاً فانْجَعَفَت: قَلَعَها. و‌فی الحدیث: مَثَلُ الكافر «3» كمثلِ الأَرزةِ المُجْذِیة علی الأَرض حتی یكون انْجِعافُها مَرَّةً واحدةً‌أَی انْقِلاعُها. و سَیْلٌ جُعافٌ: یَجْعَفُ كل شی‌ء أَی یَقْلِبه. و ما عنده من المَتاع إلا جَعْفٌ أَی قلیل. و الجُعْفةُ: موضع. و جُعْفٌ: حَیٌّ من الیمن و جُعْفِیٌّ: من هَمدانَ؛ قال الجوهری: جُعْفِیٌّ أَبو قبیلة من الیمن و هو جُعْفِیُّ بن سعد العشیرة من مَذْحِج، و النسبة إلیه كذلك، و منهم عبید اللّه بن الحُرّ الجُعْفِیُّ و جابر الجُعْفیُّ؛ قال لبید: قَبائِلُ جُعْفِیّ بنِ سَعْدٍ، كأَنَّما سَقی جَمْعَهم ماءُ الزُّعافِ مُنِیم
(1). قوله [أغصانه حصفا] كذا بالأصل، و الذی فی شرح القاموس هنا و فی حرف القاف أیضاً: أقرابه خصفا. (2). قوله [و الجزاف إلخ] فی القاموس: و الجزاف و الجزافة مثلثتین. (3). قوله [مثل الكافر] الذی فی النهایة هنا و فی مادة جذی: مثل المنافق.
لسان العرب، ج‌9، ص: 28
قوله مُنِیم أَی مُهْلِك، جعل الموت نوماً. و یقال هذا كقولهم ثَأْرٌ مُنیمٌ: قال ابن بری: جُعْفِیُّ مثل كُرسِیّ فی لزوم الیاء المشدَّدة فی آخره، فإذا نسبت إلیه قَدَّرْتَ حذفَ الیاء المشددة و إلحاقَ یاء النسبِ مكانها، و قد جُمِع جَمْعَ رُومِیّ فقیل جُعْفٌ؛ قال الشاعر: جُعْفٌ بنَجْرانَ تَجُرُّ القَنا، لیس بها جُعْفِیُّ بالمُشْرِعِ و لم یصرف جُعْفِیّ لأَنه أَراد بها القبیلة.

جفف؛ ج9، ص: 28

: جَفَّ الشی‌ءِ یَجِفُّ و یَجَفُّ، بالفتح، جُفوفاً و جَفافاً: یَبِسَ، و تَجَفْجَفَ: جَفَّ و فیه بعضُ النَّداوةِ، و جَفَّفْتُه أَنا تَجْفِیفاً؛ و أَنشد أَبو الوفاء الأَعرابی: لمَلَّ بُكَیْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً، لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِیبِ فَكَبَّرَ راعِیاها حین سَلَّی طَوِیلَ السَّمْكِ، صَحَّ من العُیُوبِ فقامَ علی قَوائِمَ لَیِّناتٍ، قُبَیْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِیبِ و الجَفافُ: ما جَفَّ من الشی‌ء الذی تُجَفِّفُه. تقول: اعْزِل جَفافَه عن رَطْبِه. التهذیب: جَفِفْتَ تجَفُّ و جَفَفْتَ تَجِفُّ و كلهم یختار تَجِفُّ علی تَجَفّ. و الجَفِیفُ: ما یَبِسَ من أَحرار البقول، و قیل: هو ما ضَمَّت منه الریح. و قد جَفَّ الثوبُ و غیره یَجِفُّ، بالكسرِ، و یَجَفُّ، بالفتح: لغة فیه حكاها ابن درید «1» و ردَّها الكسائی. و‌فی الحدیث: جَفَّتِ الأَقلامُ و طُوِیَتِ الصُّحُف؛ یرید ما كتب فی اللَّوْحِ المحفوظ من المَقادیر و الكائنات و الفَراغِ منها، تشبیهاً بفَراغ الكاتب من كتابته و یُبْسِ قَلَمِه. و تَجَفْجَفَ الثوبُ إذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ و فیه ندًی فإن یَبِسَ كلَّ الیُبْسِ قیل قد قَفَّ، و أَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مكان الفاء الوُسْطی فاء الفعل كما قالوا تَبَشْبَشَ. الجوهری: الجَفِیفُ ما یَبِس من النبت. قال الأَصمعی: یقال الإِبل فیما شاءت من جَفِیفٍ و قَفِیفٍ؛ و أنشد ابن بری لراجز: یُثْری به القَرْمَلَ و الجَفِیفا، و عَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْیُوفا و الجُفافةُ: ما یَنْتَثِر من القَتِّ و الحَشِیشِ و نحوه. و الجُفّ: غشاء الطَّلْع إذا جَفَّ، و عمَّ به بعضهم فقال: هو وِعاء الطَّلع، و قیل: الجُفُّ قِیقاءة الطّلع و هو الغِشاء الذی علی الوَلِیعِ؛ و أَنشد اللیث فی صفة ثَغْر امرأَة: و تَبْسِمُ عن نَیِّرٍ كالوَلِیعِ، شَقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا الوَلِیعُ: الطَّلْعُ، و الرُّقاةُ: الذین یَرْقَوْنَ علی النخل: أَبو عمرو: جُفٌّ و جُبٌّ لوِعاء الطلع. و‌فی حدیث سِحْر النبی، صلی اللّه علیه و سلم: طُبَّ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فجعل سِحْره فی جُفِّ طَلْعَةِ ذكرٍ و دُفِنَ تحتَ راعُوفةِ البئر؛ رواه ابن درید بإضافة طلعة إلی ذكر أَو نحوه؛ قال أَبو عبید: جُفُّ
(1). قوله [ابن درید] بهامش الأصل صوابه: أبو زید.
لسان العرب، ج‌9، ص: 29
الطلعةِ وِعاؤها الذی تكون فیه، و الجمع الجُفوفُ، و یروی فی جُّبّ، بالباء. قال ابن درید: الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع من أَسْفلِها فتجعل دَلْواً؛ قال: رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ، تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفّهْ الهِرْشَفَّةُ خِرْقةٌ ینشَّف بها الماء من الأَرض. و الجُفُّ: شی‌ء من جُلود الإِبل كالإِناء أَو كالدَّلْو یؤخذ فیه ماء السماء یسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نحوه. اللیث: الجُفَّةُ ضرب من الدِّلاء یقال هو الذی یكون مع السَّقَّائِینَ یملؤون به المزایدَ. القُتَیْبی: الجُفُّ قِرْبة تُقْطع عند یدیها و یُنْبَذ فیها. و الجُفُّ: الشنُّ البالی یقطع من نصفه فیجعل كالدلو، قال: و ربما كان الجُفّ من أَصل نخل یُنْقَر. قال أَبو عبید: الجفّ شی‌ء ینقر من جذوع النخَل. و‌فی حدیث أَبی سعید: قیل له النَّبیذُ فی الجُفّ، فقال: أَخْبَثُ و أَخْبَثُ؛ الجُفّ: وعاء من جلود لا یُوكأُ أَی لا یُشَدّ، و قیل: هو نصف قربة تقطع من أَسفلها و تتخذ دلواً. و الجُفُّ: الوطْبُ الخَلَقُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إبْلُ أَبی الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، یَزِینُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ إنما عنی بالمُجفَّفِ الضَّرْعَ الذی كالجُفِّ و هو الوطْبُ الخَلَقُ. و المُوَقَّفُ: الذی به آثار الصِّرار. و الجُفُّ: الشیخ الكبیر علی التشبیه بها؛ عن الهجری. و جُفُّ الشی‌ء: شَخْصُه. و الجُفُّ و الجُفَّةُ و الجَفَّة، بالفتح: جماعة الناس. و‌فی الحدیث عن ابن عباس: لا نَفَلَ فی غنِیمةٍ حتی تُقْسَمَ جُفَّةً‌أَی كلّها، و‌یروی: حتی تقسم علی جُفَّتِه‌أَی علی جماعة الجیش أَولًا. و یقال: دُعِیتُ فی جَفَّة الناس، و جاء القوم جَفّةً واحدة. الكسائی: الجَفَّةُ و الضّفَّة و القِمَّةُ جماعة القوم؛ و أَنشد الجوهری علی الجُفّ، بالضم، الجماعة قول النابغة یُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آیةً، و مِنَ النَّصیحةِ كَثْرَةُ الإِنْذارِ: لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا فی جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِی الأَمْرارِ یعنی جَماعَتَهم. قال: و كان أَبو عبیدة یرویه فی جُفِّ ثَعْلَبَ، قال: یرید ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بن سعد بن ذُبْیانَ. و قال ابن سیدة: الجفّ الجمع الكثیر من الناس، و استشهد بقوله: فی جفّ ثَعْلَب، قال: و رواه الكوفیون فی جوف تغلب، قال: و قال ابن درید هذا خطأ. و‌فی الحدیث: الجَفاء فی هذین الجُفَّیْن: رَبیعةَ و مُضَر؛ هو العدد الكثیر و الجماعة من الناس؛ و منه قیل لبكر و تمیم الجُفّانِ؛ قال حمید بن ثور الهلالی: ما فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَیْنْ: سَقْطَ عُمانَ، و لُصُوصَ الجُفَّیْنْ و قال ابن بری: الرَّجز لحُمید الأَرْقط؛ و قال أَبو میمون العجلی: قُدْنا إلی الشامِ جِیادَ المِصْرَیْنْ: مِنْ قَیْس عَیْلانَ و خَیْلِ الجُفَّیْنْ و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كیف یَصْلُح أَمرُ بلد جُلُّ أَهلِه هذانِ الجُفّان؟و‌فی حدیث عثمان، رضی اللّه عنه: ما كنتُ لأَدَعَ المسلمین بین جُفَّیْن
لسان العرب، ج‌9، ص: 30
یضرب بعضُهم رِقابَ بعضٍ.و جُفافُ الطیر: موضع؛ قال جریر: فما أَبصَرَ النارَ التی وضَحَتْ له، وراءَ جُفافِ الطَّیْرِ، إلّا تَمارِیا و جَفّةُ المَوْكِبِ و جَفْجَفَتُه: هَزِیزُه. و التِّجْفافُ و التَّجْفافُ: الذی یُوضَعُ علی الخیل من حدیدٍ أَو غیره فی الحرب، ذهَبُوا فیه إلی معنی الصلابة و الجُفُوفِ؛ قال ابن سیدة: و لولا ذلك لوجب القضاء علی تائها بأَنها أَصلُ لأَنها بإزاءِ قاف قِرطاس. قال ابن جنی: سأَلت أَبا علیّ عن تِجْفافٍ أَ تاؤُه للإِلحاق بباب قرطاس؟ فقال: نعم، و احتج فی ذلك بما انضاف إلیها من زیادة الأَلف معها، و جمعه التَّجافِیفُ. و التَّجفاف، بفتح التاء: مثل التَّجْفِیف جَفَّفْتُه تَجْفِیفاً. و‌فی الحدیث: أَعِدَّ للفَقْرِ تِجْفافاً؛ التِّجْفافُ: ما جُلِّلَ به الفرس من سِلاحٍ و آلة تقیه الجِراحَ. و فرس مُجَفَّفٌ: علیه تِجْفَاف، و التاء زائدة. و تجفیف الفرس: أَن تُلبسه التجفاف. و‌فی حدیث الحدیبیة: فجاء یقوده إلی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، علی فرس مُجَفَّفٍ‌أَی علیه تِجفافٌ، قال: و قد یلبَسُه الإِنسان أَیضاً. و‌فی حدیث أَبی موسی: أَنه كان علی تجافِیفه الدیباجُ؛ و قول الشاعر: كبَیْضَةِ أُدْحِیٍّ تَجَفَّفَ فَوقَها هِجَفٌّ حَداه القَطْرُ، و اللیلُ كانِعُ أَی تحرَّك فوقها و أَلبسها جناحیه. و الجَفْجَفَةُ: صوت الثوب الجدید و حركة القرطاس، و كذلك الخَفْخَفَةُ، قال: و لا تكون الخفخفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ. و الجَفَفُ: الغَلِیظُ الیابِسُ من الأَرض. و الجَفْجَفُ: الغَلِیظُ من الأَرض، و قال ابن درید: هو الغِلَظُ من الأَرض فجعله اسماً للعَرَضِ إلا أَن یعنی بالغِلَظِ الغلِیظَ، و هو أَیضاً القاعُ المستوی الواسِعُ. و الجَفْجَفُ: القاعُ المستدیر؛ و أَنشد: یَطْوِی الفِیافی جَفْجَفاً فَجَفْجَفا الأَصمعی: الجُفُّ الأَرض المرتفعة و لیست بالغَلیظة و لا اللیِّنة، و هو فی الصحاح الجَفْجَفُ؛ و أَنشد ابن بری لمُتَمِّمِ بن نُوَیْرَة: و حَلّوا جَفْجَفاً غیرَ طائِل التهذیب فی ترجمة جعع: قال إسحاق بن الفرج سمعت أَبا الربیع البكری یقول: الجَعْجَعُ و الجَفْجَفُ من الأَرض المُتَطامِنُ، و ذلك أَن الماء یَتَجَفْجَفُ فیه فیقوم أَی یدوم، قال: و أَرَدْتُه علی یَتَجَعْجَع فلم یقلها فی الماء. و جَعْجَعَ بالماشِیةِ و جَفْجَفَها إذا حبسها. ابن الأَعرابی: الضَّفَفُ القِلَّةُ، و الجَفَفُ الحاجةُ. الأَصمعی: أَصابهم من العیش ضَفَفٌ و جَفَفٌ و شَظَفٌ، كل هذا من شِدَّةِ العیش. و ما رُؤیَ علیه ضَفَفٌ و لا جَفَفٌ أَی أَثر حاجة، و وُلِدَ للإِنسان علی جَفَفٍ أَی علی حاجة إلیه. و الجَفْجَفَةُ: جمع الأَباعِر بعضِها إلی بعض. و جفافٌ: اسم وادٍ معروفٍ.

جلف؛ ج9، ص: 30

: الجَلْفُ: القَشْر. جَلَفَ الشی‌ءَ یَجْلُفُه جَلْفاً: قَشَرَه، و قیل: هو قَشْرُ الجلد مع شی‌ء من اللحم، و الجُلْفَةُ: ما جَلَفْت منه، و الجَلْفُ أَجْفَی من الجَرْفِ و أَشدُّ اسْتِئصالًا. و الجَلْفُ: مصدر جَلَفْت أَی قشَرْتُ. و جَلَفَ ظُفُرَه عن
لسان العرب، ج‌9، ص: 31
إصْبَعِه: كَشَطَه. و رِجْل جَلِیفَةٌ و طَعْنَةٌ جالِفةٌ: تَقْشُر الجِلْدَ و لا تخالط الجَوفَ و لم تدخله. و الجالِفةُ: الشجّة التی تَقْشِرُ الجلد مع اللحم و هی خلافُ الجائفة. و جَلَفْتُ الشی‌ء: قَطَعْتُه و اسْتَأْصَلْتُه: و جَلَف الطِینَ عن رأْس الدَّنِّ یَجْلُفه، بالضم، جَلْفاً: نَزَعه. و یقال: أَصابتهم جَلِیفةٌ عظیمةٌ إذا اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، و هم مُجْتَلَفُون. قال ابن بری: و جمع الجَلِیفةِ جَلائِف؛ و أَنشد للعُجَیْر: و إذا تَعَرَّقَتِ الجَلائِفُ مالَه، قُرِنَتْ صَحِیحَتُنا إلی جَرْبائِه ابن الأَعرابی: أَجْلَفَ الرجلُ إذا نَحَّی الجُلافَ عن رأْس الخُنْبُجةِ. و الجُلافُ: الطِّینُ. و جُلِّفَ النباتُ: أُكِلَ عن آخِره. و المُجَلَّفُ: الذی أَتی علیه الدهرُ فأَذْهَبَ مالَه، و قد جَلَّفَه و اجْتَلَفَه. و الجَلِیفةُ: السنةُ التی تَجْلُفُ المالَ. أَبو الهیثم: یقال للسنة الشدیدة التی تَضُرُّ بالأَموال جالفةٌ، و قد جَلَفَتْهُم. و فی بعض روایات‌حدیث من تَحِلُّ له المسأَلة: و رجل أَصابت ماله جالفة؛ هی السنةُ التی تَذْهَبُ بأَمْوالِ الناسِ و هو عامٌّ فی كل آفةٍ من الآفات المُذْهِبةِ للمالِ. و الجَلائفُ: السِّنُونَ. أَبو عبید: المُجَلَّفُ الذی ذهَبَ مالُه. و رجل مُجَلَّفٌ: قد جَلَّفَه الدهرُ، و هو أَیضاً مُجَرَّف. و الجالِفةُ: السنةُ التی تَذْهَبُ بأَموالِ الناسِ. و المُجَلَّفُ الذی أُخِذ من جَوانِبه؛ قال الفرزدق: و عَضُّ زَمانٍ، یا ابنَ مَرْوانَ، لمْ یَدَعْ من المالِ إلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ و قال أَبو الغَوْثِ: المُسْحَتُ المُهْلَكُ. و المُجَلَّف: الذی بقیت منه بقیة، یرید إلا مُسْحَتاً أَو هو مُجَلَّفٌ. و المُجَلَّفُ أَیضاً: الرجل الذی جَلَّفَتْه السِّنُونَ أَی أَذْهَبَتْ أَموالَه. یقال جَلَّفَتْ كَحْلٌ، و زمانٌ جالِفٌ و جارِفٌ. و یقال: أَصابَتْهم جَلِیفةٌ عظیمة إذا اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، و هم قوم مُجْتَلَفُون. و خبز مَجْلُوفٌ: أَحْرَقَه التَّنُّور فَلزِقَ به قُشوره. و الجِلْفُ: الخبز الیابِسُ الغَلِیظُ بلا أُدْمٍ و لا لَبن كالخَشِبِ و نحوه؛ و أَنشد: القَفْرُ خَیْرٌ من مَبیتٍ بِتُّه، بِجُنُوبِ زَخَّةَ، عندَ آلِ مُعارِكِ جاؤُوا بِجِلْفٍ من شَعِیرٍ یابِسٍ، بَیْنی و بَیْنَ غُلامِهِمْ ذی الحارِكِ و‌فی حدیث عثمان: أَنَّ كل شی‌ء، سِوی جِلْفِ الطعام و ظِلِّ ثَوْبٍ و بیتٍ یَسْتُر، فَضْلٌ؛ الجِلْفُ: الخُبْزُ وحده لا أُدْمَ مَعه، و یروی بفتح اللام، جمع جِلْفةٍ و هی الكِسْرةُ من الخبز؛ و قال الهروی: الجِلْف هاهنا الظَّرْفُ مثل الخُرْجِ و الجُوالِق، یرید ما یُتْرك فیه الخبز. و الجَلائِفُ: السُّیولُ. و جَلَفَه بالسیف: ضرَبه. و جُلِفَ فی مالِه جَلْفةً: ذهَب منه شی‌ء. و الجِلْفُ: بدن الشاةِ المَسْلُوخة بلا رأْس و لا بطن و لا قَوائِمَ، و قیل: الجِلْفُ البدن الذی لا رأْس علیه من أَی نَوْع كان، و الجمع من كل ذلك أَجْلافٌ. و شاةٌ مَجْلُوفةٌ: مَسْلوخةٌ، و المصدر الجَلافةُ. و الجِلْفُ: الأَعرابی الجافی، و فی المحكم: الجِلْفُ الجافی فی خَلْقِه و خُلُقِه، شُبِّه بِجِلْفِ الشاةِ أَی أَنَّ جَوْفَه هَواء لا عَقْلَ فیه؛ قال سیبویه: الجمع أَجْلافٌ، هذا هو الأَكثر لأَن باب فِعْل یكسَّر علی أَفعال، و قد قالوا أَجْلُفٌ
لسان العرب، ج‌9، ص: 32
شبَّهُوه بأَذْؤُبٍ علی ذلك لاعْتِقاب أَفْعُلٍ و أَفْعالٍ علی الاسم الواحد كثیراً. و ما كان جِلْفاً و لقد جَلِفَ؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال للرجل إذا جَفا: فلان جِلْفٌ جافٍ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للمَرّار: و لم أَجْلَفْ، و لم یُقْصِرْنَ عَنِّی، و لكِنْ قَدْ أَنَی لی أَنْ أَریعا أَی لم أَصِرْ جِلفاً جافِیاً. الجوهری: قولهم أَعرابی جِلْفٌ أَی جافٍ، و أَصله من أَجْلافِ الشاةِ و هی المسلوخة بلا رأْس و لا قَوائِمَ و لا بطن. قال أَبو عبیدة: أَصل الجِلْفِ الدَّنُّ الفارِغُ، قال: و المسلوخ إذا أُخْرِجَ جَوْفُه جِلْفٌ أَیضاً. و‌فی الحدیث: فجاءه رجل جِلْفٌ جافٍ؛ الجِلْفُ: الأَحمق، أَصله من الشاة المسلوخة و الدَّنِّ، شُبِّه الأَحمقُ بهما لضعف عقله، و إذا كان المال لا سِمَنَ له و لا ظَهْر و لا بَطْنَ یَحْمِلُ قیل: هو كالجِلْفِ. ابن سیدة: الجِلْفُ فی كلام العرب الدنُّ و لم یُحَدَّ علی أَی حال هو، و جمعه جُلُوف؛ قال عدی بن زید: بَیْتُ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّه، فیه ظِباءٌ و دواخِیلُ خُوصْ و قیل: الجِلْفُ أَسْفَل الدَّنِّ إذا انكسر. و الجِلْفُ: كلُّ ظَرفٍ و وِعاءٍ و الظِّباءُ: جمع الظَّبْیَةِ، و هی الجُرَیِّبُ الصغِیر یكون وِعاء المِسْك و الطِّیبِ. و الجُلافی من الدِّلاء: العظیمةُ؛ و أَنشد: مِنْ سابغِ الأَجْلافِ ذی سَجْلٍ رَوی، وُكِّرَ تَوْكِیرَ جُلافی الدُّلی ابن الأَعرابی: الجِلْفة القِرْفةُ. و الجِلْفُ: الزِّقُّ بلا رأْس و لا قوائم؛ و أَما قول قَیْس بن الخَطِیمِ یصف امرأَة: كأَنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها هَزْلی جَرادٍ، أَجْوافُه جُلُف «2» ابن السكیت: كأَنه شبَّه الحلی الذی علی لَبَّتها بجراد لا رؤوس لها و لا قوائم، و قیل: الجُلُفُ جمع الجَلِیفِ، و هو الذی قُشِر. أَبو عمرو: الجِلْفُ كلُّ ظَرْفٍ و وِعاءٍ، و جمعه جُلوف. و الجِلْفُ: الفُحّالُ من النخل الذی یُلْقَحُ بطَلْعِه؛ أَنشد أَبو حنیفة: بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرا، فهْی تُسامِی حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا یعنی بالبَهازِرِ النخلَ التی تَتَناوَلُ منها بیدك، و الجازِرُ هنا المُقَشِّرُ للنخلة عند التلْقِیح، و الجمع من كل ذلك جُلُوفٌ. و الجَلِیفُ: نبت شبیه بالزرع فیه غُبْرةٌ و له فی رؤوسه سِنَفةٌ كالبَلُّوطِ مملوءَةٌ حبّاً كحبّ الأَرْزَنِ، و هو مَسْمَنةٌ للمال و نَباتُه السُّهُول؛ هذه عن أَبی حنیفة، و اللّه أَعلم‌

جلنف؛ ج9، ص: 32

: التهذیب فی الرباعی: اللیث طعام جَلَنْفاةٌ، و هو القفار الذی لا أُدم فیه.

جنف؛ ج9، ص: 32

: الجَنَفُ فی الزَّوْرِ: دُخُولُ أَحد شِقَّیْهِ و انْهِضامُه مع اعْتدالِ الآخر. جَنِفَ، بالكسر، یَجْنَفُ جَنَفاً، فهو جَنِفٌ و أَجْنَفُ. و الأَنثی جَنْفاء. و رجل أَجْنَفُ: فی أَحدِ شِقَّیْه میل عن الآخر. و الجَنَفُ: المَیْلُ و الجَوْرُ، جَنِفَ
(2). قوله: هزلی جراد أجوافه جلف تقدم فی بدد: هزلی جواد أجوافه جلف بفتح الجیم و اللام و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 33
جَنَفاً؛ قال الأَغْلب العِجْلِیُّ: غِرٍّ جُنافیٍّ جَمِیلِ الزِّیِّ الجُنافیّ: الذی یَتَجانَفُ فی مِشْیَتِه فیَخْتالُ فیها. و قال شمر: یقال رجل جُنافیٌّ، بضم الجیم، مُخْتال فیه میْل؛ قال: و لم أَسمع جُنافِیّاً إلّا فی بیت الأَغلب، و قیده شمر بخطه بضم الجیم. و جَنِفَ علیه جَنَفاً و أَجْنَفَ: مالَ علیه فی الحكم و الخُصومةِ و القول و غیرها، و هو من ذلك. و فی التنزیل العزیز: فَمَنْ خٰافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً؛ قال اللیث: الجَنَفُ المَیْلُ فی الكلام و فی الأُمور كلها. تقول: جَنِفَ فلان علینا، بالكسر، و أَجْنَفَ فی حكمه، و هو شبیه بالحَیْفِ إلا أَن الحَیفَ من الحاكم خاصّة و الجنَف عامّ؛ قال الأَزهری: أَما قوله الحَیْفُ من الحاكم خاصة فخطأٌ؛ الحیف یكون من كل مَنْ حافَ أَی جارَ؛ و منه قول بعض التابعین: یُرَدُّ من حَیْف النَّاحِل ما یُرَدُّ من جَنَف المُوصِی، و الناحِلُ إذا نَحَل بعضَ ولدِه دون بعض فقد حافَ، و لیس بحاكم. و‌فی حدیث عروة: یُرَدُّ من صدَقةِ الجانِف فی مرضه ما یردّ من وصِیَّةِ المُجْنِف عند موته.یقال: جَنَفَ و أَجْنَفَ إذا مالَ و جارَ فجمع بین اللغتین، و قیل: الجانِفُ یختصّ بالوصیة، و المُجْنِفُ المائل عن الحق؛ قال الزجاج: فَمَنْ خٰافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَی میْلًا أَو إثماً أَی قَصْداً لإِثْم؛ و قول أَبی العیال: أَلَّا دَرَأْتَ الخَصْمَ، حِینَ رَأَیْتَهُم جَنَفاً علیَّ بأَلْسُنٍ و عُیُونِ یجوز أَن یكون جَنَفاً هنا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ و رَوَحٍ، و أَن یكون علی حذف المضاف كأَنه قال: ذوی جَنَف. و جَنِفَ عن طریقه و جَنَفَ و تَجَانَفَ: عَدَلَ، و تَجَانَفَ إلی الشی‌ء كذلك. و فی التنزیل: فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجٰانِفٍ لِإِثْمٍ، أَی مُتَمایل مُتَعَمّد؛ و قال الأَعشی: تَجَانَفُ عن جوِّ الیَمامَةِ ناقَتی، و ما عَدَلَتْ من أَهلِها لِسَوائِكا و تجانَفَ لإِثمٍ أَی مال. و‌فی حدیث عمر، و قد أَفْطَر الناسُ فی رَمضانَ ثم ظهرت الشمسُ فقال: نَقْضیه «1» ما تَجانَفْنا لإِثم‌أَی لم نَمِل فیه لارتكاب إثم. و قال أَبو سعید: یقال لَجَّ فی جِنافٍ قبیحٍ و جِناب قبیح إذا لَجَّ فی مُجانبةِ أَهله؛ و قول عامر الخَصَفیّ: هُمُ المَوْلی، و إنْ جَنَفُوا عَلَیْنا، و إنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ قال أَبو عبیدة: المَوْلَی هاهنا فی موضع المَوالی أَی بنی العَمّ كقوله تعالی: ثُمَّ یُخْرِجُكُمْ طِفْلًا؛ قال ابن بری: و قال لبید: إنی امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ ضَیْمِی، و قد جَنَفَتْ علیّ خُصومی و یقال: أَجْنَفَ الرجل أَی جاء بالجَنَف كما یقال أَلام أَی أَتی بما یُلامُ علیه، و أَخَسَّ أَتی بخَسِیس؛ قال أَبو كبیر: و لقد نُقِیمُ، إذا الخُصُومُ تَنافَدُوا، أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِیمِ المُجْنِفِ و یروی: … تَناقَدُوا. و رجل أَجْنَفُ أَی مُنْحَنی
(1). قوله [نقضیه] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: لا نقضیه، بإثبات لا بین السطور بمداد أحمر، و بهامشها ما نصه: و فیه لا تقضیه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لا ثم قال نقضیه إلی آخره.
لسان العرب، ج‌9، ص: 34
الظهر. و ذَكَرٌ أَجْنَفُ: و هو كالسَّدَلِ. و قَدَح أَجْنَفُ: ضَخْمٌ؛ قال عدِیّ بن الرِّقاعِ: و یكرُّ العَبْدانِ بالمِحْلَبِ الأَجْنَفِ فیها، حتی یَمُجَّ السِّقاء و جُنَفَی، مقصور علی فُعَلَی، بضم الجیم و فتح النون: اسم موضع؛ حكاه یعقوب. و جَنَفاءُ: موضع أَیضاً؛ حكاه سیبویه؛ و أَنشد لزیاد بن سَیَّار الفَزاری: رَحَلْتُ إلیكَ مِنْ جَنَفاء، حَتَّی أَنَخْتُ حِیالَ بَیْتِك بالمَطالِ و فی حدیث غَزْوَةِ خیبر ذكر جَنْفاء؛ هی بفتح الجیم و سكون النون و المد، ماء من میاه بنی فزارة.

جندف؛ ج9، ص: 34

: الجُنْدُفُ: القَصِیرُ المُلَزَّزُ. و الجُنادِفُ: الجافی الجَسِیمُ من الناس و الإِبل، و ناقة جُنادِفةٌ و أَمَة جُنادِفةٌ كذلك، و لا تُوصف به الحُرَّةُ. و الجُنادِفُ: القَصیر المُلَزَّزُ الخَلق، و قیل: الذی إذا مشی حرَّك كتفیه، و هو مشی القِصار. و رجل جُنادِفٌ: غَلِیظٌ قصیر الرَّقبة؛ قال جندل بن الراعی یهجو جریر بن الخَطَفَی؛ و قال الجوهری: یهجو ابن الرِّقاعِ: جُنادفٌ لاحِقٌ بالرأْس مَنْكِبُه، كأَنه كَوْدنٌ یُوشَی بكُلَّابِ مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللؤْم أَعْیُنُهمْ، وُقْصِ الرِّقابِ مَوالٍ غَیرِ صُیّابِ «1» الجوهری: الجُنادِفُ، بالضم، القصیر الغلیظ الخلقة.

جوف؛ ج9، ص: 34

: الجَوْفُ: المطمئن من الأَرض. و جَوْفُ الإِنسان: بطنه، معروف. ابن سیدة: الجَوْفُ باطِنُ البَطْنِ، و الجَوْفُ ما انْطَبَقَتْ علیه الكَتِفان و العَضُدان و الأَضْلاعُ و الصُّقْلانِ، و جمعها أَجوافٌ. و جافَه جَوْفاً: أَصابَ جَوْفَه. و جافَ الصَّیْدَ: أَدخل السهم فی جَوْفِه و لم یظهر من الجانب الآخر. و الجائفةُ: الطعْنةُ التی تبلغ الجوف. و طعْنَةٌ جائفة: تُخالِط الجوْف، و قیل: هی التی تَنْفُذُه. و جافَه بها و أَجافَه بها: أَصابَ جوفه. الجوهری: أَجَفْتُه الطعْنةَ و جُفْتُه بها؛ حكاه عن الكسائی فی باب أَفْعَلْتُ الشی‌ء و فَعَلْتُ به. و یقال: طَعَنْتُه فجُفْتُه و جافَه الدَّواءُ، فهو مَجُوفٌ إذا دخل جَوْفَه. و وِعاء مُسْتَجافٌ: واسِعٌ. و اسْتَجافَ الشی‌ءُ و اسْتَجْوَفَ: اتَّسَعَ؛ قال أَبو دواد: فَهْیَ شَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها مُسْتَجافٌ یَضِلُّ فیه الشَّكِیمُ و اسْتَجَفْتُ المكانَ: وجدته أَجْوَفَ. و الجَوَفُ، بالتحریك: مصدر قولك شی‌ء أَجْوَفُ. و‌فی حدیث خلق آدم، علیه السلام: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلْقٌ لا یَتَمالَكُ؛ الأَجْوَفُ: الذی له جَوْفٌ، و لا یتمالَك أَی لا یَتَماسَكُ. و‌فی حدیث عِمْران: كان عمر أَجْوَفَ جلیداً‌أَی كبیر الجوْفِ عظیمه. و‌فی حدیث خُبَیْب: فَجافَتْنی؛ هو من الأَوّل أَی وصلت إلی جَوْفی. و‌فی حدیث مسروق فی البعیر المُتَرَدِّی فی البئر: جُوفُوه‌أَی اطْعَنُوه
(1). قوله [وقص إلخ] فی مادة صوب من الصحاح: قفد الأكف لئام غیر صیاب و كذا فی شرح القاموس فی مادة صیب بل فی اللسان فی غیر هذه المادة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 35
فی جوفه. و‌فی الحدیث: فی الجائفة ثُلُثُ الدِّیةِ؛ هی الطعنة التی تَنْفُذُ إلی الجوف. یقال: جُفْتُه إذا أَصَبْتَ جَوْفَه، و أَجَفْتُه الطَّعْنَة و جُفْتُهُ بها. قال ابن الأَثیر: و المراد بالجوف هاهنا كلُّ ما له قوة مُحِیلةٌ كالبَطْن و الدِّماغ. و‌فی حدیث حُذیْفَة: ما مِنَّا أَحَدٌ لو فُتِّشَ إلا فُتِّش عن جائفةٍ أَو مُنَقِّلةٍ؛ المُنَقِّلَةُ من الجراح: ما ینقل العظم عن موضعه، أَراد لیس أَحدٌ إلا و فیه عَیْب عظیم فاستعار الجائفةَ و المنقِّلةَ لذلك. و الأَجْوَفانِ: البَطْنُ و الفَرْجُ لاتِّساعِ أَجْوافِهما. أَبو عبید فی‌قوله فی الحدیث: لا تَنْسَوُا الجوْفَ و ما وَعَی‌أَی ما یدخل فیه من الطعام و الشراب، و قیل فیه قولان: قیل أَراد بالجوف البطن و الفرج معاً كما‌قال إن أَخْوَفَ ما أَخافُ علیكم الأَجْوفان، و قیل: أَراد بالجوْفِ القلب و ما وَعی و حَفِظَ من مَعْرِفةِ اللّه تعالی. و فرس أَجْوَفُ و مَجُوف و مُجَوَّفٌ: أَبیضُ الجوْفِ إلی منتهی الجنبین و سائرُ لونِه ما كان. و رجل أَجْوَفُ: واسع الجوْفِ؛ قال: حارِ بْنَ كَعْبٍ، أَ لا الأَحْلامُ تَزْجُرُكم عَنّا، و أَنْتُمْ من الجُوفِ الجَماخِیرِ؟ «1» و قول صخر الغَیّ: أَسالَ منَ اللیلِ أَشْجانَه، كأَنَّ ظَواهِرَه كُنَّ جُوفا یعنی أَن الماء صادَفَ أَرضاً خَوَّارةً فاسْتَوْعَبَتْه فكأَنها جوفاء غیر مُصْمَتةٍ. و رجل مَجوفٌ و مُجَوَّف: جَبانٌ لا قَلْبَ له كأَنه خالی الجَوْفِ من الفُؤَادِ؛ و منه قول حَسّان: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْیانَ عَنِّی: فأَنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواء أَی خالی الجوف من القلب. قال أَبو عبیدة: المَجُوف الرَّجُل الضخم «2» الجوف؛ قال الأَعشی یصف ناقته: هِیَ الصَّاحِبُ الأَدْنی و بَیْنی و بَیْنَها مَجُوفٌ عِلافیٌّ، و قِطْعٌ و نُمْرُقُ یعنی هی الصاحِب الذی یَصْحَبُنی. و أَجَفْتُ البابَ: رددْتُه؛ و أَنشد ابن بری: فَجِئنا من البابِ المُجافِ تَواتُراً، و إنْ تَقعُدا بالخَلْفِ، فالخَلْفُ واسِعُ و‌فی حدیث الحج: أَنه دخل البیت و أَجافَ البابَ‌أَی ردّه علیه. و‌فی الحدیث: أَجِیفُوا أَبوابَكم‌أَی رُدُّوها. و جَوْفُ كل شی‌ء: داخِلُه. قال سیبویه: الجَوفُ من الأَلفاظ التی لا تستعمل ظرفاً إلا بالحروف لأَنه صار مختصاً كالید و الرجل. و الجَوْفُ من الأَرض: ما اتَّسع و اطْمَأَنَّ فصار كالجوف؛ و قال ذو الرمة: مُوَلَّعةً خَنْساء لیسَتْ بنَعْجةٍ، یُدَمِّنُ أَجْوافَ المِیاهِ وَقِیرُها و قول الشاعر: یَجْتابُ أَصْلًا قالِصاً مُتَنَبِّذاً بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، یَمِیلُ هَیامُها من رواه یَجْتَافُ، بالفاء، فمعناه یدخل، یصف مطراً. و القالص: المُرْتفع. و المُتَنَبِّذ: المُتَنَحّی ناحیةً.
(1). قوله [أ لا الأحلام] فی الأساس: أ لا أحلام. (2). قوله [الرجل الضخم] كذا فی الأَصل و شرح القاموس و بعض نسخ الصحاح، و فی بعض آخر: الرحل، بالحاء، و علیه یجی‌ء الشاهد.
لسان العرب، ج‌9، ص: 36
و الجوف من الأَرض أَوسع من الشِّعْب تَسِیلُ فیه التِّلاعُ و الأَودیة و له جِرَفةٌ، و ربما كان أَوْسَعَ من الوادی و أَقْعَر، و ربما كان سهلًا یُمْسك الماء، و ربما كان قاعاً مستدیراً فأَمسك الماء. ابن الأَعرابی: الجَوْف الوادی. یقال: جوْفٌ لاخٌ إذا كان عَمیقاً، و جَوْفٌ جِلواح: واسِعٌ، و جَوْفٌ زَقَبٌ: ضَیِّقٌ. أَبو عمرو: إذا ارتفع بَلَقُ الفرس إلی جنبیه فهو مُجَوَّفٌ بَلَقاً؛ و أَنشد: و مُجَوَّف بَلَقاً مَلَكْتُ عِنانَه، یَعْدُو علی خَمْسٍ، قَوائِمُه زَكا أَراد أَنه یعدو علی خمس من الوحْش فیصیدها، و قوائمه زكا أَی لیست خَساً و لكنها أَزواج، ملكْتُ عِنانَه أَی اشتریته و لم أَسْتَعِرْه. أَبو عبیدة: أَجْوَفُ أَبْیَضُ البطنِ إلی منتهی الجَنْبَیْنِ و لون سائره ما كان، و هو المُجَوَّفُ بالبلَق و مُجَوَّفٌ بلَقاً. الجوهری: المجوّف من الدوابّ الذی یَصْعَدُ البلق حتی یَبْلُغَ البطنَ؛ عن الأَصمعی؛ و أَنشد لطفیل: شَمیط الذنابی جُوِّفَتْ، و هی جَوْنةٌ بِنُقْبة دِیباجٍ، و رَیْطٍ مُقَطَّعِ و اجتافَه و تَجَوَّفَه بمعنی أَی دخل فی جوْفِه. و شی‌ء جُوفیٌّ أَی واسِعُ الجَوْفِ. و دِلاءٌ جُوفٌ أَی واسِعة. و شجرة جَوْفاء أَی ذات جَوْفٍ. و شی‌ء مُجَوَّفٌ أَی أَجْوَفُ و فیه تَجْوِیفٌ. و تَلْعة جائفةٌ: قَعِیرةٌ. و تِلاعٌ جَوائِفُ، و جَوائِفُ النَّفْسِ: ما تَقَعَّرَ من الجوْفِ و مَقارّ الرُّوحِ؛ قال الفرزدق: أَ لم یَكْفِنی مَرْوانُ، لَمّا أَتَیْتُهُ زِیاداً، و ردَّ النَّفْسَ بَیْنَ الجَوائِفِ؟ و تَجَوَّفَتِ الخُوصةُ العَرْفَجَ: و ذلك قبل أَن تخرج و هی فی جَوْفِه. و الجَوَفُ: خَلاء الجوْفٍ كالقَصبةِ الجَوْفاء. و الجُوفانُ: جمع الأَجْوَفِ. و اجتافَ الثَّوْرُ الكِناسَ و تَجَوَّفَه، كلاهما: دخل فی جوْفه؛ قال العجاج یصف الثورَ و الكِناسَ: فهْو، إذا ما اجْتافَه جُوفیُّ، كالخُصِّ إذْ جَلَّلَه الباریُّ و قال ذو الرمة: تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا و الجَوْفُ: موضع بالیمن، و الجَوْفُ: الیمامة، و بالیمن وادٍ یقال له الجوف؛ و منه قوله: الجَوْفُ خَیْرٌ لَكَ من أَغْواطِ، و مِنْ أَلاءَاتٍ و مِنْ أُراطِ «3» و جَوْفُ حِمارٍ و جوْفُ الحِمار: وادٍ منسوب إلی حِمارِ بن مُوَیْلِعٍ رجل من بقایا عاد، فأَشرك باللّه فأَرسل اللّه علیه صاعقةً أَحْرَقَتْه و الجَوْفَ، فصار مَلْعباً للجن لا یُتَجَرَّأُ علی سلوكه؛ و به فسر بعضهم قوله: و خَرْقٍ كَجَوْف العَیْرِ قَفْرٍ مَضَلّة أَراد كجوف الحِمار فلم یستقم له الوزن فوضع العیرَ موضعه لأَنه فی معناه؛ و فی التهذیب: قال إمرؤ القیس: و وادٍ كَجَوْفِ العَیْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه
(3). قوله [أراط] فی معجم یاقوت: أراط، بالضم، من میاه بنی نمیر، ثم قال: و أراط بالیمامة. و فی اللسان فی مادة أرط: فأما قوله الجوف إلخ فقد یجوز أن یكون أراط جمع أرطاة و هو الوجه و قد یكون جمع أرطی انتهی. و فیه أیضاً أن الغوط و الغائط المتسع من الأَرض مع طمأنینة و جمعه أغواط انتهی. و ألاءات بوزن علامات و فعالات كما فی المعجم و غیره موضع.
لسان العرب، ج‌9، ص: 37
قال: أَراد بجَوْف العیر وادیاً بعینه أُضیف إلی العیر و عرف بذلك. الجوهری: و قولهم أَخلی من جوف حمار هو اسم وادٍ فی أَرض عادٍ فیه ماء و شجر، حماها رجل یقال له حِمار و كان له بنون فأَصابتهم صاعقة فماتوا، فكفر كفراً عظیماً، و قتل كل من مرَّ به من الناس، فأَقبلت نار من أَسفل الجوف فأَحرقته و من فیه، و غاضَ ماؤه فضربت العرب به المثل فقالوا: أَكْفَرُ من حِمار، و وادٍ كجوف الحمار، و كجوف العَیر، و أَخْرَبُ من جوف حمار. و‌فی الحدیث: فَتَوقَّلَتْ بنا القِلاصُ من أَعالی الجَوْف؛ الجَوْفُ أَرْض لمُرادٍ، و قیل: هو بطن الوادِی. و قوله‌فی الحدیث قیل له: أَیُّ اللیلِ أَسمَعُ؟ قال: جَوْفُ اللیلِ الآخِرُ‌أَی ثلثه الآخِرُ، و هو الجزء الخامس من أَسْداس اللیل، و أَهل الیمن و الغَوْر یسمون فَساطِیطَ العُمّال الأَجْوافَ. و الجُوفانُ: ذكر الرجل؛ قال: لأَحْناء العِضاه أَقَلُّ عاراً من الجُوفانِ، یَلْفَحُه السَّعِیرُ و قال المؤرجُ: أَیْرُ الحِمار یقال له الجُوفان، و كانت بنو فزارةَ تُعَیَّرُ بأَكل الجُوفانِ فقال سالم بن دارةَ یهجو بنی فَزارةَ: لا تَأْمَنَنَّ فَزارِیّاً خَلَوْتَ به علی قَلُوصِكَ، و اكْتُبْها بأَسْیَارِ لا تأْمَنَنْه و لا تأْمَنْ بَوائقَه، بَعْدَ الذی امْتَلَّ أَیْرَ العَیْرِ فی النارِ منها: أَطْعَمْتُمُ الضَّیْفَ جُوفاناً مُخاتَلةً، فلا سَقاكم إلهِی الخالِقُ البارِی و الجائفُ: عِرْق یجری علی العَضُد إلی نُغْض الكتف و هو الفلِیقُ. و الجُوفیُّ و الجُوافُ، بالضم: ضرب من السمك، واحدته جُوافَةٌ؛ و أَنشد أَبو الغَوْث: إذا تَعَشَّوْا بَصَلًا و خلًّا، و كَنْعَداً و جُوفِیاً قد صلَّا، باتُوا یَسُلُّونَ الفُساء سَلَّا، سَلَّ النَّبِیطِ القَصَبَ المُبْتَلَّا قال الجوهری: خففه للضرورة. و‌فی حدیث مالك بن دینار: أَكلتُ رغیفاً و رأْسَ جُوافةٍ فعلی الدنیا العَفاء؛ الجُوافةُ، بالضم و التخفیف: ضرب من السمك و لیس من جَیِّدِه. و الجَوفاء: موضع أَو ماء؛ قال جریر: و قد كان فی بَقْعاء رِیٌّ لشائكُم، و تَلْعَةَ و الجَوفاء یَجْری غَدِیرُها «1» و‌قوله فی صفة نهر الجنة: حافتاه الیاقوتُ المُجَیَّب؛ قال ابن الأَثیر: الذی جاء‌فی كتاب البخاری اللُّؤلؤ المُجَوَّفُ، قال: و هو معروف، قال: و الذی جاء فی سنن أَبی داودَ المجیَّب أَو المجوف بالشك، قال: و الذی جاء فی مَعالِمِ السُّنن المجیَّب أَو المجوَّب، بالباء فیهما، علی الشك، قال: و معناه الأَجوف.

جیف؛ ج9، ص: 37

: الجِیفةُ: معروفة جُثَّةُ المیت، و قیل: جثة المیت إذا أَنْتَنَتْ؛ و منه‌الحدیث: فارْتَفَعَت ریحُ جِیفةٍ.و‌فی حدیث ابن مسعود: لا أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِیفةَ لَیْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ‌أَی یَسْعَی طُول نهارِه لدنیاه و یَنام طُولَ لیلِه كالجِیفة التی لا تتحرك.
(1). قوله [لشائكم] فی معجم یاقوت فی عدة مواضع: لشأنكم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 38
و قد جافت الجِیفةُ و اجْتافَتْ و انْجافَتْ: أَنتنت و أَرْوَحَتْ. و جَیَّفَتِ الجِیفةُ تَجْیِیفاً إذا أَصَلَّتْ. و‌فی حدیث بدر: أَ تُكَلِّمُ أُناساً جَیَّفُوا؟أَی أَنتَنوا، و جمع الجیفة، و هی الجُثَّة المیتة المنتنة، جِیَفٌ ثم أَجْیافٌ. و‌فی الحدیث: لا یدخل الجنة دَیُّوثٌ و لا جَیَّافٌ، و هو النَّبّاشُ فی الجَدَثِ، قال: و سمی النّبَّاش جَیّافاً لأَنه یكْشِفُ الثیاب عن جِیَفِ الموتی و یأْخذها، و قیل: سمی به لِنَتْنِ فِعْله.

فصل الحاء المهملة؛ ج9، ص: 38

حتف؛ ج9، ص: 38

: الحَتْفُ: الموت، و جمعه حُتُوفٌ؛ قال حنش بن مالك: فَنَفْسَك أَحْرِزْ، فإنَّ الحُتُوفَ یَنْبَأْنَ بالمَرْءِ فی كلِّ واد و لا یُبْنی منه فِعْل. و قول العرب: مات فلان حتف أَنفه أَی بلا ضرب و لا قتل، و قیل: إذا مات فَجْأَةً، نصب علی المصدر كأَنهم توهَّموا حَتَفَ و إن لم یكن له فِعْلٌ. قال الأَزهری عن اللیث: و لم أَسمع للحَتْفِ فِعْلًا. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: مَنْ مات حَتْف أَنفه فی سبیل اللّه فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللّٰهِ؛ قال أَبو عبید: هو أَن یموت موتاً علی فراشه من غیر قتل و لا غَرَق و لا سَبُع و لا غیره، و‌فی روایة: فهو شهید.قال ابن الأَثیر: هو أَن یموت علی فراشه كأَنه سَقَطَ لأَنفه فمات. و الحَتْفُ: الهلاك، قال: كانوا یتخَیَّلُون أَن رُوحَ المریض تخرج من أَنفه فإن جُرِحَ خرجت من جِراحتِه. الأَزهری: و‌روی عن عبید اللّه بن عمیر «1» أَنه قال: فی السمك: ما مات حتف أَنفه فلا تأْكله، یعنی الذی یموت منه فی الماء و هو الطافی. قال و قال غیره: إنما قیل للذی یموت علی فراشه مات حتف أَنفه. و یقال: مات حَتْفَ أَنْفَیْهِ لأَنَّ نَفْسه تخرج بتنفسه من فیه و أَنفه. قال: و یقال أَیضاً مات حَتْفَ فِیه كما یقال مات حَتْف أَنفه، و الأَنفُ و الفمُ مخرجا النفَس. قال: و من قال حتف أَنفیه احتمل أَن یكون أَراد سَمَّیْ أَنفه و هما مَنْخَراه، و یحتمل أَن یراد به أَنفه و فمه فَغَلَّب أَحدَ الاسمین علی الآخر لتجاورهما؛ و فی حدیث عامر بن فُهَیْرَةَ: و المَرْءُ یأْتی حَتْفُه مِن فَوْقهِ یرید أَن حَذَره و جُبْنَه غیرُ دافع عنه المَنِیّة إذا حلت به، و أَوّل من قال ذلك عمرو بن مامة فی شعره، یرید أَن الموت یأْتیه من السماء. و فی حدیث قَیْلَة: أَنَّ صاحبها قال لها كنتُ أَنا و أَنتِ، كما قیل: حَتْفَها تَحْمِلُ ضَأْنٌ بأَظْلافِها؛ قال: أَصله أَن رجلًا كان جائعاً بالفَلاة القَفْر، فوجد شاة و لم یكن معه ما یذبحها به، فبحثت الشاةُ الأَرض فظهر فیها مُدْیة فذبحها بها، فصار مثلًا لكل من أَعان علی نفسه بسُوء تدبیره؛ و وصف أُمیةُ الحیّةَ بالحتفة فقال: و الحَیّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاء أَخْرَجَها، منْ بَیْتِها، أَمَناتُ اللّهِ و الكَلِمُ و حُتافةُ الخِوانِ كَحُتامَتِه: و هو ما یَنْتَثِر فیؤكل و یُرْجی فیه الثَّواب.

حترف؛ ج9، ص: 38

: ابن الأَعرابی: الحُتْرُوفُ الكادُّ علی عِیاله.

حثرف؛ ج9، ص: 38

: الحَثْرفةُ: الخُشونةُ و الحُمْرةُ تكون فی العین.
(1). قوله [عبید اللّه بن عمیر] كذا بالأصل و الذی فی النهایة: عبید بن عمیر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 39
و تَحَثْرَفَ الشی‌ءُ من یدی: تَبَدَّدَ. و حَثْرَفَه من موضعه: زَعْزَعَه؛ قال ابن درید: لیس بثبت.

حجف؛ ج9، ص: 39

: الحَجَفُ: ضَرْب من التِّرَسَةِ، واحدتها حَجَفةٌ، و قیل: هی من الجُلودِ خاصَّة، و قیل: هی من جلود الإِبل مُقَوَّرةً، و قال ابن سیدة: هی من جلودِ الإِبل یُطارَقُ بعضُها ببعض؛ قال الأَعشی: لَسْنا بِعِیرٍ، و بَیْتِ اللّه، مائرةٍ، لَكِنْ عَلَیْنا دُروعُ القَوْمِ و الحَجَفُ. و یقال للتُّرْس إذا كان من جلود لیس فیه خشَب و لا عَقَبٌ: حَجَفةٌ و دَرَقةٌ، و الجمع حَجَفٌ؛ قال سُؤْرُ الذِّئْب: ما بالُ عَیْنٍ عن كَراها قد جَفَتْ، و شَفَّها مِن حُزْنِها ما كَلِفَتْ؟ كأَنَّ عُوَّاراً بها، أَو طُرِفَتْ مسْبَلةً، تَسْتَنُّ لَمَّا عَرَفَتْ داراً لِلَیْلی بَعْدَ حَوْلٍ قد عَفَتْ، كأَنَّها مَهارِقٌ قد زُخْرِفَتْ تَسْمَعُ لِلحَلْیِ، إذا ما انْصَرَفَتْ، كَزَجَلِ الرِّیح، إذا ما زَفْزَفَتْ ما ضَرَّها أَم ما علَیْها لوْ شَفَتْ مُتَیَّماً بنَظْرةٍ، و أَسْعَفَتْ؟ قد تَبَلَتْ فُؤَادَه و شَغَفَتْ، بل جَوْزِ تَیْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ، قَطَعْتُها إذا المَها تَجَوَّفَتْ، مَآرِناً إلی ذَراها أَهْدَفَتْ یرید رُبَّ جَوْزِ تَیْهاء، و من العرب من إذا سكت علی الهاء جعلها تاء فقال: هذا طلحتْ، و خُبز الذُّرتْ. و‌فی حدیث بناء الكعبة: فَتَطَوَّقَتْ بالبیت كالحَجَفةِ؛ هی التُّرْس. و المُحاجِفُ: المُقاتِلُ صاحِبُ الحَجَفةِ. و حاجَفْتُ فلاناً إذا عارَضْته و دافَعْته. و احتَجَفْتُ نفسی عن كذا و احْتَجَنْتها «1» أَی ظَلَفْتُها. و الحُجافُ: ما یَعْتَری من كثرة الأَكل أَو من أَكل شی‌ء لا یلائم فیأْخذُه البطنُ اسْتِطْلاقاً، و قیل: هو أَن یقع علیه المَشْیُ و القَی‌ء من التُّخَمةِ، و رجل مَحْجُوفٌ؛ قال رؤبةُ: یا أَیُّها الدَّارِئُ كالمَنْكُوفِ، و المُتَشكِّی مَغْلَة المَحْجُوفِ الدَّارِئُ: الذی دَرَأَت غُدّتُه أَی خرجت، و المَنْكُوفُ: الذی یَتَشَكَّی نَكَفَته و هما الغُدّتانِ اللَّتانِ فی رَأْدی اللَّحْیَیْنِ، و قال الأَزهری: هی أَصل اللِّهْزِمةِ، و قال: المَحْجُوفُ و المَجْحُوفُ واحد، قال: و هو الحُجاف و الجُحاف مَغَسٌ فی البطن شدید. و حَجَفةُ: أَبو ذَرْوة بن حَجَفةَ، قال ثعلب: هو من شعرائهم.

حجرف؛ ج9، ص: 39

: الحُجْرُوفُ: دُوَیْبّةٌ طویلة القوائم أَعظم من النملة؛ قال أَبو حاتم: هی العُجْرُوفُ و هی مذكورة فی العین.

حذف؛ ج9، ص: 39

: حذَفَ الشی‌ءَ یَحْذِفُه حَذْفاً: قَطَعَه من طَرَفه، و الحَجَّامُ یَحْذِفُ الشعْر، من ذلك. و الحُذافةُ: ما حُذِفَ من شی‌ء فَطُرِح، و خص اللحیانی به حُذافةَ الأَدیم. الأَزهری: تَحْذِیفُ
(1). قوله [و احتجنتها] كذا بالأصل، و الذی فی شرح القاموس: و اجتحفتها.
لسان العرب، ج‌9، ص: 40
الشَّعر تَطْریرُه و تَسْویَتُه، و إذا أَخذت من نواحیه ما تُسَوِّیه به فقد حَذَّفْتَه؛ و قال إمرؤ القیس: لها جَبْهةٌ كسَراةِ المِجَنِّ حَذَّفَه الصّانِعُ المُقْتَدِرْ و هذا البیت أَنشده الجوهری علی قوله حَذَّفَه تَحْذیفاً أَی هَیَّأَه و صَنَعه، قال: و قال الشاعر یصف فرساً؛ و قال النضر: التَّحْذِیفُ فی الطُّرّة أَن تُجْعل سُكَیْنِیَّةً كما تفعل النصاری. و أُذن حَذْفاء: كأَنها حُذِفَتْ أَی قُطِعَتْ. و الحِذْفةُ القِطْعة من الثوب، و قد احْتَذَفَه و حَذَف رأْسَه. و فی الصحاح: حذَف رأْسه بالسیف حَذْفاً ضربه فقطَع منه قِطْعة. و الحَذْفُ: الرَّمْیُ عن جانِبٍ و الضرْبُ عن جانب، تقول: حَذَفَ یَحْذِفُ حَذْفاً. و حَذَفَه حَذْفاً: ضربه عن جانب أَو رَماه عنه، و حَذَفَه بالعَصا و بالسیف یَحْذِفُه حَذْفاً و تَحَذَّفه: ضربه أَو رماه بها. قال الأَزهری: و قد رأَیتُ رُعْیانَ العرب یَحْذِفُون الأَرانِبَ بِعِصِیِّهم إذا عَدَتْ و دَرَمَتْ بین أَیدیهم، فربما أَصابت العصا قوائمها فیَصِیدونها و یذبحونها. قال: و أَما الخَذْفُ، بالخاء، فإنه الرمی بالحَصی الصّغار بأَطراف الأَصابع، و سنذكره فی موضعه. و‌فی حدیث عَرْفجةَ: فتناوَلَ السیف فحَذَفَه به‌أَی ضربه به عن جانب. و الحَذْفُ یستعمل فی الرمْی و الضرب مَعاً. و یقال: هم بین حاذِفٍ و قاذِفٍ؛ الحاذِفُ بالعصا و القاذِفُ بالحجر. و فی المثل: إیای و أَن یَحْذِفَ أَحَدُكم الأَرْنَبَ؛ حكاه سیبویه عن العرب، أَی و أَن یرمِیَها أَحد، و ذلك لأَنها مَشْؤُومةٌ یتطیر بالتعرّض لها. و حَذَفَنی بجائزة: وصلنی. و الحَذَفُ، بالتحریك: ضَأْنٌ سُود جُرْدٌ صِغار تكون بالیمن. و قیل: هی غنم سود صغار تكون بالحجاز، واحدتها حَذَفةٌ، و یقال لها النَّقَدُ أَیضاً. و‌فی الحدیث: سوّوا الصُّفُوف، و‌فی روایة: تَراصُّوا بینكم فی الصلاة لا تَتَخَلَّلُكم الشیاطین كأَنها بَناتُ حَذَف، و‌فی روایة: كأَولاد الحذف یزعمون أَنها علی صور هذه الغنم؛ قال: فأَضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أَنِیسَ بها، إلا القِهادُ مع القَهْبیِّ و الحَذَف اسْتَعاره للظِّباء، و قیل: الحَذَفُ أَوْلادُ الغنم عامّةً؛ قال أَبو عبید: و تفسیر الحدیث بالغنم السُّود الجُرْد التی تكون بالیمن أَحَبُّ التفسیرین إلیّ لأَنها فی الحدیث، و قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحذف: هی الغنم الصغار الحجازیة، و قیل: هی صغار جُرْدٌ لیس لها آذان و لا أَذناب یُجاء بها من جُرَشِ الیَمنِ. الأَزهری عن ابن شمیل: الأَبقعُ الغراب الأَبیض الجناح، قال: و الحَذَفُ الصغار السود و الواحد حَذَفة، و هی الزِّیغان التی تؤكل، و الحذَف الصغار من النِّعاج. الجوهری: حَذْفُ الشی‌ء إسْقاطُه، و منه حَذَفتُ من شَعری و من ذَنَب الدابّة أَی أَخذت. و‌فی الحدیث: حَذْفُ السلام فی الصلاة سُنّةٌ؛ هو تخفیفه و ترك الإِطالة فیه، و یدل علیه‌حدیث النَّخَعِیّ: التكبیر جَزْمٌ و السلام جَزْمٌ فإنه إذا جَزَمَ السلام و قطعَه فقد خفَّفه و حَذفه.الأَزهری عن ابن المُظفَّر: الحَذْفُ قَطْفُ الشی‌ء من الطرَف كما یُحْذَفُ ذَنَب الدابة، قال: و المَحْذُوفُ الزِّقُّ؛ و أَنشد: قاعِداً حَوْلَه النَّدامَی، فما یَنْفَكُّ یُؤتَی بِمُوكَرٍ مَحْذوفِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 41
قال: و رواه شمر عن ابن الأَعرابی مَجْدوف و مَجْذُوف، بالجیم و بالدال أَو بالذال، قال: و معناهما المقطوع، و رواه أَبو عبید مَنْدُوف، و أَما محذوف فما رواه غیر اللیث، و قد تقدّم ذكره فی الجیم. و الحذَفُ: ضرب من البَطّ صِغار، علی التشبیه بذلك. و حذَفُ الزرع: ورَقُه. و ما فی رَحْله حُذافةٌ أَی شی‌ء من طعام. قال ابن السكیت: یقال أَكلَ الطعام فما ترك منه حُذافةً، و احتمل رَحْله فما ترك منه حُذافةً أَی شیئاً. قال الأَزهری: و أَصحاب أَبی عبید رَوَوا هذا الحرف فی باب النفی حُذاقة، بالقاف، و أَنكره شمر و الصواب ما قال ابن السكیت، و نحو ذلك قاله اللحیانی، بالفاء، فی نوادره، و قال: حُذافةُ الأَدِیمِ ما رُمِیَ منه. و حُذَیْفَةُ: اسم رجل. و حَذْفةُ: اسم فرس خالد بن جعفر بن كِلاب؛ قال: فَمَنْ یَكُ سائلًا عَنی، فإنی و حَذْفةَ كالشَّجَا تحتَ الوَرِیدِ

حرف؛ ج9، ص: 41

: الحَرْفُ من حُروف الهِجاء: معروف واحد حروف التهجی. و الحَرْفُ: الأَداة التی تسمی الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بالاسم و الفعلَ بالفعل كعن و علی و نحوهما، قال الأَزهری: كلُّ كلمة بُنِیَتْ أَداةً عاریة فی الكلام لِتَفْرِقَة المعانی و اسمُها حَرْفٌ، و إن كان بناؤها بحرف أَو فوق ذلك مثل حتی و هل و بَلْ و لعلّ، و كلُّ كلمة تقرأُ علی الوجوه من القرآن تسمی حَرْفاً، تقول: هذا فی حَرْف ابن مسعود أَی فی قراءة ابن مسعود. ابن سیدة: و الحَرْفُ القِراءة التی تقرأُ علی أَوجُه، و ما جاء فی الحدیث من‌قوله، علیه السلام: نزل القرآن علی سبعة أَحْرُف كلُّها شافٍ كافٍ، أَراد بالحرْفِ اللُّغَةَ. قال أَبو عبید و أَبو العباس. نزل علی سبع لُغات من لغات العرب، قال: و لیس معناه أَن یكون فی الحرف الواحد سبعة أَوجُه هذا لم یسمع به، قال: و لكن یقول هذه اللغات متفرّقة فی القرآن، فبعضه بلغة قُرَیْشٍ، و بعضه بلغة أَهل الیمن، و بعضه بلغة هوازِنَ، و بعضه بلغة هُذَیْل، و كذلك سائر اللغات و معانیها فی هذا كله واحد، و قال غیره: و لیس معناه أَن یكون فی الحرف الواحد سبعةُ أَوجه، علی أَنه قد جاء فی القرآن ما قد قُرِئ بسبعة و عشرة نحو: ملك یوم الدین و عَبَدَ الطّٰاغُوتَ، و مما یبین ذلك‌قول ابن مسعود: إنی قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربین فاقرأُوا كما عُلِّمْتمْ إنما هو كقول أَحدكم هَلمّ و تعالَ و أَقْبِلْ.قال ابن الأَثیر: و فیه أَقوال غیر ذلك، هذا أَحسنها. و الحَرْفُ فی الأَصل: الطَّرَفُ و الجانِبُ، و به سمی الحَرْفُ من حروف الهِجاء. و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَنه سئل عن‌قوله نزل القرآن علی سبعة أَحْرُف‌فقال: ما هی إلا لغات. قال الأَزهری: فأَبو العباس النحْویّ و هو واحد عصْره قد ارتضی ما ذهب إلیه أَبو عبید و استصوَبه، قال: و هذه السبعة أَحرف التی معناها اللغات غیر خارجة من الذی كتب فی مصاحف المسلمین التی اجتمع علیها السلَف المرضیُّون و الخَلَف المتبعون، فمن قرأَ بحرف و لا یُخالِفُ المصحف بزیادة أَو نقصان أَو تقدیم مؤخّرٍ أَو تأْخیر مقدم، و قد قرأَ به إمام من أَئمة القُرّاء المشتهرین فی الأَمصار، فقد قرأَ بحرف من الحروف السبعة التی نزل القرآن بها، و من قرأَ بحرف شاذّ یخالف المصحف و خالف فی ذلك جمهور القرّاء المعروفین، فهو غیر مصیب، و هذا مذهب أَهل العلم الذین هم القُدوة و مذهب الراسخین فی علم القرآن قدیماً و حدیثاً، و إلی هذا أَوْمأَ أَبو العباس النحوی و أَبو
لسان العرب، ج‌9، ص: 42
بكر بن الأَنباری فی كتاب له أَلفه فی اتباع ما فی المصحف الإِمام، و وافقه علی ذلك أَبو بكر بن مجاهد مُقْرِئ أَهل العراق و غیره من الأَثبات المتْقِنِین، قال: و لا یجوز عندی غیر ما قالوا، و اللّه تعالی یوفقنا للاتباع و یجنبنا الابتداع. و حَرْفا الرأْس: شِقاه. و حرف السفینة و الجبل: جانبهما، و الجمع أَحْرُفٌ و حُرُوفٌ و حِرَفةٌ. شمر: الحَرْفُ من الجبل ما نَتَأَ فی جَنْبِه منه كهَیْئة الدُّكانِ الصغیر أَو نحوه. قال: و الحَرْفُ أَیضاً فی أَعْلاه تَری له حَرْفاً دقیقاً مُشفِیاً علی سَواء ظهره. الجوهری: حرْفُ كل شی‌ء طَرفُه و شفِیرُه و حَدُّه، و منه حَرْفُ الجبل و هو أَعْلاه المُحدَّدُ. و‌فی حدیث ابن عباس: أَهلُ الكتاب لا یأْتون النِّساء إلا علی حَرْفٍ‌أَی علی جانب. و الحَرْفُ من الإِبل: النَّجِیبة الماضِیةُ التی أَنْضَتها الأَسفار، شبهت بحرف السیف فی مضائها و نجائها و دِقَّتها، و قیل: هی الضّامِرةُ الصُّلْبَةُ، شبهت بحرف الجبل فی شِدَّتها و صَلابتها؛ قال ذو الرمة: جُمالِیَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، یَشُلُّها وظِیفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَیّانُ سَهْوَقُ فلو كان الحَرْفُ مهزولًا لم یصفها بأَنها جُمالیة سِناد و لا أَنَّ وظِیفَها رَیّانُ، و هذا البیت یَنْقُضُ تفسیر من قال ناقة حرف أَی مهزولة، شبهت بحرف كتابة لدقّتها و هُزالها؛ و‌روی عن ابن عمر أَنه قال: الحرْف الناقة الضامرة، و‌قال الأَصمعی: الحرْفُ الناقة المهزولة؛ قال الأَزهری: قال أَبو العباس فی تفسیر قول كعب بن زهیر: حَرْفٌ أَخُوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ، و عَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِیلُ قال: یصف الناقة بالحَرْفِ لأَنها ضامِرٌ، و تُشَبَّهُ بالحَرْف من حروف المعجم و هو الأَلف لدِقَّتِها، و تشبّه بحَرْف الجبل إذا وصفت بالعِظَمِ. و أَحْرَفْتُ ناقتی إذا هَزَلْتَها؛ قال ابن الأَعرابی: و لا یقال جملٌ حَرْف إنما تُخَصّ به الناقةُ؛ و قال خالد بن زهیر: مَتَی ما تَشأْ أَحْمِلْكَ، و الرَّأْسُ مائِلٌ، علی صَعْبةٍ حَرْفٍ، وَشِیكٍ طُمُورُها كَنَی بالصعبةِ الحَرْفِ عن الدَّاهِیةِ الشدیدة، و إن لم یكن هنالك مركوب. و حرْفُ الشی‌ء: ناحِیَتُه. و فلان علی حَرْف من أَمْره أَی ناحیةٍ منه كأَنه ینتظر و یتوقَّعُ، فإن رأَی من ناحیة ما یُحِبُّ و إلا مال إلی غیرها. و قال ابن سیدة: فلان علی حَرْف من أَمره أَی ناحیة منه إذا رأَی شیئاً لا یعجبه عدل عنه. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللّٰهَ عَلیٰ حَرْفٍ؛ أَی إذا لم یرَ ما یحب انْقَلَبَ عَلیٰ وَجْهِهِ، قیل: هو أَن یعبده علی السرَّاء دون الضرَّاء. و قال الزجاج: عَلیٰ حَرْفٍ أَی علی شَكّ، قال: و حقیقته أَنه یَعْبُدُ اللّٰهَ عَلیٰ حَرْفٍ أَی علی طریقة فی الدین لا یدخُل فیه دُخُولَ متمكّن، فَإِنْ أَصٰابَهُ خَیْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ أَی إن أَصابه خِصْبٌ و كثُرَ مالُه و ماشِیَتُه اطْمَأَنَّ بما أَصابه و رضِیَ بدینه، وَ إِنْ أَصٰابَتْهُ فِتْنَةٌ اخْتِبارٌ بِجَدْبٍ و قِلَّة مالٍ انْقَلَبَ عَلیٰ وَجْهِهِ أَی رجع عن دینه إلی الكفر و عِبادة الأَوْثان. و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم قال: أَما تسمیتهم الحَرْفَ حرْفاً فحَرْفُ كل شی‌ء ناحیته كحَرْفِ الجبل و النهر و السیف و غیره. قال الأَزهری: كأَن الخیر و الخِصْب ناحیة و الضرّ و الشرّ و المكروه ناحیة أُخری، فهما حرفان و علی العبد أَن یعبد خالقه علی حالتی السرّاء
لسان العرب، ج‌9، ص: 43
و الضرَّاء، و من عبد اللّه علی السرَّاء وحدها دون أَن یعبده علی الضرَّاء یَبْتَلِیه اللّه بها فقد عبده علی حَرْفٍ، و من عبده كیفما تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عبده عبادة عَبْدٍ مُقِرّ بأَنَّ له خالقاً یُصَرِّفُه كیف یَشاء، و أَنه إن امْتَحَنَه باللَّأْواء أَو أَنْعَم علیه بالسرَّاء، فهو فی ذلك عادل أَو متفضل غیر ظالم و لا متعدّ له الخیر، و بیده الخیر و لا خِیرةَ للعبد علیه. و‌قال ابن عرفة: من یَعْبُدُ اللّٰهَ عَلیٰ حَرْفٍ أَی علی غیر طمأْنینة علی أَمر أَی لا یدخل فی الدین دخول متمكن.و حَرَفَ عن الشی‌ء یَحْرِفُ حَرْفاً و انْحَرَفَ و تَحَرَّفَ و احْرَوْرَفَ: عَدَلَ. الأَزهری. و إذا مالَ الإِنسانُ عن شی‌ء یقال تَحَرَّف و انحرف و احْرَورَفَ؛ و أَنشد العجاج فی صفة ثور حَفَرَ كِناساً فقال: و إنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفَا عنها، و ولَّاها ظُلُوفاً ظُلَّفا أَی إِن أَصابَ مَوانِع. و عُدَواءُ الشی: مَوانِعُه. و تَحْرِیفُ القلم: قَطُّه مُحَرَّفاً. و قَلمٌ مُحَرَّفٌ: عُدِلَ بأَحد حَرفَیْه عن الآخر؛ قال: تَخالُ أُذْنَیْهِ، إذا تَشَوَّفا، خافِیةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا و تَحْرِیفُ الكَلِم عن مواضِعِه: تغییره. و التحریف فی القرآن و الكلمة: تغییر الحرفِ عن معناه و الكلمة عن معناها و هی قریبة الشبه كما كانت الیهود تُغَیِّرُ مَعانیَ التوراة بالأَشباه، فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالی: یُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ*. و قوله‌فی حدیث أَبی هریرة: آمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوب؛ هو المُزِیلُ أَی مُمِیلُها و مُزیغُها و هو اللّه تعالی، و قال بعضهم: المُحَرِّكَ. و‌فی حدیث ابن مسعود: لا یأْتون النساء إلا علی حرف‌أَی علی جَنْب. و المُحَرَّفُ: الذی ذَهَب مالُه. و المُحارَفُ: الذی لا یُصیبُ خیراً من وجْهٍ تَوَجَّه له، و المصدر الحِرافُ. و الحُرْفُ: الحِرْمان. الأَزهری: و یقال للمحروم الذی قُتِّرَ علیه رزقُه مُحارَفٌ. و‌جاء فی تفسیر قوله: وَ الَّذِینَ فِی أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ، أَن السائل هو الذی یسأَل الناس، و المحروم هو المُحارَفُ الذی لیس له فی الإِسلام سَهْم، و هو مُحارَفٌ. و روی الأَزهری عن الشافعی أَنه قال: كلُّ من اسْتَغنَی بِكَسْبه فلیس له أَن یسأَل الصدقةَ، و إذا كان لا یبلُغُ كسبُه ما یُقِیمُه و عیالَه، فهو الذی ذكره المفسِّرون أَنه المحروم المُحارَف الذی یَحْتَرِفُ بیدَیه، قد حُرِم سَهْمَه من الغنیمة لا یَغْزُو مع المسلمین، فَبَقِیَ محْروماً یُعْطی من الصدقة ما یَسُدُّ حِرْمانَه، و الاسم منه الحُرْفَةُ، بالضم، و أَما الحِرْفَةُ فهو اسم من الاحْتِرَافِ و هو الاكْتِسابُ؛ یقال: هو یَحْرِفُ لعِیالِه و یَحْتَرِفُ و یَقْرِشُ و یَقْتَرِشُ بمعنی یكتسب من هاهنا و هاهنا، و قیل: المُحَارَفُ، بفتح الراء، هو المحروم المحدود الذی إذا طَلَب فلا یُرْزَق أَو یكون لا یَسْعَی فی الكسب. و فی الصحاح: رجل مُحَارَف، بفتح الراء، أَی محدود محروم و هو خلاف قولك مُبارَكٌ؛ قال الراجز: مُحارَفٌ بالشاء و الأَباعِرِ، مُبارَكٌ بالقَلَعِیِّ الباتِرِ و قد حُورِفَ كَسْبُ فلان إذا شُدِّد علیه فی مُعاملَته و ضُیِّقَ فی مَعاشِه كأَنه مِیلَ بِرِزْقه عنه، من الانْحِرافِ عن الشی‌ء و هو المیل عنه. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌9، ص: 44
ابن مسعود: موتُ المؤمن بعَرَقِ الجبین تَبْقَی علیه البقِیّةُ من الذُّنوبِ فَیُحارَفُ بها عند الموت‌أَی یُشَدَّد علیه لتُمَحَّصَ ذنوبه، وُضِعَ وَضْعَ المُجازاةِ و المُكافأَة، و المعنی أَن الشدَّة التی تَعْرِض له حتی یَعْرَقَ لها جَبینُه عند السِّیاقِ تكون جزاء و كفارةً لما بقی علیه من الذنوب، أَو هو من المُحارَفةِ و هو التشْدیدُ فی المَعاش. و فی التهذیب: فیُحَارَفُ بها عند الموت أَی یُقایَسُ بها فتكون كفارة لذنوبه، و معنی عَرَقِ الجبین شدَّةُ السّیاق. و الحُرْفُ: الاسم من قولك رجل مُحَارَفٌ أَی مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ینمو له مال، و كذلك الحِرْفَةُ، بالكسر. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لَحِرْفَةُ أَحدِهم أَشَدُّ علیَّ من عَیْلَتِه‌أَی إغْناءُ الفَقِیر و كفایةُ أَمْرِه أَیْسَرُ علیَّ من إصْلاحِ الفاسدِ، و قیل: أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم و الاغْتِمامُ لذلك أَشَدُّ علیَّ من فَقْرِه. و المُحْتَرِفُ: الصانِعُ. و فلان حَریفی أَی مُعامِلی. اللحیانی: و حُرِفَ فی ماله حَرْفَةً ذهَب منه شی‌ء، و حَرَفْتُ الشی‌ء عن وجْهه حَرْفاً. و یقال: ما لی عن هذا الأَمْرِ مَحْرِفٌ و ما لی عنه مَصْرِفٌ بمعنی واحد أَی مُتَنَحًّی؛ و منه قول أَبی كبیر الهذلی: أَ زُهَیْرُ، هَلْ عن شَیْبةٍ من مَحْرِفِ، أَمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟ و المُحْرِفُ: الذی نَما مالُه و صَلَحَ، و الاسم الحِرْفَةُ. و أَحْرَفَ الرجلُ إحرافاً فهو مُحْرِفٌ إذا نَما مالُه و صَلَحَ. یقال: جاء فلان بالحِلْقِ و الإِحْرَاف إذا جاء بالمال الكثیر. و الحِرْفَةُ: الصِّناعةُ. و حِرْفَةُ الرجلِ: ضَیْعَتُه أَو صَنْعَتُه. و حَرَفَ لأَهْلِه و احْتَرَفَ: كسَب و طلَب و احْتالَ، و قیل: الاحْتِرَافُ الاكْتِسابُ، أَیّاً كان. الأَزهری: و أَحْرَفَ إذا اسْتَغْنی بعد فقر. و أَحْرَفَ الرجلُ إذا كَدَّ علی عِیاله. و‌فی حدیث عائشة: لما اسْتُخْلِفَ أَبو بكر، رضی اللّه عنهما، قال: لقد عَلِم قومی أَن حِرْفَتِی لم تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلی و شُغِلْتُ بأَمر المسلمین فسیأْكل آلُ أَبی بكر من هذا و یَحْتَرِفُ للمسلمین فیه؛ الحِرْفَةُ: الصِّناعةُ و جِهةُ الكَسْب؛ و حَرِیفُ الرجل: مُعامِلُه فی حِرْفَتِه، و أَراد باحْتِرَافِه للمسلمین نَظَره فی أُمورهم و تَثْمیرَ مَكاسِبهمْ و أَرْزاقِهم؛ و منه‌الحدیث: إنی لأَری الرجل یُعْجِبُنی فأَقول: هل له حِرْفَة؟ فإن قالوا: لا، سَقَطَ من عینی؛ و قیل: معنی الحدیث الأَوَّل هو أَن یكون من الحُرْفَة و الحِرْفَة، بالضم و الكسر، و منه قولهم: حِرْفَة الأَدَبِ، بالكسر. و یقال: لا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَی تُجازِه بسوء صنِیعِه تُقایِسْه و أَحْسِنْ إذا أَساء و اصْفَحْ عنه. ابن الأَعرابی: أَحْرَفَ الرجلُ إذا جازی علی خَیْر أَو شرّ، قال: و منه‌الخَبرُ: إن العبد لَیُحارَفُ عن عمله الخیر أَو الشرّ‌أَی یُجازی. و قولهم‌فی الحدیث: سَلِّطْ علیهم مَوْتَ طاعُونٍ دَفِیفٍ یُحَرِّفُ القُلوبَ‌أَی یُمِیلها و یَجْعَلُها علی حرْفٍ أَی جانب و طَرَفٍ، و یروی یَحُوفُ، بالواو، و سنذكره؛ و منه‌الحدیث: و وصف سُفیانُ بكفه فَحَرَفَها‌أَی أَمالَها، و‌الحدیث الآخر: و قال بیده فحرّفها كأَنه یرید القتل‌و وصف بها قطْع السیفِ بحَدِّه. و حَرَفَ عَیْنَه: كَحَلها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِزَرْقاوَیْنِ لم تُحْرَفْ، و لَمَّا یُصِبْها عائِرٌ بشَفیر ماقِ أَراد لم تُحْرَفا فأَقام الواحد مُقام الاثْنین كما قال
لسان العرب، ج‌9، ص: 45
أَبو ذُؤَیب: نامَ الخَلِیُّ، و بتُّ اللیلَ مُشْتَجِراً، كأَنَّ عیْنَیَّ فیها الصَّابُ مَذْبوحُ و المِحْرَفُ و المِحْرافُ: المِیلُ الذی تقاسُ به الجِراحات. و المِحْرَفُ و المِحْرافُ أَیضاً: المِسْبارُ الذی یُقاسُ به الجُرح؛ قال القطامی یذكر جِراحةً: إذا الطَّبیبُ بمِحْرافَیْه عالَجَها، زادَتْ علی النَّقْرِ أَو تَحْریكها ضَجَما و یروی … علی النَّفْرِ …، و النَّفْرُ الوَرَمُ، و یقال: خروج الدّم؛ و قال الهذلی: فإنْ یَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه حَشاه، فَعَنَّاه الجَوی و المَحارِفُ و المُحارَفةُ: مُقایَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ، و هو المِیل الذی تُسْبَرُ به الجِراحاتُ؛ و أَنشد: كما زَلَّ عن رأْسِ الشَّجِیجِ المحارفُ و جمعه مَحارِفُ و مَحَارِیفُ؛ قال الجَعْدی: و دَعَوْتَ لَهْفَك بعد فاقِرةٍ، تُبْدی مَحارِفُها عن العَظْمِ و حارَفَه: فاخَرَه؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَیَّة: فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ من جُنَیْدِبٍ، فقد عَلِمُوا فی الغَزْوِ كیْفَ نُحارِفُ و الحُرْفُ: حَبُّ الرَّشادِ، واحدته حُرْفةٌ. الأَزهری: الحُرْفُ حَبٌّ كالخَرْدَلِ. و قال أَبو حنیفة: الحُرف، بالضم، هو الذی تسمیه العامّة حبَّ الرَّشاد. و الحُرْفُ و الحُرافُ: حَیّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ یَضْرِبُ إلی السَّواد إذا أَخذ الإِنسانَ لم یبق فیه دم إلا خرج. و الحَرافةُ: طَعْم یُحْرِقُ اللِّسانَ و الفَمَ. و بصل حِرِّیفٌ: یُحْرِقُ الفم و له حَرارةٌ، و قیل: كل طعام یُحْرِقُ فم آكله بحَرارة مَذاقِه حِرِّیفٌ، بالتشدید، للذی یَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه، و كذلك بصل حِرِّیفٌ، قال: و لا یقال حَرِّیف.

حرجف؛ ج9، ص: 45

: الحَرْجَفُ: الرِّیحُ الباردةُ. و ریحٌ حَرْجَفٌ: بارِدةٌ؛ قال الفرزدق: إذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء و هَتَّكَتْ، سُتُورَ بُیُوتِ الحَّیِّ، نَكْباءُ حَرْجَفُ قال أَبو حنیفة: إذا اشْتدَّت الرِّیحُ مع بَرْد و یُبْس، فهی حَرْجَفٌ. و لیلة حَرْجَف: باردَةُ الرِّیح؛ عن أَبی علیّ فی التَّذْكِرة.

حرشف؛ ج9، ص: 45

: الحَرْشَفُ: صِغار كل شی‌ء. و الحَرْشَفُ: الجراد ما لم تَنْبُتْ أَجْنِحَتُه؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثُ بالجَوِّ، إذْ تَبْرُقُ النِّعالُ شبَّه الخیل بالجراد، و فی التهذیب: یرید الرجَّالة، و قیل: هم الرجَّالة فی هذا البیت. و الحَرْشَفُ: جَراد كثیر؛ قال الراجز: یا أَیُّها الحَرْشَفُ ذا الأَكلِ الكُدَم الكُدَمُ: الشَّدیدُ الأَكل من كل شی‌ء. و‌فی حدیث غَزْوةِ حُنَیْنٍ: أَری كَتِیبَةَ حَرْشَفٍ؛ الحرشَف: الرَّجّالةُ شبهوا بالحَرْشَفِ من الجَرادِ و هو أَشدُّه
لسان العرب، ج‌9، ص: 46
أَكْلًا؛ یقال: ما ثَمَّ غیرُ حَرْشَفِ رجالٍ أَی ضعفاءَ و شُیُوخٍ، و صِغارُ كل شی‌ء حَرْشَفُه. و الحَرْشفُ: ضرب من السَّمك. و الحَرْشَف: فُلُوسُ السمك. و الحَرْشَفُ: نَبْت، و قیل: نبت عَرِیضُ الورق؛ قال الأَزهری: رأَیته فی البادیة، و قیل: نبت یقال له بالفارسیة كَنْكَرْ؛ ابن شمیل؛ الحَرْشَف الكُدْسُ بلغة أَهل الیمن. یقال: دُسْنا الحَرْشَفَ. و حَرْشَفُ السِّلاحِ: ما زُیِّنَ به، و قیل: حَرْشَفُ السلاحِ فُلوس من فِضة یُزَیَّنُ بها. التهذیب: و حَرْشَفُ الدِّرْع حُبُكُه، شبه بحرشف السمك التی علی ظهرها و هی فُلوسها. و یقال للحجارة التی تَنْبُت علی شَطِّ البحر: الحَرْشف. أَبو عمرو: الحَرْشَفَةُ الأَرض الغلِیظة، منقول من كتاب الاعْتقابِ غیر مَسْمُوع، ذكره الجوهری كذلك.

حرقف؛ ج9، ص: 46

: الحَرْقَفَتانِ: رؤوس أَعالی الوَرِكَینِ بمنزلة الحَجَبَةِ؛ قال هُدْبةُ: رأَتْ ساعِدَیْ غُولٍ، و تحتَ قَمِیصِه جَناجِنُ یَدْمَی حَدُّها و الحَراقِفُ و الحَرقَفَتانِ: مُجْتَمَعُ رأْسِ الفَخِذ و رأْسِ الورِك حیث یَلْتقیانِ من ظاهر. الجوهری: الحَرْقَفَةُ عظم الحَجَبَةِ و هی رأْس الوَرِكِ. یقال للمریض إذا طالَتْ ضَجْعَتُه: دَبِرَتْ حَراقِفُه. و‌فی حدیث سوید: ترانی إذا دَبِرَتْ حَرْقَفَتی و ما لی ضَجْعةٌ إلا علی وجْهی ما یَسُرُّنی أَنِّی نَقَصْتُ منه قُلامة ظُفُرٍ، و الجمع الحَراقِفُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لَیْسُوا بِهَدِّینَ فی الحُرُوبِ، إذا تُعْقَدُ فَوْقَ الحَراقِفِ النُّطُقُ و حَرْقَفَ الرجلُ: وضع رأْسه علی حَراقِفِه. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، ركب فرساً فَنَفَرَتْ فَنَدَرَ منها علی أَرض غلیظة، فإذا هو جالس و عُرْضُ رُكْبَتَیْهِ و حَرْقَفَتَیْهِ و مَنْكِبَیْهِ و عُرْضُ وَجْهه مُنْشَجٌّ؛ الحرْقَفَةُ: عظم رأْس الوَرِك. و الحُرْقُوفُ: الدابة المَهْزُولُ. و دابةٌ حُرْقُوفٌ: شدید الهُزال و قد بدا حَرَاقِیفُه. و حرقُوفٌ: دُوَیبَّةٌ من أَحْناش الأَرض؛ قال الأَزهری: هذا الحرف فی الجمهرة لابن درید مع حروف غیره لم أَجد ذكرها لأَحد من الثقات، قال: و ینبغی للناظر أَن یفحص عنها فما وجده لإِمام یوثق به أَلحقه بالرباعی، و ما لم یجده منها لثقة كان منه علی ریبة و حذر.

حرنقف؛ ج9، ص: 46

: الأَزهری فی الخماسی: امرأَة حُرَنْقِفةٌ قصیرة.

حسف؛ ج9، ص: 46

: الحُسَافُ: بَقِیّةُ كلِّ شی‌ء أُكل فلم یبق منه إلا قلیل. و حُسَافَةُ التمرِ: بقیة قُشُوره و أَقْماعُه و كِسَرُه؛ هذه عن اللحیانی. قال اللیث: الحُسَافَة حُسَافَةُ التمر، و هی قُشوره و رَدِیئه. و حُسَافُ المائدةِ: ما یَنْتَثِرُ فیؤكل فیُرْجی فیه الثوابُ. و حُسَافُ الصِّلِّیانِ و نحوه: یَبِیسُه، و الجمع أَحْسَافٌ. و الحُسَافَةُ: ما سَقَطَ من التمر، و قیل: الحُسَافَةُ فی التمر خاصّة ما سقط من أَقماعه و قشوره و كِسَره. الجوهری: الحُسَافَة ما تناثر من التمر الفاسد. و حَسَفَ التمرَ یَحْسِفُه حَسْفاً و حَسَّفَه: نَقَّاه من الحُسافةِ. ابن الأَعرابی: الحُسوفُ اسْتِقْصاء الشی‌ء و تَنْقِیَتُه. و‌فی الحدیث: أَنَّ أَسْلَم كان یأْتی عمر بالصاعِ من التمر فیقول: یا أَسْلَمُ حُتَّ عنه قِشْره،
لسان العرب، ج‌9، ص: 47
قال: فأَحْسِفُه ثم یأْكله؛ الحَسْفُ كالحتّ و هو إزالة القِشْر. و منه‌حدیث سعد بن أَبی وقاص قال عن مصعب بن عمیر: لقد رأَیت جِلْدَه یَتَحَسَّفُ تَحَسُّفَ جِلدِ الحَیّةِ‌أَی یَتَقَشر. و هو من حُسافتهم أَی من خُشارَتِهمْ. و حُسَافَةُ الناسِ: رُذالُهم. و انْحَسَفَ الشی‌ءُ فی یَدِی: انفَتَّ. و حَسَفَ القَرْحة: قَشَرَها. و تَحَسَّفَ الجِلْدُ: تقشّر؛ عن ابن الأَعرابی. و تَحَسَّفَتْ أَوْبارُ الإِبلِ و توَسَّفَتْ إذا تَمَعَّطَتْ و تَطایَرَتْ. و الحَسِیفَةُ: الضَّغِینةُ؛ قال الأَعشی: فَماتَ و لم تَذْهَبْ حَسِیفةُ صَدْرِه، یُخَبِّرُ عنه ذاك أَهْلُ المَقابِرِ و فی صدره علیَّ حَسِیفةٌ و حُسَافَةٌ أَی غَیْظٌ و عداوةٌ. أَبو عبید: فی قلبه علیه كَتِیفةٌ و حَسِیفَةٌ و حَسیكةٌ و سخِیمةٌ بمعنًی واحد. و رجع فلان بحَسیفة نَفْسِه إذا رجَعَ و لم یَقْضِ حاجةَ نفسِه؛ و أَنشد: إذا سُئِلُوا المَعْرُوفَ لم یَبْخَلُوا به، و لم یَرْجِعُوا طُلَّابَه بالحَسائِفِ قال الفراء: حُسِفَ فلان أَی رُذلَ و أُسْقِطَ. و حكی الأَزهری عن بعض الأَعراب قال: یقال لجَرْسِ الحَیّاتِ حَسْفٌ و حَسِیفٌ و حفیفٌ؛ و أَنشد: أَباتونی بِشَرِّ مَبیتِ ضَیْفٍ، به حَسْفُ الأَفاعی و البُرُوصِ شمر: الحُسافةُ الماء القلیل؛ قال: و أَنشدنی ابن الأَعرابی لكثیِّر: إذا النَّبْلُ فی نَحْرِ الكُمَیْتِ، كأَنها شَوارِعُ دَبْرٍ فی حُسَافَةِ مُدْهُنِ شمر: و هو الحُشافةُ، بالشین أَیضاً، المُدْهُن: صخْرة یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ.

حشف؛ ج9، ص: 47

: الحَشَفُ من التمر: ما لم یُنْوِ، فإذا یَبِس صَلُب و فسد لا طعْم له و لا لِحاء و لا حلاوة. و تمر حَشِفٌ: كثیر الحَشَف علی النِّسبة و قد أَحْشَفَتِ النخلةُ أَی صار تَمْرُها حَشَفاً. الجوهری: الحَشَفُ أَردَأُ التمر. و فی المثل: أَ حَشَفاً و سُوءَ كِیلة؟ و‌فی الحدیث: أَنه رأَی رجلًا عَلَّقَ قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق به؛ الحَشَفُ: الیابِسُ الفاسِدُ من التمر، و قیل: الضعیف الذی لا نَوَی له كالشِّیصِ. و الحَشَفُ: الضَّرْعُ البالی. و قد أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقةِ إذا تَقَبَّضَ و اسْتَشَنَّ أَی صار كالشَّنّ. و حَشَفَ: ارْتَفَع منه اللبَنُ. و الحَشَفَةُ: الكَمَرةُ، و فی التهذیب: ما فَوْقَ الخِتان. و‌فی حدیث علیّ: فی الحَشَفةِ الدِّیَةُ؛ هی رأْس الذكَر إذا قطعها إنسان وجبت علیه الدیةُ كاملة. و الحَشِیفُ: الثوب البالی الخَلَقُ؛ قال صَخْر الغَیّ: أُتِیحَ لها أُقَیْدِرُ ذُو حَشِیفٍ، إذا سامَتْ علی المَلَقاتِ ساما و رجل مُتَحَشِّفٌ أَی علیه أَطْمارٌ. و یقال لأُذُن الإِنسان إذا یَبَسَتْ فَتَقَبَّضَتْ: قد اسْتَحْشَفَتْ، و كذلك ضَرْعُ الأُنثی إذا قَلَصَ و تَقَبّضَ قد اسْتَحْشَفَ، و یقال حَشِفٌ؛ و قال طَرفةُ: علی حَشِفٍ [حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّد و تَحَشَّفَتْ أَوبارُ الإِبلِ: طارَتْ عنها و تَفَرَّقَت. و یقال: رأَیت فلاناً مُتَحَشِّفاً أَی رأَیته سَیِّ‌ءَ الحالِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 48
مُتَقَهِّلًا رَثَّ الهیئة. و‌فی حدیث عثمان: قال له أَبانُ بن سعید ما لی أَراكَ مُتَحَشِّفاً؟ أَسْبِلْ فقال: هكذا كانت إزْرَةُ صاحبنا، صلی اللّه علیه و سلم؛ المُتَحَشِّفُ: اللَّابِسُ الحشیفِ و هو الخلَقُ، و قیل: المُتَحَشِّفُ المُبْتَئِسُ المُتَقَبِّضُ. و الإِزْرَة، بالكسر: حالةُ المُتَأَزِّرِ. و الحَشَفَةُ: صَخْرةٌ رِخْوةٌ فی سَهْل من الأَرض. الأَزهری: و یقال للجزیرة فی البحر لا یَعْلُوها الماءُ حَشَفَةٌ، و جَمْعها حِشَافٌ إذا كانت صغیرة مُستدیرة. و جاء‌فی الحدیث: أَنَّ موضعَ بیتِ اللّه كان حَشَفَةً فدحَا اللّهُ الأَرض عنها.و قال شمر: الحُشافةُ و الحُسافةُ، بالشین و السین، الماء القلیل.

حصف؛ ج9، ص: 48

: الحَصافةُ: ثَخانةُ العَقْل. حَصُفَ، بالضم، حَصافةً إذا كان جَیِّدَ الرأْیِ مُحْكَم العقل، و هو حَصِفٌ و حَصِیفٌ بَیِّنُ الحَصافةِ. و الحَصِیفُ: الرجل المُحْكَمُ العقل؛ قال: حَدِیثُك فی الشِّتاءِ حدِیثُ صَیْفٍ، و شَتْوِیُّ الحَدِیثِ إذا تَصِیفُ فَتَخْلِطُ فیه مِن هذا بهذا، فَما أَدْرِی أَ أَحْمَقُ أَمْ حَصِیفُ؟ فأَمّا حَصِفٌ فعلی النسَبِ، و أَما حَصِیفٌ فعلی الفِعْل. و‌فی كتاب عُمر إلی أَبی عُبیدة، رضی اللّه عنهما: أَن لا یُمْضِیَ أَمْرَ اللّهِ إلا بَعِیدَ الغِرَّةِ حَصِیفَ العُقدة؛ الحَصِیفُ: المُحكمُ العقل، و إحْصافُ الأَمْرِ: إحْكامُه، و یرید بالعُقْدة هاهنا الرأْیَ و التدْبیر، و كل مُحْكَم لا خَلَلَ فیه حَصِیفٌ. و مُحْصَفٌ: كثِیفٌ قویٌّ. و ثوب حَصِیفٌ إذا كان محكم النسج صَفِیقَه، و أَحْصَفَ النَّاسِجُ نَسْجَه. و رأْیٌ مُسْتَحْصِفٌ، و قد اسْتَحْصَفَ رأْیهُ إذا اسْتَحْكَم، و كذلك المُسْتَحْصِدُ. و اسْتَحْصَفَ الشی‌ءُ: اسْتَحكَمَ. و یقال: اسْتَحْصَفَ القومُ و اسْتَحْصَدُوا إذا اجتمعوا؛ قال الأَعشی: تأْوِی طَوائِفُها إلی مَحْصُوفةٍ مَكْروهةٍ، یَخشَی الكُماةُ نِزالَها قال الأَزهری: أَراد بالمَحْصُوفة كَتِیبَةً مجْمُوعة و جعلها مَحْصُوفةً من حُصِفَتْ، فهی مَحْصُوفَةٌ. قال الأَزهری: و فی النوادر حَصَبْتُه عن كذا و أَحْصَبْتُه و حَصَفْتُه و أَحْصَفْتُه و حَصَیته و أَحْصَیتُه إذا أَقْصَیْتَه. و إحْصافُ الأَمْرِ: إحْكامُه. و إحْصاف الحبلِ: إحكامُ فَتْلِه. و المُحْصَفُ من الحِبالِ: الشَّدِیدُ الفَتْلِ، و قد اسْتَحْصَفَ. و المُسْتَحْصِفةُ: المرأَة الضَّیِّقةُ الیابسةُ، قیل: و هی التی تَیْبَسُ عند الغِشْیانِ و ذلك مما یُسْتَحَبُّ. و فَرْجٌ مُسْتَحْصِفٌ أَی ضَیِّق. و اسْتَحَصَفَ علینا الزمانُ: اشتدّ. و اسْتَحْصَفَ القومُ: اجتمعوا. و الإِحْصافُ: أَن یَعْدُوَ الرجلُ عَدْواً فیه تَقارُبٌ. و أَحْصَفَ الفرسُ و الرجلُ إذا عَدَا عَدْواً شدیداً، و قال اللحیانی: یكون ذلك فی الفرس و غیره مما یعدو، و قیل: الإِحْصافُ أَقْصَی الحُضْر؛ قال العجاج: ذارٍ إذا لاقَی العَزازَ أَحْصَفَا، و إن تَلَقَّی غَدَراً تَخَطْرَفا و الذَّرْوُ: المَرُّ الخَفِیفُ، و الغَدَرُ: ما ارْتَفَعَ من الأَرض و انْخَفَض، و یقال: الكثیرُ الحجارة. و فرس مِحْصَفٌ و ناقة مِحْصافٌ؛ شاهِدُه قول عبد اللّه بن سمعان التَّغْلَبیّ:
لسان العرب، ج‌9، ص: 49
و سَرَیْتُ لا جَزِعاً و لا مُتَهَلِّعاً، یَعْدُو برَحْلی جَسْرةٌ مِحْصافُ و الحَصَفُ: بَثْرٌ صِغار یقِیحُ و لا یَعْظُم و ربما خرج فی مَراقِّ البَطْنِ أَیام الحرّ، و قد حَصِفَ جِلده، بالكسر، یَحْصَفُ حَصَفاً. و قال أَبو عبید: حَصِفَ یَحْصَفُ حَصَفاً و بَثِرَ وجهُه یَبْثَرُ بَثَراً. و قال الجوهری: الحَصَفُ الجَرَبُ الیابس، و الحصیفة الحیَّةُ؛ طائیّة.

حطف؛ ج9، ص: 49

: الأَزهری: الحَنْطَفْ الضخْم البطن، و النون زائدة فیه.

حفف؛ ج9، ص: 49

: حَفَّ القومُ بالشی‌ء و حَوالَیْه یَحُفُّونَ حَفّاً و حَفُّوه و حَفَّفوه: أَحْدَقُوا به و أَطافُوا به و عَكفوا و اسْتَداروا، و فی التهذیب: حَفَّ القوم بسیدهم. و فی التنزیل: وَ تَرَی الْمَلٰائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ؛قال الزجاج: جاء فی التفسیر معنی حَافِّینَ مُحدِقِین؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كَبَیْضَةِ أُدْحِیٍّ بمَیْتِ خَمِیلةٍ، یُحَفِّفُها جَوْنٌ بِجُؤْجِئِه صَعْلُ و قوله: إبْلُ أَبی الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، یَزِینُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ المُحَفَّفُ: الضَّرْعُ الممْتَلئُ الذی له جوانب كأَنَّ جوانبه حَفَّفَتْه أَی حَفَّتْ به، و رواه ابن الأَعرابی مُجَفَّفٌ، یرید ضَرْعاً كأَنه جُفٌّ، و هو الوَطْبُ الخَلَقُ. و حَفَّه بالشی یَحُفُّه كما یُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثیاب، و كذلك التَّحْفِیفُ. و‌فی حدیث أَهْلِ الذكر: فَیَحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم‌أَی یطوفون بهم و یدُورُون حَوْلَهم. و‌فی حدیث آخر: إلَّا حَفَّتْهم الملائكةُ.و‌فی الحدیث: ظَلَّلَ اللّه مكانَ البیتِ غَمامةً فكانت حِفَافَ البیتِ‌أَی مُحْدِقةً به. و المِحَفَّةُ: رَحْلٌ یُحَفُّ بثوب ثم تركب فیه المرأَة، و قیل: المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلَّا أَنَّ الهودج یُقَبَّبُ و المِحَفَّةُ لا تُقَبَّبُ؛ قال ابن درید: سمیت بها لأَن الخَشب یَحُفُّ بالقاعد فیها أَی یُحِیطُ به من جمیع جوانبه، و قیل: المِحَفَّة مَركب من مراكب النساء. و الحَفَفُ: الجمعُ، و قیل: قِلَّة المأْكولِ و كثرة الأَكَلَةِ، و قال ثعلب: هو أَن تكون العِیالُ مثلَ الزَّادِ، و قال ابن درید: هو الضِّیقُ فی المعاش، و قالت امرأَة: خرج زوجی و یَتِمَ وَلَدی فما أَصابهم حَفَفٌ و لا ضَفَفٌ، قال: فالحَفَفُ الضِّیق، و الضَّفَف أَن یَقِلَّ الطعامُ و یَكْثُرَ آكلوه، و قیل هو مِقدار العیال، و قال اللحیانی: الحفف الكَفافُ من المَعیشةِ. و أَصابهم حَفَفٌ من العیش أَی شدَّة، و ما رُؤِیَ علیهم حَفَفٌ و لا ضَفَفٌ أَی أَثرُ عَوَزٍ. قال الأَصمعی: الحَفَفُ عَیْشُ سُوء و قِلَّة مال، و أُولئك قوم مَحْفُوفُون. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، لم یشْبَعْ من طعام إلا علی حَفَفٍ؛ الحَفَفُ: الضیق و قلة المعیشة، أَی لم یشبع إلّا و الحالُ عنده خلافُ الرِّخاء و الخِصْبِ. و طعام حَفَفٌ: قلیل. و معیشة حَفَفٌ: ضَنْكٌ. و‌فی حدیث عمر قال له وفد العراق: إنَّ أَمیر المؤمنین بلغ سِنّاً و هو حافُّ المَطعَم‌أَی یابِسُه و قَحِلُه؛ و منه‌حدیثه الآخر أَنه سأَل رجلًا فقال: كیف وجدت أَبا عُبیْدَة؟ فقال: رأَیت حُفُوفاً‌أَی ضِیقَ عیش؛ و منه‌الحدیث: أَبْلِغْ معاویةَ أَنَّ عبد اللّهِ بن جعفر حَفَّفَ «2» و جُهِدَ‌أَی قلَّ
(2). قوله [حَفَّفَ] بهامش النهایة: حَفَّفَ، مبالغة فی حَفَّ أی جهد و قل ماله من حَفَّتِ الأرض و نحوه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 50
ماله. الأَصمعی: أَصابهم من العَیْشِ ضَفَفٌ و حَفَفٌ و قَشَفٌ، كل هذا من شدَّة العَیْشِ. ابن الأَعرابی: الضَّفَفُ القِلَّة و الحَفَفُ الحاجةُ، و یقال: الضفَف و الحَفَفُ واحد؛ و أَنشد: هَدِیّة كانَتْ كَفافاً حَفَفاً، لا تَبْلُغُ الجار و من تَلَطَّفا قال أَبو العباس: الضفَفُ أَن تكون الأَكَلَةُ أَكثرَ من مِقدار المالِ، و الحَفَفُ أَن تكون الأَكَلة بمقدار المال.قال: و كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، إذا أَكلَ كان من یأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأَكول و كفافِه، قال: و معنی قوله … و من تَلَطَّفا أَی من بَرَّنا لم یكن عندنا ما نَبَرُّه: و ما عند فلان إلا حَفَفٌ من المَتاعِ، و هو القوتُ القلیل. و حَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شدیداً إذا كانوا مَحاوِیجَ. و عنده حَفَّة من مَتاعٍ أَو مالٍ أَی قُوتٌ قلیل لیس فیه فضل عن أَهله. و كان الطعام حِفافَ ما أَكلوا أَی قَدْرَه. و وُلِدَ له علی حَفَفٍ أَی علی حاجة إلیه؛ هذه عن ابن الأَعرابی. الفراء: یقال ما یَحُفُّهم إلی ذلك إلا الحاجةُ یرید ما یدْعوهم و ما یُحْوِجُهم. و الاحْتِفَافُ: أَكلُ جمیع ما فی القِدْر، و الاشتِفافُ: شربُ جمیع ما فی الإِناء. و الحُفُوفُ: الیُبْسُ من غیر دَسَمٍ؛ قال رؤبة: قالَتْ سُلَیْمی أَن رأَتْ حُفُوفی، مع اضْطِرابِ اللَّحْمِ و الشُّفُوفِ قال الأَصمعی: حَفَّ رأْسُهُ یَحِفُّ حُفُوفاً و أَحْفَفْتُه أَنا. و سَوِیقٌ حافٌّ: یابِسٌ غیر ملتوت، و قیل: هو ما لم یُلَتَّ بسمْن و لا زیت. و حَفَّتْ أَرضُنا تَحِفُّ حُفُوفاً: یَبِسَ بَقْلُها. و حَفَّ بطن الرجل: لم یأْكل دسَماً و لا لحماً فیبس. و یقال: حَفَّتِ الثَّریدة إذا یبِسَ أَعْلاها فَتَشَقَّقَتْ. و فرس قَفِرٌ حافٌّ: لا یَسْمَنُ علی الضبعة. و حَفَّ رأْسَه و شارِبه یَحُفُّ حَفّاً أَی أَحْفاه. قال ابن سیدة: و حَفَّ اللِّحیة یَحُفُّها حَفّاً: أَخذ منها، و حَفَّه یَحُفُّه حَفّاً: قَشَره، و المرأَة تَحُفُّ وَجْهها حَفّاً و حِفافاً: تزیل عنه الشعر بالمُوسَی و تَقْشِرُهُ [تَقْشُرُهُ، مشتق من ذلك. و احْتَفَّتِ المرأَةُ و أَحَفّتْ و هی تَحْتَفُّ: تأْمر من یَحُفُّ شعر وجهها نَتْفاً بخیطین، و هو من القَشْر، و اسم ذلك الشعر الحُفَافَةُ، و قیل: الحُفَافَةُ ما سَقَط من الشعَر المَحْفُوفِ و غیره. و حَفَّتِ اللحیةُ تَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَتْ. و حَفَّ رأْسُ الإِنسان و غیره یَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَ و بَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن؛ قال الكمیت یصف وَتِداً: و أَشْعَثَ فی الدَّارِ ذی لِمَّةٍ یُطِیلُ الحُفُوفَ، و لا یَقْمَلُ یعنی وتداً حفّه صاحبُه تَرَك تَعَهُّدَه. و الحِفافان: ناحِیتا الرأْسِ و الإِناء و غیرهما، و قیل: هما جانباه، و الجمع أَحِفَّةٌ. و حِفافا الجبلِ: جانباه. و حِفَافَا كل شی‌ء: جانباه؛ و قال طرفة یصف ناحیتی عسیب ذنب الناقة: كأَنَّ جَناحَیْ مَضْرَحِیٍّ، تَكَنَّفا حِفَافَیْهِ، شُكّا فی العَسِیبِ بِمسْرَدِ و إناء حَفَّان: بلغ الماء و غیرُه حِفَافَیْهِ. و الأَحِفَّةُ أَیضاً: ما بقی حول الصَّلَعةِ من الشعر، الواحد حِفافٌ. الأَصمعی: یقال بقی من شعره حِفَافٌ، و ذلك إذا صَلِعَ فبقیت طُرَّة من شعَره حول رأْسه، قال: و جمع الحِفافِ أَحِفَّة؛ قال ذو الرمة یصفُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 51
الجِفانَ التی تُطعم فیها الضِّیفانُ: لَهُنَّ، إذا أَصْبَحْنَ، منهم أَحِفَّةٌ، و حینَ یَرَوْنَ اللیلَ أَقْبَلَ جائیا أَراد بقوله لهن أَی للجِفانِ، أَحِفّة أَی قوم استداروا بها یأْكلون من الثرید الذی لُبِّقَ فیها و اللُّحْمانِ التی كُلِّلَتْ بها، أَی قوم استداروا حولها؛ و الجِفان تقدّم ذكرها فی بیت قبله و هو: فما مَرْتَعُ الجِیرانِ إلا جِفانُكُمْ، تَبارَوْن أَنتم و الرِّیاحُ تَبارِیا و‌فی حدیث عمر: كان أَصلَعَ له حِفافٌ؛ هو أَن یَنْكَشِف الشعر عن وسط رأْسه و یَبْقی ما حولَه. و الحَفَّافُ: اللحم الذی فی أَسفَل الحنك إلی اللَّهاة. الأَزهری: یقال یَبِس حَفَّافُه و هو اللحم اللین أَسفل اللَّهاة. و الحَافَّانِ من اللسان: عِرْقان أَخْضَران یَكْتَنِفانه من باطن، و قیل: حَافُّ اللسانِ طَرَفُه. و رجل حَافُّ العین بَیِّنُ الحُفُوفِ أَی شدید الإِصابة بها؛ عن اللحیانی، معناه أَنه یصیب الناس بالعین. و حَفُّ الحائكِ خَشَبته العریضة یُنَسِّقُ بها اللُّحْمةَ بین السَّدَی. و الحَفُّ، بغیر هاء: المِنْسَجُ. الجوهری: الحَفَّةُ المِنْوالُ و هو الخشَبة التی یَلُفُّ علیها الحائِكُ الثوبَ. و الحَفَّةُ: القَصَباتُ الثلاث، و قیل: الحِفَّةُ، بالكسر، و قیل: هی التی یَضرب بها الحائكُ كالسیف، و الحَفُّ: القَصبة التی تجی‌ء و تذهب. قال الأَزهری: كذا هو عند الأَعراب، و جمعها حُفُوفٌ، و یقال: ما أَنت بحَفَّةٍ و لا نِیرةٍ؛ الحَفَّة: ما تقدَّم، و النّیرة: الخَشَبةُ المُعْتَرِضةُ، یُضْرب هذا لمن لا یَنْفَع و لا یَضُرّ، معناه ما یَصْلُحُ لشی‌ء. و الحَفیفُ: صوت الشی‌ء تسْمَعُه كالرَّنَّةِ أَو طیَرانِ الطائر أَو الرَّمْیةِ أَو التهاب النار و نحو ذلك، حَفَّ یَحِفُّ حَفِیفاً. و حَفْحَفَ و حَفَّ الجُعَلُ یَحِفُّ: طار، و الحَفِیفُ صوت جناحَیْه، و الأُنثی من الأَساود تَحِفُّ حَفِیفاً، و هو صوت جلدها إذا دَلَكَتْ بعضَه ببعض. و حَفِیفُ الرِّیح: صوتها فی كل ما مرَّت به؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَبْلِغْ أَبا قَیْسٍ حَفِیفَ الأَثْأَبَهْ فسره فقال: إنه ضعیف العقل كأَنه حَفیفُ أَثْأَبةٍ تحركها الریح، و قیل: معناه أُوعِدُه و أُحَرِّكه كما تحرِّك الریحُ هذه الشجرة؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بشی‌ء. و حَفَّ الفرسُ یَحِفّ حفیفاً و أَحْفَفْتُه أَنا إذا حملته علی أَن یكون له حَفِیفٌ، و هو دَویّ جَرْیه، و كذلك حَفِیفُ جناح الطائر. و الحَفِیفُ: صوت أَخفاف الإِبل إذا اشتد؛ قال: یقول، و العِیسُ لها حَفِیفُ: أَ كلُّ مَنْ ساقَ بكُم عَنِیفُ؟ الأَصمعی: حَفَّ الغیْثُ إذا اشتَدَّت غَیْثَتُه حتی تسمع له حَفیفاً. و یقال: أَجْری الفرسَ حتی أَحَفَّه إذا حَمَلَه علی الحُضْر الشدید حتی یكون له حَفِیفٌ. و حَفَّ سمعُه: ذهب كله فلم یبق منه شی‌ء. و حَفَّانُ النعام: رِیشُه. و الحَفّانُ: وَلَدُ النعام؛ و أَنشد لأُسامةَ الهُذَلیّ: و إلا النَّعامَ و حَفّانَه، و طُغْیا مع اللَّهِقِ النَّاشِطِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 52
الطُّغْیا: الصغیر من بقر الوحش، و أَحمد بن یحیی یقول: الطَّغیا، بالفتح؛ قال ابن بری: و استعاره أَبو النجم لصغار الإِبل فی قوله: و الحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ فشبهها لما رَوِیت من الماء بالحَنظل فی بَریقه و نَضارته، و قیل: الحَفّانُ صِغارُ النعامِ و الإِبل. و الحَفَّانُ من الإِبل أَیضاً: ما دون الحِقاق، و قیل: أَصل الحَفّان صغار النعام ثم استعمل فی صغار كل جنس، و الواحدة من كل ذلك حَفّانةٌ، الذكر و الأُنثی فیه سواء؛ و أَنشد: و زَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِیّ، كما زَفَّ النَّعام، إلی حَفّانِه، الرُّوحُ و الحَفّانُ: الخَدَمُ. و فلان حَفٌّ بنفسِه أَی مَعْنیٌّ. و الحَفَّةُ: الكرامةُ التامّةُ. و هو یَحُفُّنا و یَرُفُّنا أَی یُعْطِینا و یَمِیرُنا. و فی المثل: من حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْیَقْتَصِدْ، یقول: مَن مَدَحَنا فلا یَغْلُوَنَّ فی ذلك و لكنْ لِیَتَكَلَّمْ بالحقّ منه. و قال الجوهری: أَی مَن خَدَمَنا أَو تَعَطَّفَ علینا و حاطَنا. الأَصمعی: هو یَحِفُّ و یَرِفُّ أَی یَقُومُ و یَقْعُدُ و یَنْصَحُ و یُشْفِقُ، قال: و معنی یَحِفُّ تَسْمَع له حَفِیفاً. و یقال: شجر یَرِفُّ إذا كان له اهْتِزازٌ من النَّضارةِ. و یقال: ما لِفلان حَافٌّ و لا رافٌّ، و ذهَب من كان یَحُفُّه و یَرُفُّه. و حُفُّ العین: شَفْرُها. و جاء علی حَفِّ ذلك و حَفَفِه و حِفَافِه أَی حِینِه و إبّانِه. و هو علی حَفَفِ أَمْرٍ أَی ناحیةٍ منه و شَرَفٍ. و احْتَفَّتِ الإِبلُ الكَلأَ: أَكلتْه أَو نالَتْ منه، و الحَفَّةُ: ما احْتَفَّتْ منه. و حِفافُ الرمل: مُنْقَطَعُه، و جمعه أَحِفَّةٌ.

حقف؛ ج9، ص: 52

: الحِقْفُ من الرمل: المُعْوَجُّ، و جمعه أَحْقافٌ و حُقوفٌ و حِقافٌ و حِقَفةٌ؛ و منه قیل لما اعْوَجَّ: مُحْقَوْقِفٌ. و‌فی حدیث قُسٍّ: فی تَنائِفَ حِقافٍ، و فی روایة أُخری: حَقائِفَ؛ الحِقافُ: جمع حِقْفٍ، و هو ما اعْوَجَّ من الرمل و استطال، و یجمع علی أَحْقافٍ، فأَما حَقائِفُ فجمع الجمع، أِمَّا جمع حِقافٍ أَو أَحقافٍ، و أَما قوله تعالی: إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقٰافِ، فقیل: هی من الرِّمال، أَی أَنْذَرَهم هنالك. قال الجوهری: الأَحْقافُ دیار عاد. قال تعالی: وَ اذْكُرْ أَخٰا عٰادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقٰافِ؛ قال الفراء: واحدها حِقْفٌ و هو المستطیل المشرف، و فی بعض التفسیر فی قوله بِالْأَحْقٰافِ فقال بالأَرض، قال: و المعروف من كلام العرب الأَول، و قال اللیث: الأَحقافُ فی القرآن جبل محیط بالدنیا من زَبَرْجَدةٍ خضراء تَلْتَهِبُ یوم القیامة فتَحْشُرُ الناس من كل أُفُق؛ قال الأَزهری: هذا الجبل الذی وصفه یقال له قافٌ، و أَما الأَحْقافُ فهی رمال بظاهر بلاد الیمن كانت عاد تنزل بها. و الحِقْفُ: أَصْلُ الرَّمْلِ و أَصل الجبل و أَصل الحائط. و قد احْقَوْقَفَ الرملُ إذا طالَ و اعْوَجَّ. و احْقَوْقَفَ الهِلالُ: اعْوجَّ. و كلُّ ما طالَ و اعْوَجَّ، فقد احْقَوْقَفَ كظهر البعیر و شَخْص القَمَرِ؛ قال العجاج: ناجٍ طَواهُ الأَیْنُ ممّا وجَفا، طَیَّ اللَّیالی زُلَفاً فزلفا، سَماوةَ الهِلالِ حتی احْقَوْقَفا و ظبی حاقِفٌ فیه قولان: أَحدهما أَنَّ معناه صار فی حِقْفٍ، و الآخر أَنه رَبَضَ و احْقَوْقَفَ ظهرُه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 53
الأَزهری: الظبی الحاقِفُ یكون رابِضاً فی حِقْفٍ من الرمل أَو منطویاً كالحِقْف. و قال ابن شمیل: جمل أَحْقَفُ خَمِیصٌ. قال ابن سیدة: و كل موضع دخل فیه فهو حِقْفٌ. و رجل حاقِفٌ إذا دخل فی الموضع؛ كلُّ ذلك عن ثعلب. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، مرَّ هو و أَصحابه و هم مُحْرِمُون بظبی حاقِفٍ فی ظلّ شجرة؛ هو الذی نام و انحَنی و تَثَنّی فی نومه، و لهذا قیل للرمل إذا كان مُنْحَنِیاً حِقْفٌ، و كانت مَنازِلُ قوم عادٍ بالرِّمال.

حكف؛ ج9، ص: 53

: الأَزهری خاصّة: ابن الأَعرابی الحُكُوفُ الاسْتِرْخاء فی العَمَل.

حلف؛ ج9، ص: 53

: الحِلْفُ و الحَلِفُ: القَسَمُ لغتان، حَلَفَ أَی أَقْسَم یَحْلِفُ حَلْفاً و حِلْفاً و حَلِفاً و مَحْلُوفاً، و هو أَحد ما جاء من المصادر علی مَفْعُولٍ مثل المَجْلُودِ و المَعْقُولِ و المَعْسُور و المَیْسُورِ، و الواحدة حَلْفةٌ؛ قال إمْرؤُ القیس: حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ: لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِیثٍ و لا صالی و یقولون: مَحْلُوفةً باللّه ما قال ذلك، ینصبون علی إضمار یَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَی قَسَماً، و المحلوفةُ هو القَسَمُ. الأَزهری عن الأَحمر: حَلَفْتُ محلوفاً مصدر. ابن بُزُرج: لا و مَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ، یرید و مَحْلُوفِه فمَدَّها. و حَلَفَ أُحْلُوفة؛ هذه عن اللحیانی. و رجل حالِفٌ و حَلَّافٌ و حَلَّافةٌ: كثیر الحَلِفِ. و أَحْلَفْتُ الرجُلَ و حَلَّفْتُه و اسْتَحْلَفْتُه بمعنًی واحد، و مثله أَرْهَبْتُه و اسْتَرْهَبْتُه، و قد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك و حَلَّفَه و أَحْلَفَه؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ: قامَتْ إلیَّ فأَحْلَفْتُها بِهَدْیٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ و‌فی الحدیث: مَن حَلَفَ علی یمین فرأَی غیرها خیراً منها؛ الحَلِفُ: الیمین و أَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ و النیة فخالف بین اللفظین تأْكیداً لعَقْدِه و إعْلاماً أَنَّ لَغْو الیمینِ لا ینعقد تحته. و‌فی حدیث حذیفة قال له جُنْدَبٌ: تسْمَعُنی أُحالِفُكَ منذ الیوم و قد سَمِعْته من رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فلا تَنهانی؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحَلْفِ الیمین. و الحِلْفُ، بالكسر، العَهْد یكون بین القوم. و قد حَالَفَه أَی عاهَدَه، و تَحَالَفُوا أَی تعاهَدُوا. و‌فی حدیث أَنس: حَالَفَ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، بین المهاجرین و الأَنصار فی دارنا مرَّتین‌أَی آخَی بینهم، و‌فی روایة: حَالَفَ بین قریش و الأَنصار‌أَی آخَی بینهم لأَنه لا حِلْف فی الإِسْلام. و‌فی حدیث آخر: لا حِلْفَ فی الإِسلام.قال ابن الأَثیر: أَصل الحِلْفِ المُعاقدةُ و المُعاهَدَةُ علی التَّعاضُدِ و التساعُدِ و الاتِّفاقِ، فما كان منه فی الجاهلیة علی الفِتَنِ و القِتالِ بین القبائل و الغاراتِ فذلك الذی ورَدَ النَّهْیُ عنه فی الإِسلام‌بقوله، صلی اللّه علیه و سلم: لا حِلْف فی الإِسلام، و ما كان منه فی الجاهلیة علی نَصْرِ المَظْلُومِ و صلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ المُطَیَّبِینَ و ما جَری مَجْراه فذلك الذی‌قال فیه رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: و أَیُّمَا حِلْفٍ كان فی الجاهلیة لم یَزِدْه الإِسلامُ إلا شِدَّةً، یرید من المُعاقدة علی الخیر و نُصْرةِ الحقّ، و بذلك یجتمع الحدیثان، و هذا هو الحِلْفُ الذی یَقْتَضِیه الإِسلامُ و المَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإِسلام، و قیل: المُحالفة كانت قبل الفتح، و قوله لا حِلْفَ
لسان العرب، ج‌9، ص: 54
فی الإِسلام قاله زمن الفتح؛ فكان ناسخاً و كان، علیه السلام، و أَبو بكر من المُطَیَّبینَ و كان عمر من الأَحْلافِ، و الأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ و جُمَحُ و مَخْزُومٌ و بنو عَدِیٍّ و كعْبٌ و سَهْمٌ. و الحَلِیفُ: المُحالِفُ. اللیث: یقال حَالَفَ فلان فلاناً، فهو حَلِیفُهُ، و بینهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالأَیْمانِ أَن یكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء، فلما لزم ذلك عندهم فی الأَحْلافِ التی فی العشائر و القبائل صار كلّ شی‌ء لزم شیئاً فلم یُفارِقْه فهو حَلِیفُه حتی یقال: فلان حَلِیفُ الجُودِ و فلان حَلِیفُ الإِكْثارِ و فلان حَلِیفُ الإِقْلالِ؛ و أَنشد قول الأَعشی: و شَرِیكَیْنِ فی كثِیرٍ من المالِ، و كانا مُحالِفَیْ إقْلالِ و حَالَفَ فلان بَثَّه و حُزْنَه أَی لازَمَه. ابن الأَعرابی: الأَحْلافُ فی قریش خمس قبائل: عبدُ الدَّارِ و جُمَح و سَهْم و مَخْزوم و عدیّ بن كعب، سُمُّوا بذلك لمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما فی یَدَیْ عبدِ الدَّار من الحجابة و الرِّفادةِ و اللِّواءِ و السِّقایةِ، و أَبَتْ بَنُو عبد الدار، عَقَدَ كلّ قوم علی أَمْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً علی أَن لا یتخاذلوا، فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مملوءة طیباً فوضعوها لأَحْلافهم فی المسجد عند الكعبة، و هم أَسَدٌ و زُهْرةُ و تَیْمٌ، ثم غَمَسَ القوم أَیدیهم فیها و تَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَیدیهم توكیداً فسموا المطیَّبین، و تَعاقَدت بنو عبد الدار و حُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً علی أَن لا یتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ؛ و قال الكمیت یذكرهم: نَسَباً فی المُطَیَّبینَ و فی الأَحْلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا قال: و روی ابن عیینة عن ابن جُرَیْجٍ عن أَبی مُلَیْكَةَ قال: كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال: نِعْمَ الإِمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم قال: الذی كان قبلها خیر منها، كان رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، من المطیَّبین و كان أَبو بكر من المطیبین، و كان عمر من الأَحْلافِ، یعنی إمارة عمر. و‌سمع ابن عباس نادِبة عمر، رضی اللّه عنه، و هی تقول: یا سیِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس: نعم و المُحْتَلَفِ علیهم، یعنی المُطیبین. قال الأَزهری: و إنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابی لأَن القُتَیْبی ذكر المُطیبین و الأَحْلافَ فَخَلَط فیما فسَّرَ و لم یؤدِّ القِصَّة علی وجهها، قال: و أَرجو أَن یكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابی صحیحاً. و‌فی حدیث ابن عباس: وجدنا وِلایةَ المطیَّبیّ خیراً من وِلایة الأَحْلافیِّ، یرید أَبا بكر و عمر، یرید أَنَّ أَبا بكر كان من المطیبین و عمر من الأَحْلاف؛ قال ابن الأَثیر: و هذا أَحد ما جاء من النسب لا یُجْمَعُ لأَن الأَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس و الخَزْرج، و الأَحْلافُ الذین فی شعر زهیر هم: أَسَدٌ و غَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا علی التَّناصُرِ؛ قال ابن بری: و الذی أَشار إلیه من شعر زهیر هو قوله: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، وَ ذِبْیانَ [ذُبْیانَ قد زَلَّتْ بأَقْدامها النَّعْلُ قال: و فی قوله أَیضاً: أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّی رِسالةً و ذِبْیان: هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ؟
لسان العرب، ج‌9، ص: 55
قال ابن سیدة: و الحَلِیفانِ أَسَدٌ و غَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم. ابن سیدة: الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا یُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ. و الجمع أَحْلَاف. و قد حالَفَه مُحالَفَة و حِلافاً، و هو حِلْفُه و حَلیفه؛ و قول أَبی ذؤیب: فَسَوْفَ تَقُولُ، إنْ هِیَ لم تَجِدْنی: أَ خانَ العَهْدَ أَم أَثِمَ الحَلِیفُ؟ الحَلِیف: الحالِفُ فیما كان بینه و بینها لیَفِیَنَّ، و الجمع أَحْلافٌ و حُلَفاء، و هو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن یكون أَمرهما واحداً بالوفاء. الجوهری: و الأَحْلافُ أَیضاً قوم من ثَقِیفٍ لأَنَّ ثقیفاً فرقتان بنو مالك و الأَحْلافُ، و یقال لبنی أَسَدٍ و طَیِّ‌ءٍ الحَلِیفان، و یقال أَیضاً لفَزارةَ و لأَسَدٍ حَلِیفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بنی أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طیّئاً ثم حالفت بنی فزارة. ابن سیدة: كل شی‌ء مُخْتَلَف فیه، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلی الحَلِفِ، و لذلك قیل حَضارِ و الوَزْنُ مُحْلِفانِ، و ذلك أَنهما نَجْمانِ یَطْلُعانِ قبل سُهَیْل من مَطْلَعِه فیظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهیل، فیحلف الواحد أَنه سهیل و یحلف الآخر أَنه لیس به. و ناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ فی سِمَنِها حتی یَدْعُوَ ذلك إلی الحلف. الأَزهری: ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا یُدْری أَ فی سَنامِها شحم أَم لا؛ قال الكمیت: أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُومِ بأَلْوَتَی بَرٍّ و فاجِرْ أَی یَحْلِفُ اثْنان: أَحدهما علی الدُّرُوسِ و الآخر علی أَنه لیس بدارِسٍ فیبر أَحدهما فی یمینه و یحنث الآخر، و هو الفاجر. و یقال: كُمَیْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بین الأَحْوی و الأَحَمّ حتی یختلف فی كُمْتته، و كُمَیْتٌ غیر مُحلِف إذا كان أَحْوَی خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَیِّنَ الحُمّةِ. و فی الصحاح: كُمَیْتٌ مُحْلِفةٌ و فرس مُحْلِفٌ و مُحْلِفةٌ، و هو الكُمَیْت الأَحَمُّ و الأَحْوی لأَنهما مُتَدانِیانِ حتی یشكّ فیهما البَصِیرانِ فیحلف هذا أَنه كُمَیْتٌ أَحْوی، و یحلف هذا أَنه كمیت أَحَمُّ؛ قال ابن كَلْحبة الیَرْبُوعی و اسمه هُبَیْرةُ بن عبد مَناف و كَلْحَبةُ أُمه: تُسائِلُنی بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ: أَ غَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِیمُ؟ كُمَیْتٌ غیرُ مُحْلِفةٍ، و لكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَدیمُ یعنی أَنها خالصة اللون لا یُحْلَفُ علیها أَنها لیست كذلك، و الصِّرْفُ: شی‌ء أَحْمر یُدْبَغُ به الجِلْدُ. و قال ابن الأَعرابی: معنی مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلی أَن یحلف أَنه رأَی مِثْلَها كرَماً، و الصحیح هو الأَول. و المُحْلِفُ من الغِلمان: المشكوك فی احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلی الحلف. اللیث: أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم، قال: و قال بعضهم قد أَحْلَفَ. قال أَبو منصور: أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنی خطأ، إنما یقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إلیه، فقائل یقول قد احْتَلَمَ و أَدْرَك و یحلف علی ذلك، و قائل یقول غیر مُدْرِكٍ و یحلف علی قوله. و كل شی‌ء یختلف فیه الناس و لا یقِفُون منه علی أَمر صحیح، فهو مُحْلِفٌ. و العرب تقول للشی‌ء المُخْتَلَفِ فیه: مُحْلِفٌ و مُحْنِثٌ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 56
و الحَلِیفُ: الحَدیدُ من كل شی‌ء، و فیه حَلافةٌ، و إنه لَحَلِیفُ اللسانِ علی المثل بذلك أَی حدیدُ اللسان فصیحٌ. و سِنانٌ حَلِیفٌ أَی حَدید. قال الأَزهری: أَراه جُعِلَ حلیفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء. و‌فی حدیث الحجاج أَنه قال لیزید بن المُهَلَّب: ما أَمْضی جَنانَه و أَحْلَفَ لِسانَه‌أَی ما أَمْضاه و أَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِیفٌ أَی حدید ماض. و الحَلَفُ و الحَلْفاء: من نَباتِ الأَغْلاثِ، واحدتها حَلِفةٌ و حَلَفةٌ و حَلْفاء و حَلْفاة؛ قال سیبویه: حَلْفاء واحدة و حَلْفاء للجمیع لما كان یقع للجمیع و لم یكن اسماً كُسِّرَ علیه الواحد، أَرادوا أَن یكون الواحدُ من بناء فیه علامة التأْنیث كما كان ذلك فی الأَكثر الذی لیست فیه علامة التأْنیث، و یقع مذكراً نحو التمر و البر و الشعیر و أَشباه ذلك، و لم یُجاوِزُوا البناء الذی یقع للجمیع حیث أَرادوا واحداً فیه علامة التأْنیث لأَنه فیه علامة التأْنیث، فاكتفَوْا بذلك و بَیَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة، و لم یَجِیئُوا بعلامة سِوی العلامة التی فی الجمع لتَفْرُقَ بین هذا و بین الاسم الذی یقع للجمیع و لیس فیه علامة التأْنیث نحو التمر و البُسْر.، و أَرض حَلِفةٌ و مُحْلِفةٌ: كثیرة الحَلْفاء. و قال أَبو حنیفة: أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء. اللیث: الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ. قال الأَزهری: الحَلْفَاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل و الخوص، ینبت فی مغایِضِ الماء و النُزُوزِ، الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ و قَصْباءَ و طَرَفَةٍ و طَرْفاءَ. و قال سیبویه: الحَلْفَاء واحد و جمع، و كذلك طرْفاء و بُهْمَی و شُكاعی واحدة و جمع. ابن الأَعرابی: الحَلْفاء الأَمَةُ الصَّخَّابة. الجوهری: الحَلْفَاء نبت فی الماء، و قال الأَصمعی: حَلِفة، بكسر اللام. و‌فی حدیث بدر: أَنَّ عُتْبةَ بن رَبیعةَ بَرَزَ لعُبیدةَ فقال: مَن أَنت؟ قال: أَنا الذی فی الحَلْفاء؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوی الأَسَد الآجامُ و مَنابتُ الحلفاء، و هو نبت معروف، و قیل: هو قصب لم یُدْرِكْ. و الحلفاء: واحد یراد به الجمع كالقصْباء و الطرْفاء، و قیل: واحدته حَلْفاةٌ. و حُلَیْفٌ و حَلِیفٌ: اسْمان. و ذو الحُلَیْفةِ: موضعٌ؛ و قال ابن هَرْمةَ: لمْ یُنْسَ رَكْبُك یومَ زالَ مَطِیُّهُمْ مِنْ ذی الحُلَیْفِ، فصَبَّحُوا المَسْلُوقا یجوز أَن یكون ذو الحُلَیْفِ عنده لُغةً فی ذی الحُلَیْفةِ، و یجوز أَن یكون حذف الهاء من ذی الحُلَیْفَة فی الشعر كما حذفها الآخر من العُذَیْبةِ فی قوله و هو كثیر عَزَّةَ: لَعَمْری، لَئِنْ أُمُّ الحكیم تَرَحَّلَتْ و أَخْلَتْ بَخَیْماتِ العُذَیْبِ ظِلالَها و إنما اسْمُ الماءِ العُذَیْبةُ، و اللّه أَعلم.

حلقف؛ ج9، ص: 56

: احْلَنْقَفَ الشی‌ءُ: أَفْرَطَ اعْوِجاجُه؛ عن كراع؛ قال هِمْیانُ بن قُحافَة: و انْعاجَتِ الأَحْناء حتی احْلَنْقَفَتْ،

حنف؛ ج9، ص: 56

: الحَنَفُ فی القَدَمَینِ: إقْبالُ كل واحدة منهما علی الأُخری بإبْهامها، و كذلك هو فی الحافر فی الید و الرجل، و قیل: هو میل كل واحدة من الإِبهامین علی صاحبتها حتی یُری شَخْصُ أَصلِها خارجاً، و قیل: هو انقلاب القدم حتی یصیر بَطنُها ظهرَها، و قیل: میل فی صدْر القَدَم، و قد حَنِفَ حَنَفاً، و رجُل أَحْنَفُ و امرأَة حَنْفاء، و به سمی الأَحْنَفُ بن
لسان العرب، ج‌9، ص: 57
قَیْس، و اسمه صخر، لِحَنَفٍ كان فی رجله، و رِجلٌ حَنْفَاء. الجوهری: الأَحْنَفُ هو الذی یمشی علی ظهر قدمه من شِقِّها الذی یَلی خِنْصِرَها. یقال: ضرَبْتُ فلاناً علی رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، و قدَم حَنْفاء. و الحَنَفُ: الاعْوِجاجُ فی الرِّجْل، و هو أَن تُقْبِل إحْدَی إبْهامَیْ رِجْلَیْه علی الأُخری. و‌فی الحدیث: أَنه قال لرجل ارْفَعْ إزارَك، قال: إنی أَحْنَفُ.الحَنَفُ: إقْبالُ القدَم بأَصابعها علی القدم الأُخری. الأَصمعی: الحَنَفُ أَن تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل الیمنی علی أُختها من الیسری و أَن تقبل الأُخری إلیها إقْبالًا شدیداً؛ و أَنشد لدایةِ الأَحْنَف و كانت تُرَقِّصُه و هو طِفْل: و اللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ، ما كانَ فی فِتْیانِكُم مِن مِثلِهِ و من صلة هاهنا. أَبو عمرو: الحَنِیفُ المائِلُ من خیر إلی شرّ أَو من شرّ إلی خیر؛ قال ثعلب: و منه أُخذ الحَنَفُ، و اللّه أَعلم. و حَنَفَ عن الشی‌ء و تَحَنَّفَ: مال. و الحَنِیفُ: المُسْلِمُ الذی یَتَحَنَّفُ عن الأَدْیانِ أَی یَمِیلُ إلی الحقّ، و قیل: هو الذی یَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البیتِ الحرام علی مِلَّةِ إبراهیمَ، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و قیل: هو المُخْلِصُ، و قیل: هو من أَسلم فی أَمر اللّه فلم یَلْتَوِ فی شی‌ء، و قیل: كلُّ من أَسلم لأَمر اللّه تعالی و لم یَلْتَوِ، فهو حنیفٌ. أَبو زید: الحَنیفُ المُسْتَقِیمُ؛ و أَنشد: تَعَلَّمْ أَنْ سَیَهْدِیكُمْ إلیْنا طریقٌ، لا یُجُورُ بِكُمْ، حَنِیفُ و قال أَبو عبیدة فی قوله عز و جل: قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِیمَ حَنِیفاً، قال: من كان علی دین إبراهیم، فهو حنیف عند العرب، و كان عَبَدَةُ الأَوْثانِ فی الجاهلیة یقولون: نحن حُنَفَاء علی دین إبراهیم، فلما جاء الإِسلام سَمَّوُا المسلم حَنِیفاً، و قال الأَخفش: الحَنِیف المسلم، و كان فی الجاهلیة یقال مَن اخْتَتَنَ و حج البیت حَنِیفٌ لأَن العرب لم تتمسّك فی الجاهلیة بشی‌ء من دِینِ إبراهیم غیرِ الخِتان و حَجِّ البیتِ، فكلُّ من اختتن و حج قیل له حَنِیف، فلما جاء الإِسلام تمادَتِ الحَنِیفِیّةُ، فالحَنِیفُ المسلم؛ و قال الزجاج: نصب حَنِیفاً فی هذه الآیة علی الحال، المعنی بل نتبع ملة إبراهیم فی حال حنیفیته، و معنی الحنیفیة فی اللغة المَیْلُ، و المعنَی أَنَّ إبراهیم حَنَفَ إلی دینِ اللّه و دین الإِسلامِ، و إنما أُخِذَ الحَنَفُ من قولهم رَجُل أَحْنَفُ و رِجْلٌ حَنْفاء، و هو الذی تَمِیلُ قدَماه كلُ واحدة إلی أُختها بأَصابعها. الفراء: الحَنِیف مَن سُنَّته الاختِتان. و روی الأَزهری عن الضحاك فی قوله عز و جل: حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَیْرَ مُشْرِكِینَ بِهِ، قال: حُجَّاجاً، و كذلك قال السدی. و یقال: تَحَنَّفَ فلان إلی الشی‌ء تَحَنُّفاً إذا مال إلیه. و قال ابن عرفة فی قوله عز و جل: بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِیمَ حَنِیفاً، قد قیل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ و إنما قیل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلًا بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنی الحنیفیة فی الإِسلام المَیْلُ إلیه و الإِقامةُ علی عَقْدِه. و الحَنِیف: الصحیح المَیْل إلی الإِسلام و الثابتُ علیه. الجوهری: الحَنِیف المسلم و قد سمّی المستقیم بذلك كما سمِّی الغُراب أَعْوَرَ. و تَحَنَّفَ الرجلُ أَی عَمِلَ عَمَلَ الحَنیفیّة، و یقال اخْتتن، و یقال اعتزل الأَصنام و تَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ: و لمَّا رأَین الصُّبْحَ، بَادَرْنَ ضَوْءَه رَسِیمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 58
و أَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن اللیلِ، بَعْدَ ما أَقامَ الصلاةَ العابِدُ المُتَحَنِّفُ و قول أَبی ذؤیب: أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنِیف، شَهْرَیْ جُمادَی و شَهْرَیْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا المُتَرَبَّع إقامةَ المُتَحَنِّفِ علی هَیْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله و تدیُّنِه لما یرجوه علی ذلك من الثواب، و جَمْعُه حُنَفَاء، و قد حَنَفَ و تَحَنَّفَ. و الدینُ الحَنِیف: الإِسلام، و الحَنیفِیَّة: مِلة الإِسلام. و‌فی الحدیث: أَحَبُّ الأَدیان إلی اللّه الحَنِیفِیَّةُ السَّمْحَةُ، و یوصف به فیقال: مِلَّةٌ حَنِیفِیَّةٌ. و قال ثعلب: الحَنِیفِیَّةُ المیلُ إلی الشی‌ء. قال ابن سیدة: و لیس هذا بشی‌ء. الزجاجی: الحَنِیف فی الجاهلیة من كان یَحُجُّ البیتَ و یغتسل من الجنابة و یخْتَتنُ، فلما جاء الإِسلام كان الحَنِیفُ المُسْلِمَ، و قیل له حَنِیف لعُدوله عن الشرك؛ قال و أَنشد أَبو عبید فی باب نعوت اللیَّالی فی شدَّة الظلمة فی الجزء الثانی: فما شِبْهُ كَعْبٍ غیرَ أَعْتَمَ فاجِرٍ أَبی مُذْ دَجا الإِسْلامُ، لا یَتَحَنَّفُ و‌فی الحدیث: خَلَقْتُ عِبادِی حُنَفَاء‌أَی طاهِرِی الأَعضاء من المَعاصِی. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمین كلهم لقوله تعالی: هُوَ الَّذِی خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كٰافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ، و قیل: أَراد أَنه خلقهم حُنَفَاء مؤمنین لما أَخذ علیهم المیثاقَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ، فلا یوجد أَحد إلا و هو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً و إن أَشرك به، و اختلفوا فیه. و الحُنَفاءُ: جَمْع حَنِیفٍ، و هو المائل إلی الإِسلام الثابتُ علیه. و‌فی الحدیث: بُعِثْتُ بالحَنِیفِیَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ.و بنو حَنِیفةَ: حَیٌّ و هم قوم مُسَیْلِمة الكذَّابِ، و قیل: بنو حَنِیفَة حیّ من رَبیعة. و حَنِیفَةُ: أَبو حی من العرب، و هو حَنِیفَة بن لُجَیم بن صعب بن علیّ بن بكر بن وائل؛ كذا ذكره الجوهری. و حَسَبٌ حَنِیفٌ أَی حدیثٌ إسْلامیُّ لا قَدِیمَ له؛ و قال ابن حَبْناء التمیمی: و ما ذا غیر أَنَّك ذُو سِبالٍ تُمِسِّحُها، و ذو حَسَبٍ حَنِیفِ؟ ابن الأَعرابی: الحَنْفَاء شجرة، و الحَنْفَاء القَوْسُ، و الحَنْفَاء الموسی، و الحَنْفَاء السُّلَحْفاةُ، و الحَنْفَاء الحِرْباءَة، و الحَنْفَاءُ الأَمَةُ المُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة و تَنْشَطُ أُخْری. و الحَنِیفِیَّةُ: ضَرْبٌ من السُّیوفِ، منسوبة إلی أَحْنَفَ لأَنه أَوّل من عَمِلها، و هو من المَعْدُولِ الذی علی غیر قیاس. قال الأَزهری: السیوفُ الحَنِیفِیَّةُ تُنْسَبُ إلی الأَحْنَف بن قیس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها، قال و القیاسُ الأَحْنَفِیُّ. الجوهری: و الحَنْفَاء اسم ماء لبنی مُعاویة بن عامر بن ربیعةَ، و الحَنْفَاء فرس حُجْرِ بن مُعاویةَ و هو أَیضاً فرس حُذَیْفةَ بن بدر الفَزاریّ. قال ابن بری: هی أُخْتُ داحِسٍ لأَبیه من ولد العُقّالِ، و الغَبْراء خالةُ داحِس و أُخته لأَبیه، و اللّه أَعلم.

حنتف؛ ج9، ص: 58

: حَنْتَفٌ: اسم. الجوهری: الحَنْتَفَانِ الحَنْتَفُ و أَخوه سِیفٌ ابنا أَوْسِ بن حِمْیَریّ بن رِیاح بن یَرْبوعٍ. و الحَنْتَفُ: الجَراد المُنَتَّفُ المُنَقَّی من الطَّبخ، و به سمِّی الرجل حَنْتَفاً. و الحُنْتُوفُ: الذی یَنْتِف لِحْیَتَه من هَیَجانِ المِرارِ به.
لسان العرب، ج‌9، ص: 59‌

حنجف؛ ج9، ص: 59

: الحُنْجُفُ و الحُنْجُفةُ: رأْسُ الوَرِكِ إلی الحَجبة، و یقال له حَنْجَفٌ، و یقال له حِنْجِفٌ. و الحُنْجُوفُ: طَرَفُ حَرْقَفةِ الوَرِكِ. و الحَنَاجِفُ: رؤوس الأَوْراكِ. و الحُنْجُوفُ: رأْس الضِّلَعِ مما یَلی الصُّلْبَ؛ قال الأَزهری: و الحَناجِفُ رؤوس الأَضْلاع، و لم نَسْمَعْ لها بواحد، قال: و القیاس حَنْجَفَة؛ قال ذو الرمة: جُمالِیَّةٌ لم یَبْقَ إلّا سَراتُها، و أَلواحُ سُمْرٌ مُشْرِفاتُ الحَناجِفِ و حُنْجُوفُ: دُوَیْبّةٌ.

حوف؛ ج9، ص: 59

: الحافةُ و الحَوْفُ: الناحِیةُ و الجانِبُ، و سنذكر ذلك فی حیف لأَن هذه الكلمة یائیة و واوِیة. و تَحَوَّفَ الشی‌ءَ: أَخذ حافتَه و أَخذه من حافَتِه و تَخَوَّفَه، بالخاء، بمعناه. الجوهری: تَحَوَّفَه أَی تَنَقَّصَه. غیره: و حَافَتَا الوادی جانِباه. و حَافَ الشی‌ءَ حَوْفاً: كان فی حافَتِه. و حَافَه: زارَه؛ قال ابن الزِّبَعْری: و نعْمان قد غادَرْنَ تَحْتَ لِوائِه «3» … طیر یَحُفْنَ وُقُوعُ و حَوْفُ الوادی: حَرْفُه و ناحِیَتُه؛ قال ضَمْرةُ بن ضمرةَ: و لو كُنْتَ حَرْباً ما طَلَعْتَ طُوَیْلِعاً، و لا حَوْفَه إلا خَمِیساً عَرَمْرَما و یروی: … جَوْفَه … و … جَوَّه … و‌فی الحدیث: سَلِّطْ «4» علیهم مَوْتَ طاعُونٍ یَحُوفُ القُلوبَ؛ أَی یُغَیِّرُها عن التوكل و یَدْعُوها إلی الانتقال و الهَرَب منه، و هو من الحَافَةِ ناحیةِ الموضع و جانِبِه، و یروی … یُحَوِّفُ …، بضم الیاء و تشدید الواو و كسرها، و قال أَبو عبید: إنما هو بفتح الیاء و سكون الواو. و‌فی حدیث حذیفة: لما قُتِلَ عمرُ، رضی اللّه عنه، تركَ الناسُ حَافَةَ الإِسلامِ‌أَی جانِبَه و طَرَفَه. و‌فی الحدیث: كان عُمارةُ بنُ الوَلِیدِ و عَمرو بن العاص فی البحر، فجلس عمرٌو علی مِیحَافِ السفینة فدفعه عُمارةُ؛ أَراد بالمِیحَافِ أَحَدَ جانبی السفینة، و یروی بالنون و الجیم. و الحَافَةُ: الثَّوْرُ الذی فی وسَطِ الكُدْسِ و هو أَشْقی العَوامِلِ. و الحَوْفُ بلغة أَهلِ الحَوْفِ و أَهل الشِّحْرِ: كالهَوْدَجِ و لیس به، تركب به المرأَةُ البعیرَ، و قیل: الحَوْفُ مَرْكَب للنساء لیس بهودج و لا رَحْل. و الحَوْفُ: الثوب. و الحَوف: جلد یُشَقَّقُ كهیئة الإِزارِ تلْبَسُه الحائضُ و الصِّبیانُ، و جمعه أَحْوافٌ، و قال ابن الأَعرابی: هو جِلْد یُقَدُّ سُیُوراً عَرْضُ السیر أَربع أَصابعَ، أَو شِبْرٌ، تَلْبَسُه الجاریةُ صغیرة قبل أَن تُدْرِكَ، و تلبسُه أَیضاً و هی حائض، حجازیة، و هی الرَّهْطُ، نَجْدیة؛ و قال مُرَّةُ: هی كالنُّقْبةِ إلا أَنها تُقَدَّدُ قِدَداً عَرْضُ القِدَّةِ أَربع أَصابع إن كانت من أَدَم أَو خِرَقٍ؛ قال الشاعر: جاریة ذات هنٍ كالنَّوْفِ، مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ، یا لَیْتَنی أَشِیمُ فیه عَوْفی و أَنشد ابن بری لشاعر:
(3). كذا بیاض بسائر النسخ. (4). قوله [سلط إلخ] ضبط فی النهایة هنا و فی مادة حرف بالبناء للفاعل، و ضبط فی مادة ذفف منها بالبناء للمفعول و كذا ضبطه المجد هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 60
جَوارٍ یُحَلَّیْنَ اللِّطاطَ، تَزِینُها شَرائِحُ أَحْوافٍ من الأَدَمِ الصِّرْف و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: تزوَّجَنی رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و علیَّ حَوْفٌ؛ الحَوْف: البَقِیرةُ تَلْبَسُه الصَّبیةُ، و هو ثوب لا كُمَّیْنِ له، و قیل: هی سُیُور تَشُدُّها الصبیان علیهم، و قیل: هو شِدَّةُ العَیْشِ. و الحوْفُ: القَرْیةُ فی بعض اللغات، و جمعه الأَحْوافُ. و الحَوْفُ: موضِع.

حیف؛ ج9، ص: 60

: الحَیْفُ: المَیْلُ فی الحُكم، و الجَوْرُ و الظُّلم. حافَ علیه فی حُكْمِه یَحِیفُ حَیفاً: مالَ و جارَ؛ و رجل حائِفٌ من قوم حَافَةٍ و حُیَّفٍ و حُیُفٍ. الأَزهری: قال بعض الفقهاء یُرَدُّ من حَیفِ النّاحِل ما یُرَدُّ من جَنَفِ المُوصِی، و حَیْفُ الناحِلِ: أَن یكون للرجل أَولاد فیُعْطی بعضاً دون بعض، و قد أُمر بأَن یسوِّی بینهم، فإذا فضَّلَ بعضهم علی بعض فقد حاف. و‌جاء بَشیرٌ الأَنصاریُّ بابنه النُّعمان إلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و قد نَحَلَه نَحْلًا و أَراد أَن یُشْهِدَه علیه فقال له: أَ كُلَّ ولَدِكَ قد نَحَلْتَ مِثْلَه؟ قال: لا، فقال: إنی لا أَشْهَد علی حَیْفٍ، و كما تُحِبّ أَن یكون أَولادُك فی بِرِّك سواءً فسَوِّ بینهم فی العَطاء.و فی التنزیل العزیز: أَنْ یَحِیفَ اللّٰهُ عَلَیْهِمْ وَ رَسُولُهُ، أَی یَجُورَ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: حتی لا یَطْمَعَ شَریفٌ فی حَیْفِك‌أَی فی مَیْلِك معه لشرَفِه؛ الحَیْفُ: الجَوْرُ و الظلم. و حَافَةُ كل شی‌ء: ناحِیَتُه، و الجمع حیَفٌ علی القِیاسِ، و حِیف علی غیر قیاس. و منه حَافَتَا الوادی، و تصغیره حُوَیْفَةٌ، و قیل: حِیفةُ الشی‌ء ناحیته. و حكی ابن الأَعرابی عن أَبی الجَرَّاح: جاءنا بضَیْحةٍ سَجاجةٍ تَری سوادَ الماء فی حِیفِها. و حَافَتَا اللسانِ: جانِباه. و تَحَیَّفَ الشی‌ءَ: أَخذ من جوانِبه و نواحِیه؛ و قول الطِّرِمّاح: تَجَنَّبها الكُماةُ بكلِّ یَوْمٍ مَرِیضِ الشَّمْسِ، مُحْمَرِّ الحَوافی فُسِّر بأَنه جمع حافةٍ، قال: و لا أَدری وَجهَ هذا إلا أَن تُجمع حَافَةٌ علی حَوَائِفَ كما جَمَعوا حاجة علی حَوائجَ، و هو نادر عَزیز، ثم تُقلب. و تَحَیَّفَ مالَه: نَقَصَه و أَخَذَ من أَطْرافه. و تَحَیَّفْتُ الشی‌ء مثل تَحَوَّفْتُه إذا تَنَقَّصْته من حافاته. و الحِیفةُ: الطَّریدَةُ لأَنها تَحَیَّفُ ما یَزیدُ فتَنْقُصه؛ حكاه أَبو حنیفة. و الحَافَانِ: عِرْقانِ أَخضران تحت اللسان، الواحد حَافٌ، خفیف. و الحَیْفُ: الهامُ و الذكر؛ عن كراع. و ذاتُ الحِیفَةِ: من مساجِد النبی، صلی اللّه علیه و سلم، بین المدینة و تَبُوك.

فصل الخاء المعجمة؛ ج9، ص: 60

ختف؛ ج9، ص: 60

: الخُتْفُ: السَّذابُ، یمانیة.

خجف؛ ج9، ص: 60

: الخَجِیفُ: لغة فی الجَخیف و هو الطَّیْشُ و الخِفَّةُ و التكبر. و غلام خُجافٌ: صاحب تكبر و فخر؛ حكاه یعقوب. اللیث: الخَجِیفَةُ المرأَة القَضیفةُ، و هُنَّ الخِجافُ. و رجل خَجِیفٌ: قَضِیفٌ. قال أَبو منصور: لم أَسمع الخجیف، الخاء قبل الجیم، فی شی‌ء من كلام العرب لغیر اللیث.

خدف؛ ج9، ص: 60

: الخَدْفُ: مَشْیٌ فیه سُرعةٌ و تَقارُبُ خُطیً. و الخَدْفُ: الاخْتِلاسُ؛ عن ابن الأَعرابی.
لسان العرب، ج‌9، ص: 61
و اخْتَدَفَ الشی‌ءَ: اخْتَطَفَه و اجْتذبه. أَبو عمرو: یقال لخِرَقِ القمیص قبل أَن تُؤَلَّفَ الكِسَفُ و الخدَفُ، واحدتها كِسْفَةٌ و خِدْفةٌ. و الخَدْفُ: السُّكانُ الذی للسفینة. ابن الأَعرابی: امْتَعَدَه و امْتَشَقَه و اخْتَدَفَه و اخْتواه و اخْتَاتَه و تَخَوَّته و امْتَشَنَه إذا اخْتَطفَه. و خَدَفْتُ الشی‌ء و خَذَفتُه: قَطَعْتُه.

خذف؛ ج9، ص: 61

: الخَذْفُ: رَمْیُكَ بحَصاة أَو نواة تأْخُذها بین سَبّابَتَیْك أَو تَجْعَلُ مِخْذَفةً من خشب ترمی بها بین الإِبهام و السبابة. خَذَفَ بالشی‌ء یَخْذِفُ خَذْفاً: رَمی، و خَصَّ بعضهم به الحَصی. الأَزهری فی ترجمة حَذَفَ قال: و أَما الخَذْف، بالخاء، فإنه الرَّمْیُ بالحصی الصغار بأَطْراف الأَصابع. یقال: خَذَفَه بالحصی خذفاً. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه نَهَی عن الخَذْفِ بالحصی و قال: إنه یفقأُ العینَ و لا یَنْكِی العَدُوّ و لا یُحْرِزُ صَیداً.و رمْیُ الجِمارِ یكون بمثْلِ حَصی الخَذْفِ و هی صغار. و‌فی حدیث رَمْیِ الجِمار: علیكم بمثل حصی الخذْف‌أَی صغاراً. الجوری: الخَذْفُ بالحصی الرَّمْیُ به بالأَصابع؛ و منه قول إمرئ القیس: كأَنّ الحصی من خَلْفِها و أَمامِها، إذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرا و‌فی الحدیث: نَهَی عن الخَذْفِ، و هو رَمْیُكَ حَصاةً أَو نواةً تأْخذها بین سبابتیك فترمی بها، أَو تَتَّخِذُ مِخْذَفةً من خشب فترمی بها الحصاة بین إبْهامك و السبابة. و المِخْذَفةُ: المِقْلاعُ و شی‌ء یُرْمَی به. ابن سیدة: و المِخْذفة التی یوضع فیها الحجر و یُرْمی بها الطیر و غیرها مثل المِقلاع و غیره. و‌فی الحدیث: لم یترك عیسی بن مریم، علیهما و علی نبینا الصلاة و السلام، إلا مِدْرَعةَ صُوفٍ و مِخْذَفةً؛ أَراد بالمخذفة المقلاع. و خَذْفُه النُّطْفَةَ: إلقاؤها فی وسَط الرَّحِم. و خَذَفَ بها یَخْذِفُ خَذْفاً: ضَرطَ. و الخَذَّافة و المِخْذَفَةُ: الاسْتُ. و خذفَ ببوله: رَمی به فَقَطَّعَه. و الخَذْفُ: القَطعُ كالخَدْبِ؛ عن كراع. و الخَذْفُ و الخَذَفانُ: سُرْعةُ سیر الإِبل. و الخَذُوفُ من الدَّوابّ: السَّریعةُ و السَّمِینَةُ؛ قال عَدیّ: لا تَنْسَیَا ذِكْرِی علی لذَّةِ الكأْسِ، و طَوْفٍ بالخَذُوفِ النَّحُوصْ یقول: لا تَنْسَیا ذِكْرِی عند الشُّرْبِ و الصَّیْدِ. الجوهری: و الخَذُوفُ الأَتان تَخْذِفُ من سرعتها الحَصی أَی تَرْمیه؛ قال النابغة: كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَذُوفٌ، من الجَوْناتِ، هادِیةٌ عَنُونُ و قیل: الخَذُوفُ التی تَدْنو من الأَرض سِمَناً، و قیل: الخَذُوف التی ترفع رجلیها إلی شِقِّ بَطْنِها. قال الأَصمعی: أَتانٌ خَذُوفٌ، و هی التی تدنو من الأَرض من السِّمَنِ؛ قال الراعی یصف عَیْراً و أُتُنَه: نَفَی بالعِرَاكِ حَوالِیَّها، فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ و الخَذُوفُ من الإِبل: التی لا یَثْبُت صِرارُها. التهذیب: الخَذَفانُ ضَرْبٌ من سیر الإِبل.

خذرف؛ ج9، ص: 61

: خَذْرَفَ: زَجَّ بقوائمِه، و قیل: الخَذْرَفةُ اسْتِدارةُ القوائِمِ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 62
و الخُذْرُوفُ: السریعُ المشی، و قیل: السَّریعُ فی جَرْیِه، و الخُذْرُوفُ: عُوَیْدٌ مَشْقُوقٌ فی وسطه یُشَدُّ بخیط و یُمَدّ فَیُسْمع له حَنِینٌ، و هو الذی یسمی الخَرَّارة، و قیل: الخُذْرُوف شی‌ءٌ یُدوِّرُه الصبی بخیط فی یده فیُسْمَع له دَویّ؛ قال إمرؤ القیس یصف فرساً: دَرِیرٍ، كخُذْرُوفِ الوَلِیدِ أَمَرَّه تَتابُعُ كَفَّیْه بِخَیْطٍ مُوَصَّلِ و الجمع الخَذاریف. و فی ترجمة رمع: الیَرْمَعُ الخَرَّارةُ التی یَلْعَبُ بها الصّبیان و هی الخُذْرُوف. التهذیب: و الخُذْرُوف عُودٌ أَو قصَبَة مَشْقوقة یُفْرَض فی وسَطه ثم یُشَدُّ بخیط، فإذا أُمِرَّ دارَ و سمعت له حفیفاً، یلعب به الصبیان و یُوصَفُ به الفرس لسُرْعَتِه، تقول: هو یُخَذْرِفُ بقوائمه؛ و قول ذی الرمة: و إنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأَكارِع قال بعضهم: الخَذْرَفَةُ ما تَرْمِی الإِبلُ بأَخْفافِها من الحصی إذا أَسرعت. و كلُّ شی‌ء منتشر من شی‌ء، فهو خُذْرُوفٌ؛ و أَنشد: خَذارِیفُ مِن قَیْضِ النَّعامِ التَّرائكِ و قال مُدْرِكٌ القَیْسِیُّ: تَخَذْرَفَتِ النَّوی فُلاناً و تَخَذْرَمَتْه إذا قَذَفَتْه و رحَلَتْ به. و الخُذرُوف: العُود الذی یوضع فی خَرْقِ الرَّحی العُلیا، و قد خَذْرَف الرَّحی. و الخُذْرُوفُ: طِین شَبِیهٌ بالسُّكَّرِ یُلْعَبُ به. و الخِذْرافُ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ، الواحدةُ خِذْرَافَةٌ، و قیل: هو نَبْت رَبیعیّ إذا أَحَسَّ الصَّیْفَ یَبِسَ. و قال أَبو حنیفة: الخِذْرَافُ من الحَمْض له وُرَیقة صَغیرةٌ تَرْتَفِعُ قدر الذِّراعِ، فإذا جَفَّ شاكَهَ البَیاضَ؛ قال الشاعر: تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَریضةٍ، یَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ و بالغَرْبِ قال أَبو منصور: الصحیح أَن الخِذْرَافَ من الحَمْض و لیس من بُقول الرّبیع؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً و بَرْدَ مِیاهِها، و مَنابتَ الحَمَصِیص و الخِذْرافِ و رجُل مُتَخَذْرِفٌ: طَیِّبُ الخُلُقِ. و خَذْرَفَ الإِناءَ: مَلأَه. و الخَذْرَفَةُ: القِطْعة من الثوب. و تَخَذْرَفَ الثوب: تَخَرَّقَ، و اللّه أَعلم.

خرف؛ ج9، ص: 62

: الخَرَفُ، بالتحریك: فَسادُ العَقْلِ من الكِبَرِ. و قد خَرِفَ الرجُل، بالكسر، یَخْرَفُ خَرَفاً، فهو خَرِفٌ: فَسَدَ عَقْلُه من الكِبَرِ، و الأُنثی خَرِفةٌ، و أَخْرَفَه الهَرَمُ؛ قال أَبو النَّجْم العِجْلیّ: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زِیادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلایَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، و تَكْتُبانِ فی الطَّریقِ لام الِف «5» نَقَلَ حركةَ الهمزة من الأَلف علی المیم الساكنة من لام فانفتحت، و مثله قولهم فی العدد: ثلاثةَ اربعة. و الخَریفُ: أَحَدُ فُصُولِ السنةِ، و هی ثلاثة أَشْهر من آخر القَیْظِ و أَوَّل الشتاء، و سمی خَریفاً لأَنه تُخْرَفُ فیه الثِّمار أَی تُجْتَنی. و الخَریفُ: أَوَّلُ ما یَبدأُ من المطر فی إقْبالِ الشتاء. و قال أَبو حنیفة:
(5). قوله [و تكتبان] رواه فی الصحاح بدون واو من التكتیب.
لسان العرب، ج‌9، ص: 63
لیس الخَرِیفُ فی الأَصل باسم الفصل، و إنما هو اسم مطر القیظ، ثم سمی الزمن به، و النَّسَبُ إلیه خَرْفیٌّ و خَرَفیٌّ، بالتحریك، كلاهما علی غیر قیاس. و أَخْرَفَ القومُ: دخلوا فی الخریف، و إذا مُطِرَ القومُ فی الخریف قیل: قد خُرِفُوا، و مَطَرُ الخریف خَرْفیٌّ. و خُرِفَتِ الأَرضُ خَرْفاً: أَصابها مطرُ الخریف، فهی مَخْروفةٌ، و كذلك خُرِفَ الناسُ. الأَصمعی: أَرضٌ مخْروفةٌ أَصابها خَریفُ المطر، و مَرْبُوعةٌ أَصابها الربیعُ و هو المطر، و مَصِیفةٌ أَصابها الصیفُ. و الخَریفُ: المطر فی الخریف؛ و خُرِفَتِ البهائم: أَصابها الخریفُ أَو أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه؛ قال الطِّرمَّاح: مِثْلَ ما كافَحْتَ مَخْرُوفةً نَصَّها ذاعِرُ رَوْعٍ مُؤام یعنی الظبْیةَ التی أَصابها الخَریفُ. الأَصمعی: أَوّل ماء المطر فی إقْبالِ الشتاء اسمه الخرِیفُ، و هو الذی یأْتی عند صِرامِ النخْل، ثم الذی یَلِیه الوَسْمیّ و هو أَوَّلُ الرَّبیعِ، و هذا عند دخول الشتاء، ثم یلیه الرَّبیع ثم الصیفُ ثم الحَمِیمُ، لأَن العرب تجعل السنة ستة أَزْمِنة. أَبو زید الغَنَوِیُّ: الخَریفُ ما بین طُلُوعِ الشِّعْری إلی غُرُوبِ العَرْقُوَتَیْنِ، و الغَوْرُ و رُكْبةُ و الحِجازُ، كله یُمْطَرُ بالخریف، و نَجْدٌ لا تُمْطَرُ فی الخَریف، أَبو زید: أَوّلُ المطر الوسْمِیّ ثم الشَّتْوِیُّ ثم الدَّفَئِیُّ ثم الصیفُ ثم الحَمِیمُ ثم الخَریفُ، و لذلك جُعِلت السنةُ ستةَ أَزْمِنةٍ. و أَخْرَفُوا: أَقامُوا بالمكان خَرِیفَهم. و المَخْرَفُ: موضع إقامَتِهم ذلك الزَّمَنَ كأَنه علی طَرْحِ الزائد؛ قال قَیْسُ بن ذُرَیْح: فَغَیْقةُ فالأَخْیافُ، أَخْیافُ ظَبْیةٍ، بها من لُبَیْنی مَخْرَفٌ و مَرابِعُ و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إذا رأَیت قوماً خَرَفُوا فی حائطِهم‌أَی أَقامُوا فیه وقْتَ اخْتِرافِ الثِّمارِ، و هو الخریف، كقولك صافُوا و شَتَوْا إذا أَقاموا فی الصیْف و الشتاء، و أَما أَخْرَفَ و أَصافَ و أَشْتَی فمعناه أَنه دخل فی هذه الأَوقات. و‌فی حدیث الجارود: قلت یا رسول اللّه ذَوْدٌ نأْتی علیهنّ فی خُرُف فَنَسْتَمْتِعُ من ظُهورِهنَّ و قد عَلِمْتَ ما یَكْفِینا من الظَّهْر، قال: ضالَّةُ المؤْمِن حَرَقُ النارِ؛ قیل: معنی قوله فی خُرُفٍ أَی فی وقت خُروجهنَّ إلی الخریف. و عامَلَه مُخارَفةً و خِرافاً من الخَریفِ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، كالمُشاهَرَةِ من الشهر. و اسْتَأْجَره مُخارَفةً و خِرافاً؛ عنه أَیضاً. و‌فی الحدیث: فُقَراءُ أُمتی یدخلون الجنة قبل أَغنیائهم بأَربعین خریفاً؛ قال ابن الأَثیر: هو الزمان المعروف من فصول السنة ما بین الصیْف و الشتاء، و یرید به أَربعین سنة لأَن الخریف لا یكون فی السنة إلا مرَّة واحدة، فإذا انقضی أَربعون خریفاً فقد مضت أَربعون سنة؛ و منه‌الحدیث: إن أَهل النار یَدْعون مالكاً أَربعین خریفاً؛ و فی حدیث سَلَمَة بن الأَكوع و رجزه: لم یَغْذُها مُدٌّ و لا نَصِیفُ، و لا تُمَیْراتٌ و لا رَغِیفُ، لكِنْ غَذاها لَبَنُ الخَریفِ «1» قال الأَزهری: اللبن یكون فی الخَریفِ أَدْسَمَ. و قال الهروی: الرّوایة اللبنُ الخَریفُ، قال: فیُشْبِه أَنه أَجْری اللبن مُجْری الثِّمار التی تُخْتَرَفُ علی
(1). فی هذا الشطر إقواء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 64
الاستعارة، یرید الطَّریَّ الحَدیثَ العَهْدِ بالحَلَبِ. و الخَریفُ: الساقِیةُ. و الخریفُ: الرُّطَبُ المَجْنیّ. و الخَریف: السنةُ و العامُ. و‌فی الحدیث: ما بین مَنْكِبَی الخازِنِ من خَزَنة جهنم خَریفٌ؛ أَراد مسافةً تُقْطَعُ من الخریف إلی الخریف و هو السنة. و المُخْرِفُ: الناقة التی تُنْتَجُ فی الخریف. و قیل: هی التی نُتِجَتْ فی مثل الوقت الذی حَمَلَتْ فیه من قابل، و الأَوّل أَصحّ لأَن الاشْتِقاق یَمُدُّه، و كذلك الشاة؛ قال الكمیت یمدح محمد بن سلیمان الهاشمیّ: تَلْقی الأَمانَ، علی حِیاضِ مُحمدٍ، ثَوْلاءُ مُخْرِفةٌ، و ذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذِی تَخافُ، و لا لذلِك جُرْأَةٌ، تُهْدی الرَّعِیّةُ ما اسْتَقامَ الرَّیِّسُ و قد أَخْرَفَتِ الشاةُ: وَلَدَتْ فی الخَریف، فهی مُخْرِفٌ. و قال شمر: لا أَعرف أَخْرَفَت بهذا المعنی إلا من الخریف، تَحْمِلُ الناقةُ فیه و تَضَعُ فیه. و خَرَفَ النخلَ یَخْرُفُه خَرْفاً و خَرافاً و خِرافاً و اخْتَرَفَه: صَرَمَه و اجْتَناه. و الخَرُوفَةُ: النخلة یُخْرَفُ ثمَرُها أَی یُصْرَمُ، فَعُولةٌ بمعنی مَفْعولة. و الخرائفُ: النخل اللَّائی تُخْرَصُ. و خَرَفْتُ فلاناً أَخرفُه إذا لَقَطْتَ له الثَّمرَ. أَبو عمرو: اخْرُفْ لنا ثمَرَ النخلِ، و خَرَفْتُ الثِّمار أَخْرُفُها، بالضم، أَی اجْتَنَیْتُها، و الثمر مَخْرُوفٌ و خَریف. و المِخْرَف: النخلة نَفْسُها، و الاخْتِرافُ: لَقْطُ النخل، بُسْراً كان أَو رُطَباً؛ عن أَبی حنیفة. و أَخْرَفَ النخلُ: حانَ خِرافُه. و الخارِفُ: الحافِظُ فی النخلِ، و الجمع خُرّافٌ. و أَرسلوا خُرَّافَهم أَی نُظَّارَهم. و خَرَفَ الرجلُ یَخْرُفُ: أَخَذَ من طُرَفِ الفَواكِهِ، و الاسم الخُرْفَةُ. یقال: التمْرُ خُرْفَة الصائم. و‌فی الحدیث: إن الشجَرَ أَبْعَدُ من الخارِف، و هو الذی یَخْرُفُ الثَّمَر أَی یَجْتَنِیه. و الخُرْفةُ، بالضم: ما یُجْتَنی من الفَواكِه. و‌فی حدیث أَبی عَمْرةَ: النخلة خُرْفةُ الصائم‌أَی ثَمَرتُه التی یأْكلها، و نَسَبَها إلی الصائم لأَنه یُسْتَحَبُّ الإِفْطارُ علیه. و أَخْرَفَه نَخلةً: جعلَها له خُرْفةً یَخْتَرِفُها. و الخَرُوفَةُ: النخلةُ. و الخَریفةُ: النخلة التی تُعْزَلُ للخُرْفةِ. و الخُرافةُ: ما خُرِفَ من النخل. و المَخْرَفُ: القِطْعة الصغیرة من النخل سِتّ أَو سبْعٌ یشتریها الرجل للخُرْفةِ، و قیل هی جماعة النخل ما بَلَغَتْ. التهذیب: روی ثوْبانُ عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: عائدُ المَریضِ فی مَخْرَفَةِ الجنة حتی یَرْجِعَ.قال شمر: المَخْرَفَةُ سِكّةٌ بین صَفَّیْن من نخل یَخْتَرِفُ من أَیِّهِما شاء أَی یجتنی، و جمعها المَخارِفُ. قال ابن الأَثیر: المَخارِفُ جمع مَخْرَفٍ، بالفتح، و هو الحائطُ من النخل أَی أَنّ العائدَ فیما یَحُوزُه من الثواب كأَنَّه علی نخل الجنة یَخْتَرِفُ ثِمارَها. و المِخْرَفُ، بالكسر: ما یُجْتَنی فیه الثِّمارُ، و هی المَخارِفُ، و إنما سمِّی مِخْرَفاً لأَنه یُخْتَرَفُ فیه أَی یُجْتَنَی. ابن سیدة: المِخْرَفُ زَبیلٌ صغیر یُخْتَرَفُ فیه من أَطایِبِ الرُّطَب. و‌فی الحدیث: أَنه أَخذ مِخْرَفاً فأَتَی عِذْقاً؛ المِخْرَفُ، بالكسر: ما یجتنی فیه الثمر، و المَخْرَفُ: جَنَی النخلِ. و قال ابن قُتیبة فیما ردَّ علی أَبی عبید: لا یكون المَخْرفُ جَنی النخل، و إنما المَخْرُوفُ جنَی النخل، قال:
لسان العرب، ج‌9، ص: 65
و معنی الحدیث عائدُ المریض فی بساتین «2» الجنة؛ قال ابن الأَنباری: بل هو المُخْطئُ لأَن المَخْرَفَ یقع علی النخل و علی المَخْرُوفِ من النخل كما یقع المشْرَب علی الشُرْبِ و الموضعِ و المَشْرُوبِ، و كذلك المَطْعَمُ یقع علی الطعام المأْكول، و المَرْكَبُ یقعُ علی المركوب، فإذا جاز ذلك جاز أَن تقع المَخارِفُ علی الرطب المَخْرُوف، قال: و لا یجهل هذا إلا قلیل التفتیش لكلام العرب؛ قال نُصَیْبٌ: و قد عادَ عَذْبُ الماءِ بَحْراً، فزادَنی إلی ظَمَئی أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ و قال آخر: و أُعْرِضُ عن مَطاعِمَ قَدْ أَراها تُعَرَّضُ لی، و فی البَطْنِ انْطواء قال: و قوله عائد المریض علی بساتین الجنة لأَن علی لا تكون بمعنی فی، لا یجوز أَن یقال الكِیسُ علی كُمِّی یرید فی كُمِّی، و الصِّفاتُ لا تُحْمَلُ علی أَخواتها إلا بأَثر، و ما روی لُغَوِیّ قطُّ أَنهم یَضَعُون علی موضع فی. و‌فی حدیث آخر: علی خُرْفةِ الجنة؛ و الخُرفة، بالضم: ما یُخْتَرَفُ من النخل حین یُدْرِكُ ثمره. و لما نزلت: مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً*، الآیة؛قال أَبو طلحة: إنَّ لی مَخْرَفاً و إنی قد جعلته صَدَقَةً‌أَی بُسْتاناً من نخل. و المخرف، بالفتح: یقع علی النخل و الرطب. و‌فی حدیث أَبی قَتَادة: فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً‌أَی حائطاً یُخْرَفُ منه الرطب. و یقال للنخلة التی یأْخذها الرجل للخُرْفَة یَلقُطُ ما علیها من الرُّطَب: الخَرُوفَةُ. و قد اشْتَمَلَ فلان خَرائفَه إذا لَقَطَ ما علیها من الرطب إلا قلِیلًا، و قیل: معنی‌الحدیث عائد المریض علی طریق الجنة‌أَی یؤدِّیه ذلك إلی طرقها؛ و قال أَبو كبیر الهذلی یصف رجلًا ضربه ضربة: و لقد تُحِینُ الخِرْقَ یَرْكُدُ عِلْجُه، فَوْقَ الإِكامِ، إدامَةَ المُسْتَرْعِفِ فأجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه نَهْجاً، أَبانَ بِذِی فَریغٍ مَخْرَفِ فَریغ: طریق واسع. و‌روی أَیضاً عن علیّ، علیه السلام، قال: سمعت النبی، صلی اللّه علیه و سلم، یقول: مَن عادَ مَریضاً إیماناً باللّه و رسوله و تصدیقاً لكِتابه كان ما كان قاعِداً فی خِرافِ الجنةِ، و‌فی روایة أُخری: عائدُ المریضِ فی خِرافة الجنة‌أَی فی اجْتِناء ثمرها من خَرَفْت النخلةَ أَخْرُفُها، و‌فی روایة أُخری: عائد المریض له خَرِیفٌ فی الجنة‌أَی مَخْرُوفٌ من ثمرها، فَعِیلٌ بمعنی مَفْعُولٍ. و المَخْرَفةُ: البستان. و المَخْرَفُ و المَخْرَفَةُ: الطریق الواضحُ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: تركتكم علی مَخْرَفةِ «3» النَّعَمِ‌أَی علی مِثْلِ طریقِها التی تُمَهِّدُها بأَخْفافِها. ثعلب: المَخارِفُ الطُّرُقُ و لم یعین أَیة الطُّرُق هی. و الخُرافةُ: الحدیثُ المُسْتَمْلَحُ من الكذِبِ. و قالوا: حدیث خُرافةَ، ذكر ابن الكلبی فی قولهم حدیثُ خُرَافَة أَنَّ خُرَافَةَ من بنی عُذْرَةَ أَو من جُهَیْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلی قومه فكان یُحَدِّثُ بأَحادیثَ مما رأی یَعْجَبُ منها الناسُ
(2). قوله [فی بساتین إلخ] هذا یناسب روایة النهایة عائد المریض علی مخارف الجنة بصیغة الجمع لا الروایة هنا فی مخرفة الجنة بالإفراد. (3). قوله [تركتكم علی مخرفة] الذی فی النهایة: تركتم علی مثل مخرفة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 66
فكذَّبوه فجری علی أَلْسُنِ الناس. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: و خُرَافَةُ حَقٌّ.و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: قال لها حَدِّثِینی، قالت: ما أُحَدِّثُكَ حَدِیثَ خُرَافَةَ، و الراء فیه مخففة، و لا تدخله الأَلف و اللام لأَنه معرفة إلا أَن یرید به الخُرَافَاتِ الموضوعةَ من حدیث اللیل، أَجْرَوْه علی كل ما یُكَذِّبُونَه من الأَحادیث، و علی كل ما یُسْتَمْلَحُ و یُتَعَجَّبُ منه. و الخَرُوفُ: ولد الحَمَلِ، و قیل: هو دونَ الجَذَعِ من الضأْنِ خاصّة، و الجمع أَخْرِفَةٌ و خِرَفَان، و الأَنثی خَرُوفَةٌ، و اشْتِقاقُه أَنه یَخْرُفُ من هاهنا و هاهنا أَی یَرْتَعُ. و‌فی حدیث المسیح: إنما أَبْعَثُكُم كالكِباشِ تَلْتَقِطون خِرْفَان بنی إسرائیل؛ أَراد بالكِباش الكِبارَ العُلَماء، و بالخِرْفان الصِّغارَ الجُهّالَ. و الخَرُوفُ من الخیل ما نُتِجَ فی الخَریفِ. و قال خالد بن جَبَلَة: ما رَعی الخَریفَ، و قیل: الخَرُوفُ ولَدُ الفرس إذا بلغ ستة أَشْهر أَو سبعة؛ حكاه الأَصمعی فی كتاب الفَرس؛ و أَنشد لرجل من بنی الحرث: و مُسْتَنّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوفِ، قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ دَفُوعِ الأَصابعِ، ضَرْحَ الشَّمُوسِ نَجْلاء، مُؤیسة العُوَّدِ أَرادَ مع المِرْودِ. و قوله و مُسْتَنَّةٍ یعنی طَعْنة فار دَمُها باسْتِنانٍ. و الاسْتِنانُ و السَّنُّ: المَرُّ علی وجهه، یرید أَن دَمَها مرَّ علی وجهه كما یمضی المُهْرُ الأَرِنُ؛ قال الجوهری: و لم یعرفه أَبو الغوث؛ و قوله دَفُوع الأَصابع أَی إذا وضَعْتَ أَصابعكَ علی الدَّم دَفَعها الدم كضَرْحِ الشَّمُوسِ برِجْلِه؛ یقول: یَئِسَ العُوّادُ من صَلاحِ هذه الطَّعْنة، و المِرْوَدُ: حدیدة تُوتَدُ فی الأَرض یُشَدُّ فیها حبلُ الدابةِ؛ فأَما قول إمرئ القیس: جَوادَ المَحَثّةِ و المُرْوَدِ «1» و المَرْوِد أَیضاً، فإنه یرید جَواداً فی حالتَیْها إذا اسْتَحْثَثْتَها و إذا رفَقْتَ بها. و المُرْوَدُ: مُفْعَلٌ من الرَّوْدِ و هو الرِّفْقُ، و المَرْوَدُ مَفْعَلٌ منه، و جمعه خُرُفٌ؛ قال: كأَنَّها خُرُفٌ وافٍ سَنابِكُها، فَطأْطَأَتْ بُؤَراً فی صَهْوَةٍ جَدَدِ ابن السكیت: إذا نُتِجَت الفرَسُ یقال لولدها مُهْر و خَروف، فلا یزال كذلك حتی یحول علیه الحول. و الخَرْفی مَقْصُورٌ: الجُلْبانُ و الخُلَّرُ؛ قال أَبو حنیفة: هو فارسی. و بنو خَارِفٍ: بَطْنان. و خارِفٌ و یامٌ: قَبیلَتان من الیمن، و اللّه أَعلم.

خرشف؛ ج9، ص: 66

: أَبو عمرو: الكَرْشَفَةُ الأَرضُ الغَلیظةُ و هی الخَرْشَفةُ. و یقال كِرْشِفةٌ و خِرْشِفةٌ و كِرْشافٌ و خِرْشافٌ. قال أَبو منصور: و بالبیضاء من بلاد بنی جَذِیمةَ بِسِیفِ البحرین موضع یقال له خِرْشافٌ فی رِمالٍ وَعْثَةٍ تحتها أَحْساء عَذْبةُ الماء، علیها نَخْلٌ بَعْلٌ.

خرقف؛ ج9، ص: 66

: الخُرَنْقِفَةُ: القَصِیرُ.

خرنف؛ ج9، ص: 66

: ناقةٌ خِرْنِفٌ: غَزیرةٌ. و نوق خَرانِفُ: غَزیرةُ الأَلْبانِ. و فی النوادر: خَرْنَفْتُه بالسیف
(1). قوله [جواد إلخ] صدره كما فی رود من الصحاح: و أعددت للحرب وثابة
لسان العرب، ج‌9، ص: 67
و كَرْنَفْتُه إذا ضَرَبْتَه. و خَرانِفُ العِضاه ثمرتها، واحدتها خِرْنِفةٌ. و الخِرْنِفُ: السمینة الغَزیرةُ من النوق؛ قال زیاد المِلْقَطِیُّ: یَلُفُّ منها بالخَرانِیفِ الغُرَرْ، لَفّاً بأَخْلافِ الرَّخِیّاتِ المَصَرّ

خزف؛ ج9، ص: 67

: الخَزَفُ: ما عُمِلَ من الطین و شُویَ بالنار فصار فَخّاراً، واحدته خَزَفةٌ. الجوهری: الخَزَفُ، بالتحریك، الجَرُّ و الذی یَبیعُه الخَزَّاف. و خَزَفَ بیده یَخْزِفُ خَزْفاً: خَطَرَ. و خَزَفَ الشی‌ءَ خَزْفاً: خَرَقَه. و خَزَفَ الثوبَ خَزْفاً: شَقَّه. و الخَزْفُ: الخَطْرُ بالیدِ عند المَشْی.

خزرف؛ ج9، ص: 67

: رجل خِزْرَافَةٌ: ضَعِیفٌ خَوّارٌ خَفیفٌ، و قیل: هو الذی یَضْطَرِبُ فی جُلُوسِه؛ قال إمرؤ القیس: و لَسْتُ بِخِزْرَافَةٍ فی القُعُود، و لَسْتُ بطَیّاخَةٍ أَخْدَبا «1» الأَخْدَب الذی لا یَتَمالَكُ حُمْقاً، و قیل: الأَخْدَبُ الأَهْوَجُ. ابن الأَعرابی: الخِزْرَافَةُ الذی لا یحسن القُعود فی المجلس. و قال ابن السكیت: الخِزْرَافَةُ الكثیر الكلام الخفیفُ، و قیل: الرَّخْوُ.

خسف؛ ج9، ص: 67

: الخسف: سُؤُوخُ الأَرض بما علیها. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً و خُسُوفاً و انْخَسَفَتْ و خَسَفَها اللّه و خَسَفَ اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَی غابَ به فیها؛ و منه قوله تعالی: فَخَسَفْنٰا بِهِ وَ بِدٰارِهِ الْأَرْضَ. و خَسَفَ هو فی الأَرض و خُسِفَ به، و قرئ: لخُسِفَ بنا، علی ما لم یسمَّ فاعله. و فی حرف عبد اللّه: لانْخُسِفَ بنا كما یقال انْطُلِقَ بنا، و انْخَسَفَ به الأَرضُ و خَسَفَ اللّه به الأَرضَ و خَسَفَ المكانُ یَخْسِفُ خُسوفاً: ذهَب فی الأَرض، و خَسَفَه اللّه تعالی. الأَزهری: و خُسِفَ بالرجل و بالقومِ إذا أَخذته الأَرضُ و دخل فیها. و الخَسْفُ: إلْحاقُ الأَرض الأُولی بالثانیة. و الخَسْفُ: غُؤُورُ العینِ، و خُسوفُ العینِ: ذَهابُها فی الرأْس. ابن سیدة: خَسَفَتْ عینُه ساخَتْ، و خَسَفَها یَخْسِفُها خَسْفاً و هی خَسِیفةٌ: فَقَأَها. و عین خَاسِفَةٌ: و هی التی فُقِئَتْ حتی غابت حَدَقَتاها فی الرأْس. و عینٌ خَاسِفٌ إذا غارَتْ، و قد خَسَفَتِ العینُ تَخْسِفُ خُسُوفاً؛ و أَنشد الفراء: مِن كلِّ ملْقی ذَقَنٍ جَحُوفِ، یَلِحُّ عِنْدَ عَیْنِها الخَسِیفِ و بعضهم یقول: عینٌ خَسِیفٌ و البئر خَسِیفٌ لا غیر. و خَسَفَتِ الشمسُ و كسَفَتْ بمعنًی واحد. ابن سیدة: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب ضَوْؤُها، و خسَفَها اللّه و كذلك القمر. قال ثعلب: كسَفتِ الشمسُ و خَسَفَ القمر هذا أَجودُ الكلام، و الشمسُ تَخْسِفُ یوم القیامةِ خُسُوفاً، و هو دخولها فی السماء كأَنها تَكَوَّرَتْ فی جُحْر. الجوهری: و خُسُوفُ القمرِ كُسوفُه. و‌فی الحدیث: إن الشمسَ و القمرَ لا یَخْسِفانِ «2» لموْتِ أَحَدٍ و لا لِحَیاتِه.یقال: خَسَفَ القمرُ بوزن ضرَب إذا كان الفعل له، و خُسِفَ علی ما لم یسمّ فاعله. قال
(1). قوله [و لست إلخ] تقدم فی مادة طیخ: و لست بطیاخة فی الرجال و لست بخِزْرَافَة أحدبا بفتح التاء من لست و بالحاء المهملة فی أَحدبا. (2). قوله [لا یَخْسِفَان] فی النهایة: لا ینخسفان.
لسان العرب، ج‌9، ص: 68
ابن الأَثیر: و قد ورد الخُسُوفُ فی الحدیث كثیراً للشمس و المعروف لها فی اللغة الكسوفُ لا الخُسُوفُ، فأَما إطلاقُه فی مثل هذا فتغلیباً للقمر لتذكیره علی تأْنیث الشمس، فجمع بینهما فیما یَخُصّ القمر، و للمعاوضة أَیضاً فإنه قد جاء‌فی روایة أُخری: إن الشمس و القمر لا یَنْكَسِفانِ، و أَما إطلاقُ الخُسُوفِ علی الشمس منفردة فلاشتراك الخُسُوف و الكسوف فی معنی ذهاب نورهما و إظلامهما. و الانْخِسَافُ: مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ. و خَسَفَ الشی‌ءَ یَخْسِفُه خَسْفاً: خَرَقَه. و خَسَفَ السقْف نفْسُه و انْخَسَفَ: انْخَرَقَ. و بئر خَسُوفٌ و خَسِیفٌ: حُفِرَتْ فی حجارة فلم ینقطع لها مادّة لكثرة مائها، و الجمع أَخْسِفةٌ و خُسُفٌ، و قد خَسَفَها خَسْفاً، و خَسْفُ الرَّكِیَّةِ: مَخْرَجُ مائها. و بئرٌ خَسِیفٌ إذا نُقِبَ جَبَلُها عن عَیْلَمِ الماء فلا یَنْزَحُ أَبداً. و الخَسْفُ: أَن یَبْلُغَ الحافِرُ إلی ماء عِدٍّ. أَبو عمرو: الخَسِیفُ البئر التی تُحْفَرُ فی الحجارة فلا ینقطع ماؤها كثرةً؛ و أَنشد غیره: قد نَزَحَتْ، إنْ لم تَكُنْ خَسِیفا، أَو یَكُنِ البَحرُ لها حلیفا و قال آخر: من العَیالِمِ الخُسْفُ، و ما كانت البئر خَسِیفاً، و لقد خُسِفَتْ، و الجمع خُسُفٌ. و‌فی حدیث عمر أَن العباس، رضی اللّه عنهما، سأَله عن الشعراء فقال: إمرؤ القیس سابِقُهم خَسَفَ لهم عَیْن الشعر فافْتَقَرَ «1» عن معانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ‌أَی أَنْبَطَها و أَغْزَرها لهم، من قولهم خَسَفَ البئرَ إذا حَفَرَها فی حجارة فنبعت بماء كثیر، یرید أَنه ذَلَّلَ لهم الطریق إلیه و بَصَّرَهُم بمَعانی الشِّعْر و فَنَّن أَنواعه و قَصَّدَه، فاحْتَذَی الشعراء علی مثاله فاستعار العین لذلك. و منه حدیث الحجاج قال لرجل بعثه یَحفِرُ بئراً: أَ خَسَفْتَ أَم أَوشَلْتَ؟ أَی أَطْلَعْتَ ماء كثیراً أَم قلِیلًا. و الخَسِیفُ من السَّحابِ: ما نَشَأَ من قِبَلِ العَیْنِ حامِلَ ماء كثیر و العینُ عن یمین القبلة. و الخَسْفُ: الهُزالُ و الذُّلُّ. و یقال فی الذُّلِّ خُسْفٌ أَیضاً، و الخَسْفُ و الخُسْفُ: الإِذْلالُ و تَحْمِیلُ الإِنسان ما یَكْرَه؛ قال الأَعشی: إذْ سامَه خُطَّتَیْ خَسْفٍ، فقال له: اعْرِضْ علیَّ كذا أَسْمَعْهما، حارِ «2» و الخَسْفُ: الظلم؛ قال قَیس بن الخطیم: و لم أَرَ كامْرئٍ یَدْنُو لِخَسْفٍ، له فی الأَرض سَیْرٌ و انْتِواء و قال ساعِدةُ بن جُؤیّةَ: أَلا یا فَتًی، ما عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِه یُبَلُّ علی العادِی و تُؤْبَی المَخاسِفُ المَخاسِفُ: جمع خَسْفٍ، خَرَجَ مَخْرَجَ مَشابهَ و مَلامِحَ. و یقال: سامَه الخَسْفَ و سامَه خَسْفاً و خُسْفاً، أَیضاً بالضم، أَی أَوْلاه ذُلًّا. و یقال: كلَّفه المَشَقَّةَ و الذُّلَّ. و‌فی حدیث علیّ: مَنْ تَرَكَ الجِهادَ أَلْبَسَه اللّهُ الذِّلَّةَ و سیمَ الخَسْفَ؛ الخَسْفُ: النُّقْصانُ و الهَوانُ، و أَصله أَن تُحْبَسَ الدابةُ علی غیر عَلَفٍ ثم استعیر فوضع موضع الهَوان، و سِیمَ: كُلِّفَ و أُلزِمَ. و الخَسْفُ: الجُوعُ؛ قال بِشْر بن أَبی خازم: بضَیْفٍ قد أَلمَّ بِهِمْ عِشاءً، علی الخَسْفِ المُبَیَّنِ و الجُدُوبِ
(1). قوله [فافتقر إلخ] فسره ابن الأَثیر فی مادة فقر فقال: أَی فتح عن معان غامضة. (2). فی قصیدة الأَعشی: قلْ ما تشاء، فإنی سامعٌ حارِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 69
أَبو الهیثم: الخَاسِفُ الجائعُ؛ و أَنشد قول أَوس: أَخُو قُتُراتٍ قد تَبَیَّنَ أَنه، إذا لم یُصِبْ لَحْماً من الوَحْشِ، خاسِفُ أَبو بكر فی قولهم شربنا علی الخَسْفِ أَی شربنا علی غیر أَكل. و یقال: بات القوم علی الخَسْف إذا باتوا جیاعاً لیس لهم شی‌ء یتقوَّتونه. و باتت الدابةُ علی خَسْف إذا لم یكن لها عَلَف؛ و أَنشد: بِتْنا علی الخَسْفِ، لا رِسْلٌ نُقاتُ به، حتی جَعَلْنا حِبالَ الرَّحْلِ فُصْلانا أَی لا قُوتَ لنا حتی شَدَدْنا النُّوقَ بالحِبالِ لِتَدِرَّ علینا فَنَتَقَوَّتَ لبَنها. الجوهری: بات فلان الخَسْفَ أَی جائعاً. و الخَسْفُ فی الدَّوابّ: أَن تُحْبَسَ علی غیر عَلَف. و الخَسْفُ: النُّقْصانُ. یقال: رَضِیَ فلان بالخَسْفِ أَی بالنَّقِیصة؛ قال ابن بری: و یقال الخَسِیفَةُ أَیضاً؛ و أَنشد: و مَوْتُ الفَتی، لم یُعْطَ یَوْماً خَسِیفَةً، أَعَفُّ و أَغْنَی فی الأَنامِ و أَكْرَمُ و الخاسِف: المَهْزولُ. و ناقة خَسِیفٌ: غَزیرَةٌ سرِیعةُ القَطْعِ فی الشّتاء، و قد خَسَفَتْ خَسْفاً. و الخُسُفُ: النُّقَّهُ من الرِّجال. ابن الأَعرابی: و یقال للغلام الخَفِیف النَّشِیطِ خَاسِفٌ و خاشِفٌ و مَرّاقٌ و مُنْهَمِكٌ. و الخَسْفُ: الجَوْزُ الذی یؤكل، واحدته خَسْفةٌ، شِحْرِیّةٌ؛ و قال أَبو حنیفة: هو الخُسْفُ، بضم الخاء و سكون السین؛ قال ابن سیدة: و هو الصحیح. و الخَسِیفانُ: رَدِی‌ءُ التمْرِ؛ عن أَبی عمرو الشیبانی، حكاه أَبو علیّ فی التذكرة و زعم أَن النون نون التثنیة و أَنّ الضم فیها لغة، و حكی عنه أَیضاً: هما خلیلانُ، بضم النون. و الأَخَاسِیفُ: الأَرضُ اللَّیِّنَةُ. یقال: وقَعُوا فی أَخاسِیفَ من الأَرض و هی اللینة.

خشف؛ ج9، ص: 69

: الخَشْفُ: المَرُّ السریعُ. و الخَشُوفُ من الرجال: السریعُ. و خَشَفَ فی الأَرض یَخْشُفُ و یَخْشِفُ خُشوفاً و خَشَفاناً، فهو خَاشِفٌ و خَشوفٌ و خَشِیفٌ: ذَهَب. أَبو عمرو: رجل مِخَشٌّ مِخْشَفٌ و هو الجَری‌ءُ علی هَوْلِ اللیل. و رجل خَشُوفٌ و مِخْشَفٌ: جری‌ء علی اللیل طُرَقَةٌ. و حكی ابن بری عن أَبی عمرو: الخَشُوفُ الذاهبُ فی اللیل أَو غیره بجُرْأَةٍ؛ و أَنشد لأَبی المُساوِرِ العَبْسِیّ: سرینا، و فِینا صارِمٌ مُتَغَطْرِسٌ، سَرَنْدَی خَشُوفٌ فی الدُّجی، مُؤْلِفُ القفرِ و أَنشد لأَبی ذؤیب: أُتِیحَ له من الفِتْیانِ خِرْقٌ أَخُو ثِقةٍ و خِرّیقٌ خَشُوفُ و دلیلٌ مِخْشَفٌ: ماضٍ. و قد خَشَفَ بهم یَخشِفُ خَشافةً و خَشَّفَ و خَشَفَ فی الشی‌ء و انْخَشَفَ، كلاهما: دَخَل فیه؛ قال: و أَقْطَعُ اللیلَ، إذا ما أَسْدَفا، و قَنَّعَ الأَرضَ قِناعاً مُغْدَفا و انْغَضَفَتْ لِمُرْجَحِنٍّ أَغْضَفا جَوْنٍ، تَری فیه الجِبالَ خُشَّفا و الخُشّافُ: طائر صغیرُ العَیْنَینِ. الجوهری: الخُشّافُ الخُفّاشُ، و قیل الخُطَّافُ. اللیث:
لسان العرب، ج‌9، ص: 70
الخَشَفانُ الجَوَلانُ باللیل، و سُمّی الخُشّافُ به لخَشَفانِه، و هو أَحْسَنُ من الخُفّاشِ. قال: و من قال خُفّاشٌ فاشْتِقاقُ اسمه من صِغَر عَینیه. و الخَشْفُ و الخِشْفُ: ذُبابٌ أَخْضر. و قال أَبو حنیفة: الخُشْفُ الذبابُ الأَخضر، و جمعه أَخْشافٌ. و الخِشْفُ: الظَّبْیُ بعد أَن یكون جِدایةً، و قیل: هو خِشْفٌ أَوَّلَ ما یولد، و قیل: هو خشف أَوَّل مَشْیِه، و الجمع خِشَفةٌ، و الأَنثی بالهاء. الأَصمعی: أَوَّلَ ما یولد الظبیُ فهو طَلًا، و قال غیر واحد من الأَعراب: هو طَلًا ثم خشْفٌ. و الأَخْشَفُ من الإِبل: الذی عَمَّه الجَرَبُ. الأَصمعی: إذا جَرِبَ البعیرُ أَجْمَعُ فیقال: أَجْرَبُ أَخْشَفُ، و قال اللیث: هو الذی یَبِسَ علیه جَرَبَهُ؛ و قال الفرزدق: علی الناسِ مَطْلِیُّ المَساعِرِ أَخْشَفُ و الخُشَّفُ من الإِبل: التی تسیر فی اللیل، الواحد خَشُوفٌ و خاشِفٌ و خاشِفةٌ؛ و أَنشد: باتَ یُباری وَرِشاتٍ كالقطا عَجَمْجَماتٍ، خُشَّفاً تحْتَ السُّری قال ابن بری: الواحد من الخُشَّفِ خاشِفٌ لا غیر، فأَمّا خَشُوفٌ فجمعه خشُفٌ، و الوَرِشاتُ: الخِفافُ من النوقِ، و الخَشْفُ مِثْلُ الخَسْفِ، و هو الذُّلُّ. و الأَخاشِفُ، بالشین: العَزازُ الصُّلْبُ من الأَرض، و أَما الأَخاسِفُ فهی الأَرض اللَّیِّنةُ. و فی النوادر: یقال خَشَفَ به و خَفَشَ به و حَفَشَ به و لَهَطَ به إذا رَمَی به. و خَشَفَ البرْدُ یَخْشُفُ خَشْفاً: اشْتَدَّ. و الخَشَفُ: الیُبْسُ. و الخَشَفُ و الخَشِیفُ: الثلْجُ، و قیل: الثلج الخَشِنُ، و كذلك الجَمْدُ الرِّخْو، و قد خَشَفَ یَخْشِفُ و یَخْشُفُ خُشُوفاً. و قال الجوهری: خَشَفَ الثلْجُ و ذلك فی شدَّةِ البَرْدِ تَسْمَعُ له خَشْفة عند المَشْیِ؛ قال: إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السماءَ بشَتْوةٍ، علی حِینَ هَرَّ الكلبُ و الثلْجُ خاشِفُ قال: إنما نَصَبَ حین لأَنه جَعَلَ علی فَضْلًا فی الكلام و أَضافَه إلی جملة فتُركت الجملة علی إعرابها كما قال الآخر: علی حِینَ أَلْهی الناسَ جُلُّ أُمُورِهم، فَنَدْلًا زُرَیْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالِبِ و لأَنه أُضِیفَ إلی ما لا یضاف إلی مثله و هو الفعل، فلم یوفَّرْ حظُّه من الإِعرابِ؛ قال ابن بری: البیت للقطامی و الذی فی شعره: إذا كبَّدَ النجمُ السماء بسُحْرةٍ قال: و بنی حین علی الفتح لأَنه أَضافه إلی هرَّ و هو فعل مبنی فبُنی لإِضافته إلی مبنی؛ و مثله قول النابغة: علی حینَ عاتَبْتُ المَشِیبَ علی الصِّبا و ماءٌ خاشِفٌ و خَشْفٌ: جامِدٌ. و الخَشِیفُ من الماء: ما جری فی البَطْحاء تحتَ الحَصی یومین أَو ثلاثةً ثم ذهب. قال: و لیس للخشیف فعل، یقال: أَصبح الماءُ خَشِیفاً؛ و أَنشد: أَنْتَ إذا ما انْحَدَرَ الخَشِیفُ ثَلْجٌ، و شَفَّانٌ له شَفِیفُ و الخَشَفُ: الیُبْسُ؛ قال عمرو بن الأَهتم:
لسان العرب، ج‌9، ص: 71
و شَنَّ مائِحةً فی جِسْمِها خَشَفٌ، كأَنَّه بِقِباصِ الكَشْحِ مُحْتَرِقُ و الخَشْفُ و الخَشْفَةُ و الخَشَفَةُ: الحركة و الحِسُّ. و قیل: الحِسُّ الخَفِیُّ. و خَشَفَ یَخْشِفُ خَشْفاً إِذا سُمع له صَوت أَو حَركة. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: ما دَخَلْتُ مَكاناً إلا سمعت خشفة فالتَفَتُّ فإذا بلال.و‌رواه الأَزهری: أَنه صلی اللّه علیه و سلم، قال لِبلالٍ: ما عَمَلُك؟ فإنی لا أَرانی أَدخلُ الجنة فأَسْمَعُ الخَشْفَةَ فأَنظُرُ إلا رأَیتُكَ؛ قال أَبو عبید: الخَشْفةُ الصوت لیس بالشدید، و قیل: الصوتُ، و یقال خَشْفةٌ و خَشَفَةٌ للصوت. و روی الأَزهری عن الفراء أَنه قال: الخَشْفَةُ، بالسكون، الصوتُ الواحدُ. و قال غیره: الخشَفة، بالتحریك، الحِسُّ و الحركة، و قیل: الحِسُّ إذا وقَع السیفُ علی اللحم قلتَ سمعت له خَشْفاً، و إذا وقَع السیفُ علی السِّلاح قال: لا أَسمع إلا خَشْفاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فسَمِعَتْ أُمّی خَشْفَ قَدَمَیَّ.و الخَشْفُ: صوت لیس بالشدید. و خَشْفَةُ الضَبُعِ: صَوْتُها. و الخَشْفةُ: قُفٌّ قد غَلَبَتْ علیه السُّهُولةُ. و جِبالٌ خُشَّفٌ: مُتواضِعةٌ؛ عن ثعلب، و أَنشد: جَوْنٍ تَری فیه الجِبالَ الخُشَّفا، كما رأَیتَ الشَّارِفَ المُوَحَّفا و أُمُّ خَشَّافٍ: الدّاهِیةُ؛ قال: یَحْمِلْنَ عَنْقاء و عَنْقَفِیرا، و أُمّ خَشّافٍ و خَنْشَفِیرا و یقال لها أَیضاً: خَشَّاف، بغیر أُم. و یقال: خَاشَفَ فلان فی ذِمَّته إذا سارَعَ فی إخْفارِها، قال: و خَاشَفَ إلی كذا و كذا مِثْلُه. و‌فی حدیث معاویة: كان سَهْم بن غالِبٍ من رُؤوس الخَوارِج، خرج بالبصرة فآمَنَه عبدُ اللّه بن عامر فكتب إلیه معاویةُ: لو كنتَ قَتَلْتَه كانت ذِمّةً خَاشَفْتَ فیها‌أَی سارَعْتَ إلی إخْفارها. یقال: خَاشَفَ إلی الشرِّ إذا بادَرَ إلیه؛ یرید: لم یكن فی قَتْلِكَ له إلا أَن یقالَ قد أَخْفَرَ ذِمَّتَه. و المَخْشَفُ: النَّجْرانُ «1» الذی یَجْری فیه البابُ، و لیس له فعل. و سیف خَاشِفٌ و خَشِیفٌ و خَشُوفٌ: ماضٍ. و خَشَفَ رأْسَه بالحجر: شَدَخَه، و قیل: كل ما شُدِخَ، فقد خُشِفَ. و الخَشَفُ: الخَزَفُ «2»، یمانیة؛ قال ابن درید: أَحْسَبُهم یَخُصُّون به ما غَلُظَ منه. و‌فی حدیث الكعبة: إنها كانت خَشَفةً علی الماء فدُحِیَتْ عنها الأَرضُ.قال ابن الأَثیر: قال الخطابی الخَشَفةُ واحدة الخَشَف، و هی حجارة تنبت فی الأَرض نباتاً، قال: و تروی بالحاء المهملة و بالعین بدل الفاء، و هی مذكورة فی موضعها.

خصف؛ ج9، ص: 71

: خَصَفَ النعلَ یخْصِفُها خَصْفاً: ظاهَرَ بعضها علی بعض و خَرَزَها، و هی نَعْلٌ خَصِیفٌ؛ و كلُّ ما طُورِقَ بعضُه علی بعض، فقد خُصِفَ. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَخْصِفُ نَعْلَه، و فی آخر: و هو قاعد یَخْصِفُ نعله‌أَی كان یَخْرُزها، من الخَصْفِ: الضم و الجمع. و‌فی الحدیث فی ذكر علیّ
(1). قوله [و المخشف النجران] كذا بالأصل. و فی القاموس مع شرحه: و المخشف كمقعد: الیخدان؛ عن اللیث، قال الصاغانی: و معناه موضع الجمد. قلت: و الیخ بالفارسیة الجمد، و دان موضعه. هذا هو الصواب و قد غلط صاحب اللسان فقال هو النجران. (2). قوله [و الخشف الخزف] فی شرح القاموس الصواب: الخسف، بالسین المهملة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 72
خاصِفِ النعل، و منه قول العباس یمدح النبی، صلی اللّه علیه و سلم: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فی الظِّلالِ و فی مُسْتَوْدَعٍ، حیثُ یَخْصَفُ الوَرَقُ أَی فی الجنة حیث خَصَفَ آدمُ و حوَّاء، علیهما السلام، علیهما من ورَق الجنة. و الخصَفُ و الخَصَفةُ: قِطْعَةٌ مما تُخصَفُ به النعلُ. و المِخْصَفُ: المِثقَبُ و الإِشْفَی؛ قال أَبو كبیر یصف عُقاباً: حتی انْتَهَیْتُ إلی فِراشِ عَزِیزَةٍ فَتْخاء، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ و‌قوله فما زالوا یَخْصِفون أَخْفافَ المَطِیّ بحوافِر الخیل حتی لَحِقُوهم، یعنی أَنهم جعلوا آثار حَوافِرِ الخیل علی آثار أَخْفاف الإِبل، فكأَنهم طارَقُوها بها أَی خصَفُوها بها كما تخْصَفُ النعلُ. و خَصَفَ العُرْیانُ علی نفسِه الشی‌ءَ یخْصِفُه: وصلَه و أَلزَقَه. و فی التنزیل العزیز: وَ طَفِقٰا یَخْصِفٰانِ عَلَیْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ*؛ یقول: یُلْزِقانِ بعضَه علی بعض لیَسْتُرا به عورَتَهما أَی یُطابقان بعضَ الورق علی بعض، و كذلك الاخْتِصافُ. و فی قراءة الحسن: و طفقا یَخِصِّفانِ، أَدغم التاء فی الصاد و حرك الخاء بالكسر لاجتماع الساكنین، و بعضهم حول حركة التاء ففتحها؛ حكاه الأَخفش. اللیث: الاخْتِصافُ أَن یأْخذ العریان ورقاً عِراضاً فیَخْصِفَ بعضها علی بعض و یستتر بها. یقال: خَصَفَ و اخْتَصَفَ یَخْصِفُ و یَخْتَصِفُ إذا فعل ذلك. و‌فی الحدیث: إذا دخلَ أَحدُكم الحَمَّام فعلیه بالنَّشیرِ و لا یَخْصِفْ؛ النَّشِیرُ: المِئْزَرُ، و لا یَخْصِفْ أَی لا یَضَعْ یده علی فرجه، و تخَصَّفَه كذلك، و رجل مِخْصَفٌ و خَصّافٌ: صانِعٌ لذلك؛ عن السیرافی. و الخَصْفُ: النعلُ ذاتُ الطِّراقِ، و كلُّ طِراقٍ منها خَصْفةٌ. و الخَصَفَةُ، بالتحریك: جُلَّةُ التمر التی تعمل من الخوص، و قیل: هی البَحْرانِیةُ من الجلال خاصّة، و جمعها خَصَفٌ و خِصافٌ؛ قال الأَخطل یذكر قبیلة: فطارُوا شقافَ الأُنْثَیَیْنِ، فعامِرٌ تَبیعُ بَنِیها بالخِصافِ و بالتمر أَی صاروا فرقتین بمنزلة الأُنثیین و هما البیضتانِ. و كتیبةٌ خَصِیفٌ: و هو لونُ الحدیدِ. و یقال: خُصِفَتْ من ورائها بخیل أَی أُرْدِفَتْ، فلهذا لم تدخلها الهاء لأَنها بمعنی مفعولة، فلو كانت للون الحدید لقالوا خَصِیفَةٌ لأَنها بمعنی فاعلة. و كلُّ لونین اجتمعا، فهو خَصِیفٌ. ابن بری: یقال خَصَفَتِ الإِبلُ الخیل تَبِعَتْها؛ قال مَقّاسٌ العائذی: أَوْلی فأَوْلی، یا إمْرَأَ القَیْسِ، بَعْدَ ما خَصَفْنَ بآثارِ المَطِیِّ الحَوافِرا و الخَصِیفُ: اللبن الحلیب یُصَبُّ علیه الرائبُ، فإن جعل فیه التمر و السمن، فهو العَوْبَثانیُّ؛ و قال ناشرةُ ابن مالك یرد علی المُخَبّل: إذا ما الخَصِیفُ العَوْبَثانیُّ ساءنا، ترَكْناه و اخْتَرْنا السَّدیفَ المُسَرْهَدا و الخَصَفُ: ثیاب غِلاظٌ جِدًّا. قال اللیث: بلغنا فی الحدیث أَنَّ تُبَّعاً كسَا البیت المَنسوج، فانتفضَ البیتُ منه و مَزَّقَه عن نفسه، ثم كساه الخَصَفَ فلم یقبلها، ثم كساه الأَنْطاعَ فَقَبِلَها؛ قیل: أَراد بالخَصَف هاهنا الثیابَ الغِلاظَ جِدًّا تشبیهاً بالخَصَفِ المَنْسوج من الخُوص؛ قال الأَزهری: الخصف الذی
لسان العرب، ج‌9، ص: 73
كسَا تُبَّعٌ البیت لم یكن ثِیاباً غِلاظاً كما قال اللیث، إنما الخصف سَفائِفُ تُسَفُّ من سَعَف النخل فَیُسَوَّی منها شُقَقٌ تُلَبَّسُ بُیوتَ الأَعراب، و ربما سُوّیت جِلالًا للتمر؛ و منه‌الحدیث: أَنه كان یصلی فأَقبل رجل فی بَصره سُوءٌ فمر ببئر علیها خَصَفَةٌ فوطِئها فوقع فیها؛ الخَصَفَةُ، بالتحریك: واحدة الخَصَف و هی الجُلَّةُ التی یُكْنَزُ فیها التمر، و كأَنها فَعَلٌ بمعنی مَفْعُول من الخَصْفِ، و هو ضمُّ الشی‌ء إلی الشی لأَنه شی‌ء منسوج من الخوص. و‌فی الحدیث: كانت له خَصَفَةٌ یَحْجُرُها و یصلی فیها؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَنه كان مُضْطَجِعاً علی خصَفة، و أَهل البحرین یسمون جِلالَ التمر خصَفاً. و الخَصَفُ: الخزَفُ. و خَصَّفه الشیبُ إذا استَوی البیاضُ و السوادُ. ابن الأَعرابی: خَصَّفه الشیبُ تَخْصیفاً و خَوَّصه تخویصاً و نَقَّبَ فیه تَنقِیباً بمعنی واحد. و حَبْلٌ أَخْصَفٌ و خَصیفٌ: فیه لوْنان من سوادٍ و بیاض، و قیل: الأَخْصَفُ و الخَصِیف لوم كلون الرْماد. و رَمادٌ خَصِیفٌ: فیه سواد و بیاض و ربما سمی الرَّمادُ بذلك. التهذیب: الخَصِیفُ من الحِبال ما كان أَبْرَقَ بقوّةٍ سوداء و أُخری بیضاء، فهو خَصِیفٌ و أَخْصَفُ؛ و قال العجّاج: حتی إذا ما لَیْلُه تَكَشَّفا، أَبْدَی الصَّباحُ عن بَرِیمٍ أَخْصَفا و قال الطِّرِمّاح: و خَصِیفٍ لذِی مَناتِجِ ظِئْرَیْنِ مِنَ المَرْخِ أَتْأَمَتْ ربده شبَّه الرَّمادَ بالبَوِّ، و ظِئْراه أُثْفِیتان أُوقِدَتِ النارُ بینهما. و الأَخْصَفُ من الخیل و الغنم: الأَبیضُ الخاصِرَتَیْن و الجنبینِ، و سائر لونه ما كان، و قد یكون أَخْصَفَ بجنب واحد، و قیل: هو الذی ارتفع البَلَقُ من بطنه إلی جنبیه. و الأَخْصَفُ: الظَّلِیمُ لسوادٍ فیه و بیاض، و النعامةُ خَصْفَاء، و الخَصْفَاء من الضأْنِ: التی ابْیَضَّتْ خاصِرَتاها. و كَتیبةٌ خَصِیفَةٌ: لما فیها من صَدَإِ الحدید و بیاضِه. و الخَصُوفُ من النساء: التی تَلِدُ فی التاسع و لا تدخل فی العاشر، و هی من مَرابِیعِ الإِبل التی تُنْتَج إذا أَتت علی مَضْرِبها تَماماً لا یَنْقُصُ؛ و قال ابن الأَعرابی: هی التی تُنْتَجُ عند تَمامِ السنةِ، و الفعل من كل ذلك خَصَفَتْ تَخْصِفُ خِصافاً. قال أَبو زید: یقال للناقة إذا بلغت الشهر التاسع من یوم لَقِحَتْ ثم أَلقَتْه: قد خَصَفَتْ تَخْصِفُ خِصافاً، و هی خَصُوف. الجوهری: و خَصَفَتِ الناقة تَخْصِفُ خَصْفاً «3» إذا أَلْقَتْ ولدها و قد بلغ الشهر التاسع، فهی خَصُوف. و یقال: الخَصُوفُ هی التی تُنْتَجُ بعد الحول من مَضْرِبها بشهر، و الجَرُورُ بشهرین. و خَصَفَةُ: قَبِیلةٌ من مُحارِب. و خَصَفَةُ بن قَیس عَیْلانَ: أَبو قبائل من العرب. و خِصَافٌ: فرس سُمَیْر بن رَبیعةَ. و خِصَافٌ أَیضاً: فرَسُ حَمَلِ بن بَدْرٍ، روی ابن الكلبی عن أَبیه قال: كان مالكُ بن عَمْرٍو الغَسَّانی یقال له فارسُ خِصَافٍ، و كان من أَجْبَنِ الناسِ، قال: فغَزَا یوماً فأَقبل سَهْمٌ حتی وقَع عند حافِر فرَسِه فتحرّك ساعةً، فقال: إن لهذا السهْمِ سبباً یَنْجُثُه، فاحْتَفَرَ عنه فإذا هو قد وقَع علی نَفَقِ یربوع فأَصاب رأْسَه فتحرّك الیَرْبُوعُ ساعةً ثم مات، فقال: هذا فی جَوْفِ جُحْر جاءه سَهْمٌ فقتَله و أَنا ظاهِرٌ علی فرسی، ما المرء فی شی‌ء و لا الیربوعُ ثم شدَّ علیهم فكان بعد
(3). قوله [تَخْصِفُ خَصْفاً] كذا بالأصل، و الذی فیما بأیدینا من نسخ الجوهری: خصافاً لا خصفاً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 74
ذلك من أَشجَعِ الناس؛ قوله یَنجثه أَی یحرّكه. قال: و خِصَافٌ فرسه، و یُضربُ المَثلُ فیقال: أَجْرَأُ من فارِس خِصَافٍ. و روی ابن الأَعرابی: أَنَّ صاحِب خِصَافٍ كان یلاقی جند كسری فلا یَجْتَرئ علیهم و یظُنُّ أَنهم لا یَمُوتون كما تموت الناس، فرَمی رجلًا منهم یوماً بسهم فصرعه فمات، فقال: إنّ هؤلاء یموتون كما نموتُ نحن، فاجترأَ علیهم فكان من أَشجع الناس؛ الجوهری: و خَصَافِ مثل قَطَامِ اسم فرس؛ و أَنشد ابن بری: تاللّهِ لَوْ أَلْقی خَصَافِ عَشِیّةً، لكُنْتُ علی الأَمْلاكِ فارِسَ أَسْأَما و فی المثل: هو أَجرأُ من خاصی خَصَاف «1»، و ذلك أَن بعضَ المُلوكِ طلبه من صاحبه لیَسْتَفْحِلَه فمَنَعه إیاه و خَصاه. التهذیب: اللیث الإِخْصَافُ شدَّة العَدْوِ. و أَخْصَفَ یُخْصِفُ إذا أَسرَعَ فی عَدْوِه. قال أَبو منصور: صَحَّفَ اللیثُ و الصواب أَحْصَفَ، بالحاء، إحْصافاً إذا أَسْرَعَ فی عَدْوِه.

خصلف؛ ج9، ص: 74

: قال ابن برّیّ، رحمه اللّه: نخل مُخَصْلَفٌ قلیل الحَمْلِ؛ قال ابن مقبل: كقِنْوانِ النخیل المُخَصْلَفِ

خضف؛ ج9، ص: 74

: خَضَفَ بها یَخْضِفُ خَضْفاً و خَضَفاً و خُضَافاً و غَضَف بها إذا ضَرطَ؛ و أَنشد: إنّا وَجَدْنا خَلَفاً، بِئْسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أَغْلَقَ عَنّا بابَه، ثم حَلَفْ لا یُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ و فی بعض النسخ: إنَّ عُبَیْداً خَلَفٌ بئسَ الخَلَفْ و امرأَة خَضُوفٌ أَی رَدُومٌ؛ قال خُلَیْدٌ الیَشْكُریّ: فَتِلْك لا تُشْبِهُ أُخْری صِلْقِما، أَعْنی خَضُوفاً بالفِناء دِلْقِما و الخَیْضَفُ: الضَّرُوطُ من الرجال و النساء. قال ابن بری: الخَیْضَفُ فَیْعَلٌ من الخَضْف و هو الرُّدامُ؛ قال جریر: فأَنْتُمْ بَنُو الخَوَّارِ یُعْرَفُ ضَرْبُكُمْ، و أُمّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ و خَیْضَفُ و یقال للأَمةِ: یا خَضَافِ؛ و للمَسْبُوبِ: یا ابنَ خَضَافِ مَبْنِیّةً كَحَذام؛ و قال رجل لجعفر بن عبد الرحمن بن مِخْنَفٍ و كانت الخَوارِجُ قَتَلَتْه: تَرَكْتَ أَصْحابَنا تَدْمی نُحُورُهُمُ، و جئتَ تَسْعی إلینا خَضْفَةَ الجَملِ أَراد: یا خَضْفَةَ الجمل. و الخَضَفُ: البِطِّیخُ. و قال أَبو حنیفة: یكون قَعْسَرِیّاً رَطْباً ما دام صغیراً ثم خَضَفاً أَكبرَ من ذلك ثم قُحّاً ثم یكون بِطِّیخاً؛ و قول الشاعر: نازَعْتُهُمْ أُمَّ لَیْلی، و هْی مُخْضِفةٌ، لها حُمَیّا بها یُسْتَأْصَلُ العَرَبُ
(1). قوله [أجرأ من خاصی خَصَاف] تبع فی ذلك الجوهری. و فی شرح القاموس: فأما ما ذكره الجوهری علی مثال قطام، فهی كانت أنثی فكیف تخصی؟ و صحة إیراد المثل أجرأ من فارس خَصَاف انتهی. یعنی كقطام و أما أجرأ من خاصی خِصَاف فهو ككتاب.
لسان العرب، ج‌9، ص: 75
أُمّ لَیلی: هی الخَمر، و المُخْضِفَة: الخاثِرةُ، و العَرَبُ: وجَعُ المَعِدةِ. الأَزهری: أَظنها سمیت مُخَضْفَة لأَنها تزیل العقل فیَضْرطُ شارِبُها و هو لا یَعْقِلُ.

خضرف؛ ج9، ص: 75

‏: الخَضْرَفَةُ: العَجوز، و فی المحكم: الخَضْرَفَةُ هرَمُ العَجُوزِ و فُضُولُ جِلْدها. و امرأَة خَنْضَرِفٌ: نَصَفٌ و هی مع ذلك تَشَبَّبُ، و قیل: هی الضَّخْمةُ الكثیرةُ اللحم الكبیرة الثدیین. و حكی ابن برّی عن ابن خالویه: امرأَة خَنْضَرِفٌ و خَنْضَفیر إذا كانت ضخمة لها خَواصِرُ و بُطونٌ و غُضُونٌ؛ و أَنشد: خَنْضَرِفٌ مثْلُ حُماء القُنَّهْ، لَیْسَتْ من البِیضِ و لا فی الجَنّهْ

خضلف؛ ج9، ص: 75

: الأَزهری: الخِضْلافُ شجر المُقْلِ. و قال أَبو عمرو: الخَضْلَفَةُ خِفّة حَمْل النخیل؛ و أَنشد: إذا زُجِرَتْ أَلْوَتْ بِضافٍ سَبیبُه أَثِیثٍ كقِنْوانِ النخیلِ المُخَضْلَفِ قال أَبو منصور: جَعل قِلَّةَ حَمْل النخِیلِ خَضْلَفةً لأَنه شبه بالمُقل فی قِلة حَمله؛ و قال أُسامة الهذلی: تُتِرُّ برجْلَیْها المُدِرَّ كأَنَّه، بِمشرفةِ الخِضْلافِ، بادٍ وُقُولُها تُتِرُّه: تَدْفَعُه. و الوُقُول: جمع وَقْلٍ و هو نوی المُقْل.

خطف؛ ج9، ص: 75

: الخَطْفُ: الاسْتِلابُ، و قیل: الخَطْفُ الأَخْذُ فی سُرْعةٍ و اسْتِلابٍ. خَطِفَه، بالكسر، یَخْطَفُه خَطْفاً، بالفتح، و هی اللغة الجیّدة، و فیه لغة أُخری حكاها الأَخفش: خَطَفَ، بالفتح، یَخْطِفُ، بالكسر، و هی قلیلة رَدیئة لا تكاد تعرف: اجْتَذَبَه بسُرْعة، و قرأَ بها یونس فی قوله تعالی: یَخْطِفُ أَبصارَهم، و أَكثر القُرّاء قرأُوا: یَخْطَفُ، من خَطِفَ یَخْطَفُ، قال الأَزهری: و هی القراءة الجیّدة. و رُوی عن الحسن أَنه قرأَ یِخِطِّفُ أَبصارَهم، بكسر الخاء و تشدید الطاء مع الكسر، و قرأَها یَخَطِّفُ، بفتح الخاء و كسر الطاء و تشدیدها، فمن قرأَ یَخَطِّفُ فالأَصل یَخْتَطِفُ فأُدْغِمت التاءُ فی الطاء و أُلقیت فتحة التاء علی الخاء، و من قرأَ یِخِطِّفُ كسَر الخاء لسكونها و سكون الطاء؛ قال: و هذا قول البصریین. و قال الفراء: الكسرُ لالتقاء الساكنین هاهنا خطأ و إنه یلزم من قال هذا أَن یقول فی یَعَضُّ یَعِضُّ و فی یَمُدُّ یَمِدُّ، و قال الزجاج: هذه العلة غیر لازمة لأَنه لو كسَر یَعِضُّ و یَمِدّ لالْتَبَسَ ما أَصله یَفْعَل و یَفْعُل بما أَصله یَفْعِل، قال: و یختطف لیس أَصله غیرَها و لا یكون مرة علی یَفْتَعِل و مرة علی یَفْتَعَل، فكسر لالتقاء الساكنین فی موضع غیر مُلْتَبِسٍ. التهذیب قال: خَطِفَ یَخْطَفُ و خَطَفَ یَخْطِفُ لغتان. شمر: الخَطْف سرعة أَخذ الشی‌ء. و مرَّ یَخْطَفُ خَطْفاً منكراً أَی مرَّ مرًّا سریعاً. و اخْتَطَفَه و تَخَطَّفَه بمعنی. و فی التنزیل العزیز: فَتَخْطَفُهُ الطَّیْرُ، و فیه: وَ یُتَخَطَّفُ النّٰاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ. و فی التنزیل العزیز: إِلّٰا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهٰابٌ ثٰاقِبٌ؛ و أَما قراءة من قرأَ إلا مَن خَطَّفَ الخَطْفَةَ، بالتشدید، و هی قراءة الحسن فإن أَصله اخْتَطَفَ فأُدغمت التاء فی الطاء و أُلقِیَتْ حَركتُها علی الخاء فسقطت الأَلف، و قرئ خِطِّفَ، بكسر الخاء و الطاء علی إتباع كسرة الخاء كسرةَ الطاء، و هو ضعیف جدًّا، قال سیبویه: خَطَفَه و اخْتَطَفَه
لسان العرب، ج‌9، ص: 76
كما قالوا نَزَعَه و انْتَزَعَه. و رجُل خَیْطَفٌ: خاطِفٌ، و بازٌ مخْطَفٌ: یَخْطَفُ الصیدَ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، نهَی عن المُجَثَّمةِ و الخَطْفةِ؛ و هی ما اختطف الذئبُ من أَعضاء الشاة و هی حَیّةٌ من ید و رِجل، أو اختطفه الكلب من أَعضاء حَیَوانِ الصَّیدِ من لحم أَو غیره و الصید حَیّ لأَن كلّ ما أُبینَ من حَیٍّ فهو مَیّتٌ، و المراد ما یُقْطَع من أَعضاء الشاة؛ قال: و كلُّ ما أُبینَ من الحیوان و هو حیّ من لحم أَو شحم، فهو مَیت لا یحل أَكله، و ذلك أَنه لما قَدِمَ المدینةَ رأَی الناس یَجُبُّون أَسْنِمَةَ الإِبلِ و أَلَیاتِ الغنم و یأْكلونها. و الخَطْفَة: المرَّةُ الواحدةُ فسمی بها العُضْوُ المُخْتَطَفُ. و‌فی حدیث الرضاعة: لا تُحَرِّمُ الخَطْفَةُ و الخَطْفَتَانِ‌أَی الرضعةُ القلیلة یأْخذُها الصبی من الثدْی بسرعة. و سیفٌ مِخْطَف: یَخطَفُ البصر بلَمْعِه؛ قال: و ناطَ بالدَّفِّ حُساماً مِخْطَفَا و الخاطِفُ: الذئبُ. و ذئبٌ خاطِفٌ: یَخْتَطِفُ الفَریسةَ، و بَرْقٌ خاطِفٌ لنور الأَبصار. و خَطِفَ البرقُ البَصرَ و خَطَفَه یَخْطِفُه: ذهب به. و فی التنزیل العزیز: یَكٰادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصٰارَهُمْ، و قد قرئ بالكسر، و كذلك الشُّعاعُ و السیفُ و كل جِرْمٍ صَقِیل؛ قال: و الهُنْدُوانِیّاتُ یَخْطَفْنَ البَصَرْ روی المخزومی عن سفیان عن عمرو قال: لم أَسمع أَحداً ذهَب ببصره البرقُ لقول اللّه عز و جل: یَكٰادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصٰارَهُمْ، و لم یقل یُذْهِبُ، قال: و الصَّواعِقُ تُحْرِقُ لقوله عز و جل: فَیُصِیبُ بِهٰا مَنْ یَشٰاءُ.و‌فی الحدیث: لیَنْتَهِیَنَّ أَقْوامٌ عن رفْع أَبصارِهم إلی السماء فی الصلاة أَو لتُخْطَفَنَّ أَبصارُهم؛ هو من الخَطْف استِلابِ الشی‌ء و أَخْذِه بسُرعَة. و منه‌حدیث أُحد: إن رأَیتمونا تَخْتَطِفُنا الطیرُ فلا تَبْرَحُوا‌أَی تَسْتَلِبُنا و تطیر بنا، و هو مُبالغة فی الهلاك. و خَطِفَ الشیطانُ السمْعَ و اخْتَطَفَه: اسْتَرَقَه. و فی التنزیل العزیز: إِلّٰا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ. و الخَطَّافُ، بالفتح، الذی فی الحدیث هو الشیطان، یَخطَفُ السمعَ: یَسْتَرِقُه، و هو ما ورد‌فی حدیث علیّ: نَفَقَتُكَ رِیاءً و سُمْعةً للخَطَّاف؛ هو، بالفتح و التشدید، الشیطانُ لأَنه یَخْطَفُ السمع، و قیل: هو بضم الخاء علی أَنه جمع خَاطِفٍ أَو تشبیهاً بالخُطَّاف، و هو الحدیدة المُعْوَجَّةُ كالكلُّوبِ یُخْتَطَفُ بها الشی‌ءُ و یجمع علی خَطَاطِیفَ. و‌فی حدیث الجن: یَختَطِفُون السمع‌أَی یَسْتَرِقُونَه و یَسْتَلِبونه. و الخَیْطَفُ و الخَیْطَفَی: سُرعة انجذاب السیر كأَنه یخْتَطِفُ فی مَشْیِه عُنُقَه أَی یجْتَذِبه. و جمل خَیْطَفٌ أَی سریع المرّ. و یقال: عَنَقٌ خَیْطَفٌ و خَطَفَی؛ قال جدّ جریر: و عَنَقاً بَعْدَ الرَّسِیمِ خَیْطَفا و الخَطَفَی: سَیْرَتُه، و یروی … خَطَفَی، و بهذا سُمِّی الخَطَفَی، و هو لقَبُ عَوْفٍ جَدّ جریر بن عطِیّةَ بن عوف الشاعر؛ و حكی ابن بری عن أَبی عبیدة قال: الخَطَفَی جد جریر و اسمه حُذیفَةُ بن بَدْر و لُقِّب بذلك لقوله: یَرْفَعْنَ باللیلِ، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ و هاماً رُجَّفا، و عَنَقاً بَعْدَ الكَلالِ خَیْطَفا
لسان العرب، ج‌9، ص: 77
و الجِنَّانُ: جِنْسٌ من الحیّات إذا مشَت رَفعت رؤوسها؛ قال ابن بری: و من ملیح شعر الخَطَفَی: عَجِبْتُ لإِزْراءِ العَییِّ بنَفْسِه، و صَمْتِ الذی قد كان بالقَوْلِ أَعلما و فی الصَّمْتِ سَتْرٌ للعَییِّ، و إنما صَفِیحةُ لُبِّ المَرْء أَن یَتَكلَّما و قیل: هو مأْخوذ من الخَطْفِ و هو الخَلْسُ. و جمل خَیْطَفٌ: سَیْرُه كذلك أَی سریعُ المَرّ، و قد خَطِفَ و خَطَفَ یَخْطِفُ و یَخْطَفُ خَطْفاً. و الخاطُوفُ: شبیه بالمِنْجَل یُشَدُّ فی حِبالةِ الصائِد یَخْتَطِفُ الظبْیَ. و الخُطّافُ: حدیدة تكون فی الرَّحْل تُعَلَّقُ منها الأَداةُ و العِجْلةُ. و الخُطَّافُ: حدیدة حَجْناءُ تُعْقَلُ بها البَكْرةُ من جانِبَیْها فیها المِحْوَر؛ قال النابغة: خَطاطِیفُ حُجْنٌ فی حِبالٍ مَتِینَةٍ، تُمَدُّ بها أَیْدٍ إلیكَ نوازِعُ و كلُّ حدیدةٍ حَجْناء خُطَّافٌ. الأَصمعی: الخُطَّاف هو الذی یَجْری فی البكرة إذا كان من حدید، فإذا كان من خشب، فهو القَعْوُ، و إنما قیل لخُطَّافِ البَكرة خُطَّافٌ لحَجَنه فیها، و مَخالِیبُ السِّباعِ خَطاطِیفُها. و‌فی حدیث القیامة «1»: فیه خَطاطِیفُ و كلالِیبُ.و خَطاطِیفُ الأَسَد: براثِنُه شبهت بالحدیدة لحُجْنَتِها؛ قال أَبو زُبَیْدٍ الطائی یصف الأَسد: إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطِیفُ كَفِّه، رأَی الموتَ رَأْیَ العَیْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرا إنما قال: رَأْیَ العین أَو بالعَیْنَیْنِ «2» توكیداً، لأَنَّ الموت لا یُری بالعین، لما قال أَسْوَدَ أَحْمرا، و كان السوادُ و الحُمْرةُ لَوْنَیْن، و كان اللَّوْن مما یُحسّ بالعین جُعِلَ الموتُ كأَنه مَرْئیٌّ بالعین، فتَفَهَّمْه. و الخُطَّافُ: سِمةٌ علی شَكْل خُطَّافِ البَكْرة، قال: یقال لِسِمة یُوسَم بها البَعِیر، كأَنها خُطَّافُ البَكْرَة: خُطَّافٌ أَیضاً. و بَعِیر مَخْطُوفٌ إذا كان به هذه السِّمةُ. و الخُطّافُ: طائر. ابن سیدة: و الخُطَّافُ العُصْفور الأَسودُ، و هو الذی تَدْعُوه العامّةُ عُصْفُورَ الجنةِ، و جمعه خَطاطِیفُ. و‌فی حدیث ابن مسعود: لأَنْ أَكونَ نَفَضْتُ یَدَیَّ من قبور بَنِیَّ أَحَبُّ إلیَّ من أَن یَقَعَ من بَیْضِ الخُطَّافِ فیَنْكَسِر؛ قال ابن الأَثیر: الخُطَّاف الطائر المعروف، قال ذلك شفقةً و رحْمةً. و الخُطَّافُ: الرجُل اللِّصُّ الفاسِقُ؛ قال أَبو النجم: و اسْتَصْحَبُوا كل عَمٍ أُمِّیِّ من كلِّ خُطّافٍ و أَعْرابیِّ و أَما قول تلك المرأَة لجریر: یا ابن خُطَّافٍ؛ فإنما قالته له هازِئةً به، و هی الخَطاطِیفُ. و الخُطْفُ و الخُطُفُ: الضُّمْرُ و خِفّةُ لحم الجَنْبِ. و إخْطَافُ الحَشی: انْطِواؤُه. و فَرس مُخْطَفُ الحَشی، بضم المیم و فتح الطاء، إذا كان لاحِقَ ما
(1). قوله [حدیث القیامة] هو لفظ النهایة أیضاً، و بهامشها صوابه: حدیث الصراط. (2). قوله [أو بالعینین] یشیر إلی أنه یروی أیضاً: رأی الموت بالعینین إلخ، و هو كذلك فی الصحاح.
لسان العرب، ج‌9، ص: 78
خَلْفَ المَحْزِمِ من بَطْنه، و رجل مُخْطَفٌ و مَخْطُوفٌ. و أَخْطَفَ الرجلُ: مَرِضَ یَسِیراً ثم بَرأَ سریعاً. أَبو صَفْوانَ: یقال أَخْطَفَتْه الحُمّی أَی أَقْلَعَتْ عنه، و ما من مَرَضٍ إلا و له خُطْفٌ أَی یُبْرَأُ منه؛ قال: و ما الدَّهْرُ إلا صَرْفُ یَوْمٍ و لَیْلةٍ، فَمُخْطِفةٌ تُنْمِی و مُقْعِصةٌ تُصْمِی و العرب تقول للذئب خاطِفٌ، و هی الخَواطِفُ. و خَطافِ و كَسابِ: من أَسماء كلاب الصید. و یقال للصِّ الذی یَدْغَرُ نفسَه علی الشی‌ء فیَخْتَلِسُه: خُطَّافٌ. أَبو الخَطَّاب: خَطِفَتِ السفینةُ و خَطَفَت أَی سارَتْ؛ یقال: خَطِفَت الیومَ من عُمان أَی سارت. و یقال: أَخْطَفَ لی من حَدِیثه شیئاً ثم سكت، و هو الرجل یأْخذ فی الحدیث ثم یَبْدُو له فیقطع حدیثه، و هو الإِخْطافُ. و الخیاطِفُ: المَهاوی، واحدها خَیْطَفٌ؛ قال الفرزدق: و قد رُمْتَ أَمْراً، یا مُعاوِیَ، دُونَه خَیَاطِفُ عِلَّوْزٍ، صِعابٌ مَراتِبُهْ و الخُطُف و الخُطَّفُ، جمیعاً: مثل الجُنون؛ قال أُسامةُ الهُذَلی: فجاء، و قد أَوجَتْ من المَوْتِ نَفْسُه، به خُطُفٌ قد حَذَّرَتْه المقاعِدُ و یروی خُطَّفٌ، فإِما أَن یكون جَمعاً كضُرَّب، و إما أَن یكون واحداً. و الإِخْطافُ: أَن تَرْمِیَ الرَّمِیّةَ فتُخْطئ قریباً، یقال منه: رَمی الرَّمِیَّةَ فأَخْطَفَها أَی أَخْطأَها؛ و أَنشد أَیضاً: فَمُخْطِفةٌ تُنْمی و مُقْعِصةٌ تُصْمی و قال العُمانیُّ: فانْقَضَّ قد فاتَ العُیُونَ الطُّرَّفا، إذا أَصابَ صَیْدَه أَو أَخْطَفَا ابن بزرج: خَطِفْتُ الشی‌ء أَخذْته، و أَخْطَفْتُه أَخْطَأْتُه؛ و أَنشد الهذلی: تَناوَلُ أَطْرافَ القِرانِ، و عَیْنُها كعَیْنِ الحُباری أَخْطَفَتْها الأَجادِلُ و الإِخْطافُ فی الخیل: ضِدُّ الانْتِفاخ، و هو عَیب فی الخیل. و قال أَبو الهیثم: الإِخْطَاف سر الخیل، و هو صغر الجوف «3»؛ و أَنشد: لا دَنَنٌ فیه و لا إخْطَافُ و الدَّنَنُ: قِصَرُ العنق و تطامُنُ المُقَدَّم؛ و قوله: تَعَرَّضْنَ مَرْمی الصَّیْدِ، ثم رَمَیْنَنا من النَّبْلِ، لا بالطَّائِشاتِ الخَواطِفِ إنما هو علی إرادة المُخْطِفات و لكنه علی حذف الزائد. و الخَطِیفةُ: دَقِیقٌ یُذَرُّ علی لبن ثم یُطْبَخُ فیُلْعَق؛ قال ابن الأَعرابی: هو الحَبُولاء. و‌فی حدیث علی: فإذا به بین یدیه صَحْفة فیها خَطِیفةٌ و مِلْبَنةٌ؛ الخَطِیفةُ: لبن یُطبخ بدقیق و یُخْتَطَفُ بالمَلاعِق بسُرعة. و‌فی حدیث أَنس: أَنه كان عند أُم سُلیم شعیر فَجَشَّتْه و عَمِلت للنبی، صلی اللّه علیه و سلم،
(3). قوله [سر الخیل و هو إلخ] كذا بالأصل. و نقل شارح القاموس ما قبله حرفاً فحرفاً و تصرف فی هذا فقال: و الإِخْطَاف فی الخیل صغر الجوف إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 79
خَطِیفة فأَرْسَلتنی أَدْعوه؛ قال أَبو منصور: الخَطِیفَة عند العرب أَن تؤخذ لُبَیْنةٌ فتسخَّنَ ثم یُذرَّ علیها دقیقة ثم تُطبخَ فَیَلْعَقَها الناسُ و یختطفوها فی سرعة. و‌دخل قوم علی علیّ بن أَبی طالب، علیه السلام، یوم عید و عنده الكَبُولاء، فقالوا: یا أَمیر المؤمنین أَ یَوْمُ عِید و خَطِیفةٌ؟ فقال: كُلوا ما حَضَر و اشكُروا الرزَّاق.و خاطِفُ ظِلِّه: طائر؛ قال الكمیت بن زید: و رَیْطةِ فِتْیانٍ كخاطِفِ ظلِّه، جَعَلْتُ لَهم منها خِباءً مُمَدَّدا قال ابن سَلَمَة: هو طائر یقال له الرَّفْرافُ إذا رأَی ظلَّه فی الماء أَقبل إلیه لیَخْطَفَه یحسَبُه صَیْداً، و اللّه أَعلم.

خطرف؛ ج9، ص: 79

: الخُطْرُوفُ: المُسْتَدیرُ. و عَنَقٌ خِطْریفٌ: واسع، و خَطْرَفَ فی مَشْیِه و تَخَطْرَفَ: تَوَسَّعَ. و خَطْرَفَه بالسیف: ضربه، بالطاء غیر المعجمة لا غیر؛ قال العجاج: و إن تَلَقَّی غَدَراً تَخَطْرَفا و جمَل خُطْرُوفٌ: یُخَطْرِفُ خَطْوَه؛ و یَتَخَطْرَفُ فی مشیه: یجعل خَطْوَتَیْن خَطْوةً من وَساعَتِه. و‌فی حدیث موسی و الخضر، علیهما و علی نبینا الصلاة و السلام: و إنَّ الانْدلاثَ و التَّخَطْرُفَ من الانْقِحام و التَكَلُّف؛ تَخَطْرَف الشی‌ءَ إذا جاوَزَه و تَعَدّاه، و اللّه أَعلم.

خظرف؛ ج9، ص: 79

: خَظْرَفَ البعیرُ فی مشیه: أَسرع و وسّع الخَطْو، لُغة فی خَذْرَفَ، بالظاء المعجمة «1»؛ و أَنشد: و إن تَلَقّاه الدَّهاس خَظْرَفا و خَظْرَفَ جلد العَجوز: اسْتَرْخی، و حكاه بعضهم بالضاد، و قد تقدم، و الظاء أَكثر و أَحسن. و عجوز خَنْظَرِفٌ: مُسْتَرْخِیةُ اللحم. اللیث: الخَنْظَرِف العجوز الفانیة. و جمل خُظْرُوفٌ: واسع الخَطوة. و رجل مُتَخَظْرِفٌ: واسِع الخَلْق رَحْبُ الذراع. ابن بری: یقال خَظْرَفَ فی مشیه، بالظاء و الطاء أَیضاً. و خَطْرَفَه بالسیف: ضربه، بالطاء غیر المعجمة لا غیر.

خفف؛ ج9، ص: 79

: الخَفَّةُ و الخِفّةُ: ضِدُّ الثِّقَلِ و الرُّجُوحِ، یكون فی الجسم و العقلِ و العملِ. خَفَّ یَخِفُّ خَفّاً و خِفَّةً: صار خَفِیفاً، فهو خَفِیفٌ و خُفافٌ، بالضم و قیل: الخَفِیفُ فی الجسم، و الخُفَاف فی التَّوَقُّد و الذكاء، و جمعها خِفَافٌ. و قوله عز و جل: انْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالًا؛ قال الزجاج أَی مُوسرین أَو مُعْسِرین، و قیل: خَفَّتْ علیكم الحركة أَو ثَقُلَت، و قیل: رُكباناً و مُشاة، و قیل: شُبَّاناً و شیوخاً. و الخِفُّ: كل شی‌ء خَفَّ مَحْمَلُه. و الخِفُّ، بالكسر: الخفِیف. و شی‌ءٌ خِفٌّ: خَفِیفٌ؛ قال إمرؤ القیس: یَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه، و یُلْوِی بأَثْوابِ العَنِیفِ المُثَقَّلِ «2» و یقال: خرج فلان فی خِفٍّ من أَصحابه أَی فی جماعة قلیلة. و خِفُّ المَتاعِ: خَفِیفُه. و خَفَّ المطر: نَقَص؛ قال الجعدی: فَتَمَطَّی زَمْخَریٌّ وارِمٌ مِنْ رَبیعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ «3»
(1). قوله [بالظاء] متعلق بخظرف. (2). و فی روایة: یطیر الغلامُ الخُفُّ … و فی روایة أُخری: یُزل الغلامَ الخِفَّ … (3). قوله [فتمطی إلخ] فی مادة زمخر، قال الجعدی: فتعالی زمخری وارم مالت الأعراق منه و اكتهل
لسان العرب، ج‌9، ص: 80
و اسْتَخَفَّ فلان بحقی إذا اسْتَهانَ به، و اسْتَخَفَّه الفرحُ إذا ارتاح لأَمر. ابن سیدة: اسْتَخَفَّه الجَزَعُ و الطَربُ خَفَّ لهما فاسْتَطار و لم یثبُت. التهذیب: اسْتَخَفَّه الطَّرَب و أَخَفَّه إذا حمله علی الخِفّة و أَزال حِلْمَه؛ و منه‌قول عبد الملك لبعض جُلسائه: لا تَغْتابَنَّ عندی الرَّعِیّة فإنه لا یُخِفُّنی؛ یقال: أَخَفَّنِی الشی‌ءُ إذا أَغْضَبَك حتی حملك علی الطَّیْش، و اسْتَخَفَّه: طَلَب خِفَّتَه. التهذیب: اسْتَخَفَّهُ فلان إذا اسْتَجْهَله فحمله علی اتِّباعه فی غَیِّه، و منه قوله تعالی: وَ لٰا یَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِینَ لٰا یُوقِنُونَ؛ قال ابن سیدة: و قوله تعالی: وَ لٰا یَسْتَخِفَّنَّكَ، قال الزجاج: معناه لا یَسْتَفِزَّنَّك عن دینك أَی لا یُخْرِجَنَّك الذین لا یُوقِنون لأَنهم ضُلَّال شاكّون. التهذیب: وَ لٰا یَسْتَخِفَّنَّكَ لا یستفزنَّك و لا یَسْتَجْهِلَنَّك؛ و منه: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطٰاعُوهُ أَی حملهم علی الخِفّة و الجهل. یقال: اسْتَخَفَّهُ عن رأْیه و استفزَّه عن رأْیه إذا حمله علی الجهل و أَزاله عما كان علیه من الصواب. و استَخَفَّ به أَهانه. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه، لمَّا استخلفه رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فی غزوة تَبُوكَ قال: یا رسول اللّه یَزْعم المنافقون أَنك اسْتَثْقَلْتَنی و تَخَفَّفْتَ منی، قالها لما استخلفه فی أَهله و لم یمضِ به إلی تلك الغَزاةِ؛ معنی تَخَفَّفْتَ منی أَی طلبت الخفة بتخلیفِك إیای و ترك اسْتصْحابی معك. و خَفَّ فلان لفلان إذا أَطاعه و انقاد له. و خَفَّتِ الأُتُنُ لعَیرها إذا أَطاعَتْه؛ و قال الراعی یصف العَیر و أُتُنه: نَفَی بالعِراكِ حَوالِیَّها، فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ و الخَذُوفُ: ولد الأَتان إذا سَمِنَ. و اسْتَخَفَّه: رآه خَفیفاً؛ و منه قول بعض النحویین: استخف الهمزة الأُولی فخففها أَی أَنها لم تثقل علیه فخفَّفها لذلك. و قوله تعالی: تَسْتَخِفُّونَهٰا یَوْمَ ظَعْنِكُمْ؛ أَی یَخِفُّ علیكم حملها. و النون الخَفِیفَة: خلاف الثقیلة و یكنی بذلك عن التنوین أَیضاً و یقال الخَفِیّة. و أَخَفَّ الرجلُ إذا كانت دوابُّه خفافاً. و المُخِفُّ: القلیلُ المالِ الخفیف الحال. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه كان خَفِیفَ ذات الید‌أَی فقیراً قلیل المال و الحظِّ من الدنیا، و یجمع الخَفِیفُ علی أَخْفَافٍ؛ و منه‌الحدیث: خرج شُبّانُ أَصحابه و أَخْفَافُهم حُسَّراً؛ و هم الذین لا مَتاع لهم و لا سِلاح، و‌یروی: خِفَافُهم و أَخِفّاؤهم، و هما جمع خَفِیف أَیضاً. اللیث: الخِفّةُ خِفَّةُ الوَزْنِ و خِفّةُ الحالِ. و خفة الرَّجل: طَیْشُه و خِفَّتُه فی عمله، و الفعل من ذلك كلِّه خَفَّ یَخِفُّ خِفَّة [خَفَّة، فهو خَفِیف، فإذا كان خَفِیفَ القلب مُتَوَقِّداً، فهو خُفَافٌ؛ و أَنشد: جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبُه مُثَقَّلُ و خَفَّ القومُ خُفُوفاً أَی قَلُّوا؛ و قد خَفَّت زَحْمَتُهم. و خَفَّ له فی الخِدمةِ یَخِفُّ: خَدَمه. و أَخَفَّ الرَّجل، فهو مُخِفٌ و خَفِیف و خِفٌّ أَی خَفَّت حالُه و رَقَّت و إذا كان قلیل الثَّقَلِ. و‌فی الحدیث: إنَّ بین أَیدِینا عَقَبَةً كَؤُوداً لا یجوزها إلا المُخِفّ؛ یرید المخفَّ من الذنوب و أَسبابِ الدنیا و عُلَقِها؛ و منه‌الحدیث أَیضاً: نَجا المُخِفُّون.و أَخَفَّ الرجلُ إذا كان قلیل الثَّقَلِ فی سفَره أَو حَضَره. و التَّخْفِیفُ: ضدُّ التثقیل، و استَخَفَّه: خلاف اسْتَثْقَلَه. و‌فی الحدیث: كان إذا بعث الخُرَّاصَ
لسان العرب، ج‌9، ص: 81
قال: خَفِّفُوا الخَرْصَ فإنَّ فی المال العرِیّة و الوصیّة‌أَی لا تَسْتَقْصُوا علیهم فیه فإنهم یُطعِمون منها و یُوصون. و‌فی حدیث عَطاء: خَفِّفُوا علی الأَرض؛ و فی روایة: خِفُّوا‌أَی لا تُرْسِلوا أَنفسكم فی السجود إرْسالًا ثقیلًا فتؤثِّرُوا فی جِباهِكم؛ أَراد خِفُّوا فی السجود؛ و منه‌حدیث مجاهد: إذا سجدتَ فتَخافَّ‌أَی ضَعْ جبهتك علی الأَرض وَضْعاً خفِیفاً، و یروی بالجیم، و هو مذكور فی موضعه. و الخَفِیفُ: ضَرْبٌ من العروض، سمی بذلك لخِفَّته. و خَفَّ القوم عن منزلهم خُفُوفاً: ارْتحَلُوا مسرعین، و قیل: ارتحلُوا عنه فلم یَخُصُّوا السرعة؛ قال الأَخطل: خَفَّ القَطِینُ فَراحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا و الخُفُوفُ: سُرعةُ السیر من المنزل، یقال: حان الخُفُوفُ. و‌فی حدیث خطبته فی مرضه: أَیها الناس إنه قد دَنا منی خُفُوفٌ من بین أَظْهُرِكُمْ‌أَی حركةٌ و قُرْبُ ارْتِحالٍ، یرید الإِنذار بموته، صلی اللّه علیه و سلم. و‌فی حدیث ابن عمر: قد كان منی خفوفٌ‌أَی عَجَلَةٌ و سُرعة سیر. و‌فی الحدیث: لما ذكر له قتلُ أَبی جهل استخفَّه الفَرَحُ‌أَی تحرك لذلك و خَفَّ، و أَصله السرعةُ. و نَعامة خَفّانةٌ: سریعة. و الخُفُّ: خُفُّ البعیر، و هو مَجْمَعُ فِرْسِن البعیر و الناقة، تقول العرب: هذا خُفُّ البعیر و هذه فِرْسِنُه. و‌فی الحدیث: لا سَبَق إلا فی خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَو حافر، فالخُفُّ الإِبل هاهنا، و الحافِرُ الخیلُ، و النصلُ السهمُ الذی یُرمی به، و لا بدّ من حذف مضاف، أَی لا سَبَقَ إلا فی ذی خفّ أَو ذی حافِرٍ أَو ذی نَصْلٍ. الجوهری: الخُف واحد أَخْفافِ البعیر و هو للبعیر كالحافر للفرس. ابن سیدة: و قد یكون الخف للنعام، سَوَّوْا بینهما للتَّشابُهِ، و خُفُّ الإِنسانِ: ما أَصابَ الأَرضَ من باطن قَدَمِه، و قیل: لا یكون الخف من الحیوان إلا للبعیر و النعامة. و‌فی حدیث المغیرة: غَلِیظة الخفّ؛ استعار خف البعیر لقدم الإِنسان مجازاً، و الخُفّ فی الأَرض أَغلظ من النَّعْل؛ و أَما قول الراجز: یَحْمِلُ، فی سَحْقٍ من الخِفافِ، تَوادِیاً سُوِّینَ من خِلافِ فإنما یرید به كِنْفاً اتُّخِذَ من ساقِ خُفٍّ. و الخُفُّ: الذی یُلْبَس، و الجمع من كل ذلك أَخْفافٌ و خِفافٌ. و تخَفَّفَ خُفّاً: لَبِسه. و جاءت الإِبلُ علی خُفّ واحد إذا تبع بعضها بعضاً كأَنها قِطارٌ، كلُّ بعیر رأْسُه علی ذنب صاحبه، مقطورةً كانت أَو غیر مقطورة. و أَخَفَّ الرجلَ: ذكر قبیحه و عابَه. و خَفّانُ: موضع أَشِبُ الغِیاضِ كثیر الأُسد؛ قال الأَعشی: و ما مُخْدِرٌ وَرْدٌ علیه مَهابةٌ، أَبو أَشْبُلٍ أَضْحی بخَفّانَ حارِدا و قال الجوهری: هو مأْسَدة؛ و منه قول الشاعر: شَرَنْبَث أَطْرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ، هَصُورٌ له فی غِیلِ خَفّانَ أَشْبُلُ و الخُفّ: الجمَل المُسِنّ، و قیل: الضخْم؛ قال الراجز: سأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا، و الدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كیْ تَخِفّا و‌فی الحدیث: نهی عن حَمْیِ الأَراك إلا ما لم تَنَلْه أَخْفافُ الإِبل‌أَی ما لم تَبْلُغْه أَفواهُها بمشیها إلیه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 82
و قال الأَصمعی: الخُف الجمل المُسِنُّ، و جمعه أَخفاف، أَی ما قَرُب من المَرْعی لا یُحْمی بل یترك لمَسانِّ الإِبل و ما فی معناها من الضّعافِ التی لا تَقْوی علی الإِمعان فی طلَبِ المَرْعَی. و خُفافٌ: اسم رجل، و هو خُفافُ بن نُدْبةَ السُّلمی أَحد غِرْبانِ العرب. و الخَفْخَفَةُ: صوتُ الحُباری و الضَّبُعِ و الخِنْزیرِ، و قد خَفْخَفَ؛ قال جریر: لَعَنَ الإِلهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهم ضُرِبوا بكلِّ مُخَفْخِفٍ حَنّان و هو الخُفَاخِفُ. و الخَفْخَفَةُ أَیضاً: صوتُ الثوب الجدید أَو الفَرْو الجدید إذا لُبِس و حرَّكْتَه. ابن الأَعرابی: خَفْخَفَ إذا حرَّك قمیصَه الجدید فسمعت له خَفْخَفَةً أَی صوتاً؛ قال الجوهری: و لا تكون الخَفْخَفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ، و الخَفْخَفة أَیضاً: صوت القرطاس إذا حرَّكْتَه و قلَبته. و إنها لخَفْخافةُ الصوت أَی كأَن صوتها یخرج من أَنفها. و الخُفْخُوفُ: طائر؛ قال ابن درید: ذكر ذلك عن أَبی الخَطاب الأَخفش، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما صحته، قال: و لا ذكره أَحد من أَصحابنا. المفضل: الخُفْخُوفُ الطائر الذی یقال له المِیساقُ، و هو الذی یصفق بجناحیه إذا طار.

خلف؛ ج9، ص: 82

: اللیث: الخَلْفُ ضدّ قُدّام. قال ابن سیدة: خَلْفٌ نَقِیضُ قُدَّام مؤنثة و هی تكون اسماً و ظَرفاً، فإذا كانت اسماً جَرت بوجوه الإِعراب، و إذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً علی حالها. و قوله تعالی: یَعْلَمُ مٰا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ*؛ قال الزجاج: خَلْفَهُمْ* ما قد وقع من أَعمالهم و مٰا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ* من أَمرِ القیامة و جمیع ما یكون. و قوله تعالی: وَ إِذٰا قِیلَ لَهُمُ اتَّقُوا مٰا بَیْنَ أَیْدِیكُمْ وَ مٰا خَلْفَكُمْ؛ مٰا بَیْنَ أَیْدِیكُمْ ما أَسْلَفْتُم من ذُنوبكم، وَ مٰا خَلْفَكُمْ ما تستعملونه فیما تستقبلون، و قیل: مٰا بَیْنَ أَیْدِیكُمْ ما نزل بالأُمم قبلكم من العذاب، وَ مٰا خَلْفَكُمْ عذابُ الآخرة. و خَلَفَه یَخْلُفه: صار خَلْفَه. و اخْتَلَفَه: أَخذَه من خَلْفِه. و اخْتَلَفَه و خَلَّفَه و أَخْلَفه: جعله خَلْفَه؛ قال النابغة: حتی إذا عَزَلَ التَّوائمَ مُقْصِراً، ذاتَ العِشاء، و أَخْلَفَ الأَرْكاحا و جَلَسْتُ خَلْفَ فلان أَی بعدَه. و الخَلْفُ: الظَهْر. و‌فی حدیث عبد اللّه بن عتبة قال: جئتُ فی الهاجرة فوجدْتُ عمرَ بن الخطاب، رضی اللّه عنه، یصلی فقمت عن یساره فأَخْلَفَنی، فجعلنی عن یمینه فجاء یَرْفَأُ، فتأَخَّرْتُ فصیلتُ خَلْفُه؛ قال أَبو منصور: قوله فأَخلفنی‌أَی رَدَّنی إلی خَلْفِه فجعلنی عن یمینه بعد ذلك أَو جعلنی خَلْفَه بحِذاء یمینه. یقال: أَخْلَفَ الرجلُ یدَه أَی رَدَّها إلی خَلْفِه. ابن السكیت: أَلْحَحْتُ علی فلان فی الاتِّباع حتی اخْتَلَفْتُه أَی جعلته خَلْفی؛ قال اللحیانی: هو یَخْتَلِفُنی النصیحةَ أَی یخْلُفنی. و‌فی حدیث سعد: أَتَخَلَّفُ عن هِجْرتی؛ یرید خَوْفَ الموت بمكة لأَنها دار تركوها للّه تعالی، و هاجَرُوا إلی المدینة فلم یُحِبُّوا أَن یكون موتهم بها، و كان یومئذ مریضاً. و التخلُّفُ: التأَخُّرُ. و‌فی حدیث سعد: فخَلَّفَنا فكُنّا آخِر الأَربع‌أَی أَخَّرَنا و لم یُقَدِّمْنا، و‌الحدیث الآخر: حتی إنّ الطائر لیَمُرُّ بجَنَباتهم فما یُخَلِّفُهم
لسان العرب، ج‌9، ص: 83
أَی یتقدَّم علیهم و یتركهم وراءه؛ و منه‌الحدیث: سَوُّوا صُفوفَكم و لا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكم‌أَی إذا تقدَّم بعضُهم علی بعض فی الصُّفوف تأَثَّرَت قُلوبهم و نشأَ بینهم الخُلْفُ. و‌فی الحدیث: لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أَو لَیُخالِفَنَّ اللّهُ بین وُجُوهِكم؛ یرید أَنَّ كلًّا منهم یَصْرِفُ وجهَه عن الآخر و یُوقَعُ بینهم التباغُضُ، فإنَّ إقْبالَ الوجْهِ علی الوجهِ من أَثَرِ المَوَدَّةٍ و الأُلْفةِ، و قیل: أَراد بها تحویلَها إلی الأَدْبارِ، و قیل: تغییر صُوَرِها إلی صُوَرٍ أُخری. و‌فی حدیث الصلاة: ثم أُخالِفَ إلی رجال فأُحَرِّقَ علیهم بیوتَهم‌أَی آتِیَهم من خلفهم، أَو أُخالف ما أَظْهَرْتُ من إقامةِ الصلاةِ و أَرجع إلیهم فآخُذهم علی غَفْلةٍ، و یكون بمعنی أَتَخَلَّفُ عن الصلاة بمُعاقبتهم. و‌فی حدیث السَّقِیفةِ: و خالَف عَنّا علیٌّ و الزُّبَیْرُ‌أَی تَخَلَّفا. و الخَلْفُ: المِرْبَدُ یكون خَلْفَ البیت؛ یقال: وراء بیتك خَلْفُ جیّد، و هو المِرْبَدُ و هو مَحْبِسُ الإِبل؛ قال الشاعر: و جِیئا مِنَ البابِ المُجافِ تَواتُراً، و لا تَقْعُدا بالخَلْفِ، فالخَلْفُ واسِعُ «1» و أَخْلَفَ یدَه إلی السیفِ إذا كان مُعَلَّقاً خَلْفَه فهوی إلیه. و جاء خِلافَه أَی بعده. و قرئ: و إذاً لا یَلْبَثُون خَلفَكَ إلا قلیلًا، و خِلٰافَكَ. و الخِلْفةُ: ما عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ؛ و قال: كما عُلِّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ و أَخْلَف الرجلُ: أهْوَی بیدِه إلی خَلْفِه لیأْخُذَ من رَحْلِه سیفاً أَو غیرَه، و أَخْلَفَ بیدِه و أَخْلفَ یدَه كذلك. و الإِخْلافُ: أَن یَضْرِبَ الرجُل یده إلی قِرابِ سیفِه لیأْخُذَ سیفَه إذا رأَی عدوًّا. الجوهری: أَخْلَفَ الرجلُ إذا أَهْوَی بیده إلی سیفه لیَسُلَّه. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: أَن رجلًا أَخْلَفَ السیف یوم بدر «2».یقال: أَخْلَفَ یده إذا أَراد سیفه و أَخْلفَ یدَه إلی الكنانةِ. و یقال: خَلَفَ له بالسیفِ إذا جاء من وَرائه فضرَبه. و‌فی الحدیث: فأَخْلَفَ بیده و أَخذ یدفع الفَضْلَ.و اسْتَخْلَفَ فلاناً من فلان: جعله مكانه. و خَلَفَ فلان فلاناً إذا كان خَلِیفَتَه. یقال: خَلَفَه فی قومه خِلافَةً. و فی التنزیل العزیز: وَ قٰالَ مُوسیٰ لِأَخِیهِ هٰارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی. و خَلَفْتُه أَیضاً إذا جئت بعده. و یقال: خَلَّفْتُ فلاناً أُخَلِّفُه تَخْلِیفاً و اسْتَخْلفْتُه أَنا جَعَلتُه خَلیفَتی. و اسْتَخْلفه: جعله خلیفة. و الخَلِیفةُ: الذی یُسْتخْلَفُ ممن قبله، و الجمع خَلَائِف، جاؤوا به علی الأَصل مثل كریمةٍ و كرائِمَ، و هو الخَلِیفُ و الجمع خُلَفَاء، و أَما سیبویه فقال خَلِیفةٌ و خُلَفَاء، كَسَّروه تكسیر فَعِیلٍ لأَنه لا یكون إلا للمذكر؛ هذا نقل ابن سیدة. و قال غیره: فَعِیلة بالهاء لا تجمع علی فُعَلاء، قال ابن سیدة: و أَما خَلائِفُ فعلی لفظ خَلِیفةٍ و لم یعرف خلیفاً، و قد حكاه أَبو حاتم؛ و أَنشد لأَوْس بن حَجَر: إنَّ مِنَ الحیّ موجوداً خَلِیفَتُهُ، و ما خَلِیفُ أبی وَهْبٍ بمَوْجُودِ و الخِلافَةُ: الإِمارةُ و هی الخِلِّیفَی. و إنه لخَلِیفةٌ
(1). قوله [و جیئا إلخ] تقدم إنشاده للمؤلف و شارح القاموس فی مادّة جوف: و جئنا من الباب المجاف تواتراً و إن تقعدا بالخلف فالخلف واسع (2). قوله [أخلف السیف یوم إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة مع إصلاح فیها: و فی حدیث عبد الرحمن بن عوف فأحاطوا بنا و أنا أذب عنه فأخلف رجل بالسیف یوم بدر. یقال إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 84
بَیِّنُ الخِلافةِ و الخِلِّیفی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لو لا الخِلِّیفَی لأَذَّنْتُ، و فی روایة: لو أَطَقْتُ الأَذَان مع الخِلّیفی، بالكسر و التشدید و القَصْر، الخِلافةِ، و هو و أَمثاله من الأَبْنِیَةِ كالرِّمِّیَّا و الدِّلِّیلَی مصدر یدل علی معنی الكثرة، یرید به كثرة اجتِهاده فی ضَبْطِ أُمورِ الخِلافَةِ و تَصْرِیفِ أَعِنَّتِها. ابن سیدة: قال الزجاج جاز أن یقال للأَئمة خُلفاء الله فی أَرْضِه بقوله عز و جل: یٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ. و قال غیره: الخَلیفةُ السلطانُ الأَعظم. و قد یؤنَّثُ؛ و أَنشد الفراء: أَبوكَ خَلِیفةٌ وَلَدَتْه أُخْرَی، و أَنتَ خَلیفةٌ، ذاكَ الكَمالُ قال: ولدته أُخْرَی لتأْنیث اسم الخلیفة و الوجه أَن یكون ولده آخَرُ، و قال الفراء فی قوله تعالی: هُوَ الَّذِی جَعَلَكُمْ خَلٰائِفَ فِی الْأَرْضِ، قال: جعل أُمة محمد خَلَائِفَ كلِّ الأُمم، قال: و قیل خَلٰائِفَ فِی الْأَرْضِ* یَخْلُفُ بعضكم بعضاً؛ ابن السكیت: فإنه وقَعَ للرجال خاصّة، و الأَجْوَدُ أَن یُحْمَل علی معناه فإنه ربما یقع للرجال، و إن كانت فیه الهاء، أَ لا تَرَی أَنهم قد جمعوه خُلَفَاء؟ قالوا ثلاثةُ خُلَفَاء لا غیر، و قد جُمعَ خَلائِفَ، فمن قال خَلَائِفَ قال ثلاثَ خَلَائِفَ و ثلاثة خَلَائِفَ، فمرَّة یَذْهَب به إلی المعنی و مرَة یذهب به إلی اللفظ، قال: و قالوا خُلَفَاء من أَجل أَنه لا یقع إلا علی مذكر و فیه الهاء، جمعوه علی إسقاط الهاء فصار مثل ظَرِیفٍ و ظُرَفاء لأَن فَعِیلة بالهاء لا تُجمَعُ علی فُعلاء. و مِخْلافُ البلدِ: سُلطانُه. ابن سیدة: و المِخْلافُ الكُورةُ یَقْدَمُ علیها الإِنسان، و هو عند أَهل الیمن واحِدُ المَخالِیفُ، و هی كُوَرُها، و لكلِّ مِخْلافٍ منها اسم یعرف به، و هی كالرُسْتاقِ؛ قال ابن بری: المَخالِیفُ لأَهل الیمن كالأَجْنادِ لأَهل الشامِ، و الكورِ لأَهل العِراقِ، و الرَّساتِیقِ لأَهل الجِبالِ، و الطّساسِیج لأَهْلِ الأَهْوازِ. و الخَلَفُ: ما اسْتَخْلَفْتَه من شی‌ء. تقول: أَعطاك اللّه خَلَفاً مما ذهب لك، و لا یقال خَلْفاً؛ و أَنتَ خَلْفُ سُوءٍ من أَبیك. و خَلَفَه یَخْلُفُه خَلَفاً: صار مكانه. و الخَلَفُ: الولد الصالح یَبْقَی بعد الإِنسان، و الخَلْفُ و الخَالِفَةُ: الطَّالِحُ؛ و قال الزجاج: و قد یسمی خَلَفاً، بفتح اللام، فی الطَّلاحِ، و خَلْفاً، بإِسكانها، فی الصّلاحِ، و الأَوّلُ أَعْرَفُ. یقال: إنه لخالِفٌ بَیِّنُ الخَلافةِ؛ قال ابن سیدة: و أَری اللحیانی حكی الكسْر. و فی هؤلاء القَوْمِ خَلَفٌ ممن مَضی أَی یقومون مَقامهم. و فی فلان خَلَفٌ من فلان إذا كان صالحاً أَو طالحاً فهو خَلَفٌ. و یقال: بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَی بئس البَدَلُ. و الخَلْفُ: القَرْن یأْتی بعد القَرْن، و قد خلَفوا بعدهم یخلُفون. و فی التنزیل العزیز: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضٰاعُوا الصَّلٰاةَ، بدلًا من ذلك لأَنهم إذا أَضاعوا الصلاةَ فهم خَلْفُ سُوء لا مَحالةَ، و لا یكونُ الخَلَفُ إلَّا من الأَخْیارِ، قَرْناً كان أَو ولَداً، و لا یكونُ الخَلْفُ إلا من الأَشرارِ. و قال الفراء: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتٰابَ، قال: قَرْنٌ. ابن شمیل: الخَلَفُ یكون فی الخَیر و الشرّ، و كذلك الخَلْفُ، و قیل: الخَلْفُ الأَرْدِیاء الأَخِسَّاء. یقال: هؤلاء خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِینَ بناس أَكثر منهم، و هذا خَلْف سَوْء؛ قال لبید: ذَهَبَ الذینَ یُعاشُ فی أَكنافِهمْ، و بَقِیتُ فی خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجربِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 85
قال ابن سیدة: و هذا یحتمل أَن یكون منهما جمیعاً، و الجمع فیهما أَخْلافٌ و خُلُوفٌ. و قال اللحیانی: بقِینا فی خَلْفِ سَوْءٍ أَی بقیّة سَوْء. و بذلك فُسِّرَ قوله تعالی: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ*، أَی بَقِیّة. أَبو الدُّقَیْشِ: یقال مضی خَلْفٌ من الناس، و جاء خَلْفٌ من الناس، و جاء خَلْفٌ لا خیرَ فیه، و خَلْفٌ صالح، خفَّفهما جمیعاً. ابن السكیت: قال هذا خَلْفٌ، بإِسكان اللام، للرَّدی‌ء، و الخَلْفُ الرَّدی‌ء من القول؛ یقال: هذا خَلْفٌ من القولِ أَی رَدی‌ء. و یقال فی مَثَلٍ: سَكَتَ أَلفاً و نَطَقَ خَلْفاً، للرجل یُطیل الصَّمْتَ، فإذا تكلم تكلم بالخَطإ، أَی سكت عن أَلف كلمة ثم تكلم بخطإٍ. و حكی عن یعقوب قال: إن أَعرابیّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو اسْتِه فقال: إنها خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً؛ عنی بالنُّطْق هاهنا الضَّرْطَ. و الخَلَف، مَثَقَّل، إذا كان خلَفاً من شی‌ء. و‌فی حدیث مرفوع: یَحْمِلُ هذا العِلْمَ من كلّ خَلَفٍ عُدُولُه یَنْفُون عنه تَحْریفَ الغالِینَ، و انْتِحالَ المُبْطِلینَ، و تأویلَ الجاهِلینَ؛ قال القعنبی: سمعت رجلًا یحدّث مالكَ بن أَنس بهذا الحدیث فأَعجبه. قال ابن الأَثیر: الخَلَفُ، بالتحریك و السكون، كل من یجی‌ء بعد من مضی، إلا أَنه بالتحریك فی الخیر، و بالتسكین فی الشر: یقال خَلَفُ صِدْقٍ و خَلْفُ سوء، و معناهما جمیعاً القَرْن من الناس، قال: و المراد فی هذا الحدیث المَفْتُوحُ، و من السكون‌الحدیث: سیكُونُ بعد ستّین سنة خَلْفٌ أَضٰاعُوا الصَّلٰاةَ.و‌فی حدیث ابن مسعود: ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم «1»؛ خُلوفٌ هی جمع خَلْفٍ. و‌فی الحدیث: فَلْیَنْفُضْ فِراشَه فإنه لا یدری ما خَلَفَه علیه‌أَی لعل هامَّة دَبَّتْ فصارت فیه بعده، و خِلافُ الشی‌ء بعدَه. و‌فی الحدیث: فدخَل ابنُ الزبیر خِلافَه.و‌حدیث الدَّجّال: قد خَلَفَهم فی ذَرارِیِّهم «2». و‌حدیث أَبی الیَسَرِ: أَ خَلَفْتَ غازِیاً فی سبیل اللّه فی أَهلِه بمثل هذا؟یقال: خَلَفْتُ الرجلَ فی أَهله إذا أَقمتَ بعدَه فیهم و قمت عنه بما كان یفعله، و الهمزة فیه للاستفهام. و‌فی حدیث ماعزٍ: كلَّما نَفَرْنا فی سبیلِ اللّه خَلَفَ أَحدُهم له نَبیبٌ كنَبِیبِ التَّیْسِ؛ و فی حدیث الأَعشی الحِرْمازِی: فَخَلَفَتْنی بنِزاعٍ و حَرَبْ أَی بَقِیَتْ بعدی؛ قال ابن الأَثیر: و لو روی بالتشدید لكان بمعنی تَرَكَتْنی خَلْفها، و الحَرَبُ: الغضب. و أَخْلَفَ فلان خَلَفَ صِدْقٍ فی قومه أَی ترَكَ فیهم عَقِباً. و أَعْطِه هذا خَلَفاً من هذا أَی بدلًا. و الخَالِفةُ: الأُمّةُ الباقیةُ بعد الأُمة السالِفةِ لأَنها بدل ممن قبلها؛ و أَنشد: كذلك تَلْقاه القُرون الخَوالِفُ و خلَفَ فلان مكانَ أَبیه یَخْلُف خِلافةً إذا كان فی مكانه و لم یَصِرْ فیه غیرُه. و خَلَفَه رَبُّه فی أَهلِه و ولدِه: أَحْسَنَ الخِلافةَ، و خَلَفَه فی أَهله و ولدِه و مكانِه یَخْلُفُه خِلافةً حسَنةً: كان خَلِیفةً علیهم منه، یكون فی الخیر و الشر، و لذلك قیل: أَوْصی له بالخِلافةِ. و قد خَلَّف فلان فلاناً یُخَلِّفُه تَخْلِیفاً، و خَلَفَ بعده یَخْلُفُ خُلوفاً، و قد خَالَفَه إلیهم و اخْتَلَفه. و هی الخِلْفةُ؛ و أَخْلَفَ النباتُ: أَخرج الخِلْفةَ.
(1). قوله [تخلف من بعدهم] فی النهایة: تختلف من بعده. (2). قوله [ذراریهم] فی النهایة: ذریتهم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 86
و أخْلَفَتِ الأَرضُ إذا أَصابَها بَرْد آخِر الصیف فیَخْضَرُّ بعضُ شَجرِها. و الخِلْفة: زِراعةُ الحبوب لأَنها تُسْتَخْلَفُ من البر و الشعیر. و الخِلْفةُ: نَبْتٌ یَنْبُتُ بعد النبات الذی یَتَهَشَّم. و الخِلْفةُ: ما أَنبت الصَّیْفُ من العُشْبِ بعد ما یَبِسَ العُشْبُ الرِّیفِیُّ، و قد اسْتَخْلَفَتِ الأَرض، و كذلك ما زُرع من الحُبوب بعد إِدراك الأُولی خِلْفَةٌ لأَنها تُسْتَخْلَفُ. و‌فی حدیث جریر: خیرُ المَرْعی الأَراكُ و السَّلَمُ إِذا أَخْلَفَ كان لَجِیناً‌أَی إِذا أَخرج الخِلْفَة، و هو الورق الذی یخرج بعد الورَق الأَوَّل فی الصیف. و‌فی حدیث خُزیمةَ السُّلمی: حتی آلَ السُّلامی و أَخْلَفَ الخُزامی‌أَی طَلَعَتْ خِلْفَتُه من أُصولِه بالمطر. و الخِلْفةُ: الرّیحةُ و هی ما یَنْفَطِرُ عنه الشجر فی أَوَّل البرد، و هو من الصَّفَرِیَّةِ. و الخِلْفةُ: نباتُ ورَقٍ دون ورق. و الخِلْفةُ: شی‌ء یَحْمِلُه الكَرْمُ بعد ما یَسْوَدُّ العِنَبُ فیُقْطَفُ العنب و هو غَضٌّ أَخْضَرُ ثم یُدْرِك، و كذلك هو من سائر الثَّمر. و الخِلفَةُ أَیضاً: أَن یأْتیَ الكَرْمُ بحِصْرِمٍ جدیدٍ؛ حكاه أَبو حنیفة. و خِلْفَةُ الثَّمر: الشی‌ء بعد الشی‌ء. و الإِخْلَافُ: أَن یكون فی الشجر ثَمَر فیذهب فالذی یعُود فیه خِلْفةٌ. و یقال: قد أَخْلَفَ الشجرُ فهو یُخْلِفُ إخْلافاً إذا أَخرج ورقاً بعد ورق قد تناثر. و خِلْفة الشجر: ثمر یخرج بعد الثمر الكثیر. و أَخْلَفَ الشجرُ: خرجت له ثمرة بعد ثمرة. و أَخْلَفَ الطائر: خرج له ریشٌ بعد ریش. و خَلَفَتِ الفاكهةُ بعضُها بعضاً خَلَفاً و خِلْفَةً إذا صارت خَلَفاً من الأُولی. و رجلان خِلْفَةٌ: یَخْلُفُ أَحدُهما الآخر. و الخِلْفَةُ: اختلاف اللیلِ و النهار. و فی التنزیل العزیز: وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهٰارَ خِلْفَةً؛ أَی هذا خَلَفٌ من هذا، یذهَب هذا و یجی‌ء هذا؛ و أَنشد لزهیر: بها العِینُ و الآرامُ یَمْشِینَ خِلْفَةً، و أَطْلاؤُها یَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ و قیل: معنی قول زهیر یمشین خِلْفَةً مُخْتَلِفاتٌ فی أَنها ضَرْبان فی ألوانها و هیئتها، و تكون خِلْفَة فی مِشْیَتِها، تذهب كذا و تجی‌ء كذا. و قال الفراء: یكون قوله تعالی خَلْفِهِ* أَی مَن فاته عمل فی اللیل استدركه فی النهار فجعل هذا خلَفاً من هذا. و یقال: علینا خِلْفَةٌ من نهار أَی بَقِیَّةٌ، و بَقِیَ فی الحَوْضِ خِلْفَةٌ من ماء؛ و كل شی‌ء یجی‌ء بعد شی‌ء، فهو خِلْفَة. ابن الأَعرابی: الخِلْفَة وَقْت بعد وقت. و الخَوالِفُ: الذین لا یَغْزُون، واحدهم خَالِفَةٌ كأَنهم یَخْلُفُون من غزا. و الخَوَالِفُ أَیضاً: الصِّبْیانُ المُتَخَلِّفُون. و قَعَدَ خِلافَ أَصحابه: لم یخرج معهم، و خَلَفَ عن أَصحابه كذلك. و الخِلافُ: المُخالَفةُ؛ و قال اللحیانی: سُرِرْتُ بمَقْعَدِی خِلافَ أَصحابی أَی مُخالِفَهم، و خَلْفَ أَصحابی أَی بعدَهم، و قیل: معناه سُرِرْتُ بمُقامی بعدَهم و بعدَ ذهابهم. ابن الأَعرابی: الخَالِفَةُ القاعدِةُ من النساء فی الدار. و قوله تعالی: وَ إِذاً لٰا یَلْبَثُونَ خِلٰافَكَ إِلّٰا قَلِیلًا، و یقرأُ خَلْفَك و معناهما بعدَك. و فی التنزیل العزیز: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلٰافَ رَسُولِ اللّٰهِ، و یقرأُ خَلْفَ رسولِ الله أَی مُخالَفةَ رسولِ الله؛ قال ابن بری: خِلٰافَ فی الآیة بمعنی بعد؛ و أَنشد للحرِثِ بن خالِدٍ المخزومی: عَقَبَ الرَّبیعُ خِلافَهم، فكأَنَّما نَشَطَ الشَّواطِبُ بَیْنَهُنَّ حَصِیرا
لسان العرب، ج‌9، ص: 87
قال: و مثله لمُزاحِمٍ العُقَیْلِی: و قد یَفْرُطُ الجَهْل الفَتی ثم یَرْعَوِی، خِلافَ الصِّبا، للجاهلینَ حُلوم قال: و مثله للبریق الهذلی: و ما كنتُ أَخْشی أَن أَعِیشَ خِلافَهم، بسِتَّةِ أَبْیاتٍ، كما نَبَتَ العِتْرُ و أَنشد لأَبی ذؤیب: فأَصْبَحْتُ أَمْشِی فی دِیارٍ كأَنَّها، خِلافَ دِیارِ الكاهِلِیّةِ، عُورُ و أَنشد لآخر: فقُلْ للذی یَبْقَی خِلافَ الذی مضَی: تَهَیّأْ لأُخْری مِثْلِها فكأَنْ قَدِ «1» و أَنشد لأَوْس: لَقِحَتْ به لِحَیاً خِلافَ حِیالِ أَی بَعدَ حِیالِ؛ و أَنشد لمُتَمِّم: و فَقْدَ بَنی آمٍ تَداعَوْا فلم أَكُنْ، خِلافَهُمُ، أَن أَسْتَكِینَ و أَضْرَعا و تقول: خَلَّفْتُ فلاناً ورائی فَتَخَلَّفَ عنی أَی تأَخَّر، و الخُلُوفُ: الحُضَّرُ و الغُیَّبُ ضِدٌّ. و یقال: الحیُّ خُلوفٌ أَی غُیَّبٌ، و الخُلوفُ الحُضُورُ المُتَخَلِّفُون؛ قال أَبو زبید الطائی: أَصْبَحَ البَیْتُ بَیْتُ آلِ بَیانٍ مُقْشَعِرًّا، و الحیُّ حَیٌّ خُلُوفُ أَی لم یَبْقَ منهم أَحد؛ قال ابن بری: صواب إنشاده: أَصْبَحَ البیْتُ بَیْتُ آلِ إیاسٍ لأَن أَبا زبید رَثَی فی هذه القصیدة فَرْوَة بن إیاسِ بن قَبیصةَ و كان منزله بالحیرة. و الخَلِیفُ: المتَخَلِّفُ عن المِیعاد؛ قال أَبو ذؤیب: تَواعَدْنا الرُّبَیْقَ لنَنْزِلَنْهُ، و لم تَشْعُرْ إذاً أَنی خَلِیفُ و الخَلْفُ و الخِلْفَةُ: الاسْتِقاء و هو اسم من الإِخْلافِ. و الإِخْلافُ: الاسْتِقاء. و الخَالِفُ: المُسْتَقِی. و المُسْتَخْلِفُ: المُسْتَسْقِی؛ قال ذو الرمة: و مُسْتَخْلِفاتٍ من بلادِ تَنُوفةٍ، لِمُصْفَرَّةِ الأَشْداقِ، حُمْرِ الحَواصِلِ و قال الحطیئة: لِزُغْبٍ كأَوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها علی عاجِزاتِ النَّهْضِ، حُمْرٍ حَواصلُهْ یعنی راثَ مُخْلِفُها فوضَع المَصْدَرَ موضعه، و قوله حواصِلُه قال الكسائی: أَراد حواصل ما ذكرنا، و قال الفراء: الهاء ترجع إلی الزُّغْبِ دُون العاجِزاتِ التی فیه علامة الجمع، لأَن كل جمع بُنی علی صورة الواحد ساغ فیه تَوَهُّم الواحد كقول الشاعر: مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ لأَن الفراخ لیس فیه علامة الجمع و هو علی صورة الواحد كالكِتاب و الحِجاب، و یقال: الهاء ترجع إلی النَّهْضِ و هو موضع فی كَتِف البعیر فاستعاره للقطا، و روی أَبو عبید هذا الحرف بكسر الخاء و قال:
(1). قوله [یبقی] فی شرح القاموس: یبغی.
لسان العرب، ج‌9، ص: 88
الخِلْفُ الاسْتِقاءُ؛ قال أَبو منصور: و الصواب عندی ما قال أَبو عمرو إنه الخَلْف، بفتح الخاء، قال: و لم یَعْزُ أَبو عبید ما قال فی الخِلف إلی أَحد. و اسْتَخْلَفَ المُسْتَسْقی، و الخَلْفُ الاسم منه. یقال: أَخْلَفَ و اسْتَخْلَفَ. و الخَلْفُ: الحَیُّ الذین ذهَبوا یَسْتَقُون و خَلَّفُوا أَثقالهم. و فی التهذیب: الخَلْفُ القوم الذین ذهبوا من الحیّ یستقون و خلَّفوا أَثقالهم. و اسْتَخْلَفَ الرجلُ: اسْتَعْذَب الماء. و اسْتَخْلَفَ و اخْتَلَفَ و أَخْلَفَ: سقاه؛ قال الحطیئة: سَقاها فَروّاها من الماء مُخْلِفُ و یقال: من أَین خِلْفَتُكم؟ أَی من أَین تستقون. و أَخْلَفَ و اسْتَخْلَفَ: استقی. و قال ابن الأَعرابی: أَخْلَفْتُ القَومَ حَمَلت إلیهم الماء العَذْب، و هم فی ربیع، لیس معهم ماء عذب أَو یكونون علی ماء ملح، و لا یكون الإِخْلافُ إلا فی الربیع، و هو فی غیره مستعار منه. قال أَبو عبید: الخِلْفُ و الخِلْفَةُ من ذلك الاسم، و الخَلْفُ المصدر؛ لم یَحْكِ ذلك غیر أَبی عبید؛ قال ابن سیدة: و أَراه منه غلطاً. و قال اللحیانی: ذهب المُستَخْلِفُونَ یسْتَقُون أَی المتقدمون. و الخَلَفُ: العِوَضُ و البَدَلُ مما أُخذ أَو ذهَب. و أَخْلَفَ فلان لنفسه إذا كان قد ذهب له شی‌ء فجعل مكانه آخر؛ قال ابن مقبل: فأَخْلِفْ و أَتْلِفْ، إنما المالُ عارةٌ، و كُلْه مع الدهْرِ الذی هو آكِلُه یقال: اسْتَفِدْ خَلَفَ ما أَتْلَفْتَ. و یقال لمن هلك له من لا یُعْتاضُ منه كالأَب و الأَمّ و العمّ: خَلَفَ الله علیك أَی كان الله علیك خَلِیفَةً، و خَلَفَ علیك خیراً و بخیر و أَخْلَفَ الله علیك خیراً و أَخْلَفَ لك خیراً، و لمن هَلَك له ما یُعْتاض منه أَو ذهَب من ولد أَو مال: أَخْلَفَ الله لك و خَلَفَ لك. الجوهری: یقال لمن ذهب له مال أَو ولد أَو شی‌ء یُسْتَعاضُ: أَخْلَفَ الله علیك أَی ردَّ علیك مثلَ ما ذهب، فإن كان قد هلك له والد أَو عمّ أَو أَخ قلت: خَلَفَ الله علیك، بغیر أَلف، أَی كان الله خلیفةَ والدِك أَو مَنْ فَقَدتَه علیك. و یقال: خَلَفَ الله لك خَلَفاً بخَیْرٍ، و أَخْلَفَ علیك خیراً أَی أَبْدَلَك بما ذهب منك و عَوّضك عنه؛ و قیل: یقال خَلَفَ الله علیك إذا مات لك میّت أَی كان الله خَلیفَتَه علیك، و أَخْلَفَ الله علیك أَی أَبْدَلك. و منه‌الحدیث: تَكَفَّل الله للغازِی أَن یُخْلِفَ نَفَقَتَه.و‌فی حدیث أَبی الدرداء فی الدعاء للمیت: اخْلُفْه فی عَقِبِه‌أَی كُنْ لهم بعده. و‌حدیث أُم سلمة: اللهم اخْلُفْ لی خیراً منه.الیزِیدِیُّ: خَلَفَ الله علیك بخیر خِلافة. الأَصمعی: خَلَفَ الله علیك بخیر، إذا أَدخلت الباء أَلْقَیْتَ الأَلف. و أَخْلَفَ الله علیك أَی أَبدل لك ما ذهب. و خَلَفَ الله علیك أَی كان الله خَلِیفَةَ والدِك علیك. و الإِخْلافُ: أَن یُهْلِكَ الرجلُ شیئاً لنفسه أَو لغیره ثم یُحْدِث مثلَه. و الخَلْفُ: النَّسْلُ. و الخَلَفُ و الخَلْفُ: ما جاء من بعدُ. یقال: هو خَلْفُ سَوء من أَبیه و خَلَفُ صِدْقٍ من أَبیه، بالتحریك، إذا قام مَقامه؛ و قال الأَخفش: هما سواء، منهم مَن یُحرّك، و منهم من یسكن فیهما جمیعاً إذا أَضاف، و من حرك فی خَلَفِ صدْق و سكن فی الآخر فإنما أَراد الفرق بینهما؛ قال الراجز: إنَّا وجدْنا خَلَفاً، بئسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ
لسان العرب، ج‌9، ص: 89
قال ابن بری: أَنشدهما الرِّیاشِیُّ لأَعرابی یذُمُّ رجلًا اتخذ ولیمة، قال: و الصحیح فی هذا و هو المختار أَن الخَلَف خَلَفُ الإِنسان الذی یَخْلُفُه من بعده، یأْتی بمعنی البدل فیكون خلَفاً منه أَی بدلًا؛ و منه قولهم: هذا خَلَفٌ مما أُخذ لك أَی بَدَلٌ منه، و لهذا جاء مفتوح الأَوسط لیكون علی مِثال البدل و علی مثال ضِدّه أَیضاً، و هو العدم و التَّلَفُ؛ و منه‌الحدیث: اللهم أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً و لِمُمْسِكٍ تَلَفاً‌أَی عِوَضاً، یقال فی الفعل منه خَلَفَه فی قومه و فی أَهله یَخْلُفُه خَلَفاً و خِلافَةً. و خَلَفَنِی فكان نعم الخَلَفُ أَو بئس الخَلَفُ؛ و منه خَلَفَ الله علیك بخیر خَلَفاً و خِلافةً، و الفاعل منه خَلِیفٌ و خَلِیفَةٌ، و الجمع خُلفاء و خَلائِفُ، فالخَلَفُ فی قولهم نعم الخَلَف و بئس الخَلَف، و خَلَفُ صِدْقٍ و خَلَفُ سَوء، و خَلَفٌ صالحٌ و خَلَفٌ طالحٌ، هو فی الأَصل مصدر سمی به من یكون خلیفةً، و الجمع أَخْلافٌ كما تقول بدَلٌ و أَبْدالٌ لأَنه بمعناه. قال: و حكی أَبو زید هم أَخْلافُ سَوْء جمع خَلَفٍ؛ قال: و شاهد الضم فی مُسْتَقْبل فِعْلِه قولُ الشمَّاخ: تُصِیبُهُمُ و تُخْطِینا المَنایا، و أَخْلُفُ فی رُبُوعٍ عن رُبُوعِ قال: و أَما الخَلْفُ، ساكِنَ الأَوسَط، فهو الذی یَجی‌ء بعد. یقال: خَلَفَ قومٌ بعد قوم و سلطانٌ بعد سلطانٍ یَخْلُفُون خَلْفاً، فهم خَالِفون. تقول: أَنا خَالِفُه و خَالِفَتُه أَی جئت بعده. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن أَعرابیّاً سأَل أَبا بكر، رضی الله عنه، فقال له: أَنتَ خَلِیفَةُ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم؟ فقال: لا، قال: فما أَنت؟ قال: أَنا الخَالِفةُ بعدَه.قال ابن الأَثیر: الخَلِیفةُ مَن یقوم مَقام الذاهب و یَسُدُّ مَسَدَّه، و الهاء فیه للمبالغة، و جمعه الخُلَفَاء علی معنی التذكیر لا علی اللفظ مثل ظَریفٍ و ظُرَفاء، و یجمع علی اللفظ خَلائِفَ كظرِیفةٍ و ظرائِفَ، فأَما الخَالِفَةُ، فهو الذی لا غَناء عنده و لا خیر فیه، و كذلك الخَالِف، و قیل: هو الكثیر الخِلافِ و هو بَیِّنُ الخَلَافَةِ، بالفتح، و إنما قال ذلك تواضُعاً و هَضماً من نفسه حِین قال له: أَنتَ خَلِیفَةُ رسولِ الله. و سمع الأَزهری بعض العرب، و هو صادِرٌ عن ماء و قد سأَله إنسان عن رَفیق له فقال: هو خالِفتی أَی وارِدٌ بعدی. قال: و قد یكون الخالِفُ المُتَخَلِّف عن القوم فی الغَزْوِ و غیره كقوله تعالی: رَضُوا بِأَنْ یَكُونُوا مَعَ الْخَوٰالِفِ*، قال: فعلی هذا الخَلْفُ الذی یجی‌ء بعد الأَوّل بمنزلة القَرْنِ بعد القَرْن، و الخَلْفُ المتخلف عن الأَول، هالكاً كان أَو حیّاً. و الخَلْفُ: الباقی بعد الهالك و التابع له، هو فی الأَصل أَیضاً من خَلَفَ یخْلُفُ خَلْفاً، سمی به المُتَخَلِّف و الخَالِفُ لا علی جهة البدل، و جمعه خُلُوفٌ كقَرْنٍ و قرون؛ قال: و یكون محْمُودا و مَذْموماً؛ فشاهدُ المحمود قولُ حسانَ بن ثابت الأَنصاری: لَنا القَدَمُ الأُولی إلیك، و خَلْفُنا، لأَوَّلِنا فی طاعةِ الله، تابِعُ فالخَلْف هاهنا هو التابعُ لمَن مضَی و لیس من معنی الخَلَفِ الذی هو البدَلُ، قال: و قیل الخَلْفُ هنا المتخلِّفُون عن الأَوّلین أَی الباقون؛ و علیه قوله عز و جل: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ*، فسمی بالمصدر فهذا قول ثعلب، قال: و هو الصحیح. و حكی أَبو الحسن الأَخفش فی خَلفِ صِدْق و خَلفِ سَوء التحریكَ و الإِسكان، قال: و الصحیح قول ثعلب إِن
لسان العرب، ج‌9، ص: 90
الخَلَف یجی‌ء بمعنی البدَل و الخِلافةِ، و الخَلْفُ یجی‌ء بمعنی التخلّف عمن تقدم؛ قال: و شاهد المذموم قول لبید: و بَقِیتُ فی خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ قال: و یستعار الخَلْفُ لما لا خیر فیه، و كلاهما سمی بالمصدر أَعنی المحمود و المذموم، فقد صار علی هذا للفِعْل معنیان: خَلَفْتُه خَلَفاً كنت بعده خَلَفاً منه و بدلًا، و خَلَفْتُه خَلْفاً جئت بعده، و اسم الفاعل من الأَول خَلِیفة و خَلِیفٌ، و من الثانی خَالِفةٌ و خَالِفٌ؛ و منه قوله تعالی: فَاقْعُدُوا مَعَ الْخٰالِفِینَ. قال: و قد صح الفَرْقُ بینهما علی ما بَیَّنّاه. و هو من أَبیه خَلَف أَی بدلٌ، و البدلُ من كل شی‌ء خَلَفٌ منه. و الخِلَافُ: المُضادّةُ، و قد خَالَفَه مُخَالَفَة و خِلافاً. و فی المثل: إنما أَنتَ خِلَافَ الضَّبُعِ الراكبَ أَی تُخَالِفُ خِلافَ الضَّبُعِ لأَنَّ الضَّبُعَ إذا رأَت الراكِبَ هَرَبَتْ منه؛ حكاه ابن الأَعرابی و فسّره بذلك. و قولهم: هو یُخَالِفُ إلی امرأَة فلان أَی یأَتیها إذا غاب عنها. و خَلَفَ فلان بعَقِبِ فلان إذا خَالَفَه إلی أَهله. و یقال: خَلَف فلان بعَقبِی إذا فارقه علی أَمر فصنع شیئاً آخر؛ قال أَبو منصور: و هذا أَصح من قولهم إنه یخالفه إلی أَهله. و یقال: إن امرأَة فلان تَخْلُفُ زوجَها بالنزاع إلی غیره إذا غاب عنها؛ و قدمَ أَعْشَی مازِنٍ علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فأَنشده هذا الرجز: إلیكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ، خَرَجْتُ أَبْغِیها الطَّعامَ فی رَجَبْ، فَخَلَفَتْنی بِنزاعٍ و حَرَبْ، أَخْلَفَتِ العَهْدَ و لَطَّتْ بالذَّنَبْ و أَخْلَفَ الغُلامُ، فهو مُخْلِفٌ إذا راهَقَ الحُلُم؛ ذكره الأَزهری؛ و قول أَبی ذؤیب: إذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم یَرْجُ لَسْعَها، و خَالَفَها فی بَیْتِ نُوبٍ عَواسِلِ «2» معناه دخَل علیها و أَخَذ عَسَلها و هی ترعی، فكأَنه خَالَفَ هَواها بذلك، و من رواه و حالَفَها فمعناه لزِمَها. و الأَخْلَفُ: الأَعْسَرُ؛ و منه قول أَبی كبیر الهُذلی: زَقَبٌ، یَظَلُّ الذئبُ یَتْبَعُ ظِلَّه من ضِیقِ مَوْرِدِه، اسْتِنانَ الأَخْلَفِ قال السكری: الأَخْلَفُ المُخالِفُ العَسِرُ الذی كأَنه یَمشی علی أَحد شِقَّیْه، و قیل: الأَخْلَفُ الأَحْوَلُ. و خَالَفَه إلی الشی‌ء: عَصاه إلیه أَو قصَده بعد ما نهاه عنه، و هو من ذلك. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أُرِیدُ أَنْ أُخٰالِفَكُمْ إِلیٰ مٰا أَنْهٰاكُمْ عَنْهُ. الأَصمعی: خَلَفَ فلان بعَقِبی و ذلك إذا ما فارَقَه علی أَمْر ثم جاء من ورائه فجعَل شیئاً آخر بعد فِراقِه، و خَلَفَ له بالسیف إذا جاءه من خَلْفِه فضَرب عُنقه. و الخِلافُ: الخُلْفُ؛ و سُمع غیر واحد من العرب یقول إذا سُئل و هو مُقبل علی ماء أَو بلد: أَحَسْتَ فلاناً؟ فیُجِیبُه: خَالِفَتِی؛ یرید أَنه ورَدَ الماء و أَنا صادِرٌ عنه. اللیث: رجل خَالِفٌ و خَالِفَةٌ أَی یُخالِفُ كثیرُ الخِلافِ. و یقال: بعیر أَخْلَفُ بیِّنُ الخَلَفِ إذا كان مائلًا علی شِقّ. الأَصمعی: الخَلَفُ فی البعیر أَن یكون مائلًا فی شق. ابن سیدة: و فی خُلُقِه خَالِفٌ و خَالِفَةٌ و خُلْفَةٌ و خِلْفَةٌ و خِلَفْنَة و خِلَفْنَاةٌ أَی خِلافٌ. و رجل
(2). قوله [فی بیت نوب إلخ] تقدّم ضبطه فی مادة دبر لا علی هذا الوجه و لعل الصواب فی الضبط ما هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 91
خِلَفْنَاة: مُخالِفٌ. و قال اللحیانی: هذا رجل خِلَفْنَاة و امرأَة خِلَفْنَاة، قال: و كذلك الاثنان و الجمع؛ و قال بعضهم: الجمع خِلَفْنَیَاتٌ فی الذكور و الإِناث. و یقال: فی خُلُق فلان خِلَفْنَةٌ مثل دِرَفْسةٍ أَی الخِلافُ، و النون زائدة، و ذلك إِذا كان مُخالِفاً. و تَخالَفَ الأَمْران و اخْتَلَفا: لم یَتَّفِقا. و كلُّ ما لم یَتَسَاوَ، فقد تَخَالَفَ و اخْتَلَفَ. و قوله عز و جل: وَ النَّخْلَ وَ الزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ؛ أَی فی حال اخْتِلافِ أُكُلِه إِن قال قائل: كیف یكون أَنْشأَه فی حال اخْتِلافِ أُكُله و هو قد نَشأَ من قبل وقُوع أُكُلِه؟ فالجواب فی ذلك أَنه قد ذكر إنشاء بقوله خالِقُ كلِّ شی‌ء، فأَعلم جل ثناؤه أَن المُنْشئ له فی حال اخْتِلافِ أُكُلِه هو، و یجوز أَن یكون أَنشأَه و لا أُكُلَ فیه مختلفاً أُكُله لأَن المعنی مُقَدَّراً ذلك فیه كما تقول: لتَدْخُلَنَّ منزل زید آكلًا شارباً أَی مُقَدِّراً ذلك، كما حكی سسیبویه فی قوله مررتُ برجل معه صَقْر صائداً به غداً أَی مُقَدِّراً به الصیدَ، و الاسم الخِلْفةُ. و یقال: القوم خِلْفةٌ أَی مُخْتَلِفون، و هما خِلْفَان أَی مختلفان، و كذلك الأُنثی؛ قال: دَلْوایَ خِلْفَانِ و ساقِیاهُما أَی إحداهما مُصْعِدةٌ مَلأَی و الأُخری مُنْحَدِرةٌ فارِغةٌ، أَو إِحداهما جدیدة و الأُخری خَلَقٌ. قال اللحیانی: یقال لكل شیئین اختلفا هما خِلْفَان، قال: و قال الكسائی هما خِلْفَتَانِ، و حكی: لها ولَدانِ خِلْفَانِ و خِلْفَتَانِ، و له عَبدان خِلْفَان إذا كان أَحدهما طویلًا و الآخر قصیراً، أَو كان أَحدهما أَبیضَ و الآخر أَسود، و له أَمتان خِلْفَان، و الجمع من كل ذلك أَخْلافٌ و خِلْفَةٌ. و نِتاجُ فلان خِلْفَة أَی عاماً ذكراً و عاماً أُنثی. و ولدت الناقة خِلْفَیْنِ أَی عاماً ذكراً و عاما أُنثی. و یقال: بنو فلان خِلْفَةٌ أَی شطْرةٌ نِصف ذكور و نصف إِناث. و التَّخَالِیف: الأَلوان المختلفةُ. و الخِلْفَةُ: الهَیْضةُ. یقال: أَخَذَتْه خِلْفَةٌ إذا اخْتَلَفَ إلی المُتَوَضَّإِ. و یقال: به خِلْفَة أَی بَطنٌ و هو الاختلاف، و قد اخْتَلَفَ الرجلُ و أَخْلَفَه الدَّواء. و المَخْلُوفُ: الذی أَصابته خِلفة و رِقَّةُ بَطْنٍ. و أَصبح خَالِفاً أَی ضعیفاً لا یشتهی الطعام. و خَلَفَ عن الطعام یَخْلُفُ خُلُوفاً، و لا یكون إلا عن مرَض. اللیث: یقال اخْتَلَفْتُ إلیه اخْتِلافةً واحدة. و الخَلْفُ و الخَالِف و الخالِفةُ: الفاسِدُ من الناس، الهاء للمبالغة. و الخَوالِفُ: النساء المُتَخَلِّفاتُ فی البیوت. ابن الأَعرابی: الخُلُوفُ الحیّ إذا خرج الرجالُ و بقی النساء، و الخُلُوفُ إذا كان الرجال و النساء مجتمعین فی الحیّ، و هو من الأَضداد. و قوله عز و جل: رَضُوا بِأَنْ یَكُونُوا مَعَ الْخَوٰالِفِ*؛ قیل: مع النساء، و قیل: مع الفاسد من الناس، و جُمِع علی فَواعِلَ كفوارِسَ؛ هذا عن الزجاج. و قال: عَبد خَالِفٌ و صاحِب خَالِفٌ إذا كان مُخالفاً. و رَجل خَالِفٌ و امرأة خَالِفَةٌ إذا كانت فاسِدةً و متخلِّفة فی منزلها. و قال بعض النحویین: لم یجئْ فاعل مجموعاً علی فَواعِلَ إلا قولهم إنه لخَالِفٌ من الخَوَالِف، و هالِكٌ من الهَوالِكِ، و فارِسٌ من الفَوارِس. و یقال: خَلَفَ فلان عن أَصحابه إذا لم یخرج معهم. و‌فی الحدیث: أَن الیهود قالت لقد علمنا أَن محمداً لم یترك أَهلَه خُلُوفاً‌أَی لم یتركهن سُدًی لا راعِیَ لهنَّ و لا حامِیَ. یقال: حیٌّ خُلوفٌ إذا غاب الرجال و أَقام النساء و یطلق علی المقیمین و الظَّاعِنین؛ و منه‌حدیث المرأَة و المَزادَتَیْنِ: و نَفَرُنا خُلُوفٌ‌أَی رجالنا
لسان العرب، ج‌9، ص: 92
غُیَّبٌ. و‌فی حدیث الخُدْریِّ: فأَتینا القوم خُلُوفاً.و الخَلْفُ: حَدُّ الفَأْسِ. ابن سیدة: الخَلْفُ الفَأْس العظیمة، و قیل: هی الفأْس برأْس واحد، و قیل: هو رأْس الفأْس و المُوسی، و الجمع خُلوفٌ. و فأْسٌ ذاتُ خِلْفَیْنِ «1» أَی لها رأْسانٍ، و فأَسٌ ذاتُ خِلْفٍ. و الخَلْفُ: المِنْقارُ الذی یُنْقَرُ به الخشب. و الخَلِیفَان: القُصْرَیانِ. و الخِلْفُ: القُصَیْری من الأَضْلاعِ، بكسر الخاء «2». و ضِلَعُ الخِلْفِ: أَقصی الأَضْلاعِ و أَرَقُّها. و الخِلْفُ، بالكسر: واحد أَخْلافِ الضَّرْع و هو طرَفُه. الجوهری: الخِلْفُ أَقصر أَضلاع الجنب، و الجمع خُلُوف؛ و منه قول طرفةَ بن العبد: و طَیُّ مَحالٍ كالحَنِیِّ خُلُوفُه، و أَجْرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْیٍ مُنَضَّدِ و الخَلْفُ: الطُّبْیُ المؤَخَّرُ، و قیل: هو الضَّرْعُ نفْسُه، و خص بعضهم به ضرع الناقة و قال: الخِلْف، بالكسر، حلَمةُ ضَرْعِ الناقة القادِمان و الآخِران. و قال اللحیانی: الخِلْفُ فی الخُفِّ و الظِّلْفِ، و الطُّبْیُ فی الحافِر و الظُّفُر، و جمع الخِلْف أَخْلافٌ و خُلُوفٌ؛ قال: و أَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِیلَ و أَمْتَری خُلُوفَ المَنایا، حِینَ فَرَّ المُغامِسُ و تقول: خَلَّفَ بناقته تَخْلِیفاً أَی صَرَّ خِلْفاً واحداً من أَخْلافِها؛ عن یعقوب؛ و أَنشد لطرفة: و طَیُّ مَحالٍ كالحنیّ خُلُوفُه قال اللیث: الخُلُوفُ جمع الخِلْفِ هو الضَّرْعُ نفْسُه؛ و قال الراجز: كأَنَّ خِلْفَیها إذا ما دَرَّا یرید طُبْیَیْ ضَرْعِها. و‌فی الحدیث: دَعْ داعِیَ اللَّبَنِ. قال: فتركت أَخْلافَها قائمة؛ الأَخْلافُ جمع خِلف، بالكسر، و هو الضرع لكل ذات خُفّ و ظِلْفٍ، و قیل: هو مَقْبِضُ ید الحالب من الضرع. أَبو عبید: الخَلِیفُ من الجسد ما تحت الإِبط، و الخَلِیفَانِ من الإِبل كالإِبْطین من الإِنسان، و خَلِیفَا الناقةِ إبْطاها، قال كثیر: كأَنَّ خَلِیفَیْ زَوْرها و رَحاهُما بُنَی مَكَوَیْنِ ثُلِّما بعدَ صَیْدنِ المكا جُحْرُ الثَّعْلَبِ و الأَرْنبِ و نحوه، و الرَّحی الكِرْكِرةُ، و بُنَی جمع بُنْیةٍ، و الصَّیْدن هنا الثعلب؛ و قیل: دُوَیْبَّةٌ تعمل لها بیتاً فی الأَرض و تُخْفیه. و حلَبَ الناقة خَلِیفَ لِبَئِها، یعنی الحلْبة التی بعد ذَهاب اللِّبا. و خَلَفَ اللبنُ و غیره و خَلُفَ یَخْلُفُ خُلُوفاً فیهما: تغَیَّر طَعْمُه و ریحه. و خَلَفَ اللبنُ یَخْلُفُ خُلُوفاً إذا أُطیل إنْقاعُه حتی یَفْسُدَ. و خَلَفَ النبیذُ إذا فسَد، و بعضهم یقول: أَخْلَفَ إذا حَمُضَ، و إنه لطَیِّبُ الخُلْفَةِ أَی طیِّبُ آخِر الطعْم. اللیث: الخَالِفُ اللحم الذی تَجِدُ منه رُوَیحةً و لا بأْسَ بمَضْغِه. و خَلَفَ فُوه یَخْلُفُ خُلُوفاً و خُلُوفَة و أَخْلَفَ: تغَیَّر، لغة فی خَلَفَ؛ و‌منه: و نَوْم الضُّحی مَخْلَفَةٌ للفم‌أَی یُغَیِّرُه. و قال اللحیانی: خَلَفَ الطعامُ و الفم و ما أَشبههما یَخْلُفُ خُلُوفاً إذا تغیَّر. و أَكل طعاماً فَبَقِیَتْ فی فیه خِلْفَةٌ فتغیر
(1). قوله [ذات خِلْفَیْنِ] قال فی القاموس: و یفتح. (2). قوله [بكسر الخاء] أَی و تفتح و علی الفتح اقتصر المجد.
لسان العرب، ج‌9، ص: 93
فُوه، و هو الذی یَبْقی بین الأَسنان. و خَلَفَ فَمُ الصائم خُلُوفاً أَی تغیرت رائحتُه. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم: و لَخُلُوفُ فم الصائم، و‌فی روایة: خِلْفَةُ فمِ الصائم أَطیبُ عندَ اللّه مِن رِیحِ المِسْكِ؛ الخِلْفَةُ، بالكسر: تغَیُّرُ ریحِ الفم، قال: و أَصلها فی النبات أَن ینبت الشی‌ء بعد الشی‌ء لأَنها رائحةٌ حدیثةٌ بعد الرائحة الأُولی. و خَلَفَ فمُه یَخْلُفُ خِلْفَةً و خُلُوفاً؛ قال أَبو عبید: الخُلُوف تغیر طعم الفم لتأَخُّرِ الطعام و منه‌حدیث علیّ، علیه السلام، حین سُئل عن القُبْلة للصائم فقال: و ما أَرَبُك إلی خُلُوف فیها.و یقال: خَلَفَتْ نفْسه عن الطعام فهی تَخْلُفُ خُلُوفاً إذا أَضرَبَت عن الطعام من مرض. و یقال: خَلَفَ الرجل عن خُلُق أَبیه یَخْلُفُ خُلُوفاً إذا تغَیَّر عنه. و یقال: أَبیعُكَ هذا العَبْدَ و أَبْرَأُ إلیك من خُلْفَتِه أَی فَسادِه، و رجُل ذو خُلْفةٍ، و قال ابن بُزرج: خُلْفَةُ العبدِ أَن یكون أَحْمَقَ مَعْتُوهاً. اللحیانی: هذا رجل خَلَفٌ إذا اعتزل أَهلَه. و عبد خَالِفٌ: قد اعتزل أَهلَ بیته. و فلان خَالِفُ أَهلِ بیته و خَالِفَتُهم أَی أَحمقهم أَو لا خَیْرَ فیه، و قد خَلَفَ یَخْلُفُ خَلافة و خُلُوفاً. و الخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ القلیلُ العقْلِ. و رجل أَخْلَفُ و خُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ. و امرأة خَالِفَةٌ و خَلْفاء و خُلْفُفَة و خُلْفُفٌ، بغیر هاء: و هی الحَمْقاء. و خَلَفَ فلان أَی فسَد. و خَلَفَ فلان عن كلّ خیر أَی لم یُفْلِح، فهو خَالِفٌ و هی خَالِفَة. و قال اللحیانی: الخالِفةُ العَمودُ الذی یكون قُدَّامَ البیتِ. و خلَفَ بیتَه یَخْلُفُه خَلْفاً: جعل له خالِفةً، و قیل: الخالِفةُ عَمُودٌ من أَعْمِدة الخِباء. و الخَوالِفُ: العُمُد التی فی مُؤَخَّر البیت، واحدتها خَالِفَةٌ و خَالِفٌ، و هی الخَلِیفُ. اللحیانی: تكون الخَالِفَةُ آخِرَ البیت. یقال: بیت ذو خَالِفَتَیْن. و الخَوالِفُ: زَوایا البیت، و هو من ذلك، واحدتها خَالِفَةٌ. أَبو زید: خَالِفَةُ البیتِ تحتَ الأَطناب فی الكِسْر، و هی الخَصاصةُ أَیضاً و هی الفَرْجة، و جمع الخَالِفة خَوالِفُ و هی الزَّوایا؛ و أَنشد: فأَخفت حتی هتكوا الخَوالِفا و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها، فی بِناء الكعبة: قال لها لَوْ لا حِدْثان قَوْمِك بالكفر بَنَیْتُها علی أَساس إبراهیمَ و جعلت لها خَلْفَیْن، فإن قُریشاً اسْتَقْصَرَتْ من بِنائها؛ الخَلْفُ: الظَّهرُ، كأَنه أَراد أَن یجعل لها بابین، و الجِهةُ التی تُقابِل البابَ من البیت ظهرُه، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظَهْرانِ، و یروی بكسر الخاء، أَی زِیادَتَیْن كالثَّدْیَیْنِ، و الأَول الوجه. أَبو مالك: الخَالِفَةُ الشُّقّةُ المؤخَّرةُ التی تكون تحت الكِفاء تحتَها طرَفُها مما یلی الأَرض من كِلا الشِّقَّین. و الإِخْلافُ: أَن یُحَوَّلَ الحَقَبُ فیجعل مما یَلی خُصْیَیِ البعیر لئلا یُصیبَ ثِیله فیَحْتَبِسَ بولُه، و قد أَخْلَفَه و أَخْلَفَ عنه. و قال اللحیانی: إنما یقال أَخْلِفِ الحَقَبَ أَی نَحِّه عن الثِّیلِ و حاذِ به الحَقَبَ لأَنه یقال حَقِبَ بولُ الجملِ أَی احْتَبَسَ، یعنی أَن الحَقَب وقَع علی مَبالِه، و لا یقال ذلك فی الناقة لأَن بولها من حَیائها، و لا یبلغ الحقَبُ الحَیاء. و بعیر مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عن ثِیله من خَلْفِه إذا حَقِبَ. و الإِخْلافُ: أَن یُصَیَّرَ الحَقَبُ وراء الثِّیلِ لئلا یَقْطَعَه. یقال: أَخْلِفْ عن بعیرك فیصیر الحقب وراء الثیل. و الأَخْلَفُ من الإِبل: المشقوقُ الثیل الذی لا یستقرّ وجَعاً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 94
الأَصمعی: أَخْلَفْتَ عن البعیر إذا أَصابَ حَقَبُه ثِیلَه فیَحْقَبُ أَی یَحْتَبِسُ بولُه فتحَوِّلُ الحَقَبَ فتجعلُه مما یلی خُصْیَی البعیر. و الخُلْفُ و الخُلُفُ: نقِیضُ الوَفاء بالوعْد، و قیل: أَصله التَّثْقِیلُ ثم یُخَفَّفُ. و الخُلْفُ، بالضم: الاسم من الإِخلاف، و هو فی المستقبل كالكذب فی الماضی. و یقال: أَخْلَفَه ما وَعَده و هو أَن یقول شیئاً و لا یفْعَله علی الاستقبال. و الخُلُوفُ كالخُلْفِ؛ قال شُبْرمةُ بن الطُّفَیْل: أَقِیمُوا صُدُورَ الخَیْلِ، إنَّ نُفُوسَكُمْ لَمِیقاتُ یَومٍ، ما لَهُنَّ خُلُوفُ و قد أَخْلَفَه و وعَده فأَخْلَفَه: وجَده قد أَخْلَفَه، و أَخْلَفَه: وجدَ مَوْعِدَه خُلْفاً؛ قال الأَعشی: أَثْوی و قَصَّرَ لَیْلَةً لیُزَوَّدا، فمَضَتْ، و أَخْلَفَ مِنْ قُتَیلة مَوْعِدا أَی مضت اللیلة. قال ابن بری: و یروی‌فمضی …، قال: و قوله فمضی الضمیر یعود علی العاشق، و قال اللحیانی: الإِخْلافُ أَن لا یَفی بالعهد و أَن یَعِدَ الرجلُ الرجلَ العِدةَ فلا یُنجزها. و رجل مُخْلِفٌ أَی كثیر الإِخْلافِ لوَعْدِه. و الإِخْلافُ: أَن یطلب الرجلُ الحاجة أَو الماء فلا یجد ما طلب. اللحیانی: رُجِیَ فلان فأَخْلَفَ. و الخُلْفُ: اسم وضِعَ موضِع الإِخْلافِ. و یقال للذی لا یكاد یَفِی إذا وعد: إنه لمِخْلافٌ. و‌فی الحدیث: إذا وعَدَ أَخْلَفَ‌أَی لم یفِ بعهده و لم یَصْدُقْ، و الاسم منه الخُلْفُ، بالضم. و رجل مُخَالِفٌ: لا یكاد یُوفی. و الخِلَافُ: المُضادَّة. و‌فی الحدیث: لمَّا أَسْلمَ سعید بن زید قال له بعض أَهله: إنی لأَحْسَبُكَ خَالِفةَ بنی عَدِیٍّ‌أَی الكثیرَ الخِلافِ لهم؛ و قال الزمخشری: إنَّ الخطَّاب أَبا عُمر قاله لزَیْد بن عَمْرو أَبی سعید بن زید لمَّا خَالَفَ دِینَ قومه، و یجوز أَن یُرِیدَ به الذی لا خیر عنده؛ و منه‌الحدیث: أَیُّما مُسلمٍ خَلَفَ غازِیاً فی خالِفَتِه‌أَی فیمن أَقامَ بعدَه من أَهله و تخلَّف عنه. و أَخْلَفَتِ النجومُ: أَمْحَلَتْ و لم تُمْطِرْ و لم یكن لِنَوْئِها مطر، و أَخْلَفَتْ عن أَنْوائها كذلك؛ قال الأَسودُ بن یَعْفُرَ: بِیض مَسامیح فی الشّتاء، و إن أَخْلَفَ نَجْمٌ عن نَوئِه، وبَلُوا و الخَالِفَةُ: اللَّجوجُ من الرجال. و الإِخْلاف فی النخلة إذا لم تحمل سنة. و الخَلِفَةُ: الناقةُ الحامِلُ، و جمعها خَلِفٌ، بكسر اللام، و قیل: جمعها مَخاضٌ علی غیر قیاس كما قالوا لواحدة النساء امرأة؛ قال ابن بری: شاهده قول الراجز: ما لَكِ تَرْغِینَ و لا تَرْغُو الخَلِفْ و قیل: هی التی اسْتَكْمَلت سنة بعد النِّتاج ثم حُمِل علیها فلَقِحَتْ؛ و قال ابن الأَعرابی: إذا استبان حَمْلُها فهی خَلِفَةٌ حتی تُعْشِرَ. و خَلَفَت العامَ الناقةُ إذا ردَّها إلی خَلِفة. و خَلِفَت الناقةُ تَخْلَفُ خَلَفاً: حَمَلتْ؛ هذه عن اللحیانی. و الإِخْلافُ: أَن تُعِید علیها فلا تَحْمِل، و هی المُخْلِفةُ من النوق، و هی الرَّاجع التی توهَّموا أَنَّ بها حمَلًا ثم لم تَلْقَحْ، و فی الصحاح: التی ظهر لهم أَنها لَقِحَتْ ثم لم تكن كذلك. و الإِخْلافُ: أَن یُحْمَلَ علی الدابّة فلا تَلْقَحَ. و الإِخْلافُ: أَن یأْتیَ علی البعیر البازل سنةٌ بعد بُزُوله؛ یقال: بَعِیر مُخْلِفٌ. و المُخْلِف
لسان العرب، ج‌9، ص: 95
من الإِبل: الذی جاز البازِلَ؛ و فی المحكم: بعد البازِل و لیس بعده سِنّ، و لكن یقال مُخْلِفُ عامٍ أَو عامین، و كذلك ما زاد، و الأَنثی بالهاء، و قیل: الذكر و الأُنثی فیه سواء؛ قال الجعدی: أَیِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازِلٍ أَخْلَفَ البازِلَ عاماً أَو بَزَلْ و كان أَبو زید یقول: لا تكون الناقة بازلًا و لكن إذا أَتی علیها حول بعد البزُول فهی بَزُول إلی أَن تُنیِّبَ فتُدْعَی ناباً، و قیل: الإِخْلافُ آخِرُ الأَسنان من جمیع الدوابّ. و‌فی حدیث الدِّیةِ: كذا و كذا خَلِفةً؛ الخَلِفةُ، بفتح الخاء و كسر اللام: الحامل من النوق، و تجمع علی خَلِفاتٍ و خَلَائِفَ، و قد خَلِفَت إذا حَمَلَتْ، و أَخْلَفَتْ إذا حالَتْ. و‌فی الحدیث: ثلاثُ آیاتٍ یَقْرؤهنَّ أَحدُكم خیر له من ثلاثِ خَلِفَاتٍ سِمانٍ عظامٍ.و‌فی حدیث هدم الكعبة: لما هدموها ظهر فیها مِثْلُ خَلائفِ الإِبل، أَراد بها صُخوراً عِظاماً فی أَساسها بقدْر النوق الحوامل. و الخَلِیفُ من السِّهام: الحدیدُ كالطَّرِیرِ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد لساعِدةَ بن جُؤیَّةَ «3»: و لَحَفْته منها خَلیفاً نَصْلُه حَدٌّ، كَحَدِّ الرُّمْحِ، لَیْسَ بِمِنزَعِ و الخَلِیفُ: مَدْفَعُ الماء، و قیل: الوادی بین الجبَلین؛ قال: خَلِیف بَین قُنّة أَبْرَق و الخَلیفُ: فَرْج بین قُنَّتَیْنِ مُتدانٍ قلیل العرض و الطُّول. و الخَلِیفُ: تَدافُع «4» الأَوْدیة و إنما یَنتهی المَدْفَعُ إلی خَلِیفٍ لیُفْضِیَ إلی سَعَةٍ. و الخلِیفُ: الطَّریقُ بین الجبلین؛ قال صخر الغی: فلما جَزَمْتُ بِها قِرْبَتی، تَیَمَّمْتُ أَطْرِقةً أَو خَلِیفَا جَزَمتُ: ملأْت، و أَطْرقة: جمع طَریق مثل رغیفٍ و أَرْغِفَةٍ، و منه قولهم ذِیخُ الخَلِیفِ كما یقال ذِئبُ غَضاً؛ قال كثیِّر: و ذِفْرَی، ككاهِلِ ذِیخِ الخَلِیف أَصابَ فَرِیقَةَ لَیْلٍ فَعاثَا قال ابن بری: صواب إنشاده‌بِذِفْرَی …، و قیل: هو الطریق فی أَصل الجبل، و قیل: هو الطریق وراء الجبل، و قیل: وراء الوادی، و قیل: الخَلِیفُ الطریق فی الجبل أَیّاً كان، و قیل: الطریق فقط، و الجمع من كل ذلك خُلُفٌ؛ أَنشد ثعلب: فی خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرامِها و المَخْلَفَةُ: الطَّریقُ كالخَلِیفِ؛ قال أَبو ذؤیب: تُؤمِّلُ أَن تُلاقیَ أُمَّ وَهْبٍ بمَخْلَفَةٍ، إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِیفُ و یقال: علیك المَخْلَفة الوُسْطَی أَی الطریق الوسطی. و فی الحدیث ذكْرُ خَلِیفَةَ، بفتح الخاء و كسر اللام، قال ابن الأَثیر: جبل بمكة یُشْرِفُ علی أَجْیادٍ؛ و قول الهُذلی:
(3). قوله [جؤیة] صوابه العجلان كما هو هكذا فی الدیوان، كتبه محمد مرتضی انتهی. من هامش الأصل بتصرف. (4). قوله [و الخَلِیف تدافع إلخ] كذا بالأصل. و عبارة القاموس و شرحه: أو الخَلِیف مدفع الماء بین الجبلین. و قیل: مدفعه بین الوادیین و إنما ینتهی إلی آخر ما هنا، و تأمل العبارتین.
لسان العرب، ج‌9، ص: 96
و إِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزّاً، إذا بُنِیَتْ لِمَخْلَفَةَ البُیوتُ مَخْلَفَةُ مِنًی: حیث یَنْزل الناس. و مَخْلَفَة بنی فلان: مَنْزِلُهم. و المَخْلَفُ بِمنًی أَیضاً: طُرُقُهم حیث یَمُرُّون. و‌فی حدیث معاذ: من تخلّف «1» من مِخْلافٍ إلی مِخْلافٍ فَعُشْرُه و صَدَقتُه إلی مِخْلافِ عَشِیرَتِه الأَوّل إذا حالَ علیه الحَوْل؛ أَراد أَنه یؤَدِّی صدَقَته إلی عَشیرته التی كان یؤدی إلیها. و قال أَبو عمرو: یقال اسْتُعْمِلَ فلان علی مَخالِیفِ الطَّائفِ و هی الأَطراف و النَّواحی. و قال خالد بن جَنْبَة: فی كل بلد مِخْلافٌ بمكة و المدینة و البصرة و الكوفة. و قال: كنا نَلْقَی بنی نُمَیر و نحن فی مِخْلافِ المدینة و هم فی مِخلاف الیمامة. و قال أَبو معاذ: المِخْلافُ البَنْكَرْدُ، و هو أَن یكون لكل قوم صَدقةٌ علی حِدة، فذلك بَنْكَرْدُه یُؤدِّی إلی عشیرته التی كان یُؤدِّی إلیها. و قال اللیث: یقال فلان من مِخْلافِ كذا و كذا و هو عند الیمن كالرُّستاق، و الجمع مَخَالِیفُ. الیزیدِیّ: یقال إنما أَنتم فی خَوَالِفَ من الأَرض أَی فی أَرَضِینَ لا تُنْبِت إلا فی آخر الأَرضِین نباتاً. و‌فی حدیث ذی المِشْعارِ: من مِخلافِ خارِفٍ و یامٍ؛ هما قبیلتان من الیمن. ابن الأَعرابی: امرأة خَلِیفٌ إذا كان عَهْدُها بعد الولادة بیوم أَو یومین. و یقال للناقة العائذ أَیضاً خَلِیفٌ. ابن الأَعرابی: و الخِلافُ كُمُّ القَمِیص. یقال: اجعله فی متنِ خِلافِك أَی فی وَسطِ كُمّكَ. و المَخْلُوفُ: الثوبُ المَلْفُوقُ. و خلَفَ الثوبَ یَخْلُفُهُ خَلْفاً، و هو خَلِیفٌ؛ المصدر عن كراع: و ذلك أَن یَبْلی وسَطُه فیُخْرِجَ البالی منه ثم یَلْفِقَه؛ و قوله: یُرْوی النَّدیمَ، إذا انْتَشی أَصحابُه أُمُّ الصَّبیِّ، و ثَوْبُه مَخْلُوفُ قال: یجوز أَن یكون المَخْلُوفُ هنا المُلَفَّق، و هو الصحیح، و یجوز أَن یكون المرْهُونَ، و قیل: یرید إذا تَناشی صحبُه أُمّ ولده من العُسْر فإنه یُرْوی نَدیمَه و ثوبه مَخْلُوف من سُوء حاله. و أَخْلَفْتُ الثوبَ: لغة فی خَلَفْتُه إذا أَصْلَحْتَه؛ قال الكمیت یصف صائداً: یَمْشِی بِهِنَّ خَفِیُّ الصَّوْتِ مُخْتَتِلٌ، كالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْداماً بأَطْمارِ أَی أَخْلَفَ موضعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً. و ما أَدْری أَیُّ الخَوالِفِ هو أَی أَیّ الناسِ هو. و حكی كراع فی هذا المعنی: ما أَدری أَیُّ خَالِفَةَ، هو غیر مَصْرُوفٍ، أَی أَیُّ الناس هو، و هو غیر مصروف للتأْنیث و التعریف، أَ لا تری أَنك فسرته بالناس؟ و قال اللحیانی: الخَالِفَةُ الناس، فأَدخل علیه الأَلف و اللام. غیره و یقال ما أَدری أَیُّ خَالِفَةَ و أَیُّ خافِیةَ هو، فلم یُجْرِهما، و قال: تُرِكَ صَرْفُه لأَنْ أُرِیدَ به المَعْرِفةُ لأَنه و إن كان واحداً فهو فی موضع جماع، یرید أَیُّ الناس هو كما یقال أَیُّ تَمِیم هو و أَیُّ أَسَد هو. و خِلْفةُ الوِرْدِ: أَن تُورِد إبلك بالعشیِّ بَعد ما یذهَبُ الناسُ. و الخِلْفَةُ: الدوابُّ التی تختلف. و یقال: هن یمشین خِلْفة أَی تذهب هذه و تَجی‌ء هذه؛ و منه قول زهیر: بها العینُ و الآرامُ یَمْشِینَ خِلْفةً، و أَطْلاؤها یَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ
(1). قوله [تخلف] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: تحوّل، و قوله [مخلاف عشیرته] كذا به أَیضاً و الذی فیها مخلافه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 97
و خَلَفَ فلانٌ علی فلانة خِلافَةً تزوّجها بعد زوج؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فإنْ تَسَلی عَنَّا، إذا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ مَخَالِیفَ حُدْباً، لا یَدِرُّ لَبُونُها مَخَالِیفُ: إبل رعت البقل و لم تَرْعَ الیَبِیسَ فلم یُغْن عنها رَعْیُها البقلَ شیئاً. و فرس ذو شِكالٍ من خِلافٍ إذا كان فی یده الیمنی و رجله الیسری بیاض. قال: و بعضهم یقول له خَدَمتانِ من خِلافٍ أَی إذا كان بیده الیمنی بیاض و بیده الیسری غیره. و الخِلافُ: الصَّفْصافُ، و هو بأَرض العرب كثیر، و یسمی السَّوْجَرَ و هو شجر عِظام، و أَصنافُه كثیرة و كلها خَوّارٌ خَفیفٌ؛ و لذلك قال الأَسود: كأَنَّكَ صَقْبٌ من خِلافٍ یُری له رُواءٌ، و تأْتِیه الخُؤُورةُ مِنْ عَلُ الصَّقْبُ: عَمُودٌ من عمد البیت، و الواحد خِلافَةٌ، و زعموا أَنه سمّی خِلافاً لأَن الماء جاء بِبَزره سبیّاً فنبت مُخالِفاً لأَصْلِه فسمّی خِلافاً، و هذا لیس بقویّ. الصحاح: شجر الخِلافِ معروف و موضِعُه المَخْلَفَةُ؛ و أَما قول الراجِز: یَحْمِلُ فی سَحْقٍ من الخِفافِ تَوادِیاً سُوِّینَ من خِلافِ فإنما یرید أَنها من شجر مُخْتَلِفٍ، و لیس یعنی الشجرة التی یقال لها الخِلافُ لأَن ذلك لا یكاد یكون بالبادیة. و خَلَفٌ و خَلِیفةُ و خُلَیْفٌ: أَسماء.

خنف؛ ج9، ص: 97

: الخِنافُ: لِینٌ فی أَرساغِ البعیر. ابن الأَعرابی: الخِنافُ سُرْعةُ قَلْب یَدَیِ الفرس، تقول: خَنَفَ البعیر یَخْنِفُ خِنافاً إذا سار فقلَب خُفَّ یده إلی وحْشِیِّه، و ناقة خَنُوفٌ؛ قال الأَعشی: أَجَدَّتْ بِرِجْلَیْها النَّجاء، و راجَعَتْ یَداها خِنافاً لَیِّناً غیرَ أَحْرَدا و‌فی حدیث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنُفٌ؛ هكذا جاء فی روایة بالفاء جمع خَنُوفٍ، و هی الناقة التی إذا سارت قَلَبَتْ خُفَّ یَدِها إلی وحْشِیِّه من خارجٍ. ابن سیدة: خَنَفَتِ الدابةُ تَخْنِفُ خِنافاً و خُنوفاً، و هی خَنُوفٌ، و الجمع خُنُفٌ: مالت بیدیها فی أَحد شِقَّیها من النَّشاط، و قیل: هو إذا لَوی الفرسُ حافِره إلی وحْشیِّه، و قیل: هو إذا أَحْضَر و ثَنی رأْسَه و یدیه فی شِقّ. أَبو عبیدة: و یكون الخِنافُ فی الخیل أَن یَثْنِیَ یَدَه و رأْسه فی شق إذا أَحْضَر. و الخِنافُ: داء یأْخذ فی الخیل فی العَضُد. اللیث: صَدْر أَخْنَفُ و ظَهر أَخْنف، و خَنَفُه انْهِضامُ أَحد جانبیه. یقال: خَنَفَتِ الدابة تَخْنِفُ بیدها و أَنْفِها فی السیر أَی تضرب بهما نَشاطاً و فیه بعضُ المَیْل، و ناقة خَنُوفٌ مِخْنافٌ. و الخَنُوفُ من الإِبل: اللَّیِّنةُ الیدین فی السیر. و الخِنافُ فی عُنُق الناقة: أَن تُمِیلَه إذا مُدَّ بزِمامِها. و خَنَفَ الفرسُ یَخْنِفُ خَنْفاً، فهو خَانِفٌ و خَنُوفٌ: أَمالَ أَنفَه إلی فارِسه. و خنَف الرجلُ بأَنفه: تكبّر فهو خَانِف. و الخانِفُ: الذی یشمخ بأَنفه من الكِبْر. یقال: رأَیته خانِفاً عنِّی بأَنفه. و خَنَفَ بأَنفه عنی: لواه. و خنَفَ البعیرُ یَخْنِفُ خَنْفاً و خِنَافاً: لَوی أَنفه من الزِّمام. و الخَانِفُ: الذی یُمیلُ رأْسه إلی الزمام و یفعل ذلك من نشاطِه؛ و منه قول أَبی وجزة:
لسان العرب، ج‌9، ص: 98
قد قلتُ، و العِیسُ النَّجائبُ تَغْتَلی بالقَوْمِ عاصِفةً خَوانِفَ فی البُری و بعیر مخْنَفٌ «2»: به خَنَفٌ. و المِخْنَافُ من الإِبل: كالعَقِیم من الرجال، و هو الذی لا یُلْقِحُ إذا ضرَب. قال أَبو منصور: لم أَسمعِ المِخْنَافَ بهذا المعنی لغیر اللیث و ما أَدری ما صحّته. و الخَنِیفُ: أَرْدَأُ الكَتَّان. و ثوب خَنِیفٌ: رَدی‌ء و لا یكون إلا من الكتان خاصَّة، و قیل: الخَنِیف ثوب كَتّان أَبیض غلیظ؛ قال أَبو زبید: و أَبارِیق شِبْه أَعْناق طَیْر الماء، قد جِیبَ فَوْقَهُنَّ خَنِیف شبَّه الفِدام بالجَیْبِ، و جمع كل ذلك خُنُفٌ. و‌فی الحدیث: أَنَّ قوماً أَتوا النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فقالوا: تَخَرَّقَتْ عنا الخُنُف و أَحْرقَ بطوننا التمرُ؛ الخُنُف، واحدها خَنِیفٌ، و هو جِنْس من الكتّان أَردأُ ما یكون منه كانوا یلبسونها؛ و أَنشد فی صفة طریق: علی كالخَنِیفِ السَّحْقِ تَدْعُو به الصَّدَی، له قُلُبٌ عادِیَّةٌ و صحونُ و الخَنِیفُ: الغَزِیرةُ، و فی رجز كعب: و مَذْقةٍ كطُرَّةِ الخَنِیفِ المَذْقةُ: الشَّرْبةُ من اللبن الممزوج، شبَّه لَوْنها بطُرّة الخَنِیفِ. و الخَنْدَفةُ: أَن یَمشِی مُفاجّاً و یَقْلِبَ قدَمَیْه كأَنه یَغْرفُ بهما و هو من التَّبَختُر، و قد خَنْدف، و خصَّ بعضهم به المرأَة. ابن الأَعرابی: الخُنْدُوفُ الذی یَتَبَخْتَرُ فی مَشْیه كِبْراً و بَطَراً. و خَنَفَ الأُتْرُجّةَ و ما أَشبهها: قطَعَها، و القِطْعَةُ منه خَنَفَةٌ. و الخَنْفُ: الحَلْبُ بأَربع أَصابعَ و تَسْتَعِینُ معها بالإِبهام، و منه‌حدیث عبد الملك أَنه قال لحالب ناقة: كیف تَحْلِبُ هذه الناقة أَ خَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطراً؟و مِخْنَفٌ: اسم معروف. و خَیْنَفٌ: وادٍ بالحجاز؛ قال الشاعر: و أَعْرَضَتِ الجِبالُ السُّودُ دُونی، و خَیْنَفُ عن شِمالی و البَهِیمُ أَراد البُقْعَة فترك الصَّرْفَ. و أَبو مِخْنَفٍ، بالكسر: كُنْیةُ لُوط بن یحیی رجل من نَقَلَةِ السِّیَرِ.

خندف؛ ج9، ص: 98

: الخَنْدَفَةُ: مِشْیةٌ كالهَرْوَلةِ، و منه سمیت، زعموا، خِندِفُ امرأَة إلْیاسَ بن مُضَرَ بن نِزارٍ و اسمها لَیْلی، نُسِبَ ولَدُ إلیاسَ إلیها و هی أُمهم. غیره: كانت خِنْدِفُ امرأةُ إلیاسَ اسمها لیلی بنتُ حُلْوانَ غلبت علی نَسَبِ أَولادها منه، و ذكروا أَن إبل إلیاسَ انتشرت لیلًا فخرج مُدْرِكةُ فی بِغائها فردَّها فسمی مُدْرِكةَ، و خَنْدَفَتِ الأُم فی أَثره أَی أَسْرَعَتْ فسمیت خِنْدِفَ، و اسمها لیلی بنت عِمْرانَ بنِ إلحافَ بن قُضاعةَ، و قعَد طابِخَةُ یَطْبُخُ القِدْرَ فسمی طابِخَةَ، و انْقَمَعَ قَمَعَةُ فی البیت فسمی قَمَعَةَ، و قالت خِنْدِف لزوجها: ما زِلْتُ أُخَنْدِفُ فی أَثركم، فقال لها: فأَنت خِنْدِف، فذهب لها اسماً و لولدها نسباً و سمیت بها القبیلة.
(2). قوله [مخنف] ضبط فی الأصل النون بالفتح.
لسان العرب، ج‌9، ص: 99
و ظُلِمَ رجلٌ أَیام الزبیر «1» بن العوّام فنادی: یا لخِندِفَ فخرج الزبیر و معه خیف و هو یقول: أُخَنْدِفُ إلیكَ أَیُّها المُخَنْدِفُ، و اللّه لئن كنتَ مظلوماً لأَنْصُرَنَّكَ الخَنْدَفَةُ الهَرْوَلةُ و الإِسراعُ فی المَشْی، یقول: یا مَنْ یَدْعُو خنْدفاً أَنا أُجیبُك و آتِیكَ. قال أَبو منصور: إن صحَّ هذا من فعل الزبَیر فإنه كان قبل نَهْی النبیّ، صلی اللّه علیه و سلم، عن التَّعَزِّی بعَزاء الجاهلیة. و خَنْدَفَ الرجلُ: انتسب إلی خِنْدِف؛ قال رؤبة: إنی إذا ما خَنْدَفَ المُسَمِّی و خَنْدَفَ الرجلُ: أَسْرَع، و أَما ابن الأَعرابی فقال: هو مشتق من الخَدْفِ، و هو الاخْتِلاسُ، قال ابن سیدة: فإن صح ذلك فالخَنْدَفةُ ثلاثیة.

خوف؛ ج9، ص: 99

: الخَوْفُ: الفَزَعُ، خافَه یَخَافُه خَوْفاً و خِیفَةً و مَخَافةً. قال اللیث: خَافَ یَخَافُ خَوْفاً، و إنما صارت الواو أَلفاً فی یَخَافُ لأَنه علی بناء عمِلَ یَعْمَلُ، فاستثقلوا الواو فأَلقَوْها، و فیها ثلاثة أَشیاء: الحَرْفُ و الصَّرْفُ و الصوتُ، و ربما أَلقوا الحَرْفَ بصرفها و أَبقوا منها الصوت، و قالوا یَخَافُ، و كان حدّه یَخْوَفُ بالواو منصوبة، فأَلقوا الواو و اعتمد الصوت علی صرف الواو، و قالوا خافَ، و كان حدّه خوِف بالواو مكسورة، فأَلقوا الواو بصرفها و أَبقوا الصوت، و اعتمد الصوت علی فتحة الخاء فصار معها أَلفاً لیِّنة، و منه التَّخْوِیفُ و الإِخَافَةُ و التَّخَوُّفُ، و النعت خَائِفٌ و هو الفَزِعُ؛ و قوله: أَ تَهْجُرُ بَیْتاً بالحِجازِ تَلَفَّعَتْ به الخَوْفُ و الأَعْداءُ أَمْ أَنتَ زائِرُهْ؟ إنما أَراد بالخَوْفِ المَخَافَةَ فأَنَّث لذلك. و قوم خُوَّفٌ علی الأَصل، و خُیَّفٌ علی اللفظ، و خِیَّفٌ و خَوْفٌ؛ الأَخیرة اسم للجمع، كلُّهُم خَائِفُونَ، و الأَمر منه خَفْ، بفتح الخاء. الكسائی: ما كان من ذوات الثلاثة من بنات الواو فإنه یجمع علی فُعَّلٍ و فیه ثلاثة أَوجه، یقال: خَائِف و خُیَّفٌ و خِیَّفٌ و خَوْفٌ. و تَخَوَّفْتُ علیه الشی‌ء أَی خِفْتُ. و تَخَوَّفَه: كخَافَهُ، و أَخَافَهُ إیاه إِخَافَةً و إِخَافاً؛ عن اللحیانی. و خَوَّفَه؛ و قوله أَنشده ثعلب: و كانَ ابْن أَجمالٍ إذا ما تَشَذَّرَت صُدُورُ السِّیاطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ فسّره فقال: یكفیهن أَن یُضْرَبَ غیرُهنّ. و خَوَّفَ الرجلَ إذا جعل فیه الخوف، و خَوَّفْتُه إذا جعلْتَه بحالة یخافُه الناس. ابن سیدة: و خَوَّفَ الرجلَ جعل الناسَ یَخافونه. و فی التنزیل العزیز: إِنَّمٰا ذٰلِكُمُ الشَّیْطٰانُ یُخَوِّفُ أَوْلِیٰاءَهُ أَی یجعلكم تخافون أَولیاءه؛ و قال ثعلب: معناه یخوّفكم بأَولیائه، قال: و أَراه تسهیلًا للمعنی الأَول، و العرب تُضِیفُ المَخافةَ إلی المَخُوف فتقول أَنا أَخَافُك كخَوْفِ الأَسد أَی كما أُخَوَّفُ بالأَسد؛ حكاه ثعلب؛ قال و مثله: و قد خِفْتُ حتی ما تزیدُ مَخَافَتِی علی وَعِلٍ، بذی المطارةِ، عاقِلِ «2» كأَنه أَراد: و قد خَافَ الناسُ منی حتی ما تزِیدُ مخافَتُهم إیای علی مخافةِ وعِلٍ. قال ابن سیدة: و الذی عندی فی ذلك أَن المصدر یضاف إلی المفعول كما یضاف إلی الفاعل. و فی التنزیل:
(1). قوله [أَیام الزبیر إلخ] فی النهایة و فی حدیث الزبیر و قد سمع رجلًا یقول: یا لخِنْدِف إلخ. (2). قوله [بذی المطارة] كذا فی الأصل، و الذی فی معجم یاقوت بذی مطارة. و قوله [حتی ما إلخ] جعله الأصمعی من المقلوب كما فی المعجم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 100
لٰا یَسْأَمُ الْإِنْسٰانُ مِنْ دُعٰاءِ الْخَیْرِ، فأَضاف الدعاء و هو مصدر إلی الخیر و هو مفعول، و علی هذا قالوا: أَعجبنی ضرْبُ زیدٍ عمرٌو فأَضافوا المصدر إلی المفعول الذی هو زید، و الاسم من ذلك كله الخِیفَةُ، و الخِیفَةُ الخَوْفُ. و فی التنزیل العزیز: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِی نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً، و الجمع خِیفٌ و أَصله الواو؛ قال صخر الغی الهذلی: فلا تَقْعُدَنَّ علی زَخَّةٍ، و تُضْمِرَ فی القَلْبِ وجْداً و خِیفاً و قال اللحیانی: خَافَه خِیفَةً و خیِفاً فجعلهما مصدرین؛ و أَنشد بیت صخر الغی هذا و فسّره بأَنه جمع خیفة. قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا لأَن المصادِرَ لا تجمع إلا قلیلًا، قال: و عسی أَن یكون هذا من المصادر التی قد جمعت فیصح قول اللحیانی. و رجل خَافٌ: خائفٌ. قال سیبویه: سأَلت الخلیل عن خافٍ فقال: یصلح أَن یكون فاعلًا ذهبت عینه و یصلح أَن یكون فَعِلًا، قال: و علی أَیّ الوجهین وجَّهْتَه فتَحْقِیرُه بالواو. و رجل خَافٌ أَی شدید الخَوْف، جاؤُوا به علی فَعِلٍ مثل فَرِقٍ و فَزِعٍ كما قالوا صاتٌ أَی شدیدُ الصوْتِ. و المَخَافُ و المَخِیفُ: مَوْضِعُ الخَوْفِ؛ الأَخیرة عن الزجاجی حكاها فی الجُمل. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: نِعْمَ العَبْدُ صُهَیْبٌ لَوْ لَم یَخَفِ اللّه لم یَعْصِه، أَراد أَنه إنما یُطِیع اللّهَ حُبّاً له لا خَوْفَ عِقابه، فلو لم یكن عِقابٌ یَخافُه ما عصی اللّهَ، ففی الكلام محذوف تقدیره لو لم یخف اللّه لم یعصه فكیف و قد خافه. و‌فی الحدیث: أَخِیفُوا الهَوامَّ قبل أَن تُخیفَكم‌أَی احْتَرِسُوا منها فإذا ظهر منها شی‌ء فاقتلوه، المعنی اجعلوها تخافكم و احْمِلُوها علی الخَوْفِ منكم لأَنها إذا أرادتْكم و رأَتْكم تقتلونها فَرَّتْ منكم. و خاوَفَنی فَخُفْتُه أَخُوفُه: غَلَبْتُه بما یخوِّفُ و كنت أَشدَّ خَوْفاً منه. و طریقٌ مَخُوفٌ و مُخِیفٌ: تَخافُه الناسُ. و وجع مَخُوفٌ و مُخِیفٌ: یُخِیفُ مَنْ رآه، و خصَّ یعقوب بالمَخُوفِ الطریق لأَنه لا یُخِیفُ، و إنما یُخِیفُ قاطِعُ الطریق، و خصَّ بالمُخِیفِ الوجَعَ أَی یُخِیفُ مَن رآه. و الإِخَافَة: التَّخْویفُ. و حائط مَخُوفٌ إذا كان یُخْشی أَن یقَع هو؛ عن اللحیانی. و ثَغْرٌ مُتَخَوَّفٌ و مُخِیفٌ: یُخافُ منه، و قیل: إذا كان الخوف یجی‌ء من قِبَلِه. و أَخافَ الثَّغْرُ: أَفْزَعَ. و دخل القومَ الخَوْفُ، منه؛ قال الزجاجی: و قولُ الطِّرِمَّاحِ: أَذا العَرْشِ إنْ حانَتْ وفاتی، فلا تَكُنْ علی شَرْجَعٍ یُعْلی بِخُضْر المَطارِف و لكِنْ أَحِنْ یَوْمی سَعِیداً بعصْمةٍ، یُصابُونَ فی فَجٍّ مِنَ الأَرضِ خَائِفِ «1» هو فاعلٌ فی معنی مَفْعُولٍ. و حكی اللحیانی: خَوِّفْنا أَی رَقِّقْ لنا القُرآنَ و الحدیث حتی نَخافَ. و الخَوْفُ: القَتْلُ. و الخَوْفُ: القِتالُ، و به فسّر اللحیانی قوله تعالی: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ‌ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ، و بذلك فسّر قوله أَیضاً: وَ إِذٰا جٰاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذٰاعُوا بِهِ. و الخَوْفُ: العِلْم، و به فسر اللحیانی قوله تعالی: فَمَنْ خٰافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً وَ إِنِ امْرَأَةٌ خٰافَتْ مِنْ بَعْلِهٰا نُشُوزاً أَوْ إِعْرٰاضاً. و الخَوْفُ: أَدیمٌ أَحْمَرُ یُقَدُّ منه أَمثالُ السُّیُورِ ثم یجعل علی تلك السُّیُور شَذْرٌ تلبسه الجارِیةُ؛ الثُّلاثِیَّةُ عن كراع
(1). قوله [بعصمة] كذا بالأصل و لعله بعصبة بالباء الموحدة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 101
و الحاء أَوْلی. و الخَوَّافُ: طائر أَسودُ، قال ابن سیدة: لا أَدری لم سمی بذلك. و الخَافَةُ: خَریطةٌ من أَدَمٍ؛ و أَنشد فی ترجمة عنظب: غَدا كالعَمَلَّسِ فی خَافَةٍ رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجد «1» و الخَافَةُ: خَریطةٌ من أَدَمٍ ضَیِّقَةُ الأَعلی واسِعةُ الأَسفل یُشْتارُ فیها العَسلُ. و الخَافَةُ: جُبَّةٌ یلْبَسها العَسَّالُ، و قیل: هی فَرْوٌ من أَدَمٍ یلبسها الذی یدخل فی بیت النحل لئلا یلسَعَه؛ قال أَبو ذؤیب: تأَبَّطَ خَافَةً فیها مِسابٌ، فأَصْبَحَ یَقْتَری مَسَداً بِشِیقِ قال ابن بری، رحمه اللّه: عَیْنُ خَافَةٍ عند أَبی علیٍّ یاء مأْخوذة من قولهم الناس أَخْیافٌ أَی مُخْتَلِفُون لأَن الخَافَةَ خریطة من أَدَم منقوشة بأَنواع مختلفة من النقش، فعلی هذا كان ینبغی أَن تذكر الخَافَة فی فصل خیف، و قد ذكرناها هناك أَیضاً. و الخافةُ: العَیْبةُ. و قوله‌فی حدیث أَبی هریرة: مَثَلُ المُؤمِن كمثل خَافَةِ الزّرع؛ الخَافَةُ وِعاء الحَبّ، سمیت بذلك لأَنها وِقایةٌ له، و الروایة بالمیم، و سیأْتی ذكره فی موضعه. و التَّخَوُّفُ: التَّنَقُّصُ. و فی التنزیل العزیز: أَوْ یَأْخُذَهُمْ عَلیٰ تَخَوُّفٍ؛ قال الفراء: جاء فی التفسیر بأَنه التنقص. قال: و العرب تقول تَخَوَّفْته أَی تنقصته من حافاته، قال: فهذا الذی سمعته، قال: و قد أَتی التفسیر بالحاء، قال الزجاج: و یجوز أَن یكون معناه أَو یأْخذهم بعد أَن یُخِیفَهم بأَن یُهْلِك قَریةً فتخاف التی تلیها؛ و قال ابن مقبل: تَخَوَّفَ السَّیْرُ منها تامِكاً قَرِداً، كما تَخَوَّفَ عودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ السَّفَنُ: الحدیدة التی تُبْرَدُ بها القِسِیُّ، أَی تَنَقَّصَ كما تأْكلُ هذه الحَدیدةُ خشَبَ القِسیّ، و كذلك التخْویفُ. یقال: خَوَّفَه و خَوَّفَ منه؛ قال ابن السكیت: یقال هو یَتَحَوّفُ المال و یَتَخَوّفُه أَی یَتَنَقَّصُه و یأْخذ من أَطْرافِه. ابن الأَعرابی: تَحَوَّفْتُه و تَحَیَّفْته و تَخَوَّفْتُه و تَخَیَّفْته إذا تَنَقَّصْته؛ و روی أَبو عبید بیت طرَفة: و جامِلٍ خَوَّفَ من نِیبه زَجْرُ المُعَلَّی أُصُلًا و السَّفِیحْ یعنی أَنه نقصها ما یُنْحَر فی المَیْسِر منها، و روی غیره: … خَوَّعَ من نِیبه، و رواه أَبو إسحاق: … من نَبْتِه. و خَوَّفَ غنمه: أَرسلها قِطعة قِطعة.

خیف؛ ج9، ص: 101

: خَیِفَ البعیر و الإِنسانُ و الفرسُ و غیره خَیَفاً، و هو أَخْیَفُ بَیِّنُ الخَیَفِ، و الأُنثی خَیْفَاء إذا كانت إحدی عینیه سَوْداء كَحْلاء و الأُخری زَرْقاء. و‌فی الحدیث فی صفة أَبی بكر، رضی اللّه عنه: أَخْیَف بنی تَیْمٍ؛ الخَیَفُ فی الرجل أَن تكون إحدی عینیه زرقاء و الأَخری سوداء، و الجمع خُوفٌ، و كذلك هو من كل شی‌ء. و الأَخْیافُ: الضُّروبُ المختلفة فی الأَخْلاق و الأَشْكالِ. و الأَخْیَافُ من الناس: الذین أُمُّهم واحدة و آباؤهم شَتی. یقال: الناسُ أَخْیَافٌ أَی لا یَسْتَوُون، و یقال ذلك فی الإِخوة، یقال: إخوةٌ أَخیَافٌ. و الأَخْیَافُ:
(1). قوله [فی خَافَة] یروی بدله فی حدلة، بالحاء المهملة مضمومة و الذال المعجمة، حجزة الإزار، و تقدم لنا فی مادة عنجد بلفظ فی خدلة، بالخاء المعجمة و الدال المهملة، و هی خطأ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 102
اختلاف الآباء و أَمهم واحدة، و منه قیل: الناسُ أَخیَاف أَی مختلفون. و خَیَّفَتِ المرأَةُ أَولادَها: جاءت بهم مختلفین. و تَخَیَّفَت الإِبل فی المَرْعی و غیره: اخْتَلَفَت وجُوهُها؛ عن اللحیانی. و الخَافَةُ: خریطةٌ من أَدم تكون مع مُشْتارِ العَسل، و قیل: هی سُفْرة كالخَریطة مُصَعَّدةٌ قد رُفعَ رأَسُها للعسل، قیل: سمیت بذلك لتَخَیُّفِ أَلوانِها أَی اخْتِلافها، قال اللیث: تصغیرها خُوَیْفَةٌ و اشْتِقاقها من الخَوْفِ، و هی جُبة من أَدَم یلبسها العَسَّالُ و السَّقَّاء، قال أَبو منصور: قوله اشتقاقها من الخَوْف خطأٌ و الذی أَراه الحَوْف، بالحاء، و لیس هذا موضعه. و خُیِّفَ الأَمر بینهم: وُزِّعَ. و خُیِّفت عُمُورُ اللِّثةِ بین الأَسنان: فُرِّقَتْ. و الخَیْفَانَةُ: الجَرادةُ إذا صارت فیها خطوط مختلفة بیاض و صُفرة، و الجمع خَیْفَانٌ. و قال اللحیانی: جراد خَیْفَانٌ اختلفت فیه الأَلوان و الجَرادُ حینئذٍ أَطیر ما یكون، و قیل الخَیْفَانُ من الجراد المهازیل الحمر الذی من نِتاج عام أَوّل، و قیل: هی الجَرادُ قبل أَن تَسْتَوِی أَجْنِحَتُه. و ناقة خَیْفَانَةٌ: سریعة، شبهت بالجراد لسرعتها، و كذلك الفرس شبهت بالجرادة لخفتها و ضُمورها؛ قال عنترة: فغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِكَّتی خَیْفَانَةٌ، مُرْطُ الجِراء لها تَمیمٌ أَتْلَعُ قال أَبو نصر: العرب تشبّه الخیل بالخَیْفَانِ؛ قال إمرؤ القیس: و أَرْكَبُ فی الرَّوْعِ خَیْفَانَةً، لها ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرْ و هذا البیت فی الصحاح: و أَركب فی الروع خیفانة، كَسا وجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ و یقال: تَخَیَّفَ فلان أَلواناً إذا تغیر أَلواناً؛ قال الكمیت: و ما تَخَیَّفَ أَلواناً مُفَنَّنَةً، عن المحاسِنِ من إخْلاقِهِ، الوطْبُ ابن سیدة: و ربما سمیت الأَرضُ المختلِفةُ أَلوانِ الحجارة خَیْفَاء. و الخَیْفُ: جِلدُ الضَّرْع و منهم من قال: جلد ضرْع الناقة، و قیل: لا یكون خَیْفاً حتی یخلُوَ من اللبن و یسترخی. و ناقة خَیْفاءُ بَیِّنةُ الخَیَفِ: واسعة جلد الضرع، و الجمع خَیْفَاواتٌ، و خیفٌ الأُولی نادرة لأَن فَعْلاوات إنما هی للاسم أَو الصفة الغالبة غَلبةَ الاسم‌كقوله، صلی اللّه علیه و سلم: لیس فی الخَضْراوات صَدقة.و حكی اللحیانی: ما كانت الناقة خَیْفاء و لقد خَیِفَتْ خَیَفاً. و الخَیْفُ: وِعاء قَضِیب البعیر. و بعیر أَخْیَفُ: واسِعُ جلد الثِّیل؛ قال: صَوَّی لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِیّا أَخْیَفَ، كانت أُمّه صَفِیّا أَی غَزِیرةً. و قد خَیِفَ، بالكسر. و الخَیْفُ: ما ارتفع عن موضع مَجری السیلِ و مَسیلِ الماء و انْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل، و الجمع أَخْیَافٌ؛ قال قیسُ بن ذریح: فَغَیْقَةُ فالأَخْیَافُ، أَخْیَافُ ظَبْیةٍ، بها مِنْ لُبَیْنَی مَخْرَفٌ و مَرابعُ «2»
(2). قوله [فغیقة إلخ] قبله كما فی المعجم لیاقوت: عفا سرف من أهله فسراوع فوادی قدید فالتلاع الدوافع
لسان العرب، ج‌9، ص: 103
و منه قیل مسجد الخَیْفِ بمنًی لأَنه فی خَیْفِ الجبل. ابن سیدة: و خَیْفُ مكةَ موضع فیها عند منًی، سمی بذلك لانحداره عن الغِلَظِ و ارتفاعه عن السیل. و‌فی الحدیث: نحن نازلون غَداً بخَیْفِ بنی كِنانة، یعنی المُحَصَّب. و مسجدُ منًی یسمی مسجد الخَیْف لأَنه فی سَفْح جبلها. و‌فی حدیث بدر: مضی فی مسیره إلیها حتی قطع الخُیُوفَ؛ هی جمع خَیْف. و أَخْیَفَ القومُ و أَخافوا إذا نزلوا الخَیْفَ خَیْفَ منًی أَو أَتوه؛ قال: هل فی مُخِیفَتِكُم مَنْ یَشْتری أَدَما و الخِیفُ: جمع خِیفَةٍ من الخَوْف. أَبو عمرو: الخَیْفةُ السِّكِّین و هی الرَّمیضُ. و تَخَیَّفَ ماله: تَنَقَّصه و أَخذ من أَطرافه كتحَیَّفه؛ حكاه یعقوب و عدّه فی البدل، و الحاء أَعَلی. و الخَیْفانُ: حشیش ینبت فی الجبل و لیس له ورق إنما هو حشیش، و هو یطول حتی یكون أَطول من ذراع صُعُداً، و له سَنَمَةٌ صُبَیْغاء بیضاء السفل؛ جعله كراع فَیْعالًا؛ قال ابن سیدة: و لیس بقوی لكثرة زیادة الأَلف و النون لأَنه لیس فی الكلام خ ف ن.

فصل الدال المهملة؛ ج9، ص: 103

دأف؛ ج9، ص: 103

: دَأَفَ علی الأَسِیرِ: أَجْهَزَ. و مَوْتٌ دُؤافٌ: وحِیٌّ. و الأُدافُ: ذكر الرجل، قال ابن الأَعرابی: أَصله وُدافٌ من قولهم وَدَفَ الشَّحْم إذا سالَ، و إن صحَّ ذلك، فهو من غیر هذا الباب.

درعف؛ ج9، ص: 103

: ادْرَعَفَّتِ الإِبلُ و اذْرَعَفَّتْ: مَضَت علی وجُوهها، و قیل: المُدْرَعِفُّ السریعُ، فلم یُخَصَّ به شی‌ء.

درنف؛ ج9، ص: 103

: یقال: جمل دُرْنُوفٌ أَی ضَخْمٌ؛ التهذیب: قال الشاعر: و قد حَدَوْناها بِهَیدٍ وهَلا، «1» عَثَمْثَماً ضَخْم الذَّفاری نَهْبَلا، أَكْلَفَ دُرْنُوفاً هِجاناً هَیْكَلا قال: لا أَعرف الدُّرْنُوفَ، و قال: هو العظیم من الإِبل.

دسف؛ ج9، ص: 103

: ابن الأَعرابی: أَدْسَفَ الرجلُ إذا صار مَعاشه من الدُّسْفَة، و هی القیادة و هو الدُّسْفانُ، و الدُّسفان شبیه الرَّسول كأَنه یَبْغِی شیئاً؛ و قال أُمیة: فأَرْسَلُوه یَسُوفُ الغَیْثَ دُسفانَا «2» و رواه الفارسی: … دُسْقانا، و هو مذكور فی موضعه. و أَقْبَلُوا فی دسفانهم أَی خمرهم؛ عن ثعلب.

دعف؛ ج9، ص: 103

: مَوْتٌ دُعافٌ: كذُعافٍ؛ حكاه یعقوب فی البدل. قال ابن بری: حكی ابن حمزة عن أَبی رِیاش أَنه یقال للمُحَمَّقِ أَبو لیلی و أَبو دَعْفَاء؛ قال: و أَنشدنی لابن أَحمر: یُدَنِّسُ عِرْضَه لیَنالَ عِرْضِی، أَبا دَعْفَاء وَلِّدها فَقارا أَی ولِّدْها جَسَداً لیس له رأَس، و قیل: أَراد أَخْرِجْ ولدها من فَقارها.

دغف؛ ج9، ص: 103

: الدَّغْفُ: الأَخذ الكثیر. دَغَفَ الشی‌ءَ یَدْغَفُه دَغْفاً: أَخذه أَخذاً كثیراً. و دَغَفَهم الحَرُّ:
(1). قوله [و قد حدوناها إلخ] تقدم فی مادة هید للمؤلف بعد وهلا: حتی تری أسفلها صار علا و كذا هو فی الصحاح. (2). قوله [یسوف] كذا فی النسخ و الذی فی شرح القاموس یرید.
لسان العرب، ج‌9، ص: 104
دَغِمَهُم؛ و أَبو الدَّغْفَاء: كنْیَةُ الأَحمق؛ قال: أَبا الدَّغْفَاء ولِّدْها فقارا

دفف؛ ج9، ص: 104

: الدَّفُّ و الدَّفَّةُ: الجَنْبُ من كل شی‌ء، بالفتح لا غیر؛ و أَنشد اللیث فی الدفّة: و وانِیة زَجَرْتُ، علی وَجاها، قَریح الدَّفَّتَیْنِ مِنَ البِطانِ و قیل: الدَّفُّ صَفْحةُ الجنب؛ أَنشد ثعلب فی صفة إنسان: یَحُكُّ كُدوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبانِه و دَفَّیهِ منها دامِیاتٌ و حالِبُ و أَنشد أَیضاً فی صفة ناقة: تَری ظِلَّها عند الرَّواحِ كأَنه، إلی دَفِّها، رَأْلٌ یَخُبُّ خَبِیبُ و روایة ابن العلاء: … یَحُكُّ جَنِیب، یرید أَن ظلها من سرْعتها یضطرب اضطراب الرأْل و ذلك عند الرَّواح، یقول إنها وقت كلال الإِبل نَشِیطَةٌ منْبَسِطةٌ؛ و قول ذی الرمة: أَخو تَنائِفَ أَغْفَی عندَ ساهِمةٍ، بأَخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْدیرها جُلَبُ و روی بعضهم: أَخا تنائف …، فهو علی هذا «1» مضمر لأَن قبله زار الخیال؛ فأَما قول عنترة: و كأَنما تَنْأَی بِجانِبِ دَفِّها الوحْشیِّ من هَزِجِ العَشِیِّ مُؤَوَّمِ فإنما هو من إضافة الشی‌ء إلی نفسه، و الجمع دُفُوف. و دَفَّتَا الرَّحْل و السرج و المُصْحَف: جانباه و ضمامتاه «2» من جانبیه. و‌فی الحدیث: لعله یكون أَوْقَرَ دَفَّ رَحْلِهِ ذهباً و وَرِقاً؛ دَفُّ الرحْلِ: جانِبُ كُورِ البعیر و هو سَرْجُه. و دفَّتَا الطبلِ: الذی علی رأْسه. و دَفَّا البعیر: جَنْباه. و سَنامٌ مُدَفِّفٌ إذا سَقَطَ علی دَفَّی البعیر. و دَفَّ الطائرُ یَدُفُّ دَفّاً و دَفِیفاً و أَدَفَّ: ضَرَب جَنْبَیْه بجناحیه، و قیل: هو الذی إذا حرّك جناحیه و رجلاه فی الأَرض. و فی بعض التَّنْزیه: و یسمع حركَةَ الطیر صافِّها و دَافِّها؛ الصافُّ: الباسِطُ جناحیه لا یحركهما. و دَفِیفُ الطائِر: مَرُّه فُوَیْقَ الأَرض. و الدَّفِیفُ أَن یَدُفَّ الطائرُ علی وجه الأَرض یحرّك جَناحیه و رجلاه بالأَرض و هو یطیر ثم یستقل. و‌فی الحدیث: كلْ ما دَفَّ و لا تأْكلْ ما صَفَّ‌أَی كلْ ما حرَّك جَناحَیْهِ فی الطیران كالحمام و نحوه، و لا تأْكل ما صَفَّ جناحیه كالنُّسور و الصُّقُور. و دَفَّ العُقابُ یَدُفُّ إذا دنا من الأَرض فی طیَرانِه. و عُقابٌ دَفُوفٌ: للذی یَدْنُو من الأَرض فی طیرانه إذا انْقَضَّ؛ قال إمرؤ القیس یصف فرساً و یشبهها بالعُقاب: كأَنی بفَتْخاء الجَناحَیْن لَقْوَةٍ دَفُوفٍ من العِقْبانِ طأْطأْتُ شِمْلالی و قوله شِمْلالی أَی شِمالی، و یروی … شِمْلال دون یاء، و هی الناقة الخفیفة؛ و أَنشد ابن سیدة لأَبی ذؤیب: فَبَیْنا یَمْشِیان جَرَتْ عُقابٌ، من العِقْبانِ، خائِتة دَفُوفُ
(1). قوله [فهو علی هذا إلخ] كذا بالأصل، و عبارة الصحاح فی مادة سهم: و الساهمة الناقة الضامرة. قال ذو الرمة: أخا تنائف … البیت؛ یقول: زار الخیال أخا تنائف نام عند ناقة ضامرة مهزولة بجنبها قروح من آثار الحبال. و الأخلق: الأَملس. (2). قوله [و ضمامتاه] كذا فی الأصل بضاد معجمة، و فی القاموس بمهملة. و عبارة الأساس: ضماماه بالإعجام و التذكیر. و الضمام، بالكسر، كما فی الصحاح: ما تضم به شیئاً إلی شی‌ء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 105
و أَما قول الراجز: و النَّسْرُ قد یَنْهَضُ و هو دافِی فعلی محوّل التضعیف فَخَفَّفَ، و إنما أَراد و هو دَافِفٌ، فقَلب الفاء الأَخیرة یاء كراهیةَ التضعیف، و كَسَره علی كَسْرة دافِفٍ، و حذف إحدی الفاءین. و دُفُوفُ الأَرض: أَسْنادُها و هی دَفادِفُها، الواحدة دَفْدَفَةٌ. و الدَّفِیفُ: العَدْوُ. الصحاح: الدَّفِیفُ الدَّبیبُ و هو السَّیر اللَّیِّن؛ و استعاره ذو الرمة فی الدَّبَران فقال یصف الثُرَیَّا: یَدِفُّ علی آثارِها دَبَرانُها، فلا هو مَسْبُوقٌ و لا هو یَلْحَقُ و دَفَّ الماشی: خَفَّ علی وجهِ الأَرض؛ و قوله: إلَیْك أَشْكُو مَشْیَها تَدافِیا، مَشْیَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِیا إنما أراد تَدافُفاً فقلَبَ كما قدَّمْنا. و الدَّافَّةُ و الدفَّافةُ: القوم یُجْدِبُون فیُمْطَرُون، دَفُّوا یَدِفُّونَ. و قال: دَفَّتْ دَافَّةٌ أَی أَتی قَوْمٌ من أَهلِ البادِیةِ قد أُقْحِمُوا. و قال ابن درید: هی الجَماعةُ من الناس تُقْبِلُ من بلد إلی بلد. و یقال: دَفَّتْ علینا من بنی فلان دافَّةٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال لمالك بن أَوْس: یا مالِ، إنه دَفَّتْ علینا من قومك دافَّةٌ و قد أَمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقْسِمْه فیهم؛ قال أَبو عمرو: الدَافَّةُ القوم یسیرون جماعةً، لیس بالشّدید «1». و‌فی حدیث لُحُومِ الأَضاحی: إنما نَهَیْتُكم عنها من أَجلِ الدَّافَّةِ؛ هم قوم یَسِیرون جماعةً سَیْراً لیس بالشَّدید. یقال: هم قوم یَدِفُّونَ دَفِیفاً. و الدافَّةُ: قوم من الأَعْراب یریدون المِصْر؛ یرید أَنهم قَدِمُوا المدینة عند الأَضحی فنهاهم عن ادِّخارِ لُحُوم الأَضاحی لیُفَرِّقُوها و یَتَصَدَّقُوا بها فیَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بها. و‌فی حدیث سالم: أَنه كان یَلی صَدَقةَ عمر، رضی اللّه عنه، فإذا دَفَّتْ دافَّةٌ من الأَعْراب وجَّهَها فیهم.و‌فی حدیث الأَحنف قال لمعاوِیةَ: لو لا عَزْمةُ أَمِیرِ المؤمنین لأَخبرته أَن دافّةً دفَّتْ.و‌فی الحدیث أَن أَعرابیّاً قال: یا رسولَ اللّه، هل فی الجنة إبل؟ فقال: نعم، إنَّ فیها النجائِبَ تَدِفُّ برُكْبانها‌أَی تسیر بهم سَیْراً لَیِّناً، و‌فی الحدیث الآخر: طَفِقَ القومُ یَدِفُّونَ حَوْلَه.و الدَّافَّةُ: الجیش یَدِفُّون نحو العدوِّ أَی یَدِبُّون. و تَدافَّ القومُ إذا ركِبَ بعضهُم بعضاً. و دَفَّفَ علی الجَریح كَذَفَّفَ: أَجْهَزَ علیه، و كذلك دَافَّه مُدافَّةً و دِفافاً و دَافَّاه؛ الأَخیرة جُهَنِیَّةٌ. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه دَافَّ أَبا جهل یوم بَدْرٍ‌أَی أَجْهَزَ علیه و حَرَّرَ قَتْلَه. یقال: دَافَفْتُ علیه و دافَیْتُه و دَفَّفْت علیه تَدْفِیفاً، و‌فی روایة: أَقْعَصَ ابنا عفراء أَبا جهل و دَفَّفَ علیه ابن مسعود، و یروی بالذال المعجمة بمعناه. و‌فی حدیث خالد: أَنه أَسَرَ من بنی جَذیمة قوماً فلما كان اللیلُ نادی منادیه: أَلا من كان معه أَسیر فلیدافِّه، معناه لیجهزْ علیه. یقال: دَافَفْتُ الرجل دِفَافاً و مُدافَّة و هو إجْهازُك علیه؛ قال رؤْبة: لما رآنی أُرْعِشَتْ أَطْرافی، كان مع الشَّیْبِ منَ الدِّفَافِ قال أَبو عبید: و فیه لغة أُخری: فَلْیُدافِه، بتخفیف الفاء، من دافَیْتُه، و هی لغة لجُهَینة؛ و منه‌الحدیث المرفوع: أَنه أُتِیَ بأَسیرٍ فقال: أَدْفُوه؛
(1). أراد: سیراً لیس بالشدید.
لسان العرب، ج‌9، ص: 106
یرید الدِّفْ‌ءَ من البَرْد، فقتلوه، فَوَداه رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم؛ قال أَبو عبید: و فیه لغة ثالثة: فَلْیُذافِّه، بالذال المعجمة. یقال: ذَفَّفْتُ علیه تذْفیفاً إِذا أَجْهَزْتَ علیه. و ذافَفْتُ الرَّجُلَ مُذافَّةً: أَجْهَزْتُ علیه. و‌فی الحدیث: أَنَّ خُبَیباً قال و هو أَسیرٌ بمكة: ابْغُونی حَدیدةً أَسْتَطِیبُ بها، فأُعْطِیَ مُوسَی فاسْتَدَفَّ بها‌أَی حلَق عانته و اسْتَأْصَلَ حَلْقها، و هو من دَفَّفْتُ علی الأَسیر. و دَافَفْتُه و دافَیْتُه، علی التحویل: دافَعْتُه. و دَفَّ الأَمْرُ یَدِفُّ و اسْتَدَفَّ: تَهَیّأَ و أَمكن. یقال: خذ ما دَفَّ لك و اسْتَدَفَّ أَی خذ ما تهیّأَ و أَمكن و تَسَهَّلَ مثل اسْتَطفَّ، و الدال مبدلة من الطاء. و اسْتَدَفَّ أَمْرُهم أَی اسْتَتَبّ و استقام؛ و حكی ابن بری عن ابن القطَّاع قال: یقال اسْتَدَفَّ و استذف، بالدال و الذال المعجمة. و الدَّفُّ و الدُّفُّ، بالضم: الذی یَضرب به النساء، و فی المحكم: الذی یُضْرَب به، و الجمع دُفُوفٌ، و الدَفَّافُ صاحبُها، و المُدَفِّفُ صانِعُها، و المُدَفْدِفُ ضارِبُها. و‌فی الحدیث: فَصْلُ ما بین الحرام و الحلال الصوتُ و الدَفُّ؛ المراد به إعلان النِّكاح، و الدَفْدَفَةُ استعجال ضربها. و‌فی حدیث الحسن: و إن دَفْدَفَتْ بهم الهَمالیجُ‌أَی أَسْرَعَتْ، و هو من الدَّفِیف السیر اللَّیِّن بتكرار الفاء.

دقف؛ ج9، ص: 106

: ابن الأَعرابی: الدَّقْفُ هَیَجانُ الدُقْفَانَةِ، و هو المُخَنَّثُ. و قال: الدُّقُوفُ هَیَجانُ الخَیْعامةِ.

دلف؛ ج9، ص: 106

: الدَّلِیفُ: المَشْیُ الرُّوَیْدُ. دَلَفَ یَدْلِفُ دَلْفاً و دَلَفاناً و دَلِیفاً و دُلوفاً إذا مشی و قارَب الخَطْو، و قال الأَصمعی: دَلَفَ الشیخُ فَحَصَّص، و قیل: الدَّلِیفُ فوق الدَّبیب كما تَدْلِفُ الكتیبةُ نحو الكتیبة فی الحَرْب، و هو الرُّوَیْدُ؛ قال طرفة: لا كَبیرٌ دَالِفٌ من هَرَمٍ أَرْهَبُ الناسَ و لا أَكْبُو لِضُرّ و یقال: هو یَدْلِفُ و یَدْلِثُ دَلیفاً و دَلِیثاً إذا قارَبَ خَطْوَه مُتقدِّماً، و قد أَدْلَفَه الكِبَرُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: هَزِئَتْ زُنَیْبَةُ أَنْ رأَتْ ثَرَمِی، و أَنِ انْحنَی لِتَقادُمٍ ظَهْرِی من بعْدِ ما عَهِدَتْ فأَدْلَفَنی یَوْمٌ یَمُرُّ، و لَیْلَةٌ تَسْرِی و دَلَفَتِ الكتِیبةُ إلی الكَتیبةِ فی الحرْبِ أَی تقدَّمَتْ و فی المحكم: سعتْ رُوَیْداً، یقال: دَلَفْناهم. و الدَّالِفُ: السهم الذی یُصِیب ما دون الغَرَض ثم یَنْبُو عن موضعه. و الدَّالِفُ: الكبیر الذی قد اخْتَضَعَتْه السنّ. و دَلَفَ الحامِلُ بِحِمْلِه یَدْلِفُ دَلِیفاً: أَثْقَلَه. و الدَّالِفُ مثل الدَّالِحِ: و هو الذی یمشی بالحِمْل الثقیل و یُقارِبُ الخَطْو مثل «2» راكِعٍ و رُكَّعٍ؛ و قال: و علی القیاسِرِ فی الخُدُورِ كَواعِبٌ، رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقیاسِرْ دُلَّفُ و تَدَلَّفَ إلیه أَی تَمَشَّی و دنا. و الدُّلَّفُ: التی تَدْلِفُ بِحِملها أَی تَنْهَضُ به. و دَلَفَ المالُ یَدْلِفُ دَلِیفاً: رَزَمَ من الهُزالِ. و الدِّلْفُ: الشجاعُ. و الدَّلْفُ: التقدُّمُ. و دَلَفْنَا لهم:
(2). قوله [و یقارب الخطو مثل] كذا بالأصل. و عبارة الصحاح: و یقارب الخطو، و الجمع دُلَّفٌ مثل إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 107
تقدَّمْنا؛ قال أَبو زُبید: حتی إذا اعْصَوْصَبُوا دُون الرِّكابِ معاً، دَنا تَدَلُّفَ ذِی هِدْمَیْنِ مَقْرُورِ و رواه أَبو عبید: تَزَلُّفَ و هو أَكثر. و‌فی حدیث الجارودِ: دَلَفَ إلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و حَسَرَ لِثامَه‌أَی قرُبَ منه و أَقبل علیه، من الدَّلِیفِ المَشْیِ الرُّوَیْدِ؛ و منه‌حدیث رُقَیْقةَ: و لیَدْلِفْ إلیه من كل بَطْن رجلٌ.و عُقابٌ دَلُوفٌ: سریعة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إذا السُّقاةُ اضْطَجَعُوا لِلأَذْقانْ، عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلوفُ العِقْبانْ عَقَّتْ: حامتْ، و قیل: ارْتَفَعَت كارتفاع العُقاب. و دُلَفُ: من الأَسماء، فُعَلُ كأَنه مَصْرُوفٌ من دَالِفٍ مثل زُفَرَ و عمر؛ و أَنشد ابن السكِّیت لابن الخطِیم: لَنا مَعَ آجامِنَا و حَوْزَتِنا، بَینَ ذَراها مَخارِفٌ دُلَفُ أَراد بالمَخارِفِ نَخلاتٍ یُخْتَرَفُ منها. و أَبو دُلَفٍ بفتح اللام، قال الجوهری: أَبو دُلَفٍ، بفتح اللام، قال ابن بری: و صوابه أَبو دُلَفَ، غیر مصروف لأَنه معدول عن دَالِفٍ، و قال: ذكر ذلك الهروی فی كتابه الذَّخائر. و الدُّلْفِینُ: سمكة بحریة، و فی الصحاح: دابّة فی البحر تُنَجِّی الغریق.

دلغف؛ ج9، ص: 107

: ادْلَغَفَّ: جاء للسَّرِقة فی خَتْلٍ و اسْتِتارٍ؛ قال: قَدِ ادْلَغَفَّتْ، و هی لا تَرَانی، إلی مَتاعِی مِشْیَةَ السَّكْرانِ، و بُغْضُها فی الصدرِ قد وَرانی اللیث: الادْلِغْفافُ مشی الرجلِ مُتَسَتِّراً لِیَسْرق شیئاً، قال الأَزهری: و رواه غیره … اذْلَغَفَّ …، بالذال، قال: و كأَنه أَصح، و أَنشد الأَبیات بالذال.

دنف؛ ج9، ص: 107

: الدَّنَفُ: المَرَضُ اللازِمُ المُخامِرُ، و قیل: هو المرض ما كان. و رجل دَنَفٌ و دَنِفٌ و مُدْنِفٌ و مُدْنَفٌ: براه المرضُ حتی أَشْفی علی الموت، فمن قال دَنَفٌ لم یُثَنِّهِ و لم یجمعه و لم یؤنثه كأَنه وصف بالمصدر، و من كسر ثنَّی و جمع و أَنَّث لا مَحالة فقال: رجل دَنِفٌ، بالكسر، و رجلان دَنِفَان و أَدْنافٌ، و امرأَة دَنِفَةٌ و نِسوة دَنِفاتٌ، ثَنَّیْتَ و جمعت و أَنَّثتَ. الفراء: رجل دَنَفٌ و ضَنًی و قوم دَنَفٌ، قال: و یجوز أَن یثنی الدَّنَفُ و یجمع فیقال: أَخوانِ دَنَفانِ و إخْوَتُكَ أَدْنَافٌ. الجوهری: رجل دَنَفٌ و امرأَة دَنَفٌ و قوم دَنَفٌ یستَوِی فیه المذكر و المؤنث و التثنیة و الجمع. و قد دَنِفَ المریض، بالكسر، أَی ثَقُلَ، و أَدْنَفَ مثله، و أَدْنَفَه یتعدی و لا یتعدی. قال سیبویه: لا یقال دَنِفٌ و إن كانوا قد قالوا دَنِفٌ یُذْهَب به إلی النسَب، و أَدْنَفَه اللّهُ؛ و قول العجاج: و الشمسُ قد كادَتْ تكون دَنَفاً، أَدْفَعُها بالرَّاحِ كی تَزَحْلَفا أَی حین اصْفَرَّتْ، أَراد مُداناتها للغُروب فكأَنها دَنَفٌ حینئذ، و هو استعارة، یقال: دَنِفَتِ الشمسُ و أَدْنَفَتْ إذا دَنَتْ للمَغِیب و اصفرّت.
لسان العرب، ج‌9، ص: 108‌

دهف؛ ج9، ص: 108

: دَهَفَ الشی‌ءَ یَدْهَفُه دَهْفاً و أَدْهَفَه: أَخذه أَخْذاً كثیراً. قال الأَزهری: و فی النوادر جاء هادِفةٌ من الناس و دَاهِفَةٌ بمعنًی واحد؛ و الدَّاهِفُ: المُعْیِی. و یقال: إبل داهِفةٌ أَی مُعْیِیةٌ من طُول السیر؛ قال أَبو صخر الهذلی: فما قَدِمَتْ حتی تَواتَرَ سَیْرُها، و حتی أُنِیخَتْ و هی دَاهِفةٌ دُبْرُ ابن الأَعرابی: الدَّاهِفَةُ الغریب؛ قال الأَزهری: كأَنه بمعنی الدَّاهِف و الهادِف.

دوف؛ ج9، ص: 108

: دافَ الشی‌ءَ دَوْفاً و أَدافَه: خلَطه، و أَكثر ذلك فی الدواء و الطِّیبِ. و مسك مَدْوُوفٌ مَدوفٌ جاء علی الأَصل، و هی تمیمیة؛ قال: و‌المِسْكُ فی عَنْبَرِه مَدْوُوفُ و دَافَ الطیبَ و غیره فی الماء یَدوفُه، فهو دَائِفٌ؛ قال الأَصمعی: و فاده یَفُودُه مثله، و من العرب من یقول مِسك مَدُوف؛ قال ابن بری: شاهده قول لبید: كأَنَّ دِماءهم تَجْری كُمَیْتاً، و وَرْداً قانئاً شَعَرٌ مَدُوفُ و‌فی حدیث أُم سُلَیْم: قال لها و قد جَمَعَتْ عرَقَه ما تَصْنَعِین؟ قالت: عَرَقُكَ أَدُوفُ به طیبی‌أَی أَخْلِطُ و‌فی حدیث سَلْمانَ: أَنه دعا فی مرضه بِمسْكٍ فقال لامرأَته: أَدِیفِیهِ فی تَوْرٍ.و یقال: دَافَ یَدِیفُ، بالیاء، و الواو فیه أَكثر. الجوهری: دُفْتُ الدَّواء و غیره أَی بللتُه بماء أَو بغیره، فهو مَدُوفٌ و مَدْوُوفٌ، و كذلك مسك مَدُوفٌ أَی مَبْلُول، و یقال مسْحُوق، قال: و لیس یأْتی مفعول من ذواتِ الثلاثة من بنات الواو بالتمام إلا حَرْفان: مسك مَدْوُوف و ثوب مَصْوُونٌ، فإن هذین حرفین جاءا نادرین، و الكلام مَدُوفٌ و مصون، و ذلك لثقل الضمة علی الواو، و الیاءُ أَقوی علی احتمالها منها فلهذا جاء ما كان من بنات الیاء بالتمام و النقصان نحو ثوب مَخِیطٌ و مَخْیُوطٌ. و دِیافٌ: موضع بالجزیرة و هم نَبَطُ الشام، قال: و هو من الواو؛ قال الفرزدق یهجو عمرو بن عَفْراء.و لكِنْ دِیافیٌّ أَبوه و أُمُّه بِحَوْرانَ، یَعْصِرْنَ السَّلِیطَ أَقارِبُهْ قال: قوله یعصِرن إنما هو علی لغة من یقول أَكلونی البراغِیثُ؛ و أَنشد ابن بری لسُحَیم عبدِ بنی الحَسْحاسِ: كأَنَّ الوُحوشَ به عَسْقَلانُ صادَفَ فی قَرْنِ حَجٍّ دِیافا أَی صادَفَ نَبَطَ الشامِ.

دیف؛ ج9، ص: 108

: دِیافُ: موضع فی البحر، و هی أَیضاً قَرْیة بالشام، و قد أَوردوا ذلك فی دیف، و قالوا و هو من الواو، و قال الأَزهری: دِیافُ قریة بالشام تُنْسب إلیها النجائبُ؛ قال إمرؤ القیس: إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّیافیُّ جَرْجَرا و دَافَ الشی‌ءَ یَدِیفُه: لغة فی دَافَه یَدُوفُه إذا خلطه. و‌فی الحدیث: و تَدِیفُون «1» فیه من القُطَیْعاء‌أَی تَخْلِطون، و الواو فیه أَكثر من الیاء، و یروی بالذال المعجمة، و لیس بالكثیر. و جمَل دِیافیٌّ: و هو الضخم الجلیل.
(1). قوله [و تدیفون إلخ] أورده المؤلف فی مادة قطع تبعاً للنهایة: و تقذفون فیه من القطیعاء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 109‌

فصل الذال المعجمة؛ ج9، ص: 109

ذأف؛ ج9، ص: 109

: الذَّأْفُ: سرعةُ المَوْت، الأَلف همزة ساكنة. و مَوت ذُؤافٌ وَحِیٌّ كذُعافٍ: بِسُرْعةٍ، و عدَّه یعقوب فی البدل. و الذَّأْفُ و الذَّأَفُ: الإِجْهاز علی الجریح، و قد ذَأَفَه و ذَأَفَ علیه. و‌فی حدیث خالد بن الولید فی غَزْوة بنی جَذیمةَ: من كان معه أَسیر فَلْیُذْئِفْ علیه‌أَی یُجْهِزْ و یُسْرع قتله، و یروی بالدال المهملة، و قد تقدم. و الذِّئْفانُ و الذِّیفانُ: السم الذی یَذْأَف ذَأْفاً، یهمز و لا یهمز. و مَرَّ یَذْأَفُهم أَی یَطْرُدُهم.

ذرف؛ ج9، ص: 109

: الذَّرْفُ: صَبُّ الدَّمْع. و ذَرَفَ الدَّمْعُ یَذْرِفُ ذَرْفاً و ذَرَفاناً: سالَ. و ذَرَفَتِ العینُ الدمعَ تَذْرِفُه ذَرْفاً و ذَرفاناً و ذُرُوفاً و ذَرِیفاً و تَذْرافاً و ذَرَّفَتْه تَذْریفاً و تَذْرِفةً: أَسالَتْه، و قیل: رَمَتْ به. قال ابن سیدة: و أَری اللحیانی حكی ذَرَفَتِ العینُ ذُرافاً، قال: و لست منه علی ثقة. و‌فی حدیث العِرْباض: فوَعَظَنا رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، مَوْعِظةً بلیغة ذَرَفَتْ منها العیون‌أَی جری دَمْعُها. و دمْع ذریف أَی مَذْرُوف؛ قال: ما بالُ عَیْنی دَمْعُها ذَریفُ و قد یوصف به الدمعُ نَفْسُه فیقال: ذَرَفَ الدمْعُ یَذْرِفُ ذُرُوفاً و ذَرْفاً؛ قال الشاعر: عیْنَیَّ جُودا بالدُّموعِ الذَّوارفِ قال: و ذَرَّفَتْ دُمُوعی تَذْریفاً و تَذْرافاً و تَذْرِفةً. و مَذارِفُ العینِ: مَدامِعُها. و المَذارِفُ: المَدامِعُ. و اسْتَذْرَفَ الشی‌ءَ: اسْتَقْطَرَه، و اسْتَذْرَفَ الضَّرْعُ: دعا إلی أَن یُحْلَبَ و یُسْتَقْطَرَ؛ قال یصف ضرعاً: سَمْحٌ إذا هَیَّجْتَه مُسْتَذْرِف أَی مُسْتَقْطِر كأَنه یدعو إلی أَن یُستقطَر؛ و سمح أَی أَن هذا الضَّرْعَ سَمْحٌ باللبن غَزیرُ الدَّرِّ. و الذَّرْفُ من حُضْرِ الخیل: اجتماع القوائم و انبساط الیدین غیر أَن سَنابِكَه قریبة من الأَرض. و ذَرَّفَ علی الخمسین و غیرها من العدد: زاد علیها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: قد ذَرَّفْتُ علی السِّتین، و فی روایة: علی الخَمْسین، أَی زِدْتُ علیها. یقال: ذَرّفَ و زَرَّفَ. و ذَرَّفْتُه الموتَ أَی أَشْرَفْتُ به علیه. و ذَرَّفَهُ الشی‌ءَ: أَطلعه علیه؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لنافع بن لَقیط: أُعْطِیكَ ذِمّةَ والِدَیَّ كِلیهما، لأُذَرِّفَنْكَ المَوْتَ، إن لم تَهْرُبِ أَی لأُطْلِعَنَّكَ علیه. و الذَّرَّافُ: السریعُ كالزَّرَّاف. و الذُّرْفَةُ: نِبْتَةٌ. و الذَّرَفانُ: المَشْیُ الضعیف. و ذَرَّفَ علی المائةِ تَذْریفاً أَی زاد.

ذرعف؛ ج9، ص: 109

: اذْرَعَفَّتِ الإِبلُ و ادْرَعَفَّتْ، بالدال و الذال، كلاهما: مَضَتْ علی وجوهها، و قیل: المُذْرَعِفُّ السریع فعَمَّ به. و ادْرَعَفَّ الرجل فی القتال أَی اسْتَنْتَلَ من الصفِّ.

ذعف؛ ج9، ص: 109

: الذُّعافُ: سُمُّ ساعةٍ. سَمٌّ ذُعافٌ: قاتِلٌ وَحِیٌّ؛ قالت دُرَّةُ بنت أَبی لهب: فیها ذُعافُ المَوْتِ، أَبْرَدُه یَغْلی بهمْ، و أَحَرُّه یَجْری و قال الشاعر: سَقَتْهُنَّ كأْساً من ذُعافٍ و جَوْزَلا
لسان العرب، ج‌9، ص: 110
و قال الأَزهری فی ترجمة عذف: العُذوفُ السُّكوتُ، و الذُّعُوفُ المَراراتُ. و طعام مَذْعُوفٌ: جُعِلَ فیه الذُّعافُ، و جمع الذُّعافِ السَّمِّ ذُعُفٌ. و أَذْعَفَه: قَتَله قَتلًا سَرِیعاً. و ذَعَفْتُ الرجلَ: سَقَیْتُه الذُّعافَ. و موتٌ ذُعَافٌ و ذُؤافٌ أَی سریع یُعَجِّلُ القتل. و حَیَّةٌ ذَعْفُ اللُّعابِ: سریعةُ القتل.

ذفف؛ ج9، ص: 110

: ذَفَّ الأَمرُ یَذِفُّ، بالكسر، ذَفِیفاً و اسْتَذَفَّ: أَمْكَنَ و تَهَیّأَ. یقال: خذ ما ذَفَّ لك و اسْتَذَفَّ لك أَی خُذْ ما تیسَّرَ لك. و اسْتَذَفَّ أَمْرُهم و استدفَّ، بالدال و الذال؛ حكاها ابن بریّ عن ابن القطاعِ، و ذَفَّ علی وجه الأَرض و دَفَّ. و الذَّفیفُ و الذُّفافُ: السریعُ الخَفِیف، و خصَّ بعضهم به الخَفیف علی وجه الأَرض، ذَفَّ یَذِفُّ ذَفافةً. یقال: رجل خفِیفٌ ذَفِیفٌ أَی سریع، و خُفافٌ ذُفافٌ، و به سمی الرجل ذُفافة. و‌فی الحدیث أَنه قال لِبلالٍ: إنی سمعت ذَفَّ نَعْلَیْك فی الجنة‌أَی صوتهما عند الوَطْءِ علیهما، و یروی بالدال المهملة، و قد تقدَّم؛ و كذلك‌حدیث الحسن: و إنْ ذَفَّفَتْ بهم الهَمالِیجُ‌أَی أَسْرعَتْ. و الذَّفُّ: الإِجْهازُ علی الجَرِیحِ، و كذلك الذِّفَافُ؛ و منه قول العجاج أَو رؤبة یُعاتِب رجلًا، و قال ابن بری هو لرؤبة: لما رآنی أُرْعِشَتْ أَطْرافی، كانَ مع الشَّیْبِ من الذِّفافِ یروی بالدال و الذال جمیعاً؛ و منه قیل للسمّ القاتل ذِفَافٌ. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه: أَنه أَمَرَ یوم الجمَل فَنُودِیَ أَن لا یُتْبَعَ مُدْبِرٌ و لا یُقتلَ أَسیرٌ و لا یُذَفَّفَ علی جَرِیح؛ تذفِیفُ الجَرِیح: الإِجْهازُ علیه و تَحْرِیرُ قتِله. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: فَذَفَّفْتُ علی أَبی جهل، و‌حدیث ابن سیرین: أَقْعَصَ ابنا عَفْراء أَبا جهل و ذَفَّف علیه ابن مسعود؛ و یروی بالمهملة، و قد تقدَّم. و الذَّفْذفُ: سُرعة القتل. و ذَفْذَفْتُ علی الجریح تذفیفاً «1» إذا أَسرعت قتله. و أَذْفَفْتُ و ذَفَّفْتُ و ذَفَّفْتُه: أَجْهَزْتُ علیه، و الاسم الذَّفَافُ؛ عن الهَجَریّ؛ و أَنشد: و هَلْ أَشْرَبَنْ من ماءِ حَلْبَةَ شَرْبَةً، تَكونُ شِفاءً أَو ذَفَافاً لما بیَا؟ و حكاها كراع بالدال، و قد تقدم. و حكی ابن الأَعرابی: ذفَّفَه بالسیف و ذَافَّه. و ذَافَّ له و ذَافَّ علیه، بالتشدید، كله: تَمَّمَ. و فی التهذیب: أَجْهَز علیه. و موتٌ ذَفِیفٌ: مُجْهِزٌ. و‌فی الحدیث: سُلِّطَ علیهم آخِرَ الزَّمانِ مَوْتُ طاعونٍ ذَفِیفٍ؛ هو الخفیف السریع؛ و منه‌حدیث سهلٍ: دخلت علی أَنس، رضی اللّه عنه، و هو یصلی صلاةً خفیفةً ذَفیفةً كأَنها صلاةُ مُسافِرٍ.و الذِّفافُ: السمّ «2» القاتِلُ لأَنه یُجْهِزُ علی من شربه. و ذَفْذَفَ إذا تَبَخْتَرَ. و الذَّفِیفُ: ذكر القنافِذِ. و ماءٌ ذُفٌّ و ذَفَفٌ و ذُفَافٌ و ذِفَافٌ: قلیل، و الجمع أَذِفَّةٌ و ذُفُفٌ. و الذِّفَافُ: البَلَلُ، و فی الصحاح: الماءُ القلیل؛ قال أَبو ذؤیب یصف قبراً أَو حُفْرة: یقولون لما جُشَّتِ البِئرُ: أَوْرِدُوا، و لیس بها أَدْنی ذُفَافٍ [ذِفافٍ لِوارِدِ
(1). قوله [و الذَّفْذَفُ سرعة القتل. و ذَفْذَفْتُ علی الجریح تَذْفِیفاً] كذا بالأصل. (2). قوله [و الذفاف السم] الذفاف ككتاب و غراب و كذلك الذفاف بمعنی البلل انتهی. قاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 111
و ما ذُقْتُ ذِفَافاً «1»: و هو الشی‌ء القلیل. و‌فی حدیث عائشة: أَنه نهی عن الذهب و الحریر، فقالت: شی‌ء ذَفِیفٌ یُرْبَطُ به المِسْك‌أَی قلیل یشد به. و الذَّفُّ: الشاء؛ هذه عن كراع. و ذُفافةُ، بالضم: اسم رجل.

ذلف؛ ج9، ص: 111

: الذَّلَفُ، بالتحریك: قِصَرُ الأَنفِ و صِغَرُه، و قیل: قصر القصَبة و صغر الأَرْنبة، و قیل: هو كالخَنَس، و قیل: هو غِلَظ و اسْتِواء فی طرَف الأَرنبة، و قیل: هو كالهامةِ فیه لیس بِحَدٍّ غلیظ و هو یعتری الملاحة، و قیل: هو قصر فی الأَرنبة و استِواء فی القصبة من غیر نتوء، و الفَطَسُ لُصوق القصبة بالأَنف مع ضِخَم الأَرنبة، ذَلِفَ ذَلَفاً؛ و قال أَبو النجم: لِلَّثْمِ عِنْدی بَهْجةٌ و مَزِیّةٌ، و أُحِبُّ بَعضَ مَلاحَةِ الذَّلْفَاء و فی الصحاح: هو صغر الأَنف و استواء الأَرنبة، تقول: رجل أَذْلَفُ بَیِّنُ الذَّلَفِ، و قد ذَلَفَ، و امرأَة ذَلْفَاء من نِسْوة ذُلْفٍ و منه سمیت المرأة؛ قال الشاعر: إنما الذَّلْفاءُ یاقُوتةٌ، أُخْرِجَتْ من كِیسِ دِهْقان و‌فی الحدیث: لا تَقومُ الساعةُ حتی تُقاتلُوا قوماً صِغارَ الأَعْیُنِ ذُلْفَ الآنُفِ؛ الذَّلَفُ، بالتحریك: قصر الأَنف و انْبِطاحُه، و قیل: ارْتِفاعُ طرَفِه مع صغر أَرْنَبَتِه. و الذُّلْفُ، بسكون اللام: جمع أَذْلَف كأَحمر و حُمْرٍ، و الآنُفُ: جمع قلة للأَنْف وُضِعَ مَوْضع جمع الكثرة؛ قال ابن الأَثیر: و یحتمل أَنه قللها لصغرها. و الذَّلَفُ كالدَّكِّ من الرِّمالِ: و هو ما سَهُلَ منه، و الدَّكُّ عن أَبی حنیفة.

ذلغف؛ ج9، ص: 111

: اللیث: الاذْلِغْفافُ مَجِی‌ءُ الرجل مُسْتَتِراً لیَسْرِقَ شیئاً، و رواه غیره ادْلَغَفَّ، بالدال، و هو بالذال المعجمة أَصح؛ و أَنشد أَبو عمرو المِلقطِیُّ: قدِ اذْلَغَفَّتْ، و هی لا ترانی، إلی مَتاعِی مِشْیَةَ السَّكْرانِ، و بُغْضُها فی الصَّدْرِ قد ورانی

ذوف؛ ج9، ص: 111

: ذافَ یَذُوفُ ذَوْفاً: و هی مِشْیَةٌ فی تَقاربٍ و تَفَحُّجٍ؛ قال: رأَیْتُ رِجالًا حِینَ یَمْشُونَ فَحَّجُوا، و ذَافُوا كما كانُوا یَذُوفون منْ قَبْل و ذُفْتُ: خلطت، لغة فی دُفْتُ. و الذُّوفانُ: السَّمُّ المُنْقَعُ، و قیل: هو القاتل، و سنذكره فی الیاء لأَن الذَّیفانَ لغة فیه.

ذیف؛ ج9، ص: 111

: الذِّئْفانُ، بالهمز، و الذِّیفانُ، بالیاء، و الذَّیفان، بكسر الذال و فتحها، و الذُّوافُ كله: السم النَّاقِعُ، و قیل: القاتل، یهمز و لا یهمز. و الذُّؤفانُ، بضم الذال و الهمز، لغة فی الذیفان؛ قال ابن سیدة: و إنما بینته هاهنا مُعاقَبةً؛ قال ابن بری: و أَنشد ابن السكیت لأَبی وجزة: و إذا قَطَمْتَهُمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً، و قَواضِیَ الذِّیفانِ مِمَّن تَقْطِمُ «2»
(1). قوله [و ما ذقت ذِفَافاً] هو بالكسر، قال فی القاموس و یفتح. (2). قوله [ممن تقطم] فی الصحاح فی مادة قطم فیما تقطم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 112
قال ابن بری: و حكی ابن خالویه أَنه لم یهمزه أَحد من أَهل اللغة غیر الأَصمعی. ابن الأَثیر‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: یُفَدِّیهمْ، و وَدُّوا لو سَقَوْه، من الذِّیفَان، مُتْرَعةً مِلایا الذِّیفانُ: السمّ القاتِلُ، یهمز و لا یهمز، و المِلایا: یرید بها المملوءة فقلبت الهمزة یاء و هو قلب شاذّ. و حكی اللحیانی سقاه اللّه كأْسَ الذَّیفانِ، بفتح أَوله، و هو الموت. و‌فی الحدیث: و تَدیفُونَ فیه من القُطَیْعاء‌أَی تَخْلِطُون؛ قال ابن الأَثیر: و الواو فیه أَكثر من الیاء، و یروی بالذال، و هو بالدال أَكثر.

فصل الراء؛ ج9، ص: 112

رأف؛ ج9، ص: 112

: الرأْفة: الرحمة، و قیل: أَشد الرحمة؛ رَأَفَ به یَرْأَفُ و رَئِفَ و رَؤُفَ رَأْفَةً و رَآفةً. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَأْخُذْكُمْ بِهِمٰا رَأْفَةٌ فِی دِینِ اللّٰهِ؛ قال الفراء: الرَّأْفَةُ و الرَّآفةُ مثل الكأْبةِ و الكآبة، و قال الزجاج: أَی لا ترحموهما فَتُسْقِطوا عنهما ما أَمَر اللّه به من الحدّ. و من صفات اللّه عز و جل الرَّؤُوف و هو الرحیمُ لعباده العَطُوفُ علیهم بأَلطافه. و الرَّأْفَةُ أَخصُّ من الرحمةِ و أَرَقُّ، و فیه لغتان قرئ بهما معاً: رَؤُوفٌ علی فَعُولٍ؛ قال كعب بن مالك الأَنصاری: نُطِیعُ نَبیَّنا و نُطِیعُ رَبّاً، هو الرحمنُ كان بِنا رَؤُوفا و رَؤُفٌ علی فَعُلٍ؛ قال جریر: یَری لِلْمُسلِمِینَ علیه حَقّاً، كفِعْلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرحیمِ و قد رَأَفَ یَرْأَفُ إذا رَحِمَ. و الرَّأْفَةُ أَرَقُّ من الرحمة و لا تَكاد تقع فی الكراهة، و الرحمةُ قد تقع فی الكراهة للمَصْلحةِ. أَبو زید: یقال رَؤُفْتُ بالرجل أَرْؤُفُ به رَأْفَةً و رَآفَةً و رَأَفْتُ أَرْأَفُ به و رَئِفْتُ به رَأَفاً كلٌّ من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: و مَن لَیَّنَ الهمزةَ و قال رَوُفَ جعلها واواً، و منهم من یقول رَأْفٌ، بسكون الهمزة؛ قال الشاعر: فآمِنوا بِنَبِیٍّ، لا أَبا لكُمُ ذِی خاتَمٍ، صاغَهُ الرحمنُ، مَخْتُومِ رَأْفٍ رَحِیمٍ بأَهْلِ البِرِّ یَرْحَمُهم، مُقَرَّبٍ عند ذِی الكُرْسِیِّ مَرْحُومِ ابن الأَعرابی: الرأْفةُ الرحمةُ. و قال الفراء: یقال رَئِفٌ، بكسر الهمزة، و رَؤُفٌ. ابن سیدة: و رجل رَؤُفٌ و رَؤُوفٌ و رَأْفٌ؛ و قوله: و كان ذُو العَرْشِ بنا أَرافِیْ إنما أَراد أَرأَفِیّاً كأَحْمَرِیّ، فأَبدل و سكَّنه علی قوله: و آخذ منْ كلِّ حَیٍّ عُصُمْ

رجف؛ ج9، ص: 112

: الرَّجَفانُ: الاضْطِرابُ الشدیدُ: رجَفَ الشی‌ءُ یَرْجُفُ رَجْفاً و رُجُوفاً و رَجَفَاناً و رَجِیفاً و أَرْجَفَ: خَفَقَ و اضْطَرَبَ اضْطِراباً شَدیداً، أَنشد ثعلب: ظَلَّ لأَعلی رأْسه رَجِیفا و رَجْفُ الشی‌ء كرَجَفانِ البعیر تحت الرحل، و كما تَرْجُفُ الشجرةُ إذا رَجَفَتْها الرِّیحُ، و كما تَرْجُف السنّ إذا نَغَضَ أَصْلُها. و الرَّجْفَةُ: الزَّلْزَلَةُ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 113
و رَجَفَتِ الأَرض تَرْجُفُ رَجْفاً: اضطَربت. و قوله تعالی: فَلَمّٰا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قٰالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِیّٰایَ؛ أَی لو شئتَ أَمَتَّهم قبل أَن تقتلهم. و یقال: إنهم رَجَفَ بهم الجبلُ فماتوا. و رجَفَ القلبُ: اضْطَربَ من الجَزَعِ. و الرَّاجِفُ: الحُمّی المُحَرِّكَةُ، مذكَّر؛ قال: و أَدْنَیْتَنی، حتی إذا ما جَعَلْتَنی علی الخَصْرِ أَو أَدْنی، اسْتَقَلَّك رَاجِفُ و رَجَفَ الشجرُ یَرْجُفُ: حرّكَتْه الریحُ، و كذلك الأَسْنانُ. و رجَفَتِ الأَرضُ إذا تَزَلْزَلَتْ. و رَجَفَ القومُ إذا تَهَیَّؤُوا للحرب. و فی التنزیل العزیز: یَوْمَ تَرْجُفُ الرّٰاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّٰادِفَةُ؛ قال الفراء: هی النَّفْخةُ الأُولی، و الرّادِفةُ النفخةُ الثانیة؛قال أَبو إسحاق: الرّٰاجِفَةُ الأَرض تَرْجُفُ تَتحرَّكُ حركة شدیدة، و‌قال مجاهد: هی الزَّلْزَلَة.و‌فی الحدیث: أَیها الناسُ اذكُروا اللّه، جاءتِ الرّٰاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّٰادِفَةُ؛ قال: الرّٰاجِفَةُ النفخةُ الأُولی التی تموت لها الخلائق، و الرّٰادِفَةُ الثانیة التی یَحْیَوْنَ لها یومَ القیامة.و أَصل الرَّجْف الحركةُ و الاضْطِرابُ؛ و منه‌حدیث المَبْعَثِ: فرجع تَرْجُفُ بها بَوادِرُه.اللیث: الرَّجْفَةُ فی القرآن كلُّ عذاب أَخَذَ قوماً، فهی رجْفَةٌ و صَیْحةٌ و صاعِقةٌ. و الرَّعْدُ یَرْجُفُ رَجْفاً و رَجِیفاً: و ذلك تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِه فی السَّحابِ. ابن الأَنباری: الرجْفةُ معها تَحْریك الأَرضِ، یقال: رَجَفَ الشی‌ءُ إذا تحرك؛ و أَنشد: تحْییِ العِظام الرَّاجفات منَ البِلی، و لیس لداء الرُّكْبَتَیْنِ طَبیبُ ابن الأَعرابی: رَجَفَ البلد إذا تزلزل، و قد رَجَفَت الأَرضُ و أَرْجَفَتْ و أُرْجِفَتْ إذا تَزَلْزَلَتْ. اللیث: أَرْجَفَ القومُ إذا خاضُوا فی الأَخبار السیئة و ذكر الفتَنِ. قال اللّه تعالی: وَ الْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَةِ؛ و هم الذین یُوَلِّدُونَ الأَخبارَ الكاذبةَ التی یكون معها اضطرابٌ فی الناس. الجوهری: و الإِرْجَافُ واحد أَراجِیفِ الأَخْبارِ، و قد أَرْجَفوا فی الشی‌ء أَی خاضُوا فیه. و اسْتَرْجَفَ رأْسَه: حَرَّكه؛ قال ذو الرمة: إذ حَرَّكَ القَرَبُ القَعْقاعُ أَلْحِیَها، و اسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِیمُ الشَّغامِیمُ و یروی: إذ قَعْقَعَ القَرَبُ البَصْباصُ أَلْحِیَها و الرَّجَّافُ: البحر، سُمّی به لاضْطرابه و تحرك أَمْواجِه، اسم له كالقَذّاف؛ قال: و یُكَلِّلُونَ جِفانَهُم بِسَدِیفِهِمْ، حتی تَغِیبَ الشمسُ فی الرَّجَّافِ و أَنشد الجوهری: المُطْعِمُونَ اللحمَ كلَّ عَشِیّةٍ، حتی تَغِیبَ الشمسُ فی الرَّجَّافِ قال ابن بری: البیت لمَطْرُود بن كعب الخُزاعِی یَرْثی عبد المطلب جدَّ سیدنا رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و الأَبیات: یا أَیُّها الرجُلُ المُحَوِّلُ رَحلَه، هَلَّا نَزَلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنافِ؟ هَبِلَتْكَ أُمُّك لو نَزَلْتَ بدارِهِمْ، ضَمِنُوكَ مِن جُرْمٍ و من إقْرافِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 114
المُنْعِمِینَ إذا النجومُ تَغَیَّرَتْ، و الظاعِنِینَ لِرِحْلَةِ الإِیلافِ و المُطْعِمُونَ إذا الرِّیاحُ تَناوَحَتْ، حتی تَغِیبَ الشمسُ فی الرَّجَّافِ و قیل: الرَّجَّافُ یومُ القِیامةِ. و رَجَفَ القومُ: تَهَیَّؤُوا للقتال، و أَرْجَفُوا: خاضُوا فی الفِتْنةِ و الأَخبار السیّئة. و الرَّجَفَانُ: الإِسراعُ؛ عن كراع.

رحف؛ ج9، ص: 114

: الأَزهری خاصّةً: ابن الأَعرابی أَرْحَفَ الرجلُ إذا حَدَّدَ سِكِّیناً أَو غیره. یقال: أَرْحَفَ شَفْرَتَه حتی قَعَدَتْ كأَنها حَرْبَةٌ. و معنی قَعَدَتْ أَی صارَتْ. قال الأَزهری: كأَنَّ الحاء مُبدلة من الهاء فی أَرْحَفَ، و الأَصلُ أَرْهَفَ. و سیف مُرْهَفٌ و رَهِیفٌ أَی مُحَدَّدٌ.

رخف؛ ج9، ص: 114

: الرَّخْفُ: المُسْترخِی من العَجِینِ الكثیر الماء. رَخِفَ، بالكسر، رَخَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً و رَخَفَ یَرْخُفُ رَخْفاً و رَخَافَةً و رُخُوفَةً و أَرْخَفَه هو: كَثَّرَ ماءَه حتی یَسْترخی، و الاسم الرُّخْفَة، و اسم ذلك العجین الرَّخْفُ و الوَرِیخَةُ؛ و قال الفراء: هی الرَّخِیفَةُ و المَرِیخَةُ و الوَرِیخَةُ. و ثَریدَةٌ رَخْفَةٌ: مُسْتَرْخِیةٌ، و قیل خاثرةٌ، و كذلك ثرید رَخْفٌ. و الرَّخْفُ و الرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ المُسْتَرْخِیةُ الرقیقة اسم لها؛ و منه قول جریر: أَ رَخْفٌ زُبْدُ أَیْسَرَ أَمْ نَهِیدُ؟ یقول: أَ رَقِیقٌ هو أَم غَلِیظٌ، و جمعها رِخَافٌ؛ قال حفص الأُمَوِیّ: تَضْربُ ضَرّاتها إذا اشْتَكَرَت نافِطُها، و الرِّخافُ تَسْلَؤُها «1» و الرَّخْفَةُ: الطِّینُ الرّقِیقُ. و صار الماء رَخْفَةً و رَخِیفَةً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، أَی طِیناً رقیقاً، و قد یحرك لأَجل حرف الحلق. أَبو حاتم: الرَّخْفُ كأَنه سَلْح طائر. و ثوب رَخْفٌ: رقیق؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لأَبی العطاء: قَمِیصٌ من القُوهِیِّ رَخْفٌ بَنائقُهْ و یروی: رَهْوٌ و مَهْوٌ، كل ذلك سواء، و رواه سیبویه بِیض بنائِقُه و عَزاه إلی نُصَیْبٍ؛ و أَوّل البیت عند سیبویه: سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادِی و تَحْتَه قال: و بعضهم یقول سُدْتُ. و الرَّخْفُ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ.

ردف؛ ج9، ص: 114

: الرِّدْفُ: ما تَبِعَ الشی‌ءَ. و كل شی‌ء تَبِع شیئاً، فهو رِدْفُه، و إذا تَتابع شی‌ء خلف شی‌ء، فهو التَّرادُفُ، و الجمع الرُّدافَی؛ قال لبید: عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَی، تَخَوَّنَها نُزولی و ارْتِحالی و یقال: جاء القوم رُدَافَی أَی بعضهم یتبع بعضاً. و یقال للحُداةِ الرُّدَافَی؛ و أَنشد أَبو عبید للراعی: و خُود، من اللَّائی تَسَمَّعْنَ بالضُّحی قَرِیضَ الرُّدافَی بالغِناء المُهَوِّدِ و قیل: الرُّدافَی الرَّدِیف. و هذا أَمْر لیس له رِدْفٌ
(1). قوله [تضرب إلخ] كذا بالأصل، و تقدم له فی مادة شكر علی غیر هذا الوجه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 115
أَی لیس له تَبِعةٌ. و أَرْدَفَه أَمْرٌ: لغةٌ فی رَدِفَه مثل تَبِعَهُ و أَتْبَعَه بمعنًی؛ قال خُزَیْمةُ بن مالك بن نَهْدٍ: إذا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَیّا، ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا یعنی فاطمةَ بنتَ یَذْكُرَ بن عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَین؛ قال ابن بری: و مثل هذا البیت قول الآخر: قَلامِسة ساسُوا الأُمورَ فأَحْسَنوا سِیاسَتَها، حتی أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ قال: و معنی بیت خزیمة علی ما حكاه عن أَبی بكر بن السراج أَن الجوزاء تَرْدَفُ الثریَّا فی اشْتِدادِ الحرّ فَتَتَكَبَّدُ السماء فی آخر اللیل، و عند ذلك تَنْقطعُ المیاه و تَجِفُّ فتتفرق الناسُ فی طلب المیاه فَتَغِیبُ عنه مَحْبُوبَتُه، فلا یدری أَین مَضَتْ و لا أَین نزلت. و‌فی حدیث بَدْر: فأَمَدَّهُمُ اللّه بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلٰائِكَةِ مُرْدِفِینَ‌أَی مُتتابعینَ یَرْدَفُ بعضُهم بعضاً. و رَدْفُ كل شی‌ء: مؤخَّرُه. و الرِّدْفُ: الكَفَلُ و العجُزُ، و خص بعضهم به عَجِیزَةَ المرأَة، و الجمع من كل ذلك أَرْدافٌ. و الرَّوادِفُ: الأَعْجازُ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری أَ هو جمع رِدفٍ نادر أَم هو جمع رَادِفةٍ، و كله من الإِتباع. و‌فی حدیث أَبی هریرة: علی أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ شَحْماً تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ؛ هی طرائِقُ الشَّحْمِ، واحدتها رَادِفَةٌ. و تَرَادَفَ الشی‌ءُ: تَبِع بعضُه بعضاً. و التَّرَادُفُ: التتابع. قال الأَصمعی: تَعاوَنُوا علیه و تَرادفوا بمعنی. و التَّرادُفُ: كِنایة عن فعلٍ قبیح، مشتق من ذلك. و الارْتِدَافُ: الاسْتِدْبارُ. یقال: أَتینا فلاناً فارْتَدَفْناه أَی أَخذناه من ورائه أَخذاً؛ عن الكسائی. و المُتَرادِفُ: كل قافیة اجتمع فی آخرها ساكنان و هی متفاعلان «1» و مستفعلان و مفاعلان و مفتعلان و فاعلتان و فعلتان و فعلیان و مفعولان و فاعلان و فعلان و مفاعیل و فعول، سمی بذلك لأَن غالب العادة فی أَواخر الأَبیات أَن یكون فیها ساكن واحد، رَوِیّاً مقیداً كان أَو وصْلًا أَو خُروجاً، فلما اجتمع فی هذه القافیة ساكنان مترادفان كان أَحدُ الساكنین رِدْفَ الآخَرِ و لاحقاً به. و أَرْدَفَ الشی‌ءَ بالشی‌ء و أَرْدَفَه علیه: أَتْبَعَه علیه؛ قال: فأَرْدَفَتْ خَیلًا علی خَیْلٍ لی، كالثِّقْل إذْ عالی به المُعَلِّی و رَدِفَ الرجلَ و أَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه، و ارْتَدَفَه خَلْفَه علی الدابة. و رَدِیفُكَ: الذی یُرَادِفُك، و الجمع رُدَفاء و رُدَافَی، كالفُرادَی جمع الفرید. أَبو الهیثم: یقال رَدِفْتُ فلاناً أَی صرت له رِدْفاً. الزجاج فی قوله تعالی: بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلٰائِكَةِ مُرْدِفِینَ؛ معناه یأْتون فِرْقَةً بعد فرقة. و قال الفراء: مُرْدِفِینَ متتابعین، قال: و مُرْدَفِینَ فُعِلَ بهم. و رَدِفْتُه و أَرْدَفْتُه بمعنی واحد؛ شمر: رَدِفْتُ و أَرْدَفْتُ إذا فَعَلْتَ بنفسك فإذا فعلت بغیرك فأَرْدَفْتُ لا غیر. قال الزجاج: یقال رَدِفْتُ الرجل إذا ركبت خلفه، و أَرْدَفْتُه أَركبته خلفی؛ قال ابن بری: و أَنكر الزُّبَیْدِی أَرْدَفْتُه بمعنی أَركبته معك، قال: و صوابه ارْتَدَفْتُه، فأَما أَرْدَفْتُه و رَدِفتُه، فهو أَن تكون أَنت رِدْفاً له؛ و أَنشد:
(1). قوله [متفاعلان إلخ] كذا بالأصل المعوّل علیه و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 116
إذا الجوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَیّا لأَن الجَوْزاء خَلْف الثریا كالرِّدْف. الجوهری: الرِّدْفُ المُرْتَدِفُ و هو الذی یركب خلف الراكب. و الرَّدِیفُ: المُرْتَدِفُ، و الجمع رِدَافٌ. و اسْتَرْدَفَه: سَأَله أَن یُرْدِفَه. و الرِّدْفُ: الراكب خَلْفَك. و الرِّدْفُ: الحَقیبةُ و نحوها مما یكون وراء الإِنسان كالرِّدْف؛ قال الشاعر: فبِتُّ علی رَحْلی و باتَ مَكانَه، أُراقِبُ رِدْفی تارةً و أُباصِرُهْ و مُرادَفَةُ الجَرادِ: رُكُوبُ الذكر و الأُنثی و الثالث علیهما. و دابةٌ لا تُرْدِفُ و لا تُرادِفُ أَی لا تَقْبَلُ رَدیفاً. اللیث: یقال هذا البِرْذَوْنُ لا یُرْدِفُ و لا یُرادِفُ أَی لا یَدَعُ رَدیفاً یَرْكَبُه. قال الأَزهری: كلام العرب لا یُرادِفُ و أَما لا یُرْدِفُ فهو مولَّد من كلام أَهْلِ الحَضَرِ. و الرِّدافُ: مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرَّدِیفِ؛ قال: لیَ التَّصْدیرُ فاتْبَعْ فی الرِّدَافِ و أَرْدَافُ النُّجومِ: تَوالِیها و تَوابِعُها. و أرْدَفَتِ النجومُ أَی تَوالَتْ. و الرِّدْفُ و الرَّدِیفُ: كوْكَبٌ یَقْرُبُ من النَّسْرِ الواقعِ. و الرَّدیفُ فی قول أَصحابِ النجوم: هو النَّجْم الناظِرُ إلی النجم الطالع؛ قال رؤبة: و راكِبُ المِقْدارِ و الرَّدِیفُ أَفْنی خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ و راكبُ المِقْدارِ: هو الطالع، و الرَّدِیفُ هو الناظر إلیه. الجوهری: الرَّدِیفُ النجْمُ الذی یَنُوءُ من المَشْرِقِ إذا غاب رَقیبُه فی المَغْرِب. و رَدِفَه، بالكسر، أَی تَبِعَه؛ و قال ابن السكیت فی قول جریر: علی علَّةٍ فیهنَّ رَحْلٌ مُرادِفُ أَی قد أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بعیر و قد خَلَفَ؛ قال أَوس: أَمُونٍ و مُلْقًی للزَّمِیلِ مُرَادِفِ «1» اللیث: الرِّدْفُ الكَفَلُ. و أَرْدَافُ المُلوك فی الجاهلیة الذین كانوا یَخْلُفونهم فی القِیام بأَمر المَمْلَكة، بمنزلة الوُزَراء فی الإِسلام، و هی الرِّدَافَةُ، و فی المحكم: هم الذین كانوا یَخْلُفُونَهم نحو أَصحاب الشُّرَطِ فی دَهْرِنا هذا. و الرَّوَادِفُ: أَتباع القوم المؤخَّرون یقال لهم رَوادِفُ و لیسوا بأَرْدافٍ. و الرِّدْفانِ: اللیلُ و النهار لأَن كل واحد منهما رِدْفُ صاحبه. الجوهری: الرِّدَافَةُ الاسم من أَرْدافِ المُلُوك فی الجاهِلِیّة. و الرِّدَافَةُ: أَن یَجْلِسَ الملِكُ و یَجْلِسَ الرِّدْفُ عن یمینه، فإذا شَرِبَ الملكُ شرب الرِّدْفُ قبل الناس، و إذا غزا الملِكُ قعد الردفُ فی موضعه و كان خَلِیفَتَه علی الناس حتی یَنْصَرف، و إذا عادتْ كَتِیبةُ الملك أَخذ الرِّدْفُ المِرْباعَ، و كانت الرِّدَافَةُ فی الجاهلیة لبنی یَرْبُوع لأَنه لم یكن فی العرب أَحدٌ أَكثرُ إغارة علی ملوك الحِیرةِ من بنی یَرْبُوع، فصالحوهم علی أَن جعلوا لهم الرِّدَافَةَ و یَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ الغارةَ؛ قال جریر و هو من بنی یَرْبُوع: رَبَعْنا و أَرْدَفْنَا المُلُوكَ، فَظَلِّلُوا وِطابَ الأَحالِیبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا
(1). قوله [أمون إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 117
وِطاب: جمع وَطْبِ اللَّبَن؛ قال ابن بری: الذی فی شعر جریر: و رَادَفْنَا الملوك؛ قال: و علیه یصح كلام الجوهری لأَنه ذكره شاهداً علی الرِّدَافَةِ، و الرِّدَافَة مصدر رَادَفَ لا أَرْدَفَ. قال المبرد: و للرِّدَافَةِ مَوْضِعان: أحَدُهما أَن یُرْدِفَ الملوك دَوابَّهم فی صَیْدٍ أَو تَرَیُّفٍ، و الوجه الآخر أَنْ یَخْلُفَ الملِكَ إذا قام عن مَجْلِسِه فیَنْظُرَ فی أَمْرِ الناس؛ أَبو عمرو الشّیبانیُّ فی بیت لبید: و شَهِدْتُ أَنْجِیةَ الأُفاقةِ عالیاً كَعْبی، و أَرْدَافُ المُلُوكِ شُهودُ قال: و كان الملِكُ یُرْدِفُ خَلفه رجلًا شریفاً و كانوا یركبون الإِبل. و‌وجَّه النبیُّ، صلی اللّه علیه و سلم، مُعاوِیةَ مع وائلِ بن حُجْرٍ رسولًا فی حاجةٍ له، و وائِلٌ علی نَجِیبٍ له، فقال له معاویة: أَرْدِفْنی، و سأَله أَن یُرْدِفَه، فقال: لسْتَ من أَرْدَافِ المُلُوك؛ و أَرْدَافُ المُلوك: هم الذین یَخْلُفُونهم فی القِیامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمنزلة الوزَراء فی الإِسلام، واحدهم رِدْفٌ، و الاسم الرِّدَافَةُ كالوزارةِ؛ قال شمر: و أَنشد ابن الأَعرابی: هُمُ أَهلُ أَلواحِ السَّریرِ و یمْنه، قَرابینُ أَردافٌ لهَا و شِمالُها قال الفراء: الأَرْدَافُ هاهنا یَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم فی الشرف، یقول: یتبع البَنُونَ الآباء فی الشَّرف؛ و قول لبید یصف السفینة: فالْتامَ طائِقُها القَدیمُ، فأَصْبَحَتْ ما إنْ یُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ قیل: الرِّدْفَانِ الملّاحانِ یكونانِ علی مُؤَخَّر السفینة؛ و أَما قول جریر: منَّا عُتَیْبَةُ و المُحِلُّ و مَعْبَدٌ، و الحَنْتَفانِ و منهم الرِّدْفانِ أَحَدُ الرِّدْفَیْن: مالكُ بن نُوَیْرَةَ، و الرِّدْفُ الآخر من بنی رَباحِ بن یَرْبُوع. و الرِّدَافُ: الذی یجی‌ء «2» بِقدْحِه بعد ما اقتسموا الجَزُورَ فلا یردُّونَه خائباً، و لكن یجعلون له حَظّاً فیما صار لهم من أَنْصِبائِهم. الجوهری: الرِّدْفُ فی الشعر حَرْفٌ ساكن من حروف المَدّ و اللِّینِ یَقعُ قبل حرف الرّوِیّ لیس بینهما شی‌ء، فإن كان أَلفاً لم یَجُز معها غیرها، و إن كان واواً جاز معه الیاء. ابن سیدة: الرِّدْف الأَلف و الیاء و الواو التی قبل الرَّوِیّ، سمی بذلك لأَنه ملحق فی التزامه و تَحَمُّلِ مراعاته بالرویّ، فجری مَجْری الرِّدْفِ للراكب أَی یَلِیه لأَنه ملحق به، و كُلْفَته علی الفرس و الراحلة أَشَقُّ من الكُلْفة بالمُتَقَدِّم منهما، و ذلك نحو الأَلف فی كتاب و حساب، و الیاء فی تَلِید و بَلِید، و الواو فی خَتُولٍ و قَتول؛ قال ابن جنی: أَصل الرِّدْف للأَلف لأَن الغَرَض فیه إنما هو المدّ، و لیس فی الأَحرف الثلاثة ما یساوی الأَلف فی المدّ لأَن الأَلف لا تفارق المدَّ، و الیاء و الواو قد یفارقانه، فإذا كان الرِّدْف أَلفاً فهو الأَصل، و إذا كان یاء مكسوراً ما قبلها أَو واواً مضموماً ما قبلها فهو الفرع الأَقرب إلیه، لأَن الأَلف لا تكون إلا ساكنة مفتوحاً ما قبلها، و قد جعل بعضهم الواو
(2). قوله [و الرداف الذی یجی‌ء] كذا بالأصل. و فی القاموس: و الرَّدِیف الذی یجی‌ء بقدحه بعد فوز أحد الأَیسار أو الاثنین منهم فیسألهم أن یدخلوا قدحه فی قداحهم. قال شارحه و قال غیره هو الذی یجی‌ء بقدحه إلی آخر ما هنا، ثم قال: و الجمع رداف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 118
و الیاء رِدْفَیْن إذا كان ما قبلهما مَفْتوحاً نحو رَیْبٍ و ثَوْبٍ، قال: فإن قلت فإن الرِّدْف یتلو الراكبَ و الرِّدْفُ فی القافیة إنما هو قبل حرف الرَّوِیّ لا بعده، فكیف جاز لك أَن تُشَبِّهَه به و الأَمر فی القضیة بضدّ ما قدَّمته؟ فالجواب أَن الرِّدْفَ و إِن سبق فی اللفظ الروِیَّ فإنه لا یخرج مما ذكرته، و ذلك أَن القافیة كما كانت و هی آخر البیت وجهاً له و حِلْیَةً لصنعته، فكذلك أَیضاً آخِرُ القافیة زینةٌ لها و وجهٌ لِصَنْعَتِها، فعلی هذا ما یجب أَن یَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِیة و الاعتناءُ بآخِرِها أَكثر منه بأَوَّلِها، و إذا كان كذلك فالرّوِیّ أَقْرَبُ إلی آخر القافیة من الرّدف، فبه وَقَعَ الابتداء فی الاعتداد ثم تَلاه الاعتدادُ بالردف، فقد صار الردف كما تراه و إن سبق الروی لفظاً تبعاً له تقدیراً و معنًی، فلذلك جاز أَن یشبه الردفُ قبل الرَّوِیّ بالردف بعدَ الراكبِ، و جمع الرِّدْفِ أَرْدافٌ لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و رَدِفَهُمُ الأَمْرُ و أَرْدَفَهم: دَهَمَهُم. و قوله عز و جل: قُلْ عَسیٰ أَنْ یَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ یجوز أَن یكون أَرادَ رَدِفَكُم فزاد اللام، و یجوز أَن یكون رَدِفَ مما تَعَدَّی بحرف جرّ و بغیر حرف جرّ. التهذیب فی قوله تعالی: رَدِفَ لَكُمْ، قال: قَرُبَ لكم، و قال الفراء: جاء فی التفسیر دنا لكم فكأَنَّ اللام دخلت إِذ كان المعنی دنا لكم، قال: و قد تكون اللام داخلة و المعنی رَدِفَكم كما یقولون نقَدتُ لها مائةً أَی نقدْتها مائة. و رَدِفْتُ فلاناً و رَدِفْتُ لفلان أَی صرت له رِدْفاً، و تزید العربُ اللامَ مع الفعل الواقع فی الاسم المنصوب فتقول سَمِع له و شكَرَ له و نَصَحَ له أَی سَمِعَه و شكَرَه و نصَحَه. و یقال: أَرْدَفْت الرجل إذا جئت بعده. الجوهری: یقال كان نزل بهم أَمْرٌ فَرَدِفَ لهم آخَرُ أَعظمُ منه. و قال تعالی: تَتْبَعُهَا الرّٰادِفَةُ. و أَتَیْناه فارْتَدَفْنَاه أَی أَخذناه أَخذاً. و الرَّوَادِف: رَواكِیبُ النخلةِ، قال ابن بری: الرَّاكُوبُ ما نَبَتَ فی أَصلِ النخلة و لیس له فی الأَرض عِرْقٌ. و الرُّدَافَی، علی فُعالی بالضمِّ: الحُداةُ و الأَعْوانُ لأَنه إذا أَعْیا أَحدهم خَلَفه الآخر؛ قال لبید: عُذافرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدَافَی، تَخَوَّنَها نُزُولی و ارْتِحالی و رَدَفَانُ موضع، و اللّه أَعلم.

رذعف؛ ج9، ص: 118

: ارْذَعَفَّتِ الإِبلُ و اذْرَعَفَّتْ، كلاهما: مضت علی وجُوهها.

رزف؛ ج9، ص: 118

: رَزَفَ إلیه یَرْزِفُ رَزیفاً: دنا. و الرَّزْفُ: الإِسْراعُ؛ عن كراع. و أَرْزَفَ الرجلُ: أَسرعَ. و أَرْزَفَ السَّحابُ: صَوّتَ كأَرْزَمَ؛ قال كثیر عَزّةَ: فَذاك سَقی أُّمَّ الحُوَیْرِثِ ماءَه، بحیثُ انْتَوَتْ واهِی الأَسِرَّةِ مُرْزِف و رَزَفَتِ الناقةُ: أَسْرَعَتْ، و أَرْزَفْتُها أَنا: أَحْثَثْتُها فی السیر، و رواه الصرام عن شمر زَرَفَتْ و أَزْرَفْتُها، الزای قبل الراء.

رسف؛ ج9، ص: 118

: الرَّسْفُ و الرَّسِیفُ و الرَّسَفَانُ: مَشْیُ المُقَیَّدِ. رَسَفَ فی القَیْدِ یَرْسُفُ و یَرْسِفُ رَسْفاً و رَسِیفاً و رَسَفَاناً: مَشَی مَشْیَ المقیَّد، و قیل: هو المشی فی القَیْدِ رُوَیْداً، فهو رَاسِفٌ؛ و أَنشد ابن بری للأَخطل: یُنَهنِهُنی الحُرَّاسُ عنها، و لَیْتَنی قَطَعْتُ إلیها اللّیْلَ بالرَّسَفَانِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 119
و‌فی حدیث الحدیبیة: فجاء أَبو جندل یَرْسُفُ فی قُیُودِه؛ الرَّسْفُ و الرَّسِیفُ مَشْیُ المُقیَّدِ إذا جاء یَتَحَامَلُ برجله مع القَیْد. و یقال للبعیر إذا قارب بین الخَطْو و أَسْرَعَ الإجارة «1»، و هی رَفعُ القَوائِم و وضعها: رَسَفَ یَرْسُفُ، فإذا زادَ علی ذلك، فهو الرَّتَكانُ ثم الحَفْدُ بعد ذلك. و حكی أَبو زید: أَرْسَفْتُ الإِبلَ أَی طَرَدْتُها مُقَیّدة.

رشف؛ ج9، ص: 119

: رَشَفَ الماءَ و الرِّیقَ و نحوهما یَرْشُفُه و یَرْشِفُه رَشْفاً و رَشَفاً و رَشِیفاً؛ أَنشد ثعلب: قابَلَه ما جاء فی سِلامِها بِرَشَفِ الذِّنابِ و الْتِهامِها و حكی ابن بری: رَشِفَه یَرْشَفُه رَشَفاً و رَشَفاناً، و الرَّشْفُ: المَصُّ. و تَرَشَّفَه و ارْتَشَفَه: مصَّه. و الرَّشِیفُ: تَناوُلُ الماء بالشَّفَتَیْنِ، و قیل: الرَّشْفُ و الرَّشِیفُ فَوْق المَصِّ؛ قال الشاعر: سَقَیْنَ البَشامَ المِسْكَ ثم رَشَفْنَه، رَشِیفَ الغُرَیْرِیّاتِ ماءَ الوَقائِعِ و قیل: هو تَقَصِّی ما فی الإِناء و اشْتِفافُه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یَرْتَشِفُ البَوْلَ ارْتِشافَ المَعْذُورْ فَسَّره بجمیع ذلك. و فی المثل: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَی إذا تَرَشَّفْتَ الماء قلیلًا قلیلًا كان أَسْكَنَ للعَطَشِ. و الرَّشَفُ و الرَّشْفُ: بَقِیّةُ الماء فی الحَوْضِ، و هو وجه الماء الذی ارْتَشَفَتْه الإِبلُ. و الرَّشْفُ: ماء قلیل یبقی فی الحوض تَرْشُفُه [تَرْشِفُه الإِبلُ بأَفْواهها. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً یقول: الجَرْعُ أَرْوَی و الرَّشِیفُ أَشْرَبُ؛ قال: و ذلك أَن الإِبل إذا صادَفَتِ الحَوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ ماءَه جَرْعاً یَمْلأُ أَفْواهَها و ذلك أَسْرَعُ لِرِیِّها، و إذا سُقِیَتْ علی أَفْواهِها قبل مَل‌ء الحَوْضِ تَرَشَّفَتِ الماء بمَشافِرِها قلیلًا قلیلًا، و لا تكاد تَرْوَی منه، و السُّقاةُ إذا فَرَطُوا النَّعَم و سَقَوْا فی الحَوْضِ تَقَدَّموا إلی الرُّعْیانِ بأَن لا یُورِدُوا النَّعَمَ ما لم یَطْفَحِ الحوضُ، لأَنها لا تكاد تَرْوَی إذا سُقِیَتْ قلیلًا، و هو معنی قولهم الرَّشِیفُ أَشْرَبُ. و ناقة رَشُوفٌ تشرب الماء فَتَرتَشِفُه؛ قال القطامی: رَشُوفٌ ورَاء الخُورِ لم تَنْدَرئْ بها صَباً و شَمالٌ، حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ و أَرْشَفَ الرجلُ و رَشَفَ إذا مَصَّ رِیقَ جاریته. أَبو عمرو: رَشَفْتُ و رَشِفْتُ قَبّلْت و مَصِصْتُ، فمن قال رَشَفْتُ قال أَرْشُفُ، و من قال رَشِفتُ قال أَرْشَفُ. و الرَّشُوفُ: المرأَة الطَّیِّبَةُ الفَمِ. ابن سیدة: امرأَة رَشُوفٌ طیبة الفم، و قیل: قَلِیلَةُ البِلّةِ. و قالوا فی المثل: لَحَسُنَ ما أَرْضَعْتِ إن لم تُرْشِفی أَی تُذْهبی اللَّبنَ، و یقال ذلك للرجل أَیضاً إذا بدأَ أَن یُحْسِنَ فخِیفَ علیه أَن یُسِی‌ءَ. ابن الأَعرابی: الرَّشُوفُ من النساء الیابسةُ المَكانِ، و الرّصُوفُ الضَّیِّقَةُ المكان.

رصف؛ ج9، ص: 119

: الرَّصْفُ: ضَمُّ الشی‌ء بعضِه إلی بعض و نَظْمُه، رَصَفَه یَرْصُفُه رَصْفاً فارْتَصَفَ و تَرَصَّفَ و تَراصَفَ. قال اللیث: یقال للقائم إذا صَفَّ قدمیه رَصَفَ قَدَمَیْهِ، و ذلك إذا ضَمَّ إحداهما إلی الأُخری. و تَراصَفَ القومُ فی الصفّ أَی قام بعضُهم إلی لِزْقِ بعض. و رَصَفَ ما بین
(1). قوله [الإجارة] كذا بالأصل و مثله شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 120
رِجْلیه: قَرَّبَهما. و رُصِفَتْ أَسْنانُه «1» رَصْفاً و رَصِفَتْ رَصَفاً، فهی رصِفَةٌ و مُرْتَصِفةٌ: تَصافَّتْ فی نبْتَتِها و انْتَظَمَتْ و استوت. و‌فی حدیث معاذ، رضی اللّه عنه، فی عذاب القبر: ضَرَبه بمِرْصافةٍ وسَط رأْسه‌أَی مِطْرَقَةٍ لأَنها یُرْصَفُ بها المضروب أَی یُضَمُّ. و رَصَفَ الحجرَ یَرْصفُهُ رَصْفاً: بناه فوَصَل بعضَه ببعض. و الرَّصَفُ: الحِجارة المُتراصِفةُ، واحدتها رَصَفةٌ، بالتحریك. و الرَّصَفُ: حجارةٌ مَرْصُوفٌ بعضُها إلی بعضٍ؛ و أَنشد للعجاج: فَشَنَّ فی الإِبْریقِ منها نُزَفا، منْ رَصَفٍ نازَعَ سَیْلًا رَصَفا، حتی تَناهی فی صَهاریجِ الصَّفا قال الباهلی: أَراد أَنه صَبَّ فی إبْریقِ الخمر من ماءِ رَصَفٍ نازَعَ سَیْلًا كان فی رصَفٍ فصار منه فی هذا، فكأَنَّه نازعه إیاه. قال الجوهری: یقول مُزِجَ هذا الشرابُ من ماء رصَفٍ نازَعَ رصَفاً آخَرَ لأَنه أَصْفی له و أَرَقُّ، فَحذَف الماء، و هو یُریدُه، فجَعل مَسِیلَه من رَصَفٍ إلی رصف مُنازَعةً منه إیاه. ابن الأَعرابی: أَرْصَفَ الرجلُ إذا مَزَجَ شرابَه بماء الرَّصَفِ، و هو الذی ینحدر من الجبال علی الصخر فیَصْفُو، و أَنشد بیت العجاج. و‌فی حدیث المغیرة: لحَدیثٌ من عاقِلٍ أَحَبُّ إلیَّ من الشُّهْدِ بماء رَصَفَةٍ؛ الرَّصَفَةُ، بالتحریك: واحدة الرَّصَفِ، و هی الحجارة التی یُرْصَفُ بعضها إلی بعض فی مَسِیل فیجتمع فیها ماء المطر؛ و فی حدیث ابن الضَّبْعاء «2»: بین القِرانِ السَّوْءِ و التَّرَاصُفِ التَّراصُفُ: تَنْضِیدُ الحجارة و صَفُّ بعضِها إلی بعض، و اللّه أَعلم. و الرَّصَفُ: السَّدُّ المبنیّ للماء. و الرَّصَفُ: مَجْری المَصْنعةِ. التهذیب: الرَّصَفُ صَفاً طویلٌ یتصل بعضه ببعض، واحدته رَصَفَةٌ، و قیل: الرَّصَفُ صفاً طویل كأَنه مَرْصُوفٌ. ابن السكیت: الرَّصْفُ مصدر رَصَفْتُ السهْم أَرْصُفُه إذا شَدَدْتَ علیه الرِّصافَ، و هی عَقَبةٌ تُشدُّ علی الرُّعْظِ، و الرُّعْظُ مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ، یقال: سَهْمٌ مَرْصُوفٌ. و‌فی الحدیث: ثم نَظَرَ فی الرِّصَافِ فتَماری أَ یری شیئاً أَم لا، قال اللیث: الرَّصَفَةُ عَقَبةٌ تُلْوی علی موضع الفُوقِ؛ قال الأَزهری: هذا خطأٌ و الصواب ما قال ابن السكیت. و‌فی حدیث الخوارج: ینظر فی رِصَافِه ثم فی قُذَذِه فلا یری شیئاً؛ و الرَّصَفَةُ: واحدة الرِّصَافِ و هی العَقَبةُ التی تُلْوی فوق رُعْظِ السهم إذا انكسر، و جمعه رُصُفٌ؛ و قول المتنَخِّل الهُذَلیِّ: مَعابِل غیر أَرْصَافٍ، و لكنْ كُسِینَ ظُهارَ أَسْوَدَ كالخِیاطِ قال ابن سیدة: عندی أَنه جمع رَصَفَةً علی رَصَفٍ كشجرة و شجر، ثم جمع رَصَفاً علی أرْصاف كأَشْجار، و أَراد ظُهارَ رِیشٍ أَسْودَ، و هی الرُّصَافةُ، و جمعها رَصائِفُ و رِصَافٌ. و قد رَصَفَه رَصْفاً، فهو مَرْصُوفٌ و رَصِیفٌ. و الرَّصَفَةُ و الرَّصْفَةُ جمیعاً: عَقَبةٌ تُشَدُّ علی عَقَبةٍ ثم تُشَدُّ علی حِمالةِ القَوْسِ، قال: و أَری أَبا حنیفة قد جعل الرِّصَافَ واحداً. و‌فی الحدیث: أَنه مَضَغَ وتَراً فی رمضانَ و رَصَفَ به وتَرَ قَوْسِه‌أَی شَدَّه
(1). قوله [و رصفت أسنانه إلی قوله تصافت] كذا بالأصل مضبوطاً. (2). قوله [الضبعاء] كذا فی الأصل بضاد معجمة ثم عین مهملة، و الذی فی النهایة: الصبغاء بمهملة ثم معجمة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 121
و قَوَّاه. و الرَّصْفُ: الشَّدُّ و الضمُّ. و رَصَفَ السهمَ: شَدَّه بالرِّصافِ، و هو عَقَب یُلْوی علی مدخل النَّصْلِ فیه؛ و الرَّصْف، بالتسكین: المصدر من ذلك، تقول: رَصَفْت الحجارة فی البناء أَرْصُفُها رَصْفاً إذا ضممت بعضها إلی بعض، و رَصَفْت السهمَ رَصْفاً إذا شَدَدْتَ علی رُعْظه عَقَبَةً؛ و منه قول الراجز: و أَثْرَبِیٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ «1» و یقال: هذا أَمر لا یَرْصُفُ بك أَی لا یَلِیق. و الرَّصَفَتَانِ: عَصَبتانِ فی رضْفَتَی الرُّكْبتین. و المَرْصُوفَةُ من النساء: التی التَزَقَ خِتانُها فلم یُوصَلْ إلیها. و الرَّصُوفُ: الصغیرة الفَرْجِ، و قد رَصِفَتْ. ابن الأَعرابی: الرَّشُوفُ من النساء الیابِسَةُ المكان، و الرَّصُوفُ الضَّیّقةُ المكانِ، و الرَّصْفاءُ من النساء الضیِّقةُ الملاقی، و هی الرَّصُوفُ. و حكی ابن بری: المِیقابُ ضِدّ الرَّصُوفِ. و الرَّصَافَةُ بالشی: الرِّفْق به. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أُتی فی المنام فقیل له تَصَدَّقْ بأَرض كذا، قال: و لم یكن لنا مالٌ أَرْصَفُ بنا منها‌أَی أَرْفَقُ بنا و أَوْفَقُ لنا. و الرَّصَافَةُ: الرِّفْقُ فی الأَمور، و‌فی روایة: و لم یكن لنا عِمادٌ أَرْصَفُ بنا منها، و لم یجئ لها فِعْلٌ. و عملٌ رَصِیفٌ و جَوابٌ رَصِیف أَی مُحْكَمٌ رَصینٌ. و الرُّصَافَةُ: كل مَنْبِتٍ بالسوادِ و قد غلب علی موضع بغداد و الشام. و عینُ الرُّصَافَةِ: موضع فیه بئر؛ و إیَّاه عنی أُمَیَّةُ بن أَبی عائذٍ الهُذَلِیُّ: یَؤُمُّ بها، و انْتَحَتْ لِلرَّجاءِ عَیْنَ الرُّصَافَةِ ذاتَ النِّجالِ «2» الصحاح: و رُصَافَةُ موضع. و الرِّصَافُ: موضع. و رَصَفٌ: ماء؛ قال أَبو خراش: نُساقِیهمْ علی رَصَفٍ و ضُرٍّ، كَدابغةٍ و قد نَغِلَ الأَدیمُ «3»

رضف؛ ج9، ص: 121

: الرَّضْفُ: الحجارَةُ التی حَمِیَتْ بالشمس أَو النار، واحدتها رَضْفَةٌ. غیره: الرَّضْفُ الحجارة المُحماةُ یُوغَرُ بها اللَّبَنُ، واحدتها رَضْفَةٌ. و فی المثل: خذ من الرَّضْفَةِ ما علیها. و رَضَفَه یَرْضِفُه، بالكسر، أَی كَواه بالرَّضْفةِ. و الرَّضِیفُ: اللبن یُغْلی بالرَّضْفةِ. و‌فی حدیث الهِجْرة: فیَبِیتانِ فی رِسْلِها و رَضِیفِها؛ الرَّضِیفُ اللبن المَرْضُوفُ، و هو الذی طُرِحَ فیه الحجارة المُحْماةُ لِیذْهب وخَمُه. و‌فی حدیث وابصةَ، رضی اللّه عنه: مثل الذی یأَكُلُ القُسامةَ كمثل جَدْیٍ بطنُه مملوء رَضْفاً.و‌فی الحدیث: كان فی التشهد الأَول كأَنه علی الرَّضْفِ؛ هی الحِجارة المُحْماة علی النار. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ برجل نُعِتَ له الكَیُّ فقال: اكْوُوه ثم ارْضِفُوه «4» أَی كَمِّدُوه بالرضْفِ. و‌حدیث أَبی ذر، رضی اللّه عنه: بَشِّر الكَنَّازین برَضْفٍ یُحْمَی علیه فی نار جهنم.و شِواء مَرْضُوفٌ: مَشْوِیٌّ علی الرضْفة. و‌فی الحدیث: أَن هنداً بنت عُتْبَةَ لما أَسْلمت أَرْسَلَتْ إلیه بَجَدْیَیْنِ مرضوفین.و لَبَنٌ رَضِیفٌ: مصْبُوبٌ علی الرَّضْفِ. و الرضَفة:
(1). قوله [و أثربی] فی القاموس: و النسبة، یعنی إلی یثرب، یثربی و أثربی بفتح الراء و كسرها فیهما و اقتصر الجوهری علی الفتح. (2). قوله [للرجاء] فی معجم یاقوت: للنجاء. (3). قوله [نساقیهم] هو الذی بالأصل هنا، و سبق فی مادة ضرر: نسابقهم، و رصف، محركة و بضمتین: موضع كما فی القاموس زاد شارحه و به ماء یسمی به. (4). قوله [ثم ارضفوه] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة أو ارضفوه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 122
سِمَةٌ تُكْوَی برضْفةٍ من حجارة حیثما كانت، و قد رَضَفَه یَرْضِفُه. اللیث: الرَّضْفُ حجارة علی وجه الأَرض قد حمیت. و شِواء مَرْضُوفٌ: یُشْوَی علی تلك الحجارة. و الحَمَلُ المَرْضُوفُ: تُلْقَی تلك الحجارة إذا احمرَّت فی جوفِه حتی ینشوی الحمل. قال شمر: سمعت أَعرابیّاً یصف الرَّضَائِف و قال: یُعْمَدُ إلی الجَدی فَیُلْبَأُ من لبن أُمه حتی یمتلئ، ثم یذبح فَیُزَقَّقُ من قِبَلِ قفاه، ثم یُعْمَدُ إلی حجارة فتحرق بالنار ثم تُوضع فی بطنه حتی ینشوی؛ و أَنشد بیت الكمیت: و مَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فی الطَّبْخِ طاهِیاً. عَجِلْتُ إلی مُحْوَرِّها، حین غَرْغَرا لم تُؤْن أَی لم تَحْبِسْ و لم تُبْطِئْ. الأَصمعی: الرضْفُ الحجارةُ المُحْماةُ فی النار أَو الشمس، واحدتها رضْفةٌ؛ قال الكمیت بن زید: أَجِیبُوا رُقَی الآسِی النِطاسِیِّ [النَطاسِیِّ، و احْذَروا مُطَفّئةَ الرَّضْفِ التی لا شِوَی لها قال: و هی الحَیّةُ التی تمرُّ علی الرضْف فَیُطْفِئُ سمُّها نارَ الرضْف. و قال أَبو عمرو الرضف حجارة یُوقد علیها حتی إذا صارت لهَباً أُلقِیَتْ فی القِدْرِ مع اللحم فأَنْضَجَتْه. و المَرْضُوفَةُ: القدر أُنْضِجت بالرضف. و‌فی حدیث حذیفة أَنه ذكر فِتَناً فقال: أَتتكم الدُّهَیْماءُ تَرْمِی بالنَّشَفِ ثم التی تَلِیها ترمی بالرَّضْف‌أَی فی شدّتها و حَرّها كأَنها ترمی بالرضف. قال أَبو منصور: رأَیت الأَعراب یأْخذون الحجارة فیوقدون علیها، فإذا حَمِیَت رَضَفُوا بها اللَّبن البارِدَ الحَقِینَ لتَكْسِر من برده فیشربونه، و ربما رَضَفُوا الماء للخیل إذا بَرَد الزمان. و‌فی حدیث أَبی بكر: فإذا قُرَیْصٌ من مَلَّةٍ فیه أَثَر الرَّضِیفِ؛ یرید قُرْصاً صغیراً قد خُبِزَ بالمَلّة و هی الرّماد الحارُّ. و الرَّضِیفُ: ما یُشْوَی من اللحم علی الرَّضْفِ أَی مَرْضُوفٌ، یرید أَثَر ما عَلِقَ علی القُرْص من دَسَم اللحم المرضوف. أَبو عبیدة: جاء فلان بِمُطْفِئَة الرضف، قال: و أَصلها أَنها داهیةٌ أَنْسَتْنا التی قبلها فأَطفَأَت حَرّها. قال اللیث: مُطْفِئة الرّضْفِ شَحْمَة إذا أَصابت الرَّضْفَ ذابت فأَخْمَدَته؛ قال أَبو منصور: و القول ما قال أَبو عبیدة. و‌فی حدیث معاذ فی عذاب القبر: ضَرَبَه بِمرْضافةٍ وسَطَ رأْسِه‌أَی بآلةٍ من الرَّضفِ، و یروی بالصاد، و قد تقدّم. و الرضْف: جِرْمُ عِظامٍ فی الرُّكْبَة كالأَصابع المضمومة قد أَخذ بعضها بعضاً، و الواحدة رَضْفة، و منهم من یثقل فیقول: رَضَفةٌ. ابن سیدة: و الرَّضْفَةُ و الرَّضَفةُ: عظم مُطْبِقٌ علی رأْس الساق و رأْسِ الفخذ. و الرَّضْفةُ: طَبَقٌ یموجُ علی الرُّكبة، و قیل: الرَّضَفَتَان من الفرس عظمان مُسْتدیران فیهما عِرَضٌ منقطعان من العظام كأَنهما طَبَقانِ للركبتین، و قیل: الرضفة الجلدة التی علی الركبة. و الرضفة: عظم بین الحَوْشَبِ و الوَظِیفِ و مُلْتقی الجُبَّةِ فی الرُّسْغِ، و قیل: هی عظمٌ مُنْقَطِعٌ فی جوف الحافر. و رَضْفُ الركبة «1» و رُضافُها: التی تزول. و قیل: الرُّضَاف ما كان تحت الدَّاغِصة. و قال النضر فی كتاب الخیل: و الرضف ركبتا الفرس فیما بین الكُراع و الذِّراع، و هی أَعْظمُ صغار مجتمعة فی رأْس أَعلی الذراع.
(1). قوله [و رضف الركبة] كذا بالأصل بدون هاء تأنیث، و قوله [و الرضف ركبتا] كذا فیه أیضاً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 123
و رَضَفْتُ الوِسادَةَ: ثَنَیْتُها، یمانِیةٌ.

رعف؛ ج9، ص: 123

: الرَّعْفُ: السَّبْقُ، رَعَفْتُ أَرْعُفُ؛ قال الأَعشی: به ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ، غَداةَ الصَّباحِ، إذا النَّقْعُ ثارا و رَعَفَه یَرْعَفُه رَعْفاً: سَبَقَه و تقدَّمَه؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ. و الرُّعاف: دم یَسْبِقُ من الأَنف، رَعَف یَرْعُفُ و یَرْعَفُ رَعْفاً و رُعافاً و رَعُفَ و رَعِفَ. قال الأَزهری: و لم یُعْرَف رُعِفَ و لا رَعُفَ فی فِعْلِ الرُّعاف. قال الجوهری: و رَعُفَ، بالضم، لغة فیه ضعیفة، قال الأَزهری: و قیل للذی یخرج من الأَنف رُعَافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ؛ قال عمرو بن لجَإٍ: حتی تری العُلْبةَ من إذْرائِها یَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائِها، إذا طَوَی الكفّ علی رِشائِها و‌فی حدیث أَبی قتادة: أَنه كان فی عُرْسٍ فَسَمِعَ جاریة تَضْرِب بالدُّفِّ فقال لها: ارْعَفِی‌أَی تقدَّمی. یقال منه: رَعِفَ، بالكسر، یَرْعَفُ، بالفتح، و من الرُّعاف رَعَفَ، بالفتح، یَرْعُفُ، بالضم، و رَعَفَ الفرسُ یَرْعَفُ و یَرْعُفُ أَی سَبَقَ و تقدم؛ و أَنشد ابن بری لِعُبَیْدٍ: یَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذی القَوْنَسِ، حتی یَعُودَ كالتِّمثالِ «1» قال: و أَنشد أَبو عمرو لأَبی نخیلة: و هُنَّ بعد القَرَبِ القَسِیِّ مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَلیِّ و القَسِیُّ: الشدیدُ. و الشَّمَرْذلیُّ: الخادی، و اسْترعَفَ مثلُه. و الراعِفُ: الفرس الذی یتقدّم الخیلَ. و الرَّاعِفُ: طَرَفُ الأَرْنبةِ لتَقَدّمه، صفة غالبة، و قیل: هو عامّة الأَنف، و یقال للمرأَة: لُوثی علی مَرَاعِفِك أَی تَلَثَّمِی، و مَراعِفُها الأَنفُ و ما حَوْله. و یقال: فَعَلْتُ ذلك علی الرَّغْمِ من مَراعِفِه مثل مَراغِمِه. و الرَّاعِف: أَنفُ الجبل علی التشبیه، و هو من ذلك لأَنه یَسْبِقُ أَی یتقدم، و جمعه الرَّوَاعِفُ. و الرَّوَاعِفُ: الرِّماحُ، صفة غالبة أَیضاً، إما لتقدُّمِها للطَّعْن، و إما لِسَیَلانِ الدم منها. و الرَّعْفُ: سُرعْة الطعن؛ عن كراع. و أَرْعَفَه: أَعْجَلَه، و لیس بثبَتٍ. أَبو عبیدة: بینا نحن نذكر فلاناً رَعَفَ به البابُ أَی دخل علینا من الباب. و أَرْعَفَ قِرْبَتَه أَی ملأَها حتی تَرْعُفَ؛ و منه قول عمرو بن لجإٍ: یَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائها، إذا طَوَی الكفّ علی رِشائها و رَاعُوفةُ البئر و رَاعُوفُها و أُرْعُوفَتها: حجر ناتئٌ علی رأْسها لا یُسْتَطاعُ قَلْعُه یقوم علیه المُسْتقی، و قیل: هو فی أَسْفلها، و قیل: رَاعُوفَة البئر صخرة تُتْرَكُ فی أَسْفَلِ البئر إذا احْتُفِرَتْ تكون ثابتة هناك فإذا أَرادوا تَنْقِیةَ البئر جلس المُنَقِّی علیها، و قیل: هی حجر یكون علی رأْس البئر یقوم المستقی علیه، و یروی بالثاء المثلثة، و قد تقدم، و قیل: هو حجر ناتئ فی بعض البئر یكون صُلْباً لا یمكنهم حَفْره فیترك علی حاله، و قال خالد بن جَنْبَةَ: رَاعُوفَةُ البئر النَّطَّافةُ، قال: و هی
(1). قوله [بالمدجج] كذا بالأصل، و الذی فی شرح القاموس: بالمزجج.
لسان العرب، ج‌9، ص: 124
مثل عَیْن علی قدر جُحْر العَقْرب نِیطَ فی أَعلی الرَّكِیّة فیُجاوِزُونها فی الحفْر خَمْس قِیَمٍ و أَكثر، فربما وجدوا ماء كثیراً تَبَجُّسُه، قال: و بالرُّوبَنْج عینٌ نَطّافة عذْبة، و أَسفَلَها عین زُعاقٌ، فتَسمع قَطَرانَ «1» النطّافة فیها طرق. قال شمر: من ذهب بالرَّاعُوفَةِ إلی النّطّافةِ فكأَنه أَخذه من رُعَافِ الأَنف، و هو سَیَلانُ دمِه و قَطَرانُه، و یقال ذلك سیلان الذَّنِینِ؛ و أَنشد قوله: كلا مَنْخَرَیْه سابقاً و مُعَشِّراً، بما انْفَضَّ من ماء الخَیاشِیم رَاعِفُ «2» قال: و مَنْ ذَهَبَ بالرَّاعُوفَةِ إلی الحجر الذی یتقدَّم طَیَّ البئر علی ما ذكر فهو منْ رَعَفَ الرجل أَو الفرس إذا تقدَّم و سبَق. و‌فی الحدیث عن عائشة: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سُحِرَ و جُعِل سِحْرُه فی جُفِّ طَلْعةٍ و دُفِنَ تحْتَ رَاعُوفَةِ البئر، و یروی راعُوثة، بالثاء المثلثة، و قد تقدم. و اسْتَرْعَفَ الحَصی مَنْسِمَ البعیر أَی أَدْماه. و الرُّعَافِیُّ: الرجل الكثیرُ العَطاء مأْخوذ من الرُّعَافِ و هو المطَرُ الكثیر. و الرُّعُوفُ: الأَمطار الخِفاف، قال: و یقال للرجل إذا اسْتَقْطَرَ الشحمة و أَخذ صُهارتَها: قد أَوْدَفَ و اسْتَوْدَفَ و اسْتَرْعَفَ و اسْتَوْكَفَ و اسْتَدامَ و اسْتَدْمی، كله واحد. و رَعْفانُ الوالی «3»: ما یُسْتَعْدی به. و‌فی حدیث جابر: یأْكلون «4» من تلك الدابَّة ما شاؤوا حتی ارْتَعَفُوا‌أَی قَوِیَتْ أَقدامُهم فركبوها و تقدموا.

رغف؛ ج9، ص: 124

: رَغَفَ الطِّینَ و العَجینَ یَرْغَفُه رَغْفاً: كَتَّلَه بیدیه، و أَصل الرَّغْفِ جمعك الرَّغِیفَ تُكَتِّلُه. و الرَّغیف: الخُبْزة، مشتقّ من ذلك، و الجمع أَرْغِفَة و رُغُفٌ و رُغْفانٌ؛ قال لقیط بن زُرارةَ: إنَّ الشِّواءَ و النَشِیلَ و الرُّغُفْ، و القَیْنةَ الحَسْناء و الكأْسَ الأُنُفْ، للطَّاعِنِینَ الخیلَ، و الخیلُ قُطُفْ «5» و رَغَفَ البعیرَ رَغْفاً: لَقَّمَهُ البِزْر و الدقیق. و أَرْغَفَ الرجلُ: حدَّدَ بَصَره، و كذلك الأَسدُ.

رفف؛ ج9، ص: 124

: رَفَّ لونُه یَرِفُّ، بالكسر، رَفّاً و رَفیفاً: بَرَقَ و تَلأْلأَ، و كذلك رَفَّتْ أَسنانه. و‌فی الحدیث: أَن النابغة الجَعْدیَّ لما أَنشد سیدنا رسولَ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: و لا خَیْرَ فی حِلْمٍ، إذا لم تكن له بَوادِرُ تَحْمِی صَفْوَه أَن یُكَدَّرا و لا خَیْرَ فی جَهْلٍ، إذا لم یكن له حَلِیمٌ، إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا فقال له رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: لا یَفْضُضِ اللّه فاك قال: فبَقِیَتْ أَسْنانُه تَرِفُّ حتی مات، و فی النهایة: و كأَنَّ فاه البَرَدُ، تَرِفُّ أَسنانُه‌أَی تَبْرُق أَسنانُه، من رَفَّ البرقُ یَرِفُّ إذا تلأْلأَ. و الرَّفَّةُ: البَرْقةُ. و منه‌الحدیث الآخر: تَرفُّ غُروبُه، هی الأَسنان.و رفَّ یَرِفُّ: بَرِحَ و تَخَیَّلَ؛ قال: و أُمُّ عَمّارٍ علی القِرْد تَرِفُّ و رَفَّ النباتُ یَرِفُّ رَفیفاً إذا اهتز و تَنَعَّمَ؛ قال
(1). قوله [فتسمع قطران إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [و معشراً] كذا بالأصل. (3). قوله [و رَعْفَان الوالی] كذا ضبط فی الأَصل. (4). قوله [یأكلون إلخ] كذا بالأصل و النهایة أیضاً. (5). قوله [للطاعنین الخیل …] سیأتی فی مادة نشل: للضاربین الهام.
لسان العرب، ج‌9، ص: 125
أَبو حنیفة: هو أَن یَتَلأْلأَ و یُشْرِقَ ماؤه. و ثوب رَفِیفٌ و شجر رَفِیفٌ إذا تَنَدَّی. و الرَّفَّةُ: الاخْتِلاجةُ. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: لم تَرَ عَیْنی مِثلَه قَطُّ یَرِفُّ رَفِیفاً یَقْطُرُ نداه.یقال للشی‌ء إذا كثر ماؤه من النَّعْمةِ و الغَضاضةِ حتی یكاد یَهْتَزُّ: رَفَّ یَرِفُّ رَفیفاً. و‌فی حدیث معاویة، رضی اللّه عنه، قالت له امرأَة: أُعِیذُك باللّه أَن تنزل وادیاً فَتَدَعَ أَوَّلَه یَرِفُّ و آخِرَه یَقِفُّ.و رَفَّت عینُه تَرُفُّ و تَرِفُّ رَفّاً: اخْتَلَجَتْ، و كذلك سائر الأَعْضاء؛ قال أَنشد أَبو العلاء: لم أَدْرِ إلا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ، أَ بِكِ أَم بالغَیْبِ رَفُّ حاجِبی و كذلك البَرْقُ إذا لَمَعَ. و رَفُّ البَرْقِ: ومِیضُه. و رَفَّتْ علیه النِّعْمة: ضَفَتْ. و رَفَّ الشی‌ءَ یَرُفُّه رَفّاً و رَفِیفاً: مَصَّه، و قیل أَكلَه. و الرَّفَّةُ: المَصّةُ. و الرَّفُّ: المَّصُّ و التَّرَشُّفُ، و قد رَفَفْتُ أَرُفُّ، بالضم؛ و أَنشد ابن بری: و اللّهِ لولا رَهْبَتی أَباكِ، إذاً لَزَفَّتْ شَفَتایَ فاكِ، رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأَراكِ و منه‌حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه، و قد سُئِلَ عن القُبْلةِ للصائم فقال: إنی لأَرُفُّ شَفَتَیْها و أَنا صائم؛ قال أَبو عبید: و هو من شُرْب الرِّیق و تَرَشُّفه، و قیل: هو الرَّفُّ نَفْسُه «6»، و قوله أَرُفُّ شَفَتَیْها أَی أَمَصُّ و أَتَرَشَّفُ. و‌فی حدیث عَبیدة السَّلْمانی: قال له ابن سِیرینَ: ما یُوجِبُ الجَنابةَ؟ قال: الرَّفُ و الاسْتِمْلاقُ‌یعنی المَصَّ و الجِماعَ لأَنه من مقدماته. و قال أَبو عبیدة فی قوله أَرُفُّ: الرَّفُّ هو مثل المَصِّ و الرَّشْفِ و نحوه، یقال منه: رَفَفْتُ أَرُفُّ رَفّاً، و أَما رَفَّ یَرِفُّ، بالكسر، فهو من غیر هذا، رَفَّ یَرِفُّ إذا بَرَقَ لونُه و تلأْلأَ؛ قال الأَعشی یذكر ثَغْرَ امْرأَةٍ: و مَهاً تَرِفُّ غُرُوبُه، تَسْقی المُتَیَّمَ ذا الحراره قال ابن بری: و مثله لبِشرٍ: یَرِفُّ كأَنه وهْناً مُدامُ و الرَّفَّةُ: الأَكْلَةُ المُحْكَمةُ. قال أَبو حنیفة: رَفَّتِ الإِبِلُ تَرُفُّ و تَرِفُّ رَفّاً أَكلَتْ، و رَفَّ المرأَةَ یَرُفُّها قَبَّلَها بأَطراف شَفَتَیْه. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: زَوْجی إنْ أَكلَ رَفَّ؛ ابن الأَثیر: و هو الإِكْثارُ من الأَكل. و الرَّفْرَفةُ: تحریكُ الطائر جَناحَیهِ و هو فی الهواء فلا یَبْرحُ مكانه. ابن سیدة: رَفَّ الطائر و رَفْرَفَ حَرَّك جناحَیْه فی الهواء. و الرَّفْرَافُ: الظَّلِیمُ یُرَفْرِفُ بجناحیه ثم یَعْدو. و الرَّفْرَافُ: الجناح منه و من الطائر. و رَفْرَفَ الطائر إذا حرَّك جناحیه حول الشی‌ء یرید أَن یقع علیه. و الرَّفْرَافُ: طائر و هو خاطِفُ ظِلِّه؛ عن أَبی سلمة، قال: و ربما سموا الظَّلیمَ بذلك لأَنه یُرفْرِفُ بِجناحَیْه ثم یَعْدُو. و‌فی الحدیث: رَفْرَفَتِ الرحمةُ فوق رأْسه.یقال: رَفْرَفَ الطائر بجناحیه إذا بسطهما عند السقوط علی شی‌ء یحوم علیه لیقع علیه. و‌فی حدیث أُمّ السائب: أَنه مرَّ بها و هی تُرَفْرِفُ من الحُمّی، قال: ما لَكِ تُرَفْرِفِین؟
(6). قوله [هو الرف نفسه] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 126
أَی تَرْتَعِدُ، و یروی بالزای، و سنذكره. و الرَّفْرَفُ: كِسْرُ الخِباء و نحوه و جوانبُ الدِّرْعِ و ما تَدَلَّی منها، الواحدة رَفْرَفَة، و هو أَیضاً خِرْقَةٌ تُخاط فی أَسْفل السُّرادِق و الفُسْطاط و نحوه، و كذلك الرَّفُّ رَفُّ البیت، و جمعه رُفُوفٌ. و رَفَّ البیتَ: عَمِلَ له رَفّاً. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة قالت لزوجها أَحِجَّنی، قال: ما عندی شی‌ء، قالت: بِعْ تَمر رَفِّكَ؛ الرَّفُّ، بالفتح خشب یرفع عن الأَرض إلی جَنْب الجِدارِ یُوقَی به ما یُوضَع علیه، و جمعه رُفُوفٌ و رِفافٌ. و‌فی حدیث كعب بن الأَشرف: إنَّ رِفافی تَقَصَّفُ تمراً من عجوة یغیب فیها الضِّرسُ.و الرَّفُّ: شبه الطاقِ، و الجمع رُفُوفٌ. قال ابن بری: قال ابن حمزةَ الرَّفُّ له عشرة معانٍ ذكر منها رَفَّ یَرُفُّ، بالضم، إذا مَصَّ، و كذلك البعیر یَرُفُّ البقلَ إذا أَكله و لم یملأْ به فاه، و كذلك هو یَرُفُّ له أَی یَكْسِب. و رفَّ یَرِفُّ، بالكسر، إذا بَرَقَ لونه. ابن سیدة: و رَفِیفُ الفُسْطاط سَقْفُه. و‌فی الحدیث: قال أَتیت عثمان و هو نازل بالأَبطح فإذا فُسْطاطٌ مضروب و إذا سیفٌ مُعَلَّقٌ علی رَفِیف «1» الفسطاط؛ الفسطاط الخَیْمة؛ قال شمر: و رَفِیفُه سَقْفُه، و قیل: هو ما تدَلَّی منه. و‌فی حدیث وفاة سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یرویه أَنس قال: فَرَفَعَ الرَّفرَفَ فرأَینا وجْهَه كأَنه ورقة تُخَشْخِشُ؛ قال ابن الأَعرابی: الرَّفْرَفُ هاهنا طَرَفُ الفُسْطاط، قال: و الرَّفْرَفُ فی حدیث المِعراج البِساطُ. ابن الأَثیر: الرَّفْرَفُ البِساطُ أَو السِّتر، و قوله: فَرَفَعَ الرَّفْرَفَ أَراد شیئاً كان یَحْجُبُ بینهم و بینه. و كلُّ ما فَضَلَ من شی‌ء و ثُنِیَ و عُطِفَ، فهو رَفْرَفٌ. قال: و الرَّفْرَفُ فی غیر هذا الرَّفُّ یُجْعَل علیه طَرائفُ البیت. و ذكر ابن الأَثیر عن ابن مسعود فی قوله تعالی: لَقَدْ رَأیٰ مِنْ آیٰاتِ رَبِّهِ الْكُبْریٰ، قال: رأَی رَفْرَفاً أَخضر سَدَّ الأُفق أَی بِساطاً، و قیل فِراشاً، قال: و منهم من یجعل الرَّفْرَفَ جمعاً، واحده رَفْرَفَةٌ، و جمع الرَّفْرَفِ رَفارِفُ، و قیل: الرفرف فی الأَصل ما كان من الدیباج و غیره رَقیقاً حَسَن الصنْعة، ثم اتُّسِع به. و الرَّفْرَفُ: الرَّوْشَنُ. و الرَّفِیفُ: الروشن. و رَفْرَفُ الدِّرْعِ: زَرَدٌ یشد بالبیضة یطرحه الرجل عی ظهره. غیره: و رَفْرَفُ الدِّرْعِ ما فضلَ من ذَیْلِها، و رَفْرَفُ الأَیكةِ ما تَهَدَّلَ من غُصونها؛ و قال المُعَطَّلُ الهُذَلیُّ یصف الأَسد: له أَیْكَةٌ لا یَأْمَنُ الناسُ غَیْبَها، حَمَی رَفْرَفاً منها سِباطاً و خِرْوَعا قال الأَصمعی: حمی رَفْرَفاً، قال: الرَّفْرَفُ شجر مُسْترْسِلٌ ینبت بالیمن. و رَفَّ الثوبُ رَفَفاً: رَقَّ، و لیس بثبت. ابن بری: رَفَّ الثوبُ رَفَفاً، فهو رَفِیفٌ، و أَصله فَعِلَ، و الرَّفرَفُ: الرَّقِیقُ من الدِّیباج، و الرَّفرَفُ: ثیاب خُضْرٌ یُتَّخذ منها للمجالس، و فی المحكم: تُبْسَطُ، واحدته رَفْرَفَةٌ. و فی التنزیل العزیز: مُتَّكِئِینَ عَلیٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ، و قرئ: علی رَفَارِفَ. و قال الفراء فی قوله مُتَّكِئِینَ عَلیٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ قال: ذكروا أَنها رِیاضُ الجنة، و قال بعضهم الفُرُشُ و البُسُطُ، و جمعه رَفَارِفُ، و قد قرئ بهما: متكئین علی رَفَارِف خُضْرٍ. و الرَّفْرَفُ: الشجر الناعم المسترسل؛ و أَنشد بیت الهذلی یصف الأَسد: حَمَی رَفْرَفاً منها سِباطاً و خِرْوَعا
(1). قوله [علی رفیف] فی النهایة: فی رفیف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 127
و الرَّفِیفُ و الوَرِیفُ لغتان، یقال للنبات الذی یهْتزُّ خُضْرَةً و تَلأْلُؤاً: قد رَفَّ یَرِفُّ رَفِیفاً؛ و قول الأَعْشی: … بالشام ذات الرَّفِیف؛ قال: أَراد البساتین التی تَرِفُّ من نَضارتها و اهتزازها، و قیل: ذاتُ الرَّفِیف سُفُنٌ كان یُعْبَر علیها، و هو أَن تُشَدَّ سَفِینتانِ أَو ثلاث للملِك، قال: و كلُّ مُستَرِقٍّ من الرمل رَفٌّ. و الرَّفْرَفُ: ضَرْب من سَمَكِ البحر. و الرَّفْرَفُ: البَظْرُ؛ عن اللحیانی. و رَفْرَف علی القوم: تَحَدَّب. و الرُّفَةُ: التِّبْنُ و حُطامُه. و رَفَّه: عَلَفَه رُفَّة. و الرُّفَافُ: ما انْتُحِتَ من التبن و یَبِیس السَّمر؛ عن ابن الأَعرابی. و رَفَّ الرجلَ یَرُفُّه رَفّاً: أَحْسَنَ إلیه و أَسْدَی إلیه یداً. و فی المثل: من حَفَّنا أَو رَفَّنَا فَلْیَتَّرِكْ، و فی الصحاح: فَلیَقْتصد، أَراد المدْح و الإِطْراء. یقال: فلان یَرُفُّنَا أَی یَحُوطُنا و یَعْطِفُ علینا، و ما له حافٌّ و لا رَافٌّ. و فلان یَحُفُّنا و یَرُفُّنَا أَی یُعْطِینا و یَمیرُنا، و فی التهذیب: أَی یُؤوِینا و یُطْعِمُنا، و أَما أَبو عبید فجعله إتباعاً، و الأَوّل أَعْرَف. الأَصمعی: هو یَحِفُّ و یَرِفُّ أَی هو یقوم له و یَقْعُد و یَنْصَح و یُشْفِقُ؛ أَراد بیَحِفُّ تسمع له حفیفاً. و رجل یَرِفُّ إذا كان «1» … كالاهْتِزاز من النَّضارةِ؛ قال ثعلب: یقال رَفَّ یَرُفُّ إذا أَكل، رَفَّ یَرِفُّ إذا بَرَقَ، و وَرَفَ یَرِفُ إذا اتَّسَعَ. و قال الفراء: هذا رَفٌّ من الناس. و الرَّفُّ: المِیرةُ. و الرَّفُّ: القطعة العظیمة من الإِبل، و عمَّ اللحیانی به الغنم فقال: الرَّفُّ القطِیعُ من الغنم لم یخص معَزاً من ضأْن و لا ضأْناً من مَعَز. و الرَّفُّ: الجماعة من الضأْن؛ یقال: هذا رَفَّ من الضأْن أَی جماعة منها. و الرَّفُّ: حَظِیرةُ الشاء. و‌فی الحدیث: بعد الرِّفِّ و الوَقِیرِ؛ الرِّفُّ، بالكسر: الإِبل العظیمة، و الوَقِیرُ: الغنمُ الكثیرةُ، أَی بعدَ الغِنی و الیَسار. و دارةُ رَفْرَفٍ: موضع.

رقف؛ ج9، ص: 127

: ابن الأَعرابی: الرُّقُوفُ الرُّفوف. و فی نوادر الأَعراب: رأَیته یُرْقَفُ من البردِ أَی یُرْعَدُ. أَبو مالك: أُرْقِفَ إرْقافاً و قَفَّ قُفُوفاً، و هی القُشَعْرِیرَةُ.

ركف؛ ج9، ص: 127

: قال شمر: تقول العرب ارْتَكَفَ الثلْجُ إذا وقع فثبت كقولك بالفارسیة بِبَسْتْ.

رنف؛ ج9، ص: 127

: الرَّانِفَةُ: جُلَیدة طرَف الأَرْنَبة و طَرَفُ غُرْضُوفِ الأُذن، و قیل: ما لان عن شدّة الغُرْضُوف. و الرَّانِفَةُ: أَسْفلُ الأَلْیة، و قیل: هی مُنْتَهی أَطْرافِ الأَلْیَتَیْنِ مما یلی الفخذین، و قیل: الرَّانِفةُ ناحِیةُ الأَلیة؛ و أَنشد أَبو عبیدة: مَتی ما نَلْتَقی فَرْدَیْنِ تَرْجُفْ رَوَانِفُ أَلْیَتَیْكَ و تُسْتَطارا «2» و قال اللیث: الرَّانِفُ ما اسْتَرْخی من الأَلْیة للإِنسان، و أَلْیَةٌ رَانِفٌ. و فی الصحاح: الرَّانِفَةُ أَسفلُ الأَلیة و طرَفُها الذی یلی الأَرض من الإِنسان إذا كان قائماً. و‌فی حدیث عبد الملك: أَن رجلًا قال له خرجت فیَّ قُرْحةٌ، فقال له: فی أَی موضع من جسَدك؟ فقال: بین الرَّانِفَةِ و الصَّفْنِ، فأَعجبنی حسن ما كنی؛ الرَّانِفَةُ: ما سال من الأَلْیةِ علی الفخذین، و الصَّفْنُ: جلدة الخصیة. و رَانِفُ كلِّ شی‌ء: ناحِیَتُه. و الرَّانِفَةُ: أَسفل الید. و أَرْنَفَ البعیرُ إرْنَافاً إذا سار فحرَّك رأْسه فتقدمت
(1). كذا بیاض بالأَصل. (2). قوله [نلتقی] كذا بالأصل و شرح القاموس، و المشهور تلقنی.
لسان العرب، ج‌9، ص: 128
هامَتُه. الجوهری: أَرْنَفَتِ الناقةُ بأُذُنَیْها إذا أَرْخَتْهما من الإِعْیاء. و‌فی الحدیث: كان إذا نزل علیه، صلی اللّه علیه و سلم، الوَحْیُ و هو علی القَصْواء تَذْرِفُ عیناها و تُرْنِفُ بأُذنیها من ثِقَلِ الوحی.و الرَّنْفُ: بَهْرامَجُ البَرِّ، و قد تقدّمت تَحْلِیةُ البهرامج؛ قال أَبو حنیفة: الرَّنْفُ من شجر الجبال ینضم ورَقُه إلی قُضْبانه إذا جاء اللیل و یَنْتَشِرُ بالنهار.

رهف؛ ج9، ص: 128

: الرَّهَفُ: مصدر الشی‌ء الرَّهِیف و هو اللَّطیف الرقیق. ابن سیدة: الرَّهْفُ و الرَّهَفُ الرّقَّةُ و اللطف؛ أَنشد ابن الأَعرابی: حَوْراءُ، فی أُسْكُفِّ عَیْنَیْها وطَفْ، و فی الثَّنایا البِیضِ مِنْ فِیها رَهَفْ أُسْكُفُّ عینیها: هُدْبُهما؛ و قد رَهُفَ یَرْهُفُ رَهافةً فهو رَهِیفٌ؛ قال الأَزهری: و قلما یُسْتعمل إلا مُرْهَفاً. و رَهَفَه و أَرْهَفَه، و رجل مُرْهَفٌ: رقیق. و‌فی حدیث ابن عباس: كان عامر بن الطفیل مَرْهُوفَ البَدَنِ‌أَی لَطِیفَ الجسم دَقیقَه. یقال: رُهِفَ فهو مَرْهُوفٌ، و أَكثر ما یقال مُرْهَفُ الجسم. و أَرْهَفْتُ سیفی أَی رَقَّقْتُه، فهو مُرْهَف. و سَهْم مُرْهَفٌ و سیف مُرْهَفٌ و رَهِیف و قد رَهَفْتُه و أَرْهَفْتُه، فهو مَرْهُوف و مُرْهَف أَی رقّت حَواشِیه، و أَكثر ما یقال مُرْهَف. و‌فی حدیث ابن عمر: أَمرنی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَن آتِیَه بمُدْیة فأَتَیْتُه بها فأَرْسَلَ بها فأُرْهِفَتْ‌أَی سُنَّتْ و أُخْرج حَدَّاها. و‌فی حدیث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ: إنی لأَتْرُكُ الكلام فما أُرْهِفُ به‌أَی لا أَرْكَبُ البَدیهةَ و لا أَقْطَعُ القول بشی‌ء قبل أَن أَتَأَمَّله و أُرَوِّیَ فیه، و یروی بالزای من الإِزهاف الاستِقْدام. و فرس مُرْهَفٌ: لاحِقُ البطن خَمِیصُه متقارب الضلوع و هو عیب. و أُذن مُرْهَفَةٌ: دَقِیقةٌ. و الرُّهَافَةُ: موضع.

روف؛ ج9، ص: 128

: رافَ رَوْفاً: سَكَنَ، و الهمز فیه لغة، و لیس من قولهم رؤوف رحیم، ذلك من الرَّأْفة و الرحمة. التهذیب فی ترجمة رأَف: الرَّأْفة الرَّحمةُ، رَؤُفْتُ بالرجل أَرْؤُفُ و رَأَفْتُ أَرْأَفُ به: كلٌّ من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: و منهم من لین الهمزة و قال روف فجعلها واواً، و منهم من یقول رَأْفٌ، بسكون الهمزة. و قال ابن الأَعرابی: الرَّوْفةُ الرحمة. ابن بری: رَوافٌ موضع قریب من مكة، شرفها اللّه تعالی؛ قال قَیْسُ بن الخَطیم: أُسْدٌ بِبیشةَ أَو بِغافِ رَوَافِ «1»

ریف؛ ج9، ص: 128

: الرِّیفُ: الخِصْبُ و السَّعةُ فی المَآكل، و الجمع أَرْیافٌ فقط. و الرِّیفُ: ما قارَبَ الماء من أَرض العرب و غیرها، و الجمع أَریافٌ و رُیُوفٌ. قال أَبو منصور: الرِّیفُ حیث یكون الحَضَرُ و المِیاهُ. و الرِّیفُ: أَرض فیها زرع و خِصْب. و رافَتِ الماشِیةُ أَی رَعَتِ الرِّیفَ. و‌فی الحدیث: تُفْتَحُ الأَرْیافُ فیخرج إلیها الناسُ؛ هی جمع رِیفٍ، و هو كل أَرض فیها زرع و نخل، و قیل: هو ما قارَبَ الماء من أَرض العرب و غیرها؛ و منه‌حدیث العُرَنِیِّین: كنا أَهل ضَرْعٍ و لم نكن أَهل رِیف‌أَی إنَّا من أَهل البادیة لا من أَهْلِ المُدُنِ. و‌فی حدیث فَرْوةَ بن مُسَیْكٍ: و هی أَرضُ رِیفِنا و مِیرَتِنا.و تَرَیَّفَ القومُ و أَرْیَفوا و تَرَیَّفْنا و أَرْیَفْنا: صِرْنا
(1). قوله [رَوَاف] كذا ضبط بالأصل و شرح القاموس روَاف كسحاب، و ضبط فی معجم یاقوت فی غیر موضع كغراب.
لسان العرب، ج‌9، ص: 129
إلی الرِّیفِ و حَضَروا القُری و مَعِین الماء، و من العرب من یقول رَافَ البدوِیُّ یَرِیفُ إذا أَتی الرِّیفَ؛ و منه قول الراجز: جَوَّاب بَیْداءَ بها غُروفُ، لا یأْكل البَقْل و لا یَرِیفُ، و لا یُری فی بَیْتِه القَلِیفُ و قال القطامی: و رَافٍ سُلافٍ شَعْشَعَ البحرُ مَزْجَها لِتَحْمی، و ما فینا عن الشُرْب صادِفُ قالوا: رَافٌ اسم للخمر، تَحْمی أَی تُسْكِرُ. و أَرافَتِ الأَرضُ إرَافَةً و رِیفاً كما قالوا أَخْصَبَتْ إخْصاباً و خِصْباً سواء فی الوَزْنِ و المعنی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الإِرَافةَ المصدر، و الرِّیفُ الاسم، و كذلك القول فی الإِخْصابِ و الخِصْب، و قد تقدم، و هی أَرضٌ ریِّفَةٌ، بتشدید الیاء.

فصل الزای؛ ج9، ص: 129

زأف؛ ج9، ص: 129

: زأَفَه یَزْأَفُه زَأْفاً: أَعْجَله. و قد أَزْأَفْتُ علیه أَی أَجْهَزْتُ علیه. و موت زُؤَاف و زُؤامٌ: كَریه، و قیل: وحِیٌّ. و أَزْأَفَ فلاناً بطنُه: أَثْقَلَه فلم یَقْدِر أَن یتحرّك.

زحف؛ ج9، ص: 129

: زحَف إلیه یَزْحَف زَحْفاً و زُحُوفاً و زَحَفاناً: مَشی. و یقال: زَحَفَ الدَّبَی إذا مضی قُدُماً. و الزَّحْفُ: الجماعةُ یَزْحَفُون إلی العدُوِّ بِمَرَّة. و‌فی الحدیث: اللهمَّ اغفر له و إن كان فَرَّ من الزَّحْفِ‌أَی فرَّ من الجهاد و لِقاء العدو فی الحرب. و فی التنزیل: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذٰا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا زَحْفاً؛ و الجمع زُحُوفٌ، كسّروا اسم الجمع كما قد یكسّرون الجمع، و یستعمل فی الجراد؛ قال: قد خِفْتُ أَن یَحْدُرَنا لِلمِصْرَیْنْ زَحْفٌ من الخَیْفانِ، بعد الزَّحْفَیْنْ أَراد بعد زَحْفَیْن، لكنه كره الزِّحاف فأَدخل الأَلف و اللام لإِكمال الجزء. قال الزجاج: یقال أَزْحَفْتُ القومَ إذا ثَبَتَّ لهم، قال: فمعنی قوله إِذٰا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا زَحْفاً أَی إذا لقِیتُموهم زاحِفینَ، و هو أَن یَزْحَفوا إلیهم قلیلًا قلیلًا، فَلٰا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبٰارَ؛ قال الأَزهری: و أَصل الزَّحْفِ للصبی و هو أَن یَزْحَفَ علی اسْته قبل أَن یقوم، و إذا فعل ذلك علی بطنه قیل قد حَبا، و شُبِّه بزَحْفِ الصبیان مَشْیُ الفئَتَیْن تَلْتَقِیان للقتال، فیمشی كلّ فیه مشیاً رُوَیْداً إلی الفِئةِ الأُخْری قبل التدانی للضِّراب، و هی مَزاحِفُ أَهلِ الحرب، و رُبما اسْتَجَنَّتِ الرَّجَّالةُ بِجُنَنِها و تزاحفت من قُعود إلی أَن یَعْرِض لها الضِّرابُ أَو الطِّعانُ. و یقال: أَزْحَفَ لنا عَدُوُّنا إزْحَافاً أَی صاروا یزحفون إلینا زَحْفاً لِیُقاتلونا؛ و قال العجاج یصف الثور و الكلاب: و انْشَمْنَ فی غُبارِه و خَذْرفا «2» مَعاً، و شَتَّی فی الغُبارِ كالشّفا مِثْلَیْنِ، ثم أَزْحَفَتْ و أَزْحَفا أی أَسْرَعَ، و أَصله من خَذْرَفَ الصبیُّ. و ازْدَحَف القومُ ازْدِحافاً إذا مشی بعضُهم إلی بعض. و زَحَفَ القومُ إلی القومِ: دَلَفُوا إلیهم. و الزَّحْفُ: المشْیُ قلیلًا قلیلًا، و الصبی یَتَزَحَّفُ علی الأَرض، و فی التهذیب علی بطنه: یَنْسَحِبُ قبل أَن یمشی.
(2). قوله [و انشمن إلخ] هذا ما بالأصل، و الذی فی شرح القاموس: و أدغفت شوارعاً و أدغفا میلین ثم أزحفت و أزحفا
لسان العرب، ج‌9، ص: 130
و مَزَاحِفُ الحَیّاتِ: آثار انْسِیابها و مَواضعُ مَدَبِّها؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلیّ: شَرِبْتُ بِجَمِّه و صَدَرْتُ عنه، و أَبْیَضُ صارِمٌ ذكَرٌ إباطِی كأَنَّ مَزاحِفَ الحَیّاتِ فیه، قُبَیْلَ الصُّبْحِ، آثارُ السِّیاطِ و هذا البیت ذكره الجوهری: كأَنَّ مَزَاحِفَ الحَیّاتِ فیها و الصواب فیه كما ذكرناه. و من الحَیّاتِ الزَّحَّافُ، و هو الذی یَمْشی علی أَثْنائِه كما تَمْشِی الأَفْعی. و مَزَاحِفُ السَّحابِ: حیثُ وَقَعَ قَطْرُه و زَحَفَ إلیه؛ قال أَبو وجْزةَ: أَخْلی بلِینةَ و الرَّنْقاء مَرْتَعَه، یَقْرُو مَزَاحِفَ جَوْنٍ ساقِطِ الرَّبَبِ أَراد ساقِطَ الرَّبابِ فقصره و قال الرَّبَب. و القوم یَتَزَاحَفُون و یَزْدَحِفون إذا تدانوا فی الحرب. ابن سیدة: و نارُ الزَّحْفَتَیْنِ نارُ العَرْفَجِ، و ذلك أَنها سریعة الأَخْذِ فیه لأَنه ضِرامٌ، فإذا التهبت زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُراً ثم لا تَلْبَثُ أَن تَخْبُوَ فیزحفون إلیها راجعینَ. قال الجوهری: و نارُ الزَّحْفَتَیْن نارُ الشِّیحِ و الأَلاء لأَنه یُسْرِعُ الاشْتِعالُ فیهما فَیُزْحَفُ عنها. قال ابن بری: المعروف أَنه نارُ العَرْفَجِ و لذلك یُدْعی أَبا سَریع لسُرعْةِ النارِ فیه، و تسمی نارُه نارَ الزحفتین لأَنه یُسْرِعُ الالتهاب فَیُزْحَفُ عنه ثم لا یَلْبَثُ أَن یَخْبو فیُزْحف إلیه؛ و أَنشد أَبو العمیثل: و سَوْداء المعاصِمِ، لم یُغادِرْ لها كَفَلًا صِلاءُ الزَّحْفَتَیْنِ و قیل لامرأَة من العرب: ما لَنا نَراكُنَّ رُسْحاً؟ فقالت: أَرْسَحَتْنا نارُ الزحْفَتَیْنِ. و زَحَفَ فی المشی یَزْحَفُ زَحْفاً و زَحَفاناً: أَعْیا. قال أَبو زید: زَحَفَ المُعْیی یَزْحَفُ زَحْفاً و زُحُوفاً، و زَحَفَ البعیر یَزْحَفُ زَحْفاً و زُحُوفاً و زَحَفاناً و أَزْحَف: أَعْیا فجَرَّ فِرْسِنَه، و فی التهذیب: أَعیا فقام علی صاحبه، فهو مُزْحِفٌ؛ قال ابن بری: شاهده قول بشر بن أَبی خازم: قال ابنُ أُمِّ إیاسٍ: ارْحَلْ ناقَتی، عَمْروٌ، فَتَبْلُغُ حاجَتی أَو تُزْحِفُ و بعیر زاحِفٌ من إبل زَواحِفَ، الواحدة زاحِفةٌ؛ قال الفرزدق: مُسْتَقْبِلِینَ شَمالَ الشامِ تَضْرِبُنا بِحاصِبٍ كَنَدیفِ القُطْنِ مَنْثُورِ علی عَمائمنا تُلْقی، و أَرحُلُنا علی زَواحِفَ، نُزْجِیها، مَحاسیرِ و ناقة زَحُوفٌ من إبل زُحُفٍ، و مِزْحافٌ من إبل مَزاحِیفَ و مَزاحِفَ، و إذا كان ذلك من عادته فهو مزْحَافٌ؛ قال أَبو زبید و ذكر حَفْرَ قَبْرِ عثمان، رضی اللّه عنه، و كانوا قد حَفَروا له فی الحَرَّة فشبه المَساحِیَ التی تُضرب بها الأَرض بطیر عائفةٍ علی إبل سُود مَعایا قد اسودّتْ من العَرَق بها دَبَرٌ و شَبَّه سَوادَ الحرَّة بالإِبل السود: حتی كأَنَّ مَساحِی القومِ، فَوْقَهُمُ، طیرٌ تَحُومُ علی جُونٍ مَزاحِیفِ قال ابن سیدة: شبَّه المساحِیَ التی حفروا بها القبر بطیر تقع علی إبل مزاحِیفَ و تطیر عنها بارتفاع
لسان العرب، ج‌9، ص: 131
المساحی و انخفاضها؛ قال ابن بری: الذی فی شعره: كأَنهنّ، بأَیْدی القومِ فی كَبَدٍ، طَیْرٌ تَعِیفُ علی جُون مَزاحِیفِ و قد أَزْحَفَها طُولُ السفر: أَكَلَّها فأَعْیاها، و یَزْدَحِفُون فی معنی یَتَزاحَفُون، و كذلك یتزحَّفُون. و زَحَفْتُ فی المشی و أَزْحَفْتُ إذا أَعْیَیْتَ. و أَزْحَفَ الرجلُ: أَعْیَتْ دابَّتُه و إبله، و كلُّ مُعْیٍ لا حِراكَ به زاحِفٌ و مُزْحِفٌ، مَهْزولًا كان أَو سمیناً. و‌فی الحدیث: أَن راحلته أَزْحفت‌أَی أَعْیَتْ و وقفتْ؛ و قال الخطابی: صوابه أُزْحِفَتْ علیه، غیر مُسَمَّی الفاعل، یقال: زَحَفَ البعیرُ إذا قامَ من الإِعیاء، و أَزْحَفَه السفَرُ. و زَحَفَ الرجلُ إذا انْسَحَبَ علی اسْتِه؛ و منه‌الحدیث: یَزْحَفُون علی أَسْتاهِهم؛ و أَما قول الشاعر یَصِفُ سحاباً: إذا حَرَّكَتْه الرِّیحُ كی تَسْتَخِفَّه، تَزاجَرَ مِلْحاحٌ إلی الأَرضِ مُزحِفُ فإنه جعله بمنزلة المُعْیی من الإِبل لبُطْء حركته، و ذلك لما احتمله من كثرة الماء. أَبو سعید الضَّریرُ: الزاحف و الزاحِكُ المُعْیی، یقال للذكر و الأُنثی، و الجمع الزَّواحِفُ و الزواحِكُ. و أَزْحَفَ الرجلُ إزْحَافاً: بلف غایةَ ما یرید و یطلب. و الزَّحُوفُ من النوق: التی تَجُرُّ رجلیها إذا مشت، و مِزْحَافٌ. و الزَّاحِفُ: السهم یَقَعُ دون الغَرَضِ ثم یَزْحَفُ إلیه؛ و تَزَحَّفَ إلیه أَی تمَشَّی. و الزِّحافُ فی الشِّعْر: معروفٌ، سمی بذلك لثِقَله تُخَصُّ به الأَسْباب دون الأَوتاد إلا القَطْعَ فإنه یكون فی أَوتادِ الأَعاریض و الضُّرُوبِ، و هو سَقَطَ ما بین الحرفین حرف فَزَحَفَ أَحدهما إلی الآخر «1». و قد سَمَّتْ زَحَّافاً و مُزَاحَفاً و زَاحِفاً؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: سأَجْزِیكَ خِذلاناً بِتَقْطِیعیَ الصوَی إلیك، و خُفّا زاحِفٍ تَقْطر الدّما «2» فسره فقال: زَاحِفٌ اسم بعیر. و قال ثعلب: هو نعت لجمَل زَاحِف أَی مُعْیٍ، و لیس باسم علم لجمَلٍ مّا.

زحلف؛ ج9، ص: 131

‏: الزُّحْلُوفَةُ: كالزُّحْلُوقة، و قد تَزَحْلَفَ. الجوهری: الزُّحْلُوفَةُ آثارُ تَزَلُّجِ الصِّبیان من فوقِ التَّلِّ إلی أَسْفَله، و هی لغة أَهل العالیة، و تمیمٌ تقوله بالقاف، و الجمع زحالِفُ و زَحَالِیفُ. الأَزهری: الزَّحَالیفُ و الزَّحالِیقُ آثار تزلج الصبیان من فوقُ إلی أَسفلُ، واحدها زُحْلوقة، بالقاف؛ و قال فی موضع آخر: واحدها زُحلوفة و زُحلوقة. و قال أَبو مالك: الزُّحلوفة المكانُ الزَّلِقُ من حَبْل الرِّمالِ یلعَب علیه الصبیان، و كذلك فی الصَّفا و هی الزَّحالیف، بالیاء، و كأَن أَصله زحل فَزیدت فاء. و قال ابن الأَعرابی: الزُّحْلُوفَةُ مكانٌ مُنْحَدِرٌ مُملَّسٌ لأَنهم یَتَزَحْلَفُون علیه؛ و أَنشد لأَوْس بن حجر: یُقَلِّبُ قَیْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفا مُدْهُنٍ، قد زَلَّقَتْه الزَّحَالِفُ أَی یُقَلِّب هذا الحمار أَتاناً قَیْدُوداً أَی طویلة أَی یُصَرِّفُها یمیناً و شمالًا، و المُدْهُنُ: نُقْرة فی الجبل یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ؛ و قال مزاحِفٌ العُقَیْلِیُّ:
(1). قوله [إلا القطع فإنه یكون إلی قوله فزحف أحدهما إلی الآخر] هكذا فی الأصل. (2). قوله [و خفا زاحف تقطر إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‏9، ص: 132
‏بَشاماً و نَبْعاً، ثم مَلْقَی سِبالهِ ثِمادٌ و أَوْشالٌ حَمَتْها الزَّحَالِفُ و مَلْقی سِبالِه أَی مُنْغَمَسُ رأْسه فی الماء. و السِّبال: شعر لِحْیَتِه، و الذی فی شعره: سَقَتْها الزَّحَالِفُ أَی یقعُ المطر و النَّدی علی الصخر فیصل إلیها علی وُفوره و كماله. و الزَّحْلَفةُ كالدَحْرجةِ و الدفْع، یقال: زَحْلَفْتُه فَتَزَحْلَفَ، و الزَّحَالِیفُ و الزَّحالِیكُ واحدة. و‏روی عن بعض التابعین: ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزِّنا إلا قلِیلًا‏؛ أَبو عبید: معناه ما تَنَحَّی و ما تباعَدَ. یقال: ازْلَحَفَّ و ازْحَلَفَّ و تَزَحْلَفَ و تَزَلْحَفَ إذا تَنَحَّی. و یقال للشمس إذا مالت للمَغِیبِ إذا زالَتْ عن كَبِدِ السماء نصف النهار: قد تَزَحْلَفَتْ؛ قال العجاج: و الشمسُ قد كادتْ تكونُ دَنَفا، أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَیْ تَزَحْلَفا قال ابن بری: و مثله قول أَبی نُخَیْلَةَ: و لیسَ وَلْیُ عَهْدِنا بالأَسْعَدِ عیسی، فَزَحْلِفْها إلی مُحمَّدِ، حتی تُؤدَّی مِنْ یَدٍ إلی یَدِ و یقال: زَحْلَفَ اللّه عنا شَرَّكَ أَی نَحَّی اللّه عنا شرَّك.

زحنقف؛ ج9، ص: 132

: الأَزهری: الزَّحَنْقَفُ الذی یَزْحَفُ علی اسْتِه؛ و أَنشد أَبو سعید للأَغلب: طَلَّةُ شَیخٍ أَرْسَحٍ زَحَنْقَفِ، له ثَنایا مِثْلُ حَبِّ العُلَّفِ

زخف؛ ج9، ص: 132

: أَهمله اللیث. و فی النوادر المُثْبتة عن الأَعراب: الشَّوْذَقَةُ و التَّزْخِیفُ أَخْذُ الإِنسانِ عن صاحبه بأَصابعه الشَّیْذَقَ. قال أَبو منصور أَما الشَّوْذَقَة فمعرّب، و أَما التَّزْخِیفُ فأَرجو أَن یكون عربیّاً صحیحاً. و یقال: زَخَفَ یَزْخَفُ إذا فَخَرَ. و رجل مِزْخَفٌ: فَخُورٌ؛ و قال البُرَیْقُ الهُذلی: و أَنتَ فَتاهُم غیر شَكٍّ زَعَمْتَه، كَفَی بِكَ ذا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِزْخَفا قال: ذكر ذلك الأَصمعی و أَظُنّ زَخَفَ مَقلوباً عن فَخز.

زخرف؛ ج9، ص: 132

: الزُّخْرُفُ: الزِّینةُ. ابن سیدة: الزُّخْرفُ الذهب هذا الأَصل، ثم سُمِّی كل زِینةٍ زُخْرُفاً ثم شبه كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ به. و بیت مُزَخْرفٌ، و زَخْرَفَ البیت زَخْرَفَةً: زَیَّنَه و أَكْمَلَه. و كلُّ ما زُوِّقَ و زُیِّنَ، فقد زُخْرِفَ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لم یدخل الكعبة حتی أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فنُحِّیَ؛ قال: الزُّخْرُفُ هاهنا نُقُوشٌ و تَصاویرُ تُزَیَّنُ بها الكعبةُ و كانت بالذهب فأَمر بها حتی حُتّت؛ و منه قوله تعالی: وَ لِبُیُوتِهِمْ أَبْوٰاباً وَ سُرُراً عَلَیْهٰا یَتَّكِؤُنَ وَ زُخْرُفاً؛ قال الفراء: الزُّخْرُفُ الذهب، و‌جاء فی التفسیر: إنَّا نجعلها لهم من فِضَّة و من زُخْرف، فإذا أَلقیت من الزُّخْرُف «1» أَوقعت الفعل علیه‌أَی و زخرفاً نجعل لهم ذلك، قیل: و معناه و نجعل لهم مع ذلك ذهباً و غِنًی، قال: و هو أَشبه الوجهین بالصواب. و‌فی الحدیث: نَهَی أَن تُزَخْرَفَ المساجدُ‌أَی تُنْقَشَ و تُمَوَّه بالذهب، و وجه النهی یحتمل أَن یكون لئلا تَشْغَل المصلی.
(1). قوله [ألقیت من الزُّخْرُف] كذا بالأصل یرید إذا لم تقدر دخول من علی زخرف أوقعت إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 133
و‌فی الحدیث الآخر: لَتُزَخْرِفُنّها كما زَخْرَفَتِ الیهود و النصاری، یعنی المساجد. و‌فی حدیث صفة الجنة: لَتَزَخْرَفَتْ له ما بین خَوافِقِ السمواتِ و الأَرض.و قال ابن الأَعرابی فی قوله تعالی: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً، أَی حُسْن القول بتَرْقِیشِ الكذِب، و الزُّخْرُفُ الذهبُ فی غیره. و قوله عز و جل: حَتّٰی إِذٰا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهٰا أَی زینتها من الأَنْوارِ و الزّهْر من بین أَحْمر و أَصفر و أَبیض. و قال ابن أَسلم: الزُّخْرُفُ مَتاعُ البیت. و الزُّخْرُفُ فی اللغة: الزینة و كمالُ حُسْنِ الشی‌ء. و المُزَخْرَفُ: المُزَیَّنُ، و‌فی وصِیته لِعیّاش بن أَبی ربیعة لمّا بعثه إلی الیمن: فلن تأْتِیك حُجّةٌ إلا دَحَضَتْ و لا كِتاب زُخْرُفٍ إلا ذهَبَ نُورُه‌أَی كتابُ تمویه و ترقیشٍ یزعمون أَنه من كتب اللّه و قد حُرِّفَ أَو غُیِّرَ ما فیه و زُیِّنَ ذلك التغییر و مُوِّهَ. و التَّزَخْرُفُ: التَّزَیُّنُ. و الزَّخارِفُ: ما زُیِّنَ من السُّفُن. و فی التهذیب: و الزَّخَارِفُ السفن. و الزُّخْرُفُ: زینةُ النباتِ؛ و منه قوله عز و جل: حَتّٰی إِذٰا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهٰا؛ قیل: زِینتها بالنبات، و قیل: تمامَها و كمالَها. و زَخْرَفَ الكلامَ: نَظَّمَه. و تَزَخْرَفَ الرجلُ إذا تَزَیَّن. و الزَّخَارِفُ: ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تطیر علی الماء؛ قال أَوس بن حجر: تَذَكَّرَ عَیْناً من غُمازَ، و ماؤُها له حَدَبٌ تَسْتَنُّ فیه الزَّخَارِفُ و فی التهذیب: دُوَیْبّاتٌ تطیر علی الماء مثل الذُّباب. و الزُّخْرُفُ: طائر، و به فسّر كُراع بیت أَوْسٍ. و زَخَارِفُ الماء: طرائقُه.

زدف؛ ج9، ص: 133

: یقال: أَسْدَفَ علیه السِّتْر و أَزْدَفَ علیه السِّتْر.

زرف؛ ج9، ص: 133

: زَرَفَ إلیه یَزْرِفُ زُرُوفاً و زَریفاً: دنا؛ و قول لبید: بالغُراباتِ فَزَرَّافاتِها، فبِخِنْزیرٍ فأَطْرافِ حُبَلْ عنی بذلك ما قَرُبَ منها و دَنا. و ناقة زَرُوفٌ: طویلةُ الرِّجْلَیْنِ واسعةُ الخَطْوِ. و ناقة زَرُوفٌ و مِزْرافٌ أَی سَریعةٌ، و قد زَرَفَتْ. و أَزْرَفْتُها أَی حَثَثْتها؛ قال الراجز: یُزْرِفُها الإِغْراءُ أَیَّ زَرْفِ و مشت الناقةُ زَرِیفاً أَی علی هِینَتِها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و سِرْتُ المَطِیَّةَ مَوْدُوعةً. تُضَحِّی رُوَیْداً و تَمشی زَریفا تُضَحِّی: تَمْشِی علی هِینَتِها؛ یقول: قد كَبِرْت و صارَ مَشْیی رُوَیداً و إنما شِدَّةُ السَّیْر و عَجْرَفِیَّتُه للشَّبابِ، و الرجلُ فی ذلك كالناقة. و الزَّرْفُ: الإِسْراعُ. و الزَرَّافُ: السریعُ. و أَزْرَفَ القومُ إزْرافاً: عَجِلوا فی هَزیمةٍ أَو غیرها. و أَزْرَفَ إذا تقدَّم؛ و أَنشد: تُضَحِّی رُویداً و تمشی زَرِیفا و أَزْرَفَ فی المشْیِ: أَسْرع. و زَرَفْتُ و أَزْرَفْتُ إذا تَقَدَّمْتَ إلیه. و زَرَفَتِ الناقةُ: أَسْرَعَتْ. و أَزْرَفْتُها إذا أَخْبَبْتَها فی السیر؛ رواه الصرّام عن شمر، زَرَفَتْ و أَزْرَفْتُها، الزای قبل الراء. و الزَّرافةُ: دابةٌ حَسَنةُ الخَلْقِ من ناحِیةِ الحَبَش.
لسان العرب، ج‌9، ص: 134
و أَزْرَفَ إذا اشتری الزرافةَ، و هی الزَّرافةُ و الزرافّةُ، و الفتح و التخفیف أَفْصحهما، و یقال لها بالفارسیة أُشْتُرْ گاوْ پَلَنْگ و قیل: هی بفتح الزای و ضمها مخففة الفاء. و الزَّرَّافةُ و الزَّرافةُ: مِنْزَفَةُ الماء؛ قال الفرزدق: و یُبْیِتُ ذا الأَهْدابِ یَعْوی، و دُونه من الماء زَرَّافاتُها و قُصُورُها و زَرِفَ الجُرْحُ یَزْرَفُ زَرَفاً و زَرَفَ زَرْفاً و أَزْرَفَ، كلُّ ذلك: انْتَقَضَ و نُكِسَ بعد البُرْء. و خِمسٌ مُزَرِّفٌ: مُتْعِبٌ؛ و قال مُلَیْحٌ: یَسِیرُ بها للقَوْمِ خِمْسٌ مُزَرِّف و زَرَفَ فی حدیثه. و زَرَّفَ علی الخمسین: جاوَزَها. أَبو عبید: أَتَوْنی بِزَرافَّتِهِمْ أَی بِجماعتهم. قال: و غیر القَنانِّی یخفف الزَّرافةَ، و التخفیفُ أَجْوَدُ، قال: و لا أَحفظ التشدید عن غیره. و الزَّرافةُ، بالفتح: الجماعة من الناس، و كان القنانیُّ یقوله بتشدید الفاء. و الزَّرافاتُ: الجماعات؛ قال ابن بری: و ذكره ابن فارس بتشدید الفاء و كذا حكاه أَبو عبید فی باب فَعالَّةٍ عن القَنانیّ، قال: و كذا ذكره القَزَّاز فی كتابه الجامع بتشدید الفاء؛ یقال: أَتانی القوم بِزَرافَّتِهم مثل الزَّعارَّةِ، قال: و هذا نص جلی أَنه بتشدید الفاء دون الراء؛ قال: و قد جاء فی شعر لبید بتشدید الراء فی قوله: بالغُرابات فزرَّافاتِها، فبِخِنْزیرٍ فأَطرافِ حُبَلْ قال: و أَما قول الحجاج فی خطبته: إیّای و هذه الزّرافات یعنی الجماعات، فالمشهور فی هذه الروایة التخفیف، واحدهم زَرافة، بالفتح، نَهاهُم أَن یجتمِعوا فیكون ذلك سبباً لثَوَران الفِتْنة. و‌فی حدیث قُرَّةَ بن خالد: كان الكلبی یُزَرِّفُ فی الحدیث‌أَی یَزیدُ فیه مثل یُزَلِّفُ، و اللّه أعلم.

زعف؛ ج9، ص: 134

: موت زُعَافٌ و ذُعافٌ و ذُؤافٌ و زُؤاف: شدیدٌ، و قیل: الموت الزُّعَافُ الوَحِیُّ. و زَعَفَه یَزْعَفُه زَعْفاً و أَزْعَفَه: رَماه أَو ضَرَبه فمات مكانه سریعاً. و قد أَزْعَفْتُه: أَقْعَصْتُهُ، و كذلك ازْدَعَفْتُه. و زَعَفَه یَزْعَفُه زَعْفاً: أَجْهَز علیه. و سمٌّ زُعَافٌ، و المُزْعِفُ: القاتِلُ من السّمّ؛ و قوله: فلا تَتَعَرَّضْ أَنْ تُشاكَ، و لا تَطَأْ بِرِجْلِكَ من مِزْعَافَةِ الرِّیقِ مُعْضِلِ أَراد حَیَّةً ذاتَ ریقٍ مُزْعِفٍ، و زاد من «2» فی الواجب كما ذهب إلیه أَبو الحسن. و من أَسماء الحیة المِزْعَافَةُ و المِزْعامةُ. و سیفٌ مُزْعِفٌ: لا یُطْنی. و كان عبد اللّه بن سَبْرةَ أَحدَ الفُتّاكِ فی الإِسلام و كان له سیف سماه المُزْعِفَ؛ و فیه یقول: عَلَوْتُ بالمُزْعِفِ المَأْثُورِ هامَتَه، فما اسْتَجابَ لداعِیهِ و قد سَمِعا و الزُّعُوفُ: المَهالكُ. و زَعَفَ فی الحدیث: زادَ علیه أَو كَذَبَ فیه.

زعنف؛ ج9، ص: 134

: الزِّعْنِفةُ: طائفةٌ من كل شی‌ء، و جَمْعُها زَعانِفُ. ابن سیدة: الزِّعْنِفَةُ القِطْعةُ من الثوب، و قیل: هو أَسفل الثوب المُتَخَرِّق. و الزَعَانِفُ:
(2). قوله [و زاد من إلخ] كذا بالأصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 135
أَطْرافُ الأَدیمِ؛ عن ثعلب، و قیل: زَعَانِفُ الأَدیمِ أَطْرافُه التی تُشَدُّ فیها الأَوْتاد إذا مُدَّ فی الدِّباغ، الواحدة زَعْنفةٌ و زِعْنفة. و الزَّعانِفُ: أَجْنِحةُ السَّمك، و الواحد كالواحد، و كلُّ شی‌ء قَصیرٍ زَعْنَفَةٌ و زِعْنَفَة، و زَعانِفُ كلِّ شی‌ء رَدیئُه و رُذالُه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: طِیری بمِخْراقٍ أَشَمَّ، كأَنه سَلِیمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعَانِفُ أَی لم تَنَلْه النِّساء الزَّعَانِفُ الخسائِسُ، یقول: لم تنله زعانِفُ النساء أَی لم یتزوّج لَئیمةً قطّ فتَنالَه، و قیل: إنما سمی رُذالُ الناسِ زَعانِفَ علی التشبیه بِزَعانِفِ الثوب و الأَدیمِ، و لیس بقَویّ. الأَزهری: إذا رأَیت جماعة لیس أَصلُهم واحداً قلت: إنما هم زَعَانِفُ بمنزلة زَعَانِف الأَدیم، و هی فی نَواحیه حین تُشَدُّ فیه الأَوتادُ إذا مُدَّ فی الدِّباغ؛ قوله طِیری أَی اعْلَقی به، و المِخْراقُ الكریم، و سَلِیمُ رماح قد أَصابته الرِّماحُ مثل سلیمٍ من العقْرب و الحیّة، و الزَّعَانِفُ: ما تَخَرَّقَ من أَسافِلِ القَمِیصِ، یشبَّه به رُذالُ الناسِ. و‌فی حدیث عمرو بن میمون: إیاكم و هذه الزَّعَانِیفَ الذین رَغِبوا عن الناسِ و فارقوا الجماعة؛ هی الفرَقُ المُخْتَلِفَةُ و أَصلها أَطْرافُ الأَدِیمِ و الأَكارِعُ، و قیل: أَجْنِحَةُ السَّمكِ، و الیاء فی زَعَانِیف للإِشباعِ و أَكثر ما تجی‌ء فی الشِّعر، شَبَّه مَنْ خرج عن الجماعة بها. الجوهری: الزِّعْنِفَةُ، بالكسر، القصیر، و أَصل الزَّعَانِف أَطْرافُ الأَدِیمِ و أَكارِعُه؛ قال أَوْس بن حجر: فما زال یَفْری البِیدَ حتی كأَنَّما قَوائمُه، فی جانِبَیْه، الزَّعَانِفُ أَی كأَنَّها مُعَلَّقَة لا تَمَسُّ الأَرضَ من سُرْعَتِه. و الزَّعَانِفُ: الأَحْیاء القَلیلةُ فی الأَحْیاء الكثیرة، و قیل: هی القِطَعُ من القبائل تَشِذُّ و تنْفَرِدُ، و الواحد من كل ذلك زِعْنِفَةٌ.

زغف؛ ج9، ص: 135

: زَغَفَ فی حدیثه یَزْغَفُ زَغْفاً: كذَب و زاد. و رجُلٌ مِزْغَفٌ: نَهِمٌ رَغِیبٌ. و الزَّغْفُ و الزَّغْفَةُ: الدِّرْعُ المُحْكَمَةُ، و قیل: الواسِعةُ الطوِیلةُ، تُسَكَّن و تحرَّك، و قیل: الدِّرْعُ اللَّینة، و الجمع زَغْفٌ علی لفظ الواحد؛ قال الشاعر: تَحْتِی الأَغَرُّ، و فَوْقَ جِلْدِی نَثْرةٌ زَغْفٌ تَرُدُّ السیفَ، و هو مُثَلَّمُ قال ابن سیدة: و قد تحرك الغین من كل ذلك. و أَنكر ابن الأَعرابی تفسیر الزغفة بالواسعة من الدُّروع و قال: هی الصغیرة الحَلَقِ، و قال ابن شُمیل: هی الدقیقةُ الحسَنةُ السلاسل؛ و منه قول الربیع بن أَبی الحقیق فی الزَّغَفِ: رُبَّ عَمٍّ لیَ لو أَبْصَرْته، حَسَنِ المِشْیَة فی الدِّرْعِ الزَّغَفْ و قال ابن السكیت فی الزَّغَفِ: الدِّرع الواسعة الطویلة، أَظنه من قولهم زَغَفَ لنا فلان، و ذلك إذا حدَّثَ فزاد فی الحدیث و كذَب فیه. أَبو مالك: رجل زَغَّافٌ و قد زَغَفَ كلاماً كثیراً إذا كان كثیر الكلام. أَبو زید: زَغَفَ لنا مالًا كثیراً أَی غرف لنا مالًا كثیراً. و الزَّغَفُ: دِقاقُ الحَطبِ، و قال أَبو حنیفة: الزَّغَفُ حطب العَرْفَجِ من أَعالِیه و هو أَخْبَثُه، و كذلك هو من غیر العرفج، و قال مرة: الزَّغَفُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 136
الردی‌ء من أَطْراف الشجر و النباتِ، و قیل أَطرافه؛ قال رؤبة: غَبَّی علی قُتْرَتِه التَّعْشِیما، من زَغَفِ الغُذَّامِ، و الحَطِیما و قال مرة: الزَّغَفُ أَطراف الشجر الضَّعیفةُ، قال: و قال لی بعض بنی أَسَد الزَّغَفُ أَعْلی الرِّمْث. و ازْدَغَفَ الشی‌ءَ: أَخَذَه و اجْتَرفَه. و رجل مِزْغَفٌ: جَوَّابٌ مَنْهومٌ رَغیبٌ یَزْدَغِفُ كل شی‌ء.

زغرف؛ ج9، ص: 136

: البُحور الزَّغارِفُ: الكثیرة المیاه، عن ثعلب وحده. قال ابن سیدة: و المعروف إنما هو الزَّغاربُ، بالباء؛ و أَنشد الأَزهری لِمُزاحِمٍ: كَصَعْدَةِ مُرّانٍ جَرَی، تحتَ ظِلِّها، خَلِیجٌ أَمَدَّتْه البحارُ الزَّغَارِفُ و لو أَبْدَلَتْ أُنْساً لأَعْصَمَ عاقِلٍ بِرَأْسِ الشَّرَی، قد طَرَّدَتْه المَخاوِفُ «1» و قال الأَصمعی: لا أَعرفُ الزَّغَارِفَ، و قال غیره: بَحْر زَغْرَبٌ و زَغْرَفٌ، بالباء و الفاء، و مثله فی الكلام ضَبَرَ و ضَفَرَ إذا وَثَبَ. و البُرْعُلُ و الفُرْعُلُ: ولَدُ الضَّبُع.

زفف؛ ج9، ص: 136

: الزَّفیفُ: سُرْعةُ المشی مع تقارب خَطْو و سكون، و قیل: هو أَوّل عَدْو النعام، و قیل: هو كالذَّمِیل. و قال اللحیانی: الزَّفِیفُ الإِسْراعُ و مقاربةُ الخَطْوِ، زَفَّ یَزِفُّ زَفّاً و زَفِیفاً و زُفُوفاً و أَزَفَّ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و قال اللحیانی: یكون ذلك فی الناس و غیرهم، قال: و أَزَفَّ أَبْعَد اللغتین. و زَفَّ القومُ فی مشیهم: أَسْرَعوا. و فی التنزیل العزیز: فَأَقْبَلُوا إِلَیْهِ یَزِفُّونَ؛ قال الفراء: و الناس یَزِفُّونَ، بفتح الیاء، أَی یُسرعُونَ، و قرأَها الأَعمش یُزَفُّونَ أَی یجیئون علی هیئة الزَّفیف بمنزلة المَزْفُوفةِ علی هذه الحال، و قال الزجاج: یَزِفُّونَ یُسْرِعُون، و أَصله من زَفِیف النَّعامةِ و هو ابتداء عَدْوِها، و النَّعامةُ یقال لها زَفُوفٌ؛ قال ابن حِلِّزَةَ: بِزَفُوفٍ كَأَنها هِقْلَةٌ أُمُّ رِئالٍ، دَوِّیَّةٌ سَقْفاء و الزَّفیفُ: السریعُ مثل الذَّفِیف. و زَفَّ الظلیمُ و البعیرُ یَزِفُّ، بالكسر، زَفِیفاً أَی أَسْرَعَ، و أَزَفَّه صاحبُه. و أَزَفَّ البعیرَ: حَمَله أَن یَزِفَّ. و زَفْزَفَ النعامُ فی مَشْیه: حَرَّك جناحیه. و الزَّفَّانُ: السریعُ الخفیف. و ما جاء‌فی حدیث تزویج فاطمةَ، علیها السلام: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، صَنَع طعاماً و قال لبلال: أَدْخلْ علیَّ الناس زُفَّةً زُفَّةً؛ حكاه الهروی فی الغریبین‌فقال: فَوْجاً بعد فوج و طائفةً بعد طائفة و زُمْرة بعد زُمْرة، قال: سمیت بذلك لزَفِیفها فی مشیها أَی إسْراعها. و زَفَّت الریحُ زَفِیفاً و زَفْزَفَتْ: هَبَّتْ هُبُوباً لیِّناً و دامت، و قیل: زَفْزَفَتُها شدّة هُبوبها. التهذیب: الریح تَزِفُّ زُفُوفاً، و هو هبوب لیس بالشدید و لكنه فی ذلك ماضٍ. و الزَّفْزَفَةُ: تحریك الریح یَبیسَ الحشیش؛ و أَنشد: زَفْزَفَةَ الرِّیحِ الحَصادَ الیَبَسا و زَفْزَفَتِ الرِّیحُ الحَشِیشَ: حَرَّكَته. و یقال
(1). قوله [أبدلت] كذا بالأصل و شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 137
للطائِش الحِلْمِ: قد زَفَّ رَأْلُه. و الزَّفزفةُ: حنین الریحِ و صوتها فی الشجر، و هی ریح زَفْزَافَةٌ و ریح زَفْزَفٌ؛ و أَنشد ابن بَریّ لِمُزاحِم: ثَوْباتِ الجَنُوبِ الزَّفَازِفِ و ریح زَفْزَفَةٌ و زَفْزَافَةٌ و زَفْزَافٌ: شدیدة لها زَفْزفة، و هی الصوتُ؛ و جعله الأَخطل زَفزَفاً قال: أَعاصیرُ رِیحٍ زَفْزَفٍ زَفَیانِ و‌فی حدیث أُم السائب: أَنه مرَّ بها و هی تُزَفْزِفُ من الحُمَّی‌أَی ترْتَعِدُ من البرد، و یروی بالراء، و قد تقدَّم. و الزَفِیفُ: البریقُ؛ قال حمید بن ثور: دَجَا اللیلُ، و اسْتَنَّ اسْتِناناً زَفِیفُه، كما اسْتَنَّ فی الغابِ الحَرِیقُ المُشَعْشَعُ و زَفْزَفَةُ المَوكِبِ: هَزِیزُه. و زَفْزَفَ إذا مَشی مِشْیَةً حَسَنةً. و الزَّفْزَفَةُ من سیر الإِبل، و قیل: الزفزفة من سیر الإِبل فوق الخَبَبِ؛ قال إمرؤ القَیس: لمَّا رَكِبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْزَفَةً، حتی احْتَوَیْنا سَواماً ثَمَّ أَرْبابُهْ و زَفَّ الطائر فی طیرانه یَزِفُّ زَفّاً و زَفِیفاً و زَفزف: ترامَی بنفسه، و قیل: هو بَسْطُه جناحَیه؛ و أَنشد: زَفِیفَ الذُّنابی بالعجاج القواصِفِ و الزَّفْزَافُ: النَّعام الذی یُزَفْزِفُ فی طیَرانه یحرك جناحیه إذا عدا. و قَوْسٌ زَفُوفٌ: مُرِنّةٌ. و الزَّفْزَفَةُ: صوتُ القِدْحِ حین یُدارُ علی الظُّفُر؛ قال الهذلی: كَساها رَطِیبَ الرِّیشِ، فاعْتَدَلَتْ لها قِداحٌ، كأَعْناقِ الظِّباء، زَفازِفُ أَراد ذواتُ زَفَازِفَ، شبَّه السِّهامَ بأَعْناقِ الظِّباء فی اللین و الانْثِناء. و الزِّفُّ: صغیر الرِّیشِ، و خصّ بعضهم به رِیشَ النعامِ. و هَیْقٌ أَزَفُّ بیِّن الزَّفَفِ أَی ذُو زِفٍّ مُلْتَفٍّ. و ظلِیم أَزَفُّ: كثیر الزِّفِّ. الجوهری: الزِّفّ، بالكسر، صغار رِیشِ النعامِ و الطائر. و زَفَفْتُ العَرُوسَ و زَفَّ العروسَ یَزُفُّها، بالضم، زَفّاً و زِفَافاً و هو الوجه و أَزْفَفْتُها و ازْدَفَفْتُها بمعنی و أَزَفَّها و ازْدَفَّها، كل ذلك: هداها، و حكی اللحیانی: زَحَفَتْ زَوافُّها أَی اللَّواتی زَفَفْنَها. و المِزَفَّةُ: المِحَفَّةُ، و قیل: المحفة التی تُزَفُّ فیها العروس. اللیث: زُفَّتِ العروسُ إلی زوجها زَفّاً. و‌فی الحدیث: یُزَفُّ [یُزِفُّ علیّ بینی و بین إبراهیمَ، صلی اللّه علیهما و سلم، إلی الجنة؛ قال ابن الأَثیر: إن كسرت الزای فمعناه یُسْرِعُ من زَفَّ فی مِشْیَتِهِ و أَزَفَّ إذا أَسرع، و إن فتحت فهو من زَفَفْتُ العَروسَ أَزُفُّها إذا أَهْدَیْتَها إلی زوجها. و‌فی الحدیث: إذا ولَدت الجاریةُ بَعَث اللّه إلیها مَلَكاً یَزُفُّ البركة زَفّاً.و‌فی حدیث المغیرة: فما تَفرَّقُوا حتی نظروا إلیه و قد تَكَتَّبَ یُزَفُّ فی قومه.و جئتك زَفَّةً أَو زَفَّتَینِ أَی مرَّة أَو مرتین.

زقف؛ ج9، ص: 137

: تَزَقَّفَ الكُرَةَ: كَتَلَقَّفَها. قال الأَزهری: قرأْت بخط شمر فی تفسیر غریب حدیث عمر بن الخطاب، رضی اللّه عنه،أَن معاویة قال: لو بَلَغَ هذا الأَمرُ إلینا بنی عبد مناف، یعنی الخلافة، تَزَقَّفْناه
لسان العرب، ج‌9، ص: 138
تَزَقُّفَ الأُكْرةِ؛ قال: التَّزَقُّفُ كالتَلَّقُّف و هو أَخذ الكرة بالید أَو بالفم. یقال: تَزَقَّفْتها و تَلَقَّفْتها بمعنی واحد، و هو أَخذها بالید أَو بالفم بین السماء و الأَرض علی سبیل الاختطاف و الاستلاب من الهواء، و قوله بنی عبد مناف منصوب علی المدح أَو مجرور علی البدل من الضمیر فی إلینا. و الزُّقْفةُ: ما تَزَقَّفْتَه. و‌فی الحدیث: أَن أَبا سُفیانَ قال لبنی أُمیةَ تَزَقَّفُوها تَزَقُّفَ الكرة، یعنی الخلافة. و‌فی الحدیث: یأخذ اللّه السمواتِ و الأَرضَ یوم القیامة بیده ثم یَتَزَقَّفُها تَزَقُّفَ الرُّمّانة.و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَنه قال لما اصْطَفَّ الصفّانِ یوم الجمل: كان الأَشتر زَقَفَنی منهم فأْتَخَذْنا فَوَقَعْنا إلی الأَرض فقلت اقْتُلُونی و مالِكاً، أَی اخْتَطَفَنی و اسْتَلَبَنی من بینهم؛ و الائْتِخاذُ: افْتِعال من الأَخذ بمعنی التفاعُل أَی أَخَذَ كلُ واحد مِنّا صاحِبَه، و الذی ورد فی الحدیث الأُكْرة. قال شمر: و الكُرة أَعْرَبُ، و قد جاء فی الشعر الأَكرة؛ و أَنشد: تَبِیتُ الفِراخ بأَكْنافِها، كأَنَّ حَواصلَهُنّ الأُكَرْ قال مزاحم: و یُضْرِبُ إضْرابَ الشُّجاعِ و عندَه، غذا ما التَقَی الأَبطالُ، خَطْفٌ مُزاقَفُ

زلف؛ ج9، ص: 138

: الزَّلَفُ و الزُّلْفةُ و الزُّلْفَی: القُربةُ و الدَّرَجة و المَنزلةُ. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ لٰا أَوْلٰادُكُمْ بِالَّتِی تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنٰا زُلْفیٰ؛ قال: هی اسم كأَنه قال بالتی تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً؛ و قول العجاج: ناجٍ طَواه الأَیْنُ مِما وَجَفَا، طَیَّ اللیالی زُلَفاً فَزُلَفا، سَماوةَ الهِلالِ حتی احْقَوقَفا یقول: منزلةً بَعد منزلةٍ و درجةً بعد درجةٍ. و زَلَفَ إلیه و ازْدَلَفَ و تَزَلَّفَ: دنا منه؛ قال أَبو زبید: حتی إذا اعْصَوْصَبُوا، دون الرِّكابِ مَعاً، دنا تَزَلُّفَ ذِی هِدْمَیْنِ مَقْرُورِ و أَزْلَفَ الشی‌ءَ: قَرَّبَه. و فی التنزیل العزیز: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ*؛ أَی قُرِّبَتْ، قال الزجاج: و تأْویله أَی قَرُبَ دخولهم فیها و نَظَرُهُم إلیها. و ازْدَلَفَه: أَدْناه إلی هَلَكةٍ. و مُزْدَلِفَةُ و المُزْدَلِفَة: موضع بمكة، قیل: سمیت بذلك لاقتراب الناس إلی مِنًی بعد الإِفاضة من عرَفات. قال ابن سیدة: لا أَدْری كیف هذا. و أَزْلَفَه الشی‌ء صار جمیعه «1»؛ حكاه الزجاج عن أَبی عبیدة، قال أَبو عبیدة: و مُزْدَلِفَةُ من ذلك. و قوله عز و جلّ: وَ أَزْلَفْنٰا ثَمَّ الْآخَرِینَ؛ معنی أَزْلَفْنٰا جمعنا، و قیل: قَرَّبْنا الآخرین من الغَرَقِ و هم أَصحاب فرعون، و كلاهما حَسَن جمیل لأَن جَمْعَهم تَقریبُ بعضِهم من بعض، و من ذلك سمیت مزدلفة جَمْعاً. و أَصل الزُّلْفَی فی كلام العرب القُرْبَی. و قال أَبو إسحاق فی قوله عز و جل: فَلَمّٰا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا أَی رأَوا العذاب قریباً. و‌فی الحدیث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه یُكَفِّرُ اللّه عنه كلَّ سیئة أَزْلَفَها‌أَی أَسْلَفَها و قدَّمها، و الأَصل فیه القُرْبُ و التَّقدُّم. و الزُّلْفةُ: الطائفةُ من أَوّل اللیل، و الجمع زُلَفٌ
(1). قوله [و أزلفه الشی‌ء صار جمیعه] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 139
و زُلَفَاتٌ. ابن سیدة: و زُلَفُ اللیلِ: ساعات من أَوّله، و قیل: هی ساعاتُ اللیل الآخذةُ من النهار و ساعات النهار الآخذة من اللیل، واحدتها زُلْفَةٌ، فأَما قراءة ابن مُحَیْصِنٍ: و زُلُفاً من اللیل، بضم الزای و اللام، و زُلْفاً من اللیل، بسكون اللام، فإنَّ الأُولی جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ و بُسُرٍ، و أَما زُلْفاً فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة و إن لم تكن جوهراً كما جمعوا الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ و دُرٍّ. و فی حدیث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ اللیلِ، و هی ساعاته، و قیل: هی الطائفة من اللیل، قلیلةً كانت أَو كثیرة. و فی التنزیل العزیز: وَ أَقِمِ الصَّلٰاةَ طَرَفَیِ النَّهٰارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ؛ فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ و عَشِیَّةٌ، و صلاةُ طَرَفی النهار: الصبحُ فی أَحد الطرفین و الأُولی، و العصرُ فی الطرَف الأَخیر؛ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ، قال الزجاج: هو منصوب علی الظرف كما تقول جئت طرفی النهار و أَوّل اللیل، و معنی زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ الصلاة القریبة من أَول اللیل، أَراد بالزُّلَفِ المغربَ و العشاء الأَخیرة؛ و من قرأَ و زُلْفاً فهو جمع زَلِیفٍ مثل القُرْب و القَریب. و‌فی حدیث الضَّحِیّة: أُتی بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ یَزْدَلِفْنَ إلیه بأَیَّتِهِنَّ یَبْدَأُ‌أَی یَقْرُبْنَ منه، و هو یَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالًا لأَجل الزای. و منه‌الحدیث: أَنه كتب إلی مُصْعبِ بن عمیر و هو بالمَدینة: انظر من الیوم الذی تَتَجَهَّزُ فیه الیهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلی اللّه بركعتین و اخطب فیهما‌أَی تَقَرَّبْ. و‌فی حدیث أَبی بكر و النَّسَّابة: فمنكم المزْدَلِفُ الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ؛ إنما سمی المُزْدَلِف لاقترابه إلی الأَقْران و إِقْدامِه علیهم، و قیل: لأَنه‌قال فی حرب كلیب: ازْدَلِفُوا قَوْسی أَو قَدْرَها‌أَی تَقَدَّموا فی الحرب بقدر قَوْسی. و‌فی حدیث الباقِر: ما لَك من عَیْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلی حِمامك‌أَی تُقَرِّبُك إلی موتك؛ و منه سمی المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه یتقرّب فیها. و الزَّلَفُ «2» و الزَّلِیفُ و التَّزَلُّفُ: التّقدم من مَوْضع إلی موضع. و المُزْدَلِفُ: رجل من فُرْسان العرب، سمی بذلك لأَنه أَلْقی رُمْحَه بین یدیه فی حرْب كانت بینه و بین قوم ثم قال: ازْدَلِفُوا إلی رُمْحی. و زَلَفْنا له أَی تَقَدَّمْنا. و زَلَفَ الشی‌ءَ و زَلَّفَه: قَدَّمه؛ عن ابن الأَعرابی. و تَزَلَّفُوا و ازْدَلفُوا أَی تَقَدَّموا. و الزَّلَفةُ: الصَّحْفةُ الممتلئة، بالتحریك، و الزَّلَفةُ: الإِجّانةُ الخَضْراء، و الزَّلَفةُ: المِرآة؛ و قال ابن الأَعرابی: الزَّلَفةُ وجْه المِرآة. یقال: البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة، و الجمع من كل ذلك زَلَفٌ، و الزَّلَفةُ المَصْنَعةُ، و الجمع زَلَفٌ؛ قال لبید: حتی تَحَیَّرتِ الدِّبارُ كأَنها زَلَفٌ، و أُلْقِیَ قِتْبُها المَحْزومُ و أَورد ابن بری هذا البیت شاهداً علی الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ و هی المَحارةُ. قال: و قال أَبو عَمرو الزَّلَفُ فی هذا البیت مَصانِعُ الماء؛ و أَنشد الجوهری للعُمانیّ: حتی إذا ماءُ الصَّهاریجِ نَشَفْ، من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ قال: و هی المَصانِعُ؛ و قال أَبو عبیدة: هی
(2). قوله [و الزلف] كذا ضبط بالأصل، و ضبط فی بعض نسخ الصحاح بسكون اللام.
لسان العرب، ج‌9، ص: 140
الأَجاجِینُ الخُضْر، قال: و هی المَزالِفُ أَیضاً. و‌فی حدیث یأْجُوجَ و مأْجُوجَ: ثم یُرْسِلُ اللّه مطراً فیَغْسِل الأَرض حتی یَتْرُكَها كالزَّلَفةِ، و هی مَصْنَعةُ الماء؛ أَراد أَن المطر یُغَدِّرُ فی الأَرض فتصیر كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ الماء، و قیل: الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها و نَظافتها، و قیل: الزَّلَفَةُ الرَّوْضةُ، و یقال بالقاف أَیضاً، و كل مُمْتَلئٍ من الماء زَلَفَةٌ، و أَصبحت الأَرضُ زَلَفَةً واحدة علی التشبیه كما قالوا أَصبحت قَرْواً واحداً. و قال أَبو حنیفة: الزَّلَفُ الغدیرُ الملآنُ؛ قال الشاعر: جَثْجاثُها و خُزاماها و ثامِرُها هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ و الزَّلَفَا «1» و قال شمر فی قوله: طَیَّ اللیالی زُلَفاً فَزُلَفا، أَی قلیلًا قلیلًا؛ یقول: طوَی هذا البعیرَ الإِعیاءُ كما یَطْوی اللیلُ سَماوةَ الهِلالِ أَی شَخْصَه قلیلًا قلیلًا حتی دَقَّ و اسْتَقْوَس. و حكی ابن بری عن أَبی عمر الزاهد قال: الزَّلَفَةُ ثلاثة أَشیاء: البِركةُ و الرَّوْضَةُ و المِرآة، قال: و زاد ابن خالویه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة و دَثَّة من كثرة الأَمطار. و المَزالِفُ و المَزْلَفةُ: البلد، و قیل: القُری التی بین البر و البحر كالأَنْبار و القادِسِیَّةِ و نحوهما. و زَلَّفَّ فی حدیثه: زاد كَزَرَّفَ، یقال: فلان یُزَلِّفُ فی حدیثه و یُزَرِّفُ أَی یَزیدُ. و فی الصحاح: المَزالِفُ البَراغیلُ و هی البلاد التی بین الریف و البَر، الواحدة مَزلفة. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَن رجلًا قال له: إنی حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ؛ رأْسُ هرّ و خارَكُ: موضعان من ساحِلِ فارسَ یُرابَطُ فیهما، و المَزالِفُ: قری بین البر و الرِّیف. و بنو زُلَیْفةَ: بَطْنٌ؛ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذلیُّ: مَنْ مُبْلغٌ مآلكی حُبْشیّا؟ أَجابَنی زُلَیْفةُ الصُّبْحیّا

زلحف؛ ج9، ص: 140

: ازْلَحَفَّ الرجل و ازْحَلَفَّ، لغتان، مقلوب: تَنَحَّی و تأَخَّر، و قد ذكرناه فی زَحْلَفَ. و‌فی حدیث سعید بن جبیر: ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزّنا إلا قلیلًا لأَن اللّه عز و جل یقول: وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَیْرٌ لَكُمْ؛ أَی ما تَنَحّی و تباعد. و یقال: ازْلَحَفَّ و ازْحَلَفَّ، علی القلب، و تَزَحْلَفَ؛ قال الزمخشری: الصواب ازْلَحَفَّ كاقْشَعَرّ، و ازَّلْحَف بوزن اظَّهَّرَ، علی أَن أَصله ازْتَلْحَفَ فأُدغمت التاء فی الزای، و اللّه أَعلم.

زهف؛ ج9، ص: 140

: الإِزْهافُ: الكَذِبُ. و فیه ازْدِهافٌ أَی كذب و تَزَیُّدٌ. و أَزْهَفَ بالرجل إزْهافاً: أَخبر القوم من أَمره بأَمر، لا یَدْرُون أَ حَقٌّ هو أَم باطل. و أَزْهَفَ إلیه حدیثاً و ازْدَهَفَ: أَسْنَد إلیه قولًا لیس بحَسَنٍ. و أَزْهَفَ لنا فی الخبر و ازْدَهَفَ: زاد فیه. و‌فی حدیث صَعْصَعَةَ قال لمُعاویة، رضی اللّه عنهما: إنی لأَتْرُك الكلام فما أُزْهِفُ به؛ الإِزْهافُ: الاستقدام. و قیل: هو من أَزْهَفَ فی الحدیث إذا زاد فیه، و یروی بالراء و قد تقدّم. و أَزْهَفَ بی فلان: وَثِقْتُ به فخاننی. غیره: و إذا وَثِقْتَ بالرجل فی الأَمر فخانك فقد أَزْهَفَ إزْهافاً، و أَصل الازْدِهاف الكذب. و حكی ابن الأَعرابی: أَزْهَفْتُ له حدیثاً أَی أَتیته بالكذب. و الإِزْهافُ: التزیین؛ قال الحطیئة: أَشاقَتْكَ لَیْلَی فی اللِّمامِ، و ما جَرَتْ بما أَزْهَفَتْ، یَومَ الْتَقَیْنا، و بَزَّتِ
(1). قوله [هبائب إلخ] كذا بالأصل و مثله شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 141
و الزُّهُوفُ: الهَلَكةُ. و أَزْهَفَه: أَهْلَكَه و أَوقَعَه؛ قال المَرّار: وجَدْتُ العَواذِلَ یَنْهَیْنَه، و قد كُنْتُ أُزْهِفُهُنَّ الزُّیُوفا «1» أَراد الإِزْهافَ، فأَقام الاسم مُقام المصدر كما قال لبید: باكَرْتُ حاجَتَها الدّجاجَ و كما قال القطامی: و بعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا و الزاهِفُ: الهالِكُ؛ و منه قوله: فلم أَرَ یَوْماً كان أَكْثَرَ زاهِفاً، به طَعْنةٌ قاضٍ علیه أَلِیلُها و الأَلیلُ: الأَنِینُ: ابن الأَعرابی: أَزْهَفَتْه الطعنةُ و أَزْهَقَتْه أَی هَجَمَتْ به علی الموت، و أَزْهَفْتُ إلیه الطعنة أَی أَدْنَیْتُها. و قال الأَصمعی: أَزْهفت علیه و أَزْعَفْتُ أَی أَجْهَزْتُ علیه؛ و أَنشد شمر: فلمّا رأَی بأَنه قد دَنا لها، و أَزْهَفَها بعضَ الذی كان یُزْهِفُ و قال ابن شمیل: أَزْهَفَ له بالسیفِ إزْهافاً و هو بُداهَتُه و عَجَلَتُه و سَوْقُه، و ازْدَهَفْتُ له بالسیف أَیضاً. و أَزْهَفَتْه الدابةُ أَی صَرَعَتْه، و أَزْهَفَه: قتله؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لِمَیَّةَ بِنتِ ضِرارٍ الضَّبِّیّةِ تَرْثی أَخاها: لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بعدَ امْرئٍ بِوادی أَشائِین، أَذْلالَها كَریمٍ ثَناه و آلاؤه، و كافی العَشیرةِ ما غالَها تَراه علی الخَیْلِ ذا قُدْمَةٍ، إذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالَها و خِلْتَ وُعُولًا أَشاری بها، و قد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها و لم یَمْنَعِ الحَیُّ رَثَّ القُوی، و لم تُخْفِ حَسْناء خَلْخالَها قوله أَشاری: جمع أَشْرانَ من الأَشَرِ و هو البَطَرُ. و یقال: زَهَفَ للموت أَی دَنا له؛ و قال أَبو وجزة: و مَرْضی من دجاجِ الرِّیفِ حُمْرٍ زَواهِفَ، لا تَموتُ و لا تَطِیرُ و أَزْهَفَ العَداوةَ: اكْتَسَبها. و ما ازْدَهَفَ منه شیئاً أَی ما أَخذ. و إنك تَزْدَهِفُ بالعَداوة أَی تَكْتَسِبُها؛ قال بشر بن أَبی خازم: سائِلْ نُمَیْراً غَداةَ النَّعْفِ من شَطَبٍ، إذْ فُضَّتِ الخیلُ من ثَهْلانَ، ما ازْدَهَفُوا أَی ما أَخذوا من الغنائم و اكتسبوا. و فُضَّتْ: فُرِّقَتْ. و حكی ابن بری عن أَبی سعید: الازدهافُ الشدَّةُ و الأَذی، قال: و حقیقته اسْتطارةُ القلبِ من جَزَعٍ أَو حزن؛ قال الشاعر: تَرْتاعُ من نَقْرَتی حتی تَخَیَّلَها جَوْنَ السَّراةِ تَوَلَّی، و هو مُزْدَهِفُ النَّقْرةُ: صُوَیت یُصَوِّتُونه للفرس، أَی إذا زجَرْتها جَرَتْ جَرْیَ حِمار الوَحْشِ؛ و قالت امرأَة:
(1). قوله [الزیوفا] كذا فی الأصل و شرح القاموس بالیاء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 142
بل مَنْ أَحَسَّ بِرَیْمَیَّ اللَّذَیْنِ هُما قَلْبی و عَقْلی، فعَقْلی الیومَ مُزْدَهِفُ؟ و الزَّهَفُ: الخِفَّةُ و النَّزَقُ. و فیه ازْدِهافٌ أَی استِعجال و تَقَحُّمٌ؛ و قال: یَهْوینَ بالبیدِ إذا اللیلُ ازْدَهَفْ أَی دخلَ و تَقَحَّم. الأَزهری: فیه ازْدِهافٌ أَی تَقَحُّمٌ فی الشر. و زَهِفَ زَهَفاً و ازْدَهَف: خَفَّ و عَجِلَ. و أَزْهَفَه و ازْدَهَفَه: استعجله؛ قال: فیه ازْدِهافٌ أَیَّما ازْدِهافِ نصب أَیَّما علی الحال؛ قال ابن بری: لیس منصوباً علی الحال و إنما هو منصوب علی المصدر، و الناصب له فعل دل علیه ما تقدم من قوله قبله: قَوْلُك أَقوالًا مع الخِلاف كأَنه قال یَزْدَهِفُ أَیما ازْدهاف، و لكن ازدهافاً صار بدلًا من الفعل أَن تلفظ به، و مثله: له صوتٌ صوتَ حمار، قال: و الرفع فی ذلك أَقْیَسُ. اللیث: الزَّهَفُ استعمل منه الازْدِهافُ و هو الصُّدُودُ؛ و أَنشد: فیه ازْدهافٌ أَیَّما ازدهاف قال الأَصمعی: ازْدِهافٌ هاهنا استعجالٌ بالشرّ. و یقال: ازْدَهَفَ فلان فلاناً و اسْتَهَفَّه و اسْتَهْفَاهُ و اسْتَزَفَّه كلُّ ذلك بمعنی اسْتَخَفّه. أَبو عمرو: أَزْهَفْتُ الشی‌ء أَرْخَیْتُه. و أُزْهِفَ الشی‌ءُ و ازْدُهِفَ أَی ذُهِبَ به، فهو مُزْهَفٌ و مُزْدَهَفٌ. و أَزْهَفَه فلان و ازْدَهَفَه أَی ذهب به و أَهلكه، و اللّه أَعلم.

زوف؛ ج9، ص: 142

: زافَ الإِنسانُ یَزُوفُ و یَزافُ زَوْفاً و زُوُوفاً: اسْتَرْخی فی مِشْیَتِه. و زافَ الطائر فی الهواء: حَلَّقَ. ابن درید: الزَّوْفُ زَوْفُ الحمامة إذا نشرت جناحیها و ذَنَبَها علی الأَرض، و كذلك زَوْفُ الإِنسان إذا مَشَی مُسْتَرْخِیَ الأَعْضاء. و زَافَ الغلامُ و زَافَ الطائرُ علی حَرْف الدُّكَّان «2» فاسْتَدارَ حَوالَیْه و وَثَبَ یتعلّم بذلك الخِفّةَ فی الفُرُوسةِ. و قد تَزاوَفَ الغِلْمانُ: و هو أَن یجی‌ء أَحدهم إلی رُكْنِ الدكان فیضع یَدَه علی حَرْفه ثم یَزُوفَ زَوفة فَیَسْتَقِلَّ من موضعه و یدُورَ حَوالی ذلك الدُّكانِ فی الهَواء حتی یَعُودَ إلی مكانِه. و زافَ الماءُ: عَلا حَبابُه.

زیف؛ ج9، ص: 142

: الزَّیفُ: من وصْفِ الدَّراهم، یقال: زَافَتْ علیه دَراهِمُه أَی صارت مَرْدُودةً لغِشٍّ فیها، و قد زُیِّفَتْ إذا رُدَّتْ. ابن سیدة: زَافَ الدِّرهمُ یَزِیفُ زُیُوفاً و زُیُوفةً: رَدُؤَ، فهو زَائِفٌ، و الجمع زُیَّفٌ؛ و كذلك زَیْفٌ، و الجمع زُیُوفٌ؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ صَلِیلَ المَرْوِ، حِینَ تُشِدُّه، صَلِیلُ زُیُوفٍ یُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرا «3» و قال: تری القوم أَشْباهاً إذا نَزَلُوا مَعاً، و فی القَوْمِ زَیْفٌ مِثلُ زَیْفِ الدَّراهم و أَنشد ابن بری لشاعر: لا تُعْطِه زَیْفاً و لا نَبَهْرجا و اسْتَشْهَدَ علی الزائِف بقول هُدْبةَ:
(2). قوله [و زاف الطائر علی حرف الدكان إلخ] كذا بالأصل. (3). قوله … [تشده] فی معجم یاقوت تطیره، و فی دیوان إمرئ القیس: … تشذه أی تفرّقُه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 143
تَری ورَقَ الفِتْیانِ فیها كأَنهم دَراهِمُ، منها زاكِیاتٌ و زُیَّفُ و أَنشد أَیضاً لِمُزَرِّدٍ: و ما زَوَّدُونی غَیْرَ سَحْقِ عِمامةٍ و خَمْسِمِئٍ، منها قَسِیٌّ و زائفُ و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه باع نُفایَة بیتِ المالِ و كانت زُیوفاً و قَسِیّةً‌أَی رَدیئةً. و زَافَ الدراهم و زَیَّفَها: جعلها زُیُوفاً، و دِرْهَمٌ زَیْفٌ و زَائِفٌ، و قد زَافَتْ علیه الدَّراهِمُ و زَیَّفْتُها أَنا. و زَیَّفَ الرجلَ: بَهْرَجَه، و قیل: صغّر به و حقَّر، مأْخوذ من الدرهم الزائف و هو الرَّدی‌ء. و‌روی عن عمر، رضی اللّه عنه، أَنه قال: من زَافَتْ علیه دراهِمُه فلیأْتِ بها السّوق، و لیشترِ بها سَحْق ثوب و لا یُحالِفِ الناسَ علیها أَنها جِیادٌ.و زَافَ البعیرُ و الرجل و غیرهما یَزِیفُ فی مِشْیَتِه زَیْفاً و زُیُوفاً و زَیَفاناً، فهو زَائفٌ و زَیْفٌ؛ الأَخیرة علی الصفة بالمصدر: أَسْرَعَ، و قیل: هو سُرْعةٌ فی تمایُل؛ و أنشد: أَنْكَبُ زَیّافٌ و ما فیه نَكَبْ و قیل زافَ البعیرُ یَزِیفُ تَبَخْتَر فی مِشْیَتِه. و الزَّیّافةُ من النوق: المُخْتالة؛ و منه قول عنترة: یَنْباعُ من ذِفْرَی غَضُوبٍ، جَسْرَةٍ، زَیّافَةٍ مِثْلِ الفَنِیقِ المُكْرَمِ و كذلك الحَمامُ «1» عند الحَمامَة إذا جَرَّ الذُّنابَی و دَفَعَ مُقَدَّمه بمؤَخَّرِه و اسْتَدار علیها؛ و قول أَبی ذؤیب یصف الحَرْب: و زَافَتْ كمَوْجِ البَحرِ تَسْمو أَمامَها، و قامَتْ علی ساقٍ و آنَ التَّلاحُقُ قیل: الزَّیْفُ هنا أَن تدفع مقَدّمها بمؤخّرها. و زافَتِ المرأَةُ فی مَشْیِها تَزِیفُ إذا رأَیتها كأَنها تستدیر. و الحَمامة تَزِیفُ بین یدی الحَمام الذكر أَی تمشی مُدِلَّةً. و‌فی حدیث علیّ: بعد زَیَفَان وثَباته؛ الزَّیَفانُ، بالتحریك: التبختر فی المشی من ذلك. و زَافَ الجِدارَ و الحائطَ زَیْفاً: قَفَزَه؛ عن كراع. و زَافَ البناءُ و غیره زیفاً: طالَ و ارْتَفَع. و الزَّیْفُ: الإِفْرِیزُ الذی فی أَعْلی الدارِ، و هو الطَّنَفُ المُحِیط بالجدار. و الزَّیْفُ: مِثْلُ الشُّرَفِ؛ قال عَدِیّ بن زید: ترَكُونی لَدَی قُصُورٍ و أعْراضِ قُصُورٍ، لِزَیْفِهنَّ مراقِی «2» الزَّیْف: شُرَفُ القُصُور، واحدته زَیْفةٌ، و قیل: إنما سمی بذلك لأَنَّ الحَمام یَزِیفُ علیها من شُرْفةٍ إلی شُرْفة.

فصل السین المهملة؛ ج9، ص: 143

سأف؛ ج9، ص: 143

: سَئِفَتْ یدُه تَسْأَفُ سَأَفاً، فهی سَئِفةٌ، و سأَفَتْ سَأْفاً: تشَقَّق ما حَوْل أَظْفاره و تشَعَّثَ، و قال یعقوب: هو تَشَقُّقٌ فی أَنْفُس الأَظفار، و سَئِفَتْ شَفَتُه: تَقَشَّرَت. و سَئِفَ لِیف النخلة و انْسَأَفَ: تشَعَّثَ و انقشر. ابن الأَعرابی: سَئِفَتْ أَصابعه و سَعِفَتْ بمعنی واحد. اللیث: سَئِفُ اللِّیفِ، و هو ما كان ملتزقاً بأُصول السَّعَفِ من خلال اللیف، و هو أَرْدؤُه و أَخْشنه لأَنه یُسْأَفُ من
(1). قوله [و كذلك الحمام إلخ] كذا هو فی الصحاح أَیضاً بدون تاء. (2). قوله [لدی قصور] كذا بالأصل. و فی شرح القاموس: لدی حدید.
لسان العرب، ج‌9، ص: 144
جوانب السعف فیصیر كأَنه لیف، و لیس به، و لُیِّنت همزته. أَبو عبیدة: السَّأَفُ علی تقدیر السعَف شعر الذَّنَب و الهُلْب، و السائفةُ ما اسْتَرَقَّ من الرمل، و جمعها السَّوائف. و‌فی حدیث المَبْعَثِ: فإذا المَلَكُ الذی جاءنی بِحراء فَسُئِفْتُ منه‌أَی فَزِعْت؛ قال: هكذا جاء فی بعض الروایات.

سجف؛ ج9، ص: 144

: السَّجْفُ و السِّجْفُ: السِّتْر. و‌فی الحدیث: و أَلْقَی السِّجْفَ؛ السجفُ: السترُ. و‌فی حدیث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضی اللّه عنها: وَجَّهْتِ سِجافَتَه‌أَی هَتَكْتِ سِتره و أَخذْتِ وجْهَه، و‌یروی: وجَّهْتِ سِدافَتَه؛ السِّدافةُ الحجابُ و السِّترُ من السُّدْفَةِ و الظلمة، یعنی أَخذتِ وَجْهَها و أَزَلْتِها عن مكانها الذی أُمِرْتِ به، و قیل: معناه أَی أَخذتِ وجهاً هتكتِ سِتْرَكِ فیه، و قیل: معناه أَزَلْتِ سِدافَتَه، و هی الحجاب، من الموضع الذی أُمِرْتِ أَن تَلْزَمیه و جعلتِها أَمامكِ، و قیل: هو السِّتْرانِ المَقْرونان بینهما فُرْجة، و كل باب سُتِرَ بسِتْرین مقرونین فكلُّ شِقّ منه سجفٌ، و الجمع أَسجاف و سُجُوف، و ربما قالوا السِّجافَ و السَّجْفَ. و أَسْجَفْتُ السِّتْرَ أَی أَرْسَلْتُه و أَسْبَلْتُه، قال: و قیل لا یسمی سجفاً إلا أَن یكون مشقوق الوسط كالمِصراعین. اللیث: السّجْفان سِتْرا باب الحَجَلةِ، و كلُّ باب یَسْتُرُه ستران بینهما مشقوق فكل شِقٍّ منهما سجف، و كذلك الخِباء. و التَّسْجیف: إرْخاء السَّجْفین، و فی المحكم: إرخاء الستر؛ قال الفرزدق: إذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَی، رَقَدْنَ، عَلَیْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ الحِجالُ: جمع حَجَلةٍ، و إنما ذكّر لفظ الصفة لمطابقة لفظِ الموصوفِ لفظَ المذكر، و مثله كثیر. الأَصمعی: السَّجْفانِ اللذان علی الباب، یقال منه بیت مُسَجَّفٌ؛ و قول النابغة: خَلَّتْ سَبیلَ أَتِیٍّ كان یَحْبِسُه، و رَفَّعَتْه إلی السَّجْفَینِ فالنَّضَدِ قال: هما مِصْراعا الستر یكونان فی مقدّم البیت. و أَسْجَفَ اللیلُ: مثل أَسْدَفَ. و سُجَیفَةُ: اسم امرأَة من جُهَیْنَةَ و قد وُلِدت فی قریش؛ قال كثیر عزة: حِبالُ سُجَیْفَةَ أَمْسَتْ رِثاثا، فَسَقْیاً لها جُدُداً أَو رِماثا

سحف؛ ج9، ص: 144

: سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً و جَلَطَه و سَلَتَه و سَحته: حَلَقَه فاستأْصل شعره؛ و أَنشد ابن بری: فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًی، و ما سُحِفَتْ فیه المَقادِیمُ و القَمْلُ أَی حُلِقَتْ. قال: و رَجل سُحَفةٌ أَی مَحْلُوقُ الرأْسِ. و السُّحَفْنِیةُ: ما حَلَقْت. و رجل سُحَفْنِیةٌ أَی مَحْلوقُ الرأْسِ، فهو مرة اسم و مرَّة صِفة، و النون فی كل ذلك زائدة. و السَّحْفُ: كَشْطُكَ الشعَر عن الجلد حتی لا یبقی منه شی‌ء. و سَحَفَ الجِلْدَ یَسْحَفُه سَحْفاً: كشط عنه الشعر. و سَحَفَ الشی‌ءَ: قَشَرَه. و السَّحِیفةُ من المَطر: التی تَجْرُفُ كلّ ما مَرَّت به أَی تَقْشُره. الأَصمعی: السَّحِیفَةُ، بالفاء، المَطْرَةُ الحَدیدةُ التی تَجْرُفُ كل شی‌ء، و السَّحِیقةُ، بالقاف: المطرة العظیمةُ القَطْرِ الشدیدةُ الوَقْعِ القلیلةُ العَرْضِ، و جمعُهما السحائفُ و السحائقُ؛ و أَنشد ابن بری لجِران العَوْدِ یَصِفُ مَطَراً:
لسان العرب، ج‌9، ص: 145
و منه علی قَصْرَیْ عُمانَ سَحِیفةٌ، و بالخَطِّ نضَّاخُ العَثانِینِ واسِعُ «1» و السَّحیفةُ و السَّحائفُ: طرائق الشحم التی بین طَرائق الطَّفاطِفِ و نحو ذلك مما یُری من شَحْمة عَریضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد. و ناقة سَحُوفٌ: كثیرة السَّحائف. و السَّحْفةُ: الشَّحْمةُ عامَّةً، و قیل: الشحمة التی علی الجَنْبَین و الظهر، و لا یكون ذلك إلا من السِّمَنِ، و لها سَحْفَتانِ: الأُولی منهما لا یُخالِطُها لحم، و الأُخری أَسْفَلُ منها و هی تخالط اللحم، و ذلك إذا كانت ساحَّةً، فإن لم تكن ساحّة فلها سَحْفةٌ واحدة. و كلُّ دابَّةٍ لها سَحْفةٌ إلا ذَواتِ الخُفِّ فإنَّ مكانَ السحفةِ منها الشَّطَّ، و قال ابن خالویه: لیس فی الدوابّ شی‌ء لا سَحْفة له إلا البَعیر؛ قال ابن سیدة: و قد جعل بعضهم السحفة فی الخُفِّ فقال: جَمل سَحوفٌ و ناقة سَحُوفٌ ذاتُ سَحْفةٍ. الجوهری: السَّحْفَةُ الشحمة التی علی الظهر المُلْتَزِقةُ بالجلد فیما بین الكتفین إلی الوَرِكَیْنِ. و سَحَفْتُ الشحْمَ عن ظهر الشاة سَحْفاً: و ذلك إذا قشرته من كثرته ثم شویته، و ما قشرته منه فهو السَّحیفةُ، و إذا بلغ سِمَنُ الشاة هذا الحدّ قیل: شاةٌ سَحُوفٌ و ناقة سَحُوف. قال ابن سیدة: و السَّحُوفُ أَیضاً التی ذهب شحمها كأَنَّ هذا علی السلْب. و شاةٌ سَحُوفٌ و أُسْحوفٌ: لها سَحْفةٌ أَو سَحْفَتانِ. ابن الأَعرابی: أَتونا بِصِحافٍ فیها لِحامٌ و سِحافٌ أَی شُحُومٌ، واحدها سَحْفٌ. و قد أَسْحَفَ الرجلُ إذا باع السَّحْفَ، و هو الشحم. و ناقةٌ أُسْحُوفُ الأَحالیل: غَزیرةٌ واسِعةٌ. قال أَبو أَسلم و مَرَّ بناقة فقال: إنها و اللّه لأُسْحُوفُ الأَحالیل أَی واسِعَتُها، فقال الخلیل: هذا غریب؛ و السَّحُوفُ من الغنم: الرَّقیقة صُوفِ البطن. و أَرْضٌ مَسْحَفَةٌ رقیقةُ الكلإِ. و السُّحَافُ: السِّلُّ، و قد سَحَفَه اللّه. یقال: رجل مَسْحُوفٌ. و السِّیَحْفُ من الرجال و السِّهام و النِّصال: الطویلُ، و قیل: هو من النصال العریضُ. و السَّیْحَفُ: النصل العَریضُ، و جمعه السَّیَاحِفُ؛ و أَنشد: سَیَاحِفَ فی الشِّرْیانِ یَأْمُلُ نَفْعَها صِحابی، و أَولی حدّها من تَعَرَّما و أَنشد ابن بری للشَّنْفَری: لها وفْضةٌ فیها ثلاثون سَیْحَفاً، إذا آنَسَتْ أُولی العَدِیِّ اقْشَعَرَّتِ أُولی العَدِیِّ: أَوَّلُ مَن یَحْمِلُ من الرَّجّالة. و سَحِیفُ الرَّحی: صَوْتُها. و سَمِعْتُ حَفیفَ الرَّحی و سَحِیفَها أَی صَوْتَها إذا طَحَنت؛ قال ابن بری: شاهد السَّحِیف للصوت قول الشاعر: عَلَوْنی بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِیفَه سَحِیفُ قَطامیٍّ حَماماً تُطایِرُهْ و السُّحَفْنِیَةُ: دابّةٌ؛ عن السِّیرافی، قال: و أَظُنّها السُّلَحْفِیةُ. و الأُسْحُفانُ: نَبْتٌ یَمتَدُّ حِبالًا علی الأَرض له ورَق كورَق الحَنْظَلِ إلا أَنه أَرَقُّ، و له قُرُون أَقصر من قرون اللُّوبیاء فیها حبّ مُدَوّر أَحمر لا یؤكل، و لا یَرْعی الأُسْحُفَانَ شی‌ء، و لكن یُتداوی به من النَّسا؛ عن أَبی حنیفة.

سخف؛ ج9، ص: 145

: السُّخْفُ و السَّخْفُ و السَّخَافَةُ: رِقَّةُ العقل. سَخُفَ، بالضم، سَخَافَةً، فهو سَخِیفٌ، و رجل
(1). قوله [و منه علی إلخ] تقدم إنشاده سخیفة بالخاء المعجمة فی مادة نضخ تبعاً للأصل المعول علیه و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 146
سَخِیف العَقلِ بَیِّنُ السَّخْفِ، و هذا من سُخْفةِ عَقْلِك. و السَّخْفُ: ضَعْف العقل، و قالوا: ما أَسْخَفَه قال سیبویه: وقع التعجب فیه ما أَفْعَلَه و إن كان كالخُلُق لأَنه لیس بِلَوْنٍ و لا بِخِلْقةٍ فیه، و إنما هو من نُقْصانِ العقل، و قد ذكر ذلك فی باب الحُمْق. و ساخَفْتُه: مثل حامَقْته، و سَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً: وَهَی. و ثَوْبٌ سَخِیفٌ: رقیق النسْج بَیِّنُ السَّخَافَةِ، و السَّخَافَة عامٌ فی كل شی‌ء نحو السَّحاب و السَّقاء إذا تَغَیَّرَ و بَلیَ، و العُشْبِ السَّخیفِ، و الرجلِ السخِیفِ. و سَحاب سَخیف: رقیق، و كلُّ ما رَقَّ، فقد سَخُفَ. و لا یكادون یستعملون السُّخْفَ إِلا فی رِقة العقل خاصّة. و سَخْفَة الجوعِ: رِقَّتُه و هُزالُه. و‌فی حدیث إسلام أَبی ذر: أَنه لَبِثَ أَیاماً فما وجد سَخْفةَ الجوع‌أَی رقته و هزاله. و یقال: به سخفة من جوع. أَبو عمرو: السخف، بالفتح، رِقَّةُ العیش، و بالضم رقة العقل، و قیل: هی الخفَّة التی تعتری الإِنسان إذا جاع من السخف، و هی الخفة فی العقل و غیره. و أَرض مَسْخَفَةٌ: قلیلة الكلإِ، أُخِذ من الثوب السَّخِیفِ. و أَسْخَفَ الرجلُ: رَقَّ مالُه و قَلَّ؛ قال رؤبة: و إن تَشَكَّیْت من الإِسْخاف و نَصْل سَخِیفٌ: طویل عَریض؛ عن أَبی حنیفة. و السَّخْفُ: موضع.

سدف؛ ج9، ص: 146

: السَّدَفُ، بالتحریك: ظُلْمة اللیل؛ و أَنشد ابن بری لحُمَیْد الأَرْقط: و سَدَفُ الخَیْطِ البَهِیم ساتِرُه و قیل: هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال: و لقد رَأَیْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً، و عَلیَّ مِنْ سَدَفِ العَشِیِّ لِیاحُ و الجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبیر: یَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِیمَها و عَمِیمَها أَسْدافُ لَیْلٍ مُظْلِم و السُّدْفةُ و السَّدْفةُ: كالسَّدَف و قد أَسْدَفَ؛ قال العجاج: أَدْفَعُها بالرَّاحِ كیْ تَزَحْلَفا، و أَقْطَعُ اللیلَ إذا ما أَسْدَفا أَبو زید: السُّدْفةُ فی لغة بنی تَمیم الظُّلْمة. قال: و السُّدْفةُ فی لغة قَیْس الضَّوْء. و حكی الجوهری عن الأَصمعی: السُّدْفةُ و السَّدْفةُ فی لغة نجد الظلمة، و فی لغة غیرهم الضَّوْء، و هو من الأَضْداد؛ و قال فی قوله: و أَقْطَعُ اللیل إذا ما أَسْدَفَا أَی أَظلَم، أَی أَقطع اللیل بالسیر فیه؛ قال ابن بری: و مثله للخَطَفی جَدّ جریر: یَرْفَعْنَ باللیلِ، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ، و هاماً رُجَّفا و السَّدْفَةُ و السُّدْفَةُ: طائفة من اللیل. و السَّدْفةُ: الضوء، و قیل: اختِلاطُ الضوء و الظلمةِ جمیعاً كوقت ما بین صلاة الفجر إلی أَوّل الإِسْفار. و قال عمارة: السُّدْفَةُ ظلمة فیها ضوء من أَول اللیل و آخره، ما بین الظلمة إلی الشَّفَق، و ما بین الفجر إلی الصلاة. قال الأَزهری: و الصحیح ما قال عمارة. اللحیانی: أَتیته بِسَدْفةٍ من اللیل و سُدْفةٍ و شُدْفةٍ، و هو السَّدَفُ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 147
و قال أَبو عبیدة: أَسْدَفَ اللیلُ و أَزْدَفَ و أَشْدَفَ إذا أَرْخَی سُتُورَه و أَظلم، قال: و الإِسْدافُ من الأَضْداد، یقال: أَسْدِفْ لنا أَی أَضِئْ لنا. و قال أَبو عمرو: إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له: أَسْدِفْ أَی تَنَحَّ عن الباب حتی یُضی‌ءَ البیتُ. الجوهری: أَسْدَفَ الصبحُ أَی أَضاء. یقال: أَسْدِفِ البابَ أَی افْتَحْه حتی یُضی‌ء البیتُ، و فی لغة هوزان أَسْدِفُوا أَی أَسْرِجُوا من السِّراج. الفراء: السَّدَفُ و الشَّدَفُ الظلمة، و السَّدَفُ أَیضاً الصُّبح و إقْبالُه؛ و أَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قال المفَضّل: و سعدٌ القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ و كان النعمان یضحك منه، فدعا النُّعْمان بفرسه الیَحْمُوم و قال لسعدٍ القرقرَة: ارْكبه و اطْلُب علیه الوحش، فقال سعد: إذاً و اللّه أُصْرَعُ، فأَبی النعمانُ إلا أَنْ یركبه، فلما ركبه سعد نظر إلی بعض ولده قال: وا بِأَبی وُجُوهُ الیتامی ثم قال: نحنُ، بِغَرْسِ الوَدِیِّ، أَعلَمُنا مِنَّا بِرَكْضِ الجِیادِ فی السَّدَفِ و الوَدِیُّ: صِغار النخل، و قوله أَعلمُنا منا جَمعَ بین إضافةِ أَفْعَلَ و بین مِن، و هما لا یجتمعان كما لا تجتمع الأَلف و اللام و من فی قولك زیدٌ الأَفضلُ من عمرو، و إنما یجی‌ء هذا فی الشعر علی أَن تُجعل من بمعنی فی كقول الأَعشی: و لَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًی أَی و لست بالأَكثر فیهم، و كذا أَعلمنا مِنّا أَی فینا؛ و فی حدیث وفد تمیم: و نُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ من السَّدیفِ، إذا لم یُؤنَسِ القَزَعُ السَّدِیفُ: لَحم السَّنامِ، و القَزَعُ: السحابُ، أَی نطعم الشحْم فی المَحْل؛ و أَنشد الفراء أَیضاً: بِیضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْیُنَهُم یَكْحَلُها، فی المَلاحِمِ، السَّدَفُ یقول: سوادُ أَعینهم فی المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ أَعینهم من الفَزَع فیغیب سوادها. و أَسْدَفَ القومُ: دخلوا فی السُّدفة. و لیل أَسْدَفُ: مظلم؛ أَنشد یعقوب: فلما عَوَی الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً، أَنِسْنا به، و الدُّجَی أَسْدَفُ و شرح هذا البیت مذكور فی موضعه. و السَّدَفُ: اللیلُ؛ قال الشاعر: نَزُورُ العَدوَّ، علی نَأْیه، بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ و أَنشد ابن بری للهذلی: و ماءٍ وَرَدْتُ علی خِیفَةٍ، و قد جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ و قول مُلَیْحٍ: و ذُو هَیْدَبٍ یَمْرِی الغَمامَ بِمُسْدِفٍ من البَرْقِ، فیه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هنا: یكون المُضی‌ء و المظلم، و هو من الأَضداد. و‌فی حدیث علقمةَ الثَّقفی: كان بلال یأَتینا بالسَّحور و نحن مُسْدِفونَ فیَكْشِفُ القُبَّة فیَسْدفُ لنا طعامنا؛ السُّدْفةُ تَقَعُ علی الضِّیاء و الظلمة، و المراد به فی هذا الحدیث الإِضاءةُ، فمعنی مُسْدِفون داخلون فی السُّدفةِ، و یُسْدِفُ لنا أَی یضی‌ء،
لسان العرب، ج‌9، ص: 148
و المراد بالحدیث المبالغة فی تأْخیر السحور. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فَصَلِّ الفجر إلی السَّدَفِ‌أَی إلی بیاض النهار. و‌فی حدیث علیّ: و كُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّیَبِ‌أَی ظُلَمُها. و أَسْدَفُوا: أَسْرَجُوا، هَوْزَنیّةٌ أَی لغة هَوازِنَ. و السُّدفَةُ: البابُ؛ قالت امرأَة من قَیْسٍ تهجو زوجها: لا یَرْتَدِی مَرادِیَ الحَرِیرِ، و لا یُری بِسُدْفَةِ الأَمیرِ و أَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَی أَرسلته. و یقال: أَسْدِفِ السِّتْرَ أَی ارْفَعْه حتی یُضی‌ء البیت. و‌فی حدیث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إلی البصرة: تَرَكْتِ عُهَّیْدَی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و وجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب و السِّتْر و تَوْجِیهُها كَشفُها. یقال: سَدَفْتُ الحجاب أَی أَرْخَیْتُه، و حِجاب مَسْدُوف؛ قال الأَعشی: بِحِجابٍ من بَیْننا مَسْدُوفِ قالت لها: بِعَیْنِ اللّه مَهْواكِ و علی رسوله تَرِدینَ قد وجَّهْتِ سِدافَتَه، أَی هَتَكْتِ الستر أَی أَخذْتِ وجهها، و یجوز أَنها أَرادت بقولها سدافته أَی أَزَلْتِها من مكانها الذی أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِیه و جعلتِها أَمامك. و السُّدُوفُ و الشُّدُوفُ: الشُّخوص تراها من بُعْد. أَبو عمرو: أَسْدَفَ و أَزْدَفَ إذا نام. و یقال: وجَّه فلان سِدافته إذا تركها و خرج منها، و قیل للسِّتر سِدَافَة لأَنه یُسْدَفُ أَی یُرْخَی علیه. و السَّدِیف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، و قیل شَحْمُه؛ و منه قول طرفة: و یُسْعَی علینا بالسَّدِیفِ المُسَرْهدِ و فی الصحاح: السَّدِیفُ السَّنامُ؛ و منه قول المُخَبَّل السَّعْدِی «2»: إذا ما الخَصِیفُ العَوْبَثانیُّ ساءنا، تَرَكْناه و اخْتَرْنا السَّدِیفَ المُسَرهدا و جمع سَدِیفٍ سَدائفُ و سِدَافٌ أَیضاً؛ قال سُحَیم عبد بنی الحَسْحاسِ: قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِیلِ، حتی أُحاوِلَ منها السدیفا قال ابن سیدة: یحتمل أَن یكون جمع سُدْفةٍ و أَن یكون لغة فیه. و سَدَّفَه: قَطَّعَه؛ قال الفرزدق: و كلَّ قِرَی الأَضْیافِ نَقْرِی من القنا، و مُعْتَبَط فیه السَّنامُ المُسَدَّفُ و سَدِیفٌ و سُدَیْفٌ: اسمانِ.

سرف؛ ج9، ص: 148

: السَّرَف و الإِسْرَافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ. و أَسْرَفَ فی ماله: عَجِلَ من غیر قصد، و أَما السَّرَفُ الذی نَهَی اللّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ فی غیر طاعة اللّه، قلیلًا كان أَو كثیراً. و الإِسْرافُ فی النفقة: التبذیرُ. و قوله تعالی: وَ الَّذِینَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا؛ قال سفیان: لَمْ یُسْرِفُوا أَی لم یضَعُوه فی غیر موضعه وَ لَمْ یَقْتُرُوا لم یُقَصِّروا به عن حقه؛ و قوله وَ لٰا تُسْرِفُوا*، الإِسْرافُ أَكل ما لا یحل أَكله، و قیل: هو مُجاوزةُ القصد فی الأَكل مما أَحلَّه اللّه، و‌قال سفیان: الإِسْراف كل ما أُنفق فی غیر طاعة اللّه، و‌قال إیاسُ بن معاویة: الإِسرافُ ما قُصِّر به عن حقّ اللّه.و السَّرَفُ: ضدّ القصد. و أَكَلَه
(2). قوله [قول المخبل إلخ] تقدم فی مادة خصف و قال ناشرة بن مالك یرد علی المخبل: إذا ما الخصیف العوبثانیّ ساءنا
لسان العرب، ج‌9، ص: 149
سَرَفاً أَی فی عَجَلة. وَ لٰا تَأْكُلُوهٰا إِسْرٰافاً وَ بِدٰاراً أَنْ یَكْبَرُوا أَی و مُبادَرة كِبَرهِم، قال بعضهم: إِسْرٰافاً أَی لا تَأَثَّلُوا منها و كلوا القوت علی قدر نَفْعِكم إیاهم، و قال بعضهم: معنی مَنْ كٰانَ فَقِیراً فَلْیَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ أَی یأْكل قَرْضاً و لا یأْخذْ من مال الیتیم شیئاً لأَن المعروف أَن یأْكل الإِنسان ماله و لا یأْكل مال غیره، و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: فَإِذٰا دَفَعْتُمْ إِلَیْهِمْ أَمْوٰالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَیْهِمْ. و أَسْرَفَ فی الكلام و فی القتل: أَفْرَط. و فی التنزیل العزیز: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِیِّهِ سُلْطٰاناً فَلٰا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ؛ قال الزجاج: اخْتُلِفَ فی الإِسراف فی القتل فقیل: هو أَنْ یقتل غیر قاتل صاحبه، و قیل: أَن یقتل هو القاتلَ دون السلطان، و قیل: هو أَن لا یَرْضی بقتل واحد حتی یقتل جماعةً لشرف المقتول و خَساسة القاتل أَو أَن یقتل أَشرف من القاتل؛ قال المفسرون: لا یقتل غیر قاتله و إذا قتل غیر قاتله فقد أَسْرَفَ، و السَّرَفُ: تجاوُزُ ما حُدَّ لك. و السَّرَفُ: الخطأُ، و أَخطأَ الشی‌ءَ: وَضَعَه فی غیر حَقِّه؛ قال جریر یمدح بنی أُمیة: أَعْطَوْا هُنَیْدَةَ یَحْدوها ثمانِیةٌ، ما فی عَطائِهمُ مَنٌّ و لا سَرَفُ أَی إغْفالٌ، و قیل: و لا خطأ، یرید أَنهم لم یُخْطِئوا فی عَطِیَّتِهم و لكنهم وضَعُوها موضعها أَی لا یخْطِئون موضع العَطاء بأَن یُعْطُوه من لا یَسْتَحِقُّ و یحرموه المستحق. شمر: سَرَفُ الماء ما ذهَب منه فی غیر سَقْی و لا نَفْع، یقال: أَروت البئرُ النخیلَ و ذهب بقیة الماء سَرَفاً؛ قال الهذلی: فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِیّةِ وَسْطَها، سَرَفُ الدِّلاء من القَلِیبِ الخِضْرِم و سَرِفْتُ یَمینَه أَی لم أَعْرِفْها؛ قال ساعِدةُ الهذلی: حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ یَمِینَه، و لِكُلِّ ما قال النُّفُوسُ مُجَرّبُ یقول: ما أَخْفَیْتُك و أَظْهَرْت فإنه سیظهر فی التَّجْرِبةِ. و السَّرَفُ: الضَّراوةُ. و السَّرَفُ: اللَّهَجُ بالشی‌ء. و‌فی الحدیث: أَنَّ عائشة، رضی اللّه عنها، قالت: إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الخمر؛ یقال: هو من الإِسْرافِ، و قال محمد بن عمرو: أَی ضَراوةً كضراوةِ الخمر و شدّة كشدَّتها، لأَن من اعتادَه ضَرِیَ بأَكله فأَسْرَفَ فیه، فِعْلَ مُدْمِن الخمر فی ضَراوته بها و قلة صبره عنها، و قیل: أَراد بالسرَفِ الغفلة؛ قال شمر: و لم أَسمع أَن أحداً ذَهب بالسَّرَفِ إلی الضراوة، قال: و كیف یكون ذلك تفسیراً له و هو ضدّه؟ و الضراوة للشی‌ء: كثرةُ الاعتِیاد له، و السَّرَف بالشی‌ء: الجهلُ به، إلا أَن تصیر الضراوةُ نفسُها سَرَفاً، أَی اعتیادُه و كثرة أَكله سَرَفٌ، و قیل: السَّرَفُ فی الحدیث من الإِسرافِ و التبذیر فی النفقة لغیر حاجة أَو فی غیر طاعة اللّه، شبهت ما یَخْرج فی الإِكثار من اللحم بما یخرج فی الخمر، و قد تكرر ذكر الإِسراف فی الحدیث، و الغالب علی ذكره الإِكثار من الذُّنُوب و الخطایا و احْتِقابِ الأَوْزار و الآثام. و السَّرَفُ: الخَطَأُ. و سَرِفَ الشی‌ءَ، بالكسر، سَرَفاً: أَغْفَلَه و أَخطأَه و جَهِلَه، و ذلك سَرْفَتُه و سِرْفَتُه. و السَّرَفُ: الإِغفالُ. و السَّرَفُ: الجَهْلُ. و سَرِفَ القومَ: جاوَزهم. و السَّرِفُ: الجاهلُ و رجل سَرِفُ الفُؤاد: مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه؛ قال طَرَفةُ: إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد یَری عَسَلًا بماء سَحابةٍ شَتْمِی
لسان العرب، ج‌9، ص: 150
سَرِفُ الفؤاد أَی غافل، و سَرِفُ العقل أَی قلیل.أَبو زیادٍ الكلابی فی حدیث: أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم‌أَی أَغْفَلْتُكم. و قوله تعالی: مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتٰابٌ؛ كافر شاكٌّ. و السَّرَفُ: الجهل. و السَّرَفُ: الإِغْفال. ابن الأَعرابی: أَسْرَفَ الرجل إذا جاوز الحَدَّ، و أَسْرَفَ إذا أَخْطأَ، و أَسْرَفَ إذا غَفَل، و أَسْرَفَ إِذا جهِلَ. و حكی الأَصمعی عن بعض الأَعراب و واعده أَصحاب له من المسجد مكاناً فأخلفهم فقیل له فی ذلك فقال: مررت فسَرِفْتُكم أَی أَغْفَلْتُكم. و السُّرْفةُ: دُودةُ القَزِّ، و قیل: هی دُوَیْبَّةٌ غَبْراء تبنی بیتاً حسَناً تكون فیه، و هی التی یُضرَبُ بها المثل فیقال: أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، و قیل: هی دُویبَّة صغیرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبنی فیها بیتاً من عِیدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت، و قیل: هی دابة صغیرة جدّاً غَبْراء تأْتی الخشبة فَتَحْفِرُها، ثم تأْتی بقطعة خشبة فتضعها فیها ثم أُخری ثم أُخری ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت؛ قال أَبو حنیفة: و قیل السُّرْفةُ دویبَّة مثل الدودة إلی السواد ما هی، تكون فی الحَمْض تبنی بیتاً من عیدان مربعاً، تَشُدُّ أَطراف العیدان بشی‌ء مثل غَزْل العنكبوت، و قیل: هی الدودة التی تنسج علی بعض الشجر و تأْكل ورقه و تُهْلِكُ ما بقی منه بذلك النسج، و قیل: هی دودة مثل الإِصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتی تُعَرِّیَها، و قیل: هی دودة تنسج علی نفسها قدر الإِصْبع طولًا كالقرطاس ثم تدخله فلا یُوصل إلیها، و قیل: هی دویبَّة خفیفة كأَنها عنكبوت، و قیل: هی دویبَّة تتخذ لنفسها بیتاً مربعاً من دقاق العیدان تضم بَعضها إلی بعض بلعابها علی مثال الناووس ثم تدخل فیه و تموت. و یقال: أَخفُّ من سُرْفَة. و أَرض سَرِفةٌ: كثیرة السُّرْفةِ، و وادٍ سَرِفٌ كذلك. و سَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكل حتی كأَنَّ السرفة أَصابته. و سُرِفَتِ الشجرةُ: أَصابتها السُّرْفةُ. و سَرِفَتِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إذا أَكلت ورَقها؛ حكاه الجوهری عن ابن السكیت. و‌فی حدیث ابن عمر أَنه قال لرجل: إذا أَتیتَ مِنًی فانتهیت إلی موضع كذا فإن هناك سَرْحةً لم تُجْرَدْ و لم تُسْرَفْ، سُرَّ تحتها سبعون نبیّاً فانزل تحتها؛ قال الیزیدی: لم تُسْرَفْ لم تُصِبْها السُّرْفةُ و هی هذه الدودة التی تقدَّم شرحها. قال ابن السكیت: السَّرْفُ، ساكن الراء، مصدر سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إذا وقعت فیها السُّرْفةُ، فهی مَسْرُوفةٌ. و شاة مَسْرُوفَةٌ: مقطوعة الأُذن أَصلًا. و الأُسْرُفُّ: الآنُكُ، فارسیة معرَّبة. و سَرِفٌ: موضع؛ قال قیس بن ذَریحٍ: عَفا سَرِفٌ من أَهْله فَسُراوِعُ و قد ترك بعضهم صَرْفَه جعله اسماً للبقعة؛ و منه قول عیسی بن أَبی جهمة اللیثی و ذكر قیساً فقال: كان قَیْسُ بن ذَریحٍ منَّا، و كان ظریفاً شاعراً، و كان یكون بمكة و دونها من قُدَیْدٍ و سَرِف و حولَ مكة فی بوادیها. غیره: و سَرِف اسم موضع. و‌فی الحدیث: أَنه تزوّج مَیْمُونةَ بِسَرِف، هو بكسر الراء، موضع من مكة علی عشرة أَمیال، و قیل: أَقل و أكثر. و مُسْرِفٌ: اسم، و قیل: هو لقب مسلم بن عُقْبَةَ المُرِّی صاحب وقْعةِ الحَرَّة لأَنه قد أَسْرفَ فیها؛ قال علیّ بن عبد اللّه بن العباس: هُمُ مَنَعُوا ذِمارِی، یومَ جاءتْ كتائِبُ مُسْرِفٍ، و بنو اللَّكِیعَهْ
لسان العرب، ج‌9، ص: 151
و إسرافیلُ: اسم أعْجمی كأَنه مضاف إلی إیل، قال الأَخفش: و یقال فی لغة إسْرافِینُ كما قالوا جِبْرِینَ و إِسْمعِینَ و إسْرائین، و اللّه أَعلم.

سرعف؛ ج9، ص: 151

: السَّرْعَفةُ: حُسْنُ الغِذاء و النَّعمة. و سَرْعَفْتُ الرجلَ فَتَسَرْعَفَ: أَحْسَنْتُ غِذاءه، و كذلك سَرْهَفْتُه. و المُسَرْعَفُ و المُسَرهفُ: الحَسَنُ الغِذاء؛ قال الشاعر: سَرْعَفْتُه ما شِئْتَ من سِرعافِ و قال العجاج: بِجِیدِ أَدْماء تَنُوشُ العُلَّفا، و قَصَب إن سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفَا و السُرْعُوفُ: الناعِمُ الطویل، و الأُنثی بالهاء سُرْعُوفَةٌ، و كلُّ خفیف طویلٍ سُرْعُوفٌ. الجوهری: السُّرْعُوفُ كل شی ناعم خفیفِ اللحم. و السُّرْعُوفَةُ: الجرادة من ذلك و تشبّه بها الفرس، و تسمی الفرس سُرْعُوفَة لخِفّتِها؛ قال الشاعر: و إن أَعْرَضَتْ قلتَ: سُرْعُوفَةٌ، لها ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرّ و السُّرْعُوفةُ: دابة تأْكل الثیاب.

سرنف؛ ج9، ص: 151

: السِّرْنَافُ: الطویل.

سرهف؛ ج9، ص: 151

: السَّرْهَفَةُ: نَعْمةُ الغِذاء، و قد سَرْهَفَه. و السَّرْهَفُ: المائقُ الأَكُول. و المُسَرْهَفُ و المُسَرْعَفُ: الحسَن الغِذاء. و سرهفت الرجل: أَحسنت غذاءه؛ أَنشد أَبو عمرو: إنك سَرْهَفْتَ غلاماً جَفْرا و سَرْهَفَ غِذاءه إذا أَحْسَنَ غِذاءه.

سعف؛ ج9، ص: 151

: السَّعْفُ: أَغصانُ النخلة، و أَكثر ما یقال إذا یبست، و إذا كانت رَطْبة، فهی الشَّطْبةُ؛ قال: إنی علی العَهْدِ، لستُ أَنْقُضُه، ما اخْضَرَّ فی رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ واحدته سَعَفَةٌ، و قیل: السَّعَفةُ النخلةُ نفسُها؛ و شبه إمرؤ القیس ناصِیةَ الفرس بِسَعَفِ النخل فقال: و أَرْكَبُ فی الرَّوْعِ خَیْفانَةً، كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ قال الأَزهری: و هذا یدل علی أَن السَّعفَ الورَقُ. قال: و السَّعَفُ ورَقُ جَرِیدِ النخل الذی یُسَفُّ منه الزُّبْلانُ و الجلالُ و المَرَاوِحُ و ما أَشبهها، و یجوز السعفُ «1» و الواحدة سَعفةٌ، و یقال للجرید نَفسِه سَعَفٌ أَیضاً. و قال الأَزهری: الأَغصانُ هی الجَرِیدُ، و ورقها السَّعَفُ، و شوْكُه السُّلاء، و الجمع سَعَفٌ و سعَفاتٌ؛ و منه‌حدیث عمار: لو ضَربُونا حتی یَبْلُغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَرَ، و إنما خَصَّ هجر للمُباعَدة فی المسافة و لأَنها موصوفة بكثرة النخیل. و‌فی حدیث ابن جبیر فی صفة الجنة: و نخِیلُها كَرَبُها ذَهَبٌ و سَعَفُها كُسْوةُ أَهْلِ الجنةِ.و السَّعْفَةُ و السَّعَفَةُ: قُرُوحٌ فی رأْس الصبی، و قیل: هی قُروح تخرج بالرأْس و لم یَخُصّ به رأْس صبی و لا غیره؛ و قال كراع: هو داء یخرج بالرأْس و لم یعَیِّنه، و قد سُعِفَ، فهو مَسْعُوفٌ. و قال أَبو حاتم: السعفة یقال لها داء الثَّعْلَب تُورِثُ القَرَع. و الثَّعالِبُ یُصِیبها هذا الداء فلذلك نسب إلیها. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی جاریة فی بیت أُمّ سَلَمَةَ بها سَعْفة،
(1). قوله [و یجوز السعف إلخ] ظاهره جواز التسكین فیهما لكن الذی فی القاموس و الصحاح و النهایة الاقتصار علی التحریك.
لسان العرب، ج‌9، ص: 152
بسكون العین؛ قیل: هی القُروح التی تخرج فی رأْس الصبی؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه الحربی بتقدیم العین علی الفاء و المحفوظ بالعكس. و السَّعَف: داء فی أفواه الإِبل كالجَرَب یتَمَعَّطُ منه أَنف البعیر و خُرْطومُه و شعر عینیه؛ بعیر أَسْعَفُ و ناقة سَعْفاء، و خَصَّ أَبو عبید به الإِناثَ، و قد سَعِفَ سَعَفاً، و مثله فی الغنم الغَرَبُ. و قال أَبو عبیدة فی كتاب الخیل: من شیاتِ النَّواصی فرس أَسْعَفُ؛ و الأَسْعَفُ من الخیل: الأَشْیَبُ الناصیةِ، و ناصِیةٌ سَعْفاء، و ذلك ما دام فیها لون مُخالِف للبیاض، فإذا ابیضَّتْ كلُّها، فهو الأَصْبَغُ، و هی صَبْغاء. و السَّعْفاء من نواصِی الخیل: التی فیها بیاض، علی أَیّةِ حالاتِها كانت، و الاسم السَّعَفُ؛ و به فسّر بعضهم البیت المُقَدَّم: كسا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ و السَّعَفُ و السُّعافُ: شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ و تَقَشُّرٌ و تَشَعُّثٌ، و قد سَعِفَتْ یدُه سَعَفاً و سَئِفَتْ. و الإِسْعافُ: قضاء الحاجة و قد أَسعَفَه بها. و مكان مُساعِفٌ و منزل مُساعِفٌ أَی قریب. و‌فی الحدیث: فاطمةُ بَضْعةٌ منی یُسْعِفُنی ما أَسْعَفَها، من الإِسْعافِ الذی هو القُرْبُ و الإِعانةُ و قضاء الحاجة، أَی یَنالُنی ما نالها و یُلِمُّ بی ما أَلمَّ بها. و الإِسْعافُ و المُساعَفةُ: المُساعَدةُ و المُواتاةُ و القُرْبُ فی حُسْنِ مُصافاةٍ و مُعاونةٍ؛ قال: و إنَّ شِفاءَ النَّفْسِ، لو تُسْعِفُ النَّوَی، أُولاتُ الثنایا الغُرِّ و الحَدَقِ النُّجْلِ أَی لو تُقَرِّبُ و تُواتی؛ قال أَوس بن حجر: ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُسَاعِفُ و قال: إذِ الناس ناسٌ و الزمانُ بغِرّةٍ، و إذْ أُمُّ عَمّارٍ صَدیقٌ مُسَاعِفُ و أَسْعَفَه علی الأَمْرِ: أَعانَه. و أَسْعَفَ بالرجل: دَنا منه. و أَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إذا دَنَتْ. و كل شی‌ء دَنا، فقد أَسْعَفَ؛ و منه قول الراعی: و كائنْ تَری منْ مُسْعِفٍ بمَنِیّةٍ و السُّعُوفُ: الطبِیعةُ، و لا واحد له. قال ابن الأَعرابی: السُّعُوفُ طبائعُ الناسِ من الكَرَمِ و غیره، و یقال للضَّرائب سُعُوفٌ، قال: و لم یُسْمَعْ لها بواحد من لفظها. و سُعُوفُ البیتِ: فُرُشُه و أَمْتِعَتُه، الواحد سَعَفٌ، بالتحریك. و السُّعُوف: جِهازُ العَرُوسِ. و إنه لَسَعَفُ سَوْء أَی مَتاعُ سَوْء أو عبد سوء، و قیل: كلُّ شی‌ء جادَ و بَلَغَ من عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك ملكته، فهو سَعَفٌ. و سَعْفةُ: اسم رجل. و التَّسْعِیفُ بالمِسْكِ: أَن یُرَوَّحَ بأَفاویه الطِّیبِ و یُخْلَطَ بالأَدْهانِ الطَّیِّبةِ. یقال: سَعِّفْ لی دُهْنی. قال ابن بری: و السَّعَفُ ضرب من الذُّبابِ؛ قال عَدِیُّ بن الرِّقاعِ: حتی أَتَیْت مُرِیّاً، و هو مُنْكَرِسٌ كاللَّیْثِ، یَضْرِبُه فی الغابةِ السَّعَفُ

سفف؛ ج9، ص: 152

: سَفِفْتُ السَّویقَ و الدَّواءَ و نحوهما، بالكسر، أَسَفُّه سَفّاً و اسْتَفَفْتُه: قَمِحْتُه إذا أَخذته غیر ملتوت، و كل دَواء یؤخذ غیر معجون فهو سَفُوفٌ،
لسان العرب، ج‌9، ص: 153
بفتح السین، مثل سَفُوفِ حبّ الرُّمان و نحوه، و الاسم السُّفّةُ و السَّفُوفُ. و اقْتماحُ كل شی‌ء یابس سَفٌّ؛ و السَّفُوفُ: اسم لما یُسْتَفُّ. و قال أَبو زید: سَفِفْتُ الماءَ أَسَفُّه سَفّاً و سَفِتُّه أَسْفَتُه سَفْتاً إذا أَكثرت منه و أَنت فی ذلك لا تَرْوَی. و السُّفَّةُ: القُمْحةُ. و السَّفَّةُ: فِعْل مرة. الجوهری: سُفّة من السویق، بالضم، أَی حَبّة منه و قُبْضةٌ. و‌فی حدیث أَبی ذر: قالت له امرأَة: ما فی بیتك سُفَّةٌ و لا هِفَّةٌ؛ السُّفَّة ما یُسَفُّ من الخُوص كالزَّبیل و نحوه أَی یُنْسَجُ، قال: و یحتمل أَن یكون من السَّفُوفِ أَی ما یُسْتَفُّ. و أَسَفَّ الجُرْحَ الدّواءَ: حَشاه به، و أَسَفَّ الوَشْمَ بالنَّؤُورِ: حَشاهُ، و أَسَفَّه إیاه كذلك؛ قال ملیح: أَو كالْوشُومِ أَسَفَّتْها یَمانِیةٌ من حَضْرَمَوْتَ نُؤُوراً، و هو مَمْزوجُ و‌فی الحدیث: أُتی برجل فقیل إنه سرق فكأَنما أُسِفَّ وجْهُ رسولِ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی تغیّر وجْهُه و اكْمَدَّ كأَنما ذُرَّ علیه شی‌ء غیّره، من قولهم أَسْفَفْتُ الوَشْم و هو أَن یُغْرَزَ الجلدُ بإبرة ثم تُحْشی المَغارِزُ كُحْلًا. الجوهری: و أُسِفَّ وجهُه النَّؤُورَ أَی ذُرّ علیه؛ قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِی یصف ثوراً: شَدیدُ بَریقِ الحاجِبَیْنِ كأَنما أُسِفَّ صَلی نارٍ، فأَصْبَحَ أَكْحَلا و قال لبید: أَو رَجْعُ واشِمة أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ، فَوْقَهُنَّ، وِشامُها و‌فی الحدیث: أَن رجلًا شكا إلیه جِیرانَه مع إحْسانِه إلیهم فقال: إن كان كذلك فكأَنما تُسِفُّهم المَلَّ؛ المَلُّ: الرَّمادُ الحارُّ، أَی تَجعل وجُوههم كلوْن الرماد، و قیل: هو من سَفِفْتُ الدواء أَسَفُّه و أَسْفَفْتُه غیری، و‌فی حدیث آخر: سَفُّ المَلّةِ خیر من ذلك.و السَّفُوفُ: سَوادُ اللِّثةِ. و سَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه، بالضم سَفّاً و أَسْفَفْتُه إسْفافاً أَی نسجته بعضَه فی بعض، و كلُّ شی‌ء ینسج بالأَصابع فهو الإِسْفاف. قال أَبو منصور: سَفَفْتُ الخوص، بغیر أَلف، معروفة صحیحة؛ و منه قیل لتصدیر الرَّحْل سَفِیف لأَنه مُعْتَرِض كسَفِیف الخوص. و السُّفَّة ما سُفَّ من الخوص و جعل مقدار الزَّبیل و الجُلَّةِ. أَبو عبید: رَمَلْتُ الحَصِیر و أَرْمَلْتُه و سَفَفْتُه و أَسْفَفْتُه معناه كله نسجته. و‌فی حدیث إبراهیم النخعی: أَنه كره أَن یُوصلَ الشعر، و قال لا بأْس بالسُّفّة؛ السُّفَّة: شی‌ء من القَرامل تَضَعُه المرأَة علی رأْسها و فی شعرها لیطول، و أَصله من سَفِّ الخوص و نسْجِه. و سَفِیفَةٌ من خوص: نَسِیجةٌ من خوص. و السفِیفة: الدَّوْخَلَّةُ من الخوص قبل أَن تُرْمَل أَی تنسج. و السُّفَّةُ العَرَقةُ من الخوص المُسَفّ. الیزیدی: أَسْفَفْتُ الخوص إسْفافاً قارَبْتُ بعضه من بعض، و كلُّه من الإِلصاق و القُرب، و كذلك من غیر الخوص؛ و أَنشد: بَرَداً تُسَفُّ لِثاتُه بالإِثْمِدِ «2» و أَحْسَنُ اللِّثاتِ الحُمُّ. و السَّفِیفَةُ: بِطانٌ عَریضٌ یُشَدُّ به الرَّحْلُ. و السَّفِیفُ: حِزامُ الرَّحْل و الهَوْدَج. و السَّفائِفُ ما عَرُضَ من الأَغْراضِ، و قیل: هی جمیعها. و أَسَفَّ الطائِرُ و السَّحابةُ و غیرُهما: دَنا من الأَرض؛
(2). هذا الشطر للنابغة و هو فی دیوانه: تجلو بقادمتی حمامةِ أیكةٍ برداً أُسِفّ لِثاته بالإِثمدِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 154
قال أَوْس بن حَجَر أَو عبید بن الأَبرص یصف سحاباً قد تَدلی حتی قَرُب من الأَرض: دانٍ مُسِفٍّ، فَوَیْقَ الأَرضِ هَیْدَبُه، یكادُ یَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ و أَسَفَّ الفَحلُ: أَمال رأْسَه للعَضِیضِ. و أَسَفَّ إلی مَداقِّ الأُمور و أَلائمها: دَنا. و فی الصحاح: أَسَفَّ الرجلُ أَی تَتَبَّعَ مَداقَّ الأُمور، و منه قیل للَّئیم العَطِیّةِ مُسَفْسِفٌ، و فی نسخة مُسَفِّف؛ و أَنشد ابن بری: و سامِ جَسِیماتِ الأُمور، و لا تكنْ مُسِفّاً، إلی ما دَقَّ منهنَّ، دانِیا و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: لكنی أَسْفَفْتُ إذ أَسَفُّوا؛ أَسَفَّ الطائر إذا دنا من الأَرض فی طیرانه. و أَسَفَّ الرَّجل الأَمر إذا قاربه. و أَسَفَّ: أَحَدَّ النظر، زاد الفارسی: و صوّب إلی الأَرض. و‌روی عن الشعبی: أَنه كره أَن یُسِفَّ الرجلُ النظر إلی أُمّه أَو ابنته أَو أُخته‌أَی یُحِدَّ النظر إلیهن و یُدیمه. قال أَبو عبید: الإِسْفاف شِدَّة النظر و حِدّته؛ و كلُّ شی‌ء لَزِمَ شیئاً و لَصِقَ به، فهو مُسِفٌّ، و أَنشد بیت عبید. و الطائر یُسِفُّ إذا طار علی وجه الأَرض. و سَفِیفُ أُذُنَی الذئب: حِدَّتُهما؛ و منه قول أَبی العارم فی صفة الذئب: فرأَیت سَفِیفَ أُذُنیه، و لم یفسره. ابن الأَعرابی: و السُّفُّ و السِّفُّ من الحیات الشجاع. شمر و غیره: السّفُّ الحیة؛ قال الهذلی: جَمِیلَ المُحَیّا ماجداً و ابن ماجِدٍ و سُفّاً [سِفّاً، إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَفْرعا و السُّفُّ و السِّفُّ: حَیَّةٌ تطیر فی الهواء؛ و أَنشد اللیث: و حتی لَو انَّ السُّفَّ [السِّفَّ ذا الرِّیشِ عَضَّنی، لمَا ضَرَّنی منْ فیه نابٌ و لا ثَعْرُ قال: الثَّعْرُ السم. قال ابن سیدة: و ربما خُصَّ به الأَرْقَمُ؛ و قال الدَّاخِلُ بن حرامٍ الهُذَلی: لَعَمْرِی لقد أَعْلَمْت خِرْقاً مُبرَّأً و سُفّاً، إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَرْوَعا أَراد: و رجلًا مثل سفٍّ إذا ما صرَّح الموتُ. و المُسَفْسِفَةُ و السَّفْسَافَةُ: الرِّیح التی تجری فُوَیْقَ الأَرض؛ قال الشاعر: و سَفْسَفَتْ مُلَّاحَ هَیْفٍ ذابِلا أَی طَیّرَتْه علی وجه الأَرض. و السَّفْسَافُ: ما دَقَّ من التراب. و المُسَفْسِفَةُ: الرِّیحُ التی تُثِیرُه. و السَّفْسَافُ: التراب الهابی؛ قال كثیِّر: و هاج بِسَفْسَافِ التراب عَقِیمها و السَّفْسَفَةُ: انْتِخالُ الدَّقِیق بالمُنخُل و نحوه؛ قال رؤبة: إذا مَساحِیجُ الرِّیاحِ السُّفَّنِ سَفْسَفْنَ فی أَرْجاء خاوٍ مُزْمِنِ و سَفْسافُ الشِّعْر: رَدِیئُه. و شِعْر سَفْسافٌ: رَدِی‌ء. و‌سَفْسَافُ الأَخْلاقِ: رَدیئُها. و‌فی الحدیث: إِن اللّه تبارك و تعالی یُحِبُّ مَعالیَ الأُمورِ و یُبْغِضُ سَفْسَافَها؛ أَرادَ مداقَّ الأُمورِ و مَلائمَها، شبهت بما دَقَّ من سَفْسَاف التراب؛ و قال لبید:
لسان العرب، ج‌9، ص: 155
و إذا دَفَنْتَ أَباكَ، فاجْعَلْ فَوْقَه خَشَباً و طِینَا لِیَقِینَ وَجْه الأَمْرِ سَفْسَافَ التُّرابِ، و لنْ یَقِینا و السَّفْسَافُ: الرَّدِی‌ء من كل شی‌ءٍ، و الأَمرُ الحقِیر و كلُ عَمَل دُونَ الإِحْكام سَفْسَاف، و قد سَفْسَفَ عَمَله. و‌فی حدیث آخر: إنَّ اللّه رَضِیَ لكم مَكارِمَ الأَخْلاقِ و كره لكم سَفْسَافَها؛ السَفْسَاف: الأَمرُ الحَقِیر و الرَّدی‌ء من كل شی‌ء، و هو ضدّ المعالی و المَكارِم، و أَصله ما یطیر من غبار الدَّقیق إذا نُخِلَ و الترابِ إذا أُثیر. و‌فی حدیث فاطمةَ بنت قَیس: إنی أَخافُ علیكِ سَفَاسِفَه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا أَخرجه أَبو موسی فی السین و الفاء و لم یفسره، و قال: ذكره العسكری بالفاء و القاف، و لم یورده أَیضاً فی السین و القاف، قال: و المشهور المحفوظ‌فی حدیث فاطمة إنما هو: إنی أَخاف علیك قَسْقاسَتَه، بقافین قبل السینین، و هی العصا؛ قال: فأَما سَفاسِفُه و سَقاسِقُه بالفاء و القاف فلا أَعرفه إلا أَن یكون من قولهم لطرائق السیف سَفاسِقُه، بفاء بعدها قاف، و هی التی یقال لها الفِرِنْدُ، فارسیة معرَّبة. و المُسَفْسِفُ: اللئیمُ الطبیعةِ. و السَّفْسَفُ: ضرب من النبات. و السَّفِیفُ: اسم من أَسماء إبلیس، و فی نسخة: السَّفْسَفُ من أَسماء إبلیس. و سَفْ تَفْعَلُ، ساكنة الفاء، أَی سوف تَفْعَلُ؛ قال ابن سیدة: حكاه ثعلب.

سقف؛ ج9، ص: 155

: السَّقْفُ: غِماءُ البیت، و الجمع سُقُفٌ و سُقُوفٌ، فأَما قراءة من قرأ: لَجَعَلْنٰا لِمَنْ یَكْفُرُ بِالرَّحْمٰنِ لِبُیُوتِهِمْ سَقْفاً من فِضَّة. فهو واحد یدل علی الجمع، أَی لجعلنا لبیت كل واحد منهم سَقْفاً من فِضّة، و قال الفراء فی قوله سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ: إن شئت جعلت واحدتها سَقِیفةً، و إن شئت جعلتها جمع الجمع كأَنك قلت سَقْفاً و سُقُوفاً ثم سُقُفاً كما قال: حتی إذا بُلَّتْ حَلاقِیمُ الحُلُقْ و قال الفراء: سُقُفاً إنما هو جمع سَقِیفٍ كما تقول كَثِیبٌ و كُثُبٌ، و قد سَقَفَ البیتَ یَسْقَفُه سَقْفاً و السماء سَقْفٌ علی الأَرض، و لذلك ذكِّر فی قوله تعالی: السَّمٰاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ، وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ. و فی التنزیل العزیز: وَ جَعَلْنَا السَّمٰاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً. و السَّقِیفةُ: كل بناء سُقِفَتْ به صُفَّةٌ أَو شِبْهُها مما یكون بارِزاً، أُلْزِمَ هذا الاسمَ لِتَفْرِقةِ ما بین الأَشیاء. و السَّقْفُ: السماء. و السّقیفَةُ: الصُّفَّةُ، و منه سَقِیفةُ بنی ساعِدةَ. و‌فی حدیث اجتماع المهاجرین و الأَنصار فی سَقیفِة بنی ساعدةَ: هی صُفّة لها سَقْف، فَعیلةٌ بمعنی مفعُولة. ابن سیدة: و كل طریقةٍ دقیقةٍ طویلةٍ من الذهب و الفِضة و نحوهما من الجوهر سَقِیفَةٌ. و السّقِیفَةُ: لَوْحُ السّفینةِ، و الجمع سَقَائِفُ، و كلُّ ضریبةٍ من الذهب و الفضة إذا ضُرِبَتْ دقیقةً طویلةً سَقِیفَةٌ؛ قال بِشر بن أَبی خازم یصفُ سفینةً: مُعَبَّدةِ السَّقَائِف ذات دُسْرٍ، مُضَبّرَةٍ جوانِبُها رداحِ و السّقَائِفُ: طوائفُ ناموسِ الصائد؛ قال أَوْس بن حَجَر: فَلاقَی علیها، من صباحَ، مُدمِّراً، لِنامُوسِه من الصّفِیحِ سَقَائِفُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 156
و هی كل خشَبة عَرِیضةٍ أَو حَجر سُقِفَتْ به قُتْرة. غیره: و السَّقِیفَةُ كلُّ خشبة عریضة كاللوح أَو حجر عریض یُستطاع أَن یُسَقّفَ به قترةٌ أَو غیرها، و أَنشد بیت أَوس بن حجر، و الصادُ لغة فیها. و السّقَائِفُ: عِیدانُ المُجَبِّر كلُّ جِبارةٍ منها سَقِیفة؛ قال الفرزدق: و كنت كَذِی ساقٍ تَهَیَّضَ كَسْرُها، إذا انْقَطَعَتْ عنها سُیُورُ السَّقَائِفِ اللیث: السَّقِیفَةُ خشبة عریضةٌ طویلة توضع، یُلَفُّ علیها البَوارِی، فوق سُطوحِ أَهل البصرة. و السَّقَائِفُ: أَضْلاعُ البعیر. التهذیب: و أَضلاعُ البعیر تسمی سَقَائِفَ جَنْبَیْه، كل واحد منها سَقِیفَةٌ. و السَّقَفُ: أَن تَمِیلَ الرِّجلُ علی وحْشِیّها. و السَّقَفُ، بالتحریك: طول فی انحناء، سَقِفَ سَقَفاً، و هو أَسْقَفُ. و‌فی مَقْتَلِ عثمان، رضی اللّه عنه: فأَقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسِّهامِ فأَهْوَی بها إلیه، أَی طویل، و به سمِّی السَّقْفُ لِعُلُوِّه و طول جِدارِه. و المُسَقَّفُ: كالأَسْقَفِ و هو بَیِّنُ السَّقَفِ، و منه اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النصاری لأَنه یَتَخاشعُ؛ قال المسیب بن علس یذكر غَوّاصاً: فانصَب أَسْقف رأْسه لبدٌ نزعَتْ رباعیتاه الصَّبِرْ «1» و نَعامة سَقْفَاء: طویلة العُنق. و الأَسْقَفُ: المُنْحنی. و حكی ابن بری قال: و السَّقْفَاء من صفة النعامة؛ و أَنشد: و البَهْوُ بَهْوُ نَعامةٍ سَقْفَاء و الأُسْقُفُّ: رئیس النصاری فی الدِّین، أَعجمی تكلمت به العرب و لا نظیر له إلا أُسْرُبٌّ، و الجمع أَسَاقِفُ و أَسَاقِفَةٌ. و فی التهذیب: و الأَسْقُفُّ رأْس من رؤوس النصاری. و‌فی حدیث أَبی سُفْیان و هِرَقْل: أَسْقَفَه علی نصاری الشام‌أَی جعله أُسْقُفاً علیهم و هو العالم الرئیس من عُلماء النصاری، و هو اسم سُرْیانیّ، قال: و یحتمل أَن یكون سمی به لخُضُوعه و انحنائِه فی عِبادتِه. و‌فی حدیث عمر رضی اللّه عنه: أُسقُفٌّ من سقِّیفاهُ؛ هو مصدر كالخِلِّیفَی من الخِلافةِ، أَی لا یُمْنع من تَسَقُّفِه و ما یُعانیه من أَمر دینه و تقْدِمَته. و یقال: لَحْیٌ سَقْفٌ أَی طویل مُسْتَرْخٍ. و قال الفراء: أَسْقُفُ اسم بلد، و قالوا أَیضاً: أُسْقُفُ نَجْرانَ. و أَما‌قول الحجاج: إیایَ و هذه السُّقَفاء، فلا یعرف ما هو، و حكی ابن الأَثیر عن الزمخشری قال: قیل هو تصحیف، قال: و الصواب شُفَعاء جمع شَفِیعٍ لأَنهم كانوا یجتمعون إلی السلطان فَیَشْفَعُون فی أَصحاب الجَرائِم، فنهاهم عن ذلك لأَن كل واحد منهم یشفع للآخر كما نهاهم عن الاجتماع فی‌قوله: إیایَ و هذه الزَّرافاتِ.و سُقْفٌ: موضع.

سكف؛ ج9، ص: 156

: الأُسْكُفَّةُ و الأَسْكُوفَةُ: عَتَبةُ البابِ التی یُوطَأُ علیها، و السَّاكِفُ أَعلاه الذی یَدُورُ فیه الصائرُ، و الصائرُ أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الذی یَدُور أَعلاه؛ و أَنشد ابن بری لجریر أَو الفرزدق، و الشكُّ منه: ما بالُ لَوْمِكَها و جِئْتَ تَعْتِلُها، حتی اقْتَحَمْتَ بها أُسْكُفَّةَ البابِ كِلاهما حِینَ جَدَّ الجَرْیُ بینهما قد أَقْلَعا، و كِلا أَنْفَیْهِما رابی «2»
(1). هكذا بالأَصل. (2). هذان البیتان للفرزدق، قالهما فی أم غیلان بنت جریر، و كان جریر زوّجها الأَبلق الأَسدی.
لسان العرب، ج‌9، ص: 157
و جعله أَحمد بن یحیی من اسْتَكَفَّ الشی‌ءُ أَی انْقبَض. قال ابن جنی: و هذا أَمْرٌ لا یُنادَی وَلِیدُه. أَبو سعید: یقال لا أَتَسَكَّفُ لك بیتاً مأْخوذ من الأَسْكُفَّةِ أَی لا أَدخل له بیتاً. و الأُسْكُفُّ: مَنابِتُ الأَشْفار، و قیل: شعر العین نفسُه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تُخِیلُ عَیْناً حالِكاً أُسْكُفُّها، لا یُعْزِبُ الكحلَ السَّحِیقَ ذَرْفُها أُسْكُفُّهَا: منابتُ أَشفارها، و قوله‌لا یُعزبُ الكحلَ السحیق ذَرْفُها یقول: هذا خِلْقة فیها و لا كُحْل ثَمّ، و ذَرْفُها: دَمْعُها؛ و أَنشد أَیضاً: حَوْراء، فی أُسْكُفِّ عَیْنَیها وَطَفْ، و فی الثَّنایا البِیض منْ فِیها رَهَفْ الرَّهَفُ: الرقة. الجوهری: الإِسكافُ واحد الأَسَاكِفَةِ. ابن سیدة: و السَّیْكَفُ و الأَسْكَفُ و الأُسْكُوفُ و الإِسْكَافُ كله الصانعُ، أَیّاً كان، و خصَّ بعضهم به النَّجّارَ؛ قال: لم یَبْقَ إلا مِنْطَقٌ و أَطْرافْ، و بُرْدَتانِ و قَمِیصٌ هَفْهافْ، و شُعْبَتا مَیْسٍ بَراها إسْكافْ المِنْطَقُ و النِّطاقُ واحد، و یروی … مَنْطِقٌ …، بفتح المیم، یرید كلامه و لسانه، و أَراد بالأَطْرافِ الأَصابعَ، و جعلُ النجّارِ إسْكافاً علی التوهم، أَراد براها النَّجار؛ كما قال ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ الیَرَنْدَجِ قَبْلَها، و دِراسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ الیرندج: الجِلد الأَسود یُعْمَلُ منه الخِفافُ، و ظنّ ابن أَحمر أَنه یُنْسَج، و أَراد أَنها غِرَّة نشأَت فی نَعْمة، و لم تَدْرِ عَوِیصَ الكلام، و قال الأَصمعی: یقول خَدَعْتها بكلام حسن كأَنه أَرَنْدَجٌ منسوج، و قوله دارِس متخدد أَی یَغْمَضُ أَحْیاناً و یظهر أَحیاناً؛ و قال أَبو نخیلة: بَرِّیّة لم تأْكلِ المُرَقّقا، و لم تَذُقْ مِن البُقُولِ فُسْتُقا «1» و قال زهیر: فَتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أَشأَم، كلُّهُمْ كأَحْمَرِ عاد ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ و قال آخر: جائِفُ القَرْعة أَصْنَع حَسِبَ أَنَّ القَرْعة معمولةٌ؛ قال ابن بری: هذا مثل یقال لمن عَمِلَ عملًا و ظنَّ أَنه لا یَصْنع أَحد مِثْله، فیقال: جائفُ القرعةِ أَصنعُ منكَ، و حِرْفةُ الإِسْكافِ السِّكَافَةُ و الأُسْكُفَّةُ؛ الأَخیرة نادرة عن الفراء. اللیث: الإِسْكاف مصدره السِّكَافَةُ، و لا فِعْل له، ابن الأَعرابی: أَسْكَفَ الرجلُ إذا صار إسْكَافاً. و الإِسْكَافُ عند العرب: كلُّ صانعٍ غیرِ مَن یعمل الخِفاف، فإذا أَرادوا معنی الإِسْكَاف فی الحضَر قالوا هو الأَسْكَفُ؛ و أَنشد: وَضَعَ الأَسْكَفُ فیه رُقَعاً، مِثْلَ ما ضَمّدَ جَنْبَیْه الطَّحَلْ قال الجوهری: قولُ من قال كلُّ صانع عند العرب إسْكافٌ غیر معروف؛ قال ابن بری: و قول الأَعشی: أَرَنْدَج إسْكاف خطا «2»
(1). قوله [بریة] المشهور: جاریة. (2). هكذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 158
خطأٌ. قال شمر: سمعت ابن الفَقْعَسیّ یقول: إنك لإِسْكَافٌ بهذا الأَمر أَی حاذِقٌ؛ و أَنشد یصف بئراً: حتی طَوَیْناها كَطَیِّ الإِسْكَافْ قال: و الإِسْكَافُ الحاذِقُ، قال: و یقال رجل إسْكَافٌ و أُسْكُوف للخَفّاف.

سلف؛ ج9، ص: 158

: سَلَفَ یَسْلُفُ سَلَفاً و سُلُوفاً: تقدَّم؛ و قوله: و ما كلُّ مُبْتاعٍ، و لو سَلْفَ صَفْقُه، بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة، و هذا إنما أَجازه الكوفیون «1» … فی المكسور و المضموم كقوله فی عَلِم عَلْمَ و فی كَرُمَ كَرْمَ، فأَما فی المفتوح فلا یجوز عندهم؛ قال سیبویه: أَ لا تری أَن الذی یقول فی كَبِدٍ كَبْدٍ. و فی عْضُدٍ عَضْدٍ لا یقول فی جَمَلٍ جَمْل؟ و أَجاز الكوفیون ذلك و استظهروا بهذا البیت الذی تقدم إنشاده. و السَّالِفُ: المتقدمُ. و السَّلَفُ و السَّلِیفُ و السُّلْفَةُ: الجماعَةُ المتقدمون. و قوله عز و جل: فَجَعَلْنٰاهُمْ سَلَفاً وَ مَثَلًا لِلْآخِرِینَ، و یُقرأُ: سُلُفاً و سُلَفاً؛ قال الزجاج: سُلُفاً جمع سَلِیفٍ أَی جَمْعاً قد مضی، و من قرأَ سُلَفاً فهو جمع سُلْفَةٍ أَی عُصبة قد مضت. و التَّسْلِیفُ: التَّقدیم؛ و قال الفراء: یقول جعلناهم سَلَفاً متقدّمین لیتعظ بهم الآخِرون، و قرأَ یحیی بن وثّابٍ: سُلُفاً مضمومةً مُثقلة، قال: و زعم القاسم أَنه سمع واحدها سَلِیفاً، قال: و قرئ سُلَفاً كأَن واحدته سُلْفَةٌ أَی قِطْعة من الناس مثل أُمّةٍ. اللیث: الأُمم السَّالِفَةُ الماضیة أَمام الغابرة و تُجْمع سَوالِفَ؛ و أَنشد فی ذلك: و لاقَتْ مَنایاها القُرُونُ السَّوالِفُ، كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ الجوهری: سَلَفَ یَسْلُفُ سَلَفاً مثال طلَبَ یَطلُب طلَباً أَی مضی. و القومُ السُّلَّافُ: المتقدّمون. و سَلَفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون، و الجمع أَسْلاف و سُلَّافٌ. و قال ابن بری: سُلَّافٌ لیس بجمع لسَلَفٍ و إنما هو جمع سَالِفٍ للمتقدّم، و جمع سَالِفٍ أَیضاً سَلَفٌ، و مثله خالفٌ و خَلَفٌ، و یجی‌ء السَّلَفُ علی معان: السَّلَفُ القَرْضُ و السَّلَم، و مصدر سَلَفَ سَلَفاً مضی، و السَّلَفُ أَیضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، و السَّلَفُ القوم المتقدّمون فی السیر؛ قال قیس بن الخطیم: لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ، رَیْثَ یُضَحّی جِمالَه السَّلَفُ و السَّلُوفُ: الناقةُ تكون فی أَوائل الإِبل إذا وردت الماء. و یقال: سَلَفَتِ الناقةُ سُلُوفاً تقدّمت فی أَول الوِرْد. و السَّلُوفُ: السریع من الخیل. و أَسْلَفَه مالًا و سَلَّفَه: أَقْرَضه؛ قال: تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً، و هی حائمةٌ، و الماءُ لَزْنٌ بكی‌ءُ العَیْن مُقْتَسَم و أَسْلَفَ فی الشی‌ء: سَلَّم، و الاسم منهما السَّلَفُ. غیره: السَّلَفُ نوع من البیوع یُعَجَّل فیه الثمن و تضبط السِّلْعةُ بالوصف إلی أَجل معلوم، و قد أَسْلَفْتُ فی كذا، و اسْتَسْلَفْت منه دراهم و تَسَلَّفْت فأَسْلَفَنِی. اللیث: السَّلَفُ القَرْضُ، و الفعل أَسْلَفْت. یقال: أَسْلَفْتُه مالًا أَی
(1). هكذا بیاض فی الأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 159
أَقْرَضْتُه. قال الأَزهری: كلُّ مالٍ قدَّمته فی ثمن سلعة مَضْمونة اشتریتها لصفة، فهو سَلَف و سَلَم. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: مَن سَلَّفَ فَلْیُسْلِفْ فی كیل معلوم و وزن معلوم إلی أَجل معلوم؛ أَراد من قدَّم مالًا و دفَعه إلی رجل فی سلعة مضمونة. یقال سلَّفْتُ و أَسْلَفْتُ تَسْلِیفاً و إسْلافاً و أَسْلَمْت بمعنی واحد، و الاسم السَّلَف، قال: و هذا هو الذی تسمیه عوامُّ الناس عندنا السَّلَم. قال: و السَّلَفُ فی المُعاملات له معنیان: أَحدهما القَرْضُ الذی لا منفعة للمُقْرِض فیه غیر الأَجر و الشكر و علی المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه، و العربُ تسمی القَرْض سَلَفاً كما ذكره اللیث، و المعنی الثانی فی السلف هو أَن یُعْطِی مالًا فی سِلعة إلی أَجل معلوم بزیادة فی السِّعْر الموجود عند السَّلَف، و ذلك مَنْفعة للمُسْلِفِ، و یقال له سلَم دون الأَول قال: و هو فی المعنیین معاً اسم من أَسلفت، و كذلك السلَم اسم من أَسْلَمْتُ. و‌فی الحدیث: أَنه اسْتَسْلَفَ من أَعرابی بَكراً‌أَی اسْتَقْرَضَ. و‌فی الحدیث: لا یَحِلُّ سَلَفٌ و بَیْعٌ؛ هو مثل أَن یقول بعتُك هذا العبد بأَلف علی أَن تُسْلِفَنی أَلفاً فی مَتاع أَو علی أَن تُقْرِضَنی أَلفاً، لأَنه إنما یُقْرِضُه لِیُحابیَه فی الثمن فیدخل فی حدّ الجهَالة، و لأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً فهو رِباً، و لأَنَّ فی العقْد شرطاً و لا یَصِحُّ. و للسَّلَف مَعْنیان آخران: أَحدهما أَن كل شی‌ء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط یُقَدِّمه، فهو له سَلَفٌ، و قد سَلَفَ له عمل صالح، و السَّلَفُ أَیضاً: من تقدَّمَك من آبائك و ذوی قَرابَتِك الذین هم فوقَك فی السنِّ و الفَضْل، واحدهم سَالِفٌ؛ و منه قول طُفیل الغَنَوی یَرْثی قومه: مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبیلِ علیهمُ، و صَرْفُ المَنایا بالرِّجال تَقَلَّبُ أَراد أَنهم تقدّمونا و قصدُ سَبیلِنا علیهم أَی نموت كما ماتوا فنكون سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا. و‌فی الدعاء للمیت: و اجعله سَلَفاً لنا؛ قیل: هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَفَه و جعله ثمناً للأَجر و الثواب الذی یُجازی علی الصبر علیه، و قیل: سَلَفُ الإِنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه و ذوی قَرابته، و لهذا سمی الصدْر الأَول من التابعین السَّلَف الصالح؛ و منه‌حدیث مَذْحِجٍ: نحن عُبابُ سَلَفِها‌أَی مُعْظَمها و هم الماضون منها. و جاءَنی سَلَفٌ من الناس أَی جماعة. أَبو زید: جاء القوم سُلْفَةً سُلْفَةً إذا جاء بعضهم فی إِثْر بعض. و سُلَّافُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم. و سَلَفْتُ القوم و أَنا أَسْلُفُهم سَلَفاً إذا تقدَّمْتهم. و السَّالِفَةُ: أَعلی العُنُق، و قیل: ناحیةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْط علی قَلْتِ التَّرْقُوَةِ. و السَّالِفُ: أَعلی العنق، و قیل: هی ناحیته من معلق القرط إلی الحاقنة. و حكی اللحیانی: إنها لوَضّاحةُ السَّوالِفِ، جعلوا كل جزء منها سَالِفَةً ثم جمع علی هذا. و‌فی حدیث الحدیبیة: لأُقاتِلَنَّهم علی أَمْری حتی تَنْفَرد سَالِفَتی؛ هی صَفْحة العنق، و هما سَالِفَتَانِ من جانِبَیه، و كَنی بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما یلیها إلا بالموت، و قیل: أَراد حتی یُفَرَّقَ بین رأْسی و جَسدی. و سَالِفَةُ الفرَس و غیره: هادِیتُه أَی ما تقدَّم من عُنقه. و سُلافُ الخمر و سُلافَتُها: أَوَّل ما یُعْصَر منها، و قیل: هو ما سال من غیر عصر، و قیل: هو أَوَّلُ ما ینزل منها، و قیل: السُلافَةُ أَوَّلُ كل شی‌ء
لسان العرب، ج‌9، ص: 160
عُصِر، و قیل: هو أَوَّل ما یُرفع من الزبیب، و النَّطْلُ ما أُعِیدَ علیه الماء. التهذیب: السُّلافَةُ من الخمر أَخْلَصُها و أَفْضَلُها، و ذلك إذا تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ و لا مَرْثٍ، و كذلك من التمر و الزبیب ما لم یُعَدْ علیه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله. و السلافُ: ما سال من عصیر العنب قبل أَن یعصر، و یسمی الخمر سُلافاً. و سُلافةُ كلِّ شی‌ء عصرْتَه: أَوَّلُه، و قیل: السلافُ و السلافةُ من كل شی‌ء خالِصُه. و السَّلْفُ، بالتسكین: الجِرابُ الضَخْمُ، و قیل: هو الجراب ما كان، و قیل: هو أَدِیمٌ لم یُحْكَمْ دَبْغُه، و الجمع أَسْلُفٌ و سُلُوفٌ؛ قال بعض الهذلیین: أَخَذْتُ لهم سَلْفَیْ حَتِیٍّ و بُرْنُسا، و سَحْقَ سَراویلٍ و جَرْدَ شَلِیلِ أَراد جِرَابَیْ حَتِیٍّ، و هو سَوِیقُ المُقْلِ. و‌فی حدیث عامر بن ربیعة: و ما لنا زاد إلا السَّلْفُ من التمر؛ هو بسكون اللام، الجِرابُ الضخْمُ، و یروی: … إلا السّفُّ من التمر، و هو الزَّبیلُ من الخوص. و السَّلِفُ: غُرْلةُ الصبیّ. اللیث: تسمی غُرْلةُ الصبیّ سُلْفَةً، و السُّلفَةُ: جلد رقیق یجعل بِطانةً للخِفافِ و ربما كان أَحمرَ و أَصفر. و سَهْم سَلُوفٌ: طویلُ النصْلِ. التهذیب: السّلُوفُ من نِصالِ السِّهامِ ما طالَ؛ و أَنشد: شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِیّ و سَلَفَ الأَرضَ یَسْلُفُها سَلْفاً و أَسْلَفَها: حَوَّلها للزرْعِ و سَوَّاها، و المِسْلَفَةُ: ما سَوَّاها به من حجارة و نحوها. و‌روی عن محمد بن الحنفیة قال: أَرض الجنة مَسْلُوفَةٌ؛ قال الأَصمعی: هی المستَویة أَو المُسَوَّاةُ، قال: و هذه لغة أَهل الیمن و الطائف یقولون سَلَفْتُ الأَرضَ أَسْلُفُها سَلْفاً إذا سَوَّیتها بالمِسْلَفَةِ، و هی شی‌ء تُسَوَّی به الأَرضُ، و یقال للحجر الذی تسوَّی به الأَرضُ مِسْلَفَةٌ؛ قال أَبو عبید: و أَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً یُدَحْرَجُ به علی الأَرض لتَسْتَوی، و أَخرج ابن الأَثیر هذا الحدیث عن ابن عباس و قال: مَسْلوفَةٌ أَی مَلْساء لَیِّنةٌ ناعمة، و قال: هكذا أَخرجه الخطابی و الزمخشری، و أَخرجه أَبو عبید عن عبید بن عمیر اللیثی و أَخرجه الأَزهری عن محمد بن الحنفیة، و روی المنذری عن الحسن أَنه أَنشده بیت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ: نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِیِّ، أَعْلَمُنا مِنَّا بِركْضِ الجِیادِ فی السُّلَفِ «1» قال: السُّلَفُ جمع السُّلْفةِ من الأَرض و هی الكَرْدة المُسَوَّاةُ. و السَّلِفانِ و السِّلْفان: مُتَزَوِّجا الأُختین، فإما أَن یكون السَّلِفانِ مُغَیَّراً عن السِّلْفانِ، و إما أَن یكون وضعاً؛ قال عثمان بن عفان، رضی اللّه عنه: مُعاتَبةُ السِّلْفَیْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً، فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا و الجمع أَسْلافٌ، و قد تَسَالَفَا، و لیس فی النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ الرَّجلانِ؛ قال ابن سیدة: هذا قول ابن الأَعرابی، و قال كراع: السِّلْفَتَان المرأَتان تحت الأَخَوین. التهذیب: السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختین كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه، و المرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج أَخَوان بامرأَتین. الجوهری:
(1). ورد هذا البیت فی صفحة 147 و فیه السَّدَف بدل السَّلف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 161
و سَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، و كذلك سِلْفه مثل كَذِبٍ و كِذْبٍ. و السُّلَفُ: ولد الحَجَلِ؛ و قیل: فَرْخُ القَطاةِ؛ عن كراع؛ و قد روی هذا البیت: كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه و طافوا حَوْلَهُ، سُلَفٌ یَتِیمُ و یروی: … سُلَكٌ یَتِیمُ، و سیأْتی ذكره فی حرف الكاف، و الجمع سِلْفَانٌ و سُلْفانٌ مثل صُرَدٍ و صِرْدانٍ، و قیل: السّلْفانُ ضرب من الطیر فلم یُعَیَّن. قال أَبو عمرو: لم نسمع سُلَفةً للأُنثی، و لو قیل سُلَفةٌ كما قیل سُلَكَةٌ لواحد السِّلْكانِ لكان جیِّداً؛ قال القشیری: أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ، إذا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا یرید أَولاده، شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم؛ و قال آخر: خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِیِّ السُّلَفْ غیره: و السُّلَفُ و السُّلَكُ من أَولاد الحَجل، و جمعه سِلْفانٌ و سِلْكانٌ؛ و قول مُرَّةَ بن عبد اللّه اللحیانی: كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ، حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ قال: واحد السِّلْفان سُلَف و هو الفَرْخُ، قال: و سُلَكٌ و سِلْكانٌ فِراخُ الحَجل. و السُلْفَةُ، بالضمّ: الطعامُ الذی تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء، و قد سَلَّفَ القومَ تَسْلِیفاً و سَلَّفَ لهم، و هی اللُّهنة یَتَعَجَّلُها الرجلُ قبل الغذاء. و السُّلفةُ: ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن زارَها. و المُسْلِفُ من النساء: النَّصَفُ، و قیل: هی التی بلغت خمساً و أَربعین و نحوها و هو وصْف خُصّ به الإِناثُ؛ قال عمر بنُ أَبی ربیعةَ: فیها ثَلاثٌ كالدُّمَی و كاعِبٌ و مُسْلِفُ و السَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لها سَلَفٌ یَعُوذُ بكُلِّ رَیْعٍ، حَمَی الحَوْزاتِ و اشْتَهَرَ الإِفالا حَمَی الحَوْزاتِ أَی حَمَی حَوْزاتِه أَی لا یدنو منها فحل سواه. و اشْتَهَرَ الإِفالا: جاء بها تُشبهُه، یعنی بالإِفالِ صِغارَ الإِبل. و سُولاف: اسم بلد؛ قال: لما الْتَقَوْا بِسُولاف. و قال عبد اللّه بن قیْس الرُّقیّات: تَبِیتُ و أَرْضُ السُّوسِ بینی و بینها، و سُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ غیره: سُولافُ موضع كانت به وقعة بین المُهَلَّبِ و الأَزارِقةِ؛ قال رجل من الخوارج: فإن تَكُ قَتْلَی یومَ سِلَّی تَتابعَتْ، فَكَمْ غادَرَتْ أَسْیافُنا من قَماقِمِ غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِیّةُ فِیهِمُ بِسُولافَ، یومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ

سلحف؛ ج9، ص: 161

: الذكَرُ من السَّلاحِف: الغَیلَمُ، و الأُنثی، فی لغة بنی أَسد: سُلَحْفَاةٌ. ابن سیدة: السُّلَحْفَاةُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 162
و السُّلَحْفَاءُ و السُّلَحْفَا و السُّلَحْفِیَةُ و السِّلَحْفَاةُ، بفتح اللام، واحدة السَّلاحِفِ من دوابّ الماء، و قیل: هی الأُنثی من الغیالِمِ. الجوهری: سُلَحْفِیَةٌ مُلْحقٌ بالخماسی بأَلف، و إنما صارت یاء للكسرة قبلها مثال بُلَهْنِیةٍ، و اللّه أَعلم.

سلخف؛ ج9، ص: 162

‏: التهذیب: أَبو تراب عن جماعة من أَعراب قیس: الشِّلَّخْفُ و السِّلَّخْفُ المُضْطرِبُ الخَلق.

سلعف؛ ج9، ص: 162

: الأَزهری: سَلْعَفْتُ الشی‌ءَ إذا ابْتَلَعْتَه. و السِّلَعْفُ و السِّلَّعْفُ: الرجل المضطرب الخلق.

سلغف؛ ج9، ص: 162

: سلغَفَ الشی‌ءَ: ابتلعه. و السِّلَّغْفُ: التارّ الحادِرُ؛ و أَنشد: بِسَلْغَفٍ دَغْفَلٍ یَنْطَحُ الصخْرَ برأْس مُزْلَعِبّ و بقرة سَلْغَفةُ: تارَّةٌ، و فی التهذیب: و بقرة سَلْغَفٌ.

سنف؛ ج9، ص: 162

: السِّنافُ: خَیْطٌ یُشَدُّ من حَقَبِ البَعیر إلی تَصْدِیره ثم یُشَدُّ فی عُنُقِه إِذا ضَمَرَ، و الجمع سُنُفٌ. الجوهری: قال الخلیل السِّنافُ للبعیر بمنزلة اللّبَبِ للدابة؛ و منه قول هِمیانَ بن قحافَةَ: أَبْقی السِّنَافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ، قَریبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ و سَنَفَ البعیرَ یَسْنُفُه و یَسْنِفُه سَنْفاً و أَسْنَفَه: شدَّه بالسِّنافِ؛ قال الجوهری: و أَبی الأَصمعی إلا أَسْنَفْتُ. الأَصمعی: السِّنَافُ حبل یُشَدُّ من التَّصْدیرِ إلی خَلْفِ الكِرْكِرةِ حتی یَثْبُتَ التصْدیرُ فی موضِعِه. و أَسْنَفْتُ البعیر: جعلت له سِنافاً و إنما یفعل ذلك إذا خَمُصَ بطنهُ و اضْطَرَبَ تصدِیرُه، و هو الحِزامُ. و هی إبل مُسْنَفاتٌ إذا جعل لها أَسْنِفَةٌ تجعل وراء كراكِرها. ابن سیدة: السِّنَاف سیر یجعل من ورا اللَّبَبِ أَو غیرُ سیر لئلا یَزِلَّ. و خیل مُسْنَفَاتٌ: مُشْرِفاتُ المَناسِج، و ذلك محمود فیها لأَنه لا یَعْتَری إلا خِیارَها و كِرامَها، و إذا كان ذلك كذلك فإن السُّروجَ تتأَخَّر عن ظُهورها فیُجْعل لها ذلك السِّنَافُ لتَثْبُتَ به السُّروج. و السَّنِیف: ثوب یُشدُّ علی كَتف البعیر، و الجمع سُنُفٌ. أَبو عمرو: السُّنُفُ ثیاب توضع علی أَكْتاف الإِبل مثلُ الأَشِلَّةِ علی مآخِیرها. و بعیر مِسْنَافٌ: یؤخِّر الرحل فیُجْعل له سِنَافٌ، و الجمع مَسَانِیفُ. و ناقة مِسْنَافٌ و مُسْنِفَةٌ: مُتقدِّمة فی السیر، و كذلك الفرس. التهذیب: المُسْنِفَاتُ، بكسر النون، المُتقدِّمات فی سیرها؛ و قد أَسْنَفَ البعیرُ إذا تقدم أَو قدَّم عُنُقه للسیر؛ و قال كثیِّر فی تقدیم البعیر زمامه: و مُسْنِفَة فَضْلَ الزِّمام، إذا انْتَحی بِهِزَّةِ هادیها علی السَّوْمِ بازِل و فرس مُسْنِفةٌ إذا كانت تتقدّم الخیلَ؛ و منه قول ابن كُلْثُوم: إذا ما عَیَّ بالإِسْنَاف حَیٌّ علی الأَمْر المُشَبّه أَن یَكونا أَی عَیُّوا بالتقدُّم؛ قال الأَزهری: و لیس قول من قال إن معنی قوله إذا ما عَیَّ بالإِسْناف أَن یَدْهَش فلا یَدْری أَینَ یُشَدُّ السِّنافُ بشی‌ء هو باطل، إنما قاله اللیث. الجوهری: أَسْنَفَ الفَرَسُ أَی تقدَّمَ الخیلَ، فإذا سمعت فی الشعر مُسْنِفةً، بكسر النون، فهی من هذا، و هی الفرس تتقدَّم الخیل فی
لسان العرب، ج‌9، ص: 163
سیرها، و إذا سمعت مُسْنَفَةً، بفتح النون، فهی الناقة من السِّنَاف أَی شُدَّ علیها ذلك، و ربما قالوا أَسْنَفُوا أَمْرَهم أَی أَحْكَمُوه، و هو استعارة من هذا. قال: و یقال فی المثل لمن تَحَیَّر فی أَمره: عَیَّ بالإِسْنَاف. قال ابن بری فی قول الجوهری: فإذا سمعت فی الشعر مُسْنِفة، بكسر النون، فهو من هذا، قال: قال ثعلب المَسانیفُ المتقدِّمة؛ و أَنشد: قد قُلْتُ یوماً للغُرابِ، إذ حَجَلْ: علیكَ بالإِبْلِ المَسانیفِ الأُوَلْ قال: و المُسنِفُ المتقدِّمُ، و المُسْنَفُ: المشدود بالسِّنَافِ؛ و أَنشد الأَعشی فی المتقدّم أَیضاً: و ما خِلْت أَبْقی بیننا من مَوَدَّةٍ عِراض المَذاكی المُسْنَفَات القَلائصا ابن شمیل: المِسْنَافُ من الإِبل التی تُقَدِّم الحِمْلَ، قال: و المجناة التی تؤخِّر الحمل، و عُرِضَ علیه قولُ اللیث فأَنكره. و ناقة مُسْنِفٌ و مِسْنَافٌ: ضامِرٌ؛ عن أَبی عمرو. و أَسْنَفَ الأَمْرَ: أَحْكَمَه. و السِّنْفُ، بالكسر: ورَقةُ المَرْخِ، و فی المحكم: السَّنْفُ الورقةُ، و قیل: وعاء ثمر المَرْخِ؛ قال ابن مقبل: تُقَلْقِلُ منْ ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَها، تَقَلْقُلُ سِنْفِ المَرْخِ فی جَعْبةٍ صِفْرِ و الجمع سِنَفةٌ و تشبّه به آذانُ الخیل. قال ابن بری فی السَنْفِ وِعاء ثمر المرخ، قال: هذا هو الصحیح، قال: و هو قول أَهل المعرفة بالمَرْخ، قال: و قال علی بن حمزة لیس للمَرْخِ ورق و لا شَوْك و إنما له قُضْبان دقاق تنبت فی شُعَب، و أَما السِّنفُ فهو وعاء ثمر المرخ لا غیر، قال: و كذلك ذكره أَهل اللغة، و الذی حكی عن أَبی عمرو من أَن السّنف ورقة المرخ مردود غیر مقبول؛ و قال فی البیت الذی أَنشده ابن سیدة بكماله و أَورد الجوهری عجزه و نسباه لابن مقبل و هو: تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ فی جَعْبةٍ صِفْرِ هكذا هو فی شعر الجَعْدِیِّ، قال: و كذا هی الروایة فیه عود المرخ؛ قال: و أَما السِّنْفُ ففی بیت ابن مقبل و هو: یُرْخی العِذارَ، و لو طالَتْ قبائلُه عن حَشْرةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصِّفْرِ الحَشْرةُ: الأُذُنُ اللطیفة المُحَدَّدةُ: قال أَبو حنیفة: السِّنْفَةُ وِعاء كل ثمر، مستطیلًا كان أَو مستدیراً، و جمعها سِنْفٌ و جمع السِّنْفِ سِنَفَةٌ و یقال لأَكِمَّةِ الباقِلاء و اللُّوبیاء و العَدَس و ما أَشبهها: سُنُوفٌ، واحدها سِنْفٌ. و السِّنْفُ: العُود المُجَرَّدُ من الورق. و المَسَانِفُ: السِّنُونَ؛ قال ابن سیدة: أَعنی بالسنینَ السنین المجدبة كأَنهم شنَّعُوها فجمعوها؛ قال القُطامی: و نَحْنُ نَرُودُ الخَیْلَ، وَسْطَ بُیوتِنا، و یُغْبَقْنَ مَحْضاً، و هی مَحْلٌ مَسانِفُ الواحدة مُسْنِفةٌ؛ عن أَبی حنیفة. و أَسْنَفَتِ الرِّیحُ: سافَتِ الترابَ.

سنحف؛ ج9، ص: 163

: السَّنْحَفُ: العظیمُ الطویلُ. و‌فی حدیث عبد الملك: إنَّك لَسِنَّحْفٌ‌أَی عظیم طویل، و السِّنْحَافُ مثله؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره الهروی فی السین و الحاء المهملة، و فی كتاب الجوهری و أَبی موسی بالشین و الخاء المعجمتین. و سیأْتی ذكره.
لسان العرب، ج‌9، ص: 164‌

سنهف؛ ج9، ص: 164

: سَنْهفٌ: اسم.

سهف؛ ج9، ص: 164

: السَّهَفُ و السُّهافُ: شِدَّةُ العَطَش، سَهِفَ سَهَفاً، و رجل سَاهِفٌ و مَسْهُوفٌ: عطشان. و رجل سَاهِفٌ و سافِهٌ: شدیدُ العطَشِ. و ناقةٌ مِسْهافٌ: سریعة العطش. و السَّهْفُ: تَشَحُّط القتیل فی نَزْعِه و اضْطِرابُه؛ قال الهُذَلیّ: ما ذا هنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، و سَاهِفٍ ثَمِلٍ فی صَعْدَةٍ قَصِمِ؟ و سَهَفَ القتیلُ سَهْفاً: اضْطَرَب. و سَهَفَ الدُّبُّ سَهِیفاً: صاح. و سَهَفَ الإِنسان سَهَفاً: عَطِشَ و لم یَرْوَ، و إذا كَثُرَ: سُهافاً. و السَّهْفُ: حَرْشَفُ السمك خاصَّة. و المَسْهَفَةُ: المَمَرُّ كالمَسْهَكَةِ؛ قال ساعدة بن جؤیة: بِمَسْهَفَةِ الرِّعاء إذا هُمُ راحُوا، و إن نَعَقوا ابن الأَعرابی: یقال طعامٌ مَسْفَهَةٌ و طعامٌ مَسْهَفَةٌ إذا كان یَسْقی الماء كثیراً. قال أَبو منصور: و أَری قول الهذلی و سَاهِفٍ ثَمِلٍ من هذا الذی قاله ابن الأَعرابی. الأَصمعی: رجل سَاهِفٌ إذا نُزِفَ فأُغْمِی علیه، و یقال: هو الذی أَخذه العطش عند النَّزْعِ عند خروج رُوحه؛ و قال ابن شمیل: هو سَاهِفُ الوجه و ساهِمُ الوجه مُتَغَیِّره؛ و أَنشد لأَبی خراش الهُذَلیّ: و إن قد تَری منی، لِما قد أَصابَنی من الحُزْنِ، أَنی سَاهِفُ الوجه ذو هَمِّ و سَیْهَف: اسم.

سوف؛ ج9، ص: 164

: سَوْفَ: كلمة معناها التنفیس و التأْخیر؛ قال سیبویه: سَوْفَ كلمة تنفیس فیما لم یكن بعد، أَ لا تری أَنك تقول سَوَّفْتُه إذا قلت له مرة بعد مَرَّة سَوْفَ أَفْعل؟ و لا یُفْصل بینها و بین أَفعل لأَنها بمنزلة السین فی سیَفْعَل. ابن سیدة: و أَما قوله تعالی وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضیٰ، اللام داخلة فیه علی الفعل لا علی الحرف، و قال ابن جنی: هو حرف و اشتقُّوا منه فِعْلًا فقالوا سَوَّفْتُ الرجل تَسْوِیفاً، قال: و هذا كما تری مأْخوذ من الحرف؛ أَنشد سیبویه لابن مقبل: لو سَاوَفَتْنا بِسَوْف من تَجَنُّبِها سَوْفَ العَیُوفِ لراحَ الرَّكْبُ قد قَنِعُوا انتصب سوف العَیُوفِ علی المصدر المحذوف الزیادة. و قد قالوا: سَو یكون، فحذفوا اللام، و سَا یكون، فحذفوا اللام و أَبدلوا العین طَلَبَ الخِفَّةِ، و سَفْ یكون، فحذفوا العین كما حذفوا اللام. التهذیب: و السَّوْفُ الصبر. و إنه لَمُسَوِّفٌ أَی صَبُور؛ و أَنشد المفضل: هذا، و رُبَّ مُسَوِّفینَ صَبَحْتُهُمْ من خَمْرِ بابِلَ لَذَّة للشارِبِ أَبو زید: سَوَّفْت الرجل أَمْری تَسْویفاً أَی ملَّكته، و كذلك سَوَّمْته. و التَّسْویف: التأْخیر من قولك سَوْفَ أَفعل. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لعن المُّسَوِّفَة من النساء‌و هی التی لا تُجِیبُ زوجَها إذا دعاها إلی فراشه و تُدافِعُه فیما یرید منها و تقول سَوْفَ أَفْعَلُ. و قولهم: فلان یَقْتاتُ السَّوْفَ أَی یَعِیشُ بالأَمانی. و التَسْوِیفُ: المَطْلُ. و حكی أَبو زید: سَوَّفْت الرجلَ أَمری إذا ملَّكته أَمرَك و حَكَّمته فیه یَصْنَعُ ما یشاء. و سَافَ الشی‌ءَ یَسُوفُه و یَسافُه سَوْفاً و سَاوَفَه
لسان العرب، ج‌9، ص: 165
و اسْتَافَه، كلُّه: شَمَّه؛ قال الشماخ: إذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ و الاسْتِیافُ: الاشْتِمامُ. ابن الأَعرابی: سَافَ یَسُوفُ سَوْفاً إذا شمَّ؛ و أَنشد: قالت و قد سافَ مِجَذَّ المِرْوَدِ قال: المِرْوَدُ المِیلُ، و مِجَذُّه طرَفُه، و معناه أَن الحسناء إذا كَحَلت عینیها مَسَحَتْ طَرَفَ المیل بشفتیها لیزداد حُمَّةً أَی سواداً. و المَسَافَة: بُعْدُ المَفازةِ و الطریق، و أَصله من الشَّمِّ، و هو أَن الدلیل كان إذا ضَلَّ فی فلاة أَخذ التراب فشمه فعلم أَنه علی هِدْیة؛ قال رؤبة: إذا الدلیلُ اسْتافَ أَخْلاقَ الطُّرُقْ ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتی سموا البعد مَسَافَةً، و قیل: سمی مَسَافَة لأَن الدلیل یستدل علی الطریق فی الفلاة البعیدة الطرفین بِسَوْفِه تُرابَها لیعلم أَ عَلی قَصْدٍ هو أَم علی جَوْرٍ؛ و قال إمرؤ القیس: علی لاحِبٍ لا یُهْتَدی بِمَنارِه، إذا سَافَهُ العَوْدُ الدِّیافیُّ جَرْجَرا و قوله … لا یُهْتَدی بِمَناره یقول: لیس به مَنار فَیُهْتَدی به، و إذا سَافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً من بُعْده و قلة مائه. و السَّوْفَةُ و السَّائِفَةُ: أَرض بین الرَّمل و الجَلَد. قال أَبو زیاد: السَّائِفَةُ: جانِبٌ من الرمل أَلینُ ما یكون منه، و الجمع سَوَائِفُ؛ قال ذو الرمة: و تَبْسِم عن أَلْمَی اللِّثاتِ، كأَنه ذَرا أُقْحُوانٍ من أَقاحی السَّوَائِفِ و قال جابر بن جبلة: السَّائِفَة الحبل من الرمل. غیره: السَّائِفَة الرملة الرقیقة؛ قال ذو الرمة یصف فِراخَ النعامة: كأَنَّ أَعْنَاقَها كُرَّاثُ سَائِفَةٍ، طارَتْ لَفَائِفُه، أَو هَیْشَرٌ سُلُبُ الهَیْشَرَةُ: شجرة لها ساقٌ و فی رأْسها كُعْبُرة شَهْباء، و السُّلُبُ: الذی لا وَرَقَ علیه، و السَّائِفَة: الشَّطُّ من السَّنام؛ قال ابن سیدة: هو من الواو لكون الأَلف عیناً. و السَّوافُ و السُّوافُ: الموتُ فی الناسِ و المال، سَافَ سَوْفاً و أَسَافَه اللّه، و أَسَافَ الرجلُ: وقَع فی ماله السَّوَافُ أَی الموت؛ قال طُفَیْل: فأَبَّلَ و اسْتَرْخی به الخَطْبُ بعد ما أَسَافَ. و لو لا سَعْیُنا لم یُؤَبَّلِ ابن السكیت: أَسَافَ الرجلُ فهو مُسِیفٌ إذا هلَك مالُه. و قد سَافَ المال نَفْسُه یَسُوفُ إذا هلَك. و یقال: رماه اللّه بالسَّوَاف، كذا رواه بفتح السین. قال ابن السكیت: سمعت هِشاماً المَكْفُوفَ یقول لأَبی عمرو: إنَّ الأَصمعی یقول السُّواف، بالضم، و یقول: الأَدْواء كلها جاءت بالضم نحو النُّحازِ و الدُّكاعِ و الزُّكامِ و القُلابِ و الخُمالِ. و قال أَبو عمرو: لا، هو السَّوافُ، بالفتح، و كذلك قال عُمارة بن عَقِیل بن بلال بن جریر؛ قال ابن بری: لم یروه بالفتح غیر أَبی عمرو و لیس بشی‌ء. و سافَ یَسُوفُ أَی هلَك ماله. یقال: أَسافَ حتی ما یَتَشَكی السُّوافَ إذا تعوَّد الحوادثَ، نعوذ باللّه
لسان العرب، ج‌9، ص: 166
من ذلك؛ و منه قولُ حمید بن ثور: فیا لَهما من مُرسَلَیْنِ لِحاجَةٍ أَسافا من المالِ التِّلادِ و أَعْدَما و أَنشد ابن بری للمَرَّارِ شاهداً علی السُّوَافِ مَرَضِ المالِ: دَعا بالسُّوَافِ له ظالماً، فذا العَرْشِ خَیْرَهما أَن یَسُوفَا أَی احفظ خَیْرهما من أَن یَسُوف أَی یَهْلِك؛ و أَنشد ابن بری لأَبی الأَسود العِجْلی: لَجَذْتَهُمُ، حتی إذا سافَ مالُهُمْ، أَتَیْتَهُمُ فی قابِلٍ تَتَجَدَّفُ و التَّجَدُّفُ: الافتِقارُ. و‌فی حدیث الدُّؤلی: وقف علیه أَعرابی فقال: أَكلَنی الفَقْرُ و رَدَّنی الدهرُ ضعیفاً مُسِیفاً؛ هو الذی ذهب مالُه من السُّوافِ و هو داء یأْخذ الإِبل فَیُهْلِكُها. قال ابن الأَثیر: و قد تفتح سینه خارجاً عن قِیاس نَظائِره، و قیل: هو بالفتح الفَناءُ. أَبو حنیفة: السُّوافُ مَرَضُ المالِ، و فی المحكم: مرض الإِبل، قال: و السَّوَافُ، بفتح السین، الفَناء. و أَسَافَ الخارِزُ یُسِیفُ إِسَافَةً أَی أَثْأَی فانْخَرَمَتِ الخُرْزَتانِ. و أَسَافَ الخَرَزَ: خَرمَه؛ قال الراعی: مَزَائِدُ خَرْقاء الیَدَیْنِ مُسِیفَةٍ، أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ و أَحْفَدا قال ابن سیدة: كذا وجدناه بخط علیّ بن حمزة مزائد، مهموز. و إنها لَمُسَاوِفَةُ السَّیْر أَی مُطِیقَتُه. و السَافُ فی البناء: كلُّ صَفٍّ من اللَّبِن؛ یقال: سَافٌ من البناء و سَافَانِ و ثلاثة آسُف و هی السفوف. و قال اللیث: السَّافُ ما بین سافات البناء، أَلفه واو فی الأَصل، و قال غیره: كل سَطْر من اللَّبِن و الطین فی الجدارِ سَافٌ و مِدْماكٌ. الجوهری: السَّافُ كلُّ عَرَقٍ من الحائط. و السَّافُ: طائر یَصِیدُ؛ قال ابن سیدة: قَضینا علی مجهول هذا الباب بالواو لكونها عیناً. و الأَسْوَافُ: موضع بالمدینة بعینه. و‌فی الحدیث: اصْطَدْتُ نُهَساً بالأَسْوافِ.ابن الأَثیر: هو اسم لحَرَمِ المدینة الذی حَرَّمه سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم. و النُّهَسُ: طائر یشبه الصُّرَدَ، مذكور فی موضعه.

سیف؛ ج9، ص: 166

: السَّیْفُ: الذی یُضربُ به معروف، و الجمع أَسْیَافٌ و سُیُوفٌ و أَسْیُفٌ؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد الأَزهری فی جمع أَسْیُفٍ: كأَنهم أَسْیُفٌ بِیضٌ یَمانِیةٌ، عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ و اسْتَافَ القومُ و تَسایَفُوا: تضاربوا بالسیوف. و قال ابن جنی: اسْتَافُوا تَناولوا السُّیوفَ كقولك امْتَشَنُوا سُیُوفَهم و امْتَخَطوها، قال: فأَما تفسیر أَهل اللغة أَنَّ اسْتَافَ القومُ فی معنی تَسایَفُوا فتفسیره علی المعنی كعادتهم فی أَمثال ذلك، أَ لا تراهم قالوا فی قول اللّه سبحانه: مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ، إنه بمعنی مَدْفُوق؟ قال ابن سیدة: فهذا لعمری معناه غیر أَن طریق الصَّنْعة فیه أَنه ذو دَفْق كما حكاه الأَصمعی عنهم، من قولهم ناقة ضارب إذا ضُرِبَت، و تفسیره أَنها ذاتُ ضَرْب أَی ضُربت، و كذلك قول اللّه تعالی: لٰا عٰاصِمَ الْیَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ، أَی لا ذا عِصْمة، و ذو العصمة یكون مفعولًا فمن هنا قیل: إن معناه لا معصوم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 167
و یقال لجماعة السُّیوف: مَسْیَفَةٌ، و مثله مَشْیَخَةٌ. الكسائی: المُسِیفُ المُتَقَلِّدُ بالسیف فإذا ضَرَبَ به فهو سَائِفٌ، و قد سِفْتُ الرجل أَسِیفه. الفراء: سِفْتُه و رَمَحْتُه. الجوهری: سافَه یَسِیفُه ضربه بالسیف. و رجل سائفٌ أَی ذو سَیْف، و سَیَّافٌ أَی صاحبُ سیف، و الجمع سَیَّافَةٌ. و المُسِیفُ: الذی علیه السَّیْفُ. و المُسایَفَةُ: المُجالَدَةُ. و ریح مِسْیَافٌ: تَقْطَعُ كالسَّیْفِ؛ قال: أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لا تزال تَهُجُّهُ شَمالٌ، و مِسْیاف العَشِیِّ جَنُوب؟ و بُرْد مُسَیَّفٌ: فیه كصُوَر السیوف. و رجل سَیْفَانٌ: طویل مَمْشُوقٌ كالسَّیْفِ، زاد الجوهری: ضامرُ البطن، و الأَنثی سَیْفَانَةٌ. اللیث: جاریةٌ سَیْفانةٌ و هی الشِّطْبَةُ كأَنها نَصْل سَیْفٍ، قال: و لا یُوصَفُ به الرجل. و السَّیْفُ، بفتح السین: سَیْبُ الفَرَس. و السِّیفُ: ما كان مُلْتَزِقاً بأُصول السَّعَفِ كاللِّیف و لیس به؛ قال الجوهری: هذا الحرف نقلته من كتاب من غیر سَماعٍ. ابن سیدة: و السِّیفُ ما لزِقَ بأُصول السَّعَفِ من خِلال اللِّیفِ و هو أَرْدَؤُه و أَخْشَنُه و أَجْفاه، و قد سَیِفَ سَیَفاً و انْسَافَ، التهذیب: و قد سَیِفَتِ النخلةُ؛ قال الراجز یصف أَذْنابَ اللِّقاحِ: كأَنَّما اجْتُثَّ علی حلابِها نَخْلُ جُؤاثَی نِیل من أَرْطابِها، و السِّیفُ و اللِّیفُ علی هُدّابِها و السِّیفُ: ساحل البحر، و الجمع أَسْیَاف. و حكی الفارسی: أَسَافَ القومُ أَتوا السِّیفَ، ابن الأَعرابی: الموضع النَّقِیُّ من الماء، و منه قیل: درهم مُسَیَّفٌ إذا كانت له جوانبُ نَقِیَّة من النَّقْشِ. و‌فی حدیث جابر: فأَتینا سِیفَ البحر‌أَی ساحله. و السِّیفُ: موضع؛ قال لبید: و لقد یَعْلَمُ صَحْبی كُلُّهُمْ، بِعَدانِ السِّیفِ، صَبری و نَقَلْ و أَسَفْتُ الخَرَزَ أَی خَرمْتُه؛ قال الراعی: مَزائِدُ خَرْقاء الیَدَیْنِ مُسِیفَةٍ، أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ و أَحْفَدا و قد تقدَّم فی سوف أَیضاً. قال ابن بری فی تفسیر البیت: أَی حملهما علی الإِسراع، و مزائدُ: كان قیاسُها مَزاوِدَ لأَنها جمع مَزادة، و لكن جاء علی التشبیه بفعالة، و مثله مَعائش فیمن همزها. ابن بری: و المُسِیفُ الفقیر؛ و أَنشد أَبو زید للقِیطِ بن زُرَارَةَ: فأَقْسَمْتُ لا تأتِیكَ مِنی خُفارَةٌ علی الكُثْرِ، إنْ لاقَیْتَنی، و مُسِیفَا و السائِفَةُ من الأَرض: بین الجَلَد و الرَّمل. و السَّائِفَة: اسم رمل.

فصل الشین المعجمة؛ ج9، ص: 167

شأف؛ ج9، ص: 167

: شَئِفَ صدرُه علیَّ شَأَفاً: غَمِرَ. و الشَّأْفَةُ: قَرْحةٌ تخرج فی القَدم، و قیل: فی أَسْفل القدم، و قیل: هو ورَمٌ یخرج فی الید و القدم من عُود یدخل فی البَخَصة أَو باطن الكف فیبقی فی جوفها فَیَرِمُ الموضع و یعظُم. و‌فی الدُّعاء: استأْصَل اللّهُ شَأْفَتَهُم، و ذلك أَنَّ الشَّأْفَةَ تُكْوَی فتذهب فیقال: أَذهبهم اللّه كما أَذهب ذلك. و قیل:
لسان العرب، ج‌9، ص: 168
شَأْفَةُ الرجل أَهلُه و مالُه. و یقال: شَئِفَتْ رجلُه شَأَفاً مثال تَعِبَ تَعَباً إذا خرجت بها الشَّأْفَةُ فیُكْوَی ذلك الدَّاء فیذهب، فیقال فی الدعاء: أَذهبك اللّه كما أَذهب ذلك الداء بالكَیّ. و‌فی الحدیث: خَرجَتْ بآدمَ شَأْفَةٌ فی رجله، قال: و الشَّأْفَةُ جاءت بالهمز و غیر الهمز، و هی قَرْحة تخرج بباطن القدم فتُقْطَع أَو تُكْوَی فتذهب. و‌فی الحدیث عن عروة بن الزبیر: أَنه قُطِعَت رجلُه من شَأْفَةٍ بها؛ الهُجَیْمِیُّ: الشَّأْفَةُ الأَصلُ. و اسْتأْصَل اللّه شَأْفَته أَی أَصلَه. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: قال له أَصحابُه لقد استأْصَلْنا شَأْفَتَهم، یعنی الخوارِجَ. و الشَّأْفَةُ: العداوةُ؛ و قال الكمیت: و لم نَفْتأْ كذلك كلَّ یومٍ، لِشَأْفَةِ واغِرٍ، مُسْتَأْصِلِینا و فی التهذیب: اسْتأْصَلَ اللّه شَأْفَتَه إذا حَسَمَ الأَمرَ من أَصله. و شَئِفَ الرَّجلُ «2» إذا خفت حین تراه أَن تُصیبه بعین أَو تَدُلّ علیه مَن یكره. الجوهری: شَئِفْت من فلان «3» شَأْفاً، بالتسكین، إذا أَبْغَضْتَه. ابن سیدة: و شَئِفَتْ یده شَأْفاً شَعِثَ ما حولَ أَظْفارِها و تَشَقَّق؛ و قال ثعلب: هو تشقُّق یكون فی الأَظفار. أَبو زید: شَئِفَت أَصابعه شَأْفاً إذا تشققت. ابن الأَعرابی: شَئِفَتْ أَصابعُه و سَئِفَتْ و سَعِفَت بمعنی واحد، و هو التشعُّثُ حول الأَظفار و الشُّقاقُ. و اسْتَشْأَفَت القرحة: خَبُثَتْ و عَظُمَت و صار لها أَصل. و رجل شَأَفَةٌ: عزیزٌ مَنِیعٌ. و شُئِفَ شَأْفاً: فَزِعَ. أَبو عبید: شُئِفَ فلان شَأْفاً، فهو مَشْؤُوف، مثل جُئِثَ و زُئِدَ إذا فَزِعَ و ذُعِرَ. و الشَّآفَةُ: العداوةُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد أَبو العباس لرجل من بنی نَهْشَل بن دارم: إذا مَولاكَ كان علیكَ عَوْناً، أَتاكَ القومُ بالعَجَبِ العَجِیبِ فلا تَخْتَعْ علیه و لا تُرِدْه، و رامِ بِرأْسِه عُرْضَ الجَنُوبِ و ما لِشَآفةٍ فی غیر شَی‌ءٍ، إذا وَلَّی صَدیقُكَ. من طَبِیبِ قال ابن بری: قال أَبو العباس شَآفَةً و شَأَفاً أَیضاً، بفتح الهمزة، قال: و كذا قال القالی فی كتابه البارع. و فی الأَفعال: شَئِفْتُ الرجل شَآفَةً، بالمد، أَبغضْته، و قلب شَئِفٌ؛ و أَنشد: یا أَیُّها الجاهلُ، أَلَّا تَنْصَرِفْ، و لم تُداوِ قَرْحَةَ القلبِ الشَّئِفْ أَبو زید: شَئِفْت له شأْفاً إذا أَبغضْته.

شحف؛ ج9، ص: 168

: الشَّحْفُ: قَشْرُ الجِلد، یمانیة.

شخف؛ ج9، ص: 168

: الشِّخافُ: اللبنُ، حِمْیَرِیّةٌ. قال أَبو عمرو: الشَّخْفُ صوت اللبَن عند الحَلْب، یقال: سمعت له شَخْفاً؛ و أَنشد: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها ذی الشَّخْفِ كشِیشُ أَفْعَی فی یَبِیسِ قُفِّ قال: و به سمی اللَبن شِخَافاً.

شدف؛ ج9، ص: 168

: الشُّدْفَةُ: القِطْعة من الشی‌ء. و شَدَفَه یَشْدِفُه شَدْفاً: قَطَعه شُدْفةً شُدْفَة. و الشَّدْفةُ
(2). قوله [و شَئِفَ الرجل إلخ] كذا بالأصل، و عبارة القاموس و شرحه: أو شَئِفته خفت أن یصیبنی بعین أو دللت علیه من یكره، قاله ابن الأَعرابی. (3). قوله [الجوهری شئفت من فلان] كذا بالأصل و شرح القاموس، و الذی فیما بأیدینا من نسخ الجوهری: شئفت فلاناً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 169
و الشُّدْفَةُ من اللیل: كالسُّدْفة، بالسین المهملة، و هی الظلمة. و الشَّدَفُ: كالشَّدْفةِ التی هی الظلمة؛ قال ابن سیدة: و السین المهملة لغة؛ عن یعقوب. الفراء و اللحیانی: خرجنا بسُدْفة و شُدْفة، و تفتح صدورهما، و هو السواد الباقی. أَبو عبیدة و الفراء: أَسْدَفَ و أَشْدَفَ إذا أَرْخَی سُتوره و أَظلم. و الشَّدَف، بالتحریك: شخص كل شی‌ء؛ قال ابن بری و أَنشد الأَصمعی: و إذا أَری شَدَفاً أَمامِی خِلْتُه رجلًا، فَجُلْتُ كأَنَّنی خُذْرُوف و الجمع شُدُوف؛ قال ساعدة بن جُؤیة الهذلی: مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصْومِ یَرْقُبُها من المَغارِبِ، مَخْطُوفُ الحَشی زَرِمُ قال یعقوب: إنما یصف الحمار إذا ورد الماء فعینُه نحو الشجر لأَن الصائد یكْمُن بین الشجر فیقول: هذا الحِمارُ من مَخافة الشُّخوص كأَنه موكل بالنظر إلی شخوص هذه الأَشجار من خوفه من الرُّماة یخاف أَن یكون فیه ناس؛ و كلُّ ما واراك، فهو مَغْرِبٌ. الجوهری فی الشَّدَفِ الشخصِ قال: هذا الحرف فی كتاب العین بالسین غیر معجمة، قال ابن درید: هو تصحیف، و الصوْم: شجر قِیامٌ كالناس، و من المَغارِب یعنی من الفَرَق لیس من الجوع. و فرس أَشْدَفُ: عظیم الشخص. و الشَّدَف: التواء رأْس البعیر، و هو عیب. و ناقةٌ شَدْفَاء: تمیل فی أَحد شِقَّیْها. و الشَّدَفُ فی الخیل و الإِبل: إمالة الرأْس من النَّشاطِ، الذكر أشْدَفُ. و شَدِفَ الفَرسُ شَدَفاً إذا مَرِحَ، و هو أَشدَفُ، و شَدِفَ: مَرِحَ؛ قال العجاج: بذاتِ لَوْثٍ أَو نُباجٍ أَشْدَفا و فرَس أَشْدَفُ: و هو المائل فی أَحد شِقَّیه بَغْیاً؛ قال المرَّار: شُنْدُف أَشدَف ما وَرَّعْته، و إذا طُوطِئَ طَیَّارٌ طِمِرْ قال: و الشُّنْدُوفُ مثل الأَشْدَفِ، و النون زائدة فیه. و الأَشْدَفُ: الذی فی خدِّه صَعَر، و شَدِفَ یَشْدَفُ شَدَفاً مثله. الأَصمعی: یقال للقِسِیّ الفارسیة شُدُفٌ؛ واحدتها شَدْفَاء. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَن: یرمون عن شُدُف؛ هی جمع شَدْفاء، و هی العَوْجاء یعنی القوسَ الفارِسِیّةَ. ابن الأَثیر: قال أَبو موسی: أَكثر الروایات بالسین المهملة و لا معنی لها.

شرف؛ ج9، ص: 169

: الشَّرَفُ: الحَسَبُ بالآباء، شَرُفَ یَشْرُفُ شَرَفاً و شُرْفَةً و شَرْفَةً و شَرَافَةً، فهو شَرِیفٌ، و الجمع أَشْرافٌ. غیره: و الشَّرَفُ و المَجْدُ لا یكونانِ إلا بالآباء. و یقال: رجل شریفٌ و رجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون فی الشرَف. قال: و الحسَبُ و الكَرَمُ یكونانِ و إن لم یكن له آباء لهم شَرَفٌ. و الشَّرَفُ: مصدر الشَّریف من الناس. و شَرِیفٌ و أَشْرَافٌ مثل نَصِیرٍ و أَنْصار و شَهِید و أَشْهادٍ، الجوهری: و الجمع شُرَفَاء و أَشْرَافٌ، و قد شَرُفَ، بالضم، فهو شَرِیف الیوم، و شَارِفٌ عن قلیل أَی سیصیر شریفاً؛ قال الجوهری: ذكره الفراء. و‌فی حدیث الشعبی: قیل للأَعمش: لمَ لمْ تَسْتَكْثِر من الشعبی؟ قال: كان یَحْتَقِرُنی كنت آتِیه مع إبراهیم فَیُرَحِّبُ به و یقول لی: اقْعُدْ ثَمَّ أَیُّها العبدُ ثم یقول:
لسان العرب، ج‌9، ص: 170
لا نَرْفَعُ العبدَ فوق سُنَّته، ما دامَ فِینا بأَرْضِنا شَرَفُ أَی شریف. یقال: هو شَرَفُ قومه و كَرَمُهم أَی شَریفُهُم و كَریمهم، و استعمل أَبو إسحاق الشَّرَفَ فی القرآن فقال: أَشْرَفُ آیةٍ فی القرآن آیةُ الكرسی. و المَشْرُوفُ: المفضول. و قد شَرَفه و شَرَفَ علیه و شَرَّفَه: جعل له شَرَفاً؛ و كل ما فَضَلَ علی شی‌ء، فقد شَرَفَ. و شارَفَه فَشَرَفَه یَشْرُفه: فاقَه فی الشرفِ؛ عن ابن جنی. وَ شَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَی غَلَبْته بالشرَفِ، فهو مَشْرُوف، و فلان أَشْرَفُ منه. و شارَفْتُ الرجل: فاخرته أَیُّنا أَشْرَفُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: ما ذِئبان عادِیانِ أَصابا فَریقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فیها من حُبِّ المرء المالَ و الشَّرَفَ لِدِینه؛ یرید أَنه یَتَشَرَّفُ للمُباراةِ و المُفاخَرةِ و المُساماةِ. الجوهری: و شَرَّفَه اللّه تَشْریفاً و تَشَرَّفَ بكذا أَی عَدَّه شَرَفاً، و شَرَّفَ العظْمَ إذا كان قلیل اللحم فأَخذ لحمَ عظم آخرَ و وضَعَه علیه؛ و قول جریر: إذا ما تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً، فَشَرِّفُوا جَحِیشاً، إذا آبَتْ من الصَّیْفِ عِیرُها قال ابن سیدة: أَری أَنَّ معناه إذا عَظُمَتْ فی أَعینكم هذه القبیلة من قبائلكم فزیدوا منها فی جَحِیش هذه القبیلة القلیلة الذلیلة، فهو علی نحو تَشْریفِ العظْمِ باللَّحم. و الشُّرْفَةُ: أَعلی الشی‌ء. و الشَّرَفُ: كالشُّرْفةِ، و الجمع أَشْرَافٌ؛ قال الأَخطل: و قد أَكل الكِیرانُ أَشْرافَها العُلا، و أُبْقِیَتِ الأَلْواحُ و العَصَبُ السُّمْرُ ابن بزرج: قالوا: لك الشُّرْفةُ فی فُؤَادی علی الناس. شمر: الشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ علی ما حوله، قادَ أَو لم یَقُد، سواء كان رَمْلًا أَو جَبَلًا، و إنما یطول نحواً من عشْر أَذرُع أَو خمس، قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كثر. و جبل مُشْرِفٌ: عالٍ. و الشَّرَفُ من الأَرض: ما أَشْرَفَ لك. و یقال: أَشْرَفَ لی شَرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتی علوته؛ قال الهذلی: إذا ما اشْتَأَی شَرَفاً قَبْلَه و واكَظَ، أَوْشَكَ منه اقْتِرابا الجوهری: الشَّرَفُ العُلُوُّ و المكان العالی؛ و قال الشاعر: آتی النَّدِیَّ فلا یُقَرَّبُ مَجْلِسی، و أَقُود للشَّرَفِ الرَّفِیعِ حِماری یقول: إنی خَرِفْت فلا یُنتفع برَأْیی، و كبِرْت فلا أَستطیع أَن أَركب من الأَرض حماری إلا من مكان عال. اللیث: المُشْرَفُ المكان الذی تُشْرِفُ علیه و تعلوه. قال: و مَشارِفُ الأَرض أَعالیها. و لذلك قیل: مَشارِفُ الشَّامِ. الأَصمعی: شُرْفَةُ المال خِیارُه، و الجمع الشُّرَفُ. و یقال: إنی أَعُدُّ إتْیانَكم شُرْفةً و أَری ذلك شُرْفةً أَی فَضْلًا و شَرَفاً. و أَشْرافُ الإِنسان: أُذُناه و أَنْفُه؛ و قال عدیّ: كَقَصِیر إذ لم یَجِدْ غیر أَنْ جَدَّع أَشْرافَه لمَكْر قَصِیر
لسان العرب، ج‌9، ص: 171
ابن سیدة: الأَشْرافُ أَعلی الإِنسانِ، و الإِشرافُ: الانتصابُ. و فرس مُشْتَرِفٌ أَی مُشْرِفُ الخَلْق. و فرس مُشْتَرِفٌ: مُشْرِفُ أَعالی العظام. و أَشْرَف الشی‌ءَ و علی الشی‌ء: عَلاه. و تَشَرَّفَ علیه: كأَشْرَفَ. و أَشْرَفَ الشی‌ءُ: علا و ارتفع. و شَرَفُ البعیر: سَنامه، قال الشاعر: شَرَفٌ أَجَبُّ و كاهِلٌ مَجْزُولُ و أُذُن شَرْفَاء أَی طویلة. و الشَّرْفَاء من الآذان: الطویلة القُوفِ القائمة المُشْرِفةُ و كذلك الشُّرافِیَّة، و قیل: هی المنتصبة فی طول، و ناقة شَرْفَاء و شُرافِیَّةٌ: ضَخْمةُ الأُذنین جسیمة، و ضَبٌّ شُرافیٌّ كذلك، و یَرْبُوعٌ شُرافیّ؛ قال: و إنی لأَصْطادُ الیَرابیعَ كُلَّها: شُرافِیَّها و التَّدْمُریَّ المُقَصِّعا و منكب أَشْرَفُ: عال، و هو الذی فیه ارتفاع حَسَنٌ و هو نقِیض الأَهدإِ. یقال منه: شَرِفَ یَشْرَفُ شَرَفاً، و قوله أَنشده ثعلب: جَزی اللّهُ عَنَّا جَعْفَراً، حین أَشْرَفَتْ بنا نَعْلُنا فی الواطِئین فَزَلَّتِ لم یفسره و قال: كذا أَنشدَناه عمر بن شَبَّة، و قال: و یروی … حین أَزْلَفَتْ؛ قال ابن سیدة: و قوله هكذا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ من الروایة. و الشُّرْفةُ: ما یوضع علی أَعالی القُصور و المدُن، و الجمع شُرَفٌ. و شَرَّفَ الحائطَ: جعل له شُرْفةً. و قصر مُشَرَّفٌ: مطوَّل. و المَشْرُوف: الذی قد شَرَفَ علیه غیره، یقال: قد شَرَفَه فَشَرَفَ علیه. و‌فی حدیث ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْنی المَدائِنَ شُرَفاً و المساجِدَ جُمّاً؛ أَراد بالشُّرَفِ التی طُوّلت أَبْنِیَتُها بالشُّرَفِ، الواحدة شُرْفةٌ، و هو علی شَرَفِ أَمر أَی شَفًی منه. و الشَّرَفُ: الإِشْفاء علی خَطَر من خیر أَو شر. و أَشْرَفَ لك الشی‌ءُ: أَمْكَنَك. و شارَفَ الشی‌ءَ: دنا منه و قارَبَ أَن یَظْفَرَ به. و یقال: ساروا إلیهم حتی شَارَفُوهم أَی أَشْرَفُوا علیهم. و یقال: ما یُشْرِفُ له شی‌ء إلا أَخذه، و ما یُطِفُّ له شی‌ء إلا أَخذه، و ما یُوهِفُ له شی‌ء إلا أَخذه. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه: أُمِرْنا فی الأَضاحی أَن نَسْتَشْرفَ العین و الأُذن؛ معناه أَی نتأَمل سلامتهما من آفةٍ تكون بهما، و آفةُ العین عَوَرُها، و آفة الأُذن قَطْعها، فإذا سَلِمَت الأُضْحِیة من العَوَر فی العین و الجَدْعِ فی الأُذن جاز أَن یُضَحَّی بها، إذا كانت عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو خَرْقاء أَو شَرْقاء لم یُضَحَّ بها، و قیل: اسْتِشْرافُ العین و الأُذن أَن یطلبهما شَریفَیْن بالتمام و السلامة، و قیل: هو من الشُّرْفةِ و هی خِیارُ المال أَی أُمِرْنا أَن نتخیرها. و أَشْرَفَ علی الموت و أَشْفی: قارَبَ. و تَشَرَّفَ الشی‌ءَ و اسْتَشْرَفه: وضع یده علی حاجِبِه كالذی یَسْتَظِلُّ من الشمس حتی یُبْصِرَه و یَسْتَبِینَه؛ و منه قول ابن مُطَیْر: فَیا عَجَباً للناسِ یَسْتَشْرِفُونَنی، كأَنْ لم یَرَوا بَعْدی مُحِبّاً و لا قبْلی و‌فی حدیث أَبی طلحة، رضی اللّه عنه: أَنه كان حسَنَ الرمْی فكان إذا رمی اسْتَشْرَفَه النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لینظر إلی مَواقِعِ نَبْله‌أَی یُحَقِّقُ نظره و یَطَّلِعُ علیه. و الاسْتِشْرافُ: أَن تَضَع یدك علی حاجبك و تنظر، و أَصله من الشَّرَف العُلُوّ
لسان العرب، ج‌9، ص: 172
كأَنه ینظر إلیه من موضع مُرْتَفِع فیكون أَكثر لإِدراكه. و‌فی حدیث أَبی عبیدة: قال لعمر، رضی اللّه عنهما، لما قَدِمَ الشامَ و خرج أَهلُه یستقبلونه: ما یَسُرُّنی أَن أَهلَ هذا البلد اسْتَشْرَفُوك‌أَی خرجوا إلی لقائك، و إنما قال له ذلك لأَن عمر، رضی اللّه عنه، لما قدم الشام ما تَزَیَّا بِزِیِّ الأُمراء فخشی أَن لا یَسْتَعْظِمُوه. و‌فی حدیث الفِتَن: من تَشَرَّفَ لها اسْتَشْرَفَتْ له‌أَی من تَطَلَّعَ إلیها و تَعَرَّضَ لها واتَتْه فوقع فیها. و‌فی الحدیث: لا تُشْرِفْ یُصِبْك سهم‌أَی لا تَتَشَرَّفْ من أَعْلی الموضع؛ و منه‌الحدیث: حتی إذا شارَفَتِ انقضاء عدّتها‌أَی قَرُبَت منها و أَشْرَفَت علیها. و‌فی الحدیث عن سالم عن أَبیه: أَن رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، كان یُعْطِی عُمَر العطاء فیقول له عمر: یا رسولَ اللّه أَعْطِه أَفْقَرَ إلیه منی، فقال له رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: خُذْه فتَمَوَّلْه أَو تَصَدَّقْ به، و ما جاءك من هذا المال و أَنتَ غیرُ مُشْرِفٍ له و لا سائل فخذه و ما لا فلا تُتْبِعْه نفسَك، قال سالم: فمن أجل ذلك كان عبد اللّه لا یَسْأَلُ أحداً شیئاً و لا یَرُدُّ شیئاً أُعْطِیَه؛ و قال شمر فی‌قوله و أَنت غیر مُشْرِفٍ له‌قال: ما تُشْرِفُ علیه و تَحَدَّثُ به نفسك و تتمناه؛ و أَنشد: لقد عَلِمْتُ، و ما الإِشْرافُ من طَمَعی، أَنَّ الذی هُو رِزْقی سَوْفَ یأْتینی «4» و قال ابن الأَعرابی: الإِشْرافُ الحِرْصُ. و‌روی فی الحدیث: و أَنتَ غیرُ مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه.و قال ابن الأَعرابی: اسْتَشْرَفَنی حَقّی أَی ظَلمَنی؛ و قال ابن الرِّقاع: و لقد یَخْفِضُ المُجاوِرُ فیهمْ، غیرَ مُسْتَشْرَفٍ و لا مَظْلوم قال: غیرَ مُسْتَشْرَف أَی غیرَ مظلوم. و یقال: أَشْرَفْتُ الشی‌ءَ عَلَوْتُه، و أَشْرَفْتُ علیه: اطَّلَعْتُ علیه من فوق، أَراد ما جاءك منه و أَنت غیرُ مُتَطَلِّع إلیه و لا طامِع فیه، و قال اللیث: اسْتَشْرَفْتُ الشی‌ءَ إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إلیه. و‌فی الحدیث: لا یَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ و هو مؤمِنٌ‌أَی ذاتَ قَدْر و قِیمة و رِفْعةٍ یرفع الناسُ أَبصارهم للنظر إلیها و یَسْتَشْرفونها. و‌فی الحدیث: لا تَشَرَّفُوا «5» للبلاء؛ قال شمر: التَّشَرُّف للشی‌ء التَّطَلُّعُ و النظرُ إلیه و حدیثُ النفْسِ و تَوَقُّعُه؛ و منه: فلا یَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَی یَتَعَیَّنُها. و أَشْرَفْت علیه: اطَّلَعْتُ علیه من فوق، و ذلك الموضع مُشْرَفٌ. و شارَفْتُ الشی‌ء أَی أَشْرَفْت علیه. و‌فی الحدیث: اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ‌أَی رفعوا رؤُوسَهم و أَبصارَهم؛ قال أَبو منصور فی حدیث سالم: معناه و أَنت غیر طامع و لا طامِحٍ إلیه و مُتَوَقِّع له. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: من أَخَذَ الدنیا بإشرافِ نفْس لم یُبارَك له فیها، و من أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك له فیها، أَی بحرْصٍ و طَمَعٍ. و تَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ و أَشْرَفْتُه أَی علوته؛ قال العجاج: و مَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا، أَشْرَفْتُه بلا شَفًی أَو بِشَفی قال الجوهری: بلا شَفًی أَی حین غابت الشمس، أَو بشَفًی أَی بقِیَتْ من الشمس بقِیّة. یقال عند
(4). قوله [من طمعی] فی شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خلقی. (5). قوله [لا تشرفوا] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة: لا تستشرفوا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 173
غروب الشمس: ما بَقِیَ منها إلا شَفًی. و اسْتَشْرَفَ إبلَهم: تَعَیَّنَها لیُصِیبها بالعین. و الشارِفُ من الإِبل: المُسِنُّ و المُسِنَّةُ، و الجمع شَوَارِفُ و شُرَّفٌ و شُرُفٌ و شُرُوفٌ، و قد شَرُفَتْ و شَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً. و الشارِفُ: الناقةُ التی قد أَسَنَّتْ. و قال ابن الأَعرابی: الشَّارِفُ الناقة الهِمّةُ، و الجمع شُرْفٌ و شَوَارِفُ مثل بازِلٍ و بُزْلٍ، و لا یقال للجمل شارِفٌ؛ و أَنشد اللیث: نَجاة من الهُوجِ المَراسِیلِ هِمَّة، كُمَیْت علیها كَبْرةٌ، فهی شَارِفُ و‌فی حدیث علیّ و حَمْزة، علیهما السلام: أَلا یا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء، فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هی جمع شَارِفٍ و تضمُّ راؤُها و تسكن تخفیفاً، و یروی … ذا الشَّرَف …، بفتح الراء و الشین، أَی ذا العَلاء و الرِّفْعةِ. و‌فی حدیث ابن زِمْل: و إذا أَمام ذلك ناقةٌ عَجْفاء شَارِفٌ؛ هی المُسِنّةُ. و‌فی الحدیث: إذا كان كذا و كذا أَنی أَن یَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ، قالوا: یا رسول اللّه و ما الشُّرْفُ الجُون؟ قال: فِتَنٌ كقِطْعِ اللیلِ المُظْلمِ؛ قال أَبو بكر: الشُّرْفُ جمع شارِفٍ و هی الناقة الهَرِمةُ، شبَّه الفِتَنَ فی اتِّصالها و امْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود، و الجُونُ: السود؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی بسكون الراء «1» و هی جمع قلیل فی جمع فاعل لم یَردْ إلا فی أَسماء معدودة، و‌فی روایة أُخری: الشُّرْقُ الجُون، بالقاف، و هو جمع شارِق و هو الذی یأْتی من ناحیة المَشْرِق، و شُرْفٌ جمع شَارِفٍ نادر لم یأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة: بازِلٌ و بُزْلٌ و حائلٌ و حُولٌ و عائذٌ و عُوذٌ و عائطٌ و عُوطٌ. و سهم شَارِفٌ: بعید العهد بالصِّیانةِ، و قیل: هو الذی انْتَكَثَ رِیشُه و عَقَبُه، و قیل: هو الدقیق الطویل. غیره: و سهم شَارِفٌ إذا وُصِف بالعُتْق و القِدَم؛ قال أَوس بن حجر: یُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ظُهار لُؤامٍ، فهو أَعْجَفُ شَارِفُ اللیث: یقال أَشْرَفَتْ علینا نفْسُه، فهو مُشْرِفٌ علینا أَی مُشْفِقٌ. و الإِشْرَافُ: الشَّفَقة؛ و أَنشد: و من مُضَرَ الحَمْراء إشْرَافُ أَنْفُسٍ علینا، و حَیّاها إلینا تَمَضُّرا و دَنٌّ شَارِفٌ: قدِیمُ الخَمْر؛ قال الأَخطل: سُلافةٌ حَصَلَتْ من شَارِفٍ حَلِقٍ، كأَنَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ و قول بشر: و طائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ، و طائرٌ لیس له وَكْرُ قال عمرو: الأَشْرَفُ من الطیر الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنیه حَجْماً ظاهراً، و هو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ و الرِّیش، و هو یَلِدُ و لا یبیض، و الطیر الذی لیس له وكر طیر یُخبِر عنه البحریون أَنه لا یَسْقط إلا ریثما یَجْعَلُ لبَیْضِه أُفْحُوصاً من تراب و یُغَطِّی علیه ثم یَطِیرُ فی الهواء و بیضه یتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أَطاق فَرْخُه الطیَران كان كأَبوَیه فی عادتهما. و الإِشْرَافُ: سُرعةُ عَدْوِ الخیل.
(1). قوله [یروی بسكون الراء] فی القاموس: و فی الحدیث أتتكم الشرف الجون بضمتین.
لسان العرب، ج‌9، ص: 174
و شَرَّفَ الناقةَ: كادَ یَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: جَمَعْتُها من أَیْنُقٍ غِزارِ، من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ أَراد من اللواتی، و إنما یُفعل بها ذلك لیَبْقی بُدْنُها و سِمَنُها فیُحْمَل علیها فی السنة المُقْبلة. قال ابن الأَعرابی: لیس من الشَّرَف و لكن من التشریف، و هو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فیؤثِّر فی أَخْلافِها؛ و قول العجاج یذكر عَیْراً یَطْرُد أُتُنه: و إنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا، رَفَّهَ عن أَنْفاسِه و ما رَبا حَداها: ساقها، شرفاً أَی وجْهاً. یقال: طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَین، یرید وجْهاً أَو وجْهَین؛ مُغَرِّباً: مُتَباعداً بعیداً؛ رَفَّهَ عن أَنفاسه أَی نَفَّسَ و فرَّجَ. و عَدا شَرَفاً أَو شَرَفَینِ أَی شَوْطاً أَو شَوْطَیْنِ. و‌فی حدیث الخیل: فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفین؛ عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَیْن. و المَشارِفُ: قُرًی من أَرض الیمن، و قیل: من أَرض العرب تَدْنُو من الرِّیف، و السُّیُوفُ المَشْرَفِیّةُ مَنْسوبة إلیها. یقال: سَیفٌ مَشْرَفیّ، و لا یقال مَشارِفیٌّ لأَن الجمع لا یُنسب إلیه إذا كان علی هذا الوزن، لا یقال مَهالِبیّ و لا جَعَافِرِیٌّ و لا عَباقِرِیٌّ. و‌فی حدیث سَطِیح: یسكن مَشَارِفَ الشام؛ هی كل قریة بین بلاد الرِّیفِ و بین جزیرة العرب، قیل لها ذلك لأَنها أَشْرَفَتْ علی السواد، و یقال لها أَیضاً المَزارِعُ و البَراغِیلُ، و قیل: هی القری التی تَقْرُب من المدن. ابن الأَعرابی: العُمَرِیَّةُ ثیاب مصبوغة بالشَّرَفِ، و هو طین أَحمر. و ثوب مُشَرَّفٌ: مصبوغ بالشَّرَف؛ و أَنشد: أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِیّةٌ، علی غَمْلَجٍ طالَتْ و تَمَّ قَوامُها و یقال شَرْفٌ و شَرَفٌ للمَغْرةِ. و قال اللیث: الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر یقال له الدّارْبَرْنَیان؛ قال أَبو منصور: و القول ما قال ابن الأَعرابی فی المُشَرَّفِ. و‌فی حدیث عائشة: أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار یُصْبَغُ بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً؛ قال: هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثیاب. و الشُّرافیُّ: لَوْنٌ من الثیاب أَبیض. و شُرَیفٌ: أَطولُ جبل فی بلاد العرب. ابن سیدة: و الشُّرَیْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل فی الأَرض. و شَرَفٌ: جبل آخرُ یقرب منه. و الأَشْرَفُ: اسم رجل: و شِرَافُ و شَرافِ مَبْنِیَّةً: اسم ماء بعینه. و شَراف: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لقد غِظْتَنی بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَیْفةٍ، و یومَ الْتَقَیْنا من وراء شَرافِ «1» التهذیب: و شَرافِ ماء لبنی أَسد. ابن السكیت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، قال: و كانت الملوك من بنی آكِل المُرار تَنزِلُها، و فیها حِمَی ضَرِیّةَ، و ضرِیّة بئر، و فی الشرف الرَّبَذةُ و هی الحِمَی الأَیمنُ، و الشُّرَیْفُ إلی جنبه، یَفْرُق بین الشَّرَف و الشُّرَیْفِ وادٍ یقال له التَّسْرِیرُ، فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَیْف، و ما كان مغرِّباً، فهو الشَّرَفُ؛ قال أَبو منصور: و قولُ ابن السكّیت فی الشَّرَف و الشُّرَیْف
(1). قوله [… غظتنی بالحزم حزم …] فی معجم یاقوت: … عضنی بالجوّ جوّ …
لسان العرب، ج‌9، ص: 175
صحیح. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: یُوشِكُ أَن لا یكونَ بین شَرَافِ و أَرضِ كذا جَمَّاءُ و لا ذاتُ قَرْن؛ شَرَافِ: موضع، و قیل: ماء لبنی أَسد. و‌فی الحدیث: أَن عمر حمی الشَّرَفَ و الرَّبَذَةَ؛ قال ابن الأَثیر: كذا روی بالشین و فتح الراء، قال: و بعضهم یرویه بالمهملة و كسر الراء. و‌فی الحدیث: ما أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ فی الصلاة و أَن لی مَمَرَّ الشَّرَفِ.و الشُّرَیْفُ، مُصَغّر: ماء لبنی نُمیر. و الشَّارُوفُ: جبل، و هو موَلَّد. و الشَّارُوفُ: المِكْنَسةُ، و هو فارسیٌّ معرَّب. و أَبو الشَّرْفَاء: من كُناهم؛ قال: أَنا أَبو الشَّرْفَاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر.

شرحف؛ ج9، ص: 175

: الشِّرْحَافُ: القَدَم الغَلِیظةُ. و قَدَمٌ شِرْحَافٌ: عریضة. و رجل شِرْحَافٌ: عریضُ صدر القدم. و شِرْحَافٌ: اسم رجل منه. و اشْرَحَفَّ الرجلُ للرجل و الدابةُ للدابةِ: تَهَیَّأَ لقتاله محارباً؛ قال: لمَّا رأَیتُ العبد مُشرَحِفّا للشَّرِّ لا یُعْطِی الرجالَ النِّصْفا، أَعْدَمْتُه عُضاضَه و الكَفّا العُضاضُ: ما بین رَوْثةِ الأَنف إلی أَصله؛ قال أَبو دواد: و لقد غَدَوْتُ بِمُشْرَحِفِّ الشدِّ فی فیه اللِّجام الأَزهری: و به سمی الرجل شِرْحَافاً. قال ابن سیدة: و كذلك التَّشَرْحُف؛ قال: لما رأَیت العبد قد تَشَرْحَفَا و الشِّرْحَافُ و المُشْرَحِفُّ: السریعُ؛ أَنشد ثعلب: تَرْدِی بَشِرْحَافِ المَغاوِرِ، بعدَ ما نَشَرَ النهارُ سَوادَ لَیْلٍ مُظْلِم ابن الأَعرابی: الشُّرْحُوفُ المُسْتَعِدّ للحَمْلة علی العَدُوِّ.

شرسف؛ ج9، ص: 175

: الشُّرْسُوفُ: غُضْرُوفٌ مُعَلَّق بكل ضِلَعٍ مثل غُضْروفِ الكَتِف. ابن سیدة: الشُّرْسُوف ضلع علی طرفها الغُضْروفُ الرَّقِیقُ. و شاةٌ مُشَرْسَفَةٌ: بجنبیها بیاض قد غَشَّی شَرَاسِیفَها. و فی التهذیب: شاةٌ مُشَرْسَفَةٌ إذا كان علیها بیاض قد غَشَّی الشَّرَاسِیفَ و الشَّواكِلَ. الأَصمعی: الشَّراسِیفُ أَطْرافُ أَضْلاعِ الصدْرِ التی تُشْرِفُ علی البطن، و فی الصحاح: مَقاطُّ الأَضْلاعِ، و هی أَطْرافُها. ابن الأَعرابی: الشُّرْسُوفُ رأْسُ الضِّلَع مما یلی البطن. و‌فی حدیث المَبْعَث: فَشَقَّ ما بین ثُغْرَةِ نَحْری إلی شُرْسُوفِی.و الشُّرْسُوفُ أَیضاً: البعیر المُقَیَّدُ، و هو أَیضاً الأَسیر المكتوف، و هو البعیر الذی قد عُرْقِبَتْ إحدی رجلیه.

شرعف؛ ج9، ص: 175

: الشِّرْعَافُ و الشُّرْعَاف، بكسر الشین و ضمها: كافُور طَلْعَةِ الفُحَّال، أَزْدِیَّةٌ. و الشُّرْعُوف: نبت أَو ثمر نبت.

شرنف؛ ج9، ص: 175

: الشِّرنَافُ: ورق الزرع إذا كثر و طال و خُشِیَ فسادُه فقُطِع، یقال حینئذ: شَرْنَفْتُ الزرعَ إذا قَطَعْتَ شِرْنَافَه. قال الأَزهری: و هی كلمة یمانیة. و الشِّرْنَافُ: عَصْفُ الزَّرْعِ العریضُ؛ یقال: قد شَرْنَفُوا زرعَهم إذا جزوا عَصْفَه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 176

شسف؛ ج9، ص: 176

: شَسَفَ الشی‌ءُ یَشْسُفُ و شَسُفَ شُسُوفاً و شسَافَةً لغتان: یَبِسَ. و سِقاء شَسِیفٌ: یابسٌ؛ قال: و أَشْعَثَ مَشْحُوبٍ شَسِیفٍ، رَمَتْ به علی الماء إحْدَی الیَعْمَلاتِ العَرامِسِ اللیث: اللحم الشَّسِیفُ الذی كاد یَیْبَسُ و فیه نُدُوّةٌ بعد؛ و أَنشد ابن بری للأَفْوَه: و قد غَدَوْتُ أَمامَ الحَیِّ یَحْمِلُنی، و الفَضَلَتَیْنِ و سَیْفِی، مُحْنِقٌ شَسِفُ و الشَّاسِفُ: القاحِلُ الضامِرُ. الجوهری: الشاسِفُ الیابسُ من الضُّمْرِ و الهُزالِ مثل الشاسِبِ؛ عن یعقوب، و قد شَسَفَ البعیرُ یَشْسُفُ شُسُوفاً؛ قال ابن مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِی عند مَغْرِضِها، و مِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّیْفِ إذْ شَسَفا و الشَّسَفُ: البُسْر الذی یُشَقَّقُ و یُجَفَّفُ؛ حكاه یعقوب. و الشَّسِیفُ: كالشَّسَف؛ عن أَبی حنیفة، و قد شَسَّفه. التهذیب: الشَّسِیفُ البُسر المُشَقَّق.

شطف؛ ج9، ص: 176

: شَطَفَ عن الشی‌ء: عَدل عنه؛ عن ابن الأَعرابی. الأَصمعی: شَطَفَ و شَطَبَ إذا ذَهب و تباعد؛ و أَنشد: أَ حانَ من جِیرانِنا حُفُوفُ، و أَقْلَقَتْهُم نِیّةٌ شَطُوفُ؟ و فی النوادر: رَمْیَةٌ شَاطِفَةٌ و شاطِبةٌ و صائفةٌ إذا زَلَّت عن المقتل:

شظف؛ ج9، ص: 176

: الشَّظَفُ: یُبْس العیش و شِدَّتُه؛ قال عدیّ ابن الرِّقاعِ: و لقد أَصَبْتُ من المَعِیشَةِ لَذَّةً، و أَصَبتُ من شَظَفِ الأُمور شِدادَها الشَّظَفُ: الشّدة و الضِّیقُ مثل الضَّفَفِ، و جمعه شِظَافٌ؛ قال الكمیت: و راجٍ لِینَ تَغْلِبَ عن شِظَافٍ [شَظَافٍ، كمُتَّدنِ الصَّفا كَیْما یَلِینَا قال ابن سیدة: و أَری أَن الشَّظَافَ لغة فی الشَّظَفِ و أَن بیت الكُمَیْتِ قد روی بالفتح؛ قال ابن بری: فی الغریب المصنّف شِظَاف، بالكسر؛ و وَدَنْتُ الشی‌ءَ و اتَّدَنْتُه: بَلَلْتُه. و قد شَظِفَ شَظَفاً، فهو شَظِفٌ. و فی النوادر: الشِّظْفُ یابسُ الخُبز. و الشَّظْفُ: أَن یَشْظُفَ الإِنسان عن الشی‌ء یَمْنعُه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، لم یشبع من طعام إلا علی شَظَفٍ؛ الشَّظَفُ، بالتحریك: شدّة العیش و ضِیقُه. و شَظُفَ الشجر، بالضم؛ یَشْظُفُ شَظَافَةً، فهو شَظِیفٌ: لم یُصِبْ من الماء ریَّه فَخَشُنَ و صَلُبَ من غیر أَن تذهب نُدُوّتُه. و أَرض شَظِفَةٌ إذا كانت خَشِنةً یابسةً؛ قال رؤبة: و انْعاجَ عُودی كالشَّظِیف الأَخْشَنِ، بعَدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ و التَّشَنُّنِ و فحل شَظِفُ الخِلاطِ: یخالِط الإِبل خِلاطاً شدیداً. و الشَّظَفُ: انْتِكاثُ اللحم عن أَصل إكلِیل الظُّفُرِ. و الشَّظْف: أَن تَضُمّ الخُصْیَتَینِ بین عُودَین و تشدهما بعَقَبٍ حتی تَذْبُلا. و الشَّظْفُ: شِقَّةُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 177
العصا؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَنتَ أَرَحْت الحَیَّ من أُمّ الصَّبی، كَبْداء مِثْلَ الشَّظْفِ أَو شَرّ العِصی عنی بأُمّ الصبی القَوْسَ، و بالصبیّ السهمَ لأَن القوس تَحْتَضِنُه كما تحتضن الأُم الصبیّ، و قوله كَبداء أَی كبداء عظیمة الوسط و هی مع ذلك مهزولة یابسة مثل شِقّة العصا. و شَظِفَ السهمُ إذا دخل بین الجلد و اللحم.

شعف؛ ج9، ص: 177

: شَعَفَةُ كلّ شی‌ء: أَعلاه. و شَعَفَةُ الجبل، بالتحریك: رأْسُه، و الجمع شَعَفٌ و شِعَافٌ و شُعُوفٌ و هی رؤوس الجبال. و‌فی الحدیث: من خَیرِ الناس رجلٌ فی شَعَفةٍ من الشِّعَافِ فی غُنَیْمَةٍ له حتی یأْتیَه الموتُ و هو معتزل الناس؛ قال ابن الأَثیر: یریدُ به رأْسَ جبل من الجبال و یجمع شَعَفَات، و منه قیل لأَعْلی شعر الراْس شَعَفَة، و منه‌حدیث یأْجوج و مأْجوجَ: فقال عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ العُیون شُهْبُ الشِّعَافِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ؛ قوله صهب الشِّعَاف یرید شعور رؤوسهم، واحدتها شَعَفَة، و هی أَعْلی الشعر. و شَعَفَاتُ الرأْس: أَعالی شعره، و قیل: قَنازِعُه، و قال رجل: ضربنی عمر بدِرَّتِه فسقط البُرْنُسُ عن رأْسی فأَغاثنی اللّه بشُعَیْفَتَیْنِ فی رأْسی أَی ذُؤابَتین علی رأْسه من شعره وقتاه الضرب، و ما علی رأْسه إلا شُعَیْفَاتٌ أَی شُعَیرات من الذؤابة. و یقال لذؤابة الغلام شَعَفَةٌ؛ و قول الهذلی: من فَوْقِه شَعَفٌ قَرٌّ، و أَسْفلُه حیٌّ یُعانَقُ بالظَّیّانِ و العُتُمِ قال قرّ لأَن الجمع الذی لا یفارق واحده إلا بالهاء یجوز تأْنیثه و تذكیره. و الشَّعَفُ: شِبْه رؤوس الكَمْأَةِ و الأَثافی تَسْتَدیر فی أَعلاها. و قال الأَزهری: الشَّعَفُ رأْسُ الكمأَة و الأَثافی المستدیرةُ. و شَعَفَاتُ الأَثافی و الأَبنیة: رؤوسُها؛ و قال العجاج: دواخِساً فی الأَرض إلَّا شَعَفا و شَعَفَةُ القلبِ: رأْسُه عند مُعَلَّقِ النِّیاطِ. و الشَّعَفُ: شِدّة الحُبِّ. قال الأَزهریّ: ما علمت أَحداً جعل للقلب شَعَفة غیر اللیث، و الحُبُّ الشدید یتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه. و شَعَفَنی حُبُّها: أَصابَ ذلك منی. یقال: شَعَفَ الهِناءُ البعیرَ إذا بلَغ منه أَلَمُه. و شَعَفْتُ البعِیرَ بالقَطِرانِ إذا شَعَلْتَه به. و الشَّعْفُ: إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مع لذة یجدها كما أَن البعیر إذا هُنِئَ بالقطران یجد له لذة مع حُرْقة؛ قال إمْرُؤ القیس: لِتَقتُلَنی، و قد شَعَفْتُ فُؤادَها، كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالی یقول: أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبی كما أَحرق الطالی هذه المَهْنوءة، ففؤادها طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة، و المصدر الشَّعَفُ كالأَلم؛ و أَما قول كعب بن زهیر: و مَطافُه لك ذِكْرةٌ و شُعُوف قال: فیحتمل أَن یكون جمع شَعْف، و یحتمل أَن یكون مصدراً و هو الظاهر. و الشَّعَافُ: أَن یذهَب الحُبُّ بالقلب، و قوله تعالی: قد شَعَفَها حُبّاً، قُرِئتْ بالعین و الغین، فمن قرأَها بالعین المهملة فمعناه تَیَّمها، و من قرأَها بالغین المعجمة أَی أَصاب شَغافَها. و شَعَفَه الهَوی إذا بلغ منه، و فلان مَشْعُوفٌ
لسان العرب، ج‌9، ص: 178
بفلانة، و قراءةُ الحسن شَعَفَها، بالعین المهملة، هو من قولهم شُعِفْتُ بها كأَنه ذَهَبَ بها كل مَذهب، و قیل: بطَنَها حُبّاً. و شَعَفَه حُبُّها یَشْعَفُه إذا ذهب بفؤاده مثل شَعَفَهُ المرضُ إذا أَذابَه. و شَعَفَه الحُبُّ: أَحرق قلبَه، و قیل: أَمرضه. و قد شُعِفَ بكذا، فهو مَشْعُوفٌ. و حكی ابن بری عن أَبی العلاء: الشَّعَفُ، بالعین غیر معجمة، أَن یقع فی القلب شی‌ء فلا یذهب. یقال: شَعَفَنِی یَشْعَفُنِی شَعَفاً؛ و أَنشد للحرث بن حِلِّزَة الیَشْكُری: و یَئِسْتُ مما كان یَشْعَفُنِی منها، و لا یُسْلِیك كالیاس و یقال: یكون بمعنی عَلا حُبها علی قلبه. و المَشْعُوفُ: الذاهِبُ القلب، و أَهل هجرَ یقولون للمجنون مَشْعُوفٌ. و به شُعَافٌ أَی جُنون؛ و قال جَنْدَلٌ الطُّهَویُّ: و غَیْر عَدْوی من شُعَافٍ و حَبَنْ و الحبنُ: الماء الأَصفر. و معنی شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلی أَعلی المواضع من قلبه، قال: و هذا مذهب الفرَّاء، و قال غیره: الشَّعَفُ الذُّعْر، فالمعنی هو مَذْعُورٌ خائف قَلِقٌ. و الشَّعَفُ: شَعَفُ الدابة حین تُذْعَر ثم نقلته العرب من الدوابّ إلی الناس؛ و أَنشد بیت إمرئ القیس: لِتَقْتُلَنی، و قد شَعَفْتُ فُؤادَها، كما شَعَفَ المَهْنوءةَ الرجلُ الطَّالی فالشَّعَفُ الأَوَّلُ من الحبّ، و الثانی من الذُّعْر. و یقال: أَلقی علیه شَعَفَه و شَغَفَه و مَلَقَه و حُبَّه و حُبَّته، بمعنی واحد و‌فی حدیث عذاب القبر: فإذا كان الرجل صالحاً جَلَسَ فی قبره غیر فَزِعٍ و لا مَشْعُوفٍ؛ الشَّعَفُ: شِدَّةُ الفَزَع حتی یذهب بالقلب؛ و قول أَبی ذؤیب یصف الثور و الكلاب: شَعَفَ الكِلابُ الضاریاتُ فُؤادَه، فإذا یَری الصُّبحَ المُصَدَّقَ یَفْزَعُ فإنه استعمل الشعف فی الفزع؛ یقول: ذهبت بقلبه الكلاب فإذا نظر إلی الصبح ترقب الكلابَ أَن تأْتیه. و الشَّعْفَةُ: المَطْرةُ الهَیِّنةُ. و فی المثل: ما تَنْفَعُ الشَّعْفَةُ فی الوادی الرُّغُبِ؛ یُضْرَبُ مثلًا للذی یُعْطیك قلیلًا لا یقع منك مَوْقِعاً و لا یَسُدُّ مَسَدّاً، و الوادی الرغُبُ: الواسِعُ الذی لا یَمْلَؤُه إلا السیلُ الجُحاف. و الشَّعْفَةُ: القَطْرة الواحدة من المطر. و الشَّعْفُ: مطْرة یسیرة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فلا غَرْوَ إلَّا نُرْوِهِمْ من نِبالِنا، كما اصْعَنْفَرَتْ مِعْزی الحِجازِ من الشَّعْفِ و شُعَیْفٌ: اسم. و یقال للرجل الطویل: شِنْعَافٌ، و النون زائدة. و شَعْفَیْنِ: موضع، ففی المَثَل: لكن بشَعْفَیْنِ «2» أَنتِ جَدُودٌ؛ یُضْرَب مثلًا لمن كان فی حال سیِّئةٍ فحَسُنَتْ حالُه. و فی التهذیب: و شَعْفَانِ جَبلانِ بالغور، و ذكر المثل؛ قاله رجل التقط مَنْبُوذةً و رآها یوماً تُلاعِبُ أَتْرابَها و تمشی علی أَربع و تقول: احْلُبُونی فإنی خَلِفةٌ.

شغف؛ ج9، ص: 178

: الشُّغافُ: داء یأْخذ تحت الشَّراسِیفِ من الشِّقِّ الأَیمن؛ قال النابغة:
(2). قوله [بشَعْفَیْنِ] هو بلفظ المثنی كما فی القاموس تبعاً للأزهری؛ و فی معجم یاقوت مغلطاً للجوهری فی كسره الفاء بلفظ الجمع.
لسان العرب، ج‌9، ص: 179
و قد حالَ هَمٌّ دونَ ذلك والِجٌ مَكانَ الشُّغافِ تَبْتَغِیه الأَصابِعُ «1» یعنی أَصابع الأَطِبّاء، و یروی‌وُلُوج الشُّغَاف … و الشَّغَافُ: غِلافُ القَلْب، و هو جلدة دُونَه كالحجاب و سُوَیْداؤه. التهذیب: الشَّغَافُ مَوْلِجُ البَلْغم، و یقال: بل هو غشاء القلب. و شَغَفَه الحُبُّ یَشْغَفُه شَغْفاً و شَغَفاً: وصَل إلی شَغَافِ قلبه.و قرأَ ابن عباس: قَدْ شَغَفَهٰا حُبًّا، قال: دخل حُبُّه تحت الشَّغاف، و قیل: غَشَّی الحبُّ قَلْبَها، و قیل: أَصاب شَغافها؛ قال أَبو بكر: شَغَافُ القلب و شَغَفُه غِلافُه؛ قال قیس بن الخطیم: إنی لأَهْواكِ غیْرَ ذی كَذِبٍ، قد شَفَّ منِّی الأَحْشاءُ و الشَّغَفُ أَبو الهیثم: یقال لحجابِ القلب و هی شَحْمة تكون لِباساً للقلب الشَّغَافُ، و إذا وصل الداء إلی الشَّغَاف فلازَمه مَرِضَ القلب و لم یصِحّ، و قیل: شُغِفَ فلان شَغْفاً. أَبو عبید: الشَّغَفُ أَن یبلغ الحب شَغاف القلب، و هی جلدة دونه. یقال: شَغَفَه الحُبُّ أَی بَلغ شَغافَه. و قال الزجاج: فی قوله شَغَفَهٰا حُبًّا ثلاثة أَقوال: قیل الشَّغَاف غِلاف القلب، و قیل: هو حَبّة القلب و هو سُوَیْداء القلب، و قیل: هو داء یكون فی الجوف فی الشَّراسِیف، و أَنشد بیت النابغة. قال أَبو منصور: سمی الداء شَغَافاً باسم شَغَاف القلب، و هو حجابه و روی الأَصمعی أَن الشغاف داء فی القلب إذا اتصل بالطِّحال قتل صاحبه، و أَنشد بیت النابغة، و روی الأَزهری عن الحسن فی قوله قَدْ شَغَفَهٰا حُبًّا، قال: الشَّغَفُ أَن یَكْوِی بَطنَها حُبُّه. و روی عن یونس قال: شَغَفَهٰا أَصاب شَغافها مثل كَبَدَها. ابن السكیت: الشَّغَاف هو الخِلْبُ و هی جُلیدة لاصقة بالقلب، و منه قیل خَلبَه إذا بلغ شَغَافَ قلبِه. و قال الفراء: شَغَفَهٰا حُبًّا أَی خَرَقَ شَغَافَ قلبها و وصل إلیه. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه: أَنْشَأَه فی ظُلَمِ الأَرْحامِ و شُغُفِ الأَسْتار؛ استعار الشُّغُفَ جمع شَغاف القلب لموضع الولد. و‌فی حدیث ابن عباس: ما هذه الفُتْیا التی تَشَغَّفَتِ الناسَ‌أَی وَسْوَسَتْهم و فَرَّقَتهم كأَنها دخلت شَغاف قلوبهم. و‌فی حدیث یزید الفَقِیر: كنت قد شَغَفَنِی رأْیٌ من رأْیِ الخوارجِ.و شُغِفَ بالشی، علی صیغة ما لم یسم فاعله: أُولِعَ به. و شَغِفَ بالشی‌ء شَغَفاً، علی صیغة الفاعل: قَلِقَ. و الشَّغَفُ: قِشْرُ شجر الغافِ؛ عن أَبی حنیفة. و شَغَفٌ: موضع بِعُمانَ یُنْبِتُ الغافَ العظام؛ و أَنشد اللیث: حتی أَناخَ بذاتِ الغافِ من شَغَفٍ، و فی البلاد لهم وُسْعٌ و مُضْطَرَبُ

شفف؛ ج9، ص: 179

: شَفَّهُ الحُزْنُ و الحُبُّ یَشُفُّه شَفّاً و شُفُوفاً: لذَعَ قَلْبَه، و قیل أَنحَلَه، و قیل أَذْهَبَ عقله؛ و به فسر ثعلب قوله: و لكن رآنا سَبعْة لا یَشُفُّنَا ذَكاء، و لا فِینا غُلامٌ حَزَوّرُ و شَفَّ كَبِدَه: أَحْرَقَها؛ قال أَبو ذؤیب: فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَریمِ، قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهوی و شَفَّهُ الحُزْنُ: أَظهر ما عنده من الجَزَعِ: و شَفَّهُ الهمُّ أَی هَزَلَه و أَضْمَرَه حتی رَقَّ و هو من قولهم شَفَّ الثوبُ إذا رَقَّ حتی یَصِف جلد لابِسِه. و الشُّفُوفُ: نُحُولُ الجِسْم من الهَمِّ و الوَجْدِ.
(1). فی دیوان النابغة: شاغل بدل والج.
لسان العرب، ج‌9، ص: 180
و شَفَّ جِسمُه یَشِفُّ شُفُوفاً أَی نَحَلَ. الجوهری: شَفَّهُ الهَمُّ یَشُفُّهُ، بالضم، شَفّاً هزَله و شَفْشَفَه أَیضاً؛ و منه قول الفرزدق: مَوانِع للأَسْرارِ إلا لأَهلِها، و یُخْلِفْنَ ما ظَنَّ الغَیُورُ المُشَفْشَفُ قال ابن بری: و یروی المُشَفْشِفُ و هو المُشْفِقُ. یقال: شَفْشَفَ علیه إذا أَشْفَقَ. و الشَّفُّ و الشِّفُّ: الثوبُ الرقیقُ، و قیل: السِّتْر الرقیق یُری ما وراءه، و جمعهما شُفُوفٌ. و شَفَّ السترُ یَشِفُّ شُفُوفاً و شَفِیفاً و اسْتَشَفَّ: ظهر ما وراءه. و اسْتَشَفَّه هو: رأَی ما وراءه. اللیث: الشَّفُ ضرب من السُّتور یُری ما وراءه، و هو ستر أَحمر رقیق من صُوف یُسْتَشَفُّ ما وراءه، و جمعه شُفُوفٌ؛ و أَنشد: زانَهُنَّ الشُّفُوفُ ینْضَخْنَ بالمِسكِ، و عَیْشٌ مُفانِقٌ و حَریرُ و اسْتَشَفَّتْ ما وراءه إذا أَبْصَرَتْه. و‌فی حدیث كعب: یُؤْمَرُ برجلین إلی الجنة فَفُتِحَت الأَبوابُ و رفعت الشُّفُوفُ؛ قال: هی جمعُ شِفّ، بالكسر و الفتح، و هو ضرب من السّتور. و شَفَّ الثوبُ عن المرأَة یَشِفُّ شُفُوفاً: و ذلك إذا أَبدی ما وراءه من خَلْقِها. و الثوب یَشِفُّ فی رِقَّتِه، و قد شَفَّ علیه ثوبُه یَشِفُّ شُفوفاً و شَفِیفاً أَیضاً؛ عن الكسائی، أَی رَقَّ حتی یری ما خلفه. و ثوب شَفّ و شِفّ أَی رقیق. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: لا تُلْبِسوا نساءكم القَباطِیَّ فإنه إن لا یَشِفَّ فإنه یَصِفُ؛ و معناه أَنَّ قَباطِیَّ مصر ثیاب رِقاقٌ، و هی مع رِقَّتِها صَفِیقَةُ «1» النَّسْج، فإذا لَبِسَتْها المرأَة لَصِقَتْ بأَرْدَافِها فوصفتها فنَهی عن لُبْسِها و أَحبّ أَن یُكْسَیْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: و علیها ثوب قد كاد یَشِفُّ.و تقول للبزازِ: اسْتَشِفَّ هذا الثوبَ أَی اجعله طاقاً و ارْفَعْه فی ظلّ حتی أَنظرَ أَ كثیفٌ هو أَم سَخِیفٌ. و تقول: كتبت كتاباً فاسْتَشِفَّه أَی تَأَمَّلْ ما فیه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ، و هی لاهِیَةٌ، كأَنَّما شَفَّ وَجْهها نُزْفُ و شَفَّ الماءَ یَشُفُّه شَفّاً و اشْتَفَّه و اسْتَشَفَّه و تَشَافَّه و تَشَافَاه؛ قال ابن سیدة: و هذه الأَخیرة من مُحَوّل التضعیف لأَن أَصله تَشافَّه، كل ذلك: تَقَصَّی شربه. قال بعض العرب لابنه فی وَصاتِه: أَقْبَحُ طاعِمٍ المُقْتَفُّ، و أَقبحُ شاربٍ المُشْتَفّ؛ و استعاره عبد اللّه بن سَبْرَةَ الجُرَشِیّ فی الموت فقال: ساقَیْتُه الموتَ حتی اشْتَفَّ آخِرَه، فما اسْتَكانَ لما لاقَی و لا ضَرَعا أَی حتی شرب آخر الموت، و إذا شرب آخره فقد شربه كله. و فی المثل: لیس الرِّیُّ عن التَّشَافِّ أَی لأَن القَدْر الذی یُسْئِرُه الشاربُ لیس مما یُرْوی، و كذلك الاسْتِقْصاء فی الأُمور و الاسْتِشْفَافُ مثله، و قیل: معناه لیس من لا یشرب جمیع ما فی الإِناء لا یَرْوَی. و یقال: تَشَافَفْتُ ما فی الإِناء و اسْتَشْفَفْتُه إذا شربتَ جمیع ما فیه و لم تُسْئِر فیه شیئاً. ابن الأَعرابی: تَشافَیْتُ ما فی الإِناء تَشافِیاً إذا أَتیت علی ما فیه، و تَشافَفْتُه أَتَشافُّه تَشافّاً مثله. و یقال
(1). قوله [صفیقة] فی النهایة ضعیفة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 181
للبعیر إذا كان عظیم الجُفْرةِ: إن جَوْزَه لیَشْتَفُّ حِزامه أَی یستغرقه كله حتی لا یَفْضُلَ منه شی‌ء؛ و قال كعب بن زُهیر: له عُنُقٌ تَلْوِی بما وُصِلَتْ به، و دَفَّانِ یَشْتَفَّانِ كلَّ ظِعانِ و هو حبل یُشدّ به الهَوْدَجُ علی البعیر. و‌فی حدیث أُم زرع: و إن شرب اشْتَفَّ‌أَی شرب جمیع ما فی الإِناء، و تَشَافَفَ مثله إذا شربته كله و لم تُسْئره. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللّه عنه: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، خطَب أَصحابَه یوماً و قد كادت الشمسُ تَغْرُب و لم یَبْقَ منها إلا شِفٌّ؛ قال شمر: معناه إلا شی‌ء یسیر. و شُفَافَةُ النهار: بَقِیَّتُه، و كذلك الشَّفَی؛ و قال ذو الرمة: شُفَافُ الشَّفَی أَو قَمْشةُ الشمسِ أَزْمَعا رَواحاً، فمدَّا من نِجاءٍ مَهادِبِ و الشُّفَافَةُ: بقِیَّةُ الماء و اللبن فی الإِناء؛ قال ابن الأَثیر: و ذكر بعض المتأَخرین أَنه روی بالسین المهملة و فسره بالإِكثار من الشرب. و حكی عن أَبی زید أَنه قال: سَفِفْتُ الماءَ إذا أَكثرتَ من شربه و لم تَرْوَ؛ و منه‌حدیث ردّ السلام: قال إنه تَشافَّها‌أَی اسْتَقْصاها، و هو تَفاعَلَ منه. و الشَّفُّ و الشِّفُّ: الفضْل و الرِّبْحُ و الزیادةُ، و المعروفُ بالكسر، و قد شَفَّ یَشِفُّ شَفّاً مثل حَمَلَ یَحْمِلُ حَملًا، و هو أَیضاً النُّقصانُ، و هو من الأَضْداد؛ یقال: شَفَّ الدرْهَمُ یَشِفُّ إذا زاد و إذا نقَص، و أَشَفَّه غیره یُشِفُّه. و الشفِیفُ: كالشَّفِّ و الشِّفِّ، یكون للزیادة و النقصان، و قد شَفَّ علیه یَشِفُّ شُفُوفاً و شَفَّفَ و اسْتَشَفَّ. و شَفَفْتُ فی السِّلْعَةِ: رَبِحْتُ. الفراءُ: الشَّفُّ الفضلُ. و قد شَفَفْتَ علیه تَشِفُّ أَی زِدْتَ علیه؛ قال جریر: كانُوا كَمُشْتَرِكینَ لما بایَعُوا خَسِروا، و شَفَّ علیهمُ و اسْتَوْضَعُوا «1» و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن شِفِّ ما لم یُضْمَنْ؛ الشِّفُّ: الرِّبْحُ و الزیادة، و هو‌كقوله نهی عن رِبْح ما لم یُضمن؛ و منه‌الحدیث: فَمَثَلُه «2» كمثَل ما لا شِفَّ له؛ و منه‌حدیث الرِّبا: و لا تُشِفُّوا أَحدهما علی الآخر‌أَی لا تُفَضِّلُوا. و فلان أَشَفُّ من فلان أَی أَكبر منه قلیلًا؛ و قولُ الجَعْدِیّ یصف فرسین: و اسْتَوَتْ لِهْزِمَتا خَدَّیْهِما، و جَری الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ یقول: كاد أَحدُهما یسْبِقُ صاحِبَه فاسْتَویَا و ذهب الشِّفُّ. و أَشَفَّ علیه: فضَلَه فی الحُسْن و فاقَه. و أَشَفَّ فلان بعضَ ولده علی بعض: فَضَّله. و‌فی الحدیث: قلت قَوْلًا شِفّاً‌أَی فضلًا. و‌فی الحدیث فی الصَّرْفِ: فَشَفَّ الخَلْخالان نَحْواً من دانِقٍ فقَرَضَه؛ قال شمر أَی زاد، قال: و الشِّفُّ أَیضاً النَّقْصُ، یقال: هذا درهم یَشِفُّ قَلیلًا أَی یَنْقُصُ؛ و أَنشد: و لا أَعْرِفَنْ ذا الشِّفِّ یَطْلُبُ شِفَّه، یُداویه منْكم بالأَدیمِ المُسَلَّمِ أَراد: لا أَعرفِن وَضِیعاً یَتَزَوَّجُ إلیكم لِیَشْرُفَ بكم. قال ابن شمیل: تقول للرجل: أَ لا أَنَلْتَنی مما كان عندك؟ فیقول: إنه شَفَّ عنك أَی قَصُرَ
(1). فی دیوان جریر: … بُنِیَ شفّ و استوضعوا بناءَ ما لم یُسمَّ فاعله. (2). قوله [فمثله إلخ] صدره كما فی النهایة: من صلی المكتوبة و لم یتم ركوعها و لا سجودها ثم یكثر التطوع فمثله إلخ … و بعده حتی یؤدی رأس المال.
لسان العرب، ج‌9، ص: 182
عنك. و شَفَّ عنه الثوب یَشِفُّ: قَصُرَ. و شَفَّ لك الشی‌ءُ: دامَ و ثبت. و الشَّفَفُ: الرِّقّة و الخِفّة، و ربما سمیت رِقَّةُ الحال شَفَفاً. و الشَّفِیفُ: شِدَّةُ الحَرِّ، و قیل: شِدةُ لَذْعِ البرد؛ و منه قول الشاعر: و نَقْری الضَّیْفَ من لَحْمٍ غَریضٍ، إذا ما الكَلْبُ أَلْجأَه الشَّفِیفُ قال ابن بری: و مثله لصخر الغَیّ: كمِثْلِ السَّبَنْتی یَراحُ الشَّفِیفا و‌فی حدیث الطفیل: فی لیلة ذات ظُلْمة و شِفافٍ؛ الشِّفافُ: جمع شَفیفٍ، هو لَذْعُ البرد، و قیل: لا یكون إلا بَرْدَ رِیحٍ مع نَداوةٍ. و وجَدَ فی أَسنانه شَفیفاً أَی بَرْداً، و قیل: الشَّفیفُ بَرْدٌ مع نُدُوَّةٍ. و یقال: شَفَّ فَمُ فلان شفیفاً، و هو وجَع یكون من البرد فی الأَسنان و اللِّثات. و فلان یجد فی أَسنانه شَفِیفاً أَی برداً. أَبو سعید: فلان یَجِد فی مَقْعَدَته شفیفاً أَی وجَعاً. و الشَّفَّانُ: الریح الباردة مع المطر؛ قال: إِذا اجتمعَ الشَّفَّانُ و البلَدُ الجَدْبُ و یقال: إن فی لیلتنا هذه شَفَّاناً شَدیداً أَی برداً، و هذه غَداةٌ ذاتُ شَفّانٍ؛ قال عدی بن زید العبادی: فی كِناسٍ ظاهِرٍ یَسْتُرُه، من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ «3» أَی من الشّفَّانِ. و الشَّفْشَافُ: الریح اللینةُ البرد؛ و قول أَبی ذؤَیب: و یَعُوذُ بالأَرْطی إذا ما شَفَّه قَطْرٌ، و راحَتْه بَلِیلٌ زَعْزَعُ إنما یرید شَفَّتْ علیه و قَبَّضَتْه لبَرْدِها، و لا یكون من قولك شَفَّه الهَمُّ و الحُزْن لأَنه فی صفة الریح و المطر. و الشِّفُّ: المَهْنَأُ، یقال: شِفٌّ لك یا فلان إذا غَبَطْتَه بشی‌ء قلت له ذلك. و تَشَفْشَفَ النباتُ: أَخذ فی الیُبْسِ. و شَفْشَفَ الحَرُّ النباتَ و غیره: أَیْبَسَه. و فی التهذیب: و شَفْشَفَ الحَرُّ و البردُ الشی‌ءَ إذا یَبَّسه. و الشَّفْشَفَةُ: تَشْویطُ الصَّقِیعِ نبتَ الأَرضِ فیُحْرِقُه أَو الدَواء تَذُرُّه علی الجُرْح. ابن بزرج قال: یقولون من شُفُوفِ المال قد شَفَّ یَشِفُّ من المَمْنوع «4»، و كذلك الوَجَعُ یَشُفُّ صاحِبَه، مضمومة؛ قال: و قالوا أَشَفَّ الفَمُ یُشِفُّ، و هو نَتْنُ ریحِ فیه. و الشَّفُّ: بَثْر یخرج فیُرْوِح، قال: و المَحْفوفُ مثل المَشْفُوفِ من الحَفَفِ و الحَفِّ. و المُشَفْشِفُ و المُشَفْشَفُ: السَّخِیفُ السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ، و قیل: الغَیُورُ؛ قال الفرزدق یصف نساء: و یُخْلِفْنَ ما ظن الغَیور المُشَفْشَفُ و یروی المُشَفْشِفُ؛ الكسر عن ابن الأَعرابی، أَراد الذی شَفَّت الغَیْرةُ فُؤاده فأَضْمَرته و هزَلَتْه، و قد تقدَّمَ فی صدر هذه الترجمة، و كرر الشین و الفاء تبلیغاً كما قالوا مُجَثْجِثٌ، و تَجَفْجَفَ الثوب، و قیل: الشَّفْشَفُ الذی كأَنَّ به رِعْدةً و اخْتِلاطاً
(3). قوله [الشفان هداب] كذا ضبط فی الأصل. و فیما بأیدینا من نسخ الصحاح فی غیر موضع أی یستره هداب الفنن من فوقه یستره من الشفان. (4). قوله [من الممنوع] هكذا فی الأَصل، و لعله أراد أنّ یشِفّ مكسور الشین بدلیل قوله بعد ذلك یشُفّ صاحبه، مضمومة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 183
من شِدّة الغَیْرةِ. و الشَفْشَفَة: الارْتِعادُ و الاخْتلاط. و الشَّفْشَفَةُ: سُوء الظنِّ مع الغَیْرة.

شقف؛ ج9، ص: 183

: التهذیب: أَهمله اللیث، و روی عن أَبی عمرو: الشَّقَفُ الخَزَفُ المُكَسَّر.

شلخف؛ ج9، ص: 183

: التهذیب: أَبو تراب عن جماعة من أَعراب قَیسٍ: الشِّلَّخْفُ و السِّلَّخْفُ المضطرب الخلْقِ.

شلغف؛ ج9، ص: 183

: ابن الفرج: سمعت جماعة من أَعراب قیس یقولون: الشِّلَّغْفُ و الشِّلَّعْفُ المضطرب، بالعین و الغین.

شنف؛ ج9، ص: 183

: الشَّنْفُ: الذی یلبس فی أعلی الأُذن، بفتح الشین، و لا تقل شُنْفٌ، و الذی فی أَسفلها القُرْطُ، و قیل الشنْفُ و القرط سواء؛ قال أَبو كبیر: و بَیاضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسْرارُه مِثْل الوَذیلةِ، أَو كَشَنْفِ الأَنْضُر و الجمع أَشْنافٌ و شُنُوفٌ. ابن الأَعرابی: الشَّنْفُ، بفتح الشین، فی أَعلی الأُذن و الرَّعْثةُ فی أَسفل الأُذن. و قال اللیث: الشَّنْفُ مِعْلاقٌ فی قُوفِ الأُذن. الجوهری: الشَّنْفُ القُرْط الأَعلی. و شَنَّفْتُ المرأَة تَشْنِیفاً فَتَشَنَّفَتْ: هی مثل قَرَّطْتُها فَتقَرَّطَتْ هی. و‌فی حدیث بعضهم: كنت أَختلف إلی الضحّاك و علیَّ شَنْفُ ذَهب؛ الشَّنْفُ: من حُلِیِّ الأُذن. و الشَّنَفُ: شِدّة البِغْضةِ؛ قال الشاعر: و لَنْ أَزالَ، و إن جامَلْتُ مُحْتَسِباً فی غیر نائرةٍ، صَبّاً لها شَنِفا أَی مُتَغَضِّباً. و الشَّنَفُ، بالتحریك: البُغْضُ و التنكُّر، و قد شَنِفْت له، بالكسر، أَشْنَفُ شَنَفاً أَی أَبغضْتُه؛ حكاه ابن السكیت و هو مثل شئِفْتُه، بالهمز؛ و قول العجاج: أَزْمان غَرّاءِ تَرُوقُ الشَّنَفا أَی تُعْجِبُ من نَظَرَ إلیها. أَبو زید: الشَّفَنُ أَن یرفع الإِنسان طَرْفَه ناطراً إلی الشی‌ء كالمُتَعَجِّب منه أَو كالكارِه له، و مثله شَنَفٌ. أَبو زید: من الشِّفاه الشَّنْفاء، و هی الشفة العُلیا المُنْقَلِبَةُ من أَعلی. و الاسم الشَّنَفُ، یقال: شَفة شَنْفاء. و شَنَفْتُ إلی الشی‌ء، بالفتح: مثل شَفَنْت، و هو نظر فی اعْتِراضٍ؛ و أَنشد لجریر یصف خیلًا: یَشْنِفنَ للنظَرِ البَعِیدِ، كأَنَّما إرْنانُها بِبَوائِنِ الأَشْطانِ و قال ابن بری: هو للفرزدق یفضل الأَخطل و یمدح بنی تغلب و یهجو جریراً؛ و قبله: یا ابنَ المَراغَةِ، إنَّ تَغْلِبَ وائلٍ رَفَعُوا عِنانی فَوْقَ كلِّ عِنانِ و البَوائِنُ: جمع بائنة، و هی البئر البعیدةُ القَعْر كأَنها تَصْهِلُ من آبارٍ بَوائنَ، و كذا فی شعره یَصْهِلْنَ للنظر البعید؛ قال: و أَنشد أَبو علی فی مثله: و قَرَّبُوا كلَّ صِهْمِیمٍ مَناكِبُه، إذا تَداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا و شَنِفَه شَنَفاً: أَبْغَضَه. و الشَّنِفُ: المُبْغِضُ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: لمَّا رأَتْنی أُم عَمْرٍو صَدَفَتْ، و مَنَعَتْنی خَیْرَها و شَنِفَتْ و أَنشد لآخر: و لَنْ تُداوَی عِلَّةُ القَلْبِ الشَّنِفْ
لسان العرب، ج‌9، ص: 184
و‌فی إسلام أَبی ذرٍّ: فإنهم قد شَنِفُوا له‌أَی أَبْغَضوه. و شَنِفَ له شَنَفاً إذا أَبْغَضه. و‌فی حدیث زید بن عمرو بن نُفَیْل: قال لرسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: ما لی أَری قومَك قد شَنِفوا لك؟و شَنِفَ له شَنَفاً: فَطِنَ، و شَنِفْتُ: فَطِنْتُ؛ قال: و تَقُول: قد شَنِفَ العَدُوُّ، فَقُلْ لها: ما للعَدُوِّ بغیرِنا لا یَشْنَفُ؟ و أَما ابن الأَعرابی فقال: شَنِفَ له و به فی البِغْضَةِ و الفِطْنةِ، قال ابن سیدة: و الصحیح ما تقدم من أَن شَنِفَ فی البِغْضةِ متعدیة بغیر حرف، و فی الفطنة متعدیة بحرفین متعاقبین كما تتعدَّی فَطِنَ بهما إذا قلت: فَطِنَ له و فَطِنَ به. و شَنَفَ إلیه یَشْنِفُ شَنْفاً و شُنُوفاً: نظر بمؤخر العین؛ حكاه یعقوب، و قال مرة: هو نظر فیه اعْتراضٌ؛ قال ابن مقبل: إذا تداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا الكسائی: شَفَنْتُ إلی الشی‌ء و شَنَفْتُ إلیه إذا نظرت إلیه. ابن الأَعرابی: شَنَفْتُ له و عدیت «1» له إذا أَبغضته. و یقال: ما لی أَراك شَانِفاً عنی و خانِفاً، و قد خَنَفَ عنی وجهَه أَی صرَفه.

شنحف؛ ج9، ص: 184

: شَنْحَفٌ: طویل، و هی بالخاء أعلی.

شنخف؛ ج9، ص: 184

: بعیر شِنْخَافٌ: صُلْبٌ شدید. و رجل شِنَّخْفٌ مثل جِرْدَحْلٍ أَی طویل. و الشَّنْخَافُ و الشِّنَّخْفُ: الطویل، و الجمع شِنَّخْفون و لا یُكَسّر. و‌فی الحدیث: إنك من قَوْمٍ شِنَّخْفِینَ؛ قال الشاعر: و أَعْجَبها، فیمنْ یَسُوجُ، عِصابةٌ من القَومِ، شِنَّخْفونَ جِدَّ طوالِ «2»

شندف؛ ج9، ص: 184

: الشُّنْدُفُ من الخیل: الذی یمیل رأْسه من النَّشاط و فرس شُنْدُفٌ أَی مُشْرِف؛ قال المرَّار یصف الفرس: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ ما وَرَّعْتَه، و إذا طُوطِئ طَیّارٌ طِمِرّ

شنعف؛ ج9، ص: 184

: الشَّنْعَفَةُ: الطول. و الشِّنْعَافُ و الشِّنْعابُ: الطویلُ الرِّخْوُ العاجز، رجل شِنْعَافٌ؛ و أَنشد: تَزَوَّجْتِ شِنْعافاً فآنَسْتِ مُقْرِفاً، إذا ابْتَدَرَ الأَقْوامُ مَجْداً تَقَبَّعا و الشِّنْعافُ و الشُّنْعُوفُ: رأْس یخرج من الجبل، و النون زائدة. الأَصمعی: الشَّنَاعِیفُ رؤوس تخرج من الجبال.

شنغف؛ ج9، ص: 184

: التهذیب: الشِّنْغافُ الطویل الدقیق من الأَرْشِیة و الأَغصان، قال: و الشُّنْغُوفُ عِرْق طویل من الأَرض دقیق. قال ابن الفرج: سمعت زائدة البكری یقول: الشِّنَّعْفُ و الشِّنَّغْفُ و الهِلَّغْفُ: المضطرب الخَلْقِ.

شنقف؛ ج9، ص: 184

: الشُّنْقُفُ و الشِّنْقَافُ: ضرب من الطیر.

شوف؛ ج9، ص: 184

: شافَ الشی‌ءَ شَوْفاً: جلاه. و الشَّوْفُ: الجَلْوُ. و المَشُوفُ: المَجْلُوُّ. و دینار مَشُوفٌ أَی مَجْلُوٌّ؛ قال عنترة: و لقد شَرِبْتُ من المُدامةِ بَعْد ما ركدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ
(1). قوله [و عدیت] كذا بالأصل علی هذه الصورة. (2). قوله [جد إلخ] كذا ضبط فی الأصل. و تقدم بدله فی مادة سوج: غیر قضاف، و لعله حذ جمع الأحذ الخفیف الید.
لسان العرب، ج‌9، ص: 185
یعنی الدینار المَجْلُوَّ، و أَراد بذلك دیناراً شافَه ضاربُه أَی جلاه، و قیل: عنی به قَدَحاً صافیاً مُنَقَّشاً. و المَشُوفُ من الإِبل: المَطْلِیُّ بالقَطران لأَن الهناء یَشُوفُه أَی یجلوه. و قال أَبو عبید: المَشُوف الهائج، قال: و لا أَدری كیف یكون الفاعل عبارة عن المفعول؛ و قول لبید: بِخَطِیرةٍ تُوفی الجَدِیلَ سَرِیحَةٍ، مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْته بِعصِیمِ «1» یحتمل المعنیین. و قال أَبو عمرو: المَشُوفُ الجمل الهائجُ فی قول لبید، و یروی المسُوفُ، بالسین، یعنی المشموم إذا جَرِبَ البعیر فطُلِیَ بالقَطِران شمَّتْه الإِبل، و قیل: المَشُوف المزین بالعُهُون و غیرها. و المُشَوَّفةُ من النساء: التی تُظْهِر نَفسَها لیراها الناسُ؛ عن أَبی علی. و تَشَوَّفَتِ المرأَةُ: تزینت. و یقال: شِیفتِ الجاریةُ تُشافُ شَوْفاً إذا زُیِّنَتْ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: أَنها شَوَّفَتْ جاریة فطافَتْ بها و قالت لعلَّنا نَصِیدُ بها بعضَ فِتْیان قُریش، أَی زَیَّنَتْها. و اشْتَافَ فلان یَشْتَافُ اشْتِیَافاً إذا تَطاوَلَ و نظر. و تَشَوَّفْتُ إلی الشی‌ء أَی تطَلَّعْتُ. و رأَیت نساء یَتَشَوَّفْن من السُّطُوح أَی یَنْظرن و یَتطاوَلْنَ. و یقال: اشْتَافَ البرقَ أَی شامَه، و منه قول العجاج: و اشْتَافَ من نحوِ سُهَیْلٍ بَرْقا و تَشَوَّفَ الشی‌ءُ و أَشَافَ: ارتفع. و أَشَافَ علی الشی‌ء و أَشْفی: أَشْرَفَ علیه. و فی الصحاح: هو قلب أَشْفی علیه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: و لكن انْظُرُوا إلی ورَعِه إذا أَشَافَ‌أَی أَشْرَفَ علی الشی‌ء، و هو بمعنی أَشْفی؛ و قال طُفَیْل: مُشیفٌ علی إحْدی ابْنَتَیْنِ بنفسه، فُوَیْتَ العَوالی بَیْنَ أَسْرٍ و مَقْتَلِ «2» و تمثّل المخْتارُ لما أُحِیطَ به بهذا البیت: إما مُشِیف علی مجْدٍ و مَكْرُمةٍ، و أُسْوةٌ [إسْوةٌ لك فیمن یَهْلِكُ الوَرَقُ و الشَّیِّفَةُ: الطَّلِیعةُ؛ قال قَیْسُ بن عَیزارة: ورَدْنا الفُضاضَ، قَبْلَنا شَیِّفَاتُنَا، بأَرْعَنَ یَنْفی الطیرَ عن كلِّ مَوْقِعِ و شَیِّفَةُ القوم: طَلِیعَتُهم الذی یَشْتافُ لهم. ابن الأَعرابی: بعث القومُ شَیِّفَةً أَی طَلیعةً. قال: و الشَّیِّفَانُ الدَّیْدَبانُ. و قال أَعرابی: تَبَصَّرُوا الشَّیِّفَانَ فإنه یَصُوكُ علی شَعَفَةِ المَصادِ أَی یلزمها. و اشْتَافَ الفرسُ و الظَّبْیُ و تَشَوَّفَ: نَصَب عُنُقَه و جعل ینظر؛ قال كثیر عزة: تَشَوَّفَ من صَوْتِ الصَّدی كلَّ ما دَعا، تَشَوُّفَ جَیْداء المُقَلَّدِ مُغْیِبِ اللیث: تشوَّفتِ الأَوْعالُ إذا ارتفعت علی معاقِلِ الجبال فأَشْرفت؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَشْتَفْنَ للنظرِ البعید، كأَنما إرنانُها ببَوائِن الأَشْطانِ «3»
(1). قوله [بخطیرة] فی شرح القاموس: الخطیرة التی تخطر بذنبها نشاطاً، و السریحة: السریعة السهلة السیر. (2). قوله [ابنتین] فی شرح القاموس اثنتین. (3). راجع هذا البیت فی صفحة 183 فقد ورد فیه یَشنَفْن بدل یشتفن.
لسان العرب، ج‌9، ص: 186
یصف خیلًا نَشِیطة إذا رأَتْ شخصاً بعیداً طَمَحَتْ إلیه ثم صَهَلَت، فكأَنَّ صَهِیلها فی آبار بعیدة الماء لسعَةِ أَجْوافها. و‌فی حدیث سُبَیْعةَ: أَنها تَشَوَّفت للخُطّاب‌أَی طَمَحَتْ و تَشَرَّفَتْ. و اسْتَشافَ الجُرحُ، فهو مُسْتَشِیفٌ، بغیر همز إذا غَلُظَ. و‌فی الحدیث: خرجت بآدم شافةٌ فی رجله؛ قال: و الشافةُ جاءت بالهمز و غیر الهمز، و هی قُرحة تخرج بباطن القدم و قد ذكرت فی شأَف، و اللّه أَعلم.

فصل الصاد المهملة؛ ج9، ص: 186

صحف؛ ج9، ص: 186

: الصحیفة: التی یكتب فیها، و الجمع صَحَائِفُ و صُحُفٌ و صُحْفٌ. و فی التنزیل: إِنَّ هٰذٰا لَفِی الصُّحُفِ الْأُولیٰ صُحُفِ إِبْرٰاهِیمَ وَ مُوسیٰ؛ یعنی الكتب المنزلة علیهما، صلوات اللّه علی نبینا و علیهما؛ قال سیبویه: أَما صَحَائِفُ فعلی بابه و صُحُفٌ داخل علیه لأَن فُعُلًا فی مثل هذا قلیل، و إنما شبّهوه بقَلِیبٍ و قُلُبٍ و قَضِیبٍ و قُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِیفاً حین علموا أَن الهاء ذاهبة، شبهوها بحفرةٍ و حِفارٍ حین أَجْروها مُجْری جُمْدٍ و جِماد. قال الأَزهری: الصُّحُفُ جمع الصَّحِیفَة من النوادر و هو أَن تَجْمع فَعِیلةً علی فُعُل، قال: و مثله سَفینة و سُفُنٌ، قال: و كان قیاسهما صَحَائِف و سفائِنَ. و صَحِیفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، و قیل: هی ما أَقبل علیك منه، و الجمع صَحِیفٌ؛ و قوله: إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحِیفُ یجوز أَن یكون جمع صحیفة التی هی بشرة جلده، و یجوز أَن یكون أَراد بالصَّحِیف الصحیفة. و الصَّحِیف: وجْه الأَرض؛ قال: بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحیفِ و كلاهما علی التشبیه بالصحیفة التی یكتب فیها. و المُصْحَفُ و المِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بین الدَّفَّتَیْنِ كأَنه أُصْحِفَ، و الكسر و الفتح فیه لغة، قال أَبو عبید: تمیم تكسرها و قیس تضمها، و لم یذكر من یفتحها و لا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحیانی عن الكسائی، قال الأَزهری: و إنما سمی المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَی جعل جامعاً للصحف المكتوبة بین الدفتین، قال الفراء: یقال مُصْحَفٌ و مِصْحَفٌ كما یقال مُطْرَفٌ و مِطْرَفٌ؛ قال: و قوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَی جُمِعَتْ فیه الصحف و أُطْرِفَ جُعِلَ فی طَرَفَیْه العَلَمان، استثقلت العرب الضمة فی حروف فكسرت المیم، و أَصلها الضمّ، فمن ضَمَّ جاء به علی أَصله، و من كسره فلاستثقاله الضمة، و كذلك قالوا فی المُغْزَل مِغْزَلا، و الأَصل مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَی أُدیرَ و فُتِلَ، و المُخْدَعِ و المُجْسَدِ؛ قال أَبو زید: تمیم تقول المِغْزلُ و المِطْرفُ و المِصْحَفُ، و قیس تقول المُطْرَفُ و المُغْزَلُ و المُصْحَفُ. قال الجوهری: أُصحِفَ جمعت فیه الصُّحُف، و أُطْرِفَ جُعِل فی طرفیه علمان، و أُجْسِدَ أَی أُلْزِقَ بالجَسد. قال ابن بری: صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ و هو الزَّعْفرانُ. و قال الجوهری: و الصَّحِیفَة الكتاب. و‌فی الحدیث: أَنه كتب لعُیَیْنَةَ بن حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال: یا محمد، أَ تُرانی حامِلًا إلی قومی كتاباً كصَحِیفَة المُتَلَمِّس؟الصَّحِیفَة: الكتاب، و المتلمس: شاعر معروف و اسمه عبد المَسیح بن جَریر، و كان قدم هو و طرَفةُ الشاعر علی الملك عمرو بنِ هِنْدٍ، فنقم علیهما أَمراً فكتب لهما كتابین إلی عامله بالبحرین
لسان العرب، ج‌9، ص: 187
یأْمُرُه بقتلهما، و قال: إنی قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحیرة فأَعطی المتلمسُ صحیفته صبیّاً فقرأَها فإذا فیها یأْمر عامِلَه بقتله، فأَلقاها فی الماء و مضی إلی الشام، و قال لطرفة: افعل مثل فعلی فإن صحیفتك مثل صحیفتی، فأَبی علیه و مضی إلی عامله فقتله، فضُرب بهما المثل. و المُصَحِّف و الصَّحَفِیُّ: الذی یَرْوی الخَطَأَ عن قراءة الصحف بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة «4». و الصَّحْفَة: كالقَصْعةِ، و قال ابن سیدة: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ عریضة و هی تُشْبِع الخمسةَ و نحوهم، و الجمع صِحَافٌ. و فی التنزیل: یُطٰافُ عَلَیْهِمْ بِصِحٰافٍ مِنْ ذَهَبٍ؛ و أَنشد: و المَكاكِیكُ و الصِّحافُ من الفِضَّةِ و الضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ و الصُّحَیْفَةُ أَقلّ منها، و هی تُشْبِعُ الرجلَ، و كأَنه مصغّر لا مكَبَّر له. قال الكسائی: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثم القَصْعةُ تلیها تشبع العشرة، ثم الصَّحْفَةُ تشبع الخَمسة و نحوهم، ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلین و الثلاثة، ثم الصُّحَیْفَةُ تشبع الرجل. و‌فی الحدیث: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما فی صَحْفَتِها، هو من ذلك، و هذا مثل یرید به الاستِئْثارَ علیها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحْفَة غیره و قَلَب ما فی إنائه. و التَّصْحِیفُ: الخَطَأُ فی الصَّحِیفةِ.

صخف؛ ج9، ص: 187

: الصَّخْفُ: حَفْرُ الأَرضِ. و المِصْخَفَةُ: المِسْحاةُ، یمانیة.

صدف؛ ج9، ص: 187

: الصُّدُوفُ: المَیْلُ عن الشی‌ء. و أَصْدَفَنی عنه كذا و كذا أَی أَمالَنی. ابن سیدة: صَدَفَ عنه یَصْدِفُ صَدْفاً و صُدُوفاً: عَدَلَ. و أَصْدَفَه عنه: عَدَل به، و صَدَفَ عنی أَی أَعْرَضَ. و قوله عز و جل: سَنَجْزِی الَّذِینَ یَصْدِفُونَ عَنْ آیٰاتِنٰا سُوءَ الْعَذٰابِ بِمٰا كٰانُوا یَصْدِفُونَ، أَی یُعْرِضون. أَبو عبید: صَدَفَ و نكَبَ إذا عَدلَ؛ و قیل فی قول الأَعشی: و لقد ساءها البیاض فَلَطَّتْ بِحِجابٍ، من بَیْنِنا، مَصْدُوفِ أَی بمعنی مَسْتُور. و یقال: امرأَة صَدُوفٌ للتی تَعْرِضُ وجهها علیك ثم تَصْدِفُ. ابن سیدة: و الصَّدُوفُ من النساء التی تَصْدِفُ عن زَوجها؛ عن اللحیانی، و قیل: التی لا تشتهی القبل، و قیل: الصَّدُوفُ البَخْراء؛ عن اللحیانی أَیضاً. و الصَّدَفُ: عَوَجٌ فی الیدین، و قیل: مَیَلٌ فی الحافر إلی الجانب الوحْشِیِّ، و قیل: هو أَن یَمِیل خُفُّ البعیر من الید أَو الرجل إلی الجانب الوحشی، و قیل: الصَّدَفُ مَیل فی القدم؛ قال الأَصمعی: لا أَدری أَ عن یمین أَو شمال، و قیل: هو إقْبالُ إحدی الرُّكْبَتین علی الأُخری، و قیل: هو فی الخیل خاصّة إقْبالُ إحداهما علی الأُخری، و قد صَدِفَ صَدَفاً، فإن مالَ إلی الجانب الإِنسیّ، فهو القَفَدُ، و قد قَفِدَ قَفَداً، و قیل: الصَّدَفُ تَدانی العُجایَتَین و تباعُدُ الحافرین فی التِواءٍ من الرُّسْغَینِ، و هو من عیوب الخیل التی تكون خِلْقةً، و قد صَدِفَ صَدَفاً، و هو أَصْدَفُ. الجوهری: فرس أَصْدَفُ بَیِّنُ الصَّدَفِ إذا كان مُتَدانیَ الفَخْذین مُتَباعِد الحافرین فی التواء من الرسغین. الأَصمعی: الصدفُ كل شی‌ء مرتفع عظیم كالهدَف و الحائط و الجبل. و الصَّدَفُ و الصَّدَفَةُ: الجانِبُ
(4). فی القاموس: الصَّحَفِیُّ الذی یخطئ فی قراءة الصحف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 188
و الناحِیةُ. و الصَّدَفُ و الصُّدُفُ: مُنْقَطَعُ الجبل المرتفِع. ابن سیدة: و الصَّدَفُ جانب الجبل، و قیل الصَّدَفُ ما بین الجبلین، و الصُّدُفُ لغة فیه؛ عن كراع. و قال ابن درید: الصُّدُفَانِ، بضم الدال، ناحِیتا الشِّعْب أَو الوادی كالصَّدَّیْنِ. و یقال لجانبی الجبل إذا تَحاذیا: صُدُفَانِ و صَدَفَانِ لتَصادُفِهما أَی تَلاقِیهما و تَحاذی هذا الجانِبِ الجانِبَ الذی یُلاقیه، و ما بینهما فَجٌّ أَو شِعْب أَو وادٍ، و من هذا یقال: صَادَفْتُ فلاناً أَی لاقَیْتُه و وجَدْتُه. و الصَّدَفانِ و الصُّدُفانِ: جبلان مُتلاقِیانِ بیننا و بین یأْجوجَ و مأْجوجَ. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی إِذٰا سٰاویٰ بَیْنَ الصَّدَفَیْنِ؛ قرئ الصَّدَفَیْنِ و الصُّدُفَیْنِ و الصُّدَفَیْنِ «1». و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان إذا مرَّ بصَدَفٍ أَو هَدَفٍ مائل أَسْرَع المشی؛ ابن الأَثیر: هو بفتحتین و ضمتین؛ قال أَبو عبید: الصَّدَفُ و الهَدَفُ واحد، و هو كلُّ بناء مرتفع عظیم؛ قال الأَزهری: و هو مثل صَدَفِ الجبل شَبَّهه به و هو ما قابلك من جانبه. و‌فی حدیث مُطَرِّفٍ: من نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ یَنْوِی التوكُّلَ فَلیَرْمِ نَفْسَه من طَمارِ؛ و هو یَنْوِی التَّوكلَ یعنی أَنَّ الاحْتِرازَ من المَهالِك واجب و إلقاء الرجل بیده إلیها و التَّعَرُّضُ لها جَهْلٌ و خَطأٌ. و الصَّوادِفُ: الإِبل التی تأْتی علی الحَوْض فتَقِف عند أَعْجازها تنتظر انْصِرافَ الشارِبةِ لتَدخل؛ و منه قول الراجز: النَّاظِراتُ العُقَبَ الصَّوَادِفُ «2» و قول ملیح الهُذَلی: فلما اسْتَوَتْ أَحْمالُها، و تصَدَّفَتْ بِشُمِّ المَراقی بارِداتِ المَداخِلِ قال السكری: تَصَدَّفَتْ تَعَرَّضَتْ. و الصَّدَفُ: المَحارُ، واحدته صَدَفَةٌ. اللیث: الصَّدَفُ غِشاء خَلْقٍ فی البحر تضمّه صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عن لحم فیه روح یسمی المَحارَةَ، و فی مثله یكون اللؤلؤ. الجوهری: و صَدَفُ الدرَّةِ غِشاؤها، الواحدة صَدَفَةٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: إذا مَطَرَتِ السماء فَتَحتِ الأَصْدافُ أَفْواهَها؛ الأَصْدَافُ: جمع الصَّدَفِ، و هو غِلافُ اللُّؤلؤِ و هو من حیوان البحر. و الصَّدَفَةُ: مَحارةُ الأُذن. و الصَّدَفتانِ: النُّقْرَتانِ اللتانِ فیهما مَغْرِزُ رأْسَیِ الفَخِذَین و فیهما عَصَبةٌ إلی رأْسهما. و المُصادَفةُ: المُوافَقَةُ. و الصُّدَفُ: سبع من السِّباعِ، و قیل طائر. و الصَّدِفُ: قبیلة من عَرب الیمن؛ قال: یومٌ لهَمْدانَ و یَوْمٌ للصَّدِفْ ابن سیدة: و الصَّدَفِیُّ ضرب من الإِبل، قال: أُراه نسب إلیهم؛ قال طرفة: لدی صَدَفِیٍّ كالحَنِیّةِ بارِك و قال ابن بری: الصَّدِفُ بَطْن من كِنْدة و النسب إلیه صَدَفِیّ؛ قال الراجز: یوم لهمْدان و یوم للصَّدِفْ، و لِتَمِیمٍ مِثْلُه أَو تَعْترِفْ قال: و قال طرفة:
(1). قوله [قرئ الصَّدَفَیْنِ إلخ] بقیت رابعة الصَّدُفَیْن كعضدین كما فی القاموس. (2). قوله [الناظرات إلخ] صدره كما فی شرح القاموس: لا ریَّ حتی تنهل الروادف
لسان العرب، ج‌9، ص: 189
یَرُدُّ علیَّ الرِّیحُ ثوبی قاعداً، لدی صَدَفِیّ كالحنِیَّةِ بازِلِ و صَیْدَفَا و تَصْدَفُ: موضعان؛ قال السُّلَیْكُ بن السُّلَكةِ: إذا أَسْهَلَتْ خَبَّتْ، و إن أَحْزَنتْ مَشَتْ، و یُغْشَی بها بین البُطونِ و تَصْدَفِ قال ابن سیدة: و إنما قضیت بزیادة التاء فیه لأَنه لیس فی الكلام مثل جعفر.

صرف؛ ج9، ص: 189

: الصَّرْفُ: رَدُّ الشی‌ء عن وجهه، صَرَفَه یَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ. و صَارَفَ نفْسَه عن الشی‌ء: صَرَفَها عنه. و قوله تعالی: ثُمَّ انْصَرَفُوا؛ أَی رَجَعوا عن المكان الذی استمعُوا فیه، و قیل: انْصَرَفُوا عن العمل بشی‌ء مما سمعوا. صَرَفَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ أَی أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً علی فعلهم؛ و صَرفْتُ الرجل عنی فانْصَرَفَ، و المُنْصَرَفُ: قد یكون مكاناً و قد یكون مصدراً، و قوله عز و جل: سَأَصْرِفُ عَنْ آیٰاتِیَ؛ أَی أَجْعَلُ جَزاءهم الإِضْلالَ عن هدایة آیاتی. و قوله عز و جل: فَمٰا تَسْتَطِیعُونَ صَرْفاً وَ لٰا نَصْراً أَی ما یستطیعون أَن یَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ و لا أَن یَنْصُروا أَنفسَهم. قال یونس: الصَّرْفُ الحِیلةُ، و صَرَفْتُ الصِّبْیان: قَلَبْتُهم. و صَرَفَ اللّه عنك الأَذی، و اسْتَصْرَفْتُ اللّه المَكارِهَ. و الصَّریفُ: اللَّبَنُ الذی یُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ حارّاً. و الصَّرْفانِ: اللیلُ و النهارُ. و الصَّرْفَةُ: مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَیِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَی الأَسَد. یقال: إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر فذلك الخَریفُ، و إِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربیع، و العرب تقول: الصَّرْفَةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ فی الحالتین؛ قال ابن كُناسةَ: سمیت بذلك لانْصراف البرد و إقبال الحرّ، و قال ابن بری: صوابه أَن یقال سمیت بذلك لانْصراف الحرِّ و إقبال البرد. و الصَّرْفةُ: خرَزةٌ من الخرَز التی تُذْكر فی الأُخَذِ، قال ابن سیدة: یُسْتَعْطَفُ بها الرجال یُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم و وجوههم؛ عن اللحیانی؛ قال ابن جنی: و قولُ البغدادیین فی قولهم: ما تَأْتینا فتُحَدِّثَنا، تَنْصِبُ الجوابَ علی الصَّرْف، كلام فیه إجمال بعضه صحیح و بعضه فاسد، أَما الصحیح فقولهم الصَّرْفُ أَن یُصْرَف الفِعْلُ الثانی عن معنی الفعل الأَول، قال: و هذا معنی قولنا إن الفعل الثانی یخالف الأَوّل، و أَما انتصابه بالصَّرْف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعانی لا تنصب الأَفعال و إنما ترفعها، قال: و المعنی الذی یرفع الفعل هو وقوع الاسم، و جاز فی الأَفعال أَن یرفعها المعنی كما جاز فی الأَسماء أَن یرفعها المعنی لمُضارعَة الفعل للاسم، و صَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوین. وَ صَرَّفْنَا الْآیٰاتِ أَی بیَّنَّاها. و تَصْریفُ الآیات تَبْیینُها. و الصَّرْفُ: أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ یریده إلی مَصْرِفٍ غیر ذلك. و صَرَّفَ الشی‌ءَ: أَعْمله فی غیر وجه كأَنه یَصرِفُه عن وجه إلی وجه، و تَصَرَّفَ هو. و تَصارِیفُ الأُمورِ: تَخالِیفُها، و منه تَصارِیفُ الرِّیاحِ و السَّحابِ. اللیث: تَصْرِیفُ الرِّیاحِ صَرْفُها من جهة إلی جهة، و كذلك تَصْرِیفُ السُّیُولِ و الخُیولِ و الأُمور و الآیات، و تَصْرِیفُ الریاحِ: جعلُها جَنُوباً و شَمالًا و صَباً و دَبُوراً فجعلها ضُروباً فی أَجْناسِها. و صَرْفُ الدَّهْرِ:
لسان العرب، ج‌9، ص: 190
حِدْثانُه و نَوائبُه. و الصَّرْفُ: حِدْثان الدهر، اسم له لأَنه یَصْرِفُ الأَشیاء عن وجُوهها؛ و قول صخر الغَیّ: عاوَدَنی حُبُّها، و قد شَحِطَتْ صَرْفُ نَواها، فإنَّنی كَمِدُ أَنَّث الصَّرْف لتَعْلِیقه بالنَّوی، و جمعه صُرُوفٌ. أَبو عمرو: الصَّرِیف الفضّةُ؛ و أَنشد: بَنی غُدانةَ، حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً و لا صَرِیفاً، و لكن أَنْتُمُ خَزَفُ و هذا البیتُ أَورَدَه الجوهری: بنی غُدانَةَ، ما إن أَنتُمُ ذَهَباً و لا صَرِیفاً، و لكن أَنتُمُ خزَفُ قال ابن بری: صواب إنشاده: … ما إِن أَنْتُمُ ذَهبٌ، لأَن زیادة إنْ تُبْطِل عمل ما. و الصَّرْفُ: فَضْلُ الدِرهم علی الدرهم و الدینار علی الدِّینار لأَنَّ كلَّ واحد منهما یُصْرَفُ عن قِیمةِ صاحِبه. و الصَّرْفُ: بیع الذهب بالفضة و هو من ذلك لأَنه یُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلی جَوْهر. و التَّصْرِیفُ فی جمیع البِیاعاتِ: إنْفاق الدَّراهم. و الصَّرَّافُ و الصَّیْرَفُ و الصَّیْرَفِیُّ: النقّادُ من المُصارفةِ و هو من التَّصَرُّفِ، و الجمع صَیارِفُ و صَیارِفةٌ. و الهاء للنسبة، و قد جاء فی الشعر الصَّیَارِفُ؛ فأَما قول الفرزدق: تَنْفِی یَداها الحَصی فی كلِّ هاجِرَةٍ، نَفْیَ الدَّراهِیمِ تَنْقَادُ الصَّیارِیفِ فعلی الضرورة لما احتاج إلی تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتی صارت حرفاً؛ و بعكسه: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا و یقال: صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِیر. و بین الدِّرهمین صَرْفٌ أَی فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما. و رجل صَیْرَفٌ: مُتَصَرِّفٌ فی الأُمور؛ قال أُمَیَّة بن أَبی عائذ الهذلی: قد كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَیْرَفاً، لم تَلْتَحِصْنی حَیْصَ بَیْصَ لَحاصِ أَبو الهیثم: الصَّیْرَفُ و الصَّیْرَفِیُّ المحتال المُتقلب فی أُموره المُتَصَرِّفُ فی الأُمور المُجَرّب لها؛ قال سوید بن أَبی كاهل الیَشْكُرِیّ: و لِساناً صَیْرَفِیّاً صارِماً، كحُسامِ السَّیْفِ ما مَسَّ قَطَعْ و الصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ و الحِیلةُ. یقال: فلان یَصْرِفُ و یَتَصَرَّفُ و یَصْطَرِفُ لعیاله أَی یَكتسب لهم. و قولهم: لا یُقبل له صَرْفٌ و لا عَدْلٌ؛ الصَّرْفُ: الحِیلة، و منه التَّصَرُّفُ فی الأَمور. یقال: إنه یَتَصَرَّفُ فی الأُمور. و صَرَّفْتُ الرجل فی أَمْری تَصْرِیفاً فتَصَرَّفَ فیه و اصْطَرَفَ فی طلَبِ الكسْب؛ قال العجاج: قد یَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافی، بغَیْرِ ما عَصْفٍ و لا اصْطِرافِ و العَدْلُ: الفِداء؛ و منه قوله تعالی: وَ إِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ، و قیل: الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ و العَدْلُ الفَرْضُ، و قیل: الصَّرْفُ التوبةُ و العدل الفِدْیةُ، و قیل: الصَّرْفُ الوَزْنُ و العَدْلُ الكَیْلُ، و قیل: الصَّرْفُ القیمةُ و العَدلُ المِثْلُ، و أَصلُه فی الفِدیة، یقال: لم یقبلوا منهم صَرْفاً و لا عَدلًا أَی لم یأْخذوا
لسان العرب، ج‌9، ص: 191
منهم دیة و لم یقتلوا بقَتیلهم رجلًا واحداً أَی طلبوا منهم أَكثر من ذلك؛ قال: كانت العرب تقتل الرجلین و الثلاثة بالرجل الواحد، فإذا قتلوا رجلًا برجل فذلك العدل فیهم، و إذا أَخذوا دیة فقد انصرفوا عن الدم إلی غیره فَصَرَفوا ذلك صرْفاً، فالقیمة صَرْف لأَن الشی‌ء یُقَوّم بغیر صِفته و یُعَدَّل بما كان فی صفته، قالوا: ثم جُعِل بعدُ فی كل شی‌ء حتی صار مثلًا فیمن لم یؤخذ منه الشی‌ء الذی یجب علیه، و أُلزِمَ أَكثر منه. و قوله تعالی: وَ لَمْ یَجِدُوا عَنْهٰا مَصْرِفاً، أَی مَعْدِلًا؛ قال: أَ زُهَیْرُ، هلْ عن شَیْبةٍ من مَصْرِفِ؟ أَی مَعْدِل؛ و قال ابن الأَعرابی: الصَّرْف المَیْلُ، و العَدْلُ الاسْتِقامةُ. و قال ثعلب: الصَّرْفُ ما یُتَصَرَّفُ به و العَدْل المیل، و قیل الصَّرْف الزِّیادةُ و الفضل و لیس هذا بشی‌ء. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، ذكر المدینة فقال: من أَحْدثَ فیها حَدَثاً أَو آوَی مُحْدِثاً لا یُقبل منه صَرْفٌ و لا عَدْلٌ؛ قال مكحول: الصَّرْفُ التوبةُ و العدْلُ الفِدیة.قال أَبو عبید: و قیل الصَّرْف النافلة و العدل الفریضة. و قال یونس: الصَّرْف الحِیلة، و منه قیل: فلان یَتَصَرَّفُ أَی یَحْتالُ. قال اللّه تعالی: فَمٰا تَسْتَطِیعُونَ صَرْفاً وَ لٰا نَصْراً. و صَرْفُ الحدیث: تَزْیِینُه و الزیادةُ فیه. و‌فی حدیث أَبی إدْرِیسَ الخَوْلانی أَنه قال: من طَلَبَ صَرْفَ الحدیثِ یَبْتَغِی به إقبالَ وجوهِ الناسِ إلیه؛ أُخِذَ من صَرفِ الدراهمِ؛ و الصَّرْفُ: الفضل، یقال: لهذا صَرْفٌ علی هذا أَی فضلٌ؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بصَرْفِ الحدیث ما یتكلفه الإِنسان من الزیادة فیه علی قدر الحاجة، و إنما كره ذلك لما یدخله من الرِّیاء و التَّصَنُّع، و لما یُخالِطُه من الكذب و التَّزَیُّدِ، و الحدیثُ مرفوع من روایة أَبی هریرة عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فی سنن أَبی داود. و یقال: فلان لا یُحْسنُ صَرْفَ الكلام أَی فضْلَ بعضِه علی بعض، و هو من صَرْفِ الدّراهمِ، و قیل لمن یُمَیِّز: صَیْرَفٌ و صَیْرَفِیٌّ. و صَرَفَ لأَهله یَصْرِفُ و اصْطَرَفَ: كَسَبَ و طَلَبَ و اخْتالَ؛ عن اللحیانی. و الصِّرَافُ: حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ و مِخْلَبٍ، صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوفاً و صِرَافاً، و هی صَارِفٌ. و كلبةٌ صَارِفٌ بیِّنة الصِّرَافِ إذا اشتهت الفحل. ابن الأَعرابی: السباعُ كلها تُجْعِلُ و تَصْرِفُ إذا اشتهت الفحل، و قد صَرَفَت صِرَافاً، و هی صَارِفٌ، و أَكثر ما یقال ذلك كلُّه للكلْبَةِ. و قال اللیث: الصِّرَافُ حِرْمةُ الشاء و الكلاب و البقَرِ. و الصَّرِیفُ: صوت الأَنیابِ و الأَبوابِ. و صَرَفَ الإِنسانُ و البعیرُ نابَه و بنابِه یَصْرِفُ صَرِیفاً: حَرَقَه فسمعت له صوتاً، و ناقة صَرُوفٌ بَیِّنَةُ الصَّرِیفِ. و صَرِیفُ الفحل: تَهَدُّرُه. و ما فی فمه صَارِفٌ أَی نابٌ. و صَرِیفُ القَعْوِ: صوته. و صَریفُ البكرةِ: صوتها عند الاستقاء. و صَرِیفُ القلم و الباب و نحوهما: صریرهما. ابن خالویه: صَرِیفُ نابِ الناقةِ یدل علی كلالِها و نابِ البعیر علی قَطَمِه و غُلْمَتِه؛ و قول النابغة: مَقْذُوفَةٍ بِدَخِیسِ النَّحْضِ بازِلُها، له صَرِیفٌ صَرِیفَ القَعْوِ بالمَسَدِ هو وَصْفٌ لها بالكَلالِ. و‌فی الحدیث: أَنه دخل حائطاً من حَوائطِ المدینةِ فإذا فیه جَمَلانِ یَصْرِفَان و یوعِدانِ فَدَنا منهما فوضعا جُرُنَهما؛ قال الأَصمعی: إذا كان الصَّرِیفُ من الفُحولةِ، فهو من النَّشاطِ،
لسان العرب، ج‌9، ص: 192
و إذا كان من الإِناث، فهو من الإِعْیاء. و‌فی حدیث علیّ: لا یَرُوعُه منها «3» إلا صَرِیفُ أَنیابِ الحِدْثان.و‌فی الحدیث: أَسْمَعُ صَرِیفَ الأَقلامِ‌أَی صوتَ جَرَیانِها بما تكتُبه من أَقْضِیةِ اللّه و وَحْیِه، و ما یَنْسَخُونه من اللوحِ المحفوظ. و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه السلام: أَنه كان یسمع صَرِیف القَلم حین كتب اللّه تعالی له التوراة؛ و قول أَبی خِراشٍ: مُقابَلَتَیْنِ شَدَّهما طُفَیْلٌ بِصَرَّافَینِ، عَقْدُهما جَمِیلُ عنی بالصَّرَّافَیْنِ شراكَیْنِ لهما صَرِیفٌ. و الصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شی‌ء. و شَرابٌ صِرْفٌ أَی بَحْتٌ لم یُمْزَجْ، و قد صَرَفَه صُرُوفاً؛ قال الهذَلی: إن یُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُوفَةٍ منها بریٍّ و علی مِرْجَلِ و صَرَّفَه و أَصْرَفَه: كَصَرفَه؛ الأَخیرة عن ثعلب. و صَرِیفون: موضع بالعراق؛ قال الأَعشی: وَ تُجْبَی إلیه السَّیْلَحُونَ، و دونَها صَرِیفُونَ فی أَنهارِها و الخَوَرْنَقُ قال: و الصَّرِیفِیَّةُ من الخمر منسوبة إلیه. و الصَّرِیفُ: الخمر الطیبةُ؛ و قال فی قول الأَعشی: صَرِیفِیّةٌ طَیِّبٌ طَعْمُها، لها زبدٌ بَیْنَ كُوبٍ و دَنّ «4» قال بعضهم: جعلها صَرِیفِیّةً لأَنها أُخِذت من الدَّنِّ ساعَتئذٍ كاللبن الصَّرِیف، و قیل: نُسِبَ إلی صَرِیفَین و هو نهر یتخلَّجُ من الفُراتِ. و الصَّرِیفُ: الخمر التی لم تُمْزَجْ بالماء، و كذلك كل شئ لا خِلْطَ فیه؛ و قال الباهلیّ فی قول المتنخل: إنْ یُمْسِ نَشْوانَ بِمصْرُوفةٍ قال: بمَصْرُوفَة أَی بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً، علی مِرْجَلٍ أَی علی لحمٍ طُبخ فی مِرجل، و هی القِدْر. و تَصْرِیفُ الخمر: شُرْبُها صِرْفاً. و الصَّرِیفُ: اللبن الذی ینصرف عن الضَّرْع حارّاً إذا حُلِبَ، فإِذا سكنت رَغْوَتُه، فهو الصَّریحُ؛ و منه‌حدیث الغارِ: و یَبیتانِ فی رِسْلِها و صَرِیفِها؛ الصَّرِیفُ: اللبن ساعة یُصْرَفُ عن الضرْع؛ و فی حدیث سَلمَة بن الأَكوع: لكن غَذاها اللبَنُ الخَریفُ: ألمَحْضُ و القارِصُ و الصَّرِیفُ و‌حدیث عمرو بن معدیكَرِبَ: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللبن رَثِیئةً أَو صَرِیفاً.و الصِّرْفُ، بالكسر: شی‌ء یُدْبَغُ به الأَدیمُ، و فی الصحاح: صِبْغ أَحمر تصبغ به شُرُكُ النِّعالِ؛ قال ابن كَلْحَبَةَ الیربوعی، و اسمه هُبَیْرَةُ بن عبد مَناف، و یقال سَلَمة بن خُرْشُبٍ الأَنْماری، قال ابن بری: و الصحیح أَنه هُبیرة بن عبد مناف، و كلحبة اسم أُمه، فهو ابن كلحبة أَحدُ بنی عُرَیْن بن ثَعْلبة بن یَرْبُوعٍ، و یقال له الكلحبة، و هو لقب له، فعلی هذا یقال؛ و قال الكلحبة الیربوعی: كُمَیْتٌ غیرُ مُحْلِفةٍ، و لكنْ كلَوْنِ الصِّرفِ عُلَّ به الأَدِیمُ یعنی أَنها خالصة الكُمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ، و فی المحكم:
(3). قوله [لا یروعه منها] الذی فی النهایة: لا یروعهم منه. (4). قوله [صَرِیفِیَّة الخ] قبله كما فی شرح القاموس: تعاطی الضجیع إذا أقبلت بعید الرقاد و عند الوسن
لسان العرب، ج‌9، ص: 193
خالصةُ اللونِ لا یُحلف علیها أَنها لیست كذلك. قال: و الكُمَیْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ و الأَحْوَی، و هما یشتبهان حتی یَحْلِفَ إنسان أَنه كمیت أَحمُّ، و یحلف الآخر أَنه كُمیت أَحْوَی. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی اللّه عنه: أَتَیْتُ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و هو نائم فی ظلِّ الكَعبة فاسْتَیْقَظ مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ؛ هو بالكسر، شجر أَحمر. و یسمی الدمُ و الشرابُ إذا لم یُمْزَجا صِرْفاً. و الصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شی‌ء. و‌فی حدیث جابر، رضی اللّه عنه: تَغَیَّر وجْهُه حتی صارَ كالصِّرْف.و‌فی حدیث علی، كرَّم اللّه وجهه: لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَدیمِ الصِّرْفِ‌أَی الأَحمر. و الصَّرِیفُ: السَّعَفُ الیابِسُ، الواحدة صَرِیفَةٌ، حكی ذلك أَبو حنیفة؛ و قال مرة: هو ما یَبِسَ من الشجر مثل الضَّریع، و قد تقدَّم. ابن الأَعرابی: أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ یُصْرِفُه إصرَافاً إذا أَقوی فیه و خالف بین القافِیَتَین؛ یقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافیةَ، قال ابن بری: و لم یجئ أَصْرَفَ غیره؛ و أَنشد: بغیر مُصْرِفَة القَوافی «1» ابن بزرج: أَكْفأْتُ الشعرَ إذا رفعت قافِیةً و خفضت أُخری أَو نصبتها، و قال: أَصْرَفْتُ فی الشعر مثل الإِكفاء، و یقال: صَرَفْت فلاناً و لا یقال أَصْرَفْته. و قوله‌فی حدیث الشُفعة: إذا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعةَ‌أَی بُیِّنَتْ مَصارِفُها و شوارِعُها كأَنه من التَّصَرُّفِ و التَّصْریفِ. و الصَّرَفَانُ: ضربٌ من التمر، واحدته صَرَفَانَةٌ، و قال أَبو حنیفة: الصَّرَفَانَةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِیّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكةٌ، قال: و هی أَرْزَن التمر كله؛ و أَنشد ابن بری للنّجاشِیّ: حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرینَ و مَذْحِجٍ و كِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ و قال عِمْران الكلبی: أَ كُنْتُمْ حَسِبْتُمْ ضَرْبَنا و جِلادَنا علی الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفَانِ «2» و‌فی حدیث وفْد عبد القیس: أَ تُسَمُّون هذا الصَّرفان؟هو ضرب من أَجود التمر و أَوْزَنه. و الصَّرَفَانُ: الرَّصاصُ القَلَعِیُّ؛ و الصَّرَفَانُ: الموتُ؛ و منهما قول الزَّبّاء الملِكة: ما لِلْجِمالِ مَشْیُها وئیدا؟ أَ جَنْدَلًا یَحْمِلْنَ أَم حَدیدا؟ أَمْ صَرَفَاناً بارِداً شَدیدا؟ أَم الرِّجال جُثَّماً قُعُودا؟ قال ابو عبید: و لم یكن یهدی لها شی‌ء أَحَبّ إلیها من التمر الصَّرَفَان؛ و أَنشد: و لما أَتَتْها العِیرُ قالت: أَ بارِدٌ من التمرِ أَمْ هذا حَدیدٌ و جَنْدَلُ؟ و الصَّرَفِیُّ: ضَرْب من النَّجائب منسوبة، و قیل بالدال و هو الصحیح، و قد تقدم.

صطف؛ ج9، ص: 193

: قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً من بنی حنظلة یسمی المِصْطَبَةَ المَصْطَفَة، بالفاء.

صعف؛ ج9، ص: 193

: الصَّعْفُ و الصَّعَفُ: شراب لأَهل الیمن، و صِناعَتُه أَن یُشْدَخَ العنب ثم یُلْقی فی الأَوْعِیةِ
(1). قوله [بغیر مصرفة] كذا بالأصل. (2). قوله [الحجر] فی معجم یاقوت: الحجر، بالكسر و بالفتح و بالضم، أسماء مواضع.
لسان العرب، ج‌9، ص: 194
حتی یَغْلی، قال أَبو عبید: و جُهّالُهم لا یرونه خمراً لمكان اسْمه، و قیل: هو شراب العنب أَول ما یُدْرِكُ، و قیل: هو شراب یتخذ من العسل. و الصَّعْفَانُ: المُولَعُ بشراب الصَّعْفِ، و هو العصیر. و الصَّعْفُ: طائر صغیر، و جمعه صِعافٌ. قال ابن بری: أَصْعَفَ الزَّرْعُ أَفْرَكَ، و هو الصَّعِیفُ؛ عن أَبی عمرو.

صفف؛ ج9، ص: 194

: الصَّفُّ: السَّطْرُ المُسْتَوی من كل شی‌ء معروفٌ، و جمعه صُفُوفٌ. و صَفَفْتُ القوم فاصْطَفُّوا إذا أَقمتهم فی الحرب صَفّاً. و‌فی حدیث صلاة الخَوْفِ: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان مُصَافَّ العَدُوِّ بعُسْفانَ‌أَی مُقابِلهم. یقال: صَفَّ الجیشَ یَصُفُّه صَفّاً و صافَّهُ، فهو مُصَافٌّ إذا رَتَّبَ صُفُوفَه فی مُقابِل صُفُوفِ العدوّ، و المَصَافُّ، بالفتح و تشدید الفاء: جمع مَصَفٍّ و هو موضع الحرب الذی یكون فیه الصُّفُوفُ. و صَفَّ القوم یَصُفُّونَ صَفّاً و اصْطَفُّوا و تَصافُّوا: صاروا صَفّاً. و تَصافُّوا علیه: اجتمعوا صَفّاً. اللحیانی: تَصافُّوا علی الماء و تَضافُّوا علیه بمعنی واحد إذا اجتمعوا علیه، و مثله تَضَوَّكَ فی خُرْئِهِ، و تَصَوَّكَ إذا تَلَطَّخَ به، و صلاصِلُ الماء و ضَلاضِلُه. و قوله عز و جل: وَ الصَّافّٰاتِ صَفًّا؛ قیل: الصَّافّٰاتِ الملائكةُ مُصْطَفُّونَ فی السماء یسبحون اللّه تعالی؛ و مثله: وَ إِنّٰا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ؛ قال: و ذلك لأَنَّ لهم مَراتِبَ یقومون علیها صُفُوفاً كما یَصْطَفُّ المُصَلُّون. و قول الأَعرابیة لبنیها: إذا لَقِیتُمُ العَدُوَّ فدَغَری و لا صَفّاً أَی لا تَصُفُّوا صَفّاً. و الصَّفُّ: موقف الصُّفوفِ. و المَصَفُّ: الموْقفُ فی الحرب، و الجمع المَصَافُّ، و صَافُّوهم القِتالَ. و الصَّفُّ فی القرآن المُصَلَّی و هو من ذلك لأَن الناس یَصْطَفُّون هنالك. قال اللّه تعالی: ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا؛ مُصْطَفّین فهو علی هذا حال. قال الأَزهری: معناه ثم ائْتُوا الموضع الذی تجتمعون فیه لعیدكم و صلاتِكم. یقال: ائْتِ الصَّفَّ أَی ائْتِ المُصَلَّی، قال: و یجوز ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا أَی مصطفِّین لیكون أَنْظَم لكمْ و أَشدّ لهَیْبَتِكم. اللیث: الصَّفُّ واحد الصُّفُوف معروف. و الطیر الصَّوَافُّ: التی تَصُفُّ أَجْنِحتَها فلا تحركها. و قوله تعالی: وَ عُرِضُوا عَلیٰ رَبِّكَ صَفًّا؛ قال ابن عرفة: یجوز أَن یكونوا كلهم صَفّاً واحداً و یجوز أَن یقال فی مثل هذا صَفَّاً یراد به الصُّفُوفُ فیؤدی الواحدُ عن الجمیع. و‌فی حدیث البقرة و آل عمران: كأَنهما حِزْقانِ من طَیْر صَوَافَّ باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها فی الطیران، و الصَّوَافُّ: جمع صَافَّةٍ. و ناقة صَفُوفٌ: تَصُفُّ یدیها عند الحَلَبِ. و صَفَّت الناقة تَصُفُّ، و هی صَفُوفٌ: جمعت بین مِحْلَبَیْن أَو ثلاثة فی حَلْبة. و الصَّفُّ: أَن تَحْلُبَ الناقةَ فی مِحْلبین أَو ثلاثة تَصُفُّ بینها؛ و أَنشد أَبو زید: ناقةُ شَیْخٍ للإِلهِ راهِبِ تَصُفُّ فی ثلاثةِ المَحالِب: فی اللَّهْجَمَیْنِ و الهَنِ المُقارِب اللَّهْجَمُ: العُسُّ الكبیر، و عَنی بالهَنِ المُقارِبِ العُسَّ بین العُسَّیْنِ. الأَصمعی: الصَّفُوفُ الناقةُ التی تجمع بین مِحْلَبَیْنِ فی حَلْبة واحدة، و الشَّفُوع و القَرُون مثلها. الجوهری: یقال ناقة صَفُوفٌ للتی تَصُفُّ أَقْداحاً من لبنها إذا حُلِبتْ، و ذلك من كثرة لبنها، كما یقال قَرُونٌ و شَفُوعٌ؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌9، ص: 195
حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ، تَخْلِطُ بَینَ وَبَرٍ و صُوفِ و قول الراجز: تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ فی فُرْقانِ هو جمع فَرْقٍ. و الفَرْقُ: مِكْیالٌ لأَهل المدینة یسَعُ ستة عشر رِطلًا. و الصَّفُّ: القَدحانِ لإِقرانِهما. و صَفَّها: حَلَبَها. و صَفَّتِ الطیرُ فی السماء تَصُفُّ: صَفَّتْ أَجنحتها و لم تحركها. و قوله تعالی: وَ الطَّیْرُ صَافّٰاتٍ؛ باسِطاتٍ أَجْنِحَتها. و البُدْنُ الصَّوَافُّ: المصفوفة للنحر التی تُصَفَّفُ ثم تُنحر. و فی قوله عز و جل: فَاذْكُرُوا اسْمَ اللّٰهِ عَلَیْهٰا صَوٰافَّ؛ منصوبة علی الحال أَی قد صَفَّتْ قَوائمها فاذكروا اللّه علیها فی حالِ نحْرها صَوَافَّ، قال: و یحتمل أَن یكون معناها أَنها مُصْطَفّةٌ فی مَنْحَرِها. و‌عن ابن عباس فی قوله تعالی صَوٰافَّ، قال: قیاماً.و‌عن ابن عمر فی قوله صَوٰافَّ قال: تُعْقَلُ و تقوم علی ثلاث، و قرأَها ابن عباس صَوافِنَ و قال: معقولة، یقول: بسم اللّه و اللّه أكبر اللهم منك و لك.الجوهری: صَفَّتِ الإِبلُ قَوائِمها، فهی صَافَّةٌ و صَوَافُّ. و صَفَّ اللحمَ یَصُفُّه صَفّاً، فهو صَفِیفٌ: شَرَّحَه عِراضاً، و قیل: الصَّفِیفُ الذی یُغْلی إغْلاءَةً ثم یُرْفَعُ، و قیل: الذی یُصَفُّ علی الحصی ثم یُشْوَی، و قیل: القَدِیدُ إذا شُرِّرَ فی الشمس یقال صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً؛ قال إمرؤ القیس: فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ منْ بَینِ مُنْضِجٍ صَفِیفَ شِواء، أَو قَدِیرٍ مُعَجَّلِ ابن شمیل: التَّصْفِیف نحو التَّشْریحِ و هو أَن تُعرِّض البَضْعةَ حتی تَرِقّ فتراها تَشِفُّ شَفِیفاً. و قال خالد بن جَنْبة: الصَّفِیفُ أَن یُشَرَّحَ اللحمُ غیر تشریح القَدِیدِ، و لكن یُوَسَّعُ مثل الرُّغْفان، فإذا دُقَّ الصفِیفُ لیؤكل، فهو قَدِیرٌ، فإذا تُرِك و لم یُدَقَّ، فهو صَفِیفٌ. الجوهری: الصَّفِیفُ ما صُفَّ من اللحم علی الجمر لِیَنْشَویَ، تقول منه: صَفَفْتُ اللحمَ صَفّاً. و‌فی حدیث الزبیر: كان یَتَزَوَّدُ صَفِیف الوَحْشِ و هو مُحْرِم‌أَی قَدِیدَها. یقال: صَففتُ اللحمَ أَصُفُّه صفّاً إذا تركته فی الشمس حتی یجِفَّ. و صُفَّةُ الرَّحْلِ و السَّرْجِ: التی تَضُمّ العَرْقُوَتَینِ و البِدادَینِ من أَعْلاهما و أَسفلهما، و الجمع صُفَفٌ علی القیاس. و حكی سیبویه: و صَفَّ الدابةَ و صَفَّ لها عمل لها صُفَّةً. و صَفَفْتُ لها صُفَّة أَی عَمِلْتُها لها. و صَفَفْت السرْجَ: جعلت له صُفَّة. و‌فی الحدیث: نَهَی عن صُفَفِ النُّمُورِ؛ هی جمع صُفَّة و هی للسرج بمنزلة المِیثرَة من الرَّحْل؛ قال ابن الأَثیر: و هذا‌كحدیثه الآخر: نَهی عن رُكوبِ جلود النُّمُورِ.و صُفَّةُ الدارِ: واحدة الصُّفَفِ؛ اللیث: الصُّفَّةُ من البُنْیانِ شبه البَهْو الواسِع الطویلِ السَّمْكِ. و فی الحدیث ذكر أَهْلِ الصُّفّة، قال: هم فُقراء المهاجرین و من لم یكن له منهم منزل یسكنه فكانوا یَأْوُون إلی موضع مُظَلَّل فی مسجد المدینة یسكنونه و‌فی الحدیث: مات رجلٌ من أَهل الصُّفَّة؛ هو موضع مظلَّل من المسجد كان یأْوی إلیه المساكینُ و صُفَّةُ البُنْیانِ: طُرَّته. و الصُّفَّةُ: الظُّلَّةُ. ابن سیدة: و عذاب یوم الصُّفَّة كعذاب یوم الظُّلَّة. التهذیب: اللیث و عذاب یوم الصُّفَّة كان قومٌ عَصَوْا رسُولَهم فأَرسل اللّه علیهم حَرّاً و غَمّاً غَشِیَهم من فوقهم حتی هلكوا. قال أَبو منصور: الذی ذكره اللّه فی كتابه عَذٰابُ یَوْمِ الظُّلَّةِ لا عذابُ یوم الصفة، و عُذِّبَ قوم شُعَیب به، قال: و لا أَدْری ما عذابُ یوم الصُّفَّة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 196
و أَرض صَفْصَفٌ: مَلْساء مُسْتَوِیة. و فی التنزیل: فَیَذَرُهٰا قٰاعاً صَفْصَفاً؛ الفراء الصَّفْصَفُ الذی لا نبات فیه، و قال ابن الأَعرابی: الصَّفْصَف القَرْعاء، و قال مجاهد: قٰاعاً صَفْصَفاً، مستویاً. أَبو عمرو: الصَفْصَف المستوی من الأَرض، و جمعه صَفَاصِفُ؛ قال الشاعر: إذا رَكِبَتْ داوِیَّةً مُدْلَهِمّةً، و غَرَّدَ حادِیها لها بالصَّفَاصِفِ و الصَّفْصَفَةُ كالصَّفْصَفِ؛ عن ابن جنی، و الصَفْصَفُ: الفَلاةُ. و الصُّفْصُفُ: العُصْفور، فی بعض اللغات. و الصَّفْصَافُ: الخِلافُ، واحدته صَفْصَافَةٌ، و قیل: شجر الخِلاف شامِیّة. و الصَّفْصَفَةُ دُوَیْبّة، و هی دخیل فی العربیة؛ قال اللیث: هی الدویبَّة التی تسمیها العجم السیسك، و‌روی أَن الحجاج قال لِطبّاخِه: اعْمَلْ لنا صَفْصَافَةً و أَكْثِرْ فَیْجَنَها، قال: الصَّفْصَافَةُ لغة ثَقِیفِیّةٌ، و هی السِّكْباجة. أَبو عمرو: الصَّفْصَفَةُ السِّكباجة و الفَیْجَنُ السَّدابُ. و‌فی حدیث أَبی الدرداء، رضی اللّه عنه: أَصْبَحْتُ لا أَملِك صُفَّةً و لا لُفَّةً؛ الصفَّةُ: ما یجعل علی الرَّاحة من الحُبُوبِ، و اللُّفّةُ اللُّقْمَة. و صَفْصَفَةُ الغَضَا: موضع، و ذكر ابن بری فی هذه الترجمة صِفُّونَ، قال: و هو موضع كانت فیه حَرْب بین علیّ، علیه السلام، و بین معاویة؛ و أَنشد لمُدْرِكِ بن حُصَیْنٍ الأَسدی: و صِفُّونَ و النَّهْرُ الهَنِیُّ و لُجَّةٌ، من البَحْرِ، مَوقُوفٌ علیها سَفِینُها قال: و تقول فی النصب و الجر رأَیت صِفِّینَ و مررت بِصِفِّین، و من أَعرب النون قال هذه صِفِّینُ و رأَیت صِفِّینَ، و قال فی ترجمة صفن عند كلام الجوهری علی صِفِّین، قال: حقه أَن یذكر فی فصل صفف لأَن نونه زائدة بدلیل قولهم صِفُّونَ فیمن أعربه بالحروف.

صقف؛ ج9، ص: 196

: التهذیب عن ابن الأَعرابی: الصُّقُوفُ المَظالُّ؛ قال الأَزهری: و الأَصل فیه السُّقُوف.

صلف؛ ج9، ص: 196

: الصَّلَفُ: مُجاوَزَةُ القَدْر فی الظَّرْف و البراعة و الادِّعاءُ فوق ذلك تكبّراً، صَلِفَ صَلَفاً، فهو صَلِفٌ من قوم صَلافَی، و قد تَصَلَّفَ، و الأُنثی صَلِفَةٌ، و قیل: هو مُوَلَّد. ابن الأَثیر فی قوله آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ: هو الغُلُوّ فی الظَّرْف و الزِّیادةُ علی المِقْدار مع تكبر. و صَلِفَتِ المرأَةُ صَلَفاً، فهی صَلِفَةٌ: لم تَحْظَ عند قَیِّمها و زوجها، و جمعها صَلائِفُ نادر؛ قال القُطامِیُّ و ذكر امرأَة: لها رَوْضَةٌ فی القَلْبِ، لم تَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، و لا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ و روی … و لا المُسْتعبَراتُ … و أَصْلَفَ الرَّجلُ: صَلِفَتِ امرأَتُه فلم تَحْظَ عنده، و أَصْلَفَها و صَلَفَها یَصْلِفُها، فهو صَلِفٌ: أَبغضها؛ قال مُدْرِكُ بن حُصَیْنٍ الأَسَدی: غَدَتْ ناقَتی من عِنْد سَعْدٍ، كأَنَّها مُطَلّقةٌ كانت حَلِیلةَ مُصْلِفِ و طعامٌ صَلِفٌ: مَسِیخُ لا طَعْم فیه. ابن الأَنباری: صَلِفَتِ المرأَةُ عند زوجها أَبْغَضَها، و صَلَفَها یَصْلِفُها أَبْغَضها؛ و أَنشد: و قد خُبِّرْتُ أَنَّكِ تَفْرَكِینی، فأَصْلِفُكِ الغَداةَ و لا أُبالی
لسان العرب، ج‌9، ص: 197
و المُصْلِفُ: الذی لا یَحْظی عنده امرأَة، و المرأَة صَلِفةٌ. و‌فی الحدیث: لو أَن امرأَة لا تَتَصَنَّعُ لزوجها صَلِفَتْ عنده‌أَی ثَقُلَتْ علیه و لم تَحْظ عنده، و وَلّاها صَلِیفَ عُنُقِه أَی جانبَه. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: تَنْطَلِقُ إحداكُنَّ فتُصانِعُ بمالِها عن ابْنَتِها الحَظِیّةِ و لو صانَعَتْ عن الصَّلِفَةِ كانت أَحَقَّ.الشَّیْبانیُّ: یقال للمرأَة أَصْلَفَ اللّه رُفْغَكِ أَی بَغَّضَكِ إلی زَوْجِكِ. و من أَمثالهم فی التمسك بالدِّین و‌ذكره ابن الأَثیر حدیثاً: من یَبْغِ فی الدین یَصْلَفْ‌أَی لا یَحْظَ عند الناس و لا یُرْزَق منهم المَحَبةَ؛ قال ابن بری: و أَنشده ابن السكیت مُطْلقاً: مَنْ یَبْغِ فی الدّین یَصْلَفْ قال ابن الأَثیر: معناه أَی من یَطْلُبْ فی الدین أَكثر مما وقف علیه یَقِلَّ حَظُّه. و الصَّلَفُ: قلة نَزَلِ الطعام. و طَعامٌ صَلِفٌ و صَلِیفٌ: قلیل النَّزَل و الرَّیْعِ، و قیل: هو الذی لا طَعْمَ له، و قالوا: من یَبْغِ فی الدینِ یصلف أَی یقل نَزَلُه فیه. و إناء صَلِفٌ: قلیل الأَخذ من الماء، و قال أَبو العباس: إناء صَلِفٌ خالٍ لا یأْخذ من الماء شیئاً، و سَحابٌ صَلِفٌ لا ماء فیه؛ الجوهری: سحاب صَلِفٌ قلیل الماء كثیر الرَّعْد، و قد صَلِفَ صَلَفاً. و فی المثل فی الواجِدِ و هو بخیل مع جِدَتِه: رُبَّ صَلِفٍ تَحْتَ الرَّاعِدةِ؛ و قیل: یُضْرَبُ مثلًا للرجل الذی یُكْثِر الكلام و المَدْحَ لنفسه و لا خیر عنده. و الصَّلَفُ: قلة النَّزَلِ و الخیر؛ أَرادوا أَن هذا مع كثرة ماله مع المنع كالغَمامة كثیرة الرعد مع قلة مطرها؛ و فی الصحاح: یضرب مثلًا للرجل یَتَوَعَّدُ ثم لا یقومُ به، و ذكره ابن الأَثیر حدیثاً، و قال: هو مثل لمن یكثر قول ما لا یفعل أَی تحتَ سَحاب یرْعَدُ و لا یَمْطُرُ. و تَصَلَّفَ الرجل: قَلَّ خیره. التهذیب: قالوا أَصْلَفُ من ثَلْجٍ فی ماء و من ملحٍ فی ماء. و الصَّلَفُ: قلةُ الخیر. و امرأَة صَلِفَة: قلیلة الخیر لا تَحْظی عند زوجها. و قال ابن الأَعرابی: قال قوم الصَّلَفُ مأْخوذ من الإِناء القلیل الأَخذِ للماء فهو قلیل الخیر، و قال قوم: هو من قولهم إناء صَلِفٌ إذا كان ثَخِیناً ثقیلًا، فالصَّلِفُ بهذا المعنی و هذا الاختیار و العامَّةُ وضَعَتِ الصَّلَفَ فی غیر موضعه. قال: و قال ابن الأَعرابی الصَّلِف الإِناء الصغیر، و الصَّلِفُ الإِناء السائلُ الذی لا یكاد یُمْسِكُ الماء. و أَصْلَفَ الرجل إذا قل خیره، و أَصْلَفَ إذا ثَقُلَ رُوحه. و فلان صَلِفٌ: ثَقِیلُ الرُّوح. و أَرض صَلِفَةٌ: لا نَبات فیها. ابن الأَعرابی: الصَّلْفَاء المَكان الغَلِیظُ الجَلَدُ، و قال ابن شمیل: هی الصَّلِفَةُ الأَرض التی لا تُنْبِتُ شیئاً. و كل قُفٍّ صَلِفٌ و ظَلِفٌ، و لا یكون الصَّلَفُ إلا فی قُفٍّ أَو شبهه، و القاعُ القَرَقُوسُ صَلِفٌ، زَعَم. قال: و مَرْبَدُ البصرةِ صَلِفٌ أَسِیفٌ لأَنه لا یُنْبِتُ شیئاً. الأَصمعیّ: الصَّلْفَاء و الأَصْلَفُ ما اشتَدّ من الأَرض و صَلُبَ؛ و قال أَوْس بن حجر: و خَبَّ سَفا قربانه و تَوَقَّدَتْ، علیه من الصَّمَّانتین الأَصَالِفُ «3» و المكانُ أَصْلَفُ. و المكان الأَصْلَفُ: الذی لا یُنْبِتُ؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمَّة:
(3). قوله [و خب سفا قربانه] كذا بالأصل علی هذه الصورة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 198
نَحُوصٌ من اسْتِعْراضِها البِیدَ كُلَّما حَزی الآلَ حَرُّ الشمسِ، فَوْقَ الأَصَالِف و الأَصْلَفُ و الصَّلْفَاء: الصُّلْبُ من الأَرض فیه حجارة، و الجمع صَلافٍ لأَنه غلَب غَلَبةَ الأَسماء فأَجْرَوه فی التكسیر مُجْری صَحْراء و لم یُجروه مُجْری ورْقاء قبل التسمیة. و الصَّلِیفُ: نعت للذكر. أَبو زید: الصَّلِیفَانِ رأْسا الفَقْرة التی تلی الرأْسَ من شِقَّیْها. و الصَّلِیفَان: عُودان یُعَرَّضانِ علی الغَبِیطِ تُشَدُّ بهما المَحامِلُ؛ و منه قول الشاعر: أَقَبُّ كأَنَّ هادِیَه الصَّلِیفُ «1» و الصَّلِیفَانِ: جانبا العُنق، و قیل: هما ما بین اللَّبَّةِ و القَصَرةِ. و الصَّلِیفُ: عُرْضُ العُنُق، و هما صَلِیفَانِ من الجانبین. و صَلِیفَا الإِكافِ: الخَشَبَتان اللتان تُشَدّان فی أَعْلاه. و رَجُل صَلَنْفَی و صَلَنْفَاء: كثیر الكلام. و الصُّلَیْفَاء: موضع؛ قال: لو لا فَوارِسُ من نُعْمٍ و أُسْرَتِهِمْ، یَوْمَ الصُّلَیْفَاء، لم یُوفُونَ بالجارِ قال: لم یوفون، و هو شاذٌّ، و إنما جاز علی تشبیه لم بلا إذ معناهما النفی فأثبت النون كما قال الآخر: أَنْ تَهْبِطِینَ بِلادَ قَوْمٍ یَرْتَعُونَ من الطِّلاحِ قال ابن جنی: فهذا علی تشبیه أَن بما التی بمعنی المصدر فی قول الكوفیین؛ قال ابن سیدة: فأما علی قولنا نحن فإنه أَراد أَنَّ الثقیلة و خفّفها ضرورة، و تقدیره أَنك تَهْبِطِین. ابن الأَعرابی: الصَّلْفُ خَوافی قَلْب النخلة، الواحدةُ صَلْفَةٌ. الأَصمعی: خذه بِصَلِیفِه و بصَلِیفَتِه بمعنی خُذ بِقَفاه. و‌فی حدیث ضُمَیْرة: قال یا رسولَ اللّه، إنی أُحالِفُ ما دام الصَّالِفانِ مكانَه «2»، قال: بل ما دام أُحُدٌ مكانَه؛ قیل: الصَّالِفُ جبل كان یتحالَفُ أَهل الجاهَلیّة عنده، و إنما كَرِه ذلك لئلا یُساوی فعلَهم فی الجاهلیة فعلُهم فی الإِسلام.

صنف؛ ج9، ص: 198

: الصِّنْفُ و الصَّنْفُ: النَّوْعُ و الضَّرْبُ من الشی‌ء. یقال: صَنْفٌ و صِنْفٌ من المَتاع لغتان، و الجمع أَصْنَافٌ و صُنُوفٌ. و التَّصْنِیفُ: تمییز الأَشیاء بعضها من بعض. و صَنَّفَ الشی‌ءَ: مَیَّز بعضَه من بعض. و تَصْنِیفُ الشی‌ء: جعْلُه أَصْنَافاً. و الصِّنْفُ: الصِّفَةُ. و صَنِفَةُ الإِزارِ، بكسر النون: طُرَّتُه التی علیها الهُدْبُ، و قیل: هی حاشیته، أَیَّةً كانت. الجوهری: صِنْفَةُ الإِزارِ، بالكسر، طُرَّتُه، و هی جانبه الذی لا هُدْبَ له، و یقال: هی حاشیة الثوب، أَیَّ جانب كان. و‌فی الحدیث: فلیَنْفُضْه بِصَنِفَةِ إزاره فإنه لا یدری ما خَلَفَه علیه.و صَنِفَةُ الثوب: زاویته، و الجمع صَنِفٌ، و للثوب أَربع صَنِفاتٍ، و سُمِّی الإِزارُ إزاراً لحفظه صاحِبَه و صِیانتِه جَسَده، أُخذَ من آزَرْتُه أَی عاوَنْتُه، و یقال إزار و إزارةٌ. اللیث: الصَّنِفَةُ و الصِّنْفَةُ قِطعةٌ من الثوب؛ و قول الجعدی: علی لاحِبٍ كحَصیرِ الصَّناعِ، سَوَّی لها الصِّنْفُ إرمالُها
(1). قوله [أقب إلخ] صدره كما فی شرح القاموس: و یحمل بزة فی كل هیجا (2). قوله [الصَّالِفَانِ مكانه إلخ] كذا هو فی الأَصل تبعاً للنهایة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 199
قال شَمِرٌ: الصِّنْفُ و الصِّنْفَةُ الطرَفُ و الزاویة من الثوب و غیره. و الصِّنْفَةُ طائفة من القبیلة. اللیث: الصِّنْفُ طائفَة من كل شی‌ء، و كل ضرب من الأَشیاء صِنْفٌ علی حِدَةٍ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یُعاطِی القُورَ بالصَّنِفاتِ منه، كما تُعْطِی رَواحِضَها السُّبُوبُ فسره ثعلب فقال: إنما یصف سَراباً یُعاطِی بجوانبه الجبالَ كأَنه یُفِیضُ علیها كما تُعطی السُّبُوبُ غَواسِلَها من بیاض و نقاء، فالصَّنِفَاتُ علی هذا جوانب السراب، و إنما الصَنِفَات فی الحقیقة للمُلاء، فاستعاره للسَّراب من حیث شُبِّه السرابُ بالمُلاء فی الصفة و النَّقاء؛ قال: تُقَطِّعُ غِیطاناً كأَنَّ مُتُونَها، إذا أَظْهَرَتْ، تُكْسَی مُلاءً مُنَشَّرا و روی سلمة أَنَّ الفراء أَنشده لابن أَحمر: سَقْیاً لحُلْوانَ ذِی الكُرومِ، و ما صُنِّفَ مِنْ تِینه و من عِنَبِهْ أَنشده الفراء صُنِّفَ، و رواه غیره صَنَّفَ؛ و یقال: صُنِّفَ مُیِّزَ، و صَنَّفَ خرج ورَقُه، و صَنَّفَتِ العِضاهُ اخضرّت؛ قال ابن مقبل: رآها فؤادِی أُمَّ خِشْفٍ خَلا لها، بقُورِ الوِراقَینِ، السَّراءُ المُصَنِّف قال أَبو حنیفة: صَنَّفَ الشجرُ إذا بدأ یُورِقُ فكان صنفین صنف قد أَوْرَقَ و صنف لم یورِقْ، و لیس هذا بقوی، و كذلك تَصَنَّفَ؛ قال مُلَیْح: بها الجازِئاتُ العِینُ تُضْحِی و كَوْرُها فِیالٌ، إذا الأَرْطَی لها تَتَصَنَّف و ظَلِیمٌ أَصْنَفُ الساقین: مُتَقَشِّرُهُما؛ قال الأَعلم الهذلی: هِزَفٌّ أَصْنَفُ الساقَیْنِ هِقْلٌ، یُبادِر بَیْضَه بَرْدُ الشَّمالِ أَصْنَفُ: متقشر. تَصَنَّفَتْ ساقُه إذا تَشَقَّقَتْ. و تَصَنَّفَتْ شَفَتُه إِذا تَشَقَّقَتْ. و عودٌ صَنْفِیٌّ، بالفتح: لضرب من عود الطیب لیس بجید، قال الجوهری: منسوب إلی موضع، و قیل: عُودٌ صَنْفِیٌّ، بالفتح، للبَخُورِ لا غیرُ.

صوف؛ ج9، ص: 199

: الصُّوفُ للضأْن و ما أَشبهه؛ الجوهری: الصُّوف للشاة و الصُّوفَةُ أَخص منه. ابن سیدة: الصُّوفُ للغنم كالشَّعَر للمَعَزِ و الوَبَرِ للإِبل، و الجمع أَصْوَافٌ، و قد یقال الصُّوف للواحدة علی تسمیة الطائفة باسم الجمیع؛ حكاه سیبویه؛ و قوله: حَلْبَانَةٍ رَكْبانةٍ صَفُوفِ، تَخْلِطُ بین وبَرٍ و صُوفِ قال ثعلب: قال ابن الأَعرابی معنی قوله تخلط بین وبر و صُوف أَنها تباع فیشتری بها غنم و إبل، و قال الأَصمعی: یقول تُسْرِعُ فی مِشْیَتِها، شبّه رَجْع یدیها بقَوْسِ الندَّافِ الذی یَخْلِط بین الوبر و الصُّوف، و یقال لواحدة الصُّوف صُوفَةٌ، و یصغر صُوَیْفَة. و كبش أَصْوَفُ و صَوِفٌ علی مثال فَعِل، و صَائَفٌ و صَافٌ و صَافٍ، الأَخیرة مقلوبة، و صُوفَانِیٌّ، كل ذلك: كثیر الصوف، تقول منه: صَافَ الكَبْشُ بعد ما زَمِرَ یَصُوفُ صَوْفاً، قال: و كذلك صَوِف الكَبْشُ، بالكسر، فهو كبش صَوِفٌ بَیِّنُ الصَّوَفِ؛ حكاه أَبو عبید عن الكسائی، و الأُنثی صَافَةٌ و صُوفَانَةٌ. و لِیّةٌ صَافَةٌ: یُشْبِه شعرُها
لسان العرب، ج‌9، ص: 200
الصُّوفَ؛ قال تأَبط شرّاً: إذا أَفْزَعُوا أُمَّ الصَّبِیَّینِ، نَفَّضُوا غَفارِیَّ شُعْثاً، صَافَةً لم تُرَجَّلِ أَبو الهیثم: یقال كبش صُوفَانٌ و نعجة صُوفَانَة. الأَصمعی: من أَمثالهم فی المال یملكه من لا یستأْهِلُه: خَرْقاءُ وجدت صُوفاً؛ یضرب للأَحمق یصیب مالًا فیُضَیِّعُه فی غیر موضعه. و صُوفُ البحر: شی‌ء علی شكل هذا الصُّوفِ الحیوانی، واحدته صُوفَةٌ. و من الأَبَدِیَّات قولهم: لا آتیك ما بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، و حكی اللحیانی: ما بَلَّ البحرُ صُوفَةً. و الصُّوفَانَةُ: بقلة معروفة و هی زغْباء قصیرة؛ قال أَبو حنیفة: ذكر أَبو نصر أَنه من الأَحْرار و لم یُحلِّه، و أَخَذَ بصُوفَةِ رَقَبَتِه و صُوفِها و صَافِها: و هی زَغَبات فیها، و قیل: هی ما سال فی نُقْرَتِها، التهذیب: و تسمی زَغَباتُ القَفا صُوفَةَ القَفا. ابن الأَعرابی: خُذْ بصُوفَةِ قفاه و بصُوف قفاه و بقَرْدَتِه و بكَرْدَتِه. و یقال: أَخذه بصُوفِ رقَبَتِه و بطُوف رَقَبَتِه و بطافِ رَقَبَتِه و بظُوفِ رَقَبَتِه و بظافِ رقبتِه و بقُوفِ رقبته و بقافِ رقبته أَی بجلد رقبته؛ و قال أَبو السَّمیدع: و ذلك إذا تبعه و ظن أَن لن یدركه فلَحِقَه، أَخذ برقبته أَم لم یأْخذ؛ و قال ابن درید أَی بشعره المتدَلی فی نُقْرةِ قفاه؛ و قال الفراء إذا أَخذه بقفاه جمعاء، و قال أَبو الغوث أَی أَخذه قهراً، قال: و یقال أَیضاً أَعطاه بصُوف رقبته كما یقال أَعطاه برُمَّته. و قال أَبو عبید: أَعْطاه مَجّاناً و لم یأْخذ ثمناً. و صَوَّفَ الكرْمُ: بدت نوامِیه بعد الصِّرام. و الصُّوفَةُ: كل من ولی شیئاً من عمل البیت، و هم الصُّوفَان. الجوهری: و صُوفَةُ أَبو حَیّ من مُضَرَ و هو الغوث بن مُرّ بن أُدِّ بن طابخةَ بن إلیاسَ بن مُضَرَ، كانوا یَخْدِمُون الكعبة فی الجاهلیة و یجیزون الحاجَّ أَی یُفِیضون بهم. ابن سیدة: و صُوفَةُ حَیٌّ من تمیم و كانوا یُجِیزون الحاجّ فی الجاهلیة من مِنًی، فیكونون أَوّل من یدفع. یقال فی الحج: أَجِیزی صُوفَةُ، فإذا أَجازت قیل: أَجِیزی خِنْدِفُ، فإذا أَجازت أُذِنَ للناس كلهم فی الإِجازة، و هی الإِفاضة؛ و فیهم یقول أَوْسُ بن مَغْراء السعدی: و لا یَریمُونَ فی التعریف مَوْقِفَهُمْ حتی یقالَ: أَجِیزُوا آل صُوفَانَا قال ابن بری: و كانت الإِجازة بالحج إلیهم فی الجاهلیة، و كانت العرب إذا حجت و حضرت عرفةَ لا تدفع منها حتی یدفع بها صوفَةُ، و كذلك لا یَنْفِرُون من مِنًی حتی تَنْفِرَ صُوفةُ، فإذا أَبطأَتْ بهم قالوا: أَجیزی صوفةُ؛ و قیل: صوفة قبیلة اجتمعت من أَفْناء قبائل. و صَافَ عنی شَرُّه یصُوفُ صَوْفاً: عَدَلَ. و صَافَ السهْمُ عن الهَدَفِ یَصُوفُ و یَصِیفُ: عدل عنه، و هو مذكور فی الیاء أَیضاً لأَنها كلمة واویة و یائیة؛ و منه قولهم: صَافَ عنی شرُّ فلان، و أَصَافَ اللّه عنی شَرَّه.

صیف؛ ج9، ص: 200

: الصَّیْفُ: من الأَزمنةِ معروف، و جمعه أَصْیَافٌ و صُیُوفٌ. و یومٌ صَائِفٌ أَی حارٌّ، و لیلة صَائِفَة. قال الجوهری: و ربما قالوا یوم صَافٌ بمعنی صَائِفٍ كما قالوا یوم راحٌ و یومٌ طانٌ و مطر صَائِفٌ. ابن سیدة و غیره: و الصَّیِّفُ المطر الذی یجی‌ء فی الصیفِ و النباتُ الذی یجی‌ء فیه. قال الجوهری: الصَّیْفُ المطر الذی یجی‌ء فی الصیف، قال ابن بری: صوابه الصَّیِّف، بتشدید الیاء. و صِفْنَا أَی أَصابنا
لسان العرب، ج‌9، ص: 201
مطر الصَّیْفِ، و هو فُعِلْنا علی ما لم یسمَّ فاعله مثل خُرِفْنا و رُبِعْنا. و‌فی حدیث عُبادة: أَنه صلی فی جُبّةٍ صَیِّفةٍ‌أَی كثیرة الصُّوف. یقال: صافَ الكَبْشُ یَصُوفُ صَوْفاً، فهو صَائِفٌ و صَیِّفٌ إذا كثر صُوفُه، و بناء اللفظة صَیْوِفة فقلبت یاء و أُدْغِمت. و صَیَّفَنِی هذا الشی‌ء أَی كفانی لِصَیْفتی؛ و منه قول الراجز: مَنْ یَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّی مُقَیِّظٌ مُصَیِّفٌ مُشَتِّی و صِیفَتِ الأَرضُ، فهی مَصِیفةٌ و مَصْیُوفَةٌ: أَصابها الصَّیِّفُ، و صُیِّفْنَا كذلك؛ و قول أَبی كبیر الهذلی: و لقد وَرَدْتُ الماء لم یَشْرَبْ به حَدَّ الرَّبیعِ إلی شُهور الصَّیِّفِ یعنی به مطر الصیف، الواحد صَیِّفةٌ؛ قال ابن بری: و فاعل یشرب فی البیت الذی بعده و هو: إلّا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِیدةٌ، باللیلِ، مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّف و یقال: أَصابَتْنا صَیِّفة غَزیرة، بتشدید الیاء. و تَصَیَّفَ: من الصَّیْف كما یقال تَشَتَّی من الشِّتاء. و أَصَافَ القومُ: دخلوا فی الصَّیْفِ، و صَافُوا بمكان كذا: أَقاموا فیه صَیْفَهُم، و صِفْتُ بمكان كذا و كذا و صِفْتُه و تَصَیَّفْتُه و صَیَّفْتُه؛ قال لبید: فَتَصَیَّفا ماءً بِدَحْلٍ ساكِناً، یَسْتَنُّ فوق سَراتِه العُلْجُومُ و قال الهذلی: تَصَیَّفْت نَعْمانَ و اصَّیَّفَتْ و صَافَ بالمكان أَی أَقام به الصیف، و اصْطَافَ مثلُه، و الموضع مَصِیفٌ و مُصْطَافٌ. التهذیب: صَافَ القومُ إذا أَقاموا فی الصّیفِ بموضع فهم صَائِفُون، و أَصَافُوا فهم مُصِیفُون إذا دخلوا فی زمان الصَّیف، و أَشْتَوا إذا دخلوا فی الشِّتاء. و یقال: صُیِّفَ القومُ و رُبِعوا إذا أَصابهم مَطَر الصیف و الربیع، و قد صِفْنا و رُبِعْنا، كان فی الأَصل صُیِفْنا، فاستثقلت الضمة مع الیاء فحذفت و كسرت الصاد لتدل علیها. و صَافَ فلانٌ ببلاد كذا یَصِیفُ إذا أَقام به فی الصَّیف، و المَصِیفُ: اسم الزمان؛ قال سیبویه: أُجری مُجری المكان و عامله مُصَایَفَةً و صِیافاً. و الصائفة: أَوانُ الصَّیف. و الصائفةُ: الغَزْوةُ فی الصیف. و الصائفةُ و الصَّیْفِیّةُ: المِیرةُ قبل الصیف، و هی المِیرة الثانیة، و ذلك لأَن أَوَّلَ المِیَرِ الرِّبْعِیَّة ثم الصَّیْفِیَّة ثم الدَّفَئِیَّة. الجوهری: و صائفةُ القوم مِیرَتُهم فی الصیف. الجوهری: الصَّیْفُ واحد فُصُول السنة و هو بعد الربیع الأَول و قبل القَیْظِ. یقال: صَیْفٌ صَائِفٌ، و هو توكید له كما یقال لَیْلٌ لائلٌ و هَمَج هامِجٌ. و‌فی حدیث الكَلالة حین سُئل عنها عمر، رضی اللّه عنه، فقال: تكفیك آیةُ الصَّیف‌أَی التی نزلت فی الصیف و هی الآیة التی فی آخر سورة النساء و التی فی أَوَّلِها نزلت فی الشتاء. و أَصافَتِ الناقةُ، و هی مُصِیفٌ و مِصْیافٌ: نُتِجَتْ فی الصَّیْف و ولدُها صَیْفِیّ. و أَصافَ الرجلُ، فهو مُصِیفٌ: وُلد له فی الكِبَرِ، و ولده أَیضاً صَیْفیّ و صَیْفِیُّون، و شی‌ء صَیْفِیٌّ؛ و قال أَكثمُ بن صَیْفِیّ، و قیل هی لسعد بن مالك
لسان العرب، ج‌9، ص: 202
ابن ضبیعة: إنَّ بَنیَّ صِبْیَةٌ صَیْفِیُّونْ، أَفْلَحَ مَنْ كان له رِبْعِیُّونْ فی حدیث سلیمان بن عبد الملك: لمَّا حضرته الوفاة قال هذین البیتین‌أَی وُلدوا علی الكِبَر. یقال: أَصَافَ الرجل یُصِیف إِصَافَةً إذا لم یولد له حتی یُسِنّ و یَكْبَرَ، و أَوْلاده صَیْفِیُّون. و الرِّبْعِیُّون: الذین وُلدوا فی حداثته و أَوّل شَبابه، قال: و إنما قال ذلك لأَنه لم یكن فی أَبنائه من یُقَلِّده العهد بعده. و أَصافَ: ترك النساء شابّاً ثم تزوَّج كبیراً. اللیث: الصَّیْفُ رُبُع من أَرْباع السنة، و عند العامة نصف السنة. قال الأَزهری: الصیف عند العرب الفصل الذی تسمیه عوامُّ الناس بالعراق و خُراسان الربیعَ، و هی ثلاثة أَشهر، و الفَصْل الذی یَلیه عند العرب القَیْظ، و فیه یكون حَمْراء القَیْظِ، ثم بعده فصل الخَریف، ثم بعده فصل الشتاء. و الكَلأُ الذی یَنْبُتُ فی الصَّیْف صَیْفِیٌّ، و كذلك المطر الذی یقع فی الربیع ربیعِ الكَلإِ صَیِّفٌ و صَیْفِیّ. و قال ابن كُناسة: اعلم أَن السنة أَربعة أَزمِنة عند العرب: الربیعُ الأَول و هو الذی تسمِّیه الفُرْسُ الخریف ثم الشتاء ثم الصَّیْف، و هو الربیع الآخِر، ثم القَیْظ، فهذه أَربعةُ أَزمِنةٍ. و سُمیت غَزْوَة الروم الصائفةَ لأَن سُنَّتَهم أَن یُغْزَوا صیفاً، و یُقْفَلَ عنهم قبل الشتاء لمكان البردِ و الثلج. أَبو عبید: استأْجرته مُصَایَفةً و مُرابعةً و مُشاتاةً و مُخارفةً من الصَّیفِ و الرَّبیعِ و الشتاء و الخَرِیفِ مِثْل المُشاهرَةِ و المُیاومَةِ و المُعاومَةِ. و فی أَمثالهم فی إتمام قَضاء الحاجةِ: تمامُ الرَّبیع الصیفُ، و أَصله فی المطر، فالربیع أَوَّله و الصیف الذی بعده، فیقول: الحاجة بكمالها كما أَنَّ الربیع لا یكون تمامه إلا بالصیفِ. و من أَمثالهم: الصَّیْفَ ضَیَّعْتِ اللبنَ إذا فَرَّطَ فی أَمره فی وقته، معناه طلْبتِ الشی‌ء فی غیر وقته، و ذلك أَن الأَلبان تكثر فی الصیف فیُضْرَب مثلًا لترك الشی‌ء و هو ممكن و طَلَبِه و هو مُتَعَذِّر، قال ذلك ابن الأَنباری و أَوّلُ من قاله عمرو بن عمرو بن عُدَسَ لِدَخْتَنُوسَ بنت لقِیطٍ، و كانت تَحْتَه فَفَرِكَتْه و كان مُوسراً. فتزوّجها عَمْرُو بن مَعْبَد و هو ابن عمِّها و كان شابّاً مُقتراً، فمرَّت به إبل عمرو فسألتْه اللبن فقال لها ذلك. و صَافَ عنه صَیْفاً و مَصِیفاً و صَیْفُوفَةً: عَدَلَ. و صَافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ یَصِیفُ صَیفاً و صَیْفوفة: كذلك عَدَلَ بمعنی ضافَ، و الذی جاء فی الحدیث ضافَ، بالضاد؛ قال أَبو زبید: كلَّ یومٍ تَرْمیهِ منها بِرَشْقٍ، فمَصِیفٌ أَو صَافَ غَیرَ بَعِیدِ و قال أَبو ذؤیب: جَوارِسُها تأْوِی الشُّعُوفَ دَوائِباً، و تَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصیفاً كِرابُها أَی مَعْدُولًا بها مُعْوَجَّةً غیر مُقَوَّمَةٍ، و یروی … مَضِیفاً …، و قد تقدَّم؛ و الكِرابُ: مَجارِی الماء، واحدتها كَرَبَةٌ، و اللِّهْبُ: الشّقُّ فی الجبل أَی تَنْصَبُّ إلی اللِّهْبِ لكونه بارِداً، و مَصِیفاً أَی مُعْوَجّاً من صافَ إذا عَدلَ. الجوهری: المَصِیفُ المُعْوَجُّ من مَجاری الماء، و أَصله من صافَ أَی عدلَ كالمَضِیقِ من ضاقَ. و صافَ الفَحْلُ عن طَرُوقَتِه: عدل عن ضِرابها. و‌فی حدیث أَنس أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، شاوَرَ أَبا بكر، رضی اللّه عنه، یوم
لسان العرب، ج‌9، ص: 203
بَدْر فی الأَسْرَی فتكلم أَبو بكر فصَافَ عنه؛ قال الأَصمعی: یقال صَافَ یَصِیفُ إذا عدَلَ عن الهَدف؛ المعنی: عدل، صلی اللّه علیه و سلم، بوجهه عنه لیُشاور غیره. و‌فی حدیث آخر: صَافَ أَبو بكر عن أَبی بُرْدَةَ، و یقال: أَصَافَه اللّه عنی أَی نَحَّاه، و أَصَافَ اللّه عنی شرَّ فلان أَی صَرَفه و عدَل به. و الصَّیْفُ: الأُنثی من البُوم؛ عن كراع. و صائفٌ: اسم موضع؛ قال معن بن أَوس: فَفَدْفَدُ عَبُّودٍ فَخَبْراء صائفٍ، فَذُو الحَفْرِ أَقْوَی منهمُ فَفَدافِدُهْ و صَیفِیٌّ: اسم رجل، و هو صَیْفِیُّ بن أَكْثَمَ.

فصل الضاد المعجمة؛ ج9، ص: 203

ضرف؛ ج9، ص: 203

: ابن سیدة: الضَّرِفُ من شجر الجبال یشبه الأَثْأَب فی عِظَمِه و ورقه إلا أَن سُوقه غُبْرٌ مثل سُوق التین، و له جَنًی أَبیض مدوّر مثل تین الحَماطِ الصّغار، مُرٌّ مُضَرِّسٌ، و یأْكله الناسُ و الطیر و القرود، واحدته ضَرِفَةٌ؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة. التهذیب: ثعلب عن ابن الأَعرابی: الضَّرِفُ شجر التین و یقال لثمره البَلَسُ، الواحدة ضَرِفة؛ قال أَبو منصور: و هذا غریب.

ضعف؛ ج9، ص: 203

: الضَّعْفُ و الضُّعْفُ: خِلافُ القُوّةِ، و قیل: الضُّعْفُ، بالضم، فی الجسد؛ و الضَّعْف، بالفتح، فی الرَّأْی و العَقْلِ، و قیل: هما معاً جائزان فی كل وجه، و خصّ الأَزهریُّ بذلك أَهل البصرة فقال: هما عند أَهل البصرة سِیّانِ یُسْتعملان معاً فی ضعف البدن و ضعف الرَّأْی. و فی التنزیل: اللّه الذی خَلَقَكم من ضُعْفٍ ثم جَعَل من بعد ضُعْفٍ قُوَّةً ثم جعل من بعد قوَّةٍ ضُعْفاً؛قال قتادة: خلقكم من ضُعْفٍ قال من النُّطْفَةِ أَی من المنِیّ ثم جعل من بعد قوة ضُعْفاً، قال: الهَرَمَ؛ و‌روی عن ابن عمر أَنه قال: قرأْت علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم: اللّٰهُ الَّذِی خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ؛ فأَقرأَنی من ضُعْف، بالضم، و قرأَ عاصم و حمزة: وَ عَلِمَ أَنَّ فِیكُمْ ضَعْفاً، بالفتح، و قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو و نافع و ابن عامر و الكسائی بالضم، و قوله تعالی: وَ خُلِقَ الْإِنْسٰانُ ضَعِیفاً؛ أَی یَسْتَمِیلُه هَواه. و الضَّعَفُ: لغة فی الضَّعْفِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و مَنْ یَلْقَ خَیراً یَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه، علی ضَعَفٍ من حالهِ و فُتُورِ فهذا فی الجسم؛ و أَنشد فی الرَّأْی و العقل: و لا أُشارِكُ فی رَأْیٍ أَخا ضَعَفٍ، و لا أَلِینُ لِمَنْ لا یَبْتَغِی لِینِی و قد ضَعُفَ یَضْعُفُ ضَعْفاً و ضُعْفاً و ضَعَفَ؛ الفتح عن اللحیانی، فهو ضَعِیفٌ، و الجمع ضُعَفاء و ضَعْفَی و ضِعافٌ و ضَعَفةٌ و ضَعَافَی؛ الأَخیرة عن ابن جنی؛ و أَنشد: تَرَی الشُّیُوخَ الضَّعَافَی حَوْلَ جَفْنَتِه، و تَحْتَهُم من محانی دَرْدَقٍ شَرَعَهْ و نسوة ضَعِیفاتٌ و ضَعَائِفُ و ضِعَافٌ؛ قال: لقد زادَ الحیاةَ إلیَّ حُبّاً بَناتی، إنَّهُنَّ من الضِّعَافِ و أَضْعَفَه و ضَعَّفَه: صیَّره ضعیفاً. و اسْتَضْعَفَه و تَضَعَّفَه: وجده ضعیفاً فركبه بسُوء؛ الأَخیرة عن ثعلب؛ و أَنشد: علیكم بِرِبْعِیِّ الطِّعانِ، فإنه أَشَقُّ علی ذِی الرَّثْیَةِ المُتَضَعِّفِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 204
رِبْعِیُّ الطِّعانِ: أَوَّله و أَحَدُّه. و‌فی إِسلام أَبی ذَّرّ: لَتَضَعَّفْتُ «3» رجلًا‌أَی اسْتَضْعَفْتُه؛ قال القتیبی: قد تدخل اسْتَفْعَلْتُ فی بعض حروف تَفَعَّلْت نحو تَعَظَّم و اسْتَعْظَم و تكبّر و اسْتكبر و تَیَقَّن و اسْتَیْقَنَ و تَثَبَّتَ و اسْتَثْبَتَ. و‌فی الحدیث: أَهْلُ الجَنّة كلّ ضَعِیفٍ مُتَضَعَّفٍ؛ قال ابن الأَثیر: یقال تَضَعَّفْتُه و اسْتَضْعَفْتُه بمعنی للذی یَتَضَعَّفُه الناس و یَتَجَبَّرُون علیه فی الدنیا للفقر و رَثاثَةِ الحال. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: غَلَبنی أَهل الكوفة، أَسْتَعْمِلُ علیهم المؤمنَ فیُضَعَّفُ، و أَستعمل علیهم القَوِیَّ فیُفَجَّر.و أَما الذی ورد فی الحدیث‌حدیث الجنة: ما لی لا یدخُلنی إلا الضُّعَفاء؟قیل: هم الذین یُبَرِّئُون أَنْفُسَهم من الحَوْل و القوة؛ و الذی‌فی الحدیث: اتقوا اللّه فی الضَّعِیفین: یعنی المرأَة و المملوك. و الضَّعْفةُ: ضَعْفُ الفؤاد و قِلَّةُ الفِطْنةِ. و رجل مَضْعُوفٌ: به ضَعْفةٌ. ابن الأَعرابی: رجل مَضْعُوفٌ و مَبْهُوتٌ إذا كان فی عقله ضَعْفٌ. ابن بزرج: رجل مَضْعُوفٌ و ضَعُوفٌ و ضَعِیفٌ، و رجل مَغْلُوبٌ و غَلُوبٌ، و بعیر مَعْجوفٌ و عَجُوفٌ و عَجِیفٌ و أَعْجَفُ، و ناقة عَجوفٌ و عَجِیفٌ، و كذلك امرأَة ضَعُوفٌ، و یقال للرجل الضریر البصر ضَعِیفٌ. و المُضَعَّفُ: أَحد قِداح المیْسِر التی لا أَنْصباء لها كأَنه ضَعُفَ عن أَن یكون له نصیبٌ. و قال ابن سیدة أَیضاً: المُضَعَّفُ الثانی من القِداحِ الغُفْل التی لا فُرُوضَ لها و لا غُرْم علیها، إنما تُثَقَّل بها القِداحُ كَراهِیةَ التُهَمَةِ؛ هذه عن اللحیانی، و اشْتَقَّه قوم من الضَّعْفِ و هو الأَوْلی. و شِعر ضَعِیف: عَلیل، استعمله الأَخفش فی كتاب القَوافی فقال: و إن كانوا قد یُلزمون حرف اللین الشِّعْرَ الضعیفَ العلیلَ لیكون أَتَمَّ له و أَحسن. و ضِعْفُ الشی‌ء: مِثْلاه، و قال الزجاج: ضِعْفُ الشی‌ء مِثْلُه الذی یُضَعِّفُه، و أَضْعَافُه أَمثالُه. و قوله تعالی: إِذاً لَأَذَقْنٰاكَ ضِعْفَ الْحَیٰاةِ وَ ضِعْفَ الْمَمٰاتِ؛ أَی ضِعف العذاب حیّاً و میّتاً، یقول: أَضْعَفْنَا لك العذاب فی الدنیا و الآخرة؛ و قال الأَصمعی فی قول أَبی ذؤیب: جَزَیْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ، لما اسْتَبَنْتُه، و ما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ من أَحَدٍ قَبْلی معناه أَضْعَفْت لك الود و كان ینبغی أَن یقول ضِعْفَی الوِدِّ. و قوله عز و جل: فَآتِهِمْ عَذٰاباً ضِعْفاً مِنَ النّٰارِ؛ أَی عذاباً مُضاعَفاً لأَن الضِّعْفَ فی كلام العرب علی ضربین: أَحدهما المِثل، و الآخر أَن یكون فی معنی تضعیف الشی‌ء. قال تعالی: لِكُلٍّ ضِعْفٌ أَی للتابع و المتبوع لأَنهم قد دخلوا فی الكفر جمیعاً أَی لكلٍّ عذاب مُضاعَفٌ. و قوله تعالی: فَأُولٰئِكَ لَهُمْ جَزٰاءُ الضِّعْفِ بِمٰا عَمِلُوا؛ قال الزجاج: جَزٰاءُ الضِّعْفِ هاهنا عشر حسنات، تأْویله: فأُولئك لهم جزاء الضعف الذی قد أَعلمناكم مِقْداره، و هو قوله: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا؛ قال: و یجوز فَأُولٰئِكَ لَهُمْ جَزٰاءُ الضِّعْفِ أَی أَن نجازیهم الضعف، و الجمع أَضْعَاف، لا یكسَّر علی غیر ذلك. و أَضْعَفَ الشی‌ءَ و ضَعَّفَه و ضَاعَفَه: زاد علی أَصل الشی‌ء و جعله مثلیه أَو أَكثر، و هو التَّضْعِیف و الإِضْعَافُ، و العرب تقول: ضَاعَفْت الشی‌ء و ضَعَّفْتُه بمعنی واحد؛ و مثله امرأَة مُناعَمةٌ و مُنَعَّمةٌ، و صاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه و صعّره، و عاقَدْت و عقّدْت. و عاقَبْتُ
(3). قوله [لَتَضَعَّفْتُ] هكذا فی الأصل، و فی النهایة: فَتَضَعَّفْت.
لسان العرب، ج‌9، ص: 205
و عَقَّبْتُ. و یقال: ضَعَّفَ اللّه تَضْعِیفاً أَی جعله ضِعْفاً. و قوله تعالی: وَ مٰا آتَیْتُمْ مِنْ زَكٰاةٍ تُرِیدُونَ وَجْهَ اللّٰهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ؛ أَی یُضاعَفُ لهم الثواب؛ قال الأَزهری: معناه الداخلون فی التَّضْعِیف أَی یُثابُون الضِّعْف الذی قال اللّه تعالی: فَأُولٰئِكَ لَهُمْ جَزٰاءُ الضِّعْفِ بِمٰا عَمِلُوا؛ یعنی من تَصدَّق یرید وجه اللّه جُوزیَ بها صاحِبُها عشرة أَضْعافها، و حقیقته ذوو الأَضْعَافِ. و تَضَاعِیفُ الشی‌ء: ما ضُعِّفَ منه و لیس له واحد، و نظیره فی أَنه لا واحد له تَباشِیرُ الصُّبْحِ لمقدمات ضِیائه، و تَعاشِیبُ الأَرض لما یظهر من أَعْشابِها أَوَّلًا، و تَعاجِیبُ الدَّهْرِ لما یأْتی من عَجائِبه. و أَضْعَفْتُ الشی‌ءَ، فهو مَضْعُوفٌ، و المَضْعُوفُ: ما أُضْعِفَ من شی‌ء، جاء علی غیر قِیاس؛ قال لبید: و عالَیْنَ مَضْعُوفاً و دُرّاً، سُمُوطُه جُمانٌ و مَرْجانٌ یَشُكُّ المَفاصِلا «1» قال ابن سیدة: و إنما هو عندی علی طرح الزائد كأَنهم جاؤوا به علی ضُعِفَ. و ضَعَّفَ الشی‌ءَ: أَطْبَقَ بعضَه علی بعض و ثَناه فصار كأَنه ضِعْفٌ، و قد فسر بیت لبید بذلك أَیضاً. و عَذابٌ ضِعْفٌ: كأَنه ضُوعِفَ بعضُه علی بعض. و فی التنزیل: یٰا نِسٰاءَ النَّبِیِّ مَنْ یَأْتِ مِنْكُنَّ بِفٰاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ یُضٰاعَفْ لَهَا الْعَذٰابُ ضِعْفَیْنِ، و قرأَ أَبو عمرو: یُضَعَّف؛ قال أَبو عبید: معناه یجعل الواحد ثلاثة أَی تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ، و قال: كان علیها أَن نُعَذَّبَ مرة فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَیْن صار العذابُ ثلاثة أَعْذِبةٍ؛ قال الأَزهری: هذا الذی قاله أَبو عبید هو ما تستعمله الناس فی مَجازِ كلامهم و ما یَتَعارَفونه فی خِطابهم، قال: و قد قال الشافعی ما یُقارِبُ قوله فی رجل أَوْصی فقال: أَعْطُوا فلاناً ضِعْفَ ما یُصِیبُ ولدی، قال: یُعْطی مثله مرتین، قال: و لو قال ضِعْفَیْ ما یُصیبُ ولدی نظرتَ، فإن أَصابه مائة أَعطیته ثلاثمائة، قال: و قال الفراء شبیهاً بقولهما فی قوله تعالی: یَرَوْنَهُمْ مِثْلَیْهِمْ رَأْیَ الْعَیْنِ، قال: و الوصایا یستعمل فیها العُرْفُ الذی یَتَعارَفُه المُخاطِبُ و المُخاطَبُ و ما یسبق إلی أَفْهام من شاهَدَ المُوصی فیما ذهب وهْمُه إلیه، قال: كذلك روی عن ابن عباس و غیره، فأَما كتاب اللّه، عز و جل، فهو عربی مبین یُرَدُّ تفسیره إلی موضوع كلام العرب الذی هو صیغة أَلسِنتها، و لا یستعمل فیه العرف إذا خالفته اللغة؛ و الضِّعْفُ فی كلام العرب: أَصله المِثْلُ إلی ما زاد، و لیس بمقصور علی مثلین، فیكون ما قاله أَبو عبید صواباً، یقال: هذا ضِعف هذا أَی مثله، و هذا ضِعْفاه أَی مثلاه، و جائز فی كلام العرب أَن تقول هذا ضعفه أَی مثلاه و ثلاثة أَمثاله لأَن الضِّعف فی الأَصل زیادة غیر محصورة، أَ لا تری قوله تعالی: فَأُولٰئِكَ لَهُمْ جَزٰاءُ الضِّعْفِ بِمٰا عَمِلُوا؟ لم یرد به مثلًا و لا مثلین و إنما أَراد بالضعف الأَضْعَافَ و أَوْلی الأَشیاء به أَن نَجْعَلَه عشرةَ أَمثاله لقوله سبحانه: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا وَ مَنْ جٰاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلٰا یُجْزیٰ إِلّٰا مِثْلَهٰا؛ فأَقل الضِّعْفِ محصور و هو المثل، و أَكثره غیرُ محصور. و‌فی الحدیث: تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ علی صلاة الفَذِّ خَمساً و عشرین درجة أَی تزید علیها.یقال: ضَعُفَ الشی‌ءُ یَضْعُفُ إذا زاد و ضَعَّفْتُه و أَضعَفْتُه و ضَاعَفْتُه بمعنًی. و قال أَبو بكر: فَأُولٰئِكَ لَهُمْ جَزٰاءُ الضِّعْفِ؛ المُضاعَفةِ، فأَلْزَمَ الضِّعْفَ
(1). قوله [و دراً] كذا بالأصل، و الذی فی الصحاح و شرح القاموس: و فرداً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 206
التوحیدَ لأَنَّ المصادِرَ لیس سبیلُها التثنیة و الجمع؛ و فی حدیث أَبی الدَّحْداح و شعره: إلا رَجاء الضِّعْفِ فی المَعادِ أَی مِثْلَیِ الأَجر؛ فأَما قوله تعالی: یُضٰاعَفْ لَهَا الْعَذٰابُ ضِعْفَیْنِ، فإن سِیاق الآیة و الآیةِ التی بعدها دلَّ علی أَن المرادَ من قوله ضِعْفَیْنِ مرّتان، أَ لا تراه یقول بعد ذكر العذاب: وَ مَنْ یَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ تَعْمَلْ صٰالِحاً نُؤْتِهٰا أَجْرَهٰا مَرَّتَیْنِ؟ فإذا جعل اللّه تعالی لأُمهات المؤمنین من الأَجْر مِثْلَیْ ما لغیرهن تفضیلًا لهنَّ علی سائر نساء الأُمة فكذلك إذا أَتَتْ إحداهنَّ بفاحشة عذبت مثلی ما یعذب غیرها، و لا یجوز أَن تُعْطی علی الطاعة أَجرین و تُعَذَّب علی المعصِیة ثلاثة أَعذبة؛ قال الأَزهری: و هذا قولُ حذاق النحویین و قول أَهلِ التفسیر، و العرب تتكلم بالضِّعف مثنی فیقولون: إن أَعطیتنی دِرهماً فلك ضِعفاه أی مثلاه، یریدون فلك درهمان عوضاً منه؛ قال: و ربما أَفردوا الضِّعْف و هم یریدون معنی الضعفین فقالوا: إن أَعطیتنی درهماً فلك ضِعفه، یریدون مثله، و إفراده لا بأْس به إلا أَن التثنیة أَحسن. و رجل مُضْعِفٌ: ذو أَضْعافٍ فی الحسنات. و ضَعَفَ القومَ یَضْعَفُهُم: كَثَرَهم فصار له و لأَصحابه الضِّعْفُ علیهم. و أَضْعَفَ الرَّجلُ: فَشَتْ ضَیْعَتُه و كثُرت، فهو مُضعِف. و بقرة ضَاعِفٌ: فی بطنها حَمْل كأَنَّها صارت بولدها مُضاعَفَةً. و الأَضْعافُ: العِظامُ فوقها لحم؛ قال رؤبة: و اللّهُ بَینَ القَلْبِ و الأَضْعافِ قال أَبو عمرو: أَضعَاف الجسد عِظامه، الواحد ضِعْفٌ، و یقال: أَضْعافُ الجَسد أَعْضاؤه. و قولهم: وقَّع فلان فی أَضْعَافِ كتابه؛ یراد به توقِیعُه فی أَثناء السُّطور أَو الحاشیة. و أُضْعِفَ القومُ أَی ضُوعِفَ لهم. و أَضْعَفَ الرَّجلُ: ضَعُفَتْ دابّتُه. یقال هو ضَعِیفٌ مُضْعِفٌ، فالضَّعِیفُ فی بدنه، و المُضعِفُ الذی دابته ضعیفة كما یقال قَویٌّ مُقْوٍ، فالقویّ فی بدنه و المُقْوی الذی دابته قَوِیَّة. و‌فی الحدیث فی غَزْوة خَیْبَر: من كان مُضْعِفاً فَلْیَرْجع‌أَی من كانت دابّتُه ضَعِیفةً. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: المُضْعِفُ أَمیرٌ علی أَصحابه‌یعنی فی السفر یرید أَنهم یَسیرُون بسیره. و‌فی حدیث آخر: الضَّعِیفُ أَمیر الركْب.و ضَعَّفَه السیر أَی أَضْعَفَه. و التضْعِیف: أَن تَنْسُبَه إلی الضَّعْفِ: و المُضاعَفةُ: الدِّرْع التی ضُوعِفَ حَلَقُها و نُسِجَتْ حَلْقَتَیْن حلقتین.

ضغف؛ ج9، ص: 206

: الضَّغِیفةُ: الرَّوضةُ الناضِرةُ من بَقْل و عُشب؛ عن كراع، و قال: بفاء بعد غین؛ قال ابن سیدة: و المعروف عن یعقوب ضَفِیفة، و اللّه أَعلم.

ضفف؛ ج9، ص: 206

: الضَّفُّ: الحَلَبُ بالكفِّ كلِّها و ذلك لِضِخَم الضَّرْع؛ و أَنشد: بَضَفِّ القَوادِمِ ذاتِ الفُضُولِ، لا بالبِكاء الكِماشِ اهْتِصارا و یروی امْتِصاراً، بالمیم، و هی قلیلةُ اللبَنِ؛ و قیل: الضَّفُّ جَمْعُك خِلْفَیْها بیدك إذا حَلَبْتَها؛ و قال اللحیانی: هو أَن یَقْبِضَ بأَصابعِه كلها علی الضَّرْع. و قد ضَفَفْتُ الناقةَ أَضُفُّها، و ناقة ضَفُوفٌ، و شاة ضَفُوف: كثیرتا اللبن بَیِّنَتا الضّفاف. و عین ضَفُوفٌ: كثیرة الماء؛ و أَنشد: حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ ضَفُوفِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 207
و قال الطِّرمّاح: و تَجُودُ من عینٍ ضَفُوفِ الغَرْبِ، مُتْرَعَةِ الجَداوِلْ التهذیب عن الكسائی: ضَبَبتُ الناقة أَضُبُّها ضَبّاً إذا حَلَبْتَها بالكفِّ، قال: و قال الفراء هذا هو الضَّفُّ، بالفاء، فأَما الضَّبُّ فأَنْ تجعل إبهامَك علی الخِلْفِ ثم تَرُدَّ أَصابِعَك علی الإِبهامِ و الخِلْفِ جمیعاً، و یقال من الضَّفِّ: ضَفَفْتُ أَضُفُّ. الجوهری: ضَفَّ الناقةَ لغة فی ضَبّها إذا حَلبَها بالكف كلها. أَبو عمرو: شاة ضَفَّةُ الشَّخْبِ أَی واسعة الشخْب «2». و ضَفَّةُ البحر: ساحِلُه. و الضِّفَّةُ، بالكسر: جانب النهر الذی تقع علیه النَّبائتُ. و الضَّفَّةُ: كالضِّفَّةِ، و الجمع ضِفافٌ؛ قال: یَقْذِفُ بالخُشْبِ علی الضِّفافِ و ضَفَّةُ الوادی و ضِیفُه: جانبه، و قال القتیبی: الصواب ضِفَّة، بالكسر، و قال أَبو منصور: الصواب ضَفَّة، بالفتح، و الكسر لغة فیه. و ضَفّتا الوادِی: جانِباه. و‌فی حدیث عبد اللّه بن خَبَّاب مع الخوارج: فقدَّمُوه علی ضَفَّةِ النهر فضَربوا عُنُقه.و‌فی حدیث علیّ، كرّم اللّه وَجهه: فیَقِف ضَفَّتَیْ جُفُونِه‌أَی جانبیها؛ الضفَّةُ، بالكسر و الفتح: جانِبُ النهر فاستعاره للجَفْن. و ضَفَّتا الحَیْزُومِ: جانباه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَدُعُّه بِضَفَّتَیْ حَیْزومه «3» و ضَفَّةُ الماء: دُفْعَتُه الأُولی. و ضَفَّةُ الناس: جماعَتهم. و الضَّفَّةُ و الجَفَّةُ: جماعةُ القومِ. قال الأَصمعی: دخلت فی ضَفَّةِ القوم أَی فی جماعَتهم. و قال اللیث: دخل فلان فی ضفة القوم و ضَفْضَفَتِهم أَی فی جماعَتهم. و قال أَبو سعید: یقال فلان من لَفِیفِنا و ضَفِیفنا أَی ممن نَلُفُّه بنا و نَضُفُّه إلینا إذا حَزَبَتْنا الأُمُور. أَبو زید: قوم مُتضافُّون خَفیفةٌ أَموالُهم. و قال أَبو مالك: قوم مُتَضَافُّون أَی مُجْتَمِعُون؛ و أَنشد: فَراحَ یَحْدُوها علی أَكْسائها، یَضُفُّها ضَفّاً علی انْدِرائها أَی یَجْمَعُها؛ و قال غیلان: ما زِلْتُ بالعُنْفِ و فوقَ العُنْفِ، حتی اشْفَتَرَّ الناسُ بعد الضَّفِّ أَی تفرَّقوا بعد اجتماع. و الضَّفَفُ: ازْدِحام الناس علی الماء. و الضَّفَّةُ: الفَعْلةُ الواحدة منه. و تَضَافُّوا علی الماء إذا كثروا علیه. ابن سیدة: تَضَافُّوا علی الماء تَضَافُواً «4»؛ عن یعقوب، و قال اللحیانی: إنهم لَمُتَضَافُّون علی الماء أَی مُجْتَمِعُون مُزْدَحِمُون علیه. و ماء مَضْفُوفٌ: كثیر علیه الناسُ مثل مَشْفُوهٍ. و قال اللحیانی: ماؤنا الیوم مَضْفُوف كثیر الغاشِیةِ من الناسِ و الماشیة؛ قال: لا یَسْتَقِی فی النَّزَحِ المَضْفُوفِ إلا مُدارةُ الغُروبِ الجُوفِ قال: المُدار المُسَوَّی إذا وقع فی البئر اجْتَحَفَ ماءَها. و فلان مَضْفُوف مثل مثْمود إذا نفِد ما عنده؛ قال ابن بری: روی أَبو عمرو الشَّیبانی هذین البیتین … المَظْفُوف بالظاء، و قال: العرب تقول وردت ماء
(2). قوله [الشخب] بالفتح و یضم كما فی القاموس. (3). قوله [یدعه] كذا ضبط الأصل، و علیه فهو من دع بمعنی دفع لا من ودع بمعنی ترك. (4). قوله [تَضَافُّوا علی الماء تضافواً] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 208
مَظْفُوفاً أَی مشغولًا؛ و أَنشد البیتین: لا یستقی فی النزح المَظْفُوفِ و ذكره ابن فارس بالضاد لا غیر، و كذلك حكاه اللیث، و فلان مَضْفُوفٌ علیه كذلك. و حكی اللحیانی: رجل مَضْفُوفٌ، بغیر علی. شمر: الضَّفَفُ ما دُونَ مِلْ‌ء المِكْیالِ و دونَ كل مَمْلُوء، و هو الأَكل دون الشبع. ابن سیدة: الضَّفَفُ قلة المأْكول و كثرة الأَكَلة. و قال ثعلب: الضَّفَفُ أَن تكون العیال أَكثر من الزاد، و الحَفَفُ أَن تكون بِمقْدارِه، و قیل: الضَّفَفُ الغاشِیةُ و العِیالُ، و قیل الحشَم؛ كلاهما عن اللحیانی. و الضَّفَفُ: كثرة العیال؛ قال بُشَیْرُ بن النِّكث: قدِ احْتَذی من الدّماء و انْتَعَلْ، و كبَّرَ اللّه و سمَّی و نَزَلْ بِمَنْزِلٍ یَنْزِلُه بنو عَمَلْ، لا ضَفَفٌ یَشْغَلُه و لا ثَقَلْ أَی لا یَشْغَلُه عن نُسُكِه و حَجِّه عِیال و لا مَتاعٌ. و أَصابهم من العَیْشِ ضَفَفٌ أَی شدَّة. و‌روی مالك بن دینار قال: حدثنا الحسن قال: ما شَبِعَ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، من خُبْز و لحم إلا علی ضَفَفٍ؛ قال مالك: فسأَلت بَدَوّیاً عنها، فقال: تَناوُلًا مع الناس، و قال الخلیل: الضَّفَفُ كثرة الأَیْدی علی الطعام، و قال أَبو زید: الضَّفَف الضِّیق و الشدة، و ابن الأَعرابی مثله، و به فسر بعضهم الحدیث، و قیل: یعنی اجتماع الناس أَی لم یأكل خبزاً و لحماً وحده و لكن مع الناس، و قیل: معناه لم یشبع إلا بضیق و شدة، تقول منه: رجل ضَفُّ الحال، و قال الأَصمعی: أَن یكون المال قلیلًا و من یأْكله كثیراً، و بعضهم یقول: شَظَف، و هو الضیق و الشدة أَیضاً، یقول: لم یَشْبَعْ إلا بضیقٍ و قِلَّةٍ؛ قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: الضَّفَفُ أَن تكون الأَكَلةُ أَكثر من مِقْدار المال، و الحَفَفُ أَن تكون الأَكلة بمقدار المال، و‌كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، إذا أَكل كان من یأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأْكول و كَفافِه.ابن الأَعرابی: الضَّفَفُ القِلةُ، و الحَفَفُ الحاجةُ. ابن العُقَیلی: وُلِدَ للإِنسان علی حَفَفٍ أَی علی حاجةٍ إلیه، و قال: الضَّفَفُ و الحَفَفُ واحد. الأَصمعی: أَصابهم من العَیش ضَفَفٌ و حَفَفٌ و شَظَفٌ كل هذا من شدّة العیش. و ما رُؤیَ علیه ضَفَفٌ و لا حَفَفٌ أَی أَثَر حاجةٍ. و قالت امرأَة من العرب: تُوُفی أَبو صبیانی فما رُؤیَ علیهم حَفَفٌ و لا ضَفَفٌ أَی لم یُر علیهم حُفُوفٌ و لا ضِیقٌ. الفراء: الضَّفَفُ الحاجةُ. سیبویه: رجل ضَفِفُ الحال و قوم ضَفِفُو الحال، قال: و الوجه الإِدْغام و لكنه جاء علی الأَصل. و الضَّفَفُ: العَجَلَةُ فی الأَمر؛ قال: و لیس فی رَأْیه وَهْنٌ و لا ضَفَفُ و یقال: لقِیتُه علی ضَفَفٍ أَی علی عَجَلٍ من الأَمر. و الضُّفُّ، و الجمع الضِّفَفَةُ: هُنَیَّة تشبه القُراد إذا لَسَعَتْ شَریَ الجِلْدُ بعد لَسْعَتِها، و هی رَمْداء فی لونها غَبْراء.

ضوف؛ ج9، ص: 208

: ضَافَ عن الشی‌ء ضَوْفاً: عَدَل كصافَ صَوْفاً؛ عن كراع، و اللّه أَعلم.

ضیف؛ ج9، ص: 208

: ضِفْتُ الرجل ضَیْفاً و ضِیَافَةً و تَضَیَّفْتُه: نزلتُ به ضَیْفاً و مِلْتُ إلیه، و قیل: نزلت به
لسان العرب، ج‌9، ص: 209
و صِرْت له ضَیفاً. و ضِفْتُه و تَضَیَّفْتُه: طلبت منه الضِّیافةَ؛ و منه قول الفرزدق: وجَدْت الثَّری فینا إذا التُمِسَ الثَّری، و مَنْ هو یَرْجُو فَضْلَه المُتَضَیِّفُ قال ابن بری: و شاهِد ضِفْتُ الرجل قولُ القطامی: تَحَیَّزُ عَنی خَشْیَةً أَن أَضِیفَها، كما انْحازَتِ الأَفْعی مَخافةَ ضارِب و قد فسر فی ترجمة حیز. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: ضَافَها ضَیْفٌ فأَمَرَتْ له بمِلْحَفَةٍ صفراء؛ هو من ضفت الرجل إذا نزلت به فی ضِیافَتهِ؛ و منه‌حدیث النَّهْدیِّ: تَضَیَّفْتُ أَبا هریرة سَبْعاً.و أَضَفْتَه و ضَیَّفْتَه: أَنْزَلْتَه علیك ضَیْفاً و أَمَلْتَه إلیك و قَرَّبْتَه، و لذلك قیل: هو مُضافٌ إلی كذا أَی مُمالٌ إلیه. و یقال: أَضافَ فلان فلاناً فهو یُضیفُه إِضَافَةً إذا أَلجأَه إلی ذلك. و فی التنزیل العزیز: فَأَبَوْا أَنْ یُضَیِّفُوهُمٰا؛ و أَنشد ثعلب لأَسماء بن خارجة الفزاری یصف الذئب: و رأَیتُ حَقّاً أَن أُضَیِّفَه، إذْ رامَ سِلْمِی و اتَّقی حَرْبی استعار له التضییفَ، و إنما یرید أَنه أَمَّنَه و سالمه. قال شمر: سمعت رجاء بن سَلَمَة الكوفی یقول: ضَیَّفْتُه إذا أَطْعَمْتَه، قال: و التَّضْیِیفُ الإِطعام، قال: و أَضَافَه إذا لم یُطْعِمْه، و قال رجاء: فی قراءة ابن مسعود فَأَبَوْا أَنْ یُضِیفُوهُمٰا: یُطْعِمُوهما. قال أَبو الهیثم: أَضَافَه و ضَیَّفَه عندنا بمعنًی واحد كقولك أَكْرَمَه اللّه و كرَّمه، و أَضَفْته و ضَیَّفْتُه. قال: و قوله عز و جل فَأَبَوْا أَنْ یُضَیِّفُوهُمٰا، سأَلاهم الإِضافةَ فلم یفعلوا، و لو قُرِئت أَن یُضِیفُوهما كان صواباً. و تَضَیَّفْتُه: سأَلته أَن یُضِیفَنی، و أَتیتُه ضَیْفاً؛ قال الأَعشی: تَضَیَّفْتُه یَوْماً، فأَكْرَمَ مَقْعَدی، و أَصْفَدَنی علی الزَّمانةِ قائدا و قال الفرزدق: و منّا خَطِیبٌ لا یُعابُ، و قائلٌ و مَنْ هو یَرْجو فَضْلَه المُتَضَیِّفُ و یقال: ضَیَّفْتُه أَنزلته منزلة الأَضیاف. و الضَّیْفُ: المُضَیَّفُ یكون للواحد و الجمع كعدلٍ و خَصْمٍ. و فی التنزیل العزیز: هَلْ أَتٰاكَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْرٰاهِیمَ الْمُكْرَمِینَ، و فیه: هٰؤُلٰاءِ ضَیْفِی فَلٰا تَفْضَحُونِ؛ علی أَن ضَیْفاً قد یجوز أَن یكون هاهنا جمع ضَائِف الذی هو النازل، فیكون من باب زَوْرٍ و صَوْمٍ، فافهم، و قد یكسَّر فیقال أَضْیافٌ و ضُیُوفٌ و ضِیفَانٌ؛ قال: إذا نَزَلَ الأَضْیافُ، كان عَذَوَّراً علی الحَیِّ حتی تَسْتَقِلَّ مَراجِلُهْ قال ابن سیدة: الأَضْیَافُ هنا بلفظ القِلَّة و معناها أَیضاً، و لیس كقوله: و أَسْیافُنا من نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدّما فی أَنْ المراد بها معنی الكثرة، و ذلك أَمْدَحُ لأَنه إذا قَرَی الأَضْیافَ بمراجِلِ الحیّ أَجمعَ، فما ظنُّك لو نزل به الضیِّفانُ الكثیرون؟ التهذیب: قوله هٰؤُلٰاءِ ضَیْفِی أَی أَضیافی، تقول هؤلاء ضَیْفِی و أَضْیافی و ضُیُوفِی و ضِیَافی، و الأُنثی ضَیْفٌ و ضَیْفَةٌ، بالهاء؛ قال البَعیث:
لسان العرب، ج‌9، ص: 210
لَقًی حَمَلَتْه أُمُّه، و هی ضَیْفَةٌ، فجاءَت بِیَتْنٍ للضِّیَافَة أَرْشَما و حرَّفه أَبو عبیدة فعزاه إلی جریر؛ قال أَبو الهیثم: أَراد بالضَّیْفَة فی البیت أَنها حملتْه و هی حائض. یقال: ضَافَتِ المرأةُ إذا حاضت لأَنها مالت من الطُّهر إلی الحَیض، و قیل: معنی قوله و هی ضَیْفَة أَی ضافت قوماً فحبِلت فی غیر دار أَهلها. و اسْتَضَافَه: طلب إلیه الضِّیافة؛ قال أَبو خِراشٍ: یَطِیرُ إذا الشَّعْراء ضَافَتْ بِحَلْبِه، كما طارَ قِدْحُ المُسْتَضِیفِ المُوَشَّمُ و كان الرجل إذا أَراد أَن یَسْتَضِیف دَارَ بِقدْحٍ مُوَشَّم لیُعْلم أَنه مُسْتَضِیف. و الضَّیْفَن: الذی یَتْبَعُ الضَّیْفَ، مشتقّ منه عند غیر سیبویه، و جعله سیبویه من ضفن و سیأْتی ذكره. الجوهری: الضَّیْفَن الذی یجی‌ء مع الضَّیْفِ، و النون زائدة، و هو فَعْلَن و لیس بفَیْعَلٍ؛ قال الشاعر: إذا جاء ضَیْفٌ، جاء للضَّیْفِ ضَیْفَنٌ، فأَوْدَی بما تُقْری الضُّیُوفُ الضَّیافِنُ و ضَافَ إلیه: مال و دَنا، و كذلك أَضَافَ؛ قال ساعدة بن جؤیة یصف سحاباً: حتی أَضافَ إلی وادٍ ضَفادِعُه غَرْقَی رُدافَی، تراها تَشْتَكی النَّشَجا و ضَافَنِی الهمُّ كذلك. و المُضَاف: المُلْصَق بالقوم المُمال إلیهم و لیس منهم. و كلُّ ما أُمِیلَ إلی شی‌ء و أُسْنِد إلیه، فقد أُضِیفَ؛ قال إمرؤ القیس: فلما دخَلْناه، أَضَفْنَا ظُهورَنا إلی كلِّ حارِیٍّ قَشِیبٍ مُشَطَّبِ أَی أَسْنَدْنا ظُهورَنا إلیه و أَملْناها؛ و منه قیل للدّعیِّ مُضَاف لأَنه مُسْنَدٌ إلی قوم لیس منهم. و‌فی الحدیث: مُضِیفٌ ظهرَه إلی القُبَّة‌أَی مُسْنِدُه. یقال: أَضَفْتُه إلیه أُضِیفُه. و المُضَاف: المُلْزَق بالقوم. و ضَافَه الهمُّ أَی نزَلَ به؛ قال الراعی: أَ خُلَیْدُ، إنَّ أَباك ضَافَ وِسادَهُ هَمَّانِ، باتا جَنْبَةً و دَخِیلا أَی بات أَحدُ الهَمَّیْنِ جَنْبَه، و باتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه. و إضَافَةُ الاسم إلی الاسم كقولك غلام زید، فالغلام مُضَاف و زید مُضَاف إلیه، و الغَرَض بالإِضَافَة التخصیص و التعریف، و لهذا لا یجوز أَن یُضافَ الشی‌ء إلی نفسه لأَنه لا یُعَرِّفُ نفسه، فلو عرَّفها لما احتیج إلی الإِضافة. و أَضَفْتُ الشی‌ء إلی الشی‌ء أَی أَمَلْتُه، و النحویون یسمون الباء حرف الإِضَافَة، و ذلك أَنك إذا قلت مررت بزید فقد أَضَفْتَ مرورَك إلی زید بالباء. و ضَافَت الشمس تَضِیفُ و ضَیَّفَتْ و تَضَیَّفَتْ: دنت للغروب و قرُبت. و‌فی الحدیث: نَهی رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، عن الصلاة إذا تَضَیَّفَتِ الشمسُ لغروب؛ تَضَیَّفَتْ: مالت، و منه سمی الضَّیْفُ ضَیْفاً من ضَافَ عنه یَضِیف؛ قال: و منه‌الحدیث: ثلاثُ ساعات كان رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، یَنهانا أَن نُصَلِّی فیها: إذا طلعت الشمس حتی ترتفع، و إذا تضَیَّفت للغروب، و نصفَ النهار.و ضَافَ السهمُ: عَدَل عن الهَدَف أَو الرمیَّة، و فیه لغة أُخری لیست فی الحدیث: صافَ السهم بمعنی ضافَ، و الذی جاء فی الحدیث ضافَ، بالضاد. و‌فی حدیث أَبی بكر قال له ابنه: ضِفْتُ عنك یوم بَدرٍ‌أَی
لسان العرب، ج‌9، ص: 211
مِلْتُ عنكَ و عدَلْتُ؛ و قول أبی ذؤیب: جَوارِسُها تَأْوِی الشعُوفَ دَوائِباً، و تَنْصَبُّ أَلْهاباً مَضِیفاً كِرابُها أَراد ضَائِفاً كِرابُها أَی عادِلةً مُعْوَجَّةً فوضع اسم المفعول موضع المصدر. و المُضَافُ: الواقع بین الخیل و الأَبْطال و لیست به قوَّة؛ و أَما قول الهذلی: أَنت تُجِیبُ دَعْوةَ المَضُوفِ فإنما استعمل المفعول علی حذف الزائد، كما فُعل ذلك فی اسم الفاعل نحو قوله: یَخْرُجْن من أَجْوازِ لیلٍ غاضِی و بُنِیَ المَضُوف علی لغة من قال فی بِیع بُوعَ. و المُضَاف: المُلْجَأُ المُحْرَجُ المُثْقَلُ بالشرّ؛ قال البُرَیْق الهذلی: و یَحْمِی المُضافَ إذا ما دعا، إذا ما دعا اللِّمّة الفَیْلَمُ «5» هكذا رواه أَبو عبید بالإِطلاق مرفوعاً، و رواه غیره بالإِطلاق أیضاً مجروراً علی الصفة للِّمّة؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ الروایة الصحیحة إنما هی الإِسكان علی أَنه من الضرب الرابع من المُتَقارَب لأَنك إن أَطلقتها فهی مُقْواة، كانت مرفوعة أَو مجرورة؛ أَ لا تری أَن فیها: بعثت إذا طَلَعَ المِرْزَمُ و فیها: و العَبدَ ذا الخُلُق الأَفْقَمَا و فیها: و أَقضی بصاحبها مَغْرَمِی فإذا سكّنت ذلك كله فقلت المِرْزَمْ الأَفقمْ مغرمْ، سَلِمت القِطعةُ من الإِقواءِ فكان الضرْب فلْ، فلم یخرج من حكم المتقارَب. و أَضَفْتُه إلی كذا أَی أَلجأْته؛ و منه المُضَاف فی الحرب و هو الذی أُحیط به؛ قال طرفة: و كَرِّی إذا نادی المُضَافُ مُحَنَّباً، كَسِیدِ الغَضَا، نَبَّهْتَه، المُتَوَرِّدِ قال ابن بری: و المُسْتَضَاف أَیضاً بمعنی المضاف؛ قال جوَّاس بن حَیّان الأَزْدِیّ: و لقد أُقْدِمُ فی الرَّوْعِ، و أَحْمِی المُسْتَضَافَا ثم قد یحْمَدُنی الضَّیْفُ، إذا ذَمَّ الضِّیَافَا و اسْتَضَافَ من فلان إلی فلان: لجأَ إلیه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و مارَسَنی الشَّیْبُ عن لِمَّتی، فأَصبحْتُ عن حقِّه مُسْتَضِیفا و أَضَافَ من الأَمر: أَشْفَقَ و حَذِر؛ قال النابغة الجعدی: أَقامتْ ثلاثاً بین یومٍ و لیلةٍ، و كان النَّكیرُ أَن تُضِیفَ و تَجْأَرا و إنما غَلَّبَ التأنیث لأَنه لم یذكر الأَیام. یقال: أَقَمْتُ عنده ثلاثاً بین یومٍ و لیلةٍ، غلَّبوا التأْنیث. و المَضُوفَةُ: الأَمر یُشْفَقُ منه و یُخافُ؛ قال أَبو
(5). قوله [إذا ما دعا اللمة إلخ] هكذا فی الأصل، و أنشده الجوهری فی مادة ف ل م: إذا فرّ ذو اللمة الفیلم
لسان العرب، ج‌9، ص: 212
جندب الهذلی: و كُنْتُ إِذا جاری دَعا لِمَضُوفةٍ، أُشَمِّرُ حتی یَنْصُفَ الساقَ مِئْزَری یعنی الأَمْر یُشْفِقُ منه الرَّجُل؛ قال أَبو سعید: و هذا البیت یروی علی ثلاثة أَوجه: علی المَضُوفَةِ، و المَضِیفَةِ، و المُضَافَةِ؛ و قیل: ضَافَ الرَّجلُ و أَضَافَ خاف. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: أَنَّ ابن الكَوَّاء و قَیْسَ بن عَبادٍ «1» جاآه فقالا له: أَتَیْناكَ مُضَافَین مُثْقَلَیْنِ؛ مُضَافَین أَی خائفَین، و قیل: مُضَافَین مُلْجَأَیْن. یقال: أَضَافَ من الأَمر إذا أَشْفَق. و حَذِر من إضَافَةِ الشی‌ء إلی الشی‌ء إذا ضَمَّه إلیه. یقال: أَضَافَ من الأَمر و ضَافَ إذا خافه و أَشْفَقَ منه. و المَضُوفَة: الأَمر الذی یُحذَرُ منه و یُخافُ، و وجهه أَن تجعل المُضَافَ مصدراً بمعنی الإِضَافَة كالمُكْرَم بمعنی الإِكْرام، ثم تصفَ بالمصدر، و إلا فالخائف مُضِیف لا مُضاف. و فلان فی ضِیفِ فلان أَی فی ناحیته. و الضِّیفُ: جانبا الجبل و الوادی، و فی التهذیب: الضِّیفُ جانِبُ الوادی؛ و استعار بعض الأَغْفالِ الضِّیفَ للذَّكر فقال: حتی إذا وَرَّكْت من أُتَیْرِ سواد ضِیفَیْهِ إلی القُصَیْرِ و تَضَایَفَ الوادب: تضایَقَ. أَبو زید: الضِّیفُ، بالكسر، الجَنْبُ؛ قال: یَتْبَعْنَ عَوْداً یَشْتَكی الأَظَلَّا، إذا تَضَایَفْنَ علیه انْسَلَّا یعنی إذا صِرْنَ منه قریباً إلی جَنْبِه، و القاف فیه تصحیف. و تَضایَفَه القوم إذا صاروا بِضِیفَیْه. و‌فی الحدیث: أَنَّ العَدُوَّ یوم حُنَیْنٍ كَمَنُوا فی أَحناء الوادی و مَضایفه.و الضِّیفُ: جانِبُ الوادی. و ناقةٌ تُضِیفُ إلی صوت الفحل أَی إذا سمعته أَرادت أَن تأْتیه؛ قال البُرَیْقُ الهذلی: منَ المُدَّعِینَ إذا نُوكِروا، تُضِیفُ إلی صَوْتِه الغَیْلَمُ الغیلم: الجاریةُ الحَسْناء تَسْتأْنِسُ إلی صوته؛ و روایة أَبی عبید: تُنِیفُ إلی صَوته الغیلم

فصل الطاء المهملة؛ ج9، ص: 212

طحف؛ ج9، ص: 212

: الأَزهری: اللیث الطَّحْفُ حَبٌّ یكون بالیمن یُطْبخ؛ قال الأَزهری: هو الطَّهْفُ، بالهاء، و لعل الحاء تبدل من الهاء.

طخف؛ ج9، ص: 212

: الطَّخْفُ و الطَّخَافُ: السَّحابُ المُرْتَفِع الرقیقُ؛ قال صخر الغی: أَ عَیْنَیَّ، لا یَبْقی علی الدَّهْر قادِرٌ بِتَیْهُورةٍ، تحت الطَّخَافِ العصائبِ و روی الطِّخَاف علی أَنه جمع طَخْفٍ، و الطَّخْفُ: شی‌ء من الهمّ یَغْشی القلب. و وجَدَ علی قلبه طَخْفاً و طَخَفاً أَی غَمّاً. و الطَّخْفُ و طِخْفَةُ، بالكسر «2»: موضعان؛ قال: خُدارِیّة صَقْعاء أَلْصَقَ رِیشَها، بِطِخْفَةَ، یومٌ ذو أَهاضِیبَ ماطِرُ
(1). قوله [عباد] كذا بالأصل، و الذی فی النهایة عبادة. (2). قوله [طِخْفَة بالكسر] اقتصر علیه تبعاً للجوهری. و الذی فی القاموس و سبقه یاقوت: زیادة الفتح.
لسان العرب، ج‌9، ص: 213
قال ابن بری: البیت للحَرِث بن وَعْلَة الجَرْمِیّ؛ و الذی فی شعره: خُدارِیّة صَقْعاء لَبَّدَ رِیشَها، من الطَّلِّ، یومٌ ذو أَهاضِیبَ ماطر و قال جریر: بطِخْفَةَ جالَدْنا المُلُوكَ و خَیْلُنا، عَشِیَّةَ بِسْطامٍ، جَرَیْنَ علی نَحْبِ و قال الحذْلَمی: كأَنَّ فوقَ المَتن من سَنامِها عَنْقاء، من طِخْفَةَ أَو رِجامِها و منه یوم طِخْفَةَ لبنی یَرْبُوعٍ علی قابُوسَ بن المنذر بن ماء السماء. و ضرْب طِلَخْفٌ، بزیادة اللام، مثل حِبَجْرٍ أَی شَدید؛ قال حسان: أَقَمْنا لكم ضَرْباً طِلَخْفاً مُنَكِّلًا، و حُزناكُمُ بالطَّعْنِ منْ كلِّ جانِب و قال آخر: ضَرْباً طِلَخْفاً فی الطُّلی سَخِینا و الطَّخْفُ: اللبن الحامِضُ؛ و قال الطرماح: لم تُعالِجْ دَمْحقاً بائتاً، شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعِ اللَّدْمُ: اللَّعْقُ. و الدَّعاعُ: عِیالُ الرَّجل. و قال بعض الأَعراب: الطَّخِیفَة و اللَّخیفةُ الخَزیرةُ؛ رواه أبو تراب، و قیل: الطخْفُ اللبَن الحامِض.

طرف؛ ج9، ص: 213

: الطَّرْفُ: طرْفُ العین. و الطَّرْفُ: إطْباقُ الجَفْنِ علی الجفْن. ابن سیدة: طَرَفَ یَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، و قیل: حَرَّكَ شُفْره و نَظَرَ. و الطَّرْفُ: تحریك الجُفُون فی النظر. یقال: شَخَصَ بصرُه فما یَطْرِفُ. و طَرَفَ البصرُ نفسُه یَطْرِفُ و طَرَفَه یَطرِفُه و طَرَّفَه كلاهما إذا أَصاب طرْفَه، و الاسم الطُّرْفَةُ. و عین طَرِیفٌ: مَطْروفة. التهذیب و غیره: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر، لا یثنی و لا یُجمع لأَنه فی الأَصل مصدر فیكون واحداً و یكون جماعة. و قال تعالی: لٰا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ. و الطَّرْفُ: إصابَتُك عَیناً بثوب أَو غیره. یقال: طُرِفَتْ عینُه و أَصابَتْها طُرْفَةٌ و طَرَفَها الحزنُ بالبكاء. و قال الأَصمعی: طُرِفَتْ عینُه فهی تُطْرَفُ طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر. و یقال: هو بمكان لا تراه الطَّوَارِفُ، یعنی العیون. و طَرَفَ بصَره یَطْرِفُ طَرْفاً إذا أطْبَقَ أَحدَ جَفْنیهِ علی الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. یقال: أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عین. و‌فی حدیث أُم سَلَمة: قالت لعائشة، رضی اللّه عنهما: حُمادَیاتُ النساء غَضُّ الأَطْرَافِ؛ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرَافِ قَبْضَ الیدِ و الرِّجْلِ عن الحَركةِ و السیْر، تعنی تسكین الأَطْرَافِ و هی الأَعْضاء؛ و قال القُتیبی: هی جمع طَرْف العین، أَرادت غضّ البصر. و قال الزمخشری: الطَّرْف لا یثنی و لا یجمع لأَنه مصدر، و لو جمع لم یسمع فی جمعه أَطْرافٌ، قال: و لا أَكاد أَشُكُّ فی أَنه تصحیف، و الصواب غَضُّ الإِطْراق أَی یَغْضُضْن من أَبْصارِهن مُطْرِقاتٍ رامِیاتٍ بأَبصارهن إلی الأَرض. و جاء من المال بطَارِفَةِ عین كما یقال بعائرةِ عین. الجوهری: و قولهم جاء فلان بطَارِفَة عین أَی جاء
لسان العرب، ج‌9، ص: 214
بمال كثیر. و الطِّرْف، بالكسر، من الخیل: الكریمُ العَتِیقُ، و قیل: هو الطویل القوائم و العُنُق المُطَرَّفُ الأُذنینِ، و قیل: هو الذی لیس من نِتاجك و الجمع أَطرافٌ و طُرُوفٌ، و الأُنثی بالهاء. یقال: فرس طِرْفٌ من خیل طُرُوفٍ، قال أَبو زید: و هو نعت للذكور خاصّة. و قال الكسائی: فرس طِرْفَةٌ، بالهاء للأُنثی، و صارمةٌ و هی الشدیدة. و قال اللیث: الطِّرْفُ الفَرَسُ الكریمُ الأَطرافِ یعنی الآباء و الأُمّهات. و یقال: هو المُسْتَطْرِفُ لیس من نتاج صاحِبه، و الأُنثی طِرْفَةٌ؛ و أَنشد: و طِرفَة شَدَّتْ دِخالًا مُدْمَجا و الطِّرْفُ و الطَّرْفُ: الخِرْقُ الكریم من الفِتْیان و الرّجال، و جمعهما أَطْرَاف؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لابن أَحمر: علیهنَّ أَطْرَافٌ من القوْمِ لم یكن طَعامُهُمُ حَبّاً، بِزُغْمَةَ، أَسْمَرا یعنی العَدَس لأَن لونه السُّمْرَةُ. و زُغْمَةُ: موضع و هو مذكور فی موضعه؛ و قال الشاعر: أَبْیَض من غَسّانَ فی الأَطْرَافِ الأَزهری: جعل أَبو ذؤیب الطِّرْفَ الكریم من الناس فقال: و إنَّ غلاماً نِیلَ فی عَهْدِ كاهلٍ لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمهَرِیِّ صریحُ «1» و أَطْرَفَ الرجلَ: أَعْطاه ما لم یُعْطِه أَحداً قبله. و أَطْرَفْتُ فلاناً شیئاً أَی أَعطیته شیئاً لم یَمْلِك مثله فأَعجبه، و الاسم الطُّرْفَةُ؛ قال بعض اللُّصوص بعد أَن تابَ: قُلْ للُّصُوص بَنی اللَّخْناء یَحْتَسِبُوا بُرَّ العِراق، و یَنْسَوْا طُرْفَةَ الیَمنِ و شی‌ء طَرِیفٌ: طَیِّب غریب یكون؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و قال خالد بن صفوان خیرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانیه، و شَرُفَت مَبانِیه، و التَذّه آذانُ سامعِیه. و أَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ. و اسْتَطْرَفَ الشی‌ءَ أَی عَدَّه طَریفاً. و اسْتَطْرَفْت الشی‌ءَ: استحدثته. و قولهم: فعلت ذلك فی مُسْتَطْرَفِ الأَیام أَی فی مُسْتَأْنَف الأَیام. و اسْتَطْرَفَ الشی‌ءَ و تَطَرَّفَه و اطَّرَفَه: اسْتفادَه. و الطَّرِیفُ و الطَّارِفُ من المال: المُسْتَحْدثُ، و هو خِلافُ التَّالِد و التَّلِیدِ، و الاسم الطُّرْفَةُ، و قد طَرُفَ، بالضم، و فی المحكم: و الطِّرْفُ و الطَّرِیفُ و الطَّارِفُ المال المُسْتَفاد؛ و قول الطرماح: فِدًی لِفَوارِسِ الحَیَّیْنِ غَوْثٍ و زِمَّانَ التِّلادُ مع الطِّرَافِ یجوز أَن یكون جمع طَرِیف كظَریفٍ و ظِرافٍ، أَو جمع طَارِفٍ كصاحِبٍ و صِحابٍ، و یجوز أَن یكون لغة فی الطَّرِیف، و هو أَقیس لاقترانه بالتلاد، و العرب تقول: ما له طَارِفٌ و لا تالدٌ و لا طَرِیفٌ و لا تلیدٌ؛ فالطَّارِفُ و الطَّرِیفُ: ما اسْتَحْدَثْت من المالِ و اسْتَطْرَفْته، و التِّلادُ و التلِیدُ ما ورِئْتَه عن الآباء قدیماً. و قد طَرُفَ طَرَافَةً و أَطْرَفَه: أَفاده ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابی:
(1). قوله [صریح] هو بالصاد المهملة هنا، و أَنشده فی مادة قرح بالقاف، و فسره هناك، و القریح و الصریح واحد.
لسان العرب، ج‌9، ص: 215
تَئِطُّ و تَأْدُوها الإِفال مُرِبَّةً بأَوْطانِها من مُطْرَفَاتِ الحَمائِل «1» مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غنیمةً من غیرهم. و رجل طِرْفٌ و مُتَطَرِّفٌ و مُسْتَطْرِفٌ: لا یثبت علی أَمْرٍ. و امرأَة مَطْرُوفَةٌ بالرجال إذا كانت لا خیر فیها، تَطْمَحُ عَیْنُها إلی الرجال و تَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلی سواه. و‌فی حدیث زیاد فی خُطبته: إنَّ الدنیا قد طَرَفَتْ أَعْیُنكم‌أَی طَمَحتْ بأَبصاركم إلیها و إلی زُخْرُفِها و زینتها. و امرأَة مَطْرُوفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَی لا تَثْبُت علی واحد، وُضِع المفعول فیه موضع الفاعل؛ قال الحُطیئة: و ما كنتُ مِثْلَ الهالِكِیِّ و عِرْسِه، بَغَی الودَّ من مَطْرُوفَةِ العینِ طامِح و فی الصحاح: من مَطْرُوفَة الودّ طامح؛ قال أَبو منصور: و هذا التفسیر مخالف لأَصل الكلمة. و المَطْروفَة من النساء: التی قد طَرَفَها حبُّ الرِّجال أَی أَصاب طَرْفَها، فهی تَطْمَحُ و تُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها و لا تَغُضُّ طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طَرْفَها طُرفَةٌ أَو عُود، و لذلك سمیت مَطْرُوفَة؛ الجوهری: و رجل طَرْفٌ «2» لا یَثبتُ علی امرأَة و لا صاحب؛ و أَنشد الأَصمعی: و مَطْرُوفَةِ العَیْنَینِ خَفَّاقةِ الحَشَی، مُنَعَّمةٍ كالرِّیمِ طابتْ فَطُلَّتِ و قال طَرَفَة یذكر جاریة مُغَنِّیة: إذا نحنُ قلنا: أَسْمِعِینا، انْبَرَتْ لنا علی رِسْلِها مَطْرُوفَةً لم تَشَدَّدِ «3» قال ابن الأَعرابی: المَطرُوفَةُ التی أَصابتها طُرفة، فهی مَطْرُوفَة، فأَراد كأَنَّ فی عینیها قَذًی من اسْتِرْخائها. و قال ابن الأَعرابی: مَطْرُوفَة منكسرة العین كأَنها طُرِفَتْ عن كل شی‌ء تنظر إلیه. و طَرَفْتُ عینه إذا أَصَبْتها بشی‌ء فَدَمِعَتْ، و قد طُرِفَتْ عینه، فهی مَطْرُوفَة. و الطَّرْفَةُ أَیضاً: نقطة حمراء من الدم تحدُث فی العین من ضربة و غیرها. و‌فی حدیث فُضَیْلٍ: كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له طرْفة؛ أَصل الطَّرْفِ: الضرب علی طرَف العین ثم نقل إلی الضرب علی الرأْس. ابن السكیت: یقال طَرَفْتُ فلاناً أَطْرِفُه إذا صَرَفْتَه عن شی‌ء، و طَرَفَه عنه أَی صَرفه و ردّه؛ و أَنشد لعمر بن أَبی ربیعة: إنك، و اللّهِ، لَذُو مَلَّةٍ، یَطْرِفُك الأَدنی عن الأَبْعَدِ أَی یَصْرِفك؛ الجوهری: یقول یَصْرِفُ بصرَك عنه أَی تَسْتَطرِفُ الجَدید و تَنْسی القدیم؛ قال ابن بری: و صواب إنشاده: یَطْرِفك الأَدنی عن الأَقْدَمِ قال: و بعده: قلتُ لها: بل أَنت مُعْتَلّةٌ فی الوَصْلِ، یا هِند، لكی تَصْرِمی و‌فی حدیث نظر الفجأَة: و قال اطْرِفْ بصرك‌أَی
(1). قوله [تئط] هو فی الأصل هنا بهمز ثانیه مضارع أط، و سیأتی تفسیره فی أدی. (2). قوله [و رجل طَرْف] أورده فی القاموس فیما هو بالكسر، و فی الأصل و نسخ الصحاح ككتف، قال فی شرح القاموس: و هو القیاس. (3). قوله [مَطْرُوفَة] تقدم إنشاده فی مادة شدد: مطروقة بالقاف تبعاً للأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 216
اصْرِفْه عما وقع علیه و امْتَدَّ إلیه، و یروی بالقاف، و سیأْتی ذكره. و رجل طَرِفٌ و امرأَة طَرِفَةٌ إذا كانا لا یثبتان علی عهد، و كلُّ واحد منهما یُحِبُّ أَن یَسْتَطْرِفَ آخر غیر صاحبه و یَطَّرِفَ غیر ما فی یده أَی یَسْتَحْدِثَ. و اطَّرَفْتُ الشی‌ء أَی اشتریته حدیثاً، و هو افْتَعَلْت. و بعیر مُطَّرَفٌ: قد اشتری حدیثاً؛ قال ذو الرّمّة: كأَنَّنی من هَوی خَرْقاء مُطَّرَفٌ، دامی الأَظلِّ بعِیدُ السَّأْوِ مَهْیُومُ أَراد أَنه من هَواها كالبعیر الذی اشتُری حدیثاً فلا یزال یَحِنُّ إلی أُلَّافِه. قال ابن بری: المُطَّرَف الذی اشتری من بلد آخر فهو یَنْزِعُ إلی وطنه، و السَّأْوُ: الهِمّة، و مَهْیُومٌ: به هُیامٌ. و یقال: هائم القلب. و طَرَفَه عنا شُغل: حبسه و صَرَفه. و رجل مَطْرُوف: لا یثبت علی واحدة كالمَطْرُوفَةِ من النساء؛ حكاه ابن الأَعرابی: و فی الحَیِّ مَطْرُوفٌ یُلاحظُ ظِلّه، خَبُوطٌ لأَیْدی اللَّامِساتِ، رَكُوضُ و الطِّرْفُ من الرجال: الرَّغِیبُ العین الذی لا یری شیئاً إلا أَحَبَّ أَن یكون له. أَبو عمرو: فلان مَطْرُوف العین بفلان إذا كان لا ینظر إلا إلیه. و اسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَع: اختارتْه، و قیل: اسْتأْنَفَتْه. و ناقة طَرِفَةٌ و مِطْرَافٌ: لا تَكاد تَرْعی حتی تَسْتَطْرِفَ. الأَصمعی: المِطْرَافُ التی لا تَرْعی مَرْعًی حتی تَسْتَطْرِفَ غیرَه. الأَصمعی: ناقة طَرِفَةٌ إذا كانت تُطْرِفُ الرِّیاضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ؛ و أَنشد: إذا طَرِفَتْ فی مَرْتَعٍ بَكَراتُها، أَو اسْتَأْخَرَتْ عنها الثِّقالُ القَناعِسُ و یروی: إذا أَطْرَفَتْ … و الطَّرَفُ: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقة، بالكسر، إذا تَطَرَّفَت أَی رَعَتْ أَطرافَ المرعی و لم تَخْتَلِطْ بالنوق. و ناقة طَرِفَة: لا تثبت علی مرعی واحد. و سِباعٌ طَوَارِفُ: سوالِبُ. و الطَّرِیفُ فی النسب: الكثیر الآباء إلی الجدّ الأَكبر. ابن سیدة: رجل طَرِفٌ و طَرِیف كثیر الآباء إلی الجدّ الأَكبر لیس بذی قُعْدُدٍ، و فی الصحاح: نَقِیضُ القُعدد، و قیل: هو الكثیر الآباء فی الشرف، و الجمع طُرُفٌ و طُرَفٌ و طُرّافٌ؛ الأَخیران شاذان؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی الكثیر الآباء فی الشرَف للأَعشی: أَمِرُونَ ولَّادُونَ كلَّ مُبارَكٍ، طَرِفُونَ لا یَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ و قد طَرُفَ، بالضم، طَرَافةً. قال الجوهری: و قد یُمْدَحُ به. و الإِطْرَافُ: كثرة الآباء. و قال اللحیانی: هو أَطْرَفُهم أَی أَبْعَدُهم من الجد الأَكبر. قال ابن بری: و الطُّرْفَی فی النسب مأْخوذ من الطرف، و هو البُعْدُ، و القُعْدی أَقرب نسباً إلی الجد من الطُّرفَی، قال: و صحَّفه ابن ولَّاد فقال: الطُّرْقَی، بالقاف. و الطَرَفُ، بالتحریك: الناحیة من النواحی و الطائفة من الشی، و الجمع أَطْرَاف. و‌فی حدیث عذاب القبر: كان لا یَتَطَرَّفُ من البَوْلِ‌أَی لا یَتباعَدُ؛ من الطَرَف: الناحیة. و قوله عز و جل: أَقِمِ الصَّلٰاةَ طَرَفَیِ النَّهٰارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ؛ یعنی الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفَی النهار
لسان العرب، ج‌9، ص: 217
صلاة الصبح و الطَّرَفُ الآخر فیه صلاتا العَشِیِّ، و هما الظهر و العصر، و قوله وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ یعنی صلاة المغرب و العشاء. و قوله عز و جل: وَ مِنْ آنٰاءِ اللَّیْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرٰافَ النَّهٰارِ؛ أَراد و سبح أَطراف النهار؛ قال الزجاج: أَطْرَافُ النهار الظهر و العصر، و قال ابن الكلبی: أَطْرَاف النهار ساعاته. و قال أَبو العباس: أَراد طرفیه فجمع. و یقال: طَرَّفَ الرجلُ حول العسكر و حول القوم، یقال: طَرَّفَ فلان إذا قاتل حول العسكر لأَنه یحمل علی طَرَف منهم فیردُّهم إلی الجُمْهور. ابن سیدة: و طَرَّفَ حول القوم قاتَل علی أَقصاهم و ناحیتهم، و به سمی الرجل مُطَرِّفاً. و تَطَرَّفَ علیهم: أَغار، و قیل: المُطَرِّف الذی یأْتی أَوائل الخیل فیردُّها علی آخرها، و یقال: هو الذی یُقاتِل أَطراف الناس؛ و قال ساعِدةُ الهذلی: مُطَرِّف وَسْطَ أُولی الخَیْلِ مُعْتَكِر، كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم و قال المفضَّل: التَّطْرِیفُ أَن یردّ الرجل عن أُخْریات أَصحابه. و یقال: طَرَّفَ عنا هذا الفارسُ؛ و قال متمم: و قد عَلِمَتْ أُولی المغِیرة أَنَّنا نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا و قال شمر: أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه. ابن سیدة: و طَرَفُ كل شی مُنتهاه، و الجمع كالجمع، و الطائفة منه طَرَفٌ أَیضاً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال: علیكم بالتَّلْبِینةِ، و كان إذا اشْتكی أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتی یأْتی علی أَحد طَرَفَیْه‌أَی حتی یُفِیق من عِلَّتِه أَو یموت، و إنما جَعَل هذین طرفیه لأَنهما منتهی أَمر العلیل فی علته فهما طَرَفَاه أَی جانباه. و‌فی حدیث أَسماء بنت أَبی بكر: قالت لابنها عبد اللّه: ما بی عَجَلة إلی الموت حتی آخُذَ علی أحد طَرَفَیْكَ: إما أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عینی، و إمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك.و تَطَرَّفَ الشی‌ءُ: صار طَرَفاً. و شاةٌ مُطَرَّفَةٌ: بیضاء أَطرافِ الأُذنین و سائرها أَسود، أَو سَوْداؤها و سائرها أَبیض. و فرس مُطَرَّف: خالَفَ لونُ رأْسِه و ذنبه سائر لَونه. و قال أَبو عبیدة: من الخیل أَبْلَقُ مُطَرَّف، و هو الذی رأْسه أَبیض، و كذلك إن كان ذنبه و رأْسه أَبیضین، فهو أَبلق مُطَرَّف، و قیل: تَطْرِیفُ الأُذنین تأْلِیلُهما، و هی دِقّة أَطْرافهما. الجوهری: المُطَرَّف من الخیل، بفتح الراء، هو الأَبیض الرأْس و الذنب و سائره یخالف ذلك، قال: و كذلك إذا كان أَسود الرأْس و الذنب، قال و یقال للشاة إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها و سائرها أَبیض مُطرَّفة. و الطَّرَفُ: الشَّواةُ، و الجمع أَطْرَاف. و الأَطْرَافُ: الأَصابع، و فی التهذیب: اسم الأَصابع، و كلاهما من ذلك، قال: و لا تفرد الأَطْرَافُ إلا بالإِضافة كقولك أَشارت بِطَرَفِ إصبَعِها؛ و أَنشد الفراء: یُبْدِینَ أَطْرَافاً لِطافاً عَنَمَهْ قال الأَزهری: جعل الأَطْرَاف بمعنی الطرَف الواحد و لذلك قال عَنَمَه. و یقال: طَرَّفَت الجاریة بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء، و هی مُطَرَّفَة، و‌فی الحدیث: أَنَّ إبراهیم الخلیل، علیه السلام، جُعل فی سَرَبٍ و هو طِفْل و جُعِل رِزْقه فی أَطْرَافِه‌أَی كان یَمَصُّ أَصابعه فیجد فیها ما یُغَذِّیه. و أَطرافُ العَذارَی: عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط یشبَّه
لسان العرب، ج‌9، ص: 218
بأَصابع العذاری المُخَضَّبة لطوله، و عُنقودُه نحو الذراع، و قیل: هو ضرب من عنب الطائف أَبیض طوال دقاق. و طَرَّفَ الشی‌ءَ و تَطَرَّفَه: اخْتاره؛ قال سوید بن كراع العُكلِیُّ: أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها وجُوهُ عَذاری، حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا و طَرَفُ القومِ: رئیسهم، و الجمعُ كالجمع. و قوله عز و جل: أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّٰا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُهٰا مِنْ أَطْرٰافِهٰا؛ قال: معناه موتُ علمائها، و قیل: موت أَهلها و نقصُ ثمارها، و قیل: معناه أَ وَ لم یروا أَنَّا فتحنا علی المسلمین من الأَرض ما قد تبیَّن لهم، كما قال: أَ فَلٰا یَرَوْنَ أَنّٰا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُهٰا مِنْ أَطْرٰافِهٰا أَ فَهُمُ الْغٰالِبُونَ؛ الأَزهری: أَطْرَافُ الأَرض نواحِیها، الواحد طَرَف و نَنْقُصُهٰا مِنْ أَطْرٰافِهٰا أَی من نواحِیها ناحیةً ناحیةً، و علی هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضین، و أَما من جعل نقصها من أَطرافها موت علمائها، فهو من غیر هذا، قال: و التفسیر علی القول الأَوَّل. و أَطراف الرجال: أَشرافُهم، و إلی هذا ذهب بالتفسیر الآخر؛ قال ابن أَحمر: علیهنَّ أَطرافٌ من القومِ لم یكنْ طَعامهُمُ حَبّاً، بِزغْبةَ أَغْبَرَا و قال الفرزدق: و اسْأَلْ بنا و بكم، إذا ورَدَتْ مِنًی، أَطْرَافَ كلِّ قَبِیلةٍ مَنْ یُمْنَعُ یرید أَشْراف كل قبیلة. قال الأَزهری: الأَطراف بمعنی الأَشراف جمع الطَّرَفِ أَیضاً؛ و منه قول الأَعشی: هم الطُّرُفُ البادُو العدوِّ، و أَنتُمُ بقُصْوَی ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا قال ابن الأَعرابی: الطُّرُفُ فی هذا البیت بیت الأَعشی جمع طَرِیفٍ، و هو المُنْحَدِر فی النسب، قال: و هو عندهم أَشرف من القُعْدُد. و قال الأَصمعی: یقال فلان طَرِیفُ النسب و الطَّرَافَة فیه بَیِّنة و ذلك إذا كان كثیر الآباء إلی الجدّ الأَكبر، و‌فی الحدیث: فمال طَرَفٌ من المشركین علی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم،أَی قِطعة منهم و جانب؛ و منه قوله تعالی: لِیَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا. و كلُّ مختار طَرَف، و الجمع أَطْرَاف؛ قال: و لمَّا قَضَیْنا مِنْ مِنًی كلَّ حاجةٍ، و مَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هو ماسِحُ أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحادیثِ بَینَنا، و سالتْ بأَعْناقِ المَطِیِّ الأَباطِحُ قال ابن سیدة: عنَی بأَطراف الأَحادیث مُختارها، و هو ما یتعاطاه المحبون و یتَفاوَضُه ذوو الصبابة المُتَیَّمون من التعریض و التَّلْوِیحِ و الإِیماء دون التصریح، و ذلك أَحْلی و أَخفُّ و أَغْزَل و أَنسبُ من أَن یكونَ مشافَهة و كشْفاً و مُصارَحة و جهراً. و طَرَائِفُ الحدیث: مُختاره أَیضاً كأَطرافه؛ قال: أَذْكُرُ مِن جارَتی و مَجْلِسِها طَرَائِفاً من حدیثها الحَسَنِ و من حدیثٍ یَزِیدُنی مِقَةً، ما لِحَدِیثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ أَراد یَزِیدُنی مِقة لها. و الطَّرَفُ: اللحمُ. و الطَّرَفُ: الطائفةُ من الناس. تقول: أَصَبْتُ طَرَفاً من الشی‌ء؛ و منه قوله تعالی: لِیَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا؛ أی طائفة. و أَطرافُ الرجلِ: أَخوالُه و أَعمامه و كلُّ قَرِیبٍ له مَحْرَمٍ. و العرب
لسان العرب، ج‌9، ص: 219
تقول: لا یُدْرَی أَیُّ طَرَفَیْه أَطولُ، و معناه لا یُدْری أَیُّ والدَیْه أَشرف؛ قال: هكذا قاله الفراء. و یقال: لا یُدری أَ نَسَبُ أَبیه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه. و قال أَبو الهیثم: یقال للرجل ما یَدرِی فلان أَیُّ طَرَفَیْه أَطولُ أَی أَیُّ نصفَیه أَطول، أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلی، فالنصف الأَسفلُ طَرَف، و الأَعْلی طَرَف، و الخَصْرُ ما بین مُنْقَطع الضُّلُوع إلی أَطراف الوَرِكَیْنِ و ذلك نصف البدن، و السّوْءةُ بینهما، كأَنه جاهل لا یَدْرِی أَیُّ طَرَفَیْ نفسِه أَطولُ. ابن سیدة: ما یَدْرِی أَی طَرَفَیْه أَطول یعنی بذلك نسَبه من قِبَل أَبیه و أُمه، و قیل: طرَفاه لِسانُه و فَرجُه، و قیل: اسْتُه و فمُه لا یَدرِی أَیُّهما أَعفُّ؛ و یُقَوِّیه قول الراجز: لو لم یُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ، فی صَدْرِه، مِثْلُ قَفا الكَبْشِ الأَجَمّ یقول: لو لا أَنه سَلَحَ و قاء لقامَ فی صَدْرِه من الطعام الذی أَكل ما هو أَغْلظُ و أَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ. و‌فی حدیث طاووسٍ: أَنَّ رجلًا واقَعَ الشرابَ الشدِید فَسُقِی فَضَریَ فلقد رأْیتُه فی النِّطَع و ما أَدْرِی أَیُّ طَرَفَیْه أَسْرَعُ؛ أَراد حَلْقَه و دُبرَه أَی أَصابه القَیْ‌ء و الإِسْهال فلم أَدرِ أَیهما أَسرع خروجاً من كثرته. و‌فی حدیث قَبِیصةَ بن جابر: ما رأَیتُ أَقْطَعَ طَرَفاً من عمرو بن العاص؛ یرید أَمْضَی لساناً منه. و طَرَفَا الإِنسان: لسانه و ذَكرُه؛ و منه قولهم: لا یُدری أَیُّ طَرَفَیْه أَطول. و فلان كریم الطرَفین إذا كان كریم الأَبوَیْن، یراد به نسَبُ أَبیه و نسب أُّمه؛ و أَنشد أَبو زید لعَوْن بن عبد اللّه بن عُتْبة بن مسعود: فكیفَ بأَطرافی، إذا ما شَتَمْتَنی، و ما بعدَ شَتْمِ الوالِدِینَ صُلُوحُ «4» جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبویه و من اتصل بهما من ذویهما، و قال أَبو زید فی قوله بأَطرافی قال: أَطْرافُه أَبواه و إخوته و أَعمامه و كل قریب له محرم؛ الأَزهری: و یقال فی غیر هذا فلان فاسد الطَرَفَیْن إذا كان خَبیثَ اللسان و الفرج، و قد یكون طَرَفَا الدابةِ مُقدّمَها و مؤخّرها؛ قال حُمَید بن ثور یصف ذئباً و سُرعته: تَری طَرَفَیْه یَعْسِلانِ كِلاهُما، كما اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتابِعُ أَبو عبید: و یقال فلان لا یَملِك طرَفَیه، یعنون اسْته و فمه، إذا شَرِب دواءً أَو خمراً فقاء و سَكِر و سَلَحَ. و الأَسودُ ذو الطَّرَفین: حَیّة له إبرتان إحداهما فی أَنفه و الأُخری فی ذنبه، یقال إنه یضرب بهما فلا یُطْنی الأَرض. ابن سیدة: و الطَرَفَانِ فی المَدید حذف أَلف فاعلاتن و نونِها؛ هذا قول الخلیل و إنما حكمه أَن یقول: التَّطْرِیفُ حذف أَلف فاعلاتن و نونها، أَو یقول الطرَفانِ الأَلف و النون المحذوفتان من فاعلاتن. و تَطَرَّفَتِ الشمسُ: دَنَت للغروب؛ قال: دَنا و قَرْنُ الشمس قد تَطَرَّفا و الطِّرافُ: بَیْت من أَدَم لیس له كِفاء و هو من بیوت الأَعراب؛ و منه‌الحدیث: كان عَمرو لمعاویة كالطِّراف المَمدود.و الطَّوَارِفُ من الخِباء: ما رَفَعْت من نواحیه لتنظر
(4). قوله [فكیف بأطرافی إلخ] تقدم فی صلح كتابته بأطراقی بالقاف و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 220
إلی خارج، و قیل: هی حِلَقٌ مركبة فی الرُّفوف و فیها حِبال تُشدُّ بها إلی الأَوتاد. و المِطْرَفُ و المُطْرَفُ: واحد المَطارِفِ و هی أَرْدِیة من خز مُرَبَّعة لها أَعْلام، و قیل: ثوب مربع من خزّ له أَعلام. الفراء: المِطْرَفُ من الثیاب ما جعل فی طَرَفَیْه عَلمانِ، و الأَصل مُطرَف، بالضم، فكسروا المیم لیكون أَخف كما قالوا مِغْزَل و أَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَی أُدیر، و كذلك المِصْحَفُ و المِجْسَد؛ و قال الفراء: أَصله الضم لأَنه فی المعنی مأْخوذ من أُطرِفَ أَی جُعل فی طرَفه العَلَمان، و لكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة فكسروه. و‌فی الحدیث: رأَیت علی أبی هریرة، رضی اللّه عنه، مِطْرَفَ خزٍّ؛ هو بكسر المیم و فتحها و ضمها، الثوب الذی فی طرفیه علمان، و المیم زائدة. الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لآخر قَدِمَ من سفَر: هل وراءك طَریفةُ خَبَرٍ تُطْرِفُناه؟ یعنی خبراً جدیداً، و مُغَرَّبةُ [مُغَرِّبةُ خبَرٍ مثله. و الطُّرْفةُ: كل شی‌ء استحدَثْته فأَعجبك و هو الطَّرِیفُ و ما كان طَریفاً، و لقد طَرُفَ یَطْرُفُ. و الطَّرِیفَةُ: ضَرب من الكلإِ، و قیل: هو النَّصِیُّ إذا یَبِسَ و ابْیَضَّ، و قیل: الطَّرِیفَةُ الصِّلِّیانُ و جمیع أَنواعهما إذا اعْتَمَّا و تَمَّا، و قیل: الطَّرِیفَة من النبات أَوَّل شی‌ء یَسْتَطرِفه المالُ فیرعاه، كائناً ما كان، و سمیت طریفة لأَن المالَ یَطَّرِفُه إذا لم یجد بقلًا. و قیل: سمیت بذلك لكرمها و طَرافَتِها و اسْتطراف المال إیاها. و أُطْرِفَتِ الأَرضُ: كثرت طریفتها. و أَرض مَطْرُوفَة: كثیرة الطریفة. و إبل طَرِفَةٌ: تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر، و رجل طَرِیفٌ بَیِّنُ الطَّرافة: ماضٍ هَشٌّ. و الطَّرَفُ: اسم یُجْمع الطَّرْفَاء و قلما یستعمل فی الكلام إلا فی الشعر، و الواحدة طَرَفةٌ، و قیاسه قَصَبة و قصَب و قَصْباء و شجرة و شجر و شَجْراء. ابن سیدة: و الطَرَفةُ شجرة و هی الطَّرَفُ، و الطَّرْفَاء جماعةُ الطَّرَفَةِ شجرٌ، و بها سمی طَرَفَةُ بن العَبْد، و قال سیبویه: الطَّرْفاء واحد و جمع، و الطَّرْفَاء اسم للجمع، و قیل: واحدتها طَرْفَاءَة. و قال ابن جنی: من قال طَرْفَاء فالهمزة عنده للتأنیث، و من قال طَرْفَاءَة فالتاء عنده للتأْنیث، و أَما الهمزة علی قوله فزائدة لغیر التأْنیث قال: و أَقوی القولین فیها أَن تكون همزة مُرْتَجَلَةً غیر منقلبة، لأَنها إذا كانت منقلبة فی هذا المثال فإنها تنقلب عن أَلف التأْنیث لا غیر نحو صَحْراء و صَلْفاء و خَبْراء و الخِرْشاء، و قد یجوز أَن تكون عن حرف علة لغیر الإِلحاق فتكون فی الأَلف لا فی الإِلحاق كأَلف عِلباء و حِرْباء، قال: و هذا مما یؤكِّد عندك حالَ الهاء، أَ لا تری أَنها إذا أَلحَقت اعتَقَدت فیما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم إلی غیره؟ و الطَّرْفَاء أَیضاً: مَنْبِتُها، و قال أَبو حنیفة: الطَّرْفَاء من العِضاه و هُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ، و لیس له خشب و إنما یُخرج عِصِیّاً سَمْحة فی السماء، و قد تتحمض بها الإِبل إذا لم تجد حَمْضاً غیره؛ قال: و قال أَبو عمرو: الطَّرْفَاء من الحَمْض، قال و بها سمی الرجل طَرَفَة. و الطَّرْفُ من مَنازِل القمر: كوكبان یَقْدُمانِ الجَبهةَ و هما عَینا الأَسد ینزلهما القمر. و بنو طَرَفٍ: قوم من الیمن. و طَارِفٌ و طَرِیفٌ و طُرَیْفٌ و طَرَفَةُ و مُطَرِّفٌ: أَسماء. و طُرَیْف: موضع، و كذلك الطُّرَیْفاتُ؛ قال: رَعَتْ سُمیراء إلی إرْمامِها، إلی الطُّرَیْفات، إلی أَهْضامِها
لسان العرب، ج‌9، ص: 221
و كان یقال لبنی عَدِیّ بن حاتم الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّینَ، أَسماؤهم: طَرِیفٌ و طَرَفةُ و مُطَرِّفٌ.

طرخف؛ ج9، ص: 221

: الطِّرْخِفُ: ما رَقَّ من الزُّبْد و سال، و هو الرَّخْفُ أَیضاً، و زاد أَبو حاتم: هو شَرّ الزبد. و الرَّخْفُ كأَنه سَلْح طائر.

طرهف؛ ج9، ص: 221

: المُطْرَهِفُّ: الحسَن التامُّ؛ قال الراجز: تُحِبُّ مِنا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدا، عِجْزة شَیْخَینِ غُلاماً أَمْرَدا

طعسف؛ ج9، ص: 221

: طَعْسَفَ: ذهب فی الأَرض، و قیل: الطَّعْسَفَة الخَبْطُ بالقدم. الأَزهری: الطَّعْسَفَة لغة مرغوب عنها. یقال: مَرَّ یُطَعْسِفُ فی الأَرض أَی مَرَّ یَخْبِطُها.

طفف؛ ج9، ص: 221

: طَفَّ الشی‌ءُ یَطِفُّ طَفّاً و أَطَفَّ و اسْتَطَفَّ: دَنا و تَهیَّأً و أَمكن، و قیل: أَشرف و بدا لیؤخذ، و المَعْنیانِ مُتجاوران، تقول العرب: خذ ما طفَّ لك و أَطفَّ و استَطَفَّ أَی ما أَشرف لك، و قیل: ما ارتفع لك و أَمكن، و قیل: ما دنا و قرُب، و مثله: خذ ما دقّ لك و اسْتَدقَّ أَی ما تهیَّأَ. قال الكسائی فی باب قناعة الرجل ببعض حاجته: یحكی عنهم خذ ما طف لك و دَعْ ما استطفَّ لك أَی ارْضَ بما أَمكنك منه. اللیث: أَطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له و أَراد خَتْله؛ و أَنشد: أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنان جُنادِف قال: و اسْتطَفَّ لنا شی‌ء أَی بدا لنا لنأخذه؛ قال علقمة یصف ظلیماً: یَظَلُّ فی الحَنْظَلِ الخُطْبانِ یَنْقُفُه و ما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ و روی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه أَنشد بیت علقمة قال: الظَّلِیمُ یَنْقُف رأْس الحنظلة لیستخرج هَبیدَه و یَهْتَبِده، و هبیدُه شَحمُه، ثم قال: و الهبید شحم الحنظل یستخرج ثم یجعل فی الماء و یترك فیه أَیاماً، ثم یُضرب ضَرْباً شدیداً ثم یخرج و قد نقَصَت مرارته، ثم یُشَرَّر فی الشمس ثم یطحن و یستخرج دُهنه فیُتداوی به؛ و أَنشد: خذی جَجَرَیْك فادَّقی هَبیدا، كِلا كلْبَیْكِ أَعْیَا أَن یَصِیدا و أَطَفَّه هو: مَكَّنه. و یقال: أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَی فصبر أَی أَدناه منه فقطعه. و الطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أَرض العرب علی رِیف العراق، مشتق من ذلك. و طفُّ الفرات: شَطُّه، سمی بذلك لدُنُوِّه؛ قال شُبْرمة بن الطُّفَیْل: كأَنَّ أَبارِیقَ المُدامِ علیهِمُ إوَزٌّ، بأَعْلی الطَّفِّ، عُوجُ الحَناجِرِ و قیل: الطَّفُّ ساحل البحر و فِناء الدار. و الطَّفُّ: اسم موضع بناحیة الكوفة. و‌فی حدیث مَقْتل الحسین، علیه السلام: أَنه یُقتل بالطَّفِّ، سمی به لأَنه طرَفُ البرّ مما یلی الفُرات و كانت تجری یومئذ قریباً منه. و الطَّفُّ: سَفْحُ الجبَل أَیضاً. و‌فی حدیث عَرْضِ نفسه علی القبائل: أَما أَحدهما فطُفُوفُ البرّ و أَرض العرب؛ الطُّفُوف: جمع طَفٍّ، و هو ساحل البحر و جانب البرّ. و أَطَفَّ له بحجر: رَفَعَه لیرمیَه. و طَفَّ له بحجر: أَهوی إلیه لیرمیه. الجوهری: الطُّفَافُ و الطُّفَافَة، بالضم، ما فوق المكیال. و طَفُّ المَكُّوكِ و طَفَفُه و طَفَافُه و طِفَافُه مثل
لسان العرب، ج‌9، ص: 222
جَمامِ المَكُّوكِ و جِمامِه، بالفتح و الكسر: ما مَلأَ أَصْباره، و فی المحكم: ما بقی فیه بعد المسح علی رأْسه فی باب فَعالٍ و فِعال، و قیل: هو مِلْؤه، و كذلك كلُّ إناء، و قیل: طفافُ الإِناء أَعْلاه. و التَّطْفِیفُ: أَن یؤخذ أَعلاه و لا یُتَمَّ كیلُه، فهو طَفَّانُ. و‌فی حدیث حُذیفة: أَنه اسْتسقی دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فحذفه به، فنَكَّس الدِّهْقانُ و طَفَّفَه القدَحُ‌أَی عَلا رأْسه و تعدّاه، و تقول منه: طَفَّفْتُه. و إناء طَفَّان: بلغ المِل‌ءُ طِفافَه [طَفافَه، و قیل: طَفَّان مَلآن؛ عن ابن الأَعرابی. و أَطَفَّه و طَفَّفَه: أَخذ ما علیه، و قد أَطْفَفْتُه. و یقال: هذا طَفُّ المِكیال و طَفَافه و طِفَافه إذا قارَب مِلأَه و لمَّا یُمْلأَ، و لهذا قیل للذی یُسی‌ء الكیل و لا یُوَفِّیه مُطَفِّف، یعنی أَنه إنما یبلغ به الطَّفاف. و الطُّفَافَةُ: ما قَصُرَ عن مل‌ء الإِناء من شَراب و غیره. و‌فی الحدیث: كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ لم تَمْلَؤُوه، و هو أَن یَقْرُبَ أَن یَمْتَلِئ فلا یفعلَ؛ قال ابن الأَثیر: المعنی كلُّكم فی الانتِساب إلی أَبٍ واحد بمنزلة واحدة فی النقْص و التقاصُر عن غایةِ التَّمامِ، و شَبَّههم فی نُقْصانهم بالكیل الذی لم یبلُغ أَن یملأَ المِكیالَ، ثم أَعلمهم أَن التفاضُل لیس بالنسب و لكن بالتقْوی. و‌فی حدیث آخر: كلُّكم بنو آدم طفُّ الصاعِ بالصاع‌أَی كلكم قریبٌ بعضُكم من بعض فلیس لأَحد فضْلٌ علی أَحد إلا بالتقوی لأَنَّ طَفَّ الصاع قریب من ملئه فلیس لأَحد أَن یقرُب الإِناء من الامتلاء، و یصدق هذا‌قوله: المسلمون تتكافأُ دماؤهم.و التَّطْفِیفُ فی المِكیال: أَن یقرب الإِناء من الامتلاء. یقال: هذا طَفُّ المِكیال و طَفافُه و طِفافه. و‌فی الحدیث فی صفة إسرافیلَ: حتی كأَنه طِفافُ الأَرض‌أَی قُرْبَها. و طِفافُ اللیلِ و طَفافُهُ: سوادُه؛ عن أَبی العَمَیْثَل الأَعرابی. و الطَّفاف: سواد اللیل؛ و أَنشد: عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا صَیداً، و قد عایَنَتِ الأَسْدافا، فهی تَضُمُّ الرِّیشَ و الأَكْتافا و طَفَّفَ علی الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه. و التَّطْفِیفُ: البَخْسُ فی الكیل و الوزن و نقصُ المِكیال، و هو أَن لا تملأَه إلی أَصْبارِه. و‌فی حدیث ابن عمر حین ذكر أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سَبَّقَ بین الخیلِ: كنتُ فارساً یومئذ فسبَقْت الناس حتی طَفَّفَ بی الفرسُ مسجدَ بنی زُرَیْقٍ حتی كاد یُساوی المسجدَ؛ قال أَبو عبید: یعنی أَن الفرس وثَبَ بی حتی كاد یُساوی المسجد. یقال: طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَی دفعته إلیه و حاذیته به؛ و منه قیل: إناءٌ طَفَّانُ و هو الذی قَرُب أَن یَمْتَلِئَ و یساوی أَعْلی المِكیال، و منه التَّطْفِیفُ فی الكیل. فأَما قوله تعالی: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ، فقیل: التطفیفُ نَقْصٌ یخون به صاحبه فی كیل أَو وزن، و قد یكون النقصُ لیرجع إلی مقدار الحق فلا یسمی تَطْفِیفاً، و لا یسمی بالشی‌ء الیسیر مُطَفِّفاً علی إطلاق الصفة حتی یصیرَ إلی حال تتفاحش؛ قال أَبو إسحاق: المُطفِّفون الذین یَنْقُصون المِكیالَ و المیزان، قال: و إنما قیل للفاعل مُطَفِّفٌ لأَنه لا یكاد یسرق فی المكیال و المیزان إلا الشی‌ء الخفِیفَ الطفیف، و إنما أُخذ من طَفِّ الشی‌ء، و هو جانبه، و قد فسره عز و جل بقوله: وَ إِذٰا كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ یُخْسِرُونَ، أَی یَنْقُصون. و الطِّفافُ و الطَّفاف: الجِمام. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه، قال لرجل: ما حَبَسك عن صلاة العصر؟ فذكر له عُذْراً فقال عمر: طَفَّفْتَ‌أَی نَقَصْتَ. و التَّطْفِیفُ یكون بمعنی الوفاء و النقص.
لسان العرب، ج‌9، ص: 223
و الطفَفُ: التقتیر، و قد طَفَّفَ علیه. و الطَّفِیفُ: القلیل. و الطَّفِیفُ: الخسیس الدونُ الحقیرُ. و طَفَّ الحائطَ طَفّاً: علاه. و الطَّفْطَفةُ و الطِّفْطِفَةُ: كل لحم أَو جلد، و قیل: هی الخاصرةُ، و قیل: هی ما رَقَّ من طرف الكبد؛ قال ذو الرمة: و سوداء مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتی طَفاطِفَها، لم نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا التهذیب: الطَّفْطَفةُ و الطِّفْطفَةُ معروفة و جمعها طَفاطِفُ؛ و أَنشد: و تارةً یَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا قال: و بعض العرب یجعل كلَّ لحم مضطرب طَفْطَفة و طِفطِفة؛ قال أَبو ذؤیب: قَلِیلٌ لحمُها إلا بقایا طَفَاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِیقِ أَبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ و الطِّفْطِفَةُ و الخَوْشُ و الصُّقْلُ و السولّا «5» و الأَفَقةُ كله الخاصرة. أَبو زید: أَطَلَّ علی ماله و أَطفَّ علیه معناه أَنه اشتمل علیه فذهب به. و الطَّفطَافُ: الناعم الرَّطْبُ من النبات؛ قال الكمیت یصف رِئالًا: أَوَیْنَ إلی مُلاطِفةٍ خَضُودٍ، مآكِلُهُنَّ طَفْطَافُ الرُّبولِ یعنی فِراخَ النَّعام و أَنهنَّ یَأْوِین إلی أُم مُلاطِفة تُكسِّر لهن أَطْرافَ الرُّبُول، و هی شجر. المفضَّل: الطَّفْطَافُ ورق الغُصون؛ و أَنشد: تَحْدُمُ طَفْطافاً من الرُّبُولِ «6» و قیل: الطَّفْطَاف أَطراف الشجر.

طلف؛ ج9، ص: 223

: ذَهَب مالُه و دمُه طَلْفاً و طَلَفاً و طَلِیفاً أَی هَدَراً باطلًا؛ قال الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ: حَكمَ الدَّهْرُ علینا أَنه طَلَفٌ ما نال منّا و جُبار قال الأَزهری: سمعته بالطاء و الظاء، و قد أُطْلِفَ. و ذهَبت سِلْعتی طلَفاً أَی بغیر ثمن. و الطَّلیفُ و الطَّلَفُ: المَجَّان. الأَصمعی: لا تَذْهَب بما صَنَعْت طَلَفاً و لا ظَلَفاً أی باطلًا. و الطَّلِیفُ: الهَیِّنُ، و قیل: هو ضِدّ الثمین. و طَلَّف علی الخمسین: زاد، و الظاء فی كل ذلك لغة. و الطَّلَنْفی و المُطْلَنْفی: اللازق بالأَرض، و قد یهمزان؛ قال غَیْلانُ الرَّبَعی: مُطْلَنْفِئینَ عندها كالأَطْلا و فی نوادر الأَعراب: أَسْلَفْتُه كذا أَی أَقْرَضْته، و أَطْلَفْتُه كذا أَی وهبته. و الطَّلَفُ: العطاء و الهبة یقال: أَطْلَفَنی و أَسْلفنی، و السلَفُ ما یُقْتَضی. و أَطْلَفه أَی أَهْدَرَه.

طلحف؛ ج9، ص: 223

: ضرَبه ضَرْباً طَلَحْفاً و طِلَحْفاً و طِلَّحْفاً و طِلْحافاً و طِلْحِیفاً أَی شدیداً. شمر: جوع طِلَحْفٌ و طِلَّحْفٌ شدید.

طلخف؛ ج9، ص: 223

: الطِّلَخْفُ و الطِّلَّخْفُ و الطَّلَخْفُ و الطِّلْخافُ: الشدید من الضرب و الطعْن. و ضرب
(5). قوله [و السولا] كذا بالأصل، و رُسم فی شرح القاموس: بألف ممدودة. (6). قوله [تحدم] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 224
طِلَخْف و جوع طِلَخْف: شدید، و قد ذكر فی الحاء أَیضاً؛ قال الشاعر: إذا اجْتَمَعَ الجُوعُ الطِّلَخْفُ و حُبُّها، علی الرجل المَضْعوف، كاد یَمُوتُ

طنف؛ ج9، ص: 224

: الطنَفُ: التُّهَمةُ. و رجل مُطَنَّفٌ أَی مُتَّهَم. و طَنَّفه: اتَّهَمَه. و طَنَّفَ للأَمر: قارفه. و طَنَّفَ فلان للظِّنَّة إذا قارَفَ لها، یقال: طَنَّفَ فلان للأَمر فاسلوه «1». و الطَّنِفُ: المُتَّهَم بالأَمر كأَنه علی النَّسَب، و فلان یُطَنَّفُ بهذه السرقة، و إنه لَطَنِفٌ بهذا الأَمر أَی متهم. و‌فی حدیث جریج: كانت سُنّتُهم إذا تَرَهَّب الرجلُ منهم ثم طُنِّفَ بالفُجُور لم یَقبلوا منه إلا القتلَ، أَی اتُّهم. یقال: طَنَّفْتُه فهو مُطَنَّفٌ أَی اتَّهَمْتُه فهو مُتَّهم. و الطَّنِفُ: الفاسدُ الدِّخْلةِ، طَنِفَ طَنَفاً و طَنافةً و طُنُوفةً. و الطَّنَفُ و الطَّنْفُ و الطُّنُفُ و الطُّنْفُ: ما نَتأَ من الجبل، و هو نحو من الحَیْد، و قیل: هو شاخص یخرج من الجبل فیتقدَّم كأَنه جَناح. قال أَبو منصور: و من هذا یقال طَنَّفَ فلان جِدارَ داره إذا جعل فوقه شجراً أَو شَوْكاً یَصْعُبُ تَسَلُّقُه لمُجاورة أَطراف العیدان المُشَوِّكةِ رأْسَه، و قیل: هو بالتحریك الحَیْد من الجبل و رأْس من رؤوسه، و المُطْنِفُ الذی یعلوه؛ قال الشنفَری: كأَنَّ حَفیفَ النَّبْلِ منْ فَوْقِ عَجْسها عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطأَ الغارَ مُطْنِفِ و الطَّنَفُ: إفْریزُ الحائط. و الطَّنَف و الطُّنُفُ: السقیفة تُشْرَعُ فوق باب الدار، و هی الكُنَّةُ و جمعها الكِنانُ، و قیل: هو ما أَشْرَفَ خارجاً عن البناء. و طَنَّفَ حائطَه: جعل له بِرْزیناً و هو الإِفریز. ابن الأَعرابی: و یقال للجَناح یُشْرَعُ فوق باب الدار طُنُفٌ أَیضاً، شبه بطنف الجبل؛ قال أَبو ذؤیب یصف خَلِیّة عسَل فی طنف الجبل: فما ضَرَبٌ بَیْضاء یأْوی مَلیكُها إلی طُنُفٍ أَعْیا بِراقٍ و نازِلِ الطُّنُف: حَیْد یَنْدُر من الجبل قد أَعْیا بمن یَرْقی و مَن ینزل. و الطُّنُفُ: السُّیُور؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِیّ: سُود غَدائِرُها، بُلْج مَحاجِرُها، كأَنَّ أَطْرافَها، لمَّا اجْتَلی، الطُّنُفُ و الطَّنَفُ أَیضاً؛ قال ابن سیدة: هذه روایة أَبی عُبید و یروی: كأَنَّ أَطرافها فی الجلوة؛ و قیل: الطنف الجلود الحُمْر التی تكون علی الأَسفاط، و قیل: الطنف شجر أَحمر یشبه العَنَمَ.

طهف؛ ج9، ص: 224

: الطَّهْفُ: نبت یُشْبِه الدُّخْنَ إلا أَنه أَرَقّ منه و أَلطف. و الطهف: طعام یُخْتبز من الذرة و نحو ذلك، و قیل: هو شجر له طَعْم یُجْنی و یختبز فی المَحْل، واحدته طهفة. ابن الأَعرابی: الطهف الذرة و هی شجرة كأَنها الطَّریفةُ لا تَنْبُت إلا فی السهل و شِعاب الجبال. و الطهف، بسكون الهاء: عُشبة حجازیة ذات غِصَنة و ورق كأَنه ورق القصَب و مَنْبِتُها الصحْراء و متون الأَرض، و ثمرتها حَبّ فی أَكمام حَمْراء تُخْتَبز و تُؤكل نحو القَتِّ. و فی الأَرض طِهْفة من كلإٍ: للشی‌ء الرقیق منه. و الطَّهْفة: أَعالی الصِّلِّیان. و قال أَبو حنیفة: إذا حَسُن أَعالی النبت و لم یكن بأَثِّ الأَسافِل فتلك الطَّهْفة. و أَطْهَفَ الصِّلِّیانُ: نَبت نَباتاً حسَناً. ابن بری:
(1). قوله [فاسلوه] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 225
الطَّهْفَةُ التِّبْنةُ؛ قال الشاعر: لَعَمْرُ أَبیكَ، ما مالی بنَخْلٍ، و لا طَهْفٍ یَطِیرُ به الغُبارُ و الطَّهَف، بفتح الهاء: الحِرْز. و الطَّهافُ: السحاب المرتفع. و الطُّهافة، بالضم: الذُّؤابة. و الطَّهْفُ و طَهَفٌ و طِهِفٌ: أَسماء.

طوف؛ ج9، ص: 225

: طافَ به الخَیالُ طَوْفاً: أَلَمَّ به فی النوم، و سنذكره فی طیف أَیضاً لأَن الأَصمعی یقول طاف الخیال یَطیف طَیْفاً، و غیره یَطوف. و طاف بالقوم و علیهم طَوْفاً و طَوَفَاناً و مَطافاً و أَطَافَ: اسْتدار و جاء من نواحِیه. و أَطَاف فلان بالأَمر إذا أَحاط به، و فی التنزیل العزیز یُطٰافُ عَلَیْهِمْ بِآنِیَةٍ مِنْ فِضَّةٍ. و قیل: طافَ به حامَ حَوْله. و أَطَافَ به و علیه: طَرَقَه لَیْلًا. و فی التنزیل العزیز: فَطٰافَ عَلَیْهٰا طٰائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نٰائِمُونَ. و یقال أَیضاً: طَافَ، و قال الفرّاء فی قوله فَطٰافَ عَلَیْهٰا طٰائِفٌ قال: لا یكون الطَّائِف إلا لیلًا و لا یكون نهاراً، و قد تتكلم به العرب فیقولون أَطَفتُ به نهاراً و لیس موضعُه بالنهار، و لكنه بمنزلة قولك لو تُرِك القَطَا لیلًا لنام لأَنَّ القَطا لا یَسْری لیلًا؛ و أَنشد أَبو الجَرّاح: أَطَفْتُ بها نهاراً غَیْرَ لَیْلٍ، و أَلْهَی رَبَّها طَلبُ الرِّجالِ و طَافَ بالنساء لا غیر. و طَافَ حَوْلَ الشی‌ء یَطُوفُ طَوْفاً و طَوَفَاناً و تَطَوَّفَ و اسْتَطَافَ كلُّه بمعنی. و رجل طَافٌ: كثیر الطَّواف. و تَطَوَّفَ الرجلُ أَی طافَ، و طَوَّفَ أَی أَكثر الطَّوافَ، و طَافَ بالبیت و أَطَافَ علیه: دارَ حَوْله؛ قال أَبو خراش: تُطِیفُ علیه الطَّیرُ، و هو مُلَحَّبٌ، خِلافَ البُیوتِ عند مُحْتَملِ الصُّرْم و قوله عز و جل: وَ لْیَطَّوَّفُوا بِالْبَیْتِ الْعَتِیقِ، هو دلیل علی أَن الطَّوَافَ بالبیت یوم النحْر فَرْض. و اسْتَطافَه: طافَ به. و یقال: طَافَ بالبیت طَوَافاً و اطَّوَّفَ اطِّوَّافاً، و الأَصل تَطَوَّفَ تَطَوُّفاً و طَافَ طَوْفاً و طَوَفَاناً. و المَطَافُ: موضِعُ المَطافِ حول الكعبة. و فی الحدیث ذكر الطَّوَاف بالبیت، و هو الدَّوران حوله، تقول: طُفْتُ أَطُوفُ طَوْفاً و طَوَافاً، و الجمع الأَطْوَاف. و‌فی الحدیث: كانت المرأَةُ تَطُوف بالبیت و هی عُرْیانةٌ تقول: من یُعِیرُنی تَطْوافاً؟ تجعله علی فَرجها.قال: هذا علی حذف المضاف أَی ذا تَطْوافٍ، و رواه بعضهم بكسر التاء، قال: و هو الثوب الذی یُطافُ به، قال: و یجوز أَن یكون مصدراً. و الطَّائِفُ: مدینة بالغَوْرِ، یقال: إنما سمیت طَائِفاً للحائط الذی كانوا بنَوْا حَوْلها فی الجاهلیة المُحْدِق بها الذی حَصَّنُوها به. و الطَّائِفُ: بلاد ثَقِیفَ. و الطَّائِفیّ: زبیب عَناقِیدُه مُتراصِفةُ الحبّ كأَنه منسوب إلی الطَّائِف. و أَصابه طَوْفٌ من الشیطان و طَائِفٌ و طَیِّف و طَیْفٌ، الأَخیرة علی التخفیف، أَی مَسٌّ. و فی التنزیل العزیز: إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّیْطٰانِ، و طَیْفٌ؛ و قال الأَعشی: و تُصْبِحُ عن غِبِّ السُّری، و كأَنما أَطَافَ بها من طَائِفِ الجِنّ أَوْلَقُ قال الفراء: الطَّائِفُ و الطَّیْف سواء، و هو ما كان كالخَیال و الشی‌ء یُلِمّ بك؛ قال أَبو العیال الهُذلی:
لسان العرب، ج‌9، ص: 226
و مَنَحْتَنی جَدَّاء، حینَ مَنَحْتَنی، فإذا بها، و أَبیكَ، طَیْفُ جُنُونِ و أَطَافَ به أَی أَلمّ به و قارَبه؛ قال بِشْر: أَبُو صِبْیةٍ شُعْثٍ یُطِیفُ بشَخْصه كَوالِحُ، أَمْثال الیعاسِیب، ضُمَّرُ و‌روی عن مجاهد فی قوله تعالی إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ قال: الغَضَبُ، و روی ذلك أَیضاً عن ابن عباس. قال أَبو منصور: الطَّیْفُ فی كلام العرب الجُنُون، رواه أَبو عبید عن الأَحمر، قال: و قیل للغضب طیفٌ لأَن عقل من اسْتَفزَّه الغضبُ یَعْزُب حتی یصیر فی صورة المَجْنون الذی زال عقله، قال: و ینبغی للعاقل إذا أَحسَّ من نفسه إفراطاً فی الغضب أَن یذكر غضَب اللّه علی المُسْرِفین، فلا یَقْدَم علی ما یُوبِقُه و یَسأَل اللّه تَوْفِیقَه للقصد فی جمیع الأَحوال إنه المُوَفِّق له. و قال اللیث كل شی‌ء یَغْشَی البصر من وَسْواس الشیطان، فهو طَیْفٌ، و سنذكر عامة ذلك فی طیف لأَن الكلمة یائیة و واویة. و طاف فی البلاد طَوْفاً و تَطْوَافاً و طَوَّفَ: سار فیها. و الطَّائِفُ: العاسُّ باللیل. و الطَّائِفُ: العَسَسُ. و الطَّوَّافُون: الخَدَم و المَمالِیك. و قال الفراء فی قوله عز و جل: طَوّٰافُونَ عَلَیْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلیٰ بَعْضٍ، قال: هذا كقولك فی الكلام إنما هم خَدَمُكم و طَوّٰافُونَ عَلَیْكُمْ، قال: فلو كان نصباً كان صواباً مَخْرَجُه من علیهم. و قال أَبو الهیثم: الطَّائِفُ هو الخادمُ الذی یخدُمك برفْق و عنایة، و جمعه الطَّوَّافُونَ. و‌قال النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فی الهِرَّةِ: إنما هی من الطَّوَّافَاتِ فی البیت‌أَی من خَدَمِ البیت، و‌فی طریق آخر: إنما هی من الطَّوَّافِینَ علیكم و الطَّوَّافَاتِ، و الطَّوَّاف فَعَّال، شبهها بالخادم الذی یَطُوف علی مَوْلاه و یدور حولَه أَخذاً من قوله: لَیْسَ عَلَیْكُمْ وَ لٰا عَلَیْهِمْ جُنٰاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّٰافُونَ عَلَیْكُمْ، و لما كان فیهم ذكور و إناث‌قال: الطَّوَّافِین و الطَّوَّافَاتِ، قال: و منه‌الحدیث لقد طَوَّفْتُمَا بی اللیلة.یقال: طَوَّفَ تَطْوِیفاً و تَطْوَافاً. و الطَّائِفَةُ من الشی‌ء: جزء منه. و فی التنزیل العزیز: وَ لْیَشْهَدْ عَذٰابَهُمٰا طٰائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ؛قال مجاهد: الطَّائِفَةُ الرجل الواحد إلی الأَلف، و قیل: الرجل الواحد فما فوقه، و روی عنه أَیضاً أَنه قال: أَقَلُّه رجل، و‌قال عطاء: أَقله رجلان.یقال: طَائِفَة من الناس و طَائِفَة من اللیل. و‌فی الحدیث: لا تزالُ طَائِفَةٌ من أُمتی علی الحقّ؛ الطَّائِفَةُ: الجماعة من الناس و تقع علی الواحد كأَنه أَراد نفساً طائفة؛ و سئل إسحاق بن راهویه عنه فقال: الطَّائِفَةُ دون الأَلف و سَیبْلُغ هذا الأَمرُ إلی أَن یكون عدد المتمسكین بما كان علیه رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و أَصحابه أَلفاً یُسَلِّی بذلك أَن لا یُعْجِبهم كثرةُ أَهل الباطل. و‌فی حدیث عمران بن حُصَیْن و غُلامه الآبِقِ: لأَقْطَعَنَّ منه طائفاً؛ هكذا جاء فی روایة، أَی بعض أَطرافه، و یروی بالباء و القاف. و الطَّائِفَةُ: القِطعةُ من الشی‌ء؛ و قول أَبی كبیر الهذلی: تَقَعُ السُّیوفُ علی طَوَائِفَ مِنهمُ، فیُقامُ مِنهمْ مَیْلُ مَن لم یُعْدَلِ قیل: عنی بالطَّوَائِف النواحِیَ، الأَیدِیَ و الأَرجلَ. و الطَّوَائِفُ من القَوْسِ: ما دون السیة، یعنی بالسِّیة ما اعْوَجَّ من رأْسها و فیها طَائِفَان، و قال أَبو حنیفة: طَائِفُ القوس ما جاوَزَ كُلْیَتَها من فوق و أَسفل إلی مُنحنَی تَعْطیف القوسِ من طرَفها. قال ابن سیدة: و قضَیْنا علی هاتین الكلمتین بالواو لكونها عیناً مع أَن ط و ف أَكثر من ط ی ف. و طَائِفُ القوس:
لسان العرب، ج‌9، ص: 227
ما بین السِّیةِ و الأَبْهر، و جمعه طَوَائِفُ؛ و أَنشد ابن بری: و مَصُونَةٍ دُفِعَتْ، فلما أَدْبَرَتْ، دَفَعَتْ طَوَائِفُها علی الأَقْیالِ و طَافَ یَطُوفُ طَوْفاً. و اطَّافَ اطِّیَافاً: تَغَوَّط و ذهب إلی البَراز. و الطَّوْفُ: النَّجْوُ. و‌فی الحدیث: لا یَتناجی اثنان علی طَوْفِهما.و‌منه: نُهِیَ عن مُتَحَدِّثَیْن علی طَوْفِهما‌أَی عند الغائط. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: لا یُصَلِّیَنَّ أَحدُكم و هو یُدافع الطَّوْف ما كان من ذلك بعد الرضاع الأَحمر.یقال لأَول ما یخرج من بطن الصَّبی: عِقْیٌ فإذا رَضِع فما كان بعد ذلك قیل: طَافَ یَطُوف طَوْفاً، و زاد ابن الأَعرابی فقال: اطَّافَ یَطَّافُ اطِّیَافاً إذا أَلقی ما فی جَوْفه؛ و أَنشد: عَشَّیْتُ جابان حتی اسْتَدّ مَغْرِضُه، و كادَ یَنْقَدُّ إلا أَنه اطَّافَا «2» جابان: اسم جمل «3». و‌فی حدیث لقیط: ما یبسط أَحدُكم یدَه إلا وَقَع علیها قَدَحٌ مُطهِّرَةٌ من الطَّوْف و الأَذی؛ الطَّوْفُ: الحدث من الطعام، المعنی من شرب تلك الشربة طهُر من الحدث و الأَذی، و أَنث القَدَح لأَنه ذهب بها إلی الشرْبة. و الطَّوْفُ: قِرَبٌ یُنْفَخُ فیها و یُشَدُّ بعضُها ببعْض فتُجْعل كهیئة سطح فوق الماء یُحمل علیها المِیرةُ و الناسُ، و یُعْبَر علیها و یُرْكَب علیها فی الماء و یحمل علیها، و هو الرَّمَث، قال: و ربما كان من خَشب. و الطَّوْفُ: خشب یشدُّ و یركب علیه فی البحر، و الجمع أَطْوَاف، و صاحبه طَوَّافٌ. قال أَبو منصور: الطَّوْفُ التی یُعْبَرُ علیها فی الأَنهار الكبار تُسَوَّی من القَصَبِ و العِیدانِ یُشدُّ بعضُها فوق بعض ثم تُقَمَّطُ بالقُمُط حتی یُؤْمنَ انْحِلالُها، ثم تركب و یُعبر علیها و ربما حُمل علیها الجَملُ علی قدر قُوَّته و ثخانته، و تسمَّی العامَةَ، بتخفیف المیم. و یقال: أَخذه بِطُوفِ رقبته و بطَافِ رقبته مثل صُوف رقبته. و الطَّوْفُ: القِلْدُ. و طَوْفُ القصَب: قدرُ ما یُسقاه. و الطَّوف و الطَّائِفُ: الثَّوْرُ الذی یَدُور حَوْلَه البَقَرُ فی الدِّیاسة. و الطُّوفَانُ: الماء الذی یَغْشی كل مكان، و قیل: المطر الغالب الذی یُغْرِقُ من كثرته، و قیل: الطُّوفَان الموت العظیم. و‌فی الحدیث عن عائشة، رضی اللّه عنها، قالت: قال رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: الطُّوفَان الموت، و قیل الطُّوفَان من كل شی‌ء ما كان كثیراً مُحِیطاً مُطیفاً بالجماعة كلها كالغَرَق الذی یشتمل علی المدن الكثیرة. و القتلُ الذریع و الموتُ الجارفُ یقال له طُوفَان، و بذلك كله فسر قوله تعالی: فَأَخَذَهُمُ الطُّوفٰانُ وَ هُمْ ظٰالِمُونَ؛ و قال: غَیَّر الجِدّةَ من آیاتها خُرُقُ الریح، و طُوفَانُ المَطر و‌فی حدیث عمرو بن العاص: و ذُكر الطاعونُ فقال لا أَراه إلا رِجْزاً أَو طُوفَاناً؛ أَراد بالطُّوفَانِ البَلاء، و قیل الموت. قال ابن سیدة: و قال الأَخفش الطُّوفَانُ جمع طُوفَانَةٍ، و الأَخفش ثِقة؛ قال: و إذا حكی الثقة شیئاً لزم قبوله، قال أَبو العباس: و هو من طَافَ یَطُوفُ، قال: و الطُّوفَانُ مصدر مثل الرُّجْحان و النقْصان و لا حاجة به إلی أَن یطلب
(2). استدّ أی انسد. (3). قوله [اسم جمل] عبارة القاموس اسم رجل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 228
له واحداً. و یقال لشدَّة سواد اللیل: طُوفَان. و الطُّوفَانُ: ظَلام اللیل؛ قال العجاج: حتی إذا ما یَوْمُها تَصَبْصَبا، و عَمَّ طُوفَانُ الظلام الأَثْأَبا عم: أَلبس، و الأَثأَب: شجر شبه الطرفاء إلا أَنه أَكبر منه. و طَوَّفَ الناسُ و الجرادُ إذا ملؤوا الأَرض كالطُّوفان؛ قال الفرزدق: علی مَن وَراء الرَّدْمِ لو دُكَّ عنهمُ، لَماجُوا كما ماجَ الجرادُ و طَوَّفُوا التهذیب فی قوله تعالی: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمُ الطُّوفٰانَ وَ الْجَرٰادَ، قال الفراء: أَرسل اللّه علیهم السماءَ سَبْتاً فلم تُقْلِع لیلًا و لا نهاراً فضاقت بهم الأَرض فسأَلوا موسی أَن یُرْفع عنهم فَرُفِع فلم یتوبوا.

طیف؛ ج9، ص: 228

: طَیْفُ الخیال: مجیئه فی النوم؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: أَلا یا لقومی لِطَیْفِ الخیالِ، أَرَّقَ من نازِحٍ ذی دَلال و طافَ الخَیالُ یَطِیفُ طَیْفاً و مطَافاً: أَلَمَّ فی النوم؛ قال كعب بن زهیر: أَنَّی أَلمَّ بك الخَیالُ یَطیفُ، و مطافُه لك ذكْرةٌ و شُعُوفُ و أَطافَ لغة. و الطَّیْفُ و الطِّیفُ: الخَیالُ نفسُه؛ الأَخیرة عن كراع. و الطَّیْفُ: المَسّ من الشیطان، و قرئ: إِذٰا مَسَّهُمْ طیف من الشیطان، و طٰائِفٌ مِنَ الشَّیْطٰانِ، و هما بمعنی؛ و قد أَطاف و تَطَیَّف. و قولهم طَیفٌ من الشیطان كقولهم لَمَم من الشیطان؛ و أَنشد بیت أَبی العِیال الهذلی: فإذا بها و أَبیك طَیْفُ جُنونِ و‌فی حدیث المبعث: فقال بعض القوم: قد أَصاب هذا الغلامَ لَممٌ أَو طَیْفٌ من الجنّ‌أَی عَرضَ له عارِضٌ منهم، و أَصل الطَّیف الجنون ثم استعْمل فی الغضب و مَسِّ الشیطان. یقال: طَافَ یَطِیفُ و یَطُوفُ طَیْفاً و طَوْفاً، فهو طَائِف، ثم سمی بالمصدر؛ و منه طَیْفُ الخیال الذی یراه النائم. و‌فی الحدیث: فَطَافَ بی رجل و أَنا نائم.و الطِّیافُ: سَوادُ اللیل؛ و أَنشد اللیث: عِقْبان دَجْنٍ بادَرَت طِیَافا

فصل الظاء المعجمة؛ ج9، ص: 228

ظأف؛ ج9، ص: 228

: ظَأَفَه ظَأْفاً: طَرَدَه طَرْداً مُرْهِقاً له.

ظرف؛ ج9، ص: 228

: الظَّرف: البَراعةُ و ذكاء القلب، یُوصَف به الفِتْیانُ الأَزْوالُ و الفَتَیاتُ الزَّوْلاتُ و لا یوصف به الشیخ و لا السید، و قیل: الظَّرْفُ حسنُ العِبارة، و قیل: حسن الهیئة، و قیل: الحِذْقُ بالشی‌ء، و قد ظَرُفَ ظَرْفاً و یجوز فی الشعر ظَرَافَة. و الظَّرْفُ: مصدر الظَّرِیف، و قد ظَرُف یَظْرُف، و هم الظُّرَفاء، و رجل ظَرِیفٌ من قوم ظِرَاف و ظُرُوف و ظُرَاف، علی التخفیف من قوم ظُرَفَاء؛ هذه عن اللحیانی، و ظُرَّافٌ من قوم ظُرَّافِین. و تقول: فِتْیة ظُرُوف أَی ظُرَفاء، و هذا فی الشعْر یَحسن. قال الجوهری: كأَنهم جمعوا ظَرْفاً بعد حذف الزیادة، قال: و زعم الخلیل أَنه بمنزلة مَذاكِیر لم یكسْر علی ذكر، و ذكر ابن بری أَنَّ الجوهری قال: و قوم ظُرَفَاء و ظِرَاف، و قد قالوا ظُرُفٌ، قال: و الذی ذكره سیبویه
لسان العرب، ج‌9، ص: 229
ظُرُوف، قال: كأَنه جمع ظَرْف. و تَظَرَّفَ فلان أَی تكلَّف الظَّرْف؛ و امرأَة ظَرِیفَة من نِسوة ظَرَائِفَ و ظِرافٍ. قال سیبویه: وافق مُذكَّره فی التكسیر یعنی فی ظِرَاف، و حكی اللحیانی اظْرُفْ إن كنت ظَارِفاً، و قالوا فی الحال: إنه لَظَرِیف. الأَصمعی و ابن الأَعرابی: الظَّرِیف البَلِیغ الجَیِّد الكلام، و قالا: الظَّرْف فی اللسان، و احتجا‌بقول عمر فی الحدیث: إذا كان اللِّصُّ ظَریفاً لم یُقْطع؛ معناه إذا كان بَلِیغاً جیِّد الكلام احتج عن نفسه بما یُسقط عنه الحَدَّ، و قال غیرهما: الظَّریف الحسَنُ الوجه و اللسان، یقال: لسان ظَرِیف و وجه ظَرِیف، و أَجاز: ما أَظْرَفُ زیدٍ، فی الاستفهام: أَ لسانه أَظْرَفُ أَم وجهه؟ و الظَّرْفُ فی اللسان البلاغةُ، و فی الوجه الحُسْنُ، و فی القلب الذَّكاء. ابن الأَعرابی: الظَّرْفُ فی اللسانِ، و الحَلاوةُ فی العینین، و الملاحةُ فی الفم، و الجمالُ فی الأَنف. و قال محمد بن یزید: الظَّرِیفُ مشتقّ من الظَّرْف، و هو الوِعاء، كأَنه جعل الظَّرِیفَ وعاء للأَدَب و مَكارِم الأَخلاق. و یقال: فلان یَتَظَرَّفُ و لیس بظَرِیف. و الظَّرْف: الكِیاسة. و قد ظَرُف الرجلُ، بالضم، ظَرَافَةً، فهو ظَرِیف. و‌فی حدیث مَعاویة قال: كیف ابنُ زیاد؟ قالوا: ظَریف علی أَنه یَلْحَن، قال: أَ و لیس ذلك أَظرَفَ له؟و‌فی حدیث ابن سِیرین: الكلامُ أَكثرُ من أَن یكذب ظَرِیف‌أَی أَنَّ الظَّرِیف لا تَضِیق علیه مَعانی الكلام، فهو یَكْنی و یُعَرِّض و لا یكذب. و أَظْرَفَ بالرجل: ذكره بظَرْف. و أَظْرَفَ الرجُلُ: وُلد له أَولاد ظُرَفاء. و ظَرْفُ الشی‌ء: وِعاؤه، و الجمع ظُرُوف، و منه ظُرُوف الأَزمنة و الأَمكنة. اللیث: الظَّرْف وعاء كل شی‌ء حتی إنّ الإِبْریق ظرف لما فیه. اللیث: و الصفات فی الكلام التی تكون مواضع لغیرها تسمی ظُرُوفاً من نحو أَمام و قدَّام و أَشباه ذلك، تقول: خَلْفَك زید، إنما انتصب لأَنه ظرف لما فیه و هو موضع لغیره، و قال غیره: الخلیل یسمیها ظُرُوفاً، و الكسائی یسمیها المَحالّ، و الفرّاء یسمیها الصّفات و المعنی واحد. و قالوا: إنك لَغَضِیضُ الطَّرْف نَقِیُّ الظَّرْف، یعنی بالظَّرْف وعاءه. یقال: إنك لست بخائن؛ قال أَبو حنیفة: أَكِنَّة النبات كلّ ظَرْف فیه حبة فجعل الظَّرْفَ للحبة.

ظلف؛ ج9، ص: 229

: الظَّلْف و الظِّلْف: ظفُرُ كل ما اجترّ، و هو ظِلْف البَقرة و الشاة و الظبْی و ما أَشبهها، و الجمع أَظْلَاف. ابن السكیت: یقال رِجل الإِنسان و قدمه، و حافر الفرس، و خُفّ البعیر و النعامة، و ظِلْف البقرة و الشاة؛ و استعاره الأَخطل فی الإِنسان فقال: إلی مَلِكٍ أَظْلَافه لم تُشَقَّق قال ابن بری: استعیر للإِنسان؛ قال عُقْفانُ بن قیس بن عاصم: سأَمْنَعُها أَو سَوْفَ أَجْعَلُ أَمْرَها إلی مَلِكٍ، أَظْلافُه لم تُشَقَّق سَواء علیكم شُؤْمُها و هِجانُها، و إن كان فیها واضِحُ اللَّوْنِ یَبْرُق الشُّؤْمُ: السود من الإِبل، و الهجانُ: بیضها؛ و استعاره عمرو بن معدیكرب للأَفراس فقال: و خَیْلٍ تَطأْكُمْ بأَظْلافِها و یقال: ظُلُوف ظُلَّفٌ أَی شِداد، و هو توكید لها؛
لسان العرب، ج‌9، ص: 230
قال العجاج: و إن أَصابَ عَدَواء احْرَوْرَفا عنها، وَ وَلّاها ظُلُوفاً ظُلَّفا و‌فی حدیث الزكاة: فتَطؤه بأَظْلافِها؛ الظِّلْف للبقر و الغنم كالحافر للفرس و البغل و الخُفّ للبعیر، و قد یطلقُ الظِّلْف علی ذات الظِّلف أَنفسها مجازاً. و منه‌حدیث رُقَیْقة: تتابعت علی قریش سِنُو جَدْب أَقْحَلَت الظِّلْف‌أَی ذات الظِّلف. و رمیت الصید فظَلَفْته أَی أَصبت ظِلْفه، فهو مَظْلُوف؛ و ظَلَفَ الصیدَ یَظْلِفُه ظَلْفاً. و یقال: أَصاب فلان ظِلفه أَی ما یوافقه و یریده. الفراء: تقول العرب وجدَت الدابةُ ظِلْفَها؛ یُضرب مثلًا للذی یجد ما یوافقه و یكون أَراد به من الناس و الدوابّ، قال: و قد یقال ذلك لكل دابة وافقت هَواها. و بَلدٌ من ظِلْف الغنم أَی مما یوافقها. و غنم فلان علی ظِلْف واحد و ظَلَف واحد أَی قد ولَدت كلها. الفراء: الظَّلَفُ من الأَرض الذی تَسْتَحِبّ الخیلُ العَدْوَ فیه. و أَرض ظَلِفَةٌ بیّنة الظَّلَف أَی غلیظة لا تؤدّی أَثراً و لا یستبین علیها المَشی من لِینها. ابن الأَعرابی: الظَّلَفُ ما غلُظ من الأَرض و اشتدّ؛ و أَنشد لعَوْف بن الأَحْوص: أَ لم أَظْلِفْ عن الشُّعَراء عِرْضِی، كما ظُلِفَ الوَسِیقَةُ بالكُراع؟ قال: هذا رجل سَلَّ إبلًا فأَخَذ بها فی كُراع من الأَرض لئلا تَستبین آثارها فتُتَّبع، یقول: أَ لم أَمنعهم أَن یؤثّروا فیها؟ و الوَسِیقَةُ: الطَّریدة، و قوله ظُلِفَ أَی أُخذ بها فی ظَلَف من الأَرض كی لا یُقْتَصَّ أَثرها، و سار و الإِبلَ یَحملها علی أَرض صُلبة لئلا یُری أَثرها، و الكُراع من الحَرَّة: ما استطال. قال أَبو منصور: جعل الفراء الظَّلَفَ ما لان من الأَرض، و جعله ابن الأَعرابی ما غلُظ من الأَرض، و القول قول ابن الأَعرابی: الظَّلَفُ من الأَرض ما صَلُب فلم یُؤدّ أَثراً و لا وُعُوثة فیها، فیشتد علی الماشی المشی فیها، و لا رمل فَترْمَض فیها النعم، و لا حجارة فَتَحْتفِی فیها، و لكنها صُلْبة التربة لا تؤدّی أَثراً. و قال ابن شمیل: الظَّلِفَة الأَرض التی لا یتبین فیها أَثر، و هی قُفّ غلیظ، و هی الظلف؛ و قال یزید بن الحكَم یصف جاریة: تَشْكو، إذا ما مَشَتْ بالدِّعْصِ، أَخْمَصَها، كأَنّ ظَهْر النَّقا قُفٌّ لها ظَلَفُ الفراء: أَرض ظَلِفٌ و ظَلِفة إذا كانت لا تؤدی أَثراً كأَنها تمنع من ذلك. و الأُظْلُوفَة من الأَرض: القِطْعة الحَزْنة الخَشِنة، و هی الأَظَالِیف. و مكان ظَلِیف: حَزْن خَشن. و الظَّلْفَاء: صَفاة قد استوت فی الأَرض، ممدودة. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: مر علی راع فقال له: علیك الظَّلَف من الأَرض لا تُرَمِّضْها؛ هو، بفتح الظاء و اللام، الغلیظ الصلب من الأَرض مما لا یبین فیه أَثر، و قیل: اللَّیِّن منها مما لا رمل فیه و لا حجارة، أَمره أَن یرعاها فی الأَرض التی هذه صفتها لئلا تَرْمَض بحرِّ الرمل و خُشُونة الحجارة فتتلف أَظلافها، لأَن الشاء إِذا رُعِیَت فی الدِّهاس و حَمیت الشمس علیه أَرْمَضَتها، و الصّیاد فی البادیة یَلبَس مِسْماتَیْه و هما جَوْرَباه فی الهاجِرة الحارّة فیُثیر الوحْش عن كُنُسها، فإذا مشت فی الرّمْضاء تساقطت أَظْلافُها. ابن سیدة: الظَّلَفُ و الظَّلِفُ من الأَرض الغَلیظ الذی لا یؤدی أَثراً. و قد ظَلِفَ
لسان العرب، ج‌9، ص: 231
ظَلَفاً و ظَلَفَ أَثره یَظْلُفُه و یَظْلِفُه ظَلْفاً و أَظْلَفَهُ إذا مشی فی الحُزونة حتی لا یُری أَثره فیها، و أَنشد بیت عوف بن الأَحوص. و الظَّلَف: الشدّة و الغِلَظُ فی المَعیشة من ذلك. و‌فی حدیث سعد: كان یُصِیبنا ظَلَفُ العیش بمكة‌أَی بؤسُه و شدَّته و خُشونته من ظَلَفِ الأَرضِ. و‌فی حدیث مصعب بن عُمیر: لما هاجر أَصابه ظَلَف شدید.و أَرض ظَلِفَة بیِّنة الظلَف: ناتئة لا تُبین أَثراً. و ظَلَفَهُم یَظْلِفُهم ظلْفاً: اتَّبع أَثرهم. و مكان ظَلِیف: خشن فیه رمل كثیر. و الأُظْلُوفَة: أَرض صُلْبة حدیدة الحجارة علی خِلقة الجبل، و الجمع أَظَالِیف؛ أَنشد ابن بری: لَمَح الصُّقُورِ عَلَتْ فوق الأَظَالِیفِ «4» و أَظْلَفَ القومُ: وقعوا فی الظَّلَف أَو الأُظْلُوفةِ، و هو الموضع الصلب. و شرٌّ ظَلِیف أَی شدید. و ظَلَفَه عن الأَمر یَظْلِفُه ظَلْفاً: منعه؛ و أَنشد بیت عوف بن الأَحوص: أَ لم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضی، كما ظُلِفَ الوسیقةُ بالكراع؟ و ظَلَفَه ظلْفاً: منعه عما لا خیر فیه. و ظَلَفَ نفسَه عن الشی: منعها عن هواها، و رجل ظَلِفُ النفْس و ظَلِیفُها من ذلك. الجوهری: ظَلَفَ نفسَه عن الشی‌ء یَظْلِفُها ظَلفاً أَی منعها من أَن تفعله أَو تأْتیه؛ قال الشاعر: لقد أَظْلِفُ النفْسَ عن مَطْعَمٍ، إذا ما تهافَتَ ذِبَّانُه و ظَلِفَتْ نفسی عن كذا، بالكسر، تَظْلَف ظلَفاً أَی كَفّت. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: ظلَف الزُّهْدُ شَهَواتِه‌أَی كفَّها و منعها. و امرأَة ظَلِفَة النفْس أَی عزیزة عند نفسها. و فی النوادر: أَظْلَفتُ فلاناً عن كذا و كذا و ظَلَّفْته و شَذَّیْته و أَشْذَیْتُه إذا أَبْعَدْته عنه؛ و كلُّ ما عَسُر علیك مطلَبُه ظَلِیف. و یقال: أَقامَه اللّه علی الظَّلَفَات أَی علی الشدّة و الضِّیق؛ و قال طُفَیل: هُنالِكَ یَرْویها ضَعِیفی و لم أُقِمْ، علی الظَّلَفات، مُقْفَعِلَّ الأَنامِل و الظَلِیفُ: الذَّلیل السیِّ‌ء الحال فی مَعِیشته، و یقال: ذهَب به مَجّاناً و ظَلِیفاً إذا أَخذه بغیر ثمن، و قیل: ذهب به ظَلِیفاً أَی باطلًا بغیر حق؛ قال الشاعر: أَ یأْكُلُها ابنُ وعْلةَ فی ظَلِیفٍ، و یأْمَنُ هَیْثَمٌ و ابْنا سِنانِ؟ أَی یأْكلها بغیر ثمن؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: فقلتُ: كلُوها فی ظَلِیفٍ، فَعَمُّكمْ هو الیومَ أَوْلی منكمُ بالتَّكَسُّبِ و ذهَب دمُه ظَلْفاً و ظَلَفاً و ظَلِیفاً، بالظاء و الطاء جمیعاً، أَی هدَراً لم یُثأَر به. و قیل: كلُّ هَیِّن ظَلَفٌ. و أَخَذ الشی‌ء بظَلِیفته «5» و ظَلِفَته أَی بأَصله و جمیعه و لم یدع منه شیئاً. و الظِّلْفُ: الحاجةُ. و الظِّلْف: المُتابَعةُ فی الشی‌ء.
(4). قوله [لمح الصقور] كذا فی الأَصل بتقدیم اللام و تقدم للمؤلف فی مادة ملح ما نصه: ملح الصقور تحت دجن مغین. قال أبو حاتم قلت للأصمعی: أ تراه مقلوباً من اللمح؟ قال: لا، إنما یقال لمح الكوكب و لا یقال ملح فلو كان مقلوباً لجاز أن یقال ملح. (5). قوله [بظلیفته إلخ] كذا فی الأصل مضبوطاً، و عبارة القاموس: و أخذه بظَلِیفه و ظَلَفه محركة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 232
اللیث: الظَّلِفَةُ طرَفُ حِنْوِ القتَب و حِنو الإِكاف و أَشباه ذلك مما یلی الأَرض من جَوانبها. ابن سیدة: و الظَّلِفَتَان ما سفل من حنْوی الرَّحْل، و هو من حِنْوِ القتَب ما سَفَل عن العضد. قال: و فی الرحل الظَّلِفَاتُ و هی الخشبات الأَربع اللواتی یكنَّ علی جنبی البعیر تصیب أَطْرافُها السُّفْلی الأَرض إذا وُضِعت علیها، و فی الواسط ظَلِفَتان، و كذلك فی المؤْخِرةِ، و هما ما سفل من الجنْوین لأَن ما علاهما مما یلی العَراقیَ هما العضُدان، و أما الخشبات المطوّلة علی جنبی البعیر فهی الأَحناء و واحدتها ظَلِفةٌ؛ و شاهده: كأَنَّ مَواقعَ الظَّلِفاتِ منه مَواقعُ مَضْرَحِیَّاتٍ بِقارِ یرید أَن مواقع الظَّلِفاتِ من هذا البعیر قد ابیضت كمواقع ذَرْقِ النَّسر. و‌فی حدیث بلال: كان یؤذّن علی ظَلِفات أَقتاب مُغَرَّزةٍ فی الجدار، هو من ذلك. أَبو زید: یقال لأَعلی الظَّلِفَتَیْنِ مما یلی العَراقیَ العضُدان و أَسفلهما الظَّلِفتان. و هما ما سفل من الحِنْوین الواسط و المؤْخِرة. ابن الأَعرابی: ذَرَّفْتُ علی الستین و ظَلَّفْتُ و رمَّدْتُ «1» و طلَّثْتُ و رمَّثْتُ، كل هذا إذا زدت علیها.

ظفف؛ ج9، ص: 232

: الكسائی: ظَفَفْتُ قوائَم البعیر و غیرِه أَظُفُّها ظَفّاً إذا شَدَدْتَها كلَّها و جمعتها. و فی ترجمة ضفف: ماءٌ مَضْفوف إذا كثر علیه الناس؛ قال الشاعر: لا یَستقی فی النَّزَحِ المَضْفوفِ قال ابن بری: رواه أَبو عمرو الشیبانی المظفوف، بالظاء، و قال: العرب تقول ماءً مَظْفوفاً أَی مشغولًا؛ و أَنشد: لا یَستقی فی النَّزَحِ المَظْفُوفِ و قال أَیضاً: المَظْفُوف المقارَبُ بین الیدین فی القَیْد؛ و أَنشد: زَحْفَ الكَسِیر، و قد تَهَیَّضَ عَظْمُه، أَو زَحْف مَظْفُوفِ الیدین مُقیَّدِ و ابن فارس ذكره بالضاد لا غیر، و كذلك حكاه اللیث.

ظوف؛ ج9، ص: 232

: أَخذ بظُوفِ رقبته و بظَافِ رقبته: لغة فی صُوف رقبته أَی بجمیعها أَو بشعرها السابل فی نُقرتها.

فصل العین المهملة؛ ج9، ص: 232

عتف؛ ج9، ص: 232

: ابن الأَعرابی: العُتُوفُ النَّتْفُ «2». و یقال: مَضَی عِتَفٌ من اللیل و عِدْفٌ من اللیل أَی قطعة.

عترف؛ ج9، ص: 232

: العِتْرِیف: الخبیث الفاجر الذی لا یبالی ما صنع، و جمعه عَتارِیف. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر الخلفاء بعده فقال: أَوَّهْ لفِراخِ محمد من خَلِیفةٍ یُسْتَخلَف عِتْرِیفٍ مُتْرَف، یقتل خَلَفِی و خَلَفَ الخَلَف؛ العِتْرِیفُ: الغاشم الظالم، و قیل: الدّاهی الخبیث، و قیل: هو قلب العِفریت الشیطان الخبیث، قال الخطابی: قوله خلفی یُتأَوَّل علی ما كان من یزید ابن معاویة إلی الحسین بن علی بن أَبی طالب و أَولاده، علیهم السلام، الذین قتلوا معه؛ و خَلَفُ الخَلفِ: ما تم «3» یوم الحَرَّةِ علی أَولاد المهاجرین و الأَنصار.
(1). قوله [و رمدت] كذا بالأصل و لم نجده بهذا المعنی فی مادة رمد. نعم فی القاموس فی مادة زند و ما یزدنك أحد علیه و ما یزندك أی ما یزیدك. (2). قوله [العُتُوف النتف] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس: العتف. (3). قوله [ما تم] عبارة النهایة: ما كان منه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 233
و جَمَل عِترِیفٌ و ناقة عِتْرِیفَة: شدیدة؛ قال ابن مقبل: من كل عِتْرِیفَةٍ لم تَعْدُ أن بَزَلَتْ لم یَبْغِ دِرَّتَها داعٍ و لا رُبَعُ الجوهری: رجل عِتْرِیف و عُترُوف أَی خبیث فاجر جَرِی‌ءٌ ماضٍ. و العُتْرُفَانُ، بالضم: الدیك؛ و أَنشد ابن بری لعدی ابن زید: ثلاثةَ أَحْوال و شهراً مُحَرَّماً، تُضِی‌ءُ كعَینِ العُتْرُفان المُحارب و یقال للدیك: العُتْرُفانُ و العُتْرُفُ و العُتْرُسان و العَتْرَس؛ و أَنشد الأَزهری لأَبی دواد فی العُتْرُفَان الدیك: و كأَنَّ أَسآدَ الجِیادِ شَقائق، أَو عُتْرُفانٌ قد تَحَشْحَشَ للبِلی یرید دیكاً قد یَبِسَ و مات. و العُتْرُفَانُ: نبت عَریضٌ من نبات الربیع.

عجف؛ ج9، ص: 233

: عَجَفَ نَفسَه عن الطعام یَعْجِفُها عَجْفاً و عُجُوفاً و عَجَّفَها: حبَسها عنه و هو له مُشْتَهٍ لیؤثِرَ به غیرَه و لا یكون إلا علی الجوع و الشهوة، و هو التَّعْجِیف أیضاً؛ قال سلمة بن الأَكوع: لم یَغْذُها مُدٌّ و لا نَصِیفُ، و لا تُمَیْراتٌ و لا تَعْجِیفُ قال ابن الأَعرابی: التَّعْجِیف أَن یَنْقُلَ قُوتَه إلی غیره قبل أَن یَشْبَعَ من الجُدوبة. و العُجُوفُ: تركُ الطعام. و التَّعْجِیفُ: الأَكلُ دونَ الشِّبَعِ. و العُجُوفُ: منعُ النفس عن المقابح. و عَجَفَ نفسَه علی المریض یَعْجِفُها عَجْفاً: صَبَّرها علی تَمْریضه و أَقام علی ذلك. و عَجَفْتُ نفسی علی أَذی الخلیلِ إذا لم تَخْذُلْه. و عَجَفَ نفسَه علی فلان، بالفتح، إذا آثره بالطعام علی نفسه؛ قال الشاعر: إنی، و إن عَیَّرتِنی نُحولی، أَو ازْدَرَیْتِ عِظَمِی و طُولی لأَعْجِفُ النفسَ علی الخلیلِ، أَعْرِضُ بالوُدِّ و بالتَّنْویلِ أَراد أَعرض الودّ و التنویل كقوله تعالی: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ. و عَجَفْتُ نفسی عنه عَجْفاً إذا احْتملتَ غیَّه و لم تؤاخذه. و عَجَفَ نفسه یَعْجِفُها: حلَّمها. و التَّعْجِیف: سُوء الغذاء و الهزالُ. و العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ و الهُزالُ، و قد عَجِفَ، بالكسر، و عَجُفَ، بالضم، فهو أَعْجَفُ و عَجِفٌ، و الأُنثی عَجْفَاء و عَجِفٌ، بغیر هاء، و الجمع منهما عِجَافٌ حملوه علی لفظ سِمانٍ، و قیل: هو كما قالوا أبطح و بِطاح و أَجرب و جِراب و لا نظیر لعَجْفَاء و عِجَاف إلا قولُهم حَسْناء و حِسان؛ كذا قول كراع، و لیس بقویّ لأَنهم قد كسَّروا بطْحاء علی بِطاحٍ و بَرْقاء علی بِراقٍ. و مُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: صِفْرُ المَباءة ذو هِرْسَینِ مُنْعَجِفٌ، إذا نَظَرْتَ إلیه، قلتَ: قد فَرَجا «1» قال الأَزهری: و لیس فی كلام العرب أَفعل و فَعْلاء جمعاً علی فِعالٍ غیر أَعْجَفَ و عَجْفَاء، و هی شاذة، حملوها علی لفظ سِمان فقالوا سِمان و عِجَاف، و جاء
(1). قوله [ذو] هو فی الأصل هنا بالواو و فی مادتی فرج و هرس: بالیاء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 234
أَفْعلُ و فَعْلاء علی فَعُل یَفْعُل فی أَحرف معدودة منها: عَجُفَ یَعْجُفُ، فهو أَعْجَفُ، و أَدُم یأْدُمُ، فهو آدمُ، و سَمُرَ یَسْمُر، فهو أَسمرُ، و حَمُق یَحْمُق، فهو أَحْمَقُ، و خَرُق یَخْرُق، فهو أَخرق. و قال الفراء: عَجُفَ و عَجِفَ و حَمُق و حَمِقَ و رَعُن و رَعِن و خَرُق و خَرِق. قال الجوهری: جمع أَعْجَف و عَجْفَاء من الهُزال عِجَاف، علی غیر قیاس، لأَن أَفعلَ و فَعْلاء لا یجمع علی فعال و لكنهم بنوه علی سِمانٍ، و العرب قد تبنی الشی‌ء علی ضدّه كما قالوا عَدُوّةٌ بناء علی صدیقة، و فعول إذا كان بمعنی فاعل لا تدخله الهاء؛ قال مِرْداسُ بن أَذَنَةَ: و إنْ یَعْرَیْنَ إنْ كُسِیَ الجَواری، فَتَنْبُو العَیْنُ عن كَرَمٍ عِجَافِ و أَعْجَفَه أَی هَزَله. و قوله تعالی: یَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجٰافٌ*؛ هی الهَزْلَی التی لا لحم علیها و لا شحم ضُرِبت مثلًا لسبع سِنین لا قَطْر فیها و لا خِصْبَ. و‌فی حدیث أُم مَعْبَد: یَسُوق أَعْنُزاً عِجَافاً؛ جمع عَجْفَاء، و هی المَهْزولةُ من الغنم و غیرها. و‌فی الحدیث: حتی إذا أَعْجَفَها ردَّها فیه‌أَی أهْزَلها. و سیف مَعْجُوف إذا كان داثراً لم یُصْقَلْ؛ قال كعب بن زهیر: و كأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها سَیْفٌ، تَقَادَمَ عَهْدُه، مَعْجُوفُ و نَصْلٌ أَعْجَفُ أَی رقِیق. و التَّعَجُّفُ: الجهْد و شِدَّة الحال؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَیْلِد: إذا ما ظَعَنَّا، فانْزِلوا فی دِیارِنا، بَقِیَّةَ من أَبقَی التَّعَجُّفُ من رُهْمِ و ربما سَمَّوا الأَرض المُجْدبةَ [عِجَافاً؛ قال الشاعر یصف سحاباً: لَقِحَ العِجَافُ له لِسابعِ سَبْعةٍ، فَشَرِبْن بَعْد تَحلِّئٍ فَرَوِینا هكذا أَنشده ثعلب و الصواب بعد تَحَلُّؤٍ؛ یقال: أَنْبَتَتْ هذه الأَرضون المُجدبة لسبعة أَیام بعد المطر. و العَجَفُ: غِلظُ العِظام و عَراؤُها من اللحم. و تقول العرب: أَشدّ الرّجال الأَعْجَفُ الضخْم. و وجهٌ عَجِفٌ و أَعْجَفُ: كالظمْآن. و لثةٌ عَجْفَاء: ظَمْأَی؛ قال: تَنْكَلُّ عن أَظْمی اللِّثاتِ صافِ، أَبْیَضَ ذی مَناصِبٍ عِجَافِ و أَعْجَفَ القومُ: حبَسُوا أَموالهم من شِدّة و تَضْییق. و أَرض عَجْفَاء: مَهزولة؛ و منه قول الرائد: وجدْت أَرضاً عَجْفَاء و شجراً أَعْشَمَ أَی قد شارَفَ الیُبْس و البُیود. و العُجَافُ: التمْر. و بنو العُجَیْفِ: بَطْن من العرب.

عجرف؛ ج9، ص: 234

: العَجْرَفَةُ و العَجْرَفِیَّة: الجَفْوة فی الكلام، و الخُرْق فی العمَل، و السرعة فی المشی، و قیل: العَجْرَفِیَّة أَن تأْخذ الإِبل فی السیر بخُرق إذا كلَّت؛ قال أُمیَّة بن أَبی عائذ: و من سَیْرها العَنَق المُسْبَطِرّ و العَجْرَفِیَّة بَعْد الكَلال الأَزهری: العَجْرَفِیَّةُ التی لا تَقصِد فی سَیرها من نَشاطها. قال ابن سیدة: و عَجْرَفِیَّةُ ضَبّةَ أَراها تقعُّرَهم فی الكلام. و جمل عَجْرَفِی: لا یَقصد فی مَشیْه من نَشاطه، و الأُنثی بالهاء، و قد عَجْرَفَ
لسان العرب، ج‌9، ص: 235
و تَعَجْرَف. الأَزهری: یكون الجمل عَجْرَفِیَّ المشی لسرعته. و رجل فیه عَجَرَفِیَّة و بعیر ذُو عَجَارِیفَ. الجوهری: جمل فیه تَعَجْرُفُ و عَجْرَفَةُ و عَجْرَفِیَّة كأَنّ فیه خُرْقاً و قِلّة مُبالاة لسرعته. الأَزهری: العَجْرَفِیَّة من سیر الإِبل اعْتِراضٌ فی نَشاط، و أَنشد بیت أُمیة بن أَبی عائذ. و العَجْرَفَةُ: ركُوبكَ الأَمْرَ لا تُرَوِّی فیه، و قد تَعَجْرَفَه. و فلان یَتَعَجْرَفُ علی فلان إذا كان یركبه بما یكره و لا یَهابُ شیئاً. و عَجَارِفُ الدهر و عَجَارِیفُه: حَوادِثُه، واحدها عُجْرُوف؛ قال الشاعر: لم تُنْسِنی أُمَّ عَمَّارٍ نَوًی قَذَفٌ، و لا عَجَارِیفُ دَهْرٍ لا تُعَرِّینی و تَعَجْرَفَ فلان علینا إذا تكبَّر؛ و رجل فیه تَعَجْرُفٌ. و العُجْرُوف: دویبَّةٌ ذات قوائم طِوالٍ، و قیل: هی النمل ذُو القوائم؛ و قال ابن سیدة فی موضع آخر: أَعظم من النملة. الأَزهری: یقال أَیضاً لهذا النمل الذی رفعَته عن الأَرض قوائمه عُجْرُوف.

عدف؛ ج9، ص: 235

: العَدْفُ: الأَكل. عَدَفَ یَعْدِفُ عدْفاً: أَكل. و العَدُوفُ: الذَّواقُ أَعنی ما یُذاق؛ قال: و حَیْفٌ بالقَنِیِّ فهُنَّ خُوصٌ، و قِلَّةُ ما یَذُقْن من العَدُوفِ عَدُوفٍ من قَضامٍ غیر لَوْنٍ، رَجِیعِ الفَرْتِ أَو لَوْكِ الصَّریفِ أَراد غیر ذی لون أَی غیر متلَوّن. و رَجِیع الفرث: بدل من قَضام بدَل بیان، و لَوْك: فی معنی مَلُوك، و ما ذاقَ عَدْفاً و لا عَدُوفاً و لا عُدَافاً أَی شیئاً، و الذال المعجمة فی كل ذلك لغة. و لا عَلُوساً و لا أَلُوساً؛ قال أَبو حسّان: سمعت أَبا عمرو الشیبانی یقول ما ذُقْت عَدُوفاً و لا عَدُوفَة؛ قال: و كنت عند یزیدَ بن مِزْید الشیْبانی فأَنشدته بیت قَیْس بن زهیر: و مُجَنَّباتٍ ما یَذُقْن عَدُوفَةً، یَقْذِفْن بالمُهَراتِ و الأَمْهارِ بالدال، فقال لی یزید: صَحَّفت أَبا عمرو، إنما هی عَذُوفة بالذال، قال: فقلت له لم أُصحف أَنا و لا أَنت، تقول رَبیعة هذا الحرف بالذال، و سائر العرب بالدال، و هذا البیت فی التهذیب منسوب إلی قیس بن زهیر كما أَوردته، و قد استشهد به ابن بری فی أَمالیه و نسبه إلی الربیع بن زیاد. و العَدْفُ: نَوْلٌ قلیل من إصابة. و العَدْفُ: الیسیر من العلَف. و باتت الدابّةُ علی غیر عَدُوف أَی علی غیر علَف؛ هذه لغة مُضر. و‌فی الحدیث: ما ذُقْت عَدُوفاً‌أَی ذَواقاً. و ما عَدَفْنا عندهم عَدُوفاً أَی ما أَكلنا. و العِدْفَةُ و العِدَفَةُ: كالصَّنِفة من الثوب. و اعتَدَفَ الثوبَ: أَخذ منه عِدَفَةً. و اعْتَدَفَ العِدْفَة: أَخذها. و ما علیه عِدْفةٌ أَی خِرْقة، لغة مرغوب عنها. و عِدْفُ كل شی‌ء و عِدْفَتُه: أَصله الذاهبُ فی الأَرض؛ قال الطرمّاح: حَمّال أَثقالِ دِیاتِ الثَّأَی، عن عِدَفِ الأَصْلِ و كُرّامِها و فی التهذیب: عِدْفَةُ كل شجرة أَصلُها، و جمعها عِدَفٌ. قال: و یقال بل هو عن عَدَفِ الأَصل اشتِقاقه من العَدْفَة أَی یَلُمُّ ما تفرّق منه. ابن الأَعرابی: العَدَفُ و العائرُ و الغِضابُ [الغُضابُ قَذی العینِ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 236
و العِدْفَةُ: ما بین العشرة إلی الخمسین، و خصصه الأَزهری فقال: العِدْفَةُ من الرجال ما بین العَشرة إلی الخمسین، قال ابن سیدة: و حكاه كراع فی الماشیة و لا أَحقُّها. و العِدْفَة: التجمُّع، و الجمع عِدْفٌ، بالكسر، و عِدَفٌ؛ قال: و عندی أَن المعنیّ هاهنا بالتجمع الجماعة لأَن التجمِیع عرَض، و إنما یكون مثل هذا فی الجواهر المخلوقة كسِدْرة و سِدَر، و ربما كان فی المصنوع، و هو قلیل. و العِدْف: القِطْعة من اللیل. یقال: مَرَّ عِدْفٌ من اللیل و عِتْفٌ أَی قطعة. و العَدَفُ، بالتحریك: القَذی؛ قال ابن بری: شاهده قول الراجز یصف حِماراً و أُتُنَه: أَوْرَدَها أَمِیرُها مع السَّدَفْ، أَزْرَقَ كالمِرآة طَحَّارَ العَدَفْ أَی یَطْحَر القَذی و یَدْفَعُه. و یقال: عَدَفَ له عِدْفَةً من مال أَی قطَع له قِطْعة منه، و أَعطاه عدْفةً من مال أَی قِطعة.

عذف؛ ج9، ص: 236

: عَذفَ من الطعام و الشراب یَعْذِفُ عذْفاً: أَصاب منه شیئاً. و العَذُوفُ و العُذَافُ: ما أصابه. و عَذَفَ نفسَه: كعَزَفها. و سم عُذَاف: مقلوب عن ذُعاف؛ حكاه یعقوب و اللحیانی. و العُذُوف: السكوت. و العُذُوف: المَراراتُ. و العَذْفُ: الأَكل، و قد عذف، بالذال المعجمة؛ هذه لغة ربیعة. یقال: ما ذقت عَذْفاً و لا عَذُوفاً و لا عُذافاً أَی شیئاً، و كذلك یقال و لا عَدُوفاً، بالدال، و قد تقدم بالدال المهملة. و باتت الدابةُ علی غیر عَذُوف.

عرف؛ ج9، ص: 236

: العِرفَانُ: العلم؛ قال ابن سیدة: و یَنْفَصِلانِ بتَحْدید لا یَلیق بهذا المكان، عَرَفَه یَعْرِفُه عِرْفَة و عِرْفَاناً و عِرِفَّاناً و مَعْرِفةً و اعْتَرَفَه؛ قال أَبو ذؤیب یصف سَحاباً: مَرَتْه النُّعامَی، فلم یَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامَی من الشامِ رِیحا و رجل عَرُوفٌ و عَرُوفَة: عَارِفٌ یَعْرِفُ الأُمور و لا یُنكِر أَحداً رآه مرة، و الهاء فی عَرُوفَة للمبالغة. و العَرِیف و العارِفُ بمعنًی مثل عَلِیم و عالم؛ قال طَرِیف بن مالك العَنْبری، و قیل طریف بن عمرو: أَ وَ كُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبیلةٌ، بَعَثُوا إلیَّ عَرِیفَهُمْ یَتَوَسَّمُ؟ أَی عَارِفَهم؛ قال سیبویه: هو فَعِیل بمعنی فاعل كقولهم ضَرِیبُ قِداح، و الجمع عُرَفَاء. و أَمر عَرِیفٌ و عَارِف: مَعروف، فاعل بمعنی مفعول؛ قال الأَزهری: لم أَسمع أَمْرٌ عَارِف أَی معروف لغیر اللیث، و الذی حصَّلناه للأَئمة رجل عَارِف أَی صَبور؛ قاله أَبو عبیدة و غیره. و العِرْف، بالكسر: من قولهم ما عَرَفَ عِرْفی إلا بأَخَرةٍ أَی ما عَرَفَنی إلا أَخیراً. و یقال: أَعْرَفَ فلان فلاناً و عَرَّفَه إذا وقَّفَه علی ذنبه ثم عفا عنه. و عَرَّفَه الأَمرَ: أَعلمه إیاه. و عَرَّفَه بیتَه: أَعلمه بمكانه. و عَرَّفَه به: وسَمه؛ قال سیبویه: عَرَّفْتُه زیداً، فذهَب إلی تعدیة عَرَّفَت بالتثقیل إلی مفعولین، یعنی أَنك تقول عَرَفَت زیداً فیتعدَّی إلی واحد ثم تثقل العین فیتعدَّی إلی مفعولین، قال: و أَما عَرَّفْته بزید فإنما ترید عَرَّفْته بهذه العلامة و أَوضَحته بها فهو سِوی المعنی الأَوَّل، و إنما عَرَّفْته بزید كقولك سمَّیته بزید، و قوله أَیضاً إذا أَراد أَن یُفضِّل شیئاً من النحْو أَو اللغة علی شی‌ء: و الأَول
لسان العرب، ج‌9، ص: 237
أَعْرَف؛ قال ابن سیدة: عندی أَنه علی توهم عَرُفَ لأَن الشی‌ء إنما هو مَعْرُوف لا عَارِف، و صیغة التعجب إنما هی من الفاعل دون المفعول، و قد حكی سیبویه: ما أَبْغَضه إلیَّ أَی أَنه مُبْغَض، فتعَجَّب من المفعول كما یُتعجّب من الفاعل حتی قال: ما أَبْغضَنی له، فعلی هذا یصْلُح أَن یكون أَعْرَف هنا مُفاضلة و تعَجُّباً من المفعول الذی هو المعروف. و التعریفُ: الإِعْلامُ. و التَّعریف أَیضاً: إنشاد الضالة. و عَرَّفَ الضالَّة: نَشَدها. و اعْتَرَفَ القومَ: سأَلهم، و قیل: سأَلهم عن خَبر لیعرفه؛ قال بشر بن أَبی خازِم: أَ سائِلةٌ عُمَیرَةُ عن أَبیها، خِلالَ الجَیْش، تَعْتَرِفُ الرِّكابا؟ قال ابن بری: و یأْتی تَعَرَّفَ بمعنی اعْتَرَفَ؛ قال طَرِیفٌ العَنْبریُّ: تَعَرَّفُونِی أَنَّنی أَنا ذاكُمُ، شاكٍ سِلاحی، فی الفوارِس، مُعْلَمُ و ربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب یصف السحاب و قد تقدَّم فی أَوَّل الترجمة أَی لم یعرف غیر الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّیاح و أَرْطَبُها. و تَعَرَّفْت ما عند فلان أَی تَطلَّبْت حتی عَرَفت. و تقول: ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إلیه حتی یَعْرِفَكَ. و قد تَعَارَفَ القومُ أَی عرف بعضهُم بعضاً. و أَما الذی جاء‌فی حدیث اللُّقَطةِ: فإن جاء من یَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إیاها بصفتها و إن لم یرَها فی یدك.یقال: عرَّف فلان الضالَّة أَی ذكرَها و طلبَ من یَعْرِفها فجاء رجل یَعْتَرِفُها أَی یصفها بصفة یُعْلِم أَنه صاحبها. و‌فی حدیث ابن مسعود: فیقال لهم هل تَعْرِفُون ربَّكم؟ فیقولون: إذا اعْتَرَفَ لنا عَرَفْنَاه‌أَی إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه. و اسْتَعْرَفَ إلیه: انتسب له لیَعْرِفَه. و تَعَرَّفَه المكانَ و فیه: تأَمَّله به؛ أَنشد سیبویه: و قالوا: تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًی، و ما كلُّ مَنْ وافَی مِنًی أَنا عَارِفُ و قوله عز و جل: وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلیٰ بَعْضِ أَزْوٰاجِهِ حَدِیثاً فَلَمّٰا نَبَّأَتْ بِهِ وَ أَظْهَرَهُ اللّٰهُ عَلَیْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ، و قرئ: عَرَفَ بعضه، بالتخفیف، قال الفراء: من قرأَ عَرَّفَ بالتشدید فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ بعْضَ الحدیث و ترَك بعضاً، قال: و كأَنَّ من قرأَ بالتخفیف أَراد غَضِبَ من ذلك و جازی علیه كما تقول للرجل یُسی‌ء إلیك: و اللّه لأَعْرِفَنَّ لك ذلك، قال: و قد لعَمْری جازَی حفصةَ بطلاقِها، و قال الفرَّاء: و هو وجه حسن، قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِیّ، قال الأَزهری: و قرأَ الكسائی و الأَعمش عن أَبی بكر عن عاصم عَرَفَ بعضَه، خفیفة، و قرأَ حمزة و نافع و ابن كثیر و أَبو عمرو و ابن عامر الیَحْصُبی عَرَّفَ بَعْضَهُ، بالتشدید؛ و‌فی حدیث عَوْف بن مالك: لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی لأُجازِینَّك بها حتی تَعرِف سوء صنیعك، و هی كلمة تقال عند التهدید و الوعید. و یقال للحازِی عَرَّافٌ و للقُناقِن عَرَّاف و للطَبیب عَرَّاف لمعرفة كل منهم بعلْمِه. و العَرَّافُ: الكاهن؛ قال عُرْوة بن حِزام: فقلت لعَرَّافِ الیَمامة: داوِنی، فإنَّكَ، إن أَبرأْتَنی، لَطبِیبُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 238
و‌فی الحدیث: من أَتی عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل علی محمد، صلی اللّه علیه و سلم؛ أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِیَ الذی یدَّعی علم الغیب الذی استأْثر اللّه بعلمه. و المَعارِفُ: الوجُوه. و المَعْرُوف: الوجه لأَن الإِنسان یُعرف به؛ قال أَبو كبیر الهذلی: مُتَكَوِّرِین علی المَعارِفِ، بَیْنَهم ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ و المِعْرَاف واحد. و المَعَارِف: محاسن الوجه، و هو من ذلك. و امرأَة حَسَنةُ المَعَارِف أَی الوجه و ما یظهر منها، واحدها مَعْرَف؛ قال الراعی: مُتَلفِّمِین علی مَعَارِفِنا، نَثْنی لَهُنَّ حَواشِیَ العَصْبِ و مَعَارِفُ الأَرض: أَوجُهها و ما عُرِفَ منها. و عَرِیفُ القوم: سیّدهم. و العَرِیفُ: القیّم و السید لمعرفته بسیاسة القوم، و به فسر بعضهم بیت طَرِیف العَنْبری، و قد تقدَّم، و قد عَرَفَ علیهم یَعْرُف عِرَافَة. و العَرِیفُ: النَّقِیب و هو دون الرئیس، و الجمع عُرَفاء، تقول منه: عَرُفَ فلان، بالضم، عَرَافَة مثل خَطُب خَطابة أَی صار عریفاً، و إذا أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت: عَرَفَ فلان علینا سِنین یَعْرُفُ عِرَافَة مثال كتَب یكتُب كِتابة. و‌فی الحدیث: العِرَافَةُ حَقٌّ و العُرَفَاء فی النار؛ قال ابن الأَثیر: العُرَفَاء جمع عَرِیف و هو القَیِّم بأُمور القبیلة أَو الجماعة من الناس یَلی أُمورهم و یَتَعَرَّفُ الأَمیرُ منه أَحوالَهُم، فَعِیل بمعنی فاعل، و العِرَافَةُ عَملُه، و‌قوله العِرَافَة حقّ‌أَی فیها مَصلحة للناس و رِفْق فی أُمورهم و أَحوالهم، و‌قوله العُرَفَاء فی النار‌تحذیر من التعرُّض للرِّیاسة لما فی ذلك من الفتنة، فإنه إذا لم یقم بحقه أَثمَ و استحق العقوبة، و منه‌حدیث طاووس: أنه سأَل ابن عباس، رضی اللّه عنهما: ما معنی قول الناس: أَهْلُ القرآن عُرَفَاء أَهل الجنة؟ فقال: رُؤساء أَهل الجنة؛ و قال علقمة بن عَبْدَة: بل كلُّ حیّ، و إن عَزُّوا و إن كَرُموا، عَرِیفُهم بأَثافی الشَّرِّ مَرْجُومُ و العُرْف، بالضم، و العِرْف، بالكسر: الصبْرُ؛ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحِیُّ: قل لابْن قَیْسٍ أَخی الرُّقَیَّاتِ: ما أَحْسَنَ العِرْفَ [العُرْفَ فی المُصِیباتِ و عَرَفَ للأَمر و اعْتَرَفَ: صَبَر؛ قال قیس بن ذَرِیح: فیا قَلْبُ صَبْراً و اعْتِرَافاً لِما تَری، و یا حُبَّها قَعْ بالذی أَنْتَ واقِعُ و العَارِفُ و العَرُوف و العَرُوفَةُ: الصابر. و نَفْس عَرُوف: حامِلة صَبُور إِذا حُمِلَتْ علی أَمر احتَمَلَتْه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ، عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ و ابْتِجاحِ أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ، و یروی … و ابْتِحاح من البُحبُوحةِ، و هذا رواه ابن الأَعرابی. و یقال: نزلت به مُصِیبة فوُجِد صَبوراً عَرُوفاً؛ قال الأَزهری: و نفسه عَارِفَة بالهاء مثله؛ قال عَنْترة: و عَلِمْتُ أَن مَنِیَّتی إنْ تَأْتِنی، لا یُنْجِنی منها الفِرارُ الأَسْرَعُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 239
فصَبَرْتُ عَارِفَةً لذلك حُرَّةً، تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ تَرْسو: تَثْبُتُ و لا تَطلَّع إلی الخَلْق كنفْس الجبان؛ یقول: حَبَسْتُ نَفْساً عَارِفَةً أَی صابرة؛ و منه قوله تعالی: وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنٰاجِرَ؛ و أَنشد ابن بری لمُزاحِم العُقَیْلی: وقفْتُ بها حتی تَعالَتْ بیَ الضُّحی، و مَلَّ الوقوفَ المُبْرَیاتُ العَوَارِفُ المُبریاتُ: التی فی أُنوفِها البُرة، و العَوَارِفُ: الصُّبُر. و یقال: اعْتَرَفَ فلان إذا ذَلَّ و انْقاد؛ و أَنشد الفراء: أَ تَضْجَرینَ و المَطِیُّ مُعْتَرِفْ أَی تَعْرِف و تصْبر، و ذكَّر معترف لأَن لفظ المطیّ مذكر. و عَرَفَ بذَنْبه عُرْفاً و اعْتَرَفَ: أَقَرَّ. و عَرَفَ له: أَقر؛ أَنشد ثعلب: عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَیِّمةً، تَسْعی مع الأَتْرابِ فی إتْبِ و قال أعرابی: ما أَعْرِفُ لأَحد یَصْرَعُنی أَی لا أُقِرُّ به. و‌فی حدیث عمر: أَطْرَدْنا المعترِفین؛ هم الذین یُقِرُّون علی أَنفسهم بما یجب علیهم فیه الحدّ و التعْزیز. یقال: أَطْرَدَه السلطان و طَرَّده إذا أَخرجه عن بلده، و طرَدَه إذا أَبْعَده؛ و‌یروی: اطْرُدُوا المعترفین‌كأَنه كره لهم ذلك و أَحبّ أَن یستروه علی أَنفسهم. و العُرْفُ: الاسم من الاعْتِرافِ؛ و منه قولهم: له علیّ أَلْفٌ عُرْفاً أَی اعتِرافاً، و هو توكید. و یقال: أَتَیْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَی عرَّفْته من أَنا؛ قال مُزاحِمٌ العُقَیْلی: فاسْتَعْرِفَا ثم قُولا: إنَّ ذا رَحِمٍ هَیْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا فإنْ بَغَتْ آیةً تَسْتَعْرِفانِ بها، یوماً، فقُولا لها العُودُ الذی اخْتُضِرا و المَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر. و العُرْفُ: ضدّ النُّكْر. یقال: أَوْلاه عُرفاً أَی مَعْروفاً. و المَعْرُوف و العَارِفَةُ: خلاف النُّكر. و العُرْفُ و المَعْرُوف: الجُود، و قیل: هو اسم ما تبْذُلُه و تُسْدیه؛ و حرَّك الشاعر ثانیه فقال: إنّ ابنَ زَیْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمِلًا للخَیْرِ، یُفْشِی فی مِصْرِه العُرُفا و المَعْرُوف: كالعُرْف. و قوله تعالی: وَ صٰاحِبْهُمٰا فِی الدُّنْیٰا مَعْرُوفاً، أَی مصاحباً معروفاً؛ قال الزجاج: المَعْرُوف هنا ما یُستحسن من الأَفعال. و قوله تعالی: وَ أْتَمِرُوا بَیْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ، قیل فی التفسیر: المَعْرُوف الكسْوة و الدِّثار، و أَن لا یقصّر الرجل فی نفقة المرأَة التی تُرْضع ولده إذا كانت والدته، لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غیرها، و حقُّ كل واحد منهما أَن یأْتمر فی الولد بمعروف. و قوله عز و جل: وَ الْمُرْسَلٰاتِ عُرْفاً؛ قال بعض المفسرین فیها: إنها أُرْسِلَت بالعُرف و الإِحسان، و قیل: یعنی الملائكة أُرسلوا للمعروف و الإِحسان. و العُرْفُ و العَارِفَة و المَعرُوفُ واحد: ضد النكر، و هو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من الخیْر و تَبْسَأُ به و تَطمئنّ إلیه، و قیل: هی الملائكة أُرسلت مُتتابعة. یقال: هو مُستعار من عُرْف الفرس أَی یتتابَعون كعُرْف الفرس. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌9، ص: 240
كعْب بن عُجْرةَ: جاؤوا كأَنَّهم عُرْف‌أَی یتْبَع بعضهم بعضاً، و قرئت عُرْفاً و عُرُفاً و المعنی واحد، و قیل: المرسلات هی الرسل. و قد تكرَّر ذكر المَعْرُوف فی الحدیث، و هو اسم جامع لكل ما عُرف من طاعة اللّه و التقرّب إلیه و الإِحسان إلی الناس، و كل ما ندَب إلیه الشرعُ و نهی عنه من المُحَسَّنات و المُقَبَّحات و هو من الصفات الغالبة أَی أَمْر مَعْروف بین الناس إذا رأَوْه لا یُنكرونه. و المَعْرُوف: النَّصَفةُ و حُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل و غیرهم من الناس، و المُنكَر: ضدّ ذلك جمیعه. و‌فی الحدیث: أَهل المَعْرُوف فی الدنیا هم أَهل المَعْرُوف فی الآخرة‌أَی مَن بذل معروفه للناس فی الدنیا آتاه اللّه جزاء مَعروفه فی الآخرة، و قیل: أَراد مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التی لا تبلُغ الحُدود فیَشفع فیهم شفَّعه اللّه فی أَهل التوحید فی الآخرة. و‌روی عن ابن عباس، رضی اللّه عنهما، فی معناه قال: یأْتی أَصحاب المعروف فی الدنیا یوم القیامة فیُغْفر لهم بمعروفهم و تَبْقی حسناتُهم جامّة، فیُعطونها لمن زادت سیئاته علی حسناته فیغفر له و یدخل الجنة فیجتمع لهم الإِحسان إلی الناس فی الدنیا و الآخرة؛ و قوله أَنشده ثعلب: و ما خَیْرُ مَعْرُوفِ الفَتَی فی شَبابِه، إذا لم یَزِدْه الشَّیْبُ، حِینَ یَشِیبُ قال ابن سیدة: قد یكون من المعروف الذی هو ضِد المنكر و من المعروف الذی هو الجود. و یقال للرجل إذا ولَّی عنك بِوده: قد هاجت مَعَارِفُ فلان؛ و مَعَارِفُه: ما كنت تَعْرِفُه من ضَنِّه بك، و معنی هاجت أَی یبِست كما یَهیج النبات إذا یبس. و العَرْفُ: الرّیح، طیّبة كانت أَو خبیثة. یقال: ما أَطْیَبَ عَرْفَه و فی المثل: لا یعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء؛ قال ابن سیدة: العَرف الرائحة الطیبة و المُنْتِنة؛ قال: ثَناء كعَرْفِ الطِّیبِ یُهْدَی لأَهْلِه، و لیس له إلا بنی خالِدٍ أَهْلُ و قال البُرَیق الهُذلی فی النَّتن: فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذی الصُّماحِ، كما عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ و عَرَّفَه: طَیَّبَه و زَیَّنَه. و التَّعْرِیفُ: التطْییبُ من العَرْف. و قوله تعالی: وَ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهٰا لَهُمْ، أَی طَیَّبها؛ قال الشاعر یمدح رجلًا: عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ یقول: كما عَرُفَ الإِتْبُ و هو البقِیرُ. قال الفراء: یعرفون مَنازِلهم إذا دخلوها حتی یكون أَحدهم أَعْرَف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلی أَهله؛ قال الأَزهری: هذا قول جماعة من المفسرین، و قد قال بعض اللغویین عَرَّفَهٰا لَهُمْ أَی طیَّبها. یقال: طعام معرَّف أَی مُطیَّب؛ قال الأَصمعی فی قول الأَسود بن یَعْفُرَ یَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفین: فتُدْخلُ أَیْدٍ فی حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِیرِ المُعَرَّفِ قال: أُقْنِعَتْ أَی مُدَّت و رُفِعَت للفم، قال و قال بعضهم فی قوله: عَرَّفَهٰا لَهُمْ؛ قال: هو وضعك الطعام بعضَه علی بعض. ابن الأَعرابی: عَرُفَ الرجلُ إذا أَكثر من الطِّیب، و عَرِفَ إذا ترَكَ الطِّیب. و‌فی الحدیث: من فعل كذا و كذا لم یجد عَرْف الجنة‌أَی ریحَها الطیِّبة. و‌فی حدیث علیّ، رضی اللّه
لسان العرب، ج‌9، ص: 241
عنه: حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة معروفة‌أَی طیّبة العَرْفِ، فأَما الذی ورد‌فی الحدیث: تَعَرَّفْ إلی اللّه فی الرَّخاء یَعْرِفْك فی الشدَّة، فإنَّ معناه أَی اجعله یَعْرِفُكَ بطاعتِه و العَمَلِ فیما أَوْلاك من نِعمته، فإنه یُجازِیك عند الشدَّة و الحاجة إلیه فی الدنیا و الآخرة. و عَرَّفَ طَعامه: أَكثر أُدْمَه. و عَرَّفَ رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه. و طارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بعضُها خلْف بعض. و عُرْف الدِّیك و الفَرَس و الدابة و غیرها: مَنْبِتُ الشعر و الرِّیش من العُنق، و استعمله الأَصمعی فی الإِنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلًّاًّ للشَّرِّ أَی نافِشاً عُرفه، و الجمع أَعْرَاف و عُرُوف. و المَعْرَفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصیة إلی المِنْسَج، و قیل: هو اللحم الذی ینبت علیه العُرْف. و أَعْرَفَ الفَرسُ: طال عُرفه، و اعْرَوْرَفَ: صار ذا عُرف. و عَرَفْتُ الفرس: جزَزْتُ عُرْفَه. و‌فی حدیث ابن جُبَیر: ما أَكلت لحماً أَطیَبَ من مَعْرَفة البِرْذَوْن‌أَی مَنْبت عُرْفه من رَقَبته. و سَنام أَعْرَفُ: طویل ذو عُرْف؛ قال یزید بن الأَعور الشنی: مُسْتَحْملًا أَعْرَفَ قد تَبَنَّی و ناقة عَرْفَاء: مُشْرِفةُ السَّنام. و ناقة عَرْفَاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه الجمال، و قیل لها عَرْفاء لطُول عُرْفها. و الضَّبُع یقال لها عَرْفَاء لطول عُرفها و كثرة شعرها؛ و أَنشد ابن بری للشنْفَرَی: و لی دُونكم أَهْلون سِیدٌ عَمَلَّسٌ، و أَرْقَطُ زُهْلُولٌ و عَرْفَاء جَیأَلُ و قال الكمیت: لها راعِیا سُوءٍ مُضِیعانِ منهما: أَبو جَعْدةَ العادِی، و عَرْفَاء جَیْأَلُ و ضَبُع عَرْفَاء: ذات عُرْف، و قیل: كثیرة شعر العرف. و شی‌ء أَعْرَفُ: له عُرْف. و اعْرَوْرَفَ البحرُ و السیْلُ: تراكَم مَوْجُه و ارْتَفع فصار له كالعُرف. و اعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف؛ قال الهذلی یصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب: مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة، تَنْفِی التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ «2» و اعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ و تَشَذَّرَ أَی تهیَّا. و عُرْف الرمْل و الجبَل و كلّ عالٍ ظهره و أَعالیه، و الجمع أَعْراف و عِرَفَة «3» و قوله تعالی: وَ عَلَی الْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ؛ الأَعْرَاف فی اللغة: جمع عُرْف و هو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج: الأَعْرَافُ أَعالی السُّور؛ قال بعض المفسرین: الأَعْرَاف أَعالی سُور بین أَهل الجنة و أَهل النار، و اختلف فی أَصحاب الأَعْرَاف‌فقیل: هم قوم استوت حسناتهم و سیئاتهم فلم یستحقوا الجنة بالحسنات و لا النار بالسیئات، فكانوا علی الحِجاب الذی بین الجنة و النار، قال: و یجوز أَن یكون معناه، و اللّه أَعلم، علی الأَعراف علی معرفة أَهل الجنة و أَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم: ما ذكرنا أَن اللّه تعالی یدخلهم الجنة، و قیل: أَصحاب الأَعراف أَنبیاء، و قیل: ملائكة و معرفتهم كُلًّا بِسِیمٰاهُمْ أَنهم یعرفون أَصحاب الجنة بأَن سیماهم إسفار الوجُوه و الضحك و الاستبشار كما قال تعالی: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضٰاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ؛ و یعرِفون أَصحاب النار
(2). قوله [الفلوّ] بالفاء المهر، و وقع فی مادتی قحز و رشّ بالغین. (3). قوله [و عرفة] كذا ضبط فی الأصل بكسر ففتح.
لسان العرب، ج‌9، ص: 242
بسیماهم، و سیماهم سواد الوجوه و غُبرتها كما قال تعالی: یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ و وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْهٰا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهٰا قَتَرَةٌ؛ قال أَبو إسحاق: و یجوز أَن یكون جمعه علی الأَعراف علی أَهل الجنة و أَهل النار. و جبَل أَعْرَفُ: له كالعُرْف. و عُرْفُ الأَرض: ما ارتفع منها، و الجمع أَعْرَاف. و أَعْرَاف الرِّیاح و السحاب: أَوائلها و أَعالیها، واحدها عُرْفٌ. و حَزْنٌ أَعْرَفُ: مرتفع. و الأَعْرَافُ: الحَرْث الذی یكون علی الفُلْجانِ و القَوائدِ. و العَرْفَةُ: قُرحة تخرج فی بیاض الكف. و قد عُرِفَ، و هو مَعْروف: أَصابته العَرْفةُ. و العُرْفُ: شجر الأُتْرُجّ. و العُرْف: النخل إذا بلغ الإِطْعام، و قیل: النخلة أَوَّل ما تطعم. و العُرْفُ و العُرَفُ: ضرب من النخل بالبحرَیْن. و الأَعْرَاف: ضرب من النخل أَیضاً، و هو البُرْشُوم؛ و أَنشد بعضهم: نَغْرِسُ فیها الزَّادَ و الأَعْرَافَا، و النائحی مسْدفاً اسْدافا «1» و قال أَبو عمرو: إذا كانت النخلة باكوراً فهی عُرْف. و العَرْفُ: نَبْت لیس بحمض و لا عِضاه، و هو الثُّمام. و العُرُفَّانُ و العِرِفَّانُ: دُوَیْبّةٌ صغیرة تكون فی الرَّمْل، رمْلِ عالِج أَو رمال الدَّهْناء. و قال أَبو حنیفة: العُرُفَّان جُنْدَب ضخم مثل الجَرادة له عُرف، و لا یكون إلا فی رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ. و عُرُفَّانُ: جبل. و عِرِفَّان و العِرِفَّانُ: اسم. و عَرَفَةُ و عَرَفَاتٌ: موضع بمكة، معرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ، و یومُ عَرَفَةَ غیر منوّن و لا یقال العَرفةُ، و لا تدخله الأَلف و اللام. قال سیبویه: عَرَفَاتٌ مصروفة فی كتاب اللّه تعالی و هی معرفة، و الدلیل علی ذلك قول العرب: هذه عَرفاتٌ مُبارَكاً فیها، و هذه عَرَفَاتٌ حسَنةً، قال: و یدلك علی معرفتها أَنك لا تُدخل فیها أَلفاً و لاماً و إنما عَرَفَاتٌ بمنزلة أَبانَیْنِ و بمنزلة جمع، و لو كانت عَرَفَاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ فی غیر موضع،قیل: سمی عَرَفَةَ لأَن الناس یتعارفون به، و‌قیل: سمی عَرَفَةَ لأَن جبریل، علیه السلام، طاف بإبراهیم، علیه السلام، فكان یریه المَشاهِد فیقول له: أَ عرفْتَ أَ عرفت؟ فیقول إبراهیم: عرفت عرفت، و‌قیل: لأَنّ آدم، صلی اللّه علی نبینا و علیه و سلم، لما هبط من الجنة و كان من فراقه حوَّاء ما كان فلقیها فی ذلك الموضع عَرَفها و عرَفَتْه.و التَّعْرِیفُ: الوقوف بعرفات؛ و منه قول ابن دُرَیْد: ثم أَتی التَّعْرِیفَ یَقْرُو مُخْبِتاً تقدیره ثم أَتی موضع التعریف فحذف المضاف و أَقام المضاف إلیه مقامه. و عَرَّفَ القومُ: وقفوا بعرفة؛ قال أَوْسُ بن مَغْراء: و لا یَریمون للتَّعْرِیفِ مَوْقِفَهم حتی یُقال: أَجیزُوا آلَ صَفْوانا «2» و هو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: ثُمَّ مَحِلُّهٰا إِلَی الْبَیْتِ الْعَتِیقِ و ذلك بعد المُعَرَّفِ، یرید بعد الوُقوف بعرفةَ. و المُعَرَّفُ فی الأَصل: موضع التعْریف و یكون بمعنی المفعول. قال الجوهری: و عَرَفَات موضع بِمنًی
(1). قوله [و النائحی إلخ] كذا بالأصل. (2). قوله [صفوانا] هو هكذا فی الأصل، و استصوبه المجد فی مادة صوف راداً علی الجوهری.
لسان العرب، ج‌9، ص: 243
و هو اسم فی لفظ الجمع فلا یُجْمع، قال الفراء: و لا واحد له بصحة، و قول الناس: نزلنا بعَرَفَة شَبیه بمولَّد، و لیس بعربی مَحْض، و هی مَعْرِفَة و إن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار كالشی‌ء الواحد، و خالف الزیدِین، تقول: هؤلاء عَرَفَاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكِرة و هی مصروفة، قال اللّه تعالی: فَإِذٰا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفٰاتٍ؛ قال الأَخفش: إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الیاء و الواو فی مُسلِمین و مسلمون لأَنه تذكیره، و صار التنوین بمنزلة النون، فلما سمی به تُرِك علی حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمی به علی حاله، و كذلك القول فی أَذْرِعاتٍ و عاناتٍ و عُرَیْتِنات و العُرَفُ: مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ و عُرْفةُ الأَملَحِ و عُرْفةُ صارةَ. و العُرُفُ: موضع، و قیل جبل؛ قال الكمیت: أَ هاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ، و ما أَنْتَ و الطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ «1» و استشهد الجوهری بهذا البیت علی قوله العُرْف. و العُرُفُ: الرمل المرتفع؛ قال: و هو مثل عُسْر و عُسُر، و كذلك العُرْفَةُ، و الجمع عُرَف و أَعْرَاف. و العُرْفَتَانِ: ببلاد بنی أَسد؛ و أَما قوله أَنشده یعقوب فی البدل: و ما كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بینهم، و لا حین جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَیَّبا فلیس عرَّف فیه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لمكان الهمزة عیْناً و أَبدل الثاء فاء. و مَعْرُوف: اسم فرس الزُّبَیْر بن العوّام شهد علیه حُنَیْناً. و مَعْرُوف أَیضاً: اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِریّ من بنی أَسد؛ و فیه یقول: أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً علیهم كأَنه، إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ و مَعْرُوف: وادٍ لهم؛ أَنشد أَبو حنیفة: و حتی سَرَتْ بَعْدَ الكَری فی لَوِیِّهِ أَساریعُ مَعْرُوفٍ، و صَرَّتْ جَنادِبُهْ و ذكر فی ترجمة عزف: أَن جاریتین كانتا تُغَنِّیان بما تَعازَفَت الأَنصار یوم بُعاث، قال: و تروی بالراء المهملة أَی تَفاخَرَتْ.

عرصف؛ ج9، ص: 243

: العِرْصافُ: العَقَبُ المُسْتَطِیل و أَكثر ما یعنی به عقَبُ المتْنین و الجَنْبَیْن، و كل خُصْلة من سَرَعان المتْنَیْن عِرْصَاف و عِرْفاص؛ قال الأَزهری: سمعته من العرب. و عَرْصَفَ الشی‌ءَ: جَذَبه. و العَرَاصِیفُ فی الرَّحْل: كالعَصافِیر، و الواحد عُرْصُوف؛ قال یعقوب: و منه یقال اقْطَعْ عَراصیفه، و لم یفسره. و عِرْصَافُ الإِكاف و عُرْصُوفُه و عُصْفُوره: قطعة خشب مشدودةٌ بین الحِنْوَین المُقَدَّمین. و العِرْصَافُ: الخصْلةُ من العَقَب التی یُشَدُّ بها علی قُبة الهودج. و العِرْصَاف و العِرفاص: السَّوط من العقَب. و العَراصِیفُ: ما علی السَّناسِن كالعَصافیر. قال ابن سیدة: و أَری العرافِیص فیه لغة. الأَزهری: العَرَاصِیفُ أَربعة أَوتاد یجمعن بین رؤوس أَحناء الرَّحل، فی رأْس كل حِنْو من ذلك وتدان مَشْدودان بعَقب أَو بجلود الإِبل، و فیه الظَّلِفات، یَعْدِلون الحنْو بالعُرصُوفِ. و عَرَاصِیفُ القتب: عَصافِیرُه. و العَراصِیف: الخشب الذی تشدّ به رؤوس الأَحْناء و تضم به؛ قال
(1). قوله [أهاجك] فی الصحاح و معجم یاقوت أ أبكاك.
لسان العرب، ج‌9، ص: 244
الأَصمعی: فی الرحل العَرَاصِیفُ و هی الخَشبتانِ اللتان تُشدَّان بین واسط الرحْل و أَخَرَته یمیناً و شمالًا.

عزف؛ ج9، ص: 244

: عَزَفَ یَعْزُفُ عَزْفاً: لها. و المَعَازِفُ: المَلاهی، واحدها مِعْزَف و مِعْزَفَة. و عَزَفَ الرجل یَعزِفُ إذا أَقام فی الأَكل و الشرب، و قیل: واحد المَعَازِف عَزْفٌ علی غیر قیاس، و نظیره ملامحُ و مَشابِهُ فی جمع شَبه و لمْحَة، و المَلاعبُ التی یُضْرب بها، یقولون للواحد عَزْف، و الجمع مَعَازِفُ روایة عن العرب، فإذا أُفرد المِعْزَفُ، فهو ضَرْب من الطَّنابیر و یتخذه أَهل الیمن و غیرُهم، یجعل العُود مِعْزَفاً. و عَزْفُ الدُّفِّ: صوتُه. و‌فی حدیث عمر: أَنه مرَّ بعَزْف دُفٍّ فقال: ما هذا؟ قالوا: خِتان، فسكت؛ العَزْفُ: اللَّعِبُ بالمَعازِف، و هی الدُّفُوف و غیرها مما یُضرب؛ قال الراجز: للخَوْتَعِ الأَزرَقِ فیها صاهلْ، عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ و الجلاجِلْ و كل لَعِب عَزْفٌ. و‌فی حدیث أُم زَرْع: إذا سَمِعْنَ صوتَ المعازِف أَیْقَنَّ أَنهنَّ هَوالِكُ.و العَازِفُ: اللاعِبُ بها و المُغَنی، و قد عَزَفَ عَزْفاً. و‌فی الحدیث: أَنَّ جارِیَتَین كانتا تُغَنِّیان بما تَعَازَفَت الأَنصار یوم بُعاثَ‌أَی بما تناشدت من الأَراجیز فیه، و هو من العَزِیف الصوْت، و روی بالراء، أَی تَفاخَرَتْ، و یروی تَقاذفَت و تَقارَفَت. و عَزَفتِ الجنُّ تَعزِفُ عَزْفاً و عَزِیفاً: صوَتت و لَعِبَت؛ قال ذو الرمة: عَزِیف كتَضْرابِ المُغَنِّین بالطَّبْل و رجل عَزُوفٌ عن اللَّهْو إذا لم یَشْتَهه، و عَزُوف عن النساء إذا لم یَصْبُ إلیهنَّ؛ قال الفرزدق یُخاطب نفسه: عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، و ما كِدْتَ تَعْزِفُ، و أَنْكَرْتَ مِن حَدْراء ما كنتَ تعرِفُ و قول ملیح: هِرْكَوْلة لیسَتْ من العَشانِقِ. و لا العَزِیفاتِ و لا المَعانِقِ و عَزَفَتِ القوْسُ عَزْفاً و عَزِیفاً: صوَّتت؛ عن أَبی حنیفة. و العَزِیفُ: صوت الرِّمال إذا هَبَّت بها الرِّیاح. و عَزْفُ الرِّیاح: أَصواتها. و أَعزَفَ: سمع عَزیفَ الرِّیاح و الرِّمال. و عَزِیفُ الریاحِ: ما یسمع من دوِیِّها. و العَزْفُ و العَزِیفُ: صوت فی الرمل لا یُدْرَی ما هو، و قیل: هو وُقوعُ بعضِه علی بعض. و رمل عَازِف و عَزَّاف: مُصوِّت، و العرب تجعل العَزِیف أَصوات الجِنّ؛ و فی ذلك یقول قائلهم: و إنی لأَجْتابُ الفَلاةَ، و بَینها عَوازِفُ جِنّانٍ، و هامٌ صَواخِدُ و هو العزفُ أَیضاً. و قد عَزَفَتِ الجنّ تَعْزِفُ، بالكسر، عَزِیفاً. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: كانت الجنُّ تَعزِفُ اللیلَ كلّه بین الصَّفا و المروة؛ عَزِیفُ الجنّ: جَرْسُ أَصواتها، و قیل: هو صوت یسمع باللیل كالطبل، و قیل: هو صوت الرِّیاح فی الجوِّ فتَوهَّمَه أَهل البادیة صوتَ الجنّ. و العَزَّاف: رمل لبنی سعد صفة غالبة مشتق من ذلك و یسمی أَبْرَقَ العَزَّاف. و سَحاب عَزَّاف: یُسمع منه عَزِیفُ الرَّعْد و هو دَوِیُّه؛ و أَنشد الأَصمعی لجَندل بن المُثَنَّی:
لسان العرب، ج‌9، ص: 245
یا رَبُّ رَبَّ المُسلِمِین بالسُّوَرْ، لا تَسْقِه صَیِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ قال: و مطَر عزَّاف مُجَلْجِل، و روی الفارسی هذا البیت … عَزَّاف …، بالزای، و روایة ابن السكیت … غَرّاف … و عَزَفَت نفسی عن الشی‌ء تَعْزِفُ و تَعْزُف عَزْفاً و عُزُوفاً: تركَتْه بعد إعْجابها و زَهِدَتْ فیه و انْصرفت عنه. و عَزَفَت نفْسُه أَی سَلَتْ، و‌فی حدیث حارثةَ: عَزَفَتْ نفسِی عن الدُّنیا‌أَی عافتْها و كَرِهَتها، و‌یروی عَزَفْتُ، بضم التاء، أَی منعتُها و صَرَفْتها؛ و قولُ أَمیة بن أَبی عائذ الهذلی: و قِدْماً تَعَلَّقْتُ أُمَّ الصَّبِیِّ مِنِّی علی عُزُفٍ و اكْتِهال أَراد عُزوف فحذف. و العَزُوف: الذی لا یكاد یَثْبُت علی خُلَّة؛ قال: أَ لم تَعْلَمِی أَنی عَزُوفٌ علی الهَوی، إذا صاحبی فی غیر شی‌ء تَعَصَّبا؟ و اعْزَوْزَفَ للشرِّ: تهیّأَ؛ عن اللحیانی. و العزَّافُ: جبَل من جِبال الدَّهْناء. و العُزْف: الحمام الطُّورانِیَّة فی قول الشماخ: حتی استَغاثَ بأَحْوَی فَوْقَه حُبُكٌ، یَدْعُو هَدیلًا به العُزْفُ العَزاهِیلُ و هی المُهْمَلةُ. و العُزْف: التی لها صوت و هَدیر.

عسف؛ ج9، ص: 245

: العَسْفُ: السَّیر بغیر هدایة و الأَخْذُ علی غیر الطریق، و كذلك التَّعَسُّفُ و الاعْتِسافُ، و العَسْف: رُكوب المَفازَةِ و قطْعُها بغیر قَصْد و لا هِدایة و لا تَوَخِّی صَوْب و لا طَریق مَسْلوك. یقال: اعْتسف الطریقَ اعتِسافاً إذا قَطَعَه دون صوْب تَوَخّاه فأَصابه. و التَّعْسِیفُ: السَّیْرُ علی غیر عَلَم و لا أَثرٍ. و عَسَفَ المَفازةَ: قَطَعَها كذلك؛ و منه قیل: رجل عَسُوفٌ إذا لم یَقْصِد قصد الحقِّ؛ و قول كثیِّر: عَسُوف بأَجْواز الفَلا حِمْیَریّة العَسُوف: التی تمرّ علی غیر هدایة فتركب رأْسها فی السیر و لا یَثْنیها شی‌ء. و العَسْفُ: ركوب الأَمر بلا تدبیر و لا رَویّة، عَسَفَه یَعْسِفُه عَسْفاً و تَعَسَّفَه و اعْتَسَفه؛ قال ذو الرمة: قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُه فی ظِلِّ أَغْضَفَ، یَدْعُو هامَه البُومُ و یروی: فی ظل أَخْضَر …، و أَنشد ابن الأَعرابی: و عَسَفَتْ مَعاطِناً لم تَدْثُر مدح إبلًا فقال: إذا ثبتت ثَفناتُها فی الأَرض بَقِیَت آثارُها فیها ظاهرة لم تدْثُر، قال: و قیل ترد الظِّم‌ء الثانی، و أَثَرُ ثفناتها الأَوَّل فی الأَرض و مَعاطِنُها لم تدْثُر؛ و قال ذو الرمة: ورَدْتُ اعْتِسافاً، و الثُّرَیّا كأَنها، علی هامةِ الرأْس، ابن ماءٍ مُحَلِّقُ و قال أَیضاً: یَعْتَسِفانِ اللیلَ ذا الحُیودِ أَمّاً بكلِّ كوْكَبٍ حَریدِ «2» و عَسَفَ فلان فلاناً عَسْفاً: ظلَمه. و عَسَفَ السلطانُ
(2). قوله [الحیود] كذا فی الأصل هنا، و تقدم للمؤلف فی مادة حرد: السدود.
لسان العرب، ج‌9، ص: 246
یَعْسِفُ و اعْتَسَفَ و تَعَسَّفَ: ظلَم، و هو من ذلك. و‌فی الحدیث: لا تبلُغ شفاعتی إماماً عَسُوفاً‌أَی جائراً ظلُوماً. و العَسْف فی الأَصل: أَن یأْخذ المسافر علی غیر طریق و لا جادّة و لا عَلَم فنقل إلی الظُّلم و الجَوْر. و تعسَّف فلان فلاناً إذا ركبه بالظلم و لم یُنْصِفه. و رجل عَسُوف إذا كان ظلوماً. و العَسِیفُ: الأَجیرُ المُسْتهانُ به. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: أَن رجلًا جاء إلی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: إنَّ ابْنی كان عَسِیفاً علی رجل كان معه و إنه زنی بامرأَته، أَی كان أَجیراً. و العُسَفاء: الأُجَراء، و قیل: العَسِیفُ الممْلوك المُسْتهان به؛ قال نبیه بن الحجّاج: أَطَعْتُ النفْسَ فی الشَّهَواتِ حتی أَعادَتْنی عَسِیفاً، عَبدَ عَبْدِ و یروی: أَطعت العِرْس …، و هو فَعِیل بمعنی مفعول كأَسیر أَو بمعنی فاعل كعلیم من العَسْف الجَوْر و الكفایة. یقال: هو یَعْسِفُهم أَی یَكْفِیهم. و كم أَعْسِفُ علیك أَی كم أَعْمَل لك، و قیل: كل خادم عَسِیف. و‌فی الحدیث: لا تقتلوا عَسِیفاً و لا أَسیفاً.و الأَسِیفُ: العَبْدُ، و قیل: الشیخ الفانی، و قیل: هو الذی تشتریه بمالِه، و الجمع عُسَفاء علی القیاس، و عِسَفةٌ علی غیر القیاس. و‌فی الحدیث: أَنه بَعث سَرِیّة فنَهی عن قتل العُسَفاء و الوُصَفاء، و یروی الأُسَفاء.و اعْتَسَفَه: اتّخَذه عَسِیفاً. و عَسَفَ البعیرُ یَعْسِفُ عَسْفاً و عُسُوفاً: أَشرف علی الموت من الغُدّة، فهو عَاسِف، و قیل: العَسْف أَن یَتَنَفّس حتی تَقْمُصَ حَنْجَرتُه أَی تَنْتفخ؛ و أَما قول أَبی وجْزة السعْدیّ: و اسْتَیْقَنَت أَنّ الصَّلِیفَ مُنْعَسِفْ فهو من عَسْفِ الحَنْجرة إذا قَمَصَت للموت. و أَعْسَف الرجلُ إذا أَخذ بعیرَه العَسْفُ، و هو نفَسُ الموت؛ و ناقة عاسِفٌ، بغیر هاء: أَصابها ذلك. و العُسَاف للإِبل: كالنِّزاع للإِنسان. قال الأَصمعی: قلت لرجل من أهل البادیة: ما العُسَاف؟ قال: حین تَقمُص حَنجرتُه أَی ترجف من النفَس؛ قال عامر بن الطفیل فی قُرْزُل یوم الرَّقَم: و نِعْم أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه بتَضْرُعَ، یَمْری بالیدینِ و یَعْسِف و أَعْسَفَ الرجلُ إذا أَخذ غلامَه بعمَل شدید، و أَعْسَفَ إذا سار باللیل خَبطَ عَشْواء. و العَسْفُ: القَدَحُ الضخْم. و العُسُوفُ: الأَقْداح الكِبار. و عُسْفانُ: موضع و قد ذكر فی الحدیث؛ قال ابن الأَثیر: هی قَرْیة جامعة بین مكة و المدینة، و قیل: هی مَنْهلة من مَناهِل الطریق بین الجُحفة و مكة؛ قال الشاعر: یا خَلِیلَیَّ ارْبَعا و اسْتَخْبِرا رَسْماً بعُسْفَانْ و العَسّاف: اسم رجل.

عسقف؛ ج9، ص: 246

: العَسْقَفَةُ: نَقِیضُ البكاء، و قیل: هو جُمود العین عن البكاء إذ أَراده أو هَمَّ به فلم یقدر علیه، و قیل: بكی فلان و عَسْقَفَ فلان إذا جَمَدَت عینُه فلم یَقدِر علی البكاء.

عشف؛ ج9، ص: 246

: ابن الأَعرابی: العُشُوف الشجرة الیابسة. و یقال للبعیر إذا جی‌ء به أَوَّل ما یُجاء به لا یأْكل القَتَّ و لا النَّوی: إنه لمُعْشِف، و المُعْشِف: الذی عرِض علیه ما لم یكن یأْكل فلم یأْكله. و أَكلْت طَعاماً فأَعْشَفْت عنه و لم یَهْنَأْنی، و إنی
لسان العرب، ج‌9، ص: 247
لأَعْشِفُ هذا الطعام أَی أَقْذَرُه و أَكرهه. و و اللّه ما یُعْشَفُ لی الأَمْر القَبیح أَی ما یُعْرَفُ لی؛ و قد رَكِبْتَ أَمراً ما كان یُعْشَفُ لك أَی ما كان یُعْرَفُ لك.

عصف؛ ج9، ص: 247

: العَصْفُ و العَصْفَة و العَصِیفَة و العُصَافَة؛ عن اللحیانی: ما كان علی ساق الزرع من الورق الذی یَیْبَسُ فَیَتَفَتَّتُ، و قیل: هو ورقه من غیر أَن یُعَیَّن بیُبْس و لا غیره، و قیل: ورقه و ما لا یؤكل. و فی التنزیل: وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحٰانُ؛ یعنی بالعَصْف ورق الزرع و ما لا یؤكل منه، و أَمّا الرَّیْحٰانُ فالرزق و ما أُكل منه، و قیل: العَصف و العَصِیفةُ و العُصافة التّبْن، و قیل: هو ما علی حبّ الحِنطة و نحوها من قُشور التبن. و قال النضر: العَصْف القَصِیل، و قیل: العصف بقل الزرع لأَن العرب تقول خرجنا نَعْصِفُ الزرع إذا قطعوا منه شیئاً قبل إدْراكه فذلك العَصْفُ. و العَصْفُ و العَصِیفَةُ: ورق السُّنْبُل. و قال بعضهم: ذُو الْعَصْفِ، یرید المأْكول من الحبّ، و الرَّیْحٰانُ الصحیح الذی یؤكل، و العصْفُ و العَصِیف: ما قُطِع منه، و قیل: هما ورق الزرع الذی یمیل فی أَسفله فتَجُزّه لیكون أَخفّ له، و قیل: العصْفُ ما جُزَّ من ورق الزرع و هو رَطْب فأُكل. و العَصِیفَةُ: الورق المُجْتَمِع الذی یكون فیه السنبل. و العَصف: السُّنْبل، و جمعه عُصُوف. و أَعْصَفَ الزرعُ: طال عَصْفُه. و العَصِیفةُ: رؤوس سنبل الحِنْطة. و العصف و العَصِیفة: الورق الذی یَنْفَتح عن الثمرة و العُصَافة: ما سقط من السنبل كالتبن و نحوه. أَبو العباس: العَصْفانِ التِّبْنانِ، و العُصُوفُ الأَتْبانُ. قال أَبو عبیدة: العصف الذی یُعصف من الزرع فیؤكل، و هو العَصِیفَة؛ و أَنشد لعَلْقَمة بن عَبْدَة: تَسقِی مذانِبَ قد مالَتْ عَصِیفَتُها و یروی: … زالت عصیفتها أَی جُزَّ ثم یسقی لیعود ورقه. و یقال: أَعْصَفَ الزرع حان أَن یجزَّ. و عَصَفْنَا الزرع نَعْصِفُه أَی جززنا ورقه الذی یمیل فی أَسفله لیكون أخف للزرع، و قیل: جَزَزْنا ورقه قبل أَن یُدْرِك، و إن لم یُفعل مالَ بالزرع، و ذكر اللّه تعالی فی أَول هذه السورة ما دلَّ علی وحدانیته من خَلْقِه الإِنسان و تَعْلِیمه البیانَ، و من خلق الشمس و القمر و السماء و الأَرض و ما أَنبت فیها من رزقِ من خلق فیها من إنسیّ و بهیمة، تبارك اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِینَ. و اسْتَعْصَفَ الزرعُ: قَصَّب. و عَصَفَه یَعْصِفُه عَصْفاً: صرمَه من أَقْصابه. و قوله تعالی كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، له معنیان: أَحدهما أَنه جعل أَصحاب الفیل كورق أُخذ ما فیه من الحبّ و بقی هو لا حب فیه، و الآخر أَنه أَراد أَنه جعلهم كعصف قد أَكله البهائم. و‌روی عن سعید بن جبیر أَنه قال فی قوله تعالی كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، قال: هو الهَبُّور‌و هو الشعیر النابت، بالنبطیة. و قال أَبو العباس فی قوله كَعَصْفٍ قال: یقال فلان یَعْتَصِفُ إذا طلب الرزق، و‌روی عن الحسن أَنه الزرع الذی أُكل حبه و بقی تِبْنه؛ و أَنشد أَبو العباس محمد بن یزید: فصُیِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأْكولْ أَراد مثل عصف مأْكول، فزاد الكاف لتأْكید الشبه كما أَكده بزیادة الكاف فی قوله تعالی: لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ، إلا أنه فی الآیة أَدخل الحرف علی الاسم و هو سائغ، و فی البیت أَدخل الاسم و هو مثل علی الحرف و هو الكاف، فإن قال قائل بما ذا جُرَّ عَصْف أَ بالكاف التی تُجاوِرُه أَم بإضافة مثل إلیه علی أَنه فصل بین المضاف و المضاف إلیه؟ فالجواب أَن العصف فی البیت لا یجوز
لسان العرب، ج‌9، ص: 248
أَن یكون مجروراً بغیر الكاف و إن كانت زائدة، یدُلّك علی ذلك أَن الكاف فی كل موضع تقع فیه زائدة لا تكون إلا جارَّة كما أَنَّ من و جمیع حروف الجرّ فی أَی موضع وقَعْن زوائد فلا بد من أَن یجررن ما بعدهن، كقولك ما جاءنی من أَحد و لست بقائم، فكذلك الكاف فی كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ هی الجارَّة للعصف و إن كانت زائدة علی ما تقدَّم، فإن قال قائل: فمن أَیْنَ جاز للاسم أَن یدخل علی الحرف فی قوله … مثل كعصف مأْكول؟ فالجواب أَنه إنما جاز ذلك لما بین الكاف و مثل من المُضارَعة فی المعنی، فكما جاز لهم أَن یُدخلوا الكاف علی الكاف فی قوله: و صالِیاتٍ كَكما یُؤَثْفَینْ لمشابهته لمثل حتی كأَنه قال كمثل ما یؤثفین كذلك أَدخلوا أَیضاً مثلًا علی الكاف فی قوله مثل كعصف، و جعلوا ذلك تنبیهاً علی قوَّة الشبه بین الكاف و مثل. و مَكان مُعْصِفٌ: كثیر الزرع، و قیل: كثیر التبن؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد: إذا جُمادَی مَنَعَت قَطْرها، زانَ جَنابی عَطَنٌ مُعْصِفُ «1» هكذا رواه، و روایتنا … مُغْضِف، بالضاد المعجمة، و نسب الجوهری هذا البیت لأَبی قیس بن الأَسلت الأَنصاری؛ قال ابن بری: هو لأُحَیْحةَ بن الجُلاح لا لأَبی قیس. و عَصَفَتِ الرِّیحُ تَعْصِفُ عَصْفاً و عُصُوفاً، و هی ریح عَاصِف و عَاصِفَةٌ و مُعْصِفَة و عَصُوف، و أَعْصفت، فی لغة أَسد، و هی مُعصِف من ریاح مَعاصِفَ و مَعاصِیفَ إذا اشتدَّت، و العُصوف للرِّیاح. و فی التنزیل: فَالْعٰاصِفٰاتِ عَصْفاً، یعنی الریاح، و الرّیحُ تَعْصِفُ ما مَرَّت علیه من جَوَلان التراب تمضی به، و قد قیل: إن العَصْف الذی هو التِّبْن مشتق منه لأَن الریح تعصف به؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بقوی. و‌فی الحدیث: كان إذا عَصَفَتِ الریحُ‌أَی إذا اشتدَّ هُبوبُها. و ریح عَاصِف: شدیدة الهُبوب. و العُصَافَةُ: ما عَصَفَت به الریح علی لفظ عُصافة السُّنْبُل. و قال الفراء فی قوله تعالی: أَعْمٰالُهُمْ كَرَمٰادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّیحُ فِی یَوْمٍ عٰاصِفٍ، قال: فجعل العُصوف تابعاً للیوم فی إعرابه، و إنما العُصُوف للریاح، قال: و ذلك جائز علی جهتین: إحداهما أَن العُصُوف و إن كان للریح فإن الیوم قد یوصف به لأَن الریح تكون فیه، فجاز أَن یقال یوم عاصف كما یقال یوم بارد و یوم حارّ و البرد و الحرّ فیهما، و الوجه الآخر أَن یرید فی یوم عَاصِف الریحِ فتحذف الریح لأَنها قد ذكرت فی أَوَّل كلمة كما قال: إذا جاء یومٌ مُظْلِمُ الشمسِ كاسِفُ یرید كاسِف الشمس فحذفه لأَنه قدم ذكره. و قال الجوهری: یوم عَاصِف أَی تَعْصِف فیه الریح، و هو فاعل بمعنی مفعول فیه، مثل قولهم لَیْلٌ نائمٌ و هَمٌّ ناصبٌ، و جمع العَاصِف عَوَاصِفُ. و المُعْصِفاتُ: الرِّیاحُ التی تُثیر السَّحاب و الوَرَق و عَصْفَ الزَّرعِ. و العَصْفُ و التعصُّف: السُّرعة، علی التشبیه بذلك. و أَعْصَفَتِ الناقةُ فی السیر: أَسْرَعتْ، فهی مُعْصفة؛ و أَنشد: و من كلِّ مِسْحاجٍ، إذا ابْتَلَّ لِیتُها، تَخَلَّبَ منها ثائبٌ مُتَعَصِّفُ
(1). قوله [جنابی] بالجیم مفتوحة و بالباء هو الفناء و عطن بالنون، و تقدم البیت فی مادة جمد بلفظ زان جنانی جمع الجنة، و لعلّ الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 249
یعنی العَرَق. و أَعْصَفَ الفَرسُ إذا مرَّ مرّاً سَریعاً، لغة فی أَحْصَف. و حكی أَبو عبیدة: أَعْصَف الرجل أَی هَلَك. و العَصیفةُ: الوَرقُ المجتمع الذی یكون فیه السُّنْبُل. و العَصُوف: السریعة من الإِبل. قال شمر: ناقة عَاصِف و عَصُوفٌ سریعة؛ قال الشمَّاخ: فأَضْحَت بصَحْراء البَسِیطةِ عاصفاً، تُوالی الحَصی سُمْرَ العُجایاتِ مُجْمِرَا و تُجْمَعُ الناقةُ العَصوفُ عُصُفاً؛ قال رؤبة: بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ یعنی الأَمعاء. و قال النضر: إعْصَافُ الإِبل اسْتِدارتها حول البِئر حِرْصاً علی الماء و هی تطحنُ التراب حوله و تُثِیره. و نَعامة عَصُوفٌ: سریعة، و كذلك الناقة، و هی التی تَعْصِفُ براكبها فتَمضی به. و الإِعصَاف: الإِهْلاك. و أَعْصَف الرجلُ: هلَك. و الحَرب تَعْصِف بالقوم: تَذهَب بهم و تُهْلِكُهم؛ قال الأَعشی: فی فَیْلَقٍ جَأْواء مَلْمُومةٍ تَعْصِف بالدَّارِعِ و الحاسِر أَی تُهْلِكهما. و أَعْصَفَ الرجلُ: جار عن الطریق. قال المُفَضَّل: إذا رمی الرجل غَرَضاً فصاف نبلُه قیل إن سهمك لعاصِفٌ، قال: و كلُّ مائل عَاصِفٌ؛ و قال كثِّیر: فَمَرّت بلَیْلٍ، و هی شَدْفاء عَاصِفٌ بمُنْخَرَقِ الدَّوداة، مَرَّ الخَفَیدَدِ «2» قال اللحیانی: هو یَعْصِفُ و یَعْتَصِفُ و یَصْرِفُ و یَصْطَرِف أَی یكسب. و عَصَفَ یَعْصِفُ عَصْفاً و اعتَصَفَ: كسَب و طلَب و احْتالَ، و قیل: هو كَسْبُه لأَهله. و العَصْفُ: الكسب؛ و منه قول العجاج: قد یَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافی، بغَیر ما عَصْفٍ و لا اصْطِرافِ و العُصُوفُ: الكَدُّ «3». و العُصُوفُ: الخُمور.

عطف؛ ج9، ص: 249

: عَطَفَ یَعْطِفُ عَطْفاً: انصرفَ. و رجل عَطوف و عَطَّاف: یَحْمِی المُنْهَزِمین. و عَطَفَ علیه یَعْطِفُ عَطَفاً: رجع علیه بما یكره أَو له بما یرید. و تَعَطَّفَ علیه: وصَلَه و برَّه. و تعطَّف علی رَحِمه: رَقَّ لها. و العاطِفةُ: الرَّحِم، صفة غالبة. و رجل عَاطِف و عَطُوف: عائد بفضله حَسَنُ الخُلُق. قال اللیث: العَطَّاف الرجل الحسَن الخُلُق العطوف علی الناس بفضله؛ و قول مُزاحم العُقَیْلی أَنشده ابن الأَعرابی: وجْدِی به وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه بنَخْلةَ، لم تَعْطِفْ علیه العواطِفُ لم یفسر العواطف، و عندی أَنه یرید الأَقْدار العَواطِفَ علی الإِنسان بما یُحِبُّ. و عَطَفْت علیه: أَشْفَقْت. یقال: ما یَثْنینی علیك عاطِفةٌ من رَحِم و لا قَرابة. و تَعَطَّفَ علیه: أَشْفَقَ. و تَعَاطَفُوا أَی عطَف بعضهم علی بعض. و اسْتَعطَفَه فعَطَفَ. و عَطَفَ الشی‌ءَ یَعْطِفُه عَطْفاً و عُطُوفاً فانعطَفَ و عطَّفه فتعطَّف: حَناه و أَمالَه، شدِّد للكثرة.
(2). قوله [الدوداة] كذا بالأصل مضبوطاً و مثله شرح القاموس، و هی الجلبة و الأَرجوحة كما فی القاموس و غیره. و فی معجم یاقوت: الدوداء، بالمدّ، موضع قرب المدینة انتهی. و شكلت الدوداء فیه بالضم. (3). قوله [و العصوف الكد] عبارة القاموس و شرحه: قال ابن الأعرابی: العصوف الكدرة، هكذا فی سائر النسخ، و فی العباب: الكدر، و فی اللسان: الكد.
لسان العرب، ج‌9، ص: 250
و یقال: عطفْت رأْس الخشَبة فانْعطفَ أَی حَنَیْتُه فانْحنی. و عطفْت أَی مِلْت. و العَطائف: القِسِیُّ، واحدتها عَطِیفةٌ كما سَمَّوْها حَنِیّة. و جمعها حَنیٌّ. و قوس عَطوفٌ و مُعطَّفةٌ: مَعْطوفةُ إحدی السِّیَتَین علی الأُخری. و العطیفةُ و العِطَافَةُ: القوس؛ قال ذو الرمة فی العَطائف: و أَشْقَرَ بَلَّی وَشْیَه خَفَقانُه، علی البِیضِ فی أَغمادِها و العَطائِفِ یعنی بُرْداً یُظَلَّل به، و البیضُ: السُّیوف، و قد عَطَفَها یَعْطِفُها. و قوس عَطْفَی: مَعْطوفة؛ قال أُسامةُ الهذلی: فَمَدَّ ذِراعَیْه و أَجْنَأَ صُلْبَه، و فَرَّجَها عَطْفَی مَرِیرٌ مُلاكِدُ «1» و كل ذلك لتَعَطُّفِها و انحِنائها، و قِسِیٌّ مُعطَّفة و لقاح مُعطَّفة، و ربما عَطَفُوا عِدَّة ذود علی فصیل واحد فاحْتَلَبُوا أَلْبانهن علی ذلك لیَدْرِرْن. قال الجوهری: و القوس المعْطوفة هی هذه العربیة. و مُنْعَطَفُ الوادی: مُنْعَرَجُه و مُنْحَناه؛ و قول ساعدة بن جؤیة: من كلِّ مُعْنِقةٍ و كلِّ عِطافةٍ مِنها، یُصَدِّقُها ثَوابٌ یَزْعَب یعنی بعِطافة هنا مُنْحَنًی، یصف صخرة طویلة فیها نحْل. و شاة عاطفة بیِّنةُ العُطوف و العَطْف: تَثنی عُنقها لغیر علة. و‌فی حدیث الزكاة: لیس فیها عَطْفاء‌أَی مُلْتَوِیةُ القرن و هی نحو العَقْصاء. و ظَبْیة عاطِفٌ: تَعْطِفُ عنقها إذا رَبَضَت، و كذلك الحاقِفُ من الظِّباء. و تعاطَف فی مَشْیه: تَثنَّی. یقال: فلان یَتَعَاطَفُ فی مِشْیته بمنزلة یتَهادی و یَتمایلُ من الخُیلاء و التبَخْتُر. و العَطَفُ: انثِناء الأَشْفار؛ عن كراع، و الغین المعجمة أَعلی. و‌فی حدیث أُمّ مَعْبَد: و فی أَشفاره عَطَفٌ‌أَی طول كأَنه طال و انعطَف، و روی الحدیث أَیضاً بالغین المعجمة. و عَطَفَ الناقةَ علی الحُوار و البوّ: ظأَرَها. و ناقة عَطُوفٌ: عاطِفةٌ، و الجمع عُطُفٌ. قال الأَزهری: ناقة عَطُوف إذا عُطِفَت علی بَوٍّ فرَئمَتْه. و العَطُوف: المُحِبَّة لزوجها. و امرأَة عَطِیفٌ: هَیِّنة لیّنة ذَلول مِطْواع لا كِبر لها، و إذا قلت امرأَة عَطُوف، فهی الحانیةُ علی ولدها، و كذلك رجل عَطوف. و یقال: عَطَفَ فلان إلی ناحیة كذا یَعْطِفُ عَطْفاً إذا مال إلیه و انعطف نحوه. و عَطَفَ رأْسَ بعیره إلیه إذا عاجَه عَطْفاً. و عَطَفَ اللّه تعالی بقلب السلطان علی رَعِیّته إذا جعله عاطفاً رَحِیماً. و عَطَفَ الرجل وِساده إذا ثناه لیرْتَفِقَ علیه و یَتّكِئ؛ قال لبید: و مَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَی، عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ و العَطُوفُ و العَاطُوفُ و بعض یقول العأْطُوف: مِصْیَدةٌ فیها خشبة مَعطوفة الرأْس، سمیت بذلك لانعطاف خشبتها. و العَطْفَةُ: خَرَزَة یُعَطِّفُ بها النساء الرجالَ، و أَری اللحیانی حكی العِطْفَةَ، بالكسر. و العِطْفُ: المَنْكِب. قال الأَزهری: مَنكِب الرجل عِطْفُهُ، و إبْطُه عِطْفُهُ. و العُطُوف: الآباطُ. و عِطْفَا الرجل و الدابة: جانباه عن یمین و شمال و شِقَّاه من لَدُنْ رأْسه إلی وَرِكه، و الجمع أَعْطَاف و عِطاف و عُطُوف. و عِطْفا كل شی‌ء:
(1). قوله [مریر إلخ] أنشده المؤلف فی مادة لكد ممرّ و ضبطناه و ما بعده هناك بالجر و الصواب رفعهما.
لسان العرب، ج‌9، ص: 251
جانباه. و عَطَفَ علیه أَی كَرَّ؛ و أَنشد الجوهری لأَبی وجزة: العَاطِفُون، تَحِینَ ما من عَاطِفٍ، و المُطْعِمُون، زَمان أَیْنَ المُطْعِمُ؟ قال ابن بری: ترتیب إنشاد هذا الشعر: العَاطِفُون، تَحِینَ ما من عَاطِفٍ، و المُنْعِمُون یداً، إذا ما أَنْعَمُوا و اللَّاحِقُون جِفانَهم قَمعَ الذُّرَی، و المُطْعِمُون، زمان أَینَ المُطعِمُ؟ و ثنَی عِطْفَه: أَعْرض. و مرَّ ثانیَ عِطْفِه أَی رَخِیَّ البالِ. و فی التنزیل: ثٰانِیَ عِطْفِهِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللّٰهِ؛ قال الأَزهری: جاء فی التفسیر أَن معناه لاوِیاً عُنقَه، و هذا یوصف به المتكبِّر، فالمعنی وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یُجٰادِلُ فِی اللّٰهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ ثانیاً عِطْفَه أَی متكبراً، و نَصْبُ ثٰانِیَ عِطْفِهِ علی الحال، و معناه التنوین كقوله تعالی: هَدْیاً بٰالِغَ الْكَعْبَةِ؛ أَی بالِغاً الكعبةَ؛ و قال أَبو سهم الهذلی یصف حِماراً: یُعالِج بالعِطْفَینِ شَأْواً كأَنه حَریقٌ، أُشِیعَتْه الأَباءَةُ حاصِدُ أَراد أُشِیعَ فی الأَباءة فحذف الحرف و قلَب. و حاصِدٌ أَی یَحْصِدُ [یَحْصُدُ الأَباءة بإِحْراقه إیاها. و مرَّ ینظُر فی عِطفَیْه إذا مرَّ مُعجَباً. و العِطَافُ: الإِزار. و العِطَافُ: الرِّداء، و الجمع عُطُفٌ و أَعْطِفَة، و كذلك المِعْطَفُ و هو مثل مِئْزَر و إِزَار و مِلْحَف و لِحَاف و مِسْرَد و سِرادٍ، و كذلك مِعْطَف و عِطَافٌ، و قیل: المَعَاطِفُ الأَرْدِیَةُ لا واحد لها، و اعْتَطَفَ بها و تَعَطَّفَ: ارْتدی. و سمی الرِّداء عِطَافاً لوقُوعه علی عِطْفَی الرّجل، و هما ناحیتا عنقه. و‌فی الحدیث: سُبحان مَن تَعَطَّفَ بالعِزِّ و قال به، و معناه سبحان من تَرَدَّی بالعز؛ و التَّعَطُّفُ فی حقِّ اللّه مَجازٌ یُراد به الاتّصاف كأَنَّ العز شَمِله شُمولَ الرِّداء؛ هذا قول ابن الأَثیر، و لا یعجبنی قوله كأَنّ العز شَمله شمولَ الرِّداء، و اللّه تعالی یشمل كل شی‌ء؛ و قال الأَزهری: المراد به عز اللّه و جَماله و جَلاله، و العرب تضع الرِّداء موضع البَهْجة و الحُسن و تَضَعُه موضع النَّعْمة و البهاء. و العُطُوفُ: الأَرْدِیةُ. و‌فی حدیث الاستسقاء: حَوَّل رِداءه و جعل عِطَافَه الأَیمنَ علی عاتقه الأَیسر؛ قال ابن الأَثیر: إنما أَضاف العِطَاف إلی الرِّداء لأَنه أَراد أَحد شِقَّی العِطَاف، فالهاء ضمیر الرداء، و یجوز أَن یكون للرجل، و یرید بالعِطَافِ جانبَ ردائه الأَیمن؛ و منه‌حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: خرج مُتَلَفِّعاً بعِطَاف.و‌فی حدیث عائشة: فناولتها عِطَافاً كان علیَّ فرأَت فیه تَصْلِیباً فقالت: نَحِّیه عنّی.و العِطَاف: السیف لأَن العرب تسمیه رداء؛ قال: و لا مالَ لی إلا عِطَافٌ و مِدْرَعٌ، لكم طَرَفٌ منه حَدیدٌ، و لی طَرَفْ الطَّرَفْ الأَوَّلُ: حَدُّه الذی یُضرب به، و الطرَف الثانی: مَقْبِضُه؛ و قال آخر: لا مالَ إلا العِطَافُ، تُؤْزِرهُ أُمُّ ثلاثین و ابنةُ الجَبَلِ لا یَرْتَقی النَّزُّ فی ذَلاذِلِه، و لا یُعَدِّی نَعْلَیْه مِنْ بَلَلِ عُصْرَتُه نُطْفةٌ، تَضَمَّنَها لِصْبٌ تَلَقَّی مَواقِعَ السَّبَلِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 252
أَو وَجْبةٌ مِن جَناةِ أَشْكَلةٍ، إن لم یُرِعْها بالماء لم تُنَلِ قال ثعلب: هذا وصَف صُعْلوكاً فقال لا مالَ له إلا العِطَافُ، و هو السیف، و أُم ثلاثین: كنانة فیها ثلاثون سهماً، و ابنةُ الجبل: قَوسُ نَبْعةٍ فی جبل و هو أَصْلَبُ لعُودها و لا یناله نزٌّ لأَنه یأْوی الجبال، و العُصرة: المَلْجأُ، و النُّطفة: الماء، و اللِّصْب: شَقُّ الجبل، و الوَجْبة: الأَكْلة فی الیوم، و الأَشْكَلة: شجرة. و اعْتَطَفَ الرِّداءَ و السیفَ و القوس؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و مَن یَعْتَطِفْه علی مِئْزرِ، فنِعْم الرِّداء علی المئْزرِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: لَبِسْتَ علیكَ عِطافَ الحَیاء، و جَلَّلَكَ المَجْدُ ثِنْیَ العَلاء إنما عنی به رداء الحَیاء أَو حُلَّته استِعارةً. ابن شمیل: العِطَاف تَرَدِّیك بالثوب علی مَنكِبیك كالذی یفعل الناس فی الحرِّ، و قد تَعَطَّفَ بردائه. و العِطَافُ: الرِّداء و الطَّیْلَسان؛ و كل ثوب تَعَطَّفَه أَی تَردَّی به، فهو عِطَاف. و العَطْفُ: عَطْفُ أَطراف الذَّیْل من الظِّهارة علی البطانة. و العَطَّاف: فی صفة قِداح المَیْسِر، و یقال العَطُوف، و هو الذی یَعْطِفُ علی القداح فیخرج فائزاً؛ قال الهذلی: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّه، خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا و قال القُتیبی فی كتاب المَیْسِر: العَطوف القِدْح الذی لا غُرْم فیه و لا غُنْم له، و هو واحد الأَغْفال الثلاثة فی قِداح المیسر، سمی عَطُوفاً لأَنه فی كل رِبابة یُضرب بها، قال: و قوله قِدحاً واحد فی معنی جمیع؛ و منه قَوله: حتی تَخَضْخَض بالصُّفْنِ السَّبیخ، كما خاضَ القِداحَ قَمِیرٌ طامِع خَصِلُ السَّبِیخُ: ما نَسَل من ریش الطیر التی ترد الماء، و القَمِیرُ: المَقْمُور، و الطامِعُ: الذی یطمع أَن یَعُود إلیه ما قُمِر. و یقال: إنه لیس یكون أَحد أَطمع من مَقْمُور، و خَصِلٌ: كثر خِصال قَمْرِه؛ و أَما قول ابن مقبل: و أَصْفَرَ عَطَّافٍ إذا راحَ رَبُّه، غدا ابْنا عِیانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ فإنه أَراد بالعَطَّاف قِدْحاً یَعْطِف عن مآخِذِ القِداح و ینفرد، و روی عن المؤرّج أَنه قال فی حَلْبة الخیل إذا سُوبق بینها، و فی أَسامیها: هو السابِقُ و المُصَلِّی و المُسَلِّی و المُجَلِّی و التالی و العَاطِفُ و الحَظِیُّ و المؤَمَّلُّ و اللَّطِیمُ و السِّكِّیتُ. قال أَبو عبید: لا یُعرف منها إلا السابق و المصلِّی ثم الثالث و الرابع إلی العاشر، و آخرها السكِّیت و الفِسْكل [الفُسْكل؛ قال الأَزهری: و لم أَجد الروایة ثابتة عن المؤرّج من جهة من یوثق به، قال: فإن صحت الروایة عنه فهو ثقة. و العِطْفَة: شجرة یقال لها العَصْبةُ و قد ذكرت؛ قال الشاعر: تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمی و لَحْمِی، تَلَبُّسَ عِطْفة بفُروع ضالِ
لسان العرب، ج‌9، ص: 253
و قال مرة: العَطَف، بفتح العین و الطاء، نبت یَتَلَوَّی علی الشجر لا ورق له و لا أَفنان، ترعاه البقر خاصة، و هو مُضِرّ بها، و یزعمون أَن بعض عروقه یؤخذ و یُلْوی و یُرْقی و یُطْرَح علی المرأَة الفارك فتُحب زوجها. قال ابن بری: العَطَفَةُ اللبلاب، سمی بذلك لتلویه علی الشجر. قال الأَزهری: العِطْفَةُ و العَطْفَة هی التی تَعَلَّقُ الحَبَلَةُ بها من الشجر، و أَنشد البیت المذكور و قال: قال النضر إنما هی عَطَفَةٌ فخففها لیستقیم له الشعر. أَبو عمرو: من غریب شجر البر العَطَف، واحدتها عَطَفَة. ابن الأَعرابی: یقال تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّریق و عَطْفِه و عَلْبِه و دَعْسِه و قَرْیِه و قارِعَتِه: و عَطَّافٌ و عُطَیْفٌ: اسمان، و الأَعرف غُطَیْف، بالغین المعجمة؛ عن ابن سیدة.

عفف؛ ج9، ص: 253

: العِفّة: الكَفُّ عما لا یَحِلّ و یَجْمُلُ. عَفَّ عن المَحارِم و الأَطْماع الدَّنِیة یَعِفُّ عِفَّةً و عَفّاً و عَفافاً و عَفافة، فهو عَفِیفٌ و عَفٌّ، أَی كَفَّ و تَعَفَّفَ و اسْتَعْفَفَ و أَعَفَّه اللّه. و فی التنزیل: وَ لْیَسْتَعْفِفِ الَّذِینَ لٰا یَجِدُونَ نِكٰاحاً؛ فسَّره ثعلب فقال: لیَضْبِطْ نفسه بمثل الصوم فإنه وِجاء. و‌فی الحدیث: من یَسْتَعْفِف یُعِفّه اللّه؛ الاسْتِعْفاف: طلَبُ العَفَافِ و هو الكَفُّ عن الحرام و السؤال من الناس، أَی من طلب العِفّة و تكلَّفها أَعطاه اللّه إیاها، و قیل: الاسْتِعْفَاف الصبْر و النَّزاهة عن الشی‌ء؛ و منه‌الحدیث: اللهم إنی أَسأَلك العِفَّة و الغِنی، و‌الحدیث الآخر: فإنهم ما علمت أَعِفَّةٌ صُبُر؛ جمع عَفِیف. و رجل عَفٌّ و عَفِیف، و الأُنثی بالهاء، و جمع العَفِیف أَعِفَّة و أَعِفَّاء، و لم یُكَسِّروا العَفَّ، و قیل: العَفِیفَة من النساء السیدة الخَیْرةُ. و امرأَة عَفِیفة: عَفّة الفَرج، و نسوة عَفَائِف، و رجل عَفِیف و عَفٌّ عن المسأَلة و الحِرْصِ، و الجمع كالجمع؛ قال و وصف قوماً: أَعِفَّة الفَقْرِ أَی إذا افتقروا لم یغْشَوُا المسأَلة القبیحة. و قد عَفَّ یَعِفُّ عِفَّة و اسْتَعَفَّ أَی عَفَّ. و فی التنزیل: وَ مَنْ كٰانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ؛ و كذلك تَعَفَّفَ، و تَعَفَّفَ أَی تكلَّف العِفَّة. و عَفَّ و اعْتَفَّ: من العِفَّة؛ قال عمرو بن الأَهتم: إنَّا بَنُو مِنْقَرٍ قومٌ ذَوُو حَسَبٍ، فِینا سَراةُ بَنی سَعْدٍ و نادیها جُرْثُومةٌ أُنُفٌ، یَعْتَفُّ مُقْتِرُها عن الخَبِیثِ، و یُعْطِی الخَیْرَ مُثْریها و عَفیفٌ: اسم رجل منه. و العُفَّةُ و العُفَافَةُ: بقیَّة الرَّمَثِ فی الضَّرْع، و قیل: العُفَافَةُ الرَّمَث یَرْضَعُه الفَصِیلُ. و تَعَفَّفَ الرجل: شرب العُفافة، و قیل: العُفَافَة بقیة اللبن فی الضرع بعد ما یُمتَكُّ أَكثره، قال: و هی العُفَّة أَیضاً. و‌فی الحدیث حدیث المغیرة: لا تُحَرِّمُ العُفَّةُ؛ هی بقیة اللبن فی الضَّرْع بعد أَن یُحْلَب أَكثر ما فیه، و كذلك العُفَافَة، فاستعارها للمرأَة، و هم یقولون العَیْفة؛ قال الأَعشی یصف ظبیة و غزالها: و تَعادی عنه النهارَ، فما تَعْجُوه إلا عُفَافَةٌ أَو فُواقُ نصب النهار علی الظرف، و تَعادی أَی تَباعدُ؛ قال ابن بری: و هذا البیت كذا ورد فی الصحاح و هو فی شعر الأَعشی: ما تعادی عنه النهار، و لا تعجُوه إلا عُفَافَةٌ أَو فُواقُ أَی ما تَجاوزُه و لا تُفارِقُه، و تَعْجُوه تَغْذُوه،
لسان العرب، ج‌9، ص: 254
و الفُواق اجتماع الدِّرّة؛ قال: و مثله للنّمر بن تَوْلَب: بأَغَنَّ طِفْلٍ لا یُصاحِبُ غیره، فله عُفَافَةُ دَرِّها و غِزارُها و قیل: العُفَافَة القلیل من اللبن فی الضرْع قبل نزول الدِّرّة. و یقال: تَعَافَّ ناقتكَ یا هذا أَی احْلُبْها بعد الحلبة الأُولی. و جاء فلان علی عِفَّانِ ذلك، بكسر العین، أَی وقْتِه و أَوانه، لغة فی إفَّانه، و قیل: العُفَافَة أَن تُترك الناقةُ علی الفصیل بعد أَن یَنْقُص ما فی ضرعها فیجتمع له اللبن فُواقاً خفیفاً؛ قال الفراء: العُفَافَة أَن تأْخذ الشی‌ء بعد الشی‌ء فأَنت تَعْتَفُّه. و العَفْعَفُ: ثمر الطلح، و قیل: ثمر العِضاه كلها. و یقال للعجوز: عُفَّة و عُثّة. و العُفَّة: سمكة جَرْداء بیضاء صغیرة إذا طُبِخت فهی كالأَرُزّ فی طعمها.

عقف؛ ج9، ص: 254

: العَقْفُ: العَطْف و التلْوِیةُ. عَقَفَه یَعْقِفُه عَقْفاً و عَقَّفَه و انْعَقَف و تَعَقَّف أَی عطَفَه فانْعَطَفَ. و الأَعْقَفُ: المنْحَنی المُعْوَجّ. و ظبْی أَعْقَفُ: معطوف القُرون. و العَقْفَاء من الشیاه: التی التوی قرْناها علی أُذنیها. و العُقَّافَة: خَشَبة فی رأْسها حُجْنة یُمَدُّ بها الشی‌ء كالمِحْجَن. و العَقْفَاء: حدیدة قد لُوِیَ طَرَفُها. و‌فی حدیث القیامةِ: و علیه حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لها شوكة عَقِیفةٌ‌أَی مَلْوِیَّةٌ كالصِّنَّارة. و‌فی حدیث القاسم بن مُخَیْمِرة: أَنه سُئل عن العُصْرةِ للمرأَة فقال: لا أَعلم رُخِّص فیها إلا للشیخ المَعْقُوفِ‌أَی الذی انْعَقَفَ من شدَّة الكِبَر فانْحنی و اعْوجّ حتی صار كالعُقَّافَةِ، و هی الصَّوْلَجانُ. و العُقَاف: داء یأْخذ الشاة فی قوائمها فتعوَجُّ، و قد عُقِفَتْ، فهی مَعْقُوفَة. و التَّعْقِیفُ: التَّعْویج. و شاة عَاقِفٌ: مَعْقُوفة الرِّجل، و ربما اعْتَری كل الدوابِّ. و الأَعْقَف: الفقیر المحتاج؛ قال: یا أَیُّها الأَعْقَفُ المُزْجِی مَطِیَّتَه، لا نِعْمةً تَبْتَغی عندی و لا نَشَبا و الجمع عُقْفَان. و عُقْفَان: جنس من النمل. و یقال: للنمل جَدّان: فازِرٌ و عُقْفَانُ، ففازِرٌ جَدُّ السُّود، و عُقْفَان جد الحُمْر، و قیل: النمل ثلاثة أَصناف: النمل و الفازِرُ و العُقَیْفَانُ، و العُقَیْفَانُ: الطویلُ القوائم یكون فی المَقابِر و الخَراباتِ؛ و أَنشد: سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَیْفَانُ، فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ قال: و الذَّرّ الذی یكون فی البیوت یؤذی الناس، و الفازِرُ: المُدوَّر الأَسود یكون فی التمر، قال ابن بری: قال دَغْفَلٌ النسَّابة: یُنْسبُ النملُ إلی عُقْفَان و الفازر، فعُقْفَان جد السود، و الفازِر جَدّ الشُّقْر. و عُقْفَانُ: حَیٌّ من خُزاعةَ. و العَقْفَاء و العَقَفُ: ضرب من النبْت. حكی الأَزهری عن اللیث: و العَقْفَاء ضرب من البقول معروف، قال: و الذی أَعرفه فی البقول القَفْعاء، و لا أَعرف العَقْفَاء. و العَیْقُفَانُ: نبت كالعَرْفَجِ له سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء؛ عن أَبی حنیفة. و قال مرة: العُقَیْفَاء نبْتة ورقها مثل ورق السَّذاب لها زهْرة حمراء و ثمرة عَقْفَاء كأَنها شِصٌّ فیها حَبٌّ، و هی تقتل الشاء و لا تضر الإِبل؛ قال الجوهری: و أَما قول حمید بن ثَوْر الهِلالی: كأَنه عَقْفٌ تَوَلَّی یَهْرُبُ، من أَكْلُب یَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ فیقال: هو الثعلب؛ قال ابن بری: و هذا الرجز
لسان العرب، ج‌9، ص: 255
لحُمید الأَرقط لا لحمید بن ثَوْر. و أَعرابی أَعْقَفُ أی جافٍ.

عكف؛ ج9، ص: 255

: عَكَف علی الشی‌ء یَعْكُفُ و یَعْكِفُ عَكْفاً و عُكُوفاً: أَقبل علیه مُواظِباً لا یَصْرِفُ عنه وجهه، و قیل: أقام؛ و منه قوله تعالی: یَعْكُفُونَ عَلیٰ أَصْنٰامٍ لَهُمْ، أَی یُقیمون؛ و منه قوله تعالی: ظَلْتَ عَلَیْهِ عٰاكِفاً، أَی مُقیماً. یقال: فلان عَاكِفٌ علی فرج حَرام؛ قال العجاج یصِفُ ثوراً: فهُنَّ یَعْكُفْن به إذا حجا، عَكْفَ النَّبیطِ یَلْعَبون الفَنْزَجا أَی یُقْبِلْن علیه؛ و قومٌ عُكَّفٌ و عُكُوفٌ. و عَكفَتِ الخیلُ بقائدها إذا أَقبَلَت علیه، و عَكَفَتِ الطیرُ بالقَتِیل، فهی عُكُوف؛ كذلك أَنشد ثعلب: تَذُبُّ عنه كَفٌّ بها رَمَقٌ طیراً عُكُوفاً، كَزُوّرِ العُرُسِ یعنی بالطیر هنا الذِّبّان فجعلهنَّ طیراً، و شبَّه اجتماعهن للأَكل باجتماع الناس للعُرْس. و عَكَفَ یَعْكُف و یَعْكِفُ عَكْفاً و عُكوفاً: لزم المكان. و العُكُوفُ: الإِقامةُ فی المسجد: قال اللّه تعالی: وَ أَنْتُمْ عٰاكِفُونَ فِی الْمَسٰاجِدِ؛ قال المفسرون و غیرهم من أَهل اللغة: عٰاكِفُونَ مُقیمون فی المساجد لا یُخْرُجون منها إلا لحاجة الإِنسان یُصلّی فیه و یقرأُ القرآن. و یقال لمن لازَمَ المسجد و أَقام علی العِبادة فیه: عَاكِف و مُعْتَكِفٌ. و الاعْتِكَافُ و العُكُوف: الإِقامةُ علی الشی‌ء و بالمكان و لزُومهما. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه كان یَعْتَكِفُ فی المسجد.و الاعْتِكَافُ: الاحْتِباس و عَكَفُوا حولَ الشی‌ء: استداروا. و قوم عُكُوف: مُقِیمون؛ قال أَبو ذؤیب یصف الأَثافیّ: فَهُنَّ عُكُوفٌ، كنَوْحِ الكَرِیمِ، قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوَی و عَكَفَه عن حاجته یَعْكُفه و یَعْكِفُه عَكْفاً: صَرَفَه و حَبَسه. و یقال: إنك لتَعْكِفُنی عن حاجتی أَی تَصْرفُنی عنها. قال الأَزهری: یقال عَكَفْته عَكْفاً فَعَكَفَ یعكف عُكوفاً، و هو لازمٌ و واقعٌ كما یقال رَجَعْتُه فرَجَعَ، إلّا أَن مصدر اللازم العُكوف، و مصدر الواقع العَكْف. و أَما قوله تعالی: وَ الْهَدْیَ مَعْكُوفاً،فإنَّ مجاهداً و عطاء قالا مَحْبوساً.قال الفراء: یقال عكفته أَعْكَفَه عَكْفاً إذا حبسته. و قد عَكَّفْتُ القومَ عن كذا أَی حبستهم. و یقال: ما عَكَفَكَ عن كذا؟ و عُكِّفَ النظمُ: نُضِّدَ فیه الجوهرُ؛ قال الأَعشی: و كأَنَّ السُّموطَ عَكَّفَها السِّلْكُ بعِطْفَیْ جَیْداء أُمِّ غَزالِ أَی حَبَسها و لم یَدَعْها تتفرق. و المُعَكَّف: المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ. و عُكَیْفٌ: اسم.

علف؛ ج9، ص: 255

: العَلَفُ للدّواب، و الجمع عِلافٌ مثل جبَل و جِبال. و‌فی الحدیث: و تأْكلون عِلافَها؛ هو جمع عَلَف، و هو ما تأْكله الماشیة. قال ابن سیدة: العَلَفُ قَضِیمُ الدَّابةِ، عَلَفَهَا یَعْلِفُها عَلْفاً، فهی مَعْلُوفَة و عَلِیفٌ؛ و أَنشد الفراء: عَلَفْتُها تِبْناً و ماءً بارِداً، حتی شَتَتْ هَمَّالةً عَیْناها أَی و سَقَیْتُها ماء؛ و قوله:
لسان العرب، ج‌9، ص: 256
یَعْلِفُها اللحمَ، إذا عزَّ الشجَرْ، و الخَیْلُ فی إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ إنما یعنی أَنهم یَسقون الخَیلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض فَیُقِیمُها مُقامَ العَلَف. و المِعْلَفُ: موضع العلَف. و الدابةُ تَعْتَلِف: تأْكل، و تَسْتَعْلِفُ: تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة. و العَلُوفَةُ: ما یَعْلِفُون، و جمعها عُلُفٌ و عَلائِفُ؛ قال: فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ و جامِلًا، قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائِفِ المِقْضابِ و حكی أَبو زید: كبش عَلِیفٌ فی كِباش عَلائِفَ؛ قال اللحیانی: هی ما رُبِط فعُلِف و لم یُسَرَّحْ و لا رُعِیَ، قال: و إن شئت حذفت الهاء، و كذلك كل فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء، إن شئت حذَفت منه الهاء، نحو الرَّكُوبة و الحَلُوبةِ و الجَزُوزَةِ و ما أَشبه ذلك. و العَلُوفَة و العَلِیفةُ و المُعَلَّفَةُ، جمیعاً: الناقة أَو الشاة تُعْلَفُ للسِّمَنِ و لا تُرْسَل للرَّعْی. قال الأَزهری: تُسَمَّن بما یُجْمَع من العَلَف، و قال اللحیانی: العَلِیفَةُ المَعْلوفة، و جمعها عَلائِفُ فقط. و قد عَلَّفْتُها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها. و العُلْفَی، مقصور: ما یجعله الإِنسان عند حَصاد شعیره لِخَفیر أَو صدیق و هو من العلَف؛ عن الهَجَریّ. و العُلَّفُ: ثمَر الطلْح، و قیل: أَوْعِیةُ ثمَره. و قال أَبو حنیفة: العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظیمة السامِیةُ إلا أَنها أَعْبَلُ، و فیها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة و لا یأْكله الناس إلا المضْطر، الواحدة عُلَّفةٌ، و بها سمی الرجل. و العُلَّف: ثمر الطلح و هو مثل الباقِلاء الغَضِّ یخرج فترعاه الإِبل، الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر و قُبَّرة. ابن الأَعرابی: العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة، و هو شبیه اللُّوبیاء، و هو الحُبْلةُ من السَّمُر و هو السّنْفُ من المَرْخ كالإِصبع؛ و أَنشد للعجاج: بِجِیدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا و أَعْلَفَ الطلْحُ: بدا عُلَّفُه و خرج. و العِلْف: الكثیر الأَكل. و العَلْفُ: الشّرْب الكثیر. و العِلْفُ: شجر یكون بناحیة الیمن ورقه مثل ورق العنب یُكبَس فی المَجانِب و یُشْوی و یُجَفَّف و یرفع، فإذا طبخ اللحم طرح معه فقام مَقام الخلّ. و عِلافٌ: رجل من الأَزد، و هو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من قُضاعة كان یَصْنعُ الرّحال، قیل: هو أَول من عَمِلها فقیل لها عِلافِیّة لذلك، و قیل: العِلافیّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً و واسطاً، و قیل: هی أَعظم ما یكون من الرحال و لیس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِیّ؛ قال ذو الرمة: أَحَمّ عِلافیّ و أَبیْض صارِم، و أَعْیَس مَهْرِیّ و أَرْوَع ماجِد و قال الأَعشی: هی الصاحِبُ الأَدْنَی، و بَینی و بینها مَجُوفٌ عِلافِیٌّ، و قِطْعٌ و نُمْرُقُ و الجمع عِلافِیَّاتٌ؛ و منه‌حدیث بنی ناجِیةَ: أَنهم أَهْدَوْا إلی ابن عوف رِحالًا عِلافِیَّةً؛ و منه شعر حمید بن ثور: تَری العُلَیْفِیّ عَلَیْها مُوكَدا «2»
(2). قوله [تری العلیفی … إلخ] صدره: فحمل اللهم كنازاً جلعدا الكناز، بالزای: الناقة المكتنزة اللحم الصلبته؛ فما تقدم فی جلعد كباراً بالیاء و الراء خطأ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 257
العُلَیْفِیّ: تصغیر ترخیم للعِلافِیّ و هو الرحل المنسوب إلی عِلاف. و رجل عُلْفُوف: جافٍ كثیر اللحم و الشعر. و تیس عُلْفوف: كثیر الشعر. و شیخ عُلْفُوف: كبیر السن؛ و منه قول الشاعر: مَأْوی الیَتِیم، و مأْوی كلِّ نَهْبَلةٍ تَأْوی إلی نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ و قال عمر بن الجعد الخُزاعی: یَسَرٍ، إذا هَبَ الشِّتاء و أَمْحَلُوا فی القَوْمِ، غَیْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ قال ابن بری: هذا البیت أَورده الجوهری یسرٌ و صوابه یَسَرٍ، بالخفض، و كذلك غَیْر؛ و قبله: أَ أُمَیْمُ، هل تَدْرینَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ فارَقْتُ یومَ خَشاشَ غیرِ ضَعِیفِ؟ قال: یومُ خَشاشٍ یومٌ كان بینهم و بین هُذَیل قتلتهم فیه هذیل و ما سَلِم إلا عُمَیر بن الجعد «1»، و أُمیم: ترخیم أُمیمة، و قوله یَسَر أَی یاسِر، و العُلْفُوف: الجافی من الرجال و النساء، و قیل: هو الذی فیه غِرّة و تَضْیِیع؛ قال الأَعشی: حُلْوة النَّشْر و البَدیهة و العلّات، لا جَهْمة و لا عُلْفُوف

علهف؛ ج9، ص: 257

: المُعَلْهِفَةُ، بكسر الهاء: الفَسِیلة التی لم تَعْلُ؛ عن كراع.

عنف؛ ج9، ص: 257

: العُنْف الخُرْقُ بالأَمر و قلّة الرِّفْق به، و هو ضد الرفق. عَنُفَ به و علیه یَعْنُفُ عُنْفاً و عَنَافة و أَعْنَفَه و عَنَّفَه تَعْنِیفاً، و هو عَنِیفٌ إذا لم یكن رَفیقاً فی أَمره. و اعْتَنَفَ الأَمرَ: أَخذه بعُنف. و‌فی الحدیث: إن اللّه تعالی یُعْطِی علی الرِّفْق ما لا یُعطی علی العنف؛ هو، بالضم، الشدة و المَشَقّة، و كلُّ ما فی الرفق من الخیر ففی العنف من الشرّ مثله. و العَنِفُ و العَنِیفُ: المُعتَنِف؛ قال: شَدَدْت علیه الوَطْء لا مُتظالِعاً، و لا عَنِفاً، حتی یَتِمَّ جُبُورُها أَی غیر رَفِیق بها و لا طَبّ باحتمالها، و قال الفرزدق: إذا قادَنی یومَ القِیامة قائدٌ عَنِیفٌ، و سَوَّاقٌ یَسوقُ الفَرَزْدَقا و الأَعْنَفُ: كالعَنِیف و العَنِفِ كقولك اللّه أَكبر بمعنی كبیر؛ و كقوله: لعَمْرُك ما أَدْری و إنی لأَوْجَلُ بمعنی وَجِل؛ قال جریر: تَرَفَّقْتَ بالكِیرَینِ قَیْنَ مُجاشعٍ، و أَنت بهَزِّ المَشْرَفِیّةِ أَعْنَفُ و العَنِیفُ: الذی لا یُحسن الركوب و لیس له رفق بركوب الخیل، و قیل: الذی لا عهد له بركوب الخیل، و الجمع عُنُفٌ؛ قال: لم یَرْكَبُوا الخیلَ إلا بعدَ ما هَرِمُوا، فهم ثِقالٌ علی أَكْتافِها عُنُف و أَعْنَف الشی‌ءَ: أَخذه بشدَّة. و اعْتَنَفَ الشی‌ءَ: كرهه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لم یَخْتَرِ البیتَ علی التَّعَزُّبِ، و لا اعْتِنَافَ رُجْلةٍ عن مَرْكَبِ
(1). قوله [عمیر بن الجعد] كذا هو هنا بالتصغیر و قدّمه قریباً مكبراً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 258
یقول: لم یختر كراهةَ الرُّجْلة فیركب و یدَع الرُّجلة و لكنه اشتهی الرجلة. و اعْتَنَفَ الأَرضَ: كَرِهَها و اسْتَوخَمها. و اعْتَنَفَتْه الأَرضُ نفْسُها: نَبَتْ علیها «1»؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی معنی الكراهة: إذا اعْتَنَفَتْنِی بَلْدةٌ، لم أَكن لها نَسِیّاً، و لم تُسْدَدْ علیَّ المَطالِبُ أَبو عبید: اعْتَنَفْتُ الشی‌ء كَرهْتُه و وجدت له علیَّ مشقَّة و عُنْفاً. و اعْتَنَفْت الأَمر اعْتِنَافاً: جَهِلْته؛ و أَنشد قول رؤبة: بأَرْبعٍ لا یَعْتَنِفْنَ العَفْقا أَی لا یَجْهَلن شدّة العَدْو. قال: و اعْتَنَفْتُ الأَمْر اعْتِنَافاً أَی أَتَیْتُه و لم یكن لی به علم؛ قال أَبو نُخَیْلةَ: نَعَیْتُ امْرَأً زَیْناً إذا تُعْقَدُ الحُبی، و إن أُطْلِقَتْ، لم تَعْتَنِفْه الوَقائعُ یرید: لم تَجِدْه الوقائعُ جاهلًا بها. قال الباهلی: أَكلت طَعاماً فاعْتَنَفْتُه أَی أَنكرْتُه، قال الأَزهری: و ذلك إذا لم یُوافِقْه. و یقال: طریق مُعْتَنِفٌ أَی غیرُ قاصِدٍ. و قد اعْتَنَفَ اعْتِنَافاً إذا جارَ و لم یَقْصِد، و أَصله من اعْتَنَفْتُ الشی‌ءَ إذا أَخَذْتَه أَو أَتَیْتَه غیر حاذق به و لا عالم. و هذه إبل مُعْتَنِفَة إذا كانت فی بلد لا یُوافِقُها. و التَّعْنِیفُ: التَّعْییر و اللَّوم. و‌فی الحدیث: إذا زَنت أَمةُ أَحدكم فلیَجْلدْها و لا یُعَنِّفْها‌التَّعْنِیفُ: التوْبیخُ و التقْریعُ و اللَّوم؛ یقال: أَعْنَفْتُه و عَنَّفْتُه، معناه أَی لا یجمَع علیها بین الحَدّ و التوْبیخ؛ قال الخطابی: أَراد لا یَقْنَعُ بتَوْبیخها علی فِعْلها بل یُقیم علیها الحدّ لأَنهم كانوا لا ینكرون زِنا الإِماء و لم یكن عندهم عَیْباً؛ و قوله أَنشده اللحیانی: فقَذَفَتْ ببیْضةٍ فیها عُنُفْ فسره فقال: فیها غِلَظٌ و صَلابة. و عُنْفُوانُ كلِّ شی‌ء: أَوّله، و قد غَلب علی الشباب و النبات؛ قال عدی بن زید العبادی: أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الذی ضَیَّعْتَه فی عُنْفُوانِ شَبابِك المُتَرَجْرجِ قال الأَزهری: عُنْفُوَان الشباب أَوّلُ بَهْجته، و كذلك عُنْفُوَان النبات. یقال: هو فی عُنْفُوَان شبابه أَی أَوَّله؛ و أَنشد ابن بری: رأَتْ غُلاماً قد صَرَی فی فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوَانَ سَنْبَتِه «2» و‌فی حدیث معاویة: عُنْفُوَانَ المَكْرَعِ‌أَی أَوَّلَه. و عُنْفُوَان: فُعْلوان من العُنْف ضد الرفق، قال: و یجوز أَن یكون الأَصل فیه أُنْفُوان من ائتَنَفْت الشی‌ء و اسْتَأْنَفْته إذا اقْتَبَلْتَه فأَقبل إذا ابْتَدأْتَه، فقلبت الهمزة عیناً فقیل عُنْفُوَان، قال: و سمعت بعض تمیم یقول اعْتَنَفْت الأَمر بمعنی ائتَنَفْته. و اعْتَنَفْنا المَراعِیَ أَی رَعَینا أُنُفَها، و هذا كقولهم: أَ عن تَرَسّمْت، فی موضع أَ أَن تَرَسمت. و عُنْفُوانُ الخَمر: حِدَّتُها. و العُنْفُوَان: ما سال من العنب من غیر اعْتِصار. و العُنْفُوَة: یبِیس النَّصیّ و هو قطعة من الحَلیّ.
(1). قوله [نبت علیها إلخ] كذا فی الأصل، و عبارة القاموس و شرحه: و اعْتَنَفَتْنِی الأَرض نفسها: نبت و لم توافقنی. (2). قوله [رأت غلاماً] كذا بالأصل، و الذی فی الصحاح فی مادة صری: رب غلام قد إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 259‌

عنجف؛ ج9، ص: 259

: العُنْجُفُ و العُنْجُوفُ جمیعاً: الیابسُ من هُزال أَو مرض. و العُنْجُوف: القَصیر المتداخِل الخَلْق، و ربما وُصفت به العجوز.

عوف؛ ج9، ص: 259

: العَوْفُ: الضَّیْفُ. و العَوْفُ: ذكر الرجل. و العَوف: البالُ. و العَوْف: الحالُ، و قیل: الحال أَیّاً كان، و خص بعضهم به الشر؛ قال الأَخطل: أَزَبُّ الحاجِبَینِ بعَوْفِ سَوْء، من النَّفَر الذین بأَزْقُبانِ و العَوْفُ: الكادُّ علی عِیاله. و فی الدعاء: نَعِمَ عَوْفُك أَی حالُك، و قیل: هو الضیْف، و قیل: الذكر و أَنكره أَبو عمرو، و قیل: هو طائر. قال أَبو عبید: و أَنكر الأَصمعی قول أبی عمرو فی نَعِم عَوْفُك. و یقال: نَعم عوفُك إذا دعا له أَن یصیب الباءة التی تُرْضِی، و یقال للرجل إذا تزوَّج هذا. و عَوفُه: ذكره؛ و ینشد: جارِیةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ، مُلَمْلَمٍ تَسْترُه بِحَوْفِ، یا لَیْتَنی أَشِیمُ فیها عَوْفِی أَی أُولِجُ فیها ذكری، و النَّوْفُ: السَّنام. قال الأَزهری: و یقال لذكر الجراد أَبو عُوَیْف «3». و‌فی حدیث جُنادَةَ: كان الفتی إذا كان یوم سُبُوعه دخل علی سِنان بن سَلَمَة، قال: فدخلت علیه و علیَّ ثوبانِ مُوَرَّدانِ فقال: نَعِمَ عَوْفُك یا أَبا سَلمة فقلت: و عوفُك فنَعِمَ‌أَی نعمَ بَخْتُك و جَدُّك، و قیل: بالُك و شأْنُك. و العَوْف أَیضاً: الذكر، قال: و كأَنه أَلیق بمعنی الحدیث لأَنه قال یوم سُبوعه یعنی من العُرس. و العَوْفُ: من أَسماء الأَسد لأَنه یَتَعوَّفُ باللیل فیَطْلب. و العَوْف: الذئب. و تَعَوَّف الأَسدُ: التَمَس الفَرِیسةَ باللیل، و عُوافَتُه: ما یَتعوَّفه باللیل فیأْكله. و العُوافُ و العُوافةُ: ما ظَفِرْت به لیلًا. و عُوَافة الطالب: ما أَصابه من أَی شی‌ء كان. و یقال: كل من ظَفِرَ باللیل بشی‌ء فذلك الشی‌ء عُوَافَته. و إنه لحسَنُ العَوْف فی إبله أَی الرِّعْیةِ. و العَوْف: نبتٌ، و قیل: نبت طیِّب الریح. و أُمُّ عَوْف: الجَرادةُ؛ و أَنشد أَبو الغوث لأَبی عطاء السِّنْدی، و قیل لحمّاد الراویة: فما صَفْراءُ تُكْنَی أُمَّ عَوْفٍ، كأَنَّ رُجَیْلَتَیها مِنْجلانِ؟ و قیل: هی دُویبّة أُخری؛ و قال الكمیت: تُنفِّض بُرْدَیْ أُمِّ عَوْفٍ، و لم یَطِرْ لنا بارقٌ، بَخْ للوعیدِ و للرَّهَبْ و قال أَبو حاتم: أَبو عُوَیْف ضرب من الجِعْلان، و هی دُویبة غبراء تحفِر بذنبها و بقرنیها لا تظهر أَبداً. قال: و من ضروب الجِعْلان الجُعَل و السفن و الجلَعْلَع و القَسْوَرِی. و العَوْف: ضرب من الشجر؛ یقال: قد عَافَ إذا لزم ذلك الشَّجَر. و عَوْف و عُوَیْف: من أَسماء الرجال. و العُوفَانِ فی سعد: عوفُ بنُ سعد و عوفُ بنُ كعبِ بنِ سعدٍ. و عوفٌ: جبل؛ قال كثیِّر: و ما هَبَّتِ الأَرْواحُ تَجْری، و ما ثَوَی مُقِیماً بنَجْدٍ عَوْفُها و تِعارُها و تِعار: جبل هناك أَیضاً، و قد تقدم. و بنو عَوْفٍ و بنو عُوافَة: بطن. قال الجوهری: و كان بعض
(3). قوله [أَبو عویف] كذا فی الأصل، و الذی فی القاموس: أبو عوف مكبراً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 260
الناس یتَأَول العَوْفَ الفَرْجَ فذكر ذلك لأَبی عمرو فأَنكره. و قال أَبو عبید: من أَمثال العرب فی الرجل العزیز المنیع الذی یَعِزُّ به الذلیلُ و یَذِلُّ به العزیزُ قولهم: لا حُرَّ بوادِی عَوْفٍ أَی كل من صار فی ناحیته خضع له، و كان المفضل یخبر أَن المَثَل للمنذر ابن ماء السماء قاله فی عَوْف بن مُحَلِّم بن ذُهْل بن شیبان، و ذلك أَن المنذر كان یَطلُبُ زُهَیر بن أُمیّة الشَّیْبانی بذَحْل، فمنعه عوفُ بنُ مُحَلِّمٍ و أَبی أَن یسلمه، فعندها قال المنذر: لا حُرَّ بوادِی عَوْفٍ أَی أنه یَقْهَر من حلَّ بوادیه، فكلّ من فیه كالعبد له لطاعتهم إیاه. و عُوَافَةُ، بالضم: اسم رجل.

عیف؛ ج9، ص: 260

: عَافَ الشی‌ءَ یَعَافه عَیْفاً و عِیافةً و عِیافاً و عَیَفاناً: كَرِهه فلم یَشْربه طعاماً أَو شراباً. قال ابن سیدة: قد غلب علی كراهیة الطعام، فهو عَائِف؛ قال أَنس بن مُدْرِكة الخثعمی: إنی، و قتلی كُلیباً ثم أَعْقِلَه، كالثَّور یُضْرَبُ لمَّا عَافَت البَقَرُ «1» و ذلك أَن البقر إذا امتنعت من شروعها فی الماء لا تُضْرَب لأَنها ذات لبن، و إنما یضرب الثور لتَفزع هی فتشرب. قال ابن سیدة: و قیل العیاف المصدر و العیافة الاسم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كالثَّور یُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه، وَجَبَ العِیافُ، ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِب و رجل عَیُوفٌ و عَیْفان: عائف، و استعاره النجاشی للكلاب فقال یهجو ابن مقبل: تَعافُ الكِلابُ الضارِیاتُ لحُومَهُمْ، و تأْكل من كعب بنِ عَوْفٍ و نَهْشَل و قوله: فإنْ تَعافُوا العَدْلَ و الإِیمانا، فإنَّ فی أَیْمانِنا نِیرانا فإنه یعنی بالنیران سیوفاً أَی فإنا نضربكم بسیوفنا، فاكتفی بذكر السیوف عن ذكر الضرب بها. و العَائِف: الكاره للشی‌ء المُتَقَذِّر له؛ و منه‌حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه أُتی بضَبّ مَشْوِی فلم یأْكله، و قال: إنی لأَعَافُه لأَنه لیس من طعام قومی‌أَی أَكرهه. و عَافَ الماءَ: تركه و هو عطشانُ. و العَیُوف من الإِبل: الذی یَشَمُّ الماء، و قیل الذی یشمه و هو صاف فیدَعُه و هو عطشانُ. و أَعَافَ القومُ إِعَافَةً: عافَتْ إبلُهُم الماء فلم تشربه. و‌فی حدیث ابن عباس و ذكره إبراهیم، صلی اللّه علی نبینا و علیه و سلم، و إسكانه ابنه إسماعیل و أُمه مكة و أَن اللّه عز و جل فجَّر لهما زمزم قال: فمرَّتْ رُفقةٌ من جُرْهُمٍ فرأَوا طائراً واقعاً علی جبل فقالوا: إن هذا الطائر لَعَائِفٌ علی ماء؛ قال أَبو عبیدة: العَائِف هنا هو الذی یتردد علی الماء و یحُوم و لا یَمْضِی. قال ابن الأَثیر: و‌فی حدیث أُم إسماعیل، علیه السلام: و رأَوا طیراً عَائِفاً علی الماء‌أَی حائماً لیَجِد فُرْصة فیشرب. و عَافَت الطیر إذا كانت تحوم علی الماء و علی الجیف تَعِیفُ عَیْفاً و تتردد و لا تمضی ترید الوقوع، فهی عَائِفَة، و الاسم العَیْفَةُ. أَبو عمرو: یقال عَافَت الطیرُ إذا استدارت علی شی‌ء تَعُوف أَشدّ العَوْف. قال الأَزهری و غیره: یقال عَافَت تَعِیفُ؛ و قال الطرماح: و یُصْبِحُ لی مَنْ بَطْنُ نَسْرٍ مَقِیلُهُ دویْنَ السماء فی نُسُورٍ عَوَائِف و هی التی تَعِیف علی القتلی و تتردد. قال ابن سیدة:
(1). قوله [كلیباً] كذا فی الأصل، و روایة الصحاح و شارح القاموس: سلیكاً، و هی المشهورة فلعلها روایة أخری.
لسان العرب، ج‌9، ص: 261
و عاف الطائر عَیَفاناً حام فی السماء، و عاف عَیْفاً حام حول الماء و غیره؛ قال أَبو زُبَیْد: كأَن أَوبَ مَساحی القومِ فوقهُمُ طیر، تَعِیف علی جُونٍ مَزاحِیف و الاسم العَیْفَة، شبه اخْتِلاف المَساحی فوق رؤوس الحفّارین بأَجنحة الطیر، و أَراد بالجُون المزاحیف إبلًا قد أَزْحَفَت فالطیر تحوم علیها. و العَائِف: المتكهن. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَن شریحاً كان عَائِفاً؛ أَراد أَنه كان صادق الحَدْس و الظن كما یقال للذی یصیب بظنه: ما هو إلا كاهن، و للبلیغ فی قوله: ما هو إلا ساحر، لا أَنه كان یفعل فعل الجاهلیة فی العیافة. و عَافَ الطائرَ و غیرَه من السَّوانِح یَعیفُه عِیافة: زجَره، و هو أَن یَعتبر بأَسمائها و مساقطها و أَصواتها؛ قال ابن سیدة: أَصل عِفْتُ الطیرَ فَعَلْتُ عَیَفْتُ، ثم نقل من فَعَلَ إلی فِعَلَ، ثم قلبت الیاء فی فَعِلتُ أَلفاً فصارَ عافْتُ فالتقی ساكنان: العینُ المعتلة و لام الفعل، فحذفت العینُ لالتقائهما فصار التقدیر عَفْتُ، ثم نقلت الكسرة إلی الفاء لأَن أَصلها قبل القلب فَعِلْت، فصار عِفْتُ، فهذه مراجعة أَصل إلا أَن ذلك الأَصل الأَقربُ لا الأَبعدُ، أَ لا تری أَن أَولَ أَحوالِ هذه العین فی صیغة المثال إنما هو فتحةُ العین التی أُبدِلت منها الكسرةُ؟ و كذلك القول فی أَشباه هذا من ذوات الیاء؛ قال سیبویه: حملوه علی فِعالة كراهیةَ الفُعول، و قد تكون العِیَافَة بالحدْس و إن لم تر شیئاً؛ قال الأَزهری: العِیَافَة زجر الطیر و هو أَن یری طائراً أَو غراباً فیتطیر و إن لم یر شیئاً فقال بالحدس كان عِیَافة أَیضاً، و قد عَافَ الطیرَ یَعِیفُه؛ قال الأَعشی: ما تَعِیف الیومَ فی الطَّیْر الرَّوَحْ من غُرابِ البَیْنِ، أَو تَیْسٍ بَرَحْ «1» و العَائِف: الذی یَعِیفُ الطیر فیَزْجُرُها و هی العِیَافَة. و‌فی الحدیث: العِیَافَة و الطَّرْق من الجِبْتِ؛ العِیَافَة: زجْرُ الطیر و التفاؤل بأَسمائها و أَصواتها و مَمَرِّها، و هو من عادة العرب كثیراً و هو كثیر فی أَشعارهم. یقال: عَافَ یَعِیف عَیْفاً إذا زجَرَ و حدَس و ظن، و بنو أَسْد یُذْكَرون بالعِیَافة و یُوصَفون بها، قیل عنهم: إن قوماً من الجن تذاكروا عِیَافَتَهم فأَتَوْهم فقالوا: ضَلَّتْ لنا ناقةٌ فلو أَرسلتم معنا من یَعِیف، فقالوا لغُلَیِّم منهم: انطَلِقْ معهم فاستردَفَه أَحدُهم ثم ساروا، فلقِیَهُم عُقابٌ كاسِرَةٌ أَحد جناحَیْها، فاقشَعَرّ الغلام و بكی فقالوا: ما لَكَ؟ فقال: كسَرَتْ جَناحاً، و رَفَعَتْ جَناحاً، و حَلَفَتْ باللّه صُراحاً: ما أَنت بإنسی و لا تبغی لِقاحاً. و‌فی الحدیث: أَن عبدَ اللّه بنَ عبدِ المطلب أَبا النبی، صلی اللّه علیه و سلم، مرَّ بامرأَة تَنْظُرُ و تَعْتافُ فدعته إلی أَن یَسْتَبْضِعَ منها فأَبی.و قال شمر: عَیافٌ و الطَّریدةُ لُعْبَتان لصِبْیانِ الأَعراب؛ و قد ذكر الطرماح جَواریَ شَبَبْن عن هذه اللُّعَب فقال: قَضَتْ من عَیافٍ و الطَریدَة حاجَةً، فَهُنَّ إلی لَهْو الحدیث خُضُوعُ و‌روی إسماعیل بن قیس قال: سمعت المغیرةَ بن
(1). قوله [برح] كتب بهامش الأصل فی مادة روح فی نسخة سنح.
لسان العرب، ج‌9، ص: 262
شُعْبة یقول: لا تُحَرِّمُ «1» العَیْفَةُ، قلنا: و ما العَیْفَة؟ قال: المرأَة تَلِدُ فیُحْصَرُ لبَنُها فی ثدیها فتَرْضَعُه جارَتُها المرَّة و المرتین؛ قال أَبو عبید: لا نعرف العَیْفَةَ فی الرضاع و لكن نُراها العُفَّةَ، و هی بقِیَّة اللبن فی الضَرْع بعد ما یُمْتَكُّ أَكثرُ ما فیه؛ قال الأَزهری: و الذی هو أَصح عندی أَنه العَیْفَةُ لا العُفَّة، و معناه أَن جارتها ترضَعُها المرة و المرتین لیتفتح ما انسدَّ من مخارج اللبن، سمی عَیْفَة لأَنها تَعافُه أَی تقذَرُه و تكرَهُه. و أَبو العَیُوف: رجل؛ قال: و كان أَبو العَیُوف أَخاً و جاراً، و ذا رَحِمٍ، فقلتَ له نِقاضا و ابن العیِّف العَبْدیّ: من شعرائهم.

فصل الغین المعجمة؛ ج9، ص: 262

غترف؛ ج9، ص: 262

: التَّغَتْرُفُ مثل التَّغَطْرُفِ: الكبر؛ و أَنشد الأَحمر: فإنك إن عادَیْتَنی غَضِبَ الحَصی علیك، و ذو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ و یروی: … المتغَطْرِفُ، قال: یعنی الرب تبارك و تعالی؛ قال أَبو منصور: و لا یجوز أَن یوصَفَ اللّه تعالی بالتَّغَتْرُف، و إن كان معناه تكبراً، لأَنه عز و جل لا یوصَف إلا بما وصَفَ به نفسه لفظاً لا معنی.

غدف؛ ج9، ص: 262

: الغُداف: الغُراب، و خص بعضهم به غُراب القیظ الضخْمَ الوافِرَ الجناحین، و الجمع غُدْفانٌ، و ربما سُمّی النَّسْرُ الكثیرُ الریشِ غُدَافاً، و كذلك الشعر الأَسود الطویل و الجناح الأَسود. و شعرٌ غُدَاف: أَسود وافر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَصَیَّدُ شُبَّانَ الرجال بفاحِم غُدَافٍ، و تَصْطادین عُثّاً و جُدْجُدا «2» و قال رؤبة: رُكِّب فی جناحِك الغُدافی من القُدامی و من الخَوافی و جَناح غُداف: أَسود طویل؛ قال الكمیت یصف الظَّلیمَ و بَیْضَه: یَكْسُوه وحْفاً غُدافاً من قَطیفته ذاتِ الفُضُولِ مع الإِشفاق و الحَدَب و یقال: أَسود غُدافیٌّ إذا كان شدید السواد نُسبَ إلی الغُدَاف، و قیل: كل أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ. و اغدَوْدَفَ اللیلُ و أَغْدَفَ: أَقْبَل و أَرخی سُدُولَه. و أَغْدَفَ اللیلُ ستوره إذا أَرسل ستور ظُلَمه؛ و أَنشد: حتی إذا اللیلُ البَهِیمُ أَغْدَفا و أَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها: أَرسلته. و أَغْدَف قِناعَه: أَرسله علی وجهه؛ قال عنترة: إنْ تُغْدِفی دونی القِناعَ، فإننی طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم و أَغْدَفَ علیه سِتْراً: أَرْسله. و‌فی الحدیث: أَنه أَغْدَفَ علی علیّ و فاطِمة، علیهما السلام، سِتراً‌أَی
(1). قوله [لا تحرم إلخ] هكذا بضم التاء و شد الراء المكسورة فی النهایة و الأصل، و ضبط فی القاموس: بفتح التاء و ضم الراء. و قوله [المرة و المرتین] هكذا بالراء فی الأصل و القاموس، و قال شارحه: الصواب المزة و المزتین بالزای كما فی النهایة و العباب. (2). قوله [عثاً] بالثاء المثلثة كما فی مادة عثت فما وقع فی هذا البیت فی مادة جدد عشاً بالشین المعجمة تبعاً للأصل خطأ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 263
أَرسله؛روی أَنه حین قیل له هذا علیّ و فاطمة قائمینِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لهما فدخلا، فأَغْدَفَ علیهما خَمِیصةً سوداء‌أَی أَرسلها. و أَغْدَفَ بالطائر و أَغْدَفَ علیه: أَرسل علیه الشبكة. و‌فی الحدیث: إنَّ قلْب المؤمن أَشَدُّ اضْطِراباً من الخَطیئة یُصیبُها من الطائر حین یُغْدَفُ به؛ أَراد حین تُطْبَقُ الشِّباكُ علیه فیضطرب لیُفْلَتَ؛ و أَغْدَفَ الصیادُ الشبكة علی الصید. و الغِدْفَةُ: لِباسُ المَلِك. و الغِدْفَةُ و الغَدَفَةُ: لباس الفول «1» و الدَّجْر و نحوهما. و عَیْش مُغْدِف: مُلْبس واسع. و القومُ فی غِدَافٍ من عیشتهم أَی فی نَعْمة و خصْب و سعَة. و أَغْدَفَ فی خِتان الصبیّ: استأْصَله؛ عن اللحیانی، قال ابن سیدة: و عندی أَن أَغْدَف ترك منه و أَسْحَتَ استأْصله. و قال اللحیانی: أَغْدَف فی خِتان الصبی إذا لم یُسْحِت، و أَسْحَت إذا استأْصل. و یقال: إذا خَتَنْت فلا تُسحت، و معنی لم یُغْدف أَی لم یُبْق شیئاً كبیراً من الجلد، و لم یَطْحر: لم یَسْتأْصل. و أَغْدَفَ البحر اعْتَكرَت أَمْواجه. و الغَادِفُ: المَلَّاح، یمانیة. و الغَادِفُ و المِغْدَفَةُ و الغَادُوف و المِغْدَفُ: المِجْدافُ، یمانیة. و اغْتَدَفَ فلان من فلان اغْتِدَافاً إذا أَخذ منه شیئاً كثیراً.

غذف؛ ج9، ص: 263

: الغَذُوف: لغة فی العَذُوف؛ حكاها ابن درید و أَنكرها السیرافی.

غذرف؛ ج9، ص: 263

: التَّغَذْرُف: الحَلِف؛ عن ثعلب.

غرف؛ ج9، ص: 263

: غَرَفَ الماءَ و المَرَقَ و نحوهما یَغْرُفُه غَرْفاً و اغْتَرَفَه و اغْتَرَفَ منه، و فی الصحاح: غَرَفتُ الماء بیدی غَرْفاً. و الغَرْفَةُ و الغُرْفَة: ما غُرِف، و قیل: الغَرْفة المرَّة الواحدة، و الغُرْفة ما اغْتُرِف. و فی التنزیل العزیز: إلّا مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَة، و غُرْفَةً؛ أَبو العباس: غُرْفَةً قراءة عثمان و معناه الماء الذی یُغْترَفُ نفسه، و هو الاسم، و الغَرْفة المرَّة من المصدر. و یقال: الغرفة، بالضم، مِل‌ء الید. قال: و قال الكسائی لو كان موضعُ اغْتَرَفَ غَرَفَ اخترت الفتح لأَنه یخرُج علی فَعْلة، و لما كان اغترف لم یخرج علی فَعْلة. و‌روی عن یونس أَنه قال: غَرْفَة و غُرْفَة عربیتان، غَرَفْت غَرفة، و فی القدْر غُرْفة، و حَسَوْتُ حَسْوةً، و فی الإِناء حُسْوة. الجوهری: الغُرْفَة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما لم تَغْرِفه لا تسمیه غُرفة، و الجمع غِراف مثل نُطْفة و نِطاف. و الغُرافَة: كالغُرْفة، و الجمع غِرافٌ. و زعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَی وضَعَتْ قِلادتها علی سُلَحْفاة فانْسابت فی البحر فقالت: یا قوم، نَزافِ نزاف لم یبق فی البحر غیر غِراف. و الغِرَافُ أَیضاً: مِكیال ضَخْم مثْل الجِراف، و هو القَنْقَل. و المِغْرفةُ: ما غُرِفَ به، و بئر غَرُوف: یُغْرَف ماؤها بالید. و دلو غَرِیفٌ و غَرِیفَة: كثیرة الأَخذ من الماء. و قال اللیث: الغَرْف غَرْفُك الماء بالید أَو بالمِغْرفة، قال: و غَرْبٌ غَرُوفٌ كثیر الأَخذ للماء. قال: و مَزادةٌ غَرْفِیَّةٌ و غَرَفِیَّةٌ، فالغَرْفِیَّة رَقیقةٌ من جُلود یُؤتی بها من البحرین، و غَرَفِیَّة دُبغت بالغَرَف. و سقاء غَرْفَی أَی مَدْبوغ بالغَرف. و نهر غَرَّافٌ: كثیر الماء. و غیث غَرَّاف: غزیر؛ قال: لا تَسْقِه صَیِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ و یروی عزَّاف، و قد تقدم.
(1). قوله [و الغدفة لباس الفول] كذا ضبط فی الأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 264
و غَرَفَ الناصِیةَ یَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها و حلَقها. و غَرَفْتُ ناصیةَ الفَرس: قطعتُها و جَزَزْتُها، و‌فی الحدیث: أَن رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، نهی عن الغارفة، قال الأَزهری: هو أَن تُسَوِّی ناصیتها مَقْطُوعة علی وسَط جَبینِها. ابن الأَعرابی: غَرَف شعره إذا جَزَّه، و ملَطه إذا حلَقه. و غَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته و الغُرْفةُ: الخُصلةُ من الشعر؛ و منه قول قیس: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَی تنقطع. قال الأَزهری: و الغارفةُ فی الحدیث اسم من الغَرْفَة جاء علی فاعلة كقولهم سمعت راغِیةَ الإِبل، و كقول اللّه تعالی: لٰا تَسْمَعُ فِیهٰا لٰاغِیَةً، أَی لَغْواً، و معنی الغَارِفَةِ غَرْفُ الناصیةِ مُطَرَّزَةً علی الجبین: و الغَارِفَة فی غیر هذا: الناقة السریعة السیر، سمیت غَارِفَة لأَنها ذات قَطْع؛ و قال الخطابی: یرید بالغَارِفَة التی تَجُزُّ ناصیتها عند المُصِیبة. و غَرَفَ شعَره إذا جَزَّه، و معنی الغَارِفَة فاعلة بمعنی مَفْعولة ك عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ*. و ناقة غَارِفَة: سریعة السیر. و إبلٌ غَوَارِفُ و خیل مَغارِف: كأَنها تَغْرِفُ الجَرْیَ غَرْفاً، و فرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم: بأَیدی اللَّهامِیم الطِّوالِ المَغَارِف ابن درید «2»: فرس غَرَّافٌ رَغیبُ «3» الشَّحْوةِ كثیر الأَخذ بقوائمه من الأَرض. و غَرَفَ الشی‌ءَ یَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابن الأَعرابی: الغَرْفُ التَّثَنی و الانقصافُ؛ قال قیس بن الخَطِیم: تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا قامَتْ رُوَیْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ قال یعقوب: معناه تتثَنَّی، و قیل: معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها. و انْغَرَف العظم: انكسر، و قیل: انْغَرَفَ العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر و لم یُنْعم كَسْرُه. و انْغَرَفَ إذا مات. و الغُرْفة: العِلِّیّةُ، و الجمع غُرُفَات و غُرَفَات و غُرْفَات و غُرَف. و الغُرْفَة: السماء السابعة؛ قال لبید: سَوَّی فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ، سَبْعاً طباقاً، و فوق فَرْع المَنْقَلِ كذا ذكر فی الصحاح، و فی المحكم: … فوق فرع المَعْقِل؛ قال: و یروی … المَنْقل، و هو ظهر الجبل؛ قال ابن بری: الذی فی شعره: … دون عِزَّة عَرشه. و المَنْقلُ: الطریق فی الجبل. و الغُرْفَةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ یُلقَی فی عُنُق البعیر. و غَرَف البعیرَ یَغرِفُه و یَغْرُفه غَرْفاً: أَلقی فی رأْسه الغُرفة، یمانیة. و الغَرِیفَةُ: النعْلُ بلغة بنی أَسَد، قال شمر: وطیِّ‌ء تقول ذلك، و قال اللحیانی: الغَرِیفَةُ النعْلُ الخَلَقُ. و الغَرِیفَة: جِلْدةٌ مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة فی أَسفَلِ قِراب السیف تَتَذَبْذَب و تكون مُفَرَّضة مُزَیَّنة؛ قال الطرماح و ذكر مِشْفرَ البعیر: تُمِرُّ علی الوِراكِ، إذا المَطایا تَقایَسَتِ النِّجادَ من الوَجینِ خَریعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحی، كأَخْلاقِ الغَریفةِ ذی غُضُونِ «4»
(2). قوله [ابن درید] بهامش الأصل: صوابه أَبو زید. (3). قوله [رغیب] هو فی الأصل بالغین المعجمة و فی القاموس بالحاء المهلة. (4). قوله [ذی غضون] كذا بالأصل، قال الصاغانی: الروایة ذا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 265
و خَریع مَنصوب بتمرّ أَی تمرّ علی الوِراكِ مِشْفراً خَریع النَّعْو؛ و النَّعْوُ شَقُّ المِشفر و جعله خَلَقاً لنعُومته. و قال اللحیانی: الغَرِیفَة فی هذا البیت النعْل الخلق، قال: و یقال لنعل السیف إذا كان من أَدَم غَرِیفَة أَیضاً. و الغَرِیفَةُ و الغَرِیفُ: الشجر المُلْتَفُّ، و قیل: الأَجَمَةُ من البَرْدِیِّ و الحَلْفاء و القَصَبِ؛ قال أَبو حنیفة: و قد یكون من السَّلَمِ و الضَّالِ؛ قال أَبو كبیر: یأْوی إلی عُظْمِ الغَرِیف، و نَبْلُه كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر و قیل: هو الماء الذی فی الأَجَمة؛ قال الأَعشی: كبَرْدِیّة الغِیلِ، وَسْطَ الغَرِیف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّریرا السَّریرُ: ساق البَرْدیّ. قال الأَزهری: أَما ما قال اللیث فی الغَرِیف إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل. و الغَرِیفُ: الأَجمة نفْسُها بما فیها من شجرها. و الغَرِیف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَی شجر كان؛ قال الأَعشی: كبردیة الغِیل، وسط الغَرِیف، ساقَ الرِّصافُ إلیه غَدیرا أَنشده الجوهری؛ قال ابن بری: عجز بیت الأَعشی لصدر آخر غیر هذا و تقریر البیتین: كبردیة الغیل، وسط الغَرِیف، إذا خالط الماء منها السُّرورا و البیت الآخر بعد هذا البیت ببیتین و هو: أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقادِ، ساقَ الرِّصافُ إلیه غدیرا و الغَرْفُ و الغَرَفُ: شجر یدبغ به، فإذا یبس فهو الثُّمام، و قیل: الغَرَف من عِضاه القیاس و هو أَرَقُّها، و قیل: هو الثمام ما دام أَخضر، و قیل: هو الثمام عامّة؛ قال الهذلی: أَمْسَی سُقامٌ خَلاءً لا أَنِیسَ به غَیرُ الذِّئابِ، و مَرّ الرِّیح بالغَرَف سقامٌ: اسم واد، و یروی … غیر السباع؛ و أَنشد ابن بری لجریر: یا حَبّذا الخَرْجُ بین الدَّامِ و الأُدَمی، فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ الأَزهری: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ یدبغ بها؛ قال أَبو عبید: هو الغَرْفُ و الغلف، و أَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا یُدبغ به. و الثُّمام أَنواع: منه الغَرَف و هو شَبیه بالأَسَل و تُتّخذ منه المَكانس و یظلّل به المزادُ فیُبَرِّد الماء؛ و قال عمرو بن لَجإٍ فی الغَرْف: تَهْمِزهُ الكَفُّ علی انْطِوائها، هَمْز شَعِیب الغَرفِ من عَزْلائها یعنی مَزادةً دُبغت بالغَرْف. و قال الباهِلیُّ فی قول عمرو بن لجإ: الغَرْف جلود لیست بقَرَظِیة تُدْبغ بهَجَر، و هو أَن یؤخذ لها هُدْب الأَرْطی فیوضع فی مِنْحاز و یُدَقّ، ثم یُطرح علیه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة، ثم یغرف لكل جلد مقدار ثم یدبغ به، فذلك الذی یُغرف یقال له الغَرْف، و كلُّ مِقدار جلد من ذلك النقیع فهو الغَرْف، واحده و جمیعه سواء، و أَهل الطائف یسمونه النَّفْس. و قال ابن الأَعرابی: یقال أَعْطِنی نَفْساً أَو نَفْسَیْن أَی دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع یكون ذلك قدر كف من
لسان العرب، ج‌9، ص: 266
الغَرْفة و غیره من لِحاء الشجر. قال أَبو منصور: و الغَرْف الذی یُدْبغ به الجلود معروف من شجر البادیة، قال: و قد رأَیته، قال: و الذی عندی أَن الجلود الغَرْفِیَّة منسوبة إلی الغَرْف الشَّجر لا إلی ما یُغْرف بالید. قال ابن الأَعرابی: و الغَرَف الثُّمام بعینه لا یُدبغ به؛ قال الأَزهری: و هذا الذی قاله ابن الأَعرابی صحیح. قال أَبو حنیفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رائحته برائحة الكافور. و قال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغیر القَرَظ، و قال أَیضاً: الغَرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمی غَرْفاً. و قال الأَصمعی: الغرْف، بإسكان الراء، جلود یؤتی بها من البحرین. و قال أَبو خَیْرة: الغَرْفِیَّة یمانیة و بَحْرانیة، قال: و الغَرَفِیَّة، متحركة الراء، منسوبة إلی الغَرَف. و مزادة غَرْفِیَّة: مدبوغة بالغَرْف؛ قال ذو الرمة: وَفْراء غَرْفِیَّةٍ أَثْأَی خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَیَّعَتْه بینها الكُتَبُ یعنی مزادة دبغت بالغَرْف؛ و مُشَلشَل: من نعت السَّرَب فی قوله: ما بالُ عینك منها الماء یَنْسَكبُ، كأَنَّه من كُلَی مَفْرِیَّة سَرَبُ؟ قال ابن درید: السرَبُ الماء یُصَبُّ فی السِّقاء لیدبغ فتغْلُظ سُیوره؛ و أَنشد بیت ذی الرمة و قال: من روی سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ و ربما جاء الغَرَف بالتحریك؛ و أَنشد: و مَرِّ الرّیح بالغَرَف قال ابن بری: قال علی بن حمزة قال ابن الأَعرابی: الغَرْف ضروب تجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمی غَرْفاً. أَبو حنیفة: و الغَرَف شجر تُعمل منه القِسِیّ و لا یدبُغ به أَحد. و قال القزاز: یجوز أَن یدبغ بورقه و إن كانت القِسِیُّ تُعمل من عیدانه. و حكی أَبو محمد عن الأَصمعی: أَن الغَرْف یدبغ بورقه و لا یدبغ بعیدانه؛ و علیه قوله: وفْراء غَرْفِیَّة؛ و قیل: الغَرْفِیَّة هاهنا المَلأَی، و قیل: هی المدبوغة بالتمر و الأَرْطی و الملحِ، و قال أَبو حنیفة: مزادة غَرَفِیَّة و قرْبة غَرَفِیَّة؛ أَنشد الأَصمعی: كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِیَّاتِ الوُسُعْ نیطتْ بأَحْقی مُجَرْئشَّاتٍ هُمُعْ و غَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف. و غَرِفَتِ الإِبل، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف. التهذیب: و أَما الغَرِیف فإنه الموضع الذی تكثر فیه الحَلْفاء و الغَرْف و الأَباء و هی القصب و الغَضا و سائر الشجر؛ و منه قول إمرئ القیس: و یَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ یُوقِدُها بغَضَا الغَرِیفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلی و أَما الغِرْیَفُ فهی شجرة أُخری بعینها. و الغِرْیَفُ، بكسر الغین و تسكین الراء: ضرب من الشجر، و قیل: من نبات الجبل؛ قال أُحَیْحة بن الجُلاحِ فی صفة نخل: إذا جُمادَی مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جَنابی عَطَنٌ مُعْصِفُ مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره، بِحافَتَیْهِ، الشُّوعُ و الغِرْیَفُ قال أَبو حنیفة: قال أَبو نصر الغِرْیَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال: و زعم غیره أَن الغِرْیَفَ البرْدِیّ؛
لسان العرب، ج‌9، ص: 267
و أَنشد أَبو حنیفة لحاتم: رواء یَسِیل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ، یَمِیلُ به غِیلٌ بأَدْناه غِرْیَفُ و الغِرْیَفُ: رمل لبنی سعد. و غُرَیْفٌ و غَرَّافٌ: اسمان. و الغَرَّافُ: فرس خُزَزَ بن لُوذان.

غرضف؛ ج9، ص: 267

: الغُرضُوف: كل عَظم لیّنٍ رَخْص فی أَی موضع كان، زاد التهذیب: یؤكل، قال: و داخلُ القُوفِ غُرْضوف، و الغُرْضُوف: العظم الذی علی طَرف المَحالة، و الغُضْروف لغة فیهما. و الغُرْضُوفَان من الفرس: أَطراف الكتفین من أَعالیهما ما دقّ عن صلابة العظمِ، و هما عصَبتان فی أَطراف العَیْرین من أَسافلهما. و غُرْضُوف الأَنف: ما صَلُب من مارنه فكان أَشَدَّ من اللحم و أَلینَ من العظم، و مارِنُ الأَنف غُرْضُوف، و نُغْضُ الكتف غُرْضُوف.

غرنف؛ ج9، ص: 267

: الغِرْنِفُ، بكسر النون؛ عن أَبی حنیفة: الیاسِمُون؛ و روی بیت حاتم: رواء یسیل الماء تحت أُصوله، یمیل به غِیل بأَدْناه غِرْنِفُ و یروی … غِرْیف، و قد تقدّم فی ترجمة غرف.

غسف؛ ج9، ص: 267

: الغَسَفُ: السَّواد؛ قال الأَفوه: حتی إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمْسِ أَو كَرَبَتْ، و ظَنَّ أَنْ سَوْفَ یُولی بَیْضَه الغَسَفُ ابن بری: و الغَسَفُ الظُّلْمة؛ قال الراجز: حتی إذا اللیلُ تَجَلَّی و انْكَشَفْ، و زال عن ذلك الرُّبی حتی انغَسَفْ و قرأَ بعضهم: و من شرّ غَاسِفٍ إذا وَقَب؛ و منه قول الأَفوه: و ظَنَّ أَن سوف یولی بیضه الغَسَف

غضف؛ ج9، ص: 267

: غَضَفَ العُودَ و الشی‌ءَ یَغْضِفُه غَضْفاً فانغضَفَ و غَضَّفَه فَتَغَضَّفَ: كسره فانكسر و لم یُنْعِم كسره. و تغضَّف علیه أَی مالَ و تَثنَّی و تكسَّر، و تَغَضَّفت الحَیّة: تلَوّت و تكسّرت؛ قال أَبو كبیر الهُذلی: إلا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِیدةٌ، باللَّیلِ، مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ و كلُّ متثن متكسّر مُسترْخ أَغْضَفُ، و الأُنثی غَضْفاء. و غَضِفت الأُذن غَضَفاً و هی غَضْفاء: طالت و اسْترخت و تكسّرت، و قیل: أَقبلت علی الوجه، و قیل: أَدبرت إلی الرأْس و انكسر طرَفُها، و قیل: هی التی تتثنی أَطرافها علی باطنها، و هی فی الكلاب إقبال الأُذن علی القفا. و كلبٌ أَغْضَفُ و كلاب غُضْف، و قد غَضِفَ، بالكسر، إذا صار مسترخی الأُذن. التهذیب: التَّغَضُّفُ و التغَضُّنُ و التغیُّفُ واحد، و من ذلك قیل للكلاب غُضْفٌ إذا استرخت آذانها علی المحارة من طولها و سَعتها. و قال ابن الأَعرابی: الغَاضِفُ من الكلاب المتكسّر أَعلی أُذنه إلی مقدَّمه، و الأَغْضَفُ إلی خلفه. و الغُضْفُ: كلاب الصیْد من ذلك صفة غالبة. و غَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً و غَضَفَاناً و غَضْفَاناً: لَواها، و كذلك إذا لوتْها الرِّیح، و قیل: غَضَفَها أَرخاها و كسرها. و الغَضَفُ، بالتحریك: اسْتِرْخاء فی الأُذن، و فی التهذیب: الغَضَف استرخاء أَعلی الأُذن علی محارتها من سَعتها و عِظَمها. و الغَضْفَاء من المعز: المُنْحَطَّةُ أَطراف الأُذنین من طولهما. و المُغْضِفُ: كالأَغضف. ابن شمیل: الغَضَفُ فی الأُسْد استرخاء أَجفانها العُلا علی أَعینها، یكون ذلك من الغَضَب و الكِبَر،
لسان العرب، ج‌9، ص: 268
قال: و من أَسماء الأَسد الأَغْضَفُ، و قال أَبو النجم یصف الأُسد: و مُخْدِرات تأْكل الطَّوّافا، غُضْف تَدُقُّ الأَجَمَ الحَفَّافا قال: و یقال الغَضَفُ فی الأُسُد كثرة أَوبارها و تثنِّی جلودها؛ و قال القُطامی: غُضْف الجِمامِ تَرَحَّلُوا و قال اللیث: الأَغْضَف من السباع الذی انكسر أَعلی أُذنه و استَرخَی أَصله، و أُذنٌ غَضْفاء و أَنا أَغْضِفُها، و انْغَضَفَت أُذنه إذا انكسرت من غیر خِلْقة، و غَضِفت إذا كانت خِلْقة، و الغَضَفُ انكسارها خلقة؛ و قوله: لما تآزَیْنا إلی دِف‌ء الكُنُفْ، فی یَوْمِ ریحٍ و ضَبابٍ مُنْغَضِفْ إنما عنی بالمنُغَضِف الضباب الذی بعضه فوق بعض. و یقال للسماء أَغْضَفَت إذا أَخالَت للمطر، و ذلك إذا لَبِسها الغَیم، كما یقال لیل أَغْضَفَ إذا أُلبِسَ ظَلامه. و یقال: فی أَشفاره غَضَفٌ و غَطَف بمعنی واحد. و نخلة مُغْضِفٌ و مُغْضِفَة: كثر سَعَفُها و ساءَ ثمرها. و ثمرة مُغْضِفَة: لم یَبْدُ صَلاحُها. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه ذكر أَبواب الرِّبا ثم قال: و منه الثمرة تُباع و هی مُغْضِفَة؛ قال شمر: ثمَرَة مُغْضِفَة إذا تقاربت من الإِدْراك و لمَّا تُدْرِك. و قال أَبو عمرو: المُغْضِفَة المُتدَلِّیة فی شجرها مسترخیة، و كلُّ مُسترخ أَغْضَف؛ رواه عنه أَبو عبید؛ قال: و إنما أَراد عمر، رضی اللّه عنه، أَنها تباع و لم یَبْدُ صَلاحُها فلذلك جعلها مُغْضِفَة. و قال أَبو عدنان: قالت لی الحَنظلِیّة أَغْضَفَتِ النخلة إذا أُوقِرَتْ؛ و منه‌الحدیث: أَنه قدم خَیْبر بأَصحابه و هم مُسْعِنُون و الثمرةُ مُغضفة.و یقال: نزل فلان فی البئر فانْغَضَفَت علیه أَی انهارت علیه. و تَغَضَّفَتِ البئر إذا تهدَّمت أَجْوالُها. و انْغَضَفَتْ علیه البئر: انْحَدرت؛ قال العجاج: و انْغَضَفَتْ فی مُرْجَحِنّ أَغْضَفا شبه ظلمة اللیل بالغُبار. و انْغَضَفَ القوم فی الغبار: دخلوا فیه. و غَضَفَ یَغْضِفُ غُضُوفاً: نَعِم بالُه، فهو غَاضِفٌ. و الغَاضِفُ: الناعمُ البال؛ و أَنشد: كَمِ الیومَ مَغْبُوطٌ بخَیْرِك بائسٌ، و آخَرُ لم یُغْبَطْ بخَیْرِك غَاضِفُ و عَیْشٌ أَغْضَفُ و غَاضِف: واسع ناعِم رَغَدٌ بَیِّنُ الغَضَف. ابن الأَعرابی: سنة غَضْفَاء إذا كانت مخْصِبة. و قال مَعْن بن سَوادةَ: عیشٌ أَغْضَف إذا كان رَخِیّاً خَصِیباً. و یقال: تَغَضَّفت علیه الدنیا إذا كثر خیرها و أَقبلت علیه. و عَطَنٌ مُغْضِفٌ إذا كثُر نَعَمُه و رواه ابن السكیت مُعْصِف، و قال: هو من العَصْف و هو ورق الزرع و إنما أَراد خُوص سعَف النخل؛ و قال أُحَیحةُ بن الجلاح: إذا جُمادی مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جَنابی عَطنٌ مُغْضِفُ أَراد بالعَطَن هاهنا نخیلة الرّاسخةَ فی الماء الكثیرةَ الحمل، و قد تقدّم هذا البیت فی ترجمة عصف أَیضاً، و ذكرنا هناك ما فیه من الاختلاف. و غَضَف الفرسُ و غیره یَغْضِفُ غَضْفاً: أَخذ من الجَرْی بغیر حساب. و الغَضَفُ: شجر بالهند یشبه النخل و یتخذ من خوصِه
لسان العرب، ج‌9، ص: 269
جِلال، و قال اللیث: هو كهیئة النخل سواء من أَسفله إلی أَعْلاه سعَفٌ أَخضر مغشًّی علیه و نواه مقشَّر بغیر لِحاء؛ قال أَبو حنیفة: الغَضَفُ خوص جید تتخذ منه القِفاع التی یُحمل فیها الجهاز كما یحمل فی الغرائر، تتخذ أعدالًا فلها بقاء، و نبات شجره كنبات النخل و لكن لا یطول و یُخرج فی رؤوسها بُسْراً بَشِعاً لا یؤكل، قال: و تتخذ من خوصه حُصْر أَمثال البُسط تسمی السِّمام، الواحدة سُمَّةٌ، و تُفْتَرش السُّمّة عِشرین سنة. الدینوری: و أَجود اللِّیف للحبال الكِنْبارُ، و هو لیف النّارَجِیل، و أَجْود الكنبار الصِّینی، و هو أَسود یسمونه القَطِیّا، و الغُضْفُ القَطا الجُونُ؛ قال ابن بری: صوابه و الغَضَفُ القَطا الجُونی. غیره: و الغَضَفة ضرب من الطیر قیل إنها القَطاة الجونیّة، و الجمع غَضَفٌ و غُضَیْفٌ: موضع. و سَهم أَغْضَفُ أَی غَلِیظُ الرِّیش، و هو خلاف الأَصْمع. و أَغْضَف اللیلُ أَی أَظلم و اسْودَّ. و لیل أَغْضَفُ و قد غَضِف غَضَفاً. و تَغَضَّفَ علینا اللیل: أَلبسنا؛ و أَنشد: بأَحْلامِ جُهّال إذا ما تَغَضَّفُوا التهذیب: و الأَغْضَف اللیل؛ و أَنشد: فی ظِلِّ أَغْضَفَ یَدْعُو هامَه البُوم الأَصمعی: خَضَفَ بها و غَضَفَ بها إذا ضَرطَ.

غضرف؛ ج9، ص: 269

: الغُضْرُوف: كلُّ عَظم رَخْص لیّن فی أَیّ موضع كان. و الغُضْرُوف: العَظم الذی علی طرف المَحالةِ، و الغُرْضُوفُ لغة فیهما. و‌فی حدیث صفته، صلی اللّه علیه و سلم: أَعْرفه بخاتم النُّبوة أَسْفَل من غُضْرُوف كتِفه؛ غُضْرُوفُ الكتِف: رأْس لَوْحِه. و امرأَة غَنْضَرِفٌ و غَنْضفِیر إذا كانت ضَخْمة لها خَواصِر و بطون و غُضون مثل خَنْضرف و خَنْضفیر.

غطف؛ ج9، ص: 269

: الغَطَفُ: كالوطَفِ، و هو كثرة الهُدْبِ و طُولُه، و قیل: الغَطَفُ قلَّةُ شعر الحاجب و ربما استعمل فی قلة الهُدْب، و قیل: الغَطَف انثناء الأَشفار، و هو مذكور فی العین؛ عن كراع، و قد غَطِفَ غَطَفاً فهو أَغْطَفُ. و‌فی حدیث أُم معبَد: و فی أَشفاره غَطَفٌ؛ هو أَن یطول شعر الأَجفان ثم یَتَعَطَّفَ، و‌رواه الرواة: و فی أَشفاره عَطَفٌ، بالعین غیر معجمة؛ و قال ابن قتیبة: سأَلت الرِّیاشی فقال لا أَدری ما العَطَف، قال: و أَحسبه الغَطَف، بالغین، و به سمی الرجل غُطَیْفاً؛ و قال شمر: الأَوْطَفُ و الأَغْطَف بمعنی واحد فی الأَشفار؛ و قال ابن شمیل: الغَطَف الوطَف، و الغَطَفُ: سَعةُ العَیش. و عَیْشٌ أَغْطَف مثل أَغْضَف: مُخْصب. و غُطَیْفٌ: اسم رجل؛ قال: لتَجدَنِّی بالأَمیر بَرّا، و بالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا، إذا غُطَیْفُ السُّلَمِیُّ فَرّا و بنو غُطَیْف: حَیّ. و غَطَفَانُ: حیّ من قَیْس عَیْلان و هو غَطَفَان بن سعد بن قَیْس عَیْلان؛ قال الشاعر: لو لم تكُنْ غَطَفانُ لا ذنوب لها إلیّ لامَتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمرا قال الأَخفش: قوله لا زائدة، یرید لو لم تكن لها ذنوب.

غطرف؛ ج9، ص: 269

: الغِطْرِیف و الغُطَارِف: السید «5» الشریفُ
(5). قوله [و الغطارف السید] كذا بالأصل مضبوطاً، و الذی فی القاموس: الغِطْراف، بالكسر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 270
السخِیّ الكثیر الخیر؛ و أَنشد: و مَن یَكُونوا قوْمه تَغَطْرَفا و الذی فی حدیث سَطِیح: أَصَمَّ أَم یَسْمَعُ غِطْرِیفُ الیَمن الغِطْرِیف: السیِّد، و جمعه الغَطَارِیف، و قیل: الغِطْرِیف الفتی الجمیل، و قیل: هو السخِیّ السَّریُّ الشابُّ، و منه یقال: بازٌ غِطْرِیف. و الغِطْرِیف و الغِطْرَاف: البازی الذی أُخذ من وكْره. و الغِطرِیف: فَرْخُ البازی. و أُمّ الغِطرِیف: امرأَة من بَلْغَنْبَر بن عمرو بن تمیم. و عنَقٌ غِطْرِیف و خِطْریف: واسع. و التَّغَطْرُف: التكَبُّر، قال: فإنْ یَكُ سَعْدٌ من قُرَیْشٍ فإنَّما، بِغَیْرِ أَبِیه من قُرَیْشٍ، تَغَطْرَفا یقول: إنما تَغَطْرَفَ من ولایته و لم یكُ أَبوه شریفاً، و قد قیل فی ذلك التَّغَتْرُف أَیضاً. الجوهری: الغَطْرَفَةُ و التَّغَطْرُف و التَّغَتْرُف التكبر؛ و أَنشد الأَحمر لمُغلس بن لَقِیط: فإنَّك، إنْ عادَیْتَنی غَضِبَ الحصَی علیْكَ، و ذو الجَبُّورةِ المُتَغَطْرِفُ و یروی … المُتَغَتْرِفُ؛ و أَنشد ابن بری لكعب بن مالك: الحمد للّه الذی قد شَرَّفا قوْمی، و أَعْطاهمْ معاً و غَطْرَفا قال: و قال ابن الطَّیْفانِیّة: و إنی لَمِنْ قَوْمٍ زُرارةُ منهمُ، و عَمْرو و قَعْقاعٌ أُلاكَ الغَطَارِفُ قال: و قال جَعْونة العجلی: و تَمْنَعُها من أَن تُسَلَّ، و إن تُخَفْ تَحُلْ دُونها الشُّمُّ الغَطارِیفُ من عجْلِ و قال ابن الأَعرابی: التَّغَطْرُف الاخْتیال فی المَشی خاصّة.

غفف؛ ج9، ص: 270

: الغُفَّةُ: البُلْغَةُ من العَیْش؛ قال الشاعر: لا خَیرَ فی طَمَعٍ یُدْنی إلی طَبَعٍ، و غُفَّةٌ من قَوامِ العَیشِ تَكْفِینی و الفَأْرةُ غُفَّة الهِرّ أَی قُوتُه، و قیل: الغُفَّة الفأْرة فلم یُسَقْ؛ قال: یُدِیرُ النَّهارَ بجَشْ‌ءٍ له، كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَیْطَلُ. الخَیْطلُ: السِّنَّوْر، و هذا بیت یُعایا به، یصف صبیّاً یدیر نَهاراً أَی فَرْخَ حُبارَی بجَش‌ء فی یده، و هو سَهْم خَفِیف أَو عُصیّةٌ صغیرة، و یروی … بحَشْر له. و الغُفَّة و الغُبّةُ: القلیل من العیش. و الغُفَّة: الشی‌ء القلیل من الرَّبیع. و اغْتَفَّتِ الفرس و الخیل و تَغَفَّفَت: نالت غُفَّة من الرَّبیع و لم تُكْثِر، و قیل: إذا سَمِن بعض السِّمَن. و الاغْتِفَافُ: تناوُل العلَف. و قیل: الغُفَّة كلأ قدیم بالٍ و هو شرُّ الكلإِ. و الفعل كالفعل. و غُفَّة الإِناء و الضرْع: بقیّة ما فیه. و تَغَفَّفَه: أَخذ غُفَّته. و قال أَبو زید: اغْتَفَّتِ المالُ اغْتِفَافَاً، قال: و هو الكلأَ المُقارِبُ و السِّمنُ المُقارِب؛ قال طُفَیْل الغَنَوِیّ: و كُنّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخیلُ غُفَّةً، تَجَرَّدَ طَلَّابُ التِّراتِ مُطَلَّب یقول: تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرة و هو مَطلوب مع ذلك،
لسان العرب، ج‌9، ص: 271
فرفَعه بإضمار هو أَی هو مُطَلَّبٌ؛ كما قال الراجز: و مَنْهَلٍ فیه الغُرابُ مَیْتُ، كأَنه من الأُجُونِ زَیْتُ، سَقَیْتُ منه القومَ و استقَیْتُ فیه الغراب میت أَی هو میت، و الغُفَّةُ: كالخُلْسةِ أَیضاً، و هو ما تَناوَله البعیر بفِیه علی عجلة منه. و یقال لما یَبس من ورق الرُّطْب: غَفٌّ و قَفٌّ.

غلف؛ ج9، ص: 271

: الغِلاف: الصِّوان و ما اشتمل علی الشی‌ء كقَمِیص القَلْب و غِرْقِئِ البیض و كِمام الزَّهْر و ساهُور القَمر، و الجمع غُلُفٌ. و الغِلافُ: غلاف السیف و القارورة، و سیف أَغْلَف و قوس غَلْفَاء، و كذلك كل شی‌ء فی غِلاف: و غَلَف القارُورة و غیرها و غَلَّفَها و أَغْلَفَها: أَدخلها فی الغِلاف أَو جعل لها غلافاً، و قیل: أَغْلَفَها جعل لها غِلافاً، و إذا أَدخلها فی غلاف قیل: غَلَفها غَلْفاً. و قلب أَغْلَفُ بیِّن الغُلْفة: كأَنه غُشِّی بغلاف فهو لا یَعِی شیئاً. و فی التنزیل العزیز: وَ قٰالُوا قُلُوبُنٰا غُلْفٌ، و قیل: معناه صُمٌّ، و من قرأَ غُلُفٌ أَراد جمع غِلاف أَی أَن قلوبنا أَوْعِیة للعِلم كما أَن الغِلاف وِعاء لما یُوعَی فیه، و إذا سكنت اللام كان جمع أَغْلف و هو الذی لا یعی شیئاً. و‌فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: یَفْتَح قُلوباً غُلْفاً‌أَی مُغَشَّاة مغطاة، واحدها أَغْلَف. و‌فی حدیث حذیفة و الخُدریّ: القلوب أَربعة فقلب أَغلف‌أَی علیه غِشاء عن سَماع الحق و قبوله، و هو قلب الكافر، قال: و لا یكون غُلُف جمع أَغْلَف لأَنَّ فُعُلًا، بالضم، لا یكون جمع أَفعل عند سیبویه إلا أَن یضطر شاعر كقوله: جَرَّدُوا منها وِراداً و شُقُرْ قال الكسائی: ما كان جمع فِعال و فَعُول و فَعِیل، فهو علی فُعُلٍ مثقل. و قال خالد بن جنْبة: الأَغْلَف فیما نری الذی علیه لِبْسة لم یدَّرِعْ منها أَی لم یُخرِج منها. و تقول: رأَیت أَرْضاً غَلْفَاء إذا كانت لم تُرع قبلنا ففیها كلُّ صغیر و كبیر من الكلإِ، كما یقال غلام أَغْلَف إذا لم تُقطع غُرْلَتُه، و غَلَّفْت السرْج و الرحْل؛ و أَنشد: یَكادُ یرْمی الفاتِرَ المُغَلَّفا و رجل مُغَلَّف: علیه غِلاف من هذا الأَدَم و نحوها. و الغُلْفَتان: طَرفا الشاربین مما یلی الصِّماغین، و هی الغُلْفة و القُلْفة. و غلام أَغْلَف: لم یختتن كأَقْلَف. و الغَلَفُ: الخِصْب الواسع. و عامٌ أَغْلَف: مُخْصِب كثیر نباته. و عیش أَغْلَف: رَغَدٌ واسع. و سنة غَلْفَاء: مُخْصِبة. و غَلَف لِحْیَته بالطیب و الحِنَّاء و الغالیة و غَلَّفها: لطخها، و كرهها بعضهم و قال: إنما هو غَلَّاها. و تَغَلَّفَ الرجلُ بالغالیة و سائر الطیب و اغْتَلَفَ؛ الأَوّل عن ثعلب، و قال اللحیانی: تَغَلَّفَ بالغالیة و تَغَلَّلَ، و قال بعضهم: تَغَلَّفَ بالغالیة إذا كان ظاهراً، فإذا كان داخلا فی أُصول الشعر قیل تَغَلَّلَ، و غَلَفَ لِحْیَته بالغالیة غَلْفاً. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: كنت أُغَلِّفُ لحیته بالغالیة‌أَی ألطخها؛ و أَكثر ما یُقال غَلَفَ بها لحیته غَلْفاً و غَلَّفَها تَغْلِیفاً. و الغالیة: ضَرْبٌ مركَّب من الطِّیب. و الغَلْفُ: شجر یُدْبَغُ به مثل الغَرْف، و قیل: لا یُدْبغُ به إلا مع الغرف. و الغَلِفُ، بفتح الغین و كسر اللام: نبت شبیه بالحَلق و لا یأْكله شی‌ء إلا القُرود؛ حكاه أَبو حنیفة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 272
و الغُلْفَة و غَلْفَانُ: موضعان. و بنو غَلْفَانَ: بطن. و الغَلْفَاء: لَقَب سَلَمَة عم إمرئ القیس و معدیكَرِبَ بن الحرث بن عَمْرو أَخی شَراحِیل «1» بن الحرث، یُلَقَّب بالغَلْفَاء لأَنه أَوَّل من غَلَّفَ بالمِسْك، زعموا؛ و ابن غَلْفَاء: من شعرائهم، یقول: أَلا قالت أُمامةُ یَوْمَ غَوْلٍ: تَقَطَّعَ بابن غَلْفَاء الحِبالُ

غنف؛ ج9، ص: 272

: الغَیْنَف: غَیْلَم الماء فی مَنْبَع الآبار و الأَعْین. و بَحْرٌ ذو غَیْنَف أَی مادة؛ قال رُؤبة: نَغْرِف من ذی غَیْنَفٍ و نُوزِی و الروایة المشهورة: نَغْرِف من ذی غَیِّفٍ و نُوزِی قال: كذلك روی بغیر همز، و القیاس نؤزی، بالهمز، لأَن أَوّل هذا الرجز: یا أَیها الجاهل ذو التَّنَزِّی قال الأَزهری: و لم أَسمع الغَیْنَف بمعنی غَیْلَم الماء لغیر اللیث، و البیت الذی أَنشده لرؤبة رواه شمر عن الإِیادِیّ: بئر ذات غَیِّثٍ أَی لها ثائِبٌ من ماء؛ و أَنشد: نَغْرِفُ من ذی غَیِّثٍ و نُوزی قال: و معنی نُوزِی أَی نُضْعِفُ، قال: و لا آمَنُ أَن یكون غَیْنَفٌ تصحیفاً و كان غَیّثاً فصُیِّر غَیْنفاً، قال: فإن رواه ثقةٌ و إلا فهو غَیِّثٌ و هو صواب.

غنضف؛ ج9، ص: 272

: غَنْضَفٌ: اسم.

غنطف؛ ج9، ص: 272

: غَنْطَفٌ: اسم.

غیف؛ ج9، ص: 272

: تَغَیَّفَ: تَبَخْتَر. و تَغَیَّفَ: مشی مِشْیة الطِّوال، و قیل: تَغَیَّف مَرَّ مَرّاً سَهْلًا سریعاً. و تَغَیَّفَ الفَرَسُ إذا تَعطَّفَ و مال فی أَحد جانبیه. الأَصمعی: مَرَّ البعیرُ یَتَغَیَّفُ، و لم یفسره، قال شمر: معناه یُسْرِع، قال: و قال أَبو الهیثم التَّغَیُّفُ أَن یَتَثَنَّی و یَتَمایَلَ فی شِقَّیْه من سَعَة الخَطْوِ و لِین السَّیْر؛ كما قال العِجاج: یكادُ یَرْمی الفاتِرَ المُغَلَّفا منه احارِیّ، إذا تَغَیَّفا و الغَیْفَان: مَرَحٌ فی السَّیْر. و تَغَیَّفَ إذا اختال فی مِشْیَته؛ قاله المفضل. و المُغَیَّف: فرس لأَبی فَیْد بن حَرْمَلٍ صفة غالبة من ذلك. و التَّغَیُّفُ: التَّمَیُّل فی العَدْوِ. و غَافَت الشجرةُ غَیَفَاناً و أَغْیَفت و تَغَیَّفَت: مالت بأَغصانها یمیناً و شِمالًا؛ و أَنشد ابن بری لنُصَیْب: فظَلَّ لها لَدْنٌ من الأَثْل مُورِق، إذا زَعْزَعَتْه سَكْبَةٌ یَتَغَیَّفُ و أَغَافَ الشجرةَ: أَمالها من النَّعْمة و الغُضُوضة. و شجرة غَیْفاء و شجر أَغْیَفُ و غَیْفَانِیٌّ یَمْؤودٌ؛ قال رؤبة: و هَدَبٌ أَغْیَفُ غَیْفَانِیُّ و الأَغْیَف: كالأَغْیَد إلا أَنه فی غیر نُعاسٍ. و الغَافُ: شجر عظام تَنْبُتُ فی الرمل مع الأَراك و تَعْظُم، و ورقه أَصغر من ورق التُّفّاح، و هو فی خلقته، و له ثَمَر حُلْو جدّاً و ثمره غلف یقال له
(1). قوله [أخی شراحیل إلخ] عبارة الصحاح: أخی شرحبیل بن الحرث إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 273
الحُنْبُل؛ قال ابن سیدة: أَراه من ذلك، و إلا فهو من غوف بالواو. و التهذیب: الغَاف یَنْبُوت عظام كالشجر یكون بعُمان، الواحدة غَافة. أَبو زید: الغَاف من العِضاه و هی شجرة نحو القَرَظ شاكة حجازیة تَنْبُت فی القِفاف. الجوهری: الغَاف ضرب من الشجر؛ و أَنشد ابن بری لقیس بن الخطیم: أَلفَیْتُهُمْ یَوْمَ الهِیاجِ، كأَنهُمْ أُسْدٌ بِبِیشَةَ أَو بِغَافِ رَوافِ و رَواف: موضع قریب من مكة؛ قال الفرزدق: إلیك نَأَشْتُ یا ابنَ أَبی عَقِیلٍ، و دُونی الغَافُ غَافُ قُری عُمانِ و قال ذو الرمة: إلی ابنِ أَبی العاصی هشامٍ تَعَسَّفَتْ بِنا العِیسُ، من حیثُ الْتقی الغَافُ و الرملُ و یقال: حَمَل فلان فی الحرب فَغَیَّفَ أَی كَذَبَ و جَبُنَ. و غَیَّفَ إذا فرَّ و عَرَّد و تَغَیَّفَ عن الأَمر و غَیَّفَ: نَكَل؛ الأَخیرة عن ثعلب؛ و أَنشد القطامی: و حَسِبْتنا نَزَعُ الكَتیبةَ غُدْوَةً فیُغَیِّفونَ، و نَرْجِعُ السَّرَعانا قال ابن بری: الذی فی شعره: فیُغَیِّفُون و نُوزِعُ السَّرَعانا و غَیْفَان: موضع.

فصل الفاء؛ ج9، ص: 273

فلسف؛ ج9، ص: 273

: الفَلْسَفَة: الحِكْمة، أَعجمی، و هو الفَیْلسوف و قد تَفَلْسَفَ.

فوف؛ ج9، ص: 273

: الفُوفُ: البیاض الذی یكون فی أَظفار الأَحْداث، و كذلك الفَوْفُ، واحدته فُوفَةٌ یعنی بواحده الطائفة منه، و منه قیل: بُرْدٌ مُفَوَّفٌ. الجوهری: الفُوفُ الحَبَّة البیضاء فی باطن النواة التی تنْبُت منها النَّخْلة. قال ابن بری: صوابه الجُبَّة البیضاء. و الفُوف: جمع فُوفَة. و الفُوفَة و الفُوف: القشرة التی علی حَبَّة القلب و النواةِ دون لَحْمة التَّمْرة، و كل قِشْرَة فُوفٌ. التهذیب: ابن الأَعرابی الفُوفَة القِشْرة الرقیقة تكون علی النَّواة، قال: و هی القِطْمیر أَیضاً، و سئل ابن الأَعرابی عن الفُوف فلم یعرفه؛ و أَنشد: أَمْسی غُلامی كَسِلًا قَطُوفا، یَسْقِی مُعِیداتِ العِراق جُوفا باتَتْ تَبَیّا حَوضَها عُكُوفا، مثل الصُّفوف لاقَتِ الصفوفا و أَنتِ لا تُغْنِینَ عنِّی فُوفَا العِراق: عِراق القرْبة، و معناه لا تغنی عنی شیئاً، واحدته فُوفة؛ قال الشاعر: فأَرْسَلْتُ إلی سَلْمی بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ فما جادَتْ لنا سَلْمی بزِنْجِیرٍ، و لا فُوفَهْ و ما أَغْنی عنه فُوفاً أَی قَدْرَ فُوفٍ. و الفُوفُ: ضَرْبٌ من بُرود الیَمَنِ. و‌فی حدیث عثمان: خَرَج و علیه حُلَّةٌ أَفْوَافٌ؛ الأَفْوَاف: جمع فُوفٍ و هو القُطْن، و واحدة الفُوف فُوفَةٌ، و هی فی الأَصل القشرة التی علی النواة. یقال: بُرْدُ أَفْوَافٍ و حُلَّةُ أَفوافٍ بالإِضافة. اللیث: الأَفْوَاف ضَرْب
لسان العرب، ج‌9، ص: 274
من عَصْبِ البُرود. ابن الأَعرابی: الفُوفُ ثِیاب رِقاقٌ من ثیاب الیمن مُوَشَّاة، و هو الفُوف، بضم الفاء، و بُرْدٌ مُفَوَّفٌ أَی رقیق. الجوهری: الفُوفُ قِطَع القُطْن، و بُرْد فُوفِیٌّ و ثُوثیٌّ علی البدل؛ حكاه یعقوب. و بُرْدُ أَفْوَافٍ و مُفَوَّف: بیاض و خطوط بیض «2». و‌فی حدیث كعب: تُرْفَع للعبد غُرْفةٌ مُفَوَّفَة، و تَفْوِیفها لَبِنةٌ من ذهب و أُخری من فِضة.و الفَوْف: مصدر الفُوفَة. یقال: ما فَافَ عنی بخَیْرٍ و لا زَنْجَرَ فَوْفاً، و الاسم الفُوفَة، و هو أَن یسأَل رجلًا فیقولَ بظُفُر إبهامه علی سَبّابته: و لا مثْلَ ذا؛ و أَما الزَّنْجَرَة فما یأْخُذُ بطْنُ الظفر من بطن الثنیة إذا أَخَذْتَها به و قُلْتَ: و لا هذا؛ و قیل: الزَّنْجَرةُ أَن یقول بظُفُر إبهامه علی ظُفُر سبّابته: و لا هذا؛ و قول ابن أَحمر: و الفُوفُ تَنْسِجُه الدَّبورُ، و أَتْلالٌ مُلَمَّعَةُ القَرَا شُقْرُ الفُوف: الزَّهر شبّهه بالفُوف من الثیاب تنسِجُه الدبور إذا مرت به، و أَتلال: جمع تلّ، و الملمعة: من النَّوْر و الزَّهْر. و ما ذاق فوفاً أَی ما ذاق شیئاً.

فولف؛ ج9، ص: 274

: التهذیب فی الثُّنائیّ المُضاعَف: الفَوْلَفُ كل شی‌ء یُغَطِّی شیئاً، فهو فَوْلَفٌ له؛ قال العجاج: و صار رَقْراقُ السَّراب فَوْلَفا لِلْبید، و اعْرَورَی النِّعافَ النُّعَّفا فَوْلَفاً للبید: مُغطِّیاً لأَرضها. قال: و مما جاء علی بناء فَوْلَفٍ قَوْقَلٌ للحَجَل، و شَوْشَب اسم للعقرب، و لولَبٌ لَوْلَبُ الماء. و حدیقةٌ فَوْلَفٌ: مُلْتَفَّة. و الفَوْلَفُ: بِطانُ الهَودَج، و قیل: هو ثوب تُغَطَّی به الثیاب، و قیل: ثوب رقیق.

فیف؛ ج9، ص: 274

: الفَیْفُ و الفَیْفَاة: المَفازة لا ماء فیها؛ الأَخیرة عن ابن جنی. و بالفَیْفِ استدل سیبویه علی أَن أَلف فَیْفَاة زائدة، و جمع الفَیْف أَفْیَافٌ و فُیُوفٌ، و جمع الفَیْفَی فَیافٍ. اللیث: الفَیْفُ المفازة التی لا ماء فیها مع الاستواء و السَّعة، و إذا أُنِّثَت فهی الفَیْفاة، و جمعها الفَیَافِی. و الفَیْفَاء: الصحراء المَلساء و هنَّ الفَیَافِی. المُبَرّد: أَلف فَیْفَاء زائدة لأَنهم یقولون فَیْفٌ فی هذا المعنی. المؤرّج: الفَیْف من الأَرض مُخْتَلَف الرِّیاح. و بالدَّهْناء موضع یقال له فَیْف الرِّیح؛ و أَنشد لعمرو بن معدیكرب: أَخْبَرَ المُخْبِرُ عنكُمْ أَنَّكُم، یَوْمَ فَیْفِ الرِّیح، أُبْتُمْ بالفَلَجْ أَی رجَعْتُم بالفَلاحِ و الظَّفَر؛ و قال ذو الرمة: و الرَّكْب، یَعْلُو بِهِم صُهْبٌ یَمانِیَةٌ فَیْفاً، علیه لِذَیْل الرِّیح نِمْنِیمُ و یقال: فَیْفُ الرِّیحِ موضع معروف. الجوهری: فَیْف الریح «3» یوم من أَیام العرب؛ و أَنشد بیت عمرو بن معدیكرب. و فی الحدیث ذِكر فَیْفِ الخَبارِ، و هو موضع قریب من المدینة أَنزله سیدُنا رسولُ اللّه؛ صلی اللّه علیه و سلم، نَفراً من عُرَیْنة عند لِقاحِهِ. و الفَیْفُ: المكان المُسْتَوِی، و الخَبارُ، بفتح الخاء و تخفیف الباء الموحدة: الأَرض اللیِّنة، و بعضهم یقوله
(2). قوله [و برد أَفْوَاف و مُفَوَّف إلخ] عبارة القاموس: و برد مُفَوَّف كمعظم رقیق أو فیه خطوط بیض و برد أَفْوَاف مضافة رقیق انتهی. فلعل فی عبارة اللسان سقطاً و الأصل و برد أَفْوَاف و برد مُفَوَّف أی ذو بیاض إلخ أو فیه بیاض. (3). قوله [الجوهری فیف الریح إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و قول الجوهری و فیف الریح یوم من أیام العرب غلط، و الصواب: و یوم فیف الریح یوم من أیام العرب.
لسان العرب، ج‌9، ص: 275
بالحاء المهملة و الباء المشددة. و فی غزوة زید بن حارثة ذِكْر فَیْفَاء مَدَانٍ. أَبو عمرو: كل طریق بین جبلین فَیْفٌ؛ و أَنشد لرؤبة: مَهِیلُ أَفْیافٍ لَها فُیُوفُ و المَهِیل: المَخُوف «1». و قوله لها أَی من جوانبها صَحاری؛ و قال ذو الرمة: و مُغْبَرَّة الأَفْیَافِ مَسْحُولة الحصی، دَیامِیمُها مَوْصُولةٌ بالصَّفاصِفِ و قال أَبو خَیْرَة: الفَیْفَاء البعیدة من الماء. قال شمر: و القول فی الفَیْف و الفَیْفَاء ما ذكَر المؤرّج من مُخْتَلَف الرِّیاح. و‌فی حدیث حذیفة: یُصَبُّ علیكم الشّرُّ حتی یَبْلُغ الفَیَافِی؛ هی البراری الواسعة جمع فَیْفَاةٍ. ابن سیدة: فَیْف الریح موضع بالبادیة. و فَیْفَان: اسم موضع؛ قال تأَبط شرّا: فَحَثْحَثْتُ مَشْغُوفَ الفؤادِ فَراعَنی أُناسٌ بِفَیْفَانٍ، فَمِرْتُ الفَرانیا

فصل القاف؛ ج9، ص: 275

قحف؛ ج9، ص: 275

: القِحْف: العظم الذی فوق الدِّماغ من الجُمجمة، و الجمجمة التی فیها الدماغ، و قیل: قِحْفُ الرجل ما انفلق من جُمْجُمته فبانَ و لا یُدْعی قِحْفاً حتی یبین، و لا یقولون لجمیع الجمجمة قِحْفاً إلا أَن یتكسر منه شی‌ء، فیقال للمتكسر قِحْفٌ، و إن قُطِعَت منه قِطْعة فهو قِحْفٌ أَیضاً. و القَحْفُ: قَطْعُ القِحْف أَو كَسْره. و قَحَفَه قَحْفاً: ضَرَبَ قِحْفَه و أَصاب قِحْفه، و قیل: القِحْف القبیلة من قبائل الرأْس، و هی كل قطعة منها، و جمع كل ذلك أقحاف و قُحُوفٌ و قِحَفَةٌ. و القِحْف: ما ضُرِب من الرأْس فَطاحَ؛ و أَنشد لجریر: تَهْوَی بذی العَقْرِ أَقْحافاً جَماجِمُهُمْ، كأَنها حَنْظَلُ الخُطْبانِ یُنْتَقَفُ «2» و ضَرَبه فاقْتَحَف قِحْفاً من رأْسه أَی أَبان قطعة من الجمجمة، و الجمجمة كلها تسمی قِحْفاً و أَقْحافاً. أَبو الهیثم: المُقاحفة شدة المُشاربةِ بالقِحف، و ذلك أَن أَحدهم إذا قَتَل ثأْرَه شَرب بقِحْف رأْسه یَتَشَفَّی به. و‌فی حدیث سُلافَة بنتِ سَعدٍ: كانت نَذَرَت لَتَشرَبَنَّ فی قِحف رأْس عاصم بن ثابتٍ الخَمْرَ، و كان قد قَتَل ابْنَیْها نافِعاً و خِلاباً.و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: یأْكل العِصابةُ یَوْمئذٍ من الرُّمانة و یَسْتظلُّون بقِحْفِها؛ أَراد قشرها تشبیهاً بقِحف الرأْس، و هو الذی فوق الدماغ، و قیل: هو ما انْطبَق «3» من جمجمته و انفصل. و منه‌حدیث أَبی هریرة فی یوم الیَرْمُوك: فما رُئیَ مَوْطِنٌ أَكثرَ قِحْفاً ساقطاً‌أَی رأْساً فَكَنی عنه ببعضه أَو أَراد القِحْف نفسه. و رماه بأَقْحَاف رأْسه إذا رماه بالأُمور العظام، مَثَلٌ بذلك. و من أَمثالهم فی رَمْی الرجل صاحِبَه بالمعضِلاتِ أَو بما یُسْكِتُه: رماه بأَقْحَاف رأْسه؛ قیل إذا أَسْكَتَه بداهیة یُوردها علیه، و قَحَفَه یَقْحَفُه قَحْفاً: قَطع قِحْفه؛ قال: یَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقحُوفِ صُمَّ الصَّدی كالحَنظَلِ المَنْقُوفِ
(1). قوله [و المهیل المخوف إلخ] هذا نص الصحاح، و فی التكملة: هو تصحیف قبیح و تفسیر غیر صحیح، و الروایة مهبل بسكون الهاء و كسر الباء الموحدة و هو مهواة ما بین كل جبلین، و زاد فساداً بتفسیره فإنه لو كان من الهول لقیل مهول بالواو انتهی. شارح القاموس. (2). قوله [تهوی إلخ] أَنشده شارح القاموس هكذا: تهوی بذی العقر أقحافاً جماجمها كأنها الحنظل الخطبان ینتقف (3). قوله [ما انطبق إلخ] عبارة النهایة: ما انفلق إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 276
و رجل مَقْحُوفٌ: مقطوع القِحْفِ. و القِحْفُ: القَدَح. و القِحف: الكِسْرة من القَدَح، و الجمع كالجمع. قال الأَزهری: القِحْف عند العرب الفِلْقَة من فِلَق القَصْعة أَو القدح إذا انْثَلَمَتْ، قال: و رأَیت أَهل النَّعَم إذا جَرِبَتْ إبلُهُم یجعلون الخَضْخاض فی قِحْفٍ و یَطْلون الأَجرب بالهِناء الذی جعلوه فیه؛ قال الأَزهری: و أَظنهم شبّهوه بِقِحْف الرأْس فسَمَّوه به. الجوهری: القِحْف إناء من خشب علی مثال القِحْف كأَنه نصف قَدَح. یقال: ما له قِدٌّ و لا قِحْفٌ، فالقِدٌّ قَدَح من جلد و القِحْف من خشب. و قَحَفَ ما فی الإِناء یَقْحَفُه قَحْفاً و اقْتَحَفَه: شربه جمیعه. و یقال: شربت بالقِحْف. و الاقْتِحَافُ: الشُّرْب الشدید. قال ابن بری: قال محمد بن جعفر القزاز فی كتابه الجامع: القَحْفُ جَرْفك ما فی الإِناء من ثَرید و غیره. و یقال: قَحَفْتُه أَقْحَفُه قَحْفاً، و القُحَافَة ما جَرَفْتَه منه، و‌قیل لأَبی هریرة، رضی اللّه عنه: أَ تُقَبِّل و أَنت صائم؟ قال: نعم و أَقْحَفُها، یعنی أَشْرَبُ ریقَها و أَتَرشَّفُه، و هو من الاقْتِحَاف الشرب الشدید. و القَحْفُ و القِحافُ: شدة الشُّرْب. و قال إمرؤ القیس علی الشراب حین قیل له قتل أَبوك قال: الیَوْم قِحافٌ و غَداً نِقافٌ. و قحاف الشی‌ء و مُقاحَفَته و اقْتِحَافُه: أَخْذُه و الذهاب به. و القَاحِف من المطر: المطر الشدید كالقاعِف إذا جاء مفاجأَة، و اقْتَحَفَ سَیْلُه كلَّ شی‌ء، و منه قیل: سَیْل قُحافٌ و قُعافٌ و جُحاف كَثِیرٌ یَذْهَب بكلّ شی‌ء. و كلُّ ما اقْتُحِفَ من شی‌ء و استُخرج قُحَافَةٌ، و به سُمّی الرجل. و عَجاجَة قَحْفَاء: و هی التی تَقْحَف الشی‌ء و تَذْهَب به. و القُحُوف: المَغارِف. قال ابن سیدة: و المِقْحَفَة الخَشَبة التی یُقْحَفُ بها الحَبُّ. و قَحَفَ یَقْحف قُحافاً: سَعَل؛ عن ابن الأَعرابی. و بنو قُحَافَة: بطن. و قُحَیْفٌ العامریّ: أَحد الشعراء، و قیل: هو قُحَیْفٌ العُقَیْلیّ كذلك نَسبَه أَبو عبید فی مُصَنَّفه.

قحلف؛ ج9، ص: 276

: قَحْلَفَ ما فی الإِناء و قَحْفَله: أَكَله أَجْمع.

قدف؛ ج9، ص: 276

: القَدْف: غَرْف الماء من الحوض أَو من شی‌ءٍ تَصُبُّه بكفك، عُمانیّة، و القُداف: الغُرْفة منه. و قالت العُمانیة بنت جُلَنْدی حیث أَلْبَسَت السُّلَحْفاةَ حلیها فغاصت فأَقبلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفها و تَصبّه علی الساحل و هی تنادی: یا لقومی، نَزافِ نَزافِ لم یَبق فی البحر غیرُ قُداف أَی غیر حَفْنَة. ابن درید و ذكر قصة هذه الحمقاء ثم قال: و القُداف جَرَّةٌ من فَخّار. و القَدْف: الكَرَبُ الذی یقال له الرَّفُوج من جرید النخل و هو أَصل العِذْق. و القَدْفُ: الصبّ. و القَدْفُ: النَّزْح. و القَدْف: أَن یَثْبُت للكَرَب أَطراف طِوال بعد أَن تقطع عنه الجرید، أَزْدِیّةٌ. و ذو القداف: موضع؛ قال: كأَنه بذی القدافِ سِیدُ، و بالرِّشاء مُسْبِل وَ رودُ «1»

قذف؛ ج9، ص: 276

: قذَفَ بالشی‌ء یَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف: رمی. و التَّقاذُفُ: الترامی؛ أَنشد اللحیانی: فقَذَفْتُها فأَبَتْ لا تَنْقذِفْ و قوله تعالی: قُلْ إِنَّ رَبِّی یَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلّٰامُ الْغُیُوبِ؛
(1). قوله [و بالرشاء] هو بالكسر و المدّ موضع فضبطه بالفتح فی مادة ورد خطأ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 277
قال الزجاج: معناه یأْتی بالحق و یرْمی بالحق كما قال تعالی: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْبٰاطِلِ فَیَدْمَغُهُ. و قوله تعالی: وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛ قال الزجاج: كانوا یَرْجُمون الظُّنون أَنهم یُبْعَثون. و قَذَفَه به: أَصابه، و قَذَفَه بالكذب كذلك. و قَذَفَ الرَّجُل أَی قاء. و قَذَفَ المُحْصَنَةَ أَی سَبَّها. و‌فی حدیث هلال بن أُمیّة: أَنه قَذَفَ امرأَته بِشَریكٍ؛ القَذْف هاهنا رَمْیُ المرأَة بالزنا أَو ما كان فی معناه، و أَصله الرّمْیُ ثم استُعْمل فی هذا المعنی حتی غَلب علیه. و‌فی حدیث عائشة: و عندها قَیْنَتان تغَنِّیان بما تَقاذَفَتْ به الأَنْصارُ یوْمَ بُعاثَ‌أَی تَشاتَمتْ فی أَشعارها و أَراجیزها التی قالتْها فی تلك الحَرْب. و القَذْف: السَّبُّ و هی القَذیفة. و القَذْفُ بالحجارة: الرَّمْیُ بها. یقال: هم بین حاذِفٍ و قاذِفٍ و حاذٍ و قاذٍ علی الترخیم، فالحاذفُ بالحصی، و القاذف بالحجارة. ابن الأَعرابی: القَذْف بالحجر و الحَذْف بالحصی. اللیث: القذْف الرَّمْیُ بالسَّهْم و الحَصی و الكلام و كلّ شی‌ء. ابن شمیل: القِذافُ ما قَبَضْتَ بیَدك مما یَمْلأُ الكفّ فرَمَیْتَ به. قال: و یقال نِعْم جُلْمود القِذاف هذا. قال: و لا یقال للحجر نفسِه نِعْم القِذاف. أَبو خَیْرة: القِذافُ ما أَطَقْتَ حَمْلَهُ بِیَدك و رمَیْته؛ قال رؤبة: و هو لأَعْدائِك ذُو قِرافِ، قَذّافة بِحَجَر القِذافِ و القَذَّافة و القَذَّاف جمع: هو الذی یُرْمی به الشی‌ءُ فَیَبْعُدُ؛ قال الشاعر: لما أَتانی الثَّقَفِیُّ الفَتَّانْ، فنَصَبوا قَذَّافةً بلْ ثِنْتانْ و القَذَّاف: المَنْجَنِیقُ و هو المیزان؛ عن ثعلب. و القَذیفة: شی‌ء یُرْمی به؛ قال المُزَرِّد: قَذیفةُ شَیْطانٍ رَجیمٍ رَمی بها، فصارَتْ ضَواةً فی لهَازِمِ ضِرْزم و‌فی الحدیث: إنی خَشِیتُ أَن یَقْذِفَ فی قلوبكما شَرّاً‌أَی یلقیَ و یُوقعَ. و القَذْفُ: الرَّمْیُ بقُوَّة. و‌فی حدیث الهجرة: فتَنْقَذِفُ علیه نِساء المشركین، و فی روایة: فتَتَقَصَّفُ، و سیأْتی ذكره؛ و قول النابغة: مَقْذوفةٍ بدَخِیسِ النَّحْض بازلُها، له صَریف صَریفَ القَعْو بالمَسَد أَی مَرْمیّة باللحم. و رجل مُقَذَّفُ أَی كثیر اللحم كأَنه قُذِف باللحم قَذْفاً. یقال: قُذِفَت الناقةُ باللحم قَذْفاً و لُدِسَتْ به لَدْساً كأَنها رُمِیَتْ به رَمْیاً فأَكْثَرَتْ منه؛ و المُقَذَّف: المُلَعَّن فی بیت زهیر و هو: لَدی أَسَدٍ شاكی السِّلاحِ مُقَذَّفٍ، له لِبَدٌ، أَظْفارُه لم تُقَلَّمِ و قیل: المُقَذَّف الذی قد رُمِیَ باللحم رَمْیاً فصار أَغْلَبَ. و یقال: بینهم قِذِّیفَی أَی سِبابٌ و رَمْیٌ بالحجارة أَیضاً. و مفازة قَذَفٌ و قُذُفٌ و قَذُوفٌ: بعیدة. و بلدة قَذُوفٌ أَی طَروحٌ لبُعْدها، و سَبْسَبٌ كذلك. و منزل قَذَفٌ و قَذِیفٌ أَی بعید؛ و أَنشد أَبو عبید: و شَطَّ وَلْیُ النَّوی، إنَّ النَّوی قَذَفٌ، تَیَّاحةٌ غَرْبَةٌ بالدار أَحْیانا أَبو عمرو: المِقْذَفُ و المِقذَاف مِجْذاف السفینة،
لسان العرب، ج‌9، ص: 278
و القَذَّاف المَرْكَب. و القُذْفُ و القُذْفَةُ: الناحیة، و الجمع قِذَافٌ. اللیث: القُذَف النواحی، واحدتها قُذْفَةٌ. غیره: قَذَفا الوادی و النهر جانباه؛ قال الجعدی: طَلِیعَةُ قَومٍ أَو خَمیسٌ عَرَمْرَمٌ، كَسَیْلِ الأَتیّ ضَمَّه القَذَفانِ الجوهری: القُذْفَةُ واحدة القُذَف و القُذُفاتِ، و هی الشُّرَف؛ قال ابن بری: شاهد القُذَف قول ابن مُقْبل: عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولةً و قِلًا، علی تُراثِ أَبیه یَتْبَعُ القُذَفا قال: و یروی … القَذَفا، و قد ضعَّفه الأَعلم. ابن سیدة و غیره: و قُذُفاتُ الجبال و قُذَفها ما أَشْرَفَ منها، واحدتها قُذْفةٌ، و هی الشُّرَف؛ قال إمرؤ القیس: و كُنْتُ إذا ما خِفْتُ یوماً ظُلامَةً، فإنَّ لها شِعْباً بِبُلْطَةِ زَیْمَرَا مُنِیفاً تَزِلُّ الطَّیْرُ عن قُذُفاتِه، یَظَلُّ الضَبابُ فَوْقَه قد تَعَصَّرا و یروی‌نِیافاً تَزِلُّ الطَّیرُ … و النِّیاف: الطویل؛ قال ابن بری: و مثله لبِشر بن أَبی خازم: و صَعْب تَزِلُّ الطیرُ عن قُذُفاتِه، لِحافاتِه بانٌ طوالٌ و عَرْعَر و كلُّ ما أَشرف من رؤوس الجبال، فهی القُذُفات. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، صلی فی مسجد فیه قُذُفات.و الأَقْذَاف: كالقُذُفَات.قال أَبو عبید فی الحدیث: إن عمر، رضی اللّه عنه، كان لا یصلی فی مسجد فیه قُذُفاتٌ؛ هكذا یُحَدِّثونه؛ قال ابن بری: قُذُفاتٌ صحیح لأَنه جمع سلامة كغُرْفة و غُرُفات، و جمع التكسیر قُذَفٌ كغُرَف، و كِلاهما قد رُوِی، و‌رُوِی: فی مسجد فیه قِذَاف؛ قال ابن الأَثیر: و هی جمع قُذْفَة، و هی الشُّرْفَة كبُرْمَةٍ و بِرام و بُرْقة و بِراقٍ، و قال الأَصمعی: إنما هی قُذَفٌ و أَصلها قُذْفَة، و هی الشُّرَف، قال: و الأَول الوجه لصحة الروایة و وجود النظیر. و ناقة قِذَافٌ و قَذُوفٌ و قُذُفٌ: و هی التی تَتقدَّم من سُرْعتها و تَرمی بنفسها أَمام الإِبل فی سیرها؛ قال الكمیت: جَعَلْتُ القِذَافَ لِلَیْلِ التَّمام إلی ابن الوَلید أبانٍ سِبارا «2» قال: جعلتُ ناقتی هذه لهذا اللیل حشواً. و ناقة قِذَافٌ و مُتَقَاذِفَةٌ: سریعة، و كذلك الفرس. و فرسٌ مُتَقَاذِفٌ: سَریع العَدْوِ. و سَیر مُتَقَاذِفٌ: سریع؛ قال النابغة الجعدی: بِحَیَّ هلًا یُزْجونَ كلَّ مَطِیَّةٍ، أَمام المَطایا سَیرُها المُتَقَاذِفُ و القِذَافُ: سُرعة السَّیر. و القَذُوف و القَذَّاف من القِسِیّ، كلاهما: المبعد السهمَ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ قال عمرو بن بَراء: ارْمِ سَلاماً و أَبا الغَرَّافِ، و عاصِماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ و نِیَّةٌ قَذَفٌ، بالتحریك، و فلاة قَذَفٌ و قُذُفٌ أَیضاً مثل صَدَفٍ و صُدُف و طَنَفٍ و طُنُفٍ أَی بعیدة تَقاذَفُ بمَنْ یَسْلُكها؛ قال الجوهری: نِیَّة قَذَفٌ، بالتحریك، و وقع فی أُخری نِیَّةٌ قَذَفٌ،
(2). قوله: إلی ابن الولید أبانٍ سبارا؛ هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 279
بالنون و الیاء. و رَوْضُ القِذافِ: موضع. ابن بری: و القَذاف الماء القلیل. و فی المثل: نَزافِ نزافِ لم یَبْقَ غیرُ قَذاف «1»، و ذلك لأَن امرأَة كانت تُحمَّق فأَتت علی شاطئ نهر فرأَت غَیْلَمةً فأَلْبَسَتها حلیّها، فانْسابَتِ الغَیْلمة فی البحر، فقالت لجواریها: نزافِ نزافِ أَی انْزِفْنَ البحر لم یَبق غیرُ قَذافٍ أَی قلیل.

قرف؛ ج9، ص: 279

: القِرْف: لِحاء الشجر، واحدته قِرْفةٌ، و جمع القِرْف قُروفٌ. و القُرافة: كالقِرْف. و القِرْف: القِشْر. و القِرْفة: القِشرة. و القِرفة: الطائفة من القِرْف، و كل قشر قِرف، بالكسر، و منه قِرْف الرُّمَّانة و قِرف الخُبْز الذی یُقْشَر و یبقی فی التَّنُّور. و قولهم: تَرَكْتُه علی مِثل مَقرِف الصَّمْغة و هو موضع القِرْف أَی مَقْشِر الصمغة، و هو شبیه بقولهم تَرَكْتُه علی مِثل لیلة الصَّدَر. و یقال: صَبَغ ثوبه بقِرْفِ السِّدْر أَی بقِشره؛ و قِرفُ كل شجرة: قِشرها. و القِرْفَة: دواء معروف. ابن سیدة: و القِرْف قِشْر شجرة طیبة الریح یوضع فی الدواء و الطعام، غَلَبَتْ هذه الصفة علیها غَلَبة الأَسماء لشرفها. و القِرْف من الخُبْز: ما یُقْشر منه. و قَرَفَ الشجرة یقرِفُها قَرْفاً: نَحَتَ قِرْفَها، و كذلك قَرَف القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَی قَشَرَها، و ذلك إذا یبِسَتْ؛ قال عنترة: عُلالَتُنا فی كل یومِ كریهةٍ بأَسْیافِنا، و القَرْحُ لم یَتَقَرَّفِ أَی لم یعله ذلك؛ و أَنشد الجوهری عجز هذا البیت: و الجُرْحُ لم یَتَقَرَّف و الصحیح ما أَوردناه. و‌فی حدیث الخوارج: إذا رأَیتموهم فاقْرِفوهم و اقتلوهم؛ هو من قَرَفْتُ الشجرة إذا قَشَرْتَ لحاءها. و قَرَفتُ جلد الرجل إذا اقْتَلَعْته، أَراد استأْصلوهم. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: قال له رجل من البادیة: متی تَحِلُّ لنا المَیْتة؟ قال: إذا وجَدْتَ قِرْف الأَرض فلا تَقْرَبْها؛ أَراد ما تَقْتَرِف من بَقْل الأَرض و عُروقه أَی تَقْتَلِع، و أَصلها أَخذ القشر منه. و‌فی حدیث ابن الزبیر: ما علی أَحدكم إذا أَتی المسجدَ أَن یُخرج قِرْفَةَ أَنفه‌أَی قِشْرَته، یرید المُخاط الیابس الذی لَزِق به أَی یُنَقّی أَنفه منه. و تَقَرَّفَتِ القَرْحة أَی تقشَّرَت. ابن السكیت: القَرْف مصدر قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إذا نَكَأْتَها. و یقال للجُرح إذا تَقَشَّر: قد تَقَرَّفَ، و اسم الجِلْدة القِرْفَة. و القَرْف: الأَدیم الأَحمر كأنه قُرِفَ أَی قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه، و العرب تقول: أَحمر كالقَرْف؛ قال: أَحْمر كالقَرْف و أَحْوی أَدْعَج و أَحمر قَرِفٌ: شدید الحمرة. و‌فی حدیث عبد الملك: أَراك أَحمَرَ قَرِفاً؛ القَرِف، بكسر الراء: الشدید الحمرة كأَنه قُرِف أَی قُشِر. و قَرَفَ السِّدْرَ: قَشَرَهُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ یعنی بالقِمَع قِمَع الوَطْب الذی یُصَب فیه اللبن، و قِرْفُه ما یَلْزَق به من وسَخ اللبن، فأَراد أَنّ هؤلاء المخاطبین أَوساخ و نصبه علی النداء أَی یا قِرْفَ القِمَع. و قَرف الذَّنْبَ و غیره یَقْرِفُه قَرْفاً و اقْتَرَفَه:
(1). قوله [لم یبق غیر قذاف] كذا فی الأصل بدون لفظة فی البحر الواقعة فی مادتی قدف و غرف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 280
اكتَسبه. و الاقْتِرَاف: الاكتساب. اقْتَرَفَ أَی اكتَسب، و اقْتَرَفَ ذنباً أَی أَتاه و فَعَلَه. و‌فی الحدیث: رجل قَرَف علی نفسه ذنُوباً‌أَی كَسَبَها. و یقال: قَرَفَ الذنبَ و اقْتَرَفَهُ إذا عمله. و قَارَفَ الذنبَ و غیرَه: داناهُ و لاصَقَهُ. و قَرَفَه بكذا أَی أَضافه إلیه و اتَّهَمه به. و فی التنزیل العزیز: وَ لِیَقْتَرِفُوا مٰا هُمْ مُقْتَرِفُونَ. و اقْتَرَفَ المالَ: اقْتَناه. و القِرْفَة: الكَسْب. و فلان یَقْرِفُ لعیاله أَی یَكْسِب. و بَعیر مُقْتَرَفٌ: و هو الذی اشْتُرِیَ حَدیثاً. و إبل مُقتَرَفَة و مُقْرَفَةٌ: مُسْتَجَدَّة. و قَرَفْتُ الرجل أَی عِبْتُه. و یقال: هو یُقْرَفُ بكذا أَی یُرْمی به و یُتَّهم، فهو مَقْرُوفٌ. و قَرَفَ الرجلَ بسوء: رماه، و قَرَفْته بالشی‌ء فاقْتَرَفَ به. ابن السكیت: قَرَفْتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً إذا رَمَیْتَه. الأَصمعی: قَرَفَ علیه فهو یَقْرِفُ قَرْفاً إذا بَغی علیه. و قَرَفَ فلانٌ فلاناً إذا وَقَع فیه، و أَصل القَرْف القَشْر. و قَرَفَ علیه قَرْفاً: كَذَبَ. و قَرَفَه بالشی‌ء: اتّهمه. و القِرْفَة: التُّهَمَة. و فلان قِرْفَتِی أَی تُهَمَتی، أَو هو الذی أَتَّهِمُه. و بنو فلان قِرْفَتِی أَی الذین عندهم أَظُنّ طَلِبَتی. و یقال: سَلْ بَنی فلان عن ناقتك فإنهم قِرْفَةٌ أَی تَجِدُ خَبَرَها عندهم. و یقال أَیضاً: هو قَرَفٌ من ثَوْبی للذی تَتَّهِمُه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان لا یأْخذ بالقَرَف‌أَی التهمة، و الجمع القِرَاف. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: أَ وَ لَمْ یَنْهَ أُمَیَّةَ عِلمُها بی عن قِرَافِی‌أَی عن تُهَمَتی بالمشاركة فی دم عثمان، رضی اللّه عنه، و هو قَرَفٌ أَن یَفْعل و قَرِفٌ أَی خَلِیق، و لا یقال: ما أَقْرَفَه و لا أَقْرِفْ به، و أَجازهما ابن الأَعرابی علی مثل هذا. و رجل قَرَفٌ من كذا و قَرَفٌ بكذا أَی قَمِن؛ قال: و المرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه، قَرَفٌ من الحِدْثانِ و الأَلَمِ و التثنیة و الجمع كالواحد. قال أَبو الحسن: و لا یقال قَرِفٌ و لا قَرِیفٌ. و قَرَفَ الشی‌ءَ: خَلَطَهُ. و المُقَارَفَةُ و القِرَافُ: المخالَطة، و الاسم القَرَف. و قَارَفَ فلانٌ الخطیئة أَی خالطها. و قَارَفَ الشی‌ءَ: دَاناه؛ و لا تكون المُقَارَفَةُ إلا فی الأَشیاء الدنیّة؛ قال طرفة: و قِرَافُ من لا یَسْتَفِیقُ دَعارَةً یُعْدی، كما یُعْدی الصحیحَ الأَجْرَبُ و قال النابغة: و قَارَفَتْ، و هْیَ لم تَجْرَبْ، و باعَ لها من الفَصافِصِ بالنُّمِّیِّ سِفْسِیرُ أَی قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب. و‌فی حدیث الإِفك: إنْ كُنْتِ قَارَفْتِ ذنباً فتوبی إلی اللّه، و هذا راجع إلی المُقاربة و المُداناة. و قَارَفَ الجَرَبُ البعیرَ قِرَافاً: داناه شی‌ء منه. و القَرَفُ: العَدْوی. و أَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ: أَعْداها. و القَرَف: مُقَارَفَة الوَباء. أَبو عمرو: القَرَف الوَباء، یقال: احذَر القَرَفَ فی غنمك. و قد اقْتَرَفَ فلان من مرض آل فلان، و قد أَقْرَفُوه إِقْرَافاً: و هو أَن یأْتیهم و هم مَرْضَی فیُصیبَه ذلك. و قَارَفَ فلان الغنم: رعی بالأَرض الوبیئة. و القَرَفُ، بالتحریك: مداناة المرض. یقال: أَخْشی علیك القَرَف من ذلك، و قد قَرِف، بالكسر. و‌فی الحدیث: أَن قوماً شكَوْا إلی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، وَباء أَرضهم، فقال، صلی اللّه علیه و سلم: تَحوَّلوا فإن
لسان العرب، ج‌9، ص: 281
من القَرَف التَّلَفَ.قال ابن الأَثیر: القَرَف ملابسة الداء و مداناة المرض، و التَّلَف الهلاك؛ قال: و لیس هذا من باب العَدْوی و إنما هو من باب الطِّبِّ، فإن استصلاح الهواء من أَعون الأَشیاء علی صحة الأَبدان، و فساد الهواء من أَسرع الأَشْیاء إلی الأَسقام. و القِرْفَة: الهُجْنة. و المُقْرِفُ: الذی دانی الهُجْنة من الفرس و غیره الذی أُمه عربیة و أَبوه لیس كذلك لأَن الإِقْرَاف إنما هو من قِبَل الفَحْل، و الهُجْنَة من قِبَل الأُم. و‌فی الحدیث: أَنه رَكِبَ فرساً لأَبی طلحة مُقْرِفاً؛ المُقْرِفُ من الخیل الهَجین و هو الذی أُمه بِرْذَوْنةٌ و أَبوه عَربی، و قیل بالعكْس، و قیل: هو الذی دانی الهجنة من قِبَل أَبیه، و قیل: هو الذی دانی الهجنة و قارَبَها؛ و منه‌حدیث عمر، رضی اللّه عنه: كتَبَ إلی أَبی موسی فی البَراذین: ما قَارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً واحداً، أَی قارَبَها و داناها. و أَقْرَفَ الرجلُ و غیره: دَنا من الهُجْنَة. و المُقْرِف أَیضاً: النَّذْل؛ و علیه وُجّه قوله: فإن یَكُ إقْرَافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ و قالوا: ما أَبْصَرَتْ عَیْنی و لا أَقْرَفَتْ یدی أَی ما دنَتْ منه، و لا أَقْرَفْتُ لذلك أَی ما دانیتُه و لا خالطت أَهله. و أَقْرَفَ له أَی داناه؛ قال ابن بری: شاهده قول ذی الرمة: نَتوج، و لم تُقْرِفْ لِما یُمْتَنی له، إذا نُتِجَتْ ماتَتْ و حَیَّ سَلیلُها لم تُقْرِفْ: لم تُدانِ ما له مُنْیة. و المُنْیة: انتِظار لَقْح الناقة من سبعة أَیام إلی خمْسة عَشَر یوماً. و یقال: ما أَقْرَفَتْ یدی شیئاً مما تَكرَه أَی ما دانَت و ما قَارَفَتْ. و وَجْه مُقْرِفٌ: غیرُ حَسَن؛ قال ذو الرمة: تُریكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غیرَ مُقْرِفةٍ، مَلْساءَ، لیس بها خالٌ و لا نَدَبُ و المُقَارَفَة و القِراف: الجماع. و قَارَفَ امرأَته: جامعها. و منه‌حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: إنْ كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لَیُصْبِح جُنُباً من قِرَافٍ غیر احتلام ثم یصومُ، أَی من جماع. و‌فی الحدیث فی دَفْن أُم كُلثوم: من كان منكم لم یُقَارِفْ أَهله اللیلة فلیَدْخُل قبرَها.و‌فی حدیث عبد اللّه بن حُذافة: قالت له أُمه: أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قَارَفَتْ بعض ما یُقَارِفُ أَهلُ الجاهلیة، أَرادت الزنا. و‌فی حدیث عائشة: جاء رجل إلی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: إنی رجل مِقْرَافٌ للذنوب‌أَی كثیر المباشرة لها، و مِفْعالٌ من أَبنیة المبالغة. و القَرْف: وِعاء من أَدَمٍ، و قیل: یُدبَغُ بالقِرْفَة أَی بقُشور الرمان و یُتَّخذ فیه الخَلْع. و هو لحم یُتَّخذ بتوابِلَ فیُفْرَغُ فیه، و جمعه قُرُوف؛ قال مُعقِّر بن حِمار البارِقیّ: و ذُبْیانیَّة وصَّت بنیها: بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ و القُرُوفُ أَی علیكم بالقَراطِف و القُرُوف فاغْنموها. و فی التهذیب: القَرْف شی‌ء من جُلود یُعمل فیه الخَلْع، و الخَلع: أَن یُؤخذ لحمُ الجَزُور و یُطبَخَ بشحمه ثم تُجعل فیه توابلُ ثم تُفْرغ فی هذا الجلد. و قال أَبو سعید فی قوله كذَب القراطف و القروف قال: القَرْف الأَدیم، و جمعه قُرُوفٌ. أَبو عمرو: القُرُوف الأَدَم الحُمر، الواحد قَرْف. قال: و القُرُوف و الظُّروف بمعنًی واحد. و‌فی الحدیث: لكل عَشْر من السرایا ما
لسان العرب، ج‌9، ص: 282
یَحْمِل القِرَافُ من التَّمْر؛ القِرَاف: جمع قَرْف، بفتح القاف، و هو وِعاء من جلد یُدْبَغ بالقِرْفة، و هی قشور الرُّمان. و قِرْفَةُ: اسم رجل؛ قال: أَلا أَبْلِغْ لدیك بنی سُوَیدٍ، و قِرْفَةَ، حین مالَ به الولاءُ و قولهم فی المثل: أَمْنَعُ من أُم قِرْفَة؛ هی اسم امرأَة. التهذیب: و‌فی الحدیث أَن جاریتین كانتا تُغَنِّیان بما تَقَارَفَتْ به الأَنصارُ یوم بُعاثٍ؛ هكذا رُوی فی بعض طرقه.

قرصف؛ ج9، ص: 282

: ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث أَنه خَرَج علی أَتانٍ و علیها قَرْصَفٌ لم یبْقَ منه إلا قَرْقَرُها؛ القَرْصَف: القطیفة، هكذا ذكره أَبو موسی بالراء، و یروی بالواو.

قرضف؛ ج9، ص: 282

: ابن الأَعرابی: القُرْضُوف القاطع، و القُرضُوف الكثیر الأَكل.

قرطف؛ ج9، ص: 282

: القَرْطَفَة: القَطِیفة المُخْمَلة؛ قال الشاعر: بأَن كَذَبَ القَرَاطِفُ و القُروفُ الأَزهری فی ترجمة قطف: القَرَاطِف فُرُش مُخْمَلة. و‌فی حدیث النَّخَعی فی قوله یٰا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ: أَنه كان مُتَدَثّراً فی قَرْطَف؛ هو القَطِیفة التی لها خَمْل.

قرعف؛ ج9، ص: 282

: تَقَرْعَفَ الرجل و اقْرَعَفَّ و تَقَرفَع: تَقَبَّض.

قرقف؛ ج9، ص: 282

: القَرْقَفَة: الرِّعْدة، و قد قَرْقَفَه البرد مأْخوذ من الإِرْقاف، كرِّرت القاف فی أَولها. و یقال: إنی لأُقَرْقِف من البرد أَی أُرْعَدُ. و‌فی حدیث أُم الدرداء: كان أَبو الدرداء یغتسل من الجنابة فیجی‌ء و هو یُقَرْقِف فأَضُمّه بین فخِذَیّ، أَی یُرْعَدُ من البرد. و القَرْقَف: الماء البارد المُرْعِد. و القَرْقَف: الخمر، و هو اسم لها، قیل: سمیت قَرْقَفاً لأَنها تُقَرْقِفُ شارِبَها أَی تُرْعِده، و أَنكر بعضهم أَنها تُقَرْقِفُ الناس. قال اللیث: القَرْقَف اسم للخمر و یوصف به الماء البارد ذو الصفاء؛ و قال: و لا زاد إلا فَضْلتانِ: سُلافةٌ، و أَبیضُ من ماء الغمامةِ قَرْقَفُ أَراد به الماء. قال الأَزهری: قول اللیث إنه یوصف بالقَرْقَف الماء البارد وهَم. و أَوهَمه بیت الفرزدق، و فی البیت مؤخّر أُرید به التقدیم، و ذلك الذی شَبّه علی اللیث، و المعنی فضْلتانِ سلافةٌ قَرْقَفٌ و أَبیضُ من ماء الغَمامة. و القَرْقُوف: الدِّرهم، و حكی عن بعض العرب أَنه قال: أَبیضُ قَرْقُوف، بلا شَعر و لا صوف، فی البلاد یَطوف؛ یعنی الدرهم الأَبیض. التهذیب فی الرباعی: و‌فی الحدیث أَن الرَّجل إذا لم یَغَرْ علی أَهله بعَثَ اللّه طائراً یقال له القَرْقَفَنَّةُ فیقع علی مِشْریق بابه، و لو رأَی الرِّجالَ مع أَهله لم یُبْصِرهم و لم یُغَیِّر أَمرَهم.الفراء: من نادر كلامهم القَرْقَفَنَّة الكَمَرَة. غیره: القَرْقَف طیر صغار كأَنها الصِّعاء.

قشف؛ ج9، ص: 282

: القَشَفُ: قَذَر الجلد. قَشِفَ یَقْشَفُ قشفاً و تَقَشَّفَ: لم یَتَعَهَّد الغَسْل و النَّظافة، فهو قَشِفٌ. و رجل مُتَقَشِّف: تارك النظافة و التَّرَفُّه. و‌فی الحدیث: رأَی رجلًا قَشِفَ الهیئة‌أَی تاركاً للغسل و التنْظِیف. و قَشِفَ قشَفاً لا غیر: تَغَیَّر من تلویح الشمس أَو الفَقْر. و القَشَفُ: یُبْس العَیْش، و رجل قَشِفٌ. و قیل: القَشَفُ رَثاثة الهیئة و سُوء الحال و ضیق العیش. یقال: أَصابهم من العیش ضَفَفٌ
لسان العرب، ج‌9، ص: 283
و حَفَف و قَشَفٌ، كل هذا من شدّة العیش. و المُتَقَشِّف: الذی یَتَبَلَّغ بالقوت و بالمُرَقَّع. الفراء: عامٌ أَقْشفُ أَقْشر شدید.

قصف؛ ج9، ص: 283

: القَصْف: الكسر، و فی التهذیب: كسر القَناة و نحوها نِصفین. قَصَفَ الشی‌ءَ یَقْصِفه قَصْفاً: كسره. و‌فی حدیث عائشة تَصِف أَباها، رضی اللّه عنهما: و لا قَصَفُوا له قَناة‌أَی كسروا. و قد قَصِفَ قَصَفاً، فهو قَصِفٌ و قَصِیفٌ و أَقْصَفُ. و انْقَصَفَ و تَقَصَّفَ: انكسر، و قیل: قَصِفَ انكسر و لم یَبِن. و انْقَصَفَ: بان؛ قال الشاعر: و أَسْمَرٌ غیرُ مَجْلُوزٍ علی قَصَفِ «2» و قَصَفَتِ الرِّیحُ السفینة. و الأَقْصَفُ: لغة فی الأَقْصَم، و هو الذی انكسرت ثَنِیّته من النصف. و قَصِفَتْ ثنِیّتُه قَصَفاً، و هی قَصْفَاء: انكسرت عَرْضاً؛ قال الأَزهری: الذی نعرفه فی الذی انكسرت ثنیته من النصف الأَقصم. و القَصْفُ: مصدر قصَفْتُ العُود أَقْصِفُه قَصْفاً إذا كسرته. و قَصِفَ العودُ یَقْصَف قَصَفاً، و هو أَقْصَفُ و قَصِفٌ إذا كان خَوّاراً ضَعِیفاً، و كذلك الرجل رجل قَصِف سریع الانكسار عن النَّجْدةِ؛ قال ابن بری: شاهده قول قَیس بن رِفاعة: أُولو أَناةٍ و أَحْلامٍ إذا غَضِبُوا، لا قَصِفُونَ و لا سُودٌ رَعابیبُ و یقال للقوم إذا خَلَوْا عن شی‌ء فَترةً و خِذلاناً: انْقَصَفُوا عنه. و رجل قَصِفُ البَطن عن الجوع: ضَعِیف عن احتماله؛ عن ابن الأَعرابی. و ریح قَاصِف و قَاصِفَة: شدیدة تُكَسِّر ما مرَّت به من الشجر و غیره. و‌روی عن عبید اللّه بن عمرو: الرِّیاحُ ثمان: أَربعٌ عذاب و أَربع رحمة، فأَما الرَّحمة فالناشِراتُ و الذَّارِیاتُ و المُرْسَلاتُ و المُبَشِّرات، و أَما العذاب فالعاصِفُ و القَاصِفُ و هما فی البحر، و الصَّرْصَر و العَقیمُ و هما فی البرِّ.و قوله تعالی: فَیُرْسِلَ عَلَیْكُمْ قٰاصِفاً مِنَ الرِّیحِ؛ أَی ریحاً تَقْصِف الأَشیاء تَكْسِرُها كما تُقْصَف العِیدان و غیرها. و ثوب قَصِیف: لا عَرْض له. و القَصْفُ و القَصَفَة: هدیر البعیر و هو شدّة رُغائه. قَصَفَ البعیرُ یَقْصِفُ قَصْفاً و قُصُوفاً و قَصِیفاً: صَرَفَ أَنیابه و هَدر فی الشِّقْشِقة. و رَعْدٌ قَاصِفٌ: شدید الصوت. قال أَبو حنیفة: إذا بلَغ الرَّعد الغایة فی الشدَّة فهو القَاصِف، و قد قَصَفَ یَقْصِفُ قَصْفاً و قَصِیفاً. و‌فی حدیث موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و ضَرْبه البحر: فانتَهی إلیه و له قَصِیف مَخافة أَن یَضْرِبه بعَصاه، أَی صوت هائل یُشبه صوت الرَّعْد؛ و منه قولهم: رَعْد قَاصِف أَی شدید مُهْلك لصوته. و القَصْف: اللَّهْو و اللَّعِب، و یقال: إنها مُولَّدة. و القَصْفُ: الجَلَبة و الإِعْلان باللهو. و قَصَفَ علینا بالطَّعام یَقْصِفُ قَصْفاً: تابَعَ. ابن الأَعرابی: القُصُوف الإِقامة فی الأَكل و الشرب. و القَصْفَة: دَفْعة الخیل عند اللِّقاء. و القَصْفةُ: دَفْعة الناس و قَضَّتُهم و زَحْمتهم، و قد انْقَصَفوا، و ربما قالوه فی الماء. و قَصْفَة القوم: تَدافُعُهم و ازدحامهم. و‌فی الحدیث یرویه نابغة بنی جَعدةَ عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: أَنا و النبیون فُرَّاطٌّ لقَاصِفِینَ، و ذلك علی باب الجنة؛ قال ابن الأَثیر: هم الذین یزدحمون حتی یَقْصِف بعضهم بعضاً، من القَصْف الكسرِ و الدَّفْعِ الشدید، لفَرْط
(2). قوله [و أسمر إلخ] صدره كما فی شرح القاموس: سیفی جری‌ء و فرعی غیر مؤتشب
لسان العرب، ج‌9، ص: 284
الزِّحام؛ یرید أَنهم یتقدَّمون الأُممَ إلی الجنة و هم علی إثرهم بِداراً مُتدافعین و مُزْدَحِمین. و قال غیره: الانْقِصَافُ الانْدِفاع. یقال: انْقَصَفُوا عنه إذا تركوه و مرُّوا؛ معنی الحدیث أَن النبیین یتقدمون أُممهم فی الجنة و الأُمم علی أَثرهم یبادرون دخولها فیَقْصِفُ بعضُهم بعضاً أَی یَزْحَمُ بعضُهم بعضاً بِداراً إلیها. و قال ابن الأَنباری: معناه أَنا و النبیون متقدمون فی الشفاعة كثیرین متدافعین مُزْدَحِمین. و یقال: سمعت قَصْفَة الناسِ أَی دَفْعَتهم و زَحْمتَهم؛ قال العجاج: كقَصْفَةِ الناسِ من المُحْرَنْجِمِ و روی‌فی حدیث عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم: لما یَهُمُّنی من انْقِصَافِهِم علی باب الجنة أَهَمُّ عندی من تمام شفاعَتی؛ قال ابن الأَثیر: أَی أَنّ اسْتِسْعادَهم بدخول الجنة و أَن یَتِمَّ لهم ذلك أَهمُّ عندی من أَن أَبلغ أَنا منزلة الشافعین المُشَفَّعین، لأَن قبول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلی مبتغاهم آثَرُ عنده من نَیل هذه الكرامة لفَرْط شفَقته، صلی اللّه علیه و سلم، علی أُمته. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللّه عنه: كان یصلی و یَقرأُ القرآن فتَتَقَصَّفُ علیه نساء المشركین و أَبناؤهم‌أَی یَزْدَحِمون. و‌فی حدیث الیهودیّ: لما قَدِمَ المدینة قال: تركت بنی قَیْلة یَتَقَاصَفُون علی رجل یزعم أَنه نبی.و‌فی الحدیث: شَیَّبَتْنی هُود و أَخواتُها قَصَّفْن علیَّ الأُمم‌أَی ذُكر لی فیها هلاك الأُمم و قُصَّ علیَّ فیها أَخبارهم حتی تَقَاصَفَ بعضُها علی بعض، كأَنَّها ازدحمت بِتتابُعها. و رجل صَلِفٌ قَصِفٌ: كأَنه یُدافع بالشرّ. و انْقَصَفُوا علیه: تتابَعُوا. و القَصْفَةُ: رِقَّةٌ تخرج فی الأَرْطی، و جمعها قَصْفٌ، و قد أَقْصَفَ، و قیل: القَصْفَة قِطعة من رمل تَتَقَصَّفُ من مِعْظَمِه؛ حكاه ابن درید، و الجمع قَصْف و قُصْفانٌ مثل تَمْرة و تَمْر و تُمْران، و القَصْفَة: مِرْقاة الدرجة مثل القَصْمة، و تسمی المرأَة الضَّخْمة القِصَاف. و‌فی الحدیث: خرج النبی، صلی اللّه علیه و سلم، علی صَعْدةٍ یتبعها حُذاقیٌّ علیها قَوْصَفٌ لم یَبق منه إلا قَرْقَرُها؛ قال: و الصَّعْدة الأَتانُ، و الحُذاقیُّ الجَحْش، و القَوصَفُ القَطِیفة، و القَرْقر ظهرها. و القَصِیف: هَشیم الشجر. و التَّقَصُّفُ: التكسُّر. و یقال: قَصِفَ النبْتُ یَقْصَفُ قَصَفاً، فهو قَصِفٌ إذا طال حتی انحنی من طُوله؛ قال لبید: حتی تَزَیَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ قَصِفٍ، كأَلوان الرِّجال، عَمیم أَی نَبْتٍ فاخِر. و البَرْدِیُّ إذا طال یقال له القَصِیفُ. و بنو قِصَافٍ: بطن.

قضف؛ ج9، ص: 284

: القَضَافَةُ: قِلَّة اللحم. و القَضَفُ: الدِّقة. و القَضِیفُ: الدَّقیق العظم القلیل اللحم، و الجمع قُضَفَاء و قِضَاف. و قد قَضُفَ، بالضم: یَقْضُفُ قَضَافَة و قَضَفاً، فهو قَضِیف أَی نَحِیف. و قد جاء القَضَفُ فی الشعر؛ قال قیس بن الخَطِیم: بینَ شُكولِ النساء خِلْقَتُها قَصْد، فلا جَبْلة و لا قَضَفُ و جاریة قَضِیفَة إذا كانت مَمْشوقة، و جمعها قِضَاف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 285
و القَضَفَةُ: أَكمة كأَنها حجر واحد، و الجمع قَضَفٌ و قِضَاف و قِضْفَان و قُضْفَانٌ، كل ذلك علی توهم طرح الزائد. قال: و القِضاف لا یخرج سیلها من بینها. الأَصمعی: القِضْفَانُ و القُضْفَان أَماكن مرتفعة بین الحجارة و الطین، واحدتها قَضَفَة. ابن شمیل عن أَبی خَیْرة: القَضَفُ آكامٌ صِغار یَسیل الماء بینها و هی فی مُطْمئن من الأَرض و علی جِرَفة الوادی، الواحدة قَضَفَةٌ؛ قال ذو الرمة: و قد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، و غَرَّقَتْ جَواریه جُذْعانَ القِضَافِ البَراتِكِ قال: الجُذْعانُ الصّغار و البَراتِك الصغار. و قال أَبو خَیرة: القَضَفَة أَكمة صغیرة بیضاء كأَن حجارتها الجِرْجِسُ، و هی هَناة أَصغر من البَعُوض، و الجِرْجِسُ یقال له الطیر الأَبیض كأَنه الجَصُّ بیاضاً؛ قال الأَزهری: حكی ذلك كله شمر فیما قرأَت بخطه، و القِضَفَةُ: قِطعة من الرمل تنكسر من مُعْظمه. و القَضَفَة: القَطاة فی بعض اللغات؛ قال ابن بری: قاله أَبو مالك، قال: و لم یذكر ذلك أَحد سواه.

قطف؛ ج9، ص: 285

: قطَف الشی‌ءَ یَقْطِفُه قَطْفاً و قَطفاناً و قَطَافاً و قِطَافاً؛ عن اللحیانی: قَطعه. و القِطْف: ما قُطِف من الثمر، و هو أَیضاً العُنْقود ساعة یُقْطَف. و القِطْف: اسم الثمار المقطوفة، و الجمع قُطوف، و القِطْف، بالكسر: العُنْقود، و بجمعه جاء فی القرآن العزیز قال سبحانه: قُطُوفُهٰا دٰانِیَةٌ؛ أَی ثمارها قریبة التناول یَقْطِفها القاعد و القائم. و‌فی الحدیث: یجتمع النفَر علی القِطف فیُشبِعهم؛ القِطْف، بالكسر: العنقود، و هو اسم لكل ما یُقْطَف كالذِّبْح و الطِّحْن و یجمع علی قِطَاف و قُطُوف، و أَكثر المحدثین یروونه بفتح القاف، و إنما هو بالكسر. و القَطَاف و القِطَاف: أَوانُ قَطْفِ الثمر، التهذیب: القِطَافُ اسم وقت القَطْف. قال الحجاج علی المنبر: أَری رؤوساً قد أَینعت و حان قِطافها؛ قال الأَزهری: القِطاف اسم وقت القَطف، قال: و القَطَاف، بالفتح، جائز عند الكسائی أَیضاً، و قال: و یجوز أَن یكون القِطَاف مصدراً. و أَقْطَفَ العِنْبُ: حان أَن یُقْطَف. و أَقْطَفَ القوم: آن قِطافُ كُرومهم، و أَجْززوا من الجَزاز فی النخل إذا أَصْرَمُوا. و أَقْطَفَ الكَرْمُ: دَنا قِطافه. التهذیب: القَطْف قَطعُك العِنب، و كلُّ شی‌ء تَقطعه عن شی‌ء، فقد قطَفْته حتی الجراد تَقْطِف رؤوسها. و المِقْطَف: المِنْجَل الذی یُقْطف به. و المِقْطَفُ: أَصل العُنقود. و قُطَافَة الشجر: ما قُطِفَ منه: و القُطَافَة، بالضم: ما یسقط من العنب إذا قُطِف كالجُرامة من التمر. ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث: یَقْذِفون فیه من القَطِیف، و فی روایة: یَدیفون القَطِیف: المَقطوف من الثمر، فعیل بمعنی مفعول. و القَطفُ فی الوافر: حذف حرفین من آخر الجُزْء و تسكین ما قبلها كحذفك تُن من مفاعلتن و تسكین اللام فیبقی مفاعل فینقل فی التقطیع إلی فعولن، و لا یكون إلا فی عروض أَو ضرب، و لیس هذا بحادث للزّحاف، إنما هو المستعمل فی عروض الوافر و ضربه، و إنما سمی مَقْطُوفاً لأَنك قطفت الحرفین و معهما حركة قبلهما، فصار نحو الثمرة التی تقطعها فیَعْلق بها شی‌ء من الشجرة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 286
و القَطِیفَةُ: القَرْطفةُ، و جمعها القَطَائِفُ، و القراطِف «1» فُرش مُخْمَلَة. و القَطِیفَة: دِثار مُخْمل، و قیل: كساء له خَمْل، و الجمع القَطَائِفُ، و قُطُف مثل صَحیفة و صُحُف كأَنها جمع قَطیف و صَحِیف. و‌فی الحدیث: تَعِس عبد القَطیفة؛ هی كساء له خَمْل، أَی الذی یَعمل لها و یَهْتَمّ بتحصیلها؛ و منه القَطَائِف التی تؤكل. التهذیب: القَطَائِف طعام یُسَوَّی من الدقیق المُرَقِّ بالماء، شبهت بخَمْل القَطَائِف التی تُفْترش. و القَطُوف من الدَّواب: البطی‌ء. و قال أَبو زید: هو الضّیِّق المشْی. و قَطَفَت الدابة تَقْطِف قَطْفاً و تَقْطُفُ قِطَافاً و قُطُوفاً و قَطُفَتْ، و هی قَطُوف: أَساءَتِ السَّیرَ و أَبطأَت، و الجمع قُطُفٌ، و الاسم القِطَاف؛ و منه قول زهیر: بآرِزَةِ الفَقارةِ لم یَخُنْها قِطَافٌ فی الرّكاب، و لا خِلاء التهذیب: و القِطَافُ مصدر القَطُوف من الدوابّ، و هو المتقارِب الخَطو البطِی‌ء. و فَرس قَطُوف: یَقْطِف فی عَدْوه، و قد یستعمل فی الإِنسان؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَمْسَی غُلامْی كَسِلًا قَطُوفا، مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفا و أَقْطَفَ الرجل و القوم إذا كانت دابَّته أَو دوابُّهم قُطُفاً؛ قال ذو الرمة یصف جراداً: كأَنَّ رِجْلَیْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، إذا تَجاوَبَ من بُرْدَیْه تَرنِیمُ برداه: جَناحاه؛ یقول: تضرب رِجْلاه جناحَیه فیسمع لهما صویت كأَنه تَرْنیم. و القَطْفُ: ضرب من مشی الخیل، و فرس قَطُوف. و‌فی حدیث جابر: فبینا أَنا علی جملی أَسِیر و كان جملی فیه قِطَاف، و فی روایة: علی جمل لی قَطُوفٍ؛ القِطافُ: تقارُب الخَطْو فی سُرْعة من القَطف و هو القَطع؛ و منه‌الحدیث: رَكِب علی فرس لأَبی طَلحَة تَقْطُف، و فی روایة: قطوف؛ و منه‌الحدیث: أَقْطَفُ القومِ دابةً أَمِیرُهم‌أَی أَنهم یسیرون بسَیْر دابَّته فیَتَّبعُونه كما یُتَّبع الأَمیر. و القَطْف: الخَدْشُ، و جمعه قُطُوفٌ. قَطَفَه یَقْطِفُه قَطْفاً و قَطَّفَه: خدَشه؛ قال حاتم: سِلاحُك مرقی فما أَنت ضائرٌ عَدُوًّا، و لكنْ وَجْه مولاك تَقْطِفُ «2» و أَنشد الأَزهری: و هنَّ إذا أَبْصَرْنه مُتَبَذِّلًا، خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّف أَی لم تُخَدَّش. و قَطَّفَ الماءَ فی الخَمْر: قطَّره؛ قال جرانُ العَوْد: و نِلنا سُقاطاً مِن حَدِیثٍ كأَنه جَنَی النحلِ، فی أَبْكارِ عُودٍ تُقَطَّفُ و القِطْفَةُ، بكسر القاف و إسكان الطاء، من السُّطَّاح: و هی بقلة رِبْعِیة تسْلَنْطِح و تَطولُ و لها شوك كالحَسَك، و جَوْفُه أَحْمر و ورقه أَغْبر. و القَطَفُ: بقْلة، واحدتها قَطَفَةٌ. و القَطْفُ:
(1). قوله [و جمعها القَطَائِف و القراطف إلی قوله و فی الحدیث] كذا بالأصل. (2). قوله [مرقی] كذا فی الأصل براء، و الذی فی شرح القاموس بواو، و وقع فی بعض نسخ الصحاح همزها.
لسان العرب، ج‌9، ص: 287
نبات رَخْص عَرِیض الورَق یطبخ، الواحدة قَطفة، یقال له بالفارسیة سَرْنك، كذا ذكر الجوهری القَطْف، بالتسكین؛ قال ابن بری: و صوابه القَطف، بفتح الطاء، الواحدة قَطَفَة، و به سمی الرجل قَطَفَة. و القَطَفُ: ضَرب من العِضاه. و قال أَبو حنیفة: القَطَف من شجر الجبل و هو مثل شجر الإِجّاص فی القَدْر، ورقته خَضْراء مُعْرَضَّة حمراء الأَطراف خَشْناء، و خشبه صُلب متین. و قَطِیفٌ و القَطِیف جمیعاً: قریة بالبحرین، و فی الصحاح: القَطِیفُ اسم موضع.

قعف؛ ج9، ص: 287

: القَعْفُ: شدة الوَطْء و اجْترافُ التراب بالقوائم، قَعَفَ یَقْعَفُ قَعْفاً؛ قال: یَقْعَفْنَ باعاً، كفَراش الغِضْرِمِ، مَظْلُومةً، و ضاحِیاً لم یُظْلَمِ الغِضْرم: الماء. و قَعَفَ ما فی الإِناء: أَخذ جمیعه و اشْتَفَّه. قال الجوهری: القَعْفُ لغة فی القَحْف، و هو اشْتِفافُك ما فی الإِناء أَجمع. و القَاعِفُ من المطر: الشدیدُ مثل القاحِف. و سَیْل جُحاف و قُعاف و جُراف و قُحاف بمعنی واحد. و قَعَفَ المطرُ الحجارة یَقْعَفُها: أَخذها بشدته و جَرفها. و سیل قُعَاف: كثیر الماء یذهب بما یمر به. و انْقَعَف الشی‌ء: انقَلَع من أَصله. و قَعَفْتُ النخلة: اقْتَلَعْتها من أَصلها. أَبو عبید: انْقَعَفَ الجُرُف إذا انهارَ و انْقَعر؛ و أَنشد: و اقْتَعَفَ الجَلْمةَ منها و اقْتَثَثْ، فإنما تَقدَحُها لِمَنْ یَرِثْ «1» قوله منها أَی من الدنیا و ما فیها؛ اقْتَعَفَ الجَلْمة أَی اقتلع اللحم بجُمْلته، و قوله اقتَثَثَ أَی اجْتَثَّ، یقال: اقْتُثَّ و اجْتُثَّ إذا قُلِعَ من أَصله، و انْقَعَصَ و انْقَعَفَ و انْغَرَفَ إذا مات. و القَعْفُ: السُّقوط فی كل شی‌ء، و قیل: القَعْف سُقوط الحائط. انْقَعَفَ الحائطُ: انقلَع من أَصله؛ قال ابن بری: و منه قول الراجز: شُدَّا علیَّ سُرَّتی لا تَنْقَعِفْ، إذا مَشَیْتُ مِشْیةَ العَوْدِ النَّطِفْ

قفف؛ ج9، ص: 287

: القُفَّة: الزَّبیل، و القُفَّة: قَرعة یابسة، و فی المحكم: كهیْئةِ القَرْعَة تُتَّخذ من خوص و نحوه تجعل فیها المرأَةُ قُطنها؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی قول الجوهری القُفَّة القَرعة الیابسة للراجز: رُبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ تَمْشی بخُفٍّ، معها هِرْشَفَّهْ و یروی … كالكُفّه. و یروی: تحمل خفّاً …، قال أَبو عبیدة: القُفْعة مثل القُفَّة من الخوص. قال الأَزهری: و رأَیت الأَعراب یقولون القُفعة القُفَّة و یجعلون لها مَعالیق یُعَلّقونها بها من آخرة الرحل، یلقی الراكب فیها زاده و تمره، و هی مُدوَّرة كالقَرْعة، و‌فی حدیث أَبی ذر: و ضَعی قُفَّتَكَ؛ القُفَّة: شبه زَبیل صغیر من خوص یُجْتَنی فیه الرُّطب و تضَع فیه النساء غزلهن و یشبّه به الشیخ و العجوز. و القُفَّة: الرجل القصیر القلیل اللحم. و قیل: القُفَّة الشیخ الكبیر القصیر القلیل اللحم. اللیث: یقال شیخ كالقُفَّة و عجوز كالقُفَّةِ؛ و أَنشد: كلُّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ و اسْتَقَفَّ الشیخ: تَقَبَّض و انضم و تشنج. و منه‌حدیث رقیقة: فأَصْبَحْتُ مَذْعورة و قد قَفَّ
(1). قوله [تقدحها] كذا فی الأصل بقاف، و الذی فی شرح القاموس: تكدحها بكاف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 288
جلدی‌أَی تَقَبَّض كأَنه یَبس و تَشَنَّج، و قیل: أَرادت قَفَّ شعری فقام من الفزَع؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: لقد تَكَلَّمْتَ بشی‌ء قَفَّ له شعری.و القُفَّة: الشجرة الیابسة البالیة، یقال: كَبِرَ حتی صار كأَنه قُفّة. الأَزهری: القُفَّة شجرة مستدیرة ترتفع عن الأَرض قدر شبر و تیبس فیشبه بها الشیخ إذا عسا فیقال: كأَنه قُفَّة. و‌روی عن أَبی رَجاء العُطارِدیّ أَنه قال: یأْتوننی فیَحْمِلوننی كأَننی قُفَّة حتی یَضَعُونی فی مَقام الإِمام، فأَقرأُ بهم الثلاثین و الأَربعین فی ركعة؛ قال القتیبی: كَبِرَ حتی صار كأَنه قُفَّة أَی شجرة بالیة یابسة؛ قال الأَزهری: و جائز أَن یشبه الشیخ بقُفَّةِ الخوص. و حكی ابن الأَثیر: القَفَّة الشجرة، بالفتح، و القُفَّة: الزَّبیل، بالضم. و قَفَّتِ الأَرض تَقِفُّ قَفّاً و قُفوفاً: یبس بقلها، و كذلك قَفَّ البَقل. و القَفُّ و القَفِیفُ: ما یبس من البقل و سائر النبت، و قیل ما تم یبسه من أَحرار البقول و ذكورها؛ قال: صافَتْ یَبیساً و قَفِیفاً تَلْهَمُهْ و قیل: لا یكون القَفُّ إلا من البقْل و القَفْعاء، و اختلفوا فی القفعاء فبعض یبَقِّلها و بعض یُعَشِّبُها؛ و كلُّ ما یبس فقد قَفَّ. و قال الأَصمعی: قَفَّ العُشب إذا اشتدّ یُبْسه. یقال الإِبل فیما شاءت من جَفیف و قَفِیف. الأَزهری: القَفّ، بفتح القاف، ما یَبس من البُقول و تناثر حبه و ورقه فالمال یرعاه و یَسْمَنُ علیه، یقال: له القَفّ و القَفِیف و القَمِیم. و یقال للثوب إذا جفّ بعد الغَسل: قد قَفَّ قُفُوفاً. أَبو حنیفة: أَقَفَّتِ السائمةُ وجدت المراعی یابسة، و أَقَفَّتْ عینُ المریض إِقْفَافاً و الباكی: ذهب دمعُها و ارتفع سوادها. و أَقَفَّتِ الدجاجة إِقْفَافاً، و هی مُقِفٌّ: انقطع بیضها، و قیل: جَمَعت البیض فی بطنها. و فی التهذیب: أَقَفَّتِ الدجاجة إذا أَقطعت و انقطع بیضها. و القَفَّة من الرجال، بفتح القاف: الصغیر الجُثَّة القلیل. و القُفَّة: الرِّعدة، و علیه قُفَّةٌ أَی رِعدة و قُشَعْریرة. و قَفَّ یَقِفُّ قُفُوفاً: أَرْعَدَ و اقْشَعَرَّ. و قَفَّ شعری أَی قام من الفزَع. الفراء: قَفَّ جلده یَقِفُّ قُفُوفاً یرید اقْشَعَرَّ؛ و أَنشد: و إنی لَتَعْرُونی لذِكْراكِ قُفَّةٌ، كما انْتَفَضَ العُصعفُور من سَبَل القَطْرِ و‌فی حدیث سهل بن حُنَیْف: فأَخذته قَفْقَفَة‌أَی رِعْدة. یقال: تَقَفْقَفَ من البَرد إذا انضمّ و ارتعد. و قُفُّ الشی‌ء: ظَهْرُه. و القُفَّة و القُفُّ: ما ارتفع من مُتون الأَرض و صلُبت حجارته، و قیل: هو كالغبیط من الأَرض، و قیل: هو ما بین النَشْزَیْن و هو مَكْرَمة، و قیل: القُفُّ أَغلظ من الجَرْم و الحَزْن، و قال شمر: القُفُّ ما ارتفع من الأَرض و غلظ و لم یبلغ أَن یكون جبلًا. و القَفْقَفَة: الرِّعدة من حمّی أَو غضب أَو نحوه، و قیل: هی الرِّعْدة مَغْمُوماً، و قد تَقَفْقَفَ و قَفْقَفَ؛ قال: نِعْمَ ضَجِیعُ الفتی، إذا بَرَدَ اللیلُ سُحَیْراً، فقَفْقَفَ الصُّرَدُ و سُمع له قَفْقَفَةٌ إذا تَطَهّر فسُمع لأَضراسه تَقَعْقُع من البرد. و‌فی حدیث سالم بن عبد اللّه: فلما خرج من عند هشام أَخذته قَفْقَفَةٌ؛ اللیث: القَفقفة اضطراب الحنكین و اصْطِكاك الأَسْنان من الصرْدِ أَو من
لسان العرب، ج‌9، ص: 289
نافِضِ الحُمَّی؛ و أَنشد ابن بری: قَفْقَاف أَلحِی الواعِساتِ العُمَّه «2» الأَصمعی: تَقَفْقَف من البرد و تَرَفْرف بمعنی واحد. ابن شمیل: القُفَّة رِعْدة تأْخذ من الحُمَّی. و قال ابن شمیل: القُفُّ حجارة غاصٌّ بعضُها ببعض مُترادِف بعضها إلی بعض حمر لا یخالطها من اللِّین و السهولة شی‌ء، و هو جبل غیر أَنه لیس بطویل فی السماء فیه إشراف علی ما حوله، و ما أَشرف منه علی الأَرض حجارة، تحت الحجارة أَیضاً حجارة، و لا تلقی قُفّاً إلا و فیه حجارة متقلِّعةٌ عِظام مثل الإِبل البُروك و أَعْظم و صِغار، قال: و رُبّ قُفّ حجارته فنادیر أَمثال البیوت، قال: و یكون فی القُفِّ رِیاض و قیعان، فالروضة حینئذ من القفّ الذی هی فیه و لو ذهبْت تحفر فیه لغَلبتك كثرة حجارتها، و هی إذا رأَیتها رأَیتها طیناً و هی تُنبت و تُعشِب، قال: و إنما قُفُّ القفِّ حجارته؛ قال رؤبة: و قُفّ أَقْفَافٍ و رَمْلٍ بَحْوَنِ قال أَبو منصور: و قِفَافُ الصَّمَّانِ علی هذه الصفة، و هی بلاد عریضة واسِعة فیها رِیاض و قِیعان و سُلْقان كثیرة، و إذا أَخصبت رَبَّعت العرب جمیعاً لسعَتها و كثرة عُشب قِیعانها، و هی من حُزون نجد. و‌فی حدیث أَبی موسی: دخلت علیه فإذا هو جالس علی رأْس البئر و قد تَوَسَّط قُفّها؛ قُفُّ البئر: هو الدَّكَّة التی تُجْعل حولها. و أَصل القُفِّ ما غلُظ من الأَرض و ارتفع، أَو هو من القَفِّ الیابس لأَنَّ ما ارتفع حول البئر یكون یابساً فی الغالب. و القُفّ أَیضاً: وادٍ من أَودیة المدینة علیه مال لأَهلها؛ و منه‌حدیث معاویة: أُعیذك باللّه أَن تنزل وادیاً فتدَع أَوله یَرِفُّ و آخِرَه یَقِفُّ‌أَی یَیْبَس، و قیل: القُفُّ آكام و مَخارِمُ و بِراق، و جمعه قِفَاف و أَقْفَاف؛ عن سیبویه. و قال فی باب معدول النسب الذی یجی‌ء علی غیر قیاس: إذا نسبت إلی قِفَاف قلت قُفِّیٌّ، فإن كان عنی جمع قُفّ فلیس من شاذ النسب إلا أَن یكون عنی به اسم موضع أَو رجل، فإن ذلك إذا نسبت إلیه قلت قِفافی لأَنه لیس بجمع فیرد إلی واحد للنسب. و القِفَّةُ، بالكسر: أَوَّل ما یخرج من بطن الصبی حین یولد: اللیث: القُفَّة بُنّة الفأْس؛ قال الأَزهری: بُنّة الفأْس أَصلها الذی فیه خُرْتها الذی یجعل فیه فَعَّالها، و القفة: الأَرنب؛ عن كراع،. و قَیْسُ قُفَّةَ: لَقَبٌ. قال سیبویه: لا یكون فی قُفَّةَ التنوین لأَنك أَردت المعرفة التی أَردتها حین قلت قیس، فلو نَوَّنْتَ قُفَّة كان الاسم نكرة كأَنك قلت قُفَّة معرفة ثم لَصقت قیساً إلیها بعد تعریفها. و القُفَّانِ: موضع؛ قال البُرْجمیّ: خَرَجْنا من القُفَّینِ، لا حَیّ مِثْلنا، بآیتنا نُزْجی اللِّقاح المَطافِلا و القَفَّانُ: الجماعة. و قَفَّانُ كل شی‌ء: جُمّاعُه. و‌فی حدیث عمر: أَن حذیفة، رضی اللّه عنهما، قال له: إنك تستعین بالرجل الفاجر فقال: إنی لأَستعین بالرجل لقوته ثم أَكون علی قَفَّانه؛ قال أَبو عبید: قَفَّان كل شی‌ء جُمّاعه و استقصاء معرفته، یقول: أَكون علی تتبع أَمره حتی أَستَقصِیَ علمه و أَعرفه، قال أَبو عبید: و لا أَحسب هذه الكلمة عربیة إنما أَصلها قَبَّان، و منه قولهم: فلان قبّانٌ علی فلان إذا كان
(2). قوله [الواعسات] كذا فی الأصل بالواو و لعله بالراء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 290
بمنزلة الأَمین علیه و الرئیس الذی یتتَبع أَمره و یحاسبه، و لهذا قیل للمیزان الذی یقال له القَبّان قَبّان. قال ابن الأَثیر: یقال أَتیته علی قَفَّان ذلك و قافیته أَی علی أَثره، و قیل‌فی حدیث عمر إنه یقول: أَستعین بالرجل الكافی القویّ و إن لم یكن بذلك الثقةِ، ثم أَكون من ورائه و علی إثره أَتَتَبَّع أَمره و أَبحث عن حاله، فكفایته لی تنفعنی و مُراقبتی له تمنعه من الخیانة.و قَفَّانٌ: فَعَّالٌ من قولهم فی القَفا القَفَنّ، و من جعل النون زائدة فهو فَعْلان، قال: و ذكره الهروی و الأَزهری فی قفف علی أَن النون زائدة، و ذكره الجوهری فی قفن، و قال: القَفَّان القَفا و النون زائدة، و قیل: هو معرَّب قَبَّان الذی یوزن به. و جاء علی قَفَّان ذلك أَی علی أَثره. و القَفَّاف: الذی یَسرِق الدراهم بین أَصابعه، و قد قَفَّ یَقُفُّ، و أَهل العراق یقولون للسُّوقی الذی یَسرِق بكفیه إذا انتقد الدراهم: قَفَّاف. و قد قَفَّ منها كذا و كذا درهماً؛ و قال: فَقَفَّ، بِكَّفِّه، سبعین منها من السُّود المُرَوَّقةِ الصِّلابِ و فی الحدیث أَن بعضهم ضرب مثلًا فقال: إن قَفَّافاً ذهب إلی صَیرَفیّ بدراهم؛ القَفَّافُ: الذی یَسْرِق الدراهم بكفه عند الانتقاد. یقال: قَفَّ فلان دِرْهماً. و القَفَّان: القرسْطون؛ قال ابن الأَعرابی: هو عربی صحیح لا وضع له فی العجمیة، فعلی هذا تكون فیه النون زائدة لأَن ما فی آخره نون بعد ألف فإن فَعْلاناً فیه أَكثر من فَعَّال. و‌قدِم وفد علی النبی، صلی اللّه علیه و سلم، فقال: من أَنتم؟ فقالوا: بنو غَیّانَ، فقال: بل بنو رَشْدان، فلو تصورت عنده غَیّان فَعَّالًا من الغین و هو النو «1» و العطش لقال بنو رَشَّاد، فدل قول النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَن فَعْلاناً مما آخره نون أَكثر من فعّال مما آخره نون. و أَما الأَصمعی فقال: قَفَّان قپَّان بالپاء التی بین الباء و الفاء، أُعربت بإخلاصها فاء، و قد یجوز إخلاصها باء لأَن سیبویه قد أَطلق ذلك فی الپاء التی بین الفاء و الباء. و قَفْقَفَا الظَّلِیم: جناحاه؛ و قول ابن أَحمر یصف الظَّلِیم و البیض: فَظَلَّ یَحُفُّهنَّ بِقَفْقَفَیْه، و یَلْحَفُهنَّ هَفْهافاً ثَخِینا یصف ظلیماً حضن بیضه و قَفْقَفَ علیه بجناحیه عند الحِضان فیرید أَنه یحُفُّ بیضه و یجعل جناحیه له كاللحاف و هو رقیق مع ثخنه. و قَفْقَفَا الطائر: جناحاه. و القَفْقَفَان: الفَكَّان. و قَفْقَفَ النَّبْتُ و تَقَفْقَفَ و هو قَفْقَاف: یبس.

قلف؛ ج9، ص: 290

: القُلْفَة، بالضم: الغُرلة؛ أَنشد أَبو الغوث: كأَنَّما حِثْرِمةُ بنِ غابِنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ، تَحتَ مُوسی خاتنِ ابن سیدة: القُلْفَة و القَلَفَة جلدة الذكر التی أُلبِسَتها الحشَفة، و هی التی انقطع من ذكر الصبی. و رجل أَقْلَفُ بیِّن القلَف: لم یُختَن. و القَلَف: مصدر الأَقْلَف، و قد قَلِف قَلَفاً. و القَلْفُ، بالجزم: قطع القُلْفَة و اقتلاع الظُّفر من أَصلها؛ و أَنشد: یَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عن بَنانِه الجوهری: و قَلَفَها الخاتن قَلْفاً قطَعها، قال: و تزعم العرب أَن الغلام إذا ولد فی القمْراء فَسحَت قُلْفَته
(1). قوله [النو] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 291
فصار كالمختون؛ قال إمرؤ القیس و قد كان دخل مع قیصر الحمّام فرآه أَقْلَف: إنی حَلَفْتُ یَمیناً غیرَ كاذبة: لأَنت أَقْلَفُ، إلا ما جَنَی القَمَرُ إذا طَعَنْت به، مالَتْ عِمامَتُه، كما تجَمَّع تحتَ الفَلْكةِ الوَبَرُ و القَلَفَةُ، بالتحریك، من الأَقْلَف كالقَطَعَةِ من الأَقطع، و قَلَفَ الشجرة: نزَع عنها لِحاءها؛ قال ابن بری: شاهده قول الفرزدق: قلَفْت الحَصَی عنه الذی فوقَ ظَهْره بأَحْلامِ جُهَّالٍ، إذا ما تَغَضَّفُوا و قَلَف الدَّنَّ یَقْلِفُه قَلفْاً، فهو مَقْلوف و قَلیف: نزع عنه الطین. ابن بری: القَلِیف دَنُّ الخمر الذی قُشر عنه طینه؛ و أَنشد: و لا یُری فی بیته القَلِیفُ و قَلَفَ الشرابُ: أَزْبد. و‌سُمِع أَحمد بن صالح یقول فی حدیث یونس عن ابن شهاب عن سعید بن المسیب: إنه كان یشرب العصیر ما لم یَقْلِفْ، قال: ما لم یُزْبِدْ.قال الأَزهری: أَحمد بن صالح صاحب لغة إمام فی العربیة. و القِلْفُ و القُلافَة: القِشْر. و القِلْف: قِشر الرُّمان. و قَلَفَ الشی‌ءَ قَلْفاً: كقَلَبه قلْباً؛ عن كراع. و القُلْفَتَانِ: طرَفا الشاربین مما یلی الصِّماغین. و شفة قَلِفَة: فیها غِلَظ. و سیف أَقْلَفُ: له حدّ واحد و قد حُزِّزَ طَرف ظُبَتِه. و عام أَقْلَف: مُخْصب كثیر الخیر. و عیش أَقْلَف: ناعم رَغَد. و قَلَفَ السفینة: خرز أَلواحها باللیف و جعل فی خَلَلِها القارَ. و القَلِیفُ: جِلال التمر، واحدتها قَلِیفَة؛ عن أَبی حنیفة، و قال كراع: القَلِیف الجُلَّةُ العظیمة. النضر: القِلْف الجِلال المملوءة تمراً، كلُّ جلة منها قِلْفَة، و هی المَقْلُوفَة أَیضاً. و ثلاث مَقْلُوفَات: كل جُلَّة مَقْلُوفَة، و هی الجلال البحرانیة. و اقْتَلَفْت من فلان أَربع قِلْفَات و أَربع مَقْلُوفَات: و هو أَن تأْتی الجُلَّةَ عند الرجل فتأْخذها بقوله منه و لا تَكِیلها؛ و أَنشد ابن بری: لا یأْكلُ البَقْلَ و لا یَرِیفُ، و لا یُرَی فی بیتِه القَلِیفُ ابن بری: و القَلِیف التمر البحری یَتَقَلَّفُ عنه قشره، قال: و القَلِیف ما یُقْلَفُ من الخبز أَی یقشر. قال: و القَلِیف أَیضاً یابس الفاكهة. و القَلِیف: الذكر الذی قطعت قُلْفته. و القِلْفَة، بالكسر: ضرب من النبات أَخضر له ثمرة صغیرة و المال حریص علیها، یعنی بالمال الإِبل. و القِلَّف: لغة فی القِنَّفِ. قال أَبو مالك: القِلَّف و القِنَّف واحد و هو الغِرْیَنُ و الیَفَنُ إذا یبس، و یقال له غِرْیَنٌ إذا كان رَطْباً و نحو ذلك؛ قال الفراء: و مثله حِمَّص و قِنَّب. و رجل خِنَّبٌ: طویل؛ قال ابن بری: القِلَّف یابس طین الغِرْیَن.

قلعف؛ ج9، ص: 291

: اقْلَعَفَّ الشی‌ءُ اقْلِعْفَافاً: تَقَبَّض. و اقْلَعَفَّت أَنامله: تشَنَّجت من بَرْد أَو كِبَر. و اقْلَعَفَّ الشی‌ءَ: مَدَّه ثم أَرسله فانضم. و اقْفَعَلَّت أنامِله: كاقْلَعَفَّت، و قیل: المُقْفَعِلّ المُتَشَنِّج من بَرْد أَو كِبَر فلم یُخص به الأَنامل. و یقال للشی‌ء یتمدّد ثم ینضم إلی نفْسه و إلی شی‌ء: قد اقْلَعَفَّ إلیه. الأَزهری: و البعیر إذا ضرب الناقة فانضم إلیها یَقْلَعِفُّ فیصیر علی عُرْقوبیه مُعتمداً علیهما، و هو
لسان العرب، ج‌9، ص: 292
فی ضرابه یقال اقْلَعَفَّها، قال: و هذا لا یُقلب. قال الأَزهری: قال النضر: یقال للراكب إذا لم یكن علی مركب وطی‌ء مُتَقَلْعِف.

قنف؛ ج9، ص: 292

: القَنَفُ: عِظَمُ الأُذن و إقبالها علی الوجه و تباعدها من الرأْس، و قیل: انثناء طرَفها و استلقاؤها علی ظهر الأُخری، و قیل: انثناء أَطرافها علی ظاهرها، و قیل: انتشار الأُذنین و إقبالهما علی الرأْس، و قیل: صغرها و لصوقها بالرأْس، أُذن قَنْفَاء. غیره: القَنَف صغر الأُذنین و غِلَظُهما، و قیل: عِظَم الأُذن و انقلابها، و الرجل أَقْنَف و المرأَة قَنْفَاء. ابن سیدة: و القَنَفُ فی الشاة انثناء أُذنها إلی رأْسها حتی یظهر بطنها؛ و قیل: القَنَفُ فی أُذن الإِنسان انثناؤها و فی أُذن المِعْزی غلظها كأَنها رأْس نَعْل مخصوفة، و هی أُذن قَنْفَاء، و من الإِنسان إذا كانت لا أُطُرَ لها. و أَقْنَفَ الرجل إذا استرخت أُذنه. و أَقْنَفَ الرجل و اسْتَقْنَفَ: اجتمع له رأْیه و أَمره فی معاشه، و كمرَة قَنْفَاء علی التشبیه؛ أَنشد ابن درید: و أُمّ مَثْوایَ تُدرِّی لِمَّتی، و تَغْمِزُ القَنْفَاء ذات الفرْوةِ قال ابن بری: و هذا الرجز ذكره الجوهری: و تمْسَحُ القَنْفَاء، قال: و صوابه و تغمز القَنْفَاء، قال: و فسره الجوهری بأَنه الذكر. قال ابن بری: و القَنْفَاء لیست من أَسماء الذكر و إنما هی من أَسماء الكمَرة، و هی الحَشَفة و الفَیْشة و الفَیْشَلة، و یقال لها ذاتُ الحُوق، و الحُوقُ: إطارُها المُطِیف بها؛ و منه قول الراجز: غَمْزَكَ بالقَنْفاء ذاتِ الحُوقِ، بین سِماطَیْ رَكَبٍ مَحْلوقِ و أَنشد الأَخفش: قد وَعَدَتْنی أُمُّ عَمْرو أَن تا تَمْسح رأْسی و تُفَلِّینی وا و تَمْسَح القَنْفَاء حتی تَنْتا أراد حتی تنتأَ فخفف و أَبدل، و هو مذكور فی موضعه. اللیث و ذكر قصة لهمَّام بن مُرّة و بناتِه یَفْحُش ذكرها فلم یذكرها. الأَزهری: و الأَقْنَف الأَبیض القفا من الخیل. و فرس أَقْنَف: أَبیض القفا و لون سائره ما كان، و المصدر القَنَف. و القُنَافُ و القِنَافُ: الكبیر الأَنف. و رجل قُنَافٌ و قِنَاف: ضخم الأَنف، و قیل: عظیم الرأْس و اللحیة، و قیل: هو الطویل الجسم الغلیظه. و القَنِیبُ و القَنِیفُ: الجماعة من الرجال و النساء، و فی الصحاح: جماعاتُ الناس، و جمعه قُنُف. و حكی ابن بری عن السیرافی: القَنِیف الطَّیْلَسان؛ و أَنشد لقیس بن رِفاعة: إنْ تَرَیْنا قُلَیِّلین كما ذیدَ عن المُجْرِبین ذَوْدٌ صِحاحُ، فلقد نَنْتَدِی، و یَجْلِسُ فینا مَجْلِسٌ كالقَنِیفِ فَعْمٌ رَداحُ و یقال: اسْتَقْنَفَ المجلس إذا استدار. و القَنِیف: السحاب ذو الماء الكثیر. و مرّ قَنِیفٌ من اللیل أَی قِطعة منه؛ قال ابن درید: و لیس بثبت. و القِنَّفُ: ما یَبِس من الغَدیر فتَقَلَّع طینه؛ عن السیرافی. ابن الأَعرابی: القِنَّفُ و القِلَّفُ ما تطایر من طین السیل عن وجه الأَرض و تشقَّقَ. أَبو عمرو: القَنَفُ و اللَّخْنُ البیاض الذی علی جُرْدان الحمار. و قُنَافَةُ: اسم.

قنصف؛ ج9، ص: 292

: القِنْصِفُ: طُوطُ البَرْدیِّ؛ قال أَبو حنیفة: هو البردیُّ إذا طال.
لسان العرب، ج‌9، ص: 293‌

قوف؛ ج9، ص: 293

: قُوفُ الرقبة و قُوفَتُها: الشعر السائل فی نُقْرتها. ابن الأَعرابی: یقال خذ بقُوف قَفاه و بقُوفَة قفاه و بقَافِیةِ قَفاه و بصوف قَفاه و صوفته و بظَلیفه و بصَلِیفه و بصَلِیفَتِه كله بمعنی قفاه. أَبو عبید: یقال أَخذته بقوف رقبته و صوف رقبته أَی أَخذته كله، و قیل: أَخذت بقوف رقبته و قاف رقبته و صوف رقبته؛ معناه أَن یأْخذ برقبته جَمْعاء، و قیل یأْخذ برقبته فیعْصِرها؛ و أَنشد الجوهری: نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِكَ. غَیْر أَنی إخالُ بأَنْ سَیَیْتَمُ أَو تَئیمُ أَی نجوت بنفسك؛ قال ابن بری: أَی سَیَیْتَمُ ابنك و تَئیم زوجتك، قال: و البیت غُفل لا یعرف قائله. و قُوفُ الأُذن: أَعْلاها، و قیل: قُوف الأُذن مُسْتدار سَمِّها. و القَائِفُ: الذی یَعرف الآثار، و الجمع القَافَةُ. یقال: قُفْت أَثره إذا اتَّبعْته مثل قَفَوْت أَثَره؛ و قال القطامی: كذَبْت علیك لا تَزالُ تَقُوفُنی، كما قَافَ آثارَ الوَسِیقةِ قَائِفُ فأغْراه بنفْسه أَی علیك بی. و قال ابن بری: البیت للأَسْود بن یَعْفُر. و حكی أَبو حاتم عن الأَصمعی: أَن قوله لا تزال فی موضع رفع علی تقدیر أَن تقدیره أَن لا تزال، فلما سقطت أَن ارتفع الفعل و جعله علی حد قولهم كذَب علیك الحج، و كذب زائدة، و كذلك كذبت فی البیت زائدة. قال ابن بری: فهذا قول الأَصمعی، قال: و لا یصح عند النحویین، و قد تقدم ذكره فی ترجمة كذب. و یقال: هو أَقْوف الناس. و‌فی الحدیث: أَن مُجَزِّزاً كان قَائِفاً؛ القَائِف الذی یتَتبع الآثار و یعرفها و یعرف شبَه الرجل بأَخیه و أَبیه. و یقال: فلان یقُوف الأَثر و یَقْتَافُه قِیَافَة مثل قفا الأَثر و اقتفاه. ابن سیدة: قَافَ الأَثر قِیَافَة و اقْتَافَه اقْتِیَافاً و قَافَه یَقُوفُه قَوْفاً و تَقَوَّفُه تتَبَّعه؛ أَنشد ثعلب: مُحَلًّی بأَطواق عِتاق یَبینُها، علی الضَّزْنِ، أَغْبی الضأْن، لو یَتَقَوَّفُ الضَّزْنُ هنا: سُوء الحال من الجهل؛ یقول: كرمُه و جوده یبین لمن لا یفهم الخَبر فكیف من یفهم؟ و منه قیل للذی ینظر إلی شبه الولد بأَبیه: قَائِف، و القِیَافَة: المَصْدر. و فلان یَتَقَوَّفُ علیَّ مالی أَی یَحْجُر علیّ فیه، و هو یَتَقَوَّفُنِی فی المجلس أَی یأْخذ علیّ فی كلامی، و یقول قل كذا و كذا. و القَفْوُ: القَذْف، و القَوْف مثل القَفْو؛ و أَنشد: أَعوذُ باللّه الجَلِیل الأَعْظمِ من قَوْفِیَ الشی‌ء الذی لم أَعلمِ و القَاف: حرف هجاء، و هو حرف مجهور، یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً. و قوله تعالی: ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ؛ جاء فی التفسیر أَن مجاز قَافَ مَجاز الحروف التی تكون فی أَوائل السور نحو: ن، و الر*؛ و قیل: معنی ق قُضِی الأَمر، كما قیل حم*، حُمَّ الأَمر؛ و‌جاء فی بعض التفاسیر أَن قَافاً جبل محیط بالدنیا من یاقوتة خَضْراء، و أَن السماء بیضاء و إنما اخضرَّت من خُضْرته؛ قال ابن سیدة: قضینا أَنَّ أَلفها من الواو لأَن الأَلف إذا كانت عیناً فإبدالها من الواو أَكثر من إبدالها من الیاء، و اللّه أَعلم.

فصل الكاف؛ ج9، ص: 293

كأف؛ ج9، ص: 293

: أَكْأَفَت النخلة: انْقَلَعَت من أَصلها؛ قال أَبو حنیفة: و أَبدلوا فقالوا أَكْعَفَتْ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 294‌

كتف؛ ج9، ص: 294

: الكَتِفُ و الكِتْفُ مثل كَذِبٍ و كِذْبٍ: عظم عریض خلف المَنْكِب، أُنثی و هی تكون للناس و غیرهم. و‌فی الحدیث: ائتُونی بكَتِف و دَواة أَكْتُب لكم كتاباً، قال: الكتف عظم عریض یكون فی أَصل كتف الحیوان من الناس و الدوابّ كانوا یكتُبون فیه لقِلة القَراطِیس عندهم. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه: ما لی أَراكم عنها مُعْرِضین؟ و اللّه لأَرْمِیَنَّها بین أَكْتَافِكم‌یروی بالتاء و النون، فمعنی التاء أَنها كانت علی ظهورهم و بین أَكتافهم لا یقدِرون أَن یُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهی معهم لا تُفارِقهم، و معنی النون أَنه یرمیها فی أَفْنِیتهم و نواحِیهم فكلما مروا فیها رأَوها فلا یَقْدِرون أَن یَنْسَوْها. و الكَتِفُ من الإِبل و الخیل و البغال و الحمیر و غیرها: ما فوق العَضُد، و قیل: الكتفان أَعلی الیدین، و الجمع أَكْتَاف؛ سیبویه: لم یجاوزوا به هذا البناء، و حكی اللحیانی فی جمعه كِتَفَةً. و الأَكْتَف من الرجال: الذی یشتكی كتفه. و رجل أَكْتَف بیّنُ الكَتَفِ أَی عریض الكَتِف، و فی المحكم: عظیم الكتف. و رجل أَكْتَف: عظیم الكتف كما یقال أَرْأَسُ و أَعْنَقُ، و ما كان أَكْتَفَ و لقد كَتِف كَتَفاً: عظُمت كَتِفُه. و إنی لأَعلم من أَین تؤكل الكَتِفُ؛ تضربه كل شی‌ء علمته. و الكُتاف: وجع فی الكتِف. و قال اللحیانی: بالدابة كُتافٌ شدید أَی داء فی ذلك الموضع. و الكَتَفُ: عَیْب یكون فی الكَتِف. و الكتَف: انْفِراجٌ فی أَعالی كتف الإِنسان و غیره مما یلی الكاهِل، و قیل: الكَتَفُ فی الخیل انفراج أَعالی الكَتِفَین من غَراضِیفها مما یلی الكاهل، و هو من العیوب التی تكون خِلْقة. أَبو عبیدة: فرس أَكْتَف و هو الذی فی فُروع كَتِفیه انفراج فی غراضیفها مما یلی الكاهل. الجوهری: الأَكْتَفُ من الخیل الذی فی أَعالی غَراضِیف كتفیه انفراج. و الكَتَفُ، بالتحریك: نقصان فی الكتف، و قیل: هو ظَلَع یأْخذ من وجع الكَتِفِ، كَتِفَ كَتَفاً و هو أَكْتَف. و كَتِفَ البعیر كَتَفاً و هو أَكْتَفُ إذا اشتكی كَتِفه و ظَلع منها. اللحیانی: بالبعیر كَتَفٌ شدید إذا اشتكی كَتِفه. یقال جمل أَكْتَف و ناقة كَتْفَاء. و كَتَفَه یَكْتِفُه كَتْفاً: أَصاب كَتِفه أَو ضربه علیها. و الكَتَف: مصدر الأَكْتَف و هو الذی انضمت كَتِفاه علی وسط كاهله خِلْقة قبیحة. و كَتَفَت الخیلُ تَكْتِفُ كَتْفاً و كَتَّفَت و تكَتَّفَت: ارتفعت فُروع أَكتافها فی المشی، و عُرِضَت علی ابن أُقَیْصِرٍ أَحد بنی أَسد بن خزیمة خیل فأَوْمأَ إلی بعضها و قال: تجی‌ء هذه سابقة، فسأَلوه: ما الذی رأَیت فیها؟ فقال: رأَیتها مشت فكَتَفَتْ، و خبَّت فوجَفَت، و عدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة. و الكَتِفَان: اسم فرس من ذلك؛ قالت بنت مالك بن زید ترثیه: إذا سَجَعَتْ، بالرَّقْمَتَیْنِ، حَمَامَةٌ، أَو الرَّسِّ تَبْكی فارِسَ الكَتِفَانِ و كَتَفَتِ المرأَة تَكتِفُ: مشت فحرَّكت كتفیها. قال الأَزهری: و قولهم مشت فكَتَفَتْ أَی حركت كتِفیْها یعنی الفرس. و الكِتَافُ: مصدرُ المِكْتَافِ من الدوابّ، و المِكْتَافُ من الدوابّ: الذی یَعقِر السرجُ كتفَه، و الاسم الكِتَاف، و الكَتَّافُ: الذی ینظر فی الأَكتاف فیُكَهِّنُ فیها. و الكَتْف: المشی الرُّوَیْد؛ قال الأَعشی:
لسان العرب، ج‌9، ص: 295
فأَفْحَمْته حتی اسْتَكان كأَنَّه قریحُ سِلاح، یَكْتِف المشی، فاترُ أَنشده ابن بری. ابن سیدة: كَتَفَ یَكْتِفُ كَتْفاً و كَتِیفاً مشی مَشْیاً رُوَیْداً؛ قال لبید: و سُقْت رَبیعاً بالقَناة كأَنه قریح سلاح، یكتف المشی، فاتر و الكُتْفَان و الكِتْفَان: الجراد بعد الغَوْغاء، و قیل: هو كُتْفَان و كِتْفَان إذا بدا حَجْم أَجنحته و رأَیت موضعَه شاخِصاً، و إن مسَسْتَه وجدت حَجْمه، واحدته كِتْفَانَة، و قیل: واحده كَاتِف و الأُنثی كَاتِفَة. أَبو عبیدة: یكون الجراد بعد الغوغاء كتفاناً؛ قال أَبو منصور: سماعی من العرب فی الكتفان من الجراد التی ظهرت أَجنحتها و لمّا تَطِرْ بعد، فهی تَنْقُزُ فی الأَرض نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذی لا یَستعین بیدیه إذا مشی. و یقال للشی‌ء إذا كثر: مثلُ الدَّبی و الكُتفان [الكِتفان. و الغَوْغاء من الجراد: ما قد طار و نبتت أَجنحته. الأَصمعی: إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان، و إذا احمرّ الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهی الغَوْغاء. الجوهری: الكُتفان الجراد أَوّل ما یطیر منه، و یقال: هی الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم الدَّبی ثم الغوغاء ثم الكتفان؛ قال ابن بری: و قد یثقل فی الشعر؛ قال صخر أَخو الخَنْساء: و حَیّ حرید قد صَبَحْتُ بِغارةٍ، كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًی كُتُفانِ و الكَتْفُ و الكَتَفانُ: ضرب من الطیَران كأَنه یردّ جناحیه و یضمهما إلی ما وراءه. و الكَتْفُ: شدّك الیدین من خلف. و كَتَفَ الرجلَ یَكْتِفُهُ كَتْفاً و كَتَّفَه: شدَّ یدیه من خلفه بالكِتاف. و الكِتافُ: ما شُدَّ به؛ قالت بعض نساء الأَعراب تصف سحاباً: أَناخَ بذی بَقَرٍ بَرْكَه، كأَنَّ علی عضُدَیْه كِتَافا و جاء به فی كِتَاف أَی فی وِثاق. و الكِتَافُ: الحَبل الذی یُكتف به الإِنسان. و‌فی الحدیث: الذی یصلّی و قد عقَص شعره كالذی یصلّی و هو مَكْتُوف؛ هو الذی شدّت یداه من خلفه یشبه به الذی یَعْقِد شعره من خلفه. و الكِتَافُ: وثاق فی الرحْل و القَتَب و هو إسارُ عُودین أَو حِنْوین یُشدّ أَحدهما إلی الآخر. و الكتْف: أَن یشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما علی الآخر. و كَتَّفَ اللحم تَكْتِیفاً: قطَّعه صغاراً، و كذلك الثوب، و كَتَّفَه بالسیف كذلك. الجوهری: و الكَتِیفَةُ ضبَّة الباب و هی حدیدة عریضة. ابن سیدة: و الكَتِیفُ و الكَتِیفَة حدیدة عریضة طویلة و ربما كانت كأَنها صحیفة، و قیل: الكَتِیف الضبة؛ قال الأَعشی: بیْنما المَرْء كالرُّدیْنی ذی الجُبَّةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِیفِ أَو كَقِدْحِ النُّضار لأَّمَه القَین، و دانی صُدوعه بالكَتِیفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل، حتی عادَ من بعدِ مَشْیِه للدَّلِیفِ قوله بالكَتِیف یعنی كَتَائِفَ رِقاقاً من الشَبه؛ و قیل: الكَتِیفة الضبَّة، و قیل: الضبة من الحدید، و جمعها
لسان العرب، ج‌9، ص: 296
كَتِیف و كُتُفٌ. و كَتَفَ الإِناء یَكْتِفُه كَتْفاً و كَتَّفَه: لأَمَه بالكَتِیف؛ قال جریر: و یُنْكِرُ كفَّیْه الحُسامُ و حَدُّه، و یَعْرِفُ كفَّیْه الإِناءُ المُكَتَّفُ شمر: و یقال للسیف الصفیح كَتِیف؛ قال أَبو دُواد: فَوَدِدْتُ لو أَنی لَقِیتُك خالِیاً، أَمْشِی، بكَفِّی صَعْدَةٌ و كَتِیفُ أَراد سیفاً صَفِیحاً فسماه كَتِیفاً. قال خالد بن جَنْبَة: كَتِیفَةُ الرحْل واحدة الكَتَائِف، و هی حدیدة یُكْتَفُ بها الرحْل. و قال ابن الأَعرابی: أُخذ المَكْتُوف من هذا لأَنه جَمع یدیه. و الكَتِیفَة: كلْبَة الحدَّاد. و الكَتِیفَةُ: السَّخِیمةُ و الحِقْد و العداوة و تجمع علی الكَتَائِف؛ قال القطامی: أَخُوك الذی لا یَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه، و تَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكَتَائِفُ و یروی … المُحْفِظات … و كِتَافُ القَوْس: ما بین الطائف و السِّیةِ، و الجمع أَكْتِفَةٌ و كُتُفٌ.

كثف؛ ج9، ص: 296

: الكَثَافَةُ: الكثرة و الالتِفافُ، و الفعل كَثُفَ یَكْثُفُ كَثَافَة، و الكَثِیف اسم كَثْرته یوصف به العسكر و الماء و السحاب؛ و أَنشد: و تحتَ كَثِیفِ الماء، فی باطن الثری، ملائكةٌ تَنْحَطُّ فیه و تَصْعَدُ و یقال: اسْتَكْثَفَ الشی‌ءُ اسْتِكْثَافاً، و قد كَثَّفْتُه أَنا تَكْثِیفاً. ابن سیدة: و الكَثِیفُ و الكُثاف الكثیر، و هو أَیضاً الكثیر المُتراكِبُ المُلْتَفُّ من كل شی‌ء، كَثُفَ كَثَافَة و تَكَاثَفَ. و كَثَّفَه: كثَّره و غلَّظه. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: أَنه انتهی إلی علیّ، علیه السلام، یوم صِفِّین و هو فی كثْف‌أَی فی حَشْد و جماعة. و‌فی حدیث طُلیحةَ: فاسْتَكْثَفَ أَمرُه‌أَی ارتفع و علا. و الكَثَافَةُ: الغِلَظُ. و كَثُفَ الشی‌ء، فهو كَثِیف، و تَكَاثَفَ الشی‌ء. و‌فی صفة النار: لسُرادِق النار أَربعَةُ جُدُرٍ كُثُفٌ؛ الكُثُفُ: جمع كَثِیف، و هو الثخین الغَلیظ. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: شَقَقْن أَكْثَفَ مُروطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ به، قال: و الروایة فیه بالنون، و سیجی‌ء. و امرأَة مُكَثَّفَة: كثیرة اللحم؛ و منه قول المرأَة المخزومیة: إنی أَنا المُكَثَّفَة المؤثَّفة؛ حكاه ابن الأَعرابی و لم یفسر المكثَّفة و لا المؤثَّفة، و قال ثعلب: إنما هی المُكَثَّفَة المؤنَّفة، قال: فالمُكَثَّفَة المُحْكمة الفَرْج، و المؤَنَّفة التی قد استؤنِفت بالنكاح أَوّلًا. و الكَثِیفُ: السیف؛ عن كراع، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما حقیقته، و الأَقرب أَن تكون تاءً لأَن الكَتِیف من الحدید.

كحف؛ ج9، ص: 296

: الأَزهری خاصّة: ابن الأَعرابی الكُحُوفُ الأَعضاء، و هی القُحوف.

كدف؛ ج9، ص: 296

: فی نوادر الأَعراب: سمعت كَدَفَتْهم و حدفتهم و هَدْفتهم و حَشكتهم و هذأَتهم و ویدهم و أویدهم و أَزَّهم و أَزیزَهم، و هو الصوت تسمعه من غیر معاینة.

كرف؛ ج9، ص: 296

: كَرَفَ الشی‌ءَ: شَمَّه. و كَرَفَ الحِمارُ إذا شمَّ بول الأَتان ثم رفَع رأْسه و قلَب شفَته؛ و أَنشد ابن بری للأَغلب العِجْلی: تَخالُه من كَرْفِهِنَّ كالِحا، و افْترَّ صاباً و نَشُوقاً مالحا
لسان العرب، ج‌9، ص: 297
و كرَف الحِمارُ و البِرْذَوْنُ یَكْرُفُ و یَكْرِفُ كَرْفاً و كِرَافاً و كَرَّفَ: شَمَّ الرَّوْثَ أَو البول أَو غیرهما ثم رفع رأْسه، و كذلك الفحلُ إذا شَمَّ طَرُوقته ثم رفع رأْسه نحو السماء و كشَّر حتی تَقْلُص شَفتاه؛ و أَنشد: مُشاخِصاً طَوراً، و طَوراً كارِفا و حمار مِكْرَاف: یَكْرف الأَبوال. و الكَرَّافُ: مُجَمِّش القحاب. و قال ابن خالویه: الكَرَّافُ الذی یَسْرِق النظر إلی النساء. و الكِرْفُ: الدَّلْو «2» من جلد واحد كما هو؛ أَنشد یعقوب: أَ كلَّ یَوْمٍ لك ضَیْزَنانِ، علی إزاء الحَوْضِ مِلهزانِ، بكِرْفَتَینِ یَتَواهَقانِ؟ یَتَواهَقانِ: یَتَباریانِ. و الكِرْفِئُ: قِطَع من السحاب مُتراكمة صغار، واحدتها كِرْفِئَة؛ قال: كَكِرْفِئَةِ الغَیْثِ ذاتِ الصَّبیر، ترْمِی السَّحابَ و یُرْمَی لها و هی الكِرْثِئ أَیضاً، بالثاء. و تَكَرْفَأَ السحابُ: تراكبَ، و جعله بعض النحویین رُباعیّاً. و الكِرْفِئ: قشرة البیضة العُلیا الیابسة التی یقال لها القَیْض.

كرسف؛ ج9، ص: 297

: الكُرْسُف: القُطن و هو الكُرْسُوف، واحدته كُرْسُفَة، و منه كُرْسُف الدَّواةِ. و‌فی الحدیث: أَنه كُفِّن فی ثلاثة أَثواب یَمانِیةٍ كُرْسُفٍ؛ الكُرْسُفُ: القُطن، قال ابن الأَثیر: جعله وصفاً للثیاب و إن لم یكن مشتقاً كقولهم مررت بحَیّة ذراع و إبل مائة. و‌فی حدیث المستحاضة: أَنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ.و تَكَرْسَفَ الرجل: دخل بعضُه فی بعض. أَبو عمرو: المُكَرْسَف الجمل المُعَرْقَب.

كرشف؛ ج9، ص: 297

: أَبو عمرو: الكَرْشَفَةُ الأَرض الغلیظة، و هی الخَرْشَفةُ، و یقال: كِرْشِفَةٌ و خِرْشِفَةٌ و كِرْشَافٌ و خِرْشافٌ؛ و أَنشد: هَیَّجها من أَحْلب الكِرْشَافِ، و رُطُبٍ من كلإٍ مُجْتافِ «3» أَسْمَرَ للوَغْدِ الضَّعیف نافی، جَراشِع جَباجِب الأَجوافِ حُمْر الذُّری مُشْرِفة الأَفْوافِ

كرنف؛ ج9، ص: 297

: الكِرْنَافُ و الكُرْنَاف: أُصول الكَرَب التی تَبْقی فی جِذْعِ السعَفِ، و ما قُطِع من السعف فهو الكرَب، الواحدة كُرْنَافَة و كِرْنَافَة، و جمع الكُرْنَاف و الكِرْنَاف كَرَانِیف. ابن سیدة: الكُرْنَافَة و الكِرْنَافَة و الكُرْنُوفَة أَصل السعفة الغلیظ المُلتزِقُ بجِذْعِ النخلة، و قیل: الكَرَانِیف أُصول السعَفِ الغِلاظ العِراض التی إذا یبست صارت أَمثال الأَكتاف. و‌فی حدیث الواقِمیّ: و قد ضافه رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فأَتی بِقربَتِه نَخلةً فعَلّقها بكرْنافة، و هی أَصل السعفة الغلیظة. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إلا بعث علیه یوم القیامة سعفَها و كَرَانِیفها أَشاجِع تَنْهَشه.و‌فی حدیث الزهری: و القرآن فی الكَرَانِیف، یعنی أَنه كان مكتوباً علیها قبل جمعه فی الصُّحف. و كَرْنَفَ النخلة: جَرَدَ جِذْعَها من كَرَانِیفه.
(2). قوله [و الكِرْف الدلو] كذا هو فی الأصل و نقله شارح القاموس بدون هاء تأنیث و الشاهد مذكور فی غیر موضع من اللسان بهاء. (3). قوله [أَحلب] كذا هو فی الأَصل بالحاء و بالجیم فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 298
و المُكَرْنِف: الذی یَلْقُط التمر من أُصول الكَرَانِیف؛ أَنشد أَبو حنیفة: قد تَخِذَتْ سَلْمَی بقَرْنٍ حائطا، و استأْجَرَت مُكَرْنِفاً و لاقِطا و كَرْنَفَه بالعصا: ضربه بها؛ قال بشیر القریری: لما انْتَكَفْت له فوَلَّی مُدْبِراً، كَرْنَفْته بِهِراوةٍ عَجراء و انْتَكَفْت: مِلْتُ. و فی النوادر: خَرْنَفْته بالسیف و كَرْنَفْتُه إذا ضربته، و قیل: كَرْنَفَه بالسیف إذا قَطعه.

كرهف؛ ج9، ص: 298

: المُكْرَهِفُّ: الذكر المنتشر المُشْرِف. و اكْرَهَفَّ الذكر: انتشر؛ و أَنشد: قَنْفاء فَیْش مُكْرَهِفّ حُوقُها، إذا تَمَأّتْ، و بدا مَفْلُوقُها الاكْرِهْفَافُ: الانْتِشار. و المُكْرَهِفّ: لغة فی المُكْفَهِرّ أَو مقلوب عنه؛ و بیت كثیِّر یروی بالوجهین جمیعاً، و هو قوله: نَشِیمُ علی أَرْضِ ابنِ لَیْلَی مَخِیلَةً، عَرِیضاً سَناها مُكْفَهِرًّا صَبیرُها قال الأَزهری: المُكْفَهرُّ من السحاب الذی یغلظ و یركب بعضه بعضاً، قال: و المكرهفُّ مثله.

كسف؛ ج9، ص: 298

: كَسَفَ القمرُ یَكْسِفُ كُسُوفاً، و كذلك الشمس كَسَفَتْ تَكْسِف كُسُوفاً: ذهب ضوءُها و اسْوَدَّت، و بعض یقول انكسف و هو خطأٌ، و كَسَفَها اللّه و أَكْسَفَها، و الأَول أَعلی، و القمر فی كل ذلك كالشمس. و كسف القمر: ذهب نوره و تغیَّر إلی السواد. و‌فی الحدیث عن جابر، رضی اللّه عنه. قال: انْكَسَفَتِ الشمس علی عهد رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، فی حدیث طویل؛ و كذلك رواه أَبو عبید: انْكَسَفت. و كَسَفَ الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه. و كَسَفَتْ حالُه: ساءت، و كَسَفَتْ إذا تغیَّرت. و كَسَفَتِ الشمس و خسَفت بمعنی واحد، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الكُسُوف و الخُسُوف للشمس و القمر فرواه جماعة فیهما بالكاف، و رواه جماعة فیهما بالخاء، و رواه جماعة فی الشمس بالكاف و فی القمر بالخاء، و‌كلهم روَوا أَن الشمس و القمر آیتان من آیات اللّه لا یَنْكسفان لموت أَحد و لا لحیاته، و الكثیر فی اللغة و هو اختیار الفراء أَن یكون الكُسُوف للشمس و الخسوف للقمر، یقال: كَسَفَت الشمس و كَسَفَها اللّه و انْكَسَفت، و خسف القمر و خسَفه اللّه و انخسف؛ و‌ورد فی طریق آخر: إنَّ الشمس و القمر لا ینخسفان لموت أَحد و لا لحیاته؛ قال ابن الأَثیر: خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له، و خُسِف علی ما لم یسمَّ فاعله، قال: و قد ورد الخسوف فی الحدیث كثیراً للشمس و المعروف لها فی اللغة الكُسُوف لا الخسوف، قال: فأَما إطلاقه فی مثل هذا فتغلیباً للقمر لتذكیره علی تأَنیث الشمس یجمع بینهما فیما یخص القمر، و للمعارضة أَیضاً لما‌جاء فی الروایة الأُولی لا یَنْكَسِفَان، قال: و أَما إطلاق الخسوف علی الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف و الكُسُوف فی معنی ذهاب نورهما و إظلامهما. و الانخِساف: مطاوع خسَفْته فانخَسَف، و قد تقدم عامة ذلك فی خسف. أَبو زید: كَسَفَتِ الشمس إذا اسْودَّت بالنهار، و كَسَفَتِ الشمسُ النجومَ إذا غلب ضوءُها علی النجوم فلم یبدُ منها شی، فالشمس حینئذ كَاسِفَة النجوم، یتعدَّی و لا یتعدی؛ قال جریر:
لسان العرب، ج‌9، ص: 299
فالشمسُ طالعةٌ لیست بكَاسِفَةٍ، تَبكی علیك، نُجومَ اللیلِ و القَمرا قال: و معناه أَنها طالعة تبكی علیك و لم تكسِف ضوء النجوم و لا القمر لأَنها فی طلوعها خاشعةً باكیةً لا نور لها، قال: و كذلك كسف القمرُ إلا أَن الأَجود فیه أَن یقال خسَف القَمرُ، و العامة تقول انْكَسَفَتِ الشمس، قال: و تقول خشَعَت الشمس و كَسَفَتْ و خسَفت بمعنی واحد؛ و روی اللیث البیت: الشمسُ كَاسِفَةٌ لیست بطالعةٍ، تبكی علیك نجومَ اللیلِ و القَمرا فقال: أَراد ما طلع نجم و ما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، و هذا كما تقول: لا آتیك مطْرَ السماء أَی ما مَطَرَت السماء، و طُلوعَ الشمسِ أَی ما طَلعت الشمسُ، ثم صرفته فنصبته. و قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول تبكی علیك نجومَ اللیل و القمرا أَی ما دامت النجوم و القمر، و حكی عن الكسائی مثله، قال: و قلت للفراء: إنهم یقولون فیه إنه علی معنی المغالبة باكیته فبكیته فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا الوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن و لا قریب منه. و كَسَفَ بالُه یَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ، و أَكْسَفَه الحزنُ؛ قال أَبو ذؤیب: یَرْمِی الغُیُوبَ بعَینَیْه و مَطْرِفُه مُغْضٍ، كما كَسَفَ المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ و قیل: كُسُوف باله أَن یَضِیق علیه أَمله. و رجل كَاسِفُ البال أَی سیِّ‌ء الحال. و رجل كَاسِفُ الوجه: عابسُه من سوء الحال؛ یقال: عبَس فی وجهی و كَسَفَ كُسُوفاً. و الكُسُوف فی الوجه: الصفرة و التغیر. و رجل كَاسِف: مهموم قد تغیر لونه و هُزل من الحزن. و فی المثل: أَ كَسْفاً و إمْساكا؟ أَی أَ عبوساً مع بُخل. و التَّكْسِیف: التقطیع. و كَسَفَ الشی‌ءَ یَكْسِفُه كَسْفاً و كَسَّفَه، كلاهما: قطعه، و خص بعضهم به الثوب و الأَدیم. و الكِسْف و الكِسْفَةُ و الكَسِیفَة: القِطْعة مما قطَعْت. و‌فی الحدیث: أَنه جاء بثریدة كِسْفٍ‌أَی خبز مكسّر، و هی جمع كِسْفَة للقطعة من الشی‌ء. و‌فی حدیث أَبی الدرداء، رضی اللّه عنه: قال بعضهم رأَیته و علیه كِسَافٌ‌أَی قطعة ثوب؛ قال ابن الأَثیر: و كأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف. و كِسْف السحاب و كِسَفُه: قِطَعُه، و قیل إذا كانت عریضة فهی كِسْف. و فی التنزیل: وَ إِنْ یَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمٰاءِ؛ الفراء فی قوله تعالی: أَوْ تُسْقِطَ السَّمٰاءَ كَمٰا زَعَمْتَ عَلَیْنٰا كِسَفاً، قال: الكِسْفُ و الكِسَفُ وجهان، و الكِسْفُ: الجِماعُ، قال: و سمعت أَعرابیاً یقول أَعطنی كِسْفَة من ثوبك یرید قِطْعة، كقولك خِرْقة، و كُسِفَ فعل، و قد یكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة و عُشْب؛ و قال الزجاج: قرئ كِسْفاً و كِسَفاً، فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة و هی القِطْعة، و من قرأَ كِسْفاً جعله واحداً، قال: أَو تسقطها طَبَقاً علینا، و اشتقاقه من كسَفْت الشی‌ء إذا غطَّیته. و سئل أَبو الهیثم عن قولهم كسَفْت الثوبَ أَی قطعته فقال: كلُّ شی‌ء قطعتَه فقد كسفته. أَبو عمرو: یقال لخِرَق القمیص قبل أَن تؤلَّف الكسَفُ و الكِیَف و الحِذَف، واحدتها كِسْفة و كِیفةٌ و حِذْفةٌ. ابن السكیت: یقال كَسَفَ أَملُه فهو كَاسِف إذا انقطع رجاؤه مما كان یأْمل و لم ینبسط، و كَسَفَ بالُه یَكْسِفُ حدَّثته نفسه بالشر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 300
و الكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب و هو مصدر كَسَفْتُ البعیر إذا قطعت عُرْقوبه. و كَسَفَ عرقوبه یكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل. و یقال: استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبیه. و‌فی الحدیث: أَن صفْوان كَسَفَ عُرقوبَ راحِلَتِه‌أَی قطَعه بالسیف.

كشف؛ ج9، ص: 300

: الكشْفُ: رفعُك الشی‌ء عما یُواریه و یغطّیه، كَشَفَه یَكُشِفه كَشْفاً و كَشَّفَه فانْكَشَفَ و تَكَشَّفَ. و رَیْطٌ كَشِیفٌ: مَكْشُوف أَو مُنْكَشِف؛ قال صخر الغیّ: أَجَشَّ رِبَحْلًا، له هَیْدَبٌ یُرَفِّعُ للخالِ رَیْطاً كَشِیفا قال أَبو حنیفة: یعنی أَن البرق إذ لَمَع أَضاء السحابَ فتراه أَبیض فكأَنه كَشَفَ عن رَیْطٍ. یقال: تَكَشَّفَ البرق إذا ملأَ السماء. و المَكْشُوف فی عَروض السریع: الجُزء الذی هو مفعولن أَصله مفْعولات، حذفت التاء فبقی مفعولًا فنقل فی التقطیع إلی مفعولن. و كَشَفَ الأَمر یَكْشِفُه كَشْفاً: أظهره. و كَشَّفَه عن الأَمر: أَكرهه علی إظهاره. و كَاشَفَه بالعَداوة أَی بادأَه بها. و‌فی الحدیث: لو تَكَاشَفْتم ما تَدافَنْتم‌أَی لو انْكَشَفَ عَیبُ بعضكم لبعض. و قال ابن الأَثیر: أَی لو علم یعضُكم سَریرةَ بعض لاستثقل تَشْیِیع جنازَتِه و دَفْنَه. و الكَاشِفَةُ: مصدر كالعافِیة و الخاتِمة. و فی التنزیل العزیز: لَیْسَ لَهٰا مِنْ دُونِ اللّٰهِ كٰاشِفَةٌ؛ أَی كَشْف، و قیل: إنما دخلت الهاء لیساجع قوله أَزِفَتِ الْآزِفَةُ، و قیل: الهاء للمبالغة، و قال ثعلب: معنی قوله لَیْسَ لَهٰا مِنْ دُونِ اللّٰهِ كٰاشِفَةٌ أَی لا یَكْشِفُ الساعةَ إلا ربُّ العالمین، فالهاء علی هذا للمبالغة كما قلنا. و أَكْشَفَ الرجلُ إِكْشَافاً إذا ضحك فانقلبت شفَته حتی تبدو دَرادِرُه. و الكَشَفةُ: انقِلاب من قُصاص الشعَر اسم كالنَّزَعَةِ، كَشِفَ كَشَفاً، و هو أَكْشَفُ. و الكَشَفُ فی الجَبْهة: إدبار ناصیتها من غیر نَزَعٍ، و قیل: الكَشَفُ رجوع شعر القُصّة قِبَلَ الیافوخ. و الكشَف: مصدر الأَكْشَفِ. و الكَشَفَةُ: الاسم و هی دائرة فی قُصاص الناصیة، و ربما كانت شعرات تَنْبُت صُعُداً و لم تكن دائرة، فهی كَشَفَةٌ، و هی یُتشاءم بها. الجوهری: الكَشَفُ، بالتحریك، انقلاب من قُصاص الناصیة كأَنها دائرة، و هی شُعیرات تنبت صُعُداً، و الرجل أَكْشَف و ذلك الموضع كَشَفَةٌ. و‌فی حدیث أَبی الطُّفَیل: أَنه عَرَض له شاب أَحمر أَكْشَفُ؛ قال ابن الأَثیر: الأَكْشَفَ الذی تنبت له شعرات فی قُصاص ناصیته ثائرةً لا تكاد تسْترسِل، و العرب تتشاءم به. و تَكَشَّفَتِ الأَرض: تَصَوَّحت منها أَماكن و یبست. و الأَكْشَفُ: الذی لا تُرْس معه فی الحرب، و قیل: هو الذی لا یثبت فی الحرب. و الكُشُفُ: الذین لا یَصْدُقون القِتال، لا یُعْرف له واحد؛ و فی قصید كعب: زالوا فما زالَ أنْكاسٌ و لا كُشُفٌ قال ابن الأَثیر: الكُشُفُ جمع أَكْشَف. و هو الذی لا ترس معه كأَنه مُنْكشِف غیر مستور. و كَشِفَ القومُ: انهزموا؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فما ذُمَّ حادیهمْ، و لا فالَ رأْیُهُم، و لا كَشِفُوا، إن أَفزَعَ السِّرْبَ صائح و لا كَشِفُوا أَی لم ینهزموا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 301
و الكِشَافُ: أَن تَلْقَح الناقةُ فی غیر زمان لَقاحها، و قیل: هو أَن یَضْرِبها الفحل و هی حائل، و قیل: هو أَن یُحْمَل علیها سنتین متوالیتین أو سنین متوالیة، و قیل: هو أَن یُحْمَل علیها سنة ثم تترك اثنتین أَو ثلاثاً، كَشَفَت الناقة تَكْشِف كِشافاً، و هی كَشُوف، و الجمع كُشُفٌ، و أَكْشَفَتْ. و أَكْشَفَ القومُ: لَقِحَت إبلُهم كِشَافاً. التهذیب: اللیث و الكَشُوف من الإِبل التی یضربها الفحل و هی حامل، و مصدره الكِشَافُ؛ قال أَبو منصور هذا التفسیر خطأٌ، و الكِشَافُ أَن یُحمل علی الناقة بعد نتاجها و هی عائذ قد وضَعت حدیثاً، و‌روی أَبو عبید عن الأَصمعی أَنه قال: إذا حُمِلَ علی الناقة سنتین متوالیتین فذلك الكِشَاف، و هی ناقة كَشُوف. و أَكْشَفَ القوم أَی كَشفَت إبلُهم. قال أَبو منصور: و أَجودُ نتاج الإِبل أَن یضربها الفحل، فإذا نُتِجَت تُركت سنة لا یضربها الفحل، فإذا فُصِل عنها فصیلها و ذلك عند تمام السنة من یوم نِتاجها أُرسل الفحل فی الإِبل التی هی فیها فیضربها، و إذا لم تَجِمّ سنة بعد نِتاجها كان أَقلَّ للبنها و أَضعفَ لولدها و أَنْهَك لقوَّتها و طِرْقِها؛ و لَقِحت الحربُ كِشَافاً علی المثل؛ و منه قول زهیر: فَتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحی بثِفالِها، و تَلْقَحْ كِشَافاً ثم تُنْتَجْ فتُتْئمِ فضرب إلقاحها كِشافاً بحِدْثان نِتاجها و إتْآمها مثلًا لشدّة الحرب و امتداد أَیامها، و فی الصحاح: … ثم تنتج فتَفْطِم. و أَكْشَفَ القومُ إذا صارت إبلهم كُشُفاً، الواحدة كَشُوف فی الحمل. و الكَشَفُ فی الخیل: التواء فی عَسِیب الذنَب. و اكْتَشَفَ الكبْشُ النعجة: نزَا علیها.

كعف؛ ج9، ص: 301

: أَكْعَفَتِ النخلةُ: انْقَلَعَت من أَصلها؛ حكاه أَبو حنیفة و زعم أَن عینها بدل من همزة أَكْأَفَت.

كفف؛ ج9، ص: 301

: كفّ الشی‌ءَ یَكُفُّه كَفّاً: جمعه. و‌فی حدیث الحسن: أَنَّ رجلًا كانت به جِراحة فسأَله: كیف یتوضأُ؟ فقال: كُفَّه بخِرْقة‌أَی اجمَعها حوله. و الكَفُّ: الید، أُنثی. و فی التهذیب: و الكَفُّ كفّ الید، و العرب تقول: هذه كفّ واحدة؛ قال ابن بری: و أَنشد الفراء: أُوَفِّیكما ما بلَّ حَلْقیَ رِیقتی، و ما حَمَلَت كَفَّایَ أَنْمُلِیَ العَشْرا قال: و قال بشر بن أَبی خازم: له كَفَّانِ: كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ، و كَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها و قال زهیر: حتی إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِیدِ لها، طارَتْ، و فی یدِه من ریشِها بِتَكُ قال: و قال الأَعشی: یَداكَ یَدا صِدْقٍ: فكَفٌّ مُفِیدةٌ، و أُخری، إذا ما ضُنَّ بالمال، تُنْفِق و قال أَیضاً: غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه، و الكفُّ زَیَّنها خِضابه قال: و قال الكمیت: جَمَعْت نِزاراً، و هی شَتَّی شُعوبها، كما جَمَعَت كَفٌّ إلیها الأَباخِسا
لسان العرب، ج‌9، ص: 302
و قال ذو الإِصبع: زَمان به للّهِ كَفٌّ كَریمةٌ علینا، و نُعْماه بِهِنَّ تَسِیر و قالت الخنساء: فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ بها المَجْدَ، إلا حیث ما نِلتَ أَطْولُ و ما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً، و إنْ أَطْنَبُوا، إلا و ما فیكَ أَفضَلُ و یروی: و ما بلغ المهدون فی القول مدحة فأَما قول الأَعشی: أَرَی رجُلًا منهم أَسِیفاً، كأَنما یضمُّ إلی كَشْحَیْه كَفّاً مُخَضَّبا فإنه أَراد الساعد فذكَّر، و قیل: إنما أَراد العُضو، و قیل: هو حال من ضمیر یضمّ أَو من هاء كشحیه، و الجمع أَكُفٌّ. قال سیبویه: لم یجاوزوا هذا المثال، و حكی غیره كُفُوف؛ قال أَبو عمارةَ بن أَبی طرفَة الهُذلی یدعو اللّه عز و جل: فصِلْ جَناحِی بأَبی لَطِیفِ، حتی یَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ بكلِّ لَینٍ صارِمٍ رهِیفِ، و ذابِلٍ یَلَذّ بالكُفُوفِ أَبو لطیف یعنی أَخاً له أَصغر منه؛ و أَنشد ابن بری لابن أَحمر: یَداً ما قد یَدَیْتُ علی سُكَیْنٍ و عبدِ اللّه، إذ نُهِشَ الكُفُوفُ و أَنشد للیلی الأَخْیَلِیّة: بقَوْلٍ كَتَحْبیر الیمانی و نائلٍ، إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفُوفُ قال ابن بری: و قد جاء فی جمع كفٍّ أَكْفَاف؛ و أَنشد علی بن حمزة: یُمسون مما أَضْمَرُوا فی بُطُونهم مُقَطَّعَةً أَكْفَافُ أَیدیهمُ الیُمْن و‌فی حدیث الصدقة: كأَنما یَضَعُها فی كفِّ الرحمن؛ قال ابن الأَثیر: هو كنایة عن محل القَبول و الإِثابة و إلا فلا كفّ للرحمن و لا جارِحةَ، تعالی اللّه عما یقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبیراً. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بكفّ واحدة، فقال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: صدق عمر.و قد تكرر ذكر الكف و الحفْنة و الید فی الحدیث و كلُّها تمثیل من غیر تشبیه، و للصقر و غیره من جوارح الطیر كَفَّانِ فی رِجْلیه، و للسبع كَفَّان فی یدیه لأَنه یَكُفُّ بهما علی ما أَخذ. و الكَفُّ الخَضیب: نجم. و كَفُّ الكلب: عُشْبة من الأَحرار، و سیأْتی ذكرها. و اسْتَكَفَّ عینَه: وضع كَفَّه علیها فی الشمس ینظر هل یری شیئاً؛ قال ابن مقبل یصف قِدْحاً له: خَرُوجٌ من الغُمَّی، إذا صُكَّ صَكّةً بدا، و العُیونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ الكسائی: اسْتَكْفَفْت الشی‌ء و اسْتَشْرَفْته، كلاهما: أَن تضع یدك علی حاجبك كالذی یَسْتَظِل من الشمس حتی یَستبین الشی‌ء. یقال: اسْتَكَفَّت عینه إذا نظرت تحت الكفّ. الجوهری: اسْتَكْفَفْت الشی‌ء
لسان العرب، ج‌9، ص: 303
اسْتَوْضَحْته، و هو أَن تضع یدك علی حاجبك كالذی یَستظل من الشمس تنظر إلی الشی‌ء هل تراه. و قال الفراء: اسْتَكَفَّ القومُ حول الشی‌ء أَی أَحاطوا به ینظرون إلیه؛ و منه قول ابن مقبل: إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ بدا، و العُیونُ المُسْتَكِفَّة تلمح و اسْتَكَفَّ السائل: بَسط كفَّه. و تكَفَّفَ الشی‌ءَ: طلبه بكَفِّه و تَكَفَّفَه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا رأَی فی المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلًا و سمناً و كأَنَّ الناس یَتَكَفَّفُونه؛ التفسیر للهروی فی الغریبین و الاسم منها الكَفَف. و‌فی الحدیث: لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنیاء خیر من أَن تَدعهم عالةً یَتَكَفَّفُون الناس؛ معناه یسأَلون الناس بأَكُفِّهم یمدُّونها إلیهم. و یقال: تَكَفَّفَ و اسْتَكَفَّ إذا أَخذ الشی بكفِّه؛ قال الكمیت: و لا تُطْمِعوا فیها یداً مُسْتَكِفَّةً لغیركُمُ، لو تَسْتَطِیعُ انْتِشالَها الجوهری: و اسْتَكَفَّ و تَكَفَّفَ بمعنی و هو أَن یمد كفَّه یسأَل الناس. یقال: فلان یَتَكَفَّفُ الناس، و‌فی الحدیث: یتصدَّق بجمیع ماله ثم یَقْعُد یَسْتَكِفُّ الناسَ.ابن الأَثیر: یقال اسْتَكَفَّ و تَكَفَّفَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو سأَل كفّاً من الطعام أَو ما یكُفُّ الجوع. و قولهم: لقیته كَفَّةَ كَفَّةَ، بفتح الكاف، أَی كفاحاً، و ذلك إذا استقْبلته مُواجهة، و هما اسمان جُعلا واحداً و بنیا علی الفتح مثل خمسة عشر. و‌فی حدیث الزبیر: فتلقّاه رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، كَفَّةَ كَفَّةَ‌أَی مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كَفَّ صاحبه عن مجاوزته إلی غیره أَی مَنَعَه. و الكَفَّة: المرة من الكَفَّ. ابن سیدة: و لَقِیتُه كَفَّةَ كفَّةَ و كفَّةَ كفَّةٍ علی الإِضافة أَی فُجاءة مواجهة؛ قال سیبویه: و الدلیل علی أَن الآخر مجرور أَنَّ یونس زعم أَن رؤبة كان یقول لقیته كفّةً لِكفّةٍ أَو كفّةً عن كفّةٍ، إنما جعل هذا هكذا فی الظرف و الحال لأَن أَصل هذا الكلام أَن یكون ظرفاً أَو حالًا. و كفَّ الرجلَ عن الأَمر یكُفُّه كَفّاً و كَفْكَفَه فكَفَّ و اكْتَفَّ و تَكَفَّفَ؛ اللیث: كَفَفْتُ فلاناً عن السوء فكَفَّ یَكُفُّ كَفّاً، سواء لفظُ اللازم و المُجاوز. ابن الأَعرابی: كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِیمه أَو ردَّ عنه من یؤذیه. الجوهری: كَفَفْتُ الرجل عن الشی‌ء فكَفَّ، یتعدّی و لا یتعدی، و المصدر واحد. و كَفْكَفْت الرجل: مثل كفَفْتُه؛ و منه قول أَبی زبید: أَ لم تَرَنی سَكَّنْتُ لأْیاً كِلابَكُم، و كَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبی، و هی عُقَّر؟ و اسْتَكَفَّ الرجلُ الرجلَ: من الكفِّ عن الشی‌ء. و تَكَفَّفَ دمعُه: ارتدّ، و كَفْكَفَه هو؛ قال أَبو منصور: و أَصله عندی من وكَفَ یَكِفُ، و هذا كقولك لا تعِظینی و تَعظْعَظی. و قالوا: خَضْخضتُ الشی‌ءَ فی الماء و أَصله من خُضْت. و المكفوف: الضَّریر، و الجمع المَكَافِیفُ. و قد كُفَّ بصرُه و كَفَّ بصرُه كَفّاً: ذهَب. و رجل مَكْفُوف أَی أَعمی، و قد كُفَّ. و قال ابن الأَعرابی: كَفَّ بصرُه و كُفَّ. و الكَفْكَفَة: كَفُّك الشی‌ء أَی ردُّك الشی‌ء عن الشی‌ء، و كَفْكَفْت دمْع العین. و بعیر كَافٌّ: أُكلت أَسنانه و قَصُرَت من الكِبَر حتی تكاد تذهب، و الأُنثی بغیر هاء، و قد كُفَّتْ أَسنانها، فإذا ارتفع عن ذلك
لسان العرب، ج‌9، ص: 304
فهو ماجٌّ. و قد كَفَّتْ الناقة تَكُفُّ كُفُوفاً. و الكَفُّ فی العَرُوض: حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعیلن حتی یصیر مفاعیلُ و من فاعلاتن حتی یصیر فاعلات، و كذلك كلُّ ما حُذف سابعه علی التشبیه بكُفَّة القمیص التی تكون فی طرف ذیله، قال ابن سیدة: هذا قول ابن إسحاق. و المَكْفُوف فی عِلل العروض مفاعیلُ كان أَصله مفاعیلن، فلما ذهبت النون قال الخلیل هو مَكْفُوف. و كِفَافُ الثوب: نَواحِیه. و یُكَفُّ الدِّخْریصُ إذا كُفَّ بعد خِیاطة مرة. و كَفَفْت الثوبَ أَی خِطْت حاشیته، و هی الخِیاطةُ الثانیة بعد الشَّلِّ. و عَیْبةٌ مَكْفُوفَة أَی مُشْرَجةٌ مَشْدودة. و‌فی كتاب النبی، صلی اللّه علیه و سلم، بالحدیْبِیة لأَهل مكة: و إنَّ بیننا و بینكم عَیبةً مَكْفُوفَةً؛ أَراد بالمَكْفُوفَة التی أُشْرِجَت علی ما فیها و قُفِلت و ضَربها مثلًا للصدور أَنها نَقِیَّة من الغِلِّ و الغِشّ فیما كتبوا و اتَّفَقُوا علیه من الصُّلْح و الهُدْنة، و العرب تشبه الصدور التی فیها القلوب بالعِیاب التی تُشْرَج علی حُرِّ الثیاب و فاخِر المتاع، فجعل النبی، صلی اللّه علیه و سلم، العِیاب المُشْرجة علی ما فیها مثلًا للقلوب طُوِیَت علی ما تعاقدوا؛ و منه قول الشاعر: و كادَت عِیابُ الوُدِّ بینی و بینكم، و إن قیل أَبْناءُ العُمومةِ، تَصْفَرُ فجعل الصُّدور عِیاباً للوُدِّ. و قال أَبو سعید فی‌قوله: و إنَّ بیننا و بینكم عَیبةً مَكْفُوفَة: معناه أَن یكون الشر بینهم مكفوفاً كما تُكَفُّ العَیبة إذا أُشْرِجَت علی ما فیها من مَتاع، كذلك الذُّحُول التی كانت بینهم قد اصطلحوا علی أَن لا یَنْشُروها و أَن یَتَكَافُّوا عنها، كأَنهم قد جعلوها فی وِعاء و أَشرجوا علیها. الجوهری: كُفَّةُ القَمِیص، بالضم، ما استدار حول الذَّیل، و كان الأَصمعی یقول: كلُّ ما استطال فهو كُفَّة، بالضم، نحو كُفَّة الثوب و هی حاشیته، و كُفَّةِ الرمل، و جمعه كِفَافٌ، و كلُّ ما استدار فهو كِفّة، بالكسر، نحو كِفَّةِ المیزان و كِفَّةِ الصائد، و هی حِبالته، و كِفَّةِ اللِّثةِ، و هو ما انحدرَ منها. قال: و یقال أَیضاً كَفَّة المیزان، بالفتح، و الجمع كِفَفٌ؛ قال ابن بری: شاهد كِفَّةِ الحابِل قول الشاعر: كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ، و هی عَرِیضةٌ علی الخائفِ المَطْلوبِ، كِفَّةُ حابِلِ و‌فی حدیث عطاء: الكِفَّةُ و الشَّبكةُ أَمرهما واحد؛ الكِفَّة، بالكسر: حِبالة الصائد. و الكِفَفُ فی الوَشْم: داراتٌ تكون فیه. و كِفَافُ الشی‌ء: حِتارُه. ابن سیدة: و الكِفَّة، بالكسر، كل شی‌ء مستدیر كدارة الوشم و عُود الدُّفّ و حبالة الصیْد، و الجمع كِفَفٌ و كِفَافٌ. قال: و كفَّة المیزان الكسر فیها أَشهر، و قد حكی فیها الفتح و أَباها بعضهم. و الكُفَّة: كل شی‌ء مستطیل ككُفَّة الرمل و الثوب و الشجر و كُفَّة اللِّثةِ، و هی ما سال منها علی الضِّرس. و فی التهذیب: و كِفَّة اللثة ما انحدر منها علی أُصول الثغْر، و أَمّا كُفَّةُ الرمْل و القمیص فطُرّتهما و ما حولهما. و كُفَّة كل شی‌ء، بالضم: حاشیته و طرَّته. و‌فی حدیث علیّ، كرَّم اللّه وجهه، یصف السحاب: و التَمع بَرْقُه فی كُفَفِه‌أَی فی حواشیه؛ و‌فی حدیثه الآخر: إذا غَشِیكم اللیلُ فاجعلوا الرِّماح كُفَّة‌أَی فی حواشی العسكر و أَطرافه. و‌فی حدیث الحسن: قال له رجل إنَّ برِجْلی شُقاقاً، فقال: اكْفُفه بخِرْقة‌أَی اعْصُبْه بها و اجعلها حوله. و كُفَّة الثوب: طُرَّته
لسان العرب، ج‌9، ص: 305
التی لا هُدب فیها، و جمع كل ذلك كُفَف و كِفَافٌ. و قد كَفَّ الثوبَ یَكُفُّه كَفّاً: تركه بلا هُدب. و الكِفَافُ من الثوب: موضع الكف. و‌فی الحدیث: لا أَلبس القمیص المُكَفَّف بالحریر‌أَی الذی عُمِل علی ذَیْله و أَكمامه و جَیْبه كِفَاف من حریر، و كلُّ مَضَمِّ شی‌ء كِفَافُه، و منه كِفَافُ الأُذن و الظفُر و الدبر، و كِفَّة الصائد، مكسور أَیضاً. و الكِفَّة: حبالة الصائد، بالكسر. و الكِفَّةُ: ما یُصاد به الظِّباء یجعل كالطوْق. و كُفَفُ السحاب و كِفَافُه: نواحیه. و كُفَّة السحاب: ناحیته. و كِفافُ السحاب: أَسافله، و الجمع أَكِفَّةٌ. و الكِفَافُ: الحوقة و الوَتَرَةُ. و اسْتَكَفُّوه: صاروا حَوالیْه. و المُسْتَكِفّ: المستدیر كالكِفَّة. و الكَفَفُ: كالكِفَفِ، و خصَّ بعضهم به الوَشم. و اسْتَكَفَّت الحیَّة إذا ترَحَّتْ كالكِفَّةِ. و اسْتَكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به. و‌فی الحدیث: المنفِقُ علی الخیل كالمسْتَكِفّ بالصدقة‌أَی الباسطِ یدَه یُعطِیها، من قولهم استكفَّ به الناسُ إذا أَحدَقوا به، و استكَفُّوا حوله ینظرون إلیه، و هو من كِفاف الثوب، و هی طُرَّته و حَواشِیه و أَطرافُه، أَو من الكِفّة، بالكسر، و هو ما استدار ككفة المیزان. و‌فی حدیث رُقَیْقَة: فاسْتَكَفُّوا جَنابَیْ عبدِ المطلب‌أَی أَحاطوا به و اجتمعوا حوله. و قوله‌فی الحدیث: أُمرتُ أَن لا أَكُفَّ شَعراً و لا ثوباً، یعنی فی الصلاة یحتمل أَن یكون بمعنی المنع، قال ابن الأَثیر: أَی لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود لیَقَعا علی الأَرض، قال: و یحتمل أَن یكون بمعنی الجمع أَی لا یجمعهما و لا یضمهما. و‌فی الحدیث: المؤمن أَخو المؤمن یَكُفُّ علیه ضَیْعَته‌أَی یجمع علیه مَعِیشتَه و یَضُمُّها إلیه؛ و منه‌الحدیث: یَكُفُّ ماء وجهه‌أَی یصُونُه و یجمعه عن بَذْلِ السؤال و أَصله المنع؛ و منه‌حدیث أُم سلمة: كُفِّی رأْسی‌أَی اجمعِیه و ضُمِّی أَطرافه، و‌فی روایة: كفِّی عن رأْسی‌أَی دَعیه و اتركی مَشْطَه. و الكِفَفُ: النُّقَر التی فیها العیون؛ و قول حمید: ظَلَلْنا إلی كَهْفٍ، و ظلَّت رِحالُنا إلی مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ قیل: أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعین لأَنها فی كِفَفٍ، و قیل: أَراد الإِبل المجتمعة، و قیل: أَراد شجراً قد اسْتَكَفَّ بعضُها إلی بعض، و قوله … لهنَّ غُروب أَی ظِلال. و الكَافَّةُ: الجماعة، و قیل: الجماعة من الناس. یقال: لَقِیتهم كَافَّةً أَی كلَّهم. و قال أبو إسحاق فی قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً، قال: كَافَّةً بمعنی الجمیع و الإِحاطة، فیجوز أَن یكون معناه ادخلوا فی السِّلْمِ كلِّه أَی فی جمیع شرائعه، و معنی كَافَّةً فی اشتقاق اللغة: ما یكفّ الشی‌ء فی آخره، من ذلك كُفَّة القمیص و هی حاشیته، و كلُّ مستطیل فحرفه كُفَّة، و كل مستدیر كِفَّة نحو كِفَّة المیزان. قال: و سمیت كُفَّة الثوب لأَنها تمنعه أَن ینتشر، و أَصل الكَفّ المنع، و من هذا قیل لطَرف الید كَفٌّ لأَنها یُكَفُّ بها عن سائر البدن، و هی الراحة مع الأَصابع، و من هذا قیل رجل مَكْفُوف أَی قد كُفَّ بصرُه من أَن ینظر، فمعنی الآیة ابْلُغوا فی الإِسلام إلی حیث تنتهی شرائعه فَتُكَفُّوا من أَن تعدُو شرائعه و ادخلوا كلُّكم حتی یُكَفَّ عن عدد واحد لم یدخل فیه. و قال فی قوله تعالی: وَ قٰاتِلُوا الْمُشْرِكِینَ كَافَّةً، منصوب علی الحال و هو مصدر علی فاعلة كالعافیة و العاقبة، و هو فی موضع قاتلوا المشركین محیطین، قال: فلا یجوز أَن
لسان العرب، ج‌9، ص: 306
یثنی و لا یجمع لا یقال قاتلوهم كَافَّات و لا كَافِّین، كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم عامّة لم تثنِّ و لم تجمع، و كذلك خاصة و هذا مذهب النحویین؛ الجوهری: و أَما قول ابن رواحة الأَنصاری: فسِرْنا إلیهم كَافَّةً فی رِحالِهِمْ جمیعاً، علینا البَیْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنما خففه ضرورة لأَنه لا یصح الجمع بین ساكِنین فی حشو البیت؛ و كذلك قول الآخر: جَزی اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ، و أَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِیصا و هو جمع رابّة. و أَكافِیفُ الجبل: حُیوده، قال: مُسْحَنْفِراً من جبالِ الرُّومِ یَسْتُره منها أَكَافِیفُ، فیما دُونها زَوَرُ «4» یصف الفُرات و جَرْیَه فی جبال الرُّوم المُطلَّة علیه حتی یشُق بلاد العراق. أبو سعید: یقال فلان لحمه كَفَافٌ لأَدِیمه إِذا امْتَلأ جلده من لحمه، قال النمر بن تَوْلَب: فُضُولٌ أَراها فی أَدیمیَ بعدَ ما یكون كَفَافَ اللحمِ، أَو هو أَجمَلُ أَراد بالفضول تَغَضُّن جلده لكِبره بعد ما كان مكتنز اللحم، و كان الجلد ممتداً مع اللحم لا یَفْضُل عنه، و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: نَجُوسُ عِمارةً و نَكُفُّ أُخری لنا، حتی یُجاوزَها دَلِیلُ رام تفسیرها فقال: نَكُفُّ نأْخذ فی كِفاف أُخری، قال ابن سیدة: و هذا لیس بتفسیر لأَنه لم یفسر الكفاف، و قال الجوهری فی تفسیر هذا البیت: یقول نطأُ قبیلة و نتخلَّلها و نَكُفُّ أُخری أَی نأْخذ فی كُفَّتها، و هی ناحیتها، ثم ندَعها و نحن نقدر علیها. و قال الأَصمعی: یقال نفقَتُه الكَفَافُ أی لیس فیها فضل إِنما عنده ما یكُفُّه عن الناس. و‌فی حدیث الحسن أنه قال: ابْدَأْ بمن تعُولُ و لا تُلامُ علی كَفَاف، یقول: إِذا لم یكن عندك فَضْل لم تُلَمْ علی أَن لا تُعْطِیَ أَحداً. الجوهری: كَفَاف الشی‌ء، بالفتح، مثله و قَیْسُه، و الكَفَاف أَیضاً من الرِّزق: القوت و هو ما كفَّ عن الناس أَی أَغنی. و‌فی الحدیث: اللهم اجْعَل رِزقَ آلِ محمدٍ كَفَافاً.و الكَفَافُ من القوت: الذی علی قدْر نفقته لا فضل فیها و لا نقص، و منه قول الأُبَیْرِد الیَرْبوعِیّ: أَلا لَیتَ حَظِّی من غُدانةَ أَنه یكون كَفَافاً: لا علیَّ و لا لِیا و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: وَدِدْت أَنی سَلِمت من الخِلافة كَفَافاً: لا علیّ و لا لیَ، الكفاف: هو الذی لا یفضُل عن الشی‌ء و یكون بقدْر الحاجة إِلیه، و هو نَصْب علی الحال، و قیل: أَراد به مكفوفاً عنی شرُّها، و قیل: معناه أَن لا تنالَ منی و لا أَنالَ منها أَی تكُفَّ عنی و أَكُفَّ عنها. ابن بری: و الكِفَافُ الطَّورُ، قال عبد بنی الحَسْحاس: أَحارِ تَرَی البَرْقَ لم یَغْتَمِضْ، یُضِی‌ء كِفَافاً، و یَخْبُو كِفَافا و قال رؤبة: «5»
(4). هذا البیت للأخطل من قصیدته: خف القطین إلخ. (5). قوله [و قال رؤبة فلیت حظی إلخ] فی هامش النهایة: و قد یبنی علی الكسر فیقال دعنی كفاف، أنشد أبو زید لرؤبة: فلیت حظی (البیت).
لسان العرب، ج‌9، ص: 307
فلیت حَظِّی من نَداكَ الضَّافی، و النفع أن تَتْرُكَنی كَفَافِ و الكَفُّ: الرِّجلة، حكاه أَبو حنیفة یعنی به البَقْلة الحمقاء.

كلف؛ ج9، ص: 307

: الكَلَف: شی‌ء یعلو الوجه كالسِّمسم. كَلِفَ وجهُه یَكْلَفُ كَلَفاً، و هو أَكلف: تغیَّر. و الكلَف و الكُلْفَةُ: حُمْرة كَدرة تعلو الوجه، و قیل: لون بین السواد و الحمرة، و قیل: هو سواد یكون فی الوجه، و قد كَلِفَ. و بعیر أَكْلَف و ناقة كَلْفَاء و به كُلْفَة، كلُّ هذا فی الوجه خاصة، و هو لون یعلو الجلد فیغیر بشرته. و ثور أَكْلَف و خدّ أَكْلَفُ: أَسفَع؛ قال العجاج یصف الثور: عن حَرْفِ خَیْشومٍ و خَدٍّ أَكْلَفا و یقال للبَهَق الكَلَف. و البعیر الأَكْلَف: یكون فی خدیه سواد خَفیّ. الأَصمعی: إذا كان البعیر شدید الحمرة یخلِط حُمرته سواد لیس بخالص فتلك الكلفة. و یقال: كُمَیْت أَكْلَف للذی كَلِفَت حُمرته فلم تَصْفُ و یری فی أَطراف شعره سواد إلی الاحتراق ما هو. و الكَلْفَاء: الخمر التی تشتد حُمرتها حتی تضرب إلی السواد. شمر و غیره: من أَسماء الخمر الكَلْفَاء و العَذْراء. و كَلِف بالشی‌ء كَلَفاً و كُلْفَة، فهو كَلِفٌ و مُكَلَّف: لهِج به. أَبو زید: كَلِفْت منك أَمْراً كَلَفاً. و كَلِفَ بها أَشَدَّ الكَلَفِ أَی أَحَبَّها. و رجل مِكْلَاف: مُحِبّ للنساء. و المُكَلَّف و المُتَكَلِّف: الوقّاعُ فیما لا یَعْنیه. و المُتَكَلِّف: العِرِّیض لما لا یعنیه. اللیث: یقال كَلِفْت هذا الأَمْر و تَكَلَّفْتُه. و الكُلْفَةُ: ما تكلَّفْت من أَمر فی نائبة أَو حق. و یقال: كَلِفْتُ بهذا الأَمر أَی أُولِعْتُ به. و‌فی الحدیث: اكْلَفُوا من العمل ما تُطیقون، هو من كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به و أَحْبَبْته. و‌فی الحدیث: عثمان كَلِفٌ بأَقاربه‌أَی شدیدُ الحبّ لهم. و الكَلَف: الوُلوع بالشی‌ء مع شغل قلب و مَشقة. و كَلَّفَه تَكْلِیفاً أَی أَمره بما یشق علیه. و تَكَلَّفْت الشی‌ءَ: تجشَّمْته علی مشقَّة و علی خلاف عادتك. و‌فی الحدیث أَراك كَلِفْت بعلم القرآن، و كَلِفْته إذا تحمَّلته. و یقال: فلان یتكلف لإِخوانه الكُلَف و التَّكَالِیف. و یقال: حَمَلْت الشی‌ء تَكْلِفَة إذا لم تُطقه إلا تكلُّفاً، و هو تَفْعِلةٌ. و‌فی الحدیث: أَنا و أُمتی بُرَاءٌ من التَّكَلُّف.و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: نُهِینا عن التَّكَلُّفِ؛ أَراد كثرة السؤال و البحثَ عن الأَشیاء الغامضة التی لا یجب البحث عنها و الأَخذَ بظاهر الشریعة و قبولَ ما أَتت به. ابن سیدة: كَلِفَ الأَمرَ و كَلَفَه تجشَّمه «6» علی مشقَّة و عُسْرة؛ قال أَبو كبیر: أَ زُهَیْرُ، هل عن شَیْبةٍ من مَصْرِفِ، أَم لا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟ و هی الكُلَف و التَّكَالِف، واحدتها تَكْلِفَة؛ و قوله: و هُنَّ یَطْوِینَ علی التَّكَالِف بالسَّوْمِ، أَحیاناً، و بالتقاذُف قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون من الجمع الذی لا واحد له، و یجوز أَن یكون جمع تَكْلفة؛ و رواه ابن جنی: و هن یطوین علی التَّكَالُف
(6). قوله [و كَلَفَه تجشمه] كذا بالأصل مخففاً، و لعله كَلفَ الأَمر و تَكَلَّفَه تجشمه كما یرشد إلیه الشاهد بعد.
لسان العرب، ج‌9، ص: 308
جاء به فی السناد لأَن قبل هذا: إذا احتسی، یومَ هَجِیرٍ هائف، غُرورَ عِیدِیَّاتِها الخَوانِف قال ابن سیدة: و لم أَرَ أَحداً رواه التَّكَالُف، بضم اللام، إلا ابن جنی. و الكُلَافِیّ: ضرب من العنب أَبیض فیه خُضرة و إذا زُبِّب جاء زبیبه أَكلف و لذلك سمی الكُلافِیّ، و قیل: هو منسوب إلی كُلاف، بلد فی شق الیمن معروف. و ذو كُلافٍ و كُلْفَی: موضعان. التهذیب: و ذو كُلاف اسم واد فی شعر ابن مقبل.

كنف؛ ج9، ص: 308

: الكَنَفُ و الكَنَفَةُ: ناحیة الشی‌ء، و ناحِیتا كلِّ شی‌ء كَنَفَاه، و الجمع أَكْنَاف. و بنو فلان یَكْنُفُون بنی فلان أَی هم نُزول فی ناحیتهم. و كَنَفُ الرَّجل: حِضْنه یعنی العَضُدین و الصدْرَ. و أَكْنَاف الجبل و الوادی: نواحِیه حیث تنضم إلیه، الواحد كَنَفٌ. و الكَنَفُ: الجانب و الناحیة، بالتحریك. و‌فی حدیث جریر، رضی اللّه عنه: قال له أَین منزلك؟ قال: بأَكْنَافِ بِیشةَ‌أَی نواحیها. و‌فی حدیث الإِفك: ما كشَفْتُ من كَنَفِ أُنثی؛ یجوز أَن یكون بالكسر من الكِنْفِ، و بالفتح من الكَنَفَ. و كَنَفَا الإِنسان: جانِباه، و كَنَفَاه ناحِیتاه عن یمینه و شماله، و هما حِضْناه. و كَنَفُ اللّه: رحمته. و اذْهَبْ فی كَنَفِ اللّه و حِفظه أَی فی كَلاءته و حِرْزه و حِفظه، یَكْنُفُه بالكَلاءة و حُسن الوِلایة. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما، فی النْجوی: یُدْنی المؤمنُ من ربّه یوم القیامة حتی یضَع علیه كَنَفَه؛ قال ابن المبارك: یعنی یستره، و قیل: یرحمه و یَلْطُف به، و قال ابن شمیل: یضَعُ اللّه علیه كَنَفَه أَی رحمته و بِرّه و هو تمثیل لجعله تحت ظلّ رحمته یوم القیامة. و‌فی حدیث أَبی وائل، رضی اللّه عنه: نشَر اللّه كَنَفَه علی المسلم یوم القیامة هكذا، و تعطَّفَ بیده و كُمه.و كَنَفَه عن الشی‌ء: حَجَزه عنه. و كَنَفَ الرجلَ یَكْنُفُه و تَكَنَّفَه و اكْتَنَفَه: جعله فی كنَفِه. و تَكَنَّفُوه و اكْتَنَفُوه: أَحاطوا به، و التَّكْنِیفُ مثله. یقال: صِلاء مُكَنَّف أَی أُحیط به من جَوانِبه. و‌فی حدیث الدعاء: مَضَوْا علی شاكلتهم مُكَانِفِین‌أَی یكنُف بعضُهم بعضاً. و‌فی حدیث یحیی بن یَعْمَرَ: فاكْتَنَفْتُهُ أنا و صاحبی‌أی أَحطْنا به من جانِبَیْه. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: فَتَكَنَّفَه الناس.و كَنَفَه یَكْنُفُه كَنْفاً و أَكْنَفَه: حَفِظه و أَعانه؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و قال ابن الأَعرابی: كَنَفَه ضمّه إلیه و جعله فی عِیاله. و فلان یَعِیش فی كَنَفَ فلان أی فی ظِلِّه. و أَكْنَفْت الرجل إذا أَعَنْتَه، فهو مُكْنَف. الجوهری: كَنَفْت الرَّجلَ أَكْنُفُه أَی حُطْتُه و صُنْتُه، و كَنَفْتُ بالرجل إذا قمت به و جعلته فی كَنَفِك. و المُكَانَفَة: المعاونة. و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی اللّه عنه: قال له رجل أَ لا أَكون لك صاحباً أَكْنُفُ راعِیَكَ و أَقْتَبِس منك؟أَی أُعِینُه و أَكون إلی جانبه و أجعله فی كنَف. و أَكْنَفَه: أَتاه فی حاجة فقام له بها و أَعانه علیها. و كَنَفَا الطائر: جناحاه. و أَكْنَفَه الصیدَ و الطیر: أَعانه علی تصیّدها، و هو من ذلك. و یُدْعی علی الإِنسان فیقال: لا تَكْنُفُه من اللّه كَانِفَة أی لا تحفظه. اللیث: یقال للإِنسان المخذول لا تَكْنُفُه من اللّه كَانِفة أَی لا تحْجُزه. و انهزموا فما كانت لهم كَانِفَة دون المنزل أَو العسكر أَی موضع یلجَؤُون إلیه، و لم یفسره ابن الأَعرابی، و فی التهذیب:
لسان العرب، ج‌9، ص: 309
فما كان لهم كَانِفَة دون العسكر أَی حاجز یحجُز عنهم العدوَّ. و تَكَنَّفَ الشی‌ء و اكْتَنَفَه: صار حوالیه. و تَكَنَّفُوه من كل جانب أی احْتَوَشُوه. و ناقة كَنُوف: و هی التی إذا أَصابها البرد اكتنفت فی أَكناف الإِبل تستتر بها من البرد. قال ابن سیدة: و الكَنُوف من النوق التی تبرُك فی كنَفة الإِبل لتقی نفسها من الریح و البرد، و قد اكْتَنَفت، و قیل: الكَنُوف التی تبرك ناحیة من الإِبل تستقبل الریح لصحتها: و اطْلُب ناقتك فی كَنَفِ الإِبل أَی فی ناحیتها. و كَنَفَةُ الإِبل: ناحیتها. قال أَبو عبیدة: یقال ناقة كَنُوف تبرك فی كَنَفَة الإِبل مثل القَذُور إلا أَنها لا تَسْتبعد كما تستبعد القَذور. و حكی أَبو زید: شاة كَنْفَاء أَی حَدْباء. و حكی ابن بری: ناقة كَنُوف تبیت فی كَنَف الإِبل أَی ناحیتها؛ و أَنشد: إذا اسْتَثارَ كَنُوفاً خِلْت ما بَرَكَت علیه یُنْدَفُ، فی حافاتِه، العُطُبُ و المُكَانِفُ: التی تبرُك من وراء الإِبل؛ كلاهما عن ابن الأَعرابی. و الكَنَفَانِ: الجَناحانِ؛ قال: سِقْطانِ من كَنَفَیْ نَعامٍ جافِلِ و كلُّ ما سُتر، فقد كُنِفَ. و الكَنِیفُ: التُّرْس لسَتْره، و یوصف به فیقال: تُرْس كَنِیف، و منه قیل للمَذْهب كَنِیف، و كل ساتر كَنِیف؛ قال لبید: حَریماً حین لم یَمْنَعْ حَریماً سُیوفُهمُ، و لا الحَجَفُ الكَنِیفُ و الكَنِیفُ: الساتر. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: و لا یكن للمسلمین كَانِفَةٌ‌أَی ساترة، و الهاء للمبالغة. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: شَقَقْن أَكْنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمَرْن به‌أَی أَسْتَرَها و أَصْفَقَها، و یروی بالثاء المثلثة، و قد تقدم. و الكَنِیفُ: حَظیرة من خشَب أو شجر تتخذ للإِبل، زاد الأَزهری: و للغنم؛ تقول منه: كَنَفْتُ الإِبل أَكْنُفُ و أَكنِفُ. و اكْتَنَفَ القومُ إذا اتخذوا كَنِیفاً لإِبلهم. و‌فی حدیث النخعی: لا تؤخذ فی الصدقة كَنُوف، قال: هی الشاة القاصیة التی لا تمشی مع الغنم، و لعله أَراد لإِتْعابها المصدِّق باعتزالها عن الغنم، فهی كالمُشَیِّعةِ المنهی عنها فی الأَضاحی، و قیل: ناقة كَنُوف إذا أَصابها البرد فهی تستتر بالإِبل. ابن سیدة: و الكَنِیف حَظیرة من خشب أَو شجر تتخذ للإِبل لتقِیَها الریح و البرد، سمی بذلك لأَنه یَكْنِفُها أی یسترها و یقیها؛ قال الراجز: تَبِیتُ بین الزَّرْبِ و الكَنِیفِ و الجمع كُنُفٌ؛ قال: لَمّا تَآزَیْنا إلی دِفْ‌ء الكُنُفْ و كَنَفَ الكَنِیفَ یَكْنُفُه كَنْفاً و كُنُوفاً: عمله. و كَنَفْتُ الدارَ أَكْنُفُها: اتخذت لها كنیفاً. و كَنَفَ الإِبلَ و الغنمَ یَكْنُفُها كَنْفاً: عمل لها كَنیفاً. و كَنَفَ لإِبله كَنِیفاً: اتخذه لها؛ عن اللحیانی. و كَنفَ الكَیّالُ یَكْنُفُ كَنْفاً حَسناً: و هو أَن یجعل یدیه علی رأْس القَفِیز یُمْسِك بهما الطعام، یقال: كِلْه كَیْلًا غیر مَكْنُوف. و تَكَنَّفَ القومُ بالغِثاث: و ذلك أَن تموت غنمهم هُزالًا فیَحْظُروا بالتی ماتت حول الأَحْیاء التی بَقِین فتسْتُرها من الرِّیاح. و اكْتَنَفَ كَنِیفاً: اتخذه. و كَنَفَ القومُ:
لسان العرب، ج‌9، ص: 310
حبَسوا أَموالهم من أَزْلٍ و تَضْییق علیهم. و الكَنِیف: الكُنّة تُشْرَع فوق باب الدار. و كَنَفَ الدَّارَ یَكْنُفُها كَنْفاً: اتخذ لها كَنِیفاً. و الكَنِیف: الخَلاء و كله راجع إلی السَّتر، و أَهل العراق یسمون ما أَشرعوا من أَعالی دُورهم كَنِیفاً، و اشتقاق اسم الكَنِیف كأَنه كُنِفَ فی أَستر النواحی، و الحظیرةُ تسمی كَنِیفاً لأَنها تَكْنفُ الإِبلَ أَی تسترها من البرد، فعیل بمعنی فاعل. و‌فی حدیث أَبی بكر حین استخلف عمر، رضی اللّه عنهما: أَنه أَشرف من كَنِیف فكلَّمهم‌أَی من سُتْرة؛ و كلُّ ما سَتر من بناء أَو حظیرة، فهو كَنِیف؛ و فی حدیث ابن مالك و الأَكوع: تبیت بین الزرب و الكَنِیف أَی الموضع الذی یكنفها و یسترها. و الكِنْفُ: الزَّنْفَلِیجة یكون فیها أَداة الراعی و مَتاعه، و هو أَیضاً وِعاء طویل یكون فیه مَتاع التِّجار و أَسْقاطهم؛ و منه‌قول عمر فی عبد اللّه بن مسعود، رضی اللّه عنهما: كُنَیْفٌ مُلِئ عِلْماً‌أَی أَنه وعاء للعلم بمنزلة الوعاء الذی یضع الرجل فیه أَداته، و تصغیره علی جهة المدح له، و هو تصغیر تعظیم للكِنْف‌كقول حُباب بن المُنْذِر: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك و عُذَیْقُها المُرَجّب؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود بِكِنْف الرّاعی لأَن فیه مِبْراتَه و مِقَصَّه و شَفْرته ففیه كلُّ ما یرید؛ هكذا قلبُ ابن مسعود قد جُمع فیه كلُّ ما یحتاج إلیه الناس من العلوم، و قیل: الكِنْف وعاء یجعل فیه الصائغ أَدواته، و قیل: الكِنْف الوعاء الذی یكْنُف ما جُعل فیه أَی یحفظه. و الكِنْفُ أَیضاً: مثل العَیْبة؛ عن اللحیانی. یقال: جاء فلان بكِنْف فیه متاع، و هو مثل العیبة. و‌فی الحدیث: أَنه توضَّأَ فأدخل یده فی الإِناء فكَنَفَها و ضرب بالماء وجهه‌أَی جَمَعها و جعلها كالكِنْف و هو الوعاء. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: أَنه أَعطی عیاضاً كِنْف الرَّاعی‌أَی وعاءه الذی یجعل فیه آلته. و‌فی حدیث ابن عمرو و زوجته، رضی اللّه عنهم: لم یُفَتِّش لنا كِنْفاً؛ قال ابن الأَثیر: لم یدخل یده معها كما یدخل الرجل یده مع زوجته فی دواخل أَمرها؛ قال: و أَكثر ما یروی بفتح الكاف و النون من الكَنَف، و هو الجانب، یعنی أَنه لم یَقْرَبها. و كَنَف الرجلُ عن الشی‌ء: عدل؛ قال القطامی: فَصالوا و صُلْنا، و اتَّقَونا بماكِرٍ، لیُعْلَمَ ما فِینا عن البیْع كَانِفُ قال الأَصمعی: و یروی … كاتف؛ قال: أَظن ذلك ظنّاً؛ قال ابن بری: و الذی فی شعره: لیُعلَمَ هل مِنّا عن البیع كَانِف قال: و یعنی بالماكر الحمار أَی له مَكر و خَدیعة. و كَنِیف و كَانِف و مُكْنِف، بضم المیم و كسر النون: أَسماء. و مُكْنِف بن زَید الخیل كان له غَناء فی الرِّدّة مع خالد بن الولید، و هو الذی فتَح الرَّیَّ، و أَبو حمّاد الراویة من سَبْیه.

كهف؛ ج9، ص: 310

: الكَهْف: كالمَغارة فی الجبل إلا أَنه أَوسع منها، فإذا صغر فهو غار، و فی الصحاح: الكَهْف كالبیت المنقور فی الجبل، و جمعه كُهُوف. و تَكَهَّفَ الجبلُ: صارت فیه كُهُوف، و تَكَهَّفَتِ البئر: صار فیها مثل ذلك. و یقال: فلان كَهْف فلان أَی ملجأ. الأَزهری: یقال فلان كَهْف أَهل
لسان العرب، ج‌9، ص: 311
الرِّیَبِ إذا كانوا یَلُوذون به فیكون وزَراً و مَلْجأ لهم. و أُكَیْهِفٌ: موضع. و كَهْفَةُ: اسم امرأَة، و هی كَهْفَةُ بنت مَصاد أَحد بنی نَبهان.

كوف؛ ج9، ص: 311

: كَوَّفَ الأَدِیم: قَطَعه؛ عن اللحیانی، ككَیَّفه، و كَوَّفَ الشی‌ءَ: نحّاه، و كَوَّفَه: جمعه. و التَّكَوُّفُ: التجمع. و الكُوفَة: الرملة المجتمعة، و قیل: الكُوفَة الرملة ما كانت، و قیل: الكُوفَة الرملة الحمراء و بها سمیت الكُوفَة. الأَزهری: اللیث كُوفَانُ اسم أَرض و بها سمیت الكُوفَة. ابن سیدة: الكُوفَة بلد سمیت بذلك لأَن سعداً لما أَراد أَن یبنی الكوفة ارتادها لهم و قال: تَكَوَّفُوا فی هذا المكان أَی اجتمعوا فیه، و قال المفضل: إنما قال كَوِّفُوا هذا الرمل أی نَحُّوه و انزلوا، و منه سمیت الكُوفَة. و كُوفَان: اسم الكُوفَة؛ عن اللحیانی، قال: و بها كانت تدعی قبل، قال الكسائی: كانت الكُوفَة تُدْعی كُوفَانَ. و كَوَّفَ القومُ: أَتوا الكوفة؛ قال: إذا ما رأَتْ یوماً من الناس راكباً یُبَصِّر من جِیرانها، و یُكَوِّفُ و كَوَّفْتُ تَكْوِیفاً أَی صرت إلی الكوفة؛ عن یعقوب. و تَكَوَّفَ الرجلُ أَی تشبّه بأَهل الكوفة أَو انتسب إلیهم. و تَكَوَّفَ الرملُ و القومُ أَی استداروا. و الكُوفانُ و الكُوَّفَان: الشرُّ الشدید. و تَرك القومَ فی كُوفَان أَی فی أَمر مستدیر. و إنَّ بنی فلان من بنی فلان لفی كُوفان و كَوَّفان أَی فی أَمر شدید، و یقال فی عَناء و مَشَقَّة و دَوَران؛ و أَنشد ابن بری: فما أَضْحی و ما أَمْسَیْتُ إلا و إنی منكُم فی كَوَّفَانِ و إنه لفی كُوفَان من ذلك أَی حِرْز و مَنَعة. الكسائی: و الناس فی كُوفَان من أَمرهم و فی كُوَّفَان و كَوْفَان أَی فی اختلاط. و الكُوفَانُ: الدَّغَل بین القصَب و الخشب. و الكَاف: حرف یذكر و یؤنث، قال: و كذلك سائر حروف الهجاء؛ قال الراعی: أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها، كما بیّنت كَافٌ تلُوح و مِیمها؟ و الكَافُ أَلفها واو؛ قال ابن سیدة: و هی من الحروف حرف مهموس یكون أَصلًا و بدلًا و زائداً و یكون اسماً، فإذا كانت اسماً ابتدئ بها فقیل كزید جاءنی، یرید مثل زید جاءنی، و كبكر غلامٌ لزید، یرید مثل بكر غلام لزید، فإن أَدخلت إنَّ علی هذا قلت إنَّ كبكر غلامٌ لمحمد فرفعت الغلام لأَنه خبر إنَّ، و الكَافُ فی موضع نصب لأَنها اسم إن، و تقول إذا جعلت الكَافَ خبراً مقدماً إنَّ كبكر أَخاك ترید إن أَخاك كبكر كما تقول إن من الكرام زیداً، و إذا كانت حرفاً لم تقع إلا متوسطة فتقول مررت بالذی كزید، فالكاف هنا حرف لا محالة، و اعلم أَن هذه الكَاف التی هی حرف جر كما كانت غیر زائدة فیما قدمنا ذكرها، فقد تكون زائدة مؤكدة بمنزلة الباء فی خبر لیس و فی خبر ما و مِن و غیرها من الحروف الجارّة، و ذلك نحو قوله عز و جل: لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ؛ تقدیره و اللّه أَعلم: لیس مثلَه شی‌ء، و لا بد من اعتقاد زیادة الكاف لیصح المعنی لأَنك إن لم تعتقد ذلك أَثبتَّ له عزّ اسمه مثلًا،
لسان العرب، ج‌9، ص: 312
و زعمت أَنه لیس كالذی هو مثله شی‌ء، فیفسد هذا من وجهین: أَحدهما ما فیه من إثبات المثل لمن لا مثل له عز و علا علوّاً كبیراً، و الآخر أَن الشی‌ء إذا أَثبَتَّ له مثلًا فهو مِثل مثله لأَن الشی‌ء إذا ماثله شی‌ء فهو أَیضاً مُماثل لما ماثله، و لو كان ذلك كذلك علی فساد اعتقاد معتقده لما جاز أَن یقال لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ، لأَنه تعالی مِثلُ مِثله و هو شی‌ء لأَنه تبارك اسمه قد سمی نفسه شیئاً بقوله: قُلْ أَیُّ شَیْ‌ءٍ أَكْبَرُ شَهٰادَةً قُلِ اللّٰهُ شَهِیدٌ بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ؛ و ذلك أَن أَیّاً إذا كانت استفهاماً لا یجوز أَن یكون جوابها إلا من جنس ما أُضیفت إلیه، أَ لا تری أَنك لو قال لك قائل أیُّ الطعام أَحب إلیك لم یجز أَن تقول له الركوب و لا المشی و لا غیره مما لیس من جنس الطعام؟ فهذا كله یؤكد عندك أَن الكَافَ فی كمثله لا بدَّ أَن تكون زائدة؛ و مثله قول رؤبة: لَواحِقُ الأَقْرابِ فیها كالمَقَقْ و المَقَقُ: الطُّول، و لا یقال فی هذا الشی‌ء كالطول إنما یقال فی هذا الشی‌ء طول، فكأَنه قال فیها مَقَق أَی طول، و قد تكون الكَاف زائدة فی نحو ذلك و ذاك و تِیك و تلك و أُولئك، و من العرب من یقول لَیْسَكَ زیداً أَی لیس زیداً و الكَاف لتوكید الخطاب، و من كلام العرب إذا قیل لأَحدهم كیف أَصبحت أَن یقول كخیرٍ، و المعنی علی خیر، قال الأَخفش: فالكاف فی معنی علی؛ قال ابن جنی: و قد یجوز أَن تكون فی معنی الباء أَی بخیر، قال الأَخفش و نحو منه قولهم: كن كما أَنت. الجوهری الكَافُ حرف جر و هی للتشبیه؛ قال: و قد تقع موقع اسم فیدخل علیها حرف الجر كما قال إمرؤ القیس یصف فرساً: و رُحْنا بِكَابْنِ الماء یُجْنَبُ وسْطَنا، تَصَوَّبُ فیه العَیْنُ طَوراً و تَرْتَقی قال:؛ و قد تكون ضمیراً للمُخاطب المجرور و المنصوب كقولك غلامك و ضَربك، و تكون للخطاب و لا موضع لها من الإِعراب كقولك ذلك و تلك و أُولئك و رُوَیْدَك، لأَنها لیست باسم هاهنا و إنما هی للخطاب فقط تفتح للمذكر و تكسر للمؤنث. و كوَّفَ الكَافَ: عَمِلها. و كوَّفْتُ كَافاً حسناً أَی كتبت كافاً. و یقال: لیست علیه تُوفة و لا كوفة، و هو مثل المَزْرِیةِ. و قد تافَ و كَافَ. و الكُوَیْفَةُ: موضع یقال له كُوَیْفَة عمرو، و هو عمرو بن قیس من الأَزْد كان أَبْرویز لما انهزم من بَهرام جُور نزل به فقراه و حمله، فلما رجع إلی ملكه أَقطعه ذلك الموضع.

كیف؛ ج9، ص: 312

: كَیَّفَ الأَدِیمَ: قَطَّعه، و الكِیفَةُ: القِطْعة منه؛ كلاهما عن اللحیانی. و یقال للخِرْقة التی یُرْقَع بها ذَیْل القمیص القُدَّامُ: كِیفَة، و الذی یرقع بها ذیل القمیص الخَلفُ: حیفةٌ. و كَیْفَ: اسم معناه الاستفهام؛ قال اللحیانی: هی مؤنثة و إن ذكِّرت جاز، فأَما قولهم: كَیَّفَ الشی‌ءَ فكلام مولّد. الأَزهری: كَیْفَ حرف أَداة و نصْبُ الفاء فراراً به من الیاء الساكنة فیها لئلا یلتقی ساكنان. و قال الزجاج فی قول اللّه تعالی: كَیْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَ كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً «7»: تأَویل كَیْفَ استفهام فی معنی التعجب، و هذا التعجب إنما هو للخلق و المؤمنین أَی اعجَبوا من هؤلاء كَیْفَ یكفرون و قد ثبتت حجة اللّه علیهم، و قال فی مصدر كَیْفَ: الكَیْفِیَّة. الجوهری: كَیْفَ اسم مبهم غیر متمكن و إنما حرك آخره لالتقاء الساكنین، و بنی علی الفتح
(7). الآیة
لسان العرب، ج‌9، ص: 313
دون الكسر لمكان الیاء و هو للاستفهام عن الأَحوال، و قد یقع بمعنی التعجب، و إذا ضممت إلیه ما صح أَن یجازی به تقول: كَیْفَما تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قال ابن بری: فی هذا المكان لا یجازی بكَیْفَ و لا بكَیْفَمَا عند البصریین، و من الكوفیین من یُجازی بكَیْفَمَا.

فصل اللام؛ ج9، ص: 313

لأف؛ ج9، ص: 313

: التهذیب: ابن السكیت فلان یَلْأَفُ الطعام لَأْفاً إذا أَكله أَكلًا جیّداً.

لجف؛ ج9، ص: 313

: اللَّجَفُ مثل البُعْثُط: و هو سُرَّةُ الوادی. و اللَّجَفُ: الناحیة من الحوض أَو البئر یأْكله الماء فیصیر كالكَهْف؛ قال أَبو كبیر: مُتَبَهِّرات بالسِّجالِ مِلاؤُها یَخْرُجْن من لَجَفٍ لها مُتَلَقَّمِ و الجمع أَلْجَاف. و اللَّجْفُ: الحَفْرُ فی أَصل الكِناس، و قیل: فی جنب الكِناس و نحوه، و الاسم اللَّجَفُ. و المُلَجِّف: الذی یَحْفِر فی ناحیة من البئر. و التَّلَجُّف: التحفُّر فی نواحی البئر. و لَجَّفْت البئر تَلْجِیفاً: حفرت فی جوانبها. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه حَفَر حَفِیرة فَلَجَّفَها‌أَی حفَر فی جوانبها؛ قال العجاج یصف ثوراً: بِسَلْهَبَیْنِ فَوْق أَنْفٍ أَدْلَفا، إذا انتحی مُعْتَقِماً أَو لَجَّفَا قوله بسلهبین أَی بقرْنین طویلین. و یقال: بئر فلان مُتَلَجِّفَة؛ و أَنشد: لو أَنَّ سَلْمَی ورَدَتْ ذا أَلجَافْ، لقَصَّرَت ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ ابن شمیل: أَلْجَافُ الرَّكیّة ما أَكل الماء من نواحی أَصلها، و إن لم یأْكلها و كانت مستویة الأَسفل فلیست بلَجف. و قال یونس: لَجَف، و یقال: اللَّجَف ما حَفَر الماءُ من أَعلی الركیة و أَسفلها فصار مثل الغار. الجوهری: اللَّجَف حَفْر فی جانب البئر. و لَجِفَتِ البئر لَجَفاً، و هی لَجْفَاء، و تَلَجَّفَت، كلاهما: تَحفَّرت و أُكلت من أَعلاها و أَسفلها؛ و قد اسعتیر ذلك فی الجُرح كقول عذار بن دُرة الطائی: یَحُجُّ مأْمُومةً فی قَعْرِها لَجَفٌ، فاسْتُ الطَّبِیبِ قَذاها كالمَغاریدِ و حكی الجوهری عن الأَصمعی: تَلجَّفَت البئر أَی انْخسفتْ؛ و بئر فلان مُتَلَجِّفَة. و اللَّجَفُ: مَلْجأُ السیل و هو مَحْبِسُه. و اللِّجَافُ: ما أشرف علی الغار من صخر أَو غیر ذلك ناتٍ من الجبل، و ربما جعل ذلك فوق الباب. ابن سیدة: اللَّجَفَةُ الغار فی الجبل، و الجمع لَجَفَات، قال: و لا أَعلمه كُسِّر. و لَجَّفَ الشی‌ءَ: وسَّعه من جوانبه. و التَّلْجِیفُ: إدخال الذكر فی جوانب الفرج؛ قال البَوْلانیُّ: فاعْتَكَلا و أَیُّما اعْتِكالِ، و لُجِّفَت بمِدسَرٍ مُخْتالِ و‌فی الحدیث: أَنه ذكر الدجال و فتنته ثم خرج لحاجته، فانتحب القوم حتی ارتفعت أَصواتهم فأَخذ بلَجَفَتَی الباب فقال مَهْیَمْ؛ لَجَفَتَا الباب عِضادتاه و جانباه من قولهم لجَوانب البئر أَلْجَاف جمع لَجَف، قال ابن الأَثیر: و یروی بالباء، قال: و هو وهَمٌ. و اللَّجِیفُ من السِّهام: العریض؛ هكذا رواه أَبو عبید عن الأَصمعی باللام، و إنما المعروف النجِیف و قد روی اللَّخیف، و هو قول السكری، و سیأْتی ذكره.
لسان العرب، ج‌9، ص: 314
و فی التهذیب: اللجیف من السهام الذی نَصْله عریض، شك أَبو عبید فی اللجیف. قال الأَزهری: و حقّ له أَن یشك فیه لأَن الصواب النجیف، و هو من السهام العریض النصل، و جمعه نُجُفٌ، و سیأْتی ذكره. و‌فی الحدیث: كان اسم فرسه، صلی اللّه علیه و سلم، اللَّجِیف.قال ابن الأَثیر: كذا رواه بعضهم بالجیم، فإن صح فهو من السرعة و لأَن اللَّجِیف سهم عریض النصل.

لحف؛ ج9، ص: 314

: اللِّحَاف و المِلْحَفُ و المِلْحَفَة: اللِّباس الذی فوق سائر اللباس من دِثار البرد و نحوه؛ و كل شی‌ء تغطَّیت به فقد الْتَحَفْتُ به. و اللِّحَاف: اسم ما یُلْتَحف به. و‌روی عن عائشة أَنها قالت: كان النبی، صلی اللّه علیه و سلم، لا یصلی فی شُعُرِنا و لا فی لُحُفِنَا؛ قال أَبو عبید: اللِّحَاف كلُّ ما تغطَّیت به. و لَحَفْت الرَّجل أَلْحَفُه إذا فعلْت به ذلك یعنی إذا غطَّیته؛ و قول طرَفة: ثم راحُوا عَبِقَ المِسْكُ بهم، یَلْحَفُون الأَرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ أَی یُغَطُّونها و یُلْبِسونها هدّابَ أُزُرهم إذا جرُّوها فی الأَرض. قال الأَزهری: و یقال لذلك الثوب لِحَاف و مِلْحَف بمعنی واحد كما یقال إزار و مِئْزَر و قِرام و مِقْرَم، قال: و قد یقال مِلْحَفَة و مِقْرمة و سواء كان الثوب سِمْطاً أَو مُبَطَّناً، و یقال له لِحَاف. و لَحَفَه لِحَافاً: أَلبسه إیاه. و أَلْحَفَه إیاه: جعله له لحافاً. و أَلْحَفَه: اشتری له لِحافا؛ حكاه اللحیانی عن الكسائی، و فی التهذیب: و لَحَفْتُ لِحَافاً و هو جعلكه. و تَلَحَّفْتُ لِحَافاً إذا اتخذته لنفسك، قال: و كذلك الْتَحَفْتُ؛ و أَنشد لطَرَفة: یلحفون الأَرض هداب الأُزر أَی یجرّونها علی الأَرض، و روی عن الكسائی لَحَفْتُه و أَلْحَفْتُه بمعنی واحد، و أَنشد بیت طرفة أَیضاً. و أَلْحَفَ الرجلُ و لَحَّفَ إذا جرّ إزاره علی الأَرض خُیَلاءً و بطَراً، و أَنشد بیت طرفة أَیضاً. و المِلْحَفَة عند العرب هی المُلاءة السِّمْط، فإذا بُطِّنت ببطانة أَو حُشیت فهی عند العوام مِلْحَفَة، قال: و العرب لا تعرف ذلك. الجوهری: المِلْحَفَة واحدة المَلاحِف. و تَلَحَّفَ بالمِلْحَفَة و اللِّحَاف و الْتَحَفَ و لَحَفَ بهما: تغطَّی بهما، لُغیّة، و إنها لحَسَنة اللِّحْفَة من الالْتِحَاف. التهذیب: یقال فلان حسَن اللِّحْفَة و هی الحالة التی تتلحف بها. و اللَّحْفُ: تغْطِیتُك الشی‌ء باللحاف؛ قال الأَزهری: أَخبرنی المنذری عن الحرَّانی عن ابن السكیت أَنه أَنشده لجریر: كم قد نَزَلْتُ بكم ضَیْفاً فتَلْحَفُنِی فَضْلَ اللِّحَاف، و نِعم الفَضْلُ یُلْتَحَفُ قال: أَراد أَعطیتنی فضْل عطائك و جودك. و قد لَحَفَه فضلَ لِحَافَه إذا أَناله معروفه و فَضْلَه و زَوَّده. التهذیب: و أَلْحَفَ الرجلُ ضیفه إذا آثَره بفِراشه و لحافه فی الحَلِیت، و هو الثَّلج الدائم و الأَرِیزُ البارد. و لاحَفْت الرجل مُلاحَفة: كانَفْته. و الإِلْحَاف: شدة الإِلْحاح فی المسأَلة. و فی التنزیل: لٰا یَسْئَلُونَ النّٰاسَ إِلْحٰافاً؛ و قد أَلْحَفَ علیه؛ و یقال: و لیس للمُلحِفِ مِثْلُ الرَّدّ و أَلْحَفَ السائلُ: أَلَحَّ؛ قال ابن بری: و منه قول بشّار بن بُرْد: الحُرُّ یُلْحی، و العَصا للعَبْدِ، و لیس للملحف مثل الردِّ
لسان العرب، ج‌9، ص: 315
و‌فی حدیث ابن عمر: كان یُلْحِفُ شاربه‌أَی یبالغ فی قُصِّه.التهذیب عن الزجاج: روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: من سأَل و له أَربعون درهماً فقد أَلْحَفَ، و فی روایة: فقد سأَل النّٰاسَ إِلْحٰافاً، قال: و معنی أَلْحَفَ أَی شَمِل بالمسأَلة و هو مُستغْن عنها. قال: و اللِّحَاف من هذا اشتقاقُه لأَنه یشمل الإِنسان فی التغْطیة؛ قال: و المعنی فی قوله لٰا یَسْئَلُونَ النّٰاسَ إِلْحٰافاً أَی لیس منهم سؤال فیكون إلحاف كما قال إمرؤ القیس: علی لاحِبٍ لا یُهْتَدی بمَناره المعنی لیس به مَنار فیُهْتَدی به. و لُحِفَ فی ماله لَحْفةً «1» إذا ذهب منه شی‌ء؛ عن اللحیانی. قال ابن الفرج: سمعت الخَصِیبی یقول: هو أَفْلَسُ من ضارِبِ قِحْفِ اسْتِه و من ضارب لِحْف استه، قال: و هو شِقُّ الاسْت، و إنما قیل ذلك لأَنه لا یجد شیئاً یلبَسه فتقَع یده علی شُعَب استه. و لَحُفَ القمرُ إذا جاوز النصف فنقَص ضوءُه عما كان علیه. و لِحَافٌ و اللَّحِیف: فرسان لرسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، و‌فی الحدیث: كان اسم فرسه، صلی اللّه علیه و سلم، اللَّحِیف لطول ذنبه، فَعِیل بمعنی فاعل، كأَنه یَلْحَفُ الأَرض بذنبه أَی یُغَطِّیها به.

لخف؛ ج9، ص: 315

: اللَّخْف: الضرْب الشدید. لَخَفَه بالعصا لَخْفاً: ضرَبه؛ قال العجاج: و فی الحَراكِیلِ نُحور جُزَّل، لَخْفٌ كأَشْداقِ القِلاصِ الهُزَّل و لَخَفَ عیْنَه: لطَمها؛ عن ابن الأَعرابی. و اللِّخَاف: حجارة بیض عریضة رقاق، واحدتها لَخْفَة. و‌فی حدیث زید بن ثابت حین أَمَره أَبو بكر الصدیق، رضی اللّه عنهما، أَن یجمع القرآن قال: فجعلتُ أَتَتبَّعه من الرّقاع و اللِّخَاف و العُسُب.و‌فی حدیث جاریة كعب بن مالك، رضی اللّه عنه: فأَخذَت لِخَافَةً من حجر فذبحتها بها.و‌فی الحدیث: كان اسم فرسه، صلی اللّه علیه و سلم، اللَّخِیف؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه البخاری و لم یتحققه، قال: و المعروف بالحاء المهملة، و روی بالجیم. و اللَّخْفُ مثل الرَّخْفِ: و هو الزُّبْد الرَّقِیق. السُّلَمی: الوَخِیفةُ و اللَّخِیفَةُ و الخَزِیرة واحد.

لصف؛ ج9، ص: 315

: لَصَفَ لونُه یَلْصِفُ لَصْفاً و لُصُوفاً و لَصِیفاً برَق و تلأْلأَ؛ و أَنشد لابن الرِّقاع: مُجَلِّحة من بنات النّعامِ، بیضاء واضِحة تَلْصِفُ و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: لما وفَد عبد المطلب و قریش إلی سیف بن ذی یَزَن فأَذن لهم فإذا هو مُتَضَمّخٌ بالعبیر یَلْصِفُ وبیصُ المسك من مَفْرَقه‌أَی یَبْرُق و یَتلألأ. و اللَّاصِف: الإِثْمِد المُكتَحَل به، قال ابن سیدة: أَراه سمی به من حیث وُصِف بالتَّأَلُّل و هو البرِیق. و اللَّصْفُ و اللَّصَفُ: شی‌ء ینبت فی أَصل الكَبَر رَطْب كأَنه خِیار، قال الأَزهری: هذا هو الصحیح، و أَما ثمر الكَبَر فإن العرب تسمیه الشَّفَلَّح إذا انشق و تفتَّح كالبُرعُومة، و قیل: اللَّصَف الكبَر نفسُه، و قیل: هو ثمرة حشیشة تُطبخ و توضع فی المرقة فتُمْرِئها و یُصْطَبَغ بعُصارتها، واحدتها لَصْفَةٌ و لَصَفَةٌ، قال: و الأَعرف فی جمیع ذلك فتح الصاد، و إنما
(1). قوله [لَحْفَة] كذا ضبطت اللام فی الأصل بالفتح و فی القاموس بالضم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 316
الإِسكان عن كراع وحده، فلَصْفٌ علی قوله اسم للجمع. اللیث: اللَّصَف لغة فی الأَصَف، و هی ثمرة شجرة تجعل فی المَرق و له عصارة یصطبغ به یُمرئ الطعام و هو جنس من الثمر، قال: و لم یعرفه أَبو الغوث. و لَصَفَ البعیرُ، مخفف: أَكَلَ اللَصَفَ. و لَصَافٌ و لَصَافِ مثل قطامِ: موضع من منازل بنی تمیم، و قیل: أَرض لبنی تمیم؛ قال أَبو المُهَوِّس الأَسَدِی: قد كنت أَحسَبُكم أُسُودَ خَفِیّةٍ، فإذا لَصَافِ تَبیضُ فیه الحُمَّرُ و إذا تَسُرُّكَ من تمیمٍ خَصْلةٌ، فلمَا یسُوءُك من تمیمٍ أَكْثرُ قال الجوهری: و بعضهم یُعربه و یجریه مجری ما لا ینصرف من الأَسماء؛ قال ابن بری: و شاهده: نحن ورَدْنا حاضِری لَصَافا، بسَلَفٍ یَلْتَهِم الأَسلافا و لَصَاف و ثَبْرَةُ: ماءَان بناحیة الشَّواجِن فی دیار ضَبّة بن أُدّ؛ و إیَّاها أَراد النابغة بقوله: بمُصْطَحِباتٍ من لَصافِ و ثَبْرَةٍ یَزُرْنَ إلالًا، سَیْرُهنَّ التَّدافُعُ

لطف؛ ج9، ص: 316

: اللَّطِیف: صفة من صفات اللّه و اسم من أَسمائه، و فی التنزیل العزیز: اللّٰهُ لَطِیفٌ بِعِبٰادِهِ، و فیه: وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ*؛ و معناه، و اللّه أَعلم، الرفیق بعباده. قال أَبو عمرو: اللَّطِیف الذی یوصل إلیك أَربك فی رِفْق، و اللُّطفُ من اللّه تعالی: التوفیق و العِصمة، و قال ابن الأَثیر فی تفسیره: اللَّطِیف هو الذی اجتمع له الرِّفق فی الفعل و العلمُ بدقائق المصالح و إیصالها إلی من قدّرها له من خلقه. یقال: لَطَفَ به و له، بالفتح، یَلْطُفُ لُطْفاً إذا رَفَقَ به. فأَما لَطُفَ، بالضم، یَلْطُفُ فمعناه صغُر و دقَّ. ابن الأَعرابی: لَطف فلان یَلْطُفُ إذا رَفَق لُطْفاً، و یقال: لَطَفَ اللّه لك أَی أَوْصَل إلیك ما تُحِب برِفْق. و‌فی حدیث الإِفك: و لا أَرَی منه اللُّطف الذی كنت أَعرفه‌أَی الرِّفق و البر، و یروی بفتح اللام و الطاء، لغة فیه. و اللُّطْف و اللَّطَف: البر و التَّكْرمة و التحَفِّی. لَطف به لُطْفاً و لَطافة و أَلْطَفَهُ و أَلْطَفْتُهُ: أَتحَفْته. و أَلْطَفَه بكذا أَی بَرَّه به، و الاسم اللَّطَفُ، بالتحریك. یقال: جاءتنا لَطَفَةٌ من فلان أَی هَدیة. و هؤلاء لَطَفُ فلان أَی أَصحابه و أَهله الذین یُلطفونه؛ عن اللحیانی؛ قال أَبو ذؤیب: و لا لَطَفٌ یَبْكی علیك نَصیح حمل الوصف علی اللفظ لأَن لفظ لَطَفٍ لفظ الواحد، فلذلك ساغ له وصف الجمع بالواحد، و قد یجوز أَن یعنی بلَطَفٍ واحد، و إن شئت جعلت اللَّطَف مصدراً فیكون معناه و لا ذو لَطَف، و الاسم اللُّطف. و هو لَطِیف بالأَمر أَی رَفِیق، و قد لَطَف به. و‌فی حدیث ابن الصَّبْغاء: فاجْمَعْ له الأَحِبّة الأَلَاطِف؛ قال ابن الأَثیر: هو جمع الأَلْطَفِ، أَفعل من اللُّطف الرِّفْق، قال: و یروی الأَظالف، بالظاء المعجمة. و اللَّطِیفُ من الأَجْرام و الكلام: ما لا خَفاء فیه، و قد لَطُفَ لَطَافَة، بالضم، أَی صغُر، فهو لَطِیف. و جاریة لَطِیفَة الخَصْر إذا كانت ضامرة البطن. و اللَّطِیفُ من الكلام: ما غَمُض معناه و خَفی. و اللُّطْف فی العمل: الرفق فیه. و لَطُف الشی‌ءُ یَلْطُف: صغر؛ و قول أَبی ذؤیب:
لسان العرب، ج‌9، ص: 317
و همْ سبعة كعَوالی الرِّماحِ، بِیضُ الوُجوهِ لِطَافُ الأُزُرْ إنما عنی أَنهم خِماص البطون لِطَافُ مواضِع الأُزر؛ و قول الفرزدق: و لَلَّهُ أَدْنَی مِن وَرِیدی و أَلْطَفُ إنما یرید و أَلطف اتِّصالًا. و لَطُفَ عنه: كصغُر عنه. و أَلْطَفَ الرجلُ البعیرَ و أَلْطَفَ له أَدخل قضیبه فی حیاء الناقة؛ عن ابن الأَعرابی، و ذلك إذا لم یهتدِ لموضع الضِّراب. أَبو زید: یقال للجمل إذا لم یَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعی قضیبه فی حیائها: قد أَخْلطه إخْلاطاً و أَلْطَفَه إلْطَافاً، و هو یُخْلِطه و یُلطِفه. و اسْتخْلط الجمل و اسْتَلْطَفَ إذا فعل ذلك من تِلقاء نفسه و أَدخله فیها بنفسه، و أَخلطه غیره. أَبو صاعِد الكِلابیّ: یقال أَلْطَفْتُ الشی‌ءَ بجنبی و اسْتَلْطَفْتُه إذا أَلصقته و هو ضد جافیته عنی؛ و أَنشد: سَرَیْتُ بها مُسْتَلْطِفاً، دونَ ریْطَتی و دُونَ رِدائی الجَرْدِ، ذا شُطَبٍ عَضْبا و التَّلَطُّفُ للأَمر: الترفُّق له، و أُمٌّ لَطِیفَة بولدها تُلْطِفُ إِلطَافاً. و اللَّطَفُ أَیضاً من طُرَف التُّحَف: ما أَلطَفْتُ به أَخاك لیَعْرِفَ به بِرَّك. و المُلاطَفَةُ: المُبارَّة. و أَبو لَطِیف: من كُناهم؛ قال عُمارة بن أَبی طَرفة: فَصِلْ جَناحی بأَبی لَطِیف

لعف؛ ج9، ص: 317

: قال الأَزهری: أَهملها اللیث، قال: و قال ابن درید فی كتابه و لم أَجده لغیره: تَلَعَّفَ الأَسدُ و البعیر إذا نظَر ثم أَغضی ثم نظر، قال: و إن وجد شاهد لما قاله فهو صحیح.

لغف؛ ج9، ص: 317

: لَغِفَ ما فی الإِناء لَغْفاً: لَعِقَه. و لَغَفَ الرجلُ و الأَسد لَغْفاً و أَلْغَفَ: حدَّد نظره، و فی النوادر: أَلْغَفْتُ فی السیْر و أَوْغَفْت فیه. و تَلَغَّفْتُ الشی‌ء إذا أَسرعت أَكله بكفك من غیر مضْغ؛ قال حمید بن ثور یصف قطاة: لها مِلْغَفَانِ إذا أَوْغَفا، یَحُثَّان جُؤْجُؤَها بالوَحی یعنی جناحیها. و لَغِفْتُ الإِناء لَغْفاً و لَغَفْتُه لَغْفاً: لَعِقْته. أَبو الهیثم: اللَّغِیف خاصّةُ الرجل مأْخوذ من اللَّغْف. یقال: لَغِفْتُ الإِدامَ أَی لَقِمْتُه؛ و أَنشد: یلصق باللِّینِ و یَلْغَفُ الأُدُمْ و لَغَفَ و أَلْغَفَ: جارَ. و أَلْغَفَ بعینه: لَحَظ، و علی الرجل: أَكثر من الكلام القبیح؛ قال الراجز: كأَنَّ عَیْنَیه إذا ما لَغَّفَا و یروی: … أَلْغَفَا. و لَاغَفَ الرجلَ: صادَقه. و اللَّغِیفُ: الصَّدِیق، و الجمع لُغَفَاء. و اللَّغِیف أَیضاً: الذی یأْكل مع اللُّصوص، و الجمع كالجمع، زاد غیره: و یشرب معهم. و یحفظ ثیابهم و لا یسرق معهم. یقال: فی بنی فلان لُغَفَاء. و اللَّغِیف أَیضاً: الذی یسرق اللغة من الكتب. ابن السكیت: یقال فلان لَغِیفُ فلان و خُلْصانه و دُخْلُلهُ، و فی نوادر الأَعراب: دَلَغْت الطعام و ذَلَغْته أَی أَكلته، و مثله اللَّغْف.

لفف؛ ج9، ص: 317

: اللَّفَف: كثرةُ لحم الفَخذین، و هو فی النساء نعت، و فی الرجال عیب. لَفَّ لَفّاً و لَفَفاً، و هو
لسان العرب، ج‌9، ص: 318
أَلَفُّ. و رجل أَلَفُّ: ثقیل. و لَفَّ الشی‌ء یَلُفُّه لَفّاً: جمعه، و قد الْتَفَّ، و جمعٌ لَفِیفٌ: مجتمع مُلتَفٌّ من كل مكان؛ قال ساعدةُ بن جؤیَّة: فالدَّهْر لا یَبْقی علی حَدَثانِه أَنَسٌ لَفِیفٌ، ذو طَرائفَ، حَوْشَبُ و اللُّفُوف: الجماعات؛ قال أَبو قلابة: إذْ عارَتِ النَّبْلُ و الْتَفُّوا اللُّفُوف، و إذْ سَلُّوا السیوفَ عُراةً بعد أَشْجانِ و رجل أَلَفُّ: مَقْرون الحاجبین. و امرأَة لَفَّاء: ملتفة الفخذین، و فی الصحاح: ضخمة الفخذین مكتنزة؛ و فخذان لَفَّاوَان؛ قال الحكَم الخُضْری: تَساهَم ثَوْباها، ففی الدِّرْعِ رَأْدةٌ، و فی المِرْطِ لَفَّاوَانِ، رِدْفُهما عَبْلُ قوله تَساهم أَی تَقارع. و‌فی حدیث أَبی المَوالی: إنی لأَسمع بین فَخِذَیها من لَفَفِها مثل قَشِیشِ الحَرابش؛ اللَّفُّ و اللَّفَفُ: تَدانی الفخذین من السِّمَن. و جاء القوم بلَفِّهم و لَفَّتِهِم و لَفِیفِهم أَی بجماعتهم و أَخلاطهم، و جاء لِفُّهم و لَفُّهم و لَفِیفُهم كذلك. و اللَّفِیفُ: القوم یجتمعون من قبائل شتی لیس أَصلهم واحداً. و جاؤوا أَلفافاً أَی لَفِیفاً. و یقال: كان بنو فلان لَفّاً و بنو فلان لقوم آخَرین لَفّاً إذا تحزبوا حِزْبین. و قولهم: جاؤوا و مَن لَفَّ لَفَّهم [لِفَّهم أَی و مَن عُدَّ فیهم و تأَشَّب إلیهم. ابن سیدة: جاء بنو فلان و مَن لَفَّ لَفَّهم و لِفَّهم و إن شئت رفَعت «2»، و القول فیه كالقول فی: و من أَخذ إخْذهم و أَخْذهم. و اللَّفِیفُ: ما اجتمع من الناس من قبائلَ شتَّی. أَبو عمرو: اللَّفِیف الجمع العظیم من أَخْلاط شتَّی فیهم الشریف و الدَنی‌ء و المطیع و العاصی و القویّ و الضعیف. قال اللّه عز و جل: جِئْنٰا بِكُمْ لَفِیفاً، أَی أَتینا بكم من كل قبیلة، و فی الصحاح: أَی مجتمعین مختلطین. یقال للقوم إذا اختلطوا: لَفٌّ و لَفِیفٌ. و اللِّفّ: الصِّنف من الناس من خیر أَو شر. و‌فی حدیث نابل: قال سافرتُ مع مولای عثمان و عمر، رضی اللّه عنهما، فی حج أَو عمرة فكان عمر و عثمان و ابن عمر، رضی اللّه عنهم، لِفّاً، و كنت أَنا و ابن الزبیر فی شَبَبة معنا لِفّاً، فكنا نترامی بالحنظل فما یزیدنا عمر عن أَن یقول كذاك لا تَذْعَرُوا علینا؛ اللِّفُّ: الحِزْب و الطائفة من الالْتِفَاف، و جمعه أَلْفَاف؛ یقول: حسْبُكم لا تُنَفِّرُوا علینا إبلنا. و الْتَفَّ الشی‌ء: تجمّع و تكاثَف. الجوهری: لَفَفْتُ الشی‌ء لَفّاً و لَفَّفْتُه، شُدّد للمبالغة، و لَفَّه حقّه أَی منعه. و فلان لَفِیف فلان أَی صَدیقه. و مكان أَلَفَّ: ملتفّ؛ قال ساعدة بن جؤیَّة: و مُقامِهنّ، إذا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ ضَیْقٍ أَلَفَّ، و صَدَّهنَّ الأَخْشَبُ و اللَّفِیف: الكثیر من الشجر. و جنّة لَفَّة و لَفٌّ: ملتفّة. و قال أَبو العباس: لم نسمع شجرة لَفَّة لكن واحدتها لَفَّاء، و جمعها لُفٌّ، و جمع لِفٍّ أَلْفَاف مثل عِدّ و أَعْداد. و الأَلْفَاف: الأَشجار یلتف بعضها ببعض، و جنَّاتٌ أَلْفَاف، و فی التنزیل العزیز: وَ جَنّٰاتٍ أَلْفٰافاً؛ و قد یجوز أَن یكون أَلْفَاف جمع لُفٍّ فیكون جمع الجمع، قال أَبو إسحاق: و هو جمع لَفِیف كنَصِیر و أَنصار. قال الزجاج: وَ جَنّٰاتٍ أَلْفٰافاً أَی و بساتین ملتفَّة. و الْتِفَافُ النبْت: كثرته. الجوهری فی قوله تعالی وَ جَنّٰاتٍ أَلْفٰافاً: واحدها لِفٌّ،
(2). قوله [رفعت] یرید ضممت اللام كما یفیده المجد.
لسان العرب، ج‌9، ص: 319
بالكسر، و منه قولهم كنا لِفّاً أَی مجتمعین فی موضع. قال أَبو حنیفة: الْتَفَّ الشجر بالمكان كثر و تضایق، و هی حدیقة لَفَّةٌ و شجر لَفٌّ، كلاهما بالفتح، و قد لَفَّ یَلَفُّ لَفّاً. و اللَّفِیف: ضروب الشجر إذا الْتَفَّ و اجتمع. و فی أَرض بنی فلان تَلافِیفُ من عُشب أَی نبات ملتف. قال الأَصمعی: الأَلَفُّ الموضع الملتف الكثیر الأَهل، و أَنشد بیت ساعدة بن جؤیة: و مُقامِهن، إذا حُبِسْن بمأْزمٍ ضَیْقٍ أَلفَّ، و صدَّهنَّ الأَخشبُ التهذیب: اللُّفُّ الشَّوابِل من الجواری و هن السِّمانُ الطوال. و اللَّفُّ: الأَكل. و‌فی حدیث أُم زرع و ذَواتِها: قالت امرأَة: زوجی إن أَكل لَفَّ، و إن شرب اشْتَفّ‌أَی قَمَش و خلَط من كل شی‌ء؛ قال أَبو عبید: اللَّفُّ فی المَطعم الإِكثار منه من التخلیط من صنوفه لا یُبقی منه شیئاً. و طعام لَفِیف إذا كان مخلوطاً من جنسین فصاعداً. و لَفْلَفَ الرجلُ إذا استقصی الأَكل و العلَف. و اللَّفَفُ فی الأَكل: إكثار و تخلیط، و فی الكلام: ثِقَل و عِیٌّ مع ضَعْف. و رجل أَلَفَّ بیِّن اللَفَف أَی عَییٌّ بطی‌ء الكلام إذا تكلم ملأَ لسانُه فمه؛ قال الكمیت: وِلایةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنه، من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَل و قد لَفَّ لَفَفاً و هو أَلفُّ، و كذلك اللَّفْلَفُ و اللَّفْلافُ، و قد لَفْلَفَ. أَبو زید: الأَلَفُّ العَیِیُّ، و قد لَفِفْت لَفَفاً؛ و قال الأَصمعی: هو الثقیل اللسان. الصحاح: الأَلَفُّ الرجل الثقیل البطی‌ء. و قال المبرد: اللَّفَف إدخال حرف فی حرف. و باب من العربیة یقال له اللَّفِیف لاجتماع الحرفین المعتلین فی ثلاثیه نحو دَوِیّ و حَیِیّ. ابن بری: اللَّفِیف من الأَفعال المُعْتَلّ الفاء و اللام كوَقَی و ودَی. اللیث: اللَّفِیف من الكلام كل كلمة فیها معتلَّان أَو معتلّ و مضاعف، قال: و اللَّفَفُ ما لفَّفوا من هاهنا و هاهنا كما یُلَفِّفُ الرجل شهادة الزور. و أَلَفَّ الرجل رأْسه إذا جعله تحت ثوبه، و تَلَفَّفَ فلان فی ثوبه و الْتَفَّ به و تَلَفْلَفَ به. و‌فی حدیث أُم زرع: و إن رَقد الْتَفَّ‌أَی إذا نام تلفَّف فی ثوب و نام ناحیة عنی. و اللِّفَافَة: ما یُلفّ علی الرِّجل و غیرها، و الجمع اللَّفَائِف. و اللَّفِیفَة: لحم المَتن الذی تحته العقَب من البعیر؛ و الشی‌ء المُلَفَّف فی البجاد وَطْبُ اللبن فی قول الشاعر: إذا ما مات مَیْتٌ من تمیمٍ، و سَرَّكَ أَن یعِیشَ، فَجئْ بزادِ بخُبْزٍ أَو بسمْن أَو بتمْرٍ، أَو الشی‌ء المُلَفَّف فی البِجادِ قال ابن بری: یقال إنّ هذین البیتین لأَبی المُهَوِّس الأَسدی، و یقال إنهما لیزید بن عمرو بن الصَّعِق، قال: و هو الصحیح؛ قال: و قال أَوس بن غَلفاء یردّ علی ابن الصَّعِق: فإنَّك، فی هِجاء بنی تمیمٍ، كمُزْدادِ الغَرامِ إلی الغَرامِ و هم ترَكُوكَ أَسْلَح من حُباری رأَتْ صَقْراً، و أَشْرَدَ من نَعامِ و أَلَفَّ الطائرُ رأْسه: جعله تحت جناحه؛ قال أُمیَّة
لسان العرب، ج‌9، ص: 320
ابن أَبی الصلْت: و منهم مُلِفٌّ رأْسَه فی جَناحِه، یَكادُ لذِكری رَبّه یتفَصَّدُ «1» الأَزهری فی ترجمة عمت: یقال فلان یَعْمِتُ أَقرانه إذا كان یَقهَرهم و یَلُفهم، یقال ذلك فی الحرب و جَوْدة الرأْی و العلم بأَمر العدوّ و إثخانه، و من ذلك یقال للَفَائِف الصوف عُمُتٌ لأَنها تُعْمَت أَی تُلَفّ؛ قال الهذلی: یَلُفُّ طَوائفَ الفُرْسانِ، و هو بلَفِّهِم أَرِبُ و قوله تعالی: وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ؛ إنه لفُّ ساقَی المیّت فی كفَنه، و قیل: إنه اتِّصال شدّة الدنیا بشدة الآخرة. و المیّتُ یُلَفُّ فی أَكفانه لَفّاً إذا أُدْرِجَ فیها. و الأَلَفَّان: عِرْقان یستبطِنان العضُدین و یفرد أَحدهما من الآخر؛ قال: إنْ أَنا لم أُرْوِ فشَلَّتْ كَفِّی، و انْقطَع العِرْقُ من الأَلَفِّ ابن الأَعرابی: اللَّفَف أَن یَلتوِی عِرْق فی ساعد العامل فیُعَطِّله عن العمل. و قال غیره: الأَلَفُّ عِرق یكون بین وَظِیف الید و بین العُجایة فی باطن الوَظِیف؛ و أَنشد: یا رِیَّها، إن لم تَخُنِّی كفِّی، أَو یَنْقَطِعْ عِرْقٌ من الأَلَفّ و قال ابن الأَعرابی فی موضع آخر: لَفْلَفَ الرجلُ إذا اضْطَرب ساعِدُه من التِواء عِرْق فیه، و هو اللَّفَفُ؛ و أَنشد: الدَّلْوُ دَلْوِی، إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ، و إن نجا صاحبُها من اللَّفَفْ و اللَّفِیفُ: حیّ من الیمن. و لَفْلَف: اسم موضع؛ قال القتال: عَفا لَفْلَفٌ من أَهله فالمُضَیَّحُ، فلیس به إلا الثعالِبُ تَضْبَحُ

لقف؛ ج9، ص: 320

: اللَّقْفُ: تناوُل الشی‌ء یرمی به إلیك. تقول: لَقَّفَنی تَلْقِیفاً فلَقِفْته. ابن سیدة: اللَّقْفُ سرعة الأَخذ لما یرمی إلیك بالید أَو باللسان. لَقِفَه، بالكسر، یَلْقَفه لَقْفاً و لَقَفاً و الْتَقَفَه و تَلَقَّفَه: تناوَله بسرعة؛ قال العجاج فی صفة ثور وحْشِیّ و حَفْره كِناساً تحت الأَرْطاةِ و تَلَقُّفُه ما یَنْهار علیه و رمْیه به: من الشَّمالِیل و ما تَلَقَّفَا أَی ما یكاد یقع علیه من الكناس حین یَحفِره تَلَقَّفَه فرَمی به، و‌فی حدیث الحج: تَلَقَّفْتُ التلْبیة مِن فی رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، أَی تلقَّیتُها و حفِظتها بسرعة. و رجل ثَقِفٌ لَقِفٌ و ثَقْفٌ لَقْف أَی خَفِیف حاذِق، و قیل: سریعُ الفَهْم لِما یُرمی إلیه من كلام باللسان و سریع الأَخذ لما یرمی إلیه بالید، و قیل: هو إذا كان ضابطاً لما یَحْویه قائماً به، و قیل: هو الحاذق بصِناعته؛ و قد یفرد اللَّقَف فیقال: رجل لَقف یعنی به ما تقدَّم. و‌فی حدیث الحجاج: قال لامرأة إنك لَقُوفٌ صَیُود؛ اللَّقُوف: التی إذا مسَّها
(1). قوله [یتفصد] هو بالدال فی الأصل و شرح القاموس لكن كتب بإزائه فی الأصل یتفصل باللام.
لسان العرب، ج‌9، ص: 321
الرجل لَقِفَتْ یده سریعاً أَی أَخذتها. اللحیانی: إنه لثَقْف لَقْف و ثَقِف لَقِف و ثَقِیف لَقیف بیِّن الثَّقافة و اللّقافة. ابن شمیل: إنهم لَیُلَقِّفُون الطعامَ أَی یأْكلونه و لا تقول یتلَقَّفونه؛ و أَنشد: إذا ما دُعِیتُم للطَّعامِ فلَقِّفُوا، كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِیةٌ حُرْدُ و التَّلْقِیف: شدَّة رَفْعِها یدها كأَنما تَمُدُّ مَدّاً؛ و یقال: تَلْقِیفها ضَرْبها بأَیدیها لَبّاتها یعنی الجمال فی سیرها. ابن السكیت فی باب فَعلٍ و فَعَلٍ باختلاف المعنی: اللَّقْف مصدر لَقِفْتُ الشی‌ء أَلْقَفُه لَقْفاً إذا أَخذته فأَكلته أَو ابْتَلَعتَه. و التَلَقُّف: الابتلاع. و فی التنزیل العزیز: فإذا هی تَلَقَّفُ ما یَأْفِكون، و قرئ: فَإِذٰا هِیَ تَلْقَفُ*؛ قال الفراء: لَقِفْتُ الشی‌ءَ أَلْقَفُه لَقْفاً و لَقَفَاناً، و هی فی التفسیر تَبْتَلِع. و حوض لَقِفٌ و لَقِیفٌ: مَلآن، و قیل: هو الحوض الذی لم یُمْدَر و لم یُطیَّن فالماء یتفجّر من جوانبه؛ قال أَبو ذؤیب: كما یَتهدَّم الحوض اللَّقِیف و قال الأَصمعی: هو الذی یَتَلَجَّف من أَسفله فیَنْهار، و تَلَجّفُه أَكل الماء نواحِیَه. و تَلَقَّفَ الحوضُ: تَلجَّف من أَسافله. و قال أَبو الهیثم: اللَّقِیف بالملآن أَشبه منه بالحوض الذی لم یُمْدَر. یقال: لَقِفْتُ الشی‌ءَ أَلْقَفُه لَقْفاً، فأَنا لاقِف و لَقِیفٌ، فالحوضُ لَقِفَ الماء، فهو لاقِفٌ و لَقِیف؛ و إن جعلته بمعنی ما قال الأَصمعی: إنه تَلَجَّفَ و تَوَسَّعَ أَلْجَافه حتی صار الماء مجتمعاً إلیه فامتلأَت أَلْجَافُه، كان حسناً. و قال أَبو عبیدة: التَّلْقِیف أَن یَخْبِطَ الفرس بیدیه فی اسْتنانه لا یُقِلُّهما نحو بطنه، قال: و الكَرْوُ مثل التَّوقِیفِ. و بعیر مُتَلَقِّفٌ: یهوی بخُفَّی یدیه إلی وحْشِیّه فی سیره. الجوهری: و اللَّقَفُ، بالتحریك، سقُوط الحائط، قال: و قد لَقِفَ الحوض لَقَفاً تَهوَّر من أَسفله و اتَّسع، و حوض لَقِفٌ؛ قال خُویْلِد، و قال ابن بری: هو لأَبی خراش الهُذَلی: كابی الرَّمادِ عَظیمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حین الشّتاء، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ قال: و اللَّقِیفُ مثله؛ و منه قول أَبی ذؤیب: فلم تَر غیرَ عادِیةٍ لِزاماً، كما یَتَفَجَّر الحَوْضُ اللَّقِیفُ قال: و یقال المَلآن، و الأَوّل هو الصحیح. و العادِیةُ: القوم یَعْدُون علی أَرجلهم، أَی فَحَمْلَتُهُم لِزام كأَنهم لَزِموه لا یُفارقون ما هم فیه. و الأَلْقَاف: جَوانِب البئر و الحوضِ مثل الأَلجاف، الواحد لَقَفٌ و لجَف. و لَقْف أَو لِقْف: موضع؛ أَنشد ثعلب: لعنَ اللّه بطْنَ لَقْفٍ مَسِیلًا و مَجاحاً، فلا أُحِبُّ مَجاحا لَقِیَتْ ناقَتی به و بِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً، و ماء شَحاحا

لهف؛ ج9، ص: 321

: اللَّهْف و اللَّهَف: الأَسی و الحزن و الغَیْظ، و قیل: الأَسی علی شی‌ء یفُوتُك بعد ما تُشرف علیه؛ و أَما قوله أَنشده الأَخفش و ابن الأَعرابی و غیرهما: فلَسْتُ بمُدْرِكٍ ما فات مِنی بِلَهْفَ، و لا بلَیْتَ، و لا لوَ أنی فإنما أَراد بأَن أَقول وا لهَفا فحذف الأَلف. الجوهری:
لسان العرب، ج‌9، ص: 322
لَهِفَ، بالكسر، یَلْهَفُ لَهَفاً أَی حَزِن و تحسَّر، و كذلك التَّلَهُّف علی الشی‌ء. و قولهم: یا لَهْفَ فلان كلمة یُتحسَّر بها علی ما فات؛ و رجل لَهِف و لَهِیف؛ قال ساعدة بن جُؤیة: صَبَّ اللَّهِیفُ لها السُّبُوبَ بطَغْیةٍ تُنْبی العُقابَ، كما یُلَطُّ المِجْنَبُ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون اللَّهِیف فاعلًا بصَبَّ، و أَن یكون خبر مبتدإٍ مضمر كأَنه قال: صُبَّ السُّبُوبُ بطَغیة، فقیل: مَن هو؟ قال: هو اللَّهِیف، و لو قال اللَّهِیفَ فنصب علی الترحم لكان حَسناً، قال: و هذا كما حكاه سیبویه من قولهم إنه المسكینَ أَحقُّ؛ و كذلك رجل لَهْفَانُ و امرأَة لَهْفَی من قوم و نساء لَهَافَی و لُهُفٍ. و یقال: فلان یُلَهِّفُ نفْسَه و أُمّه إذا قال: وا نَفْساه وا أُمِّیاه وا لَهْفَتَاه وا لَهْفَتِیاهْ، و اللَّهْفَانُ: المتَحسِّر. و اللَّهْفَانُ و اللَّاهِفُ: المَكْروب. و‌فی الحدیث: اتقوا دعْوة اللَّهْفَان؛ هو المكروب. و‌فی الحدیث: كان یحب إغاثة اللَّهْفان.و من أَمثالهم: إلی أُمّه یَلْهَف اللَّهْفَان؛ قال شمر: یَلْهَفُ من لَهِفَ. و بأُمه یَستَغیث اللَّهِفُ، یقال ذلك لمن اضْطُرّ فاستغاث بأَهل ثِقَته. قال: و یقال لَهَّفَ فلان أُمَّه و أُمَّیْه، یریدون أَبویه؛ قال الجَعْدی: أَشْكی و لَهَّفَ أُمّیْه، و قد لَهِفَتْ أُمّاه، و الأُم فیما تنحل الخبلا یرید أَباه و أُمه. و یقال: لَهِفَ لَهْفاً، فهو لَهْفَان، و لُهِفَ، فهو مَلْهُوف أَی حَزین قد ذهب له مال أَو فُجع بحَمیم؛ و قال الزَّفَیان: یا ابْن أَبی العاصِی إلیكَ لَهَّفَت، تَشْكُو إلیك سَنةً قد جَلَّفَتْ لَهَّفَت أَی استغاثتْ. و یقال: نادَی لَهَفَه إذا قال یا لَهَفی، و قیل فی قولهم یا لَهْفا علیه: أَصله یا لهْفی، ثم جعلت یاء الإِضافة أَلفاً كقولهم: یا ویْلی علیه و یا ویْلا علیه. و فی نوادر الأَعراب: أَنا لَهِیفُ القلب و لَاهِفٌ و مَلهُوف أَی مُحْتَرِق القلب. و اللَّهِیف: المضطر. و المَلْهُوف: المظلوم ینادی و یستغیث. و‌فی الحدیث: أَجِب المَلْهُوفَ.و‌فی الحدیث الآخر: تُعِین ذا الحاجة المَلْهُوفَ؛ و استعاره بعضهم للرُّبَعِ من الإِبل فقال: إذا دعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ، نَوَّه منها الزَّجِلاتُ الحُوفُ كأَنَّ هذا الرُّبَعَ ظُلِم بأَنه فُطِم قبل أَوانه، أَو حِیل بینه و بین أُمه بأَمر آخر غیر الفِطام. و اللَّهُوف: الطویل.

لوف؛ ج9، ص: 322

: اللُّوف: نبات یخرج له ورَقات خُضْر رِواء جَعْدَة تنبسط علی الأَرض و تخرج له قصبة من وسطها، و فی رأِسها ثمرة، و له بصل شبیه ببصل العُنصُل و الناس یَتَداوَوْن به، واحدته لُوفَة؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و سمعت من عرب الجزیرة: و نباتُه یَبْدأُ فی الربیع، قال: و رأَیت أَكثر مَنابته ما قارب الجبال، و قیل: أَكثر منابته الجبال.

لیف؛ ج9، ص: 322

: اللَّیف: لِیف النخل معروف، القطعة منه لیفة. و لَیَّفَتِ الفَسِیلة: غَلُظت و كثر لِیفها و قد لَیَّفَه المُلَیِّف تَلْیِیفاً، و أَجود اللیف لیف النارَجِیل، و هو جَوْز الهِند، تجی‌ء الجَوزة ملفوفة فیه و هی بائنة من قشرها یقال لها الكِنْبار، و أَجود الكِنبار یكون أَسود شدید السواد، و ذلك أَجود اللِّیف و أَقواه مَسَداً و أَصْبره علی ماء البحر و أَكثره ثمناً.
لسان العرب، ج‌9، ص: 323‌

فصل النون؛ ج9، ص: 323

نأف؛ ج9، ص: 323

: أَبو عمرو: نَئِفَ یَنْأَفُ إذا أَكل، و یصلح فی الشرب. ابن سیدة: نَئِفَ الشی‌ءَ نأْفاً و نَأَفاً أَكله، و قیل: هو أَكل خِیار الشی‌ء و أَوّله. و نَئِفَتِ الراعیةُ المَرْعَی: أَكلتْه. و زعم أَبو حنیفة أَنه علی تأَخیر الهمزة، قال: و لیس هذا بقوی. و نَئِفَ من الشراب نَأَفاً و نَأْفاً: رَوِی. و قال أَبو عمرو: نَئِفَ فی الشرب إذا ارْتوی. الجوهری: نَئِفْت من الطعام أَنْأَفُ نَأْفاً إذا أَكلت منه.

نتف؛ ج9، ص: 323

: نَتَفَه یَنْتِفُه نَتْفاً و نَتَّفَهُ فانْتَتَفَ و تَنَتَّفَ و تَنَاتَفَ و نَتَّفْتُ الشُّعور، شُدّد للكثرة، و النَّتْفُ: نزع الشعر و ما أَشبهه. و النُّتَاف و النُّتَافَة: ما انْتَتَفَ و سقط من الشی‌ء المَنْتُوف. و نُتَافَةُ الإِبط: ما نُتف منه. و المِنْتَاف: ما نُتِف به. و حكی عن ثعلب: أَنْتَفَ الكَلأُ أَمكن أَن یُنْتَف. و النُّتْفَة: ما نَتَفْتَه بأَصابعك من نبت أَو غیره، و الجمع النُّتَف. و رجل نُتَفَة، مثال هُمَزة: یَنْتِف من العلم شیئاً و لا یَسْتَقْصِیه. و كان أَبو عبیدة إذا ذُكِر الأَصمعی قال: ذلك رجل نُتَفَة؛ قال ابو منصور: أَراد أَنه لم یستقْصِ كلام العرب إنما حفظ الوَخْز و الخَطیئة منه. قال: و سمعت العرب تقول: هذا رجل مِنْتَاف إذا كان غیر وَساعٍ، یقارب خَطْوه إذا مشی، و البعیر إذا كان كذلك كان غیر وَطِی‌ء. و النَّتَفُ: ما یتَقَلَّع من الإِكلِیل الذی حَوالَی الظفر.

نجف؛ ج9، ص: 323

: النَّجْفَة: أَرض مُستدیرة مشْرِفة، و الجمع نَجَفٌ و نِجَافٌ. و الجوهری: النَّجَفُ و النَّجَفَةُ، بالتحریك، مكان لا یعلوه الماء مُستطیل مُنقاد. ابن سیدة: النَّجَفُ و النِّجَافُ شی‌ء «2» یكون فی بطن الوادی شبیه بنِجَاف الغَبیط جدّاً، و لیس بجدّ عریض، له طول مُنقاد من بین مُعْوَجّ و مستقیم لا یعلوهُ الماء و قد یكون فی بطن الأَرض، و قیل: النِّجَاف شِعاب الحَرّة التی یُسكب فیها. یقال: أَصابنا مطر أَسال النِّجَاف. و‌فی حدیث عائشة، رضی اللّه عنها: أَن حسان بن ثابت، رضی اللّه عنه، دخل علیها فأَكرمته و نَجَّفَتْه‌أَی رَفَعَت منه. و النَّجَفَةُ: شبه التلِّ؛ و منه‌حدیث عمرو بن العاص، رضی اللّه عنه: أَنه جلس علی مِنْجَافِ السفینة؛ قیل: هو سُكَّانُها الذی تُعَدَّلُ به، سمی به لارتفاعه. قال ابن الأَثیر: قال الخطابی لم أسمع فیه شیئاً أَعتمده. و نَجَفَةُ الكَثِیب: إبْطه و هو آخره الذی تُصَفِّقه الریاح فتَنْجُفُه فیصیر كأَنه جَرْف مَنْجوف؛ و قال أَبو حنیفة: یكون فی أَسافلها سُهولة تنقاد فی الأَرض لها أَودیة تَنْصبّ إلی لین من الأَرض؛ و قال اللیث: النَّجَفَةُ تكون فی بطن الوادی شبه جِدار لیس بعریض. و یقال لإِبْط الكثیب: نَجَفَة الكثیب. ابن الأَعرابی: النَّجَفَةُ المُسَنَّاةُ، و النَّجَف التلّ. قال الأَزهری: و النَّجَفَة التی بظهر الكوفة، و هی كالمُسَنَّاة تمنع ماء السیل أَن یعلو منازل الكوفة و مقابرها. ابن الأَعرابی: النِّجَاف هو الدَّرَوَنْدُ و النَّجْرانُ. و قال ابن شمیل: النِّجَاف الذی یقال له الدوارة، و هو الذی یستقبل الباب من أَعلی الأُسْكُفَّةِ، و النِّجَافُ العَتبة و هی أُسْكُفَّة الباب. و‌فی الحدیث: فیقول أَی رب قَدِّمنی إلی باب الجنة فأَكون تحت نِجَافِ الجنة؛ قیل: هو أُسْكفّة الباب، و قال الأَزهری:
(2). قوله [النَّجَف و النِّجَاف شی‌ء إلخ] كذا بالأصل، و عبارة یاقوت: و النَّجفة تكون فی بطن الوادی شبه جدار لیس بعریض له طول إلی آخر ما هنا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 324
هو دَرَوَنْدُه یعنی أَعلاه. ابن الأَعرابی: و النِّجَافُ أَیضاً شِمالُ الشاة الذی یُعَلَّق علی ضرعها. و قد أَنْجَفَ الرجل إذا شدَّ علی شاته النِّجَاف. و النَّجَفُ: قشور الصِّلِّیان. الفراء: نِجَافُ الإِنسان مَدْرَعَته. و قال اللیث: نِجَافُ التیس جِلد یشدُّ بین بطنه و القضیب فلا یقدر علی السِّفاد، یقال: تیس مَنْجُوف. الجوهری: نِجَاف التیس أَن یُرْبَط قَضِیبه إلی رجله أَو إلی ظهره، و ذلك إذا أَكثر الضِّراب یُمنع بذلك منه. و قال أَبو الغوث: یُعْصب قضیبه فلا یقدر علی السِّفاد. و النِّجَافُ: الباب و الغار و نحوهما. و غار مَنْجُوفٌ أَی موسَّع. و المَنْجُوف: المَحْفُور من القُبور عَرْضاً غیر مَضْرُوح؛ قال أَبو زبید یَرْثی عثمان بن عفان، رضی اللّه عنه: یا لَهْفَ نَفْسیَ، إن كان الذی زعَمُوا حَقّاً و ما ذا یَرُدُّ الیومَ تَلْهِیفِی؟ إن كان مأْوَی وُفُودِ الناسِ راحَ به رَهْطٌ إلی جَدَثٍ، كالغارِ، مَنْجُوفِ و قیل: هو المحفُور أَیَّ حفْر كان. و قبر مَنْجُوف و غار مَنْجُوف: موسَّع. و إناء مَنْجُوف: واسع الأَسفل. و قدَح مَنْجُوف: واسع الجوف؛ و رواه أَبو عبید منجوب، بالباء؛ قال ابن سیدة: و هو خطأٌ إنما المنجوب المدبوغ بالنَّجَب. و نَجَفَ السَّهمَ یَنْجُفُه نَجْفاً: عَرَّضَه؛ و كلُّ ما عُرِّضَ فقد نُجِفَ. و النَّجِیف: النصل العریض. و النَّجِیف من السهام: العریض النصل. و سهْم نَجِیف: عریض؛ قال أَبو حنیفة: هو العریض الواسع الجُرْح، و الجمع نُجُفٌ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافی ناهِضٍ، حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاع الأَطْحَلِ اللِّفاع: اللِّحاف؛ قال ابن بری: و صواب إنشاده نُجُفٍ لأَن قبله: بمَعابِلٍ صُلْعِ الظُّباتِ، كأَنها جَمْرٌ بمَسْهَكةٍ یُشَبُّ لِمُصْطَلی قال: و رواه الأَصمعی‌و مَعابلًا …، بالنصب، و كذلك نجفاً؛ و قوله كاللِّفاع الأَطحل أَی كأَنّ لون هذا النِّسر لون لِحاف أَسود. و نَجَفَ القِدْحَ یَنْجُفُه نَجْفاً: بَراه. و انْتَجَفَ الشی‌ءَ: استخرجه. و انْتِجَاف الشی‌ء: استخراجه. یقال: انْتَجَفت إذا استخرجت أَقصی ما فی الضَّرْع من اللبن. و انْتَجَفَتِ الریحُ السحابَ إذا استفْرغَتْه؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر یصف سحاباً: مَرَتْه الصَّبا و رَفَته الجَنُوبُ، و انْتَجَفَتْه الشَّمالُ انْتِجَافا ابن سیدة: النِّجَافُ كساء یُشَدُّ علی بطن العَتُود لئلا ینزو، و عَتودٌ مَنْجُوف. قال ابن سیدة: و لا أَعرف له فعلًا. و النَّجْفُ: الحلَب الجیّد حتی یُنْفِضَ الضْرعَ؛ قال الراجز یصف ناقة غزیرة: تَصُفُّ أَو تُرْمی علی الصَّفُوف، إذا أَتاها الحالِبُ النَّجُوف و المِنْجَفُ: الزَّبیل؛ عن اللحیانی، قال: و لا یقال مِنْجَفَة. و النَّجَفَةُ: موضع بین البصْرة و البحرین.

نحف؛ ج9، ص: 324

: النَّحَافَةُ: الهُزال. نَحُفَ الرجل نحافة، فهو نَحِیف: قَضِیف ضَرْبٌ قلیل اللحم؛ و أَنشد قوله:
لسان العرب، ج‌9، ص: 325
تَری الرجلَ النَّحِیفَ فتَزْدرِیه، و تحتَ ثِیابه رجُل مَریرُ عاقلٌ «1». و أَنْحَفَه غیره. و رجل نَحِفٌ و نَحِیفٌ: دَقیق من الأَصل لیس من الهُزال، و الجمع نُحَفَاء و نِحَاف، و قد نَحُفَ و نَحِفَ. و النَّحِیف: اسم فرس سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم.

نخف؛ ج9، ص: 325

: النَّخْف: النِّكاح. و النَّخَفَةُ: الصوت من الأَنف إذا مَخَط، یقال: أَنْخَفَ الرجل كثر صوت نَخِیفِه، و هو مثل الخَنِین من الأَنف. و نَخَفَت العنز تَنْخَف نَخْفاً، و هو نحو نفخ الهِرَّة، و قیل: هو شبیه بالعُطاس. و نَخْف: اسم رجل مشتق منه. و النِّخَاف: الخُفُّ؛ عن ابن الأَعرابی، و جمعه أَنْخِفَةٌ؛ و منه قول الأَعرابی: جاءنا فلان فی نِخَافَین مُنَظَّمَین، و فی التهذیب: مُلَكَّمَین، أَی فی خُفَّیْن مُرَّقَعَین.

ندف؛ ج9، ص: 325

: النَّدْفُ: طَرْق القُطن بالمِنْدَف. ندف القُطنَ یَنْدِفُه نَدْفاً: ضربه بالمِنْدَف، فهو نَدِیف؛ قال الجوهری: و ربما استعیر فی غیره؛ قال الأَعشی: جالِس عنده النَّدامی، فما یَنْفَكُّ یُؤتی بمِزْهَرٍ مَنْدُوف و ذكر الأَزهری فی ترجمة حذف قال: و المحذوف الزِّقُّ؛ و أَنشد: قاعداً حوله النَّدامی، فما ینفك یؤتی بمُوكَرٍ مَحْذُوف و رواه شمر عن ابن الأَعرابی: مَجْدوف و مَجْذوف، بالجیم و بالدال أَو بالذال، قال: و معناهما المقطوع، و رواه أَبو عبید: مَنْدُوف، و أَما محذوف فما رواه غیر اللیث. و النَّدِیفُ: القطن المَنْدوف. و المِنْدَفُ و المِنْدَفَةُ: ما نُدِفَ به. و النَّدَّاف: نادِف القطن، عربیة صحیحة. و النَّدِیف: القطن الذی یُباع فی السوق مَنْدوفاً. و النَّدْفُ: شُرْبُ السِّباع الماءَ بأَلسنتها. و النَّدَّاف: الضاربُ بالعود؛ و قال الأَعشی: و صَدُوح إذا یُهَیِّجُها الشُّرْبُ، تَرَقَّتْ فی مِزْهَرٍ مَنْدُوف أَراد بالصَّدُوح جاریة تغنی. و قال الأَصمعی: رجل نَدَّاف كثیر الأَكل. و النَّدْف: الأَكل. ابن الأَعرابی: أَنْدَفَ الرجلُ إذا مال إلی النَّدْف، و هو صوت العود فی حِجْر الكَرینة. و نَدَفَت السماء بالثَّلْج أَی رمَت به. و نَدَفَت السحابةُ البَرَدَ نَدْفاً علی المثل. و نَدَفَت الدابة تَنْدِف فی سیرها نَدْفاً و نَدِیفاً و نَدَفَاناً، و هو سُرْعة رجْع الیدین.

نزف؛ ج9، ص: 325

: نَزَفْتُ ماء البئر نَزْفاً إذا نزحْته كله، و نَزَفَت هی، یتعدّی و لا یتعدی، و نُزِفَت أَیضاً، علی ما لم یسم فاعله. ابن سیدة: نَزَفَ البئرَ یَنْزِفُه ا نَزْفاً و أَنْزَفُها بمعنی واحد، كلاهما: نزَحها. و أَنزَفَت هی: نزَحت و ذهب ماؤها؛ قال لبید: أَرَبَّتْ علیه كلُّ وطْفاء جَوْنةٍ هَتُوفٍ، متی یُنْزَفْ لها الماء تَسْكُبِ قال: و أَما ابن جنی فقال: نَزَفْت البئر و أَنْزَفَت هی فإنه جاء مخالفاً للعادة، و ذلك أَنك تَجد فیها فعَل متعدیاً، و أَفعَل غیر متعدّ، و قد ذكر علة ذلك فی شَنَق البعیرَ و جَفَلَ الظَّلِیمَ. و أَنْزَفَ القومُ: نَفِدَ شرابُهم. الجوهری: أَنْزَفَ القومُ إذا انقطع شرابهم، و قرئ: و لا هم عنها یُنْزِفُون، بكسر الزای.
(1). قوله: عاقلٌ تفسیر للفظة مریر الواردة فی البیت.
لسان العرب، ج‌9، ص: 326
و أَنْزَفَ القوم إذا ذهب ماء بئرهم و انقطع. و بئر نَزِیفٌ و نَزُوف: قلیلة الماء مَنزُوفَة. و نَزَفْت البئر أَی استقَیْت ماءها كلَّه. و‌فی الحدیث: زَمْزَمُ لا تُنْزَفُ و لا تُذَمُّ‌أَی لا یَفْنی ماؤها علی كثرة الاستقاء. أَبو عبیدة: نَزِفَت عَبْرتُه، بالكسر، و أَنْزَفَها صاحبها؛ قال العجاج: و صَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ، و أَنْزَفَ العَبْرةَ من لاقی العِبَرْ ذمَره: زجَره أَی قال له جِدَّ فی الأَمْر؛ و قال أَیضاً: و قد أَرانی بالدِّیارِ مُنْزَفا، أَزْمانَ لا أَحْسَبُ شیئاً مُنْزَفَا و النُّزْفَةُ، بالضم: القلیل من الماء و الخمر مثل الغُرْفة، و الجمع نُزَفٌ؛ قال ذو الرمة: یُقَطِّعُ مَوضُونَ الحدیثِ ابتِسامُها، تَقَطُّعَ ماء المُزْن فی نُزَفِ الخَمْر «1» و قال العجاج: فشَنَّ فی الإِبرِیق منها نُزَفا و المِنْزَفَةُ: ما یُنْزَف به الماء، و قیل: هی دُلَیَّة تُشَدُّ فی رأْس عود طویل، و یُنْصب عود و یُعَرَّض ذلك العود الذی فی طرَفه الدَّلْو علی العود المنصوب و یُستقی به الماء. و نَزَفَه الحجَّام یَنْزِفُه و یَنْزُفُه: أَخرج دمه كله. و نُزِفَ دمه نَزْفاً، فهو مَنْزُوف و نَزِیف: هُرِیق. و نَزَفَ فلان دَمَه یَنْزِفُه نَزْفاً إذا استخرجه بحِجامة أَو فَصْد، و نزَفه الدمُ یَنْزِفُه نَزْفاً، قال: و هذا هو من المقلوب الذی یُعرف معناه، و الاسم من ذلك كله النُّزْف. و یقال: نَزَفَه الدم إذا خرج منه كثیراً حتی یَضْعُف. و النُّزْف: الضعْف الحادث عن ذلك؛ فأَما قول قَیس بن الخَطِیم: تَغْتَرِقُ الطرْفَ، و هی لاهِیةٌ، كأَنَّما شَفَّ وجْهَها نُزْفُ فإن ابن الأَعرابی قال: یعنی من الضعْفِ و الانْبِهار، و لم یزد علی ذلك؛ قال غیره: النُّزف هنا الجرح الذی ینْزِفُ عنه دم الإِنسان؛ و قال أَبو منصور: أَراد أَنها رَقِیقة المَحاسن حتی كأَنَّ دمها مَنْزُوف. و قال اللحیانی: أَدركه النُّزْف فصرعه من نَزْفِ الدم. و نَزَفَه الدمُ و الفَرَقُ: زال عقْلُه؛ عن اللحیانی. قال: و إن شئت قلت أَنْزَفَه. و نَزَّفت المرأَة تَنْزِیفاً إذا رأَت دماً علی حملها، و ذلك یَزید الولد ضَعفاً و حَمْلَها طولًا. و نُزِفَ الرجلُ دماً إذا رَعَف فخرج دمه كله. و فی المثل: فلان أَجْبَنُ من المَنْزُوف ضَرِطاً [ضَرَطاً و أَجبن من المَنْزُوف خَضْفاً؛ و ذلك أَن رجلًا فَزِع فضَرطَ حتی مات؛ و قال اللحیانی: هو رجل كان یدعی الشجاعة، فلما رأَی الخیل جعل یَفْعل حتی مات هكذا، قال: یفعل یعنی یَضْرَطُ؛ قال ابن بری: هو رجل كان إذا نُبِّه لشُرب الصَّبوح قال: هلَّا نَبَّهْتنی لخیل قد أَغارت؟ فقیل له یوما علی جهة الاختبار: هذه نواصی الخیل فما زال یقول الخیل الخیلَ و یَضْرَط حتی مات؛ و قیل: المَنْزُوف هنا دابّة بین الكلب و الذئب تكون بالبادیة إذا صیح بها لم تزل تَضْرَط حتی تموت. و النَّزِیفُ و المَنْزُوفُ: السكرانُ المنزوفُ العقْلِ، و قد نُزِفَ. و فی التنزیل العزیز: لٰا یُصَدَّعُونَ عَنْهٰا وَ لٰا یُنْزِفُونَ
(1). قوله [موضون الحدیث] كذا بالأصل هنا، و قدم المؤلف فی مادة قطع: موضوع الحدیث بدل ما هنا، و قال فی التفسیر: موضوع الحدیث محفوظه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 327
أَی لا یَسكَرون؛ و أَنشد الجوهری للأُبَیْرِد: لَعَمْرِی لئنْ أَنْزَفْتُمُ أَو صَحَوتُمُ، لبئسَ النَّدامَی كنتمُ، آلَ أَبْجَرا شرِبتم و مَدَّرْتُمْ، و كان أَبوكُمُ كَذاكمْ، إذا ما یَشْرَبُ الكاسَ مَدَّرا قال ابن بری: هو أَبجرُ بن جابر العِجلیّ و كان نصرانیاً. قال: و قوم یجعلون المُنْزِف مثل المَنْزُوف الذی قد نُزِفَ دمُه. و قال اللحیانی: نُزِف الرجل، فهو مَنْزُوف و نَزِیف، أَی سَكِر فذهب عقلُه. الأَزهری: و أَما قول اللّه تعالی فی صفة الخمر التی فی الجنة: لٰا فِیهٰا غَوْلٌ وَ لٰا هُمْ عَنْهٰا یُنْزَفُونَ؛ قیل أَی لا یَجدون عنها سُكْراً، و قرئت: یُنْزِفُون؛ قال الفراء و له معنیان: یقال قد أَنْزَفَ الرَّجلُ فَنِیت خمره، و أَنزَفَ إذا ذهبَ عقله من السكر، فهذان وجهان فی قراءة مَن قرأَ یُنْزِفُون، و من قرأَ یُنْزَفُونَ فمعناه لا تذهب عُقولهم أَی لا یسْكرون؛ قال الشاعر فی أَنْزَف: لعَمْرِی لئن أَنْزَفْتُمُ أَو صحَوْتمُ قال أَبو منصور: و یقال للرجل الذی عَطِشَ حتی یَبِست عُروقه و جَفَّ لِسانه نَزِیف و مَنْزُوف؛ قال الشاعر: شُرْبَ النَّزِیف ببَرْدِ ماء الحَشْرَجِ أَبو عمرو: النَّزِیفُ السكران، و السكرانُ نَزِیف إذا نُزِفَ عقله. و النَّزِیف: المَحْمُوم؛ قال أَبو العباس: الحَشْرَجُ النُّقْرة فی الجبل یجتمع فیها الماء فیصْفُو. و نَزَف عَبْرتَه و أَنْزَفَها: أَفناها. و أَنْزَفَ الشی‌ءَ؛ عن اللحیانی؛ قال: أَیامَ لا أَحْسَبُ شیئاً مُنْزَفا و أَنْزَفَ القومُ: لم یبقَ لهم شی‌ء. و أَنْزَفَ الرَّجُلُ: انقطع كلامه أَو ذهب عقله أَو ذهبت حجته فی خُصومة أَو غیرها؛ و قال بعضهم: إذا كان فاعلًا، فهو مُنْزِف، و إذا كان مفعولًا، فهو مَنْزُوف، كأَنه علی حذف الزائد أَو كأَنه وُضِع فیه النَّزْف. الجوهری: و نُزِفَ الرجل فی الخصومة إذا انقطعت حُجته. اللیث: قالت بنت الجَلَنْدی ملك عُمان حین أَلبست السُّلَحْفاةَ حُلِیَّها و دخلت البحر فصاحت و هی تقول: نَزَافِ نَزَاف، و لم یبقَ فی البحر غیر قَذاف؛ أَرادت انْزِفْن الماء و لم یبق غیر غرفة.

نسف؛ ج9، ص: 327

: نَسَفَتِ الریحُ الشی‌ء تَنْسِفُه نَسْفاً و انْتَسَفَته: سلبَتْه، و أَنْسَفَتِ الریحُ إنْسَافاً و أَسَافَت الترابَ و الحصی. و النَّسْف: نَقْر الطائر بمِنْقاره، و قد انْتَسَفَ الطائر الشی‌ء عن وجه الأَرض بمِخْلَبه و نسفه. و النُّسَّافُ و النَّسَّاف؛ الأَول عن سیبویه و الأَخیر عن كراع: طائر له مِنْقار كبیر. و نَسَفَ البعیرُ الكلأَ یَنْسِفُه، بالكسر، إذا اقتلعه بأَصله. و انْتَسَفْتُ الشی‌ء: اقْتَلَعْته؛ قال أَبو النجم: و انْتَسَفَ الجالِبَ من أَنْدابه إغباطُنا المَیْسَ علی أَصْلابه و النَّسْف: انْتِسَافُ الریحِ الشی‌ءَ كأَنَها تَسْلُبه. و نَسَفَتِ الراعیةُ الكلأَ تَنْسِفُه نَسْفاً: أَخذته بأَفواهها و أَحْناكها. و بعیر نَسُوف: یأَكل بمُقدَّم فیه. الجوهری: بعیر نَسُوف یَقْتَلِع الكلأَ من أَصله بمقدَّم فیه، و ناقة نَسُوف كذلك، و هی المَنَاسِیف كأَنها جمع مِنْسَاف و هی من باب مَلامِحَ و مَذاكیر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 328
و فرس نَسُوف: یستَغْرِق الحِزام لإِجْفار جنبیه. و فرس نَسُوف السُّنْبُكِ إذا أَدناه من الأَرض فی عَدْوِه. و یقال للفرس: إنه لنَسُوف السنبك من الأَرض، و ذلك إذا أَدنی طرَف الحافر من الأَرض فی عدْوه، و كذلك إذا أَدنی الفرسُ مِرْفقیه من الحزام، و ذلك إنما یكون لتقارب مِرفقیه، و هو محمود؛ قال الجعدی: فی مِرْفَقَیْه تَقارُبٌ، و له بِرْكةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَم قال ابن بری: الجَبْأَةُ خشَبةُ الحَذّاء، شبَّه بها صدر فرسه فی استِدارتها. و قیل: النَّسُوف من الخیل الواسع الخطو. و نَسَفَه بسُنبكه أَو ظِلْفه یَنْسِفُه و أَنْسَفَه: نحّاه؛ و أَنشد ثعلب: قِیاماً عَجِلْنَ علیه النَّباتَ، یَنْسِفْنَه بالظُّلوفِ انْتِسَافا عجلن علیه: علی هذا الموضع؛ ینْسِفْنه: یَنْسِفْن هذا النبات، یقْلَعْنه بأَرجلهن قبل أَن یبلُغ. و النَّسْفُ: القَلْع. و نَسَفَ نَسْفاً: خَطا. و ناقة نَسُوف: تنْسف التراب فی عدْوها. و انْتَسَفَ البِناءَ: استأْصله. أَبو زید: نَسَفْت البناء نَسْفاً إذا قلَعْته، و الذی یُنْسَفُ به البناء یسمی مِنْسَفَة، و المِنْسَفَة آلة یقلع بها البناء. و نَسَفَ البعیرُ الكلأَ نَسْفاً إذا اقتلعه بمقدَّم فیه. و نَسَفَ البعیر برجله إذا ضرب رجله بمقدَّم «2» … و كذلك الإِنسان. و یقال: بیننا عَقَبَة نَسُوف و عقَبة ناشطة أَی طویلة شاقة. اللحیانی: انْتُسِفَ لونُه و انتُشِفَ لونه و التُمع لونه بمعنی واحد؛ قال بشر بن أَبی خازم یصف فرساً فی حُضْرها: نَسُوفٌ للحِزام بمِرْفَقَیْها، یَسُدُّ خَواءَ طُبْیَیْها الغُبارُ یقول: إذا استَفْرغَت جَرْیاً نَسَفَت حِزامها بمِرْفَقَیْ یدیها، و إذا ملأَت فُروجها عدْواً سد الغُبار ما بین طُبْیَیْها، و هو خَواؤه. و نَسَفَ البعیرَ حِمْلُه نَسْفاً إذا مرَط حِملُه الوبر عن صفحتی جنبیه. و نَسَفَ الشی‌ء، و هو نَسِیف: غَرْبله. و النُّسَّافَة: ما سقط من الشی‌ء یَنْسِفُه، و خص اللحیانی به نُسَافَة السَّویق. و النَّسْف: تَنْقِیة الجیّد من الرَّدی‌ء، و یقال لمُنْخُل مُطوَّل المِنْسف. و نَسَفَ الطعام یَنْسِفُه نَسْفاً إذا نفَضه. و یقال: اعْزِل النُّسافة و كلْ من الخالص. و نَسْفُ الطعامِ: نَفْضُه. و المِنْسَف: هَنٌ طویل أَعلاه مرتفع و هو مُتَصَوِّب الصدر یكون عند القاشر، و منه یقال: أَتانا فلانٌ كأَنّ لحیته مِنْسَف؛ قال الجوهری: حكاها أَبو نصر أحمد بن حاتم. و المِنْسَفَة: الغِرْبال. و كلام نَسِیف: خفیّ، هُذلیة؛ قال أَبو ذؤیب: فأَلْفَی القومَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا، أَمامَ القوم، مَنْطِقُهم نَسِیفُ قال الأَصمعی: أَی یَنْتَسِفُون الكلام انْتِسَافاً لا یُتِمُّونه من الفَرَق، یَهْمِسون به رویداً من الفرق فهو خفی لئلا یُنْذَر بهم و لأَنهم فی أَرض عدوّ، و قوله فضمّوا أَی اجتمعوا و ضمّوا إلیهم دوابهم و رحالهم. و یقال: هما یَتَنَاسَفان. قال ابن بری فی قوله فضَمّوا أَی كفُّوا عن الكلام، و قیل: اجتمعوا أَمام قوم آخرین. و انْتَسَفُوا الكلام بینهم: أَخْفَوه و قلَّلُوه. و مِنْسَفُ الحِمار: فَمُه. نَسَفَ الأَتان
(2). كذا بیاض بالأَصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 329
بفِیه یَنْسِفُها نَسْفاً و مَنْسَفاً و مَنْسِفاً: عضَّها فترك فیها أَثراً؛ الأَخیرة كمَرْجِع من قوله تعالی: إِلَی اللّٰهِ مَرْجِعُكُمْ*. و ترك فیها نَسِیفاً أَی أَثراً من عَضِّه، أَو انْحِصاصَ وبَرٍ؛ قال المُمَزَّق: و قد تَخِذَتْ رِجْلی، لَدی جَنْبِ غَرْزِها، نَسِیفاً كأُفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّق و النَّسِیفُ: أَثر كَدْم الحِمار و أَثر رَكْض الرِّجل بجنبی البعیر إذا انحصّ عنه الوبر. و یقال للحمار: به نَسِیفٌ، و ذلك إذا أَخذ الفحل منه لحماً أَو شعراً فبقی أَثره. و یقال: اتخذ فلان فی جنب ناقته نَسِیفاً إذا انجرد وبَر مَرْكَضَیْه برجلیه، و أَنشد بیت الممزَّق أَیضاً. و یقال لفم الحمار: مِنْسَف، و قیل: مَنْسِف. و نَسَفَ الحِملُ ظهرَ البعیر نَسْفاً و انْتَسَفَه: حَصَّ ما علیه من الوبر. و ما فی ظهره مَنْسَف: كقولك ما فی ظهره مَضْرَب. و النَّسْفَة: حِجارة یُنْسَف بها الوَسَخ؛ قال ابن سیدة: حكاها صاحب العین، قال: و المعروف بالشین. التهذیب: و ضرب من الطیر یُشبه الخُطَّاف یَنْتَسِف و یسمی النُّسَّاف، و بالسین. النِّسْفَة: من حجارة الحَرَّة، تكون نَخِرة ذات نَخاریب یُنسف بها الوسَخُ عن الأَقدام فی الحمّامات. و انْتُسِفَ لونُه: انْتُقِع، و سیذكر فی الشین. و نَسَفَ البعیرُ برجله نَسْفاً: ضرب بها قُدُماً. و نَسَفَ الإِناءُ یَنْسِفُ: فاض. و النَّسْفُ الطعْن مثل النزْع. و نَسَفٌ: كُورة. ابن الأَعرابی: یقال للرجل إنه لكثیر النَّسِیف، و هو السِّرارُ. یقال: أَطال نَسِیفه أَی سِراره، و اللّه أَعلم.

نشف؛ ج9، ص: 329

: نَشِفَ الماءُ: یَبس، و نَشِفَتْه الأَرضُ نَشْفاً، و الاسم النَّشَف. و نَشَف الماءَ یَنْشِفُه نَشْفاً و نَشِفَه: أَخذه من غدیر أَو غیره بخرقة أَو غیرها. ابن السكیت: النَّشْفُ مصدر نَشِفَ الحوضُ الماء یَنْشَفُه نَشْفاً. و نَشِفَ الثوبُ العَرَقَ، بالكسر، یَنْشَفُه نَشْفاً: شربه، و تَنَشَّفه كذلك. و‌فی حدیث طَلْق: أَنه، علیه السلام، قال لنا اكْسِروا بِیعتَكم و انْضَحُوا مكانها و اتَّخِذوه مسجداً، قلنا: البلد بعید و الماء یَنْشَفُ؛ قال ابن الأَثیر: أَصل النَّشْف دخول الماء فی الأَرض و الثوب؛ یقال: نَشِفَتِ الأَرضُ الماء تَنْشَفه نَشْفاً شربته. و النُّشافَةُ: ما نَشِف من الماء. و أَرض نَشِفة بیِّنة النَّشَف، بالتحریك، إذا كانت تَنْشَفُ الماءَ، و قیل یَنْشَفُ ماؤها. ابن السكیت فی باب فَعِلَ و هو الفصیح الذی لا یتكلم بغیره: و من العرب من یفتح نَشَف الحوضَ من الماء یَنْشُفه و نَفَدَ الشی‌ءُ یَنْفُدُ لا غیر. ابن بزرج: قالوا نَشِفَت جَرَّتُك الماءَ و نَشَفت تَنْشَفُ و تَنْشُفُ. و النُّشْفَةُ: الشی‌ء القلیل یَبْقی فی الإِناء مثل الجُرْعة؛ هذه عن أَبی حنیفة. و انْتَشَفَ الوسَخَ: أَذْهبه مَسْحاً و نحوه. و النَّشْفَةُ و النِّشْفَةُ: الحجر الذی یُتَدَلَّك به، سمی بذلك لانْتِشَافِه الوسخ فی الحمّامات، و الجمع نِشَفٌ و نِشَافٌ، فأما النَّشَفُ فاسم الجمع و لیس بجمع لأَن فَعْلَة و فِعْلة لیس مما یكسَّر علی فَعَلَ، و نظیره فلْكةٌ و فلَك و حَلْقة و حَلَق؛ كله عن سیبویه. اللیث: النَّشَف دُخول الماء فی الأَرض، و النَّشَفُ حجارة علی قدْر الأَفْهار و نحوها سود كأَنها محترقة تسمی نَشْفَةً و نَشَفاً، و هو الذی یُنَقَّی به الوسخ فی الحمَّامات، سمیت نَشْفَة لتَنَشُّفِها الماء، و قیل: سمیت نَشَفَةً لانْتِشَافِها الوسَخَ عن مواضعه.
لسان العرب، ج‌9، ص: 330
الأَصمعی: النَّشْف، بالتسكین، و النَّشَف، بالتحریك، حجارة الحَرَّة و هی سود كأَنها محترقة، الواحدة نَشْفَة؛ قال ابن بری: و نظیره حَلْقة و حَلَق و فَلْكة و فلَك و حَمْأَة و حَمَأٌ و بكْرة و بَكَر لبَكْرة التی فی لغة من أَسكن بكْرة و لزْبة و لَزَبَ؛ و قال أَبو عمرو: النَّشْفَة الحجارة التی تُدلَك بها الأَقدام؛ قال الشاعر: طُوبی لمن كانت له هِرْشَفَّهْ و نَشْفَةٌ یملأَ منها كَفَّهْ و قال الأُمویُّ: النِّشْفَة، بكسر النون. و‌فی حدیث عمار: أَتَی النبیَّ، صلی اللّه علیه و سلم، فرأَی به صُفرة فقال اغسلها، فذهبْتُ فأَخذْت نَشَفَةً لنا فدَلَكْت بها علی تلك الصُّفرة حتی ذهبت؛ قال: النَّشَفَة، بالتحریك و قد تسكن، واحدة النَّشَف و هی حجارة سود كأَنها أُحْرقت بالنار و إذا تركت علی رأْس الماء طفَت و لم تغُص فیه، و هی التی یُحَكُّ بها الوسخ عن الید و الرجل، و منه‌حدیث حذیفة: أَظلَّتكم الفِتن ترمی بالنَّشَف ثم التی تلیها ترمی بالرَّضْف، یعنی أَنَّ الأُّولی من الفِتَن لا تؤثِّر فی أَدیان الناس لخِفَّتِها، و التی بعدها كهیئة حجارة قد أُحمیت بالنار فكانت رضْفاً، فهی أَبلغ فی أَدیانهم و أَثْلَم لأَبدانهم. و النَّشْفَة: الصُّوفة التی یُنَشَّف بها الماء من الأَرض. الصحاح: و النَّشَّافَة التی یُنَشَّف بها الماء: و‌فی الحدیث: كان لرسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، نَشَّافَةٌ یُنَشِّفُ بها غُسالة وجهه‌یعنی مِنْدِیلًا یَمْسَحُ به وَضُوءه. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: فقمت أَنا و أُم أَیوب بقَطِیفة ما لنا غیرُها نُنَشِّفُ بها الماء.و النُّشَافَة: الرَّغْوة، و هی الحُفالة. ابن سیدة: النُّشْفَة و النُّشَافَة الرَّغْوة التی تعلو اللبن لبن الإِبل و الغنم إذا حُلب و هو الزَّبَد، و قال اللحیانی: هو رَغْوة اللبن، و لم یَخُصَّ وقت الحلب. و انْتَشَفَ النُّشَافَة: أَخذها. و أَنْشَفَهُ: أَعطاه النُّشافة. و یقال للصبی: أَنْشِفْنی أَی أعطنی النُّشافة أَشربها. و نَشَّفَت الإِبل أَی صارت لأَلبانها نُشَافة. و یقال: انْتَشَفَ إذا شرب النِّشَافَة. حكی یعقوب: أَمست إبلكم تُنَشِّفُ و تُرَغِّی أَی لها نُشافة و رَغْوة من التَّنْشِیف و الترغیة. النضر: نَشَّفْتُ الناقة تَنْشِیفاً، و هی ناقة مُنَشِّفٌ، و هو أَن تراها مرّة حافلًا و مرة لیس فی ضرعها لبن، و إنما تفعل ذلك حین یدنو نِتاجها. و النُّشَافَة و النُّشْفَة: ما أَخذت بمغْرفة من القدْر و هو حارّ فتحسَّیْتَه. و النَّشْفُ: اللَّون؛ و یروی بیت أَبی كبیر: و بَیاضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسرارُه مِثْلُ الوَذِیلةِ، أَو كنَشْفِ الأَنْضُرِ و انتُشِفَ لونه: انتُقع؛ حكاه یعقوب، قال: و السین لغة.

نصف؛ ج9، ص: 330

: النِّصْفُ: أَحد شقَّی الشی‌ء. ابن سیدة: النِّصْفُ و النُّصف، بالضم، و النَّصِیفُ و النَّصْفُ؛ الأَخیرة عن ابن جنی: أَحد جزأَی الكمال، و قرأَ زید بن ثابت: فلها النُّصْف. و‌فی الحدیث: الصبر نِصْف الإِیمان؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالصبر الوَرَع لأَن العبادة قِسمان: نُسُك و ورَعٌ، فالنُّسُك ما أَمَرَتْ به الشریعة، و الورَعُ ما نَهَت عنه، و إنما یُنْتَهی عنه بالصبر فكان الصبرُ نِصْفَ الإِیمانِ، و الجمع أَنْصَاف. و نَصَفَ الشی‌ءَ یَنْصُفُه نَصْفاً و انْتَصَفَه و تَنَصَّفَه و نَصَّفَه: أَخذ نِصْفَه. و المُنَصَّفُ من الشراب: الذی یُطبَخ حتی یذهب نِصْفُه. و نَصَفَ القَدَحَ یَنْصفُه نَصْفاً: شرب نِصْفَه. و نَصَفَ الشی‌ءُ الشی‌ءَ یَنْصُفُه: بلغ نِصْفَه. و نَصَفَ النهارُ یَنْصُف
لسان العرب، ج‌9، ص: 331
و ینصِف و انْتَصَفَ و أَنْصَفَ: بلغ نِصْفه، و قیل: كلُّ ما بَلغ نِصْفه فی ذاته فقد أَنْصَفَ؛ و كلُّ ما بلغ نصفه فی غیره فقد نَصَفَ؛ و قال المسیب بن علس یصف غائصاً فی البحر علی دُرَّة: نَصَفَ النهارُ، الماءُ غامِرُه، و رَفِیقُه بالغَیْبِ لا یدری أَراد انْتَصَفَ النهارُ و الماءُ غامره فانْتَصَفَ النهارُ و لم یخرج من الماء، فحذف واو الحال، و نَصَفْتُ الشی‌ءَ إذا بلغت نِصْفَه؛ تقول: نَصَفْتُ القرآن أَی بلغت النصف؛ و نَصَفَ عُمُرَه و نَصَفَ الشیبُ رأْسَه. و یقال: قد نَصَفَ الإِزارُ ساقَه یَنْصُفُها إذا بلغ نِصفها؛ و أَنشد لأَبی جُنْدَب الهذلی: و كنتُ، إذا جارِی دَعا لِمَضُوفةٍ، أُشَمِّر حتی یَنْصُف الساقَ مِئْزَرِی و قال ابنُ مَیَّادةَ یمدح رجلًا: ترَی سَیْفَه لا یَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُه، أَجَلْ لا، و إن كانت طِوالًا مَحامِلُهْ الیزیدیّ: و نصف الماءُ البئر و الحُبَّ و الكُوزَ و هو یَنصُفه نَصفاً و نُصوفاً، و قد أَنْصَفَ الماءُ الحبّ إِنْصَافاً؛ و كذلك الكوز إذا بلغ نصفه، فإن كنت أَنت فعَلْت به قلت: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ و الكوز إِنْصَافاً، و تقول: أَنْصَفَ الشیبُ رأْسه و نَصَّفَ تَنْصِیفاً، و إذا بلغت نصْف السّنّ قلت: قد أَنصَفْتُه و نَصَّفْتُه إِنْصَافاً و تَنْصِیفاً و أَنْصَفْتُه من نفسی. و إناء نَصْفَان، بالفتح: بلغ الكیلُ أَو الماء نِصْفَه، و جُمْجُمةٌ نَصْفَی، و لا یقال ذلك فی غیر النِّصْف من الأَجزاء أَعنی أنه، لا یقال ثَلْثان و لا رَبْعان و لا غیر ذلك من الصفات التی تقتضی هذه الأَجزاء، و هذا مرویّ عن ابن الأَعرابی. و نَصَّفَ البُسْرُ: رطَّب نصفُه؛ هذه عن أَبی حنیفة. و مَنْصَفُ القَوْسِ و الوتَر: موضع النِّصف منهما. و مَنْصَفُ الشی‌ء: وسَطُه. و المَنْصَفُ من الطریق و من النهار و من كل شی‌ء: وسطه. و المَنْصَفُ: نصف الطریق. و‌فی الحدیث: حتی إذا كان بالمَنْصَف‌أَی الموضع الوسَط بین الموضعین. و مُنْتَصَفُ اللیل و النهار: وسَطُه. و انْتَصَفَ النهارُ و نَصَفَ، فهو یَنْصُفُ. و یقال: أَنْصَفَ النهار أَیضاً أَی انتصف، و كذلك نَصَّفَ؛ قال الفرزدق: و إنْ نَبَّهَتْهُنَّ الولائدُ بعد ما تصعَّد یومُ الصَّیْف، أَو كاد یَنْصُفُ و قال العجاج: حتی إذا اللیلُ التَّمامُ نَصَّفَا و كل شی‌ء بلَغ نصف غیره فقد نَصَفَه؛ و كل شی‌ء بلغ نِصْف نفْسِه فقد أَنْصَفَ. ابن السكیت: نَصَفَ النهارُ إذا انتصف؛ و أَنْصَفَ النهارُ إذا انتصف. و نَصَّفْتُ الشی‌ءَ؛ إذا أَخذت نِصفه. و تَنْصِیفُ الشی‌ء: جعله نِصْفَین. و نَاصَفْتُه المال: قاسَمْته علی النصف. و النَّصَفُ: الكَهْل كأَنه بلغ نِصف عُمُره. و قوم أَنْصَاف و نَصَفُون، و الأُنثی نَصَفٌ و نَصَفَة كذلك أَیضاً: كأَنَّ نِصفَ عمرها ذهب؛ و قد بیَّن ذلك الشاعر فی قوله: لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطلَّقةً، و لا یَسُوقَنَّها فی حَبْلِك القَدَرُ و إن أَتَوْكَ فقالوا: إنها نَصَفٌ، فإنَّ أَطْیَبَ نِصْفَیْها الذی غَبَرا «3»
(3). فی هذا البیت إقواء.
لسان العرب، ج‌9، ص: 332
أَنشده ابن الأَعرابی. ابن شمیل: إن فلانة لعلی نَصَفِها أَی نِصْف شبابها؛ و أَنشد: إنَّ غُلاماً، غَرَّه جَرْشَبِیَّةٌ علی نَفْسِها من نفْسِه، لَضَعِیف الجَرْشَبِیّة: العجوز الكبیرة الهَرِمة، و قیل: النَّصَف، بالتحریك، المرأَة بین الحَدَثة و المُسِنّة، و تصغیرها نُصَیْف بلا هاء لأَنها صفة؛ و فی قصیدة كعب: شَدَّ النهارِ ذِراعَیْ عَیْطَلٍ نَصَفٍ النَّصَف، بالتحریك: التی بین الشابَّة و الكهْلة، و قیل: النَّصَف من النساء التی قد بلغت خمساً و أَربعین و نحوها، و قیل: التی قد بلغت خمسین، و القیاس الأَول لأَنه یجرّه اشتقاق و هذا لا اشتقاق له، و الجمع أَنْصَاف و نُصُفٌ و نُصْفٌ؛ الأَخیرة عن سیبویه، و قد یكون النَّصَف للجمع كالواحد، و قد نَصَّفَ. و النَّصِیف: مِكیال. و قد نَصَفَهم: أخذ منهم النِّصف یَنْصُفُهم نَصْفاً كما یقال عشَرَهم یَعْشُرُهم عَشْراً. و‌فی حدیث النبی، صلی اللّه علیه و سلم: لا تسُبُّوا أَصحابی فإن أَحدكم لو أَنفق ما فی الأَرض جمیعاً ما أَدرك مُدَّ أَحدِهم و لا نَصِیفَه؛ قال أَبو عبید: العرب تسمی النِّصْف النَّصِیف كما یقولون فی العُشر العَشِیر و فی الثُّمن الثَّمِین؛ و أَنشد لسلَمة بن الأَكوع: لم یَغْذُها مُدٌّ و لا نَصِیفُ، و لا تُمَیْراتٌ و لا تعْجِیفُ لكنْ غذاها اللَّبَن الخَریفُ: المَحْضُ و القارِصُ و الصَّریفُ و النَّصِیف: الخِمار، و قد نَصَّفَتِ المرأَةُ رأْسها بالخمار. و انْتَصَفَت الجاریة و تَنَصَّفَت أَی اختمرت، و نَصَّفْتُها أَنا تَنْصِیفاً؛ و منه‌الحدیث فی صفة الحور العین: و لَنَصِیفُ إحداهن علی رأْسها خیر من الدنیا و ما فیها؛ هو الخِمار، و قیل المِعْجَر؛ و منه قول النابغة یصف امرأَة: سقَطَ النَّصِیف، و لم تُرِد إسقاطَه، فَتناوَلَتْه و اتَّقَتْنا بالیَدِ قال أَبو سعید: النَّصِیف ثوب تتجلَّل به المرأَة فوق ثیابها كلها، سمی نَصِیفاً لأَنه نَصَفٌ بین الناس و بینها فحَجز أَبصارهم عنها، قال: و الدلیل علی صحة ما قاله قول النابغة: سقط النَّصِیف، لأَن النَّصِیف إذا جعل خِماراً فسقط فلیس لستْرِها وجهَها مع كشفِها شعَرها معنًی، و قیل: نَصِیف المرأَة مِعْجَرُها. و النَّصَفُ و النَّصَفَةُ و الإِنْصَاف: إعطاء الحق، و قد انْتَصَفَ منه، و أَنْصَفَ الرجلُ صاحبه إِنْصَافاً، و قد أَعطاه النَّصَفَةَ. ابن الأَعرابی: أَنْصَفَ إذا أَخذ الحق و أَعطی الحق. و النَّصَفَة: اسم الإِنْصَاف، و تفسیره أَن تعطیه من نفسك النَّصَف أَی تُعْطیه من الحق كالذی تستحق لنفسك. و یقال: انْتَصَفْتُ من فلان أَخذْت حقی كَمَلًا حتی صرت أَنا و هو علی النَّصَف سَواءً. و تَنَصَّفْتُ السلطان أَی سأَلته أَن یُنْصِفَنی. و النِّصْفُ: الإِنْصافُ؛ قال الفرزدق: و لكنَّ نِصْفاً، لو سَبَبْتُ و سَبَّنی بنُو عبد شَمسٍ من مَنافٍ و هاشِمِ و أَنْصَفَ الرجلُ أَی عدل. و یقال: أَنْصَفَه من نفْسه و انْتَصَفْتُ أَنا منه و تَنَاصَفُوا أَی أَنصف بعضُهم بعضاً من نفسه؛ و‌فی حدیث عمر مع زِنْباع بن رَوْح: مَتَی أَلْقَ زِنْباعَ بن رَوْحٍ ببلدةٍ، لی النِّصْفُ منها، یَقْرَع السِّنَّ من نَدَمْ
لسان العرب، ج‌9، ص: 333
النِّصْف، بالكسر: الانْتِصَاف، و قد أَنْصَفَه من خصمه یُنْصِفُه إِنْصَافاً و نَصَفَه یَنْصِفُه و یَنْصُفُه نَصْفاً و نِصَافَةً و نَصَافاً و نِصَافاً و أَنْصَفَه و تَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه. الجوهری: تَنَصَّفَ أَی خَدم؛ قالت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر: فبَیْنا نَسُوسُ الناسَ، و الأَمْرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فیهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ فأُفٍّ لدُنیا لا یدُوم نَعیمُها؛ تقَلَّبُ تاراتٍ بِنا و تَصَرَّفُ و یقال: تنصَّفْتُه بمعنی خدَمْته و عبَدْته؛ و أَنشد ابن بری: فإنَّ الإِلَه تَنَصَّفْتُه، بأَنْ لا أَعُقَّ و أَن لا أَحُوبا قال: و علیه بیت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر: إذا نحن فیهم سوقة نَتَنَصَّفُ و نَصَفَ القومَ أَیضاً: خدمهم؛ قال لبید: لها غَلَلٌ من زازِقیٍّ و كُرْسُفٍ بأَیْمانِ عُجْمٍ یَنْصُفُون المَقاوِلا قوله لها أَی لظُروف الخمر. و النَّاصِفُ و المِنْصَف، بكسر المیم: الخادم. و یقال للخادم: مِنْصَف و مَنْصَفٌ. و النَّصِیفُ: الخادم. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی اللّه عنهما: أَنه ذكر داود، علیه السلام، فقال: دخل المِحراب و أَقعد مِنْصفاً علی الباب، یعنی خادماً، و الجمع مَنَاصِف؛ قال ابن الأَثیر: المِنْصَف، بكسر المیم، الخادم، و قد تفتح المیم. و‌فی حدیث ابن سَلام، رضی اللّه عنه: فجاءنی مِنْصَف فرَفع ثیابی من خَلْفی.و یقال: نَصَفْتُ الرجلَ فأَنا أَنْصُفُه و أَنْصِفُه نِصَافَة و نَصَافَة أَی خدمته. و النَّصَفَةُ: الخُدَّام، واحدهم نَاصِفٌ، و فی الصحاح: و النَّصَف الخدَّام. و تَنَصَّفَه: طلَب مَعْرُوفه؛ قال: فإن الإِله تَنَصَّفْتُه، بأَنْ لا أَخُونَ و أَنْ لا أُخانا و قیل: تَنَصَّفْتُه أَطعْته و انْقَدْت له؛ و قول ابن هَرْمَةَ: مَنْ ذا رسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ عنَّی عُلَیَّةَ غَیرَ قِیلِ الكاذِبِ أَنی غَرِضْتُ إلی تَنَاصُف وجْهِها، غَرَضَ المُحِبِّ إلی الحبیبِ الغائِبِ أَی اشْتَقْت، و قیل: معناه خِدْمة وجهها بالنظر إلیه، و قیل: إلی محاسنه التی تقَسَّمت الحسن فتَنَاصَفَتْه أَی أَنصفَ بعضُها بعضاً فاستوت فیه؛ و قال ابن الأَعرابی: تَنَاصُفُ وجهِها محاسنها أَنها كلّها حَسَنة یُنْصِفُ بعضها بعضاً، یرید أَن أَعضاءها متساویة فی الجمال و الحسن فكأَنَّ بعضها أَنْصَفَ بعضاً فتَنَاصَفَ؛ و قال الجوهری: یعنی استواء المحاسن كأَنَّ بعض أَعضاء الوجه أَنصف بعضاً فی أَخذ القِسْط من الجمال؛ و رجل مُتَنَاصِف: مُتساوی المحاسن، و أَنْصَفَ إذا خدم سیده. و أَنْصَفَ إذا سار بنصف النهار. و المَنَاصِف: أَودیة صغار، و النَّوَاصِف: صخور فی مَناصِف أَسناد الوادی و نحو ذلك من المَسایِل؛ و فی حدیث ابن الصَّبْغاء: بین القِرانِ السَّوْء و النَّوَاصِف جمع نَاصِفَة و هی الصخرة. قال ابن الأَثیر: و یروی … التَّراصُف. و النَّوَاصِفُ: مجاری الماء فی الوادی،
لسان العرب، ج‌9، ص: 334
واحدتها نَاصِفَة: و أَنشد: خَلایا سَفِینٍ بالنَّوَاصِف من دَدِ و النَّاصِفَة من الأَرض: رَحَبة بها شجر لا تكون ناصفة إلا و لها شجر. و النَّاصِفَة: الأَرض التی تُنبت الثُّمام و غیره. و قال أَبو حنیفة: النَّاصِفَة موضع مِنبات یتَّسع من الوادی؛ قال الأَعشی: كخَذُولٍ تَرْعی النَّواصِفَ من تَثْلِیثَ قَفْراً، خَلا لها الأَسْلاقُ و النَّاصِفَة: مجری الماء، و الجمع النَّوَاصِف، و قیل: النَّوَاصِف أَماكن بین الغِلَظ و اللِّین؛ و أَنشد قول طرفة: كأَنَّ حُدُوجَ المالِكِیّةِ، غُدْوةً، خَلایا سَفِینٍ بالنَّوَاصِفِ من دَدِ و قیل: النَّوَاصِف رِحاب من الأَرض. و نَاصِفَةُ: موضع؛ قال: بنَاصِفَةِ الجَوَّیْن أَو بمُحَجِّر

نضف؛ ج9، ص: 334

: النَّضَفُ: الصَّعْتر، الواحدة نَضَفَة؛ و أَنشد: ظَلَّا بأَقْریَةِ التُّفَّاحِ، یَوْمَهُما، یُنَبِّشانِ أُصولَ المَغْدِ و النَّضَفَا ابن الأَعرابی: أَنْضَفَ الرجلُ إذا دام علی أَكل النَّضَف و هو الصَّعتر. و مرَّ بنا قوم نَضِفُون نَجِسُون بمعنی واحد. و نَضَفَ الفَصِیلُ جمیع ما فی ضَرْع أُمه یَنْضِفُه و یَنْضُفُه و انْتَضَفَه: شربه جمیعه. و انْتَضَفَ ما فی الإِناء: شرب جمیع ما فیه. و انْتَضَفَتِ الإِبل ماء حوضها: شربته أَجمع، قال: و قد یقال ذلك بالصاد، و نَضَفْتُ ما فی الإِناء مثله. و انْتَضَفْتُه: مثل لَعِقْته. و انْتَضَفَ الفَصیلُ ما فی بطن أُمه أَی امْتَكَّه، بالضاد المعجمة، و كذلك نَضِفَه، بالكسر، نَضَفاً. و قال أَبو تراب عن الخصیبی: أَنْضَفَتُ الناقة و أَوضَفَت إذا خَبَّت، و أَوْضَفْتُها فوضَفَتْ إذا فعلت. ابن الأَعرابی: النَّضَفُ إبداء الحُصاص. و قال غیره: رجل نَاضِف و مِنْضَف و خاضفٌ و مِخْضَفٌ إذا كان ضَرّاطاً؛ و أَنشد: و أَیْنَ مَوَالِینا الضِّعافُ المَنَاضِفُ

نطف؛ ج9، ص: 334

: النطَفُ و الوحَرُ: العَیْب. یقال: هم أَهل الرَّیْب و النَّطَف. ابن سیدة: نَطَفَه نَطْفاً و نَطَّفَه لطَّخه بعیب و قَذَفَه به. و قد نَطِفَ، بالكسر، نَطَفاً و نَطَافَةً و نُطُوفَة، فهو نَطِفٌ: عابَ و أَرابَ. و یقال: مرَّ بنا قوم نَطِفُون نَضِفون وحَرُون نَجِسُون كفَّار. و النَّطَف: التَّلَطُّخ بالعیب؛ قال الكمیت: فَدَعْ ما لیس منك و لستَ منه، هما رِدْفَین من نَطَفٍ قَرِیبُ قال رِدْفین علی أَنهما اجتمعا علیه مترادفین فنصبهما علی الحال. و فلان یُنْطَف بسُوء أَی یُلَطَّخ. و فلان یُنْطَف بفُجور أَی یُقْذَف به. و ما تَنَطَّفْت به أَی ما تلطَّخْت. و قد نَطِفَ الرجل، بالكسر، إذا اتُّهِمَ بریبة، و أَنطفه غیره. و النَّطِفُ: الرجل المُرِیب. و إنه لَنَطِفٌ بهذا الأَمر أَی متَّهَم، و قد نَطِفَ و نُطِفَ نَطَفاً فیهما. و وقع فی نَطَفٍ أَی شرّ و فساد. و نَطِفَ الشی‌ءُ أَی فسد. و نَطِفَ البعیر نَطَفاً، فهو نَطِفٌ: أَشرفت دَبَرَتُه علی جوفه و نَقَّبت عن فُؤاده، و قیل: هو الذی أَصابته الغُدّة
لسان العرب، ج‌9، ص: 335
فی بطنه، و الأُنثی نَطَفَة. و النَّطَفُ: إشراف الشجَّة علی الدماغ و الدبَرة علی الجوف، و قد نَطِفَ البعیر؛ قال الراجز: كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجوزِ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: شدّاً علیّ سُرَّتی لا تَنْقَعِفْ إذا مَشَیْتُ مِشْیَةَ العَوْدِ النَّطِفْ و رجل نَطِفٌ: أَشرفت شَجَّته علی دِماغه. و نَطِفَ من الطعام یَنْطَفُ نَطَفاً: بَشِم. و النَّطَف: علة یُكوی منها الرجل، و رجُل نَطِفٌ: به ذلك الداء؛ أَنشد ثعلب: و اسْتَمَعُوا قَوْلًا به یُكْوی النَّطِفْ، یَكادُ مَنْ یُتْلَی علیه یُجْتأَفْ «1» و النَّطْفُ: عَقْر الجُرح. و نَطَفَ الجَرْحَ و الخُراجَ نَطْفاً: عقره. و النَّطَفُ و النُّطَفُ: اللؤلؤ الصافی اللون، و قیل: الصغار منها، و قیل: هی القِرَطةُ، و الواحدة من كل ذلك نَطَفَة و نُطَفَة، شبهت بقَطْرة الماء. و النَّطَفَة، بالتحریك: القُرط. و غلام مُنَطَّف: مُقَرَّط. و وصیفة مُنَطَّفَة و مُتَنَطِّفَة أَی مُقَرَّطة بتُومَتَیْ قُرْط؛ قال: كأَنَّ ذا فَدّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّف من أَعْنابه ما قَطَّفا و قال الأَعشی: یَسْعی بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ، مُقَلِّصٌ أَسْفَلَ السِّربالِ مُعْتَمِلُ و تَنَطَّفَتِ المرأَة أَی تَقَرَّطت. و النُّطْفَة و النُّطَافَة: القلیل من الماء، و قیل: الماء القلیل یَبقی فی القِربة، و قیل: هی كالجُرْعة و لا فِعل للنُّطفة. و النُّطْفَة: الماء القلیل یبقی فی الدَّلْو؛ عن اللحیانی أَیضاً، و قیل: هی الماء الصافی، قلَّ أَو كثر، و الجمع نُطَف و نِطَاف، و قد فرق الجوهری بین هذین اللفظین فی الجمع فقال: النُّطفة الماء الصافی، و الجمع النِّطَاف، و النُّطفة ماء الرجل، و الجمع نُطَف. قال أَبو منصور: و العرب تقول للمُویْهة القلیلة نُطفة، و للماء الكثیر نُطفة، و هو بالقلیل أَخص، قال: و رأَیت أَعرابیّاً شرب من رَكِیّة یقال لها شَفِیَّة و كانت غزیرة الماء فقال: و اللّه إنها لنطفة باردة؛ و قال ذو الرمة فجعل الخمر نُطفة: تَقَطُّعَ ماء المُزْنِ فی نُطَفِ الخَمْرِ و‌فی الحدیث: قال لأَصحابه: هل من وَضوء؟ فجاء رجل بنُطفة فی إداوة؛ أَراد بها هاهنا الماء القلیل، و به سمی المنیُّ نُطفة لقلته. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ یَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِیٍّ یُمْنیٰ. و‌فی الحدیث: تخیروا لِنُطَفِكم، و‌فی روایة: لا تجعلوا نُطَفَكم إلا فی طَهارة، و هو حث علی استخارة أُم الولد و أَن تكون صالحة، و عن نكاح صحیح أَو ملك یمین. و‌روی عن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، أَنه قال: لا یزالُ الإِسلامُ یزید و أَهله و یَنْقُصُ الشِّرك و أَهله حتی یسیر الراكب بین النُّطْفَتَیْنِ لا یخشی إلا جوراً؛ أَراد بالنُّطْفَتَیْنِ بحر المشرق و بحر المغرب، فأَما بحر المشرق فإنه ینقطع عند نواحی البصرة، و أَما بحر المغرب فمُنْقَطَعُه عند القُلْزم؛ و قال بعضهم: أَراد بالنُّطْفَتَیْنِ ماء الفُرات و ماء البحر الذی یلی جُدّة و ما والاها فكأَنه، صلی اللّه علیه و سلم، أَراد أَن الرجل یسیر فی أَرض العرب بین ماء الفرات و ماء البحر لا یخاف فی طریقه غیر
(1). ورد هذا البیت فی مادة جأف و فیه یجتئف بدل یجتأف.
لسان العرب، ج‌9، ص: 336
الضَّلال و الجَوْر عن الطریق، و قیل: أَراد بالنُّطْفَتَیْنِ بحر الروم و بحر الصین لأَن كل نطفة غیر الأُخری، و اللّه أعلم بما أَراد؛ و‌فی روایة: لا یخشی جوراً‌أَی لا یخاف فی طریقه أَحداً یجور علیه و یظلمه. و‌فی الحدیث: قطَعْنا إلیهم هذه النُّطفةَ‌أَی البحر و ماءه. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه: و لیُمْهِلْها عند النِّطَاف و الأَعْشاب، یعنی الإِبل و الماشیة، النِّطَاف: جمع نُطفة، یرید أَنها إذا وردت علی المیاه و العُشب یدَعُها لتَرِد و ترعی. و النُّطْفَة: التی یكون منها الولد. و النَّطْفُ: الصبُّ. و النَّطْفُ: القَطْر. و نَطَفَ الماءُ و نَطَفَ الحُبُّ و الكوز و غیرهما یَنْطِفُ و یَنْطُف نَطْفاً و نُطُوفاً و نِطَافاً و نَطَفَاناً: قَطَر. و القِرْبة تَنْطُف أَی تقْطُر من وَهْیٍ أَو سَرْبٍ أَو سُخْف. و نَطَفَانُ الماء: سَیَلانُه. و نَطَفَ الماءُ یَنْطُفُ و یَنْطِفُ إذا قطر قلیلًا قلیلًا. و‌فی صفة السید المسیح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: یَنْطِفُ رأْسه ماء.و‌فی حدیث ابن عمر، رضی اللّه عنهما: دخلت علی حفصة و نَوْساتُها تَنْطِفُ.و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتاه فقال: یا رسول اللّه رأَیتُ ظُلَّة تَنْطِفُ سمناً و عسلًا‌أَی تقطُر. و النُّطَافَةُ: القُطارة. و النَّطُوف: القَطُور. و لیلة نَطُوف: قاطرة تمطر حتی الصباح. و نَطَفَت آذان الماشیة و تَنَطَّفَت: ابتلَّت بالماء فقطَرت؛ و منه قول بعض الأَعراب و وصف لیلة ذات مطر: تَنْطف آذان ضأْنها حتی الصباح. و النَّاطِفُ: القُبَّیط لأَنه یَتَنَطَّف قبل استِضْرابه أَی یقْطُر قبل خُثورته؛ و جعل الجعدی الخمر نَاطِفاً فقال: و بات فَریق یَنْضَحُون كأَنما سُقُوا نَاطِفاً، من أَذْرِعاتٍ، مُفَلْفَلا و التَّنَطُّف: التَّقَزُّزُ. و أَصاب كَنْزَ النَّطِف، و له حدیث، قال الجوهری: قولهم لو كان عنده كَنْزُ النَّطِف ما عدا؛ قال: هو اسم رجل من بنی یَرْبوعٍ كان فقیراً فأَغار علی مال بعث به باذانُ إلی كِسری من الیمن، فأَعطی منه یوماً حتی غابت الشمس فضربت به العرب المثل؛ قال ابن بری: هذا الرجل هو النَّطِفُ بن الخَیْبَری أَحد بنی سَلِیط بن الحرث بن یَرْبُوعٍ، و كان أَصاب عَیْبَتَیْ جوهر من اللَّطِیمة التی كان باذانُ أَرسَل بها إلی كسری بن هُرْمُزَ، فانتهبها بنو حَنظلةَ فقُتِلت بها تمِیم یوم صَفْقة المُشَقَّر، و رأَیت حاشیة بخط الشیخ رضیّ الدین الشاطبی، رحمه اللّه، قال: قال ابن درید فی كتاب الاشتقاق: النَّطِف اسمه حِطَّانُ، قال ابن بری: و یقال النطف رجل من بنی یربوع كان فقیراً یحمل الماء علی ظهره فینطف أَی یقطر، و كان أغار علی مال بعث به باذان إلی كسری.

نظف؛ ج9، ص: 336

: النَّظافة: النَّقاوة. و النَّظَافَة: مصدر التَّنْظِیف و الفعل اللازم منه نَظُفَ الشی‌ءُ، بالضم، نَظَافَة، فهو نَظِیف: حَسُن و بَهُوَ. و نَظَّفَه یُنَظِّفُه تَنْظِیفاً أَی نقّاه. و‌فی الحدیث: أَن اللّه تبارك و تعالی نَظِیف یُحب النَّظافة.قال ابن الأَثیر: نَظافةُ اللّه كنایة عن تنزهه من سِمات الحدث و تَعالیه فی ذاته عن كل نقص، و حُبُّه النَّظَافَة من غیره كنایة عن خلوص العقیدة و نفی الشرك و مجانبةِ الأَهواء، ثم نظافة القلب عن الغِلِّ و الحِقد و الحسد و أَمثالها، ثم نظافة المَطعم و المَلبس عن الحرام و الشُّبَه، ثم نظافة الظاهر بملابسة العبادات. و منه‌الحدیث: نَظِّفُوا أَفواهكم فإنها طُرق القرآن‌أَی صُونوها عن اللَّغو و الفُحْش و الغِیبة و النمیمة و الكذب و أَمثالها، و عن أَكل الحرام و القاذورات و الحث علی تطهیرها من النجاسات و السؤال. و التَّنَظُّف:
لسان العرب، ج‌9، ص: 337
تكلُّف النظافة. و اسْتَنْظَفْتُ الشی‌ءَ أَی أَخذته نظیفاً كله. و‌فی الحدیث: تكون فتنة تَسْتَنْظِفُ العرب‌أَی تَسْتَوْعِبهم هلاكاً، من اسْتَنْظَفْت الشی‌ء إذا أَخذته كله؛ و منه قولهم: اسْتَنْظَفْتُ ما عنده و استغنیت عنه. و المِنْظَفَة: سُمَّهة تُتخذ من الخوص. و اسْتَنْظَفَ الوالی ما علیه من الخراج: استوفاه، و لا یستعمل التَّنْظیف فی هذا المعنی؛ قال الجوهری: یقال اسْتَنْظَفْتُ الخراج و لا یقال نَظَّفْته. و نَظَفَ الفصِیلُ ما فی ضَرْع أُمه و انْتَظَفَه: شرب جمیع ما فیه، و انْتَظَفْتُه أَنا كذلك. قال أَبو منصور: و التَّنَظُّف عند العرب التَّنَطُّس و التَّقَزُّز و طلَبُ النَّظافةِ من رائحة غَمَرٍ أَو نَفْی زُهومة و ما أَشبهها، و كذلك غَسْل الوسَخ و الدَّرَن و الدَّنَس. و یقال للأُشْنان و ما أَشبهه: نَظِیف، لتنظیفه الید و الثوب من غَمَر المَرق و اللحم و وضَر الودَك و ما أَشبهه. و قال أَبو بكر فی قولهم نَظِیف السراویل: معناه أَنه عفیف الفَرْج، یكنی بالسراویل عن الفرج كما یقال هو عفیف المِئزر و الإِزار؛ قال متمم بن نُوَیْرَة یرثی أَخاه: حُلْو شَمائلُه عَفِیفُ المِئزَر أَی عفیف الفرج. قال: و فلان نَجِس السراویل إذا كان غیر عفیف الفرج. قال: و هم یَكنون بالثیاب عن النفْس و القلب، و بالإِزار عن العفاف؛ و قال غیره: فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِیابَه و قال فی قوله: فسُلِّی ثِیابی من ثِیابكِ تَنْسُلِ فی الثیاب ثلاثة أَقوال: قال قوم الثیاب هاهنا كنایة عن الأَمر؛ المعنی اقطعی أَمری من أَمرِك، و قیل: الثیاب كنایة عن القلب؛ المعنی سُلِّی قلبی من قلبك، و قال قوم: هذا الكلام كنایة عن الصریمة، یقول الرجل لامرأَته ثیابی من ثیابك حرام، و معنی البیت إنی فی خُلُق لا تَرْضَیْنه فاصْرِمینی، و قوله تنسُل تَبِین و تُقْطَع، و نسَلتِ السنُّ إذا بانت، و نسَل رِیش الطائر إذا سقط.

نعف؛ ج9، ص: 337

: النَّعْفُ من الأَرض: المكان المرتفع فی اعتراض، و قیل: هو ما انْحَدَر عن السَّفْح و غَلُظ و كان فیه صُعود و هُبوط، و قیل: هو ناحیة من الجبل أَو ناحیة من رأْسه، و قیل: النَّعْف ما انحدر عن غِلَظ الجبل و ارتفع عن مَجْری السیْل، و مثله الخَیْفُ، و قیل: النَّعْفُ ما ارتفع عن الوادی إلی الأَرض و لیس بالغلیظ، و كذلك نَعْف التلّ؛ قال: مِثْل الزَّحالِیفِ بنَعْفِ التَّلِّ و قیل: النَّعْفُ ما انحدر من حُزونة الجبل و ارتفع عن مُنْحَدَر الوادی فما بینهما نَعْف و سَرْوٌ و خَیْفٌ، و الجمع نِعَافٌ. و نَعْفُ الرملة: مُقدَّمها و ما استَرَقَّ منها؛ قال ذو الرمة: قطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلةَ العِدالا یرید ما استرقَّ من رَمْله، و الجمع من كل ذلك نِعاف. و نِعافٌ نُعَّفٌ، علی المبالغة: كبِطاحٍ بُطَّح. و فی النوادر: أَخذت نَاعِفَةَ القُنَّةِ و راعِفَتها و طارفتها و رعافها و قائدتها، كل هذا مُنْقادها. و انتَعَفَ الرجل: ارتقی نَعْفاً. و النَّعْفَةُ: ذؤابة النعْل. و النَّعْفَةُ: أَدَم یَضْرِب خلْف شَرْخ الرَّحْل. و النَّعَفَةُ و النَّعْفَةُ: أَدَمة تضْطَرِبُ خلْف آخِرة الرَّحْل من أَعلاه، و هی العَذَبةُ و الذُّؤابة. و‌فی حدیث عطاء: رأَیت الأَسود بن یزید قد تَلفَّف فی قطِیفة ثم عقَد هُدبة
لسان العرب، ج‌9، ص: 338
القَطِیفة بنَعَفَةِ الرَّحْل؛ قال ابن الأَثیر: النَّعَفَةُ، بالتحریك، جلْدة أَو سَیر یُشدّ فی آخرة الرحْل یعلَّق فیه الشی‌ء یكون مع الراكب، و قیل: هی فضلة من غِشاء الرحْل تُشقَّق سیوراً و تكون علی آخرته. و انتَعَفْت الشی‌ء: تركتُه إلی غیره. و ناعفْتُ الطریقَ: عارَضْتُه. و النعْفة فی النعل: السَّیر الذی یضرب ظْهرَ القَدَم من قِبَلِ وحْشِیِّها. و یقال: ضَعِیف نَعِیفٌ إتباع له. و الانْتِعَاف: وضُوح الشخص و ظُهوره. و یقال: من أین انْتَعَفَ الراكب أَی من أَین وضَح و من أَین ظهر. و المُنْتَعَفُ: الحَدّ بین الحَزْن و السَّهْل؛ قال البَعِیث: بمُنْتَعَفٍ بین الحُزونةٍ و السَّهْلِ

نغف؛ ج9، ص: 338

: النَّغَفُ، بالتحریك و الغین معجمة: دود یسقط من أُنوف الغنم و الإِبل، و فی الصحاح: الدود الذی یكون فی أُنوف الإِبل و الغنم، واحدته نَغَفَة. و نَغِفَ البعیرُ: كثر نَغَفُه. و النَّغَفُ: دود طِوال سود و غُبر، و قیل: هی دود طوال سود و غبر و خضر تقطع الحَرث فی بطون الأَرض، و قیل: هی دود عُقْف، و قیل: غُضْف تَنْسَلِخُ عن الخنافس و نحوها، و قیل: هی دود بیض یكون فیها ماء، و قیل: دود أَبیض یكون فی النوی إذا أُنْقِع، و ما سوی ذلك من الدود فلیس بنَغَف. و‌فی الحدیث: أَن یأْجُوج و مأْجوج یُسَلّط اللّه علیهم فیُهْلِكُهم النَّغَف فیأْخذ فی رقابهم؛ و‌فی طریق آخر: إذا كان فی آخر الزمان سُلِّطَ علی یأْجوج و مأْجوج النَّغَفُ فیُصبحون فَرْسَی‌أَی مَوْتی؛ النَّغَف، بالتحریك: هو الدود الذی یكون فی أُنوف الإِبل و الغَنم. و‌فی حدیث الحدیبیة: دَعُوا محمداً و أَصحابه حتی یموتوا موتَ النَّغَف؛ و النَّغَفُ عند العرب: دِیدان تَولَّدُ فی أَجوافِ الحیوان و الناس و فی غراضِیف الخیاشِیم، قال: و قد رأَیتها فی رؤوس الإِبل و الشاء. و العرب تقول لكل ذلیل حقیر: ما هو إلا نَغَفَة، تشبِّه بهذه الدودة. و یقال للرجل الذی تحتقره: یا نَغَفَةُ، و إنما أَنت نَغَفَة. و النَّغَفَتَان: عظمان فی رؤوس الوَجْنَتَین و من تحركهما یكون العُطاس. التهذیب: و فی عظْمَی الوَجْنتین لكل رأْس نَغَفَتَان أَی عظمان، و المسموع من العرب فیهما النَّكَفَتان، بالكاف، و هما حدَّا اللَّحْیَین من تحت، و سیأْتی ذكرهما قال الأَزهری: و أَما النَّغَفَتَان بمعناهما فما سمعته لغیر اللیث. و النَّغَفُ: ما یُخرجه الإِنسان من أَنفه من مُخاط یابس. و النَّغَفَةُ: المُسْتحقَر، مشتق من ذلك. و النَّغَفَة أَیضاً: ما یبِس من الذَّنِین الذی یخرج من الأَنف، فإذا كان رطباً فهو ذَنین؛ و منه قولهم لمن استقذروه: یا نَغَفَةُ‌

نفف؛ ج9، ص: 338

: التهذیب: روی الأَزهری عن المؤرج قال: نَفَفْتُ السَّوِیقَ و سَفِفْتُهُ و هو النَّفِیفُ و السَّفِیف لسفیف السّوِیق؛ و أَنشد لرجل من أَزْد شنُوءةَ: و كان نصیری مَعْشَراً فطَحا بهم نَفِیفُ السّوِیق، و البُطونُ النواتِقُ و قال: إذا عظُم البطن و ارتفع المعَدُّ یقال لصاحبه ناتِق.

نفنف؛ ج9، ص: 338

: النَّفْنَف: الهواء، و قیل: الهواء بین الشیئین؛ و كل شی‌ء بینه و بین الأَرض مَهْوًی، فهو نَفْنَفٌ؛ قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌9، ص: 339
ترَی قُرْطَها من حُرَّةِ اللِّیتِ مُشْرِفاً، علی هَلَكٍ، فی نَفْنَفٍ یَتطوَّحُ الأَصمعی: النَّفْنَف مهْواة ما بین جبلین. و النَّفْنَف: المَفازة. و النَّفْنَاف: البعید؛ عن كراع. و نَفَانِفُ الكَبِدِ: نواحیها. و نَفَانِفُ الدارِ: نواحیها؛ و صُقْعُ الجبل الذی كأَنه جدار مبنی مسْتوٍ نَفْنَف، و الرَّكیة من شفتها إلی قعرها نَفْنَف. و النَّفْنَفُ: أَسناد الجبل التی تَعْلوه منها و تَهْبِط منها فتلك نَفَانِفُ، و لا تُنبت النَّفَانِف شیئاً لأَنها خَشِنة غلیظة بعیدة من الأَرض. ابن الأَعرابی: النَفْنَفُ ما بین أَعلی الحائط إلی أَسفل، و بین السماء و الأَرض، و أَعلی البئر إلی أَسفل.ن

نقف؛ ج9، ص: 339

: اللیث: النَّقْف كَسْر الهامة عن الدماغ و نحو ذلك كما یَنْقُف الظلیم الحنْظل عن حبه. و المُنَاقَفَة: المضاربة بالسیوف علی الرُّؤوس. و نَقَفَ رأْسه یَنْقُفُه نَقْفاً و نقَحه: ضربه علی رأْسه حتی یخرج دماغه، و قیل: نَقَفَه ضربه أَیسر الضرب، و قیل: هو كسر الرأْس علی الدماغ، و قیل: هو ضربك إیاه برُمْح أَو عصا، و قد نَاقَفْت الرجل مُنَاقَفَةً و نِقَافاً. یقال: الیوم قِحافٌ و غداً نِقَافٌ أَی الیوم خَمْر و غداً أَمْر، و من رواه و غداً ثِقاف فقد صحَّف. و‌فی حدیث عبد اللّه بن عمرو: اعْدُدْ اثنی عشر من بنی كعب بن لؤیّ ثم یكون النَّقْفُ و النِّقَافُ‌أَی القتْل و القِتال؛ و النَّقْفُ: هشْم الرأْس، أَی تَهِیجُ الفتن و الحروب بعدهم. و‌فی حدیث مسلم بن عُقْبة المُرِّی: لا یكون إلا الوِقافُ ثم النِّقَافُ ثم الانْصراف‌أَی المُواقَفة فی الحرب ثم المُناجَزةُ بالسیوف ثم الانصراف عنها. و تَنَقَّفْتُ الحنظل أَی شققته عن الهَبِید؛ و منه قول إمرئ القیس: كأَنی، غَداة البیْن یوم تحمَّلُوا لدی سَمُراتِ الحَیِّ، نَاقِفُ حَنْظَلِ و یقال: حنظلٌ نَقِیف أَی مَنْقُوف؛ و فی رجز كعب و ابن الأَكوع: لكنْ غَذاها حَنْظَلٌ نَقِیفُ أَی مَنْقوف، و هو أَن جانی الحنظل یَنْقُفُها بظُفُره أَی یضربها، فإن صوتّت علم أَنها مُدركة فاجتناها. و نَقَفَ الظَّلِیمُ الحنظلَ یَنْقُفُه و انْتَقَفَه: كسره عن هبیده. و نَقَفَ الرُّمانة إذا قشرها لیستخرجَ حَبّها. و انْتَقَفْتُ الشی‌ءَ: استخرجته. و نَقَفَ البیضةَ: نقَبها. و نَقَفَ الفرْخُ البیضةَ: نقَبها و خرج منها. و النَّقْف: الفرْخ حین یخرج من البیضة، سمی باسم المصدر. أَبو عمرو: یقال للرجلین جاءَا فی ثِقاف واحد و نِقَاف واحد إذا جاءَا فی مكان واحد؛ أَبو سعید: إذا جاءَا مُتساوِیین لا یتقدَّم أَحدهما الآخر، و أَصله الفَرْخانِ یخرجان من بیضة واحدة. و أَنْقَفَ الجرادُ: رمی ببیضه. و قولهم: لا تكونوا كالجراد رَعَی وادیاً و أَنْقَفَ وادیاً أَی أَكثر بیضه فیه. و النَّقَفَة كالنَّجَفة، و هی وُهَیْدة صغیرة تكون فی رأْس الجبل أَو الأَكَمة. و جِذْع نَقِیف و مَنْقُوف: أَكلته الأَرَضةُ. و أَنقَفْتُك المُخَّ أَی أَعطیتك العظم تستخرج مُخَّه. و المَنْقُوف: الرجل الخفیفُ الأَخْدَعیْنِ القلیلُ اللحم. و مِنْقَافُ الطائر: مِنقارُه فی بعض اللغات. و المِنْقَاف: عظم دُوَیْبَّة تكون فی البحر فی وسطه مَشَقٌّ تُصْقل به الصُّحف، و قیل: هو ضَرْب من الودَع. و رجل نَقَّاف: ذو نَظر فی الأَشیاء و تدْبیر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 340
و النَّقَّاف: السائل، و خص بعضهم به سائل الإِبل و الشاء؛ قال: إذا جاء نَقَّافٌ یَعُدُّ عِیالَه طَویل العصا، نَكَّبْته عن شِیاهِها «2» التهذیب: و قال لبید یصف خمراً: لَذیذاً و مَنْقُوفاً بصافی مَخِیلةٍ، من الناصع المَحْمُودِ من خَمْر بابلا أَراد ممزوجاً بماءٍ صاف من ماءِ سحابة، و قیل: المَنْقُوف المَبْزُول من الشراب، نَقَفْتُه نَقْفاً أَی بَزَلْته. و یقال: نحت النحّات العُود فترك فیه مَنْقَفاً إذا لم یُنْعِم نَحْته و لم یُسوِّه؛ قال الراجز: كِلْنا علیهِنَّ بمُدٍّ أَجْوَفَا، لم یَدَعِ النَّقَّافُ فیه مَنْقَفَا، إلا انْتَقی من حَوْفِه و لَجَّفا یرید أَنه أَنعم نحته. و النَّقَّاف: النحّات للخشب.

نكف؛ ج9، ص: 340

: النَّكْفُ: تنحِیتُك الدَّمْع عن خدَّیك بإصْبعك؛ قال: فبانُوا فلولًا ما تذَكَّر منهمُ من الحِلْفِ، لم یُنْكَفْ لعَینیك مَدمَعُ و فی التهذیب: فماتُوا. و نَكَفْتُ الدمعَ أَنْكُفُه نَكْفاً إذا نحّیته عن خدّك بإصبعك. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: جعَلَ یضرِب بالمِعْول حتی عَرِقَ جَبینُه و انْتَكَفَ العَرَقَ عن جبینه‌أَی مسَحَه و نحّاه. و‌فی حدیث حُنیْن: قد جاء جیش لا یُكَتُّ و لا یُنْكَفُ‌أَی لا یُحْصَی و لا یُبلَغ آخره، و قیل: لا یَنقطِع آخره كأَنه من نَكَفَ الدمعَ. و النَّكْفُ: مصدر نَكَفْت الغیثَ أَنْكُفُه نَكْفاً أَی أَقْطَعته و ذلك إذا انقطع عنك؛ قال ابن بری: قول الجوهری أَی أَقطعته قال كذا فی إصلاح المَنْطِق، و قال: یقال أَقطعْت الشی‌ء إذا انقطع عنك. و یقال: هذا غیث لا یُنْكَفُ، و هذا غیث ما نَكَفْناه أَی ما قطعْناه؛ قال ابن سیدة: و كذلك حكاه ثعلب قطعناه بغیر أَلف، و قد نَكَفْنَاه نَكْفاً. و غیث لا یُنْكُفُ: لا ینْقطِع. و قَلِیب لا یُنْكَفُ: لا یُنْزَح. و هذا غیث لا یَنْكُفُه أَحد أَی لا یعلم أَحد أَین أَقصاه. و رأَینا غَیثاً ما نَكَفَه أَحد سار یوماً و لا یومین أَی ما أَقطعه. و فلان بحر لا یُنْكَفُ أَی لا یُنْزَحُ. التهذیب: و ماء لا یُنْكَفُ و لا یُنْزَحُ. و قال ابن الأَعرابی: نَكَفَ البئرَ و نكَشَها أَی نزَحَها، و عنده شَجاعة لا تُنْكَفُ و لا تُنكش أَی لا تُدرك كلها. و فی نوادر الأَعراب: تَنَاكَفَ الرجلانِ الكلام إذا تَعاوَراه. و نَكِفَ الرجلُ عن الأَمر، بالكسر، نَكَفاً و اسْتَنْكَفَ: أَنِف و امتنع. و فی التنزیل العزیز: لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلّٰهِ وَ لَا الْمَلٰائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ. و رجل نِكْفٌ: یُسْتَنْكَفُ منه. الأَزهری: سمعت المنذری یقول: سمعت أَبا العباس و سئل عن الاسْتِنْكَاف فی قوله تعالی: لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ، فقال: هو أَن یقول لا، و هو من النَّكَفِ و الوَكَفِ. یقال: ما علیه فی ذلك الأَمر نَكَفٌ و لا وَكَفٌ، فالنَّكَفُ: أَن یقال له سُوء. و اسْتَنْكَفَ و نَكِفَ إذا دَفَعَه و قال: لا، و المفسرون یقولون الاسْتِنْكَاف و الاسْتكبار واحد، و الاستكبار: أَن یتكبّر و یتعظَّم، و الاسْتِنْكَاف: ما قلنا. و قال الزجاج فی ذلك: أَی لیس یستنكف الذی یزعمون أَنه إله أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلّٰهِ وَ لَا الْمَلٰائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ و هم أَكبر
(2). قوله [یعد] فی شرح القاموس: یسوق، و قوله: [شیاهها] فی الشرح المذكور: عیالیا.
لسان العرب، ج‌9، ص: 341
من البشر، قال: و معنی لَنْ یَسْتَنْكِفَ أَی لن یأْنَف، و أَصله من نَكَفْتُ الدمعَ إذا نحّیته بإصبعك عن خدك، قال: فتأْویل لَنْ یَسْتَنْكِفَ لن یَنْقَبِض و لن یمتنع من عبودة اللّه. و یقال: نَكِفْتُ من ذلك الأَمر أَنْكَفُ نَكَفاً إذا اسْتَنْكَفْت منه. و حكی الجوهری عن الفراء قال: و نَكَفْتُ، بالفتح، لغة. و نَكَفْتُ عن الشی‌ء أَی عدَلت مثل كنَفْت. و یقال: ضَرب هذا فانْتَكَفَ فضَرب هذا. و الانْتِكَاف: مثل الانْتِكاث؛ و منه قول أَبی النجم: ما بالُ قلبٍ راجعَ انْتِكَافَا، بعد التَّعَزِّی، اللَّهْوَ و الإِیجافا؟ و نَكِفَ نَكَفاً و انْتَكَفَ: تَبرَّأَ و هو نحو الأَوَّل. قال ثعلب: و سئل النبی، صلی اللّه علیه و سلم، عن قولهم سبحان اللّه، فقال: هو الانْتِكَاف، ثم فسره ثعلب فقال: هو التبرّؤ من الأَولاد و الصواحب، و فی النهایة: فقال إِنْكَافُ اللّه من كل سُوء أَی تنزیهه و تقْدیسه. یقال: نَكِفْتُ من الشی‌ء و اسْتَنْكَفْتُ منه أَی أَنفْت منه، و أَنْكَفْتُه أَی نزَّهْته عما یُسْتَنْكَف. اللحیانی: النَّكَفُ ذِرْبة تحت اللُّغْدَین مثل الغُدد. و النَّكَفَةُ: الداغصةُ. و النَّكْفَةُ و النَّكَفَةُ: ما بین اللَّحیین و العُنُق من جانبَی الحُلقوم من قُدُم من ظاهر و باطن. و قیل: هی غُدَدةٌ صغیرة، و فی المحكم: غددة فی أَصل اللَّحْی بین الرَّأْد و شحمة الأُذن، و قیل: هو حدّ اللَّحْی، و قیل: النكَفَتانِ غُدَّتان تَكْتَنِفان الحلقوم فی أَصل اللحی، و قیل: النَّكَفَتَان لحمتان مُكْتنِفتا عَكَدة اللسان من باطن الفم فی أُصول الأُذنین داخلتان بین اللحیین، و قیل: هما عُقْدتان ربما سقطتا من وجع الحلق فظهر لهما حَجْم. و نَكِفَ الرجل نَكَفاً: أَصابه ذلك، و قیل: النَّكَفَتَانِ العظمان الناتئان عند شحمة الأُذنین یكون فی الناس و فی الإِبل، و قیل: هما عن یمین العَنْفَقة و شمالها، و هو الموضع الذی لا یَنبُتُ علیه شعر، و قیل: النَّكَفَتَانِ من الإِنسان غُدَّتان فی الحلق بینهما الحلقوم، و هما من الفرس طرَفا اللحیین الداخلان فی أُصول الأُذنین، و الجمع من ذلك كله: نَكَفَ، بالتحریك. ابن الأَعرابی: النَّكَفُ اللُّغدان اللذان فی الحلق و هما جانبا الحلقوم؛ و أَنشد: فطَوَّحَتْ ببَضْعَةٍ و البَطْنُ خِفّ، فقَذَفَتها، فأَبَتْ لا تَنْقَذِفْ، فخرَفتها فَتَلقَّاها النَّكَفْ قال: و المَنْكُوف الذی یشتكی نَكَفَتُه، و هو أَصل اللِّهْزِمة. و نَكَّفَتُ الإِبل، فهی مُنَكِّفَة إذا ظهرت نَكَفاتُها. و النَّكَفَتَان: اللِّهْزمتان. و النَّكَفَةُ: وجع یأْخذ فی الأُذن. اللیث: النَّفَكة لغة فی النكَفَةِ. و النُّكافُ و النُّكاثُ، علی البدل: الغُدَدةُ، و قیل: هو داء یأْخذ فی النكَفَتین، و هو أَحد الأَدْواء التی اشتقت من العُضْو، و هو مذكور فی حرف القافِ. و إبل مُنَكَّفَةٌ: أَصابها ذلك. و النُّكَاف: ورَم یأَخذ نَكَفَتَی البعیر، قال: و هو داء یأخذها فی حلوقِها فیقتلها قتلًا ذریعاً، و البعیر مَنْكُوف و الناقة مَنْكُوفَة. و النَّكَف: وجع یأخذ فی الید، و قد نَكِفَ نَكَفاً. و نَكَفَ أَثَرَه یَنْكُفُه نَكْفاً، و انْتَكَفَه: اعترضه فی مكان سهل؛ قال الأَزهری: و ذلك إذا عَلَا ظَلَفاً من الأَرض غلیظاً لا یؤدّی الأَثر فاعترضه فی مكان سهل؛ و أَنشد ابن بری:
لسان العرب، ج‌9، ص: 342
ثم اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا، نَكَفْت حیثُ مَثْمَثَ المِثْماثا و الانْتِكَاف: المیل. و قال بعضهم: انْتَكَفْتُ له فضربته انْتِكَافاً أَی مِلْت علیه؛ و أَنشد: لمَّا انْتَكَفْتُ له فَوَلَّی مُدْبِراً، كَرْنَفْتُه بِهِراوةٍ عَجْراء و یَنْكَفُ: اسم ملِك من ملوك حِمْیر. و یَنْكفُ: موضع. و ذات نَكِیف: موضع. و یومُ نَكِیف: وقعة كانت بین قُریش و بین بنی كِنانة.

نهف؛ ج9، ص: 342

: أَهمله اللیث. و قال ابن الأَعرابی: النَّهْفُ التَّحَیُّر.

نوف؛ ج9، ص: 342

: نَافَ الشی‌ءُ نَوْفاً: ارتفع و أَشْرف. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی اللّه عنهما: ذاك طَوْد مُنیفٌ‌أَی عالٍ مُشْرِف. یقال: نَافَ الشی‌ءُ یَنُوفُ إذا طال و ارتفع. و أَنَافَ الشی‌ءُ علی غیره: ارتفع و أَشرف. و یقال لكل مُشرف عل غیره: إنه لمُنِیف، و قد أَنَافَ إِنَافَة، قال طرفة: و أَنَافَتْ بهَوادٍ تُلُعٍ، كجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عنها القُشُرْ و منه یقال: عشرون و نَیِّف لأَنه زائد علی العقد. الأَزهری: و مِن نَافَ یقال هذه مائة و نَیِّفٌ، بتشدید الیاء، أَی زیادة، و هی كلام العرب، و عوامُّ الناس یخففون فیقولون: و نَیْف، و هو لحن عند الفصحاء. قال أَبو العباس: الذی حصّلناه من أَقاویل حُذَّاق البصریین و الكوفیین أَنّ النَّیِّف من واحدة إلی ثلاث، و البِضْع من أَربع إلی تسع. و یقال: نَیَّفَ فلان علی الستین و نحوها إذا زاد علیها؛ و كلُّ ما زاد علی العَقْد، فهو نَیِّفٌ، بالتشدید، و قد یخفف حتی یبلغ العَقْد الثانی. ابن سیدة: النَّیِّف الفضل؛ عن اللحیانی. و حكی الأَصمعی: ضع النَّیِّف فی موضعه أَی الفضْل؛ و قد نَیَّفَ العددُ علی ما تقول. قال: و النَّیْفُ و النَّیِّفُ، كمیْت و میِّت، الزیادة. و النِّیفُ و النِّیفَة: ما بین العَقْدین لأَنها زیادة، یقال: له عشرة و نَیِّف، و كذلك سائر العقود. قال اللحیانی: یقال عشرون و نَیِّفٌ و مائة و نَیِّف و أَلف و نَیِّف، و لا یقال نَیِّفٌ إلا بعد عَقْد، قال: و إنما قیل نَیِّفٌ لأَنه زائد علی العدد الذی حواه ذلك العَقْد. و أَنَافَت الدراهم علی كذا: زادت. و أَنَافَ الجبل و أَنَافَ البِناء، فهو جبل مُنِیف و بناء مُنِیف أَی طویل؛ و قال ابن جنی فی كتابه الموسوم بالمعرب: و أَنت تراهم قد استحدثوا فی حَبْله من قوله: لما رأَیت الدَّهْر جَهْماً حَبْلُهو حرف مدّ أَنَافُوه علی وزن البیت، فعدّی أَنَافُوه و لیس هذا بمعروف، و إنما عدّاه لأَنه فی معنی زاد. و نَیَّفَ العَدَد علی ما تقول: زاد، و أَورد الجوهری النیف الزیادة، و النِّیاف فی ترجمة نیف، قال: و أَصله الواو؛ قال ابن بری: شاهده قول ابن الرِّقاع: ولدت ترابیه رأْسُها، علی كلِّ رابیةٍ، نَیِّف «1» و امرأَة مُنِیفَة و نیاف: تامّة الطول و الحُسن. و جمل نِیَاف و ناقة نِیَاف: طویلا السّنام؛ قال ابن بری: شاهده قول زیاد المِلْقَطِیّ: و الرَّحْل فوق ذاتِ نَوْفٍ خامس «2»
(1). قوله [ولدت ترابیه] كذا بالأصل، و لعله ولدت برابیة، واحدة الروابی. (2). قوله [خامس] كذا فی الأَصل بالخاء، و لعله بالجیم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 343
قال ابن جنی: یاء كل ذلك منقلبة عن واو لأَنه من النوف الذی هو العُلُوُّ و الارْتفاع، قلبت فیه الواو تخفیفاً لا وجوباً، أَ لا تری إلی صحة صِوان و خِوان و صِوار؟ علی أَنه قد حكی صِیان و صِیار، و ذلك عن تخفیف لا عن صَنْعة و وجوب، و قد یجوز أَن یكون نِیَاف مصدراً جاریاً علی فعل معتلّ مقدّر، فیُجْری حینئذ مُجری قِیام و صِیام، و وصف به كما یوصف بالمصادر، و قصْر نِیافٌ. قال الجوهری: و ناقة نِیَاف و جمل نِیَاف أَی طویل فی ارتفاع؛ قال الراجز: أُفْرُغْ لأَمْثالِ مِعًی أُلَّافِ، یَتْبَعْنَ وَخْیَ عَیْهَلٍ نِیافِ و الوَخْیُ: حُسْن صوت مشیها. قال ابن بری: و حق النِّیَاف أَن یذكر فی فصل نوف. یقال: نَافَ یَنُوفُ أَی طال، و إنما قلبت الواو یاء علی جهة التخفیف، و منه قولهم: صوان و صیان و طِوال و طِیال؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: رآها الفُؤاد، فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، نِیَافاً من البِیض الحِسان العَطابِل و قال جریر: و الخیلُ تَنْحِطُ بالكُماة، و قد رأَی لَمْعَ الربِیثةِ بالنِّیَاف العیْطَلِ أَراد بالجبل العالی الطویل؛ و قال آخر: كلّ كِنازٍ لَحْمُه نِیَافِ، كالعَلَم المُوفی علی الأَعْرافِ و قال آخر: یأْوی إلی طائِقه الشِّنْعافِ، بین حَوامی رَتَبٍ نِیَافِ الطائقُ: الأَنْفُ یَنْدُرُ من الجبل. و الرتَبُ: العتَبُ؛ و أَنشد أَبو عمرو لأَبی الربیع: و الرحْلُ فوقَ جَسْرةٍ نِیَافِ كَبْداء جَسْر، غیر ما ازْدِهافِ و قال إمرؤ القیس: نِیَافاً تَزِلُّ الطیرُ عن قُذُفاتِه، یَظَلُّ الضَّبابُ فوقَه قد تَعَصَّرا و بعضهم یقول: جمل نَیَّافٌ، علی فَیْعال، إذا ارتفع فی سیره؛ و أَنشد: یَتْبعْنَ نَیَّافَ الضُّحی عُزاهِلا قال أَبو منصور: رواه غیره: یتبعن زَیّافَ الضحی قال: و هو الصحیح. و قال أَبو عمرو: العَزاهِلُ التامُّ الخَلْقِ. و فَلاةٌ نِیَافٌ: طویلة عریضة؛ قال: إذا اعْتَلی عَرْضَ نِیَافٍ فِلِّ، أَذْری أَساهِیكَ عَتِیقٍ أَلِّ، بعَطْفِ ضَبْعَیْ مَرِحٍ شِمِلِّ و یروی: بأَوْب. و النَّوْفُ: أَسفل الذَّیْل لزیادته و طوله؛ عن كراع. و النَّوْفُ: السَّنام العالی، و الجمع أَنواف، و خص بعضهم به سنام البعیر، و به سمی نَوْفٌ البِكالیّ. و النَّوْفُ: البَظْر، و كل ذلك فی معنی الزیادة و الارتفاع. ابن بری: النوْف البظْر، و قیل الفَرج؛ قال همام بن قَبِیصةَ الفزاری حین قتله وازع بن ذُؤَالةَ: تَعِسْتَ ابنَ ذاتِ النَّوْفِ أَجْهِزْ علی امْرِئٍ یری المَوْتَ خَیْراً مِن فِرارٍ و أَكْرَما
لسان العرب، ج‌9، ص: 344
و لا تَتْرُكَنِّی كالخُشاشةِ، إنَّنی صَبُورٌ، إِذا ما النِّكْسُ مِثْلُك أَحْجَما و روی عن المؤرّج قال: النَّوْفُ المَصُّ من الثَّدْی، و النَّوْفُ الصوت. یقال: نَافَت الضَّبُعة تَنُوفُ نَوْفاً. و نَوْف: اسم رجل. و یَنُوفُ: عقَبة معروفة، سمیت بذلك لارتفاعها؛ و أَنشد أَحمد بن یحیی: عُقابُ یَنُوفُ لا عُقابُ القَواعِلِ و رواه ابن جنی: تَنُوفُ، قال: و هو تَفْعُل من النَّوْف، و هو الارتفاع، سمیت بذلك لعلوها؛ الجوهری: و یَنُوفُ فی شعر إمرئ القیس هَضْبة فی جبل طیِّ‌ء، و بیت إمرئ القیس هو قوله: كأَنّ دِثاراً حَلَّقَت بلَبُونِه عقاب یَنُوفُ، لا عقاب القواعل قال: و المعروف فی شعره تنوف، بالتاء، و یروی تَنُوفِیَ «1» أَیضاً. و عبد مناف: بطن من قریش. الجوهری: عبد مناف أَبو هاشم و عبد شمس، و النسبة إلیه مَنَافِیّ؛ قال سیبویه: و هو مما وقعت فیه الإِضافة إلی الثانی دون الأَول لأَنه لو أُضیف إلی الأَول لالتبس، قال الجوهری: و كان القیاس عَبْدِیٌّ «2» إلا أَنهم عدلوا عن القیاس لإِزالة اللبس.

فصل الهاء؛ ج9، ص: 344

هتف؛ ج9، ص: 344

: الهَتْفُ و الهُتَافُ الصوت الجافی العالی، و قیل: الصوت الشدید. و قد هَتَفَ به هُتَافاً أَی صاح به. أَبو زید: یقال هَتَفْتُ بفلان أَی دعَوْتُه، و هَتَفْتُ بفلان أَی مدَحْته. و فلانة یُهْتَفُ بها أَی تُذكر بجَمال. و‌فی حدیث حُنین: قال اهْتِفْ بالأَنصار‌أَی نادِهم و ادعُهم، و قد هَتَفَ یَهْتِفُ هَتْفاً. و‌فی حدیث بدر: فجعل یَهْتِفُ بربّه‌أَی یدعوه و یُناشِده. ابن سیدة: و قد هَتَفَ یَهْتِفُ هَتْفاً، و الحمامة تَهْتِفُ، و سمعت هَاتِفاً یَهْتِفُ إذا كنت تسمع الصوت و لا تُبْصِر أَحداً. و هَتَفتِ الحَمامة هَتْفاً: ناحَتْ؛ قال ابن بری: و یقال هَتَّفْتُ الحمامة؛ و أَنشد لنُصَیْب: و لا أنَّنی ناسِیكَ باللیل، ما بَكَتْ، علی فَننٍ، ورْقاء ظَلَّتْ تُهَتِّفُ و حَمامة هَتُوف: كثیرة الهُتاف. و قوس هَتُوف و هَتَفَی: مُرِنّةٌ مصَوِّتة؛ و أَنشد ابن بری للشماخ: هَتُوفٌ إذا ما جامع الظبیَ سَهْمُها، و إن رِیعَ منها أَسْلَمَتْه النَّوافِرُ و ریح هَتُوف: حنّانة، و الاسم الهَتَفَی. و قوس هَتَّافَة: ذات صوت. و قال فی ترجمة همز: قوس هَمَزی شدیدة الهَمْز إذا نُزع فیها؛ قال أَبو النجم: أَنْحَی شِمالًا هَمَزَی نَضُوحا، و هَتَفَی مُعْطِیةً طَرُوحا «3» و قوس هَتَفَی: تهتف بالوتَر.

هجف؛ ج9، ص: 344

: الهِجَفُّ: الطویل الضخْم؛ التهذیب فی ترجمة جرهم فی الرباعی: قال عمرو الهذلی: فلا تَتَمَنَّنِی، و تمَنَّ جِلْفاً جُراهِمَةً، هِجَفّاً كالجبال جُراهِمة: ضَخماً. هِجَفّاً: ثقیلًا طویلًا كالجبال
(1). فی الفاء من تنوفی روایتان: الفتح و الكسر كما فی معجم یاقوت. (2). قوله [عبدی] كذا هو فی الأصل تبعاً للجوهری. (3). قوله [نضوحا] أی شدیدة الحفز للسهم.
لسان العرب، ج‌9، ص: 345
لا غَناء عنده. و الهِجَفُّ: الظلیم الجافی الكثیرُ الزِّفِّ، و الهِزَفُّ مثله، و قیل: الهِجَفّ الظلیم المُسِنُّ؛ قال ابن أَحمر: و ما بَیْضاتُ ذِی لِبَدٍ هِجَفٍّ سُقِینَ بزاجَلٍ، حتی رَوِینا قال ابن درید: و سأَلت أَبا حاتم عن قول الراجز: و جَفَرَ الفَحْلُ فأَضْحی قد هَجَفْ، و اصْفَرَّ ما اخْضَرَّ من البقْل و جفْ فقلت: ما هَجَف؟ فقال: لا أَدری، فسأَلت التَّوَّزِیّ فقال: هَجَف لحقت خاصرتاه بجنبیه؛ و أَنشد فیه بیتنا. الجوهری: الهِجَفُّ من النعام و من الناس الجافی الثقیل؛ قال الكمیت: هو الأَضْبَط الهوّاسُ فینا شَجاعةً، و فِیمَنْ یُعادیه الهِجَفُّ المُثقَّلُ و انْهَجَفَ الظبْی و الإِنسان و الفرس: انْغرفَ من الجوع و المرض و بدت عِظامه من الهُزال و انْعَجَف. و هَجِفَ هَجَفاً إذا جاع، و قیل: هجف إذا جاع و استرخی بطنه. أَبو سعید: العَجْفةُ و الهَجْفَةُ «1» واحد و هو من الهزال؛ و أَنشد لكعب بن زهیر: مُصَعْلَكاً مُغْرَباً أَطرافُه هَجْفا ابن بری: و الأَهْجَفُ الضامر، و الأُنثی هَجْفاء قال: تَضْحَكُ سَلْمی، أَن رأَتْنی أَهْجَفَا نِضْواً، كأَشلاء اللِّجام أَهْیَفا و الهِجَفُّ و الهَجَفْجَفُ: الرَّغِیبُ البطْن؛ قال: قد عَلِمَ القومُ بنو طَریف، أَنك شیخٌ صَلِفٌ ضَعِیف، هَجَفْجَفٌ لضِرْسه حَفِیف

هجنف؛ ج9، ص: 345

: ظَلیم هَجَنَّفٌ: جافٍ.

هدف؛ ج9، ص: 345

: الأَزهری: روی شمر بإسناد له أَن الزبیر و عمرو بن العاص اجتمعا فی الحِجْر فقال الزبیر: أَمَا و اللّه لقد كنتَ أَهْدَفْتَ لی یوم بَدْر و لكنی استَبْقَیْتك لمثل هذا الیوم، فقال عمرو: و أَنت و اللّه لقد كنت أَهدفت لی و ما یسُرُّنی أَنَّ لی مِثْلَك بفَرَّتی منك؛ قال شمر: قوله أَهْدَفْت لی، الإِهْدَافُ الدُّنو منك و الاستقبال لك و الانتصاب. یقال: أَهْدَفَ لی الشی‌ءُ، فهو مُهْدِفٌ، و أَهْدَفَ لك السحابُ و الشی‌ء إذا انتصب؛ و أَنشد: و مِنْ بنی ضَبّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ، إنْ سال یوماً جَمْعُهم و أَهْدَفُوا و قال: الإِهْدَافُ الدنو. أَهْدَفَ القوم أَی قَرُبوا. و قال ابن شمیل و الفرّاء: یقال لمّا أَهْدَفَتْ لی الكُوفة نزلْت، و لما أَهْدَفَتْ لهم تقَرَّبوا. و كل شی‌ء رأَیته قد استقْبلك استقبالًا، فهو مُهْدِفٌ و مُسْتَهْدِفٌ. و قد اسْتَهْدَفَ أَی انتصب، و من ذلك أُخذ الهَدَفُ لانتصابه لمن یَرْمِیه؛ و قال الزَّفَیان السَّعدی یذكر ناقته: تَرْجُو اجْتِبارَ عَظْمِها، إذْ أَزْحَفَتْ فأَمْرَعَتْ، لمّا إلیك أَهْدَفَتْ أَی قَرُبَتْ و دَنَت. و‌فی حدیث أَبی بكر: قال له ابنه عبد الرحمن: لقد أَهدفْت لی یوم بدر فضِفْت
(1). قوله [العجفة و الهجفة إلخ] كذا بالأصل مضبوطاً، و عبارة القاموس: و الهجفة، كفرحة، العجفة، قال شارحه: و هو من الهزال، قال كعب بن زهیر إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 346
عنك، فقال أَبو بكر: لكنك لو أَهدفْت لی لم أَضِف عنك‌أَی لو لجَأْت إلیَّ لم أَعْدِل عنك، و كان عبد الرحمن و عمرو یوم بدر مع المشركین؛ و ضِفْتُ عنك أَی عَدَلْت و مِلْت؛ قال ابن بری: و منه قول كعب: عَظِیمُ رَمادِ البیْتِ یَحْتَلُّ بیتَه، إلی هَدَفٍ لم یَحْتَجِبْه غُیوب و غُیوب: جمع غَیْب، و هو المطمئنّ من الأَرض. و الهَدَفُ: المُشْرِفُ من الأَرض و إلیه یُلْجأُ؛ و یروی: عظیمُ رماد القِدْرِ رَحْبٌ فِناؤه یقال لكل شی‌ء دنا منك و انتصب لك و استقبلك: قد أَهْدَف لك الشی‌ء و اسْتَهْدَفَ. و فی النوادر: یقال جاءت هَادِفَةٌ من ناس و داهِفة و جاهِشةٌ و هاجِشةٌ بمعنی واحد. و یقال: هل هَدَفَ إلیكم هَادِفٌ أَو هبَش هابِشٌ؟ یستخبره هل حدَث ببلَده أَحد سوی مَن كان به. و الهَدَفُ: الغَرض المُنْتَضَلُ فیه بالسهام. و الهَدَفُ: كل شی‌ء عظیم مرتفع. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، كان إذا مرَّ بهَدَفٍ مائلٍ أَو صَدَفٍ مائل أَسرع المشْیَ؛ الهَدَفُ كل بِناء مرتفع مُشْرِف، و الصدَفُ نحْو من الهَدَف؛ قال النضر: الهَدَفُ ما رُفِع و بُنِی من الأَرض للنِّضال، و القِرْطاسُ ما وُضع فی الهَدَف لیُرمی، و الغرَض ما یُنصب شِبْه غِرْبال أَو حَلْقة؛ و قال فی موضع آخر: الغرض الهدف. و یسمی القرطاس هَدَفاً و غرَضاً، علی الاستعارة. یقال: أَهْدَفَ لك الصیدُ فارْمِه، و أَكْثب و أغْرَض مثله. و الهَدَف: حَیْد مرتفع من الرمل، و قیل هو كلُّ شی‌ء مرتفع كحُیود الرمل المشرفة. و الجمع أَهْدَاف، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. الجوهری: الهَدَف كل شی‌ء مرتفع من بناء أَو كَثِیب رَمْل أَو جبل؛ و منه سمی الغرَضُ هَدَفاً و به شبه الرجل العظیم. ابن سیدة: و الهَدَفُ من الرجال الجسیم الطویل العنق العریض الأَلواح، علی التشبیه بذلك، و قیل: هو الثَّقِیلُ النَّؤُومُ؛ قال أَبو ذؤیب: إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّب رأْسَه، و أَعْجَبه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ قال أَبو سعید فی قوله الهَدَف المعْزابُ قال: هذا راعی ضأْن فهو لضَأْنِه هَدَف تأْوی إلیه، و هذا ذمّ للرجل إذا كان راعِیَ الضأْن. و یقال: أَحمقُ من راعی الضأْن، قال: و لم یُرد بالخَطَل اسْتِرْخاء آذانها، أراد بالخُطْل الكثیرة تَخْطَل علیه و تَتْبعه. قال: و قوله الهَدَف الرجل العظیم خطأٌ، قال ابن بری: الهَدَفُ الثقِیلُ الوَخِمُ، و یروی المِعْزال، و المِعْزال: الذی یرعی ماشیته بمَعْزِل عن الناس، و المِعْزابُ: الذی عَزَب بإبلِه. و ضَفْو: اتّساع من المال. و الخُطْل: الطویلة الآذان. و أَهْدَفَ علی التلّ أَی أَشرَف. و امرأَة مُهْدِفَة أَی لَحِیمة. و رَكَبٌ مُسْتَهْدِفٌ أَی عَریض مرتفع؛ قال «1»: و إِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فی مُسْتَهْدِفٍ، رابی المَجَسَّةِ بالعَبِیر مُقَرْمَدِ أَی مُرتفع منتصِب. و امرأَة مُهْدِفَة: مرتفعة الجَهاز. و أَهْدَفَ لك الشی‌ءُ و اسْتَهْدَفَ: انتصب؛ و قول الشاعر: و حتی سَمِعْنا خَشْف بَیْضاء جَعْدةٍ، علی قَدمَیْ مُسْتَهْدِفٍ متقاصِر
(1). النابغة الذبیانی.
لسان العرب، ج‌9، ص: 347
یعنی بالمُسْتَهْدِفِ الحالب یَتقاصَر للحَلب؛ یقول: سمعنا صوتَ الرَّغْوة تتساقط علی قدَم الحالب. و الهِدْفَةُ: الجماعة من الناس و البُیوت؛ قال عُقْبة: رأَیت هِدْفةً من الناس أَی فِرْقة. الأَصمعی: غِدْفةٌ و غِدَفٌ و هِدْفة و هِدَفٌ بمعنی قِطْعة. ابن الأَعرابی: الدَّافِه الغریب، قال الأَزهری: كأَنه بمعنی الدَّاهِف و الهادِف، و قیل: الهِدفة الجماعة الكثیرة من الناس یُقیمون و یَظْعَنون. و هَدَفَ إلی الشی‌ء: أَسْرَعَ، و أَهْدَفَ إلیه لَجَأَ.

هذف؛ ج9، ص: 347

: سائقٌ هَذَّافٌ: سَریع؛ قال: تُبْطِرُ ذَرْعَ السائقِ الهَذَّافِ بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرَّافِ و قیل: الهَذَّافُ السریع من غیر أَن یشترط فیه سَوْق، و قد هَذَفَ یَهْذِفُ إذا أَسرع، و جاء مُهْذِفاً مُهْذِباً مُهْذِلًا بمعنی واحد.

هرف؛ ج9، ص: 347

: الهَرْفُ: مُجاوزةُ القَدْر فی الثَّناء و المدْح و الإِطْناب فی ذلك حتی كأَنه یَهْدِر. و‌فی الحدیث: أَن رُفْقة جاءت و هم یَهْرِفُون بصاحِب لهم و یقولون: ما رأَینا یا رسول اللّه مثل فلان، ما سِرنا إلَّا كان فی قراءة و لا نزلنا إلَّا كان فی صلاة؛ قال أَبو عبید: یَهْرِفُون به أَی یَمدحونه و یُطْنِبون فی الثناء علیه. و فی المثل: لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِف، و فی روایة: قبل أَن تعرف، أَی لا تمدح قبل التجربة، و هو أَن تذكره فی أَول كلامك و لا یكون ذلك إلّا فی حمد و ثناء. التهذیب: الهَرْف شِبْه الهَذَیان من الإِعجاب بالشی‌ء. یقال: هو یَهْرِفُ بفلان نهارَه كله هَرْفاً. و یقال لبعض السباع یَهْرِفُ لكثرة صوته. و یقال: هَرَفْتُ بالرجل أَهْرِفُ هَرْفاً. ابن الأَعرابی: هَرَفَ إذا هذی؛ و الهَرْفُ: مدْحُ الرجل علی غیر معرفة. و الهَرْفُ: الأَوّل. و الهَرْفُ: ابتداء النبات؛ عن ثعلب. و هَرَفَ السَّبُع یَهْرِفُ هَرْفاً: تابع صوته. و أَهْرَفَ الرجلُ مثل أَحرَفَ أَی نَما مالُه. و أَهْرَفَتِ النخلة أَی عَجَّلت إتاءها.

هرشف؛ ج9، ص: 347

: الهِرْشَفُّ و الهِرْشَفَّةُ: العجوز البالیة الكبیرة. و یقال للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّة و هِرْدَشّة. و عجوز هِرْشَفَّة و هِرْشَبَّة، بالفاء و الباء. و دلْوٌ هِرْشَفَّة: بالیة متشنِّجة، و قد اهْرَشَّفَتْ. و الهِرْشَفَّة: خِرقة یُنشَّف بها الماء؛ قال: كلُّ عَجُوزٍ، رأْسُها كالكِفّهْ، تَسْعی بجُفٍّ معها هِرْشَفَّهْ و الهِرْشَفَّة: صوفة الدّواة، و هی أَیضاً صوفة أَو خِرْقة یُنَشَّف بها الماء؛ و فی نسخة: ماء المطر من الأَرض، ثم تعصر فی الإِناء، و إنما یفعل ذلك إذا قلّ الماء؛ قال الراجز: طُوبی لِمَن كانت له هِرْشَفَّهْ و نَشْفةٌ یَمْلأُ منها كَفَّهْ أَبو عبید: الهِرشَفَّة قطعة خرقة یحمل بها الماء أَو قطعة كساء أَو نحوه ینشَّف بها ماء المطر من الأَرض ثم تعصر فی الجُفّ و ذلك من قِلَّة الماء. و یقال لصوفة الدّواة إذا یَبست هِرْشَفَّة، و قد هَرْشَفَت و اهْرَشَّفَتْ. و الهِرْشَفُّ من الرجال: الكبیر المهزول. و الهِرْشَفّ: الكثیر الشرب؛ عن السیرافی. أَبو خَیرة: التَّهَرْشُفُ التحَسِّی قلیلًا قلیلًا.

هزف؛ ج9، ص: 347

: هَزَفَتْه الریح تَهْزِفُه هَزْفاً. اسْتَخَفَّتْه. و الهِزَفُّ: الجافی من الظِّلْمان؛ و قال یعقوب: هو
لسان العرب، ج‌9، ص: 348
الجافی الغلیظ مثل الهِجَفِّ، و قیل: الهِزَفّ الطویل الریش.

هزرف؛ ج9، ص: 348

: الهُزْرُوفُ و الهِزْرَاف: الظَّلِیم. و الهِزْرَاف: الخفیفُ السریع و ربما نُعِتَ به الظلیم. و ظَلِیم هِزْرَوْفٌ: سریع خَفیف، و قد هَزْرَف فی عَدْوه هَزْرَفةً. قال ابن بری: الهِزْرِفیّ الكثیر الحركة، و الهُزْرُوف السریع؛ قال تأَبَّطَ شرّاً یصِف ظَلیماً: من الحُصِّ هُزْرُوفٌ یَطِیر عِفاؤه، إذا اسْتَدْرَجَ الفَیْفاء مَدَّ المَغابِنا أَزَجُّ زَلُوجٌ هِزْرِفیٌّ زفازِفٌ، هِزَفٌّ یَبُذُّ النَّاجِیاتِ الصَّوافِنا قال: و قیل الهُزْرُوفُ العظیم الخَلْق؛ ذكره ابن بری فی هزف.

هطف؛ ج9، ص: 348

: الهَطِفُ: اسم رجل و هو أَبو قبیلة كانوا أَول من نَحت الجِفانَ؛ و قال الأَزهری: بنو الهَطِف حَیٌّ من العرب ذكره أَبو خِراش الهذلی فقال: لو كان حَیّاً لغاداهُم بمُتْرَعةٍ من الرَّواویق، من شِیزی بَنی الهَطِف و الهَطَفَی: اسم.

هفف؛ ج9، ص: 348

: الهَفِیف: سُرْعة السیر. هَفَّ یَهِفُّ هَفِیفاً: أَسرع فی السیر؛ قال ذو الرمة: إذا ما نعَسْنا نَعْسةً قُلْتُ غَنِّنا بَخَرْقاء، و ارْفَعْ من هَفِیف الرَّواحِل و هَفَّت هَافَّةٌ من الناس أَی طَرأَت عن جَدْب. و غیمٌ هِفٌّ: لا ماء فیه. و الهِفُّ، بالكسر: السحاب الرقیق لا ماء فیه؛ قال ابن بری: و منه قول أُمیّة: و شَوَّذتْ شَمْسُهم، إذا طَلَعَتْ بالجُلْب، هِفّاً كأَنه كَتَمُ «1» شوَّذت: ارتفعت، أَراد أَن الشمس طلعت فی قُتْمة فكأَنما عَمَّمَتْها. و‌فی حدیث أَبی ذر، رضی اللّه عنه: و اللّه ما فی بیتك هُفَّة و لا سُفّة؛ الهُفَّة: السحاب لا ماء فیه، و السُّفّة: ما یُنْسَج من الخوص كالزَّبیل، أَی لا مَشروب فی بیتك و لا مأْكول. و شُهْدة هِفٌّ: لا عسَل فیها. و فی التهذیب: شُهدة هِفَّة. و عسل هَفٌّ: رقیق؛ قال ساعدة: لتَكَشَّفَتْ عن ذِی مُتُونٍ نَیِّرٍ، كالرَّیْطِ لا هِفٍّ، و لا هو مُخْرَبُ مُخْرَبٌ: تُرك لم یُعَسَّلْ فیه. و قال أَبو حنیفة: الهفّ، بغیر هاء، الشهدة الرقیقة الخفیفة القلیلة العسل. قال یعقوب: یقال شُهدة هِفٌّ لیس فیها عسل، فوصف به. و الهَفَّاف: البرّاق. و جاءنا علی هَفَّانِ ذاك أَی وقته و حِینه. و ثوب هَفَّاف و هَفْهَاف: یَخِفُّ مع الریح، و فی الصحاح: أَی رقیق شَفّاف. و ریح هَفَّافَة و هَفْهَافَة: سریعة المَرّ. و هَفَّتْ تَهِفُّ هَفّاً و هَفِیفاً إذا سمعت صوت هُبوبها. و‌فی حدیث علی، كرم اللّه وجهه، فی تفسیر السَّكِینة: هی ریح هَفَّافَة‌أَی سریعة المُرور فی هُبوبها. و الریحُ الهَفَّافَة: الساكنة الطَّیِّبةُ. الأَزهری‌فی حدیث علی، رضی اللّه عنه،
(1). قوله [بالجلب] بالجیم هو الصواب و قد تقدم فی شوذ بالخاء المعجمة فی البیت و تفسیره و هو خطأ. راجع مادتی جلب و خلب.
لسان العرب، ج‌9، ص: 349
أنه قال فی تفسیر قوله تعالی: أَنْ یَأْتِیَكُمُ التّٰابُوتُ فِیهِ سَكِینَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، قال: لها وجه كوجه الإِنسان، و هی بعدَ ریح أَحمر.و رجل هَفَّاف القمیص إذا نُعِت بالخِفّة؛ و قال ذو الرمة فی الغازنته «1»: و أَبْیَضَ هَفَّافِ القَمِیصِ أَخَذْتُه، فجئْتُ به للقَوم مُغْتَصباً قَسْرا أَراد بالأَبیض قَلْباً علیه شحم أَبیض، و قَمِیص القلب: غِشاؤه من الشحم، و جعله هَفَّافاً لرقَّته؛ و أَما قول ابن أَحمر: كبَیْضةِ أُدْحِیٍّ بوَعْثِ خَمیلةٍ، یُهَفْهِفُها هَیْقٌ بجُؤْشُوشِه صَعْلُ فمعنی یُهَفْهِفُها أَی یُحرِّكها و یَدْفَعها لتُفْرِخ عن الرَّأْل. و الهَفْهَافَان: الجَناحان لخِفَّتِهما؛ قال ابن أَحمر یصف ظَلیماً و بیضَه: یَبِیت یَحُفُّهن بقَفْقَفَیْهِ، و یَلْحَفُهُنَّ هَفْهَافاً ثَخِینا أَی یُلْبِسُهن جَناحاً، و جعله ثخیناً لتراكب الرِّیش. و ظِلٌّ هَفْهَفٌ: بارد تَهِفّ فیه الریح؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَبطَحَ حَیَّاشاً و ظِلًّا هَفْهَفَا و غُرْفة هَفَّافَة و هَفْهَافَة: مُظِلّة باردة. و یقال للجاریة الهَیْفاء: مُهَفَّفَةٌ و مُهَفْهَفَةٌ و هی الخَمِیصةُ البطنِ الدقیقة الخَصْر، و رجل هَفْهَاف و مُهَفْهَف كذلك؛ و أَنشد: مُهَفْهَفَةٌ بَیْضاء غیرُ مُفاضةٍ و امرأَة مُهَفْهَفَة أَی ضامرة البطن. ابن الأَعرابی: هَفْهَفَ الرَّجل إذا مُشِقَ بدنه فصار كأَنه غُصْن یَمید مَلاحة. و الهِفُّ: الزرْع الذی یؤخّر حَصاده فیَنْتَثِر حبه و الهَفَّاف: الخفیف، و قد هَفَّ هَفِیفاً. و ریش هَفَّاف. و الیَهْفُوف: الجَبان. ابن سیدة: الیَهْفُوف الحدیدُ القلب، و زاد غیره من الرجال، و هو أَیضاً الأَحمق. و الیَهْفُوف: القَفْر من الأَرض. ابن بری: أَبو عمرو الیَهْفُوف: القلب الحدید؛ و أَنشد: طائره حدا بقَلْبٍ یَهْفُوف و رجل هِفٌّ: خفیفٌ. و‌فی حدیث الحسن و ذكَر الحَجاج: هل كان إلَّا حماراً هِفّاً؟أَی طیّاشاً خفیفاً. و‌فی حدیث كعب: كانت الأَرضُ هِفّاً علی الماء‌أَی قَلِقةً لا تَستقِرُّ، من قولهم رجل هِفٌّ أَی خفیف. و فی النوادر: تقول العرب: ما أَحسَنَ هِفَّة الورَق و رِقَّته، و هی إبْرِدَتُه. و ظِلٌّ هَفْهَافٌ: بارد، و الظلُّ الهَفَّافُ. و زُقاقُ الهَفَّةِ: موضع من البَطِیحة كثیر القَصْباء فیه مُخْتَرَق للسُّفُن. و الهِفُّ، بالكسر: جنس من السمك صغار. ابن الأَعرابی: الهِفُّ الهازِبَی، مقصور، و هو السمك، واحدته هِفَّة. و قال عُمارة: یقال للهفّ الحُساسُ، قال: و الهازِبی جنس من السمك معروف. و‌فی بعض الحدیث: كان بعضُ العُبّادِ یُفْطِر كل لیلة علی هِفَّة یَشْوِیها؛ هو بالكسر و الفتح، نوع من السمك، و قیل: هو الدُّعْمُوص و هی دُویبة تكون فی مُسْتَنْقَع الماء.

هقف؛ ج9، ص: 349

: الهَقَفُ: قلة شَهْوة الطَّعام؛ قال ابن سیدة: و لیس بثبت.
(1). قوله [الغازنته] كذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌9، ص: 350

هكف؛ ج9، ص: 350

: الهَكَفُ: السرعة فی العَدْوِ و غیره، و هو فِعْل ممات. و هَنْكَفٌ: موضع مشتق من ذلك، و قد یكون رباعیّاً.

هلف؛ ج9، ص: 350

: الهِلَّوفَةُ و الهِلَّوْف: اللِّحْیة الضخمة الكثیرة الشعر المنتشرة. و الهِلَّوْف من الإِبل: المُسنّ الكبیر الكثیر الوَبَر، و هو من الرجال الشیخ القدیم الهَرِم المسنّ، و قیل: الكذّاب. و إذا كَبِرَ الرجل و هَرِم فهو الهِلَّوْف. و رجل هُلْفُوف: كثیر شعر الرأْس و اللحیة. الجوهری: الهِلَّوْف الثقیل الجافی العظیم اللحیة. و قال ابن الأَعرابی: الهِلَّوف الثقیل البطی‌ء الذی لا غَناء عنده؛ قالت امرأَة من العرب و هی تُرَقِّص ابناً لها: أَشْبِه أَبا أُمِّك، أَو أَشْبه عَمَلْ و لا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ، یُصْبِحُ فی مَضْجَعِه قد انْجَدَلْ، و ارْقَ إلی الخَیراتِ زَنأً فی الجَبَلْ قال ابن بری: المرأَة التی ذكر هی منفوسة بنت زید الفوارس، قال: و الشعر لزوجها قَیْس بن عاصم، و عَمل اسم رجل و هو خاله؛ یقول: لا تُجاوِزْنا فی الشَّبه، فردّت علیه: أَشْبِه أَخِی أَو أَشبِهَنْ أَباكا، أَمّا أَبی فلَن تَنالَ ذاكا، تَقْصُر أَن تَنالَه یداكا و قال آخر: هِلَّوْفة كأَنها جُوالِقُ، لها فضولٌ و لها بَنائِقُ و الهِلَّوْفة: العجوز؛ قال عنترة بن الأَخرس: إعْمِدْ إلی أَفْصَی و لا تأَخَّرِ، فكُنْ إلی ساحَتِهم ثم اصْفِرِ، تأْتِكَ من هِلَّوْفَةٍ أَو مُعْصِرِ یصفهم بالفُجُور و أَنك متی أَردت ذلك منهم فاقرب من بیوتهم و اصفر تأْتك منهم الكبیرة و الصغیرة.

هنف؛ ج9، ص: 350

: الإِهْنَافُ: ضَحِكٌ فیه فُتُور كَضَحِك المستهزئ، و كذلك المُهَانَفَة و التَهَانُف؛ قال الكمیت: مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَینِ بَیْضاءُ كاعِبُ، تُهَانِفُ للجُهَّالِ مِنّا، و تَلْعَبُ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: إذا هُنَّ فَصَّلْن الحَدِیثَ لأَهْلِه، حَدِیث الرَّنا، فَصَّلْنَه بالتَّهَانُف و قال آخر: و هُنَّ فی تَهَانُفٍ و فی قَهٍ ابن سیدة: الهُنُوف و الهِنَافُ ضَحِك فوق التَّبَسم، و خص بعضهم به ضحك النساء. و تَهَانَفَ به: تَضاحَك؛ قال الفرزدق: من اللُّفِّ أَفْخاذاً تَهَانَفُ للصِّبا، إذا أَقْبَلَتْ كانت لَطِیفاً هَضِیمُها و قیل: تَهَانَفَ به تَضاحَكَ و تعَجَّب؛ عن ثعلب، و قیل: هو الضحِكُ الخَفِیُّ. اللیث: الهنافُ مُهَانَفَةُ الجَوارِی بالضحك و هو التبسم؛ و أَنشد: تَغُضُّ الجُفونَ علی رِسْلِها بحُسْنِ الهِنَافِ، و خَونِ النَّظَرْ
لسان العرب، ج‌9، ص: 351
و المُهَانَفَةُ: المُلاعَبة أَیضاً. قیل: أَقبل فلان مُهْنِفاً أَی مُسْرعاً لینال ما عندی؛ قال: و فی نسخة من كتاب الكامل للمبرد: التَّهَانُف الضحك بالسُّخْریة. و المُهَانَفَة: المُلاعبة. و أَهْنَفَ الصبیُّ إهْنَافاً: مثل الإِجْهاش، و هو التهیّؤ للبكاء. و التَّهَنُّف: البكاء؛ و أَنشد لعَنْتَرة بن الأَخْرس: تَكُفُّ و تَسْتَبْقِی حَیَاءً و هَیْبَةً لنا، ثُم یَعْلُو صَوْتُها بالتَّهَنُّفِ و أَهنَف الصبیُّ و تَهَانَفَ: تَهیّأَ للبكاء كأَجْهَشَ، و قد یكون التَّهَانُف بكاء غیر الطفل؛ أَنشد ثعلب و الشعر لأَعرابی «2»: تَهَانَفْتَ و استبكاكَ رسْمُ المَنازِلِ بسُوقةِ أَهْوی، أَو بِقارةِ حائلِ فهذا هاهنا إنما هو للرجال دون الأَطفال لأَنَّ الأَطفال لا تبكی علی المنازل و الأَطْلال؛ و قد یكون قوله تَهَانَفْت: تشبَّهت بالأَطفال فی بكائك كقول الكمیت: أَ شَیخاً، كالوَلِیدِ برَسْم دارٍ، تُسائلُ ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَصمّ أَی صَمَّ.

هوف؛ ج9، ص: 351

: رجل هُوفٌ: لا خیر عنده. و الهُوفُ من الرّیاح: كالهَیْفِ، و هی الباردةُ الهُبوب، و فی الصحاح: الهوف الریح الحارّة؛ و منه‌قول أُم تأَبَّط شرّاً: وا ابْناه لیس بعُلْفُوف تَلُفُّه هُوف حَشیّ من صُوف، و قیل: لم یسمع هذا إلَّا فی كلام أُم تأَبط شرّاً، و إنما قالته لأَن فِقَر كلامها موضوعة علی هذا، أَ لا تری أَن قبل هذا ما قدّمناه من قولها لیس بعُلْفُوف و بعده حشیّ من صوف؟ فإذا كان ذلك فهو من هیف، و سنذكره بعد ذلك إن شاء اللّه تعالی.

هیف؛ ج9، ص: 351

: هَافَ ورَقُ الشجر یَهِیف: سقط. و الهَیْفُ و الهُوف: ریح حارَّة تأْتی من قِبَل الیمن، و هی النَّكْباء التی تجری بین الجَنُوب و الدَّبُور من تحت مَجْرَی سُهَیْل یَهیف منها ورق الشجر. ابن الأَعرابی: نَكْباء الصَّبا و الجَنوب مِهْیافٌ مِلْواحٌ مِیباسٌ للبقل، و هی التی تجی‌ء بین الرِّیحین، و قال الأَصمعی: الهَیْف الجنوب إِذا هَبَّت بحرّ، و قیل: الهیف ریح باردة تجی‌ء من قبل مَهَبِّ الجنوب، قال: و هذا لا یوافق الاشتقاق؛ قال الأَزهری: الذی قاله اللیث إن الهیْف ریح باردة لم یقله أَحد، و الهیف لا تكون إلا حارّة. ابن سیدة: و قیل الهیف كل ریح ذاتِ سَمُوم تُعَطِّش المال و تُیَبِّس الرّطْب؛ قال ذو الرمة: و صَوَّحَ البَقْلَ نأْآجٌ تَجِی‌ء به هَیْفٌ یَمانِیةٌ، فی مَرِّها نَكَبُ و فی المثل: ذَهَبَتْ هَیف لأَدیانها أَی لعاداتها لأَنها تُجَفِّف كل شی‌ء و تُیَبِّسه و تَهَیَّفَ الرجل من الهَیْف كما یقال تَشتَّی من الشِّتاء. و الهُوف من قول أُم تأَبَّط شرّاً: تَلُفُّه هُوف، إنما بنته علی فُعْل لِما قبله من قولها: لیس بعُلْفُوف، و ما بعده من قولها: حَشِیّ من صوف، و قیل: هی لغة فی الهَیْف. و هَافَ و اسْتَهَافَ: أَصابته الهَیْفُ فَعَطِش؛ أَنشد ثعلب: تَقَدَّمْتهنّ علی مِرْجَمٍ یلُوكُ اللِّجامَ، إذا ما اسْتَهَافَا
(2). قوله [لأعرابی] فی معجم یاقوت: قال الراعی تَهَانَفت إلخ.
لسان العرب، ج‌9، ص: 352
و رجل هَیُوفٌ و مِهْیَافٌ و هَافٌ؛ الأَخیرة عن اللحیانی: لا یصبر علی العطش. و یقال للعطشان: إنه لهَافٌ، و الأُنثی هَائِفَة. و ناقة مِهْیَافٌ و هَافَةٌ و إبل هَافَة، كذلك: تعطَش سریعاً. و اهْتَافَ أَی عَطِش. قال الأَصمعی: رجل هَیْفان. و المِهْیَاف: السریع العطَشِ، و قد هَافَ یَهَاف هِیَافاً، و هافت الإِبل تَهافُ هِیافاً و هُیافاً إذا اشتدَّت الهیْفُ من الجَنوب و استقبلَتْها بوجوهها فاتحةً أَفواهَها من شدة العطش. و أَهَافَ الرجلُ: عَطِشت إبله؛ قال: فقد أَهَافُوا، زعموا، و أَنْزَعُوا الأَصمعی: الهَافَة الناقة السریعة العطش، و هو من ذوات الیاء، و هی المِهْیاف و المِهْیامُ. و الهِیفُ: جمع أَهْیَف و هَیْفاء، و هو الضامر البطن. الأَزهری فی ترجمة فوه: فاهاهُ إذا فاخَره و ناطَقَه، و هافاه إذا مایَله إلی هَواه. و الهَیَفُ، بالتحریك: رقَّة الخصر و ضُمور البطن، هَیِفَ هَیَفاً و هَافَ هَیْفاً، فهو أَهْیَف، و لغة تمیم: هَافَ یَهَافُ هَیْفاً، و امرأَة هَیْفَاء و قوم هِیف. و فرس هَیْفَاء: ضامرة. و هَیْفَاء: فرس طارق بن حَصَبةَ.

فصل الواو؛ ج9، ص: 352

وثف؛ ج9، ص: 352

: حكی الفارسی عن أَبی زید: وَثَفَه من ثَفاه، و بذلك استدل علی أَن أَلف ثَفا واو و إن كانت تلك فاءً و هذه لاماً، و هو مما یفعل هذا كثیراً إذا عدم الدلیل من ذات الشی‌ء.

وجف؛ ج9، ص: 352

: الوَجْفُ: سُرْعة السیر. وَجَفَ البعیرُ و الفرس یَجِف وَجْفاً و وَجِیفاً: أَسْرعَ. و الوَجِیف: دون التقریب من السیر. الجوهری: الوَجِیفُ ضرب من سیر الإِبل و الخیل، و قد وَجَفَ البعیر یَجِفُ وَجْفاً و وَجِیفاً. و أَوْجَف دابته إذا حثَّها، و أَوْجَفْتُهُ أَنا. و‌فی الحدیث: لیس البِرُّ بالإِیجاف.و‌فی حدیث علیّ، كرم اللّه وجهه: و أَوْجَفَ الذِّكْرَ بلسانه‌أَی حرَّكه، و أَوْجَفَه راكبُه. و‌حدیث علی، علیه السلام: أَهونُ سیرِها فیه الوَجِیف؛ هو ضرب من السیر سریع. و ناقة مِیجَاف: كثیرة الوجیف. و راكب البعیر یُوضِع و راكب الفرس یُوجِف. قال الأَزهری: الوَجِیف یصلح للبعیر و الفرس. و وَجَفَ الشی‌ءُ إذا اضطرب. و وَجَفَ القلب وَجِیفاً: خَفَق، و قلب وَاجِف. و فی التنزیل العزیز: قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ وٰاجِفَةٌ؛ قال الزجاج: شدیدة الاضطراب؛ قال قتادة: وَجَفَت عما عاینت، و قال ابن الكلبی: خائفة. و قوله تعالی: فَمٰا أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْلٍ وَ لٰا رِكٰابٍ؛ أَی ما أَعملتم یعنی ما أَفاء اللّه علی رسوله من أَموال بنی النضیر مما لم یُوجف المسلمون علیه خیلًا و لا رِكاباً، و الرِّكاب الإِبل. و‌فی الحدیث: لم یُوجِفوا علیه ب خَیْلٍ وَ لٰا رِكٰابٍ؛ الإِیجَاف: سُرعة السیر؛ و یقال أَوْجَفَ فأَعجَف؛ قال العجاج: ناجٍ طَواه الأَیْنُ مما وَجَفا، طَیَّ اللَّیالی زُلَفاً فَزُلَفا، سَماوَةَ الهِلالِ حتی احْقَوْقَفا و یقال: اسْتَوْجَفَ الحُبُّ فُؤاده إذا ذهب به؛ و أَنشد: و لكنّ هذا القلبَ قلبٌ مُضَلَّلٌ، هَفا هَفْوةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ

وحف؛ ج9، ص: 352

: الأَزهری: الوَحْف الشعر الأَسود، و من النبات الرَّیّان. و عُشب وَحْف و وَاحِف أَی كثیر.
لسان العرب، ج‌9، ص: 353
و شعر وَحْف أَی كثیر حسَن، و وَحَفٌ أَیضاً، بالتحریك. و‌فی حدیث ابن أُنَیْس: تَناهی وَحْفُها، هو من الشعر الوحف. ابن سیدة: الوحف من النبات و الشعر ما غَزُر و أَثَّتْ أُصوله و اسودّ، و قد وَحِفَ و وَحُفَ یَوْحَفُ وَحَافَةً و وُحُوفَةً، و الوَاحِفُ كالوَحْف؛ قال ذو الرمة: تَمادَتْ علی رَغْمِ المَهاری، و أَبْرَقَتْ بأَصْفَرَ مثل الوَرْسِ فی وَاحِفٍ جَثْلِ و الوَحْفَاء: الأَرض السَّوداء، و قیل: الحَمراء، و الجمع وَحَافَی. و الوَحْفَةُ: أَرض مُستدیرةٌ مُرْتفِعة سوداء، و الجمع وِحَافٌ. و الوَحْفَةُ: صخرة فی بطن وادٍ أَو سَنَدٍ ناتئة فی موضعها سوداء، و جمعها وِحَاف؛ قال: دَعَتْها التَّناهی برَوْضِ القَطا، فنَعْفِ الوِحَافِ إلی جُلْجُلِ و الوَحْفَاء: الحَمراء من الأَرض، و المَسْحاء: السوداء. و قال بعضهم: الوَحْفَاء السوداء، و المسحاء الحمراء. و الصخرة السوداء وَحْفَة. أَبو خیرة: الوَحْفَة القارةُ مثل القُنَّة غبراء و حمراء تضرب إلی السواد. و الوِحَافُ: جِماعُه؛ قال رؤبة: و عَهْد أَطْلالٍ، بوادی الرَّضْمِ، غَیَّرها بین الوِحَافِ السُّحْمِ و قال أَبو عمرو: الوِحَافُ ما بین الأَرضین ما وصل بعضَها بعضاً؛ و أَنشد للبید: منها وِحَافُ القَهْرِ أَو طِلْحامُها و الوَحْفَاء من الأَرض: فیها حجارة سود و لیست بحرّة، و جمعها وَحَافَی. و مَوَاحِفُ الإِبل: مبارِكها. و زُبْدة وَحْفَةٌ: رقیقة، و قیل: هو إذا احترق اللبن و رقَّت الزبدة، و المعروف رَخْفة. و الوَحْفَةُ: الصوت. و یقال: وَحَفَ الرَّجلُ و وَحَّفَ تَوْحِیفاً إذا ضرب بنفسه الأَرض، و كذلك البعیر. و وَحَفَ فلان إلی فلان إذا قصده و نزل به؛ و أَنشد: لا یَتَّقی اللّه فی ضَیْفٍ إذا وَحَفَا و وَحَفَ و أَوْحَفَ و وَحَّفَ و أَوْحَفَ كله إذا أَسْرَعَ. و وَحَفَ إلیه وَحْفاً: جلَس، و قیل: دَنا. و وَحَفَ الرجلُ و اللیلُ: تَدانَیا؛ عن ابن الأَعرابی. و وَحَفَ إلیه: جاءه و غَشِیَه؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: لمَّا تآزَیْنا إلی دِف‌ء الكُنُفْ، أَقبلَتِ الخودُ إلی الزّاد تَحِفْ و وَحَفَ البعیرُ و الرجل بنفسه وَحْفاً: رَمَی. و المَوْحِف: المكان الذی تَبْرُك فیه الإِبل. و ناقة مِیحَاف إذا كانت لا تفارق مَبْرَكها، و إبل مَوَاحِیف. و مَوْحِف الإِبل: مبركها. و المَوْحِف: موضع، و كذلك وِحَافٌ و وَاحِف. و الوَحْف: الجناح الكثیر الریش؛ و وِحَافُ القَهْرِ: موضع، و هو فی شعر لبید فی قوله: فصُوائق إن ألینت فمِظَنَّةٌ، منها وِحَاف القهر أَو طلخامها «1» و المُوَحَّف: البعیر المَهْزول؛ قال الراجز: جَوْنٍ تَری فیه الجِبال خُشَّفا، كما رأَیتَ الشارِفَ المُوَحَّفَا
(1). قوله [فصوائق …] ضبط بضم الصاد فی الأصل و معجم یاقوت، و قوله [… ألینت …] فی شرح القاموس: أیمنت، و قوله [… طلخامها …] كذا فی الأصل بالمعجمة، و هو بالمهملة فی یاقوت، و قال: لا تلتفتن إلی قول من قال بالخاء معجمة. و قد روی هذا البیت فی معلقة لبید علی غیر هذه الصورة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 354
و وَحْفةُ: فرس عُلاثةَ بن الجُلاس الحَنظلی؛ و فیه یقول: ما زِلْتُ أَرْمیهم بوَحْفَةَ ناصِبا و التوْحِیفُ: الضرب بالعصا.

وخف؛ ج9، ص: 354

: الوَخْفُ: ضربك الخِطْمِیّ فی الطَّشْتِ یُوخَفُ لیَختلط. وَخَفَ الخطمیَّ و السویقَ وَخْفاً و وَخَّفَهُ و أَوْخَفَهُ: ضربه بیده و بلَّه لِیَتَلَجَّن و یتلزَّج و یصیر غَسُولًا؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَسمَع للأَصواتِ منها خَفْخَفا، ضَرْبَ البَراجِیمِ اللَّجِینَ المُوخَفا كذلك أَنشده البراجیم، بالیاء، و ذلك لأَن الشاعر أَراد أَن یوفِّیَ الجزء فأَثبت الیاء لذلك، و إلَّا فلا وجه له، تقول: أَ ما عندك وَخِیفٌ أَغسل به رأْسی؟ و الوَخِیفُ و الوَخِیفَةُ: ما أَوْخَفْت منه؛ قال الشاعر یصف حماراً و أُتُناً: كأَنَّ علی أَكسائها، من لُغامِه، وَخِیفَةَ خِطْمِیّ بماء مُبَحْزَج و‌فی حدیث سلمان: لما احتُضِر دعا بمسك ثم قال لامرأَته: أَوْخِفِیه فی تَورٍ و انْضَحِیه حول فراشی‌أَی اضربیه بالماء؛ و منه قیل للخطمیّ المضروب بالماء: وَخِیف. و‌فی حدیث النخعی: یُوخَفُ للمیت سِدْر فیُغسل به، و یقال للإِناء الذی یُوخَفُ فیه: مِیخَف؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة، رضی اللّه عنه، أَنه قال للحسن بن علی، علیهما السلام: اكْشِف لی عن الموضع الذی كان یقبّله رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، منك، فكشف عن سُرَّته كأَنها مِیخَفُ لُجَین‌أَی مُدْهُن فِضة، قال: و أَصله مِوْخَف فقلبت الواو یاءً لكسرة المیم؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول القُلاخِ: و أَوْخَفَتْ أَیدی الرجالِ الغِسْلا قال: أَراد خَطَرانَ الید بالفَخار و الكلام كأَنه یضرِب غِسْلًا. و الوَخِیفَة: السویق المبلول. و یقال: أَتاه بلبن مثل وِخَاف الرأْس. و الوَخِیفةُ من طعام الأَعراب: أَقِط مطحونٌ یُذَرُّ علی ماء ثم یصب علیه السمن و یضرب بعضه ببعض ثم یؤكل. و الوَخِیفَة: التمر یلقی علی الزبد فیؤكل. و صار الماء وَخِیفَة إذا غلب الطین علی الماء؛ حكاه اللحیانی عن أبی طیبة. و یقال للأَحمق الذی لا یدری ما یقول: إنه لیُوخَف فی الطین، مثل یُوخِف الخِطْمیّ، و یقال له أَیضاً: إنه لمُوخِف أَی یُوخِف زِبْله كما یُوخَف الخِطمیُّ، و یقال له العَجّان أَیضاً، و هو من كنایاتهم. و الوَخْفَة و الوَخَفَة: شبه الخَرِیطة من أَدم.

ودف؛ ج9، ص: 354

: وَدَفَ الإِناءُ: قطَر. و الوَدْفَةُ: الشحمة. و وَدَفَ الشحْمُ و نحوه یَدِفُ: سالَ و قطَر. و اسْتَوْدَفْتُ الشحمة أی اسْتَقْطرْتها فَوَدَفْتُ. و اسْتَوْدَفَتِ المرأَةُ ماء الرجل إذا اجتمعت تحته و تقبَّضت لئلَّا یفترق الماء فلا تحمل؛ عن ثعلب. و الأُدافُ: الذكر لقَطَرانه، الهمزة فیه بدل من الواو، و هو مما لزم فیه البدل إذ لم نسمعهم قالوا وُدَاف. و‌فی الحدیث: فی الأُدَاف الدیة، یعنی الذكر. قال ابن الأَثیر: سماه بما یَقْطُر منه مجازاً و قلَب الواو همزة. التهذیب: و الأُدَاف و الأُذاف، بالدال و الذال، فرج الرجل؛ قال الشاعر: أَوْلَجَ فی كعثَبِها الأُدَافَا قال أَبو منصور: قیل له أُدَاف لما یَدِفُ منه أَی
لسان العرب، ج‌9، ص: 355
یقطُر من المنی و المَذی و البول، و كان فی الأَصل وُدافاً، فقلبت الواو همزة لانضمامها كما قال تعالی: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، و هو فی الأَصل وُقِّتت. ابن الأَعرابی: یقال لبُظارة المرأَة الوَدَفَةُ و الوَذَفَةُ و الوَذَرَة. قال ابن بری: حكی أَبو الطیب اللغوی أَن المنی یسمی الوَدْف و الوُداف، بضم الواو. و‌فی الحدیث: فی الوداف الغُسل؛ الوُدَاف الذی یقطر من الذكر فوق المذی. و فلان یَسْتوْدِفُ معروف فلان أَی یسأَله. و اسْتَوْدَفَ اللَّبَن: صبّه فی الإِناء. و الوَدْفَة و الوَدِیفَة: الرَّوْضة الناضرة المُتَخیِّلة. و قال أَبو حازم: الوَدَفَة، بفتح الدال، الروضة الخضراء من نبت، و قیل الخضراء الممطورة اللینة العُشبِ، و قالوا: أَصبحت الأَرض كلها وَدَفَة واحدة خِصْباً إذا اخضرت كلها. قال أَبو صاعد: یقال وَدِیفَة من بقل و من عُشب إذا كانت الروضة ناضرة متخیّلة یقال: حَلُّوا فی وَدِیفَة مُنْكَرة و فی غَذِیمة منكرة. و وَدْفَةُ الأَسدی: من شُعرائهم.

وذف؛ ج9، ص: 355

: الوَذْفُ و الوَذَفَانُ: مِشْیة فیها اهْتِزاز و تَبَخْتُر، و قد وَذَفَ و تَوَذَّفَ. و التَّوَذُّفُ: الإِسْراع. و فَعلَ ذلك وَذْفَان كذا أَی حِدثانه. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، نزل بأُم مَعْبَد وَذْفَان مَخْرجِه إلی المدینة‌أَی عند مخرجه؛ قال ابن الأَثیر: و هو كما تقول حِدثانَ مخرجه و سُرْعانه. و التَّوذُّف: مقاربة الخطو و التبختر فی المشی، و قیل: الإِسراع. و وَذْفَة: موضع. التهذیب: الأُداف و الأُذاف فرج الرجل. و الوَذَفَة و الوَذَرةُ بُظارة المرأَة؟ و‌روی أَن الحجاج قام یَتَوَذَّفُ بمكة فی سِبْتَیْنِ له بعد قتله ابن الزبیر حتی دخل علی أَسماء بنت أَبی بكر، رضی اللّه عنهما؛ قال أَبو عمرو: التَّوَذُّف التبختر، و كان أَبو عبیدة یقول: التَّوَذُّف الإِسراع؛ و قال بشر بن أبی خازم: یُعطی النَّجائبَ بالرِّحال كأَنَّها بقر الصَّرائم، و الجِیادَ تَوَذَّفُ أَراد و یعطی الجِیادَ، و یقال: مرَّ یَتَوَذَّف، بذال معجمة، إذا مرّ یُقارب الخطو و یحرك مَنكِبیه.

ورف؛ ج9، ص: 355

: ورَفَ النبتُ و الشجر یَرِفُ وَرْفاً و وَرَفاً و وَریفاً و وُروفاً: تنعَّم و اهتزَّ. و رأَیت لخُضرته بَهْجة من ریِّه و نَعْمته، و هو وَارِفٌ أَی ناضر رَفّاف شدید الخضرة؛ قال أَبو منصور: و هما لغتان رَفَّ یَرِفُّ و وَرَفَ یَرِفُ، و هو الرَّفِیف و الوَرِیف. و وَرَفَ الظلُّ: اتَّسع. ابن الأَعرابی: أَوْرَف الظلُّ و وَرَفَ و وَرَّفَ إذا طال و امتدَّ، و الظلُّ وَارِفٌ أَی واسع ممتد؛ قال الشاعر یصف زمام الناقة: و أَحْوی كأَیمِ الضالِ أَطْرَقَ بعدَ ما حَبا تحتَ فَیْنانٍ، من الظِّلِّ، وَارِف وَارِف: نعت لفَینان، و الفَینانُ: الطویل؛ و أَنشد ابن بری لمُعَقِّر بن حمار البارقی: من اللَّائی سَنابِكُهُنَّ شُمٌّ، أَخَفَّ مُشاشَها لَیْنٌ وَرِیفُ و قد وَرَفَ الظلُّ یَرِفُ وَرْفاً و وَرِیفاً أَی اتَّسع.

وزف؛ ج9، ص: 355

: وَزَفَ البعیرُ و غیره وَزْفاً و وَزِیفاً و وَزْفَةً؛ قال ابن سیدة: أَری الأَخیرة عن اللحیانی و هی مُسْترابة: أَسرعَ المشی، و قیل: قارَب خُطاه كزفَّ. ابن الأَعرابی: وَزَفَ و أَوْزَفَ إَذا أَسرع. و الوَزِیف: سُرعة السیرِ مثل الزَّفِیف. و فی بعض
لسان العرب، ج‌9، ص: 356
القراءات: فأَقْبلوا إلیه یَزِفُون، بتخفیف الفاء، من وَزَفَ یَزِفُ إذا أَسرع مثل زَفَّ یَزِفُّ؛ قال اللحیانی: قرأَ به حمزة عن الأَعمش عن ابن وثَّاب؛ قال الفراء: لا أَعرف وَزَفَ یَزِفُ فی كلام العرب و قد قرئ به؛ قال: و زعم الكسائی أنه لا یعرفها، و قال الزجاج: عرف غیر الفراء یَزِفُون، بالتخفیف، بمعنی یُسرعون. و وَزَفَه وَزْفاً: استعجله، یمانیة. و وَزَفَ إلیه: دنا. و تَوَازَف القوم: دنا بعضُهم من بعض؛ كلتاهما عن ثعلب. و التَوَازُف: المُناهدة فی النفَقات. یقال: تَوَازَفُوا بینهم، و قال: هی صحیحة؛ و أَنشد: عِظام الجِفانِ بالعشیّةِ و الضُّحی، مَشایِیط للأَبْدانِ عند التَّوَازُفِ «2»

وسف؛ ج9، ص: 356

: الوَسْف: تَشَقُّقٌ یبْدو فی الید و فی فخذ البعیر. قال ابن سیدة: الوَسْف تشقق یبدو فی مقدَّم فخذ البعیر و عجزه عند مؤخَّر السِّمَن و الاكْتناز، ثم یَعُم جسده فیَتقشَّر جلدُه و یَتَوَسَّفُ، و قد تَوَسَّفَ، و ربما تَوَسَّفَ الجلد من داء و قُوباء، و تَوَسَّفَتِ التمرة كذلك؛ قال الأَسود بن یعفُر: و كنتُ، إذا ما قُرِّبَ الزادُ، مُولَعاً بكلِّ كُمَیْتٍ جَلْدةٍ لم تُوَسَّفِ كمیت: تَمرة حمراء إلی السواد. و جَلْدة: صُلبة. لم تُوَسَّف: لم تُقَشَّر. و تَوَسَّفَتْ أَوبار الإِبل: تطایرت عنها و افترقت. الفراء: وَسَّفْتُه إذا قشرته. و تمرة مُوَسَّفَة: مقشورة. أَبو عمرو: إذا سقط الوبر أَو الشعر من الجلد و تغیر قیل تَوَسَّفَ. و التَوَسُّفُ: التقشُّر؛ قال جریر: و هذا ابنُ قَیْنٍ جِلْدُه یَتَوَسَّفُ ابن السكیت: یقال للقَرْح و الجُدَرِیّ إذا یَبِس و تقَرَّف و للجرب أَیضاً فی الإِبل إذا قفَل: قد تَوَسَّفَ جلده و تقشقش جلده، كله بمعنی.

وصف؛ ج9، ص: 356

: وَصَفَ الشی‌ءَ له و علیه وَصْفاً و صِفَةً: حَلَّاه، و الهاء عوض من الواو، و قیل: الوَصْف المصدر و الصِّفَةُ الحِلْیة، اللیث: الوَصْف وصفك الشی‌ء بحِلْیته و نَعْته. و تَوَاصَفُوا الشی‌ءَ من الوصف. و قوله عز و جل: وَ رَبُّنَا الرَّحْمٰنُ الْمُسْتَعٰانُ عَلیٰ مٰا تَصِفُونَ؛ أَراد ما تصفونه من الكذب. و اسْتَوْصَفَهُ الشی‌ءَ: سأَله أَن یَصفه له. و اتَّصَفَ الشی‌ءُ: أَمكن وصْفُه؛ قال سحیم: و ما دُمْیةٌ من دُمی مَیْسَنانَ، مُعْجِبةً نَظَراً و اتِّصَافا «3» اتَّصَفَ من الوصف. و اتَّصَفَ الشی‌ء أَی صار مُتَوَاصِفاً؛ قال طرَفة بن العبد: إنّی كَفانیَ من أَمْرٍ هَمَمْتُ به جارٌ، كجار الحُذاقیِّ الذی اتَّصَفَا أَی صار موصوفاً بحُسْن الجِوار. و وَصَفَ المُهْرُ: توجَّه لحُسْنِ السیر كأَنه وصَف الشی‌ء. و یقال للمهر إذا توجّه لشی‌ء من حُسن السیر: قد وَصَفَ معناه أَنه قد وصفَ المشی. یقال: مَهُر حین وَصَفَ. و وَصَفَ المُهرُ إذا جاد مشْیُه؛ قال الشمّاخ: إذا ما أَدْلَجَتْ، وَصَفَتْ یداها لها الإِدْلاجَ، لَیلةَ لا هُجوع
(2). قوله [عند] كتب بإزائه فی طرة الأصل غیر و هو الذی فی شرح القاموس. (3). قوله [دمیة من دمی] أَنشده فی مادة میس: قریة من قری، و أراد الشاعر میسان فاضطر فزاد النون كما نبه علیه المؤلف هناك.
لسان العرب، ج‌9، ص: 357
یرید أَجادت السیر. و قال الأَصمعی: أَی تَصِف لها إدلاجَ اللیلة التی لا تَهْجَعُ فیها؛ قال القُطامی: و قِیدَ إلی الظَّعِینةِ أَرْحَبیٌّ، جُلالٌ هَیْكَلٌ یَصِفُ القِطارا أَی یَصِفُ سِیرةَ القِطار. و بَیْعُ المُوَاصَفَةِ: أَن یبیع الشی‌ء من غیر رُؤیة. و‌فی حدیث الحسن أَنه كره المُوَاصَفَةَ فی البیع؛ قال أَحمد بن حنبل: إذا باع شیئاً عنده علی الصفة لزمه البیع؛ و قال إسحاق كما قال؛ قال الأَزهری: هذا بیع علی الصفة المضمونة بلا أَجل یُمیَّز له، و هو قول الشافعی، و أَهلُ مكة لا یجیزون السَّلَم إذا لم یكن إلی أَجل معلوم. و قال ابن الأَثیر: بیع المُوَاصَفَة هو أَن یبیع ما لیس عنده ثم یَبتاعَه فیدفَعَه إلی المشتری، قیل له ذلك لأَنه باع بالصفة من غیر نَظر و لا حِیازَة مِلك. و قوله‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: إن لا یَشِفّ فإنه یَصِفُ‌أَی یصفها، یرید الثوب الرقیق إن لم یبن منه الجَسد فإنه لرقَّته یصف البدن فیظهر منه حَجْم الأَعضاء، فشبّه ذلك بالصفة كما یصف الرجل سِلْعَته. و غلام وَصِیف: شابّ، و الأُنثی وَصِیفَة. و‌فی حدیث أُم أَیمن: أَنها كانت وَصِیفَة لعبد المطلب‌أَی أَمة، و قد أَوْصَفَ و وَصُفَ وَصَافَةً. ابن الأَعرابی: أَوْصَفَ الوصِیفُ إذا تمَّ قَدُّه، و أَوْصَفَتِ الجاریة، و وَصِیفٌ و وُصَفَاء و وَصِیفَة و وَصَائِفُ. و أَما أَبو عبید فقال: وَصِیفٌ بیّن الوَصَافَةِ، و أَما ثعلب فقال: بیِّن الإِیصَافِ، و أَدْخلاه فی المصادر التی لا أَفعال لها. و‌فی حدیث أَبی ذرّ، رضی اللّه عنه: أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، قال له: كیف أَنت و موتٌ یُصِیب الناسَ حتی یكون البیتُ بالوَصِیف؟الوَصِیف: العبد، و الأَمة وَصِیفَةٌ؛ قال شمر: معناه أَن الموت یكثر حتی یصیر موضعُ قبر یُشتری بعبد من كثرة الموت، مثل المُوتان الذی وقع بالبصرة و غیرها. و بیت الرجل: قبره، و قبر المیت: بیته. و الوَصِیف: الخادم، غلاماً كان أَو جاریة. و یقال وَصُفَ الغلامُ إذا بلغ الخِدمة، فهو وَصِیف بیّن الوَصَافَة، و الجمع وُصَفَاء. و قال ثعلب: و ربما قالوا للجاریة وَصِیفَة بیّنة الوَصَافَة و الإِیصَاف، و الجمع الوَصَائِف. و اسْتَوْصَفْت الطبیبَ لدائی إذا سأَلته أَن یصف لك ما تَتعالج به. و الصِّفَة: كالعِلْم و السواد. قال: و أَما النحویون فلیس یریدون بالصفة هذا لأَن الصفة عندهم هی النعت، و النعت هو اسم الفاعل نحو ضارب، و المفعول نحو مضروب و ما یرجع إلیهما من طریق المعنی نحو مثل و شبه، و ما یجری مجری ذلك، یقولون: رأَیت أَخاك الظَّریفَ، فالأَخ هو الموصوف، و الظریف هو الصفة، فلهذا قالوا لا یجوز أَن یضاف الشی‌ء إلی صفته كما لا یجوز أَن یضاف إلی نفسه لأَن الصِّفَة هی الموصوف عندهم، أَ لا تری أَن الظریف هو الأَخ؟

وطف؛ ج9، ص: 357

: الوَطَفُ: كثرة شعر الحاجبین و العینین و الأَشفار مع اسْترخاء و طول، و هو أَهون من الزَّبَب، و قد یكون ذلك فی الأُذُن؛ رجل أَوْطَفُ بیِّن الوَطَف و امرأَة وَطْفَاء إذا كانا كثیری شعر أَهداب العین. و‌فی حدیث أُم معبد فی صفة سیدنا رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم: أَنه كان فی أَشفاره وَطَفٌ؛ المعنی أَنه كان فی هُدْب أَشفار عینیه طول؛ و‌فی حدیث آخر: أنه كان أَهْدَب الأَشْفار‌أَی طویلَها، و قد وَطِفَ یَوْطَفُ، فهو أَوْطَفُ. و بعیر أَوْطَف: كثیر الوبَر سابغه. و عین وَطْفَاء: فاضلة الشُّفْر مُسْتَرخیة النظر. و ظلام أَوْطَفُ: مُلْبِس دانٍ، و أَكثر ما یقال فی الشعر. و سَحاب
لسان العرب، ج‌9، ص: 358
أَوْطَفُ: فی وجهه كالحِمل الثقیل، و سحابة وَطْفَاء بیّنة الوَطَف كذلك، و قیل: هو الذی فیه استرخاء فی جوانبه لكثرة الماء. أَبو زید: الوَطْفَاء الدِّیمة السَّحُّ الحَثیثةُ، طال مطرها أَو قصُر، إذا تَدلَّت ذُیُولُها؛ قال إمرؤ القیس: دِیمة هَطْلاء فیها وَطَف و عامٌ أَوْطَفُ: مُخْصِب كثیر الخیر. و عَیْش أَوْطَفُ: ناعم واسع رَخِیٌّ. و خذ ما أَوْطَفَ لك أَی ما أَشرفَ و ارتفع، كقولهم: خذ ما طَفَّ لك. و وَطَفَ وطْفاً: طَرَد الطَّرِیدة و كان فی أَثرها. و وَطَفَ الشی‌ءَ علی نفسه وَطْفاً؛ عن ابن الأَعرابی و لم یفسره.

وظف؛ ج9، ص: 358

: الوَظِیفَةُ من كل شی‌ء: ما یُقدَّر له فی كل یوم من رِزق أَو طعام أَو علَف أَو شَراب، و جمعها الوَظَائِفُ و الوُظُفُ. و وَظَفَ الشی‌ءَ علی نفسه و وَظَّفَه تَوْظِیفاً: أَلزمها إیاه، و قد وَظَّفْت له تَوْظِیفاً علی الصبی كل یوم حفظ آیات من كتاب اللّه عز و جل. و الوَظِیفُ لكل ذی أَربع: ما فوق الرُّسْغ إلی مَفْصِل الساق. و وَظِیفا یدی الفرس: ما تحت رُكْبَتَیْه إلی جنبیه، و وَظِیفَا رجلیه: ما بین كعبیه إلی جنبیه. و قال ابن الأَعرابی: الوَظِیفُ من رُسْغَی البعیر إلی ركبتیه فی یدیه، و أَما فی رجلیه فمن رُسغیه إلی عُرقوبیه، و الجمع من كل ذلك أَوْظِفَة و وُظُف. و وَظَفْت البعیر أَظِفُه وَظْفاً إذا أَصبت وَظِیفَه. الجوهری: الوَظِیف مُسْتدَقُّ الذِّراع و الساق من الخیل و الإِبل و نحوهما، و الجمع الأَوْظِفَة. و‌فی حدیث حدّ الزنا: فنزع له بوَظِیف بعیر فرماه به فقتله؛ قال: وَظِیف البعیر خُفُّه و هو له كالحافر للفرس. و قال الأَصمعی: یستحب من الفرس أَن تَعْرُض أَوْظِفَة رجلیه و تَحْدَب أَوْظِفَة یدیه. و وَظَفْت البعیرَ إذا قصَّرت قَیْده. و جاءَت الإِبل علی وَظِیف واحد إذا تَبِع بعضُها بعضاً كأَنها قِطار، كلُّ بعیر رأْسُه عند ذنب صاحبه. و جاء یَظِفُه أَی یَتبَعُه؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال: وَظَفَ فلان فلاناً یَظِفُه وَظْفاً إذا تبعه، مأْخوذ من الوَظِیف. و یقال: إذا ذبحت ذبیحة فاسْتَوْظِفْ قطعَ الحُلقوم و المَرِی‌ء و الوَدَجَیْن أَی اسْتَوْعِب ذلك كله؛ هكذا قاله الشافعی فی كتاب الصید و الذبائح؛ و قوله: أَبْقَتْ لنا وقَعاتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَةً، ما هَبّتِ الرِّیحُ و الدُّنیا لها وُظُف أَی دُوَل. و فی التهذیب: هی شبه الدُّوَل مرَّة لهؤلاء و مرّة لهؤلاء، جمع الوَظِیفَة.

وعف؛ ج9، ص: 358

: ابن الأَعرابی: الوُعُوف، بالعین، ضعف البصر. قال الأَزهری: جاء به فی باب العین و ذكر معه العُوُوف، و أَما أَبو عبید فإنه ذكر عن أَصحابه الوَغْف، بالغین، ضَعْف البصر. و قال ابن الأَعرابی فی باب آخر: أَوْعَفَ الرجلُ إذا ضعُف بصره، و كأَنهما لغتان بالعین و الغین. و الوَعْفُ: موضع غلیظ، و قیل: مَنْقَعُ ماء فیه غِلَظ، و الجمع وِعَافٌ.

وغف؛ ج9، ص: 358

: الوَغْفُ و الإِیغَافُ: ضَعف البصر؛ الأَزهری: رأَیت بخط الإِیادیِّ فی الوغْف قال: فی كتاب أَبی عمرو الشیبانی لأَبی سعد المَعْنی: لعَیْنَیْك وَغْفٌ، إذ رأَیتَ ابنَ مَرْثَدٍ یُقَسْبِرُها بفَرْقَمٍ یَتَزَبَّدُ
لسان العرب، ج‌9، ص: 359
قال: هكذا قیده بفرقم، یرید الحَشفةَ بالفاء و القاف: إذا انْتَشَرَتْ حَسِبْتَها ذاتَ هَضْبةٍ، تَرَمَّزُ فی أَلغازِها و تَرَدَّدُ و روی عَرْقم قال: و أَنا واقف فیه. و القَسْبرة: النكاح. و الوَغْف: السُّرْعة، و قیل: سرعة العدْو؛ و أَنشد: و أَوْغَفَتْ شَوارِعاً و أَوْغَفَا و قد أَوْغَفَ إذا سار سیراً مُتْعِباً. و أَوْغَفَ إذا عَمِشَ. و أَوْغَفَ إذا أَكل من الطعام ما یكفیه. و الإِیغَافُ: سُرعة ضَرب الجناحین. و الإِیغَاف: سرعة العَدو. و قال أَبو عمرو: الإِیغَاف التحرُّك. و أَوْغَفَتِ المرأَة إِیغَافاً إذا ارْتَهَزَت عند الجِماع تحت الرجل؛ و أَنشد لرِبْعی الدُّبَیْریّ: لمّا دَحاها بمِتَلٍّ كالصَّقْب، و أَوْغَفَتْ لذاك إِیغَافَ الكلْب قالت: لقد أَصبحْتَ قَرْماً ذا وَطْب، لما یُدیمُ الحُبَّ منه فی القَلْب و الوَغْف: قِطْعة أَدم أَو كِساء أَو شی‌ء یُشدّ علی بطن التیْس لئلَّا یَنْزُو أَو یشرَب بوله.

وقف؛ ج9، ص: 359

: الوُقُوف خلاف الجُلوس، وَقَفَ بالمكان وَقْفاً و وُقُوفاً، فهو وَاقِف، و الجمع وُقْف و وُقُوف، و یقال: وَقَفَتِ الدابةُ تَقِفُ وُقُوفاً، و وَقَفْتُها أَنا وَقْفاً. و وَقَّفَ الدابةَ: جعلها تَقِف؛ و قوله: أَحْدَثُ مَوْقِفَ من أُم سَلْمٍ تَصَدِّیها، و أَصْحابی وُقُوفُ وُقُوفٌ فوقَ عِیسٍ قد أُمِلَّتْ، بَراهُنَّ الإِناخةُ و الوَجِیفُ إنما أَراد وُقُوف لإِبلهم و هم فوقها؛ و قوله: أَحدث مَوْقِف من أُم سلم إنما أَراد أَحدث مَوَاقِفَ هی لی من أُم سلْم أَو من مَوَاقِفِ أُم سلْم، و قوله تَصَدِّیها إنما أَراد مُتصدّاها، و إنما قلت هذا لأُقابل المَوْقِف الذی هو الموضع بالمُتصدَّی الذی هو الموضع، فیكون ذلك مقابلة اسم باسم، و مكان بمكان، و قد یكون مَوْقِفِی هاهنا وُقُوفی، فإِذا كان ذلك فالتصدّی علی وجهه أَی أَنه مصدر حینئذ، فقابل المصدر بالمصدر؛ قال ابن بری: و مما جاء شاهداً علی أَوْقَفْتُ الدابة قول الشاعر: و قولها، و الرِّكابُ مُوقَفَةٌ: أَقِمْ علینا أَخی، فلم أُقِمِ و قوله: قلت لها: قِفِی لنا، قالت: قافْ إنما أَراد قد وَقَفْتُ فاكتفی بذكر القاف. قال ابن جنی: و لو نقل هذا الشاعر إلینا شیئاً من جملة الحال فقال مع قوله قالت قاف: و أَمسكَت زمام بعیرها أَو عاجَته علینا، لكان أَبین لما كانوا علیه و أَدل، علی أَنها أَرادت قفی لنا قفی لنا أَی تقول لی قفی لنا متعجبة منه، و هو إذا شاهَدها و قد وقَفَتْ علم أَن قولها قاف إجابةٌ له لا رَدّ لقوله و تعَجُّب منه فی قوله قفی لنا. اللیث: الوَقْف مصدر قولك وَقَفْتُ الدابةَ و وَقَفْت الكلمة وَقْفاً، و هذا مُجاوِز، فإذا كان لازماً قلت وَقَفَتْ وُقوفاً. و إذا وَقَّفْتَ الرجلَ علی كلمة قلت: وَقَّفْتُه تَوْقِیفاً. و وَقَفَ الأَرض علی المساكین، و فی الصحاح للمساكین، وَقْفاً: حبسَها، و وَقَفْتُ الدابةَ و الأَرضَ و كلَّ شی‌ء، فأَما أَوْقَفَ فی جمیع ما تقدّم من الدواب و الأَرضین و غیرهما فهی
لسان العرب، ج‌9، ص: 360
لغة رَدیئة؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: إلا أَنی لو مررت برجل وَاقِف فقلت له: ما أَوْقَفَك هاهنا، لرأَیته حسَناً. و حكی ابن السكّیت عن الكسائی: ما أَوْقَفَك هاهنا و أَیُّ شی‌ء أَوْقَفَك هاهنا أَی أَیُّ شی‌ء صیَّرك إلی الوُقُوف، و قیل: وَقَفَ و أَوْقَفَ سواء. قال الجوهری: و لیس فی الكلام أَوْقَفْت إلا حرف واحد أَوقَفْت عن الأَمر الذی كنت فیه أَی أَقْلَعْت؛ قال الطرماح: قَلَّ فی شَطِّ نَهْروانَ اغْتِماضِی، و دَعانی هَوی العُیونِ المِراضِ جامِحاً فی غَوایَتی، ثم أَوقَفْتُ رِضاً بالتُّقَی، و ذُو البِرِّ راضی قال: و حكی أَبو عمرو كلمتهم ثم أَوْقَفْت أَی سكتُّ، و كل شی‌ء تُمسك عنه تقول أَوْقَفت، و یقال: كان علی أَمْر فأَوْقَفَ أَی أَقصَر. و تقول: وَقَفْت الشی‌ء أَقِفه وَقْفاً، و لا یقال فیه أَوقفت إلا علی لغة ردیئة. و فی كتابه لأَهل نجْرانَ: و أن لا یُغیَّرَ وَاقِف من وِقِّیفَاه؛ الوَاقِف: خادم البِیعة لأَنه وقَف نفسَه علی خِدْمتها، و الوِقِّیفَی، بالكسر و التشدید و القصر: الخدمة، و هی مصدر كالخِصِّیصی و الخِلِّیفی. و قوله تعالی: وَ لَوْ تَریٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَی النّٰارِ، یحتمل ثلاثة أَوجه: جائز أَن یكونوا عاینوها، و جائز أَن یكونوا علیها و هی تحتهم، قال ابن سیدة: و الأَجود أَن یكون معنی وُقِفُوا علی النار أُدخلوها فعرَفوا مِقدار عذابها كما تقول: وَقَفْت علی ما عند فلان ترید قد فَهِمته و تبیَّنْته. و رجل وَقَّاف: مُتَأَنٍّ غیر عَجِل؛ قال: و قد وَقَّفَتْنی بینَ شكٍّ و شُبْهةٍ، و ما كنت وَقَّافاً علی الشُّبُهات و‌فی حدیث الحسن: إن المؤمن وَقَّاف مُتَأَنٍّ و لیس كحاطِب اللیل؛ و الوَقَّاف: الذی لا یستعجل فی الأُمور، و هو فَعّال من الوُقُوف. و الوَقَّاف: المُحْجِم عن القتال كأَنه یَقِف نفسه عنه و یعوقها؛ قال درید: و إنْ یَكُ عبدُ اللّه خلَّی مكانَه، فما كان وَقَّافاً، و لا طائشَ الیدِ و وَاقَفَه مُوَاقَفَةً و وِقَافاً: وقفَ معه فی حرب أَو خُصومة. التهذیب: أَوْقَفْت الرجلَ علی خِزْیِه إذا كنت لا تحبسه بیدك، فأَنا أُوقِفُه إیقَافاً، قال: و ما لك تَقِف دابتك تحبسها بیدك. و المَوْقِفُ: الموضع الذی تقِف فیه حیث كان. و تَوْقِیفُ الناس فی الحجّ: وُقوفهم بالمواقِف. و التَّوْقِیف: كالنَّصّ، و تَوَاقَفَ الفریقان فی القِتال. و وَاقَفْتُه علی كذا مُوَاقَفَةً و وِقَافاً و اسْتَوْقَفْتُه أَی سأَلته الوقُوف. و التَّوَقُّف فی الشی‌ء: كالتلَوُّم فیه. و أَوْقَفْت الرجل علی كذا إذا لم تحبسه بیدك. و الوَاقِفَة: القدَم، یمانیة صفة غالبة. و المِیقَف و المِیقَاف: عُود أَو غیره یسكَّن به غلَیان القِدر كأَنّ غلیانها یُوقف بذلك؛ كلاهما عن اللحیانی. و المَوْقُوف من عَروض مَشْطُور السَّریع و المُنْسَرِح: الجزء الذی هو مفعولان، كقوله: یَنْضَحْنَ فی حافاتِها بالأَبْوالْ فقوله بالأَبوال مفعولانْ أَصله مفعولاتُ أُسكنت التاء فصار مفعولاتْ، فنقل فی التقطیع إلی مفعولان، سمی بذلك لأَن حركة آخره وُقِفَت فسمی مَوْقُوفاً، كما سمیت مِنْ و قَطْ و هذه الأَشیاء المبنیة علی سكون
لسان العرب، ج‌9، ص: 361
الأَواخِر مَوْقُوفاً. و مَوْقِفُ المرأَةِ: یداها و عیناها و ما لا بدّ لها من إظهاره. الأَصمعی: بدا من المرأَة مَوقِفُها و هو یداها و عیناها و ما لا بدَّ لها من إظهاره. و یقال للمرأَة: إنها لحسَنة المَوْقِفَین، و هما الوجه و القدَم. المحكم: و إنها لجمیلة مَوْقِف الراكِب یعنی عینیها و ذراعیها، و هو ما یراه الراكب منها. و وقَّفَتِ المرأَةُ یدیها بالحِنّاء إذا نقَّطت فی یدیها نُقَطاً. و مَوْقِفُ الفرس: ما دخَل فی وسَط الشاكلة، و قیل: مَوْقِفَاه الهَزْمتان اللتان فی كَشْحَیه. أَبو عبید: المَوْقِفَان من الفرس نُقْرتا خاصرتیه. یقال: فرس شدید المَوْقِفَین كما یقال شَدیدُ الجَنْبَین و حَبِطُ الموْقِفَینِ إذا كان عظیم الجنبین؛ قال الجعدی: شدِیدُ قِلاتِ المَوْقِفَیْنِ كأَنما به نَفَسٌ، أَو قد أَراد لیَزْفِرَا و قال: فَلِیق النَّسا حَبِط المَوْقِفَیْنِ، یَسْتَنُّ كالصدَعِ الأَشْعَبِ و قیل: مَوْقِف الدابة ما أَشرف من صُلبه علی خاصرته. التهذیب: قال بعضهم فرس مُوَقَّف و هو أَبرشُ أَعلی الأُذنین كأَنهما منقوشتان ببیاض و لون سائره ما كان. و الوَقِیفَةُ: الأُروِیَّةُ تُلْجِئها الكلاب إلی صخرة لا مَخلَص لها منها فی الجبل فلا یمكنها أَن تنزل حتی تصاد؛ قال: فلا تَحْسَبَنِّی شَحْمةً من وَقِیفَةٍ مُطَرَّدةٍ مما تَصیدُكَ سَلْفَعُ و فی روایة: تَسَرَّطُها مما تصیدك … و سَلْفَعُ: اسم كلبة، و قیل: الوَقِیفَة الطَّریدة إذا أَعْیَت من مُطاردة الكلاب. و قال الجوهری: الوَقِیفَة الوَعِل؛ قال ابن بری: و صوابه الوَقِیفَة الأُرْوِیّة. و كلُّ موضع حبسَته الكلاب علی أَصحابه، فهو وَقِیفَة. و وَقَّفَ الحدیث: بیَّنه. أَبو زید: وَقَّفْتُ الحدیث تَوْقِیفاً و بیَّنته تبییناً، و هما واحد. و وَقَّفْتُه علی ذنبه أَی أَطلعته علیه. و یقال: وَقَّفْتُهُ علی الكلمة تَوْقِیفاً. و الوَقْف: الخَلْخال ما كان من شی‌ء من الفضة و الذَّبْل و غیرهما، و أَكثر ما یكون من الذبل، و قیل: هو السِّوار ما كان، و قیل: هو السوار من الذَّبل و العاج، و الجمع وُقُوف. و المَسَكُ إذا كان من عاج فهو وَقْف، و إذا كان من ذَبْل فهو مَسَك، و هو كهیئة السِّوار. یقال: وَقَّفَتِ المرأَة تَوْقِیفاً إذا جعلت فی یدیها الوقْف. و حكی ابن بری عن أَبی عمرو: أَوْقَفَتِ الجاریةُ، جعلت لها وقْفاً من ذَبْل؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی الوقْف السوار من العاج لابن مُقْبل: كأَنه وَقْفُ عاجٍ بات مَكْنُونا «4» و التَّوْقِیف: البیاض مع السواد. و وُقُوف القوسِ: أَوتارُها المشدودة فی یدها و رجلها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قال أَبو حنیفة: التَّوْقِیف عقَب یُلْوَی علی القوس رَطباً لَیّناً حتی یصیر كالحَلْقة، مشتق من الوَقْف الذی هو السوار من العاج؛ هذه حكایة أَبی حنیفة، جعل التَّوْقِیف اسماً كالتَّمْتین و التنْبیت؛ قال ابن سیدة: و أَبو حنیفة لا یؤمن علی هذا، إنما الصحیح أَن یقول: التَّوْقِیف أَن یُلْوی العَقَبُ علی القوس رطباً حتی یصیر كالحلقة، فیُعَبَّر عن المصدر بالمصدر، إلَّا أَنْ
(4). قوله [مكنونا] كذا بالأصل و كتب بإزائه: منكفتاً، و هو الذی فی شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌9، ص: 362
یثبت أَن أَبا حنیفة ممن یعرف مثل هذا، قال: و عندی أَنه لیس من أَهل العلم به و لذلك لا آمنه علیه و أَحمله علی الأَوسع الأَشیع. و التَّوْقِیف أَیضاً: لَیُّ العَقَب علی القوس من غیر عیب. ابن شمیل: و التَّوْقِیف أَن یُوَقِّف علی طائفَی القوس بمضائغ من عَقَب قد جعلهن فی غِراء من دماء الظِّباء فیجئن سوداً، ثم یُغْلی علی الغِراء بصَدإِ أَطراف النَّبْل فیجی‌ء أَسود لازقاً لا ینقطع أَبداً. و وَقْفُ الترس: المستدیر بحافته، حدیداً كان أَو قَرْناً، و قد وَقَّفَه. و ضَرع مُوَقَّف: به آثار الصِّرار؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إبْلُ أَبی الحَبْحاب إبْلٌ تُعْرَفُ، یَزِینُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ قال ابن سیدة: هكذا رواه ابن الأَعرابی مجفف، بالجیم، أَی ضَرْع كأَنه جُفٌّ و هو الوَطْب الخَلَقُ، و رواه غیره محفَّف، بالحاء، أَی ممتلئ قد حَفَّت به. یقال: حَفَّ القوم بالشی‌ء و حفَّفوه أَحدقوا به. و التَّوْقِیفُ: البیاض مع السواد. و دابة مُوَقَّفَة تَوْقِیفاً و هو شِیَتُها. و دابة مُوَقَّفَة: فی قوائمها خُطوط سود؛ قال الشماخ: و ما أَرْوَی، و إنْ كَرُمَتْ علینا، بأَدْنَی من مُوَقَّفَة حَرُونِ و استعمل أَبو ذؤیب التَّوْقِیف فی العُقاب فقال: مُوَقَّفَة القَوادِم و الذُّنابَی، كأَنَّ سَراتها اللَّبَن الحَلِیبُ أَبو عبید: إذا أَصاب الأَوْظِفَة بیاض فی موضع الوَقْف و لم یعْدها إلی أَسفل و لا فوق فذلك التَّوْقِیف. و یقال: فرس مُوَقَّف. اللیث: التَّوْقِیف فی قوائم الدابة و بقر الوحش خُطوط سود؛ و أَنشد: شَیْباً مُوَقَّفاً. و قال آخر: لها أُمٌّ مُوَقَّفَةٌ رَكُوبٌ، بحیثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَریرُ و رجل مُوَقَّفٌ: أَصابته البَلایا هذه عن اللحیانی. و رجل مُوَقَّفٌ علی الحق: ذَلول به. و حمار مُوَقَّفٌ؛ عنه أَیضاً: كُوِیتْ ذراعاه كَیّاً مستدیراً؛ و أَنشد: كَوَیْنا خَشْرَماً فی الرأْس عَشْراً، و وَقَّفْنَا هُدَیْبةَ، إذ أَتانا اللحیانی: المِیقَفُ و المِیقَافُ العُودُ الذی تُحرّك به القِدر و یسكَّن به غلیانها، و هو المِدْوَمُ و المِدْوامُ؛ قال: و الإِدامة ترك القِدْر علی الأَثافی بعد الفراغ. و‌فی حدیث الزبیر و غَزوة حُنَیْن: أَقبلت معه فوقفت حتی اتَّقَفَ الناسُ كلهم‌أَی حتی وقَفُوا؛ اتَّقَفَ مطاوع وَقَفَ، تقول: وَقَفْتُهُ فاتَّقَفَ مثل وعدْته فاتَّعَد، و الأَصل فیه اوْتَقف، فقلبت الواو یاء لسكونها و كسر ما قبلها، ثم قلبت الیاء تاءً و أُدْغمت فی تاء الافتعال. و وَاقِفٌ: بطن من الأَنصار من بنی سالم بن مالك بن أَوْس. ابن سیدة: و وَاقِفٌ بطن من أَوس اللَّاتِ. و الوَقَّاف: شاعر معروف.

وكف؛ ج9، ص: 362

: وَكَفَ الدمعُ و الماء وَكْفاً و وَكِیفاً و وُكُوفاً و وَكَفَاناً: سال. و وَكَفَتِ العینُ الدمْعَ وَكْفاً و وَكِیفاً: أَسالته. اللحیانی: وَكَفَتِ العینُ تَكِفُ وَكْفاً و وَكِیفاً، و سحاب وَكُوفٌ إذا كانت تَسِیل قلیلًا قلیلًا. و وَكَفَتِ الدلْوُ وَكْفاً و وَكِیفاً: قطرت، و قیل: الوَكْف المصدر، و الوَكِیفُ القطر نفسه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی
لسان العرب، ج‌9، ص: 363
اللّه علیه و سلم، توضأَ فاسْتَوْكَفَ ثلاثاً؛ قال غیر واحد: معناه أَنه غسل یدیه ثلاثاً و بالغ فی صبّ الماء علی یدیه حتی وَكَفَ الماءُ من یدیه أَی قطر؛ قال حمید بن ثور یصف الخَمر: إذا اسْتَوْكَفَتْ باتَ الغَوِیُّ یَسُوفُها، كما جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِیمِ طَبِیبُ أَراد إذا استقْطرتْ. و اسْتَوْكَفْت الشی‌ءَ: استَقْطَرْته: و وَكَفَ البیتُ وَكْفاً و وَكِیفاً و وُكُوفاً و وَكَفَاناً و تَوْكَافاً و أَوْكَفَ و تَوَكَّفَ: هَطَلَ و قطَر، و كذلك السطْح، و مصدره الوَكِیف و الوَكْف. و شاة وَكُوفٌ: غَزیرة اللبن و كذلك مِنْحةٌ وَكُوفٌ و ناقة وَكُوفٌ أَی غزیرة. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی اللّه علیه و سلم، قال: من مَنَحَ مِنْحة وَكُوفاً فله كذا و كذا؛ قال أَبو عبید: الوَكُوف الغزیرة الكثیرة الدَّرِّ، و من هذا قیل: وَكَفَ البیتُ بالمطر، و وَكَفَتِ العینُ بالدمع إذا تقاطَر. و قال ابن الأَعرابی: الوكوف التی لا ینقطع لبنها سنَتها جَمْعاء. و أَوْكَفَتِ المرأَة: قارَبت أَن تلد. و الوَكْف: النِّطَعُ؛ قال أَبو ذؤیب: و مُدَّعَسٍ فیه الأَنِیضُ اخْتَفَیْتُه بجَرْداء، مِثْلِ الوَكْفِ، یَكْبُو غُرابها بجَرْداء یعنی أَرضاً مَلْساء لا تُنبت شیئاً یكبو غراب الفأْس عنها لصَلابتها إذا حُفِرت؛ و البیت الذی أَورده الجوهری: تَدَلَّی علیها بین سِبٍّ و خَیْطةٍ بجرداء مثل الوكف یكبو غرابها و الوَكَفُ: وَكَفُ البیت مثل الجَناح فی البیت یكون علی الكُنَّةِ أَو الكَنِیف. و‌فی الحدیث: خیارُ الشُّهداء عند اللّه أَصحابُ الوَكَف؛ قیل: و من أَصحابُ الوَكَف؟ قال: قوم تُكْفأُ علیهم مراكبهم فی البحر؛ قال ابن الأَثیر: الوَكَفُ فی البیت مثل الجناح یكون علیه الكَنِیف؛ المعنی أَن مراكبهم انقلبت بهم فصارت فوقهم مثل أَوْكَاف البیوت، قال: و أَصل الوَكَف فی اللغة المَیْل و الجَوْرُ. و الوَكَف، بالتحریك: الإِثم، و قیل: العیب و النقْص. و قد وَكِفَ الرجل یَوْكَفُ وَكَفاً إذا أَثِمَ. و قد وَكِفَ یَوْكَفُ و أَوْكَفَه: أَوقعه فی إثْم. و یقال: ما علیك فی هذا وَكَفٌ. و الوَكَفُ: العیب؛ أَنشد ابن السكیت لعمرو بن إمرئ القیس، و یقال لقیس بن الخطیم: الحَافِظُو عَوْرَةِ العشیرةِ، لا یَأْتیهِمُ من ورائهمْ وَكَفُ قال ابن بری: و أَنكر علیّ بن حمزة أَن یكون الوَكَف بمعنی الإِثم، و قال: هو بمعنی العَیْب فقط. و لیس فی هذا الأَمر وَكْف و لا وَكَف أَی فساد. و‌فی الحدیث: لیَخْرُجَنَّ ناسٌ من قُبورهم فی صورة «1» القِرَدة بما داهَنُوا أَهل المعاصی ثم وَكَفُوا عن عِلْمهم و هم یَستطیعون؛ قال الزجاج: وَكَفُوا عن عِلمهم أَی قصَّروا عنه و نقَصُوا. یقال: علیك فی هذا الأَمر وَكَف أَی نقص. و یقال: لیس علیك فی هذا الأَمر وَكَف أَی لیس علیك فیه مكروه و لا نقص. و‌فی حدیث عمر، رضی اللّه عنه: البَخیل فی غیر وَكَفٍ؛ الوَكَفُ: الوقوع فی المأْثَم و العیب. و فی عقله و رأْیِه وَكَفٌ أَی فساد؛ عن ابن الأَعرابی و ثعلب. التهذیب: یقال إنی لأَخشی علیك وَكَفَ فلان أَی
(1). قوله [فی صورة] فی النهایة: علی صورة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 364
جَوْرَه و مَیْله؛ قال الكمیت: بكَ یَعْتَلی وَكَفَ الأُمُور، و یَحْمِلُ الأَثْقالَ حامِلْ و قال أَبو عمرو: الوَكَفُ الثِّقلُ و الشدَّةُ. و قالت الكِلابیة: یقال فلان علی وَكَفٍ من حاجته إذا كان لا یدری علی ما هو منها، قال: و كل هذا لیس بخارج مما جاء مفسَّراً فی الحدیث لأَن التكفی «2» هو المَیْل. و الوَكَفُ من الأَرض: ما انهبط عن المرتفع؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال العجاج یصف ثوراً: یَعْلو الدَّكادیكَ و یَعْلُو الوَكَفا و قال الجوهری: هو سَفْح الجبل، و قال ثعلب: هو المكان الغَمْضُ فی أَصل شَرف. ابن شمیل: الوَكَفُ من الأَرض القِنْع یتَّسع و هو جَلَد طین و حصی، و جمعه أَوْكَاف. و تَوَكَّفَ الأَثَر: تتبَّعه. و التَّوَكُّف: التوقُّع و الانتظار. و‌فی حدیث ابن عمیر: أَهلُ القبور یَتَوَكَّفُون الأَخْبار‌أَی ینتظرونها و یسأَلون عنها، و فی التهذیب: أَی یتوقعونها، فإذا مات المیت سأَلوه: ما فعل فلان و ما فعل فلان؟ یقال: هو یَتَوَكَّفُ الخبر أَی یتوقَّعه. و تقول: ما زلت أَتَوَكَّفُه حتی لقِیته. و یقال: وَاكَفْت الرجل مُوَاكَفَةً فی الحرب و غیرها إذا واجَهْتَه و عارَضْته؛ قال ذو الرمة: متی ما یُوَاكِفْها ابن أُنْثَی، رَمَتْ به مع الجَیْشِ یَبْغِیها المَغانِمَ، تنكل «3» و تَوَكَّفَ عیالَه و حشَمه: تعهَّدهم، و هو یَتَوَكَّفُهم: یتعهَّدهم و ینظر فی أُمورهم. و الوُكَاف و الوِكَاف و الأُكَاف و الإِكَاف: یكون للبعیر و الحمار و البغل؛ قال یعقوب و كان رؤبة ینشد: كالكَوْدَن المَشدُودِ بالوكاف و الجمع وُكُف؛ و أَوْكَفَ الدابةَ، حِجازیّة. الجوهری: یقال آكَفْت البغل و أَوْكَفْته. و وَكَّفَ الدابةَ: وضع علیها الوكاف. و وَكَّفَ وكافاً: عمله، اللحیانی: أَوْكَفْت البغل أُوكِفُه إِیكَافاً، و هی لغة أَهل الحجاز و تمیم، تقول: آكَفْتُهُ أُوكِفُه إِیكَافاً، و قال بعضهم: وَكَّفْته تَوْكِیفاً و أَكَّفْته تَأْكِیفاً، و الاسم الوكاف و الإِكاف.

ولف؛ ج9، ص: 364

: الوَلْف و الوِلافُ و الوَلِیفُ: ضَرْب من العَدْو، و هو أَن تقع القوائم معاً، و كذلك أَن تجی‌ء القوائم معاً؛ قال الكمیت: و وَلَّی بِإِجْرِیّا وِلافٍ كأَنه، علی الشَّرف الأَقصَی، یُساطُ و یُكْلبُ أَی مُؤتَلِفةٌ. و الإِجْرِیّا: الجَرْیُ و العادة بما یأْخذ به نفسَه فیه، و یُساط: یضرب بالسوط، و یُكلبُ: یضرب بالكُّلَّاب و هو المِهْماز. و وَلَفَ الفرسُ یَلِفُ وَلْفاً و وَلِیفاً: و هو ضَرْب من عَدوه؛ قال رؤبة: و یَومَ رَكْضِ الغارة الوِلافِ قال ابن الأَعرابی: أَراد بالوِلافِ الاعْتزاء و الاتِّصال؛ قال أَبو منصور: كان علی معناه فی الأَصل إلافاً فصیَّر الهمزة واواً؛ و كلُّ شی‌ء غطَّی شیئاً و أَلبَسه فهو مُولِفٌ له؛ قال العجاج: و صار رَقْراقُ السَّرابِ مُولِفا لأَنه غطَّی الأَرض. الجوهری: الوِلافُ مثل الإِلاف، و هو المُوالَفَةُ. و بَرْق وِلاف و إلاف
(2). قوله التكفی: هكذا فی الأَصل و لعلها الوَكْف. (3). قوله [تنكل] كذا فی الأصل بالنون، و فی شرح القاموس: بثاء مثلثة.
لسان العرب، ج‌9، ص: 365
إذا برق مرتین مرتین، و هو الذی یَخْطَف خَطْفَتین فی واحدة و لا یكاد یُخلف، و زعموا أَنه أَصدَقُ المُخِیلةِ؛ و إیّاه عنَی یعقوبُ بقوله الوِلاف و الإِلاف قال: و هو مما یقال بالواو و الهمزة، و بَرق وَلِیفٌ: كوِلاف. الأَصمعی: إذا تتابَع لَمَعانُ البرق فهو وَلِیف و وِلافٌ و قد وَلَفَ یَلِفُ وَلِیفاً، و هو مُخِیل للمطر إذا فعل ذلك لا یكاد یُخْلِف. و قال بعضهم: الوَلِیفُ أَن یلمع مرتین مرتین؛ قال صخر الغیّ: لبما بعد شَتات النَّوَی، و قد بِتُّ أَخْیَلْتُ بَرْقاً وَلِیفا «1» و أَخْیَلْتُ البرق أَی رأَیته مُخِیلًا. و برق وَلِیف أَی مُتتابع. و تَوَالَفَ الشی‌ء مُوَالَفَةً و وِلافاً، نادر ائْتَلَفَ بعضه إلی بعض و لیس من لفظه.

وهف؛ ج9، ص: 365

: الوَهْفُ مثل الوَرْفِ: و هو اهتزاز النبت و شدّة خُضرته. وَهَفَ النبتُ یَهِفُ وَهْفاً و وَهِیفاً: اخضرّ و أَورق و اهتز مثل ورَف ورْفاً. یقال: یَهِفُ و یَرِفُ وَهِیفاً و وَرِیفاً. و أَوْهَفَ لك الشی‌ء: أَشرفَ و سُنَّته الوِهَافَة [الوَهَافَة «2». و‌فی الحدیث: فلا یُزالَنّ وَاهِفٌ عن وِهَافَتِه.و‌فی كتاب أَهل نَجْرانَ: لا یُمْنع وَاهِف عن وَهْفِیَّتِه، و یروی وَهَافَته و وِهافته.قال: الوَاهِفُ فی الأَصل قیِّم البِیعةِ، و‌یروی وافِهٌ عن وَفْهِیَّته، و هو مذكور فی موضعه. و یقال: ما یُوهِفُ له شی‌ء إلَّا أَخذه أَی ما یرتفع له شی‌ء إلا أَخذه. و كذلك ما یُطِفُّ له شی‌ء و ما یُشْرِف إیهافاً و إشرافاً. و‌روی عن قتادة أَنه قال فی كلام: كلما وَهَفَ لهم شی‌ء من الدنیا أَخذوه؛ معناه كلما بدا لهم و عرَض. و قال الأَزهری فی هذا المكان: یقال وَهَفَ الشی‌ء یَهِفُ وَهْفاً إذا طارَ؛ قال الراجز: سائلة الأَصْداغ یَهْفو طاقُها أَی یطیر كساؤها، و منه قیل للزَّلة هَفْوة، و أَورد ابن بری هذا البیت فی ترجمة هفا. المفضَّل: الوَاهِف قیِّم البِیعة، و منه‌قول عائشة فی صفة أَبیها، رضی اللّه عنهما: قلَّده رسولُ اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، وَهْف الأَمانةِ، و فی روایة: وَهْف الدِّین!!، أَی قلَّده القِیامَ بشرَف الدِّین بعده، كأَنما عنَتْ أَمرَ النبی، صلی اللّه علیه و سلم، إیّاه أَن یصلیَ بالناس فی مرَضه، و قیل: وَهْفُ الأَمانة ثِقَلُها. و وَهْفٌ و هَفْو: و هو المَیْل من حقّ إلی ضعْف، قال: و كلا الأَمرین مدح لأَبی بكر: أَحدهما القیام بالأَمر، و الآخر رَدُّ الضعف إلی قوّة الحق.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج9، ص: 365

یرف؛ ج9، ص: 365

: یَرْفأ: حیّ من العَرب. و یَرْفأ أَیضاً: غلام لعمر، رضی اللّه عنه، و اللّه أَعلم.
(1). قوله [لبما بعد] كذا بالنسخ علی هذه الصورة، و أما الأصل المعول علیه ففیه أكل أرضة. (2). قوله [و سنته الوهافة] كذا بالأصل، و لعل هذه الجملة مقدمة من تأخیر و حق التركیب: الوَاهِف، فی الأصل، قیم البیعة و سنته الوهافة أی طریقته خدمة البیعة و القیام بأمرها.

الجزء العاشر‌

ق؛ ج10، ص: 3

اشارة

حرف القاف‌

ق؛ ج10، ص: 3

: التهذیب: القاف و الكاف لهَوِیَّتان. و قال أَبو عبد الرحمن: تأْلیفهما معقوم فی بناءِ العربیة لقرب مخرجیهما إلَّا أَن تجی‌ءَ كلمة من كلام العجم معرَّبة، و القاف أَحد الحروف المجهورة، و مخرج الجیم و القاف و الكاف بین عَكَدة اللسان و بین اللَّهاة فی أَقصی الفم، و القاف و الجیم كیف قلبتا لم یحسن تأْلیفهما إلَّا بفصل لازم، و قد جاءَت كلمات معرَّبات فی العربیة لیست منها، و سیأتی ذلك فی مكانه. التهذیب: و العین و القاف لا تدخلان علی بناءٍ إلَّا حسَّنتاه لأَنهما أَطلق الحروف، أَما العین فأَنصع الحروف جَرْساً و أَلذها سماعاً، و أَما القاف فأَمتن الحروف و أَصحها جرساً، فإذا كانتا أَو إحداهما فی بناءٍ حسُن لنَصاعتهما، فإن كان البناءُ اسماً لزمته السین و الدال مع لزوم العین و القاف.

فصل الألف؛ ج10، ص: 3

أبق؛ ج10، ص: 3

: الإِباقُ: هرَبُ العبید و ذَهابهم من غیر خوف و لا كدِّ عمل، قال: و هذا الحكم فیه أَن یُردّ، فإذا كان من كدّ عمل أَو خوف لم یردّ. و‌فی حدیث شریح: كان یَرُدُّ العبدَ من الإِباق الباتِّ‌أی القاطع الذی لا شُبهة فیه. و قد أَبَقَ أی هربَ. و‌فی الحدیث: أَن عبداً لابن عمر، رضی الله عنهما، أَبَق فلحِق بالروم.ابن سیدة: أَبَقَ یَأْبِق و یأْبُق أَبْقاً و إباقاً، فهو آبق، و جمعه أُبَّاقٌ. و أَبَقَ و تأَبَّقَ: استخفی ثم ذهب؛ قال الأَعشی: فذاك و لم یَعْجِزْ من الموتِ رَبُّه، و لكنْ أَتاه الموتُ لا یتَأَبَّقُ الأَزهری: الإِباقُ هرَبُ العبد من سیده. قال الله تعالی فی یونس، علیه السلام، حین نَدَّ فی الأَرض مُغاضِباً لقومه: إِذْ أَبَقَ إِلَی الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. و تأَبَّق: استترَ، و یقال احتبس؛ و روی ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابی أَنشده: أَلا قالتْ بَهانِ و لم تأَبَّقْ: كَبِرْتَ و لا یَلِیقُ بك النَّعیمُ قال: لم تأَبَّق إذا لم تأَثَّم من مقالتها، و قیل: لم تأَبَّق لم تأْنَف؛ قال ابن بری: البیت لعامر بن كعب
لسان العرب، ج‌10، ص: 4
بن عمرو بن سعد، و الذی فی شعره: و لا یَلِیطُ، بالطاء، و كذلك أَنشده أَبو زید؛ و بعده: بَنُون و هَجْمةٌ كأَشاء بُسٍّ، صَفایا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ قال أبو حاتم: سأَلت الأَصمعی عن قوله و لم تأَبَّق فقال: لا أَعرفه؛ و قال أَبو زید: لم تأَبَّق لم تبعد مأْخوذ من الإِباق، و قیل لم تستخفِ أَی قالت علانیة. و التأَبُّق: التواری، و كان الأَصمعی یرویه: أَلا قالتْ حَذامِ و جارَتاها و تأَبَّقت الناقة: حبَست لبنها. و الأَبَقُ، بالتحریك: القِنَّب، و قیل: قشره، و قیل: الحبل منه؛ و منه قول زهیر: القائدَ الخیلِ مَنْكُوباً دوابرُها، قد أُحْكِمَت حَكماتِ القِدِّ و الأَبَقا و الأَبَقُ: الكتَّان؛ عن ثعلب. و أَبَّاق: رجل من رُجَّازهم، و هو یكنی أَبا قریبة.

أرق؛ ج10، ص: 4

: الأَرَقُ: السَّهَرُ. و قد أَرِقْت، بالكسر، أَی سَهِرْت، و كذلك ائتَرَقْت علی افْتَعَلْت، فأَنا أَرِقٌ. التهذیب: الأَرَقُ ذهاب النوم باللیل، و فی المحكم: ذهاب النوم لعلة. یقال: أَرِقْت آرَقُ. و یقال: أَرِقَ أَرَقاً، فهو أَرِقٌ و آرِقٌ و أَرُقٌ و أُرُقٌ؛ قال ذو الرمة: فبِتُّ بلیلِ الآرِقِ المُتَمَلِّلِ فإذا كان ذلك عادته فبضمّ الهمزة و الراء لا غیر. و قد أَرَّقه كذا و كذا تأْریقاً، فهو مؤَرَّق، أَی أَسهَره؛ قال: متی أَنامُ لا یُؤَرِّقْنی الكَری قال سیبویه: جزمه لأَنه فی معنی إن یكن لی نوم فی غیر هذه الحال لا یؤَرقنی الكری؛ قال ابن جنی: هذا یدلك من مذاهب العرب علی أنَّ الإِشمام یقرُب من السكون و أَنه دون رَوْم الحركة، قال: و ذلك لأَن الشعر من الرجز و وزنه: متی أَنا: مفاعلن، م لا یؤر: مفاعلن، رقْنی الكری: مستفعلن؛ و القاف من یؤَرقنی بإزاء السین من مستفعلن، و السین كما تری ساكنة؛ قال: و لو اعتددت بما فی القاف من الإِشمام حركة لصار الجزء إلی متفاعلن، و الرجز لیس فیه متفاعلن إنما یأْتی فی الكامل، قال: فهذه دلالة قاطعة علی أَن حركة الإِشمام لضعفها غیر معتدّ بها، و الحرف الذی هی فیه ساكن أَو كالساكن، و أَنها أَقل فی النسبة و الزنة من الحركة المُخفاة فی همزة بین بین و غیرها. قال سیبویه: و سمعت بعض العرب یُشمُّها الرفع كأَنه قال غیر مؤَرَّق، و أَراد الكَرِیّ فحذف إحدی الیاءَین. و الأَرْقانُ و الأَرَقانُ و الإِرْقانُ: داءٌ یُصیب الزرع و النخل؛ قال: و یَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنَّ فی رَیْطَتَیْه نَضْحَ إرْقانِ و قد أَرقَ؛ و من جعل همزته بدلًا فحكمه الیاء، و زَرْع مأْرُوق و مَیْرُوق و نخلة مأْرُوقة. و الیرَقانُ و الأَرَقان أَیضاً: آفة تُصیب الإِنسان یُصِیبه منها الصُّفار فی جسده. الصحاح: الأَرَقانُ لغة فی الیرَقان و هو آفة تصیب الزرع و داءٌ یصیب الناس. و الإِرْقانُ: شجر بعینه و قد فُسِّر به البیت.
لسان العرب، ج‌10، ص: 5
و قولهم: جاءَنا بأُمِّ الرُّبَیْق علی أُرَیْقٍ تعنی به الدَّاهیَة؛ قال أَبو عبید: و أَصله من الحیَّات؛ قال الأَصمعی: تزعم العرب أَنه من قول رجل رأَی الغول علی جمل أَوْرَق؛ قال ابن بری: حقُّ أُریق أَن یذكر فی فصل ورق لأَنه تصغیر أَورق تصغیر الترخیم كقولهم فی أَسود سُوید، و مما یدل علی أَن أَصل الأُریق من الحیات، كما قال أَبو عبید، قول العجاج: و قد رَأَی دُونیَ من تَهَجُّمِی أُمَّ الرُّبَیْقِ و الأُرَیْقِ الأَزْنَمِ «3». بدلالة قوله الأَزنم و هو الذی له زَنَمة من الحیَّات. و أُراقُ، بالضم: موضع؛ قال ابن أَحمر: كأَنَّ علی الجِمالِ، أَوانَ حُفَّتْ، هَجائنَ من نعاجِ أُراقَ عِینا

أزق؛ ج10، ص: 5

: الأَزْقُ: الأَزْلُ و هو الضیق فی الحرب، أَزَق یأْزِقُ: أَزْقاً. و المَأْزِق: الموضع الضیِّق الذی یقتتلون فیه. قال اللحیانی: و كذلك مَأْزِق العیش، و منه سمی موضع الحرب مَأْزِقاً، و الجمع المَآزِق، مفْعِل من الأَزْق. الفراء: تأَزَّق صدری و تَأَزَّل أَی ضاق.

أسق؛ ج10، ص: 5

: المِئْساق: الطائر الذی یصفق بجناحیه إذا طار.

استبرق؛ ج10، ص: 5

: قال الزجاج فی قوله تعالی: عٰالِیَهُمْ ثِیٰابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ، قال: هو الدِّیباج الصفیق الغلیظ الحسَن، قال: و هو اسم أَعجمی أَصله بالفارسیة اسْتَقْره و نقل من العجمیة إلی العربیة كما سُمی الدِّیباجُ و هو منقول من الفارسیة، و قد تكرر ذكره فی الحدیث، و هو ما غلُظ من الحریر و الإِبْرَیْسَم؛ قال ابن الأَثیر: و قد ذكرها الجوهری فی الباء من القاف فی برق علی أَن الهمزة و التاء و السین من الزوائد، و ذكرها أَیضاً فی السین و الراء، و ذكرها الأَزهری فی خماسی القاف علی أَن همزتها وحدها زائدة، و قال: إنها و أَمثالَها من الأَلفاظ حروف غریبة وقع فیها وِفاق بین العجمیة و العربیة، و قال: هذا عندی هو الصواب.

أشق؛ ج10، ص: 5

: الأُشَّق: دواء كالصمغ و هو الأُشَّج، دخیل فی العربیة.

أفق؛ ج10، ص: 5

: الأُفْق و الأُفُق مثل عُسْر و عسُر: ما ظهر من نواحی الفَلَك و أَطراف الأَرض، و كذلك آفاق السماء نواحیها، و كذلك أُفْق البیت من بیوت الأَعراب نواحیه ما دون سَمْكه، و جمعه آفاق، و قیل: مَهابُّ الریاح الأَربعة: الجَنُوب و الشَّمال و الدَّبور و الصَّبا. و قوله تعالی: سَنُرِیهِمْ آیٰاتِنٰا فِی الْآفٰاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ؛ قال ثعلب: معناه نُرِی أَهل مكة كیف یُفتح علی أَهل الآفاق و مَن قرُب منهم أَیضاً. و رجل أُفُقِیّ و أَفَقِیّ: منسوب إلی الآفاق أَو إلی الأُفُق، الأَخیرة من شاذّ النسب. و فی التهذیب: رجل أَفَقِیّ، بفتح الهمزة و الفاء، إذا كان من آفاق الأَرض أَی نواحیها، و بعضهم یقول أُفُقی، بضمهما، و هو القیاس؛ قال الكمیت: الفاتِقُون الراتِقُون الآفِقُون علی المعاشِرْ و یقال: تأَفَّق بنا إذا جاءنا من أُفُق؛ و قال أَبو وَجْزة: أَ لا طَرَقَتْ سُعْدَی فكیْف تأَفَّقَتْ بنا، و هی مَیْسانُ اللَّیالی كَسُولُها؟
(3). قوله [تهجمی] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و لعله: تجهمی بتقدیم الجیم
لسان العرب، ج‌10، ص: 6
قالوا: تأَفَّقت بنا أَلمَّت بنا و أَتَتْنا. و‌فی حدیث لقمان بن عاد حین وصف أَخاه فقال: صَفّاقٌ أَفّاق؛ قوله أَفَّاق أَی یضرب فی آفاق الأَرض أَی نواحیها مُكْتَسِباً؛ و منه شعر العباس یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم: و أَنتَ لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَرضُ، و ضاءتْ بنُورِكَ الأُفُقُ و أَنَّث الأُفق ذهاباً إلی الناحیة كما أَنث جریر السور فی قوله: لما أَتی خَبَرُ الزُّبَیْرِ، تَضَعْضَعَتْ سُور المَدینةِ، و الجبالُ الخُشَّعُ و یجوز أَن یكون الأُفُقُ واحداً و جمعاً كالفُلْك؛ و ضاءت: لغة فی أَضاءت. و قعدت علی أَفَق الطریق أَی علی وجهه، و الجمع آفاق. و أَفَق یأْفِق: ركب رأْسَه فی الآفاق. و الأُفُق: ما بین الزِّرَّیْنِ المقدَّمین فی رُواق البیت. و الآفِق، علی فاعل: الذی قد بلغ الغایة فی العلم و الكرم و غیره من الخیر، تقول منه: أَفِق، بالكسر، یأْفَقُ أَفَقاً؛ قال ابن بری: ذكر القَزّاز أَنّ الآفِق فعله أَفَق یأْفِق، و كذا حكی عن كراع، و استدل القزاز علی أَنه آفِق علی زنة فاعِل بكون فعله علی فَعَلَ؛ و أَنشد أَبو زیاد شاهداً علی آفق بالمد لسراج بن قُرَّةَ الكلابی: و هی تَصَدَّی لِرِفَلٍّ آفِقِ، ضَخْمِ الحُدولِ بائنِ المَرافِقِ و أَنشد غیره لأَبی النجم: بین أَبٍ ضَخْمٍ و خالٍ آفِقِ، بین المُصَلّی و الجَوادِ السابِقِ و أَنشد أَبو زید: تَعْرِفُ، فی أَوْجُهِها البَشائرِ، آسانَ كلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ و قال علیّ بن حمزة: أَفِق مُشاجر بالقصر، لا غیر، قال: و الأَبیات المتقدّمة تشهد بفساد قوله. و أَفَقَ یأْفِق أَفْقاً: غلَب یغلِب. و أَفَق علی أَصحابه یأْفِق أَفْقاً: أَفضلَ علیهم؛ عن كراع؛ و قول الأَعشی: و لا المَلِكُ النُّعْمانُ، یومَ لَقِیتُه بغِبْطَتِه، یُعْطِی القُطوطَ و یأْفِقُ أَراد بالقُطوط كتب الجوائز، و قیل: معناه یُفْضِل، و قیل: یأْخذ من الآفاق. و یقال: أَفَقَه یأْفِقُه إذا سبَقَه فی الفضل. و یقال: أَفَقَ فلان إذا ذهب فی الأَرض، و أَفَق فی العَطاء أَی فَضَّل و أَعطی بعضاً أَكثر من بعض. الأَصمعی: بعیر آفِق و فرس آفِق إذا كان رائعاً كریماً و البعیر عتیقاً كریماً. و فرس آفِق قُوبِل من آفِق و آفِقة إذا كان كریم الطرفین. و فرس أُفُقٌ، بالضم: رائع، و كذلك الأُنثی؛ و أَنشد لعمرو بن قِنْعاس: و كنتُ إذا أَرَی زِفّاً مریضاً یُناحُ علی جَنازَتِهِ، بَكَیْتُ «1». أُرَجِّلُ جُمَّتی و أَجُرُّ ثوبی، و تَحْمِلُ بِزَّتی أُفُقٌ كُمَیْتُ و الأَفِیقُ: الجلد الذی لم یُدبغ؛ عن ثعلب، و قیل:
(1). قوله [زفاً] كذا فی الأَصل مضبوطاً بزای مكسورة و فاء و مثله فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌10، ص: 7
هو الذی لم تتم دِباغته. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و عنده أَفیق؛ قال: هو الجلد الذی لم یتمّ دِباغُه، و قیل: هو ما دُبِغ بغیر القَرظ من أَدْبِغة أَهل نجد مثل الأَرْطی و الحُلَّبِ و القَرْنُوة و العِرْنةِ و أَشیاء غیرها، فالتی تدبغ بهذه الأَدْبِغة فهی أَفَقٌ حتی تُقدّ فیُتَّخذ منها ما یتخذ. و‌فی حدیث غَزْوان: فانطلقت إلی السوق فاشتریت أَفِیقةً‌أَی سِقاء من أَدَم، و أَنثه علی تأْویل القربة و الشَّنّة، و قیل: الأَفِیق الأَدیم حین یخرج من الدِّباغ مفروغاً منه و فیه رائحته، و قیل: أَوّل ما یكون من الجلد فی الدباغ فهو مَنِیئة ثم أَفِیق ثم یكون أَدیماً، و المنیئة: الجلد أَول ما یدبغ ثم هو أَفیق، و قد مَنَأْته و أَفَقْته، و الجمع أَفَق مثل أَدِیم و أَدَم. و الأَفَقُ: اسم للجمع و لیس بجمع لأَن فعیلًا لا یكسر علی فعَل. قال ابن سیدة: و أَری ثعلباً قد حكی فی الأَفِیق الأَفِقَ علی مثال النَّبِق و فسره بالجلد الذی لم یدبغ، قال: و لست منه علی ثقة؛ و قال اللحیانی: لا یقال فی جمعه أُفُق البَتّةَ و إنما هو الأَفَقُ، بالفتح، فأَفِیق علی هذا له اسم جمع و لیس له جمع؛ و أَفَق الأَدِیمَ یأْفِقه أَفْقاً: دبغه إلی أَن صار أَفیقاً. الأَصمعی: یقال للأَدیم إذا دبغ قبل أَن یُخرز أَفیق، و الجمع آفِقة مثل أَدِیم و آدِمة و رغیف و أَرغفة؛ قال ابن بری: و الأَفِیق من الإِنسان و من كل بهیمة جلده؛ قال رؤبة: یَشْقَی به صَفْحُ الفَرِیصِ و الأَفَقْ و أَفَقُ الطریق: سَنَنُه. و الأَفَقةُ: المَرقةُ من مَرَق الإِهاب. و الأَفقة: الخاصرة، و جمعها أَفَق؛ قال ثعلب: هی الآفِقة مثل فاعلة. و أُفاقةُ: موضع ذكره لبید فقال: و شَهِدْتُ أَنْجِیَةَ الأُفاقةِ عالِیاً كَعْبی، و أَرْدافُ المُلوكِ شُهودُ و أَنشد ابن بری للجعدی: و نحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً، بما كان فی الدِّرْداء رَهْناً فأُبْسِلا و قال العَوّامُ بن شَوْذَب: «1».قَبَحَ الإِلَهُ عِصابةً من وائلٍ یومَ الأُفاقةِ أَسْلَمُوا بِسْطاما

ألق؛ ج10، ص: 7

: الأَلْقُ و الأُلاقُ و الأَوْلَقُ: الجُنُون، و هو فَوْعل، و قد أَلَقَه اللهُ یأْلِقُه أَلْقاً. و رجل مأْلُوق و مُأَوْلَقٌ علی مثال مُعَوْلَقٍ من الأَوْلَق؛ قال الریاشی: أَنشدنی أَبو عبیدة: كأَنَّما بِی مِن أرانی أَوْلَقُ و یقال للمجنون: مُأَوْلَق، علی وزن مُفَوْعل؛ و قال الشاعر: و مُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَیّةَ رأْسِه، فتركْتُه ذَفِراً كریحِ الجَوْرَبِ هو لنافع بن لَقِیط الأَسدی، أَی هَجْوتُه. قال الجوهری: و إن شئت جعلت الأَولق أَفعل لأَنه یقال أُلِق الرجلُ فهو مَأْلُوق علی مَفعول؛ قال ابن بری: قولُ الجوهری هذا وهَم منه، و صوابه أَن یقول وَلَق الرجلُ یَلِقُ، و أَما أُلِقَ فهو یشهد بكون الهمزة أَصلًا لا زائدة. أَبو زید: امرأَة أَلَقی، بالتحریك، قال و هی السریعة الوَثْبِ؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر:
(1). قوله [العوام بن شوذب] كذا فی الأَصل و شرح القاموس؛ و عبارة یاقوت: العوام أخو الحرث بن همام
لسان العرب، ج‌10، ص: 8
و لا أَلَقَی ثَطَّةُ الحاجِبیْنِ، مُحْرَفةُ الساقِ، ظَمْأَی القَدَمْ و أَنشد ابن الأَعرابی: شَمَرْدَل غَیْر هُراء مِئْلَق قال: المِئلَق من المأْلُوق و هو الأَحمق أَو المَعْتُوه. و أُلِقَ الرجل یُؤْلَق أَلْقاً، فهو مأْلوق إذا أَخذه الأَوْلَق؛ قال ابن بری: شاهدُ الأَوْلق الجنون قول الأَعشی: و تُصْبِح عن غِبِّ السُّری و كأَنّها أَلَمَّ بها، من طائِف الجِنِّ، أَوْلَقُ و قال عیینة بن حصن یهجو ولد یَعْصُر و هم غَنِیٌّ و باهِلةُ و الطُّفاوةُ: أَ باهِل، ما أَدْرِی أَ مِنْ لُؤْمِ مَنْصِبی أُحِبُّكُمُ، أَم بی جُنونٌ و أَوْلَقُ؟ و المأْلُوق: اسم فرس المُحَرِّش «1». بن عمرو صفة غالبة علی التشبیه. و الأَولَقُ: الأَحمق. و أَلَقَ البرقُ یأْلِق أَلْقاً و تأَلَّق و ائْتلَق یَأْتَلق ائْتلاقاً: لمَعَ و أَضاء؛ الأَول عن ابن جنی؛ و قد عدّی الأَخیر ابن أَحمر فقال: تُلَفِّفُها بِدِیباجٍ و خَزٍّ لیَجْلُوها، فَتَأْتَلِقُ العُیونا و قد یجوز أَن یكون عدّاه بإسقاط حرف أَو لأَنَّ معناه تختطف. و الائتلاقُ: مثل التأَلُّق. و الإِلَّق: المُتأَلِّق، و هو علی وزن إمَّع. و برقٌ أَلّاق: لا مطر فیه. و الأَلْقُ: الكذب. و أَلَق البرقُ یأْلِقُ أَلْقاً إذا كذب. و الإِلاق: البرق الكاذب الذی لا مطر فیه. و رجل إلاقٌ: خدّاع متلوّن شبه بالبرق الأُلَّق؛ قال النابغة الجعدی: و لسْت بِذِی مَلَقٍ كاذِبِ إلاقٍ، كَبَرْقٍ من الخُلَّبِ فجعل الكَذوب إلاقاً. و برق أُلَّق: مثل خُلَّب. و الأَلوقةُ: طعام یُصلَح بالزُّبد؛ قال الشاعر: حَدِیثُك أَشْهَی عندنا من أَلُوقةٍ، یُعَجِّلها طَیّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ قال ابن بری: قال ابن الكلبی الأَلوقة هو الزبد بالرُّطَب، و فیه لغتان أَلُوقة و لُوقة؛ و أَنشد لرجل من عُذْرة: و إنِّی لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ، و إنِّی لِمَنْ عادیتُمُ سَمُّ أَسْوَد ابن سیدة: و الأَلوقة الزبدة؛ و قیل: الزبدة بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَی بَرِیقها، قال: و قد توهم قوم أَن الأَلوقة «2». لما كانت هی اللُّوقة فی المعنی و تقاربت حروفهما من لفظهما، و ذلك باطل، لأَنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحیح عینها إذ كانت الزیادة فی أَولها من زیادة الفعل، و المثال مثاله، فكان یجب علی هذا أَن تكون أَلْوُقَةً، كما قالوا فی أَثْوُب و أَسْوق و أَعْیُن و أَنْیُب بالصحة لیُفْرق بذلك بین الاسم و الفعل. و رجل إلْقٌ: كَذُوب سیِّ‌ء الخُلُق. و امرأَة إلقة: كَذُوب سیئة الخلق. و الإِلْقة السِّعْلاة، و قیل الذئب. و امرأَة إلْقةٌ: سریعة الوثب. ابن الأَعرابی: یقال للذئب سِلْقٌ
(1). قوله [المحرش] بالشین المعجمة، و فی القاموس بالقاف (2). قوله [أن الأَلوقة لما إلخ] كذا بالأَصل، و لعله أن الأَلوقة من لوق لما كانت أی لكونها
لسان العرب، ج‌10، ص: 9
و إلْق. قال اللیث: الإِلقة توصف بها السِّعلاة و الذئبة و المرأَة الجَریئة لخُبْثهن. و‌فی الحدیث: اللهم إنی أَعوذ بك من الأَلْس و الأَلْقِ؛ هو الجنون؛ قال أَبو عبید: لا أَحسَبه أَراد بالأَلْق إلا الأَوْلَقَ و هو الجنون، قال: و یجوز أَن یكون أَراد به الكذب، و هو الأَلْق و الأَوْلَق، قال: و فیه ثلاث لغات: أَلْق و إلْق، بفتح الهمزة و كسرها، و وَلْق، و الفعل من الأَول أَلَقَ یأْلِقُ، و من الثانی ولَقَ یلِقُ. و یقال: به أُلاق و أُلاس، بضم الهمزة، أَی جنون من الأَوْلَق و الأَلْس. و یقال من الأَلْق الذی هو الكذب فی قول العرب: أَلَقَ الرجلُ فهو یأْلِقُ أَلْقاً فهو آلِق إذا انبسط لسانه بالكذب؛ و قال القتیبی: هو من الوَلْق الكذب فأَبدل الواو همزة، و قد أَخذه علیه ابن الأَنباری لأَن إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا یجعل أَصلًا یقاس علیه، و إنما یتكلم بما سمع منه. و رجل إلاق، بكسر الهمزة، أَی كذوب، و أَصله من قولهم برق إلاق أَی لا مطر معه. و الأَلَّاق أَیضاً: الكذاب، و قد أَلَق یأْلِق أَلْقاً. و قال أَبو عبیدة: به أُلاق و أُلاس من الأَوْلق و الأَلْس، و هو الجنون. و الإِلق، بالكسر: الذئب، و الأُنثی إلْقة، و جمعها إلَقٌ، قال: و ربما قالوا للقِردة إلقة و لا یقال للذكر إلْق، و لكن قرد و رُبّاح؛ قال بشر بن المُعتمِر: تبارَكَ اللهُ و سبحانَه، مَن بیَدَیهِ النفْعُ و الضَّرُّ مَن خَلْقُه فی رِزْقه كلُّهم: الذِّیخُ و الثًیْتَلُ و الغُفْرُ و ساكِنُ الجَوّ إذا ما عَلا فیه، و مَن مَسْكَنُه القَفْرُ و الصَّدَعُ الأَعْصَمُ فی شاهِقٍ، و جَأْبةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ و الحَیّةُ الصَّمّاء فی جُحْرِها، و التُّتْفُلُ الرائغُ و الذَّرُّ و هِقْلةٌ تَرْتاعُ مِن ظِلِّها، لها عِرارٌ و لها زَمْرُ تَلْتَهِمُ المَرْوَ علی شَهْوةٍ، و حَبُّ شی‌ء عندها الجَمْرُ و ظَبْیةٌ تخْضِم فی حَنْظَلٍ، و عقربٌ یُعْجِبها التمْرُ و إلْقةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَها، و السَّهْلُ و النوْفَلُ و النَّضْرُ

أمق؛ ج10، ص: 9

: أَمْقُ العین: كمُؤْقها.

أنق؛ ج10، ص: 9

: الأَنَقُ: الإِعْجابُ بالشی‌ء. تقول: أَنِقْت به و أَنا آنَق به أنَقاً و أَنا به أَنِق: مُعْجَب. و إنه لأَنِیقٌ مؤنق: لكل شی‌ء أَعجبَك حُسْنه. و قد أَنِق بالشی‌ء و أَنِق له أَنَقاً، فهو به أَنِقٌ: أُعْجِبَ. و أَنا به أَنِق أی مُعْجَب؛ قال: إن الزُّبَیْرَ زَلِقٌ و زُمَّلِقْ، جاءتْ به عَنْسٌ من الشامِ تَلِق، لا أَمِنٌ جَلِیسُه و لا أَنِقْ أَی لا یأْمَنُه و لا یأْنَق به، من قولهم أَنِقْت بالشی‌ء أَی أُعْجِبت به. و‌فی حدیث قزَعةَ مولی زیاد: سمعت أَبا سعید یحدِّث عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بأَربع فآنقَتْنی‌أَی أَعجبتْنی؛ قال ابن الأَثیر: و المحدّثون یروونه أَیْنَقْنَنی. و لیس بشی‌ء؛ قال: و‌قد جاء فی صحیح مسلم: لا أَیْنَقُ بحدیثه‌أَی لا
لسان العرب، ج‌10، ص: 10
أُعْجَب، و هی هكذا تروی. و آنقَنی الشی‌ء یُؤْنِقُنی إیناقاً: أَعجبنی. و حكی أبو زید: أَنِقْت الشی‌ء أَحببْته؛ و علی هذا یكون قولهم: رَوضة أَنیق، فی معنی مأْنُوقة أَی محبوبة، و أمّا أَنِیقة فبمعنی مُؤْنِقة. یقال: آنقَنی الشی‌ء فهو مُؤْنِق و أَنِیق، و مثله مؤْلم و أَلِیم و مُسمِع و سمیع؛ و قال: أَ مِنْ رَیْحانةَ الدّاعِی السمیعُ و مثله مُبدِع و بدیع؛ قال الله تعالی: بَدِیعُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ*؛ و مُكِلٌّ و كَلِیل؛ قال الهذلی: حتی شآها كَلِیلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ، باتَتْ طِراباً، و باتَ اللیلَ لم یَنَمِ و الأَنَقُ: حُسْن المَنْظر و إعْجابه إیاك. و الأَنَقُ: الفرَحُ و السُّرور، و قد أَنِقَ، بالكسر، یأْنَقُ أَنَقاً. و الأَنَقُ: النباتُ الحسَن المعجب، سمِّی بالمصدر؛ قالت أَعرابیة: یا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقی و أَلبَس خَلَقی و قال الراجز: جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ و قیل: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة فی عینیك لأَنها تُعجِب رائیها. و شی‌ء أَنیقٌ: حسن مُعجِب. و تأنَّق فی الأَمر إذا عمله بِنِیقةٍ مثل تَنَوَّقَ، و له إناقةٌ و أَناقةٌ و لَباقةٌ. و تأَنَّقَ فی أُموره: تجوَّد و جاء فیها بالعجب. و تأَنَّقَ المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لا یفارقه. و تأَنَّق فلان فی الرَّوضة إذا وقع فیها معجباً بها. و‌فی حدیث ابن مسعود: إذا وقعتُ فی آل حم وقعتُ فی رَوْضاتٍ أَتأَنَّقُهنّ، و فی التهذیب: وقعتُ فی روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فیهن؛ أَبو عبید: قوله أَتأَنق فیهن أَتَتبَّع محاسنهن و أُعْجَبُ بهن و أَستلذُّ قراءتهن و أَتمتَّعُ بمحاسنهن؛ و منه قیل: منظر أَنیق إذا كان حسناً معجباً، و كذلك‌حدیث عبید بن عمیر: ما من عاشِیة أَشدُّ أَنَقاً و لا أَبعدُ شِبَعاً من طالب علم‌أَی أَشد إعجاباً و استحساناً و محَبَّة و رَغْبة. و العاشِیةُ من العَشاء: و هو الأَكل باللیل. و من أَمثالهم: لیس المُتعلِّق كالمُتأَنِّق؛ معناه لیس القانع بالعُلْقة و هی البُلْغة من العیش كالذی لا یَقْنَع إلا بآنَق الأَشیاء و أَعجبها. و یقال: هو یتأَنّق أَی یَطلُب آنَق الأَشیاء. أَبو زید: أَنِقْت الشی‌ء أَنَقاً إذا أَحببْته؛ و تقول: روْضة أَنِیق و نبات أَنیق. و الأَنُوقُ علی فَعُول: الرَّخَمة، و قیل: ذكر الرخم. ابن الأَعرابی: أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق و هی الرخمة. و فی المثل: أَعزُّ من بیض الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا یكاد یُظْفَر به لأَن أَوْكارها فی رؤوس الجبال و الأَماكن الصعْبة البعیدة، و هی تُحمَّق مع ذلك. و‌فی حدیث علیّ، رحمة الله علیه: ترقَّیتُ إلی مَرْقاةٍ یقْصُر دونها الأَنُوق؛ هی الرخمة لأَنها تبیض فی رؤُوس الجبال و الأَماكن الصعبة؛ و فی المثل: طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فلمّا لم یَجِدْهُ، أَرادَ بیضَ الأَنُوقِ قال ابن سیدة: یجوز أَن یُعْنی به الرخمة الأُنثی و أَن یعنی به الذكر لأَن بیض الذكر معدوم، و قد یجوز أَن یضاف البیض إلیه لأَنه كثیراً ما یحضُنها، و إن كان ذكراً، كما یحضُن الظلیم بیضه كما قال إمرؤ القیس أَو أَبو حَیَّة النُّمَیْری:
لسان العرب، ج‌10، ص: 11
فما بَیْضةٌ باتَ الظَّلِیمُ یَحُفُّها، لدی جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ، بمَیْثاءِ حَوْمَلا و‌فی حدیث معاویة قال له رجل: افْرِضْ لی، قال نعم، قال و لولدی، قال لا، قال و لعشیرتی، قال لا؛ ثم تمثل: طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ، فلمّا لم یجده، أَراد بَیضَ الأَنوق العَقُوقُ: الحامل من النُّوق، و الأَبلق: من صفات الذكور، و الذكر لا یحمل فكأَنه قال طَلَب الذكر الحامل. و بَیضُ الأَنوق مثَل للذی یطلبُ المُحال الممتنِع، و منه المثل: أَعَزُّ من بیض الأَنُوق و الأَبلقِ العقوق، و فی المثل السائر فی الرجل یُسأَل ما لا یكون و ما لا یُقْدَرُ علیه: كلَّفْتَنی الأَبْلَقَ العَقُوق؛ و مثله: كلَّفتنی بیض الأَنوق. و‌فی التهذیب: قال معاویة لرجل أراده علی حاجة لا یُسأَل مثلها و هو یَفْتِل له فی الذِّرْوة و الغاربِ: أَنا أَجَلُّ من الحَرْشِ ثم الخَدیعةِ، ثم سأله أُخْرَی أَصْعبَ منها فأَنشد البیت المَثَلَ.قال أَبو العباس: و بیضُ الأَنوق عزیز لا یوجد، و هذا مثل یُضرب للرجل یَسأَل الهَیِّنَ فلا یُعْطَی، فیَسأَل ما هو أَعز منه. و قال عُمارةُ: الأَنوقُ عندی العُقاب و الناس یقولون الرخَمة، و الرخمةُ توجد فی الخَرابات و فی السهْل. و قال أَبو عمرو: الأَنوق طائر أَسود له كالعُرْف یُبعِد لبیضه. و یقال: فلان فیه مُوقُ الأَنُوق لأَنها تُحمَّق؛ و قد ذكرها الكمیت فقال: و ذاتِ اسْمَینِ، و الأَلوانُ شَتَّی، تُحَمَّقُ، و هی كَیِّسةُ الحَوِیلِ یعنی الرخمة. و إنما قیل لها ذات اسمین لأَنها تسمَّی الرخمة و الأَنُوقَ، و إنما كَیِسَ حَوِیلُها لأَنها أَوَّل الطیر قِطاعاً، و إنما تبیض حیث لا یَلْحَق شی‌ء بیضها، و قیل: الأَنوق طائر یشبه الرخمة فی القَدِّ و الصَّلَعِ و صُفْرة المِنقار، و یخالفها أَنها سوداء طویلة المِنْقار؛ قال العُدَیْلُ بن الفَرْخ: بَیْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ، و مَن یُرِدْ بَیْضَ الأَنوقِ، فإنه بمَعاقِل

أهق؛ ج10، ص: 11

: الأَیْهُقانُ: الجَرْجِیرُ، و فی الصحاح: الجرجیر البرّیّ، و هو فَیْعُلان. و‌فی حدیث قُسِّ بن ساعِدَة: و رَضِیع أَیْهُقان؛ هو الجرجیر البری؛ قال لبید: فَعَلا فُروع الأَیْهُقانِ، و أَطفَلَت بالجَلْهَتَینِ ظِباؤُها و نَعامُها إن نصبت فروعَ جعلت الأَلف التی فی فَعلا للتثنیة أَی الجَوْدُ و الرِّهامُ هما فعلا فُروعَ الأَیهقان و أَنْبتاها، و إن رفعته جعلتها أصلیة من عَلا یَعْلُو، و قیل: هو نبت یشبه الجرجیر و لیس به؛ قال أبو حنیفة: من العشب الأَیهقان و إنما اسمه النَّهَقُ، قال: و إنما سماه لبید الأَیْهُقان حیث لم یتفق له فی الشعر إلا الأَیهقان، قال: و هی عُشبة تطول فی السماء طولًا شدیداً، و لها وردة حمراء و ورقة عریضة، و الناس یأْكلونه، قال: و سأَلت عنه بعض الأَعراب فقال: هو عشبة تستقل مقدار الساعد، و لها ورقة أَعظم من ورقة الحُوَّاءة و زهرة بیضاء، و هی تؤكل و فیها مرارة، واحدته أَیْهُقانة، و هذا الذی قاله أَبو حنیفة عن أَبی زیاد من أَن الأَیْهُقان مغیر عن النهَق مقلوب منه خطأٌ، لأَن سیبویه قد حكی الأَیْهُقان فی الأَمثلة الصحیحة الوضعیة التی لم یُعْنَ بها غیرها، فقال: و یكون علی فَیْعُلان فی الاسم و الصفة نحو الأَیْهُقانِ و الصَّیْمُرانِ و الزَّیْبُدان
لسان العرب، ج‌10، ص: 12
و الهَیْرُدانِ، و إنما حملناه علی فَیْعُلان دون أَفْعُلان، و إن كانت الهمزة تقع أَولًا زائدة، لكثرة فیْعُلان كالخَیْزُران و الحَیْسُمان و قلة أَفعُلان.

أوق؛ ج10، ص: 12

: الأُوقةُ: هَبْطة یجتمع فیها الماء، و جمعها أُوَق. و الأَوْقُ: الثِّقَلُ. و أَلقی علیه أَوْقَه أَی ثِقَلَه؛ و أنشد ابن بری: إلیكَ حتی قلَّدُوكَ طوْقَها، و حَمَّلُوكَ عِبْأَها و أَوْقَها و آقَ علینا فلان أَوْقاً أَی أَشْرَفَ؛ و أَنشد: آقَ علینا، و هو شَرُّ آیِقِ، و جاءَنا مِن بَعْدُ بالبَهالِقِ و یقال: آقَ علینا مالَ بأَوْقِه، و هو الثِّقَلُ. و قال بعضهم: آقَ علینا أَتانا بالأَوْقِ، و هو الشُّؤْمُ؛ و منه قیل بیت مؤَوَّقُ، و المؤوَّقُ: المَشْؤُوم؛ قال إمرؤ القیس: و بَیْت یَفُوحُ المِسْكُ فی حَجَراتِه، بعیدٌ من الآفاتِ غیر مُؤَوَّقِ أَی غیر مَشْؤُوم. و یقال: آقَ فلان علینا یؤُوق أَی مال علینا. و الأَوْقُ: الثقل. و قد أَوَّقْته تأْویقاً أَی حمَّلته المَشقَّة و المكروه؛ قال جندل بن المُثَنَّی الطُّهَوِیُّ: عَزَّ علی عَمِّكِ أَن تُؤَوَّقی، أَو أَنْ تَبِیتی لَیْلةً لم تُغْبَقِی، أَو أَن تُرَیْ كأْباء لم تَبْرَنْشِقی و قال أبو عمرو: أَوَّقْتُه تأْوِیقاً، و هو أَن تُقلِّل طعامَه؛ قال الشاعر: عزَّ علی عَمِّكِ أَن تؤَوَّقی و المُؤَوِّقُ: الذی یؤخِّرُ طعامَه؛ قال الشاعر: لو كان حُتْرُوشُ بن عَزَّةَ راضِیاً سِوَی عَیْشِه هذا بعَیْشٍ مُؤَوَّقِ ابن شمیل: و الأُوقةُ الرَّكِیَّة مثل البالُوعةِ هُوَّةٌ فی الأَرض خَلِیقة فی بطون الأَودِیة و تكون فی الرِّیاض أَحیاناً أُسَمِّیها إذا كانت قامتین أُوقةً، فما زاد و ما كان أقلَّ من قامتین فلا أَعُدُّها أُوقة، و فمها مثل فم الرَّكِیَّة و أَوسع أَحیاناً، و هی الهوة؛ قال رؤبة: و انْغَمَسَ الرَّامی لها بینَ الأُوَقْ فی غِیلِ قَصباء و خِیسٍ مُخْتَلَقْ و الأُوقِیَّةُ، بضم الهمزة و تشدید الیاء: زِنةُ سبْعةِ مثاقیل، و قیل: زنة أربعین درهماً، فإن جعلتها أُفعُولة فهی من غیر هذا الباب. و الأَوْقُ: اسم موضع: قال النابغة الجعدی: أَتاهُنَّ أَنَّ مِیاهَ الذُّهابِ فالمُلْجِ فالأَوْقِ فالمِیثَبِ قال الجوهری: و أَما قول الشاعر: تَمَتَّعْ من السِّیدانِ و الأَوْقِ نظْرةً، فقلْبُك للسِّیدانِ و الأَوْقِ آلِفُ فهو اسم موضع.

أیق؛ ج10، ص: 12

: الأَیْقُ: الوَظِیفُ، و قیل عظمه، و قال أبو عبید: الأَیْقان من الوَظیفین موضعا القَیْد و هما القَیْنان؛ قال الطرماح: و قامَ المَها یَعْقِلْنَ كلَّ مُكَبَّلٍ، كما رُضَّ أیْقَا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ و قال بعضهم: الأَیْقُ هو المَرِیطُ بین الثُّنَّةِ و أُمّ القِرْدان من باطن الرُّسْغ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 13‌

فصل الباء؛ ج10، ص: 13

‏بثق‏؛ ج10، ص: 13

: البَثْقُ: كسْرُك شطَّ النهر لینشقّ الماء. ابن سیدة: بَثَق شِقَّ النهر یَبْثُقه بَثْقاً كسَره لیَنبَعِث ماؤُه، و اسم ذلك الموضع البَثْقُ و البِثْقُ، و قیل: هما مُنْبَعَثُ الماء، و جمعه بُثوق. و قد بَثَقَ الماءُ و انْبَثَقَ علیهم إذا أَقبل علیهم و لم یظنوا به، و انبثق علیهم الأَمرُ: هجَم من غیر أَن یشعرُوا به. و بَثَق السیلُ موضع كذا یبثُق بَثْقاً و بِثْقاً؛ عن یعقوب، أَی خَرَقه و شقَّه فانبثق له أَی انفجَر؛ قال أَبو عبید: هو بَثْقُ السیل، بفتح الباء. قال أَبو زید: یقال للرّكیّة المُمتلِئة ماءً باثقة و قد بثَقت تبثُق بثُوقاً، و هی الطامیة. و فلان باثِقُ الكَرْمِ أَی غَزِیرُه. و البثَق: داء یصیب الزرع من ماء السماء، و قد بثِقَ.

بخق؛ ج10، ص: 13

: البَخَق: أَقبح ما یكون من العَوَر و أَكثرُه غَمَصاً؛ قال رؤبة: و ما بعَیْنَیْه عواوِیرُ البَخَقْ و قال شمر: البَخَق أَن تَخْسِف العینُ بعد العَوَر. و‌فی حدیث زید بن ثابت، رضی الله عنه، أَنه قال: فی العین القائمة إذا بُخِقَتْ مائةُ دینار؛ أراد إذا كانت العین صحیحة الصورة قائمة فی موضعها إلّا أَن صاحبها لا یُبصِر ثم بُخِقَتْ بعدُ ففیها مائة دینار؛ قال شمر: أَراد زید أَنها إن عَوِرت و لم تَنْخَسف و هو لا یُبصر بها إلّا أَنها قائمة ثم فُقِئت بعد ففیها مائة دیة. و قال ابن الأَعرابی: البَخَق أَن یذهَب بصرُه و تبقی عینه مُنْفتحة قائمة. و قال أَبو عمرو: بَخِقَت عینُه إذا ذهبت، و أَبْخَقْتُها إذا فقأْتها؛ و منه حدیث نَهْیه عن البَخْقاء فی الأَضاحی، و منه‌حدیث عبد الملك بن عمیر یصف الأَحنَف: كان ناتئَ الوَجْنة باخِقَ العین.ابن سیدة: بخَقَت عینُه و بَخِقَت: عارَتْ أشدَّ العوَر، و الفتح أَعلی. و عین بَخْقاء و بَخِیق و بَخِیقة: عوْراء، و قد بَخَقَها یَبْخَقُها بَخْقاً و أَبْخَقَها: عوَّرها. و رجل بَخِیق و أَبْخَقُ: مَبْخُوق العین. الجوهری: البَخَق، بالتحریك.، العَوَر بانْخِساف العین.

بخدق؛ ج10، ص: 13

: بُخْدُقٌ: الحَب الذی یقال له بالفارسیة [اسْفیُوش] «3». قال ابن بری: قال ابن خالویه البخدق نبت و لم یعرف إلا من أُم الهیثم.

بخنق؛ ج10، ص: 13

: اللیث: البُخْنُق بُرْقُع یُغَشِّی العُنق و الصدر، و البُرْنُس الصغیر یسمی بُخْنَقاً؛ قال ذو الرمة: علیه من الظَّلْماء جُلٌّ و بُخْنَقُ ابن سیدة: البُخْنُق البرقع الصغیر. و البُخْنُق: خرقة تلبسها المرأَة فتغطی رأْسها ما قبَلَ منه و ما دَبَر غیر وسَط رأْسها، و قیل: هی خرقة تَقَنَّع بها و تَخِیطُ طَرَفَیْها تحت حنكها و تَخِیط معها خِرْقة علی موضع الجبهة. یقال: تَبَخْنَقَت، و بعضهم یسمیه المِحْنك. و قال اللحیانی: البُخْنُقُ و البُخْنَقُ أَن تُخاط خرقة مع الدِّرع فیصیر كأَنه تُرْس فتجعله المرأَة علی رأْسها. الصحاح فی ترجمة بخق: البخنق خرقة تَقَنَّع بها الجاریة و تشد طرفیْها تحت حنكها لتُوقِّی الخِمار من الدُّهْن أَو الدهن من الغُبار. ابن بری: قال ابن خالویه البخنق أَصل عنق الجرادة، و بُخْنق الجَرادة: الجِلْباب الذی علی أصل عُنقها، و جمعه بَخانِقُ، و بعض بنی عُقَیْل یقول بُحْنق. و المُبَخْنَق من الخیل: الذی أَخَذت غُرَّتُه لحییه إلی أُصول أُذنیه.
(3). قوله [اسفیوش] كذا فی الأَصل بالشین المعجمة، و فی شرح القاموس بالمهملة
لسان العرب، ج‌10، ص: 14‌

بذق؛ ج10، ص: 14

: الباذِقُ و الباذَقُ: الخمر الأَحمر. و رجل حاذِقٌ باذِق: إتباع. و‌سئل ابن عباس، رضی الله عنهما، عن الباذِقِ فقال: سبقَ محمد الباذِقَ، و ما أَسكر فهو حرام؛ قال أَبو عبید: الباذِقُ و الباذَق كلمة فارسیة عُرِّبت فلم نَعرفها؛ قال ابن الأَثیر: و هو تعریب باذَه، و هو اسم الخمر بالفارسیة، أَی لم یكن فی زمانه أَو سبق قوله فیه و فی غیره من جنسه، و مما أُعرب البَیاذِقة الرجَّالة، و منه بَیْذَقُ الشِّطْرَنج؛ و حذف الشاعر الیاء فقال: و للشَّرِّ سُوَّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها أَراد خفافٌ بیاذِقُها كأَنه جعل البیذق بَذْقاً؛ قال ذلك ابن بزرج. و فی غَزوة الفتح: و جعلَ أَبا عبیدة علی البیاذِقةِ؛ هم الرجّالة، و اللفظة فارسیة معربة، سُمُّوا بذلك لخفة حركتهم و أَنهم لیس معهم ما یُثقلهم.

بذرق؛ ج10، ص: 14

: المحكم: البَذْرَقَةُ فارسی معرَّب؛ قال ابن بری: البَذْرقة الخُفارة؛ و منه قول المتنبی: أُبَذْرَقُ و معی سیفی؛ و قاتل حتی قُتل. و قال ابن خالویه: لیست البَذْرقة عربیة و إنما هی فارسیة فعرَّبتها العرب. یقال: بعَثَ السلطان بَذْرَقة مع القافلة، بالذال معجمة. و قال الهروی فی فصل عصم من كتابه الغریبین: إن البذرقة یقال لها عِصْمة أی یُعْتَصَمُ بها.

برق؛ ج10، ص: 14

: قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور یَزجرُ به الملَكُ السحاب.و البَرْقُ: واحد بُروق السحاب. و البَرقُ الذی یَلمع فی الغیم، و جمعه بُروق. و برَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً و أَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. و البُرْقةُ: المِقْدار من البَرْق، و قرئ: یكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع بُرْقة. و مرت بنا اللیلةَ سحابة برّاقة و بارقةٌ أَی سحابة ذات بَرْق؛ عن اللحیانی. و أَبْرَق القوم: دخلوا فی البَرْق، و أَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال طُفَیْل: ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِیفَ و شِمْنَه، و خِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ قال الفارسی: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. و یقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ البرقَ أَی قصَده. و البارِقُ: سحاب ذو بَرْق. و السحابة بارقةٌ، و سحابةٌ بارقة: ذات بَرق. و یقال: ما فعلت البارقة التی رأَیتَها البارحة؟ یعنی السحابة التی یكون فیها بَرق؛ عن الأَصمعی. بَرَقَت السماء و رعَدَت بَرَقاناً أَی لَمَعَت. و برَق الرَّجل و رعَد یرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر: یا جَلَّ ما بَعُدَتْ علیكَ بِلادُنا و طِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ و ارْعُدِ و برَق الرجل و أبرَق: تهدَّد و أَوْعد، و هو من ذلك، كأَنه أَراه مَخِیلةَ الأَذی كما یُری البرقُ مخیلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة: إذا خَشِیَتْ منه الصَّرِیمة، أَبرَقَتْ له بَرْقةً من خُلَّبٍ غیر ماطِرِ جاء بالمصدر علی برَقَ لإِن أَبْرَقَ و برَق سواء، و كان الأَصمعی ینكر أَبْرق و أَرعد و لم یك یری ذا الرُّمة حُجةً؛ و كذلك أَنشد بیت الكمیت: أَبْرِقْ و أَرْعِد یا یزیدُ، فما وَعِیدُك لی بِضائرْ فقال: هو جُرْمُقانِیّ. اللیث: البَرق دخِیل فی العربیة و قد استعملوه، و جمعه البِرْقان. و أَرْعَدْنا و أَبْرَقْنا بمكان كذا و كذا أَی رأَینا البرق و الرعد. و یقال: برْق الخُلَّبِ و برقُ خُلَّبٍ، بالإِضافة،
لسان العرب، ج‌10، ص: 15
و برقٌ خُلَّبٌ بالصفة، و هو الذی لیس فیه مطر. و أَرعَد القومُ و أَبرَقُوا أَی أَصابهم رَعْد و بَرق. و استَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر: یَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَی، إذا ابْتَسَمَتْ، لَمْعَ السُّیُوفِ، سِوَی أَغْمادِها، القُضُبِ و فی صفة أَبی إدریسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتی بَرّاقُ الثنایا؛ وصَف ثنایاه بالحُسن و الضِّیاء «1» و أنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر و الطَّلاقة؛ و منه‌الحدیث: تَبْرقُ أَساریرُ وجههِ‌أَی تلمع و تَسْتَنِیرُ كالبَرْق. بَرق السیفُ و غیره یَبْرُق بَرْقاً و بَرِیقاً و برُوقاً و بَرَقاناً: لمَع و تَلأْلأَ، و الاسم البَریق. و سیفٌ إبْریق: كثیر اللَّمَعان و الماء؛ قال ابن أَحمر: تَعَلَّق إبْرِیقاً، و أَظهر جَعْبةً لیُهْلِكَ حَیّاً ذا زُهاء و جامِلِ و الإِبْریقُ: السیفُ الشدیدُ البَرِیق؛ عن كراع، قال: سمی به لفعله، و أَنشد البیت المتقدم؛ و قال بعضهم: الإِبریق السیف هاهنا، سمی به لبَرِیقِه، و قال غیره: الإِبریق هاهنا قَوْس فیه تَلامِیعُ. و جاریةٌ إبریقٌ: برّاقة الجسم. و البارِقةُ: السیوفُ علی التشبیه بها لبیاضها. و رأَیت البارِقةَ أی بریقَ السلاح؛ عن اللحیانی. و‌فی الحدیث: كفی ببارقة السیوف علی رأْسه فتنةً‌أی لَمَعانِها. و‌فی حدیث عَمّار، رضی الله عنه: الجنةُ تحت البارقة‌أی تحت السیوف. یقال للسلاح إذا رأیت برِیقَه: رأیتُ البارقة. و أبرَق الرجل إذا لمع بسیفه و بَرق به أیضاً، و أبرَق بسیفه یُبْرق إذا لمع به. و لا أَفعله ما برَق فی السماء نجم أَی ما طلع، عنه أَیضاً، و كله من البرق. و البُراق: دابّة یركبها الأَنبیاء، علیهم السلام، مشتقة من البَرْق، و قیل: البراق فرس جبریل، صلی الله علی نبینا و علیه و سلم. الجوهری: البراق اسم دابة ركبها سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لیلة المِعْراج، و ذُكر فی الحدیث قال: و هو الدابة التی ركبها لیلة الإِسْراء؛ سمی بذلك لنُصوع لونه و شدَّة بریقه، و قیل: لسُرعة حركته شبهه فیها بالبَرْق. و شی‌ءٌ برّاقٌ: ذو بَرِیق. و البُرقانة: دُفْعة «2» البریق. و رجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن. و برَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. اللیث: برَّق فلان بعینیه تَبْریقاً إذا لأْلأَ بهما من شدَّة النظر؛ و أَنشد: و طَفِقَتْ بعَیْنِها تَبْریقا نحوَ الأَمیرِ، تَبْتَغی تَطْلیقا و برَّقَ عینیه تبریقاً إذا أَوسَعَهما و أَحدَّ النظر. و برَّق: لوَّح بشی‌ء لیس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت و عرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَی قلَّلت. و عَمِل رجل عَمَلًا فقال له صاحبه: عرَّقْتَ و برَّقت لوَّحتَ بشی‌ء لیس له مِصداق. و بَرِقَ بصرُه بَرَقاً و برَق یبرُق بُرُوقاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: دَهِشَ فلم یبصر، و قیل: تحیَّر فلم یَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة: و لو أنَّ لُقمانَ الحَكیمَ تَعَرَّضَتْ لعَینیْهِ مَیٌّ سافِراً، كادَ یَبْرَقُ و فی التنزیل: فَإِذٰا بَرِقَ الْبَصَرُ، و بَرَقَ، قُرئ بهما جمیعاً؛ قال الفراء: قرأَ عاصم و أَهل المدینة بَرِقَ،
(1). قوله [و الضیاء] الذی فی النهایة: و الصفاء (2). قوله [و البرقانة دفعة] ضبطت فی الأَصل الباء بالضم.
لسان العرب، ج‌10، ص: 16
بكسر الراء، و قرأَها نافع وحده برَق، بفتح الراء، من البَریق أَی شخَص، و من قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ و أَنشد قول طرَفة: فنَفْسَكَ فانْعَ و لا تَنْعَنی، و داوِ الكُلومَ و لا تَبْرَقِ یقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التی بك، قال: و من قرأَ بَرَق یقول فتح عینیه من الفزَع، و برَقَ بصرُه أیضاً كذلك. و أَبرَقَه الفزَعُ. و البَرَقُ أیضاً: الفزع. و رجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب عن ابن الأَعرابی: البُرْقُ الضِّبابُ، و البُرْقُ العین المُنْفتحة. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: لكل داخل بَرْقة‌أَی دَهْشة، و البَرَقُ: الدهَشُ. و‌فی حدیث عَمرو: أَنه كتب إلی عمر، رضی الله عنهما: إنَّ البحر خَلْق عظیم یَرْكبه خَلق ضَعیف دُود علی عُود بین غرَق و بَرَق؛ البَرَقُ، بالتحریك: الحَیْرة و الدهَش. و‌فی حدیث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، یجوز كسر الراء و فتحها، فالكسر بمعنی الحَیْرة، و الفتح بمعنی البریق اللُّموع. و‌فی حدیث وَحْشِیّ: فاحتمله حتی إذا برِقَت قدماه رمَی به‌أَی ضَعُفتا و هو من قولهم برَق بصره أَی ضعف. و ناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غیر لقَح؛ عن ابن الأَعرابی. و أَبرَقَت الناقةُ بذَنبها، و هی مُبرِق و بَرُوقٌ؛ الأَخیرة شاذة: شالت به عند اللَّقاح، و برَقت أَیضاً، و نُوق مَبارِیقُ؛ و قال اللحیانی: هو إذا شالَت بذنبها و تلقَّحت و لیست بلاقح. و تقول العرب: دَعْنی من تَكْذابِك و تأْثامك شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان علی المصدر أَی أَنك بمنزلة الناقة التی تُبْرِق بذنبها أی تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، و هی غیر لاقح، و جمع البَرُوق بُرْقٌ. و قول ابن الأَعرابی، و قد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها لنُزْق و إنَّ عقاربها لبُرْق أَی أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة البَروق. و أَبرقت المرأَة بوجهها و سائر جسمها و برَقت؛ الأَخیرة «3» عن اللحیانی، و برَّقَت إذا تعرَّضت و تحسَّنت، و قیل: أَظْهرته علی عَمْد؛ قال رؤبة: یَخْدَعْنَ بالتبْریق و التأَنُّث و امرأَة برَّاقة و إبْریق: تفعل ذلك. اللحیانی: امرأَة إبریق إذا كانت برَّاقة. و رعَدت المرأَة و برَقَت أَی تزیَّنت. و البُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، و جمعها بُرْقانٌ. و البُرْقةُ و البَرْقاء: أَرض غلیظة مختلطة بحجارة و رمل، و جمعها بُرَقٌ و بِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت البُرقة فهی الأَبْرَقُ، و جمعه أَبارق، كسِّر تكسیر الأَسماء لغلبته. الأَصمعی: الأَبْرقُ و البَرْقاء غِلَظ فیه حجارة و رمل و طین مختلطة، و كذلك البُرْقة، و جمع البَرقاء بَرْقاوات، و تجمع البُرقة بِراقاً. و یقال: قُنْفُذُ بُرْقةٍ كما یقال ضَبُّ كُدْیة، و الجمع بُرَقٌ. و تَیْسٌ أَبرقُ: فیه سواد و بیاض. قال اللحیانی: من الغنم أَبرق و بَرقاء للأُنثی، و هو من الدوابّ أَبلَق و بَلْقاء، و من الكلاب أَبقَع و بَقْعاء. و‌فی الحدیث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكی عند الله من دم سَوْداوین، أَی ضَحُّوا بالبرقاء، و هی الشاة التی فی خِلال صوفها الأَبیض طاقات سود، و قیل: معناه
(3). قوله [الأَخیرة إلخ] ضبطت فی الأَصل بتخفیف الراء، و نسب فی شرح القاموس برّقت مشددة للحیانی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 17
اطلُبوا الدَّسَمَ و السِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ طعامه بالسمْن. و جبَل أَبرقُ: فیه لونانِ من سواد و بیاض، و یقال للجبَل أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذی تحته. ابن الأَعرابی: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً برمل، و هی البُرْقةُ ذاتُ حجارة و تراب، و حجارتها الغالب علیها البیاض و فیها حجارة حُمر و سود، و الترابُ أَبیض و أَعْفر و هو یَبْرُقُ لك بلوْن حجارتها و ترابها، و إنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، و تُنْبِت أَسنادُها و ظهرُها البقْلَ و الشجر نباتاً كثیراً یكون إلی جنبها الرَّوضُ أحیاناً؛ و یقال للعین بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بیاض الشحْمة؛ و قول الشاعر: بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه تذَكُّرُ بَیْنٍ من حَبِیبٍ مُزایِلِ «1». یعنی دَمْعاً انحدَرَ من العین، و فی المحكم: أَراد العین لاختلاطها بلونین من سواد و بیاض. و رَوْضة بَرْقاء: فیها لونان من النبْت؛ أَنشد ثعلب: لدی رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها، من الدَّلْوِ و الوَسْمِیِّ، طَلٌّ و هاضِبُ و یقال للجراد إذا كان فیه بیاض و سواد: بُرْقانٌ؛ و كلُّ شی‌ء اجتمع فیه سواد و بیاض، فهو أَبْرق. قال ابن برّی: و یقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال طَهْمان الكلابی: قَطَعْت، و حِرْباء الضُّحی مُتَشَوِّسٌ، و لِلْبُرْقِ یَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِیقُ و النَّقِیق: الصَّرِیر. أبو زید: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قلیل قلت بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. و البُرْقةُ: قِلَّة الدسَم فی الطعام. و بَرَقَ الأُدْمَ بالزیت و الدسَم یَبْرُقُه بَرْقاً و بُروقاً: جعل فیه شیئاً یسیراً، و هی البَریقة، و جمعها بَرائقُ، و كذلك التبارِیقُ. و برَق الطعامَ یبرُقه إذا صب فیه الزیت. و البَریقةُ: طعام فیه لبن و ماء یُبْرَقُ بالسمْن و الإِهالةِ؛ ابن السكیت عن أَبی صاعد: البَرِیقةُ و جمعها بَرائقُ و هی اللبن یُصَبُّ علیه إهالةٌ أو سمن قلیل. و یقال: ابْرُقوا الماء بزیت أی صبُّوا علیه زیتاً قلیلًا. و قد بَرَقُوا لنا طعاماً بزیت أو سمْن برْقاً: و هو شی‌ء منه قلیل لم یُسَغْسِغُوه أَی لم یُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبریقاً إذا سافر سفراً بعیداً، و بَرَّقَ منزله أی زَیَّنه و زَوَّقَه، و برَّقَ فلان فی المعاصی إذا أَلَحَّ فیها، و بَرَّق لی الأَمْرُ أی أعْیا علَیَّ. و بَرَق السِّقاءُ یَبْرُق بَرْقاً و بُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده و تقطَّع فلم یجتمع. یقال: سِقاء بَرِقٌ. و البُرَقِیُّ: الطُّفَیْلِیُّ، حجازیَّة. و البَرَقُ: الحَمَلُ، فارسیّ معرّب، و جمعه أبْراقٌ و بِرْقانٌ و بُرقان. و‌فی حدیث الدجال: أن صاحِبَ رایتِه فی عَجْب ذَنبه مثل أَلْیةِ البَرَقِ و فیه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء و الراء: الحمَل، و هو تعریب بَرَهْ بالفارسیة. و‌فی حدیث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ‌الكَسِیر أی المكسور القَوائم یعنی تسوقهم النار سَوْقاً رَفِیقاً كما یُساق الحَمَل الظالع. و الإِبْرِیقُ: إناء، و جمعه أبارِیقُ، فارسی معرب؛ قال ابن بری: شاهده قول عدیّ بن زید: و دَعا بالصَّبُوحِ، یوماً، فجاءَتْ قَیْنةٌ فی یَمینِها إبْرِیقُ و قال كراع: هو الكُوز. و قال أبو حنیفة مرة:
(1). قوله [تذكر] فی الصحاح: مخافة
لسان العرب، ج‌10، ص: 18
هو الكوز، و قال مرة: هو مثل الكوز و هو فی كل ذلك فارسی. و فی التنزیل: یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدٰانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوٰابٍ وَ أَبٰارِیقَ؛ و أَنشد أبو حنیفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّی: كأَنَّ أَبارِیقَ الشَّمُولِ عَشِیّةً إوَزٌّ بأَعْلی الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ و العرب تشبه أبارِیقَ الخمر برقاب طیر الماء؛ قال أبو الهِنْدِیّ: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد و قال عدی بن زید: بأَبارِیقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَیْرِ الماءِ قد جِیبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِیفُ و یشبهون الإِبْرِیق أیضاً بالظبی؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة: كأَنَّ إبْرِیقَهم ظبیٌ علی شَرَفٍ، مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ و قال آخر‌كأنَّ أبارِیقَ المُدامِ لدَیْهِمُ ظِباء، بأعْلی الرَّقْمَتَیْنِ، قِیامُ و شبّه بعضُ بنی أسد أُذن الكُوز بیاء حطِّی؛ فقال أبو الهندی الیَرْبوعِیّ: و صُبِّی فی أُبَیْرِقٍ مَلِیحٍ، كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّی و البَرْوَقُ: ما یكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، و قیل: هو نبت معروف؛ قال أبو حنیفة: البَرْوَقُ شجر ضعیف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال: أَخبرنی أَعرابی قال: البَرْوَقُ نبت ضعیف رَیّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، فی رُؤوسِها قَماعِیلُ صِغار مثل الحِمَّص، فیها حبّ أسود و لا یرعاها شی‌ء و لا تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ و قال بعضهم: هی بقلة سَوْء تَنْبُت فی أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّیاط و ثمرة سَوْداء، واحدته بَرْوَقة. و تقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، و ذلك أنه یَعِیشُ بأدْنی ندًی یقع من السماء، و قیل: لأَنه یخضرّ إذا رأی السحاب. و بَرِقَت الإِبل و الغنم، بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ و یقال أیضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جریر: كأَنَّ سُیوفَ التَّیْمِ عیدانُ بَرْوَقٍ، إذا نُضِیَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها و بارِقٌ و بُرَیْرِقٌ و بُرَیْقٌ و بُرْقان و بَرّاقة: أَسماء. و بنو أبارِقَ: قبیلة. و بارِقٌ: موضع إلیه تُنسب الصِّحافُ البارقیة؛ قال أبو ذؤیب: فما إنْ هُما فی صَحْفةٍ بارِقِیّةٍ جَدیدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ و بالصَّقْلِ أَراد و بالمِصْقلة، و لو لا ذلك ما عطَف العرَض علی الجَوْهَر. و بِراقٌ: ماء بالشام؛ قال: فأَحْمَی رأْسَه بِصَعیدِ عَكٍّ، و سائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ و بارق: قبیلة من الیمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقی الشاعر. و بارِقٌ: موضع قریب من الكوفة؛ و منه قول أسْود بن یَعْفُرَ: أرضُ الخَوَرْنَقِ و السَّدیرِ و بارِقٍ، و القَصْرِ ذی الشُّرفاتِ من سِنْدادِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 19
قال ابن بری: الذی فی شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ و قبله: ما ذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ، تركوا مَنازِلَهم، و بعدَ إیادِ؟ أهلِ الخورنق … البیت، و خفضُه علی البدل من آل، و إن صحت الروایة بأَرض فینبغی أن تكون منصوبة بدلًا من منازِلَهم. و تُبارِقُ: اسم موضع أیضاً؛ عن أبی عمرو؛ و قال عِمْران بن حِطَّانَ: عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ، و أقْفَر منها تُسْتَرٌ و تُبارِقُ «1». و بُرْقة: موضع. و فی الحدیث ذكر بُرْقةَ، و هو بضم الباء و سكون الراء، موضع بالمدینة به مال كانت صدَقاتُ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، منها. و ذكر الجوهری هنا: الإِسْتبرقُ الدّیباجُ الغلیظُ، فارسی معرَّب، و تصغیره أُبَیْرِق.

برزق؛ ج10، ص: 19

: البَرازِیقُ: الجماعات، و فی المحكم: جَماعاتُ الناس، و قیل: جماعات الخیل، و قیل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِیق، فارسی معرَّب، و قد تحذف الیاء فی الجمع؛ قال عُمارة: أَرْض بها الثِّیرانُ كالبَرازِقِ، كأَنما یَمْشِینَ فی الیَلامِقِ و‌فی الحدیث: لا تَقوم الساعة حتی یكون الناسُ بَرازِیقَ‌یعنی جماعاتٍ، و یروی بَرازِقَ، واحده بِرْزاق و بَرْزَقٌ. و‌فی حدیث زیاد: أ لم تكن منكم نُهاةٌ یمنعون الناسَ عن كذا و كذا و هذه البَرازِیق؛ و قال جُهَیْنة بن جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تمیم: رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، و أَنتم بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثیرُ تَظَلُّ جِیادنا مُتَمَطِّراتٍ بَرازِیقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِیرُ یعنی جماعات الخیل. و قال زیاد: ما هذه البَرازِیقُ التی تتردّد؟ و تَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خیل و لا رِكاب؛ عن الهَجَرِیّ. و البَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر و أراه بَرْوقٌ فغُیِّر.

برشق؛ ج10، ص: 19

: التهذیب فی رباعی القاف: الأَصمعی رجل مُبْرَنْشِقٌ فَرِحٌ مَسرور، قال: و حدَّثت الرشیدَ هرونَ بحدیث فابْرَنْشَق أی فَرِح و سُرَّ؛ و ربما قالوا: ابرنْشقَ الشجر إذا أزْهَر؛ و قال فی آخر الخماسی من حرف العین: اقْرَنْشَعَ الرجل إذا سُرّ، و ابْرَنْشَق مثله؛ قال جندل بن المُثَنَّی الطُّهَوی: أو أنْ تُرَیْ كَأْباء لم تَبْرَنْشِقی

برنق؛ ج10، ص: 19

: البِرْنِیقُ: من أسماء الكَمْأَة؛ عن ابن خالویه، و فی المحكم: بِرْنیق ضرب من الكمأة صغار أسود. و بنو بِرْنِیق: بُطَیْن من العرب.

بزق؛ ج10، ص: 19

: البَزْقُ و البَصْق: لغتان فی البُزاق و البُصاق، بَزَق یَبْزُق بَزْقاً. و بَزَقَ الأَرضَ: بذَرها. التهذیب: لغة فی الیمن بزَقُوا الأَرضَ أی بذَرُوها، و بزَقَت الشمسُ كبَزَغَتْ. و‌فی حدیث أنس قال:
(1). قوله [حوران] كذا هو فی الأَصل و شرح القاموس بالراء، و هی من أعمال دمشق الشام، و حوران ایضاً: ماء بنجد، و أما حوزان، بالزای: فناحیة من نواحی مرو الروذ من نواحی خراسان، أفاده یاقوت و لعلها أنسب لقوله تستر
لسان العرب، ج‌10، ص: 20
أَتینا أَهلَ خیبر حین بزَقت الشمس فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إنا إذا نزلنا بِساحةِ قوم فَسٰاءَ صَبٰاحُ الْمُنْذَرِینَ؛ قال الأَزهری: هكذا روی بالقاف و المعروف بزَغَت، بالغین، أی طلعت، قال: و لعل بزقت لغة، و الغین و القاف من مخرج واحد، قال: و أحسب الروایة برقَت، بالراء.

بسق؛ ج10، ص: 20

: بسَقَ الشی‌ء یَبْسُق بُسوقاً: تمّ طوله. و فی التنزیل: وَ النَّخْلَ بٰاسِقٰاتٍ لَهٰا طَلْعٌ نَضِیدٌ؛ الفرّاء: بٰاسِقٰاتٍ طولًا؛ یقال: بَسَق طولًا فهنّ طِوال النخلِ. و بَسق النخلُ بُسوقاً أی طال. و‌فی حدیث قُطْبةَ بن مالك: صلّی بنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، حتی قرأَ وَ النَّخْلَ بٰاسِقٰاتٍ؛ الباسِقُ: المرتفع فی عُلُوّه. و‌فی الحدیث فی صفة السحابة: كیف تَرَوْن بواسِقَها؟ أی ما استطال من فُروعها؛ و منه‌حدیث قُسٍّ: من بواسِقِ أُقْحُوان، و‌حدیث ابن الزُّبیر: و ارْجَحَنّ بعد تبَسُّق‌أی ثَقُل و مالَ بعد ما ارتفع ذكره دونهم. و بسق علی قومه: عَلاهم فی الفضل؛ و أنشد ابن بری لأَبی نوفل: یا ابن الذین بفَضْلِهم بسَقَت علی قَیْسٍ فَزاره و‌فی حدیث ابن الحَنَفِیّةِ: كیف بسَق أبو بكر أصحابَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ أی كیف ارتفع ذكره دونهم. و البُسوقُ: عُلوُّ ذِكر الرجل فی الفَضل. و بَسق بَسْقاً: لغة فی بصَق. و بُساقة القمر: حجر أبیض صاف یتلأْلأَ، و هو مذكور فی الصاد أیضاً. التهذیب: بصَق و بسَق و بزَق واحد. الجوهری: البُساق البُصاق. و‌فی حدیث الحُدیْبِیة: فقعد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی جَبا الرَّكِیّة فإما دَعا و إما بَسق فیها؛ لغة فی بَصَق. و بَواسِقُ السحاب: أوائله؛ عن أبی حنیفة. و أبْسقت الناقةُ و الشاةُ، و هی مُبْسِق و مِبْساق و بَسُوق؛ الأَخیرة علی طرح الزائد: وقَع اللِّبَأُ فی ضرعها قبل النِّتاج، و نُوق مَباسِیق، و كذلك الجاریة البِكر إذا جری اللبن فی ثدیها. و فی التهذیب: أبْسَقت الناقة إذا أنزلت اللبن قبل الولادة بشهر أو أكثر فتُحلَب، قال: و ربما أبسقت و لیست بحامل فأَنزلت اللبن، قال: و سمعت أن الجاریة تُبْسِق و هی بكر، یصیر فی ثدیها لبن. الیزیدی: أَبْسقت الناقة و أَبْزقت إذا أَنزلت اللبن. الأَصمعی: إذا أشرق ضَرْع الناقة و وقع فیه اللبن فهی مُضْرع، فإذا وقع فیه اللبأُ قبل النتاج فهی مُبسِق. و البَسْقةُ: الحَرّةُ، و جمعها بِساقٌ؛ قال كُثیّر عَزّةَ: قَضَیْتُ لُبانَتی و صَرَمْتُ أَمْرِی، و عَدَّیْتُ المَطِیّةَ فی بِساقِ و بُساق: بَلد. و قال اللیث: بساق جبل بالحجاز مما یَلی الغَوْر.

بستق؛ ج10، ص: 20

: التهذیب: قَدِم أعرابی من نَجْدٍ بعضَ القُری فقال: سَقَی نَجْداً و ساكِنَه هَزِیمٌ حَثِیثُ الوَدْقِ، مُنْسَكِبٌ یَمانی بلادٌ لا یُحَسُّ البَقُّ فیها، و لا یُدْرَی بها ما البَسْتَقانی و لم یُسْتَبَّ ساكِنُها عِشاء بكَشْخانٍ، و لا بالقَرْطبانِ قیل: البَسْتَقانی صاحب البُستان، و قیل: هو الناطُور.
لسان العرب، ج‌10، ص: 21‌

بشق؛ ج10، ص: 21

: الباشَقُ: اسم طائر، أَعجمی معرّب. التهذیب: فی نوادر الأَعراب بَشَقْته بالعصا و فشَخْتُه. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: بَشِقَ المسافرُ و مُنِع الطریقُ، قال البخاری: أَی انْسَدَّ، و قال ابن درید: بَشِقَ أَی أَسْرع مثل بَشِكَ، و قیل: معناه تأَخَّر، و قیل: حُبِس، و قیل: مَلَّ، و قیل: ضَعُف. و قال الخطابی: بشق لیس بشی‌ء، و إنما هو لَثِق من اللَّثَق و هو الوَحَلُ، و كذا هو فی روایة عائشة، رضی الله عنها؛ قال: و یحتمل أَن یكون مَشِقَ أَی صار مزِلّةً و زَلَقاً، و المیم و الباء مُتقارِبان؛ و قال غیره: إنما هو بالباءِ من بشَقْت الثوب و بَشَكْته إذا قطعته فی خِفّةٍ؛ أی قُطِع المسافر، و جائز أن یكون بالنون من قولهم نَشِقَ الظبْیُ فی الحِبالة إذا عَلِقَ فیها. و رجل بَشِقٌ إذا كان یدخل فی أُمور لا یكاد یَخْلُص منها.

بصق؛ ج10، ص: 21

: البُصاقُ: لغة فی البُزاق، بَصَق یَبْصُق بَصْقاً. اللیث: بصَق لغة فی بزَق و بسَقَ. و بُصاقةُ القمر و بُصاقُه: حجر أبیض مُتَلأْلئٌ. و بُصاقُ الإِبل: خِیارُها، الواحد و الجمع فی كل ذلك سواء. و بُصاقٌ: موضع قریب من مكة لا یدخله اللام. و البُصاق: جِنس من النخل. أبو عمرو: البَصْقةُ حَرّة فیها ارْتِفاعٌ، و جمعها بِصاقٌ. و البَصُوقُ: أبْكَاءُ الغنم.

بطق؛ ج10، ص: 21

: البِطاقةُ: الوَرقةُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قال غیره: البِطاقة رُقْعة صغیرة یُثْبَتُ فیها مِقْدار ما تجعل فیه، إن كان عیناً فوزْنُه أَو عدده، و إن كان متاعاً فقِیمته. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، قال لامرأة سألته عن مسألة: اكتُبِیها فی بطاقة‌أی رُقْعة صغیرة، و یروی بالنون و هو غریب. و قال غیره: البطاقة رقعة صغیرة و هی كلمة مبتذلة بمصر و ما والاها، یَدْعُونَ الرقعة التی تكون فی الثوب و فیها رقْمُ ثَمنِه بطاقة؛ هكذا خصّص فی التهذیب، و عمَّ المحكم به و لم یُخصِّص به مصر و ما والاها و لا غیرها فقال: البِطاقة الرقعة الصغیرة تكون فی الثوب، و‌فی حدیث عبد الله: یُؤتی برجل یوم القیامة فتُخرج له تسعة و تسعون سِجلًّا فیها خطایاه، و یُخرج له بطاقة فیها شهادةُ أن لا إله إلا الله فترْجَح بها.ابن سیدة: و البطاقة الرقعة الصغیرة تكون فی الثوب و فیها رقم ثمنه بلغة مصر؛ حكی هذه شمر و قال: لأَنها تشد بطاقةٍ من هُدْب الثوب، قال: و هذا الاشتقاق خطأٌ لأَن الباء علی قوله باء الجر فتكون زائدة، قال: و الصحیح ما تقدم من قول ابن الأَعرابی و هی كلمة كثیرة الاستعمال بمصر، حماها الله تعالی.

بطرق؛ ج10، ص: 21

: البِطْریقُ بلغة أَهل الشام و الروم: هو القَائدُ، معرَّب، و جمعه بطَارِقةٌ. و‌فی حدیث هِرَقْل: فدخلنا علیه و عنده بَطارِقتُه من الرُّوم؛ هو جمع بِطْریق، و هو الحاذق بالحَرْب و أُمورها بلغة الرُّوم، و هو ذو مَنْصِب و تقدُّمٍ عندهم؛ و أَنشد ابن بری: فلا تُنْكِرُونی، إنَّ قَوْمی أَعِزَّةٌ بَطارِقةٌ، بِیضُ الوُجوهِ كِرامُ و یقال: إن البِطْریق عربی وافق العجمی و هی لغة أهل الحجاز؛ و قال أُمیّة بن أبی الصَّلْتِ: من كُلِّ بِطْریقٍ لبطریقٍ نَقِیّ الوجْهِ واضِحْ ابن سیدة: البِطْرِیق العظیم من الرُّوم، و قیل: هو الوَضِی‌ء المُعْجب و لا توصف به المرأَة؛ قال
لسان العرب، ج‌10، ص: 22
أبو ذؤیب: هُمُ رَجَعُوا بالعَرْجِ، و القَومُ شُهَّدٌ هَوازِنُ، تَحْدُوها حُماةٌ بَطارِقُ أراد بَطارِیق فحذف. و البِطْرِیقانِ: ما علی ظهر القدم من الشِّراك.

بعق؛ ج10، ص: 22

: البُعاقُ: شدّة الصوت، و قد بَعَقَ الرجلُ و غیره و انْبَعَقَ و بعَقَت الإِبلُ بُعاقاً. و الباعِقُ: المُؤَذن، و قد بَعَقَ بُعاقاً؛ و أنشد: تَیَمَّمْتُ بالكِدْیَوْنِ كی لا یَفُوتَنی، من المَقْلةِ البَیْضاء، تَقْرِیظُ باعِق قال: یعنی ترجیع المؤذن إذا رجَّع فی أذانه؛ قال الأَزهری: و رواه غیره تفریط ناعق، من نَعَق الرّاعی بغنمه، و لعلهما لغتان. و انْبَعَق الشی‌ء: اندَرأَ مُفاجأَة و أَنت لا تشعُر من حیث لم تحتسبه، و هو الانْبِعاق؛ و أَنشد: بَیْنما المَرْء آمِناً راعَه رائعُ حَتْفٍ، لم یَخْشَ منه انْبِعاقَهْ و الباعِقُ: المطر یُفاجِئ بوابل. و مطر بُعاقٌ و بِعاقٌ: مُنْدفِع بالماء، و قد تَبَعَّق یتَبَعَّق و انْبَعَقَ یَنْبَعِق. و سیْلٌ بُعاق و بِعاق: شدید الدفْعة؛ قال أبو حنیفة: هو الذی یَجْرُف كل شی‌ء. و أرض مَبْعُوقة: أصابها البُعاق. و البعاقُ: المطر الذی یَتبَعَّق بالماء تبعُّقاً؛ و أنشد ابن بری: تبَعَّقَ فیه الوابِلُ المُتَهَطِّلُ و بعَقَ الناقةَ: نَحَرَها و أسالَ دمَها. و‌فی حدیث حُذیفة أنه قال: ما بقی من المُنافقین إلا أربعة، فقال رجل: فأَین الذین یُبَعِّقُون لِقاحَنا و یَنقُبون بیوتنا؟ فقال حُذیْفةُ: أُولئك هم الفاسقون؛ قال أبو عبید: قوله یبعقون لقاحنا‌یعنی أنهم ینْحَرون إبلنا و یُسیلون دِماءها. یقال: انبعق المطرُ إذا سال لكثرته. و‌فی حدیث الاسْتِسقاء: جَمُّ البُعاق؛ هو بالضم، المطر الكثیر الغزیر الواسع. و بعقْت الإِبلَ: نحرْتُها، و تَبعَّقَت: أفاضَتْ بها «2». قال الأَزهری: و فی نوادر الأَعراب انْبعَق فلان كذا و كذا انْبِعاقاً إذا أَخذه من تلقاء نفسه، فهو مُنْبعِق. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: الانبعاق فیما لا ینبغی من شقاشِق الشیطان.و‌فی الحدیث: إن الله یكره الانْبِعاقَ فی الكلام، فرحم الله امْرأً أوجَز فی كلامه؛ أَی التوسُّعَ فیه و التكثُّر منه، و‌یروی: التبعُّقَ فی الكلام.و البُعاق، بالضم: سحاب یتصبب بشدّة. و قد انْبعَقَ المُزْن إذا انْبعَجَ بالمطر، و تَبَعَّق مثله؛ قال رؤبة: وَ جُود مَرْوانَ، إذا تَدَفَّقا، جُودٌ كجُودِ الغَیْثِ، إذ تَبَعَّقا و البَعْقُ و البَعْجُ: الشَّقُّ. و بعَّقْت زِقَّ الخمر تَبْعِیقاً أی شققْتُه.

بعثق؛ ج10، ص: 22

: البَعْثَقةُ: خُروج الماء من غائِل حَوْضٍ أو جابِیةٍ. و تَبَعْثَقَ إذا انكسرت منه ناحیة ففاضَ منها، و الله أَعلم.

بعنق؛ ج10، ص: 22

: عُقاب عَقَنْباةٌ و عَبَنْقاةٌ و قَعَنْباة و بَعَنْقاةٌ: حَدیدة المخالب، و قیل: هی السریعة الخَطْف المُنكَرة؛ و قال ابن الأَعرابی: كل ذلك علی المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ و كَلْبٌ كَلِبٌ. الأَزهری: اعْبَنْقَی و ابْعَنْقَی إذا ساء خلقُه.
(2). قوله [و تبعقت أفاضت بها] كذا بالأصل و رمز له بعلامة وقفة
لسان العرب، ج‌10، ص: 23‌

بغنق؛ ج10، ص: 23

: البُغْنُوق: موضع.

بقق؛ ج10، ص: 23

: البَقُّ: البَعُوض، واحدته بَقَّة. و أَنشد ابن بری لعبد الرحمن بن الحَكَم، و قیل لزُفَر بن الحرث: أَلا إنَّما قَیْسُ بن عَیْلانَ بَقّةٌ، إذا وَجَدَتْ رِیحَ العصیرِ تَغَنَّتِ و قیل: هی عِظامُ البعُوض؛ قال جریر: أَغَرّ من البُلْقِ العِتاقِ یَشُقُّه أَذی البَقِّ، إلا ما احْتَوَی بالقَوائِم و قال رؤبة: یَمْصَعْنَ بالأَذْناب من لَوحٍ و بَقْ و أَنشد ابن بری لبعض الأَعراب یهجو قوماً قصَّروا فی ضِیافتِه: یا حاضِرِی الماءِ، لا مَعْروفَ عندكمُ، لكن أَذاكمْ علینا رائحٌ غادِی بِتْنا عُذُوباً، و بات البَقُّ یَلْسَبُنا، نَشْوِی القَراحَ كأَن لا حَیَّ بالوادِی إنِّی لَمِثْلُكُمُ فی مِثلِ فِعْلِكُمُ، إنْ جِئْتُكمْ، أبَداً، إلّا مَعِی زادی و معنی نَشْوِی القراح أَی نسخِّن الماءَ البارد بالنار لأَن البارد مُضِرّ علی الجُوع، و یقال: البقُّ الدَّارِجُ فی حِیطان البیوت، و قیل: هی دُوَیْبَّة مثل القملة حمراء منتنة الریح تكون فی السُّرُر و الجُدُر، و هی التی یقال لها بنات الحصیر إذا قتلتها شمَمت لها رائحة اللَّوْز المُرّ؛ قال: إلی بَلَدٍ لا بَقَّ فیه و لا أذًی، و لا نبَطِیَّاتٍ یُفَجِّرْنَ جَعْفَرا و بَقَّ المكانُ و أبقَّ: كثر بقُّه. و أَرضٌ مُبِقَّةٌ: كثیرة البقّ. و بَقَّ النَّبْتُ بُقوقاً، و ذلك حین یَطلُع. و أَبقَّ الوادی إِذا أَخرج نباته؛ قال الراعی: رَعَتْ من خُفافٍ حین بَقَّ عِیابَه، و حَلَّ الرَّوایا كلُّ أسْحَمَ ماطِرِ و قال بعضهم: بقَّ عِیابَه أی نشرها. و بقَّ الرجلُ یَبِقُّ و یَبُقُّ بَقّاً و بَقَقاً و بَقِیقاً و أبَقَّ و بَقْبَقَ: كثُرَ كلامُه. و بقَّ علینا كلامَه: أَكثره، و بقَّ كلاماً و بقَّ به. و رجل مِبَقٌّ و بَقاقٌ و بَقْباقٌ: كثیر الكلام، أَخطأ أَو أَصاب، و قیل: كثیر الكلام مُخلِّط. و یقال: بَقْبَقَ علینا الكلام أی فرَّقه. و بقَّت المرأَة و أبقَّت: كثُر ولدُها. قال سیبویه: بقَّت ولداً و بقَّت كلاماً كقولك نثَرتْ ولداً و نثَرتْ كلاماً. و امرأَة مِبَقَّةٌ: مِفْعَلةٌ من ذلك؛ قال: إنَّ لنا لَكَنَّهْ مِبَقَّةً مِفَنَّهْ، مِنْتِیجةً مِعَنَّهْ، سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ كالذئب وَسْطَ القُنَّهْ، إلَّا تَرَهْ تَظُنَّهْ «1». و أَبقَّ ولدُ فلان إبْقاقاً إذا كثروا. و رجل بَقاقٌ و بَقاقةٌ أَی كثیر الكلام، و الهاء للمبالغة، و كذلك بَقْباق و بقْباقةٌ و فَقْفاق و فَقْفاقةٌ و ذَقْذاقٌ و ذَقْذاقةٌ و ثَرْثارٌ و ثَرْثارةٌ و بَرْبارٌ و بَرْبارةٌ،
(1). قوله [كالذئب وسط القنة] هو فی الأَصل هنا و شرح القاموس بالقاف، و قدمه المؤلف فی مادة سمع بالعین، و العنة؛ بالضم، الحظیرة من الخشب كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌10، ص: 24
كل ذلك الكثیر الكلام. و رجل بَقْباقٌ: هَذِرٌ؛ قال: و قد أَقُودُ بالدَّوَی المُزَمَّلِ، أَخْرَسَ فی السَّفْرِ بَقاقَ المَنْزِلِ و كذلك البَقْباقُ؛ یقول: إِذا سافر فلا بَیان له، و إِذا أَقام بالمنزل كثُر كلامه، و الدَّوَی: الرجل الأَحمق، و المُزَمَّل: المُدَثَّر، و المفعول محذوف تقدیره أَقود البعیر بالدَّوی، و أَخرسَ حال من الدَّوی، و كذلك بقاق، یصفه بكثرة كلامه فی بیته و عِیِّه فی المجالس. و بقَّت السماءُ بَقّاً و أبقَّت: كثر مطرها و تتابع و جاءَت بمطر شدید. و بقَّ یَبُقُّ بَقّاً: أوسع من العطیَّة. و بَقَّ لنا العَطاءَ: أَوسَعه؛ قال: و بَسطَ الخیْرَ لنا و بَقَّه، فالخلقُ طُرّاً یأْكلون رِزقَه و بقَّ فلان مالَه أی فرَّقه؛ قال الراجز: أَم كتَم الفَضْلَ الذی قد بقَّه، فی المسلِمین، جِلَّه و دِقَّه و البَقُّ: الواسعُ العریض: قال الأَخطل: تَجِدْ أثَراً بَقّاً و عِزّاً خُنابِسا و بقَّ الشی‌ءَ یبُقُّه: أَخرج ما فیه؛ و أَنشد بیت الراعی: رعت بخفاف حین بقَّ عیابه، و حلَّ الروایا كل أَسحمَ هاطِلِ و البَقاقُ: أَسقاط ما فی البیت من المَتاع.قال صاحب العین: بلغنا أنَّ عالماً من علماءِ بنی إسرائیل وضع للناس سبعین كتاباً من الأَحكام و صُنوف العلم، فأَوحی الله إلی نبی من أَنبیائهم أن قل لفلان إنك قد ملأْت الأَرض بَقاقاً، و إِن الله لم یَقبل من بَقاقِك شیئاً؛ قال الأَزهری: البَقاق كثرة الكلام، و معنی الحدیث أَن الله تعالی لم یقبل مما أَكثرت شیئاً. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، قال لأَبی ذر، رضی الله عنه: ما لی أَراك لَقّاً بقّاً؟ كیف بك إِذا أَخرجوك من المدینة؟ یقال: رجل لَقاقٌ بقَاقٌ أَی كثیر الكلام، و‌یروی لَقاً بَقاً، بوزن عَصا، و هو تبع للقا المَرْمِیّ المَطْرُوح. و یقال للكثیر الكلام: بَقْباقٌ. ابن الأَعرابی: البَقَقةُ الثَّرْثارُون. و بَقَّ الخبرَ بَقّاً: نَشَره و أرسله. و البَقْبَقةُ: حكایة صوت كما یُبَقْبِق الكوزُ فی الماء. یقال: بَقْبَقَ الكوزُ بالماءِ أَی صوَّت. و بَقْبَقَتِ القِدر: غَلَت. و بَقَّةُ: موضع بالعراق قریب من الحِیرة كان به جَذِیمة الأَبرش قیل إِنه علی شاطئ الفُرات؛ قال عَدیّ بن زید: دَعا بالبَقَّةِ الأُمراءَ یَوْماً جَذِیمةُ، یَسْتَشِیر النَّاصِحِینا و منه المثل: خلَّفْتَ الرأْیَ ببقَّةَ، و هذا قول قَصِیر بن سَعْد اللَّخْمِیّ لجَذِیمة الأَبْرشِ حین أَشار علیه أَن لا یَسِیر إلی الزَّبَّاء، فلما نَدِم علی سیره قال قصیر ذلك. و بَقَّة: اسم امرأة؛ و أنشد الأَحمر: یَوْمُ أَدِیمِ بَقَّةَ الشَّرِیمِ أفْضَلُ من یومِ احْلِقِی و قُومِی أَراد بقوله احلقی و قومی فی الشدَّة. و رقَّصَت امرأَة
لسان العرب، ج‌10، ص: 25
طِفْلها فقالت: حُزُقَّةٌ حُزُّقَّه تَرَقَّ عیْنَ بَقَّه؛ قیل: بقَّة اسم حِصْن، أَرادت اصعَد عینَ بقَّة أَی اعلُها، و قیل: إِنها شبَّهت طِفْلَها بالبَقَّة لصِغر جُثَّته؛ و قوله: أَ لم تَسْمَعا بالبَقَّتَیْنِ المُنادِیا أَراد بقَّةَ الحِصْن و مكاناً آخر معها كما قال: و مَهْمَهَیْنِ قَذَفَیْنِ مَرْتَیْنْ قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَیْنْ

بلق؛ ج10، ص: 25

: البلَق: بلَقُ الدابة. و البَلَقُ: سواد و بیاض، و كذلك البُلْقة، بالضم. ابن سیدة: البَلَق و البُلْقة مصدر الأَبلق ارتفاعُ التحجیل إلی الفخذین، و الفعل بَلِقَ یَبْلَقُ بلَقاً و بَلَقَ، و هی قلیلة، و ابْلَقَّ، فهو أَبْلَقُ. قال ابن درید: لا یعرف فی فعله إِلا ابْلاقَّ و ابْلَقَّ. و یقال للدابة أَبْلَقُ و بَلْقاء، و العرب تقول دابّة أَبلَق؛ و جبل أَبْرَق، و جعل رؤبة الجبال بُلْقاً فقال: بادَرْنَ رِیحَ مَطَرٍ و بَرْقا، و ظُلْمَة اللیلِ نِعافاً بُلْقا و یقال: ابْلَقَّ الدابةُ یَبْلَقُّ ابْلِقاقاً و ابْلاقَّ ابْلِیقاقاً و ابْلَوْلَق ابْلِیلاقاً، فهو مُبْلَقٌّ و مُبْلاقٌّ و أَبلَقُ، قال: و قلَّما تراهم یقولون بَلِقَ یَبْلَقُ كما أنهم لا یقولون دَهِمَ یَدْهَم و لا كَمِتَ یَكْمَت؛ و قولهم: ضَرَطَ البَلْقاء جالَتْ فی الرَّسَنْ یُضرب للباطل الذی لا یكون، و للذی یَعِد الباطل. و أَبلَق: وُلِد له وُلْد بُلْق. و فی المثل: طلَب الأَبْلَقَ العَقُوقَ؛ یُضرب لمن یَطلُب ما لا یمكن، و قد مضی ذلك فی ترجمة أَنق. و البَلَقُ: حجر بالیمن یُضی‌ء ما وراءه كما یُضی‌ء الزُّجاج. و البلَق: البابُ فی بعض اللغات. و بلَقه یَبْلُقُه بَلْقاً و أَبلَقه: فتحه كله، و قیل: فتحه فتحاً شدیداً و أَغلقه، ضدّ. و انْبَلَقَ الباب: انْفَتَحَ؛ و منه قول الشاعر: فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ و البابُ مُنْبَلِق و‌فی حدیث زید: فبُلِقَ الباب‌أَی فُتح كله. یقال: بلَقْتُه فانْبلَق. و البَلَق: الفُسْطاط؛ قال إمرؤ القیس: فلْیأْتِ وسْطَ قِبابه بَلَقِی، و لْیأْتِ وسطَ قَبِیلِه رَجْلی و فی روایة: و لیأْت وسط خَمِیسه. و البَلُّوقُ و البُلُّوقةُ، و الفتح أَعْلی: رملة لا تُنْبِت إلا الرُّخامَی؛ قال ذو الرمة فی صفة ثور: یَرُودُ الرُّخامَی لا یری مُسْتظامه ببَلُّوقةٍ، إلَّا كبیر المَحافِرِ «1». أَراد أَنه یستثیر الرخامی. و البَلُّوقة: ما استوی من الأَرض، و قیل: هی بقعة لیس بها شجر و لا تنبت شیئاً، و قیل: هی قَفر من الأَرض لا یسكنها إِلا الجنّ، و قیل: هو ما استوی من الأَرض. اللیث: البلُّوقة و الجمع البَلالِیقُ، و هی مواضع لا ینبُت فیها الشجر. أَبو عبید: السَّبارِیتُ الأَرَضون التی لا شی‌ء فیها، و كذلك البَلالِیقُ و المَوامِی. و قال أَبو خَیْرةَ: البلُّوقة مكان صُلب بین الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه من مساكن الجن. الفرّاء: البلوقة أَرض واسعة مُخصبة لا یُشاركك فیها
(1). قوله [یرود إلخ] كذا بالأَصل، و بین السطور بخط ناسخ الأَصل فوق مستظامه مستراده، و فی شرح القاموس بدل الراء زای
لسان العرب، ج‌10، ص: 26
أَحد؛ یقال: تركتهم فی بلوقة من الأَرض، و قیل: البلوقة مكان فسیح من الأَرض بَسِیطة تُنبِت الرُّخامَی لا غیرَها. و الأَبْلَقُ الفَرْد: قصر السَّمَوْأَل بن عادِیاء الیهودی بأَرض تَیْماء؛ قال الأَعشی: بالأَبْلَقِ الفَرْدِ من تَیْماء، مَنْزِلُه حِصْنٌ حَصینٌ، و جارٌ غیرُ خَتّارِ «2». و فی المثل: تمرّدَ مارِدٌ و عزَّ الأَبْلَقُ، و قد یقال أبْلَقُ؛ قال الأَعشی: و حِصْنٌ بِتَیْماء الیَهودِیِّ أبْلَقُ أَبدل أَبلق من حصن، و قیل: ماردٌ و الأَبلقُ حِصنانِ قصدتهما زَبّاء ملِكة الجزیرة فلما لم تقدر علیهما قالت ذلك. و البَلالِیقُ: المَوامِی، الواحد بَلُّوقة و هی المفازة؛ و قال عُمارة فی الجمع: فورَدَتْ من أیمَنِ البَلالِقِ و قال الأَسود بن یَعْفُر: … ثم ارْتَعَیْنَ البَلالِقا. و قال الخلیل: البالُوقة لغة فی البالُوعة. و البَلْقاء: أَرض بالشام، و قیل مدینة؛ و أَنشد ابن بری لحسان: انظُرْ خَلیلی، ببابِ جِلَّقَ، هَلْ تُؤْنِسُ دونَ البَلْقاء من أحَدِ؟ و البُلْقُ: اسم أَرض؛ قال: رَعَتْ بمُعَقِّب فالبُلْق نَبْتاً، أَطارَ نَسِیلَها عنها فطارا و بُلَیْق: اسم فرس. و فی المثل: یَجْرِی بُلَیْقٌ و یُذَمّ؛ یضرب للرجل یجتهد ثم یُلام، و قیل: هو اسم فرس كان یَسبِق مع الخیلِ، و هو مع ذلك یعاب. أبو عمرو: البَلْقُ فتح كُعْبة الجاریة؛ قال: و أَنشدنی فتی من الحیّ: رَكَبٌ تَمَّ و تَمَّتْ رَبَّتُهْ، كان مَخْتوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهُ و البَلَقُ: الحُمْقُ الذی لیس بمحكم بعد.

بلثق؛ ج10، ص: 26

: البَلاثِق: الماء الكثیر، و قیل: البَلاثِقُ المِیاه المُسْتَنْقِعاتُ. و عینٌ بلاثقُ: كثیرة الماء. و البَلاثِقُ: الآبار المَیِّهةُ الغزیرةُ؛ قال إمرؤ القیس: فأَوْرَدها من آخِر اللیلِ مَشْرَباً بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤهنَّ قَلِیصُ أَی كثیر. و فی التهذیب: … ماؤهن فَضِیض؛ و إنما قال خضراً لأَن الماء إذا كثر یری أخضر. و ناقة بَلْثَق: غَزِیرة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بَلاثِقٌ نعْمَ قِلاصُ المُحْتَلَبْ

بلعق؛ ج10، ص: 26

: البَلْعَقُ: ضرب من التمر، و قال أَبو حنیفة: هو من أَجودِ تمرهم؛ و أنشد: یا مُقْرِضاً قَشّاً و یُقْضَی بَلْعَقا قال: و هذا مثلٌ ضربه لمن یَصْطَنِعُ معروفاً لیجتَرَّ أَكثر منه. قال الأَصمعی: أَجودُ تمر عُمان الفَرْض و البَلْعَقُ. قال ابن الأَعرابی: البَلعق الجیّد من جمیع أَصناف التُّمور؛ قال ابن بری: شاهده قول الحارثی: لا یَحْسَبَنْ أَعْداؤنا حَرْبَنا كالزُّبْدِ، مأْكولًا به البَلْعَقُ
(2). و فی روایة أخری: … غیرُ غدّار
لسان العرب، ج‌10، ص: 27‌

بلهق؛ ج10، ص: 27

: البَلْهَقُ: الداهیةُ. و امرأَة بِلْهِقٌ: حَمْقاء كثیرة الكلام، و فیها بَلْهَقةٌ، و هی أَیضاً الحمراء الشدیدة. و بَلْهَقٌ: موضع. و البَلْهَقَةُ: البَهْلَقةُ، و ذلك مذكور فی ترجمة بهلق. قال ابن السكیت: سمعت الكلابی یقول: البُلْهُق و البِلْهِقُ، بالضم و الكسر، الكثیرة الكلام و هی التی لا صَیُّورَ لها. قال: و لقینَا فلان فبَلْهَقَ لنا فی كلامه و عِدتِه فیقول السامع لا یَغرّكم بَلْهَقَتُه فما عنده خیر. اللیث: البِلْهِقُ الضَّجُور الكثیر الصَّخَب، و تقول بِلْهِق، و الجمع بَلاهِقُ. ابن الأَعرابی: فی كلامه طَرْمَذةٌ و بَلْهَقة و لَهْوَقةٌ أَی كِبْر، قال: و فی النوادر كذلك.

بنق؛ ج10، ص: 27

: بَنَّقَ الكِتابَ: لغة فی نَبَّقه. و بَنَّق كلامَه: جمعَه و سوّاه، و منه بَنائقُ القَمیصِ أَی جمع شی‌ء «1». و قد بَنَّق كتابه إذا جوَّده و جمعَه. و البِنَقة و البَنِیقةُ: رُقْعة تكون فی الثوب كاللَّبِنةِ و نحوها، مشّتق من ذلك، و قیل: البَنِیقة لَبِنة القمیص، و الجمع بَنائقُ و بَنِیقٌ؛ قال قیس بن معاذ المجنون: یَضُمُّ إلیَّ اللیلُ أَطْفالَ حُبِّها، كما ضَمَّ أزْرارَ القَمِیصِ البَنائقُ و یروی: … أَثْناء حبها؛ و یروی: … أَبناء حبها؛ و أراد بالأَطفال الأَحزان المتولدة عن الحبّ؛ قال ابن بری: و هذا من المقلوب لأَن الأَزرار هی التی تضُم البَنائقَ، و لیست البنائقُ هی التی تضم الأَزرارَ، و كان حق إنشاده: كما ضمَّ أزرارُ القمیصِ البنائقا إلا أَنه قلبه، و فسر أبو عمرو الشیبانی البنائق هنا بالعُری التی تُدخَل فیها الأَزْرار، و المعنی علی هذا واضح بیِّن لا یُحتاج معه إلی قَلْب و لا تعسُّف إِلا أَن الجمهور علی الوجه الأَول؛ و ذكر ابن السیرافی أَنه روی بعضهم: كما ضم أَزرارُ القمیص البنائقا قال: و لیس بصحیح لأَن القصیدة مرفوعة، و أَولها: لَعَمْرُكِ إنَّ الحُبَّ، یا أُمَّ مالِكٍ، بِجسْمی، جَزانی اللهُ، مِنْكِ لَلائقُ و بعد قوله: یضم إلیَّ اللیلُ أَطْفالَ حُبها قوله: و ما ذا عسی الواشُونَ أَن یَتحدَّثُوا سِوَی أَن یقُولوا: إنَّنی لكِ عاشِقُ؟ نَعَمْ صدَقَ الواشُونَ أَنتِ حَبیبةٌ إلیَّ، و إنْ لم تَصْفُ منكِ الخَلائقُ و قال أَبو الحَجاج الأَعلم: البَنِیقة اللَّبِنة. و كل رُقْعة تزاد فی ثوب أَو دَلو لیتَّسِع، فهی بنِیقة؛ و یقوِّی هذا القول قول الأَعشی: قَوافِیَ أَمْثالًا یُوَسِّعْنَ جِلْدَه، كما زِدْتَ فی عَرْضِ الأَدِیمِ الدَّخارِصا فجعل الدِّخْرِصةَ رُقعة فی الجلد زِیدَت لیتَّسع بها؛ قال السیرافی: و الدِّخرِصةُ أَطول من اللَّبِنة، قال ابن بری: و إذا ثبت أَن بَنِیقة القمیص هی جُرُبَّانُه فُهِم معناه، لأَن جُرُبّانه معروف، و هو طَوْقُه الذی فیه الأَزْرارُ مَخِیطةً، فإذا أُرید ضمّه أُدخلت أَزراره فی العُری فضَمَّ الصدْر إلی النَّحر، و علی ذلك فسر بیت قیس بن معاذ المتقدّم؛ قال: و یبین صحة
(1). كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 28
ذلك ما أَنشده القالی فی نوادره و هو: له خَفَقانٌ یَرْفَعُ الجَیْبَ و الحَشَی، یُقَطِّعُ أَزْرارَ الجِرِبّانِ ثائرُهْ هكذا أَنشده، بكسر الجیم و الراء، و زعم أَنه وجده كذا بخط إِسحق بن إِبراهیم المَوْصلیّ، و كان الفراء و من تابعه یضم الجیم و الراء؛ و مثل هذا بیت ابن الدُّمَیْنة: رَمَتْنی بطَرفٍ، لو كَمِیًّا رَمَتْ به، لَبُلَّ نَجیعاً نَحْرُه و بَنائقُه لأَن البَنِیقة طَوْقُ الثوب الذی یَضُم النحر و ما حولَه، و هو الجُرُبّان؛ قال: و یحتمل أَن یرید العُری علی تفسیر الشیبانی، قال: و مما یدلُّك علی أَن البَنیقة هی الجُرُبَّان قول جریر: إذا قِیلَ هذا البَیْنُ، راجعْتُ عَبْرةً لها بِجُرُبّانِ البَنیقةِ واكِفُ و إِنما أَضاف الجربان إلی البنیقة و إِن كان إیاها فی المعنی لیُعلم أنهما بمعنی واحد، و هذا من باب إضافة العامّ إلی الخاصّ، كقولهم عِرْقُ النَّسا، و إن كان العرق هو النسا من جهة أَنّ النسا خاصّ و العِرق عامّ لا یخصُّ النسا من غیره، و مثل ذلك حبْل الوَرِید و حبّ الحَصِید و ثابتُ قُطْنةَ لأَن قُطنة لقبه، و كان یجعل فی أنفه قطنة فیصیر أَعرف من ثابت، و لما كان الجربان عامّاً ینطلق علی البنیقة و علی غِلاف السیف و أُرید به البنیقة أضافَه إلی البنیقة لیُخصِّصة بذلك؛ قال: و مثل بیت جریر قول ابن الرِّقاع: كأَنَّ زُرُورَ القُبْطُرِیَّةِ عُلِّقَتْ بَنادِكُها منه بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ و البَنادِكُ: البنائق، و یروی هذا البیت أَیضاً لمِلْحة الجَرْمِی، و یروی: … عُلِّقَت بنائقها …، و قیل: هی هنا عُراها فیكون حجة لأَبی عَمرو الشَّیبانی. قال أبو العباس الأَحول: و البنیقة الدِّخْرِصة؛ و علیه فسر بیت ذی الرمة یَهْجو رَهْط إمرئِ القیس بن زید مَناةَ: علی كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكِیٍّ و یافِعٍ، من اللُّؤْمِ، سِرْبالٌ جَدیدُ البنائِقِ فقال: البنائقُ الدَّخارِصُ، و إِنما خص البنائق بالجِدَّة لیعلم بذلك أنَّ اللؤْم فیهم ظاهر بیِّن كما قال طرَفة: تلاقی، و أَحیاناً تَبِینُ كأَنها بَنائقُ غرٌّ فی قَمِیصٍ مُقَدَّدِ و قول الشاعر: قد أَغْتَدِی و الصُّبْحُ ذو بَنِیقِ جعل له بَنِیقاً علی التشبیه ببَنیقةِ القَمیص لبیاضها؛ و أَنشد ابن بری هذا الرجز: و الصبحُ ذو بَنائق و قال: شبه بیاض الصبح ببیاض البنیقة؛ قال: و مثله قول نُصَیْب: سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادِی، و تَحْتَه قَمِیصٌ من القُوهِیِّ، بِیضٌ بنَائقُهْ و أَراد بقوله سودتُ أَنه عَوِرَتْ عینُه؛ و استعار لها تحت السواد من عینه قمیصا بِیضاً بنائقُه كما استعار الفرزذق للثلج مُلاء بیض البَنائق فقال یصف ناقته: تَظَلُّ بعیْنَیْها إلی الجَبَلِ الذی علیه مُلاء الثَّلْجِ، بِیضُ البَنائِق
لسان العرب، ج‌10، ص: 29
و قال ثعلب: بَنائقُ و بِنَقٌ، و زعم أنَّ بِنَقاً جمع الجمع، و هذا ما لا یُعقل؛ و قال اللیث فی قوله: قد أغْتدِی و الصبحُ ذو بَنیقِ قال: شبه بیاض الصبح ببیاض البنیقة؛ و قال ذو الرمة: إذا اعْتفاها صَحْصَحانٌ مَهْیَعُ مُبَنَّقٌ بآلِه مُقَنَّعُ قال الأَصمعی: قوله مُبنَّق یقول السَّرابُ فی نواحِیه مُقَنِّعٌ قد غَطَّی كل شی‌ء منه. قال ابن بری: اعلم أَن البنیقة قد اختلف فی تفسیرها فقیل: هی لَبِنة القمیص، و قیل جُرُبَّانه، و قیل دِخْرِصَتُه، فعلی هذا تكون البنیقة و الدخرصة و الجربان بمعنی واحد، و سمیت بنیقة لجمعها و تحسینها. ابن سیدة: أَرض مَبْنُوقةٌ موصولة بأُخری كما تُوصَل بنیقة القمیص؛ قال ذو الرمة: و مُغْبَرّة الأَفْیافِ مَحْلُولة الحَصَی، دَیامِیمُها مَبْنُوقةٌ بالصّفاصِفِ هكذا رواه أَبو عمرو، و روی غیره موصولة. و البَنِیقةُ: الزَّمَعة من العِنب إِذا عظمت. و البَنِیقة: السَّطْر من النخل. ابن الأَعرابی: أَبْنَق و بَنَّق و نَبَّق و أنْبَقَ كله إذا غَرَسَ شِراكاً واحداً من الوَدِیّ فیقال نخل مُبَنَّقٌ و منَبَّقٌ. و فی النوادر: بَنَّق فلان كِذْبةً حَرْشاء و بَوَّقها و بَلَّقها إذا صنَعَها و زوَّقَها. و بَنَّقْته بالسوط و بَلَّقْته و قَوَّبْتُه و جَوَّبْتُه و فتَّقْته و فلَّقْتُه إذا قطَّعْته. و بَنیقةُ الفرس: الشعر المختلف فی وسط مِرْفَقِه، و قیل: فی وسط مِرْفَقه مما یَلی الشاكِلةَ. و البَنیقتانِ: دائرتانِ فی نَحْر الفرس. و البنیقتانِ: عُودان فی طَرَفَی المِضْمَدةِ.

بندق؛ ج10، ص: 29

: البُنْدُق: الجِلَّوْزُ، واحدته بُنْدُقةٌ، و قیل: البُندق حمل شجر كالجلَّوْز. و بُنْدُقةُ: بَطن، قیل أَبو قبیلة من الیمن، و هو بُنْدُقةُ بن مَظَّةَ بن سَعد العَشیرة، و منه قولهم: حِدَأ حِدَأ وراءكِ بُنْدقةُ، و قد مضی ذكره. و البُنْدُقُ: الذی یرمی به، و الواحدة بُنْدُقة و الجمع البنَادِقُ.

بهق؛ ج10، ص: 29

: البَهَقُ: بیاض دون البرص؛ قال رؤبة: فیه خُطوطٌ من سَوادٍ و بَلَقْ، كأَنها فی الجِسْمِ تَوْلیعُ البَهَق «1». البَهَقُ: بیاض یعتری الجسد بخلاف لونه لیس من البَرَص. و بَیْهَق: موضع.

بهلق؛ ج10، ص: 29

: البِهْلِقُ: الزَّرِیُّ الخُلُقِ. و البُهْلُقُ و البِهْلِقُ: الكثیرةُ الكلام التی لیس لها صَیُّورٌ. و البِهْلِقُ، بكسر الباء و اللام: المرأَة الحمراء الشدیدة الحُمْرة، و قیل: هی المرأَة الضَّجُور الشدیدة الحُمْرة. و البِهْلِقُ: الصَّخِبُ. و البَهْلَقُ: الداهیةُ؛ قال رؤبة: حتی تَرَی الأَعْداءُ منِّی بَهْلَقا، أَنكرَ مما عِندهم و أقْلَقا أَی داهِیةً. و البَهْلَقَة: شِبْه الطَّرْمذةِ، و قد بَهْلَق. و قال ابن الأَعرابی: هی البَلْهقة، بتقدیم اللام، فردّ ذلك ثعلب و قال: إِنما هی البَهْلقة، بتقدیم الهاء علی اللام، كما ذكرناه، و قد تقدم.
(1). قوله [فیه خطوط] الذی فی مادة ولع: فیها
لسان العرب، ج‌10، ص: 30
و البَهَالِقُ: الأَباطیلُ. أَبو عمرو: جاءَ بالبَهالِق و هی الأَباطِیلُ؛ و أَنشد: آقَ علینا و هو شَرُّ آیِقِ، و جاءنا من بعْدُ بالبَهالِقِ غیره: یُوَلْوِلُ من جَوْبِهِنَّ الدلیلُ، باللَّیْلِ، ولْولةَ البَهْلَقِ و یقال: جاء بالكلمة بَهْلَقاً و بِهلِقاً أَی مُواجهةً لا یستتر بها، و البَهالِقُ: الدواهی؛ قال الشاعر: تأْتی إلی البَهالِق

بوق؛ ج10، ص: 30

: البائقةُ: الداهِیةُ. و داهیةٌ بَؤُوق: شدیدة. باقَتْهم الداهِیةُ تَبُوقُهم بَوْقاً، بالفتح، و بُؤوقاً: أصابتهم، و كذلك باقَتهم، بَؤوقٌ علی فَعُول. و‌فی الحدیث: لیس بمؤْمِن من لا یأْمَنُ جارُه بوائقَه، و‌فی روایة: لا یدخُل الجنةَ من لا یأْمَن جارُه بَوائقَه؛ قال الكسائی و غیره: بوائقُه غَوائلُه و شرُّه أو ظُلْمه و غَشَمُه. و‌فی حدیث المغیرة: یَنامُ عن الحَقائق و یَسْتَیْقِظ للبَوائقِ.و یقال للداهِیة و البَلِیّة تنزل بالقوم: أَصابتهم بائقة. و‌فی حدیث آخر: اللهم إِنیِ أَعوذ بك من بَوائقِ الدهر.قال الكسائی: باقَتْهم البائقة تَبُوقهم بَوْقاً أصابتهم، و مثله فَقَرَتْهم الفاقِرةُ، و كذلك باقَتهم بَؤوق، علی فعول؛ و أَنشد ابن بری لزُغْبةَ الباهِلیّ و كُنْیته أَبو شفیق، و قیل جَزْء بن ربَاحٍ الباهِلیّ: تَراها عند قُبَّتِنا قَصیراً، و نَبْذُلُها إذا باقَتْ بَؤُوقُ و أَول القصیدة: أَ نَوْراً سَرْعَ ما ذا یا فَرُوقُ و یقال: باقُوا علیه قتلوه، و انْباقُوا به ظلَموه. ابن الأَعرابی: باقَ إذا هجَم علی قوم بغیر إِذنهم، و باقَ إِذا كذب، و باق إِذا جاء بالشَّر و الخُصومات. ابن الأَعرابی: یقال باقَ یَبُوق بَوْقاً إذا جاءَ بالبُوقِ، و هو الكذبُ السُّماقُ؛ قال الأَزهری: و هذا یدلّ علی أنَّ الباطل یسمی بُوقاً، و البُوقُ: الباطل؛ قال حسَّان بن ثابت یَرْثی عثمان، رضی الله عنهما: یا قاتَلَ اللهُ قَوْماً كان شأْنُهُمُ قَتْلَ الإِمامِ الأَمین المُسْلمِ الفَطِنِ ما قَتَلُوه علی ذَنْب ألمَّ به، إلَّا الذی نطَقُوا بُوقاً، و لم یَكُنِ قال شمر: لم أَسمع البُوق فی الباطِل إلا هنا و لم یُعْرَف بیتُ حسَّان. و باقَ الشی‌ءُ بُوقاً: غاب، و باقَ بُوقاً: ظهر، ضدّ. و باقت السفینة بَوْقاً و بُؤُوقاً: غَرِقَت، و هو ضدّ. و البَوْقُ و البُوق و البُوقةُ: الدُّفْعة المُنكَرة من المطر، و قد انْباقَتْ. الأَصمعی: أَصابتْنا بُوقة منكرة و بُوقٌ و هی دُفعة من المطر انْبَعَجَتْ ضَرْبةً؛ قال رؤبة: من باكِر الوَسْمیِّ نَضّاحِ البُوَقْ و یقال: هی جمع بُوقةٍ مثل أَوقةٍ و أُوَقٍ، و یقال: أَصابهم بُوق من المطر، و هو كثرته. و انْباقتْ علیهم بائقةُ شرّ مثل انْباجَت أَی انفَتَقَتْ. و انباقَ علیهم الدَّهرُ أَی هجَم علیهم بالدَّاهیة كما یخرج الصوتُ من البُوق. و تقول: دَفَعْت عنك بائقةَ فلان. و البَوْقُ من كل شی‌ء: أَشدُّه. و فی المثل: مُخْرَنْبِقٌ لیَنْباقَ أَی لیَنْدَفِع فیُظهِر ما فی نفْسه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 31
و الباقةُ من البَقْل: حُزمة منه. و البُوقة: ضَرْب من الشجر دَقِیق شدید الالتواء. اللیث: البُوقةُ شجرة من دِقّ الشجر شدیدة الالتواء. و البُوقُ: الذی یُنْفَخ فیه و یُزْمَر؛ عن كراع؛ و أَنشد الأَصمعی: زَمْرَ النصارَی زَمَرَتْ فی البُوقِ و أَنشد ابن بری للعَرْجِیّ: هَوَوْا لنا زُمَراً من كل ناحِیةٍ، كأنَّما فَزِعُوا من نَفْخةِ البُوقِ و البُوقُ: شِبه مِنْقافٍ مُلْتَوِی الخَرْق یَنْفخ فیه الطّحّان فیعلو صوته فیُعلم المُراد به. قال ابن درید: لا أَدری ما صحته. و یقال للإِنسان الذی لا یكتُم السِّر: إِنما هو بُوق.

بیق؛ ج10، ص: 31

: البِیقِیَةُ: «1». حب أَكبر من الجُلْبان أَخضر یؤكل مخبوزاً و مطبوخاً و تُعْلَفُه البقَر و هو بالشام كثیر؛ حكاه أَبو حنیفة و لم یذكره الفُقهاء فی القَطانی.

فصل التاء؛ ج10، ص: 31

تأق؛ ج10، ص: 31

: التَّأَقُ: شدَّة الامْتِلاء. ابن سیدة: تَئِقَ السِّقاء یَتْأَق تَأَقاً، فهو تَئِقٌ: امْتَلأَ، و أَتْأَقَه هو إتْآقاً. و‌فی حدیث علی: أتْأَقُ الحِیاضَ بمواتِحه؛ و قال النابغة: یَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أتْأَقَها شَدُّ الرُّواةِ بماء، غیر مَشْرُوبِ ماء غیر مشروب یعنی العرَق، أَراد ینضَحن بماء غیر مشروب نضحَ المَزادِ الوُفْر. و رجل تَئِقٌ: مَلآن غَیْظاً أو حزناً أو سروراً، و قیل: هو الضیّق الخُلق، و قیل: تَئقَ إذا امتلأَ حزناً و كاد یبكی. أَبو عمرو: التَّأَقةُ شدة الغضَب و السُّرْعةُ إلی الشرّ، و المَأَقُ شدة البكاء. و مُهْر تَئِقٌ: سریعٌ. و أتأَقَ القوسَ: شدَّ نَزْعها و أَغرق فیها السهمَ. و فرس تَئِقٌ: نشِیط مُمْتلئ جَرْیاً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أَرْیَحِیّاً عَضْباً و ذا خُصَلٍ، مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً تَئِقَا أَریَحِیٌّ: منسوب إلی أرْیَحَ أرض بالیمن؛ إیّاها عنی الهُذلی بقوله: فلَوْتُ عنه سُیوفَ أَرْیَحَ، إذْ باء بكَفِّی، فلم أَكَدْ أَجِدُ و قد تَئقَ تأَقاً، و تَئق الصبیُّ و غیره تأَقاً و تأَقةً؛ عن اللحیانی، فهو تئق إذا أَخذه شبه الفُواق عند البكاء. و من كلام أُم تأَبّط شرّاً أَو غیرها: و لا أبتُّه تَئِقاً. أبو عمرو: التأَقة، بالتحریك، شدّة الغضَب و السرعةُ إلی الشر، و هو یَتْأقُ و به تأَقةٌ؛ و فی مثل للعرب: أَنتَ تَئقٌ و أَنا مَئقٌ فكیف نَتَّفِق؟ قال اللحیانی: قیل معناه أَنت ضیّق و أَنا خفیف فكیف نتفق، قال: و قال بعضهم أَنت سریع الغَضَب و أَنا سریع البكاء فكیف نتفق، و قال أَعرابی من عامر: أَنت غَضْبانُ و أَنا غضبان فكیف نتفق؟ الأَصمعی: فی هذا المثل تقول العرب أَنا تئق و أَخی مئق فكیف نتفق؛ یقول: أنا ممتلئ من الغیْظ و الحزن و أَخی سریع البكاء فلا یقع بیننا وِفاق. و قال الأَصمعی: التَّئق السریع إلی الشرّ و المئق السریع البكاء، و یقال: الممتلئ من الغضب، و قال الأَصمعی: هو الحدیدُ؛
(1). قوله [البیقیة] كذا ضبط فی الأَصل بیاء مخففة، و عبارة القاموس: البیقة، بالكسر، حب إلی آخر ما هنا. و فیه البیقیة بیاء بعد القاف مضبوطة بالتشدید قال: البیقیة، بالكسر، نبات أطول من العدس
لسان العرب، ج‌10، ص: 32
قال عدی بن زید یصف كلباً: أَصْمَعُ الكَعْبَین مَهْضُوم الحَشا، سَرْطَمُ اللَّحْیَیْن مَعَّاجٌ تَئِقْ و المِتْأَقُ أَیضاً: الحادُّ؛ قال زهیر بن مسعود الضَّبِّی یصف فرساً: ضافی السَّبِیب أسِیلُ الخَدِّ مُشْتَرِفٌ، حابی الضُّلوعِ شَدِیدٌ أَسْرُه تَئِقُ الأَصمعی: و تَئِقَ الرجل إذا امتلأَ غضَباً و غَیْظاً، و مَئِقَ إذا أخذه شِبه الفُواق عند البكاء قبل أن یبكی؛ و قال الأَصمعی فی قول رؤبة: كأنَّما عَوْلَتُها، من التَّأَقْ، عَوْلةُ ثَكلی ولْوَلَتْ بعد المأَقْ و المَأَقُ: نَشْیجُ البكاء أَیضاً، و التأَق: الامْتِلاء. و المَأَقُ: نشیج البكاء الذی كأَنه نفَس یقْلَعه من صدره. و قال أَبو الجرّاح: التَّئِق المَلآن شِبَعاً و رِیّاً، و المَئِقُ الغضبان؛ و قیل: التئق هنا الممتلئ حزناً، و قیل: النشِیط، و قیل: السّیِّ‌ء الخلق. و‌فی حدیث السِّراط: فیمُرّ الرجُل كشدّ الفرس التئِق الجَواد‌أَی الممتلئ نَشاطاً.

ترق؛ ج10، ص: 32

: التِّرَقُ: شَبِیه بالدُّرْج؛ قال الأَعشی: و مارِد من غُواةِ الجنّ، یَحْرُسها ذُو نِیقةٍ مُسْتَعِدٌّ دونها تَرَقا دونها: یعنی دون الدُّرَّة. و التَّرْقُوَتانِ: العظمان المُشْرِفان بین ثُغْرة النحْر و العاتِق تكون للناس و غیرهم؛ أَنشد ثعلب فی صفة قطاة: قَرَتْ نُطْفةً بین التَّراقی، كأنَّها لدَی سَفَط بین الجَوانِح مُقْفَلِ و هی التَّرْقُوَةُ، فَعْلُوَةٌ، و لا تقل تُرقوة، بالضم، و قیل: هی عظم وصل بین ثُغرة النحر و العاتق من الجانبین، و جمعها التراقی؛ و قوله أَنشده یعقوب: همُ أَوْرَدُوكَ الموتَ حینَ أَتیتَهم، و جاشَتْ إلیكَ النفْسُ بین التَّرائقِ إنما أَراد بین التراقی فقَلَب. و تَرْقاهُ: أَصابَ تَرْقُوتَه، و تَرْقَیْتُه أَیضاً تَرْقاةً: أَصبْتُ تَرْقُوته. و‌فی حدیث الخوارج: یقرأُون القرآن لا یُجاوز حَناجِرهم و تَراقِیَهم؛ و المعنی أَن قراءَتهم لا یرفعها الله و لا یقبلها فكأنها لم تُجاوز حُلوقهم، و قیل: المعنی لا یعملون بالقرآن و لا یثابون علی قراءته و لا یحصل لهم غیر القراءة. و التِّریاق، بكسر التاء: معروف، فارسی معرّب، هو دَواء السُّموم لغة فی الدِّرْیاق، و العرب تسمی الخمر تِریاقاً و تِرْیاقة لأَنها تذهَب بالهَمّ؛ و منه قول الأَعشی، و قیل البیت لابن مُقبل: سَقَتْنی بصَهْباءَ تِرْیاقةٍ، متی ما تُلَیِّنْ عِظامی تَلِنْ و‌فی الحدیث: إنَّ فی عَجْوةِ العالیةِ تِرْیاقاً؛ التریاقُ: ما یُستعمل لدَفع السَّمّ من الأَدْویة و المَعاجِین، و یقال دِرْیاق، بالدال أَیضاً. و‌فی حدیث ابن عُمر: ما أُبالی ما أَتیتُ إن شربت تریاقاً؛ إنما كرهه من أَجل ما یقَع فیه من لُحوم الأَفاعی و الخَمْر و هی حرام نَجِسة، قال: و التریاق أَنواع فإذا لم یكن فیه شی‌ء من ذلك فلا بأْس به، و قیل: الحدیث مطلق فالأَولی اجتنابه كلُّه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 33‌

ترنق؛ ج10، ص: 33

: التَّرْنُوق: الماء الباقی فی مَسِیل الماء. شمر: التُّرْنُوق الطین الذی یرسُب فی مسایل المیاه. قال أَبو عبید: تُرنوق المسیل، بضم التاء، و هما لغتان.

تقق؛ ج10، ص: 33

: التَّقْتَقةُ: الهُویُّ من فَوقُ إلی أسفل علی غیر طریق، و قد تَتَقْتَقَ. و تَتَقْتَقَ من الجبل و فی الجبل: انْحدر؛ هذه عن اللحیانی. و التَّقْتَقةُ: سُرعة السیر و شدّته. الفراء: الذَّوْحُ سَیْر عنیف؛ و كذلك الطَّمْلُ و التَّقْتَقةُ. ابن الأَعرابی: التقْتَقةُ الحركة. ابن الأَعرابی: تَقْتَقَ هبَط و تتَقْتَقت عینه غارَت؛ عن أَبی عبیدة، و الصحیح نَقْنَقَت، بالنون، و أُنْكِر علی أَبی عبیدة ذلك؛ كذا ذكر ابن الأَعرابی و أَنشد: خُوصٌ ذواتُ أَعْین نَقانِقِ، جُبْتُ بها مَجْهولةَ السَّمالِقِ

توق؛ ج10، ص: 33

: التَّوْقُ: تُؤُوق النفس إلی الشی‌ء و هو نِزاعها إلیه. تاقَت نفْسی إلی الشی‌ء تَتُوق توْقاً و تُؤوقاً: نزَعَت و اشتاقت، و تاقَت الشی‌ءَ كتاقت إلیه؛ قال رؤبة: فالحمدُ لِله علی ما وفَّقا مَرْوانَ، إذْ تاقُوا الأُمورَ التُّوَّقا و المُتَوَّقُ: المُتَشَهَّی. و‌فی حدیث علیّ: ما لك تَتَوَّقُ فی قُریش و تَدعُنا؟ تَتَوَّقُ، تفعَّل من التَّوْقِ: و هو الشَّوقُ إلی الشی‌ء و النُّزوعُ إلیه، و الأَصل تَتَتوّق بثلاث تاءات فحذف تاء الأَصل تخفیفاً، أراد لِمَ تتزوّجُ فی قریش غیرنا و تدعُنا یعنی بنی هاشم، و یروی تَنَوَّقُ، بالنون، من التنوُّقِ فی الشی‌ء إذا عُمل علی استحسان و إعجاب به. یقال: تنوَّق و تأَنَّق. و‌فی الحدیث الآخر: ما لك تَتَوَّقُ فی قریش و تدعُ سائرهم.و المُتَوَّقُ: الكلام الباطل. و نفْس توَّاقةٌ: مُشْتاقةٌ؛ و أَنشد الأَصمعی: جاء الشِّتاء و قَمیصی أَخْلاقْ شَراذِمٌ یَضْحَكُ منی التَّوّاقْ قیل: التَّوّاق اسم ابنه، و یروی … النَّوَّاق بالنون. و یقال فی المثل: المرْء تَوَّاقٌ إلی ما لم ینَل. و قیل: التوّاق الذی تَتُوق نفْسُه إلی كل دَناءة. ابن الأَعرابی: التَّوَقةُ الخُسَّفُ جمع خاسِفٍ و هو الناقِهُ، و التَّوْقُ نفْس النزْع، و التُّوقُ العَوَج فی العصا و نحوها. و تاقَ الرجلُ یتُوق: جاد بنفْسه عند الموت. و‌فی حدیث عبید الله بن عمر، رضی الله عنهما: كانت ناقةُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مُتوّقةً؛ كذا رواه بالتاء، فقیل له: ما المتوّقة؟ فقال: مثل قولك فرس تَئِقٌ أَی جواد؛ قال الحربی: و تفسیره أَعْجبُ من تَصحِیفه، و إِنما هی مُنَوَّقة، بالنون، هی التی قد رِیضَت و أُدِّبَت.

فصل الثاء؛ ج10، ص: 33

ثبق؛ ج10، ص: 33

: ابن بری: ثَبَقَت العینُ تَثْبِقُ أَسرَع دمعُها. و ثَبَق النهرُ: أَسرع جَرْیُه و كثُر ماؤه؛ قال الراجز: ما بالُ عَیْنِك عاوَدَت تَعْشاقَها؟ عینٌ تَثَبَّقَ دَمْعُها تَثْباقَها

ثدق؛ ج10، ص: 33

: ثدَق المطرُ: خرج من السحاب خُروجاً سریعاً و جَدَّ نحو الوَدْق. و سحاب ثادق و وادٍ ثادق أَی سائل. ابن الأَعرابی: الثَّدْق و الثادِق النَّدی الظاهر. یقال: تباعَد من الثادق. قال ابن درید: سألت الرِّیاشی و أبا حاتم عن اشتقاق ثادق فقالا: لا نعرفه،
لسان العرب، ج‌10، ص: 34
فسأَلت أَبا عثمان الاشتانذانی فقال: ثدَقَ المطر من السحاب إِذا خرج خروجاً سریعاً. و ثادقٌ: اسم فرس حاجب بن حَبیب الأَسدی؛ و قول حاجب: و باتَتْ تَلُومُ علی ثادِقٍ لیُشْری، فقد جَدَّ عِصْیانُها أَلا إنَّ نَجْواكِ فی ثادِقٍ سواء علیَّ و إعلانُها و قلتُ: أَ لم تَعْلَمی أَنه كرِیمُ المَكَبّةِ مِبدانُها؟ فهو اسم فرس. و قوله عِصیانُها أَی عِصیانی لها، و صواب إِنشاده: باتت تلوم علی ثادق بغیر واو؛ و قال ابن الكلبی: ثادق فرس كان لمُنْقِذ بن طَریف بن عمرو بن قُعَین بن الحرث بن ثَعلبةَ و أَنشد له هذا الشعر، قال: و الصحیح أَنه لحاجب و هو أَیضاً موضع؛ قال زهیر: فَوادِی البَدِیِّ فالطَّوِیّ فثادِق، فوادِی القَنانِ جِزْعُه فأَثاكِلُهْ و قد ذكره لبید فقال: فأَجمادَ ذِی رَقْدٍ فأَكْنافَ ثادِقٍ، فصارةَ تُوفی فوقَها فالأَعابِلا

ثفرق؛ ج10، ص: 34

: الأَصمعی: الثُّفْرُوق قِمَع البُسْرة و التمرة؛ و أَنشد أَبو عبید: قُراد كثُفْرُوقِ النَّواة ضَئیل و قال العَدَبّس: الثفروق هو ما یلزق به القِمع من التمرة. و قال الكسائی: الثَّفارِیقُ أَقماع البُسر. و الثُّفروق: عِلاقة ما بین النواة و القمع. و‌روی عن مجاهد أَنه قال فی قوله تعالی: وَ آتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصٰادِهِ، قال: یُلْقی لهم من الثَّفاریق و التمر.ابن شمیل: العُنقود إِذا أُكل ما علیه فهو ثُفروق و عُمْشُوش؛ و أَراد مجاهد بالثفاریق العناقید یُخْرط ما علیها فتبقی علیها التمرة و التمرتان و الثلاث یُخْطِئها المِخْلب فتُلقی للمساكین. اللیث: الثُّفْرُوق غِلاف ما بین النَّواة و القِمَع. و‌فی حدیث مجاهد: إذا حضر المساكینُ عند الجَداد أُلقی لهم من الثَّفاریق و التمر؛ الأَصل فی الثفاریق الأَقْماع التی تَلْزَق بالبُسر، واحدتها ثُفروق و لم یردها هاهنا، و إِنما كنی بها عن شی‌ء من البُسر یُعْطَوْنه؛ قال القتیبی: كأن الثُّفروق علی معنی هذا الحدیث شُعبة من شمراخ العِذْق. ابن سیدة: الذُّفْروق لغة فی الثُّفْروق.

ثقق؛ ج10، ص: 34

: الثقْثَقةُ: الإِسْراع، و قد حكیت بتاءین، و قد تقدّمت.

فصل الجیم؛ ج10، ص: 34

اشارة

ج ق: قال الجوهری: الجیم و القاف لا یجتمعان فی كلمة واحدة من كلام العرب إلا معرباً أَو حكایة صوت مثل كلمات ذكرها هو فی موضع واحد، و نفرّقها نحن هنا بتراجم فی أَماكنها و نشرح فیها ما ذكره هو و غیره؛ و قال ابن بری: قال أَبو منصور الجوالیقی فی المعرب: لم تجتمع الجیم و القاف فی كلمة عربیة إِلا بفاصل نحو جَلَوْبَق و جَرَنْدَق، و قال اللیث: القاف و الجیم جاءتا فی حروف كثیرة أَكثرها معرّب، قال و أُهملا مع الشین و الصاد و الضاد و استعملا مع السین فی الجَوْسَقِ خاصّة، و هو دخیل معرّب
لسان العرب، ج‌10، ص: 35

جبلق؛ ج10، ص: 35

: التهذیب: جابَلَقُ «2». و جابَلَصُ مدینتان إحداهما بالمشرِق و الأُخری بالمغرب لیس وراءهما إنسی؛ روی عن الحسن بن علی، رضی الله عنهما، أَنه ذكر حدیثاً ذكر فیه هاتین المدینتین.

جبنثق؛ ج10، ص: 35

: التهذیب فی الرباعی بخط أَبی هاشم فی هذا البیت: الجَبْنَثْقةُ مرأَة السوء، و قال: بَنی جَبْنَثْقةٍ ولدتْ لئاماً، علیّ بلُؤْمِكُم تَتَوَثَّبُونا قال: و الكلمة خماسیة، قال: و ما أَراها عربیة.

جرق؛ ج10، ص: 35

: ابن الأَعرابی: الجَوْرَقُ الظَّلیم؛ قال أَبو العباس: و من قاله جَوْرف، بالفاء، فقد صحّف. و فی نوادر الأَعراب: رجل هَزِیلٌ جُراقة غَلْق، قال: و الجُراقة و الغَلْق الخَلَق، و فی موضع آخر: رجل جُلاقة و جُراقة و ما علیه جُلاقةُ لحم.

جردق؛ ج10، ص: 35

: الجَرْدَقةُ: معروفة الرَّغیف، فارسیة معربة؛ قال أَبو النجم: كان بعِیراً بالرَّغِیفِ الجَرْدَق و جَرَنْدق: اسم. و الجَرْذَقُ، بالذال المعجمة: لغة فی الجَرْدق، كلاهما معرب، و یقال للرغیف جردق، و هذه الحروف كلها معربة لا أُصول لها فی كلام العرب؛ ذكره الأَزهری.

جرذق؛ ج10، ص: 35

: الجَرْذَق، بالذال المعجمة، لغة فی الجردق؛ زعم ابن الأَعرابی أَنه سمعها من رجل فصیح.

جرمق؛ ج10، ص: 35

: الجُرْمُوق: خُفّ صغیر، و قیل خف صغیر یُلبس فوق الخف. و جَرامِقةُ الشام: أَنباطها، واحدهم جُرْمُقانیٌّ؛ و منه قول الأَصمعی فی الكُمیت: هو جُرْمُقانِیٌّ. التهذیب: الجَرامِقةُ جیل من الناس. الجوهری: الجرامقة قوم بالمَوْصِل أَصلهم من العجم. أَبو تراب: قال شجاع الجِرْماقُ و الجِلْماقُ ما عُصِبَ به القَوسُ من العَقَب، و هو من الحروف المعرّبة و لا أَصل لها فی كلام العرب.

جرندق؛ ج10، ص: 35

: جَرَنْدَقٌ هو اسم.

جزق؛ ج10، ص: 35

: استُعمل الجَوْزَقُ و هو معرب.

جسق؛ ج10، ص: 35

: الجَوْسَقُ: الحِصْن، و قیل: هو شبیه بالحصن، معرب و أَصله كُوشك بالفارسیة. و الجَوْسَق: القصر أَیضاً؛ قال ابن بری: شاهد الجوسق الحصن قول النعمان من بنی عدِیّ: لعلَّ أَمیرَ المؤمِنین یَسُوءُه تَنادُمُنا فی الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ

جعثق؛ ج10، ص: 35

: جَعْثَق: اسم، و لیس بثبت.

جعفق؛ ج10، ص: 35

: جَعْفَقَ القومُ: رَكِبُوا و تَهَیَّأُوا.

جعفلق؛ ج10، ص: 35

: الأَزهری: قال أَبو عمرو الجَعْفَلِیقُ العظیمة من النساء؛ قال أَبو حَبِیبة الشیبانی: قامَ إلی عَذْراء جَعْفَلِیقِ، قد زُیِّنَتْ بكَعْثَبٍ مَحْلُوقِ یَمْشِی بمثلِ النخلةِ السَّحُوقِ، مُعَجَّرٍ مُبَجَّرٍ مَعْرُوقِ هامَتُه كصخْرةٍ فی نِیقِ، فشَقَّ منها أَضْیَقَ المَضِیقِ طَرَّقَه للعمل المَوْمُوقِ، یا حَبَّذا ذلك من طَرِیقِ
(2). قوله [جابلق] ضبطت اللام فی القاموس بالفتح. و قال فی معجم یاقوت بسكون اللام و أما جابلص فحكی فی القاموس فی اللام السكون و الفتح
لسان العرب، ج‌10، ص: 36

جقق؛ ج10، ص: 36

: الجقّةُ: الناقة الهَرِمة؛ عن ابن الأَعرابی.

جلق؛ ج10، ص: 36

: جِلَّق و جِلِّق: موضع؛ یصرف و لا یصرف؛ قال المتلمس: بجِلّق تَسْطُو بامرئٍ ما تَلَعْثَما أَی ما نَكَص؛ و قال النابغة: لئنْ كان للقَبْرَیْنِ قَبْرٍ بجِلّقٍ، و قبْرٍ بصَیْداء الذی عند حارِب التهذیب: جلق، بالتشدید و كسر الجیم، موضع بالشام معروف؛ قال ابن بری: جلق اسم دِمَشق؛ قال حسان بن ثابت: للهِ دَرُّ عِصابةٍ نادَمْتُهمْ، یوماً، بجلقَ فی الزمانِ الأَوّلِ و الجُوالِقُ و الجُوالَق، بكسر اللام و فتحها؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی: وعاء من الأَوعیة معروف معرّب؛ و قوله أنشده ثعلب: أُحِبُّ ماوِیَّةَ حُبًّا صادِقا، حُبَّ أَبی الجُوالِقِ الجُوالِقا أَی هو شدید الحب لما فی جوالقه من الطعام؛ قال سیبویه: و الجمع جَوالِق، بفتح الجیم، و جَوالِیق، و لم یقولوا جَوالِقات، استغنوا عنه بجَوالِیق، و رب شی‌ء هكذا و بعكسه؛ قال الراجز: یا حَبَّذا ما فی الجَوالِیقِ السُّودْ من خَشْكِنانٍ و سَوِیقٍ مَقْنُودْ و ربما جوّز الجوالِقات غیر سیبویه؛ قال ابن بری: قال سیبویه قد جمعت العرب أَسماء مذكرة بالأَلف و التاء لامتناع تكسیرها نحو سِجِلّ و إسْطبْل و حَمّام فقالوا سِجِلَّات و حمّامات و إسْطَبْلات، و لم یقولوا فی جمع جُوالِق جُوالِقات لأَنهم قد كسَّروه فقالوا جَوالِیق. و‌فی حدیث عمر: قال للبید قاتل أَخیه زید یوم الیمامة بعد أَن أَسلم: أَنت قاتل أَخی یا جوالِق؟ قال: نعم یا أَمیر المؤمنین؛ الجوالِق، بكسر اللام: هو اللَّبِیدُ و به سمی الرجل لَبِیداً؛ و قوله أَنشده ثعلب: و نازِلةٍ بالحَیِّ، یوماً، قَرَیْتُها جَوالِیقَ أَصْفاراً و ناراً تحرّق قال: یعنی بقوله أَصفاراً جَراداً خالیة الأَجواف من البَیْض و الطعام. و جَوْلَق: اسم؛ قال الراوی: و أَنا أَظنه جَلَوْبَقاً. ابن الأَعرابی: جَلقَ رأْسَه و جَلَطَه إذا حَلَقَه. التهذیب: رجل جُلاقةٌ و جُراقةٌ، و ما علیه جُلاقة لحم، قال: و یقال للمَنْجَنِیق المنْجَلِیقُ.

جلبق؛ ج10، ص: 36

: جَلَوْبَق: اسم، و كذلك الجَلَوْفَق، قال: هو اسم رجل من بنی سعد؛ و فیه یقول الفرزذق: رأَیتُ رِجالًا یَنْفَحُ المِسْكُ مِنهمُ، و رِیحُ الخُرُوءِ من ثِیابِ الجَلَوْبَقِ

جلفق؛ ج10، ص: 36

: أَتان جَلَنْفَقٌ: سَمِینة. و جَلَوْبَق: اسم، و كذلك الجَلَوْفَقُ.

جلمق؛ ج10، ص: 36

: الأَزهری فی الرباعی: قال أَبو تراب قال شجاع: الجِرْماقُ و الجِلْماقُ ما عُصِب به القَوْس من العَقَبِ.

جلنبلق؛ ج10، ص: 36

: الصحاح: حكایة صوت باب ضَخْم فی حال فتحه و إِصْفاقِه، جَلَنْ علی حدة، و بَلَقْ علی حدة؛ أَنشد المازنی: فتَفْتَحُه طَوْراً، و طَوْراً تُجِیفُه، فتسمَعُ فی الحالَینِ منه جَلَنْبَلَقْ
لسان العرب، ج‌10، ص: 37

جلهق؛ ج10، ص: 37

: الجُلاهِقُ: البُنْدُقُ، و منه قوس الجُلاهِقِ، و أَصله بالفارسیة جُلَهْ، و هی كُبّة غزل، و الكثیر جُلَها، و بها سمی الحائك. النضر: الجُلاهِقُ الطینُ المُدَوَّر المُدَمْلَقُ، و جُلاهِقة واحدة و جُلاهِقَتانِ. و یقال: جَهْلَقْتُ جُلاهِقاً، قدَّم الهاء و أَخّر اللام.

جنق؛ ج10، ص: 37

: الجُنُق، بضم الجیم و النون: حجارة المَنْجَنِیق. و قال ابن الأَعرابی: الجُنُقُ أَصحاب تدبیر المَنْجَنِیق. یقال: جَنَقُوا یَجْنِقُون جَنْقاً. حكی الفارسی عن أَبی زید: جَنَّقُونا بالمَنْجَنِیق تَجْنِیقاً أَی رَمَوْنا بأَحجارها. و یقال: مَجْنَقَ المنجنیقَ و جَنَّق. و قیل لأَعرابی: كیف كانت حُروبكم؟ قال: كانت بیننا حُروب عُون، تُفْقأُ فیها العیون، فتارة نُجْنَق، و أُخری نُرْشَق.

جنبق؛ ج10، ص: 37

: امرأَة جُنْبُقة: نعت مكروه.

جنفلق؛ ج10، ص: 37

: الجَنْفَلِیقُ: الضخمة من النساء و هی العظیمة، و كذلك الشَّفْشَلِیقُ، خماسی.

جهلق؛ ج10، ص: 37

: الأَزهری فی ترجمة جلهق: الجُلاهِقُ الطین المُدَوَّر المُدَمْلَق. و یقال: جَهْلَقت جُلاهِقاً، قدَّم الهاء و أَخّر اللام.

جوق؛ ج10، ص: 37

: الجَوْقُ «3». كل خَلِیطٍ من الرِّعاء أَمرهم واحد. و قال اللیث: الجَوْقُ كل قطیعٍ من الرُّعاةِ أَمرهم واحد. الجوهری: الجوق القَطیعُ من الرِّعاء، و الجوْقُ أَیضاً: الجماعة من الناس؛ قال ابن سیدة: و أَحسَبه دخِیلًا. و الأَجْوَقُ: الغلیظ العُنق. الجوهری: الجَوَقُ مَیَلٌ فی الوجه. ابن الأَعرابی: یقال فی وجهه شَدَفٌ و جَوَقٌ أَی مَیَلٌ، و قد جَوِقَ یَجْوَقُ، فهو أَجْوَقُ و جَوِقٌ. و یقال: عدوٌّ أَجْوَقُ الفكِّ أَی مائلُ الشقِّ، و جمعه جُوقةٌ.

فصل الحاء؛ ج10، ص: 37

حبق؛ ج10، ص: 37

: الحَبْقُ و الحَبِقُ، بكسر الباء، و الحُباقُ: الضُّراطُ؛ قال خِداشُ بن زهیر العامریّ: لهم حَبِقٌ، و السَّوْدُ بینی و بینهم، یَدِیَّ لكم و العادِیاتِ المُحَصَّبا «4». قال ابن بری: السَّوْدُ اسم موضع؛ و یَدِیٌّ: جمع یَدٍ مثل قوله: فإنَّ له عِندی یَدِیّاً و أَنْعُما و أَضافها إلی نفسه، و رواه أَبو سهل الهروی: یَدِیّ لكم، و قال: یقال یدیّ لك أَن یكون كذا كما تقول علَیَّ لك أَن یكون كذا؛ و رواه الجرمی: یَدِی لكم …، ساكنة الیاء، و العادیاتِ مخفوض بواو القسم و أَكثر ما یستعمل فی الإِبل و الغنم. و قال اللیث: الحَبِقُ ضُراطُ المَعز، تقول: حبَقَت تَحْبِقُ حَبْقاً، و قد یستعمل فی الناس: حبَق یحبِق حبْقاً و حَبِقاً و حُباقاً، لفظ الاسم و لفظ المصدر فیه سواء، و أَفعال الضَّرِطِ تجی‌ءُ كثیراً متعدیة بحرف كقولهم عفَق بها و حَطَأَ بها و نفَخ بها إذا ضَرطَ. و‌فی حدیث المُنْكَر الذی كانوا یأْتُونه فی نادِیهم قال: كانوا یَحْبِقُون فیه؛ الحَبِق، بكسر الباء: الضُّراط. و یقال للأَمة: یا حَباقِ كما یقال یا دَفارِ. الأَزهری: الحبَقُ دَواءٌ من أَدْوِیةِ الصَّیادِلة، و الحَبَقُ الفُوذَنْج. و قال أَبو حنیفة: الحَبَقُ نبات
(3). قوله [الجوق] كذا بالأصل. و الذی فی نسخ الجوهری بأیدینا: الجوقة الجماعة من الناس (4). قوله [و العادیات] فی مادة سود و الزائرات و فیها ضبط حبق بفتح الباء و الصواب كسرها
لسان العرب، ج‌10، ص: 38
طیب الریح مُرَبَّعُ السوق و ورقه نحو ورق الخِلافِ منه سُهْلِیّ و منه جَبَلی و لیس بمَرْعًی. ابن خالویه: الحبقُ الباذَرُوجُ، و جمعه حِباقٌ؛ و أَنشد: فأَتَوْنا بدَرْمَقٍ و حِباقٍ، و شِواء مُرَعْبَلٍ و صِنابِ قال ابن سیدة: و الحَباقَی الحَنْدَقُوقَی لغة حِیرِیّةٌ؛ أنشد الأَصمعی لبعض البغدادیین: لیت شِعْری، متی تَخُبُّ بی الناقةُ، بین العُذَیْبِ فالصِّنَّیْنِ مُحْقباً زُكْرةً و خُبْزاً رقاقاً، و حَباقی و قِطْعةً من نُونِ و ما فی النِّحْیِ حَبَقةٌ أَی لطْخُ وضَرٍ؛ عن كراع، كقولك ما فی النحی عَبَقة. و عِذْقُ الحُبَیْق: ضرْب من الدَّقَل رَدی‌ء، و هو مصغّر، هو نوع من التمر ردی‌ء منسوب إلی ابن حُبَیْق، و هو تمر أَغبر صغیر مع طول فیه. یقال: حُبَیْقٌ و نُبَیْقٌ و ذوات العُنیق لأَنواع من التمر، و النبیق أَغبر مدوَّر، و ذوات العُنیق لها أَعناق مع طول و غُبرة، و ربما اجتمع ذلك كله فی عِذْق واحد. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن لَوْنَین من التمر: الجُعْرُورِ و لون الحُبَیْق، یعنی أَن تؤْخذ فی الصدقة. أَبو عبیدة: هو یمشی الدِّفِقَّی و الحِبِقَّی و هی دون الدفقَّی. ابن خالویه: الحُبَیْبِیق الأَحمق، و الحُباق لقب بطن من بنی تمیم؛ قال: یُنادِی الحُباقَ و خَمّانَها، و قد شیَّطُوا رأْسَه فالتَهَبْ

حبطقطق؛ ج10، ص: 38

: هذا مذكور فی السداسی، و قال: حَبَطِقْطِقْ حكایة صوت قوائم الخیل إذا جرت؛ و أَنشد المازنی: جرَتِ الخیلُ فقالتْ: حَبَطِقْطِقْ حَبَطِقْطق

حبقنق؛ ج10، ص: 38

: حُبَقْنِیقٌ: سی‌ءُ الخلُق.

حبلق؛ ج10، ص: 38

: الحَبَلَّق: الصغیر القَصیر؛ قال الشاعر: یُحابی بنا فی الحَقِّ كل حَبَلَّقٍ، لنا البَول عن عِرْنِینِه یتفرَّقُ و الحَبَلَّقُ: غنم صغار لا تكْبُر؛ قال الأَخطل: و اذْكُرْ غُدانةَ عِدّاناً مُزَنَّمةً من الحَبَلَّقِ، یُبْنی حَوْلَها الصِّیَرُ قال ابن بری فی ترجمة حبق: غُدانةُ بن یَرْبُوع بن حَنْظَلةَ، و عِدّانٌ جمع عَتُود مثل عِتْدان، و إن شئت نصبته علی الذم. و الحَبلَّقةُ: غنم بجُرَش.

حثرق؛ ج10، ص: 38

: الأَزهری: ابن درید الحَثْرَقَةُ خُشونة و حُمرة تكون فی العین.

حدق؛ ج10، ص: 38

: حدَقَ به الشی‌ءُ و أَحدقَ: اسْتَدارَ؛ قال الأَخطل: المُنْعِمُون بنُو حَرْبٍ، و قد حَدَقَتْ بیَ المَنِیّةُ، و اسْتَبْطأْتُ أَنصارِی و قال ساعدة: و أُنْبِئْتُ أنَّ القومَ قد حَدَقُوا به، فلا رَیْبَ أنْ قد كان ثَمَّ لَحیمُ و كل شی‌ء اسْتَدار بشی‌ء و أَحاطَ به، فقد أَحدَقَ به. و تقول: علیه شامةٌ سوداء قد أحدقَ بها بیاض. و الحَدِیقة من الرِّیاض: كلُّ أَرض استدارت و أَحدق
لسان العرب، ج‌10، ص: 39
بها حاجزٌ أو أَرض مرتفعة؛ قال عنترة: جادَتْ علیها كلُّ بِكْرٍ حُرًةٍ، فتَرَكْنَ كلَّ حَدیقةٍ كالدِّرْهمِ و یروی: … كلَّ قَرارةٍ …؛ و قیل: الحَدِیقةُ كل أَرض ذات شجر مُثمر و نخل، و قیل: الحدیقةُ البُسْتانُ و الحائط و خص بعضهم به الجَنةَ من النخل و العنب؛ قال: صُورِیّةٌ أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ناصِلةُ الحِقْوَیْنِ من إزارِها یُطْرِقُ كلبُ الحَیِّ من حِذارِها، أَعْطَیْتُ فیها طائِعاً أَو كارِها حَدِیقةً غَلْباء فی جِدارِها، و فرَساً أُنْثی و عَبْداً فارِها أَراد أَنه أَعطاها نخلًا و كَرْماً مُحْدَقاً علیها، و ذلك أَفْخَم للنخل و الكرم لأَنه لا یُحْدَق علیه إلا و هو مَضْنُون به مُنْفِسٌ، و إنما أَراد أَنه غالَی بمهرها علی ما هی به من الاشْتِهار و خلائق الأَشرار، و قیل: الحَدِیقةُ حُفرة تكون فی الوادی تَحْبِسُ الماء، و كلُّ وَطِی‌ءٍ یَحْبس الماء فی الوادی و إِن لم یكن الماء فی بطنه، فهو حدیقةٌ. و الحدِیقةُ: أَعْمقُ من الغَدیِر. و الحدیقةُ: القِطعة من الزرع؛ عن كراع، و كله فی معنی الاستدارة. و فی التنزیل: وَ حَدٰائِقَ غُلْباً. و كلُّ بُستان كان علیه حائط، فهو حدیقة، و ما لم یكن علیه حائط لم یُقَل له حدیقة. الزجاج: الحدائقُ البَساتین و الشجر الملتف. و حدِیقُ الرَّوْضِ: ما أَعشب منه و التَفَّ. یقال: رَوْضة بنی فلان ما هی إلا حدیقة ما یجوز فیها شی‌ء. و قد أَحدقت الرَّوْضةُ عُشْباً، و إذا لم یكن فیها عشب فهی رَوْضة. و‌فی الحدیث: سمع من السحاب صوتاً یقول اسْقِ حَدِیقةَ فلان.و الحَدَقةُ: السواد المستدیر وسط العین، و قیل: هی فی الظاهر سواد العین و فی الباطن خَرَزَتها. الجوهری: حدَقةُ العین سوادها الأَعظم، و الجمع حَدَقٌ و أَحداقٌ و حِداقٌ؛ قال أبو ذؤیب: فالعَیْنُ بَعْدهمُ كأَنَّ حِداقَها سُمِلَتْ بشوكٍ، فهی عُورٌ تَدْمَعُ قال: حِداقَها أراد الحدَقةَ و ما حولَها كما یقال للبعیر ذو عَثانِین و مثله كثیر. الأَزهری عن اللیث: الحدَقُ جماعة الحدَقةِ، و هی فی الظاهر سواد العین و فی الباطن خَرَزَتها، قال: و قال غیره السواد الأَعظم فی العین هو الحدقة و الأَصغر هو الناظر، و فیه إنسان العین، و إنما الناظر كالمِرآة إذا استقبلتها رأیتَ فیها شخصك. و قولهم‌فی حدیث الأَحنف: نزلوا فی مثل حدَقةِ البعیر‌أَی نزلوا فی خِصْب، و شبَّهه بحدقة البعیر لأَنها رَیّا من الماء، و قیل: إِنما أَراد أنَّ ذلك عندهم دائم لأَن النِّقْی لا یَبقی فی جسد البعیر بقاءَه فی العین و السُّلامَی؛ قال ابن الأَثیر: شبَّه بلادهم فی كثرة مائها و خِصْبها بالعین لأَنها توصف بكثرة الماء و النَّداوة، و لأَن المُخ لا یبقی فی شی‌ءٍ من الأَعضاء بقاءه فی العین. و الحُنْدُوقةُ و الحِنْدِیقةُ: الحَدقةُ، قال ابن درید: و لا أَدری ما صحتها. و التَّحْدِیقُ: شدة النظر بالحدقة؛ و قولُ مُلیحٍ الهذلی: أَبی نَصَبَ الرَّایاتِ بین هَوازِنٍ و بین تَمِیمٍ، بعدَ خَوْفٍ مُحَدِّقِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 40
أَراد أَمراً شدیداً تُحَدِّقُ منه الرجال. و‌فی حدیث مُعاویة بن الحكَم: فحدَّقنی القومُ بأَبصارهم‌أَی رَمَوْنی بحَدَقِهم، جمع حدَقة. و حدَقَ فلان الشی‌ء بعینه یَحْدِقُه حَدْقاً إذا نظر إلیه. و حدَق المیتُ إذا فتَح عینیه و طرَف بهما، و الحُدوق المصدر. و رأَیتُ المیتَ یَحْدِقُ یَمْنةً و یَسْرة أَی یفتح عینیه و ینظر. و الحَدْلَقَةُ، بزیادة اللام: مثل التَّحْدیق، و قد حَدْلَقَ الرجل إذا أَدار حَدَقَته فی النظر. و الحَدَقُ: الباذِنْجانُ، واحدتها حَدَقة، شبّه بحدَق المَها؛ قال: تَلْقَی بها بَیْضَ القَطا الكُدارِی، توائماً كالحَدَقِ الصِّغارِ و وجدنا بخط علی بن حمزة: الحذَقُ الباذنجان، بالذال المنقوطة، و لا أَعرفها. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: یقال للباذنجان الحدق و المَغْد، و قد ذكر الجوهری فی هذا الفصل الحَنْدَقُوق، قال ابن بری: و صوابه أَن یذكر فی ترجمة حندق لأَن النون أَصلیة، و وزنه فَعْلَلول، و كذا ذكره سیبویه و هو عنده صفة.

حدرق؛ ج10، ص: 40

: الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه كتب عن أَعرابی قال: السَّخِینة دقِیقٌ یلقی علی ماءٍ أَو علی لبن فیطبخ ثم یؤْكل بتمر أَو یُحْسَی و هو الحَساء، قال: و هی السَّخونة أَیضاً و هی النَّفِیتةُ و الحُدْرُقَّةُ و الخَزِیرةُ و الحَرِیرةُ أَرقُّ منها، قال: و قالت جاریة لأُمِّها: یا أُمّیاه أَ نَفِیتَة تُتَّخَذُ أَم حُدْرُقَّة؟ و الحُدرقَّة: مثل زَرْق الطیر فی الرِّقَّة.

حدلق؛ ج10، ص: 40

: الحُدَلِقةُ، مثال الهُدَبِد: الحَدقةُ الكبیرة. و عین حُدَلِقةٌ: جاحظةٌ. و الحُدَلِقةُ: العین الكبیرة. و قال كراع: أَكل الذئب من الشاة الحُدَلِقةَ أَی العین. و قال الأَصمعی: هو شی‌ءٌ من جسدها لا أَدری ما هو. قال ابن بری: قال الأَصمعی سمعت أَعرابیّاً من بنی سعد یقول: شدَّ الذئبُ علی شاة فلان فأَخذ حُدَلِقَتها و هو غَلْصَمَتُها. و الحَدَوْلَق: القصیر المجتمع.

حذق؛ ج10، ص: 40

: الحِذْقُ و الحَذاقةُ: المَهارة فی كل عمل، حذَق الشی‌ءَ یَحْذِقُه و حَذِقَه حَذْقاً و حِذْقاً و حَذاقاً و حِذاقاً و حَذاقة و حِذاقة، فهو حاذق من قوم حُذَّاق. الأَزهری: تقول حَذَق و حَذِق فی عمله یَحْذِق و یَحْذَق، فهو حاذق ماهر، و الغلامُ یَحْذِق القرآنَ حِذْقاً و حِذاقاً، و الاسم الحِذاقة. أَبو زید: حذَقَ الغلامُ القرآن و العمل یَحذِقُ حِذْقاً و حَذْقاً و حِذاقاً و حَذاقاً و حِذاقة و حَذاقة مهرَ فیه، و قد حَذِقَ یحذَق لغة. و‌فی حدیث زید بن ثابت: فما مرَّ بی نصف شهر حتی حَذَقْته و عرَفْته و أتقَنْته، و الاسم الحذقة مأْخوذ من الحَذْق الذی هو القطع. و یقال للیوم الذی یَختم فیه الصبیُّ القرآن: هذا یوم حِذاقِه. و فلان فی صنعته حاذق باذق، و هو إتباع له. ابن سیدة: و حذَق الشی‌ءَ یَحْذِقه حَذْقاً، فهو مَحْذوق و حَذِیقٌ، مدَّه و قطعه بِمِنْجَل و نحوه حتی لا یبقی منه شی‌ء، و الفعل اللازم الانحذاق؛ و أنشد: یكادُ منه نِیاطُ القَلبِ یَنحذِقُ و الحَذِیقُ: المقطوع؛ و أنشد ابن السكیت لزُغْبةَ الباهِلی: أ نَوْراً سَرْعَ ما ذا یا فَرُوقُ؟ و حَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِیقُ أی مقطوع. و الحاذِقُ: القاطع؛ قال أبو ذؤیب:
لسان العرب، ج‌10، ص: 41
یُری ناصِحاً فیما بدا، فإذا خلا، فذلك سِكِّینٌ علی الحَلْقِ حاذِقُ و حَبْل أحْذاق أخْلاق: كأنه حُذِق أی قُطِع، جعلوا كل جزءٍ منه حَذِیقاً؛ حكاه اللحیانی؛ و قیل: الحَذْق القَطْع ما كان. و انْحَذَق الشی‌ءُ: انقطَع. و حذقَ الرِّباطُ یدَ الشاة: أثَّر فیها بقَطْع. الأَزهری: حذقْت الحبل أحْذِقُه حَذْقاً إذا قطعته، بالفتح لا غیر. و حذَق الخَلُّ یَحْذِقُ حُذوقاً: حَمُض. و حذَق اللبن و النبیذ و نحوهما یَحْذِق حُذوقاً: حذَی اللسانَ. و الحاذِقُ أیضاً: الخبیث الحموضة. و قال أبو حنیفة: الحاذق من الشراب المُدْرِكُ البالغ؛ و أنشد: یُفِخْن بَوْلًا كالشَّرابِ الحاذِقِ، ذا حَرْوةٍ یَطِیر فی المَناشِقِ و حذَق الخلُّ فاه: حَمَزَه. و الحُذاقیُّ: الفصیحُ اللسانِ البیِّنُ اللَّهجة؛ قال طرَفةُ: إنی كفانیَ، من أمرٍ هَمَمْتُ به، جارٌ كجارِ الحُذاقیِّ الذی اتَّصفا یعنی أبا دُواد الإِیادیّ الشاعر، و كان أبو دُوادٍ جاوَرَ كعْبَ بن مامةَ، و قوله اتصفا أی صار مُتواصِفاً؛ و قال أبو دواد: و دارٍ یقولُ لها الرَّائدُونَ: وَیْلُ امِّ دارِ الحُذاقیّ دارا یعنی بالحُذاقی نفْسَه، و حُذاقٌ: رهطُ أبی دواد؛ و قال أَیضاً: و رِجال من الأَقارِبِ كانوا مِن حُذاقٍ، همُ الرؤُوسُ الخِیار قال ابن بری: و أَما قول الآخر: و قولُ الحُذاقیّ قد یُستَمَعْ، و قَوْلیَ ذُرَّ علیه الصَّبِرْ فقد یجوز أَن یرید به واحداً بعینه، و قد یجوز أَن یرید به الرجل الفصیح. و‌فی الحدیث: أَنه خرج علی صَعْدةٍ یَتْبَعُها حُذاقیٌّ؛ هو الجَحش، و الصَّعْدةُ الأَتان. و ما فی رحله حُذاقةٌ أی شی‌ءٌ من طعام. و أَكَل الطعام فما ترك منه حُذاقةً و حُذافةً، بالفاء. و احتَمل رحلَه فما ترك منه حُذاقةً. و بنو حُذاقةَ: بطن من إیاد، و كلٌّ من العرب حُذافة، بالفاء، غیر هذا فإنه بالقاف. و ورد فی شعر أبی دُواد حُذاق بغیر هاء، و قد تقدم بیته آنفاً: كانوا من حُذاق. و قال ابن سیدة فی ترجمة حدق: الحدَق الباذِنْجان، و وجدنا بخط علی بن حمزة الحذَق الباذنجان، بالذال منقوطة، قال: و لا أعرفها.

حذلق؛ ج10، ص: 41

: الحَذْلَقةُ: التصرُّف بالظَّرْف. و المُتَحَذْلِق: المُتَكَیِّس، و قیل: المُتحذلق هو المتكیس الذی یرید أن یزداد علی قدره. و إنه لیَتَحَذْلَق فی كلامه و یَتَبَلْتَع أی یتظرَّف و یَتكیَّسُ. و رجل حِذْلقٌ: كثیرُ الكلام صَلِفٌ و لیس وراء ذلك شی‌ء. و الحِذْلاقُ: الشی‌ءُ المُحَدَّد، و قد حُذْلِقَ. و یقال: حَذْلَقَ الرجلُ و تَحَذْلَق إذا أَظهر الحِذْق و ادَّعی أَكثر مما عنده.

حرق؛ ج10، ص: 41

: الحَرَقُ، بالتحریك: النار. یقال: فی حَرَقِ الله؛ قال: شدّاً سَریعاً مِثلَ إضرامِ الحَرَقْ
لسان العرب، ج‌10، ص: 42
و قد تَحرَّقَتْ، و التحریقُ: تأْثیرها فی الشی‌ء. الأَزهری: و الحَرَقُ من حَرَق النار. و‌فی الحدیث: الحَرَقُ و الغَرَقُ و الشَّرَقُ شهادة.ابن الأَعرابی: حرَقُ النار لهَبُه، قال: و هو‌قوله ضالَّةُ المُؤمِن حرَقُ النارِ‌أی لَهَبُها؛ قال الأَزهری: أَراد أَن ضالةَ المؤمن إذا أَخذها إنسان لیتملَّكها فإنها تؤدّیه إلی حرَق النار، و الضالةُ من الحیوان: الإِبل و البقر و ما أشبهها مما یُبْعِد ذهابه فی الأَرض و یمتنع من السِّباع، لیس لأَحد أَن یَعْرِض لها لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أوعد مَن عرض لها لیأْخذها بالنار. و أحْرقَه بالنار و حَرَّقه: شدّد للكثرة. و‌فی الحدیث: الحَرِقُ شهید، بكسر الراء، و‌فی روایة: الحَریقُ‌أی الذی یقَع فی حرَق النار فیَلْتَهِب. و‌فی حدیث المُظاهِر: احْتَرَقْت‌أی هلكْت؛ و منه‌حدیث المُجامِع: فی نهار رمضان احْترقْت؛ شبها ما وقَعا فیه من الجِماع فی المُظاهرة و الصَّوْم بالهَلاك. و‌فی الحدیث: إنه أُوحی إلیَّ أن أُحْرِقَ قریشاً‌أَی أُهْلِكَهم، و‌حدیث قتال أَهل الردة: فلم یزل یُحَرِّقُ أعْضاءهم حتی أدخلهم من الباب الذی خَرجوا منه، قال: و أُخذ من حارقة الوَرِك، و أَحرقته النار و حَرّقَتْه فاحترق و تحرّقَ، و الحُرْقةُ: حَرارتها. أبو مالك: هذه نارٌ حِراقٌ و حُراق: تُحْرِق كل شی‌ء. و أَلقی الله الكافر فی حارِقَتِه أی فی نارِه؛ و تحرّقَ الشی‌ءُ بالنار و احْترقَ، و الاسم الحُرْقةُ و الحَریقُ. و كان عمرو بن هِند یلقَّب بالمُحَرِّق، لأَنه حرَّق مائة من بنی تمیم: تسعة و تسعین من بنی دارِم، و واحداً من البَراجِم، و شأْنه مشهور. و مُحَرِّق أَیضاً: لقب الحرث بن عمرو ملِك الشام من آلِ جَفْنةَ، و إِنما سمی بذلك لأَنه أَوّل من حرَّق العرب فی دیارهم، فهم یُدْعَوْن آلَ مُحَرِّق؛ و أَما قول أسودَ بن یَعْفُر: ما ذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ، تركوا منازِلَهم، و بعدَ إیادِ؟ فإنما عنی به إمرأَ القیس بن عمرو بن عَدِیّ اللخْمِیّ لأَنه أَیضاً یُدعَی محرّقاً. قال ابن سیدة: محرِّق لقب ملِك، و هما مُحرِّقان: محرّق الأَكبر و هو إمرؤ القیس اللخمی، و محرّق الثانی و هو عَمرو بن هند مُضَرِّطُ الحجارة، سمی بذلك لتحریقه بنی تمیم یوم أوارةَ، و قیل: لتحریقه نخل مَلْهَمٍ. و الحُرْقةُ: ما یجده الإِنسان من لَذْعةِ حُبّ أو حزن أو طعم شی‌ء فیه حرارة. الأَزهری عن اللیث: الحُرقة ما تجد فی العین من الرمَد، و فی القلب من الوجَع، أو فی طعم شی‌ء مُحرِق. و الحَرُوقاء و الحَرُوقُ و الحُرّاقُ و الحَرُّوقُ: ما یُقْدَح به النار؛ قال ابن سیدة: قال أبو حنیفة هی الخِرَقُ المُحرَّقة التی یقع فیها السّقْط؛ و فی التهذیب: هو الذی تُورَی فیه النارُ. ابن الأَعرابی: الحَرُوقُ و الحَرُّوقُ و الحُراقُ ما نتقت به النار من خِرْقة أو نَبْجٍ، قال: و النَّبْجُ أصُول البَرْدِیّ إذا جفّ. الجوهری: الحُراق و الحُراقة ما تقع فیه النارُ عند القَدْح، و العامة تقوله بالتشدید. قال ابن بری: حكی أبو عبید فی الغریب المصنف فی باب فَعُولاء عن الفراء: أنه یقال الحَرُوقاء للتی تُقْدَحُ منه النار و الحَرُوقُ و الحُرّاقُ و الحَرُّوقُ، قال: و الذی ذكره الجوهری الحُراقُ و الحُراقةُ فعدَّتها ست لغات. ابن سیدة: و الحَرّاقاتُ سفُن فیها مَرامِی نِیران، و قیل: هی المَرامِی أنفُسها. الجوهری: الحَرّاقة، بالفتح و التشدید، ضرب من السفن فیها مرامی نیران یُرمی بها العدوّ فی البحر؛ و قول الراجز یصف إبلًا:
لسان العرب، ج‌10، ص: 43
حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ، و غَتْمُ نَجْمٍ غیرِ مُسْتَقِلِّ، فما تكادُ نِیبُها تُوَلِّی یعنی عَطَّشها، و الغَتْم: شدّة الحرّ، و یروی: و غَیم نجم، و الغَیْم: العطَش. و الحَرّاقات: مواضع القَلَّایِینَ و الفَحّامِین. و أَحْرِقْ لنا فی هذه القصَبَةِ ناراً أی أقْبِسْنا؛ عن ابن الأَعرابی. و نارٌ حِراقٌ: لا تُبْقی شیئاً. و رجل حُراق و حِراق: لا یبقی شیئاً إلا أفسده، مثل بذلك، و رَمْیٌ حِراقٌ: شدید، مثل بذلك أیضاً. و الحَرَقُ: أن یُصیب الثوبَ احْتِراقٌ من النار. و الحَرَقُ: احْتراق یُصِیبُه من دَقِّ القَصّار. ابن الأَعرابی: الحَرَق النَّقْب فی الثوب من دق القَصّار، جعله مثل الحرَق الذی هو لهَب النار؛ قال الجوهری: و قد یسكَّن. و عِمامة حَرَقانِیّة: و هو ضرب من الوَشْی فیه لون كأَنه مُحْترِق. و الحرَقُ و الحَریقُ: اضْطِرام النار و تَحَرُّقها. و الحَرِیقُ أَیضاً: اللَّهَب؛ قال غَیْلانُ الربعی: یُثِرْنَ، من أَكْدَرِها بالدَّقْعاء، مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِیقِ القَصْباء و‌فی الحدیث: شَرِبَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الماء المُحْرقَ من الخاصِرةِ؛ الماء المُحرَقُ: هو المُغْلی بالحَرَق و هو النار، یرید أنه شربه من وجَع الخاصِرةِ. و الحَرُوقةُ: الماء یُحْرَق قلیلًا ثم یُذَرُّ علیه دقِیق قلیل فیتنافَت أی یَنتفخ و یتقافَز عند الغَلیانِ. و الحَرِیقةُ: النَّفِیتةُ، و قیل: الحَرِیقةُ الماء یُغْلی ثم یذرُّ علیه الدقیق فیُلْعَق و هو أغلظ من الحَساء، و إنما یستعملونها فی شدّة الدهْر و غَلاء السِّعر و عجَفِ المال و كلَب الزمان. الأَزهری: ابن السكیت الحَرِیقة و النَّفِیتة أَن یُذرّ الدقیق علی ماء أَو لبن حلیب حتی یَنْفِت و یُتحسَّی من نَفْتها، و هو أَغلظ من السَّخینة، فیوسّع بها صاحب العِیال علی عِیاله إذا غلبه الدهر. و یقال: وجدت بنی فلان ما لهم عیش إلَّا الحَرائقُ. و الحَرِیقُ: ما أَحرقَ النباتَ من حر أَو برد أَو ریح أو غیر ذلك من الآفات، و قد احترقَ النَّبات. و فی التنزیل: فَأَصٰابَهٰا إِعْصٰارٌ فِیهِ نٰارٌ فَاحْتَرَقَتْ. و هو یَتحرَّقُ جُوعاً: كقولك یَتضرَّم. و نَصل حَرِقٌ حدید: كأَنه ذو إحراق، أَراه علی النسب؛ قال أَبو خراش: فأَدْرَكَه فأَشْرَعَ فی نَساه سِناناً، نَصْلُه حَرِقٌ حَدِیدُ و ماء حُراقٌ و حُرّاقٌ: مِلْح شدیدُ المُلُوحةِ، و كذلك الجمع. ابن الأَعرابی: ماء حُراق و قُعاعٌ بمعنی واحد، و لیس بعد الحُراقِ شی‌ء، و هو الذی یُحَرِّق أوبار الإِبل. و أَحْرَقَنا فلان: بَرَّح بنا و آذانا؛ قال: أَحْرَقَنی الناسُ بتَكْلِیفِهمْ، ما لَقِیَ الناسُ من الناسِ؟ و الحُرْقانُ: المَذَحُ و هو اصْطِكاكُ الفخِذین. الأَزهری: اللیث الحَرْقُ حَرْق النابَیْن أَحدهما بالآخر؛ و أنشد: أبی الضَّیْمَ، و النُّعمانُ یَحرِق نابَه علیه، فأفْصی، و السیوفُ مَعاقِلُه و حَریقُ النابِ: صَریفُه. و الحَرْقُ: مصدر حَرَقَ نابُ البعیر. و‌فی الحدیث: یَحْرقُون أَنیابهم
لسان العرب، ج‌10، ص: 44
غَیْظاً و حَنَقاً‌أی یَحُكُّون بعضها ببعض. ابن سیدة: حرَق نابُ البعیر یَحْرُقُ و یَحْرِقُ حرْقاً و حَریقاً صرَف بِنابِه، و حرَق الإِنسانُ و غیرُه نابَه یَحرُقه و یَحْرِقُه حرْقاً و حَرِیقاً و حُروقاً فعل ذلك من غَیْظ و غضَبٍ، و قیل: الحُروق مُحْدَث. و حرَق نابَه یَحْرُقه أی سحَقه حتی سُمع له صَریفٌ؛ و فلان یحرُق علیك الأُرَّمَ غَیظاً؛ قال الشاعر: نُبِّئْتُ أحْماء سُلَیْمی إنما باتُوا غِضاباً، یَحْرُقون الأُرَّما و سَحابٌ حَرِقٌ أی شدید البرْقِ. و فَرس حُراقُ العَدْوِ إذا كان یحتَرِقُ فی عَدْوه. و الحارِقةُ: العصَبةُ التی تَجْمع بین رأْس الفخذ و الوَرِك؛ و قیل: هی عصبة متصلة بین وابلَتَی الفخذ و العَضُد التی تدور فی صدَفة الورك و الكتف، فإذا انفصلت لم تلتئم أبداً، یقال عندها حُرِقَ الرجل فهو مَحْروق، و قیل: الحارقةُ فی الخُرْبة عصبة تُعلِّق الفخذ بالورك و بها یمشی الإِنسان، و قیل: الحارِقَتانِ عصَبتان فی رؤوس أعالی الفخذین فی أَطرافها ثم تدخلان فی نُقْرتی الوركین ملتزقتین نابتتین فی النقرتین فیهما مَوْصِل ما بین الفخذین و الورك، و إذا زالت الحارقةُ عَرِجَ الذی یُصیبه ذلك، و قیل: الحارقة عصبة أَو عِرْق فی الرِّجل، و حَرِقَ حَرَقاً و حُرِقَ حَرْقاً: انقطعت حارقته. الأَزهری: ابن الأَعرابی الحارقة العصبة التی تكون فی الورك، فإذا انقطعت مشی صاحبها علی أَطراف أَصابعه لا یستطیع غیر ذلك، قال: و إذا مشی علی أَطراف أصابعه اختیاراً فهو مُكتامٌ؛ و قد اكْتامَ الراعی علی أطراف أصابعه «5» … أن یرید أن ینال أطراف الشجر بعصاه لیَهُشَّ بها علی غنمه؛ و أنشد للراجز یصف راعیاً: تَراهُ، تحتَ الفَننِ الوَریقِ، یَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ قال ابن سیدة: قال ابن الأَعرابی أخبر أنه یقوم علی أطراف أصابعه حتی یتناول الغصن فیُمیله إلی إبله، یقول: فهو یرفع رجله لیتناول الغُصن البعید منه فیَجْذِبه؛ و قال الجوهری فی تفسیره: یقول إنه یقوم علی فَرْد رجل یتطاول للأَفنان و یجتذبها بالمحجن فینفُضها للإِبل كأنه مَحْروق. و الحَرَقُ فی الناسِ و الإِبل: انقطاع الحارقة. و رجل حَرِقٌ: أكثر من مَحْروق؛ و بعیر مَحْروقٌ: أكثر من حَرِقٍ، و اللغتان فی كل واحد من هذین النوعین فصیحتان. و الحارقةُ أیضاً: عصَبة أو عِرْق فی الرِّجل؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال الجوهری: و المَحروق الذی انقطعت حارقته، و یقال: الذی زال وَرِكُه؛ قال آخر: همُ الغِرْبانُ فی حُرُماتِ جارٍ، و فی الأَدْنَیْنَ حُرَّاقُ الوُرُوكِ یقول: إذا نزل بهم جار ذو حُرمة أكلوا ماله كالغراب الذی لا یَعاف الدَّبر و لا القَذَر، و هم فی الظُّلم و الجَنَف علی أدانِیهم كالمَحروق الذی یمشی مُتجانِفاً و یَزهَد فی مَعُونتهم و الذبِّ عنهم. و الحَرْقُوَةُ: أعلی الحَلق أو اللَّهاة. و حَرِقَ الشعرُ حَرَقاً، فهو حَرِقٌ: قَصُر فلم یطل أو انقطع؛ قال أبو كَبیر الهُذلی: ذَهَبَت بَشاشَته فأَصْبَح خامِلًا، حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الأَعْفَرِ البُراء: البُرایةُ و هی النُّحاتةُ، و الأَعفرُ: الأَبیضُ
(5). كذا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 45
الذی تعلوه حُمرة. و حَرِقَ ریش الطائر، فهو حَرِقٌ: انْحصّ؛ قال عنترة یصف غراباً: حَرِقُ الجَناحِ، كأنَّ لَحْیَیْ رأسِه جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ و الحَرَقُ فی الناصیةِ: كالسّفی، و الفعلُ كالفعل. و حَرِقَت اللِّحیة فهی حَرِقةٌ: قصُر شعر ذقَنها عن شعر العارِضین. أبو عبید: إذا انقطع الشعر و نَسَل قیل حَرِق یحرَقُ، و هو حَرِق، و فی الصحاح: فهو حَرِقُ الشعر و الجناح؛ قال الطِّرمّاح یصف غراباً: شَنِجُ النِّسا حَرِقُ الجَناح كأنَّه، فی الدَّارِ إثْرَ الظَّاعِنینَ، مُقَیَّدُ و حَرَقَ الحدیدَ بالمِبْرَد یحْرُقه و یَحْرِقُه حَرْقاً و حَرَّقه: بردَه و حَكَّ بعضَه ببعض. و فی التنزیل: لَنُحَرِّقَنَّهُ «1». و قرئ لَنُحَرِّقَنَّهُ و لنَحْرُقَنَّه، و هما سواء فی المعنی؛ قال الفراء: من قرأ لنحرُقنّه لنَبْرُدَنَّه بالحدید بَرْداً من حرَقْتُه أحْرُقه حَرْقاً؛ و أنشد المُفَضَّل لعامر بن شَقِیق الضَّبی: بذِی فَرْقَیْنِ، یَومَ بنو حَبیبٍ نُیوبَهُم علینا یَحْرُقُونا قال: و قرأ علی، كرم الله وجهه: لنحرُقنَّه‌أی لنبرُدَنَّه. و‌فی الحدیث: أنه نهی عن حَرْق النواة؛ هو بَرْدها بالمِبرد. یقال: حرَقه المِحْرقِ أی برده به؛ و منه القراءة لَنُحَرِّقَنَّهُ، و یجوز أن یكون أراد إحراقها بالنار، و إنما نهی عنه إكراماً للنخلة أو لأَن النوی قُوتُ الدَّواجِن فی الحدیث. ابن سیدة: و حرّقه مكثّرة عن حَرَقه كما ذهب إلیه الزجاج من أنّ لنُّحَرِّقَنَّه بمعنی لنبرُدنَّه مرة بعد مرة، لأَن الجوهر المبرود لا یحتمل ذلك، و بهذا ردّ علیه الفارسی قوله. و الحِرْقُ و الحُراقُ و الحِراقُ و الحَرُوقُ، كله: الكُشُّ الذی یُلْقَح به النخل، أعنی بالكُشّ الشِّمْراخَ الذی یؤخذ من الفحل فیُدَسُّ فی الطَّلْعة. و الحارِقةُ من النساء: التی تُكثر سَبَّ جارتِها. و الحارِقةُ و الحارُوق من النساء: الضیّقةُ الفرج. ابن الأَعرابی: و امرأة حارِقةٌ ضیّقة المَلاقی، و قیل: هی التی تَغْلِبها الشهوة حتی تَحْرُقَ أنیابَها بعضها علی بعض أی تحُكّها، یقول: علیكم بها «2» و منه‌الحدیث: وجدْتُها حارِقةً طارِقةً فائقةً.و‌فی حدیث الفتح: دخلَ مكةَ و علیه عمامة سَوداء حَرَقانِیّةٌ؛ جاء فی التفسیر أنها السوداء و لا یُدرَی ما أصلُه؛ قال الزمخشری: هی التی علی لون ما أحرقته النار كأنها منسوبة بزیادة الأَلف و النون إلی الحرَق، بفتح الحاء و الراء، قال: و یقال الحَرْقُ بالنار و الحَرَقُ معاً. و الحَرَقُ من الدّقِّ: الذی یَعْرِض للثوب عند دقّه، محرك لا غیر؛ و منه‌حدیث عمر بن عبد العزیز: أراد أن یَستبدل بعُمَّاله لِما رأی من إبطائهم فقال: أمّا عَدِیُّ بن أرْطاة فإنما غرَّنی بِعمامته الحَرَقانِیَّة السوداء.
(1). قوله [و فی التنزیل لَنُحَرِّقَنَّهُ إلخ] كذا بالأصل مضبوطاً. و عبارة زاده علی البیضاوی: و العامة علی ضم النون و كسر الراء مشدّدة من حرقه یحرقه، بالتشدید، بمعنی أحرقه بالنار، و شدّد للكثرة و المبالغة، أو برده بالمبرد علی أن یكون من حرق الشی‌ء یحرقه و یحرقه، بضم الراء و كسرها، إذا برده بالمبرد، و یؤید الاحتمال الأَول قراءة لنُحْرِقَنه بضم النون و سكون الحاء و كسر الراء من الإحراق، و یعضد الثانی قراءة لَنَحرِقنه بفتح النون و كسر الراء و ضمها خفیفة أی لنبردنه انتهی. فتلخص أن فیه أربع قراءات (2). قوله [یقول علیكم بها] كذا بالأَصل هنا، و أورده ابن الأَثیر فی تفسیر حدیث الإِمام علی: خیر النساء الحارقة، و فی روایة: كذبتكم الحارقة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 46
و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: خیر النساء الحارِقةُ؛ و قال ثعلب: الحارقة هی التی تُقام علی أربع، قال: و‌قال علی، رضی الله عنه: ما صَبَر علی الحارِقةِ إلا أسماء بنتُ عُمَیْسٍ؛ هذا قول ثعلب. قال ابن سیدة: و عندی أنّ الحارقة فی حدیث علی، كرم الله وجهه، هذا إنما هو اسم لهذا الضّرْب من الجماع. و المُحارَقةُ: المُباضَعةُ علی الجَنب؛ قال الجوهری: المُحارَقة المُجامَعة. و‌روی عن علی أنه قال: كذَبَتْكم الحارقة ما قام لی بها إلا أسماء بنت عُمیس، و قال بعضهم: الحارقةُ الإِبْراكُ؛ قال الأَزهری فی هذا المكان: و أما قول جریر: أَ مَدَحْتَ، ویْحَكَ مِنْقَراً أَن ألزَقُوا بالحارِقَیْنِ، فأرْسَلُوها تَظْلَعُ و لم یقل فی تفسیره شیئاً. و‌روی عن علی، علیه السلام، أنه قال: علیكم بالحارقة من النساء فما ثبت لی منهن إلا أسماء؛ قال الأَزهری: كأنه قال علیكم بهذا الضرب من الجماع معهن. قال و الحارقةُ من السُبع اسم له. قال ابن سیدة: و الحارقة السبع. ابن الأَعرابی: الحَرْق الأَكل المُسْتَقْصی. و الحُرْقُ: الغَضابی من الناس. و حَرَقَ الرجلُ إذا «1» ساء خُلقُه. و الحُرْقَتانِ: تَیْمٌ و سَعد ابنا قَیْسِ بن ثَعْلبة بن عُكابةَ بن صَعْب و هما رَهط الأَعشی؛ قال: عجبتُ لآلِ الحُرْقَتَیْنِ، كأنّما رأوْنی نَفِیّاً من إیادٍ و تُرْخُمِ و حَراقٌ و حُرَیْقٌ و حُرَیْقاء: أسماء. و حُرَیْقٌ: ابن النعمان بن المنذر، و حُرَقةُ: بنته؛ قال: نُقْسِمُ باللهِ: نُسْلِمُ الحَلَقَهْ، و لا حُرَیْقاً، و أخْتَه الحُرَقَهْ قوله نسلم أی لا نُسلم. و الحُرَقةُ أیضاً: حیّ من العرب، و كذلك الحَرُوقةُ. و المُحَرّقةُ: بلد.

حربق؛ ج10، ص: 46

: حَرْبَقَ عمله: أفسده.

حرزق؛ ج10، ص: 46

: هی لغة فی حَزْرقَ، و سیأتی ذكرها.

حزق؛ ج10، ص: 46

: حزَقه حَزْقاً: عَصَبه و ضغَطه. و الحَزْقُ: شدة جَذْبِ الرِّباط و الوَترِ. حَزقه یَحْزِقُه حَزْقاً و حزَقه بالحبْل یَحْزِقه حَزْقاً: شدّه. و حَزق القوسَ یَحزِقُها حَزْقاً: شدّ وترها، و كلُّ رِباط حِزاقٌ. و رجل حَزُقّةٌ و حُزُقّةٌ و مُتَحَزِّق: بخیل مُتَشدِّد علی ما فی یدیه ضَنّاً به، و الاسم الحَزَقُ؛ قال الأَزهری: و كذلك الحُزُقُ و الحُزُقةُ و الحَزَقُ مثله؛ و أنشد: فهی تَعادَی من حَزازٍ ذی حَزَقْ و‌فی الحدیث: أنّ علیّاً، رضی الله عنه، خطب أصحابه فی أمرِ المارِقینَ و حضَّهم علی قتالهم فلما قتلوهم جاؤوا فقالوا: أبْشِر یا أمیر المؤمنین فقد استأْصَلْناهم فقال علیّ: حَزقُ عیرٍ قد بَقِیت منهم بَقِیّة؛ قال المفضل: فی‌قوله حزقُ عیرٍ‌هذا مثل تقوله العرب للرجل المُخْبِر بخَبَر غیر تامّ و لا مُحصَّلٍ، حَزْقُ عیْرٍ أی حُصاصُ حِمار أی لیس الأَمر كما زعمتم؛ و قال أبو العباس فی قوله: و فیه قول آخر: أراد علیّ أن أمرهم مُحكَم بعدُ كحَزْقِ حِمل الحمار، و ذلك أن الحمار یضْطرب بحمله، فربما ألقاه فیُحْزَقُ حَزْقاً شدیداً، یقول علیّ: فأمرُهم بعدُ مُحكَم؛ و قال ابن الأَثیر: الحزْقُ الشدّ البلیغ و التضْییقُ؛ یقال: حزَقَه بالحبل إذا قوَّی شدَّه؛ أراد أن أمرهم
(1). قوله [و حرق الرجل كذا إلخ] كذا ضبط فی الأَصل بفتح الراء و لعله بضمها كما هو المعروف فی أفعال السجایا.
لسان العرب، ج‌10، ص: 47
بعدُ فی إحكامه كأنه حمل حمار بُولِغ فی شدِّه، و تقدیرُه حزْقُ حِمل عَیر، فحذف المضاف و إنما خص الحمار بإحكامِ الحِمل لأَنه ربما اضطرب فألقاه، و قیل: الحَزْقُ الضُّراط، أی إنّ ما فعلتم بهم فی قلة الاكْتِراث له هو ضراط حمار. و رجل حُزُقٌّ و حَزُقٌّ و حُزُقَّة: قصیر یقارِب الخَطْو؛ قال إمرؤ القیس: و أعْجَبَنی مَشْیُ الحُزُقّةِ خالِدٍ، كمَشْیِ أتانٍ حُلِّئتْ بالمَناهِلِ و فی كلامهم: حُزُقَّةٌ حُزُقّهْ، ترَقَّ عینَ بَقّهْ؛ ترَقَّ أی ارْقَ من قولك رَقِیتُ فی الدَّرجة. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یُرقِّص الحسن أو الحسین و یقول: حُزقة حزقه، ترَقَّ عین بقه؛ الحزقة: الضعیف الذی یقارب خَطوه من ضَعف فكان یَرْقی حتی یضَع قدمیه علی صدر النبی، صلی الله علیه و سلم؛ قال ابن الأَثیر: ذكرها له علی سبیل المُداعَبة و التأْنیس له، و ترقَّ: بمعنی اصْعَد، و عین بقة: كنایة عن صغر العین، و حزقةٌ مرفوع علی خبر مبتدإ محذوف تقدیره أنت حزقة، و حزقة الثانی كذلك، أو أنه خبر مكرّر، و من لم ینوّن حزقة أراد یا حزقة، فحذف حرف النداء، و هو فی الشذوذ كقولهم أطْرِقْ كرا لأَن حرف النداء إنما یحذف من العَلم المضموم أو المضاف، و قیل: الحُزُقّة القصیر الضخْمُ البطنِ الذی إذا مشی أدار اسْتَه. و الحُزُقّ و الحُزُقّة أیضاً: السی‌ء الخُلق البخیل؛ أنشد ابن الأَعرابی لرجل من بنی كلاب: و لیس بحَوّازٍ لأَحْلاسِ رَحْلِه و مِزْوَدِه كَیْساً من الرّأی أو زُهْدا حُزُقّ، إذا ما القومُ أبْدَوْا فُكاهةً، تَذَكَّرَ آ إیّاه یَعْنونَ أمْ قِرْدا قال الأَزهری: قال أبو تراب سمعت شمراً و أبا سعید یقولان: رجل حُزُقَّةٌ و حُزُمّةٌ إذا كان قصیراً. و قال شمر: الحزق الضَّیق القُدرة و الرأی الشحِیحُ، قال: فإن كان قصیراً دَمِیماً فهو حزقة أیضاً. الأَصمعی: رجل حُزُقة و هو الضیقُ الرأی من الرجال و النساء، و أنشد بیت إمرئ القیس و قد تقدَّم. و الحِزْقةُ: القِطعة من الجَراد، و قیل: الحِزقة القِطعة من كل شی‌ء حتی الریح، و الجمع حِزَقٌ؛ قال: غَیَّرَ الجِدَّةَ من عِرْفانِها حِزَقُ الریحِ و طُوفانُ المَطَرْ و هی الحَزِیقةُ، و الجمع حَزائقُ و حَزِیقٌ و حُزُقٌ. الأَصمعی: الحَزِیقُ الجماعة من الناس؛ قال لبید: و رَقاق عَصِب ظِلْمانُه، كحَزِیقِ الحَبَشِیِّینَ الزُّجلْ الجوهری: الحِزْقُ و الحِزْقةُ الجماعة من الناس و الطیر و غیرها. و‌فی الحدیث فی فَضْل البقرة و آل عِمْرانَ: كأنهما حِزْقانِ من طیرٍ صوافَّ، و الجمع الحِزَق مثل فِرْقة و فِرَق؛ قال عنترة: تأْوی له حِزَقُ النَّعامِ، كما أوَتْ قُلُصٌ یَمانِیةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ «1». و یروی حِزَقٌ. و الحِزْقُ و الحَزِیقةُ: الجماعة من
(1). قوله [تأوی له إلخ] روایة الجوهری و الزوزنی: تأوی له قلص النعام، كما أوت حزق یمانیة لأَعجم طمطم
لسان العرب، ج‌10، ص: 48
كل شی‌ء، و یروی بالخاء «1» و الراء و سنذكره. و‌فی حدیث أبی سلمة: لم یكن أصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مُتحزِّقِین و لا مُتَماوِتِین‌أی مُتَقَبِّضین و مجتمعین. و قیل للجماعة حِزْقةٌ لانضمام بعضهم إلی بعض. قال ابن سیدة: و الحازِقةُ و الحَزَّاقةُ العِیر، طائیة؛ و أنشد ابن بری فی الحازقة و جمعه حَوازِقُ: و مَنْهَلٍ لیس به حَوازِقُ قال: و یقال هو جمع حَوْزَقة لغة فی حازقة؛ قال الجوهری: و كذلك الحازِقة و الحَزِیقُ و الحَزِیقةُ؛ قال ذو الرمة یصف حُمُر الوحش: كأنَّه، كلَّما ارْفَضَّت حَزِیقَتُها بالصُّلْبِ من نَهْسِه أكْفالَها، كَلِبُ و‌فی الحدیث: لا رَأْی لحازِقٍ؛ الحازِقُ الذی ضاقَ علیه خُفُّه فَحَزَقَ رجله أی عَصَرها و ضَغَطَها، و هو فاعل بمعنی مفعول. و‌فی الحدیث: لا یصلِّی و هو حاقِنٌ أو حاقِبٌ أو حازِقٌ.الأَزهری: یقال أحْزَقْته إحزاقاً إذا منعته؛ قال أبو وَجْزةَ: فما المالُ إلّا سُؤْرُ حَقِّك كلِّه، و لكنّه عمّا سِوی الحقِّ مُحْزَقُ و الحَزِیقةُ: كالحَدِیقة. و حازِقٌ و حازُوقٌ و حِزَاقٌ: أسماء؛ قال: أقَلِّبُ طَرْفی فی الفوارِسِ لا أرَی حِزاقاً، و عیْنِی كالحَجاة مِن القَطْرِ فلو بِیَدِی مُلْكُ الیَمامةِ، لم تَزَلْ قَبَائلُ یَسْبِینَ العَقائلَ من شَكْرِ قال ابن سیدة: حازُوق اسم رجل من الخَوارج جعلته امرأته حِزاقاً و قالت تَرْثِیه … و أنشد هذین البیتین: أُقلب طرفی … و قال ابن بری: هو لخِرْنِق ترثی أخاها حازُوقاً، و كان بنو شَكْر قتلوه و هم من الأَزْد، و قیل: البیت للحنفیة ترثی أخاها حازُوقاً، قتله بنو شَكْر علی ما تقدَّم؛ قال ابن سیدة: و قیل إنما أراد حازوقاً أو حازقاً فلم یستقم له الشعر فغیَّره، و مثله كثیر. و‌فی حدیث الشعبی: اجتمع جَوارٍ فأرِنَّ و أشِرْنَ و لَعِبْن الحُزُقَّةَ؛ قیل: هی لُعْبة من اللُّعَب أُخذت من التَّحَزُّق التجمُّع.

حزرق؛ ج10، ص: 48

: حَزْرَقَ الرجلُ: انضمَّ و خضَع، و فی لغة: حُزْرِقَ الرَّجل فُعِلَ به إذا انضمَّ و خضَع. و المُحَزْرَقُ: السَّریعُ الغضَبِ، و أصله بالنَّبَطِیة هُزْرُوقَی. و الحَزْرَقةُ: الضیِّقُ. و حَزْرَقَ الرجلَ و حرْزَقَه: حبَسه و ضیَّق علیه، و فی التهذیب: حبسه فی السجن؛ قال الأَعشی: فَذاكَ و ما أنْجَی من الموْت رَبَّه، بِساباطَ، حتی ماتَ و هو مُحَزْرَقُ و مُحَرْزَقُ؛ یقول: حبَس كِسْری النُّعمانَ بن المُنذِر بساباطِ المدائن حتی ماتَ و هو مُضَیَّقٌ علیه؛ و روی ابن جنی عن التَّوَّزِیّ قال قلت لأَبی زید الأَنصاری: أنتم تنشدون قول الأَعشی: حتی مات و هو محزرق و أبو عمرو الشیبانی ینشده محرزق، بتقدیم الراء علی الزای، فقال: إنها نَبَطِیَّة و أُم أبی عمرو نبطیة فهو أعلم بها منّا. المؤرج: النبَطُ تسمی المحبوس المُهَزْرَقَ، بالهاء، قال: و الحبس یقال له الهُزْرُوقَی؛
(1). قوله [و یروی بالخاء إلخ] أی قوله حزقان فی الحدیث المتقدم.
لسان العرب، ج‌10، ص: 49
و أنشد شمر: أرِینی فَتًی ذَا لوْثةٍ، و هو حازِمٌ، ذَرِینی، فإنِّی لا أخاف المُحَزْرَقا الأَزهری: رأیت فی نسخة مسموعة قال قول إمرئ القیس: و لست بِحِزْراقةٍ، الزای قبل الراء، أی بضیِّق القلب جَبان، قال: و رواه شمر: و لست بخزراقة، بالخاء معجمة، قال: و هو الأَحمق.

حفلق؛ ج10، ص: 49

: ابن سیدة: الحَفَلَّقُ الضعیف الأَحمق.

حقق؛ ج10، ص: 49

: الحَقُّ: نقیض الباطل، و جمعه حُقوقٌ و حِقاقٌ، و لیس له بِناء أدنی عدَد. و‌فی حدیث التلبیة: لبَّیْك حَقّاً حقّاً‌أی غیر باطل، و هو مصدر مؤكد لغیره أی أنه أكَد به معنی ألزَم طاعتَك الذی دلّ علیه لبیك، كما تقول: هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به و تُكرِّرُه لزیادة التأْكید، و تَعَبُّداً مفعول له «1» و حكی سیبویه: لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلی أنه كأنه قال: لَیقِینُ ذاك أمرُك، و لیست فی كلام كل العرب، فأمرك هو خبر یقینُ لأَنه قد أضافه إلی ذاك و إذا أضافه إلیه لم یجز أن یكون خبراً عنه، قال سیبویه: سمعنا فصحاء العرب یقولونه، و قال الأَخفش: لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه فی الكتاب و وجه جوازِه، علی قِلَّته، طول الكلام بما أضیف هذا المبتدأ إلیه، و إذا طال الكلام جاز فیه من الحذف ما لا یجوز فیه إذا قصُر، أ لا تری إلی ما حكاه الخلیل عنهم: ما أنا بالذی قائل لك شیئاً؟ و لو قلت: ما أنا بالذی قائم لقَبُح. و قوله تعالی: وَ لٰا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبٰاطِلِ؛ قال أبو إسحق: الحق أمر النبی، صلی الله علیه و سلم، و ما أتی به من القرآن؛ و كذلك قال فی قوله تعالی: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْبٰاطِلِ. و حَقَّ الأَمرُ یَحِقُّ و یَحُقُّ حَقّاً و حُقوقاً: صار حَقّاً و ثَبت؛ قال الأَزهری: معناه وجَب یَجِب وجُوباً، و حَقَّ علیه القولُ و أحْقَقْتُه أنا. و فی التنزیل: قٰالَ الَّذِینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ؛ أی ثبت، قال الزجاج: هم الجنُّ و الشیاطین. و قوله تعالی: وَ لٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذٰابِ عَلَی الْكٰافِرِینَ؛ أی وجبت و ثبتت، و كذلك: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلیٰ أَكْثَرِهِمْ؛ و حَقَّه یَحُقُّه حقّاً و أحَقَّه، كلاهما: أثبته و صار عنده حقّاً لا یشكُّ فیه. و أحقَّه: صیره حقّاً. و حقَّه و حَقَّقه: صدَّقه؛ و قال ابن درید: صدَّق قائلَه. و حقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشی‌ء هو الحقُّ كقولك صدَّق. و یقال: أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته و صَحَّحته؛ و أنشد: قد كنتُ أوْعَزْتُ إلی العَلاء بأنْ یُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء و حَقَّ الأَمرَ یحُقُّه حقّاً و أحقَّه: كان منه علی یقین؛ تقول: حَقَقْت الأَمر و أحْقَقْته إذا كنت علی یقین منه. و یقال: ما لی فیك حقٌّ و لا حِقاقٌ أی خُصومة. و حَقَّ حَذَرَ الرجل یَحُقُّه حَقّاً و حَقَقْتُ حذَره و أحقَقْته أی فعلت ما كان یَحذَره. و حقَقْت الرجل و أحقَقْته إذا أتیتَه؛ حكاه أبو عبید. قال الأَزهری: و لا تقل حَقَّ حذَرَك، و قال: حقَقْت الرجل و أحقَقْته إذا غلَبته علی الحقّ و أثبَتَّه علیه. قال ابن سیدة: و حقَّه علی الحقّ و أحقَّه غلبَه علیه، و استَحقَّه طلَب منه حقَّه. و احْتَقّ القومُ: قال كل واحد منهم: الحقُّ فی یدی. و‌فی حدیث ابن عباس فی قُرَّاء القرآن: متی ما تَغْلوا فی القرآن تَحْتَقُّوا، یعنی المِراء فی القرآن، و معنی تحتقُّوا تختصموا فیقول كل واحد منهم: الحقُّ بیدی
(1). قوله [و تعبداً مفعول له] كذا هو فی النهایة أیضاً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 50
و معی؛ و منه‌حدیث الحَضانةِ: فجاءَ رجلان یَحْتَقّانِ فی ولَد‌أی یختصِمان و یطلُب كل واحد منهما حقّه؛ و منه‌الحدیث: من یحاقُّنی فی ولدی؟ و‌حدیث وهْب: كان فیما كلَّم الله أیُّوبَ، علیه السلام: أ تحاقُّنی بِخِطْئِك؛ و منه كتابه لحُصَین: إنَّ له كذا و كذا لا یُحاقُّه فیها أحد. و‌فی حدیث أبی بكر، رضی الله عنه: أنه خرج فی الهاجرة إلی المسجد فقیل له: ما أخرجك؟ قال: ما أخرجنی إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع‌أی صادِقه و شدَّته، و یروی بالتخفیف من حاقَ به یَحِیقُ حَیْقاً و حاقاً إذا أحدق به، یرید من اشتمال الجوع علیه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، و هو مع التشدید اسم فاعل من حقَّ یَحِقُّ. و‌فی حدیث تأخیر الصلاة: و تَحْتَقُّونها إلی شَرَقِ الموتَی‌أی تضیِّقُون وقتَها إلی ذلك الوقت. یقال: هو فی حاقٍّ من كذا أی فی ضیق؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعض المتأخرین و شرَحه، قال: و الروایة المعروفة بالخاء المعجمة و النون، و سیأتی ذكره. و الحق: من أسماء الله عز و جل، و قیل من صفاته؛ قال ابن الأَثیر: هو الموجود حقیقةً المُتحققُ وجوده و إلَهِیَّتُه. و الحَق: ضدّ الباطل. و فی التنزیل: ثُمَّ رُدُّوا إِلَی اللّٰهِ مَوْلٰاهُمُ الْحَقِّ. و قوله تعالی: وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ؛ قال ثعلب: الحق هنا الله عز و جل، و قال الزجاج: و یجوز أن یكون الحق هنا التنزیل أی لو كن القرآن بما یحِبُّونه لَفَسَدَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ. و قوله تعالی: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ؛ معناه جاءَت السكرةُ التی تدل الإِنسان أنه میت بالحقِّ بالموت الذی خُلق له. قال ابن سیدة: و‌روی عن أبی بكر، رضی الله عنه: و جاءت سكرة الحقِّ أی بالموت، و المعنی واحد، و قیل: الحق هنا الله تعالی. و قولٌ حقٌّ: وُصِف به، كما تقول قولٌ باطل. و قال اللحیانی: و قوله تعالی: ذٰلِكَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ قَوْلَ الْحَقِّ، إنما هو علی إضافة الشی‌ء إلی نفسه؛ قال الأَزهری: رفع الكسائی القول و جعل الحق هو الله، و قد نصَب قولَ قومٌ من القراء یریدون ذلك عیسی ابن مریم قولًا حقّاً، و قرأ من قرأ: فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ. و قال الفراءُ فی قوله تعالی: قٰالَ فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ، قرأ القراء الأَول بالرفع و النصب، روی الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنی فالحقُّ منی و أقول الحقَّ، و قد نصبهما معاً كثیر من القُرَّاء، منهم من یجعل الأَول علی معنی الحقَّ لأَمْلأَنَّ، و نَصب الثانی بوقوع الفعل علیه لیس فیه اختلاف؛ قال ابن سیدة: و من قرأ فالحقَّ و الحقّ أقول بنصب الحق الأَول، فتقدیره فأحُقُّ الحقّ حقّاً؛ و قال ثعلب: تقدیره فأقول الحقَّ حقّاً؛ و من قرأ فالحقِّ، أراد فبالحق و هی قلیلة لأَن حروف الجر لا تضمر. و أما قول الله عز و جل: هُنٰالِكَ الْوَلٰایَةُ لِلّٰهِ الْحَقِّ، فالنصب فی الحق جائز یرید حقّاً أی أُحِقُّ الحقَّ و أحُقُّه حَقّاً، قال: و إن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، و إن شئت رفعته فجعلته من صفة الولایة هنالك الولایةُ الحقُّ لله. و‌فی الحدیث: من رآنی فقد رأی الحقَّ‌أی رؤیا صادقةً لیست من أضْغاث الأَحْلام، و قیل: فقد رآنی حقیقة غیر مُشَبَّهٍ.و منه‌الحدیث: أمِیناً حقَّ أمِینٍ‌أی صِدْقاً، و قیل: واجباً ثابتاً له الأَمانةُ؛ و منه‌الحدیث: أ تدْرِی ما حَقُّ العباد علی الله‌أی ثوابُهم الذی وعدَهم به فهو واجبُ الإِنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ؛ و منه‌الحدیث: الحقُّ بعدی مع عمر.و یَحُقُّ علیك أن تفعل كذا: یجب، و الكسر لغة، و یَحُقُّ لك أن تفعل و یَحُقُّ لك تَفْعل؛ قال:
لسان العرب، ج‌10، ص: 51
یَحُقُّ لمن أَبُو موسَی أَبُوه یُوَفِّقُه الذی نصَب الجِبالا و أنت حَقیِقٌ علیك ذلك و حَقیِقٌ علیَّ أَن أَفعله؛ قال شمر: تقول العرب حَقَّ علیَّ أَن أَفعلَ ذلك و حُقَّ، و إِنی لمَحْقُوق أَن أَفعل خیراً، و هو حَقِیق به و مَحقُوق به أَی خَلِیق له، و الجمع أَحِقاء و مَحقوقون. و قال الفراء: حُقَّ لك أَن تفعل ذلك و حَقَّ، و إِنی لمحقوق أَن أَفعل كذا، فإِذا قلت حُقَّ قلت لك، و إذا قلت حَقَّ قلت علیك، قال: و تقول یَحِقُّ علیك أَن تفعل كذا و حُقَّ لك، و لم یقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل. و قوله تعالی: وَ أَذِنَتْ لِرَبِّهٰا وَ حُقَّتْ*؛ أَی و حُقَّ لها أنَ تفعل. و معنی قول من قال حَقَّ علیك أَن تفعل وجَب علیك. و قالوا: حَقٌّ أَن تفعل و حَقِیقٌ أَن تفعل. و فی التنزیل: حَقِیقٌ عَلیٰ أَنْ لٰا أَقُولَ عَلَی اللّٰهِ إِلَّا الْحَقَّ. و حَقِیقٌ فی حَقَّ و حُقَّ، فَعِیل بمعنی مَفْعول، كقولك أَنت حَقِیق أَن تفعله أَی محقوق أَن تفعله، و تقول: أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك؛ قال الشاعر: قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِیر مَحْقوق و فی التنزیل: فَحَقَّ عَلَیْنٰا قَوْلُ رَبِّنٰا. و یقال للمرأَة: أَنت حقِیقة لذلك، یجعلونه كالاسم، وَ أَنت مَحْقوقة لذلك، و أَنت مَحْقوقة أَن تفعلی ذلك؛ و أَما قول الأَعشی: و إِنَّ امْرَأً أَسْری إِلیكِ، و دونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ و یَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِیبی لِصَوْتِه، و أَن تَعْلَمی أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، یعنی بالخُلّة الخَلِیلَ، و لا تكون الهاء فی محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هی فی أسماء الفاعلین دون المَفْعُولین، و لا یجوز أن یكون التقدیر لمحقوقة أنت، لأَن الصفة إذا جرت علی غیر موصوفها لم یكن عند أبی الحسن الأَخفش بُدٌّ من إبراز الضمیر، و هذا كله تعلیل الفارسی؛ و قول الفرزدق: إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِیدةً، بها جَرَبٌ، عُدَّتْ علیَّ بِزَوْبَرا فیَنْطِقُها غَیْری و أُرْمی بذَنبها، فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن یُغَیَّرا أی حُقَّ له. و الحَقُّ واحد الحُقوق، و الحَقَّةُ و الحِقَّةُ أخصُّ منه، و هو فی معنی الحَق؛ قال الأَزهری: كأنها أوجَبُ و أخصّ، تقول هذه حَقَّتی أی حَقِّی. و‌فی الحدیث: أنه أعطی كلَّ ذی حَقّ حقّه و لا وصیّة لوارث‌أی حظَّه و نَصِیبَه الذی فُرِضَ له. و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال: الصلاةُ و الله إِذَنْ و لا حقَّ‌أی و لا حَظَّ فی الإِسلام لِمَن تركَها، و قیل: أراد الصلاةُ مقْضِیّة إذن و لا حَقَّ مَقْضِیٌّ غیرها، یعنی أن فی عُنقه حُقوقاً جَمَّةً یجب علیه الخروج عن عُهْدتها و هو غیر قادر علیه، فهَبْ أنه قضی حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر؟ و‌فی الحدیث: لیلةُ الضَّیْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَیْف فهو علیه دَیْن؛ جعلها حَقّاً من طریق المعروف و المُروءة و لم یزل قِری الضَّیفِ من شِیَم الكِرام و مَنْع القِری مذموم؛ و منه‌الحدیث: أَیُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ علی كل مسلم حتی یأْخذ قِری لیلته من زَرعه و ماله؛ و قال الخطابی: یشبه أن یكون هذا فی الذی یخاف التّلف علی نفسه و لا یجد ما یأْكل فله أن
لسان العرب، ج‌10، ص: 52
یَتناول من مال أخیه ما یُقیم نفسه، و قد اختلف الفقهاء فی حكم ما یأْكله هل یلزمه فی مقابلته شی‌ء أم لا. قال ابن سیدة: قال سیبویه و قالوا هذا العالم حَقُّ العالم؛ یریدون بذلك التَّناهی و أنه قد بلغ الغایة فیما یصفه من الخِصال، قال: و قالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل، دخلت فیه اللام كدخولها فی قولهم أَرْسَلَها العِراكَ، إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلًا. و حُقَّ لك أن تفعل و حُقِقْتَ أن «2» تفعل و ما كان یَحُقُّك أن تفعله فی معنی ما حُقَّ لك. و أُحِقَّ علیك القَضاء فحَقَّ أی أُثْبِتَ فثبت، و العرب تقول: حَقَقْت علیه القضاء أحُقُّه حَقّاً و أحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أی أوجبته. قال الأَزهری: قال أبو عبید و لا أعرف ما قال الكسائی فی حَقَقْت الرجلَ و أحْقَقْته أی غلبته علی الحق. و قوله تعالی: حَقًّا عَلَی الْمُحْسِنِینَ، منصوب علی معنی حَقَّ ذلك علیهم حقّاً؛ هذا قول أبی إسحق النحوی؛ و قال الفراء فی نصب قوله حَقًّا عَلَی الْمُحْسِنِینَ و ما أشبهه فی الكتاب: إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتٰاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا، قال: و هو كقولك عبدُ اللهِ فی الدار حقّاً، إنما نَصْبُ حقّاً من نیة كلام المُخبِر كأنه قال: أُخْبِركم بذلك حقّاً؛ قال الأَزهری: هذا القول یقرب مما قاله أبو إسحق لأَنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً؛ قال أبو زكریا الفراء: و كلُّ ما كان فی القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان فی معناه مصدراً، فوجه الكلام فیه النصب كقول الله تعالی: وَعْدَ الْحَقِّ* و وَعْدَ الصِّدْقِ؛ و الحَقِیقَةُ ما یصیر إلیه حَقُّ الأَمر و وجُوبُه. و بلغ حقیقةَ الأَمر أی یَقِینَ شأْنه. و‌فی الحدیث: لا یبلُغ المؤمن حقیقةَ الإِیمان حتی لا یَعِیب مسلماً بِعَیْب هو فیه؛ یعنی خالِصَ الإِیمان و مَحْضَه و كُنْهَه. و حقیقةُ الرجل: ما یلزمه حِفظه و مَنْعُه و یَحِقُّ علیه الدِّفاعُ عنه من أهل بیته؛ و العرب تقول: فلان یَسُوق الوَسِیقة و یَنْسِلُ [یَنْسُلُ الوَدِیقةَ و یَحْمی الحقیقة، فالوَسیقةُ الطریدةُ من الإِبل، سمیت وسیقة لأَن طاردها یَسِقُها إذا ساقَها أی یَقْبِضها، و الوَدیقةُ شدّة الحر، و الحقیقةُ ما یَحِقّ علیه أن یَحْمِیه، و جمعها الحَقائقُ. و الحقیقةُ فی اللغة: ما أُقِرّ فی الاستعمال علی أصل وضْعِه، و المَجازُ ما كان بضد ذلك، و إنما یقع المجاز و یُعدَل إلیه عن الحقیقة لمعانٍ ثلاثة: و هی الاتِّساع و التوكید و التشبیه، فإن عُدِم هذه الأَوصافُ كانت الحقیقة البتَّةَ، و قیل: الحقیقة الرّایة؛ قال عامر بن الطفیل: لقد عَلِمَتْ عَلْیا هَوازِنَ أَنَّنی أَنا الفارِسُ الحامی حَقِیقةَ جَعْفَرِ و قیل: الحقیقة الحُرْمة، و الحَقیقة الفِناء. و حَقَّ الشئُ یَحِقُّ، بالكسر، حقّاً أی وجب. و‌فی حدیث حذیفة: ما حَقَّ القولُ علی بنی إسرائیل حتی استغْنی الرِّجالُ بالرجالِ و النساءُ بالنساءِ‌أی وجَب و لَزِم. و فی التنزیل: وَ لٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی. و أحقَقْت الشئ أی أوجبته. و تحقق عنده الخَبَرُ أی صحَّ. و حقَّقَ قوله و ظنَّه تحقیقاً أی صدَّقَ. و كلامٌ مُحَقَّقٌ أی رَصِین؛ قال الراجز: دَعْ ذا و حَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا و الحَقُّ: صِدْق الحدیثِ. و الحَقُّ: الیَقین بعد الشكِّ.
(2). قوله [و حققت أن إلخ] كذا ضبط فی الأَصل و بعض نسخ الصحاح بضم فكسر و الذی فی القاموس بفتح فكسر.
لسان العرب، ج‌10، ص: 53
و أحقَّ الرجلُ: قال شیئاً أو ادَّعَی شیئاً فوجب له. و استحقَّ الشی‌ءَ: استوجبه. و فی التنزیل: فَإِنْ عُثِرَ عَلیٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقّٰا إِثْماً، أی استوجباه بالخِیانةِ، و قیل: معناه فإن اطُّلِعَ علی أنهما استوجبا إثماً أی خیانةً بالیمین الكاذبة التی أقْدما علیها، فَآخَرٰانِ یَقُومٰانِ مَقٰامَهُمٰا مِنَ ورثة المُتوفَّی الَّذِینَ اسْتَحَقَّ عَلَیْهِمُ أی مُلِك علیهم حقٌّ من حقوقهم بتلك الیمین الكاذبة، و قیل: معنی علیهم منهم، و إذا اشتَرَی رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر و أقامَ بیِّنةً عادلةً علی دعواه و حكم له الحاكمُ ببینته فقد استحقها علی المشتری الذی اشتراها أی مَلَكَها علیه، و أخرجها الحاكم من ید المشتری إلی ید مَن استحقَّها، و رجع المشتری علی البائع بالثمن الذی أدَّاه إلیه، و الاستِحْقاقُ و الاسْتِیجابُ قریبان من السواء. و أما قوله تعالی: لَشَهٰادَتُنٰا أَحَقُّ مِنْ شَهٰادَتِهِمٰا، فیجوز أن یكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، و یكون إذ ذاك علی طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعنی السین و التاء، و یجوز أن یكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشی‌ءُ إذا ثبت. و‌فی حدیث ابن عمر أن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: ما حقُّ امرئٍ أن یَبِیتَ لیلتین إلا و وَصِیَّتُه عنده؛ قال الشافعی: معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ و ما المعروف فی الأَخلاق الحسَنة لامرئٍ و لا الأَحْوطُ إلا هذا، لا أنه واجب و لا هو من جهة الفرض، و قیل: معناه أن الله حكم علی عباده بوجوب الوصیة مطلقاً ثم نَسخ الوصیّة للوارث فبقی حَقُّ الرجل فی ماله أن یُوصی لغیر الوارث، و هو ما قدَّره الشارع بثلث ماله. و حاقَّهُ فی الأَمر مُحَاقَّةً و حِقاقاً: ادَّعَی أنه أولی بالحق منه، و أكثر ما استعملوا هذا فی قولهم حاقَّنی أی أكثر ما یستعملونه فی فعل الغائب. و حاقَّهُ فحَقَّه یَحُقُّه: غَلبه، و ذلك فی الخصومة و استیجاب الحق. و حاقَّهُ أی خاصَمه و ادَّعَی كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قیل حَقَّه. و التَّحَاقُّ: التخاصمُ. و الاحْتِقاقُ: الاختصام. و یقال: احْتَقَّ فلان و فلان، و لا یقال للواحد كما لا یقال اختصم للواحد دون الآخر. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ، و رواه بعضهم: نَصَّ الحَقائِقِ، فالعَصَبة أوْلی؛ قال أبو عبیدة: نَصُّ كل شی‌ء مُنتهاه و مَبْلَغ أقصاه. و الحِقاقُ: المُحاقَّةُ و هو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة فی الجاریة فتقول أنا أحَقُّ بها، و یقولون بل نحن أحَقُّ، و أراد بِنَصِّ الحِقاق الإِدْراكَ لأَن وقت الصغر ینتهی فتخرج الجاریة من حد الصغر إلی الكبر؛ یقول: ما دامت الجاریةُ صغیرةً فأُمُّها أوْلی بها، فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلی بأمرها من أُمها و بتزویجها و حَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء و الإِخْوة و الأَعمام؛ و قال ابن المبارك: نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل، و هو مثل الإِدراك لأَنه إنما أراد منتهی الأَمر الذی تجب به الحقوق و الأَحكام فهو العقل و الإِدراك. و قیل: المراد بلوغ المرأة إلی الحد الذی یجوز فیه تزویجها و تصَرُّفها فی أمرها، تشبیهاً بالحِقاقِ من الإِبل جمع حِقٍّ و حِقَّةٍ، و هو الذی دخل فی السنة الرابعة، و عند ذلك یُتمكَّن من ركوبه و تحمیله، و من‌رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقیقة، و هو ما یصیر إلیه حَقُّ الأَمر و وجوبُه، أو جمع الحِقَّة من الإِبل؛ و منه قولهم: فلان حَامی الحَقِیقة إذا حَمَی ما یجب علیه حمایتُه. و رجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم فی صغار الأَشیاء. و الحاقَّةُ: النازلة و هی الداهیة أیضاً. و فی التهذیب:
لسان العرب، ج‌10، ص: 54
الحَقَّةُ الداهیة و الحاقَّةُ القیامة، و قد حَقَّتْ تَحُقُّ. و فی التنزیل: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحَاقَّةُ؛ الحاقة: الساعة و القیامة، سمیت حاقَّةً لأَنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خیر أو شر؛ قال ذلك الزجاج، و قال الفراء: سمیت حاقَّةً لأَن فیها حَواقَّ الأُمور و الثوابَ. و الحَقَّةُ: حقیقة الأَمر، قال: و العرب تقول لمّا عرفتَ الحَقَّةَ مِنی هربْتَ، و الحَقَّةُ و الحاقَّةُ بمعنی واحد؛ و‌قیل: سمیت القیامة حاقَّةً لأَنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ فی دِین الله بالباطل‌أی كل مُجادِلٍ و مُخاصم فتحُقُّه أی تَغْلِبه و تَخْصِمه، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً و مُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أی غلبته و فَلَجْتُ علیه. و قال أبو إسحق فی قوله الْحَاقَّةُ: رفعت بالابتداء، و مَا رَفْعٌ بالابتداء أیضاً، و الْحَاقَّةُ الثانیة خبر مَا، و المعنی تفخیم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أی شی‌ءٍ الحاقَّةُ. و قوله عز و جل: وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحَاقَّةُ، معناه أیُّ شی‌ءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ، و مٰا موضعُها رَفْعٌ و إن كانت بعد أَدْرٰاكَ؛ المعنی ما أعْلَمَكَ أیُّ شی‌ءٍ الحاقَّةُ. و من أیمانهم: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مبنیة علی الضم؛ قال الجوهری: و قولهم لَحَقُّ لا آتِیكَ هو یمین للعرب یرفعونها بغیر تنوین إذا جاءت بعد اللام، و إذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِیك؛ قال ابن بری: یرید لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ، و لقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب فی قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام. و الحَقُّ: المِلْك. و الحُقُقُ: القریبو العهد بالأُمور خیرها و شرها، قال: و الحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أیضاً. و الحِقُّ من أولاد الإِبل: الذی بلغ أن یُرْكب و یُحمَل علیه و یَضْرِب، یعنی أن یضرب الناقةَ، بیِّنُ الإِحقاقِ و الاسْتحقاق، و قیل: إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقٌّ بیِّنُ الحِقَّةِ. قال الأَزهری: و یقال بعیر حِقٌّ بیِّنُ الحِقِّ بغیر هاء، و قیل: إذا بلغ هو و أُخته أن یُحْمَل علیهما و یُركبا فهو حِقٌّ؛ الجوهری: سمی حِقّاً لاستحقاقه أن یُحْمل علیه و أن یُنتفع به؛ تقول: هو حِقٌّ بیِّنُ الحِقَّةِ، و هو مصدر، و قیل: الحِقُّ الذی استكمل ثلاث سنین و دخل فی الرابعة؛ قال: إذا سُهَیْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ، فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ و الحِقُّ جَذَعْ و الجمع أحُقٌّ و حِقاقٌ، و الأُنثی حِقَّة و حِقٌّ أیضاً؛ قال ابن سیدة: و الأُنثی من كل ذلك حِقَّةٌ بَیِّنَةُ الحِقَّةِ، و إنما حكمه بَیِّنة الحَقاقةِ و الحُقُوقةِ أو غیر ذلك من الأَبنیة المخالفة للصفة لأَن المصدر فی مثل هذا یخالف الصفة، و نظیره فی موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم فی البناء قولهم أسَدٌ بَیِّنُ الأَسد. قال أبو مالك: أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنین، و إذا لَقِحَت حین تُحِقّ قیل لَقِحت علیَّ كرهاً. و الحِقَّةُ أیضاً: الناقة التی تؤخذ فی الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً و أربعین. و فی حدیث الزكاة ذكر الحِقِّ و الحِقَّة، و الجمع من كل ذلك حُقُقٌ و حَقائق؛ و منه قول المُسَیَّب بن عَلَس: قد نالَنی منه علی عَدَمٍ مثلُ الفَسِیل، صِغارُها الحُقُقُ قال ابن بری: الضمیر فی منه یعود علی الممدوح و هو حسان بن المنذر أخو النعمان؛ قال الجوهری: و ربما تجمع علی حَقائقَ مثل إفَالٍ و أفائل، قال ابن سیدة: و هو نادر؛ و أنشد لعُمارةَ بن طارق:
لسان العرب، ج‌10، ص: 55
و مَسَدٍ أُمِرَّ من أَیانِقِ، لَسْنَ بأَنْیابٍ و لا حَقائِقِ و هذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة علی غَرائر، و كجمعهم ضَرَّة علی ضَرائر، و لیس ذلك بِقیاس مُطَّرِد. و الحِقُّ و الحِقَّة فی حدیث صدقات الإِبل و الدیات، قال أَبو عبید: البعیر إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة و دخل فی الرابعة فهو حینئذ حِقٌّ، و الأُنثی حِقَّة. و الحِقَّة: نَبْزُ أُم جَرِیر بن الخَطَفَی، و ذلك لأَن سُوَیْدَ بن كراع خطبها إلی أَبیها فقال له: إِنها لصغیرة صُرْعةٌ، قال سوید: لقد رأَیتُها و هی حِقَّةٌ أَی كالحِقَّة من الإِبل فی عِظَمها؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: و من وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ‌أَی صغارها و شَوابِّها، تشبیهاً بِحقاق الإِبل. و حَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ و أَحَقَّت، كلاهما: صارت حِقَّةً؛ قال الأَعشی: بِحِقَّتِها حُبِسَتْ فی اللَّجینِ، حتی السَّدیِسُ لها قد أَسَنّ قال ابن بری: یقال أَسَنَّ سدِیسُ الناقة إِذا نبَت و ذلك فی الثامنة، یقول: قِیمَ علیها من لدن كانت حِقَّة إِلی أَن أَسْدَسَت، و الجمع حِقاقٌ و حُقُقٌ؛ قال الجوهری: و لم یُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا یقال ذلك كما لا یقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا و لا بثنیَّتها و لا ببازلها، و لا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا یقال أَسَنَّ السِّنُّ، و إِنما یقال أَسنَّ الرجل و أَسنَّت المرأَة، و إِنما أَراد أَنها رُبِطَت فی اللَّجین وقتاً كانت حقة إِلی أَن نَجَمَ سَدِیسُها أَی نبَت، و جمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب و كتُب؛ قال ابن سیدة: و بعضهم یجعل الحِقَّة هنا الوقت، و أَتت الناقةُ علی حِقَّتها أَی علی وقتها الذی ضَربها الفحل فیه من قابل، و هو إِذا تَمَّ حَملها و زادت علی السنة أَیاماً من الیوم الذی ضُربت فیه عاماً أَوّل حتی یستوفی الجَنین السنةَ، و قیل: حِقُّ الناقة و اسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قال ذو الرمة: أَفانین مَكْتوب لها دُون حِقِّها، إِذا حَمْلُها راشَ الحِجَاجَینِ بالثُّكْلِ أَی إِذا نبَت الشعر علی ولدها ألقته میِّتاً، و قیل: معنی البیت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها، و ذلك أَنها رُكبت فی سفَر أَتعبها فیه شدة السیر حتی أَجْهَضَتْ أَولادها؛ و قال بعضهم: سمیت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن یَطْرُقها الفحلُ، و قولهم: كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها و حِقِّ لَقاحها أَیضاً، بالكسر، أَی حین ثبت ذلك فیها. الأَصمعی: إِذا جازت الناقة السنة و لم تلد قیل قد جازت الحِقَّ؛ و قولُ عَدِیّ: أَی قومی إِذا عزّت الخمر و قامت رفاقهم بالحقاق و یروی: و قامت حقاقهم بالرفاق، قال: و حِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل. و یقال: عَذر الرَّجلُ و أَعْذَر و اسْتَحقَّ و استوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة؛ و منه‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لا یَهْلِكُ الناسُ حتی یُعْذِرُوا من أَنفسهم.و صبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِیقاً أَی مُشْبَعاً. و ثوب مُحقَّق: علیه وَشْیٌ علی صورة الحُقَق، كما یقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ. و ثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قال الشاعر: تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِیك، إِنّا كَفَیْناكَ المُحَقَّقَةَ الرِّقاقا
لسان العرب، ج‌10، ص: 56
و أَنا حَقِیقٌ علی كذا أَی حَریصٌ علیه؛ عن أَبی علیّ، و به فسر قوله تعالی: حَقِیقٌ عَلیٰ أَنْ لٰا أَقُولَ عَلَی اللّٰهِ إِلَّا الْحَقَّ، فی قراءة من قرأَ به، و قرئ حقیق علیّ أَن لا أَقول، و معناه واجب علیّ ترك القول علی الله إِلَّا بالحق. و الحُقُّ و الحُقَّةُ، بالضم: معروفة، هذا المَنْحوت من الخشب و العاج و غیر ذلك مما یصلح أَن یُنحت منه، عربیٌّ معروف قد جاء فی الشعر الفصیح؛ قال الأَزهری: و قد تُسوّی الحُقة من العاج و غیره؛ و منه قول عَمرو بن كُلْثُوم: و ثَدْیاً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً، حَصاناً من أَكُفِّ اللَّامِسِینا قال الجوهری: و الجمع حُقٌّ و حُقَقٌ و حِقاقٌ؛ قال ابن سیدة: و جمع الحُقّ أَحْقاقٌ و حِقاقٌ، و جمع الحُقَّة حُقَقٌ؛ قال رؤبة: سَوَّی مَساحِیهنَّ تَقْطِیطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَی أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِیطَ الحُقَقِ، و قد قالوا فی جمع حُقَّةٍ حُقّ، فجعلوه من باب سِدْرة و سِدْر، و هذا أَكثره إِنما هو فی المخلوق دون المصنوع، و نظیره من المصنوع دَواةٌ و دَوًی و سَفِینة و سَفِین. و الحُقُّ من الورك: مَغْرِزُ رأْس الفخذ فیها عصَبة إِلی رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل، و قیل: الحُق أَصل الورك الذی فیه عظم رأْس الفخذ. و الحُق أَیضاً: النُّقْرة التی فی رأْس الكتف. و الحُقُّ: رأْس العَضُد الذی فیه الوابِلةُ و ما أَشْبهها. و یقال: أَصبت حاقّ عینه و سقط فلان علی حاقِّ رأْسه أَی وسَط رأْسه، و جئته فی حاقِّ الشتاء أَی فی وسطه. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً یقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعیر فشكُّوا فیها فقال: هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ. و‌فی الحدیث: لیس للنساء أَن یَحقُقْنَ الطَّریقَ؛ هو أَن یَركبن حُقَّها و هو وسَطها من قولك سقَط علی حاقِّ القَفا و حُقِّه. و‌فی حدیث یوسف بن عمر: إِنَّ عامِلًا من عُمالی یذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ و لُقٍّ؛ الحُق: الأَرض المطمئنة، و اللُّق: المرتفعة. و حُقُّ الكَهْوَل: بیت العنكبوت؛ و منه‌حدیث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاویة فی مُحاوَراتٍ كانت بینهما: لقد رأَیْتك بالعراق و إِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول و كالحَجاةِ فی الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتی اسْتَحكم، فی حدیث فیه طول، قال: أَی واهٍ. و حُقُّ الكَهول: بیت العنكبوت. قال الأَزهری: و قد روی ابن قتیبة هذا الحرف بعینه فصحَّفه و قال: مثل حُق الكَهْدَلِ، بالدال بدل الواو، قال: و خبَطَ فی تفسیره خَبْط العَشْواء، و الصواب مثل حُق الكَهول، و الكَهول العنكبوت، و حُقُّه بیته. و حاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ القفا. و یقال: استحقَّت إِبلُنا ربیعاً و أَحَقَّت ربیعاً إِذا كان الربیع تاماً فرعَتْه. و أَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم. و احتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ و انتهی سِمَنُه. قال ابن سیدة: و أَحقَّ القومُ من الربیع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عن أَبی حنیفة، یرید سَمِنت مَواشِیهم. و حقَّت الناقة و أَحقَّت و استحقَّت: سمنت. و حكی ابن السكیت عن ابن عطاء أَنه قال: أَتیت أَبا صَفْوانَ أَیام قَسمَ المَهْدِیُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان؛: ممن أَنت؟ و كان أَعرابیّاً فأَراد أَن یمتحنه، قلت: من بنی تمیم، قال: من أَیّ تمیم؟ قلت:
لسان العرب، ج‌10، ص: 57
ربانی، قال: و ما صنعتُك؟ قلت: الإِبل، قال: فأَخبرنی عن حِقَّة حَقَّت علی ثلاث حِقاق، فقلت: سأَلت خبیراً: هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان فی ربیع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً، ثم ضَبَعَت و لم تَضْبَعا فقد حقَّت علیهما حِقَّة أُخری، ثم لَقِحَت و لم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات، فقال لی: لعَمْری أَنت منهم و اسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت و استحقّ لَقاحُها، یُجْعَل الفعل مرة للناقة و مرة للَّقاح. قال أَبو حاتم: مَحاقُّ المالِ یكون الحَلْبة الأُولی، و الثانیة منها لِبَأٌ. و المَحاقُّ: اللاتی لم یُنْتَجْن فی العام الماضی و لم یُحلَبن فیه. و احْتقَّ الفرسُ أَی ضَمُر. و یقال: لا یحقُّ ما فی هذا الوِعاء رطلًا، معناه أَنه لا یَزِنُ رطلًا. و طعْنة مُحْتَقَّة أَی لا زَیْغَ فیها و قد نَفَذَت. و یقال: رمَی فلان الصیدَ فاحتقَّ بعضاً و شَرَم بعضاً أَی قتَل بعضاً و أُفْلِتَ بعض جَریحاً؛ و المُحْتقُّ من الطعْن: النافِذُ إِلی الجوف؛ و منه قول أَبی كبیر الهذلی: هَلَّا و قد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها، ما بینَ مُحْتَقٍّ بها و مُشَرِّمِ أَراد من بین طَعْن نافذٍ فی جوفها و آخَرَ قد شرَّمَ جلدَها و لم ینفُذ إِلی الجوف. و الأَحقُّ من الخیل: الذی لا یَعْرَق، و هو أَیضاً الذی یضع حافر رجله موضع حافر یده، و هما عیب؛ قال عدیّ بن خَرَشةَ الخَطْمِیّ: بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَیلِ نَهْدٍ جَوادٍ، لا أَحقُّ و لا شئیتُ قال ابن سیدة: هذه روایة ابن درید، و روایة أَبی عبید: و أَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ، كُمَیْتٌ، لا أَحقُّ و لا شئیت الأَقدرُ: الذی یجوز حافرا رجلیه حافِریْ یدیه، و الأَحقُّ: الذی یُطَبِّقُ حافرا رجلیه حافریْ یدیه، و الشَّئیتُ: الذی یقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر یده، و ذلك أَیضاً عیب، و الاسم الحَقَق. و بنات الحُقَیْقِ: ضرْب من رَدِی‌ء التمر، و قیل: هو الشِّیص، قال الأَزهری: قال اللیث بنات الحقیق ضرب من التمر، و الصواب لَوْن الحُبَیق ضرب من التمر ردی‌ء. و بنات الحقیق فی صفة التمر تغییر، و لَوْنُ الحُبیق معروف. قال: و‌قد روینا عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نَهی عن لوْنین من التمر فی الصدقة: أَحدهما الجُعْرُور، و الآخر لون الحبیق، و یقال لنخلته عَذْقُ ابن حبیق «3» و لیس بشِیص و لكنه ردی‌ء من الدَّقَلِ؛ و‌روی الأَزهری حدیثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبیه قال: لا یُخرَج فی الصدقة الجُعرور و لا لون حُبیْق؛ قال الشافعی: و هذا تمر ردی‌ء و السس «4» تمر و تؤخذ الصدقة من وسط التمر. و الحَقْحقةُ: شدَّة السیر. حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا فی السیر. و قَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ منه.و تعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخِّیر فلم یَقتصِد فقال له أَبوه: یا عبد الله، العلمُ أَفضلُ من العمل، و الحسَنةُ بین السَّیِّئتین، و خیرُ الأُمور أَوساطُها، و شرُّ السیر الحَقْحقةُ؛ هو إِشارة إلی الرِّفق فی العبادة، یعنی علیك
(3). قوله [عذق ابن حبیق] ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففی الزرقانی علی الموطأ قال أبو عمر بفتح العین النخلة و بالكسر الكباسة أی القنو كأن التمر سمی باسم النخلة لأَنه منها انتهی. فضبطه فی مادة حبق بالكسر خطأ. (4). قوله [و السس] كذا بالأصل و لعله و أیبس.
لسان العرب، ج‌10، ص: 58
بالقَصْد فی العبادة و لا تَحْمِل علی نفسك فتَسأَم؛ و خیرُ العمل ما دِیمَ و إِن قلَّ، و إِذا حملت علی نفسك من العبادة ما لا تُطیِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام علی العبادة و بَقِیت حَسیراً، فتكلَّفْ من العبادة ما تُطیقُه و لا یَحْسِرُك. و الحَقحقةُ: أَرفع السیر و أَتْعَبُه للظَّهر. و قال اللیث: الحقحقة سیر اللیل فی أَوّله، و قد نهی عنه، قال: و قال بعضهم الحقحقة فی السیر إِتعابُ ساعة و كفُّ ساعة؛ قال الأَزهری: فسر اللیث الحقحقة تفسیرین مختلفین لم یصب الصواب فی واحد منهما، و الحقحقة عند العرب أَن یُسار البعیرُ و یُحمل علی ما یتعبه و ما لا یطیقه حتی یُبْدِعَ براكبه، و قیل: هو المُتعِب من السیر، قال: و أَما قول اللیث إِنّ الحقحقة سیر أَول اللیل فهو باطل ما قاله أَحد، و لكن یقال فَحِّمُوا عن اللیل أَی لا تسیروا فیه. و قال ابن الأَعرابی: الحَقحقةُ أَن یُجْهِد الضعیفَ شدَّةُ السیر. قال ابن سیدة: و سَیرٌ حَقْحَاقٌ شدید، و قد حَقْحَقَ و هَقْهَقَ علی البدل، و قَهْقَهَ علی القلب بعد البدل. و قَرَبٌ حَقْحاق و هَقْهاق و قَهْقاه و مُقَهْقَه و مُهَقْهَقٌ إِذا كان السیر فیه شدیداً مُتعِباً. و أُمّ حِقّة: اسم امرأَة؛ قال مَعْنُ بن أَوْس: فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّة حادِثاً، و أَنْكَرها ما شئت، و الودُّ خادِعُ

حلق؛ ج10، ص: 58

: الحَلْقُ: مَساغ الطعام و الشراب فی المَری‌ء، و الجمع القلیل أَحْلاقٌ؛ قال: إِنَّ الذین یَسُوغُ فی أَحْلاقِهم زادٌ یُمَنُّ علیهمُ، للِئامُ و أَنشده المبرد: … فی أَعْناقِهم، فَرَدَّ ذلك علیه علیّ بن حَمزَة، و الكثیر حُلوق و حُلُقٌ؛ الأَخیرة عَزِیزة؛ أَنشد الفارسی: حتی إِذا ابْتَلَّتْ حلاقِیمُ الحُلُقْ الأَزهری: مخرج النفس من الحُلْقُوم و موضع الذبح هو أَیضاً من الحَلْق. و قال أَبو زید: الحلق موضع الغَلْصَمة و المَذْبَح. و حَلَقه یَحْلُقُه حَلْقاً: ضربه فأَصاب حَلْقَه. و حَلِقَ حَلَقاً: شكا حَلْقَه، یطرد علیهما باب. ابن الأَعرابی: حلَق إِذا أَوجَع، و حَلِقَ إِذا وجِعَ. و الحُلاقُ: وجَعٌ فی الحَلْق و الحُلْقُوم كالحَلْق، فُعْلُوم عند الخلیل، و فُعْلُول عند غیره، و سیأْتی. و حُلُوق الأَرض: مَجارِیها و أَوْدِیتها علی التشبیه بالحُلوق التی هی مَساوِغُ الطعام و الشراب و كذلك حُلوق الآنیة و الحِیاض. و حَلَّقَ الإِناءُ من الشراب: امْتلأَ إِلَّا قلیلًا كأَنَّ ما فیه من الماء انتهی إِلی حَلْقِه، و وَفَّی حلْقَةَ حوضه: و ذلك إِذا قارب أَن یملأَه إلی حَلْقه. أَبو زید: یقال وفَّیْت حَلْقة الحوض تَوفِیةً و الإِناء كذلك. و حَلْقةُ الإِناء: ما بقی بعد أَن تجعل فیه من الشراب أَو الطعام إِلی نصفه، فما كان فوق النصف إِلی أَعلاه فهو الحلقة؛ و أَنشد: قامَ یُوَفِّی حَلْقَةَ الحَوْضِ فَلَجْ قال أَبو مالك: حَلْقة الحوض امْتِلاؤُه، و حلقته أَیضاً دون الامتلاء؛ و أَنشد: فَوافٍ كَیْلُها و مُحَلِّقُ و المُحلِّق: دون المَلْ‌ء؛ و قال الفرزدق: أَخافُ بأَن أُدْعَی و حَوْضِی مُحَلِّقٌ، إِذا كان یومُ الحَتْف یومَ حِمامِی «5»
(5). و فی قصیدة الفرزدق: إِذا كان یوم الوِردِ یومَ خِصامِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 59
و حَلَّق ماءُ الحوض إِذا قلَّ و ذهب. و حلَّق الحوضُ: ذهب ماؤُه؛ قال الزَّفَیانُ: و دُونَ مَسْراها فَلاةٌ خیْفَقُ، نائی المیاه، ناضبٌ مُحَلِّقُ «1». و حَلَّقَ المكُّوكُ إِذا بلغ ما یُجعل فیه حَلْقَه. و الحُلُق: الأَهْوِیة بین السماء و الأَرض، واحدها حالِقٌ. و جبل حالق: لا نبات فیه كأَنه حُلِق، و هو فاعل بمعنی مفعول؛ كقول بشر بن أَبی خازم: ذَكَرْتُ بها سَلْمَی، فبِتُّ كأَنَّنی ذَكَرْتُ حَبیباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ أَراد مَفْقوداً، و قیل: الحالق من الجبال المُنِیفُ المُشْرِف، و لا یكون إِلا مع عدم نبات. و یقال: جاء من حالق أَی من مكان مُشرف. و‌فی حدیث المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسی من حالِق‌أَی جبل عالٍ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لما نزل تحریم الخمر كنا نَعْمِد إِلی الحُلْقانةِ فنَقْطَع ما ذَنَّبَ منها؛ یقال للبُسر إِذا بدا الإِرْطاب فیه من قِبل ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثیه فهو حُلْقان و مُحَلْقِنٌ؛ یرید أَنه كان یقطع ما أَرطب منها و یرمیه عند الانتباذ لئلا یكون قد جَمع فیه بین البُسْر و الرُّطب؛ و منه‌حدیث بَكَّار: مرّ بقوم یَنالُون من الثَّعْد و الحُلْقان.قال ابن سیدة: بُسرة حُلْقانة بلغ الإِرْطاب حلقها و قیل هی التی بلغ الإِرْطاب قریباً من الثُّفروق من أسفلها و الجمع حُلْقانٌ و مُحَلْقِنة و الجمع مُحَلْقِنٌ. و قال أَبو حنیفة: یقال حلَّق البُسر و هی الحَوالیقُ، بثبات الیاء؛ قال ابن سیدة: و هذا البناء عندی علی النسب إِذ لو كان علی الفعل لقال: مَحالیق، و أَیضاً فإِنی لا أَدری ما وجه ثبات الیاء فی حَوالیق. و حَلْق التمرة و البُسرة: منتهی ثُلثیها كأَن ذلك موضع الحلق منها. و الحَلْقُ: حَلْقُ الشعر. و الحَلْقُ: مصدر قولك حَلق رأْسه. و حَلَّقوا رؤُوسهم: شدّد للكثرة. و الاحْتِلاقُ: الحَلْق. یقال: حَلق مَعَزه، و لا یقال: جَزَّه إِلا فی الضأْن، و عنز مَحْلوقة، و حُلاقة المِعزی، بالضم: ما حُلِق من شعره. و یقال: إِن رأْسه لَجیِّد الحِلاق. قال ابن سیدة: الحَلْق فی الشعر من الناس و المعز كالجَزّ فی الصوف، حلَقه یَحلِقه حَلْقاً فهو حالقٌ و حلاقٌ و حلَقَه و احْتَلَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا هُمَّ، إِن كان بنُو عَمِیرهْ أَهْلُ [أَهْلِ التِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورهْ «2»، فابْعَثْ علیهم سَنةً قاشُورة، تَحْتَلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّورهْ و یقال: حَلق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها، و جزَّ ضأْنَه، و هی مِعْزی مَحْلُوقة و حَلِیقة، و شعر مَحْلوق. و یقال: لحیة حَلیق، و لا یقال حَلِیقة. قال ابن سیدة: و رأْس حلیق محلوق؛ قالت الخنساء: و لكنی رأَیتُ الصبْر خَیْراً من النَّعْلَینِ و الرأْسِ الحَلِیق و الحُلاقةُ: ما حُلِقَ منه یكون ذلك فی الناس و المعز. و الحَلِیقُ: الشعر المحلوق، و الجمع حِلاقٌ.
(1). قوله [مسراها] كذا فی الأَصل، و الذی فی شرح القاموس مرآها (2). قوله [مقصورة] فسره المؤلف فی مادة قصر عن ابن الأَعرابی فقال: مقصورة أی خلصوا فلم یخالطهم غیرهم
لسان العرب، ج‌10، ص: 60
و احْتلقَ بالمُوسَی. و فی التنزیل: مُحَلِّقِینَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِینَ. و‌فی الحدیث: لیس مِنَّا من صَلَق أَو حَلق‌أَی لیس من أَهل سُنَّتنا من حلَق شعره عند المُصیبة إِذا حلَّت به. و منه‌الحدیث: لُعِنَ من النساء الحالقة و السالِقةُ و الخارِقةُ.و قیل: أَراد به التی تَحلِق وجهها للزینة؛ و‌فی حدیث: لیس منا من سلَق أَو حلَق أَو خَرق‌أَی لیس من سنَّتنا رَفْعُ الصوت فی المَصائب و لا حلْقُ الشعر و لا خَرْقُ الثیاب. و‌فی حدیث الحَجّ: اللهمَّ اغْفر للمُحَلِّقِین‌قالها ثلاثاً؛ المحلِّقون الذین حلَقوا شعورهم فی الحج أَو العُمرة و خصَّهم بالدعاء دون المقصرین، و هم الذین أَخذوا من شعورهم و لم یَحلِقوا لأَن أَكثر من أَحرم مع النبی، صلی الله علیه و سلم، لم یكن معهم هَدْیٌ، و كان علیه السلام قد ساق الهَدْیَ، و مَن معه هَدْیْ لا یَحلِق حتی یَنْحَر هدیَه، فلما أَمرَ من لیس معه هدی أَن یحلق و یحِلَّ، وجَدُوا فی أَنفسهم من ذلك و أَحبُّوا أَن یأَذَن لهم فی المُقام علی إِحرامهم حتی یكملوا الحج، و كانت طاعةُ النبی، صلی الله علیه و سلم، أَولی بهم، فلما لم یكن لهم بُدٌّ من الإِحْلال كان التقصیر فی نُفوسهم أَخفّ من الحلق، فمال أَكثرهم إِلیه، و كان فیهم من بادر إِلی الطاعة و حلق و لم یُراجِع، فلذلك قدَّم المحلِّقین و أَخَّر المقصِّرین. و المِحْلَقُ، بكسر المیم: الكِساءُ الذی یَحْلِق الشعر من خِشونته؛ قال عُمارة بن طارِقٍ یصف إِبلًا ترد الماءَ فتشرب: یَنْفُضْنَ بالمَشافِر الهَدالِقِ، نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ و المَحاشِئُ: أَكْسِیة خَشِنةٌ تَحْلِقُ الجسد، واحدها مِحْشأ، بالهمز، و یقال: مِحْشاة، بغیر همز، و الهَدالِقُ: جمع هِدْلق و هی المُسْتَرْخِیَةُ. و الحَلَقةُ: الضُّروعُ المُرْتَفعةُ. و ضَرْعٌ حالقٌ: ضخْم یحلق شعر الفخذین من ضِخَمِه. و قالوا: بینهم احْلِقِی و قُومی أَی بینهم بَلاءٌ و شدَّة و هو من حَلْق الشعر كان النساءُ یَئمْن فیَحلِقْن شُعورَهنَّ؛ قال: یومُ أَدِیمِ بَقَّةَ الشَّرِیمِ أَفضلُ من یومِ احْلِقی و قُومِی ابن الأَعرابی: الحَلْقُ الشُّؤْم. و مما یُدعَی به علی المرأَة: عَقْرَی حَلْقَی، و عَقْراً حَلْقاً فأَمّا عقرَی و عقراً فسنذكره فی حرف العین، و أَما حلْقَی و حلقاً فمعناه أَنه دُعِیَ علیها أَن تئیم من بعلها فتَحْلِق شعرها، و قیل: معناه أَوجع الله حَلْقها، و لیس بقویّ؛ قال ابن سیدة: و قیل معناه أَنها مَشْؤُومةٌ، و لا أَحُقُّها. و قال الأَزهری: حَلْقَی عقْری مشؤُومة مُؤْذِیة. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال لصَفِیَّة بنت حُیَیٍّ حین قیل له یوم النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حاضت فقال: عقری حلقی ما أَراها إِلَّا حابِسَتنا؛ معناه عَقَر الله جَسدَها و حلَقها أَی أَصابها بوجع فی حَلْقها، كما یقال رأَسَه و عضَده و صَدَره إِذا أَصاب رأْسَه و عضُدَه و صَدْره. قال الأَزهری: و أَصله عقراً حلقاً، و أَصحاب الحدیث یقولون عقرَی حلقَی بوزن غَضْبَی، حیث هو جارٍ علی المؤَنث، و المعروف فی اللغة التنوین علی أَنه مصدر فَعل متروك اللفظ، تقدیره عقَرها الله عقْراً و حلَقها الله حلقاً. و یقال للأَمر تَعْجَبُ منه: عقْراً حلقاً، و یقال أَیضاً للمرأَة إِذا كانت مؤْذِیة مشؤُومة؛ و من مواضع التعجب قولُ أُمّ الصبی الذی تكلَّم: عَقْرَی أَ وَ كان هذا منه قال الأَصمعی: یقال عند الأَمر تَعْجَبُ منه: خَمْشَی و عَقْری و حَلْقی كأَنه من العَقْر و الحَلْق
لسان العرب، ج‌10، ص: 61
و الخَمْش؛ و أَنشد: أَلا قَوْمِی أُولُو عَقْرَی و حَلْقَی لِما لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ و معناه قَومِی أُولُو نساءٍ قد عَقَرْن وجُوههن فخدَشْنَها و حَلَقْن شعورهن مُتَسَلِّباتٍ علی من قُتل من رجالها؛ قال ابن بری: هذا البیت رواه ابن القطَّاع: أَلا قَومی أُولو عَقْرَی و حَلْقَی یریدون أَلا قومی ذَوو نساءٍ قد عقرن وجوهَهنَّ و حلقن رؤُوسهن، قال: و كذلك رواه الهَرَوِیّ فی الغریبین قال: و الذی رواه ابن السكیت: أَلا قُومِی إِلی عقْری و حلْقی قال: و فسَّره عثمان بن جنی فقال: قولهم عقری حلقی، الأَصل فیه أَن المرأَة كانت إِذا أُصِیب لها كریم حلَقَت رأْسها و أَخذت نَعْلین تضرب بهما رأْسَها و تعقِره؛ و علی ذلك قول الخنساء: فلا و أَبِیكَ، ما سَلَّیْتُ نفسی بِفاحِشةٍ أَتَیتُ، و لا عُقوقِ و لكنِّی رأَیتُ الصَّبْر خَیراً من النَّعلین و الرأْسِ الحَلیقِ یرید إِن قومی هؤلاء قد بلغ بهم من البَلاء ما یبلُغ بالمرأَة المعقورة المحلوقة، و معناه أَنهم صاروا إِلی حال النساءِ المَعْقُورات المحلوقات. قال شمر: روی أَبو عبید عقراً حلقاً، فقلت له: لم أَسمع هذا إِلا عقرَی حلقَی، فقال: لكنی لم أَسمع فَعْلی علی الدعاء، قال شمر: فقلت له قال ابن شمیل إِن صِبیانَ البادیة یلعبون و یقولون مُطَّیْرَی علی فُعَّیْلی، و هو أَثقل من حَلْقَی، قال: فصیره فی كتابه علی وجهین: منوّناً و غیر منوَّن. و یقال: لا تَفعل ذلك أُمُّك حالِقٌ أَی أَثْكلَ الله أُمَّك بك حتی تَحلِق شعرها، و المرأَةُ إِذا حلَقت شعرها عند المصیبة حالِقةٌ و حَلْقَی. و مثَلٌ للعرب: لأُمّك الحَلْقُ و لعینك العُبْرُ. و الحَلْقَةُ: كلُّ شی‌ءٍ استدار كحَلْقةِ الحدید و الفِضّة و الذهب، و كذلك هو فی الناس، و الجمع حِلاقٌ علی الغالب، و حِلَقٌ علی النادر كهَضْبة و هِضَب، و الحَلَقُ عند سیبویه: اسم للجمع و لیس بجمع لأَن فَعْلة لیست مما یكسَّر علی فَعَلٍ، و نظیر هذا ما حكاه من قولهم فَلْكَةٌ و فَلَكٌ، و قد حكی سیبویه فی الحَلْقة فتح اللام و أَنكرها ابن السكیت و غیره، فعلی هذه الحكایة حلَقٌ جمع حلَقة و لیس حینئذ اسم جمع كما كان ذلك فی حلَق الذی هو اسم جمع لحَلْقة، و لم یَحمِل سیبویه حلَقاً إِلا علی أَنه جمع حَلْقة و إِن كان قد حكی حلَقة بفتحها. و قال اللحیانی: حَلْقة الباب و حلَقته، بإِسكان اللام و فتحها، و قال كراع: حلْقةُ القوم و حلَقتهم، و حكی الأُمَوِیُّ: حِلْقة القوم، بالكسر، قال: و هی لغة بنی الحرت بن كعب، و جمع الحِلْقةِ حِلَقٌ و حَلَق و حِلاقٌ، فأَما حِلَقٌ فهو بابُه، و أَما حَلَقٌ فإِنه اسم لجمع حِلْقة كما كان اسماً لجمع حَلْقةٍ، و أَما حِلاقٌ فنادر لأَن فِعالًا لیس مما یغلب علی جمع فِعْلة. الأَزهری: قال اللیث الحَلْقةُ، بالتخفِیف، من القوم، و منهم من یقول حَلَقة، و قال الأَصمعی: حَلْقة من الناس و من حدید، و الجمع حِلَقٌ مثل بَدْرةٍ و بِدَر و قَصْعة و قِصَعٍ؛ و قال أَبو عبید: أَختار فی حلَقة الحدید فتح اللام و یجوز الجزم، و أَختار فی حلْقة القوم الجزم و یجوز التثقیل؛ و قال أَبو العباس: أَختار فی حلْقة الحدید و حلْقة
لسان العرب، ج‌10، ص: 62
الناس التخفیف، و یجوز فیهما التثقیل، و الجمع عنده حَلَقٌ؛ و قال ابن السكیت: هی حلْقة الباب و حلْقة القوم، و الجمع حِلَق و حِلاق. و حكی یونس عن أَبی عمرو بن العلاء حلَقة فی الواحد، بالتحریك، و الجمع حَلَقٌ و حَلَقات؛ و قال ثعلب: كلهم یجیزه علی ضعفه و أَنشد: مَهْلًا بَنی رُومانَ، بعضَ وَعیدكم و إِیّاكُم و الهُلْبَ منِّی عَضارِطا أَرِطُّوا، فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكمْ، عسَی أَن تَفُوزوا أَن تكونوا رَطائطا قال ابن بری: یقول قد اضطرب أَمرُكم من باب الجِدِّ و العقل فتَحامَقُوا عسی أَن تفُوزوا؛ و الهُلْبُ: جمع أَهْلَبَ، و هو الكثیر شعر الأُنثیین، و العِضْرِطُ: العِجانُ، و یقال: إِن الأَهلَبَ العِضرِطِ لا یُطاق؛ و قد استعمل الفرزدق حَلَقة فی حلْقةِ القوم قال: یا أَیُّها الجالِسُ، وسْطَ الحَلَقهْ، أَ فی زِناً قُطِعْتَ أَمْ فی سَرِقَهْ؟ و قال الراجز: أُقْسِمُ بالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ و لا حُرَیْقاً، و أُخْتَه الحُرَقهْ و قال آخر: حَلَفْتُ بالمِلْحِ و الرَّمادِ و بالنارِ و بالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ حتی یَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً، و یَخْضِبَ القَیْلُ عُرْوَةَ الدَّرَقهْ ابن الأَعرابی: هم كالحَلَقةِ المُفْرَغة لا یُدْرَی أَیُّها طَرَفُها؛ یضرب مثلًا للقوم إِذا كانوا مُجتمعین مؤتَلِفین كلمتهُم و أَیدیهم واحدة لا یَطْمَعُ عَدوُّهم فیهم و لا یَنال منهم. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن الحِلَقِ قبل الصَّلاةِ، و فی روایة: عن التَّحَلُّقِ؛ أَراد قبل صلاة الجُمعة؛ الحِلَقُ، بكسر الحاء و فتح اللام: جمع الحَلْقة مثل قَصْعة و قِصَعٍ، و هی الجماعة من الناس مستدیرون كحلْقة الباب و غیرها. و التَّحَلُّق، تفَعُّل منها: و هو أَن یتَعمَّدوا ذلك. و تَحلَّق القومُ: جلسوا حَلْقة حَلْقة. و‌فی الحدیث: لا تصلوا خَلْف النیِّام و لا المُتَحَلِّقین‌أَی الجُلوسِ حِلَقاً حِلَقاً. و‌فی الحدیث: الجالس وسْط الحلَقة ملعون لأَنه إِذا جلس فی وسَطِها استدبر بعضَهم بظهره فیُؤذیهم بذلك فیَسبُّونه و یلْعَنُونه،؛ و منه‌الحدیث: لا حِمَی إِلا فی ثلاث، و ذكر حَلْقة القوم أَی لهم أَن یَحْمُوها حتی لا یَتَخَطَّاهم أَحَد و لا یَجلس فی وسطها. و‌فی الحدیث: نهی عن حِلَقِ الذهب؛ هی جمع حَلْقةٍ و هی الخاتمُ بلا فَصّ؛ و منه‌الحدیث: من أَحَبّ أَن یُحَلِّق جبینه حَلْقة من نار فلْیُحَلِّقْه حَلْقة من ذهب؛ و منه‌حدیث یأْجُوج و مأْجُوج: فُتِحَ الیومَ من رَدْمِ یأْجوجَ و مأْجوجَ مِثْلُ هذه و حَلَّق بإِصْبَعِه الإِبْهام و التی تلیها و عقَد عَشْراً‌أَی جعل إِصْبَعیْه كالحَلْقة، و عَقْدُ العشرة: من مُواضَعات الحُسّاب، و هو أَن یجعل رأْس إِصْبَعه السبابة فی وسط إِصبعه الإِبهام و یَعْملهما كالحَلْقة. الجوهری: قال أَبو یوسف سمعت أَبا عمرو الشیبانی یقول: لیس فی الكلام حلَقة، بالتحریك، إِلا فی قولهم هؤلاء قوم حَلَقةٌ للذین یَحلِقون الشعر، و فی التهذیب: للذین یحلقونَ المِعْزی، جمع حالِقٍ. و أَما قول العرب: التَقَتْ حلَقتا البِطان، بغیر حذف أَلف حلْقتا لسكونها و سكون اللام، فإِنهم جمعوا فیها بین ساكنین فی الوصل غیر مدغم أَحدهما فی الآخر، و علی هذا قراءة
لسان العرب، ج‌10، ص: 63
نافع: مَحْیایْ و مَماتی، بسكون یاء مَحیایْ، و لكنها ملفوظ بها ممدودة و هذا مع كون الأَوّل منهما حرف مدّ؛ و ممّا جاء فیه بغیر حرف لین، و هو شاذٌّ لا یقاس علیه، قوله: رَخِّینَ أَذْیالَ الحِقِیِّ و ارْتَعْنْ مَشْیَ حَمِیّات كأَنْ لم یُفْزَعْنْ، إِنْ یُمْنَعِ الیومَ نِساء تُمْنَعْنْ قال الأَخفش: أَخبرنی بعض من أَثق به أَنه سمع: أَنا جَریرٌ كُنْیَتی أَبو عَمْرْ، أَ جُبُناً و غَیْرةً خَلْفَ السِّتْرْ قال: و سمعت من العرب: أَنا ابنُ ماوِیّة إِذا جَدَّ النَّقْرْ قال ابن سیدة: قال ابن جنی لهذا ضرب من القیاس، و ذلك أَنّ الساكن الأَوّل و إن لم یكن مدّاً فإِنه قد ضارَع لسكونه المدّة، كما أَن حرف اللین إِذا تحرك جری مَجری الصحیح، فصحّ فی نحو عِوَضٍ و حِولٍ، أَ لا تراهما لم تُقْلب الحركةُ فیهما كما قلبت فی ریح ودِیمة لسكونها؟ و كذلك ما أُعِلّ للكسرة قبله نحو مِیعاد و مِیقات، و الضمة قبله نحو مُوسر و مُوقن إِذا تحرك صح فقالوا مَواعِیدُ و مَواقیتُ و مَیاسیرُ و مَیاقِینُ، فكما جری المدّ مجری الصحیح بحركته كذلك یجری الحرف الصحیح مجری حرف اللین لسكونه، أَ وَ لا تری ما یَعرِض للصحیح إِذا سكن من الإِدغام و القلب نحو من رأَیت و من لقِیت و عنبر و امرأَة شَنْباء؟ فإِذا تحرك صح فقالوا الشنَب و العنبر و أَنا رأَیت و أَنا لقِیت، فكذلك أَیضاً تجری العین من ارتعْن، و المیم من أَبی عمْرو، و القاف من النقْر لسكونها مجری حرف المد فیجوز اجتماعها مع الساكن بعدها. و فی الرحم حَلْقتانِ: إِحداهما التی علی فم الفرْج عند طرَفه، و الأُخری التی تنضمُّ علی الماء و تنفتح للحیض، و قیل: إِنما الأُخری التی یُبالُ منها. و حَلَّق القمرُ و تحلَّق: صار حولَه دارةٌ. و ضربوا بیوتهم حِلاقاً أَی صفّاً واحداً حتی كأَنها حَلْقة. و حلَّقَ الطائرُ إِذا ارتفع فی الهواء و اسْتدارَ، و هو من ذلك؛ قال النابغة: إِذا ما التَقَی الجَمْعانِ، حَلَّقَ فوقَهمْ عَصائبُ طَیْرٍ تَهْتَدِی بِعصائبِ «3» و قال غیره: و لوْ لا سُلیْمانُ الأَمِیرُ لحَلَّقَتْ به، مِن عِتاقِ الطیْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِب و إِنما یرید حلَّقت فی الهَواء فذهبت به؛ و كذلك قوله أَنشده ثعلب: فحَیَّتْ فحیَّاها، فهَبَّتْ فحَلَّقَتْ مع النجْمِ رُؤْیا، فی المَنامِ، كذُوبُ و‌فی الحدیث: نَهَی عن بیع المُحلِّقاتِ‌أَی بیعِ الطیر فی الهواء. و‌روی أَنس بن مالك قال: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یصلی العصر و الشمسُ بیضاء مُحَلِّقةٌ فأَرجِع إِلی أَهلی فأَقول صلُّوا؛ قال شمر: مُحلِّقة أَی مرتفعة؛ قال: تحلیق الشمس من أَوَّل النهار ارتفاعها من المَشرِق و من آخر النهار انْحِدارُها. و قال شمر: لا أَدری التحلیق إِلا الارتفاعَ فی الهواء. یقال: حلَّق النجمُ إِذا ارتفع، و تَحْلِیقُ الطائرِ ارتفاعه فی طَیَرانه، و منه حلّق الطائرُ فی كَبِد السماء إِذا ارتفع و استدار؛ قال ابن الزبیر الأَسَدی
(3). و فی دیوان النابغة: إِذا ما غَزَوا بالجیش، حلَّق فوقهم
لسان العرب، ج‌10، ص: 64
فی النجم: رُبَّ مَنْهَلٍ طاوٍ ورَدْتُ، و قد خَوَی نَجْمٌ، و حَلَّقَ فی السماء نُجومُ خَوی: غابَ؛ و قال ذو الرمة فی الطائر: ورَدْتُ احْتِسافاً و الثُّرَیَّا كأَنَّها، علی قِمّةِ الرأْسِ، ابنُ ماء مُحَلِّقُ و‌فی حدیث: فحلَّقَ ببصره إِلی السماء كما یُحلِّقُ الطائر إِذا ارتفع فی الهواء‌أَی رفَعه؛ و منه الحالِقُ: الجبل المُنِیفُ المُشْرِف. و المُحلَّقُ: موضع حَلْقِ الرأْسِ بِمنًی؛ و أَنشد: كلَّا و رَبِّ البیْتِ و المُحلَّقِ و المُحلِّق، بكسر اللام: اسم رجل من ولد بَكْر بن كِلاب من بنی عامر ممدوح الأَعشی؛ قال ابن سیدة: المُحلِّق اسم رجل سمی بذلك لأَن فرسه عضَّته فی وجهه فتركَتْ به أَثراً علی شكل الحَلقة؛ و إِیاه عنی الأَعشی بقوله: تُشَبُّ لِمَقْرورَیْنِ یَصْطَلِیانِها، و باتَ علی النارِ النَّدَی و المُحَلِّقُ و قال أَیضاً: تَرُوحَ علی آلِ المُحَلِّقِ جَفْنةٌ، كجابِیةِ الشیخِ العِراقِیِّ تَفْهَقُ و أَما قول النابغة الجَعْدِی: و ذكَرْتَ من لبَنِ المُحَلَّق شَرْبَةً، و الخَیْلُ تَعْدُو بالصَّعِیدِ بَدادِ فقد زعم بعض أَهل اللغة أَنه عنی ناقةً سمَتُها علی شكل الحَلْقة و ذكَّر علی إِرادةِ الشخص أَن الضَّرْع؛ هذا قول ابن سیدة، و أَورد الجوهری هذا البیت و قال: قال عَوْقُ بن الخَرِع یخاطب لَقیطَ بن زُرارةَ، و أَیده ابن بری فقال: قاله یُعیِّره بأَخیه مَعْبَدٍ حین أَسَرَه بنو عامر فی یوم رَحْرَحان و فرَّ عنه؛ و قبل البیت: هَلَّا كَرَرْتَ علی ابنِ أُمِّك مَعْبَدٍ، و العامِرِیُّ یَقُودُه بصِفادِ «1» و المُحَلَّقُ من الإِبل: المَوْسوم بحلْقة فی فخذه أَو فی أَصل أُذنه، و یقال للإِبل المُحَلَّقة حلَقٌ؛ قال جَنْدل الطُّهَوی: قد خَرَّبَ الأَنْضادَ تَنْشادُ الحَلَقْ من كلَ بالٍ وجْهُه بَلْیَ الخِرَقْ یقول: خَرَّبوا أَنْضادَ بیوتنا من أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ. الجوهری: إِبل مُحلَّقة وسْمُها الحَلَقُ؛ و منه قول أَبی وجْزة السعدی: و ذُو حَلَقٍ تَقْضِی العَواذِیرُ بینها، تَرُوحُ بأَخْطارٍ عِظامِ اللَّقائحِ «2». ابن بری: العَواذِیرُ جمع عاذُور و هو وَسْم كالخَطّ، و واحد الأَخْطار خِطْر و هی الإِبل الكثیرة، و سكِّینٌ حالِقٌ و حاذِقٌ أَی حَدِید. و الدُّرُوع تسمی حَلْقةً؛ ابن سیدة: الحَلْقَةُ اسم لجُملة السِّلاح و الدُّروع و ما أَشبهها و إِنما ذلك لمكان الدروع، و غلبَّوا هذا النوع من السلاح، أَعنی الدروع،
(1). قوله [هلا كررت إلخ] أورد المؤلف هذا البیت فی مادة صفد: هلا مننت علی أخیك معبد و العامریّ یقوده أصفاد و الصواب ما هنا؛ و الصفاد، بالكسر: حبل یوثق به. (2). قوله [تقضی] أی تفصل و تمیز، و ضبطناه فی مادة عذر بالبناء للمفعول
لسان العرب، ج‌10، ص: 65
لشدَّة غَنائه، و یدُلك علی أَن المراعاة فی هذا إِنما هی للدُّروع أَن النعمان قد سمَّی دُروعه حَلْقة. و‌فی صلح خیبر: و لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، الصفْراء و البیْضاء و الحلْقةُ؛ الحلْقةُ، بسكون اللام: السلاحُ عامّاً، و قیل: هی الدروع خاصّة؛ و منه‌الحدیث: و إِن لنا أَغْفالَ الأَرض و الحَلْقَةَ.ابن سیدة: الحِلْق الخاتم من الفضة بغیر فَصّ، و الحِلق، بالكسر، خاتم المُلْك. ابن الأَعرابی: أُعْطِیَ فلان الحِلْقَ أَی خاتمَ المُلك یكون فی یده؛ قال: و أُعْطِیَ مِنّا الحِلْقَ أَبیضُ ماجِدٌ رَدِیفُ مُلوكٍ، ما تُغبُّ نَوافِلُهْ و أَنشد الجوهری لجریر: ففازَ، بِحِلْقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ. فَتًی منهمُ رَخْوُ النِّجاد كرِیمُ و الحِلْقُ: المال الكثیر. یقال: جاء فلان بالحِلْق و الإِحْرافِ. و ناقة حالِقٌ: حافِل، و الجمع حوَالِقُ و حُلَّقٌ. و الحالِقُ: الضَّرْعُ المُمْتلئ لذلك كأَنَّ اللبَن فیه إِلی حَلْقه. و قال أَبو عبید: الحالق الضرع، و لم یُحَلِّه، و عندی أَنه المُمْتلئ، و الجمع كالجمع؛ قال الحطیئة یصف الإِبل بالغَزارة: و إِن لم یكنْ إِلَّا الأَمالِیسُ أَصْبَحَتْ لها حُلَّقٌ ضَرّاتُها، شَكِراتِ حُلَّقٌ: جمع حالِق، أَبدل ضراتُها من حُلَّق و جعل شكرات خبر أَصبحت، و شَكِرات: مُمتلِئة من اللبن؛ و رواه غیره: إِذا لم یكن إِلا الأَمالِیسُ رُوِّحَتْ، مُحَلّقةً، ضَرّاتُها شَكِراتِ و قال: مُحلّقة حُفَّلًا كثیرة اللبن، و كذلك حُلَّق مُمتلئة. و قال النضر: الحالق من الإِبل الشدیدة الحَفْل العظیمة الضَّرّة، و قد حَلَقَت تحْلِقُ حَلْقاً. قال الأَزهری: الحالق من نعت الضُّروع جاء بمعنیین مُتضادَّین، و الحالق: المرتفع المنضم إِلی البطن لقلة لبنه؛ و منه قول لبید: حتی إِذا یَبِسَتْ و أَسْحَقَ حالِقٌ، لم یُبْلِه إِرْضاعُها و فِطامُها «1». فالحالق هنا: الضَّرْعُ المرتفع الذی قلَّ لبنه، و إِسْحاقُه دلیل علی هذا المعنی. و الحالق أَیضاً: الضرع الممتلئ و شاهده ما تقدَّم من بیت الحطیئة لأَن قوله فی آخر البیت شكرات یدل علی كثرة اللبن. و قال الأَصمعی: أَصبحت ضرةُ الناقة حالقاً إِذا قاربت المَلْ‌ء و لم تفعل. قال ابن سیدة: حلَّق اللبن ذهب، و الحالق التی ذهب لبنها؛ كلاهما عن كراع. و حلَق الضرعُ: ذهب لبنه یَحْلِق حُلوقاً، فهو حالق، و حُلوقُه ارتفاعه إِلی البطن و انضمامُه، و هو فی قول آخر كثرة لبنه. و الحالق: الضامر. و الحالقُ السریع الخفیف. و حَلِقَ قضیب الفرس و الحمار یَحْلَق حَلَقاً: احمرَّ و تقشَّر؛ قال أَبو عبید: قال ثور النَّمِرِی یكون ذلك من داء لیس له دَواء إِلا أَن یُخْصَی فربما سلم و ربما مات؛ قال: خَصَیْتُكَ یا ابنَ حَمْزَةَ بالقَوافی، كما یُخْصَی من الحَلَقِ الحِمارُ قال الأَصمعی: یكون ذلك من كثرة السِّفاد. و حَلِقَ الفرسُ و الحمار، بالكسر، إِذا سَفَد فأَصابه فَساد فی قَضِیبه من تقشُّر أَوِ احْمرار فیُداوَی بالخِصاء. قال ابن بری: الشعراء یجعلون الهِجاء
(1). فی معلقة لبید: یَئِسَت بدل یبست
لسان العرب، ج‌10، ص: 66
و الغَلَبة خِصاء كأَنه خرج من الفُحول؛ و منه قول جریر: خُصِیَ الفَرَزْدَقُ، و الخِصاءُ مَذَلَّةٌ، یَرْجُو مُخاطَرَةَ القُرومِ البُزَّلِ قال ابن سیدة: الحُلاقُ صفة سوء و هو منه كأَنّ مَتاعَ الإِنسان یَفْصُد فتعُود حَرارتُه إِلی هنالك. و الحُلاقُ فی الأَتان: أَن لا تشبَع من السِّفاد و لا تَعْلَقُ مع ذلك، و هو منه، قال شمر: یقال أَتانٌ حَلَقِیّةً إِذا تداولَتْها الحُمُر فأَصابها داء فی رحِمها. و حلَق الشی‌ءَ یَحْلِقُه حَلْقاً: قشَره، و حَلَّقَتْ عینُ البعیر إِذا غارَتْ. و‌فی الحدیث: مَن فَكَّ حَلْقةً فكَّ الله عنه حَلْقة یوم القیامة؛ حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَنه من أَعْتق مملوكاً كقوله تعالی: فَكُّ رَقَبَةٍ. و الحالِقُ: المَشْؤوم علی قومه كأَنه یَحْلِقهم أَی یَقْشِرُهم. و‌فی الحدیث روی: دَبَّ إِلیكم داء الأُمَمِ قبلكم البَغْضاء، و هی الحالِقةُ‌أَی التی من شأْنها أَن تَحْلق أَی تُهْلِك و تَسْتَأْصِل الدِّینَ كما تَسْتأْصِل المُوسَی الشعر. و قال خالد بن جَنْبةَ: الحالِقةُ قَطِیعة الرَّحمِ و التَّظالُمُ و القولُ السی‌ء. و یقال: وقَعَت فیهم حالِقةٌ لا تدَعُ شیئاً إِلا أَهْلكَتْه. و الحالِقةُ: السنة التی تَحلِق كلّ شی‌ء. و القوم یَحلِق بعضهم بعضاً إِذا قَتل بعضهم بعضاً. و الحالِقةُ: المَنِیّة، و تسمی حَلاقِ. قال ابن سیدة: و حَلاقِ مثل قَطامِ المنیّةُ، مَعدُولة عن الحالقةِ، لأَنها تَحلِق أَی تَقْشِرُ [تَقْشُرُ؛ قال مُهَلْهل: ما أُرَجِّی بالعَیْشِ بعدَ نَدامَی، قد أَراهم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ و بنیت علی الكسر لأَنه حصل فیها العدل و التأْنیث و الصفة الغالبة؛ و أَنشد الجوهری: لَحِقَتْ حَلاقِ بهم علی أَكْسائهم، ضَرْبَ الرِّقابِ، و لا یُهِمُّ المَغْنَمُ قال ابن بری: البیت للأَخْزم بن قاربٍ الطائی، و قیل: هو للمُقْعَد بن عَمرو؛ و أَكساؤهم: مآخِرُهم، الواحد كسْ‌ء و كُسْ‌ء، بالضم أَیضاً. و حَلاقِ: السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النبات، و الحالُوق: الموت، لذلك. و‌فی حدیث عائشة: فبَعَثْتُ إِلیهم بقَمیص رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فانْتَحَبَ الناسُ فحلَّق به أَبو بكر إِلیّ و قال: تزوَّدِی منه و اطْوِیه، أَی رماه إِلیّ. و الحَلْقُ: نَبات لورقه حُموضة یُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب، الواحدة حَلْقة. و الحالقُ من الكَرْم و الشَّرْی و نحوه: ما التَوی منه و تعلَّق بالقُضْبان. و المَحالِقُ و المَحالیقُ: ما تعلَّق بالقُضْبان. من تعاریش الكرم؛ قال الأَزهری: كلُّ ذلك مأْخوذ من استدارته كالحَلْقة. و الحَلْقُ: شجر ینبت نبات الكَرْم یَرْتَقی فی الشجر و له ورق شبیه بورق العنب حامض یُطبخ به اللحم، و له عَناقیدُ صغار كعناقید العنب البرّی الذی یخضرّ ثم یَسودُّ فیكون مرّاً، و یؤخذ ورقه و یطبخ و یجعل ماؤه فی العُصْفُر فیكون أَجود له من حبّ الرمان، واحدته حَلْقة؛ هذه عن أَبی حنیفة. و یومُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ: یومٌ لتَغْلِب علی بكر بن وائل لأَن الحَلْقَ كان شِعارهم یومئذ. و الحَوْلَقُ و الحَیْلَقُ: من أَسماء الداهیة. و الحَلائقُ: موضع؛ قال أَبو الزبیر التَّغْلَبیّ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 67
أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلی به، و ذا عَوْسَجٍ و الجِزْعَ جِزْعَ الحَلائقِ و یقال: قد أَكثرت من الحَوْلقة إِذا أَكثر من قول: لا حولَ و لا قوّة إِلا بالله؛ قال ابن بری: أَنشد ابن الأَنباری شاهداً علیه: فِداكَ من الأَقْوامِ كلُّ مُبَخَّلٍ یُحَوْلِقُ، إِمّا سالَه العُرْفَ سائلُ و فی الحدیث ذكر الحَوْلَقةِ، هی لفظة مبنیّة من لا حول و لا قوة إِلا بالله، كالبسملة من بسم الله، و الحمدَلةِ من الحمد لله؛ قال ابن الأَثیر: هكذا ذكرها الجوهری بتقدیم اللام علی القاف، و غیره یقول الحوْقلةُ، بتقدیم القاف علی اللام، و المراد بهذه الكلمات إِظهار الفقر إِلی الله بطلب المَعُونة منه علی ما یُحاوِلُ من الأُمور و هی حَقِیقة العُبودِیّة؛ و‌روی عن ابن مسعود أَنه قال: معناه لا حول عن معصیة الله إِلا بعصمة الله، و لا قوّة علی طاعة الله إِلا بمعونته.

حلفق؛ ج10، ص: 67

: التهذیب: أَبو عمرو الحُلْفُقُ الدَّرابزین، و كذلك التَّفاریجُ.

حمق؛ ج10، ص: 67

: الحُمْقُ: ضدّ العَقْل. الجوهری: الحُمْقُ و الحُمُقُ قلة العقل، حَمُقَ یَحْمُق حُمْقاً و حُمُقاً و حَماقةً و حمِقَ و انْحَمَقَ و اسْتَحْمَقَ الرجل إِذا فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَی. و رجل أَحمقُ و حَمِقٌ بمعنی واحد؛ قال رؤبة: أَلَّفَ شَتَّی لیس بالراعی الحَمِقْ الجوهری: حَمِقَ، بالكسر، یَحْمَقُ حُمْقاً مثل غَنِمَ یَغْنَمُ غُنْماً، فهو حَمِقٌ؛ قال یزید بن الحكَم الثَّقَفی: قد یُقْتِرُ الحُوَلُ التَّقِیُّ، و یُكْثِرُ الحَمِقُ الأَثِیمُ «1». و عَمرو بن الحَمِق الخُزاعِیّ، و قومٌ و نِسوة حُمُق و حَمْقی و حَماقی. ابن سیدة: حَمْقَی بَنَوْه علی فَعْلی لأَنه شی‌ء أُصِیبوا به كما قالوا هَلْكَی، و إِن كان هالِك لفظَ فاعل، و قالوا: ما أَحْمقَه، وقع التعجب فیها بما أَفْعلَه و إِن كانت كالخُلُقِ، و حكی سیبویه حُمْقان، قال: فلا أَدری أَ هی صیغة بناها كخَبَط فرَقَدَ أَم لفظة عربیة. و أَتاه فأَحْمَقَه: وجده أَحمقَ. و أَحمقَ به: ذكره بحُمق. و حَمَّقْتُ الرجل تَحْمِیقاً: نسبتُه إلی الحُمْقِ، و حامَقْتُه إِذا ساعدْته علی حُمْقِه، و استحمقْته أَی عددته أَحمَقَ؛ و منه‌حدیث ابن عمر فی طلاق امرأَته: أَ رأَیتَ إِن عَجَز و استحمق؛ یقال: استحمق الرجل إِذا فعَل فِعل الحَمْقَی. و استحمقْتُه: وجدته أَحمق، فهو لازم و مُتعدّ مثل اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ و‌یروی: اسْتُحْمِقَ، علی ما لم یسمّ فاعله، و الأَوّل أَولی لیُزاوِجَ عَجَز: و تَحامقَ فلان إِذا تكلَّف الحَماقة؛ الأَزهری: و سئل أَبو العباس عن قول الشاعر: إِنَّ للحُمْقِ نِعْمةً فی رِقابِ النّاس تَخْفَی علی ذَوی الأَلبْابِ قال: و سئل بعض البُلغاء عن الحُمق فقال: أَجْوَدُه حَیْرةٌ؛ قال: و معناه أَنَّ الأَحْمق الذی فیه بُلْغةٌ یُطاوِلُك بحُمْقه فلا تَعْثُر علی حُمْقه إِلا بعد مِراسٍ طویل. و الأَحمقُ: الذی لا مَلاوِمَ فیه ینكشِف حُمْقُه سریعاً فتستریحُ منه و من صُحْبته، قال: و معنی
(1). قوله [الحول] فی القاموس: رجل حول كصرد: كثیر الاحتیال
لسان العرب، ج‌10، ص: 68
البیت مُقدَّم و مؤخَّر كأَنه قال إِن للحُمْقِ نعمة فی رقاب العُقلاء تَغِیب و تخفی علی غیرهم من سائر الناس لأَنهم أَفْطَن و أَذْكَی من غیرهم. و‌فی حدیث ابن عباس: یَنطَلِقُ أَحدكم فیركب الحَمُوقةَ؛ هی فَعولةٌ من الحُمْقِ، أَی خَصْلةً ذات حُمْقٍ. و حقیقة الحُمق: وضع الشی‌ء فی غیر موضعه مع العلم بقُبْحه. و‌فی الحدیث الآخَر مع نَجْدة الحَرُوریّ: لوْ لا أَن یقعَ فی أُحْموقةٍ ما كتبت إِلیه، هو منه. و أَحمقَ الرجل و المرأَة: ولَدا الحَمْقَی؛ و امرأَة مُحْمِقٌ و مُحْمِقة، الأَخیرة علی الفعْل؛ قال بعض نساء العرب: لست أُبالی أَن أَكُونَ مُحْمِقَهْ، إِذا رأَیتُ خُصْیةً مُعَلَّقهْ تقول: لا أُبالی أَن أَلد أَحْمَقَ بعد أَن یكون الوَلد ذكراً له خُصیة مُعلَّقة، و قد قیل فی هذا المعنی حَمِقةٌ علی النسب كطَعِمٍ و عَمِلٍ، و الأَكثر ما تقدَّم، و إِن كان من عادة المرأَة أَن تلد الحَمْقَی فهی مِحْماقٌ. و الأُحْموقةُ: مأْخوذ من الحُمق. و المُحْمِقاتُ من اللیالی: التی یَطلعُ القمر فیها لیله كلَّه فیكون فی السماء و من دونه سَحاب، فتری ضَوءاً و لا تری قمراً، فتظُنُّ أَنك قد أَصبحت و علیك لیل، مشتقّ من الحُمْق. و فی المثل: غَرُّونی غُرُورَ المُحْمِقات. و یقال: سِرْنا فی لیال مُحمِقات إِذا استتر القمر فیها بغیم أَبیض فیسیر الراكب و یظن أَنه قد أَصبح حتی یَملَّ، قال: و منه أُخذ اسم الأَحْمق لأَنه یغُرك فی أَول مجلسه بتَعاقُلِه، فإِذا انتهی إِلی آخر كلامه تبیَّن حمقه فقد غرك بأَول كلامه. و البَقْلة الحَمْقاء: هی الفَرْفَخةُ؛ ابن سیدة؛ البَقْلةُ الحمقاء التی تسمیها العامة الرِّجْلة لأَنها مُلْعِبةٌ، فشُبِّهت بالأَحمق الذی یَسیل لُعابُه، و قیل: لأَنها تَنْبُت فی مَجْرَی السُّیول. و الحُمَیْقاء: الخمر لأَنها تُعْقب شاربها الحُمْق. قال ابن بری: حكی ابن الأَنباری أَنه یقال: حَمَّقَ الرجلُ إِذا شرِب الحُمْقَ، و هی الخمر؛ و أَنشد للنَّمِر بن تَوْلَب: لُقَیْمُ بن لُقْمانَ مِن أُخْتِه، و كان ابنَ أُخْتٍ له و ابْنَما عَشِیّةَ حَمَّقَ فاسْتَحْضَنَتْ إِلیه، فَجامَعها مُظْلِما قال: و أَنكر أَبو القاسم الزجّاجی ذلك، قال: و لم یذكر أَحد أَن الحُمقِ من أَسماء الخَمر، قال: و الورایة فی البیت حُمِّقَ علی ما لم یسم فاعله. و قال ابن خالویه: حَمَّقَتْه الهَجْعةُ أَی جَعلته كالأَحْمق؛ و أَنشد: كُفِیتُ زَمِیلًا حَمَّقَتْه بهَجْعةٍ، علی عَجَلٍ، أَضْحَی بها، و هو ساجِدُ و الباء فی بِهَجْعة زائدة و موضعها رفع. و فرس مُحْمِقٌ: نِتاجُها لا یُسْبَق؛ قال الأَزهری: لا أَعرف المُحمِق بهذا المعنی، و الأَحْمقُ مأْخوذ من انْحِماق السُّوق إِذا كَسَدت فكأَنه فَسَدَ عقلُه حتی كَسَدَ. و حَمُقَت السوقُ بالضم، و انْحَمَقَتْ: كسَدتْ. ابن الأَعرابی: الحُمْقُ أَصله الكَسادُ. و یقال: الأَحمقُ الكاسِدُ العقْلِ، قال: و الحُمق أَیضاً الغرور. و انْحَمق الثوبُ: أَخْلَق. و نامَ الثوبُ فی الحُمْق: أَخْلَقَ. و انْحَمق الرجل: ضعُف عن الأَمر؛ قال: و الشیْخُ یُضْرَبُ أَحْیاناً فیَنْحَمِقُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 69
قال ابن بری: و قال الكِنانی: یا كَعْبُ، إِنَّ أَخاكَ مُنْحمِقٌ، فاشْدُدْ إِزارَ أَخِیكَ یا كَعْبُ و الحَمِقُ: الخَفیفُ اللِّحیةِ، و به سمی عَمرو بن الحَمِق، قتله أَصحاب مُعاوِیةَ و رأْسُه أَوَّلُ رأْس حُمِل فی الإِسلام. و الحُماقُ و الحَماق و الحُمَیْقاء: مثل الجُدَرِیِّ الذی یُصِیب الإِنسان یَتَفَرَّقُ فی الجسد، و قال اللحیانی: هو شی‌ء یخرج بالصبیان و قد حُمِقَ. الجوهری: الحُماقُ مثل السُّعال كالجُدَرِیّ یُصیب الإِنسان، و یقال منه رجل مَحْمُوقٌ. و الحُماقُ و الحَمِیقُ و الحَمَقِیقُ: نبت. الأَزهری: الحُماق نبت ذكرتْه أُمّ الهیثم، قال: و ذكر بعضهم أَن الحَمَقِیقَ نبت، و قال الخلیل: هو الهَمَقِیقُ. الأَزهری: انْحَمَقَ الطَّعام انْحِماقاً و مأَقَ مُؤُوقاً إِذا رَخُص. و الحُمَیْمِیقُ: طائر یصید العَظاء و الجَنادِب و نحوهما.

حملق؛ ج10، ص: 69

: الحِمْلاقُ و الحُمْلاقُ و الحُمْلوقُ: ما غَطَّت الجُفُونُ من بَیاضِ المُقْلةِ؛ قال: قالِبُ حِمْلاقَیْهِ قد كادَ یُجَنّ و قال عَبِیدٌ: یَدِبُّ مِنْ خَوْفِها دَبِیباً، و العینُ حِمْلاقُها مَقْلوبُ و الحِملاق [الحُملاق: ما لَزِقَ بالعین من موضع الكُحْل من باطن، و قیل: الحملاقُ باطن الجفن الأَحمر الذی إِذا قُلب للكَحْل بدَتْ حُمرته. و حَمْلَقَ الرَّجل إِذا فتح عینیه، و قیل: الحَمالِیقُ من الأَجفان ما یَلی المُقلة من لحمها، و قیل: هو ما فی المقلة من نَواحِیها، و قیل: الحملاق ما وَلِی المقلةَ من جِلْدِ الجَفن. الجوهری: حملاقُ العین باطن أَجفانها الذی یُسوِّده الكُحْل. یقال: جاء فلان مُتَلَثِّماً لا یظهر من حسن وجهه إِلا حَمالِیقُ حَدَقتیه. و حَمْلَق الرجل إِذا انقلب حملاق عینیه من الفزَع؛ و أَنشد: رأَتْ رجُلًا أَهْوَی إِلیها، فحَمْلَقَت إِلیه بماقی عَیْنِها المُتَقَلِّب و المُحَمْلِقُ من الأَعین: التی حَولَ مُقْلَتَیْها بیاض لم یُخالِطها سواد، و عین مُحَمْلِقة من ذلك، و قیل: حَمالِیقُ العین بیاضها أَجمعُ ما خلا السوادَ. و حَمْلَق إِلیه: نظر، و قیل: نظرَ نظراً شدیداً؛ قال الراجز: و اللیْثُ إِن أَوْعَدَ یَوماً، حَمْلَقا بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصًّا أَزْرقا التهذیب: حَمالِیقُ المرأَة ما انْضَمَّ علیه شُفْرا عَوْرَتِها؛ و قال الراجز: وَیْحَكِ یا عراب لا تُبَرْبِری، هلْ لكِ فی ذا العَزَبِ المُخَصَّرِ؟ یَمشِی بعَرْدٍ كالوَظِیفِ الأَعْجَرِ، و فَیْشةٍ متی تَراها تشْفرِی، تَقْلِبُ أَحْیاناً حَمالِیقَ الحِرِ

حنق؛ ج10، ص: 69

: الحَنَقُ: شدّة الاغْتیاظِ؛ قال: ولَّی جَمِیعاً یُنادی ظِلَّه طَلَقاً، ثم انْثَنی مَرِساً قد آدَه الحَنَقُ أَی أَثْقَلَه الغضَبُ. حَنِقَ علیه، بالكسر، یَحْنَقُ‌لسان العرب، ج‌10، ص: 70‌حَنَقاً و حَنِقاً، فهو حَنِقٌ و حَنِیقٌ؛ قال: و بعضُهُم علی بعضٍ حَنِیقُ و قد أَحْنَقه. و الحنَقُ: الغیْظُ، و الجمع حِناقٌ مثل جبَل و جِبال. و‌فی حدیث عمر: لا یَصْلُح هذا الأَمْرُ إِلا لمن لا یُحْنِقُ علی جِرَّتِه‌أَی لا یَحْقِدُ علی رَعِیَّتِه؛ و الحَنَقُ: الغیظُ، و الجِرَّةُ: ما یُخرجه البعیر من جوفه و یَمْضَغُه. و الإِحْناقُ: لُحوقُ البطن و التِصاقُه، و أَصل ذلك أَن البعیر یَقْذِف بجِرّته، و إِنما وُضع موضع الكَظم من حیث إِنّ الاجْترار یَنْفُخ البطن و الكظمُ بخلافه، فیقال: ما یُحْنِق فلان علی جِرّة و ما یَكْظِم علی جِرة إِذا لم یَنطو علی حِقد و دَغَل؛ قال ابن الأَعرابی: و لا یقال للرّاعی جِرّة، و جاء عمر بهذا الحدیث فضربه مثلًا؛ و منه‌حدیث أَبی جهل: إِنَّ محمداً نزل یَثْرِبَ و هو حَنِقٌ علیكم؛ و أَحْنقَه غیره، فهو مُحْنَقٌ؛ قالت قُتَیلةُ بنت النضْر بن الحرث «2»: ما كان ضَرَّك لو مَنَنْتَ، و رُبَّما مَنَّ الفَتَی، و هو المَغِیظُ المُحْنَقُ و أَحْنقَ الرَّجل إِذا حقَدَ حِقْداً لا یَنْحلُّ. قال ابن بری: و قد جاء حَنِیق بمعنی مُحْنَق؛ قال المُفضَّل النكری: تَلاقَیْنا بغِینةِ ذِی طُرَیْفٍ، و بعضهُمُ علی بعض حنیقُ و الإِحْناقُ: لزُوقُ البَطْنِ بالصُّلْب؛ قال لبید: بطَلِیح أَسْفارٍ تَركْنَ بَقِیّة منها، فأَحنَقَ صُلْبُها و سَنامُها و المُحْنِقُ: القلیل اللحم، و اللاحِقُ مثله. أَبو الهیثم: المُحنق الضامر؛ و أنشد: قد قالَتِ الأَنْساعُ للبطْنِ الْحَقی قِدْماً، فآضَتْ كالفَنِیقِ المُحْنِقِ و أَحْنقَ الزَّرْع، فهو مُحْنق إِذا انتشَرَ سَفی سُنْبِله بعد ما یُقَنْبِع؛ و قال الأَصمعی فی قول ذی الرمة یصف الرّكاب فی السَّفَر: مَحانِیق تَضْحَی، و هی عُوجٌ كأَنَّها حوز … مُستأْجَرات نَوائحُ «3» قال: و المَحانِیقُ الإِبل الضُّمَّر. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحُنُقُ السِّمانُ من الإِبل. و أَحْنقَ إِذا سَمِن فجاء بشحم كثیر؛ قال الأَزهری: و هذا من الأَضداد. و أَحْنَقَ سَنام البعیر أَی ضَمُر و دَقَّ. ابن سیدة: المُحْنِقُ من الإِبل الضامِر من هِیاجٍ أَو غَرْثٍ، و حمار مُحْنِق: ضَمُر من كثرة الضِّراب؛ و منه قول الراجز: كأَنَّنی ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا أَقْتادَ رَحْلی، أَو كُدُرًّا مُحْنِقا و إِبل مَحانِیقُ: كأنهم توهَّموا واحده مِحْناقاً؛ قال ذو الرُّمة: مَحانیق یَنْفُضْنَ الخِدامَ كأَنَّها نَعامٌ، و حادِیهنَّ بالخَرْقِ صادِحُ أَی رافع صوتَه بالتطْریب، و قیل: الإِحْناق لكل شی‌ء من الخُفّ و الحافر. و المُحْنِق أَیضاً من الحمیر: الضامر اللَّاحِقُ البطن بالظهر لشدة الغَیرة؛ و فی ترجمة
(2). قوله [بنت النضر] فی النهایة: أخته انتهی. و الخلاف فی كتب السیر معروف (3). قوله [حوز] كذا بالأَصل علی هذه الصورة مع بیاض بعده، و لم نجد هذا البیت فی دیوان ذی الرمة
لسان العرب، ج‌10، ص: 71
عقم قال خُفافٌ: و خَیْل تَهادَی لا هَوادةَ بینها، شَهِدْتُ بمدلوكِ المَعاقِم مُحْنِقِ المُحنِق: الضامر.

حندق؛ ج10، ص: 71

: الحَنْدَقوقَی و الحَنْدَقُوقُ و الحِنْدَقُوقُ: بقلة أَو حَشِیشة كالفَثِّ الرَّطْب، نبَطِیّة مُعرَّبة، و یقال لها بالعربیة الذُّرَقُ، قال: و لا تقل الحَنْدَقوقی. و الحَنْدَقوقُ: الطویل المُضْطرب، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. الجوهری: الحَنْدقُوق و هو الذُّرَقُ نبَطی معرب. قال ابن بری فی ترجمة حدق: صواب حندقوق أَن یذكر فی فصل حندق لأَن النون أَصلیة، و وزنه فَعْلَلُول، قال: و كذا ذكره سیبوبه و هو عنده صفة، و فسره ابن السراج بأَنه الطویل المضطرب شِبْهُ المجنون. الأَزهری: أَبو عبیدة الحَنْدَقوق الرَّأْراء العین؛ و أَنشد: وهَبْتُه لیس بِشَمْشَلِیقِ، و لا دَحوقِ العَینِ حَنْدَقُوقِ و الشَّمْشَلِیقُ: الخَفِیفُ. و الدَّحُوقُ: الرَّأْراء.

حوق؛ ج10، ص: 71

: الحُوقُ و الحَوْقُ: لغتان، و هو ما استدارَ بالكَمَرة مِن حُروفها؛ قال: غَمْزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوق و قیل: حُوقُها حرفها؛ قال ثعلب: الحوق اسْتِدارة فی الذكر؛ و به فسر قوله: قد وجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوق و لیس هذا بشی‌ء. و كَمَرةٌ حَوْقاء و فَیْشَلة حَوقاء: مُشْرِفة. و أَیْرٌ أحْوَقُ: عظیم الحُوق. و حَوْقُ الحِمار: لقب الفرزدق؛ قال جریر: ذَكَرْتَ بناتِ الشمْسِ، و الشمسُ لم تَلِدْ، و هَیْهاتَ من حَوْقِ الحِمارِ الكَواكِبُ «1». و حاقَه حَوْقاً: دلَكَه. و حاق البیت یَحُوقه حَوقاً: كنَسَه. و المِحْوَقةُ: المِكْنَسةُ. و الحَوْقُ: الكَنْسُ. و‌فی حدیث أَبی بكر حین بَعث الجندَ إِلی الشام: كان فی وصیته: ستجدون أَقواماً مُحَوّقةً رؤوسُهُم؛ أَراد أَنهم حَلَقوا وسط رؤوسهم فشبه إِزالة الشعر منه بالكَنْس، قال و یجوز أَن یكون من الحُوق و هو الإِطار المُحیط بالشی‌ء المُسْتَدِیر حَوله. و الحُواقةُ: الكُناسةُ. الكسائی: الحُواقة القُماش. و أَرض مَحُوقةٌ: قلیلة النبت جِدًّا لقلة المطر. و حَوَّقَ علیه كلامه: عَوَّجَه. و حُوَّاقة: موضع. الأَزهری: أَبو عمرو الحَوْقةُ الجماعة المُمَخْرِقةُ. و الحَوْقُ: الحَوْقلةُ. ابن الأَعرابی: الحَوْقُ الجمع الكثیر، و الله أَعلم.

حیق؛ ج10، ص: 71

: اللیث: الحَیْقُ ما حاقَ بالإِنسان من مَكْر أَو سُوء عمل یعمله فینزل ذلك به، تقول: أَحاق الله بهم مكرهم. و حاقَ به الشی‌ء یَحِیق حَیْقاً: نزَل به و أَحاطَ به، و قیل: الحَیْقُ فی اللغة هو أَن یشتمل علی الإِنسان عاقبةُ مكروه فعله، و فی التنزیل: فَحٰاقَ بِالَّذِینَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مٰا كٰانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ*. قال ثعلب: كانوا یقولون لا عَذاب و لا آخِرةَ فحاقَ بهم العذاب الذی كذَّبوا به، و أَحاقهُ الله به: أَنزله، و قیل: حاقَ بهم العذابُ أَی أَحاط بهم و نزل كأَنه وجب علیهم، و قال: حاق یَحِیق، فهو حائق. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ حٰاقَ بِهِمْ مٰا كٰانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ*، أَی أَحاط بهم العذاب الذی هو جزاء ما كانوا یستهزئُون كما تقول أَحاطَ بفلان عمَلُه و أَهلكَه
(1). فی دیوان جریر: و أیهات بدل و هیهات، و المعنی واحد
لسان العرب، ج‌10، ص: 72
كَسْبُه أَی أَهلَكه جزاء كَسْبِه؛ قال الأَزهری: جعل أَبو إِسحق حاقَ بمعنی أَحاطَ، قال: و أَراه أَخذه من الحُوق و هو ما اسْتدارَ بالكَمَرة، و یجوز أن یكون الحُوق فُعْلًا من حاقَ یَحِیق، كان فی الأَصل حُیْقٌ فقلبت الیاء واواً لانضمام الحاء، و قد تدخل الواو علی الیاء مثل طَوبی أَصلُه طیْبَی، و قد تدخل الیاء علی الواو فی حروف كثیرة، یقال: تَصَوَّح النَّبْتُ و تَصَیَّح و تَوَّهَه و تَیَّهَه و طَوَّحَه و طَیَّحَه، و قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ حٰاقَ بِهِمْ*: فی كلام العرب عادَ علیهم ما استهزؤوا به، و جاء فی التفسیر: أَحاط بهم نزل بهم، قال: و منه قوله عز و جل: وَ لٰا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلّٰا بِأَهْلِهِ، أَی لا یَرجِع عاقبةُ مكروهه إِلا علیهم. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَخرَجنی ما أَجِد من حاقِ الجُوع؛ هو من حاقَ یحیقُ حَیْقاً و حاقاً أَی لَزمَه و وجَب علیه. و الحَیْقُ: ما یَشتمل علی الإِنسان من مكروه، و یروی بالتشدید. و‌فی حدیث علی: تخَوَّف من الساعةِ التی مَن سارَ فیها حاقَ به الضُّرُّ.و شی‌ء مَحِیقٌ و مَحْیُوقٌ: مَدْلوكٌ. و حاق فیه السیفُ حَیْقاً: كحاكَ. و حَیْقٌ: موضع بالیمن. ابن بری: جبَلُ الحَیْقِ جبل قاف.

فصل الخاء؛ ج10، ص: 72

خبق؛ ج10، ص: 72

: الخِبَقُّ مثل الهِجَفِّ: الطویل من الرجال، و إِن شئت كسرت الباء إِتباعاً للخاء، و فی الصحاح: طویل و لم یُخصِّص. و فرس خِبَقٌّ و خِبِقٌّ: سریع. و ناقة خِبِقّةٌ و خِبِقٌّ؛ عن ابن الأَعرابی و لم یفسره، قال ابن سیدة: و أَراها السریعة. و ناقة خِبِقَّی: وَساعٌ؛ عنه أَیضاً. و الخَبْق: صوت الحَیاء عند الجِماع، و امرأَة خَبُوقٌ: یسمع منها ذلك. و الخَبْقةُ: الأَرض الواسِعة. فرس أَشَقٌّ خِبَقٌّ فی العَدْوِ: مثل الدِّفِقَّی؛ و ینشد: یَعْدُو الخِبِقَّی و الدِّفِقَّی مِنْعَب و روی عن عقبة بن رُؤبة أَنه سُمِع یصف فرساً یقول: أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ، قال: و قیل: خِبَقّ إِتباع الأَشَقِّ الأَمَقِّ، و القولُ إِنه یفرد بالنعت للطویل. ابن الأَعرابی: خُبَیْقٌ تصغیر خَبْق، و هو الطُّول. و یقال: حَبَقَ و خَبَقَ إِذا ضَرط؛ قال أَبو عُبیدةَ: الدِّفِقَّی هو التَّدَفُّق فی المَشْی و مثله الخِبِقَّی. ابن الأَعرابی: ناقة خبِقَّة و خِبِقٌّ و خِبقَّی و دِفِقَّی و دِفقَّة أَی وساعٌ، قال: و فرس خِبَقّ و رجل خِبَقٌّ وثّابٌ.

خبرق؛ ج10، ص: 72

: خَبْرَقَ الثوبَ: شَقَّه.

خدنق؛ ج10، ص: 72

: الخَدَنَّقُ و الخَذَنَّقُ، بالدال و الذال: ذكر العَناكِب؛ عن ابن جنی، و الأَعرف الخَدَرْنَقُ، و سنذكره.

خدرنق؛ ج10، ص: 72

: الخَدَرْنَقُ و الخَذَرْنق، بالدال و الذال: ذكر العَناكِب، و فی الصحاح بالدال المهملة؛ و أَنشد أَبو عبیدة للزَّفَیانِ السَّعْدِی: و مَنْهَلٍ طامٍ علیه الغَلْفَقُ، یُنِیرُ أَو یُسْدِی به الخَدَرْنَقُ فإِذا جمعت حذفت آخره فقلت خَدارِن، و منهم من قال الخدَرْنقُ العَنْكَبوت و لم یخص به الذكر، و قال أَبو مالك: العنكبوت الضخْمة.

خذق؛ ج10، ص: 72

: خذَق البازِی خَذْقاً، قال: و سائرُ الطیرِ، ذَرَقَ. ابن سیدة: الخَذْق للبازِی خاصَّة كالذَّرْقِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 73
لسائر الطیر، و عم به بعضهم. الأَصمعی: ذَرَق الطائر و خذق و مَزَق و زَرَقَ یَخْذُق و یَخْذِق. الجوهری: خَذْقُ الطائِر ذَرْقُه. و قیل لمعاویة: أَ تذكر الفِیلَ؟ قال: أَذكُر خَذْقة یعنی رَوْثه. قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی كتاب الهروی و الزمخشری و غیرهما عن معاویة، و فیه نظر لأَن معاویة یَصْبُو عن ذلك لأَنه ولد بعد الفیل بأَكثر من عشرین سنة فكیف یَبقی رَوْثُه حتی یراه؟ و إِنما الصحیح قُباثُ «1» بن أَشْیَمَ‌قیل له: أَنت أَكبَرُ أَم رسول الله؟ قال: هو أَكبر منی و أَنا أَقدمُ منه فی المیلاد، و أَنا رأَیت خَذْق الفِیل أَخضَر مُحِیلًا.قال محمد بن مكرم، عفا الله عنه: و یحتمل أَن یكون ما رواه الهروی و الزمخشری صحیحاً أَیضاً و یكون معاویة لما سئل عن ذلك قال: أَذكر خَذْقه، و یكون كنی بذلك عن إثارة السیئة و ما جری منه علی الناس و ما جری علیه من البَلاء كما تقول الناس عن خطإ من تقدم و زَلَل من مضی: هذه غلَطات زید و هذه سَقَطات عمرو، و ربما قالوا فی أَلفاظهم: نحن إلی الآن فی خَریاتِ فلان أَو هذه من خریات فلان، و إن لم یكن ثمَّ خُرْء، و الله أَعلم. و المِخْذَقةُ، بالكسر: الاسْتُ. و یقال للأَمة: یا خَذاقِ، یكنون به عن ذلك. و ابن خَذَّاقِ، من شُعرائهم.

خذرق؛ ج10، ص: 73

: الخِذراقُ و المُخَذْرِقُ: السَّلَّاحُ.

خذرنق؛ ج10، ص: 73

: الخَذَرْنَقُ و الخَدَرْنق: ذكر العَناكِب.

خذنق؛ ج10، ص: 73

: الخَذَنَّقُ و الخَدَنَّقُ: ذكَر العناكب؛ عن ابن جنی.

خرق؛ ج10، ص: 73

: الخَرْق: الفُرجة، و جمعه خُروق؛ خَرَقه یَخْرِقُه [یَخْرُقُه خَرْقاً و خرَّقه و اخْتَرَقه فتخَرَّق و انخرَق و اخْرَوْرَق، یكون ذلك فی الثوب و غیره. التهذیب: الخرق الشَّقُّ فی الحائط و الثوب و نحوه. یقال: فی ثوبه خَرق و هو فی الأَصل مصدر. و الخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، و الخِرْقة المِزْقةُ منه. و خَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه. و یقال للرجل المُتمزِّق الثیاب: مُنْخَرِق السِّرْبال. و‌فی الحدیث فی صفة البقرة و آل عمران: كأَنهما خرْقان من طیر صَوافَّ؛ هكذا جاءَ فی حدیث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق أَی ما انْخرقَ من الشی‌ء و بانَ منه، و إن كان بالكسر فهو من الخِرْقة القِطعة من الجَراد، و قیل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة و الزای، من الحِزْقةِ و هی الجماعة من الناس و الطیر و غیرهما؛ و منه‌حدیث مریم، علیها السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ و شَوَتْ؛ و أَمّا قوله: إنَّ بَنی سَلْمی شُیوخٌ جِلَّهْ، بِیضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ فزعم ابن الأَعرابی أَنه عنی أن سیوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها، فخُرُق علی هذا جمع خارِق أَو خَرُوق أَی خُرُقُ السُّیوف للأَخِلَّة. و انْخرَقت الریح: هبَّت علی غیر استقامة. و ریحٌ خَرِیقٌ: شدیدة، و قیل: لیّنة سهلة، فهو ضدّ، و قیل: راجعة غیر مستمرّة السیر، و قیل: طویلةُ الهُبوب. التهذیب: و الخَرِیقُ من أَسماء الریح الباردةِ الشدیدة الهُبوبِ كأنها خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلی:
(1). قوله [قباث] ضبط بنسخة من النهایة یوثق بها فی غیر موضع بضم القاف، و فی القاموس: و قباث كسحاب بن أشیم صحابی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 74
كأَنَّ مُلاءَتَیَّ علی هِجَفّ، یَعِنُّ مع العَشِیَّةِ للرِّئالِ كأنَّ هُوِیَّها خَفَقانُ ریحٍ خَرِیقٍ، بین أَعْلامٍ طِوالِ قال الجوهری: و هو شاذٌّ و قیاسه خَرِیقةٌ، و هكذا أَنشد الجوهری؛ قال ابن بری: و الذی فی شعره: كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ریح یصف ظلیماً؛ و أَنشد لحمید بن ثور: بمَثْوی حَرامٍ و المَطِیّ كأَنَّه قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِیقُ و أَنشد أَیضاً لزهیر: مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه رِیحٌ خَریقٌ، لضاحی مائه حُبُكُ و یقال: انْخَرَقتِ الریحُ؛ الخَرِیقُ إذا اشتدّ هُبوبُها و تخلُّلها المواضعَ. و الخَرْقُ: الأَرض البعیدة، مُستویة كانت أَو غیر مستویة. یقال: قطعنا إلیكم أَرضاً خَرْقاً و خَروقاً. و الخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سمیت بذلك لانْخِراق الریح فیها، و الجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَیْلِد الهُذلی: و إِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ، و شَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامی و النُّطف: جمع نُطْفة و هو الماء الصافی، و الطوامی: المرتفعة. و الخَرْقُ: البُعْد، كان فیها ماء أَو شجر أَو أَنِیس أَو لم یكن، قال: و بُعدُ ما بین البصرة و حَفَرِ أَبی موسی خَرْقٌ، و ما بین النِّباجِ و ضَرِیَّة خرقٌ. و قال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرَق به الریاح، فهو خَرْق. و الخِرْقُ من الفِتْیان: الظریف فی سَماحة و نَجْدة. تخرَّق فی الكَرَم: اتَّسع. و الخِرْقُ، بالكسر: الكریم المُتَخرِّقُ فی الكرَم، و قیل: هو الفَتی الكریم الخَلیقةِ، و الجمع أَخراقٌ. و یقال: هو یَتخرَّقُ فی السخاء إذا توسَّع فیه؛ و أنشد ابن بری للأُبَیْرِد الیَرْبُوعی: فَتًی، إنْ هو اسْتَغْنی تخَرَّقَ فی الغِنی، و إنْ عَضَّ دَهْرٌ لم یَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ و قول ساعِدةَ بن جُؤیَّةَ: خِرْق من الخَطِّیِّ أُغْمِضَ حَدُّه، مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه یَتلهَّبُ جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال. و الخِرِّیقُ من الرجال. كالخِرْق علی مثال الفِسِّیق؛ قال أَبو ذؤیب یصف رجلًا صَحِبَه رجل كریم: أُتِیحَ له من الفِتْیان خِرْقٌ أَخو ثِقةٍ، و خِرِّیقٌ خَشُوفُ و جمعه خِرِّیقُون؛ قال: و لم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا یكاد یكسر عند سیبویه. و المِخْراقُ: الكریم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و طِیرِی لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه سَلِیمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ ابن الأَعرابی: رجل مِخْراق و خِرْق و مُتخرِّقٌ أَی سَخِیّ، قال: و لا جمع للخِرْق.
لسان العرب، ج‌10، ص: 75
و أُذُن خَرْقاء: فیها خَرْق نافذ. و شاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً مستدیراً، و قیل: الخرْقاء الشاة یُشَقُّ فی وسط أُذنها شَقٌّ واحد إلی طرف أُذنها و لا تُبان. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نَهی أَن یُضَحَّی بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال الأَصمعی: الشرْقاءُ فی الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنین، و الخرقاءُ من الغنم التی یكون فی أُذنها خَرق، و قیل: الخرقاء أَن یكون فی الأُذن ثَقْب مستدیر. و المُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سیدة: و الاخْتِراقُ المَمَرُّ فی الأَرض عَرْضاً علی غیر طریق. و اختِراقُ الرِّیاح: مُرورها. و منْخَرَقُ الریاح: مَهَبُّها، و الریحُ تخْتَرِقُ فی الأَرض. و ریح خَرقاء: شدیدة. و اخترَقَ الدَّار أو دار فلانٍ: جعلها طریقاً لحاجته. و اخْترقَتِ الخیلُ ما بین القُری و الشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة: یُكِلُّ وفدَ الرِّیحِ من حیث انْخَرَقْ و خَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَی جُبْتها. و خرقَ الأَرض یخرُقها: قطعها حتی بلغ أَقْصاها، و لذلك سمی الثور مِخْراقاً. و فی التنزیل إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ. و المِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِیّ لأَنه یَخرِق الأَرض، و هذا كما قیل له ناشِطٌ، و قیل: إنما سمی الثور الوحشی مِخراقاً لقطْعِه البلادَ البعیدة؛ و منه قول عدیّ: كالنَّابِئِ المِخْراقِ و التخَرُّق: لغة فی التخلُّق من الكذب. و خَرَق الكذبَ و تَخَرَّقه، و خَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز و جل: وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِینَ وَ بَنٰاتٍ بِغَیْرِ عِلْمٍ سُبْحٰانَهُ؛ قرأَ نافع وحده: و خرَّقوا له، بتشدید الراء، و سائر القرّاء قرؤوا: و خَرَقُوا، بالتخفیف؛ قال الفراء: معنی خَرَقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً و كُفراً، و قال: و خرَقوا و اخْترقُوا و خلَقوا و اخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو الهیثم: الاخْتِراقُ و الاخْتِلاقُ و الاخْتِراصُ و الافْتِراءُ واحد. و یقال: خَلق الكلمة و اخْتَلَقها و خَرَقها و اخترقها إذا ابْتدَعها كذباً، و تَخَرَّق الكذب و تَخَلَّقه. و الخُرْقُ و الخُرُقُ: نَقِیض الرِّفْق، و الخَرَقُ مصدره، و صاحبه أَخْرَقُ. و خَرِقَ بالشی‌ء یَخْرَقُ: جهله و لم یُحسن عمله. و بعیر أَخْرَقُ: یقع مَنْسِمه بالأَرض قبل خُفِّه یَعْتَری للنَّجابة. و ناقة خَرْقاء: لا تَتَعَهَّد مواضع قوائمها. و ریح خَرْقاء: لا تَدُوم علی جِهتها فی هُبُوبها؛ و قال ذو الرمة: بَیْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم و قال المازنی فی قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غیر صَناع و لا لها رِفق، فإذا بَنت بیتاً انْهدم سریعاً. و‌فی الحدیث: الرِّفق یُمْن و الخُرْقُ شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل و الحمق. و‌فی الحدیث: تُعِینُ صانِعاً أَو تَصْنَع لأَخْرَقَ‌أَی لجاهل بما یَجِب أَن یَعْمَله و لم یكن فی یدیه صَنْعة یكتسِب بها. و‌فی حدیث جابر: فكرهت أَن أَجیئَهن بخَرْقاء مثلهن‌أَی حَمْقاء جاهلة، و هی تأنیث الأَخْرقِ. و مَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعیدة. و الخَرْقُ: المَفازةُ البعیدة، اخترقته الریح، فهو خَرْق أَملس. و الخُرْق: الحُمق؛ خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، و الأُنثی خرقاء. و فی المثل: لا تَعْدَمُ الخَرْقاء عِلَّة، و معناه أَنَّ العِلَل كثیرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء فَضلًا عن الكَیِّس. الكسائی: كل شی‌ء من باب أَفْعلَ و فعْلاء، سوی الأَلوان، فإنه یقال فیه فَعِلَ یَفْعَل مثل عَرِج
لسان العرب، ج‌10، ص: 76
یَعْرَج و ما أَشبهه إلّا ستة أَحرف «2» فإنها جاءَت علی فَعُلَ: الأَخْرَقُ و الأَحْمَقُ و الأَرْعَنُ و الأَعْجَفُ و الأَسْمَنُ … یقال: خَرُق الرجل یَخْرُق، فهو أَخرق، و كذلك أَخواته. و الخَرَق، بالتحریك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَیاء. و قد أَخْرَقْتُه أَی أَدْهَشْته. و قد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش. و خَرِق الظّبْیُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض و لم یقدر علی النُّهوض، و كذلك الطائر، إذا لم یقدر علی الطیران جَزعاً، و قد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر: و أَقرأنی ابن الأَعرابی لبعض الهُذلیین یصف طریقاً: و أَبْیَض یَهْدِینی، و إن لم أُنادِه، كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غیرُ مُخْرِقِ توائمُه فی جانِبَیه كأنها شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم یُفَلَّقِ فقال: غیر مُخرِق أَی لا أَخرَقُ فیه و لا أَحارُ و إن طال علیَّ و بعُد، و توائمه: أَراد بُنَیَّاتِ الطریق. و‌فی حدیث تزویج فاطمةَ، رضوانُ الله علیها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَیاء‌أَی خَجِلة مَدْهُوشة، من الخَرَقِ التحیُّر؛ و‌روی أَنها أَتته تَعثُر فی مِرْطِها من الخَجَل.و‌فی حدیث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع میتاً. ابن الأَعرابی: الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض. و قال اللیث: الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما یَخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِیدَ. قال: و خَرِق الرجل إذا بقی متحیِّراً من هَمّ أَو شدّة؛ قال: و خَرِق الرجل فی البیْت فلم یبرح فهو یَخْرَقُ خرَقاً و أَخْرَقَه الخَوفُ. و الخرَق مصدر الأَخْرق، و هو ضد الرفیق. و خَرِقَ یَخْرَقُ خرقاً، فهو أَخْرَقُ إذا حَمُق: و الاسم الخُرْق، بالضم، و رماد خَرِق: لازِقٌ بالأَرض. و رَحِم خَریق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك. و المَخارِیقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبیان من الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم: كأَنَّ سُیوفَنا مِنّا و منهم مَخاریقٌ بأَیدی لاعبینا ابن سیدة: و المِخْراقُ مِندیل أَو نحوه یُلوی فیُضرب به أَو یُلَفُّ فیُفَزَّعُ به، و هو لُعْبة یَلْعب بها الصبیان؛ قال: أُجالِدُهمْ یومَ الحَدیثة حاسِراً، كأَن یَدی بالسیْف مِخْراقُ لاعِب و هو عربی صحیح. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، قال: البَرْقُ مخارِیقُ الملائكة، و أَنشد بیت عمرو بن كلثوم، و قال: هو جمع مِخْراق، و هو فی الأَصل عند العرب ثوب یُلَفّ و یضرب به الصبیانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب و تسُوقه؛ و یفسره‌حدیث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب.و‌فی الحدیث: أَنَّ أَیْمَنَ و فِتْیةً معه حَلُّوا أُزُرَهم و جعلوها مخارِیقَ و اجْتلدوا بها فرآهم النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: لا من الله اسْتَحْیَوْا و لا من رسوله اسْتَتَروا، و أمُّ أَیْمن تقول: استَغْفِر لهم.و المِخْراقُ: السیف؛ و منه قوله: و أَبْیَض كالمِخْراقِ بَلَّیتُ حَدَّه
(2). قوله [ستة أحرف] بیض المؤلف للسادس و لعله عجم ففی المصباح و عجم بالضم عجمة فهو أعجم و المرأة عجماء. و قوله [و الأسمن] كذا بالأَصل و لعله محرف عن أیمن، ففی القاموس یمن ككرم فهو میمون و أیمن.
لسان العرب، ج‌10، ص: 77
و قال كُثیّر فی المخَاریق بمعنی السیوف: علیهن شُعْثٌ كالمَخارِیق، كُلُّهمْ یُعَدُّ كَرِیماً، لا جَباناً و لا وَغْلا و قول أبی ذُؤیب یصف فرساً: أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه مَخاریقُ، یُدْعَی وسْطَهُن خَرِیجُ جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا یكون إلا هذا لأَن ضمیر البرق واحد، و المَخاریقُ جمع. و المِخْراقُ: الطویل الحَسن الجسم؛ قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذی لا یقع فی أمر إلا خرج منه، قال: و الثَّور البَرِّی یسمی مِخْراقاً لأَن الكلاب تطلبُه فیُفْلت منها. و قال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ یَتَخَرَّقُون الأَرض، بینا هُم بأَرضٍ إذا هم بأُخری. الأَصمعی: المَخارِقُ الرجال الذین یتخرَّقون و یتصرَّفون فی وجُوه الخیر. و المَخْروق: المَحْروم الذی لا یقَع فی یده غِنی. و خَرَق فی البیت خُروقاً: أَقام فلم یَبرَح. و الخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالحِزْقة؛ قال: قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ، خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ و جمعها خِرَق. و الخُرَّقُ: ضَرْب من العصافیر، واحدته خُرَّقةٌ، و قیل: الخُرَّق واحد. التهذیب: و الخُرَّق طائر. و الخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلی: غَداةَ الرُّعْنِ و الخَرْقاء تَدْعُو، و صَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب و مِخْراقٌ و مُخارق: اسمان. و ذو الخِرَقِ الطُّهَوِیّ: جاهلیّ من شُعرائهم لَقَبٌ، و اسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله: لَمَّا رأَتْ إِبلِی هَزْلَی حَمُولَتُها، جاءتْ عِجافاً علیها الرِّیشُ و الخِرَقُ الجوهری: الخَرِیق المُطمئنّ من الأَرض و فیه نبات. قال الفراء: یقال مررت بخَرِیق من الأَرض بین مَسْحاوَیْن. و المَسْحاء: أَرض لا نبات فیها. و الخَرِیقُ: الذی توسَّط بین مسحاوین بالنبات، و الجمع الخُرُق؛ و أَنشد الفراء لأَبی محمد الفَقْعَسِی: تَرْعَی سَمِیراءُ إلی أَهْضامِها إلی الطُّرَیْفاتِ إلی أَرْمامِها، فی خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها «1». و فلان مِخْراقُ حَرْب أَی صاحب حُروب یَخِفّ فیها؛ قال الشاعر یمدح قوماً: لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِی صُرَیْمٍ، تَضُمُّهمُ التَّهائمُ و النُّجُودُ أَجَلَّ جلالةً و أَعَزَ فَقْداً، و أَقْضَی للحُقُوقِ، و هم قُعودُ و أَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ، یُعِین علی السِّیادةِ أَو یَسُودُ یقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْیان حَرْب منهم. و الخَرْقاء: صاحبة ذی الرُّمَّة و هی من بنی عامر بن رَبیعةَ بن عامر بن صَعْصَعة. ابن بری: قال أَبو عَمرو الشَّیْبانِی المُخْرَوْرِقُ الذی
(1). قوله [سمیراء] فی یاقوت بفتح السین و كسر المیم، و قیل بضم السین و فتح المیم
لسان العرب، ج‌10، ص: 78
یَدوُر علی الإِبل فَیحمِلها علی مكروهها؛ و أَنشد: خَلْفَ المَطِیّ رجُلًا مخْرَوْرِقا، لم یَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا و‌فی حدیث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِیّةٌ كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما یفعله أَهل الرَّساتِیق؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءت فی روایة و قد رویت بالحاء المهملة و بالضم و بالفتح و غیر ذلك.

خربق؛ ج10، ص: 78

: الخَرْبَقُ «1». نبت كالسمِّ یُغْشَی علی آكله و لا یقتله. و امرأة مُخرْبَقةٌ: رَبوخ، و خِرْباقٌ. سریعة المشی. ابن الأَعرابی: یقال للمرأة الطویلة العظیمة خِرْباق و غِلْفاقٌ و مُزَنَّرة و لُباخِیَّةٌ. و خَرْبَقَ الشی‌ء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، و ربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب و جَبَذَ. و خَرْبَقْت الثوب أَی شقَقْته. و خَرْبَق عَمَله: أَفسده. و جدَّ فی خِرْباق أَی فی ضَرِطٍ. و رجل خِرْباق: كثیر الضَّرِط. و خَرْبَق النبتُ: اتصل بعضه ببعض. و الخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة یقال له ذو الیدین. و المُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ. و فی المثل: مُخْرَنْبِقٌ لیَنْباعَ أَی لیَثِب أَو لیَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهیة یریدها. الأَصمعی: من أَمثالهم فی الرجل یُطیل الصْمت حتی یُحْسَب مُغَفّلًا و هو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِینباع، و لینباع لیَنْبَسط، و قیل: هو المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة یَثِب علی عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه الوثوب، و مثله مُخْرَنْطِمٌ لینباع، و قیل: المخرنبق الذی لا یُجِیب إذا كُلِّم. و یقال: اخْرنبق الرجل و هو انْقماعُ المُرِیب؛ و أَنشد: صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا فیه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا یقال: رجل مُخَذْرِقٌ و خِذراق أَی سَلَّاح. و اخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع. و اخْرنبقَ: لَطِئ بالأَرض. و المُخْرَنْبِق: اللَّاصِق بالأَرض. و الخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِیة.

خردق؛ ج10، ص: 78

: فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، قالت: دعا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عبدٌ كان یبیع الخُردِیق؛ الخُرْدیق: المَرَق، فارسی معرب، أَصله خُورْدِیك؛ و أَنشد الفراء: قالت سُلَیْمَی: اشْتَرْ لنا دَقِیقا، و اشْتَرْ شُحَیْماً، نَتَّخِذْ خُرْدِیقا

خرفق؛ ج10، ص: 78

: اخْرَنْفَق: انقَمَع.

خرمق؛ ج10، ص: 78

: امرأَة مُخْرَمِّقة: لا تتكلم إن كُلمت.

خرنق؛ ج10، ص: 78

: الخِرْنِق: ولد الأَرنب، یكون للذكر و الأُنثی؛ و أَنشد اللیث: لیَّنةِ المَسِّ كَمَسِّ الخِرْنِقِ و قیل: هو الفَتِیّ من الأَرانب؛ و أَنشد اللیث: كأنَّ تَحتی قَرِماً سُوذانِقا، و بازِیاً یَخْتَطِفُ الخَرانِقا و أَرض مُخَرْنِقةٌ: كثیرة الخَرانِق، و خَرْنَقتِ الناقةُ إذا رأَیتَ الشحمَ فی جانبی سنَامِها فِدَراً كالخَرانِق. اللیث: الخِرْنِقُ اسم حَمَّةٍ؛ و أَنشد: بینَ عُنَیْزاتٍ و بین الخِرْنِق و الخِرْنِقُ: مَصْنَعةُ الماء. و الخِرنق: اسم حَوْض.
(1). قوله [الخربق] فی القاموس الخربق كجعفر. و قوله [و لا یقتله] فی ابن البیطار: الإفراط منه یقتل
لسان العرب، ج‌10، ص: 79
و خِرْنِقُ و الخِرنقُ، جمیعاً: اسم أُخت طَرفة بن العبد، و قیل: هی امرأَة شاعرة، و هی خِرنق بنت هَفَّانَ [هِفَّانَ من بنی سعد بن ضُبَیْعة رهطِ الأَعشی. و الخَوَرْنَقُ: نهر، و الخَوَرْنق: المجلس الذی یأكل فیه الملك و یشرب، فارسی مُعرب، أَصله، خُرَنْكاه، و قیل: خُرَنْقاه معرب؛ قال الأَعشی: و یُجْبَی إلیه السَّیْلحون، و دُونها صَریفُونَ فی أَنْهارِها، و الخَوَرْنَق و الخَورْنقُ: نبت. و الخَورْنق: اسم قصر بالعراق، فارسی معرب، بناه النعمان الأَكبر الذی یقال له الأَعور، و هو الذی لَبِس المُسُوح فساحَ فی الأَرض؛ قال عدی بن زید یذكره: و تَبَیَّنْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ، إذ أَشرفَ یوماً، و للهُدَی تَفْكِیرُ سَرَّه حالُه، و كثرةُ ما یَمْلِكُ، و البحرُ مُعْرِضاً و السَّدِیرُ فارْعَوی قلْبُه فقال: و ما غِبْطةُ حَیٍّ إلی المماتِ یَصیرُ؟

خزق؛ ج10، ص: 79

: الخَزْقُ: الطعْنُ. و‌فی حدیث عدِیّ: قلت یا رسول الله إنا نَرْمی بالمِعْراضِ، فقال: كُل ما خَزَق و ما أَصاب بَعَرْضه فلا تأْكل، خَزَق السهمُ و خَسَق إذا أَصاب الرَّمِیَّة و نفَذ فیها؛ ابن سیدة: خَزق السهم یَخْزِق خَزْقاً و خُزوقاً كخَسق؛ و السهم إذا قَرْطَسَ، فقد خَسَق و خَزق، و سهم خاسِقٌ و خازق، و هو المُقَرْطِسُ النافذ؛ و منه‌قول الحسن: لا تأكل من صید المَعراض إلَّا أَن یَخزِق؛ معناه ینفذ و یسیل الدم لأَنه ربما قتل بعَرضه و لا یجوز. الجوهری: و الخازق من السِّهام المُقرطِس؛ و یقال: خزَقْتهم بالنبل أَی أَصبتهم بها. و‌فی حدیث سَلَمَة بن الأَكوع: فإذا كنتُ فی الشَّجْراء خَزَقْتُهم بالنبل‌أَی أَصبتهم بها. و خَزَقه بالرمح یَخْزِقه: طعَنه به طعْناً خفیفاً، و هو أَمضی من خازق یعنی السِّنانَ. و من أَمثاله فی باب التشبیه: أَنفَذُ من خازق؛ یَعْنون السَهمَ النافذ، و الخازِقُ: السنان. و المِخْزَقةُ: الحَرْبة. و المِخْزَقُ: عود فی طرَفه مِسْمار مُحدَّد یكون عند بیّاع البُسْر. و انْخَزق الشی‌ءُ: ارْتَزَّ فی الأَرض. اللیث: كلّ شی‌ء حادّ رَزَزْتَه فی الأَرض و غیرها فارْتَزَّ، فقد خزَقْته. و الخَزْقُ: ما یَثبُت. و الخَزْق: ما ینفُذ. و یقال: یوشِكُ أَن یَلْقَی خازِقَ ورَقِه؛ یضرب مثلًا للرجل الجَرِی‌ء. و قال ابن الأَعرابی: إنه لخازِقُ ورقِه إذا كان لا یُطمَع فیه. و خزَقَه بعینه: حَدَّدَها إلیه و رماه بها؛ عن اللحیانی. و أَرض خُزُقٌ: لا یَحْتَبِس علیها ماؤها و یخرج ترابها. و خزَق الطائرُ و الرَّجل یَخْزِق خَزْقاً: أَلقی ما فی بطنه. و یقال للأَمةِ: یا خَزاقِ یكنی به عن الذَّرْق. ابن بری: خُزاقُ اسم قریة من قُری راوَنْدَ؛ قال الشاعر: أَ لم تَعْلَما ما لی بِراوَنْد كلِّها، و لا بخُزاقٍ، من صَدِیقٍ سِواكُما

خزرق؛ ج10، ص: 79

: الخِزْراقةُ: الضَّعِیف. الأَزهری: رأَیت فی نسخة مسموعة قال قول إمرئ القیس: و لستُ بِحِزْراقةٍ …؛ الزای قبل الراء، أَی بِضَیِّقِ القلب جَبان، قال: و رواه شمر‌و لست بخزراقة …، بالخاء معجمة، قال:
لسان العرب، ج‌10، ص: 80
و هو الأَحمق. و الخُزْرِیقُ: طعام شبیه بالحَساء أَو الحَرِیرة.

خزرنق؛ ج10، ص: 80

: الخَزَرْنَقُ: ذكر العَناكِب. و الخُزْرانِقُ: ضرب من الثیاب فارسی.

خسق؛ ج10، ص: 80

: إذا رُمی بالسهام فمنها الخاسِقُ و هو المُقَرْطِس، و هو لغة فی الخازق. خَسَق السهمُ یَخْسِق خَسقاً و خُسوقاً: قَرْطَس، و خَسَق أَیضاً: لم ینفُذ نَفاذاً شدیداً. الأَزهری: رَمی فخَسق إذا شقّ الجلد. و خَسَقَت الناقة الأَرض تَخْسِقُها خَسْقاً: خدّتها. و ناقة خَسُوق: سیّئة الخُلُق تَخْسِق الأَرض بمنَاسِمها إذا مشت انقلب مَنْسِمها فخَدَّ فی الأَرض. و خَیسَقٌ: اسم. التهذیب: خیسق اسم لابةٍ معروفة. و بئر خَیْسَقٌ: بعیدةُ القعْر. و قبر خَیْسَق أَیضاً: قَعِیر.

خشق؛ ج10، ص: 80

: الخَوْشق: ما یَبقی فی العِذْق بعد ما یُلْقَط ما فیه؛ عن كراع. و الخَوْشَق من كل شی‌ء: الرَّدِی‌ء؛ عن الهَجَرِیّ.

خفق؛ ج10، ص: 80

: الخَفْقُ: اضْطِراب الشی‌ء العَرِیض. یقال: رایاتُهم تَخْفِق و تَخْتَفِقُ، و تسمّی الأَعلامُ الخَوافِقَ و الخافِقاتِ. ابن سیدة: خَفَقَ الفؤَاد و البرْق و السیفُ و الرایةُ و الریح و نحوها یَخْفِقُ و یَخْفُقُ خَفْقاً و خُفوقاً و خَفَقاناً و أَخْفقَ و اخْتفَق، كله: اضْطَرب، و كذلك القَلب و السَّراب إذا اضْطَربا. التهذیب: خَفقت الریح خَفَقاناً، و هو حَفیفُها أَی دَوِیُّ جَرْیِها، قال الشاعر: كأَنَّ هُوِیَّها خَفَقانُ ریحٍ خَرِیقٍ، بینَ أَعْلامٍ طِوالِ و أَخْفَقَ بثوبه: لَمع به. و الخَفْقة: ما یُصیب القلبَ فیَخفِق له، و فؤاد مَخْفوق. التهذیب: الخَفقانُ اضطراب القلب و هی خِفّة تأخذ القلب، تقول: رجل مَخْفوق. و خفَق برأسه من النُّعاس: أَمالَه، و قیل: هو إذا نَعس نَعْسةً ثم تنبّه. و‌فی الحدیث: كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتین.و یقال: سیر اللیل الخَفْقتان و هما أَوّله و آخره، و سیر النهار البَرْدانِ أَی غُدْوة و عشیّة. و قال ابن هانئ فی كتابه: خفَق خُفوقاً إذا نام. و‌فی الحدیث: كانوا ینتظرون العِشاء حتی تَخْفِق رؤوسهم‌أَی یَنامون حتی تسقُط أَذْقانهم علی صدورهم و هم قُعود، و قیل: هو من الخُفوق الاضطراب. و یقال: خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفیفة. و خَفَق الرجل أَی حرّك رأسه و هو ناعس. و خفَق الآلُ خَفْقاً: اضْطَرب؛ فأَمّا قول رؤبة: و قاتِمِ الأَعْماقِ خاوِی المُخْتَرَقْ، مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ فإنه حُرِّك للضرورة كما قال: فلم یُنْظَرْ به الحَشَكُ و أَرض خفّاقة: یَخْفِق فیها السراب. التهذیب: السَّراب الخَفُوق و الخافِقُ الكثیر الاضطراب. و الخَفْقة: المَفازة ذات الآل؛ قال العجاج: و خَفْقة لیس بها طُوئِیّ یعنی لیس بها أَحد. و خفَق الشی‌ءُ: غاب، و قیل لعَبِیدةَ «2». السَّلْمانِیّ: ما یوجب الغُسل؟ فقال: الخَفْقُ و الخِلاط؛ یرید بالخفق مَغِیب الذكر فی الفرج؛ التفسیر للأَزهری، من خَفَق النجمُ إذا
(2). قوله [عبیدة] قال النووی كسفینة و ضبط فی النهایة أیضاً بفتح العین
لسان العرب، ج‌10، ص: 81
انْحطَّ فی المغرب، و قیل: هو من الخَفْق الضرْبِ. و خفَقَ النجمُ یَخْفِقُ و أَخْفَقَ: غاب؛ قال الشمّاخ: عیْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِیة، إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ «1». و قیل: هو إذا تلأَلأَ و أَضاء؛ و أَنشد الأَزهری: و أَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلوكِ، حتی إذا خَفَقَ المِجْدَحُ و خَفقَ النجمُ و القمر: انْحطّ فی المغرب، و كذلك الشمس؛ عن ابن الأَعرابی. و أَخْفقَ إِذا تَوَلَّی للمَغِیب. یقال: ورَدْتُ خُفوقَ النجم أَی وقت خُفوق الثُّریا، تجعله ظرفاً و هو مصدر. و رأیت فلاناً خافق العین أَی خاشِعَ العین غائرها، و كذلك ماكل العین «2» و مُرَنَّقُ العین. و خفَق اللیلُ: سقط عن الأُفق؛ عن ابن الأَعرابی. و خفَق السهمُ: أَسرع. و رِیح خَیْفَقٌ: سریعة. و فرس خَیْفَق و ناقة خَیْفَق: سریعة جدّاً، و قیل: هی الطویلة القوائم مع إخْطاف، و قد یكون للذكر و التأنیثُ علیه أَغلب، و قیل: فرس خَیْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قلیلة اللحم. الكلابیُّ: امرأَة خَیْفق و هی الطویلة الرُّفْعین الدقیقة العظام البعیدة الخطو. و فرس خَیْفق أَی سریعة جداً. و ظلیم خَیْفق: سریع، و هو الخَنْفَقِیقُ فی الناقة و الفرس و الظلیم، و هو مشی فی اضطراب. و قال أَبو عبیدة: فرس خَفِق و الأُنثی خَفِقة مثل خَرِب و خَرِبة، و إن شئت قلت خُفَق و الأُنثی خُفقَة مثل رُطَب و رُطبَة، و الجمع خَفِقاتٌ و خُفَقَاتٌ و خِفاقٌ، و هی بمنزلة الأَقَبّ، و ربما كان الخفوق من خِلْقة الفرس، و ربما كان من الضُّمور و الجَهْد، و ربما أُفرد و ربما أُضیف؛ و أَنشد فی الإِفراد: و مُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ، علی خَیْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها و أَنشد فی الإِضافة: بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء، حابی الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء و یقال: فرسٌ خَفِقُ الحشَا. و الخیْفَق: فرس سَعْد بن مشهب. و امرأة خَنْفَقٌ: سریعة جَرِیئة. و الخَنْفَقُ و الخَنْفَقِیقُ: الداهیة؛ یقال: داهیة خَنْفَقِیقُ، و هو أیضاً الخَفِیفةُ من النساء الجَرِیئة، و النون زائدة، جعلها من خَفْقِ الرّیح. و الخَنْفقِیق: حكایة أَصوات حوافر الخیل. و الخَنْفقِیقُ: الناقِصُ الخَلْقِ؛ قال شُیَیْمُ بن خُوَیْلِد: قلتُ لَسیِّدنا: یا حكیمُ، إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِیقا أَعَنْتَ عَدِیًّا علی شَأوِها، تُعادِی فَرِیقاً و تَنْفِی فَریقا أَطَعْتَ الیَمِینَ عِنادَ الشِّمالِ، تُنَحِّی بِحَدّ المَواسِی الحُلُوقا زَحَرْتَ بها لیلةً كلَّها، فجِئتَ بها مُؤْیَداً خَنْفَقِیقا و هذا أَورده الجوهری:
(1). قوله [… كفقود الرحل …] كذا بالأَصل مضبوطاً و مثله شرح القاموس و لعله كقعود الرحل (2). قوله [ما كل العین] كذا بالأَصل مرموزاً له بعلامة وقفة، و الحرف الأَخیر یحتمل أن یكون كافاً أو لاماً، و لعله ماذل العین أی مسترخیها و فاترها.
لسان العرب، ج‌10، ص: 82
و قد طَلقَتْ لیلةً كلَّها، فجاءتْ به مُؤْدَناً خَنْفَقِیقا قال ابن بری: و الصواب: زحرت بها لیلة كلها كما تقدم؛ و قوله: یا حكیم، هُزْء منه أی أَنت الذی تزعم أنك حكیم و تُخطئ هذا الخَطأ، و قوله: أطعت الیمین عِناد الشمال، مثل ضربه، یرید فعلت فِعْلًا أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتی أَعداءها من مَیامِنهم؛ یقول: فجِئتنا بداهیةٍ من الأَمر و جئتَ به مُؤْیَداً خنفقیقاً أَی ناقصاً مُقَصِّراً. و خفَقَه بالسیف و السوط و الدِّرَّةِ یَخْفُقه و یَخْفِقه خَفْقاً: ضربه بها ضرْباً خفیفاً. و المِخْفقةُ: الشی‌ء یضرب به نحو سیر أو دِرّة التهذیب: و المِخْفَقَةُ و الخَفْقَة، جزم، هو الشی‌ء الذی یضرب به نحو سیر أو دِرَّة. ابن سیدة: و المِخفقة سوط من خشب. و سیف مِخْفَقٌ: عَرِیض. قال الأَزهری: و المِخْفَقُ من أسماء السیف العریض. اللیث: الخَفْقُ ضربك الشی‌ء بالدِّرَّة أَو بشی‌ء عریض، و المِخْفقة الدرّة التی یضرب بها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فضربهما بالمِخفقة؛ هی الدرّة. و أَخْفقَ الرجلُ: طَلب حاجة فلم یَظْفَر بها كالرجل إذا غزا و لم یغنم، أَو كالصائد إذا رجع و لم یصطد، و طلَب حاجة فأخْفَقَ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: أَیُّما سَرِیّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتین؛ قال أبو عبید: الإِخْفاقُ أن یغزُو فَلا یغنم شیئاً؛ و منه قول عنترة یصف فرساً له: فیُخْفِقُ مرَّةً و یَصِیدُ أُخْرَی، و یَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِیب «1» یقول: یغزو علی هذا الفرس فیغنم مرة و لا یغنم أُخری؛ قال أبو عبید: و كذلك كل طالب حاجة إذا لم یقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، و أصل ذلك فی الغنیمة. قال ابن الأَثیر: أصله من الخَفْق التحرُّك أی صادَفَتِ الغنیمةَ خافِقةً غیر ثابتة مستقرّة. اللیث: أَخْفقَ القومُ فنَی زادُهم، و أَخفقَ الرجلُ قلّ ماله. و الخَفْقُ: صوت النعل و ما أشبهها من الأَصوات. و‌فی الحدیث ذكر منكر و نكیر: إنه لَیَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حین یُولُّون عنه، یعنی المیتَ یسمع صوت نعالهم علی الأَرض إذا مشَوْا. و رجل خَفّاقُ القدم عریض باطن القدم، و خَفقَ الأَرضَ بنَعْله و كلُّ ضرب بشی‌ء عریض خَفْقٌ؛ و قوله: مُهَفْهَف الكَشْحَینْ خَفّاق القَدَمْ قال ابن الأَعرابی: معناه أنه خفیف علی الأَرض لیس بثقیل و لا بَطی‌ء، و قیل: خفّاق القدم إذا كان صدر قدمیه عریضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجی: قد لَفَّها اللیلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ، خَدَلَّجِ الساقَیْنِ خَفّاق القَدَم و قیل: هذا الرجز للحُطَم القَیْسِیّ. و امرأَة خَفّاقةُ الحَشَی أَی خمِیصة؛ و قوله: ألا یا هَضِیمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشی، من الغِیدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ إنما عنی بأنها ضامرة البطن خَمیصة، و إذا ضَمُرت خَفَقت، و الخَفْقةُ: المَفازة المَلْساء ذات الآلِ. و الخافِقُ: المكان الخالی من الأَنِیس، و قد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعی: عَوَیْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِیتَنا بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق
(1). قوله [و یصید] فی الأَساس: و یفید، و قوله [و یفجع] و یفجأ. و هو فی دیوانه: فیخفق تارة و یصید أُخری و یفجع ذا الضغائن بالأَریب
لسان العرب، ج‌10، ص: 83
و خَفَق فی البلاد خُفوقاً: ذهب. و الخافِقان: قُطْرا الهواء. و الخَافِقانِ: أُفُق المشرق و المغرب؛ قال ابن السكیت: لأَن اللیل و النهار یَحْفِقان فیهما، و فی التهذیب: یخفقان بینهما؛ قال أَبو الهیثم: الخافقان المشرق و المغرب، و ذلك أن المغرب یقال له الخافِقُ و هو الغائب، فغَلَّبُوا المغرب علی المشرق فقالوا الخافقان كما قالوا الأَبوان. شمر: الخافقانِ طرَفا السماء و الأَرض؛ قال رؤبة: و اللّهْب لهبُ الخافِقَیْن یَهْذِمهُ و قال ابن الأَعرابی: یَهْذِمه یأكله.كلاهما فی فَلَكٍ یستلْحِمُه أَی یركبه؛ و قال خالد بن جنْبةَ: الخافقانِ منتهی الأَرض و السماء. یقال: أَلحق الله فلاناً بالخافق، قال: و الخافقانِ هَواءان مُحیطانِ بجانبی الأَرض. قال: و خَوافِقُ السماء الجِهات التی تَخرج منها الرّیاح الأَربع. و‌فی الحدیث: أن میكائیل مَنْكِباه یَحُكّان الخافِقَیْنِ‌یعنی طرَفی السماء، و‌فی النهایة: مَنْكِبا إسرافیل یَحُكّانِ الخافقین، قال: و هما طرفا السماء و الأَرض؛ و قیل: المغرب و المشرق. و الخَفّاقةُ: الاسْت. و خفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت، فهی خَفُوق. و المَخْفُوق: المجنون؛ و أَنشد: مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا و‌روی الأَزهری بإسناده عن حذیفة بن أُسید قال: یخرج الدجال فی خَفْقة من الدِّین و سوداب الدین «2»، و‌فی روایة جابر: و إدْبار من العلم؛ أَراد أَن خروج الدجال یكون عند ضَعف الدّین و قِلّة أَهله و ظُهور أَهل الباطل علی أَهل الحقّ و فُشُوّ الشر و أَهله، و هو من خَفق اللیلُ إذا ذهب أكثره، أَو خَفقَ إذا اضْطربَ، أَو خَفقَ إذا نَعَس. قال أَبو عبید: الخَفْقةُ فی حدیث الدجّال النَّعْسةُ هاهنا، یعنی أن الدین ناعِسٌ وَسْنانُ فی ضَعفه، من قولك خَفقَ خَفْقة إذا نامَ نومة خفیفة. و من أَمثال العرب: ظلم ظُلْمَ الخَیْفَقانِ و قیل: كان اسمه سَیّاراً خرج یرید الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكلیل بن سیار، و كان قتل أَخاه عویفاً، فلقیه ابن عم له و معه ناقتان و زادٌ، فقال له: أَین ترید؟ قال: الشحر لئلا یَقْدِر علیَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَیْفاً، فقال: خذ إحدی الناقتین، و شاطَرَه زادَه، فلما ولَّی عطف علیه فقتله فسمی صَرِیعَ الظلم؛ و فیه یقول القائل: أُعَلِّمُه الرِّمایةَ كُلَّ یَومٍ، فلمّا اسْتَدَّ ساعِدُه رَمانی تعالی الله هذا الجَوْرُ حَقّاً، و لا ظُلمٌ كَظُلْم الخَیْفَقانِ و الخَفَقانُ: اضْطِرابُ الجناح. و خَفَقَ الطائر أَی طار، و أَخْفَقَ إذا ضرب بجناحیه؛ قال الراجز: كأَنها إخْفاقُ طیرٍ لم یَطِرْ و فلاة خَیْفَقٌ أی واسعة یَخْفِق فیها السَّراب؛ قال الزَّفَیان: أَنَّی أَلَمَّ طَیْفُ لَیلی یَطْرُقُ، و دُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَیْهقُ، تِیهٌ مَرَوْراة و فَیْفٌ خَیْفَقُ
(2). قوله [و سوداب الدین] كذا بالأَصل و رمز له بعلامة وقفة
لسان العرب، ج‌10، ص: 84
الأَصمعی: المَخْفَقُ الأَرض التی تستوی فیكون فیها السرابُ مضْطَرِباً. و مُخَفِّقٌ: اسم موضع؛ قال رؤبة: و لامِعاً مخَفِّقٌ فَعَیْهَمُه

خقق؛ ج10، ص: 84

: خقَّت الأَتانُ تخِقُّ خَقِیقاً، و هی خقُوق: صوَّتَ حَیاؤها عند الجماع من الهُزال و الاسْتِرْخاء، و كذلك كلّ أنثی من الدوابّ. و خَقَّ الفَرج یَخِقُّ خقِیقاً، و كذلك قُنْبُ الفرَس إذا صوّت، و خقَّت المرأة و هی خَقوق و خَقَّاقة كذلك، و هو نعت مكروه؛ قال: لو نِكْتَ مِنهنَّ خقُوقاً عَرْدا، سَمِعْت رِزّاً و دَوِیّاً إدّا أَبو عبیدة فی كتاب الخیل: الخِقاقُ صوت یكون فی ظَبْیة الأُنثی من الخیل من رَخاوة خِلْقتها و ارْتِفاع مُلْتَقاها، فإذا تحرّكت لعَنَقٍ أَو غیره احْتَشَتْ رَحمُها الریحَ فصوَّتت فذلك الخِقاق، و یقال للفرس من ذلك الخاقُّ. و الخَقُوق و الخَقَّاقةُ من الأُتُن و النساء: الواسعة الدُبر. و یقال فی السِّباب: یا ابن الخَقُوق و الخَقَّاقةُ: الاسْتُ؛ و من الأَحْراح مُخِقٌّ، و إخْقاقُه: صوته عند النَّخْجِ. وحِرٌ مُخِقّ: مصوت عند النخج. قال أَبو زید: إذا اتَّسعت البَكْرةُ أَو اتَّسع خَرْقُها عنها قیل: أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً، و هو أَن یُسدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو بحجر أَو بغیره. و خَقَّت البكرة: اتَّسع خَرْقُها عن المِحْوَر أَو اتسعت النّعامةُ عن موضع طَرفها من الزُّرْنُوق. و الخَقِیقُ و الخَقْخَقةُ: زُعاقُ قُنْب الدابة، و قد خَقَّ و خَقْخقَ. قال ابن المظفر الخَقیقُ زُعاقُ قُنب الدابَّة فإذا ضوعف مخففاً قیل: خَقْخَق. و الخَقْخقة: صوت القنب و الفرجِ إذا ضُوعف. و خَقَّ القارُ و ما أَشبهه خَقّاً و خقَقاً و خَقِیقاً و خَقخق: غَلی و سُمع له صوت. و الخَقُّ: الغدیر الیابس إذا جَفَّ و تَقَلْفَع؛ قال: كأَنَّما یَمْشِین فی خَقّ یَبَسْ و قال ابن درید: قال أَهل اللغة الخقُّ شبه حفرة غامضة فی الأَرض مثل اللُّخْقُوق، قال: و لا أَدری ما صحته. و الخَقُّ و الأُخْقوق: قدر ما یختفی فیه الدابة أَو الرجل، لغة فی اللُّخْقوق؛ قال اللیث: و من قال اللخقوق فإنما هو غلط من قبل الهمزة مع لام المعرفة، قال أَبو منصور: هی لغة لبعض العرب یَتكلم بها أهل المدینة، و بهذه اللغة قرأ نافع، یقولون قال الأَحمر، و منهم من یقول قال لَحْمر، و قال ذلك سیبویه و الخلیل؛ حكاه الزجاج. و قیل: الأَخاقِیقُ فُقَرٌ فی الأَرض و هی كُسور فیها فی مُنْعَرَج الجبل و فی الأَرض المتَفقِّرة، و هی الأَودیة. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنَّ رجلًا كان واقفاً معه و هو محرم فَوَقَصَت به ناقته فی أَخاقِیقِ جِرْذان فمات؛ و هی شُقوق فی الأَرض، واحدها أُخْقُوق، و لا یعرفه الأَصمعی إلا باللام؛ قال الأَصمعی: إنما هو لخَاقِیق جِرْذانٍ، واحدها لُخْقوق، و هی شقوق فی الأَرض؛ قال أَبو منصور و قال غیره: الأَخاقِیقُ صحیحة كما جاء فی الحدیث، واحدها أُخْقُوق مثل أُخدود و أَخادِیدَ. و الخَقُّ و الخَدُّ: الشَّقُّ فی الأَرض. یقال: خَدَّ السیلُ فیها خَدّاً و خَقَّ فیها خَقّاً. ابن شمیل: خق السیل فی الأَرض خقّاً إذا حَفر فیها حَفْراً عمیقاً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 85
و كتب عبد الملك بن مَرْوانَ إِلی وكیل له علی ضَیْعة: أَمَّا بعد فلا تَدَعْ خَقّاً من الأَرض و لا لَقًّا إِلا سَوَّیْته و زرَعْتَه؛ فاللَّقُّ: الشقّ المستطیل و هو الصَّدْعُ، و الخَقُّ: حُفْرة غامضة فی الأَرض و هو الجُحْر؛ و أَنشد شمر لِلَّعین المِنْقَریّ یصف ذكر فرس: و قاسِحٍ كَعمُودِ الأَثْلِ یَحْفِزُه دَرْكاً حِصان، و صُلْب غَیْر مَعْرُوقِ مِثْل الهِراوة مِیثام، إِذا وقَبَتْ فی مَهْبِلٍ، صادَفَتْ داء اللَّخاقِیقِ «1». ابن الأَعرابی: الخِقَقةُ الرَّكَواتُ المُتلاحِماتُ، و الخِقَقةُ أَیضاً الشُّقوق الضیِّقةُ. و فی النوادر: یقال استخَقَّ الفرَسُ و أَخَقَّ و امْتَخَض إِذا اسْتَرْخی سُرْمُه، یقال ذلك فی الذكر.

خلق؛ ج10، ص: 85

: الله تعالی و تقدَّس الخالِقُ و الخَلَّاقُ، و فی التنزیل: هُوَ اللّٰهُ الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ؛ و فیه: بَلیٰ وَ هُوَ الْخَلّٰاقُ الْعَلِیمُ؛ و إِنما قُدّم أَوَّل وَهْلة لأَنه من أَسماء الله جل و عز. الأَزهری: و من صفات الله تعالی الْخٰالِقُ و الْخَلّٰاقُ و لا تجوز هذه الصفة بالأَلف و اللام لغیر الله عز و جل، و هو الذی أَوجد الأَشیاء جمیعها بعد أَن لم تكن موجودة، و أَصل الخلق التقدیر، فهو باعْتبار تقدیر ما منه وجُودُها و بالاعتبار للإِیجادِ علی وَفْقِ التقدیر خالقٌ. و الخَلْقُ فی كلام العرب: ابتِداع الشی‌ء علی مِثال لم یُسبق إِلیه: و كل شی‌ء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه علی غیر مثال سُبق إِلیه: أَلٰا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ … فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِینَ. قال أَبو بكر بن الأَنباری: الخلق فی كلام العرب علی وجهین: أَحدهما الإِنْشاء علی مثال أَبْدعَه، و الآخر التقدیر؛ و قال فی قوله تعالی: فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِینَ، معناه أَحسن المُقدِّرین؛ و كذلك قوله تعالی: وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً؛ أَی تُقدِّرون كذباً. و قوله تعالی: أَنِّی أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّینِ خَلْقه؛ تقدیره، و لم یرد أَنه یُحدِث معدوماً. ابن سیدة: خَلق الله الشی‌ء یَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم یكن، و الخَلْقُ یكون المصدر و یكون المَخْلُوقَ؛ و قوله عز و جل: یَخْلُقُكُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُمٰاتٍ ثَلٰاثٍ؛ أَی یخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم یَكسُو العِظام لحماً ثم یُصوّر و یَنفُخ فیه الرُّوح، فذلك معنی خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُمٰاتٍ ثَلٰاثٍ فی البَطن و الرَّحِم و المَشِیمةِ، و قد قیل فی الأَصلاب و الرحم و البطن؛ و قوله تعالی: الذی أَحسَنَ كلَّ شی‌ء خَلْقَه؛ فی قراءة من قرأَ به؛ قال ثعلب: فیه ثلاثة أَوجه: فقال خَلْقاً منه، و قال خَلْقَ كلِّ شی‌ء، و قال عَلَّم كُلَّ شی‌ء خَلْقَه؛ و قوله عز و جل: فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللّٰهِ؛ قیل: معناه دِینَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ علی الإِسلام و خلَقهم من ظهر آدم، علیه السلام، كالذّرِّ، و أَشْهَدَهم أَنه ربهم و آمنوا، فمن كفر فقد غیَّر خلق الله، و قیل: هو الخِصاء لأَنَّ من یَخْصِی الفحل فقد غیَّر خَلْقَ الله، و قال الحسن و مجاهد: فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللّٰهِ، أَی دِینَ الله؛ قال ابن عرفة: ذهب قوم إِلی أَن قولهما حجة لمن قال الإِیمان مخلوق و لا حجة له، لأَن قولهما دِین الله أَرادا حكم الله، و الدِّینُ الحُكْم، أَی فلیغیرن حكم الله و الخَلْق الدّین. و أَما قوله تعالی: لٰا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ؛قال قتادة: لدِین الله، و قیل: معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحیح لا یَقدِر أَحد أَن یُبَدِّلَ
(1). قوله [مثل الهراوة إلخ] سیأتی للمؤلف فی مادة لخق علی غیر هذا الوجه
لسان العرب، ج‌10، ص: 86
معنی صحة الدین. و قوله تعالی: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادیٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ؛ أَی قُدرتُنا علی حَشْركم كقدرتنا علی خَلْقِكم. و‌فی الحدیث: من تَخلَّق للناس بما یَعلم اللهُ أَنه لیس من نَفسه شانَه الله؛ قال المبرد: قوله تخلَّق أَی أَظهر فی خُلُقِه خلاف نیّته. و مُضْغةٌ مُخلَّقة أَی تامّة الخلق. و سئل أَحمد بن یحیی عن قوله تعالی: مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ، فقال: الناس خُلِقوا علی ضربین: منهم تامّ الخَلق، و منهم خَدِیجٌ ناقص غیر تامّ، یدُلُّك علی ذلك قوله تعالی: وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحٰامِ مٰا نَشٰاءُ؛ و قال ابن الأَعرابی: مخلقة قد بدا خَلْقُها، و غیر مخلقة لم تُصوَّر. و حكی اللحیانی عن بعضهم: لا و الذی خَلَق الخُلُوق ما فعلت ذلك؛ یرید جمع الخَلْقِ. و رجل خَلِیقٌ بیّن الخَلْق: تامُّ الخَلْق معتدل، و الأُنثی خَلِیق و خَلِیقة و مُخْتَلَقةٌ، و قد خَلُقَت خَلاقة. و المُخْتلَق: كالخَلیق، و الأُنثی مُخْتلَقة. و رجل خَلِیق إِذا تمّ خَلقُه، و النعت خَلُقت المرأَة خَلاقة إِذا تمّ خَلْقها. و رجل خَلِیق و مُخْتلَق: حسَنُ الخَلْقِ. و قال اللیث: امرأَة خَلِیقة ذات جسم و خَلْق، و لا ینعت به الرجل. و المُخْتلَق: التامُّ الخَلْق و الجَمالِ المُعتدِل؛ قال ابن بری: شاهده قول البُرْج بن مُسْهِر: فلمّا أَن تَنَشَّی، قامَ خِرْقٌ من الفِتْیانِ، مُختَلَقٌ هَضِیمُ و‌فی حدیث ابن مسعود و قَتلِه أَبا جهل: و هو كالجَمل المُخَلَّقِ‌أَی التامِّ الخَلْقِ. و الخَلِیقةُ: الخَلْقُ و الخَلائقُ، یقال: هم خَلِیقةُ الله و هم خَلْق الله، و هو مصدر، و جمعها الخلائق. و‌فی حدیث الخَوارِج: هم شَرُّ الخَلْقِ و الخَلِیقةِ؛ الخَلْقُ: الناس، و الخَلیقةُ: البهائم، و قیل: هما بمعنی واحد و یرید بهما جمیع الخلائق. و الخَلِیقةُ: الطَّبِیعة التی یُخلَق بها الإِنسان. و حكی اللحیانی: هذه خَلِیقتُه التی خُلق علیها و خُلِقَها و التی خُلِق؛ أَراد التی خُلِق صاحبها، و الجمع الخَلائق؛ قال لبید: فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَلِیكُ، فإِنَّما قَسَمَ الخلائقَ، بیننا، عَلَّامُها و الخِلْقةُ: الفِطْرة. أَبو زید: إِنه لكریم الطَّبِیعة و الخَلِیقةِ و السَّلِیقةِ بمعنی واحد. و الخَلِیقُ: كالخَلِیقة؛ عن اللحیانی؛ قال: و قال القَنانِی فی الكسائی: و ما لِی صَدِیقٌ ناصِحٌ أَغْتَدِی له ببَغْدادَ إِلَّا أَنتَ، بَرٌّ مُوافِقُ یَزِینُ الكِسائیَّ الأَغرَّ خَلِیقُه، إِذا فَضَحَتْ بعْضَ الرِّجالِ الخَلائقُ و قد یجوز أَن یكون الخَلِیقُ جمع خَلِیقة كشعیر و شعیرة، قال: و هو السابِق إِلیّ، و الخُلُق الخَلِیقة أَعنی الطَّبِیعة. و فی التنزیل: وَ إِنَّكَ لَعَلیٰ خُلُقٍ عَظِیمٍ، و الجمع أَخْلاق، لا یُكسّر علی غیر ذلك. و الخُلْق و الخُلُق: السَّجِیّة. یقال: خالِصِ المُؤْمنَ و خالِقِ الفاجر. و‌فی الحدیث: لیس شی‌ء فی المیزان أَثْقلَ من حُسن الخُلُق؛ الخُلُقُ، بضم اللام و سكونها: و هو الدِّین و الطبْع و السجیة، و حقیقته أَنه لِصورة الإِنسان الباطنة و هی نفْسه و أَوصافها و معانیها المختصةُ بِها بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة و أَوصافها و معانیها، و لهما أَوصاف حسَنة و قبیحة، و الثوابُ و العقاب
لسان العرب، ج‌10، ص: 87
یتعلّقان بأَوصاف الصورة الباطنة أَكثر مما یتعلقان بأَوصاف الصورة الظاهرة، و لهذا تكرّرت الأَحادیث فی مَدح حُسن الخلق فی غیر موضع‌كقوله: مِن أَكثر ما یُدخل الناسَ الجنَّةَ تقوی الله و حُسْنُ الخلق، و‌قولِه: أَكملُ المؤْمنین إِیماناً أَحْسنُهم خلُقاً، و‌قوله: إِنَّ العبد لیُدرك بحُسن خُلقه درجةَ الصائم القائم، و‌قوله: بُعِثت لأُتَمِّم مَكارِم الأَخلاق؛ و كذلك جاءت فی ذمّ سوء الخلق أَیضاً أَحادیث كثیرة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان خُلُقه القرآنَ‌أَی كان متمسكاً به و بآدابه و أَوامره و نواهیه و ما یشتمل علیه من المكارم و المحاسن و الأَلطاف. و‌فی حدیث عمر: من تخلَّق للناس بما یعلم الله أَنه لیس من نَفْسه شانَه الله، أَی تكلَّف أَن یُظهر من خُلُقه خِلاف ما یَنطوِی علیه، مثل تصَنَّعَ و تجَمَّل إِذا أَظهر الصَّنِیع و الجمیل. و تَخلَّق بخلُق كذا: استعمله من غیر أَن یكون مخلوقاً فی فِطْرته، و قوله تخلَّق مثل تَجمَّل أَی أَظهر جَمالًا و تصنّع و تَحسَّن، إِنَّما تأْوِیلُه الإِظْهار. و فلان یَتخلَّق بغیر خُلقه أَی یَتكلَّفه؛ قال سالم بن وابِصةَ: یا أَیُّها المُتحلِّی غیرَ شِیمَتِه، إِن التَّخَلُّق یأْتی دُونه الخُلُقُ أَراد بغیر شِیمته فحذف و أَوصَل. و خالَقَ الناسَ: عاشَرهم علی أَخلاقِهم؛ قال: خالِقِ الناسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ، لا تَكُنْ كلْباً علی الناسِ یَهِرّ و الخَلْق: التقدیر؛ و خلَق الأَدِیمَ یَخْلُقه خَلْقاً: قدَّره لما یرید قبل القطع و قاسه لیقطع منه مَزادةً أَو قِربة أَو خُفّاً؛ قال زهیر یمدح رجلًا: و لأَنتَ تَفْری ما خَلَقْتَ، و بعضُ القومِ یَخْلُقُ، ثم لا یَفْری یقول: أَنت إِذا قدَّرت أَمراً قطعته و أَمضیتَه و غیرُك یُقدِّر ما لا یَقطعه لأَنه لیس بماضی العَزْم، و أَنتَ مَضّاء علی ما عزمت علیه؛ و قال الكمیت: أَرادُوا أَن تُزایِلَ خالِقاتٌ أَدِیمَهُمُ، یَقِسْنَ و یَفْتَرِینا یصف ابنی نِزار من مَعدّ، و هما رَبِیعةُ و مُضَر، أَراد أَن نسَبهم و أَدِیمهم واحد، فإِذا أَراد خالقاتُ الأَدیم التفْرِیقَ بین نسَبهم تبیَّن لهن أَنه أَدیم واحد لا یجوز خَلْقُه للقطع، و ضرَب النساء الخالِقاتِ مثلًا للنسّابین الذین أَرادوا التفریق بین ابنی نِزار، و یقال: زایَلْتُ بین الشیئین و زیَّلْتُ إِذا فَرَّقْت. و‌فی حدیث أُخت أُمَیَّةَ بن أَبی الصَّلْت قالت: فدخَلَ علیَّ و أَنا أَخلُقُ أَدِیماً‌أَی أُقَدِّره لأَقْطَعه. و‌قال الحجاج: ما خَلَقْتُ إِلَّا فَرَیْتُ، و لا وَعَدْتُ إِلَّا وَفَیْتُ.و الخَلِیقةُ: الحَفِیرة المَخْلوقة فی الأَرض، و قیل: هی الأَرض، و قیل: هی البئر التی لا ماءَ فیها، و قیل: هی النُّقْرة فی الجبل یَسْتَنقِع فیها الماء، و قیل: الخلیقة البئر ساعة تُحْفَر. ابن الأَعرابی: الخُلُق الآبارُ الحَدِیثاتُ الحَفْر. قال أَبو منصور: رأَیت بِذِرْوة الصَّمّان قِلاتاً تُمْسِك ماءَ السماء فی صَفاةٍ خَلَقها الله فیها تسمیها العرب خَلائقَ، الواحدة خَلِیقةٌ، و رأَیت بالخَلْصاء من جبال الدَّهْناء دُحْلاناً خلقها الله فی بطون الأَرض أَفواهُها ضَیِّقَةٌ، فإِذا دخلها الداخل وجدها تَضِیقُ مرة و تَتَّسِعُ أُخری، ثم یُفْضی المَمَرُّ فیها إِلی قَرار للماء واسع لا یوقف علی أقْصاه،
لسان العرب، ج‌10، ص: 88
و العرب إِذا تَرَبَّعوا الدهناء و لم یقع ربیع بالأَرضِ یَمْلأُ الغُدْرانَ استَقَوْا لخیلهم و شفاههم «2» من هذه الدُّحْلان. و الخَلْقُ: الكذب. و خلَق الكذبَ و الإِفْكَ یخلُقه و تخَلَّقَه و اخْتَلَقَه و افْتراه: ابتدَعه؛ و منه قوله تعالی: وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً. و یقال: هذه قصیدة مَخْلوقة أَی مَنْحولة إِلی غیر قائلها؛ و منه قوله تعالی: إِنْ هٰذٰا إِلّٰا خُلُقُ الْأَوَّلِینَ، فمعناه كَذِبُ الأَولین، و خُلُقُ الْأَوَّلِینَ قیل: شِیمةُ الأَولین، و قیل: عادةُ الأَوَّلین؛ و مَن قرأَ خَلْقُ الْأَوَّلِینَ فمعناه افْتِراءُ الأَوَّلین؛ قال الفراء: من قرأَ خَلْقُ الْأَوَّلِینَ أَراد اختِلاقهم و كذبهم، و من قرأَ خُلُقُ الْأَوَّلِینَ، و هو أَحبُّ إِلیَّ، الفراء: أَراد عادة الأَولین؛ قال: و العرب تقول حدَّثنا فلان بأَحادیث الخَلْق، و هی الخُرافات من الأَحادیث المُفْتَعَلةِ؛ و كذلك قوله: إِنْ هٰذٰا إِلَّا اخْتِلٰاقٌ؛ و قیل فی قوله تعالی إِنْ هٰذٰا إِلَّا اخْتِلٰاقٌ أَی تَخَرُّص. و فی حدیث أَبی طالب: إِنْ هٰذٰا إِلَّا اخْتِلٰاقٌ أَی كذب، و هو افْتِعال من الخَلْق و الإِبْداع كأَنَّ الكاذب تخلَّق قوله، و أَصل الخَلق التقدیر قبل القطع. اللیث: رجل خالِقٌ أَی صانع، و هُنَّ الخالقاتُ للنساء. و خلَق الشی‌ءُ خُلوقاً و خُلوقةً و خَلُقَ خَلاقةً و خَلِق و أَخْلَق إِخْلاقاً و اخْلَوْلَق: بَلِیَ؛ قال: هاجَ الهَوی رَسْمٌ، بذاتِ الغَضَا، مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ قال ابن بری: و شاهد خَلُقَ قول الأَعشی: أَلا یا قَتْل، قد خَلُقَ الجَدیدُ، و حُبُّكِ ما یَمِحُّ [یَمُحُّ و لا یَبِیدُ و یقال أَیضاً: خَلُق الثوبُ خُلوقاً؛ قال الشاعر: مَضَوْا، و كأَنْ لم تَغْنَ بالأَمسِ أَهْلُهُم، و كُلُّ جَدِیدٍ صائِرٌ لِخُلُوقِ و یقال: أَخْلَقَ الرجل إِذا صار ذا أَخْلاق؛ قال ابن هَرْمَةَ: عَجِبَتْ أُثَیْلةُ أَنْ رأَتْنی مُخْلِقاً؛ ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَیُّ ذاك یَرُوعُ؟ قد یُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتی، و رِداؤه خَلَقٌ، و جَیْبُ قَمیصِه مَرْقُوعُ و أَخْلَقْته أَنا، یتعدّی و لا یتعدی. و شی‌ءٌ خَلَقٌ: بالٍ، الذكر و الأُنثی فیه سواء لأَنه فی الأَصل مصدر الأَخْلَقِ و هو الأَمْلَس. یقال: ثوب خَلَق و مِلْحفة خَلَق و دار خَلَقٌ. قال اللحیانی: قال الكسائی لم نسمعهم قالوا خَلَقة فی شی‌ء من الكلام. و جِسْمٌ خَلَقٌ و رِمّة خَلَق؛ قال لبید: و الثِّیبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّی رِمَّةً خَلَقاً، بعدَ المَماتِ، فإِنی كنتُ أَتَّئِرُ و الجمع خُلْقانٌ و أَخْلاق. و قد یقال: ثوب أَخلاق یصفون به الواحد، إِذا كانت الخلُوقة فیه كلِّهِ كما قالوا بُرْمةٌ أَعْشار و ثوب أَكْیاشٌ و حبْل أَرْمامٌ و أَرضٌ سَباسِبٌ، و هذا النحو كثیر، و كذلك مُلاءَة أَخْلاق و بُرْمة أَخْلاق؛ عن اللحیانی، أَی نواحیها أَخْلاق، قال: و هو من الواحد الذی فُرِّقَ ثم جُمِع، قال: و كذلك حَبْل أَخلاق و قِرْبة أَخلاق؛ عن ابن الأَعرابی. التهذیب: یقال ثوب أَخلاق یُجمع
(2). قوله [لخیلهم و شفاههم] كذا بالأَصل، و عبارة یاقوت فی الدحائل عن الأَزهری: أن دحلان الخلصاء لا تخلو من الماء و لا یستقی منها إلا للشفاء و الخبل لتعذر الاستسقاء منها و بعد الماء فیها من فوهة الدحل
لسان العرب، ج‌10، ص: 89
بما حوله؛ و قال الراجز: جاءَ الشِّتاءُ، و قَمِیصی أَخْلاقْ شَراذِمٌ، یَضْحَكُ منه التَّوَّاقْ و التَّوّاقُ: ابنه. و یقال جُبّة خَلَق، بغیر هاء، و جدید، بغیر هاء أَیضاً، و لا یجوز جُبَّة خلَقة و لا جَدیدة. و قد خَلُق الثوب، بالضم، خُلوقة أَی بَلِیَ، و أَخلَق الثوب مثله. و ثوب خَلَقٌ: بالٍ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: كأَنَّهما، و الآلُ یَجْرِی علیهما من البُعْدِ، عَیْنا بُرْقُعٍ خَلَقانِ قال الفراء: و إِنما قیل له خَلقٌ بغیر هاء لأَنه كان یستعمل فی الأَصل مضافاً فیقال أَعطِنی خَلَقَ جُبَّتك و خَلَقَ عِمامتِك، ثم استعمل فی الإِفراد كذلك بغیر هاء؛ قال الزجاجی فی شرح رسالة أَدب الكاتب: لیس ما قاله الفراء بشی‌ء لأَنه یقال له فلمَ وجب سُقوط الهاء فی الإِضافة حتی حُمل الإِفراد علیها؟ أَ لا تری أَن إِضافة المؤنث إِلی المؤنث لا توجب إسقاط العلاقة منه، كقولهِ مخدّةُ هِند و مِسْوَرةُ زَینب و ما أَشبه ذلك؟ و حكی الكسائی: أَصبحت ثیابهم خُلْقاناً و خَلَقُهم جُدُداً، فوضع الواحد موضع الجمع الذی هو الخُلقان. و مِلْحفة خُلَیْقٌ: صغَّروه بلا هاء لأَنه صفة و الهاء لا تلحق تصغیر الصفات، كما قالوا نُصَیف فی تصغیر امرأَة نَصَف. و أَخْلق الدّهرُ الشی‌ءَ: أَبلاه؛ و كذلك أَخْلَق السائلُ وجهَه، و هو علی المثل. و أَخلقَه خَلَقاً: أَعطاه إِیاها. و أَخلَق فلان فلاناً: أَعطاه ثوباً خَلقاً. و أَخلقْته ثوباً إِذا كسَوْته ثوباً خلقاً؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی أَخْلَق الثوبُ لأَبی الأَسود الدؤلی: نَظَرْتُ إِلی عُنْوانِه فنَبَذْتُه، كنَبذِكَ نعْلًا أَخْلَقَتْ من نِعالِكا و‌فی حدیث أُم خالد: قال لها، صلی الله علیه و سلم: أَبْلی و أَخْلِقِی؛ یروی بالقاف و الفاء، فبالقاف من إِخلاق الثوب و تقطیعه من خَلُق الثوبُ و أَخلَقه، و الفاء بمعنی العِوَض و البَدَل، قال: و هو الأَشبه. و حكی ابن الأَعرابی: باعَه بیْع الخلَق، و لم یفسره؛ و أَنشد: أَبْلِغْ فَزارةَ أَنِّی قد شَرَیْتُ لها مَجْدَ الحیاةِ بسیفی، بَیْعَ ذِی الخَلَقِ و الأَخْلَقُ: اللیِّن الأَملسُ المُصْمَتُ. و الأَخلَق: الأَملس من كل شی‌ء. و هَضْبة خَلْقاء: مُصمتة مَلْساء لا نبات بها. و‌قول عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: لیس الفقیر الذی لا مال له إِنما الفقیر الأَخْلَقُ الكَسْبِ؛ یعنی الأَملس من الحَسنات الذی لم یُقدِّم لآخرته شیئاً یثاب علیه؛ أَراد أَن الفقر الأَكبر إِنما هو فقر الآخرة و أَنّ فقر الدنیا أَهون الفقرین، و معنی وصف الكسب بذلك أَنه وافر مُنْتظِم لا یقع فیه وَكْسٌ و لا یَتحیَّفُه نَقْص،كقول النبی، صلی الله علیه و سلم: لیس الرَّقُوب الذی لا یَبْقَی له ولد و إِنما الرقوب الذی لم یُقدِّم من ولده شیئاً؛ قال أَبو عبید: قول عمر، رضی الله عنه، هذا مثَل للرجل الذی لا یُرْزَأُ فی ماله، و لا یُصاب بالمصائب، و لا یُنكَب فیُثاب علی صبره فیه، فإِذا لم یُصَبْ و لم یُنكب كان فقیراً من الثواب؛ و أَصل هذا أَن یقال للجبل المصمت الذی لا یؤثّر فیه شی‌ء أَخلَقُ. و‌فی حدیث فاطمةَ بنت قیس: و أَما معاویة فرجل أَخلَقُ من المال‌أَی خِلْوٌ عارٍ، من قولهم حَجر أَخلَقُ أَی أَمْلَسُ مُصْمَت لا یؤثر فیه شی‌ء.
لسان العرب، ج‌10، ص: 90
و صخرة خَلْقاء إِذا كانت مَلْساء؛ و أَنشد للأَعشی: قد یَتْرُك الدهْرُ فی خَلْقاءَ راسیةٍ وَهْیاً، و یُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعا فأَراد عمر، رضی الله عنه، أَن الفَقْر الأَكبر إِنما هو فقرُ الآخرة لمن لم یُقدِّم من ماله شیئاً یثاب علیه هنالك. و الخَلْق: كل شی‌ء مُمَلَّس. و سهم مُخَلَّق: أَملَسُ مُستوٍ. و جبل أَخلقُ: لیِّن أَملس. و صخرة خَلْقاء بیِّنة الخَلَق: لیس فیها وَصْم و لا كسر؛ قال ابن أَحمر یصف فرساً: بمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِیدةِ، مَتْنُه كصَفا الخَلِیقةِ بالفَضاءِ المُلْبِدِ و الخَلِقةُ: السحابةُ المستویة المُخِیلةُ للمطر. و امرأَة خُلَّقٌ و خَلْقاء: مثل الرَّتْقاء لأَنها مُصْمَتة كالصَّفاة الخَلْقاء؛ قال ابن سیدة: و هو مَثَل بالهَضْبة الخَلْقاء لأَنها مُصمتة مثلها؛ و منه‌حدیث عمر بن عبد العزیز: كُتب إِلیه فی امرأَة خَلْقاء تزوّجها رجل فكتَب إِلیه: إِن كانوا علموا بذلك، یعنی أَولیاءها، فأَغْرمْهم صَداقَها لزوجها؛ الخَلْقاء: الرَّتْقاء من الصخْرة الملْساء المُصمتة. و الخَلائق: حَمائرُ الماء، و هی صُخور أَربع عِظام مُلْس تكون علی رأْس الرَّكِیّة یقوم علیها النازعُ و الماتِحُ؛ قال الراعی: فَغَادَرْنَ مَرْكُوّاً أَكَسَّ عَشِیّة، لدَی نَزَحٍ رَیَّانَ بادٍ خَلائقُهْ و خَلِق الشی‌ءُ خَلَقاً و اخْلَوْلَق: امْلاسَّ و لانَ و استوی، و خَلَقه هو. و اخْلَوْلَق السحابُ: استوی و ارْتَتقَتْ جوانبه و صارَ خَلِیقاً للمطر كأَنه مُلِّس تملیساً؛ و أَنشد لمُرقِّش: ما ذا وُقُوفی علی رَبْعٍ عَفا، مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ؟ و اخْلَولَق الرَّسْمُ أَی استوی بالأَرض. و سَحابة خَلْقاء و خَلِقة؛ عنه أَیضاً، و لم یُفسر. و نشأَتْ لهم سحابة خَلِقة و خَلِیقةٌ أَی فیها أَثر المطر؛ قال الشاعر: لا رَعَدَتْ رَعْدةٌ و لا بَرَقَتْ، لكنَّها أُنْشِئتْ لنا خَلِقَهْ و قِدْحٌ مُخلَّق: مُستوٍ أَملس مُلَیَّن، و قیل: كلّ ما لُیِّن و مُلِّس، فقد خُلِّق. و یقال: خَلَّقْته مَلَّسته؛ و أَنشد لحمید بن ثور الهِلالی: كأَنَّ حَجاجَیْ عَیْنِها فی مُثَلَّمٍ، من الصَّخْرِ، جَوْنٍ خَلَّقَتْه المَوارِدُ الجوهری: و المُخلَّق القِدْح إِذا لُیِّن؛ و قال یصفه: فخَلَّقْتُه حتی إِذا تَمَّ و اسْتوَی، كَمُخّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ، قَرَنْتُ بحَقْوَیْهِ ثَلاثاً، فلم یَزِغْ عن القَصْدِ حتی بُصِّرتْ بدِمامِ و الخَلْقاء: السماء لمَلاستها و استِوائها. و خَلْقاء الجَبْهة و المَتْن و خُلَیْقاؤُهما: مُستَواهما و ما امْلاسَّ منهما، و هما باطنا الغار الأَعلی أَیضاً، و قیل: هما ما ظهر منه، و قد غلب علیه لفظ التصغیر. و خَلْقاء الغار الأَعلی: باطنه. و یقال: سُحِبُوا علی خَلْقاواتِ جِباهِهم. و الخُلَیْقاءُ من الفرس: حیث لَقِیت جَبهته قَصبة أَنفه من مُسْتدَقِّها، و هی كالعِرْنین من الإِنسان. قال أَبو عبیدة: فی وجه الفرس خُلَیْقاوانِ و هما حیث لقِیت جبهتُه قَصبة أَنفه، قال: و الخلیقان عن یمین الخُلَیْقاء و شمالها یَنْحَدِر إِلی
لسان العرب، ج‌10، ص: 91
العین، قال: و الخُلَیْقاء بین العینین و بعضهم یقول الخَلْقاء. و الخَلُوقُ و الخِلاقُ: ضَرب من الطِّیب، و قیل: الزَّعْفران؛ أَنشد أَبو بكر: قد عَلِمَتْ، إن لم أَجِدْ مُعِینا، لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِینا یعنی امرأته، یقول: إن لم أَجد من یُعیننی علی سَقْیِ الإِبل قامت فاستقت معی، فوقع الطین علی خَلُوق یدیها، فاكتفی بالمُسبَّب الذی هو اختلاط الطین بالخلوق عن السبب الذی هو الاستقاء معه؛ و أَنشد اللحیانی: و مُنْسَدِلًا كقُرونِ العَرُوسِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أَو خِلاقا و قد تَخلَّق و خَلَّقْته: طَلَیْته بالخَلُوق. و خَلَّقَت المرأَة جسمها: طَلته بالخَلوق؛ أنشد اللحیانی: یا لیتَ شِعْری عنكِ یا غَلابِ، تَحْمِلُ معْها أَحسنَ الأَرْكابِ، أَصفر قَد خُلِّقَ بالمَلابِ و قد تخلَّقت المرأَة بالخلوق، و الخلوقُ: طیب معروف یتخذ من الزعفران و غیره من أَنواع الطیب، و تَغلِب علیه الحمرة و الصفرة، و قد ورد تارة بإباحته و تارة بالنهی عنه، و النهی أَكثر و أَثبت، و إنما نهی عنه لأَنه من طیب النساء، و هن أَكثر استعمالًا له منهم؛ قال ابن الأَثیر: و الظاهر أن أحادیث النهی ناسخة. و الخُلُق: المُرُوءَة. و یقال: فلان مَخْلَقةٌ للخیر كقولك مَجْدَرةٌ و مَحْراةٌ و مَقْمَنةٌ. و فلان خَلِیق لكذا أی جدیر به. و أَنت خَلیق بذلك أَی جدیر. و قد خَلُق لذلك، بالضم: كأَنه ممن یُقدَّر فیه ذاك و تُری فیه مَخایِلهُ. و هذا الأَمر مخْلَقة لك أی مَجْدَرة، و إنه مَخلقة من ذلك، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث. و إنه لخَلِیق أَن یَفعل ذلك، و بأَن یفعل ذلك، و لأَن یفعل ذلك، و مِن أَن یفعل ذلك، و كذلك إنه لمَخلَقة، یقال بهذه الحروف كلها؛ كلُّ هذه عن اللحیانی. و حكی عن الكسائی: إنَّ أَخْلَقَ بك أن تفعل ذلك، قال: أَرادوا إنَّ أَخلق الأَشیاء بك أن تفعل ذلك. قال: و العرب تقول یا خلیقُ بذلك فترفع، و یا خلیقَ بذلك فتنصب؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف وجه ذلك. و هو خَلِیقٌ له أَی شبیه. و ما أَخْلَقَه أَی ما أشبهه. و یقال: إنه لخلیق أی حَرِیٌّ؛ یقال ذلك للشی‌ء الذی قد قَرُب أن یقع و صح عند من سمع بوقوعه كونُه و تحقیقه. و یقال: أَخْلِقْ به، و أَجْدِرْ به، و أَعْسِ به، و أَحْرِ به، و أَقْمِنْ به، و أَحْجِ به؛ كلُّ ذلك معناه واحد. و اشتقاق خَلِیق و ما أَخْلَقه من الخَلاقة، و هی التَّمْرینُ؛ من ذلك أن تقول للذی قد أَلِفَ شیئاً صار ذلك له خُلُقاً أی مَرَنَ علیه، و من ذلك الخُلُق الحسَن. و الخُلوقة: المَلاسةُ، و أَمّا جَدِیر فمأْخوذ من الإِحاطة بالشی‌ء و لذلك سمِّی الحائط جِداراً. و أَجدرَ ثَمَرُ الشجرة إذا بدت تَمرتُه و أَدَّی ما فی طِباعه. و الحِجا: العقل و هو أَصل الطبع. و أَخْلَق إخْلاقاً بمعنی واحد؛ و أَما قول ذی الرمة: و مُخْتَلَقٌ للمُلْك أَبیضُ فَدْغَمٌ، أَشَمُّ أَبَجُّ العینِ كالقَمر البَدْرِ فإنما عنی به أَنه خُلِق خِلْقةً تصلحُ للمُلك. و اخلَوْلَقَت السماءُ أَن تمطرُ أَی قارَبتْ و شابهَت، و اخْلَوْلَق أَن تَمطُر علی أَن الفِعل لان «1».؛ حكاه
(1). قوله: علی أَن الفعل لان، هكذا فی الأصل و لعل فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌10، ص: 92
سیبویه. و اخْلَوْلَق السحاب أَی استوی؛ و یقال: صار خَلِیقاً للمطر. و‌فی حدیث صفة السحاب: و اخْلَوْلَق بعد تَفرُّقٍ‌أَی اجتمع و تهیَّأ للمطر. و‌فی خُطبة ابن الزبیر. إن الموتَ قد تَغَشَّاكم سحابُه، و أَحْدَق بكم رَبابُه، و اخْلوْلَقَ بعد تَفرُّق؛ و هذا البناء للمبالغة و هو افْعَوْعَل كاغْدَوْدَنَ و اغْشَوْشَبَ. و الخَلاقُ: الحَظُّ و النَّصِیب من الخیر و الصلاح. یقال: لا خَلاق له فی الآخرة. و رجل لا خلاق له أَی لا رَغْبة له فی الخیر و لا فی الآخرة و لا صَلاح فی الدین. و قال المفسرون فی قوله تعالی: وَ مٰا لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ خَلٰاقٍ؛ الخلاق: النصیب من الخیر. و قال ابن الأَعرابی: لٰا خَلٰاقَ لَهُمْ لا نصیب لهم فی الخیر، قال: و الخَلاق الدین؛ قال ابن بری: الخلاق النصیب المُوفَّر؛ و أَنشد لحسان بن ثابت: فَمَنْ یَكُ منهم ذا خَلاق، فإنَّه سَیَمْنَعُه من ظُلْمِه ما تَوَكَّدا و‌فی الحدیث: لیس لهم فی الآخرة من خلاق؛ الخَلاق، بالفتح: الحظ و النصیب. و‌فی حدیث أُبَیّ: إِنما تأْكل منه بخَلاقك‌أَی بحظّك و نصیبك من الدین؛ قال له ذلك فی طعام من أَقرأَه القرآن.

خمق؛ ج10، ص: 92

: الخَمْقُ: الأَخذ فی خُفْیة [خِفْیة؛ قال ابن درید: و لا أَحسَبه عربیّاً.

خنق؛ ج10، ص: 92

: الخَنِق، بكسر النون: مصدر قولك خَنَقَه یَخْنُقُه خَنْقاً و خَنِقاً، فهو مَخْنُوق و خَنِیق، و كذلك خَنَّقه، و منه الخُنَّاق و قد انْخَنقَ و اخْتنقَ و انْخنقت الشاة بنفسها، فهی مُنْخَنِقة، فأَما الانْخناق فهو انعصار الخِناق [الخُناق فی خَنْقه، و الاخْتِناق فعله بنفسه. و رجل خَنِق: مَخْنُوق. و رجل خانِق فی موضع خَنِیق: ذو خناق؛ و أنشد: و خانِقٍ ذی غُصَّة جِرَّاضِ «2». و الخِناق الحَبل الذی یُخنَق به. و الخِناق: ما یُخَنق به. و الخَنَّاق: نعت لمن یكون ذلك شأْنَه و فعلَه بالناس. و الخِناق و المِخْنقة: القِلادة الواقعة علی المُخَنَّق. و الخُناقُ و الخُناقیَّةُ: داء أَو ریح یأْخذ الناس و الدوابّ فی الحُلوق و یعتری الخیل أَیضاً و قد یأْخذ الطیر فی رؤوسها و حُلُقها، و أَكثر ما یظهر فی الحمام، فإذا كان ذلك فهو غیر مشتق لأَن الخَنق إنما هو فی الحلق. یقال خُنق الفرس، فهو مَخْنوق. أبو سعید: المُخْتَنِق من الخیل الذی أَخذت غُرّتُه لَحْیَیْه إلی أُصول أُذنیه، فإذا أَخذ البیاضُ وجْهه و أُذنیه فهو مبرنس. و خَنَّقْت الحوضَ تخْنِیقاً إذا شدَدْت مَلأَه؛ قال أَبو النجم: ثُمّ طباها ذُو حبابٍ مُتْرَعُ، مُخَنَّقٌ بمائه مُدَعْدَعُ ابن الأَعرابی: الخُنُق الفُروج الضَّیقة من فُروج النساء. و قال أَبو العباس: فَلْهَمٌ خِنَاقٌ ضَیِّق حُزُقّةٌ قَصِیر السَّمْك. و المُخْتَنَقُ: المَضِیق. و مُختَنق الشِّعْب: مَضِیقُه. و الخانِقُ: مَضیق فی الوادی. و الخانق: شِعْب ضیّق فی الجبل، و أَهل الیمن یسمون الزُّقاق خانقاً. و خَانِقین و خانِقُونَ: موضع معروف، و فی النصب
(2). قوله [و خانق ذی إلخ] عبارة المؤلف فی مادة جرض: و الجریض و الجریاض الشدید الهم؛ و أنشد: و خانق ذی غصة جریاض قال خانق مخنوق ذی خنق
لسان العرب، ج‌10، ص: 93
و الخفض خانقین. الجوهری: انْخنقَت الشاة بنفسها فهی مُنخَنقة، و موضعه من العنق مُخَنَّق، بالتشدید، یقال: بلغ منه المُخَنَّق. و أَخذت بِمُخَنَّقه أَی موضع الخِناق؛ و أنشد ابن بری لأَبی النجم: و النفْسُ قد طارَتْ إلی المُخنَّق و كذلك الخِناق و الخُناق. یقال: أَخَذ بِخُناقه؛ و منه اشتقت المِخْنقة من القلادة. و المُختَنق: المَضِیقُ. و‌فی حدیث معاذ: سیكون علیكم أُمراء یؤخّرون الصلاة عن مِیقاتها و یَخْنُقونها إِلی شَرق الموتی‌أَی یُضیِّقُون وقتها بتأْخیرها. یقال: خنقْت الوقت أَخْنُقه إذا أَخَّرته و ضیَّقْته. و هم فی خُناق من الموت أَی فی ضیق.

خنبق؛ ج10، ص: 93

: الخُنْبُقُ: البَخِیل الضیِّقُ، و الخِنْبِق: الرَّعْناء.

خندق؛ ج10، ص: 93

: الخَنْدَقُ: الوادی. و الخَندق: الحَفیر. و خَنْدَقَ حوله: حفر خَنْدقاً. و الخَندق: المحفور، و قد تكلمت به العرب؛ قال الراجز: لا تحْسَبَنَّ الخَنْدَقَ المَحْفُورا، یَدْفَعُ عنك القَدَر المَقْدُورا و هو أَیضاً اسم موضع؛ قال القطامی: كعَناء لَیْلَتِنا التی جُعِلَتْ لنا، بالقَرْیَتَیْن، و لَیلةٍ بالخَنْدَقِ و الخَنْدَقُوق: الطویل. و خَنْدَقُ بن زیاد: رجل من العرب.

خنعق؛ ج10، ص: 93

: الأَزهری فی الرباعی: ابن شمیل قال أَبو الولید الأَعرابی: قلت لأَبی الذئب رأَیت فلاناً مُخَنْعِقاً، فقال أَبو الذئب: مُخَعْنِقاً یعنی ذاهباً بِسُرعة مشی، و رأَیته فی بعض النسخ مُخَنعِقاً، فقال له أَبو الذئب: مخنْعِقاً، بتقدیم النون فیهما.

خنفق؛ ج10، ص: 93

: اللیث: الخَنْفَقِیق و العَنْقَفِیر و هو الداهیة؛ و أَنشد أَبو عبید: سَهِرْتَ به لیلة كلَّها، فجئتَ به مُؤْدَناً خَنْفَقِیقا «1». یقول: ولدْتَ للرَّأْی لیلة كلها فجئت بداهیة.

خوق؛ ج10، ص: 93

: الخَوْقُ: الحَلْقة من الذهب و الفِضة، و قیل هی حَلْقة القُرط و الشَّنْف خاصَّة؛ قال سَیّار الأَبانی: كَأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ علی دَباةٍ، أو علی یَعْسُوبِ و قال ثعلب: الخَوْق حَلقة فی الأُذن، و لم یقل من ذهب و لا من فضة، یقال: ما فی أُذنها خُرْصٌ و لا خَوْق. ابن الأَعرابی: الحادُور القُرط، و خَوْقه حَلْقته؛ قال: و المُخَوَّقُ الحادُور العظیم الخَوْقِ. و یقال للرجل: خُقْ خُقْ أَی حَلِّ جاریتك بالقرط. و‌فی الحدیث: أَ ما تَستطیع إِحداكُنّ أَن تأْخذ خَوْفاً من فضة فتَطلِیَه بزعفران؟الخَوْقُ: الحَلْقة. و خاقُ المفازِة: طولها، و خَوَقُها: سَعَتُها، و یقال: خَوَقها طولها و عَرْض انبساطها و سَعة جَوْفها، و خَرْقٌ أَخْوقُ؛ قال سالم بن قحفان: تَرَكْت كُلَّ صَحْصحانٍ أَخْوَقا و مَفازَة خَوْقاء: واسعة الجَوْف، و مُنْخاقةٌ؛ و أَنشد: خَوْقاء مَفضاها إلی مُنخاقِ و قال ابن مقبل: عن طامِسِ الأَعْلامِ أَو تَخَوَّقا
(1). ورد هذا البیت فی الصفحتین 81 و 82 فی روایتین تختلفان عما روی علیه هنا
لسان العرب، ج‌10، ص: 94
قال: تخوَّق تباعَدَ عنه؛ و قال: و جَرْداء خَوْقاء المسارِحِ هَوْجَل، بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ و قیل: مَفازة خَوْقاء لا ماء فیها و قد انْخاقَت المَفازة. و بلد أَخْوَقُ: واسع بعید؛ قال رؤبة: فی العَین مَهْوًی ذی حِدابٍ أَخْوَقا، إذا المَهارِی اجْتَبْنَه تخَرَّقا و الخَوْقاء: الرَّكِیَّة البعیدة القعر الواسعة من الرَّكایا بیِّنة الخَوَق. و الخَوَقُ، بالتحریك: مصدر قولك مَفازة خَوْقاء، و بئر خَوْقاء أی واسعة. و الخَوْقاء من النساء: الواسعة، و قیل: هی التی لا حجاب بین فرجها و دُبرها، و قیل: هی المُفْضاة. و یقال للفرج: خاقِ باقِ لخَوَقِها أی لسَعتها كأَنها حكایة صوت سعته؛ قال: قد أَقْبَلَتْ عَمْرةُ من عِراقِها، تَضْرِب قُنْبَ عَیْرِها بِساقها، تَسْتَقبِلُ الریحَ بِخاق باقِها، قال أَبو منصور: و جعل الراجز خاقِ باقِ فَلْهَم المرأَة حیث یقول: مُلْصِقةَ السَّرْجِ بخاقِ باقِها قال ابن بری: خاق باق صوت الفرج عند النكاح فسمی الفرج به، قال: و یقال له الخاق باق مبنی علی الكسر مثل الخَازِ بازِ. و الخَوْقاء: الحَمْقاء من النساء. و الخَوْقاء من النساء: الطویلة الدقیقةُ، و نساء خُوقٌ. و خاقَ الرجلُ المرأَةَ إذا فَعل بها. ابن الأَعرابی: خاقِ باقِ صوت حركة أَبی عُمَیْر فی زَرْنَبِ الفَلْهَمِ، و الزَّرْنَب الكَیْن. و خاقَ الشی‌ءَ: اسْتأْصَله و ذهَب به؛ قال جریر: لقد خاقَتْ بحُوری أَصْلَ تَیْمٍ، فقد غَرِقُوا بمُنْتَطَحِ [بمُنْتَطِحِ السُّیُولِ و الخَوَقُ: الجرَب؛ عن الأُموِیّ. یقال: بعیر أَخْوقُ، و ناقة خَوْقاء أی جَربْاء، و قیل: هو مثل الجرَب؛ و أَنشد ابن شمیل: لا تأْمَنَنَّ سُلَیْمی أَن أُفارِقَها صَرْمی ظَعائنَ هِنْدٍ، یَوم سُعْفوقِ لقد صَرَمْتُ خَلِیلًا كان یأْلَفُنی، و الآمِناتُ فِراقی بعدهَ خُوقِ «1». و فی نوادر الأَعراب: خُوقُ الفرس جِلْدة ذكره الذی یرجع فیه مِشْوارهُ.

فصل الدال المهملة؛ ج10، ص: 94

دبق؛ ج10، ص: 94

: الدِّبْق: حمل شجر فی جَوْفه كالغِراء لازق یَلْزَق بجناح الطائر فیُصاد به. و دَبَّقْتها تَدْبِیقاً إذا صِدتها به؛ و قیل: كلُّ ما أُلزق به شی‌ء، فهو دِبْق مثل طِبْق، و سیأتی ذكره. الجوهری: الدِّبق شی‌ء یَلْتَزِق كالغِراء یصاد به الطیر، دبَقَه یَدْبِقُه دَبْقاً و دَبَّقَه. و الدَّبُوقاء: العَذِرة؛ قال رؤبة: و المِلْغُ یَلْكی بالكَلام الأَمْلَغِ، لو لا دَبُوقاء اسْتِه لم یَبْطَغِ المِلغ: الخبیث، و یقال النَّذْل الساقِط؛ یَلكَی بسَقَط الكلام أَی یجی‌ء بسقط القول و ما لا خیر فیه، و جعل ما یَخرج من كلامه و فیه كالعذرة التی تخرج من استه؛ و یَبْطَغ: یتلطَّخ فكلامه إذا ظهر بمنزلة
(1). قوله: خوقِ، بالكسر، هكذا فی الأَصل، و لعلّ فیه إقواء
لسان العرب، ج‌10، ص: 95
سَلْحِه إذا تَلطَّخ به، و قیل هو كل ما تمَطَّط و تلَزَّج. و عیش مُدبَّقٌ لیس بتامّ. و دَبَقَ فی مَعِیشته، خفیفة؛ عن اللحیانی: لَزِق، لم یفسره بأكثر من هذا. و دابِقٌ، و دابَقٌ، مصروف: موضع أَو بلد؛ قال غَیْلانُ بن حُریْث، و قال الجوهری هو للهدار: و دابِق و أَیْنَ مِنّی دابِق اسم بلد، و الأَغلب علیه التذكیر و الصرف لأَنه فی الأَصل اسم نهر، و قد یؤنث و لا یُصرف. و الدَّبُّوق: لُعبة یَلعب بها الصبیان معروفة. و الدَّبِیقیُّ: من دِقِّ ثیاب مصر معروفة تنسب إلی دَبِیق.

دثق؛ ج10، ص: 95

: روی عن ثعلب عن ابن الأَعرابی: الدَّثْقُ صبّ الماء بالعجَلة. قال أَبو منصور: هو مثل الدَّفْق سواء، و أَهمله اللیث.

دحق؛ ج10، ص: 95

: العرب تسمی العَیْر الذی غُلِب علی عانَته دَحِیقاً. و قال ابن المظفر: الدَّحْقُ أن تَقصُر ید الرجل عن الشی‌ء، تقول: دَحَقَتْ یدُ فلان عن فلان. ابن سیدة: دحَقَتْ یدِی عن الشی‌ء تَدْحَق دَحْقاً: قصُرت عن تناوُله. و الدَّحْقُ: الدَّفْع. و قد أَدْحقه الله أی باعَده عن كل خیر. و رجل دَحِیقٌ مُدْحَقٌ: مُنَحًّی عن الخیر و الناسِ، فَعِیل بمعنی مفعول. و دحَقَت الرَّحِمُ إذا رَمتْ بالماء فلم تقبله؛ قال النابغة: دحَقَتْ علیك بِناتِقٍ مِذْكارِ و دحَقت الناقة و غیرها برحمها تَدْحَق دَحْقاً و دُحوقاً، و هی داحق و دَحُوق: أَخرجَتها بعد النِّتاج فماتت. و انْدحَقت رَحِمُ الناقة أَی انْدَلَقت. و دَحقَت المرأَة بولدها دَحْقاً: ولدت بعضَهم فی إثر بعض. ابن هانئ: الدّاحق من النساء المُخرجة رحمها شَحْماً و لحماً. الأَصمعی: تقول العرب قبَّحه الله و أُمًّا رَمَعَتْ به و دَحَقَت به و دَمَصَتْ به بمعنی واحد أَی ولدته. أَبو عمرو: الدَّحُوق من النساء ضد المَقالیت، و هن المُتْئمات. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: سیظهر بعدی علیكم رجل مُنْدَحِقُ البطن‌أَی واسعها كأَن جوانِبها قد بَعُد بعضُها من بعض فاتَّسعتْ. و الدَّحِیقُ: البعید المُقْصی، و قد دَحقَه الناس أَی لا یُبالی به. و الدَّاحِق: الغَضْبان. و یقال: أَدْحَقه الله و أَسْحَقه و‌فی حدیث عرفة: ما من یومٍ إبلیسُ فیه أَدْحَرُ و لا أَدْحَقُ منه فی یوم عرَفةَ؛ الدحْقُ: الطرْدُ و الإِبعادُ. و‌فی الحدیث حین عَرَضَ نَفْسه علی أَحْیاء العرب: عَمَدْتم إِلی دَحِیقِ قومٍ فأَجَرْتُموه‌أی طَرِیدِهم.

دحلق؛ ج10، ص: 95

: الدَّحْلَقةُ: انتفاخُ البطن.

دحمق؛ ج10، ص: 95

: الدُّحْموق و الدُّمْحُوق: العظیم البطن.

ددق؛ ج10، ص: 95

: الدَّوْدَقُ: الصعید الأَملس؛ عن الهجری؛ و أَنشد: تَتْرُكُ منه الوَعْثَ مِثلَ الدَّوْدَق

درق؛ ج10، ص: 95

: الدَّرَقُ: ضرب من التِّرَسةِ، الواحدة دَرَقة تتخذ من الجلود. غیره: الدرقة الحَجَفة و هی تُرْس من جلود لیس فیه خشب و لا عَقَب، و الجمع دَرَقٌ و أَدراق و دِراقٌ. و دَوْرَق: مدینة أَو موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و قد كنتُ رَمْلِیّاً، فأَصبَحْت ثاوِیاً بدَوْرَقَ، مُلْقًی بینكُنَّ أَدُورُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 96
و الدَّوْرق: مِقدار لما یُشرب یُكتال به، فارسی معرب. و الدِّرَّاقُ و الدِّرْیاقُ و الدِّرْیاقةُ، كله التِّرْیاق، معرب أیضاً؛ قال رؤبة: قد كنتُ قَبْل الكِبَرِ الطِّلْخَمِّ، و قبْل نَحْضِ العَضَلِ الزِّیَمِّ، رِیقِی و دِرْیاقی شِفاء السّمِّ النَّحْضُ: ذَهاب اللحم، و الزِّیَمُّ: المُكْتَنز. و حكی الهجری دَریاق، بالفتح. و حكی ابن خالویه أنه یقال طِرْیاق، بالطاء، لأَن الطاء و الدال و التاء من مخرج واحد، قال: و مثله مدَّه و مطَّه و مَتَّه. و قالوا: طَرَنْجَبِین فی الترنجبین، و طَفْلیس فی تَفْلیس، و المِطْرَس فی المترس. و یقال للخمر دِرْیاقةٌ علی النَّسَب؛ قال ابن مقبل: سَقَتْنی بصَهْباء دِرْیاقةٍ، متی ما تُلَیِّنْ عظامِی تَلِنْ أَبو تراب عن مُدْرِك السُّلَمی: یقال مَلَّسنی الرجل بلسانه و مَلَّقَنی و دَرَّقَنی أَی لیَّننی و أَصلح منی یُدَرِّقُنی و یُمَلِّسُنی و یُمَلِّقُنی. ابن الأَعرابی: الدَّرْقُ الصُّلْبُ من كل شی‌ء.

دردق؛ ج10، ص: 96

: الدَّرْدَقُ: الصِّبْیان الصِّغار. یقال: وِلْدانٌ دَرْدَقٌ و دَرادِقُ. و الدَّرْدَق: الصغیر من كل شی‌ء، و أَصله الصغار من الغنم، و الجمع الدَّرادق. و الدَّرْداقُ: دكٌّ صغیر مُتَلبِّد، فإذا حَفَرْتَ كشفْتَ عن رمل؛ و أنشد الأَعشی: و تَعادَی عنه، النَّهارَ، تُوارِیهِ عِراضُ الرِّمالِ و الدَّرْداقِ قال الأَزهری: أَما الدَّرْداقُ فإنها حِبال صغار من حِبال الرمل العظیمة. و الدَّرْدَقُ: صغار الإِبل و الناس؛ قال الأَعشی: یهبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْتانِ، تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفالِ

درشق؛ ج10، ص: 96

: دَرْشَقَ الشی‌ءَ: خلَطه.

درفق؛ ج10، ص: 96

: المُدْرَنْفِقُ: المُسْرِع فی سیره. یقال: ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلًّا أَی امْضِ راشداً. و دَرْفَقَ فی مَشْیِه: أَسرع. و ادْرَنْفَقَتِ الناقة إذا مضت فی السیر فأَسرعت. و ادْرنفَق: تقدَّم. و ادْرَنْفَقَت الإِبل إذا تقدَّمت الإِبلُ. اللیث: ادْرَنْفَقَ أَی اقْتَحم قُدُماً. أَبو تراب: مرَّ مرّاً دَرَنْفَقاً و دَلَنْفَقاً، و هو مَرٌّ سریع شبیه بالهَمْلَجة.

درمق؛ ج10، ص: 96

: الدَّرْمَقُ: لغة فی الدَّرْمك و هو الدقیق المُحَوَّرُ. و ذكر عن خالد بن صفوان أَنه وصف الدرهم فقال: یُطعِم الدَّرْمق و یَكْسُو النَّرْمقَ، فأَبدل الكاف قافاً؛ أراد بالنَّرمق «1» بالفارسیة نَرْم.

دسق؛ ج10، ص: 96

: الدَّسَقُ: امْتِلاءُ الحَوْضِ حتی یَفِیض. و دَسِقَ الحوضُ دَسَقاً: امْتلأَ و ساحَ ماؤُه، و أَدْسقه هو؛ قال رؤْبة: یَرِدْنَ تحت الأَثْلِ سَیَّاحَ الدَّسَقْ و الدَّسَقُ: البیاض، یرید أَنَّ الماءَ أَبیض. و الدَّیْسَق: اسم الحوض. و الدَّیْسَق: الحوض الْملآن ماء. و ملأْتُ الحوضَ حتی دَسِق أَی ساحَ ماؤُه. و غَدِیر دَیْسَق: أَبیض مُطَّرِد. و الدَّیْسَقُ: البیاض و الحُسن و النُّور. و الدَّیْسقُ: الخبز الأَبیض،
(1). قوله [أراد بالنرمق إلخ] عبارة النهایة: و هو فارسی معرب أصله النرم.
لسان العرب، ج‌10، ص: 97
قال الأَعشی: له دَرْمَكٌ فی رأْسِه و مَشارِبٌ، و قِدْرٌ و طَبَّاخٌ و كأْسٌ و دَیْسَقُ و هذا البیت أَورده الجوهری: و حُورٌ كأَمْثالِ الدُّمَی و مَنَاصِفٌ، و قِدْرٌ و طَبَّاخٌ و صاعٌ و دَیْسَقُ و فسَّره ابن بری فقال: الصاع مِشْرَبةٌ، و الدَّیْسَقُ خِوان من فضَّة. قال ابن خالویه: و الدَّیْسَقُ الفَلاة، و الدَّیْسق التراب، و الدیْسقُ تَرَقْرُقُ السَّراب و بیاضُه، و الماءُ المُتَضَحْضِحُ، قال الشاعر: یَعُطُّ رَیْعانَ السَّرابِ الدَّیْسَقا و ربما سموا الحوض المَلآن بذلك. و سَرابٌ دَیْسق: جارٍ. و السَّرابُ یسمی دَیْسقاً إِذا اشتدَّ جرْیُه، قال رؤْبة: هابی العَشِیِّ دَیْسَق ضحاؤُه أَبو عمرو: دَیْسَقٌ أَبیض وقت الهاجرة. و الدَّیْسقُ: المُمْتَلئُ یعنی من السراب. أَبو عمرو: الدَّیْسقُ الصحراءُ الواسعة. و الدَّیْسق: الطَّسْتُ. و الدَّیْسق: الخِوانُ، و قیل: هو من الفضة خاصة. قال أَبو عبید: الدیسق معرب و هو بالفارسیة طَشْتُخْوان. قال أَبو الهیثم: الدیسقُ الطَّشْتخان هو الفابور. و یقال لكل شی‌ءٍ یُنِیر و یُضِی‌ءُ: دَیْسَقٌ. و یوم دَیْسَقةَ: یوم من أَیام العرب مشهور و كأَنه اسم موضع، قال الجعدی: نحنُ الفَوارِسُ، یومَ دَیْسَقَةَ، المُغْشُو الكُماةِ غَوارِبَ الأَكَمِ و الدَّیْسَقُ: مِكیال أَو إِناء. و الدَّیْسقُ: الشیخُ. و دَیسَقٌ: موضع. و ابن دَیْسَقٍ: رجل. و بیتٌ دَوْسَقٌ، علی مثال فَوْعَلٍ: بین الكبیر و الصغیر، عن كراع. و الدَّسْقانُ: الرسول، حكاه الفارسی.

دشق؛ ج10، ص: 97

: أبو عبیدة: بیتٌ دَوْشَقٌ إذا كان ضَخْماً؛ و جمل دَوْشَقٌ إذا كان ضخماً، فإذا كان سریعاً فهو دَمْشَقٌ، و الله أَعلم.

دعق؛ ج10، ص: 97

: الدَّعْقُ: شِدَّةُ وطء الدابة. دَعَقت الدوابُّ الأَرضَ تَدْعَقُها دَعْقاً: أَثَّرت فیها. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، و ذكر فتنة فقال: حتی تَدْعقَ الخیلُ فی الدِّماءِ‌أَی تطأ فیه. و طریقٌ دعْقٌ و مَدْعُوق أی موطوء، و طریق مدعوس و مدعوق. و دُعِقَ الطریقُ: كثُر علیه الوطء؛ قال الراجز: یَرْكَبْن ثِنْیَ لاحبٍ مَدْعُوقِ، نائی القَرادیدِ من البُثُوق «1». و قد دَعقَه الناسُ. و طریق دَعْق وعْثٌ أَی مَوطوء كثیر الآثار، و طریق دَعِق «2». قال رؤبة: زَوْراً تجافی عن أَشاآتِ العُوَقْ فی رَسْمِ آثارٍ و مِدْعاسٍ دَعِقْ و یقال دعقَت الإِبلُ الحوضَ دعْقاً إذا وردت فازدحمت علی الحوض؛ قال الراجز: كانت لنا كدَعْقةِ الوِرْدِ الصَّدِی
(1). قوله [نائی إلخ] تقدم فی مادة قرد: نابی القرادید من البؤوق (2). قوله [دعق] كذا ضبط فی الأَصل و قال شارح القاموس ككتف و شاهده قول رؤبة زوراً تجافی إلخ كدعق بالسكون انتهی ملخصاً فانظره، و ضبط فی مادة دعس بفتحتین تبعاً لما وقع فی بعض نسخ الصحاح
لسان العرب، ج‌10، ص: 98
و الدَّعْقُ: الدَّقُّ. و قال بعض ضعَفَة أَهل اللغة: الدعْقُ الدَّقُّ، و العین زائدة كأَنها بدل من القاف الأُولی، و لیس بصحیح. و دعَقَت الإِبلُ الحوض إذا خبَطَتْه حتی تُثَلِّمه من جوانبه. و دَعَق الماء دَعْقاً. فَجَّره؛ قال رؤبة: یَضْرِبُ عِبْرَیْه و یَغْشَی المَدْعَقا و دَعَقه یَدْعَقُه دَعْقاً: أَجهز علیه. و الدَّعْقة: الدُّفْعة. و یقال: أَصابتْنا دَعقة من مطر أَی دُفْعة شدیدة. و دعق علیهم الخیلَ یَدْعَقُها دَعْقاً إذا دفَعها علیهم فی الغارة. و دعَقوا علیهم الغارة دَعْقاً: دفعوها، و الاسم الدَّعْقة، و قیل: الدَّعْقة المَصْبوب علیهم الغارة؛ عن ابن الأَعرابی. و الدَّعْقة: جماعة من الإِبل. و خیل مَداعِیقُ: متقدِّمة فی الغارة تدُوس القوم فی الغارات. و أَدْعَقَ إبله: أَرسلها. و شَلٌّ دَعْقٌ: شدید. و فی نوادر الأَعراب: مَداعِقُ الوادی و مَثادِقُه و مَذابِحُه و مَهارِقُه مَدافِعُه. و الدَّعْقُ: الهَیْج و التَّنْفِیر، و قد دَعَقَه دَعْقاً و لا یقال أَدعَقَه؛ و أَما قول لبید: فی جَمِیعٍ حافِظی عَوْراتِهمْ، لا یَهُمُّونِ بِإِدْعاقِ الشَّلَلْ فیقال: هو جمع دَعْق و هو مصدر فتوهَّمه اسماً، أی أَنهم إذا فزِعوا لا یُنَفِّرون إبلهم، و لكن یجمعونها و یقاتلون دونها لعِزِّهم؛ قال الأَصعمی: أَساءَ لبید فی قوله: لا یهمون بإِدعاق الشلل و قال غیره: دعَقها و أَدعَقها لغتان.

دعسق؛ ج10، ص: 98

: لیلة دُعْسُقَّةٌ: شدیدة الظُّلْمة؛ قال: باتَتْ لهنَّ لَیْلةٌ دُعْسُقَّه، من غائرِ العینِ بَعِیدِ الشُّقَّهْ

دعشق؛ ج10، ص: 98

: الدُّعْشُوقة: دویبَّة كالخُنْفُساء، و ربما قیل للصبیَّة و المرأَة القصیرة: یا دُعْشُوقة تشبیهاً بتلك الدویبة؛ و قال الجوهری: دویبة و لم یُحلِّها. و دعشق: اسم.

دعفق؛ ج10، ص: 98

: الدَّعْفَقةُ: الحُمْق.

دعلق؛ ج10، ص: 98

: قال الأَزهری: دَعْلَقْت فی هذا الوادی الیومَ و أعْلَقْت و دَعْلَقْت فی المسأَلة عن الشی‌ء و أَعْلَقت فیها أَی أَبْعَدْت فیها.

دغرق؛ ج10، ص: 98

: الدَّغْرَقة: إلباسُ اللیل كلَّ شی‌ء. و الدَّغْرَقة: إسْبالُ السِّتْر علی الشی‌ء، و قد ذكرا فی التهذیب أَیضاً فی ترجمة غردق. و الدَّغْرَقةُ: كدُورة فی الماء، و قد دَغْرَقَ الماء. و الدَّغْرقةُ: غَرْفُ الحَمْأَة و الكَدِر بالدُّلِیِّ علی رؤُوس الإِبل؛ عن أَبی زیاد؛ قال الشاعر: یا أَخَوَیَّ من سَلامانَ ادْفِقا، قد طالَ ما صَفَّیْتُما فَدغْرِقا و الدَّغْرَقُ: الماءُ الكَدِر. و دَغْرَقه القَدمُ و التَّخوِیضُ. و دَغْرَقَ علیه الماءَ: صبَّه علیه و دَغْرَقَ الماء: صبَّه صبّاً شدیداً. و دَغْرقَ مالَه: كأَنه صبَّه فأَنفقه. و عَیْشٌ دَغْرَقٌ: واسع. و دَغْفَقَ الماءَ: صبه كدَغْرقَه.

دغفق؛ ج10، ص: 98

: الدَّغْفَقُ: الماءُ المصبوب. دَغْفَقَ الماءَ دَغْفَقَةً: صبه كدَغْرَقَه. و‌فی الحدیث: فتوضأْنا كلُّنا منها و نحن أَربع عَشْرةَ مائةً نُدَغْفِقُها دَغْفَقةً؛ دَغْفقَ الماءَ إذا دفَقه و صبَّه صَبّاً كثیراً واسعاً. و دغْفقَ مالَه دَغْفقةً و دِغْفاقاً: صبه فأَنفَقه و فرَّقه و بذَّره و عیشٌ دغْفقٌ: واسعٌ مخْصِب مثل دَغْفلٍ. و فلان فی عَیش دَغْفَقٍ أَی واسعٍ. و عامٌ دغْفَقٌ و دغْفَلٌ إذا كان مخصباً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 99‌

دفق؛ ج10، ص: 99

: دفَق الماءُ و الدَّمْعُ یَدْفِق و یدْفُق دَفْقاً و دُفُوقاً و انْدفَق و تدَفَّق و استَدْفَقَ: انْصبَّ، و قیل: انصبَّ بمرَّة فهو دافق أی مدفوق كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَی مكتُوم، لأَنه من قولك دُفِق الماء، علی ما لم یسم فاعله؛ و منهم مَن قال: لا یقال دفَق الماءُ. و كلُّ مُراقٍ دافِقٌ و مُنْدَفِق، و قد دفَقَه یدْفِقُه و یَدْفُقُه دَفْقاً و دَفَّقَه. و الانْدِفاقُ: الانْصِباب. و التدفُّق: التصبب. التهذیب: قال الله تعالی: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ؛ قال الفراء: معنی دٰافِقٍ مدفوق، قال: و أَهل الحجاز أَفْعلُ لهذا من غیرهم أن یفعلوا المفعول فاعلًا إذا كان فی مذهب نعت، كقول العرب: هذا سرٌّ كاتمٌ و همٌّ ناصبٌ و لیل نائم، قال: و أَعان علی ذلك أَنها وافقت رؤُوس الآیات التی هی معهن، و قال الزجاج: مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ، معناه من ماءٍ ذی دَفْق، قال: و هو مذهب سیبویه، و كذلك سرٌّ كاتم ذو كِتْمان. و اندفق الكوز إذا دُفِق ماؤُه. و یقال فی الطِّیرَة عند انصباب الإِناء: دافق خیر و قد أَدْفَقْت الكوزَ إذا بَدَّدْت ما فیه بمرَّة. قال الأَزهری: الدَّفْق فی كلام العرب صَبُّ الماء، و هو متعد. یقال: دَفَقْتُ الكوز فاندفق و هو مَدفُوق، قال: و لم أَسمع دفَقْت الماءَ فدَفَق لغیر اللیث، قال: و أَحسبه ذهب إِلی قوله تعالی: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ، و هذا جائز فی النعوت، و معنی دٰافِقٍ ذی دَفْق كما قال الخلیل و سیبویه. ابن الأَعرابی: رجل أَدفَقُ إذا انحنی صُلْبُه من كِبَر أو غمّ؛ و أنشد المفضَّل: و ابن مِلاطٍ مُتَجافٍ أَدفَق و فی الدعاء علی الإِنسان بالموت: دَفَق اللهُ روحَه أَی أَفاظه. و دفَّقتْ كَفَّاه النَّدَی أی صبَّتا، شدد للكثرة. و دفَق النهرُ و الوادی إذا امتلأَ حتی یَفیض الماءُ من جوانبه. و سَیْلٌ دُفاق، بالضم: یملأُ جَنَبَتَیِ الوادِی. و‌فی حدیث الاسْتِسقْاء: دُفاق العَزائلِ؛ الدُّفاقُ: المطر الواسع الكثیر، و العَزائل: مقلوب العَزالی، و هی مَخارج الماء من المَزاد. و فَمٌ أَدْفقُ إذا انْصبَّت أَسنانه إِلی قُدَّام. و دَفِقَ البعیرُ دَفَقاً و هو أَدْفَقُ: مالَ مِرْفَقه عن جانبه. و بعیر أَدفَق بیِّن الدفَقِ إذا كانت أَسنانه مُنتصِبةً إلی خارج. و رجل أَدْفقُ: فی نِبْتة أَسنانِه «3» … و تدفَّقتِ الأُتُن: أَسرعَت. و سیر أَدفقُ: سریع؛ قال الراجز: بَیْن الدِّفِقَّی و النَّجاءِ الأَدْفَقِ و قال أَبو عبیدة: هو أَقصی العَنَق. یقال: سار القومُ سیْراً أَدفقَ أی سریعاً. و جمل دِفَقٌّ، مثل هِجَفّ: سریع یَتدفَّق فی مَشیه، و الأُنثی دَفُوق و دِفاق و دِفَقَّةٌ و دِفِقَّی و دِفَقَّی. و هو یمشی الدِّفِقَّی إذا أَسرعَ و باعَدَ خَطْوَه، و هی مِشْیة یتدفَّق فیها و یُسْرِع؛ و أَنشد: تَمْشِی العُجَیْلی من مَخافةِ شَدْقَمٍ، یَمْشِی الدِّفِقَّی و الخَنِیف و یَضْبِرُ و قوله أنشده ثعلب: علی دِفِقَّی المَشْیِ عَیْسَجورِ فسره بأَن الدِّفِقَّی هنا المشی السریع، و لیس كذلك لأَن الدِّفقَّی إنما هی هنا صفة للناقة بدلیل قوله عَیْسجور، و هی الشدیدة. و‌فی حدیث الزِّبْرِقانِ: أَبْغضُ كَنائنی إِلیَّ التی تَمْشی الدِّفِقَّی؛ هی بالكسر و التشدید و القصر: الإِسراع فی المشی. و ناقة دِفاقٌ، بالكسر:
(3). قوله [فی نبتة أسنانه إلخ] كذا فی الأَصل و لعله فی نبتة أسنانه انصباب إلی قدام كما یؤخذ من قوله و فم أدفق أو نحو ذلك.
لسان العرب، ج‌10، ص: 100
و هی المُتدفِّقة فی سیرها مُسْرِعةً. و قد یقال جمل دِفاقٌ و ناقة دفْقاءُ و جمل أَدْفقُ، و هو شدَّةُ بَیْنونةِ المِرْفَق عن الجنبین؛ و أَنشد: بعَنْتَرِیسٍ تری فی زَوْرِها دَسَعاً، و فی المَرافِقِ مِن حَیْزُومِها دَفَقا و یقال: فلان یَتدفَّق فی الباطل تدفُّقاً إذا كان یُسارع إلیه؛ قال الأَعشی: فما أَنا عمّا تَصْنَعُون بغافِلٍ، و لا بسَفِیهٍ حِلْمُه یَتدفَّقُ و جاؤوا دُفْقة واحدة، بالضم، أی دُفْعةً واحدة و دُفاقٌ: موضع؛ قال ساعدةُ: و ما ضَرَبٌ بَیْضاء یَسْقِی دَبُوبَها دُفاقٌ فعُرْوانُ الكَراثِ فَضِیمُها و قال أبو حنیفة: هو وادٍ. و یقال: هلال أَدفقُ إذا رأیته مَرْقوناً أَعْقَفَ و لا تراه مستلقیاً قد ارتفع طرَفاه؛ و قال أبو مالك: هلال أَدفق خیر من هلال حاقِن؛ قال: الأَدفق الأَعوج، و الحاقن الذی یرتفع طرَفاه و یَستلقی ظهرُه. و فی النوادرِ: هلالٌ أَدفقُ أی مُستوٍ أَبیض لیس یمُتَنَكِّب علی أحد طرفیه، قال أبو زید: العرب تستحب أن یَهِلَّ الهلالُ أَدفقَ، و یكرهون أَن یكون مستلقیاً قد ارتفع طرفاه. ابن بری: و دَوفَقُ قبیلة؛ قال الشاعر: لو كُنْت من دَوْفَقَ أَو بنِیها، قَبِیلة قد عَطِبَتْ أَیْدِیها، مُعَوِّدِینَ الحَفْرَ حافِرِیها

دقق؛ ج10، ص: 100

: الدَّقُّ: مصدر قولك دَقَقْت الدَّواءَ أَدُقُّه دقّاً، و هو الرَّضُّ. و الدَّقُّ: الكَسر و الرَّضُّ فی كل وجه، و قیل: هو أَن تضرب الشی‌ءَ بالشی‌ء حتی تَهْشِمَه، دَقَّه یَدُقُّه دَقّاً و دقَقْتُه فانْدَقَّ. و التَّدْقیقُ: إنعامُ الدَّقّ. و المِدَقُّ و المِدَقَّةُ و المُدُقُّ: ما دقَقْتَ به الشی‌ءَ؛ قال سیبویه: و قالوا المُدُقُّ لأَنهم جعلوه اسماً له كالجُلْمُود، یعنی أَنه لو كان علی الفعل لكان قیاسه المِدَقَّ أو المِدَقَّة لأَنه مما یُعتمل بها، و هو أَحد ما جاء من الأَدوات التی یُعتمل بها علی مُفعُل بالضم؛ قال العجاج یصف الحِمار و الأُتُن: یَتْبَعْنَ جأْباً كَمُدُقِّ المِعْطِیرْ یعنی مِدْوَكَ العَطّار، حَسِب أَنه یُدَقُّ به، و تصغیره مُدَیْق، و الجمع مَداقُّ. التهذیب: و المُدق حجر یُدّق به الطیب، ضمّ المیم لأَنه جعل اسماً، و كذلك المُنْخُل، فإذا جعل نعتاً رُدَّ إلی مِفْعل؛ و قول رؤبة أَنشده ابن درید: یَرْمی الجَلامِیدَ بِجُلْمُود مِدَقّ استشهد به علی أن المِدقّ ما دققت به الشی‌ء، فإن كان ذلك فمدق بدل من جلمود، و السابقُ إلیّ من هذا أنه مِفعل من قولك حافر مدَق أَی یدُقُّ الأَشیاء، كقولك رجل مِطْعَن، فإن كان كذلك فهو هنا صفة لجلمود؛ قال الأَزهری: مُدُقٌّ و أَخواته و هی مُسْعُط و مُنخل و مُدْهُن و مُنْصُلٌ و مُكْحُلةٌ جاءت نوادِرَ، بضم المیم، و موضع العین من مفعُل، و سائر كلام العرب جاء علی مِفْعل و مفْعلة فیما یعتمل به نحو مِخْرَز و مِقْطَع و مسَلّة و ما أَشبهها. و‌فی حدیث عطاء فی الكَیل قال: لا دقّ و لا زَلْزَلةَ؛ هو أن یَدُقَّ ما فی المكیال من المَكیل حتی یَنْضَمَّ بعضُه إلی بعض. و الدَّقّاقةُ: شی‌ء یُدَقُّ به الأَرزُّ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 101
و الدَّقوقةُ و الدَّواقُّ: البقر و الحمر التی تَدُوس البُرَّ. و الدُّقاقةُ و الدُّقاقُ: ما انْدَقَّ من الشی‌ء، و هو التراب اللَّیِّن الذی كَسَحَته الریح من الأَرض. و دُقَقُ التراب: دُقاقهُ، واحدتها دُقَّة؛ قال رؤبة: تَبْدو لنا أَعْلامُه بَعْدَ الغَرَقْ، فی قِطَعِ الآلِ و هَبْوات الدُّقَقْ و الدُّقاقُ: فُتات كل شی‌ء دُقَّ. و الدُّقَّةُ و الدُّقَقُ: ما تَسْهَك به الریح من الأَرض؛ و أنشد: بساهِكاتٍ دُقَقٍ و جَلْجالْ و‌فی مناجاة موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: سَلْنِی حتی الدُّقّة؛ هی بتشدید القاف: المِلح المدقوق. و هی أَیضاً ما تسحَقه الریح من التراب. و الدّقّةُ: مصدر الدَّقِیق، تقول: دَقَّ الشی‌ء یدِقّ دِقّة، و هو علی أَربعة أنحاء فی المعنی. و الدَّقِیقُ: الطحین. و الرجل القلیل الخیر هو الدَّقِیق. و الدَّقِیق: الأَمر الغامض. و الدقیق: الشی‌ء لا غِلَظَ له. و أَهل مكة یسمّون توابِل القِدْر كلها دُقّة؛ ابن سیدة: الدُّقّة التّوابل و ما خُلط به من الأبزار نحو القِزْح و ما أَشبهه. و الدُّقة: الملح و ما خلط به من الأَبزار، و قیل: الدقة الملح المدقوق وحده. و ما له دُقة أَی ما له مِلْح. و امرأَة لا دُقة لها إذا لم تكن مَلِیحة. و إن فلانة لقلیلة الدقة إذا لم تكن ملیحة، و قال كراع: رجل دَقِمٌ مَدْقوق الأَسنان علی المثَل مشتقّ من الدقِّ، و المیم زائدة، و هذا یبطله التصریف. و الدِّقُّ: كل شی‌ء دَقَّ و صغُر؛ تقول: ما رَزأْتُه دِقّاً و لا جِلًّا. و الدِّقُّ: نقیض الجِلِّ، و قیل: هو صغاره دون جَلّه و جِلّه، و قیل: هو صغاره و رَدِیئه، شی‌ء دِقٌّ و دَقِیق و دُقاق. و دِقُّ الشجر: صغاره، و قیل: خِساسه. و قال أَبو حنیفة: الدِّق ما دَقّ علی الإِبل من النبت و لانَ فیأْكله الضعیف من الإِبل و الصغیر و الأَدْرَد و المریض، و قیل: دِقُّه صغار ورَقه؛ قال جُبَیْها الأَشجعی: فلو أَنَّها قامَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفَی الجَدْبُ عنه دِقّه، فهو كالِحُ «1». و رواه ابن درید: فلو أَنها طافت بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، نفی الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالحُ المُشرشَر: الذی قد شَرْشَرتْه الماشیة أَی أَكلته. و الدَّقیق: الطِّحْن. و الدَّقِیقیُّ: بائع الدقیق. قال سیبویه: و لا یقال دَقّاق. و رجلْ دَقِیقٌ بیِّن الدِّقّ: قلیل الخیر بخیل؛ قال: و إن جاءكم مِنّا غَرِیبٌ بأَرضكم، لَوَیْتُم له، دِقّاً، جُنوبَ المَناخرِ و شی‌ء دَقِیق: غامض. و الدّقیق: الذی لا غِلظَ له خلاف الغلیظ، و كذلك الدُّقاقُ بالضم. و الدِّق، بالكسر، مثله، و منه حُمّی الدِّقّ. قال ابن بری: الفرق بین الدَّقیق و الرّقِیق أَن الدقِیق خلاف الغلیظ، و الرّقیق خلاف الثَّخین، و لهذا یقال حَساء رَقیق و حَساء ثخین، و لا یقال فیه حساء دقیق. و یقال: سیف دقیق المَضْرِب، و رُمْح دَقِیق، و غُصن دقیق كما تقول رُمح غلیظ و غصن غلیظ، و كذلك حبل دقیق و حبل غلیظ، و قد یُوقَع الدّقیق من صفة
(1). قوله [بظنب إلخ] هذا البیت أوردوه شاهداً علی الظنب بالكسر أصل الشجرة، و وقع فی مادة بجج بطاء مهملة مضمومة فی البیت و تفسیره و هو خطأ
لسان العرب، ج‌10، ص: 102
الأَمر الحقیر الصغیر فیكون ضدّه الجلیل؛ قال الشاعر: فإنَّ الدَّقِیقَ یهِیجُ الجَلِیلَ، و إنَّ الغَرِیب إذا شاء ذَلْ و‌فی حدیث معاذ قال: اسْتَدِقَّ الدنیا و اجْتَهِد رأْیَك‌أَی احْتقِرها و استصغِرْها، و هو استَفْعل من الشی‌ء الدّقیق. و قولهم: أَخذتُ جِلّه و دِقَّه كما یقال أَخذت قلیله و كثیره. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم اغفر لی ذنبی كلَّه: دِقَّه و جِلَّه.و ما له دَقِیقة و لا جَلِیلة أَی ما له شاةٌ و لا ناقة. و أَتیته فما أَدَقَّنی و لا أَجلَّنی أَی ما أَعطانی إحداهما، و قیل أَی ما أَعطانی دقیقاً و لا جَلِیلًا؛ و قال ذو الرمة یهجو قوماً: إذا اصْطَكَّت الحَرْبُ إمْرأَ القَیْسِ، أَخْبَروا عَضارِیطَ، إذ كانوا رِعاء الدَّقائقِ أَراد أَنهم رعاء الشاء و البَهْم. و دقَّقْت الشی‌ءَ و أَدْقَقْته: جعلته دَقیقاً. و قد دَقَّ یَدِقُّ دِقَّةً: صار دقیقاً، و أَدقَّه غیره و دقَّقَه. المُفَضَّل: الدَّقْداقُ صغار الأَنْقاء المتراكمة. ابن الأَعرابی: الدَّقَقةُ المُظهرون أقْذالَ الناس أَی عُیوبهم، واحدها قَذَلٌ. و دَقَّ الشی‌ءَ یدُقُّه إذا أظهره؛ و منه قول زهیر: و دَقُّوا بینهم عِطْرَ مَنْشِمِ أی أَظهروا العُیوب و العَداوات. و یقال فی التهدّد: لأَدُقَّنَّ شُقورَك أی لأُظهِرنَّ أُمورَك. و مُسْتَدَقُّ الساعد: مُقَدَّمه مما یلی الرُّسْغَ. و مستدَقُّ كل شی‌ء: ما دَقَّ منه و اسْترَقَّ. و استَدَقَّ الشی‌ءُ أی صار دقیقاً؛ و العرب تقول للحَشْو من الإِبل الدُّقَّة. و المِدَقُّ: القویّ. و الدَّقْدَقةُ: حكایة أصوات حوافر الدوابّ فی سُرعة تردُّدها مثل الطَّقْطَقةِ. و المُداقَّةُ فی الأَمر: التَّداقُّ. و المُداقَّة: فعل بین اثنین، یقال: إنه لیُداقُّه الحِساب.

دلق؛ ج10، ص: 102

: الانْدِلاقُ: التقدُّم. و كل ما ندر خارجاً، فقد انْدلَق. اللیث: الدَّلْقُ، مجزوم، خروج الشی‌ء من مَخْرجه سریعاً. یقال: دَلَق السیفُ من غِمْده إذا سقط و خرج من غیر أَن یُسَلَّ؛ و أَنشد: كالسیْفِ، من جَفْنِ السِّلاح، الدَّالِق ابن سیدة: دَلَق السیفُ من غِمده دَلْقاً و دُلوقاً و انْدلَق، كلاهما: استرْخی و خرج سریعاً من غیر اسْتِلال، و كذلك إذا انشقَّ جَفْنُه و خرج منه. و أَدْلَقَه هو و دلَقْته أنا دَلْقاً إذا أَزْلَقْته من غمده. و سیفٌ دالِقٌ و دَلوق إذا كان سَلِسَ الخروج من غمده یخرج من غیر سَلّ، و هو أَجْودُ السُّیوف و أخلصُها؛ و كلُّ سابق متقدِّم، فهو دالق. و انْدلَق بین أَصحابه: سبَقَ فمضی. و انْدلق بطنُه: استرخی و خرج متقدِّماً. و طعَنَه فاندَلَقَتْ أَقتاب بطنه: خرجت أَمعاؤه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: یؤتی بالرجل یوم القیامة فیُلقی فی النار فتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطنه؛ قال أَبو عبید: الاندلاق خروج الشی‌ء من مكانه، یرید خروج أَمعائه من جَوْفه؛ و منه‌الحدیث: جئت و قد أَدْلقَنی البَرْد‌أَی أَخرجنی. و اندلقَ السیْلُ علی القوم أی هجم، و اندلقت الخیل. و خَیْلٌ دُلُقٌ أَی مُنْدَلِقة شدیدة الدُّفْعة؛ قال طرفة یصف خیلًا: دُلُقٌ فی غارةٍ مَسْفُوحةٍ، كرِعالِ الطیر أَسْراباً تَمُرّ «2».
(2). فی دیوان طرفة روی صدرُ البیت علی هذه الصورة: ذُلُقُ الغارةِ فی إفزاعهم
لسان العرب، ج‌10، ص: 103
و انْدلَق البابُ إذا كان یَنْصَفِق إذا فُتح لا یثبت مفتوحاً. و دَلَق بابَه دَلْقاً: فتحه فَتْحاً شدیداً. و غارةٌ دُلُقٌ و دَلوقٌ: شدیدة الدفْعِ؛ و الغارةُ: الخیل المُغیِرة، و قد دَلَقُوا علیهم الغارةَ أی شنُّوها. و یقال للخیل: و قد انْدلَقت إذا خرجت فأسرعت السیر. و یقال: دَلَقتِ الخیلُ دُلوقاً إذا خرجت مُتَتابِعةً، فهی خیل دُلُقٌ، واحدها دالق و دَلوق؛ و كان یقال لعُمارةَ بن زید العَبْسی أخی الربیع بن زیاد دالِق لكثرة غاراته. و دَلَقَ الغارةَ إذا قدَّمها و بَثَّها. و یقال: بَیْناهم آمِنون إذ دلَق علیهم السیلُ. و یقال: أدْلَقْت المُخَّةَ من قَصَبة العظم فانْدَلَقت. و یقال: دلَق البعیرُ شِقْشِقَته یَدْلقُها دَلْقاً إذا أخرجها فاندلقت؛ قال الراجز یصف جملًا: یَدْلُق مِثْل الحَرَمِیِّ الوافِرِ، من شَدْقَمِیٍّ سَبِطِ المَشافِرِ أی یُخرج شِقشقته مثل الحَرَمِیّ، و هو دَلْو مستوٍ من أدَم الحرَم. و الدَّلُوق و الدَّلْقاء: الناقة التی تتكسر أسنانها من الكِبَر فتَمُجُّ الماء؛ أنشد یعقوب: شارِف دَلْقاء لا سِنَّ لها، تَحْمِلُ الأَعْباء من عَهْدِ إرَمْ و‌فی حدیث حَلیمة: معها شارف دلقاء‌أی متكسرة الأَسنان لكبرها، فإذا شربت الماء سقط من فِیها، و هی الدِّلْقِمُ و الدِّلْقَمُ؛ الأَخیرة عن یعقوب، و قد یكون ذلك للذكر؛ قال: لاهُمَّ إنْ كنتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ، فلا یَزالُ شاحِجٌ یأْتیكَ بِجْ أقْمَرُ نَهَّازٌ یُنَزِّی وفْرَتِجْ، لا دِلْقِمُ الأَسْنانِ بل جَلْدٌ فَتِجْ قال أبو زید: یقال للناقة بعد البُزول شارِف ثم عَوْزَمٌ ثم لِطْلِطٌ ثم جَحْمَرِشٌ ثم جَعْماء ثم دِلْقِمٌ إذا سقطت أضْراسُها هَرَماً؛ و الدلقم، بالكسر، و المیم زائدة، كما قالوا للدَّقْعاء دِقْعِم و للدَّرْداء دِرْدِمٌ. و جاء و قد دَلَق لجامَه أی و هو مجهود من العطش و الإِعیاء. و الدَّلَقُ، بالتحریك: دویبَّة، فارسی معرب.

دلفق؛ ج10، ص: 103

: التهذیب فی الرباعی: أبو تراب مَرَّ مَرّاً درَنْفَقاً و دَلَنْفَقاً، و هو مَرٌّ سریع شبیه بالهَمْلجة؛ قال: و أنشد علی بن شیبة الغطفانی: فَراحَ یُعاطِیهِنَّ مَشْیاً دَلَنْفَقاً، و هنَّ بعِطْفَیهِ لهنَّ خَبِیبُ

دمق؛ ج10، ص: 103

: دَمَقه یَدْمُقُه دَمْقاً: كسر أسنانه كدَقَمه؛ و أنشد الأَصمعی: و یأْكُلُ الحَیَّةَ و الحَیُّوتا، و یَدْمُقُ الأَقْفالَ و التَّابوتا و یَخْنُق العَجُوزَ أو تَمُوتا، أو تُخْرِجَ المأْقُوطَ و المَلْتوتا و دقَمَ فاه و دَمقَه دَقْماً و دَمْقاً إذا كسر أسنانه. و دَمقَه فی البیت یَدْمِقُه و یَدْمُقُه دَمْقاً فهو مَدْموق و دَمیق، و أدْمقَه: أدخله فیه. و انْدمقَ علیهم بَغْتة: دخل بغیر إذن، و كذلك دمَقَ أیضاً دموقاً. و الاندماق: الانخِراط. و اندمَق الصیّادُ فی قُترته و اندمق منها أیضاً إذا خرج. و دَمَق الصیّادُ فی قُترته و اندمق فیها:
لسان العرب، ج‌10، ص: 104
دخل، و اندمق منها: خرج، ضدّ؛ و أدْمقْته إدماقاً. و فیهم دَمْقٌ إذا كانوا یدخلون علی القوم بغیر إذن فیأْكلون طعامهم؛ و‌روی شمر بإسناد له أن خالداً كتب إلی عُمر: إنَّ الناسَ قد دَمَقُوا فی الخَمْر و تَزاهَدُوا فی الحَدِّ؛ أی أنهم تهافَتُوا فی شُربها و انبسطوا و أكثروا منه. قال شمر: قال ابن الأَعرابی دَمَقَ الرجلُ علی القوم و دَمَر إذا دخل بغیر إذن، و معنی‌قوله دَمَقُوا فی الخمر‌أی دخلوا و اتَّسعوا؛ قال رؤبة یصف الصائدَ و دخوله فی قُتْرته: لَمّا تَسَوَّی فی خَفِیِّ المُنْدَمَقْ قال: مُنْدَمَقُه مَدْخَلُه؛ و قال غیره: المُندَمق المُتَّسِع. و الدمَق، بالتحریك: الثلج مع الریح یغشی الإِنسان من كل أوْب حتی یكادَ یقتل مَن یُصیبه، فارسی معرّب. و یومٌ داموقٌ: ذو وَعْكةٍ، فارسی معرب لأَن [الدَّمَهْ] بالفارسیة النفس فهو دَمَهْكِر أی آخذ بالنفس. و الدُّمَّیْقُ: اسم. ابن الأَعرابی: الدَّمْقُ السَّرِقة. و یقال: أخذ فلان من المال حتی دَقِمَ «1». و حتی فَقِمَ أی حتی احْتَشَی.

دمحق؛ ج10، ص: 104

: الدَّمْحَقُ من الأَطعمة: معروف. و الدُّحْموقُ و الدُّمْحُوقُ: العظیم البطن.

دمخق؛ ج10، ص: 104

: دَمْخَقَ فی مَشْیه و حَدِیثه یُدَمْخِق دَمْخقةً: تَثاقل؛ و قال اللیث: و هو الثقیل فی مشیه الحدید فی تكلفه؛ و مثله اشتقاق الفعل، فما كان من الفعل الرباعی نحو دَمْخقَ و شَیْطنَ بوزن فَعْلَل قلت شَیْطنَ فلان، و إذا قلت شیطنَ فإنه منه تحویل إلی حال الشیطان، فإذا قُدّم الفعل فهو واحد فی كل وجه، و ذلك أنك تقول فعلوا قالوا، و للاثنین فعلا قالا، فلما أظهَرت الاسم قلت فعل القوم، فإذا قدَّمْتَ الأَسماء قلت القوم فعلوا و إنما فعلوا خبر الأَسماء و لم تجعل للقوم فِعلًا لأَنك تقول عبد الله ضربته، فالهاء هی لعبد الله؛ و كذلك الواو التی فی فعلوا هی للقوم، فافهم ذلك و نحوه. قال أبو منصور: لم أجد دَمْخقَ لغیر اللیث و أرجو أن یكون صحیحاً.

دمشق؛ ج10، ص: 104

: دَمْشَقَ عَمَلَه: أسْرَع فیه. و دَمْشَقَ الشی‌ءَ: زَیَّنَه؛ قال أبو نُخَیْلةَ: دُمْشِقَ ذاكَ الصَّخَرُ المُصَخَّرُ و الدَّمْشقُ: الناقة الخَفِیفة السریعة؛ و أنشد أبو عبیدة قول الزفیان: و مَنْهَلٍ طامٍ علیه الغَلْفَقُ یُنِیرُ، أو یُسْدِی به الخَوَرْنَقُ وَرَدْتهُ، و اللیلُ داجٍ أبْلَقُ، و صاحِبِی ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، كأنَّها بعدَ الكَلالِ زَوْرقُ قال: و كذلك ناقة دِمَشْقٌ مثالُ حِضَجْر. و دِمَشْقُ: مدینة، من هذا أخذ، قیل: فَدَمْشِقُوها أی ابنُوها بالعجلة؛ قال الجوهری: دِمَشْقُ قصبة الشام؛ قال الولید بن عقبة: قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِرِ المُعَنَّی تُهَدِّر فی دِمَشْقَ، و ما تَرِیمُ و یروی: تُهدّد … التهذیب: دِمَشْق اسم جُند من
(1). قوله [حتی دقم] كذا فی الأصل، و الذی فی شرح القاموس: حتی دمق
لسان العرب، ج‌10، ص: 105
أجْناد الشام. و دَمْشَقْت فی الشی‌ء: أسْرَعْت. الأَزهری فی ترجمة دشق: جمل دَوْشق إذا كان صخماً، فإن كان سریعاً فهو دَمْشَق.

دملق؛ ج10، ص: 105

: المُدَمْلَق من الحجر و من الحافرِ: الأَملس المُدَوَّر مثل المُدَمْلَك و المُدَمْلَج؛ قال رؤبة: بِكُلّ موْقُوعِ النُّسورِ أخْلَقا لأْمٍ یَدُقُّ الحجَر المُدَمْلَقا قال: و كذلك الحافر؛ قال: و حافِرٌ صُلْب العُجَی مُدَمْلَقُ، و ساقُ هَیْقٍ أنْفُها مُعَرَّقُ و أنشد ابن بری لأَبی النجم: و كلّ هِنْدِیّ حَدیدِ الرَّوْنَقِ، یَفْلِقُ رأسَ البیضةِ المُدَمْلَقِ و حجر دُمَلِقٌ و دُمْلُوقٌ و دُمالِقٌ مُدَمْلَقٌ دُمْلُوقٌ: شدیدُ الاسْتدارة؛ و أنشد: و عَضَّ بالناس زَمانٌ عارقُ، یَرْفَضُّ منه الحَجرُ الدُّمالِقُ أبو خیرة: الدُّمْلُوق و الدُّمالق الحجر الأَملس مثل الكف. و‌فی حدیث ثمود: رماهم الله بالدَّمالِق‌أَی بالحجارة المُلْسِ، و جمع دَمالِق دَمالِیقُ، و قد دُمْلِقَ؛ و قیل: الدُّمَلِقُ الحجر الأَملس الصُّلب؛ یقال: دَمْلَقَه و دَمْلَكه إذا مَلَّسه و سَوّاه؛ و منه‌حدیث ظَبْیانَ و ذكر ثموداً فقال: رماهم الله بالدَّمالِق و أَهلكهم بالصَّواعِق؛ التفسیر الأَخیر لابن قتیبة. و فَرج دُمالِقٌ: واسع عظیم؛ قال جندل بن المثنی: جاءتْ به مِن فَرجها الدُّمالِقِ و شیخ دُمالِقٌ: أصلعُ. و رجل دُمالق الرأسِ: محلوقُه. و رجل دَمَلَّقُ الوجه: مُحَدَّده. قال أبو حنیفة: الدُّمالِقُ من الكَمأة أصغر من العُرْجون و أقصر ما یكون فی الروض، و هو طیّب، و قلَّما یَسودّ، و هو الذی كأن رأسه مِظَلّة.

دنق؛ ج10، ص: 105

: الدّانِق و الدّانَقُ: من الأَوزان، و ربما قیل داناقٌ كما قالوا للدِّرْهمِ درْهام، و هو سدس الدرهم؛ و أنشد ابن بری: یا قَوْمِ، مَن یَعْذِرُ من عَجْرَد القاتِلِ المرء علی الدانِق؟ و‌فی حدیث الحسن: لعن الله الدانَقَ [الدانِقَ و من دَنَّق؛ الدَّانق، بفتح النون و كسرها: هو سدس الدینار و الدرهم كأَنه أَراد النهی عن التقدیر و النظر فی الشی‌ء التافه الحقیر، و الجمع دوانِق و دَوانِیقُ؛ الأَخیرة شاذة، و منهم من فصّله فقال: جمع دانِق دوانِق، و جمع دانَق دوانیق، قال: و كذلك كل جمع جاء علی فَواعِل و مَفاعِل فإنه یجوز أن یمد بیاء، قال سیبویه: أما الذین قالوا دوانیق فإنما جعلوه تكسیر فاعال و إن لم یكن فی كلامهم كما قالوا ملامیح، و تصغیره دُویْنیق و هو شاذّ أیضاً. ابن الأَعرابی عن أبی المكارِم قال: الدَّنیقُ و الكِیصُ و الصُّوصُ الذی ینزل وحده و یأكل وحده بالنهار، فإذا كان اللیل أكل فی ضَوْء القمر لئلّا یراه الضیْفُ. و تَدْنِیقُ الشمس للغُروب: دُنُوّها. و دَنَّقت الشمسُ تَدْنِیقاً: مالت للغروب. و تَدْنِیقُ العین: غُؤورها. و دَنَّقَت عینُه تَدْنِیقاً: غارتْ. و دَنَّق وجهُه: هُزِل، و قیل: دَنَّق وجههُ إذا اصفرّ من
لسان العرب، ج‌10، ص: 106
المرض. و دنَّق الرَّجلُ: مات، و قیل: دنَّق للموت تدنیقاً دنا منه. و‌فی حدیث الأَوزاعی: لا بأْس للأَسِیر إِذا خاف أَن یُمَثَّل به أَن یُدَنِّق للموت‌أَی یَدنُو منه؛ یرید له أَن یُظهر أَنه مُشْفٍ علی الموت لئلا یُمَثَّل به. و یقال للأَحْمق دانِقٌ و دائقٌ و وادِقٌ و هِرْطٌ. و الدانِقُ: الساقط المَهزُول من الرجال. أَبو عمرو: مریضٌ دانِقٌ إِذا كان مُدْنَفاً مُحَرَّضاً؛ و أنشد: إنَّ ذواتِ الدَّلِّ و البَخانِقِ یَقْتُلْن كلَّ وامقٍ و عاشِقِ، حتَّی تَراه كالسَّلیمِ الداَّنِقِ اللیث: دنَّق وجه الرجل تدْنِیقاً إِذا رأَیت فیه ضُمْر الهُزَال من مرَض أو نصَب. و الدَّنْقةُ: حَبة سوداء مستدیرة تكون فی الحِنطة. و الدَّنْقة: الزُّؤان؛ هذه عن أَبی حنیفة. و المُدَنِّق: المُستقْصِی. یقال: دنَّق إلیه النظَرَ و رنَّقَ، و كذلك النظر الضعیف. قال الحسن: لا تُدَنِّقوا فیُدَنَّقَ علیكم. و التَّدْنِیقُ مثل الترْنِیق: و هو إِدامة النظر إِلی الشی‌ء، و أَهل العِراق یقولون فلان مُدَنِّق إِذا كان یُداقّ النظر فی مُعامَلاته و نَفقاته و یَسْتَقْصِی. الأَزهری: و التدنیق و المُداقّة و الاسْتقصاء كنایات عن البخل و الشُّحِّ. ابن الأَعرابی: الدُّنُقُ المُقَتِّرُون علی عِیالهم و أنفسهم، و كان یقال: من لم یُدَنِّقْ زَرْنَق، و الزَّرْنَقةُ العِینة؛ و قال أبو زید: من العیون الجاحِظةُ و الظاهِرة و المُدَنِّقة، و هو سواء، و هو خروج العین و ظهورها؛ قال الأَزهری: و قوله أصح ممن جعل تدنیق العین غؤوراً.

دنشق؛ ج10، ص: 106

: دَنْشَقٌ: اسم.

دهق؛ ج10، ص: 106

: الدَّهْقُ: شدّة الضَّغْط. و الدهْق أیضاً: مُتابعة الشدّ. و دَهَق الماءَ و أدْهَقه: أفْرَغه إفراغاً شدیداً. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: نُطْفةً دِهاقاً و عَلَقةً مُحاقاً‌أَی نطفة قد أَفْرغت إِفراغاً شدیداً، من قولهم أَدْهَقْت الماء أَفْرَغته إِفراغاً شدیداً، فهو إِذاً من الأَضداد. و أدهق الكأسَ: شدَّ ملأَها. و كأسٌ دِهاق: مُتْرعة ممتلئة. و فی التنزیل: وَ كَأْساً دِهٰاقاً، قیل: مَلأَی؛ و قال خِداش بن زُهیر: أتانا عامرٌ یَرْجُو قِرانا، فأَتْرَعْنا له كأْساً دِهاقا و یقال: أدْهَقْتُ الكأْسَ إلی أصْبارها أی ملأْتها إلی أعالِیها. و فی التهذیب: دهقْت الكأْس أی ملأْتها، و قیل: معنی قوله دِهٰاقاً مُتتابعة علی شارِبِیها من الدهْق الذی هو متابعة الشدّ، و الأَوّل أعرف، و قیل: دِهٰاقاً صافیةً؛ و أنشد: یَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق قال ابن سیدة: و أمّا صِفَتُهم الكأْسَ و هی أنثی بالدِّهاق و لفظه لفظ التذكیر فمن باب عَدْل و رِضا. أعنی أنه مصدر وصف به و هو موضوع موضع إدهاق، و قد كان یجوز أن یكون من باب هِجانٍ و دِلاصٍ إلا أَنا لم نسمع كأْسان دِهاقانِ؛ قال: و إنما حمل سیبویه أن یجعل دِلاصاً و هجاناً فی حد الجمع تكسیراً لهِجانٍ و دِلاص فی حدّ الإِفراد قولُهم هِجانانِ و دِلاصانِ، و لو لا ذلك لحمله علی باب رِضاً لأَنه أكثر، فافهمه. و دَهَقَ لی من المال دَهْقةً: أعطانی منه صَدْراً. و الدَّهَقُ: خشبتان یُغْمَزُ بهما السّاق. و ادَّهَقَتِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 107
الحجارة: اشتدّ تَلازُبها و دخل بعضُها فی بعض مع كثرة؛ و أنشد الأَزهری: یَنصاحُ مِن جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ و الدِّهْقانُ و الدُّهقان: التاجر، فارسی معرّب. قال سیبویه: إن جعلت دِهقان من الدَّهْق لم تصرفه. هكذا قال من الدهق، قال: فلا أدری أ قاله علی أنه مقول أم هو تمثیل منه لا لفظ معقول، قال: و الأَغلب علی ظنی أنه مقول و هم الدَّهاقِنةُ و الدَّهاقِین؛ قال: إذا شِئتُ غَنَّتْنی دَهاقِینُ قَرْیةٍ، و صَنَّاجةٌ تَحْدُو علی كل مَنْسِم و قبله: ألا أبْلِغا الحَسْناء أن حَلِیلَها، بِمَیْسانٍ، یُسْقی من زُجاجٍ و حَنْتَمِ و بعده: لعَلَّ أمیرَ المُؤمِنینَ یَسُوءُه تَنادُمنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ إذا كنتَ ندْمانی فبالأَكبَرِ اسْقِنی، و لا تَسْقِنی بالأَصْغَرِ المُتَثَلِّمِ یعنی بأمیر المؤمنین عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، لأَنه هو الذی ولّاه. و الدَّهَقُ، بالتحریك: ضرب من العذاب، و هو بالفارسیة [أَشْكَنْجَه]. و دَهَقْت الشی‌ءَ: كسَرْته و قطَعْته، و كذلك دَهْدَقْتَه؛ و أنشد الحُجْر بن خالد أحد بنی قیس بن ثَعْلبةَ: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للباعِ و النَّدی، و بَعْضُهم تَغْلی بِذَمٍّ مَناقِعُهْ و نحلب ضِرْسَ الضَّیْفِ فینا، إذا شَتا، سَدِیفَ السَّنامِ تَشْتَرِیهِ أصابِعُهْ المَناقِعُ: القُدور الصغار، واحدها مَنْقَع، و مَنْقَعة؛ و أنشد ابن بری لأَبی النجم: قدِ اسْتَحلُّو القتْلَ فاقْتُلْ و ادْهَقِ و الدَّهْدَقة: دَوَرانُ البِضَعِ الكثیر فی القِدر إذا غلت تراها تَعلُو مرَّة و تَسْفُل أخری؛ و أنشد: تَقَمَّصَ دَهْداقَ البَضِیعِ، كأنَّه رُؤُوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقٍ الحَناجِر

دهدق؛ ج10، ص: 107

: الأَزهری فی النوادر: زَهْزَقَ فی ضحكه زَهْزَقَةً و دَهْدَقَ دَهْدَقةً.

دهمق؛ ج10، ص: 107

: الدُّهامِقُ: التُّراب اللَّیِّن. و أرض دَهامِیق: لیِّنة دقیقة؛ أنشد ابن درید: كأنَّما فی تُرْبِهِ الدُّهامِقِ مِنْ ألِّه تَحْتَ الهَجِیرِ الوادِقِ و دَهْمَقَ الطَّحِینَ: دقَّقَه و لیَّنه. و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: لو شئت أَن یُدَهْمَقَ لی لفعلْتُ و لكن الله تعالی عاب قوماً فقال: أَذْهَبْتُمْ طَیِّبٰاتِكُمْ فِی حَیٰاتِكُمُ الدُّنْیٰا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِهٰا؛ معناه لو شئت أَن یُلَیَّنَ لی الطعامُ و یُجَوَّدَ. و دَهْمَقْتُ اللحمَ: مثل دَهْدَقْتُه. و الدَّهْمَقَةُ: لِینُ الطعامِ و طیبه و رِقَّتُه، و كذلك كل شی‌ءٍ لیِّن؛ قال اللیث: و أَنشدنی خَلَفٌ الأَحمر فی نعت أَرض: جَوْنٌ رَوابی تُرْبِه دَهامِقُ یعنی تُرْبة لیِّنة. أَبو عبید: الدَّهْمَقة و الدَّهْقَنة سواء، و المعنی فیهما سواء لأَن لِینَ الطعام من الدهْقنة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 108
و المُدَهْمَقُ: المُدَقَّق. و سمع ابن الفقعسی یقول: المُدَهْمَق الجیِّد من الطعام؛ قال و أنشدنی أعرابی: إذا أرَدْتَ عَمَلًا سُوقِیّا مُدَهْمَقاً، فادْعُ له سِلْمِیّا قال: و المُدَهْمَق الذی لم یُجوّد، و هذا ضد الأَول. التهذیب: أبو حاتم بعد ما ذكر أنَّ قوماً غَلِطوا فقالوا للشی‌ء المُجوَّد مُدهْمَق، و الذی یُشفَق علیه أیضاً مُدهْمَق؛ و احتج بما أنشده ابن الأَعرابی: إذا أردت عملًا سوقیّا فظنوا أن السوقیّ الردی‌ء؛ قال: و أصحاب المَرائی یُعطُون علی جِلاء المِرآة فإذا اشترطوا عملًا سُوقِیاً أضْعفُوا الكراء، قال: و هو أجْودُ العمل. ابن سمعان: المُدَهْمَق المُستوی؛ و أنشد: كأنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ، إذا مَطاها، هَزمٌ من فَرَقِ و دَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إذا جاء به مستویاً من أوَّله إلی آخره، و أنشد: دَهْمَقَه الفاتِلُ بینَ الكَفَّیْن، فهو أمِینٌ مَتْنُه یُرْضی العَیْن التهذیب: و دَهْمَقْت فی الشی‌ء أی أسرعت. قال أعرابی: كان مُدْرِك الفَقْعَسِیّ یسمَّی مُدَهْمِقاً لبیان لسانه و جَوْدة شِعره؛ تقول: هو مُدَهْمِق ما یُطاق لسانُه لتَجْویدِه الكلام و تَحْبیرِه إیّاه.

دوق؛ ج10، ص: 108

: الدُّوقُ، بالضم: المُوقُ و الحُمْقُ. و الدّائقُ: الهالِك حُمْقاً. یقال: هو أحْمقُ مائقٌ دائقٌ؛ و قد ماقَ و داقَ یَمُوقُ و یَدُوقُ مَواقةً و دواقةً و دَوْقاً و مُؤُوقاً و دُؤُوقاً. و رجل مُدَوَّق: مُحَمَّق. أبو سعید: داقَ الرَّجلُ فی فعله و داكَ یَدُوقُ و یَدُوك إذا حَمُق. و مالٌ دَوْقی و رَوبَی «2» أی هَزْلَی.

فصل الذال؛ ج10، ص: 108

ذحق؛ ج10، ص: 108

: ابن سیدة: ذَحَقَ اللِّسانُ یَذْحَقُ ذَحْقاً انْسلَق و انْقشَر من داء یُصیبه، و الله أعلم.

ذرق؛ ج10، ص: 108

: ذَرْقُ الطائرِ: خُرْؤُه. و ذَرقَ الطائرُ یَذْرُق و یَذْرِقُ ذَرْقاً، و أذْرَقَ: خَذَق بِسَلْحه و ذَرَقَ، و قد یستعار فی السبُع و الثعلب؛ أنشد اللحیانی: إلا تِلكَ الثَّعالِبُ قد تَوَالَتْ عَلَیَّ، و حالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لِتَأْكُلَنی، فَمَرَّ لهُنَّ لَحْمی، فأذْرَقَ من حِذاری أو أتاعا و اسم ذلك الشی‌ء الذُّراق؛ عن أبی زید. و قال حسان بن ثابت لما سأله عمر، رضی الله عنه، عن هجاء الحطیئة للزِّبْرِقان بقوله: دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْیَتِها، و اقْعُدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعِمُ الكاسی ما هَجاه بل ذَرق علیه. و الذَّرْقُ: ذَرْقُ الحُبارَی بسلحه، و الخَذْقُ أشدُّ من الذَّرْق. و فی نوادر الأَعراب: تَذَرَّقَتْ فلانة بالكُحل و أذْرَقَتْ إذا اكْتحلت. و الذُّرَقُ: نبات كالفِسْفِسة تسمیه الحاضرةُ الحَنْدَقُوقی. و قال أبو عمرو: الذُّرَق الحندقوقی؛ غیره: واحدتها ذُرَقة، و یقال لها: حَنْدَقَوْقَی و حِنْدَقَوْقَی و حِنْدَقُوقَی؛ قال أبو حنیفة: لها
(2). قوله [دوقی و رَوبَی] كذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 109
نُفَیْحة طیبة فیها شَبه من الفَثِّ تطول فی السماء كما ینبُت الفَثُّ، و هو ینبت فی القِیعان و مَناقِع الماء. و قال مُرّة: الذُّرَقُ نبات مثل الكُرّاث الجبلیّ الدِّقاق له فی رأسه قَماعِل صغار فیها حبٌّ أغبر حُلو، یؤْكلُ رَطباً تُحبه الرِّعاء و یأتون به أهلیهم فإذا جفَّ لم تَعرِض له، و له نِصال صِغار لها قشرة سوداء فإذا قُشرت قُشرت عن بیاض، قال: و هی صادِقةُ الحَلاوة كثیرة الماء یأكلها الناس؛ قال رؤبة: حتی إذا ما هاجَ حِیرانُ الذُّرَقْ و أهْیَجَ الخَلْصاء من ذاتِ البُرَقْ «1». و أذْرَقَت الأَرض: أنْبَتت الذُّرَق. و‌فی الحدیث: قاع كثیر الذُّرَق، بضم الذال و فتح الراء، الحندقوق و هو نبت معروف. و حكی أبو زید: لبن مُذَرَّق أی مَذیق.

ذرفق؛ ج10، ص: 109

: اذْرَنْفَقَ: تَقدَّم كادْرَنْفَقَ؛ حكاه نصیر.

ذعق؛ ج10، ص: 109

: الذُّعاق بمنزلة الزُّعاق: المُرّ. ماء ذُعاقٌ: كزُعاقٍ. قال صاحب العین: سمعنا ذلك من عربی فلا أدری أ لغة أم لُثْغة. و ذَعَق به ذَعْقاً: صاح كَزَعَق. ابن درید: و ذَعقَه و زَعَقَه إذا صاح به فأَفْزعَه؛ قال الأَزهری: و هذا من أباطیل ابن درید.

ذعلق؛ ج10، ص: 109

: الذُّعْلُوق و الذُّعلُوقة: نبت یشبه الكُرّات یَلتوی طیِّبُ الأَكل و هو ینبت فی أجواف الشجر؛ و ذُعلُوقٌ آخر یقال له لِحْیةُ التَّیْس. و كلُّ نبت دَقَّ ذُعْلُوق، و قیل: هو نبات یكون بالبادیة؛ و قال ابن الأَعرابی: هو نبت یستطیل علی وجه الأَرض؛ و قوله: یا رُبَّ مُهرٍ مَزْعُوقْ، مُقَیَّل أو مَغْبُوقْ مِن لَبنِ الدُّهْم الرُّوقْ، حتَّی شَتا كالذُّعْلُوقْ فسَّره فقال أی فی خِصْبه و سِمنَه و لِینه. قال الأَزهری: یُشبَّه به المهر الناعم، و قیل: هو القَضِیب الرَّطب، و قد یتجه تفسیر البیت علی هذا. و قال ابن بری: هو نبت أدقُّ من الكراث و له لبَن. و حكی عن ابن خالویه قال: الذعلوق من أسماء الكمأَة. و الذُّعلوق: طائر صغیر.

ذفرق؛ ج10، ص: 109

: الذُّفْروق: لغة فی الثُّفْروق.

ذلق؛ ج10، ص: 109

: أبو عمرو: الذَّلَقُ حِدَّة الشی‌ء. و حَدُّ كل شی‌ء ذَلْقُه، و ذَلْقُ كل شی‌ء حَدُّه. و یقال: شَباً مُذَلَّقٌ أی حادٌّ؛ قال الزَّفَیانُ: و البیض فی أیْمانِهم تأَلَّقُ، و ذُبَّل فیها شَباً مُذَلَّقُ و ذَلْقُ السِّنان: حَدُّ طرَفه، و الذلْقُ: تَحْدیدك إیاه. تقول: ذَلَقْته و أذْلقْته. ابن سیدة: ذَلْقُ كل شی‌ء و ذَلَقُه و ذَلْقَتُه حِدَّته، و كذلك ذَوْلَقُه، و قد ذَلَقه ذَلْقاً و أذْلقه و ذَلَّقه؛ و قول رؤْبة: حتَّی إذا تَوقَّدَتْ مِن الزَّرَقْ حَجْرِیَّةٌ كالجَمْرِ من سَنِّ الذَّلَقْ «2». یجوز أن یكون جمع ذالق كرائح و روَح و عازِب و عَزَب، و هو المُحدَّد النصل، و یجوز أن یكون أراد من سَنِّ الذلْق فحرك للضرورة و مثله فی الشعر
(1). قوله [الذرق] تقدم لنا هذا البیت فی مادتی حجر و حیر بلفظ الدرق بدال مهملة مفتوحة و هو خطأ و الصواب ما هنا (2). قوله [من سن الذلق] تقدم هذا البیت فی مادة حجر بلفظ الدلق بدال مهملة تبعاً للأَصل و هو خطأ و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌10، ص: 110
كثیر. و ذلَقُ اللسان و ذَلَقَته: حِدَّته، و ذَوْلقُه طرفه. و كلُّ محدَّد الطرَف مُذَلَّق، ذَلُقَ ذلاقةً، فهو ذَلِیق و ذَلْق و ذُلَق و ذُلُق. و ذَلِقَ اللسانُ، بالكسر، یَذْلَقُ ذلَقاً أی ذَرِبَ و كذلك السنان، فهو ذَلِقٌ و أذْلَقُ. و یقال أیضاً: ذَلُقَ السنان، بالضم، ذَلْقاً، فهو ذَلِیق بیِّن الذَّلاقة. و‌فی حدیث أُم زَرْع: علی حدِّ سِنان مُذلَّقٍ‌أَی مُحَدَّدٍ؛ أَرادت أَنها معه علی حَدِّ السنان المحدَّد فلا تَجد معه قَراراً. و‌فی حدیث جابر: فكسرتُ حجراً و حسَرْتُه فانْذَلَق‌أَی صار له حدّ یَقطَع. ابن الأَعرابی: لِسان ذَلْقٌ طَلْقٌ، و ذَلِیقٌ طَلِیق، و ذُلُقٌ طُلُقٌ، و ذُلَقٌ طُلَقٌ، أَربع لغات فیها. و الذَّلِیق: الفصیحُ اللسانِ. و‌فی الحدیث: إِذا كان یومُ القیامة جاءَت الرَّحِم فتكلمت بلسان ذُلَقٍ طُلَقٍ، تقول: اللهم صِلْ مَن وصَلنی و اقْطَع مَن قطعنی.الكسائی: لسان طُلَقٌ ذُلَقٌ كما جاءَ فی الحدیث أَی فصیح بلیغ، ذُلَق علی فُعَل بوزن صُرَد؛ و یقال: طُلُقٌ ذُلُقٌ و طَلْق ذَلْق و طَلِیق ذَلِیق، و یراد بالجمیع المَضاء و النَّفاذ. أبو زید: المُذَلَّق من اللبن الحلیبُ یُخلط بالماء. و عَدْوٌ ذَلِیق: شدید. قال الهذلی: أوائل بالشَّدِّ الذَّلیقِ و حَثَّنی، لَدی المتْنِ، مَشْبُوحُ الذِّراعَیْن خَلْجَم «1». و ذَلَّقْتُ الفرس تَذلیقاً إذا ضَمَّرْته؛ قال عدی بن زید: فَذَلَّقْتُه حتی تَرَفَّع لحمُه، أُداوِیهِ مَكْنوناً و أركَبُ وادِعا أی ضمَّرته حتی ارتفع لحمُه إلی رؤُؤس العظام و ذهب رَهَلُه. و‌فی حدیث حَفْر زَمزمَ: أَ لم نسقِ الحَجِیج و ننحر المِذْلاقةَ؛ هی الناقة السریعة السیر. و الحروف الذُّلْقُ: حروف طَرف اللسانِ. التهذیب: الحروف الذُّلْق الراء و اللام و النون سمیت ذُلْقاً لأَنَّ مخارجها من طرف اللسان. و ذَلَقُ كل شی‌ء و ذَوْلَقُه: طرَفُه. ابن سیدة: و حروف الذَّلاقة ستة: الراءُ و اللام و النون و الفاء و الباء و المیم لأَنه یُعتَمد علیها بذَلَقِ اللسان، و هو صدره و طرَفه، و قیل: هی حروف طرف اللسان و الشفة و هی الحروف الذُّلْق، الواحد أذْلق، ثلاثة منها ذوْلَقِیَّة: و هی الراء و اللام و النون، و ثلاثة شفظوِیة: و هی الفاء و الباء و المیم، و إنما سمِّیت هذه الحروف ذلقاً لأَن الذلاقة فی المَنطِق إنما هی بطرف أسَلةِ اللسان و الشفتین، و هما مَدْرجتا هذه الحروف الستة؛ قال ابن جنی: و فی هذه الحروف الستة سِرٌّ ظَریف یُنتفع به فی اللغة، و ذلك أنه متی رأیت اسماً رباعیّاً أو خماسیّاً غیر ذی زوائد فلا بد فیه من حرف من هذه الستة أو حرفین و ربما كان ثلاثة، و ذلك نحو جعفر فیه الراء و الفاء، و قَعْضَب فیه الباء، و سَلْهَب فیه اللام و الباء، و سَفَرْجل فیه الفاء و الراء و اللام، و فَرَزْدق فیه الفاء و الراء، و هَمَرْجَل فیه المیم و الراء و اللام، و قِرْطَعْب فیه الراء و الباء، و هكذا عامَّة هذا الباب، فمتی وجدت كلمة رباعیة أو خماسیة مُعَرَّاة من بعض هذه الأَحرف الستة فاقض بأنه دخیل فی كلام العرب و لیس منه، و لذلك سمیت الحروف غیر هذه الستة المُصْمَتةَ أی صُمِت عنها أن یبنی منها كلمة رباعیة أو خماسیة معراة من حروف الذَّلاقة. و الذَّلْق، بالتسكین: مَجْری المِحْور فی البَكرة. و ذَلْقُ السهم: مُسْتَدَقُّه. و الإِذْلاقُ: سُرعة
(1). قوله [لدی المتن] فی الأساس: بذا المتن
لسان العرب، ج‌10، ص: 111
الرمی، و الذَّلَقُ، بالتحریك: القَلَقُ، و قد ذَلِق، بالكسر. و أَذلقْته أَنا و أَذْلَق الضَّبَّ و اسْتذْلَقه إِذا صبَّ علی جحره الماءَ حتی یخرج. التهذیب: و الضب إِذا صُب الماءُ فی جحره أَذْلقه فیخرج منه. و‌فی الحدیث: أَنه ذَلِقَ یومَ أُحُد من العطش؛ أَی جَهَده حتی خرج لسانُه. و ذَلقه الصوم و غیره و أَذْلقه: أَضْعفه و أَقْلَقه. و‌فی حدیث ماعِزٍ: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَمرَ برَجْمه فلما أَذْلقَتْه الحِجارة جَمَزَ و فَرَّ‌أَی بَلَغَتْ منه الجَهْدَ حتی قَلِق. و‌فی حدیث عائشة: أَنها كانت تصوم فی السفر حتی أَذْلَقها الصوْمُ؛ قال ابن الأَعرابی: أَذلقها أَی أَذابَها، و قیل: أَذلقها الصوم أَی جهَدها و أَذابها و أَقلقها. و أَذْلَقه الصومُ و ذَلَقَه و ذَلَّقه أَی أَضعفه. و قال ابن شمیل: أَذلقها الصوم أَحرجها، قال: و تَذْلِیق الضِّباب توجیه الماء إِلی جِحَرَتها؛ قال الكمیت: بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكامِ، یَمْنَعُ مِن ذی الوِجارِ الوِجارا یعنی الغیث أَنه یستخرج هوامّ الإِكام. و قد أَذْلَقَنی السَّمُوم أَی أَذابنی و هزَلَنی. و‌فی حدیث أَیوب، علیه السلام، أَنه قال فی مُناجاته: أَذْلَقنی البلاء فتكلمْتُ‌أَی جَهَدنی، و معنی الإِذْلاق أَن یبلغ منه الجَهْدُ حتی یَقْلَقَ و یَتَضَوَّر. و یقال: قد أَقلقنی قولُك و أَذْلقَنی. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیة: یَكْسَعُها بقائم السیف حتی أَذْلقَه‌أَی أَقْلقَه. و خطِیب ذَلِقٌ و ذَلِیقٌ، و الأُنثی ذَلِقةٌ و ذَلِیقة. و أَذْلقْتُ السراجَ إِذلاقاً أَی أَضأْته. و فی أَشراط الساعة ذكر ذُلَقْیَة؛ هی بضم الذال و سكون القاف و فتح الیاء المثناة من تحتها: مدینة.

ذوق؛ ج10، ص: 111

: الذَّوْقُ: مصدر ذاقَ الشی‌ءَ یذُوقه ذَوقاً و ذَواقاً و مَذاقاً، فالذَّواق و المَذاق یكونان مصدرین و یكونان طَعْماً، كما تقول ذَواقُه و مذاقُه طیّب؛ و المَذاق: طَعْمُ الشی‌ء. و الذَّواقُ: هو المأْكول و المشروب. و‌فی الحدیث: لم یكن یَذُمُّ ذَواقاً، فَعال بمعنی مفعول من الذَّوْقِ، و یقع علی المصدر و الاسم؛ و ما ذُقْتُ ذَواقاً أَی شیئاً، و تقول: ذُقْتُ فلاناً و ذُقْتُ ما عنده أَی خَبَرْته، و كذلك ما نزل بالإِنسان من مَكروه فقد ذاقَه. و‌جاء فی الحدیث: إِنَّ الله لا یحبّ الذّوّاقِین و الذّوَّاقات؛ یعنی السریعِی النكاحِ السریعِی الطلاقِ؛ قال: و تفسیره أَن لا یَطْمئنّ و لا تطمئنّ كلما تزوّج أَو تزوّجت كَرِها و مدَّا أَعینهما إِلی غیرهما. و الذَّوَّاق: المَلُول. و یقال: ذُقت فلاناً أَی خبَرْته و بُرْتُه. و اسْتَذَقْت فلاناً إِذا خبرته فلم تَحْمَد مَخْبَرَته؛ و منه قول نَهْشل بن حرِّیٍّ: و عَهْدُ الغانِیاتِ كعَهْدِ قَیْنٍ، وَنَتْ عنه الجَعائلُ، مسْتَذاقِ كبَرْقٍ لاحَ یُعْجِبُ مَنْ رآه، و لا یَشْفِی الحَوائم من لَماقِ یرید أَنّ القَیْنَ إِذا تأَخَّر عنه أَجرُه فسدَ حاله مع إِخوانه، فلا یَصِل إلی الاجتماع بهم علی الشَّراب و نحوه. و تَذَوَّقْته أَی ذُقْته شیئاً بعد شی‌ء. و أَمر مُستَذاقٌ أَی مُجَرَّبٌ معلوم. و الذَّوْقُ: یكون فیما یُكره و یُحمد. قال الله تعالی: فَأَذٰاقَهَا اللّٰهُ لِبٰاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ؛ أَی ابْتَلاها بسُوء ما خُبِرت من عِقاب الجوع و الخَوْف. و‌فی الحدیث: كانوا إِذا خرجوا من عنده لا یَتفرَّقون إِلا عن ذَواق؛ ضَرب الذواق مثلًا لما یَنالون عنده من الخیر أَی لا
لسان العرب، ج‌10، ص: 112
یَتفرقون إِلا عن علم و أَدب یَتعلَّمونه، یَقوم لأَنفسهم و أَرواحهم مَقام الطعام و الشراب لأَجسامهم. و یقال: ذُقْ هذه القوس أَی انْزَعْ فیها لتَخْبُر لِینها من شدّتها؛ قال الشماخ: فذاق فأَعْطَتْه من اللِّینِ جانِباً، كَفَی و لَها أَن یُغْرِقَ النَّبْل حاجِزُ «1». أَی لها حاجز یَمنع من إِغراقٍ أَی فیها لین و شدّة؛ و مثله: فی كَفِّه مُعْطِیةٌ مَنُوع و مثله: شِرْیانة تَمْنَعُ بعدَ اللِّینِ و ذُقْتُ القوسَ إِذا جذَبْت وترَها لتنظر ما شدّتها. ابن الأَعرابی فی قوله: فَذُوقُوا الْعَذٰابَ*، قال: الذَّوْق یكون بالفم و بغیر الفم. و قال أَبو حمزة: یقال أَذاق فلان بعدك سَرْواً أَی صار سَرِیّاً، و أَذاقَ بعدَك كَرَماً، و أَذاق الفرَسُ بعدك عَدْواً أَی صار عَدّاء بعدك؛ و قوله تعالی: فَذٰاقَتْ وَبٰالَ أَمْرِهٰا، أَی خبَرت؛ و أَذاقَه اللهُ وبال أَمره؛ قال طفیل: فذوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ من الغَیْظِ، فی أكْبادِنا، و التَّحَوُّبِ «2». و ذاقَ الرجل عُسَیْلَةَ المرأَة إِذا أَوْلَج فیها إِذاقةً حتی خَبر طِیب جِماعها، و ذاقَت هی عُسَیْلَته كذلك لمّا خالَطها. و رجل ذَوّاق مِطْلاق إِذا كان كثیر النكاح كثیر الطلاق. و یومٌ ما ذُقْته طعاماً أَی ما ذقت فیه، و ذاقَ العذاب و المكروه و نحو ذلك، و هو مثَل: و فی التنزیل: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ. و‌فی حدیث أُحُد: أَن أَبا سفیان لما رأَی حمزة، رضی الله عنه، مقْتولًا قال له: ذُقْ عُقَقُ‌أَی ذق طعْمَ مُخالَفَتِك لنا و تَرْكِكَ دِینَك الذی كنت علیه یا عاقَّ قومه؛ جعل إِسلامَه عُقوقاً، و هذا من المجاز أَن یستعمل الذَّوْق و هو ما یتعلّق بالأَجسام فی المعانی كقوله تعالی: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ، و قوله: فَذٰاقُوا وَبٰالَ أَمْرِهِمْ. و أَذَقْته إِیاه، و تَذاوقَ القومُ الشی‌ء كذاقُوه؛ قال ابن مُقْبِل: یَهْزُزْنَ للمَشْیِ أَوْصالًا مُنعَّمةً، هَزَّ الشَّمالِ ضُحًی عَیْدانَ یَبْرِینا أَو كاهْتِزازِ رُدَیْنِیٍّ تَذاوَقَه أَیدی التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِینا «3». و المعروفُ تداوله. و یقال: ما ذُقت ذَواقاً أَی شیئاً، و هو ما یُذاق من الطعام.

فصل الراء؛ ج10، ص: 112

ربق؛ ج10، ص: 112

: اللیث: الرِّبْقُ الخَیْط، الواحدة رِبْقة. ابن سیدة: الرِّبْقةُ و الرَّبْقةُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و الرِّبْقُ، بالكسر، كل ذلك: الحبْلُ و الحَلْقةُ تشدّ بها الغنم الصغار لئلا تَرْضَع، و الجمع أَرْباقٌ و رِباقٌ و رِبَقٌ. و‌فی الحدیث: لكم العَهْدُ «4» ما لم تأْكُلوا الرِّباقَ؛ شبَّه ما یَلزم الأَعناقَ من العَهْدِ بالرِّباق و استعار الأَكل لنقْض العهد، فإِن البهیمة إِذا أَكلت الرِّبق خلَصت من الشَّدّ. و‌فی حدیث عُمر:
(1). قوله [كفی و لها إلخ] كذا بالأَصل و الذی فی الأَساس: لها و لها أن یغرق السهم حاجز (2). قوله [محجر] قال الأَصمعی بكسر الجیم و غیره یفتح (3). قوله [التجار] فی الأَساس: الكماة (4). قوله [لكم العهد] هو كذلك فی الصحاح، و الذی فی النهایة: لكم الوفاء بالعهد
لسان العرب، ج‌10، ص: 113
و تَذَرُوا أَرْباقَها فی أَعناقها؛ شبَّه ما قُلِّدَتْه أَعناقُها من الأَوْزار و الآثام أَو من وجوب الحج بالأَرباق اللازمة لأَعناق البَهْم. و أَخرج رَبْقةَ [رِبْقةَ الإِسلام من عُنقه: فارَق الجماعة؛ و‌یروی عن حذیفة: مَن فارَق الجماعةَ قِیدَ شِبْر فقد خَلع رِبقةَ الإِسلام من عُنقه؛ الرِّبقة فی الأَصل: عُروة فی حَبْل تُجعل فی عُنق البهیمة أَو یدها تُمسكها، فاستعارها للإِسلام، یعنی ما یَشدّ المسلم به نفسَه من عُری الإِسلام أَی حدوده و أَحكامه و أَوامره و نواهیه؛ قال شمر: قال یحیی بن آدم أَراد بربقة الإِسلام عَقْد الإِسلام؛ قال: و معنی مُفارقة الجماعة تَركُ السُّنة و اتِّباع البِدْعة. و فی الصحاح: الربق، بالكسر، حبل فیه عدة عُری تُشدُّ به البَهْم، الواحدة من العُری رِبْقة؛ و فرَّجَ عنه رِبْقَته أَی كُرْبته، و كل ذلك علی المثَل و الأَصل ما تقدَّم. و الرَّبْق، بالفتح: مصدر قولك رَبَقْت الشاةَ و الجَدْی أَرْبُقُها و أَرْبِقُها رَبْقاً و رَبَّقها شدَّها فی الربقة، و فی الصحاح: جعل رأْسه فی الرِّبقة فارْتَبقَ. و یقال: ارْتَبَقَ الظَّبْیُ فی حِبالتی أَی عَلِقَ، و العرب تقول: رَمَّدَت الضأْنُ فَرَبِّق رَبِّقْ. و الرَّبِیقةُ: البَهْمةُ المرْبوقة فی الرِّبْق. و شاة رَبِیقةٌ و رَبِیقٌ و مُرَبَّقةٌ: مَرْبوقة؛ شاة مَرْبوقة و شاء مُربَّقة. و قد قیل: إِن التربیق أَیضاً الحلقة و الحبل تشدُّ به الغنم، فإِن كان ذلك فالتَّرْبیقُ اسم كالتنْبِیت الذی هو النبات، و التمْتِین الذی هو خَیْط من خُیوط الفُسطاط. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: و اضطَرَب حَبْل الدین فأَخذ بطَرَفَیْه و رَبَّق لكم أَثناءه؛ ترید لمَّا اضْطَرَبَ الأَمر یوم الرِّدة أَحاطَ به من جوانبه و ضَمَّه فلم یَشِذّ منهم أَحد و لم یخرج عمَّا جمعهم علیه، و هو من تَرْبیق البَهم شدِّه فی الرِّباق. و‌فی حدیث علیّ: قال لموسی بن طلحة انْطَلِق إِلی العسكر، فما وجدْت من سلاح أَو ثوب ارْتُبِقَ فاقْبِضْه و اتَّق الله و اجلس فی بیتك؛ رَبَقْتُ الشی‌ء و ارْتَبَقْته لنفسی كرَبَطْته و ارْتَبَطْتُه، و هو من الرِّبقة أَی ما وجدتَ من شی‌ء أُخذ منكم و أُصیب فاستَرْجِعه، و كان من حُكمه فی أهل البغی أَنَّ ما وُجد من مالهم فی ید أَحد یُسترجَع منه. الأَزهری: الرِّبْق ما تُرْبَق به الشاة، و هو خیط یُثنی حَلْقة ثم یُجعل رأْسُ الشاة فیه ثم یُشدّ؛ قال: سمعت ذلك من أعراب بنی تمیم. قال شمر: سمعت أعرابیة و قد عَمدت إِلی حَبْل فعَقدت فیه أَربع عُری و جعلت أَعناق صِبیان أَربعة فیها، و هی تقول: أَربع مُربَّقات، تسأَل لهم، قال: و كذلك یُصنع بالسِّخال. و یقال: رَبَّق الرجل أَثناء حبله و ربَّق أَرْباقه إِذا هیَّأَها لسخاله؛ و منه قولهم: رَمَّدَتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ أَی هیِّ‌ء الأَرْباق فإنها تلد عن قُرب لأَنها تُضْرِعُ علی رأْس الولادة و لیس كذلك المِعزی، فلذلك قالوا فیها رَنِّقْ رَنِّقْ، بالنون؛ و جعل زهیر الجَوامِع رِبَقاً فقال یمدح رجلًا: أَشَمّ أَبْیَض فَیّاض، یُفَكِّكُ عن أَیْدِی العُناةِ و عن أَعْناقِها الرِّبَقا التهذیب: و الرِّبْقة نَسْج من الصوف الأَسود عَرْضُه مثل عَرْضِ التِّكَّة، و فیه طَریقة حمراء من عِهْن تُعقَد أَطرافُها، ثم تُعلَّق فی عُنق الصبی و تُخرج إِحدی یدیه منها كما یُخرِج الرجل إِحدی یدیه من حَمائل السیف، و إِنما تُعلِّق الأَعرابُ الرِّبَقَ فی أَعناق صبیانهم من العین. و رَبَقَ فلاناً فی هذا الأَمر یَرْبُقُه رَبْقاً فارْتَبَقَ: أَوْقَعه فیه فوقع. و ارتَبَق فی الحِبالةِ: نَشِبَ؛ عن اللحیانی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 114
و أُمُّ الرُّبَیْق: من أَسماء الداهیة. و فی المثل: جاء بأُمِّ الرُّبَیْق علی أُرَیْق. الفراء: یقال لقیت منه أُمّ الرُّبیق علی وُرَیْق و یقال أُرَیْق. اللیث: أُم الرُّبیق من أسماء الحرب و الشدائد؛ و أَنشد: أُمُّ الرُّبَیْقِ و الوُرَیْقِ الأَزْنَم

ربرق؛ ج10، ص: 114

: الرَّبْرَقُ: عنب الثَّعْلب.

رتق؛ ج10، ص: 114

: الرَّتْقُ: ضدّ الفَتْق. ابن سیدة: الرَّتْقُ إِلحام الفَتْق و إِصلاحُه. رَتَقَه یَرْتُقُه و یَرْتِقُه رَتْقاً فارْتَتَق أَی التأَم. یقال: رَتَقْنا فَتْقَهم حتی ارْتَتَق، و الرَّتْق: المَرْتوق. و فی التنزیل: أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا؛ قال بعض المفسرین: كانت السموات رتْقاً لا ینزل منها رَجْع، و كانت الأَرض رتْقاً لیس فیها صَدْع ففتقهما الله تعالی بالماء و النبات رِزْقاً للعباد. قال الفراء: فُتِقت السماء بالقَطر و الأَرض بالنبْت، قال: و قال كانتا رتقاً و لم یقل رَتْقَیْنِ لأَنه أُخذ من الفعل، و قال الزجاج: قیل رَتْقاً لأَن الرتق مصدر؛ المعنی كانتا ذواتی رَتْق فجعلتا ذواتی فَتْق. و‌روی عكرمة عن ابن عباس أَنه سئل عن اللیل: هل كان قبل النهار؟ فتلا أَنَّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً، قال: و الرَّتْق الظُّلمة.و‌روی أَیضاً عن ابن عباس قال: خلق الله اللیل قبل النهار، و قرأَ: كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا، قال: هل كان إِلَّا ظُلَّة أَو ظُلْمة؟و الراتق: المُلْتَئم من السحاب؛ و به فسر أَبو حنیفة قول أَبی ذؤیب: یُضِی‌ء سَناه راتِقٌ مُتَكشِّفٌ، أَغرُّ، كمِصْباحِ الیَهُود، أَجُوجُ و یروی: … دَلوج أَی یَدْلُج بالماء. و الرَّتَق، بالتحریك: مصدر قولك رَتِقَت المرأَة رَتَقاً، و هی رَتْقاء بیِّنة الرَّتَقِ: التصق خِتانُها فلم تُنَل لارْتِتاق ذلك الموضع منها، فهی لا یُستطاع جِماعها. أبو الهیثم: الرَّتْقاء المرأَة المُنضَمّة الفرج التی لا یكاد الذكر یجوز فرجَها لشدَّة انضمامه. و فرجٌ أَرْتَقُ: ملتزِق، و قد یكون الرتَقُ فی الإِبل. و الرِّتاقُ: ثوبان یُرْتَقانِ بحواشیهما؛ قال: جارِیة بَیْضاء فی رِتاقِ، تُدِیرُ طَرْفاً أَكْحَلَ المَآقِی و الرُّتْقُ و الرَّتَقُ: خَلَلُ ما بین الأَصابع.

رحق؛ ج10، ص: 114

: الرَّحِیقُ: من أَسماء الخمر معروف؛ قال ابن سیدة: و هو من أَعْتَقِها و أَفضَلها، و قیل: الرَّحِیقُ صَفُوة الخمر. و قال الزجاج فی قوله تعالی: مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ، قال: الرَّحِیق الشراب الذی لا غِشّ فیه، و قیل: الرَّحِیقُ السَّهل من الخمر. و الرَّحِیقُ و الرُّحاقُ: الصافی و لا فعل له. قال أَبو عبید: من أَسماء الخمر الرحیقُ و الرّاحُ. و‌فی الحدیث: أَیُّما مؤمِنٍ سقَی مؤمناً علی ظَمَإٍ سقاه الله یوم القیامة من الرحیق المَخْتوم؛ الرحیقُ: من أَسماء الخمر یرید خمر الجنة، و المختومُ: المَصُونُ الذی لم یُبتذَل لأَجل خِتامه.

ردق؛ ج10، ص: 114

: الرَّدَقُ: لغة فی الرَّدَج، و هو عِقیُ الجَدْی، كما أَن الشَّیْرَق لغة فی الشیْرَج؛ و قد روی هذا البیت: لها رَدَقٌ فی بَیْتِها تسْتَعِدُّه، إِذا جاءها یَوماً من الناسِ خاطِبُ و المعروف رَدَجٌ.

ررق؛ ج10، ص: 114

: ابن بری: الرَّیْرَقُ عنب الثَّعْلب.
لسان العرب، ج‌10، ص: 115

رزق؛ ج10، ص: 115

: الرازقُ و الرَّزّٰاقُ: فی صفة الله تعالی لأَنه یَرزُق الخلق أَجمعین، و هو الذی خلق الأَرْزاق و أَعطی الخلائق أَرزاقها و أَوصَلها إلیهم، و فَعّال من أَبنیة المُبالغة. و الرِّزْقُ: معروف. و الأَرزاقُ نوعانِ: ظاهرة للأَبدان كالأَقْوات، و باطنة للقلوب و النُّفوس كالمَعارِف و العلوم؛ قال الله تعالی: وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلّٰا عَلَی اللّٰهِ رِزْقُهٰا. و أَرزاقُ بنی آدم مكتوبة مُقدَّرة لهم، و هی واصلة إِلیهم. قال الله تعالی: مٰا أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ مٰا أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ؛ یقول: بل أَنا رازقهم ما خلقتهم إِلا لیَعبدون. و قال تعالی: إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزّٰاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ. یقال: رَزَقَ الخلقَ رَزْقاً و رِزْقاً، فالرَّزق بفتح الراء، هو المصدر الحقیقی، و الرِّزْقُ الاسم؛ و یجوز أَن یوضع موضع المصدر. و رزَقه الله یرزُقه رِزقاً حسناً: نعَشَه. و الرَّزْقُ، علی لفظ المصدر: ما رَزقه إِیّاه، و الجمع أَرزاق. و قوله تعالی: وَ یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مٰا لٰا یَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ شَیْئاً؛ قیل: رِزْقاً هاهنا مصدر فقوله شَیْئاً علی هذا منصوب ب رِزْقاً، و قیل: بل هو اسم ف شَیْئاً علی هذا بدل من قوله رِزْقاً. و‌فی حدیث ابن مسعود: عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن الله تعالی یَبعث المَلَك إِلی كل مَن اشتملت علیه رَحِم أُمه فیقول له: اكتب رِزْقَه و أَجلَه و عملَه و شقی أَو سعید، فیُختم له علی ذلك.و قوله تعالی: وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً؛ قیل: هو عنب فی غیر حینه. و قوله تعالی: وَ أَعْتَدْنٰا لَهٰا رِزْقاً كَرِیماً؛قال الزجاج: روی أَنه رِزق الجنة؛ قال أَبو الحسن: و أَری كرامته بَقاءه و سَلامته مما یَلحَق أَرزاقَ الدنیا. و قوله تعالی؛ وَ النَّخْلَ بٰاسِقٰاتٍ لَهٰا طَلْعٌ نَضِیدٌ رِزْقاً لِلْعِبٰادِ؛ انتصاب رِزْقاً علی وجهین: أَحدهما علی معنی رَزقْناهم رزقاً لأَن إِنْباتَه هذه الأَشیاء رِزق، و یجوز أَن یكون مفعولًا له؛ المعنی فأَنبتنا هذه الأَشیاء للرِّزْق. و ارْتَزقَه و اسْتَرْزقَه: طلب منه الرِّزق. و رجل مَرْزُوق أَی مجْدود؛ و قول لبید: رُزِقَتْ مَرابِیعَ النُّجومِ و صابَها وَدْقُ الرّواعِدِ: جَوْدُها فَرِهامُها جعل الرِّزْق مطراً لأَن الرِّزْق عنه یكون. و الرِّزْقُ: ما یُنْتَفعُ به، و الجمع الأَرْزاق. و الرَّزق: العَطاء و هو مصدر قولك رَزَقه الله؛ قال ابن بری: شاهده قول عُوَیْفِ القَوافی فی عمر بن عبد العزیز: سُمِّیتَ بالفارُوقِ، فافْرُقْ فَرْقَه، و ارْزُقْ عِیالَ المسلمِینَ رَزْقَه و فیه حذف مضاف تقدیره سمیت باسم الفارُوق، و الاسم هو عُمر، و الفارُوقُ هو المسمی، و قد یسمی المطر رزقاً، و ذلك قوله تعالی: وَ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ السَّمٰاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْیٰا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهٰا. و قال تعالی: وَ فِی السَّمٰاءِ رِزْقُكُمْ وَ مٰا تُوعَدُونَ؛قال مجاهد: هو المطر و هذا اتساع فی اللغة كما یقال التمر فی قَعْر القَلِیب یعنی به سَقْیَ النخل.و أَرزاقُ الجند: أَطماعُهم، و قد ارْتَزقُوا. و الرَّزقة، بالفتح: المرة الواحدة، و الجمع الرَّزَقاتُ، و هی أَطماع الجند. و ارْتزقَ الجُندُ: أَخذوا أَرْزاقَهم. و قوله تعالی: وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ، أَی شُكْرَ رزقكم مثل قولهم: مُطِرنا بنَوْءِ الثُّریا، و هو كقوله: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ، یعنی أَهلها. و رَزَقَ الأَمیرُ جنده فارْتَزقُوا ارْتِزاقاً، و یقال: رُزِق الجندُ رَزْقة واحدة لا غیر، و رُزِقوا رَزْقتین أَی مرتین.
لسان العرب، ج‌10، ص: 116
ابن بری: و یقال لتَیْس بنی حِمّانَ أَبو مَرْزُوقٍ؛ قال الراجز: أَعْدَدْت للجارِ و للرَّفِیقِ، و الضَّیْفِ و الصاحِبِ و الصَّدِیقِ و لِلْعِیالِ الدَّرْدقِ اللُّصُوقِ، حَمْراء مِنْ نَسْلِ أَبی مَرْزُوقِ تَمْسَحُ خَدَّ الحالِبِ الرَّفِیقِ، بِلَبنِ المَسِّ قَلِیلِ الرِّیقِ و رواه ابن الأَعرابی: حَمْراء من مَعْزِ أَبی مرزوق و الرَّوازِقُ: الجَوارِحُ من الكلاب و الطیر، و رَزق الطائرُ فرْخَه یَرْزُقه رَزْقاً كذلك؛ قال الأَعشی: و كأَنَّما تَبِعَ الصِّوارَ بِشَخْصها عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلِیِّ عِیالَها و الرَّازِقِیّةُ و الرّازِقِیُّ: ثِیاب كتَّانٍ بیض، و قیل: كل ثوب رقیق رازِقیٌّ، و قیل: الرازِقیُّ الكتَّان نفسه؛ قال لبید یصف ظُروف الخمر: لها غَلَلٌ من رازِقِیٍّ و كُرْسُفٍ بأَیْمانِ عُجْمٍ، یَنْصُفُون المَقاوِلا أَی یَخْدمُون الأَقْیال؛ و أَنشد ابن بری لعَوْفِ بن الخَرِعِ: كأَنَّ الظِّباء بِها و النِّعاجَ یُكْسَیْنَ، من رازِقِیٍّ، شِعارا و‌فی حدیث الجَوْنِیّةِ التی أَراد النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یتزوَّجها قال: اكْسُها رازِقِیَّیْنِ، و فی روایة: رازقیّتَین؛ هی ثیاب كتان بیض. و الرَّازِقِیّ: الضَّعیفُ من كل شی‌ءٍ، و الرازقیُّ: ضرب من عنب الطائف أَبیض طویل الحبّ. التهذیب: العِنب الرازِقِیُّ هو المُلاحِیُّ. و رُزَیْقٌ: اسم.

رزتق؛ ج10، ص: 116

: اللحیانی: الرُّزْتاقُ و الرُّسْتاقُ واحد.

رزدق؛ ج10، ص: 116

: الرُّزْداقُ: لغة فی الرُّسْداقِ، تعریب الرُّسْتاق، و سیأتی ذكره، و لا تقل رُستاق؛ و كان اللیث یقول للذی یقول له الناس الرَّسْتقُ، و هو الصفّ: رَزْدَقٌ، و هو دخیل. الجوهری: الرَّزْدقُ السَّطْر من النخل و الصَّفُّ من الناسِ، و هو مُعرّب، و أَصله بالفارسیة [رَسْتَهْ]، قال رؤبة: و العِیسُ یَحْذَرْنَ السِّیاطَ المُشَّقَا ضَوابِعاً نَرْمی بِهِنَّ الرَّزْدَقا

رستق؛ ج10، ص: 116

: اللحیانی: الرُّزتاق و الرُّستاق واحد، فارسی معرب، أَلحقوه بقُرْطاس. و یقال: رُزْداق و رُستاق، و الجمع الرَّساتِیقُ و هی السواد؛ و قال ابن مَیّادةَ: تقولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرّاقْ: هَلَّا اشْتَرَیْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قال ابن السكیت: رُسداق و رُزداق، و لا تقل رُستاق.

رسدق؛ ج10، ص: 116

: الرُّسْداق و الرُّزْداق، فارسی: بیوت مجتمعة، و لا تقل رستاق. و كان اللیث یقول للذی یقول له الناس الرَّسْتق، و هو الصف: رَزْدَق، و هو دخیل.

رشق؛ ج10، ص: 116

: الرَّشْق: الرَّمْیُ؛ و قد رَشَقَهم بالسَّهم و النَّبْل یرشُقُهم رَشقاً: رَماهم، و كلُّ شَوْط و وجْهٍ من
لسان العرب، ج‌10، ص: 117
ذلك رِشْق. و الرِّشْقُ، بالكسر: الاسم، و هو الوجه من الرمی. التهذیب: الرَّشْق و الخَزْقُ بالرمی، قال: و إذا رَمی أَهلُ النِّضال ما معهم من السِّهام كلها ثم عادوا فكلُّ شوْط من ذلك رِشْقٌ. أَبو عبید: الرِّشْقُ الوَجْهُ من الرَّمْی إِذا رمَوْا بأَجْمعهم وجْهاً بجمیع سِهامهم فی جهة واحدة قالوا: رمَیْنا رِشْقاً واحداً، و رموا رِشْقاً واحداً أَو علی رشقٍ واحد أَی وجهاً واحداً بجمیع سِهامهم؛ قال أَبو زُبَیْد: كلَّ یَوْمٍ تَرْمِیهِ منها بِرِشْقٍ، فَمُصِیبٌ أَوصافَ غیرَ بَعِیدِ و الرَّشْقُ: المصدر، یقال: رَشقْت رشقاً. و‌فی حدیث حسّان: قال له النبی، صلی الله علیه و سلم، فی هِجائه للمشركین: لهُو أَشدُّ علیهم من رَشْقِ النَّبْلِ؛ الرشْق: مصدر رشَقه یرشقه رَشْقاً إِذا رَماه بالسِّهام؛ و منه‌حدیث سلَمَة: فأَلْحَقُ رَجلًا فأَرْشُقُه بسَهم؛ و منه‌الحدیث: فرشَقُوهم رَشْقاً، و یجوز أَن یكون هاهنا بالكسر، و هو الوجه من الرمی. و الرِّشْقُ أَیضاً: أَن یرمی الرامی بالسِّهام كلها، و یُجمع علی أَرشاق؛ و منه‌حدیث فَضالَة: أَنه كان یخرج فیَرمِی الأَرْشاق.و یقال للقَوْس: ما أَرْشَقَها أَی ما أَخفَّها و أَسرَع سهمَها. و رشَقَهم بِنظْرة: رَماهم. و الإِرْشاقُ: إحدادُ النظر؛ و أَرشَقَتِ المرأَة و المَهاةُ؛ قال القطامی: و لقد یَرُوقُ قُلوبَهُنَّ تَكلُّمِی، و یَرُوعُنی مُقَلُ الصِّوارِ [الصُّوارِ المُرْشِقِ أَبو عبید: أَرْشقْتُ إِلیه النَّظَر إِذا أَحْدَدْته. و رَشقْت القوم ببصری و أَرشقْت أَی طمَحْت ببصری فنظرت. و المُرْشِق من الظباء: التی تَمُدُّ عنقَها و تنظر فهی أَحسن ما تكون. و المُرْشِق من النساء و الظباء: التی معها ولدها؛ و قیل: الإِرْشاقُ امْتدادُ أَعناقها و انتصابُها. و أَرْشقَت الظبْیةُ أَی مدَّت عُنقها، و لا یقال للبقر مُرشِقات لِقصَر أَعناقِهن؛ قال أَبو دُواد: و لقد ذَعَرْتُ بَناتِ عمِّ المُرْشِقاتِ لها بَصابِصْ أَراد ذَعرتُ بَقَر الوحْش بناتِ عمّ الظباء، و البَصابِصُ: حركاتُ الأَذناب، و بَصْبَصَ: حرّك ذنَبَه؛ قال المُسیَّب بن عَلَس: و كأَنَّ غِزْلانَ الصَّرِیمة، إِذْ مَتَعَ النهارُ و أَرْشَقَ الحَدَقُ و جِیدٌ أَرشَقُ: منتصِب؛ قال رُؤبة: بِمُقْلَتَیْ رِئمٍ و جِیدٍ أَرْشقا و الرِّشْق و الرَّشْقُ، لغتان: صوت القلم إِذا كُتب به. و‌فی حدیث موسی، علیه السلام، قال: كأَنی برَشْقِ القلم فی مسامِعی حین جَری علی الأَلواح بكَتْبه التوراةَ.و المُرْشِقُ و الرَّشِیقُ من الغِلمان و الجَواری: الخَفِیفُ الحسنُ القَدّ اللَّطِیفهُ، و قد رَشُق، بالضم، رَشاقة. التهذیب: یقال للغلام و الجاریة إِذا كانا فی اعْتِدال: رَشیقٌ و رَشِیقةٌ، و قد رَشُقا رَشاقة. و ناقة رَشِیقة: خفیفة سریعة. و تَرشَّق فی الأَمر: احْتَدَّ. و الرَّشانِیقُ: بَطْنٌ من السودان.
لسان العرب، ج‌10، ص: 118

رصق؛ ج10، ص: 118

: التهذیب: قالوا جَوْزٌ مُرْصَقٌ إِذا تَعذَّر خُروج لُبّه، و جَوْز مُرْتَصِقٌ. و التصقَ الشی‌ءُ و ارْتَصق و التَزقَ بمعنی واحد.

رعق؛ ج10، ص: 118

: الرُّعاقُ: صوت یُسمع من قُنْب الدابّة؛ و قیل: هو صوت بطن المُقْرِف «5»، رَعَقَ یَرْعَقُ رُعاقاً؛ و قال اللحیانی: لیس للرُّعاق و لا لأَخواته كالضَّغِیبِ و الوَعِیق و الأَزْمَلِ فِعْل؛ و فی التهذیب: [الرَّعیقُ و الرُّعاقُ و الوَعِیقُ و الوُعاقُ الصوت الذی یُسمع من بطن الناقة؛ قال الأَصمعی: و هو صوت جُرْدانه إِذا تَقَلْقَلَ فی قُنْبه. اللیث: الرُّعاقُ صوت یسمع من قنب الدابة كما یسمع الوَعِیقُ من ثَفْرِ الأُنثی. یقال: وعَقَ یَعِقُ وُعاقاً، ففرق بین الرَّعیق و الوَعِیق، و الصواب ما قاله ابن الأَعرابی. قال ابن بری: الرَّعیقُ و الرُّعاق و الوَعِیقُ و الوُعاقُ بمعنی؛ عن ابن الأَعرابی، و هو صوت البطن من الحِجْر و جُرْدان الفرس. و قال ابن خالویه: الرُّعاق صوت بطن الفرس إِذا جری، و یقال له الوَقِیبُ و الخَضِیعةُ.

رفق؛ ج10، ص: 118

: الرِّفْق: ضد العنْف. رَفَق بالأَمر و له و علیه یَرْفُق رِفْقاً و رَفُقَ یَرْفُقُ و رَفِقَ: لطَفَ. و رفَقَ بالرجل و أَرْفَقه بمعنی. و كذلك تَرفَّق به. و یقال: أَرْفقْته أَی نَفَعْته، و أَوْلاه رافِقةً أَی رِفْقاً، و هو به رَفِیق لَطِیف، و هذا الأَمر بكَ رفیق و رافِقٌ، و فی نسخة: و رافِقٌ علیك. اللیث: الرِّفق لِین الجانب و لَطافةُ الفعل، و صاحبه رَفِیق و قد رَفَقَ یَرفُقُ، و إِذا أَمرت قلت: رِفْقاً، و معناه ارفُق رِفقاً. ابن الأَعرابی: رَفقَ انْتَظر، و رَفُق إِذا كان رفیقاً بالعمل. قال شمر: و یقال رَفَق به و رَفُقَ به و هو رافِقٌ به و رَفِیق به. أَبو زید: رَفق الله بك و رفَق علیك رِفْقاً و مَرْفِقاً و أَرفقَك الله إِرْفاقاً. و‌فی حدیث المُزارعة: نهانا عن أَمرٍ كان بنا رافقاً‌أَی ذا رِفْق؛ و الرِّفْقُ: لین الجانب خِلاف العنف. و‌فی الحدیث: ما كان الرِّفْق فی شی‌ء إِلَّا زانَه‌أَی اللّطفُ، و‌فی الحدیث: فی إِرْفاقِ ضَعِیفِهم و سَدّه خَلَّتهم‌أَی إِیصال الرِّفْق إِلیهم؛ و‌الحدیثِ الآخر: أَنت رَفِیق و اللهُ الطَّبِیبِ‌أَی أَنت تَرفُق بالمریض و تُلَطِّفُه و الله الذی یُبْرئه و یُعافِیه. و یقال للمُتَطَبِّب: مُترفِّق و رَفِیق، و كره أَن یقال طبیب فی خبر ورد عن النبی، صلی الله علیه و سلم. و الرِّفْقُ و المِرْفَقُ و المَرْفِقُ و المَرفَقُ: ما اسْتُعِینَ به، و قد تَرَفَّقَ به و ارْتفَق. و فی التنزیل: وَ یُهَیِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً؛ مَن قرأَه مِرفَقاً جعله مثل مقْطَع، و من قرأَه مَرْفِقاً جعله اسماً مثل مسجد، و یجوز مَرْفَقاً أَی رِفْقاً مثل مَطْلَع و لم یُقرأْ به؛ التهذیب: كسر الحسنُ و الأَعمش المیم من مِرْفَق، و نصبَها أَهل المدینة و عاصم، فكأَن الذین فتحوا المیم و كسروا الفاء أَرادوا أَن یَفْرقُوا بین المَرفِق من الأَمر و بین المِرْفَق من الإِنسان، قال: و أَكثر العرب علی كسر المیم من الأَمر و من مِرفَق الإِنسان؛ قال: و العرب أَیضاً تفتح المیم من مَرفِق الإِنسان، لغتان فی هذا و فی هذا. و قال الأَخفش فی قوله تعالی وَ یُهَیِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً: و هو ما ارتفَقْت به، و یقال مَرفِق؛ و قال یونس: الذی اختاره المَرْفِقُ فی الأَمر، و المِرْفَقُ فی الید، و المِرْفَقُ المُغْتَسَلُ. و مَرافِقُ الدار: مَصابُّ الماء و نحوُها. التهذیب: و المِرْفَقُ من مَرافِق الدار من المغتسل و الكنیف و نحوه. و‌فی حدیث أَبی أَیُّوب: وجدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِل بها
(5). قوله [المقرف] كذا هو فی الأَصل هنا بالفاء، و سیأتی له فی مادة وعق بالباء الموحدة، و قلد شارح القاموس الأَصل فی المادتین
لسان العرب، ج‌10، ص: 119
القِبْلةُ، یرید الكُنُفَ و الحُشُوشَ، واحدها مِرْفَق، بالكسر. الجوهری: و المِرْفَق و المَرْفِقُ مَوْصِلُ الذراع فی العَضُد، و كذلك المِرفَق و المَرفِقُ من الأَمر و هو ما ارتفقْت و انْتفعْت به. ابن سیدة: المِرفَق و المَرفِق من الإِنسان و الدابة أَعلی الذِّراع و أَسفلُ العَضُد. و المِرفَقةُ، بالكسر، و المِرْفَقُ: المُتَّكأُ و المِخَدَّةُ. و قد تَرفَّق علیه و ارْتَفَقَ: تَوَكَّأَ، و قد تَمَرْفَقَ إِذا أَخذَ مِرْفَقةً. و بات فلان مُرتَفِقاً أَی مُتَّكِئاً علی مِرفَق یده؛ و أَنشد ابن بری لأَعشی باهِلةَ: فبِتُّ مُرْتَفِقاً، و العینُ ساهِرةٌ، كأَنَّ نَوْمی علیَّ، اللَّیلَ، مَحْجُورُ و قال عز و جل: نِعْمَ الثَّوٰابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً؛ قال الفراء: أُنِّثَ الفعل علی معنی الجنة، و لو ذُكِّرَ كان صواباً؛ ابن السكیت: مُرْتَفَقاً أَی مُتَّكأً. یقال: قد ارْتفَق إِذا اتَّكأَ علی مِرْفَقةٍ. و قال اللیث: المِرفق مكسور من كل شی‌ء من المُتَّكَأِ و من الید و من الأَمر. و‌فی الحدیث: أَیُّكم ابنُ عبد المطلب؟ قالوا: هو الأَبیضُ المُرتفِق‌أَی المتكِئُ علی المِرفَقة، و هی كالوِسادة، و أَصله من المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ مِرفقه و اتَّكأَ علیه؛ و منه حدیث ابن ذی یَزَنَ: اشْرَبْ هَنیئاً علیكَ التاج مُرْتَفِقا و قیل: المِرْفَقُ من الإِنسان و الدابة، و المَرْفِقُ الأَمر الرَّفیقُ، ففُرِقَ بینهما بذلك. و الرَّفَقُ: انْفِتالُ المِرْفَقِ عن الجنب، و قد رَفِقَ و هو أَرْفَقُ، و ناقة رَفْقاء؛ قال أَبو منصور: الذی حفظته بهذا المعنی ناقة دَفْقاء و جمل أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عن جنبه، و قد تقدم ذكره. و بعیر مَرْفوقٌ: یشتكی مِرفَقه. و ناقة رَفقاء: استَدَّ إِحلیل خِلْفها فحلَبت دماً، و رَفِقةٌ: وَرِمَ ضَرْعُها، و هو نحو الرَّفْقاء؛ و قیل: الرَّفِقةُ التی تُوضع التَّوْدِیةُ علی إِحلیلها فیَقْرَح؛ قال زید بن كُثْوَةَ: إِذا انْسَدَّت أَحالِیل الناقة قیل: بها رَفَقٌ، و ناقة رَفِقة؛ قال: و هو حرف غریب. اللیث: المِرْفاقُ من الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار، فإِذا حُلِبت خرج منها دم، و هی الرَّفِقةُ: و ناقة رَفِقة أَیضاً: مُذْعِنة. و الرِّفاق: حبل یشد من الوَظِیف إِلی العضد، و قیل: هو حبل یشد فی عنق البعیر إِلی رُسْغه؛ قال بشر بن أَبی خازم: فإِنَّكَ و الشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ، كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشی فی الرِّفاقِ و الجمعُ رُفُقٌ. و ذاتُ الضغن: ناقة تَنْزِعُ إِلی وَطَنِها، یعنی أَنَّ ذات الضغن لیست بمُستقیمة المشی لما فی قلبها من النِّزاع إلی هَواها، و كذلك أَنا لست بمستقیم لآل لأْم لأَن فی قلبی علیهم أَشیاء؛ و مثله قول الآخر: و أَقْبَلَ یَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِیر، كأَنَّ، علی عَضُدَیْهِ، رِفاقا و رَفَقها یرفُقها رَفْقاً: شدَّ علیها الرِّفاق، و ذلك إِذا خِیف أَن تنزِع إِلی وطَنِها فَشَدَّها. الأَصمعی: الرِّفاقُ أَن یُخْشَی علی الناقة أَن تَنزع إِلی وطنها فیُشدَّ عضُدُها شدّاً شدیداً لتُخْبَل عن أَن تُسْرِعَ، و ذلك الحبل هو الرِّفاق؛ و قد یكون الرِّفاق أَیضاً أَن تَظلَع من إِحدی یدیها فیَخْشون أَن تُبْطِرَ الیدُ الصحیحةُ السقیمةَ ذَرْعَها فیَصیرَ الظَّلَعُ كَسْراً، فیُحزَّ عضُد الید الصحیحةِ لكی تَضْعُفَ
لسان العرب، ج‌10، ص: 120
فیكون سَدْوُهما واحداً. و جمل مِرْفاق إِذا كان مِرْفَقُه یُصیب جنبه. و رافَق الرجلَ: صاحَبَه. و رَفِیقُك: الذی یُرافِقُك، و قیل: هو الصاحب فی السفر خاصّة، الواحد و الجمع فی ذلك سواء مثل الصَّدِیق. قال الله تعالی: وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِیقاً؛ و قد یجمع علی رُفَقاء، و قیل: إِذا عَدا الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِیقانِ، فإِن عَمِلا علی بَعِیرَیْهما فهما زَمِیلانِ. و تَرافَق القوم و ارْتفَقُوا: صاروا رُفَقاء. و الرُّفاقةُ و الرُّفْقةُ و الرِّفْقة واحد: الجماعة المُترافِقون فی السفر؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِیق، و الرُّفْقة اسم للجمع، و الجمع رِفَقٌ و رُفَقٌ و رِفاقٌ. ابن بری: الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ و عِلابٍ؛ قال ذو الرمة: قِیاماً یَنْظُرُونَ إِلی بِلالٍ، رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا قالوا فی تفسیر الرِّفاق: جمع رُفْقة، و یجمع رُفَق أَیضاً، و مَن قال رِفْقة قال رِفَقٌ و رِفاقٌ، و قیس تقول: رِفْقة، و تمیم: رُفْقة. و رِفاقٌ أَیضاً: جمع رَفِیق ككریم و كِرام. و الرِّفاقُ أَیضاً: مصدر رافَقْتُه. اللیث: الرّفقة یُسمون رفقة ما داموا منضمین فی مجلس واحد و مَسیر واحد، فإِذا تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة؛ و الرّفْقة: القوم یَنْهَضُونَ فی سَفَر یسیرون معاً و ینزلون معاً و لا یَفْترِقون، و أَكثرُ ما یُسمَّوْن رفقة إِذا نهضوا مُیّاراً، و هما رَفِیقانِ و هم رُفقاء. و رَفِیقُك: الذی یُرافِقُك فی السفر تَجْمَعُك و إِیّاه رفقة واحدة، و الواحد رَفِیق و الجمع أَیضاً رَفِیق، تقول: رافَقْته و تَرافَقْنا فی السفر. و الرَّفِیق: المُرافِقُ، و الجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة و لا یذهب اسم الرفیق. و قال أَبو إِسحق فی معنی قوله: وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِیقاً، قال: یعنی النبیین، صلوات الله علیهم أَجمعین، لأَنه قال: وَ مَنْ یُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ، یعنی المُطِیعین مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِینَ، وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِیقاً، یعنی الأَنبیاء و مَن معهم، قال: و رَفِیقاً منصوب علی التمییز ینوب عن رُفقاء؛ و قال الفراء: لا یجوز أَن ینوب الواحد عن الجمع إِلا أَن یكون من أَسماء الفاعلین، لا یجوز حسُن أُولئك رجلًا، و أَجازه الزجاج و قال: هو مذهب سیبویه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه خُیِّرَ عند موته بین البَقاء فی الدنیا و التوسِعة علیه فیها و بین ما عند الله فقال: بل مع الرفیقِ الأَعلی، و ذلك أَنه خُیِّر بین البقاء فی الدنیا و بین ما عند الله فاختار ما عند الله، و كأَنه أَراد قوله عز و جل: وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِیقاً، و لما كان الرفیق مشتقّاً من فعل و جاز أَن ینوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجمیع. و قال شمر‌فی حدیث عائشة: فوجدت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَثْقُل فی حَجْری [حِجْری، قالت: فذهبت أَنظر فی وجهه فإِذا بصرهُ قد شَخَص و هو یقول: بل الرفِیقَ الأَعْلی من الجنة، و قُبِضَ؛ قال أَبو عَدْنانَ: قوله فی الدعاء اللهم أَلْحِقْنی بالرَّفیق الأَعلی، سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِلیّ یقول: إِنه تبارك و تعالی رَفِیقٌ وَفِیقٌ، فكأَن معناه أَلحقنی بالرَّفیق أَی بالله، یقال: اللهُ رَفیق بعباده، من الرِّفْق و الرأْفة، فهو فَعِیل بمعنی فاعل؛ قال أَبو منصور: و العلماء علی أَن معناه أَلحقنی بجماعة الأَنبیاء الذین یسكنون أَعلی عِلِّیِّین، و هو اسم جاء علی فَعِیل، و معناه الجَماعة كالصَّدِیق و الخَلیط یقع علی الواحد و الجمع، و الله عز و جل أَعلم بما أَراد؛ قال: و لا أَعرف الرفیق فی صفات الله تعالی. و روی الأَزهری من طریق آخر‌عن عائشة قالت: كان
لسان العرب، ج‌10، ص: 121
رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِذا ثَقُل إِنسان من أَهله مسَحَه بیده الیمنی ثم یقول: أَذْهِبِ الباسَ ربَّ الناسِ، و اشْفِ أَنتَ الشافی، لا شِفاء إِلا شِفاؤُك، شِفاءٌ لا یُغادِرُ سَقَماً؛ قالت عائشة: فلما ثقل أَخذت بیده الیمنی، فجعلت أَمْسَحُه و أَقولهن، فانتزع یده منی و قال: اللهم اغفر لی و اجعلنی من الرَّفیق؛ و قوله من الرَّفیق یدل علی أَن المراد بالرفیق جماعة الأَنبیاء. و الرفیقُ: ضدُّ الأَخْرَق. و رَفِیقةُ الرجل: امرأَته؛ هذه عن اللحیانی؛ قال: و قال أَبو زیاد‌فی حدیثه سأَلنی رَفیقی؛ أَراد زوجتی، قال: و رَفیقُ المرأَة زوجها؛ قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یُنشد بیت عبید: من بَین مُرْتَفِقٍ منها و مُنْصاحِ و فسر المُنْصاحَ الفائضَ الجاری علی وجه الأَرض. و المُرْتَفِقُ: المُمْتلِئ الواقف الثابت الدائم، كَرَبَ أَن یَمتلئ أَو امْتلأَ، و رواه أَبو عبیدة و قال: المنصاح المُنْشَقُّ. و الرَّفَقُ: الماءُ القصیر الرِّشاء. و ماءٌ رَفَقٌ: قصیر الرشاء. و مَرْتَعٌ رَفِیق: لیس بكثیر. و مَرْتَعٌ رَفَقٌ: سهل المَطْلَبِ. و یقال: طلبْتُ حاجة فوجدتها رَفَق البُغْیةِ إِذا كانت سَهْلة. و فی ماله رَفَقٌ أَی قِلَّةٌ، و المعروف عند أَبی عبید رَقَقٌ، بقافین. و الرَّافِقةُ: موضع أَو بلد. و‌فی حدیث طَهْفةَ فی روایة: ما لم تُضْمِرُوا الرِّفاق، و فُسِّرَ بالنِّفاق. و مَرْفَقٌ اسم رجل من بنی بكر بن وائل قتلته بنو فَقْعَسٍ؛ قال المَرّارُ الفَقعسِیُّ: و غادَرَ مَرْفَقاً، و الخَیْلُ تَرْدی بسَیْلِ العِرْضِ، مُسْتَلَباً صَرِیعا

رقق؛ ج10، ص: 121

: الرَّقِیقُ: نقیض الغَلِیظ و الثَّخِینِ. و الرِّقَّةُ: ضدُّ الغِلَظ؛ رَقَّ یَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِیقٌ و رُقاقٌ و أَرَقَّه و رَقَّقه و الأُنثی رَقیقةٌ و رُقاقةٌ؛ قال: من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِیقهْ، تَرْمِیهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ معنی قوله رقیقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتی تَهِنَ أَنقاؤها و تَضْعُف و تَرِقَّ، و یتسع مَجری مُخِّها و یَطِیب لحمها و یكر مُخُّها؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابی، و الجمع رِقاق و رَقائق. و أَرَقَّ الشی‌ءَ و رَقَّقه: جعله رقیقاً. و اسْترقَّ الشی‌ءُ: نقیض استغلظَ. و یقال: مال مُترقْرِقُ السِّمَن و مترقرق الهُزال و مُترقرق لأَن یَرْمِدَ أَی مُتَهیِّ‌ء له تراه قد دَنا من ذلك، الرَّمْدُ: الهَلاكُ؛ و منه عامُ الرَّمادةِ، و الرِّقُّ: الشی‌ء الرَّقیقُ. و یقال للأَرض اللینة: رِقٌّ؛ عن الأَصمعی. و رَقَّ جِلد العِنب: لَطُفَ. و أَرَقَّ العنبُ: رَقَّ جلده و كثر ماؤُه، و خص أَبو حنیفة به العنب الأَبیض. و مُسْتَرَقُّ الشی‌ء: ما رَقَّ منه. و رَقِیقُ الأَنف: مُسْتَرَقُّه حیث لانَ من جانبه؛ قال: سالَ فقد سَدَّ رَقِیقَ المَنْخَرِ أَی سال مُخاطُه؛ و قال أَبو حَیَّة النُّمَیْری: مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ، لم یُسْتَمَلْ ذو رَقِیقَیْها علی وَلَدِ قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ: یقول ذهب طولًا و عَرْضاً؛ و قوله: لم یُسْتَمل ذو رقیقیْها علی ولد فتَشُمَّه. و مَرَقَّا الأَنْفِ: كَرَقیقَیْه، و رواه ابن الأَعرابی مرة بالتخفیف، و هو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما بَیَّنَّا. الأَصمعی: رَقِیقا النُّخْرَتَینِ ناحِیتاهما؛ و أَنشد: ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِیقاهُ نَدی
لسان العرب، ج‌10، ص: 122
ندی: فی موضع نصب. و مَراقُّ البطن: أَسفله و ما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، و لا واحد لها. التهذیب: و المَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ. و مَراقُّ الإِبِلِ: أَرْفاغُها. و‌فی حدیث عائشة قالت: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِذا أَرادَ أَنْ یغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بیمینه فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله و یُفِیضُ علیها بیمینه، فإِذا أَنْقاها أَهْوی بیده إِلی الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ علیها الماء؛ أَراد بمراقِّه ما سفل من بطنه و رُفْغَیْه و مَذاكیره و المواضع التی تَرِقُّ جلودها كنَی عن جمیعها بالمَراقِّ، و هو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروی: واحدها مَرَقٌّ، و قال الجوهری: لا واحد لها. و‌فی الحدیث: أَنه اطَّلی حتی إِذا بلغ المَراقّ ولیَ هو ذلك بنفْسه.و استعمل أَبو حنیفة الرِّقَّة فی الأَرض فقال: أَرض رَقیقة. و عیش رَقیق الحَواشی: ناعِم. و الرَّقَقُ: رِقَّة الطعام. و فی ماله رَقَقٌ و رقَّة أَی قِلَّةٌ، و قد أَرَقَّ؛ و ذكره الفرَّاءُ بالنفی فقال: یقال ما فی ماله رَقَقٌ أَی قلة. و الرَّقَقُ: الضَّعْفُ. و رجل فیه رَقَقٌ أَی ضَعف؛ و منه قول الشاعر: لم تَلْقَ فی عَظْمِها وَهْناً و لا رَقَقا و الرِّقَّةُ: مصدر الرقیق عامٌّ فی كل شی‌ء حتی یقال: فلان رَقیقُ الدِّین. و‌فی حدیث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَی فإِنه مالٌ رَقیقٌ؛ قال القتیبی: یعنی أَنه لیس له صبر الضأْن علی الجَفاء و فساد العَطَن و شِدَّة البَرْد، و هم یضربون المثل فیقولون: أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، رجل رَقیقٌ‌أَی ضعیف هَیِّن؛ و منه‌الحدیث: أَهلُ الیمن هم أَرَقُّ قلوباً‌أَی أَلیَن و أَقبل للمَوْعِظة، و المراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة و الشدَّة. و تَرَقَّقته الجاریة: فَتَنتْه حتی رَقَّ أَی ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة: دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه، فَرَقَّ، و لا خَلالةَ للرَّقِیقِ ابن الأَعرابی فی قول الساجع حین قالت له المرأَة: أَین شَبابُكَ و جَلَدُكَ؟ فقال: مَن طال أَمَدُه، و كثر ولدُه، و رَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛ قوله رَقَّ عدده أَی سِنُوه التی یَعُدُّها ذهب أَكثرُها و بقی أَقلُّها، فكان ذلك الأَقل عنده رَقِیقاً. و الرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ و أَنشد: حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضٍ لا یُبَلِّغُها، إِلا صَمُوتُ السُّرَی لا تَسأَم العَنَقا خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِیةٌ، لم تَلْقَ فی عَظْمِها وَهْناً و لا رَقَقا و أَنشد ابن بری لأَبی الهیثم الثعلبی: لها مسائحُ زورٌ فی مَراكِضها لِینٌ، و لیس بها وَهْنٌ و لا رَقَقُ «6». و یقال: رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر و أَسَنَّ. و أَرَقَّ فلان إِذا رَقَّتْ حالُه و قلَّ ماله. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: كَبِرَتْ سِنِّی و رَقَّ عظمی‌أَی ضَعُفت. و الرِّقَّةُ: الرحمة. و رقَقْت له أَرِقُّ: رحِمْتُه. و رَقَّ وجهُه: استحیا؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثیئةِ هاجَرٌ و هَكَّ الخَلایا، لم تَرِقَّ عُیُونُها
(6). قوله [لها] كذا بالأَصل، و صوب ابن بری كما فی مادة مسح: لنا
لسان العرب، ج‌10، ص: 123
لم ترِقّ عیونها أَی لم تَستَحْیِ. و الرَّقاق، بالفتح: الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِیة اللیِّنةُ الترابِ تحت صلابة؛ قصره رؤبة بن العجاج فی قوله: كأَنَّها، و هْیَ تَهاوَی بالرَّقَقْ من ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذی عَمَقْ «1». الأَصمعی: الرَّقاقُ الأَرض اللینة من غیر رمل، و أَنشد: كأَنَّها بین الرَّقاقِ و الخَمَرْ، إِذا تَبارَیْنَ، شَآبِیبُ مَطَرْ و قال الراجز: ذارِی الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ أَی یَذْرُو فی الرَّقاقِ و یثب فی الجَراثِیمِ من الرمل؛ و أَنشد ابن بری لإِبراهیم بن عِمران الأَنصاری: رَقاقُها ضَرِمٌ و جَریُها خَذِمٌ، و لَحْمها زِیَمٌ و البَطْنُ مَقْبُوبُ و الرُّقاقُ، بالضم: الخبز المنبسط الرَّقِیقُ نقیض الغَلِیظ. یقال: خُبْز رُقاق و رَقِیق. تقول: عندی غلام یَخْبِز الغلیظ و الرقیق، فإِن قلت یخبز الجَرْدَقَ قلت: و الرُّقاق، لأَنهما اسمان، و الرُّقاقة الواحدة، و قیل: الرُّقاق المُرَقَّق. و‌فی الحدیث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ؛ هو الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِیقة. یقال: رَقِیق و رُقاق كطَویل و طُوال. و الرُّقُّ: الماءُ الرَّقیق فی البحر أَو فی الوادی لا غُزْرَ له. و الرَّقُّ: الصحیفة البیضاء؛ غیره: الرَّق، بالفتح: ما یُكتب فیه و هو جِلْد رَقِیق، و منه قوله تعالی: فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ؛ أَی فی صُحُفٍ. و قال الفراء: الرَّقُّ الصحائف التی تُخرج إِلی بنی آدم یوم القیامة فآخِذٌ كتابَه بیمینه و آخذ كتابه بشماله، قال الأَزهری: و ما قاله الفراء یدل علی أَنَّ المكتوب یسمی رَقّاً أَیضاً، و قوله: وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ؛ الكتاب هاهنا ما أُثْبِت علی بنی آدم من أَعمالهم. و الرَّقَّةُ: كلّ أَرض إِلی جَنب وادٍ ینبسط علیها الماء أَیَّام المَدِّ ثم یَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون مَكْرُمةً للنبات، و الجمع رِقاقٌ. أَبو حاتم: الرَّقَّة الأَرض التی نَضَب عنها الماء، و الرَّقَّةُ البیضاء معروفة منه،. و الرَّقَّةُ: اسم بلد. و الرَّقُّ: ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح. و الرَّق: العظیم من السَّلاحِف، و جمعه رُقُوق. و‌فی الحدیث: كان فقهاء المدینة یشترون الرَّقَّ فیأْكلونه؛ قال الحَربی: هو دُوَیْبة مائیة لها أَربع قوائم و أَظفار و أَسنان تُظهرها و تُغیِّبها. و الرِّقُّ، بالكسر: المِلك و العُبودِیَّةُ. و رَقَّ: صار فی رِقٍّ. و‌فی الحدیث عن علی، علیه السلام، قال: یُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق و یَسْعَی فیما رَقَّ منه.و‌فی الحدیث: یُودَی المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه دِیةَ العَبْدِ و بقدر ما أَدَّی دِیةَ الحُرِّ؛ و معناه أَن المكاتَب إِذا جنی علیه جِنایةٌ و قد أَدَّی بعضَ كتابته فإِنَّ الجانی علیه یَدْفَع إِلی ورثته بقدر ما كان أَدَّی من كتابته دِیةَ حُرٍّ، و یدفع إلی مولاه بقدر ما بقی من كتابته دِیةَ عبدٍ كأَن كاتَب علی أَلف و قِیمتُه مائة ثم قُتِل و قد أَدَّی خمسمائة فلورثته خمسة آلاف نصفُ
(1). قوله [تهاوی بالرقق] كذا فی الأَصل و هو فی الصحاح أیضاً بواو فی تهاوی و قافین فی الرفق و الذی سیأتی للمؤلف فی مادتی شبرق و معق تهادی فی الرفق بدال بدل الواو و فاء بدل القاف و ضبطت الرفق بضم ففتح فی المادتین
لسان العرب، ج‌10، ص: 124
دیة حُرّ، و لسیده خمسون نصف قیمته، و هذا الحدیث خَرّجه أَبو داود فی السنن عن ابن عباس و هو مذهب النخعی، و یروی عن علیّ شی‌ء منه، و أَجمع الفقهاء علی أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِی علیه دِرْهم. و عَبْدٌ مَرْقُوق و مُرَقٌّ و رَقیقٌ، و جمع الرَّقیق أَرِقَّاء. و قال اللحیانی: أَمةٌ رَقیق و رَقِیقة من إِماء رقائقَ فقط، و قیل: الرقیق اسم للجمع. و استرقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ: أَدخله فی الرِّقِّ. و اسْترقَّ مملوكَه و أَرَقَّه: و هو نقیض أَعْتقَه. و الرَّقیقُ: المملوك، واحد و جمع، فَعِیل بمعنی مفعول و قد یُطلق علی الجماعة كالرَّفیق، تقول منه رَقَّ العبدَ و أَرَقَّه و اسْترقَّه. اللیث: الرِّقُّ العُبودة، و الرَّقیق العبد، و لا یؤخذ منه علی بناء الاسم. و قد رَقَّ فلان أَی صار عبداً. أَبو العباس: سمی العبید رَقِیقاً لأَنهم یَرِقُّون لمالكهم و یَذِلُّون و یَخْضَعون، و سمیت السُّوق سوقاً لأَن الأَشیاءَ تُساق إِلیها، و السَّوْقُ: مصدر، و السُّوقُ: اسم. و‌فی حدیث عُمر: فلم یبق أَحد من المسلمین إِلا له فیها حَظٌّ و حَقٌّ إِلّا بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم‌أَی عبیدكم؛ قیل: أَراد به عبیداً مخصوصین، و ذلك أَنّ عمر، رضی الله عنه، كان یُعطی ثلاثة مَمالیك لبنی غفار شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم فی كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأَراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة، و قیل: أَراد جمیع الممالیك، و إِنما استثنی من جملة المسلمین بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلی جنس الممالیك، و قد یوضع البعض موضع الكل حتی قیل إِنه من الأَضداد. و الرِّقُّ أَیضاً: الشی‌ء الرَّقیق، و یقال للأَرض اللیِّنةِ رِقٌّ؛ عن الأَصمعی. و الرِّقُّ: ورَق الشجر؛ و روی بیت جُبَیها الأَشجعی: نَفی الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ و الرِّقُّ: نبات له عُود و شَوْك و ورَق أَبیض. و رَقْرَقْت الثوب بالطِّیب: أَجْریته فیه؛ قال الأَعشی: و تَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُوس بالصَّیْفِ رَقْرَقْتَ فیه العَبِیرا و رَقْرَقَ الثَّرِیدَ بالدَّسَم: آدَمَه به، و قیل: كثَّره. و رَقْراقُ السحاب: ما ذهَب منه و جاء. و الرَّقراقُ: تَرَقْرُق السَّراب. و كل شی‌ء له بَصیص و تلأْلُؤ، فهو رَقْراق؛ قال العجاج: و نَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِ رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَی تحرَّك، و المَسْجُور هاهنا: المُوقد من شدَّة الحَرّ. و‌فی الحدیث: أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ.قال أَبو عبید: یعنی تَدُور تجی‌ء و تذهب و هی كنایة عن ظُهور حركتها عند طلوعها، فإِنها تُری لها حركةٌ مُتَخَیَّلة بسبب قُربها من الأُفُق و أَبْخِرته المُعْتَرِضة بینها و بین الأَبصار، بخلاف ما إِذا علَتْ و ارتفعت. و سراب رَقْراقٌ و رَقرقانٌ: ذو بَصیصٍ. و تَرَقرَقَ: جرَی جَرْیاً سَهلًا. و ترَقْرق الشی‌ءُ: تلأْلأَ أَی جاء و ذهبَ. و رقْرقْت الماء فترقْرقَ أَی جاء و ذهب، و كذلك الدَّمعُ إِذا دار فی الحِملاق. و سیفٌ رُقارِقٌ: برّاق. و ثوب رُقارِق: رَقیق. و جاریة رَقْراقة: كأَنّ الماء یجری فی وجهها. و جاریة رَقْراقةُ البشَرة: برّاقة البیاضِ. و ترَقْرقَت عینه: دَمَعت، و رَقْرَقَها هو. و رَقْراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر: فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَیْنا بأَعْیُنٍ، سَریعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها
لسان العرب، ج‌10، ص: 125
و رَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها. و تَرْقِیقُ الكلام: تحسینه. و فی المثل: عن صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ یقول: تُرَقِّق كلامك و تُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح، قاله رجل لضیف له غَبَقَه، فرقّق الضیفُ كلامَه لیُصْبِحه؛ و روی هذا المثل عن الشعبی أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال: حَرُمت علیه امرأَته، أَ عن صَبوح تُرَقِّق؟ قال أَبو عبید: اتَّهمه بما هو أَفْحش من القُبلة، و هذا مثل للعرب یقال لمن یُظهر شیئاً و هو یرید غیره، كأَنه أَراد أَن یقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل، و أَصله أَن رجلًا نزل بقوم فبات عندهم فجعل یُرقّق كلامه و یقول: إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت كذا، یرید إِیجاب الصَّبُوح علیهم، فقال بعضهم: أَ عن صَبُوح تُرقِّق أَی تُعرّض بالصَّبُوح، و حقیقته أَنّ الغَرض الذی یَقْصِده كأَنّ علیه ما یستُره فیرید أَن یجعله رَقِیقاً شَفّافاً یَنِمُّ علی ما وَراءه، و كأَنَّ الشعبی اتَّهم السائل و توهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما یَتْبَعُها فغَلّظ علیه الأَمرَ. و‌فی الحدیث و تجی‌ء فِتْنةٌ فیُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً‌أَی یُشَوِّق بتَحسینها و تَسْوِیلها. و ترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك. و الرَّقاقُ: السَّیْر السَّهل؛ قال ذو الرمة: باقٍ علی الأَیْنِ یُعْطی، إِن رَفَقْتَ به، مَعْجاً رَقاقاً، و إِن تَخْرُقْ به یَخِدِ أَبو عبیدة: فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفیفاً و به رَقَقٌ. و حِضْنا الرجل: رَقیقاه؛ و قال مُزاحِم: أَصابَ رَقِیقَیْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ

رمق؛ ج10، ص: 125

: الرَّمَقُ: بقیّة الحیاةِ، و فی الصحاح: بَقِیة الرُّوح، و قیل: هو آخِر النفْس. و‌فی الحدیث: أَتیت أَبا جَهل و به رَمَقٌ، و الجمع أَرْماقٌ. و رجل رامِق: ذو رَمَقٍ؛ قال: كأَنَّهمْ من رامِقٍ و مُقْصَدِ أَعجَازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ و رَمَّقه: أَمْسكَ رَمَقه. یقال: رَمَّقُوه و هم یَرمِّقُونه بشی‌ء أَی قَدرِ ما یُمْسِك رَمَقَه. و یقال: ما عَیْشُه إِلا رُمْقةٌ و رِماقٌ؛ قال رؤبة: ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، و لا مُؤاخاتُك بالمِذاقِ أَی لیس بِمَحْضٍ خالصٍ، و الرَّمَقُ و الرُّمْقةُ و الرِّماقُ و الرَّماقُ؛ الأَخیرة عن یعقوب: القلیل من العَیْش الذی یُمْسِكُ الرَّمَقَ، قال: و من كلامهم موتٌ لا یَجُرّ إِلی عارٍ خَیر من عَیْشٍ فی رِماق. و المُرْمَقُّ من العَیش: الدُّون الیَسِیر. و عَیْشٌ مُرْمَقٌّ: قلیل یَسیر؛ قال الكمیت: أَرانا علی حُبِّ الحَیاةِ و طُولِها، یُجَدُّ بِنا، فی كلِّ یَوْمٍ، و نَهْزِل «1». نُعالِجُ مُرْمَقًّا من العَیْشِ فانیاً، له حارِكٌ لا یَحْمِلُ العِبْ‌ء أَجْزَلُ و عیش رَمِقٌ أَی یُمْسِك الرَّمَق. و ما فی عیش فلان إِلا رُمْقة و رِماق أَی بلغة. و الرُّمُق: الفُقراء الذین یتَبلَّغون بالرِّماق و هو القلیل من العیش؛ التهذیب: و أَنشد المُنذِری لأَوْس: صَبَوْتَ، و هل تَصْبُو و رَأْسُك أَشْیَبُ، و فاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامَقِ [المُرامِقِ زَیْنَبُ؟
(1). قوله [یجد] رواه الجوهری فی مادة هزل بالبناء للفاعل و نقل المؤلف عن ابن بری فیها أنه بالبناء للمفعول و قال: قال و هو الصحیح
لسان العرب، ج‌10، ص: 126
قال أَبو الهیثم: الرَّهْن المُرامَق، و یروی المُرامِق، و هو الرَّهن الذی لیس بموثوق به و هو قلب أَوْس. و المُرامِقُ: الذی بآخِر رَمَقٍ؛ و فلان یُرامِقُ عیْشَه إِذا كان یُدارِیه؛ فارَقَتْه زینب و قلبُه عندها فأَوْسٌ یُرامِقُه أَی یُدارِیه. و المُرامِقُ: الذی لم یبقَ فی قلبه من مودَّتك إِلا قلیل؛ قال الراجز: و صاحِبٍ مُرامِقٍ داجَیْتُه، دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَیْتُه، علی بِلالِ نَفْسِه طَوَیْتُه و رامَقْتُ الأَمر إِذا لم تُبرمه؛ قال العجاج: و الأَمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا یُضْوِیك، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا و نخلة تُرامِقُ بعِرْق أَی لا تَحْیا و لا تموت. و الرُّمَّقُ: الضعیفُ من الرِّجال. و حَبْل مُرْماقٌّ: ضعیف، و قد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِیقاقاً. و ارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَی ضَعُف. و حبل أَرْماقٌ: ضعیف خَلَقٌ.. و ارْمَقَّ العیْشُ: ضَعُف. و ترمَّقَ الرجلُ الماءَ و غیره: حَسا منه حُسْوةً بعد أُخری. و الرَّمَقُ: القَطیعُ من الغنم. فارسی معرب. و من كلامهم: أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، و أَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ یرید الأَرْباقَ و هی خُیوط تُطرَح فی أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن علی رُؤوس أَولادها، و المِعزی تُنزل قبل نِتاجها بأَیام، یقول: فتَرَمَّقْ لبنَها أَی اشرَبه قلیلًا قلیلًا. و رجل مُرامِق: سَیِّ‌ء الخُلُق عاجز. و رامَقَه: داراه مَخافة شره. و الرِّماقُ: النِّفاق. و‌فی حدیث طَهْفةَ: ما لم تُضْمِروا الرِّماق، و هو قریب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب؛ حكاه الهَرویّ فی الغریبین. یقال: رامَقْته رِماقاً و هو أَن تنظُر إِلیه شَزْراً نظَرَ العَداوة، یعنی ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ. و‌فی حدیث قُسٍّ: أَرْمُق فَدْفَدَها‌أَی أَنظُر نظراً طویلًا شَزْراً. و المُرَمِّقُ فی الشی‌ء: الذی لا یُبالِغ فی عَمَله. و التَّرْمِیقُ: العَمل یعمَلُه الرجل لا یُحْسِنه و قد یَتبلَّغ به. یقال: رَمِّقْ علی مَزادَتَیْك أَی رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما. و رمقَه یَرْمُقه رَمْقاً و رامَقَه: نظر إِلیه. و رمقْتُه ببصری و رامَقْتُه إِذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده و تنظر إِلیه و تَرقُبه. و رمَّقَ تَرْمِیقاً: أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ. و رجل یَرْموقٌ: ضعیف البصر. و الرُّمُقُ: الحسَدةُ، واحدهم رامِق و رَمُوقٌ. و الرَّامِقُ و الرَّامِجُ: هو المِلْواحُ الذی تُصاد به البُزاةُ و الصُّقور، و هو أَن تُشَدَّ رِجل البومة فی شی‌ء أَسود و تُخاطَ عیناها و یُشدّ فی ساقها خیط طویل، فإِذا وقع البازی علیها صاده الصیّاد من قُترته؛ حكاه ابن درید، قال: و لا أَحسبه عربیّاً صحیحاً. و ارْمقّ الطریقُ: امتدّ و طال؛ قال رؤبة: عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِیر عِتْقا فیه، إِذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَقّا الأَصمعی: ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إِذا رَقَّ، و منه ارْمِقاقُ العیش؛ و أَنشد غیره: و لم یَدْبُغُونا علی تِحْلِئٍ، فیَرْمَقُّ أَمْرٌ و لم یَعْمَلُوا و المُرْمَقُّ: الفاسد من كل شی‌ء.

رنق؛ ج10، ص: 126

: الرَّنْق: تراب فی الماء من القَذی و نحوه. و الرَّنَقُ، بالتحریك: مصدر قولك رَنِقَ الماءُ، بالكسر. ابن سیدة: رَنَقَ الماءُ رَنْقاً و رُنُوقاً
لسان العرب، ج‌10، ص: 127
و رَنِقَ رَنَقاً، فهو رَنِقٌ و رَنْقٌ، بالتسكین، و تَرَنَّقَ: كَدِرَ؛ أَنشد أَبو حنیفة لزُهَیر: شَجَّ السُّقاةُ علی ناجُودِها شَبِماً مِن ماء لِینَة، لا طَرْقاً و لا رَنَقا كذا أَنشده بفتح الراء و النون. الجوهری: ماء رَنْق، بالتسكین، أَی كَدِر. قال ابن بری: قد جمع رَنْقٌ علی رَنائق كأَنه جمع رَنِیقة؛ قال المجنون: یُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلًا، كأَنه دَعامِیصُ ماء نَشَّ عنها الرّنائقُ و‌فی حدیث الحسن: و سئل أَ یَنْفُخ الرجل فی الماء؟ فقال: إِن كان من رَنَقٍ فلا بأْس‌أَی من كَدَرٍ. یقال: ماء رَنْق، بالسكون، و هو بالتحریك مصدر؛ و منه‌حدیث ابن الزبیر «2»: لیس للشارِبِ إِلّا الرَّنْقُ و الطَّرْقُ.و رَنَّقَه هو و أَرْنَقه إِرناقاً و ترنیقاً: كدَّرَه. و الرَّنْقة: الماء القلیل الكَدِر یبقی فی الحوض؛ عن اللحیانی. و صار الطین رَنْقة واحدة إِذا غلَب الطین علی الماء؛ عنه أَیضاً. و قال أَبو عبید: التَّرْنوق الطین الذی فی الأَنهار و المَسِیل. و رَنِقَ عیشُه رَنَقاً: كَدِرَ. و عیش رَنِقٌ: كَدِرٌ. و ما فی عیشِه رَنَقٌ أَی كَدَرٌ. ابن الأَعرابی: التَّرْنِیقُ یكون تَكْدِیراً و یكون تَصْفِیة، قال: و هو من الأَضْداد. یقال: رَنَّق الله قَذاتَك أَی صَفّاها. و التَّرْنِیقُ: كَسْر الطائر جناحَه من داء أَو رَمْی حتی یسقط، و هو مُرَنَّقُ الجَناحِ؛ و أَنشد: فیَهْوِی صَحِیحاً أَو یُرَنِّقُ طائرُهْ و تَرْنِیقُ الطائر علی وجهین: أَحدهما صَفُّه جناحیه فی الهواء لا یُحرِّكهما، و الآخر أَن یَخْفِقَ بجناحیه؛ و منه قول ذی الرمة: إِذا ضَرَبَتْنا الرِّیحُ رَنَّق فَوْقَنا علی حَدِّ قَوْسَیْنا، كما خَفَقَ النَّسْرُ و رَنَّق الطائرُ: رَفْرَفَ فلم یسقط و لم یَبْرَحْ؛ قال الراجز‌و تَحْتَ كلّ خافِقٍ مُرَنِّقِ، مِن طیِّ‌ءٍ، كلُّ فتًی عَشَنَّقِ و فی الصحاح: رَنَّق الطائرُ إِذا خفَق بجناحیه فی الهواء و ثبت فلم یطر. و‌فی حدیث سلیمان: احْشُروا الطیرَ إِلا الرَّنْقاء؛ هی القاعدة علی البیض. و‌فی الحدیث أَنه ذَكَر النفخ فی الصور فقال: تَرْتَجُّ الأَرضُ بأَهلها فتكون كالسَّفِینة المُرَنِّقة فی البحر تضربها الأَمواجُ.یقال: رَنَّقت السفینة إِذا دارَتْ فی مَكانها و لم تَسِر. و رنَّق: تحیَّر. و التَّرْنِیقُ: قِیام الرَّجل لا یدری أَ یذهب أَم یجی‌ء؛ و رَنَّق اللِّواءُ كما یقال رَنَّق الطائر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَضْرِبُهم، إِذا اللِّواء رنَّقا، ضَرْباً یُطِیح أَذْرُعاً و أَسْوُقا و كذلك الشمس إِذا قاربت الغروب؛ قال أَبو صخر الهذلی: و رَنَّقَتِ المَنِیّة، فهْی ظِلٌّ، علی الأَبْطال، دانِیةُ الجَناحِ «3». ابن الأَعرابی: أَرْنَقَ الرجلُ إِذا حرَّك لِواءه للحَمْلة، و أَرْنَق اللواءُ نفسُه و رَنَّقَ فی الوجهین مثله.
(2). قوله [حدیث ابن الزبیر] هو هنا فی النسخة المعول علیها من النهایة كذلك و فیها من مادة طرق حدیث معاویة (3). قوله [قال أبو صخر الهذلی و رنقت إلخ] عبارة الأَساس: و رنقت منه المنیة دنا وقوعها، قال: و رنقت المنیة إلخ البیت
لسان العرب، ج‌10، ص: 128
و رَنَّقَ النظَرَ: أَخفاه من ذلك. و رَنَّقَ النومُ فی عینه: خالَطها؛ قال عدِیّ بن الرِّقاعِ: وَسْنان أَقْصده النعاسُ، فرَنَّقَتْ فی عَیْنِه سِنةٌ، و لیس بِنائم و رَنَّق النظَرَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: رَمَّدَتِ المِعْزی فَرَنِّقْ رَنِّق، و رَمَّدَ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّق أَی انْتَظِر ولادتها فإِنه سیطول انتظارك لها لأَنها تُرْئی و لا تَضع إِلا بعد مدّة، و ربما قیل بالمیم «1». و بالدال أَیضاً، و تَرْنِیقها: أَن تَرِمَ ضُروعها و یظهر حَملُها، و المِعزی إِذا رمَّدت تأَخَّر ولادها، و الضأْن إِذا رمّدت أَسرع وِلادها علی أَثر تَرْمِیدها. و التَّرْبِیقُ: إِعداد الأَرْباق للسِّخال. و لَقِیت فلاناً مُرَنِّقة عیناه أَی منكسر الطرْف من جُوع أَو غیره. و الترْنِیقُ: إِدامة النظر، لغة فی التَّرْمِیق و التَّدْنِیق. و رَنَّقَ القوم بالمكان: أَقاموا به و احْتَبَسوا به. و الترْنِیق: الانتظار للشی‌ء. و الترْنیق: ضعف یكون فی البصر و فی البدن و فی الأَمر. یقال: رَنَّق القوم فی أَمر كذا أَی خَلطُوا الرأْی. و الرَّنْقُ: الكذب. و الرَّوْنَقُ: ماء السیف و صَفاؤه و حُسنه. و رَوْنَقُ الشباب: أَوّله و ماؤه، و كذلك رَوْنَقُ الضُّحی. یقال: أَتیته رَوْنَقَ الضحی أَی أَوَّلها؛ قال: أَ لم تَسْمَعِی، أَیْ عَبْدَ، فی رَوْنَقِ الضُّحی بُكاء حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِیرُ؟

رهق؛ ج10، ص: 128

: الرَّهَقُ: الكذب؛ و أَنشد: حَلَفَتْ یَمِیناً غیر ما رَهَقٍ باللهِ، ربِّ محمدٍ و بِلالِ أَبو عمرو: الرَّهَقُ الخِفّةُ و العَرْبَدةُ؛ و أَنشد فی وصف كَرْمةٍ و شرابها: لها حَلِیبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه، یَغْشی النَّدامی علیه الجُودُ و الرَّهَقُ، أَراد عَصِیرَ العنب. و الرَّهَقُ: جهل فی الإِنسان و خِفَّة فی عقله؛ تقول: به رَهَق. و رجل مُرَهَّقٌ: موصوف بذلك و لا فِعل له. و المُرَهَّقُ: الفاسِد. و المُرَهَّقُ: الكریم الجَوَاد. ابن الأَعرابی: إِنه لَرَهِقٌ نَزِلٌ أَی سریع إِلی الشرّ سریع الحِدَّة؛ قال الكمیت: وِلایةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّه، من الرَّهَقِ المَخْلُوط بالنُّوك، أَثْوَلُ قال الشیبانی: فیه رَهَق أَی حِدَّة و خِفَّة. و إِنه لَرَهِقٌ أَی فیه حدّة و سفَه. و الرَّهَق: السَّفَه و النُّوكُ. و‌فی الحدیث: حَسْبُكَ من الرَّهَق و الجفاء أَن لا یُعرَفَ بیتُك؛ معناه لا تَدْعو الناسُ إِلی بیتك للطعام، أَراد بالرهَق النُّوكَ و الحُمق. و‌فی حدیث علی: أَنه وعَظ رجلًا فی صُحبة رجل رَهِقٍ‌أَی فیه خِفَّة و حِدَّة. یقال: رجل فیه رَهَق إِذا كان یَخِفّ إِلی الشرّ و یَغشاه، و قیل: الرَّهَقُ فی الحدیث الأَوّل الحُمق و الجهل؛ أَراد حسبُك من هذا الخُلُق أَن یُجهل بیتُك و لا یُعرف، و ذلك أَنه كان اشتری إِزاراً منه فقال للوَزّان: زِنْ و أَرْجِحْ، فقال: مَن هذا؟ فقال المسؤول: حَسْبُكَ جَهلًا أَن لا یعرف بیتك؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه الهروی، قال:
(1). قوله [بالمیم] أی بدل النون فی رنق و بالدال أی بدل الراء. و قوله [و ترنیقها أن إلخ] المناسب و ترمیدها
لسان العرب، ج‌10، ص: 129
و هو وَهَم و إِنما هو حسبك من الرَّهَق و الجَفاء أَن لا تعرف نبیك أَی أَنه لما سأَل عنه حیث قال له: زِنْ و أَرجح، لم یكن یعرفه فقال له المَسؤول: حسبك جهلًا أَن لا تعرف نبیك؛ قال: علی أَنی رأَیته فی بعض نسخ الهروی مُصْلَحاً، و لم یَذْكر فیه التعْلیل و الطَّعامَ و الدُّعاء إِلی البیت. و الرَّهَقُ: التُّهمَةُ. و المُرَهَّقُ: المُتَّهم فی دِینه. و الرَّهَقُ: الإِثْمُ. و الرَّهْقةُ: المرأَةُ الفاجرة. و رَهِقَ فلان فلاناً: تَبِعه فقارَب أَن یَلْحَقه. و أَرْهَقْناهم الخیْل: أَلحقْناهم إِیاها. و فی التنزیل: وَ لٰا تُرْهِقْنِی مِنْ أَمْرِی عُسْراً، أَی لا تُغْشنی شیئاً؛ و قال أبو خِراش الهُذلی: و لوْ لا نَحْنُ، أَرْهَقَه صُهَیْبٌ حُسامَ الحَدِّ مَطْرُوراً خَشِیبا و روی: … مذْرُوباً خَشِیبا؛ و أَرْهَقه حُساماً: بمعنی أَغْشاه إِیّاه؛ و علیه یصح المعنی. و أَرْهقَه عُسْراً أَی كَلَّفه إِیاه؛ تقول: لا تُرْهِقْنی لا أَرهَقك اللهُ أَی لا تُعْسِرْنی لا أَعْسَرَك اللهُ؛ و أَرْهَقَه إِثماً أَو أَمراً صَعْباً حتی رَهِقه رَهَقاً، و الرَّهَق: غِشْیان الشی‌ء؛ رَهِقَه، بالكسر، یَرْهَقُه رهَقاً أَی غَشِیَه. تقول: رَهِقه ما یَكْره أَی غشیه ذلك. و أَرْهَقْت الرَّجل: أَدْركْته، و رَهِقْته: غَشِیته. و أَرْهَقه طُغْیاناً أَی أَغْشاه إِیّاه، و أَرْهَقْته إِثماً حتی رَهِقه رَهَقاً: أَدركه. و أَرْهَقَنی فُلان إِثماً حتی رَهِقْته أَی حَمَّلَنی إِثماً حتی حَمَلته له. و‌فی الحدیث: فإِن رَهِقَ سَیِّدَه دَیْن‌أَی لَزِمه أَداؤه و ضُیِّقَ علیه. و‌حدیث سعد: كان إِذا دخَل مكة مُراهِقاً خرَج إِلی عرفة قَبل أَن یَطُوف بالبیت‌أَی إِذا ضاق علیه الوقت بالتأْخیر حتی یخاف فَوْتَ الوقوف كأَنه كان یَقْدَم یوم التَّرْوِیة أَو یوم عرفةَ. الفرّاء: رَهِقَنی الرَّجلُ یَرْهَقُنی رَهَقاً أَی لَحِقَنی و غَشِینی، و أَرْهقْته إِذا أَرْهَقْته غیرَك. یقال: أَرْهقناهم الخیل فهم مُرْهَقون. و یقال: رَهِقه دین فهو یَرْهَقُه إِذا غَشِیه. و إِنه لعَطُوبٌ علی المُرْهَق أَی علی المُدْرَكِ. و المُرْهَقُ: المَحْمول علیه فی الأَمرِ ما لا یُطِیق. و به رَهْقة شدیدة: و هی العَظَمة و الفَساد. و رَهِقَت الكلابُ الصید رَهَقاً: غشیته و لَحِقَتْه. و الرَّهَق: غِشْیان المحارم من شرب الخمر و نحوه. تقول: فی فلان رهَق أَی یَغْشَی المحارم؛ قال ابن أَحمر یَمدح النُّعمان بن بَشِیر الأَنصاری: كالكَوْكَبِ الأَزهَرِ انْشَقَّتْ دُجُنَّتُه، فی النّاسِ، لا رَهَقٌ فیه و لا بَخَلُ قال ابن بری: و كذلك فسر الرَّهق فی شِعر الأَعشی بأَنه غِشیان المَحارم و ما لا خیر فیه فی قوله: لا شی‌ء یَنْفَعُنی من دُونِ رُؤیَتِها، هل یَشْتَفِی وامِقٌ ما لم یُصِبْ رَهَقا؟ و الرَّهَقُ: السَّفَه و غشیانُ المحارم. و المُرْهَق: الذی أُدْرِك لیُقتل؛ قال الشاعر: و مُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه لم یَسْتَعِنْ، و حَوامِی المَوْتِ تَغْشاه فَرَّجْتُ عنه بصَرْعَیْنِ لأَرْملةٍ، و بائسٍ جاء مَعْناه كمَعْناه قال ابن بری: أَنشده أَبو علی الباهلی غَیْث بن عبد الكریم لبعض العرب یصف رجلًا شریفاً ارْتُثّ فی بعض المَعارِك، فسأَلهم أَن یُمْتِعوه بأُصْدته، و هی ثوب صغیر یُلبس تحت الثیاب أَی لا یُسْلَب؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 130
و قوله لم یَستَعن لم یَحلِق عانَته و هو فی حال الموت، و قوله: فرّجْت عنه بصرعیْن، الصرْعانِ: الإِبلان ترد إِحداهما حین تَصْدُر الأُخری لكثرتها، یقول: افتدیته بصرعین من الإِبل فأَعتقته بهما، و إِنما أَعددتهما للأَرامِل و الأَیْتام أَفْدِیهم بها؛ و قال الكمیت: تَنْدَی أَكُفُّهُمُ، و فی أَبیاتِهمْ ثِقةُ المُجاوِر، و المُضافِ المُرْهَقِ و المُرَهَّق: الذی یغشاه السؤَّالُ و الضِّیفانُ؛ قال ابن هرمة: خَیْرُ الرِّجال المُرَهَّقُون، كما خَیْرُ تِلاعِ البِلادِ أَكْلَؤها و قال زهیر یمدح رجلًا: و مُرَهَّقُ النِّیرانِ یُحْمَد فی اللأواء، غیرُ مُلَعَّن القِدْر و فی التنزیل: وَ لٰا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لٰا ذِلَّةٌ؛ أَی لا یَغشاها و لا یَلحقُها. و‌فی الحدیث: إِذا صلَّی أَحدكم إِلی شی‌ء فلیَرْهَقْه‌أَی فلْیَغْشه و لْیدْنُ منه و لا یَبعُد منه. و أَرْهقَنا اللیلُ: دنا منا. و أَرهقْنا الصلاةَ: أَخَّرناها حتی دنا وقت الأُخری. و‌فی حدیث ابن عمرو: و أَرهقْنا الصلاةَ و نحن نتوضَّأ‌أَی أَخَّرناها عن وقتها حتی كدنا نُغْشِیها و نُلْحِقُها بالصلاة التی بعدها. و رهِقَتْنا الصلاة رَهَقاً: حانت. و یقال: هو یَعْدُو الرَّهَقَی و هو أَن یُسرِعَ فی عدْوه حتی یَرْهَقَ الذی یطلبُه. و الرَّهُوق: الناقة الوَساعُ الجَواد التی إِذا قُدْتَها رَهِقَتك حتی تكاد تطؤُك بخُفَّیها؛ و أَنشد: و قلتُ لها: أَرْخِی، فأَرْخَتْ برأْسِها غَشَمْشَمةٌ للقائدِینَ رهوق و راهق الغلامُ، فهو مراهِق إِذا قارب الاحتلام. و المُراهِق: الغلام الذی قد قارب الحُلُم، و جاریة مراهِقة. و یقال: جاریة راهِقة و غلام راهِق، و ذلك ابن العشر إِلی إِحدی عشرة؛ و أَنشد: و فَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها فی عَلالیَّ طِوالٍ و ظُلَلْ و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ أَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ مِنَ الْإِنْسِ یَعُوذُونَ بِرِجٰالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزٰادُوهُمْ رَهَقاً؛ قیل: كان أَهل الجاهلیة إِذا مرَّت رُفقة منهم بوادٍ یقولون: نعُوذ بعَزِیر هذا الوادی من مَرَدة الجن، فَزٰادُوهُمْ رَهَقاً أَی ذِلة و ضَعفاً، قال: و یجوز، و الله أَعلم، أَن الإِنسان الذی عاذوا به من الجن زادهم رهقاً أَی ذِلّة، و‌قال قتادة: زادوهم إِثماً، و‌قال الكلبی: زادوهم غَیّاً، و قال الأَزهری: فَزٰادُوهُمْ رَهَقاً هو السرعة إِلی الشر، و قیل: فی قوله فَزٰادُوهُمْ رَهَقاً أَی سَفَهاً و طُغیاناً، و قیل فی تفسیر الرهَق: الظُّلم، و قیل الطغیان، و قیل الفساد، و قیل العظَمة، و قیل السفه، و قیل الذلّة. و یقال: الرهق الكِبْر. یقال: رجل رَهِق أَی معجب ذو نَخْوة، و یدل علی صحة ذلك قول حذیفة لعمر بن الخطاب، رضی الله عنه: إِنك لرَهِق؛ و سبب ذلك‌أَنه أُنزلت آیة الكَلالة علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و رأْسُ ناقة عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، عند كَفَل ناقة حذیفة فلَقَّنها رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، حذیفةَ و لم یُلَقِّنْها عمَر، رضی الله عنه، فلما كان فی خلافة عمر بعث إِلی حذیفة
لسان العرب، ج‌10، ص: 131
یسأَله عنها، فقال حذیفة: إِنك لرَهِق، أَ تظنُّ أَنِّی أَهابُك لأُقرئك؟ فكان عمر، رضی الله عنه، بعد ذلك إِذا سمع إِنساناً یقرأُ: یُبَیِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا؛ قال عمر، رضی الله عنه: اللهم إِنك بَیَّنتها و كَتمها حذیفةُ.و الرهَق: العجلة؛ قال الأَخطل: صُلْب الحَیازِیم، لا هَدْر الكلام إِذا هزّ القَناةَ، و لا مستعجِل رَهِقُ و‌فی الحدیث: إِن فی سَیف خالدٍ رَهَقاً‌أَی عجلة. و الرهَق: الهلاك أَیضاً؛ قال رؤبة یصف حُمُراً وردت الماءَ: بَصْبَصْن و اقْشَعْرَرْن من خَوْفِ الرَّهَق أَی من خوف الهلاك. و الرَّهَق أَیضاً: اللَّحاق. و أَرهقنی القوم أَن أُصلی أَی أَعجلونی. و أَرهقْته أَن یصلی إِذا أَعجلتَه الصلاة. و‌فی الحدیث: ارْهَقوا القِبلةَ‌أَی ادْنُوا منها؛ و منه قولهم: غلام مُراهِق أَی مُقارِب للحُلُم، و راهَق الحلُم: قاربه. و‌فی حدیث موسی و الخضر: فلو أَنه أَدركَ أَبَوَیه لأَرْهقَهما طُغْیٰاناً وَ كُفْراً‌أَی أَغشاهما و أَعجلهما. و فی التنزیل: أَنْ یُرْهِقَهُمٰا طُغْیٰاناً وَ كُفْراً. و یقال: طلبت فلاناً حتی رهِقته أَی حتی دنوتُ منه، فربما أَخذه و ربما لم یأْخُذْه. و رَهِق شُخوصُ فلان أَی دنا و أَزِف و أَفِد. و الرهَق: العَظَمة، و الرهَق: العیْب، و الرهق: الظلم. و فی التنزیل: فَلٰا یَخٰافُ بَخْساً وَ لٰا رَهَقاً؛ أَی ظُلماً؛ و قال الأَزهری: فی هذه الآیة الرهق اسم من الإِرهاق و هو أَن یحمل علیه ما لا یُطیقه. و رجُل مُرَهَّق إِذا كان یُظن به السوءُ. و‌فی حدیث أَبی وائل: أَنه، صلی الله علیه و سلم، صلی علی امرأَة كانت تُرَهَّق‌أَی تُتَّهم و تُؤَبَّن بشر. و‌فی الحدیث: سَلك رجلان مَفازة: أَحدهما عابد، و الآخر به رَهَق؛ و‌الحدیث الآخر: فلان مُرَهَّق‌أَی مُتَّهَم بسوء و سَفَه، و‌یروی مُرَهِّق‌أَی ذو رَهَق. و یقال: القوم رُهاق مائة و رِهاق مائة، بكسر الراء و ضمها، أَی زُهاء مائة و مقدار مائة؛ حكاه ابن السكیت عن أَبی زید. و الرَّیْهُقان: الزعفران؛ و أَنشد ابن برید لحمید بن ثور: فأَخْلسَ منها البَقْلُ لَوْناً، كأَنَّه عَلِیل بماء الرَّیْهُقانِ ذَهِیب و قال آخر: التارِك القِرْن علی المِتانِ، كأَنّما عُلَّ برَیْهُقانِ‌

روق؛ ج10، ص: 131

: الرَّوْق: القَرْن من كلّ ذی قَرن، و الجمع أَرْواق؛ و منه شعر عامر بن فُهیرة: كالثَّور یَحْمِی أَنْفَه برَوْقِه و‌فی حدیث علی، علیه السلام، قال: تِلْكُم قُرَیْشٌ تَمنَّانی لتَقْتُلَنِی، فلا و ربِّك، ما بَرُّوا و لا ظَفِروا فإِن هَلَكْتُ، فَرَهْنٌ ذِمَّتِی لهمُ بذات رَوْقَیْنِ، لا یَعْفُو لها أَثرُ الرَّوْقانِ: تثنیة الرَّوْقِ و هو القَرْنُ، و أَراد بها هاهنا الحَربَ الشدیدةَ، و قیل الدّاهیة، و یروی‌بذات وَدْقَینِ … و هی الحرب الشدیدة أَیضاً. و رَوْقُ الإِنسان: هَمُّه و نَفْسه، إِذا أَلقاه علی الشی‌ء حِرْصاً قیل: أَلقَی علیه أَرْواقَه؛ كقول رؤبة: و الأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 132
و یقال: أَكل فلانٌ رَوْقَه و علی روْقهِ إِذا طال عُمُره حتی تَتَحاتّ أَسنانُه. و أَلقی علیه أَرواقَه و شَراشِره: و هو أَن یُحبه حُبّاً شدیداً حتی یَسْتَهْلِك فی حُبه. و أَلقی أَرْواقَه إِذا عَدا و اشتدَّ عَدْوُه؛ قال تأَبط شرّاً: نَجوتُ منها نجائی من بَجِیلةَ، إِذْ أَلْقَیْتُ، لَیلةَ جَنْبِ الجَوِّ، أَرْواقی أَی لم أَدَعْ شیئاً من العدْوِ إِلّا عدَوْته، و ربما قالوا: أَلقی أَرْواقَه إِذا أَقام بالمكان و اطمأَن به كما یقال أَلقی عَصاه. و رماه بأَرْواقه إِذا رَماه بثِقْلِه. و أَلْقَت السحابةُ علی الأَرض أَرواقها: أَلَحَّتْ بالمطر و الوَبْل، و إِذا أَلحت السحابة بالمطر و ثبتت بأَرض قیل: أَلْقت علیها أَرواقَها؛ و أَنشد: و باتت بأَرواقٍ عَلَینا سَوارِیا و أَلقت أَرواقها إِذا جدّت فی المطر. و یقال: أَسْبَلَت أَرواقُ العَیْن إِذا سالت دموعُها؛ قال الطرمّاح: عَیْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَلَتْ أَرواقُها من كَیْن أَخْصامِها و یقال: أَرْخَت السماءُ أَرواقَها و عَزالیَها. و رَوْقُ السحابِ: سَیْلُه؛ و أَنشد: مِثْل السحابِ إِذا تَحدَّر رَوْقُه و دَنا أُمِرَّ، و كان ممَّا یُمْنَع أَی أُمِرَّ علیه فمرَّ و لم یُصبه منه شی‌ء بعد ما رجاه. و‌فی الحدیث: إِذا أَلْقَتِ السماء بأَرواقِها‌أَی بجمیع ما فیها من الماء؛ و الأَرْواقُ: الأَثْقالُ؛ أَراد مِیاهَها المُثْقِلة للسحاب. و الأَرْواقُ: جماعة الجِسم، و قیل: الرَّوْق الجسم نفسه. و إِنه لیركَبُ الناسَ بأَرواقه، و أَرواقُ الرجل: أَطرافه و جسَدُه. و أَلقی علینا أَرواقَه أَی غَطّانا بنفسه. و رمَوْنا بأَرْواقِهم أَی رمونا بأَنفسهم؛ قال شمر: و لا أَعرف قوله أَلقی أَرواقَه إِذا اشتدّ عدْوُه، قال: و لكنی أَعرفه بمعنی الجِدّ فی الشی‌ء؛ و أَنشد بیت تأَبط شرّاً: نجوت منها نجائی من بجیلةَ، إِذ أَرْسَلْتُ، لَیْلةَ جَنْب الرَّعْنِ، أَرواقی و یقال: أَرسل أَرواقَه إِذا عدا، و رمی أَرواقه إِذا أَقام و ضرب بنفسه الأَرضَ. و یقال: رمی فلان بأَرواقِه علی الدابة إِذا ركبها، و رمی بأَرواقه عن الدابة إِذا نزل عنها. و فی نوادر الأَعراب: رَوْقُ المطر و روْق الجَیش و روْقُ البیتِ و روْقُ الخیل مُقدَّمُه، و روْق الرجل شبابه، و هو أَوّل كل شی‌ء مما ذكرته. و یقال: جاءنا رَوْقُ بنی فلان أَی جماعة منهم، كما یقال: جاءنا رأْسٌ لجماعة القوم. ابن سیدة: رَوْقُ الشباب و غیره و رَیْقُه و رَیِّقُه كل ذلك أَوله؛ قال البَعِیث: مَدَحْنا لَها رَیْقَ الشَّباب، فعارَضتْ جَناب الصِّبا فی كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما و یقال: فعَله فی رَوْق شبابه و ریِّق شبابه أَی فی أَوّله. و ریِّقُ كل شی‌ء: أَفضله، و هو فَیْعِل، فأُدغم. و رَوْقُ البیت: مقدَّمه، و رِواقه و رُواقه: ما بین یدیه، و قیل سَماوَتُه، و هی الشُّقّة التی دون العُلْیا، و الجمع أَرْوِقة، و رُوقٌ فی الكثیر؛ قال سیبویه: لم یجز ضمّ الواو كراهیة الضمّة قبلها و الضمة فیها، و قد رَوَّقَه. الجوهری: الرَّوْقُ و الرِّواقُ سَقْفٌ فی مقدَّم البیت، و الرِّواق سِتْر یُمدّ دون السقف. یقال: بیت مُرَوَّقٌ؛ و منه قول الأَعشی:
لسان العرب، ج‌10، ص: 133
فظَلَّتْ لَدَیْهِم فی خِباءٍ مُرَوَّقِ قال ابن بری: بیت الأَعشی هو قوله: و قد أَقْطَعُ اللیلَ الطویلَ بفتْیةٍ مَسامِیحَ تُسْقَی، و الخِباءُ مُرَوَّقُ و قال بعضهم: رِواق البیت مُقدَّمه. ابن سیدة: رِواقا اللیل مقدمه و جَوانِبُه؛ قال: یَرِدْنَ، و اللیلُ مُرِمٌّ طائرُهْ، مُرْخًی رِواقاه، هُجودٌ سامِرُهْ و یروی: مُلْقًی رِواقاه …، و رواه ابن الأَعرابی: و لیلٌ مُرَوَّقٌ مُرْخَی الرِّواق؛ قال ذو الرُّمّة یصف اللیل، و قیل یصف الفجر: و قد هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِیُّ كِفاءهُ، و لكنه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ و مضَی رَوْقٌ من اللیل أَی طائفة. ابن بری: و یجمع رَوْق علی أَرْوُق؛ قال: خُوصاً إِذا ما اللیلُ أَلْقی الأَرْوُقا، خَرَجْنَ من تحتِ دُجاه مُرَّقا قال: و قد یحتمل أَن یكون جمعَ رِواقٍ علی حدّ قولهم مَكان و أَمْكُنٌ، قال: و كذا فسره أَبو عمرو الشَّیبانی فقال: هو جمع رِواق، و ربما قالوا: رَوَّقَ اللیلُ إِذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته و أَلقی أَرْوِقَته. ابن الأَعرابی: الرَّوْقُ السَّیِّد، و الرَّوْقُ الصافی من الماء و غیره، و الرَّوْقُ العُمُر. یقال: أَكل رَوْقَه. و الرَّوْقُ نفْس النَّزْع، و الرَّوْق المُعجِب. یقال: رَوْقٌ و رَیْقٌ؛ و أَنشد المفضل: علی كلّ رَیْقٍ تَرَی مُعْلَماً، یُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْرَبِ قال: الرَّیْقُ هاهنا الفرَس الشریف. و الرَّوْقُ: الحُبُّ الخالِص. و الأَرْواقُ: الفَساطِیطُ؛ اللیث: بیت كالفُسطاط یُحمل علی سِطاعٍ واحد فی وسَطه، و الجمع أَرْوِقةٌ. و یقال: ضرب فلان رَوْقَه بموضع كذا إِذا نزل به و ضرب خیمته. و‌فی حدیث الدَّجّال: فیضرب رواقَه فیخرج إِلیه كل مُنافِق، أَی یضرب فُسطاطه و قُبَّته و موضعَ جلوسه. و‌روی عن عائشة، رضی الله عنها، فی حدیث لها: ضرَب الشیطانُ رَوْقَه و مَدّ أَطْنابَه؛ قیل: الرَّوْقُ الرِّواق و هو ما بین یدی البیت. قال الأَزهری: رَوْقُ البیت و رواقُه واحد، و هی الشُّقة التی دون الشقّة العُلیا؛ و منه قول ذی الرمة: و مَیِّتة فی الأَرضِ إِلَّا حُشاشةً، ثَنَیْتُ بها حَیًّا بمَیْسورِ أَرْبعِ بثِنْتَیْنِ، إِن تَضرِبْ ذِهِی تَنْصَرِفْ ذِهِی، لكِلَتَیْهِما رَوْق إِلی جَنْبِ مِخْدَعِ قال الباهلی: أَراد بالمَیتة الأُثْرة، ثَنَیتُ بها حَیّاً أَی بَعِیراً؛ یقول: اتَّبَعْت أَثَره حتی رَدَدْته. و الأُثْرة: مِیسَم فی خُفّ البعیر میّتة خَفِیّة، و ذلك أَنها تكون بیِّنة ثم تَثبُت مع الخف فتكاد تستوی حتی تُعادَ، إِلّا حُشاشة: إِلَّا بَقِیّة منها، بمَیْسُور أَی بِشقٍّ میسور، یعنی أَنه رأَی الناحیة الیُسری فعرفه بِثنتین یعنی عَینین، رَوْق یعنی رِواقاً، و هو حجابها المشرف علیها، و أَراد بالمِخْدع داخل البعیر. ابن الأَعرابی: من الأَخْبِیة ما یُرَوَّقُ، و منها ما لا یروَّق؛ فإِذا كان بیتاً ضَخْماً جعل له رِواق و كفاء، و قد یكون الرِّواقُ من شُقّة و شُقَّتین و ثلاث شُقق. الأَصمعی: رِواقُ البیت و رُواقه
لسان العرب، ج‌10، ص: 134
سَماوتُه و هی الشُّقَّ التی دون العُلیا. أَبو زید: رِواق البیت سُتْرةُ مُقدَّمِه من أَعلاه إِلی الأَرض، و كِفاؤه سُترة أَعلاه إِلی أَسفله من مؤخره، و سِتْر البیت أَصغر من الرِّواق، و فی البیت فی جَوفه سِتر آخَر یدعی الحَجَلةَ؛ و قال بعضهم: رواق البیت مُقدَّمه، و كِفاؤه مؤخَّره، سمی كِفاء لأَنه یُكافئ الرِّواق، و خالِفتاه جانباه؛ قال ذو الرمة: و لكنه جون السَّراة مروّق و قد تقدّم هذا البیت؛ شبّه ما بدا من الصبح و لمّا ینْسَفِر و هو یَسوق نفسه. و الرّوْقُ: موضع الصائد مُشبّه بالرّواق. و الرَّوْقُ: الإِعْجاب. و راقَنی الشی‌ءُ یَرُوقُنی رَوْقاً و رَوَقاناً: أَعجبنی، فهو رائق و أَنا مَرُوق، و اشْتُقّت منه الرُّوقة و هو ما حَسُن من الوَصائفِ و الوُصَفاء. یقال: وَصِیفٌ رُوقةٌ وَ وُصَفاء رُوقة. و قال بعضهم: وصفاء رُوق؛ و قول ابن مقبل فی راق: راقَتْ علی مُقْلَتَیْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ، طاوٍ تَنَفَّضَ من طَلٍّ و أَمْطارِ وصف عین نفسه أَنها زادت علی عینی سُوذانِق. و یقال: راقَ فلان علی فلان إِذا زاد علیه فضلًا، یَرُوق علیه، فهو رائق علیه؛ و قال الشاعر یصف جاریة: راقَتْ علی البِیضِ الحِسانِ بحُسْنِها وَ بهائها و قال غیره: أَرْواقُ اللیلِ أَثناء ظُلَمه؛ و أَنشد: و لَیْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْباقْ، و ذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ و الرُّوقةُ: الجَمیل جدّاً من الناس، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث، و قد یجمع علی رُوَقٍ، و رُبّما وُصفت به الخیل و الإِبل فی الشعر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَرْمِیهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه إِلا أَنه قال رُوقة هاهنا جمع رائق؛ قال ابن سیدة: فأَمّا الهاء عندی فلتأْنیث الجمع، و لم یقل ابن الأَعرابی إِن هذا إِنما یوصف به الخیل و الإِبل فی الشعر بل أَطلقه فلم یخص شعراً من غیره. و الرُّوق: الغِلمان الملاح، الواحد رائق. و یقال: غِلمان رُوقة أَی حِسان، و هو جمع رائق مثل فارِه و فُرْهة و صاحب و صُحْبة، و رُوقٌ أَیضاً مثل بازِل و بُزْلٍ؛ و منه قول الراجز: یا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ، مُقَیَّلٍ أَو مَغْبُوقْ من لبَن الدُّهْم الرُّوقْ، حتّی شَتا كالذُّعْلُوقْ، أَسْرَع من طَرْف المُوقْ و‌فی حدیث ذكر الروم: فیَخرج إِلیهم رُوقة المؤمنین‌أَی خِیارُهم و سَراتُهم، و هی جمع رائق. راقَ الشی‌ءُ إِذا صَفا، و یكون للواحد. یقال: غُلامٌ رُوقةٌ و غِلمان رُوقة. و الرُّوقة: الشی‌ء الیسیر، یَمانیة. و الرَّاوُوقُ: المِصْفاةُ، و ربما سموا الباطِیةَ راوُوقاً. اللیث: الراووق ناجُود الشَّراب الذی یُرَوَّق به فیُصَفَّی، و الشراب یَتروَّقُ منه من غیر عصر. و راقَ الشرابُ و الماءُ یَرُوقان رَوْقاً و تَرُّوقاً: صَفَوَا؛ و رَوَّقه هو تَرْوِیقاً، و استعار دُكَینٌ الراوُوقَ للشَّباب فقال: أُسْقَی بِراووق الشَّباب الخاضِلِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 135
و إِراقةُ الماء و نحوه: صَبُّه. و أَراقَ الماء یُرِیقه و هَراقَه یُهَرِیقُه بدَل، و أَهْراقَه یُهْرِیقُه عِوَضٌ: صبَّه. قال ابن سیدة: و إِنما قُضِیَ علی أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرین: أَحدهما أَنّ كون عین الفعل واواً أكثر من كونها یاء فیما اعْتلَّت عینه، و الآخر أَنّ الماء إِذا هُرِیقَ ظهر جَوْهرُه و صَفا فَراقَ رائیَه یَرُوقُه، فهذا یقوِّی كون العین منه واواً، علی أَنّ الكسائی قد حكی راقَ الماءُ یَرِیقُ إِذا انْصبّ، و هذا قاطع بكون العین یاء. قال ابن بری: أَرَقْت الماء منقول من راقَ الماء یَرِیقُ رَیْقاً إِذا تردد علی وجه الأَرض، فعلی هذا كان حقه أَن یذكر فی فصل ریق لا فی فصل روق. و أَراقَ الرجل ماء ظَهرِه و هَراقه، علی البدل، و أَهْراقه علی العوض كما ذهب إِلیه سیبویه فی قولهم أَسْطاعَ، و قالوا فی مصدره إِهراقة كما قالوا إِسْطاعة؛ قال ذو الرُّمّة: فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الماء أَنْصَبَتْ لأَعْزِلَه عنها، و فی النَّفْس أَن أَثْنی و رجل مُرِیقٌ و ماء مُراقٌ علی أَرَقْت، و رجل مُهَرِیقٌ و ماء مُهَراقٌ علی هَرَقْت، و رجل مُهْریقٌ و ماء مُهْراقٌ علی أَهْرَقْت؛ و الإِراقةُ: ماء الرجل و هی الهِراقة، علی البدل، و الإِهْراقة، علی العِوَض. و هما یتَراوقانِ الماء: یتَداوَلانِ إِراقَته. و رَوَّق السَّكْران: بالَ فی ثیابه؛ هذه وحدها عن أَبی حنیفة، و ذلك جمیعه مذكور فی الیاء لأَن الكلمة واویة و یائیة. و الرَّوَقُ، بالتحریك: طول و انْثِناء فی الأَسنان، و قیل: الرَّوَقُ طول الأَسنان و إِشْرافُ العُلْیا علی السُّفْلی، رَوِقَ یَرْوَقُ رَوَقاً فهو أَرْوَقُ إِذا طالت أَسنانه؛ قال لبید یصف أَسْهُماً: فرَمَیْت القوْمَ رِشْقاً صائباً، لیْسَ بالعُصْلِ و لا بالمُقْتَعِلّ رَقَمِیَّاتٌ علیها ناهِضٌ، تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم و الأَیَلّ و الرُّوق: الطِّوالُ الأَسنان، و هو جمع الأَرْوَق، و النعت أَرْوَقُ و رَوْقاء، و الجمع رُوقٌ؛ و أَنشد: إِذا ما حالَ كُسُّ القَومِ رُوقا و التَّرْویقُ: أَن تَبیع شیئاً لك لتشتری أَطْول منه و أَفضل، و قیل: الترویق أَن تبیع بالیاً و تشتری جدیداً؛ عن ثعلب، و قیل: الترویق أَن یبیع الرجل سِلْعته و یَشتری أَجْودَ منها. و قال ابن الأَعرابی: باعَ سلعته فروَّق أَی اشتری أَحسن منها.

ریق؛ ج10، ص: 135

: راقَ الماءُ یَرِیقُ رَیْقاً: انْصَبَّ؛ حكاه الكسائی، و أَراقَه هو إِراقة و هَراقَه علی البدل؛ عن اللحیانی، و قال: هی لغة یمانیة ثم فشَت فی مصر، و المستقبل أُهَرِیقُ، و المصدر الإِراقهُ و الهِراقهُ. و قال مرة: أُرِیقَتْ عینُه دَمْعاً و هُرِیقت. و‌فی الحدیث: كأَنَّما تُهْرَاقُ الدِّماء.و راقَ السَّرابُ یَرِیقُ رَیْقاً: جری و تضَحْضَحَ فَوقَ الأَرض؛ قال رؤبة: إِذا جَری، من آلها الرَّقْراقِ، رَیْقٌ و ضَحْضاحٌ علی القَیاقِی و الرَّیْقُ: تَردُّد الماء علی وجه الأَرض من الضَّحْضاح و نحوه إِذا انْصَبَّ الماء. اللیث: الرِّیقُ ماء الفَم غُدْوة قبل الأَكل و یؤَنث فی الشعر فیقال ریقَتُها؛ غیره: و الرِّیق الرُّضابُ، و الرِّیقة أَخصّ منه. و رِیقةُ الفم و رِیقُه: لعابُه،
لسان العرب، ج‌10، ص: 136
و جمع الرِّیق أَرْیاقٌ و رِیاق؛ قال القطامی: و كأَنَّ طَعْم مُدامةٍ عانِیّةٍ شَمِلَ الرِّیاقَ، و خالَطَ الأَسْنانا و رجل رَیِّقٌ، علی فَیْعِل، و علی الرِّیق أَی لم یُفْطِر. و قولهم: أَتیتُه علی رِیقِ نفْسی أَی لم أَطْعَم شیئاً. و یقال: أَتیته رَیِّقاً و أَتیته رائقاً أَی علی رِیقٍ لم أَطعم شیئاً؛ حكاه یعقوب. و الماء الرائقُ: الذی یُشرب علی الرِّیق غُدْوة، زاد الجوهری: و لا یقال إِلَّا للماء؛ و أَكلت خبزاً رَیْقاً أَی بغیر إِدام؛ و جاءَ فلان رائقاً عَثَرِیّاً أَی فارِغاً بلا شی‌ء؛ حكاه سیبویه، و قال ابن الأَعرابی: معناه جاءَ غیر محمود المَجِی‌ء، و یقال: شربت الماءَ رائقاً و هو أَن یشرَبه شارِبه غُدوة بلا ثُفْل، و لا یقال إِلَّا للماء. و راقَ الرَّجلُ یَرِیقُ إِذا جادَ بنفْسه عند الموت، و قال الكسائی: هو یَرِیق بنفسه رُیُوقاً أَی یَجُود بها عند الموت. و رَیِّقُ كل شی‌ء أَفضلهُ و أَوَّله، تقول: رَیِّقُ الشَّباب و رَیِّقُ المطر و قد یخفَّف فیقال رَیْقٌ؛ قال لبید: مَدَحْنا لها رَیْقَ الشَّبابِ، فعارَضَتْ جَناب الصِّبا فی كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قال ابن بری: رَیِّقُ الشباب فیْعِل من راقَنی الشی‌ءُ یَرُوقنی أَی أَعجبنی، قال: فحقه أَن یذكر فی ترجمة روق لا ریق، فأَما قولهم رجُل رَیِّق إِذا كان علی رِیقِه، فهو من الیاء، قال: و الرَّیْقُ تخفیف الرَّیِّق؛ و أَنشد المُفَضَّل: علی كُلِّ رَیْقٍ ترَی مُعْلَماً یُهَدِّرُ، كالجمَلِ الأَجْرَب أَی رَیْق مُعْجب یعنی فرساً؛ و قیل: رَیِّقُ المطر ناحِیته و طرفهُ؛ یقال: كان رَیِّقُهُ علینا و حِمِرُّه علی بنی فلان؛ و حِمِرُّه: مُعظَمُه، و یقال: رَیِّق المطر أَوَّل شُؤْبُوبه؛ ابن سیدة: و رَیِّقُ الشباب أَوله، و قیل: إنما أَصله الواو، و رَیِّقُ اللیل أَوله؛ قال العجاج: أَلجَأَه رَعْدٌ من الأَشْراطِ، و رَیِّقُ اللیلِ إِلی أَراطِ و قوله: فأَدْنی حِمارَیْكِ ازْجُرِی، إِنْ أَرَدْتِنا، و لا تَذْهَبی فی رَیْقِ لیْلٍ مُضَلَّل یجوز أَن یُعْنَی بالرَّیْقِ أَوَّل الشی‌ء و أَن یعنی به السَّراب لأَنه مما یَكْنُون به عن الباطل. و راقَ السَّرابُ یَرِیقُ رَیْقاً إِذا لمَعَ فوق الأَرض، و تَرَیَّقَ مثله. و یقال: ذهب رَیْقاً أَی باطلًا؛ و أَنشد: حِمارَیْكِ سُوقی و ازْجُری، إِن أَطعْتِنی، و لا تَذْهَبی فی رَیْق لُبٍّ مُضَلَّلِ «2» و یقال: أَقصِرْ عن رَیْقك أَی عن باطِلك. ابن بری: الرَّیْقُ الباطل؛ قال حَسَّان بنُ یَعْلی العَنْبری: أَقُولُ لِمَنْ أَرْجُو نَصِیحةَ صَدْرِه: لَعَنَّك مِن صَهْباءَ فی رَیْقِ باطِلِ التهذیب: التِّرْیاقُ اسم تِفْعالٌ سمی بالرِّیق لما فیه من رِیق الحیَّات، و لا یقال تَرْیاقٌ، و یقال دِرْیاقٌ. و یقال: كان هذا الأَمْر و بنا رَیْقٌ أَی قُوَّة، و كذلك كان هذا الأَمر و بنا رَمَقٌ و بُلَّةٌ كله
(2). قوله [فی ریق] تقدم فی مادة حمر: فی رنق بالنون و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌10، ص: 137
الرَّخاء و الرِّفْق؛ و قول ذی الرُّمَّة یصف ثوراً: حتَّی إِذا شَمَّ الصَّبا و أَبْرَدا، سَوْفَ العَذَارَی الرَّائقَ المُجَسَّدا قیل: أَراد بالرائِق ثوباً قد عُجِن بالمِسْك، و المُجَسَّد المُشْبَع صِبْغاً؛ و قیل: الرَّائقُ الشَّباب الذی یَرُوقُها حُسْنُه و شَبابه؛ و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة قال: و‌فی حدیث علی فإِذا بِرَیْقِ سیف، یروی بفتح الراء و كسر الباء، من راقَ السَّرابُ إِذا لمَعَ، و لو روی بفتحها علی أَنها أَصلیة من برَق السیفُ لكان وجهاً بَیِّناً؛ قال الواقدی: لم أَسمع أَحداً إِلَّا یقول: بِرَیْقِ سیفٍ من ورَائی یعنی بكسر الباء و فتح الراء.

فصل الزای؛ ج10، ص: 137

زبق؛ ج10، ص: 137

: زَبَقَهُ فی السِّجْن زَبْقاً: حبَسه. و زَبقَه زَبْقاً: ضیّق علیه؛ أَنشد ثعلب: و مَوْضِع زَبْقٍ لا أُرِیدُ مَبِیتَه، كأَنّی به، مِن شدَّةِ الرَّوْعِ، آنِسُ و زَبَقَ الشعَرَ یَزْبِقُهُ و یزبُقُه زَبْقاً: نَتَفَه، و فی المصنف: یَزْبِقُه بالكسر لا غیر. و لحیة زَبِیقةٌ: مَزْبوقة. قال ابن بری: قال شمر بن حمدویة الصواب عندی زَنَقَه یَزْنِقُه، بالنون. و قال الوزیر ابن المغربی: الأَزْبَقُ الذی یَنْتِف شعر لحیته لحماقته؛ یقال: أَحْمَقُ أَزْبَقُ، فهذا القول یُصَحِّحُ قولَ الجوهری و غیره. و انْزَبَقَ: دخل، لغة فی انْزَقَبَ. و انْزَبَقَ فی الحِبالة: نشِبَ؛ عن اللحیانی. ابن بزرج: زَبَقَت المرأَةُ بولدها أَی رَمَتْ به. و الزابُوقَةُ: شِبْه دَغَلٍ فی بناء أَو بیت یكون له زوایا مُعْوَجَّة. و زابُوقةُ البیت: ناحیتُه. و انْزَبَقَ فی البیت: انْكَرَس فیه؛ قال رؤبة: و قد بَنی بَیْتاً خَفِیَّ المُنْزَبَقْ الانْزِباقُ: الاستخفاءُ. و الزابوقةُ: موضع قریب من البصرة كانت فیه الوقعة یوم الجمل أَول النهار، و قد ذكرت فی الحدیث. قال ابن بری: قال ابن خالویه لیس من كلام العرب زبق إِلا فی ثلاثة أَشیاء: زَبَقْت فلاناً فی الشی‌ء أَدْخَلْته فیه، و زَبَقْتُه فی البیت و انْزَبَق هو، و زَبَقْتُ الشاةَ و البَهْمَ مثل رَبَقْتُه بِحَبْل، و حكی أَبو عبید عن الأَصمعی: زَبَقْتُه فی السجن حَبَسْته؛ قال علی بن عبد العزیز صاحِبُه: ثم قرأْناه علیه بعدُ فقال: رَبَقْتُه، بالراء؛ قال ابن حمزة: هذا غلط من أَبی عبید، إِنما رَبَقْته شددته بالرِّبْقِ أَی بالحبل، فأَما إِذا حبسته فزَبقْته، بالزای، كما روی عن الأَصمعی. و زَبَقَ الشی‌ءَ: كَسَرَه؛ و منه قوله: و یَزْبِقُ الأَقْفالَ و التابُوتا و الزَّنْبَقُ: دُهْنُ الیاسمین. و الزئبَقُ: الزاوُوق؛ فارسی معرب، و قد أُعرب بالهمز، و منهم من یقوله زِئبِق، بكسر الباء، فیُلْحِقه بالزِّئْبِر و الضئْبِل. و دِرْهم مُزَأْبَقٌ: مَطْلِیّ بالزِّئْبق، و العامة تقول مُزَبَّق، و رأَیت فی نسخة: الزئْبُقُ الزاوُوق، و نظیره زِئْبُرُ الثوب لغة فی زِئْبِره.

زبرق؛ ج10، ص: 137

: الزِّبْرِقانُ: لیلةَ خَمْسَ عَشْرة. و الزِّبْرِقانُ: القمر؛ قال الشاعر: تُضِی‌ءُ له المَنابِرُ حِینَ یَرْقَی علیها، مثل ضَوْءِ الزِّبْرِقان
لسان العرب، ج‌10، ص: 138
و قال اللیث: الزِّبْرِقان لَیْلةَ خَمْسَ عَشْرة من الشهر. یقال: لیلة الزِّبْرِقان و لیلةُ البَدْر لیلةُ أَرْبَعَ عَشْرة. و الزِّبْرِقانُ: من سادات العرب و هو الزِّبْرِقان بنُ بدر الفزاری، سمی بذلك لتسمیتهم أَباه بَدْراً، و لما لَقِیَ الزِّبْرِقانُ الحُطَیئة فسأَله عن نسبه فانتسب له أَمَرَه بالعُدولِ إِلی حِلَّته و قال له: اسْأَلْ عن القَمَرِ ابن القمر أَی الزِّبْرِقان بن بَدْرٍ، و قیل: سمی بالزِّبْرِقان لصُفْرةِ عمامَتِه و اسمه حُصَین، و قیل: سمی به لأَنه كان یُصَفِّرُ اسْته؛ حكاه قطرب و هو قول شاذ؛ قال المُخَبَّل السعدی: و أَشهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلولًا كَثِیرةً، یَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا قیل: یعنی بسِبِّه اسْتَه، و قیل: یعنی به عمامته؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده: و أَشهدَ …، بالنصب، لأَن قبله: أَ لم تَعْلَمی، یا أُمَّ عَمْرة، أَنَّنی تَخَطَّأَنی رَیْبُ المَنونِ لأَكْبَرا و قد زَبْرَقَ ثَوْبَه إِذا صفَّره. و الزِّبْرِقانُ: الخَفِیف اللحیة. و أَراهُ زَبارِیقَ المَنِیّة أَی لمَعانَها، جمعوها علی التشنیع لشأْنها و التعظیم لها.

زبعق؛ ج10، ص: 138

: رجل زَبَعْبَقٌ و زَبَعْبَقِیٌّ و زِبِعْباق إِذا كان سیِّ‌ءَ الخُلق؛ و أَنشد: شِنْفِیرةٍ ذی خُلُقٍ زَبَعْبَقِ و أَنشده ابن بری: فلا تُصَلِّ بِهِدانٍ أَحْمَقِ شِنْظِیرةٍ ذی خُلُقٍ زَبَعْبَقِ

زحلق؛ ج10، ص: 138

: الزُّحْلوقة: آثارُ تَزَلُّجِ الصبیان من فوق إلی أَسفل، و قال یعقوب: هی آثار تَزَلُّج الصبیان من فوق طین أَو رمل إِلی أَسفل؛ قال الكمیت: و وَصْلهُن الصِّبا، إِن كنت فاعلَه، و فی مقام الصِّبَا زُحْلوقةٌ زَلَلُ یقول: مقام الصبا بمنزلة الزحلوقة. و تَزَحْلَقُوا علی المكان: تزلَّقُوا علیه بأَسْتاهِهم. و المُزَحْلَقُ: الأَمْلسُ. الجوهری: الزَّحالیقُ لغة فی الزحالیف، الواحدة زُحْلوقة؛ قال عامر بن مالك مُلاعِبُ الأَسِنَّة: لما رأَیت ضِرَاراً فی مُلَمْلَمةٍ، كأَنما حافَتاها حافَتا نِیقِ، یَمَّمْتُه الرُّمْحَ شَزْراً ثم قلت له: هذِی المُروءَةُ لا لعْبُ الزَّحالیقِ یعنی ضرار بن عمرو الضبی. و الزَّحْلقَةُ: كالدَّحْرَجَةِ، و قد تَزَحْلَق؛ قال رؤبة: لما رأَیتُ الشرَّ قد تأَلّقا، و فِتْنةً تَرْمی بمن تَصَعَّقا، مَن خَرَّ فی طَحْطاحِها تَزَحْلقا

زدق؛ ج10، ص: 138

: التهذیب: أَبو زید الزِّدْقُ الصِّدْقُ. و هو أَزْدَقُ منه أَی أَصدق منه. قال: و قد قالوا القَزْدُ للقصد، و حكی النضر عن بعض العرب: خیرُ القول أَزْدَقُه؛ و أَنشد الأَصمعی: فَلاة فلًی لَمّاعة، من یَجُرْ بها عن القَزْدِ تُجْحِفْه المَنایا الجَواحِفُ قال: هكذا أَنشده أَبو حاتم عن الأَصمعی، بالزای، لمزاحم العقیلی.

زرق؛ ج10، ص: 138

: التهذیب: الزُّرْقةُ فی العین، تقول: زَرِقَتْ عینه، بالكسر، تَزْرَقُ زَرَقاً. ابن سیدة: الزُّرْقة البیاض حیثما كان، و الزُّرْقة: خضرة فی سواد العین،
لسان العرب، ج‌10، ص: 139
و قیل: هو أَن یتغشَّی سوادَها بیاضٌ، زَرِقَ زَرَقاً فهو أَزْرَقُ و أَزْرَقِیٌّ؛ قال الأَعشی: تتبَّعَه أَزْرَقِیٌّ لَحِمْ و قد زَرِقَت عینُه، بالكسر؛ قال الشاعر: لقد زَرِقَتْ عَیْناكَ یا ابن مُكَعْبَرٍ، كما كلُّ ضَبِّیٍّ من اللُّؤْمِ أَزْرَقُ و ازْرَقَّت عینُه ازْرِقاقاً و ازْراقَّت عینه ازْرِیقاقاً، و هو أَزْرَقُ العین. و نَصْلٌ أَزْرَقُ بیِّنُ الزَّرَق: شدید الصَّفاء؛ قال رؤبة: حتی إِذا تَوَقَّدت من الزَّرَقْ حَجْرِیّةٌ كالجَمْر من سَنِّ الذَّلَقْ و تسمی الأَسِنَّةُ زُرْقاً للونها. أَبو عبیدة: الزَّرَقُ تَحْجیل یكون دُون الأَشاعِر، و قیل: الزَّرَقُ بیاض لا یُطِیفُ بالعَظْم كلّه و لكنه وضَحٌ فی بعضه. أَبو عمرو: الزَّرْقاءُ الخَمْرُ. و ماءٌ أَزْرَقُ: صافٍ؛ رواه ابن الأَعرابی. و نُطْفة زَرْقاء. و الزُّرْقُم: الأَزْرَقُ الشدید الزَّرَق، و المرأَة زُرقُم أَیضاً، و الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء؛ قال الراجز: لیسَتْ بِكَحْلاءَ، و لكن زُرْقُمُ، و لا بِرَسْحاءَ، و لكن سُتْهُمُ و قال اللحیانی: رجل أزْرَقُ و رُزْقُم و امرأَة زَرْقاء بیِّنة الزَّرَقِ و زُرْقُمَةٌ. و الأَزارِقهُ من الحَرُوریّة: صِنْف من الخوارج، واحدهم أَزْرَقِیّ، ینسبون إِلی نافع بن الأَزْرَق و هو من الدُّول بن حنیفة. و قوله تعالی: وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً؛ فسره ثعلب فقال: معناه عِطاش؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن هذا لیس علی القصد الأَول، إِنما معناه ازْرَقَّت أَعینُهم من شدة العطش، و قیل: عُمْیاً یخرجون من قبورهم بُصَراء كما خُلِقوا أَوَّلَ مرة و یَعْمَوْن فی المحشر، و إِنما قیل زُرْقاً لأَن السواد یَزْرَقُّ إِذا ذهبت نواظِرُهم، و یقال: زُرْقاً طامِعینَ فیما لا ینالونه، و قال غیره: الزُّرْقُ المِیاهُ الصافیة؛ و منه قول زهیر: فلمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه، وضَعْنَ عِصِیَّ الحاضرِ المُتَخَیِّم و الماء یكون أَزْرَقَ و یكون أَسْجَرَ و یكون أَخضرَ و یكون أَبیضَ. و الزُّرْقُ: أَكْثِبَةٌ بالدَّهْناء؛ قال ذو الرمة: و قَرَّبْن بالزُّرْقِ الحَمائِلَ، بعد ما تَقَوَّبَ عن غِرْبانِ أَوْراكِها الخَطْرُ و الزُّرَیْقاءُ: ثَرِیدةٌ تُدَسَّمُ بلبن و زَیْت. و المِزْراقُ من الرِّماح: رُمْحٌ قصیر و هو أَخف من العَنَزَة. و قد زَرَقَه بالمِزْراقِ زَرْقاً إِذا طعنَه أَو رماه به. و البازِی یكون أَزرق و هی الزُّرْقُ؛ و قال ذو الرمة: من الزُّرْق أَو صُقْع كأَن رُؤُوسها و زَرَقَه بعینه و ببصره زَرْقاً: أَحَدَّهُ نحوَه و رماه به. و زَرَقَتْ عینُه نَحْوِی إِذا انْقَلَبَت و ظهرَ بیاضُها. و زَرَقَت الناقةُ الرَّحْلَ أَی أَخَّرته إِلی وراء فانْزَرَق؛ قال الراجز: یزعم زیدٌ أَنَّ رَحْلی مُنْزَرقْ، یَكْفِیكَه الله، و حَبْلٌ فی العُنُقْ یعنی اللبَبَ. و المُنْزَرِقُ: المُسْتَلْقِی وراءه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 140
و انْزَرَقَ الرجُل انْزِراقاً إِذا استلقی علی ظهره. قال أَبو منصور: و سمعت بعض العرب یقول للبعیر الذی یؤخر حمله إلی مؤخَّره مِزْراقٌ، و رأَیت جَمَلًا عندهم یسمی مِزْراقاً لتأْخیره أَداته و ما حمل علیه. و رجل زَرّاقٌ: خَدَّاعٌ. و الزَّرْقة: خَرزة یؤَخَّذُ بها الرجال. و زَرَقَ الطائرُ و غَیْرُه و ذَرَقَ إِذا حَذَفَ به حَذْفاً. و الزُّرَّقُ: طائر بین البازی و الباشَق یُصادُ به؛ و قال الفراء: هو البازی الأَبیض، و الجمع الزَّرارِیقُ. و الزُّرَّقُ: شعرات بیض تكون فی ید الفرس أَو رجله. و الزُّرَّقُ: بیاض فی ناصیة الفرس أَو قَذالِه. و الزُّرَّقُ: الحَدید النظر، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. و الزَّوْرَقُ من السُّفُن دون الخُلُج، و قیل: هو القارب الصغیر؛ قال ذو الرمة: أَو حُرَّة عَیْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة، دَعائمَ الزَّورِ نِعْمَت زَورَق البَلدِ یعنی نِعْمَت سَفِینةُ المفازة؛ و قول جریر أَنشده محمد بن حبیب: تَزَوْرَقتَ، یا ابن القَیْنِ، من أَكل فِیرةٍ و أَكْلِ عُوَیثٍ، حین أَسْهَلَك البَطْنُ و یقال: تَزَوْرَقَ الرجلُ إِذا رمی ما فی بطنه. و الزَّوْرَقُ مأْخوذ منه، و قد سمت زَرَقاناً. و زُرَیْقٌ و زُرْقان: اسمان. و الزَّرْقاء: فرس نافع بن عبد العُزَّی. و الزَّرْنُوقانِ، بفتح الزای: مَنارتان تُبْنَیانِ علی رأْس البئْر؛ قال ابن جنی: هو فَعْنُول و هو غریب، فأَما الزُّرْنُوق، بضم الزای، فرُباعیّ، و سیذكر.

زربق؛ ج10، ص: 140

: زَرْبَقَ الثوبَ: فَصَّله.

زردق؛ ج10، ص: 140

: الزَّرْدق: خَیْط یُمَدُّ. و الزَّرْدَقُ: الصَّفُّ القیامُ من الناس. و الزَّرْدَق: الصفُّ من النخل، و هو بالفارسیة زرده.

زرفق؛ ج10، ص: 140

: الزَّرْفَقةُ: السُّرْعة. و سیر مُزْرَنْفِقٌ و بعیر مُزْرَنْفِقٌ: سریع. و الأَعْرَفُ فیهما مُدْرَنْفِقٌ. و زَرْفَقَ و هَزْرَقَ: أَسرع.

زرمق؛ ج10، ص: 140

: الزُّرْمانِقةُ: جُبَّة من صوف، و هی عجمیة معربة. و‌جاء فی الحدیث: أَن موسی، علیه السلام، كانت علیه زُرْمانِقةُ صوف لمّا قال له ربُّه: وَ أَدْخِلْ یَدَكَ فِی جَیْبِكَ تَخْرُجْ بَیْضٰاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ.و‌فی الصحاح فی حدیث ابن مسعود: أَن موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، لما أَتی فِرْعونَ أَتاه و علیه زُرْمانِقةٌ‌یعنی جبَّة صوف. قال أَبو عبید: أَراها عبرانیّة، قال: و التفسیر هو فی الحدیث، و یقال: هو فارسی معرب و أَصله أُشْتُرْبانَهْ أَی مَتاع الجَمّال، و فی النهایة: أَی متاع الجمل.

زرنق؛ ج10، ص: 140

: الزُّرْنُوقانِ: حائطان، و فی المحكم: مَنارتانِ تُبْنَیانِ علی رأْس البئر من جانبیها فتُوضع علیهما النَّعامةُ، و هی خشبة تُعَرَّض علیهما ثم تعلق فیها البَكْرة فیُسْتَقی بها و هی الزَّرانِیق، و قیل: هما خشبتان أَو بناءان كالمِیلَین علی شَفِیر البئر من طین أَو حجارة، و فی الصحاح: فإِن كان الزُّرْنُوقان من خشب فهما دِعامَتانِ، و قال الكلابی: إِذا كانا من خشب فهما النَّعامَتانِ و المُعْتَرِضة علیهما هی العَجلة، و الغَرْب مُعَلَّق بالعَجَلة، و قیل: الزَّرانِیقُ دُعُم البِئر، واحدها زُرْنوق، و حكی اللحیانی زَرْنُوق؛ رواه كراع، قال: و لا نظیر له إِلا بنو صَعْفوق خوَلٌ بالیمامة. و قال ابن جنی: الزَّرْنوق، بفتح
لسان العرب، ج‌10، ص: 141
الزاء، فَعْنُول و هو غریب. و یقال: الزّرْنوق بفتح الزای و ضمها. و‌فی حدیث علیّ: لا أَدَعُ الحَجّ و لو تَزَرْنَقْتُ‌أَی و لو خَدَمْت زَرانِیقَ الآبارِ فَسَقَیْت لأَجْمَعَ نفقة الحجِّ. و الزُّرْنُوقُ: النهر الصغیر. و‌روی عن عكرمة أَنه قیل له: الجُنُب یَنْغَمِسُ فی الزُّرْنوق أَ یُجْزئه من غُسْل الجَنابة؟ قال: نعم؛ قال شمر: الزُّرْنوقُ النهر الصغیر هاهنا كأَنه أَراد الساقیة التی یجری فیها الماء الذی یُسْتَقی بالزُّرْنوقِ لأَنه مِنْ سَببِه. و الزَّرْنقَة: العِینة؛ و به فسر بعضهم‌قول علی، رضوان الله علیه: لا أَدَعُ الحجَّ و لو تَزَرْنَقْت‌أَی لو أَخَذْت الزادَ بالعِینَة؛ حكی ذلك الهروی فی الغریبین، و قیل فی معناه: لو اسْتَقَیْت علی الزُّرْنوق بالأُجرة، و هی الآلة التی تقدم وصفها آنفاً، و قیل: معناه و لو تعینت عِینةَ الزاد و الراحلة؛ و العِینةُ: أَن یشتری الشی‌ءَ بأَكثر من ثمنه إِلی أَجل ثم یبیعه منه أَو من غیره بأَقل مما اشتراه، كأَنه معرب زَرْنَه أَی لیس الذهب معی؛ و من هذا المعنی‌حدیث عائشة: أَنها كانت تأْخذ الزَّرْنَقَةَ أَی العِینةَ، فقیل لها: تأْخُذِین الزَّرْنَقة و عَطاؤُك من قِبَل معاویة كل سنة عَشَرة آلاف دِرْهم؟ فقالت: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول من كان علیه دَیْنٌ فی نِیَّته أَداؤُه كانَ فی عون الله، فأَحْبَبْتُ أَن آخذ الشی‌ءَ یكون من نِیَّتی أَداؤُه فأَكون فی عون الله.و‌فی حدیث ابن المبارك: لا بَأْسَ بالزَّرْنَقةِ.قال اللحیانی: ما كان من الأَسماء علی فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل بُهْلول و قُرْقُور إِلا أَحرفاً جاءت نوادر منها بالضم و الفتح، یقال لِحَیٍّ من الیمن صَعْفوق و صُعْفوق، و یقال زَرْنُوق و زُرنوق لِبِناءَیْن علی شَفیر البئر، و یقال تركتهم فی بُعْكُوكة القوم و بُعْكوكة الشرِّ، و هو وسطه، و یقال للزِّرْنیخ زِرْنیق و هما دَخِیلان؛ قال الشاعر: مُعَنَّز الوجه فی عِرْنِینِه شَمم، كأَنما لِیطَ ناباهُ بِزِرْنِیق قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابی عن الزَّرْنَقةِ فقال: الزَّرْنَقة الحُسن التام، و الزَّرْنَقة العِینة، و الزَّرْنَقة السَّقْیُ بالزُّرْنوقِ، و الزَّرْنقة الزیادةُ، یقال: لا یُزَرْنِقُك أَحدٌ علی فضل. زید بن الأَنباری: تَزَرْنَق فی الثِّیاب إِذا لَبِسها؛ و أَنشد: و یُصْبِحُ منها الیومَ فی ثوبِ حائضٍ، كَثِیر به نَضْحُ الدِّماءِ مُزَرْنَقا اللیث: الزُّرْنوق ظَرْفٌ یُسْتَقی به الماء؛ قال أَبو منصور: لم یعرف اللیث تفسیر الزُّرْنوقِ فغیَّره تَخْمِیناً و حَدْساً.

زعق؛ ج10، ص: 141

: ماء زُعاقٌ: مرٌّ غلیظ لا یُطاق شربُه من أُجُوجَتِه، الواحد و الجمع فیه سواء. و أَزْعَقَ: أَنْبَط ماءً زُعاقاً. و أَزْعَقَ القومُ إِذا حَفَروا فهَجَموا علی ماءٍ زُعاقٍ؛قال علیّ بن أَبی طالب، كرم الله وجهه: دُونَكها مُتْرَعةً دِهاقا كأْساً زُعافاً مُزِجَتْ زُعاقا و بئر زَعِقة: مُرّة. و الزُّعاقُ: الماء المرّ. و طعام زُعاقٌ: كثیر الملْح. و طعام مَزْعوقٌ: أُكْثِر مِلْحُه. و زَعَقَ القِدْرَ یَزْعَقُها زَعْقاً و أَزْعَقَها: أَكثر مِلْحَها. و زَعِقَ زَعَقاً، فهو زَعِقٌ، و انْزَعَقَ: فزِعَ باللیل، و لم یقیده فی التهذیب باللیل. و زَعَقَه و زَعَق به و أَزْعَقَه، و هو مَزْعوقٌ و زَعِیقٌ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 142
أَفْزَعه؛ الأَخیرة علی غیر قیاس، و معناه فهو مذعور؛ قال: یا ربَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ، مُقَیَّلٍ أَو مَغْبُوقْ، من لبَن الدُّهْمِ الرُّوقْ، حتی شَتا كالذُّعْلُوقْ، أَسْرَع من طَرْف المُوقْ، و طائرٍ و ذی فُوقْ، و كلِّ شی‌ء مَخْلوقْ مَزْعوق أَی مذعور ذكیّ الفُؤاد، و قیل: مَزْعُوق هنا مُبالَغ فی غِذائه؛ قال ابن جنی: إِن قیل ما بال هذا و نحوه من أَفْعَلَه فهو مَفْعول خالَف فیه الفعلُ مسنداً إِلی الفاعل صورتَه مسنداً إِلی المفعول، و عادةُ الاستعمال غیرُ هذا، و هو أَن یجی‌ء الضَّرْبانِ معاً فی عدّة واحدة نحو ضَرَبته و ضُرِبَ و أَكْرَمْتُه و أُكْرِمَ، و كذلك مَقاد هذا الباب، قیل: إِن العرب لما قَوِیَ فی أَنفسها أَمرُ المفعول حتی كاد أَن یُلْحَق عندهم برتبة الفاعل، و حتی قال سیبویه فیهما، و إِن كانا جمیعاً یَهُمَّانِهم و یَعْنِیانِهم خصُّوا المفعول إِذا أُسْنِدَ الفعلُ إِلیه بضَرْبَین من الصیغة: أَحدهما تَغْییر صیغة المثال مسنداً إِلی المفعول عن صورته مسنداً إِلی الفاعل و العدّة واحدة و ذلك ضَرَب زید و ضُرِب و قَتَل و قُتِل، و الآخر أَنهم لم یَقْنَعُوا بهذا القَدْر من التغییر حتی تجاوزوه إِلی أَن غَیّروا عدّة الحروف مع ضم أَوله، كما غیروا فی الأَول الصورة و الصیغةَ وحْدَها، و ذلك قوله أَحْبَبْتُه و حُبَّ و أَزْكَمَه الله و زُكِمَ و أَضْأَدَه و ضُئِدَ و أَمْلأَه و مُلِئَ. و الزَّعِقُ و المَزْعوق: النَّشِیط الذی یفْزَع من كل شی‌ء. و هَوْلٌ زَعِقٌ: شدید؛ قال: مِنْ غائِلاتِ اللیلِ و الهَوْلِ الزَّعِقْ و الزَّعَقُ، بالتحریك: مصدر قولك زَعِقَ یَزْعَقُ، فهو زَعِقٌ، و هو النشِیط الذی یَفْزَع مع نشاطِه، و قد أَزْعَقَه الخوفُ حتی زُعِقَ و انْزَعَقَ. و زَعَقَ دوابَّه: طرَدَها مسرعاً؛ قال: إِنَّ علیها، فاعْلَمَنّ، سائقا لَبّاً بأَعْجازِ المَطِیِّ لاحِقا، لا مُتْعِباً و لا عَنِیفاً زاعِقا و قیل: الزاعِقُ الذی یَسُوق و یَصِیحُ بها صیاحاً شدیداً. ابن السكیت: مَرَّ یَزْعَق بدوابّه زَعْقاً أَی یطردها مسرعاً و یصیح فی آثارها، و هو رجل ناعِقٌ و زَعّاقٌ و نَعَّارٌ. و زَعْقةُ المؤذّن: صوتُه. و الزَّعْقُ: الصیاح، و قد زَعَقْت به زَعْقاً. و زَعَقَتْه العقربُ تزْعَقُه زَعْقاً: لَدَغَتْه. و الزُّعْقوقُ: فرخ القَبْج و هو الحَجَل و الكَرَوان، و الأُنثی بالهاء، و الجمع الزَّعاقِیق. و قال الأَزهری: الزُّعْقوقةُ فرخ القَبْج؛ و أَنشد: كأَنَّ الزَّعاقِیقَ و الحَیْقُطان یُبادِرْن فی المَنْزِل الضَّیْوَنا و فی نوادر العرب: أَرض مَزْعوقة و مَدْعُوقة و ممْعوقةٌ و مَبْعوقة و مشحوذة و مَسْحورة و مَسْنِیّة إِذا أَصابها مطرٌ وابلٌ شدید. قال ابن بری: و زَعَقَت الریحُ الترابَ أَمارَتْه.

زعبق؛ ج10، ص: 142

: الأَزهری فی النوادر: تَزَعْبَقَ الشی‌ءُ من یَدِی أَی تبذَّر و تفرَّق.
لسان العرب، ج‌10، ص: 143‌

زعفق؛ ج10، ص: 143

: الزُّعْفوقُ و الزُّعافِقُ: البَخِیل السیّ‌ء الخُلُق، و الاسم الزَّعْفَقة. و قوم زَعافِق: بُخَلاء؛ و أَنشد أَبو مهدی: إِنی إِذا ما حَمْلَقَ الزَّعافقُ و اضطرَبَتْ من تحتِها العَنافِقُ

زفلق؛ ج10، ص: 143

: الزَّرْفَقةُ: السُّرْعة، و كذلك الزَّفْلَقة؛ عن ابن درید.

زقق؛ ج10، ص: 143

: الزَّقّ: مصدر زَقَّ الطائرُ الفَرخَ یزُقُّه زَقّاً و زَقْزَقَه غَرّه، و زَقَّه: أَطعمه بفِیه، و زَقَّ بسَلْحه یَزُقُّ زَقّاً و زَقْزَقَ: حذَف، و أَكثر ذلك فی الطائر؛ قال: یزُقّ زَقّ الكَرَوانِ الأَوْرق و الزَّقُّ: رَمْیُ الطائر بذَرْقِه. الأَصمعی: الزِّقّ الذی یُسَوَّی سِقاءً أَو وَطْباً أَو حَمِیتاً. و الزِّقّ: السِّقاءُ، و جمع القلّة أَزْقاق، و الكثیر زِقاقٌ و زُقّان مثل ذِئْب و ذُؤْبان. و الزِّقّ من الأُهُبِ: كلُّ وعاء اتخذ لشراب و نحوه. و قیل: لا یسمی زِقّاً حتی یُسْلَخ من قِبَل عنُقِه، و تَزْقِیقُه سَلْخُه من قِبَل رأْسه علی خلاف ما یَسْلُخُ الناس الیوم؛ و قال أَبو حنیفة: الزِّقُّ هو الذی یُنْقَل فیه، و فی بعض النسخ تُنْقل فیه أَی الذی تنقل فیه الخمر، و الجمع أَزْقاقٌ و أَزُقٌّ؛ عن الهجری،. كنِطْع و أَنْطُع؛ قال: سَقِیّ یُسَقِّی الخمرَ من دَنِّ قَهْوةٍ، بِجَنْب أَزُقٍّ شاصِیات الأَكارِع و زِقاقٌ و زُقَّان؛ عن سیبویه. و زقَّقْت الإِهابَ إِذا سَلَخْته من قِبَل رأْسِه لتجعل منه زِقّاً. اللحیانی: كَبْشٌ مَزْقوقٌ و مُزَقَّقٌ للَّذی یُسْلَخ من رأْسه إِلی رِجلِه، فإِذا سلخ من رجله فهو مَرْجول. الفراء: الجلد المُرَجِّل الذی یسلخ من رِجْل واحدةٍ، و المُزَقَّق الذی یُسْلخ من قِبَل رأْسه. ابن الأَعرابی: الزَّقَقَة المائِلُون برَحماتِهم إِلی صَنانیرهم و هم الصبیان الصغار. و الزَّقَقةُ أَیضاً: الصَّلاصِل التی تَزُقُّ زُكَّها أَی فراخَها و هی الفواخت، واحدها صُلْصُل. النضر: من الإِبل المُزَقَّقةُ و هی التی امتلأَ جلدُها بعد لحمها شحماً. و‌قال سلام: أَرسلنی أَهلی و أَنا غلام إِلی علیّ فدخلت علیه فقال: ما لی أَراك مُزَقَّقاً؟أَی محذوفَ شعر الرأْس كله، و هو من الزِّقّ: الجلد یُجَزُّ شعره و لا ینتف نتف الأَدیم، یعنی ما لی أَراك مطمومَ الرأْس كما یُطَمُّ الزِّقُّ؟ و قال بعضهم: رجل مُزَقَّقٌ طُمَّ رأْسُهُ طَمَّ الزِّقّ، و هو التَّزْقیق؛ قال الأَزهری: المعنی أَنه حذف شعره كله من رأْسه كما یُزَقَّقُ الجلد إِذا سُلِخ من الرأْس كله. و‌فی حدیث سلمان: أَنه رُؤیَ مَطمومَ الرأْس مُزَقَّقاً.و‌فی حدیث بعضهم: أَنه حلق رأْسه زُقِّیّة‌أَی حَلْقة منسوبة إِلی التَّزْقِیق، و یروی بالطاء، و هو مذكور فی موضعه. و قال أَبو حاتم: السِّقاء و الوطب ما تُرِكَ فلم یحرك بشی‌ء، و الزِّقُّ ما زُفِّتَ أو قُیِّرَ؛ یقال: زِقُّ مُزَفَّتٌ و مُقَیَّرٌ و النِّحْیُ ما رُبَّ، یقال: نِحْیٌ مَرْبوب، و الحَمِیت المُمَتَّنُ بالرُّبّ. و الزُّقاقُ: السِّكَّة، یذكر و یؤنث؛ قال الأَخفش: أَهل الحجاز یؤنِّثون الطریق و السراط و السبیل و السُّوق و الزُّقاقَ و الكَلَّاء، و هو سُوق البصرة، و بنو تمیم یذكِّرون هذا كله؛ و قیل: الزُّقاق الطریق
لسان العرب، ج‌10، ص: 144
الضیِّق دون السِّكَّة، و الجمع أَزِقَّة و زُقَّان؛ الأَخیرة عن سیبویه، مثل حُوار و حُوران. و الزُّقاقُ: طریق نافذ و غیر نافذ ضیّق دون السِّكة؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: فلم تَرَ عَیْنی مثلَ سِرْبٍ رأَیتُه، خَرَجْنَ علینا من زُقاقِ ابنِ واقِف و‌فی الحدیث: من مَنَح مِنْحة لبَنٍ أَو هدی زُقاقاً؛ الزُّقاق، بالضم: الطریق، یرید مَنْ دلَّ الضالّ أَو الأَعمی علی طریقه، و قیل: أَراد من تصدَّق بزُقاقٍ من النَّخْل و هی السِّكّة منها، و الأَول أَشبه لأَن هدی من الهدایة لا من الهدیّة. و الزُّقَّةُ: طائر صغیر من طیر الماء یُمْكِنُ حتی یكاد یُقْبَضُ علیه ثم یغوص فیخرج بعیداً، و هی الزُّقُّ. و الزَّقْزَقةُ: حكایة صوت الطائر. و الزَّقْزَقةُ و الزِّقْزاقُ: تَرْقِیصُ الصبی.

زلق؛ ج10، ص: 144

: الزَّلَقُ: الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً و أَزْلَقَه هو. و الزَّلَقُ: المكان المَزْلَقة. و أَرض مَزْلقة و مُزْلقة و زَلَقٌ و زَلِقٌ و مَزْلَق: لا یثبت علیها قدم، و كذلك الزَّلَّاقة؛ و منه قوله تعالی: فَتُصْبِحَ صَعِیداً زَلَقاً؛ أَی أَرْضاً مَلْساء لا نبات فیها أَو ملساء لیس بها شی‌ء؛ قال الأَخفش: لا یثبت علیها القدمان. و الزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة: كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَقْ، أَو حادِرُ اللِّیتَینِ مَطویّ الحبق «3» و الزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة. و‌فی الحدیث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَی لمَّا هدر الذكر و دار حول الأُنثی أَدارت إِلیه مؤخرَها. و مكان زَلَقٌ، بالتحریك، أَی دَحْضٌ، و هو فی الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً و أَزْلَقها غیرُه. و‌فی الحدیث: كان اسْمُ تُرْسِ النبی، صلی الله علیه و سلم، الزَّلوقَ‌أَی یَزْلَق عنه السلاح فلا یَخْرقه. و زَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. و زَلَق رأْسَه یَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه و هو من ذلك، و كذلك أَزْلَقَه و زَلَّقَه تزلیقاً ثلاث لغات. قال ابن بری: و قال علی بن حمزة إِنما هو زَبَقَه، بالباء، و الزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق. و التَّزْلِیقُ: تمْلِیسُك الموضِعَ حتی یصیر كالمَزْلَقةِ، و إِن لم یكن فیه ماء. الفراء: یقول للذی یحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه و أَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان و تَزَیَّقَ إِذا تزَیَّن. و‌فی الحدیث: أَن علیّاً رأَی رجُلین خرجا من الحمّام مُتزلِّقَین فقال: مَنْ أَنتما؟ قالا: من المهاجرین، قال: كذبتما و لكنكما من المُفاخِرین‌تَزَلَّق الرجل إِذا تنعم حتی یكون للونه بَرِیقٌ و بَصِیص. و التزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان و نحوها. و أَزْلَقت الفرسُ و الناقةُ: أَسْقَطت، و هی مُزْلِق، أَلْقَتْ لغیر تمام، فإِن كان ذلك عادة لها فهی مِزلاق، و الولد السقط زَلِیق؛ و فرس مِزْلاقٌ: كثیر الإِزْلاق. اللیث: أَزْلَقَت الفرسُ إِذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً. الأَصمعی: إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن یَسْتَبین خَلْقُه و قبل الوقت قیل أَزْلَقَت و أَجهَضَت، و هی مُزْلِق و مُجْهِض، قال أَبو منصور: و الصواب فی الإِزْلاق ما قاله الأَصمعی لا ما قاله اللیث. و ناقة زَلوق و زَلوجٌ: سریعة. و ریحٌ زَیْلَقٌ: سریعة المرّ؛ عن كراع. و المِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فیه، و هو الذی یُغْلق به الباب و یفتح بلا مفتاح. و أَزْلَقَه ببصره:
(3). قوله [الحبق] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 145
أَحدَّ النظر إِلیه، و كذلك زَلَقه زَلَقاً و زَلَّقه؛ عن الزجاجی. و یقال: زَلَقَه و أَزْلَقَه إِذا نحّاه عن مكانه. و قوله تعالی: وَ إِنْ یَكٰادُ الَّذِینَ كَفَرُوا لَیُزْلِقُونَكَ بِأَبْصٰارِهِمْ؛ أَی لیُصِیبُونك بأَعینهم فیزِیلونك عن مقامك الذی جعله الله لك، قرأَ أَهل المدینة لیَزْلِقونك، بفتح الیاء، من زَلَقْت و سائرُ القراء قرؤوها بضم الیاء؛ الفراء: لَیُزْلِقُونَكَ أَی لَیَرْمون بك و یُزیلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد یَصْرَعُنی شدَّةُ نظره و هو بیِّن من كلام العرب كثیر؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة فی مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك و عداوتهم یكادون بنظرهم إِلیك نظر البُغَضاء أَن یصرعوك؛ یقال: نظر فلان إِلیَّ نظراً كاد یأْكلنی و كاد یَصْرَعُنی، و قال القتیبی: أَراد أَنهم ینظرون إِلیك إِذا قرأْت القرآن نظراً شدیداً بالبغضاء یكاد یُسْقِطك؛ و أَنشد: یَتقارَضونَ، إِذا الْتَقَوْا فی مَوْطِنٍ، نظراً یُزِیلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ و بعض المفسرین یذهب إِلی أَنهم یصیبونك بأَعینهم كما یُصِیب الغائنُ المَعِینَ؛ قال الفراء: و كانت العرب إِذا أَراد أَحدهم أَن یَعْتانَ المالَ یجُوع ثلاثاً ثم یعرِض لذلك المال، فقال: تالله ما رأَیت مالًا أكثرَ و لا أَحسنَ فیتساقط، فأَرادوا برسول الله، صلی الله علیه و سلم، مثل ذلك فقالوا: ما رأَینا مثل حُجَجه، و نظروا إِلیه لیَعِینوه. و رجل زَلِقٌ و زُمَلِقٌ مثال هُدَبِد و زُمالِقٌ و زُمَّلِقٌ، بتشدید المیم: و هو الذی یُنْزِل قبل أَن یجامِعَ؛ قال القُلاخ بن حَزْن المِنْقَری: إِن الحُصَیْنَ زَلِقٌ و زُمَّلِقْ، كذنبِ العَقْربِ شَوّال غَلِقْ، جاءَت به عنْسٌ من الشَّأْم تَلِقْ و قوله إِن الحصین، صوابه إِن الجُلَید و هو الجُلَید الكلابی؛ و فی رجزه: یُدْعَی الجُلَیْدَ و هو فینا الزُّمَّلِقْ، لا آمِنٌ جلِیسهُ و لا أَنِقْ، مُجَوَّعُ البَطْنِ كِلابیُّ الخُلُقْ التهذیب: و العرب تقول رجل زَلِقٌ و زُمَّلِق، و هو الشَّكَّاز الذی یُنْزِل إِذا حدّث المرأَة من غیر جماع، و أَنشد الفراء هذا الرجز أَیضاً، و الفعل منه زَمْلَقَ زَمْلَقة، و أَنشد أَبو عبید هذا الرجز فی باب فُعَّلِل. و یقال للخفیف الطیّاش: زُمَّلِق و زُمْلوق و زُمالِقٌ. و الزُّلَّیْقُ، بالضم و التشدید: ضَرْبٌ من الخَوخ أَمْلَس، یقال له بالفارسیة شَبْتَهْ رَنْك.

زمق؛ ج10، ص: 145

: الزَّمْق: لغة فی الزَّبْقِ؛ زمَقَ لِحْیَته كزَبَقَها.

زمعلق؛ ج10، ص: 145

: رجل زَمَعْلَق: سیّ‌ءُ الخُلُق.

زملق؛ ج10، ص: 145

: الزُّمَّلِقُ: الخفیف الطائش؛ و أَنشد: إِن الزُّبَیْرَ زَلِقٌ و زُمَّلِقْ بتشدید المیم. و الزُّمَّلِق من الرجال: الذی إِذا أَراد امرأَة أَنزل قبل أَن یمسَّها، و هو الزُّمالِق و الاسم الزَّمْلَقة. الأَزهری: و الزِّهْلِقُ الحمار و هو الزُّمَّلِق، و قد ذكر عامة ذلك فی زلق. قال الأَزهری: سمعت بعض العرب یقول للغلام النّزِّ
لسان العرب، ج‌10، ص: 146
الخَفِیفِ زُمْلوق و زُمالِق، لا یكاد یَقْبِضُ علیه مَن طلَبه لخفّتِه فی عَدْوِه و رَوَغانِه.

زنق؛ ج10، ص: 146

: الزِّناقُ: جبل تحت حنك البعیر یُجْذَب به. و الزِّناقة: حلقة تجعل فی الجُلَیدة هناك تحت الحنك الأَسفل، ثم یجعل فیها خیط یشد فی رأْس البغل الجَمُوح، زَنَقه یَزْنُقه زَنْقاً؛ قال الشاعر: فإِن یَظْهَرْ حَدِیثك، یُؤْتَ عَدْواً برأْسِك فی زِناقٍ أَو عِران الزِّناقُ تحت الحنك. و كل رِباط تحت الحنك فی الجلد فهو زِناقٌ، و ما كان فی الأَنف مثْقوباً فهو عِران؛ و بغل مَزْنوق. و‌فی حدیث أَبی هریرة: و إِن جهنم یُقادُ بها مَزْنوقة؛ المَزْنوقُ: المربوط بالزِّناق و هو حلقة توضع تحت حنك الدابة ثم یجعل فیها خیط یشد برأْسه یمنع بها جماحه. و الزِّناقُ: الشِّكالُ أَیضاً. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله تعالی: لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُ إِلّٰا قَلِیلًا، قال: شِبْه الزِّناق.و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه ذكر المَزْنوق فقال: المائل شقُّه لا یذكر الله؛ قیل: أَصله من الزَّنَقةِ و هو میل فی جِدارٍ فی سِكَّة أَو عُرْقوب وادٍ. و‌فی حدیث عثمان: مَنْ یَشْتَرِی هذه الزَّنَقَةَ فَیَزِیدَها فی المسجد؟و زَنَقَ الفَرسَ یَزْنِقُه و یَزْنُقه: شكَّله فی أَربعة. و الزَّنَقُ: موضع الزِّناق؛ و منه قول رؤبة: أَو مُقْرَع مِن رَكْضِها دامی الزَّنَقْ، كأَنه مُسْتَنْشِقٌ من الشَّرَقْ، حَرًّا من الخَرْدَل مَكْروه النَّشَقْ مُقْرَع: رافِع رأْسه. یقال: أَقْرَعْت الدابة باللجام إِذا كبَحْته به فرفَع رأْسه. و رَأْیٌ زَنِیقٌ: مُحْكَم رَصِینٌ. و أَمر زَنِیق: وَثِیق. ابن الأَعرابی: الزُّنُق العقولُ التامّة. و یقال: أَزْنَقَ و زَنَقَ و زَنَّقَ و زَهَدَ و أَزْهَدَ و زهَّدَ و قاتَ و قَوَّتَ و أَقاتَ و أَقْوَتَ كلُّه إِذا ضیّق علی عیاله، فقراً أَو بخلًا. و الزِّناقُ: ضَرْبٌ من الحُلِیّ و هو المِخْنقة. و زَنِیق: اسم رجل؛ قال الأَخطل: و مِنْ دُونِه یَخْتاطُ أَوْسُ بنُ مُدْلجٍ، و إِیّاه یَخْشَی طارِقٌ و زَنِیقُ و الزَّنَقةُ: السِّكَّة الضیّقة. و المَزْنوقُ: اسم فرس عامر بن الطفیل؛ و قال عامر بن الطفیل: و قد عَلِمَ المَزْنوقُ أَنی أَكُرُّه، علی جَمْعِهم، كَرَّ المَنِیحِ المُشَهَّر و الزَّنَقة: میل فی جدار أَو سكة أَو ناحیة دار أَو عُرْقوب وادٍ، یكون فیه التواء كالمَدْخَل، و الالتواء اسم لذلك بلا فعل.

زنبق؛ ج10، ص: 146

: الزَّنْبَقُ: دُهْنُ الیاسمین، و خصّصه الأَزهری بالعراق قال: و أَهل العراق یقولون لدُهْن الیاسمین دهن الزَّنْبَق؛ و أَنشد ابن بری لعمارة: ذو نَمَشٍ لم یَدَّهِنْ بالزَّنْبَقِ و قال الأَعشی: له ما اشْتَهی راحٌ عتِیقٌ و زَنْبَقُ التهذیب: أَبو عمرو الزَّنْبَقُ الزَّمَّارة. و قال أَبو مالك: الزَّنْبَقُ المِزْمار؛ و أَنشد للمَعْلوط: و حَنَّتْ بِقاعِ الشأْمِ، حتی كأَنَّما لأَصْواتِها فی مَنْزِل القوم زَنْبَقُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 147
ابن الأَعرابی: أُمّ زَنْبَق من كُنی الخَمْر، و هی الزرْقاءُ و القِنْدِید.

زندق؛ ج10، ص: 147

: الزِّنْدِیقُ: القائل ببقاء الدهر، فارسی معرب، و هو بالفارسیة: زَنْدِ كِرَایْ، یقول بدوام بقاء الدهر. و الزَّنْدَقةُ: الضِّیقُ، و قیل: الزِّنْدِیقُ منه لأَنه ضیّق علی نفسه. التهذیب: الزِّنْدِیقُ معروف، و زَنْدَقَتُه أنه لا یؤمن بالآخرة و وَحْدانیّة الخالق. و قال أحمد بن یحیی: لیس زِنْدِیق و لا فَرْزِین من كلام العرب، ثم قال؛ و لكن البَیاذِقةُ هم الرّجّالة، قال: و لیس فی كلام العرب زِنْدِیق، و إنما تقول العرب رجل زَنْدَق و زَنْدَقِیّ إذا كان شدید البخل، فإذا أرادت العرب معنی ما تقوله العامة قالوا: مُلْحِد و دَهْرِیّ، فإذا أرادوا معنی السِّنِّ قالوا: دُهْرِیّ، قال: و قال سیبویه الهاء فی زَنادِقة و فَرازِنة عوض من الیاء فی زِنْدِیق و فَرْزِین، و أصله الزَّنادِیق. الجوهری: الزِّنْدِیقُ من الثَّنَوِیَّة و هو معرب، و الجمع الزَّنادِقة، و قد تَزَنْدَقَ، و الاسم الزَّنْدَقة.

زهق؛ ج10، ص: 147

: زهَقَ الشی‌ءُ یَزْهَقُ زُهوقاً، فهو زاهِقٌ و زَهوقٌ: بطَل و هلَك و اضْمَحَلّ. و فی التنزیل: إِنَّ الْبٰاطِلَ كٰانَ زَهُوقاً. و زَهَقَ الْبٰاطِلُ إذا غَلَبَه الحقّ، و قد زاهَقَ الحقُّ الباطلَ. و زَهَقَ الْبٰاطِلُ أی اضْمَحَلّ، و أزْهَقَه الله. و قوله عز و جل: فَإِذٰا هُوَ زٰاهِقٌ، أی باطِلٌ ذاهِبٌ. و زُهوقُ النفسِ: بُطْلانُها. و قال قتادة: و زَهَقَ الْبٰاطِلُ یعنی الشیطان، و زَهَقَتْ نفسُه تَزْهَقُ زُهُوقاً و زَهِقَت، لغتان: خرجت. و‌فی الحدیث: إن النحرَ فی الحَلْق و اللَّبّة و أقِرُّوا الأَنْفُسَ حتی تَزْهَقَ‌أی حتی تخرج الروح من الذَّبیحة و لا یبقی فیها حركة، ثم تسلخ و تقطع. و قال تعالی: وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كٰافِرُونَ*؛ أی تَخْرُج. و‌فی الحدیث: دون الله سبعون ألف حجاب من نور و ظُلمة و ما تَسْمَع نفسٌ مِنْ حِسِّ تلك الحجُب شیئاً إلا زَهَقَتْ‌أی هلكت و ماتت. و زَهَقَ فلانٌ بین أیدینا یَزْهَقُ زَهْقاً و زُهوقاً و انْزَهقَ، كلاهما: سبق و تقدم أمام الخیل، و كذلك زهَق الدابّةُ، و المنهزم زَاهقٌ. ابن السكیت: زَهَقَ الفرسُ و ذَهَقَتِ الراحلة تَزْهَقُ زهوقاً إذا سَبَقت و تقدَّمت، و الجمع زُهَّق. و زَهَقَ مُخُّه، فهو زاهِق إذا اكْتَنَزَ، و هو زاهِقُ المُخِّ. و فَرَسٌ زَهَقی إذا تقدَّم الخیل؛ و أنشد: عَلی قَراً مِنْ زَهَقی مِزَلِّ و الزَّاهِقُ من الدوابِّ: السَّمِینُ المُمِخُّ. و زَهَقَتِ الدابَّةُ و الناقةُ تَزْهَقُ زُهوقاً: انتهی مُخُّ عَظْمِها و اكْتَنَزَ قَصَبُها. و زَهِقَتْ عظامه و أزْهَقَتْ: سَمِنت؛ قال: و أزْهَقَتْ عِظامُه و أخْلَصا و قیل: الزاهِق و الزَّهِقُ الذی لیس فوق سِمَنهِ سِمَنٌ، و قیل: الزاهِقُ المُنْقی و لیس بِمُتَناهی السِّمَن، و قیل: هو الشدید الهُزال الذی تَجِد زُهومةَ غُثوثةِ لحمهِ، و قیل: هو الرقیق المُخّ. الأَزهری: الزاهِق الذی اكْتَنَزَ لحمُه و مُخُّه. الأَزهری: الزاهِقُ من الأَضداد، یقال الهالك زاهقٌ، و السمِینُ من الدوابّ زاهق؛ قال الشاعر: القائدُ الخیلِ مَنْكُوباً دوابِرُها، منها الشَّنُونُ و منها الزاهِقُ الزَّهِمُ و قال بعضهم: الزاهِق السَّمینُ و الزَّهِمُ أسمَنُ منه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 148
و الزُّهومةُ فی اللحم: كراهیة رائحتِه من غیر تغییر و لا نَتْنٍ. و زَهَقَ العظمُ زُهوقاً إذا اكْتَنَزَ مُخُّه. و زَهَقَ المُخُّ إذا اكْتَنَزَ، فهو زاهِق؛ عن یعقوب؛ و أما قول عثمان بن طارق «4».و مَسَدٍ أمِرَّ مِنْ أیانِقِ، لسن بأنْیابٍ و لا حَقائِقِ، و لا ضِعافٍ مُخُّهُنَّ زاهِقُ فإنَّ الفراء یقول: هو مرفوعٌ و الشعر مُكْفَأٌ، یقول: بل مُخُّهنَّ مُكتَنِزٌ، رفَعَه علی الابتداء، قال: و لا یجوز أن یرید و لا ضِعافٍ زاهقٍ مُخُّهنَّ كما لا یجوز أن تقول مررت برجل أبوه قائمٍ بالخفضِ؛ قال ابن بری: یرید أنه لا یجوز لك أن ترفع مُخَّهن بزاهِق فتُقدم الفاعل علی فعله، و علی أنه قد جاء ذلك عن الكوفیین، من ذلك قراءة من قرأ: وَ نَخْلٍ طَلْعُهٰا هَضِیمٍ؛ و قول الزَّبَّاءِ: ما للجِمال مشیُها وَئِیدا؟ و قول إمرئ القیس: فَقِلْ فی مَقِیلٍ نَحْسُه مُتَغَیِّبِ و قیل: الزاهِق هاهنا بمعنی الذاهب كأنه قال: و لا ضِعافٍ مُخُّهنّ، ثم رَدَّ الزاهِق علی الضِّعاف؛ و الذی وقع فی شعر عثمان: عِیسٌ عِتاقٌ ذاتُ مُخٍّ زاهِقِ و الذی أنشده أبو زید: لقد تَعَلَّلت علی أیانِقِ صُهْبٍ، قلیلاتِ القُرادِ اللّازِقِ، و ذاتِ ألْیاطٍ و مُخٍّ زاهِقِ و بئرٌ زهوقٌ و زاهِقٌ: بعیدةُ القَعْرِ، و كذلك فَجُّ الجبَل المُشْرِفُ؛ و قال أبو ذؤیب یصف مُشْتار العسل: و أشْعَثَ مالُه فَضَلاتُ ثوْلٍ علی أركان مَهْلكَةٍ زَهُوقِ قال ابن بری: قوله و أشعث مخفوضٌ بواو رُبَّ، و البیت أول القصیدة، و جوابُ ربَّ فیما بعده و هو قوله: تأبَّطَ خافَةً فیها مسابٌ، فأضْحی یقْتری مَسَداً بِشِیقِ و الثَّوْلُ: جماعة النحل، و كذلك المَفازة النائیة المَهْواةِ. و الزَّهْقُ و الزَّهَقُ: الوَهْدةُ و ربما وقعت فیها الدواب فهلكت. یقال: أزْهَقَت أیدیها فی الحُفَر؛ و قال رؤبة: تَكادُ أیدیها تَهاوی فی الزَّهَقْ و أنشد أیضاً: كأنَّ أیدیهنَّ تَهْوی فی الزَّهَقْ، أیْدی جَوارٍ یتَعاطَیْنَ الوَرَقْ و قیل: معنی الزَّهَق التقدمُ فی هذا البیت. و انْزَهَقَتِ الدابةُ: تردَّتْ. و رجل مَزْهوقٌ: مضیَّق علیه. و القومُ زُهاقُ مائة و زِهاق مائة أی هم قریبٌ من ذلك فی التقدیر، كقولهم زُهاءُ مائة و زِهاءُ مائة. و قال المؤرّج: المُزْهِقُ القاتِل، و المُزْهَقُ المقتول. و زَهَقَ السهمُ أی جاوز الهَدَف؛ و أزْهَقَه صاحبُه. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف أنه تكلم یوم الشُّوری فقال:
(4). قوله [عثمان بن طارق] فی هامش الأَصل هنا و فیما یأتی قریباً ما نصه صوابه: عمارة بن طارق انتهی. و كذلك نسبه فی الصحاح لعمارة فی مادة مسد
لسان العرب، ج‌10، ص: 149
إن جابِیاً خیرٌ من زاهِقٍ؛ فالزاهِقُ من السهام: الذی وقَع وراءَ الهَدَف دون الإِصابة و لا یُصیب، و الحابی: الذی وقَع دون الهَدَف ثم زحَفَ إلی الهَدَف فأصابه، فأخبر أنَّ الضعیف الذی یُصیب الحق خیرٌ من القویّ الذی لا یُصیبه، و ضَرَبَ الزاهق و الحابی من السِّهام لهما مثلًا. و أزْهَقْتُ الإِناء: قَلبتُه. و رأیتُ فلاناً مُزْهِقاً أی مُغِذّاً فی سَیرِهِ. و فرسٌ ذاتُ أزاهیقَ أی ذاتُ جَرْیٍ سریعٍ. قال أبو عبید فی المصنَّف: و لیس فی شی‌ء منه زَهِقَ، بالكسر، و حكی بعضهم زَهِقَت نفسه، بالكسر، تَزْهَقُ زُهوقاً لغة فی زَهَقَت. قال ابن بری: قال الهروی زَهِقَت نفسُه، بالكسر، و قال ابن القُوطِیّة: زهِقت نفسُه، بالكسر، و الفتح لغة. و فلان زَهِقٌ أی نَزِقٌ. و الزَّهَقُ: المُطْمئن من الأَرض. و أزهقَت الدابةُ السَّرْجَ إذا قدَّمته و ألقتْه علی عُنُقها، و یقال بالراء؛ قال الراجز: أخاف أن تُزْهِقَه أو یَنْزرِقْ قال الجوهری: أنشدَنیه أبو الغوث بالزای. و انزهقَتِ الدابةُ أی طَفَرت من الضرْب أو النِّفارِ. و الزُّهْلُوقُ، بزیادة اللام: السَّمینُ. قال الأَصمعی فی إناث حُمُرِ الوَحْشِ إذا استوت مُتونُها من الشحم قیل حُمُر زهالِقُ. قال ابن بری: یقال الزَّهالِقُ واحدها زِهْلِق و هو الأَمْلَس؛ قال عُمارة: مِثْل مُتون الحُمُر الزَّهالِق أبو عبید: جاءت الخیل أزاهِقَ و أزاهیقَ، و هی جماعات فی تَفْرِقة.

زهزق؛ ج10، ص: 149

: الزَّهْزَقَةُ: شدَّةُ الضحِك، و الزَّهْزَقَة كالقَهْقَهة؛ و أنشد ابن بری: و إنْ نَأَتْ عَنِّیَ لم تزَهْزِقِ أی لم تضحَك. و أهْزَقَ فلان فی الضحك و زَهْزَق و أنْزَقَ و كَوْكَبَ إذا أكثر منه. و فی النوادر: زَهْزَقَ فی ضحكه زَهْزَقةً و دَهْدَقَ دَهْدقةً. و الزَّهْزقةُ: تَرْقیصُ الأُمّ الصبیَّ، و الزِّهْزاقُ: اسم ذلك الفعل. و الزَّهْزَقة: كلام لا یفهم مثل الهَیْنَمَة؛ عن ابن خالویه.

زهلق؛ ج10، ص: 149

: زَهْلَق الشی‌ءَ: ملَّسه. و حمار زِهْلِق: أمْلَسُ المتن. الأَصمعی: یقال للحُمُر إذا استوت متونها من الشحم حُمُر زَهالِق. غیره: صَفاً زِهْلِق أملس؛ و أنشد: فی زِهْلِقٍ زَلِقٍ مِنْ فَوْق أطوارِ و الزِّهْلِق: الحمارُ الهِمْلاج، و هو أیضاً الحمار السمین المستوی الظهر من الشَّحم، و كذلك الزِّهْلِقیّ، و لم یخصّه اللحیانی بالهِملاج و لا بغیره، قال: و هو الزُّمَّلِق. ابن الأَعرابی: الزِّهْلِق الحمار الخفیف. التهذیب: فی النوادر زهلَجَ له الحدیث و زَهْلَقه و زَهْمَجَه؛ الثعالبی: الزَّهلَقة فی الحمر مثل الهَمْلجة فی الفرس. و قال القزاز: یقال للحِمار الهِمْلاج زِهْلِق. و الزِّهْلِق: موضع النار من الفَتیل. و الزِّهْلیقُ: السراج فی القندیل. اللیث: الزِّهْلِق السِّراج ما دام فی القندیل، و كذلك النِّبْراس و القِراطُ؛ و أنشد: زِهْلِقٌ لاحَ مُسْرَج قال: شبَّه بَیاض الثّور بضیاء السراج لیس بالذی علیه سَرْج. ابن الأَعرابی: القِراط السِّراج و هو الهِزْلِق، الهاء قبل الزای؛ و قال غیره: هو الزِّهْلِق. اللیث: الزِّهْلِقِیُّ من الرجال الذی إذا أراد امرأة
لسان العرب، ج‌10، ص: 150
أنزل قبل أن یمسّها، و هو الزُّمَّلِق، قال: و نحو ذلك قال أبو عمرو. و الزِّهْلِقیّ: فحل ینسب إلیه كِرام الخیل؛ و أنشد: فما یَنی أوْلادُ زِهْلِقِیّ، بناتُ ذی الطَّوْقِ و أعْوَجِیّ، یَشْجُجْن باللیل علی الوَنِیّ

زهمق؛ ج10، ص: 150

: الزَّهْمَقَة: نَتْن العِرْض، و قیل: هو خُبث الریح عامة، و قیل: أی خَبیثُها مُنْتِنُها. الأَزهری: الزَّهْمَقة الزُّهومة السیِّئة تجدها من اللحم الغَثِّ و نحو ذلك؛ اللیث: و هی النَّمسة، و قیل: الزَّهْمَقة النَّتْنُ. و یقال: امرأة مُزَهْمِقة أی مُنْتِنة؛ قال الراجز: یا رِیَّها إذا علَتْنی زَهْمَقه، كأنَّنی جانی كِناب البَرْوَقهْ أبو زید: صَئِكَ الرجلُ إذا فاحَتْ منه ریح مُنْتِنة عن عَرَقٍ، و هی الزَّهْمَقة، فهی علی هذا الصُّنان، و یشهد بصحته الرجز المتقدم.

زوق؛ ج10، ص: 150

: الزَّاوُوق: الزِّئْبَق؛ قال ابن المظفر: أهل المدینة یسمون الزِّئْبَق الزَّاووق، و یدخل الزِّئبَق فی التصاویر، و لذلك قالوا لكل مُزَیَّنٍ مُزَوَّق؛ الجوهری: قد یقع فی التَّزاوِیق لأَنه یُجْعَل مع الذهب علی الحدیدة، ثم یُدْخَل فی النار فیذهب منه الزِّئبَق و یبقی الذهب، ثم قیل لكل مُنَقَّش مُزوَّق و إن لم یكن فیه الزِّئبَق. و المُزَوَّق: المزیَّن به ثم كثر حتی سمی كل مُزَیَّنٍ بشی‌ء مُزَوَّقاً. و كلام مُزَوَّق: مُحَسَّن؛ عن كراع. و‌فی الحدیث: لیس لی و لنبیّ أن یدخل بیتاً مُزَوَّقاً‌أی مُزَیَّناً؛ قیل: أصله من الزاوُوق و هو الزِّئبَق. و‌فی الحدیث: أنه قال لابن عمر: إذا رأیتَ قُرَیشاً قد هَدَموا البیت ثم بَنَوْه فزَوَّقوه فإن اسْتَطعْتَ أن تموت فمُتْ؛ كَرِهَ تَزْوِیقَ المساجد لما فیه من الترغیب فی الدنیا و زینتها أو لشَغْلِها المصلی، و جمع الزاووق زَوَق؛ قال ابن بری و أنشد القزاز: قد حصَّل الجَدَّ مِنَّا كلُّ مُؤتَشِبٍ، كما یُحَصِّلُ ما فی التِّبْرة الزَّوَقُ و التِّبْرة: تراب یخرج منه التِّبْر. و زَوَّقْتُ الكلامَ و الكتابَ إذا حسَّنْته و قوَّمْته. أبو زید: یقال هذا كتاب مُزَوَّرٌ مُزَوَّق، و هو المُقَوَّم تقویماً؛ و قد زَوَّر فلان كتابه و زوَّقَه إذا قوَّمه تقویماً. و یقال: فلان أثقل من الزاووق. و‌فی حدیث هشام بن عروة أنه قال لرجل: أنت أثْقلُ من الزاووق، یعنی الزِّئبَق، كذا یُسمّیه أهل المدینة. و دِرْهم مُزَوَّق و مُزَأبق بمعنی واحد. أبو عمرو: الزَّوَقةُ نقَّاشو سَمّانِ الرَّوافِد، و السَّمّان: تَزاوِیقُ السُّقوف، و فی نسخة: الزَّوَقةُ الذین یُزَوِّقون السّقوف و الطَّوَقةُ الطُّیور و الغَوَقة الغربان و القَوَقةُ الدُّیوك و الهوقة الهلكی. و روی عن حسان بن عطیة قال: أبْصر أبو الدَّرْداء قد زُوِّق ابنه، فقال: زوِّقوهم ما شئتم فذاك أغْوی لهم.

زیق؛ ج10، ص: 150

: تَزَیَّقَت المرأةُ تَزیُّقاً و تزَیَّغَت تزَیُّغاً إذا تزینت و تلبست و اكتحلت. و زِیقُ الشیطانِ: لُعابُ الشمس؛ قال أبو منصور: هذا تصحیف و الصواب رِیقُ الشمس، بالراء، و معناه لعاب الشمس، قال: هكذا حفظته عن العرب؛ قال الراجز: و ذابَ للشَّمْسِ لُعابٌ فنزَلْ و الزِّیقُ: زِیقُ الجَیْب المكفوف. و الزِّیقُ: ما
لسان العرب، ج‌10، ص: 151
كُفَّ من جانب الجیب. و زِیقُ القَمیص: ما أحاط بالعُنُق. و زِیقٌ: ابن بَسْطام بن قیس من شَیبان. و زِیقٌ: اسم فارسی معرب؛ قال: یا زِیقُ وَیْحَك مَنْ أنْكَحْت یا زِیقُ؟

فصل السین المهملة؛ ج10، ص: 151

سبق؛ ج10، ص: 151

: السَّبْق: القُدْمةُ فی الجَرْی و فی كل شی‌ء؛ تقول: له فی كل أمر سُبْقةٌ و سابِقةٌ و سَبْقٌ، و الجمع الأَسْباق و السَّوابِقُ. و السَّبْقُ: مصدر سَبَقَ. و قد سَبَقَه یَسْبُقُه و یَسْبِقُه سَبْقاً: تقدَّمه. و‌فی الحدیث: أنا سابِقُ العرب، یعنی إلی الإِسلام، و صُهَیْبٌ سابقُ الرُّوم، و بِلالٌ سابقُ الحبَشة، و سلْمانُ سابقُ الفُرْس؛ و سابَقْتُه فسَبَقْتُه. و اسْتَبَقْنا فی العَدْوِ أی تَسابَقْنا. و قوله تعالی: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَیْرٰاتِ بِإِذْنِ اللّٰهِ؛رُوِیَ فیه عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: سابِقُنا سابِقٌ، و مقْتصِدُنا ناجٍ، و ظالِمُنا مغفورٌ له، فدلَّك ذلك علی أن المؤمنین مغفور لمقْتَصدهم و للظالم لنفسه منهم. و یقال: له سابِقةٌ فی هذا الأَمر إذا سَبَق الناسَ إلیه. و قوله تعالی: فَالسّٰابِقٰاتِ سَبْقاً؛ قال الزجاج: هی الخیل، و قیل السابقات أرواح المؤمنین تخرج بسهولة، و قیل: السابقات النجوم، و قیل: الملائكة تَسْبِق الشیاطین بالوحی إلی الأَنبیاء، علیهم الصلاة و السلام، و فی التهذیب: تَسْبِق الجنَّ باستماع الوحی. و لٰا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ: لا یقولون بغیر علم حتی یُعَلِّمهم؛ و سابَقَه مُسابَقَةً و سِباقاً. و سِبْقك: الذی یُسابِقُك، و هم سِبْقی و أسْباقی. التهذیب: العرب تقول للذی یَسْبِقُ من الخیل سابِقٌ و سَبُوق، و إذا كان یُسْبَق فهو مُسَبَّق؛ قال الفرزدق: من المُحْرِزینَ المَجْدَ یومَ رِهانِه، سَبُوقٌ إلی الغایاتِ غیر مُسَبَّق و سَبَقَت الخیلُ و سابَقْتُ بینها إذا أرسلتها و علیها فُرْسانُها لتنظر أیّها یَسْبِق. و السُّبَّق من النخل: المبَكِّرة بالحمل. و السَّبْق و السابِقةُ: القُدْمة. و أسْبَقَ القومُ إلی الأَمر و تَسابَقوا: بادروا. و السَّبَق، بالتحریك: الخطَرُ الذی بوضع بین أهل السِّباق، و فی التهذیب: الذی یوضع فی النِّضال و الرِّهان فی الخیل، فمن سبَق أخذه، و الجمع أسباق. و اسْتَبَق القومُ و تَسابَقوا: تَخاطَرُوا. و تَسابَقُوا: تناضلوا. و یقال: سَبَّق إذا أخذ السَّبَق، و سَبَّقَ إذا أعطی السَّبَق، و هذا من الأَضداد، و هو نادر، و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لا سبَق إلا فی خُفٍّ أو نَصْل أو حافر، فالخفّ للإِبل، و الحافر للخیل، و النصال للرَّمْی. و السَّبَق، بفتح الباء: ما یجعل من المال رَهْناً علی المُسابَقةِ، و بالسكون: مصدر سَبَقْت أسْبِق؛ المعنی لا یحل أخذ المال بالمُسابَقةِ إلا فی هذه الثلاثة، و قد ألحق بها الفقهاء ما كان بمعناها و له تفصیل فی كتب الفقه. و‌فی حدیث آخر: مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بین فَرَسَیْنِ فإن كان یْؤْمَنُ أن یُسْبَق فلا خیر فیه، و إن كان لا یؤمَن أن یُسْبَق فلا بأْس به.قال أبو عبید: الأَصل أن یَسْبِقَ الرجلُ صاحبَه بشی‌ء مسمی علی أنه إن سَبَق فلا شی‌ء له، و إن سَبَقه صاحبُه أخذ الرهن، فهذا هو الحلال لأَن الرهن من أحدهما دون الآخر، فإن جعل كل واحد منهما لصاحبه رهناً أیّهما سَبَق أخذه فهو القِمارُ المنهی عنه، فإن أرادا تحلیل ذلك جعلا معهما فَرَساً ثالثاً لرجل سواهما، و تكون فرسه
لسان العرب، ج‌10، ص: 152
كُفُؤاً لفرسَیْهما، و یسمی المُحَلِّلَ و الدَّخِیلَ، فیضع الرجلان الأَوّلان رَهْنَیْنِ منهما و لا یضع الثالث شیئاً، ثم یُرْسِلون الأَفْراسَ الثلاثة، فإن سبق أحدُ الأَوّلین أخذ رَهْنَه و رَهْنَ صاحبه فكان طَیِّباً له، و إن سَبَقَ الدخیلُ أخذ الرَّهْنَیْنِ جمیعاً، و إن سُبِق هو لم یغرم شیئاً، فهذا معنی الحدیث. و‌فی الحدیث: أنه أمَرَ بإجراء الخیل و سَبَّقَها ثلاثة أعْذُقٍ من ثلاث نخلات؛ سَبَّقَها: بمعنی أعطی السَّبَق، و قد یكون بمعنی أخذ، و هو من الأَضداد، و یكون مخففاً و هو المال المُعَیّن. و قوله تعالی: إِنّٰا ذَهَبْنٰا نَسْتَبِقُ؛ قیل: معناه نتَناضَل، و قیل: هو نفتعل من السَّبْق. وَ اسْتَبَقَا الْبٰابَ: یعنی تَسابَقا إلیه مثل قولك اقتتلا بمعنی تَقاتلا؛ و منه قوله تعالی: فَاسْتَبِقُوا الْخَیْرٰاتِ*؛ أی بادِرُوا إلیها؛ و قوله: فَاسْتَبَقُوا الصِّرٰاطَ؛ أی جاوَزُوه و تركوه حتی ضلّوا؛ وَ هُمْ لَهٰا سٰابِقُونَ، أی إلیها سابِقون كما قال تعالی: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحیٰ لَهٰا، أی إلیها. الأَزهری: جاء الاسْتباق فی كتاب الله تعالی بثلاثة معان مختلفة: أحدها قوله عز و جل: إِنّٰا ذَهَبْنٰا نَسْتَبِقُ، قال المفسرون: معناه نَنْتَضل فی الرمی، و قوله عز و جل: وَ اسْتَبَقَا الْبٰابَ؛ معناه ابْتَدَرا البابَ یجتهد كل واحد منهما أن یَسْبِقَ صاحبه، فإن سَبَقَها یوسفُ فتح البابَ و خرج و لم یُجِبْها إلی ما طلبته منه، و إن سَبَقَتْ زَلِیخا أغْلَقَت الباب دونه لتُراوِدَه عن نفسه، و المعنی الثالث فی قوله تعالی: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَطَمَسْنٰا عَلیٰ أَعْیُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرٰاطَ فَأَنّٰی یُبْصِرُونَ؛ معناه فجازوا الصراط و خَلّفوه، و هذا الاسْتباق فی هذه الآیة من واحد و الوجهان الأَولان من اثنین، لأَن هذا بمعنی سَبَقُوا و الأَوّلان بمعنی المُسابَقة. و قوله: اسْتَقِیموا فقد سَبَقْتُم سَبْقاً بَعیداً؛ یروی بفتح السین و ضمها علی ما لم یسم فاعله، و الأَول أولی لقوله بعده: و إن أخَذْتم یمیناً و شمالًا فقد ضلَلْتم. و‌فی حدیث الخوارج: سَبَقَ الفَرْثَ و الدَّمَ‌أی مرَّ سریعاً فی الرمِیّة و خرج منها لم یَعْلَقْ منها بشی‌ء من فَرْثِها و دَمِها لسرعته؛ شبَّه خروجَهم من الدِّین و لم یَعْلَقوا بشی‌ء منه به. و سَبَقَ علی قومِه: علاهم كَرَماً. و سِبَاقا البازی: قیْداه، و فی المحكم: و السِّبَاقانِ قَیْدانِ فی رِجْل الجارح من الطیر من سیر أو غیره. و سَبَّقْت الطَّیر إذا جعلت السِّبَاقَیْنِ فی رجلیه.

ستق؛ ج10، ص: 152

: درهم سَتُّوق و سُتوق: زَیْفٌ بَهْرَجٌ لا خیر فیه، و هو معرّب، و كل ما كان علی هذا المثال فهو مفتوح الأَول إلا أربعة أحرف جاءت نوادر: و هی سُبّوح و قُدّوس و ذُرُّوح و سُتّوق، فإنها تضم و تفتح؛ و قال اللحیانی: قال أعرابی من كلب: درهم تُسْتُوق. و المَساتقُ: فِراءٌ طوال الأَكمام، واحدتها مُسْتَقَة بفتح التاء؛ قال أبو عبید: أصلها بالفارسیة مُشْتَهْ فعُرّبت؛ قال ابن بری: و علیه قول الشاعر: إذا لبِسَتْ مَساتِقَها غَنِیٌّ، فیا وَیْحَ المَساتِق ما لَقِینا

سحق؛ ج10، ص: 152

: سَحَقَ الشی‌ءَ یَسْحَقُه سَحْقاً: دقَّه أشد الدقّ، و قیل: السَّحْق الدقُّ الرقیق، و قیل: هو الدقّ بعد الدقّ، و قیل: السَّحْق دون الدقّ. الأَزهری: سَحَقَت الریحُ الأَرض و سَهَكَتها إذا قشرت وجه الأَرض بشدة هبوبها، و سَحَقْت الشی‌ء فانْسَحَق إذا سَهَكْته. ابن سیدة: سَحَقَت الریحُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 153
الأَرض تَسْحَقُها سَحْقاً إذا عَفَّت الآثار و انْتَسَفَت الدِّقاقَ. و السَّحْق: أثر دَبَرة البعیر إذا بَرَأَت و ابْیَضَّ موضعها. و السَّحْق: الثوب الخلَق البالی؛ قال مُزَرِّد: و ما زَوَّدُونی غیرَ سَحْقِ عِمامة، و خَمْسِ مِئٍ منها قَسِیٌّ و زائفُ و جمعه سُحوق؛ قال الفرزدق: فإنّك، إن تَهْجو تَمِیماً و تَرْتَشِی بِتَأْبِینِ قَیْسٍ، أو سُحوق العَمائم و الفعل: الانْسِحاق. و انْسَحَق الثوبُ و أسْحَق إذا سقط زئْبِرُه و هو جدید، و سَحَقَه البِلی سَحْقاً؛ قال رؤبة: سَحْقَ البِلی جدَّته فأَنْهَجا و قد سَحَقَه البِلی و دَعْكُ اللُّبْس. و ثوب سَحْق: و هو الخلَق؛ و قال غیره: هو الذی انْسَحَق و لانَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أنه قال: مَنْ زافَت علیه دَراهِمُه فَلیَأْت بها السُّوقَ و لْیَشْتَرِ بها ثَوْبَ سَحْقٍ و لا یُحالفِ الناسَ أنها جِیادٌ؛ السَّحْق: الثوب الخلَق الذی انْسَحَق و بَلیَ كأنه بعد من الانتفاع به. و انْسَحَقَ الثوبُ أی خلَق؛ قال أبو النجم: مِنْ دِمْنةٍ كالمَرْجَلیِّ [كالمِرْجَلیِّ المِسْحَق و أسْحَق خفُّ البعیر أی مَرَنَ. و الإِسْحاق: ارتفاع الضرع و لزوقه بالبطن. و أسْحَقَ الضرعُ: یَبِسَ و بَلی و ارتفع لبنه و ذهب ما فیه؛ قال لبید: حتی إذا یَبِسَت و أسْحَقَ حالقٌ، لم یُبْلِه إرْضاعُها و فِطامُها و أسْحَقَت ضَرّتُها: ضَمَرت و ذهب لبنُها. و قال الأَصمعی: أسْحَق یَبِسَ، و قال أبو عبید: أسْحَقَ الضَّرْع ذهب و بلی. و انْسَحَقت الدلوُ: ذهب ما فیها. الأَزهری: و مُساحَقةُ النساءِ لفظ مولَّد. و السَّحْق فی العَدْوِ: دون الحُضْر و فوق السَّحْج؛ قال رؤبة: فهی تعاطی شدَّه المُكایَلا سَحْقاً من الجِدّ و سَحْجاً باطلا و أنشد الأَزهری لآخر: كانت لنا جارة، فأزْعَجها قاذورة تَسْحَق النَّوی قُدُما و السَّحْق فی العَدْوِ: فوق المشی و دون الحُضْر. و سَحَقت العینُ الدمعَ تَسْحَقه سَحْقاً فانْسَحَق: حَدَرَتْه، و دُموع مَساحِیق؛ و أنشد: قِتْب و غَرْب إذا ما أُفْرِغ انْسَحقا و السُّحُق: البُعْد، و كذلك السُّحْق مثل عُسْر و عُسُر. و قد سَحُق الشی‌ء، بالضم، فهو سَحِیق أی بعید؛ قال ابن بری: و یقال سَحِیق و أسْحق؛ قال أبو النجم: تعلو خَناذِیذَ البَعید الأَسْحَقِ و فی الدعاء: سُحْقاً له و بُعْداً، نصبوه علی إضمار الفعل غیر المستعمل إظهارُه. و سَحَقَه اللهُ و أسْحَقه الله أی أبعده؛ و منه قوله: قاذورة تسحق النوی قُدُما و أسْحَق هو و انْسَحَق: بَعُد. و مكان سَحِیق: بَعِید: و فی التنزیل: أَوْ تَهْوِی بِهِ الرِّیحُ فِی مَكٰانٍ
لسان العرب، ج‌10، ص: 154
سَحِیقٍ؛ و یجوز فی الشعر ساحِقٌ. و سُحُقٌ ساحِقٌ، علی المبالغة، فإن دعوت فالمختار النصب. الأَزهری: لغة أهل الحجاز بُعْدٌ له و سُحْقٌ له، یجعلونه اسماً، و النصبُ علی الدعاء علیه یریدون به أبْعَدَه الله؛ و أسْحَقَه سُحْقاً و بُعداً و إنه لَبَعِید سَحِیق. و قال الفراء فی قوله فَسُحْقاً لِأَصْحٰابِ السَّعِیرِ: اجتمعوا علی التخفیف، و لو قرئت فسُحُقاً كانت لغة حسنة؛ قال الزجاج: فَسُحْقاً منصوب علی المصدر أسْحَقَهم الله سُحْقاً أی باعَدَهم من رحمته مُباعَدة. و‌فی حدیث الحوض: فأقول سُحْقاً سُحْقاً‌أی بُعْداً بُعْداً. و مَكٰانٍ سَحِیقٍ: بعید. و نخلة سَحُوق: طویلة؛ و أنشد ابن بری للمفضل النكری: كان جِذْعٌ سَحُوق و‌فی حدیث قُسّ: كالنخلة السَّحُوق‌أی الطویلة التی بَعُد ثمرُها علی المجتنی؛ قال الأَصمعی: لا أدری لعل ذلك مع انحناء یكون، و الجمع سُحُق؛ فأما قول زهیر: كأنَّ عَیْنَیّ فی غَرْبَیْ مُقَتَّلة، من النواضح، تَسْقِی جَنّةً سُحُقا فإنه أراد نخلَ جَنّة فحذف إلا أن یكونوا قد قالوا جنّة سُحُق، كقولهم ناقة عُلُطٌ و امرأة عُطُلٌ. الأَصمعی: إذا طالت النخلة مع انجراد فهی سَحُوق، و قال شمر: هی الجرداء الطویلة التی لا كَرَب لها؛ و أنشد: و سالِفة كسَحُوق اللِّیان، أضْرَمَ فیها الغَوِیُّ السُّعُرْ شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء. و حمار سَحُوق: طویل مُسِنّ، و كذلك الأَتان، و الجمع سُحُقٌ؛ و أنشد للبید فی صفة النخل: سُحُقٌ یُمَتِّعُها الصَّفا و سَرِیُّه، عُمٌّ نَواعِمُ بَیْنَهُنّ كُرومُ و استعار بعضهم السَّحُوق للمرأة الطویلة؛ و أنشد ابن الأَعرابی: تُطِیف به شَدَّ النهار ظَعِینةٌ، طَویلةُ أنْقاء الیدَیْنِ سَحُوقُ و السَّوْحَق: الطویل من الرجال؛ قال ابن بری: شاهده قول الأَخطل: إذا قلتُ: نالَته العَوالی، تَقاذَفَتْ به سَوْحَقُ الرِّجْلَیْنِ سانحةُ الصَّدْرِ الأَصمعی: من الأَمطار السَّحائِقُ، الواحدة سَحیقة، و هو المطر العظیم القَطْر الشدید الوَقْع القلیلُ العَرِمُ، قال: و منها السَّحِیفة، بالفاء، و هی المطرة تجرُف ما مرَّت به. و ساحوق: موضع؛ قال سلمة العبسی: هَرَقْن بِساحُوقٍ دِماءً كَثِیرة، و غادَرْن قَبْلی من حَلِیب و حازِر عنی بالحلیب الرفیعَ، و بالحازر الوضیع، فسره یعقوب؛ و أنشد الأَزهری: و هُنَّ بِساحوقٍ تَدَارَكْنَ ذالِقا و یومُ ساحوق: من أیامهم. و مساحق: اسم. و إسْحَق: اسم أعجمی؛ قال سیبویه: ألحقوه ببناء إعْصار. و إسْحَق: اسم رجل، فإن أردت به الاسم الأَعجمی لم تصرفه فی المعرفة لأَنه غُیِّر عن جهته فوقع
لسان العرب، ج‌10، ص: 155
فی كلام العرب غیر معروف المذهب، و إن أردت المصدر من قولك أسْحَقَه السفرُ إسْحاقاً أی أبعده صرفته لأَنه لم یُغَیَّرْ. و السُّمْحوق من النخل: الطویلةُ، و المیم زائدة. و السِّمْحاق: قشرة رقیقة فوق عظم الرأس بها سمیت الشَّجّة إذا بلغت إلیها سِمْحاقاً؛ قال ابن بری: و السمحاق أثر الختان؛ قال الراجز: یَضْبُط، بین فَخْذِه و ساقِه، أیْراً بَعِیدَ الأَصْلِ منْ سِمْحاقه و سَماحیق السماء: القِطعُ الرِّقاقُ من الغَیْم؛ و علی ثَرْب الشَّاة سَماحِیقُ من شَحْم؛ قال الجوهری: و أری أن المیمات فی هذه الكلمات زوائد.

سدق؛ ج10، ص: 155

: السِّیداقُ، بكسر السین: شجر ذو ساقٍ واحدةٍ قویَّةٍ، له وَرَق مثل ورَق الصَّعْتَر و لا شوك له، و قشره حَرَّاق عجیبٌ.

سذق؛ ج10، ص: 155

: السَّوْذَق و السُّوذَق؛ الأَخیرة عن یعقوب: الصَّقر، و یقال الشاهین، و هو بالفارسیة سَوْدَناه. و السَّوْذَنِیق أیضاً: الصقر، و ربما قالوا سَیْذَنُوق؛ و أنشد النضر بن شمیل لحمید الأَرقط: و حادِیاً كالسَّیْذَنُوقِ الأَزْرَقِ، لیس علی آثارها بِمُشْفِقِ و كذلك السُّوذانِق، بضم السین و كسر النون؛ قال لبید: و كأنِّی مُلْجِمٌ سُوذانِقاً أجْدَلِیّاً، كَرُّهُ غیر وَكَلْ و السَّذَق: لیلة الوَقُود، و جمیع ذلك فارسی معرب. التهذیب: و السَّذَق عند العجم معروف. و السِّیذاقُ: نَبْت یُبَیَّض الغَزْل برماده. و السَّوْذَق، بالفتح: السِّوارُ؛ و أنشد أبو عمرو: تَرَی السَّوْذَقَ الوَضَّاحَ فیها بِمِعْصَمٍ نَبِیلٍ، و یأبی الحَجْلُ [الحِجْلُ أن یَتَقَدَّما

سرق؛ ج10، ص: 155

: سَرَق الشی‌ء یسْرِقه سَرَقاً و سَرِقاً و استَرَقَه؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد: بِعْتُكَها زانِیةً أو تَسْتَرِقْ، إنَّ الخبیثَ للخبیثِ یَتَّفِقْ اللام هنا بمعنی مع، و الاسم السَّرِق و السَّرِقة، بكسر الراء فیهما، و ربما قالوا سَرَقَهُ مالًا، و فی المثل: سُرِقَ السارقُ فانتحَر. و السَّرَق: مصدر فعل السارق، تقول: بَرِئْتُ إلیك من الإِباق و السَّرَق فی بیع العبد. و رجل سارِق من قوم سَرَقةٍ و سُرَّاقٍ، و سَرُوقٌ من قوم سُرُقٍ، و سَرُوقةٌ، و لا جمع له إنما هو كصَرورة، و كلب سَروقٌ لا غیر؛ قال: و لا یَسْرِق الكلبُ السَّروقُ نِعالَها و یروی السَّرُوُّ، فَعولٌ من السُّری، و هی السَّرِقة. و سَرَّقه: نسبه إلی السَّرَق، و قُرئ: إن ابنك سُرِّق. و اسْتَرق السمْعَ أی استَرَق مُستخفِیاً. و یقال: هو یُسارِق النظَر إلیه إذا اهْتَبَل غَفلتَه لینظر إلیه. و‌فی حدیث عدِیّ: ما نَخاف علی مَطیَّتها السَّرَق؛ هو بمعنی السرقة و هو فی الأَصل مصدر؛ و منه‌الحدیث: تَسْتَرِق الجِنُّ السَّمْع؛ هو تفتعل من السَّرِقة أی أنها تسمعُه مختفِیةً كما یفعل السارِق، و قد تكرر فی الحدیث فِعْلًا و مصدراً. قال ابن بری: و قد جاء سَرَّق فی معنی سَرَق؛ قال الفرزدق:
لسان العرب، ج‌10، ص: 156
لا تَحْسَبَنَّ [تَحْسِبَنَّ دَراهِماً سَرَّقْتَها تَمْحُو مَخازیَكَ التی بعُمانِ أی سَرَقْتها، قال: و هذا فی المعنی كقولهم إن الرِّقِینَ تُغَطِّی أفْنَ الأَفِینَ أی لا تحسَبْ كَسْبَك هذه الدراهم مما یُغَطِّی مخازیك. و الاسْتِراق: الخَتْل سِرًّا كالذی یستمع، و الكَتَبةُ یَسْتَرِقُون من بعض الحسابات. ابن عرفة فی قوله تعالی: وَ السّٰارِقُ وَ السّٰارِقَةُ، قال: السارق عند العرب من جاء مُسْتَتِراً إلی حِرْزٍ فأخذ منه ما لیس له، فإن أخذ من ظاهر فهو مُخْتَلِس و مُسْتَلِب و مُنْتَهِب و مُحْتَرِس، فإن مَنَعَ مما فی یدیه فهو غاصب. و قوله تعالی: إِنْ یَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ، یعنون یوسف، و‌یروی أنه كان أخذ فی صِغَره صورة، كانت تُعْبَد لبعض من خالف ملَّة الإِسلام، مِنْ ذَهَبٍ علی جهة الإِنكار لئلا تُعَظَّم الصورةُ و تُعْبَد.و المُسارَقة و الاسْتِراق و التَّسَرُّق: اختلاس النظر و السمع؛ قال القطامی: بَخِلَتْ علیك، فما یجود بنائل إلا اخْتِلاس حَدِیثِها المُتَسَرَّقِ و قول تمیم بن مقبل: فأَما سُراقاتُ الهِجاءِ، فإنها كلامٌ تَهاداه اللئامُ تَهادِیا جعل السراقة فیه اسمَ ما سُرِق، كما قیل الخُلاصة و النُّقایة لما خُلِّص و نُقِّیَ. و سَرِقَ الشی‌ءُ سَرَقاً: خَفِیَ. و سَرِقَت مفاصلُه و انْسَرَقتْ: ضَعُفت؛ قال الأَعشی یصف الظبْیَ: فاتِرَ الطَّرْف فی قُواه انْسِراقُ و الانْسِراق: أن یَخْنُس إنسان عن قوم لیذهب؛ قال و قیل فی قول الأَعشی: فهی تَتْلو رَخْصَ الظُّلوف ضَئیلًا فاتِرَ الطَّرْف، فی قُواه انْسِراق إن الانْسِراقَ الفتور و الضعف؛ و قال الأَعشی أیضاً: فیهن مَحْروقُ النَّواصِف مَسْروقُ البُغام و شادِنٌ أكْحل أراد أن فی بُغامه غُنّة فكأن صوته مسروق. و السَّرَق: شِقاقُ الحریر، و قیل: هو أجوده، واحدته سَرَقة؛ قال الأَخطل: یَرْفُلْن فی سَرَقِ الفِرِنْدِ و قَزِّه، یَسْحَبْنَ مِنْ هُدَّابِه أذْیالا قال أبو عبیدة: هو بالفارسیة أصله سَرَهْ أی جید، فعربوه كما عرب بَرَقٌ للْحَمَل و أصله بَرَه، و یَلْمَق لِلْقَباء و أصله یَلْمَه، و إسْتَبْرَق للغلیظ من الدیباج و أصله اسْتَبْرَهْ، و قیل: أصله سِتَبْرَهْ أی جید، فعربوه كما عربوا بَرَق و یَلْمَق، و قیل: إنها البِیضُ من شُقَق الحریر؛ و أنشد للعجاج: و نَسَجَت لَوامِعُ الحَرُورِ، من رَقْرَقانِ آلِها المسْجورِ، سَبائِباً كسَرَق الحَرِیرِ و‌فی الحدیث عن ابن عمرو: أن سائلًا سأله عن بیع سَرَقِ الحریر قال: هلا قلت شُقَق الحریر؛ قال أبو عبید: سَرَقُ الحَرِیر هی الشُّقَقُ إلا أنها البِیضُ خاصة، و صَرَقُ الحریر بالصاد أیضاً؛ و أنشد ابن بری للأَخطل: كأن دَجائجاً، فی الدار، رُقطاً بَناتُ الرُّوم فی سَرَقِ الحَرِیر
لسان العرب، ج‌10، ص: 157
و قال آخر: یَرْفُلْنَ فی سَرَقِ الحریرِ و قزِّه، یَسْحَبْن من هُدّابه أذیالا و‌فی حدیث عائشة: قال لها رَأیْتُكِ یَحْمِلُكِ الملَكُ فی سَرَقةٍ مِنْ حَریر‌أی قِطْعة من جَیِّد الحریر، و جمعها سَرَق. و‌فی حدیث ابن عمر: رأیتُ كأنّ بیدی سَرَقةً من حریر.و‌فی حدیث ابن عباس: إذا بِعْتُم السَّرَقَ فلا تَشْتَروه‌أی إذا بِعْتُموه نَسِیئة، و إنما خص السَّرَق بالذكر لأَنه بلَغَه أن تُجّاراً یبیعونه نسیئة ثم یشترونه بدون الثمن، و هذا الحكم مطَّرد فی كل المَبِیعات، و هو الذی یسمی العِینَة. و السَّوارق: الجوامع، واحدته سارقة؛ قال أبو الطَّمَحان: و لم یَدْعُ داعٍ مثلكم لِعَظیمة، إذا أزَمَت بالساعِدَیْنِ السَّوارِقُ و قیل: السَّوارِق مَسامیر فی القیود؛ و به فسر قول الراعی: و أزْهَر سخَّی نَفْسَه عن بِلادِه حَنایا حَدیدٍ مُقْفَل و سَوارِقه و سارِقٌ و سَرَّاق و مَسْروق و سُراقة، كلها: أسماء؛ أنشد سیبویه: هذا سُراقَةُ للقُرآنِ یَدْرُسُه، و المرءُ عند الرُّشا إن یَلْقَها ذِیبُ و مَسْرُقان: موضع أیضاً «5». قال یزید بن مُفَرِّغ الحِمْیَری و جمع بین الموضعین: سَقَی هزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرَی مَنازِلَها من مَسْرُقان و سُرَّقا و سُراقة بن جعشم: من الصحابة، و فی التهذیب: و سُراقة بن مالك المُدْلِجی أحد الصحابة. و سُرَّقُ: إحدی كُوَرِ الأَهوازِ و هن سبع. قال ابن بری: و سُرَّق اسم موضع فی العِراق؛ قال أنس بن زُنَیم یخاطب الحرث بن بَدْر الغُدانی حین ولّاه عبد الله بن زِیاد سُرَّق: أحارِ بن بَدْر، قد وَلِیتَ إمارةً، فكُنْ جُرَذاً فیها تَخُون و تَسْرِقُ و لا تَحْقِرَنْ، یا حارِ، شیئاً أصَبْتَه، فحَظُّك من مُلْك العِراقین سُرَّقُ فإنَّ جمیعَ الناسِ إمّا مكذَّبٌ یقول بما یَهْوَی، و إمّا مصدَّقُ یقولون أقوالًا و لا یعلمونها، و إن قیل: هاتوا حَقِّقوا، لم یُحَقِّقوا قال ابن بری: و یقال لسارِق الشِّعْر سُراقة، و لسارق النظَر إلی الغِلمان الشَّافِن.

سردق؛ ج10، ص: 157

: السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، و الجمع سُرادِقات؛ قال سیبویه: جمعوه بالتاء و إن كان مذكراً حِینَ لم یكسّر. و فی التنزیل: أَحٰاطَ بِهِمْ سُرٰادِقُهٰا، فی صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار علیهم سُرادِقٌ من العذاب. و السُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشی‌ءٍ نحو الشُّقَّة فی المِضْرَب أو الحائط المشتمل علی الشی‌ء. ابن الأَثیر: و قد ورد فی الحدیث ذكر السُّرادِق فی غیر موضع، و هو كل ما أحاط بشی‌ءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء. و قال بعض أهل
(5). قوله [و مسرقان موضع أیضاً] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 158
التفسیر فی قوله تعالی: وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل النار. و بیت مُسَرْدَق: و هو أن یكون أعلاه و أسفله مشدوداً كله؛ و قد سَرْدَقَ البیت؛ قال سلامة بن جندل یذكر قَتْلَ كِسْری للنعمان: هو المُدْخِل النُّعْمان بَیْتاً، سَماؤه صُدورُ الفُیولِ، بَعْدَ بَیْتٍ مُسَرْدَقِ الجوهری: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التی تُمَدُّ فوق صحن الدار. و كل بیت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة: یا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ، أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ، سُرادِقُ المَجْد علیك ممدودْ و قیل: الرجز للكذّاب الحِرْمازی، و أنشد بیتاً للأَعشی و قال فی سببه: یذكر ابن وَبْر و قَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِیَلة، و أنشد البیت الذی تقدمت نسبته لسلامة بن جندل. و السُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبید یصف حُمُراً: رَفَعْنَ سُرادِقاً فی یوم رِیحٍ، یُصَفِّقُ بَینَ مَیْلٍ و اعْتِدال و هو أیضاً الدخان الشاخص المحیط بالشی‌ء؛ قال لبید یصف عیراً یطرد عانةً، و أنشد البیت.

سرمق؛ ج10، ص: 158

: السَّرْمَق، بالفتح: ضرب من النبت.

سعبق؛ ج10، ص: 158

: السَّنَعْبُقُ: نبت خبیث الریح ینبت فی أعراض الجبال العالیة حِبالًا بلا وَرَق و لا یأكله شی‌ء، و له نَوْرٌ و لا یَجْرِسه النحل البتة، و إذا قُصِف منه عود سال منه ماء صاف لَزِجٌ له سَعابِیب؛ قال ابن سیدة: و إنما حكمت بأنه رباعی لأَنه لیس فی الكلام فَعَلْلُلٌ.

سعسلق؛ ج10، ص: 158

: قال ابن بری: السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالی؛ قال الأَعور بن براء: مُسْتَسْعِلات كسَعالی سَعْسَلِقْ

سعفق؛ ج10، ص: 158

: قال الأَزهری: كل ما جاء علی فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور و بُهْلول و عُمْروس و ما أشبه ذلك، إلّا حرفاً جاءَ نادراً و هو بنو سَعْفوق لِخَوَل بالیمامة، و بعضهم یقول سُعْفوق، بالضم؛ و أنشد ابن شمیل لطریف بن تمیم: لا تَأْمَنَنَّ سُلَیْمَی أن أُفارِقها، صَرْمی ظَعائِنَ هِنْدٍ، یوم سُعْفوق لقد صَرَمْتُ خلیلًا كان یأْلَفُنی، و الآمِناتُ فِراقی بعدَه خُوق و قال: سُعْفوق ابنه، و الخَوْقاء: الحَمْقاء من النساء.

سفق؛ ج10، ص: 158

: السَّفْق: لغة فی الصَّفْق. و ثوب سَفِیق أی صَفیق، و سَفُقَ الثوبُ یَسْفُق سَفاقةً، فهو سَفِیق: كَثُف، و فی التهذیب: إذا لم یكن سَخِیفاً و كان سَفِیقاً إذا رَدَدْته، و أسْفَقَه الحائكُ. و رجل سَفِیقُ الوجه: قلیلُ الحیاء وَقِحٌ. و سَفَقَ البابَ سَفْقاً و أسْفَقَه فانْسَفَق أی أغْلَقه، و الصاد لغة أو مضارِعة، و سیأتی ذكره. أبو زید: سَفَقْتُ البابَ و أسْفَقْته إذا رددته؛ قال أبو منصور: معناهما أجَفْته. و‌فی حدیث أبی هریرة: كان یَشْغَلُهم السَّفْقُ بالأَسْواق، یروی بالسین و الصاد،
لسان العرب، ج‌10، ص: 159
یرید صَفْقَ الأَكُفّ عند البیع و الشراء، و السینُ و الصادُ یتعاقبان مع القاف و الخاء، إلا أن بعض الكلمات یكثر فی الصاد و بعضها یكثر فی السین، و هكذا یُرْوَی‌حدیث البَیْعة: أعْطاه صَفْقةَ یمینِه، بالسین و الصاد، و خصَّ الیَمینَ لأَنّ البَیْعَ و البَیْعةَ یقع بها. و سَفَقَ وَجْهَ الرجل: لَطَمَه. و أسْفَقَ الغنمَ: لم یَحْلُبْها فی الیوم إلا مرة. و السفقتین «1». ذباب عظیم یلزم الدواب و البقر، و الصاد فی كل ذلك لغة.

سفسق؛ ج10، ص: 159

: سِفْسِقة السیف: طریقتُه، و قیل: هی ما بین الشُّطْبَتَینِ علی صَفْح السیف طولًا، و سَفاسِقُه: طرائقه التی یقال لها الفِرِنْد، فارسی معرب؛ و منه قول إمرئ القیس: أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذی سَفاسِقَ مَیْلَه قال ابن بری: هذا مُسَمَّط و هو: و مُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَیْلَه، أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذی سَفاسِقَ مَیْلَه فَجَعْتُ به فی مُلْتَقَی الحیِّ خیْلَه، تركتُ عِتاقَ الطیر تَحْجِلُ حَوْلَه كأنَّ علی سِرْبالهِ نَضْحَ جِرْیالِ و قال عمارة: و مِحْوَرٍ أخْضَرَ ذی سَفاسِق و الواحدة سِفْسِقة، و هی شُطْبة السیف كأنَّها عمود فی متنه ممدود. و‌فی حدیث ابن مسعود: كان جالساً إذ سَفْسَقَ علی رأسِه عُصْفور فنَكَتَه بیدِه، أی ذَرَقَ. یقال: سَفْسَقَ و زَقْزَقَ و سَقَّ و زَقَّ إذا حذف بذَرْقِه. و سَفْسَقَ الطائر إذا رمی بسلحه. و‌حدیث فاطمة بنت قیس: إنی أخاف علیكم سَفاسِفَه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا أخرجه أبو موسی فی السین و الفاء و لم یفسره، و قد ذكره العسكری بالفاء و القاف و لم یورده فی السین و القاف، و المشهور المحفوظ‌فی حدیث فاطمة إنما هو إنی أخاف علیك قَسْقاسَتَه، بقافین قبل السینین، و هی العصا، فأما سَفاسِفه و سفاسقه بالقاف و الفاء فلا نعرفه، إلّا أن یكون من قولهم لطرائق السیف سَفاسِقه، بفاء بعدها قاف، التی یقال لها الفِرِنْد، فارسیة معرَّبة. أبو عمرو: فیه سَفْسُوقةٌ من أبیه و دُبَّةٌ «2». أی شَبَهٌ. و السَّفْسُوقة: المحجَّة الواضحة.

سقق؛ ج10، ص: 159

: سَقَّ العصفورُ و سَقْسَقَ الطائرُ: ذَرَقَ؛ عن كراع. ابن الأَعرابی: السُّقُق المغتابون. و‌روی أبو عثمان النَّهدی عن ابن مسعود: أنه كان یُجالِسُه إذْ سَقْسَق علی رأسه عصفور ثم قذف خُرْءَ بطنِه علیه فنَكَتَه بیده؛ قوله سَقْسَقَ أی ذَرَق. و یقال: سَقَّ و زَقَّ و زَخَّ و تَرَّ و هَكَّ إذا حذف به. و سَقْسَقَ العصفور: صَوَّت بصوت ضعیف؛ قال الشاعر: كم قَرْیةٍ سَقْسَقْتَها و بَعَرْتَها، فجعلْتُها لك كلَّها إقْطاعا و ذكره الجوهری شقشق، بالشین.

سلق؛ ج10، ص: 159

: السَّلْقُ: شدة الصوت، و سَلَق لغة فی صَلَق أی صاحَ. الأَصمعی: الصوت الشدید و غیره بالسین. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: لیس منا مَنْ سَلَقَ أَو حَلَقَ، أَبو عبید: سَلَق
(1). قوله [و السفقتین إلخ] هكذا فی الأصل (2). قوله [و دبة] هكذا هو فی الأَصل مضبوطاً
لسان العرب، ج‌10، ص: 160
یعنی رفَعَ صوته عند موت إِنسان أَو عند المصیبة، و قیل: هو أَنْ تَصُكَّ المرأَةُ وجْهها و تَمْرُسَه، و الأَول أَصح، و منه‌الحدیث: لَعَنَ اللَّهُ السالقةَ و الحالِقةَ، و یقال بالصاد، و قال ابن المبارك: من سَلَق أَی خَمَشَ وجهه عند المصیبة، و مِنَ السَّلْقِ رَفْعِ الصوت قولُهم: خَطِیب مِسْلَق. و سَلَقَه بلسانه یَسْلقه سلْقاً: أَسمعه ما یكره فأَكثر. و سَلَقه بالكلام سَلْقاً إِذا آذاه، و هو شدة القول باللسان. و فی التنزیل: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدٰادٍ، أَی بالَغُوا فیكم بالكلام و خاصَمُوكم فی الغنیمة أَشَدَّ مخاصمةٍ و أَبْلَغَها، أَشِحَّةً عَلَی الْخَیْرِ، أَی خاطبوكم أَشَدَّ مُخاطبة و هم أَشِحَّة علی المال و الغنیمة، الفراء: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدٰادٍ معناه عَضُّوكم، یقول: آذَوكم بالكلام فی الأَمر بأَلْسِنة سَلِیطة ذَرِبَة، قال: و یقال صَلَقوكم و لا یجوز فی القراءَة. و لسان مِسْلَقٌ: حدید ذَلِقٌ. و لسان مِسْلَق و سَلَّاق: حدید. و خَطِیب سَلَّاق: بلیغ فی الخُطبة. و‌فی حدیث علیّ، رضوان اللَّه علیه: ذاك الخَطِیب المِسْلَق، یقال: مِسْلَق و مِسْلاق إِذا كان نهایة فی الخِطابة، قال الأَعشی: فیهمُ الحَزْمُ و السَّماحةُ، و النَّجْدةُ فیهمْ، و الخَاطِبُ السَّلَّاقُ و یروی المِسْلاق. و یقال: خطیب مِسْقَع مِسْلَق، و الخطیب المِسْلاق: البلیغ و هو من شدة صوته و كلامه. و السَّلْق: الضرب. و سلَقَه بالسَّوْط و مَلَقه أَی نزع جلده، و یفسر ابنُ المبارك قولَه: لیس منا مَنْ سَلَق، من هذا. و سَلَق الشی‌ءَ بالماءِ الحارّ یَسْلُقه سَلْقاً: ضَرَبَه. و سَلَقَ البَیْضَ و البَقل و غیرَه بالنار: أَغلاه، و قیل: أَغلاه إِغلاءَةً خفیفة. و سَلَقَ الأَدِیمَ سَلْقاً: دهنه، و كذلك المَزادة، قال إمرؤُ القیس: كأَنَّهما مَزادتا مُتَعَجِّلٍ فَرِیَّان لَمَّا یُسْلَقَا بِدِهان و سَلَقَ ظهرَ بَعِیره یَسْلُقه سَلْقاً: أَدْبَره. و السَّلْق و السَّلَق: أَثر دَبَرة البعیر إِذا بَرَأَتْ و ابیضَّ موضِعُها. و السَّلِیقة: أَثر النِّسْع فی الجنب. ابن الأَعرابی: أَبْرأَ الدبَرُ إِذا بَرَأَ و ابیض، قال: و أَسْلَق الرجلُ إِذا ابیض ظهْرُ بَعِیره بعد برئه من الدبر. یقال: ما أَبْیَنَ سَلْقَه! یعنی به ذلك البیاض. أبو عبید: السَّحْر و السَّلْق أَثر دبرة البعیر إذا برأَت و ابیض موضعها. و یقال: لأَثر الأَنْساع فی بطن البعیر یَنْحَصُّ عنه الوبر: سَلائِق، شبِّهت بِسلائِق الطُّرُقات فی المحجَّة. و السَّلائِقُ: الشرائح ما بین الجنبین، الواحدة سَلِیقة. اللیث: السَّلِیقةُ مَخْرَج النِّسْع فی دَفِّ البعیر، و أَنشد: تبرُقُ فی دَفِّها سَلائِقُها قال: اشتقَّ من قولك سَلَقْت شیئاً بالماءِ الحارّ، و هو أَن یذهب الوبر و یبقی أَثره، فلما أَحرقته الحبال شبه بذلك فسُمِّیَت سَلائِقَ، و السَّلائق: ما سُلِقَ من البقول، الأَزهری: معناه طُبِخ بالماء من بقول الربیع و أُكِل فی المجاعات. و كلُّ شی‌ءٍ طبخته بالماءِ بَحْتاً، فقد سَلَقْتَه، و كذلك البَیْض یطبخ بالماء بقشره الأَعلی، قال إمرؤُ القیس: فَرِیَّانِ لمَّا یُسْلَقا بدِهان شبه عینیها و دموعها بمزادتی ماءٍ لم تُدْهَنا، فقَطَرانُ مائهما أَكثر، و معنی لم یُسْلَقا لم یُدْهَنا و لم یُرْوَیَا
لسان العرب، ج‌10، ص: 161
بالدهن كما یُسْلَق كلُّ شی‌ء یطبخ بالماء من بقل و غیره. و یقال: ركبت دابة فلان فسَلَقَتْنی أَی سَحَجَتْ باطنَ فخذی. و السَّلِیقة: الطبیعة و السجیَّة. و فلان یقرأُ بالسَّلِیقة أَی بطبیعته لا بتعلُّم، و قیل: یقرأُ بالسَّلِیقِیَّة و هی منسوبة أَی بالفصاحة من قولهم سَلَقُوكم، و قیل: بالسَّلِیقِیَّة أَی بطَبْعِه الذی نشأَ علیه و لغته. أَبو زید: إِنه لكریم الطبیعة و السَّلِیقة، الأَزهری: المعنی أَن القراءَة سُنَّة مأْثورة لا یجوز تعدِّیها، فإِذا قرأَ البَدَوِیّ بطبعه و لغته و لم یتبع سُنَّة قُرَّاءِ الأَمصار قیل: هو یقرأُ بالسَّلِیقِیَّة أَی بطبیعتِه لیس بتعلیم، قال سیبویه: و النسب إلی السَّلِیقة سَلِیقیٌّ نادر، و قد أَبَنْتُ وجه شذوذه فی عمیرة كلب، و هذه سَلِیقتُه التی سُلِق علیها و سُلِقَها. ابن الأَعرابی: و السَّلِیقةُ المحَجَّة الظاهرة. و السَّلِیقة: طبع الرجل. و السَّلَق: الواسع من الطرقات. اللیث: السَّلِیقیّ من الكلام ما لا یُتَعَاهَدُ إِعرابُه و هو فصیح بلیغ فی السمع عثور فی النحو. غیره: السَّلِیقیّ من الكلام ما تكلم به البدویّ بطبعه و لغته، و إن كان غیرُه من الكلام آثرَ و أَحسنَ، و‌فی حدیث أَبی الأَسود: أَنه وضع النحو حین اضطراب كلام العرب، و غلبت السَّلِیقِیَّة‌أَی اللغة التی یسترسل فیها المتكلم علی سَلِیقته أَی سجیته و طبیعته من غیر تعمد إِعراب و لا تجنب لحن، قال: و لستُ بنحویٍّ یلُوك لِسانَه، و لكن سَلِیقیٌّ أَقولُ فأُعْرِب أَی أَجری علی طبیعتی و لا أَلحن. و السَّلِیقَة: شی‌ء یَنْسُجُه النحل فی الخلیة طولًا التهذیب النضر السِّلْق الجُكَندَر «3» و السَّلِیقة: الذُّرة تدق و تصلح و تطبخ باللبن، عن ابن الأَعرابی. و سَلَق البَرْدُ النباتَ: أَحرقه. و السَّلِیق من الشجر: الذی سَلَقَه البردُ فأَحرقه. الأَصمعی: السَّلِیق الشجر الذی أَحرقه حرٌّ أَو برد. و قال بعضهم: السَّلِیق ما تَحَاتَّ من صغار الشجر، قال: تَسْمَعُ منها، فی السَّلِیق الأَشْهَبِ، مَعْمَعةً مِثْلَ الضِّرام المُلْهَبِ الأَصمعی: السَّلَق المستوی اللیِّن من الأَرض، و الفَلَقُ المطمئن بین الرَّبْوَتین. ابن سیدة: السَّلَق المكان المطمئن بین الربوتین ینقاد، و قیل: هو مَسیل الماءِ بین الصَّمْدَیْنِ من الأَرض، و الجمع أَسْلاق و سُلْقان و سِلْقان و أَسالِقُ، قال جندل: إنِّی امْرُؤ أُحْسِنُ غَمْزَ الفائِق، بین اللَّهَا الوالج و الأَسالِق و هذا البیت استشهد به ابن سیدة علی أَعالی الفم كما نذكره فیما بعد فی هذه الترجمة. ابن شمیل: السَّلَق القاعُ المطمئن المستوی لا شجر فیه. أَبو عمرو: السَّلِیق الیابسُ من الشجر. قال الأَزهری: شهدت ریاض الصَّمَّان و قِیعانَها و سِلْقانَها [سُلْقانَها، فالسَّلَق من الریاض ما استوی فی أَعالی قِفافها و أَرضُها حُرَّة الطین تُنْبِت الكِرْشَ و القُرَّاصَ و المُلَّاحَ و الذُّرَقَ، و لا تنبت السدرَ و عظامَ الشجر، و أَما القِیعانُ فهی الریاض المطمئنة تنبت السدر و سائر نبات السَّلَق تَسْتَرْبِضُ سیولُ القفاف حوالیها، و المُتونُ الصُّلْبةُ المحیطة. و السَّلَقُ: القاعُ الصفصف، و جمعه سُلْقان
(3). 1 قوله" الجكندر" هكذا فی الإصل بهذا الضبط، و بهامشه هكذا رأیته و كتب علیه السید مرتضی ما نصه: قلت هو بالفارسیة و یقال أیضا جغندر و هو صحیح انتهی. محمد مرتضی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 162
مثل خَلَق و خُلْقان، و كذلك السَّمْلَق بزیادة المیم، و الجمع السَّمالِق، قال أَبو النجم فی جمع سُلْقان: حتی رَعَی السُّلْقانَ فی تَزْهِیرها و قد یجمع علی أَسلاق، قال الأَعشی: كخَذولٍ تَرعَی النَّواصِفَ من تَثْلِیثَ قَفْراً، خَلا لها الأَسْلاقُ تَنْفُض المَرْدَ و الكَباثَ بِحِمْلاجٍ لَطِیفٍ، فی جانبیه انْفِرَاقُ الخَذُول: الظبیة المتخلّفة عن الظباء، و النَّواصِفُ: جمع ناصِفة و هی المَسِیل الضخم، و خلا: أَنبت لها الخلی، و المَرْد و الكَباثُ: ثمرُ الأَراك، و أَراد بالحِمْلاج یدَها، و انفراق: یعنی انفراق ظِلْفَیها، و أَما قول الشماخ: إِن تُمسِ فی عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِق، عاری الشَّوْك مجرود فقد یكون جمع سَلَق كما قالوا رَهْط و أَراهط، و إِن اختلفا بالحركة و السكون، و قد یكون جَمْعَ أَسْلاقٍ الذی هو جمع سَلَق، فكان ینبغی علی هذا أَن یكون من الأَسالِیق إِلا أَنه حذف الیاء لأَن فَعِلن هنا أَحسن فی السمع من فاعِلُن. و سَلَقَ الجُوالق یَسْلُقه سَلْقاً: أَدخل إِحدی عروتیه فی الأُخری، قال: و حَوْقل ساعِدُه قد انْمَلَقْ یقول: قَطْباً و نِعِمّا، إِن سَلَقْ أَبو الهیثم: السَّلْقُ إِدخال الشِّظاظ مرة واحدة فی عروتی الجُوَالِقَین إِذا عُكِما علی البعیر، فإِذا ثنیته فهو القَطْب، قال الراجز: یقول: قَطْباً و نِعمَّا، إِن سَلَقْ بحَوْقَل ذِراعُه قد انْمَلَقْ ابن الأَعرابی: سَلَقَ العُودَ فی عُرَی العِدْلین و أَسْلَقه، قال: و أَسْلَقَ صادَ سِلْقة، و یقال: سَلَقْت اللحم عن العظم إِذا انْتَجَیْتَه عنه، و منه قیل للذِّئْبَة سِلْقة، و السِّلْقة: الذئبة، و الجمع سِلَق و سِلْق. قال سیبویه: و لیس سِلْق بتكسیر إنما هو من باب سِدْرة و سِدْر، و الذكر سِلْق، و الجمع سِلْقان و سُلْقان، و ربما قیل للمرأَة السلیطة سِلْقة. و امرأَة سِلْقة: فاحشة. و السِّلْقة: الجرادة إِذا أَلقت بیضها. و السِّلْق: بقلة. غیره: السِّلْق نبت له ورقٌ طُوال و أَصلٌ ذاهب فی الأَرض، و ورقُه رَخْص یطبخ. غیره: السِّلْق النبت الذی یؤكل. و الانْسِلاقُ فی العین: حمرة تعتریها فتقَشّرُ. و السُّلاق: حَبٌّ یثُورُ علی اللسان فیتقشر منه أَو علی أَصل اللسان، و یقال: تقَشُّرٌ فی أُصول الأَسنان، و قد انْسَلَق. و‌فی حدیث عتبة بن غزوان: لقد رأَیتُنی تاسِعَ تِسْعة قد سُلِقَت أَفواهُنا من أَكل ورق الشجر، ما منا رجل الیومَ إِلا علی مِصْرٍ من الأَمصار، سُلِقَت: من السُّلَاق و هو بثر یخرج من باطن الفم، أَی خرج فیها بثور. و الأَسالِق: أَعالی باطن الفم، و فی المحكم: أَعالی الفم، و زاد غیره: حیث یرتفع إِلیه اللسان، و هو جمع لا واحد له، قال جریر: «1» إِنی امرؤ أُحْسِنُ غَمْزَ الفائق، بین اللَّهَا الداخلِ و الأَسالِق و سَلَقَه سَلْقاً و سَلْقاه: طعنه فأَلقاه علی جنبه. یقال: طعنته فسَلَقْتُه إِذا أَلقیته علی ظهره، و ربما قالوا
(1) روی هذا البیت فی الصفحة السابقة لجندل، ثم روی هنا لجریر، و فیه لفظة الداخل بدل الوالج، و لم نجد له فی دیوان جریر أَثراً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 163
سَلْقَیْتُه سِلْقاءً، یزیدون فیه الیاء كما قالوا جَعْبَیْتُه جِعْباءً من جَعَبْته أَی صرعته، و قد تَسَلَّقَ. و اسْلَنْقَی: نام علی ظهره، عن السیرافی، و هو افْعَنْلی. و‌فی حدیث: فإِذا رجل مُسْلَنْقٍ‌أَی علی قفاه. یقال: اسْلَنْقَی یَسْلَنْقی اسْلِنْقَاءً، و النون زائدة. و سَلَق المرأَة و سَلْقاها إِذا بسطها ثم جامعها. و یقال: سَلَق فلانٌ جاریته إِذا أَلقاها علی قفاها لیُبَاضِعَها، و من العرب من یقول سَلَقْتُها علی قفاها. و قد اسْتَلْقَی الرجل علی قفاه إذا وقع علی حَلاوة القفا. و‌فی حدیث المبعث: قال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَتانی جبریل فسَلَقَنی لِحلاوة القَفَا‌أَی أَلقانی علی القفا. و قد سَلَقْته و سَلْقَیْتُه علی وزن فَعْلَیْتُه: مأْخوذ من السَّلْق و هو الصَّدْم و الدفع، قاله شمر. الفراء: أَخذه الطبیب فسَلْقاه علی ظهره أَی مدَّه. و الأَزهری فی الخماسی: اسْلَنْقی علی قفاه و قد سَلْقَیْتُه علی قفاه. و‌روی فی حدیث المبعث: فانْطَلَقا بی إِلی ما بین المقام و زمزم فسَلَقانی علی قفایَ‌أَی أَلْقَیانی علی ظهری. یقال: سَلَقَه و سَلْقاه بمعنی، و یروی بالصاد، و السین أَكثر و أَعلی. و التَّسَلُّق: الصعودُ علی حائط أَملس. و تَسَلَّق الجدار أَی تَسوَّرَا. و بات فلان یَتَسَلَّقُ علی فراشه ظهراً لِبَطْنٍ إِذا لم یطمئن علیه من همٍّ أَو وجع أَقلقه، الأَزهری: المعروف بهذا المعنی الصاد. ابن سیدة: و سَلَقَ یَسْلُق سَلْقاً و تَسَلَّقَ صَعِد علی حائط، و الاسم السَّلْق. و السُّلَّاقُ: عِیدٌ من أَعیاد النصاری مشتق من ذلك، من تَسَلُّقِ المسیح، علیه السلام، إِلی السماء. و ناقة سَیْلَقٌ: ماضیة فی سیرها، قال الشاعر: و سَیْری مع الرُّكْبان، كلَّ عَشِیَّةٍ، أُبارِی مَطایاهم بأَدماءَ سَیْلَقِ و سَلُوق: أَرض بالیمن، و فی التهذیب: قریة بالیمن، و هی بالرومیة سَلَقْیَةُ، قال القطامی: مَعَهُمْ ضَوارٍ من سَلُوقَ، كأَنَّها حُصُنٌ تَجُولُ، تُجَرِّرُ الأَرْسانا و الكلاب السلوقیة: منسوبة إِلیها، و كذلك الدروع، قال النابغة: تَقُدُّ السَّلُوقِیَّ المُضاعَفَ نَسْجُه، و توقِد بالصُّفُّاحِ نارَ الحُباحِب و یقال: سلوق مدینة اللَّان تنسب إِلیها الكلاب السَّلُوقِیَّة. و السَّلُوقِیُّ أَیضاً: السیف، أَنشد ثعلب: تَسُورُ بین السَّرْج و اللِّجامِ، سَوْرَ السَّلُوقِیِّ إِلی الأَجْذامِ و السَّلُوقِیّ من الكلاب و الدُّروع: أَجودُها. و السَّلَقْلَقِیّة: المرأَة التی تحیض من دُبُرِها.

سلمق؛ ج10، ص: 163

: أَبو عمرو: یقال للعجوز سَلْمَق و سَمْلَق و شَمْلَق و شَلْمَق، كله مقول.

سمق؛ ج10، ص: 163

: السَّمْقُ: سَمْقُ النبات إذا طال، سمَق النبتُ و الشجر و النخل یَسْمُق سَمْقاً و سُموقاً، فهو سامِق و سَمِیقٌ: ارتفع و علا و طال. و نخلة سامقة: طویلة جدّاً. و السَّمِیقان: عُودانِ فی النِّیر قد لُوقِیَ بین طرفیهما یحیطان بعُنق الثور كالطوق لُوقِیَ بین طرفیهما تحت غَبْغَب الثَّورْ و أُسِرا بخیط، و الجمع الأَسْمِقة: خشبات یدخلن فی الآلة التی یُنْقَل علیها اللِّبِنُ. و السِّمِقُّ: الطویل من الرجال؛ عن كراع.
لسان العرب، ج‌10، ص: 164
و كذِبٌ سماقٌ: خالص بَحْت؛ قال القُلاخ بن حزن: أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِیاقِ، إن لم تُنَجِّینَ من الوِثاقِ، بأرْبَعٍ من كَذِبٍ سُماقِ و یقال: أُحِبُّك حُبّاً سماقاً أَی خالصاً، و المیم مخففة. و السمَّاق، بالتشدید: من شجر القِفاف و الجبال و له ثمر حامض عناقیدُ فیها حَبُّ صغار یطبخ؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و لا أَعلمه ینبت بشی‌ء من أَرض العرب إلا ما كان بالشأم، قال: و هو شدید الحمرة. التهذیب: و أما الحبَّة الحامضة التی یقال لها العَبْرَب فهو السُّمّاق، الواحدة سُمّاقة. و قِدر سُمّاقِیّة و تصغیرها سُمَیْمِقَة و عَبْرَبِیّة و عَرَبْرَبِیّة بمعنی واحد.

سمحق؛ ج10، ص: 164

: السِّمْحاق: جلدة رقیقة فوق قِحْف الرأس إذا انتهت الشجّة إلیها سمیت سِمْحاقاً، و كل جلدة رقیقة تشبهها تسمی سِمْحاقاً نحو سَماحِیق السَّلا علی الجنین. ابن سیدة: السِّمْحاق من الشِّجاج التی بینها و بین العظم قشرة رقیقة، و فی التهذیب: جلدة رقیقة، و كل قشرة رقیقة سِمْحاق، و قیل: السِّمْحاق من الشِّجاج التی بلغت السِّحاءة بین العظم و اللحم، و تلك السَّحاءة تسمی السِّمْحاق، و قیل: السِّمْحاق الجلدة التی بین العظم و بین اللحم فوق العظم و دون اللحم، و لكل عظم سمحاق، و قیل: هی الشجة التی تبلغ تلك القِشرة حتی لا یبقی بین اللحم و العظم غیرها، و فی السماء سَماحیقُ من غیم، و علی ثَرْب الشاة سماحیقُ من شحم أی شی‌ء رقیق كالقشرة، و كلاهما علی التشبیه. و السِّمْحاق: أثر الختان. اللیث: و السُّمْحوق الطویل الدقیق؛ قال الأَزهری: و لم أَسمع هذا الحرف فی باب الطویل لغیره.

سمسق؛ ج10، ص: 164

: السَّمْسَق: السِّمْسِم، و قیل: المَرْزَنْجوشْ. و السَّمْسَق: الیاسمین، و قیل الآسُ، و قال اللیث: سَمْسَق.

سملق؛ ج10، ص: 164

: السَّمْلَق: الأَرض المستویة، و قیل: القَفْر الذی لا نبات فیه؛ قال عمارة: یَرْمِی بهِنَّ سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ و ذكره الجوهری فی سلق. و السَّمْلَق: القاع المستوی الأَملس و الأَجْرَد لا شجر فیه و هو القَرِق؛ قال جمیل: أ لم تَسَلِ الرَّبْعَ القَدِیمَ فیَنْطِقُ؟ و هل تخْبِرَنْكَ الیومَ بَیْدارُ سَمْلقُ؟ و قال رؤبة: و مَخْفِق أَطْرافُه فی مَخْفِقِ، أخْوَق من ذاكَ البَعِید الأَخْوَقِ إذا انْفأَت أجوافُه عن سَمْلقِ، مَرَّت كجِلدِ الصَّرصَرانِ الأَمْهَقِ و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: و یَصیر معْهدُها قاعاً سَمْلَقاً؛ هو الأَرض المستویة الجرداء التی لا شجر بها؛ و قول أَبی زبید: فإلی الوَلِیدِ الیومَ حنَّتْ ناقتی، تَهْوی بمُغْبَرّ المُتونِ سَمالِقِ یجوز أن یكون أَراد بمُغْبَرّات المتون فوضع الواحد موضع الجمع و وصفه بالجمع، و یجوز أن یكون أَراد سَمْلَقاً فجعله سَمالِقَ كأَنَّ كل جزء منه سَمْلَقٌ. و امرأة سَمْلَقٌ: لا تَلِد، شُبَّهت بالأَرض التی لا تنبت؛ قال: مُقَرْقَمِینَ و عَجُوزاً سَمْلَقا
لسان العرب، ج‌10، ص: 165
و هو مذكورفی الشین. و السَّمْلَق و السَّمْلَقة: الرَّدِیئة فی البُضْع. و السَّمْلَقةُ: التی لا إسْكتین لها. و كذِبٌ سَمَلّقٌ: خالص بَحْت؛ قال رؤبة: یَقْتَضِبُونَ الكذبَ السَّمَلَّقا أَبو عمرو: یقال للعجوز سَمْلَق و سَلْمَق و شمْلَق و شَلْمَق. و عجوز سَمْلَق: سیئة الخلق.

سنق؛ ج10، ص: 165

: السَّنَقُ: البَشَمُ. أَبو عبید: السَّنِقُ الشَّبْعان كالمُتَّخِم. سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً، فهو سَنِقٌ و سَنق: بَشِم، و كذلك الدابة؛ یقال: شرب الفصیل حتی سَنِقَ، بالكسر، و هو كالتُّخَمَة. اللیث: سَنِقَ الحمارُ و كل دابة سَنَقاً إذا أكل من الرُّطْب حتی أَصابه كالبَشَم، و هو الأَحمّ بعینه غیر أن الأَحمّ یستعمل فی الناس، و الفصیلُ إذا أكثر من اللبن یكاد یمرض؛ قال الأَعشی: و یأمُرُ للیَحْموم، كلَّ عَشِیّة، بِقَتّ و تَعْلِیقٍ، فقد كاد یَسْنَقُ و أَسْنَقَ فلاناً النعیمُ إذا قَرَّفَه، و قد سَنِقَ سَنَقاً؛ و قال لبید یصف فرساً: فهو سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ إذا یَعْدُو زَمَلْ و السُّنَّیْقُ: البیت المُجَصَّص. و السُّنَّیْقُ: البقرة؛ و لم یفسر أَبو عمرو قول إمرئ القیس: و سِنّ كسُنَّیْقٍ سَناءً و سُنَّماً، دَغَرْتُ بمِزْلاج الهجیر نَهوضِ و یروی سَناماً و سُنَّماً، و فسره غیره فقال: هو جبل. التهذیب: و سُنَّیْق اسم أكمة معروفة؛ و أَورد بیت إمرئ القیس. شمر: سُنَّیْقٌ جُمِعَ سُنَّیْقاتٍ و سَنانِیقَ و هی الآكام. و قال ابن الأَعرابی: لا أدری ما سُنَّیْق. الأَزهری: جعل شمر سُنَّیقاً اسماً لكل أكمة و جعله نكرة مصروفة، قال: و إذا كان سُنَّیْق اسم أكمة بعینها فهی عندی غیر مجراة لأَنها معرفة، و قد أجراها إمرؤُ القیس و جعلها كالنكرة، و فی نسخة كالبقرة، علی أن الشاعر إذا اضطر أجری المعرفة التی لا تنصرف.

سندق؛ ج10، ص: 165

: الفراء: سُنْدوق و صُنْدوق، و یجمع سَنادِیقَ و صَنادِیقَ.

سنسق؛ ج10، ص: 165

: التهذیب فی الرباعی: قال المبرد روی أن خالد بن صفوان دخل علی یزید بن المهلب و هو یتغدّی فقال: یا أبا صفوان، الغداءَ فقال أیها الأَمیر، لقد أكلت أكلة لستُ ناسِیَهَا، أتیتُ ضَیْعَتی إبّانَ العِمارةِ فَجُلْتُ فیها جولة، ثم مِلْت إلی غُرْفة هَفّافةٍ تخترقها الریاح فُرِشَت أرضُها بالریاحین: من بین ضَیْمَرَانٍ نافحٍ، و سَنْسَقٍ فائِحٍ، و أُتِیتُ بخُبزِ أرْزٍ كأنه قِطَع العقیق، و سمك بنانی بِیض البطون سود المتون عراض السّرَر غلاظ القَصَر، و دُقَّة و خلّ و مُرِّیّ؛ قال المبرد: السْنسَقُ صغار الآس، و الدُّقَّة المِلْح.

سهق؛ ج10، ص: 165

: السَّهْوَق و السَّوْهَق: الریح الشدیدة التی تَنْسِج العَجاجَ أَی تَسْفی؛ الأَخیرة عن كراع. و السَّهْوَق: الرِّیّان من كل شی‌ء قبل النماء. اللیث: السَّهْوَق كل شی‌ء تَرَّ و ارْتوَی من سُوق الشجر؛ و أَنشد: وَظِیف أَزجّ الخطْوِ رَیْان سَهْوَق أَزجّ الخطو: بَعید ما بین الطرفین مُقَوَّس. و السَّهْوَق: الطویل من الرجال و یستعمل فی غیرهم؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 166
قال المرَّار الأَسدی: كأَنَّنی فوقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ جَأبٍ، إذا عَشَّرَ، صاتی الإِرْنان و أنشد یعقوب: فهی تُباری كلَّ سارٍ سَهْوَقِ، أَبَدَّ بَیْنَ الأُذُنَیْنِ أَفْرَقِ مؤجَّدِ المَتْنِ مِتَلّ مُطْرِقِ، لا یُؤدِمُ الحیَّ إذا لم یُغْبَقِ و خص بعضهم به الطویل الرجلین. و السَّهَوَّق كالسَّهْوق؛ عن الهجری؛ و أَنشد: منهن ذات عُنُقٍ سَهَوَّق و شجرة سَهْوَق: طویلة الساق. و رجل قَهْوَسٌ: طویل ضخم، و الأَلفاظ الثلاثة بمعنی واحد فی الطول و الضِّخَم، و الكلمة واحدة، إلا أنها قُدِّمَت و أخِّرت كما قالوا فی كلامهم عَبَنْقاة و عَقَنْباة و بَعَنْقاة. و السَّوْهَق: الطویل كالسَّهْوَقِ. و السَّهْوَق: الكَذّاب. و ساهُوق: موضع.

سوق؛ ج10، ص: 166

: السَّوق: معروف. ساقَ الإِبلَ و غیرَها یَسُوقها سَوْقاً و سِیاقاً، و هو سائقٌ و سَوَّاق، شدِّد للمبالغة؛ قال الخطم القیسی، و یقال لأَبی زغْبة الخارجی: قد لَفَّها اللیلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ و قوله تعالی: وَ جٰاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهٰا سٰائِقٌ وَ شَهِیدٌ؛قیل فی التفسیر: سٰائِقٌ یَسُوقها إلی محشرها، و شَهِیدٌ یشهد علیها بعملها، و قیل: الشهید هو عملها نفسه، و أَساقَها و اسْتاقَها فانْساقت؛ و أَنشد ثعلب: لو لا قُرَیْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ، و اسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ و سَوَّقَها: كساقَها؛ قال إمرؤ القیس: لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ، كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِیُّ و‌فی الحدیث: لا تقوم الساعة حتی یخرج رجل من قَحْطان یَسُوق الناس بعَصاه؛ هو كنایة عن استقامةِ الناس و انقیادِهم إلیه و اتِّفاقِهم علیه، و لم یُرِدْ نفس العصا و إنما ضربها مثلًا لاستیلائه علیهم و طاعتهم له، إلّا أن فی ذكرها دلالةً علی عَسْفِه بهم و خشونتِه علیهم. و‌فی الحدیث: و سَوَّاق یَسُوق بهن‌أی حادٍ یَحْدُو الإِبلَ فهو یسُوقهن بحُدائِه، و سَوَّاق الإِبل یَقْدُمُها؛ و منه: رُوَیْدَك سَوْقَك بالقَواریر. و قد انْساقَت و تَساوَقَت الإِبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت، و كذلك تقاوَدَت فهی مُتَقاوِدة و مُتَساوِقة. و‌فی حدیث أُم معبد: فجاء زوجها یَسُوق أعْنُزاً ما تَساوَقُ‌أی ما تتابَعُ. و المُساوَقة: المُتابعة كأنّ بعضَها یسوق بعضاً، و الأَصل فی تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها و فَرْطِ هُزالِها تتَخاذَلُ و یتخلَّفُ بعضها عن بعض. و ساقَ إلیها الصَّداق و المَهرَ سِیاقاً و أَساقَه، و إن كان دراهمَ أَو دنانیر، لأَن أَصل الصَّداق عند العرب الإِبلُ، و هی التی تُساق، فاستعمل ذلك فی الدرهم و الدینار و غیرهما. و ساقَ فلانٌ من امرأته أی أعطاها مهرها. و السِّیاق: المهر. و‌فی الحدیث: أنه رأی بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال: مَهْیَمْ، قال: تزوَّجْتُ امرأة من الأَنصار، فقال: ما سُقْتَ إلیها؟أَی ما أَمْهَرْتَها، قیل للمهر سَوْق لأَن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإِبل و الغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ علی أموالهم، وضع السَّوق موضع
لسان العرب، ج‌10، ص: 167
المهر و إن لم یكن إبلًا و غنماً؛ و قوله‌فی روایة: ما سُقْتُ منها، بمعنی البدل كقوله: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَجَعَلْنٰا مِنْكُمْ مَلٰائِكَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ؛ أی بدلكم. و أَساقه إبلًا: أَعطاه إیاها یسُوقها. و السَّیِّقةُ: ما اختَلَس من الشی‌ء فساقَه؛ و منه قولهم: إنما ابنُ آدم سَیِّقةٌ یسُوقُه الله حیث شاء و قیل: السَّیِّقةُ التی تُساقُ سوْقاً؛ قال: و هل أنا إلا مثْل سَیِّقةِ العِدا، إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، و إن جَبأَتْ عَقْرُ؟ و یقال لما سِیقَ من النهب فطُرِدَ سَیِّقة، و أَنشد البیت أیضاً: و هل أنا إلا مثل سیِّقة العدا الأَزهری: السَّیِّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِیقة. الأَصمعی: السَّیِّقُ من السحاب ما طردته الریح، كان فیه ماء أَو لم یكن، و فی الصحاح: الذی تَسوقه الریح و لیس فیه ماء. و ساقةُ الجیشِ: مؤخَّرُه. و‌فی صفة مشیه، علیه السلام: كان یَسُوق أَصحابَه‌أَی یُقَدِّمُهم و یمشی خلفهم تواضُعاً و لا یَدع أحداً یمشی خلفه. و‌فی الحدیث فی صفة الأَولیاء: إن كانت الساقةُ كان فیها و إن كان فی الجیش «2». كان فیه الساقةُ؛ جمع سائق و هم الذین یَسُوقون جیش الغُزاة و یكونون مِنْ ورائه یحفظونه؛ و منه ساقةُ الحاجّ. و السَّیِّقة: الناقة التی یُسْتَتَرُ بها عن الصید ثم یُرْمَی؛ عن ثعلب. و المِسْوَق: بَعِیر تستتر به من الصید لتَخْتِلَه. و الأَساقةُ: سیرُ الرِّكابِ للسروج. و ساقَ بنفسه سیاقاً: نَزَع بها عند الموت. تقول: رأیت فلاناً یَسُوق سُوُوقاً أی یَنْزِع نَزْعاً عند الموت، یعنی الموت؛ الكسائی: تقول هو یَسُوق نفْسَه و یَفِیظ نفسَه و قد فاظت نفسُه و أَفاظَه الله نفسَه. و یقال: فلان فی السِّیاق أی فی النَّزْع. ابن شمیل: رأیت فلاناً بالسَّوْق أی بالموت یُساق سوقاً، و إنه نَفْسه لتُساق. و السِّیاق: نزع الروح. و‌فی الحدیث: دخل سعید علی عثمان و هو فی السَّوْق‌أی النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من بدَنه، و یقال له السِّیاق أیضاً، و أَصله سِواق، فقلبت الواو یاء لكسرة السین، و هما مصدران من ساقَ یَسُوق. و‌فی الحدیث: حَضَرْنا عمرو بن العاصِ و هو فی سِیاق الموت.و السُّوق: موضع البیاعات. ابن سیدة: السُّوق التی یُتعامل فیها، تذكر و تؤنث؛ قال الشاعر فی التذكیر: أَ لم یَعِظِ الفِتْیانَ ما صارَ لِمَّتی بِسُوقٍ كثیرٍ ریحُه و أَعاصِرُهْ عَلَوْنی بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِیفَه سَحیفُ قُطامِیٍّ حَماماً یُطایِرُهْ المَعْصوب: السوط، و سَحِیفُه صوته؛ و أَنشد أَبو زید: إنِّی إذا لم یُنْدِ حَلْقاً رِیقُه، و رَكَدَ السَّبُّ فقامت سُوقُه، طَبٌّ بِإهْداء الخنا لبِیقُه و الجمع أسواق. و فی التنزیل: إِلّٰا إِنَّهُمْ لَیَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ وَ یَمْشُونَ فِی الْأَسْوٰاقِ؛ و السُّوقة لغة فیه. و تَسَوَّق القومُ إذا باعوا و اشتَروا. و‌فی حدیث الجُمعة: إذا جاءت سُوَیْقة‌أی تجارة، و هی تصغیر
(2). قوله [فی الجیش] الذی فی النهایة: فی الحرس، و فی ثابتة فی الروایتین
لسان العرب، ج‌10، ص: 168
السُّوق، سمیت بها لأَن التجارة تجلب إلیها و تُساق المَبیعات نحوَها. و سُوقُ القتالِ و الحربِ و سوقَتُه: حَوْمتُه، و قد قیل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إلیها. اللیث: الساقُ لكل شجرة و دابة و طائر و إنسان. و الساقُ: ساقُ القدم. و الساقُ من الإِنسان: ما بین الركبة و القدم، و من الخیل و البغال و الحمیر و الإِبل: ما فوق الوَظِیف، و من البقر و الغنم و الظباء: ما فوق الكُراع؛ قال: فَعَیْناكِ عَیْناها، و جِیدُك جِیدُها، و لكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقیقُ و امرأة سوْقاء: تارّةُ الساقین ذات شعر. و الأَسْوَق: الطویل عَظْمِ الساقِ، و المصدر السَّوَق؛ و أَنشد: قُبٌّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ فی السَّوَقْ الجوهری: امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ. و الأَسْوَقُ: الطویل الساقین؛ و قوله: للْفَتی عَقْلٌ یَعِیشُ به، حیث تَهْدِی ساقَه قَدَمُهْ فسره ابن الأَعرابی فقال: معناه إن اهتدَی لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، و إن اهتدی لغیر رشدٍ علم أَنه علی غیر رُشْد. و الساقُ مؤنث؛ قال الله تعالی: وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ؛ و قال كعب بن جُعَیْل: فإذا قامَتْ إلی جاراتِها، لاحَت الساقُ بِخَلْخالٍ زَجِلْ و‌فی حدیث القیامة: یَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ فی اللغة الأَمر الشدید، و كَشْفُه مَثَلٌ فی شدة الأَمر كما یقال للشحیح یدُه مغلولة و لا یدَ ثَمَّ و لا غُلَّ، و إنما هو مَثَلٌ فی شدّة البخل، و كذلك هذا. لا ساقَ هناك و لا كَشْف؛ و أَصله أَن الإِنسان إذا وقع فی أمر شدید یقال: شمَّر ساعِدَه و كشفَ عن ساقِه للإِهتمام بذلك الأَمر العظیم. ابن سیدة فی قوله تعالی: یَوْمَ یُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ، إنما یرید به شدة الأَمر كقولهم: قامت الحربُ علی ساق، و لسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُریدت بها الشدة فإنما هی مشبَّهة بالساق هذه التی تعلو القدم، و أَنه إنما قیل ذلك لأَن الساقَ هی الحاملة للجُمْلة و المُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبیهاً و تشنیعاً؛ و علی هذا بیت الحماسة لجدّ طرفة: كَشَفَتْ لهم عن ساقِها، و بدا من الشرِّ الصُّراحْ و قد یكون یُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ لأَن الناس یَكِشفون عن ساقِهم و یُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر؛ و یقال للأَمر الشدید ساقٌ لأَن الإِنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَیْه، ثم قیل للأَمر الشدید ساقٌ؛ و منه قول درید: كَمِیش الإِزار خارِج نصْفُ ساقِه أَراد أَنه مشمر جادٌّ، و لم یرد خروج الساق بعینها؛ و منه قولهم: ساوَقَه أی فاخَره أَیُّهم أَشدّ. و‌قال ابن مسعود: یَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه عن ساقِه فَیَخِرّ المؤمنون سُجَّداً، و تكون ظهورُ المنافقین طَبَقاً طبقاً كأن فیها السَّفافید.و أَما قوله تعالی: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ، فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ و دُورٍ؛ الجوهری: الجمع سُوق، مثل أَسَدٍ و أُسْد، و سِیقانٌ و أَسْوقٌ؛ و أَنشد ابن بری لسلامة بن جندل:
لسان العرب، ج‌10، ص: 169
كأنّ مُناخاً، من قُنونٍ و مَنْزلًا، بحیث الْتَقَیْنا من أَكُفّ و أَسْوُقِ و قال الشماخ: أَ بَعْدَ قَتِیلٍ بالمدینة أَظْلَمَتْ له الأَرضُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ؟ فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ، و ما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ و‌فی الحدیث: لا یسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَیْقَتَیْنِ؛ هما تصغیر الساق و هی مؤنثة فذلك ظهرت التاء فی تصغیرها، و إنما صَغَّر الساقین لأَن الغالب علی سُوق الحبشة الدقَّة و الحُموشة. و‌فی حدیث الزِّبْرِقان: الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ؛ هو الطویل الساق و العُنُقِ. و ساقُ الشجرةِ: جِذْعُها، و قیل ما بین أَصلها إلی مُشَعّب أَفنانها، و جمع ذلك كله أَسْوُقٌ و أَسْؤُقٌ و سُوُوق و سؤوق و سُوْق و سُوُق؛ الأَخیرة نادرة، توهموا ضمة السین علی الواو و قد غلب ذلك علی لغة أبی حیَّة النمیری؛ و هَمَزَها جریر فی قوله: أَحَبُّ المُؤقدانِ إلیك مُؤسی و روی أَحَبُّ المؤقدین و علیه وجّه أَبو علی قراءةَ من قرأَ: عاداً الأُؤْلی. و‌فی حدیث معاویة: قال رجل خاصمت إلیه ابنَ أخی فجعلت أَحُجُّه، فقال: أَنتَ كما قال: إنی أُتیحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ، لا یُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا «1». أَراد بالساق هاهنا الغصن من أَغصان الشجرة؛ المعنی لا تَنْقضِی له حُجّة إلا تَعَلَّق بأُخری، تشبیهاً بالحِرْباء و انتقاله من غُصنٍ إلی غصن یدور مع الشمس. و سَوَّقَ النَّبتُ: صار له ساقٌ؛ قال ذو الرمة: لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ، كأنه مُسَوِّقُ بَرْدِیّ علی حائرٍ غَمْرِ و ساقَه: أَصابَ ساقَه. و سُقْتُه: أصبت ساقَه. و السَّوَقُ: حُسْن الساقِ و غلظها، و سَوِق سَوَقاً و هو أَسْوَقُ؛ و قول العجاج: بِمُخْدِرٍ من المَخادِیر ذَكَرْ، یَهْتَذُّ رَدْمِیَّ الحدیدِ المُسْتَمرْ، هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ الحَصاد: بقلة یقال لها الحَصادة. و السَّوَّاقُ: الطویل الساق، و قیل: هو ما سَوَّقَ و صار علی ساقٍ من النبت؛ و المُخْدِرُ: القاطع خِدْرَه، و خَضَرَه: قَطَعه؛ قال ذلك كله أَبو زید، سیف مُخْدِر. ابن السكیت: یقال ولدت فلانةُ ثلاثةَ بنین علی ساقٍ واحدة أی بعضهم علی إثر بعض لیس بینهم جاریة؛ و وُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً علی ساقٍ أی واحد فی إثر واحد، و ولَدَتْ ثلاثةً علی ساقٍ واحدة أی بعضُهم فی إثر بعض لیست بینهم جاریة، و بنی القوم بیوتَهم علی ساقٍ واحدة، و قام فلانٌ علی ساقٍ إذا عُنِیَ بالأَمر و تحزَّم به، و قامت الحربُ علی ساقٍ، و هو علی المَثَل. و قام القوم علی ساقٍ: یراد بذلك الكد و المشقة. و لیس هناك ساقٌ، كما قالوا: جاؤوا علی بَكْرة أَبیهم إذا جاؤوا عن آخرِهم، و كما قالوا: شرٌّ لا یُنادی وَلیدُه. و أَوهت بساق أی كِدْت أَفعل؛ قال قرط یصف الذئب:
(1). قوله [إِنی أُتیح له إلخ] هو هكذا بهذا الضبط فی نسخة صحیحة من النهایة
لسان العرب، ج‌10، ص: 170
و لكِنّی رَمَیْتُك منْ بعید، فلم أَفْعَلْ، و قد أَوْهَتْ بِساقِ و قیل: معناه هنا قربت العدّة. و الساق: النَّفْسُ؛ و منه‌قول علیّ، رضوان الله علیه، فی حرب الشُّراة: لا بُدَّ لی من قتالهم و لو تَلِفَت ساقی؛ التفسیر لأَبی عمر الزاهد عن أَبی العباس حكاه الهروی. و الساقُ: الحمام الذكر؛ و قال الكمیت: تغْرید ساقٍ علی ساقٍ یُجاوِبُها، من الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ و العُطُل عنی بالأَول الوَرَشان و بالثانی ساقَ الشجرة، و ساقُ حُرّ: الذكر من القَمارِیّ، سمی بصوته؛ قال حمید بن ثور: و ما هاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً و تَرنُّما و یقال له أیضاً السَّاق؛ قال الشماخ: كادت تُساقِطُنی و الرَّحْلَ، إذ نَطَقَتْ حمامةٌ، فَدَعَتْ ساقاً علی ساقِ و قال شمر: قال بعضهم الساقُ الحمام و حُرٌّ فَرْخُها. و یقال: ساقُ حُرّ صوت القُمْریّ. قال أَبو منصور: السُّوقة بمنزلة الرعیة التی تَسُوسُها الملوك، سُمُّوا سُوقة لأَن الملوك یسوقونهم فینساقون لهم، یقال للواحد سُوقة و للجماعة سُوقة. الجوهری: و السُّوقة خلاف المَلِك، قال نهشل بن حَرِّیّ: و لَمْ تَرَ عَیْنی سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ، و لا مَلِكاً تَجْبی إلیه مَرازِبُهْ یستوی فیه الواحد و الجمع و المؤنث و المذكر؛ قالت بنت النعمان بن المنذر: فَبینا نَسُوس الناسَ و الأَمْرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فیهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ أَی نخْدُم الناس، قال: و ربما جمع علی سُوَق. و‌فی حدیث المرأة الجَوْنیَّة التی أَراد النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یدخل بها: فقال لها هَبی لی نَفْسَك، فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة؟السُّوقةُ من الناس: الرعیة و مَنْ دون الملِك، و كثیر من الناس یظنون أَن السُّوقة أَهل الأَسْواق. و السُّوقة من الناس: من لم یكن ذا سُلْطان، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء، و الجمع السُّوَق، و قیل أَوساطهم؛ قال زهیر: یَطْلُب شَأو امْرأَین قَدَّما حَسَناً، نالا المُلوكَ و بَذَّا هذه السُّوَقا و السَّوِیق: معروف، و الصاد فیه لغة لمكان المضارعة، و الجمع أَسْوِقة. غیره: السَّوِیق ما یُتَّخذ من الحنطة و الشعیر. و یقال: السَّویقُ المُقْل الحَتِیّ، و السَّوِیق السّبِق الفَتِیّ، و السَّوِیق الخمر، و سَوِیقُ الكَرْم الخمر؛ و أَنشد سیبویه لزیاد الأَعْجَم: تُكَلِّفُنی سَوِیقَ الكَرْم جَرْمٌ، و ما جَرْمٌ، و ما ذاكَ السَّویقُ؟ و ما عرفت سَوِیق الكَرْمِ جَرْمٌ، و لا أَغْلَتْ به، مُذْ قام، سُوقُ فلما نُزِّلَ التحریمُ فیها، إذا الجَرْمیّ منها لا یُفِیقُ و قال أَبو حنیفة: السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة و هو كأَیْرِ الحمار، و لیس فیه شی‌ء أَطیب من سُوقتِه و لا أَحلی، و ربما طال و ربما قصر.
لسان العرب، ج‌10، ص: 171
و سُوقةُ أَهوی و سُوقة حائل: موضعان؛ أَنشد ثعلب: تَهانَفْتَ و اسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ، بسُوقةِ أَهْوی أَو بِسُوقةِ حائِلِ و سُوَیْقة: موضع؛ قال: هَیْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَیْقةٍ، كانت مُباركةً من الأَیّام و ساقان: اسم موضع. و السُّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة: تَرْمِی ذِراعَیْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ و سُوقة: اسم رجل.

سوذق؛ ج10، ص: 171

: السَّوْذَق و السَّوْذَنِیق و السُّوذانِق: الصَّقر، و قیل الشاهین؛ قال لبید: و كأنِّی مُلْجِمٌ سُوذانِقاً أجْدَلِیّاً، كَرُّه غیر وَكِلْ و السَّوْذَق و السَّوْذَنِیق، و السین فیهما بالفتح، و ربما قالوا سَیْذَنوق؛ و أَنشد النضر بن الشمیل: و حادِیاً كالسَّیْذَنوق الأَزْرَقِ و السُّوذانِق، بضم السین و كسر النون. أَبو عمرو: السَّوْذَق الشاهین، و السَّوْذَق السِّوار؛ و أَنشد: تری السَّوْذَقَ الوضَّاح منها بِمِعْصَمٍ نَبِیل، و یأبی الحَجْلُ أن یَتَقَدَّما ابن الأَعرابی: السَّوْذَقیّ النشیط الحَذِر المحتال. و السَّذَق: لیلة الوَقود، و جمیع ذلك فارسی معرب.

فصل الشین المعجمة؛ ج10، ص: 171

شبق؛ ج10، ص: 171

: الشَّبَقُ: شدة الغُلْمة و طلبُ النكاح. یقال: رجل شَبِقٌ و امرأة شَبِقةٌ. و شَبِقَ الرجل، بالكسر، شَبَقاً، فهو شَبِقٌ: اشتدت غلمته، و كذلك المرأة. و‌فی حدیث ابن عباس: أنه قال لرَجل مُحْرِم وطئ امرأَتَه قبل الإِفاضة شَبَقٌ شدید، و قد یكون الشَّبَقُ فی غیر الإِنسان؛ قال رؤبة یصف حماراً: لا یَتْرُك الغَیْرةَ من عَهْدِ الشَّبَقْ

شبرق؛ ج10، ص: 171

: ثوب مُشَبْرَق و شَبْرَقٌ و شِبْراق و شُبارِق و شَبارِق و شَبارِیق: مقطَّع ممزَّق. و قد شَبْرَقَه شَبْرَقة و شِبْراقاً و شَرْبَقه شَرْبَقةً؛ المصدر عن كراع: مزَّقه؛ قال إمرؤ القیس: فأَدْرَكْنَه یأخُذْن بالسّاق و النَّسا، كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ و المُقَدَّسُ: الراهب ینزل من صَوْمَعتِه إلی بیت المَقْدِس فیمزِّق الصبیانُ ثیابَه تبرُّكاً به. اللیث: ثوب مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً و سَخافةً. و صار الثوب شَبارِیقَ أی قِطَعاً؛ و أَنشد لذی الرمة: فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه، علی عَصَوَیْها، سابِریٌّ مُشَبْرَقُ قال ابن بری: و منه قول الأَسود بن یعفر: لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً، فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا و المُشَبْرَقُ من الثیاب: الرقیقُ الردی‌ء النسج،
لسان العرب، ج‌10، ص: 172
و یقال للثوب من الكتان مثل السَّبَنِیّة مُشَبرَق. و شَبْرَقْت اللحمَ و شَرْبَقْتُه أی قطَّعْته. و شَبرَقَ البازی اللحم: نَهَسَه. و شَبْرَقَت الدابةُ فی مَشْیها: باعَدَتْ خَطْوَها. و الشِّبْراق: شِدَّة تباعُدِ ما بین القوائم؛ قال: كأنَّها، و هی تَهادَی فی الرُّفَقْ من ذَرْوِها، شبْراق شَدّ ذی عَمَقْ و روی: من جَذْبِها شِبْراق شدّ ذی مَعَقْ و الدابة یُشَبرِق فی عَدْوِه: و هو شدَّة تَباعُد قوائِمه. و الشِّبْرِقُ، بالكسر: نبات غضٌّ، و قیل: شجر مَنْبِته نجد و تهامة و ثمرتُه شاكة صغیرة الجرم حمراء مثل الدم منبتها السِّباخ و القِیعان، واحدته شِبْرِقة؛ و قالوا: إذا یَبِس الضَّرِیع فهو الشِّبْرِق، و هو نبت كأظفار الهِرِّ. الفراء: الشِّبْرِق نبت و أَهل الحجاز یسمونه الضَّریعَ إذا یبس، و غیرهم یسمّیه الشّبْرِقَ. الزجاج: الشِّبْرِق جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو شِبْرِق، فإذا یبس فهو الضَّریع. أَبو زید: الشِّبْرِق یقال له الحِلَّة، و مَنْبِتُه نجد و تهامة، و ثمرته حَسَكة صِغار، و لها زهرة حمراء. و الشِّبْرِقةُ: الشی‌ء السخیف القلیل من النبات و الشجر؛ هكذا حكاه أَبو حنیفة مؤثناً بالهاء. و یقال: فی الأَرض شِبْرِقة من نبات و هی المُنْتَثِرة. ابن شمیل: الشِّبرِق الشی‌ء السخِیف من نبت أو بقل أَو شجر أَو عِضاهٍ، و الشِّبْرِقة من الجَنَبة، و لیس فی البقل شِبْرِقة و لا یخرج إلا فی الصیف. و الشِّبْرِق، بالكسر: نبت و هو رَطْب الضَّریع؛ قال إمرؤ القیس: فأَتْبَعْتُهم طَرْفی، و قد حالَ دُونَهم عَوازِبُ رَمْلٍ ذی أَلاءٍ و شِبْرِق و‌فی حدیث عطاء: لا بأس بالشِّبْرِق و الضَّغابیس ما لم تَنْزِعْه من أَصله؛ الشِّبْرِق: نبت حجازی یؤكل و له شوك، و إذا یَبِس سمی الضریع؛ معناه لا بأس بقطعهما من الحرم إذا لم یُسْتَأصَلا؛ و منه‌فی ذكر المستهزئین: فأَما العاصُ بن وائل فإنه خرج علی حمار فدخل فی أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ فهلك؛ أَبو عمرو: المُشَبْرَق الرقیق من الثیاب، و المقطوع أَیضاً مُشَبْرَق. اللحیانی: ثوبٌ شَبارِق و شَمارِق و مُشَبْرَق و مُشَمْرَق، و الشِّبْرقة القطعة من الثوب، و الشَّبارق أَلوان اللحم المطبوخة، فارسی معرب أَلحقوه بعُذافِر. و شِبْرِقٌ: اسم عربی؛ حكاه ابن درید و قال: لا أَعرفه.

شبزق؛ ج10، ص: 172

: قال الأَزهری: سمعت المنذری یقول سمعت أبا علی یقول سمعت أبا الهیثم یقول: الشَّبْزَق هكذا سمعته دِیوْكَدْ خَزِیدَهْ كَرْدَهْ؛ قال محمد: و هكذا وجدته فی الأَصل فنقلته علی صورته و أَوهمنی فیه «2» نقطة علی الراء فی لفظة الشَّبْرَق، فلست أَدری أَ هی سهو من الناسخ أَو أَن تكون اللفظة شَبْزَق، بالزای، و الله أعلم.

شدق؛ ج10، ص: 172

: الشِّدْق: جانب الفم. ابن سیدة: الشِّدْقان و الشَّدْقانِ طِفْطِفَةُ الفم من باطن الخَدَّینِ. یقال نفخ فی شِدْقَیه. و شِدْقا الفرس: مَشَقُّ فَمِه إلی منتهی حدِّ اللجام، و الجمع من كل ذلك أَشْداق و شُدوق. و حكی اللحیانی: إنه لَواسعُ الأَشْداقِ،
(2). قوله [و أوهمنی فیه إلخ] عبارة القاموس: الشبزق كجعفر: من یتخبطه الشیطان من المس، و فسره أبو الهیثم بالفارسیة إلخ
لسان العرب، ج‌10، ص: 173
و هو من الواحد الذی فُرِّق فجعل كلُّ واحد منه جزءاً، ثم جمع علی هذا. و شَفةٌ شَدْقاء: واسعةُ مَشَقِّ الشِّدْقَیْنِ. و الأَشْدَق: العریض الشِّدْق الواسعُه المائلُه، أَیَّ ذلك كان. و شِدْقا الوادی: ناحیتاه. و رجل أَشْدَق: واسع الشِّدْق، و الأُنثی شَدْقاء. و الشَّدَق، بالتحریك: سَعة الشِّدْق، و فی التهذیب: سَعة الشِّدْقَیْنِ و قد شَدِقَ شَدَقاً. و خَطِیبٌ أَشْدَق بَیِّنُ الشَّدَقِ: مُجِید. و المُتَشَدِّق: الذی یَلْوی شِدْقَه للتَّفَصُّح. و رجل أَشْدَق إذا كان مُتَفَوِّهاً ذا بیانٍ، و رجال شُدْقٌ؛ قال: و منه قیل لعمرو بن سعید الأَشْدَق لأَنه كان أَحدَ خُطباء العرب. و یقال: هو مُتَشَدِّق فی منطقه إذا كان یتوسع فیه و یَتَفَیْهَق. و‌فی الحدیث فی صفته، صلی الله علیه و سلم: یَفْتَتِح الكلام و یختَتِمه بأَشْداقِه؛ الأَشْداقُ: جوانب الفم و إنما یكون ذلك لرُحْبِ شِدْقیه، و العرب تَمْتَدِح بذلك، و رجل أَشْدَق بیّن الشَّدَق. فأَما‌حدیثه الآخر: أَبْغَضُكم إلیَّ الثّرْثارون المُتَشَدِّقون، فهم المتوسعون فی الكلام من غیر احتیاط و احتراز، و قیل: أَراد بالمُتَشَدِّق المُسْتهزئ بالناس یَلْوی شِدْقه بهم و علیهم. و تَشَدَّق فی كلامه: فتح فمه و اتسع. و الشِّداقُ من سِماتِ الإِبل: رَسْمٌ علی الشِّدْق؛ عن ابن حبیب فی تذكرة أَبی علیّ. و الشَّدْقَم و الشَّدْقَمیّ: الأَشْدَق، زادُوا فیه المیم كزیادتهم لها فی فُسْحُمٍ و سُتْهُم، و جعله ابن جنی رُباعِیّاً من غیر لفظ الشِّدْق. و شِدقٌ شَدْقَم: عریض. و‌فی حدیث جابر: حدَّثَه رجل بشی‌ء فقال: ممن سمعتَ هذا؟ فقال: من ابن عباس، قال: من الشَّدقَم؟أی الواسع الشِّدْق، و یوصف به المِنْطِیق البلیغ المُفَوَّه، و المیم زائدة. و شَدْقَم: اسم فحل. و الأَشْدق: سعید بن خالد بن سعید بن العاص.

شذق؛ ج10، ص: 173

: التهذیب: السَّوْذَق و الشَّوْذَقُ السِّوار. قال أَبو تراب: و یقال للصقر سُوذانِق و شُوذانِق. ابن سیدة: الشُّوذانِق؛ عن یعقوب، و الشَّیْذَقانُ لغة فی الشُّوذانِق؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: كالشَّیْذَقانِ خاضِب أَظْفارَه، قد ضَرَبَتْه شَمْأَلٌ فی یومِ طَلّ و الشَّوْذَق: لغة فیه أیضاً. التهذیب: و فی نوادر الأَعراب الشَّوْذقةُ و التَّزْخیف أَخذُ الإِنسانِ عن صاحبه بأَصابِعه الشیْذَقَ. قال الأَزهری: أَحسب الشَّوْذَقة معرّبة أَصلها الشیذق.

شرق؛ ج10، ص: 173

: شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً و شَرْقاً: طلعت، و اسم الموضع المَشْرِق، و كان القیاس المَشْرَق و لكنه أحد ما ندر من هذا القبیل. و‌فی حدیث ابن عباس: نهی عن الصلاة بعد الصبح حتی تشرق الشمس.یقال: شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت، و أشْرَقَت إذا أضاءت، فإن أراد الطلوع فقد‌جاء فی الحدیث الآخر حتی تطلع الشمس، و إن أراد الإِضاءة فقد‌ورد فی حدیث آخر: حتی ترتفع الشمس، و الإِضاءة مع الارتفاع. و قوله تعالی: یٰا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ [الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق و المغرب، فلما جُعِلا اثنین غَلَّب لفظَ المشرق لأَنه دالّ علی الوجود و المغرب دال علی العدم، و الوجودُ لا محالة أشرفُ، كما یقال القمران للشمس و القمر؛ قال: لنا قَمراها و النجومُ الطَّوالعُ أَراد الشمس و القمر فغَلّب القمر لشرف التذكیر، و كما قالوا سُنَّة العُمَرین یریدون أَبا بكر و عمر،
لسان العرب، ج‌10، ص: 174
رضوان الله علیهما، فآثروا الخِفَّة. و أما قوله تعالی: رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ و بِرَبِّ الْمَشٰارِقِ وَ الْمَغٰارِبِ، فقد ذكر فی فصل الغین من حرف الباء فی ترجمة غرب. و الشَّرْق: المَشْرِق، و الجمع أَشراق؛ قال كُثَیِّر عزّة: إذا ضَرَبُوا یوماً بها الآل، زیَّنُوا مَساندَ أَشْراقٍ بها و مَغاربا و التَّشْرِیقُ: الأَخذ فی ناحیة المشرق. یقال: شَتّانَ بَیْن مُشَرِّقٍ و مُغرِّبٍ. و شَرَّقوا: ذهبوا إلی الشَّرْق أَو أتوا الشرق. و كل ما طلَع من المشرق فقد شَرَّق، و یستعمل فی الشمس و القمر و النجوم. و‌فی الحدیث: لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة و لا تَسْتَدْبروها، و لكن شَرِّقوا أَو غَرِّبوا؛ هذا أَمر لأَهل المدینة و من كانت قِبْلته علی ذلك السَّمْتِ ممن هو فی جهة الشمال و الجنوب، فأما من كانت قبلته فی جهة المَشْرِق أو المغرب فلا یجوز له أَن یُشَرِّق و لا یُغَرِّب إنما یَجْتَنِب و یَشْتَمِل. و‌فی الحدیث: أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ، یعنی الفِتَن التی تجی‌ء من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق، و یروی بالفاء، و هو مذكور فی موضعه. و الشَّرْقیّ: الموضع الذی تُشْرِق فیه الشمس من الأَرض. و أَشْرَقَت الشمسُ إشْراقاً: أضاءت و انبسطت علی الأَرض، و قیل: شَرَقَت و أَشْرَقت طلعت، و حكی سیبویه شَرَقت و أَشْرَقَت أَضاءت. و شَرِقَت، بالكسر: دَنَتْ للغروب. و آتِیك كلَّ شارقٍ أی كلَّ یوم طلعت فیه الشمس، و قیل: الشارِقُ قَرْن الشمس. یقال: لا آتِیك ما ذَرَّ شارِقٌ. التهذیب: و الشمس تسمی شارقاً. یقال: إنی لآتِیه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أی كلما طلع الشَّرْقُ، و هو الشمس. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: الشَّرْق الضوء و الشَّرْق الشمس. و روی عمرو عن أَبیه أَنه قال: الشَّرْق الشمس، بفتح الشین، و الشِّرْق الضوء الذی یدخل من شقّ الباب، و یقال له المِشْرِیق. و أَشْرَقَ وجههُ و لونُه: أَسفَر و أضاء و تلأْلأَ حُسْناً. و المَشْرقة: موضع القعود للشمس، و فیه أربع لغات: مَشْرُقة و مَشْرَقة، بضم الراء و فتحها، و شَرْقة، بفتح الشین و تسكین الراء، و مِشْراق. و تَشَرَّقْت أی جلست فیه. ابن سیدة: و المَشْرَقة و المَشْرُقة و المَشْرِقة الموضع الذی تَشْرُق علیه الشمس، و خصَّ بعضهم به الشتاء؛ قال: تُرِیدین الفِراقَ، و أنْتِ منِّی بِعیشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ و یقال: اقعُد فی الشَّرْق أَی فی الشَّمْسِ، و فی الشَّرْقة و المَشْرَقة و المَشْرُقة. و المِشْرِیقُ: المَشْرِقُ، عن السیرافی. و مِشْرِیقُ الباب: مدْخَلُ الشمس فیه. و‌فی الحدیث: أَنَّ طائراً یقال له القَرْقَفَنَّة یقع علی مِشْرِیق باب مَنْ لا یَغار علی أهله فلو رأَی الرجال یدخلون علیها ما غَیَّر؛ قیل فی المِشْرِیق: إنه الشق الذی یقع فیه ضِحُّ الشمس عند شروقها؛ و‌فی الروایة الأُخری فی حدیث وهب: إذا كان الرجل لا ینكرُ عَمَل السوء علی أهله، جاءَ طائر یقال له الفَرْقَفَنَّة فیقع علی مِشْرِیق بابه فیمكث أربعین یوماً، فإن أنكر طار، و إن لم یُنْكر مسح بجناحیه علی عینیه فصار قُنْذُعاً دَیُّوثاً.و‌فی حدیث ابن عباس: فی السماء بابٌ للتوبة یقال له المِشْرِیق و قد رُدَّ فلم یبق إلّا شَرْقُه‌أَی الضوءُ الذی یدخل من شقِّ الباب.
لسان العرب، ج‌10، ص: 175
و مكان شَرِقٌ و مُشْرِق، و شَرِقَ شَرَقاً و أَشْرَق: أَشْرَقَت علیه الشمس فأضاء. و یقال: أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس و ضِحِّها علیها. و فی التنزیل: وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهٰا. و الشَّرْقة: الشمس، و قیل: الشَّرَق و الشَّرْق، بالفتح. و الشَّرْقة الشَّرِقة و الشارِقُ و الشَّرِیق: الشمس، و قیل: الشمس حین تَشرُق. یقال: طلعت الشَّرَق و الشَّرْق، و فی الصحاح: طلع الشَّرْق و لا یقال غرَبت الشَّرْق و لا الشَّرَق. ابن السكیت: الشَّرَق الشمس، و الشَّرْق، بسكون الراء، المكان الذی تَشْرُق فیه الشمس. یقال: آتیك كل یوم طَلْعَةَ شَرَقِه. و‌فی الحدیث: كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداوانِ بینهما شَرَقٌ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ و هو الشمس، و الشَّرْق و الشَّرْقة و الشَّرَقة موضع الشمس فی الشتاء، فأما فی الصیف فلا شَرقة لها، و المَشْرِقُ موقعها فی الشتاء علی الأَرض بعد طلوعها، و شَرْقَتُها دَفاؤُها إلی زوالها. و یقال: ما بین المَشْرِقَیْنِ أَی ما بین المَشْرِق و المغرب. و أَشْرَق الرجلُ أَی دخل فی شروقِ الشمس. و فی التنزیل: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ مُشْرِقِینَ؛ أَی مُصْبِحین. و أَشْرَقَ القومُ: دخلوا فی وقت الشروق كما تقول أَفْجَرُوا و أَصْبَحُوا و أَظْهَرُوا، فأما شَرَّقُوا و غَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق و المغرب. و فی التنزیل: فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِینَ، أی لَحِقوهم وقت دخولهم فی شروق الشمس و هو طلوعها. یقال: شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت، و أَشْرَقَت أَضاءت علی وجه الأَرض و صَفَتْ، و شَرِقْت إذا غابت. و المَشْرِقان: مَشْرِقا الصیف و الشتاء. ابن الأَنباری فی قولهم فی النداء علی الباقِلَّا شَرْقُ الغداة طَرِیّ قال أَبو بكر: معناه قَطْعُ الغداة أَی ما قُطِع بالغداة و الْتُقِط؛ قال الأَزهری: و هذا فی الباقلَّا الرَّطْب یُجْنَی من شجره. یقال: شَرَقْتُ الثمرةَ إذا قطعتها. و قال الفراءُ و غیره من أَهل العربیة فی تفسیر قوله تعالی: مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ زَیْتُونَةٍ لٰا شَرْقِیَّةٍ وَ لٰا غَرْبِیَّةٍ؛ یقول هذه الشجرة لیست مما تطْلع علیها الشمسُ فی وقت شُروقِها فقط أَو فی وقت غروبها فقط، و لكنها شَرْقِیَّة غرْبِیَّة تُصِیبها الشمس بالغداة و العشیَّة، فهو أَنْضَر لها و أَجود لزیتونها و زیتِها، و هو قول أكثر أَهل التفسیر؛ و‌قال الحسن: لٰا شَرْقِیَّةٍ وَ لٰا غَرْبِیَّةٍ إنها لیست من شجر أَهل الدنیا‌أَی هی من شجر أَهل الجنة، قال الأَزهری: و القول الأَول أَولی؛ قال و روی المنذری عن أَبی الهیثم فی قول الحرث بن حِلِّزة: إنه شارِق الشَّقِیقة، إذ جاءَت مَعَدٌّ، لكل حَیٍّ لواء قال: الشَّقِیقة مكان معلوم، و قوله شارق الشَّقِیقة أَی من جانبها الشَّرْقی الذی یلی المَشْرِق فقال شارق، و الشمس تَشْرُق فیه، هذا مفعول فجعله فاعلًا. و تقول لِما یلی المَشْرِق من الأَكَمَةِ و الجبل: هذا شارِقُ الجبل و شَرْقِیُّه و هذا غاربُ الجبل و غَربِیُّه؛ و قال العجاج: و الفُتُن الشارق و الغَرْبیّ أَراد الفُتُنَ التی تلی المَشْرِق و هو الشَّرْقیُّ؛ قال الأَزهری: و إنما جاز أَن یفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما یقال سِرُّ كاتمٌ ذو كِتْمان و ماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 176
و شَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولًا و شَرَرْته فی الشمس لیجِفَّ لأَن لحوم الأَضاحی كانت تُشَرَّق فیها بمنی؛ قال أَبو ذؤیب: فغدا یُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا له أُولی سَوابِقها قَرِیباً تُوزَعُ یعنی الثور یُشَرِّقُ مَتْنَه أَی یُظْهِرُه للشمس لیجِف ما علیه من ندی اللیل فبدا له سوابقُ الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ. و تَشْریق اللحم: تَقْطِیعُه و تقدِیدُه و بَسْطُه، و منه سمیت أیام التشریق. و أیام التشریق: ثلاثة أَیام بعد یوم النحر لأَن لحم الأَضاحی یُشَرَّق فیها للشمس أَی یُشَرَّر، و قیل: سمیت بذلك لأَنهم كانوا یقولون فی الجاهلیة: أَشْرِقْ ثَبِیر كیما نُغِیر؛ الإِغارةُ: الدفع، أَی ندفع للنَّفْر؛ حكاه یعقوب، و قال ابن الأَعرابی: سمیت بذلك لأَن الهَدْیَ و الضحایا لا تُنْحَر حتی تَشْرُق الشمسُ أَی تطلع، و قال أَبو عبید: فیه قولان: یقال سمیت بذلك لأَنهم كانوا یُشَرِّقون فیها لُحوم الأَضاحی، و قیل: بل سمیت بذلك لأَنها كلَّها أَیام تشریق لصلاة یومِ النحر، یقول فصارت هذه الأَیام تبعاً لیوم النحر، قال: و هذا أَعجب القولین إلیَّ، قال: و كان أَبو حنیفة یذهب بالتَّشْرِیقِ إلی التكبیر و لم یذهب إلیه غیره، و قیل: أَشْرِق ادْخُلْ فی الشروق، و ثَبِیرٌ جبل بمكة، و قیل فی معنی قوله أَشْرِق ثبِیر: كَیْما نُغِیر: یرید ادْخل أیها الجبل فی الشروق و هو ضوء الشمس، كما تقول أَجْنَب دخل فی الجنوب و أَشْمَلَ دخل فی الشِّمال، كیما نُغِیر أَی كیما ندفع للنحر، و كانوا لا یُفِیضون حتی تطلع الشمس فخالفهم رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و یقال كیما ندفع فی السیر من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَی أَسْرع و دفع فی عَدْوِه. و‌فی الحدیث: مَنْ ذَبَح قبل التشریق فلْیُعِدْ، أَی قبل أَن یصلِّیَ صلاة العید و یقال لموضعها المُشَرَّق. و‌فی حدیث مَسْروق: انْطَلِقْ بنا إلی مُشَرَّقِكم‌یعنی المُصَلَّی. و سأل أَعرابی رجلًا فقال: أَین مَنْزِل المُشَرَّق؟ یعنی الذی یُصَلَّی فیه العید، و یقال لمسجد الخَیْف المُشَرَّق و كذلك لسوق الطائف. و المُشَرَّق: العید، سمی بذلك لأَن الصلاة فیه بعد الشَّرْقةِ أَی الشمس، و قیل: المُشَرَّق مُصَلَّی العید بمكة، و قیل: مُصَلَّی العید و لم یقید بمكة و لا غیرها، و قیل: مصلی العیدین، و قیل: المُشَرَّق المصلّی مطلقاً؛ قال كراع: هو من تشریق اللحم؛ و‌روی شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له یوم عید: اذهب بنا إلی المُشَرَّق‌یعنی المصلی؛ و فی ذلك یقول الأَخطل: و بالهَدایا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها، فی یوم ذَبْحٍ و تَشْرِیقٍ و تَنْحارِ و التَّشْرِیق: صلاة العید و إنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها. و‌فی الحدیث: لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِیق‌أَی بعد الصلاة، و قال شعبة: التَّشْرِیق الصلاة فی الفطر و الأَضحی بالجَبّانِ. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: لا جُمْعة و لا تَشْرِیقَ إلا فی مِصْرٍ جامع؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: قُلْتُ لِسَعْدٍ و هو بالأَزارِق: عَلَیْكَ بالمَحْضِ و بالمَشارق فسره فقال: معناه علیك بالشمس فی الشتاء فانْعَمْ بها و لَذَّ؛ قال ابن سیدة: و عندی أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق، و هو هذا المَشْرُور عند الشمس، یُقَوِّی ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان؛ یقول:
لسان العرب، ج‌10، ص: 177
كُلِ اللحم و اشْرَب اللبن المحض. و التَّشْریق: الجمالُ و إشْراقُ الوجه؛ قاله ابن الأَعرابی فی بیت المرار: و یَزِینُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ، و الدَّلُّ و التَّشْرِیقُ و الفَخْرُ «3». و الشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة. و أُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت من أَطرافها و لم یَبِنْ منها شی‌ء. و مِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولًا و لم تَبِنْ، و قیل: الشَّرْقاءُ الشاة یُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن شَقّاً بائناً و یترك وسط أُذُنِها صحیحاً، و قال أَبو علی فی التذكرة: الشَّرْقاءُ التی شُقَّت أُذناها شَقَّین نافذین فصارت ثلاث قطع متفرقة. و شَرَقْتُ الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَی شَقَقْت أُذُنَها. و شَرِقت الشاةُ، بالكسر، فهی شاة شَرْقاء بیّنَة الشَّرَقِ. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی أن یُضَحَّی بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء.الأَصمعی: الشَّرْقاء فی الغنم المشقوقة الأُذن باثنین كأنه زنَمة، و اسم السِّمَةِ الشَّرَقة، بالتحریك، شَرَقَ أُذُنَها یَشْرِقُها شَرْقاً إذا شَقَّها؛ و الخَرْقاء: أَن یكون فی الأُذن ثقب مستدیر. و شاة شَرْقاء: مقطوعة الأُذن. و الشَّرِیقُ من النساء: المُفْضاة. و الشَّرِقُ من اللحم: الأَحمر الذی لا دَسَم له. و الشَّرَقُ: الشجا و الغُصّة. و الشَّرَقُ بالماء و الرِّیق و نحوهما: كالغَصَص بالطعام؛ و شَرِقَ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ؛ قال عدی بن زید: لو بِغَیْرِ الماء حَلْقِی شَرِقٌ، كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاری اللیث: یقال شَرِقَ فلانٌ برِیقِه و كذلك غَصَّ بریقه، و یقال: أَخذَتْه شَرْقة فكاد یموت. ابن الأَعرابی: الشُّرُق الغَرْقَی. قال الأَزهری: و الغَرَقُ أَن یدخل الماءُ فی الأَنف حتی تمتلئ منافذُه. و الشَّرَقُ: دخولُ الماء الحَلْقَ حتی یَغَصَّ به، و قد غَرِقَ و شَرِقَ. و‌فی الحدیث: فلما بلغ ذِكْرَ موسی أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع‌أی أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث أَنه قرأَ سورة المؤمن فی الصلاة فلما أتی علی ذكرِ عیسی، علیه السلام، و أُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع؛ الشَّرْقة: المرة الواحدة من الشّرَقِ، أَی شَرِقَ بدمعِه فعَیِیَ بالقراءة، و قیل: أَراد أَنه شَرِقَ بریقه فترك القراءة و ركع؛ و منه‌الحدیث: الحَرَقُ و الشَّرَقُ شهادةٌ؛ هو الذی یَشْرَقُ بالماء فیموت. و‌فی حدیث أُبَیّ: لقد اصطلح أَهل هذه البلدة علی أَن یُعَصِّبُوه فشَرِقَ بذلك‌أَی غَصَّ به، و هو مجاز فیما ناله من أَمْرِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و حَلّ به حتی كأَنه شی‌ء لم یقدر علی إِساغتِه و ابتلاعِه فغَصَّ به. و شَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فضاق، و شَرِقَ الجسدُ بالطیب كذلك؛ قال المخبَّل: و الزَّعْفَرانُ علی تَرائِبها شَرِقاً به اللَّبَّاتُ و النَّحْرُ و شَرِقَ الشی‌ءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اختلط؛ قال المسیَّب بن عَلَسٍ: شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه للمُبْتَغِیه مَعاقل الدَّبْرِ و التَّشْریق: الصَّبغ بالزعفران غیر المُشْبَع و لا یكون بالعُصْفُر. و التَّشْریق: المُشْبَع بالزعفران. و شَرِقَ الشی‌ءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اشتدت حمرته بدم أَو
(3). قوله [و الفخر] كذ بالأَصل، و فی شرح القاموس: و العذم، بالذال، و فسره عن الصاغانی بالعض من اللسان بالكلام‌لسان العرب، ج‌10، ص: 178
بحسن لون أَحمر؛ قال الأَعشی: و تَشْرَقُ بالقولِ الذی قد أَذَعْته، كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ و منه‌حدیث عكرمة: رأَیت ابْنَینِ لسالمٍ علیهما ثیاب مُشْرَقة‌أَی محمرّة. یقال شَرِقَ الشی‌ءُ إذا اشتدت حمرته، و أَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا بالَغْت فی حمرته؛ و‌فی حدیث الشعبی: سُئِل عن رجل لَطَمَ عینَ آخَرَ فشَرِقَت بالدم و لمّا یَذْهَبْ ضَوْءُها فقال: لها أَمْرُها، حتی إذا ما تَبَوَّأَتْ بأَخْفافِها مَأْوًی، تَبَوَّأ مَضْجَعا الضمیر فی لها للإِبل یُهْمِلها الراعی حتی إذا جاءت إلی الموضع الذی أَعجبها فأقامت فیه مالَ الراعی إلی مَضْجَعِه؛ ضربه مثلًا للعین أَی لا یُحْكَم فیها بشی‌ء حتی تأتیَ علی آخر أمْرِها و ما تؤول إلیه، فمعنی شَرِقَت بالدم أَی ظهر فیها و لم یَجْرِ منها. و صَرِیع شَرِقٌ بدمه: مُخْتَضِب. و شَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَلِ. و الشَّرْقِیّ: صِبْغ أَحمر. و شَرِقَتْ عینُه و اشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، و شَرِقَ الدمُ فیها: ظهر. الأَصمعی: شَرِقَ الدم بجسده یَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر و لم یَسِلْ، و قیل إذا ما نَشِبَ، و كذلك شَرِقت عینُه إذا بَقِی فیها دمٌ؛ قال: و إذا اختلطت كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما یَشْرَق الشی‌ء بالشی‌ء یَنْشَبُ فیه و یختلط. یقال: شَرِقَ الرجلُ یَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ حَلْقَه فشَرِقَ أی نَشِبَ؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه، قال فی الناقة المُنْكَسرة: و لا هی بفَقِیٍّ فتشْرَق عروقها‌أَی تمتلئ دماً من مرض یَعْرِضُ لها فی جوفها؛ و منه‌حدیث ابن عمر: أَنه كان یُخْرِج یدیه فی السجود و هما مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بینهما الدم.و شَرِقَ النخل و أَشْرَق و أَزْهَقَ «1» لوَّنَ بحمرة. قال أَبو حنیفة: هو ظهور أَلوان البُسْر. و نَبْتٌ شَرِقٌ أَی رَیَّان؛ قال الأَعشی: یُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ، مُؤَزَّرٌ بعَمِیم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ و أَما ما جاء فی الحدیث من‌قوله: لعلكم تُدْرِكون قوماً یُؤَخِّرون الصلاة إلی شَرَقِ المَوْتَی فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذی تَعْرِفون ثم صَلّوا معهم؛ فقال بعضهم: هو أن یَشْرَقَ الإِنسانُ بریقِه عند الموت، و قال: أَراد أَنهم یصلون الجمعة و لم یبق من النهار إلا بقدر ما بَقِی من نَفْس هذا الذی قد شَرِق بریقه عند الموت، أَراد فَوْتَ وقْتِها و لم یقیّد الصلاة فی الصحاح بجمعة و لا بغیرها، و‌سئل عن هذا الحدیث فقال: أَ لم ترَ الشمسَ إذا ارتفعت عن الحیطان و صارت بین القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتی؛ قال أَبو عبید: یعنی أَن طلوعها و شُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتی دون الأَحیاء. أَبو زید: تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتی حین تصفرُّ الشمس، و فعلت ذلك بشَرَقِ الموتی: فی ذلك الوقت. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر الدنیا فقال: إنما بقی منها كشَرَقِ الموتی؛ له معنیان: أَحدهما أَنه أَراد به آخِرَ النهار لأَن الشمس فی ذلك الوقت إنما تَلْبَث قلیلًا ثم تغیب فشبَّه ما بقی من الدنیا ببقاء الشمس تلك الساعة، و الآخَرُ من قولهم شَرِقَ المیت بریقه إذا غَصَّ به، فشبَّه قِلَّةَ ما بقی من الدنیا بما بقی من حیاة الشَّرِق بریقه إلی أَن تخرج نفسه. و‌سئل الحسن بن محمد بن الحنفیة عنه فقال: أَ لم تَرَ إلی الشمس إذا ارتفعت عن الحیطان
(1). قوله [و أزهق] هكذا فی الأَصل و لعله و أزهی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 179
فصارت بین القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتی.یقال: شَرِقَت الشمس شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها، قال: و وَجّه قولَه حین ذكر الدنیا فقال إنما بقی منها كشَرَقِ الموتی إلی معنیین: أَحدهما أَن الشمس فی ذلك الوقت إنما تَلْبَثُ ساعة ثم تغیب فشبَّه قِلَّة ما بقی من الدنیا ببقاء الشمس تلك الساعة من الیوم، و الوجه الآخر فی شَرَقِ الموتی شَرَقُ المیت برِیقِه عند خروج نفسه. و‌فی بعض الروایات: و اجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة‌أَی نافلة. و قال أبو عبید: المُشَرَّق جبل بسوق الطائف، و قال غیره: المُشَرَّق سُوقُ الطائف؛ و قول أبی ذؤیب: حتی كأَنِّی للحوادِثِ مَرْوَةٌ، بصَفا المُشَرَّق، كلَّ یومٍ تُقْرَعُ یُفَسَّر بكلا ذَیْنِك، و رواه ابن الأَعرابی: بصفا المُشَقَّر؛ قال: و هو صفا المُشَقَّر الذی ذكره إمرؤ القیس فقال: دُوَیْنَ الصَّفا اللَّائی یَلِینَ المُشَقَّرا و الشارِقُ: الكِلْسُ، عن كراع. و الشَّرْقُ: طائر، و جمعه شُروق، و هو من سِباع الطیر؛ قال الراجز: قد أَغْتَدِی و الصُّبْحُ ذو بَرِیقِ، بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِیقِ، أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ قال شمر: أَنشدنی أَعرابی فی مجلس ابن الأَعرابی و كتبها ابن الأَعرابی: انْتَفِخی، یا أَرْنَبَ القِیعان، و أَبْشِرِی بالضَّرْبِ و الهَوانِ، أو ضربة من شرق شاهیان، أو توجی جائع غرثان «1». قال: الشَّرْق بین الحِدَأَة و الشاهین و لونه أَسود. و الشارِق: صنم كان فی الجاهلیة، و عبد الشارِق: اسم و هو منه. و الشَّرِیقُ: اسم صنم أیضاً. و الشَّرْقِیُّ: اسم رجل راوِیة أَخبار. و مِشْرِیق: موضع. و شَرِیق: اسم رجل.

شربق؛ ج10، ص: 179

: شَرْبَقَه شَرْبَقةً: لغة فی شَبْرَقه، و قد تقدم. الفراء: شَرْبَقْت الثوب، فهو مُشَرْبَق أَی قطَّعته مثل شَبْرَقْت.

شرشق؛ ج10، ص: 179

: الشِّرْشِق: طائر.

شرنق؛ ج10، ص: 179

: أَبو عمرو: ثِیابٌ شَرانِقُ متخرِّقة لا واحد لها؛ و أَنشد: منه و أَعلی جِلْدِه شَرانِقُ و یقال لسَلْخِ الحَیَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِقُ و یقال لسَلْخِ الحَیَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِق.

شرقرق؛ ج10، ص: 179

: اللیث: الشِّقِرّاق و الشَّقِرَّاق و الشَّرَقْراق و الشِّرَقْراق، لغتان: طائر یكون فی أرض الحَرَم فی منابت النخیل كقدر الهُدْهد مرقَّط بحُمْرة و خضرة و بیاض و سواد.

شفق؛ ج10، ص: 179

: الشّفَق و الشَّفَقة: الاسم من الإِشْفاق. و الشَّفَق: الخِیفة. شَفِقَ شَفَقاً، فهو شَفِقٌ، و الجمع شَفِقُون؛ قال الشاعر إسحق بن خلف، و قیل هو لابن المُعَلَّی: تَهْوی حَیاتی، و أَهْوَی مَوْتَها شَفَقاً، و المَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ علی الحُرَمِ و أشْفَقْت علیه و أَنا مُشْفِق و شَفِیق، و إذا قلت: أَشْفَقْت منه، فإنما تعنی حذِرْته، و أَصلهما واحد، و لا
(1). قوله [أو ضربة من شرق إلی آخر البیت] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 180
یقال شَفَقْت. قال ابن درید: شَفَقْت و أَشْفَقْت بمعنی، و أَنكره أهل اللغة. اللیث: الشَّفَقُ الخوف. تقول: أنا مُشْفِق علیك أی أَخاف. و الشَّفَقُ أیضاً الشَّفَقة و هو أن یكون الناصِحُ من بُلوغِ النُّصْح خائفاً علی المَنْصوح. تقول: أَشْفَقْت علیه أن یَنالَه مكروه. ابن سیدة: و أشْفَق علیه حَذِرَ، و أشْفَق منه جَزِع، و شَفَق لغة. و الشَّفَق و الشَّفقة: الخیفةُ من شدة النصح. و الشَّفِیق: الناصِحُ الحریص علی صلاح المنصوح. و قوله تعالی: إِنّٰا كُنّٰا قَبْلُ فِی أَهْلِنٰا مُشْفِقِینَ، أی كنا فی أهلنا خائفین لهذا الیوم. و شَفِیق: بمعنی مُشْفِق مثل أَلیم و وَجِیع و داعٍ «1» و سَمیع. و الشَّفَق و الشَّفَقة: رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبّ یؤدِّی إلی خوف. و شَفِقْت من الأَمر شَفَقَةً: بمعنی أَشْفَقْت؛ و أنشد: فإنِّی ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمی، إذا شَفِقَتْ علی الرِّزْقِ العِیالُ و‌فی حدیث بلال: و إنما كان یفعل ذلك شَفَقاً من أَن یدركه الموت؛ الشَّفَق و الإِشْفاق: الخوف، یقال: أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً، و هی اللغة العالیة. و حكی ابن درید: شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً؛ و منه‌حدیث الحسن: قال عُبَیْدة أَتَیْناه فازْدحَمْنا علی مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال: أَحسنوا مَلأَكم أَیُّها المَرْؤون و ما علی البِناء، شَفَقاً و لكن علیكم؛ انتصب شَفَقاً بفعل مضمر و تقدیره و ما أُشْفِقُ علی البناء شَفَقاً و لكن علیكم؛ و قوله: كما شَفِقَت علی الزاد العِیالُ أراد بَخِلت و ضَنّت، و هو من ذلك لأَن البخیل بالشی‌ء مُشْفِق علیه. و الشَّفَق: الرّدی‌ء من الأَشیاء و قلّما یجمع. و یقال: عطاء مُشَفَّق أَی مُقَلَّل؛ قال الكمیت: مَلِك أَغرُّ من الملوك، تَحَلّبَت للسائلین یداه، غیر مُشَفِّق و قد أَشْفَق العطاء. و مِلْحفة شَفَقُ النسج: ردیئة. و شَفَّق المِلْحَفة: جعلها شَفَقاً فی النسج. و الشَّفَقُ: بقیة ضوء الشمس و حمرتُها فی أَول اللیل تُرَی فی المغرب إلی صلاة العشاء. و الشَّفَق: النهار أَیضاً؛ عن الزجاج، و قد فسر بهما جمیعاً قوله تعالی: فَلٰا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ. و قال الخلیل: الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلی وقت العشاء الأَخیرة، فإذا ذهب قیل غابَ الشَّفَق، و كان بعض الفقهاء یقول: الشَّفَق البیاض لأَن الحمرة تذهب إذا أَظلمت، و إنما الشَّفَق البیاضُ الذی إذا ذهب صُلِّیَت العشاءُ الأَخیرة، و الله أعلم بصواب ذلك. و قال الفراء: سمعت بعض العرب یقول علیه ثوب مصبوغ كأنه الشَّفَق، و كان أَحمر، فهذا شاهِدُ الحمرة. أبو عمرو: الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة. «2» … فی السماء. و أَشْفَقَنْا: دخلنا فی الشَّفَق. و أَشْفَق و شَفَّق: أتی بشَفَقٍ و فی مواقیت الصلاة حتی یغیب الشَّفَقُ؛ هو من الأَضداد یقع علی الحمرة التی تُری بعد مغیب الشمس، و به أخذ الشافعی، و علی البیاض الباقی فی الأُفُق الغربی بعد الحمرة المذكورة، و به أَخذ أَبو حنیفة. و فی النوادر: أنا فی أَشْفَاقٍ من هذا الأَمر أَی فی نواحٍ منه، و مثله: أَنا عَروض منه و فی أَعْراضٍ منه أی فی نواحٍ.

شفشلق؛ ج10، ص: 180

: الشَّفْشَلِیق و الشَّمْشَلِیق: المُسِنّة. یقال: عجوز شَفْشَلِیق و شَمْشَلِیق إذا استرخی لحمها.
(1). قوله [و داع] هكذا فی الأَصل. (2). كذا بیاض بالأَصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 181
اللیث: الجَنْفَلِیق من النساء العظیمة، و كذلك الشَّفْشَلیق.

شفلق؛ ج10، ص: 181

: ابن الأَعرابی: الشَّفَلَّقة لُعْبة للحاضرة و هو أَن یَكْسَعَ الإِنسان من خَلْفِه فیَصْرَعَه و هو الأَسْنُ عند العرب، قال: و یقال سَاتاهُ إذا لَعِب معه الشَّفَلَّقة.

شقق؛ ج10، ص: 181

: الشَّقُّ: مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً و الشَّقُّ: الصَّدْع البائن، و قیل: غیر البائن، و قیل: هو الصدع عامة. و فی التهذیب: الشَّقُّ الصدع فی عود أَو حائط أو زُجاجة؛ شَقَّه یَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ و شقَّقَه فتَشَقَّقَ؛ قال: ألا یا خُبْزَ یا ابْنةَ یَثْرُدانٍ، أَبَی الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا یَنامُ و بَرْقاً للعَصِیدة لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْت فی القِدْرِ السَّناما «1». و الشَّقُّ: الموضع المشقوق كأَنه سمی بالمصدر، و جمعه شُقوق. و قال اللحیانی: الشَّقُّ المصدر، و الشِّقُّ الاسم؛ قال ابن سیدة: لا أَعرفها عن غیره. و الشِّقُّ: اسم لما نظرت إلیه، و الجمع الشُّقوق. و یقال: بید فلان و رجله شُقوق، و لا یقال شُقاق، إنما الشُّقاق داء یكون بالدواب و هو یُشِقِّق یأْخذ فی الحافر أو الرُّسغ یكون فیهما منه صُدوع و ربما ارتفع إلی أوْظِفَتِها. و شُقَّ الحافرُ و الرسغ: أَصابَهُ شُقاقٌ. و كل شَقٍّ فی جلد عن داء شُقاق، جاؤوا به علی عامّة أَبنیة الأَدواء. و‌فی حدیث قرة بن خالد: أصابنا شُقاق و نحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرّ فقال: علیكم بالشَّحْمِ؛ هو تَشَقُّقُ الجلد و هو من الأَدواء كالسُّعال و الزُّكام و السُّلاق. و الشَّقُّ: واحد الشُّقوق و هو فی الأَصل مصدر. الأَزهری: و الشُّقاق تَشَقُّق الجلد من بَرْدٍ أَو غیره فی الیدین و الوجه. و قال الأَصمعی: الشُّقاق فی الید و الرجل من بدن الإِنس و الحیوان. و شَقَقْت الشی‌ء فانْشَقَّ. و شَقَّ النبتُ یَشُقُّ شُقوقاً: و ذلك فی أَول ما تَنْفَطِر عنه الأَرض. و شقَّ نابُ الصبی یَشُقُّ شقوقاً: فی أَوّل ما یظهر. و شقَّ نابُ البعیر یَشُقُّ شقوقاً: طلع، و هو لغة فی شَقا إذا فطر نابُه. و شَقَّ بصر المیِّت شقوقا: شخَص و نظر إلی شی‌ء لا یرتدُّ إلیه طرْفُه و هو الذی حضره الموت، و لا یقال شَقَّ بَصَرَه. و‌فی الحدیث: أَ لم تَرَوْا إلی المیِّت إذا شَقَّ بَصَرُه‌أی انفتح، و ضَمُّ الشین فیه غیرُ مختار. و الشَّقُّ: الصبح. و شَقَّ الصبحُ یَشُقُّ شَقّاً إذا طلع. و‌فی الحدیث: فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة؛ یقال: شَقَّ الفجرُ و انْشَقَّ إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه و خرج منه. و انْشقَّ البرقُ و تَشَقَّقَ: انْعَقَّ، و شَقِیقة البَرْق: عَقِیقته. و رأَیت شقِیقةَ البَرْق و عَقِیقته: و هو ما استطار منه فی الأُفق و انتشر. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، سئل عن سحائب مَرَّت و عن بَرْقِها فقال: أَ خَفْواً أم وَمِیضاً أَم یَشُقُّ شَقّاً؟ فقالوا: بل یَشُقُّ شَقّاً، فقال: جاءكم الحَیا؛ قال أَبو عبید: معنی شَقَّ البرقُ یَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذی تراه یَلْمَعُ مستطیلًا إلی وسط السماء و لیس له اعتراض، و یَشقّ معطوف علی الفعل الذی انتصب عنه المصدران تقدیره أَ یَخْفِی أم یُومض أَم یشق. و شَقائِقُ النعمان: نَبْتٌ، واحدتها شَقیقةٌ، سمیت بذلك لحمرتها علی التشبیه بشَقِیقةِ البَرْق، و قیل:
(1). قوله [ألا یا خبز إلخ] فی هذین البیتین عیب الإصراف. و قوله: و برقاً تقدم فی مادة ث ر د و برق
لسان العرب، ج‌10، ص: 182
واحدهُ و جمعهُ سواء و إنما أُضیف إلی النعمان لأَنه حَمَی أرضاً فكثر فیها ذلك. غیره: و نَوْرٌ أحمر یسمی شَقائِق النُّعمان، قال: و إنما سمی بذلك و أُضیف إلی النعمان لأَن النعمان بنَ المنذر نزل علی شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فاستحسنها و أَمر أَن تُحْمَی، فقیل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم للشَّقِر، و قیل: النُّعْمان اسم الدم و شَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها بحمرة الدم، و سمیت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان و غلَب اسمُ الشقائق علیها. و‌فی حدیث أبی رافع: إن فی الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق؛ هو هذا الزهر الأَحمر المعروف، و یقال له الشَّقِرُ و أصله من الشَّقِیقة و هی الفُرْجة بین الرمال. قال الأَزهری: و الشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأَمطار الغَدِقة؛ قال الهذلی: فقلت لها: ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِیثِ الرُّبی، جادَت علیها الشَّقائِقُ و الشَّقِیقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأَن الغیم انْشَقَّ عنها؛ قال عبد الله بن الدُّمَیْنة: و لَمْح بعَیْنَیْها، كأَنَّ ومِیضَه وَمِیضُ الحَیا تُهْدَی لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ و قالوا: المالُ بیننا شَقَّ و شِقَّ الأَبْلمَةِ و الأُبْلُمةِ أی الخُوصِة أی نحن متساوون فیه، و ذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولًا انْشَقّت بنصفین، و هذا شَقِیقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفین، فكل واحد منهما شَقِیقُ الآخر أَی أَخوه، و منه قیل فلانٌ شَقِیقُ فلانٍ أَی أَخوه؛ قال أَبو زبید الطائی و قد صغره: یا ابنَ أُمّی، و یا شُقَیِّقَ نَفْسِی، أَنتَ خَلَّیْتَنی لأَمْرٍ شَدِید و الشَّقُّ و المَشَقُّ: ما بین الشُّفْرَین من حَیا المرأَة. و الشَّواقُّ من الطَّلْع: ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأَنها تَشُقُّ الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ. و حكی ثعلب عن بعض بنی سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ طلعت شَواقُّه. و الشِّقَّةُ: الشَّظِیّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو غیره. و یقال للإِنسان عند الغضب: احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ فی الأَرض و شِقَّةٌ فی السماء. و‌فی حدیث قیس بن سعد: ما كان لِیُخْنِیَ بابِنه فی شِقّة من تمر‌أَی قطعةٍ تُشَقُّ منه؛ هكذا ذكره الزمخشری و أَبو موسی بعده فی الشین ثم قال: و منه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَی قطعة، و رواه بعض المتأَخرین بالسین المهملة، و هو مذكور فی موضعه. و منه‌حدیث عائشة رضی الله عنها: فطارت شِقَّةٌ منها فی السماء و شِقَّة فی الأَرض؛ هو مبالغة فی الغضب و الغیظ. یقال: قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأَ باطنُه؛ به حتی انْشَقَّ، و منه قوله عز و جل: تَكٰادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ. و شَقَّقْتُ الحطبَ و غیره فتَشَقَّقَ. و الشِّقُّ و الشِّقَّة، بالكسر: نصف الشی‌ء إذا شُقَّ، الأَخیرة عن أبی حنیفة. یقال: أَخذت شِقَّ الشاة و شِقّةَ الشاةِ، و العرب تقول: خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ. و یقال: المال بینی و بینك شِقَّ الشَّعْرة و شَقَّ الشعرة، و هما متقاربان، فإذا قالوا شَقَقْتُ علیك شَقّاً نصبوا. قال: و لم نسمع غیره. و الشِّق: الناحیة من الجبل. و الشِّقُّ: الناحیة و الجانب من الشَّقِّ أَیضاً. و حكی ابن الأَعرابی: لا و الذی جعل الجبال و الرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه و الجبال لهذا. و‌فی حدیث أُم زرع: وجدنی فی
لسان العرب، ج‌10، ص: 183
أَهل غُنَیْمةٍ بِشِقٍّ [بِشَقٍّ؛ قال أَبو عبید: هو اسم موضع بعینه و هذا یروی بالفتح و الكسر، فالكسر من المَشَقّةِ؛ و یقال: هم بِشِقٍّ من العیش إذا كانوا فی جهد؛ و منه قوله تعالی: لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِیهِ إِلّٰا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ، و أَصله من الشِّقِّ نِصْف الشی‌ء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتی بَلَغْتُموه، و أما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ فی الشی‌ء كأَنها أَرادت أنهم فی موضع حَرِجٍ ضَیّقٍ كالشَّقِّ فی الجبل، و من الأَول: اتقوا النارَ و لو بِشِقِّ تَمْرةٍ‌أی نصفِ تمرة؛ یرید أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شیئاً. و المُشاقَّةُ و الشّقاق: غلبة العداوةِ و الخلاف، شاقَّهُ مُشاقَّةً و شِقاقاً: خالَفَه. و قال الزجاج فی قوله تعالی: إِنَّ الظّٰالِمِینَ لَفِی شِقٰاقٍ بَعِیدٍ؛ الشِّقاقُ: العداوةُ بین فریقین و الخلافُ بین اثنین، سمی ذلك شِقاقاً لأَن كل فریق من فِرْقَتَی العدواة قصد شِقًّا أَی ناحیة غیر شِقِّ صاحبه. و شَقَّ امْرَه یَشُقُّه شَقًّا فانْشَقَّ: انْفَرَقَ و تبدّد اختلافاً. و شَقَّ فلانٌ العصا أی فارق الجماعة، و شَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت و هو منه. و أما قولهم: شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمین، فمعناه أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم و كلمتَهم، و هو من الشَّقِّ الذی هو الصَّدْع. و قال اللیث: الخارجیُّ یَشُقُّ عصا المسلمین و یُشاقُّهم خلافاً. قال أَبو منصور: جعل شَقَّهم العصا و المُشاقَّةَ واحداً، و هما مختلفان علی ما مر من تفسیرهما آنفاً. قال اللیث: یقال انْشَقَّت عصاهما بعد الْتِئامِها إِذا تَفَرَّق أَمْرُهم و انْشَقَّت العصا بالبَیْنِ و تَشَقَّقت؛ قال قیس بن ذریح: و ناحَ غُرابُ البَیْنِ و انْشَقَّت العصا بِبَیْنٍ، كما شَقَّ الأَدِیمَ الصَّوانِعُ و انْشَقَّت العصا أَی تفرّق الأَمرُ. و شَقَّ علیَّ الأَمرُ یَشقُّ شَقًّا و مَشقّة أَی ثَقُل علیّ، و الاسم الشِّقُّ، بالكسر. قال الأَزهری: و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لو لا أَن أَشُقَّ علی أُمّتی لأَمَرْتُهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة؛ المعنی لو لا أَن أُثَقِّلَ علی أُمتی من المَشَقّة و هی الشدة. و الشِّقُّ: الشقیقُ الأَخُ. ابن سیدة: شِقُّ الرجلِ و شَقِیقُه أخوه، و جمع الشَّقِیقِ أَشِقَّاءُ. یقال: هو أَخی و شِقِّ نَفْسِی، و فیه: النساءُ شَقائِقُ الرجال أَی نظائرُهم و أمثالهم فی الأَخْلاقِ و الطِّباع كأنهن شُقِقْنَ منهم و لأَن حَوّاء خلقتْ من آدم. و شَقِیقُ الرجل: أَخوه لأُمّه و أَبیه. و‌فی الحدیث: أَنتم إخوانُنا و أَشِقَّاؤنا.و الشَّقِیقةُ: داء یأْخذ فی نصف الرأْس و الوجه، و فی التهذیب: صُداع یأْخذ فی نصف الرأْس و الوجه؛ و‌فی الحدیث: احْتَجَم و هو مُحْرِمٌ من شَقِیقةٍ؛ هو نوع من صُداعٍ یَعْرِض فی مُقَدَّمِ الرأْس و إلی أَحد جانبیه. و الشِّقُّ و المَشَقَّةُ: الجهد و العناء، و منه قوله عز و جل: إِلّٰا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ؛ و أكثر القراء علی كسر الشین معناه إلا بجهد الأَنفس، و كأنه اسم و كأَن الشَّقَّ فعل، و قرأ أَبو جعفر و جماعة: إلا بشَقّ الأَنفُس، بالفتح؛ قال ابن جنی: و هما بمعنی؛ و أَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ و زعم أَنه فی نوادر أَبی زید: و الخَیْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقَّ، و قد تَعْتَسِفُ الرَّاوِیهْ قال: و یجوز أَن یذهب فی قوله إلی أَن الجهد یَنْقُص من قوة الرجل و نفسه حتی یجعله قد ذهب بالنصف من قوته، فیكون الكسر علی أَنه كالنصف. و الشِّقُّ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 184
المَشَقَّة؛ قال ابن بری؛ شاهد الكسر قول النمر بن تولب: و ذی إبِلٍ یَسْعَی و یحْسِبُها له، أَخی نَصَبٍ مِنْ شِقِّها و دُؤُوبِ و قول العجاج: أَصْبَحَ مَسْحولٌ یُوازِی شِقّا مَسْحولٌ: یعنی بَعِیره، و یُوازی: یُقاسی. ابن سیدة: و حكی أَبو زید فیه الشَّقّ، بالفتح، شَقَّ علیه یَشُقُّ شَقًّا. و الشُّقَّةُ، بالضم: معروفة من الثیاب السبِیبةُ المستطیلة، و الجمع شِقاقٌ و شُقَقٌ. و‌فی حدیث عثمان: أَنه أَرسل إلی امرأَة بشُقَیْقةٍ؛ الشُّقّة: جنس من الثیاب و تصغیرُها شُقَیْقةٌ، و قیل: هی نصب ثوب. و الشُّقَّة و الشِّقّةُ: السفر البعید، یقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ و ربما قالوه بالكسر. الأَزهری: و الشُّقَّةُ بُعْدُ مَسیرٍ إلی الأَرض البعیدة. قال الله تعالی: وَ لٰكِنْ بَعُدَتْ عَلَیْهِمُ الشُّقَّةُ. و‌فی حدیث وفد عبد القیس: إنَّا نَأْتِیكَ من شُقَّةٍ بعیدة‌أَی مسافة بعیدة. و الشُّقَّةُ أَیضاً: السفرُ الطویل. و‌فی حدیث زُهَیر: علی فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ‌أَی طویلة. و الأَشَقُّ: الطویلُ من الرجال و الخیل، و الاسم الشَّققُ و الأُنثی شَقَّاء؛ قال جابر أَخو بنی معاویة بن بكر التغلبی: و یومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا شُرَحْبِیلَ، إذْ آلی أَلِیَّة مُقْسِمِ لَیَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَه أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ و یروی: … عن سَرْج …؛ یقول: حلف عدوّنا لینتزعَنْ أَرماحَنا من أَیدینا فقتلناه. أَبو عبید: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ؛ و أَنشد: و بالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ یُعْلَیْن، حتی تَشَقَّقْنَ و لَمَّا یَشْقَیْن و اشْتِقاقُ الشی‌ء: بُنْیانُه من المُرتَجَل. و اشِتِقاقُ الكلام: الأَخذُ فیه یمیناً و شمالًا. و اشْتِقاقُ الحرف من الحرف: أَخْذُه منه. و یقال: شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج. و‌فی حدیث البیعة: تَشْقِیقُ الكلام علیكم شدیدٌ‌أی التطلُّبُ فیه لِیُخْرِجَه أَحسنَ مخرج. و اشْتَقَّ الخصمان و تَشاقَّا: تلاحّا و أَخذا فی الخصومة یمیناً و شمالًا مع ترك القصد و هو الاشتِقاق. و الشَّقَقةُ: الأَعْداءُ. و اشْتَقَّ الفرسُ فی عَدْوِه: ذهب یمیناً و شمالًا. و فرس أَشَقُّ و قد اشْتَقَّ فی عَدْوِه: كأَنه یمیل فی أَحد شِقَّیْه؛ و أَنشد: و تَبارَیْت كما یمْشِی الأَشَقّ الأَزهری: فرس أَشَقُّ له معنیان، فالأَصمعی یقول الأَشَقُّ الطویل، قال: و سمعت عقبة بن رؤبة یصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله طولًا. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: الأَشَقُّ من الخیل الواسعُ ما بین الرجلین. و الشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخیل: الواسعة الأَرْفاغِ، قال: و سمعت أَعرابیّاً یسُبُّ أَمَةً فقال لها: یا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن تفسیرهما فأَشار إلی سَعة مَشَقِّ جَهازها. و الشّقِیقةُ: قطعة غلیظة بین كل حَبْلَی رَمْلٍ و هی مَكْرُمةٌ للنبات؛ قال الأَزهری: هكذا فسره لی أَعْرابیٌّ، قال: و سمعته یقول فی صفة الدَّهْناء و شقائِقها: و هی سبعة أَحْبُلٍ بین كل حبلین شَقِیقةٌ
لسان العرب، ج‌10، ص: 185
و عَرْضُ كل حبلٍ مِیلٌ، و كذلك عرضُ كلِّ شی‌ء شَقِیقةٌ، و أما قدرها فی الطول فما بین یَبْرین إلی یَنْسوعةِ القُفّ، فهو قدر خمسین میلًا. و الشَّقِیقةُ: الفرجة بین الحبلین من حبال الرمل تنبت العشب؛ قال أَبو حنیفة: الشَّقِیقة لین من غِلَظ الأَرض یطول ما طال الحبل، و قیل: الشَّقِیقةُ فُرْجة فی الرمال تنبت العشب، و الجمع الشَّقائِقُ؛ قال شَمْعَلة بن الأَخضر: و یومَ شَقِیقة الحسَنَیْنِ لاقَتْ بَنُو شَیْبانَ آجالًا قِصارا و قال ذو الرمة: جِماد و شَرْقیّات رَمْلِ الشَّقائِق و الحَسَنانِ: نَقَوانِ من رمل بنی سعد؛ قال أَبو حنیفة: و قال لی أَعرابی هو ما بین الأَمِیلَینِ یعنی بالأَمِیل الحبلَ. و‌فی حدیث ابن عمرو: فی الأَرض الخامسة حیَّاتٌ كالخَطائِط بین الشَّقائِق؛ هی قِطَعٌ غلاظ بین حبال الرمل، واحدتُها شَقِیقةٌ، و قیل: هی الرمال نفسها. و الشَّقِیقةُ و الشَّقُوقةُ: طائرٌ. و الأَشَقُّ: اسم بلد؛ قال الأَخطل: فی مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ، كأَنَّما یَسْقِی الأَشَقَّ و عالِجاً بِدَوالی و الشِّقْشِقةُ: لَهاةُ البعیر و لا تكون إلا للعربیّ من الإِبل، و قیل: هو شی‌ء كالرِّئة یخرجها البعیر من فیه إذا هاج، و الجمع الشَّقاشِقُ، و منه سُمّی الخطباء شَقاشِقَ، شَبَّهوا المِكْثار بالبعیر الكثیر الهَدْرِ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أن كثیراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشیطان، فجعل للشیطان شَقاشِقَ و نسبَ الخطبَ إلیه لِما یدخل فیها من الكذب؛ قال أَبو منصور: شبّه الذی یَتَفَیْهَقُ فی كلامه و یَسْرُده سَرْداً لا یبالی ما قال من صِدْقٍ أو كذب بالشیطان و إسْخاطه ربّه، و العرب تقول للخطیب الجَهِرِ الصوت الماهر بالكلام: هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة و هَرِیتُ الشّدْق؛ و منه قول ابن مقبل یذكر قوماً بالخَطابة: هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلَّامُون للجُزُرِ قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من العرب یقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ، و حكاه شمر عنهم أَیضاً. و شَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً: هدَر، و العصفورُ یُشَقْشِقُ فی صوته، و إذا قالوا للخطیب ذو شِقْشِقةٍ قإنما یشبّه بالفحل؛ قال ابن بری: و منه قول الأَعشی: و اقْنَ فإنی فَطِنٌ عالمٌ، أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ و قال النضر: الشِّقْشِقةُ جلدة فی حلق الجمل العربی ینفخ فیها الریح فتنتفخ فیهدر فیها. قال ابن الأَثیر: الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التی یخرجها الجمل من جوفه ینفخ فیها فتظهر من شِدْقِه، و لا تكون إلا للجمل العربی، قال: كذا قال الهروی، و فیه نظر؛ شبه الفصیحَ المِنْطِیقَ بالفحل الهادر و لِسانَه بشِقْشِقَتهِ و نسَبها إلی الشیطان لِمَا یدخل فیه من الكذب و الباطل و كونِه لا یُبالی بما قال، و أَخرجه الهروی عن علی، و هو فی كتاب أَبی عبیدة و غیره عن عمر، رضی الله عنهم أَجمعین. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه، فی خطبة له: تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ؛ و‌یروی له فی شعر: لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبیِّ، أَو كالحُسامِ الیَمانی الذَّكَرْ و‌فی حدیث قُسّ: فإذا أَنا بالفَنِیق یُشَقْشِقُ النُّوقَ؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 186
قیل: إنه بمعنی یُشَقِّقُ، و لو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه یَهْدِر و هو بینها. و فلان شِقْشِقة قومه أَی شریفُهم و فَصِیحُهم؛ قال ذو الرمة: كأَن أَباهم نَهْشَلٌ، أو كأَنَّه بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَیْسِ بنِ عاصمِ و أَهلُ العراق یقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ: شَقَّاق، و لیس من كلام العرب و لا یعرفونه. و شِقٌّ: اسم كاهن من كُهَّان العرب. و شَقِیقٌ أَیضاً: اسم. و الشَّقِیقةُ: اسم جدة النعمان بن المنذر؛ قال ابن الكلبی: و هی بنت أبی ربیعة بن ذُهْل بن شیبان؛ قال النابغة الذبیانی یهجو النعمان: حَدِّثونی، بنی الشَّقِیقةِ، ما یمنع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن یَزولا؟

شقرق؛ ج10، ص: 186

: الشِّقِرَّاقُ و الشَّقِرَّاقُ: طائر یسمی الأَخْیَلَ، و العرب تتشاءم به، و ربما قالوا شِرِقْراق مثل سِرِطْراط. قال الفراء: الأَخْیَلُ الشِّقِرَّاق عند العرب بكسر الشین. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أنه قال: الأَخْطَب هو الشَّقرَّاق بفتح الشین. اللحیانی: شِقِرَّاق ذكره فی باب فِعِلَّال. اللیث: الشِّقِرَّاق و الشّرَقْراق، لغتان، طائر یكون فی أَرض الحَرَم فی منابت النخیل كقدر الهدهد مرقَّط بحمرة و خضرة و بیاض و سواد، و الله أَعلم.

شلق؛ ج10، ص: 186

: الشِّلْقُ: شی‌ء علی خِلْقة السَّمَكة صغیر له رِجْلان عند ذنبه كرِجْل الضفدع لا یدان له، یكون فی أَنْهار البصرة، و لیست بعربیة. ابن الأَعرابی: الشِّلْقُ الأَنْكَلِیسُ من السَّمَك و هو الجِرِّیُّ و الجِرِّیت، و قیل: الشِّلْق من سمك البحرین. و الشَّلْقُ: الضَّرْبُ و البَضْعُ، و لیس بعربی محض. و شَلَقَه یَشْلقُه شَلْقاً: ضربه بسوط أَو غیره. و الشَّوْلَقیُّ: الذی یبیع الحلاوةَ بلُغة ربیعة، و الفُرْس تسمِّیه الرسَّ من الرجال. أَبو عمرو: الشَّلَقَةُ الرَّاضَةُ. و الشِّلْقَاءُ: السِّكِّینُ علی وزنِ الحِرْباء، و قال عمرو بن بحر: الضَّبُّ المَكُونُ إِذا باضت «2» البیضةَ قیل سَرَأَت، و بیضها سَرْءٌ، و إِذا أَلْقَت بیضَها فهی شَلَقَةٌ.

شلمق؛ ج10، ص: 186

: أَبو عمرو: یقال للعجوز شَمْلَق و شَلْمَق و سَمْلَق و سَلْمَق.

شمق؛ ج10، ص: 186

: الشَّمَقُ: مَرَحُ الجنون، و فی التهذیب: شبْهُ مَرَحِ الجنون، شَمِقَ شَمَقاً و شَماقةً؛ قال رؤبة: كأَنَّه إذ راحَ مَسْلُوسُ الشَّمَقْ و قد شَمِقَ یَشْمَقُ شَمَقاً إذا نَشِط. و الشَّمَقُ: النشاط. و الأَشْمَق: اللُّغام المختلط بالدم، و فی التهذیب: لُغام الجمل؛ قال الراجز: یَنْفُخْن مَشْكولَ اللُّغامِ أَشْمَقا یعنی جمالًا یَتَهادَرْنَ. و الشِّمِقُّ و الشَّمَقْمَقُ: الطویلُ، و فی التهذیب: الطویلُ الجسیم من الرجال، و قیل: الشَّمَقْمَقُ النشیط. و ثوب شَمِقٌ: مخرّق. و مَرْوان بن محمد الشاعر یكنی بأَبی الشَّمَقْمَق.

شمرق؛ ج10، ص: 186

: ثوب مُشَمْرَق و شُمارِق: كمُشَبْرق و شُبارِق؛ عن اللحیانی. قال ابن سیدة: و عندی أَنه بدل، و شُمارِق كشُبارِق.

شمشلق؛ ج10، ص: 186

: الشَّمْشَلِیقُ و الشَّفْشَلِیقُ: المُسِنّةُ. الأَزهری: الشَّمْشَلِیقُ من النساء السریعةُ المشی
(2). 1 قوله: و الضب المكون إذا باضت، هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 187
الصَّخَّابةُ؛ و أَنشد: بضَرّةٍ تَشُلُّ فی وَسِیِقها، نَأْآجةِ العَدْوَةِ شَمْشَلِیقِها، صَلِیبةِ الصَّیْحة صَهْصَلِیقِها و الشَّمْشَلِیقُ: الخفیف؛ و أنشد لأَبی محصة: «1».وهَبْتُه لیس بشَمْشَلِیقِ، و لا دَحُوقِ العَیْنِ حَنْدَقُوقِ، و لا یُبالی الجَوْرَ فی الطَّرِیقِ و الشَّمْشَلیقُ: الطویل السمین:

شملق؛ ج10، ص: 187

: الشَّمْلَقُ: السیئة الخلق، و قیل: هی العجوز الهَرِمة؛ قال: أَشْكو إلی الله عِیالًا دَرْدَقا، مُقَرْقَمِینَ و عَجُوزاً شَمْلَقا و قیل: إنما هی سَمْلَق، و إن أبا عبید صحّفه.

شنق؛ ج10، ص: 187

: الشَّنَقُ: طولُ الرأْس كأَنما یُمَدُّ صُعُداً؛ و أَنشد: كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو فی الشَّنَقْ «2». و شَنَقَ البَعیرَ یَشْنِقُه و یَشْنُقُه شَنْقاً و أَشْنَقَه إذا جذب خطامه و كفَّه بزمامه و هو راكبه من قِبَل رأْسِه حتی یُلْزِقَ ذِفْراه بقادمة الرحل، و قیل: شَنَقَه إذا مدّه بالزمام حتی یرفع رأْسه. و أَشْنَقَ البعیرُ بنفسه: رَفع رأْسَه، یتعدی و لا یتعدی. قال ابن جنی: شَنَقَ البعیرَ و أَشْنَق هو جاءت فیه القضیة معكوسة مخالفة للعادة، و ذلك أَنك تجد فیها فَعَلَ متعدیاً و أَفْعَلَ غیر متعد، قال: و علة ذلك عندی أَنه جعل تعدِّی فَعَلْت و جمود أَفْعَلْت كالعوض لِفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها علی التعدی نحو جلس و أَجلست، كما جعل قلب الیاء واواً فی البَقْوَی و الرَّعْوَی عوضاً للواو من كثرة دخول الیاء علیها، و أُنْشِدَ طلحةُ قصیدة فما زال شانِقاً راحلتَه حتی كتبت له، و هو التیمی لیس الخزاعی. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: إن أَشْنَقَ لها خَرَمَ‌أی إن بالع فی إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها. و یقال: شَنَقَ لها و أَشْنَقَ لها. و‌فی حدیث جابر: فكان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَوّلَ طالع فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت و شَنَقَ لها.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: سأَله رجل مُحْرِمٌ فقال عَنَّت لی عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بجَبُوبة‌أَی رمیتها حتی كَفَّت عن العدوِ. و الشِّناقُ حبل یجذب به رأْس البعیر و الناقةِ، و الجمع أَشْنِقةٌ و شُنُقٌ. و شَنَقَ البعیرَ و الناقةَ یَشْنِقُه شَنْقاً: شدّهما بالشِّناق. و شَنَقَ الخلِیّةَ یَشْنِقها شَنْقاً و شَنَّقها: و ذلك أَن یَعمِد إلی عود فیَبْرِیه ثم یأْخذ قُرْصاً من قِرَصةِ العسل فیُثْبت ذلك العودَ فی أَسفل القُرْص ثم یقیمه فی عرْضِ الخلیة فربما شَنَقَ فی الخلیة القُرْصَین و الثلاثة، و إنما یفعل هذا إذا أَرْضعت النحلُ أولادهَا، و اسم ذلك الشی‌ء الشَّنِیقُ. و شَنَقَ رأْسَ الدابة: شدَّه إلی أَعلی شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتی یمتد عنقها و ینتصب. و الشِّناقُ: الطویل؛ قال الراجز: قد قَرنَونی بامْرِئٍ شِناقِ، شَمَرْدلٍ یابسِ عَظْمِ السّاقِ و فی حدیث الحجاج و یزید بن المهلب:
(1). قوله [محصة] كذا بالأَصل، و فی شرح القاموس: محیصة (2). قوله [كأنها كبداء تنزو … إلخ] فی شرح القاموس ما نصه: هكذا فی اللسان و هو لرؤبة یصف صائداً، و الروایة: سوّی لها كبداء …
لسان العرب، ج‌10، ص: 188
و فی الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَیْنِ شِناق أی طویل. النضر: الشَّنَقُ الجیّد من الأَوتار و هو السَّمْهَرِیّ الطویل. و الشَّنَقُ: طول الرأْس. ابن سیدة: و الشَّنَقُ الطولُ. عُنُقٌ أَشْنَقُ و فرس أَشْنَقُ و مَشْنُوقٌ: طویل الرأْس، و كذلك البعیر، و الأُنثی شَنْقاء و شِناق. التهذیب: و یقال للفرس الطویلِ شِناقٌ و مَشْنوقٌ؛ و أَنشد: یَمَّمْتُه بأَسِیلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ، خاظِی البَضِیع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق ابن شمیل: ناقة شِناقٌ أَی طویلة سَطْعاء، و جمل شِناقٌ طویل فی دِقّةٍ، و رجل شِناقٌ و امرأَة شِناقٌ، لا یثنی و لا یجمع، و مثله ناقةٌ نِیافٌ و جمل نِیافٌ، لا یثنی و لا یجمع. و شَنِقَ شَنَقاً و شَنَقَ: هَوِیَ شیئاً فبقی كأَنه مُعلّقٌ. و قَلْبٌ شَنِقٌ: هیْمان. و القلب الشَّنِقُ المِشْناقُ: الطامحُ إلی كل شی‌ء؛ و أَنشد: یا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق و رجل شَنِقٌ: مُعَلَّقُ القلب حذر؛ قال الأَخطل: و قد أَقولُ لِثُوْرٍ: هل تری ظُعُناً، یَحْدو بهنّ حِذارِی مُشْفِقٌ شَنِقُ؟ و شِناقُ القِربةِ: علاقتُها، و كل خیط علقت به شیئاً شِناقٌ. و أَشْنَقَ القربة إشْناقاً: جعل لها شِناقاً و شدَّها به و علقها، و هو خیط یشد به فم القربة. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه بات عند النبی، صلی الله علیه و سلم، فی بیت میمونة، قال: فقام من اللیل یصلی فحَلَّ شِناقَ القربة؛ قال أَبو عبیدة: شِناقُ القربة هو الخیط و السیر الذی تُعلّق به القربةُ علی الوتد؛ قال الأَزهری: و قیل فی الشِّناق إنه الخیط الذی تُوكِئُ به فمَ القربة أَو المزادة، قال: و الحدیث یدل علی هذا لأَن العِصامَ الذی تُعَلَّق به القربة لا یُحَلّ إنما یُحَلُّ الوكاء لیصب الماء، فالشِّناقُ هو الوكاء، و إنما حلّه النبی، صلی الله علیه و سلم، لمّا قام من اللیل لیتطهر من ماء تلك القربة. و یقال: شَنَقَ القربةَ و أَشْنَقَها إذا أَوكأَها و إذا علقها. أَبو عمرو الشیبانی: الشِّناقُ أن تُغَلَّ الید إلی العُنُقِ؛ و قال عدی: ساءَها ما بنا تَبَیَّنَ فی الأَیْدی، و إشْناقُها إلی الأَعْناقِ و قال ابن الأَعرابی: الإِشْناقُ أَن تَرْفَعَ یدَه بالغُلّ إلی عنقه. أَبو سعید: أَشْنَقْتُ الشی‌ء و شَنَقْتُه إذا علَّقته؛ و قال الهذلی یصف قوساً و نبلًا: شَنَقْت بها مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ، مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ قال: شَنَقْتُ جعلت الوتر فی النبل، قال: و القِراطُ شُعْلة السِّراج. و الشِّناق و الأَشْناقُ: ما بین الفریضتین من الإِبل و الغنم فما زاد علی العَشْر لا یؤخذ منه شی‌ء حتی تتم الفریضة الثانیة، واحدها شَنَقٌ، و خص بعضهم بالأَشْناق الإِبلَ. و‌فی الحدیث: لا شِناقَ‌أَی لا یؤخذ من الشَّنَقِ حتی یتمّ. و الشِّناقُ أَیضاً: ما دون الدیة، و قیل: الشَّنَقُ أَن تزید الإِبل علی المائة خمساً أو ستّاً فی الحَمالة، قیل: كان الرجل من العرب إذا حمل حَمالةً زاد أَصحابَها لیقطع أَلسنتهم و لِیُنْسَبَ إلی الوفاء. و أَشْناقُ الدیة: دیاتُ جراحات دون التمام، و قیل: هی زیادة فیها و اشتقاقها من تعلیقها بالدیة العظمی، و قیل: الشَّنَقُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 189
من الدیة ما لا قود فیه كالخَدْش و نحو ذلك، و الجمع أشْناقٌ. و الشَّنَقُ فی الصدقة: ما بین الفریضتین. و الشَّنَقُ أَیضاً: ما دون الدیة، و ذلك أَن یسوق ذُو الحَمالةِ مائة من الإِبل و هی الدیة كاملة، فإذا كانت معها دیات جراحات لا تبلغ الدیة فتلك هی الأَشْناقُ كأَنها متعلقة بالدیة العظمی؛ و منه قول الشاعر: بأَشْناقِ الدِّیاتِ إلی الكُمول قال أَبو عبید: الشِّناقُ ما بین الفریضتین. قال: و كذلك أَشْناقُ الدیات، و رَدّ ابن قتیبة علیه و قال: لم أَر أَشْناقَ الدیاتِ من أَشناقِ الفرائض فی شی‌ء لأَنّ الدیات لیس فیها شی‌ء یزید علی حد من عددها أو جنس من أجناسها. و أَشْناقُ الدیات: اختلاف أَجناسها نحو بنات المخاض و بنات اللبون و الحقاق و الجذاع، كلُّ جنس منها شَنَقٌ؛ قال أَبو بكر: و الصواب ما قال أَبو عبید لأَن الأَشْناقَ فی الدیات بمنزلة الأَشناقِ فی الصدقات، إذا كان الشَّنَقُ فی الصدقة ما زاد علی الفریضة من الإِبل. و قال ابن الأَعرابی و الأَصمعی و الأَثرم: كان السید إذا أَعطی الدیة زاد علیها خمساً من الإِبل لیبین بذلك فضله و كرمه، فالشَّنَقُ من الدیة بمنزلة الشَّنَقِ فی الفریضة إذا كان فیها لغواً، كما أنه فی الدیة لغو لیس بواجب إنما تَكرُّمٌ من المعطی. أَبو عمرو الشیبانی: الشَّنَقُ فی خَمْسٍ من الإِبل شاة، و فی عشر شاتان، و فی خمس عشرة ثلاث شیاه، و فی عشرین أَربع شیاه، فالشاة شَنَقٌ و الشاتان شَنَقٌ و الثلاث شیاه شَنَقٌ و الأَربع شیاه شَنَقٌ، و ما فوق ذلك فهو فریضة. و‌روی عن أحمد بن حنبل: أَن الشَّنَقَ ما دون الفریضة مطلقاً كما دون الأَربعین من الغنم.و‌فی الكتاب الذی كتبه النبی، صلی الله علیه و سلم، لوائل بن حُجْر: لا خِلاطَ و لا وِراطَ و لا شِناقَ؛ قال أَبو عبید: قوله لا شِناقَ‌فإن الشَّنَقَ ما بین الفریضتین و هو ما زاد من الإِبل علی الخمس إلی العشر، و ما زاد علی العشر إلی خمس عشرة؛ یقول: لا یؤخذ من الشَّنَقِ حتی یتم، و كذلك جمیع الأَشْناقِ؛ و قال الأَخطل یمدح رجلًا: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدّیات به، إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا و روی شمر عن ابن الأَعرابی فی قوله: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّیات به یقول: یحتمل الدیات وافیة كاملة زائدة. و قال غیرُ ابن الأَعرابی فی ذلك: إن أَشْناقَ الدیات أَصنافُها، فدِیَةُ الخطإِ المحض مائةٌ من الإِبل تحملها العاقلةُ أَخْماساً: عشرون ابنة مخاض، و عشرون ابنة لبون، و عشرون ابن لبون، و عشرون حِقَّةً، و عشرون جَذَعةً، و هی أَشْناقٌ أَیضاً كما وصَفْنا، و هذا تفسیر قول الأَخطل یمدح رئیساً یتحمل الدیات وما دون الدیات فیُؤَدِّیها لیُصْلِحَ بین العشائر و یَحْقُنَ الدِّماء؛ و الذی وقع فی شعر الأَخطل: ضَخْمٍ تعلَّق، بالخفض علی النعت لما قبله و هو: و فارسٍ غیر وَقَّافٍ برایتهِ، یومَ الكرَیهة، حتی یَعْمَل الأَسَلا و الأَشْناقُ: جمع شَنَق و له معنیان: أَحدهما أَن یَزِیدَ مُعْطی الحَمالةِ علی المائة خَمْساً أو نحوها لیُعْلَم به وفاؤه و هو المراد فی بیت الأَخطل، و المعنی الآخر أَن یُرِیدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها علی ما
لسان العرب، ج‌10، ص: 190
فسره الجوهری؛ قال أَبو سعید الضریر: قول أَبی عبید الشَّنَقُ ما بین الخَمْس إلی العشر مُحالٌ، إنما هو إلی تسع، فإذا بلغ العَشْرَ ففیها شاتان، و كذلك قوله ما بین العشرة إلی خَمْس عَشْرةَ، و كان حقُّه أَن یقول إلی أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إذا بلغت خَمْسَ عَشْرةَ ففیها ثلاثُ شِیاه. قال أَبو سعید: و إنما سمی الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لم یؤخذ منه شی‌ء. و شْنَقَ إلی ما یلیه مما أُخذ منه أَی أضیف و جُمِعَ؛ قال: و معنی قوله لا شِناقَ أَی لا یُشْنِقُ الرجل غنمه و إبله إلی غنم غیره لیبطل عن نفسه ما یجب علیه من الصدقة، و ذلك أَن یكون لكل واحد منهما أَربعون شاة فیجب علیهما شاتان، فإذا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إلی غنم الآخر فوجدها المُصَدِّقُ فی یده أَخَذَ منها شاة، قال: و‌قوله لا شِناقَ‌أی لا یُشْنِقُ الرجلُ غنمه أو إبله إلی مال غیره لیبطل الصدقة، و قیل: لا تَشانَقُوا فتجمعوا بین متفرق، قال: و هو مثل‌قوله و لا خِلاطَ؛ قال أَبو سعید: و للعرب أَلفاظ فی هذا الباب لم یعرفها أَبو عبید، یقولون إذا وجب علی الرجل شاة فی خمس من الإِبل: قد أَشْنَقَ الرجلُ أَی وجب علیه شَنَقٌ فلا یزال مُشْنِقاً إلی أن تبلغ إبله خمساً و عشرین، فكل شی‌ء یؤدِّیه فیها فهی أَشْناقٌ: أَربَعٌ من الغنم فی عشرین إلی أَربع و عشرین، فإذا بلغت خمساً و عشرین ففیها بنتُ مَخاضٍ مُعَقَّلٍ أی مُؤَدًّی للعقال، فإذا بلغت إبلُه ستّاً و ثلاثین إلی خمس و أَربعین فقد أَفْرَضَ أی وجبت فی إبله فریضة. قال الفراء: حكی الكسائی عن بعض العرب: الشَّنَقُ إلی خمس و عشرین. قال و الشَّنَقُ ما لم تجب فیه الفریضة؛ یرید ما بین خمس إلی خمس و عشرین. قال محمد بن المكرم، عفا الله عنه: قد أَطلق أَبو سعید الضریرُ لِسانَه فی أَبی عبید و نَدَّدَ به بما انْتَقَده علیه بقوله أَوّلًا إن قوله الشَّنَقُ ما بین الخَمْسِ إلی العَشْرِ مُحالٌ إنما هو إلی تسع، و كذلك قوله ما بین العَشْرِ إلی خَمْسَ عَشْرةَ كان حقه أَن یقول إلی أَربعَ عشرة، ثم بقوله ثانیاً إن للعرب أَلفاظاً لم یعرفها أبو عبید، و هذه مشاحَّةٌ فی اللفظ و استخفافٌ بالعلماء، و أَبو عبید، رحمه الله، لم یَخْفَ عنه ذلك و إنما قصد ما بین الفریضتین فاحتاج إلی تسمیتهما، و لا یصح له قول الفریضتین إلا إذا سماهما فیضطر أن یقول عشر أو خمس عشرة، و هو إذا قال تسعاً أو أربع عشرة فلیس هناك فریضتان، و لیس هذا الانتقاد بشی‌ء، أ لا تری إلی ما حكاه الفراء عن الكسائی عن بعض العرب: الشَّنَقُ إلی خمس و عشرین؟ و تفسیره بأنه یرید ما بین الخمس إلی خمس و عشرین، و كان علی زعم أبی سعید یقول: الشَّنَقُ إلی أربع و عشرین، لأَنها إذا بلغت خمساً و عشرین ففیها بنت مخاض، و لم ینتقد هذا القول علی الفراء و لا علی الكسائی و لا علی العربی المنقول عنه، و ما ذاك إلا لأَنه قصد حَدَّ الفریضتین، و هذا انْحِمال من أبی سعید علی أبی عبید، و الله أعلم. و الأَشْناقُ: الأُروشُ أَرْش السِنُّ و أَرْشُ المُوضِحة و العینِ القائمة و الید الشلَّاء، لا یزال یقال له أَرْشٌ حتی یكونَ تكملَة دیةٍ كاملة؛ قال الكمیت: كأَنّ الدِّیاتِ، إذا عُلِّقَتْ مِئُوها به، و الشَّنَقُ الأَسْفَلُ و هو ما كان دون الدِّیة من المَعاقِل الصِّغارِ. قال الأَصمعی: الشَّنَقُ ما دون الدیة و الفَضْلةُ تَفْضُل، یقول: فهذه الأَشْناقُ علیه مثل العَلائِق علی البعیر لا یكترث بها، و إذا أُمِرَّت المئون فوقَه حَمَلها، و أُمِرَّت: شُدَّت فوقه بمرارٍ، و المِرارُ الحَبْلُ. و قال غیره فی تفسیر بیت الكمیت: الشَّنَقُ شَنَقانِ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 191
الشَّنَقُ الأَسْفَلُ و الشَّنَقُ الأَعلی، فالشَّنَقُ الأَسفل شاةٌ تجب فی خَمْس من الإِبل، و الشَّنَقُ الأَعلی ابنةُ مخاض تجب فی خمس و عشرین من الإِبل؛ و قال آخرون: الشَّنَقُ الأَسْفلُ فی الدیات عشرون ابنة مخاضٍ، و الشَّنَقُ الأَعلی عشرون جذعةً، و لكلّ مقالٌ لأَنها كلَّها أَشْناقٌ؛ و معنی البیت أنه یستَخِفُّ الحمالاتِ و إعطاءَ الدیات، فكأَنه إذا غَرِمَ دِیاتٍ كثیرةً غَرِمَ عشرین بعیراً لاستخفافه إیّاها. و قال رجل من العرب: مِنَّا مَنْ یُشْنِقُ أی یعطی الأَشْناقَ، و هی ما بین الفریضتین من الإِبل، فإذا كانت من البقر فهی الأَوْقاص، قال: و یكون یُشْنِقُ یعطی الشُّنُقَ و هی الحبال، واحدها شِناقٌ، و یكون یُشْنِقُ یعطی الشَّنَقَ و هو الأَرْش؛ و قال فی موضع آخر: أَشْنق الرجلُ إذا أخذ الشَّنَقَ یعنی أَرْشَ الخَرْقِ فی الثوب. و لحم مُشَنَّقٌ أی مقطّع مأْخوذ من أشْناق الدیة. و الشِّناقُ: أن یكون علی الرجل و الرجلین أو الثلاثةِ أشْناقٌ إذا تفرّقت أَموالهم، فیقول بعضهم لبعض: شانِقْنی أی اخْلِطْ مالی و مالَك، فإنه إن تفرّق وجب علینا شَنَقانِ، فإن اختلط خَفَّ علینا؛ فالشِّناقُ: المشاركة فی الشَّنَقِ و الشَّنَقَینِ. و المُشَنَّقُ: العجین الذی یُقطَّع و یعمل بالزیت. ابن الأَعرابی: إذا قُطِّع العجین كُتَلًا علی الخِوانِ قبل أن یبسط فهو الفَرَزْدَق و المُشَنَّقُ و العَجاجیر. و رجل شِنِّیقٌ: سَی‌ءُ الخُلُق. و بنو شَنوقٍ: بطن. و الشَّنِیق: الدَّعِیّ؛ قال الشاعر: أنا الدَّاخِلُ الباب الذی لا یَرومُه دَنیٌّ، و لا یُدْعَی إلیه شَنِیقُ و‌فی قصة سلیمان، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: احْشُروا الطیرَ إلا الشَّنْقاءَ؛ هی التی تزُقُّ فِراخَها.

شنتق؛ ج10، ص: 191

: الشُّنْتُقةُ: خِرْقةٌ تكون علی رأْس المرأَة تقی بها الخِمارَ من الدُّهْن.

شندق؛ ج10، ص: 191

: شَنْدَق: اسم أَعجمی معرب.

شنفلق؛ ج10، ص: 191

: الشَّنْفَلِیق: الضخمة من النساء.

شهق؛ ج10، ص: 191

: الشَّهِیقُ: أَقِبحُ الأَصوات، شَهِقَ و شَهَقَ یَشْهَقُ و یَشْهِقُ شَهِیقاً و شُهاقاً، و بعضهم یقول شُهوقاً: ردَّد البكاء فی صدره. الجوهری: شهق یشهق ارتفع. و شَهِیقُ الحمار: آخر صوته، و زفیره أوَّله، و قیل: شَهِیقُ الحمار نَهیقه. و یقال: الشَّهِیق ردُّ النفَس و الزَّفِیرُ إخراجه. اللیث: الشَّهِیقُ ضد الزفیر، و الزفیر إخراج النفس؛ قال الله عز و جل فی صفة أهل النار: لَهُمْ فِیهٰا زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ؛ قال الزجاج: الزَّفِیر و الشَّهِیق من أَصوات المكروبین، قال: و الزفیر من شدید الأَنِین و قبیحه، و الشَّهِیقُ الأَنِینُ الشدید المرتفع جدّاً، قال: و زعم بعض أَهل اللغة من البصریین و الكوفیین أن الزفیر بمنزلة ابتداء صوت الحمار من النهیق، و الشهیق بمنزلة آخر صوته فی الشَّهِیق، و‌روی عن الربیع فی قوله لَهُمْ فِیهٰا زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ، قال: الزفیر فی الحلق و الشَّهِیق فی الصدر.و رجل ذو شاهقٍ: شدیدُ الغضب. و یقال للرجل إذا اشتد غضبه: إنه لذو شاهقٍ و إنه لذو صاهلٍ. و فحل ذو شاهقٍ و ذو صاهلٍ إذا هاجَ و صالَ فسمعت له صوتاً یخرج من جوفه. الأَصمعی: یقال شَهَقت و شَهِقَت عین الناظر علیه إذا أَصابه بعین؛ و قال مزاحم العقیلی: إذا شَهِقت عَیْنٌ علیه، عَزَوْتُه لغیر أَبیه، أو تَسَنَّیْتُ راقِیا
لسان العرب، ج‌10، ص: 192
أَخبر أَنه إذا فتح إنسان عینه علیه فخشیت أن یصیبه بعینه، قلت: هو هجِین لأَرُدَّ عینَ الناظر عنه و إعجابَه به. و الشَّهْقة: كالصیحة، یقال: شَهَقَ فلانٌ و شَهِقَ شَهْقةً فمات. و التَّشْهاقُ: الشَّهِیق؛ و قال حنظلة بن شَرْقیّ و كنیته أَبو الطَّمَحان: بِضَرْبٍ یُزِیلُ الهامَ عن سَكِناتِه، و طَعْنٍ كتَشْهاق العَفَا [العِفَا هَمَّ بالنَّهْقِ و یقال: ضَحِكٌ تَشْهاق؛ قال ابن میّادة: تقول خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرَّاقْ، مَزَّاحةٌ تَقْطعُ هَمَّ المُشْتاقْ، ذاتُ أَقاویلَ و ضَحْكٍ تَشْهاقْ، هلَّا اشتَرَیْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراءَ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ؟ و الشاهِقُ: الجبل المرتفع. و جبل شاهِقٌ: طویل عالٍ، و قد شَهَق شُهوقاً. و كل ما رُفِعَ من بناء أو غیره و طال فهو شاهِقٌ، و قد شَهَقَ؛ و منه یقال: شَهِقَ یَشْهَقُ إذا تَنفَّس تنفُّساً، و منه الجبل الشاهِقُ. و جبل شاهِقٌ: ممتنع طولًا، و الجمع شواهق. و‌فی حدیث بدء الوحی: لیتَرَدَّی من رُؤوس الجبال‌أی شواهِق الجبال أی عوالیها.

شهرق؛ ج10، ص: 192

: الشَّهْرقُ: القصبة التی یُدیر حولها الحائكُ الغزلَ، كلمة فارسیة قد استعملها العرب؛ قال رؤبة: رأَیتُ فی جَنْبِ القَتامِ الأَبْرقا، كفِلْكةِ الطاوِی أَدارَ الشَّهْرَقا و كذلك شَهْرقُ الحائِك و الخارط و الحفّار؛ كله عن أبی حنیفة.

شوق؛ ج10، ص: 192

: الشَّوْقُ و الاشْتیاقُ: نِزاعُ النفس إلی الشی‌ء، و الجمع أَشْواقٌ، شاقَ إلیه شَوْقاً و تَشَوَّق و اشتاقَ اشْتیاقاً. و الشَّوْقُ: حركة الهوی. و الشُّوق: العُشّاق. و یقال: شُقْ شُقْ إذا أَمرته أَن یُشَوِّقَ إنساناً إلی الآخرة. و یقال: شاقَنی الشی‌ءُ یَشُوقُنی، فهو شائِقٌ و أنا مَشوقٌ؛ و قوله: یا دارَ سَلمی بِدَكادِیك البُرَقْ، صَبْراً فقد هَیَّجْتِ شَوقَ المُشْتَئِقْ إنما أَراد المشتاق فأَبدل الأَلف همزة، قال سیبویه: همز ما لیس بمهموز ضرورة، و قال ابن جنی: القول عندی أَنه اضطر إلی حركة الأَلف التی قبل القاف من المُشتاق لأَنها تقابل لام مستفعلن، فلما حركها انقلبت همزة إلا أَنه اختار لها الكسر لأَنه أَراد الكسرة التی كانت فی الواو التی انقلبت الأَلف عنها، و ذلك أنه مُفْتَعِلن من الشَّوْق، و أصله مُشْتَوِق ثم قلبت الواو ألفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها، فلما احتاج إلی حركة الأَلف حركها بمثل الكسرة التی كانت فی الواو التی هی أصل الأَلف. و شاقَنی شَوْقاً و شَوَّقَنی: هاجنی فَتَشوَّقْت إذا هَیَّجَ شَوقَك، و یقال منه: شاقَنی حُسْنُها و ذِكْرُها یَشُوقنی أی هیّج شَوْقی؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إلی ظُعُنٍ للمالكیّة غُدْوةً، فیا لَكَ مِنْ مَرْأًی أَشاقَ و أَبعدا فسره فقال: معناه وجدناه شائقاً بعیداً. و شاقَ الطُّنُبَ إلی الوتد شَوْقاً: مدَّه إلیه فأَوثقه به. ابن بزرج: شُقْتُ القربة أَشُوقُها نَصَبْتُها مُسْنَدة إلی الحائط، فهی مَشُوقة. و الشِّیقُ و الشِّیَاقُ: كالنِّیاط انقلبت الواو فیها یاء للكسرة. و رجل أَشْوَقُ: طویل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 193‌

شیق؛ ج10، ص: 193

: الشِّیقُ: شعر ذنب الدابة. و الشِّیقُ البُرَكُ، واحدته شِیقةٌ: طائر. و الشِّیق: الشَّقُّ فی الجبل، و الشِّیق ما جُذِبَ، و الشِّیقُ ما لم یزل، و الشِّیقُ رأْسُ الأُدافِ، و الشِّیقُ شعر الفرس، و الشِّیقُ الجانب، یقال: امتلأَ من الشِّیقِ إلی الشِّیقِ. و الشِّیقُ سُقْعٌ مستوٍ دقیق فی لِهْب الجبل لا یستطاع ارتقاؤه و أَنشد: إحْلِیلُها شَقُّ كشَقِّ الشِّیقِ و قیل: هو أَعلی الجبل، و قیل: هو الجبل؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: تأَبَّط خافةً فیها مِسابٌ، فأَصبَحَ یَقْتَری مَسَداً بِشِیقِ أراد یقتری شِیقاً بمسد فقلبه؛ و یقال: هو أصعب موضع فی الجبل؛ قال الشاعر: شَغْواءُ تُوطِنُ بین الشِّیقِ و النِّیقِ و قوله یَقْتَری مَسَداً، أَراد أَنه یتبع هذا الحبل المربوط فی الشِّیق عند نزوله إلی موضع تعسیل النحل، فیكون شِیق فی موضع الصفة لمسَدٍ، و لا یحتاج إلی أن یجعل مقلوباً. و المِسابُ: سقاء العسل و أَصله الهمز فخففه. و الشِّیقُ: ضَرْبٌ من السمك. و الشِّیاقُ: مثل النِّیاط. یقال: شِقْتُ الطُّنُبَ إلی الوتد مثل نُطْته؛ قال درید بن الصمة یرثی أخاه: فجئتُ إلیه، و الرِّماحُ یَشِقْنَه كوَقْعِ الصَّیاصِی فی النَّسیجِ المُمَدَّدِ و یروی: … تَنُوشُه.

فصل الصاد المهملة؛ ج10، ص: 193

صدق؛ ج10، ص: 193

: الصِّدْق: نقیض الكذب، صَدَقَ یَصْدُقُ صَدْقاً و صِدْقاً و تَصْداقاً. صَدَّقه: قَبِل قولَه. و صدَقَه الحدیث: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قال الأَعشی: فصدَقْتُها و كَذَبْتُها، و المَرْءُ یَنْفَعُه كِذابُهْ و یقال: صَدَقْتُ القومَ أی قلت لهم صِدْقاً، و كذلك من الوعید إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم. و من أَمثالهم: الصِّدقُ ینبئُ عنك لا الوَعِید. و رجل صَدُوقٌ: أبلغ من الصادق. و فی المثل: صَدَقَنی سِنَّ بَكْرِه؛ و أَصله أن رجلًا أَراد بیع بَكْرٍ له فقال للمشتری: إنه جمل، فقال المشتری: بل هو بَكْرٌ، فینما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه: هِدَعْ و هذه كلمة یسكَّن بها صغار الإِبل إذا نفرت، و قیل: یسكن بها البَكارة خاصَّة، فقال المشتری: صدقَنی سِنَّ بَكْرِه. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: صَدَقَنی سِنَّ بَكْرِه.؛ و هو مثل یضرب للصادق فی خبره. و المُصَدِّقُ: الذی یُصَدِّقُك فی حدیثك. و كَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زایاً، تقول ازْدُقْنی أی اصْدُقْنی، و قد بیَّن سیبویه هذا الضرب من المضارعة فی باب الإِدغام. و قوله تعالی: لِیَسْئَلَ الصّٰادِقِینَ عَنْ صِدْقِهِمْ؛ تأْویله لیسأل المُبَلِّغین من الرسل عن صِدْقِهم فی تبلیغهم، و تأْویل سؤالهم التبكیتُ للذین كفروا بهم لأَن الله تعالی یعلم أَنهم صادِقُون. و رجل صِدْقٌ و امرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بالمصدر، و صِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ، یریدون المبالغة و الإِشارة. و الصِّدِّیقُ، مثال الفِسِّیق: الدائمُ التَّصْدِیقِ، و یكون الذی یُصَدِّقُ قولَه بالعمل؛ ذكره الجوهری، و لقد أَساء التمثیل بالفِسِّیق فی هذا المكان. و الصِّدِّیقُ: المُصَدِّقُ. و فی التنزیل: وَ أُمُّهُ صِدِّیقَةٌ أی مبالغة فی الصِّدْق و التَّصْدِیقِ علی النسب أی ذات تَصْدِیق. و قوله تعالی: وَ الَّذِی جٰاء
َ‌لسان العرب، ج‌10، ص: 194
بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ.روی عن علی بن أبی طالب، رضوان الله علیه، أنه قال: الَّذِی جٰاءَ بِالصِّدْقِ محمدٌ، صلی الله علیه و سلم، و الذی صَدَّقَ بِهِ أَبو بكر، رضی الله عنه!!، و‌قیل: جبرئیل و محمد، علیهما الصلاة و السلام، و‌قیل: الَّذِی جٰاءَ بِالصِّدْقِ محمدٌ، صلی الله علیه و سلم، وَ صَدَّقَ بِهِ المؤمنون.اللیث: كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا یَتخالَجُه فی شی‌ء منه شكٌّ و صَدَّقَ النبی، صلی الله علیه و سلم، فهو صِدِّیقٌ، و هو قول الله عز و جل: الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ. و الصِّدِّیقُ: المبالغ فی الصِّدْق. و فلان لا یَصْدُق أَثَرُهُ و أَثَرَه كَذِباً أی إذا قیل له من أین جئت قال فلم یَصْدُقْ. و رجلٌ صَدْقٌ: نقیض رجل سَوْءٌ، و كذلك ثوبٌ صَدْقٌ و خمار صَدْقٌ؛ حكاه سیبویه. و یقال: رجُلُ صِدْقٍ، مضاف بكسر الصاد، و معناه نِعم الرجل هو، و امرأَةُ صِدْقٍ كذلك، فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ، و هی صَدْقةٌ، و قوم صَدْقون و نساء صَدْقات؛ و أَنشد: مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أی نافذات الحدق؛ و قال رؤبة یصف فرساً: و المرای الصدق یبلی الصدقا «3». و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ لَقَدْ صَدَقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ؛ قرئ بتخفیف الدال و نصْبِ الظن أَی صَدَقَ علیهم فی ظنه، و من قرأَ: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ؛ فمعناه أَنه حقق ظنه حین قال: وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّیَنَّهُمْ، لأَنه قال ذلك ظانّاً فحققه فی الضالین. أَبو الهیثم: صَدَقَنی فلانٌ أی قال لی الصِّدْقَ، و كَذَبَنی أی قال لی الكذب. و من كلام العرب: صَدَقْتُ الله حدیثاً إن لم أَفعل كذا و كذا؛ المعنی لا صَدَقْتُ اللهَ حدیثاً إن لم أَفعل كذا و كذا. و الصَّداقةُ و المُصادَقةُ: المُخالّة. و صَدَقَه النصیحةَ و الإِخاء: أَمْحَضه له. و صادَقْتُه مُصادَقةً و صِداقاً: خالَلْتُه، و الاسم الصَّداقة. و تصادَقا فی الحدیث و فی المودّة، و الصَّداقةُ مصدر الصَّدِیق، و اشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة و النصیحةَ. و الصَّدِیقُ: المُصادِقُ لك، و الجمع صُدَقاء و صُدْقانٌ و أَصْدِقاء و أَصادِقُ؛ قال عمارة بن طارق: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، یُبْذَلُ للجیرانِ و الأَصادِقِ و قال جریر: و أَنْكَرْتَ الأَصادِقَ و البلادا و قد یكون الصَّدِیقُ جمعاً و فی التنزیل: فَمٰا لَنٰا مِنْ شٰافِعِینَ وَ لٰا صَدِیقٍ حَمِیمٍ؛ أ لا تراه عطفه علی الجمع؟ و قال رؤبة: دعْها فما النَّحْویُّ من صَدِیِقها و الأُنثی صدیق أَیضاً؛ قال جمیل: كأنْ لم نُقاتِلْ یا بُثَیْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَّاها، و أنتِ صَدیق و قال كُثَیّر فیه: لَیالیَ من عَیْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً، و سُعْدی لی صَدِیقٌ مُواصِلُ و قال آخر: فلو أَنَّكِ فی یوم الرَّخاء سَأَلْتِنی فِراقَكِ، لم أَبْخَلْ، و أنتِ صَدِیقُ و قال آخر فی جمع المذكر:
(3). قوله [المرای الصدق إلخ] هكذا فی الأَصل، و فی نسخة المؤلف من شرح القاموس: و المری إلخ
لسان العرب، ج‌10، ص: 195
لعَمْری لَئِنْ كُنْتْم علی النَّأْیِ و النَّوی بِكُم مِثْلُ ما بی، إِنّكم لَصَدِیقُ و قیل صَدِیقةٌ؛ و أَنشد أَبو زید و الأَصمعی لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب: ما بالُ قَوْمٍ صَدِیقٍ ثمَّ لیس لهم دِینٌ، و لیس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا؟ و یقال: فلان صُدَیِّقِی أَی أَخَصُّ أَصْدِقائی و إِنما یصغر علی جهة المدح‌كقول حباب بن المنذر: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك و عُذَیْقُها المُرَجَّب؛ و قد یقال للواحد و الجمع و المؤنث صَدِیقٌ؛ قال جریر: نَصَبْنَ الهَوی ثم ارْتَمَیْنَ قُلوبَنا بأَعْیُنِ أَعْداءٍ، و هُنَّ صَدِیقُ أَوانِس، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ، و مَنْ أَطْلَقْنه فطَلِیقُ و قال یزید بن الحكم فی مثله: و یَهْجُرْنَ أَقْواماً، و هُنَّ صَدِیقُ و الصَّدْقُ: الثَّبْتُ اللقاء، و الجمع صُدْق، و قد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً؛ قال حسان بن ثابت: صلَّی الإِلهُ علی ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ، و صَدْقُ ذلك أَوفقُ و رجل صَدْقُ اللقاء و صَدْقُ النظر و قوم صُدْقٌ، بالضم: مثل فرس وَرْدٌ و أَفراس وُرْدٌ و جَوْن و جُون. و صَدَقُوهم القِتالَ: أَقدموا علیهم، عادَلُوا بها ضِدَّها حین قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم، و حَمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا لیست لها مكذوبة؛ فأَما قوله: یَزِید زادَ الله فی حیاته، حامِی نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زایاً لضرب من المضارعة. و صَدَقَ الوَحْشِی إِذا حملت علیه فعدا و لم یلتفت. و هذا مِصْداقُ هذا أَی ما یُصَدِّقُه. و رجل ذو مَصْدَقٍ، بالفتح، أَی صادقُ الحَمْلةِ، یقال ذلك للشجاع و الفرسِ الجَوادِ، و صادِقُ الجَرْی: كأَنه ذو صِدْقٍ فیما یَعِدُكَ من ذلك؛ قال خفاف بن ندبة: إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَری، و هو مَوْدوعٌ و واعِدُ مَصْدَقِ یقول: إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعالیه جری و هو متروك لا یُضرب و لا یزجر و یصدقك فیما یعدك البلوغ إلی الغایة؛ و قول أَبی ذؤیب: نَماه من الحَیَّیْنِ قرْدٌ و مازنٌ لُیوثٌ، غداةَ البَأْس، بیضٌ مَصادِقُ یجوز أَن یكون جمع صَدْق علی غیر قیاس كمَلامح و مَشابِه، و یجوز أَن یكون علی حذف المضاف أَی ذو مَصادِق فحذف، و كذلك الفرس، و قد یقال ذلك فی الرأْی. و المَصْدَق أَیضاً: الجِدُّ، و به فسر بعضهم قول درید: و تُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً، و طُولُ السُّری دُرِّیَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ و یروی ذَرِّیّ. و المَصْدَق: الصلابة؛ عن ثعلب. و مِصْداق الأَمر: حقیقتُه. و الصَّدْق، بالفتح: الصلب من الرماح و غیرها.
لسان العرب، ج‌10، ص: 196
و رمح صَدْقٌ: مستوٍ، و كذلك سیف صَدْق؛ قال أَبو قیس بن الأَسلت السلمی: صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه، و مُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ قال ابن سیدة: و ظن أَبو عبید الصَّدْقَ فی هذا البیت الرمحَ فغلط؛ و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه أَنشده لكعب: و فی الحِلْم إِدْهانٌ، و فی العَفُو دُرْسةٌ، و فی الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ، فاصْدُقِ قال: الصِّدْقُ هاهنا الشجاعة و الصلابة؛ یقول: إِذا صَلُبْت و صَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه، و إِن ضعفت قَوی علیك و استمكن منك؛ روی ابن بری عن ابن درستویه قال: لیس الصِّدق من الصلابة فی شی‌ء، و لكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة: فی حالِك اللَّوْن صَدْق غیر ذی أَوَد قال: و إِنما الصَّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة، و الرمح یوصف بالطول و اللین و الصلابة و نحو ذلك. قال الخلیل: الصَّدْقُ الكامل من كل شی‌ء. یقال: رجل صَدْقٌ و امرأَة صَدْقة؛ قال ابن درستویه؛ و إِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ و امرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق من الصِّدْق بعینه، و المعنی أَنه یَصْدُق فی وصفه من صلابة و قوة و جودة، قال: و لو كان الصَّدْق الصُّلْبَ لقیل حجر صَدْقٌ و حدید صَدْق، قال: و ذلك لا یقال. و صَدَقاتُ الأَنعامِ: أَحدُ أَثمان فرائضها التی ذكرها الله تعالی فی الكتاب. و الصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به علی الفقراء. و الصَّدَقة: ما أَعطیته فی ذات الله للفقراء. و المُتَصَدِّق: الذی یعطی الصِّدَقَةَ. و الصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به علی مسكین، و قد تَصَدَّق علیه، و فی التنزیل: وَ تَصَدَّقْ عَلَیْنٰا، و قیل: معنی تَصَدَّقْ هاهنا تفَضَّلْ بما بین الجیّد و الردی‌ء كأَنهم یقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة علی رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالی: وَ جِئْنٰا بِبِضٰاعَةٍ مُزْجٰاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَیْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَیْنٰا، فقال: مُزْجٰاةٍ فیها إغماض و لم یتم صلاحُها، وَ تَصَدَّقْ عَلَیْنٰا قال: فَصِّل ما بین الجیّد و الردی‌ء. و صَدَّق علیه: كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل فی معنی تَفَعَّل. و المُصَدِّق: القابل للصَّدقة، و مررت برجل یسأَل و لا تقل برجل یَتَصَدَّق، و العامة تقوله، إِنما المُتَصَدِّق الذی یعطی الصَّدَقة. و قوله تعالی: إِنَّ الْمُصَّدِّقِینَ وَ الْمُصَّدِّقٰاتِ، بتشدید الصاد، أَصله المُتَصَدِّقِین فقلبت التاء صاداً فأُدغمت فی مثلها؛ قال ابن بری: و ذكر ابن الأَنباری أَنه جاء تَصَدَّق بمعنی سأَل؛ و أَنشد: و لَوَ انَّهم رُزِقُوا علی أَقْدارِهِم، لَلَقِیتَ أَكثَر مَنْ تَری یَتَصَدَّقُ و‌فی الحدیث لما قرأ: وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ، قال: تصَدَّق رجل من دینارِه و من دِرْهمِه و من ثوبه‌أَی لیتصدق، لفظه الخبر و معناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَی لیُنْجِزْ. و المُصَدِّقُ: الذی یأْخذ الحُقوقَ من الإِبل و الغنم. یقال: لا تشتری الصدَقَةُ حتی یَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَی یقبضها، و المعطی مُتَصَدِّق و السائل مُتَصَدِّق هما سواء؛ قال الأَزهری: و حُذَّاق النحویین ینكرون أَن یقال للسائل مُتَصَدِّق و لا یجیزونه؛ قال ذلك الفراء و الأَصمعی و غیرهما. و المُتصَدِّق: المعطی؛ قال الله تعالی: وَ تَصَدَّقْ عَلَیْنٰا إِنَّ اللّٰهَ یَجْزِی
لسان العرب، ج‌10، ص: 197
الْمُتَصَدِّقِینَ، و یقال للذی یقبض الصَّدَقات و یجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق، بتخفیف الصاد، و كذلك الذی ینسب المُحدِّث إِلی الصِّدْق مُصَدِّق، بالتخفیف قال الله تعالی: أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ، الصاد خفیفة و الدال شدیدة، و هو من تَصْدیِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك؛ و أَما المُصَّدِّق، بتشدید الصاد و الدال، فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء فی الصاد فشددت. قال الله تعالی: إِنَّ الْمُصَّدِّقِینَ وَ الْمُصَّدِّقٰاتِ أی المُتَصَدِّقین و المُتَصَدِّقاتِ و هم الذین یُعْطون الصَّدَقات. و‌فی حدیث الزكاة: لا تُؤْخَذُ فی الصَّدَقةِ هَرِمةٌ و لا تَیْسٌ إِلَّا أَن یشاءَ المُصَدَّقُ؛ رواه أَبو عبید بفتح الدال و التشدید، یُرِید صاحبَ الماشیة الذی أُخذت صَدقةُ ماله، و خالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال، و هو عامل الزكاة الذی یستوفیها من أَربابها، صَدَّقَهم یُصَدِّقُهم، فهو مُصَدِّقٌ؛ و قال أَبو موسی: الروایة بتشدید الصاد و الدال معاً و كسر الدال، و هو صاحب المال، و أَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء فی الصاد، و الاستثناءُ من التَّیْسِ خاصة، فإِنَّ الهَرِمة و ذات العُوَّار لا یجوز أَخذها فی الصدقة إِلَّا أَن یكون المال كله كذلك عند بعضهم، و هذا إِنما یتجه إِذا كان الغرض من الحدیث النهی عن أَخذ التیس لأَنه فحل المَعَز، و قد نهی عن أَخذ الفحل فی الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه یَعِزُّ علیه إِلَّا أَن یسمح به فیؤْخذ؛ قال ابن الأَثیر: و الذی شرحه الخطابی فی المعالم أَن المُصَدِّق، بتخفیف الصاد، العاملُ و أَنه وكیل الفقراء فی القبض فله أَن یتصرف لهم بما یراه مما یؤَدِّی إِلیه اجتهاده. و الصَّدَقةُ و الصَّدُقةُ و الصُّدُقةُ و الصُّدْقةُ، بالضم و تسكین الدال، و الصَّدْقةُ و الصَّداقُ و الصِّداقُ: مهر المرأَة، و جمعها فی أَدنی العدد أَصْدِقةٌ، و الكثیر صُدُقٌ، و هذان البناءَان إِنما هما علی الغالب. و قد أَصْدَق المرأَةَ حین تزوَّجها أَی جعل لها صَداقاً، و قیل: أَصْدَقَها سمَّی لها صَداقاً. أَبو إِسحق فی قوله تعالی: وَ آتُوا النِّسٰاءَ صَدُقٰاتِهِنَّ نِحْلَةً؛ الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ، و من قال صُدْقة قال صُدْقاتِهنَّ، قال: و لا یقرأُ من هذه اللغات بشی‌ء لأَن القراءَة سنَّة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تُغالُوا فی الصَّدُقاتِ؛ هی جمع صَدُقة و هو مهر المرأَة؛ و‌فی روایة: لا تُغالُوا فی صُدُق النساء، جمع صَداقٍ. و‌فی الحدیث: و لیس عند أَبَوَیْنا ما یُصْدِقانِ عَنَّا‌أَی یُؤدِّیانِ إِلی أَزواجنا الصَّداقَ. و الصَّیْدَقُ، علی مثال صَیْرف: النجمُ الصغیر اللاصق بالوُسْطَی من بنات نعش الكبری؛ عن كراع، و قال شمر: الصَّیْدقُ الأَمِینُ؛ و أَنشد قول أُمیة: فیها النجومُ تُطِیعُ غیر مُراحةٍ، ما قال صَیْدَقُها الأَمِینُ الأَرْشَدُ و قال أَبو عمرو: الصَّیْدَقُ القطب، و قیل المَلِك، و قال یعقوب: هی الصُّنْدوق و الجمع الصَّنادِیق.

صرق؛ ج10، ص: 197

: الصَّریقةُ: الرُّقاقةُ؛ عن ابن الأَعرابی، و المعروف الصَّلِیقة، و یجمع علی صَرائِقَ و صُرُق و صُرُوق و صَرِیق؛ عن الفراء، و العامة تقول باللام و هو بالراء. و‌روی حدیث عمر، رضی الله عنه: لو شِئتُ لَدَعَوْت بِصَرائِقَ و صِنابٍ، و الأَعْرف‌بِصَلائِقَ؛ حكاه الهروی فی الغریبین. و‌روی عن ابن عباس: أَنه كان یأْكل یوم الفطر قبل أَن یخرج إِلی المُصَلَّی من طَرَفِ الصَّریقة و یقول: إِنه سُنّةٌ.و‌روی الخطابی فی غریبه عن عطاء كان یقول: لا أَغْدُو حتی آكُلَ من طَرَفِ الصَّرِیفةِ، و قال: هكذا روی بالفاء و هو بالقاف؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌10، ص: 198
و عوام الناس یقولون الصَّلائِقَ للرِّقاق، قال: و الصواب ما تقدم. و قال ابن الأَعرابی: كلُّ شی‌ء رقیق فهو صَرَقٌ. و سَرَقُ الحریر: جَیّدُه. ابن شمیل: و صرَقُ الحریر، بالصاد.

صعق؛ ج10، ص: 198

: صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً و صَعَقاً، فهو صَعِقٌ: غُشِیَ علیه و ذهب عقله من صوت یسمعه كالهَدَّة الشدیدة. و صَعِقَ صَعَقاً و صَعْقاً و صَعْقةً و تَصْعاقاً، فهو صَعِقٌ: ماتَ،قال مقاتل فی قوله أَصابته صاعِقةٌ: الصاعِقةُ الموت، و قال آخرون: كلُّ عذاب مُهْلِك، و فیها ثلاث لغات: صاعِقة و صَعْقة و صاقِعة؛ و قیل: الصاعِقةُ العذاب، و الصَّعْقة الغَشْیة، و الصَّعْقُ مثل الغشی یأْخذ الإِنسان من الحرِّ و غیره، و مثلُ الصاعِقة الصوتُ الشدید من الرعدة یسقط معها قطْعةُ نارٍ، و یقال إِنها المِخْراقُ الذی بید المَلَك لا یأْتی علیه شی‌ء إِلا أَحْرَقَه. و یقال: أَصْعَقَتْه الصاعقة تُصْعِقُه إِذا أَصابته، و هی الصَّواعِقُ و الصَّواقِعُ. و یقال للبَرْق إِذا أَحرق إِنساناً: أَصابته صاعِقةٌ؛ و قال لبید یذكر أَخاه أَرْبَد: فَجَعَنی الرَّعْدُ و الصَّواعِقُ بالفارِس، یَوْمَ الكَریهةِ، النَّجِدِ أَبو زید: الصاعِقةُ نار تسقط من السماء فی رعد شدید، و الصاعِقةُ صَیْحةُ العذاب. قال ابن بری: الصَّعْقةُ الصوت الذی یكون عن الصاعقةِ، و به قرأَ الكسائی: فأَخذتهم الصَّعْقة؛ قال الراجز: لاحَ سَحابٌ فرأَینا برقَه، ثم تدلَّی فسمعنا صَعْقَه و‌فی حدیث خزیمة و ذكَر السحابَ: فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ و إِذا رَعَدَتْ صَعَقَتْ‌أَی أَصابت بصاعِقةٍ. و الصَّاعِقةُ: النار التی یرسلها الله مع الرعد الشدید. یقال: صَعِق الرجلُ و صُعِق. و‌فی حدیث الحسن: یُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ ثَلاثاً ما لم یخافوا علیه نَتْناً؛ هو المغْشِیّ علیه أَو الذی یموت فجأَة لا یعجَّل دفنه. و قوله عز و جل: فَأَخَذَتْكُمُ الصّٰاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ قال أَبو إِسحق الصاعِقةُ ما یَصْعَقون منه أَی یموتون؛ و فی هذه الآیة ذكر البعث بعد موت وقع فی الدنیا مثل قوله تعالی: فَأَمٰاتَهُ اللّٰهُ مِائَةَ عٰامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ؛ فأَما قوله تعالی: وَ خَرَّ مُوسیٰ صَعِقاً، فإِنما هو غَشْیٌ لا مَوْتٌ لقوله تعالی: فَلَمّٰا أَفٰاقَ، و لم یقل فلما نُشِرَ، و نَصَب صَعِقاً علی الحال، و قیل: إِنه خَرَّ مَیّتاً، و قوله فَلَمّٰا أَفٰاقَ دلیل علی الغَشْی لأَنه یقال للذی غُشِیَ علیه، و الذی یذهب عقله: قد أَفاق. و قال تعالی فی الذین ماتوا: ثُمَّ بَعَثْنٰاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ. و الصاعِقةُ و الصَّعْقةُ: الصیحةُ یُغْشَی منها علی من یسمعها أَو یموت. و قال عز و جل: وَ یُرْسِلُ الصَّوٰاعِقَ فَیُصِیبُ بِهٰا مَنْ یَشٰاءُ؛ یعنی أَصوات الرعد و یقال لها الصَّواقِعُ أَیضاً. و‌فی الحدیث: فإِذا موسی باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدری أَ جُوزِیَ بالصَّعْقةِ أَم لا؛ الصَّعْقُ: أَن یُغشی علی الإِنسان من صوت شدید یسمعه و ربما مات منه، ثم استعمل فی الموت كثیراً، و الصَّعْقة المرَّة الواحدة منه؛ و أَما قوله: فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ، فقال ثعلب: یكون الموتَ و یكون ذهابَ العقل، و الصَّعْقُ یكون موتاً و غَشْیاً. و أَصْعَقَه: قتَله؛ قال ابن مقبل: ترَی النُّعَراتِ الخُضْرَ، تحت لبَانِه، فُرادَی و مَثْنی أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَی قتَلَتها. و قوله عز و جل: فَذَرْهُمْ حَتّٰی یُلٰاقُوا
لسان العرب، ج‌10، ص: 199
یَوْمَهُمُ الَّذِی فِیهِ یَصْعَقُونَ، و قرئت: یُصْعَقُونَ، أَی فذرهم إِلی یوم القیامة حتی ینفخ فی الصور فیَصْعَق الخلقُ أَی یموتون. و الصَّعِقُ: الشدیدُ الصوت بیّن الصَّعَقِ؛ قال رؤبة: إِذا تَتَلَّاهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهری: أَراد الصَّعْقَ فثقّله و هو شدة نهیقه و صوته. و صَعَقَ الثَّوْرُ یَصْعَقُ صُعاقاً: خار خُواراً شدیداً. و الصّاعِقةُ: العذابُ، و قیل: قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتی علی شی‌ء إِلا أَحرقته. و صَعِقَ الرجلُ، فهو صَعِقٌ، و صُعِق: أَصابته صاعِقةٌ قال عمرو بن بحر: الإِنسانُ یَكْرَه صوتَ الصاعِقة و إِن كان علی ثقة من السلام من الإِحراق، قال: و الذی نشاهِد الیوم الأَمْرَ علیه أَنه متی قَرُب من الإِنسان قتَلَه؛ قال: و لعل ذلك إِنما هو لأَنّ الشی‌ء إِذا اشتدَّ صَدْمُه فسخ القُوّة، أَو لعل الهواء الذی فی الإِنسان و المحیطَ به أَنه یَحْمَی و یستحیل ناراً قد شارك ذلك الصوت من النار، قال: و هم لا یجدون الصوت شدیداً جیّداً إِلا ما خالط منه النار. و صَعَقَتهم السماءُ و أَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ علیهم صاعِقةً. و الصَّعِقُ الكِلابیّ: أَحدُ فُرْسان العرب، سمی بذلك لأَنه أَصابته صاعِقةٌ، و قیل: سمی بذلك لأَن بنی تمیم ضربوه علی رأْسه فأَمُّوه، فكان إِذا سمع الصوتَ الشدید صَعِقَ فذهب عقله؛ قال أَبو سعید السیرافی: كان یُطْعِمُ الناس فی الجدب بتهامة فهبّت الریحُ فهالَ الترابَ فی قصاعِه، فسَبَّ الریح فأَصابته صاعِقةٌ فقتلته، و اسمه خُوَیْلِد؛ و فیه یقول القائل: بِأَنَّ خُوَیْلِداً، فابْكِی علیه، قَتِیلُ الرَّیحِ فی البَلَد التِّهامِی قال سیبویه: قالوا فلان ابن الصَّعِق، و الصَّعِقُ صفة تقع علی كل من أَصابه الصَّعقِ، و لكنه غلب علیه حتی صار بمنزلة زید و عمرو علماً كالنجم، و النسب إِلیه صَعَقِیّ علی القیاس، و صِعَقِیٌّ علی غیر القیاس لأَنهم یقولون فیه قبل الإِضافة صِعِق، علی ما یطَّرد فی هذا النحو مما ثانیه حرف من حروف الحلق فی الاسم و الفعل و الصفة فی لغة قوم. و صَعِقَت الركیة صَعَقاً: انْقاضَتْ فانهارَتْ. و صُواعق: موضع. و الصَّعِقُ: اسم رجل؛ قال تمیم بن العَمَرّد و كان العَمَرّد طعَن یزیدَ بن الصعق فأَعْرَجَه: أَبی الذی أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ، إِذْ كانت الخیلُ كعِلْباء العُنُقْ و یروی لابن أَحمر، و معنی أَخنب رجله: أَوهَنها.

صعفق؛ ج10، ص: 199

: الصَّعْفَقةُ: ضَآلةُ الجسم. و الصَّعافِقةُ: قوم یشهدون السُّوقَ و لیست عندهم رؤُوس أَموال و لا نَقْدَ عندهم، فإِذا اشتری التُّجَّارُ شیئاً دخلوا معهم فیه، واحدهم صَعْفَقٌ و صَعْفَقِیّ و صَعْفُوق، و هو الذی لا مال له، و كذلك كل من لیس له رأْس مال. و‌فی حدیث الشعبی: ما جاءك عن أَصحاب محمد فخُذْه و دَعْ ما یقول هؤلاء الصَّعافِقةُ؛ أَراد أَن هؤلاء لیس عندهم فِقْهٌ و لا علم بمنزلة أُولئك التجار الذین لیس لهم رؤوس أَموال؛ و‌فی حدیثه الآخر: أَنه سئل عن رجل أَفطر یوماً من رمضانَ فقال: ما تقول فیه الصَّعافِقةُ؟الأَزهری: و قال أَعرابی ما هؤلاء الصَّعافِقة حوْلَك؟ و یقال: هم بالحجاز مسكنهم. و الصَّعْفُوق: اللئیمُ من الرجال، و الصَّعافِقةُ: رُذالةُ الناس. و الصَّعافِقةُ: قومٌ كان آباؤهم عَبیداً فاسْتَعْرَبُوا، و قیل: هم قوم بالیمامة من بقایا الأُمَم
لسان العرب، ج‌10، ص: 200
الخالیة ضلّت أَنسابهم، واحدهم صَعْفَقِیّ، و قیل: هم خَوَلٌ هناك، و یقال لهم بنو صَعْفوق و آل صَعْفوق؛ قال العجاج: من آل صَعْفُوق و أَتْباعٍ أُخَرْ، من طامِعِین لا یَنالون الغَمَرْ «4». و قیل: إِنه أَعجمی لا ینصرف للعجمة و المعرفة، و لم یجئ علی فَعْلول شی‌ءٌ غیره، و أَما الخَرْنوب فإِن الفصحاء یضمونه و یشددونه مع حذف النون و إِنما یفتحه العامة؛ و قال الأَزهری: كل ما جاء علی فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور و بُهْلول و عُمْروس و ما أَشبه ذلك، إِلا حرفاً جاء نادراً و هو بنو صَعْفوق لِخوَلٍ بالیمامة، و بعضهم یقول صُعْفوق، بالضم؛ قال ابن بری: رأَیت بخط أَبی سهل الهروی علی حاشیة كتاب: جاء علی فَعْلول صَعْفوق و صَعْقول لضرب من الكمأَة و بَعْكُوكة الوادی لجانبه؛ قال ابن بری: أَما بعكوكة الوادی و بعكوكة الشر فذكرها السیرافی و غیره بالضم لا غیر، أَعنی بضم الباء، و أَما الصعقول لضرب من الكمأَة فلیس بمعروف، و لو كان معروفاً لذكره أَبو حنیفة فی كتاب النبات و أَظنه نبطیّاً أَو أَعجمیّاً. الجوهری: الصَّعَافِقَةُ «5». جمع صَعْفَقِیّ و صَعافیق؛ قال أَبو النجم: یومَ قَدرْنا، و العزیزُ مَنْ قَدَر، و آبَتِ الخیلُ و قَضَّیْنَ الوَطَرْ من الصَّعافیقِ، و أَدْرَكْنا المِئَرْ أَراد بالصعافیق أَنهم ضعفاء لیست لهم شجاعة و لا سلاح و قوة علی قتالنا.

صفق؛ ج10، ص: 200

: الصَّفْق: الضرب الذی یسمع له صوت، و كذلك التَّصْفِیقُ. و یقال: صَفَّقَ بیدیه و صفَّح سواء. و‌فی الحدیث: التسبیحُ للرجال و التَّصْفِیقُ للنساء؛ المعنی إِذا ناب المصلی شی‌ء فی صلاته فأَراد تنبیه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بیدیها و سبَّح الرجل بلسانه. و صفَقَ رأْسَه یَصفِقه صفْقاً: ضربه، و صَفَقَ عینه كذلك أَی ردَّها و غمَّضها. و صفَقه بالسیف إِذا ضربه؛ قال الراجز: كأَنها بَصْرِیة صوافق و اصْطَفَقَ القومُ: اضطربوا. و تصافَقُوا: تبایعوا. و صَفَقَ یَده بالبیعة و البیع و علی یده صَفْقاً: ضرب بیده علی یده، و ذلك عند وجوب البیع، و الاسم منها الصَّفْقُ و الصِّفِقَّی؛ حكاه سیبویه اسْماً؛ قال السیرافی: یجوز أَن یكون من صَفْقِ الكفِّ علی الأُخری، و هو التَّصْفاقُ یذهب به إِلی التكثیر؛ قال سیبویه: هذا باب ما یكثر فیه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد و تَبْنیه بناء آخر، كما أَنك قلت فی فَعَلت فَعَّلت حین كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التی جاءت علی التَّفْعال كالتَّصْفاقِ و أَخواتها، قال: و لیس هو مصدر فَعَلْت و لكن لما أَردت التكثیر بنیت المصدر علی هذا كما بنیت فَعَلت علی فَعَّلت، و تَصافَقَ القومُ عند البَیعة. و یقال: رَبِحَت صَفْقَتُك، للشِّراء، و صَفْقةٌ رابحةٌ و صَفْقةٌ خاسِرةٌ. و صَفَقْت له بالبیع و البیعة صَفْقاً أَی ضربت یدی علی یده. و‌فی حدیث ابن مسعود: صَفْقَتانِ فی صَفْقةٍ رِباً؛ أَراد بَیْعتانِ فی بیعة، و هو مثل حدیث بیعتین فی بیعة و هو مذكور فی موضعه، و هو علی وجهین: أَحدهما أَن یقول البائع للمشتری بِعْتُك عبدی هذا بمائة درهم علی أَن تشتری منی هذا
(4). قوله [من طامعین لا ینالون] هكذا فی بعض نسخ الصحاح، و فی بعضها: طاعمین لا یبالون انتهی. من هامش الصحاح (5). قوله [الجوهری الصعافقة إلخ] عبارة الجوهری: صعفوق و جمعه صعافقة و صعافیق
لسان العرب، ج‌10، ص: 201
الثوبَ بعشرة دراهم، و الوجه الثانی أَن یقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرین درْهَماً علی أَن تَبِیعنی سِلعة بعینها بكذا و كذا درهماً، و إِنما قیل للبیعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبایَعوا تَصافَقُوا بالأَیدی. و یقال: إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَی لا یشتری شیئاً إِلَّا رَبِحَ فیه؛ و قد اشتریت الیوم صَفْقةً صالحة. و الصَّفْقةُ تكون للبائع و المشتری. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق‌أَی التبایُعُ. و‌فی الحدیث: إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ؛ هو أَن یُعْطِیَ الرجلَ عهدَه و میثاقَه ثم یقاتله، لأَن المتعاهدین یضع أَحدهما یده فی ید الآخر كما یفعل المتبایعان، و هی المرَّة من التَّصْفِیق بالیدین. و منه‌حدیث ابن عمر: أَعْطاه صَفْقَة یدِه و ثمرةَ قَلَبه.و التَّصْفِیقُ بالید: التصویت بها. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن الصَّفْقِ و الصفیر؛ كأَنه أَراد معنی قوله تعالی: وَ مٰا كٰانَ صَلٰاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلّٰا مُكٰاءً وَ تَصْدِیَةً؛كانوا یُصَفِّقونَ و یُصفِّرونَ لیَشْغَلوا النبی، صلی الله علیه و سلم، و المسلمین فی القراءة و الصلاة، و یجوز أَن یكون أَراد الصَّفْقَ علی وجه اللهو و اللعب. و أَصْفَقَتْ یدُه بكذا أَی صادَفَتْه و وافَقَتْه؛ قال النمر بن تولب یصف جزّاراً: حتی إِذا طُرِحَ النَّصِیبُ، و أَصْفَقَتْ یدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها و حُوارِها و أَنشد أَبو عمرو: یَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّی، نَضْحَ الأَداوَی الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَی كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّی المنضوحُ. یقال: هو یُسَرِّی العَرَقَ عن نفسه؛ و قال أَبو كبیر الهذلی: أَ حَلا و إِن یُصْفَقْ لأَهل حَظِیرة، فیها المُجَهْجهُ و المنَارةُ تُرزِمُ إِن یُصْفَق أَی یُقْدَر و یُتاح. یقال: أُصْفِقَ لی أَی أُتِیحَ لی؛ یقول: إِن قُدِرَ لأَهل حَظِیرة متَحَرِّزین الأَسد كان المقدور كائناً، و أَراد بالمنارة تَوَقُّد عینی الأَسد كالنار، أَراد و ذو المنارة یُرْزِمُ. و صَفَق الطائرُ بجناحیه یَصْفِقُ و صَفَّق: ضرب بهما. و انْصَفَقَ الثوبُ: ضربَتْه الریح فَنَاسَ. اللیث: یقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الریح كل مُصَفَّق فیَنْصَفِقُ؛ و أَنشد: و أُخْرَی تُصَفِّقُها كلُّ رِیحٍ سَرِیعٍ، لدَی الجَوْرِ، إِرْغانُها و الصَّفْقةُ: الاجتماعُ علی الشی‌ء. و أَصْفَقُوا علی الأَمر: اجتمعوا علیه، و أَصْفَقُوا علی الرجلِ كذلك؛ قال زهیر: رأَیت بنی آلِ إمرِئِ القَیْس أَصْفَقُوا علینا، و قالوا: إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ و‌فی حدیث عائشة، رضوان الله علیها: فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَی اجتمعت إِلیه، و روی فانْصَفَقَتْ له.و‌فی حدیث جابر: فنَزَعْنا فی الحَوْضِ حتی أَصْفَقْناه‌أَی جَمَعْناه فیه الماء؛ هكذا جاء فی روایة و‌المحفوظ أَفْهَقْناه‌أَی ملأْناه. و أَصْفَقُوا له: حَشَدُوا. و صَفَقَتْ علینا صافِقةٌ من الناس أَی قومٌ. و انْصَفَقوا علیه یمیناً و شمالًا: أَقبلوا. و أَصْفَقُوا علی كذا أَی أَطبقوا علیه؛ قال یزید بن الطَّثَرِیّة: أَثِیبی أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدی علیه، و قَلَّتْ فی الصَّدیقِ أَواصِرُهْ و یقال: اصْفِقْهُم عنك أَی اصْرِفْهُم عنك؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 202
و قال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً فی المُنْصَفَق، حتی تردَّی أَربعٌ فی المُنْعَفَق و انصَفَقُوا: رجعوا. و یقال: صَفَق ماشیتَه یَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها. و الصَّفْقُ و الصَّفَقُ: الجانبُ و الناحیة؛ قال: لا یَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا و جاء أَهل ذلك الصَّفَق أَی أَهل ذلك الجانب. و صَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه و ناحِیَتُه؛ قال أَبو صَعْترةَ البَوْلانی: و ما نُطْفَةٌ فی رأْسِ نیقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها و صَفَقَ عینَه أَی ردَّها و غمضها. و صافَقَت الناقةُ: نامت علی جانب مرة و علی جانب أُخری، فاعَلَتْ من الصفْق الذی هو الجانب. و تَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب و تردد من جانب إِلی جانب؛ قال القطامی: و أَبَیْنَ شَیْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ، و أَبَی تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقِ و تَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عند المخاض. و تَصَفَّقَ فلان للأَمر أَی تعرض له؛ قال رؤبة: لَمّا رأَیْتُ الشَّرَّ قد تَأَلَّقا، و فِتْنَةً تَرْمی بِمَنْ تَصَفَّقَا، هَنَّا و هَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر: تصفَّق أَی تعرَّض و تردَّد. و المُصَافِقُ من الإِبل: الذی ینام علی جنبه مرة و علی الآخر مرة، و إِذا مخَضَت الناقة صافَقَت؛ قال الشاعر یصف الدجاجة و بیضها: و حامِلة حَیاً، و لَیْسَتْ بِحیَّةٍ إِذا مخَضَتْ یوماً به لم تُصَافِق و صَفْقَا العُنُقِ: ناحیتاه. و صفقا الفرس: خدّاه. و صَفْقُ الجبل: وجهه فی أَعلاه. و هو فوق الحضیض. و صَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فهو مُصَفَّقٌ. و صَفَقَه و صَفَّقَه و أَصْفَقَه: حوَّله من إِناء إِلی إِناء لِیَصْفُو؛ قال حسان: یَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَریصَ عَلَیْهِمُ، بَرَدَی یُصَفَّقُ بالرَّحِیقِ السَّلْسَلِ و قال الأَعشی: و شَمول تَحْسَبُ العَیْنُ، إِذا صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء: صَفَقْتُ القدحَ و صَفَّقْتُه و أَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته. و التَّصْفِیقُ: تحویلُ الشراب من دَنٍّ إِلی دَنٍّ فی قول الأَصمعی؛ و أَنشد: إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها و صَفَقَت الریحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، و الرِّیحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَی تضطرب. و صَفَّقَت الرِّیحُ الشی‌ء إِذا قَلَبَتْه یمیناً و شمالًا و ردَّدَتْه. یقال: صَفَقَتْه الریحُ و صَفَّقَتْه. و صَفَّقَت الریحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه و اختلفت علیه؛ قال ابن مقبل: و كأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِیرَ غَمامةٍ، بُعْدَی تُصَفِّقُه الرِّیاحُ زُلالِ قال ابن بری: و هذا البیت فی آخر كتاب سیبویه من باب الإِدغام بنصب زُلال، و هو غلط لأَن القصیدة
لسان العرب، ج‌10، ص: 203
مخفوضة الروی. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبیَاضِ‌أَی اضطرب و انْتَشَر الضَّوءُ، و هو افْتَعَل من الصَّفْق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم. و صِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الباطنة التی تلی السواد سوادَ البطن و هو حیث ینقب البیطار من الدابة؛ قال زهیر: أَمین صَفاة لم یُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه، و لم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ و الجمع صُفُقٌ، لا یُكسَّر علی غیر ذلك؛ قال زهیر: حتی یَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً، تَشْكُو الدَّوابرَ و الأَنْساءَ و الصُّفُقا و بعض یقول: جلد البطن كله صِفاقٌ. ابن شمیل: الصِّفاقُ ما بین الجلد و المُصْرانِ، و مَراقُّ البطن: صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد منه إِلی سواد البطن، قال: و مَراقُّ البطن كل ما لم ینحن علیه عظم. و قال الأَصمعی: الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذی دون الجلد الذی یُسْلخ، فإِذا سلخ المَسْك بقی ذلك مُمْسِكَ البطن، و هو الذی إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُ. و قال أَبو عمرو: الصِّفاقُ ما حول السرّة حیث یَنْقُبُ البَیْطارُ؛ و قال بشر: مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها، علی ذی عانةٍ، وافی الصِّفاقِ وافی الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ. و قال الأَصمعی فی كتاب الفرس: الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذی تحت الجلد الذی علیه الشعر؛ و أَنشد للجعدی: لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَدیدِ الصِّفاق من خَشَبِ الجَوْزِ لم یُثْقَب یقول: ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس و هو شدید الصِّفاق. و‌فی حدیث عمر: أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَیَیْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ و لم تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فقضی بنصف ثلث الدیة؛ الصِّفاقُ: جِلدة رقیقة تحت الجلد الأَعلی و فوق اللحم. و الصَّفَقُ: الأَدِیمُ الجدید یُصَبُّ علیه الماء فیخرج منه ماء أَصفر و اسم ذلك الماء الصَّفْقُ و الصَّفَقُ. و الصَّفَقُ، بالتحریك: الماء الذی یُصَبُّ فی القربة الجدیدة فیحرك فیها فیصفرّ؛ قال ابن بری: شاهده قول أَبی محمد الفقعسی: یَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرَّی، نَضْحَ البَدِیعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا و المُسَرّی: المُسْتَسِرُّ فی البدن. و یقال: وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ، و هو أَول ما یُصَبُّ فی القربة الجدیدة فیخرج الماء أَصفر؛ و صَفَّق القربة: فعل بها ذلك. و قال أَبو حنیفة: الصَّفَقُ رِیحُ الدباغ و طعمه. و صَفَقَ الكأْسَ و أَصْفَقَها: ملأَها؛ عن اللحیانی. و صَفَقَ البابَ یَصْفِقُه صَفْقاً و أَصْفَقَه، كلاهما: أَغْلَقَه و ردّه مثل بَلَقْتُه و أَبْلَقْتُه؛ قال عدی بن زید: متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه، یسْعَی علیه العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور: و هما بمعنی الفتح. و قال النضر: سَفَقْت الباب و صَفَقْته، قال: و قال أَبو الدقیش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته؛ و تركت بابَه مَصْفوقاً أَی مفتوحاً، قال: و الناس یقولون صَفَقْت البَاب و أَصْفَقْته أَی رَدَدْته، قال: و قال أَبو الخطاب یقال هذا كله. و باب مَبْلوقٌ أَی مفتوح. و روی
لسان العرب، ج‌10، ص: 204
أَبو تراب عن بعض الأَعراب: أَصْفَقْتُ البابَ و أَصْمَقْته بمعنی أَغْلَقْته، و قال غیره: هی الإِجافةُ دون الإِغْلاق. الأَصمعی: صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً، و لم یذكر أَصْفَقْته. و مِصْراعا الباب: صَفْقاه. و الصَّفْقُ: الرَّدُّ و الصَّرْفُ، و قد صَفَقْته فانْصَفَقَ. و‌فی كتاب معاویة إِلی ملك الروم: لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِیّة؛ هم الخَولُ بلغة الیمن. یقال: صَفَقَهم من بلد إِلی بلد أَی أَخرجهم منه قَهْراً و ذُلًا. و صَفَقَهم عن كذا أَی صرَفَهم. و التَّصْفیق: أَن یكون نوی نِیَّة عزم علیها ثم ردّ نیّته؛ و منه قوله: و زَللِ النِّیَّةِ و التَّصْفِیقِ و فی النوادر: و الصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال، و الصُّفُقُ الجمع. و الخَریقُ من الوادی: شاطئُه، و الجمع خُرُقٌ. و ناقة خَرِیقٌ: غزیرة. و ثوب صَفِیق: مَتِین بیّن الصَّفاقة، و قد صَفُقَ صَفاقةً: كثُف نسجه، و أَصْفَقَه الحائك. و ثوب صَفِیق و سَفِیق: جیّدُ النسج. و الصَّفِیقُ: الجَلْدُ. و الصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة، و جمعها صَفائِقُ و صُفُقٌ. و صافَقَ بین قمیصین: لَبِس أَحدَهما فوق الآخر. و الدِّیكُ الصَّفّاقُ: الذی یضرب بجناحیه إِذا صوّت. و صَفَقَ ماشِیَته صَفْقاً: صرَفها. و صَفَقَ الرجلُ صَفْقاً: ذهب. و‌فی حدیث لقمان بن عاد أَنه قال: خذِی منّی أَخِی ذا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً؛ قال الأَصمعی: الصَّفّاق الذی یَصْفِقُ علی الأَمر العظیم، و الأَفّاق الذی یتصرف و یضرِب إِلی الآفاق؛ قال أَبو منصور: روی هذا ابن قتیبة عن أَبی سفیان عن الأَصمعی، قال: و الذی أَراه فی تفسیر الأَفّاق الصّفّاقِ غیرُ ما حكاه، إِنَّما الصَّفّاق الكثیر الأَسفار و التصرّف فی التجارات، و الصَّفْقُ و الأَفْقُ قریبان من السَّواء، و كذلك الصَّفّاقُ و الأَفّاقُ معناهما متقارب، و قیل: الأَفّاقُ من أُفُقِ الأَرض أَی ناحیتها. و انْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا. و صَفَقَ القومُ فی البلاد إِذا أَبْعَدُوا فی طلب المرعی؛ و به فسر ابن الأَعرابی قول أَبی محمد الحَذلمِیّ: إِنّ لها فی العامِ ذی الفُتُوقِ، و زَلَلِ النِّیَّةِ و التَّصْفِیقِ، رِعْیةَ مَوْلًی ناصِحٍ شَفیقِ و تَصفِیقُ الإِبل: أَن تحوّلَها مِن مرعی قد رَعَتْه إِلی مكان فیه مَرْعًی. و أَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً: حلبها فی الیوم مرّة؛ قال: أَوْدَی بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ و رَضوعاتِ البَهَمْ و أَنشد ابن الأَعرابی: و قالوا: علیكم عاصِماً یُعْتَصَمْ به، رُوَیْدَك حتی یُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لا خیر عنده و أَنه مشغول بغنمه؛ و الإِصْفاق: أَن یحلُبَها مرّة واحدة فی الیوم و اللیلة. و فی الصحاح: أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها فی الیوم إِلا مرة. و الصافِقةُ: الداهیةُ؛ قال أَبو الرُّبَیْس التَّغْلبِی: قِفِی تُخْبِرینا، أَو تَعُلِّی تَحِیّةً لنا، أَو تُشِیبی قَبْلَ إحْدَی الصَّوافق
لسان العرب، ج‌10، ص: 205
و الصَّفائِقُ: صَوارِفُ الخطوب و حوادثها، الواحدة صَفیقة؛ و قال كثیِّر: و أَنْتِ المُنَی، یا أُمَّ عَمْروا، لو انَّنا نَنالُك، أَو تُدْنِی نَواكِ الصَّفائِقُ و هی الصَّوافِقُ أَیضاً؛ قال أَبو ذؤیب: أَخ لكَ مَأْمون السَّجِیّاتِ خِضْرِم، إِذا صَفَقَتْه فی الحُروب الصَّوافِقُ و صَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ. و اصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً؛ قال ابن الطَّثَرِیّة: و یوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه دَمُ الزِّقِّ عنّا، و اصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بری: نسب الجوهری هذا البیت لیزید بن الطَّثریّة، و صوابه لِشُبْرُمة بن الطفیل.

صفرق؛ ج10، ص: 205

صلق؛ ج10، ص: 205

: الصَّلْقةُ و الصَّلْق و الصَّلَقُ: الصیاحُ و الوَلْوَلةُ و الصوت الشدید، و قد صَلَقُوا و أَصْلَقُوا. و‌فی الحدیث: لیس مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ شعره؛ الصّلْقُ: الصوت الشدید یرید رَفْعَه عند المصائب و عند الموت و یدخل فیه النَّوْح؛ و منه‌الحدیث: أَنا بَرِی‌ءٌ مِنَ الصّالِقةِ و الحالِقةِ؛ و قول لبید: فصَلَقْنا فی مُرادٍ صَلْقةً، وُصَداء أَلْحَقَتْهم بالثَّلَل أَی وقعنا بهم وقعة فی مُرادٍ. قال اللیث فی قوله و لا حَلَقَ و لا صَلَقَ: یقال بالصاد و السین یعنی رفعَ الصوت، و قد أَصْلَقوا إِصْلاقاً، و أَما أَبو عبید فإِنه رواه بالسین ذهب به إِلی قوله سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدٰادٍ. و تَصَلَّقَت المرأَةُ إِذا أَخذَها الطَّلْقُ فَصَرخَتْ. ابن الأَعرابی: صَلَقْتُ الشاة صَلْقاً إِذا شَوَیْتها علی جنبیها، قال: فكأَنه أَراد علی مذهب ابن الأَعرابی ما شوی من الشاة و غیرها یعنی‌قول عمر، رضی الله عنه: لیس مِنّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ‌أَی رفع صوته فی المصائب. و ضَرْبٌ صَلَّاقٌ و مِصْلاقٌ: شدید. و خطیبٌ صَلَّاقٌ و مِصْلاقٌ: بلیغ. و الصَّلْقُ: صوتُ أَنیاب البعیر إِذا صَلَقَها و ضرَب بَعْضها ببعض، و قد صَلَقَا أَنیابُه. و صَلَقاتُ الإِبلِ: أَنْیابُها التی تصلق؛ قال الشاعر: لم تَبْك حَوْلكَ نِیبُها، و تَقاذَفَتْ صَلَقاتُها كمَنابِتِ الأَشْجارِ و صَلَقَ نابَهُ یَصْلِقُه صَلْقاً: حَكّه بالآخَر فحدث بینهما صوتٌ، و أَصْلَقَ البابُ نفسُه؛ قال العجاج: إِنْ زَلَّ فُوه عَنْ أَتانٍ مِئْشِیرْ، أَصْلَقَ ناباه صِیاحَ العُصْفورْ یرید إِن زلَّ فو العیر عن هذه الأَتان أَصْلَقَ ناباه لِفَوْت ذلك؛ و قال رؤْبة: أَصَلَقَ نابِی عِزّة و صَلْقما و أَصْلَقَ الفحلُ: صَرَف أَنیابه؛ قال: أَصْلَقَها العِزُّ بنابٍ فاصْلَقَمّ
(6). قوله [الصفروق نبت] الذی فی القاموس: الصفرق بالضمات و شد الراء
لسان العرب، ج‌10، ص: 206
و الفحل یَصْطَلِقُ بنابه: و ذلك صَرِیفُه. و الصَّلْقَمُ: الشدید الصُّراخِ، منه. و صَلَقه بلسانه یَصْلِقُه صَلْقاً: شتمه. و فی التنزیل: صَلَقوكم بأَلْسِنةٍ حدادٍ؛ و سَلَقُوكُمْ لغةٌ فی صَلَقُوكم؛ قال الفراء: جائز فی العربیة صَلَقُوكم و القراءة سنَّة. اللیث: الحاملُ إِذا أَخذها الطَّلْقُ فأَلْقت نفسها علی جنبیها مرّة كذا و مرة كذا قیل تَصَلَّقتْ تَصَلُّقاً، و كذلك كل ذی أَلَم إِذا تَصَلَّق علی جنببیه، یقال بالصاد تَصَلَّقت تَصَلُّقاً؛ و تَصَلَّقَت المرأَة إِذا أَخذها الطَّلْقُ فصَرَخَتْ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه تَصَلَّقَ ذاتَ لیلة من الجُوع‌أَی تقَلَّب. و یقال: تَصَلَّقَ ذاتَ لیلة من الجُوع أَی تقَلَّب. و یقال: تَصَلَّقَ الحوت فی الماء إِذا تقلَّب و تلوَّی. و صَلَقَه بالعصا یَصْلِقُه صَلْقاً و صَلَقاً: ضربه علی أَی موضع كان من یدیه. و صَلَقَتِ الخیلُ إِذا صَدَمَتْ بغارتها. و الصَّلْقةُ: الصَّدْمةُ فی الحرب؛ قال: مِنْ بَعْدِ ما صَلَقَتْ فی جَعْفَرٍ یَسَراً، یَخْرُجْنَ فی النَّقْع مُحْمرّاً هوادِیها جعفر هنا یعنی جعفر بن كلاب، و الیَسْرُ الطعن حِذاءَ الوجه، و إِنما حرَّكه ضرورة. و الصَّلَقُ: القاعُ المطمئن اللّین المستدیر الأَمْلس و شجره قلیل؛ قال الشماخ: من الأَصالِقِ عارِی الشَّوْكِ مَجْرود قال الأَزهری: و السَّلَقُ بالسین أَكثر، و الجمع صُلْقانٌ و أَصالِقُ. و الصَّلَقُ مثل السَّلَقِ: القاعُ الصفصف؛ قال أَبو دواد: تَری فاه، إِذا أَقْبَلَ، مثْلَ الصَّلَقِ الجَدْبِ له، بَیْنَ حَوامِیه، نُسورٌ كنَوَی القَسْبِ و المُتَصَلِّقُ: المُتَمرِّغ علی جنبیه من الأَلم. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه تَصَلَّقَ ذات لیلةٍ علی فِراشِه‌أَی تَلوَّی و تَقلَّب، من تَصَلَّقَ الحوتُ فی الماء إِذا ذهب و جاء. و‌حدیث أَبی مسلم الخَوْلانیّ: ثم صَبَّ فیه من الماءِ و هو یتَصَلَّقُ.و الصَّلِیقةُ: الخُبْزة الرقیقة و القطعة المُشْواة من اللحم؛ قال الفرزدق: فإِن تَفْرَكَّ عِلْجةُ آل زیدٍ، و تُعْوِزْكَ الصَّلائِقُ و الصِّنابُ فقِدْماً كانَ عَیْشُ أَبِیكَ مُرّاً، یَعیِشُ بما تَعِیشُ به الكِلابُ و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: أَما و الله ما أَجْهلُ عن كَراكِرَ و أَسْنِمةٍ و لو شِئْتُ لدعَوتُ بِصلاءٍ و صِنابٍ و صَلائِقَ؛ قیل: هی الرِّقاقُ، و قال أَبو عمرو: السَّلائق، بالسین، كل ما سُلِق من البُقول و غیرها، و قیل: هی الحُمْلان المَشْوِیّة من صَلَقْت الشاة إِذا شَوَیْتَها. و قال غیر أَبی عمرو: الصَّلائق، بالصاد، الخُبز الرقیق؛ و أَنشد لجریر: تكلِّفنی مَعیشة آل زیدٍ، و مَنْ لِی بالصّلائق و الصِّنَاب؟ و قال غیر هؤلاء: هی الصَّرائقُ، بالراء، الرِّقاقُ؛ و قیل: الصلائق اللحم المَشوِیّ النَّضِیج. و الصَّلِیقاء، ممدودٌ: ضرب من الطیر. و الصَّلْقَم: الشدید؛ عن اللحیانی، قال: و المیم فیه زائدة، و الجمع صَلاقِمُ و صَلاقِمة؛ قال طرفة: جَمادٌ بها البَسْباسُ یُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المُخاضِ، و الصَّلاقِمةَ الحُمْرا
لسان العرب، ج‌10، ص: 207
و الصَّلْقمُ: السیّد؛ عن اللحیانی، و میمه زائدة أَیضاً و بنو المُصْطَلِق: حیّ من خزاعة.

صملق؛ ج10، ص: 207

: الصَّمْلَقُ: لغة فی السَّمْلَقِ و هو القاع الأَملس، و هی مضارعة و ذلك لمكان القاف و هی فرع، و حكی سیبویه صمالِیق؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما كَسَّر إِلا أَن یكونوا قد قالوا صَملَقة فی هذا المعنی فعوَّض من الهاء كما حكی مَواعِیظ. قال أَبو الدقیش: قاعٌ صَمْلَقٌ، و یقال: تركته بقاع صَمْلَقٍ.

صمق؛ ج10، ص: 207

: أَهمله اللیث، و روی أَبو تراب عن أَصحابه: أَصْمَقْت البابَ أَغلقته. و فی النوادر: ما زال فلان صامِقاً منذ الیوم و صامیاً و صابِیاً أَی عطشانَ أَو جائعاً، و قال: هذه صَمَقةٌ من الحَرَّة أَی غلیظة.

صنق؛ ج10، ص: 207

: ابن الأَعرابی: الصُّنُقُ الأَصِنَّةُ فی التهذیب، و فی المحكم: الصَّنَقُ شِدَّة ذَفَرِ الإِبْطِ و الجسد، صَنِقَ صَنَقاً، فهو صَنِقٌ، و أَصْنَقَه العرَقُ؛ و أَصْنَقَ الرجلُ فی ماله إِصْناقاً إِذا أَحسن القیام علیه. و رجل مِصْناقٌ و مِیصابٌ إِذا لَزم مالَه و أَحسن القیام علیه. و الصَّنَقُ: الحلقة من الخشب تكون فی طرف المریر، و الجمع أَصْناقٌ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: أَمِرَّة اللِّیف و أَصْناق القَطَفْ الأَمِرَّة: الحبالُ جمع مِرارٍ، و الأَصْناقُ جمع الصَّنَق و هو الحلقة من الخشبة تكون فی طرف المریرة، و القَطَفُ: ضرْبٌ من الشجر متین القضبان تتخذ منه الأَصْناق. و فی النوادر: یقال جمل صَنَقةٌ و صنخة و قَبصاة و قبصةٌ إِذا كان ضخماً كبیراً. و صَنَقةٌ من الحِرار و صَمَقةٌ و صمغة: و هو ما غلظ.

صندق؛ ج10، ص: 207

: الصُّنْدوق: الجُوالِق. التهذیب: الصُّنْدوق لغة فی السُّنْدوق و یُجْمع صَنادِیق، و قال یعقوب: هی الصُّنْدوق بالصاد.

صهصلق؛ ج10، ص: 207

: صوت صَهْصَلِقٌ أَی شدید؛ و أَنشد: قد شَیَّبَتْ رأْسِی بصَوْتٍ صَهْصَلِقْ و رجل صَهْصَلِقُ الصوتِ: شدیدُه. و امرأَة صَهصِلقٌ و صَهْصَلیقٌ: شدیدة الصوت صَخَّابة، و منهم من قَیّد فقال: الصَّهْصَلِقُ العجوز الصخّابة؛ و منه قول الشاعر: أُمُّ حوار ضَنْؤُها غیرُ أَمِرْ، صَهْصَلِقُ الصوتِ بعَینَیْهَا الصَّبِرْ سائلة أَصْداغُها لا تَخْتَمِرْ، تَعْدو علی الذئب بِعود مُنْكَسِرْ تُبادِرُ الذئبَ بعَدْوٍ مُشْفَتِرْ، یَفِرُّ مَنْ قاتَلها، و لا تَفِرّ لو نُحِرَتْ فی بیتِها عَشْرُ جُزُرْ، لأَصْبَحَتْ من لَحمِهنَّ تَعْتَذِرْ قال: و كذلك الصَّهْصَلِیقُ؛ و أَنشد للعُلَیكم الكندی: نأْآجة العَدْوةِ شَمْشَلِیقها، شَدِیدة الصَّیْحةِ صَهْصَلیقها، تُسامِرُ الضِّفْدَعَ فی نَقِیقِها و الشَّمْشَلِیقُ: السریعة المشی.

صوق؛ ج10، ص: 207

: الصّاقُ: لغة فی السّاقِ، عَنْبریّة. قال ابن سیدة: و أُراه ضَرْباً من المضارعة لمكان القاف. و الصَّویقُ: لغة فی السَّویق المعروف لمكان المضارعة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 208‌

صیق؛ ج10، ص: 208

: الصّیقُ و الصِّیقةُ: الغبارُ الجائلُ فی الهواء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لی كلَّ یَوْمٍ صِیقةٌ فَوْقِی، تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ و قال سلامة بن جندل: بوادِی جدود، و قد بُوكِرَت بِصیقِ السَّنابِك أَعْطانُها و قال آخر: كما انْقَضَّ تحْتَ الصِّیقِ عُوَّارُ و الجمع صِیَقٌ مثل جِیفةٍ و جِیَف؛ و أَنشد ابن بری فی ترجمة ضبح لرؤبة یصف أُتُناً و فحلها: یَدَعْنَ تُرْبَ الأَرْضِ مَجْنون الصِّیَقْ، و المَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبوحَ الفِلَقْ و قال: الصِّیقُ الغبار، و جُنونه تطایره. و الصِّیقُ: الصوتُ. و الصِّیقُ: الریح المُنْتِنة من الناس و الدواب؛ عن اللیث، و قال بعضهم: هی كلمة معرّبة أَصلها زیقا، بالعبرانیة. أَبو عمرو: الصّائِقُ و الصائِكُ اللَّازِقُ؛ قال جندل: أَسْوَد جَعْد ذی صُنانٍ صائِق و الصِّیقُ: بطن منهم «1».

فصل الضاد المعجمة؛ ج10، ص: 208

ضفق؛ ج10، ص: 208

: الضَّفْقُ: الوَضْع بمرَّة و كذلك الضَّفْعُ.

ضیق؛ ج10، ص: 208

: الضِّیقُ: نقیض السّعة، ضاقَ الشی‌ءُ یضیق ضِیقاً و ضَیْقاً و تَضَیَّقَ و تَضایَقَ و ضَیَّقَه هو، و حكی ابن جنی أَضاقَه، و هو أَمر ضَیِّقٌ. أَبو عمرو: الضَّیْقُ الشی‌ء الضَّیِّقُ، و الضِّیقُ المصدر، و المَضایِق: جمع المَضِیق. و الضَّیْقُ أَیضاً: تخفیف الضَّیِّق؛ قال الراجز: دُرْنا و دارَتْ بَكْرةٌ نَخِیسُ، لا ضَیْقةُ المَجْرَی و لا مَرُوسُ و الضَّیْقُ: جمع الضَّیقاة و الضِّیقة و هی الفقر و سوء الحال، و قد ضاقَ عنك الشی‌ء. یقال: لا یَسَعُنی شی‌ء و یَضِیق عنك. و ضاقَ الرجلُ أَی بخل، و ضَیَّقْت علیك الموضع. و قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً أَی ضاقَ ذرْعی به. و تَضایَقَ القومُ إِذا لم یتوسَّعوا فی خُلُق أَو مكان. و الضُّوقی و الضِّیقی: تأْنیث الأَضْیَق، صارت الیاء واواً لسكونها و ضمة ما قبلها. و یقال: ضاقَ المكانُ، فهو ضَیِّق، فرق بینهما، و یقال فی جمع ضائِقٍ ضاقَة؛ قال زهیر: یَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ فهذا جمع ضائِقٍ، و مثله سادَةٌ جمع سائِدٍ لا سیِّد؛ و مكان ضَیِّقٌ و ضَیْقٌ و ضائِقٌ. و فی التنزیل: فَلَعَلَّكَ تٰارِكٌ بَعْضَ مٰا یُوحیٰ إِلَیْكَ وَ ضٰائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ. و هو فی ضِیقٍ من أَمره و ضَیْقٍ أَی فی أَمر ضَیِّقٍ، و النعت ضَیِّقٌ، و الاسم ضَیْق. و یقال: فی صدر فلان ضِیقٌ علینا و ضَیْقٌ. و الضَّیْق: الشكّ یكون فی القلب من قوله تعالی: وَ لٰا تَكُ فِی ضَیْقٍ مِمّٰا یَمْكُرُونَ. و قال الفراء: الضَّیْقُ ما ضاق عنه صدرُك، و الضِّیقُ ما یكون فی الذی یتَّسع و یضیق مثل الدار و الثوب؛ و إِذا رأَیت الضَّیْقَ قد وقع فی موضع الضِّیق كان علی أَمرین: أَحدهما أَن یكون جمعاً للضَّیْقةِ كما قال الأَعشی: فلئن رَبُّك، من رحمته، كَشَفَ الضَّیْقةَ عنا و فَسَح
(1). قوله بطن منهم: هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 209
و الوجه الآخر أَن یراد به شی‌ء ضَیِّق فیكون ضَیق مخففاً، و أَصله التشدید، و مثله هَیْن و لَیْن. و أَضاقَ الرجلُ، فهو مُضِیق إِذا ضاقَ علیه مَعاشُه. و أَضاقَ أَی ذهب مالُه. التهذیب: و الضَّیَقُ، بفتح الیاء، الشك، و الضَّیْقُ بهذا المعنی أَكثرُ. و الضِّیقةُ: مثل الضِّیق. و المَضِیقُ: ما ضاقَ من الأَماكن و الأُمور؛ قال: مَنْ شَا یُدَلِّی النفسَ فی هُوَّة ضَنْكٍ، و لكن مَنْ له بالمَضِیق؟ أَی بالخروج من المَضیق. و قالوا: هی الضِّیقی و الضُّوقی علی حد ما یَعْتَوِرُ هذا النوع من المُعاقَبة. و قال كراع: الضُّوقی جمع ضَیِّقة؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك لأَن فُعْلی لیست من أَبنیة الجموع إِلا أَن یكون من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء كبُهْماة و بُهْمی؛ و قالت امرأَة لضَرَّتها و هی تُسامِیها: ما أَنت بالخُورَی و لا الضُّوقی حِرَا الضُّوقی: فُعْلی من الضِّیق و هی فی الأَصل الضُّیْقی، فقلبت الیاء واواً من أَجل الضمة، و الخُورَی فُعْلی من الخیر، و كذلك الكوسی من الكَیْس. و الضِّیقةُ: ما بین كل نجمین. و الضِّیقةُ: كوكبان كالمُلْتَزِقَینِ صغِیران بین الثُّرَیا و الدَّبَران. و ضِیقة: منزلة للقمر بلزق الثریّا مما یلی الدبران و هو مكان نحْسٌ علی ما تزعم العرب؛ قال الأَخطل: فهلَّا زَجَرْتِ الطیر، لَیلة جِئْتِه، بِضِیقةَ بَیْنَ النَّجْمِ و الدَّبَرانِ یذكر امرأَة وَسِیمةً تزوَّجها رجل دمیم، و المرأَة هی بَرَّة أَبی هانئ التغلبی و الرجل سعید بن بنان التغلبی، و قال الأَخطل فی ذلك؛ قال ابن قتیبة: و ربما قَصُر القمر عن الدَّبَرانِ فنزل بالضِّیقة و هما النجمان الصغیران المتقاربان بین الثریّا و الدَّبران؛ حكی هذا القول عن أَبی زیاد الكلابی؛ قال أَبو منصور: جعل ضِیقةَ معرفة لأَنه جعله اسماً علماً لذلك الموضع و لذلك لم یصرفه، و أَنشده أَبو عمرو بِضِیقةِ بكسر الهاء، جعله صفة و لم یجعله اسماً للموضع؛ أَراد بضِیقَةِ ما بین النجم و الدبران. و الضَّیْقة و الضِّیقة: القمر‌

فصل الطاء المهملة؛ ج10، ص: 209

طبق؛ ج10، ص: 209

: الطَّبَقُ غطاء كل شی‌ء، و الجمع أَطْباق، و قد أَطْبَقَه و طَبَّقَه انْطَبَقَ و تَطَبَّقَ: غَطَّاه و جعله مُطَبَّقاً؛ و منه قولهم: لو تَطَبَّقَت السماء علی الأَرض ما فعلت كذا. و‌فی الحدیث حِجابُه النُّورُ لو كُشِفَ طَبَقُه لأَحْرَقت سُبحاتُ وَجهِه كلَّ شی‌ء أَدْرَكه بصرُه؛ الطَّبَقُ: كلُّ غطاء لازم علی الشی‌ء. و طَبَقُ كلِّ شی‌ء: ما ساواه، و الجمع أَطْباقٌ؛ و قوله: و لَیْلة ذات جَهامٍ أَطْباق معناه أَن بعضَه طَبَقٌ لبعض أَی مُساوٍ له، و جَمَع لأَنه عنی الجنس، و قد یجوز أَن یكون من نعت اللیلة أَی بعضُ ظُلَمِها مُساوٍ لبعض فیكون كجُبَّةٍ أَخْلاق و نحوها. و قد طابَقَهُ مطابَقةً و طِباقاً. و تَطابَقَ الشیئَان: تساوَیا. و المُطابَقةُ: المُوافَقة. و التَّطابُق: الاتفاق. و طابَقْتُ بین الشیئین إِذا جعلتهما علی حَذْو واحد و أَلزقتهما. و هذا الشی‌ء وَفْقُ هذا و وِفاقُه و طِباقُه و طابَقُهُ و طِبْقُه و طَبِیقُه و مُطْبِقُه و قالَبُه و قالِبُه
لسان العرب، ج‌10، ص: 210
بمعنی واحد. و منه قولهم: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه. و طابَقَ بین قمیصین. لَبِسَ أَحدهما علی الآخر. و السمواتُ الطِّباقُ: سمیت بذلك لمُطابَقة بعضها بعضاً أَی بعضها فوق بعض، و قیل: لأَن بعضها مُطْبَق علی بعض، و قیل: الطِّباقُ مصدر طوبقَتْ طِباقاً. و فی التنزیل. أَ لَمْ تَرَوْا كَیْفَ خَلَقَ اللّٰهُ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ طِبٰاقاً؛ قال الزجاج: معنی طِبٰاقاً مُطْبَقٌ بعضها علی بعض، قال: و نصب طِبٰاقاً علی وجهین: أَحدهما مطابَقة طِباقاً، و الآخر من نعت سبع أَی خلق سبعاً ذات طِباقٍ. اللیث: السمواتُ طِباقٌ بعضها علی بعض، و كل واحد من الطباق طَبَقة، و یذكَّر فیقال طَبَقٌ؛ ابن الأَعرابی: الطَّبَقُ الأُمّة بعد الأُمّة. الأَصمعی: الطِّبْقُ، بالكسر، الجماعةْ من الناس. ابن سیدة: و الطَّبَق الجماعة من الناس یَعْدِلون جماعةً مثلهم، و قیل: هو الجماعة من الجراد و الناس. و جاءنا طَبَقٌ من الناس و طِبْقٌ أَی كثیر. و أَتی طَبَقٌ من الجراد أَی جماعة. و‌فی الحدیث: أَن مریم جاعَتْ فجاءَها طَبَقٌ من جَرادٍ فصادَتْ منه، أَی قَطیعٌ من الجراد. و الطَّبَقُ: الذی یؤكل علیه أَو فیه، و الجمع أَطْباقٌ. و طَبَّقَ السَّحابُ الجَوَّ: غَشّاه، و سَحابةُ مُطَبِّقةٌ. و طَبَّقَ الماءُ وَجْهَ الأَرض: غطّاه. و أَصبحت الأَرض طَبَقاً واحداً إِذا تغشّی وجهُها بالماء. و الماء طَبَقٌ للأَرض أَی غِشاء؛ قال إمرؤ القیس: دِیمةٌ هَطْلاءُ فیها وَطَفٌ، طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّی و تَدُرّ و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَیْثاً مُغِیثاً طَبَقاً‌أَی مالِئاً للأَرض مغطّیاً لها. یقال: غیث طَبَقٌ أَی عامٌّ واسع،. یقال: هذا مطر طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها؛ و أَنشد بیت إمرئ القیس: طبق الأَرض تحرّی و تدر و من رواه طَبَقَ الأَرضِ نصبَه بقوله تحَرَّی. الأَصمعی فی قوله غیثاً طَبَقاً: الغیث الطَبق العامّ، و قال الأَصمعی‌فی الحدیث: قُرَیش الكَتَبَة الحَسَبة مِلْحُ هذه الأُمّة، عِلْمُ عالِمهم طِباقُ الأَرض؛ كأَنه یعُمّ الأَرض فیكون طَبَقاً لها، و‌فی روایة: عِلْمُ عالمِ قُرَیْش طَبَقُ الأَرض.و طَبَّقَ الغیثُ الأَرضَ: ملأَها و عمّها. و غیثٌ طَبَقٌ: عامٌّ یُطَبِّق الأَرض. و طَبَّقَ الغیمُ تَطْبیقاً: أَصاب مطرُه جمیعَ الأَرض. و طِباقُ الأَرض و طِلاعُها سواء: بمعنی مِلْئها. و قولهم: رحمة طِباقُ الأَرضِ أَی تُغَشِّی الأَرض كلها. و‌فی الحدیث: لله مائةُ رَحْمةٍ كلُّ رَحْمةٍ منها كطِباقِ الأَرض‌أَی تُغَشِّی الأَرضَ كلها. و منه‌حدیث عمر: لو أَنَّ لی طِباقَ الأَرض ذهَباً‌أَی ذهباً یعُمّ الأَرض فیكون طَبَقاً لها. و طَبَّقَ الشی‌ءُ: عَمَّ. و طَبَقُ الأَرض: وجهُها. و طِباقُ الأَرض: ما عَلاها. و طَبَقاتُ الناس فی مراتبهم. و‌فی حدیث ابن مسعود فی أَشراط الساعة: تُوصَلُ الأَطْباقُ و تُقْطَعُ الأَرْحامُ؛ یعنی بالأَطْباقِ البُعَداءَ و الأَجانِبَ لأَن طَبَقاتِ الناس أَصناف مختلفة. و طابَقَه علی الأَمر: جامَعَه و أَطْبَقوا علی الشی‌ء: أَجمعوا علیه. و الحروف المُطْبَقة أَربعة: الصاد و الضاد و الطاء و الظاء، و ما سوی ذلك فمفتوح غیر مُطْبَق. و الإِطْباقُ: أَن ترفع ظهرَ لسانك إِلی الحنك الأَعلی مُطْبِقاً له، و لو لا الإِطْباقُ لصارت الطاء دالًا و الصاد سیناً و الظاء ذالًا و لخرجت الضاد من الكلام لأَنه لیس من موضعها شی‌ء غیرها، تزول الضاد إِذا عدم الإِطْباق البتة. و طابَقَ
لسان العرب، ج‌10، ص: 211
لی بحقِّی و طابَقَ بحقِّی: أَذْعَنَ و أَقرَّ و بَخَعَ؛ قال الجعدی: و خَیْل تُطابقُ بالدارعین، طِباقَ الكِلاب یَطَأْنَ الهَراسا و یقال: طابَقَ فلانٌ فلاناً إذا وافَقه و عاوَنَه. و طابَقَت المرأَةُ زوْجهَا إذا واتتْه. و طابَقَ فلانٌ: بمعنی مَرَنَ. و طابَقَت الناقةُ و المرأَةُ: انْقادت لمریدها. و طابَقَ علی العمل: مارَنَ. التهذیب: و المُطَبَّقُ شِبْه اللُّؤْلُؤ، إذا قُشر اللؤلؤ أخِذ قشرهُ ذلك فأُلزِق بالغراء بعضه علی بعض فیصیر لؤلؤاً أَو شبْهَه. و الانْطِباقُ: مُطاوعة ما أطبقت. و الطِّبْقُ و المُطَبَّقُ: شی‌ء یُلْصَقُ به قشرُ اللؤلؤ فیصیر مثله، و قیل: كل ما أُلْزِقَ به شی‌ء فهو طِبْقٌ. و طَبِقَت یدُه، بالكسر، طَبَقاً، فهی طَبِقةٌ: لزِقت بالجنب و لا تنبسط. و التَّطْبِیقُ فی الصلاة: جعْلُ الیدین بین الفخذین فی الركوع، و قیل: التَّطْبِیق فی الركوع كان من فعل المسلمین فی أوَّل ما أمِروا بالصلاة، و هو إطْباقُ الكفین مبسوطتین بین الركبتین إذا ركع، ثم أُمِروا بإلْقام الكفَّین رأُس الركبتین، و‌كان ابن مسعود استمرّ علی التَّطْبِیق لأَنه لم یكن عَلِم الأَمْرَ الآخر؛ و روی المنذری عن الحَرّبیّ قال: التَّطْبِیقُ‌فی حدیث ابن مسعود أن یَضَع كفَّه الیمنی علی الیسری.یقال: طابَقْتُ و طَبَّقْت. و‌فی حدیث ابن مسعود: أنه كان یُطَبِّقُ فی صلاته‌و هو أن یجمع بین أصابع یدیه و یجعلهما بین ركبتیه فی الركوع و التشهد. و جاءت الإِبل طَبَقاً واحداً أی علی خُفٍّ. و مرّ طَبَقٌ من اللیل و النهار أی بعضهما، و قیل معظمهما؛ قال ابن أحمر: و تواهَقَتْ أخْفافُها طَبَقاً، و الظِّلُّ لم یَفْضُل و لم یُكْرِ و قیل: الطَّبَقة عشرون سنة؛ عن ابن عباس من كتاب الهجری. و یقال: مَضی طَبَقٌ من النهار و طَبَق من اللیل أی ساعة، و قیل أی مُعْظَم منه؛ و مثله: مضی طائفة من اللیل. و طَبِقَت النجومُ إذا ظهرت كلها، و فلانَ یَرْعی طَبَقَ النُّجوم؛ و قال الراعی: أَری إِبِلًا تكالأَ راعِیاها، مَخافَة جارِها طَبَقَ النُّجوم و الطَّبَق: سدّ الجَراد عینَ الشمس. و الطَّبَق: انطباق الغَیْم فی الهواء. و‌قول العباس فی النبی، صلی الله علیه و سلم: إذا مَضی عالَمٌ بَدا طَبَقٌ؛ فإِنه أَراد إِذا مضی قَرْن ظَهَر قَرْن آخر، و إِنما قیل للقَرْن طَبَقٌ لأَنهم طَبَق للأَرض ثم یَنْقرضِون و یأْتی طَبَق للأَرض آخر، و كذلك طَبَقات الناس كل طَبَقة طَبَقت زمانها. و الطَّبَقة: الحال، یقال: كان فلان من الدنیا علی طَبَقات شَتَّی أی حالات. ابن الأَعرابی: الطَّبَقُ الحال علی اختلافها. و الطَّبَقُ و الطَّبَقة: الحال. و فی التنزیل: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ؛ أی حالًا عن حال یوم القیامة.التهذیب: إن ابن عباس قال لَتَرْكَبُنَّ، و فسَّر لتَصِیرنَّ الأُمور حالًا بعد حال فی الشدّة، قال: و العرب تقول وقع فلان فی بنات طَبَق إذا وقع فی الأَمر الشدید؛ و‌قال ابن مسعود: لَتَرْكَبُنَّ السماء حالًا بعد حال.و‌قال مَسروق: لَتَرْكَبَنَّ یا محمد حالًا بعد حال، و قرأَ أَهل المدینة لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً، یعنی الناس عامَّة، و التفسیر الشِّدَّة؛ و قال الزجاج: لتركَبْنَّ حالًا بعد حال حتی تصیروا إلی الله
لسان العرب، ج‌10، ص: 212
من إِحْیاء و إِماتَةٍ و بَعْثٍ، قال: و من قرأَ لتركَبَنَّ أراد لتركَبَنَّ یا محمد طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ من أطبْاق السماء؛ قاله أبو علی، و فسَّروا طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ بمعنی حالًا بعد؛ حال؛ و نظیرُ وقوع عن مَوْقع بعد قول الأَعشی: و كابِر تَلَدوُك عن كابر أی بعد كابر؛ و قال النابغة: بَقیّة قِدْر من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعد كابِرِ و‌فی حدیث عمرو بن العاص: إنی كنت علی أطبْاقٍ ثلاثٍ‌أی أحْوالٍ، واحدها طَبَق. و‌أَخبر الحسن بأَمْرٍ فقال: إحْدی المُطْبِقات، قال أبو عمرو: یُرید إحْدی الدواهی و الشدائد التی تُطْبِقُ علیهم. و یقال للسنة الشدیدة: المُطْبِقة؛ قال الكمیت: و أَهْلُ السَّماحَة فی المُطْبِقات، و أَهل السَّكینةِ فی المَحْفَلِ قال: و یكون المُطْبَق بمعنی المُطْبِق. و ولدتِ الغنم طَبَقاً و طَبْقاً إِذا نُتِجَ بعضُها بعد بعض، و قال الأُموی: إِذا ولدتِ الغنمُ بعضها بعد بعض قیل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَیْلاءَ، و ولَّدتها طَبَقاً و طَبَقَةً. و الطَّبَق و الطَّبَقة: الفَقْرة حیث كانت، و قیل: هی ما بین الفقرتین، و جمعها طِباق. و الطَّبَقة: المفصل، و الجمع طَبَق، و قیل: الطَّبَق عُظَیْم رَقیق یفصل بین الفَقارَیْن؛ قال الشاعر: أَ لا ذهبَ الخِداعُ فلا خِداعا، و أَبْدی السَّیفُ عن طَبَقٍ نُخاعا و قیل: الطَّبَق فَقال الصلب أَجمع، و كل فَقار طَبَقة. و‌فی الحدیث: و تَبْقی أصْلابُ المنافقین طَبَقاً واحداً.قال أبو عبید: قال الأَصمعی الطَّبَقُ فَقار الظهر، واحدته طَبَقَة واحدة؛ یقول: فصار فَقارُهم كلُّه فَقارةً واحدة فلا یقدرون علی السجود. و‌فی حدیث ابن الزبیر: قال لمعاویة و ایْمُ الله لئن ملك مَرْوانُ عِنان خیل تنقاد له فی عثمان لیَرْكَبَنَّ منك طَبَقاً تخافه، یرید فَقار الظهر، أی لیَرْكبن منك مَرْكباً صعباً و حالًا لا یمكنك تَلافِیها، و قیل: أَراد بالطَّبَق المنازل و المراتب أی لیركبن منك منزلة فوق منزلة فی العداوة. و یقال: یدُ فلانٍ طَبَقَةٌ واحدة إذا لم تكن منبسطة ذات مفاصل. و‌فی حدیث الحجاج: فقال لرجل قُمْ فاضرب عُنُقَ هذا الأَسیر فقال: إِن یدی طَبِقَةٌ؛ هی التی لصق عَضُدُها بجنب صاحبه فلا یستطیع أَن یحرّكها. و‌فی حدیث عمْران بن حُصَیْن: أَن غلاماً له أَبَقَ فقال لئن قدرت علیه لأَقطعن منه طابَقَاً [طابِقَاً، قال: یرید عضواً. الأَصمعی: كل مفصِل طَبَقٌ، و جمعه أَطبْاق، و لذلك قیل للذی یصیب المفصل مُطَبِّقٌ؛ و قال: و یَحْمِیكَ باللِّین الحُسام المُطَبِّق و قیل فی جمعه طَوابِق. قال ثعلب: الطَّابِقُ و الطَّابَقُ العضو من أعضاء الإِنسان كالید و الرجل و نحوهما. و‌فی حدیث علیّ: إِنما أَمر فی السارق بقطع طابِقِه أی یده.و‌فی الحدیث: فَخَبَزْتُ خبزاً و شویت طابَقاً من شاة‌أَی مقدار ما یأْكل منه اثنان أَو ثلاثة. و الطَّبَقَةُ من الأَرض: شبه المَشارَة، و الجمع الطَّبَقات تخرج بین السُّلَحْفاة و الهِرْهِرِ «2». و المطَبِّقُ من السیوف: الذی یصیب المَفْصِل فیُبینُه
(2). قوله [تخرج بین السلحفاة و الهرهر] هكذا هو بالأَصل، و لعل قبله سقطاً تقدیره و دویبة تخرج بین السلحفاة إلخ أَو نحو ذلك
لسان العرب، ج‌10، ص: 213
یقال طَبَّق السیفُ إِذا أَصاب المَفْصل فأَبان العضو؛ قال الشاعر یصف سیفاً: یُصَمِّمُ أَحْیاناً و حِیناً یُطَبِّقُ و منه قولهم للرجل إذا أَصاب الحجة: إِنه یُطَبِّقُ المفصل. أَبو زید: یقال للبلیغ من الرجال: قد طَبَّقَ المفصل و ردَّ قالَبَ الكلام و وضع الهِناء مواضع النُّقَب. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه سأَل أَبا هریرة عن امرأَة غیر مدخول بها طلقت ثلاثاً، فقال: لا تحلُّ له حَتّٰی تَنْكِحَ زَوْجاً غَیْرَهُ، فقال ابن عباس: طَبَّقْتَ؛ قال أَبو عبید: قوله طبقت‌أَراد أَصبتَ وجه الفُتْیا، و أَصله إِصابة المفصل و هو طَبَقُ العظمینِ أَی ملتقاهما فیفصل بینهما، و لهذا قیل لأَعضاء الشاة طَوابِقُ، واحدها طابَقٌ، فإِذا فَصَّلها الرجل فلم یخطئ المفاصل قیل قد طَبَّقَ؛ و أَنشد أَیضاً: یُصمِّم أَحیاناً و حِیناً یُطَبِّقُ و التصمیم: أن یمضی فی العظم، و التَّطْبِیقُ: إِصابة المفصل؛ قال الراعی یصف إبلًا: و طَبَّقْنَ عُرْضَ القُفِّ لما عَلَوْنَهُ، كما طَبَّقَتْ فی العظم مُدْیَةُ جازِرِ و قال ذو الرمة: لقد خَطَّ رُومیّ و لا زَعَماتِهِ لعُتْبَةَ خطّاً، لم تُطَبَّقْ مفاصلُه و طَبَّقَ فلان إذا أَصاب فَصَّ الحدیث. و طَبَّقَ السیفُ إِذا وقع بین عظمین. و المُطَبِّقُ من الرجال: الذی یصیب الأُمور برأْیه، و أَصله من ذلك. المُطابِقُ من الخیل و الإِبل: الذی یضع رجله موضع یده. و تَطْبِیقُ الفرس: تَقْرِیبُهُ فی العَدْو. الأَصمعی: التَّطْبِیقُ أَن یَثِبَ البعیرُ فتقع قوائمه بالأَرض معاً؛ و منه قول الراعی یصف ناقة نجیبة: حتی إِذا ما اسْتَوی طَبَّقَتْ، كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ یقول: لما استوی الراكب علیها طَبَّقَتْ؛ قال الأَصمعی: و أَحسن الراعی فی قوله: و هْیَ إِذا قام فی غَرْزها، كمِثْل السَّفِینة أَو أَوْقَر لأَن هذا من صفة النجائب، ثم أَساء فی قوله طَبَّقَتْ لأَن النجیبة یستحب لها أَن تقدم یداً ثم تقدم الأُخری، فإِذا طَبَّقَتْ لم تُحْمَد؛ قال: و هو مثل قوله: حتی إذا ما استْوی فی غَرْزها تَثِبُ و المُطابَقَة: المشی فی القید و هو الرَّسْفُ. و المُطابَقَةُ: أَن یضع الفرسُ رجلَه فی موضع یده، و هو الأَحَقُّ من الخیل. و مُطابَقَةُ الفرسِ فی جریه: وضع رجلیه مواضع یدیه. و المُطابَقَةُ: مشی المقیَّد. و بنَاتُ الطَّبَقِ: الدواهی، یقال للداهیة إحدی بنات طَبَقٍ، و یقال للدواهی بنات طَبَقٍ، و یروی أَن أَصلها الحیة أَی أَنها استدارت حتی صارت مثل الطَّبَقِ، و یقال إحدی بناتِ طَبَق شَرُّك علی رأْسك، تقول ذلك للرجل إِذا رأَی ما یكرهه؛ و قیل: بنتُ طَبَقٍ سُلَحْفاةٌ، و تَزْعُمُ العرب أَنها تبیض تسعاً و تسعین بیضة كلها سَلاحِفُ، و تبیض بیضة تَنْقُفُ عن أَسود، یقال: لقیت منه بناتِ طَبَقٍ و هی الداهیة. الأَصمعی: یقال جاء بإِحدی بناتِ طَبَقٍ و أَصلها من الحیَّات، و ذكر الثعالبی أَن طَبَقاً حیَّة صفراء؛ و لمَّا نُعی المنصورُ إِلی خَلَف الأَحمر
لسان العرب، ج‌10، ص: 214
أَنشأَ یقول: قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ، فَذَمَّرُوهَا وَهْمَةً ضَخْم العُنُقْ، موتُ الإِمامِ فِلْقَةٌ مِن الفِلَقْ و قال غیره: قیل للحیة أمُّ طَبَقٍ و بنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّیها و تحَوّیها، و أَكثر التَّرحِّی للأَفْعی، و قیل: قیل للحیات بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها علی من تلسعه، و قیل: إِنما قیل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء یمسكها تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة. و رجل طَبَاقَاءُ: أَحمق، و قیل هو الذی لا ینكح، و كذلك البعیر. جمل طَبَاقَاءُ: للذی لا یَضْرب. و الطَّبَاقاء: العَیِیُّ الثقیل الذی یُطْبِقُ علی الطَّرُوقة أَو المرأَة بصدره لصغره؛ قال جمیل بن معمر: طَبَاقَاءُ لم یَشْهد خصوماً، و لم یُنِخْ قِلاصاً إلی أَكْوارها، حین تُعْكَفُ و یروی‌عَیَایاءُ …، و هما بمعنی؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: طَبَاقَاءُ لم یَشْهَد خصوماً، و لم یَعِشْ حَمیداً، و لم یَشْهَدْ حلالًا و لا عطرا و‌فی حدیث أُم زرع: أَن إحدی النساء وصفت زوجها فقالت: زوجی عَیَایَاءُ طَبَاقَاءُ و كل دَاءٍ له دواء؛ قال الأَصمعی: الطَّبَاقاء الأَحمق الفَدْم؛ و قال ابن الأَعرابی: هو المُطْبَقُ علیه حُمْقاً، و قیل: هو الذی أُموره مُطْبَقَةٌ علیه أَی مُغَشَّاة، و قیل: هو الذی یعجز عن الكلام فَتَنْطَبق شفتاه. و الطَّابَقُ و الطَّابِقُ: ظَرْف یطبخ فیه، فارسی معرب، و الجمع طَوَابِق و طَوابِیق. قال سیبویه: أَما الذین قالوا طَوابیق فإِنما جعلوه تكسیر فَاعَال، و إِن لم یكن فی كلامهم، كما قالوا مَلامِحُ. و الطَّابَقُ: نصف الشاة، و حكی اللحیانی عن الكسائی طابِق و طابَق، قال ابن سیدة: و لا أدری أیّ ذلك عنی. و قولهم: صادف شَنٌّ طَبَقَه؛ هما قبیلتان شنُّ بن أَفْصَی بن عبد القیس و طَبَقٌ حیّ من إِیاد، و كانت شَنّ لا یقام لها فواقعتها طَبَقٌ فانتصفت منها، فقیل: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافقه فاعتنقه؛ قال الشاعر: لَقِیَتْ شَنًّا إِیادٌ بالقَنَا طَبَقاً، وافق شَنٌّ طَبَقَه. قال ابن سیدة: و لیس الشَّنُّ هنا القِربَة لأَن القربة لا طَبَقَ لها. و قال أَبو عبید عن الأَصمعی فی هذا المثل: الشَّنُّ الوعاء المعمول من أَدَمٍ، فإِذا یبس فهو شَنّ، و كان قوم لهم مثله فَتَشَنَّنَ فجعلوا له غطاء فوافقه. و‌فی كتاب علی، رضوان الله علیه، إلی عمرو بن العاص: كما وافق شَنٌّ طَبَقَه؛ قال: هذا مثل للعرب یضرب لكل اثنین أَو أمرین جَمَعَتْهُما حالةٌ واحدة اتَّصف بها كلٌّ منهما، و أَصله أَن شَنًّا و طَبَقَة حیَّان اتفقا علی أَمر فقیل لهما ذلك، لأَن كل واحد منهما قیل ذلك له لما وافق شكله و نظیره، و قیل: شَنٌّ رجل من دُهَاة العرب و طبقة امرأة من جنسه زُوجَتْ منه و لهما قصة. التهذیب: و الطَّبَقُ الدَّرَكُ من أَدراك جهنم. ابن الأَعرابی: الطِّبْقُ الدِّبْقُ. و الطَّبْق، بفتح الطاء: الظلم بالباطل. و الطِّبْقُ: الخلق الكثیر: و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كَأَنَّ أَیدِیَهُنَّ بالرَّغَامِ أَیْدی نَبِیط، طَبَقَی اللِّطَامِ فسره فقال: معناه مداركوه حاذقون به، و رواه
لسان العرب، ج‌10، ص: 215
ثعلب طَبِقِی اللطام و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَن معناه لازقی اللطام بالملطوم. و أَتانا بعد طَبَقٍ من اللیل و طَبیقٍ: أَراه یعنی بعد حین، و كذلك من النهار؛ و قول ابن أَحمر: و تَوَاهَقَتْ أَخفافها طَبَقاً، و الظلُّ لم یَفْضُلْ و لم یُكْرِ قال ابن سیدة: أَراه من هذا. و الطِّبْق: حمل شجر بعینه. و الطُّبَّاقُ: نبت أو شجر. قال أَبو حنیفة: الطُّبَّاقُ شجر نحو القامة ینبت متجاوراً لا یكاد یُرَی منه واحدة منفردة، و له ورق طوال دقاق خضر تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ، و له نَوْرٌ أَصفر مجتمع؛ قال تأَبط شرّاً: كأَنما حَثْحَثُوا حُصًّا قَوَادِمُهُ، أَو أُمَّ خِشْفٍ بذی شَثٍّ و طُبَّاقِ و‌روی عن محمد بن الحنفیة أَنه وَصَفَ مَنْ یَلی الأَمر بعد السفیانی فقال: یكون بین شَثّ و طُبَّاقٍ؛ و الشَثُّ و الطُّبَّاق: شجرتان معروفتان بناحیة الحجار. و الحُمَّی المُطْبِقةُ: هی الدائمة لا تفارق لیلًا و لا نهاراً. و الطَّابَق و الطَّابِق: الآجرّ الكبیر، و هو فارسی معرب. ابن شمیل: یقال تحلَّبوا علی ذلك الإِنسان طبَاقَاءَ، بالمد، أَی تجمعوا كلهم علیه. و‌فی حدیث أَبی عمرو النخعی: یَشْتَجِرُون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس‌أَی عظامه فإِنها مُتَطابقة مُشْتبكة كما تشتبك الأَصابع؛ أَراد التِحَام الحرب و الاختلاط فی الفتنة. و جاء فلان مُقْتَعِطًّا إِذا متعمماً طَابِقِیًّا، و قد نهی عنها.

طرق؛ ج10، ص: 215

: روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: الطَّرْق و العِیَافَةُ من الجِبْتِ؛ و الطَّرْقُ: الضرب بالحصی و هو ضرب من التَّكَهُّنِ. و الخَطُّ فی التراب: الكَهانَةُ. و الطُّرَّاقُ: المُتكَهِّنُون. و الطَّوارِقُ: المتكهنات، طَرَقَ یَطْرُقُ طَرْقاً؛ قال لبید: لَعَمْرُكَ ما تَدْری الطَّوَارِقُ بالحصی، و لا زَاجِراتُ الطیر ما اللهُ صَانِعُ و اسْتَطْرَقَهُ: طلب منه الطَّرْقَ بالحصی و أَن ینظر له فیه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: خَطَّ یدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ و أَصل الطَّرْقِ الضرب، و منه سمیت مِطْرقَة الصائغ و الحدّاد لأَنه یَطْرقُ بها أَی یضرب بها، و كذلك عصا النَّجَّاد التی یضرب بها الصوفَ. و الطَّرقُ: خطّ بالأَصابع فی الكهانة، قال: و الطَّرْقُ أَن یخلط الكاهن القطنَ بالصوف فَیَتَكهَّن. قال أَبو منصور: هذا باطل و قد ذكرنا فی تفسیر الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصی، و قد قال أَبو زید: الطَّرْقُ أَن یخط الرجل فی الأَرض بإِصبعین ثم بإِصبع و یقول: ابْنَیْ عِیانْ، أَسْرِعا البیان؛ و هو مذكور فی موضعه. و‌فی الحدیث: الطِّیَرَةُ و العِیافَةُ و الطَّرْقُ من الجِبْتِ؛ الطرقُ: الضرب بالحصی الذی تفعله النساء، و قیل: هو الخَطُّ فی الرمل. و طَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود یَطْرُقُه طَرْقاً: ضربه، و اسم ذلك العود الذی یضرب به المِطْرَقةُ، و كذلك مِطْرَقَةُ الحدّادین. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً؛ هو ضرب الصوف و الشعر بالقضیب لیَنْتفشا. و المِطْرَقة: مِضْربة الحداد و الصائغ و نحوهما؛ قال رؤبة:
لسان العرب، ج‌10، ص: 216
عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِیشِ إِلیَّ سِرًّا، فاطْرُقی و مِیشِی التهذیب: و من أَمثال العرب التی تضرب للذی یخلط فی كلامه و یتفنن فیه قولهم: اطْرُقی و مِیشِی. و الطَّرْق: ضرب الصوف بالعصا. و المَیْشُ: خلط الشعر بالصوف. و الطَّرْق: الماء المجتمع الذی خیضَ فیه و بِیل و بُعِرَ فكَدِر، و الجمع أَطْرَاق. و طَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فیه و بعرت، فهو ماء مَطْرُوق و طَرْقٌ. و الطَّرْقُ و المَطرُوق أَیضاً: ماء السماء الذی تبول فیه الإِبل و تَبْعَرُ؛ قال عدی بن زید: و دَعَوْا بالصَّبُوح یوماً، فجاءَتْ قَیْنَةٌ فی یمینها إِبْریقُ قدَّمَتْهُ علی عُقارٍ، كعَیْن الدّیكِ، صَفَّی سُلافَها الرَّاووقُ مُزَّةٍ قبل مَزْجِها، فإِذا ما مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ یَذُوقُ و طَفَا فوقها فَقَاقِیعُ، كالیاقوت، حُمْرٌ یَزینُها التَّصفیقُ ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب لا جَوٍ آجِنٌ، و لا مَطْرُوقُ و منه قول إِبراهیم فی الوضوء بالماء: الطَّرْقُ أَحَبُّ إلیَّ من التَّیَمُّم؛ هو الماء الذی خاضت فیه الإِبل و بالت و بعرت. و الطَّرْق أَیضاً: ماء الفحلِ. و طرَقَ الفحلُ الناقة یَطْرُقها طَرْقاً و طُروقاً أَی قَعا علیها و ضربها. و أَطْرَقه فحلًا: أَعطاه إِیاه یضرب فی إِبله، یقال: أَطرِقْنی فحلَك أَی أَعِرْنی فحلك لیضرب فی إِبلی. الأَصمعی: یقول الرجل للرجل أَعِرْنی طَرْقَ فحلِك العامَ أَی ماءه و ضِرابَهُ؛ و منه یقال: جاء فلان یَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ [طِرْقٍ. و‌فی الحدیث: و مِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها‌أَی إِعارته للضراب، و اسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك. و‌فی الحدیث: من أَطْرَقَ مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ؛ و منه‌حدیث ابن عمر: ما أُعْطیَ رجلٌ قطّ أَفضلَ من الطَّرْقِ، یُطْرِق الرجلُ الفحل فیُلْقِح مائة فَیَذْهبُ حَیْرِیَّ دَهْرٍ‌أَی یحوی أَجره أَبَدَ الآبِدینَ، و یُطْرِقُ أَی یعیر فحله فیضرب طَرُوقَة الذی یَستَطْرِقه. و الطَّرْقُ فی الأَصل: ماء الفحل، و قیل: هو الضِّرابُ ثم سمی به الماء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: و البیضة منسوبة إِلی طَرْقِها‌أَی إِلی فحلها. و اسْتَطْرَقَهُ فحلًا: طلب منه أَن یُطْرِقَهُ إِیاه لیضرب فی إِبله. و طَرُوقَةُ الفحل: أُنثْاه، یقال: ناقة طَرُوقَةُ الفحل للتی بلغت أَن یضربها الفحل، و كذلك المرأَة. و تقول العرب: إِذا أَردت أَن یُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِها. و‌فی الحدیث: كان یُصْبِحُ جنباً من غیر طَرُوقَةٍ‌أَی زوجة، و كل امرأة طَرُوقَةُ زوجها، و كل ناقة طَرُوقَةُ فحلها، نعت لها من غیر فِعْلٍ لها؛ قال ابن سیدة: و أَری ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق فی الإِنسان حین قال له النجاشی: ما تَسْقِینی؟ قال: شراب كالوَرْس، یُطَیّب النفس، و یُكْثر الطَّرْق، و یدرّ فی العِرْق، یشدُّ العِظام، و یسهل للفَدْم الكلام؛ و قد یجوز أَن یكون الطَّرْقُ وَضْعاً فی الإِنسان فلا یكون مستعاراً. و‌فی حدیث الزكاة فی فرائض صدَقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففیها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل؛ المعنی فیها ناقة حِقَّةٌ یَطْرُقُ الفحلُ مثلها أَی یضربها و یعلو مثلها فی
لسان العرب، ج‌10، ص: 217
سنها، و هی فَعُولَةٌ بمعنی مَفْعولة أَی مركوبة للفحل. و یقال للقَلُوصِ التی بلغت الضَّرابَ و أَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هی طَرْوقَتُه. و یقال للمتزوج: كیف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ و یقال: لا أَطْرَقَ اللهُ علیك أَی لا صَیَّر لك ما تَنكْحِه. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم علی عمر، رضی الله عنه، من مصر فجرَی بینهما كلام، و أَن عمر قال له: إِن الدجاجة لتَفْحَصُ فی الرماد فَتَضَعُ لغیر الفحل و البیضة منسوبة إِلی طَرْقها، فقام عمرو مُتَرَبِّدَ الوجه؛ قوله منسوبة إِلی طَرْقها‌أَی إِلی فحلها، و أَصل الطَّرْق الضِّرَاب ثم یقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، و المعنی أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعی یصف إِبلًا: كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ و مُحَرِّقٍ أُمَّاتِهِنَّ و طَرْقُهُنَّ فَحِیلا أَی كان ذو طَرْقِها فحلًا فحیلًا أَی منجباً. و ناقة مِطْراق: قریبة العهد بطَرق الفحل إِیاها. و الطَّرْق: الفحل، و جمعه طُرُوقٌ و طُرَّاقٌ؛ قال الشاعر یصف ناقة: مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ، مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَام قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم تُرْكَبْ و لم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثت لِقاحاً، و الطِّراق: الضِّراب، و اللؤام: الذی یلائمها. قال شمر: و یقال للفحل مُطْرِق؛ و أَنشد: یَهَبُ النَّجِیبَةَ و النَّجِیبَ، إِذا شَتَا، و البازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق و قال تیم: و هل تُبْلغَنِّی حَیْثُ كانَتْ دِیارُها جُمالِیَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟ قال: و یكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَی لا تَرْغو و لا تَضِجّ. و قال خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق و هو سرعة المشی، و قال: العَنَقُ جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهری: و من هذا قیل للراجل مُطْرِق و جمعه مَطَارِیقُ، و أَما قول رؤبة: قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ فهی مناقع المیاه تكون فی بحائر الأَرض. و‌فی الحدیث: نهی المسافر أَن یأْتی أَهله طُروقاً‌أَی لیلًا، و كل آتٍ باللیل طَارِقٌ، و قیل: أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ و هو الدَّق، و سمی الآتی باللیل طَارِقاً لحاجته إلی دَق الباب. و طَرَق القومَ یَطْرُقُهم طَرْقاً و طُروقاً: جاءَهم لیلًا، فهو طارِقٌ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَی طَرَقَتْ بخیر.و جمع الطارِقَةِ طَوارِق. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من طَوارِقِ اللیل إِلا طارِقاً یَطْرُقُ بخیر.و قد جُمع طارِقٌ علی أَطْراقٍ مثل ناصرٍ و أَنصار؛ قال ابن الزبیر: أَبَتْ عینُه لا تذوقُ الرُّقاد، و عاوَدها بعضُ أَطْراقِها و سَهَّدَها، بعد نوم العِشاءِ، تَذَكُّرُ نَبْلِی و أَفْواقِها كنی بنبله عن الأَقارب و الأَهل. و قوله تعالی: وَ السَّمٰاءِ وَ الطّٰارِقِ؛ قیل: هو النجم الذی یقال له كوكب الصبح، و منه قول هند بنت عتبة، قال ابن بری: هی هند بنت بیاضة بن رباح بن طارق الإِیادی قالت یوم أُحد تحض علی الحرب: نَحْنُ بناتُ طارِق،
لسان العرب، ج‌10، ص: 218
لا نَنْثَنی لِوامِق، نَمْشی علی النَّمارِق، المِسْكُ فی المَفَارِق، و الدُّرُّ فی المَخانِق، إِن تُقْبِلوا نُعانِق، أَو تُدْبِرُوا نُفارِق، فِراقَ غَیرِ وامِق أَی أَن أَبانا فی الشرف و العلو كالنجم المضی‌ء، و قیل: أَرادت نحن بنات ذی الشرف فی الناس كأَنه النجم فی علو قدره؛ قال ابن المكرم: ما أَعرف نجماً یقال له كوكب الصبح و لا سمعت من یذكره فی غیر هذا الموضع، و تارة یطلع مع الصبح كوكب یُرَی مضیئاً، و تارة لا یطلُع معه كوكب مضی‌ء، فإِن كان قاله متجوزاً فی لفظه أَی أَنه فی الضیاء مثل الكوكب الذی یطلع مع الصبح إِذا اتفق طلوع كوكب مضی‌ء فی الصبح، و إِلا فلا حقیقة له. و الطَّارِقُ: النجم، و قیل: كل نجم طَارِق لأَن طلوعه باللیل؛ و كل ما أَتی لیلًا فهو طارِق؛ و قد فسره الفراء فقال: النجم الثّاقِب. و رجل طُرَقَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، إِذا كان یسری حتی یَطْرُق أَهله لیلًا. و أَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء بلیل. الفراء: الطَّرَقُ فی البعیر ضعف فی ركبتیه. یقال: بعیر أَطرَقُ و ناقة طَرْقاءُ بیِّنة الطَّرَقِ، و الطَّرَقُ ضعف فی الركبة و الید، طَرِقَ طَرَقاً و هو أَطْرَقُ، یكون فی الناس و الإِبل؛ و قول بشر: تری الطِّرَقَ المُعَبَّدَ فی یَدَیْها لكَذَّان الإِكَامِ، به انْتِضالُ یعنی بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل، یرید لیناً فی یدیها لیس فیه جَسْوٌ و لا یبس. یقال: بعیر أَطْرَق و ناقة طَرْقاءُ بیِّنة الطَّرَق فی یدیها لین، و فی الرَّجل طَرْقَةٌ و طِراقٌ و طِرِّیقَةٌ أَی استرخاء و تكسر و ضعف. و رجل مَطْروقٌ: ضعیف لیِّن؛ قال ابن أَحمر یخاطب امرأَته: و لا تَحْلَیْ بمَطْرُوقٍ، إِذا ما سَری فی القَوْم، أَصبح مُسْتَكِینَا و امرأَة مَطْروقَةٌ: ضعیفة لیست بمُذكَّرَة. و قال الأَصمعی: رجل مَطْروقٌ أَی فیه رُخْوَةٌ و ضعف، و مصدره الطِّرِّیقةُ، بالتشدید. و یقال: فی ریشه طَرَقٌ أَی تراكب. أَبو عبید: یقال للطائر إِذا كان فی ریشه فَتَخٌ، و هو اللین: فیه طَرَقٌ. و كَلأٌ مَطْروقٌ: و هو الذی ضربه المطر بعد یبسه. و طائر فیه طَرَقٌ أَی لین فی ریشه. و الطَّرَقُ فی الریش: أَن یكون بعضُها فوق بعض. و ریش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض؛ قال یصف قطاة: أَمّا القَطاةُ، فإِنِّی سَوْفَ أَنْعَتُها نعْتاً، یُوافِقُ نَعْتی بَعْضَ ما فیها: سَكَّاءُ مخطومَةٌ، فی ریشها طَرَقٌ، سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافیها تقول منه: اطَّرقَ جناحُ الطائر علی افْتَعَلَ أَی التف. و یقال: اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً. و الإِطْراقُ: استرخاء العین. و المُطْرِقُ: المسترخی العین خِلقةً. أَبو عبید: و یكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ فی الجفون؛ و أَنشد لمُزَرِّدٍ یرثی عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: و ما كُنْت أَخْشَی أَن تكونَ وفاتُه بِكَفَّیْ سَبَنْتی أَزرقِ العینِ مُطْرِقِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 219
و الإِطْراقُ: السكوت عامة، و قیل: السكوت من فَرَقٍ. و رجل مُطْرِقٌ و مِطْراقٌ و طِرِّیق: كثیر السكوت. و أَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم یتكلم، و أَطْرَقَ أیضاً أَی أَرخی عینیه ینظر إِلی الأَرض. و‌فی حدیث نظر الفجأَة: أَطْرِق بصَرك، الإِطْراقُ: أَن یُقْبل ببصره إِلی صدره و یسكت ساكناً؛ و‌فیه: فأَطْرَقَ ساعة‌أَی سكت، و‌فی حدیث آخر: فأَطْرَقَ رأْسَه‌أَی أَماله و أَسكنه. و‌فی حدیث زیاد: حتی انتهكوا الحَرِیمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم‌أَی استتروا بكم. و الطِّرِّیقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه یقال أَطْرِقْ كَرَا فیَسْقط مُطْرِقاً فیُؤخذ. التهذیب: الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّیق لأَنه إِذا رأَی الرجل سقط و أَطْرَق، و زعم أَبو خیرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعید أَطافوا به، و یقول أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُری، حتی یتَمَكن منه فیُلقی علیه ثوباً و یأْخذه؛ و فی المثل: أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا إِنَّ النَّعامَ فی القُرَی یضرب مثلًا للمعجب بنفسه كما یقال فَغُضَّ الطرْفَ، و استعمل بعض العرب الإِطراق فی الكلب فقال: ضَوْرِیّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، یُطْرِقُ كلبُ الحیِّ مِن حِذارِها و قال اللحیانی: یقال إِنَّ تحت طِرِّیقتِك لَعِنْدأْوةً؛ یقال ذلك للمُطْرق المُطاوِل لیأْتِی بداهیة و یَشُدّ شَدّة لیثٍ غیرِ مُتّقٍ، و قیل معناه أَی إِن فی لینِه و انْقیادِه أَحْیاناً بعضَ العُسْرِ و یقال أَی إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً و طِماحاً، و العِنْدَأْوةُ أَدْهی الدَّواهی، و قیل: هو المكر و الخدیعة، و هو مذكور فی موضعه. و الطُّرْقةُ: الرجل الأَحْمَق. یقال: إِنه لَطُرْقةٌ ما یحسن یطاق من حمقه. و طارَقَ الرجلُ بین نعلین و ثوبین: لَبِس أَحدَهما علی الآخر. و طارَقَ نعلین: خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخری، و جِلْدُ النعل طِراقُها. الأَصمعی: طارَقَ الرجلُ نعلیه إِذا أَطبَقَ نعلًا علی نعل فخُرِزَتا، و هو الطَّرّاق، و الجلدُ الذی یضربها به الطِّراقُ؛ قال الشاعر: و طِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ، ساقِطاتٌ تَلْوی بها الصحراءُ یعنی نعال الإِبل. و نعل مُطارَقة أَی مخصوفة، و كل خصیفة طِراقٌ؛ قال ذو الرمة: أَغبْاشَ لَیْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه تَطَخْطُخُ الغیمِ، حتی ما لَه جُوَبُ و طِرَاقُ النعل: ما أُطْبِقَت علیه فخُرِزَتْ به، طَرَقَها یَطْرُقُها طَرْقاً و طارَقَها؛ و كل ما وضع بعضه علی بعض فقد طُورِقَ و أَطْرقَ. و أَطْراقُ البطن: ما ركب بعضه بعضاً و تَغَضَّنَ. و‌فی حدیث عمر: فلِبْسْتُ خُفَّیْنِ مُطارَقَیْنِ‌أَی مُطبْقَینِ واحداً فوق الآخر. یقال: أَطْرَقَ النعلَ و طارَقَها. و طِرَاقُ بیضةِ الرأْس: طبقاتٌ بعضها فوق بعض. و أَطراقُ القربة: أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ و تثنَّتْ، واحدها طَرَقٌ. و الطَّرَقُ ثِنْیُ القربة، و الجمع أَطرْاقٌ و هی أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ و تثنَّتْ. ابن الأَعرابی: فی فلان طَرْقة و حَلَّة و تَوضِیع إِذا كان فیه تخنُّث.
لسان العرب، ج‌10، ص: 220
و المَجَانّ المُطْرَقَة: التی یُطْرَق بعضُها علی بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة. و یقال: أُطْرِقَت بالجلْد و العصَب أَی أُلْبِسَت، و تُرْس مُطْرَق. التهذیب: المَجانُّ المُطْرَقة ما یكون بین جِلْدین أَحدهما فوق الآخر، و الذی جاءَ‌فی الحدیث: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة‌أَی التِّراس التی أُلْبِسَتِ العَقَب شیئاً فوق شی‌ء؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛ و منه طارَق النعلَ إِذا صیَّرها طاقاً فوق طاقٍ و ركَّب بعضها علی بعض، و رواه بعضهم بتشدید الراء للتكثیر، و الأَول أَشهر. و الطِّراق: حدید یعرَّض و یُدار فیجعل بَیْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة علی حِدَة طِراق. و طائر طِراق الریش إِذا ركب بعضُه بعضاً؛ قال ذو الرمة یصف بازیاً: طِرَاق الخَوافی، واقِعٌ فَوْقَ ریعهِ، نَدَی لَیْلِه فی رِیشِه یَتَرَفْرَقُ و أَطْرَق جَناح الطائر: لَبِسَ الریش الأَعلی الریش الأَسفل. و أَطْرَق علیه اللیل: ركب بعضُه بعضاً؛ و قوله: … و لم تُطْرِقْ علیك الحُنِیُّ و الوُلُجُ «3» أَی لم یوضَع بعضُه علی بعض فتَراكَب. و قوله عز و جل: وَ لَقَدْ خَلَقْنٰا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرٰائِقَ؛ قال الزجاج: أَراد السمواتِ السبع، و إِنما سمیت بذلك لتراكُبها، و السموات السبع و الأَرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض؛ و قال الفراء: سَبْعَ طَرٰائِقَ یعنی السموات السبع كلُّ سماء طَرِیقة. و اختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقین و طرْقَة أَو طَرْقَتَینِ یعنی مرة أَو مرتین، و أَنا آتیه فی النهار طَرْقة أَو طَرْقَتَین أَی مرَّة أَو مرَّتین. و أَطْرَق إِلی اللهْو: مال؛ عن ابن الأَعرابی. و الطَّرِیقُ: السبیل، تذكَّر و تؤنث؛ تقول: الطَّریق الأَعظم و الطَّریق العُظْمَی، و كذلك السبیل، و الجمع أَطْرِقة و طُرُق؛ قال الأَعشی: فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتی، تَیَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِیفَا و‌فی حدیث سَبْرة: أَن الشیطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة؛ هی جمع طریق علی التذكیر لأَن الطریق یذكَّر و یؤنث، فجمعه علی التذكیر أَطْرِقة كرغیف و أَرْغِفة، و علی التأْنیث أَطْرُق كیمین و أَیْمُن. و قولهم: بَنُو فلان یَطَؤُهم الطریقُ؛ قال سیبویه: إِنما هو علی سَعَة الكلام أَی أَهلُ الطریق، و قیل: الطریق هنا السابِلةُ فعلی هذا لیس فی الكلام حذف كما هو فی القول الأَول، و الجمع أَطْرِقة و أَطْرِقاء و طُرُق، و طُرُقات جمع الجمع؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: یَطَأُ الطَّرِیقُ بُیُوتَهم بِعیَاله، و النارُ تَحْجُبُ و الوُجوه تُذالُ فجعل الطَّرِیقَ یَطَأُ بِعیاله بیوتَهم، و إِنما یَطَأُ بیوتَهم أَهلُ الطَّرِیق. و أُمُّ الطَّرِیق: الضَّبُع؛ قال الكُمَیْت: یُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقیّ و ناصِحٍ، تَخُصُّ به أُمُّ الطَّریقِ عِیالَها اللیث: أُمُّ طَریق هی الضَّبُع إِذا دخل الرجل علیها وِجارَها قال أَطْرِقی أُمَّ طرِیق لیست الضَّبُع هاهنا.
(3). قوله [و لم تطرق إلخ] تقدم إنشاده فی مادة سلطح: أنت ابن مسلنطح البطاح و لم تعطف علیك الحنی و الولج
لسان العرب، ج‌10، ص: 221
و بناتُ الطَّرِیق: التی تفترق و تختلِف فتأْخذ فی كل ناحیة؛ قال أَبو المثنی بن سَعلة الأَسدی: أَرْسَلْت فیها هَزِجاً أَصْواتُهُ، أَكْلَف قَبْقَابَ الهَدِیرِ صاتُهُ، مُقاتِلًا خالاته عَمّاتُهُ، آباؤُه فیها و أُمَّهاتُهُ، إِذا الطَّرِیقُ اختلفَتْ بَناتُهُ و تَطَرَّقَ إِلی الأَمر: ابتغی إِلیه طَریقاً. و الطریق: ما بین السِّكَّتَینِ من النَّخْل. قال أَبو حنیفة: یقال له بالفارسیة الرَّاشْوان. و الطَّرِیقة: السِّیرة. و طریقة الرجل: مَذْهبه. یقال: ما زال فلان علی طَرِیقة واحدة أَی علی حالة واحدة. و فلان حسن الطَّرِیقة، و الطَّرِیقة الحال. یقال: هو علی طَرِیقة حسَنة و طَریقة سَیِّئة؛ و أَما قول لَبِید أَنشده شمر: فإِنْ تُسْهِلوا فالسَّهْل حظِّی و طُرْقَتی، و إِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ قال: طُرْقَتی عادَتی. و قوله تعالی: وَ أَنْ لَوِ اسْتَقٰامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ؛ أَراد لَوِ استقاموا علی طَرِیقة الهُدی، و قیل، علی طَریقة الكُفْر، و جاءت معرَّفة بالأَلف و اللام علی التفخیم، كما قالوا العُودَ للمَنْدَل و إِن كان كل شجرة عُوداً. و طَرائقُ الدهر: ما هو علیه من تَقَلُّبه؛ قال الراعی: یا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّی طَرائِقُهْ، و لِلْمَرْءِ یَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ كذا أَنشده سیبویه یا عجباً منوناً، و فی بعض كتب ابن جنی: یا عَجَبَا، أَراد یا عَجَبی فقلب الیاء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالی: یٰا أَسَفیٰ عَلیٰ یُوسُفَ. و قولُه تعالی: وَ یَذْهَبٰا بِطَرِیقَتِكُمُ الْمُثْلیٰ؛ جاء فی التفسیر: أَن الطَّرِیقَةِ الرجالُ الأَشراف، معناه بجَماعِتكم الأَشراف، و العرب تقول للرجل الفاضل: هذا طَرِیقَة قومِه، و طَرِیقَة القوم أَماثِلُهم و خِیارُهُم، و هؤلاء طَرِیقةُ قومِهم، و إِنَّما تأْویلُه هذا الذی یُبْتَغَی أَن یجعلَه قومُه قُدْوةً و یسلكوا طَرِیقَته. و طَرائِقُ قومِهم أَیضاً: الرجالُ الأَشراف. و قال الزجاج: عندی، و الله أَعلم، أَن هذا علی الحذف أَی و یَذْهَبا بأَهْل طَریقَتِكم المُثْلی، كما قال تعالی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ؛ أَی أَهل القریة؛ الفراء: و قوله طَرٰائِقَ قِدَداً من هذا. و قال الأَخفش: بِطَرِیقَتِكُمُ الْمُثْلیٰ أَی بسُنَّتكم و دینكم و ما أَنتم علیه. و قال الفراء: كُنّٰا طَرٰائِقَ قِدَداً؛ أَی كُنَّا فِرَقاً مختلفة أَهْواؤنا. و الطّریقة: طَرِیقة الرجل. و الطَّرِیقة: الخطُّ فی الشی‌ء. و طَرائِقُ البَیْض: خطُوطُه التی تُسمَّی الحُبُكَ. و طَریقة الرمل و الشَّحْم: ما امتدَّ منه. و الطَّرِیقة: التی علی أَعلی الظهر. و یقال للخطّ الذی یمتدّ علی مَتْن الحمار طَرِیقة، و طریقة المَتْن ما امتدَّ منه؛ قال لبید یصف حمار وَحْش: فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّریقة نافِلًا اللیث: كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شی‌ء مُلْزَق بعضه ببعض فهو طَرِیقة، و كذلك من الأَلوان. اللحیانی: ثوب طَرائقُ و رَعابِیلُ بمعنی واحد. و ثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عن اللحیانی، و إِذا وصفت القَناة بالذُّبُول قِیل قَناة ذات طَرائق، و كذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة فأَخذت تَیْبَس رأَیت فیها طَرائق قد اصْفَرَّت حین أَخذت فی الیُبْس
لسان العرب، ج‌10، ص: 222
و ما لم تَیْبَس فهو علی لوْن الخُضْرة، و إِن كان فی القَنا فهو علی لَوْن القَنا؛ قال ذو الرمة یصف قَناة: حتَّی یَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ، فیها طرائقُ لَدْناتٌ علی أَوَدِ و الطَّرِیقَةُ و جمعها طَرائق: نَسِیجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، و طولها أَربع أَذرُع أَو ثمانی أَذرُع علی قَدْرِ عِظَم البیت و صِغَره، تُخَیّط فی مُلتْقَی الشِّقاق من الكِسْر إِلی الكِسْر، و فیها تكون رؤوس العُمُد، و بینها و بین الطَّرائقِ أَلْبادٌ تكون فیها أُنُوف العُمُد لئلا تَخْرِقَ الطَّرائق. و طَرَّقوا بینهم طَرائِق، و الطَّرائق: آخرُ ما یَبْقی من عَفْوةِ الكَلإِ. و الطَّرائق: الفِرَق. و قوم مَطارِیق: رَجَّالة، واحدهم مُطْرِق، و هو الرَّاجِل؛ هذا قول أَبی عبید، و هو نادر إِلا أَن یكون مَطارِیق جمع مِطْراق. و الطَّرِیقة: العُمُد، و كل عَمُود طَرِیقة. و المُطْرِق: الوَضیع. و تَطارق الشی‌ءُ تتابع. و اطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً و تَطارقت: تَبِع بعضُها بعضاً و جاءت علی خُفٍّ واحد؛ قال رؤبة: جاءتْ معاً، و اطَّرَقَتْ شَتِیتا، و هیَ تُثِیر السَّاطعَ السِّخْتِیتا یعنی الغُبار المرتفع؛ یقول: جاءت مجتمِعة و ذهبت متفرِّقة.و تركَتْ راعِیَها مَشْتُوتا و یقال: جاءت الإِبل مَطارِیق یا هذا إِذا جاء بعضُها فی إِثْر بعض، و الواحد مِطْراق. و یقال: هذا مِطراق هذا أَی مثله و شِبْهه، و قیل أَی تِلْوُه و نظیرهُ؛ و أَنشد الأَصمعی: فاتَ البُغاةَ أَبو البَیْداء مُحْتَزِماً؛ و لم یُغادِر له فی الناس مِطْراقا و الجمع مَطارِیق. و تَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بعضاً. و یقال: هذه النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَی صنعة رجل واحد. و الطَّرَق: آثار الإِبل إِذا تبع بعضُها بعضاً، واحدتها طَرَقة، و جاءت علی طَرَقة واحدة كذلك أَی علی أَثر واحد. و یقال: جاءت الإِبل مَطارِیقَ إِذا جاءت یَتْبع بعضُها بعضاً. و روی أَبو تراب عن بعض بنی كلاب: مررت علی عَرَقَة الإِبل و طَرَقَتِها أَی علی أَثرها؛ قال الأَصمعی: هی الطَّرَقة و العَرَقة الصَّفّ و الرَّزْدَقُ. و اطَّرَق الحوْضُ، علی افْتَعل، إِذا وقع فیه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد فیه. و الطَّرَق، بالتحریك: جمع طَرَقة و هی مثال العَرَقة. و الصَّفّ و الرَّزْدَق و حِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ و آثارُ الإِبل بعضها فی إِثْر بعض: طَرَقة. یقال: جاءت الإِبل علی طَرَقة واحدة و علی خُفّ واحد أَی علی أَثر واحد. و اطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بالمطر؛ قال العجاج: و اطَّرَقت إِلَّا ثلاثاً عُطَّفا و الطُّرَق و الطُّرق: الجوادُّ و آثارُ المارة تظهر فیها الآثار، واحدتها طُرْقة. و طُرَق القوس: أَسارِیعُها و الطَّرائقُ التی فیها، واحدتها طُرْقة، مثل غُرْفة و غُرَف. و الطُّرَق: الأَسارِیعُ. و الطُّرَق أَیضاً: حجارة مُطارَقة بعضها علی بعض. و الطُّرْقة: العادَة. و یقال: ما زال ذلك طُرْقَتَك
لسان العرب، ج‌10، ص: 223
أَی دَأْبك. و الطِّرْق: الشَّحْم، و جمعه أَطْراق؛ قال المَرَّار الفَقْعَسی: و قد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّی أُذِیعَ الطِّرْق و انكَفَت الثَّمِیلُ و ما به طِرْق، بالكسر، أَی قُوَّة، و أَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنی به عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه؛ و كل لحمة مستطیلة فهی طَرِیقة. و یقال: هذا بعیر ما به طِرْق أَی سِمَن و شَحْم. و قال أَبو حنیفة: الطِّرْق السِّمَن، فهو علی هذا عَرَض. و‌فی الحدیث: لا أَری أَحداً به طِرْقٌ یتخلَّف؛ الطِّرْق، بالكسر: القوَّة، و قیل: الشحم، و أَكثر ما یستعمل فی النفی. و‌فی حدیث ابن الزبیر «1»: و لیس للشَّارِب إِلا الرَّنْقُ و الطَّرْقُ‌و طَرَّقَتِ المرأَة و الناقة: نَشِب ولدُها فی بطنها و لم یسهُل خروجه؛ قال أَوس بن حجر: لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ، كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ «2». اللیث: طَرَّقَتِ المرأَة، و كلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فیقال طَرَّقَت ثم خَلُصت؛ قال أَبو منصور: و غیره یجعل التَّطْرِیق للقَطاة إِذا فَحَصَتْ للْبَیْض كأَنها تجعل له طَریقاً؛ قاله أَبو الهیثم، و جائز أَن یُستْعار فیُجعَل لغیر القَطاة؛ و منه قوله: قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ یعنی الداهیة. ابن سیدة: و طَرَّقت القطاة و هی مُطَرِّق: حان خروج بَیْضها؛ قال المُمَزِّق العَبْدی: و كذا ذكره الجوهری فی فصل مزق، بكسر الزای، قال ابن بری: و صوابه المُمَزَّق، بالفتح، كما حكی عن الفراء و اسمه شَأْسُ بن نَهار: و قد تَخِذَتْ رجْلی إِلی جَنْبِ غَرْزِها نَسِیفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أَنشده أَبو عمرو بن العلاء؛ قال أَبو عبید: و لا یقال ذلك فی غیر القطاة. و طَرَّق بحَقِّی تَطْرِیقاً: جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك. و ضَرَبَه حتی طَرَّق بِجَعْرِه أَی اخْتَضَب. و طَرَّق الإِبلَ تَطْرِیقاً: حَبَسها عن كَلإٍ أَو غیره، و لا یقال فی غیر ذلك إِلا أَن یُستعار؛ قاله أَبو زید؛ قال شمر: لا أعَرف ما قال أَبو زید فی طَرَّقْت، بالقاف، و قد قال ابن الأَعَرابی طَرَّفْت، بالفاء، إِذا طَرَده. و طَرَّقْت له من الطَّرِیق. و طَرْقاتُ الطَّرِیق: شَرَكُها، كل شَرَكة منها طَرْقَة، و الطَّرِیق: ضرْب من النَّخْل؛ قال الأَعشی: و كلّ كُمَیْتٍ كجِذْعِ الطَّرِیقِ، یَجْری علی سَلِطاتٍ لُثُمْ و قیل: الطَّرِیقُ أَطول ما یكون من النخل بلغة الیمامة، واحدته طَرِیقة؛ قال الأَعشی: طَرِیقٌ و جَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ، علیه أَبابِیلٌ مِنَ الطَّیْر تَنْعَبُ و قیل: هو الذی یُنال بالید. و نخلة طَرِیقة: مَلْساء طویلة. و الطَّرْق: ضرْب من أَصوات العُودِ. اللیث: كل
(1). قوله [و فی حدیث ابن الزبیر إلخ] عبارة النهایة: و فی حدیث النخعی الوضوء بالطرق أحب إلیّ من التیمم، الطرق الماء الذی خاضته الإِبل و بالت فیه و بعرت، و منه حدیث معاویة: و لیس للشارب إلخ (2). قوله [لها] فی الصحاح لنا
لسان العرب، ج‌10، ص: 224
صوت من العُودِ و نحوه طَرْق علی حِدَة، تقول: تضرِبُ هذه الجاریة كذا و كذا طَرْقاً. و عنده طُرُوق من الكلام، واحِدُه طَرْق؛ عن كراع و لم یفسره، و أَراه یعنی ضُرُوباً من الكلام. و الطَّرْق: النخلة فی لغة طیّ‌ء؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: كأَنه لَمَّا بدا مُخایِلا طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا و الطَّرْق و الطِّرْق: حِبالة یُصاد بها الوحش تتَّخذ كالفخّ، و قیل: الطَّرْقُ [الطِّرْقُ الفَخّ.. و أَطرق الرجل الصَّیْدَ إِذا نصَب له حِبالة. و أَطْرَق فلان لفلان إِذا مَحَل به لیُلْقِیه فی وَرْطة، أُخِذ من الطَّرْق [الطِّرْق و هو الفخّ؛ و من ذلك قیل للعدُوّ مُطْرِق و للسَّاكت مُطْرِق. و الطُّرَیْق و الأُطَیْرِقُ: نخْلة حجازیّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء التمرة و البُسْرة؛ حكاه أَبو حنیفة. و قال مرّة: الأُطَیْرِق ضرّب من النخل و هو أَبْكَر نخل الحجاز كله؛ و سماها بعض الشعراء الطُّرَیْقِین و الأُطَیْرِقِین، قال: أَ لا تَرَی إِلی عَطایا الرَّحْمَنْ مِنَ الطُّرَیْقِین و أُمِّ جِرْذانْ؟ قال أَبو حنیفة: یرید بالطُّرَیْقِین جمعَ الطُّرَیْقِ. و الطَّارِقیّة: ضرْب من القلائد. و طارق: اسم و المِطْرَقُ: اسم ناقة أَو بعیر، و الأَسبق أَنه اسم بعیر؛ قال: یَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ و مُطْرِق: موضع؛ أَنشد أَبو زید: حَیْثُ تَحَجَّی مُطْرِقٌ بالفالِقِ و أَطْرِقا: موضع؛ قال أَبو ذؤیب: علی أَطْرِقا بالیاتُ الخیامِ، إِلا الثُّمامُ و إِلا العِصِیُّ قال ابن بری: من روی الثمام بالنصب جعله استثناء من الخیام، لأَنها فی المعنی فاعلة كأَنه قال بالیاتٌ خِیامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا یظلّلُون به خِیامَهم، و مَنْ رفع جعله صفة للخیام كأَنه قال بالیةٌ خیامُها غیرُ الثُّمام علی الموضع، و أَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سیبویه حتی قال بعضهم إِن أَطْرِقا فی هذا البیت أَصله أَطْرِقاء جمع طریق بلغة هذیل ثم قصر الممدود؛ و استدل بقول الآخر: تَیَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِیفا ذهب هذا المعلِّل إِلی أَن العلامتین تَعْتَقِبان؛ قال الأَصمعی: قال أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا علی لفظ الاثنین بَلد، قال: نری أَنه سمی بقوله أَطْرِق أَی اسكت و ذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا، و هو موضع، فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَیْه: أَطْرِقا أَی اسكُتا فسمِّی به البلد، و فی التهذیب: فسمی به المكان؛ و فیه یقول أَبو ذؤَیب: علی أَطْرِقا بالیاتُ الخِیام و أَما مَنْ رواه أَطْرُقاً، فَعَلی هذا: فعل ماض. و أَطْرُق: جمع طَرِیق فیمن أَنَّث لأَن أَفْعُلًا إِنما یكسَّر علیه فَعِیل إِذا كان مؤنثاً نحو یمین و أَیْمُن. و الطِّرْیاقُ: لغة فی التِّرْیاقِ؛ رواه أَبو حنیفة. و طارِقَةُ الرجل: فَخْذُه و عَشِیرتُه؛ قال ابن أَحمر: شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتی إِلیها، و طارِقَتی بأَكْنافِ الدُّرُوبِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 225
النضر: نَعْجة مَطْرُوقة و هی التی تُوسَم بالنار علی وَسَط أُذُنها من ظاهر، فذلك الطِّراقُ، و إِنما هو خطّ أَبیض بنارٍ كأَنما هو جادّة، و قد طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، و المِیسَمُ الذی فی موضع الطِّراق له حُروف صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِیسَمُ الفَرائضِ، یقال: طَبَعَ الشَّاة.

طرمق؛ ج10، ص: 225

: ابن درید: الطُّرْمُوقُ الخُفَّاش، و قیل طُمْرُوق، و سیأْتی ذكره.

طسق؛ ج10، ص: 225

: الطَّسْق: ما یُوضَع من الوَظِیفة علی الجُرْبانِ من الخَراج المقرَّر علی الأَرض، فارسی معرب. و‌كتب عمر إِلی عثمان بن حنیف فی رَجُلین من أَهل الذمّة أَسْلَما: ارْفَعِ الجزیة عن رؤوسهما و خُذِ الطَّسْقَ من أَرْضَیْهِما.و فی التهذیب: الطَّسْق شِبْه الخَرَاج له مقدار معلوم، و لیس بعربیّ خالص. و الطَّسْقُ: مِكیال معروف.

طفق؛ ج10، ص: 225

: طَفِقَ طَفَقاً: لزم. و طَفِق یفعل كذا یَطْفَق طَفَقاً: جعل یَفْعَل و أَخذ. و فی التنزیل: وَ طَفِقٰا یَخْصِفٰانِ عَلَیْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ.* و‌فی الحدیث: فطَفِقَ یُلْقِی إِلیهم الجَبُوبَ، و هو من أَفعال المقاربة، و الجَبُوب المَدَر. اللیث: طَفِق بمعنی عَلِق یفعل كذا، و هو یجمع ظَلَّ و بات، قال و لغة ردیئة طَفَق. ابن سیدة: طَفَق، بالفتح، یَطْفِق طُفُوقاً لغة؛ عن الزجاج و الأَخفش. أَبو الهیثم: طَفِقَ و عَلِقَ و جَعَل و كادَ و كَرَب لا بُدَّ لهنَّ من صاحب یصحبهنّ یوصف بهن فیرتفع، و یطلُبْنَ الفعل المستقبل خاصة، كقولك كادَ زید یقول ذلك؛ فإِن كَنَیْت عن الاسم قلتَ كاد یقول ذاك؛ و منه قوله تعالی: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ؛ أَراد طَفِق یمسَح مَسْحاً. قال أَبو سعید: الأَعراب یقولون طَفِق فلان بما أَراد أَی ظَفِر، و أَطْفَقَه الله به إِطْفاقاً إِذا أَظفره الله به، و لئن أَطْفَقَنِی الله بفلان لأَفعلَنّ به.

طقق؛ ج10، ص: 225

: طَقْ: حكایة صْوت حجر وقع علی حَجر، و إِن ضَوعف فیقال طَقْطَق. ابن سیدة: طَقْ حكایة صوْت الحجر و الحافر، و الطَّقْطَقة فعله مثل الدَّقْدقَة. ابن الأَعرابی: الطَّقْطَقة صوْت قوائم الخیل علی الأَرض الصُّلبْة، و ربما قالوا حَبَطَقْطَقْ كأَنهم حَكَوا صوت الجَرْی؛ و أَنشد المازنی: جَرَتِ الخیلُ فقالتْ: حَبَطَقْطَقْ حَبَطَقْطَقْ الجوهری: لم أَر هذا الحرف إِلا فی كتابه. و طِقْ: صوْت الضِّفْدع إِذا وثَب من حاشیة النهر؛ یقال: لا یساوی طِقْ.

طلق؛ ج10، ص: 225

: الطَّلْق: طَلق المخاض عند الوِلادة. ابن سیدة: الطَّلْق وجَع الولادة. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنّ رجلًا حج بأُمّه فَحملها علی عاتِقه فسأَله: هل قَضَی حَقَّها؟ قال: و لا طَلْقَة واحدة؛ الطَّلْق: وجع الولادة، و الطَّلْقَة: المرّة الواحدة، و قد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً، علی ما لم یسمّ فاعله، و طَلُقت، بضم اللام. ابن الأَعرابی: طَلُقَت من الطلاق أَجود، و طَلَقَت بفتح اللام جائز، و من الطَّلْق طُلِقَت، و كلهم یقول: امرأَة طالِق بغیر هاء؛ و أَما قول الأَعشی: أَیا جارَتا بِیِنی، فإِنك طالِقَه فإِن اللیث قال: أَراد طالِقة غداً. و قال غیره: قال طالِقة علی الفعل لأَنها یقال لها قد طَلَقَت فبنی النعت
لسان العرب، ج‌10، ص: 226
علی الفعل، و طَلاقُ المرأَة: بینونتها عن زوجها. و امرأَة طالِق من نسوة طُلَّق و طالِقة من نسوة طَوَالِق؛ و أَنشد قول الأَعشی: أَ جارَتنا بِینی، فإِنك طالقه كذاكِ أُمور الناس غادٍ و طارِقَه و طَلَّق الرجل امرأَته و طَلَقت هی، بالفتح، تَطْلُق طَلاقاً و طَلُقَت، و الضم أَكثر؛ عن ثعلب، طَلاقاً و أَطْلَقها بَعْلُها و طَلَّقها. و قال الأَخفش: لا یقال طَلُقت، بالضم. و رجل مِطْلاق و مِطْلیق و طلِّیق و طُلَقة، علی مثال هُمَزة: كثیر التَّطْلیق للنساء. و‌فی حدیث الحسن: إِنك رجل طلِّیق‌أَی كثیر طَلاق النساء، و الأَجود أَن یقال مِطْلاق و مِطْلِیق؛ و منه‌حدیث علیّ، علیه السلام: إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه.و طَلَّق البلادَ: تركها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ و بِغْضَةٍ، مُطَلِّقُ بُصْرَی، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قال: و قال العقیلی و سأله الكسائی فقال: أَ طَلّقْت امرأَتك؟ فقال: نعم و الأَرض من ورائها و طَلَّقت البلاد: فارقْتها. و طَلّقْت القوم: تركتُهم؛ و أَنشد لابن أَحمر: غَطارِفَة یَرَوْن المجدَ غُنْماً، إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِیالا أَی تركهم كما یترك الرجل المرأَة. و‌فی حدیث عثمان و زید: الطَّلاقُ بالرجال و العِدَّة بالنساء، هذا متعلق بهؤلاء و هذه متعلّقة بهؤلاء، فالرجال یُطَلِّق و المرأَة تعتدُّ؛ و قیل: أَراد أَن الطلاق یتعلّق بالزوج فی حرّیته و رقِّه، و كذلك العدة بالمرأَة فی الحالتین، و فیه بین الفقهاء خلاف: فمنهم من یقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبین إِلا بثلاث و تَبِین الأَمة تحت الحر باثنتین، و منهم من یقول إِن الحرّة تَبِین تحت العبد باثنتین و لا تبین الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث، و منهم من یقول إِذا كان الزوج عبداً و هی حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَین فإِنها تَبِین باثنتین، و أَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر و عشراً، و بالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِیَض، تحت حرّ كانت أَو عبدٍ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرین و خمساً أَو طُهْرین أَو حَیْضتین، تحت عبد كانت أَو حرّ. و‌فی حدیث عمر و الرجل الذی قال لزوجته: أَنتِ خلیَّة طالِقٌ؛ الطالِقُ من الإِبل: التی طُلِقت فی المرعَی، و قیل: هی التی لا قَیْد علیها، و كذلك الخلیَّة. و طَلاقُ النساء لمعنیین: أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح، و الآخر بمعنی التخلیة و الإِرْسال. و یقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِیقٌ أَی صار حرّاً. و أَطْلَق الناقة من عِقَالها و طَلَّقَها فطَلَقَت: هی بالفتح، و ناقة طَلْق و طُلُق: لا عِقال علیها، و الجمع أَطْلاق. و بعیر طَلْق و طُلُق: بغیر قَیْد. الجوهری: بعیر طُلُق و ناقة طُلُق، بضم الطاء و اللام، أَی غیر مقیَّد. و أَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت. و الطالِق من الإِبل: التی قد طَلَقت فی المرعی. و قال أَبو نصر: الطالق التی تَنْطَلق إِلی الماء و یقال التی لا قَیْد علیها، و هی طُلُق و طالِق أَیضاً و طُلُق أَكثر؛ و أَنشد: مُعَقَّلات العیس أَو طَوالِقِ أَی قد طَلَقَت عن العقال فهی طالِق لا تحبَس عن الإِبل. و نعجة طالِق: مُخَلَّاة ترعَی وحْدَها، و حبَسُوه فی السِّجْن طَلْقاً أَی بغیر قید و لا كَبْل. و أَطْلَقَه،
لسان العرب، ج‌10، ص: 227
فهو مُطْلَق و طَلِیق: سرّحه؛ و أَنشد سیبویه: طَلِیق الله، لم یَمْنُنْ علیه أَبُو داودَ، و ابنُ أَبی كَبِیر و الجمع طُلقَاء، و الطُّلَقاء: الأُسراء العُتَقاء. و الطَّلیق: الأَسیر الذی أُطْلِق عنه إِسارُه و خُلِّیَ سبِیلُه. و الطَّلِیقُ: الأَسِیر یُطْلَق، فَعِیلٌ بمعنی مفعول؛ قال ذو الرمة: و تَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِیّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ و تُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَی تُسْتر، و تُطْلَق إِذا انجلی عنها الغیم، یعنی الأَقاحی إِذا طلعت الشمس علیها فقد طُلِقَت. و أَطْلَقْت الأَسیر أَی خلیَّته. و‌فی حدیث حنین: خرج و معه الطُّلَقاء؛ هم الذین خَلَّی عنهم یوم فتح مكة و أَطْلَقَهم فلم یَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِیق و هو الأَسِیر إِذا أُطْلِق سبیله. و‌فی الحدیث: الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَیش و العُتَقاءُ من ثَقِیف، كأَنَّه میَّز قریشاً بهذا الاسم حیث هو أَحسن من العُتَقاء. و الطُّلَقاء: الذین أُدخِلوا فی الإِسلام كرهاً؛ حكاه ثعلب، فإِما أَن یكون من هذا، و إِما أَن یكون من غیره. و ناقة طالِقٌ: بلا خطام، و هی أَیضاً التی ترسل فی الحی فترعی من جَنابِهم حیث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت و لا تُنَحَّی فی المسرح؛ قال أَبو ذؤَیب: غدت و هی مَحْشوكةٌ طالِق و نعجة طالِق أَیضاً: من ذلك، و قیل: هی التی یحتبس الراعی لَبَنها، و قیل: هی التی یُتْرَك لبنها یوماً و لیلة ثم یُحْلب. و الطَّالِق من الإِبل: التی یتركها الراعی لنفسه لا یحتلبها علی الماء، یقال: اسْتَطْلق الراعی ناقة لنفسه، و الطَّالِقُ: الناقة یُحَلُّ عنها عِقالُها؛ قال: مُعَقَّلات العِیسِ أَو طَوَالِق و أَنشد ابن بری أَیضاً لإِبراهیم بن هَرْمَةَ: تُشْلی كبیرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً، و یُرمِّقُونَ صغارَها تَرْمیقا أَبو عمرو: الطَّلَقَة النوق التی تُحْلب فی المرعی. ابن الأَعرابی: الطالِقُ الناقة ترسل فی المرعی. الشیبانی: الطالِقُ من النوق التی یتركها بِصِرارِها؛ و أَنشد للحطیئة: أَقیموا علی المِعْزَی بدار أَبیكُمُ، تَسُوفُ الشِّمالُ بین صَبْحَی و طالِقِ قال: الصَّبْحَی التی یحلبها فی مبركها یَصْطَبِحُها، و الطَّالِقُ التی یتركها بصرارها فلا یحلبها فی مبركها، و الجمع المَطالِیق و الأَطْلاق «3». و قد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَی حُلَّ عقالُها؛ و قال شمر: سأَلت ابن الأَعرابی عن قوله: ساهِم الوَجْه من جَدِیلةَ أَو نَبْهانَ، أَفْنی ضِراه للإِطْلاقِ قال: هذا یكون بمعنی الحلّ و الإِرسال، قال: و إِطْلاقُه إِیَّاها إِرسالها علی الصید أَفناها أَی بقَتْلِها. و الطَّالِقُ و المِطْلاقُ: الناقة المتوجهة إِلی الماء، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً و طُلوقاً و أَطْلَقَها؛ قال
(3). قوله [و الجمع المطالیق و الأَطلاق] عبارة القاموس و شرحه: و ناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلی الماء كالمطلاق، و الجمع أَطلاق و مطالیق كصاحب و أَصحاب و محاریب و محراب، أَو هی التی تترك یوماً و لیلة ثم تحلب
لسان العرب، ج‌10، ص: 228
ذو الرمة: قِراناً و أَشْتاتاً و حادٍ یَسُوقُها، إِلی الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْلِق و لیلةُ الطَّلَق: اللیلة الثانیة من لیالی توجّهها إِلی الماء. و قال ثعلب: إِذا كان بین الإِبل و الماء یومان فأَول یوم یُطْلب فیه الماء هو القَرَب، و الثانی الطَّلَق؛ و قیل: لیلة الطَّلَق أَن یُخَلِّیَ وُجوهَها إِلی الماء، عبَّر عن الزمان بالحدث، قال ابن سیدة: و لا یعجبنی. أَبو عبید عن أَبی زید: أَطْلَقْتُ الإِبل إِلی الماءِ حتی طَلَقَت طَلْقاً و طُلوقاً، و الاسم الطَّلَق، بفتح اللام. و قال الأَصمعی: طَلَقَت الإِبلُ فهی تَطْلُق طَلْقاً، و ذلك إِذا كان بینها و بین الماء یومان، فالیوم الأَول الطَّلَق، و الثانی القَرَب، و قد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً، و قال: إِذا خلَّی وُجوهَ الإِبل إِلی الماءِ و تركها فی ذلك ترعی لَیْلَتَئذ فهی لیلة الطَّلَق، و إِن كانت اللیلة الثانیة فهی لیلة القَرَب، و هو السَّوق الشدید؛ و إِذا خلَّی الرجلُ عن ناقته قیل طَلّقها، و العَیْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّی عنها قیل طَلَّقها، و إِذا اسْتَعْصَت العانةُ علیه ثم انْقَدْنَ له قیل طَلَّقْنَه؛ و أَنشد لرؤبة: طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا و أُطْلِقَ القومُ، فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم، و فی المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق فی طلب الماء، و الطَّلَق: سیر اللیل لوِرْدِ الغِبِّ، و هو أَن یكون بین الإِبل و بین الماء لیلتان، فاللیلة الأُولی الطَّلَق یُخَلِّی الراعی إِبلَه إِلی الماء و یتركها مع ذلك ترعی و هی تسیر، فالإِبل بعد التَّحویز طَوالِقُ، و فی اللیلة الثانیة قَوارِبُ. و الإِطْلاق فی القائمة: أَن لا یكون فیها وَضَحٌ، و قوم یجعلون الإِطْلاق أَن یكون ید و رجل فی شِقّ مُحَجَّلَتین، و یجعلون الإِمْساك أَن یكون ید و رجل لیس بهما تحجیل. و فرس طُلُقُ إِحدی القوائم إِذا كانت إِحدی قوائمه لا تحجیل فیها. و‌فی الحدیث: خیرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ الیدِ الیمنی‌أَی مُطْلَقُها لیس فیها تحجیل؛ و طَلُقَت یدُه بالخیر طَلاقةً و طَلَقَت و طَلَقَها به یَطْلُقها و أَطْلَقها؛ أَنشد أَحمد بن یحیی: أُطْلُقْ یَدَیْك تَنْفَعاك یا رَجُلْ بالرَّیْثِ ما أَرْوَیْتَها، لا بالعَجَلْ و یروی: أَطْلِقْ … و یقال: طَلَقَ یده و أَطْلقَها فی المال و الخیر بمعنی واحد؛ قال ذلك أَبو عبید و رواه الكسائی فی باب فَعَلْت و أَفْعَلْت، و یدُه مَطْلوقة و مُطْلَقة. و رجل طَلْقُ الیدین و الوجه و طَلِیقُهما: سَمْحُهما. و وجه طَلْقٌ و طِلْقٌ و طُلْقٌ؛ الأَخیرتان عن ابن الأَعرابی: ضاحك مُشْرِق، و جمعُ الطَّلْقِ طَلْقات. قال ابن الأَعرابی: و لا یقال أَوْجُهٌ طَوالِق إِلَّا فی الشعر، و امرأَة طَلْقةُ الیدین. و وجه طَلِیقٌ كطَلْق، و الاسمُ منها و المصدر جمیعاً الطَّلاقةُ. و قد طَلُق الرجلُ، بالضم طَلاقةً فهو طَلْقٌ و طَلِیقٌ أَی مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه. و وجه مُنْطَلِق: كطَلْق، و قد انْطَلَق؛ قال الأَخطل: یَرَوْنَ قِرًی سَهْلًا و داراً رَحِیبةً، و مُنْطَلَقاً فی وَجْهِ غیرِ بَسُورِ و یقال: لقیته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌10، ص: 229
یَرْعَوْنَ وَسْمِیّاً وَصَی نَبْتُه، فانْطَلَقَ الوجهُ و دقَّ الكُشُوحْ و‌فی الحدیث: أَفْضلُ الإِیمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك و أَنت طَلِیقٌ‌أَی مستبشر منبسط الوجه؛ و منه‌الحدیث: أَن تَلْقاه بوجه طَلِق.و تَطَلّقَ الشی‌ءَ: سُرَّ به فبدا ذلك فی وجهه. أَبو زید: رجل طَلِیقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن، و طَلْق الوجه إِذا كان سخِیّاً، و مثله بعیر طَلْقُ الیدین غیر مقید، و جمعه أَطلاق. الكسائی: رجل طُلُقٌ، و هو الذی لیس علیه شی‌ء. و یوم طَلْقٌ بیِّن الطَّلاقة، و لیلةٌ طَلْقٌ أَیضاً و لیلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لا برد فیه و لا حرّ و لا مطر و لا قُرّ، و قیل: و لا شی‌ء یؤذی، و قیل: هو اللیِّنُ القُرِّ من أَیام طَلْقات، بسكون اللام أَیضاً، و قد طَلُقَ طُلوقةً و طَلاقةً. أَبو عمرو: لیلة طَلْقٌ لا برد فیها؛ قال أَوس: خَذَلْتُ علی لَیْلةٍ ساهِرهْ، فلَیْسَتْ بِطَلْقٍ و لا ساكِرهْ و لیالٍ طَلْقات و طَوالِقُ. و قال أَبو الدقیش: و إنها لطَلْقةُ الساعة؛ و قال الراعی: فلما عَلَتْه الشمسُ فی یومِ طَلْقةٍ یرید یومَ لیلةٍ طَلْقةٍ لیس فیها قُرٌّ و لا ریح، یرید یومها الذی بعدها، و العرب تبدأُ باللیل قبل الیوم؛ قال الأَزهری: و أَخبرنی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال فی بیت الراعی و بیت آخر أَنشده لذی الرمة: لها سُنَّةٌ كالشمسِ فی یومِ طَلْقةٍ قال: و العرب تضیف الاسم إِلی نعته، قال: و زادوا فی الطَّلْق الهاء للمبالغة فی الوصف كما قالوا رجل داهیة، قال: و یقال لیلةٌ طَلْقٌ و لیلة طَلْقةٌ أَی سهلة طْیبة لا برد فیها، و‌فی صفة لیلة القدر: لیلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ‌أَی سهلة طیبة. یقال: یوم طَلْقٌ و لیلة طَلْقٌ و طَلْقةٌ إِذا لم یكن فیها حرّ و لا برد یؤذیان، و قیل: لیلة طَلْقٌ و طَلْقةٌ و طالِقة ساكنة مُضِیئة، و قیل: الطَّوالِق الطیبةُ التی لا حر فیها و لا برد؛ قال كثیِّر: یُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً و یَزینُه نَدًی، و لیَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق و زعم أَبو حنیفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة، و قد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر علی فواعل إِلا أَن یشذ شی‌ء. و رجل طَلْقُ اللسانِ و طُلُقٌ و طُلَقٌ و طَلِیق: فَصِیح، و قد طَلُق طُلوقةً و طُلوقاً، و فیه أَربع لغات: لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ، و طَلِیق ذَلِیق، و طُلُقٌ ذُلُقٌ، و طُلَقٌ ذُلَقٌ؛ و منه‌فی حدیث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَلْقٍ‌أَی ماضی القول سریع النطق، و هو طَلِیق اللسان و طِلْقٌ و طَلْقٌ، و هو طَلِیقُ الوجه و طَلْقُ الوجه. و قال ابن الأَعرابی: لا یقال طُلَقٌ ذُلَقٌ، و الكسائی یقولهما، و هو طَلْقُ الكف و طَلِیقُ الكف قریبان من السواء. و قال أَبو حاتم: سئل الأَصمعی فی طُلُقٍ أَو طُلَقٍ فقال: لا أَدری لسان طُلُقٍ أَو طُلَق؛ و قال شمر: طَلُقَت یدُه و لسانه طُلوقَةً و طُلوقاً. و قال ابن الأَعرابی: یقال هو طَلِیقٌ و طُلُقٌ و طالِقٌ و مُطْلَقٌ إِذا خُلِّی عنه، قال: و التَّطْلِیقُ التخلیة و الإِرسال و حلُّ العقد، و یكون الإِطلاقُ بمعنی الترك و الإِرسال، و الطَّلَق الشَّأْوُ، و قد أَطْلَقَ رِجْلَه. و اسْتَطْلَقَه: استعجله. و اسْتَطْلَقَ بطنُه: مشی. و اسْتِطلاقُ البطن: مَشْیُه، و تصغیره تُطَیْلِیق،
لسان العرب، ج‌10، ص: 230
و أَطْلَقَه الدواء. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا اسْتَطْلَق بطنُه‌أَی كثر خروج ما فیه، یرید الإِسهال. و استطلق الظبیُ و تَطلَّق: اسْتَنَّ فی عَدْوِه فمضی و مرّ لا یلوی علی شی‌ء، و هو تَفَعَّلَ، و الظبی إِذا خَلَّی عن قوائمه فمضی لا یلوی علی شی‌ء قیل تَطَلَّقَ. قال: و الانطِلاقُ سرعة الذهاب فی أَصل المحْنة. و یقال: ما تَطَّلِقُ نفسی لهذا الأَمر أَی لا تنشرح و لا تستمر، و هو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ، و تصغیر الاطِّلاق طُتَیْلِیق، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولی كما تقول فی تصغیر اضطراب ضُتَیرِیب، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد، و الانطِلاقُ: الذهاب. و یقال: انْطُلِقَ به، علی ما لم یسمَّ فاعله، كما یقال انقُطِع به. و تصغیر مُنْطَلِق مُطَیْلِق، و إَن شئت عوّضت من النون و قلت مُطَیْلِیق، و تصغیر الانطِلاق نُطَیْلِیق، لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم یلزم تحریكه بالضم للتحقیر، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذی كانت الهمزة اجتُلِبت له، فبقی نُطْلاق و وقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فیه التعویض، كما تقول دُنَیْنِیر لأَن حرف اللین إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم یسقط إِلا فی ضرورة الشعر، أَو یكون بعده یاء كقولهم فی جمع أُثْفِیّة أَثافٍ، فقِسْ علی ذلك. و یقال: عَدا الفرسُ طَلَقاً أَو طَلَقَین أَی شَوْطاً أَو شَوْطین، و لم یُخصّص فی التهذیب بفرس و لا غیره. و یقال: تَطلَّقَت الخیلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْتبَس إِلی الغایة، قال: و الطَّلَقُ الشوط الواحد فی جَرْی الخیل. و التَّطَلُّقُ أَن یبول الفرس بعد الجری؛ و منه قوله: فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظامِ، لم یَتَطَلَّقْ و لم یُغْسَل لم یُغْسَل أَی لم یعرق. و‌فی الحدیث: فرَفَعْتُ فرسی طَلَقاً أَو طَلَقَین؛ هو، بالتحریك، الشوط و الغایة التی یجری إِلیها الفرس. و الطَّلَقُ، بالتحریك: قید من أَدَمٍ، و فی الصحاح: قید من جلود؛ قال الراجز: عَوْدٌ علی عَوْدٍ علی عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها، و اللیلُ یرمی بالغَسَقْ، مَشاجِبٌ و فِلْقُ سَقْبٍ و طَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِیُبْسهِ و قلة لحمه، و شبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ، و السَّقْب خشبة من خشبات البیت، و شبّه الطریق بالطَّلَق و هو قید من أَدَمٍ. و‌فی حدیث حنین: ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَیَّد به الجمَلَ؛ الطَّلَقُ، بالتحریك: قید من جلود. و الطَّلَق: الحبل الشدید الفتل حتی یَقوم؛ قال رؤبة: مُحَمْلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ و‌فی حدیث ابن عباس: الحیاءُ و الإِیمانُ مَقْرونان فی طَلَقٍ؛ الطَّلَقُ هاهنا: حبل مفتول شدید الفتل، أَی هما مجتمعان لا یفترقان كأَنهما قد شُدَّا فی حبل أَو قید. و طَلَق البطن «4»: جُدَّتُه، و الجمع أَطلاق؛ و أَنشد: تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، و قارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِیبٌ، و هُنَّ حَبائِبُه أَبو عبیدة: فی البطن أَطْلاق، واحدُها طَلَقٌ، متحرك، و هو طرائق البطن. و المُطَلَّقُ: المُلَقَّح من النخل، و قد أَطْلَقَ
(4). قوله [و طلق البطن إلخ] عبارة الأساس: و أطلقت الناقة من عقالها فطلقت و هی طالق و طلق، و إبل أطلاق؛ قال ذو الرمة: تقاذفن … إلخ
لسان العرب، ج‌10، ص: 231
نخله و طَلَّقها إِذا كانت طِوالًا فأَلقحها. و أَطْلَقَ خَیْلَه فی الحَلْبة و أَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً. قال: و طَلَق أَعطی، و طَلِقَ إِذا تباعد. و الطِّلْقُ، بالكسر: الحلال؛ یقال: هو لك طِلْقاً طلْقٌ أَی حلال. و‌فی الحدیث: الخیلُ طِلْقٌ؛ یعنی أَن الرِّهان علی الخیل حلال. یقال: أَعطیته من طِلْقِ مالی أَی صَفْوه و طَیِّبِه. و أَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَی خارجٌ منه. و طُلِّقَ السلیمُ، علی ما لم یُسمَّ فاعله: رجعت إِلیه نفسهُ و سكن وجعه بعد العِداد، فهو مُطَلَّق؛ قال الشاعر: تَبِیتُ الهُمُوم الطارِقاتُ یَعُدْنَنی، كما تَعْتَرِی الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ و قال النابغة: تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها، تُطَلِّقه طَورْاً، و طَوْراً تُراجِعُهْ و الطَّلَقُ: ضرب من الأَدْویة، و قیل: هو نبت تستخرج عصارته فیتطلَّی به الذین یدخلون فی النار. الأَصمعی: یقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ، متحرك. و طَلْقٌ و طَلَق: اسمان.

طمرق؛ ج10، ص: 231

: الطُّمْروقُ: اسم من أَسماء الخفَّاش.

طهق؛ ج10، ص: 231

: الطَّهْقُ: سرعة المشی، یمانیة زعموا.

طوق؛ ج10، ص: 231

: الطَّوْقُ: حَلْیٌ یجعل فی العنق. و كل شی‌ء استدار فهو طَوْقٌ كطَوْق الرَّحی الذی یُدِیر القُطْب و نحو ذلك. و الطَّوْقُ: واحدُ الأَطْواق، و قد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَی أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه، و قیل: الطَّوْقُ ما استدار بالشی‌ء، و الجمع أَطْواقٌ. و المُطَوَّقةُ: الحمامةُ التی فی عنقها طَوْقٌ. و المُطَوَّقُ من الحمام: ما كان له طَوْقٌ. و طَوَّقَه بالسیف و غیره و طَوَّقه إِیّاه: جعله له طَوْقاً. و فی التنزیل: سَیُطَوَّقُونَ مٰا بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ؛ یعنی مانع الزكاة یُطَوَّقُ ما بخل به من حق الفقراء من النار یوم القیامة، نعوذ بالله من سخط الله. و یروی‌فی حدیث: مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأَرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِین؛ یقول: جُعِل له طَوْقاً فی عنقه أَی یخسف الله به الأَرض فتصیر البقعة المغصوبة منها فی عنقه كالطَّوْق، و قیل: هو أَن یُطَوَّقَ حملَها یوم القیامة أَی یُكلَّف فیكون من طَوْق التكلیف لا من طَوْق التقلید؛ و من الأَول‌حدیث الزكاة: یُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ‌أَی یجعل له كالطَّوْق فی عنقه؛ و منه‌الحدیث: و النخلُ مُطَوقة بثمرها‌أَی صارت أَعذاقُها كالأَطْواق فی الأَعناق؛ و من الثانی‌حدیث أَبی قتادة و مُراجعةِ النبی، صلی الله علیه و سلم، فی الصوم فقال، صلی الله علیه و سلم: ودِدْت أَنِّی طُوِّقْتُ ذلك‌أی لیته جُعِل داخلًا فی طاقَتی و قدرتی، و لم یكن، صلی الله علیه و سلم، عاجزاً عن ذلك غیرَ قادر علیه لضعف منه و لكن یحتمل أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التی تلتزمه لنسائه، فإِن إِدامةَ الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه. و تَطَوَّقَت الحیّةُ علی عنقه: صارت علیه كالطَّوْق. و الطَّوْقة: أَرض سهلة مستدیرة فی غِلَظ. و طائقُ كلّ شی‌ء مثل طوقه، و فی التهذیب: طائق كل شی‌ءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، و الجمع الأَطْواق. ابن سیدة: و من الشاذ قراءة ابن عباس و مجاهد و عكرمة: و علی الذین یُطَوَّقُونه، یَطَّوَّقُونه و یُطَیَّقُونه و یَطَّیَّقُونَهُ، ف یُطَوَّقُونه یجعل كالطَّوْق فی أَعناقهم، و یَطَّوَّقونه أَصله یتطوَّقونه فقُلبَتْ التاء طاء و أُدغمتْ فی الطاء، و یُطَیَّقونه أَصله یُطَیْوَقونه
لسان العرب، ج‌10، ص: 232
فقلبت الواو یاء كما قلبتَها فی سیّد و میّت، و قد یجوز أَن یكون القلب علی المعاقبة كتَهوّر و تهیّر، علی أَن أَبا الحسن قد حكی هارَ یَهیر، فهذا یُؤنِس أَن یاء تهیّر وضْعٌ و لیست علی المعاقبة، قال: و لا تحملن هارَ یَهِیر علی الواو قیاساً علی ما ذهب إِلیه الخلیل فی تاهَ یَتِیه و طاحَ یَطیح فإِن ذلك قلیل، و من قرأَ یَطَّیَّقونه جاز أَن یكون یَتَفَیْعلونه، أَصله یَتَطَیْوَقونه فقلبت الواو یاء كما تقدم فی میّت و سیّد، و تجوز فیه المعاقبة أیضاً علی تهیّر، و یجوز أَن یكون یُطَوَّقُونه بالواو، و صیغة ما لم یسم فاعله یُفَوْعَلونه إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت. و طَوَّقْتُك الشی‌ء أَی كلَّفْتكَه. و طَوَّقَنی اللهُ أَداءَ حَقِّك أَی قَوّانی. و طوَّقتْ له نفسُه: لغة فی طَوَّعَت أَی رَخَّصت و سَهَّلت؛ حكاها الأَخفش. و الطَّائِقُ: حجر أَو نَشَزٌ یَنْشُز فی الجبل نادر، منه، و فی البئر مثل ذلك ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة؛ و قال عمارة بن طارق فی صفة الغرب: مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّساتِق، ذی كِدْنةٍ علی جِحافِ الطَّائِق، أَخْضَر لم یُنْهَكْ بُموسَی الحالِق أَی ذو قوة علی مُكاوَحةِ تلك الصخرة؛ و قال فی جمعه: علی مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق و الطائِقُ: ما بین كل خشبتین من السفینة. أَبو عبید: الطَّائِقُ ما بین كل خشبتین. و یقال: الطائِق إِحدی خشبات بطن الزَّوْرَق. أَبو عمرو الشیبانی: الطائِقُ وسط السفینة؛ و أَنشد للبید: فالْتامَ طائِقُها القدیمُ، فأَصْبَحَتْ ما إِنْ یُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ الأَصمعی: الطائِقُ ما شَخَصَ من السفینة كالحَیْدِ الذی ینحدر من الجبل؛ قال ذو الرمة: قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ قال: و هو حرف نادر فی القُنّة. اللیث: طائِقُ كل شی‌ء ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، و جمعه أَطْواقٌ، و الطَّاقاتُ جمع طاقةٍ. و یقال للكَرِّ الذی یُصْعَد به إِلی النخلة الطَّوْق، و هو البَرْوَنْد بالفارسیة؛ قال الشاعر یصف نخلة: و مَیّالة فی رأْسها الشَّحْمُ و النَّدَی، و سائرُها خالٍ من الخیر یابِسُ تَهَیَّبها الفِتْیانُ حتی انْبَرَی لها قَصِیرُ الخُطی، فی طَوْقِه، مُتَقاعِسُ یعنی البروند؛ التهذیب: أَنشد عمر بن بكر: بَنی بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا، یُغَنِّی، فی طَوائِقه، الحَمامُ قال: طَوائِقه عُقوده؛ قال الأَزهری: وصف قَصْراً. و الطَّوائِقُ: جمع الطَّاقِ الذی یُعْقَد بالآجُرّ، و أَصله طائِقٌ و جمعه طَوائِقُ علی الأَصل مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة؛ و أَنشد لعمرو بن حسان: أَجِدَّكَ هل رأَیتَ أَبا قُبَیْسٍ، أَ طالَ حیاتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ بنی بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً، یُغَنِّی فی طوائقه الحَمامُ قال: و یجمع أَیضاً أَطْواقاً. و الطَّوْقُ و الإِطاقةُ: القدرة علی الشی‌ء. و الطَّوْقُ: الطَّاقةُ. و قد طاقَه
لسان العرب، ج‌10، ص: 233
طَوْقاً و أَطاقَه إِطاقةً و أَطاقَ علیه، و الاسم الطَّاقةُ. و هو فی طَوْقی أَی فی وُسْعی؛ قال ابن بری: و قول عمرو بن أُمامة: لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه، إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه، كالثَّوْرِ یَحْمی جِلْدَه بِرَوْقِه أَراد بالطَّوْق العُنق، و رواه اللیث: كل امرئ مجاهد بطوقه قال: و الطَّوْقُ الطاقةُ أَی أَقصی غایته، و هو اسم لمقدار ما یمكن أَن یفعله بمشقَّة منه. ابن الأَعرابی: یقال طُقْ طُقْ من طاقَ یَطُوق إِذا أَطاق. اللیث: الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة؛ و أَنشد: كل امرئ مُجاهِد بطوقه، و الثور یحمی أَنفه بروقه یقول: كل امرئ مُكلّف ما أَطاق؛ قال أَبو منصور: یقال طاقَ یَطُوق طَوْقاً و أَطاقَ یُطیقُ إِطاقةً و طاقةً، كما یقال طاعَ یَطُوع طَوْعاً و أَطاعَ یُطیع إِطاعةً و طاعةً. و الطَّاقةُ و الطاعةُ: اسمان یوضَعان موضع المصدر؛ قال سیبویه: و قالوا طَلَبْتَه طاقَتَك، أَضافوا المصدر و إِن كان فی موضع الحال، كما ادخلوا فیه الأَلف و اللام حین قالوا أَرسلَها العِراكَ، و أَما طَلَبْتُه طاقَتی فلا یكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا یكون إِلا كذلك. و الطاقةُ: شُعْبَةٌ من رَیْحان أَو شَعَر و قُوَّةٌ من الخیط أَو نحو ذلك. و یقال: طاقُ نعلٍ و طاقةُ رَیْحانٍ، و الطاقُ: ما عطف من الأَبنیة، و الجمع الطَّاقات. و الطَّیقان: فارسی معرب. و الطاق: عَقْدُ البناء حیث كان، و الجمع أَطواق و طِیقانٌ. و الطَّاقُ: ضَرْبٌ من الملابس. قال ابن الأَعرابی: هو الطَّیْلَسان، و قیل هو الطیلسان الأَخضر؛ عن كراع؛ قال رؤبة: و لو تَرَی، إِذْ جُبَّتی مِنْ طاقِ، و لِمَّتی مِثْلُ جَناحِ غاقِ و قال الشاعر: لقد تَرَكتْ خُزَیْبَةُ كلَّ وغْدٍ تَمَشَّی بینَ خاتامٍ و طاقِ و الطِّیقانُ جمع طاق: الطَّیْلَسان مثل ساج و سِیجان؛ قال ملیح الهذلی: من الرَّیْطِ و الطِّیقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم، كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو و تَخْطِفُ و الطَّاقُ: ضَرْبٌ من الثیاب؛ قال الراجز: یَكْفِیك، من طاقٍ كثیر الأَثْمان، جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان قال ابن بری: الطَّاقُ الكساء، و الطَّاقُ الخِمارُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: سائِلَة الأَصداغ یَهْفُو طاقُها، كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها و فسره فقال أَی خمارها یطیر و أَصداغها تتطایر من مخاصمتها. و رأَیت أَرضاً كأَنَّها الطیقانُ إِذا كثر نباتها. و شراب الأَطْواق: حَلَبُ النارَجِیل، و هو أَخبث من كل شراب یُشْرَب و أَشدُّ إِفساداً للعقل. و ذات الطُوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:
لسان العرب، ج‌10، ص: 234
تَرْمی ذِراعَیْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً، و قد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ و الطَّوْقُ: أَرض سهلة مستدیرة. و طاقُ القوس: سِیَتُها، و قال ابن حمزة: طائِقُها لا غیر، و لا یقال طاقُها.

فصل العین المهملة؛ ج10، ص: 234

عبق؛ ج10، ص: 234

: عَبِقَ به عَبَقاً و عَباقیةً مثل ثمانیة: لزِمَه، و عَسِقَ به كذلك. و عَبِقَ الرَّدْع بالجسم و الثوبِ: لَزِق، و فی بعض نسخ كتاب النبات: تُعْبَقُ به الثیابُ، و فی بعضها تُعَبَّقُ. و عَبِقَت الرائحةُ فی الشی‌ءِ عَبَقاً و عَباقِیةً: بَقیت؛ و عَبِق الشیُ بقلبی: كذلك علی المثل. و ریحٌ عَبِقٌ: لاصقٌ. و رجل عَبِقٌ و امرأَة عَبِقةٌ إِذا تطیِّب و تعلق به الطِّیب فلا یذهب عنه ریحه أَیّاماً؛ قال: عَبِقَ العَنْبَرُ و المِسْكُ بها، فهی صفراءُ كعُرْجونِ القَمَرْ و فی نسخة: العمر. و امرأَة عَبِقةٌ لَبِقةٌ: یُشاكِلُها كلُّ لباس و طیب. قال الخزاعیون، و هم من أَعرب الناس: رجل عَبِقٌ لَبِقٌ و هو الظریف. و ما بقیت لهم عَبَقةٌ أَی بقیة من أَموالهم. و ما فی النِّحْی عَبَقة و عَبْقةٌ أَی شی‌ء من سمن، و قیل: ما فی النِّحْی عَبَقة و عَمَقَة أَی لطخ وضَرٍ من السمن، و قیل: ما فیه لَطْخ و لا وضَرٌ و لا لَعُوق من رُبٍّ و لا سمن، و زعم اللحیانی أَن میم عَمَقة بدل من باء عَبَقه، و أَصل ذلك من عَبِقَ به الشی‌ء یَعْبَقُ عَبَقاً إِذا لزق به؛ قال طرفة: ثم راحوا عَبقَ المِسْكُ بهم، یَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّاب الأُزُرْ و العَباقیةُ: الداهیة ذو الشرّ و النُّكر؛ و أَنشد: أَطَفَّ لها عَباقیةٌ سَرنْدَی، جَرِی‌ءٌ الصَّدْرِ مُنْبَسِطُ الیمین و العَباقیةُ: اللصّ الخارب الذی لا یُحْجِمُ عن شی‌ء. و قد اعْبَنْقی الرجل أَی صار داهیةً. و به شَیْن عَباقِیة أَی له أَثر باق، و فی الصحاح: و هی أَثر جراحة تبقی فی حُرِّ وجهه. و العَباقِیةُ: شجر له شوك یؤذی من عَلِقَ به؛ قال أَبو حنیفة: العَباقِیةُ من العضاه، و هی شجرة لم تُنْعَتْ؛ قال ساعدة بن العجلان: غداة شُواحِطٍ فَنَجَوْت شدّاً، و ثَوْبُك فی عَباقیةٍ هَرِیدُ یقول: تعلقت العَباقِیةُ به فتركه بها و نجا. و غلامٌ مُعْبَنْق: سیِّ‌ءُ الخلق. الأَصمعی: رجل عِبِقَّانةٌ رِبِقَّانة إِذا كان سیِّ‌ء الخلق، و المرأَة كذلك.

عبشق؛ ج10، ص: 234

: العُبشوق: دُوَیْبَّة من أَحناش الأَرض. و عبشق: اسم.

عبنق؛ ج10، ص: 234

: عُقاب عَقَنْباة و عَبَنْقاة و قَعَنْباةٌ و بَعَنْقاة: حدیدةُ المخالب، و قیل هی السریعة الخطف المُنْكَرة، و قال ابن الأَعرابی: كل ذلك علی المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ و كلْب كَلِبٌ. و اعْبَنقی و ابَعَنْقی إِذا ساء خلقه.

عتق؛ ج10، ص: 234

: العِتْقُ: خلاف الرِّق و هو الحریة، و كذلك العَتاقُ، بالفتح، و العَتاقةُ؛ عَتَقَ العبدُ یَعْتِقُ عِتْقاً و عَتْقاً و عَتاقاً و عَتاقَةً، فهو عَتیقٌ و عاتِقٌ، و جمعه عُتَقاء، و أَعْتَقْتُه أَنا، فهو مُعْتَقٌ و عَتیقٌ، و الجمع كالجمع، و أَمَةٌ عَتیقٌ و عَتیقَةٌ فی إِماءٍ عَتائِق. و‌فی الحدیث: لن یَجْزی ولدٌ والده إِلَّا
لسان العرب، ج‌10، ص: 235
أَن یجده مملوكاً فیشتریه فیَعْتِقَه؛ قال ابن الأَثیر: و قوله فیَعْتِقَه لیس معناه استئناف العِتْقِ فیه بعد الشراء لأَن الإِجماع منعقد أَن الأَب یَعْتقُ علی الابن إِذا ملكه فی الحال و إِنما معناه أَنه إِذا اشتراه فدخل فی ملكه عتق علیه، فلما كان الشِّراءُ سبباً لعِتقِه أُضیف العِتقُ إِلیه، و إِنما كان هذا جَزاء له لأَن العِتْقَ أَفضل ما یُنْعِم به أَحدٌ علی أَحد، إِذ خلصه بذلك من الرقِّ و جَبَر به النقص الذی له و تكمل له أَحكام الأَحرار فی جمیع التصرفات. و فلان مَولی عَتاقَةٍ و مَوْلیً عَتیقٌ و مَوْلاةٌ عتیقةٌ و مَوالٍ عُتَقاء و نساء عَتائق: و ذلك إِذا أُعْتِقْنَ. و حلف بالعَتاقِ أَی الإِعْتاق. و عَتیقٌ: اسم الصدِّیق، رضی الله عنه، قیل: سمی بذلك لأَن الله تبارك و تعالی أَعْتَقَه من النار، و اسمه عبد الله بن عثمان؛روت عائشة أَن أَبا بكر دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: یا أَبا بكر أَنت عَتیقُ الله من النار، فمِنْ یومئذ سُمِّی عَتیقاً.و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه سمی عَتیقاً لأَنه أُعْتِقَ من النار؛ سماه به النبی، صلی الله علیه و سلم!!، و قیل: كان یقال له عَتیقٌ لجماله.و عَتَقَتْ علیه یمینٌ تَعْتِقُ: سبقت و تقدمت، و كذلك عَتُقَتْ، بالضم، أَی قَدُمت و وجبت كأَنه حفظها فلم یحنث. و عَتَقَتْ منِّی یمین أَی سبقت؛ و أَنشد لأَوس بن حجر: علیّ أَلیَّةٌ عَتَقَتْ قدیماً، فلیس لها، و إِن طُلِبَتْ، مَرامُ أَی لزمتنی، و قیل أَی لیس لها حیلة و إِن طُلِبَتْ. أَبو زید: أَعْتَقَ یمینَه أَی لیس لها كفارة. و عَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ و عَتُقتْ عِتْقاً: سبقت الخیل فَنَجَتْ. و فرس عاتِقٌ: سابق. و رجل مِعْتاقُ الوَسیقَة إِذا طَرَدَ طَریدةً سبق بها، و قیل: سَبَقَ بها و أَنجاها؛ قال أَبو المثلم یرثی صخراً: حامِی الحَقیقَةِ نسَّالُ الوَدِیقة، مِعْتاقُ الوَسیقَةِ، لا نِكْسٌ و لا وانی قال: و لا یقال مِعْناق.، و العاتِقُ: الناهض من فِراخ القطا. قال أَبو عبید: و نری أَنه من السبق علی أَنه یَعْتقُ أَی یسبق. یقال: هذا فرخ قطاة عاتِقٌ إِذا كان قد اسْتَقَلّ و طار. و عِتاقُ الطیر: الجوارح منها، و الأَرْحَبِیَّاتُ العِتاقُ: النجائب منها، و قیل: العاتِقُ من الطیر فوق الناهض، و هو فی أَول ما یَتَحَسَّرُ ریشه الأَول و ینبت له ریش جُلْذِیّ أَی شدید، و قیل: العاتِقُ من الحمام ما لم یُسِنّ و یَسْتَحْكِم، و الجمع عُتَّق. و جاریة عاتِقٌ: شابة، و قیل: العاتِقُ البكر التی لم تَبِنْ عن أَهلها، و قیل: هی التی بین التی أَدركت و بین التی عَنَسَتْ: و العاتِقُ: الجاریة التی قد أَدركت و بلغت فخُدِّرَتْ فی بیت أَهلها و لم تتزوج، سمّیت بذلك لأَنها عَتَقَتْ عن خدمة أَبویها و لم یملكها زوج بعدُ، قال الفارسی: و لیس بقوی؛ قال الشاعر: أَقِیدی دَماً، یا أُمَّ عمرو، هَرَقْتِه بكفَّیْك، یوم الستر، إِذ أَنْتِ عاتِقُ و قیل: العاتِقُ الجاریة التی قد بلغت أَن تَدَرَّعَ و عَتَقَتْ من الصِّبا و الاستعانة بها فی مِهْنَةِ أَهلها، سمِّیت عاتِقاً بها، و الجمع فی ذلك كله عَواتِق؛ قال زهیر بن مسعود الضبی: و لم تَثِقِ العَواتِقُ من غَیورٍ بغَیْرَتِه، و خَلَّیْنَ الحِجالا
لسان العرب، ج‌10، ص: 236
و‌فی الحدیث: خرجت أُم كلثوم بنت عقبة و هی عاتِقٌ قبل هجرتها؛ قال ابن الأَثیر: العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ، و قیل: هی التی لم تَبِنْ من والدیها و لم تتزوج و قد أَدركت و شَبَّت، و یجمع علی العُتَّقِ، و منه‌حدیث أُم عطیة: أُمِرْنا أَن نخرج فی العیدین الحُیَّض و العُتَّق، و فی روایة: العَواتِق؛ یقال: عَتَقَتِ الجاریة، فهی عاتِقٌ، مثل حاضَتْ، فهی حائضٌ. و كل شی‌ء بلغ إِناهُ فقد عَتَقَ. و العَتیقُ: الكریم الرَّائعُ من كل شی‌ء و الخیارُ من كل شی‌ء التمر و الماء و البازی و الشَّحْم. و العِتْقُ: الكَرَمُ؛ یقال: ما أَبْیَنَ العِتْقَ فی وجه فلان یعنی الكرم. و العِتْقُ: الجمال. و فرس عَتیقٌ: رائع كریم بَیِّن العِتْقِ، و قد عَتُقَ عَتاقَةً، و الاسم العِتْقُ، و الجمع العِتاقُ. و امرأَة عَتِیقةٌ: جمیلة كریمة؛ و قوله: هِجانُ المُحَیَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِیقَ البَنائقِ یعنی حَسَن البنائق جمیلها. و العُتُقُ: الشجر التی یتخذ منها القسیّ العربیة؛ عن أَبی حنیفة، قال: یراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذی هو القِدَم. و قال مُرَّة عن أَبی زیاد: العِتْق الشجر التی تعمل منها القِسِیُّ، قال: كذا بلغنی عن أَبی زیاد و الذی نعرفه العُتُق. و العَتیقُ: فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته. و عَتیقُ الطیر: البازی؛ قال لبید: فانْتَضَلْنا، و ابنُ سَلْمی قاعدٌ، كعَتیقِ الطیر یُغْضی و یُجَلّ ابن سلمی: النعمان، و إِنما ذكر مقامته مع الربیع بین یدی النعمان. ابن الأَعرابی: كلُّ شی‌ء بلغ النهایة فی جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح، فهو عَتیقٌ، و جمعه عُتُقٌ. و العاتِقةُ من القوس: مثل العاتِكَةِ، و هی التی قَدُمت و احْمَرّت. و العَتیقُ: القدیم من كل شی‌ء حتی قالوا رجل عَتیقٌ أَی قدیم. و‌فی الحدیث: علیكم بالأَمر العَتیقِ‌أَی القدیم الأَول، و یجمع علی عِتاقٍ كشریف و شِرافٍ. و منه‌حدیث ابن مسعود: إِنهنَّ من العِتاقِ الأُوَلِ و هنِّ من تلادی؛ أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتی أُنْزِلت أَولًا بمكة و أَنها من أَول ما تعلَّمه من القرآن. و قد عَتُقَ عِتْقاً و عَتاقَةً أَی قَدُم و صار عَتیقاً، و كذلك عَتَقَ یَعْتُقُ مثل دَخَل یدخُل، فهو عاتِقٌ، و دنانیر عُتُقٌ، و عتَّقْتُه أَنا تَعْتیقاً. و فی التنزیل: وَ لْیَطَّوَّفُوا بِالْبَیْتِ الْعَتِیقِ. و‌فی حدیث ابن الزبیر أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: إِنما سَمَّی الله البیتَ العَتیقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم یَظْهر علیه جَبَّار قط، و البیت العَتیقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بیت وضع للناس؛قال الحسن: هو البیت القدیم، دلیله قوله تعالی: إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُبٰارَكاً؛ و قیل: لأَنه أُعْتِقَ من الغرق أَیام الطوفان، دلیله قوله تعالی: وَ إِذْ بَوَّأْنٰا لِإِبْرٰاهِیمَ مَكٰانَ الْبَیْتِ؛ و هذا دلیل علی أَن البیت رُفِع و بقی مكانُه، و قیل: إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة و لم یَدَّعِهِ منهم أَحد، و قیل: سمی عَتیقاً لأَنه لم یملكه أَحد، و الأَول أَولی. و قال بعض حُذَّاق اللغویین. العِتْقُ للمَوَات كالخمر و التمر، و القِدَمُ للمَوَات و الحیوانِ جمیعاً. و خمر عَتِیقةٌ: قدیمة حُبست زماناً فی ظرفها؛ فأَما قول الأَعشی: و كأَنَّ الخَمْر العَتیقَ من الإِسْفَنْطِ مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 237
فإِنه قد یُوَجَّه علی تذكیر الخمر، فإِما أَن یكون تذكیر الخمر معروفاً. و إِما أَن یكون وَجَّههَا علی إِرادة الشراب، و مثله كثیر، أَعنی الحمل علی المعنی، قال أَبو حنیفة: و إِن شئت جعلت فَعیلًا هنا فی معنی مفعول كما تقول عینٌ كحیلٌ، فتكون الخمر مؤنثة علی اللغة المشهورة. و یقال لجَیَّدِ الشراب عاتقٌ، و العاتِقُ: الخمر القدیمة؛ قال حسان: كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ أَو عاتِقٍ، كدم الذَّبیحِ مُدَامِ و قد عَتَقَت الخمرُ و عَتَّقَها. و المُعَتَّقَةُ: من أَسماء الطِّلاء و الخمر؛ قال الأَعشی: و سَبیئَة مما تُعَتِّقُ بابِلٌ، كدَمِ الذَّبیحِ سَلَبْتُها جِرْیالَها و المُعَتَّقَةُ: الخمر التی عَتِّقَتْ زماناً حتی عَتُقَتْ. و العاتِقُ: كالعَتِیقَةِ، و قیل: هی التی لم یَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجاریة العاتِقِ، و قیل: هی لم تُقْتَضَّ؛ قال لبید: أُغْلی السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ، أَو جَونةٍ قُدِحَت و فُضَّ خِتامُها و بَكْرَةٌ عَتیقَةٌ إِذا كانت نجیبة كریمة. و قال أَعرابی: لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتی تَسْلم من القَرْحة و العُرَّة، فإِذا برئت منهما فقد عَتُقَتْ و ثبتت، و یروی نبتت. و عَتُقت: قدُمت؛ و كل ذلك عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: قد عَتَقَتْ، بالفتح، تَعْتِق عِتْقاً أَی نَجَتْ فسبقت. و أعْتقها صاحبها أَی أَعجلها و أَنجاها. و عَتَق السمن و عَتُق: یعنی قَدُم؛ عن اللحیانی. و العَتیقُ: الماء، و قیل: الطِّلاء و الخمر، و قیل: اللبن. و عَتَّقَ بِفِیه یُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ و عض. و العِتْقُ: صلاح المال. و عَتَقَ المال عِتْقاً: صلح، و عَتَقَه و أَعْتَقه فَعَتَق: أَصلحه فصلح، و عَتُقَ فلان بعد استعلاج یَعْتُق، فهو عَتیقٌ: رقَّ و صار عَتیقاً، و هو رقة الجلد، أَی رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ و الجفاء، و عَتَقَ التمر و غیره و عَتُقَ، فهو عَتیقٌ: رقَّ جلده، و عَتُقَ یَعْتُق إِذا صار قدیماً. و قال أَبو حنیفة: العَتیقُ اسم للتمر عَلَم؛ و أَنشد قول عنترة: كَذَب العَتیقُ و ماءُ شَنّ باردٌ، إِن كنتِ سائِلَتی غَبُوقاً فاذهبی قیل: إِنه أَراد بالعَتیق التمر الذی قد عَتُق؛ خاطب امرأَته حین عاتبته علی إِیثار فرسه بأَلبان إِبله فقال لها: عَلَیك بالتمر و الماء البارد و ذَرِی اللبن لفرسی الذی أَحمیك علی ظهره، و قال: هو الماء نفسه؛ و هذه الأَبیات قیل إِنها لعنترة، و قال ابن خالویه: إِنها لخُزَز بن لَوْذَان السدوسی، و هی: كَذَب العتیقُ و ماء شنّ باردٌ، إِن كنت سائِلَتی غَبوقاً فاذهبی لا تُنْكِری فرسی و ما أَطعمْتُه، فیكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ إِنی لأَخْشَی أَن تَقول حَلیلَتی: هذا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ إنّ الرجالَ لهُمْ إِلیك وسِیلةٌ أَن یأْخذوك تَكَحَّلی و تخَضَّبی و یكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ و ظِلَّهُ، و ابنُ النَّعامَةِ یوم ذلك مَرْكَبی قال: و العَتیقُ التمر الشهْریزُ، و جمعه عُتُق. و العاتِقُ: ما بین المَنْكب و العُنُقِ، مذكر و قد
لسان العرب، ج‌10، ص: 238
أُنث و لیس بثبت؛ و زعموا أَن هذا البیت مصنوع و هو: لا نَسَبَ الیومَ و لا خُلَّةٌ، اتِّسَعَ الفَتْقُ علی الراتِقِ لا صُلْحَ بینی، فاعْلَموهُ، و لا بینكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتِقی سیفی و ما كنَّا بنَجْدٍ، و ما قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ قال ابن بری: و العاتِقُ مؤنثة، و استشهد بهذه الأَبیات و نسبها لأَبی عامر جدِّ العباس بنِ مِرْداس و قال: و من روی البیت الأَول: اتَّسَعَ الخرقُ علی الراقِع فهو لأَنس بن العباس بن مرداس؛ قال اللحیانی: هو مذكر لا غیر، و هما عاتِقانِ و الجمع عُتْق و عُتَّق و عواتِقُ. و رجل أَمْیَلُ العاتِقِ: معْوَجُّ موضع الرداء. و العاتِقُ: الزِّقُّ الواسع الجید؛ و به فسر بعضهم قول لبید: أَغْلی السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ و قد تقدم؛ قال الأَزهری: جعل العاتِقَ زقًّا لما رآه نعتاً للأَدْكن و إِنما أراد بالعاتِقِ جیّدَ الخمر و هو كقوله: أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، و إِنما قدح ما فیها، و الجَونة: الخابیة، و القَدْح الغَرْف. و قال الجوهری: هو الزِّقّ الذی طابت رائحته، و قوله بِكُلّ یعنی من كل، و السِّباء: اشتراء الخمر. و العاتِقُ أَیضاً: المزادة الواسعة. و المُعَتَّقةُ: ضرب من العطر. و أَبو عَتیقٍ: كنیة، و منه ابن أَبی عَتیقٍ هذا الماجِنُ المعروف، و إِنما قیل قَنْطرة عَتیقَةٌ، بالهاء، و قنطرة جَدیدٌ، بلا هاء، لأَن العَتیقَةَ بمعنی الفاعلة و الجدید بمعنی المفعولة لیُفْرَقَ بین ما له الفعل و بین ما الفعل واقع علیه.

عثق؛ ج10، ص: 238

: العَثَقُ: شجر نحو القامة و ورقه شبیه بورق الكَبَر إِلا أَنه كثیف غلیظ، ینبت فی الشواهق كما ینبت الكَتَمُ، لا یأْكله شی‌ء و یُجَفَّفُ ورقه و یُدَقُّ و یُوخَفُ بالماء كما یُوخَفُ الخِطْمِیُّ فیطلی به فی موضع كَنینٍ، فإِذا جفَّ أُعیدَ فحَلَقَ الشعر حَلْق النُّورة. أَبو عمرو: سحاب مُنْعَثِقٌ إِذا اختلط بعضه ببعض. و فی لغات هذیل: أَعْثَقَت الأَرضُ إِذا أَخصبت.

عدق؛ ج10، ص: 238

: عَدَقَ یَعْدِقُ و أَعْدَقَ و عَوْدَقَ: أَدخل یده فی نواحی البئر و الحوض كأَنه یطلب شیئاً. و عَدَق الشی‌ءَ یَعْدِقُه عَدْقاً: جمعه. و العَوْدَقُ و العَوْدَقةُ: حدیدة ذات ثلاث شعب یُستخرج بها الدلو من البئر. ابن الأَعرابی: العَوْدَقةُ و العَدْوقة لخُطَّاف البئر، و جمعها عُدُقٌ، و قال: العَدَق الخطاطیف التی تُخْرج الدلاءُ بها، واحدتها عَدَقَةٌ، و ربما سمیت اللُّبْجَةُ عَوْدَقةً، و اللُّبْجة حدیدة لها خمسة مخالب تنصب للذئب یجعل فیها اللحم، فإِذا اجتذبه نَشِبَ فی حلقه. و رجل عادِقُ الرأْی: لیس له صَیِّور یصیر إِلیه. یقال: عَدَقَ بظنّه عَدْقاً إِذا رَجمَ بظنه و وجَّه الرأْی إِلی ما لا یَسْتَیْقنه.

عذق؛ ج10، ص: 238

: العَذْقُ: كل غصن له شُعَب. و العَذْق أَیضاً: النخلة عند أَهل الحجاز. و العِذْق: الكِباسة. قال الجوهری: العَذْق، بالفتح، النخلة بحَمْلها؛ و منه‌حدیث السَّقیفة: أَنا عُذَیْقُها المُرْجَّبُ، تصغیراً لعَذْق النخلة و هو تصغیر تعظیم. و‌فی الحدیث: كَمْ من عذْقٍ مُذَلَّل فی الجنة لأَبی الدحداح؛ العَذْق،
لسان العرب، ج‌10، ص: 239
بالفتح: النخلة، و بالكسر: العَرْجون بما فیه من الشماریخ، و یجمع علی عِذاقٍ؛ قال ابن الأَثیر: و منه‌حدیث أَنس: فردَّ رسول الله. صلی الله علیه و سلم، إِلی أُمْی عِذاقَها‌أَی نخلاتها. و‌فی حدیث أَنس: لا قطع فی عِذْقٍ معلّق لأَنه ما دام معلقاً فی الشجرة فلیس فی حِرْز.و‌فی الحدیث: لا و الذی أَخرج العَذْق من الجریمةِ‌أَی النخلة من النواة؛ فأَما عَذْقُ بن طابٍ فإِنما سموا النخلة باسم الجنس فجعلوه معرفة، و وصفوه بمضاف إِلی معرفة فصار كزید بن عمرو، و هو تعلیل الفارسی. و العِذْق: القِنْوُ من النخل و العنقود من العنب، و جمعه أَعْذاقٌ و عُذوق. و أَعْذَقَ الإِذْخِرُ إِذا أَخرج ثمره، و عَذَقَ أَیضاً كذلك.قال أَبو حنیفة: قال أُصَیْلٌ للنبی، صلی الله علیه و سلم، حین سأَله عن مكة: تركتُها و قد أَحْجَنَ ثُمامها و أَعْذَقَ إِذْخِرُها و أَمْشَرَ سَلَمُها، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: یا أُصَیْلُ، دَع القلوبَ تَقِرّ؛ و لم یفسر أَبو حنیفة معنی‌قوله أَعْذَقَ إِذْخرها؛ ابن الأَثیر: أَعْذق إِذخرها أَی صارت له عُذوق و شُعَب، و قیل: أَعْذق بمعنی أَزهر. ابن الأَعرابی: عَذَقَ السَّخْبَرُ إِذا طال نباته و ثمرته عَذَقُه. و العَذْقَةُ و العِذْقَة: العلامة تجعل علی الشاة مخالفة للونها تعرف بها، و خص بعضهم به المعز. عَذَقَها یَعْذُقها عَذْقاً و أَعْذقها إِذا ربط فی صوفها صوفة تخالف لونها یعرفها بها. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من العرب یقول اعْتذَق فلان بَكرة من إِبله إِذا أَعلم علیها لقبضها، و العلامة عَذْقة، بالفتح. و عَذَقَ الرجلَ بشرٍّ یَعْذِقُه عَذْقاً. وَسَمه بالقبیح و رماه به حتی عُرف به، و هو من ذلك كأَنه جعله له علامة. و العَذْق: إِبداء الرجل إِذا أَتی أَهله. و یقال: فی بنی فلان عِذْقٌ كَهْلٌ أَی عِزّ قد بلغ غایته، و أَصله الكِباسة إِذا أَینعت، ضربت مثلًا للعِزّ القدیم؛ قال ابن مقبل: و فی غَطَفانَ عِذْقُ عِزّ مُمَنَّعُ، علی رَغْم أَقوامٍ منَ الناس، یانِعُ فقوله عِذْقٌ یانعٌ كقولك عِزّ كَهْل و عِذْق كَهْل. و العِذْقُ: موضع. و خَبْراء العِذَقِ: معروفة بناحیة الصَّمَّان. قال الأَزهری: و مما اعتقب فیه القاف و الباء انْزَرَبَ فی بیته و انْزَرق، و ابْتَشَرْت الشی‌ء و اقْتَشَرْته. و یقال للذی یقوم بأُمور النخل و تَأْبِیره و تسویة عُذُوقه و تذلیلها للقِطاف عاذِقٌ؛ قال كعب بن زهیر یصف ناقته: تَنْجو، و یَقْطُر ذِفْراها علی عُنُقٍ، كالجِذْعِ شَذَّب عنه عاذِقٌ سَعَفَا و فی الصحاح: عَذَّقَ عنه عاذِقٌ سعفا. و عَذَقْت النخلة: قطعت سعَفَها، و عَذَّقَت، شدد للكثرة. قال ابن الأَعرابی: اعْتَذَقَ الرجلُ و اعْتَذَب إِذا أَسبْل لعمامته عَذَبَتَیْن من خلف، و قال ابن الفرج: سمعت عَرَّاماً یقول كذبت عَذَّاقَتُه و عَذَّابَتُه، و هی استه. و امرأَة عَقْذَانةٌ «5» و شَقْذانةٌ و عَذْقانة أَی بَذِیَّة سلیطة، و كذلك امرأَة سَلَطَانَةٌ و سَلَتانة. و فی نوادر الأَعراب: فلان عَذِقٌ بالقلوب و لَبِقٌ و طِیب عَذِقٌ أَی ذكی الریح.

عذلق؛ ج10، ص: 239

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: یقال للغلام الحاد الرأْس الخفیف الروح: عُسْلوج و عُذْلوق و غَیْدان و غَیْذان و شَمَیْذَر.
(5). قوله [و امرأة عقذانة إلخ] تقدم فی مادة عقذ و شتقذ نقل هذه العبارة بعینها و فیها عدوانة بدل عذقانة و هو تحریف و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌10، ص: 240‌

عرق؛ ج10، ص: 240

: العَرَق: ما جری من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا یجمع، هو فی الحیوان أَصل و فیما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً. و رجل عُرَقٌ: كثیر العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد فی كل فعل ثلاثی كهُزَأَة، و ربما غُلِّظ بمثل هذا و لم یُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما یذكر ما یطرد، فقد قال بعضهم: رجل عُرَقٌ و عُرَقةٌ كثیر العرق، فسوّی بین عُرَقٍ و عُرَقةٍ، و عُرَقٌ غیر مطرد و عُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا. و أَعْرَقْتُ الفرس و عَرَّقْتُه: أَجریته لیعرق. و عَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِیَ، و كذلك الأَرض الثَّرِیّة إِذا نَتَح فیها الندی حتی یلتقی هو و الثری. و عَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح به من الشراب و غیره مما فیها. و لَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم و هو الذی یُحْقَن فی السقاء و یعلَّق علی البعیر لیس بینه و بین جنب البعیر وقاء، فیَعْرَقُ البعیرُ و یفسد طعمه من عَرَقِه فتتغیر رائحته، و قیل: هو الخبیث الحمضُ، و قد عَرِق عَرَقاً. و العرَقُ: الثواب. و عَرَق الخِلال: ما یرشح لك الرجل به أَی یعطیك للمودة؛ قال الحرث بن زهیر العبسی یصف سیفاً: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّی، و ما أُعْطِیتُه عَرَقَ الخِلالِ أَی لم یَعْرَق لی بهذا السیف عن مودة إِنما أَخذته منه غصباً، و قیل: هو القلیل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع و الثواب، تقول العرب: اتخذت عنده یداً بیضاء و أُخری خضراء فما نِلْتُ منه عَرَقاً أَی ثواباً، و أَنشد بیت الحرث بن زهیر و قال: معناه لم أُعْطَه للمُخالّة و المودة كما یُعْطی الخلیلُ خلیلَه، و لكنی أَخذته قَسْراً، و النون اسم سیف مالك بن زهیر، و كان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك یوم قتَلَه، و أَخذه الحرث من حمل بن بدر یوم قتله، و ظاهر بیت الحرث یقضی بأَنه أَخذ من مالك «1». سیفاً غیر النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَی سأَجعل هذا السیف الذی استفدته مكان النون؛ و الصحیح فی إِنشاده: و یُخْبِرُهم مكان النون مِنِّی لأَن قبله: سیُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو، إِذا لاقاهُمُ، و ابْنا بِلال و العَرقُ فی البیت: بمعنی الجزاء: و مَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه و آباطُه علی التشبیه بمَعارِق الحیوان. و العرَق: اللَبنُ، سمی بذلك لأَنه عَرَقٌ یتحلَّب فی العروق حتی ینتهی إِلی الضرع؛ قال الشماخ: تغدُو و قد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً، منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ و الروایة المعروفة غُرَقاً جمع غُرْقة، و هی القلیل من اللبن و الشراب، و قیل: هو القلیل من اللبن خاصة؛ و رواه بعضهم: تُصْبح و قد ضمنت، و ذلك أَن قبله: إِن تُمْسِ فی عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه، من الأَسالِق، عارِی الشَّوْكِ مَجْرودِ تصبح و قد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً، فهذا شرط و جزاء، و رواه بعضهم: تُضْحِ … و قد ضمنت، علی احتمال الطیّ. و عَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن. و یقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً من لبن، قلیلًا كان أَو كثیراً؛ و یقال:
(1). قوله [من مالك إلخ] كذا بالأَصل و لعله من حمل
لسان العرب، ج‌10، ص: 241
عَرَقاً من لبن، و هو الصواب. و ما أَكثر عَرَق إِبلك و غنمك أَی لبَنها و نتاجها. و‌فی حدیث عمر: أَلا لا تُغالوا صُدُقَ النساء فإِن الرجال تُغالی بصداقها حتی تقول جَشِمْت إِلیك عَرَق القربة؛ قال الكسائی: عَرَقُ القِرْبة أَن یقول نَصِبْت لك و تكلفت و تعبت حتی عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، و عَرَقُها سَیَلانُ مائها؛ و قال أَبو عبیدة: تكلفت إِلیك ما لا یبلغه أَحد حتی تجشَّمْت ما لا یكون لأَن القربة لا تَعْرَق، و هذا مثل قولهم: حتی یَشیبَ الغُرابُ و یَبیضَ الفأْر، و قیل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها، و قیل: أَراد إِنی قصدتك و سافرت إِلیك و احتجت إِلی عَرَق القربة و هو ماؤها؛ قال الأَصمعی: عَرق القربة معناه الشدة و لا أَدری ما أَصله؛ و أَنشد لابن أَحمر الباهلی: لَیْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، عَفْوُها عَرق السِّقاء علی القَعود اللَّاغِبِ قال: أَراد أَنه یسمع الكلمة تَغِیظه و لیست بمشتمة فیُؤاخِذ بها صاحَبها و قد أُبْلِغتْ إِلیه كعَرَق السقاء علی القَعُود اللاغب، و أَراد بالسقاء القربة، و قیل: لَقِیت منه عَرَقَ القربة أَی شدَّة و مشقة، و معناه أَن القربة إِذا عَرِقت و هی مدهونة خبُث ریحها، و أَنشد بیت ابن أَحمر: لیست بمشتمة، و قال: أَراد عَرَقَ القربة فلم یستقم له الشعر كما قال رؤبة: كالكَرْم إِذْ نادَی منَ الكافورِ و إِنما یقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطیّ لأَن قوله صاح من المفتعلن فقال نادی، فأَتمَّ الجزء علی موضوعه فی بحره لأَن نادی من المستفعلن، و قیل: معناه جَشِمْت إِلیك النصَبَ و التعب و الغُرْمَ و المؤونة حتی جَشِمْت إِلیك عَرَقَ القربة أَی عِراقها الذی یُخْرَزُ حولها، و من قال عَلَقَ القربة أَراد السیور التی تعلَّق بها؛ و قال ابن الأَعرابی: كَلِفْت إِلیك عَرَقَ القربة و عَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها و ذلك لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْیُ، و أَما علقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقت؛ و قال ابن الأَعرابی: عَرَقُ القربة و عَلَقُها واحد، و هو مِعْلاق تحمل به القربة، و أَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْری و رَعَمْلی. قال الجوهری: لَقیت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة، و أَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزوافر و مَنْ لا مُعِین له، و ربما افتقر الرجل الكریم و احتاج إِلی حملها بنفسه فیَعْرَقُ لما یلحقه من المشقة و الحیاء من الناس، فیقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ القربة. و عَرَقُ التمر: دِبْسه. و ناقة دائمة العَرَقِ أَی الدِّرَّة، و قیل: دائمة اللبن. و فی غنمه عَرَقٌ أَی نِتاج كثیر؛ عن ابن الأَعرابی. و عِرْق كل شی‌ء: أَصله، و الجمع أَعْراق و عُروق، و رجل مُعْرِقٌ فی الحسب و الكرم؛ و منه قول قُتَیْلة بنت النضر بن الحرث: أَ مُحَمَّدٌ و لأَنْت ضَنْ‌ءُ نَجیبةٍ فی قَوْمها، و الفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق أَی عریق النسب أَصیل، و یستعمل فی اللؤم أَیضاً، و العرب تقول: إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له فی الكرم، و فی اللؤم أَیضاً. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: إِنَّ امْرَأً لیس بینه و بین آدم أَبٌ حیٌّ لَمُعْرَق له فی الموت‌أَی إِن له فیه عِرْقاً و إِنه أَصیل فی الموت. و قد عَرَّقَ فیه أَعمامُه و أَخواله و أَعْرقوا، و أَعْرق فیه إِعْراق العبید و الإِماء إِذا خالطه ذلك و تخلَّق بأَخلاقهم.
لسان العرب، ج‌10، ص: 242
و عَرَّق فیه اللئامُ و أَعْرَقوا، و یجوز فی الشعر إِنه لَمعْروقٌ له فی الكرم، علی توهم حذف الزائد، و تَداركه أعْراقُ خیر و أَعْراق شر؛ قال: جَری طَلَقاً، حتی إِذا قیل سابقٌ، تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهری: أَعْرَق الرجل أَی صار عَریقاً، و هو الذی له عُروق فی الكرم، یقال ذلك فی الكرم و اللؤم جمیعاً. و رجل عَریق: كریم، و كذلك الفرس و غیره، و قد أَعْرَقَ. یقال: أَعْرَق الفرس كِذا صار عَریقاً كریماً. و العَریق من الخیل: الذی له عِرْقٌ فی الكرم. ابن الأَعرابی: العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَریق و عَرُوق، و العُرُقُ أَهل السلامة فی الدین. و غلام عَریقٌ: نحیف الجسم خفیف الروح. و عُرُوقُ كلِّ شی‌ء: أَطْنَاب تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق. و‌فی الحدیث: إِن ماءَ الرجل یجری من المرأَة إِذا واقعها فی كل عِرْقٍ و عَصَبٍ؛ العِرْق من الحیوان: الأَجْوَف الذی یكون فیه الدم، و العَصَبُ غیر الأَجْوَف. و العُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق. و أَعْرَقَ الشجرُ و عَرَّقَ و تَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه فی الأَرض. و فی المحكم: امتدَّت عُروقه بغیر تقیید. و العَرْقاة و العِرْقاة: الأَصل الذی یذهب فی الأَرض سُفْلًا و تَشَعَّبُ منه العُروقُ، و قال بعضهم: أَعْرِقَةٌ و عِرْقَات، فجمع بالتاء. و عِرْقاةُ كل شی‌ء و عَرْقاته: أَصله و ما یقوم علیه. و یقال فی الدعاء علیه: استأْصل الله عَرْقاتَهُ، ینصبون التاء لأَنهم یجعلونها واحدة مؤنثة. قال الأَزهری: و العرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم و عِرْقاتَهُمْ أَی شأْفَتهم، فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ و عِرْقات كعِرْسٍ و عِرْسات لأَن عِرْساً أُنثی فیكون هذا من المذكر الذی جمع بالأَلف و التاء كسِجِلّ و سِجِلَّاتٍ و حَمّام و حَمّاماتٍ، و من قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجری سِعْلاة، و قد یكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق و عِرْقة كما قال بعضهم: رأَیت بناتَك، شبهوها بهاء التأْنیث التی فی قَناتِهِم و فَتاتِهم لأَنها للتأْنیث كما أَن هذه له، و الذی سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال اللیث: العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط و منه تَتَشَعَّب العُروق و هو علی تقدیر فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهری: و من كسر التاء فی موضع النصب و جعلها جمع عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جنی: سأَل أَبو عمرو أَبا خَیْرَةَ عن قولهم استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خیرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له أَبو عمرو: هَیْهات أَبا خیرة لانَ جِلْدُك و ذلك أَن أَبا عمرو استضعف النصب بعد ما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فیما بعد بالجر و النصب، فإِما أَن یكون سمع النصب من غیر أَبی خیرة ممن تُرْضی عربیته، و إِما أَن یكون قوی فی نفسه ما سمعه من أَبی خیرة بالنصب، و یجوز أَیضاً أَن یكون أَقام الضعف فی نفسه فحكی النصبَ علی اعتقاده ضعفه، قال: و ذلك لأَن الأَعرابی یَنْطِقُ بالكلمة یعتقد أَن غیرها أَقوی فی نفسه، أَ لا تری‌أَن أَبا العباس حكی عن عُمَارة أَنه كان یقرأُ و لا اللیلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ سٰابِقُ النَّهٰارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ‌أَی أَقوی. و العِرْقُ: نبات أَصفر یصبغ به، و الجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال الأَزهری: و العُروقُ عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً یصبغ بها، و منها عُروق حمر یصبغ بها. و‌فی حدیث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طیب الریح و الطعم یعمل فی الطعام، و قیل:
لسان العرب، ج‌10، ص: 243
هو جمع واحده عِرْقٌ. و عُروقُ الأَرضِ: شحمتها، و عُروقَها أَیضاً: مَناتِح ثَراها. و‌فی حدیث عِكْرَاش ابن ذُؤَیْبٍ: أَنه قَدِمَ علی النبی، صلی الله علیه و سلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأَرْطی؛ الأَرطی: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهری: عُروقُ الأَرطی طِوال حمر ذاهبة فی ثَرَی الرمال الممطورة فی الشتاء، تراها إِذا انْتُثِرَتْ و استُخْرِجَت من الثّرَی حُمْراً ریَّانةً مكتَنِزةً تَرِفُّ یَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل فی حُمْرةِ أَلوانها و سِمَنها و حسنها و اكتناز لحومها و شحومها بعُرُوقِ الأَرْطی، و عُرُوق الأَرْطی یقطر منها الماء لانْسِرابها فی رِیِّ الثَّرَی الذی انْسابَتْ فیه، و الظباءُ و بقرُ الوحش تجی‌ءُ إِلیها فی حَمْراءِ القَیْظِ فتستثیرها من مَسَاربها و تَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً یحفر أَصل أَرْطاةٍ لِیَكْنِسَ فیه من الحرِّ: تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتی كأَنَّما یُثِیر الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنِ محْمَلِ و قول إمرئ القیس: إِلی عِرْقِ الثَّرَی وشَجَتْ عُرُوقی قیل: یعنی بِعرْقِ الثَّرَی إِسمعیلَ بن إِبراهیم، علیهما السلام. و یقال: فیه عِرْقٌ من حُموضةٍ و مُلوحةٍ أَی شی‌ء یسیر. و العِرْقُ: الأَرض المِلْح التی لا تنبت. و قال أَبو حنیفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر. و اسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زید: اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رعت قُرْب البحر. و كل ما اتصل بالبحر من مَرْعًی فهو عِراقٌ. و إِبل عِراقیَّة: منسوبة إِلی العِرْقِ، علی غیر قیاس. و العِراقُ: بقایا الحَمْض. و إِبل عِراقیَّةٌ: ترعی بقایا الحمض. و فیه عِرْقٌ من ماءٍ أَی قلیل. و المُعْرَقُ من الخمر: الذی یمزج قلیلًا مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فیه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ: و نَدْمانٍ یَزیدُ الكَأْسَ طِیباً سَقَیْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه و كشفتُ عنه، بمُعْرَقة، ملامةَ من یَلومُ ابن الأَعرابی: أَعْرَقْتُ الكأْسَ و عَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ و أَنشد للقطامی: و مُصَرَّعینَ من الكَلالِ، كأَنَّما شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق و عَرَّقْتُ فی السِّقاء و الدلو و أَعْرَقْتُ: جعلت فیهما ماء قلیلًا؛ قال: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ و عَرِّقْ فیها، أَ لا تَرَی حَبَارَ مَنْ یَسْقِیها؟ حَبَار: اسم ناقته، و قیل: الحَبَار هنا الأَثَر، و قیل: الحَبَار هیئة الرجل فی الحسن و القبح؛ عن اللحیانی. و العُرَاقَةُ: النُّطْفة من الماء، و الجمع عُرَاق و هی العَرْقَاة. و عمل رجل عملًا فقال له بعض أَصحابه: عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنی بَرَّقْت لوَّحْت بشی‌ء لا مصْداق له، و معنی عَرَّقْت قلَّلت، و هو مما تقدم، و قیل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم یعیِّن بقلَّة ماء و لا كثرة. و قال اللحیانی: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: و قال أَبو صفوان الإِعْراقُ و التَّعْرِیقُ دون المَلْ‌ءِ؛ و به فسَّر قوله: لا تَمْلإِ الدَّلْوَ و عَرِّق فیها
لسان العرب، ج‌10، ص: 244
و فی النوادر: تركت الحق مُعْرقاً و صادِحاً و سانِحاً أَی لائِحاً بیِّناً. و إِنه لخبیث العَرْق أَی الجسد، و كذلك السِّقاء. و‌فی حدیث إِحیْاء المَواتِ: مَن أَحْیا أَرضاً میتة فهی له، و لیس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ الظالم: هو أَن یجی‌ء الرجل إِلی أَرض قد أَحیاها رجل قبله فیغرس فیها غرساً غصباً أَو یزرع أَو یُحْدِثَ فیها شیئاً لیستوجب به الأَرضَ؛ قال ابن الأَثیر: و الروایة لعِرْقٍ، بالتنوین، و هو علی حذف المضاف، أَی لذی عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً و الحَقَّ لصاحبه، أَو یكون الظالم من صفة صاحب العرق، و إِن روی عِرْق بالإِضافة فیكون الظالمُ صاحبَ العِرْق و الحقُّ للعِرْقِ، و هو أَحد عُروق الشجرة؛ قال أَبو علی: هذه عبارة اللغویین و إِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فیه. و ما هو عندی بعِرْقِ مَضِنَّة أَی ما لَه قَدْر، و المعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، و أَری عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما یستعمل فی الجحد وحده. ابن الأَعرابی: یقال عِرْقُ مَضِنَّةٍ و عِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنی واحد، سمی عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه إِیاه، یقال ذلك لكل ما أَحبه. و العُرَاقُ: المطر الغزیر: و العُراقُ: العظم بغیر لحم، فإِن كان علیه لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجی: و هذا هو الصحیح؛ و كذلك قال أَبو زید فی العُرَاقِ و احتج بقول الراجز: حَمْراءُ تَبْرِی اللحمَ عن عُرَاقِها أَی تبری اللحم عن العظم. و قیل: العَرْقُ الذی قد أُخِذَ أَكثر لحمه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دخل علی أُم سَلَمة و تناول عَرْقاً ثم صلی و لم یتوضأْ.و‌روی عن أُم إِسحق الغنویّة: أَنها دخلت علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فی بیت حَفْصة و بین یدیه ثَرِیدةٌ، قالت فناولنی عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم و هَبْرُهُ و بقی علیها لحوم رقیقة طیبة فتكسر و تطبخ و تؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها، و یؤكل ما علی العظام من لحم دقیق و تُتَمَشَّش العظامُ، و لحمُها من أَطیب اللُّحْمانِ عندهم؛ و جمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثیر: و هو جمع نادر. یقال: عَرَقْتُ العظمَ و تَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك نَهْشاً. و عظم مَعْروقٌ إذا أُلقی عنه لحمه؛ و أَنشد أَبو عبید لبعض الشعراء یخاطب امرأَته: و لا تُهْدِی الأَمَرَّ و ما یَلیهِ، و لا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قال الجوهری: و العَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم، عَرْقاً و مَعْرقاً؛ و قال: أَكُفُّ لسانی عن صَدیقی، فإِن أُجَأْ إِلیه، فإِنِّی عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ و العَرْق: الفِدْرة من اللحم، و جمعها عُرَاقٌ، و هو من الجمع العزیز. قال ابن السكیت: و لم یجئ شی‌ء من الجمع علی فُعالٍ إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، و شاة رُبَّی و غنم رُبابٌ، و ظِئْرٌ و ظُؤَارٌ، و عَرْقٌ و عُرَاقٌ، و رِخْلٌ و رُخالٌ، و فَریرٌ و فُرارٌ، قال: و لا نظیر لها؛ قال ابن بری: و قد ذكر ستة أَحرف أُخَر: و هی رُذَال جمع رَذْل، و نُذَال جمع نَذْلٍ، و بُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّی مع ولدها لا تمنع منه، و ثُنَاء جمع ثِنْیٍ للشاة تلد فی السنة مرتین، و ظُهار جمع ظَهْرٍ للریش علی السهم، و بُرَاءٌ جمع بَرِی‌ءٍ، فصارت الجملة اثنی عشر حرفاً. و العُرامُ: مثل العُراقِ، قال: و العِظام إِذا لم یكن
لسان العرب، ج‌10، ص: 245
علیها شی‌ء من اللحم تسمی عُرَاقاً، و إِذا جردت من اللحم «2» تسمی عُراقاً. و‌فی الحدیث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سمیناً أَو مَرْمَاتَیْنِ.و‌فی حدیث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، یعنی أَن أَضلاع السِّلْق قامت فی الطبیخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ فی روایة، و فی أُخری بالغین المعجمة و الفاء، یرید المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زید: و قول الناس ثَریدةٌ كثیرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، و لكن یقال ثریدة كثیرة الوَذَرِ؛ و أَنشد: و لا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام قال: و مَعْروق العظام مثل العُراق، و حكی ابن الأَعرابی فی جمعه عِراقٌ، بالكسر، و هو أَقیس؛ و أَنشد: یَبِیت ضَیْفی فی عِراقٍ مُلْسِ، و فی شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَی مُلْسٍ من الشحم، و النَّحْسُ: الریح التی فیها غَبَرةٌ. و عَرَقَ العظمَ یَعْرُقُه عَرْقاً و تَعَرَّقَه و اعْتَرَقَه: أَكل ما علیه. و المِعْرَقُ: حدیدة یُبْرَی بها العُرَاق من العظام. یقال: عَرَقْتُ ما علیه من اللحم بِمعْرَقٍ أَی بشَفْرة، و استعار بعضهم التَّعَرُّقَ فی غیر الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة إِبل و ركب: یَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، و یَنْثَنی منها و منهم مُقْطَعٌ و جَرِیحُ أَی یستدیمون حتی لا تبقی قوة و لا صبر فذلك خِلالهن، و ینثنی أَی یسقط منها و منهم أَی من هذه الإِبل. و أَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِیاه؛ و رجل مَعْروقٌ، و فی الصحاح: مَعْروقُ العظام، و مُعْتَرَقٌ و مُعَرَّقٌ قلیل اللحم، و كذلك الخد. و فرس مَعْروقٌ و مُعْتَرقٌ إِذا لم یكن علی قصبه لحم، و یستحب من الفرس أَن یكون مَعْروقَ الخدّین؛ قال: قد أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعْواءَ، تَحْمِلُنی جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْیَینِ سُرْحوبُ و یروی: … مَعْروقةُ الجنبین …، و إِذا عَرِیَ لَحْیاها من اللحم فهو من علامات عِتْقها. و فرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً یقال: عَرِّقْ فرسك تَعْریقاً أَی أَجْرِهِ حتی یَعْرَقَ و یَضْمُر و یذهب رَهَلُ لحمه. و العَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة. و العَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق الإِنسان، و قد عرَقَتْه تَعْرُقه و تَعَرَّقَته؛ و أَنشد سیبویه: إِذا بَعْضُ السِّنینَ تَعَرَّقَتْنا، كَفَی الأَیْتامَ فَقْدُ أَبی الیَتیمِ أَنث لأَن بعض السنین سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، و مثله كثیر. و عَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال: أَ جارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِیبُه حَوادثُ إِلَّا تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ و قوله أَنشده ثعلب: أَیام أَعْرَقَ بی عامُ المَعاصیمِ فسره فقال: معناه ذهب بلحمی، و قوله عام المعاصیم، قال: معناه بلغ الوسخ إِلی مَعاصِمی و هذا من الجَدْب، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هذا التفسیر، و زاد الیاء فی المَعاصِمِ ضرورةً. و العَرَقُ: كل
(2). قوله [جردت من اللحم] یعنی من معظمه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 246
مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبیر: نَغْدُو فنَتْرك فی المَزاحِف من ثَوی، و نُقِرُّ فی العَرَقاتِ من لم یُقْتَلِ یعنی نأْسِرهم فنشدهم فی العَرَقاتِ. و‌فی حدیث المظاهر: أَنه أُتِیَ بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثیر: هو زَبِیلٌ منسوج من نسائج الخُوص. و كل شی‌ء مضفورٍ فهو عَرَقٌ و عَرَقَة، بفتح الراء فیهما؛ قال الأَزهری: رواه أَبو عبید عَرَق و أَصحاب الحدیث یخففونه. و العَرَقُ: السَّفِیفةُ المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِیلًا. و العَرَقُ و العَرَقةُ: الزَّبیل مشتق من ذلك، و كذلك كل شی‌ء یَصْطَفّ. و العَرَقُ: الطیر إِذا صَفَّتْ فی السماء، و هی عَرَقة أَیضاً. و العَرَقُ: السطر من الخیلِ و الطیرِ، الواحد منها عَرَقة و هو الصف؛ قال طفیل الغنوی یصف الخیل: كأَنَّهُنَّ و قد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سِیدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ اللیل، مَبْلولُ قال ابن بری: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ و هی السطر من الخیل، و صَدَّرَ الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخیل بصَدْره؛ قال دكین: مُصَدِّر لا وَسَط و لا تالْ و صَدَّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، و رواه ابن الأَعرابی: صُدِّرْنَ من عَرَقٍ أَی صَدَرْن بعد ما عَرِقْنَ، یذهب إِلی العَرَق الذی یخرج منهن إِذا أُجرین؛ یقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان یعرق صَدْرُه. و رفعتُ من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَیْنِ أَی صفّاً أَو صفَّین، و الجمع أَعْراقٌ. و العَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج و تخاط علی طرف الشُّقَّة، و قیل: هی طرة تنسج علی جوانب الفُسْطاط. و العَرَقةُ: خشیبة تُعَرَّضُ علی الحائط بین اللَّبِنِ؛ قال الجوهری: و كذلك الخشبة التی توضع مُعْتَرِضة بین سافَی الحائط. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: أَنه رأَی فی المسجد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربی: أَظنها خشبة فیها صورة. و العَرَقةُ: آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، و الجمع عَرَقٌ؛ قال: و قد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا و العَرَقةُ: النِّسْعةُ. و العَرَقاتُ: النُّسوع. قال الأَصمعی: العِراقُ الطِّبابَةُ و هی الجلدة التی تغطی بها عُیون الخُرَزِ، و عِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِیّ فی أَسفلها، و قیل: هو الذی یجعل علی ملتقی طرفی الجلد إِذا خُرِزَ فی أَسفل القربة، فإِذا سوی ثم خُرِزَ علیه غیر مَثْنِیّ فهو طِباب؛ قال أَبو زید: إِذا كان الجلد أَسفل الإِداوَةِ مَثْنیّاً ثم خرز علیه فهو عِراقٌ، و الجمع عُرُق، و قبل عِراقُ القربة الخَرْز الذی فی وسطها؛ قال: یَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ، و الوَدْع و الأَحْوِیة الأَخْلاقِ، بِی بِیَ أَرْیاقكَ من أَریاقِ و حیث خُصیْاكَ إِلی المَآقِ، و عارِض كجانب العِراقِ هذا أَعرابی ذكره یونس أَنه رآه یرقص ابنه و سمعه ینشد هذه الأَبیات؛ قوله: و عارض كجانب العِراقِ العارض ما بین الثنایا و الأَضراس، و منه قیل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها، و قوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه فی حسن نَبْتتها و اصطفافها علی نَسَقٍ واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 247
و مثله قول الشماخ و ذكر أُتُناً ورَدْنَ و حَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن علی تتابع و استقامة فقال: فلما رأَینَ الماءَ قد حالَ دونَه ذُعافٌ، علی جَنْبِ الشَّرِیعةِ، كارِزُ شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ علی هُدًی، كما شَكَّ فی ثِنْی العِنانِ الخَوارزُ و أَنشد أَبو علی فی مثل هذا المعنی: و شِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَریقُهُ، مَدارجُ صُوحَیْهِ عِذاب مَخاصِرُ عنی فَماً حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخیاطة فی الثوب، لأَن الخائط یضع إِبرة إِلی أُخری شَكَّة فی إِثْرِ شَكَّةٍ، و قوله شَكْسٍ طریقُه عنی صغره، و قیل: لصعوبة مرامه، و لما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَیْن و هما جانبا الوادی كما تقدم؛ و الدلیل علی أَنه عنی فَماً قوله بعد هذا: تَعَسَّفْتُه باللَّیْل لم یَهْدِنی له دلیلٌ، و لم یَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ أَبو عمرو: العِراقُ تقارب الخَرْز؛ یضرب مثلًا للأَمر، یقال: لأَمره عِراق إِذا استوی، و لیس له عِراقٌ، و عِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحیط بها. و عَرَقْت المزادة و السفرة، فهی مَعْروقة: عملت لها عِراقاً. و عِراقُ الظفر: ما أَحاط به من اللحم. و عِراقُ الأُذن: كفافُها و عِراقُ الرَّكِیبِ: حاشیته من أَدناه إِلی منتهاه، و الرَّكیبُ: النهر الذی یدخل منه الماء الحائط، و هو مذكور فی موضعه، و الجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ و عُرُق. و العِراقُ: شاطئ الماء، و خص بعضهم به شاطئ البحر، و الجمع كالجمع. و العِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمی بذلك لأَنه علی شاطئ دِجْلَةَ، و قیل: سُمِّیَ عِراقاً لقربه من البحر، و أَهل الحجاز یسمون ما كان قریباً من البحر عِراقاً، و قیل: سمی عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، و قیل: سمی به لتَواشُج عُروق الشجر و النخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع علی عِراقٍ، و قیل: سَمَّی به العجمُ، سَمَّتْه إِیرانْ‌شَهْر، معناه: كثیرة النخل و الشجر، فعربَ فقیل عِراق؛ قال الأَزهری: قال أَبو الهیثم زعم الأَصمعی أَن تسمیتهم العِراقَ اسم عجمی معرب إِنما هو إِیرانْ‌شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق، و إِیران‌شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبید: مانِعِی بابَة العِراقِ من الناسِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود و یروی: … باحَة العِراقِ …، و معنی بابة العِراقِ ناحیته، و الباحة الساحة، و منه أَباح دارهم. الجوهری: العِراقُ بلاد تذكر و تؤنث و هو فارسی معرب. قال ابن بری: و قد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ و علیه قول الشاعر: و هل بِلحاظ الدارِ و الصَّحْنِ مَعْلَمٌ، و من آیِهَا بِینُ العِراقِ تَلُوح؟ و اللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَیضاً، و قیل: سمی بعِراقِ المَزادة و هی الجلدة التی تجعل علی ملتقی طرفی الجلد إِذا خُرِزَ فی أَسفلها لأَن العِراقَ بین الرِّیف و البَرّ، و قیل: العِراقُ شاطئ النهر أَو البحر علی طوله، و قیل لبلد العِراقِ عِراقٌ لأَنه علی شاطئ دِجْلَة و الفُراتِ عِداءً «3». حتی یتصل بالبحر، و قیل:
(3). قوله [عداء] أی تتابعاً، یقال: عادیته إذا تابعته؛ كتبه محمد مرتضی كذا بهامش الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 248
العِراقُ معرب و أَصله إِیرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق. و العِرَاقانِ: الكوفة و البصرة؛ و قوله: أَزْمان سَلْمَی لا یَرَی مِثْلَها الرَّاؤونَ فی شَامٍ، و لا فی عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً. و أَعْرَقْنا: أَخذنا فی العِرَاقِ. و أَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛ قال الممزَّق العبدی: فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً علیكُمُ، و إِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِی الحَرْب، أُعْرِقِ و حكی ثعلب اعْتَرقوا فی هذا المعنی، و أَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَیْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به عِرَاقِیَّةُ الأَقْیاظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ هاهنا: جمع نَجْدِیّ كفارسی و فُرْس، فسره فقال: هی منسوبة إِلی العِرَاقِ الذی هو شاطئ الماء، و قیل: هی التی تطلب الماء فی القیظ. و العِرَاقُ: میاه بنی سعد بن مالك و بنی مازِن، و قال الأَزهری فی هذا المكان: و یقال هذه إِبل عِرَاقیَّة، و لم یفسر. و یقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا أَخذ فی بلد العِرَاقِ. قال أَبو سعید: المُعْرِقةُ طریق كانت قریشٌ تسلكه إِذا سارت إِلی الشام تأْخذ علی ساحل البحر، و فیه سلكت عِیرُ قریشٍ حین كانت وقعة بدر. و‌فی حدیث عمر: قال لسلمان أَین تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَ عَلَی المُعَرِّقةِ أَم علی المدینة؟ذكره ابن الأَثیر المُعَرِّقَة و قال: هكذا روی مشدَّداً و الصواب التخفیف. و عِرَاقُ الدار: فناء بابها، و الجمع أَعْرِقَة و عُرُق. و جری الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَیْن أَی طَلَقاً أَو طَلَقیْنِ. و العَرَقُ: الزبیب، نادر. و العَرَقةُ الدِّرَّةُ التی یضرب بها. و العَرْقُوَةُ: خشبة معروضة علی الدلو، و الجمع عَرْقٍ، و أَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه لیس فی الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ و بَهُوَ و دَهُوَ؛ هذا مذهب سیبوبه و غیره من النحویین، فإِذا أَدی قیاس إِلی مثل هذا فی الأَسماء رفض فعدلوا إِلی إِبدال الواو یاء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلی عَرْقِیٍ ثم كرهوا الكسرة علی الیاء فأَسكنوها و بعدها النون ساكنة، فالتقی ساكنان فحذفوا الیاء و بقیت الكسرة دالة علیها و ثبتت النون إشعاراً بالصرف، فإِذا لم یَلْتَقِ ساكنان ردّوا الیاء فقالوا رأَیت عَرْقِیَها كما یفعلون فی هذا الضرب من التصریف؛ أَنشد سیبویه: حتی تَقُضّی عَرْقِیَ الدُّلِیِّ و العَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال: احْذَرْ علی عَیْنَیْكَ و المَشَافِرِ عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبهها بالعقاب فی ثقلها، و قیل: فی سرعة هُوِیِّها، و الكاسر، التی تكسر من جناحها للانْقِضاضِ. و عَرْقَیْتُ الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُوَةً و شددتها علیها. الأَصمعی: یقال للخشبتین اللتین تعترضان علی الدلو كالصلیب العَرْقُوَتانِ و هی العَراقی، و إِذا شددتهما علی الدلو قلت: قد عَرْقَیْتُ الدلو عَرْقاةً. قال الجوهری: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العین، و لا تقل عُرْقُوَة، و إنما یُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانیه نوناً مثل عُنْصُوَة، و الجمع العَراقی؛ قال عدیّ بن زید یصف فرساً:
لسان العرب، ج‌10، ص: 249
فَحَمَلْنا فارساً، فی كَفِّهِ راعِبیٌّ فی رُدَیْنیٍّ أَصَمُّ و أَمَرْناه بهِ من بَیْنِها، بعد ما انْصاعَ مُصِرًّا أَو كَصَمْ فهی كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِی، خُذِلَتْ منها العَرَاقی فانْجَذَمْ أَراد بقوله منها: الدلو، و بقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ و الدلوَ واحِد، و إِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ و أَصله عَرْقُوٌ، إِلا أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق فی جمع حَقْوٍ. و‌فی الحدیث: رأیت كأَن دَلْواً دُلِّیت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِیها فشرب!؛ العَراقی: جمع عَرْقُوة الدلو. و ذاتُ العَراقی: الداهیة، سمیت بذلك لأَن ذاتَ العَرَاقی هی الدلو و الدلو من أَسماء الداهیة. یقال: لقیت منه ذات العَرَاقی؛ قال عوف بن الأَحوص: لَقِیتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علینا و قَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقی و العَرْقُوَتانِ من الرَّحْل و القَتَب: خشبتان تضمان ما بین الواسط و المُؤَخَّرةِ. و العَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة فی الأَرض كأَنها جَثْوةُ قبر مستطیلة. ابن شمیل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد لیست بطویلة من الأَرض فی السماء و هی علی ذلك تشرف علی ما حولها، و هو قریب من الأَرض أَو غیر قریب، و هی مختلفة، مكانٌ منها لیّن و مكانٌ منها غلیظ، و إِنما هی جانب من أَرض مستویة مشرف علی ما حوله. و العَرَاقی: ما اتصل من الإِكامِ و آضَ كأَنه جُرْف واحد طویل علی وجه الأَرض، و أَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة، و أَما العَرْقُوَةُ فتطول علی وجه الأَرض و ظهرها قلیلة العرض، لها سَنَد و قبلها نِجاف و بِرَاق لیس بسَهْل و لا غلیظ جدًّا یُنْبِت، فأَما ظهره فغلیظ خَشِنٌ لا یُنْبتُ خَیراً. و العَرْقُوَةُ و العَراقی من الجبال: الغلیظُ المنقاد فی الأَرض یمنعك من عُلْوِهِ و لیس یُرتَقی لصعوبته و لیس بطویل، و هی العِرْقُ أَیضاً؛ قال الأَزهری: و به سمِّیت الداهیة ذات العَراقی، و قیل: العِرْق جُبَیْل صغیر منفرد؛ قال الشماخ: ما إِنْ یَزال لها شَأْوٌ یقَدِّمُها مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول و قیل: العِرْقُ الجبل و جمعه عُرُوق. و العَراقی عند أَهل الیمن: التَّراقی. و عَرَقَ فی الأَرض یَعْرِقُ عَرْقاً و عرُوقاً: ذهب فیها. و‌فی الحدیث: قال ابن الأَكْوَعِ فخرج رجل علی ناقة وَرْقاءَ و أَنا علی رَحْلی فاعْتَرَقَها حتی أَخَذَ بِخطامها، یقال: عَرَقَ فی الأَرض إِذا ذهب فیها. و‌فی حدیث وائل بن حجر أَنه قال لمعاویة و هو یمشی فی ركابه: تَعَرَّقْ فی ظل ناقتی‌أَی امش فی ظلها و انتفع به قلیلًا قلیلًا. و العَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، و یقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقین. أَبو عبید: عَرِقَ إِذا أَكل، و عَرِقَ إِذا كسل. و صارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ: و هو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد. و عِرْقٌ و ذات عِرْق و العِرْقانِ و الأَعْراق و عُرَیْقٌ، كلها: مواضع. و‌فی الحدیث: أَنه وَقَّت لأَهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل الحاجِّ یُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّی به لأَن فیه عِرْقاً و هو الجبل الصغیر، و قیل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ و علِم النبی، صلی الله علیه و سلم،
لسان العرب، ج‌10، ص: 250
أَنهم یُسْلمون و یَحُجُّون فبیَّن میقاتهم. قال ابن السكیت: ما دون الرمل إِلی الریف من العِراقِ یقال له عِراقٌ، و ما بین ذاتِ عِرْقٍ إِلی البحر غَوْرٌ و تِهامةُ، و طَرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، و أَولها من قِبَلِ نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهری: ذات عِرْقٍ موضع بالبادیة. و‌فی حدیث جابر: خرجوا یَقُودون به حتی لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ الذی دون الخَنْدق نَكَّبَ.و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یصلی إِلی العِرْقِ الذی فی طریق مكة.ابن الأَعرابی: عُرَیْقة بلاد باهِلَةَ بِیَذْبُل و القَعاقِع؛ و عارِقٌ: اسم شاعر من طیِّ‌ءٍ؛ سمی بذلك لقوله: لَئِنْ لم تُغَیِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ، لأَنْتَحِیَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قال ابن بری: هو لقَیْس بن جِرْوَةَ. و ابن عِرْقانَ: رجل من العرب.

عزق؛ ج10، ص: 250

: العَزْقُ: علاج فی عَسَرٍ. و رجل عَزِقٌ و مُتَعَزِّقٌ و عَزْوَقٌ: فیه شدة و بخل و عسر فی خلقه، من ذلك. و العُزُقُ: السِّیِّئُو الأَخلاقِ، واحدهم عَزِقٌ. و یقال: هو عَزِقٌ نَزِقٌ زَعِقٌ زَنِقٌ. و عَزَقَ الأَرضَ یَعْزِقُها عَزْقاً: شقّها و كَرَبَها، و لا یقال ذلك فی غیر الأَرض. و المِعْزَقةُ و المِعْزَقُ: المَرُّ من حدیدٍ و نحوه مما یحفر به، و جمعه المَعازِقُ؛ قال ذو الرمة: نُثِیرُ بها نَفْعَ الكُلابِ، و أَنْتُمُ تُثِیرون قِیعانَ القُری بالمَعازِقِ و أَرض مَعْزوقة إِذا شققتها بفأْسٍ أَو غیره، و یقال لتلك الأَداة التی تشق بها الأَرض مِعْزَقةٌ و مِعْزَقٌ و هی كالقَدُوم و أَكبر منها؛ قال ابن بری: المِعْزقة ما تُعْزَقُ به الأَرضُ، فأْساً كانت أَو مِسْحاةً أَو شِكَّة؛ قال: و هی البیلة المُعَقَّفة، و قال بعضهم: هی الفؤوس واحدتها مِعْزَقة، قال: و هی فأْس لرأْسها طرفان؛ و أَعْزَقَ إِذا عمل بالمِعْزَقَةِ، و هی المَرُّ الذی یكون مع الحفارین؛ و أَنشد المفضل: یا كَفُّ ذوقی نَزَوانَ المِعْزَقَه و‌فی حدیث سعید: سأَله رجل فقال تكارَیْتُ من فلان أَرضاً فَعَزَقْتُها‌أَی أَخرجت الماء منها. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث لا تَعْزِقُوا‌أَی لا تقطعوا. و عَسِقَ به و عَزِقَ به إِذا لصق به. و العَزْوَقُ و العَزُوقُ، كله: حمل الفُسْتق فی السنة دون لُبٍّ لا ینعقد لُبُّه و هو دباغ، و عَزْوَقَتُه تَقَبُّضه؛ و أَنشد: ما تَصْنَعُ العَنْزُ بذی عَزْوَقٍ، یُثِیبهُ العَزْوَقُ فی جلدها و ذلك لأَنه یدبغ جلدها بالعَزْوَقِ. ابن الأَعرابی: العَزْوَقُ الفستق، و قیل: العَزْوَقُ حَمْل شجر بَشِعُ الطعم. و عَزَّقْتُ القوم تَعْزیقاً إِذا هزمتهم و قتلتهم. و العَزِیقُ: مطمئِنٌّ من الأَرض، یمانیة.

عسق؛ ج10، ص: 250

: عَسِقَ به یَعْسَقُ عَسَقاً: لزق به و لزمه و أُولِعَ به، و كذلك تَعَسَّق؛ قال رؤبة: و لا تری الدهر عَنِیفاً أَرْفَقا مِنْهُ بها فی غیره و أَلْبَقا، إِلْفاً و حُبًّا طالما تَعَسَّقا و عَسِقَ به و عَسِكَ به بمعنی واحد، و العرب تقول:
لسان العرب، ج‌10، ص: 251
عَسِقَ بی جُعَل فلانٍ إِذا أَلحّ علیه فی شی‌ء یطالبه و عَسِقَت الناقةُ بالفحل: أَرَبَّتْ، و كذلك الحمار بالأَتان؛ قال رؤبة: فَعَفَّ عن أَسْرارِها بعد العَسَقْ، و لم یُضِعْها بین فِرْكٍ و عَشَقْ و فی خُلُقه عَسَقٌ أَی التواء و ضیق. و العَسَقُ: العرجون الردی‌ء، أَسَدِیَّةٌ. و فی التهذیب: العُسُقُ عراجین النخل، واحدها عَسَقٌ. و العَسَقُ: الظلمة كالغَسَقِ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: إِنَّا لنَسْمو، للعَدُوِّ حَنَقا، بالخیل أَكْداساً تُثِیرُ عَسَقا كنی بالعَسَقِ عن ظلمة الغبار. و العَسَقُ: الشراب «1» الردی‌ء الكثیر الماء؛ حكاه أَبو حنیفة. و العُسُق: المتشدّدون علی غرمائهم فی التقاضی. و العُسُق: اللقَّاحون؛ فأَما قول سُحَیْم: فلو كُنْتُ وَرْداً لوْنَه لَعَسِقْنَنی، و لكنَّ رَبی شَانَنی بسَوادِیا فلیس بشی‌ء، إِنما قلب الشین سیناً لسواده و ضعف عبارته عن الشین، و لیس ذلك بلغة إِنما هو كاللَّثَغِ، قال محمد بن المكرم: هذا قول ابن سیدة و العجب منه كونه لم یعتذر عن سائر كلماته بالشین، و عن شَانَنی فی البیت نفسه، أَو یجعلها من عَسِقَ به أَی لَزِمَهُ، و قد مر فی كتابه فی ترجمة خبت، و قد استشهد ببیتِ شِعْرٍ للخَیْبَریّ الیهودی: یَنْفَعُ الطیّبُ القلیلُ من الرِّزْقِ، و لا یَنْفَعُ الكثیرُ الخَبِیتُ فذكر فیه ما صورته: سأَل الخلیلُ الأَصمعیَّ عن الخَبِیتِ فی هذا البیت فقال له: أَراد الخَبِیتَ و هی لغة خَیْبَر، فقال له الخلیل: لو كان ذلك لغتَهم لقال الكَتِیر، بالتاء أَیضاً، و إِنما كان ینبغی لك أَن تقول إِنهم یقلبون الثاء تاءً فی بعض الحروف، و من الممكن أَن یكون ابن سیدة، رحمه الله، ترك الاعتذار عن كلماته بالشین و عن لفظة شانَنی فی البیت لأَنها لا معنی لها، و اعتذر عن لفظة عَسِقْنَنی لإِلْمامِها بمعنی لَزِقَ و لَزمَ، فأَراد أَن یُعْلِمَ أَنه لم یَقْصد هذا المعنی و إِنما هو قَصَدَ العِشْقَ لا غیر، و إِنما عُجْمته و سواده أَنطقاه بالسین فی موضع الشین، و الله أَعلم.

عسبق؛ ج10، ص: 251

: العِسْبِقُ: شجر مُرُّ الطعم.

عسلق؛ ج10، ص: 251

: العَسْلَقُ و العَسَلَّقُ: كلُّ سبع جری‌ء علی الصید، و الأُنثی بالهاء، و الجمع عَسالِقُ. و العَسَلَّقُ: الخفیف، و قیل: الطویلُ العنقِ. و العَسَلَّقُ: الظلیم؛ قال الراعی: بِحَیْثُ یُلاقی الآبداتِ العَسَلَّقُ و العَسَلَّقُ: الثعلب. و العَسْلَقُ: السراب، قال ابن بری: العَسْلَقُ الذئب، قال: و العِسْلقُ و العُسالقُ و العَسَلَّقُ الطویل الخفیف، و الأُنثی عَسَلَّقَةٌ؛ قال أَوس یصف النعامة: عَسَلَّقةٌ رَبْداءُ و هو عَسَلَّق

عشق؛ ج10، ص: 251

: العِشْقُ: فرط الحب، و قیل: هو عُجْب المحب بالمحبوب یكون فی عَفاف الحُبّ و دَعارته؛ عَشِقَه یَعْشَقُه عِشْقاً و عَشَقاً و تَعَشَّقَهُ، و قیل: التَّعَشُّقُ، تكلّف العِشْقِ، و قیل: العِشْقُ الاسم و العَشَقُ المصدر، قال رؤبة: و لم یُضِعْها بینَ فِرْكٍ و عَشَقْ
(1). قوله [و العسق الشراب إلخ] كذا هو بالأَصل مضبوظاً، و الذی فی القاموس: إنه العسیقة كسفینة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 252
و رجل عاشِقٌ من قوم عُشَّاقٍ، و عِشِّیقٌ مثال فِسِّیقٍ: كثیر العِشْقِ. و امرأَة عاشِقٌ، بغیر هاء، و عاشِقةٌ. و العَشَقُ و العَسَقُ، بالشین و السین المهملة: اللزوم للشی‌ء لا یفارقه، و لذلك قیل للكَلِف عاشِق للزومه هواه و المَعْشَقُ: العِشْقُ؛ قال الأَعشی: و ما بیَ منْ سُقْمٍ و ما بیَ مَعْشَق و سئل أَبو العباس أَحمد بن یحیی عن الحُبِّ و العِشْقِ: أَیّهما أَحمد؟ فقال: الحُب لأَن العِشْقَ فیه إِفراط، و سمی العاشِقُ عاشِقاً لأَنه یَذْبُلُ من شدة الهوی كما تَذْبُل العَشَقَةُ إِذا قطعت، و العَشَقَةُ: شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ و تَصْفَرُّ؛ عن الزجاج، و زعم أَن اشتقاق العاشق منه؛ و قال كراع: هی عند المُوَلَّدین اللَّبْلابُ، و جمعها العَشَقُ، و العَشَقُ الأَراك أَیضاً. ابن الأَعرابی: العُشُقُ المُصْلحون غُرُوس الریاحین و مُسَوُّوها، قال: و العُشُقُ من الإِبل الذی یلزم طَرُوقَتَه و لا یَحنّ إِلی غیرها. أَبو عمرو: یقال للناقة إِذا اشتدت ضَبَعَتُها قد هَدِمَتْ و هَوِسَتْ و بَلَمَتْ و تَهالَكَتْ و عَشِقَتْ و أَبْلَسَتْ، فهی مِبْلاسٌ، و أَرَبَّتْ مثله.

عشرق؛ ج10، ص: 252

: العِشْرِقُ: شجر، و قیل نبت، واحدته عِشْرِقَة. قال أَبو حنیفة: العِشْرِقُ من الأَغْلاثِ و هو شجر یَنْفَرِشُ علی الأَرض عریض الورق و لیس له شوك و لا یكاد یأْكله شی‌ء إِلا أَن یصیب المِعْزی منه شیئاً قلیلًا؛ قال الأَعشی: تَسْمَع للحَلْی وَسْواساً إِذا انْصَرَفَتْ، كما استعان بریحٍ عِشْرِقٌ زَجلُ قال: و أَخبرنی بعض أَعراب ربیعة أَن العِشْرِقَةَ ترتفع علی ساق قصیرة ثم تنتشر شُعَباً كثیرة و تُثْمِر ثمراً كثیراً، و ثمرها سِنْفُها، فی كل سِنْفَةٍ سطران من حب مثل عَجَمِ الزبیب سواء، و قیل: هو مثل حب الحِمَّصِ و هو یؤكل ما دام رطباً و یطبخ، و هو طیب؛ و قوله: كأَن صَوْتَ حَلْیها المُناطِقِ تَهَزُّجُ الرِّیاح بالعَشارِقِ إِما أَن یكون جمع عِشْرقَة، و إِما أَن یكون جمع الجنس الذی هو العِشْرِقُ، و هذا لا یطَّرد. و عُشارِق: اسم، و قیل مكان. قال الأَزهری: العِشْرِقُ من الحشیش وَرَقه شبیه بورق الغارِ إِلا أَنه أَعظم منه و أَكبر، إِذا حركته الریح تسمع له زَجلًا و له حَمْل كحَمْل الغارِ إِلا أَنه أَعظم منه. و حكی عن ابن الأَعرابی: العِشْرِقُ نبات أَحمر طیب الرائحة یستعمله العرائس، و حكی ابن بری عن الأَصمعی: العِشْرِقُ شجرة قدر ذراع لها حب صغار إِذا جف صوتت بمَرِّ الریح.

عشنق؛ ج10، ص: 252

: العَشْنَقة: الطول. و العَشَنَّقُ: الطویل الجسم. و امرأَة عَشَنَّقَةٌ: طویلة العنق، و نعامةٌ عَشَنَّقةٌ كذلك، و الجمع العَشانِقُ و العَشانیقُ و العَشَنَّقُون. قال الأَصمعی: العَشَنَّقُ الطویل الذی لیس بمُثْقَلٍ و لا ضخم من قوم عَشانِقَة؛ قال الراجز: و تحتَ كُلّ خافِقٍ مُرَنِّقِ من طَیِّ‌ءٍ كلُّ فَتًی عَشَنَّقِ و‌فی حدیث أُم زرع: أَن إِحدی النساء قالت زَوجی العَشَنَّق، إِن أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، و إِن أَسْكُتْ أُعَلَّق؛ العَشَنَّقُ: هو الطویل الممتد القامة، أَرادت أَن له مَنْظَراً بلا مَخْبَرٍ لأَن الطول فی الغالب دلیل
لسان العرب، ج‌10، ص: 253
السَّفَه، و قیل: هو السیِّ‌ء الخلق؛ قال الأَزهری: تقول لیس عنده أَكثر من طوله بلا نفع، فإِن ذكرتُ ما فیه من العیوب طلَّقنی، و إِن سَكَتُّ تركنی معلقة لا أَیّماً و لا ذات بَعْلٍ.

عفق؛ ج10، ص: 253

: عَفَقَ: الرجلُ یَعْفِقُ عَفْقاً: ركب رَأْسه فمضی. و عَفَقَت الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً و عُفُوقاً: أُرْسلت فی المرعی فَمرَّت علی وجوهها، و عَفَقَتْ عن المَرْعی إِلی الماء: رجعت. و كل ذاهب راجعٍ عافِقٌ، و كل واردٍ صادرٍ راجعٍ مختلفٍ كذلك. عَفَقَ یَعْفِق عَفْقاً و عَفَقاناً و عَفَقَتِ الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً إِذا كان یرجع إِلی الماء كل یوم أَو كل یومین. و إِنه لَیَعْفِقُ أَی یكثر الرجوع. و یقال: إِنه لَیُعَفِّقُ الغنمَ بعضها علی بعض تَعْفِیقاً أَی یردها علی وجهها. و العَفْقُ: سرعة الإِیرادِ و كثرته، یقال: إِنك لتَعْفِقُ أَی تكثر الرجوع؛ قال الراجز: تَرْعی الغَضا من جانِبَیْ مُشَفِّقِ غِبًّا، و مَنْ یَرْعَ الحُموضَ یَعْفِقِ أَی من یرعی الحمض تعطش ماشیته سریعاً فلا یجد بُدًّا من العَفْقِ، و یروی … یَغْفِقِ، بالغین المعجمة؛ قال ابن بری: و مثله لأَبی النجم‌حتی إِذا ما انْصَرَفَتْ لم تَعْفِقِ و انْعَفَقَ القوم فی حاجتهم أَی مَضَوْا و أَسرعوا. عَفَقَ الرجلُ إِذا أَكثر الذهاب و المجی‌ء فی غیر حاجة. و عافَقَ الذئبُ الغنمَ إِذا عاثَ فیها ذاهباً و جائیاً. و رجل مِعْفاقُ الزیارة أَی لا یزال یجی‌ء و یذهب زائراً؛ قال الشاعر: و لا تَكُ مِعْفاقَ الزیارة و اجْتَنِبْ، إِذا جِئْتَ، إِكْثارَ الكلامِ المُعَیَّبا و فی النوادر: و الاعْتِفاقُ انثناءُ الشی‌ء بعد اتْلِئْبابِه و هو صرف «2» … عن رأْیه. و العَفْقُ: الإِقبالُ و الإِدبار و العَفَقُ: السرعة فی العَدْوِ. و العُفُوق و العِفَاق: شبه الخُنُوس، عَفَقَ یَعْفِقُ أَی خنس و ارتدّ و رجع؛ و منه‌قول لقمان فی حدیث فیه طُول: خُذِی مِنی أَخی ذا العِفاقِ، صَفّاقٌ أَفّاقٌ یُعْمِلُ البَكْرة و الساق؛ یصفه بالسیر فی آفاق الأَرض راكباً و ماشیاً علی ساقه. و قد عَفَقَ یَعْفق عَفْقاً و عِفَاقاً إِذا ذهب ذهاباً سریعاً. و العَفْقَةُ: الغَیْبة، عَفَقَ الرجل أَی غاب، یقال: لا یزال فلان یَعْفِقُ العَفْقَةَ أَی یغیب الغیبة. قال ابن بری: و العِفاق السرعة؛ و قال: قال ذو الخِرَق الطُّهَویّ یخاطب الذئب: عَلَیْكَ الشَّاءَ، شَاءَ بنی تمیمٍ، فَعَافِقْه، فإِنك ذو عِفَاقِ و العَفْقُ: العطف. و المُنْعَفَقُ: المُنَعَطَفُ، و یقال المُنْصَرَف عن الماء. و عَفَقَ یَعْفِقُ عَفْقاً: ضرط، و قیل: هی الضرطة الخفیة یقال للرجل و غیره: عَفَقَ بها و خَبَجَ بها إِذا ضرط. و العُفُق: الضراطون فی المجالس. و كذبت عَفَّاقَتُهُ أَی اسْتُه إِذا حَبَقَ و العَفّاقة: الاست. و العَفْقُ: الأَسْتاه. و العَفَّاقُ «3»: الفرج لكثرة لحمه. و عَفَق الرجل: نام قلیلًا ثم استیقظ ثم نام. و عَفَقَهُ عَفَقَاتٍ: ضربه ضربات. و اعْتَفَقَ القومُ بالسیوف إِذا اجتلدوا. و عَفَق الشی‌ءَ یَعْفِقُه عَفْقاً: جمعه أَو ضَمه إِلیه. و عافَقَهُ معافَقَةً و عِفاقاً: عالجه و خادعه؛ قال قُرْطٌ یصف الذئب:
(2). كذا بیاض بالأَصل (3). قوله [و العفاق] هو بهذا الضبط فی الأَصل، و فی شرح القاموس ككتاب
لسان العرب، ج‌10، ص: 254
علیك الشاءَ، شاءَ بنی تمیمٍ، فعافِقْهُ، فإِنك ذو عِفاقِ و أَورد ابن سیدة هذا البیت هنا علی هذه الصورة. و العُفُق: الذئاب التی لا تنام و لا تُنِیم من الفساد، و اعْتَفَقَ الأَسد فَرِیستَه: عطف علیها فأَفرسها؛ و قال: و ما أَسَدٌ من أُسودِ العرینِ یَعْتَفِقُ السائلین اعْتِفاقَا و تَعَفّقَ فلان بفلان إِذا لاذَ به. و تَعَفَّقَ الوحشی بالأَكمَةِ لاذ بها من خوف كلب أَو طائر؛ قال علقمة: تَعَفَّقُ بالأَرْطَی لها، و أَرَادَها رجالٌ، فبَذَّتْ نَبْلَهمْ و كَلِیبُ أَی تَعَوَّذُ بالأَرْطی من المطر و البرد. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول للذی یثیر الصید ناجِشٌ، و للذی یَثْنی وجهه و یرده عافق. یقال: اعْفِقْ علیّ الصید أَی اثنِها و اعطفها؛ قال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً للمُنْصفَقَ، حتی تَرَدَّی أَرْبعٌ فی المُنْعَفَقْ یعنی عَیْراً أَورد أُتنه الماء فرماها الصیَّاد فصَفقَها العَیْر لینجو بها، فرماها الصیاد فی مُنْعَفَقها أَی فی مكان عَفْقِ العیر إِیاها. و عَفَقَ العَیْر الأَتانَ یَعْفِقُها عَفْقاً: سَفَدها، و عَفَقَها عَفْقاً إِذا أَتاها مرة بعد مرة. یقال للحمار: بَاكَهَا یَبُوكُها بَوْكاً، و للفرس كَامَها كَوْماً و عَفَقَ الرجل جاریته إِذا جامعها. و العَفْقُ: كثرة الضِّراب و عِفَاقٌ و عَفَّاقٌ و مِعْفَق: أَسماء. و عِفَاق اسم رجل أَكلته باهلة فی قحط أَصابهم؛ قال الشاعر: فلو كان البكاء یَرُدّ شیئاً، بَكَیْتُ علی یَزِیدٍ أَو عِفَاقِ هما المَرْآن، إِذ ذهبا جمیعاً لشأْنهما بحُزْنٍ و احْتِراقِ قال ابن بری: البیتان لُمتَمِّمِ بن نُوَیْرَة، و صوابه بكیت علی بُجَیْرٍ، و هو أَخو عِفاقٍ، و یقال غفاق، بغین معجمة، و هو ابن مُلَیْك، و یقال ابن أَبی ملیك، و هو عبد الله بن الحرث بن عاصم، و كان بِسْطامُ بن قیس أَغار علی بنی یَرْبوع فقتل عِفاقاً، و قتل بُجَیْراً أُخاه بعد قتله عفاقاً فی العام الأَول و أَسر أَباهما أَبا ملیك، ثم أَعتقه و شرط علیه أَن لا یُغِیرَ علیه؛ قال ابن بری: و یقوی قول من قال إِن باهلة أَكلته قول الراجز: إِن عِفاقاً أَكَلَتْه باهِلَهْ، تَمَشَّشوا عِظامَه و كاهِلَهْ و العَفَقَةُ: لعبة یجمع فیها التراب. و العَیْفَقَانُ: نبت یشبه العَرْفَجَ.

عفلق؛ ج10، ص: 254

: العَفْلَقُ، بتسكین الفاء: الضخم المسترخی. ابن سیدة: العَفْلَقُ و العَفَلَّقُ الفرج الواسع الرخو؛ قال: كلّ مِشَانٍ ما تشدُّ المِنْطَقا، و لا تزالُ تُخْرِجُ العَفَلَّقا المِشانُ: السَّلیطة. و امرأَة عَفَلَّقةٌ و عَضَنَّكةٌ: ضخمة الرَّكَبِ؛ و قال آخر فی العَفْلَقِ: یا ابنَ رَطُومٍ ذاتِ فرجٍ عَفْلَقِ و قد رواه قوم غَلْفَق، بالغین المعجمة، و لم یذكر ابن خالویه فی الفرج إِلّا عَفلَق، بالعین المهملة و تقدیم
لسان العرب، ج‌10، ص: 255
الفاء علی اللام، و استشهد الجوهری «1». بهذا الرجز أَیضاً: و یا ابنَ رطومٍ ذاتِ فرجٍ عَفَلَّقِ الجوهری: و ربما سمی الفرج الواسع عَفْلَقاً، و كذلك المرأَة الخرقاء السیئة المنطق و العمل، و اللام زائدة. ابن سیدة: و العُفْلوقُ الأَحمق.

عقق؛ ج10، ص: 255

: عَقَّه یَعُقُّه عَقًّا، فهو مَعْقوقٌ و عَقِیقٌ: شقَّه. و العَقِیقُ: وادٍ بالحجاز كأَنه عُقَّ أَی شُقّ، غلبت الصفة علیه غلبة الاسم و لزمته الأَلف و اللام، لأَنه جعل الشی‌ء بعینه علی ما ذهب إِلیه الخلیل فی الأَسماء الأَعلام التی أَصلها الصفة كالحرث و العباس. و العَقِیقَان: بلدان فی بلاد بنی عامر من ناحیة الیمن، فإِذا رأَیت هذه اللفظة مثناة فإِنما یُعْنی بها ذَانِكَ البلدان، و إِذا رأَیتها مفردة فقد یجوز أَن یُعْنی بها العَقِیقُ الذی هو واد بالحجاز، و أَن یُعْنی بها أَحد هذین البلدین لأَن مثل هذا قد یفرد كأَبَانَیْن؛ قال إمرؤ القیس فأفرد اللفظ به: كأَنّ أَبَاناً، فی أَفَانِینِ وَدْقِهِ، كبیرُ أُناسٍ فی بِجَادٍ مُزَمَّلِ قال ابن سیدة: و إِن كانت التثنیة فی مثل هذا أَكثر من الإِفراد، أَعنی فیما تقع علیه التثنیة من أَسماء المواضع لتساویهما فی الثبات و الخِصْب و القَحْط، و أَنه لا یشار إِلی أَحدهما دون الآخر، و لهذا ثبت فیه التعریف فی حال تثنیته و لم یجعل كزیدَیْن، فقالوا هذان أَبانَان بَیِّنَیْن «2»، و نظیر هذا إفرادهم لفظ عرفات، فأَما ثبات الأَلف و اللام فی العَقِیقَیْن فعلی حدِّ ثباتهما فی العَقِیق، و فی بلاد العرب مواضع كثیرة تسمی العَقِیقَ؛ قال أَبو منصور: و یقال لكل ما شَقَّه ماء السیل فی الأَرض فأَنهره و وسَّعه عَقِیق، و الجمع أَعِقَّةٌ و عَقَائِق، و فی بلاد العرب أَربعةُ أَعِقَّةٍ، و هی أَودیة شقَّتها السیول، عادِیَّة: فمنها عَقیقُ عارضِ الیمامةِ و هو وادٍ واسع مما یلی العَرَمة تتدفق فیه شِعابُ العارِض و فیه عیون عذبة الماء، و منها عَقِیقٌ بناحیة المدینة فیه عیون و نخیل. و‌فی الحدیث: أَیكم یحب أَن یَغْدُوَ إِلی بُطْحانِ العَقِیقِ؟قال ابن الأَثیر: هو وادٍ من أَودیة المدینة مسیل للماء و هو الذی ورد ذكره‌فی الحدیث أَنه وادٍ مبارك، و منها عَقِیقٌ آخر یَدْفُق ماؤُه فی غَوْرَی تِهَامةَ، و هو الذی ذكره الشافعی فقال: و لو أَهَلُّوا من العَقِیقِ كان أَحَبَّ إِلیّ؛ و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، وقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِیقِ؛ قال أَبو منصور: أَراد العَقِیقَ الذی بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتین و هو الذی ذكره الشافعی فی المناسك، و منها عَقِیق القَنَانِ تجری إِلیه میاه قُلَلِ نجد و جباله؛ و أَما قول الفرزدق: قِفِی ودِّعِینَا، یا هُنَیْدُ، فإِنَّنی أَری الحیَّ قد شامُوا العَقِیقَ الیمانیا فإِن بعضهم قال: أَراد شاموا البرق من ناحیة الیمن. و العَقّ: حفر فی الأَرض مستطیل سمی بالمصدر. و العَقَّةُ: حفرة عمیقة فی الأَرض، و جمعها عَقَّات. و انْعَقَّ الوادی: عَمُقَ. و العقائق: النِّهَاء و الغدرانُ فی الأَخادید المُنْعَقَّةِ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد لكثیر بن عبد الرحمن الخزاعی یصف امرأَة:
(1). قوله [و استشهد الجوهری إلخ] لم نجد هذا الرجز فی نسخ الصحاح التی بأیدینا (2). قوله [فقالوا هذان إلخ] فلفظ بینین منصوب علی الحال من أَبانان لأَنه نكرة وصف به معرفة، لأَن أَبانان وضع ابتداء علماً علی الجبلین المشار إلیهما، و لم یوضع أَولًا مفرداً ثم ثنی كما وضع لفظ عرفات جمعاً علی الموضع المعروف بخلاف زیدین فإنه لم یجعل علماً علی معینین بل لإِنسانین یزولان، و یشار إلی أحدهما دون الآخر فكأنه نكرة فإذا قلت هذان زیدان حسنان رفعت النعت لأَنه نكرة وصفت به نكرة، أفاده یاقوت
لسان العرب، ج‌10، ص: 256
إِذا خرجَتْ من بیتها راق عَیْنَها مُعَوَّذه [مُعَوِّذه، و أَعْجَبَتْها العَقَائِقُ یعنی أَن هذه المرأَة إِذا خرجت من بیتها راقَها مُعَوَّذ النبت حول بیتها، و المُعَوَّذ من النبت: ما ینبت فی أَصل شجر أو حجر یستره، و قیل: العقائق هی الرمال الحمر. و یقال: عَقَّت الریحُ المُزْنَ تَعُقُّه عَقاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تشقه شقّاً؛ قال الهذلی یصف غیثاً: حارَ و عَقَّتْ مُزْنَهُ الریحُ، و انْقَارَ بِهِ العَرْضُ، و لم یُشْمَلِ حارَ: تحیَّر و تردد و استَدَرَّته ریح الجَنوب و لم تهب به الشَّمال فتَقْشَعَه، و انْقَارَ به العَرْضُ أَی كأَن عرضَ السحاب انْقارَ بهِ أَی وقعت منه قطعة و أَصله من قُرْتُ جَیْب القمیص فانْقار، و قُرْتُ عینه إِذا قلعتها. و سحابة مَعْقُوقة إِذا عُقَّت فانْعَقَّت أَی تَبَعَّجت بالماء. و سحابة عَقَّاقة إِذا دفعت ماءها و قد عَقَّت؛ قال عبدُ بنی الحَسْحاص یصف غیثاً: فمرَّ علی الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه، فَعَقَّ طویلًا یَسْكُبُ الماءَ ساجِیَا و اعْتَقَّت السحابة بمعنی؛ قال أَبو وَجْزة: و اعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور و یقال للمُعْتذر إِذا أَفرط فی اعتذاره: قد اعْتَقَّ اعْتِقاقاً. و یقال: سحابة عَقَّاقة منشقة بالماء. و روی شمر أَن المُعَقِّرَ بن حمار البارِقِیّ قال لبنته و هی تَقُوده و قد كُفَّ بصرُه و سمع صوت رعد: أَیْ بُنَیّةُ ما تَرَیْنَ؟ قالت: أَری سحابة سَحْماء عَقَّاقَة، كأَنها حِوَلاءُ [حُوَلاءُ ناقة، ذات هَیْدب دَانٍ، و سَیرٍ وان قال: أَیْ بُنَیّة وائلی إِلی قَفْلةٍ فإِنها لا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ من السیل؛ شَبَّه السحابة بِحِوَلاءِ الناقة فی تشققها بالماء كتشقق الحِوَلاءِ، و هو الذی یخرج منه الولد، و القَفَلة الشجرة الیابسة؛ كذلك حكاه ابن الأَعرابی بفتح الفاء، و أَسكنها سائر أَهل اللغة. و فی نوادر الأَعراب: اهْتَلَبَ السیفَ من غِمْدِه و امْتَرَقه و اعْتَقَّه و اخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛ قال الجرجانی: الأَصل اخْتَرَطَه، و كأَنّ اللام مبدل منه و فیه نظر. و عَقَّ والدَه یَعُقُّه عَقّاً و عُقُوقاً و مَعَقَّةً: شقَّ عصا طاعته. و عَقَّ والدیه: قطعهما و لم یَصِلْ رَحِمَه منهما، و قد یُعَمُّ بلفظ العُقُوقِ جمیع الرَّحِمِ، فالفعل كالفعل و المصدر كالمصدر. و رجل عُقَقٌ و عُقُق و عَقٌّ: عاقٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی للزَّفَیان: أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّاًّ فَظّا بمن أُعادی، مِلْطَساً مِلَظّا، أَكُظُّهُ حتی یموتَ كَظّا، ثُمَّتَ أُعْلِی رأْسَه المِلْوَظَّا، صاعقةً من لَهَبٍ تَلَظَّی و الجمع عَقَقَة مثل كَفَرةٍ، و قیل: أَراد بالعقّ المُرَّ من الماء العُقَاقِ، و هو القُعَاع، المِلْوَظّ: سوطٌ أَو عصا یُلْزِمُها رأْسَه؛ كذا حكاه ابن الأَعرابی، و الصحیح المِلْوَظُ، و إِنما شدد ضرورة. و المَعَقَّةُ: العُقُوق؛ قال النابغة: أَحْلامُ عادٍ و أَجْسادٌ مُطَهَّرَة من المَعَقَّةِ و الآفاتِ و الأَثَمِ و أَعَقَّ فلانٌ إِذا جاءَ بالعُقوق. و فی المثل: أَعَقُّ من ضَبٍّ؛ قال ابن الأَعرابی: إِنما یرید به الأُنثی، و عُقُوقُها أَنها تأْكل أَولادها؛ عن غیر ابن الأَعرابی؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 257
و قال ابن السكیت فی قول الأَعشی: فإِنی، و ما كَلَّفْتُمونی بِجَهْلِكم، و یَعْلم رَبی من أَعَقَّ و أَحْوَبا قال: أَعَقَّ جاء بالعُقُوقِ، و أَحْوَبَ جاء بالحُوبِ. و‌فی الحدیث: قال أَبو سفیان بن حرب لحمزة سید الشهداء، رضی الله عنه، یوم أُحد حین مرَّ به و هو مقتول: ذُقْ عُقَقُ‌أَی ذق جزاء فعلك یا عاقّ، و ذق القتل كما قتلت مَن قتلتَ یوم بدر من قومك، یعنی كفار قریش، و عُقَق: معدول عن عاق للمبالغة كغُدَر من غادرٍ و فُسَق من فاسقٍ. و العُقُق: البعداء من الأَعداء. و العُقُق أَیضاً: قاطعو الأَرحام. و یقال: عاقَقْتُ فلاناً أُعَاقُّه عِقاقاً إِذا خالفته. قال ابن بری عَقَّ والدَه یَعُقُّ عقوقاً و مَعَقَّةً؛ قال هنا: و عَقَاقِ مبنیة علی الكسر مثل حَذَامِ و رَقَاشِ؛ قالت عمرة بنت درید ترثیه: لَعَمْرُك ما خشیتُ علی دُرَیْد، ببطن سُمَیْرةٍ، جَیْشَ العَنَاقِ جَزَی عنّا الإِلهُ بنی سُلَیْم، و عَقَّتْهم بما فعلوا عَقَاقِ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نهی عن عُقُوقِ الأُمّهات، و هو ضد البِرّ، و أَصله من العَقّ الشَّقّ و القطع، و إنما خص الأُمهات و إن كان عُقوقُ الآباء و غیرهم من ذوی الحقوق عظیماً لأَن لِعُقوقِ الأُمهات مزیّة فی القبح. و‌فی حدیث الكبائر: و عدَّ منها عقوقَ الوالدین.و‌فی الحدیث: مَثَلُكم و مَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العینِ فی الرأْس تؤذی صاحبها و لا یستطیع أن یَعُقَّها إِلا بالذی هو خیر لها؛ هو مستعار من عُقُوقِ الوالدین. و عَقَّ البرقُ و انْعَقَّ: انشق. و الانْعِقاق: تشقق البرق، و التَّبَوُّجُ: تَكَشُّفُ البرقِ، و عَقِیقَتُهُ: شعاعه؛ و منه قیل للسیف كالعَقِیقَة، و قیل: العَقِیقَةُ و العُقَقُ البرق إِذا رأَیته فی وسط السحاب كأَنه سیف مسلول. و عَقِیقةُ البرق: ما انْعَقَّ منه أَی تَسَرَّبَ فی السحاب، یقال منه: انْعَقَّ البرقُ، و به سمی السیف؛ قال عنترة: و سَیْفی كالعَقِیقةِ، فهو كِمْعِی سِلاحِی، لا أَفَلَّ و لا فُطَارَا و انْعَقَّ الغبار: انشق و سطع؛ قال رؤبة: إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا و انْعَقَّ الثوبُ: انشق؛ عن ثعلب. و العَقِیقةُ: الشعر الذی یولد به الطفل لأَنه یشق الجلد؛ قال إمرؤ القیس: یا هندُ، لا تَنْكِحی بُوهَةً علیه عَقِیقَتُه، أَحْسَبَا و كذلك الوَبَرُ لِذی الوَبَرِ. و العِقَّة: كالعَقِیقةِ، و قیل: العِقَّةُ فی الناس و الحمر خاصة و لم تسمع فی غیرهما كما قال أَبو عبیدة؛ قال رؤبة: طَیَّرَ عنها النَّسْرُ حَوْلِیَّ العِقَق و یقال للشعر الذی یخرج علی رأْس المولود فی بطن أُمه عَقِیقةٌ لأَنها تُحْلق، و جعل الزمخشری الشعرَ أصلًا و الشاةَ المذبوحة مشتقة منه. و‌فی الحدیث: إِن انفرقت عَقِیقَتُه فَرَقَ‌أَی شعره، سمی عَقیقةً تشبیهاً بشعر المولود. و أَعَقَّت الحامل: نبتت عَقیقَةُ ولدها فی بطنها. و أَعَقَّت الفرس و الأَتان، فهی مُعِقّ و عَقُوق: و ذلك إِذا نبتت العَقیقةُ فی بطنها علی الولد الذی حملته؛ و أَنشد لرؤبة:
لسان العرب، ج‌10، ص: 258
قد عَتَق الأَجْدعُ بعد رِقِّ، بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُعِقِّ و أَنشد أَیضاً فی لغة من یقول أَعَقَّتْ فهی عَقُوق و جمعها عُقُق: سِرًّا و قد أَوَّنَّ تَأْوِینَ العُقُقْ «3» أَوَّنَّ: شربن حتی انتفخت بطونهن فصار كل حمار منهن كالأَتان العَقُوق، و هی التی تكامل حملها و قرب ولادها، و یروی أَوَّنَّ علی وزن فَعَّلْنَ یرید بذلك الجماعة من الحمیر، و یروی أَوَّنَ علی وزن فَعَّل، یرید الواحد منها. و العَقاقُ، بالفتح: الحَمْل، و كذلك العَقَقُ؛ قال عدیّ بن زید: و تَرَكْت العَیْر یَدْمَی نَحْرُه، و نَحُوصاً سَمْحجاً فیها عَقَقْ و قال أَبو عمرو: أَظهرت الأَتانُ عَقاقاً، بفتح العین، إِذا تبین حملها، و یقال للجنین عَقاق؛ و قال: جَوانِحُ یَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّباء، لم یَتَّرِكْنَ لبطن عَقَاقا أَی جَنِیناً؛ هكذا قال الشافعی: العَقاق، بهذا المعنی فی آخر كتاب الصرف، و أَما الأَصمعی فإِنه یقول: العقاق مصدر العَقُوقِ، و كان أَبو عمرو یقول: عَقَّتْ فهی عَقُوق. و أَعَقّتْ فهی مُعِقّ، و اللغة الفصیحة أَعَقَّتْ فهی عَقُوق. و عَقَّ عن ابنه یَعِقُّ و یَعُقُّ: حلق عَقِیقَتهُ أَو ذبح عنه شاة، و فی التهذیب: یوم أُسبوعه، فقیَّده بالسابع، و اسم تلك الشاة العَقیقة. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: فی العَقِیقَةِ عن الغلام شاتان مثلان، و عن الجاریة شاة؛ و‌فیه: إِنه عَقَّ عن الحسن و الحسین، رضوان الله علیهما، و‌روی عنه أَنه قال: مع الغلام عَقِیقَتُه فأَهَریقُوا عنه دماً و أَمیطوا عنه الأَذی.و‌فی الحدیث: الغلام مُرْتَهِنٌ بعَقِیقته؛ قیل: معناه أَن أَباه یُحْرَم شفاعةَ ولده إِذا لم یعُقَّ عنه، و أَصل العَقِیقةِ الشعر الذی یكون علی رأْس الصبی حین یولد، و إِنما سمیت تلك الشاةُ التی تذبح فی تلك الحال عَقِیقةً لأَنه یُحْلق عنه ذلك الشعر عند الذبح، و لهذا قال‌فی الحدیث: أَمیطوا عنه الأَذی،یعنی بالأَذی ذلك الشعر الذی یحلق عنه، و هذا من الأَشیاء التی ربما سمیت باسم غیرها إِذا كانت معها أَو من سببها، فسمیت الشاة عَقِیقَةً لَعَقِیقَةِ الشعر. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عن العَقِیقةِ فقال: لا أُحب العُقُوق، لیس فیه توهین لأَمر العَقِیقَةِ و لا إِسقاط لها، و إِنما كره الاسم و أَحب أَن تسمی بأَحسن منه كالنسیكة و الذبیحة، جریاً علی عادته فی تغییر الاسم القبیح. و العَقِیقَةُ: صوف الجَذَع، و الجَنیبَة: صوف الثَّنِیِّ؛ قال أَبو عبید: و كذلك كل مولود من البهائم فإِن الشعر الذی یكون علیه حین یولد عَقِیقَة و عَقِیقٌ و عِقَّةٌ، بالكسر؛ و أَنشد لابن الرِّقاع یصف العیر: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأَنْسَلَها، و اجْتابَ أُخْرَی جدیداً بعد ما ابْتَقَلا مُوَلَّع بسوادٍ فی أَسافِلِهِ، منه احْتَذَی، و بِلَوْنٍ مِثلِهِ اكتحلا فجعل العَقِیقةَ الشعر لا الشاة، یقول: لما تَرَبَّع و أَكل بُقول الربیع أَنْسَلَ الشعر المولود معه و أَنبت
(3). قوله [سراً إلخ] صدره كما فی الصحاح: وسوس یدعو مخلصاً رب الفلق
لسان العرب، ج‌10، ص: 259
الآخر، فاجتابه أَی اكتساه، قال أَبو منصور: و یقال لذلك الشعر عَقِیقٌ، بغیر هاء؛ و منه قول الشماخ: أَطارَ عَقِیقَهُ عنه نُسَالًا، و أُدْمِجَ دَمْج ذی شَطَنٍ بدِیعِ أَراد شعره الذی یولد علیه أَنه أَنْسَله عنه. قال: و العَقُّ فی الأَصل الشق و القطع، و سمیت الشعرة التی یخرج المولود من بطن أُمه و هی علیه عَقِیقةً، لأِنها إِن كانت علی رأْس الإِنسی حلقت فقطعت، و إِن كانت علی البهیمة فإِنها تُنْسِلُها، و قیل للذبیحة عَقِیقةٌ لأَنَّها تُذبَح فیُشقّ حلقومُها و مَریثُها و ودَجاها قطعاً كما سمیت ذبیحة بالذبح، و هو الشق. و یقال للصبی إِذا نشأَ مع حیّ حتی شَبَّ و قوی فیهم: عُقَّتْ تمیمتُه فی بنی فلان، و الأَصل فی ذلك أَن الصبی ما دام طفلًا تعلق أُمه علیه التمائم، و هی الخرز، تُعَوِّذه من العین، فإِذا كَبِرَ قُطعت عنه؛ و منه قول الشاعر: بلادٌ بها عَقَّ الشّبابُ تَمِیمَتی، و أَوّلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدی تُرابُها و قال أَبو عبیدة: عَقِیقةُ الصبیّ غُرْلَتُه إِذا خُتِن. و العَقُوق من البهائم: الحامل، و قیل: هی من الحافر خاصةً و الجمع عُقُقٌ و عِقاق، و قد أَعَقَّتْ، و هی مُعِقّ و عَقُوق، فمُعِقّ علی القیاس و عَقوق علی غیر القیاس، و لا یقال مُعِقّ إِلا فی لغة ردیئة، و هو من النوادِر. و فرس عَقُوق إِذا انْعَقّ بطنُها و اتسع للولد؛ و كل انشقاق هو انْعِقاقٌ؛ و كلُّ شق و خرق فی الرمل و غیره فهو عَقّ، و منه قیل للبَرْقِ إِذا انشق عَقِیقةٌ. و قال أَبو حاتم فی الأَضداد: زعم بعض شیوخنا أَن الفرس الحامل یقال لها عَقوق و یقال أَیضاً للحائل عَقوق؛ و‌فی الحدیث: أَتاه رجل معه فرس عَقوق‌أَی حائل، قال: و أَظن هذا علی التفاؤل كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شاء الله. و‌فی الحدیث: من أَطْرَقَ مسلماً فعَقَّتْ له فرسُه كان كأَجر كذا؛ عَقَّتْ أَی حَمَلت. و الإِعْقاقُ بعد الإِقْصاصِ، فالإِقْصاص فی الخیل و الحمر أَوَّل ثم الإِعْقاقُ بعد ذلك. و العَقِیقةُ: المَزادة. و العَقِیقةُ: النهر. و العَقِیقةُ: العِصابةُ ساعةَ تشق من الثوب. و العَقِیقةُ: نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تؤكل. و نَوی العَقوقِ: نَوًی هَشّ لَیِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله العجوز أَو تَلوكه تُعْلَفُه الناقة العَقوق إلْطافاً لها، فلذلك أُضیف إِلیها، و هو من كلام أَهل البصرة و لا تعرفه الأَعراب فی بادیتها. و فی المثل: أَعَزُّ من الأَبْلِق العَقوقِ؛ یضرب لما لا یكون، و ذلك أَن الأَبْلق من صفات الذكور، و العَقُوق الحامل، و الذكر لا یكون حاملًا، و إِذا طلب الإِنسان فوق ما یستحق قالوا: طَلَب الأَبْلَق العَقوق، فكأَنه طلب أَمراً لا یكون أَبداً؛ و یقال: إِن رجلًا سأَل معاویة أَن یزوّجه أمَّه هنداً فقال: أَمْرُها إِلیها و قد قَعَدَتْ عن الولد و أَبَتْ أَن تتزوج، فقال: فولنی مكان كذا، فقال معاویة متمثلًا: طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقوقَ، فلمَّا لم یَنَلْهُ أَراد بَیْضَ الأَنُوقِ و الأَنوق: طائر یبیض فی قُنَنِ الجبال فبیضه فی حِرْزٍ إِلا أَنه مما لا یُطْمَع فیه، فمعناه أَنه طَلب ما لا یكون، فلما لم یجد ذلك طلب ما یطمع فی الوصول إِلیه، و هو مع ذلك بعید. و من أَمثال العرب السائرة
لسان العرب، ج‌10، ص: 260
فی الرجل یسأَل ما لا یكون و ما لا یُقْدر علیه: كَلَّفْتَنی الأَبْلَقَ العَقوق، و مثله: كَلَّفْتَنی بَیْضَ الأَنوق؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فلو قَبِلونی بالعَقُوقِ، أَتَیْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّیه من المالِ أَقْرَعا یقول: لو أَتیتهم بالأَبْلَق العَقوقِ ما قبلونی، و قال ثعلب: لو قبلونی بالأَبیض العَقوق لأَتیتهم بأَلف، و قیل: العَقوق موضع، و أَنشد ابن السكیت هذا البیت الذی أَنشده ابن الأَعرابی و قال: یرید أَلف بعیر. و العَقِیقةُ: سهم الاعتذار؛ قالت الأَعراب: إِن أَصل هذا أَن یُقْتَلَ رجلٌ من القبیلة فیُطالَب القاتلُ بدمه، فتجتمع جماعة من الرؤساء إِلی أَولیاء القَتِیل و یَعْرضون علیهم الدِّیةَ و یسأَلون العفو عن الدم، فإِن كان وَلِیّهُ قویّاً حَمِیًّا أَبی أَخذ الدیة، و إِن كان ضعیفاً شاوَرَ أَهل قبیلته فیقول للطالبین: إِن بیننا و بین خالقنا علامة للأَمر و النهی، فیقول لهم الآخرون: ما علامتكم؟ فیقولون: نأْخذ سهماً فنركبه علی قَوْس ثم نرمی به نحْوَ السماء، فإِن رجع إلینا ملطخاً بالدم فقد نُهِینا عن أَخذ الدیة، و لم یرضوا إِلا بالقَوَدِ، و إِن رجع نِقیًّا كما صعد فقد أُمِرْنا بأَخذ الدیة، و صالحوا، قال: فما رجع هذا السهمُ قطّ إِلا نَقِیًّا و لكن لهم بهذا غُذْرٌ عند جُهَّالهم؛ و قال شاعر من أَهل القَتِیل و قیل من هُذَیْلٍ، و قال ابن بری: هو للأَشْعَر الجُعْفی و كان غائباً عن هذا الصلح: عَقُّوا بِسَهْمٍ ثم قالوا: صالِحُوا یا لیتَنی فی القَوْمِ، إِذ مَسَحوا اللِّحی قال: و علامة الصلح مسح اللِّحی؛ قال أَبو منصور: و أَنشد الشافعی للمتنخل الهذلی: عَقُّوا بسَهْم، و لم یَشْعُرْ بِه أَحَدٌ، ثم اسْتَفاؤوا و قالوا: حَبَّذا الوَضَحُ أَخبر أَنهم آثروا إِبل الدیة و أَلبانها علی دم قاتل صاحبهم، و الوَضَحُ هاهنا اللبن، و یروی: عَقَّوْا بسهم، بفتح القاف، و هو من باب المعتل. و عَقَّ بالسهم: رَمی به نحو السماء. و ماء عُقّ مثل قُعٍّ و عُقاقٌ: شدید المرارة، الواحد و الجمع فیه سواء. و أَعَقَّتِ الأَرضُ الماء: أَمَرَّتْه؛ و قول الجعدی: بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ، ما أَعَقَّهُ ربُّكَ، و المَحْرومُ مَنْ لم یُسْقَهُ معناه ما أَمَرَّه، و أَما ابن الأَعرابی فقال: أَراد ما أَقَعَّهُ من الماء القُعِّ و هو المُرُّ أَو الملح فقلب، و أَراه لم یعرف ماءً عُقًّا لأَنه لو عرفه لحَمَلَ الفعلَ علیه و لم یحتج إِلی القلب. و یقال: ماءٌ قُعاعٌ و عُقاق إِذا كان مرًّا غلیظاً، و قد أَقَعَّهُ اللهُ و أَعَقَّه. و العَقِیقُ: خرز أَحمر یتخذ منه الفُصوص، الواحدة عَقِیقةٌ؛ و رأَیت فی حاشیة بعض نسخ التهذیب الموثوق بها: قال أَبو القاسم سئل إِبراهیم الحربی عن الحدیث لا تَخَتَّمُوا بالعَقِیقِ فقال: هذا تصحیف إِما هو لا تُخَیِّمُوا بالعَقِیق أَی لا تقیموا به لأَنه كان خراباً‌و العُقَّةُ: التی یلعب بها الصبیان. و عَقْعَقَ الطائر بصوته: جاء و ذهب. و العَقْعَقُ: طائر معروف من ذلك و صوته العَقْعَقةُ. قال ابن بری: و روی ثعلب عن إِسحق الموصلی أَن العَقْعَقَ یقال له الشَّجَجَی. و‌فی حدیث النخعی: یقتل المُحْرِمُ العَقْعَقَ؛ قال ابن الأَثیر: هو طائر معروف ذو لونین أَبیض و أَسود طویل الذَّنَب، قال: و إِنما أَجاز قتله لأَنه نوع من الغربان.
لسان العرب، ج‌10، ص: 261
و عَقَّةُ: بطن من النَّمِر بن قاسِطٍ؛ قال الأَخطل: و مُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ، من سُود عَقَّةَ أَو بنی الجَوَّالِ المُوقَّع: الذی أَثَّر القَتَبُ فی ظهره، و بنو الجَوَّال: فی بنی تَغْلِب. و یقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَی: قد عَقَّتْ عَقّاً، و من العرب من یقول: عَقَّتْ تَعْقِیةً، و أَصلها عَقَّقَتْ، فلما اجتمعت ثلاث قافات قلبوا إِحداها یاء كما قالوا تَظَنَّیْتُ من الظن؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ شبه الدلو و هی تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالعُقاب تَدْلِفُ فی طَیَرانها نحوَ الصید. و عِقَّانُ النخیل و الكُروم: ما یخرج من أُصولها، و إِذا لم تُقطع العِقَّانُ فَسَدت الأُصول. و قد أَعَقَّتِ النخلة و الكَرْمة: أَخرجت عِقَّانها. و فی ترجمة قعع: القَعْقَعةُ و العَقْعَقَةُ حركة القرطاس و الثوب الجدید.

علق؛ ج10، ص: 261

: عَلِقَ بالشی‌ءِ عَلَقاً و عَلِقَهُ: نَشِب فیه؛ قال جریر: إِذا عَلِقَتْ مَخَالبُهُ بِقِرْنٍ، أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا و‌فی الحدیث: فَعَلِقَت الأَعراب به‌أَی نَشِبوا و تعلقوا، و قیل طَفِقُوا؛ و قال أَبو زبید: إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطیفُ كَفِّهِ، رأَی الموتَ رَأْیَ العینِ أَسودَ أَحمرا و هو عالِقٌ به أَی نَشِبٌ فیه. و قال اللحیانی: العَلَقُ النُّشوب فی الشی‌ء یكون فی جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها. و أَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصیدُ فی حِبَالته أَی نَشِب. و یقال للصائد: أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَی عَلِقَ الصیدُ فی حِبالتك. و قال اللحیانی: الإِعْلاقُ وقوع الصید فی الحبل. یقال: نَصَب له فأَعْلقه. و عَلِقَ الشی‌ءَ عَلَقاً و عَلِقَ به عَلاقَةً و عُلوقاً: لزمه. و عَلِقَتْ نفُسه الشی‌ءَ، فهی عَلِقةٌ و عَلاقِیةٌ و عَلِقْنَةٌ: لَهِجَتْ به؛ قال: فقلت لها، و النَّفْسُ منِّی عَلِقْنَةٌ عَلاقِیَةٌ تَهْوَی، هواها المُضَلَّلُ و یقال للأَمر إِذا وقع و ثبت‌عَلِقَتْ مَعَالِقَها و صَرَّ الجُنْدَبُ و هو كما یقال: جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ؛ قال ابن سیدة: و فی المثل: عَلِقَتْ مَعالِقَها و صَرَّ الجُنْدب یضرب هذا للشی‌ء تأْخذه فلا ترید أَن یُفْلِتَكَ. و قالوا: عَلِقَتْ مَراسِیها بذی رَمْرامِ، و بذی الرَّمْرَام؛ و ذلك حین اطمأَنت الإِبل و قَرَّت عیونها بالمرتع، یضرب هذا لمن اطمأَنَّ و قَرَّتْ عینه بعیشه، و أَصله أَنَّ رجلًا انتهی إِلی بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلی صاحب البئر فادَّعَی جِوارَه، فقال له: و ما سبب ذلك؟ قال: عَلَّقْت رِشائی برِشائكَ، فأَبی صاحب البئر و أَمره أَن یرتحل؛ فقال: عَلِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب أَی جاءَ الحرُّ و لا یمكننی الرحیل. و یقال للشیخ: قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ؛ جمع مِعْلَقٍ و‌فی الحدیث: فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق‌أَی أَحبها و شُغِفَ بها.
لسان العرب، ج‌10، ص: 262
یقال: عَلِقَ بقلبه علاقةً، بالفتح. و كلُّ شی‌ءٍ وقع مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه، و العَلاقة: الهوی و الحُبُّ اللازم للقلب. و قد عَلِقَها، بالكسر، عَلَقاً و عَلاقةً و عَلِقَ بها عُلوقاً و تَعَلَّقها و تَعَلَّقَ بها و عُلِّقَها و علِّق بها تَعْلِیقاً: أَحبها، و هو مُعَلَّقُ القلب بها؛ قال الأَعشی: عُلِّقْتُها عَرَضاً، و عُلِّقَتْ رجلًا غَیْری، و عُلِّقَ أُخْرَی غَیْرها الرجلُ و قول أَبی ذؤَیب: تَعَلَّقَهُ منها دَلالٌ و مُقْلَةٌ، تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُدیرُها أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالًا و مُقْلةً فقلب. و قال اللحیانی: العَلَقُ الهوی یكون للرجل فی المرأَة. و إنه لذو عَلَقٍ فی فلانة: كذا عدَّاه بفی. و قالوا فی المثل: نَظْرةٌ من ذی عَلَقٍ أَی من ذی حُبّ قد عَلِقَ بمن هویه؛ قال كثیِّر: و لقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ، فعاقَنی عَلَقٌ بقَلْبی، من هَواكِ، قدیمُ و عَلِقَ حبُّها بقلبه: هَوِیَها. و قال اللحیانی عن الكسائی: لها فی قلبی عِلْقُ حبٍّ و عَلاقَةُ حُبٍّ و عِلاقَةُ حبٍّ، قال و لم یعرف الأَصمعی عِلْق حب و لا عِلاقةَ حبٍّ، إِنما عرف عَلاقَةَ حُب، بالفتح، و عَلَق حبٍّ، بفتح العین و اللام، و العَلاقَةُ، بالفتح؛ قال المرار الأَسدی: أَ عَلاقَةً، أُمَّ الوُلَیِّدِ، بعد ما أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس؟ و اعْتَلَقَهُ أَی أَحبه. و یقال: عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها، و عَلِقَتْ هی بقلبی: تشبثت به؛ قال ذو الرمة: لقد عَلِقَتْ مَیٌّ بقلبی عَلاقةً، بَطِیئاً علی مَرِّ اللیالی انْحِلالُها و رجل علاقِیَةٌ، مثل ثمانیة، إِذا عَلِقَ شیئاً لم یُقْلِعْ عنه. و أَعْلَقَ أَظفارَه فی الشی‌ء: أَنشَبها. و عَلَّقَ الشی‌ءَ بالشی‌ء و منه و علیه تَعْلیقاً: ناطَهُ. و العِلاقةُ: ما عَلَّقْتَه به. و تَعَلَّقَ الشی‌ءَ: عَلقَهُ من نفسه؛ قال: تَعَلَّقَ إِبریقاً، و أَظْهَرَ جَعْبةً، لیُهْلِكَ حَیّاً ذا زُهاءٍ و جَامِلِ و قیل: تَعَلَّق هنا لزمه، و الصحیح الأَول، و تَعَلَّقَهُ و تَعَلَّق به بمعنی. و یقال: تَعَلَّقْتُهُ بمعنی عَلَّقْتُهُ؛ و منه‌قول عبید الله بن زیاد لأَبی الأَسود: لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصیبك عین.و‌فی الحدیث: من تَعَلَّق شیئاً وكِلَ إِلیه‌أَی من عَلَّقَ علی نفسه شیئاً من التعاویذ و التَّمائم و أَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِلیه نفعاً أَو تدفع عنه ضرّاً. و‌فی الحدیث أَنه قال: أَدُّوا العَلائِقَ، قالوا: یا رسول الله، و ما العَلائِقُ؟و‌فی روایة فی قوله تعالی: وَ أَنْكِحُوا الْأَیٰامیٰ مِنْكُمْ وَ الصّٰالِحِینَ، قیل: یا رسول الله فما العَلائِقُ بینهم؟ قال: ما تَرَاضَی علیه أَهْلُوهُم؛ العَلائِقُ: المُهُور، الواحدة عَلاقَةٌ، قال و كلُّ ما یُتَبَلَّغُ به من العیش فهو عُلْقةٌ؛ قال ابن بری فی هذا المكان: و العِلْقةُ، بالكسر، الشَّوْذَرُ؛ قال الشاعر: و ما هی إِلَّا فی إزارٍ و عِلْقَةٍ، مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ علی حَیِّ خثعما
لسان العرب، ج‌10، ص: 263
و قد تقدم الاستشهاد به. و یقال: لم تبق لی عنده عُلْقةٌ أَی شی‌ءٌ. و العَلاقةُ: ما یُتبلغ به من عیش. و العُلْقةُ و العَلاقُ: ما فیه بُلْغة من الطعام إِلی وقت الغذاء. و قال اللحیانی: ما یأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَی ما یمسك نفسه من الطعام. و‌فی الحدیث: و تَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ‌أَی تكتفی بالبُلْغةِ من الطعام. و‌فی حدیث الإِفك: و إِنما یأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام.قال الأَزهری: و العُلْقةُ من الطعام و المركبِ ما یُتَبَلَّغُ به و إِن لم یكن تامّاً، و منه قولهم: ارْضَ من المَرْكب بالتَّعْلِیقِ؛ یضرب مثلًا للرجل یُؤْمَرُ بأَن یقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عَلِیقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة؛ و یقال: هذا الكلام لنا فیه عُلْقةٌ أی بلغة، و عندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَی بقیة. و عَلَقَ عَلاقاً و عَلوقاً: أَكل، و أَكثر ما یستعمل فی الجحد، یقال: ما ذقت عَلاقاً و لا عَلوقاً. و ما فی الأَرض عَلاقٌ و لا لَماقٌ أَی ما فیها ما یتبلغ به من عیش، و یقال: ما فیها مَرْتَع؛ قال الأَعشی: و فَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ، لیسَ إِلا الرَّجِیعَ فیها عَلاقُ الرجیع: الجِرَّةُ؛ یقول لا تجد الإِبل فیها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من جِرَّتها. و فی المثل: لیس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق؛ یرید لیس مَنْ عَیشُه قلیل یَتَعَلَّق به كمن عیشه كثیر یختار منه، و قیل: معناه لیس من یَتَبَلَّغ بالشی‌ء الیسیر كمن یتأَنَّق یأْكل ما یشاء. و ما بالناقة عَلُوق أَی شی‌ء من اللبن. و ما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم یَدَعْ فی ضرعها شیئاً. و البَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق: تصیب، و كذلك الطیر من الثمر. و‌فی الحدیث: أَرواح الشهداء فی حواصل طیر خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة؛ قال الأَصمعی: تَعْلُق أَی تَناوَل بأَفواهها، یقال: عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً؛ و أَنشد للكمیت یصف ناقته: أَو فَوْقَ طاوِیةِ الحَشَی رَمْلِیَّة، إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق یقول: كأَن قُتُودی فوق بقرة وحشیة؛ قال ابن الأَثیر: هو فی الأَصل للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلی الطیر، و رواه الفراء عن الدبیریین تَعْلَق من ثمار الجنة. و قال اللحیانی: العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر، عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً. و الصبی یَعْلُقُ: یَمُصُّ أَصابعه. و العَلوقُ: ما تَعْلُقه الإِبل أَی ترعاه، و قیل هو نبت؛ قال الأَعشی: هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفاة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا أَی حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ و قیل: إِنه یقول رَعَیْنَ العَلُوقَ حین لاط بهن الاحمرار من السِّمَن و الخِصْب؛ و یقال: أَراد بالعَلُوق الولد فی بطنها، و أَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ. و قال أَبو الهیثم: العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ و عقدت علی الماء انقلبت أَلوانها و احْمَرَّت، فكانت أَنْفَسَ لها فی نفس صاحبها؛ قال ابن بری الذی فی شعر الأَعشی: بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكابِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال: و ذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ و الأَصْهبُ أَحمر؛ و أَما عَجُزُ البیت الذی صدره: هو الواهبُ المائة المُصْطَفاة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا
لسان العرب، ج‌10، ص: 264
فإِنه: إِما مَخَاضاً و إِما عِشَارَا و العَلْقَی: شجر تدوم خضرته فی القَیْظ و لها أَفنان طوال دِقاق و ورق لِطاف، بعضهم یجعل أَلفها للتأنیث، و بعضهم یجعلها للإِلحاق و تنون؛ قال الجوهری: عَلْقَی نبت، و قال سیبویه: تكون واحدة و جمعاً؛ قال العجاج یصف ثوراً: فَحَطَّ فی عَلْقَی و فی مُكورِ، بین تَواری الشَّمْسِ و الذُّرُورِ و فی المحكم: یَسْتَنُّ فی عَلْقَی و فی مُكورِ و قال: و لم ینونه رؤبة، واحدته عَلْقاة، قال ابن جنی: الأَلف فی عَلْقاة لیست للتأْنیث لمجی‌ء هاء التأْنیث بعدها، و إِنما هی للإِلحاق ببناء جعفر و سلهب، فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة قالوا عَلْقَی غیر منون، لأَنها لو كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًی، أَ لا تری أَن مَنْ أَلحق الهاء فی عَلْقاةٍ اعتقد فیها أَن الأَلف للإِلحاق و لغیر التأْنیث؟ فإِذا نزع الهاء صار إِلی لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنیث فلم ینوِّنها كما لم ینونها، و وافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة علی ما یذهبون إِلیه من أَن أَلف عَلْقَی للتأْنیث. و بعیر عَالِقٌ: یرعی العَلْقَی. و العالِقُ أَیضاً: الذی یَعْلُقُ العِضاه أَی ینتِف منها، سمی عالقاً لأَنه یَعْلُق العضاه لطولها. و عَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق، بالضم، عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَی رعتها من أَعلاها و تناولتها بأَفواهها، و هی إِبل عَوالق. و رجل ذو مَعْلَقَةٍ أَی مُغِیرٌ یَعْلَقُ بكل شی‌ء أَصابه؛ قال: أَخاف أَن یَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ و جاء بعُلَقَ فُلَقَ أَی الداهیة، و قد أَعْلَقَ و أَفْلَقَ. و عُلَقُ فُلَقُ: لا ینصرف؛ حكاه أَبو عبید عن الكسائی. و یقال للرجل: أَعْلَقْتَ و أَفْلَقْتَ أَی جئت بعُلَقَ فُلَقَ، و هی الداهیة، لا یجری مجری عمر. و یقال: العُلَقُ الجمع الكثیر. و العَوْلَقُ: الغُول، و قیل: الكلبة الحریصة، قال: و كلبة عَوْلَقٌ حریصة؛ قال الطرماح: عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ، ساوَرَتْ فیه سُؤورَ المُسامِی و قولهم: هذا حدیث طویل العَوْلَقِ أَی طویل الذَّنَب. و قال كراع: إِنه لطویل العَوْلَقِ أَی الذنب، فلم یَخصَّ به حدیثاً و لا غیره. و العَلیقةُ: البعیر أَو الناقة یوجهه الرجل مع القوم إِذا خرجوا مُمْتارین و یدفع إِلیهم دراهم یمتارون له علیها؛ قال الراجز: أَرسلها عَلِیقةً، و قد عَلِمْ أَن العلیقَاتِ یُلاقِینَ الرَّقِمْ یعنی أَنهم یُودِعُون ركابهم و یركبونها و یزیدون فی حملها. و یقال: عَلَّقْتُ مع فلان عَلِیقةً، و أَرسلت معه علیقَةً، و قد عَلَّقها معه أَرسلها؛ و قال الراجز: إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ، فیها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ و قیل: یقال للدابة عَلوق. و قال ابن الأَعرابی: العَلِیقةُ و العَلاقةُ البعیر یضمه الرجل إِلی القوم یمتارون له معهم؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌10، ص: 265
و قائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِیقةً، و مِنْ لذَّة الدنیا رُكوبُ العَلائِقِ شمر: عَلاقةُ المَهْر ما یَتَعَلَّقون به علی المتزوج؛ و قال فی قول إمرئ القیس: بِأَیّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُونَ عَنْ دمِ عَمْرٍو، علی مَرْثَدِ؟ «4». قال: العَلاقةُ النَّیْل، و ما تعلقوا به علیهم مثلَ عَلاقةِ المهر. و العِلاقةُ: المِعْلاق الذی یُعَلَّقُ به الإِناء. و العِلاقةُ، بالكسر: عِلاقةُ السیفِ و السوط، و عِلاقةُ السوط ما فی مَقْبِضه من السیر، و كذلك عِلاقةُ القَدَحِ و المصحف و القوس و ما أَشبه ذلك. و أَعْلَقَ السوطَ و المصحف و السیف و القدح: جعل لها عِلاقةً، و عَلَّقهُ علی الوَتِدِ، و عَلَّقَ الشی‌ءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِیبةُ و غیرها من وراء الرَّحل. و تَعَلَّقَ به و تَعَلَّقَه، علی حذف الوَسیط، سواء. و یقال: لفلان فی هذه الدار عَلاقةٌ أَی بقیةُ نصیبٍ، و الدَّعْوی له عَلاقةٌ. و عَلِقَ الثوبُ من الشجر عَلَقاً و عُلوقاً: بقی متعلقاً به. و‌فی حدیث أَبی هریرة: رُئِیَ و علیه إزار فیه عَلَقٌ و قد خیَّطه بالأُسْطُبَّةِ؛ العَلَقُ: الخرق، و هو أَن یَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه. و العَلْقُ: الجذبة فی الثوب و غیره، و هو منه. و العَلَقُ: كل ما عُلِّقَ. و قال اللحیانی «5»: و هی العَلوق و المَعالِق بغیر یاءٍ. و المِعْلاقُ و المُعْلوق: ما عُلِّقَ من عنب و لحم و غیره، لا نظیر له إِلا مُغْرود لضرب من الكمأَة، و مُغفُور و مُغْثور و مُغْبورٌ فی مُغْثور و مُزْمور لواحد مزامیر داود، علیه السلام؛ عن كراع. و یقال للمِعْلاق مُعْلوق و هو ما یُعَلَّق علیه الشی‌ء. قال اللیث: أَدخلوا علی المُعلوقِ الضمة و المدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل و المُدْهُن، ثم أَدخلوا علیه المدة. و كلُّ شی‌ء عُلِّقَ به شی‌ء، فهو مِعْلاقه. و مَعالیقُ العُقود و الشُّنوف: ما یجعل فیها من كل ما یحْسُن، و فی المحكم: و مَعالِیق العِقْدِ الشُّنُوفُ یجعل فیها من كل ما یحسن فیه. و الأَعالِیقُ كالمَعالِیقِ، كلاهما: ما عُلِّقَ، و لا واحد للأَعالِیقِ. و كل شی‌ء عُلِّقَ منه شی‌ء، فهو مِعْلاقه. و مِعْلاقُ الباب: شی‌ء یُعَلَّقُ به ثم یُدْفع المِعْلاقُ فینفتح، و فرق ما بین المِعْلاقِ و المِغْلاق أنَ المِغْلاق یفتح بالمِفْتاح، و المِعْلاق یُعَلَّقُ به البابُ ثم یُدْفع المِعْلاق من غیر مفتاح فینفتح، و قد عَلَّق الباب و أَعلَقه. و یقال: عَلِّق الباب و أَزْلِجْهُ. و تَعْلِیق البابِ أَیضاً: نَصْبه و ترْكِیبُه، و عَلَّق یدَه و أَعْلَقها؛ قال: و كنتُ إِذا جاوَرْتُ، أَعْلَقْتُ فی الذُّری یَدَیَّ، فلم یُوجَدْ لِجَنْبَیَّ مَصْرَعُ و المِعْلَقة: بعض أَداة الراعی؛ عن اللحیانی. و العُلَّیْقُ: نبات معروف یتعلَّق بالشجر و یَلْتَوی علیه. و قال أَبو حنیفة: العُلَّیق شجر من شجر الشوك لا یعظم، و إِذا نَشِب فیه شی‌ء لم یكد یتخلَّص من كثرة شوكه، و شَوكُه حُجَز شداد، قال: و لذلك سمِّی عُلَّیْقاً، قال: و زعموا أَنها الشجرة التی آنَسَ موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، فیها النارَ، و أَكثر منابتها الغِیاضُ و الأَشَبُ. و عَلِقَ به عَلَقاً و عُلوقاً: تعلق. و العَلوق: ما یعلق بالإِنسان؛ و المنیّةُ عَلوق و عَلَّاقة. قال ابن سیدة: و العَلوق المنیَّة، صفة غالبة؛ قال
(4). قوله: عن دم عمرو؛ هكذا فی الأَصل. و فی روایة أخری: أَ عَنْ، بإدخال همزة الاستفهام علی عن (5). قوله [و قال اللحیانی إلخ] عبارة شرح القاموس: و المعالق، بغیر یاء، من الدواب: هی العلوق؛ عن اللحیانی
لسان العرب، ج‌10، ص: 266
المفضل البكری: و سائلة بثَعْلبةَ بنِ سَیْرٍ، و قد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ یرید ثعلبة بن سَیَّار فغیره للضرورة. و العُلُق: الدواهی. و العُلُق: المَنایا. و العُلُق: الأَشغال أَیضاً. و ما بینهما عَلاقةٌ أَی شی‌ءٌ یتَعَلَّقُ به أَحدُهما علی الآخر. و لی فی الأَمر عَلوق و مُتعلَّق أَی مُفْتَرض؛ فأَما قوله: عَیْنُ بَكِّی لِسامةَ بن لُؤَیٍّ، عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلَّاقَهْ «1». فإِنه عنی الحیة لتَعَلّقها لأَنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغته، و قیل: العَلَّاقة، بالتشدید المنیة و هی العَلوق أَیضاً. و یقال: لفلان فی هذا الأَمر عَلاقة أَی دعوی و مُتعَلَّق؛ قال الفرزدق: حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقیلَ حاجَتی، كَریمَ المُحَیَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ أَی مستقلًا بما یُعَلَّقُ به من الدِّیات. و العَلَق: الذی تُعَلَّق به البَكَرةُ من القامة؛ قال رؤبة: قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ یقال: أَعرنی عَلَقَك، أَی أَداة بَكَرتك، و قیل: العَلَقُ البَكَرة، و الجمع أَعْلاق؛ قال: عُیونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ و قیل: العَلَقُ القامةُ، و الجمع كالجمع، و قیل: العَلَق أَداة البَكَرة، و قیل: هو البَكَرةُ و أَداتها، یعنی الخُطَّاف و الرِّشاءَ و الدلو، و هی العَلَقةُ. و العَلَق: الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كلَّا زَعَمْت أَنَّنی مَكْفِیُّ، و فَوْق رأْسی عَلَقٌ مَلْوِیُّ و قیل: العَلَقُ الحبل الذی فی أَعلی البكَرة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی أَیضاً: بِئْسَ مَقامُ الشیخ بالكرامهْ، مَحالةٌ صَرَّارةٌ و قامَهُ، و عَلَقٌ یَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ قال: لما كانت القامةُ مُعَلَّقة فی الحبل جعل الزُّقاء له و إِنما الزُّقاء للبَكرة، و قال اللحیانی: العَلَق الرِّشاءُ و الغَرْب و المِحْور و البَكرة؛ قال: یقولون أَعیرونا العَلَق فیُعارون ذلك كله، قال الأَصمعی: العَلَق اسم جامع لجمیع آلات الاسْتِقاء بالبكرة، و یدخل فیها الخشبتان اللتان تنصبان علی رأْس البئر و یُلاقی بین طرفیهما العالیین بحبل، ثم یُوتَدانِ علی الأَرض بحبل آخر یُمدّ طرفاه للأَرض، و یُمَدَّان فی وَتِدَینِ أُثْبتا فی الأَرض، و تُعَلَّق القامةُ و هی البَكَرة فی أَعلی الخشبتین و یُسْتَقی علیها بدلوین یَنْزِع بهما ساقیان، و لا یكون العَلَقُ إِلا السَّانِیَة، و جملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ و المِحْوَرِ و البَكَرةِ و النَّعامَتَیْنِ و حبالها؛ كذلك حفظته عن العرب. و عَلَقُ القربة: سیر تُعَلَّقُ به، و قیل: عَلَقُها ما بقی فیها من الدهن الذی تدهن به. و یقال: كَلِفْتُ إِلیك عَلَقَ القربة، لغة فی عَرَق القربة، فأَما عَلَقُ القربة فالذی تشد به ثم تُعَلَّق، و أَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من جهدها، و قد تقدم، و إِنما قال كَلِفْتُ إِلیك عَلَق القربة لأَن
(1). قوله [مل أُسامة] هكذا هو بالأَصل مضبوطاً، و قد ذكره فی مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر قصته
لسان العرب، ج‌10، ص: 267
أَشد العمل عندهم السقی. و‌فی الحدیث: خَطَبَنَا عمر، رضی الله عنه، فقال: أَیها الناس، أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ، فإِنه لو كان مَكْرُمَةً فی الدنیا و تقوی عند الله كان أَوْلاكُم بها النبی صلی الله علیه و سلم، ما أَصْدَقَ امرأَةً من نسائه و لا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتی عشرة أُوقیّةً، و إِن الرجل لیُغَالی بصَداق امرأَته حتی یكون ذلك لها فی قلبه عداوةً حتی یقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ، و فی النهایة یقول: حتی جَشِمْتُ إِلیكِ عَلَقَ القربةِ؛ قال أَبو عبیدة: عَلَقُها عِصَامُها الذی تُعَلَّقُ به، فیقول: تَكَلَّفْت لكِ كل شی‌ء حتی عِصَامَ القربة. و المُعَلَّقة من النساء: التی فُقِد زَوجُها، قال تعالی: فَتَذَرُوهٰا كَالْمُعَلَّقَةِ، و فی التهذیب: و قال تعالی فی المرأَة التی لا یُنْصِفُها زوجها و لم یُخَلِّ سبیلَها: فَتَذَرُوهٰا كَالْمُعَلَّقَةِ، فهی لا أَیِّم و لا ذات بَعْل. و‌فی حدیث أُم زرع: إِن أَنْطق أُطَلَّقْ، و إِن أَسكت أُعَلَّقْ‌أَی یتركْنی كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً و لا مطلقةً. و العَلِیقُ: القَضِیمُ یُعَلَّق علی الدابة، و عَلّقها: عَلَّق علیها. و العَلیقُ: الشراب علی المثل. قال الأَزهری: و یقال للشراب عَلِیق؛ و أَنشد لبعض الشعراء و أَظن أَنه لبید و إِنشاده مصنوع: اسْقِ هذا و ذَا و ذاكَ و عَلِّقْ، لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِیقَا و العَلاقة: بالفتح: عَلاقة الخصومة. و عَلِقَ به عَلَقاً: خاصمه. یقال: لفلان فی أَرض بنی فلان عَلاقةٌ أَی خصومة. و رجل مِعلاقٌ و ذو مِعْلاق: خصیم شدید الخصومة یتعلَّق بالحجج و یستَدْركها؛ و لهذا قیل فی الخصیم الجَدِل: لا یُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا أَی لا یَدَع حُجة إِلا و قد أَعَدّ أُخری یتعلَّق بها. و المِعْلاق: اللسان البلیغ؛ قال مِهَلْهِلٌ: إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً و جُوداً، و خَصِیماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ و معْلاق الرجل: لسانه إِذا كان جَدِلًا. و العَلاقَی، مقصور: الأَلقاب، واحدتها عَلاقِیَة و هی أَیضاً العَلائِقُ، واحدَتها عِلاقةٌ، لأَنها تُعَلَّقُ علی الناس. و العَلَقُ: الدم، ما كان و قیل: هو الدم الجامد الغلیظ، و قیل: الجامد قبل أَن ییبس، و قیل: هو ما اشتدت حمرته، و القطعة منه عَلَقة. و‌فی حدیث سَرِیَّةِ بنی سُلَیْمٍ: فإِذا الطیر ترمیهم بالعَلَقِ‌أَی بقطع الدم، الواحدة عَلَقةٌ. و‌فی حدیث ابن أَبی أَوْفَی: أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضی فی صلاته‌أَی قطعة دمٍ منعقد. و فی التنزیل: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً؛ و منه قیل لهذه الدابة التی تكون فی الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم، و كل دم غلیظ عَلَقٌ، و العَلَقُ: دود أَسود فی الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ. و عَلِق الدابةُ عَلَقاً: تعلَّقَتْ به العَلَقَة. و قال الجوهری: عَلِقَت الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة. و عَلِقَتْ به عَلَقاً: لزمته. و یقال: عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ علی موضع العُذْرة من حلقه یشرب الدم، و قد یُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإِنسان و یُرْسل علیه العَلَقُ حتی یمص دمه. و العَلَقَةُ: دودة فی الماء تمصُّ الدم، و الجمع عَلَق. و الإِعْلاقُ: إِرسال العَلَق علی الموضع لیمص الدم. و‌فی الحدیث: اللدُود أَحب إِلیّ من الإِعْلاقِ.و‌فی حدیث عامر: خیرُ الدواءِ العَلَقُ و الحجامة؛ العَلَق: دُوَیْدةٌ حمراء تكون فی الماء تَعْلَقُ بالبدن و تمص الدم، و هی من أَدویة الحلق
لسان العرب، ج‌10، ص: 268
و الأَورام الدَّمَوِیّة لامتصاصها الدم الغالب علی الإِنسان. و المعلوق من الدواب و الناس: الذی أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب. و العَلوقُ: التی لا تحب زوجها، و من النوق التی لا تأْلف الفحل و لا تَرْأَمُ الولد، و كلاهما علی الفأْل، و قیل: هی التی تَرْأَمُ بأَنفها و لا تَدِرُّ، و فی المثل: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛ قال: و بُدِّلْتُ من أُمٍّ علیَّ شَفِیقةٍ عَلوقاً، و شَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها و قیل: العَلوق التی عُطِفت علی ولد غیرها فلم تَدِرَّ علیه؛ و قال اللحیانی: هی التی تَرْأَمُ بأَنفها و تمنع دِرَّتها؛ قال أُفْنُون التغلبی: أَمْ كیف یَنْفَعُ ما تأْتی العَلوقُ بِهِ رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ و أَنشد ابن السكیت للنابغة الجعدی: و مانَحَنی كمِنَاح العَلُوقِ، ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ قال ابن بری: هذا البیت أَورده الجوهری تضربُ، برفع الباء، و صوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط؛ و قبله: و كان الخلیلُ، إِذا رَابَنی فعاتَبْتُه، ثم لم یُعْتِبِ یقول: أَعطانی من نفسه غیر ما فی قلبه كالناقة التی تُظْهر بشمِّها الرأْم و العطف و لم تَرْأَمه. و المَعَالق من الإِبل: كالعَلُوق. و یقال: عَلَّق فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها و أَلقاه عن غاربها لیَهْنِئَها. و العِلْق: المال الكریم. یقال: عِلْقُ خیر، و قد قالوا عِلْق شرٍّ، و الجمع أَعْلاق. و یقال: فلان عِلْقُ علمٍ و تِبْعُ علمٍ و طلْب علمٍ. و یقال: هذا الشی‌ءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَی یُضَنُّ به، و جمعه أَعْلاق. و یقال: عِرْق مَضِنَّةٍ، بالراء، و قد تقدم. و قال اللحیانی: العِلْقُ الثوب الكریم أَو التُّرْس أَو السیف، قال: و كذا الشی‌ءُ الواحد الكریم من غیر الروحانیین، و یقال له العَلوق. و العِلْق، بالكسر: النفیس من كل شی‌ءٍ. و‌فی حدیث حذیفة: فما بال هؤلاء الذین یسرقون أَعْلاقَنا‌أَی نفائس أَموالنا، الواحد عِلْق، بالكسر، سمی به لتَعَلُّقِ القلب به. و العِلْقُ أَیضاً: الخمر لنفاستها، و قیل: هی القدیمة منها؛ قال: إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُرِیدَ به قَیْلٌ، فَغُودِرَ فی سَابِ أَراد سأْباً فخفف و أَبدل، و هو الزِّقّ أَو الدَّنّ. و العَلَق فی الثوب: ما عَلِق به. و أَصاب ثوبی عَلْقٌ، بالفتح، و هو ما عَلِقَهُ فجذبه. و العِلْقُ و العِلْقةُ: الثوب النفیس یكون للرجل. و العِلْقةُ: قمیص بلا كمین، و قیل: هو ثوب صغیر یتخذ للصبی، و قیل: هو أَول ثوب یلبسه المولود؛ قال: و ما هی إِلَّا فی إِزارٍ و عِلْقةٍ، مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ علی حَیّ خَثْعَما و یقال: ما علیه عِلْقة، إِذا لم یكن علیه ثیاب لها قیمة، و یقال: العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجاریة تبتذل بها؛ قال إمرؤ القیس: بأَیِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُون عن دمِ عَمْروٍ علی مَرْثَدِ؟ «2». و قد تقدم الاستشهاد به فی المهر؛ قال أَبو نصر: أَراد
(2). راجع الملاحظة المثبتة فی صفحة 265.
لسان العرب، ج‌10، ص: 269
أَیَّ عَلاقتنا ثم أَقحم الباء، و العَلاقة: التباعد؛ فأَراد أَیَّ ذلك تكرهون، أَ تأْبون دم عمرو علی مرثد و لا ترضون به؟ قال: و العَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال أَو عِلْقةٌ أَیضاً، و عِلْق للنفیس من المال، و قیل: كان مرثد قتل عمراً فدفعوا مرثداً لیُقْتل به فلم یرضوا، و أَرادوا أَكثر من رجل برجل، فقال: بأَیِّ ضعف و عجز رأَیتم منا إِذ طمعتم فی أكثر من دم بدم؟ و العُلْقة: نبات لا یَلْبَثُ. و العُلْقةُ: شجر یبقی فی الشتاء تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتی تُدْرك الربیع. و عَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً، و تَعَلَّقت: أَكلت من عُلْقةِ الشجر. و العَلَقُ: ما تتبلغ به الماشیة من الشجر، و كذلك العُلْقةُ، بالضم. و قال اللحیانی: العَلائِقُ البضائع. و عَلِقَ فلانٌ یفعل كذا، ظَلَّ، كقولك طَفِقَ یفعل كذا؛ فال الراجز: عَلِقَ حَوْضی نُغَر مُكِبُّ، إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً یَعُبُّ أَی طَفِقَ یرِدهُ، و یقال: أَحبه و اعتاده. و‌فی الحدیث: فَعَلِقُوا وجهه ضرباً‌أَی طفقوا و جعلوا یضربونه. و الإِعْلاقُ: رفع اللَّهاةِ. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و قد أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ فقال: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق؟ علیكم بكذا، و فی حدیث: بهذا الإِعْلاق، و‌فی حدیث أُم قیس: دخلت علی النبی، صلی الله علیه و سلم، بابنٍ لی و قد أَعلقتُ علیه؛ الإِعْلاقُ: معالجة عُذْرةِ الصبی، و هو وجع فی حلقه و ورم تدفعه أُمه بأُصبعها هی أَو غیرها. یقال: أَعْلَقَتْ علیه أُمُّه إِذا فعلت ذلك و غَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها و دفعته. أَبو العباس: أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حلق الصبی المَعْذور و كذلك دَغَر، و حقیقة أَعْلقتُ عنه أَزلتُ العَلُوقَ و هی الداهیة. قال الخطابی: المحدثون یقولون أَعْلَقَت علیه و إِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَی دفَعت عنه، و معنی أَعْلَقَتْ علیه أَوْرَدَتْ علیه العَلُوقَ أَی ما عذبته به من دَغْرها؛ و منه قولهم: أَعْلَقْتُ عَلیَّ إِذا أَدخلت یدی فی حلقی أَتَقَیَّأُ، و جاءَ فی بعض الروایات العِلاق، و إِنما المعروف الإِعْلاق، و هو مصدر أَعْلَقْتُ، فإِن كان العِلاقُ الاسمَ فیَجُوز، و أَما العُلُق فجمع عَلُوق، و الإِعْلاق: الدَّغْر. و المِعْلَقُ: العُلْبة إِذا كانت صغیرة، ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من جَنْب الناقة، ثم الحَوْأَبة أَكبرهن. و المِعْلَقُ: قدح یعلقه الراكب معه، و جمعه مَعَالق. و المَعَالقُ: العِلاب الصغار، واحدها مِعْلَق؛ قال الفرزدق: و إِنا لنُمْضی بالأَكُفِّ رِماحَنا، إِذا أُرْعِشَتْ أَیدیكُم بالمَعَالِقِ و المِعْلَقة: متاع الراعی؛ عن اللحیانی، أَو قال: بعض متاع الراعی. و عَلَقَه بلسانه: لَحاهُ كَسَلَقَهُ؛ عن اللحیانی. و یقال سَلَقَه بلسانه و عَلَقَه إِذا تناوله؛ و هو معنی قول الأَعشی: نهارُ شَرَاحِیلَ بن قَیْسَ یَرِیبنُی، و لَیْل أَبی عیسی أَمَرُّ و أَعَلق و مَعَالیق: ضرب من النخل معروف؛ قال یذكر نخلًا: لئِنْ نجَوْتُ و نجَتْ مَعَالِیقْ من الدَّبَی، إِنی إِذاً لَمَرْزُوقْ و العُلَّاقُ: شجر أَو نبت. و بنو عَلْقَةَ: رهط الصِّمَّةِ، و منهم العَلَقاتُ، جمعوه علی حد الهُبَیْراتِ. و عَلَقَةُ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 270
اسم. و ذو عَلاقٍ: جبل. و ذو عَلَقٍ: اسم جبل؛ عن أَبی عبیدة؛ و أَنشد ابن أَحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ علی دَعْجاء ذی عَلَقٍ، یَنْفِی القَرامیدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقِلُ [الوَقُلُ و‌فی حدیث حلیمة: ركبت أَتاناً لی فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتی ما یَعْلَقُ بها أَحد منهم‌أَی ما یتصل بها و یلحقها. و‌فی حدیث ابن مسعود: إنَّ امرَأً بمكة كان یسلم تسلیمتین فقال: أَنَّی عَلِقَها فإِن رسول الله، صلی علیه و سلم، كان یفعلها؟أَی من أَین تعلَّمها و ممن أَخذها؟ و‌فی حدیث المِقْدام: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: إِن الرجل من أَهل الكتاب یتزوج المرأَة و ما یَعْلَقُ علی یدیها الخیر و ما یرغب واحد عن صاحبه حتی یموتا هَرَماً؛ قال الحربی: یقول من صغرها و قلَّةِ رِفْقها فیصبر علیها حتی یموتا هَرَماً، و المراد حثُّ أصحابه علی الوصیة بالنساء و الصبر علیهن أَی أَن أَهل الكتاب یفعلون ذلك بنسائهم. و عَلِقَت المرأَة أَی حَبِلَتْ. و عَلِقَ الظَّبْیُ فی الحبالة. و العُلَّیْقُ، مثال القُبَّیْط: نبت یتعلق بالشجر یقال له بالفارسیة [سَبرَنْد] «1». و ربما قالوا العُلَّیْقَی مثال القُبَّیْطَی. و فی التهذیب فی هذه الترجمة: روی عن علیّ، رضی الله عنه، أَنه قال: لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه، و إِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل؛ قال الأَزهری: معنی‌قوله نركب أَعجاز الإِبل‌أَی نرضی من المركب بالتَّعْلِیق، لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضی بعَجُزِ البعیر، و هو التَّعْلیق، و الأَولی بهذا أَن یذكر فی ترجمة عجز، و قد تقدم.

علفق؛ ج10، ص: 270

: ابن سیدة: العُلْفُوق الثقیل الوَخِمُ.

عمق؛ ج10، ص: 270

: العُمْق و العَمْق: البعد إِلی أَسفل، و قیل: هو قعر البئر و الفجِّ و الوادی، قال ابن بری و منه قول الشمّاخ: و أَفْیح من رَوْضِ الرُّبابِ عَمِیق أَی بعید. و تَعْمِیقُ البئر و إِعْماقها: جَعْلُها عَمِیقةً. و تقول العرب: بئر عَمِیقةٌ و مَعِیقةٌ بعیدة القعر، و قد عَمُقتْ و مَعُقَتْ و أَعْمَقْتُها و أَمْعَقْتُها، و إِنها لبعیدة العَمْقِ و المَعْق. قال الله تعالی: وَ عَلیٰ كُلِّ ضٰامِرٍ یَأْتِینَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ؛ قال الفراء: لغة أَهل الحجاز عَمِیق، و بنو تمیم یقولون مَعِیق. قال مجاهد فی قوله مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ: من كل طریق بعید، و قال اللیث فی قوله مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ: و یقال مَعیق، قال: و العَمِیقُ أَكثر من المَعِیق فی الطریق. و أَعْماقُ الأَرض: نواحیها. و یقال لی فی هذه الدار عَمَقٌ أَی حق، و ما لی فیها عَمَق أَی حق. و العَمْق: البُسْر الموضوع فی الشمس لیَنْضَجَ؛ عن أَبی حنیفة، قال: و أَنا فیه شاكّ. و رجل عُمْقِیُّ الكلام: لكلامه غَوْرٌ. و العِمْقَی: نبت. و بعیر عامِقٌ و إِبل عامِقةٌ: تأْكل العِمْقَی؛ قال الجوهری: العِمْقَی، بكسر العین، شجر بالحجاز و تهامة، قال ابن بری: و یقال العِمْقَی أَمَرُّ من الحَنْظَلِ؛ قال الشاعر: فأُقْسِمُ أَنَّ العیشَ حُلْوٌ إِذا دَنَتْ، و هو إِنْ نأَتْ عنی أَمَرّ من العِمْقَی و العِمْقی: موضع؛ قال أَبو ذؤَیب: لَمَّا ذَكَرْتُ أَخا العِمْقَی تَأَوَّبَنی همٌّ، و أَفَردَ ظَهری الأَغْلَبُ الشِّیحُ «2»
(1). قوله [سبرند] كذا بالأصل، و الذی فی الصحاح: سرند مضبوطاً كفرند (2). قوله [أخا العمقی] قال الصاغانی فیه ثلاث روایات: بالكسر و بالضم و بالنون و بدل المیم انتهی. قلت أما الكسر فهی روایة الباهلی و رواه الأَخفش بفتح العین و قال هو اسم واد فتكون الروایات أربعاً انتهی. شرح القاموس.
لسان العرب، ج‌10، ص: 271
و العُمَق، بضم العین و فتح المیم: موضع بمكة؛ و قول ساعدة بن جؤیة: لما رأَی عَمْقاً و رَجَّعَ عُرْضُهُ هَدْراً، كما هَدَر الفَنِیقُ المُصْعبُ أَراد العُمَق فغیَّر، و قد یكون عَمْقٌ بلداً بعینه غیر هذا. قال الأَزهری: العُمَق موضع علی جادَّة طریق مكة بین مَعْدن بنی سُلَیْم و ذات عِرْق، قال: و العامة تقول العُمُق، و هو خطأ. قال: و عَمْق موضع آخر. و فی الحدیث ذكر العُمَقِ؛ قال ابن الأَثیر: العُمَقُ، بضم العین و فتح المیم، منزل عند النَّقِرَة لحاجّ العِراقِ، فأَما بفتح العین و سكون المیم فوَادٍ من أَودیة الطائف نزله رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لما حاصَرها. و عِمَاق: موضع. و عَمْق: أرض لمُزَیْنَة. و ما فی النِّحْیِ عَمَقةٌ: كقولك ما به عَیْقَةٌ؛ عن اللحیانی، أَی لَطْخ و لا وَضَرٌ و لا لَعُوق من رُبّ و لا سَمْن. و عَمَّق النظر فی الأُمور تَعْمِیقاً و تَعَمَّق فی كلامه أَی تَنَطَّع. و تَعَمَّق فی الأَمر: تَنَوَّقَ فیه، فهو مُتَعَمِّق. و‌فی الحدیث: لو تَمادَی الشهرُ لواصَلْت وصالًا یَدَعُ المتَعَمّقونَ تَعَمُّقَهم؛ المُتَعَمِّقُ: المُبالغ فی الأَمر المتشدِّد فیه الذی یطلب أَقصی غایته. و العَمْق و العُمْق: ما بعُد من أطراف المَفَاوِزِ. و الأَعماق أَطراف المَفاوِز البعیدة، و قیل الأَطراف و لم تقیَّد؛ و منه قول رؤبة: و قاتِمِ الأَعْماقِ خاوِی المُخْترَقْ، مُشْتَبِه الأَعْلام، لَمّاعِ الخَفَق و یقال الأَعْماقُ «3» … المطمئن، و یجوز أَن تكون بعیدة الغَوْر. و أُعَامِق: موضع «4»؛ قال الشاعر: و قد كان مِنّا مَنْزِلًا نَسْتَلذُّه أُعَامِقُ بَرْقاوَاتُهُ فأَجاوِلُه

عمشق؛ ج10، ص: 271

: قال الأَزهری فی ترجمة عمش: العُمْشُوشُ العُنْقود یؤكل ما علیه و یترك بعضه، و هو العُمْشوق أَیضاً.

عملق؛ ج10، ص: 271

: العَمْلق: الجور و الظلم. و العَمْلَقةُ: اختلاط الماء فی الحوض و خُثُورته. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: العَملقُ الاختلاط و الخُثُورة، و لم یقیده بماء و لا غیره. و عَمْلَقَ ماؤُهم: قلَّ. و العِمْلاقُ: الطویل، و الجمع عَمَالِیقُ و عَمَالِقةٌ و عَمالق، بغیر یاء، الأَخیرة نادرة. و عَمْلَقٌ و عِمْلِقٌ و عِمْلیق و عمْلاق: أَسماء. و العَمَالقةُ من عادٍ. و هم بنو عِمْلاقٍ. قال الأَزهری: عِمْلاقٌ أَبو العَمالقة و هم الجبابرة الذین كانوا بالشأم علی عهد موسی، علیه السلام. و‌فی حدیث خبّاب: أَنه رأَی ابنه مع قاصّ فأَخذ السوط و قال: أَ مَعَ العَمَالقةِ؟ هذا قَرْنٌ قد طَلَع؛ قال ابن الأَثیر: العَمَالقة الجبابرة الذین كانوا بالشام من بقیة قوم عادٍ، قال: و یقال لمن یَخْدَعُ الناس و یَخْلُبهم عِمْلاق. قال: و العَمْلَقة التَّعْمِیق فی الكلام، فشَبَّه القُصّاص بهم لما فی بعضهم من الكبر و الاستطالة علی الناس، أَو بالذین یخدعونهم بكلامهم و هو أَشبه. الجوهری: العَمالِیق و العَمالِقة قوم من ولد عِمْلِیق بن لاوَذَ بن إرَمَ بن سامِ بن نُوح، و هم أُمم تفرقوا فی البلاد.

عنق؛ ج10، ص: 271

: العُنْقُ و العُنُقُ: وُصْلة ما بین الرأس و الجسد، یذكر و یؤنث. قال ابن بری: قولهم عُنُق هَنْعَاءُ
(3). كذا بیاض بالأَصل. (4). قوله [و أعامق موضع] ضبطه شارح القاموس بضم الهمزة و مثله فی یاقوت
لسان العرب، ج‌10، ص: 272
و عُنُق سَطْعاءُ یشهد بتأنیث العُنُق، و التذكیر أَغلب. یقال: ضربت عُنُقه، قاله الفراء و غیره؛ و قال رؤبة یصف الآل و السَّراب: تَبْدُوا لَنا أعْلامُه، بعد القَرَقْ، خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ ذكر السراب و انْقِماسَ الحِبال فیه إلی أَعالیها، و المُعْتَنَقُ: مَخْرج أَعناق الحِبال من السراب، أَی اعْتَنَقَتْ فأَخرجت أَعناقها، و قد یخفف العُنُق فیقال عُنْق، و قیل: مَنْ ثَقَّل أَنَّث و مَن خَفَّف ذكَّر؛ قال سیبویه: عُنْق مخفف من عُنُق، و الجمع فیهما أَعناق، لم یجاوزوا هذا البناء. و العَنَقُ: طول العُنُقِ و غِلظه، عَنِقَ عَنَقاً فهو أَعنق، و الأْنثی عَنْقاء بیِّنة العَنَق. و حكی اللحیانی: ما كان أَعْنَقَ و لقد عَنِقَ عَنَقاً یذهب إلی النّقلة. و رجل مُعْنِقٌ و امرأة مُعْنِقَةٌ: طویلا العُنُقِ. و هَضْبة معْنقة و عَنْقاءُ: مرتفعة طویلة؛ أَبو كبیر الهذلی: عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ یكون أَنِیسُها وُرْقَ الحَمام، جَمیمُها لم یُؤكل ابن شمیل: مَعَانیق الرمال حبال صغار بین أَیدی الرمل، الواحدة مُعْنِقة. و عانَقهُ مُعَانقةً و عِناقاً: التزمه فأدنی عُنُقَه من عُنُقِه، و قیل: المُعَانقة فی المودة و الاعْتِناقُ فی الحرب؛ قال: یَطْعُنُهم، و ما ارْتَمَوْا، حتی إذا اطَّعَنُوا ضارَبَ، حتی إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا و قد یجوز الافتعالُ فی موضع المُفاعلة، فإذا خصصت بالفعل واحداً دون الآخر لم تقل إلّا عانَقه فی الحالین، قال الأَزهری: و قد یجوز الاعتناقُ فی المودَّةِ كالتَّعانُقِ، و كلٌّ فی كلّ جائزٌ. و العَنِیقُ: المُعانِقُ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: و ما راعَنی إلَّا زُهاءُ مُعانِقِی، فأَیُّ عَنِیقٍ بات لی لا أَبالِیَا و‌فی حدیث أُم سلمة قالت: دخَلَتْ شاة فأَخذت قُرْصاً تحت دَنّ لنا فقمت فأَخذته من بین لَحْییها فقال: ما كان ینبغی لكِ أَن تُعَنِّقِیها‌أَی تأخذی بعُنُقِها و تَعْصِریها، و قیل: التَّعْنِیقُ التَّخْییبُ من العَنَاقِ و هی الخیبة. و‌فی الحدیث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات: ابْكِینَ و إیاكنَّ و تَعَنُّقَ الشیطان؛ هكذا جاء فی مسند أَحمد، و جاء فی غیره: و نَعِیقَ الشیطان، فإن صَحَّت الأُولی فتكون من عَنَّقَه إذا أَخذ بعُنُقِه و عَصَرَ فی حلقه لِیَصِیح، فجعل صیاح النساء عند المصیبة مسبَّباً عن الشیطان لأَنه الحامل لهنَّ علیه. و كلب أَعْنَقُ: فی عُنُقِه بیاض. و المِعْنَقَةُ: قلادة توضع فی عُنُق الكلب؛ و قد أَعْنَقَه: قلَّده إیاها. و فی التهذیب: و المِعْنَقَةُ القلادة، و لم یخصص. و المِعْنَقةُ: دُوَیبة. و اعْتَنَقَت الدابةُ: وقعت فی الوَحْل فأخرجت عُنقَها. و العانِقاءُ: جُحْرٌ مملوءٌ تراباً رِخْواً یكون للأَرنب و الیَرْبوع یُدْخِل فیه عُنُقَه إذا خاف. و تَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء و تَعَنَّقَتْها كلاهما: دَسَّتْ عُنقها فیه و ربما غابت تحته، و كذلك الیربوع، و خصَّ الأَزهری به الیربوع فقال: العانقاءُ جُحْر من جِحَرة الیربوع یملؤه تراباً، فإذا خاف انْدَسَّ فیه إلی عُنُقه فیقال تَعَنَّقَ، و قال المفضل: یقال لجِحَرة الیربوع النّاعِقاءُ و العانِقاء و القاصِعاءُ و النافِقاءُ و الرَّاهِطاءُ و الدامّاءُ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 273
و یقال: كان ذلك علی عُنُق الدهر أَی علی قدیم الدهر. و عُنُق كل شی‌ء: أَوله. و عُنُق الصیف و الشتاء: أَولهما و مقدَّمتهما علی المثل، و كذلك عُنُق السِّنّ. قال ابن الأَعرابی: قلت لأَعرابی كم أَتی علیك؟ قال: أخذت بعُنُق الستین أی أَولها، و الجمع أَعناق. و عُنُق الجبل: ما أَشرف منه، و قد تقدم و الجمع كالجمع. و المُعْتنَق: مَخْرج أَعناق الحبال «1» قال: خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ و عُنُق الرَّحِم: ما اسْتدق منها مما یلی الفرج. و الأَعناق: الرؤساء. و العُنُق: الجماعة الكثیرة من الناس، مذكَّر، و الجمع أَعْناق. و فی التنزیل: فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِینَ؛ أَی جماعاتهم، علی ما ذهب إلیه أكثر المفسرین، و قیل: أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم و أَعْناقهم، و قد تقدم تفسیر الخاضعین علی التأویلین، و الله أَعلم بما أَراد. و جاء بالخبر علی أصحاب الأَعناق لأَنه إذا خضع عُنُقُه فقد خضع هو، كما یقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ یده. و جاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَی طوائف؛ قال الأَزهری: إذا جاؤوا فِرَقاً، كل جماعة منهم عُنُق؛ قال الشاعر یخاطب أَمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب، رضی الله عنه: أَبْلِغْ أَمیرَ المؤمنین أخا العِراقِ، إذا أَتَیْتا أَن العِراقَ و أَهلَهُ عُنُقٌ إلیكَ، فَهْیتَ هَیْتَا أَراد أَنهم أَقبلوا إلیك بجماعتهم، و قیل: هم مائلون إلیك و منتظروك. و یقال: جاء القوم عُنُقاً عُنُقاً أَی رَسَلًا رَسَلًا و قَطِیعاً قطیعاً؛ قال الأَخطل: و إذا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها، فاحْمِدْ هُناكَ علی فَتًی حَمّالِ قال ابن الأَعرابی: أَعْناقُها جماعاتها، و قال غیره: سادَاتها. و‌فی حدیث: یخرج عُنُقٌ من النار‌أَی تخرج قطعة من النار. ابن شمیل: إذا خرج من النهر ماء فجری فقد خرج عُنُق. و‌فی الحدیث: لا یزال الناس مختلفةً أَعْناقُهم فی طلب الدنیا‌أَی جماعات منهم، و قیل: أَراد بالأَعناق الرؤساء و الكُبَرَاء كما تقدم، و یقال: هم عُنُق علیه كقولك هم إلْبٌ علیه، و له عُنُق فی الخیر أَی سابقة. و‌قوله: المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً یوم القیامة؛ قال ثعلب: هو من قولهم له عُنُق فی الخیر أَی سابقة، و قیل: إنهم أكثر الناس أَعمالًا، و قیل: یُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم، و قیل: یُزَادونَ علی الناس، و قال غیره: هو من طول الأَعْناقِ أی الرقاب لأَن الناس یومئذ فی الكرب، و هم فی الرَّوْح و النشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ یُؤذَنَ لهم فی دخول الجنة؛ قال ابن الأَثیر: و قیل أَراد أَنهم یكونون یومئذ رؤساء سادةً، و العرب تصف السادة بطول الأَعناق، و‌روی أَطولُ إعْناقاً، بكسر الهمزة، أَی أَكثر إسراعاً و أَعجل إلی الجنة. و‌فی الحدیث: لا یزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً ما لم یُصِبْ دماً حراماً‌أَی مسرعاً فی طاعته منبسطاً فی عمله، و قیل: أَراد یوم القیامة. و العُنُق: القطعة من المال. و العُنُق أَیضاً: القطعة من العمل، خیراً كان أَو شرّاً. و العَنَق من السیر: المنبسط، و العَنِیقُ كذلك. و سیر عَنَقٌ و عَنِیقٌ: معروف، و قد أَعْنَقَت الدابةُ، فهی مُعْنِقٌ و مِعْناق و عَنِیق؛ و استعار أَبو ذؤیب الإِعْناق للنجوم فقال:
(1). قوله [أعناق الحبال] أی حبال الرمل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 274
بأَطْیَبَ منها، إذا ما النُّجُوم أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِی «1». و‌فی حدیث مُعاذٍ و أَبی موسی: أَنهما كانا مع النبی، صلی الله علیه و سلم، فی سفر و معه أَصحابه فأناخُوا لیلةً و تَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته، قالا: فانتبهنا و لم نَرَ رسول الله، صلی الله علیهم و سلم، عند راحلته فاتبعناه؛ فأَخبرنا، علیه السلام، أَنه خُیِّرَ بین أَن یدخل نصفُ أُمته الجنة و بین الشفاعة و أنه اختار الشفاعة فانطلقنا مَعَانِیقَ إلی الناس نبشرهم، قال شمر: قوله مَعَانیق أَی مسرعین؛ یقال: أَعْنَقْتُ إلیه أُعْنِقُ إعْناقاً. و‌فی حدیث أصحاب الغارِ: فانفرجت الصخرة فانطلقوا مُعَانقینَ‌أَی مسرعین، من عانَقَ مثل أَعْنَقَ إذا سارَع و أَسرع، و‌یروی: فانطلقوا مَعانیقَ؛ و رجل مُعْنِقٌ و قوم مُعْنِقون و مَعانیق؛ قال القطامی: طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق، ما كنت أَحْسَبُها قریبَ المُعْنِقِ و قال ذو الرمة: أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ، بأَدْعاصِ حَوضَی المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ؟ المُعْنِقات: المتقدمات منها. و العَنَقُ و العَنِیقُ من السیر: معروف و هما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً. و فی نوادر الأَعراب: أَعْلَقْتُ و أَعْنَقْتُ. و بلاد مُعْلِقة و مُعْنِقة: بعیدة. و قال أَبو حاتم: المَعانقُ هی مُقَرِّضات الأَسَاقی لها أَطواق فی أَعناقها ببیاض. و یقال عَنَقَت السحابةُ إذا خرجت من معظم الغیم تراها بیضاء لإِشراق الشمس علیها؛ و قال: ما الشُّرْبُ إلّا نَغَباتٌ فالصَّدَرْ، فی یوم غَیْمٍ عَنَقَتْ فیه الصُّبُرْ قال: و العَنَقُ ضرب من سیر الدابة و الإِبل، و هو سیر مُسْبَطِرٌّ؛ قال أَبو النجم: یا ناقَ سِیرِی عَنَقاً فَسِیحاً، إلی سلیمانَ، فَنَسْترِیحا و نَصب نَسْتریح لأَنه جواب الأَمر بالفاء. و فرس مِعْناق أی جید العَنَق. و قال ابن بری: یقال ناقة مِعْناق تسیر العَنَق؛ قال الأَعشی: قد تجاوَزْتُها و تَحْتی مَرُوحٌ، عنْتَرِیسٌ نَعّابة مِعْناقُ و‌فی الحدیث: أنه كان یسیر العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ.و‌فی الحدیث: أَنه بعث سَرِیّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إلی بنی سُلَیْم فانْتَحَی له عامرُ بن الطُّفَیْل فقتله، فلما بلغ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، قَتْلُه قال: أَعْنَقَ لِیَمُوتَ، أَی أَن المنیة أَسرعت به و ساقته إلی مصرعه. و المُعْنِق: ما صلُب و ارتفع عن الأَرض و حوله سَهْل، و هو منقاد نحو مِیلٍ و أَقل من ذلك، و الجمع مَعانیقُ، توهموا فیه مِفْعالًا لكثرة ما یأتیان معاً نحو مُتْئِم و مِتْآم و مُذْكِر و مِذْكار. و العَنْقاءُ: أَكمة فوق الجبل مشرف. و العَناق: الحَرَّة. و العَناق: الأُنثی من المَعَز؛ أَنشد ابن الأَعرابی لقُریْطٍ یصف الذئب: حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتی عَناقاً، و ما هی، وَیْبَ غَیرِك، بالعَناقِ فلو أَنی رَمَیْتُك من قریب، لعاقَكَ عن دُعاءِ الذِّئبِ عاقِ و الجمع أَعْنُق و عُنُق و عُنُوق. قال سیبویه: أَمّا
(1). هكذا ورد عجز هذا البیت فی الأَصل و هو مختل الوزن
لسان العرب، ج‌10، ص: 275
تكسیرهم إیاه علی أَفْعُل فهو الغالب علی هذا البناء من المؤنث، و أَما تكسیرهم له علی فُعُول فلتكسیرهم إیاه علی أَفْعُل، إذ كانا یعتقبان علی باب فَعْل. و قال الأَزهری: العَنَاق الأُنثی من أَولاد المِعْزَی إذا أتت علیها سنة، و جمعها عنوق، و هذا جمع نادر، و تقول فی العدد الأَقل: ثلاث أَعْنُقٍ و أَربع أَعْنُقٍ؛ قال الفرزدق: دَعْدِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم، إنَّنی فی باذِخٍ، یا ابن المَراغة، عالِ و قال أَوس بن حجر فی الجمع الكثیر: یَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَی زَنِیمُ، له ظأبٌ كما صَخِبَ الغَرِیمُ و‌فی حدیث الضحیة: عندی عَناقٌ جَذَعةٌ؛ هی الأُنثی من أَولاد المعز ما لم یتم له سنة. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: لو مَنَعونی عَناقاً مما كانوا یؤدُّونه إلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لقاتلتُهم علیه؛ قال ابن الأَثیر: فیه دلیل علی وجوب الصدقة فی السِّخَال و أَن واحدة منها تجزئ عن الواجب فی الأَربعین منها إذا كانت كلها سِخَالًا و لا یُكَلَّفُ صاحبها مُسِنَّةً؛ قال: و هو مذهب الشافعی، و قال أَبو حنیفة: لا شی‌ء فی السخال، و فیه دلیل علی أن حَوْل النِّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ، و لو كانَ یُستأنَف لها الحَوْلُ لم یوجد السبیلُ إلی أَخذ العَناق. و‌فی حدیث الشعبی: نحن فی العُنُوق و لم نبلغ النُّوق؛ قال ابن سیدة: و فی المثل هذه العُنُوق بعد النُّوق؛ یقول: مالُكَ العُنُوق بعد النّوق، یضرب للذی یكون علی حالة حَسَنة ثم یركب القبیح من الأَمر و یَدَعُ حاله الأُولی، و ینحطّ من عُلْو إلی سُفل؛ قال الأَزهری: یضرب مثلَا للذی یُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة، و المعنی أَنه صار یرعی العُنُوق بعد ما كان یرعی الإِبل، و راعی الشّاءِ عند العرب مَهِینٌ ذلیل، و راعی الإِبل عزیز شریف؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لا أَذَبحُ النّازِیَ الشّبُوبَ، و لا أَسْلُخُ، یومَ المَقامةِ، العُنُقَا لا آكلُ الغَثَّ فی الشِّتاءِ، و لا أَنْصَحُ ثوبی إذا هو انْخَرَقَا و أَنشد ابن السكیت: أَبوكَ الذی یَكْوی أُنُوف عُنُوقِه بأَظفارِهِ حتی أَنَسَّ و أَمْحَقا و شاة مِعْناق: تلد العُنُوق؛ قال: لَهْفِی علی شاةِ أَبی السَّبّاقِ عَتِیقةٍ من غنمٍ عِتَاقٍ، مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ و العَناقُ: شی‌ءٌ من دوابِّ الأَرض كالفَهْد، و قیل: عَناق الأَرض دُوَیْبَّة أَصفر من الفَهْد طویلة الظهر تصید كل شی‌ء حتی الطیر؛ قال الأَزهری: عَناقُ الأَرض دابة فوق الكلب الصینی یصید كما یصید الفَهْدُ، و یأكل اللحم و هو من السباع؛ یقال: إنه لیس شی‌ء من الدواب یُؤَبِّرُ أَی یُعَقّی أَثرَه إذا عدا غیره و غیر الأَرْنب، و جمعه عُنُوق أَیضاً، و الفُرْسُ تسمیه سِیَاهْ‌كُوشَ، قال: و قد رأَیته بالبادیة و هو أَسود الرأس أَبیض سائره. و‌فی حدیث قتادة: عَناقُ الأَرض من الجوارح؛ هی دابة وحشیة أَكبر من السِّنَّوْر و أَصغر من الكلب. و یقال فی المثل: لقی عَنَاقَ الأَرض، و أُذُنَیْ عَنَاقٍ أَی داهیة؛ یرید أَنها من الحیوان الذی یُصْطاد به إذا عُلِّم. و العَنَاقُ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 276
الداهیة و الخیبة؛ قال: أَ مِنْ تَرْجِیعِ قارِیَةٍ تَرَكْتُمْ سَبَایاكُمْ، و أُبْتُمْ بالعَنَاقِ؟ القاریةُ: طیر أَخضر تحبّه الأَعراب، یشبهون الرجل السخیّ بها، و ذلك لأَنه یُنْذِرُ بالمطر؛ وصفهم بالجُبْن فهو یقول: فَزِعتُمْ لمَّا سمعتم ترجیع هذا الطائر فتركتم سبایاكم و أُبْتُمْ بالخیبة. و قال علی بن حمزة: العَنَاقُ فی البیت المُنْكَرُ أَی و أُبْتُم بأَمر مُنْكَر. و أُذُنا عَناقٍ، و جاء بأُذنَیْ عَناق الأَرض أَی بالكذب الفاحش أَو بالخیبة؛ و قال: إذا تَمَطَّیْنَ علی القَیَاقی، لاقَیْنَ منه أُذُنَیْ عَنَاقِ یعنی الشدَّة أَی من الحادی أَو من الجمل. ابن الأَعرابی: یقال منه لقیتُ أُذُنَیْ عَناقٍ أَی داهیة و أمراً شدیداً. و جاء فلان بأُذنی عنَاق إذا جاء بالكذب الفاحش. و یقال: رجع فلان بالعَناق إذا رجع خائباً، یوضع العَناق موضع الخیبة. و العنَاق: النجم الأَوسط من بنات نَعْش الكُبْری: و العَنْقاءُ: الداهیة؛ قال: یَحْمِلْنَ عَنْقاء و عَنْقَفِیرا، و أُمَّ خَشّافٍ و خَنْشَفِیرا، و الدَّلْوَ و الدَّیْلَمَ و الزَّفِیرَا و كلهن دَواهٍ، و نكَّر عَنْقاء و عَنْقَفِیراً، و إنما هی العَنْقاء و العَنْقَفِیر، و قد یجوز أن تحذف منهما اللام و هما باقیان علی تعریفهما. و العَنْقاء: طائر ضخم لیس بالعُقاب، و قیل: العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لا أَصل لها، یقال: إنها طائر عظیم لا تری إلا فی الدهور ثم كثر ذلك حتی سموا الداهیة عَنْقاء مُغْرِباً و مُغْرِبةً؛ قال: و لو لا سلیمانُ الخلیفةُ، حَلَّقَتْ به، من ید الحَجّاج، عَنْقاءُ مُغْرِب و قیل: سمِّیت عَنْقاء لأَنه كان فی عُنُقها بیاض كالطوق، و قال كراع: العَنْقاء فیما یزعمون طائر یكون عند مغرب الشمس، و قال الزجاج: العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم یره أَحد، و قیل فی قوله تعالی؛ طَیْراً أَبٰابِیلَ؛ هی عَنْقاءُ مُغْرِبَة. أَبو عبید؛ من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ، و لم یفسره. قال ابن الكلبی: كان لأَهل الرّس نبیٌّ یقال له حنظلة بن صَفْوان، و كان بأَرضهم جبل یقال له دَمْخ، مصعده فی السماء مِیلٌ، فكان یَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما یكون، لها عنق طویل من أَحسن الطیر، فیها من كل لون، و كانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ علی الطیر فتأْكلها، فجاعت و انْقَضَّت علی صبیٍّ فذهبت به، فسمیت عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته، ثم انْقَضَّت علی جاریة تَرعْرَعَت و ضمتها إلی جناحین لها صغیرین سوی جناحیها الكبیرین، ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلی نبیهم، فدعا علیها فسلط الله علیها آفةً فهلكت، فضربتها العرب مثلًا فی أَشْعارها، و یقال: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ، و طارت به العَنْقاء. و العَنْقاء: العُقاب، و قیل: طائر لم یبق فی أَیدی الناس من صفتها غیر اسمها. و العَنْقاءُ: لقب رجل من العرب، و اسمه ثعلبة بن عمرو. و العَنْقاءُ: اسم مَلِكٍ، و التأنیث عند اللیث للفظ العَنْقاءِ. و التَّعانِیقُ: موضع؛ قال زهیر: صَحَا القلبُ عن سَلْمَی، و قد كاد لا یَسْلُو، و أَقْفَرَ، من سَلْمَی، التَّعانِیقُ فالثِّقْلُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 277
قال الأَزهری: و رأَیت بالدهناء شبه مَنارة عادیَّةٍ مبنیة بالحجارة، و كان القوم الذین كنت معهم یسمونها عَناقَ ذی الرمة لذكره إیاها فی شعره فقال: و لا تَحْسَبی شَجِّی بك البِیدَ، كلَّما تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ ما بین شارعٍ، إلی حیثُ حادَتْ عن عَنَاق الأَواعِسُ قال الأَصمعی: العَناق بالحِمَی و هو لَغَنِیٍّ و قیل: وادی العَناق بالحِمَی فی أَرض غنِیّ؛ قال الراعی: تَحمَّلْنَ من وادی العَناق فثَهْمَدِ و الأَعْنَق: فحل من خیل العرب معروف، إلیه تنسب بنات أَعْنَق من الخیل؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ، لرؤیتِها یَرُحْنَ و یَغْتَدِینا و یروی: … مُسْرِجاتٍ. قال أَبو العباس: اختلفوا فی أَعْنَق فقال قائل: هم اسم فرس، و قال آخرون: هو دُهْقان كثیر المال من الدَّهَاقِین، فمن جعله رجلًا رواه مُسْرِجات، و من جعله فرساً رواه مُسْرَجات. و أَعْنَقَت الثُّرَیّا إذا غابت؛ و قال: كأنِّی، حین أَعْنَقَتِ الثُّرَیّا، سُقِیتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا و أَعْنَقَتِ النجومُ إذا تقدمت للمَغیب. و المُعْنِقُ: السابق، یقال: جاء الفرس مُعْنِقاً، و دابة مِعْناقٌ و قد أَعْنَق؛ و أَما قول ابن أَحمر: فی رأس خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ، لا یُبْتَغَی دونها سَهْلٌ و لا جَبَلُ فإنه یصف جبلًا، یقول: لا ینبغی أَن یكون فوقها سهل و لا جبل أَحصن منها. و قد عَانَقه إذا جعل یدیه علی عُنُقه و ضمَّه إلی نفسه و تَعَانَقَا و اعْتَنَقا، فهو عَنِیقُه؛ و قال: و باتَ خَیالُ طَیْفك لی عَنِیقاً، إلی أَن حَیْعَل الدَّاعِی الفَلاحَا

عنبق؛ ج10، ص: 277

: العُنْبُقَةُ: مجتَمَع الماء و الطین. و رجل عُنْبُق: شیِّ‌ء الخلق.

عندق؛ ج10، ص: 277

: العُنْدُقَة: ثُغْرة السرَّة، و قیل: العُنْدُقة موضع فی أَسفل البطن عند السرة كأنها ثُغْرة النحر فی الخلقة، و یقال ذلك فی العُنْقود من العنب و فی حمل الأَرَاكِ و البُطم و نحوه.

عنزق؛ ج10، ص: 277

: العَنْزَق السیِّ‌ء الخُلُق؛ یقال عَنْزَقَ علیه عَنْزَقةً أَی ضیَّق علیه.

عنشق؛ ج10، ص: 277

: عَنْشَق: اسم.

عنفق؛ ج10، ص: 277

: العَنْفَقُ: خفة الشی‌ء و قلته. و العَنْفَقةُ: ما بین الشفة السفلی و الذَّقَن منه لخفة شعرها، و قیل: العَنْفَقة ما بین الذَّقَن و طرف الشفة السفلی، كان علیها شعر أَو لم یكن، و قیل: العَنْفَقَةُ ما نبت علی الشفة السفلی من الشعر؛ قال: أَعْرِفُ منكم جُدُلَ العَواتِقِ، و شَعَرَ الأَقْفاء و العَنَافِقِ قال الأَزهری: هی شعرات من مقدّمة الشفة السفلی. و رجل بادی العَنْفَقَةِ إذا عری موضعُها من الشعر. و‌فی الحدیث: أَنه كان فی عَنْفَقَتِه شعراتٌ بِیض.

عهق؛ ج10، ص: 277

: العَیْهَقة و العَیْهَق: النَّشاط و الاسْتِنانُ؛ قال: إن لرَیْعانِ الشَّبابِ عَیْهَقا
لسان العرب، ج‌10، ص: 278
قال أَبو منصور: الذی سمعناه من الثقات الغیهق، بالغین المعجمة، بمعنی النشاط؛ و أنشد: كأنَّ ما بی من إرَانی أَوْلَقُ، و للشَّباب شِرَّةٌ و غَیْهَقُ قال: فالغَیْهَق، بالغین معجمة، محفوظ صحیح؛ و أما العیهقة، بالعین المهملة، فإنی لا أحفظها لغیر اللیث و لا أَدری أَ هی محفوظة عن العرب أَو تصحیف. و العَیْهقُ: السرعة. و العَیْهَقُ: طائر، و لیس بثَبت. و العَیْهق: الغراب الأَسود، و قیل: الغراب الأَسود الجسیم، و قیل: هو البعیر الأَسود الجسیم، و قیل: هو الأَسود من كل شی‌ء؛ و قیل: هو الثور الذی لونه واحد إلی السواد، و قیل: هو الخُطَّاف الأَسود الجبلی، و قیل: العَوْهق لون ذلك الخُطَّاف. ابن الأَعرابی: الغَقَقَةُ العَوَاهق، قال: و هی الخَطَاطیف الجَبَلیَّة، و قیل: العَوْهق هو الطائر الذی یسمی الأَخْیَل، و قیل: العَوْهق لون كلون السماء مُشْرَب سواداً؛ و عَوْهَقَ اللونُ: صار كذلك، و قیل: العَوْهق اللَّازْوَرد الذی یصبغ به؛ قال: و هی وُرَیْقاء كلون العوهق و العَوْهق: لون الرماد. و العَوْهق: شجر، و قیل: العوْهق من شجر النَّبْع الذی تتخذ منه القِسِیّ أَجوده؛ و أَنشد لبعض الرُّجَّاز: إنك لو شاهَدْتَنَا بالأَبْرَقِ، یوم نصافی كلَّ عَضْبٍ مِخْفَقِ و كلّ صفراءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ، تضِجُّ ضَجَّ الحَامیاتِ الزُّهَّقِ قال ابن بری: العَوْهَق لُباب النَّبْع و خیاره، و قال: كذا فسره یعقوب؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یَتْبَعنَ خَرْقَا مثل قَوْسِ العَوْهَقِ، قَوْداءَ فاقتْ فَضْلة المُعَلِّق یجوز أَن یعنی بالقوس هاهنا قَوْس قُزَحَ، فیكون العَوْهقُ علی هذا لونَ السماء لأَن لونها كلون اللَّازْوَرْد، و استجاز أَن یضیف القَوْس إلی اللون لتشَبثه بالمتلوِّن الذی هو السماء، و یجوز أن یعنی هذا الشجر إن كانت تُعْمَلُ منه القِسِیّ، قال ابن سیدة: و أَری أَنه مثْلُ لون العَوْهق لأَنه قد تقدم أَن العَوْهق الخُطّافُ الجبلیّ الأَسود، و أَنه الغراب الأَسود، و أَنه الثور الذی لونه واحد إلی السواد؛ و قوله: قَوْداء فاتَتْ فضلة المُعَلِّق أَی فاتت أن تُنال فیُعَلَّق علیها فَضْلٌ مما یُحْتاجُ إلیه نحو القَعْب و القَدَح؛ و أَنشدهُ مرة أُخری و نسب لسالم بن قُحْفان: یتبعْنَ وَرْقاء كلون العَوْهق و فسره فقال: یعنی الطائر الذی یقال له الأَخیل و لونه أَخضر أوْرَقُ. و قال ابن خالویه: العوهق الصِّبْغ شبه اللَّازْوَرَد. و العَوْهَقانِ: نجمان إلی جنب الفَرْقَدَیْنِ علی نَسَقٍ، طریقهما ممَّا یلی القُطْب؛ قال: بحیث بارَی الفَرْقَدَانِ العَوْهقا، عند مَسَك القُطْب حیث اسْتَوْسَقَا و قیل: هما كوكبان یتقدمان بنات نعش. و العَوْهق: الطویل یستوی فیه الذكر و الأُنثی؛ قال الزَّفَیان: و صاحبی ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، خَطْباء وَرْقاء السَّراةِ عَوْهقُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 279
قال الجوهری: قلت لأَعرابی من بنی سلیم: ما العَوْهَقُ؟ فقال: الطویل من الرُّبْدِ؛ و أَنشد: كأَننی ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا أَقتادَ رَحْلی، أَو كُدُرّاً مُحْنِقا و ناقة عَوْهق: طویلة العُنق. و العَوْهق من النعام: الطویل. و العَوْهق: فحل كان فی الزمان الأَول للعرب تنسب إِلیه كرام النجائب؛ قال رؤبة: فیهنَّ حَرْفٌ من بنات العَوْهَقِ أَبو عمرو: العِیهَاقُ الضلال؛ و لا أَدری ما الذی عَوْهَقَك أَی ما الذی رمی بك فی العِیهاقِ. و العَوْهَق: الخُطَّاف. و العَوْهق: الغراب الجبلی، و قیل: هو الشِّقِرَّاق؛ و أَنشد شمر: ظَلَّت بیومٍ ذی سَمومٍ مُفْلِقِ، بین عُنَیْزاتٍ و بین الخِرْنِقِ تَلُوذُ منه بِخِباءٍ مُلزَقِ بالأَرض لم یُكْفَأْ، و لم یُرَوَّقِ إِلیك تشكو آزِباتٍ مُغْلق، و حادیاً كالسِّیْذَنُوق الأَزْرَقِ یَتْبَعْنَ سوداء كلون العَوْهَقِ، لاحقةَ الرِّجْل بَیُون المَرْفِقِ و من ترجمة عهب أَبو عمرو: یقال عَوْهَبهُ و عَوْهَقه أَی ضلَّله، و هو العِیهاب و العِیهاق.

عوق؛ ج10، ص: 279

: رجل عَوْق: لا خیر عنده، و الجمع أَعْواق. و رجل عُوَق: جبان، هذَلیَّة. و عاقَهُ عن الشی‌ء یَعُوقه عَوْقاً: صرفه و حبسه، و منه التَّعْویقُ و الاعْتِیاق، و ذلك إِذا أَراد أَمراً فصرفه عنه صارفٌ، و أَصل عاقَ عَوَق ثم نُقل من فَعَل إِلی فَعُلٍ، ثم قلبت الواو فی فَعُلْتُ أَلِفاً فصارَ عاقْتُ، فالتقی ساكنان: العین المعتلة المقلوبة أَلِفاً و لام الفعل، فحذفت العین لالتقائهما، فصار التقدیر عَقْتُ، ثم نقلت الضمة إِلی الفاء لأَن أَصله قبل القلب فَعُلت فصار عُقْت، فهذه مراجعة أَصل إِلَّا أَن ذلك الأَصل الأَقرب لا الأَبعد، أَ لا تری أَن أَول أَحوال هذه العین فی صِیَغِه إِنما هو فتحة العین التی أُبدلت منها الضمة؟ و هذا كله تعلیل ابن جنی. و تقول: عاقَنی عن الوجه الذی أَردتُ عائِقٌ و عاقَتْنی العَوائِقُ، الواحدة عائقةٌ، قال: و یجوز عاقَنی و عَقانِی بمعنی واحد. و التَّعْویقُ: تَرْبیث الناس عن الخیر. و عَوَّقَه و تَعَوَّقه؛ الأَخیرة عن ابن جنی، و اعْتاقَه، كله: صرفه و حبسه. و رجل عُوَقَة و عُوَق و عَوِق «2». أَی ذو تَعْوِیقٍ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، قال أَی ذو تَعْویقٍ للناس عن الخیر و تربیث لأَصحابه لأَن علل الأُمور تحبسه عن حاجته؛ أَنشد ابن بری للأَخطل: مُوطَّأُ البیتِ مَحْمودٌ شَمائلُه، عند الحَمَالةِ، لا كَزٌّ و لا عُوَقُ كذلك عَیّق، و قیل: عیِّق إتباع لضَیّق. یقال: عَوِقٌ لَوِقٌ و ضَیّق لَیّق عَیّق. و رجل عُوَّق: تَعْتاقُه الأُمور عن حاجته؛ قال الهذلی: فِدًی لِبَنی لِحْیان أُمی فإِنهم أَطاعوا رئیساً منهمُ غیر عُوَّقِ و العَوْق: الرجل الذی لا خیر عنده؛ قال رؤبة:
(2). قوله [و عوق] هكذا بالأَصل مضبوطاً ككتف، و فی شرح القاموس: عوق كعنب عن ابن الأَعرابی، و ضبطه بعض ككتف
لسان العرب، ج‌10، ص: 280
فَداك منهم كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ و العَوْق: الأَمر الشاغل. و عَوائِقُ الدهر: الشواغل من أَحداثه. و التَّعَوُّق: التَّثَبُّط. و التَّعْوِیقُ: التَّثْبیط. و فی التنزیل: قَدْ یَعْلَمُ اللّٰهُ الْمُعَوِّقِینَ مِنْكُمْ؛ المُعَوِّقون: قوم من المنافقین كانوا یُثَبِّطون أَنصار النبی، صلی الله علیه و سلم، و ذلك أَنهم قالوا لهم: ما محمدٌ و أَصحابه إِلَّا أُكْلَةُ رأْسٍ، و لو كانوا لَحْماً لالتقمهم أَبو سفیان و حِزْبُه، فخلُّوهم و تعالوا إِلینا فهذا تَعْویقُهم إِیاهم عن نُصْرة النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو تَفْعِیل من عَاقَ یَعُوق؛ و أَما قول الشاعر: فلو أَنِّی رَمَیْتُكَ من قریبٍ، لَعاقَك، عن دُعاء الذِّئبِ، عَاقِ إِنما أَراد عائق فقلب، و قیل: هو علی توهُّم عَقَوْته، و هو مذكور فی موضعه. و العَیُّوقُ: كوكب أَحمر مضی‌ء بِحِیالِ الثُّرَیّا فی ناحیة الشَّمال و یطلع قبل الجوزاء، سمی بذلك لأَنه یَعُوق الدَّبَران عن لقاء الثُّرَیّا، قال أَبو ذؤَیب: فَوَرَدْنَ، و العَیوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ، خَلْفَ النجمِ، لا یَتَتَلَّعُ قال سیبویه: لزمته اللام لأَنه عندهم الشی‌ء بعینه، و كأَنه جعل من أُمَّةٍ كل واحد منها عَیُّوقٌ، قال: فإِن قلت هل هذا البناء لكل ما عَاقَ شیئاً؟ قیل: هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النجمُ كالدَّبَران و السِّمَاكِ. و قال ابن الأَعرابی: هذا عَیُّوق طالعاً، فحذف الأَلف و اللام و هو ینویهما فلذلك یبقی علی تعریفه الذی كان علیه، و كذلك كل ما فیه الأَلف و اللام من أَسماء النجوم و الدَّراری، فلك أَن تحذفهما منه و أَنت تنویهما، فیبقی فیه تعریفه الذی كان مع الأَلف و اللام، و قیل: الدَّبَرانُ نجم یلی الثرَیّا إِذا طلع علم أَن الثُّرَیّا قد طلعت. قال الأَزهری: عَیُّوق فَیْعُول یحتمل أَن یكون بناؤه من عَوْق و من عَیْق لأَنَّ الواو و الیاء فی ذلك سواء؛ و أَنشد: و عاندَت الثُّرَیّا، بعد هَدْءٍ، مُعاندةً لها العَیُّوقُ جَارَا قال الجوهری: العَیُّوق نجم أَحمر مضی‌ء فی طرف المَجَرَّة الأَیمن یتلو الثُّرَیّا لا یتقدمه، و أَصله فَیْعُول، فلما التقی الیاء و الواو و الأُولی ساكنة صارتا یاءً مشددة. و تقول: ما عَاقتِ المرأَةُ عند زوجها و لا لاقَتْ أَی ما حَظِیَتْ عنده. قال الأَزهری: یقال ما لاقَتْ و لا عاقَتْ أَی لم تَلْصَق بقلبه، و منه یقال: لاقَتِ الدَّواةُ أَی لَصِقَتْ، و أَنا أَلَقْتُها، كأَن عَاقَتْ إِتباع للاقَتْ؛ قال ابن سیدة: و إِنما حملناه علی الواو و إِن لم نعرف أَصله لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عیناً أَكثر من انقلابها عن الیاء، و روی شمر عن الأُموی: ما فی سقائه عَیْقةٌ من الرُّبِّ؛ قال الأَزهری: كأَنه ذهب به إِلی قوله ما لاقَتْ و لا عاقَتْ، قال: و غیره یقول ما فی نِحْیه عَیقةٌ و لا عَمَقَة. و العُوَاق و العَوِیقُ: صوت قُنْبِ الفرس، و قیل: هو الصوت من كل شی‌ء، قال: هو العَوِیقُ و الوَعیقُ؛ و أَنشد: إِذا ما الرَّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ، سمعتَ لها، إِذا هَدَرَتْ، عُوَاقَا قال الأَزهری: قال اللحیانی سمعت عَاقْ عَاقْ و عاقِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 281
عاقِ و غَاقْ غَاقْ و غاقِ غاقِ لصوت الغراب، قال: و هو نُعَاقُه و نُغاقُه بمعنی واحد. و عُوق: اسم. قال الأَزهری: العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق. و عُوق: موضع بالحجاز؛ قال الشاعر: فَعُوقٌ فَرُمَاحٌ فاللِوَی من أَهله قَفْرُ قال ابن سیدة: و عُوق موضع لم یُعَیَّن. و العَوَقَةُ: حی من الیمن؛ و أَنشد: إِنِّی امْرُؤٌ حَنْظَلِیٌّ فی أَرُومَتِها، لا من عَتِیكٍ، و لا أَخوالیَ العَوَقَهْ و یَعُوقُ: اسم صنم كان لِكنانَةَ عن الزجاج، و قیل: كان لقوم نوح، علیه السلام، و قیل: كان یُعْبد علی زمن نوح، علیه السلام؛ قال الأَزهری: یقال إِنه كان رجلًا من صالحی زمانه قبل نوح، فلما مات جَزِعَ علیه قومُه فأَتاهم الشیطان فی صورة إِنسان فقال: أُمَثِّله لكم فی مِحْرابكم حتی تروه كلما صلیتم، ففعلوا ذلك فتَمادَی ذلك بهم إِلی أَن اتخذوا علی مثاله صنماً فعبدوه من دون الله تعالی، و قد ذكره الله فی كتابه العزیز، و كذلك یَغُوث؛ بالغین المعجمة و الثاء المثلثة، اسم صنم أَیضاً كان لقوم نوح، و الیاء فیهما زائدة، و الله أَعلم.

عیق؛ ج10، ص: 281

: العَیْقةُ: الفِناءُ من الأَرض، و قیل: الساحة. و العَیْقة: ساحل البحر و ناحیته، و یجمع عَیْقات؛ قال ساعدة بن جؤیة: سادٍ تَجَرَّمَ فی البَضِیعِ ثمانیاً، یُلْوِی بعَیْقاتِ البحارِ و یُجْنَبُ السّادِی: المُهْمَل، و یَلْوی بها: یذهب بها، و یُجْنَبُ: تصیبه الجَنُوب. و العَیْق: النصیب من الماء. و عِیق: من أَصوات الزجر. یقال: عَیَّق فی صوته و هو یُعَیَّق فی صوته. و العَیْقة: موضع.

فصل الغین المعجمة؛ ج10، ص: 281

غبق؛ ج10، ص: 281

: الغَبْقُ و التَّغَبُّق و الاغْتِباقُ: شرب العشیّ. و الغَبُوق: الشرب بالعشی. رجل غَبْقانُ و امرأَة غَبْقَی كلاهما علی غیر الفعل، لأَن افْتَعَل و تَفَعَّل لا یُبْنی منهما فَعْلان. و الغَبُوق: ما اغْتُبِقَ، و خصَّ بعضهم به اللبن المشروب فی ذلك الوقت، و قیل: هو ما أَمسی عند القوم من شرابهم فشربوه، و جمعه غَبَائقُ علی غیر قیاس؛ قال: ما لیَ لا أُسْقَی علی عِلَّاتِی صبائحی، غَبائِقی، قَیْلاتی؟ أَراد و غَبائقی و قَیْلاتی فحذف حرف العطف، و حذفه ضعیف فی القیاس معدوم فی الاستعمال، و وجه ضعفه أَن حرف العطف فیه ضرب من الاختصار، و ذلك أَنه قد أُقیم مقام العامل، أَ لا تری أَن قولك قام زید و عمرو أَصله قام زید و قام عمرو، فحذفت قام الثانیة و بقیت الواو كأَنها عوض منها، فإِذا ذهبتَ بحذف الواو النائبة عن الفعل، تجاوزتَ حدَّ الاختصار إِلی مذهب الانتهاك و الإِجْحاف، فلذلك رُفِضَ ذلك. و غَبَقَ الرجلَ یَغْبُقه و یَغْبِقه غَبْقاً و غَبَّقَه: سقاه غَبُوقاً فاغْتَبق هو اغْتِباقاً. و غَبَقَ الإِبلَ و الغنم: سقاها أَو حلبها بالعشیّ، و اسم ما یحلب منها الغَبُوق، و الغَبُوق: ما اغْتُبِقَ حارًّا من اللبن بالعشیّ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 282
و یقال: هذه الناقة غَبُوقی و غَبُوقتی أَی أَغتبق لبنها، و جمعها الغَبائقُ، و كذلك صَبُوحی و صَبُوحتی، و یقال: هی قَیْلَتُه و هی الناقة التی یحتلبها عند مَقِیلِه؛ و أَنشد: صَبائحی غَبائقی قَیْلاتی و الغَبُوق و الغَبُوقة: الناقة التی تحلب بعد المغرب؛ عن اللحیانی؛ و تَغَبَّقها و اغْتَبَقها: حلبها فی ذلك الوقت؛ عنه أَیضاً. و‌فی حدیث أَصحاب الغار: لا أَغْبِقُ قبلهما أَهلًا و لا مالًا‌أَی ما كنت أُقدِّم علیهما أَحداً فی شرب نصیبهما من اللبن الذی یشربانِه. و الغَبُوق: شرب آخر النهار مقابل الصَّبُوح. و‌فی الحدیث: ما لم تَصْطَبِحوا أَو تَغْتَبِقوا، و هو تَفْتَعِلوا من الغَبُوق؛ و‌حدیث المغیرة: لا تُحَرِّم الغَبْقةُ؛ هكذا جاء فی روایة و هی المرة من الغَبُوق شرب العشی، و یروی بالعین المهملة و الیاء و الفاء. و قال بعض العرب لصاحبه: إِن كنت كاذباً فشربتَ غَبُوقاً بارداً أَی لا كان لك لبن حتی تشرب الماء القَراح، فسماه غَبُوقاً علی المثل، أَو أَراد قام لك ذلك مقام الغَبُوق؛ قال أَبو سَهْم الهُذَلی: و من تَقْلِلْ حَلُوبَتُه و یَنْكُلْ عن الأَعداءِ، یَغْبُقه القَراحُ أَی یَغْبُقه الماء البارد نفسه. و لقیته ذا غَبُوقٍ و ذا صَبوحٍ أَی بالغداة و العشیّ، لا یستعملان إِلا ظَرْفاً. و الغَبَقةُ: خیط أَو عَرَقةٌ تشد فی الخشبة المعترضة علی سنام البعیر، و فی التهذیب: علی سَنام الثور إِذا كَرَب یُثْبِتُ الخشبة علی سنامه؛ و قال الأَزهری: لم أَسمع الغَبَقة بهذا المعنی لغیر ابن درید.

غبرق؛ ج10، ص: 282

: التهذیب فی الرباعی عن أَبی لیلی الأَعرابی قال: امرأَة غُبْرُقةٌ إِذا كانت واسعة العینین شدیدة سواد سوادهما. و الغُبارِقُ: الذی ذهب به الجَمالُ كلَّ مَذْهَب؛ قال: یُبْغِضُ كل غَزِلٍ غُبارِقِ

غدق؛ ج10، ص: 282

: الغَدَق: المطر الكثیر العامّ، و قد غَیْدَقَ المطرُ: كثر؛ عن أَبی العَمَیْثل الأَعرابی. و الغَدَق أَیضاً: الماء الكثیر و إِن لم یكُ مطراً. و فی التنزیل: وَ أَنْ لَوِ اسْتَقٰامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِیهِ؛ قال ثعلب: یعنی لو استقاموا علی طریقة الكفر لفتحنا علیهم باب اغْترارٍ، كقوله تعالی: لَجَعَلْنٰا لِمَنْ یَكْفُرُ بِالرَّحْمٰنِ لِبُیُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ. و الماءُ الغَدَقُ: الكثیر؛ و قال الزجاج: الغَدَقُ المصدر، و الغَدِقُ اسم الفاعل؛ یقال: غَدِقَ یَغْدَقُ غَدَقاً فهو غَدِقٌ إِذا كثر الندَی فی المكان أَو الماءُ، قال: و یقرأُ ماء غَدِقاً؛ قال اللیث: و قوله لَأَسْقَیْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً أَی لفتحنا علیهم أَبواب المعیشة لنفتنهم بالشكر و الصبر، و قال الفراء مثله یقول: لو استقاموا علی طریقة الكفر لزِدْنا فی أَموالهم فتنةً علیهم و بلیّة، و قال غیره: و أَن لو استقاموا علی طریقة الهُدَی لأَسقیناهم ماء كثیراً، و دلیل هذا قوله تعالی: وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُریٰ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنٰا عَلَیْهِمْ بَرَكٰاتٍ مِنَ السَّمٰاءِ؛ أَراد بالماء الغَدَقِ الماء الكثیر. و أَرض غَدِقةٌ: فی غایة الرِّیِّ و هی النَّدِیّة المبتلة الرُّبی الكثیرة الماء، و عُشْبُها غَدِقٌ و غَدَقُهُ بلَلُه و رِیُّه، و كذلك عشب غَدِقٌ بیِّن الغَدَق: مبتلٌّ رَیّان؛ رواه أَبو حنیفة و عزاه إِلی النضر. و غَدِقَتِ الأَرض غَدَقاً و أَغْدقَتْ: أَخصبت. و غَدِقَتِ العین غَدَقاً، فهی غَدِقة، و اغْدَوْدَقَتْ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 283
غَزُرَتْ و عذُبت. و ماءٌ مُغْدَوْدِقٌ و غَیْداقٌ: غزیر. و مطر مُغْدَوْدقٌ: كثیر. و غَدِقَتْ عین الماء، بالكسر، أَی غَزُرت. و عام غَیْداقٌ: مُخْصب، و كذلك السنة بغیر هاء. أَبو عمرو: غیث غَیْداق كثیر الماء، و عیش غَیْدَق و غَیْداقٌ واسع مخصب، و قیل: الغَیْداقُ اسم؛ و هم فی غَدَقٍ من العیش و غَیْداقٍ. و غَیْدَقَ الرجلُ: كثر لُعابه علی التشبیه. و‌فی حدیث الاستسقاء: اسقنا غَیْثاً غَدَقاً مُغْدِقاً؛ الغَدَق، بفتح الدال: المطر الكبار القَطْرِ، و المُغْدِقُ مُفْعل منه أَكَّده به؛ و أَغْدَقَ المطرُ یُغْدِق إِغْداقاً، فهو مُغْدِق. و‌فی الحدیث: إِذا نشأَت السحابة من قِبَل العین فتلك عینٌ غُدَیْقةٌ، و فی روایة: إِذا نشأَت بحریةً فتشاءمت فتلك عینٌ غُدَیْقةٌ أَی كثیرة الماء؛ هكذا جاءت مصغرةً و هو من تصغیر التعظیم. و شابٌّ غَیْدَقٌ و غَیْداقٌ أَی ناعم. و الغَیْداقُ: الكریم الجواد الواسع الخلق الكثیر العطیة، و قیل: هو الكثیر الواسع من كل شی‌ء، و إِنه لغَیْداق الجری و العَدْوِ؛ قال تأَبَّط شرًّا: حتی نجَوْتُ، و لمّا یَنزِعُوا سَلَبی، بوالهٍ من قَنِیصِ الشَّدِّ غَیْداقِ و شدّ غَیْداق: و هو الحُضْر الشدید. و الغَیْداق: الطویل من الخیل؛ عن السیرافی. و الغَیْدَقُ و الغَیْداق و الغَیْدَقانُ: الرخص الناعم؛ قال الشاعر: بعد التَّصابی و الشَّبابِ الغَیْدَقِ و قال آخر: رب خلیلٍ لیَ غَیْداقٍ رَفِلْ و قال آخر: جَعْد العَناصی غَیْدَقاناً أَغْیَدَا و الغَیْدَاق من الغلمان: الذی لم یبلغ، و قیل: هو ذو الرَّخاصة و النَّعْمة. و الغَیْداقُ من الضِّباب: الرخص السمین، و قیل هو من ولد الضِّباب فوق المُطَبِّخِ، و قیل: هو دون المُطَبِّخِ و فوق الحِسْلِ، و قیل: هو الضب بین الضبین، و قیل: هو الضَّبُّ المسن العظیم. أَبو زید: یقال لولد الضَّبِّ حِسْل ثم یصیر غَیْدَاقاً ثم یصیر مُطَبِّخاً ثم یكون ضَبّاً مُدْركاً، و لم یذكر الخُضَرِمَ بعد المُطَبِّخ، و ذكره خلف الأَحمر. و الغَیادیقُ: الحیّات. و فی الحدیث ذكر بئر غَدَق، بفتحتین، بئر معروفة بالمدینة، و الله أعلم.

غرق؛ ج10، ص: 283

: الغَرَقُ: الرُّسُوب فی الماء. و یشبّه الذی ركبه الدَّیْن و غمرَتْه البَلایا، یقال: رجل غَرِق و غَریق، و قد غَرِقَ غَرَقاً و هو غارِقٌ؛ قال أَبو النجم: فأَصبحُوا فی الماء و الخَنادِقِ، من بین مَقْتول و طَافٍ غارِقِ و الجمع غَرْقی، و هو فعیل بمعنی مُفْعَل، أَغْرَقه الله إِغْراقاً، فهو غَرِیقٌ، و كذلك مریض أَمْرضه الله فهو مریض و قوم مَرْضَی، و النَّزِیفُ: السكران، و جمعه نَزْفَی، و النَّزِیفُ فَعِیل بمعنی مَفْعُول أَو مُفْعَل لأَنه یقال نَزَفَتْه الخمرُ و أَنزفَتْه، ثم یُرَدُّ مُفْعَل أَو مفعول إِلی فَعِیل فیُجْمَع فَعْلَی؛ و قیل: الغَرِقُ الراسب فی الماء، و الغَرِیقُ المیت فیه، و قد أَغْرَقَهُ غیره و غَرَّقه، فهو مُغَرَّقٌ و غَرِیق. و‌فی الحدیث الحَرَقُ و الغرق، و‌فیه: یأْتی علی الناس زمان لا ینجو فیه إِلا من دَعَا دُعاء الغَرِقِ؛ قال أَبو عدنان: الغَرِقُ، بكسر الراء، الذی قد غلبه الماء و لمَّا یَغْرَقْ، فإِذا غَرِقَ فهو الغَرِیق
لسان العرب، ج‌10، ص: 284
؛ قال الشاعر: أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلةً إِنْسانُها غَرِقٌ، هل ما أَری تاركٌ للعَینِ إِنْسانا؟ «3». یقول: هذا الذی أَری من البَیْن و البكاء غیرُ مُبْقٍ للعین إِنسانها، و معنی الحدیث كأَنه أَراد إِلَّا مَنْ أَخلص الدعاء لأَن من أَشفی علی الهلاك أَخلص فی دعائه طلبَ النجاةِ؛ و منه‌الحدیث: اللهم إِنی أَعوذ بك من الغَرَق و الحَرَق؛ الغَرَقُ، بفتح الراء: المصدر. و‌فی حدیث وحشیّ: أَنه مات غَرِقاً فی الخمر‌أَی متناهیاً فی شربها و الإِكثار منه، مستعار من الغَرَقِ. و‌فی حدیث علی و ذكر مسجد الكوفة فی زاویته: فٰارَ التَّنُّورُ* و فیه هلك یَغُوثُ و یَعُوقُ و هو الغارُوق؛ هو فاعول من الغَرق لأَن الغَرَق فی زمان نوح، علیه السلام، كان منه. و‌فی حدیث أَنس: و غُرَقاً فیه دُبَّاء؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة و المعروف و مَرَقاً، و الغُرَق المَرَق. و فی التنزیل: أَ خَرَقْتَهٰا لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا. و الغرِقُ: الذی غلبه الدَّیْن. و رجل غَرِقٌ فی الدَّین و البَلْوَی و غَرِیق و قد غَرِقَ فیه، و هو مثل بذلك. و المُغْرَقُ: الذی قد أَغرقه قوم فطردوه و هو هارب عَجْلان. و التَّغْریق: القتل. و الغَرَق فی الأَصل: دخول الماء فی سَمَّیِ الأَنف حتی تمتلئ مَنافذُه فیَهلك، و الشَّرَق فی الفم حتی یُغَص به لكثرته. یقال: غَرِقَ فی الماء و شَرِقَ إِذا غمره الماء فملأَ مَنافذَه حتی یموت، و من هذا یقال غَرَّقَتِ القابلة الولد، و ذلك إِذا لم تَرْفُقْ بالولد حتی تدخل السّابِیاءُ أَنفه فتقتله، و غَرَّقَتِ القابلة المولود فِغَرِقَ: خَرُقت به فانْفَتَقَتِ السابیاءُ فانسد أَنفه و فمه و عیناه فمات؛ قال الأَعشی یعنی قیسَ بن مسعود الشیبانی: أَ طَوْرَیْن فی عامٍ غَزَاةً و رِحْلَةً، أَلا لَیْتَ قَیْساً غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ و یقال: إِن القابلة كانت تُغَرِّقُ المولود فی ماء السَّلَی عام القحط، ذكراً كان أَو أُنثی، حتی یموت، ثم جعل كلّ قتل تَغْریقاً؛ و منه قول ذی الرمة: إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْیَ بَكْرَةٍ بتَیْهاءَ، لم تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُها الأَرْباض: الحِبال، و البَكْرة: الناقة الفَتِیّة، و ثِنْیُها: بطنها الثانی، و إِنما لم تعطف علی ولدها لما لحقها من التعب. التهذیب: و العُشَراءُ من النُّوق إِذا شدَّ علیها الرَّحْلُ بالحبال ربما غُرِّقَ الجنین فی ماء السّابیاء فتسقطه، و أَنشد قول ذی الرمة. و أَغْرَقَ النبلَ و غَرَّقه: بلغ به غایة المدّ فی القوس. و أَغْرَقَ النازع فی القَوْس أَی استوفی مدها. و الاسْتِغْراقُ: الاستیعاب. و أَغْرَقَ فی الشی‌ء: جاوز الحد و أَصله من نزع السهم. و فی التنزیل: وَ النّٰازِعٰاتِ غَرْقاً؛ قال الفراء: ذكر أَنها الملائكة و أَن النَّزْعَ نزعُ الأَنفس من صدور الكفار، و هو قولك و النازعات إِغْراقاً كما یُغْرِقُ النازعُ فی القوس؛ قال الأَزهری: الغَرْقُ اسم أُقیم مقام المصدر الحقیقی من أَغْرَقْتُ إِغْراقاً. ابن شمیل: یقال نَزَع فی قوسه فأَغْرَقَ، قال: و الإِغْراقُ الطرح و هو أَن یباعد السهم من شدة النزع یقال إِنه لطَرُوح. أُسید الغنوی: الإِغْراق فی النَّزْع أَن ینزع حتی یُشْرِبَ بالرِّصاف و ینتهی إِلی كَبِدِ القَوْس و ربما قطع ید الرامی، قال: و شُرْبُ القوسِ الرِّصافَ أَن یأْتی
(3). هذا البیت لجریر، و روایة دیوانه: هل ما تری تارك …؛ و فی روایة أخری: هل یا تری تارك …
لسان العرب، ج‌10، ص: 285
النزع علی الرِّصاف كله إِلی الحدیدة؛ یضرب مثلًا للغُلُوِّ و الإِفراط. و اغْتَرَقَ الفرسُ الخیل: خالطها ثم سبقها، و‌فی حدیث ابن الأَكوع: و أَنا علی رِجْلی فأَغْتَرِقُها.یقال: اغترق الفرس الخیل إِذا خالطها ثم سبقها، و یروی بالعین المهملة، و هو مذكور فی موضعه. و اغْتِراقُ النَّفَس: استیعابه فی الزَّفِیر؛ قال اللیث: و الفرس إِذا خالط الخیل ثم سبقها یقال اغْتَرَقها؛ و أَنشد للبید: یُغْرِقُ الثَّعلبَ، فی شِرَّتِهِ، صائب الخَدْبة فی غیر فَشَلْ قال أَبو منصور: لا أَدری بِمَ جَعَل قوله: یُغْرِقُ الثعلبَ فی شِرَّتِه حجة لقوله اغْتَرقَ الخیلَ إِذا سبقها، و معنی الإِغْراقِ غیر معنی الاغْتِرَاقِ، و الاغْتِراقُ مثل الاسْتِغْراقِ. قال أَبو عبیدة: یقال للفرس إِذا سبق الخیلَ قد اغْتَرَقَ حَلْبة الخیل المتقدمة؛ و قیل فی قول لبید: یُغْرِقُ الثعلبَ فی شِرَّتِه قولان: أَحدهما أَنه یعنی الفرس یسبق الثعلب بحُضْرِه فی شِرَّتِه أَی نشاطه فیُخَلِّفه، و الثانی أَن الثعلب هاهنا ثعلب الرمح فی السِّنان، فأَراد أَنه یَطْعُن به حتی یغیبه فی المطعون لشدة حُضْره. و یقال: فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَی تَشْغَلُهم بالنظر إِلیها عن النظر إِلی غیرها بحسنها؛ و منه قول قیس بن الخَطِیم: تَغْترقُ الطَّرْفَ، و هی لاهیةٌ، كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ قوله تغْتَرق الطَّرْف یعنی امرأَة تَغْتَرِقُ و تَسْتَغْرِقُ واحد أَی تستغرِق عُیون الناس بالنظَر إِلیها، و هی لاهِیة أَی غافلة، كأَنما شَفَّ وجهها نُزْفٌ: معناه أَنها رَقِیقة المَحاسن و كأَن دمها و دم وجهِها نُزِفَ، و المرأَة أَحسن ما تكون غِبَّ نفاسها لأَنه ذهب تهیُّج الدم فصارت رقیقة المَحاسن، و الطَّرْف هاهنا: النظر لا العین؛ و یقال: طَرَف یَطْرف طَرْفاً إِذا نظر، أَراد أَنها تستمیل نظَر النُّظَّار إِلیها بحسنها و هی غیر مُحتَفِلة و لا عامدة لذلك، و لكنها لاهیة، و إِنما یفعل ذلك حسنُها. و یقال للبعیر إِذا أَجْفَرَ جَنْباه و ضخُم بطنه فاستوعب الحِزام حتی ضاق عنها: قد اغْتَرَقَ التَّصْدیر و البِطَان و استغرقه. و المُغْرِق من الإِبل: التی تُلْقی ولدَها لتمامٍ أَو لغیره فلا تُظْأَرُ و لا تُحْلَب و لیست مَرِیّة و لا خَلِفة. و اغْرَوْرَقَت عیناه بالدُّموع: امتلأَتا، زاد التهذیب: و لم تَفِیضا، و قال: كذلك قال ابن السكیت. و‌فی الحدیث: فلما رآهم رسول الله، صلی الله علیه و سلم، احمرَّ وجهه و اغْرَوْرَقَت عیناه‌أَی غَرِقتا بالدموع، و هو افْعَوْعَلَت من الغَرَق. و الغُرْقة، بالضم: القلیل من اللبن قدْر القدح، و قیل: هی الشَّرْبة من اللبن، و الجمع غُرَق؛ قال الشماخ یصف الإِبل: تُضْحِ، و قد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها غُرَقاً، من ناصِع اللَّوْنِ، حُلْو الطَّعْم مَجْهود و رواه ابن القطاع: حُلْو غیر مجهود، و الروایتان تصحان، و المجهود: المشتهی من الطعام، و المَجْهود من اللبن: الذی أُخرجَ زُبده، و الروایة الصحیحة: تُصْبِحْ و قد ضَمِنَتْ؛ و قبله:
لسان العرب، ج‌10، ص: 286
إِنْ تُمْسِ فی عُرْفُط صُلْعٍ جَماجِمهُ، من الأَسَالِقِ عارِی الشَّوْكِ مَجْرُودِ و یروی … مَخْضُودِ، و الأَسالِقُ: العُرْفط الذی ذهب ورقه، و الصُّلْع: التی أُكل رؤُوسها؛ یقول: هی علی قلة رَعْیها و خُبْثِه غَزیرة اللبن. أَبو عبید: الغُرْقة مثل الشَّرْبة من اللبن و غیره من الأَشربة؛ و منه‌الحدیث: فتكون أُصولُ السِّلْق غُرَقَه، و فی أُخری: فصارَتْ عَرْقَه، و قد رواه بعضهم بالفاء، أَی مما یُغْرَف. و‌فی حدیث ابن عباس: فعمل بالمعاصی حتی أَغْرَقَ أَعماله‌أَی أَضاع أَعمالَه الصالحة بما ارتكب من المعاصی. و‌فی حدیث علیّ: لقد أَغْرَقَ فی النَّزْع‌أَی بالغ فی الأَمر و انتهی فیه، و أَصله من نَزْعِ القوس و مَدِّها، ثم استعیر لِمَن بالغ فی كل شی‌ء. و أَغْرَقَه الناس: كثروا علیه فغلَبوه، و أَغْرَقَته السِّباع كذلك؛ عن ابن الأَعرابی. و الغِرْیاق: طائر. و الغِرْقئُ: القشرة المُلْتزقة ببیاض البیض. النضر: الغِرْقئُ البیاض الذی یؤكل. أَبو زید: الغِرْقئُ القشرة القِیقیّةُ. و غرْقأَتِ البَیضة: خرجت و علیها قشرة رقیقة، و غَرْقأَت الدُّجاجة: فعلت ذلك. و غَرْقَأَ البیضة: أَزال غِرْقِئَها؛ قال ابن جنی: ذهب أَبو إِسحق إِلی أَن همزة الغِرْقئ زائدة و لم یعلل ذلك باشتقاق و لا غیره، قال: و لسْت أَری للقضاء بزیادة هذه الهمزة وجهاً من طریق القیاس، و ذلك أَنها لیس بأُولی فنقضی بزیادتها و لا نَجِد فیها معنی غَرِق، اللهم إِلا أَن یقول إِنَّ الغِرْقئ یحتوی علی جمیع ما یُخفِیه من البَیْضة و یَغْترقُه، قال: و هذا عندی فیه بعد، و لو جاز اعتقاد مثله علی ضَعْفه لجاز لك أَن تعتقد فی همزة كِرْفِئَة أَنها زائدة، و تذهب إِلی أَنها فی معنی كَرَف الحمار إِذا رفع رأْسه لشَمِّ البَوْل، و ذلك لأَن السَّحاب أَبداً كما تراه مرتفع، و هذا مذهب ضعیف؛ قال أَبو منصور: و اتفقوا علی همزة الغِرْقئ و أَن همزته لیست بأَصلیة. و لجامٌ مُغَرَّق بالفضة أَی مُحَلًّی، و قیل: هو إِذا عَمَّتْه الحلیة، و قد غُرِّق.

غردق؛ ج10، ص: 286

: التهذیب: اللیث الغَرْدَقَة إِلْباسُ اللیل یُلْبِس كل شی‌ء. و یقال: غَرْدَقَت المرأَةُ سترها إِذا أَرسلته. و الغَردقةُ: ضرب من الشجر. أَبو عمرو: الغَرْدَقة إِلْباس الغُبار الناس؛ و أَنشد: إِنا إِذا قَسْطَلُ یوم غَرْدَقا

غرنق؛ ج10، ص: 286

: الغُرْنُوق: الناعِم المُنتشِر من النَّبات. أَبو حنیفة: الغُرْنُوق نَبْت ینبُت فی أُصول العَوْسَجِ و هو الغُرَانِق أَیضاً؛ قال ابن میّادة: و لا زال یُسْقَی سِدْرُه و غُرانِقُه و الغُرْنُوقُ و الغِرْنَوقُ و الغِرْنَیْقُ و الغِرْنِیقُ و الغِرْناق و الغُمرَانِق و الغَرَوْنَق، كله: الأَبیض الشاب الناعم الجمیل؛ قال: إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَیّالْ، ذُو دَأْیَتَیْنِ یَنْفَحان السِّرْبالْ استعار الدَّأْیَتَینِ للرجل، و إِنما هما للناقة و الجَمل. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: فكأَنی أَنظر إِلی غُرْنُوقٍ من قریش یَتَشَحَّط فی دَمِه‌أَی شابّ ناعم. و شباب غُرانِق: تامّ، و شاب غُرَانِق؛ قال: أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَی منك ضِلَّةٌ، و قد فاتَ رَیْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق
لسان العرب، ج‌10، ص: 287
و أَورده الأَزهری: أَلا إنَّ تَطْلابی لِمِثْلِك زَلَّةٌ و امرأَة غُرانِقة و غُرانِق: شابَّة ممتلئة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قلتُ لسَعْدٍ، و هو بالأَزارِقِ: علیكَ بالمَحْضِ و بالمَشَارِقِ، و اللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ و الغَرَانِقة: الرجال الشبَاب، و یقال للشابّ نفسه الغُرانِقُ و الغُرْنُوق. و الغُرانِقُ: الذی فی أصل العَوْسَج و هو لَیِّن النَّبات؛ حكاه أَبو حنیفة و كذلك الغَرانِیق. و الغُرْنُوق و الغُرْنَیْق، بضم الغین و فتح النون: طائر أَبیض، و قیل: هو طائر أَسود من طیر الماء طویل العُنُق؛ قال أَبو ذَؤَیب الهذلی یصف غوّاصاً: أجاز إلینا لُجَّةً بعد لُجّةٍ، أزَلَّ كغُرْنَیْق الضُّحُول عَمُوجُ أَزَلَّ: أَرْسَح، و الضُّحُول: جمع ضَحْل و هو الماء القلیل، و عَمُوج: یَتَعَمَّج و یلتوی؛ و إذا وصف بها الرجل فواحدهم غِرْنَیق و غِرْنَوْق، بكسر الغین و فتح النون فیهما. و غُرْنوق، بالضم، و غُرانِق: و هو الشابُّ الناعم، و الجمع الغَرانِق، بالفتح، و الغَرانِیق و الغَرانِقةُ. أَبو عمرو: الغُرْنُوق طیر أَبیض من طیر الماء؛ ذكره‌فی حدیث ابن عباس: إن جنازته لما أُتِیَ به الوادی أَقبل طائر أَبیض غُرْنوق كأنه قُبْطِیّة حتی دخل فی نعشه، قال: فرَمَقْتُه فلم أَرَهُ خرج حتی دفن.الأَصمعی: الغُرْنَیْق الكُرْكیّ، و قال غیره: هو طائر طویل القوائم. ابن السكیت: الغَرانِیقُ طیر مثل الكَراكی، واحدها غُرْنوق؛ و أَنشد: أَو طَعْم غادیةٍ فی جَوْف ذی حَدَبٍ، من ساكِبِ المُزْن یجْری فی الغَرانِیقِ أَراد بذی حَدَب سیلًا له عِرْق، و قوله‌من ساكب المُزْن … أی مما كان ساكباً من المزن، و قوله … یجری فی الغرانیق أی یجری مع الغرانیق فأَقام فی مقام مع. و قال غیره: واحد الغَرانِیق غُرْنَیْق و غِرْناق. و‌فی الحدیث: تلك الغَرانِیقُ العُلا؛ هی الأَصنام، و هی فی الأَصل الذكور من طیر الماء. ابن الأَنباری: الغرانیق الذكور من الطیر، واحدها غِرْنَوْق و غِرْنَیْق، سمی به لبیاضه، و قیل: هو الكُرْكیّ، و كانوا یزعمون أن الأَصنام تقرّبهم من الله عز و جل و تشفع لهم إلیه، فشبهت بالطیور التی تعلو و ترتفع فی السماء؛ قال: و یجوز أن تكون الغَرانیقُ فی الحدیث جمع الغُرانق و هو الحسن، یقال: غُرانِق و غَرانِق و غَرانِیق، قال و قد جاءت حروف لا یفرق بین واحدها و جمعها إلا بالفتح و الضم: فمنها عُذَافر و عَذافر، و عُراعر اسم الملِك و عَراعر، و قُناقِن للمهندس، جمعه قَناقن، و عُجاهن للعَرُوس و جمعه عَجاهن، و قُبَاقب للعام الثالث «4». و جمعه قَبَاقب. و قال شمر: لِمَّة غُرانقةٌ و غُرانِقیّة و هی الناعمة تُفَیِّئُها الریحُ، و قال: الغُرانق الشابّ الحسن الشعر الجمیلُ الناعمُ، و هو الغُرْنوق و الغِرْناق و الغِرْنَوْق، و جمعه غَرانِق و غَرانقة؛ و أَنشد: قِلی الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ قال ابن جنی: و ذكر سیبویه الغُرْنَیْق فی بنات الأَربعة و ذهب إلی أن النون فیه أَصل لا زائدة،
(4). قوله [للعام الثالث] أی ثالث العام الذی أنت فیه
لسان العرب، ج‌10، ص: 288
فسأَلت أَبا علی عن ذلك فقلت له: من أَین له ذلك و لا نظیر له من أُصول بنات الأَربعة یقابلها، و ما أَنكَرْتُ أَن تكون زائدة لمَّا لم نجد لها أَصلًا یقابلها كما قلنا فی خُنْثُعْبة و كَنَهْبَل و عُنْصُل و عُنْظُب و نحو ذلك، فلم یزد فی الجواب علی أن قال: إنه قد أُلحق به العُلَّیْق، و الإِلحاقُ لا یوجد إلا بالأُصول، و هذه دعوی عاریة من الدلیل، و ذلك أن العُلَّیْق وزنه فُعَّیْل و عینه مضعفة و تضعیف العین لا یوجد للإِلحاق، أ لا تری إلی قِلَّفٍ و إمَّعَة و سكِّین و كُلَّاب؟ لیس شی‌ء من ذلك بملحق لأَن الإِلحاق لا یكون من لفظ العین، و العلة فی ذلك أن أَصل تضعیف العین إنما هو للفعل نحو قَطَّع و كَسَّر، فهو فی الفعل مفید للمعنی، و كذلك هو فی كثیر من الأَسماء نحو سِكِّیر و خِمِّیر و شَرَّاب و قَطَّاع أی یكثر ذلك منه و فیه، فلما كان أَصل تضعیف العین إنما هو للفعل علی التكثیر لم یمكن أن یجعل للإِلحاق، و ذلك أن العنایة بمفید المعنی عند العرب أَقوی من العنایة بالملحق، لأَن صناعة الإِلحاق لفظیة لا معنویة، فهذا یمنع من أن یكون العُلَّیق ملحقاً بغُرْنَیْق، و إذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلًا إلی دلیل، و إلا كانت زائدة، قال: و القول فیه عندی إن هذه النون قد ثبتت فی هذه اللفظة أنَّی تصرفت ثَباتَ بقیة أُصول الكلمة، و ذلك أَنهم یقولون غُرْنَیْق و غِرْنَیْق و غُرْنوق و غُرَانق و غَرَونْق، و ثبتت أیضاً فی التكسیر فقالوا غَرانِیق و غَرانقة، فلما ثبتت النون فی هذه المواضع كلها ثَباتَ بقیة أصول الكلمة حكم بكونها أَصلًا؛ و قول جنادة بن عامر: بِذِی رُبَدٍ، تَخالُ الإِثْرَ فیه مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا أراد غَرانیق فحذف. ابن شمیل: الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة من الشعر. ابن الأَعرابی: جذب غُرْنوقه و هی ناصیته، و جذب نُغْرُوقه و هی شعر قفاه.

غسق؛ ج10، ص: 288

: غَسَقَتْ عینه تَغْسِقُ غَسْقاً و غَسَقاناً: دمعت، و قیل: انصبَّت، و قیل: أَظلمت. و الغَسَقان: الانصباب. و غَسَق اللبنُ غَسْقاً: انصب من الضَّرْع. و غَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً و غَسَقاناً: انصبَّت و أَرَشَّتْ؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: حین غَسَق اللیل علی الظِّراب‌أی انصب اللیل علی الجبال. و غَسَق الجرحُ غَسْقاً و غَسَقاناً أی سال منه ماء أَصفر؛ و أَنشد شمر فی الغاسق بمعنی السائل: أَبْكِی لفَقْدِهمُ بعَینٍ ثَرَّة، تَجْری مَساربُها بعینٍ غاسِق أی سائل و لیس من الظلمة فی شی‌ء. أَبو زید: غَسَقت العین تَغْسِق غَسْقاً، و هو هَمَلان العین بالعَمَش و الماء. و غَسَق اللیل یَغْسِق غَسْقاً و غَسَقاناً و أَغْسَقَ؛ عن ثعلب: انصبّ و أَظلم؛ و منه قول ابن الرُّقَیّات: إن هذا اللیل قد غَسَقا، و اشْتَكَیْتُ الهَمَّ و الأَرَقا قال: و منه‌حدیث عمر حین غَسق اللیل علی الظِّراب؛ و غَسَقُ اللیل: ظلمته، و قیل أَول ظلمته، و قیل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ. و أَغسَقَ المؤذِّن أی أَخَّر المغرب إلی غَسَق اللیل. و‌فی حدیث الربیع بن خثیم: أنه قال لمؤذنه یوم الغیم أَغْسِقْ أَغْسِق‌أَی أَخِّر المغرب حتی یَغْسِق اللیل، و هو إظلامه، لم نسمع ذلك فی غیر هذا الحدیث. و قال الفراء فی قوله تعالی: إِلیٰ غَسَقِ اللَّیْلِ، هو أَول ظلمته، الأَخفش: غَسَقُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 289
اللیل ظلمته. و قوله تعالی: وَ مِنْ شَرِّ غٰاسِقٍ إِذٰا وَقَبَ؛ قیل: الغاسِقُ هذا اللیل إذا دخل فی كل شی‌ء، و قیل القمر إذا دخل فی ساهورِه، و قیل إذا خَسَفَ. ابن قتیبة: الغاسِقُ القمر سمی به لأَنه یُكْسَفُ فیَغْسِقُ أی یذهب ضوءُه و یسودّ و یُظلم. غَسَقَ یَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم. قال ثعلب: و‌فی الحدیث أن عائشة، رضی الله عنها، قالت: أَخذ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بیدی لما طلع القمر و نظر إلیه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذی بالله من شره‌أی من شره إذا كُسِفَ. و‌روی عن أَبی هریرة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی قوله وَ مِنْ شَرِّ غٰاسِقٍ إِذٰا وَقَبَ، قال: الثُّرَیّا؛ و قال الزجاج: یعنی به اللیل، و قیل لِلَّیل غاسِقٌ، و الله أعلم، لأَنه أَبرد من النهار. و الغاسِق: البارد. غیره: غَسَقُ اللیل حین یُطَخْطِخُ بین العشاءین. ابن شمیل: غَسَقُ اللیل دخول أَوَّله؛ یقال: أَتیته حین غَسَق اللیل أی حین یختلط و یعتكر و یسدّ المَناظرَ، یغْسِقُ غَسْقاً. و‌فی الحدیث: فجاء رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بعد ما أَغْسَقَ‌أی دخل فی الغَسَق و هی ظلمة اللیل. و‌فی حدیث أبی بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَیْرة و هما فی الغار أَن یُرَوِّح علیهما غنمه مُغْسِقاً.و‌فی حدیث عمر: لا تفطروا حتی یَغْسِق اللیل علی الظِّراب‌أی حتی یغشی اللیل بظلمته الجبال الصغار. و الغاسِقُ: اللیل؛ إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ. و‌روی عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول اللیل.و الغَسَّاقُ: كالغاسِقِ و كلاهما صفة غالبة؛ و قول أبی صخر الهذلی: هِجانٌ فَلا فی الكَوْنِ شَامٌ یَشِینُهُ، و لا مَهَقٌ یَغْشی الغَسِیقاتِ مُغْرَبُ قال السكری: الغَسِیقاتُ الشدیدات الحمرة. و الغَسَّاق: ما یَغْسِقُ و یسیل من جلود أَهل النار و صدیدهم من قیح و نحوه. و فی التنزیل: هٰذٰا فَلْیَذُوقُوهُ حَمِیمٌ وَ غَسّٰاقٌ، و قد قرأَه أَبو عمرو بالتخفیف، و قرأَه الكسائی بالتشدید، ثقلها یحیی بن وَثَّاب و عامة أَصحاب عبد الله، و خففها الناس بعد، و اختار أَبو حاتم غَساق، بتخفیف السین، و قرأَ حفص و حمزة و الكسائی وَ غَسّٰاقٌ مشدَّدة، و مثله فی عَمَّ یَتَسٰاءَلُونَ، و قرأَ الباقون و غَسَاقاً، خفیفاً فی السورتین، و‌روی عن ابن عباس و ابن مسعود أَنهما قرآ غَسّٰاقٌ، و بالتشدید، و فسَّراه الزَّمْهَرِیر.و‌فی الحدیث عن أبی سعید عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لو أن دَلْواً من غَساق یُهَراقُ فی الدنیا لأَنْتَنَ أَهل الدنیا؛ الغَساق، بالتخفیف و التشدید: ما یسیل من صَدِید أَهل النار و غُسالتهم، و قیل: ما یسیل من دموعهم، و قیل: الغَسَاق و الغَسَّاق المنتن البارد الشدید البرد الذی یُحْرِقُ من برده كإحراق الحمیم، و قیل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِیمُ و الغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً و مؤخراً، و المعنی هذا حَمیم و غَسَّاق فلیذوقوه. الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام. و یقال: فی الطَّعام زَوَانٌ و زُوَانٌ و زُؤَانٌ، بالهمز، و فیه غَسَقٌ و غَفاً، مقصور، و كَعابِیر و مُرَیْراء و قَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.

غفق؛ ج10، ص: 289

: الغَفْقُ: الضرب بالسوط و العصا و الدِّرَّةِ، غَفَقَهُ یغْفِقُهُ غَفْقاً: ضربه، و الغفقة: المَرَّة منه، و قد جاء: عَفَقَهُ، بالعین المهملة؛ و‌روی عن إیاس بن سلمة عن أَبیه قال: مَرَّ بی عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، و أنا قاعد فی السوق و هو مارّ لحاجة له معه
لسان العرب، ج‌10، ص: 290
الدِّرَّةُ، فقال: هكذا یا سَلَمةُ، عن الطریق فغَفَقَنی بها غَفْقَةً فما أَصاب إلا طَرَفها ثوبی، قال فأَمَطْتُ عن الطریق فسكت عنی حتی إذا كان العامُ المُقْبل لقینی فی السوق فقال: یا سلمة أَردتَ الحجّ العام؟ فقلت: نعم، فأَخذ یدی فما فارق یَدُه یَدی حتی أَدخلنی بیته فأَخرج كیساً فیه ستمائة درهم فقال: یا سلمة خذها و اسْتَعِنْ بها علی حَجِّك و اعلم أنها من الغَفْقَةِ التی غَفَقْتُك بها عامَ أَوَّل قلت: یا أَمیر المؤمنین، و الله ما ذَكَرْتُها حتی ذَكَّرْتنیها، فقال عمر: أنا و الله ما نسیتُها‌قال الأَصمعی: غَفَقْتُه بالسوط أَغْفِقُه و مَتَنْتُه بالسوط أَمْتُنه و هو أَشد من الغَفْق، و قوله أَمَطْتُ عن الطریق أی تَنَحَّیت عنه. و الغَفْقُ: الهجوم علی الشی‌ءِ و الأَوْب من الغَیْبة فجأَةً. و المَغْفِقُ: المَرْجِعُ؛ و أَنشد لرؤبة: من بُعْد مَغْزایَ و بُعد المَغْفِقِ و الغَفْقُ: كثرة الشرب، غَفَقَ یَغْفِقُ غَفْقاً. و تَغَفَّقَ الشرابَ: شربه ساعة بعد أُخری، و قیل شربه یومه أَجْمَعَ. ابن الأَعرابی: إذا تَحَسَّی ما فی إنائه فقد تَمَزَّزَه، و ساعةً بعد ساعة فقد تَفَوَّقَهُ، فإذا أَكثر الشراب فقد تَغَفَّق. و تَغَفَّقْت الشراب تَغَفُّقاً إذا شربته. و ظَلَّ یتَغَفَّقُ الشرابَ إذا شربه یومَه أَجمع، و الغَفْقُ من صِفة الوِرْدِ؛ قال رؤبة: صاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ و قیل: الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإِبلُ كل ساعة؛ قال الشاعر: ترعی الغَضا من جانِبَیْ مُشَفِّقِ غِبّاً، و من یَرْعَ الحُمُوضَ یَغْفِقِ و قال الفراء: شربت الإِبل غَفْقاً و هی تَغْفِقُ إذا شربت مرةً بعد أُخری و هو الشرب الواسع. و التَّغْفِیقُ: النوم و أنت تَسمْع حدیث القوم. و یقال: غَفَّقوا السَّلِیمَ تَغْفِیقاً إذا عالجوه و سَهَّدُوه؛ و قال ملیح: و داوِیَّة مَلْساء تُمْسی سباعُها، بها، مثلَ عُوَّادِ السَّلِیم المُغَفَّقِ و جملة التَّغْفِیق نومٌ فی أَرَق. أبو عمرو: الغَیْفَقَةُ الإِهراقُ، و كذلك الدَّغْرَقة. أَبو عمرو: غَفَقَ و عَفَقَ إذا خرجت منه ریح. و المُنْغَفَقُ: المُنْصَرَفُ، و قال الأَصعمی: المُنْعَطَفُ؛ و أنشد لرؤبة: حتی تَرَدَّی أَربعٌ، فی المُنْغَفَقْ، بأَربعٍ یَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَقْ و غافِق: قبیلة.

غفلق؛ ج10، ص: 290

: امرأَة غَفَلَّقَةٌ: عظیمة الرَّكَب؛ عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: إنما هی عَفَلَّقَة، بالعین المهملة، و قد تقدم ذكرها.

غقق؛ ج10، ص: 290

: غَقَّ القارُ و ما أَشبهه و غَقَّتِ القِدْرُ تَغِقُّ غَقّاً و غَقِیقاً: غلت فسمعت صوتها. و غَقِیقُ القدر: صوت غَلَیانها، سمی غَقِیقاً، و غِقْ غِقْ: لحكایة صوت الغَلَیان، و كذلك غَقْغَقَة صوت الصَّقْر حكایة؛ و من هذا قیل للمرأة الواسعة المتاع التی یسمع لها صوت عند الخِلاط: غَقَّاقَة و غَقُوق و خَقَّاقَة و خَقُوق، و امرأَة غَقَّاقة: یسمع لحَیائها صوت عند الجماع، و غَقَّ بطنُه یغِقُّ غَقّاً و غَقِیقاً كذلك. و‌فی حدیث سلیمان: إن الشمس لتَقْرُبُ یوم القیامة من رؤوس الناس حتی إِن بطونهم تَغِقّ غَقّاً، و فی روایة
لسان العرب، ج‌10، ص: 291
حتی إِن بطونهم لتقول غِقْ غِقْ.و غَقّ الطائر یَغِقّ غَقیقاً: صوَّت. و غَقَّ الصَّقر فی صوته: رقَّقه، و هو ضرب منه، و الصَّقر یُغَقْغِقُ فی بعض أَصواته. و غَقّ الغُداف و هو حكایة غلظ صوته، و فی التهذیب: الغَقّ حكایة صوت الغُداف إذا بَحّ صوتُه. و غَقُّ الماء و غَقِیقُه: صوته إذا خرج من ضیق إلی سعة أَو من سعة إلی ضیق. ابن الأَعرابی: الغَقَقَةُ الغَواهقُ، و هی الخطاطیف الجبلیّة.

غلق؛ ج10، ص: 291

: غَلَقَ الباب و أَغْلَقه و غَلَّقه؛ الأُولی عن ابن درید عزاها إِلی أَبی زید و هی نادرة، فهو مُغْلَق، و فی التنزیل: وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوٰابَ؛ قال سیبویه: غَلَّقَتِ الْأَبْوٰابَ للتكثیر، و قد یقال أَغْلَقت یراد بها التكثیر، قال: و هو عربیّ جید. و باب غُلُق: مُغْلَقٌ، و هو فُعُل بمعنی مَفْعول مثل قارُورَة، و باب فُتُح أَی واسع ضخم و جِذْع قُطُل، و الاسم الغَلْقُ؛ و منه قول الشاعر: و باب إِذا ما مالَ للغَلْقِ یَصْرِف و یقال: هذا من غَلَقْتُ الباب غَلْقاً، و هی لغة ردیئة متروكة؛ قال أَبو الأَسود الدؤلی: و لا أَقولُ لقِدْرِ القوم قد غَلِیَتْ، و لا أَقولُ لباب الدَّار مَغْلوقُ و قال الفرزدق: ما زِلْتُ أَفتح أَبواباً و أُغْلِقها، حتی أَتَیْتُ أَبا عَمْرو بنَ عَمَّارِ قال أَبو حاتم السجستانی: یرید أَبا عمرو بن العلاء. و غَلِقَ البابُ و انْغَلقَ و اسْتَغْلق إِذا عسر فتحه. و المِغْلاقُ: المِرْتاجُ. و الغَلَقُ: المِغْلاقُ، بالتحریك، و هو ما یُغْلَقُ به الباب و یفتح، و الجمع أَغْلاق؛ قال سیبویه: لم یجاوزوا به هذا البناء؛ و استعاره الفرزدق فقال: فبِتْنَ بجانِبَیَّ مُصَرَّعاتٍ، و بِتُّ أَفُضّ أَغْلاقَ الخِتامِ قال الفارسی: أَراد خِتام الأَغْلاقِ فقَلَب. و‌فی حدیث قتل أَبی رافع: ثم عَلَّقَ الأَغالِیقَ علی وَدٍّ؛ هی المفاتیح، واحدها إغْلِیقٌ، و الغَلاقُ و المِغْلاق و المُغْلوق: كالغَلَق. و اسْتَغْلَقَ علیه الكلام أَی ارْتُتِجَ علیه. و كلام غَلِقٌ أَی مشكل. و‌فی الحدیث: لا طلاق و لا عَتاق فی إغْلاقٍ‌أَی فی إكراه، و معنی الإِغْلاقِ الإِكراه، لأَن المُغْلَق مكرَهٌ علیه فی أَمره و مضیَّق علیه فی تصرفه كأَنه یُغْلَقُ علیه الباب و یحبس و یضیّق علیه حتی یطلِّق. و إغْلاقُ القاتل: إسلامه إِلی ولیّ المقتول فیَحْكم فی دمه ما شاء. یقال: أُغْلِق فلان بجَرِیرتِهِ؛ و قال الفرزدق: أَساری حدیدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها و الاسم منه الغَلاقُ؛ و قال عدی بن زید: و تقول العُداةُ: أَوْدَی عَدِیٌّ، و بَنُوهُ قد أَیْقَنُوا بالغَلاقِ ابن الأَعرابی: أَغْلَقَ زیدٌ عمراً علی شی‌ء یفعله إذا أَكرهه علیه. و المِغْلَقُ و المِغْلاق: السهم السابع من قِداح المَیْسِر. و المَغالِقُ: الأَزْلام، و كل سهم فی المیسِر مِغْلَق؛ قال لبید: و جَزُور أَیْسارٍ دَعَوْتُ، لحتْفِها، بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها «5». و المَغالقُ: قِداح المیْسر؛ قال الأَسود بن یَعْفُر:
(5). فی معلقة لبید: أجسامها بدل أجرامها: و فی روایة التبریزی: أعلامها أی علاماتها
لسان العرب، ج‌10، ص: 292
إذا قحطت و الزَّاجِرِین المَغالِقَا اللیث: المِغْلَقُ السهم السابع فی مُضَعَّفِ المَیْسِر، و سمی مِغْلَقاً لأَنه یَسْتَغْلِقُ ما یبقی من آخر المَیسِر، و یُجْمَع مَغالِقَ، و أنشد بیت لبید: و جَزُور أَیْسارٍ دعوت لحتفها قال أَبو منصور: غلط اللیث فی تفسیر قوله بمَغالق، و المَغالقُ من نُعُوت قِداح المَیْسر التی یكون لها الفوز، و لیست المَغالِقُ من أَسمائها، و هی التی تُغْلِقُ الخَطَر فتوجبه للقامر الفائز كما یُغْلَقُ الرهنُ لمستحقه؛ و منه قول عمرو بن قَمِیئة: بأَیدیهمُ مَقْرُومةٌ و مَغالِق، یعود بأَرْزاقِ العیالِ مَنِیحُها و رجل غَلِقٌ: سی‌ء الخلق. قال اللیث: یقال احْتَدَّ فلان فَغَلِقَ فی حِدَّتِهِ أی نشب؛ و روی أَبو العباس أَن ابن الأَعرابی أَنشده: و قد جَعَلَ الرِّكُّ الضعیفُ یُسِیلُنی إِلیك، و یُشْریك القلیلُ فتَغْلَقُ قال: الرِّكُّ المطر الضعیف؛ یقول: إذا أَتاك عنی شی‌ء قلیل غضبت و أَنا كذلك فمتی نَتَّفق؟ و منه قوله: أَنت تَئِق و أَنا مَئِق فكیف نتفق؟ قال أَبو منصور: معنی قوله یُسِیلنی إِلیك أَی یُغضبنی فیغرینی بك، و یُشْرِیكَ أَی یغضبك فتَغْلق أَی تغضب و تحتدّ علیّ. و یقال: أُغْلِقَ فلان فَغَلِقَ غَلَقاً إذا أُغضب فغضب و احتدّ. قال أبو بكر: الغَلِقُ الكثیر الغضب؛ قال عمرو بن شأْس: فأَغْلَقُ مِنْ دونِ امْرِئٍ، إن أَجَرْتُهُ، فلا تُبْتَغَی عوراتهُ غَلَقَ البَعْلِ أی أَغضب غضباً شدیداً. قال: و الغَلِقُ الضیّق الخُلُق العسر الرضا. و غَلِقَ فی حِدَّته غَلَقاً: نشب، و كذلك الغَلِقُ فی غیر الأَناسی. و الغَلَقُ فی الرهن: ضد الفك، فإِذا فَكَّ الراهنُ الرهنَ فقد أَطلقه من وِثاقه عند مُرْتَهنه. و قد أَغْلَقْتُ الرهن فَغَلِقَ أی أوجبته فوجب للمرتهن؛ و منه‌الحدیث: و رجل ارتبط فرساً لیُغالِقَ علیها‌أی لیراهن، و كأَنه كره الرِّهان فی الخیل إذ كان علی رسم الجاهلیة. قال سیبویه: و غَلِقَ الرَّهْنُ فی ید المرتهن یَغْلق غَلَقاً و غُلُوقاً، فهو غَلِقٌ، استحقه المرتهن، و ذلك إذا لم یُفْتَكّ فی الوقت المشروط. و‌فی الحدیث: لا یغْلَق الرهن بما فیه؛ قال زهیر یذكر امرأَة: و فارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فكاكَ لَهُ، یوم الوَدَاع، فأَمْسَی الرَّهْنُ قد غَلِقا یعنی أنها ارتهنت قلبه و رهنت به؛ و أَنشد شمر: هل من نَجازٍ لمَوْعودٍ بَخِلْت به؟ أو للرَّهین الذی اسْتَغْلَقْت من فادی؟ و أنشد ابن الأَعرابی لأَوس بن حجر: علی العُمْرِ، و اصطادَتْ فؤاداً كأنه أَبو غَلِقٍ، فی لیلتین، مؤجَّل و فسره فقال: أَبو غَلِقٍ أی صاحب رهن غَلِقَ، أَجله لیلتان أن یُفَكّ، و غَلِقَ أی ذهب. و یقال: غَلِقَ الرهنُّ یَغْلَقُ غُلُوقاً إذا لم یوجد له تخلص و بقی فی ید المرتهن لا یقدر راهنه علی تخلیصه، و المعنی أنه لا یستحقه المرتهن إذا لم یَسْتَفِكَّه صاحبُه. و كان هذا من فعل الجاهلیة أن الراهن إذا لم یُؤدِّ ما علیه فی الوقت المعین مَلَكَ المرتهنُ الرَّهْنَ، فأَبطله الإِسلام. و قوم مَغَالیقُ: یَغْلَقُ الرهن علی أَیدیهم. و‌قال
لسان العرب، ج‌10، ص: 293
ابن الأَعرابی فی حدیث داحسٍ و الغبراء: إن قیساً أتی حذیفة بن بدرٍ فقال له حذیفة: ما غَدَا بك؟ قال: غَدَوْتُ لأَواضِعَك الرِّهانَ؛ أراد بالمواضعة إِبطال الرِّهان أی أَضعه و تَضعه، فقال حذیفة: بل غدوتَ لتُغْلِقَهُ أی لتوجبه و تؤكده. و أَغْلَقْتُ الرهن أی أَوجبته فَغَلِقَ للمرتهن أی وجب له. و قال أبو عبید: غَلِقَ الرهنُ إذا استحقه المرتهن غَلَقاً. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: لا یغْلَقُ الرهن‌أی لا یستحقه المرتهن إذا لم یَرُدَّ الراهن ما رهنه فیه، و كان هذا من فعل الجاهلیة فأَبطله النبی، صلی الله علیه و سلم،بقوله: لا یغْلَقُ الرهنُ.أَبو عمرو: الغَلَقُ الضَّجَر. و مكان غَلِقٌ و ضَجِرٌ أی ضیق، و الضَّجْرُ الاسم، و الضَّجَرُ المصدر. و الغَلَقُ: الهلاك؛ و معنی لا یَغْلَق الرهنُ أی لا یهلك. و‌فی كتاب عمر إلی أَبی موسی: إیاك و الغَلَقَ؛ قال المبرد: الغلق ضیق الصدر و قلة الصبر. و أَغْلَقَ علیه الأَمرُ إذا لم یَنْفسح. و غَلِقَ الأَسیرُ و الجانی، فهو غَلِقٌ: لم یُفْدَ؛ قال أَبو دَهْبَلٍ: ما زِلْتَ فی الغَفْرِ للذنوب و إطْلاقٍ لِعَانٍ، بجُرْمِه، غَلِق شمر: یقال لكل شی‌ء نَشِبَ فی شی‌ء فلزمه قد غَلِقَ، غَلِقَ فی الباطل، و غَلِقَ فی البیع، و غَلَق بیعه فاسْتَغْلَقَ «1». و اسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ علیه فلم یتكلم. و قال ابن شمیل: اسْتَغْلَقَنی فلان فی بَیْعی إذا لم یجعل لی خیاراً فی ردِّه، قال: و اسْتَغْلَقتُ علی بیعته؛ و أَنشد شمر للفرزدق: و عَرَّد عن بَنِیهِ الكَسْبَ منه، و لو كانوا أُولی غَلَقٍ سِغَابا أُولی غَلَقٍ أی قد غَلِقُوا فی الفقر و الجوع. جمل غَلْق و غَلْقَةٌ إذا هزل و كبر. النوادر: شیْخٌ غَلْقٌ و جمل غَلْقٌ، و هو الكبیر الأَعْجَفُ. و غَلِقَ ظهرُ البعیر غَلَقاً، فهو غَلِقٌ: انتقض دَبَرُه تحت الأَدَاةِ و كثُر غَلَقاً لا یبرأُ. و یقال: إن بعیرك لغَلِقُ الظهر، و قد غَلِقَ ظهرُه غَلَقاً، و هو أَن تری ظهره أَجْمَعَ جُلْبَتَین آثار دبَرٍ قد برأَت فأَنت تنظر إلی صفحتیه تَبْرُقان. ابن شمیل: الغَلَقُ شرُّ دَبَر البعیر لا یقدر أن تُعادَی الأَداةُ عنه أی ترفع عنه حتی یكون مرتفعاً، و قد عادَیْت عنه الأَداةَ: و هو أن تجوب عنه القَتَب و الحِلْس. و‌فی حدیث جابر: شفاعة النبی، صلی الله علیه و سلم، لمن أَوثَقَ نفسَه و أَغْلَقَ ظهرَه.و غَلِقَ ظهرُ البعیر إذا دَبِرَ، و أَغْلَقَهُ صاحبه إذا أَثقل حمله حتی یَدْبَرَ؛ شبه الذنوب التی أَثقلت ظهر الإِنسان بذلك. و غَلِقَت النخلة غَلَقاً، فهی غَلِقةٌ: دوَّدَتْ أُصول سَعَفها و انقطع حَمْلُها. و الغِلْقةُ و الغَلْقةُ: شجرة یَعْطِنُ بها أَهلُ الطائف و قال أَبو حنیفة: الغَلْقة شجرة لا تطاق حِدَّةً یَتَوَقَّعُ جانیها علی عینیه من بخارها أو مائها، و هی التی تُمَرَّطُ بها الجلود فلا تترك علیها شعرة و لا لحمة إلَّا حلقته؛ قال المرار: جَرِبْنَ فلا یُهْنَأْنَ إلَّا بِغَلْقَةٍ عَطِینٍ، و أَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ و أورد الأَزهری هذا البیت و نسبه لمزَرّد. ابن السكیت: إهَابٌ مَغْلُوق إذا جعلت فیه الغَلْقَة
(1). قوله [و غلق بیعه فاستغلق] هكذا هو بهذا الضبط فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 294
حین یُعْطَنُ، و هی شجرة تَعْطِنُ [تَعْطُنُ بها أهل الطائف، و قال مرة: هی عشبة تجفَّف و تطحن ثم تُضْرَبُ بالماء و تنقع فیها الجلود فتمرّط، و ربما خلطت بها شجرة تسمی الشَّرْجَبان، یقال منه أَدیم مَغْلوق. و قال مرة: الغَلْقةُ، بالفتح، عن البكری و غیره، و الغِلْقَةُ، بالكسر، عن أَعرابی من ربیعة، كلاهما: شجرة تشبه العِظْلِمَ مُرَّة جدّاً و لا یأْكلها شی‌ء، و الحبشة یطبخونها ثم یطلون بمائها السلاح فلا یصیب شیئاً إلا قتله. و غَلَّاق: اسم رجل من بنی تمیم. و غَلَّاق: قبیلة أَو حیّ؛ أنشد ابن الأَعرابی: إذا تَجَلَّیْتَ غَلَّاقاً لِتَعْرِقَها، لاحَتْ من اللُّؤْمِ فی أَعْناقها الكُتبُ إنِّی و أَتْیَ ابنِ غَلَّاقٍ لِیَقْرِیَنی، كغابط الكلب یَبْغی النِّقْیَ فی الذَّنَبِ و یروی: … یبغی الطِّرْقَ …، و یروی: … یرجو الطِّرْق …

غلفق؛ ج10، ص: 294

: الغَلْفَقُ: الطُّحْلُب و هو الخضرة علی رأْس الماء، و یقال ینبت فی الماء ذو وَرَقٍ عِراضٍ؛ قال الزَّفَیان: و مَنْهَل طامٍ علیه الغَلْفَقُ یُنیرُ، أو یُسْدی به الخَدَرْنَقُ و قال آخر: یَكْشِفْنَ عنه غَلْفَقَ العِرْمَاضِ ابن شمیل: یقال لورق الكَرْم الغَلْفَقُ، و الغَلْفَقُ الخُلَّبُ ما دام علی شجرته، أَعنی بالخُلَّب ورق الكَرْم و لِیفَ النخل. و الغَلْفَقُ: القوس اللَّیِّنة جدّاً حتی یكون لینها رخاوة و لا خیر فیها، قال الراجز: تَحْمِلُ فَرْع شَوْحَطٍ لم تُمْحَقِ، لا كَزَّةِ العُودِ و لا بِغَلْفَقِ و یقال: إن اللام فی ذلك زائدة. و قوس غَلْفَق أی رخوة. و الغَلْفَقُ من النساء: الرطبةُ الهَنِ، و قیل: هی الخَرْقاءُ السیئة العمل و المنطق. و امرأَة غِلْفَاقُ المشی: سریعته. ابن الأَعرابی: یقال للمرأَة الطویلة العظیمة الجسم غِلْفاق و خِرْباقٌ و مُزَنَّرَةٌ و لُبَاخِیَّة. و دلو غَلْفَقٌ: كبیرة. و غُلافِقُ: موضع. و الغَلْفَقِیقُ: الداهیة، و قیل السریع، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. و عیش غَلْفَقٌ: رخیّ.

غمق؛ ج10، ص: 294

: غَمِقَ النباتُ یَغْمَقُ غَمَقاً، و هو نبات غَمِقٌ: فسد من كثرة الأَنداءِ علیه فوجدت لریحه خَمَّةً و فساداً. و غَمِقَت الأَرض غَمَقاً، فهی غَمِقة: أصابها ندًی و ثقل و وَخامةٌ. قال أَبو منصور: غَمَقُ البحر و مدُّه فی الصَّفَرِیَّةِ. و بلد غَمِقٌ: كثیر المیاه رطب الهواء. و‌كتب عمر بن الخطاب إلی أبی عبیدة بن الجراح، رضی الله عنهما، بالشام: إن الأُرْدُنَّ أَرض غَمِقَةٌ و إن الجابِیَة أَرض نَزِهَةٌ فاظْهَرْ بمن معك من المسلمین إلیها؛ و النَّزِهة البعیدة من الرِّیفِ، و الغَمِقةُ القریبة من المیاه و الخُضَر و النُّزوز، فإذا كانت كذلك قاربت الأَوْبِیَةَ، و الغَمَق فی ذلك فساد الریح و خُمومها من كثرة الأَندَاء فیحصل منها الوَباء. أَبو زید: غَمِقَ الزرع غَمَقاً إذا أَصابه نَدًی فلم یكد یجف. و قال الأَصمعی: الغَمَق الندی، و قیل: الغَمَق، بالتحریك، ركوب الندی الأَرض. قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد مكان غَمِقٌ قد روی حتی لا یَسُوغُ فیه الماء، و لیلة غَمِقةٌ لَثِقَة. و قال أَبو حنیفة أَیضاً: إذا زاد الندی فی الأَرض حتی لا یجد مساغاً فهی غَمِقَة، و الفعل كالفعل، قال: و لیس ذلك بمفسدها ما لم تَقِئْهُ؛ قال رؤبة:
لسان العرب، ج‌10، ص: 295
جَوارِناً یخبطن أَنداء الغَمَقْ ابن شمیل: أَرض غَمِقةٌ لا تجف بواحدة و لا یخلفها المطر. و عُشْب غَمِقٌ: كثیر الماء لا یُقْلِع عنه المطر.

غهق؛ ج10، ص: 295

: الغَیْهق: الطویل من الإِبل و غیرها. و غَیْهَقَ الظلامُ: اشتدَّ. و غَیْهَقَتْ عینُه: ضعف بصرها. و قال النضر فیما روی عنه أَبو تراب: الغَوْهَقُ الغراب؛ و أَنشد: یَتْبَعْنَ ورْقاء كلَوْنِ الغَوْهَقِ قال الأَزهری: و الثابت عندنا لابن الأَعرابی و غیره العَوْهَقُ الغراب، بالعین، و لا أُنكر أَن تكون الغین لغة، و لا أَحقه. و قال الأَزهری أَیضاً فی ترجمة عهق: أَبو عبید الغَیْهق، بالغین، النشاط و یوصف به العِظَم و التَّرارةُ؛ قال الریاشی سمعت أَبا عبیدة ینشد: كأَنّ ما بی من إِرانی أَوْلَقُ، و للشبَاب شِرَّة و غَیْهقُ و مَنْهَل طَامٍ علیه الغَلْفَقُ یُنیر، أَو یُسْدِی به الخَدَرْنَقُ قال أَبو عبیدة: الإِرَانُ النشاط، و الأَولق الجنون، و كذلك الغَیْهق و الغَلْفَق الطحلب؛ قال: فالغَیْهق، بالغین، محفوظ صحیح، قال: و أَما العَیْهقَة، بالعین، فلا أَحفظها لغیر اللیث، و لا أَدری أَ هی لغة محفوظة عند العرب أَو تصحیف، روی ابن بری عن ابن خالویه قال: غَیْهَقَ الرجلُ غَیْهقَة تبختر.

غوق؛ ج10، ص: 295

: الغَوِیق: الصوت من كل شی‌ء، و العین أَعلی، و قد تقدم. و الغَاقُ و الغَاقَة: من طیر الماء. و غاقِ: حكایة صوت الغراب، فإِن نكَّرته نَوَّنته، و هكذا ذكره الجوهری فی غیق؛ قال القلاخ بن حَزْن: مُعاوِدٌ للجُوع و الإِمْلاقِ، یَغْضَب إِن قال الغُراب: غاقِ أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِیاقِ قال ابن بری: صواب إِنشاده مُعاوداً للجوع لأَن قبله: انْفَدْ، هداكَ اللهُ، من خُناقِ، و صَعْدَةُ العاملُ للرُّسْتاقِ أَقْبَلَ من یَثْرِبَ فی الرِّفاقِ، مُعاوِداً للجوع و الإِمْلاقِ أَبْعدَكُنَّ اللهُ من نِیاقِ إِن لم تُنَجّین من الوِثاقِ بأَربع من كَذِبٍ سُماقِ و أَنشد شمر: عَنْهُ و لا قَوْل الغرابِ غَاقِ، و لا الطَّبِیبان ذوا التِّرْیاق و یقال: سمعت غاقِ غاقِ و غاقٍ غاقٍ، ثم سُمِّیَ الغراب غَاقاً فیقال: سمعت صوت الغَاقِ؛ قال ابن سیدة: و ربما سمی الغراب به لصوته؛ قال: و لو تَرَی، إِذ جُبَّتِی من طَاقِ، و لِمَّتی مثل جَناح غَاقِ أَی مثل جناح غراب. قال ابن جنی: إِذا قلتَ حكایة صوت الغراب غاقٍ غاقٍ فكأَنك قلتَ بُعْداً بُعْداً و فِراقاً فِراقاً، و إِذا قلت غاقِ غاقِ فكأَنك قلت البُعْدَ البُعْدَ، فصار التنوین عَلَمَ التنكیر و تركه عَلَمَ التعریف. و الوَغِیقُ: صوت قُنْبِ الدابة و هو وعاء جُرْدَانه؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 296
عن اللحیانی، كأَنه مقلوب عن الغَوِیقِ أَو لغة فیه.

غیق؛ ج10، ص: 296

: غَیَّقَ فی رأْیه تَغْییقاً: اختلط فلم یَثْبُتْ علی شی‌ء فهو یَموج؛ قال رؤبة: غَیَّقْنَ، بالمكْحُولةِ السَّوَاجِی، شیطانَ كلِّ مُتْرَف سَدَّاجِ قال الأَصمعی: غَیَّقْنَ مَوَّجن، و المعنی ضَلَّلْنَ. و غَیَّقَ ذلك الأَمر بصری: فتحه فجاء به و ذهب و لم یَدَعْه فیثبت. و تَغَیَّقَ بصره: اسْمَهَرَّ و أَظلم. و غَیَّقَ بصرَه: عطفه. و غَیَّقَ الشی‌ءُ بصره إِذا حَیَّره، قال العجاج: أَذِیُّ أَوْرَادٍ یُغَیِّقْن البَصَرْ المفضل: غَیَّقَ فلان ماله تَغْییقاً إِذا أَفسده. و غَیَّقَ الطائر: رفرف علی رأْسه فلم یبرح. و غَیْقة: موضع. و فی الحدیث ذكر غَیْقَة، بفتح الغین و سكون الیاء، و هو موضع بین مكة و المدینة من بلاد غِفَار، و قیل: هو ماء لبنی ثعلبة؛ و قال قیس بن ذَرِیح: فَغَیْقَةُ فالأَخْیافُ، أَخیافُ ظَبْیةٍ، بها من لُبَیْنَی مَخْرفٌ و مَرابِعُ

فصل الفاء؛ ج10، ص: 296

فأق؛ ج10، ص: 296

: الفائِقُ: عظم فی العنق. و فَئِق فَأَقاً، فهو فَئِقٌ مفئِقٌ: اشتكی فائقه. اللیث: الفَأَقُ داء یأْخذ الإِنسان فی عظم عنقه الموصول بدماغه، و اسم ذلك العظم الفَائِقُ؛ و أَنشد: أَو مُشْتَكِی فائِقَه من الفَأَقْ و یقال: فلان یشتكی عظم فائِقِه یعنی العظم الذی فی مؤخر الرأْس یغمز من داخل الحلق إِذا سقط. و الفُؤَاقُ: الریح التی تخرج من المعدة، لغة فی الفُوَاقِ، و قد فَأَقَ یَفْأَقُ فُؤَاقاً. و تَفَأَّق الشی‌ء: تفرّج؛ قال رؤبة: أَو فَكّ حِنْوَیْ قَتَبٍ تَفَأَّقا و إِكافٌ مُفَأَّق: مفرّج. ابن الأَعرابی: الفائِقُ هو الدُّرْدَاقِسُ. التهذیب: الفُؤَاقُ الوجع، مضموم مهموز لا غیر، و الفُوَاق بین الحلبتین، و هو السكون، غیر مهموز.

فتق؛ ج10، ص: 296

: الفَتْق: خلاف الرَّتْق. فَتَقَهُ یَفْتُقُه و یَفْتِقُه فَتْقاً: شقه؛ قال: تری جَوَابها بالشحم مَفْتُوقا إِنما أَراد مفتوقة فأَوقع الواحد موقع الجماعة. و فَتَّقهُ تَفْتِیقاً فانْفتَقَ و تَفَتَّق. و الفَتْقُ: الخَلَّةُ من الغیم، و الجمع فُتُوق؛ قال أَبو محمد الحذلمی: إِنَّ لها فی العامِ ذی الفُتُوقِ، و زَلَلِ النیَّةِ و التَّصْفِیقِ، رِعْیةَ ربٍّ ناصحٍ شَفِیقِ، یَظَلُّ تحت الفَنَنِ الوَرِیقِ، یَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْروقِ قوله لها یعنی للإِبل، ذو الفُتُوق: القلیل المطر، و زَلَلُ النیَّة: أَن تَزِلَّ من موضع إِلی موضع لطلب الكلإِ، و النیَّةُ: حیث یُنْوی من نواحی البلاد، و المِحْجَنُ: شی‌ء یجذب به أَغصان الشجر لتقرب من الإِبل فتأْكل منها، فإِذا سئم ربط فی أَسفل المِحْجَن عقالًا ثم جعله فی ركبته، و المَحْروق: الذی انقطعت حارقته. و أَفْتَقَ القومُ: تَفَتَّق عنهم الغیم. و أَفْتَقَ
لسان العرب، ج‌10، ص: 297
قَرْنُ الشمس: أَصاب فَتْقاً من السحاب فبدا منه؛ قال الراعی: تُرِیكَ بیاضَ لَبَّتِها و وَجْهاً، كقَرْنِ الشمس، أَفْتَقَ ثم زَالا و الفِتَاقُ: الشمس حین یُطْبقُ علیها ثم یبدو منها شی‌ء. و الفَتَقَةُ: الأَرض التی یصیب ما حولها المطر و لا یصیبها. و أَفْتَقْنا: لم تُمْطَر بلادُنا و مُطِرَ غیرُنا؛ عن ابن الأَعرابی، و حكی: خرجنا فما أَفْتَقْنا حتی وردنا الیمامة، و لم یفسره، فقد یكون من قوله أَفْتَقَ القوم إِذا تَفَتَّقَ عنهم الغیم، و قد یكون قولهم أَفْتَقْنا إِذا لم تُمْطَر بلادُنا و مُطِر غیرُها. و الفَتْقُ: الموضع الذی لم یمطر. و‌فی حدیث مسیره إِلی بدر: خرج حتی أَفْتَقَ بین الصَّدْمتین‌أَی خرج من مَضیق الوادی إِلی المُتَّسع. و أَفْتَقَ السحابُ إِذا انفرج. و أَفْتَقْنا: صادفنا فَتْقاً أَی موضعاً لم یمطر و قد مُطِرَ ما حوله؛ و أَنشد: إِنَّ لها فی العام ذی الفُتوقِ و الفَتَقُ: الصبح. و صبح فَتِیقٌ: مُشرق. التهذیب: و الفَتْق انفلاق الصبح؛ قال ذو الرمة: و قد لاحَ للسَّارِی الذی كَمَّل السُّرَی، علی أُخْرَیاتِ اللیل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ و الفَتِیقُ اللسانِ: الحُذَاقیّ الفصیح. و رجل فَتِیقُ اللسان، علی فعیل: فصیحُه حَدِیدُه. و نَصْلٌ فَتِیق: حدید الشَّفْرتین جُعِلَ له شُعْبتان كأَنَّ إِحداهما فُتِقَتْ من الأَخری؛ و أَنشد: فَتِیقَ الغِرَارَینِ حَشْراً سَنینَا و سیف فَتِیقٌ إِذا كان حادّاً؛ و منه قوله: … كنَصْل الزَّاعِبیّ فَتِیق. و فَتَقَ فلان الكلام و بَجَّه إِذا قوَّمه و نقَّحه. و امرأَة فُتُق، بضم الفاء و التاء: مُتَفَتِّقَة بالكلام. و الفَتَقُ، بالتحریك: مصدر قولك امرأَة فَتْقاء، و هی المُنْفَتِقةُ الفرج خلاف الرَّتْقاء. أَبو الهیثم: الفَتْقاءُ من النساء التی صار مَسْلَكاها واحداً و هی الأَتُومُ. ابن السكیت: امرأَة فُتُق للتی تفتق فی الأُمور؛ قال ابن أَحمر: لیْسَت بشَوْشَاةِ الحدیثِ، و لا فُتُق مُغَالبة علی الأَمْرِ و الفِتاقُ: انْفِتاقُ الغیم عن الشمس فی قوله: و فَتَاة بَیْضاء ناعمة الجِسْمِ لَعُوب، و وَجْهُها كالفِتاق و قیل: الفِتاقُ أَصل اللِّیف و الأَبیض یشبَّه به الوجه لنقائه و صفائه، و قیل: الفِتاقُ أَصل اللیف الأَبیض الذی لم یظهر. و الفَتْق: انشقاق العَصا و وقوع الحرب بین الجماعة و تصدُّع الكلمة. و‌فی الحدیث: لا تَحِلُّ المسأَلة إِلَّا فی حاجة أَو فَتْق.التهذیب: و الفَتْق شقُّ عصا المسلمین بعد اجتماع الكلمة من قِبَل حَرْب فی ثَغْرٍ أَو غیر ذلك؛ و أَنشد: و لا أَری فَتْقَهُمْ فی الدِّینِ یَرْتَتِقُ و‌فی الحدیث: یسأَل الرجل فی الجَائِحة أَو الفَتْق‌أَی الحرب یكون بین القوم و تقع فیها الجراحات و الدماء، و أَصله الشَّقُّ و الفتح، و قد یراد بالفَتْق نقض العهد؛ و منه‌حدیث عروة بن مسعود: اذهب فقد كان فَتْقٌ بین جُرَش.و أَفْتَقَ الرجل إِذا أَلحت علیه الفُتُوق، و هی الآفات من جوع و فقر و دَیْنٍ. و الفَتْقُ: علَّة
لسان العرب، ج‌10، ص: 298
أَو نُتُوٌّ فی مراقّ البطن. التهذیب: الفَتْقُ یصیب الإِنسان فی مراقّ بطنه یَنْفَتِقُ الصِّفاق الداخل. ابن بری: و الفَتْق، هو انفتاق المثانةِ، و یقال: هو أَن یَنْفَتِقَ الصِّفاق إِلی داخل، و كان الأَزهری یقول: هو الفَتَق، بفتح التاء، و‌فی حدیث زید بن ثابت: فی الفَتَق الدیة؛ قال الهروی: هكذا أَقرأَنیه الأَزهری بفتح التاء. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان فی خاصرتیه انْفِتاق‌أَی اتساع، و هو محمود فی الرجال مذموم فی النساء. و الفَتْق: أَن تَنْشق الجلدة التی بین الخُصْیة و أَسفل البطن فتقع الأَمْعاء فی الخصیة. و الفَتَقُ: الخصب، سمِّی بذلك لانشقاق الأَرض بالنبات؛ قال رؤبة: تأْوی إِلی سَفْعاءَ كالثوب الخَلَقْ، لم تَرْجُ رِسْلًا بعد أَعوامِ الفَتَقْ أَی بعد أَعوام الخِصْب، تقول منه: فَتِقَ، بالكسر. و عام الفَتَق: عام الخصب. و قد أَفْتَقَ القوم إِفْتاقاً إِذا سمنت دوابهم فَتَفَتَّقَت. و تَفَتَّقَت خواصر الغنم من البقل إِذا اتسعت من كثرة الرعی. و بعیر فَتِیقٌ و ناقة فَتِیقٌ أَی تَفَتَّقَتْ فی الخصب، و قد فَتِقَتْ تَفْتَقُ فَتَقاً. و عام فَتِقٌ: خصیب. و انْفَتَقَت الماشیة و تَفَتَّقَتْ: سمنت. و جمل فَتِیقٌ إِذا تَفَتَّقَ سمناً. و‌فی حدیث عائشة: فمُطِروا حتی نبت العُشْب و سمنت الإِبل حتی تَفَتَّقَتْ‌أَی انتفخت خواصرها و اتسعت من كثرة ما رعت، فسمی عام الفَتَقِ أَی الخصب. الفراء: أَفْتَقَ الحیُّ إِذا أَصاب إِبلهم الفَتَقُ، و ذلك إِذا انْفَتَقَتْ خواصرها سِمَناً فتموت لذلك و ربما سلمت. و فی الحدیث ذكر فُتُق، هو بضمتین: موضع فی طریق تَبَالة، سلكه قُطْبة بن عامر لما وجهه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لیُغیر علی خَثْعَم سنة تسع. و الفَتَقُ: داءٌ یأْخذ الناقة بین ضرعها و سرتها فَتَنْفَتِقُ و ذلك من السمن. أَبو زید: انْفَتَقَت الناقة انْفِتاقاً، و هو الفَتَقُ، و هو داءٌ یأْخذها ما بین ضرعها و سرتها، فربما أَفْرَقَتْ و ربما ماتت و ذلك من السمن، و قیل: الفَتَقُ انفتاق الصِّفاق إِلی داخل فی مراقِّ البطن و فیه الدیة، و قال شریح و الشعبی: فیه ثلث الدیة، و قال مالك و سفیان: فیه الاجتهاد من الحاكم، و قال الشافعی: فیه الحُكُومة، و قیل: هو أَن ینقطع اللحم المشتمل علی الأُنْثَیَیْنِ. و فَتَق الخیاطة یَفْتِقُها. الفراء فی قوله تعالی: كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا، قال: فُتِقَتِ السماءُ بالقَطْر و الأَرض بالنبات، و قال الزجاج: المعنی أَن السموات كانت سماء واحدة مُرْتَتِقةً لیس فیها ماء فجعلها الله غیر واحدة، ففَتَقَ الله السماء فجعلها سبعاً و جعل الأَرض سبع أَرضین، قال: و یدل علی أَنه یرید بفَتْقِها كَوْنَ المطر قوله: وَ جَعَلْنٰا مِنَ الْمٰاءِ كُلَّ شَیْ‌ءٍ حَیٍّ. ابن الأَعرابی: أَفْتَق القمرُ إِذا برز بین سحابتین سوداوین، و أَفْتَقَ الرجل إِذا استاك بالفِتَاقِ، و هو عرجون الكِباسَةِ، و فَتَقَ الطّیب یَفْتُقه فَتْقاً: طیَّبه و خلطه بعود و غیره، و كذلك الدهن؛ قال الراعی: لها فَأْرةٌ ذَفْرَاءُ كل عشیّةٍ، كما فَتَقَ الكافورَ بالمِسْكِ فاتِقُه ذكر إِبلًا رعت العشب و زَهْرته و أَنها نَدِیَتْ جلودها ففاحت رائحة المسك. و الفِتاقُ: ما فُتِقَ به. و فَتْقُ المسك بغیره: استخراج رائحته بشی‌ء تدخله علیه، و قیل: الفِتَاقُ أَخلاط من أَدویة مدقوقة تُفْتَقُ أَی تخلط بدهن الزِئْبَقِ كی تفوح ریحه،
لسان العرب، ج‌10، ص: 299
و الفِتاقُ: أَن تَفْتُق المسك بالعنبر. و یقال: الفِتاقُ ضرب من الطِّیب، و یقال طیب الرائحة؛ قال الشاعر: و كأَن الأَرْیَ المَشُورَ مع الخَمْرِ بفِیها، یَشُوب ذاك فِتاقُ و قال آخر: علَّلَتْهُ الذَّكِیَّ و المِسْكَ طَوْراً، و من الْبان ما یكون فِتاقا و الفِتاق: خَمِیرة ضخمة لا یَلْبَثُ العجین إِذا جعل فیه أَن یُدْرِكَ، تقول: فَتَقْتُ العجین إِذا جعلت فیه فِتاقاً؛ قال ابن سیدة: و الفِتاقُ خمیر العجین، و الفعل كالفعل. و الفَیْتَقُ: النَجّار، و هو فَیْعَل؛ قال الأَعشی: و لا بدَّ من جَارٍ یُجِیرُ سَبِیلَها، كما سَلَك السَّكِّیَّ فی الباب فَیْتَقُ و السَّكِّیّ: المسمار. و الفَیْتَقُ: البوّاب، و قیل الحدّاد و قیل الملك؛ التهذیب: یقال للملِك فَیْتَق؛ و منه قول الشاعر: رأَیت المَنَایَا لا یُغَادِرْنَ ذا غِنًی لِمالٍ، و لا ینجو من الموت فَیْتَقُ و فِتاق: اسم موضع؛ قال الحرب بن حلزة: فمُحَیَّاة فالصِّفَاح، فأَعناق فِتَاق، فعَاذِب فالوَفَاء «2» فرِیَاض القَطَا فأَودیة الشُرْبُب، فالشُّعْبَتان فالأَبْلاء

فحق؛ ج10، ص: 299

: ابن سیدة: الفَحْقةُ راحة الكلب بلغة أَهل الیمن. و أَفْحَقَ الشی‌ءَ: ملأَه، و قیل؛ حاؤُه بدل من هاء أَفْهَقَ. الأَزهری عن الفراء قال: العرب تقول فلان یَتَفَیْحَقُ فی كلامه و یَتَفَیْهقُ إِذا توسَّع فیه. قال أَبو عمرو: انْفَحَقَ بالكلام انْفِحاقاً. و طریق مُنْفَحِقٌ: واسع؛ و أَنشد: و العِیسُ فَوْقَ لاحِبٍ مُعَبَّدِ، غُبْرِ الحَصی مُنْفَحِقٍ عَجَرَّدِ

فرق؛ ج10، ص: 299

: الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه یَفْرُقُه فَرْقاً و فَرَّقه، و قیل: فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، و فَرَّق للإِفساد تَفْریقاً، و انْفَرَقَ الشی‌ء و تَفَرَّق و افْتَرقَ. و‌فی حدیث الزكاة: لا یُفَرَّقُ بین مجتمع و لا یجمع بین مُتَفَرِّق خشیة الصدقة، و قد ذكر فی موضعه مبسوطاً، و ذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً و بالبصرة أَربعون كان علیه شاتان‌لقوله لا یُجْمَعُ بین مُتفرِّق، و لو كان له ببغداد عشرون و بالكوفة عشرون لا شی‌ء علیه، و لو كانت له إِبل متفرقة فی بلْدانٍ شَتَّی إِن جُمِعَتْ وجب فیها الزكاة، و إِن لم تجمع لم تجب فی كل بلد لا یجب علیه فیها شی‌ء. و‌فی الحدیث: البَیِّعَانِ بالخیار ما لم یَفْتَرِقَا «3»؛ اختلف الناس فی التَّفَرُّق الذی یصح و یلزم البیع بوجوبه فقیل: هو بالأَبدان، و إِلیه ذهب معظم الأَئمة و الفقهاء من الصحابة و التابعین، و به قال الشافعی و أَحمد، و قال أَبو حنیفة و مالك و غیرهما: إِذا تعاقدا صحَّ البیع و إِن لم یَفْتَرِقَا، و ظاهر الحدیث یشهد للقول الأَول، فإِن‌روایة ابن عمر فی تمامه: أَنه كان إِذا بایع رجلًا فأَراد أَن یتمّ البیعُ قام فمشی خَطَوات حتی یُفارقه، و إِذا لم یُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً فی الانعقاد لم یكن لذكره فائدة، فإِنه
(2). روی هذا البیت فی معلقة الحرث بن حلّزة علی هذه الصورة: فالمُحَیَّاةُ، فالصفاحُ، فأعْلی ذی فِتاقٍ، فعاذبٌ، فالوفاءُ (3). قوله [ما لم یفترقا] كذا فی الأصل، و عبارة النهایة: ما لم یتفرقا، و فی روایة: ما لم یفترقا
لسان العرب، ج‌10، ص: 300
یُعْلَم أَن المشتری ما لم یوجد منه قبول البیع فهو بالخیار، و كذلك البائع خیارُه ثابتٌ فی ملكه قبل عقد البیع. و التَّفَرّقُ و الافْتِراقُ سواء، و منهم من یجعل التَّفَرّق للأَبدان و الافْتِراقَ فی الكلام؛ یقال فَرَقْت بین الكلامین فافْترقَا، و فَرَّقْتُ بین الرجلین فَتَفَرّقا. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فَرِّقُوا عن المَنِیَّة و اجعلوا الرأْس رأْسین؛ یقول: إِذا اشتریتم الرقیق أَو غیره من الحیوان فلا تُغَالوا فی الثمن و اشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسین، فإِن مات الواحد بقی الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنیّة. و‌فی حدیث ابن عمر: كان یُفَرِّق بالشك و یجمع بالیقین، یعنی فی الطلاق و هو أَن یحلف الرجل علی أَمر قد اختلف الناس فیه و لا یُعْلَم مَنِ المُصیبُ منهم فكان یُفَرِّق بین الرجل و المرأَة احتیاطاً فیه و فی أَمثاله من صور الشك، فإِن تبین له بعد الشك الیقینُ جَمَعَ بینهما. و‌فی الحدیث: من فارَقَ الجماعة فَمِیتَتُه جاهلیّة؛ یعنی أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً یوافق الكتاب و السنَّة فلا یجوز لأَحد أَن یفارقهم فی ذلك العقد، فإِن خالفهم فیه استحق الوعید، و معنی‌قوله فمیتته جاهلیة‌أَی یموت علی ما مات علیه أَهل الجاهلیة من الضلال و الجهل. و قوله تعالی: وَ إِذْ فَرَقْنٰا بِكُمُ الْبَحْرَ؛ معناه شققناه. و الفِرْقُ: القِسْم، و الجمع أَفْراق. ابن جنی: و قراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشدید الراء، شاذة، من ذلك، أَی جعلناه فِرَقاً و أَقساماً؛ و أَخذتُ حقی منه بالتَّفَارِیق. و الفِرْقُ: الفِلْق من الشی‌ء إِذا انْفَلَقَ منه؛ و منه قوله تعالی: فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ. التهذیب: جاءَ تفسیر فَرَقْنٰا بِكُمُ الْبَحْرَ فی آیة أُخری و هی قوله تعالی: فَأَوْحَیْنٰا إِلیٰ مُوسیٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصٰاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ؛ أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام و صاروا فی قَرَاره. و فَرَق بین القوم یَفْرُق و یَفْرِق. و فی التنزیل: فَافْرُقْ بَیْنَنٰا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ الْفٰاسِقِینَ؛ قال اللحیانی: و روی عن عبید بن عمیر اللیثی أَنه قرأَ فافْرِقْ بیننا، بكسر الراء. و فَرَّقَ بینهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحیانی. و تَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً و تَفْرِیقاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی. الجوهری: فَرَقْتُ بین الشیئین أَفْرُق فَرْقاً و فُرْقاناً و فَرَّقْتُ الشی‌ءَ تَفْریقاً و تَفْرِقةً فانْفَرقَ و افْتَرَقَ و تَفَرَّق، قال: و فَرَقْتُ أَفْرُق بین الكلام و فَرَّقْتُ بین الأَجسام، قال: و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: البَیِّعان بالخیار ما لَم یَتَفَرقا‌بالأَبدان، لأَنه یقال فَرَّقْتُ بینهما فَتَفَرَّقا. و الفُرْقة: مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهری: الفُرْقة اسم یوضع موضع المصدر الحقیقی من الافْتِرَاقِ. و‌فی حدیث ابن مسعود: صلَّیت مع النبی، صلی الله علیه و سلم، بمنًی ركعتین و مع أَبی بكر و عمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَی ذهب كل منكم إِلی مذهب و مَالَ إِلی قول و تركتم السُّنة. و فارَقَ الشی‌ءَ مُفَارقةً و فِرَاقاً: بایَنَهُ، و الاسم الفُرْقة. و تَفَارق القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً. و فَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً و فِراقاً: بایَنَها. و الفِرْقُ و الفِرْقةُ و الفَرِیقُ: الطائفة من الشی‌ء المُتَفَرِّق. و الفِرْقةُ: طائفة من الناس، و الفَرِیقُ أَكثر منه. و‌فی الحدیث: أَفارِیق العرب، و هو جمع أَفْراقٍ، و أَفراقٌ جمع فِرْقةٍ، قال ابن بری: الفَرِیقُ من الناس و غیرهم فِرْقة منه، و الفَرِیقُ المُفارِقُ؛ قال جریر: أَ تَجْمعُ قولًا بالعِراقِ فَرِیقُهُ، و منه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِیقُ؟
لسان العرب، ج‌10، ص: 301
قال: و أَفْرَاق جمع فِرَقٍ، و فِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، و مثله فِیقَةٌ و فِیَق و أَفْواق و أَفَاویق. و الفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: و قال أَعرابی لصبیان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء. و الفَرِیقُ الطائفة من الناس و هم أَكثر من الفِرْقِ، و نیَّة فَرِیقٌ: مُفَرَّقة؛ قال: أَ حَقّاً أَن جِیرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟ فَنِیَّتُنا و نِیَّتُهُمْ فَرِیقُ قال سیبویه: قال فَرِیقٌ كما تقول للجماعة صَدِیق. و فی التنزیل: عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمٰالِ قَعِیدٌ؛ و قول الشاعر: أَشهدُ بالمَرْوَةِ یوماً و الصَّفَا، أَنَّكَ خیرٌ من تَفارِیقِ العَصَا قال ابن الأَعرابی: العصا تكسر فیتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِی تُصَرُّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بری: و الرجز لغنیة الأَعرابیة، و قیل لامرأَة قالتهما فی ولدها و كان شدید العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ و دِقَّةٍ، و كان قد واثب فَتًی فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِیَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه دیتها، فصلحت حالها فقالت البیتین تخاطبه بهما. و الفَرْقُ: تَفْرِیقُ ما بین الشیئین حین یَتَفَرَّقان. و الفَرْقُ: الفصل بین الشیئین. فَرَقَ یَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: و قوله تعالی: فَالْفٰارِقٰاتِ فَرْقاً، قال ثعلب: هی الملائكة تُزَیِّل بین الحلال و الحرام. و قوله تعالی: وَ قُرْآناً فَرَقْنٰاهُ، أَی فصلناه و أَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَیَّناه من فَرَقَ یَفْرُق، و من شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً فی أَیامٍ. التهذیب: قرئَ فَرَّقْناه و فَرَقْنٰاهُ، أَنزل الله تعالی القرآن جملةً إِلی سماءِ الدنیا ثم نزل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فی عشرین سنة، فَرَّقهُ الله فی التنزیل لیفهمه الناس. و قال اللیث: معناه أَحكمناه كقوله تعالی: فیها یُفَرَّقُ كل أَمر حكیم؛ أَی یُفَصَّل، و قرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، و المعنی أَحكمناه و فصلناه. و‌روی عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقیل، یقول لم ینزل فی یوم و لا یومین نزل مُتَفَرِّقاً، و روی عن ابن عباس أَیضاً فَرَقْنٰاهُ مخففة.و فَرَقَ الشعرَ بالمشط یَفرُقُه و یَفْرِقُه فَرْقاً و فَرَّقه: سَرَّحه. و الفَرْقُ: موضع المَفْرِق من الرأْس. و فَرْقُ الرأْس: ما بین الجبین إِلی الدائرة؛ قال أَبو ذؤیب: و مَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْیالُها فِیحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس فی ضیقه، و مَفْرِقُه و مَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه. و‌فی حدیث صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن انْفَرَقَتْ عَقِیقَتُه فَرَقَ و إِلَّا فلا یبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه‌أَی إِن صار شعره فِرْقَیْن بنفسه فی مَفْرقه تركه، و إِن لم یَنْفَرِقْ لم یَفْرِقْه؛ أَراد أَنه كان لا یَفْرُق شعره إِلَّا أَن یَنْفَرِق هو، و هكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ. و یقال للماشطة: تمشط كذا و كذا فَرْقاً أَی كذا و كذا ضرباً. و المَفْرَق و المَفْرِقُ: وسط الرأْس و هو الذی یُفْرَقُ فیه الشعر، و كذلك مَفْرَق الطریق. و فَرَقَ له عن الشی‌ء: بیَّنه له؛ عن ابن جنی. و مَفْرِقُ الطریق و مَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذی یَتَشَعَّب منه طریق آخر، و قولهم للمَفْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه علی ذلك. و فَرَقَ له الطریق أَی اتجه له طریقان.
لسان العرب، ج‌10، ص: 302
و الفَرَقُ فی النبات: أَن یَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ فی نبتها، فَرَق علی النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن «4» واصبَةً متصلة النبات و كان مُتَفَرِّقاً. و قال أَبو حنیفة: نبت فَرِقٌ صغیر لم یغطِّ الأَرض. و رجل أَفْرقُ: للذی ناصیته كأَنها مَفْروقة، بیِّن الفَرَق «5»، و كذلك اللحیة، و جمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز: یَنْفُضُ عُثْنوناً كثیرَ الأَفْرَاقْ، تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْیاقْ اللیث: الأَفْرقُ شبه الأَفْلَج إِلَّا أَن الأَفْلَج زعموا ما یفلّج، و الأَفْرَقُ خِلْقة. و الفرقاءُ من الشاءِ: البعیدة ما بین الخصیتین. ابن سیدة: الأَفْرقُ: الأَبْلَجُ، و قیل: البعید ما بین الأَلیتین. و الأَفْرَقُ المتباعد ما بین الثَّنِیَّتَیْنِ. و تَیْس أَفْرَقُ: بعید ما بین القَرْنَیْن. و بعیر أَفْرَقُ: بعید ما بین المَنْسِمَیْنِ. و دیك أَفْرَقُ: ذو عُرْفَیْنِ للذی عُرْفُه مَفْروق، و ذلك لانفراج ما بینهما. و الأَفْرَقُ من الرجال: الذی ناصیته كأَنها مفروقة، بیِّن الفَرَقِ، و كذلك اللحیة، و من الخیل الذی إِحدی ورِكَیْهِ شاخصة و الأُخری مطمئنة، و قیل: الذی نقصت إِحدی فخذیه عن الأُخری و هو یكره، و قیل: هو الناقص إِحدی الوركین؛ قال: لیسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ و أَنشده یعقوب: من القِرْقِ البطاء، و قال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذه الروایة. و فی التهذیب: الأَفْرَقُ من الدواب الذی إِحدی حَرْقَفَتَیْهِ شاخصة و الأُخری مطمئنة. و فرس أَفْرَقُ: له خصیة واحدة، و الاسم الفَرَقُ من كل ذلك، و الفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً. و المَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان یقوم كل واحد منهما بنفسه أَی یكون حرف متحرك و حرف ساكن و یتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ، و عِیلُنْ من مَفاعِیلُنْ. و الفُرْقانُ: القرآن. و كل ما فُرِقَ به بین الحق و الباطل، فهو فُرْقان، و لهذا قال الله تعالی: وَ لَقَدْ آتَیْنٰا مُوسیٰ وَ هٰارُونَ الْفُرْقٰانَ. و الفُرْق أَیضاً: الفُرْقان و نظیره الخُسْر و الخُسْران؛ و قال الراجز: و مُشْرِكیّ كافر بالفُرْقِ و‌فی حدیث فاتحة الكتاب: مَا أُنزل فی التوراة و لا الإِنجیل و لا الزَّبُور و لا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَی أَنه فارِقٌ بین الحق و الباطل و الحلال و الحرام. و یقال: فَرَقَ بین الحق و الباطل، و یقال أَیضاً: فَرَقَ بین الجماعة؛ قال عدی بن الرِّقاع: و الدَّهْرُ یَفْرُقُ بین كلِّ جماعةٍ، و یَلُفّ بین تَباعُدٍ وَ تَناءِ و‌فی الحدیث: محمدٌ فَرْقٌ بین الناس‌أَی یَفْرُقُ بین المؤمنین و الكافرین بتصدیقه و تكذیبه. و الفُرْقان: الحُجّة. و الفُرْقان: النصر. و فی التنزیل: وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلیٰ عَبْدِنٰا یَوْمَ الْفُرْقٰانِ، و هو یوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بین الحق و الباطل. التهذیب و قوله تعالی: وَ إِذْ آتَیْنٰا مُوسَی الْكِتٰابَ وَ الْفُرْقٰانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، قال: یجوز أَن یكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعینه و هو التوراة إِلا أَنه أُعِیدَ ذكره باسم غیر الأَول، و عنی به أَنه یَفْرُقُ بین الحق و الباطل، و ذكره الله تعالی لموسی فی غیر هذا الموضع فقال تعالی: وَ لَقَدْ آتَیْنٰا مُوسیٰ وَ هٰارُونَ الْفُرْقٰانَ وَ ضِیٰاءً؛
(4). الضمیر یعود إِلی الأَرض الفَرِقة. (5). بیّن الفرق أَی الرجل الأَفرق
لسان العرب، ج‌10، ص: 303
أَراد التوراة فسَمّی جلّ ثناؤه الكتاب المنزل علی محمد، صلی الله علیه و سلم، فُرْقاناً و سمی الكتاب المنزل علی موسی، صلی الله علیه و سلم، فُرْقاناً، و المعنی أَنه تعالی فَرَقَ بكل واحد منهما بین الحق و الباطل، و قال الفراء: آتینا موسی الكتاب و آتینا محمداً الفُرْقانَ، قال: و القول الذی ذكرناه قبله و احتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول. و الفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بین شیئین. و رجل فارُوقٌ: یُفَرِّقُ ما بین الحق و الباطل. و الفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، سماه الله به لتَفْریقه بین الحق و الباطل، و فی التهذیب: لأَنه ضرب بالحق علی لسانه فی حدیث ذكره، و قیل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بین الكفر و الإِیمان؛ و قال الفرزدق یمدح عمر بن عبد العزیز: أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِیرَتَهُ، فاقَ البَرِیَّةَ و أْتَمَّتْ به الأُمَمُ و قال عتبة بن شماس یمدح عمر بن عبد العزیز أَیضاً: إِن أَوْلی بالحقّ فی كلّ حَقٍّ، ثم أَحْرَی بأَن یَكُونَ حَقِیقا، مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِیزِ بنُ مَرْوانَ، و مَنْ كان جَدُّه الفارُوقا و الفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد اللیل، و قد انْفَرَقَ، و علی هذا أَضافوا فقالوا أَبْین من فَرَق الصبح، لغة فی فَلَق الصبح، و قیل: الفَرَقُ الصبح نفسه. و انْفَرَقَ الفجرُ و انْفَلَق، قال: و هو الفَرَق و الفَلَقُ للصبح؛ و أَنشد: حتی إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ، هادِیهِ فی أُخْرَیاتِ اللیلِ مُنْتَصِبُ و الفارِقُ من الإِبل: التی تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، و قیل: هی التی أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً فی الأَرض، و جمعها فُرَّق و فَوارِق، و قد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، و كذلك الأَتان؛ و أَنشد الأَصمعی لعُمارة بن طارق: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ، و مَنْجَنُون كالأَتان الفارق، من أَثْلِ ذاتِ العَرْض و المَضایقِ قال: و كذلك السحابة المنفردة لا تخلف و ربما كان قبلها رعد و برق؛ قال ذو الرمة: أَو مُزْنَة فارِق یَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ و الظلماءُ عُلْجُومُ الجوهری: و ربما شبهوا السحابة التی تنفرد من السحاب بهذه الناقة فیقال فارق. و قال ابن سیدة: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل؛ قال عبد بنی الحَسْحاسِ یصف سحاباً: له فُرَّقٌ منه یُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ، یفَقِّئْنَ بالمِیثِ الدِّماثِ السَّوابیا فجعل له سوابی كسوابی الإِبل اتساعاً فی الكلام، قال ابن بری: و یجمع أَیضاً علی فُرَّاق؛ قال الأَعشی: أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْقِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابی: الفارقُ من الإِبل التی تشتد ثم تُلْقی ولدها من شدة ما یمرّ بها من الوجع. و أَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه. و ناقة مُفْرق: فارقها ولدها، و قیل: فارقها بموت، و الجمع مَفارِیق. و ناقة مُفْرِق: تمكث سنتین أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن
لسان العرب، ج‌10، ص: 304
الأَعرابی: أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها فی المرعی و الكلإِ لم یُنْتِجوها و لم یُلْقِحوها. قال اللیث: و المطعون إِذا برأَ قیل أَفْرَق یُفْرِقُ إِفْراقاً. قال الأَزهری: و كل عَلیلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ. و أَفْرَقَ المریضُ و المحْموم: برأَ، و لا یكون إِلا من مرض یصیب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِیّ و الحَصْبة و ما أَشبههما. و قال اللحیانی: كل مُفِیقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك. قال أَعرابی لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال: الرُّحَضاءُ؛ یقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق. و‌فی الحدیث: عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحیّ‌أَی من برأَ من الطاعون. و الفِرْقُ، بالكسر: القطیع من الغنم و البقر و الظباء العظیمُ، و قیل: هو ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعی: و لكنما أَجْدَی و أَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق یُخَشِّیه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ یهجو بهذا البیت رجلًا من بنی نُمیرٍ اسمه قیس بن عاصم النُّمیری یلقب بالحَلالِ، و كان عَیَّره بإِبله فهجاه الراعی و عَیَّره أَنه صاحب غنم و مدح إِبله، یقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَی حظه بالغنم و لیس له سواها؛ أَ لا تری إِلی قوله قبل هذا البیت: و عَیَّرَنی الإِبْلَ الحَلالُ، و لم یَكُنْ لیَجْعَلَها لابن الخَبِیثَةِ خالقُه و الفَریقةُ: القطعة من الغنم. و یقال: هی الغنم الضالة؛ و هَجْهَجْ: زجر للسباع و الذِّئاب، و الناعق: الراعی. و الفَریقُ: كالفِرْقِ. و الفِرْقُ و الفَریقُ من الغنم: الضالة. و أَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها و أَضاعها. و الفَریقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شیاه فتذهب تحت اللیل عن جماعة الغنم؛ قال كثیِّر: و ذِفْری ككاهِلِ ذِیخِ الخَلِیف، أَصاب فَرِیقةَ لیلٍ فعاثَا و‌فی الحدیث: ما ذِئْبانِ عادِیانِ أَصابا فَریقة غنمٍ؛ الفَرِیقةُ: القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، و قیل: هی الغنم الضالة. و‌فی حدیث أَبی ذر: سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا و ذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم. و قال ابن بری فی بیت كثیِّر: و الخَلِیفُ الطریق بین الجبلین؛ و صواب إِنشاده بذفری لأَن قبله: تُوالی الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها، و احْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سیدة: و الفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة. و الفَرَقُ، بالتحریك: الخوف. و فَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ و حكی سیبویه فَرِقَه علی حذف من؛ قال حین مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خیراً من حُبّ أَی أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً. و فَرِقَ علیه: فزع و أَشفق؛ هذه عن اللحیانی. و رجل فَرِقٌ و فَرُق و فَرُوق و فَرُوقَةٌ و فَرُّوق و فَرُّوقةٌ و فاروق و فارُوقةٌ: فَزِعٌ شدید الفَرَق؛ الهاء فی كل ذلك لیست لتأْنیث الموصوف بما هی فیه إِنما هی إِشعار بما أُرید من تأْنیث الغایة و المبالغة. و فی المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَیْثاً و رب فَرُوقةٍ یُدْعی لیْثاً؛ و الفَرُوقة: الحُرْمة؛ و أَنشد: ما زالَ عنه حُمْقُه و مُوقُه و اللؤْمُ، حتی انْتُهكتْ فَروقُه
لسان العرب، ج‌10، ص: 305
و امرأَة فَرُوقة و لا جمع له؛ قال ابن بری: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثیر الفزع قول الشاعر: بَعَثْتَ غلاماً من قریشٍ فَرُوقَةً، و تَتْرُك ذا الرأْی الأَصیلِ المُهَلَّبا و قال مُوَیلك المَرْموم: إِنِّی حَلَلْتُ، و كنتُ جدّ فَرُوقة، بلداً یمرُّ به الشجاعُ فَیَفْزَعُ قال: و یقال للمؤنث فَرُوقٌ أَیضاً؛ شاهده قول حمید بن ثور: رَأَتْنی مُجَلِّیها فصَدَّتْ مَخافَةً، و فی الخیل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ و‌فی حدیث بدء الوحی: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحریك الخوف و الجزع. یقال: فَرِقَ یَفْرَقُ فَرَقاً، و‌فی حدیث أَبی بكر: أَ باللهِ تُفَرِّقُنی؟ أَی تخوِّفنی. و حكی اللحیانی: فَرَقْتُ الصبیّ إِذا رُعْتَه و أَفزعته؛ قال ابن سیدة: و أَراها فَرَّقت، بتشدید الراء، لأَن مثل هذا یأْتی علی فَعَّلت كثیراً كقولك فَزّعت و رَوَّعت و خوَّفت. و فارَقَنی ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَی كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحیانی حكاه عن الكسائی. و تقول: فَرِقْتُ منك و لا تقل فَرِقْتُكَ. و أَفْرَقَ الرجلُ و الطائر و السبع و الثعلب: سَلَحَ؛ أَنشد اللحیانی: أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوِالَتْ علیَّ، و حالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلنی، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِی، فأَفْرَقَ، من حِذَاری، أَو أَتاعا قال: و یروی فأَذْرَقَ، و قد تقدم. و المُفْرِقُ: الغاوِی علی التشبیه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد، و الأَول أَصح؛ قال رؤْبة: حتی انتهی شیطانُ كلّ مُفْرِق و الفَریقةُ: أَشیاء تخلط للنفساء من بُرّ و تمر و حُلْبة، و قیل: هو تمر یطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبیر: و لقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِیقَةِ صُفِّیَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بری: صوابه و لقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه یخاطب المُرِّیّ. و‌فی الحدیث: أَنه وصف لسعد فی مرضه الفَریقةَ؛ هی تمر یطبخ بحلبة و هو طعام یعمل للنفساء. و الفَرُوقة: شحم الكُلْیَتَیْنِ؛ قال الراعی: فبتْنَا، و باتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ، یُضِی‌ءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ و الكُلَی و أَنكر شمر الفَروقة بمعنی شحم الكلیتین. و أَفرقوا إِبلهم: تركوها فی المرعی فلم یُنْتِجوها و لم یُلقحوها. و الفَرْقُ: الكتَّان؛ قال: و أَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ لیس له انتِصابُ و الفَرْق و الفَرَقُ: مكیال ضخم لأَهل المدینة معروف، و قیل: هو أَربعة أَرباع، و قیل: هو ستة عشر رطلًا؛ قال خِدَاشُ بن زهیر: یأْخُذونَ الأَرْشَ فی إِخْوَتِهِم، فَرَقَ السَّمْن و شاةً فی الغَنَمْ و الجمع فُرْقان، و هذا الجمع قد یكون للساكن
لسان العرب، ج‌10، ص: 306
و المتحرك جمیعاً، مثل بَطْن و بُطْنان و حَمَل و حُمْلان؛ و أَنشد أَبو زید: تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ فی فُرْقان قال: و الصَّفُّ أَن تَحْلُبَ فی مِحْلَبَیْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بینها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یتوضأُ بالمُدِّ و یغتسل بالصاع، و‌قالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء یقال له الفَرَقُ؛ قال أَبو منصور: و المحدِّثون یقولون الفَرْق، و كلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك أَحمد بن یحیی و خالد بن یزید و هو إِناء یأْخذ ستة عشر مُدّاً و ذلك ثلاثة أَصْوُعٍ. ابن الأَثیر: الفَرَقُ، بالتحریك، مكیال یسع ستة عشر رطلًا و هی اثنا عشر مُدّاً، و ثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، و قیل: الفَرَق خمسة أَقساط و القِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة و عشرون رطلًا؛ و منه‌الحدیث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ و‌فی الحدیث الآخر: من استطاع أَن یكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فلیكن مثله؛ و منه‌الحدیث: فی كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ و أَجْبُل. و‌فی حدیث طَهْفة: بارَكَ الله لهم فی مَذْقِها و فِرْقِها، و بعضهم یقوله بفتح الفاء، و هو مكیال یكال به اللبن «6». و الفُرقان و الفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زید: و هی إِذا أَدَرَّها العَیْدان، و سطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان، تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ فی الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَیْن، و قال أَبو مالك: الصف أَن یصفَّ بین القدحین فیملأَهما. و الفُرقان: قدحان مفترقان، و قوله بمشرف شبحان أَی بعنق طویل؛ قال أَبو حاتم فی قول الراجز: ترفد بعد الصف فی الفرقان قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، و الفَرْق أَربعة أَرباع، و الصف أَن تصفَّ بین محلبین أَو ثلاثة من اللبن. ابن الأَعرابی: الفِرْق الجبل و الفِرْق الهَضْبة و الفِرْق المَوْجة. و یقال: وَقَّفْتُ فلاناً علی مَفارِقِ الحدیث أَی علی وجوهه. و قد فارَقْتُ فلاناً من حسابی علی كذا و كذا إِذا قطعتَ الأَمر بینك و بینه علی أَمر وقع علیه اتفاقكما، و كذلك صادَرْتُه علی كذا و كذا. و یقال: فَرَقَ لی هذا الأَمرُ یَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبین و وضح. و الفَرِیقُ: النخلة یكون فیها أُخری؛ هذه عن أَبی حنیفة. و الفَرُوق: موضع؛ قال عنترة: و نحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِیا و الفُرُوق: موضع فی دیار بنی سعد؛ أَنشد رجل منهم: لا بارَكَ اللهُ علی الفُرُوقِ، و لا سَقاها صائبَ البُرُوقِ و‌فی حدیث عثمان: قال لخَیْفان كیف تركتَ أَفارِیق العرب؟هو جمع أَفْراق، و أَفْراقٌ جمع فِرْق، و الفِرْق و الفَرِیقُ و الفِرْقةُ بمعنی. و فَرَقَ لی رأْیٌ أَی بدا و ظهر. و‌فی حدیث ابن عباس: فَرَقَ لی رأْیٌ‌أَی ظهر، و قال بعضهم: الروایة فُرِقَ، علی
(6). قوله [یكال به اللبن] الذی فی النهایة: البرّ
لسان العرب، ج‌10، ص: 307
ما لم یسمَّ فاعله. و مَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، و هو أَیضاً اسم. و مَفْرُوق: اسم جبل؛ قال رؤبة: و رَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامی أُرَّمُهْ و ذاتُ فِرقَیْن التی فی شعر عَبید بن الأَبرص: هَضْبة بین البصرة و الكوفة؛ و البیت الذی فی شعر عبید هو قوله: فَرَاكِسٌ فَثُعَیْلَباتٌ، فذاتُ فِرْقَیْنِ فالقَلیبُ و إِفْریقیَةُ: اسم بلاد، و هی مخففة الیاء؛ و قد جمعها الأَحوص علی أَفارِیق فقال: أَین ابنُ حَرْبٍ و رَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ؟ كانوا علینا حَدیثاً من بنی الحَكَمِ یَجْبُونَ ما الصِّینُ تَحْوِیهِ، مَقانِبُهُمْ إِلی الأَفارِیق من فُصْحٍ و من عَجَمِ و مُفَرِّقُ الغنم: هو الظَّرِبان إِذا فَسا بینها و هی مجتمعة تفرقت. و‌فی الحدیث فی صفته، علیه السلام: أَن اسمه فی الكتب السالفة فَارِق لِیطا‌أَی یَفْرُقُ بین الحق و الباطل. و‌فی الحدیث: تأتی البقرة و آل عمران كأنهما فِرْقانِ من طیر صَوافّ‌أَی قطعتان.

فرزدق؛ ج10، ص: 307

: الفَرَزْدَقُ: الرغیف، و قیل: فُتات الخبز، و قیل: قِطَع العجین. واحدته فَرَزْدَقَة، و به سمی الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجین الذی یسوِّی منه الرغیف، و اسمه هَمَّام، و أَصله بالفارسیة بَرأَزَدْه؛ قال الأُموی: یقال للعجین الذی یقطع و یعمل بالزیت مشتقّ، قال الفراء: و اسم كل قطعة منه فَرَزْدَقة، و جمعها فَرَزْدَق. و یقال للجَرْدَقِ العظیم الحروف: فَرَزْدَق. و قال الأَصمعی: الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الذی یُفَتّ من الخبز الذی تشربه النساء، قال: و إِذا جمعت قلت فَرازِق لأَن الاسم إِذا كان علی خمسة أَحرف كلها أُصول حذفت آخر حرف منه فی الجمع، و كذلك فی التصغیر، و إِنما حذفت الدال من هذا الاسم لأَنها من مخرج التاء و التاءُ من حروف الزیادات فكانت بالحذف أَولی، و القیاس فَرَازِد، و كذلك التصغیر فُرَیْزِقْ و فُرَیْزِدْ، و إِن شئت عوضتَ فی الجمع و التصغیر، فإن كان فی الاسم الذی علی خمسة أَحرف حرف واحد زائد كان بالحذف أَولی، مثال مُدَحْرِج و جَحَنْفَل قلت دُحَیْرج و جُحَیْفِل، و الجمع دَحارج و جَحافل، و إِن شئت عوضت فی الجمع و التصغیر.

فرنق؛ ج10، ص: 307

: الفُرانِقُ: معروف و هو دَخِیل. و الفُرانق: البَرِیدُ و هو الذی یُنْذِرُ قُدَّام الأَسد، فارسی معرب، و هو بَرْوانَهْ بالفارسیة «1»؛ قال إِمرؤ القیس: و إِنی أَذِینٌ، إِن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً، بِسَیْرٍ تَری منه الفُرانِقَ أَزْوَرَا و ربما سموا دلیل الجیش فُرانِقاً. قال ابن الجوالیقی فی المعرب: قال ابن درید، رحمه الله، فُرانِقُ البَرِیدِ فَرْوَانه، و هو فارسی معرب، و هو سبع یصیح بین یدی الأَسد كأَنه یُنْذِرُ الناس به، و یقال: إِنه شبیه بابن آوی یقال له فُرانِقُ الأَسد، قال أَبو حاتم: یقال إِنه الوَعْوَعُ، و منه فُرانِقُ البَرِیدِ.

فزرق؛ ج10، ص: 307

: الفَزْرَقةُ: السرعة كالزَّرْفَقةِ.
(1). قوله [و هو براونه بالفارسیة] فی الصحاح بروانك، و مثله فی القاموس و لكن نقل شارحه عن شیخه أَن الصواب ما قاله ابن الجوالیقی هو ما سینقله المؤلف
لسان العرب، ج‌10، ص: 308‌

فسق؛ ج10، ص: 308

: الفِسْق: العصیان و الترك لأَمر الله عز و جل و الخروج عن طریق الحق. فسَق یَفْسِقُ و یَفْسُقُ فِسْقاً و فُسوقاً و فَسُقَ؛ الضم عن اللحیانی، أَی فَجَر، قال: رواه عنه الأَحمر، قال: و لم یعرف الكسائی الضم، و قیل: الفُسوق الخروج عن الدین، و كذلك المیل إِلی المعصیة كما فَسَقَ إِبلیسُ عن أَمر ربه. و فَسَق عن أَمر ربه أَی جار و مال عن طاعته؛ قال الشاعر: فَواسِقاً عن أَمره جَوَائِرَا الفراء فی قوله عز و جل: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ، خرج من طاعة ربه، و العرب تقول إِذا خرجت الرُّطَبةُ من قشرها: قد فَسَقَت الرُّطَبةُ من قشرها، و كأَن الفأرة إِنما سمیت فُویْسِقةً لخروجها من جُحْرها علی الناس. و الفِسْقُ: الخروج عن الأَمر. و فَسَقَ عن أَمر ربه أَی خرج، و هو كقولهم اتّخَمَ عن الطعام أَی عن مَأْكله. الأَزهری: عن ثعلب أَنه قال: قال الأَخفش فی قوله فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ، قال: عن ردّه أَمر ربه، نحو قول العرب اتّخَمَ عن الطعام أَی عن أَكله الطعام، فلما رَدّ هذا الأَمر فَسَقَ؛ قال أَبو العباس: و لا حاجة به إِلی هذا لأَن الفُسُوقَ معناه الخروج. فَسَقَ عن أَمر ربه أَی خرج، و قال ابن الأَعرابی: لم یُسْمع قَطُّ فی كلام الجاهلیة و لا فی شعرهم فاسِقٌ، قال: و هذا عجب و هو كلام عربی؛ و حكی شمر عن قطرب: فَسَقَ فلان فی الدنیا فِسْقاً إِذا اتسع فیها و هَوَّنَ علی نفسه و اتسع بركوبه لها و لم یضیقها علیه. و فَسَقَ فلان مالهُ إِذا أَهلكه و أَنفقه. و یقال: إِنه لفِسْقٌ أَی خروج عن الحق. أَبو الهیثم: و قد یكون الفُسُوق شِرْكاً و یكون إِثماً. و الفِسْقُ فی قوله: أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَیْرِ اللّٰهِ بِهِ،روی عن مالك أَنه الذبح.و قوله تعالی: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمٰانِ، أَی بئس الاسم أَن تقول له یا یهودی و یا نصرانی بعد أَن آمن أَی لا تُعَیِّرهم بعد أَن آمنوا، و یحتمل أَن یكون كلَّ لَقب یكرهه الإِنسان، و إِنما یجب أَن یخاطب المؤمنُ أَخاه بأَحبّ الأَسماء إِلیه؛ هذا قول الزجاج. و رجل فَاسِقٌ و فِسِّیقٌ و فُسَقُ: دائم الفِسْقِ. و یقال فی النداء: یا فُسَق و یا خُبَث، و للأُنثی: یا فَسَاقِ مثل قَطامِ، یرید یا أَیها الفَاسِقُ و یا أَیها الخبیث، و هو معرفة یدل علی ذلك أَنهم یقولون یا فُسَقُ الخبیثُ فینعتونه بالأَلف و اللام. و فَسَّقَه: نسبه إِلی الفِسْقِ. و الفوَاسِقُ من النساء: الفواجرُ. و الفُوَیْسِقةُ: الفأرة. و‌فی الحدیث: أَنه سَمَّی الفأْرة فُوَیْسِقةً‌تصغیر فاسِقَةٍ لخروجها من جُحْرها علی الناس و إِفسادها. و‌فی حدیث عائشة: و سئِلَتْ عن أَكل الغُراب قالت: و من یأْكله بعد قوله فاسِق، قال الخطابی أَراد تحریم أَكلها بتَفْسِیقها. و‌فی الحدیث: خَمْس فَوَاسِق یُقْتَلْنَ فی الحِلّ و الحرم، قال: أَصل الفِسْقِ الخروج عن الاستقامة و الجور، و به سمی العاصی فاسقاً، و إِنما سمیت هذه الحیوانات فَوَاسِقَ علی الاستعارة لخبثهن، و قیل: لخروجهن عن الحرمة فی الحل و الحرم أَی لا حرمة لهن بحال.

فستق؛ ج10، ص: 308

: الفُسْتُق: معروف. قال الأَزهری: الفُسْتُقَةُ فارسیة معرّبة و هی ثمرة شجرة معروفة. قال أَبو حنیفة: لم یبلغنی أَنه ینبت بأَرض العرب؛ و قد ذكره أَبو نخیلة فقال و وصف امرأَة: دَسْتِیَّة لم تأْكل المُرقَّقَا، و لم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقَا سمع به فظنه من البقول.
لسان العرب، ج‌10، ص: 309‌

فشق؛ ج10، ص: 309

: الفَشَقُ، بالتحریك و الشین معجمة: النشاط، و قیل الفَشَقُ انتشار النفْس من الحِرْص؛ قال رؤبة یذكر القانص: فبات و الحِرْص من النَّفْسِ الفَشَقْ و یروی: و النَّفْسُ من الحِرْص الفَشَقْ و قد فَشِقَ بالكسر، فَشَقاً، فهو فَشِقٌ؛ و قیل: الفَشَقُ أَن یترك هذا و یأخذ هذا رغبة فربما فاتَاهُ جمیعاً. و الفَشَقُ: المُبَاغَتَة؛ قال: و منه قول رؤبة: فبات و النَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ و قیل: الفَشَقُ الحِرْص؛ قال اللیث: معناه أَنه یُبَاغِتُ الوِرْدَ لئلَّا یَفْطِنَ له الصیاد. و فاشَقَهُ أَی بَاغَتَه. و الفَشَقُ: تباعد ما بین القَرْنَیْن و تباعد ما بین التَّوْأَبَانیّین؛ و أَنشد: لها تَوْأَبانِیَّان لم یَتَفَلْفَلا قادِمَتا الخِلْفِ «1» أَو آخرَتاهُ. و الفَشْقَاءُ من الغنم و الظِّباء: المنتشرة القَرْنین. و ظبی أَفْشَقُ بیّن الفَشَق: بعید ما بین القرنین. و الفَشْقُ: ضرب من الأَكل فی شدة. و فَشَقَ الشی‌ء یَفْشِقُهُ فَشْقاً: كسره. و الفَشَقُ: العَدْوُ و الهرب.

فقق؛ ج10، ص: 309

: فَقَّ النخلةَ: فَرَّج سعفها لیصل إِلی طَلْعها فیُلْقِحها. و الفَقْفَقة: نُبَاح الكلب عند الفَرَق، و فی التهذیب: و الفَقْفَقَةُ حكایة عُوَاءَات الكلاب. و الانْفِقاقُ: الانْفِراج، و فی المحكم: الفَقُّ و الانْفِقاق انفراجُ عُوَاء الكلب، و الفَقْفَقةُ حكایة ذلك. و رجل فَقَاقَةٌ، بالتخفیف، و فَقْفَاقة: أَحمق مخلّط هُذَرَة، و كذلك الأُنثی، و لیست الهاء فیها لتأنیث الموصوف بما هی فیه، و إِنما هی أَمارة لما أُرید من تأنیث الغایة و المبالغة. و الفَقَقَة: الحَمْقی. الفراء: رجل فَقْفاقٌ مخلّط. و الفَقَاقَة و الفَقْفاق: الكثیر الكلام الذی لا غَناءَ عنده. و الفَقْفَقَة فی الكلام: كالفَیْهَقَة، و قیل: هو التخلیط فیه. و فَقَقْت الشی‌ء إِذا فتحته. و انْفَقّ الشی‌ء انْفِقاقاً أَی انفرج. و یقال: انْفَقَّت عَوَّة الكلب أَی انفرجت. شمر: رجل فَقَاقة أَی أَحمر. و فَقْفَقَ الرجلُ إِذا افتقر فقراً مُدْقعاً.

فلق؛ ج10، ص: 309

: الفَلْق: الشق، و الفَلْق مصدر فَلَقَه یَفْلِقُه فَلْقاً شقه، و التَّفْلیقُ مثله، و فَلَّقَهُ فانْفَلَقَ و تَفَلَّقَ، و الفِلَقُ: ما تَفَلَّق منه، واحدتها فِلْقَةٌ، و قد یقال لها فِلْقٌ، بطرح الهاء. الأَصمعی: الفُلُوق الشقوق، واحدها فَلَقٌ، محرك؛ و قال أَبو الهیثم: واحدها فَلْق، قال: و هو أَصوب من فَلَق. و فی رجله فُلُوق أَی شقوق. و الفِلْقةُ: الكِسْرةُ من الجَفْنة أَو من الخبز. و یقال: أَعطنی فِلْقةَ الجفنة و فِلقَ الجفنة و هو نصفها، و قال غیره: هو أَحد شِقَّیْها إِذا انْفَلَقَتْ. و‌فی حدیث جابر: صنعت للنبی، صلی الله علیه و سلم، مَرَقة یسمیها أَهل المدینة الفَلِیقةَ؛ قیل: هی قدر تطبخ و یثرد فیها فِلَقُ الخبز و هی كِسَرهُ، و فَلَقْت الفستقة و غیرها فانْفَلَقَت. و الفِلْق: القَضیب یُشَق باثنین فیعمل منه قوسان، فیقال لكل واحدة فِلْقٌ. و الفَلْق: الشق. یقال: مررت بحَرَّةٍ فیها فُلُوق أَی شقوق. و‌فی الحدیث:
(1). قوله [قادمتا الخلف إِلخ] هكذا فی الأَصل هنا، و عبارته كالصحاح فی مادة فلل بعد أَن ساق هذا البیت: التوأَبانیان قادمتا الضرع.
لسان العرب، ج‌10، ص: 310
یا فَالِقَ الحَبّ و النَّوَی‌أَی الذی یَشُقّ حَبة الطعام و نوی التمر للإِنبات. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و الذی فَلَقَ الحبة و برأَ النَسَمَةَ، و كثیراً ما كان یقسم بها. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: إِن البكاء فالِقٌ كبدی.و الفِلْق: القوس یشف من العودِ فِلْقة مع أُخری، فكل واحدة من القوسین فِلْقٌ. و قال أَبو حنیفة: من القِسیّ الفِلْق، و هی التی شُقَّت خشبتها شقتین أَو ثلاثاً ثم عملتْ، قال: و هی الفَلِیقُ؛ و أَنشد للكمیت: و فَلِیقاً مِلْ‌ء الشِّمالِ من الشَّوْحَطِ تعطی، و تَمْنَعُ التَّوْتِیرا و قوس فِلْقٌ: وصف بذلك؛ عن اللحیانی. و فِلْقَةُ القوس: قطعتها. و فُلاقةُ الآجُرّ: قطعتها؛ عن اللحیانی. یقال: كأَنه فُلاقة آجُرَّةٍ أَی قطعة. و فُلاق البیضة: ما تَفَلَّقَ منها. و صار البیض فُلاقاً و فِلاقاً و أَفْلاقاً أَی مُتَفَلِّقاً. و فِلاقُ اللَّبَن: أَن یخثُر و یحمُض حتی یتَفَلَّق؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و إِن أَتاها ذو فِلاقٍ و حَشَنْ، تُعارضُ الكلبَ، إِذا الكلبُ رَشَنْ و جمعه فُلُوق. و تَفَلَّق اللبن: تقطع و تشقق من شدة الحموضة؛ و سمعت بعض العرب یقول للبن إِذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع: قد تَفَلَّق و امْزَقَرَّ، و هو أَن یصیر اللبن ناحیة، و هم یَعافون شرب اللبن المُتَفَلِّق. و فَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات: شقه. و الفَلْقُ: الخلق. و فی التنزیل: إِنَّ اللّٰهَ فٰالِقُ الْحَبِّ وَ النَّویٰ. و قال بعضهم: و فالِق فی معنی خالق، و كذلك فَلَقَ الأَرضَ بالنبات و السحاب بالمطر، و إِذا تأَملت الخَلْق تبین لك أَن أَكثره عن انفِلاق، فالفَلَقُ جمیع المخلوقات، و فَلَقُ الصبح من ذلك. و انْفَلَقَ المكان به: انشق. و فَلَقَت النخلة، و هی فالِقٌ: انشقت عن الطَّلْع و الكافور، و الجمع فُلْق. و فَلَقَ الله الفجر: أَبداه و أَوضحه. و قوله تعالی: فالِقُ الأَصْباح؛ قال الزجاج: جائز أَن یكون معناه خالق الأَصْباح و جائز أَن یكون معناه شاق الأَصباح، و هو راجع إِلی معنی خالق. و الفَلَق، بالتحریك: ما انفَلَقَ من عمود الصبح، و قیل: هو الصبح بعینه، و قیل: هو الفجر، و كلٌّ راجع إِلی معنی الشق. قال الله تعالی: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ؛ قال الفراء: الفَلَق الصبح. یقال: هو أَبین من فَلَقِ الصبح و فَرَق الصبح. و قال الزجاج: الفَلَق بیان الصبح. و یقال الفَلَقُ الخَلْق كله، و الفَلَق بیان الحق بعد إِشكال. و یقال: فَلَقَ الصبحَ فالِقُه؛ قال ذو الرمة یصف الثور الوحشی: حتی إِذا ما انْجَلی عن وَجْهه فَلَقٌ، هادِیهِ فی أُخْرَیاتِ اللیل مُنْتَصبُ قال ابن بری: الروایة الصحیحة: حتی إِذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ لأَن بعده: أَغْباشَ لیلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ تَطَخْطُخُ الغیمِ، حتی ما له جُوَبُ و‌فی الحدیث: أَنه كان یری الرؤیا فتأْتی مثل فَلَقِ الصبح؛ هو بالتحریك: ضوءُه و إِنارته. و الفَلْق، بالتسكین: الشَّقّ. كلمنی فلان من فَلْق فیه و فِلْق فیه و سمعته من فَلْق فیه و فِلْق فیه؛ الأَخیرة عن اللحیانی، أَی شِقِّه، و هی قلیلة، و الفتح أَعْرَف. و ضربه علی فَلْقِ رأْسه أَی مَفْرَقه و وسطه. و الفَلَق
لسان العرب، ج‌10، ص: 311
و الفالِقُ: الشق فی الجبل و الشِّعب: الأُولی عن اللحیانی. و الفَلَقُ: المطمئن من الأَرض بین الرَّبْوَتَینِ؛ و أَنشد: و بالأُدْمِ تَحْدی علیها الرِّحال، و بالشَّوْل فی الفَلَقِ العاشب و یقال: كان ذلك بفالِق كذا و كذا؛ یریدون المكان المنحدر بین رَبْوَتَیْن، و جمع الفَلَق فُلْقان مثل خَلَق و خُلْقان، و هو الفالِقُ، و قیل: الفالِق فضاء بین شَقِیقَتین من رمل، و جمعهما فُلْقان كحاجِرٍ و حُجْران. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو خیرة أَو غیره من الأَعراب: الفالِقَةُ، بالهاء، تكون وسط الجبال تنبت الشجر و تُنْزَلُ و یبیت بها المال فی اللیلة القَرَّة، فجعل الفالِقَ من جَلَد الأَرض، قال: و كلا القولین ممكن. و‌فی حدیث الدجال: فأَشرق علی فَلَقٍ من أَفْلاق الحَرَّة؛ الفَلَقُ، بالتحریك: المطمئِنُّ من الأَرض بین رَبوَتَین. و الفَلَقُ: جهنم، و قیل: الفَلَقُ وادٍ فی جهنم، نعوذ بالله منها. و الفَلَقُ: المَقْطَرة، و فی الصحاح: الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان. و الفَلَقة و الفَلْقة: الخشبة؛ عن اللحیانی. و الفِلْقُ و الفَلِیقُ و الفَلِیقَةُ و الْمَفْلَقَةُ الفَیْلَقُ و الفَلَقی، كله: الداهیة و الأَمر العجب؛ قال أَبو حَیَّة النمیری: و قالت: إِنها الفَلَقی، فأَطْلِقْ علی النَّقَدِ الذی معك الصِّرارا و العرب تقول: یا لَلْفَلِیقة. و كَتِیبة فَیْلَق: شدیدة شبهت بالداهیة، و قیل: هی الكثیرة السلاح؛ قال أَبو عبید: هی اسم للكتیبة. قال ابن سیدة: و لیس هذا بشی‌ء. التهذیب: الفَیْلَق الجیش العظیم؛ قال الكمیت: فی حَوْمة الفَیْلَقِ الجَأْواءِ إِذ نزلتْ قَسْراً، و هَیْضَلُها الخَشْخاش إِذ نزلوا و امرأَة فَیْلَق: داهیة صخابة؛ قال الراجز: قلتُ: تَعَلَّقْ فَیْلَقاً هَوْجَلَّا، عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلَّا و جاء بالفِلْقِ أَی بالداهیة؛ عن اللحیانی. و جاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أَی بعجب عجیب. و قد أَعْلَقْت و أَفْلَقْت و افْتَلَقْت أَی جئت بعُلَق فُلَقَ، و هی الداهیة، لا تُجْری. و أَفْلَقَ و افْتَلَقَ بالعجب: أَتی به؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد ابن السكیت لسوید بن كُراع العُكْلیّ، و كراع اسم أُمه و اسم أَبیه عُمَیْر: إِذا عَرَضَتْ داوِیَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، و غَرَّدَ حادِیها فَرَیْنَ بها فِلْقا قال ابن الأَنباری: أَراد عملن بها سیراً عجباً. و الفِلْق العَجَب أَی عملن بها داهیة من شدة سیرها، و الفَرْیُ: العمل الجید الصحیح، و الإِفراء الإِفساد، و غَرَّدَ: طرَّب فی حُدائهِ، و عَرَّد: جَبُن عن السیر؛ قال القالی: روایة ابن درید غَرَّد، بغین معجمة، و روایة ابن الأَعرابی عَرَّد، بعین مهملة، و أَنكر ابن درید هذه الروایة. و یقال: مَرَّ یَفْتَلِقُ بالعَجَب أَی یأْتی بالعجب. و یقال: أَفْلَقَ فلانٌ الیوم و هو یُفْلِقُ إِذا جاء بعجَب. و شاعر مُفْلِقٌ: مجید، منه، یجی‌ء بالعجائب فی شعره. و أَفْلَقَ فی الأَمر إِذا كان حاذقاً به. و مرَّ یَفْتَلِقُ فی عَدْوه أَی یأْتی بالعجب من شدته. و قُتِلَ فلان أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أَی أَشدّ قِتْلَةٍ. و ما رأَیت سیراً أَفْلَقَ من هذا أَی أَبعد؛ كلاهما عن اللحیانی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 312
ابن الأَعرابی: جاء فلانٌ بالفُلْقانِ أَی بالكذب الصُّرَاح، و جاء فلان بالسُّمَاق مثله. و الفَلِیقُ: عِرْق فی العَضُد یجری علی العظم إِلی نُغْضِ الكتف، و قیل: هو المطمئن فی جِرَانِ البعیر عند مَجْری الحلقوم؛ قال أَبو محمد الفقعسی: بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِیقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ، جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِیم الضَّرِعْ و الفَلیقُ: باطن عنق البعیر فی موضع الحلقوم؛ قال الشماخ: و أَشْعَث وَرَّاد الثَّنَایا كأَنه، إِذا اجْتَازَ فی جَوْف الفَلاة، فَلِیقُ و قیل: الفَلِیقُ ما بین العِلْباوَیْنِ و هو أَن یَنْفَلِقَ الوَبَرُ بین العِلْباوَیْن، قال: و لا یقال فی الإِنسان. و فی النوادر: تَفَیْلَم الغلام و تَفَیْلَقَ و تَفَلَّق و حَثِر إِذا ضخم و سمن. و‌فی حدیث الدجال و صفته: رجل فَیْلَقٌ؛ قال الأَزهری: هكذا رواه القتیبی فی كتابه بالقاف، و قال: لا أَعرف الفَیْلَقَ إِلا الكَتِیبة العظیمة، قال: فإن كان جعله فَیْلَقاً لعظمه فهو وَجْهٌ إِن كان محفوظاً، و إِلا فهو الفَیْلَمُ، بالمیم، یعنی العظیم من الرجال. قال أَبو منصور: و الفَیْلَم و الفَیْلَق العظیم من الرجال، و منه تَفَیْلَقَ الغلام و تَفَیْلَم بمعنی واحد؛ و‌فی روایة فی صفة الدجال: رأَیته فإِذا رجل فَیْلَق أَعور؛ الفَیْلَقُ العظیم و أَصله الكتیبة العظیمة، و الیاء زائدة. و رجل مِفْلاق: دنی‌ء ردی‌ء فَسْلٌ رَذْلٌ قلیل الشی‌ء. و خلیته بِفالقَةِ الوَرِكةِ: و هی رملة، و فی التهذیب: خلیته بفَالِق الوَرْكاءِ و هی رملة. و الفُلَّیْقُ، بالضم و التشدید: ضرب من الخَوْخ یتَفَلَّقُ عن نَواهُ، و المفَلَّق منه المجفف. و الفَیْلِقُ: الجیش، و الجمع الفَیَالِقُ. و‌فی حدیث الشعبی: و سئل عن مسأَلة فقال: ما یقول فیها هؤلاء المَفَالیقُ؟ هم الذی لا مال لهم، الواحد مِفْلاق كالمَفَالیس، شبه إِفْلاسهم من العلم و عدمه عندهم بالمَفَالیس من المال. و فَالِق: اسم موضع بغیر تعریف، و فی المحكم: و الفَالِقُ اسم موضع؛ قال: حیث تَحَجَّی مُطْرِقٌ بالفالِقِ

فنق؛ ج10، ص: 312

: الفَنَقُ و الفُناقُ و التَّفَنُّق، كله: النَّعْمة فی العیش. و التَّفَنُّق: التَّنَعُّم كما یُفَنِّقُ الصبیَّ المُتْرَفَ أَهلُه. و تَفَنَّق الرجل أَی تنعم. و فَنَّقَهُ غیره تَفْنِیقاً و فَانَقهُ بمعنی أَی نَعّمه؛ و عیش مُفانِقٌ؛ قال عدی بن زید یصف الجواری بالنَّعْمة: زانَهُنَّ الشُّفُوف، یَنْضَحْنَ بالمِسْك، و عیشٌ مُفَانِقٌ و حَرِیرُ و المُفَنَّق: المُتْرَف؛ قال: لا ذَنْبَ لی كنت امْرأً مُفَنَّقاً، أَغْیَدَ نَوَّامَ الضُّحی غَرَوْنَقَا الغَرَوْنَقُ: المُنَعَّم. و جاریة فُنُق و مِفْناق: جسیمة حسنة فَتِیَّة مُنَعَّمة. الأَصعمی: و امرأَة فُنُق قلیلة اللحم، قال شمر: لا أَعرفه و لكن الفُنُق المُنَعَّمة. و فَنَّقها: نعَّمها؛ و أَنشد قول الأَعشی: هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها
لسان العرب، ج‌10، ص: 313
قال: لا تكون دُرْمٌ مَرافقها و هی قلیلة اللحم، و قال بعضهم: ناقة فُنُق إِذا كانت فَتِیَّة لَحِیمةً سمینة، و كذلك امرأَة فُنُق إِذا كانت عظیمة حسناء؛ قال رؤبة: مَضْبُورةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ و قیل فی قول رؤبة: تَنَشَّطَتْهُ كلُّ هِرْجابٍ فُنُقْ قال ابن بری: و صواب إِنشاده علی ما فی رجزه: تَنَشَّطَتْهُ كلُّ مُغْلاةِ الوَهَقْ، مَضْبورَةٌ قَرْوَاءُ هرْجابٌ فُنُقْ، مائِرَةُ الضَّبْعَیْنِ مِصْلابُ العُنُقْ و یقال: امرأَة مِفْناق أَیضاً؛ قال الأَعشی: لَعُوب غَرِیرَة مِفْناق و الفُنُق: الفَتِیّة الضخمة. قال ابن الأَعرابی: فُنُق كأَنها فَنِیقٌ أَی جمل فحل. و الفَنِیقةُ: المرأَة المُنَعَّمة. أَبو عمرو: الفَنِیقةُ الغِرَارةُ، و جمعها فَنَائق؛ و أَنشد: كأَن تَحْتَ العُلْوِ و الفَنَائِقِ، من طوله، رَجْماً علی شَواهِقِ و یقال: تَفَنَّقْت فی أَمر كذا أَی تَأَنَّقْتُ و تَنَطَّعْت، قال: و جاریة فُنُق جسیمة حسنة الخَلْق، و جمل فُنُق و فَنِیقٌ مُكْرَم مُودَع للفِحْلَة؛ قال أَبو زید: هو اسم من أَسمائه، و الجمع فُنُق و أَفْنَاق. و‌فی حدیث عمیر بن أَفْصَی ذكر الفَنِیق؛ هو الفحل المكرم من الإِبل الذی لا یُرْكب و لا یُهَان لكرامته علیهم؛ و منه‌حدیث الجارود: كالفحل الفَنِیقِ؛ و‌فی حدیث الحجاج لما حاصر ابن الزبیر بمكة و نصب المَنْجَنِیقَ: خَطَّارة كالجَمَل الفَنِیق و الجمع أَفْناق و فُنُقٌ و فِناقٌ، و قد فُنِّقَ. و جاریة فُنُقٌ: مُفَنَّقة مُنَعّمة فَنَّقَها أَهلها تَفْنیقاً و فِناقاً. و الفَنِیقُ: الفحل المُقْرَم لا یركب لكرامته علی أَهله. و الفَنِیقةُ: وعاء أَصغر من الغِرارة، و قیل: هی الغِرارةُ الصغیرة.

فنتق؛ ج10، ص: 313

: قال الفراء: سمعت أَعرابیّاً من قضاعة یقول فُنْتُق للفُنْدقُ، و هو الخان.

فندق؛ ج10، ص: 313

: الفُنْدقُ: الخان فارسی؛ حكاه سیبویه. التهذیب: الفُنْدقُ حَمْل شجرة مُدَحْرَج كالبُنْدق یكسر عن لب كالفُستق، قال: و الفُنْدقُ بلغة أَهل الشام خان من هذه الخانات التی ینزلها الناس مما یكون فی الطُّرُق و المَدَائن. اللیث الفُنْدَاقُ هو صحیفة الحساب، قال الأَصمعی: أَحسبه معرباً.

فهق؛ ج10، ص: 313

: الفَهْقةُ: أَول فَقْرة [فِقْرة من العنق تلی الرأَس، و قیل: هی مُرَكَّبُ الرأْس فی العنق. ابن الأَعرابی: الفَهْقة مَوْصِلُ العنق بالرأْس، و هی آخر خَرَزةٍ فی العنق. و الفَهْقةُ: عظم عند فائق الرأس مشرف علی اللَّهاة، و الجمع من كل ذلك فِهَاقٌ، و هو العظم الذی یسقط علی اللهاة فیقال فُهِقَ الصبی؛ قال رؤبة: قد یَجَأُ الفَهْقَةَ حتی تَنْدَلِقْ أَی یَجَأُ القَفا حتی تسقط الفَهْقةُ من باطن. و الفهقة: عظم عند مُرَكَّب العنق و هو أَول الفَقَار؛ قال القلاخ: و تُضرَبُ الفَهْقَةُ حتی تَنْدلِقْ و فَهَقْتُ الرجلَ إِذا أَصبت فَهْقَتهُ؛ قال ثعلب:
لسان العرب، ج‌10، ص: 314
أَنشدنی ابن الأَعرابی: قد تُوجَأُ الفَهْقةُ حتی تَنْدَلِقُ، من مَوْصِلِ اللَّحْیین فی خَیْط العُنُقْ و فُهِقَ الصبیُّ: سقطت فَهْقتُه عن لَهاته، قال الأَصمعی: أَصل الفَهْقِ الامتلاء، فمعنی المُتَفَیْهق الذی یتوسع فی كلامه و یَفْهَقُ به فمه. و‌فی الحدیث: إِن أَبغضكم إِلیَّ الثَّرْثارُون المُتَفَیْهِقُون قیل: یا رسول الله، و ما المُتَفَیْهِقُون؟ قال: المتكبرون، و هو یَتَفَیْهقُ فی كلامه؛ و تفسیر الحدیث هم الذین یتوسعون فی الكلام و یفتحون به أَفواههم، مأخوذ من الفَهْق و هو الامتلاء و الاتساع. یقال: أَفْهَقْتُ الإِناء فَفَهِقَ یَفْهَقُ فَهْقاً. و‌فی حدیث جابر: فنزعنا فی الحوض حتی أَفْهَقْنا.و‌فی حدیث علی، علیه السلام: فی هواء مُنْفَتِق و جوّ مُنْفَهِق؛ و قال الأَعشی: تَرُوحُ علی آل المُحَلّقِ جَفْنَةٌ، كجابِیةِ الشیخ العِراقیّ تَفْهَقُ یعنی الامتلاء. الفراء: بات صبِیُّها علی فَهَقٍ إِذا امتلأَ من اللبن. و تَفَیْهقَ فی كلامه: توسَّع و تنطَّع. و فَهِقَ الغدیر بالماء یَفْهَقُ فَهْقاً: امتلأَ. و أَفْهَقَهُ: ملأَه. و أفْحقَهُ: كأفْهقَهُ علی البدل؛ و أنشد یعقوب لأَعرابی اختلعت منه امرأته و اختارت زوجاً غیره فأَضرَّها و ضیّق علیها فی المعیشة، فبلغه ذلك فقال یهجوها و یعیبها بما صارت إلیه من الشقاء: رَغْماً و تَعْساً للشَّریم الصَّهْصَلِقْ كانت لَدَیْنا لا تَبیتُ ذا أَرَقْ، و لا تَشَكَّی خَمَصاً فی المُرْتَزَقْ، تُضْحی و تُمْسی فی نعیمٍ و فَنَقْ لم تَخْشَ عندی قَطُّ ما إلَّا السَّنَقْ، فالرِّسْلُ دَرٌّ، و الإِناءُ مُنْفَهِقْ الشریم: المُفْضاة، و ما هاهنا زائدة؛ أَراد لم تخش عندی قط إلا السَّنَقَ و هو شبه البَشَم یعتری من كثرة شرب اللبن، و إنما عیَّرها بما صارت إلیه بعده. و الفَهَقُ و الفَهْق: اتساع كل شی‌ءٍ ینبع منه ماء أو دم. و طعنة فاهقَةٌ: تَفْهَقُ بالدم. و تَفَیْهَقَ فی الكلام: توسع، و أصله الفَهْقُ و هو الامتلاء كأنه ملأَ به فمه. و الفاهِقَةُ: الطعنة التی تَفْهَق بالدم أی تتصبب و انْفَهَقت الطعنة و العین و المَثْعَبُ و تَفَهَّق، كله: اتسع. ابن الأَعرابی: أرض فَیْهق و فَیْحَقٌ، و هی الواسعة؛ قال رؤبة: و إن عَلَوْا من فَیْفِ خَرْقٍ فَیْهقَا ألْقی به الآلُ غدیراً دَیْسَقَا و انْفَهَقَ الشی‌ءُ: اتسع؛ و أنشد: و انْشَقَّ عنها صَحْصَحانُ المُنْفَهِقْ قال: و منه یقال تَفَیْهقَ فی الكلام و تَفَهَّقَ أی توسع فیه و تنطَّع؛ قال الفرزدق: تَفَیْهَقَ بالعِراق أبو المُثَنَّی، و عَلَّم قومَهُ أكلَ الخَبِیصِ الأَزهری: انْفَهَقت العین و هی أرض تَنْفَهِقُ مِیاهاً عِذاباً؛ قال الشاعر: و أطْعَنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ، تَنْقی المَسابِیرَ بالإِرْباد و الفَهَقِ و الفَیْهَقُ: الواسع من كل شی‌ء. و مفازة فَیْهَق: واسعة. یقال: هو یَتَفَیْهَقُ علینا بمال غیره. قال
لسان العرب، ج‌10، ص: 315
قرة بن خالد: سئل عبد الله بن غنی عن المُتَفَیْهِق فقال: هو المُتَفَخّم المتفتّح المتبختر. و‌فی حدیث: أن رجلًا یخرج من النار فیُدْنی من الجنة فَتَتَفَهَّق له‌أی تتفتَّح و تتسع. و الفَیْهَقُ: البلد الواسع. و رجل مُتفَیْهق: متفتح بالبَذَخ متسع. ابن الأَعرابی: كل شی‌ء توسع فقد تَفَهّق. و بئر مفْهاق: كثیرة الماء؛ قال حسان: علی كلّ مِفْهاقٍ خَسِیفٍ غُرُوبُها، تُفَرِّغ فی حَوْض من الماء أسْجَلا الغُروب هاهنا: ماؤها. و تَفَیْهق فی مشیته: تبختر، و تَفَیْحق كَتَفَیْهق علی البدل. و المُنْفَهِقُ: الواسع؛ و أنشد: و العِیسُ فوق لاحِب مُعَبَّدِ، غُبْرِ الحَصی مُنْفَهِقٍ عمَرَّدِ و فَهِقَ الإِناءُ بالكسر، یَفْهَقُ فَهْقاً و فَهَقاً إذا امتلأَ حتی یتصبب. و أفْهَقْت السقاء: ملأْته.

فوق؛ ج10، ص: 315

: فَوْقُ: نقیض تحت، یكون اسماً و ظرفاً، مبنی، فإذا أُضیف أُعرب، و حكی الكسائی: أَ فَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ، بالفتح علی حذف المضاف و ترك البناء، و قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ لٰا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا مٰا بَعُوضَةً فَمٰا فَوْقَهٰا؛ قال أبو عبیدة: فما دونها، كما تقول إذا قیل لك فلان صغیر تقول و فَوْقَ ذلك أی أصغر من ذلك؛ و قال الفراء: فَمٰا فَوْقَهٰا أی أعظم منها، یعنی الذُّباب و العَنْكبوت. اللیث: الفَوْق نقیض التحت، فمن جعله صفة كان سبیله النصب كقولك عبد الله فَوْقَ زیدٍ لأَنه صفة، فإن صیرته اسماً رفعته فقلت فوقُه رأسُه، صار رفعاً هاهنا لأَنه هو الرأس نفسه، و رفعت كلَّ واحد منهما بصاحبه الفَوْقُ بالرأس، و الرأسُ بالفَوْقِ. و تقول: فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ، نصبت الفَوْقَ لأَنه صفة عین القَلَنْسُوة، و قوله تعالی: فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ، لا تكاد تظهر الفائدة فی قوله مِنْ فَوْقِهِمْ لأَن علیهم قد تنوب عنها. قال ابن جنی: قد یكون قوله مِنْ فَوْقِهِمْ هنا مفیداً، و ذلك أنه قد تستعمل فی الأَفعال الشاقة المستثقلة عَلی، تقول قد سِرْنا عشْراً و بَقیَتْ علینا لیلتان، و قد حفظت القرآن و بقیت عَلَیَّ منه سورتان، و قد صمنا عشرین من الشهر و بقی علینا عشر، و كذلك یقال فی الاعتداد علی الإِنسان بذنوبه و قُبْح أفعاله: قد أَخرب علیّ ضَیْعَتی و أَعْطَبَ علیَّ عَواملی، فعلی هذا لو قیل فخرَّ علیهم السقف و لم یُقَلْ من فوقهم، لجاز أن یظن به أنه كقولك قد خربت علیهم دارهم، و قد هلكت علیهم مواشیهم و غلالهم، فإذا قال من فوقهم زال ذلك المعنی المحتمل، و صار معناه أنه سقط و هم من تحته، فهذا معنًی غیرُ الأَول، و إنما اطّردَتْ علی فی الأَفعال التی قدمنا ذكرها مثل خربت علیه ضَیْعَتُه، و بطلت علیه عَواملهُ و نحو ذلك من حیث كانت عَلی فی الأَصل للاستعلاء، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً و مَشاقَّ تخفضُ الإِنسان و تَضَعُه و تعلوه و تَتَفَرَّعُه حتی یخضع لها و یَخْنع لما یَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع عَلی، أ لا تراهم یقولون هذا لك و هذا علیك؟ فتَسْتعمل اللام فیما تُؤثِرهُ و علی فیما تكرهه؛ قالت الخنساء: سَأحْمِلُ نَفْسی علی آلَةٍ، فإمَّا عَلَیْها و إمَّا لَها و قال ابن حلزة: فلَهُ هنالِكَ، لا عَلَیْهِ، إذا دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 316
فمِنْ هنا دخلت علی هذه فی هذه الأَفعال. و قوله تعالی: لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ؛ أراد تعالی: لأَكلوا من قَطْر السماء و من نبات الأَرض، و قیل: قد یكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان فی خیر من فَرْقِهِ إلی قَدَمه. و قوله تعالی: إِذْ جٰاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ؛ عَنی الأَحزاب و هم قریش و غَطَفان و بنو قُرَیظةَ قد جاءتهم من فَوقهم و جاءت قریش و غطَفان من ناحیة مكة من أسفل منهم. و فاقَ الشی‌ءَ فَوْقاً و فَواقاً: علاهُ. و تقول: فلان یَفُوق قومه أی یعلوهم، و یفوق سطحاً أی یعلوه. و جاریة فائِقةٌ: فاقَتْ فی الجمال. و قولهم‌فی الحدیث المرفوع: إنه قَسَم الغنائم یوم بدر عن فُواقٍ‌أی قسمها فی قدر فُواقِ ناقةٍ، و هو قدر ما بین الحلبتین من الراحة، تضم فاؤه و تفتح، و قیل: أراد التفضیل فی القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ علی قدر غَنائهم و بَلائهم، و عن هاهنا بمنزلتها فی قولك أعطیته عن رَغْبَةٍ و طِیبِ نفس، لأَن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا محالة و مجاوزاً له؛ و قال ابن سیدة فی الحدیث: أرادوا التفضیل و أنه جعل بعضهم فیها فَوْق بعض علی قدر غنائهم یومئذ؛ و فی التهذیب: كأنه أراد فَعَل ذلك فی قدر فُواق ناقة، و فیه لغتان: من فَواق و فُواق. و فاقَ الرجل صاحبه: علاه و غلبه و فَضَلَهُ. و فاقَ الرجل أصحابه یَفُوقهم أی علاهم بالشرف. و‌فی الحدیث حُبّب إلیّ الجمال حتی ما أُحب أن یَفُوقنی أحد بشِراك نعل؛ فُقْت فلاناً أی صرت خیراً منه و أعلی و أشرف كأنك صرت فَوْقه فی المرتبة؛ و منه الشی‌ء الفائقُ و هو الجید الخالص فی نوعه؛ و منه حدیث حنین: فما كان حِصْنٌ و لا حَابِسٌ یَفُوقانِ مِرْدَاسَ فی مَجْمَعِ و فَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الریح من صدره. و فلان یَفُوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه علی الخروج مثل یَرِیقُ بنفسه. و فَاقَ بنفسه یَفُوق عند الموت فَوقاً و فُؤوقاً: جاد، و قیل: مات. ابن الأَعرابی: الفَوْق نفس الموت. أبو عمرو: الفُوق الطریق الأَول، و العرب تقول فی الدعاء: رجع فلان إلی فُوقه أی مات؛ و أنشد: ما بالُ عِرْسی شَرِقَتْ بِریقِها، ثُمَّتَ لا یَرجِعْ لها فی فُوقِها؟ أی لا یرجع ریقها إلی مجراه. و فَاقَ یَفُوق فُؤوقاً و فُواقاً: أَخذه البَهَرُ. و الفُواقُ: تردید الشَّهْقة العالیة. و الفُواق: الذی یأخذ الإِنسانِ عند النزع، و كذلك الریح التی تَشْخَصُ من صدره، و به فُواق؛ الفراء: یجمع الفُواق أفِیقَةً، و الأَصل أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت یاء لانكسار ما قبلها؛ و مثله: أَقِیمُوا الصَّلٰاةَ*؛ الأَصل أقْوِمُوا فألقوا حركة الواو علی القاف فانكسرت و قلبوا الواو یاء لكسرة القاف فقُرِئَتْ أَقِیمُوا*، كذلك قولهم أفِیقة. قال: و هذا میزان واحد، و مثله مُصیبة كانت فی الأَصل مُصْوبِة و أفْوِقَة مثل جواب و أجْوِبة. و الفُوَاق و الفَوَاق: ما بین الحلبتین من الوقت لأَنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَیعةً یرضعها الفَصیل لتَدِرّ ثم تحلب. یقال: ما أقام عنده إلا فُوَاقاً. و‌فی حدیث علی: قال له الأَسیر یوم صفِّین: أنْظِرْنی فُوَاق ناقة‌أی أخِّرنی قدر ما بین الحلبتین. و فلان یفوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه علی الخروج.
لسان العرب، ج‌10، ص: 317
و فُوَاق الناقة و فَواقها: رجوع اللبن فی ضرعها بعد حلبها. یقال: لا تنتظره فُوَاق ناقة، و أقام فُوَاق ناقة، جعلوه ظرفاً علی السعة. و فُوَاق الناقة و فَواقها: ما بین الحلبتین إذا فتحتَ یدك، و قیل: إذا قبض الحالب علی الضَّرْع ثم أرسله عند الحلب. و فیقَتُها: درّتها من الفُواق، و جمعها فِیقٌ و فیَقٌ، و حكی كراع فَیْقَةَ الناقة، بالفتح، و لا أدری كیف ذلك. و فَاقَت الناقة بدِرّتها إذا أرسلتْها علی ذلك. و أفَاقَتِ الناقة تُفِیق إفاقةً أی اجتمعت الفِیقةُ فی ضرعها، و هی مُفِیق و مُفِیقةٌ: دَرّ لبنها، و الجمع مَفَاویق. و فَوّقَها أهلُها و اسْتَفَاقوها: نَفَّسوا حلبها؛ و حكی أبو عمرو فی الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأَبی الهیثم التغلبی یصف قِسیًّا: لنا مسائحُ زُورٌ، فی مَراكِضِها لِینٌ، و لیس بها وَهْیٌ و لا رَقَقُ شُدَّت بكل صُهَابیّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُیُقُ قال: الفُیُق جمع مُفِیق و هی التی یرجع إلیها لبنها بعد الحلب، و ذلك أنهم یحلبون الناقة ثم یتركونها ساعة حتی تفیق. یقال: أفَاقَت الناقة فاحْلُبْها. قال ابن بری: قوله الفُیُق جمع مُفِیقٍ قیاسه جمع فَیُوق أو فَائقٍ. و أفاقَتِ الناقةُ و اسْتَفَاقها أهلُها إذا نَفَّسوا حلبها حتی تجتمع دِرّتها. و الفُواق و الفَوَاق: ما بین الحلبتین من الوقت، و الفُواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب، و هو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتی تَدِرّ؛ قال الراجز: أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها، مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها أفْوِقاتٌ: جمع أفْوقَةٍ، و أفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ. و قد فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً و فِیقةً؛ و كلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ، فاسمها الفِیقةُ. و قال ابن الأَعرابی: أفاقتِ الناقةُ تُفِیقُ إفاقةً و فُوَاقاً إذا جاء حین حلبها. ابن شمیل: الإِفاقةُ للناقة أن تَرِدَ من الرعی و تُتْرك ساعة حتی تستریح و تفیق، و قال زید بن كُثْوة: إفاقةُ الدِّرة رجوعها، و غرارُها ذهابها. یقال: اسْتَفِقِ الناقةَ أی لا تحلبها قبل الوقت؛ و منه قوله: لا تَسْتَفِقْ من الشراب أی لا تشربه فی الوقت، و قیل: معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً إنما تشربه دائماً. ابن الأَعرابی: المُفَوَّقُ الذی یُؤخَذ قلیلًا قلیلًا من مأكول أو مشروب. و یقال: أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب؛ قال الأَعشی: المُهِینِینَ ما لَهُمْ فی زمان السَّوءِ، حتی إذا أفَاقَ أفَاقُوا یقول: إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا من نحر الإِبل. و قال نصیر: یرید إذا أفاقَ الزمانُ سهمَه لیرمیهم بالقحط أفاقُوا له سِهامهم بنحر الإِبل. و أَفَاوِیقُ السحاب: مطرها مرة بعد مرة. و الأَفاویقُ: ما اجتمع من الماء فی السحاب فهو یُمطر ساعة بعد ساعة؛ قال الكمیت: فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِیقُها، سِجالَ النِّطافِ علیه غِزَارَا أی تثجُّ أفاویقُها علی الثور الوحشی كسجال النطاف؛ قال ابن سیدة: أراهم كَسَّرُوا فُوقاً علی أَفْواقٍ ثم كسّروا أفْواقاً علی أفاوِیقَ. قال أبو عبید‌فی حدیث أبی موسی الأَشعری و قد تذاكر هو و معاذ قراءةَ القرآن فقال أبو موسی: أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ
لسان العرب، ج‌10، ص: 318
اللَّقوح؛ یقول لا أقرأ جزئی بمرة و لكن أقرأ منه شیئاً بعد شی‌ء فی آناء اللیل و النهار، مشتق من فُوَاق الناقة، و ذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتی تدرّ ثم تحلب، یقال منه: فاقت تَفُوق فُواقاً و فِیقةً؛ و أنشد: فأضْحَی یَسُحُّ الماءَ من كل فِیقةٍ و الفِیقَةُ، بالكسر: اسم اللبن الذی یجتمع بین الحلبتین، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها؛ قال الأَعشی یصف بقرة: حتی إذا فِیقة فی ضرعها اجْتَمَعَتْ، جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ، لو رَضَعا و جمعها فِیقٌ و أفْواقٌ مثل شِبْر و أشبار، ثم أفاوِیقُ؛ قال ابن هَمّام السلولی: و ذَمُّوا لَنَا الدُّنْیا، و هم یَرْضَعُونها أفاوِیقَ، حتی ما یَدِرُّ لها ثعْلُ قال ابن بری: و قد یجوز أن تجمع فِیقةٌ علی فِیَقٍ، ثم تجمع فِیَقٌ علی أفْواقٍ، فیكون مثل شِیعَةٍ و شِیَعٍ و أَشْیَاعٍ؛ و شاهد أفواق قول الشاعر: تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حین یَذْكرُها، یَسْقِینَهُ بكؤوس الموت أفْواقا و فَوَّقْتُ الفصیل أی سقیته اللبن فُواقاً فُواقاً. و تَفَوَّقَ الفصیل إذا شرب اللبن كذلك؛ و قوله أنشده أبو حنیفة: شُدَّت بكل صُهَابیٍّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُیُقُ فسر الفُیُقَ بأنها الإِبل التی یرجع إلیها لبنها بعد الحلب، قال: و الواحدة مُفِیقٌ؛ قال أبو الحسن: أما الفُیُقُ فلیست بجمع مُفِیق لأَن ذلك إنما یجمع علی مَفَاوق و مفَاوِیق، و الذی عندی أنها جمع ناقة فَووق، و أصله فُوُقٌ فأبدل من الواو یاء استثقالًا للضمة علی الواو، و یروی الفِیَقُ، و هو أقیس، و قوله تعالی: مٰا لَهٰا مِنْ فَوٰاقٍ؛ فسره ثعلب فقال: معناه من فَتْرَةٍ، قال الفراء: مٰا لَهٰا مِنْ فَوٰاقٍ، یقرأ بالفتح و الضم، أی ما لها من راحة و لا إفاقة و لا نظرة، و أصلها من الإِفاقة فی الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ أُمَّها ثم تركتها حتی تنزل شیئاً من اللبن فتلك الإِفاقة الفَواقُ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: عیادة المریض قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ.و تقول العرب: ما أقام عندی فُواقَ ناقةٍ، و بعض یقول فَوَاق ناقة بمعنی الإِفاقة كإفاقةِ المَغْشِیّ علیه؛ تقول: أفَاقَ یُفِیقُ إفَاقَةً و فَواقاً؛ و كل مغشیٍّ علیه أو سكران معتوهٍ إذا انجلی ذلك عنه قیل: قد أفاقَ و اسْتَفَاقَ؛ قالت الخنساء: هَرِیقی من دُوموعك و اسْتَفیقی و صَبراً إن أَطقْتِ و لن تُطِیقی قال أبو عبیدة: من قرأ مِنْ فَوٰاقٍ، بالفتح، أراد ما لها من إفاقةٍ و لا راحة، ذهب بها إلی إفاقة المریض، و من ضمها جعلها من فُوَاق الناقة، و هو ما بین الحلبتین، یرید ما لها من انتظار.قال قتادة: مٰا لَهٰا مِنْ فَوٰاقٍ من مرجوع و لا مَثْنَوِیّةٍ و لا ارتداد.و تَفَوَّقَ شرابَهُ: شربه شیئاً بعد شی‌ء. و خرجوا بعد أفاوِیق من اللیل أی بعد ما مضی عامة اللیل، و قیل: هو كقولك بعد أقطاع من اللیل؛ رواه ثعلب. و فِیقةُ الضحی: أوَّلها. و أَفاق العلیلُ إفاقة و اسْتَفاقَ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 319
نَقِه، و الاسم الفُواق، و كذلك السكران إِذا صحا. و رجل مْستَفیق: كثیر النوم؛ عن ابن الأَعرابی، و هو غریب. و أَفاقَ عنه النعاسُ: أقلع. و الفَاقةُ: الفقر و الحاجة، و لا فعل لها. یقال من الفاقَةِ: إِنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. و افتاق الرجلُ أی افتقر، و لا یقال فاق. و‌فی الحدیث: كانوا أهل بیت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة و الفقر. و المُفْتاق: المحتاج؛ و روی الزجاجی فی أَمالیه بسنده عن أبی عبیدة قال: خرج سامة بن لؤَی بن غالب من مكة حتی نزل بعُمَان و أنشأَ یقول: بَلِّغا عامِراً و كَعْباً رسولًا: إِنَّ نَفْسی إلیهما مُشْتاقَهْ إن تكنْ فی عُمَانَ دَاری، فإنی ماجدٌ، ما خرجْتُ من غیر فَاقَهْ و یروی: … فإنی غالبیّ خرجت …؛ ثم خرج یسیر حتی نزل علی رجل من الأَزْدِ فَقَرَاهُ و بات عنده، فلما أصبح قعد یَسْتَنُّ، فنظرت إلیه زوجة الأَزدی فأعجبها، فلما رمی سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إلیها زوجها، فحلب ناقة و جعل فی حلابها سمّاً و قدمه إلی سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ و خرج یسیر، فبینا هو فی موضع یقال له جوف الخَمِیلةِ هَوَتْ ناقته إلی عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها و فیها أفْعی فنفَحَتْها، فرمت بها علی ساق سامة فنهشتها فمات، فبلغ الأَزدیة فقالت ترثیه: عینُ بَكِّی لسامةَ بنِ لُؤیٍّ، علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلَّاقَهْ لا أرَی مثلَ سامةَ بن لُؤیٍّ، حَمَلَتْ حَتْفَهُ إلیه النّاقَهْ رُبَّ كأسٍ هَرَقَتْها ابنَ لؤیٍّ، حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَهْ و حُدُوسَ السُّری تَرَكْت ردیئاً، بعد جِدٍّ و جُرْأةٍ و رَشاقَهْ و تعاطیت مَفْرَقاً بحُسَامٍ، و تَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَهْ و‌فی حدیث علی، علیه السلام: إن بنی أمیة لیُفَوَّقوننی تُراثَ محمد تَفْوْیِقاً‌أی یعطوننی من المال قلیلًا قلیلًا. و‌فی حدیث أبی بكر فی كتاب الزكاة: من سئل فَوقَها فلا یعطه‌أی لا یعطی الزیادة المطلوبة، و قیل: لا یعطیه شیئاً من الزكاة أصلًا لأَنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، و إذا ظهرت منه خیانة سقطت طاعته. و الفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، و الجمع أفْوَاق و فُوَقٌ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، یصف أَبا بكر، رضی الله عنه: كنتَ أَخفضهم صوتاً و أَعلاهم فُوقاً!أی أكثرهم حظّاً و نصیباً من الدین، و هو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه. و‌فی حدیث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان و لم نَألُ عن خیرنا ذا فُوقٍ‌أی ولَّیْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خیرنا و أكملنا تامّاً فی الإِسلام و السابقة و الفضل. و الفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حیث یقع الوَتَر، و حرفاه زَنَمتَاهُ، و هذیل تسمی الزَّنَمَتَینِ الفُوقَتَینِ؛ و أنشد: كأنَّ النَّصْلَ و الفُوقَیْنِ منه، خلالَ الرأْس، سِیطَ به مُشِیحُ و إِذا كان فی الفُوقِ مَیَل أو انكِسَارٌ فی إحدی زَنَمتَیْه، فذلك السهم أفْوَق، و فعله الفَوَقُ؛ و أنشد لرؤبة:
لسان العرب، ج‌10، ص: 320
كَسَّر من عَیْنَیْه تقویم الفَوَقْ و الجمع أفْوَاقٌ و فُوَق. و ذهب بعضهم إلی أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ و قال أبو یوسف: یقال فُوقَةٌ و فُوَقٌ و أفْوَاق، و أنشد بیت رؤبة أیضاً، و قال: هذا جمع فُوقَةٍ، و یقال فُقْوَة و فُقاً، علی القلب. ابن الأَعرابی: الفَوَقَةُ الأَدباءُ الخطباء. و یقال للإِنسان تشخص الریح فی صدره: فاقَ یَفُوقُ فُوَاقاً. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود فی قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان و لم نَألُ عن خیرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأَصعمی: قوله ذا فُوقٍ یعنی السهم الذی له فُوقٌ و هو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقِ، و إنما قال خیرنا ذا فُوقٍ و لم یقل خیرنا سَهْماً لأَنه قد یقال له سهمٌ، و إن لم یكن أُصْلِح فُوقُه و لا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم و لیس بتامّ كاملٍ، حتی إذا أُصْلِح فُوقُه و أُحْكِمَ عملهُ فهو حینئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله عبد الله مثلًا لعثمان، رضی الله عنه؛ یقول: إنه خیرنا سهماً تامّاً فی الإِسلام و الفضل و السابقة، و الجمع أفْواقٌ، و هو الفُوقَةُ أیضاً، و الجمع فُوَقٌ و فُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانیّ شَهْلُ بن شَیْبان: و نَبْلی و فُقَاها كَعَراقِیبِ قَطاً طُحْلِ و قال الكمیت: و من دُونِ ذاكَ قِسِیُّ المَنُونِ، لا الفُوقُ نَبْلًا و لا النُّصَّل أی لیست القوس بفَوْقاءِ النَّبْل و لیست نِبالُها بفُوقٍ و لا بِنُصَّلٍ أی بخارجة النصال من أرعاظها، قال: و نصب نبلًا علی توهم التنوین و إخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ وَجْهاً و كریمٌ والداً. و الفَوَق: لغة فی الفُوق. و سهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ. و فی المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. و رجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. و مثَل للعرب یضرب للطالب لا یجد ما طلب: رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أی بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أی رجع بحَظٍّ لیس بتمام. و یقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، و هو السهم المنكسر. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: و مَن رَمی بكم فقد رَمی بأفْوَقَ ناصلٍ‌أی رمی بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له. و الأَفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. و یقال: مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَیِ السهم. و انْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. و فُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت فُوقَه. و فَوَّقْتُه تَفْوِیقاً: عملت له فُوقاً. و أفَقْتُ السهم و أوفَقْتُه و أوفَقْتُ به، كلاهما علی القلب: وضعته فی الوَتَر لأَرْمی به، و فی التهذیب: فإن وضعته فی الوتر لترمی به قلت فُقْتُ السهم و أفْوَقْتهُ. و قال الأَصمعی: أفَقْتُ بالسهم و أوْفَقْتُ بالسهم، بالباء، و قیل: و لا یقال أوْفَقْتُه و هو من النوادر. الأَصمعی: فَوَّق نبله تَفْویقاً إذا فرضها و جعل لها أفْواقاً. ابن الأَعرابی: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. و فاق الشی‌ءَ یفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربیس: یكاد یَفُوقِ المَیْسَ، ما لم یَرُدّها أمینُ القوَی من صُنْعِ أیْمَنَ حادر أمین القوی: الزمام، و أیْمَنُ: رجل، و حادر: غلیظ. و الفُوق: أعلی الفصائل؛ قال الفراء: أنشدنی المفضل بیت الفرزدق: و لكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ علیكَ، فَقَدْ أوْدَی دَمٌ أنت طالبُهْ
لسان العرب، ج‌10، ص: 321
و قال: هكذا أنشدنیه المفضل، و قال: إیاك و هؤلاء الذین یروونه فُوقَة؛ قال أبو الهیثم: یقال شَنَّة و شِنان و شَنّ و شِنَان، و یقال: رمینا فُوقاً واحداً، و هو أن یرمی القوم المجتمعون رمیة بجمیع ما معهم من السهام، یعنی یرمی هذا رمیة و هذا رمیة. و العرب تقول: أقْبِلْ علی فُوقِ نَبْلك أی أقْبِلْ علی شأنك و ما یعنیك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، یقال: كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ؛ و أنشد: یا أیُّها الشیخُ الطویلُ المُوقِ، اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّریق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ، بین مَنَاطَیْ رَكَبٍ محلوق و فُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، علی التشبیه. و الفَاقُ: البانُ. و قیل: الزیت المطبوخ؛ قال الشماخ یصف شعر امرأة: قامَتْ تُرِیكَ أثِیثَ النبْتِ مُنْسدِلًا، مثل الأَسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ و قال بعضهم: أراد الإِنفاق و هو الغض من الزیت، و رواه أبو عمرو: قد شُدِّخن بالفاقِ، و قال: الفاقُ الصحراء. و قال مرة: هی الأَرض الواسعة. و الفاقُ أیضاً: المشط؛ عن ثعلب، و بیت الشماخ محتمل لذلك. التهذیب: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ و أنشد: تَرَی الأَضیافَ یَنْتَجِعُونَ فاقی السُّلَمِیُّ: شاعر مُفْلِقٌ و مُفِیق، باللام و الیاء. و الفائقُ: مَوْصل العنق فی الرأْس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. و اسْتَفَاق من مرضه و من سكره و أفاق بمعنی. و‌فی حدیث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: أیْنَ الصبیُّ؟الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلی ما كان قد شغل عنه و عاد إلی نفسه. و‌فی الحدیث: إِفاقةُ المریض «2». و المجنون و المغشی علیه و النائم. و‌فی حدیث موسی، علیه السلام: فلا أدری أفاقَ قَبْلی‌أی قام من غَشیْته.

فیق؛ ج10، ص: 321

: فَاقَ یَفِیقُ: جاد بنفسه عند الموت، لغة فی یَفُوق، و روی ابن الأَثیر فی هذا المكان‌فی حدیث أُم زرع: و تُرْویه فِیقةُ البقرةِ، الفِیقةُ، بالكسر: اسم اللین الذی یجتمع فی الضَّرْع بین الحلبتین، و أَصل الیاء واو انقلبت لكسرة ما قبلها، و یجمع علی فِیق ثم أَفْوَاق.

فصل القاف؛ ج10، ص: 321

قرق؛ ج10، ص: 321

: القَرِقُ، بكسر الراء: المكان المستوی. یقال قاعٌ قَرِقٌ مستوٍ؛ قال یصف إبلًا بالسرعة: كأنَّ أیْدیهُنَّ، بالقَاعِ القَرِقْ، أیدی نساءٍ یتعاطین الورِقْ قال ابن بری: و یقال فیه أیضاً القِرْق، بكسر القاف؛ قال المرار: و أحَلَّ أقوامٌ بیوتَ بَنِیهِمُ قِرْقاً، مَدَافعُها بعادُ الأَرْؤسِ و القَرِق و القَرَق: القاع الطیب لا حجارة فیه. التهذیب: واد قَرِقٌ و قَرْقَر و قَرَقُوس أی أملس، و القَرَقُ المصدر؛ و أنشد: تَرَبَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبَی أَنَقَا ظَواهراً مَرّاً، و مَرّاً غَدَقَا
(2). قوله [و فی الحدیث إفاقة المریض إلخ] هكذا فی الأَصل، و فی النهایة بعد قوله و عاد إلی نفسه: و منه إفاقة المریض
لسان العرب، ج‌10، ص: 322
و مِنْ قَیَاقی الصُّوَّتَیْنِ قِیَقَا صُهْباً، و قرباناً تُناصِی قَرَقَا قال أبو نصر: القَرّقُ شبیه بالمصدر، و یروی علی وجهین: قَرِقٌ و قَرَقٌ، و قال ابن خالویه: القِرَقُ الجماعة، و جمعه أقْراقٌ. یقال: جاء قِرْقٌ من الناس و قِرْقٌ من النساء. و القِرقَان: أخَوَانِ من ضرتین. و قال ابن السكیت: یقال هو لئیم القِرْق أی الأَصل. و القِرْقُ: الأَصل؛ قال دُكَیْن السَّعدی یصف فرساً: لیْسَت من القِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ، قد سَبَقَتْ قَیْساً، و أنت تَنْظُرُ هكذا أنشده یعقوب، و رواه كراع: لیست من الفُرْقِ، جمع فرس أفْرَق و هو الناقص إحدی الوركین؛ و یقوی روایته قول الآخر: طَلَبْت بنات أعْوَجَ، حیث كانت، كَرِهْت تَنَاتُجَ الفُرْقِ البِطَاءِ مع أنه قال من القِرْقِ البِطاءِ فقد وصف القِرْقَ، و هو واحد، بالبِطاء و هو جمع. و القِرْقُ: الأَصل الردی‌ء. و القِرْقُ: الذی یُلْعَبُ به؛ عن كراع. التهذیب: و القِرْقُ لعب السُّدَّرِ. و القَرْقُ: صوت الدجاجة إذا حضنت. أبو عمرو: قَرقَ إذا هذی و قَرقَ إذا لعب بالسُّدِّر. و من كلامهم: استویَ القِرْقُ فقوموا بنا أی استوینا فی اللعب فلم یَقْمُرْ واحد منا صاحبه، و قیل: القِرْقُ لعبة للصبیان یخطُّون فی فی الأَرض خطّاً و یأخذون حصیات فیَصُفُّونها؛ قال ابن أبی الصلث: و أعْلاقُ الكواكِبِ مُرْسلاتٌ، كحَبْل القِرْقِ، غایتُها النِّصاب «1». شبَّه النجوم بهذه الحصیات التی تُصَفّ، و غایتها النِّصابُ أی المَغْرب الذی تغرب فیه. أبو إسحق الحربی فی القِرْق الذی جاءَ‌فی حدیث أبی هریرة: إنه كان ربما یراهم یلعبون بالقِرْق فلا ینهاهم؛ قال: القِرْقُ، بكسر القاف، لعبة یلعب بها أهل الحجاز و هو خطٌّ مُرَبَّع، فی وسطه خط مربع، فی وسطه خط مربع، ثم یخط من كل زاویة من الخط الأَول إلی الخط الثالث، و بین كل زاویتین خط فیصیر أربعة و عشرین خطّاً، و قال أبو إسحق: هو شی‌ء یلعب به، قال: و سمِّیت الأَربعة عشر.

قربق؛ ج10، ص: 322

: یقال للحانوت كُرْبَجٌ و كُرْبَق و قُرْبَق. و القُرْیَقُ: اسم موضع؛ و أنشد الأَصعمی: یَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلَوْن العَوْهَقِ، لاحقةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ، یا ابن رُقَیْع، هل لها من مَغْبَقِ؟ ما شربَتْ بعد طَوِیِّ القُرْبَقِ، من قطرةٍ، غیر النَّجاءِ الأَدْفَقِ قال ابن بری: الرجز لسالم بن قُحْفان، و قال أبو عبید: یا ابن رقیع، و ما بعده للصَّقر بن حكیم بن مُعَیَّة الرَّبَعِیّ؛ قال ابن بری: و الذی یروی للصقر بن حكیم: قد أقْبَلتْ طَوامِیاً من مَشْرِقِ، تَرْكَبُ كلَّ صَحْصَحان أخْوَقِ
(1). قوله [كحبل القرق] هكذا فی الأَصل، و فی هامش نسخة صحیحة من النهایة: كخیل القرق، و فسرها بقوله خیلها هی الحصیات التی تصف
لسان العرب، ج‌10، ص: 323
و بعد قوله یا ابن رقیع: هل أنْتَ ساقِیها، سَقَاك المُستْقی؟ و روی أبو علی النِّجاء، بكسر النون، و قال: هو جمع نجْوَة و هی السحابة، و المعنی ما شربت غیر ماءِ النِّجاء، فحذف المضاف الذی هو الماء لأَن السحاب لا یُشْرَبُ، قال: و الظاهر من البیت عندی أنه یرید بالنَّجاء الأَدفق السیر الشدید، لأَن النَّجْوَ هو السحاب الذی هَراقَ الماء، و هذا لا یصح أن یوصف بالغُزْرِ و الدَّفْقِ، و رواه أبو عبید: الكُرْبَق، بالقاف و الكاف، و قال هو البصرة؛ و قال النضر بن شمیل: هو الحانوت، فارسی معرب، یعنی كُلْبَهْ.

قرطق؛ ج10، ص: 323

: فی حدیث منصور: جاء الغلام و علیه قُرْطَقٌ أَبیض‌أی قَبَاءٌ، و هو تعریب كُرْتَهْ، و قد تضم طاؤه، و إبدال القاف من الهاء فی الأَسماء المعربة كثیر كالبَرْق و الباشَقِ و المُسْتُقِ. و‌فی حدیث الخوارج: كأنی أنظر إلیه حبشی علیه قُرَیْطق؛ هو تصغیر قُرْطَق.

ققق؛ ج10، ص: 323

: القَقَّةُ: حَدَثُ الصبیّ، و قال بعضهم: إنما هو قِقَةٌ، بكسر القاف الأَولی و فتح الثانیة و تخفیفها؛ ابن سیدة: القاف مضاعفة،فی حدیث ابن عمر أنه قیل له: أ لا تُبایعُ أمیر المؤمنین؟ یعنی عبد الله بن الزبیر، فقال: و الله ما شبَّهت بیعتكم إلا بقَقَّة، أ تعرف ما قَقَّة الصبی؟ یحْدِثُ ثم یضع یده فی حدثه فتقول له أمه: قَقَّة‌قال الأَزهری: لم یجئْ ثلاثة أحرف من جنس واحد، فاؤها و عینها و لامها حرف واحد، إلا قولهم قعد الصبیُّ علی قَقَقِهِ و صَصَصِه أی حدثه؛ قال ابن سیدة: قعد الصبی علی قَقَقِه؛ حكاها الهروی فی الغریبین و هو من الشذوذ و الضعف بحیث تراه. التهذیب: فی الحدیث أن فلاناً وضع یده فی قَقَّة؛ قال شمر: قال الهوازی القَقَّةُ مَشْیُ الصبیّ و هو حدَثه، قال: و إذا أحدث الصبی قالت أمه: قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دعه، فرفع و نوّن و قال وقع فلان فی قَقَّة إذا وقع فی رأی سوء. ابن الأَعرابی: القَقَقَةُ الغربان الأَهلیة. الخطابی: قَقَّة شی‌ء یردده الطفل علی لسانه قبل أن یتدَرَّب بالكلام، فكأن ابن عمر أراد تلك بیعة تولاها الأَحداث و من لا یعتبر به؛ و قال الزمخشری: و هو صوت یصوِّت به الصبی أو یصوَّتُ له به إذا فَزِع من شی‌ء أو فُزِّع إذا وقع فی قذر، و قیل: القَقَّة العِقْیُ الذی یخرج من بطن الصبی حین یولد، و إیاه عنی‌ابن عمر حین قیل له: هلا بایعت أخاك عبد الله بن الزبیر؟ فقال: إن أخی وضع یده فی قَقَّة‌أی لا أنْزِع یدی من جماعة و أضعها فی فرقة.

قلق؛ ج10، ص: 323

: القَلَقُ: الانزعاج. یقال: بات قَلِقاً، و أقلَقَهُ غیره؛ و فی الحدیث: إلیك تَعْدُو قَلِقاً وَضِینُها، مخالفاً دِینَ النَّصارَی دِینُها القَلَقُ: الانزعاج، و الوَضِینُ: حزام الرحل؛أخرجه الهروی عن عبد الله بن عمر و أخرجه الطبرانی فی المعجم عن سالم بن عبد الله عن أبیه: أن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أفاض من عَرَفات و هو یقول ذلك، و الحدیث مشهور بابن عمر من قوله قَلِقَ الشی‌ءُ قَلَقاً، فهو قَلِقٌ و مِقْلاق، و كذلك الأَنثی بغیر هاء؛ قال الأَعشی: رَوَّحَتْه جَیْداء دانیة المَرْتَع، لا خَبَّةٌ و لا مِقْلاق
لسان العرب، ج‌10، ص: 324
و امرأة مِقْلاق الوِشاح: لا یثبت علی خصرها من رقته. و أقْلَقَ الشی‌ءَ من مكانه و قَلَقَه: حركه. و القَلَقُ: أن لا یستقر فی مكان واحد، و قد أقلَقَهُ فقَلِقَ. و‌فی حدیث علیّ: أقلِقُوا السیوف فی الغمد‌أی حرِّكوها فی أغمادها قبل أن تحتاجوا إلی سَلّها لیسهل عند الحاجة إلیها. و القَلَقِیُّ: ضرب من الحلی؛ قال ابن سیدة: و لا أدری إلی أی شی‌ء نسب إلا أن یكون منسوباً إلی القَلَق الذی هو الاضطراب كأنه یضطرب فی سلكه و لا یثبت، فهو ذو قَلَقٍ لذلك؛ قال علقة بن عبدة: مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ، و لُؤلُؤٌ من القَلَقِیِّ و الكَبِیسِ المُلَوَّبِ التهذیب: و یقال لضرب من القلائد المنظومة باللؤلؤ قَلَقِیّ. و القِلِّقُ و التِّقِلِّقُ: من طیر الماء.

قندق؛ ج10، ص: 324

: القُنْداق: صحیفة الحساب.

قوق؛ ج10، ص: 324

: القُوقُ و القاقُ، غیر مهموز، و القُوَاق: الطویل، و قیل: هو القبیح الطول. أبو الهیثم: یقال للطویل قاقٌ و قُوقٌ و قِیقٌ و أنْقُوق، و القُوق: الأَهوج الطول؛ و أنشد: أحْزَم لا قُوقٌ و لا حَزَنْبَلُ و القاقُ: الأَحمق الطائش؛ و أَنشد: لا طائشٌ قاقٌ و لا غَبیّ و القاقُ: طائر مائیّ طویل العنُق. و القُوقُ: طائر من طیر الماء طویل العنق قلیل نَحْضِ الجسم؛ و أَنشد: كأَنَّكَ من بنات الماء قُوقُ و القُوق: طائر لم یُحَلّ. أبو عبیدة: فرس قُوق، و الأَنثی قُوقة، للطویل القوائم، و إن شئت قلت قاقٌ و قاقةٌ، و القُوقةُ بالهاء للأَصلع؛ عن كراع؛ و أنشد: من القُنْبُصاتِ قُضاعِیّة لها ولدٌ قُوقَةٌ أحدَبُ قال ابن بری: هذا البیت أنشده ابن السكیت فی باب الدَّمامةِ و القِصَر و نسبه لبعض الهذلیین، قال: و قال ابن السكیت القُوقةُ الأَصلع و هذه روایة الأَلفاظ؛ و أما الذی فی شعره فهو: لِزَوْجةِ سوءٍ فَشا سرُّها علیَّ جِهاراً، فَهِیْ تَضْرِبُ علی غیر ذنبٍ، قُضاعِیّةٍ، لها ولد قُوقَة أحْدَبُ خفض قضاعیة علی البدل من زوجة. و قوق: بمعنی مع «2» أنی لها مع زوجها، و الشاعر غلام من هُذَیْل شكا فی الشعر عُقوق أبیه، و أنه نفاه لأَجل امرأَة كانت له، یرید نفانی لزوجة سوء؛ و أنشد ابن بری لآخر: أیها القَسُّ الذی قد حَلَقَ القُوقةَ حَلْقَهْ، لو رأَیت الدَّفّ منها، لَنَسَقْتَ الدَّفّ نَسْقَةْ و القُوقةُ: الصَّلَعةُ. و رجل مُقَوَّق: عظیم الصَّلَعة. و قُوق: ملك رُومیّ. و الدنانیر القُوقیَّة: من ضرب قَیْصَر كان یسمی قُوقاً. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن أبی بكر: أَ جئتم بها هِرَقْلِیَّةً قُوقِیَّةً؟یرید:
(2). قوله [و قوق بمعنی مع إلخ] هو كذلك بالأَصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 325
البیعةُ لأَولاد الملوك سُنَّةُ الروم و العجم، قال ذلك لما أَراد معاویة أن یبایع أهلُ المدینة ابْنَهُ یزید بولایة العهد. وَ قُوق: اسم ملك من ملوك الروم، و إلیه تنسب الدنانیر القُوقِیّة، و قیل: كان لقب قیصر قُوقاً، و روی بالقاف و الفاء من القَوْف الإِتباع، كأَن بعضهم یتبع بعضاً. و دینار قُوقیّ: ینسب إلیه. و قَاقَ النعامُ: صَوَّت؛ قال النابغة: كأَنَّ غَدِیرَهُمْ، بجنوب سِلَّی، نَعامٌ قَاقَ فی بلدٍ قِفَارِ أَراد غَدِیر نَعامٍ فحذف المضاف و أقام المضاف إلیه مقامه، و معناه أی كان حالهم فی الهزیمة حال نَعامٍ تغدو مذعورة، و هذا البیت نسبه ابن بری لشَقِیق ابن جَزْء بن رباح الباهلی، قال ابن سیدة: و إنما قضیت علی ألف قَاقَ بأنها واو لأَنها عین و العین واواً أكثر منها یاء. و القَیْقُ و القَقْوُ و القَوْقُ: صوت الغِرْغِرَةِ إذا أرادت السِّفاد و هی الدجاجة السندیة. الأَزهری: قُوْقُ المرأَة و سوسها «1» صدع فرجها؛ و أَنشد: نُفاثِیَّة أَیَّان ما شاءَ أَهلُها، رأَوا قُوقَها فی الخُصّ لم یَتَغَیَّبِ

قیق؛ ج10، ص: 325

: القِیقَاةُ و القِیقاءَةُ، بالمد و القصر: الأَرض الغلیظة، و قیل المنقادة و الهمزة مبدلة من الیاء و الیاء الأُولی مبدلة من الواو، و یدلّك علیه قولهم فی الجمع القَوَاقی، و هو فعْلاء ملحق بسِرْدَاح، و كذلك الزِّیزاءَة لأَنه لا یكون فی الكلام مثل القِلْقَالِ إلا مصدراً و قد یجمع علی اللفظ فیقال قَیَاقٍ، و الجمع قِیقاء و قَیَاقٍ؛ قال: إذا تَمَطَیْنَ علی القَیَاقی، لاقَیْنَ منه أُذُنَیْ عَناقِ قال سیبویه: و قال بعضهم قَوَاق فجعل الیاء فی قَیَاقٍ بدلًا كما أَبدلها فی قَیْل. ابن شمیل: القِیقَاة جمعها قِیقاء من القَوَاقی و هو مكان ظاهر غلیظ كثیر الحجارة و حجارتها الأَظِرّةُ، و هی مستویة بالأَرض و فیها نُشُوز و ارتفاع مع النّشوز، نُثِرَتْ فیها الحجارة نَثْراً لا تكاد تستطیع أن تمشی فیها، و ما تحت الحجارة المنْثورة حجارة غاصٌّ بعضها ببعض لا تقدر أن تحفرها، و حجارتها حمر تنبت الشجر و البقل؛ و قول الشاعر: و خَبَّ أَعْرَافُ السَّفَا علی القِیَقْ كأَنه جمع قِیقَة و إنما هی قِیقَاة فحذف أَلفها، و قیل هی قِیقَةٌ، و جمعها قَیَاقٍ؛ الجوهری: و قول رؤبة: و اسْتَنَّ أَعرافُ السَّفا علی القِیَقْ القیق یرید جمع قِیقاءَةٍ كأنه أَخرجه علی جمع قِیقةٍ. و القِیقاةُ و القیقایَةُ: وعاء الطَّلْع. ابن الأَعرابی: القَیْقُ صوت الدجاجة إذا دعت الدیك للسِّفاد، و قال أیضاً: القِیقُ الجبل المحیط بالدنیا. الفراء: القِیقیةُ القشرة الرقیقة التی تحت القَیْضِ من البیض، و أَما الغِرْقِئُ فالقشرة الملتزقة ببیاض البیض، و قال اللحیانی: یقال لبیاض البیض القئْقئ و لصفرتها المُخّ؛ و قول الشاعر: و الجلْدُ منها غِرْقِئ القُوَیْقِیَهْ القُوَیْقِیةُ: كنایة عن البیضة.
(1). قوله [و سوسها] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 326‌

فصل الكاف؛ ج10، ص: 326

كذنق؛ ج10، ص: 326

: قال ابن بری: الكُذَیْنِقُ مُدُقّ القصارین الذی یُدَقّ علیه الثوبُ؛ قال الشاعر: قامة القُصْعُلِ الضَّئِیلِ و كَفّ خِنْصَراها كُذَیْنِقَا قَصَّارِ

كربق؛ ج10، ص: 326

: یقال للحانوت: كُرْبَج و كُرْبَق و قُرْبَق، و هو فارسی معرب.

كسق؛ ج10، ص: 326

: الكَوْسَقُ: الكَوْسَجُ معرب.

فصل اللام؛ ج10، ص: 326

لبق؛ ج10، ص: 326

: اللّبَقُ: الظَّرْفُ و الرِّفْقُ، لَبِقَ، بالكسر، لَبَقاً و لَباقَةً، فهو لَبِقٌ؛ قال سیبویه: بنوه علی هذا لأَنه عِلْم و نفاذ توهم أَنهم جاؤوا به علی فَهِمَ فَهَامَةً فهو فَهِمٌ، و الأُنثی لَبِقَةٌ، و لَبُقَ فهو لَبِیقٌ كلَبِقٍ، و الأُنثی لَبِیقة؛ قال الشاعر: و كان بتَصْریفِ القَنَاة لَبِیقا و قیل: اللَّبِقة و اللَّبِیقة الحسنة الدَّلّ و اللِّبْسة اللبیبة الصَّناع، و قال الفراء: اللَّبِقةُ التی یشاكلها كلُّ لباس و طیبٍ. اللیث: رجل لَبِقٌ و یقال لَبِیق، و هو الحاذق الرفیق بكل عمل، و امرأَة لبیِقة ظریفة رَفیقةٌ و یلیق بها كل ثوب. أبو بكر: اللَّبِقُ الحُلو اللّین الأَخلاقِ، قال: و هذا قول ابن الأَعرابی، قال: و من ذلك المُلَبَّقة إنما سمیت مُلَبّقة للینها و حلاوتها، و قال قوم: معناه الرفیق اللطیفُ العمل؛ قال رؤبة: قَبَّاضة بین العَنیفِ و اللَّبِقْ و هذا الأَمر یَلْبَقُ بك أی یوافقك و یزكو بك. الأَزهری: العرب تقول هذا الأَمر لا یلیق بك و لا یَلْبَقُ بك، فمن قال لا یلیق فمعناه لا یحسن بك حتی یَلْصَق بك، و من قال لا یَلْبَقُ فمعناه أَنه لیس یوفَّق لك؛ و منه تَلْبِیقُ الثَّرِید بالسمن إِذا أَكثر أُدْمه. و یقال: لَبِقَ به الثوبُ أَی لاق به. و الثرید المُلَبَّق: الشدید التَّثْرید الملین بالدسم. یقال: ثریدة ملبقة. و‌فی الحدیث: فصنع ثریدة ثم لبَّقَها‌أی خلطها خلطاً شدیداً، و قیل: جمعها بالمغْرَفة. و لَبَّق الثرید و غیره: خلطه و لیّنه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لا خَیْرَ فی أَكل الخُلاصة وحْدَها، إذا لم یَكُنْ رَبُّ الخُلاصة ذا تَمْرِ و لكنَّها زَیْنٌ، إِذا هی لُبِّقَتْ بمَحْضٍ علی حَلْواءَ، فی مَضَر القِدْرِ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دعا بثریدة ثم لَبَّقها؛ قال أَبو عبید أَی جمعها بالمِقْدَحة. اللیث: لبَّقْتُ الثریدة إذا لم تكن بلحم، و قیل: ثریدة مُلَبَّقَةٌ خلطت خلطاً شدیداً.

لثق؛ ج10، ص: 326

: اللَّثَقُ: النَّدَی مع سكون الریح، ابن درید: اللَّثَقُ الندی و الحَرّ مثل الوَمَد. و‌فی حدیث الاستسقاء: فلما رأَی لَثَق الثیاب علی الناس ضحك حتی بدت نواجِذُه؛ اللَّثَقُ، بالتحریك: البَلَل. یقال: لَثِقٌ الطائرُ إذا ابتلّ ریشه، و یقال للماء و الطین لَثَقٌ أیضاً. و اللَّثَقُ: الماء و الطین یختلطان. و اللّثِقُ: اللّزج من الطین و نحوه، لَثِقَ لثَقاً،
لسان العرب، ج‌10، ص: 327
فهو لَثِق، و أَلثقَهُ البَلَلُ. و طائر لَثِقٌ أَی مُبْتلّ. و اللَّثَقُ: مصدر الشی‌ء الذی قد لَثِقَ، بالكسر، یَلْثَقُ لَثَقاً كالطائر الذی یبتل جناحاه من الماء. الجوهری: لَثِقَ الشی‌ءُ، بالكسر، و التَثَقَ و أَلْثَقَهُ غیرهُ، و یقال لَثَّقْتُه تَلْثِیقاً إذا أَفسدته. و شی‌ء لَثِقٌ: حلو، یمانیة؛ حكاه الهروی فی الغریبین، قال: و رواه الأَزهری عن علی بن حرب؛ و أَنشد: فَبُغْضُكُمْ عندنا مُرِّ مَذَاقَتُه، و بَغْضُنَا عندكم، یا قومنا، لَثِقُ

لحق؛ ج10، ص: 327

: اللَّحْقُ و اللُّحُوق و الإِلْحاقُ: الإِدراك. لَحِقَ الشی‌ءَ و أَلْحَقَهُ و كذلك لَحِقَ به و أَلْحَقَ لَحاقاً، بالفتح، أی أدركه؛ قال ابن بری: شاهده لأَبی دواد: فأَلْحَقَهُ، و هو سَاطٍ بها، كما تُلْحِقُ القوسُ سَهْمَ الغَرَبْ و اللَّحاقُ: مصدر لَحِقَ یَلْحَقُ لَحاقاً. و‌فی القنوت: إن عذابك بالكافرین مُلْحِقٌ‌بمعنی لاحِق، و منهم من یقول إن عذابك بالكافرین مُلْحَقٌ؛ قال الجوهری: و الفتح أَیضاً صواب؛ قال ابن الأَثیر: الروایة بكسر الحاء، أَی من نزل به عذابُك أَلْحَقَهُ بالكفار، و قیل: هو بمعنی لاحق لغة فی لَحِقَ. یقال: لَحِقْتُه و أَلْحَقْته بمعنًی كتَبعتْه و أَتْبَعْته، و یروی بفتح الحاء علی المفعول أی إن عذابك مُلْحَقٌ بالكفار و یصابون به، و‌فی دعاء زیارة القبور: و إنا إن شاء الله بكم لاحِقُونَ؛ قیل: معناه إذا شاء الله، و قیل: إن شرطیة و المعنی لاحقُونَ بكم فی الموافاة علی الإِیمان، و قیل: هو علی التَّبَرّی و التفویض كقوله تعالی: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرٰامَ إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ آمِنِینَ، و قیل: هو علی التأَدب كقوله تعالی: وَ لٰا تَقُولَنَّ لِشَیْ‌ءٍ إِنِّی فٰاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً إِلّٰا أَنْ یَشٰاءَ اللّٰهُ. و أَلْحَقَ فلانٌ فلاناً و ألْحَقَهُ به، كلاهما: جعله مُلْحَقَهُ. و تَلاحَقَ القوم: أَدرك بعضهم بعضاً. و تلاحَقَت الرِّكاب و المَطایا أَی لَحِقَ بعضُها بعضاً؛ و أَنشد: أقولُ، و قد تَلاحَقَت المَطایا: كَفاك القَوْل إن عَلَیكَ عَیْنا كفاك القول أَی ارْفُقْ و أَمسك عن القول. و لَحِقْتُه و أَلْحَقْتُه بمعنی واحد. الأَزهری: و اللَّحَقُ ما یُلْحَقُ بالكتاب بعد الفراغ منه فتُلْحِق به ما سقط عنه و یجمع أَلْحاقاً، و إن خُفِّف فقیل لَحْق كان جائزاً. الجوهری: اللّحَقُ، بالتحریك، شی‌ء یُلْحَقُ بالأَول. و قوس لُحُقٌ و مِلْحاق: سریعة السهم لا ترید شیئاً إلا لَحِقتْه. و ناقة مِلْحَاق: تَلْحَقُ الإِبل فلا تكاد الإِبل تفوتها فی السیر؛ قال رؤبة: فهی ضَروُحُ الرَّكْض مِلْحاق اللَّحَق و اللَّحَقُ: كل شی‌ء لَحِقَ شیئاً أَو لُحِقَ به من الحیوان و النبات و حمل النخل، و قیل: اللَّحَقُ فی النَّخل أَن تُرْطب و تُتَمّر ثم یخرج فی بطنه شی‌ء یكون أَخضر قلما یُرْطب حتی یدركه الشتاء فیُسْقطه المطر، و قد یكون نحو ذلك فی الكَرْم یسمی لَحَقَاً؛ و قد قال الطرماح فی مثل ذلك یصف نخلة أَثْلَعت بعد یَنْع ما كان خرج منها فی وقته فقال: أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذی قد أَنی، إذْ حانَ حینُ الصِّرام أَی أَلحقت طَلْعاً غَریضاً كأَنها لعبت به إذ أَطلعته
لسان العرب، ج‌10، ص: 328
فی غیر حینه، و ذلك أن النخلة إنما تُطْلِعُ فی الربیع فإذا أَخرجت فی آخر الصیف ما لا یكون له یَنْعٌ فكأَنها غیر جادّة فیما أَطْلَعَتْ. و اللَّحَق أَیضاً من الثمر: الذی یأْتی بعد الأَول، و كل ثمرة تجی‌ء بعد ثمرة، فهی لَحَقٌ، و الجمع أَلْحاق؛ حكاه أَبو حنیفة. و قد أَلْحَقَ الشجر؛ و اللَّحَقُ أَیضاً من الناس كذلك: قوم یَلْحَقُون بقوم بعد مضیهم؛ قال: یُغْنِیكَ عن بُصْری و عن أَبوابها، و عن حِصارِ الرّومِ و اغْتِرابها و لَحَقٍ یَلْحَق من أَعرابها، تحت لِواء الموت أَو عُقَابِها قال الأَزهری: یجوز أَن یكون اللَّحَقُ مصدراً لِلَحِقَ، و یجوز أَن یكون جمعاً للاحِقٍ كما یقال خادم و خَدَم و عاسّ و عسَسَ. و لَحَقُ الغنم: أَولادها التی كادت تَلْحَقُ بها. و اللَّحَقُ: الشی‌ء الزائد؛ قال ابن عیینة: كأَنَّهُ بین أَسْطُرٍ لَحَقُ و الجمع كالجمع: و اللَّحقُ: الزرع العِذْی و هو ما سقته السماء، و جمعه الأَلحاقُ. الكسائی: یقال زرعوا الأَلْحاقَ، و الواحد لَحَقٌ، و ذلك أَن الوادی یَنْضُب فیُلْقی البَذْر فی كل موضع نضَبَ عنه الماء فیقال: اسْتَلْحَقُوا إذا زرعوا. و قال ابن الأَعرابی: اللَّحَقُ أَن یزرع القوم فی جانب الوادی؛ یقال: قد زرعوا الأَلْحاقَ. و لَحِق لُحُوقاً أَی ضَمُر. الأَزهری: فرس لاحقُ الأَیْطَلِ من خیل لُحْق الأَیاطل إذا ضُمّرت؛ و فی قصید كعب: تَخْدی علی یَسَراتٍ، و هی لاحقةٌ، ذوابلٌ وقْعُهُنَّ الأَرْضَ تَحلیلُ اللاحِقةُ: الضامرة. و المُلْحَقُ: الدَّعِیّ المُلْصَق. و اسْتَلْحَقَه أَی ادعاه. الأَزهری عن اللیث: اللَّحَقُ الدعیّ المُوصَل بغیر أَبیه؛ قال الأَزهری: سمعت بعضهم یقول له المُلْحَق. و‌فی حدیث عمرو بن شعیب: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، قضی أَن كل مُسْتَلْحَق اسْتُلْحِقَ بعد أَبیه الذی یُدْعی له فقد لَحِق بمن اسْتَلْحَقه؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی هذه أحكام وقعت فی أَول زمان الشریعة، و ذلك أَنه كان لأَهل الجاهلیة إماء بغایا، و كان سادتهن یُلِمُّونَ بهن، فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادّعاه السید و الزانی، فأَلحقه النبی، صلی الله علیه و سلم، بالسید لأَن الأَمة فراش كالحرَّة، فإن مات السید و لم یَسْتَلْحِقْهُ ثم اسْتَلْحَقَهُ ورثته بعده لَحِق بأَبیه، و فی میراثه خلاف. و لاحِقٌ: اسم فرس معروف من خیل العرب؛ قال النابغة: فیهم بنات الأَعْوَجِیّ و لاحِقٍ، وُرْقاً مَراكِلُها من المِضْمارِ و فی الصحاح: و لاحِق اسم فرس كان لمعاویة بن أَبی سفیان.

لخق؛ ج10، ص: 328

: اللُّخْقُوقُ: شق فی الأَرض كالوِجارِ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان واقفاً مع النبی، صلی الله علیه و سلم، فوَقَصَت به ناقته فی أَخاقیقِ جِرْذانٍ؛ قال الأَصمعی: إنما هو لَخاقیق، واحدها لُخْقُوق و هی شقوق فی الأَرض؛ و قال بعضهم فی قوله فی لَخاقیق جِرْذانٍ: أصلها الأَخاقِیقُ؛ قال ابن بری:
لسان العرب، ج‌10، ص: 329
الأَخاقِیقُ جمع أَخْقاقٍ، و أَخْقاق جمع خَقٍّ، و الخَقّ الشق فی الأَرض. یقال: خَقَّ فی الأَرض و خَدّ، و قیل: اللُّخْقُوق الوادی. أَبو عمرو: اللَّخْقُ الشق فی الأَرض، و جمعه لُخُوق و أَلْخاق؛ و قال الأَصمعی: هی اللَّخاقیقُ الشقوق فی الأَرض، واحدها لُخْقوق. و قال ابن شمیل: اللُّخْقُوق مَسیل الماء له أَجراف و حُفَر، و الماء یجری فیَحْفِرُ الأَرض كهیئة النهر حتی تری له أَجرافاً، و جمعه اللَّخَاقیق و قیل: شِقَابُ الجبل لَخَاقیق أَیضاً. و لَخَاقِیقُ الفرج: ما انْزَوَی من قعره؛ قال اللعین المِنْقَرِیّ: كَبْسَاء خَرْقاء مِتْآم، إِذا وقَعَتْ فی مَهْبَلٍ أَدرَكَتْ داء اللَّخَاقیق

لزق؛ ج10، ص: 329

: لَزِقَ الشی‌ءُ بالشی‌ء یَلْزَقُ لُزوقاً: كَلَصِقَ و التزَقَ التِزاقاً و قد لَصِق و لَزِق و لَسِق، و أَلْزَقَهُ كأَلْصَقه، و أَلْزقَهُ به غیرهُ، و لازَقَهُ: كلاصقه. و هذا لِزْق هذا و لَزِیقُه و بِلِزْقِه أی لصیقه، و قیل أَی بجانبه، و الأُنثی لَزِقَةٌ و لَزِیقَةٌ. و اللَّزَقُ: هو الذی یُلْزِقُ الرِّئة بالجنب. و یقال: هذه الدار لَزیقةُ هذه و هذه بلِزْقِ هذه. و أُذن لَزْقاءُ: التَزَقَ طرفها بالرأس. و اللَّزَقُ: كاللَّوَی. و اللِّزَاقُ: الجماع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد: دَلْو فَرَتْها لك من عَنَاقِ لَمَّا رأَتْ أَنك بئس السّاقی، و لَسْتَ بالمَحْمودِ فی اللِّزاقِ و فی التهذیب: و جَرَّبت ضَعْفك فی اللِّزاقِ أَی فی مجامعته إیاها، قال: و العرب تكنی باللِّزاقِ عن الجماع. و اللَّزُوق و اللَّازوق: دواء للجرح یلزمه حتی یبرأَ؛ قال أَبو منصور: و یقال له اللَّصُوق و اللَّزُوق. و المُلَزَّقُ: الشی‌ء لیس بالمحكم. و اللُّزَّیْقَی: نبتة تنبت بعد المطر بلیلتین تَلْزَقُ بالطین الذی فی أُصول الحجارة، و هی خضراء كالعَرْمَض. و أَتتنا لُزَق من الناس أَی أَخلاط.

لسق؛ ج10، ص: 329

: اللَّسَقُ مثل اللَّصَق: لزوق الرِّئة بالجنب من العطش، یقال لَسِق البعیر و لَصِقَ؛ و منه قول رؤبة: وَ بَلَّ بَرْدُ الماء أَعضَادَ اللَّسَقْ قال ابن بری و قبله: حتی إِذا أَكْرَعْنَ فی الحَوْم المَهَقْ و بعده: وَسْوَس یَدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ و الحَوْم: الماء الكثیر، و المَهَقُ: الأَبیض. و اللَّسُوق: دواء كاللَّزُوق. الأَزهری: اللَّسَقُ عند العرب هو الظمأُ، سمی لَسَقاً للزوق الرِّئة بالجنب، و أَصله اللَّزَقُ. ابن سیدة: لَسِقَ لغة فی لَصِقَ، لَسِقَ به و لَصِقَ به و التَسَقَ به و الْتَزقَ به و ألْسَقه به غیرهُ و أَلصقه. و فلان لِسْقی و لِصْقی و بِلِسِقْی و بِلِصْقِی و لَسِیقی و لَصِیقی أَی بجنبی.

لصق؛ ج10، ص: 329

: لَصِقَ به یَلْصَق لُصُوقاً: و هی لغة تمیم، و قیس تقول لَسق بالسین، و ربیعة تقول لَزَق، و هی أَقبحها إلا فی أَشیاء نصفها فی حدودها. و التَصَقَ و أَلْصَقَ غیره، و هو لِصْقُه و لَصِیقُه. و اللَّصُوق: دواء یلصق بالجرح، و قد قاله الشافعی. و یقال: أَلْصَقَ فلان بِعُرْقوب بعیره إِذا عقره، و ربما قالوا أَلْصَقَ بساق بعیره، و قیل لبعض العرب: كیف
لسان العرب، ج‌10، ص: 330
أنت عند القِرَی؟ فقال: أُلْصِق و الله بالنَّاب الفانیة و البَكْر و الضَّرْع؛ قال الراعی: فقلتُ له: أَلْصِقْ بأیْبَس ساقِها، فإن نُحِرَ العُرْقُوبُ لا یَرقأ النَّسَا «2». أَراد أَلْصِق السیف بساقها و اعقِرْها، و هذا‌ذكره ابن الأَثیر فی النهایة عن قیس بن عاصم، قال له رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فكیف أَنت عند القِرَی؟ قال: أُلْصِقُ بالناب الفانیة و الضَّرْع الصغیر الضعیف؛ أَراد أَنه یُلْصِقُ بها السیف فیعرقبها للضیافة. و المُلْصَقُ: الدعیّ. و‌فی حدیث حاطب: إنی كنت امرأً مُلْصَقاً فی قریش؛ المُلْصَقُ: هو الرجل المقیم فی الحی و لیس منهم بنسب. و یقال: اشتر لی لحماً و أَلْصِقْ بالماعز أَی اجعل اعتمادك علیها؛ قال ابن مقبل: و تُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ، و قد رَغَتْ أَجِنَّتُها، و لم تُنَضِّح لها حَمْلا و حرف الإِلصاق: الباء، سماها النحویون بذلك لأَنها تُلْصِقُ ما قبلها بما بعدها كقولك مررت بزید؛ قال ابن جنی: إذا قلت أمسكت زیداً فقد یمكن أن تكون باشرته نفسه، و قد یمكن أن تكون منعته من التصرف من غیر مباشرة له، فإذا قلت أَمسكت بزید فقد أَعلمتَ أنك باشرته و أَلْصَقْت محلّ قدرك أو ما اتصل بمحل قدرك به، فقد صح إِذاً معنی الإِلْصَاق. و الملصقة من النساء: الضیقة. و اللُّصَیْقَی، مخففة الصاد: عُشْبة؛ عن كراع لم یُحَلِّها.

لعق؛ ج10، ص: 330

: لَعِقَ الشی‌ءَ یَلْعَقُه لعْقاً: لحسه. و اللَّعْقةُ، بالفتح: المرَّة الواحدة، تقول: لَعِقْتُ لَعْقَةً واحدة. و‌فی الحدیث: كان یأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعِقَها و أَمر بلَعْق الأَصابع و الصَّحفْة‌أَی لَطْع ما علیها من أَثر الطعام، و قد لَعِقَه یَلْعَقهُ لعْقاً. و اللُّعقةُ: ما لُعِقَ یطَّرد علی هذا الباب و اللُّعْقةُ: الشی‌ء القلیل منه. و أَلْعَقَه إِیاه و لَعّقه؛ عن السیرافی، یقال: قد أَلْعَقْتُه من الطعام ما یَلْعَقُه إلْعَاقاً. و اللَّعُوق: اسم ما یُلْعَقُ، و قیل: اسم لكل طعام یُلْعَقُ من دواء أَو عسل. و المِلْعَقَةُ: ما لُعِقَ به واحدة المَلاعق و اللُّعْقةُ، بالضم: اسم ما تأخذه المِلْعَقةُ. و اللُّعاقُ: ما بقی فی فیك من طعام لَعِقْتَهُ. و‌فی الحدیث: إِن للشیطان لَعُوقاً و دِسَاماً: اللَّعُوق: اسم لِما یَلْعَقُه، و قیل: اللَّعُوق اسم لما یُلْعَق أَی یؤكل بالمِلْعَقَة. و رجل وَعْقة لَعْقة؛ وعْقَة: نكد لئیم الخلق، و لَعْقة إتباع. و اللَّعْوقةُ: سرعة الإِنسان فیما أَخذ فیه من عمل فی خفةٍ و نَزَقٍ. و اللَّعْوق: المَسْلوسُ العقل. و لَعِقَ فلان إصبعه أَی مات، و هو كنایة. و یقال: فی الأَرض لَعْقة من ربیع لیس إِلا فی الرُّطْب یَلْعَقُها المال لَعْقاً. و رجل وَعِقٌ لَعِقٌ أَی حریص، و هو إِتباع له.

لعمق؛ ج10، ص: 330

: اللَّعْمَقُ: الماضی الجَلْد.

لفق؛ ج10، ص: 330

: لَفَقْت الثوب أَلْفِقُه لَفْقاً: و هو أَن تضم شقة إلی أُخری فتخیطهما. و لَفَق الشقتین یلِفقُهما لفْقاً و لفَّقَهما: ضَمّ إحداهما إلی الأُخری فخاطهما، و التَّلْفیقُ أعم، و هما ما دامتا مَلْفُوقتین لِفَاق و تِلْفَاق، و كلتاهما لِفْقَانِ ما دامتا مضمومتین،
(2). قوله [فإن نحر] كذا بالأَصل، و فی الأَساس فإن یجبر
لسان العرب، ج‌10، ص: 331
فإذا تباینتا بعد التَّلْفِیق قیل انْفَتَقَ لِفْقُهما، و لا یلزمه اسم اللِّفْق قبل الخیاطة، و قیل: اللِّفاقُ جماعة اللِّفق؛ و أَنشد: و یا رُبَّ ناعیةٍ مِنهُمُ، تشدّ اللِّفَاقَ علیها إِزارَا أَی من عظم عجیزتها تحتاج إِلی أَن تَلْفِقَ إِزاراً إِلی إِزار، و اللِّفْقُ، بكسر اللام: أحد لِفْقَی المُلاءة. و تلافَق القوم: تلاءَمت أمورهم. و أَحادیث مُلَفَّقَة أَی أكاذیب مُزَخْرفة. المؤَرج: و یقال للرجلین لا یفترقان هما لِفْقان. و فی نوادر الأَعراب: تأَفَّقت بكذا و تَلَفَّقْتُ أَی لحقته. شمر: فی حدیث لقمان صَفَّاق أَفَّاق؛ قال: رواه بعضهم لَفَّاق، قال: و اللَّفَّاق الذی لا یدرك ما یطلب. تقول: لَفَقَ فلان و لَفَّقَ أی طلب أَمراً فلم یدركه. و یفعل ذلك الصقر إذا كان علی یدی رجل فاشتهی أن یرسله علی الطیر ضرب بجناحیه، فإذا أَرسله فسبقه الطیر فلم یدركه فقد لَفَقَ. و الدیك الصَّفَّاق: الذی یضرب بجناحیه إِذا صَفَّق.

لقق؛ ج10، ص: 331

: لقَقْتُ عینه أَلُقُّها لَقّاً: و هو الضرب بالكف خاصة. و لَقَّ عینه: ضربها بیده. و اللقَقَةُ: الضاربون عیون الناس براحاتهم. و اللَّقّ: كل أَرضٍ ضیقة مستطیلة. ابن الأَعرابی: اللقلقةُ الحُفَرُ «1». المضیّقة الرؤوس. و اللَّقّ: الأَرض المرتفعة؛ و منه‌كتاب عبد الملك إِلی الحجاج: لا تَدَعْ خَقّاً و لا لَقّاً إِلّا زرعته؛ حكاه الهروی فی الغریبین. و الخَقّ و اللَّق «2» بالفتح: الصدع فی الأَرض و الشقّ. و اللَّقّ: الغامض من الأَرض. و‌فی الحدیث عن یوسف: أَنه زرع كل خَقٍّ و لَقّ؛ اللَّقّ: الأَرض المرتفعة، و اللَّقّ: المسك؛ حكاها الفارسی عن أَبی زید. و لَقْلَقَ الشی‌ءَ: حركه، و تَلَقْلَقَ: تَقَلْقَلَ، مقلوب منه. و رجل مُلَقْلَق: حادّ لا یَقِرُّ فی مكان. و اللَّقلاق و اللَّقلَقة: شدة الصوت فی حركة و اضطراب. و القَلْقَلة: شدة اضطراب الشی‌ء، و هو یَتَقَلْقَلُ و یتَلَقْلَقُ؛ و أَنشد: إِذا مَشَتْ فیه السیِّاطُ المُشَّقُ، شِبْهَ الأَفاعی، خیفةً تُلَقْلِقُ قال أَبو عبید: قَلْقَلْت الشی‌ء و لَقْلَقْته بمعنی واحد، و لَقْلَقْت الشی‌ء إِذا قَلْقَلْته. و اللَّقْلَقة: شدة الصوت. و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: ما لم یكن نَقْع و لا لَقلَقة، یعنی بالنَّقْع أَصوات الخدود إِذا ضُربت، و قد تقدم، و قیل: اللَّقْلقةُ الجلبة كأَنها حكایة الأَصوات إِذا كثرت فكأَنه أَراد الصیاح و الجلبة عند الموت، و قیل اللَّقْلقةُ تقطیع الصوت و هو الوَلْوَلَةُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إذا هُنَّ ذُكِّرن الحیاء من التُّقی، وثَبْنَ مُرِنَّاتٍ، لهُنَّ لَقَالِقُ و قیل: اللَّقْلقةُ و اللَّقْلاق الصوت و الجلبة؛ قال الراجز: إنی، إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ، و كَثُرَ اللَّجْلاج و اللَّقْلاقُ، ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجمٌ وَدَّاق و قال شمر: اللَّقْلَقة إِعجال الإِنسان لسانه حتی لا ینطبق علی أَوفاز و لا یثبت، و كذلك النظر إِذا كان سریعاً دائباً. و طرف مُلَقْلَق أَی حدید لا یَقِرّ
(1). قوله [اللقلقة الحفر إِلخ] هكذا فی الأَصل، و بهامشه بدل اللقلقة: اللققة، و كذا فی القاموس (2). قوله [و الخق و اللق إِلخ] كذا بالأَصل، و عبارة النهایة هنا: و فی مادة خقق: الخق الجحر، و اللق، بالفتح، الصدع و الشق.
لسان العرب، ج‌10، ص: 332
بمكانه؛ قال إمرؤ القیس: و جَلَّاها بطَرْفٍ مُلَقْلَق أَی سریع لا یَفْتُر ذكاء. و الحیة تُلَقْلِقُ إِذا أَدامت تحریك لَحْییها و إِخراج لسانها؛ و أَنشد: مثل الأَفاعی خیفةً تُلَقْلِقُ و‌فی الحدیث: أَنه قال لأَبی ذر ما لی أَراك لَقّاً بَقّاً؟ كیف بك إِذا أخرجوك من المدینة‌الأَزهری: اللَّقّ الكثیر الكلام، لَقْلاقٌ بَقْباق. و كان فی أَبی ذر شدة علی الأُمراء و إِغلاظ فی القول و كان عثمان یُبلغ عنه. یقال: رجل لَقَّاق بَقّاق، و یروی لَقًی، بالتخفیف، و هو مذكور فی بابه. و اللَّقْلَقُ: اللسان. و‌فی الحدیث: مَنْ وُقِیَ شَرَّ لَقْلَقِه و قَبْقَبه و ذَبْذَبه فقد وُقِیَ، و فی روایة: دخل الجنة؛ لَقْلَقُه اللسان، و قَبْقَبه البطن، و ذَبْذَبُه الفرج. و فی لسانه لَقْلَقة أَی حُبْسة. و اللَّقْلَقُ و اللَّقْلاق: طائر أَعجمی طویل العنق یأْكل الحیات، و الجمع اللَّقَالِقُ، و صوته اللَّقْلَقَةُ، و كذلك كل صوت فی حركة و اضطراب.

لمق؛ ج10، ص: 332

: اللَّمَقُ: لَمَقُ الطریق، و لَمَقُ الطریق نهجه و وسطه، لغة فی لَقَمِه، و هو قلب لَقَم؛ قال رؤبة: ساوی بأَیدیهنَّ من قَصْد اللَّمَقْ اللحیانی: خَلّ عن لَمَق الطریق و لَقَمِه، و لَمَقَ عینه یَلْمُقها لَمْقاً: رماها فأَصابها، و قیل: هو ضربها بالكف متوسطة خاصة كاللَّق، و عم به بعضهم العین و غیرها. و اللَّمْقُ: اللَّطْم، یقال: لَمَقَهُ لَمْقاً. ابن الأَعرابی: اللُّمْق جمع لامق، و هو الذی یبدأ فی شره بصَفْق الحَدَقة، یقال: لَمَقَ عینه إذا عَوَّرها. و اللَّمْقُ: المَحْو. و لَمَقَ الشی‌ءَ یَلْمُقه لَمْقاً: كتبه و محاه، و هو من الأَضداد. و قال أبو زید لَمَقَ الشی‌ءَ كتبه فی لغة بنی عقیل، و سائر قیس یقولون: لَمَقَه محاه. و فی كلام بعض فصحاء العرب یذكر مصدِّقاً لهم فقال: لَمَقَه بعد ما نَمَقه أی محاه بعد ما كتبه. أبو زید: نَمَقْته أَنْمُقُه نَمْقاً و لَمَقْتُه أَلْمُقه لَمْقاً كتبته. و اللَّماق: الیسیر من الطعام و الشراب، و اللَّماقُ یصلح فی الأَكل و الشرب؛ قال نَهْشلُ بن حَرِّیٍّ: كبَرْقٍ لاحَ یُعْجِبُ مَنْ رآه، و لا یَشْفِی الحَوائم من لَمَاقِ و خص بعضهم به الجحد، یقولون: ما عنده لَمَاقٌ و ما ذقت لَمَاقاً و لا لَمَاجاً أَی شیئاً. قال أَبو العمیثل: ما تَلَمَّقَ بشی‌ء أَی ما تَلَمَّج. و ما بالأَرض لَمَاق أی مَرْتع. و الیَلْمَق: القَباءُ المحشو، و هو بالفارسیة یَلْمَهْ. و لَمَقُتُه ببصری: مثل رَمَقُتُه.

لهق؛ ج10، ص: 332

: اللَّهَقُ، بالتحریك: الأَبیض، و قیل: الأَبیض الذی لیس بذی بَرِیقٍ و لا مُوهةٍ، وصف فی الثور و الثوب و الشیب؛ قال الهذلی: و إِلا النَّعامَ و حفَّانَهُ، و طُغْیَا مع اللَّهِقِ الناشط و كذلك البعیر الأَعیس، الواحد و الجمع فیه سواء، و قیل: اللَّهِقُ و اللَّهَقُ و اللَّهَاق الأَبیض الشدید البیاض، و الأُنثی لَهِقَة و لِهَاقٌ. و قد لَهِقَ و لَهَقَ لَهْقاً و لَهَقاً: ابیضَّ، فهو لَهَق و لَهِق إِذا كان شدید البیاض مثل یَقَق و یَقِق؛ قال القطامی
لسان العرب، ج‌10، ص: 333
یصف إِبلًا: و إِذا شَفَنَّ إِلی الطریف رَأَیْنَهُ لَهَقاً، كشاكلة الحِصانِ الأَبْلَقِ و اللَّهَاق و اللِّهَاقُ: الثور الأَبیض، قال أمیة بن أَبی عائذ: كأنَّی و رَحْلی، إذا رُعْتُها، علی جَمَزَی جازِئٍ بالرِّمالْ، حَدِید القناتین، عَبْلِ الشَّوی لَهَاق، تَلأْلُؤهُ كالهِلالْ و اللَّهَقُ مقصور منه. و التَّلَهُّق: كثرة الكلام و التَّقَعُّر فیه. و سهم لَهْوَق: حدید نافذ؛ قال أَبو ذؤیب: فأعْشَیْتُه من بَعْدِ ما رَاثَ عِشْیُهُ بسَهْمٍ، كسَیْرِ الثَّابِرِیَّةِ، لَهْوَقِ و التَّلَهْوُقُ: التَّمَلّق. و فیه لَهْوَقة أَی مَلَق و طَرْمذَة. ابن الأَعرابی: فی فلان طَرْمَذة و بَلْهقَة و لَهْوَقة أی كبر. و رجل لَهْوق و مُتَلَهْوق: یُبْدِی غیر ما فی طبیعته و یتزین بما لیس فیه من خُلُق و مروءة و كرم؛ قال الزمخشری: و عندی أَنه من اللَّهَق و هو الأَبیض فی موضع الكرم لنقاء عِرْضه مما یدنسه؛ و منه قصید كعب: تَرْمی الغُیُوب بعَیْنَیْ مفردٍ لَهَقِ هو بفتح الهاء و كسرها الأَبیض، و المفرد: الثور الوحشی شبهها به. و المُتَلَهْوق: المبالغ فیما أَخذ فیه من عمل أَو لبس. و اللّهْوقة: كل ما لم یبالغ فیه من كلام أَو من عمل، تقول: قد لهوق كذا و قد تَلَهْوقَ فیه. قال أَبو الغوث: اللهوقة أَن تتحسن بالشی‌ء و أَن تظهر شیئاً باطنك علی خلافة نحو أَن یُظهر الرجلُ من السخاء ما لیس علیه سجیّته؛ قال الكمیت یمدح مخلد بن یزید بن المهلب: أَجْزیهمُ یَدَ مخْلَدٍ، و جَزَاؤُها عِنْدی بلا صَلَفٍ، و لا بتَلَهْوُقِ و‌فی الحدیث: كان خُلُقه سجیّةً و لم یكن تَلَهْوُقاً‌أَی لم یكن تصنّعاً و تكلُّفاً.

لوق؛ ج10، ص: 333

: لاقَ الشی‌ءَ لَوْقاً و لَوَّقه: لیَّنه. و لَوَّق طعامه: أَصلحه بالزُّبْد. و‌فی حدیث عُبادة بن الصامت: و لا آكل إِلا ما لُوِّق لی؛ قال أبو عبید: هو مأخوذ من اللُّوقة، و هی الزبدة فی قول الفراء و الكسائی؛ و قال ابن الكلبی: هو الزبد بالرطب. و اللُّوقةُ: الرطبُ بالزُّبْد، و قیل بالسمن، و فیه لغتان: لُوقَة: و أَلُوقة؛ و قال رجل من بنی عُذرْه: و إنِّی لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقة، و إنِّی لِمَنْ عادیْتُمُ سُمُّ أَسْودِ و قال الآخر: حدیثك أَشْهی عِنْدنا من أَلُوقةٍ، تَعَجَّلهَا ظمآنُ شَهْوانُ للطُّعْم و اللُّوَقُ: جمع لُوقَة و هی الزبدة بالرطب، و الذی أَراد عبادةُ بقوله لُوِّقَ لی أَی لُیِّن لی من الطعام حتی یكون كالزُّبْد فی لینه، و أصله من اللُّوقةِ و هی الزبدة. و الأَلْوق: الأَحمق فی الكلام بیّنُ اللَّوَق. و رجل عَوِقٌ لَوِقٌ: إتباع، و كذلك ضیّق لیّق عَیّق، كل ذلك علی الإِتباع. و اللُّوقُ: كل شی‌ء لین من طعام و غیره. و یقال: ما ذقت لَوَاقاً أَی شیئاً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 334
و لُوَاق: أرض معروفة؛ قال أبو دواد: لمَنْ طَلَلٌ كعُنْوان الكتابِ ببطْن لُوَاق، أَو بطن الذُّهابِ؟

لیق؛ ج10، ص: 334

: لاقَ الدواة لَیْقاً و ألاقَها إلاقَةً، و هی أغرب، فلاقَتْ: لَزِق المداد بِصُوفها، و هی لائق لغة قلیلة، و لُقْتُها لَیْقاً أیضاً، و الاسم منه اللِّیقةُ، و هی لِیقةُ الدَّوَاة. التهذیب: اللِّیقة لِیقةُ الدواة و هی ما اجتمع فی وَقْبَتها من سوادها بمائها. و حكی ابن الأَعرابی: دَواة مَلُوقة أی مَلِیقة إذا أصلحت مِدَادها، و هذا لا یلحقها بالواو لأَنه إنما هو علی قول بعضهم لُوقَتْ فی لِیقَتْ، كما یقول بعضهم بُوعَتْ فی بِیعَت، ثم یقولون علی هذا مَبُوعة فی مَبِیعة. و لاقَ الشی‌ءُ بقلبی لَیْقاً و لَیاقاً و لَیقاناً و الْتاق، كلاهما: لَزِق. و ما لاقَ ذلك بصَفَری أی لم یوافقنی. و قال ثعلب: ما یَلیقُ ذلك بصَفری أی ما ثبت فی جوفی، و ما یلیق هذا الأَمر بفلان أی لیس أهلًا أن ینسب إلیه، و هو من ذلك. و الْتَاقَ قلبی بفلان أی لَصِق به و أحبه. و یقال: الْتاقَ به استغنی به؛ قال ابن میادة: و لا أن تكونَ النَّفْسُ عنها نَجِیحةً بشی‌ء، و لا مُلْتاقةً ببَدِیلِ و ما لاقَتْ عند زوجها و لا عاقَتْ أی ما حظیت و لم تَلْصَقْ بقلبه؛ و منه: لاقَت الدواةُ تَلِیقُ أَی لصقت، و لِقتُها، یتعدی و لا یتعدی. قال ابن بری: و حكی الزجاجی لُقْتُ الدواة ألُوقُها. و یقال: هذا الأَمر لا یَلْبَق بك أی لا یَزْكو بك، فإذا كان معناه لا یعلق قیل لا یلیق بك. الأَزهری: و العرب تقول هذا أمر لا یَلِیقُ بك، معناه لا یحسن بك حتی یَلْصقَ بك؛ و تقول لا یَلْبَق بك، معناه أَنه لیس یوفّق لك، و منه تَلْبِیقُ الثرید بالسمن إذا أكثر أدمه؛ و قول أبی العیال: خِضَمّ لم یُلِقْ شیئاً، كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ أَی لم یُلِقْ شیئاً إلا قطعه حُسَامه. یقال: ما أَلاقَنی أی ما حبسنی أی لا یحبس شیئاً. و یقال: فلان ما یُلِیقُ شیئاً من سخائه أی ما یمسك. و ألاقُوه بأَنفسهم أی ألزقوه و استلاطوه؛ قال زُمَیْل بن أُبَیْرٍ: و هل كُنْت إلا حَوْتكیّاً أَلاقَهُ بنو عَمّه، حتی بَغَی و تجبّرا؟ و یقال: هذا البیت لخارجة بن ضِرارٍ المُرّی. و اللَّیقُ: شی‌ء أسود یجعل فی دواء الكحل، واحدته لِیقَةٌ، و قد یكون اللِّیقُ و اللِّیقةُ من باب الفُوق و الفُوقةِ. و ما یَلِیقُ بكفه درهم أی ما یحتبس، و ما یُلِیقُه هو أَی ما یحبسه و لا یَلْصَق به؛ قال: تقول، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالًا للذَّةٍ، فُكَیْهةُ: هل شی‌ء بكَفَّیْكَ لائقُ؟ و قال‌كَفَّاك كَفٌّ ما تُلِیقُ درهمَا جوداً، و أُخری تُعْط بالسیف الدَّمَا «3». و فلان ما یَلِیقُ ببلد أَی ما یمتسك، و ما یُلِیقُه بلد أَی ما یمسكه. و قال الأَصمعی للرشید: ما أَلاقَتْنی أَرض حتی أَتیتك یا أَمیر المؤمنین و فی التهذیب أَن الأَصمعی قال: ما أَلاقَتْنی البَصْرةُ أَی ما ثَبَتّ فیها. و یقال: ما لِقْتُ بَعْدك بأَرض أی ما ثَبَتّ. ابن الأَعرابی: یقال فلان لا یَلِیق بیده مال و لا یُلِیقُ مالًا و لا
(3). قوله: تعْط: كذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 335
یَلیق ببلد و لا یَلِیقُ به بلد. و الالْتِیاقُ: لزوم الشی‌ء الشی‌ءَ. و لَیَّق الطعامَ: لیّنه. و ما فی الأَرض لیَاق أَی شی‌ء من مَرْتع. و ما وجدت عنه شیئاً أُلِیقُه، و هو منه. و اللِّیقةُ: الطینة اللزِجةُ یُرمی بها الحائط فتَلزق به. أَبو زید: هو ضَیْق لَیْق و ضَیِّق لَیِّق. و قد الْتاق فلانٌ بفلان إذا صافاهُ كأَنه لَزِقَ به. و لاقَ به فلان أی لاذ به. و لاقَ به الثوب أَی لبق به.

فصل المیم؛ ج10، ص: 335

مأق؛ ج10، ص: 335

: المَأْقة: الحِقْد. و المَأْقة و المَأْق، مهموز: ما یأْخذ الصبی بعد البكاء، مَئِقَ یَمْأَق مَأَقاً، فهو مَئِق، و امْتَأَق مثله. و المَأَقة، بالتحریك: شبه الفُواق یأْخذ الإِنسان عند البكاء و النَّشیج كأَنه نفس یقلعه من صدره؛ و روی ابن القطاع المَأَقة، بالتحریك: شدَّة الغیظ و الغضب؛ و شاهد المَأْقة، بسكون الهمزة، قول النابغة الجعدی: و خصمَیْ ضِرار ذوَیْ مَأْقَةٍ، متی یَدْنُ رِسْلُهما یُشْعَب فمأْقة علی هذا و مأَقة مثل رَحْمَة و رَحَمَةٍ، و أَما التَّأَقَةُ فهی شدة الغضب، فذكر أَبو عمرو أَنها بالتحریك. و قال اللحیانی: مَئِقَت المرأَة مَأْقة إذا أَخذها شبه الفواق عند البكاء قبل أَن تبكی. و مَئِق الرجل: كاد یبكی من شدَّة الغیظ أو بكی، و قیل: بكی و احْتدَّ. و أَمأَق إمآقاً: دخل فی المَأْقة كما تقول أَكأَبَ دخل فی الكَأْبة. و امْتَأَق إلیه بالبكاء: أَجهش إلیه به. الأَصمعی: امْتَأَق غضبهُ امْتِئاقاً إذا اشتدّ. و قَدِم فلان علینا فامْتأَقْنا إلیه: و هو شبه التباكی إلیه لطول الغَیبة. ابن السكیت: المَأْق شدة البكاء. و‌قالت أُم تأَبَّط شرّاً تؤبّن ولدها: ما أَبَتُّه مَئِقاً‌أَی باكیاً؛ و أَنشد لرؤبة: كأَنَّما عوْلتها بعد التَّأَقْ غَوْلةُ ثَكْلی، وَلْوَلت بعد المأَقْ اللیث: المُؤق من الأَرض و الجمع الأَمْآقُ النواحی الغامضة من أَطرافها؛ و أَنشد: تُفْضی إلی نازِحةِ الأَمْآق و قال غیره: المَأْقةُ الأَنَفَةُ و شدة الغضب و الحمیَّة. و الإِمْآق: نكث العهد من الأَنفَة. و‌فی كتاب النبی، صلی الله علیه و سلم، لبعض الوُفود من الیمانیین: ما لم تضمروا الإِماق و تأْكلوا الرِّماق؛ ترك الهمز من الإِمْآق لیوازن به الرماق، یقول: لكم الوفاء بما كتبت لكم ما لم تأْتوا بالمَأْقة فتغْدُروا و تَنْكُثوا و تقطعوا رِباقَ العهد الذی فی أَعناقكم؛ و فی الصحاح: یعنی الغیظ و البكاء مما یلزمكم من الصدقة فأَطلقه علی النَّكْثِ و الغدر، لأَنهما من نتائج الأَنَفَة و الحمِیَّةِ أن تسمعوا و تطیعوا؛ قال الزمخشری: و أَوجه من هذا أن یكون الإِماقُ مصدر أَماق و هو أَفعل من المُوق بمعنی الحُمْقِ، و المراد إضمار الكفر و العمل علی ترك الاستبصار فی دین الله تعالی. أَبو زید: مَأَق الطعامُ و الحُمْقُ إذا رخُص، و فی المثل: أَنت تَئِق و أَنا مَئِق فكیف نَتَّفِق؟ و قد تقدم ذكره فی ترجمة تأَق، و هو مثل یضرب فی سوء الاتفاق و المعاشرة. و مُؤق العین و مُوقُها و مُؤقِیها و مَأْقیها: مؤخرها، و قیل مقدمها، و جمع المُؤق و المُوق و المَأْق آماق، و جمع المُؤقی و المَأْقی مآقٍ علی القیاس، و فی وزن هذه الكلمة و تصاریفها و ضروب جمعها تعلیل دقیق. و مُوقِئ العین و ماقِئُها: مؤخرها و قیل مقدمها. أَبو
لسان العرب، ج‌10، ص: 336
الهیثم: فی حرف العین الذی یلی الأَنف لغات خمس: مُؤق و مَأْق، مهموزان و یجمعان أَمآقاً؛ و أنشد ابن بری لشاعر: فارَقْتُ لَیْلی ضَلَّةً، فنَدِمْتُ عند فِرَاقها فالعین تُذْرِی دَمْعها، كالدُّرِّ من أَمْآقِها و قد یترك همزها فیقال مُوق و مَاق، و یجمعان أَمْواقاً إلا فی لغة من قلب فقال آماق؛ و أنشد ابن بری للخنساء: تری آماقها الدهرَ تَدْمع و یقال: مُؤقٍ علی مُفْعل فی وزن مُؤبٍ، و یجمع هذا مآقی؛ و أَنشد لحسان: ما بالُ عَیْنِك لا تَنام، كأَنَّما كُحِلَت مآقیها بكُحل الإِثْمِدِ؟ و قال آخر: و الخیل تطعن شَزْراً فی مآقیها و قال حمید الأَرقط: كأَنما عَیْناهُ فی وَقْبَیْ حَجَرْ، بین مآق لم تُخَرَّقْ بالإِبَرْ و قال مُعَقِّرٌ فی مفرده: و مَأْقی عَیْنها حَذِل نَطُوف و قال مزاحم العقیلی فی تثنیته: أَ تَحْسِبُها تُصَوِّب مَأْقِیَیْها؟ غَلبتُك، و السماء و ما بَناها و یروی: أَ تَزْعُمها یُصَوَّب ماقِیاها و یقال: هذا ماقی العین علی مثال قاضی البلدة، و یهمز فیقال مَأْقی، و لیس لهذا نظیر فی كلام العرب فیما قال نصیر النحوی، لأَن أَلف كل فاعل من بنات الأَربعة مثل داعٍ و قاضٍ و رامٍ و عالٍ لا یهمز، و حكی الهمز فی مَأْقی خاصة. الفراء فی باب مَفْعَل: ما كان من ذوات الیاء و الواو من دَعَوْت و قَضَیْت فالمَفْعَل فیه مفتوح، اسماً كان أَو مصدراً، إلا المَأْقی من العین فإن العرب كسرت هذا الحرف، قال: و روی عن بعضهم أَنه قال فی مَأْوَی الإِبل مَأْوی، فهذان نادران لا یقاس علیهما. اللحیانی: القلب فی مَأْق فیمَنْ لغته مَأْقٌ و مُؤق أَمْقُ العین، و الجمع آماق، و هی فی الأَصل أَمْآق فقلبت، فلما وحدوا قالوا أَمْق لأَنهم وجدوه فی الجمع كذلك، قال: و من قال مَأْقی جعله مَواقی؛ و أَنشد: كأَنَّ اصْطِفاق المَأْقِیَیْنِ بطرفها نَثِیرُ جُمانٍ، أخطأَ السِّلْك ناظِمُه و‌فی الحدیث: أَنه كان یمسح المَأْقِیَین، و هی تثنیة المأْقی؛ و قال الشاعر: فظَلَّ خلیلی مُسْتَكِیناً كأَنه قَذًی، فی مَواقی مُقْلَتیْهِ یُقَلْقِلُ جمع ماقی؛ و قالت الخنساء فی مفرده: ما إنْ یَجفّ لها من عَبْرةٍ ماقی و قال اللیث: مُؤق العین مؤخرة و مَأْقُها مقدمها، رواه عن أَبی الدقیش. قال: و‌روی عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان یكتحل من قِبَلِ مُؤقه مرة و من قبَلِ مأْقِهِ مرة، یعنی مقدم العین و مؤخرها. قال الزهری: و أَهل اللغة مجمعون علی أَن المُؤق و المَأْق حرف العین الذی یلی الأَنف و أَن الذی یلی
لسان العرب، ج‌10، ص: 337
الصدغ یقال له اللَّحاظ، و الحدیث الذی استشهد به غیر معروف. الجوهری: مُؤق العین طرفها مما یلی الأَنف، و لَحاظها طرفها الذی یلی الأُذن، و الجمع آماق و أَمْآق أَیضاً مثل آبار و أَبآر. و مأْقی العین: لغة فی مُؤقِ العین، و هو فَعْلی و لیس بمَفْعِل لأَن المیم من نفس الكلمة، و إنما زید فی آخره الیاء للإِلحاق فلم یجدوا له نظیراً یلْحقونه به، لأَن فَعْلی بكسر اللام نادر لا أُخت لها فأُلحق بمَفْعِل، و لهذا جمعوه علی مَآقٍ علی التوهم كما جمعوا مَسِیلَ الماء أَمْسِلَةً و مُسْلاناً، و جمعوا المَصیر مُصْراناً، تشبیهاً لهما بفَعْیَل علی التوهم. قال ابن السكیت: لیس فی ذوات الأَربعة مَفْعِل، بكسر العین، إلا حرفان: مأْقی العین و مَأْوِی الإِبل؛ قال الفراء: سمعتهما و الكلام كله مَفْعَل، بالفتح، نحو رمیته مَرْمًی و دعوته مَدْعًی و غزوته مَغْزًی، قال: و ظاهر هذا القول، إن لم یُتَأَوَّل علی ما ذكرناه، غلط؛ و قال ابن بری عند قوله: و إنما زید فی آخره الیاء للإِلحاق، قال: الیاء فی مَأْقِی العین زائدة لغیر إلحاق كزیادة الواو فی عَرْقُوَةٍ و تَرْقُوَةٍ، و جمعها مَآقٍ علی فَعالٍ كَعَراقٍ و تَراقٍ، و لا حاجة إلی تشبیه مَأْقی العین بمَفْعِل فی جمعه كما ذكر فی قوله، فلهذا جمعوه علی مَآقٍ علی التوهم لما قدمتُ ذكره، فیكون مأْق بمنزلة عَرْقٍ جمع عَرْقُوَةٍ، و كما أَن الیاء فی عَرْقِی لیست للإِلحاق كذلك الیاء فی مأْقی لیست للإِلحاق، و قد یمكن أَن تكون الیاء فی مأْقی بدلًا من واو بمنزلة عَرْقٍ، و الأَصل عَرْقُوٌ، فانقلبت الواو یاء لتطرفها و انضمام ما قبلها؛ و قال أبو علی: قلبت یاء لما بنیت الكلمة علی التذكیر و قال ابن بری أیضاً بعد ما حكاه الجوهری عن ابن السكیت: إنه لیس فی ذوات الأَربعة مَفْعِل، بكسر العین، إلا حرفان: مأْقِی العین و مَأْوِی الإِبل؛ قال: هذا وهم من ابن السكیت لأَنه قد ثبت كون المیم أَصلًا فی قولهم مُؤْق، فیكون وزنها فَعْلِی علی ما تقدم، و نظیر مَأْقی مَعْدِی فیمن جعله من مَعَدَ أَی أَبعد و وزنه فَعْلی. و قال ابن بری: یقال فی المُؤْق مُؤْقٍ و مَأْقٍ، و تثبت الیاء فیهما مع الإِضافة و الأَلف و اللام. قال أبو علی: و أَما مُؤقِی فالیاء فیه للإِلحاق ببُرْثُنٍ، و أَصلُه مؤقُوٌ بزیادة الواو للإِلحاق كعُنْصُوَةٍ، إلا أَنها قلبت كما قلبت فی أدْلٍ، و أما مَأْقی العین فوزنه فَعْلِی، زیدت الیاء فیه لغیر إلحاق كما زیدت الواو فی تَرْقُوةٍ، و قد یحتمل أن تكون الیاء فیه منقلبة عن الواو فتكون للإِلحاق بالواو، فیكون وزنه فی الأَصل فَعْلُوٌ كتَرْقُوٍ، إلا أَن الواو قلبت یاء لما بنیت الكلمة علی التذكیر، انقعر كلام أبی علی. قال ابن بری: و ماقئ علی فاعل جمعه مَواقِئُ و تثنیته ماقِئَان؛ و أَنشد أَبو زید: یا مَنْ لِعَیْنٍ لم تَذق تَغْمیضا، و ماقِئَیْنِ اكتحلا مَضِیضَا قال أَبو علی: من قال مَاقٍ فالأَصل ماقئٌ و وزنه فالع، و كذلك جمعه مَواقٍ و وزنه فوالع، فأخرت الهمزة و قلبت یاء، و الدلیل علی ذلك ما حكی عن أبی زید أن قوماً یحققون الهمزة فیقولون مَاقِئ العین. و قال اللحیانی: یقال مُؤْق و أَمواق و مُوق أیضاً، بغیر همز، و جمعه مَواقٍ؛ قال: و سمعت مُوقئ و جمعه مَواقِئُ، و أُمْقاً و جمعه آماق، قال الشیخ: و یقال أُمْق مقلوب، و أصله مُؤق و آماق علی القلب من آمْآق، قال: فهذه إحدی عشرة لفظة علی هذا الترتیب: مُؤقٌ و مَأْقٌ و مُؤْقٍ و مَأْقٍ و مَاقٍ
لسان العرب، ج‌10، ص: 338
و مَاقِئٌ و مُوقٌ و مَاقٌ و مُوقٍ و مُوقئ و أُمْقٌ.

مجنق؛ ج10، ص: 338

: المَنْجَنِیقُ و المِنْجَنِیقُ، بفتح المیم و كسرها، و المَنْجَنُوق: القَذَّاف، التی ترمی بها الحجارة، دخیل أَعجمی معرب، و أصلها بالفارسیة: مَنْ جِی نِیكْ، أَی ما أَجْوَدَنی، و هی مؤنثة؛ قال زفر بن الحرث: لقد تركَتْنِی مَنْجَنِیقُ بنِ بَحْدَلٍ، أَحِیدُ عن العُصْفور حین یطیرُ و تقدیرها مَنْفَعِیل لقولهم: كنا نُجْنَقُ مَرَّةً و نُرْشَقُ أُخری. قال الفراء: و الجمع منْجَنِیقات، و قال سیبویه: هی فَنْعَلیل المیم من نفس الكلمة أَصلیة لقولهم فی الجمع مَجانِیق، و فی التصغیر مُجَیْنِیق، و لأَنها لو كانت زائدة و النون زائدة لاجتمعت زائدتان فی أَول الاسم، و هذا لا یكون فی الأَسماء و لا الصفات التی لیست علی الأَفعال المزیدة، و لو جعلت النون من نفس الحرف صار الاسم رباعیّاً و الزیادات لا تلحق ببنات الأَربعة أَوّلًا إلا الأَسماء الجاریة علی أَفعالها نحو مُدَحْرِج، و منهم من قال إن المیم و النون زائدتان لقولهم جَنَقَ یَجْنِق إذا رمی. التهذیب فی الرباعی: أَبو تراب مِنْجَلِیق و یقال جَنّقوا المجانیق و مَجْنقوها؛ و‌فی حدیث الحجاج: أَنه نصب علی البیت مَنْجَنِیقاً وَكَّل بها جانِقَین، فقال أَحد الجانِقین عند رمیه: خَطَّارة كالجمل الفَنِیق، أَعْدَدْتُها للمسجد العَتیقِ الجانِقُ: الذی یدیر المَنْجنیق و یرمی علیها.

مجلق؛ ج10، ص: 338

: التهذیب فی الرباعی: أَبو تراب یقال للمِنْجَنِیق مِنْجَلیق، و قد تقدم.

محق؛ ج10، ص: 338

: المَحْق: النقصان و ذهاب البركة. و شی‌ء ماحِقٌ: ذاهب. و قد مَحَق و امَّحَق و امْتَحَقَ و مَحَقهُ و أَمْحقه: لغة و أَباها الأَصمعی. قال الأَزهری: تقول مَحَقهُ الله فامَّحَقَ و امْتَحَقَ أَی ذهب خیره و بركته؛ و أَنشد لرؤبة: بِلالُ، یا ابن الأَنْجُمِ الأَطْلاقِ، لسْنَ بنَحْساتٍ و لا أَمْحاقِ قال أَبو زید: مَحقَه الله و أَمْحقه، و أَبی الأَصمعی إلَّا مَحَقه. و تَمَحَّقَ الشی‌ء و امتَحَقَ. و شی‌ءٌ مَحِیق: ممحوق؛ قال المفضل النكری یصف رُمْحاً علیه سنان من حدید أَو قرن: یُقَلِّبُ صَعْدَةً جَرداءَ فیها نَقِیعُ السَّمِّ، أَو قَرْنٌ مَحِیقُ و نصل مَحِیق أَی مُرَقَّق محدَّد، و هو فعِیل من مَحَقَه. و قرن مَحِیق إذا دُلك فذهب حدّه و مَلُس، و من المَحْق الخفی أَن تلد الإِبل الذكور و لا تلد الإِناث لأَن فیه انقطاع النسل و ذهاب اللبن، و من المَحْق الخفیّ النخل المُتقارَب. ابن سیدة: المَحْق النخل المُقَارَب بینه فی الغرس؛ و كل شی‌ءٍ أبطلته حتی لا یبقی منه شی‌ء، فقد مَحَقْتهُ. و قد امَّحق أَی بطل، مَحَقه یَمْحَقه مَحقْاً أی أبطله و محاه. قال الله تعالی: یَمْحَقُ اللّٰهُ الرِّبٰا وَ یُرْبِی الصَّدَقٰاتِ، أی یستأْصل الله الربا فیُذْهب رَیْعه و بركته. ابن الأَعرابی: المَحْق أَن یذهب الشی‌ء كله حتی لا یری منه شی‌ء. الجوهری: مَحَقهُ الله أَی أَذهب بركته، و أَمْحَقه لغة فیه ردیئة. و‌فی حدیث البیع: الحَلِفُ مَنْفَقَة للسلْعة مَمْحَقَة للبركة.و‌فی حدیث آخر: فإنه یَنْفَقُ ثم یَمْحَقُ؛ المَحْقُ: النقص و المحو و الإِبطال، و قد
لسان العرب، ج‌10، ص: 339
مَحَقهُ یَمْحَقهُ، و مَمْحَقَةٌ مَفْعلة منه أَی مَظنة له و محراة به. و منه‌الحدیث: ما مَحَقَ الإِسلام شی‌ء ما مَحَقَ الشُّحُّ، و قد تكرر فی الحدیث. ابن سیدة: المِحَاق و المُحاقُ آخر الشهر إذا امَّحق الهلال فلم یُرَ؛ قال: أتَوْنی بها قبل المُحاق بلیلةٍ، فكان مُحاقاً كله ذلك الشَّهْرُ و أَنشد الأَزهری: یَزْدَادُ، حتی إذا ما تَمَّ أَعْقَبَهُ كَرُّ الجَدِیدَیْنِ منه، ثم یَمَّحِقُ و قال ابن الأَعرابی: سُمَّی المُحاق مُحاقاً لأَنه طلع مع الشمس فَمَحَقَتْه فلم یرهُ أَحد، قال: و المُحاقُ أَیضاً أَن یسْتسرّ القمر لیلتین فلا یُری غُدْوة و لا عشیة، و یقال لثلاث لیالٍ من الشهر ثلاثٌ مُحاق. و امْتِحاق القمر: احتراقه و هو أَن یطلع قبل طلوع الشمس فلا یُرَی، یفعل ذلك لیلتین من آخر الشهر. الأَزهری: اختلف أَهل العربیة فی اللیالی المِحاقِ، فمنهم من جعلها الثلاث التی هی آخر الشهر و فیها السِّرارُ، و إلی هذا ذهب أَبو عبید و ابن الأَعرابی، و منهم من جعلها لیلة خمسٍ و ستٍّ و سبعٍ و عشرین لأَن القمر یطلع، و هذا قول الأَصمعی و ابن شمیل، و إلیه ذهب أَبو الهیثم و المبرد و الریاشی؛ قال الأَزهری: و هو أَصح القولین عندی، قال: و یقال مُحَاق القمر و مِحَاقه و مَحاقه. و مَحَّق فلان بفلان تَمْحِیقاً: و ذلك أَن العرب فی الجاهلیة إذا كان یومُ المِحَاقِ من الشهر بَدَرَ الرجل إلی ماءِ الرجل إذا غاب عنه فینزل علیه و یسقی به مالَه، فلا یزال قَیِّمَ الماء ذلك الشهر و رَبَّه حتی ینسلخ، فإذا انسلخ كان رَبّه الأَول أَحق به، و كانت العرب تدعو ذلك المَحِیق. أَبو عمرو: الإِمْحَاق أَن یهلك المال أَو الشی‌ء كمِحاق الهلال. و مُحِقَ الرجل و امَّحق: قارب الموت، من ذلك؛ قال سَبْرة بن عمرو الأَسدی یهجو خالد بن قیس: أَبوك الذی یَكوْی أُنوف عُنُوقِهِ بأَظفاره، حتی أَنَسَّ و أَمْحَقَا أَنَسَّ الشی‌ءُ: بلغ غایة الجهد، و هو نسیسه أَی بقیة نفسه. و ماحِقُ الصَّیْف: شدته. و محَقَهُ الحرُّ أَی أَحرقه. و یقال: جاءَ فی ماحِقِ الصیف أَی فی شدة حَرِّة. و یوم ماحِقٌ بیِّن المَحْق: شدید الحر أَی أَنه یَمْحَق كل شی‌ء و یحرقه؛ قال ساعدة الهذلی یصف الحمر: ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزان صادیةً، فی ماحِقٍ، من نهار الصَّیْف، مُحْتَدمِ

مخق؛ ج10، ص: 339

: مَخِقَت عینه: كبَخِقَتْ.

مخرق؛ ج10، ص: 339

: المُمَخْرَق: المُمَوَّه، و هی المَخْرقةُ، مأْخوذة من مَخاریق الصبیان.

مدق؛ ج10، ص: 339

: مَدَق الصخرةَ یَمْدقُها مَدْقاً: كسرها. و مَیْدق اسم.

مذق؛ ج10، ص: 339

: المَذِیقُ: اللبن الممزوج بالماء. مَذَقَ اللبنَ یَمْذُقه مذْقاً، فهو مَمْذوق و مَذِیقٌ و مَذِقٌ: خلطه؛ الأَخیرة علی النسب، و المَذْقةُ الطائفة منه. و مَذَقَهُ و مَذَق له: سقاه المَذْقةَ، و منه قیل: فلان یَمْذُق الوُدَّ إذا لم یخلصه، و هو المَذْق أَیضاً؛ و أَنشد: یَشْربُه مَذْقاً، و یَسْقی عیالَهُ سَجاجاً، كأَقْرَاب الثَّعالب، أَوْرَقا و‌فی الحدیث: بارك لكم فی مَذْقها و مَحْضها؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 340
المَذْق: المزج و الخلط. و‌فی حدیث كعب و سلمة: و مَذْقَة كطُرَّة الخَنیف؛ المَذْقة: الشربة من اللبن المَمْذوق، شبهها بحاشیة الخنیف و هو ردی‌ء الكتان لتغیر لونها و ذهابه بالمزج. و المُماذقة فی الوُدّ: ضد المخالصة. و مَذَق الوُدَّ: لم یخلصه. و رجل مَذَّاق: كَذُوب. و رجل مَذِقٌ و مَذَّاق و مُمَاذِق بیِّن المِذَاق: مَلُول، و فی الصحاح: غیر مخلص و هو المِذاقُ؛ قال: و لا مُؤاخاتك بالمِذَاقِ ابن بزرج: قالت امرأَة من العرب امَّذق، فقالت لها الأُخری: لم لا تقولین امْتَذق؟ فقال الآخر: و الله إنی لأُحب أَن تكون ذمَلَّقِیَّة اللسان أَی فصیحة اللسان. و أَبو مَذْقة: الذئب لأَن لونه یشبه لون المَذْقة؛ و لذلك قال: جاؤوا بِضَیْحٍ، هل رأَیتَ الذِّئْبَ قطّ؟ شبه لون الضَّیْح، و هو اللبن المخلوط، بلون الذئب.

مرق؛ ج10، ص: 340

: المَرَقُ الذی یؤتدم به: معروف، واحدته مَرَقة، و المَرَقة أَخص منه. و مَرَق القِدْرَ یَمْرُقُها و یَمْرِقُها مَرْقاً و أَمْرَقَها یُمْرقها إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها. الفراء: سمعت بعض العرب یقول أَطعمنا فلان مَرَقة مَرَقَیْن؛ یرید اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، و كذا قال ابن الأَعرابی. و مَرِقتِ البیضةُ مَرَقاً و مَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت فصارت ماء. و‌فی حدیث علی: إن من البیض ما یكون مارقاً‌أَی فاسداً. و قد مرقت البیضة إذا فسدت. و مَرَقَ الصوفَ و الشعر یَمْرقه مَرْقاً: نتفه. و المُراقة، بالضم: ما انتتف منهما، و خص بعضهم به ما ینتتف من الجلد المَعْطُونِ إذا دفن لیسترخی، و ربما قیل لما تنتفه من الكَلاءِ القلیل لبعیرك مُرَاقة؛ و قال اللحیانی: و كذلك الشی‌ء یسقط من الشی‌ء، و الشی‌ء یفنی منه فیَبْقی منه الشی‌ءُ. و‌فی الحدیث: أَنَّ امرأَة قالت: یا رسول الله، إن بنتاً لی عَروُساً تمرَّق شعرُها، و‌فی حدیث آخر: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها.یقال: مَرَقَ شَعْرُه و تَمَرَّق و امَّرق إذا انتثر و تساقط من مرض أَو غیره. و المَرْقة: الصوفة أَول ما تنتف، و قیل: هو ما یبقی فی الجلد من اللحم إذا سلخ، و قیل: هو الجلد إذا دبغ. و المَرْقُ، بالتسكین: الإِهابُ المُنْتِنُ. تقول مَرَقْتُ الإِهَابَ أَی نتفت عن الجلد المعطون صوفه. و أَمْرَق الجلدُ أَی حان له أن ینتف. و یقال: أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ و قال الحرث بن خالد: ساكناتُ العَقِیقِ أَشْهَی إلی القلب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ یَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسك، ضِماخاً كأنه ریح مَرْقِ قال ابن الأَعرابی: المَرْقُ صُوف العِجافِ و المَرْضی، و أَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من البیت الأَخیر من قوله: … كأَنه ریح مَرْق، ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التی هی من صوف المهازیل و المَرْضی، و قد یجوز أَن یكون یعنی به الصوف أَول ما یُنْتف، لأَنه حینئذ مُنْتِنٌ. تقول العرب: أَنتَنُ من مرْقات الغنم، فیكون المَرْقُ علی هذا واحداً لا جمع مَرْقة، و یكون من المذكر المجموع بالتاء، و قد یكون یعنی به الجلد الذی یُدْفن لیسترخی. و أَمْرَق الشعرُ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 341
حان له أَن یُمْرَقَ. ابن الأَعرابی: المَرْقُ الطعن بالعجلة. و المُرْقُ: الذئاب المُمَعَّطة. و المَرْق: الصوف المُنَفَّش. یقال: أَعطنی مَرْقة أَی صوفة. و المَرْق: الإِهابُ الذی عُطِنَ فی الدباغ و ترك حتی أَنتن و امَّرط عنه صوفه؛ و مَرَقْتُ الإِهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً؛ و المُرَاقة و المُرَاطة: ما سقط من الشعر. و المُراقة من النبات: ما یُشْبِعُ المال؛ و قال أَبو حنیفة: هو الكلأُ الضعیف القلیل. و مَرِقَت النخلةُ و أَمْرقَتْ، و هی مُمْرِقٌ: سقط حملها بعد ما كبر، و الاسم المَرْقُ. و مَرَقَ السهمُ من الرَّمِیَّة یَمْرُقُ مَرْقاً و مُرُوقاً: خرج من الجانب الآخر. و‌فی الحدیث و ذكر الخوارج: یَمْرْقُونَ من الدِّین كما یَمْرُق السهم من الرمیّة‌أَی یَجُوزونَهُ و یخرقونَهُ و یتعدّونه كما یخرق السهم المَرْمیّ به و یخرج منه. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أُمِرْتُ بقتال المارِقینَ، یعنی الخوارج، و أَمْرقْتُ السهم إمْراقاً، و منه سمیت الخوارج مارِقةً، و قد أَمْرَقهُ هو. و المُرُوق: الخروج من شی‌ء من غیر مدخله. و المارِقةُ: الذین مرقوا من الدِّین لغُلُوّهم فیه. و المُرُوق: سرعة الخروج من الشی‌ء، مَرَق الرجلُ من دِینه و مَرَقَ من بیته، و قیل: المُروق أَن یُنْفِذ السهم الرمیّة فیخرج طرفه من الجانب الآخر و سائره فی جوفها. و الامْتِراق: سرعة المَرْقِ. و امْتَرَق و امَّرق الولد من بطن أُمه و امْتَرقت الحمامة من وَكْرِها: خرجت. و مَرَق فی الأَرض مُروقاً: ذهب. و مَرَق الطائر مَرْقاً: ذَرَقَ. و المَرْق و المُرق؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة عن الأَعراب: سَفا السنبل، و الجمع أَمراق. و التَّمْرِیقُ: الغناء، و قیل: هو رفع الصوت به؛ قال: ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء و نَهْشل، من بین تالی شِعره و مُمَرِّق و المَرْق، بالسكون: غِنَاء الإِماء و السَّفِلة، و هو اسم. و المُمَرَّق أَیضاً من الغِناء: الذی تغنیه السَّفِلةُ و الإِماء. و یقال للمُغَنّی نفسه المُمَرِّق، و قد مَرَّق یُمَرِّقُ تَمْرِیقاً إذا غنی. و حكی ابن الأَعرابی: مَرَّق بالغناء؛ و أَنشد: أ فی كلّ عامٍ أَنت مُهْدِی قَصِیدةٍ، یُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ؟ فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلی، یا ابن دَیْسقَ، فدَعْها، و لكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ قال ابن بری: قال ابن خالویه لیس أَحد فسر التَّمْریقَ إلا أَبو عمرو الزاهد، قال: هو غناء السفلة و الساسة، و النَّصْبُ غناء الركبان. و فی الحدیث ذكر المُمَرِّق، هو المغنّی. و اهْتلَبَ السیفَ من غمده و امْتَرقهُ و اخْتلطهُ و اعْتَقَّهُ إذا استله. و یقال للذی یُبْدِی عورته: امَّرَقَ یَمَّرِقُ. و امَّرَقَ الرجلُ: بدت عورته. و قولهم فی المثل: رُوَیْدَ الغَزْوَ یَنْمَرِق، و أَصله أَن امرأَة كانت تغزو فحبِلت، فذُكِرَ لها الغزو، فقالت: رُوَیْدَ الغَزْوَ یَنْمَرِقُ أَی أَمهلوا الغزو حتی یخرج الولد؛ قال ابن بری: و قال المفضل هی رَقَاشِ الكِنانیَّة، و جمع المَارِقِ مُرَّاق؛ قال حمید الأَرقط: ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَیْن سَقْطَ عُمَانَ، و لصوصَ الجُفَّیْن
لسان العرب، ج‌10، ص: 342
و قال أَبو حنیفة: المُمْرِقُ اللحم الذی فیه سمن قلیل. و مَرَق حَبُّ العنب یَمْرُق مُرُوقاً: انتشر من ریح أَو غیره؛ هذه عن أَبی حنیفة. و المُرِّیقُ: حب العصفر، و فی التهذیب: شحم العصفر، و بعضهم یقول هی عربیة محضة، و بعض یقول لیست بعربیة. قال ابن سیدة: المُرِّیقُ حب العصفر، قال: و قال سیبویه حكاه أَبو الخطاب عن العرب، قال أَبو العباس: هو أَعجمی و قد غلط أَبو العباس لأَن سیبویه یحكیه عن العرب، فكیف یكون عجمیّاً؟ و ثوب مُمَرَّق: صبغ بالمُرّیق؛ و تَمَرَّق الثوب: قَبِلَ ذلك؛ و أنشد الباهلی: یا لیتَنی لكِ مِئْزر مُتَمرَّق بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَیاما قوله مُتَمرَّق: مصبوغ بالعُصْفر، و قال بالزعفران ضرورة، و كان حقه أَن یقول بالعصفر. و رجل مِمْراق: دَخّال فی الأُمور. و المَارِقُ: العلم النافذ فی كل شی‌ء لا یتعوج فیه. و مَرَقَا الأَنفِ: حَرْفاه. قال ثعلب: كذا رواه ابن الأَعرابی بالتخفیف، و الصواب عنده مَرَقَّا الأَنف. و فی الحدیث ذكر مَرَق، بفتح المیم و الراء، و قد تسكن، بئر مَرَق بالمدینة لها ذكر فی حدیث أَول الهجرة. و المَرَق أَیضاً: آفة تصیب الزرع. و‌فی الحدیث: أَنه اطّلی حتی بلغ المَرَاقّ؛ هو، بتشدید القاف، ما رق من أَسفل البطن و لان لا واحد له، و میمه زائدة، و قد تقدم فی الراء.

مزق؛ ج10، ص: 342

: المَزْق: شَقّ الثیاب و نحوها. مَزَقهُ یَمْزِقه مَزْقاً و مَزّقه فانْمَزق تَمْزیِقاً و تَمَزّق: خرقه؛ و منه قول العجاج: بحَجَبات یَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، كأَنما یَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ و الحَوَر: جلود حُمْرٌ، و البُهَر: الأَوساط. و‌فی حدیث كتابه إلی كِسْرَی: لما مَزَّقَهُ دعا علیهم أن یُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزیقُ التخریق و التقطیع، و أَراد بِتَمْزیقهم تفرُّقهم و زوال مُلكهم و قطع دابرهم. و المِزْقة: القطعة من الثوب. و ثوب مَزِیق و مَزِقٌ الأَخیرة علی النسب. و حكی اللحیانی: ثوب أَمْزَاق و مِزَق. و یقال: ثوب مَزِیق مَمْزُوق مُتَمَزِّق و ممزَّق، و سحاب مِزَق علی التشبیه كما قالوا كِسَف. و المِزَق: القطع من الثوب المَمْزُوق، و القطعة منها مِزْقَة. اللیث: یقال صار الثوب مِزَقاً أی قطعاً، قال: و لا یكادون یقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، و كذلك مِزَق السحاب قطعه. و مَزْقُ العِرْض: شتمه. و مَزَق عِرْضَه یَمْزِقُه مَزْقاً: كَهَرَده. و ناقة مِزاق، بكسر المیم، و نِزَاق؛ عن یعقوب: سریعة جدّاً یكاد یتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، و زاد فی التهذیب: ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ سریعة: قال اللیث: سمیت مِزَاقاً لأَن جلدها یكاد یتَمَزَّق عنها من سرعتها؛ و أَنشد: فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، تری بها نُدوباً من الأَنْساع: فَذّاً و تَوْأَما و قال غیره: فرس مِزَاق سریعة خفیفة؛ قال ذو الرمة: أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ بَراها القَوْدُ، و اكتَسَتِ اقْوِرَارا و فی النوادر: مازَقْتُ فلاناً و نازَقْتُه مُنَازقةً أَی سابقته فی العدو. و مُزَیْقِیاءُ: لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من
لسان العرب، ج‌10، ص: 343
ملوك الیمن جَدّ الأَنصار، قیل: إنه كان یُمَزِّق كل یوم حُلَّة فیَخْلَعُها علی أَصحابه، و قیل: إنه كان یلبس كل یوم حُلَّتین فیُمَزِّقهما بالعشی و یَكْره أَن یعود فیهما و یأْنف أن یلبسهما أَحد غیره، و قیل: سمی بذلك لأَنه كان یلبس كل یوم ثوباً، فإذا أمسی مَزَّقه و وهبه؛ و قال: أنا ابن مُزَیْقیا عَمْرو، و جدّی أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ و‌فی حدیث ابن عمر: أَن طائراً مَزَق علیه‌أی ذرق و رمی بسَلْحه علیه؛ مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه یمْزُق و یَمْزِقُ مَزْقاً: رمی بذَرْقه. و المُزْقةُ: طائر، و لیس بثَبَتٍ. و المُمَزِّقُ: لقب شاعر من عبد القیس، بكسر الزای و كان الفراء یفتحها: و إنما لُقِّب بذلك لقوله: فإن كنت مأْكولًا، فكُنْ خیر آكلٍ، و إلَّا فأدْرِكْنی، و لَمّا أُمَزَّقِ قال ابن بری: و حكی المفضل الضبی عن أَحمد اللغوی أَن المُمَزّق العبدی سمی بذلك لقوله: فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ، علی العَیْنِ، یَعْتاد الصَّفَا و یُمَزِّقُ و معنی یُمَزِّقُ یغنِّی. قال: و هذا یقوی قول الجوهری فی كسر الزای فی المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف فی هذا البیت یُمَرّق، بالراء. و التَّمْرِیقُ، بالراء: الغناء فلا حجة فیه علی هذا لأَن الزای فیه تصحیف، و قال الآمدی: المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدی، سمی بذلك لقوله: فإن كُنْتُ مأْكولًا، فكُنْ خیرا آكِلٍ و أَما المُمَزِّق، بكسر الزای، فهو المُمَزِّقُ الحَضْرمی، و هو متأَخر؛ و كان ولده یقال له المُخَزِّق لقوله: أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كما كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبی و هجا المُمَزِّقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال: كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة، فالیوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ لما جَرَیْتَ مع الضَّلال، غَرقْتَ فی بحر الشَّمَقْمَقْ و المُمَزَّقُ أَیضاً: مصدر كالتَّمْزِیق، و منه قوله تعالی: وَ مَزَّقْنٰاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ.

مستق؛ ج10، ص: 343

: روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه كان یصلی و یداه فی مُسْتُقَة، و فی روایة: صلی بالناس و یداه فی مُسْتُقَة؛ قال أَبو عبید: المَسَاتِقُ فِراءٌ طِوالُ الأَكمام، واحدتها مُسْتُقة، قال: و أَصلها بالفارسیة مُشْتَهْ فعرب. قال شمر: یقال مُسْتُقة و مُسْتَقة، و‌روی عن أَنس أَن ملك الروم أَهدی إلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها رسولُ الله صلی الله علیه و سلم، فكأَنی أنظر إلی یدیها تُذَبْذِبانِ، فبعث بها إلی جعفر و قال: ابعث بها إلی أَخیك النَّجاشی؛ هی بضم التاء و فتحها فَرْوٌ طویل الكمین، و قوله من سندس یشبه أَنها كانت مكفوفة بالسندس، و هو الرفیع من الحریر و الدیباج لأَن نفس الفَرْوِ لا یكون سندساً، و جمعها مَسَاتِقُ. و‌فی الحدیث: أَنه كان یلبس البَرَانِس و المَسَاتِقَ و یصلی فیها؛ و أَنشد شمر: إذا لَبِسَتْ مَسَاتِقَها غَنِیٌّ، فیا وَیْحَ المَسَاتِقِ ما لَقِینَا
لسان العرب، ج‌10، ص: 344
ابن الأَعرابی: هو فَرْوٌ طویل الكُمِّ، و كذلك قال الأَصمعی و ابن شمیل فی الجبة الواسعة.

مشق؛ ج10، ص: 344

: المشقة فی ذوات الحافر: تَفَحُّجٌ فی القوائم و تشَحُّج. و مَشِقَ الرجلُ یَمْشَقُ مَشَقاً، فهو مَشِقٌ إذا اصطَكَّت أَلْیتاه حتی تشَحَّجتا، و كذلك باطنا الفخذین. و رجل أَمْشَقُ، و المرأة مَشْقاءُ بیِّنا المَشَقِ. اللیث: إذا كانت إحدی ركبتیه تصیب الأُخری فهو المَشَق؛ و هذا قول أَبی زید حكاه عنه أَبو عبید. أَبو زید: مَشِقَ الرجل، بالكسر، إذا أَصابت إحدی ربَلتَیْه الأُخری. و قال ابن الأَعرابی: المَشْقُ فی ظاهر الساق و باطنها احْتِراقٌ یصبیها من الثوبِ إذا كان خشناً. و مَشَقَها الثوب یَمْشُقُها: أَحرقها، و الاسم من جمیع ذلك المُشْقة؛ و قول الحسین بن مطیر: تَفْرِی السِّباعُ سَلًی عنه تُماشِقُهُ، كأَنه بُرْدُ عَصْبٍ فیه تَضْرِیجُ فسره ابن الأَعرابی فقال: تُماشِقُه تُمزِّقه. و مَشَقَ الثوبَ: مَزَقه. و تَمَشَّق عن فلان ثوبُه إذا تمزق. و تَمَشَّقَ اللیل إذا وَلَّی. و تَمَشَّق جِلْبَابُ اللیل إذا ظهرت تعباشیرُ الصبح؛ قال الراجز و هو من نوادر أَبی عمرو: و قد أُقیم النَّاجِیاتِ الشُّنَّقَا لیلًا، و سِجْفُ اللیل قد تَمَشَّقا و المَشْقُ: شدة الأَكل یأْخذ النَّحْضَة فیَمْشُقُها بفیه مَشْقاً جذباً. و مَشَق من الطعام یَمْشُق مَشْقاً: تناول منه شیئاً قلیلًا. و مَشَقَت الإِبل فی الكلإِ تَمْشُق مَشْقاً: أَكلت أَطایبه. و مَشَّقْتُها إذا أَرعیتها إیاه. و تَمَاشَقَ القوم اللحم إذا تجاذبوه فأَكلوه؛ قال الراعی: و لا یَزالُ لهُمْ فی كلِّ مَنْزِلَةٍ لحم، تَماشَقُهُ الأَیدی، رَعابیلُ و قال الراجز یصف امرأَة یذمها: تُمَاشِقُ البادِینَ و الحُضّارا، لم تعرفِ الوَقْفَ و لا السِّوَارا أی تجاذبهم و تسابّهم. و رجل مَشِیقٌ و مَمْشُوق: خفیف اللحم، و رجل مِشْق فی هذا المعنی؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد: فانقاد كلُّ مُشَذَّبٍ مَرِسِ القُوَی لِخَیالهنَّ، و كلُّ مِشْقٍ شَیْظَمِ و فرس مَشِیقٌ و مَمْشوق أَی ضامر. التهذیب: یقال فرس مَشِیقٌ مُمَشَّق [مُمَشِّق مَمْشوق أَی فیه طول و قلة لحم. و جاریة مَمْشوقة: حسنة القَوَام قلیلة اللحم. و مُشِق القدحُ مَشْقاً: حمل علیه فی البَرْیِ لیَدِقّ. و المَشْق: جذب الشی‌ء لیمتدَّ و یطول، و السیر یُمْشَقُ حتی یلین، و الوَتَرُ یُمْشَقُ حتی یلین و یجوف، كما یَمْشُق الخیاط خیطه بحرنقه «4»: و مَشَقَ الوَتَرَ: جذبه لیمتد. و وتر مُمَشَّق و مُمَشِّقٌ: ممتد. و امْتَشَقَ الوترُ: امتد و ذهب ما انقشر من لحمه و عصبه. ابن شمیل: الشِّرْعة أَقل الأَوتار و أَشدها مَشْقاً. و المَشْقُ: أَن یلحم و یقشر حتی یسقط كل سَقَطٍ منه، و ذلك أَن العَقَب یؤخذ من المتن و یخالطه اللحم فییْبَس ثم یُنْسَطُ حتی لا یبقی فیه إلا مُشَاقُ العَقَب و قلبه و قد هذبوه من أسقاطه كلها. و مُشَاق العَقَب: أَجوده، قال: العقب فی الساقین و فی المتن و ما سواهما فإنما هو العصب، قال: و العِلْباءُ عصبة لا یكون وتَر و لا خیر فیه، و قلم
(4). قوله [بحرنقه] هكذا هو بالأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 345
مَشّاق: سریع الجری فی القِرْطاس. و مَشَق الخطَّ یَمْشقُه مَشْقاً: مده، و قیل أَسرع فیه. و المَشْقُ: السرعة فی الطعن و الضرب و الأَكل و الكتابة، و قد مَشَقَ یَمْشُق. و المشْق: الطعن الخفیف السریع، و الفعل كالفعل؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً وحشیّاً: فكَرَّ یَمْشُقُ طَعْناً فی جَوَاشِنها، كأَنه، الأَجْرَ فی الإِقْبالِ، یَحْتَسِبُ و مَشَقت الإِبل فی سیرها تَمْشُق مَشْقاً: أَسرعت، و قیل: كل سرعة مَشْق. الأَزهری: سمعت غیر واحد من العرب و هو یمارس عملًا فیحْتَثُّه و یقول: امْشُق امْشُق أَی أَسرع و بادر مثل حلب الإِبل و ما أَشبهه. و مَشَقَ المرأة مَشْقاً: نكحها. و مَشَقَهُ مَشْقاً: ضربه، و قیل: هو الضرب بالسوط خاصة، و مَشَقَه عشرین سوطاً؛ عن ابن الأَعرابی و لم یفسره، و قیل: إنما هو مَشَنَهُ؛ قال رؤبة: إذا مضت فیه السیاطُ المُشَّقُ و المَشْقُ المَشْطُ، و المَشْق جذب الكتان فی مِمْشَقَةٍ حتی یخلص خالصه و تبقی مُشَاقته، و قد مَشَقَهُ و امْتَشَقه. و المِشْقة و المُشاقة من الكتان و القطن و الشعر: ما خلص منه، و قیل: هو ما طار و سقط عن المَشْق. و المِشْقة: القطعة من القطن. و‌فی الحدیث: أَنه سُحر فی مُشْط و مُشاقةٍ؛ هی المُشَاطة، و هی أَیضاً ما ینقطع من الإِبْرِیسَم و الكتان عند تخلیصه و تسریحه. و ثوب مِشَق و أَمْشاقٌ: مُمَشَّق؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و المِشَقُ: أَخلاق الثیاب، واحدتها مِشْقة و فی الأَصول مُشاقة من كلإٍ أی قلیل. و الْمَشْقُ و المِشْقُ: المَغْرة و هو صبغ أَحمر. و ثوب مَمْشوق و مُمَشَّق: مصبوغ بالمِشْق [بالمَشْق. اللیث: المِشْق و المَشق طین یصبغ به الثوب، یقال: ثوب مُمَشَّق؛ و أَنشد ابن بری لأَبی وجزة: قدْ شَقَّها خُلُق منه، و قد قَفَلَتْ علی مِلاحٍ، كلون المَشْق [المِشْق، أَمْشاج و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: رأی علی طلحة ثَوْبین مصبوغین و هو محرم فقال: ما هذا؟ قال: إنما هو مِشْق؛ هو المَغْرة. و‌فی حدیث أبی هریرة رضی الله عنه: و علیه ثوبان مُمَشَّقان.و‌فی حدیث جابر: كنا نلبس المُمَشَّق فی الإِحرام.و امْتَشَقَ فی الشی‌ء: دخل. و امْتَشَق الشی‌ءَ: اختطفه؛ عن ابن الأَعرابی، و كذلك اخْتَدَفَه و اخْتَواه و اخْتَاته و تَخَوَّته. و امْتَشَنَه و امْتَشَقه من یده: اختلسه. و امْتَشَقْتُه: اقتطعته. و المَشِیقُ من الثیاب: اللبیس. و قال فی ترجمة مشغ: امْتَشَغْت ما فی الضرع و امْتَشَقْته إذا لم تدع فیه شیئاً، و كذلك امْتَشَغْت ما فی ید الرجل و امْتَشَقْته إذا أَخذت ما فی یده كله.

مطق؛ ج10، ص: 345

: التَّمطُّق و التّلَمُّظ: التَّذَوُّق و التصویت باللسان و الغار الأَعلی؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: إذا أَردنا دُسْمةً تَنَفَّقَا بناجِشَاتِ الموتِ، إذ تَمَطَّقا و قیل: هو إلْصاقُ اللسان بالغَارِ الأَعلی فیسمع له صوت، و ذلك عند استطابة الشی‌ء؛ قال حُرَیْثُ بن عَتَّاب یهجو بنی ثُعَل: دِیافِیّةٌ قُلْفٌ كأَنَّ خَطِیبَهُمْ، سَراة الضُّحَی، فی سَلْحِهِ، یتَمَطَّقُ أَی بسلحه. و قد یقال فی التَّلَمُّظ: إنه تحریك اللسان
لسان العرب، ج‌10، ص: 346
فی الفم بعد الأَكل كأَنه یتبع بقیة الطعام بین أسنانه. و التَّمَطُّق بالشفتین: أن یضم إحداهما بالأُخری مع صوت یكون منهما؛ و أَنشد: تراهُ إذا ما ذَاقَها یَتَمطَّق و تَمَطَّقت القوس: تصدعت؛ عن ابن الأَعرابی. و المَطَقُ: داء یصیب النخل فلا تحمل.

معق؛ ج10، ص: 346

: المَعْق و المُعْق: كالعُمْق؛ بئر مَعِیقة كعمیقة و قد مَعُقَتْ مَعاقة و أَمْعَقْتها و أَعْمَقتها و إنها لبعیدة العُمْق و المْعق و فَجّ مَعِیق، و قلما یقولونه إنما المعروف عَمِیق، و حكی الأَزهری عند ذكر قوله تعالی: یَأْتِینَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ، عن الفراء قال: لغة أَهل الحجاز عَمِیق و بنو تمیم یقولون مَعِیق، و قد مَعُق مَعْقاً و مَعَاقةً؛ قال رؤبة: كأَنها، و هی تَهادَی فی الرُّفَقْ من جذبها، شِبْراقُ شَدٍّ ذی مَعَقْ أَی بُعْدٍ فی الأَرض، و الشِّبراق: شدَّة تباعد القوائم، و المَعْقُ: بُعد أجواف الأَرض علی وجه الأَرض یقود المَعْق الأَیام؛ یقال: علونا مُعُوقاً من الأَرض منكَرة و علونا أرضاً مَعْقاً؛ و أما المَعِیق فالشدید الدخول فی جوف الأَرض. یقال: غائط مَعیق. و المَعْق: الأَرض التی لا نبات فیها. و الأَمْعاق و الأَماعق و الأَماعِیق: أَطراف المفازة البعیدة. و المَعِیقة: الصغیرة الفَرْج. و المَعِیقة أَیضاً: الدقیقة الوَرِكین، و قیل: هی المِعْیقَةَ كالحِثْیَلة. و تَمَعَّقَ علینا: ساء خلقه. و حكی الأَزهری عن اللیث: المَقْع و المَعْق الشرب الشدید. و قال الجوهری: المَعْق قلب العَمْق؛ و منه قول رؤبة: و إِن هَمی من بعد مَعْقٍ مَعْقا، عَرفْتَ من ضَرْب الحَریر عِتْقا أی من بَعْد بُعْدٍ بُعْداً. قال: و قد تحرك مثل نَهْر و نَهَر.

مقق؛ ج10، ص: 346

: المَقَقُ: الطول عامة، و قیل: هو الطول الفاحش فی دقة؛ قال رؤبة: لواحِقُ الأَقْراب فیها كالمَقَقْ أَراد فیها المَقَقُ فزاد الكاف كما قال تعالی: لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ. رجل أَمَقُّ و امرأَة مَقَّاءُ، و قیل: المَقَّاءُ الطویلة الرُّفْغین الرخوتهما الطویلة الإِسْكَتَین القلیلة لحم الرُّفغین، و قیل: هی الرقیقة الفخذین المَعِیقةُ الرفغین. ابن الأَعرابی: المَقَّاء من الخیل الواسعة الأَرْفاغ. قال ابن الأَعرابی: غزا أَعرابی من بَكْر بن وائل فَفُلُّوا، فجاء ثلاث جَوارٍ إلی مُهَلْهِل فسأَلنه عن آبائهن، فقال للأُولی: صِفی لی فرس أَبیك، فقالت: كان أَبی علی شَقَّاءَ مَقَّاءَ طویلة الأَنقاء، تَمَطَّقُ أُنثَیاها بالعرق تمَطُّقَ الشیخ بالمَرَق، قال: نجا أَبوكِ: قال: أُنثیاها رَبَلَتا فخذیها، و المَقَّاء: الواسعة الأَرْفاغ؛ و أَنشد غیره قول الراعی یصف ناقة: مَقَّاء مُنْفَتِق الإِبْطَیْنِ ماهِرة بالسَّوْم، ناطَ یَدَیْها حارِكٌ سَنَدُ قال النضر: فَخِذ مَقَّاء و هی المعْروقة العاریة من اللحم الطویلة. و وجه أَمَقُّ: طویل كوجه الجرادة. و فرس أَمَقّ: بعید ما بین الفروج طویل بیِّن المَقَق. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: من أَراد المفاخرة بالأَولاد فعلیه بالمُقِّ من النساء‌أی الطوال. یقال رجل أَمَقّ و امرأَة مَقَّاء. و خَرْق أَمَقّ: بعید
لسان العرب، ج‌10، ص: 347
الأَرْجاء. و مفازة مَقَّاء: بعیدة ما بین الطرفین، و كل تباعد بین شیئین مَقَقٌ، و الصفة كالصفة. و حصن أَمَقّ: واسع؛ قال: و لی مُسْمِعانِ و زَمَّارَةٌ، و ظِلٌّ مَدِیدٌ و حِصنٌ أَمَقّ قال ثعلب: المُسْمِعان القَیْدان قید بهما، و الزَّمّارة: الساجور، و هذا رجل كان محبوساً فی سجن شُیِّدَ بناؤه، و هو مُقَیَّد مغلول فیه. و امْتَقَّ الفصیل ما فی ضرع أُمِّه و امْتَكَّه و تمقَّقَه: شرِب كل ما فیه امْتِقاقاً و امْتكاكاً، و كذلك الصبی إذا امتصَّ جمیع ما فی ثدی أُمِّه، و زعم یعقوب أن قافها بدل من كاف امتكَّ و تمقَّقْت الشراب و تمزَّزته: شربته قلیلًا قلیلًا شیئاً بعد شی‌ء. أَبو عمرو: المَقَقَةُ شُرَّاب النبیذ قلیلًا قلیلًا. و المقَقَةُ: الجِداءُ الرُّضَّعُ. و المقَقة: الجهّال. و أَصابه جرح فما تمَقَّقَه أَی لم یضره و لم یُبالِه. أَبو عبیدة: المقّ الشق. و مَقَقْتُ الشی‌ء أَمُقُّه مَقّاً: فتحته. و مَقَقْت الطَّلْعة: شققتها للإِبار. ابن الأَعرابی: مَقَّقَ الرجل علی عیاله إذا ضیق علیهم فقراً أو بخلًا، و كذلك أَوَّق و قَوَّق. و قال: زَقّ الطائر فرخه و مقّقه و غَرَّه و مَجَّه. و المُقامِقُ: المتكلم بأقصی حلقه، و تقدیره فُعافِل بتكریر الفاء، و لا یقال مُقانِق. و یقال: فیه مَقْمَقَة و لُقَّاعات، و المَقْمَقَةُ حكایة صوت أَو كلام. و مَقْمَقَ الحُوَارُ خِلْف أُمه: مصه مصّاً شدیداً.

ملق؛ ج10، ص: 347

: المَلَقُ: الوُدّ و اللطف الشدید، و أَصله التلیین و قیل: المَلَقُ شدة لطف الودّ، و قیل: الترفق و المداراة، و المعنیان متقاربان، مَلِقَ مَلَقاً و تمَلَّقَ و تَملَّقَهُ و تمَلّقَ له تمَلُّقاً و تِمِلَّاقاً أَی تودد إلیه و تلطف له: قال الشاعر: ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ، و حُبُّ تِمِلَّاقٍ، و حُبٌّ هو القَتْل و‌فی الحدیث: لیس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحریك الزیادة فی التَّوَدُّد و الدعاء و التضرع فوق ما ینبغی. و قد مَلِقَ، بالكسر، یَمْلَقُ مَلَقاً. و رجل مَلِقٌ: یعطی بلسانه ما لیس فی قلبه؛ و منه قول المتنخل: أَرْوَی بجِنّ العَهْد سَلْمَی، و لا یُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ قوله بجِنّ العَهْد أَی سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه یثبت و یدوم، و جِنُّ الشباب: أوله و قوله: … و لا یُنْصِبْكَ عهد المَلِق … أَی من كان مَلِقاً ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا یُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ و رجل مَلِقٌ و مَلَّاق، و قیل: المَلَّاق الذی لا یصدق وُدُّه. و المَلِقُ أَیضاً: الذی یَعِدُك و یُخْلِفك فلا یفی و یتزین بما لیس عنده. أَبو عمرو: المَلَقُ اللین من الحیوان و الكلام و الصُّخور. و المَلَقُ: الدعاء و التضرع؛ قال: لاهُمّ، ربَّ البَیْتِ و المُشَرَّقِ، إیّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِی یعنی دعائی و تضرُّعی. و یقال: إنه لمَلَّاق مُتَمَلِّق ذو مَلَقٍ، و لا یقال منه فَعِلَ یَفْعَلُ إلَّا علی یتملق، و المَلَقُ من التَّمَلُّق، و أصله من التلیین. و یقال للصَّفاة الملساء اللینة مَلَقةٌ، و جمعها مَلَقات؛ و قال الراجز: و حَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ أَی لانَ. خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخیل الذی‌لسان العرب، ج‌10، ص: 348‌لا یُوثق بجریه، أُخذ من مَلَق الإِنسان الذی لا یصدق فی مودَّته؛ قال الجعدی: و لا مَلِقٌ یَنْزُو و یُندِر رَوْثَهُ أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا أبو عبید: فرس مَلِقٌ و الأَنثی مَلِقةٌ و المصدر المَلَقُ و هو أَلطف الحُضْر و أَسرعه، و أَنشد بیت الجعدی أَیضاً. و مَلَّق الشی‌ءَ: ملسه. و انْمَلَق الشی‌ء و امَّلَق، بالإِدغام، أَی صار أَملس؛ قال الراجز: و حَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ، یقول: قَطْباً و نِعِمّا، إن سَلَقْ قوله انْمَلَقَ یعنی انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال. و انْمَلَق منی أَی أَفْلت. و المَلَق: الصُّفُوح اللینة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة، و قیل: هی الآكام المفترشة، و المَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغی الهذلی: و لا عُصْماً أَوابِدَ فی صُخُور، كُسِینَ علی فَراسِنِها خِدامَا أُتِیحَ لها أُقَیْدِر ذو حَشیف، إذا سامَتْ علی المَلَقات سَامَا و الإِمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالی: وَ لٰا تَقْتُلُوا أَوْلٰادَكُمْ مِنْ إِمْلٰاقٍ. و‌فی حدیث فاطمة بنت قیس: أَما معاویة فرجل أَمْلق من المال‌أَی فقیر منه قد نَفِد ماله. یقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، و أَصل الإِملاق الإِنْفاق. یقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، و مَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من یده و لم یحبسه، و الفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب فی موضع المسبب حتی صار به أَشهر. و‌فی حدیث عائشة: و یَرِیشُ مُمْلِقَها‌أَی یغنی فقیرها. و الإِمْلاق: كثرة إنفاق المال و تبذیره حتی یورث حاجة، و قد أَمْلَقَ و أَمْلَقَه الله، و قیل: المُمْلِق الذی لا شی‌ء له. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة سأَلت ابن عباس: أَ أُنفق من مالی ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقی من مالك ما شئت قال الله تعالی: خَشْیَةَ إِمْلٰاقٍ، معناه خشیة الفقر و الحاجة.ابن شمیل: إنه لمُمْلِق أی مفسد. و الإِملاق: الإِفساد؛ قال شمر: أملق لازم و متعد. یقال: أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، و أَمْلَقَ الدهرُ ما بیده؛ و منه قول أَوس: لما رأَیتُ العُدْمَ قَیَّدَ نائِلی، و أَمْلَقَ ما عندی خُطُوب تَنَبَّلُ و أَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَی أَفقرته. و یقال: أَمْلَقَ مالی خُطُوبُ الدهر أَی أَذهبه. و مَلَقَ الأَدیمَ یَمْلُقه مَلْقاً إذا دلكه حتی یلین. و یقال: مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتی یَمْلاسّ؛ قال: رأَت غلاماً جِلْدُه لم یُمْلَقِ بماءِ حَمَّامٍ، و لم یُخَلَّقِ یعنی و لم یُمَلَّس من الخَلْق و هو الملاسة. و مَلَقَ الثوبَ و الإِناء یَمْلُقه مَلْقاً: غسله. و المَلْقُ: الرضع. و مَلَقَ الجَدْی أُمه یَمْلُقُها مَلْقاً: رضعها، و كذلك الفَصِیل و الصبیّ، و قرئ علی المنذری: مَلَقَ الجدی أُمه یَمْلِقُها، قال: و أَحسب مَلَقَ الجدی أُمه یَمْلُقها إذا رضعها لغة. و مَلَقَ الرجل جاریته و مَلَجَها إذا نكحها، كما یَمْلُق الجدی أُمه إذا رضعها. و‌فی حدیث عَبِیدَةَ السَّلْمانِیّ: أَن ابن سیرین قال له ما یوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ
لسان العرب، ج‌10، ص: 349
و الاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، و الاسْتِملاق الرضع، و هو اسْتِفْعال منه، و كنی به عن الجماع لأَن المرأة ترتضع ماء الرجل، من مَلَق الجدی أُمه إذا رضعها، و أَراد أَن الذی یوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما یرضع الرضیع إذا لقم حَلَمة الثَّدْی. و مَلَقَ عینه یَمْلُقُها مَلْقاً: ضربها. و مَلَقهُ بالسوط و العصا یَمْلُقه مَلْقاً: ضربه. و یقال: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه. و المَلْقُ: ضرب الحمار بحوافره الأَرض؛ قال رؤبة یصف حماراً: مُعْتَزِم التَّجْلیح مَلَّاخ المَلَقْ، یَرْمی الجَلامِیدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ یقول: لیس حافر هذا الحمار بثقیل الوَقْع علی الأَرض. و المَلَقُ: ما استوی من الأَرض، و أَنشد بیت رؤبة: مَلَّاخ المَلَقْ، و قال: الواحدة مَلَقَة. و المَلْقُ: مثل المَلْخِ و هو السیر الشدید. و المَیْلَقُ: السریع؛ قال الزفیان: ناجٍ مُلحّ فی الخَبَارِ مَیْلَقُ، كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ و المَلْقُ: المحو مثل اللَّمْقِ. و مَلْقُ الأَدِیم: غسله. و المَلْقُ: الحُضْر الشدید. و المَلْقُ: المَرّ الخفیف. یقال: مَرّ یَمْلُقُ الأَرض مَلْقاً. و رجل مَلِقٌ: ضعیف. و المالَقُ: الخشبة العریضة التی تشدّ بالحبال إلی الثَّوْرین فیقوم علیها الرجل و یجرها الثوران فیُعَفِّی آثار اللُّؤَمَةِ و السِّنّ؛ و قد مَلَّقُوا أَرضهم یُمَلِّقُونها تَمْلِیقاً إذا فعلوا ذلك بها؛ قال الأَزهری: مَلَّقوا و مَلَّسوا واحد و هی تملِّسُ الأَرض، فكأنه جعل المالَقَ عربیّاً؛ و قیل: المالَقُ الذی یقبض علیه الحارث. و قال أَبو حنیفة: المِمْلَقة خشبة عریضة یجرها الثیران. اللیث: المالَقُ الذی یملّس الحارث به الأَرض المُثارة. أَبو سعید: یقال لمالَج الطَّیّان مالَقُ و مِمْلَقٌ. و یقال: ولدت الناقة فخرج الجنین مَلِیقاً من بطنها أَی لا شعر علیه. و المَلقُ: المُلوسة. و قال الأَصمعی: الجنین مَلِیطٌ، بالطاء، بهذا المعنی.

مهق؛ ج10، ص: 349

: المَهَقُ و المُهْقةُ: بیاض فی زرقة، و قیل المَهَقُ و المُهْقة شدة البیاض، و قیل: هما بیاض الإِنسان حتی یقبح جدّاً، و هو بیاض سَمْجٌ لا یخالطه صفرة و لا حمرة، لكن كلون الجص و نحوه؛ و رجل أَمْهَقُ و امرأَة مَهْقاءُ. و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أنه كان أَزْهَرَ و لم یكن بالأَبیض الأَمْهَق؛ أبو عبید: الأَمهَقُ الأَبیض الشدید البیاض الذی لا یخالط بیاضه شی‌ء من الحمرة و لیس بنَیّر، و لكن كلون الجص أو نحوه، یقول: فلیس هو كذلك بل إنه كان نیّر البیاض، صلی الله علیه و سلم. الأَزهری: المَهَقُ و المَقَهُ بیاض فی زرقة، قال: و بعضهم یقول المَقَهُ أَشدّهما بیاضاً. الجوهری: المَهَقُ فی قول رؤبة خضرة الماء؛ قال ابن بری یعنی قوله: حتی إذا كَرَعْن فی الحَوْمِ المَهَقْ و شراب أَمْهَقُ: لونه لون الأَمْهَقِ من الرجال. و المَهَقُ كالمَرَهِ، و امرأَة مَهْقاءُ: تنفی عیناها الكحل و لا ینفی بیاض جلدها، عن ابن الأَعرابی، و قیل: هو إذا كانت كریهة البیاض غیر كحلاء العینین. أَبو زید: الأَمْقَهُ و الأَمْرَةُ معاً الأَحمر أَشفار العینین. الجوهری: و عین مَهْقاءُ. و تَمَهَّقْتُ الشراب إذا شربته ساعة بعد ساعة؛ و منه قولهم: ظَلَّ یَتَمَهَّق شَكْوتَه، و قال الأَصمعی: هو
لسان العرب، ج‌10، ص: 350
یَتَمَهَّق الشراب تمهُّقاً إذا شربه النهار أَجمَعَ. و قال أَبو عمرو: أنت تَمَهَّقُ الماء تَمَهُّقاً إذا شربه النهار أجمع ساعة بعد ساعة، قال: و یقال ذلك فی شرب اللبن؛ و أنشد قول الكمیت: تَمَهَّقَ أخْلاف المعیشة بینهم رِضاع، و أخْلافُ المعیشة حُفَّلُ و المَهِیقُ: الأَرض البعیدة؛ قال أَبو دواد: له أَثَرٌ فی الأَرض لَحْبٌ كأنه نَبِیثُ مَساحٍ من لِحاءِ مَهِیقِ قالوا: أراد باللِّحاء ما قشر من وجه الأَرض.

موق؛ ج10، ص: 350

: المائقُ: الهالك حُمْقاً و غَباوةً. قال سیبویه: و الجمع مَوْقی مثال حَمْقی و نَوْكَی، یذهب إلی أنه شی‌ء أُصیبوا به فی عقولهم فأُجْری مجری هَلْكی، و قد ماقَ یَمُوقُ مَوْقاً و مُوقاً و مُؤُوقاً و مَواقةً و اسْتَماقَ. و المُوقُ: حُمْق فی غَباوةٍ. یقال: أحمقُ مائقٌ، و النعت مائقٌ و مائِقةٌ. الكسائی: هو مائِق و دائِق، و قد ماقَ و داقَ یَمُوقُ و یَدُوق مَواقةً و دَواقةً و مُؤوقاً و دُؤُوقاً. قال أبو بكر: فی قوله فلان مائقٌ ثلاثة أقوال: قال قوم المائق السیِّ‌ء الخُلُق من قولهم أَنت تَئِق و أنا مَئِق أی أنت ممتلئ غضباً و أنا سیّ‌ء الخُلُق فلا نتفق، و قیل: المائِقُ الأَحمق لیس له معنیً غیره، و قال قوم: المائقُ السریع البكاء القلیل الحَزْمِ و الثَّبات من قولهم ما أَباتَتْه مَئِقاً أی ما أباتته باكیاً. و المَوْق، بالفتح: مصدر قولك ماقَ البیعُ یَمُوق أَی رخص. و ماقَ البیعُ: كَسَدَ؛ عن ثعلب. و المُوقان و المُوقُ: الذی یلبس فوق الخف، فارسی معرب. و‌فی الحدیث: أن امرأَة رأت كلباً فی یوم حارّ فنزعتْ له بمُوقِها فسقته فغُفِرَ لها؛ المُوق: الخف؛ و منه‌الحدیث: أنه توضَّأَ و مسح علی مُوقَیْه.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لما قدم الشأْم عَرَضَتْ له مَخاضة نزل عن بعیره و نزع مُوقَیْه و خاض الماء.و فی المحكم: و المُوق ضرب من الخِفاف، و الجمع أَمْواق، عربی صحیح؛ قال النمر بن تولب: فتَری النِّعاجَ بها تَمَشَّی خَلْفه، مَشْیَ العِبادِیِّین فی الأَمْواقِ و مُوقُ العین و ماقُها: لغة فی المُؤق و المَأْق، و جمعهما جمیعاً أَمْواق إلا فی لغة من قلب فقال آماق. و‌فی الحدیث: أَنه كان یكتحل مَرَّة من مُوقِهِ و مَرَّة من ماقِهِ، و قد تقدم شرح ذلك مستوفی فی ترجمة مأَق. و المُوقُ: الغبار. و المُوق أیضاً: النمل ذو الأَجنحة.

فصل النون؛ ج10، ص: 350

نبق؛ ج10، ص: 350

: النَّبِق: ثمر السِّدْر. و النَّبِقُ و النَّبَق و النِّبْق و النَّبْقُ، مخفف: حمل السِّدْر، الواحدة من جمیع ذلك بالهاء. الجوهری: نَبِقة و نَبِق و نَبِقات مثل كَلِمة و كَلِم و كَلِمات. و‌فی حدیث سِدْرة المُنْتَهی: فإذا نَبِقُها أمثال القِلال.و نَبَّق النخلُ: فسد و صار تمره صغیراً مثل النَّبَقِ، و قیل: نَبَّق أَزْهی. و نخل مُنَبَّق، بالفتح، و مُنَبِّق: مُصْطفّ علی سطر مستو، و كذلك كل شی‌ء مستوٍ مُهَذَّب؛ قال إمرؤ القیس: و حَدِّثْ بأَن زالت بلیْلٍ حُمُولُهم، كنَخْلٍ من الأَعراض غیرِ مُنَبَّقِ و یروی … غیر مُنَبِّق. المفضل فی قوله … غیر مُنَبِّق: غیر
لسان العرب، ج‌10، ص: 351
بالغ؛ و أنشد ابن بری للمتلمس: و البیتُ ذو الشُّرُفاتِ من سِنْدادَ، و النخلُ المُنَبِّقْ و النَّبْقُ مثل النَّمْقِ: الكتابة. و نَبَّقَ الكتاب: سَطره و كتبه. ابن الأَعرابی: أَنْبَقَ و نَبَقَ و نَبَّقَ كله إذا غرس شِراكاً واحداً من الوادی. أبو عمرو: النَّبْقُ دقیق یخرج من لُبّ جِذْع النخلة حُلو یُقَوَّی بالصَّفْر یُنْبَذُ فیكون نهایة فی الجَودْة، و یقال لنبیذه الضَّرِیّ. أبو زید: إذا كانت الضرطة لیست بشدیدة قیل أَنْبَق بها إنْباقاً، و كذلك نَبّق بها أَی حَبَق حَبْقاً غیر شدید. یقال: أَنبق إذا حَبَق بصوت، و طَحْرَب بغیر صوت، و إذا عظم الصوت قیل رَدَمَ. الفراء: النُّباقِیّ مأْخوذ من النُّبَاقِ و هو الحُصاص الضعیف. أبو زائدة و خترش: هو یَنْتَبقُ للكلام انْتباقاً و یَنْتَبِطُه أی یستخرجه. الجوهری: و یقال انْباقَ علینا بالكلام أَی انبعث مثل انْباع؛ قال ابن بری: صواب انْباقَ علینا أَن یذكر فی فصل بوق كما ذكر فیه انْباقَتْ علیهم بائِقةُ شرٍّ. و بنو أبی نَبْقة: بُطین من بنی الحرث. و ذو نَبَقٍ: اسم موضع؛ قال الراعی: تَبَیَّنْ خلیلی، هل تری من ظَعائنٍ بذی نَبَقٍ، زالت بهنَّ الأَباعِرُ؟

نتق؛ ج10، ص: 351

: النَّتْقُ: الزعزعة و الهز و الجَذْب و النَّفْض. و نَتَقَ الشی‌ءَ یَنْتِقُه و یَنْتُقُه، بالضم، نَتْقاً: جذبه و اقتلعه. و فی التنزیل: وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ؛ أی زَعْزَعْناه و رفعناه، و‌جاء فی الخبر: أَنه اقْتُلع من مكانه؛ و قال الشاعر: قد جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا، و نَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا، فلم یَرَ الناسُ لنا مُعادِلا و قال الفراء فی ذلك: رفع الجبل علی عسكرهم فرسخاً فی فرسخ، و نَتَقْنا: رفعنا. و فرس ناتِقٌ إذا كان ینفض راكبه. و نَتَقت الدابة راكبها و براكبها تَنْتِقُ و تَنْتُقُ نَتْقاً و نُتُوقاً إذا نَزَّتْه و أَتعبته حتی یأْخذه لذلك رَبْو؛ قال العجاج: یَنْتُقْنَ بالقَوْمِ من التَّزَعُّلِ، مَیْسَ عُمانَ و رِحالَ الإِسْحِلِ و نَتَقْتُ الغَرْبَ من البئر أَی جذبته بمرة. و نَتَقَ السِّقاءَ و الجِراب و غیرهما من الأَوعیة نَتْقاً إذا نفضه لیقتلع منه زبدته، و قیل: نفضه حتی یستخرج ما فیه، و قد انْتَتَقَ هو و أَنْتَقَ: فَتَقَ جرابه لیصلحه من السوس. و‌فی الحدیث فی صفة مكة و الكعبة: أقلُّ نَتائق الدنیا مَدَراً؛ النَّتائِقُ: جمع نَتِیقةٍ فَعِیلة بمعنی مفعولة من النَّتْق، و هو أن یقلع الشی‌ء فیرفعه من مكانه لیرمی به، هذا هو الأَصل و أراد بها هاهنا البلاد لرفع بنائها و شهرتها فی موضعها. و نَتَقْتُ الشی‌ء إذا حركته حتی یُسْفَكَ ما فیه،قال: و كان نَتْق الجبل أَنه قُطِع منه شی‌ء علی قدر عسكر موسی فأَظَلَّ علیهم، قال لهم موسی: إما أَن تقبلوا التوراة، و إما أن یسقط علیكم.ابن الأَعرابی: یقال نَتقَ جِرابَه إذا صب ما فیه. و الناتِقُ: الرافع. و الناتق: الفاتِقُ. و قالت أَعرابیة لأُخری: انتُقی جِرابك فإنه قد سوَّس. و الناتِقُ: الباسط. یقال: انْتُقْ لَوْطَك فی الغَزالة حتی یَجِفّ. ابن الأَعرابی: أَنتَقَ
لسان العرب، ج‌10، ص: 352
إذا شال حجر الأَشِدَّاءِ، و أَنْتَقَ عمل مِظلَّةً من الشمس، و أَنتَقَ إذا بنی داره نِتاق دارٍ أَی حِیالها. و ناتِقٌ: شهر رمضان؛ عن الوزیر. و أَنتَقَ: صامَ ناتِقاً، و هو شهر رمضان. ابن سیدة: و ناتِق من أَسماء رمضان؛ قال: و فی ناتِقٍ أَجْلَتْ، لدی حَوْمَةِ الوغی، و وَلَّت علی الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما و البعیر إذا تزعزع حِملُه، و فی التهذیب: بحمله، نتَقَ عُری حِباله و ذلك إذا جذبها فاسترخت عُقَدها و عُراها فانْتَتَقَتْ؛ و أَنشد: یَنْتُقن أَقْتادَ النُّسُوع الأُطَّطِ و سَمِن حتی نَتَق نُتوقاً: و ذلك أَن یمتلئ جلده شحماً و لحماً. و نَتَقَت الماشیة تَنْتُق: سمنت عن البقل؛ حكاه أَبو حنیفة. و نَتَقَت المرأة و الناقة تَنْتُقُ نُتوقاً و هی ناتِق و مِنْتاق: كثر ولدها. و‌فی الحدیث: علیكم بالأَبكار من النساء فإنهن أَطیب أَفواهاً و أَنْتَقُ أَرْحاماً و أَرْضی بالیسیر؛ معناه أَنهن أَكثر أَولاداً. و الناتِقُ و المِنْتاق: الكثیرة الأَولاد. و یقال للمرأَة ناتِقٌ لأَنها ترمی بالأَولاد رمیاً. و النَّتْقُ: الرمی و النفْض. و النَّتْق أَیضاً: الرفع؛ و منه‌حدیث علی، رضوان الله علیه: البیت المعمور نِتاقُ الكعبة من فوقها‌أَی هو مُظِلّ علیها فی السماء؛ و قول النابغة: لم یُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذاءِ، و أُمهم طَفَحَتْ علیك بناتِقٍ مذكارِ یعنی بالناتِق الرَّحِمَ، و ذَكَّر علی معنی الفرج أَو العضو. و ناقة ناتِق إذا أَسرعت الحمل، و زَنْد ناتق أَی وارٍ. و الناتِقُ من الماشیة: البطین، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء.

ندق؛ ج10، ص: 352

: انتَدَق بطنه: انشقّ فتدلی منه شی‌ء.

نرمق؛ ج10، ص: 352

: اللیث فی قول رؤبة: أَعَدّ أَخْطالًا له و نَرْمَقا قال: النَّرْمَقُ فارسی معرب لأَنه لیس فی كلام العرب كلمة صدرها نون أَصلیة، و قال غیره: معناه نَرْمَهْ و هو اللیّن.

نزق؛ ج10، ص: 352

: النَّزَقُ: خفة فی كل أَمر و عجلة فی جهل و حُمْق. ابن سیدة: النَّزَقُ الخفة و الطیش، نزِق، بالكسر، یَنْزَقُ نزقاً، فهو نزِق، و الأُنثی نزِقَةٌ، و هو من الطیش و الخفة. و أَنَزَقَ الرجلُ إذا سَفِهَ بعد حِلْم. و تَنازَق الرجلان تَنازُقاً و نِزاقاً و مُنازقة: تشاتما، الأَخیرتان علی غیر الفعل. و المُنازِقُ: الكثیر الكلام و النَّزَقِ. و نزِقَ الرجل و الفرس و غیره یَنزَقُ نزْقاً و نُزوقاً إذا نزا. و نَزَّقَ الفرسَ و أَنزقه تَنزِیقاً إذا ضربه حتی یَنْزو و یَنْزق، و فی التهذیب: حتی یثب نَهْزاً. و أَنزَقَ فی الضحك و أَهْزَقَ إذا أَفرط فیه و أكثر. و النَّزْقُ: مَلْ‌ءُ السِّقاء و الإِناء إلی رأسه. و نَزِقَتِ النِّهاءُ: امتلأَت. و یقال: مُطِر مكانُ كذا و كذا حتی نزِقَتْ نِهاؤه أَی امتلأَت غُدْرانه. و ناقة نِزاقٌ: مثل مِزاق؛ عن یعقوب. و النَّیْزَقُ لغة فی النَّیْزَك: قال الشاعر: و ثَدْیانِ، لَوْ لا ما هُما لم تكَدْ تُرَی علی الأَرضِ، إنْ قامَتْ، كمِثْل النَّیازِق كأنَّهما عِدْلا جُوَالِقٍ أصْبَحا، و حَشْوُهما تِبْنٌ علی ظهر ناهِق

نسق؛ ج10، ص: 352

: النَّسَقُ من كل شی‌ء: ما كان علی طریقة نِظام واحد، عامٌّ فی الأَشیاء، و قد نَسَّقْتُه تَنْسِیقاً؛ و یخفف. ابن سیدة: نَسَقَ الشی‌ء یَنْسُقهُ نَسْقاً
لسان العرب، ج‌10، ص: 353
و نَسَّقه نظَّمه علی السواء، و انْتَسَق هو و تَناسَق، و الاسم النَّسَقُ، و قد انْتَسَقت هذه الأَشیاء بعضُها إلی بعض أَی تَنَسَّقَتْ. و النحویون یسمون حروف العطف حروف النَّسَقِ لأَن الشی‌ء إذا عطفْت علیه شیئاً بعده جَری مجْرًی واحداً. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: ناسِقوا بین الحج و العمرة؛ قال شمر: معنی ناسِقوا تابِعُوا و واتِرُوا. یقال: ناسَقَ بین الأَمرین أی تابع بینهما. و ثَغْر نَسَق إذا كانت الأَسنان مستویة. و نَسَقُ الأَسنان: انتظامها فی النِّبْتةِ و حسن تركیبها. و النَّسْق: العطف علی الأَول، و الفعل كالفعل. و ثغر نَسَق و خَرزَ نَسَق أَی منتظم؛ قال أَبو زبید: بجِیدِ رِیْمٍ كریم زانَهُ نَسَقٌ، یكاد یُلْهِبُه الیاقوتُ إلهابا و التَّنْسِیقُ: التنظیم. و النَّسَق: ما جاء من الكلام علی نِظام واحد، و العرب تقول لطَوار الحبْل إذا امتد مستویاً: خذ علی هذا النَّسَق أی علی هذا الطَّوارِ؛ و الكلام إذا كان مسجَّعاً، قیل: له نَسَق حسن. ابن الأَعرابی: أَنسَقَ الرجلُ إذا تكلم سجعاً. و النَّسَقُ: كواكب مصطفة خلف الثریا، یقال لها الفُرود. و یقال: رأَیت نَسَقاً من الرجال و المتاع أَی بعضُها إلی جنب بعض؛ قال الشاعر: مُسْتَوْسِقات عَصَباً و نَسَقا و النَّسْق، بالتسكین: مصدر نَسَقْتُ الكلام إذا عطفت بعضه علی بعض؛ و یقال: نَسَقْتُ بین الشیئین و ناسَقْتُ.

نستق؛ ج10، ص: 353

: النُّسْتُق: الخَدَمُ لا واحد لهم؛ قال عدی بن زید العبادی: یَنْصِفها [یَنْصُفها نُسْتُق تكادُ تُكْرِمهم، عن النَّصافة، كالغِزْلانِ فی السَّلَم التهذیب: قیل النُّسْتُق الخادم. قال الأَزهری: كأَنه بلسان الروم تكلمت به العرب.

نشق؛ ج10، ص: 353

: النَّشْقُ: صب سَعوط فی الأَنف. ابن سیدة: النَّشُوق سَعُوط یجعل أو یصب فی المُنْخُرین، تقول: أَنْشَقْتُه إنْشاقاً. و‌فی الحدیث: إن للشیطان نَشوقاً و لَعُوقاً و دساماً، یعنی أَنَّ له وساوس مهما وجَدتْ منفذاً دخلت فیه. و أَنْشَقْتُه الدواء فی أَنفه: صببته فیه. اللیث: النَّشُوق اسم لكل دواء یُنْشَقُ؛ و أَنشد ابن بری للأَغلب: و افْتَرَّ صاباً و نَشوقاً مالحا و‌فی الحدیث: أَنه كان یَسْتَنْشِقُ فی وُضوئه ثلاثاً فی كل مرة یَسْتَنْثِرُ‌أَی یُبْلِغ الماء خَیاشیمه، و هو من اسْتِنْشاق الریح إذا شَمِمْتها مع قوَّة، و قیل: أَنْشَقه الشی‌ءَ فانْتَشَق و تَنَشَّق. و انْتَشَق الماءَ فی أَنفه و اسْتَنْشَقَه: صبَّه فیه. و اسْتَنْشقْتُ الریح: شممتها. و اسْتَنْشَقْتُ الماء و غیره إذا أَدخلته فی الأَنف. و النشاق: الریح الطیبة، و قد نَشِقَها نَشَقاً و نَشْقاً و انْتَشَقَ و تَنَشَّق. أَبو زید: نَشِقْتُ من الرجل ریحاً طیِّبة أَنْشَقُ نَشَقاً أَی شَمِمْت، و نَشِیت أَنْشی نِشْوةً مثله. و قال أَبو حنیفة: إن كان المشموم مما تُدْخِلُه أَنفك قلت تَنَشَّقْتُه و اسْتَنْشقته. و أَنْشَقَهُ القطنة المحرقة إذا أدناها إلی أَنفه لیَدْخل ریحُها خَیاشیمه. و رائحة مكروهة النِّشْق أَی الشم؛ و أَنشد لرؤبة: حَرّاً من الخَرْدلِ مكروه النَّشَقْ و النُّشْقة: الحلقة تشد بها الغنم، و قیل: النُّشْقة،
لسان العرب، ج‌10، ص: 354
بالضم: الرِّبْقة التی تجعل فی أَعناق البَهْم. و یقال لحلَق الرِّبَق نُشَق، و قد أَنْشَقْته فی الحبل أَی أَنشبته؛ و أَنشد: نَزْوَ القَطا أَنْشَقَهُنَّ المُحْتَبِلْ و قال آخر: مناتِینُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهُمْ أَكُفُّ ضِبابٍ، أُنْشِقَتْ فی الحَبائِل ابن الأَعرابی: أَنْشَقَ الصائدُ إذا عَلِقَت النُّشْقة بعنق الغزال فی الكَصِیصةِ، و یقول الصائد لشریكه: لی النَّشاقی و لك العَلاقی، فالنَّشَاقی: ما وقعت النُّشْقة فی الحلق و هی الشربَّة، قال: و العَلاقی ما تعلق بالرجْل. و نَشِقَ الصید فی الحِبالة نَشَقاً: نَشِب و عَلِق فیها، و كذلك فَراشةُ القُفْل. اللحیانی: یقال نَشِبَ فی حبله و نَشِقَ و عَلِقَ و ارْتَبَقَ، كل ذلك بمعنی واحد. ابن سیدة: و حكی اللحیانی نَشِق فلان فی حِبالی نَشِب. و‌فی الحدیث: أَنه شُكِیَ إلی النبی، صلی الله علیه و سلم، كثرةُ الغیث و كان فیما قیل له و نَشِقَ المسافرُ‌أَی نَشِب فلم یُطِق علی البراح من كثرة المطر. و رجل نَشِقٌ إذا كان ممن یدخل فی أُمور لا یكاد یتخلص منها.

نطق؛ ج10، ص: 354

: نَطَقَ الناطِقُ یَنْطِقُ نُطْقاً: تكلم. و المَنطِق: الكلام. و المِنْطِیق: البلیغ؛ أَنشد ثعلب: و النَّوْمُ ینتزِعُ العَصا من ربِّها، و یَلوكُ، ثِنْیَ لسانه، المِنْطِیق و قد أَنْطَقَه الله و اسْتَنْطقه أَی كلَّمه و ناطَقَه. و كتاب ناطِقٌ بیِّن، علی المثل: كأَنه یَنْطِق؛ قال لبید: أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ علی أَلواحه، النَّاطِقُ المَبْرُوزُ و المَخْتومُ و كلام كل شی‌ء: مَنْطِقُه؛ و منه قوله تعالی: عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّیْرِ؛ قال ابن سیدة: و قد یستعمل المَنطِق فی غیر الإِنسان كقوله تعالی: عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّیْرِ؛ و أَنشد سیبویه: لم یَمْنع الشُّرْبَ منها، غَیْرَ أَن نطقت حمامة فی غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ لما أن أضاف غیراً إلی أن بناها معها و موضعها الرفع. و حكی یعقوب: أَن أَعرابیّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه، و قال: إنها خَلْف نَطَقَت خَلْفاً، یعنی بالنطق الضرط. و تَناطَق الرجلان: تَقاوَلا؛ و ناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه: قاوَلَه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كأَن صَوْتَ حَلْیِها المُناطِقِ تَهزُّج الرِّیاح بالعَشارِقِ أراد تحرك حلیها كأنه یناطق بعضه بعضاً بصوته. و قولهم: ما له صامِت و لا ناطِقٌ؛ فالناطِقُ الحیوان و الصامِتُ ما سواه، و قیل: الصامِتُ الذهب و الفضة و الجوهر، و الناطِقُ الحیوان من الرقیق و غیره، سمی ناطِقاً لصوته. و صوتُ كلِّ شی‌ء: مَنْطِقه و نطقه. و المِنْطَقُ و المِنْطقةُ و النِّطاقُ: كل ما شد به وسطه. غیره: و المِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة، تقول منه: نطَّقْتُ الرجل تَنْطِیقاً فتَنَطَّق أی شدَّها فی وسطه، و منه قولهم: جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأَن السحاب لا یبلغ أَعلاه و جاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ و لم یركبه، قال خداش بن زهیر: و أَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمی، علی الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِیدا یقول: لا أَزال أَجْنُب فرسی جواداً، و یقال: إنه
لسان العرب، ج‌10، ص: 355
أَراد قولًا یُسْتجاد فی الثناء علی قومی، و أَراد لا أَبرح، فحذف لا، و فی شعره رَهْطی بدل قومی، و هو الصحیح لقوله مُنْتَطِقاً بالإِفراد، و قد انْتَطق بالنِّطاق و المِنْطَقة و تَنَطَّق و تَمَنْطَقَ؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و النِّطاق: شبه إزارٍ فیه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به. و‌فی حدیث أُم إسمعیل: أَوَّلُ ما اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعیل اتخذت مِنْطَقاً؛ هو النِّطاق و جمعه مناطق، و هو أَن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشی‌ء و ترفع وسط ثوبها و ترسله علی الأَسفل عند مُعاناةِ الأَشغال، لئلا تَعْثُر فی ذَیْلها، و فی المحكم: النِّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأَعلی علی الأَسفل إلی الركبة، فالأَسفل یَنْجَرّ علی الأَرض، و لیس لها حُجْزَة و لا نَیْفَق و لا ساقانِ، و الجمع نُطُق. و قد انْتَطَقت و تَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها علی وسطها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ، و لم تَنَطَّقْها علی غِلالَهْ و انْتَطق الرجل أَی لبس المِنْطَق و هو كل ما شددت به وسطك. و‌قالت عائشة فی نساء الأَنصار: فعَمَدْن إلی حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها و سَوَّیْنَ منها خُمُراً و اخْتَمَرْنَ بها حین أَنزل الله تعالی: وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلیٰ جُیُوبِهِنَّ؛ المَناطِق واحدها مِنْطق، و هو النِّطاق. یقال: مِنْطَق و نِطاق بمعنی واحد، كما یقال مِئْزر و إزار و مِلحف و لِحاف و مِسْرَد و سِراد، و‌كان یقال لأَسماء بنت أبی بكر، رضی الله عنهما، ذات النطاقَیْنِ لأَنها كانت تُطارِق نِطاقاً علی نِطاق، و قیل: إنه كان لها نِطاقان تلبس أحدهما و تحمل فی الآخر الزاد إلی سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و أبی بكر، رضی الله عنه، و هما فی الغار؛ قال: و هذا أصح القولین، و قیل: إنها شقَّت نِطاقها نصفین فاستعملت أَحدهما و جعلت الآخر شداداً لزادهما. و‌روی عن عائشة، رضی الله عنها: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما خرج مع أبی بكر مهاجرَیْنِ صنعنا لهما سُفْرة فی جِراب فقطعت أَسماء بنت أبی بكر، رضی الله عنهما، من نِطاقها و أَوْكَت به الجراب، فلذلك كانت تسمی ذات النطاقین، و‌استعاره علی، علیه السلام، فی غیر ذلك فقال: من یَطُلْ أَیْرُ أَبیه یَنْتَطِقْ به‌أَی من كثر بنو أَبیه یتقوی بهم؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: فلو شاء رَبِّی كان أَیْرُ أَبِیكمُ طویلًا، كأَیْرِ الحَرثِ بن سَدُوسِ و قال شمر فی قول جریر: و التَّغْلَبیون، بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ قِدْماً و أُمُّهُمُ زَلَّاءُ مِنْطِیقُ تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة، مثل الدُّوِیِّ بها الأَقلامُ و اللِّیقُ قال شمر: مِنْطیق تأْتزر بحَشِیَّة تعظِّم بها عجیزتها، و قال بعضهم: النِّطاق و الإِزار الذی یثنی؛ و المِنْطَقُ: ما جعل فیه من خیط أَو غیره؛ و أَنشد: تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ، و أَسِنَّةُ الخَطِّیِّ ما تَنْبُو وصف قوماً بعظم البطون و الجُنوب و الرخاوة. و یقال: تَنَطَّقَ بالمِنْطقة و انْتَطق بها؛ و منه بیت خِداش بن زهیر: علی الأَعداء مُنْتطقاً مُجِیدا و قد ذكر آنفاً. و المُنَطَّقةُ من المعز: البیضاءُ موضِع النِّطاق.
لسان العرب، ج‌10، ص: 356
و نَطَّق الماءُ الأَكَمَةَ و الشجرة: نَصَفَها، و اسم ذلك الماء النِّطاق علی التشبیه بالنِّطاق المقدم ذكره، و استعاره علیّ، علیه السلام، للإِسلام، و ذلك أَنه‌قیل له: لِمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قد خَضَب؟ فقال: كان ذلك و الإِسلامُ قُلٌّ، فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإِسلام فامْرَأً و ما اختار.التهذیب: إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة و الأَكَمَة یقال قد نَطَّقَها؛ و‌فی حدیث العباس یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم: حتی احْتَوی بَیْتُكَ المُهَیْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْیاءَ، تحتها النُّطُقُ النُّطُق: جمع نِطاقٍ و هی أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَی نواحٍ و أَوساط منها شبهت بالنُّطُق التی یشد بها أوساط الناس، ضربه مثلًا له فی ارتفاعه و توسطه فی عشیرته، و جعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، و أَراد ببیته شرفه، و المُهَیْمِنُ نعته أَی حتی احتوی شرفك الشاهد علی فضلك أعلی مكان من نسبِ خِنْدِفَ. و ذات النِّطاقِ أَیضاً: اسم أَكَمةٍ لهم. ابن سیدة: و نُطُق الماء طرائقه، أَراه علی التشبیه بذلك؛ قال زهیر: یُحِیلُ فی جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ، حَبْوَ الجَواری تَری فی مائة نُطُقا و النَّاطِقةُ: الخاصرة.

نعق؛ ج10، ص: 356

: النَّعِیقُ: دعاء الراعی الشاء. یقال: انْعِقْ بضأْنك أَی ادْعُها؛ قال الأَخطل: انْعِقْ بضَأْنك، یا جَریرُ، فإنَّما مَنَّتْكَ نفسُك فی الخَلاء ضلالا و نَعَق الراعی بالغنم یَنْعِقُ، بالكسر، نَعْقاً و نُعاقاً و نَعِیقاً و نَعَقاناً: صاح بها و زجرها، یكون ذلك فی الضأْن و المعز؛ و أَنشد ابن بری لبشر: و لم یَنْعِقْ بناحیةِ الرِّقاقِ و‌فی الحدیث: أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات: ابْكِین و إیّاكنَّ و نَعیقَ الشیطان، یعنی الصیاح و النَّوْح، و أضافه إلی الشیطان لأَنه الحامل علیه. و‌فی حدیث المدینة: آخرُ من یُحْشر راعیان من مُزَیْنَةَ یریدان المدینة یَنْعِقانِ بغنمهما‌أی یصیحان. و قوله تعالی: وَ مَثَلُ الَّذِینَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمٰا لٰا یَسْمَعُ إِلّٰا دُعٰاءً وَ نِدٰاءً؛ قال الفراء: أضاف المَثَل إلی الذین كفروا ثم شبههم بالراعی و لم یقل كالغنم، و المعنی، و الله أعلم، مَثَل الذین كفروا كالبهائم التی لا تَفْقَهُ ما یقول الراعی أكثر من الصوت، فأضاف التشبیه إلی الراعی و المعنی فی المَرْعِیّ، قال: و مثله فی الكلام فلان یخافك كخوف الأَسد، المعنی كخوفِهِ الأَسدَ لأَن الأَسد معروف أَنه المَخُوف، و قال أَبو إسحق: ضرب الله لهم هذا المثل و شبههم بالغنم المَنْعُوق بما لا یسمع منه إلا الصوت، فالمعنی مَثَلُك یا محمد و مَثَلُهم كمَثَل الناعِقِ و المَنْعُوق بها بما لا یسمع، لأَن سمعهم لم یكن ینفعهم فكانوا فی تركهم قبولَ ما یسمعون بمنزلة من لم یسمع. و نَعَقَ الغرابُ نَعِیقاً و نُعاقاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و الغین فی الغراب أَحسن، قال الأَزهری: نَعَق الغرابُ و نَغَقَ، بالعین و الغین جمیعاً. و نَعِیقُ الغراب و نُعاقه و نَغِیقُه و نُغاقُه: مثل نَهِیق الحمار و نُهاقِه، و شَحِیجِ البغل و شُحاجِه، و صَهِیلِ و صُهال الخیل و زَحیر و زُحار، قال: و الثقات من الأَئمة یقولون كلام العرب نَغَق الغراب، بالغین المعجمة، و نَعَق الراعی بالشاء، بالعین المهملة، و لا
لسان العرب، ج‌10، ص: 357
یقال فی الغراب نَعَق و یجوز نَعَبَ، قال: و هذا هو الصحیح، و حكی ابن كیسان نَعَقَ الغراب بعین مهملة، و استعار بعضهم النَّعیقَ فی الأَرانب؛ أَنشد یعقوب: و السُّعْسُعُ الأَطْلَسُ فی حَلْقِهِ عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ فی اللِّهْزِمِ أراد تَنْعِقُ. و الناعِقانِ: كوكبان من كواكب الجوزاء و هما أَضوأُ كوكبین فیها؛ یقال: أَحدهما رِجْلها الیسری، و الآخر مَنْكِبُها الأَیمن، و هو الذی یسمی الهَنْعَةَ. و الناعِقاءُ: جُحْر الیَرْبوع یقف علیه یستمع الأَصوات، و المعروف عن كراع العانِقاءُ.

نغق؛ ج10، ص: 357

: نَغَقَ الغرابُ یَنْغِقُ و یَنْغَقُ نَغِیقاً و نُغاقاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: صاح غِیقْ غِیقْ، و قیل نَغَق بخیر و نَعَبَ ببَیْنٍ؛ قال الشاعر: و ازْجُروا الطَّیْرَ، فإنْ مَرَّ بكمُ ناغِقٌ یَهْوِی، فقولوا: سَنَحا و قد ذكر الفَرْقُ بین النَّغِیقِ و النعِیب فی موضعه. و النَّغِیقُ: صوت یخرج من قُنْبِ الدابة و هو وِعاء جُرْدَانِهِ. و ناقة نَغِیقَةٌ: و هی التی تَبْغِمُ بُعَیْداتِ بَیْنٍ أَی مَرَّةً بعد مَرَّةٍ. و فی الصحاح: ناقة نَغِیقٌ، و قد نَغَقَت الناقة نَغِیقاً إذا بَغَمَتْ؛ قال حمید: و أَظْمَی كقَلْبِ السوذقانی نازَعَتْ، بِكَفَّیَّ، فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ أَی بَغُوم. أَراد بالأَظْمَی الزمام الأَسود. و إبل ظُمْیٌ أَی سود.

نغبق؛ ج10، ص: 357

: التهذیب فی الرباعی: النَّغْبقة الصوت الذی یُسْمع من بطن الدابة، و هو الوُعاق. قال الأَصمعی: النَّغْبَقة صوت جُرْدَانه إذا تَقَلْقل فی قُنْبِه؛ قال أَبو عمرو: هی النُغْبُوقة؛ و أَنشد: عَلَقْتُه غَرَزاً و ماءً بارداً شَهْرَیْ ربیعٍ، و اغْتَبَقْتُ غَبُوقَهْ حتی إذا دفع الجِیادُ دَفَعْتُه، وسط الجِیادِ، و لاسْتِهِ نُغْبُوقَهْ

نفق؛ ج10، ص: 357

: نَفَقَ الفرسُ و الدابةُ و سائر البهائم یَنْفُقُ نُفُوقاً: مات؛ قال ابن بری أَنشد ثعلب: فما أَشْیاءُ نَشْرِیها بمالٍ، فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ و‌فی حدیث ابن عباس: و الجَزور نافقة‌أَی میتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت؛ و قال الشاعر: نَفَقَ البغلُ و أَوْدَی سَرْجه، فی سبیل الله سَرْجی و بَغَلْ و أورده ابن بری: سرجی و البَغَلْ. و نَفَقَ البیع نَفَاقاً: راج. و نَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً، بالفتح: غَلَتْ و رغب فیها، و أَنْفَقَها هو و نَفَّقها. و‌فی الحدیث: المُنَفِّق سلْعته بالحلف الكاذب؛ المُنَفِّقُ، بالتشدید: من النَّفَاق و هو ضد الكَسَاد؛ و منه‌الحدیث: الیمین الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة‌أی هی مَظِنة لنفَاقها و موضع له. و‌فی الحدیث عن ابن عباس: لا یُنَفِّقْ بعضُكم بعضاً‌أَی لا یقصد أَن یُنَفِّقَ سِلْعته علی جهة النَّجْش، فإنه بزیادته فیها یرغب السامع فیكون قوله سبباً لابتیاعها و مُنفِّقاً لها. و نَفَقَ الدرهم یَنْفُق نَفَاقاً: كذلك؛ هذه عن اللحیانی كأَن الدرهم قَلَّ فرغب فیه. و أَنْفَقَ القوم: نَفَقت سوقهم. و نَفَق مالُه و درهمه
لسان العرب، ج‌10، ص: 358
و طعامه نَفْقاً و نَفاقاً و نَفِقَ، كلاهما: نقص و قلّ، و قیل فنی و ذهب. و أَنْفَقُوا: نَفَقت أَموالهم. و أَنفَقَ الرجل إذا افتقر؛ و منه قوله تعالی: إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْیَةَ الْإِنْفٰاقِ؛ أَی خشیة الفناء و النَّفَاد. و أَنْفَقَ المال: صرفه. و فی التنزیل: وَ إِذٰا قِیلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ؛ أَی أَنفقوا فی سبیل الله و أَطعموا و تصدقوا. و اسْتَنْفَقه: أَذهبه. و النَّفقة: ما أُنفِق، و الجمع نِفاق. حكی اللحیانی: نَفِدت نِفاقُ القوم و نفَقَاتهم، بالكسر، إذا نفدت و فنیت. و النِّفاقُ، بالكسر: جمع النَّفَقة من الدراهم، و نَفِقَ الزاد یَنْفَقُ نَفَقاً أی نفد، و قد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة. و رجل مِنْفاقٌ أی كثیر النَّفَقة. و النَّفَقة: ما أَنفَقْت، و استنفقت علی العیال و علی نفسك. التهذیب: اللیث نَفَقَ السعر «5». یَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه، و أَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد نَفاقاً لمتاعه. و فی مثل من أَمثالهم: من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَی من شاتم الناس شُتِمَ، و معناه أَنه یجد نَفاقاً بعِرْضه ینال منه؛ و منه قول كعب بن زهیر: أبِیتُ و لا أَهجُو الصدیقَ، و من یَبِعْ بعِرْض أَبیه فی المَعاشِرِ یُنْفِقِ أَی یجد نَفاقاً، و الباء مقحمة فی قوله بعِرض أَبیه. و نَفَقَت الأَیّم تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطّابها. و‌فی حدیث عمر: من حَظّ المَرْء نَفاق أَیّمه‌أَی من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته و أَخواته و لا یَكْسَدْنَ كَساد السِّلَع التی لا تَنْفُق. و النَّفِقُ: السریع الانقطاعِ من كل شی‌ء، یقال: سیر نَفِقٌ أی منقطع؛ قال لبید: شَدّاً و مَرْفوعاً بقُرْبِ مثله للوِرْدِ، لا نَفِق و لا مَسْؤُوم أَی عَدْو غیر منقطع. و فرس نَفِقُ الجَرْی إذا كان سریع انقطاع الجری: قال علقمة بن عبدة یصف ظلیماً: فلا تَزَیُّده فی مشیه نَفِقٌ، و لا الزَّفیف دُوَیْن الشّدِّ مَسْؤُوم و النَّفَقُ: سَرَبٌ فی الأَرض مشتق إلی موضع آخر، و فی التهذیب: له مَخْلَصٌ إلی مكان آخَر. و فی المثل: ضَلَّ دُرَیْصٌ نَفَقه أی جُحْره. و فی التنزیل: فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِیَ نَفَقاً فِی الْأَرْضِ، و الجمع أَنْفَاق؛ و استعاره إمرؤ القیس لجِحَرة الفِئَرة فقال یصف فرساً: خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنما خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِیّ مُجَلِّبِ و النُّفَقةُ و النَّافِقاء: جُحْر الضَّبّ و الیَرْبوع، و قیل: النُّفقةُ و النافِقاء موضع یرققه الیربوع من جُحره، فإذا أُتِیَ من قبل القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فخرج. و نَفِقَ الیربوع و نَفَق و انْتَفَقَ و نَفَّق: خرج منه. و تَنَفَّقَه الحارِشُ و انْتَفقه: استخرجه من نافِقائه؛ و استعاره بعضهم للشیطان فقال: إذا الشیطانُ قَصَّعَ فی قَفاها، تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام أَی استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه. و أَنْفَقَ الضَّبّ و الیربوع إذا لم یَرْفُق به حتی ینْتَفِقَ و یذهب. ابن الأَعرابی: قُصَعَةُ الیربوع أَن یحفر حفیرة ثم یسد بابها بترابها، و یسمی ذلك التراب الدَّامّاء، ثم یحفر حفراً آخر یقال له النافِقاء و النُّفَقَة و النَّفَق فلا ینفذها،
(5). قوله [السعر] كذا هو فی الأَصل و لعله الشی‌ء
لسان العرب، ج‌10، ص: 359
و لكنه یحفرها حتی ترقّ، فإذا أُخِذَ علیه بقاصِعائه عدا إلی النافِقاء فضربها برأْسه و مَرَق منها، و تراب النُّفَقَةِ یقال له الراهِطَاء؛ و أَنشد: و ما أُمُّ الرُّدَیْنِ، و إن أَدلَّتْ، بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام إذا الشیطانُ قَصَّع فی قفاها تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام أَی إذا سكن فی قاصعاء قفاها تنفَّقناه أَی استخرجناه كما یُستخرج الیربوع من نافقائه. قال الأَصمعی فی القاصعاء. إنما قیل له ذلك لأَن الیَرْبوع یخرج تراب الجحر ثم یسدّ به فم الآخر من قولهم قَصَع الكَلْمُ بالدم إذا امتلأَ به، و قیل له الدامَّاء لأَنه یخرج تراب الجحر و یطلی به فم الآخر من قولك ادْمُمْ قِدْرك أَی اطْلِها بالطِّحال و الرَّماد. و یقال: نافَقَ الیربوعُ إذا دخل فی نافِقائه، و قَصَّع إذا خرج من القاصِعاء. و تَنَفَّق: خرج؛ قال ذو الرمة: إذا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا أَبو عبید: سمی المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق و هو السَّرَب فی الأَرض، و قیل: إنما سمی مُنافقاً لأَنه نافَقَ كالیربوع و هو دخوله نافقاءه. یقال: قد نفق به و نافَقَ، و له جحر آخر یقال له القاصِعاء، فإذا طلِبَ قَصَّع فخرج من القاصِعاء، فهو یدخل فی النافِقاء و یخرج من القاصِعاء، أو یدخل فی القاصِعاء و یخرج من النافِقاء، فیقال هكذا یفعل المُنافق، یدخل فی الإِسلام ثم یخرج منه من غیر الوجه الذی دخل فیه. الجوهری: و النافِقاء إحدی جِحَرةِ الیَرْبوع یكتمها و یُظْهر غیرها و هو موضع یرققه، فإذا أُتِیَ من قِبَلِ القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَی خرج، و الجمع النَّوَافِقُ. قال ابن بری: جِحَرة الیربوع سبعة: القاصِعاء و النافِقاء و الدامَّاء و الراهِطاءُ و العَانِقاء و الحَاثیاء و اللُّغَزُ، و هی اللُّغَّیْزَی أَیضاً. قال أَبو زید: هی النافِقاء و النُّفَقاء و النُّفَقة و الرُّهَطاء و الرُّهَطة و القُصَعاء و القُصَعة، و ما جاء علی فاعِلاء أَیضاً حاویاء و سافیاءُ و سابیاء و السموأَل بن عادِیاء، و الخافِیَاء الجنّ، و الكارِیاء «1» و اللَّاوِیاء و الجاسِیاء للصَّلابة و البَالغاء للأَكارع، و بنُو قَابِعاء للسَّبّ. و النُّفَقة مثال الهُمَزة: النَّافِقاء، تقول منه: نَفَّق الیَرْبوع تَنْفیقاً و نافَقَ أَی دخل فی نافِقائه، و منه اشتقاق المُنافق فی الدین. و النِّفاق، بالكسر، فعل المنافِق. و النِّفاقُ: الدخول فی الإِسلام من وَجْه و الخروُج عنه من آخر، مشتقّ من نَافِقَاء الیربوع إسلامیة، و قد نافَقَ مُنافَقَةً و نِفاقاً، و قد تكرر فی الحدیث ذكر النِّفاق و ما تصرّف منه اسماً و فعلًا، و هو اسم إسلامیّ لم تعرفه العرب بالمعنی المخصوص به، و هو الذی یَسْترُ كُفْره و یظهر إیمانَه و إن كان أَصله فی اللغة معروفاً. یقال: نافَقَ یُنافِق مُنافقة و نِفاقاً، و هو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق و هو السَّرَب الذی یستتر فیه لستره كُفْره. و‌فی حدیث حنظلة: نافَقَ حَنْظَلة‌أَراد أَنه إذا كان عند النبی، صلی الله علیه و سلم، أخلص و زهد فی الدنیا، و إذا خرج عنه ترك ما كان علیه و رغب فیها، فكأَنه نوع من الظاهر و الباطن ما كان یرضی أَن یسامح به نفسه. و‌فی الحدیث: أَكثر مُنافِقِی هذه الأُمَّة قُرَّاؤها؛ أَراد بالنِّفاق هاهنا الریاء لأَن كلیهما إظْهار غیر ما فی الباطن؛ و قول أبی وجزة: یَهْدِی قلائِص خُضَّعاً یَكْنُفْنَهُ، صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ أَی نُسِلَتْ أَوبارُها من السِّمَن، و فی نوادر
(1). قوله [الكارِیاء] هكذا هو فی الأَصل بدون نقط.
لسان العرب، ج‌10، ص: 360
الأَعراب: أَنْفَقَت الإِبُل إذا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عن سِمَن. قالوا: و نَفَق الجُرْح إذا تقشَّر، و یقال زیْت أنفاق؛ قال الراجز: إذا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق، قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كزیت الأنْفاق و النَّافِقة: نافِقة المِسْك، دخیل، و هی فأْرة المسك و هی وعاؤه. و مالك بن المُنْتَفِقِ الضَّبیّ أَحد بنی صُبَاح بن طریف قاتل بِسْطَامِ بن قَیْس. و النُّفَیْقُ: موضع. و نَیْفَقُ القمیص و السراویل: معروف، و هو قارسی معرب، و هو المُنَفَّقُ، و قیل النَّیْفَقُ دخیل، نَیْفق السراویل. الجوهری: و نیفق السراویل الموضع المتسع منها، و العامة تقول نِیفَق، بكسر النون، و المُنْتَفِقُ: اسم رجل.

نقق؛ ج10، ص: 360

نَقَّ الظَّلیمُ و الدجاجةُ و الحَجَلةُ و الرَّخَمةُ و الضَّفادع و العقرب تَنِقُّ نَقیقاً و نَقْنَقَ: صوَّت؛ قال جریر یصف الخنزیر و الحَبّ فی حاویائه: كأَنَّ نَقِیقَ الحَبِّ فی حَاوِیائه فَحِیح الأَفَاعِی، أَو نَقِیق العَقارب و الدجاجة تُنَقْنِقُ للبیض و لا تنِقُّ لأَنها ترجِّع فی صوتها، و نقَّت الدجاجة و نَقْنَقت؛ و منه قول یزید بن الحَكَم: ضفادِعُها غَرْقَی لَهُنَّ نَقِیقُ و قیل: النَّقِیقُ و النَّقْنَقةُ من أَصوات الضفادع یفصل بینهما المَدّ و الترجیع، و الدجاجة تُنَقْنِقُ للبیض، و كذلك النعامة. و نَقَّ الضِّفْدَع و نَقْنَق: كذلك، و قیل هو صوت یفصل بینه مدّ و ترجیع. و ضفدع نَقَّاق و نَقُوق، و جمع النَّقُوق نُقُق؛ قال رؤْبة: إذا دَنا منهنَّ أَنقاضُ النُّقُقْ و یروی النُّقَق علی من قال جُدَد فی جُدُد، و من قال رُسْل قال نُقّ؛ أَنشد ثعلب: علی هنین و هَنَات نُقّ و النَّقَّاق: الضفدع، صفة غالبة؛ تقول العرب: أَرْوَی من النَّقَّاق أَی الضفدع. و النَّقَّاقة: الضفدعة؛ و النَّقْنَقة: صوتها إذا ضُوعِف و ربما قیل ذلك للهِرِّ أَیضاً؛ و أَنشد أَبو عمرو: أَطعَمْت راعِیَّ من الیَهْیَرِّ، فظَلَّ یَبْكی حَبِجاً بشَرِّ، خلف اسْتِهِ مثل نَقیق الهِرِّ و فی رِجْزِ مسیلمة: یا ضِفْدَع نقّی كم تنقّین النَّقِیقُ صوت الضفدع، و إذا رجّع صوته قیل نَقْنَق. و‌فی حدیث أُم زرع: و دایِسٍ و مُنِقّ؛ قال أَبو عبید: هكذا رواه أَصحاب الحدیث و مُنِقّ، بالكسر، قال: و لا أَعرف المُنِقّ، و قال غیره: إن صحت الروایة فیكون من النَّقِیق الصوت، یرید أَصوات المواشی و الأَنعام تصفه بكثرة أَمواله، و مُنِقّ من أَنَقَّ إذا صار ذا نَقِیقٍ أو دخل فی النقیق. و‌فی روایة أُخری: دایس للطعام و منِقّ؛ و قال أَبو عبید أَیضاً: إنما هو مُنَقٍّ من نقَّیت الطعام. و النَّقْنَقُ: الظلیم، و النِّقْنِقُ، و الجمع النَّقانِقُ. و النِّقْنیقُ: الخشبة التی یكون علیها المصلوب. و نَقْنَقَتْ عینُه نَقْنقةً: غارت؛ كذا حكاه یعقوب فی الأَلفاظ؛ و أَنشد اللیث: خُوص ذوات أَعْیُنٍ نَقانِقِ، خُصّتْ بها مجهولة السَّمالِقِ و قال غیره: نَقْتقَتْ بالتاء و أَنكره ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌10، ص: 361
و قال: نَقْتَق، بالتاء، هَبَطَ، و فی المصنف تَقْتَقَت، بتاءین، قال ابن سیدة: و هو تصحیف.

نمق؛ ج10، ص: 361

: نَمَق الكتاب یَنْمُقُه، بالضم، نَمْقاً: كتبه، و نَمَّقه: حسّنه و جَوَّده. و نَمَّق الجلد و نَبَّقه: نقشه و زینه بالكتابة، و نَبَّقه و نَمَّقه واحد؛ قال النابغة الذبیانی: كأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُیُولَها علیه قَضیمٌ نَمَّقَتْهُ الصوانع و یروی حصیر نمَّقته. أَبو زید: نَمَقْتُه أَنْمُقُه نَمْقاً و لَمَقْتُه أَلْمُقُه لَمْقاً. و ثوب نَمِیق و مُنَمَّق: منقوش، و قیل: هذا الأَصل ثم كثر حتی استعمل فی الكتاب. و النَّمَقُ: الكتاب الذی یكتب فیه. و فیه نَمَقَة أَی ریح منتنة؛ عن أبی حنیفة، كأَنه مقلوب من قَنَمةٍ. الأَصمعی: یقال للشی‌ء المُرْوِحِ: فیه نَمَسَة و نَمعقَة و زَهْمَقةٌ.

نمرق؛ ج10، ص: 361

: النُّمْرُقُ و النُّمْرُقة و النِّمْرِقة، بالكسر: الوسادة، و قیل: وسادة صغیرة، و ربما سموا الطِّنْفِسَةَ التی فوق الرَّحْل نُمْرُقة؛ عن أبی عبید، و الجمع نَمارق؛ قال محمد بن عبد الله بن نمیر الثقفی: إذا ما بِسَاطُ اللهو مُدَّ و قُرِّبَتْ، لِلَذَّاتِه، أَنْماطُهُ و نَمَارِقُهْ و قیل: النُّمْرُقة هی التی یُلْبَسُها الرحْل. أبو عبید: النُّمْرُقة و النُّمْرُق و المِیثَرَةُ ما افْتَرشَت اسْتُ الراكب علی الرحل كالمِرْفَقة، غیر أَن مؤخرها أعَظم من مقدمها و لها أَربعة سیور تشد بآخِرَةِ الرَّحْل و واسطه؛ و أنشد: تَضِجُّ من أَسْتاهِها النّمَارِقُ، مفارش الرِّحال و الأَیانِقُ الفراء فی قوله تعالی: وَ نَمٰارِقُ مَصْفُوفَةٌ؛ هی الوسائد واحدتها نُمْرُقة، قال: و سمعت بعض كلب یقول نِمْرِقة، بالكسر. و‌فی الحدیث: اشتریت نُمْرُقة‌أَی وِسَادةً، و هی بضم النون و الراء و بكسرهما و بغیر هاء، و جمعها نَمارق؛ و‌فی حدیث هند: نَحْنُ بَناتُ طارق، نَمْشی علی النَّمَارق

نهق؛ ج10، ص: 361

: نُهَاقُ الحمار: صوته. و النَّهِیقُ: صوت الحمار، فإذا كرّر نَهیقه و اشتدّ قیل: أَخذه النُّهاقُ. و نَهَقَ الحمار یَنْهِقُ و یَنْهَقُ و یَنْهُق؛ الضم عن اللحیانی، نَهْقاً و نَهِیقاً و نُهَاقاً و تَنْهاقاً: صوَّت. قال ابن سیدة: و أَری ثعلباً قد حكی نَهِقَ، قال: و لست منه علی ثقة. و النّاهِقان: عظمان شاخصان یَنْدُران من ذی الحافر فی مجری الدمع یخرج منهما النُّهَاقُ، و یقال لهما أَیضاً النَّوَاهق؛ قال النابغة الجعدی یصف فرساً: بِعاری النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبین، یَسْتَنُّ كالتَّیْس ذی الحُلَّب و النّاهِقُ و النَّواهِقُ من الحمیر: حیث یخرج النُّهاق من حلوقها، و هی من الخیل العظام الناتئة فی خدودها، و فی التهذیب: النَّواهِقُ من الخیل و الحمر حیث یخرج النُّهاقُ من حلقه؛ و أَنشد للنمر بن تولب: فأَرْسَلَ سَهْماً له أَهْزَعا، فَشَكّ نواهِقه و الفَما أبو عبیدة فی كتاب الخیل: الناهقان عظمان شاخصان فی وجه الفرس أَسفل من عینیه، و قیل: النَّوَاهِقُ ما أَسفل من الجبهة فی قصبة الأَنف، و قیل: نَوَاهِقُ الدابة عُروق اكتنفت خیاشیمها لأَن النُّهَاقَ منها،
لسان العرب، ج‌10، ص: 362
الواحدة ناهِقة. الجوهری: النّاهِقُ من الحمار حیث یخرج النُّهاقُ من حلقه. و النَّهْقةُ: طائرة طویلة المنقار و الرجلین و الرقبة، غبراءُ. و النَّهْق و النَّهَقُ: نبات شبه الجِرْجِیرِ من أَحرار البقول یؤكل، و قیل: هو الجِرْجِیر، قال أبو منصور: و سماعی من العرب النَّهَقُ الجِرْجِیر البرّیّ، قال: رأَیته فی رِیَاض الصَّمّان و كنا نأْكله مع التمر، و فی مَذاقه حَمْزَةٌ و حَرَارة، و هو الجِرْجِیرُ بعینه إلا أَنه برِّیّ یَلْذَعُ اللسان و یسمی الأَیْهَقانَ، و أَكثر ما ینبت فی قِرْبان الرِّیاض؛ و قال أبو حنیفة: هو من العُشْب؛ قال رؤبة و وصف عَیراً و أُتُنَهُ: شَذَّب أُولاهُنَّ من ذاتِ النَّهَقْ واحدته نَهَقة، و قیل: ذاتُ النَّهَقِ أَرض معروفة. و ذو نُهَیْقٍ: موضع؛ قال: أَلا یا لَهْف نفْسِی بعد عَیشٍ لنا بجُنوب دَرّ، فذی نُهَیْقِ و‌فی حدیث جابر: فنزَعْنا فیه حتی أَنهقْناه، یعنی الحوض، هكذا جاء فی روایة بالنون، قال: و هو غلط و الصواب بالفاء.

نوق؛ ج10، ص: 362

: النّاقةُ: الأُنثی من الإِبل، و قیل: إنما تسمی بذلك إذا أَجذعت، و الجمع أَنْوُقٌ و أَنْؤُق؛ هذه عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: همزوا الواو للضمة؛ و أَوْنُق و أَیْنُق، الیاء فی أَیْنُقٍ عوض من الواو فی أَوْنُقٍ فیمن جعلها أَیْفُلًا، و من جعلها أَعْفُلًا فقدم العین مُغَیَّرَةً إلی الیاء جعلها بدلًا من الواو، فالبدل أَعم تصرفاً من العوض، إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ، و لیس كل بدل عوضاً و قال ابن جنی مرة: ذهب سیبویه فی قولهم أَیْنُق مذهبین: أَحدهما أَن تكون عین أَیْنُق قلبت إلی ما قبل الفاء فصارت فی التقدیر أَوْنُق ثم أُبدلت الواو یاء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت أَیضاً بالإِبدال، و الآخر أَن تكون العین حذفت ثم عوضت الیاء منها قبل الفاء، فمثالها علی هذا القول أَیْفُل، و علی القول الأَول أَعْفُل، و كذلك أَیانِق و نُوق و أَنْوَاقٌ؛ عن یعقوب، و نِیَاقٌ و نِیاقاتٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ خَیْرَ النِّیاقات علی التَّرْمِیزِ، حین تُكالُ النِّیبُ فی القَفِیزِ و‌فی حدیث أَبی هریرة: فوجد أَیْنُقهُ؛ الأَیْنُق: جمع قِلَّةٍ لناقة، و یصغر أَیْنُقٌ أُیَیْنِقات؛ عن یعقوب، و القیاسُ أُیَیْنِق كقولك فی أَكْلُبٍ أُكَیْلِب؛ الأَزهری: جمعها نُوق و نِیاق، و العدد أَیْنُق و أَیانق علی قلب أَنْوُقٍ. الجوهری: النّاقةُ تقدیرها فَعَلَةٌ بالتحریك لأَنها جمعت علی نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ و بُدْنٍ و خَشَبَة و خُشْب، و فَعْلة بالتسكین لا تجمع علی ذلك، و قد جمعت فی القِلَّةِ علی أَنْوُقٍ، ثم استثقلوا الضمة علی الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق؛ حكاها یعقوب عن بعض الطائیین، ثم عوضوا من الواو یاء فقالوا أَیْنُق، ثم جمعوها علی أَیانق، و قد تجمع الناقةُ علی نِیَاقٍ مثل ثَمَرة و ثِمار، إلا أَن الواو صارت یاء للكسرة قبلها؛ و أَنشد أَبو زید للقلاخ بن حَزْنٍ: أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِیَاقِ إن لم تُنجِّین من الوِثاقِ و فی المثل: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ قال ابن سیدة: استَنْوق الجَملُ صار كالناقة فی ذُلِّها، لا یستعمل إلا مَزیداً. قال ثعلب: و لا یقال اسْتَنَاق الجَمَلُ إنما ذلك لأَن هذه الأَفعال المزیدة، أَعنی افْتَعَل
لسان العرب، ج‌10، ص: 363
و اسْتَفْعَل، إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثیة البسیطة التی لا زیادة فیها كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام، و اسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال قال، و إلا فقد كان حكمه أَن یَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة، فلما كانت اسْتَوْسَقَ و اسْتَتْیس و نحوهما دون فعل ثلاثی بسیط لا زیادة فیه، صحت الیاء و الواو لسكون ما قبلهما، و هذا المَثَل یضرب للرجل یكون فی حدیث أَو صفة شی‌ء ثم یخلطه بغیره و ینتقل إلیه، و أصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض الملوك و المسیَّبُ بن عَلَسٍ ینشده شعراً فی وصف جَمَل، ثم حَوَّله إلی نعت ناقة فقال طرفة: قد اسْتَنْوق الجمل؛ قال ابن بری و أَنشد الفراء: هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فیكم مَهَزَّةً، و ذكَّرْت ذا التأْنیث فاستنوق الجَمَلْ قال ابن بری: و البیت الذی أَنشده المُسیَّب بن عَلَس هو قوله «2»: و إنِّی لأُمْضِی الهَمَّ عند احْتِضاره بناجٍ، علیه الصَّیْعَریَّةُ، مِكْدَمِ و الصیْعَرِیّةُ: من سِماتِ النُّوق دون الجِمال. و جَمَل مُنَوَّق: ذَلُول قد أُحْسِنَت ریاضته، و قیل: هو الذی ذُلِّلَ حتی صُیِّر كالناقة. و ناقة منوَّقة: عُلِّمت المشی. و النَّوَّاق من الرجال: الذی یروض الأُمور و یصلحها. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سار معه جمل قد نَوَّقَهُ و خَیَّسه: المُنَوَّقُ: المذلَّل و هو من لفظ الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته و جعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة. و‌فی حدیث عمران بن حصین: و هی ناقة مُنَوَّقة.و تَنَوَّق فی الأَمر أَی تأَنَّق فیه، و بعضهم لا یقول تَنَوَّق، و الاسم منه النِّیقةُ. و فی المثل: خَرْقاءُ ذات نِیقَة؛ یضرب للجاهل بالأَمر و هو مع جهله یدَّعی المعرفة و یتأَنق فی الإِرادة، ذكره أَبو عبید. ابن سیدة: تَنَوَّق فی أُموره تَجَوَّد و بالغ مثل تأَنَّق فیها؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ علیها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ به حَضْرَمِیّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك عدِّاه بالباء لأَنه فی معنی ترفقَتْ به، قال: و هی مأْخوذة من النِّیقة؛ قال ابن هرم الكلابی: لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ بحَدِّ القَوافی، و المُنَوَّقَةِ الجُرْدِ و قال جمیل فی النِّیْقَةِ: إذا ابْتُذِلَتْ لم یُزْرِها تَرْكُ زِینةٍ، و فیها، إذا ازْدانتْ لِذِی نِیقةٍ، حَسْبُ و قال اللیث: النِّیقةُ من التَّنَوُّق. تَنَوَّق فلان فی منطقه و ملبسه و أُموره إذا تجوَّد و بالغ، و تَنَیَّق لغة؛ قال ابن بری: و شاهد النِّیقَةِ قول الراجز: كأَنها من نِیقةٍ و شَارَهْ، و الحَلْی بین التبنِ و الحِجارَهْ مَدْفَع مَیْثاءَ إلی قَرارهْ، لك الكلامُ، و اسْمعی یا جارَه و قال علی بن حمزة: تَأَنَّقَ من الأَنَقِ، و الأَنِیقُ المُعْجِبُ؛ و منه‌الحدیث: صِرْتُ إلی رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فیهن‌أَی أُسَرُّ و أُعْجَبُ بهن، قال: و لا یقال تَأَنَّقْتُ فی الشی‌ء إذا أَحكمته، و إنما یقال تَنَوَّقْتُ. ابن سیدة: و انْتَاق كَتَنَوَّقَ، و قیل انْتاق الشی‌ء مقلوب عن انتقاه. أبو عبید: و الانْتِیاقُ مثل الانْتِقَاءِ؛ قال: مثل القِیاسِ انْتَاقَها المُنَقِّی یعنی القِسِیَّ، و كان الكسائی یقول: هو من النِّیقةِ
(2). و فی روایة أُخری: إن قائل هذا البیت هو المتلمّس خال طرفة
لسان العرب، ج‌10، ص: 364
و الاسم من كل ذلك النِّیقةُ. و النَّوَقُ: بیاض فیه حمرة یسیرة. ابن الأَعرابی: النَّوْقة الحَذاقة فی كل شی‌ء. و المُنَوَّق: المذلَّل من كل شی‌ء حتی الفاكهة إذا قرب قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت. و روی الفراء عن الدبیریة أنها قالت: تقول للجمل الملیّن المُنَوَّق. الأَصمعی: المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح، و المُنَوَّق من العُذُوق المنقَّی، و المُنَوَّقُ المُصَفَّف، و هو المُطَرَّقُ و المُسَكَّكُ. ابن الأَعرابی: النَّوَقة الذین ینقّون الشحم من اللحم للیهود، و هم أُمَناؤُهم، و هو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ؛ و أَنشد: مُخَّةُ ساقی بأَیادی ناقِئٍ، أعْجَلَها الشّاوی عن الإِحْراقِ و یروی … بین كَفَّی ناقِئٍ. و یقال: نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمییز اللحم من الشحم.

نیق؛ ج10، ص: 364

: النِّیقُ: أَرفع موضع فی الجبل، و الجمع أَنْیَاق و نُیُوق، و فی الصحاح: و نِیَاق؛ قال: و منه قول الشاعر: شَغْوَاء توطِنُ بین الشِّیقِ و النِّیقِ و النِّیقُ: حرف من حروف الجبل، و قیل: النِّیقُ الطویل من الجبال. و النّاق: شبه مَشَقٍّ بین ضَرَّة الإِبهام، و أَصل أَلیَة الخنصر فی مستقبل بطن الساعد بلصق الراحة، و كذلك كل موضع مثل ذلك من باطن المَرْفِق أَو فی أَصل العُصْعُصِ. و النّاقُ: الحَزُّ الذی فی مؤخر حافر الفرس، و جمعها نُیُوق. و تَنَیَّق الرجل فی لِبْسته و طُعْمه: بالغ، لغة فی تَنَوَّق. اللیث: النِّیقة من النُّیوق. تَنَوَّق فلان فی مطعمه و ملبسه و أُموره إذا تجوَّد و بالغ، و تَنَیَّق لغة.

نیبق؛ ج10، ص: 364

: نِیبَقُ القمیص: نِیفَقُه، فارسی أعربوه بالرباعی كما أعربوه بالثلاثی فی نِیفَقٍ.

نیفق؛ ج10، ص: 364

: نِیفَقُ القمیص «1» معروف.

فصل الهاء؛ ج10، ص: 364

هبق؛ ج10، ص: 364

: الهِبِقُّ، بكسر الهاء و الباء و شد القاف: كثرة الجماع؛ عن كراع. و الهَبَقُ: نبت؛ حكاه ابن درید، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما صحته.

هبرق؛ ج10، ص: 364

: الهِبْرِقیُّ و الهَبْرَقیُّ: الصائغ، و یقال للحداد، و قیل: هو كل من عالج صنعة بالنار؛ قال ابن أَحمر: فما أَلواح دُرَّةِ هِبْرِقیّ، جَلا عنها مُخَتِّمُها الكُنُونا أبو سعید: الهَبْرَقیُّ الذی یصفّی الحدید، و أَصله أَبْرَقیّ فأُبدلت الهاء من الهمزة؛ و أَنشد للطرماح یصف ثوراً: یُبَرْبِرُ بَرْبَرةَ الهَبْرقیّ بأُخْرَی خَواذِلِها الآنحَهْ قال: شبه الثور و خُواره بصوت الریح تخرج من الكیر، و قیل: الهَبْرَقیّ الثور الوحشی، و هو الأَبْرقیّ لبَرِیق لونه. ابن سیدة: و الهَبْرَقیّ من الثیران المسن الضخم؛ و استعاره صخر الغَیّ للوعل المسنّ الضخم، فقال یصف وعلًا: به كان طِفْلًا، ثم أَسْدَس فاستوی، فأَصبح لِهْماً فی لُهُوم الهبرقی و قال النابغة یصف ثوراً:
(1). قوله [نیفق القمیص] هو بالفتح و العامة تكسره، أفاده المؤلف فی مادة نفق.
لسان العرب، ج‌10، ص: 365
مُوَلِّیَ الرِّیح رَوْقَیْهِ و جبهتَهُ، كالهَبْرَقِّی تَنَحَّی ینفخ الفَحَما یقول: أَكَبَّ فی كِناسه یحفر أَصل الشجرة كالصائغ إذا تحَرّف ینفخ الفحم.

هبنق؛ ج10، ص: 365

: الهُبْنقُ و الهُبْنُوق و الهَبَیْنَقُ و الهَبْنیق: الوَصِیفُ؛ قال لبید: و الهَبانِیقُ قِیامٌ مَعَهُمْ، كلُّ مَلْثُومٍ إذا صُبَّ هَمَلْ قال ابن بری: و مثله قول ابن مقبل یصف خمراً: یَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكابِ وافَقَهُ أَیْدِی الهَبانِیقِ، بالمَثْناةِ مَعْكوم و هَبَنَّقةُ القَیْسیّ: رجل كان أَحمق بنی قیس بن ثعلبة، و كان یقال له ذو الوَدَعاتِ، و اسمه یزید بن ثَرْوانَ، و كان یضرب به المثل فی الحمق؛ قال الشاعر: عِشْ بِجَدٍّ، و لن یضرك نَوْكٌ، إنما عَیْشُ من تَرَی بالجُدودِ عِشْ بجَدّ، و كُنْ هَبَنَّقة القَیْسِیَّ نَوْكاً، أَو شَیْبَة بن الوَلِیدِ رُبَّ ذِی إرْبةٍ مُقِلٌّ من المال، و ذی عُنْجُهیَّةٍ مَجْدودِ شیْبَ یا شَیْبَ، یا سَخِیفَ بنی القعْقاعِ ما أَنت بالحلیم الرَّشِیدِ و قال آخر: عِشْ بجَدٍّ و كُنْ هَبَنَّقةً، یرضَ بك الناسُ قاضِیاً حَكَما و رجل هَبَنَّق إذا وصف بالنَّوك؛ و قال ذو الرمة: إذا فارَقَتْهُ تَبْتَغی ما تُعیشُه، كفاها رَذایاها الرقیعُ الهَبَنَّقُ قیل: أَراد بالرقیع الهبَنّق القُمْرِیّ؛ و قیل: بل هو الكَرَوان و هو یوصف بالحمق لتركه بیضه و احتضانه بیض غیره كما قال: إنی و تَرْكی نَدَی الأَكْرَمِینَ، و قَدْحِی بكَفَّیَّ زَنْداً شَحاحا كتاركةٍ بیضها بالعَراء، و مُلْبِسة بَیْضَ أُخری جَناحا

هدق؛ ج10، ص: 365

: هَدَقَ الشی‌ءَ فانْهَدَقَ: كسره فانكسر.

هدلق؛ ج10، ص: 365

: بعیر هِدْلِقٌ و هِدْلِیق: واسع الأَشداق، و جمعه هَدالق؛ و أَنشد أَعرابی: هَدالِقاً دَلاقِمَ الشدُوقِ و الهِدْلِقُ: الخطیب. و الهَدالِقُ: الطوال. اللیث: الهِدْلِقُ المُنْخُل. ابن بری: الهِدْلِق الناقة الطویلة المِشْفَرِ؛ قال الجُهَنی: و قُلُص حَدَوْتُها هَدالق و قد یكون من صفة المِشْفَر؛ قال عمارة: ینفُضْنَ بالمَشافر الهَدالِقِ

هرق؛ ج10، ص: 365

: الأَزهری: هَراقتِ السماء ماءها و هی تُهَرِیقُ و الماء مُهَراق، الهاء فی ذلك كله متحركة لأَنها لیست بأَصلیة إنما هی بدل من همزة أَراق، قال: و هَرَقْت مثل أَرَقْتُ، قال: و من قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ فی القیاس، و مثل العرب یخاطب به الغضبان: هَرِّقْ علی جمرك «1» أَو تَبَیَّنْ أَی تَثَبت، و مثل هَرَقْتُ و الأَصل أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحْت الدابة و أَرَحْتُها و هَنَرْتُ النار و أَنَرْتُها، قال: و أما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهی بعیدة؛ قال أَبو زید: الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم، و الأَصل أَنأْته بوزن
(1). قوله [هرق علی جمرك] أی أصبب ماء علی نار غضبك
لسان العرب، ج‌10، ص: 366
أَنَعْتهُ. و یقال هَرِّقْ عنا من الظهیرة و أَهْرِئْ عنا بمعناه، من قال أَهْرِقْ عنا من الظهیرة جعل القاف مبدلة من الهمزة فی أَهْرِئْ، قال: و قال بعض النحویین إنما هو هَراق یُهَرْیقُ لأَن الأَصل من أَراقَ یُرِیقُ یُأَرْیق، لأَن أَفْعَل یُفْعِلُ كان فی الأَصل یُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التی فی یُأَرْیِقُ هاء فقیل یُهَرْیِق، و لذلك تحركت الهاء. الجوهری: هَراق الماء یُهَرِیقه، بفتح الهاء، هِراقة أَی صبَّه؛ و أَنشد ابن بری: رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها، ابنَ لُؤَیّ، حَذَرَ الموت، لم تكُنْ مُهْراقَهْ و أَنشد لأَوس بن حجر: نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْتَهُ، فهُرِیق فی ثوبٍ علیك مُحَبَّر و أَنشد للنابغة: و ما هُرِیقَ علی الأَنْصابِ من جَسَدِ قال: و أَصل هَراق أَراقَ یُرِیقُ إراقَةً، و أصل أَراقَ أَرْیَقَ، و أَصل یُرِیقُ یُرْیِقُ، و أَصل یُرْیِق یُأَرْیِقُ، و إنما قالوا أَنا أُهَرِیقُه و هم لا یقولون أُأَرِیقُهُ لاستثقالهم الهمزتین، و قد زال ذلك بعد الإِبدال، و فیه لغة أُخری: أَهْرَقَ الماء یُهْرِقُه إهْراقاً علی أَفْعَلَ یُفْعِلُ؛ قال سیبویه: أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أُدخلت الأَلف بعدُ علی الهاء و تركت الهاء عوضاً من حذفهم حركة العین، لأَن أَصل أَهْرَق أَرْیقَ. قال ابن بری: هذه اللغة الثانیة التی حكاها عن سیبوبه هی الثالثة التی یحكیها فیما بعدُ إلّا أَنه غلط فی التمثیل فقال أَهْرَق یُهْرِق، و هی لغة ثالثة شاذة نادرة لیست بواحدة من اللغتین المشهورتین؛ یقولون: هَرَقْت الماءَ هَرْقاً و أَهْرَقْتُه إهْراقاً، فیجعلون الهاء فاء و الراء عیناً و لا یجعلونه معتلًا، و أما الثانیة التی حكاها سیبویه فهی أَهْرَاق یُهْرِیق إهْراقةً، فَغیَّرها الجوهری و جعلها ثالثة و جعل مصدرها إهْرِیاقاً، أَ لا تری أَنه حكی عن سیبویه فی اللغة الثانیة أَن الهاء عوض من حركة العین لأَن الأَصل أَرْیَق؟ فهذا یدل أَنه من أَهْرَاق إهْراقةً بالأَلف، و كذا حكاه سیبویه فی اللغة الثانیة الصحیحة، قال الجوهری: و فیه لغة ثالثة أَهْرَاق یُهْرِیق إهْرِیاقاً، فهو مُهْریق، و الشی‌ء مُهْراق و مُهَراق أَیضاً، بالتحریك، و هذا شاذ، و نظیره أَسْطَاع یُسْطیع إسْطِیاعاً، بفتح الأَلف فی الماضی و ضم الیاء فی المستقبل، لغة فی أَطاع یُطِیع، فجعلوا السین عوضاً من ذهاب حركة عین الفعل علی ما تقدم ذكره عن الأَخفش فی باب العین، قال: و كذلك حكم الهاء عندی. قال ابن بری: قد ذكرنا أَن هذه اللغة هی الثانیة فیما تقدم إلّا أَنه غَیَّرَ مصدرها فقال إهْرِیاقاً، و صوابه إِهْراقةً، لأَن الأَصل أَراقَ یُرِیقُ إِراقةً، ثم زیدت فیه الهاء فصارت إِهْرَاقةً، و تاءُ التأْنیث عوض من العین المحذوفة، و كذلك قال ابن السراج أَهْرَاق یُهْرِیقُ إِهْراقةً، و أسْطاع یُسْطیع إسْطاعةً، قال: و أَما الذی ذكره الجوهری من أَن مصدر أَهْراقَ و أَسْطَاع إهْریاقاً و إسطِیاعاً فغلط منه، لأَنه غیر معروف، و القیاس إهْراقةً و إسْطَاعةً علی ما تقدم، و إنما غلَّطه فی إسْطِیَاع أَنه أَتی به علی وزن الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع، قال: و هذا سهو منه لأَن أَسْطاع همزته قطع، و الاسْتِطاع و الاسْطِیَاع همزتهما وصل، و قوله: و الشی‌ءُ مُهْراق و مُهَراق أَیضاً، بالتحریك، غیر صحیح لأَن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غیر؛ قال: و أَما مُهَراق، بالفتح، فمفعول هَرَاق و قد تقدم شاهده؛ و شاهد المُهْراق ما أُنشد
لسان العرب، ج‌10، ص: 367
فی باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقیل: دعَتْهُ، و فی أَثوابِهِ من دِمَائِهَا خَلیطَا دمٍ مُهْراقةٍ غیر ذَاهِبِ و قال جریر العِجْلی، و یروی للأَخطل و هی فی شعره: إذا ما قُلْتُ: قد صالَحْتُ قَوْمِی، أَبی الأَضْغَانُ و النسبُ البَعیدُ و مُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ، تَبِیدُ المُخْزِیاتُ و لا تَبِیدُ قال: و الفاعل من أَهْراقَ مُهْرِیقٌ؛ و شاهده قول كثیِّر: فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِیقِ فَضْلَةَ مائِهِ لضَاحِی سَرَابٍ، بالمَلا یَتَرَقْرَقُ و قال العُدَیْلُ بن الفَرْخ: فكنْت كمُهْرِیقِ الذی فی سِقائِهِ لِرَقْرَاقِ آلٍ، فوق رابیةٍ جَلْدِ و قال آخر: فظَلَلْتُ كالمُهْرِیقِ فَضْلَ سِقائِهِ فی جَوِّ هاجِرَةٍ، لِلَمْعِ سَرابِ و شاهد الإِهْرَاقةِ فی المصدر قول ذی الرمة: فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ لأَعْزِلَةٍ عنها، و فی النفس أَن أُثْنی قال ابن بری عند قول الجوهری: و أَصل أَرَاقَ أَرْیَقَ، قال أَراق أَصله أَرْوَقَ بالواو لأَنه یقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ، و أَراقهُ غیره إذا صَبَّه، قال: و حكی الكسائی رَاقَ الماءُ یَرِیقُ انصبَّ، قال: فعلی هذا یجوز أن یكون أَصل أَرَاقَ من الیاء. و‌فی الحدیث: أُهْرِیقَ دَمُهُ؛ و تقدیر یُهَرِیقُ، بفتح الهاء، یُهَفْعِلُ، و تقدیر مُهَرَاق، بالتحریك، مُهَفْعَل؛ و أما تقدیر یُهْرِیق، بالتسكین، فلا یمكن النطق به لأَن الهاء و الفاء ساكنان، و كذلك تقدیر مُهْرَاق، و حكی بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ. و‌فی حدیث أُم سلمة: أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ؛ هكذا جاءَ علی ما لم یسمَّ فاعله، و الدم منصوب أی تُهَرَاقُ هی الدمَ، و هو منصوب علی التمییز، و إن كان معرفة، و له نظائر، أو یكون قد أُجری تُهَراقُ مجری نُفِسَت المرأَةُ غلاماً، و نُتِجَ الفرسُ مُهْراً، و یجوز رفع الدم علی تقدیر تُهَرَاقُ دماؤها، و تكون الأَلف و اللام بدلًا من الإِضافة كقوله تعالی: أَوْ یَعْفُوَا الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَةُ النِّكٰاحِ؛ أی عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها، و الهاء فی هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء یُرِیقهُ و هَرَاقه یُهَرِیقُه، بفتح الهاء، هَراقةً. و یقال فیه: أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فیجمع بین البدل و المبدل. ابن سیدة: اهْرَوْرَقَ الدمعُ و المطر جَرَیا، قال: و لیس من لفظ هَرَاق لأَن هاء هَرَاق مبدلة و الكلمة معتلة، و أما اهْرَوْرَقَ فإنه و إن لم یتكلم به إلَّا مَزیداً متوهم من أصل ثلاثی صحیح لا زیادة فیه، و لا یكون من لفظ أَهْرَاقَ لأَن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العین علی ما ذهب إلیه سیبویه فی أَسْطَاعَ. و یوم التهَارُقِ: یوم المَهْرَجان، و قد تَهَارقُوا فیه أی أَهْرَقَ الماء بعضُهم علی بعضٍ، یعنی بالمَهْرَجانِ الذی نسمیه نحن النَّوْرُوز. و المُهْرُقَانُ: البحر لأَنه یُهَرِیق ماءَه علی الساحل إلَّا أنه لیس من ذلك اللفظ؛ أَبو عمرو: هو الیَمُّ و القَلَمَّشُ و النَّوْفَلُ و المُهْرُقانُ البحر، بضم المیم و الراء؛ قال ابن مقبل: تَمَشَّی به نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها جَنَی مُهْرُقانٍ، فاضَ باللیل سَاحِلهْ
لسان العرب، ج‌10، ص: 368
و مُهْرُقان: معرب أَصله ما هی رُویانْ؛ و قال بعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان من هَرَقْت لأَن البحر ماؤُه یفیض علی الساحل إذا مَدَّ، فإذا جزر بقی الوَدَع. أَبو عمرو: یقال للبحر المُهْرَقان و الدَّأْماءُ، خفیف؛ و قیل المُهْرُقان ساحل البحر حیث فاض فیه الماءُ ثم نَضَب عنه فبقی الوَدَع، و أَورد بیت ابن مقبل و قال: و جَناهُ ما یبقی من الوَدَعِ. و المُهْرَقُ: الصحیفة البیضاء یكتب فیها، فارسی معرب، و الجمع المَهارق؛ قال حسان: كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ و أَحوالِ، لآل أَسْماءَ، مِثْل المُهْرَقِ البالِی قال ابن بری: و الذی فی شعره: كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالی قال: و قال الحرث بن حلِّزة: آیاتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ و المَهارق فی قول ذی الرمة: بیَعْمَلة بین الدُّجَی و المَهَارِق الفَلَواتُ، و قیل الطرق، و قیل: المُهْرَق ثوب حریر أَبیض یُسْقَی الصمغَ و یُصْقَلُ ثم یكتب فیه، و هو بالفارسیة مُهر كَرْد، و قیل: مَهْره لأَن الخَرَزة التی یُصقل بها یقال لها بالفارسیة كذلك. و المُهْرَقُ: الصحراء الملساء. و المَهارق: الصَّحاری، واحدها مُهْرَق، و هو معرب؛ قال الأَزهری: و إنما قیل للصحراء مُهْرق تشبیها بالصحیفة؛ قال الأَعشی: رَبّی كریم لا یكدِّرُ نِعْمَةً، فإذا تُنُوشِد فی المَهارِق أَنْشَدا أراد بالمَهارق الصحائف. و قال اللحیانی: بلد مَهَارِق و أَرضٌ مَهَارِق كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً؛ قال: و خَرْق مَهَارِق ذی لُهْلُهٍ، أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَؤُه قال ابن الأَعرابی: إنما أَراد مثل المَهارق، و أَجَدَّ: جَدَّد، و اللُّهْلُه: الاتساع. قال ابن سیدة: و أما ما رواه اللحیانی من قولهم هَرِقْتُ حتی نصف اللیل فإنما هو أَرِقْتُ، فأَبدل الهاء من الهمزة. و قال أَبو زید: یقال هَرِیقُوا عنكم أوَّل اللیل و فَحْمَةَ اللیل أی انزلوا، و هی ساعة یَشُقُّ فیها السیر علی الدواب حتی یمضی ذلك الوقت، و هما بین العشاءَین.

هزق؛ ج10، ص: 368

: هَزِقَ فی الضحك هَزَقاً و أَهْزَق فلان فی الضحك و زَهْزَقَ و أَنْزَقَ و كَرْكَرَ: أكثر منه. و رجل هَزِقَ و مِهْزاق: ضَحّاك خفیف غیر رَزِین. و امرأَة هَزقة بیِّنة الهَزَقِ و مِهْزاق: ضحَّاكة؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: حُرَّة طَفْلَة الأَنامِلِ كالدُّمْیةِ لا عَابس، و لا مِهْزاق و حكی ابن خالویه: رجل مِهْزاق طَیّاش. و الهَزَقُ: النشاط، و قد هَزِقَ یَهْزَق هَزَقاً؛ قال رؤبة: و شَجَّ ظَهْرَ الأَرضِ رقَّاص الهَزَقْ و حمار هَزِق و مِهْزَاق: كثیر الاسْتِنَان. و الهَزَق: النَّزَقُ و الخفة. و الهَزَق: شدة صوت الرعد؛ قال كثیِّر یصف سحاباً: إذا حَرَّكَتْهُ الریحُ أَرْزَمَ جانبُ بلا هَزَقٍ منه، و أَوْمَضَ جانبُ

هزرق؛ ج10، ص: 368

: الهَزْرَقة: من أَسْوإِ الضحك؛ قال: ظَلَلْنَ فی هَزْرقَةٍ و قَهِّ، یَهْزَأْنَ من كل عَیَام فَهِّ
لسان العرب، ج‌10، ص: 369
قال الأَزهری: لم أَسمع الهَزْرَقة بهذا المعنی لغیر اللیث؛ و روی شمر عن المؤَرّج أنه قال: النَّبَط تسمی المحبوس المُهَزْرَقَ، الزای قبل الراء. قال الأَزهری: و الذی نعرفه فی باب الضحك زَهْزَقَ و دَهْدَق زَهْزَقةً و دَهْدَقةً، قال: قال ذلك أبو زید و غیره. و ظلیم هُزْرُوق و هِزْراق و هُزارِق: سریع. و هزرق الرجلُ و الظَّلیمُ: أسرع، و هو ظلیم هُزْروق و هُزَارِق.

هزلق؛ ج10، ص: 369

: الأَزهری: ابن الأَعرابی القِرَاطُ السِّراجُ، و هو الهِزْلِقُ، الهاء قبل الزای. غیره: هو الزِّهْلِق، قال: و أَما الهِزْلق فهی النار.

هشنق؛ ج10، ص: 369

: الهَشْنَقُ: ما یُسَدّی علیه الحائك؛ قال رؤبة: أَرْمُلُ قُطْناً أو یُسَدّی هَشْنَقا

هغق؛ ج10، ص: 369

: الهَیْغَقُ: النبات الغَضّ التارّ.

هفتق؛ ج10، ص: 369

: أقاموا هَفْتَقاً أی أُسبوعاً، فارسی معرب، أَصله بالفارسیة هَفْتَهْ؛ قال رؤبة: كأَن لَعّابِینَ زاروا هَفْتَقَا

هقق؛ ج10، ص: 369

: هَقَّ الرجلُ: هرب؛ قال عمرو بن كلثوم فاستعاره للكلاب: و قد هَقَّتْ كِلابُ الحَیِّ منا، و شَذَّبْنا قَتادةَ مَنْ یَلِینَا «2». و الهَقْهَقة: كالحَقْحَقة، و هی شدة السیر و إتْعاب الدابة. و قد هَقْهَقَ الرجل: مثل حَقْحَقَ، و قَرَبٌ مُهَقْهَق منه، و قیل: إنما یراد به مُحَقْحَق؛ و أَنشد لرؤبة: جَدَّ و لا یَحْمَدْنَهُ إن یُلْحَقَا، أَقَبُّ قَهْقاهٌ، إذا ما هَقْهَقَا و یروی: هَقْهاق و قَهْقاه. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الهُقُق الكثیرو الجماع؛ قال الأَزهری: یقال هَكَّ جاریته و هَقَّها إذا جهدها بكثرة الجماع.

هلق؛ ج10، ص: 369

: الهَلْقُ: السرعة فی بعض اللغات، و لیس بثبت.

همق؛ ج10، ص: 369

: كلأٌ هَمِقٌ: هَشٌّ لین؛ عن أَبی حنیفة؛ و أنشد: باتَتْ تَعَشَّی الحَمْضَ بالقَصِیمِ، لُبایَةً من هَمِقٍ عَیْشومِ و قال بعضهم: الهَمِقُ من الحَمض، و الهَمِق: نبت، و العَیْشوم الیابس. ابن الأَعرابی: الهَمْقی نبت؛ و فی كتاب أبی عمرو: لبایة من هَمِقٍ هَیشوم و قال: الهَمِقُ الكثیر، و القَصِیم منابت الغضا جمع قَصِیمةٍ، بصاد غیر معجمة. و الهِمَقَّی و الهِمِقَّی: ضرب من المشی، و قال كراع: هو سیر سریع. و الهَمْقاق و الهُمقاق: حب یشبه حب القطن فی جُمَّاحة مثل الخَشْخاش؛ قال ابن سیدة: و هی مثل الخَشْخاش إلا أنها صلبة ذات شعب یُقْلَی حَبُّه، و أكله یزید فی الجماع، یكون فی بلاد بَلْعَمِّ، واحدته هَمْقاقة، و هُمْقاقة بوزن فُعْلانة من كلام العجم أو كلام بَلْعَمِّ خاصة لأَنه یكون بجبال بَلْعَمِّ؛ قال ابن سیدة: و أَحسبها دخیلة. قال: و الهَمَقِیقٌ نبت، زعموا. الجوهری: و مشی الهِمَقَّی إذا مشی علی جانب مرة و علی جانب مرة. أبو العباس: الهِمَقَّی مشیة فیها تمایل؛ و أَنشد: فأَصْبَحْنَ یَمْشِینَ الهِمَقَّی، كأنما یدافِعْنَ بالأَفْخاذِ نَهْداً مؤَرَّبا الأَزهری: المُهَمَّق من السَّویق المُدَقَّق.
(2). روایة المعلقة: هرْت بدل هقَّت
لسان العرب، ج‌10، ص: 370‌

هنق؛ ج10، ص: 370

: الهَنَقُ: شبیه بالضَّجَر، و قد أَهْنَقه.

هنبق؛ ج10، ص: 370

: الهُنْبوقة: المِزْمار، و هو أیضا مجری الوَدَج. الأَزهری: أَبو مالك الهُنْبُوق المِزْمار، و جمعه هَنابیق؛ قال كثیِّر عزة: یُرَجِّع فی حَیْزُومه، غیر باغمٍ، یَراعاً من الأَحْشاء جُوفاً هَنابِقُهْ أَراد هَنابِیقه، فحذف الیاء. الأَزهری: و الزَّنبَقُ المزمار.

هوق؛ ج10، ص: 370

: الهَوْقَةُ: كالأَوْقةِ و هی حفرة یجتمع فیها الماء و یكثر فیه الطین و تأْلفها الطیر، و الجمع هُوق، و الله أعلم.

هیق؛ ج10، ص: 370

: الهَیْق من الرجال: المفرط الطول، و قیل: هو الطویل الدَّقیقُ، و لذلك سمی الظَّلِیم هَیْقاً، و الأُنثی هَیْقة؛ قال: و ما لَیْلی من الهَیْقاتِ طولًا، و لا لَیْلی من الحُذَفِ القِصارِ و الهَیْق: الظلیم لطوله كالهَیْقل؛ الیاء فی هَیْقٍ أصل و فی هَیْقَل زائدة، و الجمع أَهْیاق و هُیُوق، و الأُنثی هَیْقة. و الهَیْقة: الطویلة من النساء و الإِبل. و أَهْیَقَ الظلیم: صار هَیْقاً؛ قال رؤبة: أَزَلّ أو هَیْق نَعامٍ أَهْیَقَا و‌فی حدیث أُحُدٍ: انْخَزل عبد الله بن أُبَیٍّ فی كَتیبةٍ كأنه هَیْق یقدمُهم؛ الهَیْق: ذكر النعام، یرید سرعة ذهابه. الجوهری: الهَیْق الظَّلِیم، و كذلك الهَیْقَمُ، و المیم زائدة. و رجل هَیْق: یشبَّه بالظَّلِیم لِنفاره و جُبْنه؛ و منه قول الشاعر: هَدَجان الرَّالِ خلف الهَیْقة

فصل الواو؛ ج10، ص: 370

وأق؛ ج10، ص: 370

: الوَأْقة: من طیر الماء، و حكاه بعضهم فی التخفیف؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هو تخفیف قیاسی أَو بدلیّ أو لغة، فإن كان تخفیفاً قیاسیّاً أو بدلیّاً فهو من هذا الباب، و إن كان لغةً فلیس من هذا الباب، و الله أعلم.

وبق؛ ج10، ص: 370

: وَبَق الرجلُ یَبِقُ وَبْقاً و وبُوقاً و وَبِقَ وَبْقاً و اسْتَوْبَق: هلك، و أَوبَقَهُ هو؛ و أَوْبَقه أَیضاً: ذَلَّله. و المَوْبِقُ مَفْعِل منه، كالمَوْعِد مَفْعِل من وَعَدَ یَعِدُ؛ و منه قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً؛ و فیه لغة أُخری: وَبِقَ یَوْبَقُ وَبَقاً: و أَوْبَقه: أَهلكه. قال الفراء فی قوله: وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً؛ یقول جعلنا تواصلهم فی الدنیا مَوْبِقاً أی مَهْلِكاً لهم فی الآخرة. و قال ابن الأَعرابی: مَوْبِقاً أی حاجزاً؛ و كل حاجز بین شیئین فهو مَوْبِق؛ و قال أَبو عبید: المَوْبِق الموعد فی قوله وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً؛ و احتج بقوله: و حادَ شَرَوْرَی و السِّتَارَ، فلم یَدَعْ تِعاراً له و الوادِیَیْنِ بِمَوْبِقِ معناه بمَوْعد. و حكی ابن بری عن السیرافی قال: أی جعلنا تَواصُلَهم فی الدنیا مَهْلِكاً لهم فی الآخرة، فبینهم علی هذا مفعول أَول لجعلنا لا ظرف، و قال أَبو عبید: مَوْبِقاً مَوْعِداً، فبینهم علی هذا ظرف. الفراء: یقال أَوْبَقَتْ فلاناً ذنوبُه أی أهلكته فوَبِق یَوْبَقُ وبَقاً و مَوْبِقاً إذا هلك. و فی نوادر الأَعراب: وبِقَتِ الإِبلُ فی الطین إذا وَحَلَتْ فنشِبَتْ فیه. و وَبِقَ فی دَینه إذا نشب فیه. و‌فی حدیث الصراط: و منهم المُوبَقُ بذنوبه‌أی المُهْلَك. یقال: أَوْبَقَهُ غیره، فهو مُوبَق. و‌فی الحدیث: و لو فَعَل المُوبِقات‌أی الذنوب المهلكات. و‌فی حدیث علی: فمنهم الغرِقُ الوَبِق.و المَوْبِقُ: المَحْبِسُ. و قد أَوْبَقه أی حبسه. و قوله تعالی: أَوْ یُوبِقْهُنَّ بِمٰا كَسَبُوا، أی یَحْبسهن، یعنی الفُلْك و ركبانها، فیَهْلِكوا فرقاً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 371‌

وثق؛ ج10، ص: 371

: الثِّقَةُ: مصدر قولك وَثِقَ به یَثِقُ، بالكسر فیهما، وثاقةً و ثِقَةً ائتمنه، و أنا واثِقٌ به و هو موثوق به، و هی مَوثوقٌ بها و هم موثوق بهم؛ فأَما قوله: إلی غیر مَوْثوقٍ من الأَرض تَذْهَب فإنه أَراد إلی غیر مَوثوقٍ به، فحذف حرف الجرّ فارتفع الضمیر فاستتر فی اسم المفعول. و رجل ثِقةٌ و كذلك الاثنان و الجمع، و قد یجمع علی ثِقاتٍ. و یقال: فلان ثِقةٌ و هی ثِقةٌ و هم ثِقةٌ، و یجمع علی ثِقاتٍ فی جماعة الرجال و النساء. و وَثَّقْت فلاناً إذا قلت إنه ثِقةٌ. و أَرض وثِیقةٌ: كثیرة العُشْب مَوْثوق بها، و هی مثل الوَثِیجة و هی دُوَیْنها، و كلأَ موثِق: كثیر مَوثوق به أن یكفی أَهله عامهم، و ماء مُوثِق كذلك؛ قال الأَخطل: أو قارِبٌ بالعَرا هاجَتْ مراتِعُه، و خانه مُوثِقُ الغُدْرانِ و الثَّمَرُ و الوَثاقة: مصدر الشی‌ء الوَثِیق المُحْكَم، و الفعل اللازم یَوْثُقُ وَثاقةً، و الوَثاق اسم الإِیثاق؛ تقول: أوثَقْتُه إیثاقاً و وَثاقاً، و الحبل أو الشی‌ء الذی یُوثَق به وِثاقٌ، و الجمع الوُثُقُ بمنزلة الرِّباطِ و الرُّبُطِ. و أَوْثَقهُ فی الوَثاقِ أی شده. و قال تعالی: فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ، و الوِثاق، بكسر الواو، لغة فیه. و وَثُقَ الشی‌ء، بالضم، وَثاقةً فهو وَثِیقٌ أی صار وَثِیقاً و الأُنثی وَثِیقة. التهذیب: و الوَثِیقةُ فی الأَمر إحْكامه و الأَخذ بالثِّقَةِ، و الجمع الوَثائقُ. و‌فی حدیث الدعاء: و اخلع وَثائِقَ أفئدتهم؛ جمع وَثاقٍ أو وَثِیقةٍ. و الوَثِیقُ: الشی‌ء المُحْكم، و الجمع وِثاقٌ. و یقال: أَخذ بالوَثِیقة فی أمره أی بالثِّقَة، و توَثَّق فی أَمره: مثله. و وَثَّقْتُ الشی‌ء تَوْثِیقاً، فهو مُوَثَّق. و الوَثِیقة: الإِحكام فی الأَمر، و الجمع وَثِیق؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: عَطاءً و صَفْقاً لا یُغِبّ، كأنما علیك بإتْلافِ التِّلادِ وَثِیقُ و عندی أَن الوَثِیقَ هاهنا إنما هو العَهْد الوَثِیقُ، و قد أَوْثَقَه و وَثَّقَه و إنه لمُوَثَّقُ الخلق. و المَوْثِقُ و المِیثاقُ: العهد، صارت الواو یاء لانكسار ما قبلها، و الجمع المَواثِیقُ علی الأَصل، و فی المحكم: و الجمع المَواثِقُ، و میَاثِق معاقبة، و أما ابن جنی فقال: لزم البدل فی میَاثق كما لزم فی عیدٍ و أَعْیادٍ؛ و أنشد الفراء لعیاض بن دُرَّة الطائی: حِمًی لا یحُل الدَّهْرُ إلا بإذْنِنا، و لا نَسَلِ الأَقْوامَ عَقْدَ المَیاثِقِ و المَوْثِقُ: المیثاقُ. و‌فی حدیث ذی المشعار: لنا من ذلك ما سَلَّموا بالمِیثاقِ و الأَمانة‌أی أنهم مأْمونون علی صدقات أَموالهم بما أُخذ علیهم من المِیثاق فلا یُبْعث علیهم مُصَدِّق و لا عاشر. و المُواثقة: المعاهدة؛ و منه قوله تعالی: وَ مِیثٰاقَهُ الَّذِی وٰاثَقَكُمْ بِهِ. و‌فی حدیث كعب بن مالك: و لقد شهدت مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لیلة العقبة حین تَواثَقْنا علی الإِسلام‌أی تحالفنا و تعاهدنا. و التَّواثُق، تفاعُل منه. و المِیثاقُ: العهد، مِفْعال من الوَثاقِ، و هو فی الأَصل حبل أو قَیْد یُشدّ به الأَسیر و الدابة. و‌فی حدیث مُعاذٍ و أبی موسی: فرأَی رجلَا مُوثَقاً‌أی مأْسوراً مشدوداً فی الوَثاق. التهذیب: المِیثاقُ من المُواثَقةِ و المعاهدة؛ و منه المَوْثِقُ. تقول: واثَقْتُه بالله لأَفْعلنَّ كذا و كذا. و یقال: اسْتَوْثَقْت من فلان و تَوَثَّقْتُ من الأَمر إذا أَخذت فیه بالوَثاقةِ، و فی الصحاح: و اسْتَوْثَقْت
لسان العرب، ج‌10، ص: 372
منه أی أَخذت منه الوَثِیقةَ. و أَخذ الأَمر بالأَوْثَقِ أی الأَشد الأَحكم. و المُوثِقُ من الشجر: الذی یُعَوّل الناس علیه إذا انقطع الكلأَ و الشجر. و ناقة وثِیقةٌ و جمل وَثیقٌ و ناقة مُوَثَّقة الخلق: مُحْكمة.

ودق؛ ج10، ص: 372

: ودَقَ إلی الشی‌ء وَدْقاً و وُدُوقاً: دنا. و وَدَق الصیدُ یَدِقُ وَدْقاً إذا دنا منك؛ قال ذو الرمة: كانَتْ إذا وَدَقَتْ أَمثالُهُنَّ لَهُ، فبَعْضُهُنَّ عن الآلاف مُشْتَعِبُ و یقال: مارَسْنا بنی فلان فما وَدَقُوا لنا بشی‌ء أی ما بذلوا، و معناه ما قَرَّبوا لنا شیئاً من مأْكول أو مشروب، یَدِقُون وَدْقاً. و وَدَقْتُ إلیه: دنوت منه. و فی المثل: وَدَق العَیْرُ إلی الماء أی دنا منه؛ یضرب لمن خضع للشی‌ء بحِرْصه علیه. و الوَدِیقةُ: حَرُّ نصف النهار، و قیل: شدة الحر و دُنُوّ حَمْیِ الشمس؛ قال شمر: سمیت وَدِیقة لأَنها وَدَقَتْ إلی كل شی‌ء أی وصلت إلیه؛ قال الهذلی أبو المثلم یَرْثی صَخْراً: حامی الحَقِیقةِ نَسَّال الوَدِیقة، مِعْتاق الوَسِیقة، لا نِكْس و لا وَكِل قال ابن بری: صوابه: لا نِكْس و لا وانی؛ و قبله: آبی الهَضِیمة، نابٍ بالعَظِیمة، مِتْلاف الكَرِیمة، جَلْد غیر ثُنْیانِ قال ابن بری: و أما بیته الذی رَوِیُّه لام فهو قوله: بمَنْسِرٍ مَصِعٍ یَهْدی أَوائِلَه حامِی الحَقیقةِ، لا وانٍ و لا وَكِل و‌فی حدیث زیاد: فی یومٍ ذی وَدِیقةٍ‌أی حر شدید أشد ما یكون من الحر بالظهائر. ابن الأَعرابی: یقال فلان یَحْمی الحقیقة و یَنْسُل الوَدِیقةَ؛ یقال للرجل المُشَمِّر القویّ، أی یَنْسُل نَسَلاناً فی وقت الحر نصف النهار، و قیل: هو الحَرُّ ما كان، و الأَول أَعْرَفُ، و قیل: هو دَوَمان الشمس فی السماء أَی دَورَانها و دنوّها. و ودَقَ البطنُ: اتسع و دنا من السِّمَنِ. و إبل وادِقةُ البُطون و السُّرَر: انْدَلَقَتْ لكثرة شحمها و دنت من الأَرض؛ قال: كُوم الذُّرَی وَادِقة سُرَّاتُها و المَوْدِقُ: المَأْتَی للمكان و غیره، و الموضع مَوْدِقٌ؛ و منه قول إمرئ القیس: دَخَلْتُ علی بَیْضاءَ جَمٍّ عِظامُها، تُعَفِّی بذَیْلِ المِرْطِ، إذ جِئْتُ مَوْدقی و المَوْدِقُ: مُعْتَرَكُ الشر. و المَوْدِق: الحائل بین الشیئین. و وَدَقْت به وَدْقاً: استأْنست به. و الوِداقُ فی كل ذات حافر: إرادة الفحل، و قد وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً و ودَاقاً و وُدُوقاً و أَوْدَقَتْ، و هی مُودِق، و اسْتَوْدَقت و هی وَدِیق و وَدُوق. یقال: أتان وَدِیقٌ و بغلة ودِیقٌ، و قد وَدَقَتْ تَدِقُ إذا حَرَصت علی الفحل، و بها وِداقٌ، و فرس وَدُوق. و‌فی حدیث ابن عباس: فتمثل له جبریل علی فرس وَدِیقٍ؛ هی التی تشتهی الفحل؛ قال ابن بری: ذكر ابن خالویه أوْدَقَتْ فهی وادِقٌ، و لا یقال مُودِق و لا مُسْتَوْدِق؛ و شاهد الوِداقِ قول الفرزدق: كأَن رَبیعاً، من حِمایة مِنْقَرٍ، أَتانٌ دعاها للوِداقِ حِمارُها ابن سیدة: و قد یكون الوِداقُ فی الظِّباء مثله فی الأَتان؛ حكاه كراع فی عبارة، قال: فلا أَدری
لسان العرب، ج‌10، ص: 373
أَ هو أَصل أم استعمله. و وَدَقَ به: أَنِسَ. و الوَدْقُ: المطر كله شدیدُه و هیّنُه، و قد وَدَقَ یَدِقُ وَدْقاً أی قَطَر؛ قال عامر بن جُوَیْن الطائی: فلا مُزْنة ودَقَتْ وَدْقَها، و لا أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقالها و مثله لزید الخیل: ضَرَبْنَ بِغَمْرةٍ فخَرجْنَ منها، خُروجَ الوَدْقِ من خَلَلِ السَّحاب و وَدَقَت السماء و أَوْدَقَت. و یقال للحَرْب الشدیدة: ذاتُ وَدْقَیْنِ، تُشَبَّهُ بسحابة ذات مطرتین شدیدتین. و یقولون: سحابة وادِقةٌ، و قلما یقولون ودَقَتْ تَدِقُ. و یقال: سحابة ذات وَدْقَیْن أی مطرتین شدیدتین، و شبه بها الحرب فقیل: حَرْب ذات وَدْقَیْنِ؛ و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتی لَهُمُ، بذاتِ وَدْقَیْنِ، لا یَعْفُو لها أَثَرُ أی حرب شدیدة، و هو من الوَدْق و الوِداقِ الحِرْصِ علی طلب الفحل لأَن الحرب توصف باللّقاح، و قیل: هو من الوَدْقِ المطر. یقال للحرب الشدیدة ذاتُ وَدْقَیْنِ، تشبیهاً بسحاب ذات مطرتین شدیدتین؛قال أَبو عثمان المازنی: لم یصح عندنا أَن علی بن أَبی طالب، كرم الله وجهه، تكلم بشی‌ء من الشعر غیر هذین البیتین: تِلْكُمْ قُرَیْشٌ تَمنَّانی لتَقْتُلَنی، فلا وَ رَبِّك ما بَرُّوا و ما ظَفِرُوا فإن هلكتُ فرهنٌ ذِمَّتی لهُمُ، بذات رَوْقَیْنِ، لا یعفو لها أَثَرُ قال: و یقال داهیة ذات رَوْقَیْنِ و ذات وَدْقین، إذا كانت عظیمة؛ قال الكمیت: إذا ذات وَدْقَیْنِ هابَ الرُّقاةُ أَن یَمْسَحوها، و أَن یَتْفُلوا و قیل: ذات وَدْقَیْنِ من صفات الحیَّات، و لهذا قیل داهیة ذات وَدْقَیْن، و قیل للداهیة ذات وَدْقَیْنِ أَی ذات وجْهین كأَنها جاءت من وجهین؛ قال الكمیت: و كائِنْ و كَمْ من ذاتِ وَدْقَیْنِ ضِئْبِلٍ نآدٍ، كَفَیْت المسلمین عُضالَها و یقال: ذات وَدْقَیْنِ من صفة الطعنة. و الوَدْقة و الوَدَقةُ؛ الفتح عن كراع «3» نقطة فی العین من دم تبقی فیها شَرقة، و قیل: هی لحمة تعظُم فیها، و قیل: هو مرض لیس بالرَّمَد تَرِمُ منه الأُذن و تشتد منه حمرة العین، و الجمع وَدَق؛ قال رؤبة: لا یشْتَكی صُدْغَیْهِ من داء الوَدَقْ وَدِقَتْ عینه، فهی وَدِقةٌ. الأَصمعی: یقال فی عینه وَدَقة خفیفةٌ إذا كانت فیها بَثْرَةٌ أو نقطة شَرِقة بالدم. و یقال: وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إذا سالت و استرخت. و رجل وادِقُ السُّرَّةِ: شاخصها. و الوَداقُ و الوِدَاقُ: الحدید؛ و أَنشد بیت أَبی قیس بن الأَسْلَت: أَحْفَزَها عَنِّی بِذِی رَوْنَقٍ مُهَنَّدٍ، كالمِلْح، قَطَّاعِ صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّه، و مُجْنَإٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ الوادِق: الماضی الضریبة. و وَدَقَ السیفُ: حَدَّ، و أَنشد بیت أبی قیس أَیضاً: وادِقٍ حدُّه؛ قال ابن
(3). قوله [الفتح عن كراع] عبارة شرح القاموس: بالفتح، و یحرك، عن كراع و علیه اقتصر الصاغانی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 374
سیدة: و حكاه أبو عبید فی باب الرماح و قد غلط إنما هو سیف وادِقٌ؛ و قد روی البیت الأَول: أَكْفَتهُ عَنّی بذی رَوْنَقٍ أَبیضَ، مثل المِلْح، قَطّاع قال: و الدِّرْعُ إنما تُكْفَتُ بالسیف لا بالرمح. و إنه لوَادِقُ السِّنَةِ أی كثیر النوم فی كل مكان؛ هذه عن اللحیانی. و وَدْقانُ: موضع. أبو عبید فی باب اسْتِخْذاء الرجل و خضوعه و استكانته بعد الإِباء: یقال وَدَقَ العَیْرُ إلی الماء، یقال ذلك للمُسْتَخذی الذی یطلب السَّلام بعد الإِباء، و قال وَ دَقَ أی أَحَبَّ و أَراد و اشتهی. ابن السكیت: قال أَبو صاعد: یقال وَدِیقةٌ من بَقْل و من عُشْب، و حَلُّوا فی وَدیقةٍ منكَرة.

ورق؛ ج10، ص: 374

: الوَرَقُ: وَرَقُ الشجرة و الشوك. و الوَرَقُ: من أَوْراق الشجر و الكِتاب، الواحدة وَرَقةٌ. ابن سیدة: الوَرَقُ من الشجر معروف، و قال أَبو حنیفة: الوَرَقُ كل ما تَبَسَّطَ تَبَسُّطاً و كان له عَیْرٌ فی وسطه تنتشر عنه حاشیتاه، واحدته وَرَقةٌ. و قد وَرَّقَت الشجرة تَوْریقاً و أَوْرَقَت إیراقاً: أخرجت وَرَقَها. و أَوْرَقَ الشجرُ، أی خرج وَرَقُه. و شجرة وارِقةٌ و وَرِیقة و وَرِقةٌ: خضراء الوَرَق حسنة؛ الأَخیرة علی النسب لأَنه لا فعل له. و الوَارِقةُ: الشجرة الخضراء الوَرَق الحسنة، و قیل: كثیرة الأَوراق. و شجرة وَرِقةٌ و وَرِیقة: كثیرة الوَرَقِ. و وَرَقَ الشجرةَ یَرِقُها وَرْقاً: أخذ وَرَقَها، و قال اللحیانی: وَرَقَت الشجرة، خفیفةً، ألقت وَرَقَها. و یقال: رِقْ لی هذا الشجرة وَرْقاً أی خُذ وَرَقَها، و قد وَرَقتُها أَرِقُها وَرْقاً، فهی مَوْروقة. النضر: یقال اوْرَاقَّ العنبُ یَوْراقُّ ایرِیقاقاً إذا لَوَّنَ فهو مُورَاقّ. الأَصمعی: یقال وَرَقَ الشجرُ و أَوْرَقَ، و بالأَلف أكثر، و وَرَّق تَوْریقاً مثله. و الوِراقُ، بالكسر: الوقت الذی یُورِقُ فیه الشجر، و الوَرَاقُ، بالفتح: خضرة الأَرض من الحشیش و لیس من الوَرَقِ؛ قال أبو حنیفة: هو أَن تطَّرد الخضرة لعینك؛ قال أَوس بن حَجَر یصف جیشاً بالكثرة و نسبه الأَزهری لأَوس بن زهیر: كأَنّ جِیادهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، جَرَادٌ قد أَطاعَ له الوَرَاقُ و یروی: برَعْنِ قُفٍّ. قال ابن سیدة: و عندی أن الوَرَاق من الوَرَقِ؛ و أَنشد الأَزهری: قل لنُصَیْبٍ یَحْتَلِبْ نار جَعْفَرٍ، إذا شَكِرَتْ عند الوَرَاقِ جِلامُها و قال أَبو حنیفة: ورَقَت الشجرةُ و وَرَّقَتْ و أَوْرَقتْ، كلُّ ذلك، إذا ظهر وَرَقُها تامّاً. و‌فی الحدیث أَنه قال لعَمَّار: أنت طیّبُ الوَرَق؛ أَراد بالورق نَسْله تشبیهاً بوَرَق الشجر لخروجها منها. و وَرَقُ القوم: أحداثهم. و ما أَحسن وَرَاقهُ و أَوْرَاقهُ أی لِبْسته و شارتهُ، علی التشبیه بالوَرَقِ. و اخْتَبط منه وَرَقاً: أصاب منه خیراً. و الرِّقَةُ: أول خروج الصِّلِّیان و النَّصِیّ و الطَّریفة رطباً، یقال: رعینا رِقَتَهُ. ابن الأَعرابی: یقال للنَّصِیّ و الصِّلِّیان إذا نبتا رِقَةٌ، خفیفةً، ما داما رطبین. و الرِّقةُ أیضاً: رِقةُ الكَلإِ إذا خرج له ورق. و تَوَرَّقَت الناقة إذا رعت الرِّقةَ. ابن سمعان و غیره: الرِّقةُ الأَرض التی یصیبها المطر فی الصَّفَرِیَّة أو فی القیظ فتنبت فتكون خضراء فیقال: هی رِقة خضراء. و الرِّقةُ: رِقةُ النَّصِی و الصلّیان إذا اخضرَّا
لسان العرب، ج‌10، ص: 375
فی الربیع. أبو عمرو: الوَرِیقةُ الشجرة الحسنة الوَرَقِ. و عام أَوْرَقُ: لا مطر فیه، و الجمع وُرْق. و الوَرَقُ: أُدم رقاقٌ، واحدتها وَرَقة، و منها وَرَقُ المصحف، و وَرَقُ المصحف و أَوْراقُه: صحفه، الواحد كالواحد، و هو منه. و الوَرَّاقُ: معروف، و حرفته الوِراقةُ. و رجل وَرَّاق: و هو الذی یُوَرِّق و یكتب. الجوهری: و الوَرَقُ المال من دراهم و إبل و غیر ذلك. و قال ابن سیدة الوَرَقُ المال من الإِبل و الغنم؛ قال العجاج: إیاكَ أَدعو، فَتَقَبَّلْ مَلَقِی اغفِرْ خَطایایَ، و ثَمِّرْ ورَقِی و الوَرَقُ من الدم: ما استدار منه علی الأَرض، و قیل هو الذی یسقط من الجراحة عَلَقاً قِطعاً؛ قال أَبو عبیدة: أَوّله وَرَق و هو مثل الرَّشِّ، و البصِیرةُ مثل فِرْسِنِ البعیر، و الجَدِیَّةُ أَعظم من ذلك، و الإِسْباءةُ فی طول الرمح، و الجمع الأَسابی. و الوَرَقُ: الدنیا. و وَرَقُ القوم: أَحداثُهم. و وَرَقُ الشَّباب: نَضْرته و حداثته؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و الوَرِقُ و الوِرْقُ و الوَرْقُ و الرِّقَةُ: الدراهم مثل كَبِدٍ و كِبْدٍ و كَبْدٍ، و كَلِمة و كِلْمة و كَلْمةٍ، لأَن فیهم من ینقل كسرة الراء إلی الواو بعد التخفیف، و منهم من یتركها علی حالها. و فی الصحاح: الوَرِقُ الدراهم المضروبة و كذلك الرقةُ، و الهاء عوض من الواو. و‌فی الحدیث فی الزكاة: فی الرِّقةِ ربع العشر، و‌فی حدیث آخر: عَفَوْتُ لكم عن صدقة الخیل و الرقیق فهاتوا صدقة الرِّقَةِ؛ یرید الفضة و الدراهمَ المضروبة منها، و حكی فی جمع الرِّقة رِقَات؛ قال ابن بری: شاهد الرِّقة قول خالد بن الولید فی یوم مسیلمة: إن السِّهام بالرَّدَی مُفَوَّقَه، و الحَرْب وَرْهاء العِقال مُطْلَقه و خالد من دینه علی ثِقَهْ، لا ذَهَبٌ یُنْجِیكُمُ و لا رِقَه و المُسْتَوْرِقُ: الذی یطلب الوَرِقَ؛ قال أَبو النجم: أَقْبَلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَوْرِق قال ابن سیدة: و ربما سمیت الفضة وَرَقاً. یقال: أَعطاه أَلف درهم رِقَة لا یخالطها شی‌ءٌ من المال غیرها. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: فی الرِّقةِ ربع العشر.و قال أَبو الهیثم: الوَرِقُ و الرِّقَةُ الدراهم خاصة. و الوَرَّاقُ: الرجل الكثیر الوَرِق. و الوَرَقُ: المال كله، و أَنشد رجز العجاج: و ثَمِّرْ وَرَقی، أی مالی. و قال أَبو عبیدة: الوَرَقُ الفضة، كانت مضروبة كدراهم أو لا. شمر: الرِّقةُ العین، یقال: هی من الفضة خاصةً. ابن سیدة: و الرِّقَةُ الفضة و المال؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: الذَّهَب و الفضة؛ عن ثعلب. و‌فی حدیث عَرْفجة: لما قطع أنفه اتخذ أَنفاً من وَرِقٍ فأَنتن علیه فاتخذ أَنفاً من ذَهَب؛ الوَرِقُ، بكسر الراء: الفضة؛ و حكی عن الأَصمعی أنه إنما اتخذ أَنفاً من وَرَقٍ، بفتح الراء، أَراد الرَّقَّ الذی یكتب فیه لأَن الفضة لا تنتن؛ قال: و كنت أَحسب أَن قول الأَصمعی إن الفضة لا تنتن صحیحاً حتی أَخبرنی بعض أَهل الخبرة أن الذهب لا یُبْلِیه الثَّرَی و لا یُصْدئه النَّدَی و لا تَنقُصُه الأَرض و لا تأْكله النار، فأَما الفضة فإنها تَبْلی و تَصْدَأُ و یعلوها السواد و تُنْتِنُ، و جمع الوَرِقِ و الوَرْق و الوِرْقِ أَوْراق، و جمْع الرِّقَة رِقُونَ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 376
و فی المثل: إن الرِّقِین تُعَفِّی علی أَفْنِ الأَفِینِ. و قال ثعلب: وِجْدانُ الرِّقِین یغطی أَفْن الأَفِینِ؛ قیل: معناه أَن المال یغطی العیوب؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فلا تَلْحَیا الدنیا إلیَّ، فإننی أَری ورق الدُّنْیا تَسُلُّ السَّخائما و یا رُبَّ مُلْتاثٍ یَجُرُّ كساءَه، نَفَی عنه وِجْدان الرِّقین العَزائما یقول: یَنْفِی عنه كثرةُ المال عزائمَ الناس فیه أَنه أَحمق مجنون. قال الأَزهری: لا تَلْحَیا لا تذمَّا. و المُلْتاث: الأَحمق. قال ابن بری: و الشعر لثمامة السَّدوسی. و رجل مُورقٌ و وَرَّاق: صاحب وَرَقٍ؛ قال: یا رُبَّ بَیْضاءَ من العِرَاقِ، تأْكل من كِیس امْرئٍ وَرَّاقِ قال ابن الأَعرابی: أَی كثیر الوَرَقِ و المالِ. الجوهری: رجل وَرَّاق كثیر الدراهم. اللحیانی: یقال إن تَتْجُرْ فإنه مَوْرَقةٌ لمالك أی مُكَثِّره. و یقال: أَوْرَق الرجل كثر ماله. و یقال: أَوْرَقَ الحابلُ یُورِقُ إیراقاً، فهو مورق إذا لم یقع فی حِبالته صید، و كذلك الغازی إذا لم یَغْنَم فهو مُورِقٌ و مُخْفِقٌ، و أَوْرَق الصائد إذا لم یَصِدْ. و أَوْرَق الطالب إذا لم یَنَلْ. ابن سیدة: و أَوْرَقَ الصائد أَخطأَ و خاب؛ و قوله أَنشده ثعلب: إذا كَحَلْنَ عیوناً غیرَ مُورِقةٍ، رَیَّشْنَ نَبْلًا لأَصحاب الصِّبَا صُیُدا یعنی غیر خائة. و أَورَقَ الغازِی: أَخْفَقَ و غَنِمَ، و هو من الأَضداد؛ قال: أ لم تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها مِراراً، و أحیاناً تُفِیدُ و تورقُ؟ و الأَوْرَقُ من الإِبل: الذی فی لونه بیاض إلی سواد. و الوُرْقَةُ: سواد فی غُبْرة، و قیل: سواد و بیاض كدخان الرِّمْثِ یكون ذلك فی أَنواع البهائم و أَكثر ذلك فی الإِبل. قال أَبو عبید: الأَوْرَقُ أطیب الإِبل لحماً و أَقلها شدةً علی العمل و السیر، و لیس بمحمود عندهم فی عمله و سیره، قال. و قد یكون فی الإِنسان؛ قال: أَیّامَ أَدعو بأَبِی زِیاد أَوْرَقَ بَوَّالًا علی البِساط أَراد أَیام أدعو بدعائی أبا زیاد رجلًا بَوَّالًا، قال و هذا كقولهم لئن لقیت فلاناً لتلقینّ منه الأَسد، و قد ایرَقَّ «1». و اوْرَاقَّ و هو أَوْرَقُ. الأَصمعی: إذا كان البعیر أَسود یخالط سواده بیاض كدخان الرِّمْثِ فتلك الوُرْقَةُ، فإن اشتدَّتْ وُرْقَتهُ حتی یذهب البیاض الذی فیه فهو أَدْهَمُ. ابن الأَعرابی: قال أَبو نصر النعامی: هَجِّرْ بحَمْراء و أَسْرِ بوَرْقاء و صَبِّح القوم علی صهباء؛ قیل له: و لِمَ ذلك؛ قال: لأَن الحَمْراءَ أصبر علی الهواجر، و الوَرْقاءَ أصبر علی طول السُّرَی، و الصَّهْباء أَشهر و أَحسن حین یُنْظَرُ إلیها، و من ذلك قیل للرماد أوْرَقُ، و للحَمامة و الذِّئْبة وَرْقاءُ؛ و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: إن جاءَت به أَوْرَقَ جُمَالیّاً؛ فإنما عنی، صلی الله علیه و سلم، الأُدمة فاستعار لها اسم الوُرْقة، و كذلك استعار جُمَالیّاً و إنما الجُمالیة للناقة، و‌رواه أَهل الحدیث جَمَالیّاً، من الجَمال، و لیس بشی‌ء.
(1). قوله [و قد ایرق] كذا هو بالأصل بدون ألف لینة بین الهاء و القاف
لسان العرب، ج‌10، ص: 377
و الأَوْرَقُ من الناس: الأَسمر؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، فی ولد الملاعنة: إن جاءَت به أُمُّه أَوْرَقَ‌أَی أَسمر. و السُّمْرة: الوُرْقَة. و السَّمْرةُ: الأُحْدوثة باللیل. و الأَوْرَقُ: الذی لونه بین السواد و الغُبْرَة؛ و منه قیل للرماد أَوْرَقُ و للحمامة وَرْقاء، و إنما وصفه بالأُدْمة. و‌روی فی حدیث الملاعنة: إن جاءت به أَورق جَعْداً؛ الأَوْرَقُ: الأَسمر، و الوُرْقة السمرة، یقال: جمل أَوْرَقُ و ناقة وَرْقاء. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: خرجت أنا و رجل من قومی و هو علی ناقة ورقاءَ.و‌حدیث قُسّ: علی جمل أَوْرَقَ.أَبو عبید: من أَمثالهم: إنه لأَشْأَم من وَرْقاء، و هی مشؤومة یعنی الناقة، و ربما نفرت فذهبت فی الأَرض. و یقال للحمامة وَرْقاء للونها. الأَصمعی: جاء فلان بالرُّبَیْق «2» علی أُرَیْق إذا جاء بالداهیة الكبیرة؛ قال أَبو منصور: أُرَیْقٌ تصغیر أَوْرَق، علی الترخیم، كما صغروا أسود سوَیْداً، و أُرَیْق فی الأَصل وُرَیق فقلبت الواو ألفاً للضمة كما قال تعالی: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، و الأَصل وقِّتَتْ. الأَصمعی: تزعم العرب أن قولهم [جاءنا بأُم الرُّبَیْق علی أُرَیْقٍ]، من قول رجلٍ رأَی الغُولَ علی جَملٍ أَوْرَقَ كأنه أَراد وُرَیْقاً تصغیر أَوْرَق. و الأَوْرَقُ من كل شی‌ء: ما كان لونه لون الرماد، و زمان أَورق أی جدب؛ قال جندل: إن كان عَمِّی لكَرِیمَ المِصْدَقِ، عَفّاً هَضُوماً فی الزمان الأَوْرَقِ و الأَوْرَقُ: اللبن الذی ثلثاه ماء و ثلثه لبن؛ قال: یشْربه مَحْضاً و یَسْقی عیالَهُ سَجاجاً، كأقْرابِ الثعالب، أَوْرَقا و كذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرِّمْث لأَن الذئب أَوْرَقُ؛ قال رؤبة: فلا تَكُونی، یا ابْنَةَ الأَشَمِّ، وَرْقاءَ دَمَّی ذِئْبَها المُدَمِّی و قال أَبو زید: الذی یَضرب لونُه إلی الخضرة. قال: و الذِّئابُ إذا رأَت ذِئباً قد عُقِر و ظهر دمه أَكَبَّت علیه فقطعته و أُنثاه معها، و قیل: الذئب إذا دمی أكلته أُنثاه فیقول هذا الرجل لامرأَته: لا تكونی إذا رأَیت الناس قد ظلمونی معهم علیّ فتكونی كذئبة السوء. و قال أَبو حنیفة: نَصْل أَوْرَقُ بُرِدَ أَو جُلِیَ ثم لُوّح بعد ذلك علی الجمر حتی اخضرّ؛ قال العجاج: علیه وُرْقانُ القِران النُّصَّلِ و الوَرَقة فی القوس: مخرج غُصْن، و هو أَقل من الأُبْنة، و حكاه كراع بجزم الراء و صرح فیه بذلك. و یقال: فی القوس وَرْقة، بالتسكین، أَی عیب، و هو مَخْرج الغُصن إذا كان خفیّاً. ابن الأَعرابی: الوَرْقة العیب فی الغصن، فإذا زادت فهی الأُبْنة، فإذا زادت فیه السحسه «3». و وَرَقة الوَتَر: جُلیدة توضع علی حَزِّه؛ عن ابن الأَعرابی. و رجل وَرَق و امرأة وَرَقة: خسیسان. و الوَرَقُ من القوم: أَحداثهم؛ قال الشاعر هدبة بن الخَشْرم یصف قوماً قطعوا مفازة: إذا وَرَقُ الفِتْیان صاروا كأنَّهُم دراهِمُ، منها جائزاتٌ و زُیَّفُ
(2). قوله [جاء فلان بالربیق إلخ] عبارة القاموس فی أرق: جاءنا بأم الربیق علی أریق أی بالداهیة العظیمة. (3). قوله [السحسه] هی هكذا فی الأَصل بدون نقط
لسان العرب، ج‌10، ص: 378
و رواه یعقوب: و زائف، و هو خطأٌ، و هم الخِساس، و قیل: هم الأَحداث، قال ابن بری و قبله: یَظَلُّ بها الهادی یُقَلِّبُ طَرْفه، یَعَضُّ علی إبهامه، و هو واقفُ قال: و هذا یدل علی أَن الروایة الصحیحة و زائف، لأَن القصیدة مؤسسة و أَولها: أَ تُنْكِرُ رَسْم الدار أم أَنتَ عارِفُ و الذی فی شعره: … منها راكبات و زائف. و قال أَبو سعید: لنا وَرَقٌ أَی طریف و فتیان وَرَق، و أَنشد البیت؛ و قال عمرو فی ناقته و كان قدم المدینة: طال الثَّواءُ علیه بالمدینة لا ترعی، و بِیعَ له البَیْضاء و الوَرَقُ أَراد بالبیضاء الحَلیَّ، و بالوَرَق الخَبَط، و بِیعَ اشْتُرِی. ابن الأَعرابی: الوَرَقةُ الخسیس من الرجال، و الوَرَقة الكریم من الرجال، و الوَرَقة مقدار الدرهم من الدم. و الوَرَقُ: المال الناطق كله. و الوَرَقُ: الأَحداث من الغلمان. أَبو سعید: یقال رأَیته وَرَقاً أَی حیّاً، و كل حیّ وَرَق، لأَنهم یقولون یموت كما یموت الوَرَقُ و ییبس كما ییبس الوَرَقُ؛ قال الطائی: و هَزَّتْ رَأْسَها عَجَباً و قالت: أَنا العُبْرِی، أَ إِیَّانا تُرِیدُ؟ و ما یَدْرِی الوَدُودُ، لعلَّ قلبی، و لو خُبِّرْته وَرَقاً، جَلِیدُ أَی و لو خُبِّرْته حَیّاً فإنه جَلِید. و الوَرْقاء: شجیرة معروفة تسمو فوق القامة لها وَرَق مدوّر واسع دقیق ناعم تأكله الماشیة كلها، و هی غبراء الساق خضراء الورق لها زَمَع شُعْر فیه حب أَغبر مثل الشَّهْدانِج، ترعاه الطیر، و هو سُهْلیّ ینبت فی الأَودیة و فی جَنَباتها و فی القیعان، و هی مَرْعًی. و مَوْرَقٌ: اسم رجل؛ حكاه سیبویه، شاذ عن القیاس علی حسب ما یجی‌ء للأَسماء الأَعلام فی كثیر من أَبواب العربیة، و كان القیاس مَوْرِقاً، بكسر الراء. و الوَرِیقةُ و وِراقٌ: موضعان؛ قال الزبرقان: و عَبْد من ذوی قَیْسٍ أتانی، و أَهلی بالتَّهائم فالوِراق و وَرِقانُ: جبَل معروف. و‌فی الحدیث: سِنُّ الكافر فی النار‌كوَرِقان، هو بوزن قَطِرانٍ، جبل أسود بین العَرْج و الرُّوَیْثة علی یَمین المار من المدینة إلی مكة. و‌فی الحدیث: رجلان من مُزَیْنة ینزلان جبلًا من جبال العرب یقال له وَرِقان فیُحْشَرُ الناسُ و لا یَعْلَمان.و وَرْقاء: اسم رجل، و الجمع وَرَاقٍ و وَراقی مثل صَحارٍ و صَحاری، و نسبوا إلیه وَرْقاوِیٌّ فأَبدلوا من همزة التأنیث واواً. و فلان بن مَوْرَقٍ، بالفتح، و هو شاذ مثل مَوْحَدٍ.

وسق؛ ج10، ص: 378

: الوَسْقُ و الوِسْقُ: مِكْیَلَة معلومة، و قیل: هو حمل بعیر و هو ستون صاعاً بصاع النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو خمسة أَرطال و ثلث، فالوسْقُ علی هذا الحساب مائة و ستون مَناً؛ قال الزجاج: خمسة أَوسق هی خمسة عشر قَفِیزاً، قال: و هو قَفِیزُنا الذی یسمی المعدّل، و كل وَسْق بالمُلَجَّم ثلاثة أَقْفِزَةٍ، قال: و ستون صاعاً أَربعة و عشرون مكُّوكاً بالمُلَجَّم و ذلك ثلاثة أَقفِزَةٍ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لیس فیما دون خمسة أَوسُقٍ من التمر صدقة.التهذیب: الوَسْقُ، بالفتح، ستون صاعاً و هو ثلاثمائة و عشرون
لسان العرب، ج‌10، ص: 379
رطلًا عند أهل الحجاز، و أَربعمائة و ثمانون رطلًا عند أَهل العراق علی اختلافهم فی مقدار الصاع و المُدِّ، و الأَصل فی الوَسْق الحَمْل؛ و كل شی‌ء وَسَقْته، فقد حملته. قال عطاء‌فی قوله خمسة أَوْسُقٍ: هی ثلاثمائة صاع، و كذلك قال الحسن و ابن المسیب. و قال الخلیل: الوَسْق هو حِمْل البعیر، و الوِقْرُ حمل البغل أَو الحمار. قال ابن بری: و فی الغریب المصنف فی باب طلع النخل: حَمَلت وَسْقاً أَی وِقْراً، بفتح الواو لا غیر، و قیل: الوَسْق العِدْل، و قیل العِدْلان، و قیل هو الحِملُ عامة، و الجمع أوْسُقٌ و وُسوق؛ قال أَبو ذؤیب: ما حُمِّلَ البُخْتِیُّ عامَ غِیارِه، علیه الوُسُوقُ، بُرُّها و شَعِیرُها و وَسَقَ البعیرَ و أَوْسَقه: أَوْقَره. و الوَسْقُ: وِقْر النخلة. و أَوْسَقَت النخلةُ: كثر حَمْلها؛ قال لبید: و إلی الله تُرْجَعون، و عند اللّٰه وِرْدُ الأُمور و الإِصدارُ كلَّ شی‌ء أَحْصَی كتاباً و حِفْظاً، و لَدَیْهِ تَجَلَّت الأَسْرارُ «1». یوم أَرزاقُ من یُفَضَّلُ عُمٌّ، موسِقاتٌ و حُفَّلٌ أَبكارُ قال شمر: و أَهل الغرب یسمون الوَسْق الوِقْر، و هی الأَوْساق و الوُسُوق. و كل شی‌ء حملته، فقد وَسَقْته. و من أَمثالهم: لا أفعل كذا و كذا ما وَسَقَت عینی الماءَ أَی ما حملته. و یقال: وَسَقَت النخلةُ إذا حملت، فإذا كثر حملها قیل أَوْسَقَتْ أَی حملت وَسْقاً. وَ وَسَقْت الشی‌ء أَسِقُه وَسْقاً إذا حملته؛ قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِیُّ: فإنِّی، و إیَّاكم و شَوْقاً إلیكُمُ، كقابض ماء لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ أَی لم تحمله، یقول: لیس فی یدی شی‌ء من ذلك كما أَنه لیس فی ید القابض علی الماء شی‌ء، و وَسَقَت الأَتان إذا حملت ولداً فی بطنها. و وَسَقَت الناقة و غیرُها تَسِقُ أَی حملت و أَغْلَقَتْ رَحِمَها علی الماء، فهی ناقة واسِقٌ و نُوق وِساقٌ مثل نائم و نِیَام و صاحب و صِحَاب؛ قال بشر بن أَبی خازم: أَلَظَّ بِهِنَّ یَحْدوهُنَّ، حتی تَبَیَّنت الحِیالُ من الوِساقِ و وَسَقَت الناقةُ و الشاةُ وَسْقاً و وُسوقاً، و هی واسِقٌ: لَقِحَتْ، و الجمع مَوَاسِیق و مَواسِق كلاهما جمع علی غیر قیاس؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن مَوَاسیق و مَوَاسق جمع میساق و مَوْسق. و لا آتیك ما وَسَقَتْ عینی الماءَ أَی ما حملته. و المِیسَاق من الحمام: الوافر الجناح، و قیل: هو علی التشبیه جعلوا جناحیه له كالوَسْقِ، و قد تقدم فی الهمز، و یقوی أَن أَصله الهمز قولهم فی جمعه مَآسیق لا غیر. و الوُسُوق: ما دخل فیه اللیل و ما ضم. و قد وَسَقَ اللیلُ و اتَّسَقَ؛ و كل ما انضم، فقد اتَّسَق. و الطریق یأتَسِقُ؛ و یَتَّسق أَی ینضم؛ حكاه الكسائی. و اتَّسَق القمر: استوی. و فی التنزیل: فَلٰا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ اللَّیْلِ وَ مٰا وَسَقَ وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ؛ قال الفراء: وَ مٰا وَسَقَ أَی و ما جمع و ضم. و اتَّساقُ القمر: امتلاؤه و اجتماعه و استواؤه لیلة ثلاث عشرة و أَربع عشرة، و قال الفراء: إلی ست عشرة فیهن امتلاؤه و اتِّسَاقه، و قال أَبو عبیدة: وَ مٰا وَسَقَ أَی
(1). فی روایة أخری: و عِلماً بدل و حفظاً
لسان العرب، ج‌10، ص: 380
و ما جمع من الجبال و البحار و الأَشجار كأنه جمعها بأَن طلع علیها كلِّها، فإذا جَلَّلَ اللیلُ الجبال و الأَشجار و البحار و الأَرض فاجتمعت له فقد وَسَقَها. أَبو عمرو: القمر و الوَبَّاص و الطَّوْس و المُتَّسِق و الجَلَمُ و الزِّبْرقان و السِّنِمَّارُ. و وَسَقْت الشی‌ءَ: جمعته و حملته. و الوَسْق: ضم الشی‌ء إلی الشی‌ء. و‌فی حدیث أُحُد: اسْتَوسِقُوا كما یَسْتَوْسِق جُرْبُ الغنم‌أَی استجمعوا و انضموا، و‌الحدیث الآخر: أَن رجلًا كان یَحوز المسلمین و یقول اسْتَوسِقُوا.و‌فی حدیث النجاشی: و اسْتَوْسَقَ علیه أَمْرُ الحَبَشة‌أَی اجتمعوا علی طاعته و استقر الملك فیه. و الوَسْقُ: الطرد؛ و منه سمیت الوَسِیقةُ، و هی من الإِبل كالرُّفْقة من الناس، فإذا سُرِقَتْ طُرِدت معاً؛ قال الأَسود بن یَعْفُر: كَذَبْت عَلَیْكَ لا تزال تَقُوفُنی، كما قافَ آثارَ الوَسیقةِ قائفُ و قوله كذبت علیك هو إغراء أَی علیك بی، و قوله تقوفنی أَی تَقُضُّنی و تتبع آثاری، و الوَسِیقُ: الطَّرْد؛ قال: قَرَّبها، و لم تَكَدْ تُقَرَّب من آل نَسْیان، وَسِیقٌ أَجدب و وَسَق الإِبلَ فاسْتَوْسقت أَی طردها فأَطاعت؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إنَّ لنا لإِبلًا نَقانِقا مُسْتَوْسقاتٍ، لو تجدْنَ سائقا أَراد مثل النَّقانِق و هی الظِّلْمانُ، شبهها بها فی سرعتها. و اسْتَوْسَقت الإِبل: اجتمعت؛ و أَنشد للعجاج: إنَّ لنا قلائصاً حقَائقا مُسْتَوْسقات، لو تجدْنَ سائقا و أَوْسَقْتُ البعیر: حَمّلته حمْله و وَسَقَ الإِبل: طردها و جمعها؛ و أَنشد: یوماً تَرانا صالحینَ، و تارةً تَقومُ بنا كالوَاسِقِ المُتَلَبِّبِ و اسْتَوْسَقَ لك الأَمرُ إذا أَمكنك. و اتَّسَقت الإِبل و اسْتَوْسقَت: اجتمعت. و یقال: واسَقْتُ فلاناً مُوَاسقةً إذا عارضته فكنت مثله و لم تكن دونه؛ و قال جندل: فلسْتَ، إنْ جارَیْتنی، مُوَاسِقِی، و لسْتَ، إن فَرَرْتَ مِنِّی، سابِقی و الوِساقُ و المُوَاسقة: المُنَاهدة؛ قال عدی: و نَدَامَی لا یَبْخَلُون بما نالوا، و لا یُعْسِرون عند الوِساقِ و الوَسِیقةُ من الإِبل و الحمیر: كالرُّفْقة من الناس، و قد وَسَقها وُسُوقاً، و قیل: كل ما جُمِع فقد وُسِقَ. و وَسِیقةُ الحمار: عانته. و تقول العرب: إن اللیل لطویل و لا أَسِقُ بالَهُ و لا أَسِقْهُ بالًا، بالرفع و الجزم، من قولك وَسَق إذا جَمَع أَی وُكِلت بجمع الهموم فیه. و قال اللحیانی: معناه لا یجتمع له أمره، قال: و هو دعاء. و فی التهذیب: إن اللیل لطویل و لا تَسِقْ بالهُ من وَسَق یَسِق. قال الأزهری: و لا تَسِقْ جزم علی الدعاء، و مثله: إن اللیل طویل و لا یَطُلْ إلا بخیر أَی لا طال إلا بخیر. الأَصمعی: یقال للطائر الذی یُصَفِّقُ بجناحیه إذا طار:
لسان العرب، ج‌10، ص: 381
هو المِیساقُ، و جمعه مَآسِیق؛ قال الأَزهری: هكذا سمعته بالهمز. الجوهری: أَبو عبید المِیساقُ الطائر الذی یُصَفِّقُ بجناحیه إذا طار، قال: و جمعه مَیاسِیقُ. و الاتّساقُ: الانتظام. و وَسَّقْتُ الحِنطة تَوْسیقاً أَی جعلتها وَسْقاً وَسْقاً. الأَزهری: الوَسِیقةُ القطیع من الإِبل یطردها الشَّلَّال، و سمیت وَسیقةً لأَن طاردها یجمعها و لا یَدَعُها تنتشر علیه فیلحَقُها الطلبُ فیردها، و هذا كما قیل للسائق قابض، لأَن السائق إذا ساق قطیعاً من الإِبل قبضها أَی جمعها لئلا یتعذر علیه سوقها، و لأَنها إذا انتشرت علیه لم تتتابع و لم تَطَّرِدْ علی صَوبٍ واحد. و العرب تقول: فلان یسوق الوَسِیقة و ینسُل الوَدِیقة و یحمی الحَقیقة؛ و جعل رؤبة الوَسْق من كل شی‌ء فقال: كأَنَّ وَسْقَ جَنْدَلٍ و تُرْبِ، علیَّ، من تَنْحیب ذاك النَّحْبِ و الوَسِیقةُ من الإِبل و نحوها: ما غصبت. الأَصمعی: فرس مِعْتاق الوَسِیقة و هو الذی إذا طُرِدَ علیه طرِیدةٌ أنجاها و سبق بها؛ و أَنشد: أَ لم أَظْلِفْ عن الشعراء عِرْضی، كما ظُلِفَ الوَسِیقةُ بالكُراعِ؟

وشق؛ ج10، ص: 381

: الوَشْق: العض. و وَشَقه وشْقاً: خدشه. و الوَشیقُ و الوَشِیقة: لحم یُغْلی فی ماء ملح ثم یُرْفع، و قیل: هو أَن یُغلی إغْلاءةً ثم یرفع، و قیل: یُقَدَّدُ و یحمل فی الأَسفار و هی أَبْقَی قدیدٍ یكون؛ قال جزء بن رباح الباهلی: تَرُدُّ العَیْنَ لا تَنْدَی عِذاراً، و یَكْثُرُ عندَ سائسها الوَشِیقُ و‌فی حدیث عائشة: أُهْدِیتْ له وشِیقةُ قَدِید ظبیٍ فردَّها‌و یجمع علی وَشِیقٍ و وَشَائق. و‌فی حدیث أَبی سعید: كنا نَتَزَوَّدُ من وَشِیق الحجّ.و‌فی حدیث جیش الخَبَط: و تزوّدنا من لحمه وَشائق.و قال ابن الأَعرابی: هو لحم یطبخ فی ماء و ملح ثم یخرج فیصیر فی الجُبْجُبةِ، و هو جلد البعیر یُقَوَّر ثم یجعل ذلك اللحم فیه فیكون زاداً لهم فی أَسفارهم، و قیل: هو القدید؛ وَشَقه وَشْقاً و أَشَقَهُ علی البدل و وَشّقه، و اتَّشَق وَشیقةً اتِّشاقاً: اتخذها؛ و أَنشد: إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمینة، فلا تُهْدِ منها و اتَّشِقْ و تَجَبْجَبِ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أُتِیَ بوَشِیقة یابسة من لحم صَیْدٍ فقال: إنی حَرَام‌أَی محرم؛ قال أَبو عبید: الوَشِیقةُ اللحم یؤخذ فیغلی إغلاءة و یحمل فی الأَسفار و لا ینضجُ فَیَتَهَرَّأ، قال: و زعم بعضهم أَنه بمنزلة القدید لا تمسه النار. أَبو عمرو: الوَشِیق القَدید و كذلك المُشَنَّقُ: اللیث: الوَشِیق لحم یقدد حتی یَقِبَّ و تذهب نُدُوَّتُه، و لذلك سمی الكلب وَاشِقاً اسم له خاصة. و‌فی حدیث حذیفة: أَن المسلمین أَخطؤوا بأَبیه «2» فجعلوا یضربونه بسیوفهم، و هو یقول: أبی أبی فلم یفهموه حتی انتهی إلیهم، و قد تَوَاشقوه بأَسیافهم‌أَی قطَّعوه وَشائق كما یُقَطَّع اللحم إذا قُدد. و وَاشِق: اسم كلب و اسم رجل، و منه بَرْوَع بنت وَاشِق. و الواشِق: القلیل من اللبن. و سیر وَشِیقٌ: خفیف سریع. و وَشِقَ المفتاحُ فی القُفْل وَشْقاً: نشب، و الله أَعلم.

وعق؛ ج10، ص: 381

: رجل وَعْقة لَعْقة: نَكِد لئیم الخلق، و یقال وَعِقة أیضاً، و قد تَوَعَّق و اسْتَوعق، و الاسم الوَعْق
(2). قوله [أخطؤوا بأبیه] هكذا فی الأَصل و النهایة
لسان العرب، ج‌10، ص: 382
و الوَعْقة. و رجل وَعِقٌ لَعِقٌ: حریص جاهل، و قیل: فیه حرص و وقوع فی الأَمر بالجهل، و قیل: رجل وَعِقٌ، بكسر العین، أَی عسر و به وَعْقة، قال الجوهری: و هی الشراسة و شدة الخلق. و قد وعَّقَه الطمع و الجهلُ، و وَعَّقه: نسبه إلی ذلك؛ قال رؤبة: مَخافة الله، و أَن یُوَعَّقا علی امْرِئٍ ضَلَّ الهُدَی و أَوْبقا أَی أَن ینسب إلی ذلك و یقال له إنك لَوَعِقٌ، و أَوْبقا أَی أَوْبَقَ نفسه. ابن الأَعرابی: الوَعِقُ السیِّ‌ء الخلق الضیق؛ و أَنشد قول الأَخطل: مُوَطَّأ البیتِ مَحْمود شَمائِلُهُ، عند الحَمالة، لا كَزّ و لا وَعِق و‌فی حدیث عمرو: ذكر الزبیر فقال وَعْقَة لِقس؛ قال: الوَعْقة، بالسكون، الذی یَضْجَر و یتَبَرَّم مع كثرة صَخب و سوء خلق؛ قال رؤبة: قَتْلًا و تَوْعِیقاً علی مَنْ وَعَّقا و قال شمر: التَّوْعِیق الخلاف و الفساد. و الوَعْقةُ: الخفیف. قال الأَزهری: كل هذا جمعه شمر فی تفسیر الحدیث: و قال أَبو عبیدة: الوعْقة الصخَّابة. و الوَعِیقُ و الوُعاق: صوت كل شی‌ء. و الوَعِیقُ و الرَّعِیقُ و الوُعاقُ و الرُّعاقُ: صوت قُنْب الدابة إذا مشت، و قیل: الوَعِیقُ صوت یسمع من ظَبْیة الأُنثی من الخیل إذا مشت كالخَقیقِ من قُنْبِ الذكر، و قیل: هو من بطن الفرس المُقْرِب و قد وَعَق یَعِقُ. و قال اللحیانی: لیس له فعل و أَراه حكی الوَغِیق، بالغین المعجمة، و هو هذا الوَعِیق الذی ذكرناه. ابن الأَعرابی: الوَعِیقُ و الوُعاقُ الذی یسمع من بطن الدابة و هو صوت جُرْدَانه إذا تقلقل فی قُنْبه؛ قال اللیث: یقال منه وَعَق یَعِقُ وعیقاً و وُعاقاً و هو صوت یخرج من حَیاء الدابة إذا مشت، قال: و هو الخقیق من قُنب الذكر؛ قال الأَزهری: جمیع ما قاله اللیث فی الوَعِیق و الخَقِیق خطأٌ، لأَن الوَعِیق و الوُعاق صوت الجُرْدان إذا تقلقل فی قُنْب الحِصان كما قال ابن الأَعرابی و غیره، و أَما الخَقِیقُ فهو صوت الحَیاء إذا هُزِلَت الأُنثی لا صوت القُنْب، و قد أَخطأَ فیما فسر، قال: و یقال له عُوَاق و وُعَاق، قال: و هو العَوِیق و الوَعِیق. و واعِقَةُ: موضع‌

وفق؛ ج10، ص: 382

: الوِفاقُ: المُوافقة. و التَّوافق: الاتفاق و التظاهر. ابن سیدة: وَفْقُ الشی‌ء ما لاءَمه، و قد وَافقهُ مُوافقةً و وِفاقاً و اتَّفَق معه و تَوَافقا. غیره: و تقول هذا وَفْقُ هذا وَ وِفاقه و فیقه و فُوقه و سِیُّه و عِدْله واحد. اللیث: الوَفْقُ كل شی‌ء یكون مُتَّفِقاً علی تَیْفاقٍ واحد فهو وَفْق كقوله: یَهْوِین شَتَّی و یَقَعْنَ وَفْقا و منه المُوافقة: تقول: وافَقْت فلاناً فی موضع كذا أَی صادفته، و وافَقْت فلاناً علی أَمر كذا أَی اتَّفقنا علیه معاً، و وافَقْتُه أَی صادفته. و وَفِقْتَ أَمرك أَی وُفِّقْتَ فیه، و أَنت تَفِق أَمرَك كذلك. و یقال: وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ، بالكسر فیهما، أَی صادفته مُوافقاً و هو من التَّوفیق كما یقال رشِدْتَ أَمرَك. و الوَفْق: من المُوافقة بین الشیئین كالالْتِحام؛ قال عُوَیْف القَوَافی: یا عُمَرَ الخَیْرِ المُلَقَّی وَفْقَه، سُمِّیت بالفاروق، فافْرُقْ فَرْقَه و جاء القوم وَفْقاً أَی متوافقین. و كنت عنده وَفْقَ طلعت الشمس أَی حین طلعت أَو ساعة طلعت؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 383
عن اللحیانی. و وَفَّقه الله سبحانه للخیر: أَلهمه و هو من التَّوْفیق. و‌فی الحدیث: لا یَتَوَفَّقُ عبدٌ حتی یُوَفِّقه الله.و‌فی حدیث طلحة و الصید: إنه وَفَّق مَنْ أَكله‌أَی دعا له بالتَّوْفیق و استصوب فعله. و اسْتَوْفقتُ الله أَی سأَلته التَّوْفِیق. و الوِفْقُ: التَّوْفیق. و إن فلاناً مُوَفَّق رشید، و كنا من أَمرنا علی وِفاقٍ. و وَفِقَ أَمرَه یَفِقُ، قال الكسائی: یقال رَشِدْتَ أَمرَك و وَفِقْتَ رأیك، و معنی وَفِقَ أَمرَه وجده مُوافقاً. و قال اللحیانی: وفِقَه فهمه. و فی النوادر: فلان لا یفِق لكذا و كذا أَی لا یقدر له لوقته. و یقال: وفقت له و وُفِّقْتُ له و وَفَقْتُه و وَفِقَنی، و ذلك إذا صادفنی و لقینی. و أَتانا لوَفْقِ الهلال و لِمیفاقِه و تَوْفِیقه و تِیفَاقه و تَوْفاقه أَی لطلوعه و وقته، معناه أَتانا حین الهلال. و حكی اللحیانی: أَتیتك لوَفْق تفعل ذلك و تَوْفاق و تِیفاق و مِیفاق أَی لحین فعلك ذلك، و أَتیتك لتوفیق ذلك و تَوَفُّق ذلك؛ عنه أیضاً لم یزد علی ذلك. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، و سئل عن الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فقال: هو بیت فی السماء تِیفاق الكعبة‌أی حذاؤها و مقابلها. یقال: كان ذلك لوَفْق الأَمر و تَوْفاقه و تِیفاقه، و أَصل الكلمة الواو و الیاء زائدة. و وَفِقَ الأَمرَ یَفِقُه: فهمه؛ عن اللحیانی، و نظیره قولهم وَرِع یَرِع و له نظائر كوَرِمَ یَرِمُ و وَثِقَ یَثِقُ، و كل لفظة منها مذكورة فی موضعها. و یقال: حَلُوبة فلان وَفْق عیاله أَی لها لبن قدر كفایتهم لا فضل فیه، و قیل: قدر ما یقوتهم؛ قال الراعی: أَما الفقیرُ الذی كانت حَلُوبته وَفْقَ العِیال، فلم یُتْرَكْ له سَبَدُ أَبو زید: من الرجال الوَفِیقُ و هو الرفیق، یقال: رَفِیق وَفیق. و أَوْفَقت السهمَ إذا جعلت فُوقه فی الوَتَر لترمی، لغة، كأَنه قَلْب أَفْوقت، و لا یقال أَفوقت، و اشتق هذا الفعل من مُوافقة الوَتَر مَحَزَّ الفُوق؛ قال الأَزهری: الأَصل أَفْوَقْت السهمَ من الفُوق، قال: و من قال أَوْفَقْت فهو مقلوب. الأَصمعی: أَوْفَقَ الرامی إیفاقاً إذا جعل الفُوقَ فی الوتر؛ و أَنشد: و أَوْفَقَتْ للرَّمْیِ حَشْرات الرَّشَقْ و یقال: إنه لمُسْتَوْفِقٌ له بالحُجة و مُفِیق له إذا أَصاب فیها. ابن بزرج: أَوْفَقَ القومُ الرجلَ دنوا منه و اجتمعت كلمتهم علیه، و أَوْفقَت الإِبلُ: اصطفت و استوت معاً، و قد سموا مُوَفَّقاً و وِفَاقاً.

وقق؛ ج10، ص: 383

: وَقْوَق الرجل: ضعف. و الوَقْوَقة: اختلاط صوت الطیر، و قیل: وَقْوَقَتها جلبتها و أَصواتها فی السَّحَر. و الوَقْوَقة: نُباح الكلب عند الفَرَق؛ قال الشاعر: حتی ضَغا نابِحُهُمْ فوَقْوقا، و الكلب لا یَنْبَحُ إِلا فَرقا و الوَقْواقُ مثل الوَكْواك: و هو الجَبان. و الوَقْوَاقُ: شجر تتخذ منه الدُّویُّ. و الوَقواقة: الكثیر الكلام، و امرأة وقْواقة كذلك؛ قال أَبو بدر السلمی: إِنَّ ابن تُرْنَی أُمُّهُ وَقْوَاقه، تأتی تقول البُوقَ و الحَماقه و بلاد الوَقْواقِ: فوق بلاد الصین. و الوَقْواقُ: طائر، و لیس بثبت.

ولق؛ ج10، ص: 383

: الوَلْقُ: أَخف الطعن، و قد وَلَقه یَلِقُه وَلْقاً. یقال: وَلَقه بالسیف ولَقاتٍ أَی ضربات. و الوَلْق
لسان العرب، ج‌10، ص: 384
أیضاً: إسراعك بالشی‌ء فی أَثر الشی‌ء كعَدْوٍ فی أَثر عَدْوٍ، و كلام فی أَثر كلام؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ حین بَلغْتُ الأَربعین، و أُحْصِیَتْ علیّ، إذا لم یَعْفُ ربی، ذنوبُها تُصَبِّیننا، حتی تَرِقَّ قلوبُنا، أَوالقُ مِخْلاف الغداة كَذوبُها «1». قال: أَوالق من أَلْقِ الكلام و هو متابعته؛ الأَزهری: أَنشدنی بعضهم: مَنْ لیَ بالمُزَرَّرِ الیَلامقِ، صاحب أَدهانٍ و أَلْقِ آلِقِ؟ و قال ابن سیدة فیما أَنشده ابن الأَعرابی: أَوَالق من وَلْق الكلام. و ضربه ضرباً وَلْقاً أَی متتابعاً فی سرعة. و الوَلْقُ: السیر السهل السریع. و یقال: جاءت الإِبل تَلِقُ أَی تسرع. و الوَلْق: الاستمرار فی السیر و فی الكذب. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: قال لرجل كذبت و الله و وَلَقْتَ؛ الوَلْق و الأَلْق: الاستمرار فی الكذب، و أَعاده تأكیداً لاختلاف اللفظ. أَبو عمرو: الوَلْقُ الإِسراع. و وَلَقَ فی سیره وَلْقاً: أَسرع؛ قال الشماخ یهجو جُلَیْداً الكلابی: إن الجلید زَلِقٌ و زُمَّلِقْ، كذَنَب العقرب شَوَّال عَلِقْ، جاءت به عَنْسٌ من الشأم تَلِقْ و الناقة تعدو الوَلَقَی: و هو عَدْو فیه نَزو. و ناقة وَلَقَی: سریعة. و الوَلْق: العَدْو الذی كأنه یَنْزو من شدة السرعة؛ كذا حكاه أَبو عبید فجعل النّزَوان للعَدْو مجازاً و تقریباً. و قالوا: إن للعقاب الوَلَقَی أَی سرعة التَّجَارِی. و الأَوْلَقُ كالأَفْكل: الجنون، و قیل الخفة من النشاط كالجنون؛ أَجاز الفارسی أَن یكون أَفْعَل من الوَلْق الذی هو السرعة، و قد ذكر بالهمز؛ و قوله: شَمَرْذَلٍ غَیْرِ هُراءٍ مَیْلَقِ، تراه فی الرَّكْبِ الدِّقاق الأَیْنُقِ علی بقایا الزاد غیرَ مُشْفِقِ یجوز أَن یكون یعنی بالمَیْلق السریع الخفیف من الوَلْق الذی هو السیر السهل السریع، و من الوَلْق الذی هو الطعن، و یروی مئْلق من المَألوق أَی المجنون، فالأَوْلَقُ شبه الجنون؛ و منه قول الشاعر: لَعَمْرُك بی من حُبّ أَسماءَ أَوْلَقُ و قال الأَعشی یصف ناقته: و تُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَی، و كأَنما أَلَمَّ بها، من طائف الجِنّ، أَوْلَقُ و هو أَفعل لأَنهم قالوا أُلِقَ الرجلُ، فهو مَأْلُوق، علی مفعول. و یقال أَیضاً: مُؤَوْلَق مثال مُعَوْلَقٍ، فإن جعلته من هذا فهو فَوْعل؛ قال ابن بری: قول الجوهری و هو أَفْعل لأَنهم قالوا أَلِقَ الرجل سهو منه، و صوابه و هو فَوْعل لأَن همزته أَصلیة بدلیل أُلِقَ و مَألوق، و إنما یكون أَوْلَق أَفعل فیمن جعله من وَلَق یَلِق إذا أَسرع. فأَما إذا كان من أُلِق إذا جُنَّ فهو فَوْعل لا غیر. قال: و مثل بیت الأَعشی قول أَبی النجم: إلا حَنِیناً و بها كالأَوْلَقِ و أَنشد أَبو زید: تُراقِبُ عیناها القَطِیعَ كأنما یُخامرها، من مَسِّه، مَسُّ أَوْلَقِ
(1). قوله [تصبیننا] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 385
و وَلَق وَلْقاً: كذب. قال الفراء: روی عن عائشة، رضی الله عنها، أَنها قرأَت: إذ تَلِقُونَه بأَلسنتكم، هذه حكایة أَهل اللغة جاؤوا بالمتعدی شاهداً علی غیر المتعدی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد إذ تَلِقُون فیه فحذف و أَوصل؛ قال الفراء: و هو الوَلْقُ فی الكذب بمنزلة إذا استمر فی السیر و الكذب. و یقال فی الوَلْقِ من الكذب: هو الأَلْقُ و الإِلْقُ. و فعلت به: أَلِقْتُ و أَنتم تأْلقُونهُ. و وَلَقَ الكلام: دَبَّره، و به فسر اللیث قوله إذ تَلِقُونه أَی تدبِّرونه. و فلان یَلِقُ الكلام أَی یدبره. قال الأَزهری: لا أَدری تدبرونه أَو تدیرونه. و وَلَقه بالسوط: ضربه. و وَلَقَ عینه: ضربها ففقأَها. و الوَلِیقةُ: طعام یتخذ من دقیق و سمن و لبن؛ رواه الأَزهری عن ابن درید قال: و أَراه أخذه من كتاب اللیث، قال: و لا أَعرف الوَلِیقة لغیرهما. قال ابن بری: و من هذا الفصل وَالِقٌ اسم فرس؛ قال كثیِّر: یغادِرْن عَسْبَ الوالِقیِّ و ناصحٍ، تَخُصُّ به أُمُّ الطریقِ عیالَها و ناصح أَیضاً: اسم فرس، و عیالها: سباعها.

ومق؛ ج10، ص: 385

: ومِقَهُ یَمِقُه، نادر، مِقةً و وَمْقاً: أَحبه. أَبو عمرو فی باب فَعِل یَفعِلُ: ومِقَ یَمِقُ و وَثِقَ یَثِقُ. و التَّوَمُّق: التوددّ، و المِقة: المحبة، و الهاء عوض من الواو، و قد وَمِقه یَمِقه، بالكسر فیهما، أَی أحبه، فهو وامِق. و‌فی الحدیث: أَنه اطَّلع من وافِد قوم علی كذبة فقال: لو لا سَخاء فیك وَمِقك اللهُ علیه لشَرَّدْتُ بك، أَی أَحبك الله علیه. یقال: وَمِق یمِق، بالكسر فیهما، مقة، فهو وامِقٌ و مَوْموق. و قال أَبو ریاش: ومِقْته وِماقاً، و فرق بین الوِماق و العشق، فقال: الوِماق محبة لغیر رِیبةٍ، و العشق محبة لرِیبة؛ و أَنشد لجمیل أَو غیره: و ما ذا عَسی الواشُون أَن یَتَحَدَّثُوا سوی أَن یَقُولوا: إِنَّنی لك وامِقُ؟ و قول جابر: إن البَلِیَّة من تَمَلُّ حدیثَهُ، فانْقع فؤادَك من حدیثِ الوامِقِ وضع الوامِق موضع المَوْموق كما قال: أَ ناشِرَ لا زالتْ یمینُكَ آشِرَهْ و یجوز أَن یكون علی وجهه، لأَن كل من تَمِقُه فهو یَمِقُك‌لقوله: الأَرواح جُنود مُجَنَّدةٌ فما تعارف منها ائتَلَفَ و ما تناكر منها اختلف.و رجل وامِقٌ و وَمِیق؛ حكاه ابن جنی؛ و أَنشد لأَبی دواد: سقی دارَ سَلْمی، حیث حَلَّتْ بها النَّوی، جزاء حبیبٍ من حبیبٍ وَمِیق اللیث: یقال ومِقْتُ فلاناً أَمقُه و أَنا وامِق و هو مَوْموق، و أَنا لك ذو مِقةٍ و بك ذو ثِقة.

وهق؛ ج10، ص: 385

: الوَهَقُ: الحبل المُغار یُرْمی فیه أُنشوطة فتؤخذ فیه الدابة و الإِنسان، و الجمع أَوْهاق؛ و أَوْهق الدابة: فعل بها ذلك. و المُواهقَة فی السیر: المواظبة و مدّ الأَعناق. و هذه الناقة تُواهِق هذه: كأَنها تُبارِیها فی السیر. و‌فی حدیث جابر: فانطلق الجمل یُواهِقُ ناقته مواهقةً‌أَی یباریها فی السیر و یماشیها. و مُواهقة الإِبل: مَدّ أَعناقها فی السیر. و المُواهقَة: أن تسیر مثل سیر صاحبك و هی المواضخة و المواغدة كله واحد. و قد تواهَقَت الركاب أَی
لسان العرب، ج‌10، ص: 386
تَسایَرَتْ، قال ابن أَحمر: و تَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً، و الظِّلُّ لم یَفْضُل و لم یُكْرِ و أَنشد الأَزهری: تَنَشَّطَتْه كلُّ مُغْلاة الوَهَقْ و قال أَوس بن حجر: تُواهِقُ رجْلاها یَداها و رأسهُ، لها قَتَبٌ خَلْفَ الحَقِیبة رادِفُ فإنه أَراد تُواهِقُ رجلاها یدیه فحذف المفعول، و قد عَلِمَ أَن المواهقة لا تكون من الرِّجْلین دون الیدین فأَضمر، و أَن الیدین مواهِقتان كما أَنهما مُواهَقَتان فأَضمر للیدین فعلًا دَلَّ علیه الأَولُ، فكأَنه قال: و تُواهِقُ یداه رجلیها، ثم حذف المفعول فی هذا كما حذفه فی الأَول فصار علی ما تری: تُواهِقُ رجلاها یداه، فعلی هذه الصنعة تقول ضارَبَ زیدٌ عَمْروٌ، علی أَن یُرْفع عمرو بفعل غیر هذا الظاهر، و لا یجوز أَن یرتفعا جمیعاً بهذا الظاهر، و قد تكون المُواهقة للناقة الواحدة لأَن إحدی یدیها و رجلیها تُواهِقُ الأُخری. و تواهَقَ الساقِیان: تباریا؛ أَنشد یعقوب: أَ كلّ یومٍ لك ضَیْزَنانِ، علی إزاء الحوض مِلْهَزانِ، بكِرْفَتین یتواهِقَانِ؟ الوَهَقُ، بالتحریك: حبل كالطِّوَل، و قد یسكن مثل نَهْر و نَهَر؛ قال بن بری: و منه قول عدی بن زید العبادی: بَكَرَ العاذِلون فی فَلَقِ الصبح یقولون لی: أَ ما تَسْتَفِیقُ؟ و یلومون فیكِ، یا ابْنَةَ عبد الله، و القَلْبُ عندكم مَوْهُوق «1». و‌فی حدیث علی: و أَغْلَقَت المَرْءَ أَوْهاقُ المنیة، الأَوْهاقُ جمع وَهَقٍ، بالتحریك، و قد یسكن و هو حبل كالطِّوَل تشد به الإِبل و الخیل لئلا تَنِدَّ. أَبو عمرو: توَهَّقَ الحصی إذا حَمِیَ من الشمس؛ و أَنشد: و قد سَریْتُ اللیلَ حتی غَرْدَقا، حتی إذا حامِی الحَصی تَوَهَّقا

ووق؛ ج10، ص: 386

: اللیث: الواقةُ من طیر الماء عند أَهل العراق؛ و أَنشد: أَبوك نَهارِیٌّ و أُمُّكَ واقَة قال: و منهم من یهمز الأَلف فیقول وأْقة، لأَنه لیس فی كلام العرب واو بعدها أَلف أَصلیة فی صدر البناء إلا مهموزة نحو الوَألة، فتقول كان جده وألة، فلینت الهمزة، و بعضهم یقول لهذا الطیر قاقة.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج10، ص: 386

یرق؛ ج10، ص: 386

: الیارَقُ: ضرب من الأَسْوِرة، و قیل: الیارَقُ السِّوار؛ قال شُبرمة بن الطفیل: لعَمْری لَظَبْیٌ عند باب ابن مُحْرِزٍ، أَغَنُّ علیه الیارَقانِ، مَشُوفُ، أَحَبُّ إلیكم من بُیوتٍ عمادُها سُیوف و أَرْماح، لهُنَّ حَفِیفُ و الیارَقُ: الجِبارةُ و هو الدَّسْتِینَجُ العریض، معرب. و الیَرَقانُ: دود یكون فی الزرع ثم ینسلخ فیصیر
(1). فی قصیدة عدیّ: موثوق بدل موهوق
لسان العرب، ج‌10، ص: 387
فَراشاً. و الیَرَقانُ مثل الأَرَقانِ: آفة تصیب الزرع أَیضاً. و زَرْع مَیْروق و مأْرُوق و قد یُرِقَ. و الیَرَقان: داء معروف یصیب الناس؛ و رجل مَیْروق.

یرمق؛ ج10، ص: 387

: فی حدیث خالد بن صفوان: الدرهم یطعم الدَّرْمَقَ و یكسو الیَرْمَق؛ هكذا جاء فی روایة و فسر الیَرْمَق أَنه القَباء بالفارسیة، و المعروف فی القباء أَنه الیَلْمق باللام، و أَنه معرب، فأَما الیَرْمق فهو الدرهم بالتركیة، و روی بالنون، و قد تقدم.

یسق؛ ج10، ص: 387

: الأَیاسِقُ: القلائد؛ قال ابن سیدة و الأَزهری: لم نسمع لها بواحد، قال ابن سیدة: إِلا أَن یكون واحدها الأَیْسق؛ و أَنشد اللیث: و قُصِرْنَ فی حِلَق الأَیاسِقِ عندهُمْ، فَجَعَلْنَ رَجْع نُباحِهنَّ هَرِیرا

یقق؛ ج10، ص: 387

: أَبیض یَقَقٌ و یَقِقٌ، بكسر القاف الأُولی: شدید البیاض ناصعه. أَبو عمرو: یقال لجُمَّارة النخلة یَقَقَة و شَحْمَة، و الجمع یَقَق. و‌فی حدیث ولادة الحسن بن علی، رضی الله عنهما: و لَفَّها فی بیضاء كأَنها الیَقَقُ؛ الیَقَقُ: المتناهی فی البیاض.

یلق؛ ج10، ص: 387

: الیَلَقُ: البِیض من البقر. الجوهری: الیَلَقُ الأَبیض من كل شی‌ء، و منه قول الشاعر: و أَتْرُك القِرْنَ فی الغُبار، و فی حِضْنَیْهِ زَرْقاءُ، مَتْنها یَلَقُ و قال عمرو بن الأَهتم: فی رَبْرَبٍ یَلَقٍ جَمّ مَدافِعُها، كأَنهنَّ بِجَنْبَیْ حَرْبةَ البَرَدُ و الیَلْقَقُ: العنز «2» البیضاء. و قال: أَبیض یَلَق و لَهَق و یَقَقٌ بمعنی واحد.

یلمق؛ ج10، ص: 387

: الیَلْمَقُ: القباء، فارسی معرب؛ قال ذو الرمة یصف الثور الوحشی: تَجْلُو البَوارِقُ عن مُجْرَنْثمٍ لَهِقٍ، كأَنه مُتَقَبِّی یَلْمَقٍ عَزَبُ و جمعه یَلامق، قال عمارة: كأَنما یمشین فی الیَلامِقِ
(2). قوله [و الیلقق العنز] هكذا بالأَصل و نقله شارح القاموس، و الذی فی الصحاح و متن القاموس: الیلقة بالتحریك
لسان العرب، ج‌10، ص: 388‌

ك؛ ج10، ص: 388

اشارة

حرف الكاف‌

ك؛ ج10، ص: 388

: الكاف من الحروف المَهْموسة و هی ضد المَجْهورة، قال الأَزهری: و معنی المَجْهور أَنه لَزِمَ موضعه إِلی انقضاء حروفه و حَبَس النَّفَس أَن یَجْریَ معه فصار مجهوراً لأَنه لم یخالطه شی‌ء غیره، و هی تسعة عشر حرفاً: ا ب ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن و ی و الهمزة؛ قال: و المهموس حرف لانَ فی مَخْرجه دون المَجْهور و جَرَی معه النفَسُ فكان دون المجهور فی رفع الصوت، و عدة حروفه عشرة: ت ث ح خ س ش ص و ك ه؛ قال: و مخرج الجیم و القاف و الكاف بین عَكَدَةِ اللسان و بین اللَّهاةِ فی أَقصی الفم.

فصل الألف؛ ج10، ص: 388

أبك؛ ج10، ص: 388

: قال ابن بری: أَبِكَ الشی‌ءُ یَأْبَك كثر، و رأَیت فی نسخة من حواشی الصحاح ما صورته فی الأَفعال لابن القطاع: أَبِكَ الرجلُ أَبْكاً و أَبَكاً كثر لحمه.

أدك؛ ج10، ص: 388

: أَدِیك: اسم موضع؛ قال الراعی: و مُعْتَرَكٍ من أَهْلِها قد عَرَفْته بوادی أَدِیكٍ، حیث كان مَحانیا و یروی … أَریك …: و سیأْتی ذكره.

أرك؛ ج10، ص: 388

: الأَراكُ: شجر معروف و هو شجر السِّواك یُستاك بفُروعه، قال أَبو حنیفة: هو أَفضل ما اسْتِیك بفرعه من الشجر و أَطیب ما رَعَتْه الماشیة رائحةَ لَبَنٍ؛ قال أَبو زیاد: منه تُتخذ هذه المَساوِیك من الفروع و العروق، و أَجوده عند الناس العُروق و هی تكون واسعة محلالًا، واحدته أَراكة، و‌فی حدیث الزهری عن بنی إِسرائیل: و عِنَبُهم الأَراك، قال: هو شجر معروف له حَمْل كحمْل عناقید العنب و اسمه الكَباثُ، بفتح الكاف، و إِذا نَضِج یسمی المَرْدَ. و الأَراك أَیضاً: القطعة من الأَراك كما قیل للقطعة من القصب أَباءَة، و قد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك؛ قال كثیِّر عزة: إِلی أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ علیهن صَیْفِیُّ الحَمام النَّوائحِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 389
ابن شمیل، الأَراكُ شجرة طویلة خضراء ناعمة كثیرة الورق و الأَغصان خوَّارة العود تنبت بالغَوْر تتخذ منها المَساویك. الأَراك: شجر من الحَمْض، الواحدة أَراكة؛ قال ابن بری: و قد تجمع أَراكة علی أَرائك؛ قال كلیب الكلابی: أَلا یا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَی، تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِیرُها و إِبل أَراكیة: ترعی الأَراك. و أَراكٌ أَرِكٌ و مؤْتَرِكٌ: كثیر ملتف. و أَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً: اشتكت بطونها من أَكل الأَراك، و هی إِبل أَراكَی و أَرِكَةٌ، و كذلك طَلاحَی و طَلِحَةٌ و قَتادَی و قَتِدَة و رَماثی و رَمِثَة. و أَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً: رعت الأَراك. و أَرَكتْ تَأْرِكُ و تَأْرُك أُرُوكاً: لزمت الأَراك و أَقامت فیه تأْكله، و قیل: هو أَن تصیب أَی شجر كان فتُقیم فیه؛ قال أَبو حنیفة: الأَراك الحَمْض نفسه، قال: و قال بعض الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً، فهی أَرِكةٌ مقصور، من إِبل أُرُكٍ و أَوارِك: أَكلت الأَراك، و جمع فَعِلَةٍ علی فُعُل و فواعل شاذ. و الإِبل الأَوارك: التی اعتادت أَكل الأَراك، و الفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً، و قد أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح، و قیل: إِنما یقال أَرَكَتْ إِذا أَقامت فی الأَراك و هو الحمض، فهی أَرِكة؛ قال كثیِّر: و إِنَّ الذی یَنْوِی مِنَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ، لمّا تَأْتَلِفْ، و عَوادِی یقول: إِن أَهل عَزَّة ینوون أَن لا یجتمع هو و هی و یكونا كالأَوارِك من الإِبل و العَوَادی فی ترك الاجتماع فی مكان، و قیل: العَوَادی المقیمات فی العِضاه لا تفارقها، یقول: أَهل هذه المرأَة یطلبون من مهرها ما لا یمكن كما لا یمكن أَن تأْتلف الأَوَارك و العَوادی و تجتمع فی مكان واحد. و‌فی الحدیث: أُتی بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ‌أَی قد أَكلت الأَراك. ابن السكیت: الإِبل الأَوَارك المقیمات فی الحَمْض، قال: و إِذا كان البعیر یأْكل الأَراك قیل آرِك. و یقال: أَطیب الأَلبان أَلبان الأَوارك. و قوم مُؤْرِكُونَ: رعت إِبلهم الأَراك، كما یقال: مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ؛ قال: أَقُولُ، و أَهلی مُؤْرِكُونَ و أَهلُها مُعِضُّون: إِنْ سارتْ فكیف نَسِیرُ؟ «1» قال ابن سیدة: و هو بیت مَعنیٌّ قد وَهِم فیه أَبو حنیفة و ردَّ علیه بعض حذاق المعانی، و هو مذكور فی موضعه. و أَرَك الرجل بالمكان یَأْرُك و یأْرِك أُرُوكاً و أَرِك أَرَكاً، كلاهما: أَقام به. و أَرَكَ الرجلُ: لَجَّ. و أَرَكَ الأَمْرَ فی عُنُقه: أَلزمه إِیَّاه. و أَرَكَ الجُرْحُ یأْرُكُ أُروكاً: تَماثَل و بَرَأَ و صلَح و سكَن ورَمُه. و قال شمر: یَأْرِك و یَأْرُك أُرُوكاً لغتان. و یقال: ظهرت أَرِیكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِیثَتُه و ظهر لحمه صحیحاً أَحمر و لم یَعْلُه الجلد، و لیس بعد ذلك إِلّا علوّ الجلد و الجُفوف. و الأَرِیكةُ: سریر فی حَجَلة، و الجمع أَرِیكٌ و أَرَائِك. و فی التنزیل: عَلَی الْأَرٰائِكِ مُتَّكِؤُنَ؛ قال المفسرون: الأَرائك السُّرُر فی الحِجال؛ و قال الزجاج: الأَرَائك الفُرُش فی الحِجَال، و قیل: هی الأَسرَّة و هی فی الحقیقة الفُرُش، كانت فی الحِجَال أَو فی غیر الحِجَال، و قیل: الأَریكة سریر مُنَجَّد مُزَیَّن فی قُبَّة أَو بیت فإِذا لم یكن فیه سریر فهو حَجَلة، و‌فی الحدیث: أَلا هل عسی رجل یُبَلِّغه الحدیث عنی و هو مُتَّكٍ علی
(1). راجع فی مادة عضض هذا البیت و تفسیره و تغلیط أبی حنیفة فی تخریجه وجه كلام الشاعر
لسان العرب، ج‌10، ص: 390
أَرِیكَتِه فیقول بیننا و بینكم كتاب الله؟الأَرِیكة: السریر فی الحَجَلة من دونه سِتْر و لا یسمَّی منفرداً أَریكةً، و قیل: هو كُلّ ما اتُّكِئَ علیه من سریر أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ. و أَرَّكَ المرأَةَ: سترها بالأَرِیكة؛ قال: تبیَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ، و لم تُرْضِعْ أَمیرَ المُؤْمِنِینَا و الأَرِیكُ: اسم وادٍ. أَبو تراب عن الأَصمعی: هو آرَضُهُمْ أَن یفعل ذلك و آرَكُهُم أَن یفعله أَی أَخْلَقهم، قال: و لم یبلغنی ذلك عن غیره. و أُرُكٌ و أَرِیكٌ: موضع؛ قال النابغة: عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، فَجَنْبَا أَرِیكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ «1». و أَرَك: أَرض قریبة من تَدْمُر؛ قال القطامی: و قد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً، ذات الشِّمال، و عن أَیْماننا الرِّجَلُ

أسك؛ ج10، ص: 390

: الإِسْكَتانِ، بكسر الهمزة: جانبا الفرج و هما قُذَّتاه، و طرفاه الشُّفْرانِ؛ و قال شمر: الإِسْكُ جانب الاسْتِ. ابن سیدة: الإِسْكَتَانِ و الأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم، و قیل: جانباه مما یلی شُفْریه؛ قال جریر: تَرَی بَرَصاً یلُوح بإِسْكَتَیْها، كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حین شابا و الجمع إِسَكٌ و أَسْكٌ و إِسْكٌ، أَنشد ابن الأَعرابی: قَبَحَ الإِلَهُ، و لا أُقَبِّح غیرَهُمْ؛ إِسْكَ الإِماءِ بَنی الأَسَكّ مُكَدَّمِ قال ابن سیدة: كذا رواه إِسْك، بالإِسكان، و قیل: الإِسك جانب الاسْت هنا شبههم بجوانب الحَیاء فی نتنهم. و یقال للإِنسان إِذا وصف بالنَّتْن: إِنما هو إِسك أَمَةٍ، و إِنما هو عَطِینة؛ و قال مُزَرَّد: إِذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طَعْمِه، تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ و امرأَة مَأْسُوكَةٌ: أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غیر موضع الخَفْضِ، و فی التهذیب: فأَصابت شیئاً من أَسْكَتَیْها. و آسَكُ: موضع.

أفك؛ ج10، ص: 390

: الإِفْك: الكذب. و الأَفِیكةُ: كالإِفْك، أَفَكَ یَأْفِك و أَفِكَ إِفْكاً و أُفُوكاً و أَفْكاً و أَفَكاً و أَفَّكَ؛ قال رؤْبة: لا یأْخُذُ التَأْفِیكُ و التَّحَزِّی فِینَا، و لا قول العِدَی ذُو الأَزِّ التهذیب: أَفَكَ یأْفِكُ و أَفِكَ یأْفَكُ إِذا كذب. و یقال: أَفَكَ كذب. و أَفَكَ الناسَ: كذبهم و حدَّثهم بالباطل، قال: فیكون أَفَكَ و أَفَكْتُه مثل كَذَب و كَذَبْته. و‌فی حدیث عائشة، رضوان الله علیها: حین قال فیها أَهلُ الإِفْكِ ما قالوا …؛ الإِفْكُ فی الأَصل الكذب و أَراد به هاهنا ما كُذِبَ علیها مما رمیت به. و الإِفْك: الإِثم. و الإِفْكُ: الكذب، و الجمع الأَفَائكُ. و رجل أَفَّاك و أَفِیك و أَفُوك: كذاب. و آفَكَهُ: جعله یَأْفِكُ، و قرئَ: وَ ذٰلِكَ إِفْكُهُمْ «2» و أَفَكُهُمْ و آفَكُهُمْ. و تقول العرب: یا لَلأَفِیكةِ و یا لِلأَفِیكة، بكسر اللام و فتحها، فمن فتح اللام فهی لام استغاثة، و من كسرها فهو تعجب كأَنه قال: یا أَیها الرجل اعجب
(1). فی دیوان النابغة: عفا ذو حُساً بدل حُسُمٌ (2). قوله [و قرئ وَ ذٰلِكَ إِفْكُهُمْ إلخ] هكذا بضبط الأَصل، و هی ثلاث قراءات ذكرها الجمل و زاد قراءات أخر: أفكهم بالفتح مصدراً و أَفَكَهم بالفتحات ماضیاً و أَفَّكَهم كالذی قبله لكن بتشدید الفاء و آفكهم بالمد و فتح الفاء و الكاف و آفكهم بصیغة اسم الفاعل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 391
لهذه الأَفیكة و هی الكَذْبة العظیمة. و الأَفْكُ، بالفتح: مصدر قولك أَفَكَهُ عن الشی‌ء یَأْفِكُه أَفْكاً صرفه عنه و قلبه، و قیل: صرفه بالإِفك؛ قال عمرو بن أُذینة «1».إِن تَكُ عن أَحْسَنِ المُروءَة مَأْفُوكاً، ففی آخِرِینَ قد أُفِكُوا «2». یقول: إِن لم تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت فی قوم قد صرفوا من ذلك أَیضاً. و‌فی حدیث عرض نفسه علی قبائل العرب: لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا علیك‌أَی صُرِفوا عن الحق و منعوا منه. و فی التنزیل: یُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ؛ قال الفراء: یرید یُصْرَفُ عن الإِیمان من صُرِف كما قال: أَ جِئْتَنٰا لِتَأْفِكَنٰا عَنْ آلِهَتِنٰا؛ یقول: لتصرفنا و تصدنا. و الأَفَّاك: الذی یَأْفِكُ الناس أَی یصدهم عن الحق بباطله. و المَأْفوك: الذی لا زَوْرَ له. شمر: أُفِك الرجلُ عن الخیر قلب عنه و صرف. و المُؤْتفِكات: مَدائن لوط، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، سمیت بذلك لانقلابها بالخَسْف. قال تعالی: وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْویٰ، و قوله تعالی: وَ الْمُؤْتَفِكٰاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّنٰاتِ؛ قال الزجاج: المؤْتفكات جمع مُؤْتَفِكة، ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَی انقلبت. یقال: إِنهم جمع من أَهلك كما یقال للهالك قد انقلبت علیه الدنیا. و‌روی النضر بن أَنس عن أَبیه أَنه قال: أَی بنیّ لا تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدی المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت بأَهلها مرتین هی مُؤْتَفِكة بهم الثالثة‌قال شمر: یعنی بالمُؤتفكة أَنها غرقت مرتین فشبه غرقها بانقلابها. و الائْتِفاك عند أَهل العربیة: الانقلاب كقریات قوم لوط التی ائْتَفَكتْ بأَهلها أَی انقلبت، و قیل: المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التی قلبها الله تعالی علی قوم لوط، علیه السلام. و‌فی حدیث سعید بن جبیر و ذكر قصة هلاك قوم لوط قال: فمن أَصابته تلك الأفكة أَهلكته، یرید العذاب الذی أَرسله الله علیهم فقلب بها دیارهم. یقال: ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَی انقلبت، فهی مُؤتَفِكة. و‌فی حدیث بشیر بن الخصَّاصیة: قال له النبی، صلی الله علیه و سلم: ممن أَنت؟ قال: من ربیعة، قال: أَنتم تزعمون لو لا ربیعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن علیها‌أَی انقلبت. و المُؤْتَفِكاتُ: الرِّیاح تختلف مَهابّهُا. و المُؤْتَفِكات: الریاح التی تقلب الأَرض، تقول العرب: إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَی زكا زرعها؛ و قول رؤبة: و جَوْن خَرقٍ بالریاح مُؤتَفك أَی اختلفت علیه الریاح من كل وجه. و أَرض مَأْفوكة: و هی التی لم یصبها المطر فأَمحلت. ابن الأَعرابی: ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَی احترَقتْ من الجدب؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنها، و هی تَهاوَی تَهْتَلِك، شَمْسٌ بِظلٍّ، ذا بهذا یَأْتَفِك قال یصف قَطاةً باطِن جناحیها أَسود و ظاهره أَبیض فشبه السواد بالظلمة و شبه البیاض بالشمس، یَأْتَفِك: ینقلب. و المَأْفوك: المأْفون و هو الضعیف العقل و الرأْی. و قوله تعالی: یُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ؛قال مجاهد: یُؤْفن عنه من أُفِنَ.و أُفِنَ الرجل: ضعف رأْیه، و أَفَنَهُ الله. و أُفِكَ الرجل: ضعف عقله و رأْیه، قال: و لم یستعمل أَفَكه الله بمعنی أَضعف عقله و إِنما أَتی أَفَكه بمعنی صرفه، فیكون المعنی فی الآیة یصرف عن
(1). قوله [عمرو بن أُذینة] الذی فی الصحاح و شرح القاموس: عروة (2). قوله [أحسن المروءة] روایة الصحاح: أحسن الصنیعة
لسان العرب، ج‌10، ص: 392
الحق من صرفه الله. و رجل أَفِیكٌ و مَأْفوك: مخدوع عن رأْیه؛ اللیث: الأَفِیكُ الذی لا حَزْم له و لا حیلة؛ و أَنشد: ما لی أَراكَ عاجزاً أَفِیكا؟ و رجل مَأْفوك: لا یصیب خیراً. و أَفكهُ: بمعنی خدعه.

أكك؛ ج10، ص: 392

: الأَكَّةُ: الشدیدة من شدائد الدهر. و الأَكَّةُ: شدة الحرّ و سكونُ الریح مثل الأَجَّةِ، إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج و الأَكَّةَ الحر المُحْتَدِمُ الذی لا ریح فیه. و یقال: أَصابتنا أَكَّة؛ و یوم أَكٌّ و أَكِیكٌ و قد أَكَّ یومُنا یَؤُكُّ أَكّاً و أْتَكَّ، و هو افتعل منه، و لیلة أَكَّة كذلك. و حكی ثعلب: یوم عَكّ أَكّ شدید الحرّ مع لِینٍ و احتباس ریح؛ حكاها مع أَشیاء إِتباعیة، قال: فلا أَدری أَذَهب به إِلی أَنه شدید الحرّ و أَنه یفصل من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبید و غیره. و فی الموعب: و یوم عَكٌّ أَكّ حار ضَیق غام «3»، و عَكِیك أَكِیكٌ. و الأَكَّة: فَوْرة شدیدة فی القَیْظ و هو الوقت الذی تَرْكُد فیه الریح. التهذیب: یوم ذو أَكّ و ذو أَكَّة و قد ائتَكَّ و هو یوم مُؤتَكّ، و كذلك العَكّ فی وُجوهه، و یقال: إِن فی نفسه علیّ لأَكَّة أَی حِقْداً. و قال أَبو زید: رماه الله بالأَكَّةِ أَی بالموت. و أْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه و أَكَّهُ یَؤُكُّه أَكّاً: ردَّه و الأَكَّة: الزحمة؛ قال: إِذا الشَّرِیبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، فَخَلِّه حتی یَبُكَّ بَكَّهْ فی الموعب: الشَّرِیبُ الذی یسقی إِبله مع إِبلك، یقول: فخله یورد إِبله الحوض فتَباكُّ علیه أَی تزدحم فیسقی إِبله سقیه؛ قال: تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه و غَمَمُهْ الأَكَّةُ: الضیقُ و الزحمة. و أكَّه یَؤُكُّه أَكّاً: زاحمه. و أْتَكَّ الوِرْدُ: ازدحم، معنی الورْد جماعة الإِبل الواردة. و أْتَكَّ من ذلك الأَمر: عظم علیه و أَنِفَ منه.

ألك؛ ج10، ص: 392

: فی ترجمة علج: یقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ و عَلوك صِدْقٍ و عَلُوج صِدْقٍ لما یؤكل، و ما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ و ما تَعَلَّجْتُ بعَلوج. اللیث: الأَلوك الرسالة و هی المَأْلُكة، علی مَفْعُلة، سمیت أَلوكاً لأَنه یُؤْلَكُ فی الفم مشتق من قول العرب: الفرس یَأْلُك اللُّجُمَ، و المعروف یَلوك أَو یَعْلُك أَی یمضغ. ابن سیدة: أَلَكَ الفرسُ اللجام فی فیه یَأْلُكه عَلَكه. و الأَلوك و المَأْلَكة و المَأْلُكة: الرسالة لأَنها تُؤْلَك فی الفم؛ قال لبید: و غُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ و قال الشاعر: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً، عن الذی قد یُقالُ مِ الكَذبِ قال ابن بری: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِیط بن زُرارة و دخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسری؛ و قال فیها: یا لیت شِعْری عنكِ دَخْتَنوسُ، إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قال: و قد یقال مَأْلُكة و مَأْلُك؛ و قوله: أَبْلِغْ یَزِید بنی شَیْبان مَأْلُكَةً: أَبا ثُبَیْتٍ، أَ ما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه یعقوب فی المقلوب. قال ابن سیدة: و لم نسمع نحن فی الكلام تَأْتَلِكُ من
(3). قوله: غام؛ هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 393
الأَلوك فیكون هذا محمولًا علیه مقلوباً منه؛ فأَما قول عدیّ بن زید: أَبْلِغِ النُّعْمان عنی مَأْلُكاً: أَنه قد طال حَبْسی و انْتِظار فإِن سیبویه قال: لیس فی الكلام مَفْعُل، و روی عن محمد بن یزید أَنه قال: مَأْلُك جمع مَأْلُكة، و قد یجوز أَن یكون من باب إِنْقَحل فی القلة، و الذی روی عن ابن عباس أَقیس «1»؛ قال ابن بری: و مثله مَكْرُم و مَعُون، قال الشاعر: لیوم رَوْعٍ أَو فَعَال مَكْرُم و قال جمیل: بُثَیْنَ الْزَمی لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه، علی كثرةِ الوَاشینَ، أَیّ مَعُون قال: و نظیر البیت المتقدم قول الشاعر: أَیُّها القاتلون ظلماً حُسَیْناً، أَبْشِرُوا بالعَذابِ و التَّنْكیل كلُّ أَهلِ السماء یَدْعُو علیكُمْ: من نَبیّ و مَلأَكٍ و رسول و یقال: أَلَك بین القوم إِذا ترسّل أَلْكاً و أُلُوكاً و الاسم منه الأَلُوك، و هی الرسالة، و كذلك الأَلُوكة و المَأْلُكة و المَأْلُك، فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِلیه رسالةً، و الأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام و خففت بنقل حركتها علی ما قبلها و حَذْفِها، فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْنی إِلیها برسالة، و كان مقتضی هذا اللفظ أَن یكون معناه أَرْسِلْنی إِلیها برسالة، إِلا أَنه جاء علی القلب إِذ المعنی كُنْ رسولی إِلیها بهذه الرسالة فهذا علی حد قولهم: و لا تَهَیَّبُنی المَوْماةُ أَركبها أَی و لا أَتَهَیَّبُها، و كذلك أَلِكْنی لفظه یقضی بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ و المتكلم مُرْسَل، و هو فی المعنی بعكس ذلك، و هو أَن المخاطب مُرْسَل و المتكلم مرْسِل؛ و علی ذلك قول ابن أَبی ربیعة: أَلِكْنی إِلیها بالسلام، فإِنَّهُ یُنَكَّرُ إِلْمامی بها و یُشَهَّرُ أَی بَلِّغْها سلامی و كُنْ رسولی إِلیها، و قد تحذف هذه الباء فیقال أَلِكْنی إِلیها السلامَ؛ قال عمرو بن شَأْسٍ: أَلِكْنی إِلی قومی السلامَ رِسالةً، بآیة ما كانوا ضِعافاً و لا عُزْلا فالسلام مفعول ثان، و رسالة بدل منه، و إِن شئت حملته إِذا نصبت علی معنی بَلِّغ عنی رسالة؛ و الذی وقع فی شعر عمرو بن شأْس: أَلِكْنی إِلی قومی السلامَ و رحمةَ الإِله، فما كانوا ضِعافاً و لا عُزْلا و قد یكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِلیه، و ذلك كقولك أَلِكْنی إِلیك السلام أَی كُنْ رسولی إِلی نفسك بالسلام؛ و علیه قول الشاعر: أَلِكْنی یا عتیقُ إِلیكَ قَوْلًا، سَتُهْدِیهِ الرواةُ إِلیكَ عَنی و‌فی حدیث زید بن حارثة و أَبیه و عمه: أَلِكْنی إِلی قومی، و إِن كنتُ نائیاً، فإِنی قَطُینُ البیتِ عند المَشَاعِرِ أَی بَلِّغ رسالتی من الأَلُوكِ و المَأْلُكة، و هی الرسالة. و قال كراع: المَأْلُك الرسالة و لا نظیر لها أَی لم یجئ علی مَفْعُل إِلا هی.
(1). قوله [و الذی روی عن ابن عباس أقیس] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 394
و أَلَكَه یأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك. ابن الأَنباری: یقال أَلِكْنی إِلی فلان یراد به أَرسلنی، و للاثنین أَلِكانی و أَلِكُونی و أَلِكِینی و أَلِكَانی و أَلِكْنَنی، و الأَصل فی أَلِكْنی أَلْئِكْنی فحولت كسرة الهمزة إلی اللام و أُسقطت الهمزة؛ و أَنشد: أَلِكْنی إِلیها بخیر الرسولِ، أُعْلِمُهُمْ بنواحی الخَبَرْ قال: و من بنی علی الأَلوك قال: أَصل أَلِكْنی أَأْلِكْنی فحذفت الهمزة الثانیة تخفیفاً؛ و أَنشد: أَلِكْنی یا عُیَیْنُ إِلیكَ قولا قال أَبو منصور: أَلِكْنی أَلِكْ لی، و قال ابن الأَنباری: أَلِكْنی إِلیه أَی كُنْ رسولی إِلیه؛ و قال أَبو عبید فی قوله: أَلِكْنی یا عُیَیْنُ إِلیكَ عنی أَی أَبلغ عنی الرسالة إِلیك، و المَلَكُ مشتق منه، و أَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلی موضع اللام فقیل مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأَن أُلقیت حركتها علی الساكن الذی قبلها فقیل مَلَك؛ و قد یستعمل متمماً و الحذف أَكثر: فلسْتَ لإِنْسیٍّ، و لكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء یَصُوب و الجمع ملائكة، دخلت فیها الهاء لا لعجمة و لا لنسب، و لكن علی حد دخولها فی القَشاعِمَة و الصیَّاقلة، و قد قالوا المَلائك. ابن السكیت: هی المَأْلَكة و المَلأَكة علی القلب. و الملائكة: جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقیل مَلَك فی الوحدان، و أَصله مَلأَك كما تری. و یقال: جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَی حمل رسالته.

أنك؛ ج10، ص: 394

: الآنُك: الأُسْرُبُّ و هو الرَّصاصُ القَلْعِیُّ، و قال كراع: هو القزدیر لیس فی الكلام علی مثال فاعُل غیره، فأَما كابُل فأَعجمی. و‌فی الحدیث: من استَمَعَ إِلی قَیْنَة صَبَّ الله الآنُك فی أُذُنیه یوم القیامة؛ رواه ابن قتیبة. و‌فی الحدیث: من استمع إِلی حدیث قومٍ هُمْ له كارِهون صبَّ فی أُذنیه الآنُك یوم القیامة؛ قال القتیبی: الآنُك الأَسْرُبُّ. قال أَبو منصور: و أَحسبه معرَّباً، و قیل: هو الرَّصاص الأَبیض، و قیل الأَسود، و قیل هو الخالص منه و إِن لم یجئ علی أَفْعُل واحداً غیر هذا، فأَما أَشُدّ فمختلف فیه، هل هو واحد أَو جمع، و قیل: یحتمل أَن یكون الآنُك فاعُلًا لا أَفْعُلًا، قال: و هو شاذ؛ قال الجوهری: أَفْعُل من أَبنیة الجمع و لم یجئ علیه للواحد إِلا آنُك و أَشُدّ، قال: و قد جاء فی شعر عربی و القطعة الواحدة آنُكَة؛ قال رؤبة: فی جِسْم جَدْل صَلْهَبیّ عَمَمُه، یَأْنُك عن تَفْئِیمه مُفَأّمُه قال الأَصمعی: لا أَدری ما یَأْنُك، و قال ابن الأَعرابی: یَأْنُك یعظم.

أیك؛ ج10، ص: 394

: الأَیْكةَ: الشجر الكثیر الملتفّ، و قیل: هی الغَیْضة تُنْبِتُ السَّدْر و الأَراك و نحوهما من ناعم الشجر، و خص بعضهم به منبت الأَثْل و مُجتَمعه، و قیل: الأَیْكة جماعة الأَراك، و قال أَبو حنیفة: قد تكون الأَیْكة الجماع من كل الشجر حتی من النخل، قال: و الأَول أَعرق، و الجمع أَیْكٌ. و أَیِكَ الأَراك فهو أَیِكٌ و اسْتَأْیَك، كلاهما: التفَّ و صار أَیكة؛ قال: و نحنُ من فَلْجٍ بأَعْلَی شِعْبِ، أَیْكِ الأَراكِ مُتَدانی القَضْبِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 395
قال ابن سیدة: أراه أیِكِ الأَرَاك فخفف، و أیْك أیِكٌ مُثْمر، و قیل هو علی المبالغة. و فی التهذیب فی قوله تعالی: كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْأَیْكَةِ الْمُرْسَلِینَ؛ و قرئ أصحاب لَیكة، و‌جاء فی التفسیر أن اسم المدینة كان لَیْكة، و اختار أبو عبید هذه القراءة و جعل لَیْكة لا تنصرف، و من قرأ أَصْحٰابُ الْأَیْكَةِ قال: الأَیْك الشجر الملتفّ، یقال أیْكة و أیْك، و جاء فی التفسیر: إن شجرهم كان الدَّوْم. و روی شمر عن ابن الأَعرابی قال: یقال أیْكة من أثْل، و رَهْطٌ من عُشَر، و قَصِیمَة من غَضاً؛ قال الزجاج: یجوز و هو حسن جداً كذب أصحاب لَیْكةِ، بغیر ألف علی الكسر، علی أن الأَصل الأَیكةِ فأُلقیت الهمزة فقیل الَیْكةِ، ثم حذفت الأَلف فقال لَیْكَةِ، و العرب تقول «1» الأَحمرُ قد جاءنی، و تقول إذا أَلقت الهمزة: الَحْمرُ جاءنی، بفتح اللام و إثبات ألف الوصل، و تقول أیضاً: لَحْمَرُ جاءنی، یریدون الأَحْمَرَ؛ قال: و إثبات الأَلف و اللام فیها فی سائر القرآن یدل علی أن حذف الهمزة منها التی هی ألف وصل بمنزلة قولهم لَحْمَرَ؛ قال الجوهری: من قرأ كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْأَیْكَةِ الْمُرْسَلِینَ، فهی الغَیْضة، و من قرأ لَیْكة فهی اسم القریة. و یقال: هما مثل بَكَّة و مَكَّة.

فصل الباء الموحدة؛ ج10، ص: 395

بتك؛ ج10، ص: 395

: البَتْك: القطع. و فی التنزیل العزیز: فَلَیُبَتِّكُنَّ آذٰانَ الْأَنْعٰامِ؛ قال أبو العباس: یقول فلیقطعنّ؛ قال أبو منصور: كأنه أراد، و الله أعلم، تبْحِیر أهل الجاهلیة آذان أنعامهم و شقهم إیاها. اللیث: البَتْك قطع الأُذن من أصلها. و بَتَّك الآذان أی قطعها، شدد للكثرة، و قیل: البَتْكُ أن تقبض علی شی‌ء بیدك، و فی التهذیب: أن تقبض علی شعر أو ریش أو نحو ذلك ثم تجذبه إلیك حتی ینقطع فیَنْبَتِك من أصله و ینتتف، و كل طائفة صارت فی یدك من ذلك فاسمها بِتْكَةٌ؛ قال زهیر: حتی إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغلام لها، طارَتْ و فی كَفِّه من ریشها بِتَكُ و قیل: البَتْك قطع الشی‌ء من أصله، بَتَكه یَبْتِكُه و یَبْتُكه بَتْكاً أی قطعه، و بَتَّكه فانْبَتك و تَبَتَّك. و البِتْكةُ و البَتْكة: القطعة منه، و الجمع بِتَكٌ؛ و استشهد ببیت زهیر: طارَتْ و فی كفه من ریشها بِتَكُ و سیف باتِكٌ أی صارم؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: إذا طَلَعَتْ أُولی العَدِیِّ، فنَفْرَةٌ إلی سَلَّةٍ من صارم الغَرِّ باتِكِ و سیف باتِكٌ و بَتُوك: قاطع، و سیوف بَواتِكُ. و البِتْكة أیضاً: جَهْمة من اللیل.

بخنك؛ ج10، ص: 395

: البُخْنُك: لغة فی البُخْنُقِ.

برك؛ ج10، ص: 395

: البَرَكة: النَّماء و الزیادة. و التَّبْریك: الدعاء للإِنسان أو غیره بالبركة. یقال: بَرَّكْتُ علیه تَبْریكاً أی قلت له بارك الله علیك. و بارك الله الشی‌ءَ و بارك فیه و علیه: وضع فیه البَرَكَة. و طعام بَرِیك: كأنه مُبارك. و قال الفراء فی قوله رَحْمَتُ اللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَیْكُمْ، قال: البركات السعادة؛ قال أبو منصور:
(1). قوله [و العرب تقول إلخ] عبارة زاده علی البیضاوی كما تقول: مررت بالأَحمر، علی تحقیق الهمزة، ثم تخففها فتقول بلحمر، فإن شئت كتبته فی الخط علی ما كتبته أولًا و إن شئت كتبته بالحذف علی حكم لفظ اللافظ فلا یجوز حینئذ إلا الجر كما لا یجوز فی الأیكة إلا الجر.
لسان العرب، ج‌10، ص: 396
و كذلك‌قوله فی التشهد: السلام علیك أیها النبی و رحمة الله و بركاته، لأَن من أسعده الله بما أسعد به النبی، صلی الله علیه و سلم، فقد نال السعادة المباركة الدائمة. و‌فی حدیث الصلاة علی النبی، صلی الله علیه و سلم: و بارِكْ علی محمد و علی آل محمد‌أی أَثْبِتْ له و أدم ما أعطیته من التشریف و الكرامة، و هو من بَرَكَ البعیر إذا أناخ فی موضع فلزمه؛ و تطلق البَرَكَةُ أیضاً علی الزیادة، و الأَصلُ الأَولُ. و‌فی حدیث أم سلیم: فحنَّكه و بَرَّك علیه‌أی دعا له بالبركة. و یقال: باركَ الله لك و فیك و علیك و تَبٰارَكَ اللّٰهُ أی بارك الله مثل قاتَلَ و تَقاتَلَ، إلا أن فاعلَ یتعدی و تفاعلَ لا یتعدی. و تَبَرّكْتُ به أی تَیَمَّنْتُ به. و قوله تعالی: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِی النّٰارِ وَ مَنْ حَوْلَهٰا؛ التهذیب: النار نور الرحمن، و النور هو الله تبارك و تعالی، و مَنْ حَوْلَهٰا موسی و الملائكة. و‌روی عن ابن عباس: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِی النّٰارِ، قال الله تعالی: وَ مَنْ حَوْلَهٰا الملائكة، الفراء: إنه فی حرف أُبَیٍّ أن بُورِكَت النارُ و منْ حولها، قال: و العرب تقول باركَكَ الله و بارَكَ فیك، قال الأَزهری: معنی بَرَكة الله عُلُوُّه علی كل شی‌ء؛ و قال أبو طالب بن عبد المطلب: بُورِكَ المَیِّتُ الغریبُ، كما بُورك نَضْحُ الرُّمَّان و الزیتون و قال: بارَك فیك اللهُ من ذی ألِّ و فی التنزیل العزیز: وَ بٰارَكْنٰا عَلَیْهِ. و قوله: بارَكَ الله لنا فی الموت؛ معناه بارك الله لنا فیما یؤدینا إلیه الموت؛ و قول أبی فرعون: رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون، سَرِیعة الرَّدِّ علی المسكین تحسب أنَّ بُورِكاً یكفینی، إذا غَدَوتُ باسِطاً یَمینی جعل بُورِك اسماً و أعربه، و نحوٌ منه قولهم: من شُبٍّ إلی دُبٍّ؛ جعله اسماً كدُرٍّ و بُرٍّ و أعربه. و قوله تعالی یعنی القرآن: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِی لَیْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ، یعنی لیلة القدر نزل فیها جُملةً إلی السماء الدنیا ثم نزل علی سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، شیئاً بعد شی‌ء. و طعام بَرِیكٌ: مبارك فیه. و ما أبْرَكَهُ: جاء فعلُ التعجب علی نیة المفعول. و تَبٰارَكَ اللّٰهُ: تقدَّس و تنزه و تعالی و تعاظم، لا تكون هذه الصفة لغیره، أی تطَهَّرَ. و القُدْس: الطهر. و سئل أبو العباس عن تفسیر تَبٰارَكَ اللّٰهُ فقال: ارتفع. و المُتبارِكُ: المرتفع. و قال الزجاج: تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة، كذلك یقول أهل اللغة. و‌روی ابن عباس: و معنی البَرَكة الكثرة فی كل خیر، و‌قال فی موضع آخر: تَبارَكَ تعالی و تعاظم، و قال ابن الأَنباری: تَبٰارَكَ اللّٰهُ أی یُتَبَرَّكُ باسمه فی كل أمر. و قال اللیث فی تفسیر تَبٰارَكَ اللّٰهُ: تمجید و تعظیم. و تبارَكَ بالشی‌ء: تَفاءَل به. الزجاج فی قوله تعالی: وَ هٰذٰا كِتٰابٌ أَنْزَلْنٰاهُ مُبٰارَكٌ*، قال: المبارك ما یأتی من قِبَله الخیر الكثیر و هو من نعت كتاب، و من قال أنزلناه مباركاً جاز فی غیر القراءة. اللحیانی: بارَكْتُ علی التجارة و غیرها أی واظبت علیها، و حكی بعضهم تباركتُ بالثعلب الذی تباركتَ به. و بَرَكَ البعیر یَبْرُكُ بُروكاً أی استناخ، و أبرَكته أنا فبَرَكَ، و هو قلیل، و الأَكثر أنَخْتُه فاستناخ. و بَرَكَ: ألقی بَرْكَهُ بالأَرض و هو صدره، و بَرَكَتِ الإِبل تَبْرُكُ بُروكاً و بَرَّكَتْ: قال الراعی:
لسان العرب، ج‌10، ص:
397‌و إن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ، بمَحْنیَةٍ، أجلَی العِفاسَ و بَرْوَعا و أبرَكَها هو، و كذلك النعامة إذا جَثَمَتْ علی صدرها. و البَرْكُ: الإِبل الكثیرة؛ و منه قول متمم بن نُوَیْرَةَ: إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ و رَجَّعتْ حَنِیناً، فأبكی شَجْوُها البَرْكَ أجمعا و الجمع البُرُوك، و البَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ و تاجر، و البَرْكُ: جماعة الإِبل الباركة، و قیل: هی إبل الحِواءِ كلُّها التی تروح علیها، بالغاً ما بلغَتْ و إن كانت ألوفاً؛ قال أبو ذؤیب: كأن ثِقالَ المُزنِ بین تُضارِعٍ و شابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِیجُ لَبیجٌ: ضارب بنفسه؛ و قیل: البَرْك یقع علی جمیع ما برك من جمیع الجِمال و النُّوقِ علی الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع، الواحد بارِكٌ و الأُنثی باركة. التهذیب: اللیث البَرْكُ الإِبل البُرُوك اسم لجماعتها؛ قال طرفة: و بَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِی بَوَادیَها، أمشی بعَضْبٍ مُجَرَّد و یقال: فلان لیس له مَبْرَكُ جَمَلٍ. و كل شی‌ء ثبت و أقام، فقد بَرَكَ. و‌فی حدیث علقمة: لا تَقْرَبْهم فإن علی أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإِبل؛ هو الموضع الذی تبرك فیه، أراد أنها تُعْدِی كما أن الإِبل الصحاح إذا أنیخت فی مَبارك الجَرْبَی جَرِبَتْ. و البِرْكة: أن یَدِرّ لبَنُ الناقة و هی باركة فیقیمَها فیحلبها؛ قال الكمیت: و حَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُون، لَبون جُودِكَ غیر ماضِرْ و رجل مُبْتَرِكٌ: معتمِد علی الشی‌ء مُلِحٌّ؛ قال: و عامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ، یُدْعَی أبا السَّمْح و قِرْضابٌ سِمُهْ، مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ یَلْحُمُهْ و رجل بُرَكٌ: بارِكٌ علی الشی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد: بُرَكٌ علی جَنْبِ الإِناء مُعَوَّدٌ أكل البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ اللیث: البِرْكةُ ما وَلِیَ الأَرض من جلد بطن البعیر و ما یلیه من الصدر، و اشتقاقه من مَبْرَك البعیر، و البَرْكُ كَلْكل البعیر و صدره الذی یدُوك به الشی‌ء تحته؛ یقال: حَكَّه و دكَّه و داكه بِبَرْكه؛ و أنشد فی صفة الحرب و شدتها: فأقْعَصَتهُمْ و حَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، و أعْطَتِ النّهْبَ هَیَّانَ بن بَیَّانِ و البَرْك و البِرْكةُ: الصدر، و قیل: هو ما ولی الأَرض من جلد صدر البعیر إذا بَرَك، و قیل: البَرْك للإِنسان و البِرْكة لِما سوی ذلك، و قیل: البَرْك الواحد، و البِركة الجمع، و نظیره حَلْی و حِلْیة، و قیل: البَرْكُ باطن الصدر و البِركة ظاهره؛ و البِرْكة من الفرس الصدر؛ قال الأَعشی: مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَی، كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام الجوهری: البَرْكُ الصدر، فإذا أدخلت علیه الهاء كسرت و قلت بِرْكة؛ قال الجعدی: فی مِرْفَقَیْهِ تَقاربٌ، و لَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ و قال یعقوب: البَرْكُ وسط الصدر؛ قال ابن
لسان العرب، ج‌10، ص: 398
الزِّبَعْری: حین حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها، و اسْتَحَرَّ القتل فی عَبْدِ الأَشَلّ و شاهد البِرْكة قول أبی دواد: جُرْشُعاً أعْظَمُه جُفْرَتُه، ناتِئُ البِرْكةِ فی غیر بَدَدْ و قولهم: ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة و هو اسم للبُروك، مثل الرِّكبة و الجِلْسة. و ابْتَرك الرجل أی ألقی بِرْكه. و‌فی حدیث علی بن الحسین: ابْتَرَكَ الناسُ فی عثمان‌أی شتموه و تنقَّصوه. و‌فی حدیث علی: ألقت السحابُ بَرْكَ بَوانِیها؛ البَرْكُ الصدر، و البَوانِی أركان البِنْیة. و ابْتَرَكْتُه إذا صرَعته و جعلته تحت بَرْكك. و ابْتَرَك القوم فی القتال: جَثَوْا علی الرُّكَب و اقتتلوا ابتِراكاً، و هی البَرُوكاءُ و البُرَاكاءُ. و البَراكاءُ: الثَّبات فی الحرب و الجِدّ، و أصله من البُروك؛ قال بشر بن أبی خازم: و لا یُنْجی من الغَمَراتِ إلَّا بَرَاكاءُ القتال، أو الفِرار و البَراكاءُ: ساحة القتال. و یقال فی الحرب: بَراكِ براكِ أی ابْرُكوا. و البُرَاكِیَّة: ضرب من السفن. و البُرَكُ و البارُوك: الكابُوس و هو النِّیدِلانُ، و قال الفرّاء: بَرَّكانِیٌّ، و لا یقال بَرْنَكانیّ. و بَرْك الشتاء: صدره؛ قال الكمیت: و احْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه، و بات شیخ العِیالِ یَصْطَلِبُ قال: أراد وقت طلوع العقرب و هو اسم لعدَّة نجوم: منها الزُّبانَی و الإِكْلِیلُ و القَلْبُ و الشَّوْلة، و هو یطلع فی شدة البرد، و یقال لها البُرُوك و الجُثُوم، یعنی العقرب، و استعار البَرْكَ للشتاء أی حل صَدر الشتاء و معظمه فی منزله، یصف شدة الزمان و جَدْبه لأَن غالب الجدب إنما یكون فی الشتاء. و بارَكَ علی الشی‌ء: واظب. و أبْرَكَ فی عَدْوه: أسرع مجتهداً، و الاسم البُروك؛ قال: و هنَّ یَعْدُون بنا بُروكا أی نجتهد فی عدوها. و یقال: ابْتَرَكَ الرجل فی عرض أخیه یُقَصِّبُه إذا اجتهد فی ذمه، و كذلك الابتِراك فی العدو و الاجتهاد فیه، ابْتَرَكَ أی أسرع فی العَدْو و جدَّ؛ قال زهیر: مَرًّا كِفاتاً، إذا ما الماءُ أسْهَلَها، حتی إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ و ابْتِراكُ الفرس: أن یَنْتَحِی علی أحد شقیه فی عَدْوه. و ابْتَرَكَ الصَّیقَلُ: مال علی المِدْوَسِ فی أحد شقیه. و ابتركت السحابة: اشتدّ انهلالها. و ابْتَرَكت السماء و أبركت: دام مطرها. و ابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ بالمطر. و ابْتَرَكَ فی عَرْض الحَبل: تَنَقّصه. ابن الأَعرابی: الخَبِیصُ یقال له البُرُوك لیس الرُّبُوك. و قال رجل من الأَعراب لامرأته: هل لكِ فی البُرُوك؟ فأجابته: إن البُرُوك عمل الملوك؛ و الاسم منه البَرِیكة، و عمله البُرُوك،و أول من عمل الخَبِیص عثمان بن عفان، رضی الله عنه، و أهداها إلی أزواج النبی، صلی الله علیه و سلم، و أما الرَّبِیكة فالحَیْس؛ و روی إبراهیم عن ابن الأَعرابی أنه أنشد لمالك بن الریب: إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ، و المشیَ فی البِرْكةِ و المَراجِلِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 399
قال: البِرْكةُ جنس من برود الیمن، و كذلك المَرَاجل. و البُرْكة: الحَمَالة و رجالها الذین یسعون فیها؛ قال: لقد كان فی لَیْلی عطاء لبُرْكةٍ، أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب و الرِّفْدا لیلی هنا ثلثمائة من الإِبل كما سموا المائة هِنْداً، و یقال للجماعة یتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ و جُمَّة؛ و یقال: أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ بُرُوكاً. و التَّبْراك: البُروك؛ قال جریر: لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتیها من التَّبْراك، لیس من الصَّلاةِ و تِبْراك، بكسر التاء: موضع بحذاء تِعْشار؛ قال مرار بن مُنْقِذ: أ عَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها، بین تِبْراكٍ فشَسَّیْ عَبَقُرْ؟ و البِرْكةُ: كالحوض، و الجمع البِرَكُ؛ یقال: سمیت بذلك لإِقامة الماء فیها. ابن سیدة: و البِرْكَةُ مستنقع الماء. و البِرْكةُ: شبه حوض یحفر فی الأَرض لا یجعل له أعضاد فوق صعید الأَرض، و هو البِرْكُ أیضاً؛ و أنشد: و أنْتِ التی كَلَّفْتِنی البِرْكَ شاتیاً و أوْردتِنیه، فانْظُرِی، أی مَوْرِدِ ابن الأَعرابی البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف، و الزَّلَفُ وجه المرآة. قال أبو منصور: و رأیت العرب یسمون الصَّهاریج التی سُوِّیت بالآجر و ضُرِّجَتْ بالنُّورة فی طریق مكة و مناهلها بِرَكاً، واحدتها بِرْكةٌ، قال: و ربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع و أقل و أكثر، و أما الحِیاض التی تسوّی لماء السماء و لا تُطْوَی بالآجر فهی الأَصْناع، واحدها صِنْع، و البِرْكةُ: الحَلْبة من حَلَب الغداة؛ قال ابن سیدة: و هی البَرْكَةُ، و لا أَحقها، و یسمون الشاة الحَلُوبة: بِرْكةً. و البَروك من النساء: التی تتزوج و لها ولد كبیر بالغ. و البِراكُ: ضرب من السمك بحری سود المناقیر. و البُركة، بالضم: طائر من طیر الماء أبیض، و الجمع بُرَك و أبْراك و بُرْكان، قال: و عندی أن أبْرَاكاً و بُرْكاناً جمع الجمع. و البُرَكُ أیضاً: الضفادع؛ و قد فسر به بعضهم قول زهیر یصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلی ماء ظاهر علی وجه الأَرض: حتی استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ من الأَباطِح، فی حافاته البُرَكُ و البِرْكانُ: ضرب من دِقِّ الشجر، واحدته بِرْكانة؛ قال الراعی: حتی غدا حَرِضاً طَلَّی فَرائصُه، یَرعی شقائقَ من عَلْقَی و بِرْكانِ و قیل: هو ما كان من الحَمْض و سائر الشجر لا یطول ساقه. و البِرْكانُ: من دِقّ النبت و هو الحمض؛ قال الأَخطل و أنشد بیت الراعی و ذكر أن صدره: حتی غدا حَرِضاً هَطْلی فرائصُه و الهطلی: واحده هِطْل، و هو الذی یمشی رُوَیداً. و واحد البِركان بِرْكانَة، و قیل: البِرْكانُ نبت ینبت قلیلًا بنجد فی الرمل ظاهراً علی الأَرض، له عروق دِقاقٌ حسن النبات و هو من خیر الحمض؛ قال: بحیث الْتَقَی البِرْكانُ و الحَاذُ و الغَضَا بِبِئْشَة، و ارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها و فی روایة: … و ارْفَضَّتْ هَراعاً …، و قیل: البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛ و أنشد بیت الراعی:
لسان العرب، ج‌10، ص: 400
حتی غدا حَرِضاً هَطْلی فَرائصُه أبو زید: البُورَقُ و البُورَكُ الذی یجعل فی الطحین. و البُرَیْكانِ: أخَوان من العرب، قال أبو عبیدة: أحدهما بارِكٌ و الآخر بُرَیْك، فغلب بُرَیْك إما للفظه، و إما لِسنّه، و إما لخفة اللفظ. و ذو بُرْكان: موضع؛ قال بشر بن أبی خازم: تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها فَرِید، بذی بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ و بُرَك: من أسماء ذی الحجة؛ قال: أعُلُّ علی الهِنْدیّ مَهْلًا و كَرَّةً، لَدَی بُرَكٍ، حتی تَدُورَ الدوائرُ و بِرْكٌ، مثال قِرْدٍ: اسم موضع بناحیة الیمن؛ قال ابن بری: و بِرْكُ الغِماد [الغُماد موضع بالیمن. و یقال: الغِماد و الغُماد، بالكسر و الضم، و قیل: إن الغِمادَ بَرَهُوت الذی جاء فی الحدیث أن أرواح الكافرین فیه، و حكی ابن خالویه عن ابن درید أن بِركَ الغِماد بقعة فی جهنم، و‌یروی أن الأَنصار، رضی الله عنهم، قالوا للنبی، صلی الله علیه و سلم: یا رسول الله، إنا ما نقول لك مثل ما قال قوم موسی لموسی، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلٰا، بل بآبائنا نَفْدِیكَ و أمّهاتِنا یا رسول الله و لو دعوتنا إلی بَرْكِ الغِماد؛ و أنشد ابن درید لنفسه: و إذا تَنَكَّرَتِ البِلادُ، فأوْلِها كَنَفَ البعاد و اجعَلْ مُقامَك، أو مَقَرَّكَ جانِبَیْ بَرْكِ الغِماد كلُّ الذَّخائِرِ، غَیْرَ تَقوی ذی الجَلال، إلی نَفاد و‌فی حدیث الهجرة: لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك [بِرْك الغِماد [الغُماد، بفتح الباء و كسرها، و تضم الغین و تكسر، و هو اسم موضع بالیمن، و قیل: هو موضع وراء مكة بخمس لیال.

برتك؛ ج10، ص: 400

: ابن سیدة: البَراتِك صغار التِّلال، قال: و لم أسمع لها بواحد؛ قال ذو الرمة: و قد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، و غرَّقَتْ جَواریه جُذْعانَ القِضافِ البَراتكِ و یروی: … النوابك. و فی النوادر: بَرْتَكْتُ الشی‌ء برتكة و فَرْتَكْتُه فَرْتكةً و كَرْنَفْته إذا قطعته مثل الذر.

برنك؛ ج10، ص: 400

: البَرْنَكان: ضرب من الثیاب؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد: إنِّی و إن كان إزارِی خَلَقا، و بَرْنَكانی سَمَلًا قد أخْلَقَا، قد جعل الله لسانی مُطْلَقا الجوهری: البَرْنَكان علی وزن الزَّعْفَران ضرب من الأَكسیة. قال الفراء: البَرْنَكانُ كساء من صوف له عَلَمان، و یقال برَّكان أیضاً.

بشك؛ ج10، ص: 400

: البَشْكُ: سوء العمل. و البَشْك: الخیاطة الردیئة. ابن الأَعرابی: یقال للخَیَّاط إذا أساء خیاطة الثوب بَشَكه و شَمْرَخه، قال: و البشك الخلط من كل شی‌ء ردی‌ء و جید. و بشَكْتُ الثوب إذا خطته خیاطة متباعدة. و‌فی حدیث أبی هریرة: أن مروان كساه مِطْرَفَ خَزٍّ فكان یَثْنِیه علیه أثْناءً من سعته فبَشَكه بَشْكاً‌أی خاطه. و بَشَكَ الكلام یَبْشُكه بَشْكاً و أبشَكه: تَخَرَّصهُ كاذباً، و قیل: البَشْك و الابْتِشاك الكذب أو خَلْط الكلام بالكذب. قال أبو عبیدة: ابْتَشك
لسان العرب، ج‌10، ص: 401
فلان الكلام ابْتِشاكاً إذا كذب. و قال أبو زید: بَشَكَ و ابْتَشَك إذا كذب. و یقال: هو یَبْشُك الكذب أی یَخْلُقه. و البَشَّاك: الكذَّاب، و قیل: البَشْك الخلط فی كل شی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی. و ابْتَشَك الكلام: ارْتجله. و بَشَك الإِبل یَبْشُكها بَشْكاً: ساقها سوقاً سریعاً. التهذیب: البَشْك فی السیر سرعة نقل القوائم. أبو زید: البَشْك السیر الرفیق، و البَشْكُ السرعة و خفة نقل القوائم، بَشَك یَبْشُك و یَبْشِك بَشْكاً و بَشَكاً. و البَشْكُ فی حُضْر الفرس أن ترتفع حوافره من الأَرض و لا تنبسط یداه. و امرأة بَشَكی الیدین و بَشَكی العمل: خفیفةُ الیدین فی العمل سریعتهما، و قیل: بَشَكی الیدین عَمُول الیدین، و بَشَكَی العمل أی سریعة العمل. ابن بزرج: إنه بَشَكی الأَمر أی یعجل صَرِیمة أمره. و ناقة بَشَكی: سریعة؛ و قال ابن الأَعرابی: هی التی تسی‌ء المشی بعد الاستقامة. و ناقة بَشَكی: خفیفة المشی و الروح، و قد بَشَكَتْ أی أسرعت، تَبْشُك بَشكاً.

بضك؛ ج10، ص: 401

: سیف باضِكٌ و بَضُوك: قاطع. و لا یَبْضِكُ اللهُ یدَهُ أی لا یقطعها؛ قال ابن سیدة: كل ذلك عن ابن الأَعرابی.

بطرك؛ ج10، ص: 401

: البَطْرَك: معروف مقدّم النصاری، و جاء فی الشعر البِطَرْكُ؛ قال الأَصمعی فی قول الراعی یصف ثوراً وحشیّاً: یَعْلُو الظَّواهر فَرْداً، لا ألِیفَ له، مَشیَ البِطَرْكِ علیه رَیْط كَتّانِ قال: البِطَرْكُ هو البِطْرِیقُ، و قال غیره: البِطَرْكُ السید من سادات المجوس، قال أبو منصور: و هو دَخِیل، و یروی مشی النَّطول «2» أی الذی یتَنَطَّلُ و یتبختر فی مشیته.

بعك؛ ج10، ص: 401

: بَعَكَهُ بالسیف: ضرب أطرافه. و البَعَكُ: الغلظ و الكَزازة فی الجسم، و منه اشتق بَعْكَكٌ؛ عن ابن درید. و بُعْكُوكةُ القوم: آثارهم حیث نزلوا. و بُعْكُوكة القوم: جماعتهم، و كذلك هی من الإِبل؛ عن ثعلب؛ و أنشد: یخرُجْنَ من بُعْكُوكة الخِلاط و بُعْكوكةُ الناس: مجتَمعهم. و بُعْكُوكة الشر: وسطه، و حكی اللحیانی الفتح فی أوائل هذه الحروف و جعلها نوادر، لأَن الحكم فی فُعْلول أن یكون مضموم الأَول إلا أشیاء نوادر جاءت بالضم و الفتح، فمنها بَعكوكة، قال: شبهت بالمصادر نحو سار سَیْرورة و حاد حَیْدودة، قال الأَزهری: هذا حرف جاء نادراً علی فَعْلولة و لم یجئ فی كلامهم مثله إلا صَعْفوق، و هو مذكور فی موضعه، و إنما جاء فی كلامهم علی فُعْلول بضم الفاء مثل بُهْلول و كُهْلول و زُغْلول، قال ابن بری: أصل البُعْكوكة الجَلَبة و الاختلاط. و بُعْكُوكة الوادی: وسطه. و وقعنا فی بَعْكُوكاءَ و مَعْكُوكاء أَی غبار و جلبة و صیاح، و قیل: فی شر و اختلاط، و هی البُعْكُوكة؛ عن السیرافی. و البُعْكوك: شدة الحر. و بَعْكوكاء: موضع. و بَعْكَك: اسم رجل.

بعلبك؛ ج10، ص: 401

: الأَزهری فی الرباعی: بَعْلبكّ اسم بلد، و هما اسمان جعلا اسماً واحداً فأُعطیا إعراباً واحداً و هو النصب، یقال: دخلت بَعْلَبَكّ و مررت ببَعْلَبَكَّ و هذه بَعْلَبَكَّ، و مثله حَضْرَمَوْت و مَعْدی كربَ، قال: و النسبة إلیه بَعْلیٌّ، و إن شئت بَكِّیّ، علی ما ذكر فی عَبْد شَمْس.
(2). قوله [النطول] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 402‌

بكك؛ ج10، ص: 402

: البَكُّ: دق العنق. بَكَّ الشی‌ءَ یَبُكُّه بَكًّا: خرقه أو فرقه. و بَكَّ فلان یَبُكُّ بَكَّةً أی زحم. و بَكَّ الرجلُ صاحبه یَبُكُّه بَكًّا: زاحمه أَو زَحمَهُ؛ قال: إِذا الشَّرِیبُ أَخذَتْه أَكَّهْ، فَخَلِّهِ حتی یَبُكَّ بَكَّهْ یقول: إِذا ضجر الذی یُورِدُ إِبله مع إِبلك لشدة الحر انتظاراً فخلِّه حتی یزاحمك؛ و قال ابن درید: كأَنه من الأَضداد یذهب فی ذلك إِلی أَنه التفریق و الازدحام؛ و كل شی‌ء تراكب فقد تَباكَّ. و تباكَّ القوم: تزاحموا. و‌فی الحدیث: فتَباكَّ الناس علیه‌أَی ازدحموا. و البَكْبَكةُ: الازدحام، و قد تَبَكْبَكُوا. و بَكْبَكَ الشی‌ءَ: طرح بعضه علی بعض ككَبْكَبه. و جمعٌ بَكْباك: كثیر. و رجل بَكْباك: غلیظ، و قیل: الضَّكْضاك الرجل القصیر، و هو البَكْباكُ. و البُكُكُ: الأَحداث الأَشِدَّاء، و البُكُك: الحُمُرُ النشیطة؛ و أَنشد: صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِّ و یقال: فلان أَبَكُّ بنی فلان إِذا كان عَسِیفاً لهم یسعی فی أَمورهم. و بَكَّ الرجل المرأَة إِذا جهدها فی الجماع. و بَكَّ الشی‌ء یَبُكُّه بَكًّا: رد نَخْوَته و وضَعَهُ. و یقال: بَكَكْت الرجل وضعت منه و رددت نَخْوَته، ذكره ابن بری فی ترجمة ركك. و بَكَّ عنقه یَبُكُّها بكًّا: دقها. و بَكَّةُ: مَكَّةُ، سمیت بذلك لأَنها كانت تَبُكّ أَعناق الجبابرة إِذا أَلحدوا فیها بظلم، و قیل: لأَن الناس یتباكّون فیها من كل وجه أَی یتزاحمون، و قال یعقوب: بَكَّةُ ما بین جبلی مَكَّة لأَن الناس یبكُّ بعضهم بعضاً فی الطواف أَی یَزْحَمُ؛ حكاه فی البدل، و قیل: سمیت بَكَّة لأَن الناس یبك بعضهم بعضاً فی الطرق أَی یدفع، و قال الزجاج فی قوله تعالی: إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُبٰارَكاً، قیل: إِن بَكَّة موضع البیت و سائر ما حوله مَكَّة، قال لَلَّذِی بِبَكَّةَ، فأما اشتقاقه فی اللغة فیصلح أَن یكون الاسم اشتق من بَكَّ الناسُ بعضهم بعضاً فی الطواف أَی دفع بعضهم بعضاً، و قیل: بَكة اسم بطن مَكَّة سمیت بذلك لازدحام الناس. و‌فی حدیث مجاهد: من أَسماء مَكَّةَ بَكَّةُ، قیل: بَكَّة موضع البیت و مكةُ سائر البلد، و قیل: هما اسما البلدة، و الباء و المیم یتعاقبان. و بَك الشی‌ءَ: فسخه، و منه أُخذت بَكَّةُ. و بَكَّ الرجلُ: افتقر. و بَكَّ إِذا خشن بدنه شجاعةً. و یقال للجاریة السمینة بَكْباكة و كَبْكابة و وَكْوَاكة و كَوْكاةٌ و مَرْمَارة و رَجْراجة. و الأَبَكُّ: العام الشدید لأَنه یَبُكّ الضعفاء و المقلّین. و الأَبكّ: الحمر التی یبكّ بعضها بعضاً، و نظیره قولهم الأَعمّ فی الجماعة، و الأَمَرُّ لمصارین الفَرْث. و الأَبَكُّ: موضع نسبت الحمر إِلیه؛ فأما ما أَنشده ابن الأَعرابی: جَرَبَّة كحُمُرِ الأَبَكِّ، لا ضَرَعٌ فیها و لا مُذَكِّی فزعم أَنها الحمر یبك بعضها بعضاً؛ قال: و یضعف ذلك أَن فیه ضرباً من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه و هذا مُسْتَكْرَهٌ، و قد یكون الأَبَكّ هاهنا الموضع فذلك أَصح للإِضافة. و البَكْبَكةُ: شی‌ء تفعله العَنْز بولدها. و البَكْبَكة: المجی‌ء و الذهاب. أَبو عبید: أَحمق باكٌّ تاكٌّ و بائِكٌ تائِكٌ، و هو الذی لا یدری ما خطؤه و صوابه. و بَعْلَبَكّ: موضع، و قد تقدم ذكرها فی موضعها.
لسان العرب، ج‌10، ص: 403‌

بلك؛ ج10، ص: 403

: ابن الأَعرابی: البُلُك أَصوات الأَشداق إِذا حركتها الأَصابع من الوَلَعِ، و قد بَلَكَ الشی‌ءَ: كلَبَكهُ، و سنذكره.

بلسك؛ ج10، ص: 403

: البِلْسَكاء البَلْسَكاء: نبت إِذا لصق بالثوب عسر زواله عنه. قال أَبو سعید: سمعت أَعرابیاً یقول بحضرة أَبی العَمَیْثَلِ: یسمی هذا النبت الذی یَلْزَق بالثیاب فلا یكاد یتخلص بتهامة البَلْسكاء، فكتبه أَبو العمیثل و جعله بیتاً من شعر لیحفظه؛ قال: یُخَبِّرنا بأَنك أَحْوَذِیّ، و أَنت البَلْسَكاءُ بنا لُصوقا ذكَّره علی معنی النبات.

بلعك؛ ج10، ص: 403

: البَلْعَكُ من النوق: المسترخیة المُسِنَّة؛ قال ابن بری: هذا قول ابن درید و لم یذكر المُسِنَّة أَحد غیره؛ الأَزهری: هی البَلْعَك و الدَّلْعَك للناقة الثقیلة. ابن سیدة: ناقة بَلْعَك مسترخیة، و قیل: ضخمة ذلول. و رجل بَلْعَكٌ: بلید. و فی النوادر: رجل بَلْعَك یُشْتم و یحقر فلا ینكر ذلك لموت نفسه و شدة طمعه. اللیث: البَلْعَكُ الجمل البلید. و البَلْعَكُ: لغة فی البَلْعَقِ و هو ضرب من التمر.

بنك؛ ج10، ص: 403

: البُنْكُ: الأَصل أَصل الشی‌ء، و قیل خالصه. اللیث: تقول العرب كلمة كأنها دخیل، تقول: رده إِلی بَنْكه الخبیث؛ ترید به أَصله، قال الأَزهری: البُنْك بالفارسیة الأَصل؛ و أَنشد ابن بزرج: و صاحب صاحبتُه ذی مَأْفَكَهْ، یَمْشی الدَّوالیكَ و یعدو البُنَّكَهْ قال: البُنَّكَة یعنی ثقله إِذا عدا، و الدَّوالیك: التَّحَفُّز فی مشیته إِذا حاك. و تَبَنَّك بالمكان: أَقام به و تأَهل. و تَبَنَّكوا فی موضع كذا: أَقاموا به؛ قال الفرزدق یهجو عمر بن هبیرة: تَبَنّك بالعراق أَبو المُثَنّی، و عَلَّم قومه أَكل الخَبِیصِ و أَبو المثنی: كنیة المخنث. و تَبَنَّك فی عزه: تمكَّن. یقال: تَبَنَّك فلان فی عز راتب. النضر بن شمیل: تَبَنَّك الرجل إِذا صار له أَصل. الجوهری: التَّبَنُّك كالتنَایَةِ؛ قال ابن بری: صوابه كالتَّنَاءَةِ. و التُّنَّاءُ: المقیمون بالبلد و هم كأَنهم الأُصول فیه. یقال: تَنَأَ بالمكان تُنُوءاً و تَنَاءة، فهو تانئٌ، و قد یقال: تَنا یَتْنُو تُنُوّاً، بغیر همز، و یقال: هؤلاء قوم من بُنْك الأَرض. و البُنْك: ضرب من الطیب عربی، قال: هو دخیل.

بندك؛ ج10، ص: 403

: البَنَادِكُ من القمیص: و هی لِبْنةُ القمیص؛ قال ابن الرِّقاعِ: كأنّ زُرورَ القُبْطُرِیَّةِ عُلِّقَتْ بنادِكُها منه بِجِذْعٍ مقوَّمِ هكذا عزاه أَبو عبید إِلی ابن الرقاع، و هو فی الحماسة منسوب إِلی ملحة الجرمی؛ و بعده: كأنَّ قُرادَیْ صدره طبَعَتْهما، بطینٍ من الجَوْلانِ، كُتَّاب أَعْجُمِ و واحدة البَنَادك بُنْدُكة. و قال اللحیانی: البَنادكُ عُرَی القمیص. قال ابن بری: هذه الترجمة ذكرها الجوهری فی بدك، قال: و الصواب ذكره فی ترجمة بندك لا بدك كما ذكر الجوهری، لأَن نونه أَصلیة لا یقوم دلیل علی زیادتها، فلهذا جاء بها بعد بنك.

بوك؛ ج10، ص: 403

: ناقة بائِكةٌ: سمینة خِیار فَتِیَّة حسنة، و الجمع البَوائك. و من كلامهم: إِنه لمِنْحارٌ بَوائكها، و قد باكت بُؤوكاً، و بعیر بائِك كذلك، و جمعهم
لسان العرب، ج‌10، ص: 404
بُوَّك، و حكی ابن الأَعرابی بُیَّك، و هو مما دخلت فیه الیاء علی الواو بغیر علة إِلا القرب من الطرف و إِیثار التخفیف، كما قالوا صُیَّم فی صوّم، و نُیَّم فی نُوّم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ لا تَرَاها كالهِضاب بُیَّكا، مَتالِیاً جَنْبَی و عوذاً ضُیَّكا؟ جَنْبَی: أَراد كالجَنْبَی لتثاقلها فی المشی من السمن، و الضُّیَّك: التی تفاجّ من شدة الحَفْلِ لا تقدر أَن تضم أَفخاذها علی ضروعها، و هو مذكور فی موضعه. الكسائی: باكَت الناقة تَبُوك بَوْكاً سمنت. و البَوائِكُ: السمان؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِیّ: فما كان ذنبُ بَنِی مالكٍ، بأَن سُبَّ منهم غلامٌ فسَبّ عَراقِیبَ كومٍ طِوال الذُّرَی، تَخِرُّ بوائِكُها للرُّكَبْ و قال ذو الرمة: أَمثال اللِّجابِ البَوائك. الأَصمعی: البائك و الفاشِجُ «3». و الفاسِجُ الناقة العظیمة السنام، و الجمع البَوائِك. و قال النضر: بَوائك الإِبل كرامها و خیارها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَعطاكَ یا زیدُ الذی یُعْطی النِّعمْ من غیر ما تَمَنُّنٍ و لا عَدَمْ، بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغنم فسره فقال: البَوائك الثابتة فی مكانها یعنی النخل. و البَوْك: تَثْویرُ الماء، و فی التهذیب: تَثْویر العین یعنی عین الماء. یقال: باكَ العینَ یبُوكها. و‌فی الحدیث: أَن بعض المنافقین باكَ عَیْناً كان النبی، صلی الله علیه و سلم، وضع فیها سهماً.و البَوْكُ: تَدُویر البُنْدقة بین راحتیك. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كانت له بُنْدقة من مسك و كان یبلها ثم یَبُوكها‌أَی یدیرها بین راحتیه فتفوح روائحها. و البَوْك: البیع. و حكی عن أَعرابی أَنه قال: معی درهم بَهْرَج لا یُباكُ به شی‌ء أَی لا یباع. و باكَ إِذا اشتری، و باكَ إِذا باع، و باكَ إِذا جامع. و البوك: الشراء، و البَوْك إِدخال القِدْح فی النصل. و یقال: عُكْتَ و بُكْتَ ما لا یدی لك به «4» و عاك و باك. و البَوْك: سفاد الحمار. و باكَ الحمارُ الأَتانَ یَبوكها بَوْكاً: كامَها و نزا علیها، و قد یستعمل فی المرأَة، قال ابن بری: و قد یستعار للآدمی؛ و أَنشد أَبو عمرو: فباكها مُوَثَّقُ النِّیَاطِ، لیس كَبَوْكِ بعلها الوَطْوَاطِ و‌فی الحدیث: أَنه رُفع إِلی عمر بن عبد العزیز أَن رجلًا قال لآخر و ذكر امرأَة أَجنبیة: إِنَّك تَبُوكها، فجلده عمر و جعله قذفاً، و أَصل البَوْك فی ضِراب البهائم و خاصة الحمیر، فرأَی عمر ذلك قذفاً و إِن لم یكن صرح بالزنا. و‌فی حدیث سلیمان بن عبد الملك: أَن فلاناً قال لرجل من قریش: عَلامَ تَبُوك یتیمك فی حجرك؟ فكتب إِلی ابن حزم أَنِ اضْرِبْه الحدَّ.و باك القومُ رأْیَهم بَوْكاً: اختلط علیهم فلم یجدوا له مَخْرَجاً. و باكَ أَمرُهم بوكاً: اختلط علیهم. و لقیته أَول بَوْكٍ أَی أَوَّل مرة، و یقال لقیته أَول بَوْكٍ. و أَوّلَ كل صَوْكٍ و بَوْكٍ أَی أَول كل شی‌ء. و یقال: أَول بَوْكٍ و أَول بائك أَی أَول شی‌ء. و كذلك فعله أَول كل صَوْكٍ و بَوْكٍ. و یقال: لقیته أَول صَوْكٍ و بَوْكٍ أَی أَول مرة، و هو كقولك لقیته أَول ذات بدءٍ. و‌فی الحدیث: أَنهم باتوا یَبوكون حِسْیَ [حَسْیَ تَبوك بقِدْح فلذلك سمیت تَبُوك، أَی یحرّكونه یدخلون
(3). قوله [و الفاشج] كذا بالأَصل هنا و فی مادة فسج، و لم یذكر هذه العبارة فی مادة فشج بل ذكرها فی مادة فثج فلعل فشج محرف عن فثج (4). قوله: [ما لا یدی لك به] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 405
فیه القِدْح، و هو السهم، لیخرج منه الماء؛ و منه یقال: باكَ الحمارَ الأَتان. و سمیت غزوة تَبُوك‌لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی قوماً من أَصحابه یَبوكون حسْیَ تَبُوك أَی یدخلون فیه القِدْح و یحركونه لیخرج الماء، فقال: ما زلتم تَبُوكونها بَوْكاً، فسمیت تلك الغزوة غزوة تَبُوك، و هو تَفْعُل من البَوْك، و الحِسْی: العین كالجَفْر.

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج10، ص: 405

تبك؛ ج10، ص: 405

: تَبُوكُ: اسم أَرض، قال الأَزهری: فإِن كانت التاء فی تَبُوك أَصلیة فلا أَدری مِمَّ اشتقاق تَبُوكَ، و إِن كانت التاء تاءَ التأْنیث فی المضارع فهی من باكَتْ تَبُوك، و قد مضی تفسیره. و التَّبُوكِیُّ: ضرب من عنب الطائف أَبیض قلیل الماء عظام الحب نحو من عِظَمِ الأَقْماعِیّ، ینشق حبه علی شجره، و قد یكون تَبُوك تَفْعُول.

تبرك؛ ج10، ص: 405

: تَبْركَ بالمكان: أَقام. و تِبْراك: موضع، مشتق منه.

ترك؛ ج10، ص: 405

: التَّرْكُ: وَدْعُك الشی‌ء، تَركه یَتْرُكه تَرْكاً و اتَّرَكه. و تَرَكْتُ الشی‌ءَ تَرْكاً: خلیته. و تارَكْتُه البیع مُتارَكَةً. و تَراكِ: بمعنی اتْرُك، و هو اسم لفعل الأَمر؛ قال طفیل بن یزید الحارثی: تَراكِها من إِبل تَراكِها أَ ما تَرَی المَوْت لَدَی أَوْراكِها؟ و قال فیه: فما اتَّرَكَ أَی ما تَرَكَ شیئاً، و هو افْتَعل. و‌فی الحدیث: العهد الذی بیننا و بینهم الصلاةُ، فمن تركها فقد كفر، قیل: هو لمن تركها مع الإِقرار بوجوبها أَو حتی یخرج وقتها، و لذلك ذهب أَحمد بن حنبل إِلی أَنه یكفر بذلك حملًا علی الظاهر، و قال الشافعی: یقتل بتركها و یصلی علیه و یدفن مع المسلمین؛ و تَتَارَك الأَمرُ بینهم. و التَّرْكُ: الإِبقاء فی قوله، عز و جل: وَ تَرَكْنٰا عَلَیْهِ فِی الْآخِرِینَ*؛ أَی أَبقینا علیه. و تَرِكةُ الرجل المیتِ: ما یَتْرُكه من التُّرَاث المَتْروك. و التَّریكة: التی تُتْرَكُ فلا تتزوج، قال اللحیانی: و لا یقال ذلك للذكر. ابن الأَعرابی: تَرِكَ الرجلُ إِذا تزوج بالتَّریكةِ و هی العانِسُ فی بیت أَبویها؛ و أَنشد الجوهری للكمیت: إِذ لا تَبِضُّ، إِلی التَّرَائكِ و الضَّرائِكِ، كفُّ جازِرْ و التَّرِیكةُ: الروضة التی یُغْفِلُها الناسُ فلا یرعونها، و قیل: التَّرِیكةُ المَرْتَعُ الذی كان الناس رعوه، إِما فی فلاة و إِما فی جبل، فأَكله المال حتی أَبقی منه بقایا من عُوَّذ. و التَّرْكُ: ضرب من البیض مستدیر شبِّه بالتَّرْكةِ و التَّرِیكة و هی بیض النعام المنفرد؛ و أَنشد: ما هاجَ هذا القَلْبَ إِلا تَرْكة زَهراءُ، أَخْرَجَها خروج مُنْفج الجوهری: و التَّرِیكةُ بیضة النعامة التی یتركها؛ و منه قول الأَعشی: و یَهْماء قَفْر تخرج العَیْنُ وسْطَها، و تَلْقَی بها بَیْضَ النَّعامِ تَرائِكا قال ابن بری: و مثله للمخبل: كتَرِیكةِ الأُدْحِیِّ أَدْفَأَها قَرِدٌ، كأَنَّ جَناحه هِدْمُ و الهِدْمُ: كساء خَلَقٌ. ابن سیدة: و التَّرِیكة البیضة بعد ما یخرج منها الفرخ، و خصَّ بعضهم به بیض النعام التی تتركها بالفلاة بعد خلوها مما فیها، و قیل:
لسان العرب، ج‌10، ص: 406
هی بیض النعام المفردة، و الجمع تَرائك و تُرُك، و هی التَّرْكة و الجمع تَرْكٌ. و التَّرِیكةُ: بیضة الحدید للرأْس؛ قال ابن سیدة: و أُراها علی التشبیه بالتَّرِیكة التی هی البیضة، و الجمع تَرائك و تَرِیك، و هی التَّرْكة أَیضاً، و جمعها تَرْكٌ؛ قال لبید: فَخْمة ذَفْراء تُرْتی بالعُری، قُرْدُمانِیّاً و تَرْكاً كالبَصَل ابن شمیل: التَّرْكُ جماعة البیض، و إِنما هی شقیقة واحدة و هی البصلة؛ قال ابن بری: و قد استعمل الفرزدق التَّرِیكةَ فی الماء الذی غادره السیل فقال: كأَنَّ تَرِیكةً من ماء مُزْنٍ، و داریّ الذكیِّ من المُدامِ و قال أَیضاً: سُلافَة جَفْنٍ خالطَتْها تَرِیكة، علی شفتیها، و الذَّكی المُشَوَّف و‌فی حدیث الخلیل، علیه السلام: أَنه جاء إِلی مكة یطالِعُ تَرْكتهُ؛ التَّرْكةُ، بسكون الراء فی الأَصل: بیض النعام، و جمعها تَرْكٌ، یرید به ولده إِسمعیل و أُمه هاجَر لمَّا تركهما بمكة. قال ابن الأَثیر: قیل و لو روی بكسر الراء لكان وجهاً من التَّرِكة، و هی الشی‌ء المَتْروك؛ و منه‌حدیث علی، علیه السلام: و أَنتم تَرِیكةُ الإِسلام و بقیة الناس؛ و منه‌حدیث الحسن: إِن لله تعالی تَرائكَ فی خلقه، أَراد أُموراً أَبقاها فی العباد من الأَمل و الغفلة حتی ینبسطوا بها إِلی الدنیا. و التَّرِیكُ، بغیر هاء: العُنْقُود إِذا أُكل ما علیه؛ عن أَبی حنیفة، و قال أَیضاً: التریكة الكِباسة بعد ما یُنْفَضُ ما علیها و تُتْرك، و الجمع تَرِیك و تَرائك، و قال مرة: التَّرِیكُ، بغیر هاء، العِذْق إِذا نُفِضَ فلم یبق فیه شی‌ء. و لا بارك الله فیه و لا تارَكَ و لا دارَكَ: كل ذلك إِتباع، و قال ابن الأَعرابی: تارَكَ أَبقی. و التَّرْكُ: الجعل فی بعض اللغات، یقال: تَرَكْتُ الحبل شدیداً أَی جعلته شدیداً، قال: و لا یعجبنی. و التُّرْك: الجیل المعروف الذی یقال له الدَّیْلَم، و الجمع أَتْراك.

تكك؛ ج10، ص: 406

: تَكَّ الشی‌ءَ یَتُكُّه تَكّاً: وطئه فشدخه، و لا یكون إِلَّا فی شی‌ء لین كالرطب و البطیخ و نحوهما. و تَكْتَكْتُ الشی‌ء أَی وطئته حتی شدخته. و التاكُّ: الهالك مُوقاً. یقال: أَحمق تاكّ، و قیل: أَحمق فاكّ تاكّ إِتباع له، بالغُ الحمقِ، و الجمع تاكُّون و تَكَكةٌ و تُكَّاك كضَرَبةٍ و ضُرَّابٍ و تُكُك كبُزُل، و ما كنتَ تاكّاً و لقد تَكَكْتَ، بالفتح، تُكُوكاً. قال الكسائی: یقال أَبیتَ إِلا أَن تَحمُق و تَتُكَّ، و قد تَكَّهُ النبیذُ مثل هَكَّهُ و هَرَّجه إِذا بلغ منه. و التَّكِیكُ: الذی لا رأْی له، و هو بیّن التَّكاكة؛ عن الهجری؛ و أَنشد: أَ لم تَأْت التَّكاكةُ قد تَراها، كقَرْنِ الشمسِ، بادیةً ضُحَیّا؟ التهذیب: ابن الأَعرابی تُكَّ إِذا قطع. و تَكَّ الإِنسان إِذا حَمُق، قال: و التُّكَّكُ و الفُكَّكُ الحَمْقی القُیَّق. و التِّكَّة: واحدة التِّكَكِ، و هی تِكَّة السراویل، و جمعها تِكَكٌ؛ و التِّكةُ رباط السراویل؛ قال ابن درید: لا أَحسبها إِلا دخیلًا و إِن كانوا تكلموا بها قدیماً، و قد اسْتَتَكَّ بها. و التُّكّ: طائر یقال له ابن تمرة؛ عن كراع.
لسان العرب، ج‌10، ص: 407‌

تلك؛ ج10، ص: 407

: ابن الأَثیر قال: فی حدیث أَبی موسی و ذكر الفاتحة: فتلْكَ بتلْكَ، هذا مردود إِلی قوله‌فی الحدیث: و إِذا قرأَ: غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضّٰالِّینَ فقولوا آمین یحبكم الله؛ یرید أَن آمین یستجاب بها الدعاء الذی تضمنته السورة أَو الآیة، كأَنه قال فتلك الدعوة مضمّنة بتلك الكلمة أَو معلّقة بها، و قیل: معناه أَن یكون الكلام معطوفاً علی ما یلیه من الكلام، و هو‌قوله: و إِذا كبَّر و ركع فكبِّروا و اركعوا؛ یرید أَن صلاتكم معلّقة بصلاة إِمامكم فاتبعوه و أْتمُّوا به، فتلك إِنما تصح و تثبت بتلك، و كذلك باقی الحدیث.

تمك؛ ج10، ص: 407

: ابن سیدة: التامِكُ السنام ما كان، و قیل: هو السنام المرتفع، و تَمَكَ السنامُ یَتْمِكُ و یَتْمُكُ تُموكاً و تَمْكاً: اكتنز و تَرَّ، و فی الصحاح أَی طال و ارتفع فهو تامِكٌ. و ناقة تامِكٌ: عظیمة السنام. و أَتْمَكَها الكلأُ: سمَّنها. و یقال: بناءٌ تامِك أَی مرتفع.

توك؛ ج10، ص: 407

: أَحمق تائِكٌ: شدید الحمق، و لا فعل له؛ قال ابن سیدة: لذلك لم أَخص به الواو دون الیاء و لا الیاء دون الواو.

تیك؛ ج10، ص: 407

: أَحمق تائِكٌ: شدید الحمق و لا فعل له، و قد تقدم قبل هذه الترجمة.

فصل الحاء المهملة؛ ج10، ص: 407

حبك؛ ج10، ص: 407

: الحَبْك: الشدّ. و احْتَبك بإِزاره: احْتَبَی به و شدَّه إِلی یدیه. و الحُبْكة: أَن ترخی من أَثناء حُجْزتك من بین یدیك لتحمل فیه الشی‌ء ما كان، و قیل: الحُبْكة الحُجْزة بعینها، و منها أُخِذ الاحْتِباكُ، بالباء، و هو شد الإِزار. و حكی عن ابن المبارك أَنه قال: جعلت سواك فی حُبكی أَی فی حُجْزتی. و تَحَبَّكَ: شد حُجْزته. و تَحَبَّكتِ المرأَة بنِطاقها: شدته فی وسطها. و‌روی عن عائشة: أَنها كانت تَحْتَبِك تحت دِرعها فی الصلاة‌أَی تشد الإِزار و تحكمه؛ قال أَبو عبید: قال الأَصمعی الاحْتِباك الاحتباء، و لكن الاحْتِباك شدُّ الإِزار و إِحكامه؛ أَراد أَنها كانت لا تصلی إِلا مُؤْتَزِرةً؛ قال الأَزهری: الذی رواه أَبو عبید عن الأَصمعی فی الاحْتِباك أَنه الاحْتِباء غلط، و الصواب الاحْتِیاك، بالیاء؛ یقال: احْتاك یَحْتاك احْتِیاكاً. و تَحَوَّك بثوبه إِذا احتبی به، قال: هكذا رواه ابن السكیت و غیره عن الأَصمعی، بالیاء، قال: و الذی یسبق إِلی وَهْمِی أَن أَبا عبید كتب هذا الحرف عن الأَصمعی بالیاء، فزَلّ فی النقط و توهمه باء، قال: و العالم و إِن كان غایة فی الضبط و الإِتقان فإِنه لا یكاد یخلو من خطإِه بزلة، و الله أعلم. و لقد أَنصف الأَزهری، رحمه الله، فیما بسطه من هذه المقالة فإِنا نجد كثیراً من أَنفسنا و من غیرنا أَن القلم یجری فینقط ما لا یجب نقطه، و یسبق إِلی ضبط ما لا یختاره كاتبه، و لكنه إِذا قرأَه بعد ذلك أَو قرئ علیه تیقظ له و تفطن لما جری به فاستدركه، و الله أعلم. و الحُبْكة: الحبل یشد به علی الوسط. و التحْبِیك: التوثیق. و قد حَبَّكْتُ العقدة أَی وثقتها. و الحِباكُ: أَن یجمع خشب كالحَظیرة ثم یشد فی وسطه بحبل یجمعه؛ قال الأَزهری: الحِباك الحَظیرة بقصبات تعرض ثم تشد، تقول: حُبِكَتِ الحظیرةُ بقَصبات كما تُحْبَكُ عُروش الكرم بالحبال. و الحُبْكةُ و الحِباكُ القدَّةُ التی تضم الرأْس إِلی الغَرَاضیف من القتَب و الرَّحْل، و قد ذكرتا بالنون؛ عن أَبی عبید؛ قال ابن سیدة: و أُراه منه سهواً، و الجمع حُبَك و حُبُك، فحبَك جمع حُبْكةٍ، و حُبُك جمع حِباكٍ.
لسان العرب، ج‌10، ص: 408
و حُبُك الرمل: حروفه و أَسناده، واحدها حِباك، و كذلك حُبُك الماء و الشعر الجَعْدُ المتكسِّر؛ قال زهیر بن أَبی سلمی یصف ماء: مُكَلَّل بعَمِیم النَّبْت تَنْسُجُه ریحٌ خَرِیقٌ، لِضاحی مائه حُبُكُ و الحَبِیكةُ: كل طریقة من خُصَلِ الشعر أَو البیضةُ، و الجمع حَبِیك و حَبَائِكُ و حُبُك كسَفِینة و سَفِینٍ و سَفائن و سُفُن. الجوهری: الحَبیكةُ الطریقة فی الرمل و نحوه. الأَزهری: و حَبِیكُ البیض للرأْس طرائقُ حدیدِه؛ و أَنشد: و الضاربون حَبِیكَ البَیض إِذ لحِقُوا، لا یَنْكُصُون، إِذا ما اسْتُلْحِمُوا و حَمُوا قال: و كذلك طرائق الرمل فیما تَحْبِكُه الریاح إِذا جَرَتْ علیه. و‌فی الحدیث فی صفة الدجال: رأْسه حُبُك، أَی شعر رأْسه متكسر من الجُعُودة مثل الماء الساكن أَو الرمل إِذا هبت علیها الریح فیتجعَّدان و یصیران طرائق؛ و‌فی روایة أُخری: مُحَبَّك الشعر‌بمعناه. و حُبُك السماء: طرائقها. و فی التنزیل: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْحُبُكِ؛ یعنی طرائق النجوم، واحدتها حَبِیكة و الجمع كالجمع. و قال الفراء فی قوله: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْحُبُكِ؛ قال: الحُبُك تكسُّر كل شی‌ء كالرملة إِذا مرت علیها الریح الساكنة، و الماء القائم إِذا مرت به الریح، و الدرعُ من الحدید لها حُبُك أَیضاً، قال: و الشعرة الجعدة تكسُّرُها حُبُكٌ، قال: و واحد الحُبُك حِباك و حَبِیكة؛ و قال الجوهری: جمع الحَبِیكة حَبَائك، و‌روی عن ابن عباس فی قوله تعالی: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْحُبُكِ؛ الخَلْق الحسن، قال أَبو إِسحق: و أَهل اللغة یقولون ذات الطرائق الحسنة؛ و‌فی حدیث عمرو بن مُرّة یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم: لأَصْبَحْتَ خیرَ الناس نَفْساً و والداً، رَسُولَ مَلِیك الناسِ فوق الحَبَائِك الحَبَائك: الطرق، واحدتها حَبِیكة، یعنی بها السموات لأَن فیها طرق النجوم. و المَحْبُوك: ما أُجید عمله. و المَحْبُوك: المُحْكَمُ الخلق، من حَبَكْتُ الثوب إِذا أَحكمت نسجه. قال شمر: و دابة مَحْبُوكة إِذا كانت مُدْمَجة الخلق، قال: و كل شی‌ء أَحكمته و أَحسنت عمله، فقد احْتَبَكْتَه. و فرس مَحْبوك المَتْن و العجز: فیه استواء مع ارتفاع؛ قال أَبو دواد یصف فرساً: مَرِجَ الدهرُ، فأَعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ، مَحْبوكَ الكَتَدْ و یروی: مَرِجَ الدِّینُ. الأَزهری عن اللیث: إِنه لمَحْبُوك المتن و العَجُز إِذا كان فیه استواء مع ارتفاع؛ و أَنشد: علی كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ، كأَنه عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقب و تَعَلَّتِ قال و قال غیره: فرس مَحْبوك الكَفَل أَی مُدْمَجُه؛ و أَنشد بیت لبید علی هذه الصورة: مشرف الحارك محبوك الكَفَلْ قال: و یقال للدابة إِذا كان شدید الخلق مَحْبوك. و المَحْبوك: الشدید الخلق من الفرس و غیره. و جادَ ما حَبَكَهُ إِذا أَجاد نَسْجه. و حَبَكَ الثوب یَحْبِكُه و یَحْبُكه حَبْكاً: أَجاد نسجه و حسَّن أَثر الصنعة فیه. و ثوب حَبِیك: مَحْبوك، و كذلك الوَتَرُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی العارم: فَهَیَّأْتُ حَشْراً كالشِّهابِ یَسُوقه مُمَرّ حَبِیكٌ، عاوَنَتْه الأَشاجِعُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 409
و حبَكَه بالسیف حَبْكاً: ضربه علی وسطه، و قیل: هو إِذا قطع اللحم فوق العظم، قال ابن الأَعرابی: حَبَكه بالسیف یَحْبِكه و یَحْبُكه حَبْكاً ضرب عنقه، و قیل: هو ضرب فی اللحم دون العظم، و قیل: ضربه به. و حَبَك عُروش الكَرْم: قطعها. و الحَبَكُ و الحَبَكة جمیعاً: الأَصل من أُصول الكَرْم. و الحَبَكة: الحبة من السویق. قال اللیث: یقال ما ذقنا عنده حَبَكَة و لا لَبَكة، قال: و بعض یقول عَبَكَة، قال: و العبَكة و الحَبَكة من السویق، و اللَّبَكة اللقمة من الثَّرِید؛ قال الأَزهری: و لم نسمع حَبَكة بمعنی عَبَكة لغیر اللیث، قال: و قد طلبته فی باب العین و الحاء لأَبی تراب فلم أَجده، و المعروف: ما فی نِحْیه عَبَكة و لا عَبَقة أَی لطخ من السَّمنِ أَو الرُّبِّ، من عَبِق به و عَبِكَ به أَی لصق به.

حبرك؛ ج10، ص: 409

: الحَبَرْكَی: الطویل الظهر القصیر الرجلین، و فی التهذیب الضعیف الرجلین الذی كاد یكون مُقْعَداً من ضعفهما، و حكی السیرافی عن الجرمی عكس ذلك؛ قال: یُصَعّدُ فی الأَحْناءِ ذو عَجْرَفِیّةٍ، أَحَمُّ حَبَرْكَی مُزْحِفٌ مُتَماطِرُ و الحَبَرْكَی: القوم الهَلْكَی. و الحَبَرْكَی: القُراد؛ قالت الخنساء: فلست بمُرْضع ثَدْیِی حَبَرْكَی، أَبوه من بنی جُشَم بن بَكْرِ قال ابن بری: و أَنشده ابن درید علی غیر هذه الروایة: مَعَاذَ الله یَنْكَحُنی حَبَرْكَی، قصِیر الشِّبْرِ من جُشَمِ بن بَكْرِ و الأُنثی حَبَرْكاةٌ. قال أَبو عمرو الجرمی: و قد جعل بعضهم الأَلق فی حَبَرْكَی للتأْنیث فلم یصرفه، و ربما شبه به الرجل الغلیظ الطویل الظهر القَصیر الرِّجْلِ، فیقال حَبَرْكَی و تصغیره حُبَیْرِك، لأَن الأَلف المقصورة تحذف فی التصغیر إِذا كانت خامسة، سواءٌ أَ كانت للتأْنیث أَو لغیرها، تقول فی قَرْقَرَی قُرَیْقِر، و جَحْجَبَی جُحَیْجِب، و فی حَوْلایَا حُوَیْلی، و إِنما ثبتت الأَلف فیه إِذا كانت ممدودة.

حتك؛ ج10، ص: 409

: الحَتْكُ و الحَتَكانُ و التَّحَتُّك: شبه الرَّتَكان فی المشی إِلَّا أَن الرَّتَكان للإِبل خاصة. و فی التهذیب: الرتَكُ للإِبل خاصة و الحَتْكُ للإِنسان و غیره، و قیل: الحَتْكُ، ساكن التاء، أَن یقارب الخطو و یسرع رفع الرجْل و وضعها. و حَتَك الرجلُ یَحْتِك حَتْكاً و حَتَكاناً أَی مشی و قارب الخطو و أَسرع. و حَتَك الشی‌ءَ یَحْتِكه حَتْكاً: بحثه. و الطائر یَحْتِك الحَصی بجناحیه حَتْكاً: یَفْحَصُه و یبحثه. و الحَتَك: صغار النعام و هو منه. و الحَوْتَكُ أَیضاً: القصیر؛ عن ثعلب. و حمار حَوْتَكِیّ: قصیر. و قال: الأَزهری: الحَوْتَكِیّ هو القصیر القریب الخطو. و الحَاتِكُ: القَطُوف العاجز، و القَطُوف: القریب الخطو؛ قال ذو الرمة: لنا و لَكُمْ، یا مَیُّ، أَمْسَت نِعاجُها یُماشِین أُمَّاتِ الرِّئَالِ الحَوَاتِكِ و قال الآخر: و ساقِیَیْنِ لم یَكونا حَتَكا، إِذا أَقُولُ ونَیَا تَمَهَّكَا أی تَمَدَّدا بالدلو. و یقال: لا أَدری علی أَیِّ وجه حَتَكُوا، و ربما قالوا عَتَكوا أَی توجهوا. و الحَوَاتك: رِئَال النعام؛ قال ابن بری: و شاهد الحَوَاتك لرِئال النعام قول ذی الرمة، و قد
لسان العرب، ج‌10، ص: 410
تقدم آنفاً: یماشین أُمَّات الرئال الحواتك الأَزهری: رجل حَتَكة و هو القَمِی‌ء، و كذلك الحَوْتَكُ، و الحَوْتَكُ: الصغیر الجسم اللئیم، و الحَوْتَكُ و الحَوْتَكِیّ: القصیر الضاوی؛ قال خارجة بن ضرار المری: أَ خالِدُ، هَلَّا إِذ سَفِهْتَ عَشِیرتی، كَفَفْتَ لِسانَ السَّوْءِ أَن یَتَدَعَّرا؟ فإِنك، و اسْتِبضاعَكَ الشِّعْرَ نحوَنا، كَمُبْتَضِع تمراً إِلی أَهل خَیْبَرا و هل كنتَ إِلَّا حَوْتَكِیّاً أَلاقَهُ بنو عمه، حتی بَغَی و تَجَبَّرا؟ قال ابن بری: و تروی هذه الأَبیات لزمیل بن أبین یهجو خارجة بن ضرار المرِّی، و أَولها: أَ خارجَ، هلَّا إِذ سَفِهْت عشیرتی و‌فی حدیث العِربَاض: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یخرج فی الصُّفَّة و علیه الحَوْتكِیَّة؛ قیل: هی عِمة یتعمم بها الأَعراب یسمونها بهذا الاسم، و قیل: هو مضاف إِلی رجل یسمی حَوْتَكاً كان یتعمم بهذه العمة. و‌فی حدیث أَنس: جئت إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و علیه خَمِیصة حَوْتَكِیة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءَ فی بعض نسخ صحیح مسلم، و المعروف جَوْنِیَّة، و هو مذكور فی موضعه، فإِن صحت هذه الروایة فتكون منسوبة إلی هذا الرجل، و هذه الترجمة أَوردها الجوهری بعد حبك و قبل حبرك، و الصواب ما عملناه، و كذلك قال ابن بری و فعل.

حرك؛ ج10، ص: 410

: الحَرَكة: ضد السكون، حَرُك یحْرُك حَرَكةً و حَرْكاً و حَرَّكه فتَحَرَّك، قال الأَزهری: و كذلك یَتَحَرَّك، و تقول: قد أَعیا فما به حَرَاك، قال ابن سیدة: و ما به حَرَاك أَی حَرَكة؛ و فلان میمون العَرِیكةِ و الحَرِیكة. و المِحْراكُ: الخشبة التی تُحَرَّك بها النار. الأَزهری: و تقول حَرَكْتُ مَحْرَكَه بالسیف حَرْكاً. و المَحْركُ: منتهی العُنق عند المفصل من الرأْس. و المَحْرَكُ: مَقْطع العنق. و الحارِكُ: أَعلی الكاهل، و قیل فَرْع الكاهل، و قیل الحارِكُ منبت أَدنی العُرْف إِلی الظهر الذی یأْخذ به الفارس إِذا ركب، و قیل الحارِكُ عظم مشرف من جانبی الكاهل اكتنفه فَرْعا الكتفین؛ قال لبید: مُغْبِطُ الحارِكِ مَحْبوكُ الكَفَلْ قال الجوهری: الحارِكُ من الفرس فروع الكتفین و هو أَیضاً الكاهل. أَبو زید: حَركه بالسیف حَرْكاً إِذا ضرب عنقه، قال: و المَحْرَكُ أَصل العنق من أَعلاها، قال: و یقال للحارِكِ مَحْرَك، بفتح الراء، و هو مَفْصِلُ ما بین الكاهل و العُنق ثم الكاهل، و هو بین المَحْرَك و المَلْحاءِ، و الظهر ما بین المَحْرَك للذنب، قال الأَزهری: و هو قول أَبی عبید، و قال الفراء: حَرَكْتُ حارِكَهُ قطعته فهو مَحْرُوك. و الحُرْكُوك: الكاهل. ابن الأَعرابی: حَرَك إِذا منع من الحق الذی علیه، و حَرِكَ إِذا عُنَّ عن النساء. و‌روی عن أَبی هریرة أَنه قال: آمنت بمُحَرِّف القلوب، و رواه بعضهم: آمنت بمُحَرِّك القلوب؛ قال الفراء: المحرِّف المزیل، و المحرِّك المقلب؛ و قال أَبو العباس: المحرِّك أَجود لأَن السنة تؤَیده یا مُقَلِّب القلوب. و الحَرْكَكَةُ: الحُرْقُوف، و الجمع حَرَاكِیك، و كل ذلك اسم كالكاهل و الغارب، و هذا الجمع نادر، و قد یجوز أَن
لسان العرب، ج‌10، ص: 411
یكون كراهیة التضعیف كما حكی سیبویه قَرادِید فی جمع قَرْدَدٍ، لأَن هذا لا یدغم لمكان الإِلحاق. و حَرَكه یَحْرُكه حَرْكاً: أَصاب منه أَیَّ ذلك كان. و حَرَك حَرْكاً: شكا أَیّ ذلك كان. و حَرَكهُ: أَصاب وسطه غیر مشتق. و رجل حَرِیك: ضعیف الحَرَاكِیكِ، الحَرِیكُ الذی یضعف خَصْرُه إِذا مشی كأَنه ینقلع عن الأَرض، و الأُنثی حَرِیكة. و الحَرِیك: العِنِّین. قال ابن سیدة: و الحَرِیك فی بعض اللغات العِنِّین. و غلام حَرِكٌ أَی خفیف ذَكِیٌّ. و الحَرْكَكَةُ: الحَرْقَفة، و الجمع الحَرَاكِكُ و الحَرَاكِیك، و هی رؤُوس الوركین، و یقال أَطراف الوركین مما یلی الأَرض إِذا قعدت.

حزك؛ ج10، ص: 411

: حَزَكهُ حَزْكاً: اغْتَطَّهُ و ضغطه. و حَزَكه بالحبل یَحْزِكه: حَزَمه و شده، و هو الاحْتِزاكُ، و قال الأَزهری: هو مثل حَزَقْته سواء، حَزَكه و حَزَقه إِذا شده بحبل جمع به یدیه و رجلیه و احَتَزَك بالثوب: احتزم.

حسك؛ ج10، ص: 411

: الحَسَكُ: نبات له ثمرة خشنة تَعْلَقُ بأَصواف الغنم، و كل ثمره تشبهها نحو ثمرة القُطْب و السَّعْدَان و الهَرَاسِ و ما أَشبهه حَسَك، واحدته حَسَكة؛ و قال أَبو حنیفة: هی عُشْبة تضرب إِلی الصفرة و لها شوك یسمی الحَسَك أَیضاً مُدَحْرَجٌ، لا یكاد أَحد یمشی علیه إِذا یبس إِلَّا مَنْ فی رجلیه خُفّ أَو نعل؛ و قال أَبو نصر فی قول زهیر یصف القطاة: جُونِیَّةٌ كَحَصاةِ القَسْم، مَرْتَعُها، بالسِّیِّ، ما یُنْبِتُ القَفْعاء و الحَسَكُ إِن الحَسَك هاهنا ثمرة النَّفَل و لیس هو الحَسَك الشَّاكُ، لأَن شَوْكَة الحَسَكة لا تُسِیغها القَطاة بل تقتلها. و أَحْسَكَت النَّفَلةُ: صارت لها حَسَكة أَی شوكة؛ قال ابن الأَعرابی: لا یُحْسِك من البُقول غیرهما. و الحَسَكُ: حَسَك السَّعْدان. و الحَسَك من الحدید: ما یعمل علی مثاله و هو من آلات العَسْكر؛ قال ابن سیدة: الحَسَكُ من أَدوات الحرب ربما أُخذ من حدید فأُلقی حول العسكر، و ربما أُخذ من خشب فنصب حوله. و الحَسَكُ و الحَسَكَة و الحَسِیكةُ: الحقد، علی التشبیه، قال الأَزهری: و حَسَكُ الصدرِ حِقْدُ العداوة یقال: إِنه لحَسِكُ الصدرِ علی فلان. و حَسِكَ علیّ، بالكسر، حَسَكاً، فهو حَسِك: غضب. و قولهم فی قلبه علیَّ حَسَكة و حُسَاكة أَی ضغن و عداوة. أَبو عبید: فی قلبه علیك حَسِیكة و حَسِیفة و سَخیمةٌ بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: تَیَاسَرُوا فی الصَّدَاق، إِن الرجل لیُعْطی المرأَة حتی یُبْقی ذلك فی نفسه علیها حَسَكةً‌أَی عدواة و حقداً، و یقال للقوم الأَشِدَّاء: إِنهم لحَسَكٌ أَمْراسٌ، الواحد حَسَكةٌ مَرِسٌ. و‌فی حدیث خیفان: أَما هذا الحی بلحرِث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ؛ الحَسَكُ: جمع حَسَكةٍ و هی شوكة صلبة معروفة؛ و منه‌حدیث عمرو بن معدی كرب: بنو الحرث حَسَكةٌ مَسَكة.و‌فی حدیث أَبی أُمامة أَنه قال لقوم: إِنكم مُصَرّرون مُحَسّكون؛ قال ابن الأَثیر: هو كنایة عن الإِمساك و البخل و الصَّرِّ علی الشی‌ء الذی عنده. و الحَسِیكة: القُنْفُذ. و الحِسْكِك: القنفذ الضخم. و الحَسَاكِكُ: الصغار من كل شی‌ء؛ حكاه یعقوب عن ابن الأَعرابی و لم یذكر واحدها. و حُسَیْكةُ: موضع بالمدینة، وَرَدَ ذكره فی الحدیث
لسان العرب، ج‌10، ص: 412
بضم الحاء و فتح السین، كان به یهود من یهود المدینة. ابن الأَعرابی: حَسْكك الرجلُ إِذا كان شدید السواد؛ قال الأَزهری: حقه من باب الثلاثی أُلحق بالرباعی.

حشك؛ ج10، ص: 412

: الحشَك: شدة الدِّرَّةِ فی الضَّرْع، و قیل: سرعة تجمُّع اللبن فیه. و حَشَكَت الناقةُ فی ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً و حُشُوكاً، و هی حَشُوك: جمعته؛ و كذلك قال عمرو ذو الكلب: یا لیتَ شِعْرِی عنكَ و الأَمرُ أَمَمْ، ما فَعَلَ الیومَ أُوَیْسٌ فی الغَنَمْ؟ صُبَّ لها فی الریح مِرِّیخٌ أَشَمْ، فاجْتالَ منها لَجْبةً ذات هَزَمْ، حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ «5». و الحَشْكُ: تركك الناقة لا تحلبها حتی یجتمع لبنها، و هی مَحْشُوكة. و حَشَكَها یَحْشِكها حشكاً إِذا تركها لا یحلبها حتی یجتمع اللبن فی ضَرْعها؛ قال: غَدَتْ، و هی مَحْشُوكة حافِلٌ، فَرَاح الذِّئارُ علیها صحیحا و الاسم من كل ذلك الحَشَكُ كالنَّفْضِ و النَّفَضِ و القَبْضِ و القَبَض؛ قال زهیر: كما استغاثَ، بِسَیْ‌ءٍ، فَزُّ غَیْطَلةٍ، خاف العیونَ، فلم یُنْظَر به الحَشَكُ و قیل: أَراد الحَشْكَ فحرك للضرورة أَی لم تنتظِرْ به أُمُّه حُشوك الدِّرَّة. و الحَشَكُ: اسم للدِّرَّة المجتمعة. و حَشَكَت الدرة تَحْشِكُ حَشكاً، بالتسكین، و حُشُوكاً: امتلأَت؛ و قیل الحَشْك و الحَشَك لغتان. الجوهری: یقال ناقة حَشُوك و حَشُود للتی یجتمع اللبن فی ضرعها سریعاً. و حَشَكْتُ الناقة: تركتها و لم أَحلبها حتی اجتمع لبنها؛ و منه قول الشاعر: غَدَتْ و هی مَحْشوكة حافِلُ و حشَكت السحابة تَحْشِكُ حَشْكاً: كثر ماؤها. و حَشَكت النخلةُ، و هی حاشِك: كثر حملها. و حَشَكَ القومُ حَشْكاً: حَشَدُوا و تجمعُوا؛ قال الفراء: حَشَك القومُ و حَشَدوا بمعنی واحد. و حَشَكَ القوم علی میاههم حَشَكاً، بفتح الشین: اجتمعوا؛ عن ثعلب، و خص بذلك بنی سلیم كأَنه إِنما فسر بذلك شعراً من أَشعارهم، و كل ذلك راجع إِلی معنی الكثرة. و الرِّیاح الحَوَاشِكُ: المختلفة، و قیل: الشدیدة، واحدتها حاشكة؛ حكاه أَبو عبید. و حَشَكَت الریح تَحْشِكُ حَشكاً أَی ضعفت و اختلفت مَهَابُّها. و ریاح حَواشِك: مختلفات المَهابِّ. و الحِشَاك: الخشبة التی تشد فی فم الجَدْی لئلا یرضع؛ قال الجوهری: الحِشَاك الشِّبَامُ؛ عن ابن درید، و هو عود یُعَرَّض فی فم الجدی و یشد فی قفاه یمنعه من الرضاع، قال: و لم یعرف أَبو سعید الشِّحَاكَ، بتقدیم الشین. و حَشَك نَفَسُه إِذا علاه البُهْر، و العرب تقول: اللهم اغفر لی قبل حَشْك النَّفَس و أَزِّ العروق؛ الحَشْك: اجتهادها فی النزع الشدید. و أَزُّ العروق: ضَرَبانُها. و أَحْشَكْتُ الدابة إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَی قَضِمَتْ. و الحَشْكةُ من المطر: مثل الحَفْشة و الغَبْیَة، و هی فوق البَغْشَةِ، و قد حَشَكت السماء تَحْشِك حَشْكاً. و حَشَكَت القَوْس: صلبت. قال أَبو حنیفة: إِذا كانت القوس طَرُوحاً و دامت علی ذلك فهی حاشك؛ قال ساعدة
(5). قوله [مریخ] المریخ: كسكین السهم، لكن المراد به هنا الذئب علی التشبیه لقوله فاجتال أی اختار، فإن الاختیار للذئب، أفاده شارح القاموس فی م ر خ
لسان العرب، ج‌10، ص: 413
بن جؤیة الهذلی: فوَدَّكَ لَیْناً أَخلص القَیْنُ أَثْرَهُ، و حاشِكةً یَحْمِی الشِّمال نَذِیرُها و قوس حاشِكٌ و حاشِكة إِذا كانت مُوَاتِیةً للرامی فیما یرید؛ قال أُسامة الهذلی: له أَسْهُمٌ قد طَرَّهُنَّ سَنِینُه، و حاشِكةٌ تمتد فیها السَّواعِدُ و الحَشَّاك: موضع. و الحَشَّاك، بالتشدید: نهر.

حفلك؛ ج10، ص: 413

: رجل حَفَلْكَی و حَفَنْكی: ضعیف.

حفنك؛ ج10، ص: 413

: الحَفَنْكَی: الضعیف كالحَفَلْكَی.

حكك؛ ج10، ص: 413

: الحَكُّ: إِمْرار جِرْم علی جرم صَكّاً، حَكَّ الشی‌ء بیده و غیرها یَحُكُّه حَكّاً؛ قال الأَصمعی: دخل أَعرابی البصرة فآذاه البراغیث فأَنشأَ یقول: لیلة حَكٍّ لیس فیها شَكُّ، أَحُكُّ حتی ساعِدِی مُنْفَكُّ، أَسْهَرَنی الأُسَیْوِدُ الأَسَكُّ و تَحَاكَّ الشیئَان: اصْطَكَّ جرماهما فَحَكَّ أَحدهما الآخر؛ و حَكَكْتُ الرأْس؛ و إِذا جعلت الفعل للرأْس قلت: احْتَكّ رأْسی احْتِكاكاً. و حَكَّنی و أَحَكَّنی و اسْتَحَكَّنی: دعانی إِلی حَكِّه، و كذلك سائر الأَعضاء، و الاسم الحِكَّةُ و الحُكاكُ. قال ابن بری: و قول الناس حَكَّنی رأْسی غلط لأَن الرأْس لا یقع منه الحَكّ. و احْتَكَّ بالشی‌ء أَی حَكّ نفسه علیه. و الحِكَّة، بالكسر: الجَرَب. و الحُكاكة: ما تَحاكّ بین حجرین إِذا حُكّ أَحدهما بالآخر لدواء و نحوه. و قال اللحیانی: الحُكاكة ما حُكَّ بین حجرین ثم اكتحل به من رَمَدٍ. و قال ابن درید: الحُكاك ما حكَّ من شی‌ء علی شی‌ء فخرجت منه حُكاكة. و الحیة تَحُكّ بعضَها ببعض و تَحَكَّكُ، و الجِذلُ المُحَكَّك: الذی ینصب فی العَطَن لتَحْتَكّ به الإِبل الجَرْبی؛ و منه‌قول الحباب بن المنذر الأَنصاری یوم سقیفة بنی ساعدة: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك و عُذَیْقُها المُرَجَّب؛ و معناه أَنه مَثَّل نفسه بالجِذْل، و هو أَصل الشجرة، و ذلك أَن الجَرِبةَ من الإِبل تَحْتَكّ إِلی الجِذل فتشتفی به، فعنی أَنه یُشْتَفی برأْیه كما تشتفی الإِبل بهذا الجِذْل الذی تَحْتَكّ إِلیه؛ و قیل: هو عود ینصب للإِبل الجَرْبی لتَحْتَكّ به من الجرب؛ قال الأَزهری: و فیه معنی آخر، و هو أَحب إِلیّ، و هو أَنه أَراد أَنه مُنَجَّذٌ قد جَرَّب الأُمور و عرفها و جُرِّب، فوجد صُلْبَ المَكْسَر غیر رِخْو ثَبْتَ الغَدَر لا یَفِرّ عن قِرْنه، و قیل: معناه أَنا دون الأَنصار جِذْل حِكاكٍ لمن عاداهم و نواهم فبی تقرن الصَّعْبةُ، و التصغیر فیه للتعظیم، و یقول الرجل لصاحبه: اجْذُلْ للقوم أَی انتصب لهم و كن مخاصما مقاتلًا. و العرب تقول: فلان جِذْلُ حِكاكٍ خشعت عنه الأُبَنُ؛ یعنون أَنه مُنَقِّح لا یرمی بشی‌ء إِلا زَلّ عنه و نَبا. و الحَكِیكُ: الكعب المَحْكوك، و هو أَیضاً الحافر النَّحِیتُ؛ و أَنشد الأَزهری هنا: و فی كل عام لنا غزوة، تَحُكُّ الدَّوابرَ حَكَّ السَّفَنْ و قیل: كل خفیٍّ نحیتٍ حَكِیكٌ. و الأَحَكُّ من الحوافر: كالحَكِیك، و الاسم منها الحَكَكُ. و حَكِكَت الدابةُ، بإِظهار التضعیف، عن كراع: وقع فی حافرها الحَكَكُ، و هو أَحد الحروف الشاذة، كلَحِحَتْ عینه و أَخواتها. و فرس حَكِیك: مُنْحَت الحوافر، و الذی ورد‌فی حدیث أَبی جهل: حتی إِذا تحاكَّت الرُّكَبُ قالوا مِنَّا نبی، و الله لا أَفعل‌أَی
لسان العرب، ج‌10، ص: 414
تماست و اصطَكَّت، یرید تساویهم فی الشرف و المنزلة، و قیل: أَراد تَجاثِیَهُمْ علی الرُّكَب للتفاخر. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: إِذا حَكَكْتُ قُرْحةً دَمَّیْتُها‌أَی إِذا أَمَّمْتُ غایةً تقصیتها و بلغتُها. و الحاكَّةُ: السِّنّ لأَنها تَحُكّ صاحبتها أَو تَحُكّ ما تأْكله، صفة غالبة. و رجل أَحَكّ: لا حاكَّة فی فمه كأَنه علی السلب. و یقال: ما فی فیه حاكَّة أَی سِن. و التَّحَكُّك: التَّحرّش و التعرض. و إِنه لَیَتَحكَّكُ بِك أَی یتعرض لشرِّك. و هو حِكُّ شَرٍّ و حِكاكُهُ أَی یُحاكُّه كثیراً. و المُحاكَّةُ: كالمُباراة. و حَكَّ الشی‌ءُ فی صدری و أَحَكَّ و احتَكَّ: عَمِلَ، و الأَول أَجود، حكاه ابن درید جَحْداً فقال: ما حَكَّ هذا الأَمرُ فی صدری و لا یقال: ما أَحاكَ.، و ما أَحاكَ فیه السلاحُ: لم یعمل فیه؛ قال ابن سیدة: و إِنما ذكرته هنا لأَفرق بینَ حكَّ و أَحاكَ، فإِن العوام یستعملون أَحاكَ فی موضع حَكَّ فیقولون: ما أَحاكَ ذلك فی صدری و ما حَكَّ فی صدری منه شی‌ء أَی ما تَخالَجَ. و یقال: حَكَّ فی صدری و احْتَكّ، و هو ما یقع فی خَلَدِك من وساوس الشیطان. و الحَكَّاكاتُ: ما یقع فی قلبك من وساوس الشیطان. و‌فی الحدیث: إِیاكم و الحَكَّاكات فإِنها المآثم‌و هی التی تَحُكّ فی القلب فتشتبه علی الإِنسان؛ قال ابن الأَثیر: هو جمع حَكَّاكَةٍ و هی المؤثّرة فی القلب. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن النواس بن سمعان سأَله عن البِرِّ و الإِثم فقال: البِرُّ حُسْن الخلق و الإِثم ما حَكَّ فی نفسكَ و كرهت أَن یطلع الناس علیه؛ قوله ما حَكّ فی نفسك إِذا لم تكن منشرح الصدر به و كان فی قلبك منه شی‌ء من الشك و الریب و أَوهمك أَنه ذنب و خطیئة؛ و منه‌الحدیث الآخر: ما حَكَّ فی صدرك و إِن أَفتاك المُفْتُون؛ قال الأَزهری: و منه‌حدیث عبد الله بن مسعود: الإِثم حَوازُّ القلوب، یعنی ما حزَّ فی نفسك و حَكَّ فاجتنبه فإِنه الإِثم و إِن أَفتاك فیه الناس بغیره. قال الأَزهری: و هذا أَصح مما قیل فی الحَكَّاكات إِنها الوساوس. و‌روی الأَزهری بسنده قال: سأَل رجل النبی، صلی الله علیه و سلم: ما الإِثْمُ؟ فقال: ما حَكَّ فی صدرك فدَعْه، قال: ما الإِیمان؟ قال: إِذا ساءتْك سیئتُك و سرتْك حَسنتك فأَنت مؤمن؛ قال الأَزهری: قوله، صلی الله علیه و سلم: ما حَكَّ فی صدرك‌أَی شككت فیه أَنه حلال أَو حرام فالاحتیاط أَن تتركه. أَبو عمرو: الحِكّة الشك فی الدین و غیره. و الحَكَكُ: مشیة فیها تَحَرُّك شبیه بمشیة المرأَة القصیرة إِذا تَحَرَّكت و هزت مَنْكِبیها. و الحَكَكُ: حجر رخْو أَبیض أَرخی من الرُّخام و أَصلب من الجصّ، واحدته حَكَكَةٌ؛ قال الجوهری: إِنما ظهر فیه التضعیف للفرق بین فَعْل و فَعَل. و قال ابن شمیل: الحَكَكَةُ أَرض ذات حجارة مثل الرخام رِخْوةٍ. و قال أَبو الدقیش: الحَكَكات هی أَرض ذات حجارة بیض كأَنها الأَقِطُ تتكسر تكسراً، و إِنما تكون فی بطن الأَرض. و یقال: جاء فلان بالحُكَیْكاتِ و بالأَحاجِی و بالأَلغاز بمعنی واحد، واحدتها حُكَیْكةٌ. ابن الأَعرابی: الحُكُكُ الملِحُّون فی طلب الحوائج. و الحُكُك: أَصحاب الشر. و الحُكاكُ: البورَقُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه مر بغلمان یلعبون بالحِكَّة فأَمر بها فدُفنت؛ هی لعبة لهم یأْخذون عظماً فیَحُكُّونه حتی یَبْیَضّ ثم یرمونه بعیداً فمن أَخذه
لسان العرب، ج‌10، ص: 415
فهو الغالب. و الحُكَكاتُ: موضع معروف بالبادیة؛ قال أَبو النجم: عَرَفْتُ رَسْماً لسُعاد مائِلا، بحیث نامِی الحُكَكاتِ عاقلا

حلك؛ ج10، ص: 415

: الحُلْكة و الحَلَكُ: شدة السواد كلون الغراب، و قد حَلِكَ. و یقال للأَسود الشدید السواد حالكٌ، و قد حَلَكَ الشی‌ء یَحْلُكُ حُلُوكةً و حلُوكاً و احْلَوْلكَ مثله: اشْتد سواده. و أَسود حالِكٌ و حانكٌ و مُحْلَوْلِكٌ و حُلْكُوك بمعنی. و‌فی حدیث خزیمة و ذكر السنة: و تركَت الفَرِیشَ مُسْتَحلِكاً، المستحلك: الشدید السواد كالمحترق من قولهم أَسود حالِكٌ. و الحَلَكُوك، بالتحریك: الشدید السواد. و أَسود مثلُ حَلَكِ الغرابِ و حَنَكِ الغراب، و شی‌ء حالِكٌ و مُحْلَولِك و مُحْلَنْكِكٌ و حُلْكُوك، و لم یأْت فی الأَلوان فُعْلُول إلّا هذا؛ قال ابن سیدة: قالوا و هو أَشد سواداً من حَلَكِ الغراب، و أَنكرها بعضهم و قال: إنما هو من حَنَك الغراب أَی مِنقاره، و قیل: سواده، و قیل: نون حَنَك بدل من لام حَلَك. قال یعقوب: قال الفراء قلت لأَعرابی: أَ تقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فقال: لا أقول حلكه أبداً، و قال أبو زید: الحَلَك اللون و الحَنَك المنقار؛ و قوله أَنشده ثعلب: مِداد مثل حالِكَةِ الغُراب، و أَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ یجوز أَن یكون لغة فی حَلَك الغراب، و یجوز أَن یعنی به ریشته خافِیتَه أَو قادِمته أَو غیر ذلك من ریشه. و فی لسانه حُلْكة كحُكْلَةٍ. و الحُلْكةُ و الحُلْكاءُ و الحُلَكاءُ و الحَلَكاءُ و الحُلُكَّی علی فُعُلَّی: دویبة شبیهة بالعَظَاءة. الأَزهری: و الحُلَكةُ مثال الهُمزَة ضرب من العظَاء، و یقال دُویْبة تغوص فی الرمل؛ قال ابن بری: شاهده قول الراجز: یا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ، و الزوجةِ المُشْتَركه، لیْسَتْ لِمَن لَیْسَتْ لَكَهْ و كذلك الحَلْقاءُ مثل العنقاء.

حمك؛ ج10، ص: 415

: الحَمَكُ: الصِّغار من كل شی‌ء، واحدته حَمَكَةٌ، و قد غلب علی القَمْلة و اقْتِیسَتْ فی الذَّرَّة، و من ذلك قیل للصبیان حَمَك صِغارٌ. و الحَمَكة: الصبیة الصغیرة و هی القملة الصغیرة، و قیل: هی أَصل فی القَملةِ و الذَّرَّةِ، و قیل: الحَمَكُ القملُ ما كان. و الحَمَكُ: رُذَال الناسِ، و الواحد كالواحد، قال ابن سیدة: و أَراه علی التشبیه بالحَمَك من القمل و النمل؛ قال: لا تَعْدلِینی بُرَذالاتِ الحَمَكْ قال الأَصمعی: إنه لمن حَمَكهم أَی من أَنْذالهم و ضعفائهم، و الفراخ تدعی حَمَكاً؛ قال الراعی یصف فراخ القطا: صَیْفِیَّةٌ حَمَكٌ حُمْرٌ حَواصِلُها، فما تَكادُ إلی النَّقْناقِ تَرْتَفِعُ أَی لا ترتفع إلی أُمهاتها إذا نَقْنَقَتْ. و الحَمَكُ: الخروف، و المعروف الحَمَلُ، باللام. و الحَمَكُ: فِراخ القَطا و النعام، و یَجْمع ذلك كله أن الحَمَكَ الصِّغار من كل شی‌ء. و هذا من حَمَكِ هذا أَی من أصله و طبعه؛ و قول الطرماح: و ابن سَبِیلٍ قَرَّبْتُه أُصُلًا، من فوز حَمْكٍ منسوبة تُلُدُهْ
لسان العرب، ج‌10، ص: 416
أَراد من فوزِ قداحٍ حَمَكٍ فخففه لحاجته إلی الوزن، و الروایة المعروفة من فوز بُحٍّ. و الحَمَكُ: الأَدِلّاء الذین یَتَعَسَّفون الفَلاة، و فی التهذیب: الحَمَكُ من نعت الأَدلّاء. و حَمِكَ فی الدِّلالةِ حَمْكاً: مضی.

حنك؛ ج10، ص: 416

: الحَنَكُ من الإِنسان و الدابة: باطن أَعلی الفم من داخل، و قیل: هو الأَسفل فی طرف مقدّم اللَّحیْین من أَسفلهما، و الجمع أَحْناك، لا یكسّر علی غیر ذلك. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحَنَكُ الأَسفل و الفَقْمُ الأَعلی من الفم. یقال: أَخذ بفَقْمِه، و الحَنَكان الأَعلی و الأَسفل، فإذا فصلوهما لم یكادوا یقولون للأَعْلی حَنَك؛ قال حمید یصف الفیل: فالحَنَكُ الأَعْلی طُوالٌ سَرْطَمُ، و الحَنَكُ الأَسفل منه أَفْقَمُ یرید به الحَنَكَیْنِ. و حَنَّكَ الدابة: دلَكَ حَنَكَها فأَدماه. و المِحْنَكُ و الحِناكُ: الخیط الذی یُحنَّك به. و الحِناكُ: وثاق یربط به الأَسیر، و هو غُلٌّ، كلما جُذِبَ أَصاب حنكه؛ قال الراعی یذكر رجلًا مأْسوراً: إذا ما اشْتَكَی ظلْمَ العَشِیرة، عَضَّهُ حِناكٌ و قَرَّاصٌ شدیدُ الشَّكائمِ الأَزهری: التَّحْنِیك أَن تُحَنِّك الدابة تغرز عُوداً فی حَنَكه الأَعلی أَو طرفَ قَرْنٍ حتی تُدْمِیه لحَدَثٍ یحدث فیه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان یُحَنِّكُ أَولاد الأَنصار؛ قال: و التَّحْنِیك أَن تمضغ التمر ثم تدلُكه بحَنَك الصبی داخل فمه؛ یقال منه: حَنَكْتُه و حَنَّكْتُه فهو مَحْنوك و مُحَنَّك. و‌فی حدیث ابن أُم سلیم لما ولدته و بعثت به إلی النبی، صلی الله علیه و سلم: فمضغ له تمراً و حَنَّكه‌أَی دلك به حَنَكَه. و حَنَك الصبیَّ بالتمر و حَنَّكه: دلَكَ به حَنَكه. و أَخذ بحِناكِ صاحبه إِذا أَخذ بحَنَكه و لَبَّته ثم جره إِلیه. و حَنَكَ الدابةَ یَحنِكها و یَحْنُكها: جعل الرَّسَنَ فی فیها من غیر أَن یشتق من الحنك؛ رواه أَبو عبید، قال ابن سیدة: و الصحیح عندی أَنه مشتق منه، و كذلك احْتَنَكه. و یقال: أَحْنَكُ الشاتین و أَحْنَكُ البعیرین أَی آكَلُهما بالحَنَك؛ قال سیبویه: و هو من صیغ التعجب و المفاضلة، و لا فعل له عنده. و اسْتَحْنك الرجلُ: قوی أَكله و اشتد بعد ضعف و قلة، و هو من ذلك. و قولهم: هذا البعیر أحنك الإِبل مشتق من الحنك، یریدون أَشَدَّها أَكلًا، و هو شاذ لأَن الخلقة لا یقال فیها ما أَفْعلَهُ. و الحُنُك: الأَكَلَةُ من الناس. و احتنك الجرادُ الأَرض: أتی علی نبتها و أَكل ما علیها. و الحَنَك: الجماعة من الناس یَنْتَجِعون بلداً یرعونه. یقال: ما تَرك الأَحْناكُ فی أَرضنا شیئاً، یعنی الجماعات المارة؛ قال أبو نخیلة: إنا و كنا حَنَكاً نَجْدِیّا، لما انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِیّا، فلم نَجِدْ رَطْباً و لا لَویّا و قوله عز و جل، حاكیاً عن إِبلیس. لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُ إِلّٰا قَلِیلًا؛ مَأْخوذ من احْتَنَكَ الجرادُ الأَرض إذا أَتی علی نبتها؛ قال الفراء: یقول لأَستولینّ علیهم إلا قلیلًا یعنی المعصومین؛ قال محمد بن سلام: سألت یونس عن هذه الآیة فقال: یقال كان فی الأَرض كلأ فاحْتَنَكه الجراد أَی أَتی علیه، و یقول أَحدهم: لم أَجد لجاماً فاحْتَنَكْتُ دابتی أَی أَلقیت فی حَنَكها حبلًا و قُدتها. و قال الأَخفش. فی قوله لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُ، قال: لأَستأْصلنهم
لسان العرب، ج‌10، ص: 417
و لأَستمِیلَنَّهم. و احْتَنَك فلان ما عند فلان أَی أَخذه كله. و‌فی حدیث خزیمة: و العِضاه مُسْتَحْنِكاً‌أَی منقلعاً من أَصله؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة. قال ابن سیدة: و احْتَنَكَ الرجل أَخذ ماله كأَنه أَكله بالحَنَك؛ ثعلب أَن الأَعرابی أَنشده لزیاد بن سیار الفزاری: فإن كنتَ تُشْكی بالجِماع، ابنَ جَعْفَرٍ، فإنَّ لَدیْنا ملجِمِینَ و حانِك «6». قال: تُشْكی تُزَنّ، و حانك: من یدقّ حَنَكه باللجام. و حَنَكُ الغرابِ: مِنقاره. و أَسود كحَنَك الغرابِ: یعنی منقاره، و قیل سواده، و قیل نونه بدل من لام حَلَك، و قد تقدم. و أَسود حانِكٌ و حالِكٌ: شدید السواد؛ قال الجوهری: الحَنَك المِنقار، و الحَنَك ما تحت الذقن من الإِنسان و غیره. قال ابن بری: حكی ابن حمزة عن ابن درید أَنه أَنكر قولهم أَسودُ من حَنَك الغرابِ؛ قال أَبو حاتم: سأَلت أُم الهیثم فقلت لها أَسود ممَّا ذا؟ قالت: من حَلَك الغراب لَحْیَیْهِ و ما حولهما و منقاره و لیس بشی‌ء، و قال قوم: النون بدل من اللام و لیس بشی‌ء أَیضاً. و التَّحَنُّك: التَّلَحِّی، و هو أَن تدیر العمامة من تحت الحَنَك. و الحُنْكةُ: السِّنّ و التجربة و البصر بالأُمور. و حَنَكَتْه التّجارِبُ و السِّنُّ حَنْكاً و حَنَكاً و أَحْنَكَتْه و حَنَّكَتْه و احْتَنَكَتْهُ: هَذَّبته، و قیل ذلك أَوان نبات سن العقل، و الإِسم الحُنْكة و الحُنْك و الحِنْك. الأَزهری عن اللیث: حَنّكَته السِّنُّ إذا نبتت أَسنانه التی تسمی أَسنان العقل، و حَنّكتْه السنُّ إذا أَحكمتْه التجارِبُ و الأُمور، فهو مُحَنَّك و مُحْنَك. ابن الأَعرابی: جَرَّذَه الدهرُ و دَلَكَه و وَعَسَهُ و حَنَّكه و عَرَكه و نَجَّذَهُ بمعنی واحد. و قال اللیث: یقولون هم أَهل الحُنْك و الحِنْك و الحُنْكة أَی أَهل السن و التجارِبِ. و احْتَنك الرجلُ أی استحكم. و‌فی حدیث طلحة: أَنه قال لعمر، رضی الله عنهما: قد حَنَّكَتْك الأُمور‌أَی راضتك و هذبتك، یقال بالتخفیف و التشدید، و أَصله من حَنَكَ الفَرس یَحْنُكه إذا جعل فی حَنَكه الأَسفل حبلًا یقوده به. و رجل مُحْتَنَك و حَنیك: مُجَرَّب كأَنه علی حُنِّك، و إِن لم یستعمل. و حَنَكْتُ الشی‌ءَ: فهمته و أَحكمته. الفراء: رجل حُنُك و امرأَة حُنُكة إذا كانا لبیبین عاقلین. و قال اللیث: رجل مُحَنَّك و هو الذی لا یُسْتَقَلّ منه شی‌ء مما قد عضته الأُمور. و المُحْتَنَك: الرجل المتناهی عقله و سنه. ابن الأَعرابی: الحُنُك العقلاء جمع حَنِیك. یقال: رجل مَحْنوك و حَنِیك و مُحْتَنَك و مُحَنَّك إذا كان عاقلًا. و الحَنیك: الشیخ؛ عن ابن الأَعرابی، و هو قریب من الأَول؛ و أَنشد: وهَبْتُه من سَلْفَعٍ أَفُوكِ، و من هِبِلّ قد عَسا حَنِیك، یَحْمِلُ رأساً مثل رأْس الدیكِ و قد احْتَنَكت السنُّ نفسها. و یقال: أَحْنَكَهُم عن هذا الأَمر إِحناكاً و أَحكمهم أَی ردهم. و الحَنَكَةُ الرَّابِیةُ المشرفة من القُفّ. یقال: أَشرف علی هاتِیك الحنَكة و هی نحو الفَلَكَةِ فی الغلظ. و قال أَبو خیرة: الحَنَكُ آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، و فی حجارتها رخاوة و بیاض كالكَذَّان. و قال النضر: الحَنَكة تَلٌّ غلیظ و طوله فی السماء علی وجه الأَرض مثل طول الرَّزْن، و هما شی‌ء واحد. و الحُنْكة و الحِناك: الخشبة التی تضم الغَراضِیف، و قیل: هی القِدَّةُ التی تضم غراضیف الرحْل. قال الأَزهری: الحُنُك خشب الرحل جمع حِناك.
(6). قوله [و حانك] هكذ فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 418‌

حوك؛ ج10، ص: 418

: حاكَ الثوبَ یحُوكه حَوْكاً و حِیاكاً و حِیاكة: نسجه. و رجل حائِك من قوم حاكَةٍ و حَوَكةٍ أَیضاً، و هو من الشاذ عن القیاس المطرد فی الاستعمال، صحت الواو فیه لأَنهم شبهوا حركة العین بالأَلف التابعة لها بحرف اللین، فكأن فَعَلًا فَعال، فكما یصح نحو جَواب و جَواد كذلك یصح نحو باب الحَوَكة و القَودَ و الغَیَب، من حیث شبهت فتحة العین بالأَلف من بعدها، أَ فلا تری إلی حركة العین التی هی سبب الإِعلال كیف صارت علی وجه آخر سبباً للتصحیح؟ و هذه الكلمة تذكر فی حیك أَیضاً لأَنها واویة و یائیة. ابن بزرج: قال حَوْك و حَوَك و حُوُوكة، و المعنی النسجات و هی الثیاب بأَعیانها، تقول: ضروب من الحَوْك. الجوهری: نسوة حَوَائك و الموضع مَحَاكة، و إنما قالوا حَوَكة كما قالوا خَوَنة، ثبتت الواو فیهما مع التحریك كما ثبتت فیما رُدّ إلی الأَصل لتباعد الواو من الأَلف، و لم تجئ الیاء فی ناب و عار لشبه الیاء بالأَلف لأَنها إلیها أَقرب و بها أَحق، و قد ذكر علة غَیَبَ و صَیَدَ فی موضعهما؛ و الشاعر یَحُوك الشعر حَوْكاً: ینسجه و یلائم بین أَجزائه. قال المبرد: حاكَ الشِّعْرَ و الثوبَ یَحُوكه، كلاهما بالواو. و حاكَ الشی‌ءُ فی صدری حَوْكاً: رسخ. الأَزهری: ما حَكّ فی صدری منه شی‌ء و ما حاك، كلُّ یقال، فمن قال حَكّ قال یَحُكّ، و من قال حاك قال یَحیك. و یقال: ما حاكَ فی صدری ما قُلْتَ أَی ما رسخ. قال: و الحائك الراسخ فی قلبك الذی یهمك، قال: و ما أَحاكَ فیه السیفُ و ما حاكَ، كلٌّ یقال، فمن قال أَحاكَ قال یُحِیك إِحاكَةً و من قال حاكَ قال یَحِیك حَیْكاً و ما أَحاكَتْ فیه أَسنانی و لا أَحاكَتْهُ و ما حاكَتْ فیه و لا حاكَتْه. و قال المبرد: یقال ما أَحاكَ فیه السیفُ و ما یُحِیكُ و ما حَكَّ ذلك فی صدری و ما حَكَی و ما احْتَكی. و ما أَحاكَ سیفُه أَی ما قطع. و ما حَكَّ فی صدری شی‌ء منه أَی ما تخالج. و الحَوْك: بقلة. قال ابن الأَعرابی: و الحوْك الباذَرُوج، و قیل: البقلة الحَمْقاء، قال: و الأَول أَعرف.

حیك؛ ج10، ص: 418

: حاكَ الثوبَ یَحِیكُ حَیْكاً و حَیَكاً و حِیاكةً: نسجه، و الحِیاكةُ حرفته؛ قال الأَزهری: هذا غلط، الحائِكُ یحُوك الثوب، و جمع الحائِك حَوَكةٌ. و الحَیْك: النسج. و حاك فی مشیه یَحیك حَیْكاً و حَیَكاناً، فهو حائك و حَیّاك: تبختر و اختال. و حاك یحُوك إذا نسج، و قیل: الحَیَكانُ أَن یحرك مَنْكِبَیْه و جسده حین یمشی مع كثرة لحم. و جاء یَحِیك و یَتَحایَك و یَتَحیَّك: كأَن بین رجلیه شیئاً یفرج بینهما إذا مشی. و‌فی حدیث عطاء: قال ابن جریج فما حِیَاكتهم أَو حِیاكتكم هذه؛ الحیاكة: مشیة تبختر و تثبُّط. یقال: تَحیَّك فی مشیته. و هو رجل حَیَّاك و رجل حَیْكانةٌ و حَیَّاك، و المرأة حَیَّاكة: تتحَیَّك فی مشیتها، و حِیكی؛ سیبویه: أَصلها حُیْكی فكرهت الیاء بعد الضمة و كسرت الحاء لتسلم الیاء، و الدلیل علی أَنها فُعْلی أَن فِعْلی لا تكون صفة البتَّة، و هذه المشیة فی النساء مدحٌ و فی الرجال ذم، لأَن المرأَة تمشی هذه المشیة من عِظَم فخذیها، و الرجل یمشی هذه المشیة إذا كان أَفحَج. و الحَیَكانُ: مشیة یحرك فیها الماشی أَلیتیه. و حَاكَ فی مشیته: اشتدت وَطأَته علی الأَرض. و حاكَ یحِیك حَیْكاً إذا فحَجَ فی مشیته و حرك منكبیه. و مشیة حِیكَی إذا كان فیها تبختر. الجوهری: الحیَكان مشی القصیر. و ضَبَّة حُیَكانةٌ أَی ضخمة تَحیك إذا سعت. و حَاكَ القولُ فی القلب حَیْكاً: أَخذَ. و‌روی الأَزهری بسنده عن النواس بن سمعان الأَنصاری: أَنه سأَل النبی، صلی الله علیه
لسان العرب، ج‌10، ص: 419
و سلم، عن البِرِّ و الإِثْم فقال: البِرُّ حُسْنُ الخلُق، و الإِثم ما حاكَ فی نفسك و كرهتَ أَن یطلع علیه الناس‌أَی أَثَّرَ فیها و رسخ. و‌روی شمر فی حدیث: الإِثم ما حاك فی النفس و تردَّدَ فی الصدر و إِن أَفتاك الناسُ.و قال ابن الأَعرابی: ما حَكَّ فی قلبی شی‌ءٌ و لا حَزَّ. و یقال: ما یَحِیك كلامُك فی فلان أَی ما یؤثر. و الحَیْك: أَخذ القول فی القلب. یقال: ما یَحِیك فیه المَلامُ إذا لم یؤثر فیه، و لا یَحِیك الفَأْسُ و لا القَدُوم فی هذه الشجرة. و قال الأَسدی: ما تَحِیك المُدْیَةُ اللحمَ و ما تَحِیكُ فیه سواء و یقال: ضربته فما أَحاكَ فیه السیفُ إذا لم یعمل. و حاكَ فیه السیفُ و الفأسُ حَیْكاً و أَحاكَ: أَثّر. و أَحاكت الشفرة اللحم و حاكَتْ فیه: قطعته، و أَورد فی هذا الباب حدیثاً هو: دعوا الحَكَّاكات فإنها المَآثم.و قال الأَزهری فی ترجمة حبك: روی أَبو عبید عن الأَصمعی الاحْتباك الاحْتباء، ثم قال: هذا الذی رواه أَبو عبید عن الأَصمعی فی هذا غلط، و الصواب الاحْتیاك، بالیاء، یقال: احْتاكَ یَحْتاكُ احْتِیاكاً. و تَحَوَّكَ بثوبه إذا احْتَبَی به، قال: و هكذا رواه ابن السكیت و غیره عن الأَصمعی، بالیاء.

فصل الخاء المعجمة؛ ج10، ص: 419

خرك؛ ج10، ص: 419

: خَارَكٌ: موضع من ساحل فارس یرابَطُ فیه. و خَارَكٌ: موضع لم یعینه، قال: و منه قیل فلانٌ الخارَكِیُّ. ابن الأَعرابی: یقال خَرِكَ الرجلُ إذا لَجَّ.

فصل الدال المهملة؛ ج10، ص: 419

دأك؛ ج10، ص: 419

: داكأ القوم «1» دافَعَهم و زاحَمَهم، و قد تداكؤوا؛ قال ابن مقبل: و قَرَّبُوا كلَّ صِهْمِیمٍ مَنَاكبُهُ، إذا تَدَاكأَ منه دَفْعهُ شنفَا أَی تدافع فی سیره.

دبك؛ ج10، ص: 419

: الدُّبَاكَةُ: الكِرْنَافةُ، سوادیة؛ عن أَبی حنیفة.

دبعك؛ ج10، ص: 419

: الفراء: رجل دَبَعْبَك و دَبَعْبَكِیّ: للذی لا یبالی ما قیل له من الشر.

درك؛ ج10، ص: 419

: الدَّرَكُ: اللحَاق، و قد أَدركه. و رجل دَرَّاك: مُدْرِك كثیر الإِدْراك، و قلما یجئ فَعَّال من أَفْعَلَ یُفْعِل إلا أَنهم قد قالوا حَسَّاس دَرّاك، لغة أَو ازدواج، و لم یجئ فَعَّال من أَفْعَلَ إلَّا دَرَّاك من أَدْرَك، و جَبّار من أَجبره علی الحكم أَكرهه، و سَأْآر من قوله أَسأَر فی الكأْس إِذا أَبقی فیها سؤْراً من الشراب و هی البقیة، و حكی اللحیانی: رجل مُدْرِكةٌ، بالهاء، سریع الإِدْراكِ، و مُدْرِكةُ: إسم رجل مشتق من ذلك. و تَدَاركَ القومُ: تلاحقوا أَی لَحِق آخرُهم أَولَهم. و فی التنزیل: حَتّٰی إِذَا ادّٰارَكُوا فِیهٰا جَمِیعاً؛ و أَصله تَدَاركوا فأدغمت التاء فی الدال و اجتلبت الأَلف لیسلم السكون. و تَدَارك الثَّرَیان أَی أَدرك ثری المطر ثری الأَرض. اللیث: الدَّرَك إدراك الحاجة و مَطْلبِه. یقال: بَكِّرْ ففیه دَرَك. و الدَّرَك: اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ، و منه ضمان الدَّرَكِ فی عهدة البیع. و الدَّرَك: اسم من الإِدْراك مثل اللَّحَق. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من دَرْك الشَّقاء؛ الدَّرْك: اللَّحاق و الوصول إِلی الشی‌ء، أَدركته إِدْراكاً و دركاً و‌فی الحدیث: لو قال إِن شاء الله لم یحنث و كان دَرَكاً له فی حاجته.و الدَّرَك: التَّبِعةُ، یسكن و یحرك. یقال: ما لَحِقك من دَرَكٍ فعلیَّ خلاصُه. و الإِدْراكُ: اللحوق. یقال:
(1). قوله [داكأ القوم إلخ] هكذا بالأَصل، و لا محل لهذه العبارة هنا بل محلها مادة دكأ، إلا أن یكون هنا سقط و الأَصل داكأ القوم و دأكهم دافعهم إلخ، فإنهما بمعنی واحد كما یفهم من القاموس و شرحه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 420
مشیت حتی أَدْرَكته و عِشْتُ حتی أَدْرَكْتُ زمانه. و أَدْرَكْتُه ببصری أَی رأَیته و أَدْرَكَ الغلامُ و أَدْرَكَ الثمرُ أَی بلغ، و ربما قالوا أَدْرَكَ الدقیق بمعنی فَنِیَ. و استَدْرَكْت ما فات و تداركته بمعنی. و قولهم: دَرَاكِ أَی أَدْرِكْ، و هو اسم لفعل الأَمر، و كسرت الكاف لاجتماع الساكنین لأَن حقها السكون للأَمر؛ قال ابن بری: جاء دَرَاك و دَرَّاك و فَعَال و فَعَّال إِنما هو من فعل ثلاثی و لم یستعمل منه فعل ثلاثی، و إِن كان قد استعمل منه الدَّرْكُ؛ قال جَحْدَر بن مالك الحنظلی یخاطب الأَسد: لَیْثٌ و لَیْثٌ فی مَجالٍ ضنكِ، كلاهما ذو أَنَف و مَحْكِ و بَطْشةٍ و صَوْلةٍ و فَتْك، إِن یَكْشِف الله قِناع الشك بظَفَرٍ من حاجتی و دَرْك، فذا أَحَقُّ مَنْزِل بتَرْكِ قال أَبو سعید: و زادنی هفّان فی هذا الشعر: الذئب یَعْوی و الغُراب یَبْكی قال الأَصمعی: هذا كقول ابن مُفَرِّغ: الریحُ تَبْكی شَجْوَها، و البرقُ یَضحك فی الغَمَامة قال: ثم قال جحدر أَیضاً فی ذلك: یا جُمْلُ إِنكِ لو شهِدْتِ كَرِیهتی، فی یوم هَیْجٍ مُسْدِفٍ و عَجاجِ، و تَقَدُّمِی للیث أَرْسُف نحوه، كَیْما أُكابِرَه علی الأَحْرَاجِ قال: و قال قیس بن رفاعة فی دَرَّاك: و صاحب الوَتْرِ لیس الدهر مُدْرِكَهُ عندی، و إِنی لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ و الدِّراك: لحاق الفرسِ الوحْشَ و غیرها. و فرس دَرَك الطَّریدة یُدْرِكها كما قالوا فرس قَیْدُ الأَوَابِدِ أَی أَنه یُقَیِّدها. و الدَّرِیكة: الطَّریدةُ. و الدِّراك: اتباع الشی‌ء بعضه علی بعضٍ فی الأَشیاء كلها، و قد تَدَارك، و الدِّراك: المُداركة. یقال: دَارَك الرجل صوته أَی تابعه. و قال اللحیانی: المُتَدَارِكة غیر المُتَوَاتِرة. المُتَواتِرُ: الشی‌ءُ الذی یكون هُنَیَّةً ثم یجی‌ءُ الآخر، فإذا تتابعت فلیست مُتَوَاتِرة، هی مُتَداركة متواترة. اللیث: المُتَدَارِك من القَوَافی و الحروف المتحركة ما اتفق متحركان بعدهما ساكن مثل فَعُو و أَشباه ذلك؛ قال ابن سیدة: و المُتَدَارِكُ من الشِّعْر كل قافیة توالی فیها حرفان متحركان بین ساكنین، و هی متفاعِلُنْ و مستفعلن و مفاعِلُنْ، و فَعَلْ إِذا اعتمد علی حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَعَلْ، فاللام من فعل ساكنة، و فُلْ إِذا اعتمد علی حرف متحرك نحو فَعُولُ فُلْ، اللام من فُلْ ساكنة و الواو من فَعُولُ ساكنة، سمی بذلك لتوالی حركتین فیها، و ذلك أَن الحركات كما قدمنا من آلات الوصل و أَماراته، فكأنَّ بعض الحركات أَدرك بعضاً و لم یَعُقْه عنه اعتراض الساكن بین المتحركین. و طَعَنَهُ طعناً دِراكاً و شرِب شرباً دِراكاً، و ضرب دِراكٌ: متتابع. و التَّدْرِیكُ: من المطر: أَن یُدَارِكَ القَطْرُ كأنه یُدْرِك بعضُه بعضاً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد أَعرابی یخاطب ابنه: وَا بِأَبی أَرْواحُ نَشْرِ فِیكا،
لسان العرب، ج‌10، ص: 421
كأَنه وهْنٌ لمن یَدْرِیكا إِذا الكَری سنَاتِهِ یُغْشِیكا، رِیحَ خُزامَی وُلِّیَ الرَّكِیكا، أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ التَّدْرِیكا و اسْتَدْرَك الشی‌ءَ بالشی‌ءِ: حاول إِدْراكه به، و استعمل هذا الأَخفش فی أَجزاء العروض فقال: لأَنه لم ینقص من الجزء شی‌ء فیستدركه. و أَدْرَكَ الشی‌ءُ: بلغ وقته و انتهی. و أَدْرَك أَیضاً: فَنِیَ. و قوله تعالی: بَلِ ادّٰارَكَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ؛روی عن الحسن أَنه قال: جهلوا علم الآخرة‌أَی لا علم عندهم فی أَمر الآخرة. التهذیب: و قوله تعالی: قُلْ لٰا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللّٰهُ وَ مٰا یَشْعُرُونَ أَیّٰانَ یُبْعَثُونَ بَلِ ادّٰارَكَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ؛ قرأَ شیبة و نافع بل ادَّرَاك و قرأَ أَبو عمرو بل أَدْرَكَ، و هی فی قراءة مجاهد و أُبی جعفر المدنی، و روی عن ابن عباس أَنه قرأَ: بَلی آ أَدْرَك علمهم، یستفهم و لا یشدد، فأَما من قرأَ بَلِ ادّٰارَكَ فإن الفراء قال: معناه لغةً تَدَارَك أَی تتابع علمهم فی الآخرة، یرید بعلم الآخرة تكون أَو لا تكون، و لذلك قال: بَلْ هُمْ فِی شَكٍّ مِنْهٰا بَلْ هُمْ مِنْهٰا عَمُونَ، قال: و هی فی قراءة أُبیّ أَم تَدارَكَ، و العرب تجعَل بل مكان أَم و أَم مكان بل إِذا كان فی أَول الكلمة استفهام مثل قول الشاعر: فو الله ما أَدْرِی، أَ سَلْمَی تَغَوَّلَتْ، أَم البُومُ، أَم كلٌّ إِلیَّ حَبِیبُ معنی أَم بل؛ و قال أَبو معاذ النحوی: و من قرأَ بل أَدْرَك و من قرأَ بَلِ ادّٰارَكَ فمعناهما واحد، یقول: هم علماء فی الآخرة كقول الله تعالی: أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنٰا، و نحو ذلك. قال السدی فی تفسیره، قال: اجتمع علمهم فی الآخرة و معناها عنده أَی عَلِمُوا فی الآخرة أَن الذی كانوا یوعَدُون به حق؛ و أَنشد للأَخطل: و أَدْرَكَ عِلْمی فی سُوَاءَة أَنها تقیم علی الأَوْتار و المَشْرَب الكدر أَی أَحاط علمی بها أَنها كذلك. قال الأَزهری: و القول فی تفسیر أَدْرَكَ و ادَّارَكَ و معنی الآیة ما قال السدی و ذهب إِلیه أَبو معاذ و أَبو سعید، و الذی قاله الفراء فی معنی تَدَارَكَ أَی تتَابع علمهم فی الآخرة أَنها تكون أَو لا تكون لیس بالبَیِّنِ، إِنما المعنی أَنه تتَابع علمهم فی الآخرة و تواطأَ حین حَقَّت القیامة و خسروا و بان لهم صدق ما وُعِدُوا، حین لا ینفعهم ذلك العلم، ثم قال سبحانه: بل هم الیوم فی شك من علم الآخرة بَلْ هُمْ مِنْهٰا عَمُونَ، أَی جاهلون، و الشَّك فی أَمر الآخرة كفر. و قال شمر فی قوله تعالی: بل أَدْرَكَ علمهم فی الآخرة؛ هذه الكلمة فیها أَشیاء، و ذلك أَنا وجدنا الفعل اللازم و المتعدی فیها فی أَفْعَلَ و تَفَاعَلَ و افْتَعَلَ واحداً، و ذلك أَنك تقول أَدْرَكَ الشی‌ءَ و أَدْرَكْتُه و تَدَارك القومُ و ادَّارَكوا و ادَّرَكُوا إِذا أَدرَكَ بعضهم بعضاً. و یقال: تَدَاركتُه و ادَّارَكْتُه و ادَّرَكْتُه؛ و أَنشد: تَدَاركتُما عَبْساً و ذُبْیان بعد ما تفانَوْا، و دَقُّوا بینهم عِطْر مَنْشِمِ و قال ذو الرمة: مَجَّ النَّدَی المُتَدارِكِ فهذا لازم؛ و قال الطرماح: فلما ادَّرَكْناهُنَّ أَبدَیْنَ للهَوَی و هذا متعد. و قال الله تعالی فی اللازم: بَلِ ادّٰارَكَ عِلْمُهُمْ. قال شمر: و سمعت عبد الصمد یحدث عن
لسان العرب، ج‌10، ص: 422
الثوری فی قوله: بَلِ ادّٰارَكَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ‌قال مجاهد: أَم تواطأَ علمهم فی الآخرة؛ قال الأَزهری: و هذا یوافق قول السدی لأَن معنی تواطأَ تحقق و اتفق حین لا ینفعهم، لا علی أَنه تواطأَ بالحَدْس كما ظنه الفراء؛ قال شمر: و روی لنا حرف عن ابن المظفر قال و لم أَسمعه لغیره ذكر أَنه قال أَدْرَكَ الشی‌ءُ إِذا فَنِیَ، فإِن صح فهو فی التأویل فَنِیَ علمُهم فی معرفة الآخرة، قال أَبو منصور: و هذا غیر صحیح فی لغة العرب، قال: و ما علمت أَحداً قال أَدْرك الشی‌ءُ إِذا فنی فلا یعرّج علی هذا القول، و لكن یقال أَدْرَكتِ الثِّمار إِذا بلغت إِناهَا و انتهی نُضْجها؛ و أَما ما روی عن ابن عباس أَنه قرأَ بلی آ أَدْرَكَ عِلْمهم فی الآخرة، فإنه إِن صح استفهام فیه ردّ و تهكّم، و معناه لم یُدْرِكْ علمهم فی الآخرة، و نحو ذلك روی شعبة عن أَبی حمزة عن ابن عباس فی تفسیره؛ و مثله قول الله عز و جل: أَمْ لَهُ الْبَنٰاتُ وَ لَكُمُ الْبَنُونَ؛ معنی أَم أَلف الاستفهام كأَنه قال أَ له البنات و لكم البنون، اللفظ لفظ الاستفهام و معناه الردّ و التكذیب لهم، و قول الله سبحانه و تعالی: لٰا تَخٰافُ دَرَكاً وَ لٰا تَخْشیٰ؛ أَی لا تخاف أَن یُدْرِكَكَ فرعونُ و لا تخشاه، و من قرأَ لا تَخَفْ فمعناه لا تَخَفْ أَن یُدْرِكَكَ و لا تخشَ الغرق. و الدَّرْكُ و الدَّرَكُ: أَقصی قَعْر الشی‌ء، زاد التهذیب: كالبحر و نحوه. شمر: الدَّرَكُ أَسفل كل شی‌ء ذی عُمْق كالرَّكِیَّة و نحوها. و قال أَبو عدنان: یقال أَدْرَكوا ماء الرَّكیّة إِدراكاً، و دَرَك الرَّكِیَّة قعرها الذی أُدرِكَ فیه الماء، و الدَّرَكُ الأَسفل فی جهنم، نعوذ بالله منها: أَقصی قعرها، و الجمع أَدْرَاك. و دَرَكاتُ النارِ: منازل أَهلها، و النار دَرَكات و الجنة درجات، و القعر الآخر دَرْك و دَرَك، و الدَّرَك إِلی أَسفل و الدَّرَجُ إِلی فوق، و فی الحدیث ذكر الدَّرَك الأَسفل من النار، بالتحریك و التسكین، و هو واحد الأَدْراك و هی منازل فی النار، نعوذ بالله منها. التهذیب: و الدَّرَكُ واحد من أَدْرَاك جهنم من السبع، و الدَّرْكُ لغة فی الدَّرَك. الفراء فی قوله تعالی: إِنَّ الْمُنٰافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ، یقال: أَسفل دَرَجِ النار. ابن الأَعرابی: الدَّرْك الطَّبَقُ من أَطباق جهنم، و‌روی عن ابن مسعود أَنه قال: الدَّرْكُ الأَسفل توابِیتُ من حدید تصَفَّدُ علیهم فی أَسفل النار؛ قال أَبو عبیدة: جهنم دَرَكاتٌ أَی منازل و أَطباق، و قال غیره: الدَّرَكات بعضها تحت بعض قال الأَزهری: و الدَّرَجات منازل و مَرَاقٍ بعضها فوق بعض، فالدَّرَكات ضد الدَّرَجات. و‌فی حدیث العباس: أَنه قال للنبی صلی الله علیه و سلم: أَ ما كان ینفع عَمَّك ما كان یصنع بك؟ كان یحفظك و یَحْدَب علیك، فقال: لقد أُخْرِجَ بسببی من أَسفل دَرَك من النار فهو فی ضَحْضَاحٍ من نار، ما یَظُنُّ أَن أَحداً أَشدُّ عذاباً منه، و ما فی النار أَهون عذاباً منه؛ و فی هذا الحدیث ما دَلَّ علی أَن أَسفل الدَّرَكِ أَشدُّ العذاب لجعله، صلی الله علیه و سلم، إِیاه ضدّاً للضَّحضاح أَو كالضد له، و الضَّحضاح أُرید به القلیل من العذاب مثل الماء الضحضاح الذی هو ضد الغَمْر؛ و قیل لأَعرابی: إِن فلاناً یدعی الفضل علیك، فقال: لو كان أَطول من مسیرة شهر ما بلغ فضلی و لو وقع فی ضَحْضاح لغَرِقَ أَی لو وقع فی القلیل من میاه شَرَفی و فضلی لغرق فیه. قال الأَزهری: و سمعت بعض العرب یقول للحبل الذی یعلق فی حَلْقةِ التَّصْدیرِ فیشد به القَتَبُ الدَّرَكَ و التَّبْلِغَةَ، و یقال للحبل الذی یشد به العَرَاقی ثم یُشَدّ الرِّشاءُ فیه و هو مثنی الدَّرَكُ. الجوهری: و الدَّرَك، بالتحریك، قطعة حبل یشد فی طرف
لسان العرب، ج‌10، ص: 423
الرِّشاءِ إِلی عَرْقُوَةِ الدلو لیكون هو الذی یلی الماء فلا یعفَن الرِّشاءُ. ابن سیدة: و الدَّرَك حبل یُوَثَّقُ فی طرف الحبل الكبیر لیكون هو الذی یلی الماء فلا یعفَن الرشاء عند الاستقاء. و الدِّرْكةُ: حَلْقة الوَتَرِ التی تقع فی الفُرْضة و هی أَیضاً سیر یوصَلُ بوَتَر القَوْس العربیة؛ قال اللحیانی: الدِّرْكة القطعة التی توصل فی الحبل إِذا قَصُر أَو الحِزام. و یقال: لا بارَك الله فیه و لا دارَك و لا تارَك، إِتباع كله بمعنی. و یوم الدَّرَكِ: یوم معروف من أَیامهم. و مُدْرِك و مُدْرِكَةُ: اسمان. و مُدْرِكةُ: لقب عمرو بن إِلیاس بن مُضَر، لقبه بها أَبوه لما أَدرك الإِبل. و مُدْرك بن الجازی: فرس لكُلْثوم بن الحرث. و دِراكٌ: اسم كلب؛ قال الكمیت یصف الثور و الكلاب: فاخْتلَّ حِضْنَیْ دِراكٍ و انْثَنی حرِجاً، لزارعٍ طَعْنَةٌ فی شِدْقها نَجَلُ أَی فی جانب الطعنة سعة. و زارع أَیضاً: اسم كلب.

درمك؛ ج10، ص: 423

: الدُّرْمُوك: الطِّنْفَسَةُ كالدُّرْنُوك. و‌فی حدیث ابن عباس قال: صلیت معه علی دُرْمُوك قد طَبَّقَ البیت كله، و فی روایة دُرْنُوك، بالنون، و هو علی التعاقب. و الدَّرْمَكُ: دقیق الحُوَّارَی؛ قال الأَعشی: له دَرْمَكٌ فی رأْسه و مَشارب، و قِدْرٌ و طَبَّاخ و كأْس و دَیْسَقُ ابن الأَعرابی: الدَّرمَكُ النَّقِیُّ الحُوَّارَی. و‌فی الحدیث فی صفة أَهل الجنة: و تُرْبَتُها الدَّرمَكُ؛ هو الدقیق الحُوَّارَی. و‌فی حدیث قتادة بن النعمان: فقدمَتْ ضافِطَةٌ من الدَّرْمَكِ، و یقال له الدَّرْمَكة و كأنها واحدته فی المعنی؛ و منه‌الحدیث: أَنه سأَل ابن صَیَّادٍ عن تُرْبة الجنة فقال دَرْمَكة بیضاء مِسْك؛ قال خالد: الدَّرْمَكُ الذی یُدَرْمَك حتی یكون دُقاقاً من كل شی‌ء الدقیق و الكحل و غیرهما، و كذلك التراب الدقیق دَرْمك؛ و خطب بعض الحمْقی إِلی بعض الرؤساء كریمة له فردّه و قال: امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عنِّی فاكا، إِنی أَراكَ خاطِباً كذاكا قال: و العرب تقول فلان كذَاكَ أَی سَفِلةٌ من الناس.

درنك؛ ج10، ص: 423

: الدُّرْنُوك و الدِّرْنیك: ضرب من الثیاب أَو البُسْط، له خَمَل قصیر كخَمَل المنادیل و به یشبه فروة البعیر و الأَسد؛ قال: عن ذی دَرَانیكَ و لِبداً أَهْدَبا و أَنشد الجوهری لرؤبة: جَعْد الدَّرَانیك رِفَلّ الأَجْلاد، كأَنه مُخْتَضِب فی أَجْساد و قد یقال فی جمعه دَرَانِك؛ قال الراجز: أَرْسَلْتُ فیها قَطِماً لُكالِكا، كأنّ فوق ظهره دَرَانِكا و الدُّرْنُوك و الدِّرْنِكُ: الطِّنْفَسة؛ و أَما قول الراجز یصف بعیراً: كأنه مُجلَّلٌ دَرَانكا فقد یكون جمع دُرْنوك، و هو ما ذكرنا من أَنه ضرب من الثیاب له خَمَل قصیر كخَمَل المنادیل، و إِنما یرید أَن علیه وَبَرَ عامین أَو أَعوام، أَو أَراد دَرَانِیكا فحذف الیاء للضرورة، و قد یجوز أَن یكون
لسان العرب، ج‌10، ص: 424
جمع الدِّرْنك التی هی الطِّنْفَسة. أَبو عبیدة: الدُّرْنوك البِساط، و جمعه دَرَانك. شمر: الدَّرَانیك تكون سُتوراً و فُرُشاً، و الدُّرْنُوك فیه الصفرة و الخضرة، قال: و یقال هی الطَّنَافس. و‌فی حدیث ابن عباس قال: صلیت معه علی دُرْنوك قد طَبَّق البیت كله، و فی روایة دُرْمُوك، بالمیم، و هو علی التعاقب.

دسك؛ ج10، ص: 424

: الدَّوْسَكُ: من أَسماء الأَسد. و دَیْسَكَی: قطعة عظیمة من النَّعام و الغنم.

دعك؛ ج10، ص: 424

: دَعَك الثوبَ باللبس دَعْكاً: أَلانَ خُشْنَتَه. و دَعَك الخصمَ دَعْكاً: لیَّنه و ذلَّله و مَعَكه مَعْكاً. و رجل مِدْعَك و مُدَاعِك: شدید الخصومة. و تَدَاعك الرجلان فی الحرب أَی تَمَرَّسَا. و رجل دَعِكٌ أَی مَحِكٌ. و تَداعك القومُ: اشتدت الخصومة بینهم. و دَعَكه فی التراب: مَرَّغه. و الدَّعْك مثل الدَّلْك و دَعَكَ الأَدِیمَ دَعكاً: دلكه و لیَّنه. و أَرضٌ مَدْعوكة: كثر بها الناس و رُعاة الإِبل حتی أَفسدوها، و كثرت فیها آثارهم و هم یكرهونها، إِلا أَن یجمعهم أَثر سحابة لا بدَّ لهم منها. و یقال: تَنَحَّ عن دُعْكةِ الطریق و عن ضَحْكِهِ و ضَحّاكِهِ و عن حَنّانِهِ و جَدِیَّته و سَلِیقَتِه. و الدُّعَكُ: طائر، و الدُّعَك: الضعیف، علی التشبیه به؛ قال ابن بری: الدعك الضعیف الهُزْأَة؛ قال عبد الرحمن بن حسان و كان لعمرو بن الأَهتم ولد ملیح الصورة و فیه تأنیث فقال: قل لِلَّذی كاد، لو لا خَطُّ لحیته، یكون أُنثی علیه الدُّرُّ و المَسَكُ؛ هل أَنتَ إِلا فَتَاةُ الحیِّ إِن أَمنوا، یوماً، و أَنْتَ، إِذا ما حاربوا، دُعَكُ؟ و الدِّعْكایة: الكثیر اللحم، طال أَو قَصُر؛ قال ابن بری: و الدِّعْكایة القصیر؛ قال الراجز: أَ ما تَرَیْنی رجُلًا دعْكایَهْ عَكَوَّكاً، إِذا مشی، دِرْحایَهْ أَنُوءُ للقیامِ آهاً آیَهْ، أَمشی رُوَیْداً تاهَ تاهَ تایَهْ فقد أَرُوعُ، وَیْحَكِ الجَدَایَهْ زعمت أَن لا أُحسن الحُدَایة، فیَا یَهٍ أَیا یَهٍ أَیا یَهْ و الدَّعَكُ: الحمق و الرُّعُونة، و قد دَعِكَ دَعَكاً. و الداعِكةُ: الحمقاء الجریئة. و رجل داعِكٌ من قوم داعِكین إذا هلكوا حُمْقاً؛ أَنشد ثعلب: و طاوَعْتُمَانی داعِكاً ذا مَعَاكةٍ، لعمری لقد أَوْدَی و ما خلْتُه یُودی و یقال: أَحمق داعكة، بالهاء؛ و أَنشد: هَبَنَّقیّ ضعیف النَّهْضِ، داعِكة، یَقْنی المُنَی و یَراها أَفضل النَّشَبِ و الدُّعْكة: لغة فی الدُّعْقة و هی جماعة من الإِبل.

دكك؛ ج10، ص: 424

: الدَّكُّ: هدم الجبل و الحائط و نحوهما، دَكَّه یَدُكُّه دَكًّا. اللیث: الدَّكّ كسر الحائط و الجبل. و جبل دُكٌّ: ذلیل، و جمعه دِكَكَةٌ مثل جُحْر و جِحرَة. و قد تَدَكْدَكَتِ الجبالُ أَی صارت دَكَّاوَات، و هی رَواب من طین، واحدتها دَكَّاء. و قوله سبحانه و تعالی: وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبٰالُ فَدُكَّتٰا دَكَّةً وٰاحِدَةً؛ قال الفراء: دَكُّها زلزلتها، و لم یقل فدكِكْنَ لأَنه جعل الجبال كالواحدة، و لو قال فدُكَّتْ دَكَّةً لكان صواباً. قال ابن الإِعرابی: دَكَّ هَدَم و دُكَّ هُدِمَ. و الدِّكَكُ: القیرانُ المُنْهالة. و الدِّكَكُ: الهِضاب المفسَّخة. و الدَّكُّ: شبیه بالتل. و الدَّكَّاءُ: الرَّابیة
لسان العرب، ج‌10، ص: 425
من الطین لیست بالغلیظة، و الجمع دَكَّاوَاتٌ، أَجروه مجری الأَسماء لغلبته كقولهم لیس فی الخَضْرَاواتِ صدقة. و أَكَمة دَكَّاء إذا اتسع أَعلاها، و الجمع كالجمع نادر لأَن هذا صفة. و الدَّكَّاواتُ: تلال خلقة، لا یفرد لها واحد؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة، قال: و عندی أَن واحدتها دَكَّاء كما تقدم. قال الأَصمعی: الدَّكَّاوَاتُ من الأَرض الواحدة دَكَّاء و هی رَوَابٍ من طین لیست بالغِلاظ، قال: و فی الأَرض الدِّكَكَةُ، و الواحد دُكّ، و هی رَوابٍ مشرفة من طین فیها شی‌ء من غلظ، و یُجْمَع الدَّكَّاءُ من الأَرض دَكَّاوات و دُكًّا، مثل حَمْراوات و حُمْر. و الدُّكُكُ: النوق المنفضِخة الأَسْنِمَةِ. و بعیر أَدَكُّ: لا سنام له، و ناقة دَكَّاء كذلك، و الجمع دُكّ و دَكَّاوات مثل حُمْر حَمْراوات قال ابن بری: حَمْراء لا یجمعع بالأَلف و التاء فیقال حَمْراوات كما لا یجمع مذكره بالواو و النون فیقال أَحْمَرُون، و أَما دَكَّاء فلیس لها مذكر و لذلك جاز أَن یقال دَكَّاوَات، و قیل: ناقة دَكَّاءُ للتی افترش سنامها فی جنبیها و لم یُشْرِف، و الاسم الدَّكَكُ، و قد اندك. و فرس مَدْكُوك: لا إشْرَاف لِحَجَبَتِه. و فرس أَدَكُّ إذا كان مُتدانیاً عریض الظهر.و كتب أبو موسی إلی عمر: إنَّا وجدنا بالعِراق خیلًا عِرَاضاً دُكًّا فما یری أَمیر المؤمنین من أَسهامها‌أَی عِراض الظهور قصارها. و خیل دُكٌّ و فرس أَدَكّ إذا كان عریض الظهر قصیراً؛ حكاه أَبو عبیدة عن الكسائی، قال: و هی البَرَاذین. و الدَّكَّةُ: بناء یسطح أَعلاه. و انْدَكَّ الرمل: تلبد، و الدُّكَّانُ من البناء مشتق من ذلك. اللیث: اختلفوا فی الدُّكَّان فقال بعضهم هو فُعْلان من الدَّكّ، و قال بعضهم هو فُعّال من الدَّكَن، و قال الجوهری: الدَّكَّة و الدُّكَّانُ الذی یقعد علیه؛ قال المُثَقّب العبدی: فأَبقَی باطِلِی، و الجِدُّ منها، كدُكَّانِ الدَّرَابِنَةِ المَطِین قال: و قوم یجعلون النون أَصلیة، و الدَّرَابِنَة: البَوَّابُون، واحدهم دَرْبانٌ. و الدَّكُّ و الدَّكَّةُ: ما استوی من الرمل و سهل، و جمعها دِكاكٌ. و مكان دَكٌّ مسْتَوٍ. و فی التنزیل العزیز: حتی إِذا جاء وعد ربی جعله دَكًّا؛ قال الأَخفش فی قوله دَكًّا بالتنوین قال: كأَنه قال دَكَّهُ دَكًّا مصدر مؤَكد، قال: و یجوز جعله أَرضاً ذا دَكٍّ كقوله تعالی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ، قال: و من قرأَها دَكّٰاءَ ممدوداً أَراد جَعَله مثل دَكَّاءَ و حذف مثل؛ قال أَبو العباس: و لا حاجة به إلی مثل و إِنما المعنی جعل الجبل أَرضاً دَكَّاء واحداً «2»، قال: و ناقة دَكَّاءُ إذا ذهب سنَامها. قال الأَزهری: و أَفادنی ابن الیزیدی عن أَبی زید جَعَلَهُ دَكًّا، قال المفسرون ساخ فی الأَرض فهو یذهب حتی الآن، و من قرأَ دَكَّاءَ علی التأَنیث فلتأْنیث الأَرض جَعَله أَرضاً دَكَّاء. الأَخفش: أَرض دَكٌّ و الجمع دُكُوك. قال الله تعالی: جَعَلَهُ دَكًّا، قال: و یحتمل أَن یكون مصدراً لأَنه حین قال جَعَلَهُ كأَنه قال دَكَّه فقال دَكًّا، أَو أَراد جَعله ذا دَكٍّ فحذف، و قد قُرئ بالمد، أی جعله أرضاً دَكَّاء فحذف لأَن الجبل مذكر. و دَكَّ الأَرضَ دَكًّا: سَوّی صَعُودَها و هَبُوطها، و قد انْدَكَّ المكان. و دَكَّ الترابَ یَدُكُّه دَكًّا: كبسه و سَوّاه. و قال أَبو حنیفة عن أَبی زید: إِذا كبس السطح بالتراب قیل دَكّ التراب علیه دَكًّا. و دَكَّ التراب علی المیت یَدُكُّه دَكًّا: هاله.
(2). قوله واحداً: هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 426
و دَكَكْتُ التراب علی المیت أَدُكُّه إِذا هِلْته علیه. و دَكْدَكْتُ الرَّكِیَّ أَی دفنته بالتراب. و دَكَّ الرَّكِیّة دَكًّا: دفنها و طَمَّها. و الدَّك: الدقّ، و قد دَكَكْتُ الشی‌ء أَدُكُّه دَكًّا إذا ضربته و كسرته حتی سوّیته بالأَرض؛ و منه قوله عز و جل: فَدُكَّتٰا دَكَّةً وٰاحِدَةً. و الدِّكْدِكُ و الدَّكْدَكُ و الدَّكْدَاكُ من الرمل. ما تَكَبَّس و استوی، و قیل: هو بطن من الأَرض مستو، و قال أَبو حنیفة: هو رمل ذو تراب یتلبد. الأَصمعی: الدَّكْدَاكُ من الرمل ما الْتَبَد بعضه علی بعض بالأَرض و لم یرتفع كثیراً. و‌فی الحدیث: أَنه سأَل جریر بن عبد الله عن منزله فقال: سَهْلٌ و دَكْدَاكٌ و سَلَمٌ و أَراكٌ‌أَی أَن أَرضهم لیست ذات خُزُونة؛ قال لبید: و غیث بدَكْدَاكٍ، یَزِینُ وِهَادَهُ نباتٌ كوَشْی العَبْقَریِّ المُخَلَّب و الجمع الدَّكادِك و الدَّكادِیك؛ و فی حدیث عمرو بن مرة: إلیك أَجُوبُ القُورَ بعد الدَّكادِكِ و قال الراجز: یا دار سَلْمَی بدَكادِیكِ البُرَقْ سَقْیاً فقد هَیَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ و الدَّكْدَك و الدِّكْدَكُ و الدِّكْدَاكُ: أَرض فیها غلظ. و أَرض مَدْكوكة إذا كثر بها الناس و رُعاة المال حتی یفسدها ذلك و تكثر فیها آثار المال و أَبواله، و هم یكرهون ذلك إلا أَن یجمعهم أَثر سحابة فلا یجدون منه بدًّا. و قال أَبو حنیفة: أَرض مَدْكوكة لا أَسناد لها تُنْبتُ الرِّمْث. و دُكَّ الرجل، علی صیغة ما لم یسم فاعله، فهو مَدْكوك إذا دَكَّتْه الحُمَّی و أَصابه مرض. و دَكَّتْه الحمی دكًّا: أضعفته. و أَمة مِدَكَّةٌ: قویة علی العمل. و رجل مِدَكٌّ، بكسر المیم: شدید الوطء علی الأَرض. الأَصمعی: صَكَمْتُه و لَكَمْتُه و صَكَكْتُه و دَكَكْتُه و لَكَكْتُه كله إذا دفعته. و یوم دَكِیك: تامّ، و كذلك الشهر و الحول. یقال: أَقمت عنده حولًا دَكیكاً أَی تامًّا. ابن السكیت: عامٌ دَكِیكٌ كقولك حول كَرِیتٌ أَی تامٌّ؛ قال: أَقمت بجُرْجَانَ حولًا دَكِیكا و حَنْظل مُدَكَّكٌ: یؤكل بتمر أَو غیره. و دَكَّكه: خلطه. یقال: دَكِّكُوا لنا. و تَدَاكَّ علیه القوم إذا ازدحموا علیه. و‌فی حدیث علیّ: ثم تَدَاكَكْتم علیَّ تَدَاكُكَ الإِبل الهِیم علی حیاضها‌أَی ازدحمتم، و أَصل الدَّكّ الكسر. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنا أَعلم الناس بشفاعة محمد یوم القیامة، قال فتَدَاكَّ الناس علیه.أَبو عمرو: دَكَّ الرجل جاریته إذا جهدها بإلقائه ثقله علیها إذا أَراد جماعها؛ و أَنشد الإِبادی: فقَدْتُكَ من بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّنی بصدرك، لا تُغْنی فَتِیلًا و لا تُعْلی؟

دلك؛ ج10، ص: 426

: دَلَكْتُ الشی‌ءَ بیدی أَدْلُكه دَلْكاً، قال ابن سیدة: دَلَكَ الشی‌ءَ یَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه و عَرَكه؛ قال: أَبِیتُ أَسْری، و تَبِیتی تَدْلُكی وَجْهكِ بالعَنْبَرِ و المِسْكِ الذَّكِی حذف النون من تَبِیتی كما تحذف الحركة للضرورة فی قول إمرئ القیس: فالیومَ أَشْرَبْ غیرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله، و لا وَاغِلِ و حذفها من تَدْلُكی أَیضاً لأَنه جعلها بدلًا من تَبِیتی أَو حالًا، فحذف النون كما حذفها من الأَول؛ و قد
لسان العرب، ج‌10، ص: 427
یجوز أَن یكون تَبِیتی فی موضع النصب بإِضمار أَن فی غیر الجواب كما جاء فی بیت الأَعشی: لنا هَضْبة لا ینزل الذُّلُّ وَسْطها، و یأْوِی إِلیها المُسْتَجِیرُ فیُعْصَبا وَ دَلَكْت السنبل حتی انفرك قِشره عن حَبِّه. و المَدْلُوك: المصقول. و دَلَكْتُ الثوب إذا مُصْتَه لتغسله. و دَلَكهُ الدهرُ: حَنَّكه و علَّمه. ابن الأَعرابی: الدُّلُك عقلاء الرجال، و هم الحُنُك. و رجل دَلِیك حَنِیك: قد مارس الأُمور و عَرَفها. و بعیر مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأَسفار و مرن علیها، و قد دَلَكَتْه الأَسفارُ؛ قال الراجز: علی عَلاواكِ علی مَدْلُوكِ، علی رَجِیعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ و تَدَلَّك بالشی‌ء: تَخَلَّق به. و الدَّلُوك: ما تُدُلِّك به من طیب و غیره. و تَدَلَّكَ الرجل أَی دَلَكَ جسده عند الاغتسال. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه كتب إلی خالد بن الولید: إنه بلغنی أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر و إنی أَظنكم، آل المُغیرة، ذَرْوَ النارِ؛ الدَّلُوك، بالفتح: اسم الدواء أَو الشی‌ء الذی یُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس و الأُشْنان و الأَشْیاء المطیبة، كالسَّحُور لما یُتَسَحَّر به، و الفَطُور لما یفطر علیه. و الدُّلاكةُ: ما حُلِب قبل الفِیقة الأُولی و قبل أَن تجتمع الفِیقة الثانیة. و فرس مَدْلُوك الحَجَبة: لیس لِحَجَبته إشراف فهی مَلْساء مستویة؛ و منه قول ابن الأَعرابی یصف فرساً: المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ. و یقال: فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستویاً. و الدَّلِیكُ: طعام یتخذ من الزُّبْدِ و اللبن شبه الثرید؛ قال الجوهری: و أَظنه الذی یقال له بالفارسیة جَنْكال خُسْت. و الدَّلِیكُ: التراب الذی تَسْفِیه الریاح. و دَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً: غربت، و قیل اصفرَّت و مالت للغروب. و فی التزیل العزیز: أَقِمِ الصَّلٰاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلیٰ غَسَقِ اللَّیْلِ. و قد دَلَكَتْ: زالت عن كَبِدِ السماء؛ قال: ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكِبِهِ فی حَوْمةٍ، دونها الهاماتُ و القَصَرُ و اسم ذلك الوقت الدَّلَكُ: قال الفراء: جابر عن ابن عباس فی دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ، قال: و رأَیت العرب یذهبون بالدُّلُوك إلی غیاب الشمس؛ قال الشاعر: هذا مُقامُ قَدَمَیْ رَباحِ، ذَبَّبَ حتی دَلَكَتْ بَراحِ یعنی الشمس.قال أَبو منصور: و قد روینا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها.و روی ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال: دُلُوك الشمس من زوالها إلی غروبها. و قال الزجاج: دُلُوك الشمس زوالها فی وقت الظهر، و ذلك میلها للغروب و هو دُلُوكها أَیضاً. یقال: قد دلَكَتْ بَراحِ و بِراحِ أی قد مالت للزوال حتی كاد الناظر یحتاج إذا تَبَصَّرها أَن یكسر الشُّعاع عن بصره براحته. و بَراحِ، مثل قطامِ: اسم للشمس. و‌روی عن نافع عن ابن عمر قال: دُلُوكها میلها بعد نصف النهار.و روی عن ابن الأَعرابی فی قوله دَلَكَتْ بِراحِ: استریح منها. قال الأَزهری: و القول عندی أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآیة جامعة للصلوات الخمس، و المعنی، و الله أَعلم، أَقِم الصلاة یا محمد أَی أَدِمْها
لسان العرب، ج‌10، ص: 428
من وقت زوال الشمس إلی غسق اللیل فیدخل فیها الأَولی و العصر، و صلاتا غَسَقِ اللیل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات، و الخامسة قوله: وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ، المعنی و أَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالی علی نبیه، صلی الله علیه و سلم، و علی أُمته؛ و إذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر فی هذه الآیة مقصوراً علی ثلاث صلوات، فإن قیل: ما معنی الدُّلوك فی كلام العرب؟ قیل: الدُّلوك الزوال و لذلك قیل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة، و قیل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها فی الحالتین زائلة. و فی نوادر الأَعراب: دَمَكَت الشمس و دَلَكَتْ و عَلَتْ و اعْتَلَتْ، كل هذا ارتفاعها. و قال الفراء فی قوله بِراحِ: جمع راحة و هی الكف، یقول یضع كفه علی عینیه ینظر هل غربت الشمس بعد؛ قال ابن بری: و یقوّی أَن دلوك الشمس غروبها قول ذی الرمة: مَصابیح لیست باللَّواتی یَقُودُها نجومٌ، و لا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ و تكرر ذكر الدُّلوك فی الحدیث، و أصله المَیْل. و الدَّلِیكُ: ثمر الورد یحمرُّ حتی یكون كالبُسْر و ینضج فیحلو فیؤكل، و له حَبّ فی داخله هو بِزْرهُ، قال: و سمعت أعرابیّاً من أَهل الیمن یقول: للوَرْدِ عندنا دَلیكٌ عجیب كأَنه البُسْر كبراً و حُمْرةً حلو لذیذ كأَنه رُطَب یَتَهادی. و الدَّلِیكُ: نبات، واحدته دَلِیكة. و دُلِكَت الأَرض: أُكلت. و رجل مَدْلوك: أُلِحَّ علیه فی المسألة؛ كلاهما عن ابن الأَعرابی. و دَلَك الرجلَ حقه: مَطَله. و دَلَك الرجلُ غریمَه أی ماطله.و سئل الحسن البصری: أَ یُدالِكُ الرجل امرأَته؟ فقال: نعم إذا كان مُلْفَجاً؛ قال أَبو عبید: قوله یدالك یعنی المَطْل بالمهر. و كل مماطِل، فهو مُدالِك. و قال الفراء: المُدالِك الذی لا یرفع نفسه عن دَنِیَّةٍ و هو مُدْلِك، و هم یفسرونه المَطُول؛ و أَنشد: فلا تَعْجَلْ علیَّ و لا تَبُصْنی، و دالِكْنی، فإنِّی ذو دَلال و قال بعضهم: المُدالكة المصابرة. و قال بعضهم: المُدالكة الإِلحاح فی التقاضی، و كذلك المُعارَكة. و الدُّلَكةُ: دوَیْبَّة، قال ابن درید: و لا أَحقها. و دَلُوك: موضع.

دلعك؛ ج10، ص: 428

‏: الدَّلْعَكُ، مثال الدَّلْعَس: الناقة الضخمة الغلیظة المسترخیة؛ الأَزهری: هی البَلْعك و الدَّلْعك الناقة الثقیلة.

دمك؛ ج10، ص: 428

: یقال للأَرنب السریعة العَدْوِ: دَمُوك، و قد دَمَكَتِ الأَرنب تدْمُكُ دُمُوكاً. و الدَّمْك: أَسرع ما یكون من عدوها. و بَكْرة دَمُوك: صلبة؛ قال: صَرَّافَة القَبِّ دَمُوكاً عاقِرا عاقر: لا مثل لها و لا شبه، و قیل: بَكْرة دَمُوك و دَمَكوك سریعة المَرّ، و كذلك كل شی‌ء شریع المر، و قیل: هی البكرة العظیمة یستقی بها علی السَّانیة. و فی التهذیب: الدَّمُوك أَعظم من البكرة یستقی بها علی السانیة، و جمع الدَّمُوك دُمُك. و دَمَك الشی‌ءَ یَدْمُكه دَمْكاً: طحنه. و رَحًی دَمُوك: سریعة الطحن، و ربما قالوا رَحًی دَمَكْمَك أَی شدیدة الطحن. و یقال: أَصابتهم دامِكة من دَوامك الدهر أَی داهیة. و الدَّامِكة: الداهیة. و شهر دَمِیك: تام كدَكیك؛ كلاهما عن كراع. و یقال: أَقمت عنده شهراً دَمِیكاً أَی شهراً تامّاً؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 429
قال كعب: دابَ شهرین ثم شَهْراً دَمیكا و المِدْماكُ: السافُ من البناء؛ أَنشد ثعلب: تَدُكّ مِدْماكَ الطَّوِیِّ قَدَمُهْ یعنی ما بنی علی رأس البئر. الأَصمعی: السافُ فی البناء كل صف من اللبنِ، و أَهل الحجاز یسمونه المِدْماك. و‌روی عن محمد بن عمیر قال: كان بناء الكعبة فی الجاهلیة مِدْماك حجارة و مِدْماك عیدان من سفینة انكسرت؛ و أَنشد الأَصمعی: ألا یا ناقِضَ المیثاق مِدْماكاً فمِدْماكا و‌فی حدیث إبراهیم و إِسمعیل، علیهما الصلاة و السلام: كانا یبنیان البیت فیرفعان كل یوم مِدْماكاً؛ قال: الصف من اللبنِ أَو الحجارة فی البناء عند أَهل الحجاز مِدماك، و عند أَهل العِراق سافٌ، و هو من الدَّمْك التوثیق، و المِدْماك خیط البَنَّاء و النجَّار أَیضاً. و قال شجاع: دَمَكَت الشمسُ فی الجَوِّ و دَلَكتْ إِذا ارتفعت. و الدَّمُوك: اسم فرس؛ و قال: أنا ابن عَمْرٍو، و هی الدَّمُوكُ، حَمْراء فی حارِكها سُمُوكُ، كأن فاها قَتَبٌ مَفْكُوكُ و دَمَك الشی‌ءُ یَدْمُك دُموكاً أی صار أَملس. و المِدْمَكُ: المِطْمَلةُ، و هو ما یوسع به الخبز. و ابن دُماكة: رجل من سودان العرب. و الدَّمَكْمَك من الرجال و الإِبل: القوی الشدید. قال ابن بری: و جمع الدَّمَكْمَكِ دَمامِك؛ أَنشد أَبو علیّ عن أَبی العباس: رأَیتُكِ لا تُغْنینَ عنِّی فَتْلَةً، إذا اخْتَلَفَتْ فیّ الهَراوی الدَّمامِكُ و ذكره الأَزهری فی الرباعی؛ قال ابن جنی: الكاف الأُولی من دَمَكْمَك زائدة، و ذلك أنها فاصلة بین العینین، و العینان متی اجتمعتا فی كلمة واحدة مفصولًا بینهما فلا یكون الحرف الفاصل بینهما إلا زائداً، نحو عَثَوْثَل و عَقَنْقَل و سُلالِم و خَفَیْدَد، و قد ثبت أَن العین الأُولی هی الزائدة، فثبت إذاً أَن المیم و الكاف الأُولیین هما الزائدتان، و أَن المیم و الكاف الأُخریین هما الأَصلان، فاعرف ذلك. أَبو عمرو: الدَّمیك الثلج. و یقال لزَوْرِ الناقة دامِك؛ قال الأَعشی: و زَوْراً تَری فی مِرْفَقَیْه تجانُفاً نبیلًا، كبیت الصَّیْدَنانِیِّ دامِكا أَبو زید: دَمَك الرجلُ فی مشیه إذا أَسرع، و دَمَكت الإِبل لیلتها.

دملك؛ ج10، ص: 429

: الدُّمْلوك: الحجر الأَملس المستدیر. و حجر مُدَمْلَك مُدَمْلَق، و قد تَدَمْلَكَ ثدیُها، و لا یقال تَدَمْلَقَ. و سهم مُدَمْلَك: و حجر مُدَمْلَك، كلاهما: مخَلَّق. و المُدَمْلَك: المفتول المعصوب. و تَدَمْلَك ثدی المرأَة: فَلَّك و نَهَد؛ و أَنشد: لم یَعْدُ ثَدْیاها عنَ انْ تَفَلَّكا مُسْتَنْكِرانِ المَسّ، قد تَدَمْلَكا و نصل مُدَمْلَك: أَملس مدور، و تقول منه: دَمْلَكْتُ الشی‌ء فتَدَمْلَك. و حافر مُدَمْلَك: مثل مُدَمْلق و مُدمْلَج. و الدُّمْلوك: الحجر المدور.

دنك؛ ج10، ص: 429

: الدَّوْنَكانِ علی لفظ التثنیة: موضع؛ قال تمیم بن أبیّ بن مقبل: یَكادانِ، بین الدوْنَكَیْنِ و أَلْوَةٍ، و ذاتِ القَتَاد السُّمْرِ، یَنْسَلخانِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 430
قال الأَزهری: لم أَجد فیه غیر الدَّوْنكِ و هو موضع ذكره ابن مقبل، و أَنشد البیت و روی القافیة … یعْتلِجان؛ قال و قال الحطیئة: أَدارَ سُلَیْمی بالدَّوانِیك فالعُرَف

دهك؛ ج10، ص: 430

: الدَّهكُ: الطحن و الدق؛ عن كراع، و قد رویت بالراء؛ و قول رؤبة: و إنْ أُنِیخَتْ رَهْبُ أَنْضاء عُرُكْ، رَدَّتْ رَجیعاً بین أَرْحاءٍ دُهُكْ قال ابن سیدة: هو عندی جمع دَهُوك، إما مَقولة و إما متوهمة، و أَرحاؤُها أَنیابها و أَسنانها، و دَهَك الشی‌ءَ یَدْهَكُه دَهْكاً إذا طحنه و كسره.

دهلك؛ ج10، ص: 430

: دَهْلَك: موضع، أَعجمی معرب. و الدَّهالِكُ: آكام سود معروفة؛ قال كثیِّر عَزة: كان عَدَوْلیًّا زُهاءَ حُمُولها، غَدَتْ تَرْتَمی الدَّهْنا بها و الدَّهالِكُ

دوك؛ ج10، ص: 430

: الدَّوْكُ: دق الشی‌ء و سحقه و طحنه كما یَدُوك البعیرُ الشی‌ء بكَلْكَلهِ. و داكَ الطِّیبَ و الشی‌ءَ یَدُوكه دَوْكاً و مَداكاً أَی سحقه. و المِدْوَكُ علی مِفْعَل: حجر یسحق به الطیب، و قیل: هو ما سحقت به. و المَداك: حجر یسحق علیه الطیب؛ قال سلامة بن جندل: یَرْقی الدَّسیعُ إلی هادٍ له تَلَعٌ فی جؤجُؤٍ، كمَداك الطیِّب مَخْضوب و قال حمید بن ثور: إذا أَنْتَ باكَرْتَ المَنیئة، باكَرَتْ مَداكاً لها من زعفران و إثْمدا و الدُّوك أیضاً: صلاءة الطیب؛ قال الأَعشی: و زَوْراً تَری فی مِرْفَقَیْهِ تَجانُفاً نبیلًا، كدُوكِ الصَّیْدَنانِیِّ، دامِكا و رواه ابن حبیب: كبیت الصیدنانیّ، و الصیدنانیّ الملِك، و دامِكاً مرتفعاً؛ و من جعل الصیدنانیّ العطَّار قال: كدُوك الصیدنانی، و معنی دامِك أَملس. و المَداك: الصَّلایةُ التی یُداك علیها الطیب دَوْكاً و هی صَلایة العطر. و‌فی حدیث خیبر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لأُعطینَّ الرایة غداً رجلًا یفتح الله علی یدیه، فبات الناس یَدُوكون تلك اللیلة فیمن یدفعها إلیه؛ قوله یَدُوكون أی یخوضون و یموجون و یختلفون فیه. و الدَّوْك: الاختلاط. وَقَعَ القوم فی دَوْكَةٍ و دُوكة و بُوح أَی وقعوا فی اختلاط من أَمرهم و خصومة و شر، و جمع الدَّوْكةِ دِوَك و دِیَك، و من قال دُوكة قال دُوك فی الجمع. و باتوا یَدوكون دَوْكاً إذا باتوا فی اختلاط و دَوَران. و تَداوَك القوم أَی تضایقوا فی حرب أَو شر. و داكَ الفرسُ الحِجْر: علاها. و داكَ الرجلُ المرأة یَدوكها دَوْكاً و باكَها بَوْكاً إذا جامعها؛ و أَنشد: فَداكَها دَوْكاً علی الصِّراطِ، لیس كدَوْكِ زوجها الوَطْواطِ و الدَّوْك: ضرب من محار البحر. و روی أَبو تراب عن أَبی الربیع البكراوی: دَاك القوم إذا مرضوا. و هو فی دُوكةٍ أَی مرض.

دیك؛ ج10، ص: 430

: الدِّیكُ: ذكر الدجاج معروف؛ و قوله: و زَقَّت الدِّیكُ بصوت زَقّا إنما أَنثه علی إرادة الدجاجة لأَن الدِّیكَ دجاجة أَیضاً، و الجمع القلیل أَدْیاك، و الكثیر دُیوك و دِیَكة. و أَرض مَداكَة و مَدِیكة: كثیرة الدِّیَكةِ. و الدِّیكُ من الفرس: العظم الشاخص خلف أُذنه و هو
لسان العرب، ج‌10، ص: 431
الخُشَشاء. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: الدِّیكُ عظم خلف الأُذن، و لم یخصصه بفرس و لا غیره. المؤرج: الدِّیكُ فی كلام أَهل الیمن الرجل المُشْفق الرؤوم، و منه سمی الدِّیكُ دِیكاً، قال: و الدِّیكُ الربیع فی كلامهم. و الدیك: الأَثافی، الواحد و الجمع سواء.

فصل الراء؛ ج10، ص: 431

ربك؛ ج10، ص: 431

: قالت غَنِیَّة الكلابیة أُم الحُمارس «3»: الربیكةُ الأَقط و التمر و السمن یعمل رخواً لیس كالحَیْس، و قالت الدبیریة: هو الدقیق و الأَقِطُ المطحون ثم یُلْبَكُ بالسمن المختلط بالرُّبّ، و قیل: هو الرُّبُّ و الأَقِطُ بالسمن، و ربما كانت تمراً و أَقِطاً، و قیل: هو الرُّبُّ یخلط بدقیق أَو سویق، و قیل: هو شی‌ء یطبخ من بُرّ و تمر، و قیل: هو تمر یعجن بسمن و أَقِطٍ فیؤكل؛ قال ابن السكیت: و ربما صب علیه ماء فشُرِب شرباً، و الرَّبِیك لغة فیه؛ قال أَبو الرهیم العنبری: فإن تَجْزَعْ، فغیرُ مَلُومِ فِعْلٍ، و إن تَصْبِرْ، فمن حُبُكِ الرَّبِیكِ و یضرب مثلًا للقوم یجتمعون من كلّ، یقال منه: رَبَكْتُه أَرْبُكه رَبْكاً خلطته فارْتَبَكَ أَی اختلط. و ارْتَبَك الرجلُ فی الأَمر أَی نشِب فیه و لم یَكَدْ یتخلص منه. و رَبَك الرَّبِیكةَ یَرْبُكُها رَبْكاً: عملها. و الرَّبْكُ: إصلاح الثرید. رَبَك الثرید یَرْبُكه رَبْكاً: أَصلحه و خلطه بغیره. و فی المثل: غَرثانُ فارْبُكُوا له؛ و أَصل هذا المثل أَن رجلًا قدم من سفر و هو جائع، و قد ولدت امرأَته غلاماً فبُشِّرَ به فقال: ما أَصنع به، آكله أَم أَشربه؟ فَفَطَنَتْ له امرأَته فقالت: غَرْثانُ فارْبُكوا له، فلما شَبع قال: كیف الطَّلا و أُمُّه؟ معنی المثل أَی أَنه غَرْثانُ جائع فسَوّوا له طعاماً یَهْجَأْ غَرَثُه، ثم بَشَّروه بالمولود. و الرَّبْك: أن تُلْقِیَ إنساناً فی وحل فَیَرْتَبِكَ فیه و لا یستطیع الخروج منه و ینشب فیه. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: تحیر فی الظلمات و ارْتَبكَ فی الهلكات؛ ارْتَبَكَ فی الأَمر إذا وقع فیه و نشب و لم یتخلص؛ و منه ارْتَبَك الصیدُ فی الحِبالة: اضطرب. و‌فی حدیث ابن مسعود: ارْتَبَكَ و اللهِ الشیخ؛ و قیل: كل خلط رَبْكٌ. و ارْتَبَكَ الأَمرُ: اختلط و الْتَبَكَ بمعنی واحد. و رجل رُبَك و رَبِیك: مختلط فی أَمره، كلاهما علی النسب، و ارْتَبَك فی كلامه: تَتَعْتَعَ، و رماه برَبِیكةٍ أَی بأَمر ارْتَبَك علیه. و رَبَك الرجلُ و ارْتَبَك إذا اختلط علیه أَمره. و رجل رَبِكٌ: ضعیف الحیلة. و‌فی الحدیث عن أَبی أُمامة فی صفة أهل الجنة: أَنهم یركبون المیَاثر علی النوق الرُّبْك علیها الحَشایا؛ قال شمر: الرُّبْك و الرُّمْك واحد، و المیم أعرف. و الأَرْمك و الأَرْبك من الإِبل، أَسود و هو فی ذلك مُشْرَبٌ كُدْرةً، و هو شدید سواد الأُذنین و الدُّفُوف، و ما عدا أُذنی الأَرْمَكِ و دُفوفه مُشْرَبٌ كدرةً.

رتك؛ ج10، ص: 431

: الأَصمعی: الراتِكةُ من النوق التی تمشی و كأن برجلیها قَیْداً و تضرب بیدیها. و رَتَكانُ البعیر: مقاربة خطوه فی رَمَلانِهِ، لا یقال إلا للبعیر. و قد رَتَك یَرْتُك رتْكاً و رَتَكاناً. و رَتَكَت الإِبل ترْتِك رَتْكاً و رَتَكاً و رَتَكاناً: و هی مشیة فیها اهتزاز، و قد یستعمل فی غیر الإِبل، و هی فی الإِبل أكثر. و رَتَكَ البعیرُ و أَرْتَكْتُه أَنا إرْتاكاً إذا حملته علی السیر السریع. و‌فی حدیث قَیْلة: یُرْتِكان بعیریهما‌أی یحملانهما علی السیر السریع. و یقال:
(3). قوله [الكلابیة أم الحمارس] كذا بالأَصل و شرح القاموس هنا، و فی متن القاموس: و أم الحمارس البكریة معروفة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 432
أَرْتَكْتُ الضحِكَ و أَرْتَأْتُه إِذا ضحِكتَ ضَحِكاً فی فُتور.

ردك؛ ج10، ص: 432

: غلام رَوْدَك: ناعم. و جاریة روْدَكةٌ و مُرَوْدَكة: حسناء، فی عُنْفَوانِ شبابهما، و شباب رَوْدَك؛ قال: جاریة شَبَّتْ شباباً رَوْدَكا، لم یَعْدُ ثَدْیا نحْرِها أَنْ فَلَّكا و قیل: المُرَوْدَكة من النساء الحسنة الخلق. و قال اللحیانی: خُلُق مُرَوْدَكٌ و خَلْق مُرَوْدَك كلاهما حسن. و رجل مُرَوْدَك و امرأَة مُرَوْدَكة أَی حسنة. قال الأَزهری: و مَرَوْدَك إن جعلت المیم أصلیة فهو فَعَوْلَل، و إن كانت المیم غیر أَصلیة فإنی لا أعرف له فی كلام العرب نظیراً، قال: و قد جاء مَرْدَك فی الأَسماء و ما أَراه عربیّاً صحیحاً. و عَوْد مُرَوْدِك: كثیر اللحم ثقیل، و قیل: مُرَوْدَك، بفتح الدال، و قال كراع و ابن الأَعرابی: إنما هو مَرَوْدَك، بفتح المیم و الدال جمیعاً، و إذا كان كذلك كان رباعیّاً.

رشك؛ ج10، ص: 432

: الرِّشك: اسم رجل كان عالماً بالحساب، و فی التهذیب: اسم رجل كان یقال له یَزِید الرِّشْك، و كان أَحسب أَهل زمانه و كان الحسن البصری إذا سئل عن حساب فریضة قال: علینا بیان السِّهام، و علی یَزِید الرِّشْك الحساب، قال الأَزهری: ما أدری الرِّشْكَ عربیاً و أَراه لقباً، قال: و لا أَصل له فی العربیة عَلِمته.

رضك؛ ج10، ص: 432

: أَرْضَك عینیه: غَمَّضهما و فتحهما؛ قال الفرزدق: كما مِنْ دِراكٍ فاعلمنَّ لنادمٍ، و أَرْضَكَ عَیْنَیْهِ الحمارُ وَ صَفَّقا

ركك؛ ج10، ص: 432

: الرَّكِیكُ و الرُّكاكةُ و الأَرَكّ من الرجال: الفَسْل الضعیف فی عقله و رأْیه، و قیل: الرَّكِیكُ الضعیف فلم یقید، و قیل: الذی لا یَغار و لا یَهابُه أهلُه، و كله من الضعف. و امرأَة رُكاكةً و ركِیكة، و جمعها ركاك، و قد رَكّ یَرِكّ رَكاكةً. و اسْتَرَكَّه: استضعفه. و رَكَّ عقلُه و رأیُه و ارْتَكَّ: نقص و ضعف. و المُرْتَكّ: الذی تَراه بلیغاً وحده، فإذا وقع فی خصومة عَیِیَ، و قد ارْتَكّ. و سكران مُرْتَكّ إذا لم یبین كلامه. و الرَّكْرَكةُ: الضعف فی كل شی‌ء. و رَكّ الشی‌ءُ أَی رقّ و ضعف؛ و منه قولهم: اقطعْه من حیث رَكّ، و العامة تقول: من حیث رَقّ؛ و ثوب رَكِیكُ النسج. و یقال: رَكّ الرجل المرأَة یرُكّها و بَكّها بَكّاً و دَكّها دَكّاً إذا جهدها فی الجماع؛ قالت خِرْنِق بنت عَبْعَبَة تهجو عبد عمرو بن بشر: ألا ثكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ عَمْرٍو، أَبا الخزیاتِ، آخَیْتَ المُلوكا هُمُ رَكُّوكَ للورِكَیْنِ رَكّاً، و لو سَأَلوك أَعطیتَ البُرُوكا أَبو زید: رجل ركیك و رُكاكة إذا كان النساء یستضعفنهُ فلا یَهَبْنَه و لا یَغار علیهن، و اسْتَرْكَكْتُه إذا استضعفته؛ قال القطامی یصف أَحوال الناس: تَرَاهم یَغْمِزُون من اسْتَرَكّوا، و یَجْتَنبون مَنْ صَدَقَ المِصاعا و‌فی الحدیث: أَنه لعن الرُّكاكةَ، و هو الدَّیّوث الذی لا یغَار علی أَهله، سماه رُكاكةً علی المبالغة فی وصفه بالرَّكاكة و هو الضعف. و‌فی الحدیث: إن الله یبغض السلطان الرُّكاكةَ‌أَی الضعیف. و‌ورد:
لسان العرب، ج‌10، ص: 433
إنه یبغض الولاةَ الرَّكَكَة؛ هو جمع رَكِیكٍ مثل ضَعِیف و ضَعَفة. و الرِّكُّ و الرَّكُّ: المطر القلیل، و فی التهذیب: مطر ضعیف، و قیل: هو فوق الرَّشِّ. و قال ابن الأَعرابی: أَول المطر الرَّشّ ثم الطَّشّ ثم البَغْش ثم الرِّك، بالكسر، و الجمع أَرْكاك و رِكاك؛ و جمعه الشاعر رَكائك فقال: توَضَّحْنَ فی قَرْنِ الغَزالةِ، بعد ما تَرَشَّفْن ذَرَّاتِ الذِّهاب الرَّكائِكِ و الرَّكِیكةُ من المطر: كالرَّكّ. و قد أَرَكَّت السماء أَی جاءت بالركّ؛ و رَكَّكَت السحابة، و أَرض مُرَكٌّ علیها و رَكیكة. ابن الأَعرابی. قیل لأَعرابی ما مَطَرَة أرضِك؟ فقال: مركِّكَةٌ فیها ضروس و ثَرْد یَذُرُّ بَقْلُه و لا یُقَرِّحُ، قال: و الثَّرْدُ المطر الضعیف. اللیث: الرَّكاكةُ مصدر الرَّكیكِ و هو القلیل. اللحیانی: أَرَكّت الأَرض تُرِكّ فهی مُرِكَّة و أُرِكَّتْ، علی ما لم یسم فاعله، فهی مُرَكَّة إذا أَصابها الرِّكاكُ من الأَمطار. ابن شمیل: الرِّكّ المكان المضْعُوف الذی لم یمطر إلا قلیلًا. یقال: أَرض رِكّ لم یصبها مطر إلا ضعیف. و مطر رِكّ: قلیل ضعیف. و أَرض مُرَكَّكة و رَكِیكة: أَصابها رِكّ و ما بها مرتع إلا قلیل. قال شمر: و كل شی‌ء قلیل دقیق من ماء و نبت و علم، فهو رَكیك. و‌فی الحدیث: أَن المسلمین أَصابهم یوم حُنین رِكّ من مطر؛ هو، بالكسر و الفتح، المطر الضعیف. و رجل رَكیك العلم: قلیله. و رَكیك العقل: قلیله؛ و قوله أنشده ابن الأَعرابی: و قد جَعَل الرِّكُّ الضعیفُ یُسِیلنی إِلیك، و یُشْریكَ القلیلُ فتَغْلَقُ معناه: أَنه إذا أَتاك عنی شی‌ء قلیل غضبت، و أَنا كذلك، فمتی نتفق؟ و رَكَّ الأَمرَ یَرُكُّه رَكّاً: رد بعضه علی بعض. و رَكَكْتُ الشی‌ء بعضَه علی بعضٍ إذا طرحته؛ و منه قول رؤبة: فنَجِّنا من حَبْس حاجاتٍ و رَكّ، فالذُّخْرُ منها عندنا، و الأَجْرُ لَكْ و الرَّكْراكةُ: المرأَة الكبیرة العجز و الفخذین. و قولهم فی المثل: شحمةُ الرُّكَّی، علی فُعْلی، و هو الذی یذوب سریعاً، یضرب لمن لا یُعِینُك فی الحاجات. و سقاء مَرْكوك: قد عُولِج و أُصْلِح. و الرَّكَّاءُ: الصیحة التی تُجیبك من الجبل كأَنها تردّ علیك صوتك و تحاكی ما به نطقتَ. و الرَّكّ: إلزامُك الإِنسانَ الشی‌ء، تقول: رَكَكْتُ الحق فی عنقه، و رَكَّ هذا الأَمرَ فی عنقه یَرُكُّه رَكّاً. و رَكَّ الأَغلالَ فی أَعناقهم: أَلزمها إیاها. و رَكَّت الأَغلالُ فی أعناقهم. و رَكَكْت الغُلَّ فی عنقه أَرُكُّه رَكّاً إذا غللت یده إلی عنقه. و رَكَكْتُ الذَّنْب فی عنقه إذا أَلزمته إیاها. و رَكّ الشی‌ءَ بیده، فهو مَرْكوك و رَكِیكٌ: غمزه لیعرف حجمه. و مر یَرْتَكُّ أَی یَرْتَجُّ، و زعم یعقوب أَنه بدل. ابن الأَعرابی: ائتَزَرَ فلان إزْرَة عَكَّ وَكَّ، و هو أَن یسبل طرفی إزاره؛ و أَنشد: إن زُرْتَه تجده عَكَّ وَكَّا مِشْیَتُه فی الدار هاكَ رَكّا قال: هاكَ رَكّ حكایة لتبختره؛ و فی روایة: إزْرَته تجده عَكّ وَكّا قال: و كذا أَنشده الجوهری فی ترجمة عكك؛ و هذا الرجز ذكره ابن بری فی أَمالیه: إن زُرْتَهُ تجده عَكَّ بَكّا
لسان العرب، ج‌10، ص: 434
و روی فیه: إن زرته … أَیضاً، و قال: العَكُّ الصلب و البَك دق العنق. و رَكَكٌ: ماء؛ و زعم الأَصمعی أَنه رَكّ و أَن زهیراً لم تستقم له القافیة بِرَكٍ فقال رَكَك حین قال: ثم اسْتَمرُّوا و قالوا: إنَّ مَوْعِدَكُم ماءٌ بشَرْقِیِّ سَلْمی، فَیْدُ أَو رَكَكُ فأَظهر التضعیف ضرورة. و قال مرة: سأَلت أَعرابیّاً عن رَكَكٍ من قوله فَیْدُ أَو رَكَكُ فقال: بلی قد كان هنالك ماء یقال له رَكّ. ابن الأَعرابی. كَرْكَرَ إذا انهزم، و رَكْرَكَ إذا جبن، و الله أَعلم.

رمك؛ ج10، ص: 434

: الرَّمَكَة: الفرس و البِرْذَوْنةُ التی تتخذ للنسل، معرب، و الجمع رَمَكٌ، و أَرْماك جمع الجمع. الجوهری: الرَّمَكة الأُنثی من البراذین، و الجمع رِماك و رَمَكات و أَرْماك، عن الفراء، مثل ثِمار و أَثمار، و أَما قول رؤبة: لا تَعْدِلِینِی بالرُّذالاتِ الحَمَكْ، و لا شَظٍ فَدْمٍ و لا عَبْد فَلِكْ، یَرْبِض فی الروث كبِرْذَوْن الرَّمَكْ فإِن أَبا عمرو قال: الرَّمَك فی بیت رؤبة أَصله بالفارسیة رَمَهْ، قال: و قول الناس رَمَكَة خطأ. أَبو زید: رَمَكَ الرجل إِذا أَوْطَنَ البلد فلم یبرح، و رَمَكْتُ فی المكان و أَرْمَكْتُ غیری. ابن الأَعرابی: رَمَكَ و دَمَك بالمكان و مَكد إِذا أَقام فیه. ابن سیدة: الرَّامِكُ، بكسر المیم، المقیم فی المكان لا یبرح، مجهوداً كان أَو غیر مجهود، و خص به بعضهم المجهود، رَمَك بالمكان یَرْمُك رُموكاً: أَقام به، و أَرْمكه غیره. و رَمَكَت الإِبل تَرْمُكُ رُموكاً: حبست علی الماء و اخْتُلِیَ لها فعلفت علیه، و أَرْمَكها راعیها. و رَمَك فی الطعام یَرْمُكُ رُموكاً و رَجَن فیه یَرْجُن رُجوناً إِذا لم یَعَفْ منه شیئاً. و الرَّامِكُ، بالكسر: الذی یسمیه الناس الرامَك و هو شی‌ء یصیر فی الطیب. ابن سیدة: و الرامِكُ و الرامَكُ، و الكسر أَعلی، شی‌ء أَسود كالقار یخلط بالمسك فیجعل سُكًّا، قال: إِن لك الفَضْلَ علی صُحْبتی، و المِسْك قد یسْتَصْحبُ الرَّامِكا غیره: الرامِكُ تَتَضیَّق به المرأَة. و الرُّمْكة: لون الرماد و هی وُرْقة فی سواد، و قیل: الرُّمْكة دون الوُرْقة، و قیل: الرُّمْكة فی أَلوان الإِبل حمرة یخلِطها سواد، عن كراع. الأَصمعی: إِذا اشتدت كُمْتَةُ البعیر حتی یدخلها سواد فتلك الرُّمْكة، و كل لون یخالط غُبرته سواد، فهو أَرْمَك، قال الشاعر: و الخیل تَجْتابُ الغُبار الأَرْمَكا و قد ارْمَكَّ البعیرُ ارْمِكاكاً و هو أَرْمَكُ، و ربما استعیر ذلك للمرأَة. قال ثعلب: قیل لامرأَة أَیُّ النساءِ أَحب إِلیك؟ قالت: بیضاء وَسِیمة أَو رَمْكاء جَسِیمة، هؤلاء أُمهات الرجال. الجوهری: و الرُّمْكة من أَلوان الإِبل، یقال: جمل أَرْمَكُ و ناقة رَمْكاءُ. و‌فی حدیث جابر: و أَنا علی جمل أَرْمَكَ، هو الذی فی لونه كُدُورةُ. و‌فی الحدیث: اسم الأَرض العلیاء الرَّمْكاءُ، قال ابن الأَثیر: هو تأْنیث الأَرْمَكِ، قال: و منه الرَّامِكُ و هو شی‌ء أَسود یخلط بالطیب، و قول الشاعر: یَجُرُّ مِن عَفَائه حَبِیَّا، جَرَّ الأَسِیفِ الرُّمُكَ المَرْعِیَّا كذا رواه أَبو حنیفة، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هو إِلا أَن یكون جرّ الأَسیفِ الرَّمَك، فأَما
لسان العرب، ج‌10، ص: 435
إِذا قال الرُّمُكَ بضمتین فإِنه لا یقول إِلا المرعیة لأَن الرُّمُك بضمتین جمع مكَسر. ابن الأَعرابی: قال حنیف الحَناتم، و كان من آبَلِ العرب: الرَّمْكاءُ من النوق بُهْیَا، و الحَمْراء صُبْری، و الخَوَّارة غُزْرَی، و الصَّهْباء سُرْعَی، یعنی أَنها أَبْهَی و أَصْبر و أَغْزر و أَسْرع. و الأَرْمَكُ من الإِبل: أَسود و هو فی ذلك مُشْرَبٌ كُدْرة، و هو شدید سواد الأُذنین و الدُّفوف، و ما عدا أُذنی الأَرْمَك و دُفُوفه مشرب كدرة. و الرَّمَكان و الیَرْمُوك: موضعان. الجوهری: یَرْمُوك موضع بناحیة الشام، و منه یوم الیَرْمُوك كانت به وقعة عظیمة بین المسلمین و الروم فی زمن عمر بن الخطاب.

رنك؛ ج10، ص: 435

: الرَّانِكِیَّةُ: نسبة إِلی الرَّانِكِ، «4» و قال الأَزهری: لا أَعرف الرَّانِكَ.

رهك؛ ج10، ص: 435

: رَهَكه یَرْهَكه رَهْكاً: جَشَّهُ بین حجرین. و الرَّهْكة: الضعف. یقال: أَری فیه رَهْكةً أَی ضعفاً. و رجل رُهَكَةٌ و رَهَكَةٌ: ضعیف لا خیر فیه. و ناقة رَهَكة: ضعیفة لیست بنجیبة. و الارْتِهَاكُ: استرخاء المفاصل فی المشی؛ قال: حُیِّیتِ من هِرْكَوْلة ضِنَاكِ، قامت تَهُزّ المشی فی ارْتِهاكِ الارْتِهاك: الضعف فی المشی؛ و فلان یَرْتَهك فی مشیته و یمشی فی ارْتِهَاكٍ. و الرَّهْوَكةُ: كالارْتِهاكِ. و التَّرَهْوُك: مشیُ الذی كأنه یموج فی مشیته، و قد ترَهْوَك. و یقال: مرَّ الرجل یَتَرَهْوَكُ كأنه یموج فی مشیته، و‌فی حدیث المتشاحنین: ارْهَكْ هذین حتی یصطلحا أی كَلِّفْهما و أَلزِمْهما، من رَهَكْتُ الدابة إذا حملت علیها فی السیر و جهدتها. و فی النوادر: أَرض رَهَكَة و هَیْلَة و هیْلاء و هارَةٌ و هَوْرةٌ و هَمِرَة و هَكَّة إذا كانت لینةً خَبَاراً.

ریك؛ ج10، ص: 435

: الرِّیَكَتَانِ من الفرس: زَنَمتان خارجة أَطرافهما عن طرف الكَتَد، و أُصولهما مثبتة فی أَعلی الكَتَد، كل واحدة منهما رِیَكَة، حكی عن كراع وحده.

فصل الزای؛ ج10، ص: 435

زحك؛ ج10، ص: 435

: ابن سیدة: زَحَك زَحْكاً كزَحَف؛ عن كراع. قال الأَزهری: زَحَك فلان عنی و زَحَل إذا تَنَحَّی؛ قال رؤبة: كأَنَّه، إذْ عادَ فیها و زَحَك، حُمَّی قَطِیفِ الخطّ، أَو حُمَّی فَدَكْ كأنه یعنی الهَمَّ إذ عاد إلیّ أَو زَحَكَ أَی تنحی عنی. و زَحَك بالمكان: أَقام؛ عن ابن الأَعرابی. و الزَّحْك: الدنو. و تَزَاحَكَ القومُ: تدانَوْا، و قیل تباعدوا، كأَنه ضد. و أَزْحَفَ الرجل و أَزْحَكَ إذا أعیت دابته. الجوهری: زَحَك بعیره أی أَعیا؛ و منه قول كثیر: و هل تَرَیَنِّی بعد أَن تُنْزَعَ البُرَی، و قد أُبْنَ أَنْضَاءً، و هُنَّ زَوَاحِكُ؟ و قوله أیضاً: فَأُبْنَ، و ما منهنّ من ذاتِ نَجْدةٍ، و لو بَلَغَتْ إلّا تُرَی و هی زَاحِكُ

زحلك؛ ج10، ص: 435

: الزُّحْلُوكة: المَزَلَّةُ كالزُحْلُوقة. و التَّزَحْلُك: كالتَّزَحْلُقِ، و هی الزَّحَالیكُ، و الزَّحالیقُ و الزَّحَالیف و الزَّحالیل واحدة.

زحمك؛ ج10، ص: 435

: الزُّحْمُوك: الكَشُوثَا، و جمعه زَحامِیك.
(4). 1 قوله" نسبة إلی الرانك" كصاحب: حی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 436‌

زرنك؛ ج10، ص: 436

: الزُّرْنُوك: الخشبة التی یقبض علیها الطاحن إذا أَدار الرَّحی؛ و أَنشد: و كأَنّ رُمْحَكَ، إذ طعنتَ به العِدَی، زُرْنُوكُ خادِمةٍ تَسوُق حِمارا

زعك؛ ج10، ص: 436

: الأَزْعَكِیّ: القصیر اللئیم؛ قال ذو الرمة: علی كل كَهْلٍ أَزْعَكِیّ و یافعٍ، من اللُّؤْمِ، سرْبالٌ جدیدُ البَنَائق و قیل: هو المُسِنّ، و قیل: هو الضاوی. و رجل زُعْكُوك: قصیر مجتمع الخلق. و الزُّعْكوك من الإِبل: السَّمین، و الجمع زَعَاكِیك؛ قال الشاعر: زَعَاكِیك، لا إنْ یَعْجَلُون لصَنْعةٍ، إذا عَلِقَتْهم بالقُنِیّ الحَبائلُ و زَعَاكك أَیضاً؛ و أَنشد القَنَانیُّ: تسْتَنّ أَولادٌ لها زَعاكِكُ

زكك؛ ج10، ص: 436

: المَشْیُ الزَّكِیكُ: المُقَرْمَطُ. زَكَّ الرجل یَزُكّ «1» زَكًّا و زَكَكاً و زَكِیكاً: مرَّ یقارب خطوه من ضعف، و كذلك الفرخ؛ قال عمر بن لَجإ: فهو یَزُكّ دائم التَّزَغُّمِ، مثل زَكِیكِ الناهض المُحَمِّم و التَّزَغُّم: التغضب. و زَكْزَك: كَزكَّ، و قیل: الزَّكْزَكة أَن یقارب الرجل خطوه مع تحریك الجسد. أَبو عمرو: الزَّكیكُ مشی الفراخ. و الزَّوْكُ: مشی الغراب. الأَصمعی: الزَّكِیكُ أَن یقارب الخطو و یسرع الرفع و الوضع. و یقال: زَكَّت الدُّرَّاجَةُ كما یقال زافَت الحمامةُ. أَبو زید: زَكْزَكَ زَكْزَكة و زَوْزَی زَوْزَاةً و وزْوَزَ وَزْوَزَةً و زَاك یَزُوك زَیْكاً كله مشی متقارب الخطو مع حركة الجسد. و زُكُّ الفاختة: فرخُها. و الزَّكّ: المهزول؛ قال منظور بن مَرْثَدٍ الأَسدی: یا حَبَّذَا جاریةٌ من عَكِّ تُعَقِّد المِرْط علی مِدَكِّ مثلِ كثِیب الرمل غیر زَكِّ، كأَن بین فَكِّها و الفَكّ فَأْرة مِسْكٍ ذبحت فی سُكّ ابن الأَعرابی: زُكَّ إذا هَرِم، و زُكَّ إذا ضعف من مرض. و یقال: أَخذ فلان زِكَّتَهُ أَی سِلاحه، و قد تزَكَّكَ تَزَكُّكاً إذا أَخذ عُدَّتَهُ. و فی النوادر: رجل مُضِدّ و مُزِكّ و مُغِدّ أی غضبان. و فلان مِزَكّ و زَاكّ و مِشَكّ، و هو فی زِكَّتِهِ و شِكَّتِهِ أی فی سِلاحه. و رجل زُكَازِكٌ أی دَمِیم قلیل.

زمك؛ ج10، ص: 436

: الزَّمَكُ: إدخال الشی‌ء بعضه فی بعض. و الزِّمِكَّی و الزِّمِجَّی: أَصل ذَنَب الطائر، و قیل: هو منبته، و قیل: هو ذنبه كله، یمدّ و یقصر. و قال اللیث: سمی الذَّنَبُ نفسه إذا قُصّ زِمِكّی. و الزَّمَكَةُ: السریع الغضب. و قد ازْمَأَكّ فلان یَزْمَئِكّ إذا اشتدَّ غضبه، و قیل: المُزمَئِكّ الغضبانُ كان سریع الغضب أَو بَطیئه. و ازْمَأَكّ الشی‌ء: لغة فی اصْمَأَكّ. ابن الأَعرابی: زَمَكْتُ القرْبة و زَمَجْتها إذا ملأْتها.

زنك؛ ج10، ص: 436

: الزَّنَكتانِ من الكَتَد: زَنَمَتَانِ خارجتا الأَطراف عن طرفها، و أَصلاهما ثابتان فی أَعلی الكَتَد و هما زائدتاها. و الزَّوَنَّكُ من الرجال: القصیر اللحیم الحَیَّاك فی مِشْیَته. و قال ابن الأَعرابی: هو المختال فی مِشْیته الرافع نفسه فوق قدرها، الناظر فی عِطْفَیْه الرائی أن عنده خیراً و لیس عنده ذلك؛ و أَنشد:
(1). قوله [زك الرجل یزك] كذا بضبط الأَصل بضم عین المضارع، و فی القاموس مضبوط بكسرها علی القیاس فی اللازم المضاعف.
لسان العرب، ج‌10، ص: 437
تَرْكَ النساءَ العاجِزَ الزَّوَنَّكا و رجل زَوَنَّكٌ إذا كان غلیظاً إلی القِصَر ما هو؛ قال منظور الدُّبَیْری: و بعلُها زَوَنَّك زَوَنْزَی، یَخْضِفُ، إِن فُزِّعَ، بالضَّبَغْطَی و یروی: بَلْ زَوْجُها … و یروی: … زَوَنْزَكٌ … و … زَوَنَّك …، و یروی: … زَوَنْكی و … زَوَنْزَی، و‌یَخْضِفُ … و‌یَفْرَقُ …، و یروی: … بالضَّبَغْطَی أَیضاً، بالغین و العین، كلٌّ یروی فی هذا البیت باختلاف هذه الأَلفاظ علی اختلاف الروایات. ابن الأَعرابی: الزَّوَنْزُی ذو الأُبَّهَةِ و الكِبْر. الجوهری: و الزَّوَنَّكُ القصیر الدمیم، و ربما قالوا الزَّوَنْزَكُ؛ قالت امرأَة ترثی زوجها: و لَسْتَ بوَكْوَاكٍ و لا بزَوَنَّكٍ، مَكَانَكَ حتی یَبْعَثَ الخلقَ باعثُهْ و یروی: … و لا بزوَنْزَكٍ. ابن بری: قال الزُّبَیْدِی زَوَنَّك وزنه فَعَنَّلٌ، و صرَّف له یعقوب فعلًا فقال: زَاكَ یَزُوك زَوْكاً و زَوَكَاناً، قال: و حكی ابن السكیت الزَّوْك مشیة الغراب؛ قال حسان بن ثابت: أَجْمَعْتُ أَنك أنت ألأَمُ من مَشَی فی فُحْشِ زانیةٍ، و زَوْكِ غُرابِ و منه زَوَنَّكٌ و هو القصیر؛ قال ابن بری: و وزنه عنده فَعَنَّلٌ؛ قال الزبیدی: لأَنه جعله من زاك یزوك إذا قارب خَطْوَه و حَرَّك جسدَه، قال: فعلی هذا كان ینبغی أن یذكره الجوهری فی فصل زوك لا فصل زنك، قال: و لا یجوز أن یكون وزنه فعَلَّلًا لأَنه لا یكون الواو أَصلًا فی بنات الأَربعة فلم یبق إلا فَعَنَّلٌ، و یقوّی قول الجوهری إنه من زنك قولهم زَوَنْزَكٌ لغة أخری علی فَوَعْلَلٍ مثل كَوَألَلٍ، فالنون علی هذا أَصل و الواو زائدة، فوزن زَوَنَّك علی هذا فوعَّلٌ، و یقوّی قول ابن السكیت قولهم زَوَنْكَی لغة ثالثة، و وزنها فَعَنْلی، و قال أَبو علی: زَوَنَّك فَوَنْعَل، الواو زائدة لأَنها لا تكون زائدة فی بنات الأَربعة، قال: و أَما الزَّوَنْزَكُ فهو فَوَنْعَلٌ أَیضاً، و هو من باب كوكَبٍ، قال: و قال ابن جنی سألت أبا علیّ عن زَوَنَّكٍ فاستقرّ الأَمر فیما بیننا جمیعاً أن الواو فیه زائدة، و وزنه فَوَعَّلٌ لا فَوَنْعَل، قلت له: فإن أَبا زید قد ذكر عقیب هذا الحرف من كتابه الغرائب زَاكَ یزُوكُ زَوْكاً و هذا یدل علی أن الواو أَصلیة، فقال: هذا تفسیر المعنی من غیر اللفظ، و النون مضاعفة حشو فلا تكون زائدة، فقلت: قد حكی ثعلب شِنْقَمّ، و قال: هو من شَقَم، فقال هذا ضعیف، قال: و هذا أیضاً یقوّی قول الجوهری إن الزَّوَنَّكَ من فصل زَنَكَ، و أما الزَّوَنْزك فقد تقدم قول أبی علیّ فیه إن وزنه فَوَنْعَلٌ، و هو من باب كَوْكَبٍ، فیكون علی هذا اشتقاقه من ززك علی حدّ ككب. و قال ابن جنی: زَوَنْزَك فَوَنْعَلٌ، و لا یجوز أن تجعل الواو أصلًا و الزای مكررة لأَنه یصیر فَعَنْفَلًا، و هذا ما لیس له نظیر، و أیضاً فإنه من باب ددن مما تضاعفت الفاء و العین من مكان واحد فثبت أنه فَوَنْعَل و النون زائدة لأَنها ثالثة ساكنة فیما زاد عدّته علی أربعة كَشَرنْبَثٍ و حَرَنْفشٍ، و الواو زائدة لأَنها لا تكون أصلًا فی بنات الأَربعة، فعلی قوله و قول أبی علی ینبغی أن یذكره الجوهری فی فصل ززك.

زهك؛ ج10، ص: 437

: الزَّهْكُ مثل السَّهْك: و هو الجَشُّ بین حجرین. و زَهَكَتْه الریحُ تَزْهَكُه: كَسَهكَتْه، و السین أَعلی.
لسان العرب، ج‌10، ص: 438‌

زوك؛ ج10، ص: 438

: الزَّوْكُ: مشی الغراب، و هو الخَطْوُ المتقارب فی تحرّك جسد الإِنسان الماشی. و زَاكَ فی مشْیتِه یَزُوكُ زَوْكاً و زَوَكاناً: حَرَّكَ مَنكِبَیْهِ و أَلْیَتَیْه و فَرّج بین رجلیه؛ قال: أَجْمَعْتُ أنك أنت أَلأَمُ من مَشَی فی زَوْكِ فاسیة، و زَهْوِ غُرابِ و زَاكَ یَزُوكُ زَوْكاً و زَوَكاناً: تبختر و اختال، و هو الزَّوَنَّكُ. و الزَّوْكُ: مِشْیَةٌ فی تقارب و فَحَجٍ؛ و أَنشد: رأیتُ رجالًا حین یَمْشُونَ فحَّجُوا و زَاكُوا، و ما كانوا یَزُوكُونَ من قبلُ و قد تقدم ما ذكره ابن بری و غیره من قول ابن السكیت و غیره فی الزّوْك فی زنك فلا حاجة لإِعادته. و الزَّوَنَّكُ: القصیر لأَنه یَزُوكُ فی مِشْیته، و قیل: إنه رباعیّ. قال ابن جنی: زَاكَ یَزُوكُ یدل علی أَنه فَعَنَّلٌ. قال الفراء: رأَیتها مُوزكة و قد أَوْزَكَتْ و هو مشی قبیح من مشی القصیرة؛ و أَنشد المنذری لأَبی حرام: تَزَاوَكَ مُضْطَبِئ آرِمٌ، إذا ائْتَبَّه الإِدُّ لا یَفْطَؤُهْ ابن السكیت: التَّزاوُكُ الاستحیاء، و المُضْطَبئ المستَحِی، آرم: مُواصِل، ائتبه: تهیأ له، لا یفطؤه: لا یَقْهَرُه.

زوزك؛ ج10، ص: 438

: زَوْزَكَتِ المرأةُ: حرَّكت أَلْیتَیها و جنبیها إذا مشت. و الزَّوْزَكُ: القصیر الحَیَّاك فی مِشْیَتِه؛ قال: و زوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَی قال ابن جنی: هو فَوَنْعَل.

زیك؛ ج10، ص: 438

: زاك یَزِیكُ زَیْكاً: تبختر و اختال.

فصل السین المهملة؛ ج10، ص: 438

سبك؛ ج10، ص: 438

: سَبَك الذهبَ و الفضة و نحوه من الذائب یسبُكهُ و یسبِكُه سَبْكاً و سَبَّكه: ذَوَّبه و أفرغه فی قالبٍ. و السَّبِیكَةُ: القِطْعة المُذوَّبة منه، و قد انسبَكَ. اللیث: السَّبْكُ تَسْبِیكُ السَّبیكَةِ من الذهب و الفضة یُذابُ و یُفْرَغُ فی مَسْبَكة من حدید كأَنها شِقُّ قَصَبَة، و الجمع السَّبائِكُ. و‌فی حدیث ابن عمر: لو شِئْتُ لمَلأْت الرِّحابَ صَلائق و سبَائك‌أی ما سُبِكَ من الدّقیق و نُخِلَ فأُخذ خالصه یعنی الحُوَّاری، و كانوا یسمون الرُّقاقَ السَّبائك.

سحك؛ ج10، ص: 438

: المُسْحَنْكِكُ من كل شی‌ء: الشدید السواد، قال سیبویه: لا یستعمل إلا مزیداً، و‌فی حدیث خزیمة و العِضاه مُسْحَنْكِكاً.و اسْحَنْكك اللیلُ إذا اشتدت ظلمته، و‌یروی مُسْتَحْنِكاً‌أی مُنْقَلِعاً من أَصله. و شعَر مُسْحَنْكِك أَی شدید السواد. و شعر سُحْكوك: أسود؛ قال ابن سیدة: و أَری هذا اللفظ علی هذا البناء لم یستعمل إلا فی الشعر؛ قال: تَضْحَكُ منی شَیْخةٌ ضَحُوكُ و اسْتَنْوَكَتْ، و للشَّبابِ نُوكُ، و قد یَشِیبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ قال ابن الأَعرابی: أسودُ سُحْكوك و حُلْكوكٌ. قال الأَزهری: و مُسْحَنْكِك مُفْعَنْلِلٌ من سَحَك. و اسْحَنْكَك اللیلُ أَی أَظلم. و‌فی حدیث المُحْرَقِ: إذا مت فاسْحَكونی أَو قال اسْحَقونی؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة و هما بمعنی، و‌قال بعضهم: اسْهَكونی‌بالهاء، و هو بمعناه؛ الأَزهری: أَصل هذا الحرف ثلاثی صار خماسیّاً بزیادة نون و كاف، و كذلك ما أشبهه من الأَفعال.
لسان العرب، ج‌10، ص: 439‌

سدك؛ ج10، ص: 439

: سَدِكَ به، بالكسر، سَدْكاً و سَدَكاً، فهو سَدِكٌ و لَكِیَ به لَكًی: لزمه. و السَّدِكُ: المُولَعُ بالشی‌ء، طائیة؛ قال بعض محرِّمی الخمر علی نفسه فی الجاهلیة: و وَزَّعْتُ القِداحَ، و قد أَرانی بها سَدِكاً، و إن كانَتْ حَراما أَراد بالقداح هنا جمع القَدَح المشروب به. و رجل سَدِكٌ: خفیف الیدین فی العمل. و رجل سَدكٌ بالرُّمح: طَعَّان به رَفیق سریع. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً یقول سَدَّك فلانٌ جِلالَ التمر تَسْدیكاً إذا نَضَّدَ بعضَها فوق بعض، فهی مُسَدَّكة.

سرك؛ ج10، ص: 439

: السَّرْوَكَةُ: رداءة المشی و إبطاء فیه من عَجَف أَو إعیاء، و قد سَرْوَكَ. ابن الأَعرابی: سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنه بعد قوَّة. ابن السكیت: تَسارَكْتُ فی المشی و تَسَرْوَكْتُ و سَرْوَكْتُ، و هما رداءة المشی من عَجَفٍ و إعیاء.

سفك؛ ج10، ص: 439

: السَّفْكُ: صَبُّ الدم و نَثْرُ الكلام. و سَفَك الدمَ و الدمعَ و الماءَ یَسْفِكُه سَفْكاً، فهو مَسْفوك و سَفِیك: صبه و هَراقَه، و كأَنه بالدم أَخص. و‌فی الحدیث: أَن یَسْفكُوا دماءَهم؛ السَّفْك: الإِراقة و الإِجراء لكل مائع، و قد انْسَفَك؛ و رجل سَفَّاك للدماء سَفَّاك للكلام. و السَّفَّاك: السَّفَّاح و هو القادر علی الكلام. و سَفَكَ الكلام یَسْفِكه سَفْكاً: نَثَره. و رجل مِسْفَك: كثیر الكلام. و خطیب سَفَّاك: بلیغ كَسهَّاك؛ كلاهما عن كراع. و رجل سَفَّاك بالكلام و سَفُوك: كذَّاب. و السُّفْكَة: ما یُقَدَّم إلی الضیف مثل اللُّمْجة، یقال: سَفِّكُوه و لَمِّجُوه. و من أسماء النفس: السَّفُوك و الجائشة و الطَّموح.

سكك؛ ج10، ص: 439

: السَّكَكُ: الصَّمَمُ، و قیل: السَّكَك صِغَر الأُذن و لزوقها بالرأْس و قِلَة إشرافها، و قیل: قِصَرها و لصوقها بالخُشَشاء، و قیل: هو صِغر قوف الأُذن و ضیقُ الصِّماخ، و قد وصف به الصَّمَمُ، یكون ذلك فی الآدمیین و غیرهم، و قد سَكَّ سَكَكاً و هو أَسَكُّ؛ قال الراجز: لیلةُ حَكّ لیس فیها شَكُّ، أَحُكُّ حتی ساعِدی مُنْفَكُّ، أَسْهَرَنِی الأُسَیْوِدُ الأَسَكُّ یعنی البراغیث، و أَفرده علی إرادة الجنس. و النَّعامُ كلُّها سُكٌّ و كذلك القطا؛ ابن الأَعرابی: یقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها، و سَكَّاءُ لأَنه لا أُذن لها، و أَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ و أَنشد: حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً، للماء فی النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ و قوله: إنَّ بَنی وَقْدانَ قومٌ سُكُّ مثلُ النَّعامِ، و النعامُ صُكُّ سُكٌّ أَی صُمٌّ. اللیث: یقال ظلیم أَسَكُّ لأَنه لا یسمع؛ قال زهیر: أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنینِ أَجْنَی، له بالسِّیّ تَنُّومٌ و آءُ «2». و اسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ. و یقال: ما اسْتَكَّ فی مَسامِعی مثلُه أَی ما دَخَلَ. و ما سَكَّ سَمْعی مثلُ ذلك الكلام أَی ما دَخَلَ. و أُذن سَكَّاء أی صغیرة. و حكی ابن الأَعرابی: رجل سُكاكة لصغیر الأُذن، قال: و المعروف أَسَكّ. ابن سیدة: و السُّكاكة الصغیر الأُذنین؛ أَنشد ابن الأَعرابی:
(2). و روی فی دیوان زهیر: أصكّ بدل أسكّ
لسان العرب، ج‌10، ص: 440
یا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافی واسِجِ، سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ و یقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبِیضُ و كل شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: التی لا أُذن لها، و الشَّرْفاء: التی لها أُذن و إن كانت مشقوقة. و یقال: سَكَّه یَسُكّه إذا اصطَلم أُذنیه. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بِجَدی أَسَكَّ‌أَی مُصْطَلِم الأُذنین مقطوعهما. و اسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَی صَمَّت و ضاقت؛ و منه قول النابغة الذبیانی: أَتانی، أَبَیْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَنی، و تِلْكَ التی تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ و قال عَبیدُ بن الأَبرص: دَعا مَعاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم، یا لَهْفَ نفْسیَ، لو یَدْعُو بنی أَسَدِ و‌فی حدیث الخُدْرِی: أنه وضَع یدیه علی أُذنیه و قال اسْتَكَّتا إن لم أَكن سمعت النبی، صلی الله علیه و سلم، یقول: الذهبُ بالذهب، أَی صَمَّتا. و الاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ و ذهاب السمع. و سَكَّ الشی‌ءَ یَسُكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. و طریق سُكُّ: ضَیِّق مُنْسَدّ؛ عن اللحیانی. و بئر سَكٌّ و سُكٌّ: ضیقة الخرق، و قیل: الضیقة المَحْفِر من أَولها إلی آخرها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ما ذا أُخَشَّی من قَلِیبٍ سُكِّ، یَأْسَنُ فیه الوَرَلُ المُذَكِّی؟ و جمعها سِكَاكٌ. و بئر سَكُوك: كَسُكِّ. الأَصمعی: إذا ضاقت البئر فهی سُكٌّ؛ و أَنشد: یُجْبَی لَها علی قَلِیبٍ سُكِّ الفراء: حفروا قلیباً سُكّاً، و هی التی أُحْكِم طَیُّها فی ضیق. و السُّكُّ من الرَّكایا: المستویةُ الجِرَاب و الطیّ. و السُّكُّ، بالضم: البئر الضیقة من أَعلاها إلی أَسفلها؛ عن أَبی زید. و السُّكُّ: جُحْر العقرب و جُحْرُ العنكبوت لضیقه. و اسْتَكَّ النبتُ أَی التف و انْسَدَّ خَصاصُه. الأَصمعی: اسْتَكَّتِ الریاضُ إذا التفّت؛ قال الطرماح یصف عَیْراً: صُنْتُعُ الحاجِبَیْنِ، خَرَّطَه البَقْلُ بَدیّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الرِّیاضِ و السَّكُّ: تَضْبِیبُك البابَ أَو الخشبَ بالحدید، و هو السَّكِّیُّ و السَّكُّ. و السَّكِّیّ: المسمارُ؛ قال الأَعشی: و لا بُدَّ من جارٍ یُجِیرُ سَبِیلَها، كما سَلَكَ السَّكِّیَّ فی البابِ فَیْتَقُ و یروی … السِّكِّیّ … بالكسرِ، و قیل: هو المسمار، و قیل الدینار، و قیل البَرِیدُ، و الفَیْتَقُ النَّجَّارُ، و قیل الحَدَّاد، و قیل البوَّاب، و قیل المَلِكُ. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أَنه خطب الناس علی منبر الكوفة و هو غیر مَسْكُوك‌أَی غیر مُسمَّرٍ بمسامیر الحدید، و یروی بالشین، و هو المشدود؛ و قال دُرَیْدُ بن الصِّمَّة یصف درعاً: بَیْضَاءُ لا تُرْتَدَی إلّا إلی فَزَعٍ، من نَسْجِ داودَ، فیها السَّكُّ مَقْتُورُ و المَقْتُور: المُقَدَّر، و جمعه سُكُوك و سِكَاك. و السُّكُّ: الدِّرع الضیقة الحَلَقِ. و دِرْعٌ سُكٌّ و سَكَّاءُ: ضیقة الحَلَق. و السِّكَّةُ: حدیدة قد كتب علیها یضرب علیها الدراهم و هی المنقوشة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن كَسْرِ سِكَّةِ المسلمین الجائزة بینهم إلَّا من بأْس؛ أَراد بالسِّكَّة الدینارَ و الدرهمَ المضروبین، سمی كل
لسان العرب، ج‌10، ص: 441
واحد منهما سِكَّة لأَنه طبع بالحدیدة المُعَلِّمة له، و یقال له السَّكُّ، و كل مسمار عند العرب سَكٌّ؛ قال إمرؤُ القیس یصف درعاً: و مَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً، تَضَاءَلُ فی الطَّیِّ كالمِبْرَدِ قوله و مشدودة منصوب لأَنه معطوف علی قوله: و أَعْدَدتُ للحرب وَثّابةً، جَوادَ المَحَثَّةِ و المِرْوَدِ و سِكَّةُ الحَرَّاثِ: حدیدةُ الفَدَّانِ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: ما دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قوم إلَّا ذَلُّوا.و السَّكَّة فی هذا الحدیث: الحدیدة التی یحرث بها الأَرض، و هی السِّنُّ و اللُّؤَمَةُ، و إنما‌قال النبی صلی الله علیه و سلم، إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا‌كراهة اشتغال المهاجرین و المسلمین عن مجاهدة العدوّ بالزراعة و الخفض، و إنهم إذا فعلوا ذلك طولبوا بما یلزمهم من مال الفَیْ‌ء فَیَلْقَوْنَ عَنَتاً من عُمَّال الخراج و ذلًّا من الإِلزامات، و قد عَلِمَ، علیه السلام، ما یلقاه أصحاب الضِّیَاعِ و المزارع من عَسْفِ السلطان و إِیجابه علیهم بالمطالبات، و ما ینالهم من الذلِّ عند تغیر الأَحوال بعده، و قریب من هذا الحدیث‌قوله فی الحدیث الآخر: العِزُّ فی نواصی الخیل و الذل فی أَذناب البقر، و قد ذكرت السِّكَّة فی ثلاثة أَحادیث بثلاثة معان مختلفة. و السِّكَّةُ و السِّنَّةُ: المَأْنُ الذی تحرث به الأَرض. ابن الأَعرابی: السُّكُّ لُؤْمُ الطبع. یقال: هو بسُكِّ طَبْعِه یفعل ذلك. و سَكَّ إذا ضَیَّق، و سَكَّ إذا لَؤُمَ. و السِّكَّة: السطر المصطف من الشجر و النخیل، و منه‌الحدیثُ المأْثورُ: خیر المال سِكَّةٌ مأْبُورَةٌ و مُهْرَةٌ مأْمُورة؛ المأْبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة من النخل، و المأْمورة: الكثیرة النِّتاجِ و النسل، و قیل: السِّكَّة المأْبورة هی الطریق المستویة المصطفة من النخل، و السكَّة الزُّقاقُ، و قیل: إنما سمیت الأَزِقَّةُ سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فیها كطرائق النخل. و قال أبو حنیفة: كان الأَصمعی یذهب فی السِّكَّةِ المأبورة إلی الزرع و یجعل السكة هنا سكة الحرَّاث كأَنه كنی بالسكة عن الأَرض المحروثة، و معنی هذا الكلام خیر المال نتاج أو زرع، و السِّكَّة أَوسع من الزُّقاقِ، سمیت بذلك لاصطفاف الدور فیها علی التشبیه بالسِّكَّةِ من النخل. و السِّكَّةُ: الطریق المستوی، و به سمیت سِكَكُ البَرِیدِ؛ قال الشَّمَّاخ: حَنَّتْ علی سِكَّةِ السَّارِی فَجاوَبها حمامةٌ من حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ أَی علی طریق الساری، و هو موضع؛ قال العجاج: نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یصف دَحْلًا دَحَله فقال: ذهب فمه سَكّاً فی الأَرض عَشْرَ قِیَمٍ ثم سَرَبَ یمیناً؛ أَراد بقوله سَكّاً أَی مستقیماً لا عِوَجَ فیه. و السِّكَّةُ: الطریقة المُصْطَفَّة من النخل. و ضربوا بیوتَهم سِكاكاً أی صفّاً واحداً؛ عن ثعلب، و یُقال بالشین المعجمة؛ عن ابن الأَعرابی. و أدرك الأَمْرَ بِسِكَّتِهِ أَی فی حین إمكانه. و اللُّوحُ و السُّكاكُ و السُّكاكَةُ: الهواءُ بین السماء و الأَرض، و قیل: الذی لا یلاقی أعْنان السماء؛ و منه قولهم: لا أفعل ذلك و لو نَزَوْتَ فی السُّكاكِ أَی فی السماء. و‌فی حدیث الصبیة المفقودة. قالت فحملنی علی خَافِیَةٍ من خَوافِیه ثم دَوَّمَ بی فی السُّكاكِ؛ السُّكاك و السُّكاكة: الجَوُّ و هو ما بین
لسان العرب، ج‌10، ص: 442
السماء و الأَرض؛ و منه‌حدیث علی، علیه السلام: شَقَّ الأَرجاءَ و سَكائِكَ الهواء؛ السكائك جمع السُّكاكَةِ و هی السُّكاكُ كذاؤبة و ذوائب. و السُّكُكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ یعنی الحُبَاریَات. ابن شمیل: سَلْقَی بناءَه أی جعله مُسْتَلْقِیاً و لم یجعله سَكَكاً، قال: و السَّكُّ المستقیم من البناء و الحَفْرِ كهیئة الحائط. و السُّكَاكَةُ من الرجال: المسْتَبِدُّ برأْیه و هو الذی یُمْضِی رأْیه و لا یشاور أَحداً و لا یبالی كیف وقع رأْیه، و الجمع سُكاكَاتٌ و لا یُكَسَّر. و السُّكُّ: ضرب من الطیب یُرَكَّبُ من مِسْك و رَامَكٍ، عربیٌّ. و‌فی حدیث عائشة: كنا نُضَمِّدُ جِباهَنا بالسُّكِّ المُطَیَّب عند الإِحرام؛ هو طیب معروف یضاف إلی غیره من الطیب و یستعمل. و سَكَّ النعامُ سَكًّا: أَلقی ما فی بطنه كسَجَّ. و سَكَّ بسَلْحِه سَكّاً: رماه رقیقاً. یقال: سَكَّ بسَلْحه و سَجَّ و هَكَّ إذا حذَف به. الأَصمعی: هو یَسُكُّ سَكّاً و یَسُجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما یجی‌ء من سَلْحه. أَبو عمرو: زَكَّ بسَلْحه و سَكَّ أی رمی به یزُكُّ و یَسُكُّ. و أخذه لیلَته سَكٌّ إذا قعد مَقاعِدَ رِقاقاً، و قال یعقوب: أَخذه سَكٌّ فی بطنه و سَجٌّ إذا لانَ بطنُه، و زعم أنه مبدل و لم یعلم أَیُّهما أُبدل من صاحبه. و هو یَسُكُّ سَكّاً إذا رق ما یجی‌ء به من الغائط. و سكاء: اسم قریة؛ قال الراعی یصف إبلًا له: فلا رَدَّها رَبِّی إلی مَرْجِ راهِطٍ، و لا بَرِحَتْ تَمْشی بسَكَّاءَ فی وَحل و السَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. و سَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: من أَقْیال الیمن. و السَّكاسِكُ و السَّكاسِكَةُ: حَیٌّ من الیمن أَبوهم ذلك الرجلُ. و السَّكاسِكُ: أَبو قبیلة من الیمن، و هو السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْیَر بن سَبَأ، و النسبة إِلیهم سَكْسَكِیٌّ.

سكرك؛ ج10، ص: 442

: أَبو عبید: و من الأَشربة السُّكُرْكَةُ؛قال أَبو موسی الأَشعری فی حدیثِ السُّكُرْكَةِ: هو خمر الحبشة و هو من الذرة یُسْكِرُ، و هی لفظة حبشیة و قد عرّبت فقیل السُّقُرْقُع. و‌فی الحدیث: أنه سئل عن الغُبَیْراء فقال: لا خیر فیها، و نهی عنها؛ قال مالك: فسألت زید بن أسلم: ما الغبیراء؟ فقال: هی السُّكُرْكَةُ بضم السین و الكاف و سكون الراء، نوع من الخمور یتخذ من الذرة.

سلك؛ ج10، ص: 442

: السُّلُوك: مصدر سَلَكَ طریقاً؛ و سَلَكَ المكانَ یَسْلُكُه سَلْكاً و سُلُوكاً و سَلَكَه غَیْرَه و فیه و أَسْلكه إیاه و فیه و علیه؛ قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذَلِیُّ: حتی إذا أَسْلَكُوهُمْ فی قُتائِدَةٍ شَلًّا، كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا و قال ساعِدَة بنُ العَجْلان: و همْ مَنَعُوا الطریق و أَسْلَكوهُمْ علی شَمَّاءَ، مَهْواها بَعیدُ و السَّلْكُ، بالفتح: مصدر سَلَكْتُ الشی‌ء فی الشی‌ء فانْسَلَك أَی أَدخلته فیه فدخل؛ و منه قول زهیر: تَعَلَّماها، لَعَمْرُ الله، ذا قَسَما، و افْصِدْ بِذَرْعِكَ، و انظُرْ أَین تَنْسَلِكُ و قال عدیُّ بن زید: و كنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ، و همْ سَلَكُوكَ فی أَمْرٍ عَصِیبِ و فی التنزیل العزیز: كَذٰلِكَ سَلَكْنٰاهُ فِی قُلُوبِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 443
الْمُجْرِمِینَ، و فیه لغة أخری: أَسْلَكْتُهُ فیه. و الله یُسْلِكُ الكفَّارَ فی جهنم أی یدخلهم فیها، و أنشد بیت عبد مناف بن رِبْعٍ، و قد تقدّم. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَسَلَكَهُ یَنٰابِیعَ فِی الْأَرْضِ، أی أَدخله ینابیع فی الأَرض. یقال: سَلَكْتُ الخَیْطَ فی المِخْیَطِ أَی أَدخلته فیه. أَبو عبید عن أصحابه: سلَكْتُه فی المَكانِ و أَسْلَكْتُه بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: سَلَكْتُ الطریقَ و سَلَكْتُه غَیْری، قال: و یجوز أَسْلَكْتُه غیری. و سَلَكَ یَدَه فی الجَیْب و السِّقاء و نحوهما یَسْلُكها و أَسْلَكَها: أَدخلها فیهما. و السَّلْكَةُ: الخَیْطُ الذی یُخاط به الثوبُ، و جمعه سِلْكٌ و أَسْلاكٌ و سُلُوكٌ؛ كلاهما جمع الجمع. و المَسْلَكُ: الطریق. و السَّلْكُ: إِدخالُ شی‌ء تَسْلُكه فیه كما تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فیه إذا طعنته تِلْقاءَ وجهه علی سَجیحته؛ و أَنشد قول إمرئ القیس: نَطْعُنُهُمْ سُلْكی و مَخْلُوجَةً، كَرَّكَ لأْمَیْنِ علی نابِلِ و روی: كرَّ كلامَیْنِ، قال: وصَفَه بسرعة الطعن و شبهه بمن یدفع الریشة إلی النَّبَّال فی السرعة، و إنما یحتاج إلیه فی السرعة و الخفة لأَن الغِراء إذا بَرَدَ لم یَلْزَقْ فیستعمل حارًّا. و السُّلْكی: الطعنةُ المستقیمة تلقاءَ وجهه، و المَخْلوجَةُ التی فی جانب. و روی عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه قال: ذهب من كان یُحْسِنُ هذا الكلام، یعنی سُلْكی و مَخْلُوجَةً. ابن السكیت: یقال الرأْیُ مَخْلُوجةٌ و لیس بسُلْكی أَی لیس بمستقیم. و أَمْرُهُمْ سُلْكی: علی طریقة واحدة؛ و قولُ قیس بن عَیْزارَةَ: غَداةَ تَنادَوْا، ثم قامُوا فأَجْمَعُوا بقَتْلِیَ سُلْكی، لیس فیها تنَازُعُ أَراد عزیمة قویة لا تنازع فیها. و رجل مُسَلَّكٌ: نحیف و كذلك الفرس. و السُّلَكُ: فرخُ القَطا، و قیل فَرْخُ الحَجَلِ، و جمعه سِلْكانٌ، لا یكسر علی غیر ذلك مثل صُرَدٍ و صِرْدانٍ، و الأُنثی سُلَكَةٌ و سِلْكانةٌ، الأَخیرة قلیلة؛ قال الشاعر: تَظَلُّ به الكُدْرُ سِلْكانُها و السُّلَكَةُ و السُّلَیْكَةُ: اسمان. و سُلیْكٌ: اسم رجل، و هو سُلَیْكٌ السَّعْدِیّ و هو من العَدَّائین، كان یقال لهُ سلَیْك المقانِبِ، و اسم أمه سُلَكَةُ؛ و قال قرّان الأَسدی: لَخُطَّابُ لیْلی یالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ، علی الهَوْلِ، أَمْضی من سُلَیْك المَقانِبِ

سمك؛ ج10، ص: 443

: السَّمَكُ: الحُوتُ من خَلْق الماء، واحدته سَمَكَة، و جمعُ السَّمَكِ سِماكٌ و سُمُوكٌ. و السَّمَكَةُ: بُرْجٌ فی السماء من بُرُوج الفَلَك؛ قال ابن سیدة: أَراد علی التشبیه لأَنه بُرْجٌ ماوِیٌّ، و یقال له الحُوتُ. و سَمَكَ الشی‌ء یَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فارتفع. و السِّمَاكُ: ما سُمِكَ به الشی‌ءُ، و الجمع سُمُكٌ. التهذیب: و السِّماكُ ما سَمَكْتَ حائطاً أَو سَقْفاً. و السِّماكانِ: نجمان نَیِّرانِ أحدهما السِّماك الأَعْزَل و الآخر السِّماكُ الرامِحُ، و یقال إنهما رجلا الأَسد، و الذی هو من منازل القمر الأَعْزَلُ و به ینزل القمر و هو شَآمٍ، و سمی أَعزلَ لأَنه لا شی‌ء بین یدیه من
لسان العرب، ج‌10، ص: 444
الكواكب كالأَعْزَل الذی لا رمح معه، و یقال: سمی أعزل لأَنه إذا طلع لا یكون فی أَیامه ریح و لا برد و هو أَعزل منها، و الرامح و لیس هو من المنازل. و‌فی حدیث ابن عمر: أنه نظر فإذا بالسِّماكِ فقال: قد دنا طُلُوعُ الفجر فأوتر بركعة؛ السِّماكُ: نجم معروف، و هما سِماكانِ: رامح و أعزل، و الرامح لا نَؤْءَ له و هو إلی جهة الشَّمالِ، و الأَعْزَلُ من كواكبِ الأَنْواءِ و هو إلی جهة الجَنُوبِ، و هما فی برج المیزان، و طلوعُ السِّماكِ الأَعزل مع الفجر یكون فی تَشْرِین الأَول. و سَمْكُ البیت: سَقْفُه. و السَّمْكُ: السَّقْف، و قیل: هو من أَعلی البیت إلی أَسفله. و السَّمْكُ: القامَة من كل شی‌ء بعید طویل السَّمْكِ؛ و قال ذو الرمة: نَجائِبَ من نِتاجِ بنی عُزَیْرٍ، طِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا و‌فی الحدیث عن علیّ، رضوان الله علیه: أنه كان یقول فی دعائه: اللهم رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع و رَبَّ المَدْحِیَّاتِ السبع؛ و هی المَسْمُوكاتُ و المَدْحوَّاتُ فی قول العامّة، و قول علیّ، رضی الله عنه، صواب. و السَّمْك یجی‌ء فی مواضع بمعنی السقف. و السماء مَسْمُوكة أی مرفوعة كالسَّمْكِ. و جاء‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، أیضاً: اللهم بارئَ المَسْمُوكاتِ السبع و رَبَّ المَدْحُوَّاتِ؛ فالمسموكات السموات السبع، و المَدْحُوَّات الأَرَضُون. و‌روی عن علی، رضی الله عنه، أنه كان یقول: و سَمَكَ الله السماء سَمْكاً رفعها.و سَمَكَ الشی‌ء سُمُوكاً: ارتفع. و السَّامِكُ: العالی المرتفع. و بیت مُسْتَمِكٌ و مُنْسَمِكٌ: طویل السَّمْك؛ قال رؤبة: صَعَّدَكم فی بَیْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ و یروی مُنْسَمِك. و سنَام سامِكٌ و تامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. و سَمَكَ یَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. و یقال: اسْمُكْ فی الرَّیْم أَی اصعد فی الدَّرَجةِ. و السُّمَیْكاء: الحُساسُ، و الحُساسُ هی الأَرَضَةُ. و المِسْماكُ: عمود من أَعمدة الخباء، و فی المحكم: یكون فی الخباء یُسْمَك به البیت؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ رِجْلَیْهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ سَقْبانِ، لم یَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ عنی بالرجلین الساقین، و فی الصحاح صقبان، بالصاد، و صقبان بدل من مسماكین.

سنك؛ ج10، ص: 444

: ابن الأَعرابی: السُّنُكُ المَحاجُّ اللینة «3»، قال الأَزهری: لم أَسمع السُّنُكَ لغیر ابن الأَعرابی، و هو ثقة.

سنبك؛ ج10، ص: 444

: السُّنْبُك: طرَفُ الحافِرِ و جانباه من قُدُمٍ، و جمعهُ سنَابِكُ. و‌فی حدیث أَبی هریرة،، رضی الله عنه: تُخْرِجُكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلی سُنْبُكٍ من الأَرض، قیل: و ما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَی جُذامَ، و أَصله من سُنْبُكِ الحافر فشبه الأَرض التی یخرجون إلیها بالسُّنْبُك فی غِلَظه و قلة خیره. و‌فی الحدیث: أَنه كره أَن یُطْلَب الرزقُ فی سنَابك الأَرض‌أَی أَطرافها كأنه كره أن یسافر السفر الطویل فی طلب المال. و سُنْبُكُ السیف: طَرَفُ حِلْیته، و فی التهذیب: طرف نعله. و السُّنْبُك: ضرب من العَدْو؛ قال ساعدة بن جُؤیَّةَ یصف أُرْوِیَّةً: و ظَلَّتْ تَعَدَّی من سَرِیعٍ و سُنْبُك، تَصَدَّی بأَجْوازِ اللُّهُوبِ و تَرْكُدُ
(3). قوله [المحاج اللینة] كذا فی الأَصل باللام، و الذی فی القاموس: البینة، بالباء، قال شارحه: هو كذا فی العباب
لسان العرب، ج‌10، ص: 445
و السُّنْبُك: حِسْمَی جُذامَ. و سُنْبُكُ كل شی‌ء: أَوّلُه. یقال: كان ذلك علی سُنْبُك فلانٍ أی علی عهد ولایته و أَوَّلها. و أَصابنا سُنْبُكُ السماء: أَوَّلُ غَیْثَتها؛ قال الأَسود بن یَعفُرَ: و لقد أُرَجِّل لِمَّتی بعَشِیَّةٍ للشَّرْبِ، قبل سَنابِكِ المُرْتادِ ابن الأَعرابی: السُّنْبُكُ الخراجُ.

سهك؛ ج10، ص: 445

: السَّهَكُ: ریح كریهة تجدها من الإِنسان إذا عَرِقَ، تقول: إنه لَسَهِكُ الریح، و قد سَهِكَ سَهَكاً، و هو سَهِكٌ؛ قال النابغة: سهَكِینَ من صَدَإِ الحدید كأنهم، تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَقَّارِ «1». و لو لا لبسهم الدروع التی صَدِئَتْ ما وصفهم بالسَّهَكِ. و السَّهَكُ و السُّهَكَةُ: قبحُ رائحة اللحم إذا خَنِزَ. و سَهِكَتِ الریحُ، و سَهَكَت الدابةُ سُهُوكاً: جَرَتْ جَرْیاً خفیفاً، و قیل سهوكُها استِنانُها یمیناً و شمالًا، و أَساهیكها ضُروب جریها و استِنانِها، أَنشد ثعلب: أَذْرَی أَساهِیكَ عَتِیقٍ أَلِّ أَراد ذی أَلٍّ و هو السرعة، و إن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر. و المَسْهَكُ: مَمَرُّ الریح. و فرس مَسْهَكٌ أی سریع الجری. الجوهری: و السَّهَكُ، بالتحریك، ریح السمك و صَدَأ الحدید. یقال: یدی من السمك و صَدَإ الحدید سَهِكة، كما یقال یدی من اللبن و الزُّبْد وَضِرةٌ، و من اللحم غَمِرة. و سَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَی أَدبر و هلك. و سَهَكه یَسْهَكه: لغة فی سَحقَه. و سَهَك الشی‌ء یَسْهَكه سَهْكاً: سَحقه، و قیل: السَّهْك الكَسْر و السَّحْق بعد السَّهْك. و سَهَكَتِ الریحُ الترابَ عن وجه الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كسحقته، و ذلك التراب سَیْهَكٌ. و یقال: سَهَكَتِ الریحُ إذا أَطارتْ ترابَها؛ قال الكُمَیْت: رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا و ریح ساهِكة و سَهُوك و سَیْهَكٌ و سَیْهُوكٌ و سَهُوج و سَیْهجٌ و سَیْهُوجٌ و مَسْهَكة: عاصف قاشرة شدیدة المرور؛ و أَنشد: بساهكاتِ دُقَقٍ و جَلْجال و قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ: و بَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِیَّةٍ، هَیْفٌ تَرُوحُ و سَیْهَكٌ تَجْرِی و سَهَكَتِ الریح أَی مَرَّتْ مَرّاً شدیداً، و المَسْهكةُ: مَمَرُّها؛ قال أَبو كَبیر الهُذَلیّ: و مَعابِلًا صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنها جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلی و فی الصحاح: بمعابل صلع الظباتِ. و بعَیْنِه ساهكٌ مثلُ العائر أَی رَمَد و حكة، و لا فعل له إنما هو من باب الكاهل و الغارب. و خَطیب سَهَّاك: بلیغ؛ عن كراع. و السَّهُوكُ: العُقابُ. و السَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، و قد تَسَهْوَكَ. و فی النوادر: یقال سُهاكَةٌ من خَبَرٍ وَ لُهاوَة أَی تَعِلَّة كالكَذِب. و تقول: سَهَكْتُ العِطْرَ ثم سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كسرك إیاه بالفِهْر ثم تَسْحَقه؛ و قول الأَعشی: و حَثَثْنَ الجِمالَ، یَسْهَكن بالباغِزِ و الأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطیفِ
(1). قوله [جنة البقار] تقدم إنشاده فی س ن ر: جبة البقاربالباء بدل النون و بضم الجیم بدل كسرها، و هو تحریف و الصواب ما هنا جمع جنِّی. و البقار: اسم موضع كما فی الدیوان. و فی یاقوت: و قنة البقار، بضم القاف: جبیل لبنی أسد، و ینشد تحت السنور قنة البقار. و روایة البیت هنا تتفق و روایته فی دیوان النابغة
لسان العرب، ج‌10، ص: 446
أَراد أَنهن یطأن خَمْلَ القطائف حتی یَتَحات الخَمْلُ.

سوك؛ ج10، ص: 446

: السَّوْكُ: فِعلُك بالسِّواك و المِسْواكِ، و ساك الشی‌ءَ سَوكاً: دَلَكه، و ساك فَمَه بالعُود یَسُوكه سَوْكاً؛ قال عدِیُّ بن الرِّقاع: و كأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبیلِ وَ لَذَّةً صَهْباءَ، ساكَ بها المُسَحِّرُ فاها ساكَ و سَوَّك واحدٌ، و المُسَحِّرُ: الذی یَأتیها بسَحُورها، و اسْتاكَ: مشتق من ساكَ، و إذا قلت اسْتاك أَو تَسَوَّك فلا تذكر الفم. و اسمُ العُود: المِسْواكُ، یذكر و یؤنث، و قیل: السِّواك تؤنثه العرب. و‌فی الحدیث: السِّواكُ مَطْهَرَة للفم، بالكسر، أَی یُطَهِّرُ الفمَ. قال أَبو منصور: ما سمعت أَن السواك یؤنث، قال: و هو عندی من غُدَدِ اللیث، و السواك مذكر. و قوله مَطْهَرة‌كقولهم الولدُ مَجْبَنة مَجْهَلَة مَبْخَلة. و قولهم الكفر مَخْبَثَة، قال: و السِّواك ما یُدْلَكُ به الفم من العیدان. و السِّواكُ: كالمِسْواك، و الجمع سُوُكٌ؛ و أَخرجه الشاعر علی الأَصل فقال عبد الرحمن بن حسان: أَغَرُّ الثَّنایا أَحَمُّ اللِّثاتِ، تَمْنَحُه سُوُك الإِسْحِلِ و قال أَبو حنیفة: ربما همز فقیل سُؤك. و قال أبو زید یجمع السِّواكَ سُوُكٌ علی فُعُلٍ مثل كتاب و كتب، و أَنشد الخلیل بیت عبد الرحمن بن حسان سُؤك الإِسحل، بالهمز؛ قال ابن سیدة: و هذا لا یلزم همزه؛ قال ابن بری و مثله لعدیّ بن زید: و فی الأَكُفِّ اللامِعاتِ سُوُرْ التهذیب: رجل قَؤُول من قوم قُوُلٍ و قُوْلٍ مثل سُوُك و سُوْكٍ؛ و سَوَّك فاه تَسْویكاً. و السِّواكُ و التَّسَاوُكُ: السیر الضعیف، و قیل: رَداءة المشی من إبطاء أَو عَجَفٍ؛ قال عبید الله بن الحُرِّ الجُعْفِی: إلی الله أَشْكُو ما أَرَی بجیادِنا، تَسَاوَكُ هَزْلَی، مُخُّهُنَّ قلِیلُ قال ابن بری: قال الآمدیّ البیت لعبیدة بن هلال الیشكری؛ قال و مثله لكعب بن زهیر: حَرْفٌ تَوارَثها السِّفَارُ فجِسْمُها عارٍ تَساوَك، و الفُؤادُ خَطِیفُ و جاءت الإِبل، و فی المحكم: و جاءت الغنم ما تَساوَكُ أَی ما تُحَرِّك رؤوسَها من الهزال. قال الأَزهری: تقول العرب جاءَت الغنم هَزْلَی تَساوَكُ أی تَتمایل من الهزال و الضعف فی مشیها، قال: و هكذا رواه ابن جَبَلة عن أبی عبید. و‌فی حدیث أم معبد: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما ارتحل عنها جاء زوجها أَبو معبد یَسُوق أَعْنُزاً عِجافاً ما تَساوَكُ هُزالًا؛ ابن السكیت: تَساوَكت فی المشی و تَسَرْوكَت و هما رَداءَة المشی و البُطْءُ فیه من عَجَفٍ أَو إعیاء. و یقال: تَساوكَت الإِبل إذا اضطربت أعناقها من الهُزال؛ أَراد أَنها تتمایل من ضعفها. و‌روی حدیث أم معبد: فجاء زوجها یسوق أعنزاً عجافاً تَساوَك هُزالًا.

فصل الشین المعجمة؛ ج10، ص: 446

شبك؛ ج10، ص: 446

: الشَّبْكُ: من قولك شَبَكْتُ أَصابعی بعضها فی بعض فاشْتَبكت و شَبَّكْتُها فتَشَبَّكَتْ علی التكثیر. و الشِّبْكُ: الخلط و التداخل، و منه تشبیك الأَصابع. و‌فی الحدیث: إذا مضی أحدُكم إلی الصلاة
لسان العرب، ج‌10، ص: 447
فلا یُشَبِّكَنَّ بین أَصابعه فإنه فی صلاة، و هو إدخال الأَصابع بعضها فی بعض؛ قیل: كره ذلك كما كره عَقْصُ الشعر و اشْتِمالُ الصَّمَّاء و الاخْتِباءُ، و قیل: التشبیك و الاحتباء مما یَجْلُبُ النوم فنهی عن التعرُّض لما ینقض الطهارة، و تأوّله بعضهم أن تشبیك الید كنایة عن ملابسة الخصومات و الخوض فیها، و احتج‌بقوله، صلی الله علیه و سلم، حین ذكر الفتن: فَشَبَّك بین أصابعه و قال: اختلفوا فكانوا هكذا.ابن سیدة: شَبَكَ الشی‌ء یَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك و شَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بعضه فی بعض و أَدخله. و تَشَبَّكَتِ الأُمورُ و تَشابَكت و اشْتَبكت: التبست و اختلطت. و اشْتَبك السَّراب: دخل بعضه فی بعض. و طریق شابِكٌ: متداخل مُلْتَبس مختلط شَرَكُه بعضها ببعض. و الشَّابِكُ: من أسماء الأَسد. و أَسدٌ شَابِكٌ: مُشْتَبِكُ الأَنیاب مختلفها؛ قال البُرَیْق الهُذَلِیُّ: و ما إنْ شابِكٌ من أُسْدِ تَرْجٍ، أَبو شِبْلَیْنِ، قد مَنَع الخُدارا و بعیر شابك الأَنیاب: كذلك. و شَبَكَتِ النجومُ و اشْتَبكت و تَشابَكَتْ: دخل بعضها فی بعض و اختلطت، و كذلك الظلام. التهذیب: و الشُّبَّاك القُنَّاصُ الذین یَجْلُبون الشِّباكَ و هی المَصاید للصید. و كل شی‌ء جعلت بعضه فی بعض، فهو مُشْتَبِك. و‌فی حدیث مواقیت الصلاة: إذا اشْتَبكت النجومُ‌أی ظهرت جمیعها و اختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها. و اشْتبك الظلام إذا اختلط. و الشُّبَّاكُ: اسم لكل شی‌ء كالقَصَب المُحَبَّكة التی تجعل علی صَنْعة البَواری. و الشُّبَّاكةُ: واحدة الشبابیك و هی المُشَبَّكَةُ من الحدید. و الشُّبَّاك: ما وضع من القصب و نحوه علی صنعة البواری، فكل طائفة منها شُبَّاكةٌ، و كذلك ما بین أَحناء المَحامِل من تَشْبِیك القِدّ. و الشَّبَكَةُ: الرأس، و جمعها شَبْك: و الشَّبَكةُ: المِصْیَدة فی الماء و غیره. و الشَّبَكةُ: شَرَكةُ الصائد التی یصید بها فی البر و الماء، و الجمع شَبَكٌ و شِبَاك. و الشُّبَّاك: كالشَّبَكةِ؛ قال الراعی: أَو رَعْلَة من قَطا فَیْحان حَلَّأَها، من ماءِ یَثْرِبةَ، الشُّبَّاكُ و الرَّصَدُ و الشَّبَكُ: أَسنان المُشْطِ. و الشَّبَكةُ: الآبار المُتقاربة، و قیل: هی الرَّكایا الظاهرة و هی الشِّبَاك، و قیل: هی الأَرض الكثیرة الآبار، و قیل: الشَّبَكة بئر علی رأس جبل. و الشَّبَكةُ: جُحْرُ الجُرَذ، و الجمع شِباكٌ. و‌فی الحدیث: أنه وقعت ید بعیره فی شَبَكَة جِرذانٍ‌أَی أَنْقابها و جِحَرتها تكون مُتقاربة بعضها من بعض. و الشِّباك من الأَرضین: مواضع لیست بسِباخ و لا منبتة كشِباك البصرة، قال: و ربما سَمَّوا الآبار شِباكاً إذا كثرت فی الأَرض و تقاربت. قال الأَزهری: شِباكُ البصرة رَكایا كثیرة فُتِح بعضها فی بعض؛ قال طَلْقُ بن عَدِیّ: فی مُسْتَوی السَّهْلِ و فی الدَّكْداك، و فی صِمادِ البِیدِ و الشِّبَاكِ و أَشْبَكَ المكانُ إذا أكثر الناسُ احْتِفار الركایا فیه. و‌فی حدیث الهِرْماس بن حَبیب عن أَبیه عن جده: أَنه الْتَقَط شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أَیامَ عمر فأَتی عمَر فقال له: یا أمیر المؤمنین، اسْقِنی شَبَكةً بقُلَّة الحَزْن، فقال عمر: من ترَكْتَ علیها من الشاربة؟ قال: كذا و كذا، فقال الزبیر: إنك یا أخا تمیم تسأل خیراً قلیلًا، فقال عمر، رضی الله عنه: لا بل خیر كثیر قِرْبَتانِ قِرْبةٌ من ماء و قربة من لبن
لسان العرب، ج‌10، ص: 448
تُغادِیانِ أهلَ بیت من مُضَر بقُلَّةِ الحَزْن قد أَسْقاكه الله؛ قال القُتَیبی: الشَّبَكة آبار متقاربة قریبة الماء یفضی بعضها إلی بعض، و‌قوله التقطتها‌أی هجمت علیها و أنا لا أشعر بها، یقال: وردتُ الماء التِقاطاً، و‌قوله اسقنیها‌أَی أَقْطِعْنیها و اجعلها لی سُقْیاً، و أَراد‌بقوله قربتان قربة من ماء و قربة من لبن‌أَن هذه الشَّبكة ترد علیهم إبلهم و ترعی بها غنمهم فیأتیهم اللبن و الماء كل یوم بقلة الحزن. و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا من بنی تمیم الْتَقط شَبَكةً علی ظهر جَلَّالٍ، هو من ذلك، و الجمع شِباك و لا واحد لها من لفظها. و رجل شابك الرُّمح إذا رأیته من ثَقافَتِه یَطْعُن به فی جمیع الوجوه كلها؛ و أَنشد: كَمِیٌّ تَرَی رُمْحَه شابِكا و الشُّبْكة: القرابة و الرحم، قال: و أَری كراعاً حكی فیه الشَّبَكَةَ. و اشتباكُ الرحم و غیرها: اتصال بعضها ببعض؛ و الرَّحِمُ مُشْتَبِكة. و قال أَبو عبید: الرحم المُشْتَبِكة المتصلة. و یقال: بینی و بینه شُبْكة رحم. و بین الرجلین شُبْكَةُ نسب أَی قرابة. و یقال: دِرْع شُبَّاك؛ قال طفیل: لهن لشُبَّاكِ الدُّروعِ تَقاذُفٌ و تَشابكت السباغُ: نَزَتْ أَو أَرادت النُّزاءَ؛ عن ابن الأَعرابی. و الشِّباك و الشُّبَیْكة: موضعان. و الشُّبَیْكَةُ: ماء أَو موضع بطریق الحجاز؛ قال مالك بن الرَّیْبِ المازنی: فإنَّ بأَطرافِ الشُّبَیْكةِ نِسْوَةً، عَزیزٌ علیهن العَشِیَّةَ ما بِیَا و‌فی حدیث أَبی رُهْمٍ: الذین لهم نَعَم [بشَبَكة جَرْحٍ، هی موضع بالحجاز فی دیار غِفار. و الشُّبَیْك: نبت مثل الدَّلَبُوث إلَّا أَنه أَعذب منه؛ عن أَبی حنیفة. و بنو شِبْك: بَطْن.

شحك؛ ج10، ص: 448

: شَحَك الجَدْیَ شَحْكاً: منعه من الرَّضاع و الشِّحاك و الشَّحْكُ: عُود یُعَرّض فی فمه لیمنعه ذلك كالحِشاك، و یقال للعود الذی یدخل فی فم الفصیل لئلا یرضع أُمه: شِحاك و حِناك و شِبَام و شِجار.

شرك؛ ج10، ص: 448

: الشِّرْكَةُ و الشَّرِكة سواء: مخالطة الشریكین. یقال: اشترَكنا بمعنی تَشارَكنا، و قد اشترك الرجلان و تَشارَكا و شارَك أَحدُهما الآخر؛ فأَما قوله: عَلی كُلِّ نَهْدِ القُصْرَیَیْنِ مُقَلِّصٍ و جَرْداءَ یَأْبی رَبُّها أَن یُشارَكا فمعناه أَنه یغزو علی فرسه و لا یدفعه إلی غیره، و یُشارَك یعنی یشاركه فی الغنیمة. و الشَّریكُ: المُشارِك. و الشِّرْكُ: كالشَّریك؛ قال المُسَیَّب أَو غیره: شِرْكاً بماء الذَّوْبِ یَجْمَعُه فی طَوْد أَیْمَنَ، فی قُری قَسْرِ و الجمع أَشْراك و شُرَكاء؛ قال لبید: تَطیرُ عَدائدُ الأَشراكِ شَفْعاً و وِتْراً، و الزَّعامَةُ للغُلامِ قال الأَزهری: یقال شَریك و أَشْراك كما یقال یتیم و أَیتام و نصیر و أَنصار، و هو مثل شریف و أَشراف و شُرفاء. و المرأة شَریكة و النساء شَرائك. و شاركت فلاناً: صرت شریكه. و اشْتركنا و تَشاركنا فی كذا و شَرِكْتُه فی البیع و المیراث أَشْرَكُه شَرِكةً، و الاسم الشِّرْك؛ قال الجعدی: و شارَكْنا قُرَیْشاً فی تُقاها، و فی أَحْسابها شِرْكَ العِنان
لسان العرب، ج‌10، ص: 449
و الجمع أَشْراك مثل شِبْر و أَشبار، و أَنشد بیت لبید. و‌فی الحدیث: من أَعتق شِرْكاً له فی عبد‌أَی حصة و نصیباً. و‌فی حدیث معاذ: أَنه أَجاز بین أَهل الیمن الشِّرْكَ‌أَی الاشتراكَ فی الأَرض، و هو أن یدفعها صاحبها إلی آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: إن الشِّركَ جائز، هو من ذلك؛ قال: و الأَشْراكُ أَیضاً جمع الشِّرْك و هو النصیب كما یقال قِسْمٌ و أقسام، فإن شئت جعلت الأَشْراك فی بیت لبید جمع شریك، و إن شئت جعلته جمع شِرْك، و هو النصیب. و یقال: هذه شَرِیكَتی، و ماء لیس فیه أَشْراك أَی لیس فیه شُركاء، واحدها شِرْك، قال: و رأَیت فلاناً مُشْتركاً إذا كان یُحَدِّث نفسه أَن رأْیه مُشْتَرَك لیس بواحد. و فی الصحاح: رأَیت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان یحدِّث نفسه كالمهموم. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: الناسُ شُرَكاء فی ثلاث: الكَلإِ و الماء و النار؛ قال أَبو منصور: و معنی النار الحَطَبُ الذی یُستوقد به فیقلع من عَفْوِ البلاد، و كذلك الماء الذی یَنْبُع و الكلأُ الذی مَنْبته غیر مملوك و الناس فیه مُسْتَوُون؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالماء ماء السماء و العیون و الأَنهار الذی لا مالك له، و أَراد بالكلإِ المباحَ الذی لا یُخَصُّ به أَحد، و أَراد بالنار الشجَر الذی یحتطبه الناس من المباح فیوقدونه؛ و ذهب قوم إلی أن الماء لا یملك و لا یصح بیعه مطلقاً، و ذهب آخرون إلی العمل بظاهر الحدیث فی الثلاثة، و الصحیح الأَول؛ و‌فی حدیث أُم معبد: تَشارَكْنَ هَزْلی مُخُّهنَّ قَلیلُ أَی عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فیه. و فَریضة مُشتَرَكة: یستوی فیها المقتسمون، و هی زوج و أُم و أَخوان لأُم، و أَخوان لأَب و أُم، للزوج النصف، و للأُم السدس، و للأَخوین للأُم الثلث، و یَشْرَكُهم بنو الأَب و الأُم لأَن الأَب لما سقط سقط حكمه، و كان كمن لم یكن و صاروا بنی أُم معاً؛ و هذا قول زید. و‌كان عمر، رضی الله عنه، حكم فیها بأَن جعل الثلث للإِخوة للأُم، و لم یجعل للإِخوة للأَب و الأُم شیئاً، فراجعه الإِخوة للأَب و الأُم و قالوا له: هب أَن أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا، فأَشَرَكَ بینهم، فسمیت الفریضةُ مُشَرَّكةً و مُشَرِّكةً، و قال اللیث: هی المُشْتَرَكة. و طریق مُشْتَرَك: یستوی فیه الناس. و اسم مُشْتَرَك: تشترك فیه معان كثیرة كالعین و نحوها فإنه یجمع معانی كثیرة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و لا یَسْتَوِی المَرْآنِ: هذا ابنُ حُرَّةٍ، و هذا ابنُ أُخْری، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فسره فقال: معناه مُشْتَرَك. و أَشْرَك بالله: جعل له شَریكاً فی ملكه، تعالی الله عن ذلك، و الاسم الشِّرْكُ. قال الله تعالی حكایة عن عبده لقمان أَنه قال لِابنه: یٰا بُنَیَّ لٰا تُشْرِكْ بِاللّٰهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ. و الشِّرْكُ: أَن یجعل لله شریكاً فی رُبوبیته، تعالی الله عن الشُّرَكاء و الأَنداد، و إِنما دخلت التاء فی قوله لٰا تُشْرِكْ بِاللّٰهِ لأَن معناه لا تَعْدِلْ به غیره فتجعله شریكاً له، و كذلك قوله تعالی: وَ أَنْ تُشْرِكُوا بِاللّٰهِ مٰا لَمْ یُنَزِّلْ بِهِ سُلْطٰاناً؛ لأَن معناه عَدَلُوا به، و من عَدَلَ به شیئاً من خَلقه فهو كافر مُشْرِك، لأَن الله وحده لا شریكَ له و لا نِدَّ له و لا نَدیدَ. و قال أَبو العباس فی قوله تعالی: وَ الَّذِینَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ؛ معناه الذین هم صاروا مشركین بطاعتهم للشیطان، و لیس المعنی أَنهم آمنوا بالله و أَشركوا بالشیطان، و لكن عبدوا الله و عبدوا معه الشیطان فصاروا بذلك مُشْركین، لیس
لسان العرب، ج‌10، ص: 450
أَنهم أَشركوا بالشیطان و آمنوا بالله وحده؛ رواه عنه أَبو عُمر الزاهد، قال: و عَرَضَه علی المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحیح. الجوهری: الشِّرْك الكفر. و قد أَشرك فلان بالله، فهو مُشْرِك و مُشْرِكیٌّ مثل دَوّ و دَوِّیّ و سَكّ و سَكِّیّ و قَعْسَرٍ قَعْسَریّ بمعنی واحد؛ قال الراجز: و مُشْرِكِیّ كافرٍ بالفُرْقِ أَی بالفُرقان. و‌فی الحدیث: الشّرْك أَخْفَی فی أُمتی من دبیب النمل؛ قال ابن الأَثیر: یرید به الریاء فی العمل فكأنه أشرك فی عمله غیر الله؛ و منه قوله تعالی: وَ لٰا یُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً. و‌فی الحدیث: من حلف بغیر الله فقد أَشْرَك‌حیث جعل ما لا یُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذی به یكون القَسَم. و‌فی الحدیث: الطِّیَرةُ شِرْكٌ و لكنّ الله یذهبه بالتوكل؛ جعل التَطَیُّرَ شِرْكاً به فی اعتقاد جلب النفع و دفع الضرر، و لیس الكفرَ بالله لأَنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل. و‌فی حدیث تَلْبیة الجاهلیة: لبیك لا شریك لك إِلَّا شریك هُوَ لك تملكه و ما مَلَكَ، یَعْنون بالشریك الصنم، یریدون أَن الصنم و ما یملكه و یختص به من الآلات التی تكون عنده و حوله و النذور التی كانوا یتقرّبون بها إلیه كلها ملك لله عز و جل، فذلك معنی قوله تملكه و ما ملك. قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحید و الإِخلاص فی الإِیمان، انظر إلی هؤلاء لم ینفعهم طوافهم و لا تلبیتهم و لا قولهم عن الصنم هُوَ لَكَ، و لا قولهم تملكه و ما مَلَك مع تسمیتهم الصنم شریكاً، بل حَبِطَ عَمَلُهم بهذه التسمیة، و لم یصح لهم التوحید مع الاستثناء، و لا نفعتهم معذرتهم بقولهم: إِلّٰا لِیُقَرِّبُونٰا إِلَی اللّٰهِ زُلْفیٰ، و قوله تعالی: وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی؛ أَی اجعله شریكی فیه. و یقال فی المُصاهرة: رَغِبْنا فی شِرككم و صِهْرِكم أَی مُشاركتكم فی النسب. قال الأَزهری: و سمعت بعض العرب یقول: فلان شریك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته، و هو الذی تسمیه الناس الخَتَنَ، قال: و امرأَة الرجل شَرِیكَتُه و هی جارته، و زوجها جارُها، و هذا یدل علی أَن الشریك جار، و أَنه أَقرب الجیران. و قد شَرِكه فی الأَمر بالتحریك، یَشْرَكُه إذا دخل معه فیه و أَشْرَكه معه فیه. و أَشْرَك فلانٌ فلاناً فی البیع إِذا أَدخله مع نفسه فیه. و اشْتَرَكَ الأَمرُ: التبس. و الشَّرَكُ: حبائل الصائد و كذلك ما ینصب للطیر، واحدته شَرَكَة و جمعها شُرُكٌ، و هی قلیلة نادرة. و شَرَكُ الصائد: حِبالَتُه یَرْتَبِك فیها الصید. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من شر الشیطان و شِرْكِه‌أی ما یدعو إلیه و یوسوس به من الإِشراك بالله تعالی، و یروی بفتح الشین و الراء، أَی حَبائله و مَصایده، واحدتها شَرَكَة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كالطیر الحَذِر یَری أَن له فی كل طریق شَرَكاً.و شَرَكُ الطریق: جَوادُّه، و قیل: هی الطُّرُقُ التی لا تخفی علیك و لا تَسْتَجْمِعُ لك فأَنت تراها و ربما انقطعت غیر أَنها لا تخفی علیك، و قیل: هی الطُّرق التی تخْتَلجُ، و المعنیان متقاربان، واحدته شَرَكَة. الأَصمعی: الْزَمْ شَرَك الطریق و هی أَنْساع الطریق، الواحدة شَرَكَة، و قال غیره: هی أَخادید الطریق و معناهما واحد، و هی ما حَفَرَت الدوابُّ بقوائمها فی متن الطریق شَرَكَة هاهنا و أُخری بجانبها. شمر: أُمُّ الطریق مُعْظَمُه، و بُنَیَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع. الجوهری: الشَّرَكة معظم الطریق و وسطه، و الجمع شَرَك؛ قال ابن بری: شاهده قول الشَّمَّاخ:
لسان العرب، ج‌10، ص: 451
إذا شَرَكُ الطریقِ تَوَسَّمَتْهُ، بخَوْصاوَیْنِ فی لُحُجٍ كَنِینِ و قال رؤبة: بالعِیسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ و الكلأُ فی بنی فلان شُرُكٌ أَی طرائق، واحدها شِراك. و قال أَبو حنیفة: إذا لم یكن المرعی متصلًا و كان طرائق فهو شُرُكٌ. و الشِّراكُ: سیر النعل، و الجمعُ شُرُك. و أَشْركَ النعلَ و شَرَّكها: جعل لها شِراكاً، و التَّشْرِیك مثله. ابن بُزُرْج: شَرِكَت النعلُ و شَسِعَتْ و زَمَّتْ إِذا انقطع كل ذلك منها. و‌فی الحدیث: أَنه صلی الظهر حین زالت الشمس و كان الفَیْ‌ءُ بقدر الشِّراكِ؛ هو أَحد سُیور النعل التی تكون علی وجهها؛ قال ابن الأَثیر: و قدره هاهنا لیس علی معنی التحدید، و لكن زوال الشمس لا یبین إلا بأَقل ما یُری من الظل، و كان حینئد بمكة، هذا القَدْر و الظل یختلف باختلاف الأَزمنة و الأَمكنة و إنما یبین ذلك فی مثل مكة من البلاد التی یَقِلّ فیها الظل، فإذا كان أَطول النهار و استوت الشمس فوق الكعبة لم یُرَ لشی‌ء من جوانبها ظلّ، فكل بلد یكون أقرب إلی خط الاستواء و مُعْتَدل النهار یكون الظل فیه أَقصر، و كلما بَعُدَ عنهما إلی جهة الشَّمال یكون الظل فیه أَطول. و لطْمٌ شُرَكِیّ: متتابع. یقال: لطمه لطْماً شُرَكِیّاً، بضم الشین و فتح الراء، أَی سریعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعیر؛ قال أَوس بن حَجَر: و ما أَنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَری، أَخُو شُرَكیّ الوِرْدِ غَیْرُ مُعَتِّمِ أَی وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع؛ یقول: أَغْشاك بما تكره غیر مُبْطِئ بذلك. و لطمه لطمَ المُنْتَقِش و هو البعیر تدخل فی یده الشوكة فیضرب بها الأَرض ضرباً شدیداً، فهو مُنْتَقِش. و الشُّرَكِیّ و الشُّرَّكِیُّ، بتخفیف الراء و تشدیدها: السریع من السیر. و شِرْكٌ: اسم موضع؛ قال حسان بن ثابت: إذا عَضَلٌ سِیقَت إلینا كأنَّهم جِدایَةُ شِرْكٍ، مُعْلَماتُ الحَواجِب ابن بری: و شَرْكٌ اسم موضع؛ قال عُمارة: هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك، و أَنتُمُ مثل الرَّعیل من النَّعامِ النَّافِرِ؟ و بنو شُرَیْك: بطنٌ. و شَریك: اسم رجل.

شكك؛ ج10، ص: 451

: الشَّكُّ: نقیض الیقین، و جمعه شُكُوك، و قد شَكَكْتُ فی كذا و تَشَكَّكْتُ، و شَكَّ فی الأَمر یَشُكُّ شَكّاً و شَكَّكَه فیه غیرُه؛ أَنشد ثعلب: من كان یزعمُ أَن سیَكتُم حبَّه، حتی یُشَكِّكَ فیه، فهو كَذُوبُ أَراد حتی یُشَكِّك فیه غیره، و‌فی الحدیث: أَنا أَولی بالشَّكِّ من إبراهیم لما نزل قوله: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلیٰ؛ قال قوم لما سمعوا الآیة: شَكَّ إبراهیمُ و لم یَشُكَّ نبینا، فقال، علیه السلام، تواضعاً منه و تقدیماً لإِبراهیم علی نفسه: أَنا أَحق بالشك من إبراهیم، أَی أَنا لم أَشُكَّ و أَنا دونه، فكیف یَشُكُّ هو؟ و هذا‌كحدیثه الآخر: لا تفضلونی علی یونس بن متَّی؛ قال محمد بن المكرم: نقلت هذا الكلام علی نَصّه و فی قلمی نَبْوَةٌ عن قوله و أَنا دونه، و لقد كان فی قوله أَنا لم أَشك فكیف یشك هو كفایة، و غنی عن قوله و أَنا دونه، و لیس فی ذلك مناسبة‌لقوله لا تفضلونی علی یونس بن
لسان العرب، ج‌10، ص: 452
متی، فلیس هذا مما یدل علی أن یونس بن متی أَفضل منه، و لكنه یعطی معنی التأَدب مع الأَنبیاء، صلوات الله علیهم، أَی و إن كنت أفضل منه فلا تفضلونی علیه، تواضعاً منه و شَرَفَ أَخلاقٍ، صلوات الله علیه. و قولهم: صمت الشهر الذی شَكَّه الناسُ؛ یریدون شك فیه الناس. و الشَّكُوكُ: الناقة التی یُشَكُّ فی سنامها أَ به طِرْق أَم لا لكثرة وبرها فیُلْمَسُ سنامُها، و الجمع شُكٌّ. و شَكَّه بالرمح و السهم و نحوهما یشُكُّه شَكّاً: انتظمه، و قیل: لا یكون الانتظام شكّاً إلا أَن یجمع بین شیئین بسهم أَو رمح أَو نحوه. و شَككْتُه بالرمح إذا خزقته و انتظمته؛ قال طرفة: حِفافَیْه شُكَّا فی العَسِیب بمِسْرَدِ و قال عنترة: و شَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِیابَه، لیس الكریمُ علی القَنا بمُحَرَّمِ و‌فی حدیث الخُدْریّ: أن رجلًا دخل بیته فوجد حیة فشَكَّها بالرمح‌أَی خزقها و انتظمها به. و الشِّكَّةُ: السلاح، و قیل: الشِّكَّةُ ما یلبس من السلاح، و من ثم قیل: شاكٌّ فی سلاحه أَی داخل فیه؛ و كل شی‌ء أَدخلته فی شی‌ء، فقد شَكَكْته. و الشِّكَّةُ: خشبة عریضة تجعل فی خُرْت الفأس و نحوه یُضیَّقُ بها. و یقال: رجل شاكُّ السلاح، و شاكٌّ فی السلاح، و الشَّاكُّ فی السلاح و هو اللابس السلاح التامّ. و قوم شُكَّاكٌ فی الحدید. و‌فی حدیث فِداء عَیَّاش بن أَبی ربیعة: فأَبی النبیّ أَنْ یَفدیَه إِلا بِشِكَّةِ أَبیه‌أَی بسلاحه. و‌فی حدیث مُحَلَّم بن جَثَّامَة: فقام رجل علیه شِكَّةٌ.و شَكَّ فی السلاح: دخل. و یقال: هو شاكٌّ فی السلاح، و قد خفف فقیل: شاكِ السلاح و شاكُ السلاح، و تفسیره فی المعتلّ، و قد شَكّ فیه فهو یشُكُّ شَكّاً أَی لبسه تامّاً فلم یَدَعْ منه شیئاً، فهو شاكٌّ فیه. أَبو عبید: فلان شاك السلاح مأْخوذ من الشِّكَّةِ أَی تامّ السلاح. و الشَّاكی، بالتخفیف، و الشائِكُ جمیعاً: ذو الشَّوكة و الحَدِّ فی سلاحه. ابن الأَعرابی: شُكَّ إذا أُلْحِقَ بنسب غیره، و شَكَّ إذا ظَلَع و غَمَزَ. أَبو الجرَّاح واحد الشَّواكِّ شاكٌّ، و قال غیره: شاكَّةٌ و هو ورم یكون فی الحلق و أَكثر ما یكون فی الصبیان. و الشَّكائكُ من الهوادج: ما شُكَّ من عیدانها التی بقیت بها بعضها فی بعض؛ قال ذو الرمة: و ما خِفْتُ بین الحیّ حتی تَصَدَّعَتْ، علی أَوجُهٍ شَتَّی، حُدوجُ الشَّكائِكِ و الشَّكُّ: لُزوقُ العَضُدِ بالجَنْب، و قیل: هو أَیسر من الظَّلَع. و شكَّ یشُكُّ شَكّاً، و بعیر شاكُّ: أَصابه ذلك. و الشَّكُّ: اللُّزومُ و اللُّصوق؛ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحیّ: دِرْعی دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، و جَوْبُها القاتِرُ من سَیْرِ الیَلَبْ و‌فی حدیث الغامدیة: أَنه أَمر بها فشُكَّتْ علیها ثیابُها ثم رُجمت، أَی جُمعت علیها و لُفَّت لئلا تنكشف كأَنها نُظمت و زُرَّت علیها بِشَوكة أَو خِلال، و قیل: معناه أُرسلت علیها ثیابها. و الشَّكُّ: الاتصالُ و اللُّصوقُ. و شَكَّ البعیرُ یشُكُّ شكّاً أَی ظَلَع ظَلْعاً خفیفاً؛ و منه قول ذی الرمة یصف ناقته و شَبَّهها بحمار وحش: وثْبَ المُسَحَّجِ من عاناتِ مَعْقُلَةٍ، كأَنه مُسْتَبانُ الشَّكِّ أَو جَنِبُ یقول: تَثِبُ هذه الناقةُ وثْبَ الحمار الذی هو فی تمایله فی المشی من النشاط كالجَنِبِ الذی یشتكی جنْبَه. و الشَّكِیكَةُ: الفرقة من الناس: و الشكائك: الفِرَقُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 453
من الناس. و دَعْه علی شَكِیكَته أَی طریقته، و الجمع شَكائك، علی القیاس، و شُكَكٌ نادرة. و رجل مختلف الشَّكَّةِ و الشِّكَّةِ: متفاوت الأَخلاق. ابن الأَعرابی: الشُّكَكُ الأَدعیاءُ، و الشُّكَكُ الجماعاتُ من العساكر یكونون فرقاً؛ و قول ابن مُقْبِل یصف الخیل: بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابی، بشَكِّیَّات فارِسَ قد شُجِینا یعنی اللُّجُم. و الشِّكُّ: الحُلَّة التی تُلْبَسُ ظهورَ السِّیَتینِ. التهذیب: یقال شَكَّ القومُ بیوتَهم یشُكُّونها شَكّاً إذا جعلوها علی طریقة واحدة و نظم واحد، و هی الشِّكاكُ للبیوت المصطفَّة؛ قال الفرزدق: فإنی، كما قالت نَوارُ، إن اجْتَلَتْ علی رجُلٍ ما شَكَّ كَفّی خَلیلُها «2». أَی ما قارنَ. و رحمٌ شاكَّة أَی قریبة، و قد شَكَّت إذا اتصلت. و ضربوا بیوتَهم شِكاكاً أَی صفّاً واحداً، و قال ثعلب: إنما هو سِكاكٌ یشتقه من السِّكَّةِ، و هو الزُّقاق الواسع. أَبو سعید: كل شی‌ء إذا ضممته إلی شی‌ء، فقد شَكَكْتَه؛ قال الأَعشی: أَو اسْفَنْطَ عانةَ، بعدَ الرُّقادِ، شَكَّ الرِّصافُ إلیها الغَدیرا و منه قول لبید: جُماناً و مَرْجاناً یشُكُّ المَفاصِلا أَراد بالمفاصل ضُروبَ ما فی العِقْدِ من الجواهر المنظومة، و‌فی حدیث علیّ: خَطَبهم علی مِنبر الكوفة و هو غیر مَشْكوك‌أَی غیر مشدود؛ و منه قصید كعب: بیضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ، كأَنها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدُولُ و یروی بالسین المهملة من السَّكَك، و هو الضِّیقُ، و قد تقدم.

شوك؛ ج10، ص: 453

: الشَّوْكُ من النبات: معروف، واحدته شَوْكة، و الطاقةُ منها شَوْكَة؛ و قول أَبی كبیر: فإذا دعانی الدَّاعِیانِ تَأَیَّدا، و إذا أُحاوِلُ شَوْكَتی لم أُبْصِرِ إنما أَراد شوكة تدخل فی بعض جسده و لا یبصرها لضعف بصره من الكبر. و أَرضٌ شاكَةٌ: كثیرة الشَّوْك. و شجرة شاكَةٌ و شَوِكَةٌ و شائكَةٌ و مُشیكة: فیها شَوْكٌ. و شجر شائك أَی ذو شَوْك. و قد أَشْوَكَتِ النخلة أَی كثر شَوْكُها، و قد شَوَّكَتْ و أَشْوكَتْ. و قد شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إذا دخلت فیها. و شاكته الشَّوْكةُ تَشُوكه: دخلت فی جسمه. و شُكْتُه أَنا: أَدخلت الشَّوْك فی جسمه. و شاك یَشاكُ: وقع فی الشَّوْك. و شاكَ الشَّوْكة یَشاكُها: خالطها؛ عن ابن الأَعرابی. و شِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إذا دخلت فیه، فإذا أردت أَنه أَصابك قلت شاكنی الشَّوْكُ یَشوُكُنی شَوْكاً. الجوهری: و قد شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً و شِیكةً، بالكسرِ، إذا وقعت فی الشَّوْك. قال ابن بری: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ، أَصله شَوِكْتُ فعمل به ما عملَ بقِیلَ و صِیغَ. و ما أَشاكه شَوْكةً و لا شاكَه بها أَی ما أَصابه. قال بعضهم: شاكَتْه الشوكة تَشُوكه أَصابته. و تقول: ما أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً و لا شكْتُه بها، فهذا معناه أَی لم أُوذِهِ بها؛ قال: لا تَنْقُشَنَّ برجل غیرِكَ شَوْكَةً، فَتقِی برجلِكَ رجلَ من قد شاكَها شاكها: من شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه. برجل غیرك أَی من رجل غیرك. الكسائی: شُكْتُ الرجلَ
(2). فی دیوان الفرزدق: … ما سَدَّ … كفی بدل … ما شكَّ …
لسان العرب، ج‌10، ص: 454
أَشُوكه إذا أَدخلت الشوكة فی رجله. قال أَبو منصور: كأَنه جعله متعدیاً إلی مفعولین؛ و منه قول أَبی وجزة: شاكَت رُغامَی قَذوفِ الطَّرفِ خائفةٌ هَوْل الجَنانِ، نَزوُر غیر مخداجِ حَرَّی مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بها، علی خِضَمٍّ یُسَقَّی الماءَ عَجَّاجِ یصف قوساً رمی علیها فشاكت القوسُ رُغامی طائر، مِرْماةٌ مُوقَّعَةٌ: مَسنونةٌ، و الرُّغامی: زیادة الكَبَد، و الحَرَّی: المِرْماة العَطشی. و شِیكَ الرجلُ، علی ما لم یُسَمَّ فاعلُه، یُشاكُ شَوكاً و شِكْتُ الشَّوكَ أَشاكُه شاكةً و شِیكَةً، بالكسر، إذا وقعت فیه. و شَوَّكَ الحائطَ: جعل علیه الشوكَ. و أَشوَكتِ الأَرضُ: كثر فیها الشَّوْكُ. و شجرة مُشْوِكةٌ و أَرض مُشوِكَة: فیها السِّحاءُ و القَتاد و الهَراسُ، و ذلك لأَن هذا كله شاكٌ. و شَوَّك الزرعُ و أَشوَك: حَدَّد و ابیض قبل أَن ینتشر. و شاكَ لَحْیا البعیر: طالت أَنیابه، و شَوَّك تَشویكاً مثله، و منه إبل شُوَیْكِیَّةٌ؛ قال ذو الرمة: علی مُسْتَظِلَّاتِ العُیونِ سَواهِمٍ شُوَیْكِیَة، یَكْسو بُراها لُغامُها و شوكةُ العقرب: إِبرته. و شَوْكةُ الحائك: التی تُسَوَّی بها السَّداةُ و اللُّحْمةُ، و هی الصِّیصة. و شَوَّك الفرخُ تَشْویكاً: خرجت رؤوسُ ریشه. و شَوَّكَ شاربُ الغلام: خشُن لَمْسُه. و شَوَّكَ ثدیُ الجاریة: تحدَّد طرَفُه. التهذیب: شاك ثدیُ المرأة یشاك إذا تهیأَ للنُّهود، و شَوَّك ثدیاها إذا تهیَّآ للخروج تَشویكاً، و شَوَّك الرأسُ بعد الحلق أَی نبت شعره؛ و حُلَّة شَوْكاءُ؛ قال أَبو عبیدة: علیها خشونة الجِدَّة، و قال الأَصمعی: لا أَدری ما هی؛ قال المتنخل الهذلی: و أَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْنی، و بعضُ القَوْمِ فی حُزَنٍ وِراطِ و هذا البیت أَورده ابن بری: و أَكسو الحلة الشوكاء خَدِّی، إذا ضَنَّت یَدُ اللَّحِزِ اللَّطاطِ و الشَّوْكةُ: السلاح، و قیل حِدَّةُ السلاح. و رجل شاكی السلاح و شائكُ السلاح. أَبو عبید: الشَّاكی و الشائك جمیعاً ذو الشَّوْكة و الحدّ فی سلاحه. أَبو زید: هو شاكٍ فی السلاح و شائك، قال: و إنما یقال شاكٍ إذا أَردت معنی فاعل، فإذا أَردت معنی فعِلٍ قلت: هو شاكٌ للرجل، و قیل: رجل شاكی السلاح حدیدُ السِّنانِ و النَّصْل و نحوهما. و قال الفراء: رجل شاكی السلاح و شاكُ السلاح، برفع الكاف، مثل جُرُفٍ هٰارٍ و هارٌ؛ قال مَرْحَبٌ الیهودی حین بارز علیّاً، علیه السلام: قد علمَتْ خَیْبَرُ أَنِّی مَرْحَبُ، شاكُ السلاح، بَطَلٌ مُجَرَّبُ أَبو الهیثم: الشاكی من السلاح أصله شائكٌ من الشَّوْكِ ثم نقلت فتجعل من بنات الأَربعة فیقال هو شاكی، و من قال شاكُ السلاح، بحذف الیاء، فهو كما یقال رجل مالٌ و نالٌ من المال و النَّوال، و إنما هو مائل و نائل. و شَوِكُ السلاح، یمانیة: حدیدهُ. و الشَّوْكة: شدة البأس و الحدُّ فی السلاح. و قد شاك الرجلُ یَشَاك شَوْكاً أی ظهرت شَوْكتُه و حِدَّته، فهو شائك السلاح. و شَوْكة القتال: شدّة بأسه. و شَوْكة المُقاتل: شدّة بأسه. و فی التنزیل العزیز: وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَیْرَ ذٰاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ؛ قیل: معناه حدّةُ السلاح، و قیل شدّة الكِفاحِ. و فلان ذو شَوْكة أَی ذو نِكایة فی العدوّ. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌10، ص: 455
أنس: قال لعمر، رضی الله عنه، حین قدم علیه بالهُرْمُزانِ: تركتُ بعدی عدوّاً كثیراً و شَوْكةً شدیدة‌أَی قتالًا شدیداً و قوَّة ظاهرة؛ و منه‌الحدیث: هلُمَّ إلی جهاد لا شَوْكَة فیه، یعنی الحجَّ. و الشَّوْكةُ: داء كالطاعون. و الشَّوْكةُ: حُمْرة تَرْقَی الجسدَ فتُرْقَی؛ و قد شیكَ الرجل: أَصابته هذه العلة. اللیث: الشَّوْكة حمرة تظهر فی الوجه و غیره من الجسد فتُسَكَّن بالرُّقَی، و رجل مَشُوك. و‌فی الحدیث: أَنه كوی سعد بن زُرارة من الشَّوْكة، و هی حمرة تعلو الوجه و الجسد. یقال: قد شیكَ، فهو مَشُوك، و كذلك إذا دخل فی جسمه شَوْكة. و‌فی الحدیث: و إذا شِیكَ فلا انْتَقَشَ‌أَی إذا شاكته شَوْكةٌ فلا یقدر علی انتقاشها، و هو إخراجها بالمِنْقاش؛ و منه: و لا یُشاكُ المؤمن؛ و منه‌الحدیث الآخر: حتی الشَّوْكةُ یُشاكُها.و الشَّوْكة: طینة تُدارُ رَطْبةً و یُغْمَزُ أَعلاها حتی تنبسط ثم یجعل فی أَعلاها سُلَّاء النخل لیُخَلَّص بها الكتَّانُ، و تسمی شُوَاكة الكتان، و فی التهذیب: شَوْكة الكتان. و الشُّوَیْكةُ: ضرب من الإِبل. و شَوْكة: بنت عمرو بن شأس؛ و لها یقول: أَ لم تَعْلَمی، یا شَوْكُ، أَن رُبَّ هالِكٍ، و لو كَبُرَتْ رُزءاً عَلیَّ و جَلَّتِ و الشُّوَیْكة و شُوكٌ و شَوْكانُ و الشَّوْكان: مواضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی.صَوادِرٌ عن شُوكَ أَو أَضایحا «1». و قال: كالنَّخْلِ من شَوْكانَ ذاتِ صرام

فصل الصاد المهملة؛ ج10، ص: 455

صأك؛ ج10، ص: 455

: الصَّأْكةُ، مجزومة: الرائحةُ تجدها من الخشبة إذ نَدِیَتْ فتغیر ریحها، و من الرجل إِذا عَرِقَ فهاجت منه ریح مُنْتِنة، و قد صئكَ یَصْأَكُ صأَكاً إذا عرق فهاجت منه ریح منتنة من ذَفَر أَو غیره. و صَئِك به الشی‌ء: لَزِقَ. و الصائِكُ: الواكِفُ إذا كانت فیه تلك الریح، و الفعلُ صَئِكَتِ الخشبة، و هی تَصْأك صَأكاً؛ قال صاحب العین: و منه قول الأَعشی: و مثلكِ مُعْجِبةٍ بالشباب، صاك العبیرُ بأَثوابها أَراد به صِئِكَ فخفف و لَیَّن. فقال صاك؛ قال ابن سیدة: و لیس عندی علی ما ذهب إلیه بل لفظه علی موضوعه، و إنما یذهب إلی هذا الضرب من التخفیف البدلیّ إذا لم یحتمل الشی‌ء وجهاً غیره. و فی النوادر: رجل صِئكٌ و هو الشدید من الرجال.

صطك؛ ج10، ص: 455

: المُصْطُكَی: من العُلُوك؛ رومیّ و هو دخیل فی كلام العرب؛ قال: فشامَ فیها مثلَ مِحراث الغَضَا، تَقْذِفُ عیناه بمثلِ المُصْطُكَی و دواء مُمَصْطَكٌ: خلط بالمُصْطُكَی. ابن الأَنباری: مَصْطَكاء، بالمد، عن الفراء، و ثَرْمداءُ: موضع، قال: و هی علی مثال فَعْلَلاء؛ و قد قصره الأَغلب ضرورة «2». فی قوله: تَقذِفُ عیناه بِعلْك المَصْطَكَا

صعلك؛ ج10، ص: 455

: الصُّعْلُوك: الفقیر الذی لا مال له، زاد الأَزهری: و لا اعتماد. و قد تَصَعْلَكَ الرجل إذا
(1). و قوله [أو أضایحا] كذا بالأَصل و لم نجده فی یاقوت و لا فی غیره (2). قوله [و قد قصره الأَغلب ضرورة] فی القاموس أن المقصور فیه الفتح و الضم و الممدود فیه الفتح فقط انتهی. و علیه فلا ضرورة
لسان العرب، ج‌10، ص: 456
كان كذلك؛ قال حاتم طیِّ‌ء: غَنِینَا زَماناً بالتَّصَعْلُكِ و الغِنی، فكُلًّا سقاناه، بكَأسَیْهما، الدهرُ فما زادنا بَغْیاً علی ذی قرابةٍ غِنانا، و لا أَزْرَی بأَحْسابنا الفَقْرُ «1». أَی عِشنا زماناً. و تَصَعْلَكت الإِبل: خرجت أَوبارها و انجردت و طَرحتها. و رجل مُصَعْلَكُ الرأس: مدوّره. و رجل مُصَعْلَك الرأس: صغیره؛ و أَنشد: یُخَیِّلُ فی المَرْعَی لهنَّ بشخصه، مُصَعْلَكُ أَعلی قُلَّة الرأسِ نِقْنِقُ و قال شمر: المُصَعْلَكُ، من الأَسْنمة، الذی كأنما حَدْرَجْتَ أَعلاه حدْرجةً، كأَنما صَعْلَكْتَ أَسفله بیدك ثم مَطَلْتَه صُعُداً أَی رفعته علی تلك الدَّمْلَكة و تلك الاستدارة؛ و قال الأَصمعی فی قول أبی دُواد یصف خیلًا: قد تَصَعْلَكْن فی الربیع، و قد قرْرَعَ جَلْدَ الفرائضِ الأَقدامُ قال: تَصَعْلَكْن دَقَقْن و طار عِفاؤها عنها، و الفریضة موضع قدم الفارس. و قال شمر: تَصَعْلَكَتِ الإِبل إذا دَقَّت قوائمها من السِّمن. و صَعْلَكَها البقلُ و صَعْلَك الثریدةَ: جعل لها رأساً، و قیل: رفع رأسها. و التَّصَعْلُكُ: الفقر. و صَعالیكُ العرب: ذُؤبانُها. و كان عُرْوة بن الوَرْد یسمی: عروة الصعالیك لأَنه كان یجمع الفقراء فی حظیرة فیَرْزُقُهم مما یَغْنَمُه.

صكك؛ ج10، ص: 456

: الصَّكُّ: الضرب الشدید بالشی‌ء العریض، و قیل: هو الضرب عامة بأیّ شی‌ء كان، صَكَّه یَصُكُّه صَكّاً. الأَصمعی: صَكَمْته و لكَمْتُه و صَكَكْتُه و دَكَكْتُه و لكَكْتُه، كلُّه إذا دفعته. و صَكَّه أَی ضربه؛ قال مُدْرِك بن حِصْن: یا كَرَواناً صُكَّ فاكْیَأَنَّا، فشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنَّا و منه قوله تعالی: فَصَكَّتْ وَجْهَهٰا. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: فأَصُكّ سهماً فی رجْله‌أَی أضربه بسهم؛ و منه‌الحدیث: فاصْطَكُّوا بالسیوف‌أَی تضاربوا بها، و هو افْتَعلوا من الصَّكِّ، قلبت التاء طاء لأَجل الصاد، و فیه ذكر الصَّكیكِ، و هو الضعیف، فعیل بمعنی مفعول، من الصَّكِّ الضرب أی یُضْرب كثیراً لاستضعافه. و بعیر مَصْكوك و مُصَكَّكٌ: مضروب باللحم «2». و اصْطَكَّ الجِرْمانِ: صَكَّ أَحدهُما الآخر. و الصَّكَكُ: اضطراب الرُّكبتین و العُرقوبین من الإِنسان و غیره، و النعت رجل أَصَكُّ، صَكَّ یَصَكُّ صَكَكاً فهو أَصَكُّ و مِصَكّ، و قد صَكِكْتَ یا رجل. أَبو عمرو: كل ما جاء علی فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعیف فهو مدغم نحو صَمَّتِ المرأة و أَشباهه، إلا أَحرفاً جاءت نوادر فی إظهار التضعیف: و هو لَحِحَتْ عینه إذا التصقت، و قد مَشِشَت الدابة و صَكِكتْ، و قد ضَبِبَ البلدُ إذا كثر ضِبابُه، و أَلِلَ السِّقاء إذا تغیرت ریحه، و قد قَطِطَ شعره. ابن الأَعرابی: فی قدمیه قَبَلٌ ثم حَنَفٌ ثم فَحَجٌ، و فی ركبتیه صَكَكٌ و فی فخذیه فَجًی. و المِصَكُّ: القویُّ الشدید من الناس و الإِبل و الحمیر؛ و أَنشد یعقوب: تری المِصَكَّ یَطْرُد العَواشِیا جِلَّتَها و الأُخَرَ الحَواشِیا
(1). روایة دیوان حاتم لهذین البیتین تختلف عن الروایة التی هنا (2). قوله [مضروب باللحم] قال شارح القاموس: كأن اللحم صك فیه صكاً أی شك
لسان العرب، ج‌10، ص: 457
و رجل مِصَكّ: قوی شدید. و‌فی الحدیث: علی جمل مِصَكّ، بكسر المیم و تشدید الكاف؛ هو القوی الجسیم الشدید الخَلْق، و قیل: هو من الصَّكِّ احتكاكِ العُرقوبین. و الأَصَكُّ: كالمِصَكّ؛ قال الفرزدق: قَبَحَ الإِلهُ خُصاكُما، إذ أَنتما رِدْفانِ، فوق أَصَكَّ كالیَعْفورِ قال سیبویه: و الأُنثی مِصَكَّة، و هو عزیز عنده لأَن مِفْعَلًا و مِفْعَالًا قلما تدخل الهاء فی مؤنثه. و الصَّكَّةُ: شدَّة الهاجرة. یقال: لقیته صَكَّةَ عُمَیٍّ و صَكَّةَ أَعْمَی، و هو أَشد الهاجرة حرّاً، قال بعضهم: عُمَیٌّ اسم رجل من العمالیق أَغار علی قوم فی وقت الظهیرة فاجتاحهم، فجری به المثل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: صَكَّ بها عین الظهیرة غائراً عُمَیٌّ، و لم یَنْعَلْنَ إلّا ظِلالَها و یقال: هو تصغیر أَعمی مرخماً. و‌فی الحدیث: كان یُسْتظل بظل جَفْنة عبد الله بن جُدْعانَ صَكَّةَ عُمَیٍّ، یرید فی الهاجرة، و الأَصل فیها أَن عمیّاً مصغَّر مرخم كأنه تصغیر أعمی، و قیل إن عمیّاً اسم رجل من عَدَوانَ كان یُفیض بالحج عند الهاجرة و شدة الحر، و قیل: إنه أَغار علی قومه فی حرّ الظهیرة فضرب به المثل فیمن یخرج فی شدة الحر، یقال: لقیته صَكَّةَ عُمَیٍّ،و هذه الجَفْنة كانت لابن جدعان فی الجاهلیة یُطعم فیها الناس و كان یأكل منها القائم و الراكب لعظمها، و كان له منادٍ ینادی: هَلُمَّ إلی الفالوذِ، و ربما حضر طعامَه سیدُنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم.و ظَلیم أَصَكُّ: لتقارب ركبتیه یُصیب بعضُها بعضاً إذا عدا؛ قال الشاعر: إنَّ بَنی وَقْدانَ قومٌ سُكُّ، مثْلُ النَّعامِ، و النَّعامُ صُكُّ الجوهری: ظَلیم أَصَكُّ لأَنه أَرَحُّ طویل الرجلین ربما أَصاب لتَقاربِ ركبتیه بعضُها بعضاً إذا مشی. و‌فی الحدیث: مَرَّ بجَدْیٍ أَصَكَّ میِّتٍ؛ الصَّكَكُ: أَن تضرب إحدی الركبتین الأُخری عند العدْو فتؤثر فیها أثراً، كأَنه لما رآه میتاً قد تقلَّصت ركبتاه وصفه بذلك، أَو كأَنَّ شعر ركبتیه قد ذهب من الاصْطكاك و انْجَرَدَ فعرَّفه به، و یروی بالسین؛ و منه‌كتاب عبد الملك إلی الحجاج: قاتلك الله، أُخَیْفِشَ العینین أَصَكَّ الرجلین!و الصَّكُّ: الكتاب، فارسیّ معرَّب، و جمعه أَصُكُّ و صُكُوكٌ و صِكَاك؛ قال أَبو منصور: و الصك الذی یُكتبُ للعُهدة، معرَّب أَصله چَكّ، و یُجمَعُ صِكَاكاً و صُكوكاً، و كانت الأَرزاق تسمی صِكاكاً لأَنها كانت تُخْرَجُ مكتوبة؛ و منه الحدیث فی النهی عن شراء الصِّكاك و القُطُوط، و‌فی حدیث أَبی هریرة: قال لمَرْوانَ أَحْلَلْتَ بیع الصِّكاك؛ هی جمع صَكٍّ و هو الكتاب، و ذلك أَن الأُمراء كانوا یكتبون للناس بأرزاقهم و أَعْطیاتهم كتباً فیبیعون ما فیها قبل أن یقبضوها مُعَجَّلًا، و یُعطُون المشتری الصَّكَّ لیمضی و یقبضه، فنُهوا عن ذلك لأَنه بیع ما لم یُقْبَض. و صَكَّ البابَ صَكّاً: أَغلقه، و صَكَكْتُه: أَطبقته. و المِصَكُّ: المغلاق. و الصَّكِیكُ: الضعیف؛ عن ابن الأَنباری، حكاه الهرویّ فی الغریبین. أَبو عمرو: كان عبد الصمد بن علیّ قُعْدُداً و كانت فیه خَصْلة لم تكن فی هاشمیّ: كانت أَسنانه و أَضراسه كلها ملتصقة؛ قال: و هذا یسمی أَصَكَّ، قال الأَزهری: و یقال له الأَلَصُّ أَیضاً.
لسان العرب، ج‌10، ص: 458‌

صمك؛ ج10، ص: 458

: الصَّمكیكُ و الصَّمَكُوكُ: الغلیظ من الرجال الجافی، و قیل: الجاهل السریع إلی الشر و الغَوایة؛ قال ابن بری: شاهدُ الصَّمَكُوك قول زیاد المِلْقَطِیّ: فقلتُ، و لم أَمْلِكْ: أَ غوْثَ بنَ طَیِّ‌ءٍ علی صَمَكوكِ الرأْسِ حَشْرِ القَوادمِ قال: و قال آخر فی الصَّمَكِیكِ: و صَمَكیكٍ صَمَیَانٍ صِلِّ و الصَّمَكُوكُ و الصَّمَكِیك: القویّ الشدید و هو الشی‌ءُ اللَّزِج. و الصَّمَكْمَكُ: القوی، و قد اصْمَاكَّ؛ و أَنشد شمر: و صَمَكیكٍ صَمَیانٍ صِلِّ، ابن عجوزٍ لم یزل فی ظِلِّ، هاج بعِرْسٍ حَوْقَلٍ قِثْوَلِّ و الصَّمَكِیك: التارُّ الغلیظ من الرجال و غیرهم. و قال اللیث: الصَّمَكِیك الأَهوج الشدید.، و هو الصَّمَكُوكُ المُصْمَئِكُّ الأَهوجُ الشدید الجیِّدُ الجسم القوی. و اصْمَأَكَّ الرجل و ازْمَأَكَّ و اهْمَأَكَّ إذا غضب. و المُصْمَئِكُّ: الغضبان. أَبو الهذیل: السماءُ مُصْمَئِكَّة أَی مستویة خَلیقة للمطر؛ و روی شمر عنه: أَصبحت الأَرض مُصْمَئِكَّةً عن المطر أَی مبتلَّة. و جمل صَمَكَةٌ أَی قویّ، و كذلك عبد صَمَكَةٌ. و اصْمَأَكَّتِ الأَرض، فهی مُصْمَئِكَّة: و هی النَّدِیَّة الممطورة، و هذه ذكرها الأَزهری فی الرباعی و قال: أَصل هذه الكلمة و ما أَشْبهها ثلاثی، و الهمزة فیها مجْتَلبة. و اصْماكَّ اللبنُ: خَثُرَ جِدّاً حتی یصیر كالجُبن. ابن السكیت: لبن صَمَكیكٌ و صَمَكُوك و هو اللَّزِج. و اصْماكَّ الرجلُ: غضبَ، و الهمز فیهما لغة. و اصْمأَكَّ الجُرْح، مهموز: انتفخ. و الصَّمَكِیكُ من اللبن: الخاثِرُ جدّاً و هو حامض. ابن سیدة: و صَمَكِیكٌ موضع، زعموا.

صملك؛ ج10، ص: 458

: الصُّمَّلِكُ «3». القوی الشدید البَضْعَةِ و القوَّة، قال: و الجمع الصَّمالِكُ.

صهك؛ ج10، ص: 458

: أَبو عمرو: الصُّهْكُ الجواری السُّود.

صوك؛ ج10، ص: 458

: صاكَ به الدمُ و الزعفران و غیرهُما یَصُوك صَوْكاً: لزق؛ و أَنشد: سَقی الله طِفْلًا خَوْدةً ذاتَ بَهْجَةٍ، یَصُوكُ بكَفَّیْها الخِضابُ و یَلْبَقُ یَصُوك: یَلْزَقُ، و الیاء فیه لغة، و سنذكرها. أَبو عمرو: الصائك اللازق، و قد صاكَ یصِیك؛ و ظَلَّ یُصایكُنی منذ الیوم و یُحایِكُنی. و لقیته أَوَّلَ صَوْكٍ و بوْكٍ. أَی أَوَّل شی‌ء؛ و افْعله أَوَّلَ كلِّ صَوْكٍ و بَوْكٍ. و الصَّوْكُ: ماء الرجل؛ عن كراع و ثعلب. و تَصَوَّك فی عذرته: التطخ بها كَتَضَوَّك، و سنذكره فی الضاد المعجمة. و الصائِكُ: الدم اللازق، و یقال: الصائك دم الجَوْف.

صیك؛ ج10، ص: 458

: صاك الشی‌ءُ صَیْكاً: لَزِقَ. و صاكَ الدمُ یَبِسَ، و هو من ذلك لأَنه إِذا یبس لزق. و صاكَ به الطیبُ یَصِیكُ أَی لَصِقَ به؛ و منه قول الأَعشی: و مِثْلكِ مُعْجَبة بالشَّبابِ، صاكَ العَبِیرُ بأَجْلادِها «4».
(3). قوله [الصملك إلخ] كذا بضبط الأَصل، و فی القاموس و شرحه: الصملك كعملس أی بفتحات مشدد اللام و ضبطه بعضهم بضم الصاد و تشدید المیم المفتوحة و كسر اللام (4). قوله [بأجلادها] أنشده فی ص أَ ك: بأجسادها، و أنشده الصحاح: بأثوابها
لسان العرب، ج‌10، ص: 459‌

فصل الضاد المعجمة؛ ج10، ص: 459

ضأك؛ ج10، ص: 459

: رجل مَضْؤُوك «1» مَزْكُوم.

ضبك؛ ج10، ص: 459

: ضَبَكَ الرجلَ و ضَبَّكه: غمز یدیه، یمانیة. و الضَّبِیك: أَوّل مصة یمصها الصبی من ثدی أُمه. و اضْبَأَكَّتِ الأَرضُ و اضْمَأَكَّتْ: خرج نباتها، بالضاد، و هو الصحیح، و قیل: إذا اخضرت و طلع نباتها. و زرع مُضْبَئِكٌّ: أَخضر؛ عن كراع.

ضبرك؛ ج10، ص: 459

: الضِّبْراكُ و الضُّبارِك: الشدید الطولِ الضَّخْمُ الثقیل، و قد یقال ذلك للثقیل الكثیر الأَهل؛ قال الفرزدق: ورَدُوا أُراقَ بجَحْفَلٍ من تَغْلِبٍ، لَجِبِ العَشِیِّ ضُبارِكِ الأَركانِ ابن السكیت: یقال للأَسد ضُبارِمٌ و ضُبارك، و هما من الرجال الشجاع. الجوهری: رجل و جمل ضِبْراكٌ أَی ضخم، و كذلك الضُّبارِك؛ قال الراجز: أَعْدَدْتُ فیها بازلًا ضُبارِكا، یَقْصُر یَمْشی، و یَطُولُ بارِكا قال: و الجمع الضَّبارِكُ بالفتح.

ضحك؛ ج10، ص: 459

: الضَّحِكُ: معروف، ضَحِكَ یَضْحَك ضَحْكاً و ضِحْكاً و ضِحِكاً و ضَحِكاً أَربع لغات، قال الأَزهری: و لو قیل ضَحَكاً لكان قیاساً لأَن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ، قال الأَزهری: و قد جاءت أَحرف من المصادر علی فَعِل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، و خَنَقَه خَنِقاً، و خَضَفَ خَضِفاً، و ضَرطَ ضَرِطاً، و سَرَقَ سَرِقاً. و الضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ و منه قول كُثَیِّر: غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ و‌فی الحدیث: یبعث الله السحابَ فیَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة و مجازاً كما یفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر، و كقولهم ضَحِكَتِ الأَرضُ إِذا أَخرجت نباتها و زَهْرَتها. و تضَحَّك و تَضاحَك، فهو ضاحك و ضَحَّاك و ضَحُوك و ضُحَكة: كثیر الضَّحِك. و ضُحْكة، بالتسكین: یُضْحَك منه یطَّرد علی هذا باب. اللیث: الضُّحْكة الشی‌ء الذی یُضْحك منه. و الضُّحَكة: الرجل الكثیر الضَّحِك یُعاب علیه. و رجل ضَحَّاك: نعت علی فَعَّال. و ضَحِكْتُ به و منه بمعنًی. و تَضاحك الرجل و اسْتَضْحَك بمعنی. و أَضْحَكه اللهُ عز و جل. و الأُضْحُوكة: ما یُضْحك به. و امرأَة مِضْحاك: كثیرة الضَّحِك. قال ابن الأَعرابی: الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا أنه إذا بَرَق قیل ضَحِك، و الضَّحَّاك مَدْح، و الضُّحَكَة دَمٌّ، و الضُّحْكَة أَذَمُّ، و قد أَضْحكنی الأَمرُ و هم یَتَضاحكون، و قالوا: ضَحِكَ الزَّهْرُ علی المَثَل لأَن الزَّهْر لا یَضْحَك حقیقة. و الضَّاحِكَة: كل سِنّ من مُقَدَّمِ الأَضراس مما یَنْدُر عند الضحك. و الضَّاحِكَة: السِّنُّ التی بین الأَنیاب و الأَضراس، و هی أَربع ضَواحِكَ. و‌فی الحدیث: ما أَوْضَحُوا بضاحِكة‌أَی ما تبسموا. و الضَّواحِكُ: الأَسنان التی تظهر عند التبسم. أَبو زید: للرجل أَربع ثنایا و أَربع رَباعِیَات و أَربع ضَواحِك، و الواحد ضاحِك و ثنتا عشرة رَحًی، و فی كل شِقّ ستٌّ: و هی الطَّواحین ثم النَّواجِذ بعدها، و هی أقصی الأَضراس. و الضَّحِكُ: ظهور الثنایا من الفرح. و الضَّحْكُ: العَجَب و هو قریب مما تقدَّم. و الضَّحْك: الثَّغر الأَبیض. و الضَّحْك:
(1). قوله [رجل مضؤوك] و قد ضئك كعنی كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌10، ص: 460
العسل، شبه بالثَّغْر لشدة بیاضه؛ قال أَبو ذؤیب: فجاء بِمَزْجٍ لم یر الناسُ مِثْلَهُ، هو الضَّحْك، إِلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ و قیل: الضَّحْك هنا الشَّهْد، و قیل الزُّبْدُ، و قیل الثَّلْج. و الضَّحْكُ أَیضاً: طَلْعُ النَّخْل حین یَنْشَقُّ، و قال ثعلب: هو ما فی جوف الطَّلْعة. و ضَحِكَتِ النخلةُ و أَضْحَكَتْ: أَخرجت الضَّحْكَ. أَبو عمرو: الضَّحْكُ و الضَّحَّاك وَلِیعُ الطَّلْعة الذی یؤكل. و الضَّحْك: النَّوْرُ. و الضَّحْك: المَحَجَّة. و ضَحِكَتِ المرأةُ: حاضت؛ و به فسر بعضهم قوله تعالی: فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ؛ و قد فسر علی معنی العَجَب أَی عَجِبَتْ من فزع إبراهیم، علیه السلام. و‌روی الأَزهری عن الفراء فی تفسیر هذه الآیة: لما قال رسول الله عز و جل لعبده و لخلیله إبراهیم لٰا تَخَفْ ضَحِكَتْ عند ذلك امرأَته، و كانت قائمة علیهم و هو قاعد، فَضَحِكَتْ فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق، و إنما ضحكت سروراً بالأَمن لأَنها خافت كما خاف إبراهیم.و قال بعضهم: هذا مقدَّم، و مؤخر المعنی فیه عندهم: فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة؛ قال الفراء: و هو ما یحتمله الكلام، و الله أعلم بصوابه. قال الفراء: و أما قولهم فَضَحِكَتْ حاضت فلم أسمعه من ثقة. قال أَبو عمرو: و سمعت أبا موسی الحامض یسأل أبا العباس عن قوله فَضَحِكَتْ أی حاضت، و قال إنه قد جاء فی التفسیر، فقال: لیس فی كلام العرب و التفسیر مسلم لأَهل التفسیر، فقال له فأنت أنشدتنا: تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلی هُذَیْلٍ، و تَری الذئبَ بها یَسْتَهِلّ فقال أَبو العباس: تضحك هاهنا تَكْشِرُ، و ذلك أن الذئب ینازعها علی القتیل فتَكْشِر فی وجهه وَعیداً فیتركها مع لحم القتیل و یمرّ؛ قال ابن سیدة: و ضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت؛ قال: و ضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا، كمثلِ دَمِ الجَوْفِ یوم اللِّقا یعنی الحیضَ فیما زعم بعضهم؛ قال ابن الأَعرابی فی قول تأَبط شرّاً: تضحك الضبع لقتلی هذیل أَی أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ، و قد أَضْحكها الدمُ؛ قال الكُمَیْت: و أَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُیوفُ سَعْدٍ، لقَتْلی ما دُفِنَّ و لا وُدِینا و كان ابن درید یردّ هذا و یقول: من شاهد الضِّباعَ عند حیضها فیعلم أَنها تحیض؟ و إنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم، و هذا سهو منه فجعل كَشْرَها ضَحِكاً؛ و قیل: معناه أَنها تستبشر بالقتلی إذا أكلتهم فیَهِرُّ بعضُها علی بعض فجعل هَرِیرها ضَحِكاً و قیل أَراد أَنها تُسَرّ بهم فجعل السرور ضَحِكاً لأَن الضحك إنما یكون منه كتسمیة العنب خمراً، و یسْتَهِلُّ: یصیح و یَسْتَعْوِی الذئابَ. قال أَبو طالب: و قال بعضهم فی قوله فَضَحِكَتْ حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة «1» إذا انشقت؛ قال: و قال الأَخطل فهی بمعنی الحیض: تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَیْمٍ، إذ رَأَتْها علی الحِداب تَمُورُ و‌كان ابن عباس یقول: فَضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهیم.و قال أَبو إسحق فی قوله عز و جل:
(1). قوله [من ضحاك الطلعة] كذا بالأَصل، و الإِضافة بیانیة لأَن الضحاك، كشداد: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 461
وَ امْرَأَتُهُ قٰائِمَةٌ فَضَحِكَتْ؛ یروی أَنها ضحكت لأَنها كانت قالت لإِبراهیم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخیك إلیك فإنی أَعلم أنه سینزل بهؤلاء القوم عذاب، فَضَحِكَتْ سُروراً لما أَتی الأَمر علی ما توهمت، قال: فأما من قال فی تفسیر ضحكت حاضت فلیس بشی‌ء. و أَضْحَكَ حَوْضَه: ملأَه حتی فاض، و كأَنَّ المعنی قریبٌ بعضُه من بعض لأَنه شی‌ء یمتلئ ثم یفیض، و كذلك الحیض. و الضَّحُوكُ من الطُّرُق: ما وَضَح و استبان؛ قال: علی ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَی مستقیم. و الضَّاحِكُ: حجر أبیض یبدو فی الجبل. و الضَّحُوك: الطریق الواسع. و طریق ضَحَّاك: مُسْتبین؛ و قال الفرزدق: إذا هِیَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ فی نَقْبِ نحائز الطرق: جَوادُّها. أَبو سعید: ضَحِكاتُ القلوب من الأَموال و الأَولاد خِیارُها التی تَضْحَك القلوب إِلیها. و ضَحِكاتُ كل شی‌ء: خِیارُه. و رأیٌ ضاحِكُ ظاهر غیر ملتبس. و یقال: إن رأْیك لیُضاحِكُ المشكلات أَی تظهر عنده المشكلات حتی تُعْرف. و یقال: القِرد یَضْحَك إذا صوّت. و بُرْقَةُ ضاحِكٍ: فی دیار تمیم. و رَوْضة ضاحِك: بالصَّمَّان معروفة. و الضَّحَّاك بن عَدْنان: زعم ابن دَأْبٍ المَدنی أنه الذی ملك الأَرض و هو الذی یقال له المُذْهَب، و كانت أُمه من الجن فلَحِقَ بالجن و سدا القرا «1»، و تقول العجم: إنه لما عمل السحر و أظهر الفساد أُخذ فشُدَّ فی جبل دُنْباوَنْدَ، و یقال: إن الذی شدَّه أفْرِیدون الذی كان مَسَح الدنیا فبلغت أربعة و عشرین ألف فرسخ؛ قال الأَزهری: و هذا كله باطل لا یؤمن بمثله إلا أحمق لا عقل له.

ضرك؛ ج10، ص: 461

: الضَّرِیكُ: الفقیر الیابس الهالك سُوءَ حالٍ، و الأَنثی ضَرِیكة، و قلَّما یقال ذلك فی النساء، و قد ضَرُكَ ضَراكَةً، و قلَّما یقال للمرأَة ضَرِیكة. الأَصمعی: الضَّرِیك الضَّرِیر، و هو أیضاً الفقیر الجائع، و لا یُصَرَّف له فِعْل لا یقولون ضرَكه فی معنی ضَرَّه، و الجمع ضَرائك و ضُرَكاء؛ قال الكمیت یمدح مَسْلَمة بن هشام: فغَیْثٌ أَنتَ للضُّرَكاءِ منّا، بسَیْبِك حین تُنْجِدُ أَو تَغُورُ و قال أیضاً: إذ لا تَبِضُّ، إلی التَّرائك و الضَّرائِكِ، كَفُّ جازِرْ و فی قصة ذی الرُّمة و رؤبة: عالَمُهُ ضَرائك؛ جمع ضَرِیك و هو الفقیر السی‌ء الحال، و قیل: الهزیل. و الضَّرِیكُ: النَّسْرُ الذكر، قال: و ضُراك من أسماء الأَسد و هو الغلیظ الشدیدُ عَصَب الخَلْق فی جِسْم، و الفعل ضَرُكَ یَضْرُك ضَراكة.

ضكك؛ ج10، ص: 461

: ضَكَّه یَضُكُّه ضَكًّا و ضَكْضَكه: غَمَزه غَمْزاً شدیداً و ضَغَطه. و ضَكَّه بالحُجة: قَهَره. و ضَكَّه الأَمْرُ: كَرَبه. و الضَّكُّ: الضِّیقُ. و الضَّكْضَكة: ضرب من المشی فیه سرعة، و قیل: هی سرعة المشی. و الضَّكْضاك و الضُّكاضِكُ من الرجال: القصیر المُكْتَنِز، و امرأة ضَكْضاكة كذلك، و قیل: امرأة ضَكْضاكة مكتنزة اللحم صُلْبة. و فی النوادر: ضُكْضِكَتِ الأَرضُ و فُضْفِضَتْ
(1). قوله [و سدا القرا] كذا بالأَصل بدون نقط، و لعله محرف عن و بیداء القری أی و لحق ببیداء القری
لسان العرب، ج‌10، ص: 462
بمطر و رُقْرِقَتْ و مُصْمِصَتْ و مُضْمِضَتْ كل هذا إذا غسلها المطر.

ضمك؛ ج10، ص: 462

: اضْمَأَكَّت الأَرضُ اضمِئْكاكاً: كاضْبأَكَّتْ إذا خرج نبتها. و المُضْمَئِكُّ: الزرع الأَخضر كالمُضْبَئِكّ، عن كراع. أَبو زید: اضْمأَكَّ النبت إذا رَوِیَ و اخْضَرَّ. و اضْمَأَكَّ السحاب: لم یُشَك فی مطره؛ هذه عن أَبی حنیفة.

ضنك؛ ج10، ص: 462

: الضَّنْكُ: الضِّیقُ من كل شی‌ء، الذكر و الأُنثی فیه سواء، و معیشة ضَنْكٌ ضَیِّقة. و كل عیش من غیرِ حلّ ضَنْك و إن كان واسعاً. و فی التنزیل العزیز: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً؛ أی غیر حَلال؛ قال أبو إسحق: الضَّنْك أَصله فی اللغة الضِّیقُ و الشدَّة، و معناه، و الله أعلم، أن هذه المعیشة الضَّنْك فی نار جهنم، قال: و أكثر ما جاء فی التفسیر أنه عذاب القبر؛ و قال قَتادة: مَعِیشَةً ضَنْكاً جهنم، و قال الضحاك: الكسب الحرام، و قال اللیث فی تفسیره: أَكلُ ما لم یكن من حلال فهو ضَنْكٌ و إن كان مُوَسَّعاً علیه، و قد ضَنُك عیشُه. و الضَّنْك: ضَیق العیش. و كلُّ ما ضاق فهو ضنْك. و الضَّنیكُ: العیش الضَّیِّقُ، و الضَّنیك المقطوع. و قال أَبو زید: یقال للضعیف فی بدنه و رأیه ضَنِیك. و الضَّنِیك: التابع الذی یَعْمَل بخُبْزِه. و ضَنُك الشی‌ءُ ضَنْكاً و ضَنَاكة و ضُنُوكة: ضاق. و ضَنُك الرجلُ ضناكة، فهو ضنیك: ضَعُف فی جسمه و نفسه و رأیه و عقله. و الضُّنْكَة و الضُّنَاك، بالضم: الزُّكام، و قد ضُنِكَ، علی صیغة ما لم یسم فاعله، فهو مَضْنُوك إذا زُكِمَ، و الله أَضْنَكه و أَزْكَمه. و‌فی الحدیث: أَنه عَطَسَ عنده رجل فشَمَّته رجل ثم عَطَس فشَمَّته ثم عَطَس فأَراد أَن یُشَمِّته، فقال: دَعْه فإنه مَضْنُوك‌أَی مزْكوم؛ قال ابن الأَثیر: و القیاس أَن یقال فهو مُضْنَك و مُزْكَم، و لكنه جاء علی أُضْنِك و أُزْكِم. و‌فی الحدیث: أَیضاً: فإنك مَضْنُوك؛ و قال العجاج یصف جاریة: فهی ضِنَاكٌ كالكَثِیبِ المُنْهالْ عَزَّزَ منه، و هو مُعْطی الإِسْهالْ، ضَرْبُ السَّواری مَتْنَه بالتَّهْتالْ الضِّنَاكُ: الضَّخْمة كالثیب الذی ینهال، عزز منه أَی سَدَّد من الكثیب، ضَرْبُ السواری أَی أَمطار اللیل فلزم بعضُه بعضاً، شبه خلقها بالكثیب و قد أَصابه المطر، و هو معْطی الإِسْهال أَی یعطیك سُهولة ما شئت. و الضِّنَاك: المُوَثَّقُ الخَلْق الشدید، یكون ذلك فی الناس و الإِبل، الذكر و الأُنثی فیه سواء. و الضِّنَاك: المرأة الضَّخمة. و قال اللیث: الضِّنَاك التّارَّة المُكْتَنزة الصُّلْبة اللحم. و امرأَة ضِناك: ثقیلة العجیزة ضَخْمة؛ أَنشد ثعلب: و قد أُناغی الرَّشأَ المُحَبَّبَا، خَوْداً ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقبَا «2». خَوْداً هنا: إما بدل و إما حال، أَراد أَنها لا تسیر مع الرجال. و ناقة ضِنَاك: غلیظة المؤخر، و كذلك هی من النخل و الشجر. و‌فی كتابه لوائل بن حُجْر: فی التِّیعة شاةٌ لا مُقَوَّرةُ الأَلْیاطِ و لا ضِناكٌ؛ الضِّناك، بالكسر: الكثیر اللحم، و یقال للذكر و الأَنثی بغیر هاء. قال ابن بری: قال الجوهری الضَّنَاك، بالفتح، المرأة المكتنزة، قال: و صوابه الضِّناك، بالكسر. و رجل ضُنأَكٌ، علی فُعْلَلٍ مهموز الأَلف: و هو
(2). قوله [لا تمد العقبا] مد فی السیر: مضی، و العقب جمع عقبة كغرفة و غرف. و أنشده شارح القاموس فی ع ق ب: لا تسیر بدل لا تمد
لسان العرب، ج‌10، ص: 463
الصُّلْب المعصوب اللحم، و المرأة بعینها علی هذا اللفظ ضُنْأَكَة.

ضوك؛ ج10، ص: 463

: تَضَوَّكَ فی عَذِرته تَضَوُّكاً: تلطخ بها؛ قال یعقوب: رواها اللحیانی عن أبی زیاد بالضاد المعجمة، و عن الأَصمعی بالصاد المهملة، قال: و قال أَبو الهیثم العُقَیلی: توَرَّك فیه تَوَرُّكاً إذا تَلَطَّخ. و روی أَبو تراب عن عَرَّام: رأَیت ضُوَاكَةً من الناس و ضَوِیكَة أَی جماعة، و كذلك من سائر الحیوان. و یقال: اضْطَوَكُوا علی الشی‌ء و اعْتَلَجُوا و ادَّوَّسُوا «1» إذا تنازعوه بشدة.

ضیك؛ ج10، ص: 463

: ضاكتِ الناقة تَضِیك ضَیكاً: تَفاجَّتْ من شدة الحر فلم تقدر أَن تضم فخذیها علی ضَرْعها، و هی ضائك من نُوق ضُیَّك؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أ لا تَراها كالهِضابِ بُیَّكَا، مَتالِیاً جَنْبَی و عُوذاً ضُیَّكا؟ أَبو زید: الضَّیَكانُ و الحَیَكانُ فی مشی الإِنسان أَن یحرِّك فیه منكبیه و جسده حین یمشی مع كثرة لحم.

فصل العین المهملة؛ ج10، ص: 463

عبك؛ ج10، ص: 463

: العَبْكُ: خَلْطُكَ الشی‌ءَ. عَبَك الشی‌ء بالشی‌ء یَعْبُكُه عَبْكاً: لَبَكه. و عَبَكه به أیضاً: خَلَطه. و العَبَكة: القطعة من الشی‌ء. یقال: ما ذُقْتُ عَبَكةً و لا لَبَكة، و قیل: العَبَكة الكف من السَّویق أَو القطعةُ من الحَیْس، و قیل: الكِسْرة. و ما أَغْنَی عنی عَبَكةً أَی ما یتعلق فی السقاء من الوَضَر، و یقال ذلك للشی‌ء الهین، و قیل: العَبَكة مثلُ الحَبَكة و هی الحبة من السویق، و اللَّبَكةَ قطعة ثرید أو لقمة منه. و ما فی النِّحْیِ عَبَكة أَی شی‌ء من السمن مثل عَبَقَة، و منه قولهم: ما أُبالیه عَبَكةً. قال ابن بری: و رجل عَبَكةٌ أَی بغیض هِلْبَاجة.

عبنك؛ ج10، ص: 463

: رجل عَبَنَّك: صُلْب شدید، و فی التهذیب: جَمل عَبَنَّكٌ.

عتك؛ ج10، ص: 463

: عَتَكَ یَعْتِكُ عَتْكاً: كَرَّ، و فی التهذیب: كرَّ فی القتال. و عَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إذا حمل. و عَتَك الفرسُ: حَمَل للعَضِّ؛ قال: نُتْبِعهُم خَیْلًا لنا عَواتِكَا، فی الحرب، حُرْداً تَركَبُ المَهالكا أَی مُغْتاظة علیهم، و یروی … عَوانكا. و عَتَك فی الأَرض یَعْتِك عُتُوكاً: ذهب وحده. و عَتَك علیه یضربه: حَمَلَ علیه حَمْلةَ بَطْش. و عَتَك علیه بخیر أَو شرّ: اعترض. و عَتَك علی یمین فاجرة. أَقْدَم. و العاتِك: الراجع من حال إلی حال. و عَتَكَ فلان بفلان یَعْتِك به إذا لزمه. و عَتَكتِ المرأةُ علی زوجها: نَشَزَت. و عَتَكَتْ علی أَبیها: عصته و غلبته، و قال ثعلب: إنما هو عَنَكت، بالنون، و التاء تصحیف. و عَتَكَ القومُ إلی موضع كذا إذا عدلوا إلیه؛ قال جریر: سارُوا فلستُ، علی أَنی أُصِبْتُ بهم، أَدْری علی أَیِّ صَرْفَیْ نِیَّةٍ عَتَكوا و رجل عاتك: لَجُوجٌ لا یَنْتَهی و لا یَنْثَنی عن أَمر؛ و أَنشد الأَزهری هنا: نُتْبعهم خیلًا لنا عواتِكا و عَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً و عُتوكاً، و هی عاتِك: احْمَرَّت من القِدَم و طول العهد. و العاتِكة: القوس إذا قَدُمَتْ و احْمَرَّت. و امرأة عاتكة: مُحْمَرَّة من الطِّیب، و قیل: بها رَدْعُ طِیبٍ،
(1). قوله [و ادوسوا] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌10، ص: 464
و سمیت المرأَة عاتكة لصفائها و حُمْرتها. و‌فی الحدیث: قال، صلی الله علیه و سلم، یوم حنین: أَنا ابن العَواتك من سُلَیْم؛ العواتك: جمع عاتكة، و أَصل العاتكة المُتَضَمِّخة بالطیب. و نخلة عاتكة: لا تأتَبِر أَی لا تقبل الإِبار و هی الصَّلُودُ تحمل الشِّیصَ. و العواتك من سُلَیم: ثلاث یعنی جداته، صلی الله علیه و سلم، و هنّ عاتكة بنت هِلال بن فالَج بن ذَكْوان أم عبد مناف بن قصیّ جدّ هاشم، و عاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم هاشم بن عبد مناف، و عاتكة بنت الأَوْقَص بن مُرَّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم وهب بن عبد مناف بن زُهْرة جد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَبی أُمه آمنة بنت وهب، فالأُولی من العواتك «1» عَمَّةُ الوُسْطَی و الوُسطی عمةُ الأُخری، و بنو سلیم تَفْخَرُ بهذه الولادة؛ و لبنی سُلَیم مَفاخِر: منها‌أَنها أَلَّفَتْ معه یوم فتح مكة أَی شهده منهم أَلفٌ، و أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قَدَّم لواءَهم یومئذ علی الأَلْوِیة و كان أحمر، و منها‌أَن عمر كتب إلی أهل الكوفة و البصرة و مصر و الشام أن ابعثوا إلی من كل بلد أَفضلَه رجلًا، فبعث أَهل الكوفة عُتْبة بن فَرْقَدٍ السُّلَمی، و بعث أَهل البصرة مُجاشِعَ بن مسعود السُّلَمی، و بعث أهل مصر مَعْنَ بن یزید السُّلَمِی، و بعث أَهل الشام أَبا الأَعْوَر السُّلَمِی، و سائر العَواتك أُمهاتِ النبی، صلی الله علیه و سلم، من غیر بنی سُلَیْم. قال ابن بَرِّی: و العواتك اللَّاتی ولدنه، صلی الله علیه و سلم، اثنتا عشرة: اثنتان من قریش، و ثلاث من سُلیم هن اللواتی أسمیناهن، و اثنتان من عَدْوان، و كِنانیة و أسدیة و هُذَلیة و قُضاعیة و أَزْدیة. و أَحمر عاتك: شدید الحُمْرة. و العَتِیك: الأَحمَر من القِدَم، و هو نعت. و أَحمر عاتكٌ و أَحمر أَقْشَر إذا كان شدید الحُمْرة. و لون عاتك: خالص أَیّ لون كان. و العاتك: الخالص من كل شی‌ءٍ و لون. و عِرْقٌ عاتِك: أَصفر. و عَتَكَ اللبنُ و النبیذ یَعْتِكُ عُتوكاً: اشتدت حُموضته. و نبیذ عاتك إذا صفا. أَبو عبید فی باب لُزوق الشی‌ء: عَسِقَ و عَبِقَ و عَتَكَ، و العاتِك من اللبن الحازِرُ. و عَتَكَ اللبنُ و الشی‌ءُ یَعْتِكُ عَتْكاً: لَزِقَ. و عَتَكَ به الطیبُ أَی لَزِقَ به. و عَتَك البولُ علی فخذ الناقة أَی یَبِسَ. و كلُّ كریم عاتِك. و أَقام عَتْكاً أَی دَهْراً؛ عن اللحیانی؛ و المعروف عَنْكاً. و عَتِیكٌ: أَبو قبیلة من الیمن، و قیل: العَتِیك بالأَلف و اللام فَخِذٌ من الأَزد؛ عن كراع، و النسبة إلیها عَتَكِیٌّ. و عَتِیك: حیٌّ من العرب. و العَتْكُ: اسم جبل؛ قال ذو الرمة: فَلَیْتَ ثَنایا العَتْكِ قبل احْتِمالِها شَواهِقُ، یَبلُغْنَ السَّحابَ، صِعابُ

عثك؛ ج10، ص: 464

: كالعَثَكُ و العُثَكُ و العُثُكُ: عِرْق النخل خاصةً.

عدك؛ ج10، ص: 464

: عَدَكَه یَعْدِكه عَدْكاً: ضربه بالمِطْرَقة و هی المِعْدَكَة.

عرك؛ ج10، ص: 464

: عَرَكَ الأَدِیمَ و غیره یَعْرُكه عَرْكاً: دَلَكَه دَلْكاً. و عَرَكْتُ القوم فی الحرب عَرْكاً، و عَرَك بجنبه ما كان من صاحبه یَعْرُكه: كأنه حكه حتی عَفَّاه، و هو من ذلك. و‌فی الأَخبار: أَن ابن عباس قال للحُطَیئة: هلَّا عَرَكْتَ بجَنْبك ما كان من الزِّبْرِقانِ؛ قال: إذا أَنتَ لم تَعْرُكْ بجَنْبك بعضَ ما یَرِیبُ من الأَدْنَی، رماك الأَباعِدُ و أَنشد ابن الأَعرابی:
(1). قوله [فالأَولی من العواتك إلخ] عبارة النهایة: فالأَولی من العواتك عمة الثانیة و الثانیة عمة الثالثة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 465
العَارِكِینَ مَظَالِمِی بجُنُوبِهم، و المُلْبِسِیَّ، فثَوْبُهم لیَ أَوْسَعُ أَی خیرهم علیَّ ضافٍ. و عَرَكه الدَّهْر: حَنَّكه. و عَرَكَتْهم الحربُ تَعْرُكهم عَرْكاً: دارت علیهم، و كلاهما علی المَثل؛ قال زهیر: فتعْرُكُكم عَرْكَ الرَّحَی بِثفَالِها، و تَلْقَحْ كِشافاً ثم تَحْمِلْ فتُتْئِمِ «1» الثِّفَالُ: الجلدة تجعل حول الرحی تمسك الدقیق، و العُراكة و العُلالة و الدُّلاكة: ما حلبتَ قبل الفِیقَةِ الأُولی و قبل أَن تجتمع الفِیقَةُ الثانیة. و المَعْرَكة و المَعْرُكة، بفتح الراء و ضمها: موضع القتال الذی یَعْتَرِكون فیه إذا الْتَقَوْا، و الجمع مَعَارِك. و‌فی حدیث ذمّ السوق: فإنها مَعْركة الشیطان و بها ینصب رایته؛ قال ابن الأَثیر: المَعْرَكة و المُعْتَرك موضع القتال أَی مَوْطن الشیطان و محله الذی یأوی إلیه و یكثر منه لما یجری فیه من الحرام و الكذب و الرِّبا و الغَصْب، و لذلك‌قال و بها ینصب رایته، كنایة عن قوة طمعه فی إغوائهم لأَن الرایات فی الحروب لا تنصب إلّا مع قوَّة الطمع فی الغلبة، و إلَّا فهی مع الیأس تُحَطُّ و لا ترفع. و المُعارَكة: القتال: و المُعْتَرك: موضع الحرب، و كذلك المَعْرَك. و عارَكهُ مُعارَكة و عِراكاً: قاتَله، و به سُمِّیَ الرجل مُعاركاً. و مُعْتَرَكُ المَنایا: ما بین الستین إلی السبعین. و اعْترَك القوم فی المَعْرَكة و الخصومة: اعْتَلَجُوا. و اعْتِراك الرجال فی الحروب: ازدحامهم و عَرْك بعضهم بعضاً. و اعْتَرَك القومُ: ازْدَحموا، و قیل: ازدحموا فی المُعْتَرَك. و العِراكُ: ازدحام الإِبل علی الماء. و اعْتَركت الإِبل فی الوِرد: ازدحمت. و ماءٌ مَعْروكٌ أَی مُزْدَحم علیه. قال سیبویه: و قالوا أَرْسَلَها العِراكَ أَی أَوردها جمیعاً الماء، أَدخلوا الأَلف و اللام علی المصدر الذی فی موضع الحال كأنه قال اعْتِراكاً أَی مُعْتَرِكةً؛ و أَنشد قول لبید یصف الحمار و الأُتن.فأَرْسَلَها العِراكَ، و لم یَذُدها، و لم یشْفِقْ علی نَغَصِ الدِّخال قال الجوهری: أَوْرَدَ إِبله العِراكَ و نُصِبَ نَصْبَ المصادر أَی أَوردها عِراكاً، ثم أَدخل علیه الأَلف و اللام كما قالوا مررت بهم الجَمّاءَ الغَفِیرَ و الحمدَ لله فیمن نصب و لم تغیر الأَلف و اللام المصدر عن حاله؛ قال ابن بَرِّی: العِراك و الجمّاء الغَفِیر منصوبان علی الحال، و أَما الحمد لله فعلی المصدر لا غیر. و العَرِكُ: الشدید العلاج و البطش فی الحرب، و قد عَرِكَ عَرَكاً؛ قال جریر: قد جَرَّبَتْ عَرَكی، فی كلِّ مُعْترَكٍ، غُلْبُ الأُسُودِ، فما بالُ الضَّغابیسِ؟ و المُعارِك: كالعَرِك. و العَرْكُ و الحازّ واحد: و هو حَزّ مِرْفَق البعیر جَنْبَه حتی یَخلُصَ إلی اللحم و یقطع الجلد بحَزِّ الكِرْكِرة؛ قال: لیس بِذی عَرْكٍ و لا ذِی ضَبِّ و قال الشاعر یصف البعیر بأنه بائن المِرْفَق: قلیلُ العَرْكِ یَهْجُرُ مِرْفَقاها و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، تصف أباها: عُرَكَةٌ للأَذاة بجَنْبه‌أَی یحتمله؛ و منه عَرَك البعیرُ جَنْبه بمرفقه إذا دلكه فأَثر فیه. و العَرَكْرَكُ: كالعارِكِ، و بعیر عَرَكْرَك إذا كان به ذلك؛ قال حَلْحَلَة بنُ قَیْسِ بن أَشْیَمَ و كان عبد الملك قد
(1). فی دیوان زهیر: … تُنتَج … بدل … تحمِل …
لسان العرب، ج‌10، ص: 466
أَقعده لیُقادَ منه، و قال له: صَبْراً حَلْحَلُ فقال مجیباً له: أَصْبَرُ من ذِی ضاغطٍ عَرَكْرَك، أَلْقَی بَوانِی زَوْرهِ لِلمَبْرَكِ و العَرَكْركُ: الجَمَلُ القوی الغلیظ، یقال: بعیر ضاغِطٌ عَرَكْرَكٌ، و أَورد الجوهری هنا أیضاً رجز حَلْحلة المذكور قبله، و بعض العرب یقول للناقة السمینة عَرَكْرَكَة، و جمعها عَرَكْرَكات؛ أَنشد أَعرابی من بنی عُقَیْل: یا صاحِبَیْ رحْلی بلیلٍ قُوما، و قَرِّبا عَرَكْرَكاتٍ كُوما فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی لرجل من عُكْلٍ یقوله للیلی الأَخیلیة: حَیَّاكة تَمْشِی بعُلْطَتینِ، و قارِمٍ أَحْمَر ذی عَرْكَیْنِ فإنما یعنی حِرَها و استعار لها العَرْك، و أَصله فی البعیر. و عَرِیكَةُ الجمل و الناقة: بقیة سَنامها، و قیل: هو السنام كله؛ قال ذو الرمة: خِفاف الخُطی مُطْلَنْفِئات العَرائِك و قیل: إنما سمی بذلك لأَن المشتری یَعْرُك ذلك الموضع لیعرف سمنه و قوّته. و العَرِیكَة: الطبیعة، یقال: لانَتْ عَرِیكَتُه إذا انكسرت نَخْوَتُه، و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَصْدَقُ الناس لَهْجَةً و أَلْیَنُهُمْ عَرِیكَةً؛ العریكة: الطبیعة، یقال: فلان لَیِّنُ العَریكة إذا كان سَلِساً مطاوعاً منْقاداً قلیل الخلاف و النُّفُور. و رجل لَیِّنُ العَرِیكة أی لَیِّنُ الخُلُق سَلِسُه و هو منه، و شدید العریكة إذا كان شدید النفس أَبِیّاً. و العَریكة: النَّفْس، یقال: إنه لصَعْب العَرِیكة و سهل العَرِیكة أَی النفس؛ و قول الأَخطل: من اللَّواتی إذا لانَتْ عَرِیكَتُها، كان لها بعدها آلٌ و مَجْلُودُ قیل فی تفسیره: عریكتها قوّتها و شدّتها، و یجوز أَن تكون مما تقدّم لأَنها إذا جَهَدَتْ و أَعْیَتْ لانَتْ عَرِیكتها و انقادَتْ. و رجل مَیْمُونُ العَرِیكة و الحَرِیكة و السَّلِیقَة و النَّقِیبَة و النَّقِیمَةِ و النَّخِیجَةِ و الطَّبِیعَةِ و الجَّبِیلَةِ بمعنی واحد. و العَرَكِیَّة: المرأة الفاجرة؛ قال ابن مُقْبل یهجو النجاشی: و جاءتْ به حَیَّاكَةٌ عَرَكِیَّةٌ، تَنَازَعَها فی طُهْرِها رَجُلانِ و عَرَك ظهر الناقة و غیرها یَعْرُكُه عَرْكاً: أَكثر جَسَّه لیعرف سمنها؛ و ناقة عَرُوك مثل الشَّكُوكِ: لا یعرف سمنها إلا بذلك، و قیل: هی التی یشك فی سَنامها أَ به شحم أَم لا، و الجمع عُرُكٌ. و عَرَكْتُ السَّنام إذا لمسته تنظر أَ به طِرْق أَم لا. و عَرِیكة البعیر: سَنامُه إذا عَرَكه الحِمْلُ، و جمعها العَرائك. و لقیته عَرْكَةً أَو عَرْكَتَیْن أَی مرة أَو مرتین، لا یستعمل إلا ظرفاً. و لقیته عَرَكاتٍ أَی مرات. و‌فی الحدیث: أَنه عاوَدَه كذا كذا عَرْكَةً‌أَی مرة؛ یقال: لقیته عَرْكَة بعد عَرْكة أی مرة بعد أُخری. و عَرَكه بشَرٍّ: كرّره علیه. و قال اللحیانی: عَرَكَه یَعْرُكه عَرْكاً إذا حمل الشر علیه. و عَرَك الإِبلَ فی الحَمْضِ: خَلَّاها فیه تنال منه حاجتها. و عَرَكتِ الماشیةُ النبات: أَكلته؛ قال: و ما زِلْت مثلَ النَّبْتِ یُعْرَكُ مَرَّةً فیُعْلَی، و یُولَی مَرَّةً و یَثُوبُ
لسان العرب، ج‌10، ص: 467
یُعْرَكُ: یؤكَلُ، و یُولَی من الوَلْیِ. و العَرْك من النبات: ما وُطِئَ و أُكل؛ قال رؤُبة: و إنْ رَعاها العَرْكَ أَو تَأنَّقا و أرض مَعْروكة: عَركَتْها السائمةُ حتی أَجْدَبَتْ، و قد عُرِكَتْ إذا جَرَدتْها الماشیةُ من المَرعی. و رجل مَعْروك: أُلِحَّ علیه فی المسأَلة. و العِراك: المَحِیضُ، عَرَكَتِ المرأَة تَعْرُك عَرْكاً و عِراكاً و عُرُوكاً؛ الأُولی عن اللحیانی، و هی عارِكٌ، و أَعْرَكَتْ و هی مُعْرِكٌ: حاضت، و خَصَّ اللحیانی بالعَرْك الجاریةَ. و‌فی الحدیث: أَن بعض أَزواج النبی، صلی الله علیه و سلم، كانت مُحْرِمَة فَذَكَرَت العِراكَ قبل أَن تُفِیضَ؛ العِراك: الحَیْضُ. و‌فی حدیث عائشة: حتی إذا كنا بسَرِفَ عَرَكْتُ‌أَی حِضْتُ؛ و أَنشد ابن بری لحُجْر بن جلیلة: فغَرْت لَدی النُّعْمانِ، لَمَّا رأَیته، كما فَغَرَتْ للحَیْضِ شَمْطاءُ عارِكُ و نساء عَواركُ أَی حُیَّض؛ و أَنشد ابن بری أَیضاً: أَ فی السِّلْمِ أَعْیاراً جَفاءً و غِلْظَةً، و فی الحَرْبِ أَمْثالَ النساءِ العوارِكِ؟ و قالت الخَنْساء: لا نَوْمَ أَو تَغسِلُوا عاراً أَظَلَّكُمُ، غَسْلَ العوارِكِ حَیضاً بعد إِطْهارِ و العَرْكُ: خُرْءُ السباع. و العَرَكِیُّ. صَیَّادُ السمك. و‌فی الحدیث: أن العَرَكِیّ سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الطُّهُور بماء البحر؛ العَرَكِیُّ صَیَّادُ السمك، و جمعه عَرَكٌ كَعَربِیٍّ و عَرَب و هم العُروك؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: و فی غَمْرَةِ الآل خِلْتُ الصُّوَی عُرُوكاً، علی رائسٍ، یَقْسِمُونا رائس: جبل فی البحر و قیل رئیس منهم؛ قال ابن الأَثیر: و‌فی كتابه إِلی قوم من الیهود: إِن علیكم رُبْعَ ما أَخرَجَتْ نَخْلُكم و رُبْع ما صادَتْ عُرُوكُكُمْ و رُبُعَ المِغْزل؛ قال: العُرُوك جمع عَرَك، بالتحریك، و هم الذین یصیدون السمك، و إنما قیل للملاحین عَرَك لأَنهم یصیدون السمك، و لیس بأَن العَرَك اسم لهم؛ قال زهیر: یُغْشی الحُداةُ بهم حُرَّ الكَثیبِ، كما یُغْشِی السفائنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ العَرَكُ و قال الجوهری: روی أَبو عبیدة موج، بالرفع، و جعل العَرِكَ نعتاً للموج یعنی المتلاطم. و العرَك: الصوت، و كذلك العَرِكُ، بكسر الراء. و رجل عَرِكٌ أَی شدید صِرِّیعٌ لا یُطاق. و قوم عَرِكُونَ أَی أَشدّاءُ صُرَّاع. و رَمْلٌ عَرِیك و مُعْرَوْرِك: متداخل. و العَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضخم، و قیده الأَزهری فقال: من أَرْكابِ النساء، و قال: أَصله ثلاثی و لفظه خماسی. و العَرَكْرَكَةُ، علی وزن فعَلْعَلَة، من النساء: الكثیرة اللحم القبیحة الرَّسْحاء؛ قال الشاعر: و ما من هَوایَ و لا شِیمَتی عَرَكْرَكَةٌ، ذاتُ لَحْمٍ زِیَمْ و عِرَاك و مُعارِكٌ و مِعْرَك و مِعْرَاك: أَسماء. و ذو مُعارِك: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تُلیحُ من جَنْدَلِ ذی مَعارِكِ، إِلاحَةَ الرومِ من النَّیازِكِ أَی تُلِیح من حَجَر هذا الموضع، و یروی: … من جندلَ ذی مَعارك؛ جعل جندل اسماً للبقعة فلم
لسان العرب، ج‌10، ص: 468
یصرفه، و ذی مَعارِك بدل منها كأَنَّ الموضع یسمی بجنْدَلَ و ذی مَعارك.

عسك؛ ج10، ص: 468

: عَسِكَ به عَسَكاً، فهو عَسِكٌ: لَصِق به و لَزِمَه، و كذلك سَدِكَ، و زعم یعقوب أَن كاف عَسِك بدل من قاف عَسِقَ. و تَعَسَّك الرجل فی مشیه: تَلَوَّی.

عضنك؛ ج10، ص: 468

: العَضَنَّكُ: المرأةُ العَجْزاء اللَّفَّاءُ الكثیرة اللحم المُضْطَربة، و قیل: هی العظیمة الرَّكَب، و قال ابن الأَعرابی: هی العَضَنَّكة، و قال اللیث: العَضَنَّكُ المرأَة اللفاء التی ضاق مُلْتَقَی فخذیها مع تَرارَتها و ذلك لكثرة اللحم.

عفك؛ ج10، ص: 468

: رجل أَعْفَكُ: لا یُحْسن العملَ بَیِّنُ العَفَك، و قیل أَحمق لا یثبت علی حدیث واحد، و لا یتم واحداً حتی یأْخذ فی آخر غیره، و هو المُخَلَّع من الرجال أَیضاً؛ و أَنشد اللیث: صاحِ أَ لَمْ تَعْجَبْ لقوْلِ الضَّیْطَرِ، الأَعْفَكِ الأَحْدَلِ ثم الأَعْسَرِ و الأَعْفَكُ: الأَعْسَرُ، و قیل: هو الأَحمق فقط، و قد عَفِكَ عَفَكاً و عَفْكاً، فهو عَفِكٌ؛ قال الراجز: ما أَنتَ إلا أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ، هَوْهَاءةٌ هِرْدَبَّةٌ مُزَرْدَمُ و العَفِیكُ اللَّفِیكُ: المُشْبَعُ حُمْقاً. و قال ابن الأَعرابی: رجل عَفِكٌ لَفِكٌ عَفِتٌ مَدِشٌ فَدِشٌ أَی خَرِقٌ، و امرأَة عَفْتاء و عَفْكاء و نَفْتاء إذا كانت خرْقاء. و العَفَكُ و العَفَتُ: یكون العُسْرَ و الخُرْقَ. و عَفَكَ الكلامَ یَعْفِكه عَفْكاً: لم یُقِمْهُ، و حكی عن بعض العرب أَنه قال: هؤلاء الطَّمَاطِمة یَعْفِكون القول عَفْكاً و یَلْفِتُونه لَفْتاً. و العَفَّاك: الذی یَرْكَبُ بعضُهُ بعضاً من كل شی‌ء؛ عن كراع.

عكك؛ ج10، ص: 468

: العُكَّة و العِكَّة و العَكَّةُ و العَكَكُ و العَكیك: شدة الحرّ مع سكون الریح، و الجمع عِكاك. و یوم عَكٌّ و عَكِیكٌ: شدید الحرّ بغیر ریح؛ قال ثعلب: هو یوم عَكٌّ أَكٌ إذا كان شدید الحرّ مع لَثَقٍ و احْتباسِ ریح؛ حكاها فی أَشیاء إِتْباعیَّة، فلا أَدری أَ ذَهَبَ بأَكٍّ إِلی الإِتباع أَم ذهب فیه إلی أنه الشدید الحرّ و أَنه یُفْصَل من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبید و لیلة عَكَّة أَكَّةٌ: كذلك، و قد عَكَّ یومُنا یَعِكّ عَكّاً. و قال اللیث: العَكَّة و العُكَّةُ فورة شدیدة فی القَیْظ، و هو الوقت الذی تَرْكُد فیه الریح، و فی لغة أُخری أَكَّةٌ، و قال ابن بری: العَكِیكُ و العِكاكُ؛ قال الطرماح: تُرَجّی عِكاكَ الصَّیْفِ أَخْصامها العُلا، و ما نَزَلَتْ حَوْلَ المِقَرِّ علی عَمْدِ و یومٌ عَكیكٌ و ذو عكیك: حارّ. و حَرّ عَكیكٌ: شدید، قال طرفة یصف جاریة: تَطْرُد القُرّ بحَرٍّ صادقٍ، و عَكِیكَ القَیْظِ إِن جاءَ بقُرّ فی الحدیث‌حدیث عُتْبة بن غَزْوانَ و بناء البَصْرة: ثم نزلوا و كان یَوْم عِكاكٍ، و قال: العِكاكُ جمع عَكَّة و هی شدّة الحر. و العُكَّة: الرملة الحارّة؛ و فی التهذیب: العُكَّة رملة حمیت علیها الشمس، و الجمع عِكاكٌ. و العَكَّةُ عُرَوَاء الحُمَّی، و قد عُكَّ أی حُمَّ، و عكّتْه الحُمَّی عَكّاً: لزمته و أَحَمَّتْه حتی تُضْنِیه. و عُكَّ إذا غلی من الحرّ أَیضاً. و العُكَّة للسَّمْن: كالشَّوْكَة للبن، و قیل: العُكَّة أَصغر من القِرْبة للسمن، و هو زُقَیْقٌ صغیر،
لسان العرب، ج‌10، ص: 469
و جمعها عُكَكٌ و عِكَاكٌ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان یُهْدِی للنبی، صلی الله علیه و سلم، العُكَّةَ من السمن و العسل؛ قال ابن الأَثیر فی النهایة: و هی وعاء من جلود مستدیر یختص بهما و هو بالسمن أَخص؛ قال أَبو القَمْقام الأَعرابی: غبْتُ غَیْبة عن أَهلی فقَدِمْتُ فقَدَّمتْ إلیّ امرأَتی عُكَّتین صغیرتین من سمن ثم قالت لی: حَلِّنی اكْسُنی، فقلت: تَسْلأُ كلُّ حُرَّةٍ نِحْیَیْنِ، و إنما سَلأْتِ عُكَّتَینِ، ثم تقولی: اشْتَرِ لی قُرْطَیْنِ، قَرَّطَكِ اللهُ علی الأُذْنَیْنِ عَقارِباً تَمْشِی، و أَرْقَمَیْنِ و عَكَّه بشرّ: كَرّره علیه؛ هذه عن اللحیانی. و عَكَّ الرجلَ یَعُكّه عَكّاً: حَدَّثه بحدیث فاستعاده مرتین أو ثلاثاً، و كذلك عَكَكْته الحدیث: و فی حواشی بعض التهذیب الموثوق بها عن ابن الأَعرابی: أنه سئل عن شی‌ء فقال: سوف أَعُكُّه لك؛ یرید أُفَسِّره. و عَكَّه یَعُكُّه عَكّاً: حبسه. و إبل مَعْكُوكَة أَی محبوسة. و عَكَّه عن حاجته یَعُكُّه عَكّاً: عَقَله و صَرَفه مثل عَجَسَه، و كذلك إِذا مَطَلَه بحق؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول رؤبة: ما ذَا تَری رَأْیَ أَخٍ قد عَكَّا «2». قال: عَكَّ الرجلُ إذا أَقام و احْتَبَس، و عَكَّه بالحجة یَعُكُّه عَكّاً: قهره. و عَكَّنی بالأَمر عَكّاً إذا ردّده علیك حتی یُتْعِبَك، و كذلك عَكَّه بالقول عَكّاً إذا ردّه علیه متعنتاً. و عَكَّ علیه: عَطَف كَعاكَ. و فرس مِعَكٌّ: یجری قلیلًا ثم یحتاح إلی الضرب. و رجل مِعَكٌّ إذا كان ذا لَدَد و التواء و خصومة. و عَكَّه بالسوط: ضربه. و عَكٌّ: قبیلة و قد غلب علی الحیّ. و العَكَوَّك: القصیر المُلَزَّزُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ؛ و أَنشد لِدَلَمٍ أَبی زُعَیْبٍ العَبْشَمِیّ: لما رأَیتُ رَجُلًا دِعْكایَهْ عَكَوَّكاً، إذا مشی، دِرْحایَه و قیل: هو السمین، و قیل: الصُّلب الشدید؛ قال نِجادٌ الخَیْبَری: عَكَوَّك المِشْیَةِ كالقَفَنْدَرِ قال الجوهری: عَكَوَّكٌ فَعَلَّع بتكریر العین و لیس من المضاعف، قال ابن بری: عَكَوَّكٌ فَعَوَّلٌ، و لیس فعَلَّع كما ذكر الجوهری. و مكان عَكَوَّك: غلیظ صُلْب، و قیل سَهْل؛ قال: إذا هَبَطْنَ مَنْزِلًا عَكَوَّكا، كأَنما یَطْحَنَّ فیه الدَّرْمَكا و الهاء لغة؛ و أَما قول العجاج: عَكٌّ شَدِیدُ الأَمْرِ قُسْبُرِیُّ قال أَبو زید: العَكُّ الصلب الشدید المجتمع. و عَكَوَّكٌ: اسم رجل. و عُكَّةُ العِشارِ أَیضاً: لَوْنٌ یعلو النُّوق عند لِقاحها. و قد أَعَكَّتِ الناقةُ العُشَراء تُعِكُّ إذا تبدَّلت لوناً غیر لونها، و الاسم العُكّة، و كذلك إذا سمنت فأَخصبت. و عَكُّ بن عَدْنان: أَخو مَعَدٍّ، و هو الیوم فی الیمن؛ هذا قول اللیث؛ و قال بعض النسابین: إنما هو مَعَدُّ بن عدنان، فأَما عَكٌّ فهو ابن عُدْثان، بالثاء، و عدثان، بالثاء المثلثة: من ولد قحطان. و عدنان، بالنون: من ولد إسمعیل. و قولهم ائتَزَرَ فلانٌ إزْرةَ عَكَّ وَكَّ و إزْرَة عَكَّی و هو أَن یُسْبِل طَرَفَیْ إزاره و یضم
(2). قوله [ما ذا تری إلخ] صدره كما فی شرح القاموس: یا ابن الرفیع حسباً و بنكا
لسان العرب، ج‌10، ص: 470
سائره؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إزْرَتُه تَجِدْهُ عَكَّ وَكَّا، مِشْیَتُه فی الدار هاكَ رَكَّا «1». قال: و هاكَ رَكَّ حكایة تبختره. و عَكَّةُ: اسم بلد فی الثُّغور؛ و‌فی الحدیث: طُوبی لمن رأَی عَكَّةَ.قال الفراء: یقال هذه أَرضُ عُكَّةٍ بإضافة و غیر إضافة إذا كانت حارّة؛ و أَنشد: بِبلدةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نَداها، تَضَمَّنَتِ السَّمائمَ و الذُّبابا و العُكَّةُ: تكون مع الجَنُوب و الصَّبا. و قال ساجع العرب: إذا طلعت العُذْرة، لم یبق بعُمانَ بُسْرة، و لا لأَكَّارٍ بُرَّة، و كانت عُكَّةٌ نُكْرة، علی أَهل البصرة. و فی حاشیة التهذیب: روایة اللیث نكرة، بالنون؛ قال ثعلب: و الصحیح بكرة، بالباء؛ و فی الحاشیة: قال الجرجانی هذا الباب كله راجع إلی معنی واحد و هو تَرَدُّد الشی‌ء و تكاتفه، تقول ما زلتُ أَعُكُّهُ بالقول حتی غضب أَی أُردِّدُ علیه الكلام، و منه عَكَّتْه الحُمَّی، و منه عُكَّة السمن لأَنه یُكْنَزُ فیها كَنْزاً، و یقال: سمنت المرأَة حتی صارت كالعُكَّة، و منه قیل للیوم الحار: یوم عَكٌّ و عَكِیكٌ، یرید شدَّة احْتِدامه و تكاثفه؛ قال: و هذا قول المبرد.

علك؛ ج10، ص: 470

: عَلَكَتِ الدابةُ اللجامَ تَعْلُكه عَلْكاً: لَاكَتْه و حركته فی فیها، قال النابغة الذبیانی: خَیْلٌ صیامٌ و خیلٌ غیرُ صائمةٍ، تحتَ العَجاجِ، و أُخْری تَعْلُك اللُّجُما و عَلَكَ نَابَیْه: حَرَقَ أَحدهما بالآخر فحدث بینهما صوت، قال العُجَیرُ السَّلولیُّ: فجئتُ، و خَصْمِی یَعْلُكونَ نُیوبَهم، كما وُضِعَتْ تحتَ الشِّفارِ عَزُوزُ و عَلَكَ الشی‌ءَ یَعْلُكه و یَعْلِكه عَلْكاً: مَضَغه و لَجْلَجه. و طعام عالك و عَلِكٌ: مَتِینُ المَمْضغة. و العِلْكُ: ضرب من صمغ الشجر كاللُّبان یمضغ فلا یَنماع، و الجمع عُلوك و أَعْلاك، و قد عَلَكه، و بائعه عَلَّاك. و ما ذُقْتُ عَلاكاً أَی ما یُعْلَك. و‌فی الحدیث: أَنه مر برجل و بُرْمَتُه تَفور علی النار فتناوَلَ منها بَضْعَةً فلم یزل یَعْلُكُها حتی أَحرم فی الصلاة‌أَی یَمْضَغُها. و عَلَّكَ القِرْبة، بالتشدید: أَجاد دبغها، عن أَبی حنیفة. و عَلَّكَ مالَه: أَحسن القیامَ علیه، قال: و كائنْ من فَتًی سَوْءٍ تَراه یُعَلِّكُ هَجْمَةً: حُمْراً و جُونا و شی‌ء عَلِكٌ أَی لزِجٌ. و عَلَّكَ یدیه علی ماله: شَدَّهما من بخله فلم یَقْرِ ضیفاً و لا أَعطی سائلًا. و العَلِكَةُ: شِقْشِقَةُ الجمل عند الهدیر، قال رؤیة: یَجْمَعْنَ رَاراً و هَدِیراً مَحْضا، فی عَلِكاتٍ یَعْتَلِینَ النَّهْضا و العَلَكُ و العُلاكُ: شجر ینبت بالحجاز، قال أَبو حنیفة: هو شجر لم أَسمع له بحِلْیَة. و‌فی حدیث لجریر بن عبد الله: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، سأَله عن منزله بِبیشَةَ فوصفها جریر فقال: سَهْلٌ و دَكْداك، و سَلَمٌ و أَراك، و حَمْضٌ و عَلاك، العَلاك: شجر ینبت بناحیة الحجاز، و یروی بالنون و سنذكره فی موضعه، و یقال له العَلَكُ أَیضاً، قال لبید: لَتَبَقَّطَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقیمةً، فَجُنوبَ ناصِفَةٍ لِقاحُ الحَوْأَبِ و العَوْلَكُ: عِرْق فی رحم الشاة، و هو أَیضاً عِرْق
(1). قوله: تَجِدْه، بالجزم، هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 471
فی الخیل و الحُمُر و الغنم، یكون غامضاً فی البُظارة داخلًا فیها، و البُظارة بین الأَسْكَتَیْنِ و هما جانبا الحَیاء، و استعار بعضُ الرُّجَّاز ذلك للنساء فقال: یا صاحِ! ما أَصْبَر ظَهْرَ غَنَّامْ! خَشِیتُ أَن تَظْهَر فیه أَوْرامْ، من عَوْلَكَینِ غَلَبا بالإِبْلامْ و ذلك أَن امرأَتین كانتا ركبتا هذا البعیر الذی یقال له غنَّام. و جمعُ العَوْلَكِ: عَوَالِكُ. و فی الصحاح: العَوْلَكُ عرق فی الرحم، و لم یخصص، ثم قال ما قلناه و ذكر الرجز و نسبه إِلی العَدَبَّسِ الكنانی و قال: إِن البعیر المركوب أَیضاً له. و شَعر مُعْلَنْكِكٌ: كثیر متراكب. و اعْلَنْكَكَ أَی اعْلَنْكَدَ و اجتمع. قال ابن بری: و المِعْلاك شی‌ء كالسهم یرمی به «1».

عنك؛ ج10، ص: 471

: عَنَكَ الرَّمْلُ یَعْنُكُ عُنُوكاً و تَعَنَّكَ: تعَقَّد و ارتفع فلم یكن فیه طریق. و رَملة عانِكٌ: فیها تَعَقُّد لا یقدر البعیر علی المشی فیها إِلا أَن یَحْبُوَ؛ یقال: قد أَعْنَك البعیرُ؛ و منه قول رؤبة: أَوْدَیْتَ إن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك یقول: هلكتَ إن لم تحملْ حَمالَتی بجَهْد. و اعْتَنَك البعیر و استَعْنَك: حَبَا فی العانِك فلم یقدر علی السیر. و أَعنَكَ الرجلُ: وقع فی العِنْكة، واحدها عِنْك، و هو الرمل الكثیر. و‌فی حدیث أُم سلمة: ما كان لك أَن تُعَنِّكیها؛ التَّعْنیك: المشقة و الضیق و المنع، من اعْتَنَك البعیرُ إذا ارْتَطَمَ فی الرمل لا یقدر علی الخلاص منه، أَو من عَنَك البابَ و أَعْنَكَه إذا أَغلقه، و‌قد روی ما كان لك أَن تُعَنِّقِیها، بالقاف، و قد تقدم ذكره، و قد مر فی ترجمة علك فی وصف جریر منزله بِبیشَة و حُموض و عَلاك، وقع هذا الحرف علی روایة الطبرانی: و عَنَاك، بالنون، و فسر بالرمل، و الروایة باللام، و قد تقدم ذكره. و عَنَكَت المرأةُ علی زوجها: نَشَزت، و علی أَبیها: عصته. و رواه ابن الأَعرابی: عَتَكَتْ، بالتاء. و عَنَكَ الفرسُ: حَمَلَ و كرَّ؛ قال: نُتْبعُهم خَیْلًا لنا عَوانِكا و رواه ابن الأَعرابی بالتاء أَیضاً، و قد تقدم. و العَانِكُ: اللازم، و التاء أَعلی. اللیث: و العَانِكُ الأَحمر، یقال: دم عانكٌ و عِرْق عانِك إذا كان فی لونه صفرة؛ و أَنشد: أَو عانِكٍ كَدمِ الذبیح مُدامِ و العانِكُ من الرمل: فی لونه حمرة؛ قال الأَزهری: كل ما قاله اللیث فی العانك فهو خطأ و تصحیف، و الذی أَراد اللیث من صفة الحمرة فهو عاتك، بالتاء، و قد تقدم. و قال أَیضاً عن ابن الأَعرابی: سمعت أَعرابیّاً یقول أَتانا بنبیذ عاتك، یصیّر الناسك مثل الفَاتِك؛ و العانِكُ من الرمال: ما تَعَقَّد كما فسره الأَصمعی لا ما فیه حمرة؛ و أَما استشهاده بقوله: أَو عانك كدم الذبیح مدام فإن الرواة یروونه: أَو عاتق، قال: و كذا الإِیادی فیما رواه، و إن كان قد وقع للیث بالكاف فهو عاتك كما رویته عن ابن الأَعرابی. و العِنْكُ و العَنْكُ و العُنْكُ: سُدْفَةٌ من اللیل تكون من أَوّله إلی ثلثه، و قیل: قِطْعة مظلمة؛ حكاه ثعلب قال: و الكسر أَفصح، و الجمع أَعْناك، و قد تقدّمت فی التاء. قال الأَزهری: روی لنا عن الأَصمعی أَتانا بعد عِنْك أَی بعد ساعة و هُدُوٍّ؛ و یقال: مكث عِنْكاً أَی عَصْراً و زماناً؛ قال أَبو تُراب: العِنْك الثلث الباقی من اللیل؛ قال الشاعر:
(1). 1 زاد المجد: العلكة، محركة، الناقة السمینة.
لسان العرب، ج‌10، ص: 472
باتا یَجُوسانِ، و قد تَجَرَّما، لیلُ التِّمامِ غیرَ عِنْكٍ أَدْهَما و قیل: هو الثلث الثانی. قال ابن بری: یقال عِنْك و عَنْك و عُنْك كما یقال عِنْدٌ و عَنْد و عُنْدٌ، و عِنْكُ كل شی‌ء ما عَظُم منه، یقال: جاءنا من السمك و من الطعام بِعِنْكٍ أَی بشی‌ء كثیر منه. و العِنْكُ: الباب، یَمانیة. و عَنَكَ البابَ و أَعْنكه: أَغلقه، یمانیة. و أَعْنَك الرجلُ إذا تَجَرَ فی العُنُوك، و هی الأَبواب. یقال للباب العِنْك، و لصانعه الفَیْتَق، و المِعْنَك: الغَلَق. و عَنَك اللبنُ أَی خَثُرَ.

عنفك؛ ج10، ص: 472

: العَنْفَكُ: الأَحمق. و امرأة عَنْفَكٌ، و هو عیب. و العَنْفَك: الثقیل الوَخِمُ.

عهك؛ ج10، ص: 472

: قال أَبو منصور: قرأت فی نوادر الأَعراب تركتهم فی عَیْهَكَةٍ و عَوْهَكةٍ و مَعْوَكةٍ و مَحْوَكةٍ و عَویكة. و قد تعاوَكوا إذا اقتتلوا.

عوك؛ ج10، ص: 472

: عاكَ علیه یَعُوك عَوْكاً: عطف و كرَّ علیه، و كذلك عَكَم یَعْكِمُ و عَتَكَ یعْتِكُ. و عاكَتِ المرأة تَعُوك عَوْكاً: رجعت إلی بیتها فأَكلت ما فیه. و فی المثل: إذا أَعْیاكِ بیتُ جاراتِك فَعُوكِی علی ذی بیتِك أَی فارجعی إلی بیتك فكلی ما فیه، و قیل: معناه كُرِّی علی بیتك. و عاك علی الشی‌ء: أَقبل علیه. و المَعَاكُ: المذهب، یقال: ما له مَعاكٌ أَی مذهب. و ما به عَوْكٌ و لا بَوْكٌ أَی حركة. و لقیته قبل كل عَوْكٍ و بَوْكٍ أَی قبل كل شی‌ء. ابن الأَعرابی: لقیته عند أَول صَوْكٍ و بَوْكٍ و عَوْكٍ أَی عند أوّل كل شی‌ء. و العائك: الكَسُوب، عَاكَ مَعاشَه یَعُوكه عَوْكاً و مَعاكاً. ابن الأَعرابی: عُسْ مَعاشَك و عُكْ مَعاشكَ معاساً و مَعاكاً. و العَوْسُ: إصلاح المعیشة.

عیك؛ ج10، ص: 472

: قال ابن سیدة: عَاكَ عَیَكَاناً مشی و حَرَّكَ مَنْكِبَیْه كَحاكَ. و العَیْكُ: الشجر الملتف، لغة فی الأَیكِ، واحدته عَیْكَة. و العَیْكتانِ، بفتح أَوّله علی لفظ تثنیة عَیْكة: موضع فی دِیارِ بَجیلة؛ قال تأَبَّط شرّاً: لیلةَ صاحُوا، و أَغْرَوْا بی سِراعَهُمُ بالعَیْكَتَیْنِ، لَدَی مَعْدَی ابنِ بَرَّاقِ قال الأَخفش: و یروی‌بالعَیْتَتَیْنِ …

فصل الغین المعجمة؛ ج10، ص: 472

غسك؛ ج10، ص: 472

: أَبو زید: الغَسَكُ لغة فی الغَسَق، و هو الظُّلْمة.

فصل الفاء؛ ج10، ص: 472

فتك؛ ج10، ص: 472

: الفَتْكُ: ركوب ما هَمَّ من الأُمور و دَعَتْ إلیه النفسُ، فَتَك یَفْتِكُ و یَفْتُكُ فَتْكاً و فِتْكاً و فُتْكاً و فُتُوكاً. و الفَاتِكُ: الجَری‌ء الصَّدْرِ، و الجمع الفُتَّاك. و رجل فاتِكٌ: جری‌ء. و فَتَك بالرجل فَتْكاً و فُتْكاً و فِتْكاً. انتهز منه غِرَّة فقتله أَو جرحه، و قیل: هو القتل أَو الجرح مُجاهَرة؛ و كل من قتل رجلًا غارّاً، فهو فاتك؛ و منه‌الحدیث: أَن رجلًا أَتی الزبیر فقال له: أَ لا أَقتل لك علیّاً؟ قال: فكیف تقتله؟ فقال: أَفْتكُ به فقال: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: قَیَّد الإِیمانُ الفَتْكَ لا یَفْتِكُ مؤمنٌ؛ قال أَبو عبید: الفَتْك أَن یأْتی الرجل صاحبه و هو غارٌّ غافل حتی یَشُدُّ علیه فیقتله، و إن لم یكن أَعطاه أَماناً قبل ذلك، و لكن ینبغی له أَن یعلمه ذلك؛ قال المُخَبَّل السعدی:
لسان العرب، ج‌10، ص: 473
و إذْ فَتَك النُّعْمانُ بالناسِ مُحْرِماً، فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِله و كان النعمان بعث إلی بنی عوف بن كعب جیشاً فی الشهر الحرام و هم آمنون غارّون فقتل فیهم و سبی؛ الجوهری: فیه ثلاث لغات فَتْك و فُتْك و فِتْك مثل وَدٍّ و وُدٍّ و وِدٍّ و زَعْمٍ و زُعْم و زِعْم؛ و أَنشد ابن بری: قلْ للغَوانی: أَما فیكنَّ فاتِكةٌ تَعْلُو اللئیم بضَرْبٍ فیه امْحاضُ؟ الفراء: الفَتْكُ و الفُتْكُ الرجل یَفْتِك بالرجل یقتله مجاهرة، و قال بعضهم الفِتْكُ؛ و قال الفراء أیضاً: فَتَك به و أَفْتَك، و ذكر عنه اللغات الثلاث. ابن شمیل: تَفَتَّك فلان بأَمره أَی مضی علیه لا یُؤامر أَحداً؛ الأَصمعی فی قول رؤبة: لیس امْرُؤٌ، یَمْضِی به مَضَاؤهُ إلا امْرُؤٌ، من فَتْكهِ دَهاؤُهُ أَی مع فَتْكه‌كقوله الحیاء من الإِیمان‌أَی هو معه لا یفارقه، قال: و مَضاؤه نَفاذه و ذهابه. و فی النوادر: فاتَكْتُ فلاناً مُفاتَكة أَی داوَمته و اسْتَأكلته. و إبل مُفاتِكَةٌ للحَمْض إذا داومت علیه مُسْتأكِلَة مُسْتَمْرئَةً. قال أَبو منصور: أَصل الفَتْك فی اللغة ما ذكره أَبو عبید ثم جعلوا كل من هَجَمَ علی الأُمور العظام فاتِكاً؛ قال خَوَّات بن جُبَیر: علی سَمْتِها و الفَتْكُ من فَعَلاتی و الغیلة: أَن یَخْدَع الرجلَ حتی یخرج به إلی موضع یَخْفی فیه أَمرُه ثم یقتله. و فی مَثَل: لا تنفع حِیلَة مع غِیلَة. و المُفاتكة: مواقعة الشی‌ء بشدّة كالأَكل و الشرب و نحوه. و فاتَكَ الأَمْر: واقعه، و الإِسم الفِتاكُ. و فاتَكَتِ الإِبلُ المرعی: أَتت علیه بأَحْناكها. و فاتكه: أَعطاه ما استام ببیعه، فإن ساومه و لم یعطه شیئاً قیل: فاتَحَه. و فَتَكَ فتْكاً: لَجَّ. و فتَّكَ القُطْنَ: نَفَشه كَفَدَّكَه.

فدك؛ ج10، ص: 473

: فَدَّكَ القطنَ تَفْدِیكاً: نفشه، و هی لغة أَزْدیة. و فَدَكٌ و فَدَكِیٌّ: اسمان. و فُدَیْكٌ: اسم عربی. و فَدَكٌ: موضع بالحجاز؛ قال زهیر: لئنْ حَلَلْتُ بِجَوّ فی بنی أَسَدٍ، فی دِینِ عَمْرو، و حالَتْ بیننا فَدَكُ الأَزهری: فَدَكٌ قریة بخیبر، و قیل بناحیة الحجاز فیها عین و نخل أَفاءَها اللهُ علی نبیه، صلی الله علیه و سلم، و كان علیّ و العباس، علیهما السلام، یتنازعانها و سلمها عمر، رضی الله عنه، إلیهما فذكر علیّ، رضی الله عنه، أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان جعلها فی حیاته لفاطمة، رضی الله عنها، و ولدها و أَبی العباس ذلك.و أَبو فُدَیْكٍ: رجل. و الفُدَیْكاتُ: قوم من الخوارج نسبوا إلی أَبی فُدَیْكٍ الخارجی.

فرك؛ ج10، ص: 473

: الفَرْك: دَلْكُ الشی‌ء حتی ینقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز، فَرَكه یَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك. و الفَرِكُ: المُتَفَرِّك قشره. و اسْتَفْرَك الحبُّ فی السُّنْبُلة: سَمِنَ و اشتدّ. و بُرٌّ فرِیكٌ: و هو الذی فُرِكَ و نُقِّی. و أَفْرَك الحبُّ: حان له أَن یُفْرك. و الفَرِیك: طعام یُفْرك ثم یُلَتّ بسمن أَو غیره، و فَرَكْتُ الثوب و السنبل بیدی فَرْكاً. و أَفْرَكَ السنبلُ أَی صار فَرِیكاً، و هو حین یَصْلُح أَن یُفْرَك فیؤكل، و یقال للنبت أَوَّلَ ما یَطْلُع:
لسان العرب، ج‌10، ص: 474
نجَمَ ثم فَرَّخَ و قَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ و أَلَبَّ ثم أسْفی ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ. و‌فی الحدیث: نهی عن بیع الحَب حتی یُفْرِكَ‌أَی یَشْتَدَّ و ینتهی. یقال: أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن یُفْرَك بالید، و فَرَكْته و هو مفروك و فَرِیك، و من رواه بفتح الراء فمعناه حتی یخرج من قشره. و ثوب مَفْرُوك بالزعفران و غیره: صبغ به صبغاً شدیداً. و الفَرَكُ، بالتحریك: استرخاء أَصل الأُذن. یقال: أُذن فَرْكاء و فَرِكَةٌ، و قیل: الفَرْكاء التی فیها رَخاوة و هی أَشدّ أَصلًا من الخَذْواء، و قد فَرِكَتْ فیهما فَرَكاً. و الانْفِراكُ: استرخاء المَنْكِب. و انْفَرَك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضُد عن صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك فی وابلة الفخذ و الورك قیل حُرق. اللیث: إذا زالت الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخی المنكب قیل: قد انْفرك منكبه و انْفَركت وابلتُه، و إن كان ذلك فی وابلة الفخذ و الورك لا یقال انْفرك، و لكن یقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق. النضر: بعیر مَفْرُوك و هو الأَفَكُّ الذی ینخرم منكبه، و تَنْفَكُّ العصبةُ التی فی جوف الأَخْرَم. و تَفَرَّك المخنثُ فی كلامه و مِشْیَته: تَكَسَّرَ. و الفِرْكُ، بالكسر: البغْضَةُ عامّة، و قیل: الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأَته له، و هو أَشهر؛ و قد فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً و فَرْكاً و فُروكاً: أَبغضته. و حكی اللحیانی: فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً و لیس بمعروف، و یقال للرجل أَیضاً: فَرِكَها فَرْكاً و فِرْكاً أَی أَبغضها؛ قال رؤبة: فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ، و لم یُضِعْها بین فِرْكٍ و عَشَقْ و امرأة فاركٌ و فَرُوكٌ؛ قال القطامِیّ: لها رَوْضَةٌ فی القَلْبِ لم یَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ، و لا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ و جمعها فَوارِكُ. و رجل مُفَرَّك: لا یَحْظی عند النساء، و فی التهذیب: تُبْغِضهُ النساء، و كان إمرؤ القیس مُفَرَّكاً. و امرأَة مُفَرَّكة: لا تحظی عند الرجال؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مُفَرَّكَة أَزْری بها عند زَوْجِها، و لو لَوَّطَتْه هَیَّبانٌ مُخالِفُ أَی مخالف عن الجَوْدة، یقول: لو لَطَّخته بالطیب ما كانت إلا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه یقول: أَزری بها عند زوجها مَنْظَرٌ هَیَّبانٌ یَهابُ و یَفْزَع من دنا منه أَی أَن مَنْظَر هذه المرأة شی‌ءٌ یُتحامی فهو یُفْزِع، و یروی عند أَهلها، و قیل: إنما الهَیَّبانُ المخالفُ هنا ابنُه منها إذا نظر إلی ولده منها أَبغضها و لو لطخته بالطیب. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن رجلًا أَتاه فقاله له: إنی تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن تَفْرُكَنی فقال عبد الله: إن الحُب من الله و الفَرْك [الفِرْك من الشیطان، فإذا دخلت علیك فصلّ ركعتین ثم ادْعُ بكذا و كذا؛ قال أَبو عبید: الفَرْك و الفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها، قال: و هذا حرف مخصوص به المرأَة و الزوجُ، قال: و لم أَسمع هذا الحرف فی غیر الزوجین. و‌فی الحدیث: لا یَفْرُك مؤمنٌ مؤمنةً‌أَی لا یُبْغِضها كأَنه حث علی حسن العشرة و الصحبة؛ و قال ذو الرمة یصف إبلًا: إذا اللیلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّی، رَمَیْنَهُ بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ یصف إبلًا شبهها بالنساء الفوارك، لأَنهن یَطْمَحْن إلی الرجال و لسن بقاصرات الطرف علی الأَزواج، یقول: فهذه الإِبل تُصْبِح و قد سَرَتْ لیلها كله
لسان العرب، ج‌10، ص: 475
فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمینه بأَبصارهن من النَّشاط و القوَّة علی السیر. ابن الأَعرابی: أَولادُ الفِرْك فیهم نجابة لأَنهم أَشبه بآبائهم، و ذلك إذا واقع امرأَته و هی فاركٌ لم یشبهها ولده منها، و إذا أَبغض الزوج المرأَة قیل: أَصْلَفَها، و صَلِفَتْ عنده. قال أَبو عبیدة: خرج أَعرابی و كانت امرأَته تَفْرُكُه و كان یُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نواةً و قالت: شَطَّتْ نواك، ثم أَتبعته رَوْثَةً و قالت: رَثَیْتُك و راثَ خَبَرُك، ثم أَتبعَته حَصاةً و قالت: حاصَ رِزْقُك و حُصَّ أَثَرُك؛ و أَنشد: و قد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكینی، و أُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالی و فارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة و تارَكة مُتاركَةً بمعنی واحد. الفراء: المُفَرَّكُ المتروك المُبْغَضُ. یقال: فارَك فلانٌ فلاناً تاركه. و فَرَك بلدَه و وطَنَه؛ قال أَبو الرُّبَیْسِ التغلبی: مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍ و بِغْضَةٍ مُطَلِّق بُصْری أَصْمَع القَلْبِ جافِله و الفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عن السیرافی. و فُرُكَّان: أَرض، زعموا. ابن بری: و فِرِكَّان اسم أَرض، و كذلك فِرِكٌ؛ قال: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنی ذی فِرِكْ

فرتك؛ ج10، ص: 475

: فَرْتَك عَمَله: أَفسده، یكون ذلك فی النسج و غیره. و فی النوادر: بَرْتَكْتُ الشی‌ءَ بَرْتَكَةً و فَرْتَكْتُه فَرْتَكَةً و كَرْنَفْتُه إذا قطَعْته مثل الذرّ.

فرسك؛ ج10، ص: 475

: الفِرْسِكُ: الخَوْخ، یمانیة، و قیل: هو مثل الخَوْخ فی القَدْرِ، و هو أَجْرَدُ أَملس أَحمر و أَصفر. قال شمر: سمعت حِمیْرِیَّة فصیحة سألتها عن بلادها فقالت: النخل قُلٌّ و لكن عیشتنا امْقَمْحُ امْفِرْسِكُ امْعِنَبُ امْحَماطُ طُوبٌ أَی طَیِّبٌ، فقلت لها: ما الفِرْسِكُ؟ فقالت: هو امْتِینُ عندكم؛ قال الأَغلب: كَمُزْلَعِبّ الفِرْسِكِ المهالب «2». الجوهری: الفِرْسِكُ ضرب من الخَوْخ لیس یَتَفَلَّق عن نواه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كتب إلیه سفیانُ بن عبد الله الثَّقَفی، و كان عاملًا له علی الطائف: إنَّ قِبَلَنا حِیطاناً فیها من الفِرْسِكِ؛ هو الخَوْخ، و قیل: هو مثل الخوخ من شجر العِضاه، و هو أَجْرَدُ أَمْلَس أَحمر و أَصفر و طَعْمُه كطعم الخوخ، و یقال له الفِرْسِقُ أَیضاً.

فكك؛ ج10، ص: 475

: اللیث: یقال فَكَكْتُ الشی‌ء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ الحَنَكیْنِ تَفْصِل بینهما. و فَكَكْتُ الشی‌ء: خَلَّصْته. و كل مشتبكین فصلتهما فقد فَكَكْتَهما، و كذلك التَّفْكِیك. ابن سیدة: فَكَّ الشی‌ءَ یفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ فصله. و فَكَّ الرهنَ یَفُكُّه فَكّاً و افْتَكَّه: بمعنی خَلَّصه. و فَكاكُ الرهن و فِكاكُه، بالكسر: ما فُكَّ به. الأَصمعی: الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال و الرَّقَبة. و فَكَّ یدَه فَكّاً إذا أزال المَفْصِلَ، یقال: أَصابه فَكَكٌ؛ قال رؤبة: هاجَكَ من أَرْوَی كَمُنْهاضِ الفَكَكْ و فَكُّ الرقبة: تخلیصُها من إسار الرِّق. و فَكُّ الرهن و فَكاكُه فِكاكُه: تخلیصه من غَلَق الرهن. و یقال: هَلُمَّ فَكاكَ و فِكاكَ رَهْنِك. و كل شی‌ء أَطلقته فقد فَكَكْتَه. و فلان یسعی فی فِكاكِ رَقبته، و انْفَكَّت رقبته من الرق، و فَكَّ الرقبةَ یفُكُّها فَكّاً: أَعتقها،
(2). قوله [المهالب] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌10، ص: 476
و هو من ذلك لأَنها فصلت من الرق. و‌فی الحدیث: أَعْتِق النَّسَمَة و فُكَّ الرقبة، تفسیره‌فی الحدیث: أَن عتق النسمة أَن ینفرد بعتقها، و فَكّ الرقبةِ: أَن یُعِینَ فی عتقها، و أَصل الفَك الفصلُ بین الشیئین و تخلیص بعضهما من بعض. و فَكَّ الأَسیرَ فَكّاً و فَكاكَةً: فصله من الأَسْر. و الفِكاكُ و الفَكاكُ: ما فُكَّ به. و‌فی الحدیث: عُودُوا المریض و فُكُّوا العانیَ‌أَی أَطْلقُوا الأَسیر، و یجوز أَن یرید به العتق. و فَكَكْتُ یدَه فَكّاً، و فَكَّ یدَه: فتحها عما فیها. و الفَكُّ فی الید: دون الكسر. و سقط فلان فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه إذا انفرجت و زالت. و الفَكَكُ: انفساخ القَدَم، و أَنشد قول رؤبة: … كمنهاض الفكك؛ قال الأَصمعی: إنما هو الفَكُّ من قولك فَكَّه یَفُكُّه فَكّاً، فأَظهر التضعیف ضرورة. و‌فی الحدیث: أَنه ركب فرساً فصَرَعه علی جِذْم نخلةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه؛ الانْفِكاكُ: ضرب من الوَهْنِ و الخَلْع، و هو أَن یَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عن بعض. و الفَكَكُ، و فی المحكم: و الفَكُّ انفراجُ المَنْكِب عن مفصله استرخاء و ضعفاً؛ و أَنشد اللیث: أَبَدُّ یَمْشِی مِشْیَةَ الأَفَكِّ و یقال: فی فلان فَكَّة أَی استرخاء فی رأیه؛ قال أَبو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ: الحَزْمُ و القُوَّةُ خیرٌ من الإشْفاقِ و الفَكَّةِ و الهاعِ و رجل أَفَكُّ المَنْكِب و فیه فَكَّة أَی استرخاء و ضعف فی رأیه. و الأَفَكُّ: الذی انفرج منكبه عن مفصله ضعفاً و استرخاء، تقول منه: ما كنتَ أَفَكَّ و لقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً. و الفَكَّة أیضاً: الحُمْق مع استرخاء. و رجل فاكٌّ: أَحمق بالغ الحُمْق، و یُتْبَع فیقال: فاكٌّ تاكٌّ، و الجمع فِكَكَة و فِكاكٌ؛ عن ابن الأَعَرابی. و قد فَكُكْتَ و فَكِكْتَ و قد حَمُقْتَ و فَكُكْتَ، و بعضهم یقول فَكِكْتَ، و یقال: ما كنت فاكّاً و لقد فَكِكْتَ، بالكسر، تَفَكُّ فَكَّةً. و فلان یتَفَكَّكُ إذا لم یكن به تماسك من حُمْقٍ. و قال النضر: الفاكُّ المُعْیی هُزالًا. ناقة فاكَّة و جمل فاكّ، و الفاكُّ: الهَرِمُ من الإِبل و الناس، فَكَّ یَفُكّ فَكّاً و فُكُوكاً. و شیخ فاكّ إذا انفرج لَحْیاه من الهَرَم. و یقال للشیخ الكبیر: قد فَكَّ و فَرَّجَ، یریدُ فَرَّجَ لَحْیَیْهِ، و ذلك فی الكبر إذا هَرِم. و فكَكْتُ الصبیَّ: جعلت الدواء فی فیه. و حكی یعقوب: شیخ فاكٌّ و تاكّ، جعله بدلًا و لم یجعله إتباعاً؛ قال: و قال الحُصَیْنی: أَحمق فاكٌّ و هاكّ، و هو الذی یتكلم بما یَدْری و ما لا یدری و خطؤه أكثر من صوابه، و هو فَكَّاكٌ هَكَّاك. و الفَكُّ: اللَّحْیُ. و الفَكَّان: اللَّحْیانِ، و قیل: مجتمع اللحیین عند الصُّدغ من أَعلی و أَسفل یكون من الإِنسان و الدابة. قال أَكْثَمُ بن صَیْفِیّ: مَقْتَلُ الرجل بین فَكَّیْهِ، یعنی لسانه. و فی التهذیب: الفَكَّان ملتقی الشِّدْقین من الجانبین. و الفَكُّ: مجتمع الخَطْم. و الأَفَكُّ: هو مَجْمع الخَطْم، و هو مَجْمع الفَكَّیْنِ علی تقدیر أَفعل. و فی النوادر: أَفَكَّ الظبیُ من الحبالة إذا وقع فیها ثم انفلت، و مثله: أَفْسَحَ الظبیُ من الحبالة. و الفَكَكُ: انكسار الفَكِّ أَو زواله. و رجل أَفَكُّ: مكسور الفَكِّ، و انكسر أَحدُ فَكّیْهِ أی لَحْییه؛ و أَنشد: كأَنَّ بَیْنَ فَكِّها و الفَكِّ فَأرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ فی سُكِّ و الفَكَّةُ: نجوم مستدیرة بحِیال بنات نَعْش خلف
لسان العرب، ج‌10، ص: 477
السماك الرَّامِح تسمیها الصبیان قصعة المساكین، و سمیت قَصْعة المساكین لأَن فی جانبها ثُلْمَةً، و كذلك تلك الكواكب المجتمعة فی جانب منها فضاء. و یقال: ناقة مُتَفَكِّكةٌ إذا أَقْرَبَتْ فاسترخی صَلَواها و عَظُم ضَرْعُها و دنا نِتاجها، شبهت بالشی‌ء یُفَكّ فَیَتَفَكَّك أَی یَتَزایل و ینفرج، و كذلك ناقة مُفِكَّة قد أَفَكَّتْ، و ناقة مُفْكِهَةٌ و مُفْكِهٌ بمعناها، قال: و ذهب بعضهم بتَفَكُّكِ الناقة إلی شدة ضَبَعَتها؛ و روی الأَصمعی: أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدنیا، و قامَتْ تَتَفَكَّكْ انفِشاحَ النَّابِ للسَّقب، متی ما یَدْنُ تحْشِك أَبو عبید: المُتَفَكِّكةُ من الخیل الوَدِیقُ التی لا تمتنع عن الفحل. و ما انْفَكَّ فلان قائماً أَی ما زال قائماً. و قوله عز و جل: لَمْ یَكُنِ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ الْمُشْرِكِینَ مُنْفَكِّینَ حَتّٰی تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَةُ؛ قال الزجاج: المشركین فی موضع نسق علی أَهل الكتاب، المعنی لم یكن الذین كفروا من أَهل الكتاب و من المشركین، و قوله مُنْفَكِّینَ حَتّٰی تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَةُ أَی لم یكونوا مُنْفَكِّینَ من كفرهم أَی منتهین عن كفرهم، و هو قول مجاهد، و قال الأَخفش: مُنْفَكِّینَ زائلین عن كفرهم، و‌قال مجاهد: لم یكونوا لیؤمنوا حتی تبیَّن لهم الحقُّ، و قال أَبو عبد الله نفطویه: معنی قوله مُنْفَكِّینَ یقول لم یكونوا مفارقین الدنیا حتی أتتهم البینة التی أُبِینَتْ لهم فی التوراة من صفة محمد، صلی الله علیه و سلم، و نبوّته؛ و تَأْتِیَهُمُ لفظه لفظ المضارع و معناه الماضی، و أَكد ذلك فقال تعالی: وَ مٰا تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتٰابَ إِلّٰا مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ، و معناه أَن فِرَقَ أَهل الكتاب من الیهود و النصاری كانوا مُقرِّین قبل مَبْعَث محمد، صلی الله علیه و سلم، أَنه مَبعوث، و كانوا مجتمعین علی ذلك، فلما بُعث تفرقوا فِرْقتین كل فرقة تنكره، و قیل: معنی وَ مٰا تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتٰابَ إِلّٰا مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ أَنه لم یكن بینهم اختلاف فی أمده، فلما بعث آمن به بعضهم و جحد الباقون و حَرَّفُوا و بَدَّلوا ما فی كتابهم من صفته و نبوّته؛ قال الفراء: قد یكون الانْفِكاكُ علی جهة یَزالُ، و یكون علی الانْفِكاكُ الذی نعرفه، فإذا كان علی جهة یَزالُ فلا بدَّ لها من فِعْلٍ و أَن یكون معناها جَحْداً، فتقول ما انْفَكَكْتُ أَذكركَ، ترید ما زِلْتُ أَذكرك، و إذا كانت علی غیر جهة یَزالُ قلت قد انْفَكَكْتُ منك و انْفَكَّ الشی‌ءُ من الشی‌ء، فتكون بلا جَحْدٍ و بلا فِعْل؛ قال ذو الرمة: قَلائِص لا تَنْفَكُّ إلا مُناخَةً علی الخَسْفِ، أَو نَرْمِی بها بلداً قَفْرا فلم یدخل فیها إلّا: إلّا، و هو ینوی به التمام، و خلافَ یَزال لأَنك لا تقول ما زِلْت إلا قائماً. و أَنشد الجوهری هذا البیت حَرَاجِیج ما تَنْفكُّ؛ و قال: یرید ما تَنْفكّ مناخة فزاد إلا، قال ابن بری: الصواب أَن یكون خبر تَنْفَكُّ قوله علی الخَسْف، و تكون إلا مُناخةً نصباً علی الحال، تقدیره ما تَنْفَكُّ علی الخسف و الإِهانة إلا فی حال الإِناخة فإنها تستریح؛ قال الأَزهری: و قول الله تعالی مُنْفَكِّینَ لیس من باب ما انْفَكَّ و ما زَالَ، إنما هو من انْفِكاك الشی‌ء من الشی‌ء إذا انفصل عنه و فارقه، كما فسره ابن عرفة، و الله أَعلم. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: فُكَّ فلانٌ أَی خُلّص و أُریح من الشی‌ء، و منه قوله مُنْفَكِّینَ، قال: معناه لم یكونوا
لسان العرب، ج‌10، ص: 478
مستریحین حتی جاءهم البیان مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ.

فلك؛ ج10، ص: 478

: الفَلَك: مَدارُ النجوم، و الجمع أَفْلاك. و الفَلَكُ: واحد أَفْلاك النجوم، قال: و یجوز أَن یجمع علی فُعْل مثل أَسَدٍ و أُسْدٍ، و خَشَب و خُشْب. و فَلَكُ كل شی‌ء: مُسْتداره و مُعْظمه. و فَلَكُ البحر: مَوْجُه المسْتَدیر المترَدّد. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: أَن رجلًا أَتی رجلًا و هو جالس عنده فقال: إنی تَرَكْتُ فَرَسَك كأنه یدور فی فَلَكٍ، قال أَبو عبید: قوله فی فَلَكٍ‌فیه قولان: فأَما الذی تعرفه العامّة فإنه شبهه بفَلَكِ السماء الذی تدور علیه النجوم و هو الذی یقال له القُطْب شُبِّه بقُطْب الرَّحی، قال: و قال بعض العرب الفَلَكُ هو الموج إذا ماج فی البحر فاضطرب و جاء و ذهب فشبَّه الفرس فی اضطرابه بذلك، و إنما كانت عَیْناً أَصابته، قال: و هو الصحیح. و الفَلَكُ: موج البحر. و الفَلَكُ: جاء فی الحدیث أَنه دَورَانُ السماء، و هو اسم للدوَران خاصةً، و المنجمون یقولون سبعة أَطْواقٍ دون السماء قد رُكِّبَت فیها النجوم السبعة، فی كل طَوْقٍ منها نجم، و بعضها أَرفع من بعض یَدُور فیها بإذن الله تعالی. الفراء: الفَلَكُ استدارة السماء. الزجاج فی قوله: كُلٌّ فِی فَلَكٍ یَسْبَحُونَ*؛ لكل واحد منها فَلَكٌ. و الفَلَكُ: قِطَعٌ من الأَرض تستدیر و ترتفع عما حولها، الواحدة فَلَكةٌ، بفتح اللام؛ قال الراعی: إذا خِفْنَ هَوْل بُطونِ البِلاد، تَضَمَّنها فَلَكٌ مُزْهِرُ یقول: إذا خافت الأَدغالَ و بُطونَ الأَرض ظهرتِ الفَلَكُ. و الفَلْكةُ، بسكون اللام: المستدیر من الأَرض فی غلظ أَو سهولة، و هی كالرَّحی. و الفَلَكُ: اسم للجمع؛ قال سیبویه: و لیس بجمع، و الجمع فِلاكٌ كصحفة و صِحاف. و الفَلَكُ من الرمال: أَجْوِیة غلاظ مستدیرة كالكَذَّانِ یحتفرها الظباءُ. ابن الأَعرابی: الأَفْلَكُ الذی یدور حول الفَلَك، و هو التَّل من الرمل حوله فضاء. ابن شمیل: الفَلْكَةُ أَصاغِر الآكام، و إنما فَلَّكها اجتماعُ رأسها كأَنه فَلْكَةُ مِغْزَل لا یُنْبت شیئاً. و الفَلْكَة: طویلة قدر رُمْحین أَو رمح و نصف؛ و أَنشد: یَظَلَّانِ، النهارَ، برأسِ قُفّ كُمَیْتِ اللَّوْنِ، ذی فَلَكٍ رَفیعِ الجوهری: و الفَلْكة قطعة من الأَرض تستدیر و ترتفع علی ما حولها؛ قال الشاعر: خِوانُهم فَلْكَةٌ لَمِغْزَلهم، یحَارُ فیه، لحُسْنِه، البَصَرُ و الجمع فَلْكٌ؛ قال الكمیت: فلا تَبْكِ العِراصَ و دِمْنَتَیْها بناظِرةٍ، و لا فَلْكَ الأَمیلِ قال ابن بری: و فی غریب المصنف فَلَكةٌ و فَلَك، بالتحریك، و فی كتاب سیبویه: فَلْكَة و فَلَكٌ مثل حَلْقة و حَلَقٍ و نَشْفَة و نَشَفٍ، و منه قیل: فَلَّكَ ثدیُ الجاریة تَفْلیكاً، و تَفَلَّك: استدار. و الفَلْكة من البعیر: مَوْصِل ما بین الفَقْرتین. و فَلْكة اللسان: الهَنَةُ الناتئة علی رأس أَصل اللسان. و فَلْكةُ الزَّوْر: جانِبُه و ما استدار منه. و فَلْكة المِغْزَلِ: معروفة سمیت لاستدارتها، و كلُّ مستدیر فَلْكة، و الجمع من ذلك كله فِلَكٌ إلا الفَلْكَة من الأَرض. و فَلَّك الفصیلَ: عمل له من الهُلْبِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 479
مثل فَلْكَة المغزل، ثم شق لسانه فجعلها فیه لئلا یَرْضَع؛ قال ابن مُقبل فیه: رُبَیِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الرّعاءُ، و لم یَقْصُرْ بحَومَلَ، أَدْنی شُرْبه ورَعُ أَی كَفٌّ. التهذیب: أَبو عمرو و التَّفْلِیك أَن یجعل الراعی من الهُلْب مثلَ فَلْكة المِغْزل ثم یثقب لسان الفصیل فیجعله فیه لئلا یرضع أُمه. اللیث: فَلَّكْتُ الجَدْیَ، و هو قَضِیب یُدارعلی لسانه لئلا یرضع؛ قال الأَزهری: و الصواب فی التَّفْلیك ما قال أَبو عمرو. و الثُّدِیُّ الفَوالك: دون النَّواهِد. و فَلَكَ ثدیُها و فَلَّكَ و أَفْلَكَ: و هو دون النهود؛ الأَخیرة عن ثعلب. و فَلَّكَتِ الجاریة تَفْلِیكاً، و هی مُفَلِّكٌ، و فَلَّكَتْ، و هی فالك إذا تَفَلَّكَ ثدیُها أَی صار كالفَلْكة؛ و أَنشد: جاریةٌ شَبَّتْ شباباً هَبْرَكا، لم یَعْدُ ثَدْیا نَحْرِها أَن فَلَّكا، مُسْتَنْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكا و الفُلْكُ: بالضم: السفینة، تذكر و تؤنث و تقع علی الواحد و الاثنین و الجمع، فإن شئت جعلته من باب جُنُبٍ، و إن شئت من بابِ دلاصٍ و هِجانٍ، و هذا الوجه الأَخیر هو مذهب سیبویه، أَعنی أَن تكون ضمة الفاء من الواحد بمنزلة ضمة باء بُرْد و خاء خُرْج، و ضمة الفاء فی الجمع بمنزلة ضمة حاء حُمْر و صاد صُفْر جمع أَحمر و أَصفر، قال الله فی التوحید و التذكیر: فِی الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*، فذكَّر الفُلْك و جاء به مُوَحّداً، و یجوز أَن یؤنث واحده كقول الله تعالی: جٰاءَتْهٰا رِیحٌ عٰاصِفٌ، فقال: جٰاءَتْهٰا فأنث، و قال: وَ تَرَی الْفُلْكَ فِیهِ مَوٰاخِرَ، فجمع، و قال تعالی: وَ الْفُلْكِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ، فأَنث و یحتمل أَن یكون واحداً و جمعاً، و قال تعالی: حَتّٰی إِذٰا كُنْتُمْ فِی الْفُلْكِ وَ جَرَیْنَ بِهِمْ، فجمع و أَنث فكأَنه یُذْهب بها إذا كانت واحدة إلی المَرْكَب فیذكر و إلی السفینة فیؤنث؛ و قال الجوهری: و كان سیبویه یقول الفُلْكُ التی هی جمع تكسیر للفُلْك التی هی واحد؛ و قال ابن بری: هنا صوابه الفُلْكُ الذی هو واحد. قال الجوهری: و لیس هو مثل الجُنُبِ الذی هو واحد و جمع و الطِّفْلِ و ما أَشبههما من الأَسماء لأَن فُعْلًا و فَعَلًا یشتركان فی الشی‌ء الواحد مثل العُرْب و العَرَب و العُجْم و العَجَم و الرُّهْب و الرَّهَب، ثم جاز أَن یجمع فَعَل علی فُعْل مثل أَسَدٍ و أُسْدٍ، و لم یمتنع أَن یجمع فُعْل علی فُعْلٍ؛ قال ابن بری: إذا جعلت الفلك واحداً فهو مذكر لا غیر، و إن جعلته جمعاً فهو مؤنث لا غیر، و قد قیل: إن الفلك یؤنث و إن كان واحداً؛ قال الله تعالی: قُلْنَا احْمِلْ فِیهٰا مِنْ كُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ. و فَلَّكَ الرجلُ فی الأَمر و أَفْلَك: لَجَّ. و رجل فَلِكٌ: جافی المَفاصِل، و هو أَیضاً العظیم الأَلْیتین؛ قال رؤبة: و لا شَظٍ فَدْمٍ و لا عَبْدٍ فَلِكْ، یَرْبِضُ فی الرَّوْثِ كبِرْذَوْنٍ رَمَكْ قال أَبو عمرو: الفَلِكُ العبد الذی له أَلیة علی خلقة الفَلْكَة، و أَلْیاتُ الزِّنْج مُدوَّرة. و الإِفْلِیكانِ: لَحْمتانِ تكتنفان اللَّهاةَ. ابن الأَعرابی: الفَیْلَكُون الشُّوْبَقُ؛ قال أَبو منصور: و هو مُعَرَّب عندی. و الفَیْلَكُونُ: البَرْدِیّ.

فنك؛ ج10، ص: 479

: الفَنْكُ: العَجَبُ، و الفَنْك الكذب، و الفَنْكُ التَّعَدِّی، و الفَنْكُ اللَّحاج.
لسان العرب، ج‌10، ص: 480
و فَنَك بالمكان یَفْنُكُ فُنُوكاً و أَرَكَ أُرُوكاً إذا أَقام به. و فَنَكَ فُنُوكاً و أَفْنَكَ: واظب علی الشی‌ء. و فَنَك فی الطعام یَفْنُك فُنُوكاً إذا استمرّ علی أَكله و لم یَعَفْ منه شیئاً، و فیه لغة أُخری: فَنِكَ فی الطعام، بالكسر، فُنُوكاً. و فَنَك فی أَمره: ابْتَزَّه و لَجَّ فیه و غَلَبَ علیه؛ قال عَبِیدُ بن الأَبْرَص: ودِّعْ لَمِیسَ ودَاعَ الصَّارِمِ اللَّاحِی، إذ فَنَكَتْ فی فسادٍ بعدَ إصْلاحِ و فَنَكَ فُنُوكاً و أَفْنَك: كذبَ. و فَنَكَ فی الكذب: مَضی و لَجَّ فیه؛ قال: لما رأَیتُ أَنها فی خُطِّی، و فَنَكَتْ فی كَذِبٍ و لَطِّ، أَخَذْتُ منها بقُرونٍ شُمْطِ و قال أَبو طالب: فَانَكَ فی الكذب و الشر و فَنَكَ و فَنَّكَ و لا یقال فی الخیر، و معناه لَجَّ فیه و مَحَكَ، و هو مثل التَتایُع لا یكون إلا فی الشر. الجوهری: الفُنُوك اللَّجاجُ؛ عن الكسائی و أَبو عبیدة مثله، و قد فَنَك فی هذا الأَمر یَفْنُك فُنوكاً أَی لَجَّ فیه، و زعم یعقوب أَنه مقلوب من فَكَنَ. الفراء قال: فَنَكْتَ فی لَوْمِی و أَفْنَكْتَ إذا مَهَرْتَ ذلك و أَكثرت فیه، فَنَكْتَ تَفْنُك فَنْكاً و فُنوكاً. و الفَنِیكُ من الإِنسان: مُجْتَمَعُ اللَّحْیَیْنِ فی وَسط الذَّقَنِ، و قیل: هو طرف اللحیین عند العَنْفَقة، و یقال: هو الإِفْنِیكُ، قال و لم یعرف الكسائی الإِفْنِیكَ، و قیل: الفَنیك عظم ینتهی إلیه حلق الرأس، و قیل: الفَنِیكان من كل ذی لَحْیَیْنِ الطرفان اللذان یتحرَّكان فی المَاضِغِ دون الصُّدْغَین، و قیل: هما من عن یمین العنفقة و شمالها، و مَن جعل الفَنِیكَ واحداً فی الإِنسان فهو مجمع اللحیین فی وسط الذقن. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: أمرنی جبریل أَن أَتعاهد فَنِیكَیَّ بالماء عند الوضوء.و‌فی حدیث عبد الرحمن بن سَابِطٍ: إذا توضأتَ فلا تَنْسَ الفَنِیكَیْن، یعنی جانبی العنفقة عن یمین و شمال، و هما المَغْفَلَة؛ و قیل: أَراد به تخلیل أُصول شعر اللحیة. شمر: الفَنِیكان طرفا اللَّحْیَین العظمان الدقیقان الناشزان أَسفل من الأُذنین بین الصُّدْغ و الوَجْنة، و الصَّبِیَّان مُلْتَقی اللحیین الأَسفلین. و الفَنِیكان من الحمامة: عُظَیمان مُلزَقانِ بقَطَنِها إذا كسرا لم یستمسك بیضها فی بطنها و أَخْدَجَتْها، و قیل: الفَنِیك و الإِفْنِیكُ زِمِكَّی الطائر، قال ابن درید: و لا أَحقه. أَبو عمرو: الفَنِیك عَجْبُ الذنب. ابن سیدة: و الفَنْكُ العَجَبُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لا فَنْكَ إلا سَعْیُ عَمْروٍ و رَهْطِه، بما اخْتَشَبُوا من مِعْضَدٍ و دَدانِ اخْتَشَبُوا: اتخذوه خَشِیباً، و هو السیف الذی لم یُتَأنَّق فی صُنْعه؛ و قال آخر: جاءتْ بفَنْكٍ أُختُ بنت عَمْرِو و الفَنَكُ: كالفَنْكِ. و مضی فِنْكٌ من اللیل و فُنْكٌ أَی ساعة؛ حكی ذلك عن ثعلب. و الفَنَكُ: جلد یلبس، معرَّب؛ قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً، و قال كراع: الفَنَكُ دابة یُفْتَری جلدُها أَی یلبس جلدها فَرْواً. أَبو عبید: قیل لأَعرابی إن فلاناً بَطَّنَ سراویله بفَنَك، فقال: الْتَقی الثَّرَیانِ، یعنی وبر الفَنَك و شعر استه؛ و أَنشد ابن بری لشاعر یصف دیَكة: كأَنما لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكاً، فقَلَّصَتْ من حَواشِیه عن السُّوقِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 481‌

فهك؛ ج10، ص: 481

: امرأة فَیْهَك علی مثال صَیْرَقٍ: حمقاء؛ عن كراع.

فصل الكاف؛ ج10، ص: 481

كذاك؛ ج10، ص: 481

: هذه كلمة اخترت إِیرادها فی هذا المكان لأَنه قد قیل إِنها استعملت كلها استعمال الاسم الواحد فوضعتها هنا، و سأَذكرها أَیضاً فی موضعها. قال الأَزهری فی ترجمة دَرْمَكَ: الدَّرْمَكُ النَّقِیُّ الحُوَّاری؛ قال: و خَطَبَ بعضُ الحَمْقَی إِلی بعض الرؤساء كریمةً له فردَّه و قال: امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عنی فاكا، إِنی أَراكَ خاطِباً كَذاكا قال: و العرب تقول فلان كَذاكَ أَی سَفِلَةٌ من الناس. یقال: رجل كذاك أَی خسیس. و اشْتَرِ لی غلاماً و لا تَشْتَرِه كذاك أَی دَنِیّاً، قال: و قیل حقیقة كذاك أَی مثل ذاك، قال: و معناه الْزَمْ ما أَنت علیه و لا تتجاوزه، و الكاف الأُولی منصوبة بالفعل المضمر.

كرك؛ ج10، ص: 481

: الكَرِكُ: الأَحمر؛ ثوب كَرِكٌ و خَوْخ كَرِكٌ؛ و أَنشد الإِیادِیُّ لأَبی دُواد: كَرِكٌ كلَوْنِ التِّین أَحْوی یانِعٌ، مُتَراكبُ الأَكمامِ غیر صَوادِی و الكُرْكِیُّ: طائر، و الجمع الكَراكِیّ. و الكَرْك: جبل. و الكُرَّك: الكُرَّجُ الذی یلعب به. قال أَبو عمر الزاهد: الكاروكَةُ القَوَّادَةُ؛ قال: لا حَظَّ فی الدینارِ للكارُوكَه قال: و قال یونس كَرَّكت الدجاجة و هی كُرُكَّة، و رأَیت فی بعض حواشی أَمالی ابن بری: أَكْرَكَت الدجاجة و هی كُرُكَّة، و نسب إلی الصاغانی.

كشك؛ ج10، ص: 481

: الكَشْكُ: ماء الشعیر.

كعك؛ ج10، ص: 481

: الكَعْك: الخُبْز الیابس، و قیل: الكَعْك خبز، فارسی معرَّب، قال اللیث: أَظنه معرَّباً؛ و أَنشد: یا حَبَّذا الكَعْكُ بلَحْمٍ مَثْرودْ، و خشْكُنانٌ بسَویقٍ مَقْنُودْ

كوك؛ ج10، ص: 481

: ابن شمیل: الكَیْكاء و الكَوْكَی هما السَّرَطانُ أَی من لا خیر فیه من الرجال. شمر: رجل كُواكِیَة و زُوازِیَة أَی قصیر. و ماء عُرانیة: شدید الجِرْیة. شمر: رجل كَوْكاةٌ و هو القصیر، قال: و رأَیت فلاناً مُكَوْكیاً؛ و هو الاهتزاز فی المِشْیة و السُّرْعة، و هو من عَدْو القِصار؛ قال الشاعر: دَعَوْتُ كَوْكاةً بغَرْبٍ مِرْجَسِ، فجاء یَسْعَی حاسِراً لم یَلْبَسِ

كیك؛ ج10، ص: 481

: ابن سیدة: الكَیْكَة البیضة، و جمعها كَیاكی؛ و قال الفراء: أَصلها كَیْكِیَةٌ مثل اللَّیْلَةِ أَصلها لَیْلِیَة، و لذلك جُمِعتا كَیاكِیَ و لَیالِیَ. ابن شمیل: الكَیْكاء و الكَوْكی هما السَّرَطانُ أَی من لا خیر فیه من الرجال.

فصل اللام؛ ج10، ص: 481

لأك؛ ج10، ص: 481

: المَلأَكُ و المَلأَكَةُ: الرسالة. و أَلِكْنی إلی فلان: أَبْلِغْه عنی، أَصله أَلْئِكْنی فحذفت الهمزة و أُلقیت حركتها علی ما قبلها، و حكی اللحیانی آلَكْتُه إلیه فی الرسالة أُلِیكه إلاكَةً، و هذا إنما هو علی إبدال الهمزة إبدالًا صحیحاً؛ و من روی بیت زهیر: إلی الظَّهیرةِ أَمْرٌ بینهم لِیَكُ فإنه أَراد لِئَكٌ، و هی الرسائل؛ فسره بذلك ثعلب و لم یهمز لأَنه حجازی. و المَلأَكُ: المَلَكُ لأَنه یبلغ
لسان العرب، ج‌10، ص: 482
الرسالة عن الله عز و جل، فحذفت الهمزة و أُلقیت حركتها علی الساكن قبلها، و الجمع ملائكة جمعوه مُتَمَّماً و زادوا الهاء للتأنیث، و قوله عز و جل: وَ الْمَلَكُ عَلیٰ أَرْجٰائِهٰا؛ إنما عَنی به الجنس، و فی المحكم لابن سیدة ترجمة أَلك مقدَّمة علی ترجمة لأَك، و قال فی كتابه ما نصه: إنما قدَّمت باب مألَكة علی باب مَلأَكة لأَن مأْلكة أَصل و ملأَكة فرع مقلوب عنها، أَ لا تری أَن سیبویه قدَّم مألكة علی ملأَكة فقال: و قالوا مَألَكة و مَلأَكة؟ فلم یكن سیبویه علی ما هو به من التقدُّم و الفضل لیبدأ بالفرع علی الأَصل، هذا مع قولهم الأَلوكُ، قال: فلذلك قدَّمناه، و إلّا فقد كان الحكم أَن نقدِّم مَلأَكة علی مَألكة لتقدُّم اللام فی هذه الرتبة علی الهمزة، و هذا هو ترتیبه فی كتابه؛ قال و أَما قول رُوَیْشِدٍ: فأَبْلِغْ مَالَكاً أَنَّا خَطَبْنا، فإنا لم نُلایِمْ بَعْدُ أَهلا قال: فإنه ظن مَلَك الموت من م ل ك فصاغ مالَكاً من ذلك، و هو غلط منه؛ و قد غلط بذلك فی غیر موضع من شعره كقوله: غَدا مالَكٌ یَبْغِی نسائی، كأَنما نِسائی لسَهْمَیْ مالَكٍ غَرَضانِ و قوله: فیا رَبِّ فاتْرُكْ لی جُهَیْنَةَ أَعْصُراً، فمالَكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهانی و ذلك أَنه رآهم یقولون مَلَكٌ، بغیر همزة، و هم یریدون مَلأَك فتوهم أَن المیم أَصل و أَن مثال مَلَك فَعَلٌ كفَلَكٍ و سَمَكٍ، و إنما مثالهِ مَلأَكٌ مَفْعَلٌ، و العین محذوفة أُلزمت التخفیف إلا فی الشاذ؛ و هو قوله: فلسْتَ لإِنْسِیٍّ، و لكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء یَصُوبُ و مثل غلط رُوَیْشد كثیر فی شعر الأَعراب الجُفاة. و اسْتَلأَكَ له: ذهب برسالته، عن أَبی علی. و فی ترجمة ملك أَشیاء كثیرة تتعلق بهذا الحرف فلیتأَمل هناك.

لبك؛ ج10، ص: 482

: اللَّبْكُ: الخَلْطُ، لَبَكْتُ الأَمْرَ أَلْبُكُه لَبْكاً. اللَّبْكُ و اللَّبْكَةُ: الشی‌ء المخلوط. لَبَكَه یَلْبُكه لَبْكاً: خلطه، و لَبِكَ الأَمْرُ لَبَكاً. و سأَل الحسنَ رجلٌ عن مسأَلة ثم أَعاد علیه فغیَّر مسأَلته فقال له الحسن: لَبَكْتَ علیّ أَی خلطت علیّ، و یروی: بَكَلْتَ، و التَبَكَ الأَمْرُ: اختلط و التبس. و أَمر مُلْتَبِكٌ: ملتبس، علی النسب؛ قال زهیر: رَدَّ القِیانُ جِمالَ الحیّ، فاحْتَمَلُوا إلی الظَّهِیرَةِ؛ أَمْرٌ بینهم لَبِكُ أَی ملتبس لا یستقیم رأْیهم علی شی‌ء واحد. و أَمر لَبِیكٌ أَی مختلط. و لَبَكْتُ السَّوِیقَ بالعسل: خلطته؛ و قال أُمَیّة بن أَبی الصَّلْتِ الثَقَفیّ: إِلی رُدُحٍ من الشِّیزَی مِلاء، لُبابَ البُرّ یُلْبَكُ بالشِّهادِ أَی من لباب البر یعنی الفالُوذَ. و اللَّبِیكَةُ من الغَنَم: كالبَكِیلَة. ابن السكیت عن الكلابیّ قال: أَقول لَبِیكة من غنم، و قد لَبَكُوا بین الشاء أَی خلطوا بینها، و هو مثل البَكِیلَة. و قال عَرَّام: رأَیت لُباكةً من الناس و لَبِیكة أَی جماعة. و اللَّبِیكة: أَقِطٌ و دقیقٌ أَو تمر و دقیق یخلط و یصب السمن علیه أو الزیت و لا یطبخ. و اللَّبْكُ: جمعك الثرید لتأْكله. و اللَّبَكَةُ، بالتحریك: اللقمة من الثرید، و قیل:
لسان العرب، ج‌10، ص: 483
القطعة من الثرید أَو الحَیْس. و ما ذقت عنده عَبَكَةً و لا لَبَكَةً؛ العَبَكَةُ: الحَبُّ من السویق و نحوه، و اللَّبَكَةُ ما تقدم. و یقال: لَبَكَ و بَكَلَ بمعنی كَجَذَب و جَبَذ، و كذلك البَكِیلة و اللَّبِیكة.

لحك؛ ج10، ص: 483

: لَحَكَه لَحْكاً: أَوْجَره الدواء. و اللَّحْكُ: و المُلاحَكَةُ: شدَّةُ التِئَامِ الشَّی‌ءِ بالشَّی‌ء، و قد لُوحِكَ فَتَلاحَكَ، و ربما قیل لَحِكَ لَحَكاً، و هی مُمَاتَةٌ. و اللَّحْكُ: مُداخلة الشی‌ء فی الشی‌ء و التزاقه به؛ یقال: لُوحِك فَقارُ ظهره إذا دخل بعضها فی بعض. و مُلاحَكة البُنْیان و نحوه و تَلاحُكه: تلاؤمه؛ قال الأَعشی: و دأْیاً لَوَاحِك مِثْلَ الفُؤُوسِ، لاءَمَ منها السَّلِیلُ الفَقارا و شی‌ء مُتَلاحِكٌ أَی متداخل. و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إذا سُرَّ فكأَنَّ وجهه المِرآة و كأَنّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وجهَه؛ المُلاحَكةُ: شِدَّة المُلاءَمة أَی لإِضاءة وجهه، صلی الله علیه و سلم، یُری شخصُ الجُدُر فی وجهه فكأَنها قد داخلت وجهه. أَبو عبید: المُتَلاحِكة الناقة الشدیدة الخَلْق. و اللُّحَكَة: دُویْبَّة قال أَظنها مقلوبة من الحُلَكة؛ و قال ابن السكیت: هی دویبة شبیهة بالعَظایَة تَبْرُق زَرْقاء، و لیس لها ذَنَب طویل مثل ذنب العَظایة، و قوائمها خفیة.

لدك؛ ج10، ص: 483

: اللَّدَكُ: لُزوق الشی‌ء بالشی‌ء كاللَّكَدِ، و رواه الأَزهری عن اللیث و قال: إن صح ما قال اللیث فإِن الأَصل فیه لكِدَ أَی لَصِقَ، ثم قلب فقیل لَدِكَ لَدَكاً، كما قالوا جَذَب و جَبَذ.

لزك؛ ج10، ص: 483

: لَزِكَ الجُرْحُ لَزَكاً: تم استواء لحمه و لم یبرأْ بعدُ؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لَزِكَ بهذا المعنی و لا بغیره إلا للیث، قال: و ما أَراه إِلا تصحیفاً و الصواب بهذا المعنی الذی ذهب إلیه للیث أَرَكَ الجُرْحُ یأْرِكُ و یأْرُك أُروكاً إذا صَلَح و تَماثَلَ؛ و قال شمر: هو أَن تسقط جُلْبَتُه و یُنْبت لحماً.

لفك؛ ج10، ص: 483

: رجل أَلْفَكُ: أَخْرَقُ كأَلْفَت؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: الأَلْفَكُ و الأَلْفَتُ الأَعْسَرُ، و قیل: الأَلْفَتُ الأَحْمقُ. أَبو عمرو: العَفِیك و اللَّفِیك المُشْبَعُ حُمْقاً.

لكك؛ ج10، ص: 483

: لَكَّ الرجلَ یَلُكُّه لَكّاً. ضربه بجُمْعه فی قفاه، و قیل: هو إذا ضربه و دفعه، و قیل لَكَّه ضربه مثل صَكّه. الأَصمعی: صَكَمْته و لَكَمْتُه و صَكَكْتُه و دَكَكْنُه و لَكَكْتُه كُلُّه إذا دفعته. و اللِّكاكُ: الزِّحامُ. و الْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إذا ازْدَحم و ضرب بعضه بعضاً؛ قال رؤبة: ما وَجَدُوا عند التِكاكِ الدَّوْسِ و منه قول الراجز یذكر قَلِیباً: صَبَّحْنَ من وَشْحی قَلِیباً سُكّاً، یَطْمُو إذا الوِرْدُ علیه الْتَكَّا وَشْحی: اسم بئر، و السُّكُّ: الضَّیِّقة. و عسكر لَكِیكٌ: مُتَضامٌّ متداخل، و قد التَكَّ. و جاءنا سكرانَ مُلْتَكّاً: كقولك مُلْتَخّاً أَی یابساً من السُّكْر. و التَكَّ الرجل فی كلامه: أَخطأَ. و التَكَّ فی حُجته. أَبطأَ. و اللُّكُّ و اللَّكِیكُ: الصُّلْب المُكْتَنِزُ من اللحم مثل الدَّخیس و اللَّدِیم؛ قال: و هو المَرمِیُّ باللحم، و الجمع اللِّكاكُ. و فرس لَكِیكُ اللحم و الخَلْق: مجتمعه، و عسكر لَكِیك. و قد التَكَّتْ جماعتهم لِكاكاً أَی ازدحمت ازدحاماً. و التَكَّ القوم: ازدحموا. و رجل لُكِّیٌّ: مكتنز
لسان العرب، ج‌10، ص: 484
اللحم. و ناقةٌ لُكِّیَّة و لِكاكٌ: شدیدة اللحم مَرْمیة به رمیاً، و جمل لِكاكٌ كذلك، و جمعهما لُكُكٌ و لِكاكٌ علی لفظ الواحد، و إن اختلفَ التأْویلان. و اللُّكالِكُ من الإِبل: كاللِّكاكِ؛ قال: أَرْسَلْتُ فیها قَطِماً لُكالِكا، من الذَّرِیحیَّات، جَعْداً آرِكا یَقْصُر مَشْیاً، و یَطُولُ بارِكا، كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا و یروی: یقصر یمشی …، أَراد یقصر ماشیاً فوضع الفعل موضع الاسم، و قال أَبو علی الفارسی: یقصر إذا مشی لانخفاض بطنه و ضِخَمِه و تقاربه من الأَرض، فإذا برك رأیته طویلًا لارتفاع سنامه فهو باركاً أَطول منه قائماً، یقول: إنه عظیم البطن فإذا قام قَصُرَ، و إذا برك طالَ، و الذَّرِیحِیَّات: الحُمْرُ، و آرِك یعنی یرعی الأَراك. أَبو عبید: اللُّكالِك العظیم من الجمال؛ حكاه عن الفراء. و جمل لُكَالِكٌ أَی ضخم. و لُكَّتْ به: قُذِفت؛ قال الأَعلم: عَنَّتْ له سَفْعاءُ لُكَّتْ بالبَضِیع لها الجَنائِب و لُكَّ لحمه لَكّاً، فهو مَلْكُوك؛ و أَنشد: إِلی عُجایات له مَلْكُوكَةٍ فی دُخُسٍ دُرْمِ الكُعُوب اسان «3» و اللَّكَكُ: الضَّغْطُ، یقال: لَكَكْتُه لَكّاً. و لَكَّ اللحمَ یَلُكُّه لَكّاً: فَصَله عن عظامه. اللیث: اللَّكُّ صِبْغ أَحمر یصبغ به جلودُ المِعْزَی للخِفاف و غیرها، و هو معروف. و اللُّكّ، بالضم: ثُفْلُه یُرَكَّب به النَّصْلُ فی النِّصاب، قال ابن سیدة: و اللُّكَّة و اللُّكُّ، بضمهما، عُصارته التی یصبغ بها؛ قال الراعی یصف رَقْمَ هَوادج الأَعراب: بأَحمَر من لُكِّ العِراقِ و أَصْفَرا قال ابن بری: و قیل لا یسمی لُكّاً بالضم إلا إذا طبخ و استخرج صِبْغه. و جلد مَلْكُوك: مصبوغ باللُّكِّ. و اللَّكَّاء: الجلود المصبوغة باللُّكِّ اسم للجمع كالشَّجْراء. و اللُّكُّ و اللَّكُّ: ما یُنْحَت من الجلود المَلْكوكة فتشد به نُصُبُ السكاكین. و اللَّكِیك: اسم موضع؛ قال الراعی: إذا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِیك تَجاوَبَتْ به، و اطَّبَاهَا رَوْضُه و أَبارِقُه و رواه ابن جَبَلَةَ … اللِّكاك … و هو أَیضاً موضع.

لمك؛ ج10، ص: 484

: اللیث: لَمَكُ أَبو نوح، و لامَكُ جدُّه، و یقال: نوح بن لَمَك، و یقال: ابن لامَك. و قولهم: ما ذاق لَمَاكاً أَی ما ذاق شیئاً، لا یستعمل إلا فی النفی. ابن السكیت: یقال ما تَلَمَّجَ عندنا بلَماجٍ و لا تَلَمَّكَ عندنا بلَماكٍ و ما ذاق لَماكاً و لا لَماجاً. قال المُفَضَّل: التَّلَمُّكُ تحرّك اللَّحْیین بالكلام أَو الطعام، قال: و التَّلَمُّكُ مثل التلمظ. و تَلَمَّكَ البعیرُ إذا لَوَی لَحْیَیه؛ و أَنشد الفراء: فلما رآنی قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو یُجْدِی علیه التَّلَمُّكُ ابن الأَعرابی: اللُّماكُ و اللَّمْكُ الجِلاء یكحل به العین. أَبو عمرو: اللَّمیكُ المكحول العینین، و فی النوادر: الیَلْمَكُ الشاب الشدید، و لا یكون إِلا فی الرجال.

لوك؛ ج10، ص: 484

: اللَّوْكُ: أَهْوَن المَضْغِ، و قیل: هو مضغ الشی‌ء الصُّلْبِ المَمْضَغة تدیره فی فیك؛ قال الشاعر: و لَوْكُهُمُ جَدْلَ الحَصَی بشفاهِهم، كأَنَّ علی أَكْتافِهم فِلَقاً صَخْرا
(3). قوله اسان‌كذا بالأصل بدون نقط.
لسان العرب، ج‌10، ص: 485
و قد لاكه یَلُوكه لَوْكاً. و ما ذاقَ لَواكاً أَی ما یُلاك. و یقال: ما لُكْتُ عنده لوَاكاً أی مَضاغاً. و لُكْتُ الشی‌ءَ فی فمی أَلُوكُه إذا عَلَكْتَه، و قد لاكَ الفرسُ اللجام. و فلان یلوك أَعراض الناس أی یقع فیهم. و‌فی الحدیث: فإذا هی فی فیه یَلُوكُها‌أَی یَمْضَغُها. و اللَّوْكُ: إدارة الشی‌ء فی الفم. الجوهری فی هذه الترجمة: و قول الشعراء أَلِكْنی إلی فلان یُریدون كُنْ رسولی و تَحَمَّلْ رسالتی إلیه، و قد أَكثروا فی هذا اللفظ؛ قال عبد بنی الحَسْحاسِ: أَلِكْنی إلیها، عَمْرَكَ الله یا فَتَی بآیةِ ما جاءتْ إِلینا تَهادِیا و قال أَبو ذؤیب الهذلی: أَلِكْنی إلیها، و خَیْرُ الرَّسُولِ أَعْلَمُهم بنواحی الخَبَرْ قال: و قیاسه أن یقال أَلاكه یُلِیكه إِلاكةً، قال: و قد حكی هذا عن أبی زید و هو إن كان من الأَلُوكِ فی المعنی و هو الرسالة فلیس منه فی اللفظ، لأَن الأَلُوك فَعُول و الهمزة فاء الفعل، إلا أن یكون مقلوباً أو علی التوهم. قال ابن بری: و أَلكنی من آلَكَ إذا أَرسل، و أَصله أَأْلِكْنی ثم أُخرت الهمزة بعد اللام فصار أَلْئِكْنی، ثم خففت الهمزة بأَن نقلت حركتها علی اللام و حذفت كما فعل بمَلَكٍ و أَصله مأْلَكٌ ثم مَلأَكٌ ثم مَلَك، قال: و حق هذا أَن یكون فی فصل ألك لا فصل لوك، و قد ذكرنا نحن هناك أَكثر هذا الباب.

فصل المیم؛ ج10، ص: 485

متك؛ ج10، ص: 485

: فی التنزیل العزیز: وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً؛ قرأَ أَبو رَجاء العُطارِدِیّ: و أَعتدت لهن مُتْكاً علی فُعْل، رواه الأَعمش عنه، و قال الفراء: واحدة المُتْكِ مُتْكَة مثل بُسْرٍ و بُسْرة و هو الأُتْرُجُّ، و كذا روی عن ابن عباس، و‌روی أَبو رَوْق عن الضحاك: و أَعتدت لهن مُتْكاً، قال بَزْماوَرْدَ «1».ابن سیدة المُتْك الأُتْرُجُّ، و قیل الزُّماوَرْدُ. قال الجوهری: و أَصل المُتْكِ الزُّماوَرْدُ. قال الفراء: حدثنی شیخ من ثقات أَهل البصرة أنه الزُّماوَرْدُ، و قال بعضهم: هو الأُترج حكاه الأَخفش، و قال غیره: المَتْكُ و البَتْكُ القطع، و سمیت الأُتْرُجَّة مُتْكاً لأَنها تقطع. ابن سیدة: و المَتْكُ و المُتْكُ أَنف الذُّباب، و قیل ذكره. و المَتْكُ و المُتْكُ من كل شی‌ء: طرَفُ الزُّبِّ. و المَتْكُ من الإِنسان: عِرْق أَسفلَ الكَمَرة، و قیل: بل الجلدة من الإِحلیل إلی باطن الحُوك و هو العرق الذی فی باطن الذكر عند أَسفل حُوقِه، و هو الذی إذا ختن الصبی لم یَكَدْ یبرأ سریعاً، قال: و أَری أَن كراعاً حكی فیه المُتُكَّ. غیره: و المُتْكُ من الإِنسان وتَرَتُه أمام الإِحْلیل. و المُتْكُ: عرق فی غُرْمُول الرجل، قال ثعلب: زعموا أَنه مخرج المنی. و المَتْكُ و المُتْكُ من المرأَة: عرق البَظْر، و قیل: هو ما تبقیه الخاتنة. و امرأَة مَتْكاء: بَظْراء، و قیل: المَتْكاء من النساء التی لم تخفض، و لذلك قیل فی السَّب: یا ابن المَتْكاء أی عظیمة ذلك. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: أنه كان فی سفر فرفع عَقِیرتَه بالغناء فاجتمع الناسُ علیه فقرأَ القرآن فتفرّقوا فقال: یا بنی المَتْكاء، هو من ذلك، و قیل: أَراد یا بنی البَظْراء، و قیل: هی المُفْضاة، و قیل: التی لا تُمْسِك البول. و المَتْك، بفتح المیم و سكون التاء: نبات تَجْمُد عُصارته.
(1). قوله [بزماورد] فی القاموس: الزماورد، بالضم، طعام من البیض و اللحم معرب، و العامة یقولون بزماورد.
لسان العرب، ج‌10، ص: 486‌

محك؛ ج10، ص: 486

: المَحْكُ: المُشارَّة و المُنازعة فی الكلام. و المَحْكُ: التمادی فی اللَّجاجَة عند المُساوَمة و الغَضب و نحو ذلك. و المُماحَكَة: المُلاجَّة، و قد مَحَكَ یَمْحَكُ و مَحِكَ مَحْكاً و مَحَكاً، فهو ماحِك و مَحِك و أَمْحَكَه غیرهُ؛ و قول غَیْلانَ: كل أَغَرَّ مَحِكٍ و غَرَّا إنما أراد الذی یَلِجُّ فی عَدْوِه و سیره. و تَماحك البَیِّعان و الخَصْمان: تَلاجَّا؛ قال الفرزدق: یا ابنَ المَراغَةِ و الهِجاء إذا التَقَتْ أعناقُه، و تَماحَك الخَصْمانِ و رجل مَحِكٌ و مُماحِك و مَحْكانُ إذا كان لَجُوجاً عَسِر الخُلق. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: لا تَضِیق به الأُمورُ و لا تُمْحِكُه الخُصومُ؛ المَحْكُ: اللَّجاج، و فی النوادر: رجل مُمْتحِكٌ و رجل مُسْتَلْحِك و مُتَلاحِك فی الغضب، و قد أَمْحَكَ و أَلْكَدَ، یكون ذلك فی الغضب و فی البخل. و ابن مَحْكان التَّیْمِیّ السَّعْدِی: من شعرائهم.

مرتك؛ ج10، ص: 486

: المَرْتَكُ: فارسی معرّب «2»

مسك؛ ج10، ص: 486

: المَسْكُ، بالفتح و سكون السین: الجلد، و خَصَّ بعضهم به جلد السَّخْلة، قال: ثم كثر حتی صار كل جلد مَسْكاً، و الجمع مُسُكٌ و مُسُوك؛ قال سلامة بن جَنْدل: فاقْنَیْ لعلَّكِ أن تَحْظَیْ و تَحْتَبِلی فی سَحْبَلٍ، من مُسُوك الضأْن، مَنْجُوب و منه قولهم: أنا فی مَسْكِك إن لم أفعل كذا و كذا. و‌فی حدیث خیبر: أَین مَسْكُ حُیَیِّ بن أَخْطَب كان فیه ذخیرة من صامِتٍ و حُلیّ قُوِّمت بعشرة آلاف دینار، كانت أَوَّلًا فی مَسْك جَمَل ثم مَسْك ثور ثم مَسْك جَمَل.و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: ما كان علی فِراشی إلّا مَسْكُ كَبْشٍ‌أی جلده. ابن الأَعرابی: و العرب تقول نحن فی مُسُوك الثعالب إذا كانوا خائفین؛ و أنشد المُفَضَّل: فیوماً تَرانا فی مُسُوك جِیادنا و یوماً تَرانا فی مُسُوك الثعالِبِ قال: فی مسوك جیادنا معناه أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا فی قُدودٍ من مُسُوك خیولنا المذبوحة، و قیل فی مُسُوك أی علی مسوك جیادنا أی ترانا فرساناً نُغِیر علی أَعدائنا ثم یوماً ترانا خائفین. و فی المثل: لا یَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ أی لا یَعْدَم رائحة خبیثة؛ یضرب للرجل اللئیم یكتم لؤمه جُهْدَه فیظهر فی أفعاله. و المَسَكُ: الذَّبْلُ. و المَسَكُ: الأَسْوِرَة و الخلاخیل من الذَّبْلِ و القرون و العاج، واحدته مَسَكة. الجوهری: المَسَك، بالتحریك، أَسْوِرة من ذَبْلٍ أو عاج؛ قال جریر: تَرَی العَبَسَ الحَوْلیَّ جَوْباً بكُوعِها لها مسَكاً، من غیر عاجٍ و لا ذَبْلِ و‌فی حدیث أبی عمرو النَّخَعیّ: رأَیت النعمان بن المنذر و علیه قُرْطان و دُمْلُجانِ و مَسَكتَان، و‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: شی‌ء ذَفِیفٌ یُرْبَطُ به المَسَكُ.و‌فی حدیث بدر: قال ابن عوف و معه أُمیة بن خلف: فأحاط بنا الأَنصار حتی جعلونا فی مثل المَسَكَةِ‌أی جعلونا فی حَلْقةٍ كالسِّوارِ و أحدقوا بنا؛ و استعاره أَبو وَجْزَة فجعل ما تُدخِلُ فیه الأُتُنُ أَرجلَها من الماء مَسَكاً فقال: حتی سَلَكْنَ الشَّوی منهنَّ فی مَسَكٍ، من نَسْلِ جوَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ التهذیب: المَسَكُ الذَّبْلُ من العاج كهیئة السِّوار
(2). قوله: المرتك فارسی معرّب، هكذا فی الأَصل غیر مفْسر. و فی القاموس: المرتَك: المُردَاسَنجُ. و أَراد الآنك أی الرصاص أسودَه أو أبیضَه.
لسان العرب، ج‌10، ص: 487
تجعله المرأَة فی یدیها فذلك المَسَكُ، و الذَّبْلُ القُرون، فإن كان من عاج فهو مَسَك و عاج و وَقْفٌ، و إذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غیر. و قال أَبو عمرو المَسَكُ مثل الأَسْوِرة من قُرون أو عاج؛ قال جریر: تری العبس الحولیّ جوناً بكوعها لها مسكاً، من غیر عاج و لا ذبل و‌فی الحدیث: أنه رأی علی عائشة، رضی الله عنها، مَسَكَتَیْن من فضة، المَسَكةُ، بالتحریك: السوار من الذَّبْلِ، و هی قُرون الأَوْعال، و قیل: جلود دابة بحریة، و الجمع مَسَكٌ. اللیث: المِسْكُ معروف إلا أَنه لیس بعربی محض. ابن سیدة: و المِسْكُ ضرب من الطیب مذكر و قد أَنثه بعضهم علی أنه جمع، واحدته مِسْكة. ابن الأَعرابی: و أصله مِسَكٌ محرّكة؛ قال الجوهری: و أما قول جِرانِ العَوْدِ: لقد عاجَلَتْنی بالسِّبابِ و ثوبُها جدیدٌ، و من أَرْدانها المِسْكُ تَنْفَحُ فإنما أَنثه لأَنه ذهب به إلی ریح المسك. و ثوب مُمَسَّك: مصبوغ به؛ و قول رؤبة: إن تُشْفَ نَفْسی من ذُباباتِ الحَسَكْ، أَحْرِ بها أَطْیَبَ من ریحِ المِسِكْ فإنه علی إرادة الوقف كما قال: شُرْبَ النبیذ و اعْتِقالًا بالرِّجِلْ و رواه الأَصمعی: أَحْرِ بها أَطیب من ریح المِسَك و قال: هو جمع مِسْكة. و دواء مُمَسَّك: فیه مِسك.أَبو العباس فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، فی الحیض: خُذِی فِرْصةً فَتَمَسَّكی بها، و فی روایة: خذی فَرِصَة مُمَسّكة فَتَطَیَّبی بها؛ الفِرصَةُ: القِطْعة یرید قطعة من المسك، و‌فی روایة أُخری: خذی فِرْصَةً من مِسْكٍ فتطیبی بها، قال بعضهم: تَمَسَّكی تَطَیَّبی من المِسْك، و قالت طائفة: هو من التَّمَسُّك بالید، و قیل: مُمَسَّكة أی مُتَحَمَّلة یعنی تحتملینها معك، و أَصل الفِرْصة فی الأَصل القطعة من الصوف و القطن و نحو ذلك؛ قال الزمخشری: المُمَسَّكة الخَلَقُ التی أُمْسِكَتْ كثیراً، قال: كأنه أراد أن لا یستعمل الجدید من القطن و الصوف للارْتِفاق به فی الغزل و غیره، و لأَن الخَلَقَ أصلح لذلك و أَوفق؛ قال ابن الأَثیر: و هذه الأَقوال أكثرها مُتَكَلَّفَة و الذی علیه الفقهاء أنا الحائض عند الاغتسال من الحیض یستحب لها أن تأْخذ شیئاً یسیراً من المِسْك تتطیب به أو فِرصةً مطیَّبة من المسك. و قال الجوهری: المِسْك من الطیب فارسی معرب، قال: و كانت العرب تسمیه المَشْمُومَ. و مِسْكُ البَرِّ: نبت أطیب من الخُزامی و نباتها نبات القَفْعاء و لها زَهْرة مثل زهرة المَرْوِ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و قال مرة: هو نبات مثل العُسْلُج سواء. و مَسَكَ بالشی‌ءِ و أَمْسَكَ به و تَمَسَّكَ و تَماسك و اسْتمسك و مَسَّك، كُلُّه: احْتَبَس. و فی التنزیل: وَ الَّذِینَ یُمَسِّكُونَ بِالْكِتٰابِ؛ قال خالد بن زهیر: فكُنْ مَعْقِلًا فی قَوْمِكَ، ابنَ خُوَیْلدٍ، و مَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها التهذیب فی قوله تعالی: وَ الَّذِینَ یُمْسِكُونَ بِالْكِتٰابِ؛ بسكون المیم و سائر القراء یُمَسِّكُونَ بالتشدید، و أَما قوله تعالی: وَ لٰا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ، فإن أَبا عمرو و ابن عامر و یعقوب الحَضْرَمِیَّ قرؤُوا و لا تُمَسِّكوا، بتشدیدها و خففها الباقون، و معنی قوله تعالی: وَ الَّذِینَ یُمَسِّكُونَ بِالْكِتٰابِ، أی یؤْمنون به و یحكمون بما فیه. الجوهری: أَمْسَكْت بالشی‌ء
لسان العرب، ج‌10، ص: 488
و تَمَسَّكتُ به و اسْتَمْسَكت به و امْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنی اعتصمت، و كذلك مَسَّكت به تَمْسِیكاً، و قرئَ و لا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ. و فی التنزیل: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقیٰ*؛ و قال زهیر: بأَیِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ و لی فیه مُسْكة أی ما أَتَمَسَّكُ به. و التَّمَسُّك: اسْتِمْساكك بالشی‌ء، و تقول أَیضاً: امْتَسَكْت به؛ قال العباس: صَبَحْتُ بها القومَ حتی امْتَسكْتُ بالأَرْضِ، أَعْدِلُها أَن تَمِیلا و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: لا یُمْسِكَنَّ الناسُ علیَّ بشی‌ءِ فإنی لا أُحِلُّ إلا ما أَحَلَّ الله و لا أُحرِّم إلّا ما حَرَّم الله؛ قال الشافعی: معناه إن صحَّ أنَّ الله تعالی أَحل للنبی، صلی الله علیه و سلم، أَشیاء حَظَرَها علی غیره من عدد النساء و الموهوبة و غیر ذلك، و فرض علیه أَشیاء خففها عن غیره فقال: لا یُمْسِكَنَّ الناسُ علیَّ بشی‌ء، یعنی بما خصِّصْتُ به دونهم فإن نكاحی أَكثر من أَربع لا یحل لهم أَن یبلغوه لأَنه انتهی بهم إلی أَربع، و لا یجب علیهم ما وجب علیَّ من تخییر نسائهم لأَنه لیس بفرض علیهم. و أَمْسَكْتُ عن الكلام أی سكت. و ما تَماسَكَ أن قال ذلك أی ما تمالك. و‌فی الحدیث: من مَسَّك من هذا الفَیْ‌ءِ بشی‌ءٍ‌أی أَمسَك. و المُسْكُ و المُسْكةُ: ما یُمْسِكُ الأَبدانَ من الطعام و الشراب، و قیل: ما یتبلغ به منهما، و تقول: أَمْسَك یُمْسِكُ إمْساكاً. و‌فی حدیث ابن أَبی هالَة فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: بادنٌ مُتَماسك؛ أراد أَنه مع بدانته مُتَماسك اللحم لیس بمسترخیه و لا مُنْفَضِجه أی أنه معتدل الخلق كأَن أعضاءَه یُمْسِك بعضها بعضاً. و رجل ذو مُسْكةٍ و مُسْكٍ أی رأْی و عقل یرجع إلیه، و هو من ذلك. و فلان لا مُسْكة له أی لا عقل له. و یقال: ما بفلان مُسْكة أی ما به قوَّة و لا عقل. و یقال: فیه مُسْكَةٌ من خیر، بالضم، أی بقیة. و أَمْسَكَ الشی‌ءَ: حبسه. و المَسَكُ و المَسَاكُ: الموضع الذی یُمْسِك الماءَ؛ عن ابن الأَعرابی. و رجل مَسِیكٌ و مُسَكَةٌ أی بخیل. و المِسِّیك: البخیل، و كذلك المُسُك، بضم المیم و السین، و‌فی حدیث هند بنت عُتْبة: أن أَبا سفیان رجل مَسِیكٌ‌أی بخیل یُمْسِكُ ما فی یدیه لا یعطیه أَحداً و هو مثل البخیل وزناً و معنی. و قال أَبو موسی: إنه مِسِّیكٌ، بالكسر و التشدید، بوزن الخِمِّیر و السِّكِّیر أی شدید الإِمْساك لماله، و هو من أَبنیة المبالغة، قال: و قیل المِسِّیك البخیل إلَّا أن المحفوظ الأَول؛ و رجل مُسَكَةٌ، مثل هُمَزَة، أی بخیل؛ و یقال: هو الذی لا یَعْلَقُ بشی‌ء فیتخلص منه و لا یُنازِله مُنازِلٌ فیُفْلِتَ، و الجمع مُسَكٌ، بضم المیم و فتح السین فیهما؛ قال ابن بری: التفسیر الثانی هو الصحیح، و هذا البناء أعنی مُسَكة یختص بمن یكثر منه الشی‌ء مثل الضُّحكة و الهُمَزَة. و‌فی حدیث عثمان بن عفان، رضی الله عنه، حین قال له ابن عُرَانَةَ: أَما هذا الحَیُّ من بَلْحرث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ، و مُسَكٌ أَحْماس، تَتَلَظَّی المَنایا فی رِماحِهِم؛ فوصفهم بالقوَّة و المَنَعةِ و أَنهم لِمَنْ رامهم كالشوك الحادِّ الصُّلْب و هو الحَسَك، و إذا نازَلوا أَحداً لم یُفْلِتْ منهم و لم یتخلص؛ و أما قول ابن حِلِّزة: و لما أَن رأَیتُ سَراةَ قَوْمِی مَسَاكَی، لا یَثُوبُ لهم زَعِیمُ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون مساكی فی بیته
لسان العرب، ج‌10، ص: 489
اسماً لجمع مَسِیك، و یجوز أن یتوهم فی الواحد مَسْكان فیكون من باب سَكَارَی و حَیَارَی. و فیه مُسْكةٌ و مُسُكةٌ؛ عن اللحیانی، و مَسَاكٌ و مِساك و مَسَاكة و إمْساك: كل ذلك من البخل و التَّمَسُّكِ بما لدیه ضَنّاً به؛ قال ابن بری: المِسَاك الاسم من الإِمْساك؛ قال جریر: عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ و فارَقَتْ، ما شَفَّها صَلَفٌ و لا إقْتارُ و العرب تقول: فلان حَسَكة مَسَكة أی شجاع كأَنه حَسَكٌ فی حَلْق عدوِّه. و یقال: بیننا ماسِكة رحِم كقولك ماسَّة رحم و واشِجَة رحم. و فرس مُمْسَك الأَیامِن مُطْلَقُ الأَیاسر: مُحَجَّلُ الرجل و الید من الشِّقِّ الأَیمن و هم یكرهونه، فإن كان مُحَجَّل الرجل و الید من الشِّقِّ الأَیسر قالوا: هو مُمْسَكُ الأَیاسر مُطْلَق الأَیامن، و هم یستحبون ذلك. و كل قائمة فیها بیاض، فهی مُمْسَكة لأَنها أُمسِكت بالبیاض؛ و قوم یجعلون الإِمْسَاك أن لا یكون فی القائمة بیاض. التهذیب: و المُطْلَق كل قائمة لیس بها وَضَحٌ، قال: و قوم یجعلون البیاض إطلاقاً و الذی لا بیاض فیه إمساكاً؛ و أَنشد؛و جانب أُطْلِقَ بالبَیاضِ، و جانب أُمْسك لا بَیاض و قال: و فیه من الاختلاف علی القلب كما وصف فی الإِمْساك. و المَسَكةُ و المَاسِكة: قِشْرة تكون علی وجه الصبی أَو المُهْر، و قیل: هی كالسَّلی یكونان فیها. و قال أَبو عبیدة: المَاسِكة الجلدة التی تكون علی رأْس الولد و علی أطراف یدیه، فإذا خرج الولد من الماسِكة و السَّلی فهو بَقِیر، و إذا خرج الولد بلا ماسِكة و لا سَلًی فهو السَّلِیل. و بلغ مَسَكة البئر و مُسْكَتَها إذا حفر فبلغ مكاناً صُلْباً. ابن شمیل: المَسَكُ الواحدة مَسَكة و هو أن تَحْفِر البئر فتبلغ الموضعَ الذی لا یحتاج أَن یُطْوَی فیقال: قد بلغوا مَسَكةً صُلْبةً و إن بِئارَ بنی فلان فی مَسَك؛ قال الشاعر: اللهُ أَرْواكَ و عَبْدُ الجَبَّارْ، تَرَسُّمُ الشَّیخِ و ضَرْبُ المِنْقارْ، فی مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ و لا هارْ الجوهری: المُسْكَةُ من البئر الصُّلْبةُ التی لا تحتاج إلی طَیّ. و مَسَك بالنار. فَحَصَ لها فی الأَرض ثم غطاها بالرماد و البعر و دفنها. أبو زید: مَسَّكْتُ بالنار تَمْسِیكاً و ثَقَّبْتُ بها تَثْقْیباً، و ذلك إذا فَحَصت لها فی الأَرض ثم جعلت علیها بعراً أو خشباً أو دفنتها فی التراب. و المُسْكان: العُرْبانُ، و یجمع مَساكینَ، و یقال: أَعطه المُسْكان. و‌فی الحدیث: أنه نهی عن بیع المُسْكانِ؛ و هو بالضم بیع العُرْبانِ و العَرَبُونِ، و هو أن یشتری السِّلعة و یدفع إلی صاحبها شیئاً علی أنه إن أَمضی البیع حُسب من الثمن و إن لم یمض كان لصاحب السلعة و لم یرتجعه المشتری، و قد ذكر فی موضعه. ابن شمیل: الأَرض مَسَكٌ و طرائق: فَمَسَكة كَذَّانَةٌ و مَسَكة مُشاشَة و مَسَكة حجارة و مَسَكة لینة، و إنما الأَرض طرائق فكل طریقة مَسَكة، و العرب تقول للتَّناهی التی تُمْسِك ماء السماء مَساك و مَساكة و مَساكاتٌ، كل ذلك مسموع منهم. و سقاءٌ مَسِیك: كثیر الأَخذ للماء. و قد مَسَك، بفتح السین، مَساكة، رواه أَبو حنیفة. أبو زید: المَسِیك من الأَساقی التی تحبس الماء فلا
لسان العرب، ج‌10، ص: 490
یَنْضَحُ. و أرض مَسِیكة: لا تُنَشِّفُ الماءَ لصلابتها. و أَرض مَساك أیضاً. و یقال للرجل یكون مع القوم یخوضون فی الباطل: إن فیه لَمُسْكةً عما هم فیه. و ماسِكٌ: اسم. و فی الحدیث ذكر مَسْك «1» هو بفتح المیم و كسر الكاف صُقْع بالعراق قتل فیه مُصْعَب بن الزبیر، و موضع بدُجَیْل الأَهْواز حیث كانت وقعة الحجاج و ابن الأَشعث.

مصطك؛ ج10، ص: 490

: الأَزهری فی الثلاثی: و أما المَصْطَكا العِلْكُ الرومی فلیس بعربی و المیم أَصلیة و الحرف رباعی. ابن الأَنباری: المَصْطَكاءُ قال و مثله ثَرْمَداءُ علی بناء فَعْلَلاء.

معك؛ ج10، ص: 490

: المَعْكُ: الدَّلْكُ، مَعكه فی التراب یَمْعَكُه مَعْكاً دَلَكَه، و معَّكه تَمْعِیكاً: مَرَّغه فیه و التَّمَعُّك: التقلب فیه. و‌فی الحدیث: فَتَمَعَّك فیه‌أی تَمرَّغ فی ترابه؛ قال زهیر: ارْدُدْ یَساراً، و لا تَعنُف علیه، و لا تَمْعَكْ بِعِرْضِك، إنَّ الغادِر المَعِكُ و مَعَكْتُ الأَدِیمَ أَمْعكه مَعْكاً إذا دَلَكْتَهُ دَلْكاً شدیداً، و مَعَكه بالحرب و القتال و الخصومة: لَواه. و رجل مَعِكٌ: شدید الخصومة. و مَعَكَه دَیْنَه مَعْكاً و ماعَكه: لواه. و رجل مَعِكٌ و مِمْعكٌ و مُماعِكٌ: مَطُولٌ. و المَعْكُ: المِطالُ و اللَّیُّ بالدین: یقال: مَعَكه بِدَیْنه یَمْعَكه مَعْكاً إذا مَطَله و دافعه، و ماعَكه و دَالَكه: ماطَلَه. و‌فی حدیث ابن مسعود عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لو كان المَعْكُ رجلًا لكان رَجُلَ سَوْءٍ.و‌فی حدیث شُرَیْح: المَعْكُ طرف من الظُّلْم، و الحمارُ یَتَمَعَّكُ و یَتَمَرَّغُ فی التراب. و المَعْكاءُ: الإِبل الغِلاظ السِّمان؛ و أَنشد ابن بری للنابغة: الواهِب المائة المَعْكاءَ، زَیَّنَها سَعْدانُ تُوضِحَ فی أَوْبارِها اللِّبَدِ و المَعِكُ: الأَحْمق، و قد مَعُكَ مَعاكة؛ أَنشد ثعلب: و طاوَعْتُمانی داعِكاً ذا مَعاكَةٍ، لعمْری لقد أوْدی و ما خِلْتُهُ یُودی و مَعَكْتُ الرجلَ أَمْعَكُه إذا ذَلَّلْته و أَهنته. و إبلٌ مَعْكَی: كثیرة. و وقعوا فی مَعْكُوكاء أی فی غُبار و جَلَبة و شرّ، علی وزن فَعْلُولاء؛ حكاه یعقوب فی البدل كأَنَّ میم مَعْكُوكاء بدل من باء بَعْكُوكاء أو بضدّ ذلك.

مكك؛ ج10، ص: 490

: مَكَّ الفصیلُ ما فی ضرع أُمه یَمُكُّه مَكّاً و امْتَكَّه و تَمَكَّكَه و مَكْمَكَهُ: امْتَصَّ جمیع ما فیه و شربه كله، و كذلك الصبی إذا استقصی ثدی أُمه بالمص. و قال ابن جنی: أَما ما حكاه الأَصمعی من قولهم امْتَكَّ الفصیلُ ما فی ضرع أُمه و تَمَكَّكَ و امْتَقَّ و تَمَقَّقَ، فالأَظهر فیه أن تكون القاف بدلًا من الكاف. و مَكَّ العظمَ مَكّاً و امْتَكَّه و تَمَكَّكَهُ و تَمَكْمَكه: امتص ما فیه من المخ، و اسم ذلك الشی‌ء المُكاكة و المُكاكُ. التهذیب: مَكَكْتُ المُخَّ مَكّاً و تَمَكَّكْتُه و تَمَخَّخْتُهُ و تَمَخَّیْتُه إذا استخرجت مُخَّهُ فأَكلته. و مَكَكْتُ الشی‌ء: مَصِصْتُهُ. و رجل مَكَّانُ: مثل مَصَّان و مَلْجان، و هو الذی یَرْضَعُ الغنم من لؤمه و لا یَحْلُب. و المَكُّ: مَصُّ الثدی. و یقال للرجل اللئیم یَرْضَع الشاة من لؤمه: مَكَّانُ و مَلْجانُ. ابن شمیل: تقول العرب
(1). قوله [ذكر مسك إلخ] كذا بالأَصل و النهایة، و فی یاقوت: إن الموضع الذی قتل به مصعب و الذی كانت به وقعة الحجاج مسكن بالنون آخره كمسجد و هو المناسب لقول الأَصل و كسر الكاف و لیس فیه و لا فی القاموس مسك؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 491
قَبَحَ اللهُ اسْتَ مَكَّانَ، و ذلك إذا أَخطأَ إنسان أو فعل فعلًا قبیحاً یدعی بهذا. و المَكُّ: الازدحام كالبَكِّ. و مَكَّهُ یَمُكُّه مَكّاً: أَهلكه. و مَكَّةُ: معروفة، البلد الحرام، قیل: سمیت بذلك لقلة مائها، و ذلك أَنهم كانوا یَمْتَكُّون الماء فیها أی یستخرجونه، و قیل: سمیت مكة لأَنها كانت تَمُكُّ من ظَلَم فیها و أَلْحَدَ أی تهلكه؛ قال الراجز: یا مَكَّة، الفاجِرَ مُكِّی مَكَّا، و لا تَمُكِّی مَذْحِجاً و عَكَّا و قال یعقوب: مكةُ الحرَمُ كله، فأَما بَكَّةُ فهو ما بین الجبلین؛ حكاه فی البدل؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا لأَنه قد فرق بین مكة و بین بكة فی المعنی، و بَیِّنٌ أن معنی البدل و المبدل منه سواء، و تَمَكَكَ علی الغریم: أَلَحَّ علیه فی اقتضاء الدین و غیره. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تُمَكِّكوا علی غرمائكم، یقول لا تُلِحُّوا علیهم إلحاحاً یضر بمعایشهم، و لا تأْخذوهم علی عُسْرَة و ارْفُقُوا بهم فی الاقتضاء و الأَخذ و أَنْظِروُهم إلی مَیْسَرة و لا تَسْتَقْصُوا؛ و أصله مأْخوذ من مَكَّ الفصیلُ ما فی ضَرْع أُمه و امْتَكَّه إذا لم یُبْق فیه من اللبن شیئاً إلا مَصَّهُ. قال الأَزهری: سمعت كلابِیّاً یقول لرجل عَنَّتَهُ. قد مَكَكْتَ رُوحِی؛ أراد أنه أَحْرَجه بلَجاجِه فیما أشكاه. و المَكْمَكَةُ: التَّدَحْرُج فی المَشْیِ. و المَكُّوكُ: طاسٌ یشرب به، و فی المحكم: طاس یشرب فیه أَعلاه ضیق و وسطه واسع. و المَكُّوكُ: مكیال معروف لأَهل العراق، و الجمع مَكاكِیكُ و مَكاكِیّ علی البدل كراهیة التضعیف، و هو صاع و نصف و هو ثلاث كَیْلَجات، و الكَیْلَجَة مَناً و سبعة أَثمان مَناً، و المَنا رطلان، و الرطل اثنتا عشرة أُوقِیَّةً، و الأُوقِیَّةُ إسْتار و ثلثا إِسْتار، و الإِسْتار أَربعة مثاقیل و نصف، و المثقال درهم و ثلاثة أَسباع درهم، و الدرهم ستة دوانِیقَ، و الدَّانِقُ قیراطان، و القیراطُ طَسُّوجانِ، و الطَّسُّوجُ حَبَّتان، و الحبة سدس ثمن درهم، و هو جزء من ثمانیة و أَربعین جزءاً من درهم؛ زاد ابن بری: الكُرُّ ستون قفیزاً، و القفیز ثمانیة مَكاكیك، و المَكُّوكُ صاع و نصف و هو ثلاث كَیْلَجات، و‌فی حدیث أَنس: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان یتوضأُ بمَكُّوكٍ و یغتسل بخمسة مَكاكِیكَ، و فی روایة: بخَمْسةِ مَكاكِیَّ؛ أراد بالمَكُّوك المُدَّ، و قیل الصاع، و الأَول أشبه لأَنه جاء فی حدیث آخر مفسراً بالمدّ. و المَكاكِیُّ؛ جمع مَكُّوكٍ علی إبدال الیاء من الكاف الأَخیرة، قال: و المَكُّوكُ اسم للمكیال، قال: و یختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس علیه فی البلاد. و‌فی حدیث ابن عباس فی تفسیر قوله: صُوٰاعَ الْمَلِكِ، قال: كهیئة المَكُّوك، و كان للعباس مثله فی الجاهلیة یشرب به.و ضَرَبَ مَكُّوكَ رأْسه علی التشبیه. و امرأَة مَكْماكَةٌ و مُتَمَكْمِكَةٌ: ككَمْكامَة، و رجل مَكْماكٌ كذلك، الأَزهری فی هذه الترجمة: و المُكَّاءُ طائر و جمعه مَكاكِیُّ، قال: و لیس المُكَّاءُ من المضاعف و لكنه من المعتل بالواو من مَكا یَمْكُو إذا صَفَر، و سیأْتی ذكره فی موضعه إن شاء الله.

ملك؛ ج10، ص: 491

: اللیث: المَلِكُ هو الله، تعالی و نقدّس، مَلِكُ المُلُوك له المُلْكُ و هو مالك یوم الدین و هو مَلِیكُ الخلق أی ربهم و مالكهم. و فی التنزیل: مٰالِكِ یَوْمِ الدِّینِ؛ قرأ ابن كثیر و نافع و أَبو عمرو و ابن عامر و حمزة: مَلِك یوم الدین، بغیر أَلف، و قرأَ عاصم و الكسائی و یعقوب مٰالِكِ، بأَلف، و روی عبد
لسان العرب، ج‌10، ص: 492
الوارث عن أَبی عمرو: مَلْكِ یوم الدین، ساكنة اللام، و هذا من اختلاس أبی عَمرو، و‌روی المنذر عن أَبی العباس أَنه اختار مٰالِكِ یَوْمِ الدِّینِ، و قال: كل من یَمْلِك فهو مالك لأَنه بتأْویل الفعل مالك الدراهم، و مالك الثوب، و مالكُ یوم الدین، یَمْلِكُ إقامة یوم الدین؛ و منه قوله تعالی: مٰالِكَ الْمُلْكِ، قال: و أما مَلِكُ الناس و سید الناس و رب الناس فإنه أَراد أَفضل من هؤلاء، و لم یرد أَنه یملك هؤلاء، و قد قال تعالی: مٰالِكَ الْمُلْكِ؛ أَ لا تری أنه جعل مالكاً لكل شی‌ءٍ فهذا یدل علی الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبی عبید و اختاره. و المُلْكُ: معروف و هو یذكر و یؤنث كالسُّلْطان؛ و مُلْكُ الله تعالی و مَلَكُوته: سلطانه و عظمته. و لفلان مَلَكُوتُ العراق أی عزه و سلطانه و مُلْكه؛ عن اللحیانی، و المَلَكُوت من المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ، و یقال للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ، یقال: له مَلَكُوت العراق و مَلْكُوةُ العراق أَیضاً مثال التَّرْقُوَةِ، و هو المُلْكُ و العِزُّ. و‌فی حدیث أَبی سفیان: هذا مُلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، یروی بضم المیم و سكون اللام و بفتحها و كسر اللام و‌فی الحدیث: هل كان فی آبائه مَنْ مَلَكَ؟یروی بفتح المیمین و اللام و بكسر المیم الأُولی و كسر اللام. و الْمَلْكُ و المَلِكُ و المَلِیكُ و المالِكُ: ذو المُلْكِ. و مَلْك و مَلِكٌ، مثال فَخْذٍ و فَخِذٍ، كأن المَلْكَ مخفف من مَلِك و المَلِك مقصور من مالك أو مَلِیك، و جمع المَلْكِ مُلوك، و جمع المَلِك أَمْلاك، و جمع المَلِیك مُلَكاء، و جمع المالِكِ مُلَّكٌ و مُلَّاك، و الأُمْلُوك اسم للجمع. و رجل مَلِكٌ و ثلاثة أَمْلاك إلی العشرة، و الكثیر مُلُوكٌ، و الاسم المُلْكُ، و الموضع مَمْلَكَةٌ. و تَمَلَّكه أی مَلَكه قهراً. و مَلَّكَ القومُ فلاناً علی أَنفسهم و أَمْلَكُوه: صَیَّروه مَلِكاً؛ عن اللحیانی. و یقال: مَلَّكَه المالَ و المُلْك، فهو مُمَلَّكٌ؛ قال الفرزدق فی خال هشام بن عبد الملك: و ما مثلُه فی الناس إلّا مُمَلَّكاً، أَبو أُمِّه حَیٌّ أَبوه یُقارِبُه یقول: ما مثله فی الناس حی یقاربه إلا مملَّك أَبو أُم ذلك المُمَلَّكِ أَبوه، و نصب مُمَلَّكاً لأَنه استثناء مقدّم، و خال هشام هو إبراهیم بن إسماعیل المخزومی. و قال بعضهم: المَلِكُ و المَلِیكُ لله و غیره، و المَلْكُ لغیر الله. و المَلِكُ من مُلوك الأَرض، و یقال له مَلْكٌ، بالتخفیف، و الجمع مُلُوك و أَمْلاك، و المَلْكُ: ما ملكت الید من مال و خَوَل. و المَلَكة: مُلْكُكَ و المَمْلَكة: سلطانُ المَلِك فی رعیته. و یقال: طالت مَمْلَكَتُه و ساءت مَمْلَكَتُه و حَسُنَت مَمْلَكَتُه و عَظُم مِلْكه [مُلْكه و كَثُر مِلْكُه [مُلْكُه. أَبو إسحق فی قوله عزّ و جل: فَسُبْحٰانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ‌ءٍ؛ مَعناه تنزیه الله عن أن یوصف بغیر القدرة، قال: و قوله تعالی مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ‌ءٍ أی القدرة علی كل شی‌ء وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ أی یبعثكم بعد موتكم. و یقال: ما لفلان مَولَی مِلاكَةٍ دون الله أی لم یملكه إلا الله تعالی. ابن سیدة: المَلْكُ و المُلْكُ و المِلْك احتواء الشی‌ء و القدرة علی الاستبداد به، مَلَكه یَمْلِكه مَلْكاً و مِلْكاً و مُلْكاً و تَمَلُّكاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، لم یحكها غیره. و مَلَكَةً و مَمْلَكَة و مَمْلُكة و مَمْلِكة: كذلك. و ما له مَلْكٌ و مِلْكٌ و مُلْكٌ و مُلُكٌ أی شی‌ء یملكه؛ كل ذلك عن اللحیانی، و حكی عن الكسائی: ارْحَمُوا هذا الشیخ الذی لیس له مُلْكٌ و لا بَصَرٌ أی لیس له شی‌ء؛ بهذا فسره اللحیانی، قال ابن سیدة: و هو خطأٌ، و حكاه الأَزهری أَیضاً و قال لیس له شی‌ء یملكه. و أَمْلَكه الشی‌ءَ و مَلَّكه إیاه
لسان العرب، ج‌10، ص: 493
تَمْلیكاً جعله مِلْكاً له یَمْلِكُه. و حكی اللحیانی: مَلِّكْ ذا أَمْرٍ أَمْرَه، كقولك مَلِّك المالَ رَبَّه و إن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: و لی فی هذا الوادی مَلْكٌ و مِلْك و مُلْك و مَلَكٌ یعنی مَرْعًی و مَشْرباً و مالًا و غیر ذلك مما تَمْلِكه، و قیل: هی البئر تحفرها و تنفرد بها. و جاء فی التهذیب بصورة النفی: حكی عن ابن الأَعرابی قال ما له مَلْكٌ و لا نَفْرٌ، بالراء غیر معجمة، و لا مِلْكٌ و لا مُلْك و لا مَلَكٌ؛ یرید بئراً و ماء أی ما له ماء. ابن بُزُرْج: میاهنا مُلُوكنا. و مات فلانٌ عن مُلُوك كثیرة، و قالوا: الماء مَلَكُ أَمْرٍ أی إذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم أی یقوم به الأَمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدی: و لم یكن مَلَكٌ للقوم یُنْزِلُهم، إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَی علی حَسَبِ أی یُقْسَم بینهم بالسویة لا یُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِیُّ: و من أَمثالهم: الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أی أن الماء مِلاكُ الأَشیاء، یضرب للشی‌ء الذی به كمال الأَمر. و قال ثعلب: یقال لیس لهم مِلْك و لا مَلْكٌ و لا مُلْكٌ إذا لم یكن لهم ماء. و مَلَكَنا الماءُ: أرْوانا فقَوِینا علی مَلْكِ أَمْرِنا. و هذا مِلْك یَمینی و مَلْكُها و مُلْكُها أی ما أَملكه؛ قال الجوهری: و الفتح أفصح. و‌فی الحدیث: كان آخر كلامه الصلاة و ما مَلَكَتْ أَیمانكم، یرید الإِحسانَ إلی الرقیق، و التخفیفَ عنهم، و قیل: أَراد حقوق الزكاة و إخراجها من الأَموال التی تملكها الأَیْدی كأَنه علم بما یكون من أَهل الردة، و إنكارهم وجوب الزكاة و امتناعهم من أَدائها إلی القائم بعده فقطع حجتهم بأن جعل آخر كلامه الوصیة بالصلاة و الزكاة فعقل أَبو بكر، رضی الله عنه، هذا المعنی حین‌قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بین الصلاة و الزكاة.و أَعطانی من مَلْكِه و مُلْكِه؛ عن ثعلب، أی مما یقدر علیه. ابن السكیت: المَلْكُ ما مُلِكَ. یقال: هذا مَلْكُ یدی و مِلْكُ یدی، و ما لأَحدٍ فی هذا مَلْكٌ غیری و مِلْكٌ، و قولهم: ما فی مِلْكِه شی‌ء و مَلْكِه شی‌ء أی لا یملك شیئاً. و فیه لغة ثالثة ما فی مَلَكَته شی‌ء، بالتحریك؛ عن ابن الأَعرابی. و مَلْكُ الوَلیِّ المرأَةَ و مِلْكُه و مُلْكه: حَظْرُه إیاها و مِلْكُه لها. و المَمْلُوك: العبد. و یقال: هو عَبْدُ مَمْلَكَةٍ و مَمْلُكة و مَمْلِكة؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، إذا مُلِكَ و لم یُمْلَكْ أَبواه. و فی التهذیب: الذی سُبیَ و لم یُمْلَكْ أَبواه. ابن سیدة: و نحن عَبِیدُ مَمْلَكَةٍ لا قِنٍّ أی أَننا سُبِینا و لم نُمْلَكْ قبلُ. و یقال: هم عبِیدُ مَمْلُكة، و هو أَن یُغْلَبَ علیهم و یُستْعبدوا و هم أَحرار. و العَبْدُ القنّ: الذی مُلِك هو و أَبواه، و یقال: القِنُّ المُشْتَرَی. و‌فی الحدیث: أن الأَشْعَثَ بن قَیْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلی عمر فی رِقابهم و كان قد استعبدهم فی الجاهلیة، فلما أَسلموا أَبَوْا علیه، فقالوا: یا أَمیر المؤمنین إنا إنما كنا عبید مَمْلُكة و لم نكن عبیدَ قِنٍّ؛ المَمْلُكة، بضم اللام و فتحها، أَن یَغْلِبَ علیهم فیستعبدَهم و هم فی الأَصل أَحرار. و طال مَمْلَكَتُهم الناسَ و مَمْلِكَتُهم إیاهم أی مِلْكهم إیاهم؛ الأَخیرة نادرة لأَن مَفْعِلًا و مَفْعِلَةً قلما یكونان مصدراً. و طال مِلْكُه و مُلْكه و مَلْكه و مَلَكَتُه؛ عن اللحیانی، أَی رِقُّه. و یقال: إنه حسن المِلْكَةِ و المِلْكِ؛ عنه أَیضاً. و أَقرّ بالمَلَكَةِ و المُلُوكةِ أی المِلْكِ. و‌فی الحدیث: لا یدخل الجنةَ سَی‌ءُ المَلَكَةِ، متحرّك، أی الذی یُسی‌ءُ صُحْبة الممالیك. و یقال: فلان حَسَنُ المَلَكة إذا كان حسن الصُّنْع إلی ممالیكه. و‌فی الحدیث: حُسْنُ المَلَكة نماء، هو من ذلك.
لسان العرب، ج‌10، ص: 494
و مُلُوك النحْل: یَعاسیبها التی یزعمون أنها تقتادها، علی التشبیه، واحدها مَلِیكٌ؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: و ما ضَرَبٌ بَیْضاءُ یأْوی مَلِیكُها إلی طَنَفٍ أَعْیَا بِراقٍ و نازِلِ یرید یَعْسُوبَها، و یَعْسُوبُ النحل أَمیره. و المَمْلَكة و المُمْلُكة: سلطانُ المَلِكِ و عَبیدُه؛ و قول ابن أَحمر: بَنَّتْ علیه المُلْكُ أَطْنابها، كأْسٌ رَنَوْناةٌ و طِرْفٌ طِمِرّ قال ابن الأَعرابی: المُلْكُ هنا الكأْس، و الطِّرْف الطِّمِرُّ، و لذلك رفع الملك و الكأْس معاً بجعل الكأْس بدلًا من الملك؛ و أَنشد غیره: بنَّتُ علیه المُلْكَ أَطنابَها فنصب الملك علی أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَلَّكاً و لیس بحال، و لذلك ثبتت فیه الأَلف و اللام، و هذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أی مُعْتَرِكةً و كأْسٌ حینئذ رفع ببنَّت، و رواه ثعلب بنت علیه الملك، مخفف النون، و رواه بعضهم مدَّتْ علیه الملكُ، و كل هذا من المِلْكِ لأَن المُلْكَ مِلْكٌ، و إنما ضموا المیم تفخیماً له. و مَلَّكَ النَّبْعَةَ: صَلَّبَها، و ذلك إذا یَبَّسَها فی الشمس مع قشرها. و تَمالَكَ عن الشی‌ء: مَلَكَ نَفْسَه. و‌فی الحدیث: امْلِكْ علیك لسانَك‌أی لا تُجْرِه إلا بما یكون لك لا علیك و لیس له مِلاكٌ أی لا یَتَمالك. و ما تَمالَك أن قال ذلك أی ما تَماسَك و لا یَتَماسَك. و ما تَمالَكَ فلان أن وقع فی كذا إذا لم یستطع أَن یحبس نفسه؛ قال الشاعر: فلا تَمَالَكَ عن أَرضٍ لها عَمَدُوا و یقال: نفسی لا تُمالِكُنی لأَن أَفعلَ كذا أَی لا تُطاوعنی. و فلان ما له مَلاكٌ، بالفتح، أی تَماسُكٌ. و‌فی حدیث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلق لا یَتَمالَك‌أی لا یَتَماسَك. و إذا وصف الإِنسان بالخفة و الطَّیْش قیل: إنه لا یَتَمالَكُ. و مِلاكُ الأَمر و مَلاكُه: قِوامُه الذی یُمْلَكُ به و صَلاحُه. و فی التهذیب: و مِلاكُ الأَمر الذی یُعْتَمَدُ علیه، و مَلاكُ الأَمر و مِلاكُه ما یقوم به. و‌فی الحدیث: مِلاكُ الدین الورع؛ الملاك، بالكسر و الفتح: قِوامُ الشی‌ء و نِظامُه و ما یُعْتَمَد علیه فیه، و قالوا: لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكاً و إما مُلْكاً و مَلْكاً و مِلْكاً أی إما أن أَهْلِكَ و إما أن أَمْلِكَ. و الإِمْلاك: التزویج. و یقال للرجل إذا تزوّج: قد مَلَكَ فلانٌ یَمْلِكُ مَلْكاً و مُلْكاً و مِلْكاً. و شَهِدْنا إمْلاك فلان و مِلاكَه و مَلاكه؛ الأَخیرتان عن اللحیانی، أی عقده مع امرأته. و أَمْلكه إیاها حتی مَلَكَها یَمْلِكها مُلْكاً و مَلْكاً و مِلْكاً: زوَّجه إیاها؛ عن اللحیانی. و أُمْلِكَ فلانُ یُمْلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَیضاً. و قد أَمْلَكْنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إیاها؛ و جئنا من إمْلاكه و لا تقل من مِلاكِه. و‌فی الحدیث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن الأَثیر: المِلاكُ و الإِمْلاكُ التزویجُ و عقد النكاح. و قال الجوهری: لا یقال مِلاك و لا یقال مَلَك بها «2» و لا أُمْلِك بها. و مَلَكْتُ المرأَة أی تزوّجتها. و أُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحیانی، و قیل: جُعِل أَمر طلاقها بیدها. قال أَبو منصور: مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها، بالتشدید، أكثر من أُمْلِكَت؛
(2). قوله [و لا یقال ملك بها إلخ] نقل شارح القاموس عن شیخه ابن الطیب أن علیه أكثر أهل اللغة حتی كاد أن یكون اجماعاً منهم و جعلوه من اللحن القبیح و لكن جوزه صاحب المصباح و النووی محافظة علی تصحیح كلام الفقهاء.
لسان العرب، ج‌10، ص: 495
و القلب مِلاكُ الجسد. و مَلَك العجینَ یَمْلِكُه مَلْكاً و أَمْلَكَه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه و أَجاده. و‌فی حدیث عمر: أَمْلِكُوا العجین فإِنه أَحد الرَّیْعَینِ‌أَی الزیادتین؛ أَراد أَن خُبْزه یزید بما یحتمله من الماء لجَوْدة العجْن. و مَلَكَ العجینَ یَمْلِكه مَلْكاً: قَوِیَ علیه. الجوهری: و مَلَكْتُ العجین أَمْلِكُه مَلْكاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛ قال قَیْسُ بن الخطیم یصف طعنة: مَلَكْتُ بها كَفِّی، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها، یَری قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها یعنی شَدَدْتُ بالطعنة. و یقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت مِلاكَتَهُ و أَجادت عجنه حتی یأْخذ بعضه بعضاً، و قد مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ و قال أَوْسُ بن حَجَر یصف قوساً: فَمَلَّك باللِّیطِ التی تَحْتَ قِشْرِها، كغِرْقِئ بیضٍ كَنَّهُ القَیْضُ من عَلُ قال: مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المرأَةُ العجینَ تَشُدُّ عجنه أَی ترك من القشر شیئاً تَتمالك القوسُ به یَكُنُّها لئلا یبدو قلب القوس فیتشقق، و هم یجعلون علیها عَقَباً إِذا لم یكن علیها قشر، یدلك علی ذلك تمثیله إِیاه بالقَیْض للغِرْقِئ؛ الفراء عن الدُّبَیْرِیَّة: یقال للعجین إِذا كان متماسكاً متیناً مَمْلُوكٌ و مُمْلَكٌ و مُمَلَّكٌ، و یروی‌فمن لك …، و الأَول أَجود؛ أَ لا تری إِلی قول الشماخ یصف نَبْعَةً: فَمَصَّعَها شهرین ماءَ لِحائها، و ینْظُرُ منها أَیَّها هو غامِزُ و التَّمْصِیع: أَن یترك علیها قشرها حتی یَجِفَّ علیها لِیطُها و ذلك أَصلب لها؛ قال ابن بری: و یروی‌فمظَّعَها …، و هو أَن یبقی قشرها علیها حتی یجف. و مَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِیَ و قدَر أَن یَتْبَعها؛ عن ابن الأَعرابی. و ناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَیضاً. و مَلْكُ الطریق و مِلْكُه و مُلْكه: وسطه و معظمه، و قیل حدّه؛ عن اللحیانی. و مِلْكُ الوادی و مَلْكه و مُلْكه: وسطه و حَدّه؛ عنه أَیضاً. و یقال: خَلِّ عن مِلْكِ الطریق و مِلْكِ الوادی و مَلْكِه و مُلْكه أَی حَدِّه و وسطه. و یقال: الْزَمْ مَلْكَ الطریق أَی وسطه؛ قال الطِّرمّاح: إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطریقِ، توَسَّمَتْ رَتِیمَ الحَصی من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ و‌فی حدیث أَنس: البَصْرةُ إِحْدی المؤتفكات فانْزلْ فی ضَواحیها، و إِیاك و المَمْلُكَةَ، قال شمر: أَراد بالمَمْلُكة وَسَطَها. و مَلْكُ الطریق و مَمْلُكَتُه: مُعْظمه و وسطه؛ قال الشاعر: أَقامَتْ علی مَلْكِ الطریقِ، فمَلْكُه لها و لِمَنْكُوبِ المَطایا جَوانِبُهْ و مُلُك الدابة، بضم المیم و اللام: قوائمه و هادیه؛ قال ابن سیدة: و علیه أُوَجِّه ما حكاه اللحیانی عن الكسائی من قول الأَعرابی: ارْحَمُوا هذا الشیخ الذی لیس له مُلُكٌ و لا بَصَرٌ أَی یدان و لا رجلان و لا بَصَرٌ، و أَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشیخ لنفسه. أَبو عبید: جاءنا تَقُودُه مُلُكُه یعنی قوائمه و هادیه، و قوائم كل دابة مُلُكُه؛ ذكره عن الكسائی فی كتاب الخیل، و قال شمر: لم أَسمعه لغیره، یعنی المُلُك بمعنی القوائم. و المُلَیْكَةُ: الصحیفة. و الأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْیَرَ، و فی
لسان العرب، ج‌10، ص: 496
التهذیب: مَقاوِلُ من حمیر كتب إِلیهم النبی، صلی الله علیه و سلم: إِلی أُمْلُوك رَدْمانَ، و رَدْمانُ موضع بالیمن. و الأُمْلُوك: دُوَیبَّة تكون فی الرمل تشبه العَظاءة. و مُلَیْكٌ و مُلَیْكَةُ و مالك و مُوَیْلِك و مُمَلَّكٌ و مِلْكانُ، كلها: أَسماء؛ قال ابن سیدة: و رأَیت فی بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ فی مَلَكِ الموت و هو قوله: غدا مالَكٌ یبغی نِسائی كأَنما نسائی، لسَهْمَیْ مالَكٍ، غرَضانِ قال: و هذا عندی خطأ و قد یجوز أَن یكون من جفاء الأَعراب و جهلهم لأَن مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك، اللیث: المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفیف المَلأَك، و اجتمعوا علی حذف همزه، و هو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، و قد ذكرناه فی المعتل. و المَلَكُ من الملائكة: واحد و جمع؛ قال الكسائی: أَصله مَأْلَكٌ بتقدیم الهمزة من الأَلُوكِ، و هی الرسالة، ثم قلبت و قدمت اللام فقیل مَلأَكٌ؛ و أَنشد أَبو عبیدة لرجل من عبد القَیْس جاهلیّ یمدح بعض الملوك قیل هو النعمان و قال ابن السیرافی هو لأَبی وَجْزة یمدح به عبد الله بن الزبیر: فَلَسْتَ لإِنْسِیٍّ، و لكن لِمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ یَصُوبُ ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقیل مَلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِلیه فقالوا مَلائكة و مَلائك أَیضاً؛ قال أُمیة بن أَبی الصَّلْتِ: و كأَنَّ بِرْقِعَ، و الملائكَ حَوْلَه، سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ قال ابن بری: صوابه … أَجْرَدُ بالدال لأَن القصیدة دالیة؛ و قبله: فأَتَمَّ سِتًّا، فاسْتَوَتْ أَطباقُها، و أَتی بِسابعةٍ فأَنَّی تُورَدُ و فیها یقول فی صفة الهلال: لا نَقْصَ فیه، غیر أَن خَبِیئَه قَمَرٌ و ساهورٌ یُسَلُّ و یُغْمَدُ و‌فی الحدیث: لا تدخل الملائكة بیتاً فیه كلب و لا صورة؛ قال ابن الأَثیر: أَراد الملائكة السَّیَّاحِینَ غیر الحفظة و الحاضرین عند الموت. و‌فی الحدیث: لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ؛ یرید الله تعالی، و یروی بفتح اللام، یعنی جبریل، علیه السلام، و نزوله بالوحی. قال ابن بری: مَلأَكٌ مقلوب من مَأْلَكٍ، و مَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل فی الأَصل من الأَلوك، قال: و حقه أَن یذكر فی فصل أَلك لا فی فصل ملك. و مالِكٌ الحَزینُ: اسم طائر من طیر الماء. و المالِكان: مالك بن زید و مالك بن حنظلة. ابن الأَعرابی: أَبو مالك كنیة الكِبَر و السِّنّ كُنِیَ به لأَنه مَلَكه و غلبه؛ قال الشاعر: أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَوانی هَجَرْنَنی، أَبا مالِك إِنی أَظُنُّكَ دائبا و یقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ و قال آخر: بئسَ قرینُ الیَفَنِ الهالِكِ: أُمُّ عُبَیْدٍ و أَبو مالِكِ و أَبو مالك: كنیة الجُوعِ؛ قال الشاعر: أَبو مالكٍ یَعْتادُنا فی الظهائرِ، یَجی‌ءُ فیُلْقِی رَحْلَه عند عامِرِ و مِلْكانُ: جبل بالطائف. و حكی ابن الأَنباری عن أَبیه عن شیوخه قال: كل ما فی العرب مِلْكان، بكسر المیم، إِلَّا مَلْكان بن حزم بن زَبَّانَ فإِنه
لسان العرب، ج‌10، ص: 497
بفتحها. و مالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة: لعَمْرُك إِنی یومَ جَرْعاءِ مالِك لَذو عَبْرةٍ، كَلأً تَفِیضُ و تخْنُقُ

مهك؛ ج10، ص: 497

: مَهْكَةُ الشَّبابِ و مُهْكَتُه: نَفْخَته و امتِلاؤه و ارْتِواؤه و ماؤه. یقال: شابٌّ مُمَهَّكٌ، و مُهْكَتُه، بالضم، أَعلی. و المُمَهَّكُ أَیضاً: الطویل. و مَهَكَ الشی‌ء یَمْهَكُه مَهْكاً و مَهَّكَه: سحقه فبالغ. و یقال: مَهَكْتُ الشی‌ء إِذا مَلَّسْتَه؛ قال النابغة: إِلی الملكِ النُّعْمانِ، حین لَقِیتُه، و قد مُهِكَتْ أَصلابُها و الجناجِنُ قال: مُهِكَتْ مُلِّسَتْ. و مَهَكْتُ السهم: مَلَّسْتُه.

فصل النون؛ ج10، ص: 497

نبك؛ ج10، ص: 497

: النَّبَكَة: أَكَمة مُحَدَّدة الرأْس، و ربما كانت حمراء و لا تخلو من الحجارة، و قیل: هی الأَرض فیها صَعُود و هَبُوط، و الجمع نَبَك، بالتحریك، و نِباكٌ. الأَزهری: شمر فیما قرأَ بخطه هی رَوابٍ من طین، واحدتها نَبَكَة. قال: و قال ابن شمیل النَّبْكة مثل الفَلْكة غیر أَن الفَلْكة أَعلاها مُدوَّر مجتمع، و النَّبْكَة رأْسها محدَّد كأَنه سِنان رمح، و هما مُصْعِدَتانِ. و قال الأَصمعی: النَّبْكُ ما ارتفع من الأَرض؛ قال طرفه: تَتَّقِی الأَرضَ بِرُحٍّ وُقَّحٍ، وُرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأَكَمْ قال أَبو منصور: و الذی سمعته من العرب فی النَّبَكَة و شاهدتهم یُومِئُون إِلیها كل رابیة من روابی الرمال كانت مُسَلَّكَة الرأْس و محَدَّدته. الجوهری: النِّباكُ التِّلال الصغار. و مكان نابِكٌ أَی مرتفع؛ و منه قول ذی الرمة: و قد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، و غَرَّقَتْ جَوارِیه جُذْعانَ الهِضابِ النَّوابِك و نَبْكٌ و نُبُوكٌ و نُباكة: مواضع. و تَنْبُوكُ: اسم موضع؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی تائه بالزیادة و إِن لم نقض علی التاء إِذا كانت أَوَّلًا بالزیاة إِلَّا بدلیل، لأَنها لو كانت أصلًا لكان وَزْنُ الحرف فَعْلولًا و هذا البناء خارج عن كلامهم إِلَّا ما حكاه سیبویه من قولهم: بنو صَعْفُوقٍ؛ قال رؤبة: بشِعْبِ تَنْبُوكَ و شِعْبِ العَوْثَبِ

نتك؛ ج10، ص: 497

: النَّتْكَ: شبیه بالنَّتْف، یمانیة، نَتَكَ یَنْتِكُ نَتْكاً. اللیث: النَّتْكُ جَذْبُ الشی‌ء تَقْبِضُ علیه ثم تكسره إِلیك بجَفْوَةٍ. قال أَبو منصور: و هو النَّتْرُ أَیضاً. یقال: نَتَر ذكره و نَتَكه إِذا استبرأَ بعد ما بال.

نزك؛ ج10، ص: 497

: النِّزْكُ، بالكسر: ذكَر الوَرَل و الضَّبِّ، و له نِزْكانِ علی ما تزعم العرب، و یقال نِزْكانِ أَی قضِیبان، و منهم من یقول نَیْزكانِ و للأُنثی قُرْنتان؛ قال الأَزهری: و أَنشدنی غلام من بنی كُلَیْبٍ: تَفَرَّقْتُمُ، لا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ، تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ، و الأَصلُ واحدُ و قال أَبو الحجاج یصف ضبّاً، و قال ابن بری هو لحُمْرانَ ذِی الغُصَّة، و كان قد أَهدی ضِباباً لخالد بن عبد الله القَسْرِیّ فقال فیها: جَبَی العامَ عُمَّالُ الخَراجِ، و حِبْوَتی مُحَلَّقَةُ الأَذْناب، صُفْرُ الشَّواكِلِ رَعَیْن الدَّبی و النَّقْدَ، حتی كأَنَّما كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثیابَ المَراجِلِ
لسان العرب، ج‌10، ص: 498
تَری كُلَّ ذیَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ، سَما بین عِرْسَیْه سُمُوَّ المُخاتِلِ سِبَحْلٌ له نِزْكانِ، كانا فَضِیلَةً علی كل حافٍ فی الأَنام، و ناعِلِ و حكی ابن القَطَّاع فیه النَّزْكَ، بالفتح أَیضاً. قال أَبو زیاد: الضب له نِزْكانِ، و كذلك الوَرَل و الحِرْباء و الطُّحَنُ، و جمعه طِحْنانٌ، و للضَّبَّة و الوَرَلَةِ رَحِمانِ؛ أَنشد أَبو عثمان عمرو بن بَحْرٍ الجاحظ لامرأَة و قد لامها ابنها فی زوجها: وَدِدْتُ لو أنه ضَبٌّ، و أَنی ضُبَیْبَةُ كُدْیَةٍ، وَحَداً خَلاءَا أَرادت بأَن له أَیْرَیْنِ و أَن لها رَحِمین شَبَقاً و غُلمةً؛ و رأَیت فی حواشی أَمالی ابن بری بخط فاضل أَن المُفَجَّعَ أَنشد فی التَّرْجُمان عن الكسائی: تفرَّقتمُ، لا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ، تفرُّقَ أَیْرِ الضَّبِّ، و الأَصلُ واحدُ قال: رماهم بالقِلَّة و الذِّلَّة و القطیعة و التفرُّق، قال: و یقال إِن أَیر الضب له رأْسان و الأَصل واحد علی خلقة لسان الحیة، و لكل ضبة مَسْلَكانِ. و النَّزْكُ: الطعن بالنَّیْزَك. و النَّیْزَكُ: الرمح الصغیر، و قیل: هو نحو المِزْراقِ، و قیل: هو أَقصر من الرمح، فارسی معرب، و قد تكلمت به الفصحاء؛ و منه قول العجاج: مُطَرَّرٌ كالنَّیْزَكِ المَطْرُور و‌فی الحدیث: أَن عیسی، علیه السلام، یقتل الدجال بالنَّیْزَكِ، و الجمع النَّیازِكُ؛ قال ذو الرمة: أَلا من لِقَلْبٍ لا یَزالُ كأَنه، من الوَجْدِ، شَكَّتْه صُدور النَّیازِكِ؟ و فی حدیث ابن ذی یَزَنٍ: لا یَضْجَرُونَ و إِنْ كَلَّتْ نَیازِكُهم هی جمع نَیْزَك للرمح القصیر، و حقیقته تصغیر الرمح بالفارسیة. و رمح نَیْزَك: قصیر لا یُلْحَقُ؛ حكاه ثعلب، و به یقتل عیسی، علیه السلام، الدجال. و نَزَكَه نَزْكاً: طعنه بالنَّیْزَك، و كذلك إِذا نَزَغَه و طَعَن فیه بالقول. و النَّیْزَكُ: ذو سِنانٍ و زُجٍّ، و العُكاز له زُجٌّ و لا سنان له. و النَّزْكُ: سُوءُ القول فی الإِنسان و رَمْیُك الإِنسان بغیر الحق. و تقول: نَزَكَه بغیر ما رأَی منه. و رجل نُزَكٌ: طَعَّان فی الناس، و فی الصحاح: و رجل نَزَّاك أَی عَیَّاب. أَبو زید: نَزَكْتُ الرجل إِذا خَرَّقْتَه. و‌فی حدیث أَبی الدرداء ذَكَر الأَبْدَال فقال: لیسوا بنَزَّاكین و لا مَعْجِبِینَ و لا مُتَماوِتِینَ؛ النَّزَّاك: الذی یَعِیبُ الناس. یقال: نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه، كما یقالُ: طَعَنْتُ علیه و فیه، و أَصله من النَّیْزَكِ للرُّمْح القصیر. و‌فی حدیث ابن عَوْنٍ و ذُكِرَ عنده شَهْرُ بن حَوْشَبٍ فقال: إِن شَهْراً نَزَكُوه‌أَی طعنوا علیه و عابوه.

نسك؛ ج10، ص: 498

: النُّسْكُ و النُّسُك: العبادة و الطاعة و كل ما تُقُرب به إِلی الله تعالی، و قیل لثعلب: هل یسمی الصوم نُسُكاً؟ فقال: كل حق لله عزَّ و جل یسمی نُسُكاً. نَسَك لله تعالی یَنْسُكُ نَسْكاً و نِسْكاً و نَسُكَ، الضم عن اللحیانی، و تَنَسَّك. و رجل ناسِك: عابد. و قد نَسَك و تَنَسَّكَ أَی تعبد. و نَسُك، بالضم، نَساكة أَی صار ناسكاً، و الجمع نُسَّاك. و النُّسُكُ و النِّسِیكة: الذبیحة، و قیل: النُّسُك الدم، و النَّسِیكة: الذبیحة، تقول: من فعل كذا و كذا فعلیه نُسُك أَی دم یُهَرِیقُه بمكة، شرفها الله
لسان العرب، ج‌10، ص: 499
تعالی، و اسم تلك الذبیحة النَّسِیكَة، و الجمع نُسُك و نَسَائِكُ. و النُّسُك: ما أَمرت به الشریعةُ، و الوَرَع: ما نَهَتْ عنه. و المَنْسَك و المَنْسِكُ: شِرْعة النَّسْك. و فی التنزیل: وَ أَرِنٰا مَنٰاسِكَنٰا؛ أَی مُتَعَبَّداتِنا، و قیل: المَنْسَكُ النَّسْك نفسه. و المَنْسِكُ: الموضع الذی تذبح فیه النَّسِیكة و النَّسائك. النضر: نَسَك الرجلُ إِلی طریقة جمیلة أَی داوم علیها. و یَنْسُكون البیتَ: یأْتونه. و قال الفراء: المَنْسَكُ و المَنْسِكُ فی كلام العرب الموضع المعتاد الذی تعتاده. و یقال: إِنَّ لفلان مَنْسِكاً یعتاده فی خیر كان أَو غیره، و به سمیت المَناسِكُ. و قال أَبو إِسحق: قرئَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنٰا مَنْسَكاً، و مَنْسِكاً، قال: و النَّسْكُ فی هذا الموضع یدل علی معنی النَّحْر كأَنه قال: جعلنا لكل أُمة أَن تَتَقربَ بأَن تذبح الذبائح لله، فمن قال مَنْسِك فمعناه مكان نَسْك مثل مَجلِس مكان جلوس، و من قال مَنْسَك فمعناه المصدر نحو النُّسُك و النُّسُوك. غیره: و المَنْسَك و المَنْسِك الموضع الذی تذبح فیه النُّسُك، و قرئَ بهما قوله تعالی: جَعَلْنٰا مَنْسَكاً هُمْ نٰاسِكُوهُ. ابن الأَثیر: قد تكرر ذكر المَناسِك و النُّسُك و النَّسِیكة فی الحدیث،- فالمَنَاسك جمع مَنْسَك و مَنْسِك، بفتح السین و كسرها، و هو المُتَعَبَّد و یقع علی المصدر و الزمان و المكان، ثم سمیت أُمور الحج كلها مَناسك. و المَنْسَك و المَنْسِك: المَذْبَحُ. و قد نَسَكَ یَنْسُك نَسْكاً إِذا ذبح. و نَسَك الثوب: غسله بالماء و طهره، فهو مَنْسوك؛ قال: و لا یُنْبِتُ المَرْعَی سِباخُ عُراعِرٍ، و لو نُسِكَتْ بالماء سِتَّةَ أَشْهُرِ و أَرض ناسِكة: خضراء حدیثة المطر، فاعلة بمعنی مفعولة. و النَّسِیك: الذهب، و النَّسِیك: الفضة؛ عن ثعلب. و النَّسِیكة: القطعة الغلیظة منه. ابن الأَعرابی: النُّسُك سَبائك الفضة كلُّ سَبِیكة منها نسیكة، و قیل للمتعبد ناسِكٌ لأَنه خَلَّص نفسه و صفاها لله تعالی من دَنَسِ الآثام كالسَّبیكة المُخَلَّصة من الخَبَثِ. و سئل ثعلب عن الناسك ما هو فقال: هو مأْخوذ من النَّسِیكة و هو سَبِیكة الفِضة المُصَفَّاة كأَنه خَلَّص نفسه و صفاها لله عز و جل. و النُّسَك، بضم النون و فتح السین: طائر؛ عن كراع.

نطك؛ ج10، ص: 499

: التهذیب فی الثلاثی: أَنطَاكِیَةُ اسم مدینة، قال: و أُراها رُومیة.

نفك؛ ج10، ص: 499

: اللیث: النَّفَكَة لغة فی النَّكَفَة و هی الغُدَّة.

نكك؛ ج10، ص: 499

: روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی: نَكْنَكَ غریمه إِذا تشدَّدَ علیه.

نلك؛ ج10، ص: 499

: النُّلْك و النِّلْكُ: شجر الدُّبِّ، واحدتها نُلْكَة و نِلْكَة، و هی شجرة حَمْلُها زُعْرُورٌ أَصْفَرُ. و قال أَبو حنیفة: النُّلْكُ، بضم النون، شجرة الزُّعْرُورِ، واحدته نُلْكة و نِلكة، قال: و یقال لها شجرة الدُّبِّ، قال: و لم أَجد ذلك معروفاً.

نهك؛ ج10، ص: 499

: النَّهْكُ: التَّنَقُّصُ. و نَهَكَتْه الحُمَّی نَهْكاً و نَهَكاً و نَهاكةً و نَهْكَةً: جَهَدَتْه و أَضْنَتْه و نَقَصَتْ لَحْمَه، فهو مَنْهُوك، رُؤِیَ أَثَر الهُزالِ علیه منها، و هو من التنقص أَیضاً، و فیه لغة أُخری: نَهِكَتْه الحمی، بالكسر، تَنْهَكُه نَهَكاً، و قد نُهِكَ أَی دَنِف و ضَنِیَ. و یقال: بانت علیه نَهْكَةُ المرض، بالفتح، و بَدَتْ فیه نَهْكَةٌ. و نَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الحوض إِذا شربت جمیع ما فیه؛
لسان العرب، ج‌10، ص: 500
قال ابن مقبل یصف إِبلًا: نَواهِكُ بَیُّوتِ الحِیاض إِذا غَدَتْ علیه، و قد ضَمَّ الضَّرِیبُ الأَفاعِیَا و نَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فلم یبق فی ضرعها لبن. و‌فی حدیث ابن عباس: غیر مُضِرٍّ بنَسْلٍ و لا ناهِكٍ فی حَلَبٍ‌أَی غیر مبالغ فیه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال للخافضة: أَشِمِّی و لا تَنْهَكی‌أَی لا تُبالغی فی استقصاء الختان و لا فی إِسْحاتِ مَخفِضِ الجاریة، و لكن اخْفِضِی طُرَیفَه. و المَنْهوك من الرجز و المنْسرح: ما ذهب ثلثاه و بقی ثلثه كقوله فی الرجز: یا لیتنی فیها جَذَعْ و قوله فی المنسرح: وَیْلُ امِّ سَعْدٍ سعْدَا و إِنما سمی بذلك لأَنك حذفت ثلثیه فَنَهَكْتَه بالحذف أَی بالغت فی إمراضه و الإِجحاف به. و النَّهْك: المبالغة فی كل شی‌ء. و النّاهِك و النَّهِیكُ: المبالغ فی جمیع الأَشیاء. الأَصمعی: النَّهْك أَن تبالغ فی العمل، فإِن شَتَمْتَ و بالغتَ فی شَتْم العِرْض قیل: انْتَهَكَ عِرْضَه. و النَّهِیكُ و النَّهُوكُ من الرجال: الشجاعُ، و ذلك لمبالغته و ثَباته لأَنه یَنْهَك عَدُوَّه فیَبْلُغ منه، و هو نَهِیكٌ بَیِّنُ النَّهاكة فی الشجاعة، و هو من الإِبل الصَّؤُولُ القویّ الشدید؛ و قول أَبی ذؤیب: فلو نُبِزُوا بأَبی ماعِزٍ نَهِیكِ السلاحِ، حَدِیدِ البَصَرْ أَراد أَن سلاحه مبالِغٌ فی نَهْك عدوه. و قد نَهُكَ، بالضم، یَنْهُكُ نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بالشجاعة و صار شجاعاً. و‌فی حدیث محمد بن مسلمة: كان من أَنْهَكِ أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی من أَشجعهم. و رجل نَهِیكٌ أَی شجاع؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: و أَعْلم أَنَّ الموتَ لا بُدّ مُدْرِكٌ، نَهِیكٌ علی أَهلِ الرُّقَی و التَّمائمِ فسره فقال: نَهِیكٌ قویّ مُقْدِم مبالغ. و رجل مَنْهُوك إِذا رأَیته قد بَلَغ منه المرض. و مَنْهوكُ البدن: بَیِّنُ النَّهْكَة فی المرض. و نَهَك فی الطعام: أَكل منه أَكلًا شدیداً فبالغ فیه؛ یقال: ما ینفك فلان یَنْهَك الطعام إِذا ما أَكل یشتد أَكلُه. و نَهَكْتُ من الطعام أَیضاً: بالَغْتُ فی أَكله. و یقال: انْهَك من هذا الطعام، و كذلك عِرْضَه، أَی بالِغْ فی شتمه. الأَزهری عن اللیث: یقال ما یَنْهَكُ فلان یصنع كذا و كذا أَی ما ینفك؛ و أَنشد: لم یَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا أَی ضَرْباً إِذا سكتوا؛ قال الأَزهری: ما أَعرف ما قاله اللیث و لا أَدری ما هو و لم أَسمع لأَحد ما یَنْهَكُ یصنع كذا أَی ما ینفك لغیر اللیث، و لا أَحقُّه. و قال اللیث: مررت برجل ناهیكَ من رجل أَی كافیك و هو غیر مُشْكل. و رجل یَنْهَكُ فی العدُوّ أَی یبالغ فیهم. و نَهَكه عُقوبةً. بالغ فیها یَنْهَكه نَهْكاً. و یقال: انْهَكْهُ عقوبةً أَی ابْلُغْ فی عقوبته. و نَهَكَ الشی‌ءَ و انْتَهَكَه: جَهده. و‌فی الحدیث: لِیَنْهَكِ الرجلُ ما بین أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ‌أَی لیُقْبِل علی غسلها إِقبالًا شدیداً و یبالغ فی غسل ما بین أصابعه فی الوضوء مبالغة حتی یُنْعِمَ تنظیفَها، أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ فی إِحراقه. و‌فی الحدیث أَیضاً: انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها النارُ‌أَی
لسان العرب، ج‌10، ص: 501
بالغوا فی غسلها و تنظیفها فی الوضوء، و كذلك یقال فی الحث علی القتال. و‌فی حدیث یزید بن شجرةَ حین حَضَّ المؤمنین الذین كانوا معه فی غزاة و هو قائدهم علی قتال المشركین: انْهَكوا وجُوهَ القوم‌یعنی اجْهَدُوهم أَی ابْلُغُوا جُهْدَكم فی قتالهم؛ و‌حدیث الخَلُوق: اذْهَبْ فانْهَكْه، قاله ثلاثاً، أَی بالغْ فی غسله. و نَهَكْتُ الثوبَ، بالفتح، أَنْهَكُه نَهْكاً: لبسته حتی خَلَقَ. و الأَسَدُ نَهِیكٌ، و سیف نَهیكٌ أَی قاطع ماض. و نَهَكَ الرجلَ یَنْهكُه نَهْكةً و نَهاكةً: غلبه. و النَّهِیك من السیوف: القاطع الماضی. و انْتِهاكُ الحُرْمة: تناوُلُها بما لا یحل و قد انْتَهَكها. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن قوماً قَتَلُوا فأَكثروا و زَنَوْا و انْتَهَكُوا‌أَی بالغوا فی خَرْق محارم الشرع و إِتیانها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: یَنْتَهِكُ ذِمّةَ الله و ذمّة رسوله، یرید نقض العهد و الغدر بالمُعاهد. و النَّهِیكُ: البَئِیسُ. و النُّهَیْكُ: الحُرْقُوصُ، و عَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابیة فقال زوجها: و ما أَنا، للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً لمَا بین رجلیها بجِدٍّ، عَقُورُ «3» تُطَیِّبُ نَفْسِی، بعد ما تَسْتَفِزُّنی مَقالَتُها، إِنَّ النُّهَیكَ صَغیرُ و فی النوادر: النُّهَیْكةُ دابة سُوَیْداءُ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل الحراقِیصِ.

نوك؛ ج10، ص: 501

: النُّوكُ، بالضم «4»: الحُمْق؛ قال قیس بن الخَطِیم: و ما بَعْضُ الإِقامةِ فی دِیارٍ، یُهانُ بها الفتی، إِلا بلاءُ فقل للمُتَّقِی غَرَضَ المَنایا: تَوَقَّ فلیس یَنْفَعُك اتِّقاءُ و لا یُعطَی الحریصُ غِنیً لحِرْصٍ، و قد یُنْمَی لِذِی الجُودِ الثَّراءُ غَنِیُّ النَّفْسِ، ما اسْتَغْنَت، غَنیٌّ، و فَقْرُ النَّفْسِ، ما عَمِرَتْ، شَقاءُ و دَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً، و داء النُّوكِ لیسَ له دَواءُ و الأَنْوَك: الأَحْمَقُ، و جمعه النَّوْكَی. قال: و یجوز فی الشعر قوم نُوكٌ. و النَّوَاكة: الحماقة. و رجل أَنْوَكُ و مُسْتَنْوِك أَی أَحمق. و قوم نَوْكَی و نُوكٌ أَیضاً علی القیاس مثل أَهْوَج و هُوج؛ قال الراجز: تَضْحَكُ منی شَیْخَةٌ ضَحُوكُ، و اسْتَنْوَكَت و للشَّبابِ نُوكُ و قد نَوِكَ نَوَكاً و نُوكاً و نَواكَةً: حَمُقَ، و هو أَنْوَكُ، و الجمع نَوْكَی؛ قال سیبویه: أُجْرِیَ مُجْرَی هَلْكَی لأَنه شی‌ء أُصیبوا به فی عقولهم. و‌فی حدیث الضحاك: إِن قُصّاصَكم نَوْكَی‌أَی حَمْقی. و اسْتَنْوَكَ الرجلُ: صار أَنْوَكَ، و أَنْوَكَه: صادفه أَنْوكَ. و اسْتَنْوَكتُ فلاناً أَی استحمقته. و قالوا: ما أَنْوَكَه و لم یقولوا أَنْوِكْ به، و هو قیاس؛ عن ابن السَّرَّاج. و قال سیبویه: وقع التعجب فیه بما أَفْعَلَه و إِن كان كالخِلَقِ لأَنه لیس بلون فی الجسد و لا بخلْقةٍ فیه، و إِنما هو من نقصان العقل. قال أَبو بكر فی قولهم فلان أَنْوَكُ: قال الأَصمعی الأَنْوَكُ العاجز الجاهل. و النُّوكُ عند العرب: العَجْزُ و الجهل. و قال الأَصمعی: الأَنْوَكُ العَییُّ فی
(3). قوله بجدّ عقورُ، هكذا فی الأَصل، و الوزن مختلّ، و إذا قیل هی: بجدّ عقورِ، صحّ الوزن و كان فی البیت إقواء. (4). قوله: النوك، بالضم و یفتح أَیضاً كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌10، ص: 502
كلامه؛ و أَنشد: فكُنْ أَنْوَكَ النَّوْكَی إِذا ما لَقِیتَهُمْ

نیك؛ ج10، ص: 502

: النَّیْكُ: معروف، و الفاعل: نائِكٌ، و المفعول به مَنِیكٌ و مَنْیُوكٌ، و الأَنثی مَنْیُوكة، و قد ناكَها یَنیكها نَیْكاً. و النَّیّاك: الكثیر النَّیْك؛ شدد للكثرة؛ و فی المثل قال: من یَنِكِ العَیْرَ یَنِكْ نَیّاكا و تَنَایَكَ القوْمُ: غلبهم النُّعاسُ. و تَنایَكَتِ الأَجْفانُ: انطبق بعضها علی بعض. الأَزهری فی ترجمة نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ و ناكَ النعاسُ عینه إِذا غلب علیها.

فصل الهاء؛ ج10، ص: 502

هبرك؛ ج10، ص: 502

: الهَبْرَكَةُ: الجاریة الناعمة. و شباب هَبْرَكٌ: تامٌّ؛ قال: جاریة شَبَّتْ شَباباً هَبْرَكا، لم یَعْدُ ثَدْیا نَحْرِها أَن فَلَّكَا و شَبابٌ هَبْرَكٌ و هُبارِك: كذلك.

هبنك؛ ج10، ص: 502

: الهَبَنَّكُ: الكثیر الحُمْق، و قال ثعلب: هو الأَحمق فلم یقیده بقلة و لا بكثرة، و الأُنثی هَبَنَّكة.

هتك؛ ج10، ص: 502

: الهَتْكُ: خَرْقُ السِّتْر عما وراءه، و الاسم الهُتْكة، بالضم. و الهَتِیكةُ: الفضیحة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فَهَتَك العِرْضَ حتی وقع بالأَرض؛ و الهَتْكُ: أَن تَجْذِبَ سِتْراً فتقطعه من موضعه أَو تَشُقَّ منه طائفةً یُرَی ما وراءه، و لذلك یقال: هَتَكَ الله سِتْرَ الفاجر. و رجل مَهْتُوك السِّتْر: مُتَهَتِّكُه. و تَهَتَّك أَی افْتَضَح. ابن سیدة: هَتَكَ السِّتْرَ و الثَّوْبَ یَهْتِكُه هَتْكاً فانْهَتَكَ و تَهَتَّكَ: جذبه فقطعه من موضعه أَو شق منه جزءاً فبدا ما وراءه؛ و منه قولهم فی الدعاء و الخبر: هَتَكَ اللهُ سِتْرَ فلان، و هَتَّكَ الأَسْتارَ؛ شدِّد للكثرة. و رجل مُنْهَتِكٌ و مُتَهَتِّكٌ و مُسْتَهْتِك: لا یُبالی أَن یُهْتَك سِتْرُه عن عورته؛ و كل ما انشق كذلك، فقد انْهَتَك و تَهَتَّك؛ قال یصف كلأ: مُتَهَتِّكُ الشَّعْران نَضّاحُ العَذَبْ أَبو عمرو: الهُتْكُ وسط اللیل. و‌فی حدیث نَوْفٍ البِكَالّی: كنت أَبیتُ علی باب دار علیّ، فلما مَضَتْ هُتْكة من اللیل قُلْتُ كذا؛ الهُتْكةُ: طائفة من اللیل. یقال: سِرْنا هُتْكةً من اللیل كأَنه جعل اللیل حجاباً، فلما مضی منه ساعةٌ فقد هُتِكَ بها طائفةٌ منه. و الهُتْكَة: ساعة من اللیل للقوم إِذا ساروا. یقال: سِرْنا هُتْكةً منها، و قد هاتَكْناها: سِرنا فی دُجاها؛ قال: هاتَكْتُه حتی انْجَلتْ أَكْراؤُه عَنِّی، و عن مَلْمُوسةٍ أَحْناؤُه یصف اللیل و البعیر. و الهِتَكُ: قِطَعُ الغِرْس تتمزق عن الولد، الواحدة هِتَكَة، و ثوب هَتِكٌ؛ قال مُزاحِمٌ: جَلا هَتِكاً كالرَّیْطِ عنه، فبَیَّنَتْ مَشابِههُ حُدْبَ العِظامِ كَواسِیَا أَی استبانتْ مَشابِهُ أَبیه فیه.

هفك؛ ج10، ص: 502

: الأَزهری: امرأَة هَیْفَكٌ أَی حمقاء؛ و قال عُجَیْرٌ السَّلُولیُّ یصف مَزَادَةً: زَمَّتهما هَیْفَكٌ حَمقْاءُ مُصْبِیَةٌ لا یتبعُ العین أَشْقاها إِذا وَغَلا و یقال: فلان مِهَفَّكٌ و مُؤَفَّكٌ و مُفَنِّنٌ و مُتَهَفِّكٌ إِذا كان كثیر الخطإِ و الاختلاط. و‌فی الحدیث: قل
لسان العرب، ج‌10، ص: 503
لأُمَّتك فلْتَهْفِكْه فی القبور‌أَی لِتُلْقِه فیها، و قد هَفَكه إِذا أَلقاه. و التَّهَفُّك: الاضطراب و الاسترخاء فی المشی.

هكك؛ ج10، ص: 503

: الأَزهری: أَهمل اللیث هك و هو مستعمل فی حروف كثیرة، منها ما قال أَبو عمرو فی نوادره: هَكَّ بسَلْحِه و سَكَّ به إِذا رمی به. قال: وَ هَكَّ و سَجَّ و تَرّ إِذا حذَفَ بسَلْحِه. و هَكَّ الطائرُ هَكّاً: حذَفَ بذَرْقِه. و هَكَّ النَّعامُ: سَلَح. و هَكّ الشی‌ءَ یَهُكُّه هَكّاً، فهو مَهْكُوك و هَكِیكٌ: سَحَقَه. و هَكّ اللبنَ هَكّاً: استخرجه و نَهَكَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِیئَة هاجَرٌ و هَكَّ الخَلایا، لم تَرِقَّ عُیُونُها هاجَرُ: قبیلة، یقول: شُرْبُ الرَّثِیئة مَجْدُهم أَی هم رُعاة لا صَنِیعة لهم غیر شرب هذا اللبن الذی یسمی الرثیئة، و قوله: لم ترقَّ عیونها أَی لم تستح. و هَكَّ الرجلُ المرأَة یَهُكُّها هَكًّا: نكحها: و أَنشد: یا ضَبُعاً أَلْفَتْ أَباها قد رَقَدْ، فَنَفَرَتْ فی رأْسِه تَبْغِی الوَلَدْ فقامَ وَسْنانَ بِعَرْدٍ ذی عُقَدْ، فهَكَّها سُخْناً به حتی بَرَدْ و الهَكُّ: الجماع الكثیر، و هَكَّها إِذا أَكثر جماعها. أَبو عمرو: الهَكِیكُ المُخَنَّثُ. و یقال: هَكَّ فلاناً النبیذُ إِذا بلغ منه مثل تَكَّهُ، فانْهَكَّ. و یقال: هُكَّ إِذا أُسْقِط. و الهَكُّ: تَهَوُّر البئر. و الهَكُّ: المطر الشدید. و الهَكُّ: مُداركة الطعن بالرماح. و هَكَّه بالسیف: ضربه. و الهَكَوَّكُ: المكان الصُّلْبُ الغلیظ، و قیل السَّهْل؛ قال: إِذا بَرَكْنَ مَبْرَكاً هَكَوَّكا، كأَنما یَطْحَنَّ فیه الدَّرْمَكا أَوْشَكْنَ أَن یَتْرُكْنَ ذاك المَبْرَكا تَرْكَ النساءِ العاجِزَ الزَّوَنَّكا و یروی: … مَبْرَكاً عَكَوَّكا، و هو السَّهْل أَیضاً، یرید أَنهم علی سفر و رحْلة. و الزَّوَنَّكُ: المختال فی مشیه الرافع نفسه فوق قدرها. الأَزهری: و عَكَوَّكٌ علی بناء هَكَوَّك، و هو السمین. و انْهَكَّ صَلا المرأَة انْهِكاكاً إِذا انفرج فی الولادة. ابن شمیل: تَهَكَّكَتِ الناقةُ و هو تَوَخِّی صَلَوَیْها و دُبُرها، و هو أَن یُرَی كأَنه سِقاء یمتخض. قال الأَزهری: و تَفَكَّكَتِ الأُنثی إِذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَی صَلَوَاها و عَظُم ضَرْعها و دنا نتاجُها، شبهت بالشی‌ء الذی یتزایل و یتفتح بعد انعقاده و ارْتِتاقِه.

هلك؛ ج10، ص: 503

: الهَلْكُ: الهلاك. قال أَبو عبید: یقال الهَلْك و الهُلْكُ أو المُلْكُ و المَلْكُ؛ هَلَكَ یَهْلِكُ هُلْكاً و هَلْكاً و هَلاكاً: مات. ابن جنی: و من الشاذ قراءة من قرأَ: و یَهْلَكُ الحَرْثُ و النَّسْلُ، قال: هو من باب رَكَنَ یَرْكَنُ و قَنَطَ یَقْنَطُ، و كل ذلك عند أَبی بكر لغات مختلطة، قال: و قد یجوز أَن یكون ماضی یَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ، فاستغنی عنه بهَلَكَ و بقیت یَهْلَك دلیلًا علیها، و استعمل أَبو حنیفة الهَلَكَة فی جُفُوف النبات و بَیُوده فقال یصف النبات: من لَدُنِ ابتدائه إِلی تمامه، ثم تَوَلِّیه و إِدباره إِلی هَلَكَتِه و بَیُوده. و رجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ و هُلَّاك و هَلْكَی و هَوَالِكَ، الأَخیرة شاذة؛ و قال الخلیل: إِنما قالوا هَلْكَی و زَمْنَی و مَرْضَی لأَنها أَشیاء ضُرِبُوا بها‌لسان العرب، ج‌10، ص: 504‌و أُدْخِلوا فیها و هم لها كارهون. الأَزهری: قومٌ هَلْكَی و هالِكُون. الجوهری: و قد یجمع هالِك علی هَلْكَی و هُلَّاك؛ قال زیادُ بن مُنْقِذ: تَرَی الأَرامِلَ و الهُلَّاكَ تَتْبَعُه، یَسْتَنُّ منه علیهم وابِلٌ رَزِمُ یعنی به الفقراء؛ و هَلَكَ الشی‌ءَ و هَلَّكه و أَهْلَكَه؛ قال العجاج: و مَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا، هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا یعنی مُهْلِك، لغة تمیم، كما یقال لیل غاضٍ أَی مُغْضٍ. و قال الأَصمعی فی قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَی هالكِ المُتَعَرِّجین إِن لم یُهَذَّبوا فی السیر أَی من تعرَّض فیه هَلَكَ؛ و أَنشد ثعلب: قالت سُلَیْمی هَلِّكوا یَسارا الجوهری: هَلَكَ الشی‌ءُ یَهْلِكُ هَلاكاً و هُلوكاً و مَهْلَكاً و مَهْلِكاً و مَهْلُكاً و تَهْلُكَةً، و الاسم الهُلْكُ، بالضم؛ قال الیزیدی: التَّهْلُكة من نوادر المصادر لیست مما یجری علی القیاس؛ قال ابن بری: و كذلك التُّهْلوك الهَلاكُ؛ قال: و أَنشد أَبو نُخَیْلة لشَبِیبِ بن شَبَّةَ: شَبیبُ، عادی اللهُ من یَجْفُوكا و سَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا و أَهْلكه غیره و اسْتَهْلَكه. و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة: إِذا قال الرجلُ هَلَكَ الناسُ فهو أَهْلَكهم؛ یروی بفتح الكاف و ضمها، فمن فتحها كانت فعلًا ماضیاً و معناه أَن الغالِین الذین یُؤیِسُون الناسَ من رحمة الله تعالی یقولون هَلَك الناسُ أَی استوجبوا النار و الخلود فیها بسوء أَعمالهم، فإِذا قال الرجل ذلك فهو الذی أَوجبه لهم لا الله تعالی، أَو هو الذی لما قال لهم ذلك و أَیأَسهم حملهم علی ترك الطاعة و الانهماك فی المعاصی، فهو الذی أَوقعهم فی الهلاك، و أَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَی أَكثرهم هَلاكاً، و هو الرجلُ یُولَعُ بعیب الناس و یَذْهبُ بنفسه عُجْباً، و یری له علیهم فضلًا. و قال مالك فی قوله أَهلكهم أَی أَبْسَلُهم. و‌فی الحدیث: ما خالَطتِ الصدقةُ مالًا إِلَّا أَهْلَكَتْه؛ قیل: هو حضٌّ علی تعجیل الزكاة من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فیه فتذهب به، و قیل: أَراد تحذیر العُمَّال عن اخْتِزال شی‌ء منها و خلطهم إِیاه بها، و قیل: أَن یأْخذ الزكاة و هو غنّی عنها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَتاه سائل فقال له: هَلَكْتُ و أَهْلَكْتُ‌أَی أَهلكت عیالی. و فی التنزیل: وَ تِلْكَ الْقُریٰ أَهْلَكْنٰاهُمْ لَمّٰا ظَلَمُوا. و قال أَبو عبیدة: أَخبرنی رُؤْبة أَنه یقول هَلَكْتَنی بمعنی أَهْلَكتنی، قال: و لیست بلغتی. أَبو عبیدة: تمیم تقول هَلَكَه یَهْلِكُه هَلْكاً بمعنی أَهْلَكه. و فی المثل: فلان هالِكٌ فی الهوالك؛ و أَنشد أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ: تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه، إِلی مالِكٍ أَعْشُو إِلی ذكْرِ مالكِ فأَیْقَنْتُ أَنی ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ، غَداةَ إِذٍ، أَو هالِكٌ فی الهَوالِكِ قال: و هذا شاذ علی ما فسر فی فوارس؛ قال ابن بری: یجوز أَن یرید هالك فی الأُمم الهَوالِك فیكون جمع هالكة، علی القیاس، و إِنما جاز فوارس لأَنه مخصوص بالرجال فلا لبس فیه، قال: و صواب إنشاد البیت: فأَیقنت أَنی عند ذلك ثائر و الهَلَكَة: الهَلاكُ؛ و منه قولهم: هی الهَلَكَة الهَلْكاءُ، و هو توكید لها، كما یقال هَمَجٌ هامجٌ.لسان العرب، ج‌10، ص: 505‌أبو عبید: یقال وقع فلان فی الهَلَكَةِ الهَلْكی و السَّوْأَةِ السَّوْأی. و قوله عز و جل: وَ جَعَلْنٰا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً؛ أی لوقت هَلاكِهم أَجَلًا، و من قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإِهلاكهم. و‌فی حدیث أم زرع: و هو إمامُ القَوْم فی المَهالِك؛ أرادت فی الحروب و أنه لثِقَته بشجاعته یتقدَّم و لا یتخلف، و قیل: إنه لعلمه بالطُّرق یتقدَّم القومَ فیهدیهم و هم علی أثره. و اسْتَهْلَكَ المالَ: أنفقه و أنفده؛ أنشد سیبویه: تقولُ، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالًا للَذَّةٍ، فُكَیْهَةُ: هَشَّیْ‌ءٌ بكَفَّیْكَ لائِقُ قال سیبویه: یرید هل شی‌ء فأدغم اللام فی الشین، و لیس ذلك بواجب كوجوب إدغام الشم و الشراب و لا جمیعهم یدغم هل شی‌ء. و أهْلَكَ المالَ: باعه.فی بعض أخبار هذیل: أن حَبیباً الهُذَلیّ قال لمَعْقِلِ بن خُوَیْلِد: ارجِعْ إلی قومك، قال: كیف أصنع بإبلی؟ قال: أهْلِكْها‌أی بعْها. و المَهْلَكة و المَهلِكة و المَهْلُكة: المَفازة لأَنه یهلك فیها كثیراً. و مفازة هالكةٌ من سَلَكها أی هالكة للسالكین. و‌فی حدیث التوبة: و تَرْكُها مَهْلِكة‌أی موضع لهَلاكِ نفْسه، و جمعها مَهالِكُ، و تفتح لامها و تكسر أیضاً للمفازة. و الهَلَكُونُ: الأَرض الجَدْبة و إن كان فیها ماء. ابن بُزُرج: یقال هذه أرض آرمَةٌ هَلَكُونٌ، و أرض هَلَكون إذا لم یكن فیها شی‌ء. یقال: هَلَكونُ نبات أرضین. و یقال: ترَكها آرِمَةً هَلَكِینَ إذا لم یصبها الغَیْثُ منذ دهر طویل. یقال: مررت بأرض هَلَكِینَ، بفتح الهاء و اللام «5». و الهَلَكُ و الهَلَكاتُ: السِّنُونَ لأَنها مهلكة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد لأَسْودَ بن یَعْفُرَ: قالت له أمُّ صَمْعا، إذ تُؤَامِرُه: أ لا تَرَی لِذَوی الأَموالِ و الهَلَكِ؟ الواحدة هَلَكة بفتح اللام أیضاً. و الهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْلِكُ. و هَلاكٌ مُهْتَلِكٌ: علی المبالغة؛ قال رؤبة: من السِّنینَ و الهَلاكِ المُهْتَلِكْ و لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ و إما مُلْكٌ، و الفتح فیهما لغة، أی لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ و إما أن أمْلِكَ. و هالِكُ أهْلٍ: الذی یَهْلِكُ فی أهْله؛ قال الأَعشی: و هالِك أهْلٍ یَعودُونه، و آخَرُ فی قَفْرةٍ لم یُجَنْ قال: و یكون و هالك أهلٍ الذی یُهْلِك أهْلَه. و الهَلَكُ: جِیفَةُ الشی‌ء الهالِك. و الهَلَكُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأَنها مَهْلَكة، و قیل: الهَلَكُ ما بین كل أرض إلی التی تحتها إلی الأَرض السابعة، و هو من ذلك؛ فأما قول الشاعر: الموتُ تأتی لمیقاتٍ خَواطِفُه، و لیس یُعْجِزُهُ هَلْكٌ و لا لُوح فإنه سكن للضرورة، و هو مذهب كوفی، و قد حجر علیه سیبویه إلا فی المكسور و المضموم، و قیل: الهَلَكُ ما بین أعلی الجبل و أسفله ثم یستعار لهواء ما بین كل شیئین، و كله من الهَلاك، و قیل: الهَلَكُ المَهْواة بین الجبلین؛ و أنشد لإمرئ القیس: أری ناقَةَ القَیْسِ قد أصْبَحَتْ، علی الأَیْنِ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِیط، فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِیّ الهِجارا و یروی: … تَجُدّ لذاك الهِجارا؛ قوله هِباب: نَشاط، و نِواراً: نِفاراً، و تجدّ: تقطع الحبل نُفوراً من
(5). قوله: [هَلَكینَ بفتح النون دون تنوین]، هكذا فی الأَصل. و فی القاموس: أرضٌ هَلَكِینٌ و أرضٌ هَلكونٌ، بتنوین الضمّ‌لسان العرب، ج‌10، ص: 506‌المَهْواةِ، و الهِجار: حبل یشدّ فی رسغ البعیر. و الهَلَكُ: المَهْواة بین الجبلین؛ و قال ذو الرمة یصف امرأة جَیْداء: تَری قُرْطَها فی واضِحِ اللِّیتِ مُشْرِفاً علی هَلَكٍ، فی نَفْنَفٍ یَتَطَوّحُ و الهَلَكُ، بالتحریك: الشی‌ء الذی یَهْوی و یسقُط. و التَّهْلُكَةُ: الهلاك. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تُلْقُوا بِأَیْدِیكُمْ إِلَی التَّهْلُكَةِ؛ و قیل: التَّهْلُكة كل شی‌ء تصیر عاقبته إلی الهَلاك. و التُّهْلُوك: الهَلاك؛ و أنشد بیت شَبیبٍ: و سَبَّبَ الله له تُهْلوكا و وقع فی وادی تُهُلِّكَ، بضم التاء و الهاء و اللامُ مشددة، و هو غیر مصروف مثل تُخیبَ أی فی الباطل و الهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل. و الاهْتِلاكُ و الانْهِلاكُ: رمی الإِنسان بنفسه فی تَهْلُكة. و القَطاة تَهْتَلِكُ من خوف البازی أی ترمی بنفسها فی المَهالك. و یقال: تَهْتَلِكُ تجتهد فی طیرانها، و یقال منه: اهْتَلَكتِ القَطاةُ. و المِهْتَلِكُ: الذی لیس له همٌّ إلا أن یَتَضَیَّفه الناسُ، یَظَلُّ نهارَه فإذا جاء اللیل أسرعَ إلی من یَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا یتمالك دونَه؛ قال أبو خِراشٍ: إلی بَیْتِه یأوی الغریبُ إذا شَتا، و مُهتَلِكٌ بالی الدَّریسَیْنِ عائِلُ و الهُلّاكُ: الصَّعالیك الذین یَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء حالهم، و قیل: الهُلّاك المُنْتَجِعون الذین قد ضلوا الطریق، و كله من ذلك؛ أنشد ثعلب لجَمِیل: أبِیتُ مع الهُلّاكِ ضَیْفاً لأَهْلِها، و أهْلی قریبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ و كذلك المُتَهَلِّكُون؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَلیّ: لو أنه جاءنی جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ، من بُؤَّس الناس، عنه الخیْرُ مَحْجُوزُ و افْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكٌ أی علی كل حال، بضم الهاء و اللام غیر مصروف؛ قال ابن سیدة: و بعضهم لا یصرفه أی علی ما خَیَّلَتْ نَفْسُك و لو هَلَكْتَ، و العامَّة تقول: إن هَلَكَ الهُلُكُ؛ قال ابن بری: حكی أبو علی عن الكسائی هَلَكَتْ هُلُكُ، مصروفاً و غیر مصروف. و‌فی حدیث الدجال: و ذكر صفته ثم قال: و لكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم لیس بأعور، و فی روایة: فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم لیس بأعور؛ الهُلْكُ الهَلاك، و معنی الروایة الأُولی الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأَنه و إن ادّعی الربوبیة و لَبَّس علی الناس بما لا یقدر علیه البشر، فإنه لا یقدر علی إزالة العَور لأَن الله منزه عن النقائص و العیوب، و أما الثانیة فهُلَّكٌ، بالضم و التشدید، جمع هالك أی فإن هَلَكَ به ناس جاهلون و ضلُّوا فاعلموا أن الله لیس بأعور، و لو روی: فإما هَلَكَتْ هُلُك علی قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ هُلَّكُ و هُلُكٌ بالتخفیف منوَّناً و غیر منوّن، لكان وجهاً قویّاً و مُجْراه مُجْری قولهم افْعَلْ ذلك علی ما خَیَّلَتْ أی علی كل حال. و هُلُكٌ: صفة مفردة بمعنی هالكة كناقة سُرُحٌ و امرأة عُطُلٌ، فكأنه قال: فكیفما كان الأَمر فإن ربكم لیس بأعور، و‌فی روایة: فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم لیس بأعور.قال الفراء: العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ، و هُلُكٌ بإجراءٍ و غیر إجراء، و بعضهم یُضیفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أی علی ما خَیَّلَتْ أی علی كل حال، و قیل‌لسان العرب، ج‌10، ص: 507‌فی تفسیر‌الحدیث: إن شَبَّه علیكم بكل معنیً و علی كل حال فلا یُشَبِّهَنَّ علیكم أنَّ ربكم لیس بأعور، و قوله علی ما خَیَّلَتْ أی أرَتْ و شَبَّهَتْ، و روی بعضهم حدیث الدجال و خزیه و بیان كذبه فی عوره. و الهَلُوك من النساء: الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة علی الرجال، سمیت بذلك لأَنها تَتهالك أی تَتَمایل و تنثنی عند جماعها، و لا یوصف الرجل الزانی بذلك فلا یقال رجل هَلُوكٌ؛ و قال بعضهم: الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لزوجها. و‌فی حدیث مازِنٍ: إنی مُولَعٌ بالخمر و الهَلُوكِ من النساء.و‌فی الحدیث: فتهالَكْتُ علیه فسألته‌أی سقطت علیه و رمیت بنفسی فوقه. و تَهالك الرجلُ علی المتاع و الفِراشِ: سقط علیه، و تَهالَكَتِ المرأةُ فی مشیها: من ذلك. و الهالِكِیُّ: الحدَّادُ، و قیل الصَّیْقَل؛ قال ابن الكلبی: أوّل من عَمِلَ الحدیدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزیْمة، و كان حدّاداً نسب إلیه الحدّاد فقیل الهالِكیُّ، و لذلك قیل لبنی أسد القُیونُ؛ و قال لبید: جُنوحَ الهالِكِیِّ علی یدَیْهِ، مُكِبّاً یَجْتَلی نُقَبَ النِّصالِ أراد بالهالِكیّ الحداد؛ و قال آخر: و لا تَكُ مِثلَ الهالِكیِّ و عِرْسِه، سَقَتْه علی لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فقالت: شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه، و لم یَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ أی خلطته بالسویق. قال عرّام فی حدیثه: كنت أتَهَلَّكُ فی مَفاوز أی كنت أدور فیها شِبْهَ المتحیر؛ و أنشد: كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها، بین السماء و بین الأَرْضِ تَهْتَلِكُ و اسْتَهْلَكَ الرجلُ فی كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه، و اهْتَلَكَ معه؛ و قال الراعی: لهنَّ حدیثٌ فاتِنٌ یَتْرُك الفَتی خفیفَ الحشا، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح، طامِعا أی یَجْهَدُ قَلْبَه فی إثرها. و طریق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أی یُجْهِدُ من سَلَكَه؛ قال الحُطَیئة یصف الطریق: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتیِّ، قد جعَلَتْ أیدی المَطیِّ به عادیَّةً رُكُبا الأُسْتِیُّ و الأُسْدیُّ: یعنی به السَّدی و السَّتی؛ شبَّه شَرَك الطریق بسَدَی الثوب. و فلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أی ساقطة من السواقط أی هالِكٌ. و الهَلْكی: الشَّرِهُونَ من النساء و الرجال، یقال: رجال هَلْكی و نساء هَلْكی، الواحد هالِكٌ و هالكة. ابن الأَعرابی: الهالِكَة النفس الشَّرِهَة؛ یقال: هَلَكَ یَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ؛ و منه قوله: و لم أهلِكْ إلی اللَّبَنِ «1» أی لم أشْرَهْ. و یقال للمُزاحِمِ علی الموائد: المُتَهالِكُ و المُلاهسُ و الوارش و الحاضِرُ «2» و اللَّعْوُ، فإذا أكل بید و منع بید فهو جَرْدَبانُ؛ و أنشد شمر: إنَّ سَدی خَیْرٍ إلی غیرِ أهْلِه، كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ
(1). تمامه كما فی شرح القاموس: جللته السیف إذا مالت كوارته تحت العجاج و لم أهلك إلی اللبن (2). قوله [و الحاضر] كذا بالأَصل. و الذی فی مادّة حضر: رجل حضر ككتف و ندس: یتحین طعام الناس لیحضره.لسان العرب، ج‌10، ص: 508‌قال: هو السحاب الذی یَصُوبُ المَطَر ثم یُقلِعُ فلا یكون له مطر فذلك هَلاكه.

همك؛ ج10، ص: 508

: هَمَكه فی الأَمر فانْهَمَك: لَجَّجَه فَلَجَّ. و انْهَمكَ الرجل فی الأَمر أی جَدَّ و لَجَّ و تَمادَی فیه، و كذلك تَهَمَّك فی الأَمر، و تقول: ما الذی هَمَكه فیه. و‌فی حدیث خالد بن الولید: أن الناس انهمكوا فی الخمر؛ الانْهماكُ التَّمادی فی الشی‌ء و اللَّجاجُ فیه. و یقال: فرس مَهْموك المَعَدَّیْنِ أی مُرْسَلُ المَعَدَّینِ؛ و قال أبو دُواد: سَلِطُ السُّنْبُكِ لأْمٌ فَصُّه، مُكْرَبُ الأَرْساغِ مَهْموكُ المَعَدّ و اهْمَأكَّ فلان یَهْمَئِكُّ، فهو مُهْمَئِكٌّ و مُزْمَئِكٌّ و مُصْمَئِكٌّ إذا امتلأَ غضباً.

هنك؛ ج10، ص: 508

: قال الأَزهری: قرأت فی نسخة من كتاب اللیث: الهَنَكُ حبٌّ یُطْبَخُ أغبر أَكدَر و یقال له القُفْص؛ قال الأَزهری: و ما أراه عربیاً.

هنبك؛ ج10، ص: 508

: الأَزهری فی النوادر: هَنْبَكةٌ من دَهْرٍ و سَنْبةٌ من دهر بمعنی.

هندك؛ ج10، ص: 508

: رجل هِنْدِكیٌّ: من أهل الهِنْدِ، و لیس من لفظه لأَن الكاف لیست من حروف الزیادة، و الجمع هَنادِكُ؛ قال كثیِّر عزة: مُقْرَبَةٌ دُهْمٌ و كُمْتٌ، كأنها طَماطِمُ، یوفُونَ الوِفارَ، هَنادِكُ و قال الأَحوص: فالهِنْدِكیُّ عَدا عَجْلانَ فی هَدَمِ و قال أبو طالب: بَنی أمَةٍ مَجْنونةٍ هِنْدِكیَّةٍ، بَنی جُمَحٍ عَبِید قَیْسِ بن عاقل قال الجوهری: الهِنادِكَةُ الهنود، و الكاف زائدة، نُسبوا إلی الهند علی غیر قیاس. الأَزهری: سیوف هِنْدِكیَّة أی هِنْدیة، و الكاف زائدة، یقال: سیف هِنْدِكیٌّ و رجل هِنْدِكیّ.

هوك؛ ج10، ص: 508

: الأَهْوَكُ الأَحمق و فیه بقیَّةٌ، و الاسم الهَوَكُ، و قد هَوِكَ هَوَكاً. و رجل هَوَّاك و مُتَهَوِّك: متحیر؛ أنشد ثعلب: إذا تُرِكَ الكَعْبیُّ و القَوْلَ سادِراً، تَهَوَّكَ حتی ما یَكادُ یَرِیعُ و قد هَوَّكه غیرُه. و الأَهْوَكُ و الأَهوَجُ واحد. و التَّهَوُّكُ: السُّقوط فی هُوَّة الرَّدی. و‌روی عن عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، أنه قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: إنا نسمع أحادیث من یَهُودَ تعجبنا أ فَتَری أن نكتبها؟ فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: أَ مُتَهَوِّكونَ أنتم كما تَهَوَّكَتِ الیهودُ و النصاری؟ لقد جئتكم بها بیضاء نقِیَّةً «3». قال أبو عبیدة: معناه أ مُتَحَیِّرونَ أنتم فی الإِسلام حتی تأخذوه من الیهود؟ و قال ابن سیدة؛ یعنی أ متحیرون؟ و قیل: معناه أ مُتَرَدِّدُونَ ساقطون؟ و إنه لمُتَهَوِّكٌ لما هو فیه أی یركب الذنوب و الخطایا. الجوهری: التَّهَوُّكُ مثل التَّهَوُّر، و هو الوقوع فی الشی‌ء بقلة مُبالاة و غیر رَوِیَّةٍ. و التَّهَوُّك: التحیُّر. ابن الأَعرابی: الأَهْكاء المُتَحیرون، و هاكاه إذا استصغر عقله. و المُتَهَوِّك: الذی یقع فی كل أَمر. و‌فی الحدیث من طریق آخر: أن عمر أتاه بصحیفة أخذها من بعض أهل الكتاب فغضب و قال: أ مُتَهَوِّكونَ فیها یا ابن الخطاب؟
(3). تمامه كما بهامش النهایة: و لو كان موسی حیاً ما وسعه إلا اتباعی
لسان العرب، ج‌10، ص: 509‌

فصل الواو؛ ج10، ص: 509

وتك؛ ج10، ص: 509

: الأَوْتَكُ و الأَوْتَكَی: التمر الشِّهْرِیزُ و هو القُطَیْعاء، و قیل السَّوادِیُّ؛ قال: باتوا یُعَشُّونَ القُطَیْعاءَ ضَیْفَهُمْ، و عندهم البَرْنیُّ فی حُلَلٍ دُسْمِ فما أطعَمونا الأَوْتَكَی عن سَماحةٍ، و لا مَنَعوا البَرْنیَّ إلّا من اللُّؤْمِ قال ابن سیدة: جعله كراع فَوْعَلی، قال: و زیادة الهمزة عندی أولی. الأَزهری: البَحرانِیُّونَ یسمونه أوتَكَی؛ و قال قائلهم: تُدِیمُ له، فی كل یومٍ إذا شَتا و راح، عِشارُ الحیِّ من بَرْدِها صُعْرا مُصَلَّبةً من أوتَكَی القاعِ، كلما زَهَتْها النُّعامَی، خِلتَ، من لَیِّنٍ، صَخْرا قال: و إذا بلغ الرُّطَب الیُبْسَ فذلك التَّصْلیب، و قد صَلَّب فهو مُصَلِّب، و صَلَبَتْه الشمسُ تَصْلُبه فهو مَصْلوب. و أوْتَكَی: بوزن أجْفَلَی، و قیل: الأَوْتَكَی ضرب من التمر.

ودك؛ ج10، ص: 509

: الوَدَكُ: الدسم معروف، و قیل: دَسَمُ اللحمِ، وَدِكَتْ یدُه وَدَكاً. و وَدَّك الشی‌ءَ: جعل فیه الوَدَك. و لحم وَدِكٌ، علی النسب: ذو وَدَك. و‌فی حدیث الأَضْاحی: و یَحْمِلون منها الوَدَك؛ هو دَسَم اللحم و دُهنه الذی یستخرج منه، و وَدَّكْتُه تَوْدِیكاً، و ذلك إذا جعلته فی شی‌ء هو و الشحم، أو حِلابةُ السَّمْنِ. و شی‌ء وَدِیكٌ و وَدِكٌ، و الدِّكَة: اسم من الوَدَك. و قالت امرأة من العرب: كنتُ وَحْمی لِلدِّكَة أی كنت مُشْتَهِیَةً للوَدَك. و دجاجة وَدِیكة أی سمینة، ودِیكٌ وَدِیكٌ. و دجاجة وَدِیكٌ و وَدُوك: ذات وَدَكٍ. و رجل وادكٌ: سمین ذو وَدَكٍ. و الوَدِیكة: دقیق یُساط بشحم شبه الخَزیرة. الفراء: لقیت منه بناتِ أودَكَ و بنات بَرْحٍ و بنات بِئْسَ؛ یعنی الدَّواهی. و قولهم: ما كنت أدری أیّ أوْدَكٍ هو أی أیّ الناس هو. و وادِكٌ و وَدُوك و وَدَّاكٌ: أسماء. و الوَدْكاء: رملة أو موضع؛ قال ابن أحمر: بانَ الشبابُ و أفْنی ضِعْفَه العُمُرُ، لله دَرُّكَ أیَّ العَیْشِ تَنْتظِرُ؟ هل أنتَ طالبُ شی‌ء لَسْتَ مُدْرِكَه؟ أم هل لقَلْبِكَ عن أُلَّافِه وطَرُ؟ أم كنتَ تَعْرِف آیاتٍ؟ فقد جَعَلَتْ أطْلالُ إلْفِك، بالوَدْكاء، تَعْتَذِرُ قوله تَعْتَذِرُ أی تَدْرُسُ.

ورك؛ ج10، ص: 509

: الوَرِكُ: ما فوق الفَخذِ كالكتف فوق العضد، أنثی، و یخفف مثل فخِذٍ و فَخْذٍ؛ قال الراجز: جاریةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّاً، تُصْبَحُ مَحْضاً و تُعَشَّی رَضّا ما بینَ وِرْكَیْها ذِراعٌ عَرْضَا لا تُحسِنُ التقبیلَ إلَّا عَضَّا و الجمع أوْراكٌ، لا یكسَّر علی غیر ذلك، اسْتَغْنَوْا ببناء أدنی العَدَد؛ قال ذو الرمة: و رَمْل كأوْراكِ العَذاری قَطَعْتُهُ، إذا ألْبَسَتْه المُظْلِماتُ الحَنادِسُ شبَّه كُثْبان الأَنقاء بأعجاز النساء فجعل الفرع أصلًا
لسان العرب، ج‌10، ص: 510
و الأَصل فرعاً، و العُرْف عكس ذلك، و هذا كأنه یخرج مخرج المبالغة أی قد ثبت هذا المعنی لأَعجاز النساء، و صار كأنه الأَصل فیه حتی شبهت به كثبان الأَنقاء. و حكی اللحیانی: إنه لعظیم الأَوْراك، كأنهم جعلوا كل جزء من الوَركَیْنِ وَرِكاً ثم جمع علی هذا. اللیث: الوَرِكان هما فوق الفخذین كالكتفین فوق العضدین. و الوَرَكُ: عِظَمُ الوَركَیْنِ. و رجل أوْرَكُ: عظیم الوَركَیْنِ. و فلان وَرَكَ علی دابته و تَوَرَّكَ علیها إذا وضع علیها وَرْكَه فنزل، بجزم الراء، یقال منه: وَرَكْتُ أَركُ. و ثَنی وَرْكَه فنزل: جعل رجلًا علی رجل أو ثنی رجله كالمتربع. و وَرَكَ وَرْكاً و تَوَرَّكَ و تَوارَك: اعتمد علی وَرِكه؛ أنشد ابن الأَعرابی: تَوارَكْتُ فی شِقِّی له، فانْتَهَزْتُه بفَتْخاءَ فی شَدٍّ من الخَلْقِ لِینُها و‌فی الحدیث: لعلك من الذین یُصَلُّون علی أوْراكهم؛ فُسِّرَ بأنه الذی یسجد و لا یرتفع علی الأَرض و یُعْلی وَرِكَه لكنه یُفَرِّج ركبتیه فكأنه یعتمد علی وَرِكه. و‌فی حدیث مجاهد: كان لا یری بأساً أن یَتَوَرَّك الرجل علی رجله الیمنی فی الأَرض المُسْتَحِیلة فی الصلاة‌أی یضع وركه علی رجله، و المستحیلة غیر المستویة. قال أبو عبید: التَّوَرُّك علی الیمنی وضعُ الوَرك علیها، و فی الصحاح: وضع الورك فی الصلاة علی الرجل الیمنی. و‌فی حدیث إبراهیم: أنه كان یكره التَّوَرُّكَ فی الصلاة؛ یعنی وضع الأَلْیَتَیْن أو إحداهما علی عَقِبَیْه، و قال الجوهری: هو وضع الأَلْیتین أو إحداهما علی الأَرض؛ قال أبو منصور: التَّوَرُّك فی الصلاة ضربان: أحدهما سُنَّة و الآخر مكروه، فأما السنة فأنْ یُنْحِی رجلیه فی التشهد الأَخیر و یُلْزِقَ مقعَدته بالأَرض كما جاء فی الخبر، و أما التَّوَرُّك المكروه فأن یضع یدیه علی وركیه فی الصلاة و هو قائم و قد نهی عنه. و قال أبو حاتم: یقال ثَنی وَرِكَه فنزل و لا یجوز وَرْكه فی ذا المعنی إنما هو مصدر وَرَكَ یَرِكُ وَرْكاً، و یسمی ذلك الموضع من الرِّجل المَوْرِكَةَ لأَن الإِنسان یثنی علیه رجله ثَنْیاً، كأنه یتربع و یضع رجلًا علی رجل، و أما الوَرِكُ نفسها فلا یستطیع أن یثنیها لأَنها لا تنكسر. و فی الوَرك لغات: الوَرِكُ و الوَرْكُ و الوِرْك. و‌فی حدیث عبد الله: أنه كره أن یسجد الرجل مُتَورِّكاً أو مضطجعاً.قال أبو عبید: قوله متورِّكاً أی أن یرفع وَركیه إذا سجد حتی یُفْحِش فی ذلك، و قوله: أو مضطجعاً یعنی أن یتضامّ و یُلصِقَ صدره بالأَرض و یَدَعَ التَّجافیَ فی سجوده، و لكن یكون بین ذلك، قال: و یقال التورُّك أن یُلْصق ألیتیه بعقبیه فی السجود؛ قال الأَزهری: معنی التورُّك فی السجود أن یُوَرِّكَ یُسْراه فیجعلَها تحت یمناه كما یَتَوَرَّك الرجل فی التشهد، و لا یجوز ذلك فی السجود، قال: و هذا هو الصواب. قال بعضهم: التَّوَرُّك أن یَسْدِلَ رجلیه فی جانب ثم یسجد و هو سابِلُهما، و الراكب إذا أعیا فیتورَّك فیثنی رجلیه حتی یجعلهما علی مَعْرَفَة الدابة، و أُمِرَ النساءُ أن یتَوَرَّكن فی الصلاة و هو سَدْلُ الرجلین فی شِقِّ السجود و نُهیَ الرجال عن ذلك، قال: و أنكر التفسیر الأَول أن یرفع وَركه حتی یُفْحِشَ. و قال عبد الله بن أحمد عن أبیه: یتورَّك المصلی فی الرابعة و لا یتورك فی الفجر و لا فی صلاة الجمعة لأَن فیها جلسة واحدة، و كان یتورَّك فی الفجر لأَن التورّك إنما جعل من طول القعود. و یَتَوَرَّك الرجل للرجل فیَصْرَعُه:
لسان العرب، ج‌10، ص: 511
و هو أَن یَعْتَقِلَه برجله. ابن الأَعرابی: ما أَحسن رِكَتَه و وُرْكَه، من التَّوَرُّك. و یقال: وَرَكْتُ علی السرج و الرحل وَرْكاً و وَرَّكْتُ تَوْریكاً و ثَنی وَرْكَه، بجزم الراء. و تَوَرَّكَ علی الدابة أَی ثنی رجله و وضع إِحدی وَرِكَیْه فی السرج، و كذلك التَّوْرِیك؛ قال الراعی: و لا تُعْجِلِ المَرْءَ قَبْلَ الوُرُوكِ، و هی بُركْبَتِه أَبْصَرُ و تَوَرَّكَتِ المرأَة الصبیَّ إِذا حملته علی وَرِكها. و‌فی الحدیث: جاءت فاطمة مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ‌أَی حاملته علی وَرِكها. و تَوَرَّك الصبیَّ: جعله فی وركه معتمداً علیها؛ قال الشاعر: تَبَیَّنَ أَنَّ أُمَّك لم تَوَرَّكْ، و لم تُرْضِعْ أَمیرَ المُؤْمِنینا و یروی: … تُؤَرَّك من الأَرِیكة، و هی السریر، و قد تقدَّم. و نعل مَوْرِكٌ و مَوْرِكةٌ، بتسكین الواو: من حِیال الوَرِك، و فی الصحاح: إِذا كانت من الوَرِكِ یعنی نَعْلَ الخفِّ، و قال أَبو عبیدة: المَوْرِكُ و المَوْرِكة الموضع الذی یثنی الراكب رجله علیه قُدَّام واسِطَةِ الرحْل إِذا مَلَّ من الركوب؛ قال ابن سیدة: مَوْرِك الرَّحْل و مَوْرِكَته و وِراكُه الموضع الذی یضع فیه الراكب رجله، و قیل: الوراكُ ثوب یُزَیَّنُ به المَوْرِكُ، و أَكثر ما یكون من الحِبَرة، و الجمع وُرُك؛ و أَنشد: إِلا القُتُود علی الأَوْراكِ و الوُرُك و قیل: الوِراك و المَوْرَكة قادِمة الرحْل. و المِوْرَكة: كالمِصْدَغَة یتخذها الراكب تحت وَرِكِه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كان یَنْهی أَن یُجْعل فی وِراكٍ صَلِیبٌ؛ الوراكُ: ثوب ینسج وحده یزین به الرحل، و قیل هو النُّمْرُقَةُ التی تُلْبَسُ مُقدّمَ الرحل ثم تُثْنی تحته. أَبو عبیدة: الوِراك رَقْم یُعْلی المِوْركَةَ و لها ذُؤابةُ عُهونٍ، قال: و المَوْرِكةُ حیث یَتَوَرَّك الراكب علی تِیكَ التی كأَنها رفادَة من أَدَمٍ، یقال لها مَوْرِكة و مَوْرِكٌ. و المَوْرِكُ: حبل یُحَف به الرحل، قال: و المِیْرَكة تكون بین یدی الرحل یضع الرجل رجله علیها إِذا أَعیا و هی المَوْرِكة؛ و أَنشد: إِذا حَرَّدَ الأَكتافَ مَوْرُ المَوارِك أَبو زید: الوِراكُ الذی یُلْبَسُ المَوْرِكَ، و یقال: هی خرقة مزینة صغیرة تُغَطِّی المَوْرِكَة، و یقال: وَرَك الرجلُ علی المَوْرِكَة. الجوهری: الوِراكُ النُّمْرُقَةُ التی تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثم تُثْنی تحته یزین بها، و الجمع وُرُك؛ قال زهیر: مُقْوَرَّة تَتَبارَی لا شَوارَ لها إِلا القُطوعُ، علی الأَجْوازِ، و الوُرُك «1». و‌فی الحدیث: حتی إِن رأْس ناقته لتُصِیبُ مَوْرِكَ رَحْله؛ المَوْرِكُ: المِرْفَقَة التی تكون عند قادِمةِ الرحل یَضعُ الراكب رجله علیها لیستریح من وضع رجله فی الركاب، أَراد أَنه قد بالغ فی جذب رأْسها إِلیه لیكفها عن السیر. و وَرَك الحَبْلَ وَرْكاً: جعله حِیالَ وَرِكه، و كذلك وَرَّكَه؛ قال بعض الأَغْفال: حتی إِذا وَرَّكْتُ من أُیَیْرِی سَوادَ ضِیفَیْهِ إِلی القُصَیْرِ،
(1). فی دیوان زهیر: مُقَوَّرة بدل مُقورَّة و الأَنساع بدل الأَجواز
لسان العرب، ج‌10، ص: 512
رَأَتْ شُحوبی و بَذاذَ شَوْرِی و أَنشد الجوهری لزهیر: و وَرَّكْنَ بالسُّوبان یَعلونَ مَتْنَه، علیهنَّ دَلُّ الناعِمِ المُتَنَعِّمِ و یقال: وَرَّكْنَ أَی عَدَلْنَ. و ورَّكت الجبلَ توریكاً إِذا جاوزته. و وَرَكَ علی الأَمر وُروكاً و وَرَّكَ و تَوَرَّك: قَدَر علیه. و وارَكَ الجبل: جاوزه. و وَرَّك الشی‌ء: أَوجبه. و التَّوْرِیكُ: تَوْرِیكُ الرجل ذنبه غیره كأَنه یُلْزِمُه إِیاه. و وَرَّكَ فلان ذنبه علی غیره تَوْریكاً إِذا أَضافه إِلیه و قَرَفَه به. و إِنه لمُوَرَّكٌ فی هذا الأَمر أَی لیس له فیه ذنب. و وَرَّكَ الذنبَ علیه: حَمَلَه؛ و استعمله ساعدةُ فی السیف فقال: فَوَرَّكَ لَیْناً لا یُثَمْثَمُ نَصْلُه، إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَمیمُ أَراد نَصْلُه صمیمٌ أَی یُصَمِّمُ فی العظم. و وَرَّكَ لیناً أَی أَماله للضرب حتی ضرب به یعنی السیف. و‌فی حدیث النخعی فی الرجل یُسْتَحْلَف قال: إِن كان مظلوماً فَوَرَّكَ إِلی شی‌ء جزی عنه التَّوْرِیك، و إِن كان ظالماً لم یَجْز عنه التوریك، كأَنَّ التوریكَ فی الیمین نیة ینویها الحالف غیر ما ینویه مُسْتَحْلِفُه، من وَرَّكْتُ فی الوادی إِذا عدلت فیه و ذهبت، و قد وَرَكَ یَرِكُ وُروكاً أَی اضطجع كأَنه وضع وَرِكه علی الأَرض. و وَرَكَ بالمكان وُروكاً: أَقام، و كذلك تَوَرَّك به؛ عن اللحیانی. قال: و قال أَبو زیاد التَّوَرُّك التّبَطُّؤُ عن الحاجة. قال ابن سیدة: و أَری اللحیانی حكی عن أَبی الهیثم العُقَیْلیّ تَوَرَّكَ فی خُرْئِه كتَضَوَّكَ. و الوِرْكُ: جانب القوس و مَجْری الوَتَرِ منها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: هل وصْلُ غانیةٍ عَضَّ العَشیرُ بها، كما یَعَضُّ بظَهْرِ الغارِبِ القَتَبُ، إِلَّا ظُنونٌ كوِرْكِ القَوْس، إِن تُرِكت یوماً بلا وَتَرٍ، فالوِرْكُ مُنْقَلبُ عَضَّ العشیرُ بها: لزمها. و قال أَبو حنیفة: وَرِكُ الشجرة عَجُزها. و الوَرْكُ و الوِرْك: القَوْسُ المصنوعة من وَرِكها؛ و أَنشد للهذلی: بها مَحِصٌ غیرُ جافی القُوَی، إِذا مُطْیَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ أَراد مُطِیَ فأَسكن الحركة. و الوَرِكانِ، بفتح الواو و كسر الراء:؛ ما یلی السِّنْخَ من النَّصْل. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر فتنة تكون فقال: ثم یصطلح الناس علی رجل كوَرِكٍ علی ضِلع‌أَی یصطلحون علی أَمر واهٍ لا نظام له و لا استقامة، لأَن الوَرِكَ لا یستقیم علی الضلع و لا یتركب علیه لاختلاف ما بینهما و بُعده.

وزك؛ ج10، ص: 512

: أَوْزَكَتِ المرأَةُ: أَسرعت؛ قال: یا ابنَ بَراءٍ، هل لكم إِلیها، إِذا الفَتاةُ أَوْزَكَتْ لَدَیْها؟ أَوْزَكَتِ المرأَةُ فی مِشْیتها: و هی مِشْیة قبیحة من مَشْیِ القِصارِ؛ و أَنشد أَبو عمرو: فأَوْزَكَتْ لِطَعْنه الدَّرَّاكِ، عند الخِلاطِ، أَیَّما إِیزاكِ یرید حركتها.
لسان العرب، ج‌10، ص: 513‌

وشك؛ ج10، ص: 513

: الوَشِیك: السریع. أَمْرٌ وَشِیكٌ: سریع، وَشُكَ وَشاكةً و وَشَّكَ و أَوشَكَ، و قال بعضهم: یُوشِك أَن یكون كذا و كذا، و یُوشِكُ أَن یكون الأَمرُ، و یُوشِكُ الأَمرُ أَن یكون، و لا یقال أُوشِكَ و لا یُوشَكُ، و قال بعضهم: أَوْشَكَ الأَمر أَن یكون؛ أَنشد ثعلب: و لو سُئِلَ الناسُ الترابَ، لأَوْشَكُوا إِذا قیل: هاتُوا، أَن یَمَلُّوا و یَمْنَعُوا و قوله أَنشده ابن جنی: ما كنتُ أَخْشَی أَن یَبِیتُوا أُشْكَ ذا إِنما أَراد: وُشْكَ ذا فأَبدل الهمزة من الواو. و وُشْكانَ ما یكون ذلك، و وَشْكانَ و وِشْكانَ، و النون مفتوحة فی كل وجه، و كذلك سَرْعانَ ما یكون ذاك و سُرْعانَ و سِرْعانَ أَی سَرُعَ، كلُّ ذلك اسم للفعل كهیهات. التهذیب: لَوُشْكان ما كان ذلك أَی لَسُرْعانَ؛ و أَنشد: أَ تَقْتُلُهم طَوْراً و تَنْكِحُ فیهمُ؟ لَوُشْكانَ هذا، و الدِّماءُ تَصَبَّبُ و من أَمثالهم: لوُشْكانَ ذا إِهالَةً؛ یضرب مثلًا للشی‌ء یأْتی قبل حِینهِ؛ وَشْكانَ مصدر فی هذا الموضع. و وَشْكُ البَیْنِ: سُرْعَةُ الفِراقِ. و وُشْكُ الفِراق و وِشْكُه و وَشْكانُه و وُشْكانُه: سرعته. و قالوا: وَشْكانَ ذا خروجاً أَی عَجْلانَ؛ و أَنشد ابن بری: أَ وَشْكانَ ما عَنَّیْتُمُ و شَمِتُّمُ بإِخوانكم، و العِزُّ لم یَتَجَمَّع و قد أَوْشَكَ الخروجُ، و أَوْشَك فلانٌ خروجاً و قولهم: وَشُك ذا خروجاً؛ بالضم، یَوْشُكُ وَشْكاً أَی سَرُعَ. و عجبت من وَشْك ذلك الأَمر و وُشْك ذلك الأَمر، بضم الواو، و من وَشْكانِ ذلك الأَمر و وُشْكانِ ذلك الأَمر أَی من سُرْعته؛ عن یعقوب. و خَرَجَ وَشِیكاً أَی سریعاً؛ قال ابن بری: و منه قول حسان: لتَسْمَعَنَّ وَشِیكاً فی دِیارِهِمُ: اللهُ أَكْبَرُ یا ثاراتِ عُثمانا و قد أَوْشَك فلان یُوشِكُ إِیشاكاً أَی أَسرع السیر؛ و منه قولهم: یُوشِك أَن یكون كذا؛ قال جریر یهجو العباس بن یزیدَ الكِنْدِیَّ: إِذا جَهِل الشَّقِیُّ، و لم یُقَدِّرْ ببعضِ الأَمرِ، أَوْشَك أَن یُصابا قال ابن بری: و منه قول الكَلْحَبةِ: إِذا المَرْءُ لم یَغْشَ الكَرِیهةَ، أَوْشَكَتْ حِبالُ الهُوَیْنا بالفَتَی أَن تَقَطَّعا قال: و قد یأْتی یُوشِكُ مستعملًا بعدها الاسم، و الأَكثر أَن یكون الذی بعدها أَن و الفعل، و ذلك نحو قول حسان: من خمرِ بَیْسانَ تَخَیَّرْتُها، تُرْیاقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ و یروی: … تُسْرِعُ فَتْرَ العظام. و قد تكرّر فی الحدیث یُوشِكُ أَن یكون كذا و كذا أَی یَقْرُب و یدنو و یُسْرع. و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها:
لسان العرب، ج‌10، ص: 514
یُوشِكُ منه الفَیْئةَ‌أَی یُسْرِعُ الرجوعَ فیه. و الوَشِیكُ: السریع و القریب، و العامَّةُ تقول یُوشَك، بفتح و هی لغة ردیئة. و قال أَبو یوسف: واشَك یُواشِكُ وِشاكاً مثل أَوْشَك، یقال: إِنه مُواشِكٌ مستعجل أَی مُسارع. و قال أَحمد بن یحیی ثَعْلَبٌ: هذا یقال بهذا اللفظ، و لا یقال منه واشَكَ. و ناقة مُواشِكة: سریعة، و قد أَوْشَكَتْ، و هی الحَثَّةُ فی العَدْو و السیر، و الاسم الوِشاكُ. أَبو عبیدة: فرسٌ مُواشِكٌ و الأُنثی مُواشِكةٌ. و المُواشَكة: سُرعة النَّجاء و الخفّة؛ قال عبد الله بن عَثْمَةَ یَرْثی بِسْطامَ بن قَیْس: حَقِیبةُ سَرْجِه بَدَنٌ و دِرْعٌ، و تَحْمِلُه مُواشِكةٌ دَؤُوكُ

وعك؛ ج10، ص: 514

: ورد فی الحدیث ذكرُ الوَعْك و هو الحُمَّی، و قیل: أَلمها، و قد وَعَكه المرض وَعْكاً و وُعِك، فهو مَوْعُوك. و الوَعْكُ: مَغْثُ المَرض، و قیل: أَذَی الحمی و وجعها فی البدن. و وَعَكَتْه وَعْكاً: دَكَّتْه. و الوَعْكُ: الأَلم یجده الإِنسانُ من شِدّة التعب. و رجل وَعْك و وَعِكٌ: مَوْعُوك، و هذه الصیغة علی توهم فَعِلَ كأَلِمَ، أَو علی النَّسَب كَطَعِمَ. و المَوْعُوك: المحموم، و قد وَعَكَتْه الحمی تَعِكُه. و المَمْغُوث و المَمْعُوك: المحموم. و الوَعْكُ و الوَعْكة: سكون الریح و شدة الحر. و الوَعْكة: المَعْركة. قال الأَزهری: و الوَعْكة معركة الأَبطال إِذا أَخذ بعضهم بعضاً. و وَعْكةُ الأَمر: دَفْعَتُه و شدَّته. و الوَعْكة: الوَقْعة الشدیدة فی الجرْی أَو السَّقْطَةُ فیه، و فی التهذیب: الدَّفْعة الشدیدة فی الجَرْی. و الوَعْكة: ازْدِحام الإِبل فی الوِرْدِ، و قد أَوْعَكَتْ إِذا ازْدَحَمَتْ فركب بعضُها بعضاً عند الحوض. قال أَبو زید: إِذا ازْدحمت الإِبل فی الوِرْدِ و اعْتَرَكَتْ فتلك الوَعْكةُ. و قال أَبو عمرو: وَعْكةُ الإِبل جَماعاتُها؛ و أَنشد ابن بری لأَبی محمد الفَقْعَسِی: قد جَعَلَت وَعْكَتُهُنَّ تَنْجَلی عنی، و عن مَبِیتِها المُوَصَّلِ و وَعَكَه فی التراب: مَعَكهُ. قال اللیث: الكلابُ إِذا أَخذت الصیدَ أَوْعَكَتْه أَی مَرَّغَتْه.

وكك؛ ج10، ص: 514

: الوَكْوَكةُ فی المشی: مثل الزَّكِیكِ، و قیل: التَّدَحْرُجُ؛ و قد تَوَكْوكَ إِذا مشی كذلك؛ و رجل وَكْواك: مِشْیَتُه كذلك. الأَصمعی: رجل وَكْواك إِذا كان كأَنه یَتَدَحْرَجُ من قِصَره. و وَكْوَكةُ الحَمامِ: هَدیرُها؛ قال: كَوكْوَكةِ الحَمائِم فی الوُكُونِ ابن الأَعرابی: الوَكُّ الدَّفْعُ و الكَوُّ الكِنُّ. و روی عن ابن الأَعرابی: ائْتَزَرَ فلان إِزْرَةَ عَكَّ وَكَّ، و هو أَن یُسْبِلَ طَرَفَیْ إِزاره؛ و أَنشد: إِنْ زُرْتَه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا، مِشْیَتُه فی الدارِ هاكَ رَكَّا
لسان العرب، ج‌10، ص: 515
قال: هاكَ رَكَّ حكایة لتَبَخْتُره. الجوهری: الوَكْواكُ الجَبانُ؛ قالت امرأَة ترثی زوجها: و لَسْتَ بوَكْواكٍ و لا بِزَوَنَّكٍ، مَكانَكَ حتی یَبْعَثَ الخَلْقَ باعِثُه

ومك؛ ج10، ص: 515

: ابن الأَعرابی: الوَكْمَةُ الغَیْضَةُ المَسْبَعة، و الوَمْكةُ الفُسْحَة «2».

‏فصل الیاء المثناة تحتها‏؛ ج10، ص: 515

یكك؛ ج10، ص: 515

: یَكّ بالفارسی: واحدٌ؛ قال رؤبة «3»: تَحَدِّیَ الرُّومیِّ من یَكٍّ لِیَكّ.
(2). زاد المجد: ونك فی قومه: تمكن فیهم؛ و الوانك: الواكن (3). قوله [قال رؤبة] صدره: و قد أقاسی حجة الخصم المحك قال شارح القاموس یروی: من یك، بالكسر منوَّناً و بالفتح ممنوعاً أَیضاً أَی من واحد لواحد، فلما لم یستقم له أَن یقول تحدی الفارسی قال: تحدی الرومی، ثم إِن الذی بالفارسیة یك، بتخفیف الكاف، و إنما شدّده الراجز ضرورة فلا یقال: یكك بكافین كما فعله الصاغانی و صاحب اللسان. و یك: بلد بالمغرب نسب إلیه هجّاء العرب أَبو بكر یحیی بن سهل الیكی المتوفی سنة 660. و یكك، محركة: موضع آخر فی بلاد العرب‌

الجزء الحادی عشر‌

ل؛ ج11، ص: 3

اشارة

حرف اللام‌

ل؛ ج11، ص: 3

: اللام من الحروف المجهورة و هی من الحروف الذُّلْق، و هی ثلاثة أَحرف: الراء و اللام و النون، و هی فی حیز واحد، و قد ذكرنا فی أَول حرف الباء كثرة دخول الحروف الذُّلْق و الشَّفَوِیَّة فی الكلام.

فصل الألف؛ ج11، ص: 3

أبل؛ ج11، ص: 3

: الإِبِلُ و الإِبْلُ، الأَخیرة عن كراع، معروف لا واحد له من لفظه، قال الجوهری: و هی مؤَنثة لأَن أَسماء الجموع التی لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغیر الآدمیین فالتأْنیث لها لازم، و إِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَیلة و غُنَیْمة و نحو ذلك، قال: و ربما قالوا للإِبِل إِبْل، یسكِّنون الباء للتخفیف. و حكی سیبویه إِبِلانِ قال: لأَن إِبِلًا اسم لم یُكَسَّر علیه و إِنما یریدون قطیعین؛ قال أَبو الحسن: إنما ذهب سیبویه إِلی الإِیناس بتثنیة الأَسْماء الدالة علی الجمع فهو یوجهها إِلی لفظ الآحاد، و لذلك قال إِنما یریدون قطیعین، و قوله لم یُكَسَّر علیه لم یضمر فی یُكَسَّر، و العرب تقول: إِنه لیروح علی فلان إِبِلانِ إِذا راحت إِبل مع راعٍ و إِبل مع راعٍ آخر، و أَقل ما یقع علیه اسم الإِبل الصِّرْمَةُ، و هی التی جاوزت الذَّوْدَ إِلی الثلاثین، ثم الهَجْمةُ أَوَّلها الأَربعون إِلی ما زادت، ثم هُنَیْدَةٌ مائة من الإِبل؛ التهذیب: و یجمع الإِبل آبَالٌ. و تَأَبَّل إِبِلًا: اتخذها. قال أَبو زید: سمعتُ رَدَّاداً رجلًا من بنی كلاب یقول تأَبَّل فلان إِبلًا و تَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلًا و غنماً و اقتناها. و أَبَّلَ الرجلُ، بتشدید الباء، و أَبَلَ: كثرت إِبلُه «4»؛ و قال طُفیل فی تشدید الباء: فأَبَّلَ و اسْتَرْخی به الخَطْبُ بعدَ ما أَسافَ، و لو لا سَعیُنا لم یُؤَبِّل قال ابن بری: قال الفراء و ابن فارس فی المجمل: إِن أَبَّلَ فی البیت بمعنی كثرت إِبلُه، قال: و هذا هو الصحیح، و أَساف هنا: قَلَّ ماله، و قوله استرخی به الخطب أَی حَسُنَت حاله. و أُبِّلَتِ الإِبل أَی
(4). قوله [كثرت إبله] زاد فی القاموس بهذا المعنی آبَلَ الرجل إِیبَالًا بوزن أفعل إفعالًا
لسان العرب، ج‌11، ص: 4
اقتُنِیت، فهی مَأْبُولَة، و النسبة إلی الإِبِل إِبَلِیٌّ، یفتحون الباء استیحاشاً لتوالی الكسرات. و رجل آبِلٌ و أَبِلٌ و إِبَلِیٌّ و إِبِلِیٌّ: ذو إِبل، و أَبَّال: یرعی الإِبل. و أَبِلَ یَأْبَلُ أَبَالَة مثل شَكِس شَكَاسة و أَبِلَ أَبَلًا، فهو آبِلٌ و أَبِل: حَذَق مصلحة الإِبل و الشاء، و زاد ابن بری ذلك إِیضاحاً فقال: حكی القالی عن ابن السكیت أَنه قال رجل آبِلٌ بمد الهمزة علی مثال فاعل إِذا كان حاذقاً برِعْیة الإِبل و مصلحتها، قال: و حكی فی فعله أَبِل أَبَلًا، بكسر الباء فی الفعل الماضی و فتحها فی المستقبل؛ قال: و حكی أَبو نصر أَبَلَ یَأْبُلُ أَبَالةً، قال: و أَما سیبویه فذكر الإِبَالَة فی فِعالة مما كان فیه معنی الوِلایة مثل الإِمارة و النِّكایة، قال: و مثلُ ذلك الإِیالةُ و العِیاسةُ، فعلی قول سیبویه تكون الإِبَالَة مكسورة لأَنها ولایة مثل الإِمارة، و أَما من فتحها فتكون مصدراً علی الأَصل، قال: و من قال أَبَلَ بفتح الباء فاسم الفاعل منه آبِل بالمد، و من قاله أَبِلَ بالكسر قال فی الفاعل أَبِلٌ بالقصر؛ قال: و شاهد آبِل بالمد علی فاعل قول ابن الرِّفاع: فَنَأَتْ، و انْتَوی بها عن هَواها شَظِفُ العَیْشِ، آبِلٌ سَیّارُ و شاهد أَبِلٍ بالقصر علی فَعِلٍ قولُ الراعی: صُهْبٌ مَهاریسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ، فات العَزِیبَ بها تُرْعِیَّةٌ أَبِلُ و أَنشد للكمیت أَیضاً: تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّی و من أَیْنَ شُرْبُه، یُؤامِرُ نَفْسَیْه كذی الهَجْمةِ الأَبِل و حكی سیبوبه: هذا من آبَلِ الناس أَی أَشدِّهم تأَنُّقاً فی رِعْیةِ الإِبل و أَعلَمِهم بها، قال: و لا فعل له. و إِن فلاناً لا یأْتَبِلُ أَی لا یَثْبُت علی رِعْیةِ الإِبل و لا یُحْسِنُ مهْنَتَها، و قیل: لا یثبت علیها راكباً، و فی التهذیب: لا یثبت علی الإِبل و لا یقیم علیها. و روی الأَصمعی عن معتمر بن سلیمان قال: رأَیت رجلًا من أَهل عُمَانَ و معه أَب كبیر یمشی فقلت له: احمله فقال: لا یَأْتَبِلُ أَی لا یثبت علی الإِبل إِذا ركبها؛ قال أَبو منصور: و هذا خلاف ما رواه أَبو عبید أَن معنی لا یَأْتَبِل لا یقیم علیها فیما یُصْلِحُها. و رجل أَبِلٌ بالإِبل بیِّنُ الأَبَلَةِ إِذا كان حاذقاً بالقیام علیها، قال الراجز: إِن لها لَرَاعِیاً جَریّا، أَبْلًا بما یَنْفَعُها، قَوِیّا لم یَرْعَ مأْزُولًا و لا مَرْعِیّا، حتی عَلا سَنامَها عُلِیّا قال ابن هاجك: أَنشدنی أَبو عبیدة للراعی: یَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ یُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِیداً، و ما إِنْ تَرْتَوی كَرَعا الفراء: إِنه لأَبِلُ مالٍ علی فَعِلٍ و تُرْعِیَّةُ مالٍ و إِزاءُ مالٍ إِذا كان قائماً علیها. و یقال: رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف و آبِلُ مالٍ بوزن عابل من آله یؤُوله إِذا ساسه «1»، قال: و لا أَعرف آبِل بوزن عابل. و تَأْبِیل الإِبل: صَنْعَتُها و تسمینُها، حكاه أَبو حنیفة عن أَبی زیاد الكلابی. و‌فی الحدیث: الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فیها راحلةً، یعنی أَن المَرْضِیّ المُنْتَخَبَ من الناس فی عِزَّة وُجوده كالنِّجیب من الإِبل القویّ علی الأَحمال و الأَسفار الذی لا یوجد فی كثیر
(1). قوله من آله یؤوله إذا ساسه: هكذا فی الأَصل، و لعل فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌11، ص: 5
من الإِبل؛ قال الأَزهری: الذی عندی فیه أَن الله تعالی ذمَّ الدنیا و حذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها و ضرب لهم فیها الأَمثال لیعتبروا و یحذروا، و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یُحَذِّرهم ما حذرهم الله و یزهدهم فیها، فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فیها و تنافسوا علیها حتی كان الزهد فی النادر القلیل منهم‌فقال: تجدون الناس بعدی كإِبل مائة لیس فیها راحلة‌أَی أَن الكامل فی الزهد فی الدنیا و الرغبة فی الآخرة قلیل كقلة الراحلة فی الإِبل، و الراحلة هی البعیر القوی علی الأَسفار و الأَحمال، النجیب التام الخَلْق الحسن المَنْظَر، قال: و یقع علی الذكر و الأُنثی و الهاء فیه للمبالغة. و أَبَلَتِ الإِبلُ و الوحشُ تَأْبِلُ و تَأْبُلُ أَبْلًا و أُبُولًا و أَبِلَتْ و تَأَبَّلَتْ: جَزَأَتْ عن الماء بالرُّطْب؛ و منه قول لبید: و إِذا حَرَّكْتُ غَرْزی أَجْمَرَتْ، أَو قِرابی عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ «1» الواحد آبِلٌ و الجمع أُبَّالٌ مثل كافر و كفَّار؛ و قول الشاعر أَنشده أَبو عمرو: أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها، یُهَدِّر فیها فَحْلُها و یَرِیسُ یصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً؛ أَوَابِلُ: جَزَأَتْ بالرُّطْب، و حُوشٌ: مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها. و تَأَبَّلَ الوحشیُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء. و أَبَلَ الرجلُ عن امرأَته و تَأَبَّلَ: اجتَزأَ عنها، و فی الصحاح و أَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْیانِها و تأَبَّلَ. و‌فی الحدیث عن وهب: أَبَلَ آدمُ، علیه السلام، علی ابنه المقتول كذا و كذا عاماً لا یُصِیب حَوَّاء‌أَی امتنع من غشیانها، و‌یروی: لما قتل ابن آدم أخاه تَأَبَّلَ آدمُ علی حَوَّاء‌أَی ترك غِشْیانَ حواء حزناً علی ولده و تَوَحَّشَ عنها. و أَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبُولًا: أَقامت؛ قال أَبو ذؤیب: بها أَبَلَتْ شَهْرَیْ ربیعٍ كِلاهما، فَقَدْ مارَ فیها نَسْؤُها و اقْتِرارُها «2» استعاره هنا للظبیة، و قیل: أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء. و إِبل أَوَابِلُ و أُبَّلٌ و أُبَّالٌ و مُؤَبَّلَة: كثیرة، و قیل: هی التی جُعِلَتْ قَطِیعاً قَطِیعاً، و قیل: هی المتخذة للقِنْیة، و‌فی حدیث ضَوالِّ الإِبل: أَنها كانت فی زمن عُمَرَ أُبَّلًا مُؤَبَّلة لا یَمَسُّها أَحد، قال: إِذا كانت الإِبل مهملة قیل إِبِلٌ أُبَّلٌ، فإِذا كانت للقِنْیة قیل إِبل مُؤَبَّلة؛ أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حیث لا یُتَعَرَّض إِلیها؛ و أَما قول الحطیئة: عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشَّوِیِّ فإِنه ذَكَّر حملًا علی القطیع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم یذكر و یؤنث؛ أَنشد سیبوبه: أَ كُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه و قد یكون أَنه أَراد الواحد، و لكن الجمع أَولی لقوله فالشَّوِیّ، و الشَّوِیُّ اسم للجمع. و إِبل أَوابِلُ: قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء. و الإِبِلُ الأُبَّلُ: المهملة؛ قال ذو الرُّمّة: و راحت فی عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهری: و إِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَی مهملة، فإِن
(1). قوله [و إذا حركت، البیت] أورده الجوهری بلفظ: و إذا حركت رجلی أرقلت بی تعدو عدو جون قد أبل (2). قوله [كلاهما] كذا بأصله، و الذی فی الصحاح بلفظ: كلیهما.
لسان العرب، ج‌11، ص: 6
كانت لِلقِنْیة فهی إِبِل مُؤَبَّلَة. الأَصمعی: قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها: أَ فَلٰا یَنْظُرُونَ إِلَی الْإِبِلِ كَیْفَ خُلِقَتْ، بالتخفیف یعنی به البعیر لأَنه من ذوات الأَربع یَبْرُك فیُحمل علیه الحمولة و غیره من ذوات الأَربع لا یُحْمَل علیه إِلا و هو قائم، و من قرأَها بالتثقیل قال الإِبِلُ: السحابُ التی تحمل الماء للمطر. و أَرض مَأْبَلَة أَی ذات إِبل. و أَبَلَتِ الإِبلُ: هَمَلَت فهی آبلة تَتبعُ الأُبُلَ و هی الخِلْفَةُ تَنْبُت فی الكَلإِ الیابس بعد عام. و أَبِلَت أَبلًا و أُبولًا: كَثُرَت. و أَبَلَت تَأْبِلُ: تأَبَّدَت. و أَبَلَ یَأْبِلُ أَبْلًا: غَلَب و امتنع؛ عن كراع، و المعروف أَبَّلَ. ابن الأَعرابی: الإِبَّوْلُ طائر ینفرد من الرَّفّ و هو السطر من الطیر. ابن سیدة: و الإِبِّیلُ و الإِبَّوْل و الإِبَّالَة القطعة من الطیر و الخیل و الإِبل؛ قال: أَبَابِیل هَطْلَی من مُراحٍ و مُهْمَل و قیل: الأَبَابِیلُ جماعةٌ فی تَفْرِقة، واحدها إِبِّیلٌ و إِبَّوْل، و ذهب أَبو عبیدة إِلی أَن الأَبَابِیل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِیدَ و شَماطِیطَ و شَعالِیلَ. قال الجوهری: و قال بعضهم إِبِّیل، قال: و لم أَ جد العرب تعرف له واحداً. و فی التنزیل العزیز: وَ أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ طَیْراً أَبٰابِیلَ، و قیل إِبَّالَة و أَبَابِیل و إِبَالَة كأَنها جماعة، و قیل: إِبَّوْل و أَبَابِیل مثل عِجَّوْل و عَجاجیل، قال: و لم یقل أَحد منهم إِبِّیل علی فِعِّیل لواحد أَبَابِیل، و زَعم الرُّؤَاسی أَن واحدها إِبَّالَة. التهذیب أَیضاً: و لو قیل واحد الأَبَابِیل إیبالة كان صواباً كما قالوا دینار و دنانیر، و قال الزجاج فی قوله طیر أَبَابِیل: جماعات من هاهنا و جماعات من هاهنا، و قیل: طیر أَبَابِیل یتبع بعضها بعضاً إِبِّیلًا إِبِّیلًا أَی قَطیعاً خَلْفَ قطیع؛ قال الأَخفش: یقال جاءت إِبلك أَبَابِیل أَی فِرَقاً، و طیر أَبَابِیل، قال: و هذا یجی‌ء فی معنی التكثیر و هو من الجمع الذی لا واحد له؛ و فی نوادر الأَعراب: جاء فلان فی أُبُلَّتِه و إِبَالَته أَی فی قبیلته. و أَبَّلَ الرجلَ: كأَبَّنه؛ عن ابن جنی؛ اللحیانی: أَبَّنْت المیت تَأْبِیناً و أَبَّلْته تَأْبِیلًا إذا أَثنیت علیه بعد وفاته. و الأَبِیلُ: العصا: و الأَبِیل و الأَبِیلَةُ و الإِبَالَة: الحُزْمةُ من الحَشیش و الحطب. التهذیب: و الإِیبالة الحزمة من الحطب. و مَثَلٌ یضرب: ضِغْثٌ علی إِیبالةٍ أَی زیادة علی وِقْر. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول: ضِغْثٌ علی إِبَّالَة، غیر ممدود لیس فیها یاء، و كذلك أَورده الجوهری أَیضاً أَی بلیة علی أُخری كانت قبلها؛ قال الجوهری: و لا تقل إِیبَالَة لأَن الاسم إِذا كان علی فِعَّالة، بالهاء، لا یبدل من أَحد حرفی تضعیفه یاء مثل صِنَّارة و دِنَّامة، و إِنما یبدل إِذا كان بلا هاء مثل دینار و قیراط؛ و بعضهم یقول إِبَالَة مخففاً، و ینشد لأَسماء بن خارجة: لیَ، كُلَّ یومٍ من، ذُؤَالَة ضِغْثٌ یَزیدُ علی إِبَالَه فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَیْسُ، من الهَبالَه و الأَبِیلُ: رئیس النصاری، و قیل: هو الراهب، و قیل الراهب الرئیس، و قیل صاحب الناقوس، و هم الأَبِیلُون؛ قال ابن عبد الجن «1»: أَما وَ دِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها، علی قُنَّةِ العُزَّی أَو النَّسْر، عَنْدَ ما
(1). قوله [ابن عبد الجن] كذا بالأصل، و فی شرح القاموس: عمرو بن عبد الحق
لسان العرب، ج‌11، ص: 7
و ما قَدَّسَ الرُّهْبانُ، فی كلِّ هَیْكَلٍ، أَبِیلَ الأَبِیلِینَ، المَسِیحَ بْنَ مَرْیَما لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ یومَ لَعْلَعٍ حُساماً، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما قوله أَبِیل الأَبِیلِین: أَضافه إِلیهم علی التسنیع لقدره، و التعظیم لخطره؛ و یروی: أَبِیلَ الأَبِیلِیین عیسی بْنَ مریما علی النسب، و كانوا یسمون عیسی، علیه السلام، أَبِیلَ الأَبِیلِیین، و قیل: هو الشیخ، و الجمع آبَال؛ و هذه الأَبیات أَوردها الجوهری و قال فیها: علی قنة العزی و بالنسر عَندما قال ابن بری: الأَلف و اللام فی النسر زائدتان لأَنه اسم علم. قال الله عز و جل: وَ لٰا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً؛ قال: و مثله قول الشاعر: و لقد نَهَیْتُك عن بنات الأَوبر قال: و ما، فی قوله و ما قدّس، مصدریةٌ أَی و تسبیح الرهبان أَبِیلَ الأَبِیلِیین. و الأَیْبُلِیُّ: الراهب، فإِما أَن یكون أَعجمیّاً، و إِما أَن یكون قد غیرته یاء الإِضافة، و إما أَن یكون من بابِ انْقَحْلٍ، و قد قال سیبوبه: لیس فی الكلام فَیْعِل؛ و أَنشد الفارسی بیت الأَعشی: و ما أَیْبُلِیٌّ علی هَیْكَلٍ بَناهُ، و صَلَّب فیه وَ صارا و منه‌الحدیث: كان عیسی بن مریم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، یسمی أَبِیلَ الأَبِیلِین؛ الأَبِیل بوزن الأَمیر: الراهب، سمی به لتَأَبُّلِهِ عن النساء و ترك غشْیانهن، و الفعل منه أَبَلَ یَأْبُلُ أَبَالَة إِذا تَنَسَّك و تَرَهَّب. أَبو الهیثم: الأَیْبُلِیُّ و الأَیْبُلُ صاحبُ الناقوس الذی یُنَقّسُ النصاری بناقوسه یدعوهم به إلی الصلاة؛ و أَنشد: و ما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِیلُها و قیل: هو راهب النصاری؛ قال عدی بن زید: إِنَّنی و الله، فاسْمَعْ حَلِفِی بِأَبِیلٍ كُلَّما صَلی جأَرَ و كانوا یعظمون الأَبِیل فیحلفون به كما یحلفون بالله. و الأَبَلَة، بالتحریك. الوَخامة و الثِّقلُ من الطعام. و الأَبَلَةُ: العاهةُ. و‌فی الحدیث: لا تَبعِ الثمرة حتی تَأْمَنَ علیها الأَبَلَة؛ قال ابن الأَثیر: الأُبْلَةُ بوزن العُهْدة العاهة و الآفة، رأَیت نسخة من نسخ النهایة و فیها حاشیة قال: قول أَبی موسی الأُبْلَة بوزن العهدة وهم، و صوابه الأَبَلَة، بفتح الهمزة و الباء، كما جاء فی أَحادیث أُخر. و‌فی حدیث یحیی بن یَعْمَر: كلُّ مال أَدیت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ‌أَی ذهبت مضرّته و شره، و‌یروی وَبَلَته؛ قال: الأَبَلَةُ، بفتح الهمزة و الباء، الثِّقَل و الطَّلِبة، و قیل هو من الوبال، فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته فی الروایة الثانیة واواً، و إِن كان من الثانی فقد قلبت واوه فی الروایة الأُولی همزة كقولهم أَحَدٌ و أَصله وَحَدٌ، و‌فی روایة أُخری: كل مال زكی فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه‌أَی ثقله و وَخامته. أَبو مالك: إِن ذلك الأَمر ما علیك فیه أَبَلَةٌ و لا أَبْهٌ أَی لا عیب علیك فیه. و یقال: إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلَته أَی من تَبِعته و مذمته. ابن بزرج: ما لی إِلیك أَبِلَة أَی حاجة، بوزن عَبِلة، بكسر الباء. و قوله‌فی حدیث الاستسقاء: فأَلَّفَ الله بین السحاب
لسان العرب، ج‌11، ص: 8
فأُبِلْنا‌أَی مُطِرْنا وابِلًا، و هو المطر الكثیر القطر، و الهمزة فیه بدل من الواو مثل أَكد و وكد، و قد جاء‌فی بعض الروایات: فأَلف الله بین السحاب فَوَبَلَتْنا، جاء به علی الأَصل. و الإِبْلة: العداوة؛ عن كراع. ابن بری: و الأَبَلَةُ الحِقْد؛ قال الطِّرِمَّاح: و جاءَتْ لَتَقْضِی الحِقْد من أَبَلاتها، فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً علی حِقْد قال: و قال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها. و الأُبُلَّةُ، بالضم و التشدید: تمر یُرَضُّ بین حجرین و یحلب علیه لبن، و قیل: هی الفِدْرة من التمر؛ قال: فَیأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا، و یَأْبی الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ له ظَبْیَةٌ و له عُكَّةٌ، إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم یُنْفِضِ قال ابن بری: و الأُبُلَّة الأَخضر من حَمْل الأَراك، فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ. و یقال: الآبِلَة علی فاعلة. و الأُبُلَّة: مكان بالبصرة، و هی بضم الهمزة و الباء و تشدید اللام، البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحری، قیل: هو اسمٌ نَبَطِیّ. الجوهری: الأُبُلَّة مدینة إِلی جنب البصرة. و أُبْلَی: موضع ورد فی الحدیث، قال ابن الأَثیر: و هو بوزن حبلی موضع بأَرض بنی سُلیم بین مكة و المدینة بعث إِلیه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قوماً؛ و أَنشد ابن بری قال: قال زُنَیم بن حَرَجة فی درید: فَسائِلْ بَنی دُهْمانَ: أَیُّ سَحابةٍ عَلاهُم بأُبْلَی ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ؟ قال ابن سیدة: و أَنشده أَبو بكر محمد بن السویّ السرّاج: سَرَی مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ، و اللیلُ دونَه، و أَعلامُ أُبْلَی كلُّها فالأَصالقُ و یروی: و أَعْلام أُبْل. و قال أَبو حنیفة: رِحْلةُ أُبْلِیٍّ مشهورة، و أَنشد: دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه برِحلَة أُبْلِیٍّ، و إِن كان نائیاً و فی الحدیث ذكر آبِل، و هو بالمد و كسر الباء، موضع له ذكر فی جیش أُسامة یقال له آبِل الزَّیْتِ. و أُبَیْلَی: اسم امرأَة؛ قال رؤبة: قالت أُبَیْلَی لی: و لم أَسُبَّه، ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه

أبهل؛ ج11، ص: 8

: عَبْهَلَ الإِبلَ مثل أَبْهَلَهَا، و العین مبدلة من الهمزة.

أتل؛ ج11، ص: 8

: الفراء: أَتَلَ الرجلُ یَأْتِلُ أُتُولًا، و فی الصحاح: أَتْلًا، و أَتَنَ یَأْتِنُ أُتُوناً إِذا قارب الخَطْوَ فی غضب؛ و أَنشد لثَرْوانَ العُكْلی: أَرانِیَ لا آتیك إِلا كأَنَّما أَسَأْتُ، و إِلا أَنت غَضْبانُ تَأْتِلُ أَردتَ لِكَیْما لا تَرَی لِیَ عَثْرَةً، و مَنْ ذا الذی یُعْطَی الكَمال فیَكْمُلُ؟ و قال فی مصدره: الأَتَلان و الأَتَنان؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو زید فی ماضیه: و قد مَلأْتُ بطنَه حتی أَتَل غَیْظاً، فأَمْسَی ضِغْنُه قد اعْتَدَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 9
و فی ترجمة كرفأَ: كَكِرْفِئَةِ الغَیْثِ، ذاتِ الصَّبِیرِ، تَأْتی السحاب و تَأْتالَها تَأْتالُ: تُصْلِحُ، و أَصله تَأْتَوِل و نصبه بإِضمار أَن.

أثل؛ ج11، ص: 9

: أَثْلَةُ كل شی‌ء: أَصله؛ قال الأَعشی: أَ لَسْتَ مُنْتَهیاً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؛ و لَسْتَ ضائِرَها، ما أَطَّتِ الإِبلُ یقال: فلان یَنْحَتُ [یَنْحِتُ أَثْلَتَنا إِذا قال فی حَسَبه قبیحاً. و أَثَلَ یَأْثِل أُثُولًا و تَأَثَّلَ: تأَصَّل. و أَثَّلَ مالَه: أَصَّله. و تَأَثَّلَ مالًا: اكتسبه و اتخذه و ثَمَّره. و أَثَّلَ اللهُ مالَه: زكاه. و أَثَّلَ مُلْكَه: عَظَّمه. و تَأَثَّلَ هو: عَظُم. و كلُّ شی‌ء قدیم مُؤَصَّلٍ: أَثِیلٌ و مُؤَثَّلٌ و مُتَأَثِّل، و مال مُؤَثَّل. و التَّأَثُّلُ: اتخاذ أَصل مال. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال فی وصیّ الیتیم: إِنه یأْكل من ماله غَیْرَ مُتَأَثِّل مالًا؛ قال: المُتَأَثِّلُ الجامع، فقوله غیر مُتَأَثِّلٍ أَی غیر جامع، و قال ابن شمیل فی‌قوله، صلی الله علیه و سلم: و لمن ولیها أَنْ یَأْكُل و یُؤْكِلَ صَدیقاً غیرَ مُتَأَثِّلٍ مالًا، یقال: مال مُؤَثَّل و مَجْدٌ مُؤَثَّل أَی مجموع ذو أَصل. قال ابن بری: و یقال مال أَثِیلٌ؛ و أَنشد لساعدة: و لا مال أَثِیلٌ و كل شی‌ء له أَصل قدیم أَو جُمِعَ حتی یصیر له أَصل، فهو مُؤَثَّل؛ قال لبید: لله نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضل، و له العُلی و أَثِیثُ كُلِّ مُؤَثَّل ابن الأَعرابی: المُؤَثَّل الدائم. و أَثَّلْتُ الشی‌ءَ: أَدَمْتُه. و قال أَبو عمرو: مُؤَثَّل مُهَیَّأٌ له. و یقال: أَثَّلَ اللهُ مُلْكاً آثِلًا أَی ثَبَّته؛ قال رؤبة: أَثَّل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما و قال أَیضاً: رِبابَةً رُبَّتْ و مُلْكاً آثِلا أَی ملكاً ذا أَثْلَةٍ. و التَّأْثِیل: التأْصیل. و تَأْثِیل المجد: بناؤه. و‌فی حدیث أبی قتادة: إِنه لأَوَّلُ مال تَأَثَّلْتُه.و الأَثَال، بالفتح: المجد، و به سمی الرجل. و مجد مُؤَثَّل: قدیم، منه، و مجد أَثِیل أَیضاً؛ قال إمرؤ القیس: و لكِنَّما أَسْعی لمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ، و قد یُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالی و الأَثْلَةُ و الأَثَلَةُ: متاع البیت و بِزَّتُه. و تَأَثَّلَ فلان بعد حاجة أَی اتخذ أَثْلَةً، و الأَثْلة: المِیرةُ. و أَثَّلَ أَهْلَه: كساهم أَفضل الكُسوة، و قیل: أَثَّلَهم كساهم و أَحسن إِلیهم. و أَثَّلَ: كَثُرَ مالُه؛ قال طفیل: فَأَثَّلَ و اسْتَرْخَی به الخَطْبُ بعد ما أَسافَ، و لو لا سَعْیُنا لم یُؤَثِّل و روایة أَبی عبید: فأَبّل و لم یُؤَبِّل. و یقال: هم یَتَأَثَّلُون الناسَ أَی یأْخذون منهم أَثالًا، و الأَثَال المال. و یقال: تَأَثَّلَ فلان بئراً إِذا احتفرها لنفسه. المحكم: و تَأَثَّلَ البئر حَفَرها؛ قال أَبو ذؤیب یصف قوماً حفروا بئراً، و شبه القبر بالبئر: و قد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَأَثَّلُوا قَلِیباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد
لسان العرب، ج‌11، ص: 10
أَراد أَنهم حفروا له قبراً یُدْفَن فیه فسماه قلیباً علی التشبیه، و قیل: فتأَثّلوا قلیباً أَی هَیَّأُوه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَلیَّ القَضاء، فَرَبِّی یُغَیِّرُ أَعمالَها فَسَّره فقال: تؤثل أَی تُلْزِمنی، قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. و الأَثْلُ: شجر یشبه الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم منه و أَكرم و أَجود عُوداً تسوَّی به الأَقداح الصُّفْر الجیاد، و منه اتُّخِذ مِنبر سیدنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ و فی الصحاح: هو نوع من الطَّرْفاء. و الأَثْل: أُصول غلیظة یسوّی منها الأَبواب و غیرها و ورقه عَبْلٌ كورق الطرفاء. و‌فی الحدیث: أَن منبر رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان من أَثْل الغابة، و الغابة غَیْضة ذات شجر كثیر و هی علی تسعة أَمیال من المدینة، قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد من العضاه الأَثْل و هو طُوَال فی السماء مستطیل الخشب و خشبه جید یحمل من القری فتبنی علیه بیوت المدر، و ورقُه هَدَبٌ طُوَال دُقَاق و لیس له شوك، و منه تُصنع القِصَاع و الجِفَان، و له ثمرة حمراء كأَنها أُبْنَة، یعنی عُقْدة الرِّشاء، واحدته أَثْلَة و جمعه أُثُول كتَمْر و تُمور؛ قال طُرَیح: ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِیسُه، یَرْمی الجِراعَ أُثُولَها و أَراكَها و جمعه أَثَلات. و فی كلام بَیْهَسٍ الملقب بنَعامةَ: لكِنْ بالأَثَلات لَحْمٌ لا یُظَلَّل؛ یعنی لحم إِخوته القَتْلی؛ و منه قیل للأَصل أَثْلَة؛ قال: و لسُمُوّ الأَثلة و استوائها و حسن اعتدالها شبه الشعراء المرأَة إِذا تم قَوامها و استوی خَلْقها بها؛ قال كُثَیِّر: و إِنْ هِیَ قامت، فما أَثْلَةٌ بعَلْیا تُناوحُ رِیحاً أَصیلا، بأَحْسَنَ منها، و إِن أَدْبَرَتْ فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِیلا الأَرْخُ و الإِرْخُ: الفَتیُّ من البَقَر. و الأُثَیْل: مَنْبِتُ الأَراك. و أُثَیْل، مصغَّر: موضع قرب المدینة و به عین ماء لآل جعفر بن أبی طالب علیه السلام. و أُثَال، بالضم: اسم جبل، و به سمی الرجل أُثَالًا. و أُثَالَة: اسم. و أَثْلَة و الأَثِیل: موضعان؛ و كذلك الأُثَیْلة. و أُثَال: بالقَصِیم من بلاد بنی أَسد؛ قال: قاظَتْ أُثَالَ إِلی المَلا، و تَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ و تُودَع و ذو المَأْثُول: وادٍ، قال كُثَیِّر عَزَّة: فلما أَنْ رأَیْتُ العِیسَ صَبَّتْ، بِذِی المَأْثُولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالی

أثجل؛ ج11، ص: 10

: العَثْجَلُ و العُثَاجِل: العظیم البطن مثل الأَثْجَل.

أثكل؛ ج11، ص: 10

: فی ترجمة عثكل: العُثْكُول و العِثْكال الشِّمْراخ، و ما هو علیه البُسْر من عِیدان الكِبَاسة و هو فی النخل بمنزلة العُنقود من الكَرْم؛ و قول الراجز: لو أَبْصَرَتْ سُعْدَی بها، كَنَائِلی، طَوِیلَةَ الأَقْناءِ و الأَثَاكِلِ أراد العَثَاكل فقلب العین همزة، و یقال إِثْكَال و أُثْكُول. و‌فی حدیث الحدّ: فَجُلِد بأُثْكُول، و فی روایة: بإِثْكَال، هما لغة فی العُثْكُول
لسان العرب، ج‌11، ص: 11
و العِثْكال، و هو عِذْق النخلة بما فیه من الشماریخ، و الهمزة فیه بدل من العین و لیست زائدة، و الجوهری جعلها زائدة و جاء به فی فصل الثاء من حرف اللام، و سنذكره أَیضاً هناك.

أجل؛ ج11، ص: 11

: الأَجَلُ: غایةُ الوقت فی الموت و حُلول الدَّین و نحوِه. و الأَجَلُ: مُدَّةُ الشی‌ء. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكٰاحِ حَتّٰی یَبْلُغَ الْكِتٰابُ أَجَلَهُ؛ أَی حتی تقضی عدّتها. و قوله تعالی: وَ لَوْ لٰا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكٰانَ لِزٰاماً وَ أَجَلٌ مُسَمًّی؛ أَی لكان القتل الذی نالهم لازماً لهم أَبداً و كان العذاب دائماً بهم، و یعنی بالأَجَل المسمی القیامة لأَن الله تعالی وعدهم بالعذاب لیوم القیامة، و ذلك قوله تعالی: بَلِ السّٰاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، و الجمع آجَال. و التَّأْجِیل: تحدید الأَجَلِ. و فی التنزیل: كِتٰاباً مُؤَجَّلًا. و أَجِلَ الشی‌ءُ یَأْجَلُ، فهو آجِل و أَجِیل: تأَخر، و هو نقیض العاجل. و الأَجِیل: المُؤَجَّل إِلی وقت؛ و أَنشد: و غایَةُ الأَجِیلِ مَهْواةُ الرَّدَی و الآجِلَة: الآخرة، و العاجلة: الدنیا، و الآجِل و الآجِلَة: ضد العاجل و العاجلة. و‌فی حدیث قراءة القرآن؛ یَتَعَجَّلونه و لا یَتَأَجَّلُونه.و‌فی حدیث آخر: یتعجَّله و لا یَتَأَجَّله؛ التَأَجُّل تَفَعُّلٌ من الأَجَل، و هو الوقت المضروب المحدود فی المستقبل أَی أَنهم یتعجلون العمل بالقرآن و لا یؤخرونه. و‌فی حدیث مكحول: كنا بالساحل مرابطین فَتَأَجَّل مُتَأَجِّل منا‌أَی استأْذن فی الرجوع إِلی أَهله و طلب أَن یضرب له فی ذلك أَجل، و اسْتَأْجَلْتُه فأَجَّلَنِی إِلی مدّة. و الإِجْلُ، بالكسر: القطیع من بقر الوحش، و الجمع آجَال. و‌فی حدیث زیاد: فی یوم مَطیر تَرْمَضُ فیه الآجَال؛ هی جمع إِجْل، بكسر الهمزة و سكون الجیم، و هو القطیع من بقر الوحش و الظباء، و تأَجَّلَت البهائم أَی صارت آجالًا؛ قال لبید: و العِینُ ساكنةٌ، علی أَطْلائِها، عُوذاً، تَأَجَّلُ بالفَضاءِ بِهامها و تَأَجَّلَ الصُّوارُ [الصِّوارُ: صار إِجْلًا. و الإِجَّلُ: لغة فی الإِیَّل و هو الذكر من الأَوعال، و یقال: هو الذی یسمی بالفارسیة كوزن، و الجیم بدل من الیاء كقولهم فی بَرْنِیٍّ بَرْنِجّ؛ قال أَبو عمرو ابن العلاء: بعض الأَعراب یجعل الیاء المشدَّدة جیماً و إِن كانت أَیضاً غیر طرف؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی النجم: كأَنَّ فی أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ، مِنْ عَبَسِ الصَّیْفِ، قُرونَ الإِجَّلِ قال: یرید الإِیَّل، و یروی قرون الإِیَّل، و هو الأَصل. و تَأَجَّلُوا علی الشی‌ء: تَجَمَّعوا. و الإِجْل: وَجَع فی العُنُق، و قد أَجَلَه منه یَأْجِلُه؛ عن الفارسی، و أَجَّلَه و آجَلَهُ عن غیره، كل ذلك: داواه فأَجَلَه، كحَمأَ البئرَ نزعَ حَمْأَتها، و أَجَّلَه كقَذَّی العَینَ نزع قَذاها، و آجَلَهُ كعاجله، و قد أَجِلَ الرجلُ، بالكسر، أَی نام علی عنقه فاشتكاها. و التَّأْجِیلُ: المداواة، منه. و حكی عن ابن الجَرَّاح: بی إِجْل فأَجِّلُونِی أَی داوونی منه كما یقال طَنَّیْته من الطَّنی و مَرَّضْتُه. ابن الأَعرابی: هو الإِجْل و الإِدْل و هو وجَع العنق من تَعادِی الوِساد؛ الأَصمعی: هو البَدَل أَیضاً. و‌فی حدیث المناجاة: أَجْلَ أَن یُحْزِنَه‌أَی من أَجله و لأَجله، و الكل لغات و تفتح همزتها و تكسر؛ و منه‌الحدیث: أَن تقتل ولدك أَجْلَ أَن
لسان العرب، ج‌11، ص: 12
یأْكل معك.و الأَجْلُ: الضیق. و أَجَلُوا مالَهم: حبسوه عن المَرعی. و أَجَلْ، بفتحتین: بمعنی نَعَمْ، و قولهم أَجَلْ إِنما هو جواب مثل نعَمْ؛ قال الأَخفش: إِلا أَنه أَحسن من نعم فی التصدیق، و نعم أَحسن منه فی الاستفهام، فإِذا قال أَنت سوف تذهب قلت أَجَلْ، و كان أَحسن من نَعَمْ، و إذا قال أَ تذهب قلت نعَم، و كان أَحسن من أَجَلْ. و أَجَلْ: تصدیق لخبر یخبرك به صاحبك فیقول فعل ذلك فتصدقه بقولك له أَجَلْ، و أَما نعَمْ فهو جواب المستفهم بكلام لا جَحْد فیه، تقول له: هل صلیت؟ فیقول: نَعَمْ، فهو جواب المستفهم. و المَأْجَلُ، بفتح الجیم: مُسْتنقَع الماء، و الجمع المَآجِل. ابن سیدة: و المَأْجَل شبه حوض واسع یُؤَجَّلُ أَی یجمع فیه الماء إِذا كان قلیلًا ثم یُفَجَّر إلی المَشارات و المَزْرَعة و الآبار، و هو بالفارسیة طرحه. و أَجَّلَه فیه: جمعه، و تَأَجَّلَ فیه: تَجَمَّع. و الأَجِیل: الشَّرَبَةُ و هو الطین یُجْمع حول النخلة؛ أَزْدیَّة، و قیل: المَآجِل الجِبَأَةُ التی تجتمع فیها میاه الأَمطار من الدور؛ قال أَبو منصور: و بعضهم لا یهمز المأْجل و یكسر الجیم فیقول المَاجِل و یجعله من المَجْل، و هو الماء یجتمع من النَّفْطة تمتلئ ماءً من عَمَل أَو حَرَق. و قد تَأَجَّلَ الماء، فهو مُتَأَجِّل: یعنی اسْتَنْقَع فی موضع. و ماء أَجِیل أَی مجتمع. و فعلت ذلك من أَجْلِكَ و إِجْلِكَ، بفتح الهمزة و كسرها، و فی التنزیل العزیز: مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنٰا عَلیٰ بَنِی إِسْرٰائِیلَ، الأَلف مقطوعة، أَی من جَرَّا ذلك؛ قال: و ربما حذفت العرب مِنْ فقالت فعلت ذلك أَجْلَ [إِجْلَ كذا، قال اللحیانی: و قد قرئ من إِجْل ذلك، و قراءة العامة مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ، و كذلك فعلته من أَجْلاك و إِجْلاك أَی من جَرَّاك، و یُعَدَّی بغیر مِنْ؛ قال عدیّ بن زید: أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ، فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بإِزار و قد روی هذا البیت: إِجْلَ أَن الله قد فضلكم. قال الأَزهری: و الأَصل فی قولهم فعلتُه من أَجْلِكَ أَجَلَ علیهم أَجْلًا أَی جَنی علیهم و جَرَّ. و التَّأَجُّلُ: الإِقبال و الإِدبار، قال: عَهْدی به قد كُسْیَ ثُمَّتَ لم یَزَلْ، بدار یَزیدَ، طاعِماً یَتَأَجَّلُ «2» و الأَجْل: مصدر. و أَجَلَ علیهم شَرّاً یَأْجُلُه و یَأْجِلُهُ أَجْلًا: جَناه و هَیَّجه؛ قال خَوَّات بن جُبَیر: و أَهلِ خِباءٍ صالحٍ كُنتُ بینهم، قد احْتَرَبوا فی عاجل أَنا آجِلُه «3» أَی أَنا جانیه. قال ابن بری: قال أَبو عبیدة هو للخِنَّوْتِ؛ قال: و قد وجدته أَنا فی شعر زهیر فی القصید التی أَولها: صَحا القلبُ عن لَیْلی و أَقْصَرَ باطلُه قال: و لیس فی روایة الأَصمعی؛ و قوله و أَهل مخفوض بواو رب؛ عن ابن السیرافی؛ قال: و كذلك وجدته فی شعر زهیر؛ قال: و مثله قول تَوْبة بن مُضَرِّس العَبْسی: فإِن تَكُ أُمُّ ابْنَیْ زُمَیْلَةَ أُثْكِلَتْ، فَیا رُبَّ أُخْرَی قد أَجَلْتُ لها ثُكْلا
(2). قوله [عهدی، البیت] هو من الطویل دخله الخرم و سكنت سین كسی للوزن (3). قوله [كنت بینهم] الذی فی الصحاح: ذات بینهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 13
أَی جَلَبْت لها تُكْلًا و هَیَّجْته؛ قال: و مثله أَیضاً لتوبة: و أَهلِ خِباءٍ آمِنِینَ فَجَعْتُهم بشَیْ‌ء عَزیرٍ عاجلٍ، أَنا آجِلُه و أَقْبَلْتُ أَسْعی أَسأَل القَوْمَ ما لَهم، سُؤَالَك بالشی‌ء الذی أَنت جاهلُه قال: و قال أُطَیْط: و هَمٍّ تَعَنَّانی، و أَنت أَجَلْتَه، فعَنَّی النَّدَامَی و الغَرِیرِیَّةَ الصُّهْبا أَبو زید: أَجَلْتُ علیهم آجُلُ و آجِلُ أَجْلًا أَی جَرَرْت جَریرة. قال أَبو عمرو: یقال جَلَبْت علیهم و جَرَرْت و أَجَلْت بمعنی واحد أَی جَنَیت. و أَجَل لأَهله یَأْجُلُ و یَأْجِلُ: كَسَب و جمَع و احتال؛ هذه عن اللحیانی. و أَجَلَی، علی فَعَلی: موضع و هو مَرْعًی لهم معروف؛ قال الشاعر: حَلَّتْ سُلَیْمی ساحةَ القَلِیب بأَجَلَی، مَحَلَّةَ الغَرِیب «1».

أدل؛ ج11، ص: 13

: الإِدْلُ: وجع یأْخذ فی العنق؛ حكاه یعقوب، و فی التهذیب: وجع العُنُق من تَعَادی الوسادة مثل الإِجْل. و الإِدْل: اللَّبَنُ الخاثر المُتَكَبِّد الشدید الحموضة، زاد فی التهذیب: من أَلبان الإِبل، الطائفة منه إدْلَة؛ و أَنشد ابن بری لأَبی حبیب الشیبانی: مَتَی یَأْتهِ ضَیْفٌ، فلیس بذائق لَمَاجاً، سوی المَسْحوطِ و اللَّبَنِ الإِدْل و أَدَلَه یَأْدِلُهُ: مَخَضَه و حَرَّكه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إذا ما مَشَی وَرْدَانُ و اهْتَزَّتِ اسْتُه، كما اهْتَزَّ ضِئْنِیٌّ لقَرْعاءَ یُؤْدَلُ الأَصمعی: یقال جاءنا بإِدْلَة ما تُطاق حَمَضاً أَی من حُموضتها. و باب مَأْدُولٌ أَی مُغْلَق. و یقال: أَدَلْتُ البابَ أَدْلًا أَغلقته؛ قال الشاعر: لَمَّا رأَیت أَخِی الطاحِیَ مُرْتَهَناً، فی بَیْتِ سِجنٍ، علیه البابُ مَأْدُول

أرل؛ ج11، ص: 13

: أُرُلٌ: جبل معروف؛ قال النابغة الذبیانی: وَ هَبَّتِ الریحُ، مِنْ تِلقاءِ ذی أُرُلٍ، تُزْجِی مَعَ اللَّیْلِ من صُرَّادِها صِرَما قال ابن بری: الصِّرَمُ هاهنا جَماعةُ السَّحاب.

أردخل؛ ج11، ص: 13

: ابن الأَثیر فی حدیث أَبی بكر بن عیاش: قیل له من انتخب هذه الأَحادیث؟ قال: انتخبها رجل إِرْدَخْلٌ؛ الإِرْدَخْلُ: الضَّخْم، یرید أَنه فی العلم و المعرفة بالحدیث ضَخْم كبیر. و الإِرْدَخْلُ: التَّارُّ السمین.

أزل؛ ج11، ص: 13

: الأَزْلُ: الضیق و الشدّة. و الأَزْلُ: الحبس. و أَزَلَه یَأْزِلُه أَزْلًا: حبسه. و الأَزْلُ: شدّة الزمان. یقال: هم فی أَزْلٍ من العیش و أَزْلٍ من السَّنَة. و آزَلَتِ السَّنَةُ: اشتدّت؛ و منه الحدیثُ‌قولُ طَهْفةَ للنبی، صلی الله علیه و سلم: أَصابتنا سَنَة حمراء مُؤْزِلَة‌أَی آتیة بالأَزْل، و‌یروی مُؤَزِّلَة، بالتشدید علی التكثیر. و أَصبح القوم آزِلِینَ أَی فی شدة؛ و قال الكمیت:
(1). قوله [… ساحة القلیب …] كذا بالأصل، و فی الصحاح: … جانب الجریب …
لسان العرب، ج‌11، ص: 14
رَأَیْتُ الكِرامَ به واثقِین أَن لا یُعیمُوا، و لا یُؤْزِلُوا و أَنشد أَبو عبید: وَ لیَأْزِلَنَّ و تَبْكُؤَنَّ لِقاحُه، و یُعَلِّلَنَّ صَبِیَّه بسَمَار أَی لَیُصیبَنَّه الأَزْلُ و هو الشدة. و أَزَلَ الفَرَسَ: قَصَّرَ حَبْلَه و هو من الحبس. و أَزَلَ الرجلُ یَأْزِلُ أَزْلًا أَی صار فی ضیق و جَدْب. و أَزَلْتُ الرجلَ أَزْلًا: ضَیَّقْت علیه. و‌فی الحدیث: عَجِبَ ربكم من أَزْلِكم و قُنوطكم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی فی بعض الطرق، قال: و‌المعروف من أَلِّكم، و سنذكره فی موضعه؛ الأَزْل: الشدة و الضیق كأَنه أَراد من شدة یأْسكم و قنوطكم. و‌فی حدیث الدجال: أَنه یَحْصُر الناسَ فی بیت المَقْدِس فیُؤزَلُون أَزْلًا‌أَی یُقْحَطون و یُضَیِّقُ علیهم. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: إلا بعد أَزْلٍ و بلاء.و أَزَلْت الفرس إذا قَصَّرْتَ حَبْله ثم سَیَّبْتَه و تركته فی الرِّعی؛ قال أَبو النجم: لم یَرْعَ مَأْزُولًا و لَمَّا یُعْقَلِ و أَزَلُوا مالَهم یَأْزِلُونَهُ أَزْلًا: حبسوه عن المَرْعَی من ضیق و شدّة و خوف؛ و قول الأَعشَی: و لَبونِ مِعْزَابٍ حَوَیْتُ فأَصْبَحَتْ نُهْبَی، و آزِلَةٍ قَضَبْتُ عِقَالَها الآزِلَة: المحبوسة التی لا تَسْرَح و هی معقولة لخوف صاحبها علیها من الغارة، أَخَذْتها فَقَضَبْتُ عِقالَها. و آزَلُوا: حبسوا أَموالهم عن تضییق و شدّة؛ عن ابن الأَعرابی. و المَأْزِل: المَضِیق مثل المَأْزِق؛ و أَنشد ابن بری: إِذا دَنَتْ مِنْ عَضُدٍ لم تَزْحل عنه، و إِنْ كان بضَنْكٍ مَأْزِلِ قال الفراء یقال تَأَزَّلَ صدری و تَأَزَّق أَی ضاق. و الأَزْل: ضیق العیش؛ قال: و إِنْ أَفسَد المالَ المجَاعاتُ و الأَزْلُ و أَزْلٌ آزِلٌ: شدید؛ قال: إِبْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا، عَنِ المُصَلِّینَ، و أَزْلًا آزِلا و المَأْزِل: موضع القتال إِذا ضاق، و كذلك مَأْزِلُ العیش؛ كلاهما عن اللحیانی. و الإِزْل: الداهیة. و الإِزْل: الكَذِب، بالكسر؛ قال عبد الرحمن بن دارة: یقولون: إِزْلٌ حُبُّ لَیْلی وَ وُدُّها، و قد كَذَبوا، ما فی مَوَدَّتِها إِزْلُ و الأَزَل، بالتحریك: القِدَم. قال أَبو منصور: و منه قولهم هذا شی‌ء أَزَلِیٌّ أَی قدیم، و ذكر بعض أَهل العلم أَن أَصل هذه الكلمة قولهم للقدیم لم یَزَل، ثم نُسِب إِلی هذا فلم یستقم إِلا بالاختصار فقالوا یَزَلیٌّ ثم أُبدلت الیاء أَلفاً لأَنها أَخف فقالوا أَزَلِیٌّ، كما قالوا فی الرمح المنسوب إلی ذی یَزَنَ: أَزَنیٌّ، و نصل أَثْرَبیٌّ.

أسل؛ ج11، ص: 14

: الأَسَل: نبات له أَغصان كثیرة دِقَاق بلا ورق، و قال أَبو زیاد: الأَسَل من الأَغْلاث و هو یخرج قُضْباناً دِقَاقاً لیس لها ورق و لا شوك إِلا أَن أَطرافها مُحدَّدة، و لیس لها شُعَب و لا خَشَب، و مَنْبِته الماء الراكد و لا یكاد ینبت إِلا فی موضع ماء أَو قریبٍ من ماء، واحدته أَسَلَة، تُتخذ منه الغَرابیل
لسان العرب، ج‌11، ص: 15
بالعراق، و إِنما سُمِّی القَنَا أَسَلًا تشبیهاً بطوله و استوائه؛ قال الشاعر: تَعدُو المَنایا علی أُسامةَ فی الخِیس، علیه الطَّرْفاءُ و الأَسَلُ و الأَسَل: الرِّماح علی التشبیه به فی اعتداله و طوله و استوائه و دقة أَطرافه، و الواحد كالواحد. و الأَسَل: النَّبْل. و الأَسَلَة: شوكة النخل، و جمعها أَسَل. قال أَبو حنیفة: الأَسَل عِیدانٌ تنبت طِوَالًا دِقَاقاً مستویة لا ورق لها یُعْمَل منها الحُصُر. و الأَسَل: شجر. و یقال: كل شجر له شوك طویل فهو أَسَل، و تسمی الرماح أَسَلًا. و أَسَلَة اللسان: طَرَف شَبَاته إِلی مُسْتَدَقّه، و منه قیل للصاد و الزای و السین أَسَلِیَّة، لأَن مبدأَها من أَسَلَة اللسان، و هو مُسْتَدَقُّ طَرَفِهِ، و الأَسَلَة: مُسْتَدَقّ اللسان و الذراع. و‌فی كلام علیّ: لم تَجِفَّ لطُول المناجاة أَسَلاتُ أَلسنتهم؛ هی جمع أَسَلَة و هی طَرَف اللسان. و‌فی حدیث مجاهد: إِن قُطِعَت الأَسَلَة فبَیَّن بعض الحروف و لم یُبَیِّن بعضاً یُحْسَب بالحروف‌أَی تُقسم دیة اللسان علی قدر ما بقی من حروف كلامه التی ینطق بها فی لُغَته، فما نَطَق به فلا یستحق دیته، و ما لم ینطق به استحق دیته. و أَسَلَة البعیر: طَرَف قَضیبه. و أَسَلَة الذراع: مُسْتَدَقّ الساعد مما یلی الكف. و كَفٌّ أَسِیلَة الأَصابع: و هی اللطیفة السَّبْطة الأَصابع. و أَسَّلَ الثَّری: بَلَغ الأَسَلة. و أَسَلة النَّصْل: مُسْتَدَقُّه. و المُؤَسَّل: المُحَدَّد من كل شی‌ء. و‌روی عن علیّ، علیه السلام، أنه قال: لا قَوَد إِلا بالأَسَل؛ فالأَسَل عند علیّ، علیه السلام: كل ما أُرِقَّ من الحدید و حُدِّد من سیف أَو سكین أَو سِنان، و أَصل الأَسَل نبات له أَغصان دِقاق كثیرة لا وَرَق لها. و أَسَّلْتُ الحدید إِذا رَقَّقْتَه؛ و قال مُزاحِم العُقَیلی: تَباری سَدِیساها، إِذا ما تَلَمَّجَتْ شَباً مِثْلَ إِبزِیمِ السِّلاحِ المُؤَسَّل و‌قال عمر: و إِیاكم و حَذْف الأَرنب «2» بالعصا و لیُذَكِّ لكم الأَسَل الرِّماح و النَّبْل؛ قال أَبو عبید: لم یُرد بالأَسَل الرماح دون غیرها من سائر السلاح الذی حُدِّد و رُقِّق، و قوله الرماح و النبل یردّ قول من قال الأَسَل الرماح خاصة لأَنه قد جعل النبل مع الرماح أَسَلًا، و الأَصل فی الأَسَل الرماح الطِّوال وحدها، و قد جعلها فی هذا الحدیث كنایةً عن الرماح و النبل معاً، قال: و قیل النبل معطوف علی الأَسَل لا علی الرماح، و الرماح بیان للأَسَل و بدل؛ و جمع الفرزدق الأَسَل الرماحَ أَسَلاتٍ فقال: قَدْ مات فی أَسَلاتِنا، أَو عَضَّه عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقَتَّلُ أَی فی رماحنا. و الأَسَلة: طَرَف السِّنان، و قیل للقَنا أَسَل لِما رُكِّب فیها من أَطراف الأَسِنَّة. و أُذُن مُؤَسَّلَة: دقیقة مُحَدَّدة مُنْتَصبة. و كل شی‌ء لا عوج فیه أَسَلَة. و أَسَلَة النعل: رأْسُها المسْتدِقّ. و الأَسِیلُ: الأَمْلس المستوی، و قد أَسُلَ أَسَالَة. و أَسُلَ خَدُّه أَسَالَةً: امَّلَسَ و طال. و خدٌّ أَسِیل: و هو السهل اللیِّن، و قد أَسُلَ أَسَالَةً. أَبو زید: من الخدود الأَسِیلُ و هو السهل اللین الدقیق المستوی و المسنون اللطیف الدقیق الأَنف. و رجل أَسِیل الخَدِّ
(2). قوله [و إیاكم و حذف الأرنب] عبارة الأشمونی فی شرح الألفیة: و شذ، التحذیر بغیر ضمیر المخاطب نحو إیای فی قول عمر، رضی الله عنه: لتذك لكم الأَسَل و الرماح و السهام و إیای و أن یحذف أحدكم الأرنب
لسان العرب، ج‌11، ص: 16
إِذا كان لیِّن الخدّ طویلَه. و كل مسترسِلٍ أَسِیلٌ، و قد أَسُلَ، بالضم، أَسَالَةً. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان أَسِیل الخد؛ قال ابن الأَثیر: الأَسَالَة فی الخدّ الاستطالة و أَن لا یكون مرتفع الوَجْنة. و یقال فی الدعاء علی الإِنسان: بَسْلًا و أَسْلًا كقولهم تَعْساً و نُكْساً. و تَأَسَّل أَباه: نزَع إِلیه فی الشَّبَه كتأَسَّنَه. و قولهم: هو علی آسَالٍ من أَبیه مثل آسانٍ أَی علی شَبَه من أَبیه و علامات و أَخلاق؛ قال ابن السكیت: و لم أَسمع بواحد الآسَال. و مَأْسَل، بالفتح: اسم رملة. و مَأْسَل: اسم جبل. و دارة مَأْسَل: موضع؛ عن كراع. و قیل: مَأْسَل اسم جبل فی بلاد العرب معروف.

اسمعل؛ ج11، ص: 16

: إِسْمَعِیل و إِسْمَعِین: اسمان.

أشل؛ ج11، ص: 16

: اللیث: الأَشْلُ من الذَّرْع بِلغة أَهل البصرة، یقولون كذا و كذا حَبْلًا، و كذا و كذا أَشْلًا لمقدار معلوم عندهم؛ قال أَبو منصور: و ما أَراه عربیّاً. قال أَبو سعید: الأُشُول هی الحِبال، و هی لغة من لغات النَّبَط، قال: و لو لا أَننی نبَطیٌّ ما عرفته.

أصل؛ ج11، ص: 16

: الأَصْلُ: أَسفل كل شی‌ء و جمعه أُصُول لا یُكَسَّر علی غیر ذلك، و هو الیأْصُول. یقال: أَصْلٌ مُؤَصَّل؛ و استعمل ابن جنی الأَصْلِیَّة موضع التَأَصُّل فقال: الأَلف و إِن كانت فی أَكثر أَحوالها بدلًا أَو زائدة فإِنها إِذا كانت بدلًا من أَصل جرت فی الأَصلیة مجراه، و هذا لم تنطق به العرب إِنما هو شی‌ء استعملته الأَوائل فی بعض كلامها. و أَصُلَ الشی‌ءُ: صار ذا أَصل؛ قال أُمیة الهذلی: و ما الشُّغْلُ إِلا أَنَّنی مُتَهَیِّبٌ لعِرْضِكَ، ما لم تجْعَلِ الشی‌ءَ یَأْصُلُ و كذلك تَأَصَّلَ. و یقال: اسْتَأْصَلَتْ هذه الشجرةُ أَی ثبت أَصلها. و اسْتَأْصَلَ اللّٰه بنی فلان إِذا لم یَدَعْ لهم أَصْلًا. و اسْتَأْصَلَهُ أَی قَلَعه من أَصله. و‌فی حدیث الأُضحیة: أَنه نهی عن المُسْتَأْصَلَة؛ هی التی أُخِذ قَرْنُها من أَصله، و قیل هو من الأَصِیلَة بمعنی الهلاك. و اسْتَأْصَلَ القومَ: قَطَعَ أَصلَهم. و اسْتَأْصَلَ اللّٰهُ شَأْفَتَه: و هی قَرْحة تخرج بالقَدَم فتُكْوی فتذهب، فدَعا اللّٰه أَن یذهب ذلك عنه «1». و قَطْعٌ أَصِیل: مُسْتَأْصِل. و أَصَل الشی‌ءَ: قَتَله عِلْماً فعَرَف أَصلَه. و یقال: إِنَّ النخلَ بأَرضِنا لأَصِیلٌ أَی هو به لا یزال و لا یَفْنی. و رجل أَصِیل: له أَصْل. و رَأْیٌ أَصِیل: له أَصل. و رجل أَصِیل: ثابت الرأْی عاقل. و قد أَصُلَ أَصَالَة، مثل ضَخُم ضَخامة، و فلان أَصِیلُ الرأْی و قد أَصُلَ رأْیُه أَصَالَةً، و إِنه لأَصِیل الرأْی و العقل. و مجد أَصِیل أَی ذو أَصالة. ابن الكسیت: جاؤوا بأَصِیلتهم أَی بأَجمعهم. و الأَصِیلُ: العَشِیُّ، و الجمع أُصُل و أُصْلان مثل بعیر و بُعران و آصَال و أَصَائِل كأَنه جمع أَصِیلَة؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: لعَمْری لأَنتَ البَیْتُ أُكْرِمُ أَهْلَه، و أَقْعُدُ فی أَفیائه بالأَصَائِل و قال الزجاج: آصال جمع أُصُل، فهو علی هذا جمع الجمع، و یجوز أَن یكون أُصُل واحداً كطُنُب؛ أَنشد ثعلب: فتَمَذَّرَتْ نفسی لذاك، و لم أَزَلْ بَدِلًا نَهارِیَ كُلَّه حَتی الأُصُلْ
(1). قوله [أَن یذهب ذلك عنه] كذا بالأصل، و عبارته فی ش ا ف: فیقال فی الدعاء: أذهبهم الله كما أذهب ذلك الداء بِالْكَیّ
لسان العرب، ج‌11، ص: 17
فقوله بَدِلًا نهاری كله یدل علی أَن الأُصُل هاهنا واحد، و تصغیره أُصَیْلان و أُصَیْلال علی البدل أَبدلوا من النون لاماً؛ و منه قول النابغة: وَقَفْتُ فیها أُصَیْلالًا أُسائِلُها، عَیَّتْ جَواباً، و ما بالرَّبْع من أَحَد قال السیرافی: إِن كان أُصَیْلان تصغیر أُصْلان و أُصْلان جمع أَصِیل فتصغیره نادر، لأَنه إِنما یصغر من الجمع ما كان علی بناء أَدنی العدد، و أَبنیة أَدنی العدد أَربعة: أَفعال و أَفعُل و أَفعِلة و فِعْلة، و لیست أُصْلان واحدة منها فوجب أَن یحكم علیه بالشذوذ، و إِن كان أُصْلان واحداً كرُمَّان و قُرْبان فتصغیره علی بابه؛ و أَما قول دَهْبَل: إِنِّی الذی أَعْمَل أَخْفافَ المَطِی، حَتَّی أَناخَ عِنْدَ بابِ الحِمْیَرِی، فَأُعْطِی الحِلْقَ أُصَیْلالَ العَشِی قال ابن سیدة: عندی أَنه من إِضافة الشی‌ء إلی نفسه، إِذ الأَصِیل و العَشِیُّ سواء لا فائدة فی أَحدهما إِلا ما فی الآخر. و آصَلْنا: دَخَلْنا فی الأَصِیل. و لقیته أُصَیْلالًا و أُصَیلاناً إِذا لقِیتَه بالعَشِیِّ، و لَقیتُه مُؤْصِلًا. و الأَصِیلُ: الهلاك؛ قال أَوس: خافوا الأَصِیلَ و قد أَعْیَتْ ملوكُهُمُ، و حُمِّلوا من أَذَی غُرْمٍ بأَثقال و أَتَیْنا مُؤْصِلِین «1» و قولهم لا أَصْل له و لا فَصْل؛ الأَصْل: الحَسَب، و الفَصْل اللسان. و الأَصِیلُ: الوقت بعد العصر إِلی المغرب. و الأَصَلَة: حَیَّة قصیرة كالرِّئَة حمراء لیست بشدیدة الحمرة لها رجل واحدة تقوم علیها و تُساور الإِنسان و تنفخ فلا تصیب شیئاً بنفختها إِلا أَهلكته، و قیل: هی مثل الرحی مستدیرة حمراءُ لا تَمَس شجرة و لا عوداً إِلا سَمَّته، لیست بالشدیدة الحمرة لها قائمة تَخُطُّ بها فی الأَرض و تَطْحَن طحن الرحی، و قیل: الأَصَلَة حیة صغیرة تكون فی الرمال لونها كلون الرِّئَة و لها رجل واحدة تقف علیها تَثِب إِلی الإِنسان و لا تصیب شیئاً إِلا هلك، و قیل: الأَصَلَة الحیة العظیمة، و جمعها أَصَل؛ و فی الصحاح: الأَصَلَة، بالتحریك، جنس من الحیات و هو أَخبثها. و‌فی الحدیث فی ذكر الدجال: أعور جعد كأَن رأْسه أَصَلَة، بفتح الهمزة و الصاد؛ قال ابن الأَنباری: الأَصَلَة الأَفْعَی، و قیل: حیة ضَخْمة عظیمة قصیرة الجسم تَثِب علی الفارس فتقتله فشبه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، رأْس الدجال بها لِعِظَمِه و استدارته، و فی الأَصَلة مع عظمها استدارة؛ و أَنشد: یا ربِّ إِنْ كان یَزیدُ قد أَكَل لَحْمَ الصَّدیق عَلَلًا بعد نَهَل و دَبَّ بالشَّرِّ دبیباً و نَشَل، فاقْدُر له أَصَلةً من الأَصَل «2». كَبْساءَ، كالقُرْصة أَو خُفِّ الجَمَل، لها سَحِیفٌ و فَحِیحٌ و زَجَل السحیف: صوت جلدها، و الفَحِیح من فمها، و الكبساء: العظیمة الرأْس؛ رجل أَكبس و كُبَاس، و العرب تشبه الرأْس الصغیر الكثیر الحركة برأْس الحیة؛ قال طَرَفة: خَشَاشٌ كرأْسِ الحَیّة المُتَوَقِّدِ «3».
(1). قوله [و أتینا مؤصلین] كذا بالأصل (2). قوله [و نشل] كذا بالأصل بالشین المعجمة، و لعله بالمهملة من النسلان المناسب للدبیب (3). قوله [خشاش إلخ] هو عجز بیت صدره كما فی الصحاح: أنا الرجل الضرب الذی تعرفونه و الخشاش: هو الماضی من الرجال
لسان العرب، ج‌11، ص: 18
و أَخذ الشی‌ء بأَصَلَته و أَصِیلَته أَی بجمیعه لم یَدَعْ منه شیئاً؛ الأَول عن ابن الأَعرابی. و أَصِلَ الماءُ یَأْصَلُ أَصَلًا كأَسِن إِذا تغیر طعمه و ریحه من حَمْأَة فیه. و یقال: إِنی لأَجِد من ماء حُبِّكم طَعْمَ أَصَلٍ. و أَصِیلَة الرجل: جمیع ماله. و یقال: أَصِلَ فلان یفعل كذا و كذا كقولك طَفِق و عَلِق.

اصطبل؛ ج11، ص: 18

: الرُّباعی: الإِصْطَبْلُ مَوْقِف الدابة، و فی التهذیب: مَوْقِف الفَرَس، شامیّة؛ قال سیبویه: الإِسْفَنْطُ و الإِصْطَبْلُ خُماسیَّان جعل الأَلف فیهما أَصلیة كما جعل یَسْتَعُور خماسیّاً، جعلت الیاء أَصلیة. الجوهری: الإِصْطَبْل للدواب و أَلفه أَصلیة لأَن الزیادة لا تلحق بنات الأَربعة من أَوائلها إِلا الأَسماء الجاریة علی أَفعالها و هی من الخمسة أَبعد، قال: و قال أَبو عمرو الإِصْطَبْل لیس من كلام العرب.

اصطفل؛ ج11، ص: 18

: التهذیب: الإِصْطَفْلِین: الجَزَرُ الذی یؤكل، لغة شامیة، الواحدة إِصْطَفْلِینَة، قال: و هی المَشَا أَیضاً، مقصور، و قیل: الإِصْطَفْلِینَة كالجَزَرة. و‌فی حدیث القاسم بن مُخَیْمَرة: إِن الوالی لیَنْحِت أَقارِبُه أَمانَتَه كما تَنْحِت القَدُومُ الإِصْطَفْلِینَة حتی یَخْلُصَ إِلی قَلْبها.و‌فی كتاب معاویة إِلی ملك الروم: و لأَنْزِعَنَّك من المُلك نَزْعَ الإِصْطَفْلِینَة‌أَی الجَزَرة، لغة شامیة؛ قال ابن الأَثیر: و أَوردها بعضهم فی حرف الهمزة علی أَنها أَصلیة، و بعضهم فی الصاد علی أَن الهمزة زائدة؛ قال شمر: الإِصْطَفْلِینَة كالجَزَرة لیست بعربیة مَحْضة لأَن الصاد و الطاء لا یكاد یجتمعان فی مَحْض كلامهم، قال: و إِنما جاء فی الصِّراط و الإِصطَبْل و الأُصطُمَّة أَن أَصلها كلها السین.

اطل؛ ج11، ص: 18

: الإِطِلُ و الإِطْلُ مثل إِبِل و إِبْل، و الأَیْطَل: مُنْقَطَع الأَضلاع من الحَجَبة، و قیل القُرُبُ، و قیل الخاصرةُ كلها؛ و أَنشد ابن بری فی الإِطِل قول الشاعر: لم تُؤْزَ خَیْلُهُمُ بالثَّغْر راصدةً ثُجْلَ الخَواصِرِ، لم یَلْحَقْ لها إِطِلُ و جمع الإِطِلِ آطَال، و جمع الأَیْطَل أَیاطِل، و أَیْطَلٌ فَیْعَلٌ و الأَلف أَصلیة؛ قال ابن بری: شاهد الأَیْطَل قول إمرئ القیس: له أَیْطَلا ظَبْیٍ و سَاقا نَعامةٍ

افل؛ ج11، ص: 18

: أَفَلَ أَی غاب. و أَفَلَت الشمسُ تَأْفِل و تَأْفُلُ أَفْلًا و أُفولًا: غَرَبت، و فی التهذیب: إِذا غابت فهی آفِلَة و آفِل، و كذلك القمر یأْفِلُ إِذا غاب، و كذلك سائر الكواكب. قال الله تعالی: فَلَمّٰا أَفَلَ قٰالَ لٰا أُحِبُّ الْآفِلِینَ. و الإِفَال و الأَفَائِل: صِغار الإِبل بَنَاتُ المخَاض و نحوُها. ابن سیدة: و الأَفِیل ابن المخَاض فما فوقه، و الأَفِیل الفَصِیل؛ و الجمع إِفَال لأَن حقیقته الوصف، هذا هو القیاس و أَما سیبویه فقال أَفِیل و أَفَائِل، شبهوه بذَنُوب و ذَنائب، یعنی أَنه لیس بینهما إِلا الیاء و الواو، و اختلاف ما قبلهما بهما، و الیاء و الواو أُخْتانِ، و كذلك الكسرة و الضمة. أَبو عبید: واحد الإَفالِ بنات المخَاض أَفِیلٌ و الأُنثی أَفِیلَة؛ و منه قول زهیر: فأَصْبَحَ یُجْری فیهمُ من تِلادكم مَغانم شَتَّی، من إِفَالٍ مُزَنَّمِ و یروی: … یُجْدی … النوادر: أَفِلَ الرجلُ إِذا نَشِط، فهو أَفِلٌ علی فَعِلٍ؛ قال أَبو زید: أَبُو شَتِیمَین مِنْ حَصَّاءَ قد أَفِلَت، كأَنَّ أَطْباءَها فی رُفْغها رُقَعُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 19
و قال أَبو الهیثم فیما روی بخطه فی قوله: … قد أَفِلَتْ: ذهب لَبَنُها، قال: و الرُّفْغ ما بین السُّرَّة إِلی العانة، و الحَصَّاء التی انْحَصَّ وَبَرُها، و قیل: الرُّفْغ أَصل الفَخِذ و الإِبْط. ابن سیدة: أَفَلَ الحَمْلُ فی الرَّحِم استقر. و سَبُعَةٌ آفِل و آفِلَة: حامل. قال اللیث: إِذا استقر اللَّقاح فی قَرار الرَّحِم قیل قد أَفَلَ، ثم یقال للحامل آفِل. و المَأْفُول إِبدال المَأْفون: و هو الناقص العقل.

أفكل؛ ج11، ص: 19

: النهایة: فی الحدیث فَبَات و له أَفْكَلٌ؛ الأَفْكَلُ، بالفتح: الرِّعْدة من بَرْد أَو خوف، قال: و لا یُبْنی منه فِعْل و همزته زائدة و وزنه أَفْعَل، و لهذا إِذا سَمَّیْتَ به لم تصرفه للتعریف و وزن الفعل. و‌فی حدیث عائشة: فأَخَذَنی أَفْكَلٌ فارتعدت من شدة الغَیْرة.

أكل؛ ج11، ص: 19

: أَكَلْت الطعام أَكْلًا و مَأْكَلا. ابن سیدة: أَكَلَ الطعام یأْكُلُه أَكْلًا فهو آكِل و الجمع أَكَلَة، و قالوا فی الأَمر كُلْ، و أَصله أُؤْكُلْ، فلما اجتمعت همزتان و كثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلیة فزال الساكن فاستغنی عن الهمزة الزائدة، قال: و لا یُعْتَدّ بهذا الحذف لقِلَّته و لأَنه إِنما حذف تخفیفاً، لأَن الأَفعال لا تحذف إِنما تحذف الأَسماء نحو یَدٍ و دَمٍ و أَخٍ و ما جری مجراه، و لیس الفعل كذلك، و قد أُخْرِجَ علی الأَصل فقیل أُوكُل، و كذلك القول فی خُذْ و مُر. و الإِكْلَة: هیئة الأَكْل. و الإِكْلَة: الحال التی یأْكُل علیها متكئاً أَو قاعداً مثل الجِلْسة و الرِّكْبة. یقال: إِنه لحَسَن الإِكْلَة. و الأَكْلَة: المرة الواحدة حتی یَشْبَع. و الأُكْلَة: اسم للُّقْمة. و قال اللحیانی: الأَكْلَة و الأُكْلَة كاللَّقْمة و اللُّقْمة یُعْنَی بهما جمیعاً المأْكولُ؛ قال: من الآكِلِین الماءَ ظُلْماً، فما أَرَی یَنالون خَیْراً، بعدَ أَكْلِهِمِ المَاءَ فإِنما یرید قوماً كانوا یبیعون الماءَ فیشترون بثمنه ما یأْكلونه، فاكتفی بذكر الماء الذی هو سبب المأْكول عن ذكر المأْكول. و تقول: أَكَلْت أُكْلَة واحدة أَی لُقْمة، و هی القُرْصة أَیضاً. و أَكَلْت أَكْلَة إِذا أَكَل حتی یَشْبَع. و هذا الشی‌ء أُكْلَة لك أَی طُعْمة لك. و‌فی حدیث الشاة المسمومة: ما زَالَتْ أُكْلَة خَیْبَرَ تُعَادُّنی؛ الأُكْلَة، بالضم: اللُّقمة التی أَكَل من الشاة، و بعض الرُّواة بفتح الأَلف و هو خطأ لأَنه ما أَكَل إِلّا لُقْمة واحدة. و منه‌الحدیث الآخر: فلیجعل فی یده أُكْلَة أَو أُكْلَتَیْنِ‌أَی لُقْمة أَو لُقْمتین. و‌فی الحدیث: أَخْرَجَ لنا ثلاثَ أُكَل؛ هی جمع أُكْلَة مثل غُرْفة و غُرَف، و هی القُرَص من الخُبْز. و رجل أُكَلَةٌ و أَكُولٌ و أَكِیلٌ: كثیر الأَكْلِ. و آكَلَه الشی‌ءَ: أَطعمه إِیاه، كلاهما علی المثل «4» و آكَلَنِی ما لم آكُلْ و أَكَّلَنِیه، كلاهما: ادعاه علیَّ. و یقال: أَكَّلْتَنِی ما لم آكُلْ، بالتشدید، و آكَلْتَنِی ما لم آكُلْ أَیضاً إِذا ادَّعیتَه علیَّ. و یقال: أَ لیس قبیحاً أَن تُؤَكِّلَنِی ما لم آكُلْ؟ و یقال: قد أَكَّلَ فلان غنمی و شَرَّبَها. و یقال: ظَلَّ مالی یُؤَكَّلُ و یُشَرَّب. و الرجل یَسْتأْكِل قوماً أَی یأْكل أَموالَهم من الإِسْنات. و فلان یَسْتَأْكِل الضُّعفاء أَی یأْخذ أَموالهم؛ قال ابن بری و قول أَبی طالب:
(4). قوله [و آكَلَهُ الشی‌ءَ أطعمه إیاه كلاهما إلخ] هكذا فی الأصل، و لعل فیه سقطاً نظیر ما بعده بدلیل قوله كلاهما إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 20
و ما تَرْكُ قَوْمٍ، لا أَبا لَك، سَیِّداً مَحُوطَ الذِّمَارِ غَیْرَ ذِرْبٍ مؤَاكِل أَی یَسْتأْكل أَموالَ الناس. و اسْتَأْكَلَه الشی‌ءَ: طَلَب إِلیه أَن یجعله له أُكْلة. و أَكَلَتِ النارُ الحَطَبَ، و آكَلْتُها أَی أَطْعَمْتُها، و كذلك كل شی‌ءٍ أَطْعَمْتَه شیئاً. و الأُكْل: الطُّعْمة؛ یقال: جَعَلْتُه له أُكْلًا أَی طُعْمة. و یقال: ما هم إِلَّا أَكَلَة رَأْسٍ أَی قلیلٌ، قَدْرُ ما یُشْبِعهم رأْسٌ واحد؛ و فی الصحاح: و قولهم هم أَكَلَة رأْس أَی هم قلیل یشبعهم رأْس واحد، و هو جمع آكِل. و آكَلَ الرجلَ و وَاكَلَهُ: أَكل معه، الأَخیرة علی البدل و هی قلیلة، و هو أَكِیل من المُؤَاكَلَة، و الهمز فی آكَلَه أَكثر و أَجود. و فلان أَكِیلِی: و هو الذی یأْكل معك. الجوهری: الأَكِیل الذی یُؤَاكِلُكَ. و الإِیكَال بین الناس: السعی بینهم بالنَّمائم. و‌فی الحدیث: من أَكَلَ بأَخیه أُكْلَة؛ معناه الرجل یكون صَدِیقاً لرجل ثم یذهب إِلی عدوه فیتكلم فیه بغیر الجمیل لیُجیزه علیه بجائزة فلا یبارك الله له فیها؛ هی بالضم اللقمة، و بالفتح المرَّة من الأَكل. و آكَلْتُه إِیكَالًا: أَطْعَمْته. و آكَلْتُه مُؤَاكَلَةً: أَكَلْت معه فصار أَفْعَلْت و فَاعَلْت علی صورة واحدة، و لا تقل واكلته، بالواو. و الأَكِیل أَیضاً: الآكل؛ قال الشاعر: لَعَمْرُك إِنَّ قُرْصَ أَبی خُبَیْبٍ بَطِی‌ءُ النَّضْج، مَحْشُومُ الأَكِیل و أَكِیلُكَ: الذی یُؤَاكِلك، و الأُنثی أَكِیلَة. التهذیب: یقال فلانة أَكِیلِی للمرأة التی تُؤَاكلك. و‌فی حدیث النهی عن المنكر: فلا یمنعه ذلك أَن یكون أَكِیلَه و شَرِیبَه؛ الأَكِیل و الشَّرِیب: الذی یصاحبك فی الأَكل و الشرب، فعِیل بمعنی مُفاعل. و الأُكْل: ما أُكِل. و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی الله عنها: و بَعَج الأَرضَ فَقاءَت أُكْلَها؛ الأَكْل، بالضم و سكون الكاف: اسم المأْكول، و بالفتح المصدر؛ ترید أَن الأَرض حَفِظَت البَذْر و شَرِبت ماءَ المطر ثم قَاءَتْ حین أَنْبتت فكَنَت عن النبات بالقَی‌ء، و المراد ما فتح الله علیه من البلاد بما أَغْزَی إِلیها من الجیوش. و یقال: ما ذُقْت أَكَالًا، بالفتح، أَی طعاماً. و الأَكَال: ما یُؤْكَل. و ما ذاق أَكَالًا أَی ما یُؤْكَل. و المُؤْكِل: المُطْعِم. و‌فی الحدیث: لعن الله آكِلَ الرِّبا و مُؤْكِلَه، یرید به البائع و المشتری؛ و منه‌الحدیث: نهی عن المُؤَاكَلَة؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن یكون للرجل علی الرجل دین فیُهْدِی إِلیه شیئاً لیؤَخِّره و یُمْسك عن اقتضائه، سمی مُؤَاكَلَةً لأَن كل واحد منهما یُؤْكِل صاحبَه أَی یُطْعِمه. و المَأْكَلَة و المَأْكُلَة: ما أُكِل، و یوصف به فیقال: شاة مَأْكَلَة و مَأْكُلَة. و المَأْكُلَة: ما جُعل للإِنسان لا یحاسَب علیه. الجوهری: المَأْكَلَة و المَأْكُلَة الموضع الذی منه تَأْكُل، یقال: اتَّخَذت فلاناً مَأْكَلَة و مَأْكُلَة. و الأَكُولَة: الشاة التی تُعْزَل للأَكل و تُسَمَّن و یكره للمصدِّق أَخْذُها. التهذیب: أَكُولَة الراعی التی یكره للمُصَدِّق أَن یأْخذها هی التی یُسَمِّنها الراعی، و الأَكِیلَة هی المأْكولة. التهذیب: و یقال أَكَلْتُه العقرب، و أَكَل فلان عُمْرَه إِذا أَفناه، و النار تَأْكُلُ الحطب. و أَما‌حدیث عمر، رضی الله عنه: دَعِ الرُّبَّی و الماخِض و الأَكُولَة، فإِنه أَمر المُصَدِّق بأَن یَعُدَّ علی رب الغنم هذه الثلاث و لا یأْخذها فی
لسان العرب، ج‌11، ص: 21
الصدقة لأَنها خِیار المال. قال أَبو عبید: و الأَكُولَة التی تُسَمَّن للأَكل، و قال شمر: قال غیره أَكُولَة غنم الرجل الخَصِیُّ و الهَرِمة و العاقِر، و قال ابن شمیل: أَكُولَة الحَیِّ التی یَجْلُبون یأْكلون ثمنها «1» التَّیْس و الجَزْرة و الكَبْش العظیم التی لیست بقُنْوة، و الهَرِمة و الشارف التی لیست من جَوارح المال، قال: و قد تكون أَكِیلةً فیما زعم یونس فیقال: هل غنمك أَكُولة؟ فتقول: لا، إِلَّا شاة واحدة. یقال: هذه من الأَكولة و لا یقال للواحدة هذه أَكُولة. و یقال: ما عنده مائة أَكَائِل و عنده مائة أَكُولَة. و قال الفراء: هی أَكُولَة الراعی و أَكِیلَة السبع التی یأْكل منها و تُسْتَنْقذ منه، و قال أَبو زید: هی أَكِیلَة الذِّئب و هی فَریسته، قال: و الأَكُولَة من الغنم خاصة و هی الواحدة إِلی ما بلغت، و هی القَواصی، و هی العاقر و الهَرِمُ و الخَصِیُّ من الذِّكارة، صِغَاراً أَو كباراً؛ قال أَبو عبید: الذی یروی‌فی الحدیث دع الرُّبَّی و الماخِض و الأَكِیلَة، و إِنما الأَكِیلَة المأْكولة. یقال: هذه أَكِیلَة الأَسد و الذئب، فأَما هذه فإِنها الأَكُولة. و الأَكِیلَة: هی الرأْس التی تُنْصب للأَسد أَو الذئب أَو الضبع یُصاد بها، و أَما التی یَفْرِسها السَّبُع فهی أَكِیلة، و إِنما دخلته الهاء و إِن كان بمعنی مفعولة لغلبة الاسم علیه. و أَكِیلَة السبع و أَكِیله: ما أَكل من الماشیة، و نظیره فَرِیسة السبع و فَرِیسه. و الأَكِیل: المأْكول فیقال لما أُكِل مَأْكُول و أَكِیل. و آكَلْتُك فلاناً إِذا أَمكنته منه؛ و لما أَنشد المُمَزَّق قوله: فإِنْ كنتُ مَأْكولًا، فكُنْ خیرَ آكِلٍ، و إِلَّا فَأَدْرِكْنی، و لَمَّا أُمَزَّقِ فقال النعمان: لا آكُلُك و لا أُوكِلُك غیری. و یقال: ظَلَّ مالی یُؤَكَّل و یُشَرَّب أَی یَرْعَی كیف شاء. و یقال أَیضاً: فلان أَكَّلَ مالی و شَرَّبه أَی أَطعمه الناس. نوادر الأَعراب: الأَكَاوِل نُشوزٌ من الأَرض أَشباه الجبال. و أَكَلَ البَهْمة تناول التراب ترید أَن تأْكل «2»؛ عن ابن الأَعرابی. و المَأْكَلَة و المَأْكُلَة: المِیرة، تقول العرب: الحمد لله الذی أَغنانا بالرِّسل عن المأْكلة؛ عن ابن الأَعرابی، و هو الأُكْل، قال: و هی المِیرة و إِنما یمتارون فی الجَدْب. و الآكَال: مآكل الملوك. و آكَال الملوك: مَأْكَلُهم و طُعْمُهم. و الأُكُل: ما یجعله الملوك مأْكَلة. و الأُكْل: الرِّعْی أَیضاً. و‌فی الحدیث عن عمرو بن عَبْسة: و مَأْكُول حِمْیر خیر من آكلها‌المأْكول: الرَّعِیَّة، و الآكلون الملوك جعلوا أَموال الرَّعِیَّة لهم مأْكَلة، أَراد أَن عوامّ أَهل الیَمن خیر من ملوكهم، و قیل: أَراد بمأْكولهم من مات منهم فأَكلتهم الأَرض أَی هم خیر من الأَحیاء الآكلین، و هم الباقون. و آكَال الجُنْد: أَطماعُهم؛ قال الأَعْشَی: جُنْدُك التالدُ العتیق من السَّاداتِ، أَهْل القِباب و الآكَال و الأُكْل: الرِّزق. و إِنه لعَظیم الأُكْل فی الدنیا أَی عظیم الرزق، و منه قیل للمیت: انقطع أُكْله، و الأُكْل: الحظ من الدنیا كأَنه یُؤْكَل. أَبو سعید: و رجل مُؤْكَل أَی مرزوق؛ و أَنشد: منْهَرِتِ الأَشْداقِ عَضْبٍ مُؤْكَل، فی الآهِلین و اخْتِرامِ السُّبُل و فلان ذو أُكْل إِذا كان ذا حَظٍّ من الدنیا و رزق واسع. و آكَلْت بین القوم أَی حَرَّشْت و أَفسدت.
(1). قوله: [التی یجلبون یأكلون ثمنها،] هكذا فی الأصل (2). قوله: [و أَكَلَ البهمة تناول التراب ترید أن تأكل،] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 22
و الأُكْل: الثَّمَر. و یقال: أُكْل بستانِك دائم، و أُكْله ثمره. و فی الصحاح: و الأُكْل ثمر النخل و الشجر. و كُلُّ ما یُؤْكل، فهو أُكْل. و فی التنزیل العزیز: أُكُلُهٰا دٰائِمٌ. و آكَلَتِ الشجرةُ: أَطْعَمَتْ، و آكَلَ النخلُ و الزرعُ و كلُّ شی‌ء إِذا أَطْعَم. و أُكُل الشجرةِ: جَنَاها. و فی التنزیل العزیز: تُؤْتِی أُكُلَهٰا كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا، و فیه: ذَوٰاتَیْ أُكُلٍ خَمْطٍ؛ أَی جَنًی خمطٍ. و رجل ذو أُكْل أَی رَأْی و عقل و حَصَافَة. و ثوب ذو أُكْل: قَوِیٌّ صَفِیق كَثِیر الغَزْل. و قال أَعرابی: أُرید ثوباً له أُكْل أَی نفس و قوّة؛ و قرطاس ذو أُكْل. و یقال للعصا المحدّدة: آكلة اللحم تشبیهاً بالسكین. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: و اللهِ لیَضْربَنَّ أَحدكُم أَخاه بمثل آكِلَة اللحم ثم یری أَنی لا أُقِیدُه، و الله لأُقِیدَنَّهُ منه؛ قال أَبو عبید: قال العجاج أَراد بآكِلَة اللحم عصا محدّدة؛ قال: و قال الأُموی الأَصل فی هذا أَنها السكین و إِنما شبهت العصا المحدّدة بها؛ و قال شمر: قیل فی آكِلَة اللحم إِنها السِّیَاط، شَبَّهها بالنار لأَن آثارها كآثارها. و كثرت الآكِلَة فی بلاد بنی فلان أَی الراعیة. و المِئْكَلَة من البِرَام: الصغیرةُ التی یَسْتَخِفُّها الحیُّ أَن یطبخوا اللحم فیها و العصیدة، و قال اللحیانی: كل ما أُكِل فیه فهو مِئْكَلَة؛ و المِئْكَلَة: ضرب من الأَقداح و هو نحوٌ مما یؤكل فیه، و الجمع المَآكِل؛ و فی الصحاح: المِئْكَلَة الصِّحاف التی یستخفُّ الحی أَن یطبخوا فیها اللحم و العصیدة. و أَكِل الشی‌ءُ و أْتَكَلَ و تَأَكَّلَ: أَكل بعضُه بعضاً، و الاسم الأُكَال و الإِكَال؛ و قول الجعدی: سَأَلَتْنی عن أُناسٍ هَلَكوا، شرِبَ الدَّهْرُ علیهم و أَكَلَ قال أَبو عمرو: یقول مَرَّ علیهم، و هو مَثَل، و قال غیره: معناه شَرِب الناسُ بَعْدَهم و أَكَلُوا. و الأَكِلَة، مقصور: داء یقع فی العضو فیَأْتَكِل منه. و تَأَكَّلَ الرجلُ و أْتَكَلَ: غضِب و هاج و كاد بعضه یأْكل بعضاً؛ قال الأَعشی: أَبْلِغْ یَزیدَ بَنی شَیْبَان مَأْلُكَةً: أَبا ثُبَیْتٍ، أَ مَا تَنْفَكُّ تَأْتَكِل؟ و قال یعقوب: إِنما هو تَأْتَلِكُ فقلب. التهذیب: و النار إِذا اشتدّ الْتهابُها كأَنها یأْكل بعضها بعضاً، یقال: ائْتَكَلت النار. و الرجل إِذا اشتد غضبه یَأْتَكِل؛ یقال: فلان یَأْتَكِل من الغضب أَی یحترق و یَتَوَهَّج. و یقال: أَكَلَتِ النارُ الحطبَ و آكَلْتُها أَنا أَی أَطعمتها إِیاه. و التَّأَكُّل: شدة بریق الكحل إِذا كسِر أَو الصَّبِرِ أَو الفضة و السیفِ و البَرْقِ؛ قال أَوس بن حجر: علی مِثْل مِسْحاة اللُّجَینِ تَأَكُّلا «3» و قال اللحیانی: ائتَكَلَ السیف اضطرب. و تَأَكَّلَ السیف تَأَكُّلًا إِذا ما تَوَهَّج من الحدَّة؛ و قال أَوس بن حجر: و أَبْیَضَ صُولِیًّا، كأَنَّ غِرَارَه تَلأْلُؤُ بَرْقٍ فی حَبِیٍّ تَأَكَّلا و أَنشده الجوهری أَیضاً؛ قال ابن بری صواب إِنشاده: و أَبیض هندیّاً …، لأَن السیوف تنسب إِلی الهند و تنسب الدُّروع إِلی صُول؛ و قبل البیت:
(3). قوله [علی مثل مسحاة إلخ] هو عجز بیت صدره كما فی شرح القاموس: إذا سل من غمد تأكل أثره
لسان العرب، ج‌11، ص: 23
و أَمْلَسَ صُولِیًّا، كَنِهْیِ قَرَارةٍ، أَحَسَّ بِقاعٍ نَفْخَ رِیحٍ فأَحْفَلا و تَأَكَّلَ السَّیْفُ تَأَكُّلًا و تَأَكَّلَ البرقُ تَأَكُّلًا إِذا تلأْلأَ. و فی أَسنانه أَكَلٌ أَی أَنها مُتأَكِّلة. و قال أَبو زید: فی الأَسنان القادحُ، و هو أَن تَتَأَكَّلَ الأَسنانُ. یقال: قُدِحَ فی سِنِّه. الجوهری: یقال أَكِلَتْ أَسنانه من الكِبَر إِذا احْتَكَّت فذهبت. و فی أَسنانه أَكَلٌ، بالتحریك، أَی أَنها مؤْتكِلة، و قد ائْتَكَلَتْ أَسنانُه و تَأَكَّلَت. و الإِكْلَةُ و الأُكَال: الحِكَّة و الجرب أَیّاً كانت. و قد أَكَلَنِی رأْسی. و إِنه لیَجِدُ فی جسمه أَكِلَةً، من الأُكال، علی فَعِلة، و إِكْلَةً و أُكَالًا أَی حكة. الأَصمعی و الكسائی: وجدت فی جسدی أُكَالًا أَی حكة. قال الأَزهری: و سمعت بعض العرب یقول: جِلْدی یَأْكُلُنِی إِذا وجد حكة، و لا یقال جِلْدی یَحُكُّنی. و الآكَال: سادَةُ الأَحیاء الذین یأْخذون المِرْباعَ و غیره. و المَأْكَل: الكَسْب. و‌فی الحدیث: أُمِرْت بقریة تَأْكُلُ القُرَی؛ هی المدینة، أَی یَغْلِب أَهلُها و هم الأَنصار بالإِسلام علی غیرها من القُرَی، و ینصر اللهُ دینَه بأَهلها و یفتح القری علیهم و یُغَنِّمهم إِیاها فیأْكلونها. و أَكِلَتِ الناقةُ تَأْكَلُ أَكَلًا إِذا نبت وَبَرُ جَنینها فی بطنها فوجدت لذلك أَذی و حِكَّة فی بطنها؛ و ناقة أَكِلَة، علی فَعِلة، إِذا وجدت أَلماً فی بطنها من ذلك. الجوهری: أَكِلَت الناقةُ أَكَالًا مثل سَمِع سَمَاعاً، و بها أُكَال، بالضم، إِذا أَشْعَرَ وَلَدُها فی بطنها فحكَّها ذلك و تَأَذَّتْ. و الأُكْلَة و الإِكْلَة، بالضم و الكسر: الغیبة. و إِنه لذو أُكْلة للناس و إِكْلة و أَكْلَة أَی غیبة لهم یغتابهم؛ الفتح عن كراع. و آكَلَ بینهم و أَكَّلَ: حمل بعضهم علی بعض كأَنه من قوله تعالی: أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً؛ و قال أَبو نصر فی قوله: أَبا ثُبَیْتٍ، أَ ما تَنْفَكُّ تَأْتَكِل معناه تأْكل لحومنا و تغتابنا، و هو تَفْتَعِل من الأَكل.

ألل؛ ج11، ص: 23

: الأَلُّ: السرعة، و الأَلُّ الإِسراع. و أَلَّ فی سیره و مشیه یَؤُلُّ و یَئِلُّ أَلًّا إِذا أَسرع و اهْتَزَّ؛ فأَما قوله أَنشده ابن جنی: و إِذْ أَؤُلُّ المَشْیَ أَلًّا أَلَّا قال ابن سیدة: إِما أَن یكون أَراد أَؤُلُّ فی المشی فحذف و أَوصل، و إِما أَن یكون أَؤُلُّ متعدیاً فی موضعه بغیر حرف جر. و فرس مِئَلٌّ أَی سریع. و قد أَلَّ یَؤُلُّ أَلًّا: بمعنی أَسرع؛ قال أَبو الخضر الیربوعی یمدح عبد الملك بن مروان و كان أَجری مُهْراً فَسَبَق: مُهْرَ أَبی الحَبْحابِ لا تَشَلِّی، بارَكَ فیكَ اللّٰهُ من ذی أَلِّ أَی من فرس ذی سرعة. و أَلَّ الفرسُ یَئِلُّ أَلًّا: اضطرب. و أَلَّ لونُه یَؤُلُّ أَلًّا و أَلِیلًا إِذا صفا و برَقَ، و الأَلُّ صفاء اللون. و أَلَّ الشی‌ءُ یَؤُلُّ و یَئِلُّ؛ الأَخیرة عن ابن درید، أَلًّا: برق. و أَلَّتْ فرائصُه تَئِلُّ: لمعت فی عَدْو؛ قال: حتی رَمَیْت بها یَئِلُّ فَرِیصُها، و كأَنَّ صَهْوَتَها مَدَاكُ رُخَام و أَنشد الأَزهری لأَبی دُوادٍ یصف الفرس و الوحش: فلَهَزْتُهُنَّ بها یَؤُلُّ فَرِیصُها من لَمْعِ رایَتِنا، و هُنَّ غَوَادی و الأَلَّة: الحَرْبة العظیمة النَّصْل، سمیت بذلك لبریقها
لسان العرب، ج‌11، ص: 24
و لَمَعانها، و فرَق بعضهم بین الأَلَّة و الحَرْبة فقال: الأَلَّة كلها حدیدة، و الحَرْبة بعضها خشب و بعضها حدید، و الجمع أَلٌّ، بالفتح، و إِلالٌ؛ و أَلِیلُها: لَمَعانها. و الأَلُّ: مصدر أَلَّهُ یَؤُلُّه أَلًّا طعنه بالأَلَّة. الجوهری: الأَلُّ، بالفتح، جمع أَلَّة و هی الحَرْبة فی نصلها عِرَضٌ؛ قال الأَعشی: تَدَارَكَه فی مُنْصِلِ الأَلِّ بعدَ ما مَضی غیرَ دَأْدَاءٍ، و قد كاد یَعْطَب و یجمع أَیضاً علی إِلالٍ مثل جَفْنَة و جِفَان. و الأَلَّة: السِّلاح و جمیع أَداة الحرب. و یقال: ما لَه أُلَّ و غُلَّ؛ قال ابن بری: أُلَّ دُفع فی قفاه، و غُلَّ أَی جُنَّ. و المِئَلُّ: القَرْنُ الذی یُطْعَنُ به، و كانوا فی الجاهلیة یتخذون أَسِنَّة من قرون البقر الوحشی. التهذیب: و المِئَلَّانِ القَرْنانِ؛ قال رؤبة یصف الثور: إِذا مِئَلًّا قَرْنِه تَزَعْزَعا قال أَبو عمرو: المِئَلُّ حَدُّ رَوْقه و هو مأْخوذ من الأَلَّة و هی الحَرْبة. و التَّأْلِیل: التحدید و التحریف. و أُذن مُؤَلَّلَة: محدّدة منصوبة مُلَطَّفة. و إِنه لمُؤَلَّل الوجه أَی حَسَنه سَهْله؛ عن اللحیانی، كأَنه قد أُلِّل. و أَلَلا السِّكینِ و الكتفِ و كل شی‌ء عَریض: وَجْهَاه. و قیل: أَلَلا الكتفِ اللَّحمتان المتطابقتان بینهما فَجْوة علی وجه الكتف، فإِذا قُشرت إِحداهما عن الأُخری سال من بینهما ماء، و هما الأَلَلان. و حكی الأَصمعی عن عیسی بن أَبی إِسحق أَنه قال: قالت امرأَة من العرب لابنتها لا تُهْدِی إِلی ضَرَّتِك الكتفَ فإِن الماءَ یَجْری بین أَلَلَیْها أَی أَهْدی شَرًّا منها؛ قال أَبو منصور: و إِحدی هاتین اللَّحمتین الرُّقَّی و هی كالشحمة البیضاء تكون فی مَرْجِع الكَتِف، و علیها أُخری مثلُها تسمی المأْتَی. التهذیب: و الأَلَلُ و الأَلَلانِ وَجْها السِّكین و وَجْها كل شی‌ء عَرِیض. و أَلَّلْتُ الشی‌ءَ تَأْلِیلًا أَی حدّدت طَرَفه؛ و منه قول طَرَفة بن العبد یصف أُذنی ناقته بالحِدَّة و الانتصاب: مُؤَلَّلتانِ یُعْرَف العِتْقُ فیهما، كَسَامِعَتَیْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ الفراء: الأُلَّة الراعِیة البعیدة المَرْعَی من الرُّعاة. و الإِلَّة: القرابة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: عَجِبَ ربكم من إِلِّكم و قُنوطِكم و سرعة إِجابته إِیاكم؛ قال أَبو عبید: المحدثون رووه من إِلِّكم، بكسر الأَلف، و المحفوظ عندنا‌من أَلِّكم، بالفتح، و هو أَشبه بالمصادر كأَنه أَراد من شدة قنوطكم، و یجوز أَن یكون من قولك أَلَّ یَئِلُّ أَلًّا و أَلَلَا و أَلِیلَا، و هو أَن یرفع الرجل صوته بالدعاء و یَجْأَر؛ و قال الكمیت یصف رجلًا: و أَنتَ ما أَنتَ، فی غَبْراءَ مُظْلِمةٍ، إِذا دَعَتْ أَلَلَیْها الكاعِبُ الفُضُل قال: و قد یكون أَلَلَیها أَنه یرید الأَلَل المصدر ثم ثَنّاه و هو نادر كأَنه یرید صوتاً بعد صوت، و یكون قوله أَلَلَیْها أَن یرید حكایة أَصوات النساء بالنَّبَطیة إِذا صَرَخْنَ؛ قال ابن بری: قوله فی غبراء فی موضع نصب علی الحال، و العامل فی الحال ما فی قوله ما أَنت من معنی التعظیم كأَنه قال عَظُمْتَ حالًا فی غَبْراء. و الأَلُّ: الصِّیَاحُ. ابن سیدة: و الأَلَلُ و الأَلِیلُ و الأَلِیلَة و الأَلَلانُ كله الأَنین، و قیل: عَلَزُ الحُمَّی.
لسان العرب، ج‌11، ص: 25
التهذیب: الأَلِیل الأَنین؛ قال الشاعر: أَ ما ترانی أَشتكی الأَلِیلا أَبو عمرو: یقال له الوَیْل و الأَلِیل، و الأَلِیل الأَنین؛ و أَنشد لابن مَیّادة: و قُولا لها: ما تَأْمُرینَ بوامقٍ، له بَعْدَ نَوْماتِ العُیُونِ أَلِیلُ؟ أَی تَوَجُّع و أَنین؛ و قد أَلَّ یَئِلُّ أَلًّا و أَلِیلًا. قال ابن بری: فسر الشیبانی الأَلِیل بالحَنین؛ و أَنشد المرّار: دَنَوْنَ، فكُلُّهنَّ كَذَاتِ بَوٍّ، إِذا حُشِیَت سَمِعْتَ لها أَلِیلا و قد أَلَّ یَئِلُّ و أَلَّ یَؤُلُّ أَلًّا و أَلَلًا و أَلِیلًا: رفع صوته بالدعاء. و‌فی حدیث عائشة: أَن امرأَة سأَلت عن المرأَة تَحْتَلِم فقالت لها عائشة: تَرِبَتْ یَدَاك و أَلَّتْ و هل تری المرأَة ذلك؟أَلَّتْ أَی صاحت لما أَصابها من شدّة هذا الكلام، و یروی بضم الهمزة مع تشدید اللام، أَی طُعِنَت بالأَلَّة و هی الحَرْبة؛ قال ابن الأَثیر: و فیه بُعد لأَنه لا یلائم لفظ الحدیث. و الأَلِیلُ و الأَلِیلَة: الثُّكْلُ؛ قال الشاعر: فَلِیَ الأَلِیلةُ، إِن قَتَلْتُ خُؤُولتی، و لِیَ الأَلِیلَة إِنْ هُمُ لم یُقْتَلوا و قال آخر: یا أَیها الذِّئْبُ، لك الأَلِیل، هل لك فی باعٍ كما تقول؟ «1». قال: معناه ثَكِلتك أُمُّك هل لك فی باع كما تُحِبُّ؛ قال الكُمَیت: و ضِیاءُ الأُمُور فی كل خَطْبٍ، قیل للأُمَّهاتِ منه الأَلِیل أَی بكاء و صیاح من الأَلَلِیِّ؛ و قال الكمیتُ أَیضاً: بضَرْبٍ یُتْبِعُ الأَلَلِیّ منه فَتاة الحَیِّ، وَسْطَهُمُ، الرَّنِینا و الأَلُّ، بالفتح: السُّرْعةُ و البریق و رفع الصوت، و جمع أَلَّة للحَرْبة. و الأَلِیلُ: صَلِیلُ الحَصَی، و قیل: هو صلیل الحَجَر أَیًّا كان؛ الأُولی عن ثعلب. و الأَلِیل: خَرِیرُ الماءِ. و أَلِیلُ الماءِ: خَرِیرُه و قَسِیبُه. و أَلِلَ السِّقاء، بالكسر، أَی تغیرت ریحه، و هذا أَحد ما جاء بإِظهار التضعیف. التهذیب: قال عبد الوهاب أَلَّ فلان فأَطال المسأَلة إِذا سأَل، و قد أَطال الأَلَّ إِذا أَطال السؤَال؛ و قول بعض الرُّجّاز: قَامَ إِلی حَمْراءَ كالطِّرْبال، فَهَمَّ بالصَّحْن بلا ائْتِلال، غَمامةً تَرْعُدُ من دَلال یقول: هَمَّ اللبَن فی الصَّحن و هو القَدَح، و معنی هَمَّ حَلَب، و قوله بلا ائْتِلال أَی بلا رفق و لا حُسْن تَأَتٍّ للحَلْب، و نَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ فشَبَّه حَلب اللبن بسحابة تُمْطِر. التهذیب: اللحیانی: فی أَسنانه یَلَلٌ و أَلَلٌ، و هو أَن تُقْبل الأَسنان علی باطن الفم. و أَلِلَتْ أَسنانُه أَیضاً: فسدت. و حكی ابن بری: رجل مِئَلٌّ یقع فی الناس. و الإِلُّ: الحِلْف و العَهْد. و به فسَّر أَبو عبیدة قوله تعالی: لٰا یَرْقُبُونَ فِی مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لٰا ذِمَّةً. و‌فی حدیث أُم زرع: وَفِیُّ الإِلِّ كرِیمُ الخِلِّ؛ أَرادت أَنها وَفِیَّة العهد، و إِنما ذُكِّر لأَنه إِنما ذُهِبَ به إِلی
(1). قوله [فی باع] كذا فی الأصل، و فی شرح القاموس: فی راع، بالراء
لسان العرب، ج‌11، ص: 26
معنی التشبیه أَی هی مثل الرجل الوَفیِّ العهد. و الإِلُّ: القرابة. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: یخون العَهْد و یقطع الإِلَّ؛ قال ابن درید: و قد خَفَّفَت العرب الإِلَّ؛ قال الأَعشی: أَبیض لا یَرْهَب الهُزالَ، و لا یَقْطعُ رُحْماً، و لا یَخُون إِلَّا قال أَبو سعید السیرافی: فی هذا البیت وجه آخر و هو أَن یكون إِلَّا فی معنی نِعْمة، و هو واحد آلاء الله، فإِن كان ذلك فلیس من هذا الباب، و سیأْتی ذكره فی موضعه. و الإِلُّ: القرابة؛ قال حَسّان بن ثابت: لَعَمْرُك إِنَّ إِلَّك، من قُرَیْش، كإِلِّ السَّقْبِ من رَأْلِ النَّعَام و قال مجاهد و الشعبی: لٰا یَرْقُبُونَ فِی مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لٰا ذِمَّةً، قیل: الإِلُّ العهد، و الذمة ما یُتَذَمَّم به؛ و قال الفراء: الإِلُّ القرابة، و الذِّمة العَهد، و قیل: هو من أَسماء الله عز و جل، قال: و هذا لیس بالوجه لأَن أَسماء الله تعالی معروفة كما جاءت فی القرآن و تلیت فی الأَخبار. قال: و لم نسمع الداعی یقول فی الدعاء یا إِلُّ كما یقول یا الله و یا رحمن و یا رحیم یا مؤمن یا مهیمن، قال: و حقیقةُ الإِلِّ علی ما توجبه اللغة تحدیدُ الشی‌ء، فمن ذلك الأَلَّة الحَرْبة لأَنها محدّدة، و من ذلك أُذن مُؤَلَّلَة إِذا كانت محددة، فالإِلُّ یخرج فی جمیع ما فسر من العهد و القرابة و الجِوَار، علی هذا إِذا قلت فی العهد بینهما الإِلُّ، فتأْویله أَنهما قد حدّدا فی أَخذ العهد، و إِذا قلت فی الجِوَار بینهما إِلٌّ، فتأْویله جِوَار یحادّ الإِنسان، و إِذا قلته فی القرابة فتأْویله القرابة التی تُحادّ الإِنسان. و الإِلُّ: الجار. ابن سیدة: و الإِلُّ الله عز و جل، بالكسر. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، لما تلی علیه سَجْع مُسَیْلِمة: إِنَّ هذا لَشَیْ‌ءٌ ما جاء من إِلّ و لا برٍّ فَأَیْن ذُهِب بكم، أَی من ربوبیة؛ و قیل: الإِلُّ الأَصل الجید، أَی لم یَجئ من الأَصل الذی جاء منه القرآن، و قیل: الإِلُّ النَّسَب و القرابة فیكون المعنی إِن هذا كلام غیر صادر من مناسبة الحق و الإِدلاء بسبب بینه و بین الصّدِّیق. و‌فی حدیث لَقیط: أُنبئك بمثل ذلك فی إِلِّ الله‌أَی فی ربوبیته و إِلَهیته و قدرته، و یجوز أَن یكون فی عهد الله من الإِلِّ العهدِ.التهذیب: جاء فی التفسیر أَن یعقوب بن إِسحق، علی نبینا و علیهما الصلاة و السلام، كان شدیداً فجاءه مَلَك فقال: صارِعْنی، فصارعه یعقوب، فقال له الملك: إِسْرَإِلّ، و إِلّ اسم من أَسماء الله عز و جل بِلُغَتهم و إِسْر شدة، و سمی یعقوب إِسْرَإِلّ بذلك و لما عُرِّب قیل إِسرائیل؛ قال ابن الكلبی: كل اسم فی العرب آخره إِلّ أَو إِیل فهو مضاف إِلی الله عز و جل كَشُرَحْبِیل و شَرَاحیل و شِهْمِیل، و هو كقولك عبد الله و عبید الله، و هذا لیس بقویّ إِذ لو كان كذلك لصرف جبریل و ما أَشبهه. و الإِلُّ: الربوبیة. و الأُلُّ، بالضم: الأَوّل فی بعض اللغات و لیس من لفظ الأَوّل؛ قال إمرؤ القیس: لِمَنْ زُحْلوقَةٌ زُلُّ، بها العَیْنان تَنْهلُّ ینادی الآخِرَ الأُلُّ: أَلا حُلُّوا، أَلا حُلّوا و إِن شئت قلت: إِنما أَراد الأَوَّل فبَنَی من الكلمة علی مِثال فُعْل فقال وُلّ، ثم هَمَزَ الواو لأَنها مضمومة غیر أَنا لم نسمعهم قالوا وُلّ، قال المفضل فی
لسان العرب، ج‌11، ص: 27
قول إمرئ القیس أَلا حُلُّوا، قال: هذا معنی لُعْبة للصبیان یجتمعون فیأْخذون خشبة فیضعونها علی قَوْزٍ من رمل، ثم یجلس علی أَحد طَرَفیها جماعة و علی الآخر جماعة، فأَیُّ الجماعتین كانت أَرزن ارتفعت الأُخری، فینادون أَصحاب الطرف الآخر أَلا حُلُّوا أَی خففوا عن عددكم حتی نساویكم فی التعدیل، قال: و هذه التی تسمیها العرب الدَّوْدَاةَ و الزُّحْلوقة، قال: تسمی أُرْجوحة الحضر المطوّحة. التهذیب: الأَلِیلَة الدُّبَیْلة، و الأَلَلَة الهَوْدَج الصغیر، و الإِلُّ الحِقد. ابن سیدة: و هو الضَّلال بنُ الأَلال بن التَّلال؛ و أَنشد: أَصبحتَ تَنْهَضُ فی ضَلالِك سادِراً، إِن الضَّلال ابْنُ الأَلال، فَأَقْصِر و إِلالٌ و أَلالٌ: جبل بمكة؛ قال النابغة: بمُصْطَحَباتٍ من لَصَاف و ثَبْرَةٍ یَزُرْنَ أَلالًا، سَیْرُهنّ التَّدافُعُ و الأَلالُ، بالفتح: جبل بعرفات. قال ابن جنی: قال ابن حبیب الإِلُّ حَبْل من رمل به یقف الناس من عرفات عن یمین الإِمام. و فی الحدیث ذكر إِلالٍ، بكسر الهمزة و تخفیف اللام الأُولی، جَبَل عن یمین الإِمام بعرفة. و إِلّا حرف استثناء و هی الناصبة فی قولك جاءنی القوم إِلَّا زیداً، لأَنها نائبة عن أَستثنی و عن لا أَعنی؛ هذا قول أَبی العباس المبرد؛ و قال ابن جنی: هذا مردود عندنا لما فی ذلك من تدافع الأَمرین الإِعمال المبقی حكم الفعل و الانصراف عنه إِلی الحرف المختص به القول. قال ابن سیدة: و من خفیف هذا الباب أُولُو بمعنی ذَوو لا یُفْرد له واحد و لا یتكلم به إِلا مضافاً، كقولك أُولُوا بَأْسٍ شَدِیدٍ و أُولُو كرم، كأَن واحده أُلٌ، و الواو للجمع، أَ لا تری أَنها تكون فی الرفع واواً و فی النصب و الجر یاء؟ و قوله عز و جل: وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ؛ قال أَبو إِسحاق: هم أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، و من اتبعهم من أَهل العلم، و قد قیل: إِنهم الأُمراء، و الأُمراء إِذا كانوا أُولی علم و دین و آخذین بما یقوله أَهل العلم فطاعتهم فریضة، و جملة أُولی الأَمر من المسلمین من یقوم بشأْنهم فی أَمر دینهم و جمیع ما أَدّی إِلی صلاحهم.

أمل؛ ج11، ص: 27

: الأَمَل و الأَمْل و الإِمْل: الرَّجاء؛ الأَخیرة عن ابن جنی، و الجمع آمَال. و أَمَلْتُه آمُلُه و قد أَمَلَه یَأْمُلُه أَمْلًا؛ المصدر عن ابن جنی، و أَمَّلَه تَأْمِیلًا، و یقال أَمَلَ خَیْرَه یَأْمُلُه أَمْلًا، و ما أَطول إِمْلَته، من الأَمَل أَی أَمَله، و إِنه لَطویلُ الإِمْلَة أَی التأْمیل؛ عن اللحیانی، مثل الجِلسة و الرِّكبة. و التَّأَمُّلُ: التَّثَبُّت. و تأَمَّلْتُ الشی‌ءَ أَی نظرت إِلیه مُستثْبِتاً له. و تَأَمَّلَ الرجلُ: تَثَبَّت فی الأَمر و النظر. و الأَمِیلُ علی فَعیل: حَبْلٌ من الرمل معتزل عن معظمه علی تقدیر مِیل؛ و أَنشد: كالبَرْق یَجْتاز أَمِیلًا أَعْرَفا قال ابن سیدة: الأَمِیل حَبْل من الرمل یكون عَرْضه نحواً من مِیل، و قیل: یكون عرضه مِیلًا و طوله مسیرة یوم، و قیل مسیرة یومین، و قیل عرضه نصف یوم، و قیل الأَمِیل ما ارتفع من الرمل من غیر أَن یحدّ. الجوهری: الأَمِیل اسم موضع أَیضاً، قال ابن بری: و منه قول الفرزدق:
لسان العرب، ج‌11، ص: 28
و هُمُ علی هَدَبِ الأَمِیل تَداركوا نَعَماً، تُشَلُّ إِلی الرَّئیس و تُعْكَل «2». قال أَبو منصور: و لیس قول من زعم أَنهم أَرادوا بالأَمِیلِ من الرمل الأَمْیَلَ فَخُفِّف بشی‌ء؛ قال: و لا یعلم من كلامهم ما یشبه هذا، و جمع الأَمِیلِ ما ارتفع من الرمل: أُمُل؛ قال سیبویه: لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و أَمُول: موضع؛ قال الهذلی: رِجالُ بنی زُبَیْدٍ غَیَّبَتْهم جِبالُ أَمُولَ، لا سُقِیَتْ أَمُولُ ابن الأَعرابی: الأَمَلَة أَعوان الرجل، واحدهم آمل.

أهل؛ ج11، ص: 28

: الأَهْل: أَهل الرجل و أَهْلُ الدار، و كذلك الأَهْلَة؛ قال أَبو الطَّمَحان: و أَهْلَةِ وُدٍّ قد تَبَرَّیتُ وُدَّهم، و أَبْلَیْتُهم فی الحمد جُهْدی و نَائلی ابن سیدة: أَهْل الرجل عَشِیرتُه و ذَوُو قُرْباه، و الجمع أَهْلُون و آهَالٌ و أَهَالٍ و أَهْلات و أَهَلات؛ قال المُخَبَّل السعدی: و هُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَیْسِ بنِ عاصم، إِذا أَدْلَجوا باللَّیل یَدْعُونَ كَوْثَرا و أَنشد الجوهری: و بَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهَالِها، تَرَی بِها العَوْهَقَ من وِئالِها وِئالُها: جمع وائل كقائم و قِیام؛ و یروی البیت: و بَلْدَةٍ یَسْتَنُّ حازی آلِها قال سیبویه: و قالوا أَهْلات، فخففوا، شَبَّهوها بصعْبات حیث كان أَهْل مذكَّراً تدخله الواو و النون، فلما جاء مؤنثه كمؤنث صَعْب فُعل به كما فعل بمؤنث صَعْب؛ قال ابن بری: و شاهد الأَهْل فیما حَكی أَبو القاسم الزجاجی أَن حَكِیم بن مُعَیَّة الرَّبَعی كان یُفَضِّل الفَرَزْدق علی جَریر، فهَجَا جریر حكیماً فانتصر له كنان بن ربیعة أَو أَخوه ربعی بن ربیعة، فقال یهجو جریراً: غَضِبْتَ علینا أَن عَلاك ابن غالب، فهَلَّا علی جَدَّیْك، فی ذاك، تَغْضَبُ؟ هما، حینَ یَسْعَی المَرْءُ مَسْعاةَ أَهْلِهِ، أَناخَا فشَدَّاك العِقال المُؤَرَّبُ «3». و ما یُجْعَل البَحْرُ الخِضَمُّ، إِذا طما، كَجُدٍّ ظَنُونٍ، ماؤُه یُتَرقَّبُ أَ لَسْتَ كُلَیبیًّا لأَلأَمِ وَالدٍ، و أَلأَمِ أُمٍّ فَرَّجَتْ بك أَو أَبُ؟ و حكی سیبویه فی جمع أَهْل: أَهْلُون، و سئل الخلیل: لم سكنوا الهاء و لم یحرّكوها كما حركوا أَرَضِین؟ فقال: لأَن الأَهْل مذكر، قیل: فلم قالوا أَهَلات؟ قال: شبهوها بأَرَضات، و أَنشد بیت المخبل السعدی، قال: و من العرب من یقول أَهْلات علی القیاس. و الأَهَالِی: جمع الجمع و جاءت الیاء التی فی أَهَالِی من الیاء التی فی الأَهْلین. و‌فی الحدیث: أَهْل القرآن هم أَهْلُ الله و خاصَّته‌أَی حَفَظة القرآن العاملون به هم أَولیاء الله و المختصون به اختصاصَ أَهْلِ الإِنسان به. و‌فی حدیث أَبی بكر فی استخلافه عمر: أَقول له، إِذا لَقِیتُه، اسْتعملتُ علیهم خَیْرَ أَهْلِكَ؛ یرید خیر المهاجرین و كانوا یسمُّون أَهْلَ مكة أَهْل الله
(2). قوله [و هم علی هدب الأمیل] الذی فی المعجم: علی صدف الأَمِیل (3). قوله: [شداك العقال]؛ أراد: بالعقال، فنصب بنزع الخافض، و ورد مؤرب، فی الأَصل، مضموماً، و حقه النصب لأَنه صفة لعقال، ففی البیت إذاً إقواء
لسان العرب، ج‌11، ص: 29
تعظیماً لهم كما یقال بیت الله، و یجوز أَن یكون أَراد أَهل بیت الله لأَنهم كانوا سُكَّان بیت الله. و‌فی حدیث أُم سلمة: لیس بكِ علی أَهْلكِ هَوَانٌ؛ أَراد بالأَهْل نَفْسَه، علیه السلام، أَی لا یَعْلَق بكِ و لا یُصیبكِ هَوَانٌ علیهم. و اتَّهَلَ الرجلُ: اتخذ أَهْلًا؛ قال: فی دَارَةٍ تُقْسَمُ الأَزْوادُ بَیْنَهم، كأَنَّما أَهْلُنا منها الذی اتَّهَلا كذا أَنشده بقلب الیاء تاء ثم إِدغامها فی التاء الثانیة، كما حكی من قولهم اتَّمَنْته، و إلا فحكمه الهمزة أَو التخفیف القیاسی أَی كأَن أَهلنا أَهلُه عنده أَی مِثلُهم فیما یراه لهم من الحق. و أَهْلُ المذهب: مَنْ یَدین به. و أَهْلُ الإِسلام: مَن یَدِین به. و أَهْلُ الأَمر: وُلاتُه. و أَهْلُ البیت: سُكَّانه. و أَهْل الرجل: أَخَصُّ الناس به. و أَهْلُ بیت النبی، صلی الله علیه و سلم: أَزواجُه و بَناته و صِهْرُه، أَعنی علیًّا، علیه السلام، و قیل: نساء النبی، صلی الله علیه و سلم، و الرجال الذین هم آله. و فی التنزیل العزیز: إِنَّمٰا یُرِیدُ اللّٰهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ؛ القراءة أَهْلَ بالنصب علی المدح كما قال: بك اللهَ نرجو الفَضْل و سُبْحانك اللهَ العظیمَ، أَو علی النداء كأَنه قال یا أَهل البیت. و قوله عز و جل لنوح، علیه السلام: إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ؛ قال الزجاج: أَراد لیس من أَهْلِك الذین وعدتُهم أَن أُنجیهم، قال: و یجوز أَن یكون لیس من أَهل دینك. و أَهَلُ كل نَبیٍّ: أُمَّته. و مَنْزِلٌ آهِلٌ أَی به أَهْلُه. ابن سیدة: و مكان آهِلٌ له أَهْل؛ سیبویه: هو علی النسب، و مَأْهُول: فیه أَهل؛ قال الشاعر: و قِدْماً كان مَأْهُولًا، و أَمْسَی مَرْتَعَ العُفْر و قال رؤبة: عَرَفْتُ بالنَّصْرِیَّةِ المَنازِلا قَفْراً، و كانت مِنْهُمُ مَآهِلا و مكان مَأْهُول، و قد جاء: أُهِلَ؛ قال العجاج: قَفْرَیْنِ هذا ثم ذا لم یُؤْهَل و كلُّ شی‌ء من الدواب و غیرها أَلِف المَنازلَ أَهْلِیٌّ و آهِلٌ؛ الأَخیرة علی النسب، و كذلك قیل لما أَلِفَ الناسَ و القُری أَهْلِیٌّ، و لما اسْتَوْحَشَ بَرِّیّ و وحشی كالحمار الوحشی. و الأَهْلِیُّ: هو الإِنْسِیّ. و‌نَهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن أَكل لحوم الحُمُر الأَهْلِیَّة یومَ خَیْبَرَ؛ هی الحُمُر التی تأْلف البیوت و لها أَصْحاب و هی مثل الأُنْسیة ضدّ الوحشیة. و قولهم فی الدعاء: مَرْحَباً و أَهْلًا أَی أَتیتَ رُحْباً أَی سَعَة، و فی المحكم أَی أَتیت أَهْلًا لا غُرباء فاسَأْنِسْ و لا تَسْتَوْحِشْ. و أَهَّلَ به: قال له أَهْلًا. و أَهِلَ به: أَنِس. الكسائی و الفراء: أَهِلْتُ به و ودَقْتُ به إِذا استأْنستَ به؛ قال ابن بری: المضارع منه آهَلُ به، بفتح الهاء. و هو أَهْلٌ لكذا أَی مُسْتَوجب له، الواحدُ و الجمعُ فی ذلك سَواء، و علی هذا قالوا: المُلْك لله أَهْلِ المُلْك. و فی التنزیل العزیز: هُوَ أَهْلُ التَّقْویٰ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ؛ جاء فی التفسیر: أَنه، عز و جل، أَهْلٌ لأَن یُتَّقَی فلا یُعْصَی و أَهْلُ المغفرة لمن اتَّقاه، و قیل: قوله أَهْلُ التَّقْویٰ مَوْضِعٌ لأَن یُتَّقی، وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ موضع لذلك.
لسان العرب، ج‌11، ص: 30
الأَزهری: و خطَّأَ بعضُهم قولَ من یقول فلان یَسْتَأْهِل أَن یُكْرَم أَو یُهان بمعنی یَسْتحق، قال: و لا یكون الاسْتِئْهَال إِلَّا من الإَهالَة، قال: و أَما أَنا فلا أُنكره و لا أُخَطِّئُ من قاله لأَنی سمعت أَعرابیّاً فَصِیحاً من بنی أَسد یقول لرجل شكر عنده یَداً أُولِیَها: تَسْتَأْهِل یا أَبا حازم ما أُولِیتَ، و حضر ذلك جماعة من الأَعراب فما أَنكروا قوله، قال: و یُحَقِّق ذلك قولُه هُوَ أَهْلُ التَّقْویٰ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ. المازنی: لا یجوز أَن تقول أَنت مُسْتَأْهِل هذا الأَمر و لا مُسْتَأْهِل لهذا الأَمر لأَنك إِنما ترید أَنت مستوجب لهذا الأَمر، و لا یدل مُسْتَأْهِل علی ما أَردت، و إِنما معنی الكلام أَنت تطلب أَن تكون من أَهل هذا المعنی و لم تُرِدْ ذلك، و لكن تقول أَنت أَهْلٌ لهذا الأَمر، و روی أَبو حاتم فی كتاب المزال و المفسد عن الأَصمعی: یقال استوجب ذلك و استحقه و لا یقال اسْتَأْهَلَه و لا أَنت تَسْتَأْهِل و لكن تقول هو أَهل ذاك و أَهل لذاك، و یقال هو أَهْلَةُ ذلك. و أَهَّلَه لذلك الأَمر تَأْهِیلًا و آهَلَهُ: رآه له أَهْلًا. و اسْتَأْهَلَه: استوجبه، و كرهها بعضهم، و من قال وَهَّلْته ذهب به إِلی لغة من یقول وامَرْتُ و واكَلْت. و أَهْل الرجل و أَهلته: زَوْجُه. و أَهَلَ الرجلُ یَأْهِلُ و یَأْهُلُ أَهْلًا و أُهُولًا، و تَأَهَّلَ: تَزَوَّج. و أَهَلَ فلان امرأَة یَأْهُلُ إِذا تزوّجها، فهی مَأْهُولَة. و التَأَهُّلُ: التزوّج. و‌فی باب الدعاء: آهَلَكَ الله فی الجنة إِیهَالًا‌أَی زوّجك فیها و أَدخلكها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَعْطی الآهِلَ حَظَّین و العَزَب حَظًّا؛ الآهِل: الذی له زوجة و عیال، و العَزَب الذی لا زوجة له، و یروی الأَعزب، و هی لغة ردیئة و اللغة الفُصْحی العَزَب، یرید بالعطاء نصیبَهم من الفَیْ‌ء. و‌فی الحدیث: لقد أَمست نِیران بنی كعب آهِلَةً‌أَی كثیرة الأَهل. و أَهَّلَك الله للخیر تَأْهِیلًا. و آلُ الرجل: أَهْلُه. و آل الله و آل رسوله: أَولیاؤه، أَصلها أَهل ثم أُبدلت الهاء همزة فصارت فی التقدیر أَأْل، فلما توالت الهمزتان أَبدلوا الثانیة أَلفاً كما قالوا آدم و آخر، و فی الفعل آمَنَ و آزَرَ، فإِن قیل: و لمَ زَعَمْتَ أَنهم قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فیما بعد، و ما أَنكرتَ من أَن یكون قلبوا الهاء أَلفاً فی أَوَّل الحال؟ فالجواب أَن الهاء لم تقلب أَلفاً فی غیر هذا الموضع فیُقاسَ هذا علیه، فعلی هذا أُبدلت الهاء همزة ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً، و أَیضاً فإِن الأَلف لو كانت منقلبة عن غیر الهمزة المنقلبة عن الهاء كما قدمناه لجاز أَن یستعمل آل فی كل موضع یستعمل فیه أَهل، و لو كانت أَلف آل بدلًا من أَهل لقیل انْصَرِفْ إِلی آلك، كما یقال انْصَرِف إِلی أَهلك، و آلَكَ و اللیلَ كما یقال أَهْلَك و اللیلَ، فلما كانوا یخصون بالآل الأَشرفَ الأَخصَّ دون الشائع الأَعم حتی لا یقال إِلا فی نحو قولهم: القُرَّاء آلُ الله، و قولهم: اللهمَّ صلِّ علی محمد و علی آل محمد، و قٰالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ؛ و كذلك ما أَنشده أَبو العباس للفرزدق: نَجَوْتَ، و لم یَمْنُنْ علیك طَلاقةً، سِوی رَبَّة التَّقْریبِ من آل أَعْوَجا لأَن أَعوج فیهم فرس مشهور عند العرب، فلذلك قال آل أَعوجا كما یقال أَهْل الإِسكاف، دلَّ علی أَن الأَلف لیست فیه بدلًا من الأَصل، و إِنما هی بدل من الأَصل «1» فجرت فی ذلك مجری التاء فی القسم،
(1). قوله [و إنما هی بدل من الأَصل] كذا فی الأَصل. و لعل فیه سقطاً. و أصل الكلام، و الله أعلم: و إنما هی بدل من الهمزة التی هی بدل من الأَصل، أو نحو ذلك.
لسان العرب، ج‌11، ص: 31
لأَنها بدل من الواو فیه، و الواو فیه بدل من الباء، فلما كانت التاء فیه بدلًا من بدل و كانت فرع الفرع اختصت بأَشرف الأَسماء و أَشهرها، و هو اسم الله، فلذلك لم یُقَل تَزَیْدٍ و لا تالبَیْتِ كما لم یُقَل آل الإِسكاف و لا آل الخَیَّاط؛ فإِن قلت فقد قال بشر: لعَمْرُك ما یَطْلُبْنَ من آل نِعْمَةٍ، و لكِنَّما یَطْلُبْنَ قَیْساً و یَشْكُرا فقد أَضافه إِلی نعمة و هی نكرة غیر مخصوصة و لا مُشَرَّفة، فإِن هذا بیت شاذ؛ قال ابن سیدة: هذا كله قول ابن جنی، قال: و الذی العمل علیه ما قدمناه و هو رأْی الأَخفش، قال: فإِن قال أَ لست تزعم أَن الواو فی و الله بدل من الباء فی بالله و أَنت لو أَضمرت لم تقل وَهُ كما تقول به لأَفعلن، فقد تجد أَیضاً بعض البدل لا یقع موقع المبدل منه فی كل موضع، فما ننكر أَیضاً أَن تكون الأَلف فی آل بدلًا من الهاء و إِن كان لا یقع جمیع مواقع أَهل؟ فالجواب أَن الفرق بینهما أَن الواو لم یمتنع من وقوعها فی جمیع مواقع الباء من حیث امتنع من وقوع آل فی جمیع مواقع أَهل، و ذلك أَن الإِضمار یردّ الأَسماء إِلی أُصولها فی كثیر من المواضع، أَ لا تری أَن من قال أَعطیتكم درهماً فحذف الواو التی كانت بعد المیم و أَسكن المیم، فإِنه إِذا أَضمر للدرهم قال أَعطیتكموه، فردّ الواو لأَجل اتصال الكلمة بالمضمر؟ فأَما ما حكاه یونس من قول بعضهم أَعْطَیْتُكُمْه فشاذ لا یقاس علیه عند عامة أَصحابنا، فلذلك جاز أَن تقول: بهم لأَقعدن و بك لأَنطلقن، و لم یجز أَن تقول: وَكَ و لا وَهُ، بل كان هذا فی الواو أَحری لأَنها حرف منفرد فضعفت عن القوّة و عن تصرف الباء التی هی أَصل؛ أَنشدنا أَبو علی قال: أَنشدنا أَبو زید: رأَی بَرْقاً فأَوْضَعَ فوقَ بَكْرٍ، فلا بِكَ ما أَسالَ و لا أَغاما قال: و أَنشدنا أَیضاً عنه: أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالِ لیَحْزُنَنی، فلا بِك ما أُبالی قال: و أَنت ممتنع من استعمال الآل فی غیر الأَشهر الأَخص، و سواء فی ذلك أَضفته إِلی مُظْهَر أَو أَضفته إِلی مضمر؛ قال ابن سیدة: فإِن قیل أَ لست تزعم أَن التاء فی تَوْلَج بدل من واو، و أَن أَصله وَوْلَج لأَنه فَوْعَل من الوُلُوج، ثم إِنك مع ذلك قد تجدهم أَبدلوا الدال من هذه التاء فقالوا دَوْلَج، و أَنت مع ذلك قد تقول دَوْلَج فی جمیع هذه المواضع التی تقول فیها تَوْلَج، و إِن كانت الدال مع ذلك بدلًا من التاء التی هی بدل من الواو؟ فالجواب عن ذلك أَن هذه مغالطة من السائل، و ذلك أَنه إِنما كان یطَّرد هذا له لو كانوا یقولون وَوْلَج و دَوْلَج و یستعملون دَوْلَجاً فی جمیع أَماكن وَوْلَج، فهذا لو كان كذا لكان له به تَعَلّقٌ، و كانت تحتسب زیادة، فأَما و هم لا یقولون وَوْلَج البَتَّةَ كراهیة اجتماع الواوین فی أَول الكلمة، و إِنما قالوا تَوْلَج ثم أَبدلوا الدال من التاء المبدلة من الواو فقالوا دَوْلَج، فإِنما استعملوا الدال مكان التاء التی هی فی المرتبة قبلها تلیها، و لم یستعملوا الدال موضع الواو التی هی الأَصل فصار إِبدال الدال من التاء فی هذا الموضع كإِبدال الهمزة من الواو فی نحو أُقِّتَتْ و أُجُوه لقربها منها، و لأَنه لا منزلة بینهما واسطة، و كذلك لو عارض معارض بهُنَیْهَة تصغیر هَنَة فقال: أَ لست تزعم أَن أَصلها هُنَیْوَة ثم صارت هُنَیَّة ثم صارت هُنَیْهة، و أَنت
لسان العرب، ج‌11، ص: 32
قد تقول هُنَیْهة فی كل موضع قد تقول فیه هُنَیَّة؟ كان الجواب واحداً كالذی قبله، أَ لا تری أَن هُنَیْوة الذی هو أَصل لا یُنْطَق به و لا یستعمل البَتَّة فجری ذلك مجری وَوْلَج فی رفضه و ترك استعماله؟ فهذا كله یؤَكد عندك أَن امتناعه من استعمال آل فی جمیع مواقع أَهل إِنما هو لأَن فیه بدلًا من بدل، كما كانت التاء فی القسم بدلًا من بدل. و الإِهَالَةُ: ما أَذَبْتَ من الشحم، و قیل: الإِهَالة الشحم و الزیت، و قیل: كل دهن اؤْتُدِم به إِهالةٌ، و الإِهَالَة الوَدَك. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُدْعی إِلی خُبْز الشعیر و الإَهالَة السَّنِخَة فیُجیب، قال: كل شی‌ء من الأَدهان مما یُؤْتَدَم به إِهالَةٌ، و قیل: هو ما أُذیب من الأَلْیة و الشَّحم، و قیل: الدَّسَم الجامد و السَّنِخة المتغیرة الریح. و‌فی حدیث كعب فی صفة النار: یجاء بجهنَم یوم القیامة كأَنها مَتْنُ إِهَالَة‌أَی ظَهْرُها. قال: و كل ما اؤْتدم به من زُبْد و وَدَك شحم و دُهْنِ سمسم و غیره فهو إِهالَة، و كذلك ما عَلا القِدْرَ من وَدَك اللحم السَّمین إِهالَة، و قیل: الأَلْیة المُذابة و الشحم المذاب إِهالَة أَیضاً. و مَتْن الإِهَالَة: ظَهْرُها إِذا سُكِبَت فی الإِناء، فَشَبَّه كعب سكون جهنم قبل أَن یصیر الكفار فیها بذلك. و اسْتَأْهَل الرجلُ إِذا ائتدم بالإِهالة. و المُسْتَأْهِل: الذی یأْخذ الإِهالة أَو یأْكلها؛ و أَنشد ابن قتیبة لعمرو بن أسوی: لا بَلْ كُلِی یا أُمَّ، و اسْتَأْهِلی، إِن الذی أَنْفَقْتُ من مالِیَه و قال الجوهری: تقول فلان أَهل لكذا و لا تقل مُسْتَأْهِل، و العامَّة تقول. قال ابن بری: ذكر أَبو القاسم الزجاجی فی أَمالیه قال: حدثنی أَبو الهیثم خالد الكاتب قال: لما بویع لإِبراهیم بن المهدی بالخلافة طلبنی و قد كان یعرفنی، فلما دخلت إِلیه قال: أَنْشِدْنی، فقلت: یا أَمیر المؤْمنین، لیس شعری كما‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، إِنَّ من الشعر لحكماً، و إِنما أَنا أَمزحُ و أَعْبَثُ به؛ فقال: لا تقل یا خالد هكذا، فالعلم جِدٌّ كله؛ ثم أَنْشدته: كُنْ أَنت للرَّحْمَة مُسْتَأْهِلًا، إِن لم أَكُنْ منك بِمُسْتَأْهِل أَ لَیْسَ من آفة هذا الهَوی بُكاءُ مقتول علی قاتل؟ قال: مُسْتَأْهِل لیس من فصیح الكلام و إِنما المُسْتَأْهِل الذی یأْخذ الإِهالة، قال: و قول خالد لیس بحجة لأَنه مولد، و الله أَعلم.

أول؛ ج11، ص: 32

: الأَوْلُ: الرجوع. آلَ الشی‌ءُ یَؤُولُ أَوْلًا و مَآلًا: رَجَع. و أَوَّلَ إِلیه الشی‌ءَ: رَجَعَه. و أُلْتُ عن الشی‌ء: ارتددت. و‌فی الحدیث: من صام الدهر فلا صام و لا آل‌أَی لا رجع إِلی خیر، و الأَوْلُ الرجوع.فی حدیث خزیمة السلمی: حَتَّی آلَ السُّلامِیُّ‌أَی رجع إِلیه المُخ. و یقال: طَبَخْت النبیذَ حتی آلَ إلی الثُّلُث أَو الرُّبع أَی رَجَع؛ و أَنشد الباهلی لهشام: حتی إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَیْ مَباءَتِهِم، و جَرَّد الخَطْبُ أَثْباجَ الجراثِیم آلُوا الجِمَالَ هَرامِیلَ العِفاءِ بِها، علی المَناكِبِ رَیْعٌ غَیْرُ مَجْلُوم قوله آلُوا الجِمَال: ردُّوها لیرتحلوا علیها. و الإِیَّل و الأُیَّل: مِنَ الوَحْشِ، و قیل هو الوَعِل؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 33
قال الفارسی: سمی بذلك لمآله إِلی الجبل یتحصن فیه؛ قال ابن سیدة: فإِیَّل و أُیَّل علی هذا فِعْیَل و فُعیْل، و حكی الطوسی عن ابن الأَعرابی: أَیِّل كسَیِّد من تذكِرة أَبی علی. اللیث: الأَیِّل الذكر من الأَوْعال، و الجمع الأَیَایِل، و أَنشد: كأَنَّ فی أَذْنابِهنَّ الشُّوَّل، من عَبَسِ الصَّیْف، قُرونَ الإِیَّل و قیل: فیه ثلاث لغات: إِیَّل و أَیِّل و أُیَّل علی مثال فُعَّل، و الوجه الكسر، و الأُنثی إِیَّلة، و هو الأَرْوَی. و أَوَّلَ الكلامَ و تَأَوَّلَهُ: دَبَّره و قدَّره، و أَوَّلَهُ و تَأَوَّلهُ: فَسَّره. و قوله عز و جل: وَ لَمّٰا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ؛ أَی لم یكن معهم علم تأْویله، و هذا دلیل علی أَن علم التَّأْوِیل ینبغی أَن ینظر فیه، و قیل: معناه لم یأْتهم ما یؤُول إِلیه أَمرهم فی التكذیب به من العقوبة، و دلیل هذا قوله تعالی: كَذٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَیْفَ كٰانَ عٰاقِبَةُ الظّٰالِمِینَ. و‌فی حدیث ابن عباس: اللهم فَقِّهه فی الدین و عَلِّمه التَّأْوِیل؛ قال ابن الأَثیر: هو من آلَ الشی‌ءُ یَؤُولُ إِلی كذا أَی رَجَع و صار إِلیه، و المراد بالتَّأْوِیل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأَصلی إِلی ما یَحتاج إِلی دلیل لولاه ما تُرِك ظاهرُ اللفظ؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یكثر أَن یقول فی ركوعه و سجوده: سبحانك اللهم و بحمدك یَتَأَوَّل القرآنَ، تعنی أَنه مأْخوذ من قوله تعالی: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ. و‌فی حدیث الزهری قال: قلت لعُروة ما بالُ عائشةَ تُتِمُّ فی السَّفَر یعنی الصلاة؟ قال: تَأَوَّلَت «2» كما تَأَوَّلَ عثمانُ؛ أَراد بتَأْوِیل عثمان ما‌روی عنه أَنه أَتَمَّ الصلاة بمكة فی الحج، و ذلك أَنه نوی الإِقامة بها. التهذیب: و أَما التَّأْوِیل فهو تفعیل من أَوَّلَ یُؤَوِّلُ تَأْوِیلًا و ثُلاثِیُّه آلَ یَؤُولُ أَی رجع و عاد. و سئل أَبو العباس أَحمد بن یحیی عن التَّأْوِیل فقال: التَّأْوِیل و المعنی و التفسیر واحد. قال أَبو منصور: یقال أُلْتُ الشی‌ءَ أَؤُولُهُ إِذا جمعته و أَصلحته فكان التَّأْوِیل جمع معانی أَلفاظ أَشكَلَت بلفظ واضح لا إشكال فیه. و قال بعض العرب: أَوَّلَ اللهُ علیك أَمرَك أَی جَمَعَه، و إِذا دَعَوا علیه قالوا: لا أَوَّلَ اللهُ علیك شَمْلَك. و یقال فی الدعاء للمُضِلِّ: أَوَّلَ اللهُ علیك أَی رَدَّ علیك ضالَّتك و جَمَعها لك. و یقال: تَأَوَّلت فی فلان الأَجْرَ إِذا تَحَرَّیته و طلبته. اللیث: التَّأَوُّلُ و التَّأْوِیلُ تفسیر الكلام الذی تختلف معانیه و لا یصح إِلّا ببیان غیر لفظه؛ و أَنشد: نحن ضَرَبْناكم علی تنزیله، فالیَوْمَ نَضْرِبْكُم علی تَأْوِیلِه «3». و أَما قول الله عز و جل: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلّٰا تَأْوِیلَهُ یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ؛ فقال أَبو إِسحق: معناه هل ینظرون إِلا ما یَؤُول إِلیه أَمرُهم من البَعْث، قال: و هذا التَّأْوِیل هو قوله تعالی: وَ مٰا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللّٰهُ؛ أَی لا یعلم مَتَی یكون أَمْرُ البعث و ما یؤول إِلیه الأَمرُ عند قیام الساعة إِلا اللهُ وَ الرّٰاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ أَی آمنا بالبعث، و الله أَعلم؛ قال أَبو منصور: و هذا حسن، و قال غیره: أَعلم اللهُ جَلَّ ذكرُه أَن فی الكتاب الذی أَنزله آیاتٍ محكماتٍ هُنَّ أُمُّ الْكِتٰابِ لا تَشابُهَ فیه فهو مفهوم معلوم، و أَنزل آیات أُخَرَ متشابهات تكلم فیها العلماء مجتهدین، و هم یعلمون أَن الیقین الذی هو الصواب لا یعلمه إِلا الله، و ذلك
(2). قوله [قال تَأَوَّلت إلخ] كذا بالأَصل. و فی الأَساس: و تأملته فتَأَوَّلت فیه الخیر أی توسمته و تحرَّیته (3). قوله: [نضربْكم]، بالجزم؛ هكذا فی الأَصل و لعل الشاعر اضطُرّ إلی ذلك محافظة علی وزن الشعر الذی هو الرجز
لسان العرب، ج‌11، ص: 34
مثل المشكلات التی اختلف المُتَأَوِّلُون فی تأْویلها و تكلم فیها من تكلم علی ما أَدَّاه الاجتهاد إِلیه، قال: و إِلی هذا مال ابن الأَنباری. و روی عن مجاهد: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلّٰا تَأْوِیلَهُ، قال: جزاءه. یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ، قال: جزاؤه. و قال أَبو عبید فی قوله: وَ مٰا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللّٰهُ، قال: التَّأْوِیل المَرجِع و المَصیر مأْخوذ من آلَ یَؤُولُ إِلی كذا أَی صار إِلیه. و أَوَّلْتُهُ: صَیَّرته إِلیه. الجوهری: التَّأْوِیل تفسیر ما یؤول إِلیه الشی‌ء، و قد أَوّلته تَأْوِیلًا و تَأَوَّلْته بمعنی؛ و منه قول الأَعْشَی: علی أَنها كانت، تَأَوُّلُ حُبِّها تَأَوُّلُ رِبْعِیِّ السِّقاب، فأَصْحَبا قال أَبو عبیدة: تَأَوُّلُ حُبِّها أَی تفسیره و مرجعه أَی أَن حبها كان صغیراً فی قلبه فلم یَزَلْ یثبت حتی أَصْحَب فصار قَدیماً كهذا السَّقْب الصغیر لم یزل یَشِبُّ حتی صار كبیراً مثل أُمه و صار له ابن یصحبه. و التَّأْوِیل: عبارة الرؤیا. و فی التنزیل العزیز: هٰذٰا تَأْوِیلُ رُءْیٰایَ مِنْ قَبْلُ. و آلَ مالَه یَؤُولُه إِیَالَة إِذا أَصلحه و ساسه. و الائْتِیَال: الإِصلاح و السیاسة قال ابن بری: و منه قول عامر بن جُوَین: كَكِرْفِئَةِ الغَیْثِ، ذاتِ الصَّبیرِ، تَأْتی السَّحاب و تَأْتَالَها و‌فی حدیث الأَحنف: قد بَلَوْنا فلاناً فلم نجد عنده إِیَالَة للمُلْك، و الإِیَالَة السِّیاسة؛ فلان حَسَن الإِیَالَة و سیِّ‌ءُ الإِیَالَة؛ و قول لبید: بِصَبُوحِ صافِیَةٍ، و جَذْبِ كَرِینَةٍ بِمُؤَتَّرٍ، تَأْتَالُه، إِبْهامُها قیل هو تفتعله من أُلْتُ أَی أَصْلَحْتُ، كما تقول تَقْتَاله من قُلت، أَی تُصْلِحهُ إِبهامُها؛ و قال ابن سیدة: معناه تصلحه، و قیل: معناه ترجع إِلیه و تَعطِف علیه، و من روی تَأْتَا لَه فإِنه أَراد تأْتوی من قولك أَوَیْت إِلی الشی‌ء رَجَعْت إِلیه، فكان ینبغی أَن تصح الواو، و لكنهم أَعَلُّوه بحذف اللام و وقعت العین مَوْقِعَ اللام فلحقها من الإِعلال ما كان یلحق اللام. قال أَبو منصور: و قوله أُلْنَا و إِیلَ علینا أَی سُسْنَا و سَاسونا. و الأَوْل: بلوغ طیب الدُّهْن بالعلاج. و آلَ الدُّهْن و القَطِران و البول و العسل یَؤُولُ أَوْلًا و إِیَالًا: خَثُر؛ قال الراجز: كأَنَّ صَاباً آلَ حَتَّی امْطَلَّا أَی خَثُر حَتَّی امتدَّ؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: عُصَارَةُ جَزْءٍ آلَ، حَتَّی كأَنَّما یُلاقُ بِجَادِیٍّ ظُهُورُ العَراقبِ و أَنشد لآخر: و مِنْ آیِلٍ كالوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ مُتُونَ الصَّفا، من مُضْمَحِلٍّ و ناقِع التهذیب: و یقال لأَبوال الإِبل التی جَزَأَت بالرُّطْب فی آخر جَزْئِها: قد آلَتْ تَؤُولُ أَوْلًا إِذا خَثُرت فهی آیِلَة؛ و أَنشد لذی الرمة: و مِنْ آیِلٍ كالوَرْسِ نَضْح سُكُوبه مُتُونَ الحَصَی، مِنْ مُضْمَحِلٍّ و یابس و آلَ اللبنُ إِیالًا: تَخَثَّر فاجتمع بعضه إِلی بعض، و أُلْتُهُ أَنا. و أَلْبانٌ أُیَّل؛ عن ابن جنی، قال ابن سیدة: و هذا عزیز من وجهین: أَحدهما أَن تجمع صفة غیر الحیوان علی فُعَّل و إِن كان قد جاء منه نحو عِیدان
لسان العرب، ج‌11، ص: 35
قُیَّسٌ، و لكنه نادر، و الآخَرُ أَنه یلزم فی جمعه أُوَّل لأَنه من الواو بدلیل آل أَوْلًا لكن الواو لَما قَرُبت من الطرف احْتَمَلت الإِعلال كما قالوا نُیَّم و صُیَّم. و الإِیَالُ: وعاء اللّبَن. اللیث: الإِیَال، علی فِعال، وِعاء یُؤَالُ فیه شَراب أَو عصیر أَو نحو ذلك. یقال: أُلْتُ الشرابَ أَؤُولُهُ أَوْلًا؛ و أَنشد: فَفَتَّ الخِتامَ، و قد أَزْمَنَتْ، و أَحْدَث بعد إِیالٍ إِیَالا قال أَبو منصور: و الذی نعرفه أَن یقال آلَ الشرابُ إِذا خَثُر و انتهی بلوغُه و مُنْتهاه من الإِسكار، قال: فلا یقال أُلْتُ الشرابَ. و الإِیَال: مصدر آلَ یَؤُول أَوْلًا و إِیَالًا، و الآیِل: اللبن الخاثر، و الجمع أُیَّل مثل قارح و قُرَّح و حائل و حُوَّل؛ و منه قول الفرزدق: و كأَنَّ خاثِرَه إِذا ارْتَثَؤُوا به عَسَلٌ لَهُمْ، حُلِبَتْ علیه الأُیَّل و هو یُسَمِّن و یُغْلِم؛ و قال النابغة الجعدی یهجو لیلی الأَخْیَلِیَّةَ: و بِرْذَوْنَةٍ بَلَّ البَراذینُ ثَغْرَها، و قد شَرِبتْ من آخر الصَّیْفِ أُیَّلا قال ابن بری: صواب إِنشاده: بُریْذِینةٌ …، بالرفع و التصغیر دون واو، لأَن قبله: أَلا یا ازْجُرَا لَیْلی و قُولا لها: هَلا، و قد ركبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا و قال أَبو الهیثم عند قوله … شَرِبَتْ أَلْبان الأَیَایِل قال: هذا محال، و من أَین توجد أَلبان الأَیایل؟ قال: و الروایة‌و قد شَرِبَتْ من آخر اللیل أُیَّلا، و هو اللبن الخاثر من آلَ إِذا خَثُر. قال أَبو عمرو: أُیَّل أَلبان الأَیایل، و قال أَبو منصور: هو البول الخاثر بالنصب «1» من أَبوال الأُرْوِیَّة إِذا شربته المرأَة اغتلمت. و قال ابن شمیل: الأُیَّل هو ذو القرن الأَشعث الضخمِ مثل الثور الأَهلی. ابن سیدة: و الأُیَّل بقیة اللبن الخاثر، و قیل: الماء فی الرحم، قال: فأَما ما أَنشده ابن حبیب من قول النابغة: و قد شَرِبَتْ من آخر اللیل إِیَّلا فزعم ابن حبیب أَنه أَراد لبن إِیَّل، و زعموا أَنه یُغْلِم و یُسَمِّن، قال: و یروی … أُیَّلا، بالضم، قال: و هو خطأٌ لأَنه یلزم من هذا أُوَّلًا. قال أَبو الحسن: و قد أَخطأَ ابن حبیب لأَن سیبوبه یری البدل فی مثل هذا مطرداً، قال: و لعمری إِن الصحیح عنده أَقوی من البدل، و قد وَهِم ابن حبیب أَیضاً فی قوله إِن الروایة مردودة من وجه آخر، لأَن أُیَّلا فی هذه الروایة مثْلُها فی إِیّلا، فیرید لبن أُیَّل كما ذهب إِلیه فی إِیَّل، و ذلك أَن الأُیَّل لغة فی الإِیَّل، فإِیَّل كحِثْیَل و أُیَّل كَعُلْیَب، فلم یعرف ابن حبیب هذه اللغة. قال: و ذهب بعضهم إِلی أَن أُیَّلا فی هذا البیت جمع إِیَّل، و قد أَخْطأَ من ظن ذلك لأَن سیبویه لا یری تكسیر فِعَّل علی فُعَّل و لا حكاه أَحد، لكنه قد یجوز أَن یكون اسماً للجمع؛ قال و علی هذا وَجَّهت أَنا قول المتنبی: و قِیدَت الأُیَّل فی الحِبال، طَوْع وهُوقِ الخَیْل و الرجال غیره: و الأُیَّل الذَّكَر من الأَوعال، و یقال للذی یسمی
(1). قوله [بالنصب] یعنی فتح الهمزة
لسان العرب، ج‌11، ص: 36
بالفارسیة گوزن، و كذلك الإِیَّل، بكسر الهمزة، قال ابن بری: هو الأَیِّل، بفتح الهمزة و كسر الیاء، قال الخلیل: و إِنما سمی أَیِّلًا لأَنه یَؤُول إِلی الجبال، و الجمع إِیَّل و أُیَّل و أَیَایِل، و الواحد أَیِّل مثل سَیِّد و مَیِّت. قال: و قال أَبو جعفر محمد بن حبیب موافقاً لهذا القول الإِیَّل جمع أَیِّل، بفتح الهمزة؛ قال و هذا هو الصحیح بدلیل قول جریر: أَ جِعثنُ، قد لاقیتُ عِمْرَانَ شارباً، عن الحَبَّة الخَضْراء، أَلبان إِیَّل و لو كان إِیَّل واحداً لقال لبن إِیَّل؛ قال: و یدل علی أَن واحد إِیَّل أَیِّل، بالفتح، قول الجعدی: و قد شَرِبت من آخر اللیل أَیِّلًا قال: و هذه الروایة الصحیحة، قال: تقدیره لبن أَیِّل و لأَن أَلبان الإِیَّل إِذا شربتها الخیل اغتَلَمت. أَبو حاتم: الآیِل مثل العائل اللبن المختلط الخاثر الذی لم یُفْرِط فی الخُثورة، و قد خَثُرَ شیئاً صالحاً، و قد تغیر طَعمه إِلی الحَمَض شیئاً و لا كُلَّ ذلك. یقال: آلَ یَؤُولُ أَوْلًا و أُوُولًا، و قد أُلْتُهُ أَی صببت بعضه علی بعض حتی آل و طاب و خَثُر. و آلَ: رَجَع، یقال: طبخت الشراب فآلَ إِلی قَدْر كذا و كذا أَی رجع. و آلَ الشی‌ءُ مَآلًا: نَقَص كقولهم حار مَحاراً. و أُلْتُ الشی‌ءَ أَوْلًا و إِیالًا: أَصلحته و سُسْتُه. و إِنه لآیل مال و أَیِّل مال أَی حَسَنُ القیام علیه. أَبو الهیثم: فلان آیل مال و عائس مال و مُراقِح مال «1» و إِزَاء مال و سِرْبال مال إِذا كان حسن القیام علیه و السیاسة له، قال: و كذلك خالُ مالٍ و خائل مال. و الإِیَالة: السِّیاسة. و آلَ علیهم أَوْلًا و إِیَالًا و إِیَالة: وَلیَ. و فی المثل: قد أُلْنا و إِیل علینا، یقول: ولِینا وَ وُلی علینا، و نسب ابن بری هذا القول إِلی عمر و قال: معناه أَی سُسْنا و سِیسَ علینا، و قال الشاعر: أَبا مالِكٍ فانْظُرْ، فإِنَّك حالب صَرَی الحَرْب، فانْظُرْ أَیَّ أَوْلٍ تَؤُولُها و آلَ المَلِك رَعِیَّته یَؤُولُها أَوْلًا و إِیالًا: ساسهم و أَحسن سیاستهم وَ وَلیَ علیهم. و أُلْتُ الإِبلَ أَیْلًا و إِیالًا: سُقْتها. التهذیب: و أُلْتُ الإِبل صَرَرْتها فإذا بَلَغَتْ إِلی الحَلْب حلبتها. و الآل: ما أَشرف من البعیر. و الآل: السراب، و قیل: الآل هو الذی یكون ضُحی كالماء بین السماء و الأَرْض یرفع الشُّخوص و یَزْهَاهَا، فأَما السَّرَاب فهو الذی یكون نصف النهار لاطِئاً بالأَرْض كأَنه ماء جار، و قال ثعلب: الآل فی أَوّل النهار؛ و أَنشد: إِذ یَرْفَعُ الآلُ رأْس الكلب فارتفعا و قال اللحیانی: السَّرَاب یذكر و یؤنث؛ و فی حدیث قُسّ بن ساعدَة: قَطَعَتْ مَهْمَهاً و آلًا فآلا الآل: السَّراب، و المَهْمَهُ: القَفْر. الأَصمعی: الآل و السراب واحد، و خالفه غیره فقال: الآل من الضحی إِلی زوال الشمس، و السراب بعد الزوال إِلی صلاة العصر، و احتجوا بأَن الآل یرفع كل شی‌ء حتی یصیر آلًا أَی شَخْصاً، و آلُ كل شی‌ء: شَخْصه، و أَن السراب یخفض كل شی‌ء فیه حتی یصیر لاصقاً
(1). قوله [و مراقح مال] الذی فی الصحاح و غیره من كتب اللغة: رقاحیّ مال
لسان العرب، ج‌11، ص: 37
بالأَرض لا شخص له؛ و قال یونس: تقول العرب الآل مُذ غُدْوة إِلی ارتفاع الضحی الأَعلی، ثم هو سَرَابٌ سائرَ الیوم؛ و قال ابن السكیت: الآل الذی یرفع الشخوص و هو یكون بالضحی، و السَّراب الذی یَجْری علی وجه الأَرض كأَنه الماء و هو نصف النهار؛ قال الأَزهری: و هو الذی رأَیت العرب بالبادیة یقولونه. الجوهری: الآل الذی تراه فی أَول النهار و آخره كأَنه یرفع الشخوص و لیس هو السراب؛ قال الجعدی: حَتَّی لَحِقنا بهم تُعْدی فَوارِسُنا، كأَنَّنا رَعْنُ قُفٍّ یَرْفَعُ الآلا أَراد یرفعه الآل فقلبه، قال ابن سیدة: وجه كون الفاعل فیه مرفوعاً و المفعول منصوباً باسمٍ «2» صحیح، مَقُول به، و ذلك أَن رَعْن هذا القُفِّ لما رفعه الآل فرُؤی فیه ظهر به الآل إِلی مَرْآة العین ظهوراً لو لا هذا الرَّعْن لم یَبِنْ للعین بَیانَه إِذا كان فیه، أَ لا تری أَن الآل إِذا بَرَق للبصر رافعاً شَخْصه كان أَبدی للناظر إِلیه منه لو لم یلاق شخصاً یَزْهاه فیزداد بالصورة التی حملها سُفوراً و فی مَسْرَح الطَّرْف تجَلِّیاً و ظهوراً؟ فإِن قلت: فقد قال الأَعشی: إِذ یَرْفَع الآلُ رأْسَ الكلبِ فارتفعا فجعل الآل هو الفاعل و الشخص هو المفعول، قیل: لیس فی هذا أَكثر من أَن هذا جائز، و لیس فیه دلیل علی أَن غیره لیس بجائز، أَ لا تری أَنك إِذا قلت ما جاءنی غیر زید فإِنما فی هذا دلیل علی أَن الذی هو غیره لم یأْتك، فأَما زید نفسه فلم یُعَرَّض للإِخبار بإِثبات مجی‌ء له أَو نفیه عنه، فقد یجوز أَن یكون قد جاء و أَن یكون أَیضاً لم یجئ؟ و الآل: الخَشَبُ المُجَرَّد؛ و منه قوله: آلٌ علی آلٍ تَحَمَّلَ آلا فالآل الأَول: الرجل، و الثانی السراب، و الثالث الخشب؛ و قول أَبی دُوَاد: عَرَفْت لها مَنزلًا دارساً، و آلًا علی الماء یَحْمِلْنَ آلا فالآل الأَول عِیدانُ الخَیْمة، و الثانی الشخص؛ قال: و قد یكون الآل بمعنی السراب؛ قال ذو الرُّمَّة: تَبَطَّنْتُها و القَیْظَ، ما بَیْن جَالِها إِلی جَالِها سِتْرٌ من الآل ناصح و قال النابغة: كأَنَّ حُدُوجَها فی الآلِ ظُهْراً، إِذا أُفْزِعْنَ من نَشْرٍ، سَفِینُ قال ابن بری: فقوله ظُهْراً یَقْضِی بأَنه السراب، و قول أَبی ذؤَیب: و أَشْعَثَ فی الدارِ ذی لِمَّة، لَدَی آلِ خَیْمٍ نَفَاهُ الأَتِیُّ قیل: الآل هنا الخشب. و آلُ الجبل: أَطرافه و نواحیه. و آلُ الرجل: أَهلُه و عیالُه، فإِما أَن تكون الأَلف منقلبة عن واو، و إِما أَن تكون بدلًا من الهاء، و تصغیره أُوَیْل و أُهَیْل، و قد یكون ذلك لِما لا یعقل؛ قال الفرزدق: نَجَوْتَ، و لم یَمْنُنْ علیك طَلاقَةً سِوَی رَبَّة التَّقْریبِ من آل أَعْوَجا و الآل: آل النبی، صلی الله علیه و سلم. قال أَبو
(2). أراد بالاسم الصحیح: الرَّعْن
لسان العرب، ج‌11، ص: 38
العباس أَحمد بن یحیی: اختلف الناس فی الآل فقالت طائفة: آل النبی، صلی الله علیه و سلم، من اتبعه قرابة كانت أَو غیر قرابة، و آله ذو قرابته مُتَّبعاً أَو غیر مُتَّبع؛ و قالت طائفة: الآل و الأَهل واحد، و احتجوا بأَن الآل إِذا صغر قیل أُهَیْل، فكأَن الهمزة هاء كقولهم هَنَرْتُ الثوب و أَنَرْته إِذا جعلت له عَلَماً؛ قال: و روی الفراء عن الكسائی فی تصغیر آل أُوَیْل؛ قال أَبو العباس: فقد زالت تلك العلة و صار الآل و الأَهل أَصلین لمعنیین فیدخل فی الصلاة كل من اتبع النبی، صلی الله علیه و سلم، قرابة كان أَو غیر قرابة؛ و روی عن غیره أَنه‌سئل عن قول النبی، صلی الله علیه و سلم: اللهم صلّ علی محمد و علی آل محمد: مَنْ آلُ محمد؟ فقال: قال قائل آله أَهله و أَزواجه كأَنه ذهب إِلی أَن الرجل تقول له أَ لَكَ أَهْلٌ؟ فیقول: لا و إِنما یَعْنِی أَنه لیس له زوجة، قال: و هذا معنی یحتمله اللسان و لكنه معنی كلام لا یُعْرَف إِلَّا أَن یكون له سبب كلام یدل علیه، و ذلك أَن یقال للرجل: تزوَّجتَ؟ فیقول: ما تأَهَّلت، فَیُعْرَف بأَول الكلام أَنه أَراد ما تزوجت، أَو یقول الرجل أَجنبت من أَهلی فیعرف أَن الجنابة إِنما تكون من الزوجة، فأَما أَن یبدأ الرجل فیقول أَهلی ببلد كذا فأَنا أَزور أَهلی و أَنا كریم الأَهْل، فإِنما یذهب الناس فی هذا إِلی أَهل البیت، قال: و قال قائل آل محمد أَهل دین محمد، قال: و من ذهب إِلی هذا أَشبه أَن یقول قال الله لنوح: احْمِلْ فِیهٰا مِنْ كُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَكَ، و قال نوح: رَبِّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی، فقال تبارك و تعالی: إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ، أَی لیس من أَهل دینك؛ قال: و الذی یُذْهَب إِلیه فی معنی هذه الآیة أَن معناه أَنه لیس من أَهلك الذین أَمرناك بحملهم معك، فإِن قال قائل: و ما دل علی ذلك؟ قیل قول الله تعالی: وَ أَهْلَكَ إِلّٰا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ*، فأَعلمه أَنه أَمره بأَن یَحْمِل من أَهله من لم یسبق علیه القول من أَهل المعاصی، ثم بیّن ذلك فقال: إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صٰالِحٍ، قال: و ذهب ناس إِلی أَن آل محمد قرابته التی ینفرد بها دون غیرها من قرابته، و إِذا عُدَّ آل الرجل ولده الذین إِلیه نَسَبُهم، و من یُؤْویه بیته من زوجة أَو مملوك أَو مَوْلی أَو أَحد ضَمَّه عیاله و كان هذا فی بعض قرابته من قِبَل أَبیه دون قرابته من قِبَل أُمه، لم یجز أَن یستدل علی ما أَراد الله من هذا ثم رسوله إِلا بسنَّة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فلما‌قال: إِن الصدقة لا تحل لمحمد و آل محمد‌دل علی أَن آل محمد هم الذین حرمت علیهم الصدقة و عُوِّضوا منها الخُمس، و هی صَلِیبة بنی هاشم و بنی المطلب، و هم الذین اصطفاهم الله من خلقه بعد نبیه، صلوات الله علیه و علیهم أَجمعین. و‌فی الحدیث: لا تحل الصدقة لمحمد و آل محمد؛ قال ابن الأَثیر: و اختلف فی آل النبی، صلی الله علیه و سلم، الذین لا تحل الصدقة لهم، فالأَكثر علی أَنهم أَهل بیته؛ قال الشافعی: دل هذا الحدیث أَن آل محمد هم الذین حرمت علیهم الصدقة و عوّضوا منها الخُمس، و قیل: آله أَصحابه و من آمن به و هو فی اللغة یقع علی الجمیع. و قوله‌فی الحدیث: لقد أُعْطِی مِزْماراً من مزامیر آل داود، أَراد من مزامیر داود نفسه. و الآل: صلة زائدة. و آل الرجل أَیضاً: أَتباعه؛ قال الأَعشی: فكذَّبوها بما قالت، فَصَبَّحَهم ذو آل حَسَّانَ یُزْجی السَّمَّ و السَّلَعا یعنی جَیْشَ تُبَّعٍ؛ و منه قوله عز و جل: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذٰابِ. التهذیب: شمر قال أَبو عدنان قال لی من لا أُحْصِی
لسان العرب، ج‌11، ص: 39
من أَعراب قیس و تمیم: إِیلة الرجل بَنُو عَمِّه الأَدْنَوْن. و قال بعضهم: من أَطاف بالرجل و حلّ معه من قرابته و عِتْرته فهو إِیلته؛ و قال العُكْلی: و هو من إِیلَتِنا أَی من عِتْرَتنا. ابن بزرج: إِلَةُ الرجل الذین یَئِلُ إِلیهم و هم أَهله دُنیا. و هؤُلاء إِلَتُكَ و هم إِلَتی الذین وأَلْتُ إِلیهم. قالوا: رددته إِلی إِلَتِهِ أَی إِلی أَصله؛ و أَنشد: و لم یكن فی إِلَتِی عوالا یرید أَهل بیته، قال: و هذا من نوادره؛ قال أَبو منصور: أَما إِلَة الرجل فهم أَهل بیته الذین یئل إِلیهم أَی یلجأُ إِلیهم. و الآل: الشخص؛ و هو معنی قول أَبی ذؤیب‌یَمانِیَةٍ أَحْیا لها مَظَّ مائِدٍ و آل قِراسٍ، صَوْبُ أَرْمِیَةٍ كُحْلِ یعنی ما حول هذا الموضع من النبات، و قد یجوز أَن یكون الآل الذی هو الأَهل. و آل الخَیْمة: عَمَدها. الجوهری: الآلة واحدة الآل و الآلات و هی خشبات تبنی علیها الخَیْمة؛ و منه قول كثیِّر یصف ناقة و یشبه قوائمها بها: و تُعْرَف إِن ضَلَّتْ، فتُهْدَی لِرَبِّها لموضِع آلات من الطَّلْح أَربَع و الآلةُ: الشِّدَّة. و الآلة: الأَداة، و الجمع الآلات. و الآلة: ما اعْتَمَلْتَ به من الأَداة، یكون واحداً و جمعاً، و قیل: هو جمع لا واحد له من لفظه. و‌قول علی، علیه السلام: تُسْتَعْمَل آلَةُ الدین فی طلب الدنیا؛ إِنما یعنی به العلم لأَن الدین إِنما یقوم بالعلم. و الآلة: الحالة، و الجمع الآلُ. یقال: هو بآلَة سوء؛ قال الراجز: قد أَرْكَبُ الآلَةَ بعد الآله، و أَتْرُك العاجِزَ بالجَدَالَه و الآلة: الجَنازة. و الآلة: سریر المیت؛ هذه عن أَبی العَمَیْثَل؛ و بها فسر قول كعب بن زهیر: كُلُّ ابنِ أُنْثَی، و إِن طالَتْ سَلَامَتُه، یوماً علی آلَةٍ حَدْباءَ محمول التهذیب: آلَ فلان من فلان أَی وَأَل منه و نَجَا، و هی لغة الأَنصار، یقولون: رجل آیِل مكان وائل؛ و أَنشد بعضهم: یَلُوذ بشُؤْبُوبٍ من الشمس فَوْقَها، كما آلَ مِن حَرِّ النهار طَرِیدُ و آل لحمُ الناقة إِذا ذَهَب فضَمُرت؛ قال الأَعْشَی: أَذْلَلْتُهَا بعد المِرَاح، فآل من أَصلابها أَی ذهب لحمُ صُلْبها. و التَّأْوِیل: بَقْلة ثمرتها فی قرون كقرون الكباش، و هی شَبِیهة بالقَفْعاء ذات غِصَنَة و ورق، و ثمرتها یكرهها المال، و ورقها یشبه ورق الآس و هیَ طَیِّبة الریح، و هو من باب التَّنْبیت، واحدته تَأْوِیلَة. و روی المنذری عن أَبی الهیثم قال: إِنما طعام فلان القفعاء و التَّأْوِیل، قال: و التَّأْوِیل نبت یعتلفه الحمار، و القفعاء شجرة لها شوك، و إِنما یضرب هذا المثل للرجل إِذا استبلد فهمه و شبه بالحمار فی ضعف عقله. و قال أَبو سعید. العرب تقول أَنت فی ضَحَائك «1» بین القَفْعاء
(1). قوله [أنت فی ضحائك] هكذا فی الأَصل، و الذی فی شرح القاموس: أنت من الفحائل
لسان العرب، ج‌11، ص: 40
و التَّأْوِیل، و هما نَبْتَان محمودان من مَرَاعی البهائم، فإِذا أَرادوا أَن ینسبوا الرجل إِلی أَنه بهیمة إِلا أَنه مُخْصِب مُوَسَّع علیه ضربوا له هذا المثل؛ و أَنشد غیره لأَبی وَجْزَة السعدی: عَزْبُ المَراتع نَظَّارٌ أَطاعَ له، من كل رَابِیَةٍ، مَكْرٌ و تأْویل أَطاع له: نَبَت له كقولك أَطَاعَ له الوَرَاقُ، قال: و رأَیت فی تفسیره أَن التَّأْوِیل اسم بقلة تُولِعُ بقر الوحش، تنبت فی الرمل؛ قال أَبو منصور: و المَكْر و القَفْعاء قد عرفتهما و رأَیتهما، قال: و أَما التَّأْوِیل فإِنی ما سمعته إِلَّا فی شعر أَبی وجزة هذا و قد عرفه أَبو الهیثم و أَبو سعید. و أَوْل: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَیا نَخْلَتَیْ أَوْلٍ، سَقَی الأَصْلَ مِنكما مَفِیضُ الرُّبی، و المُدْجِناتُ ذُرَاكُما و أُوَال و أَوَالُ: قریة، و قیل اسم موضع مما یلی الشام؛ قال النابغة الجعدی: أَنشده سیبویه: مَلَكَ الخَوَرْنَقَ و السَّدِیرَ، و دَانَه ما بَیْنَ حِمْیَرَ أَهلِها و أَوَال صرفه للضرورة؛ و أَنشد ابن بری لأُنَیف بن جَبَلة: أَمَّا إِذا استقبلته فكأَنَّه للعَیْنِ جِذْعٌ، من أَوَال، مُشَذَّبُ

أیل؛ ج11، ص: 40

: أَیْلَة: اسم بلدٍ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فإِنَّكُمُ، و المُلْكَ، یا أَهْل أَیْلَةٍ لَكَالمُتأَبِّی، وَ هْو لیس له أَبُ أَراد كالمتأَبی أَباً؛ و قال حسان بن ثابت: مَلَكَا من جَبَل الثلْجِ إِلی جانبی أَیْلَةَ، من عَبْدٍ و حُرّ و إِیلُ: من أَسماء الله عزَّ و جل، عِبْرانی أَو سُرْیانی. قال ابن الكلبی: و قولهم جَبْرائیل و مِیكائیل و شَرَاحِیل و إِسْرافِیل و أَشباهها إِنما تُنْسَب إِلی الربوبیة، لأَن إِیلًا لغة فی إِلّ، و هو الله عز و جل، كقولهم عبد الله و تَیْم الله، فجَبْر عبد مضاف إِلی إِیل، قال أَبو منصور: جائز أَن یكون إِیل أُعرب فقیل إِلٌّ. و إِیلِیاء: مدینة بیت المَقدس، و منهم من یَقْصر الیاء فیقول إِلیاءُ، و كأَنهما رُومِیَّان؛ قال الفرزدق: و بَیْتانِ: بَیْتُ الله نَحن وُلاتُه، و بَیْتٌ بأَعْلی إِیلِیاءَ مُشَرَّف و‌فی الحدیث: أَن عمر، رضی الله عنه، أَهَلَّ بحَجَّةٍ من إِیلیاء؛ هی بالمد و التخفیف اسم مدینة بیت المقدس، و قد تشدَّد الیاء الثانیة و تقصر الكلمة، و هو معرَّب. و أَیْلَة: قریة عربیة و ورد ذكرها فی الحدیث، و هو بفتح الهمزة و سكون الیاء، البلد المعروف فیما بین مصر و الشام. و أَیَّل: اسم جَبَل؛ قال الشماخ: تَرَبَّع أَكناف القَنَانِ فَصارَةٍ، فأَیَّلَ فالمَاوَانِ، فَهْو زَهُوم و هذا بناءٌ نادر كیف وَزَنْتَه لأَنه فَعَّلٌ أَوْ فَیْعَل أَو فَعْیَل، فالأَوَّل لم یجئْ منه إِلَّا بَقَّم و شَلَّم، و هو أَعجمیٌّ، و الثانی لم یجئ منه إِلَّا قوله: ما بَالُ عَیْنی كالشَّعِیبِ العَیَّنِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 41
و الثالث معدوم. و أَیْلُول: شهر من شهور الروم. و الإِیَّل: ذَكَرُ الأَوعال مذكور فی ترجمة أَول.

فصل الباء الموحدة؛ ج11، ص: 41

بأل؛ ج11، ص: 41

: البَئِیلُ: الصغیر النَّحیفُ الضعیفُ مثل الضَّئِیل؛ بَؤُلَ یَبْؤُلُ بَآلَة و بُؤُولَة؛ و قالوا: ضَئِیل بَئِیل، فذهب ابن الأَعرابی إِلی أَنه إِتباع، و هذا لا یَقْوَی لأَنه إِذا وجد للشی‌ء معنی غیر الإِتباع لم یُقْضَ علیه بالإِتباع، و هی الضَّآلة و البآلة و الضُّؤُولة و البُؤُولة. و حكی أَبو عمرو: ضَئِیل بَئِیل أَی قبیح. أَبو زید: بَؤُلَ یَبْؤُلُ فهو بَئِیل إِذا صَغُر، و قد بَؤُلَ بَآلَةً مثل ضَؤُل ضَآلة، فهو بَئیل مثل ضَئِیل؛ و أَنشد لمنظور الأَسدی: حَلِیلة فاحِشٍ وانٍ بَئِیل مُزَوْزِكَة، لها حَسَبٌ لَئِیمُ

بأدل؛ ج11، ص: 41

: البَأْدَلة: اللحم بین الإِبط و الثَّنْدُوة كلِّها، و الجمع البَآدِل، و قیل: هی أَصل الثَّدْی، و قیل: هی ما بین العُنق إِلی التَّرْقُوة، و قیل: هی جانب المَأْكَمَة، و قیل: هی لحم الثَّدْیین؛ قالت أُختُ یزیدَ بنِ الطَّثَرِیَّة ترثیه: فَتًی قُدَّ قَدَّ السَّیْفِ لا مُتآزِفٌ، و لا رَهِلٌ لَبَّاتُه و بَآدِلُه قال ابن بری: أُخت یزید اسمها زینب، و یقال: البیت للعُجَیْر السَّلولی یرثی به رجلًا من بنی عمه یقال له سلیم بن خالد بن كعب السلولی؛ قال: و روایته: فَتًی قُدّ قَدَّ السیف لا مُتَضائِلٌ، و لا رَهِلٌ لبَّاتُه و بَآدِلُه یَسُرُّكَ مَظْلوماً، و یُرْضِیكَ ظالِماً، و كُلُّ الذی حَمَّلْتَه فهو حامِلُه و المُتضائل: الضَّئِیلُ الدقیقُ، و الرَّهِلُ: الكثیر اللحم المُسْتَرْخِیه، و البَأْدَلَة: اللَّحمة بین العنق و التَّرْقُوة، و قوله قُدَّ قَدَّ السَّیْف أَی هو مُهَفْهَف مَجْدول الخَلْقِ سَیْفَان، و السَّیْفان: الطویل الممشوق، و قیل: هی ثُلاثیّة لقوله بَدِل إِذا شكا ذلك، و كل ذلك مذكور فی موضعه. و البَأْدَلَة: مِشْیَة سریعة.

بأزل؛ ج11، ص: 41

: البَأْزَلَة: اللِّحَاء و المقارضة. أَبو عمرو: البَأْزَلَة مِشْیَة فیها سُرْعة؛ و أَنشد لأَبی الأَسود العجلی: قد كان فیما بیننا مُشَاهَلَه، فأَدْبَرَتْ غَضْبَی تَمَشَّی البَازَلَه و المُشاهلة: الشَّتْم.

ببل؛ ج11، ص: 41

: بَابِل: موضع بالعراق، و قیل: موضع إِلیه یُنْسب السِّحرُ و الخمر، قال الأَخفش: لا ینصرف لتأْنیثه و ذلك أَن اسم كل شی‌ء مؤنث إِذا كان أَكثر من ثلاثة أَحرف فإِنه لا ینصرف فی المعرفة، قال الله تعالی: وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَی الْمَلَكَیْنِ بِبٰابِلَ؛ قال الأَعشی: بِبَابِلَ لم تُعْصَر، فجاءت سُلافَةً تُخالِطُ قِنْدِیداً، و مِسْكاً مُخَتَّما و قول أَبی كبیر الهذلی یصف سهاماً: یَكْوِی بها مُهَجَ النفوس، كأَنَّما یَكْوِیهِمُ بالبَابِلِیّ المُمْقِرِ قال السُّكَّری: عنی بالبَابِلِیِّ هنا سُمّاً. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: إِن حِبِّی نهانی أَن أُصلی فی أَرض بَابِلَ فإِنها ملعونة؛ بَابِلُ: هذا الصُّقْع‌لسان العرب، ج‌11، ص: 42‌المعروف بأَرض العراق، و أَلفه غیر مهموزة؛ قال الخطابی: فی إِسناد هذا الحدیث مقال، قال: و لا أَعلم أَحداً من العلماء حَرَّمَ الصلاة فی أرض بابل، و یشبه إِن ثبت هذا الحدیث أَن یكون نهاه أَن یتخذها وَطَناً و مُقاماً، فإِذا أَقام بها كانت صلاته فیها، قال: و هذا من باب التعلیق فی علم البیان أَو لعل النهی له خاصة، أَ لا تراه قال: نهانی؟ و مثله‌حدیثه الآخر: نهانی أَن أَقرأ ساجداً و راكعاً و لا أَقول نهاكم، و لعل ذلك إِنذار منه بما لقی من المحنة بالكوفة، و هی من أَرض بَابِلَ.

بتل؛ ج11، ص: 42

: البَتْل: القَطْع. بَتَلَهُ یَبْتِلُهُ و یَبْتُلُهُ بَتْلًا و بَتَّلَهُ فانْبَتَلَ و تَبَتَّلَ: أَبانَه من غیره، و منه قولهم: طلقها بَتَّةً بَتْلَةً؛ و قول ذی الرمة: رَخِیمات الكَلام مُبَتَّلات، جواعل فی البَرَی قَصَباً خِدَالا قال ابن سیدة: زعم الفارسی أَن الكسر روایة و جاء به شاهداً علی حذف المفعول؛ أَراد مُبَتِّلات الكلام مُقَطِّعات له. و‌فی حدیث حذیفة: أُقیمت الصلاة فَتَدافَعُوها و أَبَوْا إِلا تقدیمَه، فلما سَلَّم قال: لَتَبْتِلُنَّ لها إِماماً أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً، معناه لتَنْصِبُنَّ لكم إِماماً و تَقْطَعُنَّ الأَمرَ بإِمامته من البَتْلِ القَطْعِ؛ قال ابن الأَثیر: أَورده أَبو موسی فی هذا الباب و أَورده الهروی فی باب الباء و اللام و الواو، و شَرَحَه بالامتحان و الاختبار من الابتلاء، فتكون التاءَان فیها عند الهروی زائدتین الأُولی للمضارعة و الثانیة للافتعال، و تكون الأُولی عند أَبی موسی زائدة للمضارعة و الثانیة أَصلیة، قال: و شرحه الخطابی فی غریبه علی الوجهین معاً. التهذیب: الأَصمعی المُبْتِل النَّخْلة یكون لها فَسِیلة قد انفردت و استغنت عن أُمّها فیقال لتلك الفَسِیلة البَتُول. ابن سیدة: البَتُول و البَتِیل و البَتِیلة من النخْل الفَسِیلة المُنْقَطِعةُ عن أُمها المستغنیةُ عنها. و المُبْتِلةُ: أُمُّها، یستوی فیه الواحد و الجمع؛ و قول المتنخل الهذلی: ذَلِكَ ما دِینُكَ، إِذ جُنِّبَتْ أَجْمالُها كالبُكُرِ المُبْتل إِنما أَراد جمع مُبْتِلة كتَمْرة و تَمْر، و قوله ذلك ما دینك أَی ذلك البكاء دینك و عادتك، و البُكُر: جمع بَكُور و هی التی تُدرك أَوّلَ النَّخْل، و قد انْبتَلَت من أُمِّها و تَبَتَّلت و اسْتَبْتَلَتْ، و قیل: البَتْلَة من النخل الوَدِیَّة، و قال الأَصمعی: هی الفَسِیلة التی بانت عن أُمها، و یقال للأُم مُبْتِل. و البَتْل: الحَقُّ، بَتْلًا أَی حقّاً؛ و منه: صَدَقَة بَتْلَة أَی منقطعة عن صاحبها كبَتَّة أَی قَطَعها من ماله، و أَعطیته عطاء بَتْلًا أَی مُنْقَطعاً، إِما أَن یرید الغایة أَی أَنه لا یشبهه عطاء، و إِما أَن یرید أَنه لا یعطیه عطاءً بعده. و حَلَف یمیناً بَتْلَة أَی قَطَعَها. و تَبَتَّلَ إِلی الله تعالی: انقطع و أَخلص. و فی التنزیل: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا؛ جاء المصدر فیه علی غیر طریق الفعل، و له نظائر، و معناه أَخْلِصْ له إِخْلاصاً. و التَّبَتُّلُ: الانقطاع عن الدنیا إِلی الله تعالی، و كذلك التَّبْتِیل. یقال للعابد إِذا ترك كل شی‌ء و أَقبل علی العبادة: قد تَبَتَّلَ أَی قطع كُلَّ شی‌ء إِلا أَمْرَ الله و طاعتَه. و قال أَبو إِسحق: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ، أَی انقطِعْ إِلیه فی العبادة؛ و كذلك صدقة بَتْلَة أَی مُنْقَطِعة من مال المتصدّق بها خارجة إِلی سبیل الله؛ و الأَصل فی تَبَتَّلَ أَن تقول تَبَتَّلْتُ تَبَتُّلًا، فتَبْتِیلًا محمول علی معنی بَتِّل إِلیه تَبْتِیلًا. و انْبَتَل، فهو مُنْبَتِل أَی انقطع، و هو
لسان العرب، ج‌11، ص: 43
مثل المُنْبَتِّ؛ و أَنشد: كأَنَّه تیسُ إِرانٍ مُنْبَتِل و رجل أَبْتَلَ إِذا كان بعیدَ ما بَین المَنْكِبَینِ. و قد بتل یبتل بتلًا. و البَتُول من النساء: المنقطعة عن الرجال لا أَرَبَ لها فیهم؛ و بها سُمِّیت مریمُ أُمُّ المَسیح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و قالوا لمریم العَذْراء البَتُول و البَتِیل لذلك، و فی التهذیب: لتركها التزویج. و البَتُول من النساء: العَذْراء المنقطعة من الأَزواج، و یقال: هی المنقطعة إِلی الله عز و جل عن الدنیا. و التَّبَتُّل: ترك النكاح و الزهدُ فیه و الانقطاع عنه. التهذیب: البَتُول كل امرأَة تنقبض من الرجال لا شهوة لها و لا حاجة فیهم، و منه التَّبَتُّل و هو ترك النكاح؛ و قال ربیعة بن مقروم الضبی: لو أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ، عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَبَتِّل و‌روی سعید بن المسیب أَنه سمع سعد بن أَبی وقاص یقول: لقد ردَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی عثمان بن مظعون التَّبَتُّل و لو أَحَلَّه لاخْتَصَیْنا، و فسر أَبو عبید التَّبَتُّل بنحو ما ذكرنا. و‌فی الحدیث: لا رَهْبانیَّة و لا تَبَتُّل فی الإِسلام؛ و التَّبَتُّلُ: الانقطاع عن النساء و ترك النكاح، و أَصل البَتْلِ القَطْع.و سئل أَحمد بن یحیی عن فاطمة، رضوان الله علیها، بنت سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لم قیل لها البَتُول؟ فقال: لانقطاعها عن نساء أَهل زمانها و نساء الأُمة عفافاً و فضلًا و دیناً و حسباً، و قیل: لانقطاعها عن الدنیا إِلی الله عز و جل.و امرأَة مُبَتَّلَة الخَلْق أَی منْقطعة الخَلْق عن النساء لها علیهن فضل؛ من ذلك قول الأَعشی: مُبَتَّلة الخَلْقِ مِثْل المَهَاةِ، لمْ تَرَ شَمْساً و لا زَمْهَرِیرا و قیل: المُبَتَّلَة التامة الخَلْقِ؛ و أَنشد لأَبی النجم: طَالَتْ إِلی تَبْتِیلِها فی مَكْرِ أَی طالت فی تمام خَلْقِها؛ و قیل: تَبْتِیل خَلْقِها انفراد كل شی‌ء منها بحسنه لا یتكل بعضُه علی بعض. قال ابن الأَعرابی: المبتلة من النساء الحسَنة الخَلْقِ لا یَقْصُر شی‌ء عن شی‌ء، لا تكون حَسَنة العین سَمِجَة الأَنف، و لا حَسَنة الأَنف سَمِجَة العین، و لكن تكون تامَّة؛ قال غیره: هی التی تفرّد كل شی‌ء منها بالحسن علی حِدَتِه. و المُبَتَّلَة من النساء: التی بُتِّلَ حسنها علی أَعضائها أَی قُطِّع، و قیل: هی التی لم یَرْكَبْ بعضُ لحمها بعضاً فهو لذلك مُنْماز؛ و قال اللحیانی: هی التی فی أَعضائها استرسال لم یركب بعضه بعضاً، و الأَول أَقرب إِلی الاشتقاق، و جمل مُبَتَّل كذلك. الجوهری: امرأَة مُبَتَّلَة، بتشدید التاء مفتوحةً، أَی تامَّة الخَلْق لم یركب لحمها بعضه بعضاً، و لا یوصف به الرجل؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: رَخِیمات الكَلامِ مُبَتَّلات و یقال للمرأَة إِذا تزینت و تحسنت: إِنها تَتَبَتَّلُ، و إِذا تركت النكاح فقد تَبَتَّلَتْ، و هذا ضدّ الأَول، و الأَول مأْخوذ من المُبَتَّلَة التی تم حسن كل عضو منها. و البَتِیلَة: كل عضو مكتنز مُنْمازٍ. اللیث: البَتِیلَةُ كل عضو بلحمه مُكْتَنز من أَعضاء اللحم علی حِیَاله، و الجمع بَتَائِل؛ و أَنشد: إِذا المُتُونُ مَدَّتِ البَتَائِلا
لسان العرب، ج‌11، ص: 44
و‌فی الحدیث: بَتَلَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، العُمْرَی‌أَی أَوجبها و مَلَّكَها مِلْكاً لا یتطرق إِلیه نقض، و العُمْرَی بَتَاتٌ «2». و‌فی حدیث النضر بن كَلدة: و الله، یا مَعْشر قریش، لقد نزل بكم أَمر ما أَبْتَلْتُمْ بَتْله.یقال: مَرَّ علی بَتِیلَة من رأْیه و مُنْبَتِلة أَی عَزِیمة لا تُرَدُّ. و انْبَتَلَ فی السیر: مضی و جدّ؛ قال الخطابی: هذا خطأ، و الصواب ما انْتَبَلْتم نَبْله أَی ما انتبهتم له و لم تعلموا عِلْمَه. تقول العرب: أَنْذرْتُكَ الأَمرَ فلم تَنْتَبِلْ نَبْله أَی لم تَنْتَبه له، قال: فحینئذ یكون من باب النون لا من باب الباء. و البَتِیلَة: العَجُز فی بعض اللغات لانقطاعه عن الظهر؛ قال: إِذا الظهور مَدَّتِ البَتَائِلا و البَتْل: تمییز الشی‌ء من غیره. و البُتُل: كالمَسابل فی أَسفل الوادی، واحدها بَتِیلٌ. و بَتِیلُ الیَمامة: جَبَل هنالك، و هو البَتِیل أَیضاً؛ قال: فإِنَّ بنی ذُبْیان حیث عَلِمْتُمُ، بجِزْعِ البَتِیلِ، بَینَ بادٍ و حاضِرِ

بثل؛ ج11، ص: 44

: الأَزهری: أَهمله اللیث. ابن الأَعرابی: الثُّبْلة البَقِیَّة و البُثْلة الشُّهْرَةُ.

بجل؛ ج11، ص: 44

: التَّبجیل: التعظیم. بَجَّلَ الرجلَ: عَظَّمَه. و رجل بَجَال و بَجِیل: یُبَجِّله الناسُ، و قیل: هو الشیخ الكبیر العظیم السید مع جَمَال و نُبْل، و قد بَجُلَ بَجَالَة و بُجُولًا، و لا توصف بذلك المرأَة. شمر: البَجَال من الرجال الذی یُبَجِّله أَصحابه و یسوِّدونه. و البَجِیل: الأَمر العظیم. و رجل بَجَال: حَسَن الوجه. و كل غلیظ من أَیِّ شی‌ءٍ كان: بَجِیل. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، قال لِقَتْلی أُحُد: لَقِیتُم خیراً طویلًا، و وُقِیتُم شَرًّا بَجِیلًا، و سَبَقْتم سبقاً طویلًا.و‌فی الحدیث: أَنه أَتَی القبور فقال: السلام علیكم أَصبتم خیراً بَجِیلًا‌أَی واسعاً كثیراً، من التبجیل التعظیم، أَو من البَجَال الضَّخْم. و أَمر بَجِیل: مُنْكَر عظیم. و البَاجِل: المُخْصِب الحَسَنُ الحال من الناس و الإِبل. و یقال للرجل الكثیر الشحم: إِنه لبَاجِل، و كذلك الناقة و الجمل. و شیخ بَجَال و بَجِیل أَی جَسِیم؛ و رجل بَاجِل و قد بَجَلَ یَبْجُل بُجُولًا: و هو الحسَن الجَسیمُ الخَصیب فی جِسْمه؛ و أَنشد: و أَنت بالبابِ سَمِینٌ بَاجِل و بَجِلَ الرجلُ بَجَلًا: حسنت حاله، و قیل: فَرِحَ. و أَبْجَله الشی‌ءُ إِذا فَرِحَ به. و الأَبْجَلُ: عِرْق غَلِیظ فی الرِّجْلِ، و قیل: هو عِرْق فی باطِنِ مَفْصِلِ الساق فی المَأْبِض، و قیل: هو فی الید إِزَاءَ الأَكْحَل، و قیل: هو الأَبْجَلُ فی الید، و النَّسا فی الرِّجْلِ، و الأَبْهَرُ فی الظَّهْر، و الأَخْدَع فی العُنُق؛ قال أَبو خراش: رُزِئْتُ بَنی أُمِّی، فلما رُزِئْتُهم صَبَرْتُ، و لم أَقْطَعْ علیهم أَبَاجِلی و الأَبْجَل: عِرْق و هو من الفرس و البعیر بمنزلة الأَكْحَل من الإِنسان. قال أَبو الهیثم: الأَبْجَل و الأَكْحَل و الصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ، و هی من الجداول لا من الأَوْرِدة. اللیث: الأَبْجَلان عِرْقان فی الیدین و هما فی الأَكْحَلان من لَدُنِ المَنْكِب إِلی الكَتِف؛ و أَنشد: عاری الأَشَاجِعِ لم یُبْجَل أَی لم یُفْصَد أَبْجَلُه. و‌فی حدیث سعد بن معاذ:
(2). قوله [و العمری بتات] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 45
أَنه رُمِیَ یوم الأَحزاب فقطعوا أَبْجَلَه؛ الأَبْجَل: عِرْق فی باطن الذراع، و قیل: هو عرق غلیظ فی الرِّجل فیما بین العصب و العظم. و‌فی حدیث المستهزئین: أَما الولید بن المغیرة فأَوْمأَ جبریل إِلی أَبْجَله.و البُجْل: البُهْتان العظیم، یقال: رمیته ببُجْل؛ و قال أَبو دُوادٍ الإِیادی: إمرَأَ القَیْسِ بن أَرْوَی مُولِیا إِن رآنی لأَبُوأَنْ بسُبَد «1». قُلْتَ بُجْلًا قلتَ قوْلًا كاذباً، إِنَّما یَمْنَعُنی سَیْفی و یَد قال الأَزهری: و غیره یقوله بُجْراً، بالراء، بهذا المعنی، قال: و لم أَسمعه باللام لغیر اللیث، قال: و أَرجو أَن تكون اللام لغة، فإِن الراء و اللام متقاربا المخرج و قد تعاقبا فی مواضع كثیرة. و البَجَلُ: العَجَب. و البَجْلَة: الصغیرة من الشَّجَر؛ قال كثیر: و بِجِید مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ بَجَلاتِ طَلْحٍ، قد خُرِفْنَ، و ضَالِ و بَجَلِی كذا و بَجَلِی أَی حَسْبی؛ قال لبید: بَجَلِی الآنَ من العَیْشِ بَجَل قال اللیث: هو مجزوم لاعتماده علی حركات الجیم و أَنه لا یتمكن فی التصریف. و بَجَلْ: بمعنی حَسْب؛ قال الأَخفش هی ساكنة أَبداً. یقولون: بَجَلْك كما یقولون قَطْك إِلا أَنهم لا یقولون بَجَلْنی كما یقولون قَطْنی، و لكن یقولون بَجَلِی و بَجْلِی أَی حَسْبی، قال لبید: فَمَتی أَهْلِكْ فلا أَحْفِلُه، بَجَلی الآنَ من العَیْشِ بَجَل و‌فی حدیث لُقْمان بن عاد حین وصف إِخْوته لامرأَة كانوا خَطَبوها، فقال لقمانُ فی أَحدهم: خُذی منی أَخی ذا البَجَل؛ قال أَبو عبیدة: معناه الحَسْبُ و الكِفَایة؛ قال: و وجهه أَنه ذَمَّ أَخاه و أَخبر أَنه قَصیر الهِمَّة و أَنه لا رَغْبَة له فی مَعالی الأُمور، و هو راضٍ بأَن یُكْفَی الأُمور و یكونَ كَلًّا علی غیره، و یقول حَسْبی ما أَنا فیه؛ و أَما‌قوله فی أَخیه الآخر: خُذِی منی أَخی ذا البَجْلة یحمل ثِقْلی و ثِقْله، فإِن هذا مدح لیس من الأَوَّل، یقال: ذو بَجْلة و ذو بَجَالة، و هو الرُّوَاءُ و الحُسْن و الحَسَب و النُّبْل، و به سمی الرجل بَجَالة. و إِنه لذو بَجْلة أَی شارة حَسَنَة، و قیل: كانت هذه أَلْقاباً لهم، و قیل: البَجَال الذی یُبَجِّله الناس أَی یعظمونه. الأَصمعی فی قوله خذی منی أَخی ذا البَجَل: رجل بَجَالٌ و بَجیل إِذا كان ضَخْماً؛ قال الشاعر: شَیْخاً بَجَالًا و غُلاماً حَزْوَرَا و لم یفسر قوله أَخی ذا البجلة، و كأَنه ذهب به إِلی معنی البَجَل. اللیث: رجل ذو بَجَالة و بَجْلة و هو الكَهْل الذی تَرَی له هَیئة و تَبْجِیلًا و سِنّاً، و لا یقال امرأَة بَجَالة. الكسائی: رجل بَجَال كبیر عظیم. أَبو عمرو: البَجَال الرجل الشیخ السید؛ قال زهیر بن جناب الكلبی، و هو أَحد المُعَمَّرین: أَ بَنِیَّ، إِن أَهْلِكْ فإِنی قد بَنَیْتُ لكم بَنیَّه
(1). إمرؤ القیس بن أروی مقسم علی الإخبار و هو ظاهر إن صحت به الروایة. و وقع فی مادة [سبد] بحراً؛ و الصواب بجراً، بالجیم، كما هی روایة غیر اللیث
لسان العرب، ج‌11، ص: 46
و جَعَلْتُكُم أَوْلادَ سادات، زِنادُكُمْ وَرِیّه من كل ما نالَ الفَتَی قد نِلْتُه، إِلا التَّحِیّه فالمَوْتُ خَیْرٌ للفَتَی، فَلیَهْلِكَنْ و به بَقِیّه، مِن أَن یری الشَّیخ البَجَالَ یُقادُ، یُهْدَی بالعَشِیّه و لَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِلْأَسْلافِ تُوقَد فی طَمِیّه و خَطَبْتُ خُطْبَة حازِمٍ، غَیْرِ الضعیفِ و لا العَیِیّه و لقدْ غَدَوْتُ بمُشرِف الحَجَباتِ لم یَغْمِزْ شَظِیّه فأَصَبْتُ من بَقَر الحباب، و صِدتُ من حُمُر القفِیّه و لقد رَحَلْت البازِلَ الكَوْماءَ، لَیْسَ لها وَلِیّه فجعل قوله یُهْدَی بالعَشِیّة حالًا لیُقاد كأَنه قال یُقاد مَهْدِیّاً، و لو لا ذلك لقال و یُهْدَی بالواو. و قد أَبْجَلَنِی ذلك أَی كَفانی؛ قال الكمیت یمدح عبد الرحیم بن عَنْبَسَة بن سعید بن العاص: و عَبْدُ الرَّحیم جِمَاعُ الأُمُور، إِلیه انْتَهی اللَّقَمُ المُعْمَلُ إِلیه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص، و مِنْ عنده الصَّدَرُ المُبْجِلُ اللَّقَم: الطریق الواضح، و المُعْمَل: الذی یكثر فیه سیر الناس، و المَوارِدُ: الطُّرُقُ، واحدتها مَوْرِدَةٌ؛ و أَهل الخَصاص: أَهْلُ الحاجة، و جِماعُ الأُمور: تَجتمع إِلیه أُمور الناس من كل ناحیة. أَبو عبید: یقال بَجَلَك دِرْهَمٌ و بَجْلُك درهمٌ. و‌فی الحدیث: فأَلقی تَمَراتٍ فی یده و قال: بَجَلی من الدنیا‌أَی حَسْبی منها؛ و منه قول الشاعر یوم الجَمَل: نحن بَنی ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل، رُدُّوا عَلَیْنا شَیْخَنا ثُمَّ بَجَل أَی ثمَّ حَسْبُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: مَعاذَ العَزیز الله أَنْ یُوطِنَ الهَوَی فُؤَادِیَ إِلْفاً، لَیْسَ لی بِبَجِیل فسره فقال: هو من قولك بَجَلِی كذا أَی حَسْبی، و قال مرة: لیس بمُعَظِّم لی، و لیس بِقَوِیٍّ، و قال مرة: لیس بعظیم القدر مُشْبِه لی. و بَجَّلَ الرجلَ: قال له بَجَلْ أَی حَسْبُك حیث انتهیت؛ قال ابن جنی: و منه اشتق الشیخ البَجَال و الرجل البَجِیل و التَّبْجِیل. و بَجِیلَة: قبیلة من الیمن و النسبة إِلیهم بَجَلِیٌّ، بالتحریك، و یقال إِنهم من مَعَدّ لأَن نزار بن مَعَدّ وَلَدَ مُضَرَ و ربیعة و إِیاداً و أَنماراً ثم إِن أَنماراً وَلَد بَجِیلَة و خَثْعَم فصاروا بالیمن؛ أَ لا تری أَن جریر بن عبدِ الله البَجَلِیّ نافر رجلًا من الیَمَن إِلی الأَقْرَع بن حابس التَّمِیمی حَكَم العرب فقال: یا أَقْرَعُ بنَ حابسٍ یا أَقْرَعُ إِنك إِن یُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ فجعل نفسه له أَخاً، و هو مَعَدِّیٌّ، و إِنما رفع تُصْرَع و حقُّه الجزم علی إِضمار الفاء كما قال عبد الرحمن
لسان العرب، ج‌11، ص: 47
بن حسان: مَنْ یَفْعَلِ الحَسَناتِ، اللهُ یشكرُها، و الشَّرُّ بالشرِّ عندَ الله مِثْلانِ أی فالله یشكرها، و یكون ما بعد الفاء كلاماً مبتدأً، و كان سیبوبه یقول: هو علی تقدیم الخبر كأَنه قال إِنك تُصْرع إِن یصرع أَخوك، و أَما البیت الثانی فلا یختلفون أَنه مرفوع بإِضمار الفاء؛ قال ابن بری: و ذكر ثعلب أَن هذا البیت للحصین بن القعقاع و المشهور أَنه لجریر. و بَنُو بَجْلَة: حَیٌّ من العرب؛ و قول عمرو ذی الكلب: بُجَیْلَةُ یَنْذِروا رَمْیِی و فَهْمٌ، كذلك حالُهم أَبَداً و حالی «2» إِنما صَغَّر بَجْلَة هذه القبیلَة. و بنو بَجَالَة: بطن من ضَبَّة. التهذیب: بَجْلَة حَیٌّ من قیس عَیْلانَ. و بَجْلَة: بطن من سُلَیْم، و النسبة إِلیهم بَجْلیٌّ، بالتسكین؛ و منه قول عنترة: و آخَر منهم أَجْرَرْتُ رُمْحی، و فی البَجْلِیِّ مِعْبَلَةٌ وَقیعُ

بحل؛ ج11، ص: 47

: الأَزْهری: قال فی ترجمة ح ل ب قال: أَما بحل و لبح فإِن اللیث أهملهما، قال: و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه قال: البَحْلُ الإِدْقاع الشدید، قال و هذا غریب.

بحدل؛ ج11، ص: 47

: البَهْدَلة و البَحْدَلَة: الخفة فی السعی. ابن الأَعرابی: بَحْدَلَ الرجلُ إِذا مالت كتفه. الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لصاحب له: بَحْدِلْ؛ یأْمره بالإِسراع فی مشیه. و بَحْدَلٌ: اسم رجل.

بحشل؛ ج11، ص: 47

: البَحْشَل و البَحْشَلِیُّ من الرجال: الأَسْود الغلیظ، و هی البَحْشَلَة. ابن الأَعرابی: بَحْشَلَ الرجلُ إِذا رَقَصَ رَقْصَ الزِّنْج.

بحظل؛ ج11، ص: 47

: البَحْظَلَة: أَن یَقْفِز الرجلُ قَفَزان الیَرْبُوع أَو الفأَرة. یقال: بَحْظَلَ الرجلُ بَحْظَلة، و الظاء معجمه.

بخل؛ ج11، ص: 47

: البُخْل و البَخَل: لغتان و قرئ بهما «3». و البَخْل و البُخُول: ضد الكرم، و قد بَخِلَ یَبْخَلُ بُخْلًا و بَخَلًا، فهو بَاخِل: ذو بُخْل، و الجمع بُخَّال، و بَخِیل و الجمیع بُخَلاء. و رَجُل بَخَل: وُصِف بالمصدر؛ عن أَبی العَمَیْثل الأَعرابی، و كذلك بَخَّال و مُبَخَّل. و البَخَّال: الشدید البُخْل؛ قال رؤبة: فَذَاك بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ، و كُرَّزٌ یَمْشِی بَطِینَ الكُرْزِ و رجال باخلون. و البَخْلَة: بُخْل مَرَّة واحدة. و بَخَّلَه: رماه بالبُخل و نسبه إِلی البُخْل. و أَبْخَلَهُ: وجده بَخیلًا؛ و منه‌قول عمرو بن مَعْدِیكرب: یا بنی سُلَیْم، لقد سأَلْناكم فما أَبْخَلْنَاكم؛ و قال الشاعر: و لا مُعدّ بُخْله عن إِبْخَال و یروی … أَبْخَال، فإِن كان كذلك فهو جمع بُخْل أَو بَخَل لأَنه قد جاءت مصادر مجموعة كالحُلوم و العُقول، و فسر ابن الأَعرابی وجه جمعه قال: معناه بعد بخل منك كثیر؛ و عن هاهنا بمعنی بعد كما قال: و تُصْبح عن غِبِّ الضَّباب، كأَنَّما تَرَوَّح قَیْنُ الهَضْبِ عنها بِمصْقَلَه و المَبْخَلة: الشی‌ء الذی یَحْمِلك علی البخل. و‌فی
(2). قوله: ینذروا، بالجزم، هكذا فی الأَصل (3). قوله [و قرئ بهما] یؤخذ من القاموس و شرحه: أَنه قرئ باللغات الأربع و هی: البُخْل و البُخُل كقُفْل و عُنُق و البَخْل و البَخَل كنَجْم و جَبَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 48
حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: الوَلَد مَجْبَنَة مَجْهَلة مَبْخَلة: هو مَفْعَلة من البُخل، و مَظِنّة لأَن یَحْمِل أَبویه علی البخل، و یدعوهما إِلیه فَیَبْخَلان بالمال لأَجله. و منه‌الحدیث: إِنكم لتُبَخِّلون و تُجَبِّنون.

بدل؛ ج11، ص: 48

: الفراء: بَدَلٌ و بِدْلٌ لغتان، و مَثَل و مِثْل، و شَبَه و شِبْه، و نَكَل و نِكْل. قال أَبو عبید: و لم یُسْمَع فی فَعَل و فِعْل غیر هذه الأَربعة الأَحرف. و البَدِیل: البَدَل. و بَدَلُ الشی‌ء: غَیْرُه. ابن سیدة: بِدْل الشی‌ء و بَدَله و بَدِیله الخَلَف منه، و الجمع أَبْدَال. قال سیبوبه: إِنَّ بَدَلك زَید أَی إِنَّ بَدیلك زَیْد، قال: و یقول الرجل للرجل اذهب معك بفلان، فیقول: معی رجل بَدَلُه أَی رجل یُغْنی غَناءه و یكون فی مكانه. و تَبَدَّل الشی‌ءَ و تَبَدَّلَ به و اسْتَبْدَلَهُ و اسْتَبْدَلَ به، كُلُّه: اتخذ منه بَدَلًا. و أَبْدَلَ الشی‌ءَ من الشی‌ء و بَدَّلَه: تَخِذَه منه بدلًا. و أَبْدَلْتُ الشی‌ءَ بغیره و بَدَّلَه الله من الخوف أَمْناً. و تَبْدِیل الشی‌ء: تغییره و إِن لم تأْت ببدل. و اسْتَبْدَلَ الشی‌ء بغیره و تَبَدَّلَهُ به إِذا أَخذه مكانه. و المُبَادَلَة: التبادُل. و الأَصل فی التَّبْدِیل تغییر الشی‌ء عن حاله، و الأَصل فی الإِبْدَال جعل شی‌ء مكان شی‌ء آخر كإِبدالك من الواو تاء فی تالله، و العرب تقول للذی یبیع كل شی‌ء من المأْكولات بَدَّال؛ قاله أَبو الهیثم، و العامة تقول بَقَّال. و قوله عز و جل: یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمٰاوٰاتُ؛ قال الزجاج: تَبْدِیلها، و الله أَعلم، تسییرُ جبالها و تفجیر بِحارها و كونُها مستویة لٰا تَریٰ فِیهٰا عِوَجاً وَ لٰا أَمْتاً، و تَبْدِیل السماوات انتثار كواكِبها و انفطارُها و انشقاقُها و تكویر شمسها و خسوف قمرها، و أَراد غیرَ السماوات فاكتَفی بما تقدم. أَبو العباس: ثعلب یقال أَبْدَلْتُ الخاتمَ بالحَلْقة إِذا نَحَّیت هذا و جعلت هذا مكانه. و بَدَّلْتُ الخاتمَ بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه و سوَّیته حَلْقة. و بدلت الحَلْقة بالخاتم إِذا أَذبتها و جعلتها خاتماً؛ قال أَبو العباس: و حقیقته أَن التَّبْدِیل تغییر الصورة إِلی صورة أُخری و الجَوْهرةُ بعینها. و الإِبْدَال: تَنْحیةُ الجوهرة و استئناف جوهرة أُخری؛ و منه قول أَبی النجم: عَزْل الأَمیر للأَمیر المُبْدَل أَ لا تری أَنه نَحَّی جسماً و جعل مكانه جسماً غیره؟ قال أَبو عمرو: فعرضت هذا علی المبرد فاستحسنه و زاد فیه فقال: و قد جعلت العرب بَدَّلت بمعنی أَبْدَلت، و هو قول الله عز و جل: فَأُوْلٰئِكَ یُبَدِّلُ اللّٰهُ سَیِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ؛ أَ لا تری أَنه قد أَزال السیئات و جعل مكانها حسنات؟ قال: و أَمَّا ما شَرَط أَحمد بن یحیی فهو معنی قوله تعالی: كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنٰاهُمْ جُلُوداً غَیْرَهٰا. قال: فهذه هی الجوهرة، و تبدیلها تغییر صورتها إِلی غیرها لأَنها كانت ناعمة فاسودّت من العذاب فردّت صورةُ جُلودهم الأُولی لما نَضِجَت تلك الصورة، فالجوهرة واحدة و الصورة مختلفة. و قال اللیث: اسْتَبْدَلَ ثوباً مكان ثوب و أَخاً مكان أَخ و نحو ذلك المبادلة. قال أَبو عبید: هذا باب المَبْدُول من الحروف و المحوّل، ثم ذكر مَدَهْته و مَدَحْته، قال الشیخ: و هذا یدل علی أَن بَدَلت متعدّ؛ قال ابن السكیت: جمع بَدِیل بَدْلَی، قال: و هذا یدل علی أَن بَدِیلًا بمعنی مُبْدَل. و قال أَبو حاتم: سمی البَدَّال بدّالًا لأَنه یُبَدِّل بیعاً ببیع فیبیع الیوم شیئاً و غداً شیئاً آخر، قال: و هذا كله یدل علی أَن بَدَلت، بالتخفیف، جائز و أَنه متعدّ. و المُبَادَلَة مفاعلة من بَدَلت؛ و قوله: لسان العرب، ج‌11، ص: 49‌فلم أَكُنْ، و المالِكِ الأَجَلِّ، أَرْضی بِخِلٍّ، بعدَها، مُبْدَلِّ إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللام للضرورة، قال ابن سیدة: و عندی أَنه شدَّدها للوقف ثم اضطُرَّ فأَجری الوصل مُجْری الوقف كما قال: ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَیْهَلِّ و اختار المالك علی المَلك لیسلم الجزء من الخَبْل، و حروف البَدَل: الهمزة و الأَلف و الیاء و الواو و المیم و النون و التاء و الهاء و الطاء و الدال و الجیم، و إِذا أَضفت إِلیها السین و اللام و أَخرجت منها الطاء و الدال و الجیم كانت حروفَ الزیادةِ؛ قال ابن سیدة: و لسنا نرید البَدَل الذی یحدث مع الإِدغام إِنما نرید الْبَدَل فی غیر إِدغام. و بَادَلَ الرجلَ مُبَادَلَة و بِدَالًا: أَعطاه مثل ما أَخَذَ منه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قال: أَبی خَوْنٌ، فقیل: لا لا لَیْسَ أَباك، فاتْبَعِ البِدَالا و الأَبْدَال: قوم من الصالحین بهم یُقیم اللهُ الأَرض، أَربعون فی الشام و ثلاثون فی سائر البلاد، لا یموت منهم أَحد إِلا قام مكانه آخر، فلذلك سُمُّوا أَبْدَالًا، و واحد الأَبْدَال العُبَّاد بِدْل و بَدَل؛ و قال ابن درید: الواحد بَدِیل. و‌روی ابن شمیل بسنده حدیثاً عن علی، كرم الله وجهه، أَنه قال: الأَبْدَال بالشام، و النُّجَباء بمصر، و العصائب بالعراق؛ قال ابن شمیل: الأَبْدَال خِیارٌ بَدَلٌ من خِیار، و العصائب عُصْبة و عصائب یجتمعون فیكون بینهم حرب؛ قال ابن السكیت: سمی المُبَرِّزون فی الصلاح أَبْدَالًا لأَنهم أُبْدِلوا من السلف الصالح، قال: و الأَبْدَال جمع بَدَل و بِدْل، و جَمْع بَدِیل بَدْلی، و الأَبْدَال: الأَولیاء و العُبَّاد، سُموا بذلك لأَنهم كلما مات منهم واحد أُبدل بآخر. و بَدَّلَ الشی‌ءَ: حَرَّفه. و قوله عز و جل: وَ مٰا بَدَّلُوا تَبْدِیلًا؛ قال الزجاج: معناه أَنهم ماتوا علی دینهم غَیْرَ مُبَدِّلین. و رجل بِدْل: كریم؛ عن كراع، و الجمع أَبْدَال. و رجل بِدْل و بَدَل: شریف، و الجمع كالجمع، و هاتان الأَخیرتان غیر خالیتین من معنی الخَلَف. و تَبَدَّلَ الشی‌ءُ: تَغَیَّر؛ فأَما قول الراجز: فبُدِّلَتْ، و الدَّهْرُ ذو تَبَدُّلِ، هَیْفا دَبُوراً بالصَّبا و الشَّمْأَلِ فإِنه أَراد ذو تبدیل. و البَدَل: وَجَع فی الیدین و الرجلین، و قیل: وجع المفاصل و الیدین و الرجلین؛ بَدِلَ، بالكسر، یَبْدَلُ بَدلًا فهو بَدِلٌ إِذا وَجِع یَدیه و رجلیه؛ قال الشَّوْأَل بن نُعیم أَنشده یعقوب فی الأَلفاظ: فَتَمَذَّرَتْ نفسی لذاك، و لم أَزل بَدِلًا نَهارِیَ كُلَّه حتی الأُصُل و البَأْدَلة: ما بین العُنُق و التَّرْقُوَة، و الجمع بَآدِل؛ قال الشاعر: فَتًی قُدَّ قَدَّ السَّیْفِ، لا مُتآزفٌ، و لا رَهِلٌ لَبَّاتُه و بَآدِلُه و قیل: هی لحم الصدر و هی البَأْدَلَة و البَهْدَلة و هی الفَهْدَة. و مَشی البَأْدَلَة إِذا مَشی مُحَرِّكاً بآدله، و هی مِن مِشْیة القِصار من النساء؛ قال: قد كان فیما بیننا مُشاهَلَه، ثم تَوَلَّتْ، و هی تَمْشی البَادَلَه
لسان العرب، ج‌11، ص: 50
أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حتی كأَن وضعها أَلف، و ذلك لمكان التأْسیس. و بَدِل: شكا بَأْدَلته علی حكم الفعل المَصُوغ من أَلفاظ الأَعضاء لا علی العامّة؛ قال ابن سیدة: و بذلك قَضینا علی همزتها بالزیادة و هو مذهب سیبویه فی الهمزة إِذا كانت الكلمة تزید علی الثلاثة؛ و فی الصفات لأَبی عبید: البَأْدَلَة اللَّحمة فی باطن الفخذ. و قال نُصیر: البَأْدَلَتَان بطون الفخذین، و الرَّبْلتان لحم باطن الفَخذ، و الحاذان لحم ظاهِرهما حیث یقع شعر الذَّنَب، و الجاعِرتان رأْسا الفخذین حیث یُوسَم الحمار بحَلْقة، و الرَّعْثاوان و الثَّنْدُوَتان یُسَمَّینَ البَآدِل، و الثَّنْدُوَتان لَحْمتان فوق الثدیین. و بَادَوْلَی و بَادُولَی، بالفتح و الضم: موضع؛ قال الأَعشی: حَلَّ أَهْلی بَطْنَ الغَمِیس فَبَادَوْلَی، و حَلَّتْ عُلْوِیَّة بالسِّخَال یروی بالفتح و الضم جمیعاً. و یقال للرجل الذی یأْتی بالرأْی السخیف: هذا رأْی الجَدَّالین و البَدَّالِین. و البَدَّال: الذی لیس له مال إِلا بقدر ما یشتری به شیئاً، فإِذا باعه اشتری به بدلًا منه یسمی بَدَّالًا، و الله أَعلم.

بذل؛ ج11، ص: 50

: البَذْل: ضد المَنْع. بَذَلَه یَبْذِلُه و یَبْذُلُه بَذْلًا: أَعطاه و جادَ به. و كل من طابت نفسه بإِعطاء شی‌ء فهو بَاذِلٌ له. و الابْتِذَال: ضد الصِّیانة. و رجل بَذَّال و بَذُول إِذا كان كثیر البذل للمال. و البِذْلَة و المِبْذَلة من الثیاب: ما یُلبس و یُمتهن و لا یُصان. قال ابن بری: أَنكر علیُّ بن حمزة مِبْذَلَة، و قال مِبْذَل بغیر هاء، و حكی غیره عن أَبی زید مِبْذَلة، و قد قیل أَیضاً: مِیدَعَة و مِعْوَزَة عن أَبی زید لواحدة المَوادِع و المَعاوِز، و هی الثیاب و الخُلْقان، و كذلك المَبَاذِل، و هی الثیاب التی تُبْتذل فی الثیاب؛ و مِبْذَل الرجل و مِیدعُه و مِعْوَزه: الثوب الذی یبتذله و یَلْبَسه؛ و استعار ابن جنی البِذْلَة فی الشِّعْر فقال: الرَّجَز إِنما یستعان به فی البِذْلَة و عند الاعتمال و الحُداء و المِهْنَة؛ أَ لا تری إِلی قوله: لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُودِیَّ برَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّوِیِّ، مُسْتَوِیاتٍ كَنَوی البَرْنِیِّ و اسْتَبْذَلْتُ فلاناً شیئاً إِذا سأَلته أَن یَبْذُله لك فَبذَله. و جاءنا فلان فی مَبَاذِلِهِ أَی فی ثیاب بِذْلته. و ابْتِذَال الثوب و غیره: امتهانُه. و التَّبَذُّل: ترك التصاون. و المِبْذَل و المِبْذَلَة: الثوب الخَلَق، و المُتَبَذِّل لابسه. و المُتَبَذِّل و المُبْتَذِل من الرجال: الذی یلی العمل بنفسه، و فی المحكم: الذی یلی عمل نفسه؛ قال: وَفَاءً للخَلِیفَةِ، و ابْتِذَالًا لنَفْسِیَ من أَخی ثِقَةٍ كَرِیم و یقال: تَبَذَّلَ فی عمل كذا و كذا ابْتَذَلَ نفسه فیما تولّاه من عمل. و‌فی حدیث الاستسقاء: فخرج مُتَبَذِّلًا مُتَخَضِّعاً؛ التَّبَذُّل: تركُ التَّزیُّن و التَّهَیُّؤِ بالهَیئة الحسنة الجمیلة علی جهة التواضع؛ و منه‌حدیث سلمان: فرأَی أُمَّ الدرداء مُتَبَذِّلَة، و فی روایة: مبتذلة.و فلان صَدْقُ المُبْتَذَل إِذا كان صُلْباً فیما یبتذل به نفسه. و فَرَس ذو صَوْن و ابْتِذَال إِذا كان له حُضْر قد صانه لوقت الحاجة إِلیه و عَدْوٌ دونه قد ابْتَذَلَه. و بَذْلٌ: اسم. و مَبْذُول: شاعر من غَنِیٍّ.
لسان العرب، ج‌11، ص: 51‌

برأل؛ ج11، ص: 51

: البُرَائل: الذی ارتفع من ریش الطائر فیستدیر فی عُنُقه؛ قال حُمَیْد الأَرْقط: و لا یَزَال خَرَبٌ مُقَنَّعُ بُرَائِلاهُ، و الجَنَاحُ یَلْمَعُ قال ابن بری: الرجز منصوب و المعروف فی رجزه: فلا یَزَالُ خَرَبٌ مُقَنَّعَا بُرَائِلَیْه، وَ جَنَاحاً مُضْجعَا أَطارَ عنه الزَّغَبَ المُنَزَّعا، یَنْزِعُ حَبَّاتِ القلوب اللُّمَّعا ابن سیدة: البُرَائِل ما استدار من ریش الطائر حول عنقه، و هو البُرْؤُلَة، و خص اللحیانی به عُرْفَ الحُبَارَی فإِذا نَفَشَه للقتال قیل بَرْأَلَ، و قیل: هو الریش السَّبْط الطویل لا عِرَضَ له علی عُنُق الدیك، فإِذا نفشه للقتال قیل: قد ابْرَأَلَّ الدیك و تَبَرْأَلَ، قال: و هو البُرَائِل للدِّیك خاصة. قال الجوهری: قد بَرْأَلَ الدیك بَرْأَلَةً إِذا نَفَشَ بُرَائِلَه، و البُرَائِل: عُفْرَة الدِّیك و الحُبَارَی و غیرهما، و هو الریش الذی یستدیر فی عُنُقه. و أَبو بُرَائِل: كنیة الدیك. و تَبَرْأَلَ للشرِّ أَی «4» … نافشاً عُرْفَه فذلك دلیل من قوله إِن البُرَائِل یكون للإِنسان. و ابْرَأَلَّ: تَهَیَّأَ للشر، و هو من ذلك.

برزل؛ ج11، ص: 51

: التهذیب فی الرباعی: رجل بُرْزُل، و هو الضَّخْم، و لیس بثَبَتٍ.

برطل؛ ج11، ص: 51

: البِرْطِیل: حَجَر أَو حَدِید طویل صُلْب خِلْقة لیس مما یُطَوِّله الناسُ و لا یُحَدِّدونه تنقر به الرَّحی و قد یشبه به خَطْم النَّجیبة، و الجمع بَرَاطِیل؛ قال رجل من بنی فَقْعَس: تَرَی شُؤُونَ رَأْسِها العَوارِدَا مَضْبورَةً إِلی شَبا حَدَائِدا، ضَبْرَ بَرَاطِیلَ إِلی جَلامِدا قال السیرافی: هو حجر قدر ذراع. أَبو عمرو: البَرَاطِیل المَعاوِل، واحدها بِرْطِیل، و البِرْطِیل: الحجر الرقیق و هو النَّصِیل، و قیل: هما ظُرَرَانِ مَمْطُولانِ تُنْقَرُ بهما الرَّحَی، و هما من أَصْلب الحِجَارة مسلكة مُحَدَّدة؛ قال كعب بن زهیر: كأَنَّ ما فات عَیْنَیها و مَذْبَحَها، من خَطْمِها و من اللَّحْیَیْن، بِرْطِیل قال: البِرْطِیل حَجَر مستطیل عظیم شبه به رأْس الناقة. و البُرْطُلَة: المِظَلَّة الصیفیة «5» نَبَطیّة، و قد استعملت فی لفظ العربیة. و قال غیره: إِنما هو ابن الظُّلَّة «6». و البُرْطُل، بالضم: قَلَنْسُوَة، و ربما شُدّد. قال ابن بری: و یقال البُرْطُلَّة، قال: و قال الوزیر السَّرْقَفانَةُ بُرْطُلَّة الحارس. و البِرْطِیل: خَطْمُ الفَلْحَس و هو الكلب، قال: و الفَلْحَسُ الدُّبُّ المُسِنُّ «7».

برعل؛ ج11، ص: 51

: البُرْعُل: ولد الضَّبُع كالفُرْعُل، و قیل: هو ولد الوَبْرِ من ابن آوَی.

برغل؛ ج11، ص: 51

: البَرَاغِیل: البلاد التی بین الرِّیف و البَرِّ مثل الأَنبار و القادسیة و نحوهما، واحدها بِرغِیل، و هی المَزالف أَیضاً. و البَراغِیل: القُرَی؛ عن ثعلب فَعَمَّ به و لم یذكر لها واحداً. و قال أَبو حنیفة: البِرْغِیل الأَرض القَرِیبة من الماء.

برقل؛ ج11، ص: 51

: البِرْقِیل: الجُلاهِق و هو الذی یَرْمی به الصبیانُ البُندقَ. ابن الأَعرابی: بَرْقَل الرجلُ إِذا كَذَب.
(4). هنا بیاض بالأصل (5). فی القاموس: المِظَلَّة الضَّیقة (6). قوله: ابن الظُّلَّة؛ هكذا فی الأَصل (7). و البِرْطِیل، فی الأَساس: الرشوة. و فی القاموس: بَرْطَلَه فتَبَرْطَلَ: رشاه فارتشی
لسان العرب، ج‌11، ص: 52‌

بزل؛ ج11، ص: 52

: بَزَل الشی‌ءَ یَبْزُلُهُ بَزْلًا و بَزَّلَهُ فَتَبَزَّل: شَقَّه. و تَبَزَّل الجسد: تَفَطَّر بالدم، و تَبَزَّل السِّقاء كذلك. و سِقَاءٌ فیه بَزْلٌ: یَتَبزَّلُ بالماء، و الجمع بُزُول. الجوهری: بَزَل البعیرُ یَبْزُل بُزُولًا فَطَر نابُه أَی انْشَقَّ، فهو بَازِل، ذكراً كان أَو أُنثی، و ذلك فی السنة التاسعة، قال: و ربما بزل فی السنة الثامنة. ابن سیدة: بَزَلَ نابُ البعیر یَبْزُل بَزْلًا و بُزُولًا طَلَع؛ و جَمَلٌ بَازِل و بزول. قال ثعلب فی كلام بعض الرُّوَّاد: یَشْبَع منه الجَمل البَزُول، و جمع البَازِل بُزَّل، و جمع البَزُول بُزُل، و الأُنثی بَازِل و جمعها بَوَازِل، و بَزُول و جَمْعُها بُزُل. الأَصمعی و غیره: یقال للبعیر إِذا استكمل السنة الثامنة و طعن فی التاسعة و فَطَر نابُه فهو حینئذ بَازِل، و كذلك الأُنثی بغیر هاء. جمل بَازِل و ناقة بَازِل: و هو أَقصی أَسنان البعیر، سُمِّی بَازِلًا من البَزْل، و هو الشَّقُّ، و ذلك أَن نابه إِذا طَلَع یقال له بَازِل، لشَقِّه اللحم عن مَنْبِته شَقّاً؛ و قال النابغة فی السن و سَمّاها بَازِلًا: مَقْذوفة بدَخِیس النَّحْضِ بَازِلُها، له صَرِیفٌ صَریفَ القَعْو بالمَسَد أَراد ببَازِلها نابها، و ذهب سیبوبه إِلی أَن بَوَازِل جمع بَازِل صفة للمذكر، قال: أَجروه مُجْرَی فاعلة لأَنه یجمع بالواو و النون فلا یَقْوَی ذلك قوّة الآدمیین؛ قال ابن الأَعرابی: لیس بعد البازل سِنٌّ تسمی، قال: و البَازِل أَیضاً اسم السِّن التی تطلع فی وقت البُزُول، و الجمع بَوَازِل؛ قال القطَامی: تَسَمَّعُ من بَوَازِلها صَرِیفاً، كما صاحَت علی الخَرِب الصِّقَارُ و قد قالوا: رجل بَازِل، علی التشبیه بالبعیر، و ربما قالوا ذلك یعنون به كماله فی عقله و تَجْربته؛ و‌فی حدیث علی بن أَبی طالب، كرم الله وجهه: بَازِلُ عامَیْن حَدیثٌ سِنِّی یقول: أَنا مستجمع الشباب مستكمل القوة؛ و ذكره ابن سیدة عن أَبی جهل بن هشام فقال: قال أَبو جهل بن هشام: ما تنكر الحَرْبُ العَوَانُ منی، بَازِلُ عامَینِ حَدِیثٌ سِنِّی قال: إِنما عَنَی بذلك كماله لا أَنه مُسِنٌّ كالبَازِل، أَ لا تراه قال حدیث سنِّی و الحدیث لا یكون بَازِلًا؛ و نحوه قول قَطَرِیّ بن الفُجاءة: حتی انصرفْتُ، و قد أَصَبْتُ، و لم أُصَبْ جَذَعَ البَصیرة قارِحَ الأقْدام فإِذا جاوز البعیر البُزُول قیل بَازِل عام و عامین، و كذلك ما زاد. و تَبَزَّلَ الشی‌ءُ إِذا تشقق؛ قال زهیر: سعی ساعیا غَیْظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَ ما تَبَزَّلَ، ما بین العَشِیرة بالدَّم و منه یقال للحَدِیدة التی تَفْتح مِبْزَل الدَّنِّ: بِزَالٌ و مِبْزَل، لأَنه یُفْتَح به. و بَزَلَ الخَمرَ و غیرَها بَزْلًا و ابْتَزَلَها و تَبَزَّلَها: ثقب إِناءها، و اسم ذلك الموضع البُزَالُ. و بَزَلَها بَزْلًا: صَفّاها. و المِبْزَل و المِبْزَلَة: المِصْفاة التی یُصَفَّی بها؛ و أَنشد: تَحَدَّر مِنْ نَوَاطِبِ ذی ابْتِزَال و البَزْل: تَصْفیة الشراب و نحوه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف البَزْل بمعنی التصفیة. الجوهری: المِبْزَل ما یصفی به الشراب. و شَجَّة بَازِلَة: سال دَمُها.
لسان العرب، ج‌11، ص: 53
و‌فی حدیث زید بن ثابت: قَضَی فی البَازِلَة بثلاثة أَبْعِرة؛ البَازِلَة من الشِّجَاج: التی تَبْزُلُ اللحم أَی تَشُقُّه و هی المُتَلاحمة. و انْبَزَل الطَّلعُ أَی انشقّ. و بَزَلَ الرأَیَ و الأَمر: قَطَعه. و خُطَّةٌ بَزْلاءُ: تَفْصِلُ بین الحق و الباطل. و البَزْلاءُ: الرَّأْی الجَیِّد. و إِنه لذو بَزْلاءَ أَی رأْی جَیِّد و عَقْل؛ قال الراعی: من أَمْرِ ذی بَدَواتٍ لا تَزَال له بَزْلاءُ، یَعْیَا بها الجَثَّامة اللُّبَدُ و یروی: من امرئ ذی سمَاح … أَبو عمرو: ما لفلان بَزْلاء یعیش بها أَی ما له صَرِیمة رأْی، و قد بَزَلَ رأْیه یَبْزُلُ بُزُولًا. و إِنه لنَهَّاض ببَزْلاء أَی مُطیق علی الشدائد ضابط لها؛ و فی الصحاح: إِذا كان ممن یقوم بالأُمور العظام؛ قال الشاعر: إِنی، إِذا شَغَلَتْ قَوماً فُروجُهُمُ، رَحْبُ المَسَالِكِ نَهّاض ببَزْلاء و‌فی حدیث العباس قال یوم الفتح لأَهل مكة: أَسْلِمُوا تَسْلموا فقد استُبْطِنْتم بأَشْهَبَ بَازِل‌أَی رُمِیتُم بأَمر صَعْب شدید، ضربه مثلًا لشدّة الأَمر الذی نزل بهم. و البَزْلاء: الداهیة العظیمة. و أَمر ذو بَزْلٍ أَی ذو شدَّة؛ قال عمرو بن شَأْس: یُفَلِّقْنَ رأْسَ الكَوْكَب الفَخْمِ، بعدَ ما تَدُورُ رَحَی المَلْحاءِ فی الأَمر ذی البَزْل و ما عندهم بَازِلَة أَی لیس عندهم شی‌ء من المال. و لا تَرَكَ الله عنده بَازِلَة أَی شیئاً. و یقال: لم یُعْطِهِم بَازِلَة أَی لم یُعْطهم شیئاً. و قولهم: ما بَقِیَت لهم بَازِلَة كما یقال ما بَقِیَت لهم ثاغِیَةٌ و لا رَاغِیَة أَی واحدة. و فی النوادر: رجل تِبْزِیلَة و تِبْزِلَةٌ قَصِیر. و بُزْل: اسم عَنْزٍ؛ قال عروة بن الورد: أَ لَمّا أَغزَرَت فی العُسِّ بُزْلٌ و دُرْعَةُ بنْتُها، نَسِیَا فَعَالی

بسل؛ ج11، ص: 53

: بسَل الرجلُ یَبْسُلُ بُسُولًا، فهو بَاسِل و بَسْل و بَسِیل و تَبَسَّلَ، كلاهما: عَبَس من الغضب أَو الشجاعة، و أَسَد بَاسِل. و تَبَسَّلَ لی فلان إِذا رأَیته كریه المَنْظَر. و بَسَّلَ فلان وَجْهَه تَبْسِیلًا إِذا كَرَّهه. و تَبَسَّلَ وجههُ: كَرُهَتْ مَرْآته و فَظُعَتْ؛ قال أَبو ذؤَیب یصف قبراً: فكُنْتُ ذَنُوبَ البئر لما تَبَسَّلَتْ، و سُرْبِلْتُ أَكفانی و وُسِّدْتُ ساعدی لما تَبَسَّلَت أَی كَرُهت؛ و قال كعب بن زهیر: إِذا غَلَبَتْه الكأْسُ لا مُتَعَبِّس حَصُورٌ، و لا مِن دونِها یَتَبَسَّلُ و رواه علی بن حمزة: لما تَنَسَّلَتْ، و كذلك ضبطه فی كتاب النبات؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هو. و البَاسِل: الأَسَد لكراهة مَنْظَره و قبحه. و البَسَالَة: الشجاعة. و البَاسِل: الشدید. و البَاسِل: الشجاع، و الجمع بُسَلاء و بُسْل، و قد بَسُلَ، بالضم، بَسَالَة و بَسَالًا، فهو بَاسِل أَی بَطُل؛ قال الحطیئة: و أَحْلی من التَّمْر الحَلِیِّ، و فیهمُ بَسَالَةُ نَفْس إِن أُرید بَسَالُها قال ابن سیدة: علی أَن بسالًا هنا قد یجوز أَن یعنی بسالتها فحذف كقول أَبی ذؤَیب: أَلا لیْتَ شِعْری هل تَنَظَّر خالدٌ عِیَادی علی الهِجْرانِ، أَم هو یائس؟
لسان العرب، ج‌11، ص: 54
أَی عیادتی. و المُبَاسَلَة: المصاولة فی الحرب. و‌فی حدیث خَیْفان: قال لعثمان أَمَّا هذا الحی من هَمْدانَ فأَنْجادٌ بُسْلٌ‌أَی شُجعان، و هو جمع بَاسِل، و سمی به الشجاع لامتناعه ممن یقصده. و لبن بَاسِل: كَریه الطَّعم حامض، و قد بَسَلَ، و كذلك النبیذ إِذا اشتدّ و حَمُض. الأَزهری فی ترجمة حذق: خَلٌّ بَاسِل و قد بَسَلَ بُسُولًا إِذا طال تركه فأَخْلَفَ طَعْمُه و تَغَیَّر، و خَلٌّ مُبَسَّل؛ قال ابن الأَعرابی: ضاف أَعرابی قوماً فقال: ائتونی بكُسَعٍ جَبِیزات و ببَسِیل من قَطَامیٍّ ناقس؛ قال: البَسِیلُ الفَضْلة، و القَطَامیُّ النَّبِیذ، و الناقس الحامض، و الكُسَعُ الكِسَرُ، و الجَبِیزات الیابسات. و باسِلُ القول: شَدِیدُه و كَرِیهه؛ قال أَبو بُثَیْنَة الهُذَلی: نُفَاثَةَ أَعْنی لا أُحاول غیرهم، و بَاسِلُ قولی لا ینالُ بنی عَبْد و یوم بَاسِل: شدید من ذلك؛ قال الأَخطل: نَفْسِی فداءُ أَمیر المؤْمنین، إِذا أَبْدَی النواجِذَ یَوْمٌ بَاسِلٌ ذَكَرُ و البَسْل: الشِّدّة. و بَسَّلَ الشی‌ءَ: كَرَّهه. و البَسِیل: الكَریه الوجه. و البَسِیلة: عُلَیْقِمَة فی طَعْم الشی‌ء. و البَسِیلَة: التُّرْمُس؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و أَحسبها سمیت بَسِیلَة للعُلَیْقِمة التی فیها. و حَنْظَلٌ مُبَسَّل: أُكِل وحده فتُكُرِّه طَعْمُه، و هو یُحْرِق الكَبِد؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِئْس الطَّعامُ الحَنْظل المُبَسَّلُ، تَیْجَع منه كَبِدِی و أَكْسَلُ و البَسْلُ: نَخْل الشی‌ء فی المُنْخُل. و البَسِیلَة و البَسِیل: ما یبقی من شراب القوم فیبیت فی الإِناء؛ قال بعض العرب: دعانی إِلی بَسِیلة له. و أَبْسَل نَفْسَه للموتِ و اسْتَبْسَل: وَطَّن نفسه علیه و اسْتَیْقَن. و أَبْسَله لعمله و به: وَكَلَه إِلیه. و أَبْسَلْت فلاناً إِذا أَسلمتَه للهَلَكة، فهو مُبْسَلٌ. و قوله تعالی: أُولٰئِكَ الَّذِینَ أُبْسِلُوا بِمٰا كَسَبُوا؛ قال الحسن: أُبْسِلُوا أُسلِموا بجَرائرهم، و قیل أَی ارْتُهِنوا، و قیل أُهلِكوا، و‌قال مجاهد فُضِحوا، و‌قال قتادة حُبِسوا.و أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمٰا كَسَبَتْ؛ أَی تُسْلَم للهلاك؛ قال أَبو منصور أَی لئلا تُسْلم نفس إِلی العذاب بعَملها؛ قال النابغة الجعدی: و نَحْن رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامراً، بما كان فی الدَّرْداءِ، رهناً فأُبْسِلا و الدَّرْداء: كَتیبة كانت لهم. و‌فی حدیث عمر: مات أُسَیْد بن حُضَیْر و أُبْسِل ماله أَی أُسْلِم بدَیْنِه و اسْتَغْرَقه و كان نَخْلًا فردّه عُمَر و باع ثمره ثلاث سنین و قَضی دینه.و المُسْتَبْسِل: الذی یقع فی مكروه و لا مَخْلَص له منه فیَسْتَسْلم مُوقِناً للهَلَكة؛ و قال الشَّنْفَرَی: هُنَالِكَ لا أَرْجُو حَیاةً تَسُرُّنی، سَمِیرَ اللَّیالی مُبْسَلًا لجَرائری أَی مُسْلَماً. الجوهری: المُسْتَبْسِل الذی یُوَطِّن نَفسه علی الموت و الضرب. و قد اسْتَبْسَلَ أَی اسْتَقْتَل و هو أَن یطرح نفسه فی الحرب، یرید أَن یَقْتل أَو یُقْتَل لا محالة. ابن الأَعرابی فی قوله أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمٰا كَسَبَتْ: أَی تُحْبَس فی جهنم. أَبو الهیثم: یقال أَبْسَلْتُهُ بجَرِیرته أَی أَسْلمته بها، قال: و یقال جَزَیْته بها: ابن سیدة: أَبْسَلَهُ لكذا رَهِقه
لسان العرب، ج‌11، ص: 55
و عَرَّضه؛ قال عَوْف بن الأَحوص بن جعفر: و إِبْسَالِی بَنِیَّ بغیر جُرْمٍ بَعَوْناه، و لا بِدَمٍ قِراض و فی الصحاح: بدم مُراق. قال الجوهری: و كان حمل عن غَنِیٍّ لبنی قُشَیر دَم ابْنی السجفیة فقالوا لا نرضی بك، فرهنهم بَنِیه طلباً للصلح. و البَسْل من الأَضداد: و هو الحَرام و الحَلال، الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء؛ قال الأَعْشَی فی الحرام: أَ جارَتُكم بَسْلٌ علینا مُحَرَّمٌ، و جارَتُنا حِلٌّ لَكُم و حَلِیلُها؟ و أَنشد أَبو زید لضَمْرة النهشلیّ: بَكَرَتْ تَلُومُك، بَعْدَ وَهْنٍ فی النَّدَی، بَسْلٌ عَلَیْكِ مَلامَتی و عِتَابی و قال ابن هَمَّام فی البَسْل بمعنی الحَلال: أَ یَثْبُت ما زِدْتُمْ و تُلْغَی زِیادَتی؟ دَمِی، إِنْ أُحِلَّتْ هذه، لَكُمُ بَسْلُ أَی حَلال، و لا یكون الحرام هنا لأَن معنی البیت لا یُسَوِّغُنا ذلك. و قال ابن الأَعرابی: البَسْل المُخَلَّی فی هذا البیت. أَبو عمرو: البَسْل الحلال، و البَسْل الحرام. و الإِبْسَال: التحریم. و البَسْل: أَخْذ الشی‌ء قلیلًا قلیلًا. و البَسْل: عُصارة العُصْفُر و الحِنَّاء. و البَسْل: الحَبْس. و قال أَبو مالك: البَسْل یكون بمعنی التوكید فی المَلام مثل قولِك تَبًّا. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لابن له عَزَم علیه فقال له: عَسْلًا و بَسْلًا أَراد بذلك لَحْیَه و لَومَه. و البَسْل: ثمانیة أَشهر حُرُمٍ كانت لقوم لهم صِیتٌ و ذِكْر فی غَطَفان و قیس، یقال لهم الهَبَاءَات، من سِیَرِ محمد بن إِسحق. و البَسْل: اللَّحیُ و اللَّوْمُ. و البَسْل أَیضاً فی الكِفایة، و البَسْل أَیضاً فی الدعاء. ابن سیدة: قالوا فی الدعاء علی الإِنسان: بَسْلًا و أَسْلًا كقولهم: تَعْساً و نُكْساً و فی التهذیب: یقال بَسْلًا له كما یقال ویْلًا له و أَبْسَل البُسْرَ: طَبَخَهُ و جَفَّفَهُ. و البُسْلة، بالضم: أُجْرَة الرَّاقی خاصة. و ابْتَسَل: أَخذ بُسْلَتَه. و قال اللحیانی: أَعْطِ العامل بُسْلَتَه، لم یَحْكِها إِلا هو. اللیث: بَسَلْت الراقی أَعطیته بُسْلَتَه، و هی أُجرته. و ابْتَسَلَ الرجلُ إِذا أَخذ علی رُقْیته أَجراً. و بَسَل اللحمُ: مثل خَمَّ. و بَسَلَنِی عن حاجتی بَسْلًا: أَعجلنی. و بَسْلٌ فی الدعاء: بمعنی آمین؛ قال المتلمس: لا خاب مِنْ نَفْعك مَنْ رَجَاكا بَسْلًا، و عادَی الله مَنْ عاداكا و أَنشده ابن جنی بَسْلٌ، بالرفع، و قال: هو بمعنی آمین. أَبو الهیثم: یقول الرجل بَسْلًا إِذا أَراد آمین فی الاستجابة. و البَسْل: بمعنی الإِیجاب. و‌فی الحدیث: كان عمر یقول فی آخر دعائه آمین و بَسْلًا‌أَی إِیجاباً یا ربّ. و إِذا دعا الرجل علی صاحبه یقول: قطع الله مَطَاه، فیقول الآخر: بَسْلًا بَسْلًا أَی آمین آمین. و بَسَلْ: بمعنی أَجَلْ. و بَسِیل: قریة بحَوْرَان؛ قال كثیِّر عزة: فَبِیدُ المُنَقَّی فالمَشارِبُ دونه، فَروضَةُ بُصْرَی أَعْرَضَتْ، فَبَسِیلُها «1»
(1). [فالمشارب] كذا فی الأَصل و شرح القاموس، و لعلها المشارف بالفاء جمع مشرف: قری قرب حوران منها بصری من الشام كما فی المعجم
لسان العرب، ج‌11، ص: 56‌

بسكل؛ ج11، ص: 56

: البُسْكُل من الخَیْل: كالفُسْكُل، و سنذكره فی موضعه.

بسمل؛ ج11، ص: 56

: التهذیب فی الرباعی: بَسْمَلَ الرجلُ إِذا كتب بسم الله بَسْمَلَة؛ و أَنشد قول الشاعر: لقد بَسْمَلَت لَیْلی غَداةَ لَقِیتُها، فیا حَبَّذا ذاك الحَبِیبُ المُبَسْمِل «1» قال محمد بن المكرم: كان ینبغی أَن یقول قبل الاستشهاد بهذا البیت: و بَسْمَلَ إِذا قال بسم الله أَیضاً، و ینشد البیت. و یقال: قد أَكثرت من البَسْمَلَة أَی من قول بسم الله.

بصل؛ ج11، ص: 56

: التهذیب: البَصَل معروف، الواحدة بَصَلَة، و تُشَبَّه به بَیْضة الحَدِید. و البَصَل: بَیْضَة الرأْسِ من حَدِید، و هی المُحَدَّدة الوسط شبهت بالبصل. و قال ابن شمیل: البَصَلَة إِنما هی سَفِیفة واحدة و هی أَكبر من التَّرْك. و قِشْرٌ مُتَبَصِّل: كثیر القُشور؛ قال لبید: فَخْمة دَفْراء تُرْتَی بالعُرَی قُرْدُمانِیًّا و تَرْكاً كالبَصَل

بطل؛ ج11، ص: 56

: بَطَل الشی‌ءُ یَبْطُل بُطْلًا و بُطُولًا و بُطْلاناً: ذهب ضَیاعاً و خُسْراً، فهو بَاطِل، و أَبْطَله هو. و یقال: ذهب دَمُه بُطْلًا أَی هَدَراً. و بَطِل فی حدیثه بَطَالَة و أَبْطَلَ: هَزَل، و الاسم البَطل. و البَاطِل: نقیض الحق، و الجمع أَبَاطِیل، علی غیر قیاس، كأَنه جمع إِبْطَال أَو إِبْطِیل؛ هذا مذهب سیبویه؛ و فی التهذیب: و یجمع البَاطِل بَوَاطِل؛ قال أَبو حاتم: واحدة الأَبَاطِیل أُبْطُولَة؛ و قال ابن درید: واحدتها إِبْطَالَة. و دَعْوی بَاطِلٌ و بَاطِلَةٌ؛ عن الزجاج. و أَبْطَلَ: جاء بالباطل؛ و البَطَلَةُ: السَّحَرة، مأْخوذ منه، و قد جاء‌فی الحدیث: و لا تستطیعه البَطَلَة؛ قیل: هم السَّحَرة. و رجل بَطَّال ذو باطل. و قالوا: بَاطِل بَیِّن البُطُول. و تَبَطَّلُوا بینهم: تداولوا الباطل؛ عن اللحیانی. و التَّبَطُّل: فعل البَطَالة و هو اتباع اللهو و الجَهالة. و قالوا: بینهم أُبْطُولة یَتَبَطَّلون بها أَی یقولونها و یتداولونها. و أَبْطَلْتُ الشی‌ءَ: جعلته باطلًا. و أَبْطَلَ فلان: جاء بكذب و ادَّعی باطلًا. و قوله تعالی: وَ مٰا یُبْدِئُ الْبٰاطِلُ وَ مٰا یُعِیدُ؛ قال: البَاطِل هنا إِبلیس أَراد ذو الباطل أَو صاحب الباطل، و هو إِبلیس. و‌فی حدیث الأَسود بن سَرِیع: كنت أُنشد النبی، صلی الله علیه و سلم، فلما دخل عمر قال: اسكت إِن عمر لا یحبُّ البَاطِل!؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالباطل صِناعَة الشعر و اتخاذَه كَسْباً بالمدح و الذم، فأَما ما كان یُنْشَدُه النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، فلیس من ذلك و لكنه خاف أَن لا یفرق الأَسود بینه و بین سائره فأَعلمه ذلك. و البَطَل: الشجاع. و‌فی الحدیث: شاكی السلاح بَطَل مُجَرَّب. و رجل بَطَل بَیِّن البَطَالَة و البُطُولَة: شُجَاع تَبْطُل جِرَاحته فلا یكتَرِثُ لها و لا تَبْطُل نَجَادته، و قیل: إِنما سُمّی بَطَلًا لأَنه یُبْطِل العظائم بسَیْفه فیُبَهْرجُها، و قیل: سمی بَطَلًا لأَن الأَشدّاءِ یَبْطُلُون عنده، و قیل: هو الذی تبطل عنده دماء الأَقران فلا یُدْرَك عنده ثَأْر من قوم أَبْطَال، و بَطَّالٌ بَیِّن البَطَالَة و البِطَالَة. و قد بَطُلَ، بالضم، یَبْطُلُ بُطُولَة و بَطَالَة أَی صار شجاعاً و تَبَطَّلَ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: ذهَبَ الشَّبَابُ و فات منه ما مَضَی، و نَضَا زُهَیر كَرِیهَتِی و تَبطّلا
(1). قوله [ذاك الحبیب إلخ] كذا بالأَصل، و المشهور: الحدیث المبسمل بفتح المیم الثانیة
لسان العرب، ج‌11، ص: 57
و جعله أَبو عبید من المصادر التی لا أَفعال لها، و حكی ابن الأَعرابی بَطَّال بَیِّن البَطَالة، بالفتح، یعنی به البَطَل. و امرأَة بَطَلَة، و الجمع بالأَلف و التاء، و لا یُكَسَّر علی فِعَال لأَن مذكرها لم یُكَسَّر علیه. و بَطَل الأَجیرُ، بالفتح، یَبْطُل بَطالة و بِطالة أَی تَعَطَّل فهو بَطَّال.

بعل؛ ج11، ص: 57

: البَعْلُ: الأَرض المرتفعة التی لا یصیبها مطر إِلا مرّة واحدة فی السنة، و قال الجوهری: لا یصیبها سَیْح و لا سَیْل؛ قال سلامة بن جندل: إِذا ما عَلَونا ظَهْرَ بَعْل عَرِیضةٍ، تَخَالُ علیها قَیْضَ بَیْضٍ مُفَلَّق أَنثها علی معنی الأَرض، و قیل: البَعْل كل شجر أَو زرع لا یُسْقی، و قیل: البَعْل و العَذْیُ واحد، و هو ما سقَتْه السماء، و قد اسْتَبْعَلَ الموضع. و البَعْلُ من النخل: ما شرب بعروقه من غیر سَقْی و لا ماء سماء، و قیل: هو ما اكتفی بماء السماء، و به فسر ابن درید ما‌فی كتاب النبی، صلی الله علیه و سلم، لأُكَیْدِر بن عبد الملك: لَكُم الضَّامنة من النَّخْل و لنا الضاحیة من البَعْل؛ الضامنة: ما أَطاف به سُورُ المدینة، و الضاحیة: ما كان خارجاً أَی التی ظهرت و خرجت عن العِمارة من هذا النَّخیل؛ و أَنشد: أَقسمت لا یذهب عنی بَعْلُها، أَوْ یَسْتوِی جَثِیثُها و جَعْلُها و‌فی حدیث صدقة النخل: ما سقی منه بَعْلًا فَفِیه العشر؛ هو ما شرب من النخیل بعروقه من الأَرض من غیر سَقْی سماء و لا غیرها. قال الأَصمعی: البَعْل ما شرب بعروقه من الأَرض بغیر سَقْی من سماء و لا غیرها. و البَعْل: ما أُعْطِی من الإِتَاوة علی سَقْی النخل؛ قال عبد الله بن رواحة الأَنصاری: هُنالك لا أُبالی نَخْلَ بَعْل، و لا سَقْیٍ، و إِنْ عَظُم الإِتَاء قال الأَزهری: و قد ذكره القُتَیبی فی الحروف التی ذكر أَنه أَصلح الغلط الذی وقع فیها و أَلفیته یتعجب من قول الأَصمعی: البَعْل ما شرب بعروقه من الأَرض من غیر سقی من سماء و لا غیرها، و قال: لیت شعری أَنَّی یكون هذا النخل الذی لا یُسْقی من سماء و لا غیرها؟ و توهم أَنه یصلح غلطاً فجاء بأَطَمّ غلط، و جهل ما قاله الأَصمعی وَ حَمله جَهْلُه علی التَّخبط فیما لا یعرفه، قال: فرأَیت أَن أَذكر أَصناف النخیل لتقف علیها فَیضِحَ لك ما قاله الأَصمعی: فمن النخیل السَّقِیُّ و یقال المَسْقَوِیُّ، و هو الذی یُسْقَی بماء الأَنهار و العیون الجاریة، و من السَّقِیّ ما یُسْقی نَضْحاً بالدِّلاء و النواعیر و ما أَشبهها فهذا صنف، و منها العَذْی و هو ما نبت منها فی الأَرض السهلة، فإِذا مُطِرت نَشَّفت السهولة ماء المطر فعاشت عروقها بالثری الباطن تحت الأَرض، و یجی‌ء ثمرها قَعْقَاعاً لأَنه لا یكون رَیَّان كالسَّقِّیّ، و یسمی التمر إِذا جاء كذلك قَسْباً و سَحّاً، و الصنف الثالث من النخل ما نبت ودِیُّه فی أَرض یقرب ماؤها الذی خلقه الله تعالی تحت الأَرض فی رقاب الأَرض ذات النَّزِّ فرَسَخَت عروقُها فی ذلك الماء الذی تحت الأَرض و استغنت عن سَقْی السماء و عن إِجْراء ماء الأَنهار و سَقْیِها نَضْحاً بالدلاء، و هذا الضرب هو البَعْل الذی فسره الأَصمعی، و تمر هذا الضرب من التمر أَن لا یكون رَیَّان و لا سَحّاً، و لكن یكون بینهما، و هكذا فسر الشافعی البَعْل فی باب القسم فقال: البَعْل ما رَسَخ عُروقه فی الماء فاسْتَغْنَی عن أَن یُسْقَی
لسان العرب، ج‌11، ص: 58
؛ قال الأَزهری: و قد رأَیت بناحیة البَیْضاء من بلاد جَذِیمَة عبد القَیْس نَخْلًا كثیراً عروقها راسخة فی الماء، و هی مستغنیة عن السَّقْی و عن ماء السماء تُسَمَّی بَعْلًا. و اسْتَبْعَلَ الموضع و النخل: صار بَعْلًا راسخ العروق فی الماء مستغنیاً عن السَّقْی و عن إِجراء الماء فی نَهر أَو عاثور إِلیه. و‌فی الحدیث: العَجْوة شِفاء من السُّمِّ و نزل بَعْلُها من الجنة‌أَی أَصلها؛ قال الأَزهری: أَراد بِبَعْلِها قَسْبَها الراسخة عُروقُه فی الماء لا یُسْقَی بنَضْح و لا غیره و یجی‌ء تَمْره یابساً له صوت. و اسْتَبْعَلَ النخلُ إِذا صار بَعْلًا. و قد ورد‌فی حدیث عروة: فما زال وارثه بَعْلِیّاً حتی مات‌أَی غَنِیّاً ذا نَخْل و مال؛ قال الخطابی: لا أَدری ما هذا إِلا أَن یكون منسوباً إِلی بَعْل النخلِ، یرید أَنه اقتنی نَخْلًا كَثِیراً فنُسِب إِلیه، أَو یكون من البَعْل المَالك و الرئیس أَی ما زال رئیساً متملكاً. و البَعْل: الذَّكَر من النَّخل. قال اللیث: البَعْلُ من النخل ما هو من الغلط الذی ذكرناه عن القُتَیبی، زعم أَن البَعْل الذكر من النخل و الناس یسمونه الفَحْل؛ قال الأَزهری: و هذا غلط فاحش و كأَنه اعتبر هذا التفسیر من لفظ البَعْل الذی معناه الزوج، قال: قلت و بَعْل النخل التی تُلْقَح فَتَحْمِل، و أَما الفُحَّال فإِن تمره ینتفض، و إِنما یلْقَح بطَلْعه طَلْع الإِناث إِذا انشقَّ. و البَعْل: الزوج. قال اللیث: بَعَلَ یَبْعَلُ بُعُولَة، فهو بَاعِل أَی مُسْتَعْلِج؛ قال الأَزهری: و هذا من أَغالیط اللیث أَیضاً و إِنما سمی زوج المرأَة بَعْلًا لأَنه سیدها و مالكها، و لیس من الاستعلاج فی شی‌ء، و قد بَعَلَ یَبْعَلُ بَعْلًا إِذا صار بَعْلًا لها. و قوله تعالی: وَ هٰذٰا بَعْلِی شَیْخاً؛ قال الزجاج: نصب شَیْخاً علی الحال، قال: و الحال هاهنا نصبها من غامض النحو، و ذلك إِذا قلت هذا زید قائماً، فإِن كنت تقصد أَن تخبر من لم یَعْرِف زیداً أَنه زید لم یَجُز أَن تقول هذا زید قائماً، لأَنه یكون زیداً ما دام قائماً، فإِذا زال عن القیام فلیس بزید، و إِنما تقول للذی یعرف زیداً هذا زید قائماً فیعمل فی الحال التنبیه؛ المعنی: انْتَبِه لزید فی حال قیامه أَو أُشیرُ إِلی زید فی حال قیامه، لأَن هذا إِشارة إِلی من حضر، و النصب الوجه كما ذكرنا؛ و من قرأَ: هذا بَعْلِی شیخٌ، ففیه وجوه: أَحدها التكریر كأَنك قلت هذا بعلی هذا شیخ، و یجوز أَن یجعل شیخ مُبِیناً عن هذا، و یجوز أَن یجعل بَعْلِی و شیخ جمیعاً خبرین عن هذا فترفعهما جمیعاً بهذا كما تقول هذا حُلْوٌ حامض، و جمع البَعْل الزوجِ بِعَال و بُعُول و بُعُولَة؛ قال الله عز و جل: وَ بُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِلا امرأَة یَئِسَتْ من البُعُولَة؛ قال ابن الأَثیر: الهاء فیها لتأْنیث الجمع، قال: و یجوز أَن تكون البُعُولَة مصدر بَعَلَت المرأَة أَی صارت ذات بَعْل؛ قال سیبویه: أَلحقوا الهاء لتأْكید التأْنیث، و الأُنثی بَعْل و بَعْلة مثل زَوْج و زَوْجة؛ قال الراجز: شَرُّ قَرِینٍ للكَبِیر بَعْلَتُه، تُولِغُ كَلْباً سُؤرَه أَو تَكْفِتُه و بَعَلَ یَبْعَلُ بُعُولَة و هو بَعْل: صار بَعْلًا؛ قال‌یا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ ما كان بَعَل و اسْتَبْعَلَ: كبَعَلَ. و تَبَعَّلَت المرأَةُ: أَطاعت بَعْلَها، و تَبَعَّلَت له: تزینتْ. و امرأَة حَسَنَة التَّبَعُّل إِذا كانت مُطاوِعة لزوجها مُحِبَّة له. و‌فی حدیث أَسماء الأَشهلیة: إِذا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّل أَزواجكن‌أَی مصاحبتهم فی الزوجیة و العِشْرة. و البَعْل و التَّبَعُّل: حُسْن العِشْرة من الزوجین.
لسان العرب، ج‌11، ص: 59
و البِعَال: حدیث العَرُوسَیْن. و التَّبَاعُل و البِعَال: ملاعبة المرءِ أَهلَه، و قیل: البِعَال النكاح؛ و منه‌الحدیث فی أَیام التشریق: إِنها أَیام أَكل و شرب و بِعَال.و المُبَاعَلَة: المُباشَرة. و‌یروی عن ابن عباس، رضی الله عنه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا أَتی یومُ الجمعة قال: یا عائشة، الیَوْمُ یومُ تَبَعُّل و قِرانٍ؛ یعنی بالقِران التزویجَ. و یقال للمرأَة: هی تُبَاعِلُ زَوْجَها بِعَالًا و مُبَاعَلَة أَی تُلاعبه؛ و قال الحطیئة: و كَمْ مِن حَصانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَها، إِذا اللیل أَدْجَی، لم تَجِدْ من تُبَاعِلُه أَراد أَنك قتلت زوجها أَو أَسرته. و یقال للرجل: هو بَعلُ المرأَة، و یقال للمرأَة: هی بَعْلُه و بَعْلَتُه. و بَاعَلَتِ المرأَةُ: اتخذت بَعْلًا. و بَاعَلَ القومُ قوماً آخرین مُبَاعَلَةً و بِعَالًا: تَزَوَّجَ بعضهم إِلی بعض. و بَعْلُ الشی‌ء: رَبُّه و مالِكُه. و‌فی حدیث الإیمان: و أَن تَلِدَ الأَمة بَعْلَها؛ المراد بالبَعْل هاهنا المالك یعنی كثرة السبی و التسرّی، فإِذا استولد المسلم جاریة كان ولدها بمنزلة ربها. و بَعْلٌ و البَعْل جمیعاً: صَنَم، سمی بذلك لعبادتهم إِیاه كأَنه رَبُّهم. و قوله عز و جل: أَ تَدْعُونَ بَعْلًا وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخٰالِقِینَ؛ قیل: معناه أَ تدعون ربّاً، و قیل: هو صنم؛ یقال: أَنا بَعْل هذا الشی‌ء أَی رَبُّه و مالكه، كأَنه قال: أَ تدعون رَبّاً سوی الله. و‌روی عن ابن عباس: أَن ضالَّة أُنْشِدَت فجاء صاحبها فقال: أَنا بَعْلُها، یرید ربها، فقال ابن عباس: هو من قوله أَ تَدْعُونَ بَعْلًا أَی رَبّاً.و‌ورد أَن ابن عباس مَرَّ برجلین یختصمان فی ناقة و أَحدهما یقول: أَنا و الله بَعْلُها أَی مالكها و رَبُّها.و قولهم: مَنْ بَعْلُ هذه الناقة أَی مَنْ رَبُّها و صاحبها. و البَعْلُ: اسم مَلِك. و البَعْل: الصنم مَعْموماً به؛ عن الزجاجی، و قال كراع: هو صَنَم كان لقوم یونس، صلی الله علی نبینا و علیه؛ و فی الصحاح: البَعْل صنم كان لقوم إِلیاس، علیه السلام، و قال الأَزهری: قیل إِن بَعْلًا كان صنماً من ذهب یعبدونه. ابن الأَعرابی: البَعَل الضَّجَر و التَّبَرُّم بالشی‌ء؛ و أَنشد: بَعِلْتَ، ابنَ غَزْوانٍ، بَعِلْتَ بصاحبٍ به قَبْلَكَ الإِخْوَانُ لم تَكُ تَبْعَل و بَعِلَ بِأَمره بَعَلًا، فهو بَعِلٌ: بَرِمَ فلم یدر كیف یصنع فیه. و البَعَل: الدَّهَش عند الرَّوع. و بَعِلَ بَعَلًا: فَرِق و دَهِشَ، و امرأَة بَعِلَة. و‌فی حدیث الأَحنف: لما نَزَل به الهَیاطِلَة و هم قوم من الهند بَعِلَ بالأَمر‌أَی دَهِش، و هو بكسر العین. و امرأَة بَعِلَة: لا تُحْسِن لُبْسَ الثیاب. و بَاعَلَه: جالَسه. و هو بَعْلٌ علی أَهله أَی ثِقْلٌ علیهم. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: أُبایعك علی الجهاد، فقال: هل لك من بَعْلٍ؟البَعْل: الكَلُّ؛ یقال: صار فلان بَعْلًا علی قومه أَی ثِقْلًا و عِیَالًا، و قیل: أَراد هل بقی لك من تجب علیك طاعته كالوالدین. و بَعَلَ علی الرجل: أَبی علیه. و‌فی حدیث الشوری: فقال عمر قوموا فتشاوروا، فمن بَعَلَ علیكم أَمرَكم فاقتلوه‌أَی من أَبی و خالف؛ و‌فی حدیث آخر: من تأَمَّر علیكم من غیر مَشُورة أَو بَعَلَ علیكم أَمراً؛ و‌فی حدیث آخر: فإِن بَعَلَ أَحد علی المسلمین، یرید شَتَّت أَمرهم، فَقدِّموه فاضربوا عنقه.و بَعْلَبَكُّ: موضع، تقول: هذا بَعْلَبَكُّ و دخلت بَعْلَبَكَّ و مررت ببَعْلَبَكَّ، و لا تَصْرف، و منهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 60
من یضیف الأَول إِلی الثانی و یُجری الأَول بوجوه الإِعراب؛ قال الجوهری: القول فی بَعْلَبَكّ كالقول فی سامِّ أَبْرَص؛ قال ابن بری: سامُّ أَبرص اسم مضاف غیر مركب عند النحویین.

بغل؛ ج11، ص: 60

: البَغْل: هذا الحیوان السَّحّاج الذی یُرْكَب، و الأُنثی بَغْلة، و الجمع بِغَال، و مَبْغُولاء اسم للجمع. و البَغَّال: صاحب البِغَال؛ حكاها سیبویه و عُمارة بن عقیل؛ و أَما قول جریر: من كل آلِفَةِ المواخر تَتَّقِی بِمُجَرَّدٍ، كَمُجَرَّدِ البَغَّال فهو البَغْل نفسه. و نَكَح فیهم فبَغَلَهم و بَغَّلَهم: هَجَّن أَولادهم. و تزوَّج فلان فلانة فَبَغَّلَ أَولادَها إِذا كان فیهم هُجْنة، و هو من البَغْل لأَن البَغْلَ یَعْجَز عن شَأْوِ الفَرس. و التَّبْغیل من مَشْی الإِبلِ: مَشْیٌ فیه سَعَة، و قیل: هو مشی فیه اختلاف و اختلاط بین الهَمْلَجَة و العَنَق؛ قال ابن بری شاهده: فیها، إِذا بَغَّلَتْ، مَشْیٌ و مَحْقَرةٌ علی الجِیَاد، و فی أَعناقها خَدَب و أَنشد لأَبی حَیَّة النُّمَیری: نَضْح البَرِیِّ و فی تَبْغِیلها زَوَرُ و أَنشد للراعی: رَبِذاً یُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِیلا «2» و فی قصید كعب بن زهیر: فیها علی الأَیْنِ إِرْقال و تَبْغِیل هو تَفْعِیل من البَغْل كأَنه شبه سیرها بسیر البغل لشدَّته.

بغسل؛ ج11، ص: 60

: الأَزهری: بَغْسَلَ الرجلُ إِذا أَكثر الجماع.

بقل؛ ج11، ص: 60

: بَقَلَ الشی‌ءُ: ظهَر. و البَقْل: معروف؛ قال ابن سیدة: البَقْل من النبات ما لیس بشجر دِقٍّ و لا جِلٍّ، و حقیقة رسمه أَنه ما لم تبق له أُرومة علی الشتاء بعد ما یُرْعی، و قال أَبو حنیفة: ما كان منه ینبت فی بَزْره و لا ینبت فی أُرومة ثابتة فاسمه البَقْل، و قیل: كل نابتة فی أَول ما تنبت فهو البَقْل، واحدته بَقْلَة، و فَرْقُ ما بین البَقْل و دِقِّ الشجر أَن البَقْل إِذا رُعی لم یبق له ساق و الشجر تبقی له سُوق و إِن دَقَّت. و فی المثل: لا تُنْبِتُ البَقْلَة إِلا الحَقْلة؛ و الحَقْلَة: القَراح الطَّیِّبة من الأَرض. و أَبْقَلَت: أَنبتت البَقْل، فهی مُبْقِلَة. و المُبْقِلَة: ذات البَقْل. و أَبْقَلَت الأَرضُ: خَرَجَ بَقْلها؛ قال عامر بن جُوَین الطائی: فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، و لا أَرْض أَبْقَلَ إِبْقَالَها و لم یقل أَبْقَلت لأَن تأْنیث الأَرض لیس بتأْنیث حقیقی. و فی وصف مكة: و أَبْقَلَ حَمْضُها، هو من ذلك. و المَبْقَلة: موضع البَقْل؛ قال دُوَاد بن أَبی دُوَاد حین سأَله أَبوه: ما الذی أَعاشك؟ قال: أَعاشَنی بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ، آكُلُ من حَوْذانِه و أَنْسِلُ قال ابن جنی: مكان مُبْقِل هو القیاس، و بَاقِلٌ أَكثر فی السماع، و الأَوَّل مسموع أَیضاً. الأَصمعی: أَبْقَلَ المكانُ فهو بَاقِلٌ من نبات البَقْل، و أَوْرَسَ الشجرُ فهو وارس إِذا أَوْرَق، و هو بالأَلف. الجوهری:
(2). قوله [ربذاً إلخ] صدره كما فی شرح القاموس: و إذا ترقصت المفازة غادرت
لسان العرب، ج‌11، ص: 61
أَبْقَلَ الرِّمْت إِذا أَدْبَی و ظهرت خُضْرة ورقه، فهو بَاقِلٌ. قال: و لم یقولوا مُبْقِل كما قالوا أَوْرَسَ فهو وارس، و لم یقولوا مورِس، قال: و هو من النوادر، قال ابن بری: و قد جاء مُبْقِل؛ قال أَبو النجم: یَلْمَحْنَ من كل غَمیسٍ مُبْقِل قال: و قال ابن هَرْمة: لَرُعْت بصَفْراءِ السُّحالةِ حُرَّةً، لها مَرْتَعٌ بین النَّبِیطَینِ مُبْقِل قال: و قالوا مُعْشِب؛ و علیه قول الجعدی: علی جانِبَیْ حائر مُفْرد بِبَرْثٍ، تَبَوَّأْتُه مُعْشِب قال ابن سیدة: و بَقَلَ الرِّمْثُ یَبْقُلُ بَقْلًا و بُقُولًا و أَبْقَلَ، فهو بَاقِلٌ، علی غیر قیاس كلاهما: فی أَول ما ینبت قبل أَن یخضرَّ. و أَرض بَقِیلَةٌ و بَقِلَةٌ مُبْقِلَةٌ؛ الأَخیرة علی النسب أَی ذات بَقْل؛ و نظیره: رجل نَهِرٌ أَی یأْتی الأُمور نهاراً. و أَبْقَلَ الشجرُ إِذا دنت أَیام الربیع و جری فیها الماء فرأَیت فی أَعراضها مثل أَظفار الطیر؛ و فی المحكم: أَبْقَلَ الشجرُ خرج فی أَعراضه مثل أَظفار الطیر و أَعْیُنِ الجَرَادِ قبل أَن یستبین ورقه فیقال حینئذ صار بَقْلَة واحدة، و اسم ذلك الشی‌ء البَاقِل. و بَقَلَ النَّبْتُ یَبْقُلُ بُقُولًا و أَبْقَلَ: طَلَع، و أَبْقَلَهُ الله. و بَقَلَ وجهُ الغلام یَبْقُلُ بَقْلًا و بُقُولًا و أَبْقَلَ و بَقَّلَ: خَرَجَ شعرُه، و كره بعضهم التشدید؛ و قال الجوهری: لا تَقُلْ بَقَّلَ، بالتشدید. و أَبْقَلَهُ الله: أَخرجه، و هو علی المثل بما تقدم. اللیث: یقال للأَمرد إِذا خرج وجهه: قد بَقَلَ. و‌فی حدیث أَبی بكر و النَّسابة: فقامَ إِلیه غلام من بنی شیبان حین بَقَلَ وجهُه‌أَی أَول ما نبتت لحیته. و بَقَلَ نابُ البعیر یَبْقُل بُقُولًا: طَلَع، علی المثل أَیضاً، و فی التهذیب: بَقَلَ نابُ الجمل أَول ما یطلع، و جَمَلٌ بَاقِل الناب. و البُقْلَة: بَقْل الرَّبِیع؛ و أَرض بَقِلَة و بَقِیلَة و مَبْقَلَة و مَبْقُلَة و بَقَّالَة، و علی مثاله مَزْرَعَة و مَزْرُعَة و زَرَّاعة. و ابْتَقَلَ القومُ إِذا رَعَوا البَقْل. و الإِبل تَبْتَقِلُ و تَتَبَقَّلُ، و ابْتَقَلَتِ الماشیة و تَبَقَّلَتْ: رَعَت البَقْل، و قیل: تَبَقُّلُها سِمَنُها عن البَقْل. و ابْتَقَلَ الحمار: رَعَی البَقْل؛ قال مالك بن خویلد الخُزاعی الهذلی: تاللهِ یَبْقَی علی الأَیَّامِ مُبْتَقِلٌ، جَوْنُ السَّرَاةِ رَبَاعٍ سِنُّه غَرِدُ أَی لا یَبْقَی، و تَبَقَّلَ مثله؛ قال أَبو النجم: كُوم الذُّرَی من خَوَل المُخَوَّل تَبَقَّلَتْ فی أَوَّل التَّبَقُّلِ، بَیْنَ رِمَاحَیْ مالِكٍ و نَهْشَل و تَبَقَّلَ القومُ و ابْتَقَلُوا و أَبْقَلُوا: تَبَقَّلت ماشیتُهم. و خَرَجَ یَتَبَقَّلُ أَی یطلب البَقْل. و بَقْلَة الضَّبّ: نَبْت؛ قال أَبو حنیفة: ذكرها أَبو نصر و لم یفسرها. و البَقْلَة: الرِّجْلة و هی البَقْلَة الحَمْقاء. و یقال: كُلُّ نَبات اخْضَرَّت له الأَرضُ فهو بَقْل؛ قال الحرث بن دَوْس الإِیادِیّ یخاطب المُنْذِر بنَ ماء السماء: قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِیعُ لهم، نَبَتَتْ عَدَاوتُهم مع البَقْل الجوهری: و قولُ أَبی نُخَیْلة: بَرِّیَّةٌ لم تأْكل المُرَقَّقا، و لم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقا «3».
(3). قوله: بریّة …، و فی روایة أُخری: جاریة …
لسان العرب، ج‌11، ص: 62
قال: ظَنَّ هذا الأَعرابی أَن الفُسْتُق من البَقْل، قال: و هكذا یُرْوی البَقْل بالباء، قال: و أَنا أَظنه بالنون لأَن الفُسْتُق من النَّقْل و لیس من البَقْل. و البَاقِلاءُ و البَاقِلَّی: الفُول، اسم سَوادِیٌّ، و حَمْلُه الجَرْجَر، إِذا شدَّدت اللام قَصَرْت، و إِذا خَفَّفْت مَدَدْت فقلت البَاقِلَاء، واحدته بَاقِلَّاة و باقِلَّاءَة، و حكی أَبو حنیفة البَاقِلَی، بالتخفیف و القصر، قال: و قال الأَحمر واحدة البَاقِلَاء بَاقِلَاء، قال ابن سیدة: فإِذا كان ذلك فالواحد و الجمع فیه سواء، قال: و أَری الأَحمر حكی مثل ذلك فی البَاقِلَّی. قال: و البُوقَالُ، بضم الباء، ضَرْب من الكِیزَان، قال: و لم یفسِّر ما هو ففسرناه بما عَلِمْنا. و بَاقِلٌ: اسم رجل یضرب به المثل فی العِیِّ؛ قال الأُموی: من أَمثالهم فی باب التشبیه: إِنه لأَعْیَا من بَاقِل، قال: و هو اسم رجل من ربیعة و كان عَییّاً فَدْماً؛ و إِیاه عَنی الأُرَیْقِط فی وَصْف رَجُل مَلأَ بطنَه حتی عَیِیَ بالكلام فقال یَهْجُوه، و قال ابن بری: هو لحمید الأَرْقَط: أَتَانَا، و ما داناه سَحْبانُ وائلٍ بَیَاناً و عِلْماً بِالذی هو قائل، یَقُول، و قد أَلْقَی المَرَاسِیَ للقِرَی: أَبِنْ لیَ ما الحَجَّاجُ بالناس فاعل فَقُلْتُ: لعَمْرِی ما لهذا طَرَقْتَنا، فكُلْ، و دَعِ الإِرْجافَ، ما أَنت آكل تُدَبِّل كَفَّاه و یَحْدُر حَلْقُه، إِلی البَطْنِ، ما ضُمَّتْ علیه الأَنامل فما زال عند اللقم حتی كأَنَّه، من العِیِّ لما أَن تَكَلَّم، بَاقِل قال: و سَحْبان هو من ربیعة أَیضاً من بنی بكْر كان لَسِناً بلیغاً؛ قال اللیث: بلغ من عِیِّ بَاقِل أَنه كان اشتری ظَبْیاً بأَحد عشر دِرْهماً، فقیل له: بِكَم اشتریت الظبی؟ ففتح كفیه و فرَّق أَصابعه و أَخرج لسانه یشیر بذلك إِلی أَحد عشر فانفلت الظبی و ذهب فضربوا به المثل فی العِیّ. و البَقْل: بطن من الأَزْد و هم بَنُو بَاقِل. و بَنُو بُقَیْلَة: بطن من الحِیرَة. ابن الأَعرابی: البُوقَالَة الطِّرْجهَارَة.

بكل؛ ج11، ص: 62

: البَكْل: الدَّقِیق بالرُّبّ؛ قال: لیس بغَشٍّ هَمُّه فیما أَكَل، و أَزْمةٌ وَزْمتُه من البَكَل «1». أَراد البَكْل فحَرَّك للضرورة. و البَكِیلَة و البَكَالَةُ جمیعاً: الدقیق یُخْلط بالسَّوِیق و التَّمْرُ یُخْلَط بالسَّمْن فی إِناءٍ واحد و قد بُلَّا باللَّبَن، و قیل: تخلِطُه بالسویق ثم تَبُلُّه بماء أَو زیت أَو سَمْن، و قیل: البَكِیلَة الأَقِطُ المطحون تخلطه بالماء فتُثَرِّیه كأَنك ترید أَنْ تَعْجِنه. و قال اللحیانی: البَكِیلَة الدقیق أَو السَّویق الذی یُبَلُّ بَلًّا، و قیل: البَكِیلَة الجافُّ من الأَقِط الذی یُخْلَط به الرَّطْبُ، و قیل: البَكِیلَة طَحِینٌ و تَمْر یُخْلَط فیُصَبُّ علیه الزیت أَو السمن و لا یُطْبَخ. و البَكِیلُ: مَسُوطُ الأَقِط. الجوهری عن الأُموی: البَكِیلَة السَّمْن یُخْلَط بالأَقِط؛ و أَنشد: هذا غُلامٌ شَرِثُ النَّقِیلَه، غَضْبَانُ لم تُؤْدَمْ له البَكِیلَه قال: و كذلك البَكَالَة. و قوله لم تؤْدم أَی لم یُصَبَّ
(1). قوله [لیس بغش] الغش كما فی اللسان و القاموس عظیم السرّة، قال شارحه و الصواب: عظیم الشره، بالشین محركة
لسان العرب، ج‌11، ص: 63
علیها زیت أَو إِهَالة، و یقال: نعل شَرِثَة أَی خَلَقٌ. و قیل: البَكِیلَة السَّوِیق و التمر یُؤْكَلان فی إِناءٍ واحد و قد بُلَّا باللبن. و بَكَلْت البَكِیلة أَبْكُلُها بَكْلًا أَی اتخذتها. و بَكَلْت السَّوِیق بالدقیق أَی خلطته. و یقال: بَكَلَ و لَبَك بمعنًی مثل جَبَذَ و جَذَبَ. و البَكْل: الخَلْط؛ قال الكمیت: یَهِیلون من هَذَاك فی ذاك، بَینَهُم أَحادیثُ مَغْرورِین بَكْلٌ من البَكْل أَحادیث مبتدأ و بینهم الخبر. و بَكَلَه إِذا خَلَطه. و بَكَّلَ علیه: خَلَّط. الأُموی: البَكْل الأَقِط بالسَّمْن. و یقال: ابْكُلِی و اعْبِثی. و البَكِیلَة: الضأْن و المَعَز تَخْتلط، و كذلك الغَنَم إِذا لَقِیَتْ غَنَماً أُخری، و الفعل من ذلك كله بَكَلَ یَبْكُل بَكْلًا. و یقال للغَنم إِذا لَقِیت غَنَماً أُخری فدَخَلت فیها: ظَلَّت عَبِیثَة واحدة و بَكِیلَة واحدة أَی قد اختلط بعضها ببعض، و هو مَثَل، أَصلُه من الدقیق و الأَقِط یُبْكَلُ بالسَّمْن فیؤْكل؛ و بَكَلَ علینا حَدیثَه و أَمْرَه یَبْكُلُهُ بَكْلًا: خلطه و جاءَ به علی غیر وجهه، و الاسم البَكِیلة؛ عن اللحیانی. و من أَمثالهم فی التباس الأَمر: بَكْلٌ من البَكْل، و هو اختلاط الرأْی و ارْتِجانُه. و تَبَكَّل الرجل فی الكلام أَی خلط. و‌فی حدیث الحسن: سأَله رجل عن مسأَلة ثم أَعادها فقَلَبها، فقال: بَكَّلْتَ عَلَیَّ‌أَی خَلَّطت، من البَكِیلة و هی السمن و الدقیق المخلوط. و المُتَبَكِّل: المخلِّط فی كلامه. و تَبَكَّلُوا علیه: عَلَوْه بالشَّتْم و الضرب و القَهْر. و تَبَكَّلَ فی مِشْیَتهِ. اختالَ. و الإِنسان یَتَبَكَّلُ أَی یَخْتال. و رجل جَمِیل بَكِیلٌ: مُتَنَوِّق فی لِبْسَته و مَشْیه. و البَكِیلَة: الهیئة و الزِّیُّ. و البِكْلَة: الخُلُق. و البِكْلَة: الحَالُ و الخِلْقة؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: لَسْتُ إِذاً لِزَعْبَله، إِنْ لم أُغَیِّرْ بِكْلَتِی، إِن لم أُسَاوَ بالطُّوَلْ قال ابن بری: و هذا البیت من مُسَدَّس الرَّجَز جاء علی التمام. و البَكْل: الغَنِیمة و هو التَّبَكُّل، اسم لا مصدر، و نظِیره التَّنَوُّط؛ قال أَوس بن حَجَر: عَلی خَیْرِ ما أَبْصَرْتها من بِضَاعة، لِمُلْتَمِسٍ بَیْعاً لها أَو تَبَكُّلا أَی تَغَنُّماً. و بَكَّلَه إِذا نَحَّاه قِبَله كائِناً ما كان. و بَنُو بَكِیلٍ: حَیٌّ من هَمْدان؛ و منه قول الكمیت: یقولونَ: لم یُورَثْ، و لو لا تُرَاثُه، لقد شركَتْ فیه بَكِیلٌ و أَرْحَبُ و بَنُو بِكَالٍ: من حِمْیَر منهم نَوْفٌ البِكَالیُّ صاحب علی، علیه السلام. و قال ابن بری: قال المهلبی بِكَالَةُ قبیلة من الیمن، و المُحَدِّثون یقولونَ نَوْفٌ البَكَّالیُّ، بفتح الباء و التشدید.

بلل؛ ج11، ص: 63

: البَلَل: النَّدَی. ابن سیدة. البَلَل و البِلَّة النُّدُوَّةُ؛ قال بعض الأَغْفال: و قِطْقِطُ البِلَّة فی شُعَیْرِی أَراد: و بِلَّة القِطْقِط فقلب. و البِلال: كالبِلَّة؛ و بَلَّهُ بالماء و غیره یَبُلُّه بَلًّا و بِلَّة و بَلَّلهُ فَابْتَلَّ و تَبَلَّلَ؛ قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌11، ص: 64
و ما شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِیَة الكُلَی، سَقَی بهما سَاقٍ، و لَمَّا تَبَلَّلا و البَلُّ: مصدر بَلَلْت الشی‌ءَ أَبُلُّه بَلًّا. الجوهری: بَلَّه یَبُلُّه أَی نَدَّاه و بَلَّلَه، شدّد للمبالغة، فابْتَلَّ. و البِلال: الماء. و البُلالة: البَلَل. و البِلال: جمع بِلَّة نادر. و اسْقِه علی بُلَّتِه أَی ابتلاله. و بَلَّة الشَّباب و بُلَّتُه: طَرَاؤه، و الفتح أَعلی. و البَلِیل و البَلِیلَة: ریح باردة مع نَدًی، و لا تُجْمَع. قال أَبو حنیفة: إِذا جاءت الریح مع بَرْد و یُبْس و نَدًی فهی بَلِیل، و قد بَلَّتْ تَبِلُّ بُلولًا؛ فأَما قول زیاد الأَعجم: إِنِّی رأَیتُ عِدَاتِكم كالغَیْث، لیس له بَلِیل فمعناه أَنه لیس لها مَطْل فَیُكَدِّرَها، كما أَن الغَیْث إِذا كانت معه ریح بَلِیل كدَّرَتْه. أَبو عمرو: البَلِیلَة الریح المُمْغِرة، و هی التی تَمْزُجها المَغْرة، و المَغْرة المَطَرة الضعیفة، و الجَنُوب أَبَلُّ الرِّیاح. و ریح بَلَّة أَی فیها بَلَل. و‌فی حدیث المُغیرة: بَلِیلة الإِرْعاد‌أَی لا تزال تُرْعِد و تُهَدِّد؛ و البَلیلة: الریح فیها نَدی، جعل الإِرعاد مثلًا للوعید و التهدید من قولهم أَرْعَد الرجلُ و أَبْرَق إِذا تَهَدَّد و أَوعد، و الله أَعلم. و یقال: ما فی سِقَائك بِلال أَی ماء. و كُلُّ ما یُبَلُّ به الحَلْق من الماء و اللَّبن بِلال؛ و منه قولهم: انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبلالها أَی صِلُوها بصِلَتِها و نَدُّوها؛ قال أَوس یهجو الحكم بن مروان بن زِنْبَاع: كأَنِّی حَلَوْتُ الشِّعْرَ، حین مَدَحْتُه، صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء یَبْسٍ بِلالُها و بَلَّ رَحِمَه یَبُلُّها بَلًّا و بِلالًا: وصلها. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: بُلُّوا أَرحامَكم و لو بالسَّلام‌أَی نَدُّوها بالصِّلة. قال ابن الأَثیر: و هم یُطْلِقون النَّداوَة علی الصِّلة كما یُطْلِقون الیُبْس علی القَطِیعة، لأَنهم لما رأَوا بعض الأَشیاء یتصل و یختلط بالنَّداوَة، و یحصل بینهما التجافی و التفرّق بالیُبْس، استعاروا البَلَّ لمعنی الوصْل و الیُبْسَ لمعنی القَطِیعة؛ و منه‌الحدیث: فإِن لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبلالِها‌أَی أَصِلُكم فی الدنیا و لا أُغْنِی عنكم من الله شیئاً. و البِلال: جمع بَلَل، و قیل: هو كل ما بَلَّ الحَلْق من ماء أَو لبن أَو غیره؛ و منه‌حدیث طَهْفَة: ما تَبِضُّ بِبِلال، أَراد به اللبن، و قیل المَطَر؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: إِنْ رأَیت بَلَلًا من عَیْش‌أَی خِصْباً لأَنه یكون مِنَ الماء. أَبو عمرو و غیره: بَلَلْت رَحِمی أَبُلُّها بَلًّا و بِلالًا وَصَلْتها و نَدَّیْتُها؛ قال الأَعْشَی: إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها، و وِصَالِ رَحْم قد بَرَدْت بِلالَها و قول الشاعر: و الرَّحْمَ فابْلُلْها بِخیْرِ البُلَّان، فإِنها اشْتُقَّتْ من اسم الرَّحْمن قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون البُلَّان اسماً واحداً كالغُفْران و الرُّجْحان، و أَن یكون جمع بَلَل الذی هو المصدر، و إِن شئت جعلته المصدر لأَن بعض المصادر قد یجمع كالشَّغْل و العَقْل و المَرَض. و یقال: ما فی سِقَائك بِلال أَی ماء، و ما فی الرَّكِیَّة بِلال. ابن الأَعرابی: البُلْبُلة الهَوْدَج للحرائر و هی المَشْجَرة. ابن الأَعرابی: التَّبَلُّل «1». الدوام و طول
(1). قوله [التبلل] كذا فی الأصل، و لعله محرف عن التبلال كما یشهد به الشاهد و كذا أورده شارح القاموس
لسان العرب، ج‌11، ص: 65
المكث فی كل شی‌ء؛ قال الربیع بن ضَبُع الفزاری: أَلا أَیُّها الباغی الذی طالَ طِیلُه، و تَبْلالُهُ فی الأَرض، حتی تَعَوَّدا و بَلَّك اللهُ ابْناً و بَلَّك بابْنٍ بَلًّا أَی رَزَقَك ابناً، یدعو له. و البِلَّة: الخَیْر و الرزق. و البِلُّ: الشِّفَاء. و یقال: ما قَدِمَ بِهِلَّة و لا بِلَّة، و جاءنا فلان فلم یأْتنا بِهَلَّة و لا بَلَّة؛ قال ابن السكیت: فالهَلَّة من الفرح و الاستهلال، و البَلَّة من البَلل و الخیر. و قولهم: ما أَصاب هَلَّة و لا بَلَّة أَی شیئاً. و‌فی الحدیث: من قَدَّر فی مَعِیشته بَلَّهُ الله‌أَی أَغناه. و بِلَّة اللسان: وقوعُه علی مواضع الحروف و استمرارُه علی المنطق، تقول: ما أَحسن بِلَّة لسانه و ما یقع لسانه إِلا علی بِلَّتِه؛ و أَنشد أَبو العباس عن ابن الأَعرابی: یُنَفِّرْنَ بالحیجاء شاءَ صُعَائد، و من جانب الوادی الحَمام المُبَلِّلا و قال: المبَلِّل الدائم الهَدِیر، و قال ابن سیدة: ما أَحسن بِلَّة لسانه أَی طَوْعَه بالعبارة و إِسْماحَه و سَلاسَته و وقوعَه علی موضع الحروف. و بَلَّ یَبُلُّ بُلُولًا و أَبَلَّ: نجا؛ حكاه ثعلب و أَنشد: من صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه لُحْمَة البَازِی: الطائرُ یُطْرَح له أَو یَصِیده. و بَلَّ من مرضه یَبِلُّ بَلًّا و بَلَلًا و بُلُولًا و اسْتَبَلَّ و أَبَلَّ: برَأَ و صَحَّ؛ قال الشاعر: إِذا بَلَّ من دَاءٍ به، خَالَ أَنه نَجا، و به الداء الذی هو قاتِله یعنی الهَرَم؛ و قال الشاعر یصف عجوزاً: صَمَحْمَحة لا تشْتكی الدَّهرَ رأْسَها، و لو نَكَزَتْها حَیَّةٌ لأَبَلَّتِ الكسائی و الأَصمعی: بَلَلْت و أَبْلَلْت من المرض، بفتح اللام، من بَلَلْت. و البِلَّة: العافیة. و ابْتَلَّ و تَبَلَّلَ: حَسُنت حاله بعد الهُزال. و البِلُّ: المُباحُ، و قالوا: هو لك حِلٌّ و بِلٌّ، فَبِلٌّ شفاء من قولهم بَلَّ فلان من مَرَضه و أَبَلَّ إِذا بَرَأَ؛ و یقال: بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق، یمانِیَة حِمْیَریَّة؛ و یقال: بِلٌّ إِتباع لحِلّ، و كذلك یقال للمؤنث: هی لك حِلٌّ، علی لفظ المذكر؛ و منه‌قول عبد المطلب فی زمزم: لا أُحِلُّها لمغتسل و هی لشارب حِلٌّ و بِلٌّ، و هذا القول نسبه الجوهری للعباس بن عبد المطلب، و الصحیح أَن قائله عبد المطلب كما ذكره ابن سیدة و غیره، و حكاه ابن بری عن علی بن حمزة؛ و‌حكی أَیضاً عن الزبیر بن بَكَّار: أَن زمزم لما حُفِرَتْ و أَدرك منها عبد المطلب ما أَدرك، بنی علیها حوضاً و ملأَه من ماء زمزم و شرب منه الحاجُّ فحسده قوم من قریش فهدموه، فأَصلحه فهدموه باللیل، فلما أَصبح أَصلحه فلما طال علیه ذلك دعا ربه فأُرِیَ فی المنام أَن یقول: اللهم إِنی لا أُحِلُّها لمغتسل و هی لشارب حِلٌّ و بِلٌّ فإِنك تكفی أَمْرَهم، فلما أَصبح عبد المطلب نادی بالذی رأَی، فلم یكن أَحد من قریش یقرب حوضه إِلا رُمیَ فی بَدَنه فتركوا حوضه؛ قال الأَصمعی: كنت أَری أَن بِلًّا إِتباع لحِلّ حتی زعم المعتمر بن سلیمان أَن بِلًّا مباح فی لغة حِمْیَر؛ و قال أَبو عبید و ابن السكیت: لا یكون بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لمكان الواو. و البُلَّة، بالضم: ابتلال الرُّطْب. و بُلَّة الأَوابل: بُلَّة الرُّطْب. و ذهبت بُلَّة الأَوابل أَی ذهب ابتلال الرُّطْب عنها؛ و أَنشد لإِهاب
لسان العرب، ج‌11، ص: 66
بن عُمَیْر: حتی إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل، و فارَقَتْها بُلَّة الأَوابل یقول: سِرْنَ فی بَرْدِ الروائح إِلی الماء بعد ما یَبِسَ الكَلأَ، و الأَوابل: الوحوش التی اجتزأَت بالرُّطْب عن الماء. الفراء: البُلَّة بقیة الكَلإِ. و طویت الثوب علی بُلُلَته و بُلَّته و بُلالَته أَی علی رطوبته. و یقال: اطْوِ السِّقاء علی بُلُلَته أَی اطوه و هو ندیّ قبل أَن یتكسر. و یقال: أَ لم أَطْوك علی بُلُلَتِك و بَلَّتِك أَی علی ما كان فیك؛ و أَنشد لحَضْرَمیّ بن عامر الأَسدی: و لقد طَوَیْتُكُمُ علی بُلُلاتِكم، و عَلِمْتُ ما فیكم من الأَذْرَاب أَی طویتكم علی ما فیكم من أَذی و عداوة. و بُلُلات، بضم اللام: جمع بُلُلَة، بضم اللام أَیضاً، و قد روی … علی بُلَلَاتكم، بفتح اللام، الواحدة بُلَلَة، بفتح اللام أَیضاً، و قیل فی قوله … علی بُلُلاتكم: یضرب مثلًا لإِبقاء المودة و إِخفاء ما أَظهروه من جَفَائهم، فیكون مثل قولهم اطْوِ الثوبَ علی غَرِّه لیضم بعضه إِلی بعض و لا یتباین؛ و منه قولهم: اطوِ السِّقاء علی بُلُلَتِه لأَنه إِذا طُوِیَ و هو جَافٌّ تكسر، و إِذا طُوِیَ علی بَلَله لم یَتَكسَّر و لم یَتَباین. و انصرف القوم ببَلَلَتِهم و بُلُلَتِهم و بُلُولَتِهم أَی و فیهم بَقِیّة، و قیل: انصرفوا ببَلَلَتِهم أَی بحال صالحة و خیر، و منه بِلال الرَّحِم. و بَلَلْتُه: أَعطیته. ابن سیدة: طواه علی بُلُلَته و بُلُولَتِه و بَلَّتِه أَی علی ما فیه من العیب، و قیل: علی بقیة وُدِّه، قال: و هو الصحیح، و قیل: تغافلت عما فیه من عیب كما یُطْوَی السِّقاء علی عَیْبه؛ و أَنشد: و أَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِی بُلُولَتَه، طَیَّ الرِّدَاء علی أَثْنائه الخَرِق قال: و تمیم تقول البُلُولَة من بِلَّة الثری، و أَسد تقول: البَلَلَة. و قال اللیث: البَلَل و البِلَّة الدُّون. الجوهری: طَوَیْت فلاناً علی بُلَّتِه و بُلَالَتِه و بُلُولِهِ و بُلُولَتِهِ و بُلُلَتِه و بُلَلَتِه إِذا احتملته علی ما فیه من الإِساءة و العیب و دَارَیْته و فیه بَقِیّة من الوُدِّ؛ قال الشاعر: طَوَیْنا بنی بِشْرٍ علی بُلُلاتهم، و ذلك خَیْرٌ من لِقَاء بنی بِشْر یعنی باللِّقاء الحَرْبَ، و جمع البُلَّة بِلال مثل بُرْمَة و بِرَام؛ قال الراجز: و صاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَیْتُه، علی بِلال نَفْسه طَوَیْتُه و‌كتب عمر یَسْتحضر المُغیرة من البصرة: یُمْهَلُ ثلاثاً ثم یُحْضَر علی بُلَّته‌أَی علی ما فیه من الإِساءة و العیب، و هی بضم الباء. و بَلِلْتُ به بَلَلًا: ظَفِرْتُ به. و قیل: بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت به؛ حكاها الأَزهری عن الأَصمعی وحده. قال شمر: و من أَمثالهم: ما بَلِلْت من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَی ما ظَفِرْتُ، و الأَفْوَق: السهم الذی انكسر فُوقُه، و الناصِل: الذی سقط نَصْلُه، یضرب مثلًا للرجل المُجْزِئ الكافی أَی ظَفِرْت برجل كامل غیر مضیع و لا ناقص. و بَلِلْت به بَلَلًا: صَلِیت و شَقِیت. و بَلِلْت به بَلَلًا و بَلالة و بُلُولًا و بَلَلْت: مُنِیت به و عُلِّقْته. و بَلِلْته: لَزِمْته؛ قال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 67
دَلْو تَمَأَّی دُبِغَتْ بالحُلَّب، بُلَّتْ بكَفَّیْ عَزَبٍ مُشَذَّب، فلا تُقَعْسِرْها و لكن صَوِّب تقعسرها أَی تعازّها. أَبو عمرو: بَلَّ یَبِلُّ إِذا لزم إِنساناً و دام علی صحبته، و بَلَّ یَبَلُّ مثلها؛ و منه قول ابن أَحمر: فبَلِّی إِنْ بَلِلْتِ بأَرْیَحِیٍّ من الفِتْیان، لا یَمْشی بَطِینا و یروی‌فبَلِّی … یا غنیّ. الجوهری: بَلِلْت به، بالكسر، إِذا ظَفِرت به و صار فی یدك؛ و أَنشد ابن بری: بیضاء تمشی مِشْیَةَ الرَّهِیص، بَلَّ بها أَحمر ذو دریص یقال: لئن بَلَّتْ بك یَدی لا تفارقنی أَو تُؤَدِّیَ حقی. النضر: البَذْرُ و البُلَل واحد، یقال: بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل. و رجل بَلٌّ بالشی‌ء: لَهِجٌ؛ قال: و إِنی لبَلٌّ بالقَرِینةِ ما ارْعَوَتْ، و إِنی إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم و لا تَبُلُّك عندی بَالَّةٌ و بَلالِ مِثل قَطامِ أَی لا یُصیبك منی خیر و لا نَدًی و لا أَنفعك و لا أَصدُقك. و یقال: لا تُبَلُّ لفلان عندی بَالَّةٌ و بَلالِ مصروف عن بَالَّة أَی ندًی و خیر. و‌فی كلام علیّ، كرم الله وجهه: فإِن شكوا انقطاع شِرْب أَو بَالَّة، هو من ذلك؛ قالت لیلی الأَخْیَلیة: نَسیتَ وصالَه و صَدَرْتَ عنه، كما صَدَر الأَزَبُّ عن الظِّلالِ فلا و أَبیك، یا ابن أَبی عَقِیل، تَبُلُّك بعدها فینا بَلالِ فلو آسَیْتَه لَخَلاك ذَمٌّ، و فارَقَكَ ابنُ عَمِّك غَیْر قالی ابن أَبی عَقِیل كان مع تَوْبَة حین قُتِل ففرّ عنه و هو ابن عمه. و البَلَّة: الغنی بعد الفقر. و بَلَّتْ مَطِیَّتُه علی وجهها إِذا هَمَتْ ضالَّة؛ و قال كثیِّر: فلیت قَلُوصی، عند عَزَّةَ، قُیِّدَتْ بحَبْل ضَعِیفٍ غُرَّ منها فَضَلَّتِ فأَصْبَح فی القوم المقیمین رَحْلُها، و كان لها باغٍ سِوَای فبَلَّتِ و أَبَلَّ الرجلُ: ذهب فی الأَرض. و أَبَلَّ: أَعیا فَساداً و خُبْثاً. و الأَبَلُّ: الشدید الخصومة الجَدِلُ، و قیل: هو الذی لا یستحی، و قیل: هو الشدید اللُّؤْمِ الذی لا یُدْرَك ما عنده، و قیل: هو المَطول الذی یَمْنَع بالحَلِف من حقوق الناس ما عنده؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للمرَّار بن سعید الأَسدی: ذكرنا الدیون، فجادَلْتَنا جدالَك فی الدَّیْن بَلًّا حَلوفا «2». و قال الأَصمعی: أَبَلَّ الرجلُ یُبِلُّ إِبْلالًا إِذا امتنع و غلب. قال: و إِذا كان الرجل حَلَّافاً قیل رجل أَبَلُّ؛ و قال الشاعر: أَ لا تَتَّقون الله، یا آل عامر؟ و هل یَتَّقِی اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ؟
(2). قوله [جدالك فی الدین] هكذا فی الأصل و سیأتی إیراده بلفظ: [جدالك مالًا و بلا حلوفا] و كذا أورده شارح القاموس ثم قال: و المال الرجل الغنی
لسان العرب، ج‌11، ص: 68
و قیل: الأَبَلُّ الفاجر، و الأُنثی بَلَّاء و قد بَلَّ بَلَلًا فی كل ذلك؛ عن ثعلب. الكسائی: رجل أَبَلُّ و امرأَة بَلَّا ء و هو الذی لا یُدْرَك ما عنده من اللؤم، و رجل أَبَلُّ بَیِّن البَلَل إِذا كان حَلَّافاً ظَلوماً. و أَما‌قول خالد بن الولید: أَمَّا و ابنُ الخطاب حَیٌّ فَلا و لكن إِذا كان الناس بذی بِلِّیٍّ و ذی بِلَّی؛ قال أَبو عبید: یرید تَفَرُّقَ الناس و أَن یكونوا طوائف و فِرَقاً من غیر إِمام یجمعهم و بُعْدَ بعضهم من بعض؛ و كلُّ من بَعُد عنك حتی لا تَعْرِف موضعَه، فهو بذی بِلِّیٍّ، و هو مِنْ بَلَّ فی الأَرض أَی ذهب؛ أَراد ضیاعَ أُمور الناس بعده، قال: و فیه لغة أُخری بذی بِلِّیَان، و هو فِعْلِیَان مثل صِلِّیان؛ و أَنشد الكسائی: یَنام و یذهب الأَقوام حتی یُقالَ: أَتَوْا علی ذی بِلِّیَان یقول: إِنه أَطال النوم و مضی أَصحابه فی سفرهم حتی صاروا إِلی موضع لا یَعْرِف مكانَهم من طول نومه. و أَبَلَّ علیه: غَلَبه؛ قال ساعدة: أَلا یا فَتی، ما عبدُ شَمْسٍ بمثله یُبَلُّ علی العادی و تُؤْبَی المَخاسِفُ الباء فی بمثله متعلقة بقوله یُبَلُّ، و قوله ما عبدُ شمس تعظیم، كقولك سبحان الله ما هو و من هو، لا ترید الاستفهام عن ذاته تعالی إِنما هو تعظیم و تفخیم. و خَصمٌ مِبَلٌّ: ثَبْت. أَبو عبید: المِبَلُّ الذی یعینك أَی یتابعك «1» علی ما ترید؛ و أَنشد: أَبَلَّ فما یَزْداد إِلَّا حَماقَةً و نَوْكاً، و إِن كانت كثیراً مخارجُه و صَفاة بَلَّاء أَی مَلْساء. و رجل بَلٌّ و أَبَلُّ: مَطول؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: جِدَالَكَ مالًا و بَلًّا حَلُوفا و البَلَّة: نَوْرُ السَّمُر و العُرْفُط. و‌فی حدیث عثمان: أَ لَسْتَ تَرْعی بَلَّتَها؟البَلَّة: نَوْرُ العِضاهِ قبل أَن ینعقد. التهذیب: البَلَّة و الفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر، قال: و أَول ما یَخْرُج البرَمة ثم أَول ما یخرج من بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نحو بَدْو البُسْرة فَتِیك البَرَمة، ثم ینبت فیها زَغَبٌ بِیضٌ هو نورتها، فإِذا أَخرجت تیك سُمِّیت البَلَّة و الفَتْلة، فإِذا سقطن عنن طَرَف العُود الذی یَنْبُتْنَ فیه نبتت فیه الخُلْبة فی طرف عودهن و سقطن، و الخُلْبة وعاء الحَب كأَنها وعاء الباقِلاء، و لا تكون الخُلْبة إِلَّا للسَّمُر و السَّلَم، و فیها الحب و هن عِراض كأَنهم نِصال، ثم الطَّلْح فإِن وعاء ثمرته للغُلُف و هی سِنَفة عِراض. و بِلال: اسم رجل. و بِلال بن حمامة: مؤذن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من الحبشة. و بِلال آباد: موضع. التهذیب: و البُلْبُل العَنْدَلیب. ابن سیدة: البُلْبُل طائر حَسَن الصوت یأْلف الحَرَم و یدعوه أَهل الحجاز النُّغَر. و البُلْبُل: قَناةُ الكوز الذی فیه بُلْبُل إِلی جنب رأْسه. التهذیب: البُلْبُلَة ضرب من الكیزان فی جنبه بُلْبُل یَنْصَبُّ منه الماء. و بَلْبَلَ متاعَه: إِذا فرَّقه و بدَّده. و المُبَلِّل: الطاووس الصَّرَّاخ، و البُلْبُل الكُعَیْت. و البَلْبَلَة: تفریق الآراء. و تَبَلْبَلَتِ الأَلسن: اختلطت. و البَلْبَلَة: اختلاط الأَلسنة. التهذیب: البَلْبَلَة بَلْبلة الأَلسن، و قیل: سمیت أَرض بابِل
(1). قوله [یعینك أی یتابعك] هكذا فی الأصل، و فی القاموس: یعییك أن یتابعك
لسان العرب، ج‌11، ص: 69
لأَن الله تعالی حین أَراد أَن یخالف بین أَلسنة بنی آدم بَعَث ریحاً فحشرهم من كل أُفق إِلی بابل فبَلْبَل الله بها أَلسنتهم، ثم فَرَّقتهم تلك الریح فی البلاد. و البَلْبَلَة و البَلابِل و البَلْبَال: شدَّة الهم و الوَسْواس فی الصدور و حدیث النفس، فأَما البِلْبَال، بالكسر، فمصدر. و‌فی حدیث سعید بن أَبی بردة عن أَبیه عن جده قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن أُمتی أُمة مرحومة لا عذاب علیها فی الآخرة، إِنما عذابها فی الدنیا البَلابِل و الزلازل و الفتن؛ قال ابن الأَنباری: البَلابِل وسواس الصدر؛ و أَنشد ابن بری لباعث بن صُرَیم و یقال أَبو الأَسود الأَسدی: سائلُ بیَشْكُرَ هل ثَأَرْتَ بمالك، أَم هل شَفَیْت النفسَ من بَلْبَالها؟ و یروی: سائِلْ أُسَیِّدَ هل ثَأَرْتَ بِوائلٍ؟ و وائل: أَخو باعث بن صُرَیم. و بَلْبَلَ القومَ بَلْبَلَة و بِلْبَالًا: حَرَّكهم و هَیَّجهم، و الاسم البَلْبَال، و جمعه البَلابِل. و البَلْبَال: البُرَحاء فی الصَّدر، و كذلك البَلْبَالَة؛ عن ابن جنی؛ و أَنشد: فبات منه القَلْبُ فی بَلْبَالِه، یَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْیِ فی الحِباله و رجل بُلْبُلٌ و بُلابِل: خَفِیف فی السَّفَر معْوان. قال أَبو الهیثم: قال لی أَبو لیلی الأَعرابی أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَی ظَریف خَفیف. و رجل بُلابِل: خفیف الیدین و هو لا یَخْفی علیه شی‌ء. و البُلْبُل من الرجال: الخَفِیفُ؛ قال كثیر بن مُزَرِّد: سَتُدْرِك ما تَحْمی الحِمارة و ابْنُها قَلائِصُ رَسْلاتٌ، و شُعْثٌ بَلابِل و الحِمارة: اسم حَرَّة و ابنُها الجَبَل الذی یجاورها، أَی ستدرك هذه القلائص ما منعته هذه الحَرَّة و ابنُها. و البُلْبُول: الغلام الذَّكِیُّ الكَیِّس. و قال ثعلب: غلام بُلْبُل خفیف فی السَّفَر، و قَصَره علی الغلام. ابن السكیت: له أَلِیلٌ و بَلِیلٌ، و هما الأَنین مع الصوت؛ و قال المَرَّار بن سعید: إِذا مِلْنا علی الأَكْوار أَلْقَتْ بأَلْحِیها لأَجْرُنِها بَلیل أَراد إِذا مِلْنا علیها نازلین إِلی الأَرض مَدَّت جُرُنَها علی الأَرض من التعب. أَبو تراب عن زائدة: ما فیه بُلالَة و لا عُلالة أَی ما فیه بَقِیَّة. و بُلْبُول: اسم بلد. و البُلْبُول: اسم جَبَل؛ قال الراجز: قد طال ما عارَضَها بُلْبُول، و هْیَ تَزُول وَ هْوَ لا یَزول و قوله‌فی حدیث لقمان: ما شَیْ‌ءٌ أَبَلَّ للجسم من اللَّهْو؛ قال ابن الأَثیر: هو شی‌ء كلحم العصفور أَی أَشد تصحیحاً و موافقة له. و من خفیف هذا الباب بَلْ، كلمة استدراك و إِعلامٍ بالإِضْراب عن الأَول، و قولهم قام زید بَلْ عَمْرٌو و بَنْ زید، فإِن النون بدل من اللام، أَ لا تری إِلی كثرة استعمال بَلْ و قلة استعمال بَنْ، و الحُكْمُ علی الأَكثر لا الأَقل؟ قال ابن سیدة: هذا هو الظاهر من أَمره، قال: و قال ابن جنی لست أَدفع مع هذا أَن تكون بَنْ لُغَةً قائمة بنفسها. التهذیب فی ترجمة بَلی: بَلی تكون جواباً للكلام الذی فیه الجَحْد. قال الله تعالی: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلیٰ؛ قال: و إِنما صارت بَلی تتصل بالجَحْد لأَنها رجوع عن الجَحْد إِلی
لسان العرب، ج‌11، ص: 70
التحقیق، فهو بمنزلة بَلْ، و بَلْ سَبِیلها أَن تأَتی بعد الجَحْد كقولك ما قام أَخوك بَلْ أَبوك، و ما أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك، و إِذا قال الرجل للرجل: أَ لا تقوم؟ فقال له: بَلی، أَراد بَلْ أَقوم، فزادوا الأَلف علی بَلْ لیحسن السكوت علیها، لأَنه لو قال بَلْ كان یتوقع «1» كلاماً بعد بلْ فزادوا الأَلف لیزول عن المخاطب هذا التوهم؛ قال الله تعالی: وَ قٰالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّٰارُ إِلّٰا أَیّٰاماً مَعْدُودَةً، ثم قال بَعْدُ: بَلیٰ مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً، و المعنی بَلْ من كسب سیئة، و قال المبرد: بل حكمها الاستدراك أَینما وقعت فی جَحْد أَو إِیجاب، قال: و بَلی تكون إِیجاباً للمَنْفِیِّ لا غیرُ. قال الفراء: بَلْ تأْتی بمعنیین: تكون إِضراباً عن الأَول و إِیجاباً للثانی كقولك عندی له دینار لا بَلْ دیناران، و المعنی الآخر أَنها توجب ما قبلها و توجب ما بعدها، و هذا یسمی الاستدراك لأَنه أَراده فنسیه ثم استدركه. قال الفراء: و العرب تقول بَلْ و الله لا آتیك و بَنْ و الله، یجعلون اللام فیها نوناً، و هی لغة بنی سعد و لغة كلب، قال: و سمعت الباهلیین یقولون لا بَنْ بمعنی لا بَلْ. الجوهری: بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ، یعطف بها الحرف الثانی علی الأَول فیلزمه مثْلُ إعرابه، فهو للإِضراب عن الأَول للثانی، كقولك: ما جاءَنی زید بَلْ عمرو، و ما رأَیت زیداً بَلْ عمراً، و جاءنی أَخوك بَلْ أَبوك تعطف بها بعد النفی و الإِثبات جمیعاً؛ و ربما وضعوه موضع رُبَّ كقول الراجز: بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ یعنی رُبَّ مَهْمَهٍ كما یوضع غیره اتساعاً؛ و قال آخر: بَلْ جَوْزِ تَیْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ و قوله عز و جل: ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ بَلِ الَّذِینَ كَفَرُوا فِی عِزَّةٍ وَ شِقٰاقٍ؛ قال الأَخفش عن بعضهم: إِن بَلِ هاهنا بمعنی إِن فلذلك صار القَسَم علیها؛ قال: و ربما استعملت العرب فی قَطْع كلام و استئناف آخر فیُنْشد الرجل منهم الشعر فیقول: … بَل ما هاجَ أَحْزاناً و شَجْواً قَدْ شَجا و یقول: … بل و بَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها، تَری بها العَوْهَقَ من وِئالِها، كالنار جَرَّتْ طَرَفی حِبالِها قوله بَلْ لیست من البیت و لا تعدّ فی وزنه و لكن جعلت علامة لانقطاع ما قبله؛ و الرجز الأَول لرؤبة و هو: أَعْمَی الهُدَی بالجاهِلِینَ العُمَّهِ، بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ و الثانی لسُؤْرِ الذِّئْبِ و هو: بَلْ جَوْزِ تَیْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ، یُمْسی بها وُحُوشُها قد جُئِفَتْ قال: و بَلْ نُقْصانها مجهول، و كذلك هَلْ وَ قَدْ، إِن شئت جعلت نقصانها واواً قلت بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ، و إِن شئت جعلته یاء. و منهم من یجعل نقصانها مثل آخر حروفها فیُدْغم و یقول هَلٌّ و بَلٌّ و قَدٌّ، بالتشدید. قال ابن بری: الحروف التی هی علی حرفین مثل قَدْ و بَلْ و هَلْ لا یقدّر فیها حذف حرف ثالث كما یكون ذلك فی الأَسماء نحو یَدٍ و دَمٍ، فإِن
(1). قوله [كان یتوقع] أی المخاطب كما هو ظاهر مما بعد
لسان العرب، ج‌11، ص: 71
سمیت بها شیئاً لزمك أَن تقدر لها ثالثاً، قال: و لهذا لو صَغَّرْتَ إِن التی للجزاء لقلت أُنَیٌّ، و لو سَمَّیت بإِن المخففة من الثقیلة لقلت أُنَیْنٌ، فرددت ما كان محذوفاً، قال: و كذلك رُبَ المخففة تقول فی تصغیرها اسمَ رجل رُبَیْبٌ، و الله أَعلم.

بهل؛ ج11، ص: 71

: التَبَهُّل: العَناء بالطلب. و أَبْهَلَ الرجلَ: تَرَكه. و یقال: بَهَلْتُهُ و أَبْهَلْتُهُ إِذا خَلَّیْتَه و إِرادتَه. و أَبْهَلَ الناقةَ: أَهْمَلَها. الأَزْهری: عَبْهَل الإِبلَ أَی أَهْمَلَها مثل أَبْهَلَها، و العین مبدلة من الهمزة. و ناقة بَاهِل بیِّنة البَهَل: لا صِرارَ علیها، و قیل: لا خِطام علیها، و قیل: لا سِمَة علیها، و الجمع بُهَّل و بُهْل. و قد أَبْهَلْتُها أَی تركتها باهلًا، و هی مُبْهَلَة و مُبَاهِل للجمع «2». قال ابن بری: قال ابن خالویه البُهَّل واحدها بَاهِلٌ و بَاهِلَة و هی التی تكون مُهْمَلَة بغیر راع، یرید أَنها سَرَحَت للمَرْعی بغیر راع؛ قال: و شاهد أَبْهَل قول الشاعر: قد غاث رَبُّك هذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ، بعامِ خِصْبٍ، فعاش المالُ و النَّعَمُ و أَبْهَلُوا سَرْحَهُم من غیر تَوْدِیةٍ و لا دیار، و مات الفَقْر و العَدَم و قال آخر: قد رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّه، و عاد حُلْو العَیْشِ بَعْدَ مُرِّه، و أَبْهَلَ الحالِبُ بَعْدَ صَرِّه و ناقة بَاهِل: مُسَیَّبَة. و أَبْهَلَ الراعی إِبله إِذا تركها، و أَبْهَلَها: تركها من الحَلبِ. و البَاهِل: الإِبل التی لا صِرار علیها، و هی المُبْهَلَة. و قال أَبو عمرو فی البُهَّل مثله: واحدها بَاهِل. و أَبْهَلَ الوالی رعِیَّتَهُ و اسْتَبْهَلَهَا إِذا أَهملها؛ و منه قیل فی بنی شَیْبانَ: اسْتَبْهَلتها السواحلُ؛ قال النابغة فی ذلك: و شیْبان حیث اسْتَبْهَلَتْها السَّواحِلُ أَی أَهملها ملوكُ الحِیرة لأَنهم كانوا نازلین بِشَطِّ البحرِ. و فی التهذیب: علی ساحل الفُرات لا یَصِل إِلیهم السلطان یفعلون ما شاؤُوا، و قال الشاعر فی إِبل أُبْهِلَتْ: إِذا اسْتُبْهِلَتْ أَو فَضَّها العَبْدُ، حَلَّقَتْ بسَرْبك، یوْم الوِرْدِ، عَنْقاءُ مُغْرِب یقول إِذا أُبْهِلَتْ هذه الإِبل و لم تُصَرّ أَنْفَدت الجِیرانُ أَلبانها، فإِذا أَرادت الشُّرْب لم یكن فی أَخْلافها من اللبن ما تَشْتَری به ماء لشربها. و بَهِلَت الناقة تَبْهَلُ بَهَلًا: حُلَّ صِرارُها و تُرك وَلَدُها یَرْضَعها؛ و قول الفرزدق: غَدَت من هِلالٍ ذاتَ بَعْلٍ سَمِینَةً، و آبَتْ بثَدْی بَاهِلِ الزَّوْجِ أَیِّمِ یعنی بقوله بَاهِل الزَّوْجِ باهلَ الثَّدْی لا یحتاج إِلی صِرار، و هو مستعار من الناقة البَاهِل التی لا صِرار علیها، و إِذا لم یكن لها زَوْج لم یكن لها لبن؛ یقول: لما قُتِلَ زَوْجُها فبقیت أَیِّماً لیس لها ولد؛ قال ابن سیدة: التفسیر لابن الأَعرابی. قال أَبو عبید: حَدَّثنی بعض أَهل العلم أَن دُرَیْدَ بن الصِّمَّة أَراد أَن یُطَلِّق امرأَته فقالت: أَ تطلقنی و قد أَطْعَمْتُكَ مأْدُومی و أَتیتك بَاهِلًا غیر ذاتِ صِرار؟ قال: جَعَلَتْ هذا مثلًا لمالها و أَنها أَباحت له مالها، و كذلك الناقة لا
(2). قوله [و مُبَاهِل للجمع] كذا وقع فی الأَصل میم مباهل مضموماً و كذا فی القاموس و لیس فیه لفظ الجمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 72
عِرانَ علیها، و كذلك التی لا سِمَة علیها. و اسْتَبْهَلَ فلان الناقة إِذا احتلبها بلا صِرار؛ و قال ابن مقبل: فاسْتَبْهَلَ الحَرْب من حَرَّانَ مُطَّرِدٍ، حَتَّی یَظَلَّ، علی الكَفَّین، مَرْهُونا أَراد بالحرَّان الرمح، و البَاهِل المتردّد بلا عمل، و هو أَیضاً الراعی بلا عصا. و امرأَة بَاهِلَة: لا زوج لها. ابن الأَعرابی: البَاهِل الذی لا سلاح معه. و البَهْل: اللَّعْن. و فی حدیث ابن الصَّبْغاء قال: الذی بَهَلَهُ بُرَیْقٌ أَی الذی لَعَنه و دعا علیه رجل اسمه بُرَیْقٌ. و بَهَلَهُ اللهُ بَهْلًا: لَعَنه. و علیه بَهْلَة الله و بُهْلَتُه أَی لعْنَتُه. و‌فی حدیث أَبی بكر: من وَلِیَ من أُمور الناس شیئاً فلم یُعْطِهم كتاب الله فعلیه بَهْلَة الله‌أَی لَعْنة الله، و تضم باؤها و تفتح. و بَاهَلَ القومُ بعضُهم بعضاً و تَبَاهَلُوا و ابْتَهَلُوا: تَلاعنوا. و المُبَاهَلَة: المُلاعَنة. یقال: بَاهَلْتُ فلاناً أَی لاعنته، و معنی المُبَاهَلَة أَن یجتمع القوم إِذا اختلفوا فی شی‌ء فیقولوا: لَعْنَةُ الله علی الظالم منا. و‌فی حدیث ابن عباس: من شاء بَاهَلْته أَن الحَقَّ معی.و ابْتَهَلَ فی الدعاء إِذا اجْتَهَدَ. و مُبْتَهِلًا أَی مُجْتَهِداً فی الدعاء. و الابْتِهَال: التضرُّع. و الابْتِهَال: الاجتهاد فی الدعاء و إِخْلاصُه لله عز و جل. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَی الْكٰاذِبِینَ؛ أَی یُخْلِصْ و یجتهد كلٌّ منا فی الدعاء و اللَّعْنِ علی الكاذب منا. قال أَبو بكر: قال قوم المُبْتَهِل معناه فی كلام العرب المُسَبِّح الذاكر لله، و احتجوا بقول نابغة شیبان: أَقْطَعُ اللَّیل آهَةً و انْتِحاباً، و ابْتِهَالًا لله أَیَّ ابْتِهَال قال: و قال قوم المُبْتَهِل الداعی، و قیل فی قوله ثُمَّ نَبْتَهِلْ: ثم نَلْتَعِن؛ قال: و أَنشدنا ثعلب لابن الأَعرابی: لا یَتَأَرَّوْنَ فی المَضِیقِ، و إِنْ نادی مُنادٍ كیْ یَنْزِلُوا، نَزَلوا لا بُدَّ فی كَرَّةِ الفوارِسِ أَن یُتْرَكَ فی مَعْرَكٍ لهم بَطَل مُنْعَفِرُ الوجهِ فیه جائفةٌ، كما أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِل أَراد كما أَكَبَّ فی الصَّلاةِ مُسَبِّح. و‌فی حدیث الدعاء: و الابْتِهَالُ أَن تَمُدَّ یدیك جمیعاً، و أَصله التَضَرُّع و المبالغة فی السؤال. و البَهْل: المال القلیل، و فی المُحْكَم: و البَهْل من الماء القلیل؛ قال: و أَعْطاكَ بَهْلًا مِنْهُما فَرَضِیته، و ذو اللُّبِّ للبَهْلِ الحَقِیرِ عَیُوفُ و البَهْل: الشی‌ء الیسیر الحقیر؛ و أَنشد ابن بری: كَلْبٌ علی الزَّادِ یُبْدی البَهْلَ مَصْدَقُه، لَعْوٌ یُهادِیك فی شَدٍّ و تَبْسیل و امرأَة بِهِیلَة: لغة فی بَهِیرة. و بَهْلًا: كقولك مَهْلًا، و حكاه یعقوب فی البدل قال: قال أَبو عمرو بَهْلًا من قولك مَهْلًا و بَهْلًا إِتباع؛ و فی التهذیب: العَرَب تقول مَهْلًا و بَهْلًا؛ قال أَبو جُهَیْمة الذهلی: فقلت له: مَهْلًا و بَهْلًا فلم یُثِب بِقَوْل، و أَضْحی الغُسُّ مُحْتَمِلًا ضِغْنَا «1». و بَهْل: اسم للشدیدة «2» ككَحْل.
(1). قوله [الغس] هو بضم المعجمة: الضعیف اللئیم، و الفسل من الرجال. و أورده شارح القاموس بلفظ: النفس، بالنون و الفاء (2). قوله [اسم للشدیدة] أی للسنة الشدیدة
لسان العرب، ج‌11، ص: 73
و بَاهِلَة: اسم قبیلة من قَیْس عَیْلان، و هو فی الأَصل اسم امرأَة من هَمْدان، كانت تحت مَعْن بن أَعْصُرَ بن سعد بن قَیْسِ عَیْلان فنسب ولده إِلیها؛ و قولهم بَاهِلَة بن أَعْصُر، إِنما هو كقولهم تَمِیم بن مُرٍّ، فالتذكیر للحَیِّ و التأْنیث للقبیلة، سواء كان الاسم فی الأَصل لرجل أَو امرأَة. و مُبْهِل: اسم جبل لعبد الله بن غَطَفان؛ قال مُزَرِّد یَرُدُّ علی كعب بن زهیر: و أَنْتَ امرؤٌ من أَهْلِ قُدْسِ أُوَارَةٍ، أَحَلَّتْكَ عَبْدَ الله أَكْنافُ مُبْهِل و الأَبْهَل: حَمْل شجرة و هی العَرْعَر؛ و قیل: الأَبْهَل ثمر العَرْعَر؛ قال ابن سیدة: و لیس بعربیٍّ محض. الأَزهری: الأَبْهَل شجرة یقال لها الایرس، و لیس الأَبْهَل بعربیة محضة. و البُهْلُول من الرجال: الضَّحَّاك؛ و أَنشد ابن بری لطُفَیل الغَنَوی: و غارَةٍ كَحَرِیقِ النَّارِ زَعْزَعَها مِخْرَاقُ حرْبٍ، كصَدْرِ السَّیْفِ، بُهْلُولُ و البُهْلُول: العزیز الجامع لكل خیر؛ عن السیرافی. و البُهْلُول: الحَییُّ الكریم، و یقال: امرأَة بُهْلُول. الأَحمر: هو الضَّلال بن بُهْلُلَ غیر مصروف، بالباء كأَنه المُبْهَل المُهْمَل مثل ابن ثُهْلُل، معناه الباطل، و قیل: هو مأْخوذ من الإِبْهَال و هو الإِهْمال. غیره: یقال للذی لا یُعْرَف بُهْل بن بُهْلانَ؛ و لما قتل المنتشر بن وهب البَاهِلِی مُرَّة بن عاهان قالت نائحته: یا عَیْن جُودِی لمُرَّةَ بنِ عَاهَانا، لو كان قاتِلُه من غَیْر مَنْ كانا، لو كان قاتِلُه یوماً ذَوِی حَسَبٍ، لَكِنَّ قاتِلَهُ بُهْلُ بن بُهْلانا

بهدل؛ ج11، ص: 73

: البَهْدَلة: الخِفَّة. و البَهْدَلَة: طائر أَخضر، و جمعه بَهْدَل. و البَهْدَلَة: أَصل الثدی. و بَهْدَلَة: اسم رجل، و قیل: اسم رجل من تَمِیمٍ. و بَهْدَلَة: قبیلة؛ عن ثعلب و ابن الأَعرابی. و بَهْدَل الرجلُ إِذا عظُمت ثَنْدُوَته. و یقال للمرأَة: إِنها ذات بَهَادِل و بآدل، و هی لَحَمات بین العُنُق إِلی التَّرْقُوَة.

بهصل؛ ج11، ص: 73

: البَهْصَلَة و البُهْصُلَة من النساء: الشدیدةُ البیاض، و قیل هی القَصیرة؛ قال منظور الأَسدی: قَدِ انْتَثَمَتْ عَلَیَّ بقول سوءٍ بُهَیْصِلَةٌ، لها وَجْهٌ دَمِیمُ حَلیلَةُ فاحِشٍ وانٍ لئِیمٍ، مُزَوْزِكَةٌ لها حَسَبٌ لَئیمُ الانْتِثَام: الانفجار بالقول القبیح. انْتَثَمَتْ: انفجرت بالقبیح. و رجل بُهْصُل: أَبیض جَسِیم. و البُهْصُل: الصَّخَّابة الجَرِیئة. و البُهْصُل، بالضم: الجَسِیمُ، و الصادُ غیر معجمة. و بَهْصَلَهُ الدهرُ من ماله: أَخرجه، و كذلك بَهْصَلَ القومَ من أَموالهم. و حِمارٌ بُهْصُل: غلیظ. ابن الأَعرابی: إِذا جاء الرجل عُرْیاناً فهو البُهْصُل و الضَّیْكَل.

بهكل؛ ج11، ص: 73

: امرأَة بَهْكَلَة و بَهْكَنَة: غَضَّةٌ، و هی ذات شَباب بَهْكَنٍ أَی غَضٍّ، قال: و ربما قالوا بَهْكَل؛ قال الشاعر: و كَفَلٍ مِثْلِ الكَثِیبِ الأَهْیَل، رُعْبُوبَة ذات شَبَابٍ بَهْكَل

بول؛ ج11، ص: 73

: البَوْل: واحد الأَبْوَال، بَالَ الإِنسانُ و غیرُه یَبُولُ بَوْلًا؛ و استعاره بعض الشعراء فقال: بَالَ سُهَیْلٌ فی الفَضِیخِ فَفَسَد
لسان العرب، ج‌11، ص: 74
و الاسم البِیلَة كالجِلْسة و الرِّكْبة. و كَثْرَةُ الشَّرابِ مَبْوَلَة، بالفتح. و المِبْوَلَة، بالكسر: كُوزٌ یُبال فیه. و یقال: لنُبِیلَنَّ الخَیْلَ فی عَرَصاتكم؛ و قول الفرزدق: و إِنَّ الذی یَسْعَی لیُفْسِدَ زَوْجَتِی، كسَاعٍ إِلی أُسْدِ الشَّرَی یَسْتَبِیلُها أَی یأْخذ بَوْلَها فی یده؛ و أَنشد ابن بری لمالك بن نُوَیْرة الیربوعی و قال: أَنشده ثعلب: كأَنَّهُمُ، إِذ یَعْصِرون فُظُوظَها بِدَجْلة أَو فَیْض الأُبُلَّةِ، مَوْرِدُ إِذا ما اسْتَبَالُوا الخَیْلَ، كانت أَكُفُّهم وَقائِعَ للأَبْوَالِ، و الماءُ أَبْرَدُ یقول: كانت أَكُفُّهم وَقائع حین بالت فیها الخیل، و الوَقَائع نُقَرٌ، یقول: كأَنَّ ماء هذه الفُظُوظ من دَجْلة أَو فَیْضِ الفُرَات. و‌فی الحدیث: من نام حتی أَصبح بَالَ الشیطان فی أُذُنه؛ قیل: معناه سَخِر منه و ظَهَر علیه حتی نام عن طاعة الله كما قال الشاعر: بَالَ سُهَیْل فی الفَضِیخِ فَفَسَد أَی لما كان الفَضِیخ یَفْسُد بطلوع سُهَیْل كان ظُهورُه علیه مُفْسِداً له. و‌فی حدیث آخر عن الحسن مرسلًا أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: فإِذا نام شَغَر الشیطانُ برجْله فبَالَ فی أُذنه.و‌فی حدیث ابن مسعود: كفی بالرجل شرًّا أَن یَبُولَ الشیطانُ فی أُذنیه، قال: و كل هذا علی سبیل المجاز و التمثیل. و‌فی الحدیث: أَنه خرج یرید حاجة فاتَّبعه بعض أصحابه فقال: تَنَحَّ فإِن كل بَائِلَةٍ تُفیخُ‌أَی من یبول یخرج منه الریح، و أَنَّثَ البائلة ذهاباً إِلی النفس. و‌فی حدیث عمر و رأَی أَسْلَمَ یحمل متاعه علی بعیر من إِبل الصدقة قال: فَهَلَّا ناقةً شَصُوصاً أَو ابنَ لَبُون بَوَّالًا؟وصفه بالبول تحقیراً لشأْنه و أَنه لیس عنده ظَهْرٌ یُرْغَب فیه لقُوَّة حَمْله و لا ضَرْعٌ فیُحْلَبَ و إِنما هو بَوَّال. و أَخَذَهُ بُوَال، بالضم، إِذا جَعَلَ البولُ یعتریه كثیراً. ابن سیدة: البُوَال داء یكثر منه البَوْل. و رجل بُوَلَة: كثیر البَوْل، یطَّرد علی هذا باب. و إِنَّه لحَسن البِیلَة: من البَوْل. و البَوْلُ: الولَد. ابن الأَعرابی عن المفضل قال: الرجل یَبُولُ بَوْلًا شَرِیفاً فاخِراً إِذا وُلِدَ له وَلدٌ یشبهه. و البَالُ: الحال و الشأْن؛ قال الشاعر: فبِتْنا عَلی ما خَیَّلَتْ ناعِمَیْ بال و‌فی الحدیث: كل أَمر ذی بَالٍ لا یُبْدأُ فیه بحمد الله فهو أَبتر؛ البَالُ: الحال و الشأْن. و أَمر ذو بَالٍ أَی شریفٌ یُحْتَفل له و یُهْتَمُّ به. و البَالُ فی غیر هذا: القَلْبُ، و منه‌حدیث الأَحنف: نُعِیَ له فلان الحَنْظَلی فما أَلْقَی له بَالًا‌أَی ما استمع إِلیه و لا جعل قلبه نحوه. و البَال: الخاطر. و البَال: المَرُّ الذی یُعْتَمَل به فی أَرض الزرع. و البَالُ: سَمَكة غلیظة تُدْعَی جَمَل البحرِ، و فی التهذیب: سَمَكة عظیمة فی البحر، قال: و لیست بعربیة. الجوهری: البَالُ الحُوت العظیم من حیتان البحر، و لیس بعربی. و البَال: رَخَاء العَیْش «1»، یقال: فلان فی بالٍ رَخِیٍّ و لَبَب رَخِیٍّ أَی فی سَعَة و خِصْبٍ و أَمْنٍ، و إِنه لَرَخِیُّ البَالِ و ناعم البَالِ.
(1). كتب هنا بهامش الأَصل: فی نسخة رخاء النفس
لسان العرب، ج‌11، ص: 75
یقال: ما بَالُك؟ و البالُ: الأَمَل. یقال: فلان كاسِفُ البَال، و كُسُوف بَاله: أَن یضیق علیه أَمله. و هو رَخِیُّ البَال إِذا لم یشتد علیه الأَمر و لم یَكْتَرِثْ. و قوله عز و جل: سَیَهْدِیهِمْ وَ یُصْلِحُ بٰالَهُمْ، أَی حالهم فی الدنیا. و فی المحكم: أَی یُصْلح أَمر معاشهم فی الدنیا مع ما یجازیهم به فی الآخرة؛ قال ابن سیدة: و إِنما قَضَیْنا علی هذه الأَلف بالواو لأَنها عَیْن مع كثرة [ب و ل] و قلة [ب ی ل]. و البالُ: القَلْبُ. و من أَسْماء النفس البَالُ. و البَالُ: بال النفس و هو الاكتراث، و منه اشتق بَالَیْت، و لم یَخْطُر ببالی ذلك الأَمر أَی لم یَكْرِثْنی. و یقال: ما یَخْطِرُ فلان بِبَالِی. و قولهم: لیس هذا من بَالِی أَی مما أُبالیه، و المصدر البَالَةُ. و من كلام الحسن: لم یُبَالِهم اللهُ بَالَةً. و یقال: لم أُبَالِ و لم أُبَلْ، علی القصر؛ و قول زهیر: لقد بَالَیْتُ مَظْعَنَ أُمِّ أَوْفَی، و لكنْ أُمُّ أَوْفَی لا تُبَالی بَالَیْتُ: كَرِهت، و لا تُبَالِی: لا تَكْرَه. و‌فی الحدیث: أَخْرَجَ من صُلْب آدم ذُرِّیّة فقال: هؤلاء فی الجنة و لا أُبَالِی، ثم أَخرج ذُرِّیّة فقال: هؤلاء فی النار و لا أُبَالِی‌أَی لا أَكره. و هما یَتَبَالِیَان أَی یَتَبارَیان؛ قال الجعدی: و تَبَالَیَا فی الشَّدِّ أَیَّ تَبَالِی و قول الشاعر: ما لی أَراك قائماً تُبَالِی، و أَنْتَ قدْ مُتَّ من الهُزالِ؟ قال: تُبَالِی تَنْظُر أَیُّهم أَحْسَنُ بالًا و أَنت هالك. یقال: المُبَالاة فی الخیر و الشر، و تكون المُبَالاة الصَّبْرَ. و ذكر الجوهری: ما أُبَالِیه بَالَةً فی المعتل؛ قال ابن بری: و البَال المُبالاة؛ قال ابن أَحمر: أَ غَدْواً واعَدَ الحَیُّ الزِّیالا، و سَوْقاً لم یُبَالُوا العَیْنَ بَالا؟ و البَالَة: القارُورة و الجِرَاب، و قیل: وِعاء الطِّیب، فارسی مُعرَّب أَصله پاله. التهذیب: البَالُ جمع بَالَة و هی الجِرَاب الضَّخْم؛ قال الجوهری: أَصله بالفارسیة پیله؛ قال أَبو ذؤَیب: كأَنَّ علیها بَالَةً لَطَمِیَّةً، لها من خِلال الدَّأْیَتَینِ أَرِیجُ و قال أَیضاً: فأُقْسِمُ ما إِنْ بَالَةٌ لَطَمِیّةٌ یَفُوحُ بباب الفَارِسِیِّینَ بابُها أَراد باب هذه اللَّطِیمة قال: و قیل هی بالفارسیة پیله التی فیها المِسْك فأَلف بَالَة علی هذا یاء. و قال أَبو سعید: البَالَة الرائحة و الشَّمَّة، و هو من قولهم بلوته إِذا شممته و اختبرته، و إِنما كان أَصلها بَلَوَة و لكنه قَدَّم الواو قبل اللام فَصَیَّرها أَلفاً، كقولك قاعَ و قَعَا؛ أَ لا تری أَن ذا الرمة یقول: بأَصْفَرَ وَرْد آل، حتَّی كأَنَّما یَسُوفُ به البالی عُصارَةَ خَرْدَل أَ لا تراه جَعَلَه یَبْلُوه؟ و البالُ: جمع بَالَةٍ و هی عَصاً فیها زُجٌّ تكون مع صَیّادی أَهل البصرة، یقولون: قد أَمكنك الصیدُ فأَلْقِ البَالَة. و‌فی حدیث المغیرة: أَنه كره ضرب البَالَة؛ هی بالتخفیف، حَدیدة یصاد بها السمك، یقال للصیاد: ارْمِ بها فما خرج فهو لی بكذا، و إِنما كرهه لأَنه غرر و مجهول.
لسان العرب، ج‌11، ص: 76
و بَوْلان: حیٌّ من طَیِّ‌ءٍ. و‌فی الحدیث: كان للحسن و الحسین، علیهما السلام، قَطِیفَة بَوْلانِیَّة؛ قال ابن الأَثیر: هی منسوبة إِلی بَوْلان اسم موضع كان یَسْرِق فیه الأَعْرابُ متاعَ الحاجِّ، قال: و بَوْلان أَیْضاً فی أَنساب العرب.

بیل؛ ج11، ص: 76

: بِیل: نَهْر، و الله أَعلم.

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج11، ص: 76

تأل؛ ج11، ص: 76

: ابن الأَعرابی: التُّؤلة، بالضم و الهمز، الداهیة. قال الفراء: یقال جاء فلان بالدُّؤَلة و التُّؤَلة، و هما الدواهی. و قال اللیث: التَّأَلانُ الذی كأَنه یَنْهض برأْسه إِذا مَشی یُحَرِّكه إِلی فَوْقُ؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف فاضح و إِنما هو النَّأَلان، بالنون، و ذكره اللیث فی أَبواب التاء فلزم التنبیه علی صوابه لئلا یَغْتَرَّ به من لا یعرفه، و قد أَوضحناه أَیضاً فی موضعه.

تبل؛ ج11، ص: 76

: التَّبْل: العَدَاوة، و الجمع تُبُول، و قد تَبَلَنِی یَتْبُلُنِی. و التَّبْل: الحِقْد. و التَّبْل: عداوة یُطْلَب بها. یقال: قد تَبَلَنِی فلان و لی عنده تَبْل، و الجمع التُّبُول. الجوهری: یقال تَبَلَهم الدهر و أَتْبَلَهم أَی أَفناهم، و تَبَلَهم الدهر تَبْلًا رَماهم بِصُروفه، و دَهْرٌ تَبْل من تَبَلَه. و تَبَلَت المرأَة فؤَادَ الرجل تَبْلًا: كأَنما أَصابته بتَبل؛ قال أَیوب بن عَبَایة: أَ جَدَّ بأُمِّ البَنِینَ الرَّحِیل، فقَلْبُكَ صَبٌّ إِلیها تَبِیل و التَّبْل: أَن یُسْقِم الهوی الإِنسان، رجل مَتْبُولٌ؛ قال الأَعشی: أَ أَنْ رَأْت رَجُلًا أَعْشَی أَضَرَّ به رَیْبُ المَنُون، و دهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ و یروی: … و دَهْرٌ خابِل تَبِلٌ أَی مُسْقِم. و فی الصحاح: أَی یَذْهب بالأَهل و الولد. و أَصل التَّبْل التِّرَة و الذَّحْلُ، یقال: تَبْلی عند فلان. و یقال: أُصیب بتَبْل و قد أَتْبَلَه إِتْبَالًا؛ و فی قصید كعب بن زهیر: بانَتْ سُعادُ فَقَلْبی الیومَ مَتْبُول أَی مُصاب بتَبْل، و هو الذَّحْل و العَدَاوة. یقال: قَلْب مَتْبُول إِذا غَلَبَه الحُبُّ و هَیَّمه. و تَبَلَه الحُبُّ یَتْبُلُه و أَتْبُلُهُ: أَسقمه و أَفسده، و قیل: تَبَلَه تَبْلًا ذهب بعقله. و التَّابَل و التَّابِل: الفِحَا. و تَوْبَلْت القِدْر و تَبَلْتها و تَبَّلْتها: فَحَّیتُها، و كان بعضهم یهمز التَّابِل فیقول التأْبل، و كذلك كان یقول تَأْبَلْت القِدْر. قال ابن جنی: و هو مما همز من الأَلِفات التی لا حَظَّ لها فی الهمز. و تَوابِلُ القِدْر: أَفْحَاؤها، واحدها تَوْبَل، و قیل للواحد تَابَل. قال ابن بری: تَوْبَلْت القِدْر جعلت فیها التوابل، بُنِی الفعل من لفظ التَّوَابِل بزیادته كما بُنِی تَمنْطَق من لفظ المَنْطقة بزیادتها. و تُبَل: اسم واد؛ قال لبید: كُلَّ یَوْمٍ مَنَعُوا جامِلهم، و مُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَل و تَبَالَة: موضع. و فی المثل: أَهْوَن من تَبَالةَ علی الحَجّاج، و كان عبد الملك وَلّاه إِیاها، فلما أَتاها استحقرها فلم یدخلها؛ قال لبید: فالضَّیْفُ و الجارُ الجَنیبُ، كأَنَّما هَبَطا تَبَالة مُخْصِباً أَهْضامُها و تَبَالَة: اسم بلد بعینه؛ و منه المثل السائر: ما حَلَلْتَ
لسان العرب، ج‌11، ص: 77
تَبَالَة لتَحْرِمَ الأَضْیافَ، و هو بلد مُخْصِبٌ مَرِیعٌ. الجوهری: تَبَالة بلد بالیمن خَصْبة، بفتح التاء و تخفیف الباء، ورد ذكرها فی الحدیث.

تتل؛ ج11، ص: 77

: ابن بری قال: التُّتْلَة القُنْفُذة.

تربل؛ ج11، ص: 77

: تِرْبِل و تَرْبَل: موضع.

تعل؛ ج11، ص: 77

: ابن الأَعرابی: التَّعَل حَرَارة الحَلْق الهائجةُ، تفرَّد به الأَزهری.

تفل؛ ج11، ص: 77

: تَفَل یَتْفُلُ و یَتْفِلُ تَفْلًا: بَصَق؛ قال الشاعر: مَتی یَحْسُ منه مائحُ القومِ یَتْفُلُ و منه تَفْل الرّاقی. و التُّفْل و التُّفَال: البُصاق و الزَّبَد و نحوُهما. و التَّفْل بالفم لا یكون إِلا و معه شی‌ء من الریق، فإِذا كان نفخاً بلا ریق فهو النَّفْث. الجوهری: التَّفْل شبیه بالبَزْق و هو أَقل منه، أَوَّله البَزْق ثم التَّفْل ثم النَّفْث ثم النَّفْخ. و‌فی الحدیث: فتَفَل فیه، هو من ذلك. و تَفِل الشی‌ءُ تَفَلًا: تغَیَّرت رائحته. و التَّفَل: ترك الطِّیب. رجل تَفِل أَی غیر مُتَطَیِّب بَیِّن التَّفَل، و امرأَة تَفِلة و مِتْفَال؛ الأَخیرة علی النسب. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال لِتَخْرُجِ النِّساءُ إِلی المساجد تَفِلات‌أَی تارِكات للطِّیب؛ قال أَبو عبید: التَّفِلَة التی لیست بمتطیبة و هی المنتنة الریح؛ قال إمرؤ القیس: إِذا ما الضَّجِیعُ ابْتَزَّها من ثِیابها، تَمِیل علیه هَوْنَةً غیرَ مِتْفال و أَتْفَلَه غیره؛ قال الراجز: یا ابنَ التی تَصَیَّدُ الوِبَارا، و تُتْفِلُ العَنْبَرَ و الصُّوَارا و‌فی الحدیث: قیل یا رسول الله مَنِ الحاجُّ؟ قال: الشَّعِثُ التَّفِل؛ التَّفِل: الذی ترك استعمال الطِّیب من التَّفَل و هی الریح الكریهة. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: قُمْ عن الشمس فإِنها تُتْفِل الریحَ.و التَّتْفُل و التُّتْفُل و التِّتْفَل و التَّتْفَل و التِّتْفِل: الثَّعْلبُ، و قیل جرْوُه، و التاء زائدة، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء؛ و بیت إمرئ القیس: له أَیْطَلا ظَبْیٍ و ساقَا نَعامةٍ، و إِرْخاءُ سِرْحانٍ و تقریبُ تَتْفُل قال: لم یُرْوَ إِلَّا هكذا كتَنْضُب؛ قال أَبو منصور: و سمعت غیر واحد من الأَعراب یقولون تُفَّل علی فُعَّل؛ قال و أَنشده أَی بیت إمرئ القیس: و عَارَةُ سِرْحانٍ و تقْریب تُفَّل ابن شمیل: ما أَصاب فلان من فلان إِلا تِفْلًا طَفِیفاً أَی قلیلًا. و التَّتْفُل: نبات أَخضر فیه خطبْة و هو آخر ما یَجِفُّ، و قیل: هو شَجَر؛ قال كراع: لیس فی الكلام اسم توالت فیه تاءَان غیره.

تلل؛ ج11، ص: 77

: تَلَّه یَتُلُّه تَلًّا، فهو مَتْلُول و تَلِیل: صَرَعه، و قیل: أَلقاه علی عُنقه و خَدِّه، و الأَول أَعلی، و به فسر قوله تعالی: فَلَمّٰا أَسْلَمٰا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِینِ؛ معنی تَلَّهُ صَرَعه كما تقول كَبَّه لوجهه. و التَّلِیلُ و المَتْلُول: الصَّرِیع؛ و‌قال قتادة: تَلَّهُ لِلْجَبِینِ كَبَّه لفیه و أَخذَ الشَّفْرة.و تُلَّ إِذا صُرِع؛ قال الكمیت: و تَلَّهُ للجَبین مُنْعَفِراً، منه مَناطُ الوَتِینِ مُنْقَضِبُ و‌فی حدیث أَبی الدرداء: و ترَكوك لمَتَلّك‌أَی لمَصْرَعك من قوله تعالی: وَ تَلَّهُ لِلْجَبِینِ. و‌فی الحدیث
لسان العرب، ج‌11، ص: 78
الآخر: فجاء بناقة كوْماء فتَلَّها‌أَی أَناخَها و أَبْرَكها. و المُتَلَّل: الصَّرِیع و هو المُشَغْزَب. و قول الأَعرابیة: ما له تُلَّ و غُلَّ؛ هكذا رواه أَبو عبید، و رواه یعقوب: أٌلَّ و غُلَّ، و قد تقدمت الحكایة فی أُهْتِرَ. و قوم تَلَّی: صَرْعی؛ قال أَبو كبیر: و أَخُو الإِنابة إِذ رأَی خُلَّانَهُ، تَلَّی شِفَاعاً حَوْله كالإِذْخِر أَراد أَنهم صُرِعُوا شَفْعاً، و ذلك أَنَّ الإِذْخِر لا ینبت متفرقاً و لا تكاد تراه إِلا شَفْعاً. و تَلَّ هو یَتُلُّ و یَتِلُّ: تَصَرَّع و سقَط. و المِتَلُّ: ما تَلَّه به. و المِتَلُّ: الشدید. و رُمْحٌ مِتَلٌّ: یُتَلُّ به أَی یُصْرع به، و قیل: قویّ منتصب غلیظ؛ قال لبید: رابط الجَأْشِ علی فَرْجهم، أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلُّ المِتَلُّ: الذی یُتَلُّ به أَی یُصْرَع به؛ و قال ابن الأَعرابی: مِتَلٌّ شدید أَی و معی رُمْح مِتَلٌّ، و الجَوْن: فَرَسه. و قال شمر: أَراد بالجَوْن جَمَله، و المَرْبوع جَرِیرٌ ضُفِرَ علی أَربع قُوًی؛ و قال ابن القطاع فی معنی البیت أَی أَعْطِفه بعِنَانٍ شدید من أَربع قُوًی؛ و قیل: برمح مربوع لا طویل و لا قصیر. و رجل تُلاتِلٌ: قصیر. و رُمْحٌ مِتَلٌّ: غلیظ شدید، و هو العُرُدُّ أَیضاً؛ و كل شی‌ءٍ أَلقیته إِلی الأَرض مما له جُثَّة، فقد تَلَلْته. و تَلَّ یَتُلُّ وَ یَتِلُّ إِذا صَبَّ. و تَلَّ یَتُلُّ [یَتِلُّ إِذا سقط. و التَّلَّة: الصَّبَّة. و التَّلَّة: الضَّجْعة و الكَسَل. و‌قول سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: نُصِرْت بالرُّعْب و أُوتیت جوامع الكلم، و بَیْنَا أَنا نائم أُتِیت بمفاتیح خزائن الأَرض فتُلَّت فی یدی؛ قال ابن الأَثیر فی تفسیره: أُلقیت فی یدی، و قیل: التَّلُّ الصَّبُّ فاستعاره للإِلقاء. و قال ابن الأَعرابی: صُبَّت فی یدی، و المعنیان متقاربان. قال أَبو منصور: و تأْویل قوله أُتِیت بمفاتیح خزائن الأَرض فتُلَّت فی یدی؛ هو ما فتحه الله جل ثناؤه لأُمته بعد وفاته من خزائن ملوك الفُرْس و ملوك الشام و ما استولی علیه المسلمون من البلاد، حقق الله رؤیاه التی رآها بعد وفاته من لَدُن خلافة عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، إِلی یومنا هذا؛ هذا قول أبی منصور، رحمه الله، و الذی نقول نحن فی یومنا هذا: إِنا نرغب إِلی الله عز و جل و نتضرع إِلیه فی نصرة ملته و إِعْزاز أُمته و إِظهار شریعته، و أَن یُبْقِی لهم هِبَة تأْویل هذا المنام، و أَن یعید علیهم بقوّته ما عدا علیه الكفار للإِسلام بمحمد و آله، علیهم الصلاة و السلام. و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بشراب فشرب منه و عن یمینه غلام و عن یساره المشایخ، فقال: أَ تأْذن لی أَن أُعطی هؤُلاء؟ فقال: و الله لا أُوثر بنصیبی منك أَحداً فَتَلَّه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی یده‌أَی أَلقاه. و التَّلُّ من التراب: معروف واحد التِّلال، و لم یفسر ابن درید التَّلّ من التراب. و التَّلُّ من الرَّمل: كَوْمَة منه، و كلاهما من التَّلِّ الذی هو إِلقاء كل جُثَّة، قال ابن سیدة: و الجمع أَتْلال؛ قال ابن أَحمر: و الفُوفُ تَنْسُجُه [تَنْسِجُه الدَّبُورُ، و أَتْلالٌ مُلَمَّعَة القَرَا شُقْرُ و التَّلُّ: الرابیة، و قیل: التَّلُّ الرابیة من التراب مكبوساً لیس خِلْقَةً؛ قال أَبو منصور: هذا غلط، التِّلال عند العرب الروابی المخلوقة. ابن شمیل:
لسان العرب، ج‌11، ص: 79
التَّلُّ من صغار الآكام، و التَّلُّ طوله فی السماء مثل البیت و عَرْض ظَهْره نحو عشرة أَذرع، و هو أَصغر من الأَكَمة و أَقل حجارة من الأَكَمة، و لا یُنْبِت التَّلُّ حُرّاً، و حجارة التَّلِّ غاصٌّ بعضُها ببعض مثل حجارة الأَكَمة سواءً. و التَّلِیل: العُنُق؛ قال لبید: تَتَّقِینی بِتَلیلٍ ذی خُصَل أَی بعُنُق ذی خُصَل من الشعر، و الجمع أَتِلَّة و تُلُل و تَلائِل. و المِتَلُّ: الشدید من الناس و الإِبل. و رجل مِتَلٌّ إِذا كان غلیظاً شدیداً. و رجل مِتَلٌّ: منتصب فی الصلاة؛ و أَنشد: رِجالٌ یَتُلُّون الصَّلاةَ قِیام قال أَبو منصور: هذا خطأٌ و إِنما هو: رجال یُتَلُّون الصلاةَ قیام من تَلَّی یُتَلِّی إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ؛ قال شمر: تَلَّی فلان صلاتَه المكتوبة بالتطوّع أَی أَتْبَع؛ قال البُعَیْث: علی ظَهْرِ عادِیٍّ كأَنَّ أُرُومَه رِجالٌ، یُتَلُّون الصَّلاة، قِیامُ و قوله أَنشده سیبویه: طَوِیل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلًا أَشَقّ رَحیب الجَوفِ مُعْتَدِلُ الجرم عَنی ما انتصب منه. و قولهم: هو بِتِلَّة سُوءٍ إِنما هو كقولهم بِبِیئة سُوء أَی بحالة سُوءٍ. و ثَلَطَه بِتِلَّة سُوءٍ أَی رماه بأَمر قبیح؛ عن ثعلب. و بات بِتِلَّة سُوءٍ أَی بحالة سوء. و التَّلُّ: صَبُّ الحَبْل فی البئر عند الاستقاء؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَومانِ: یَوْمُ نِعْمَةٍ و ظِلِّ، و یَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِّ و تَلَّ جَبِینُه یَتِلُّ تَلًّا: رَشَح بالعَرَق، قال: و كذلك الحوض؛ عن اللحیانی. قال أَبو الحسن: یقال إِن جبینه لیَتِلُّ أَشد التَّلِّ، و حكی: ما هذه التِّلَّة بفیك أَی البِلَّة؟ و سئل عن ذلك أَبو السَّمَیْدَع فقال: التَّلَل و البَلَل و التِّلَّة و البِلَّة شی‌ء واحد؛ قال أَبو منصور: و هذا عندی من قولهم تَلَّ أَی صَبَّ، و منه قیل للمِشْرَبة التَّلْتَلَة لأَنه یُصَبُّ ما فیها فی الحَلْق. و التَّلْتَلة: مِشْرَبة من قِشْرِ الطَّلْعة یُشْرب فیه النبیذ، و فی الصحاح: تُتَّخذ من قِیقَاءة الطَّلْع. و التَّلْتَلَة: التحریك و الإِقْلاق. التهذیب فی ترجمة ترر: التَّرْتَرة أَن تُحَرِّك و تُزَعْزِع، قال: و هی التَّرْتَرة و التَّلْتَلة و المَزْمَزة؛ قال ذو الرمة یصف جملًا: بَعِیدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ، یُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاری تَلاتِلُه و تَلْتَلَهُ أَی زَعْزَعه و أَقْلَقه و زَلْزَله. و‌فی حدیث ابن مسعود: أُتِیَ بشارب فقال تَلْتِلُوه؛ هو أَن یُحَرَّك و یُسْتَنْكَه لیُعْلَم أَ شرب أَم لا، و هو فی الأَصل السَّوْق بعُنْف. و تَلْتَلَ الرجلُ: عَنُف بسَوْقه. و التَّلْتَلَة: الشِّدَّة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و إِن تَشَكَّی الأَیْنَ و التَّلاتِلا أَبو تراب: البَلابِل و التَّلاتِلُ الشدائد مثل الزلازل؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 80
و منه قول الراعی: و اخْتَلَّ ذو المال و المُثْرُونَ قد بَقِیَتْ، علی التَّلاتِل من أَموالهم، عُقَدُ و التَّلَّة و التَّلْتَلَة: من وصْف الإِبل. و تَلَّهُ فی یدیه: دفعه إِلیه سَلَماً، و رجل ضَالٌّ تَالٌّ آلٌّ، و قد ضَلِلْت و تَلِلْت ضَلالة و تَلالة، و جاء بالضَّلالة و التَّلالة و الأَلالة، و هو الضَّلال بن التَّلال؛ قال الجوهری: و كل ذلك إِتباع. و قولهم: ذهب یُتَالُّ أَی یطلب لفرسه فَحْلًا و هو یُفاعِل؛ و أَنشد ابن بری فی حواشیه هذا البیت و لم یُفْصِح عما استشهد به علیه، قال: و قال النضری: لقد غَنِینا تَلَّةً من عَیْشِنا بحَنَاتمٍ مملوءةٍ و زِقَاق و تَلَّی و تِلَّی: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ لا تَرَی ما حَلَّ دُونَ المَقْرَب، من نَعْفِ تَلَّی، فدِبابِ الأَخْشَب؟ و تَلْتَلَة بَهْراء: كَسْرُهم تاء تِفْعلون یقولون تِعْلَمون و تِشْهَدون و نحوه، و الله أَعلم.

تمل؛ ج11، ص: 80

: التُّمَیْلَة: دُویبَّة بالحجاز علی قدر الهِرَّة، و الجمع تِمْلانٌ، و فی التهذیب: الجمع التُّمَیْلات. ابن الأَعرابی: هو التُّفَّة و التُّمَیلَة لعَناق الأَرض، و یقال لذَكرها الفُنْجُل. و قال ابن الأَعرابی: التُّمْلُول القُنَّابَرَی، بتشدید النون. ابن سیدة: و التُّمْلُول البَرْغَشْت، أَعجمی، و هو الغُمْلول و القُنَّابری بالنبطیة. و التَّامُول: نَبْت كالقَرْع، و قیل: التَّامُول نبت طیِّب الریح ینبت نبات اللُّوبیاء، طَعْمُه طَعم القَرَنْفُل یُمْضَغ فیُطَیِّب النَّكْهة، و هو ببلاد العرب من أَرض عُمَان كثیر.

تمأل؛ ج11، ص: 80

: المُتْمَئِلُّ: الطویل المنتصب. و قد اتْمَهَلَّ سَنَامُ البعیر و اتْمَأَلَّ إِذا استوی و انتصب، فهو مُتْمَئِلٌّ و مُتْمَهِلٌّ. و اتمَأَلَّ الشی‌ء أَی طال و اشتدَّ.

تمهل؛ ج11، ص: 80

: أَبو زید: المُتْمَهِلُّ المعتدل. و قد اتْمَهَلَّ سَنامُ البعیر و اتْمَأَلَّ إِذا استوی و انتصب، فهو مُتْمَئِلٌّ و مُتْمَهِلٌّ. الجوهری: اتْمَهَلَّ الشی‌ء اتْمِهْلالًا أَی طال، و یقال اعتدل، و كذلك اتْمَأَلَّ و اتْمَأَرَّ أَی طال و اشتَدَّ.

تنبل؛ ج11، ص: 80

: ابن سیدة: التِّنْبال و التِّنْبَل و التِّنْبَالَة الرَّجُل القَصِیر، رباعیٌّ علی مذهب سیبویه لأَن التاء لا تزاد أَوَّلًا إِلا بثَبَت، و كذلك النون لا تزاد ثانیة إِلا بذلك، و عند ثعلب ثلاثی، و ذهب إِلی زیادة التاء، و یَشْتَقُّه من النَّبَل الذی هو الصغر، و رواه أَبو تراب فی باب الباء و التاء من الاعتقاب، و ذكره الأَزهری فی الثلاثی، و جَمْعه التَّنَابِیل؛ و أَنشد شمر لكعب بن زهیر: یَمْشُون مَشْیَ الجِمال الزُّهْرِ یَعْصِمُهُم ضَرْبٌ، إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِیل أَی القِصَار. و التُّنْبُول: كالتِّنْبَال. و تَنْبَل: اسم موضع؛ قال الأَخطل: عَفَا واسِطٌ من آل رَضْوَی فتَنْبَلُ، فمُجْتَمَعُ الحُرَّیْن فالصَّبرُ أَجْمَلُ «2».

تنتل؛ ج11، ص: 80

: التهذیب فی الرباعی: إِذا مَذِرَت البَیْضة فهی التَّنْتَلة. و قال ابن الأَعرابی: تَنتَل الرجلُ إِذا تَقَذَّر بعد تنظیف، و تَنْتَل إِذا تَحامَق بعد تَعاقُل.
(2). قوله [عفا واسط إلخ] أورده یاقوت فی المعجم: بلفظ نبتل، بالنون أوله ثم الموحدة
لسان العرب، ج‌11، ص: 81‌

تنطل؛ ج11، ص: 81

: التهذیب فی الرباعی: التنطل «1» القُطْن؛ قال: و مَسَحْتُ أَسْفَل بطنِها كالتَّنْطُل

تول؛ ج11، ص: 81

: التُّوَلَة: الداهیة، و قیل: هی بالهمز، یقال: جاءنا بتُولاته و دُولاته و هی الدواهی. ابن الأَعرابی: إِن فلاناً لذو تُولات إِذا كان ذا لُطْف و تَأَتٍّ حتی كأَنه یَسْحَر صاحبه. و یقال: تُلْتُ به أَی دُهِیتُ و مُنِیت؛ قال الراجز: تُلْتُ بساقٍ صادق المَرِیسِ و‌فی حدیث بدر: قال أَبو جهل إِن الله قد أَراد بقریش التُّوَلة؛ هی بضم التاء و فتح الواو الداهیة، قال: و قد تهمز. و التُّوَلة و التِّوَلة: ضَرْب من الخَرَز یوضع للسِّحْر فتُحَبَّب بها المرأَةُ إِلی زوجها، و قیل: هی مَعَاذَة تُعَلَّق علی الإِنسان، قال الخلیل: التِّوَلة و التُّولة، بكسر التاء و ضمها، شبیهة بالسِّحر. و حكی ابن بری عن القزاز: التُّوَلة و التِّوَلة السِّحْر. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: التِّوَلَة و التَّمَائم و الرُّقَی من الشِّرْك؛ و قال أَبو عبید: أَراد بالتَّمائم و الرُّقَی ما كان بغیر لسان العربیة مما لا یُدْرَی ما هو، فأَما الذی یُحَبِّب المرأَةَ إِلی زوجها فهو من السِّحْر. و التِّوَلة، بكسر التاء: هو الذی یُحَبِّب المرأَة إِلی زوجها، و فی المحكم: التِّوَلَة الذی یُحَبِّب بین الرجل و المرأَة، صِفَةٌ، و مثله فی الكلام شی‌ء طِیَبَة؛ قال ابن الأَثیر: التِّوَلة، بكسر التاء و فتح الواو، ما یُحَبِّب المرأَة إِلی زوجها من السِّحْر و غیره، جعله ابن مسعود من الشِّرْك لاعتقادهم أَن ذلك یؤثر و یفعل خلاف ما یُقَدِّرُه الله تعالی. ابن الأَعرابی: تَالَ یَتُولُ إِذا عالج التِّوَلة و هی السِّحْر. أَبو صاعد: تَوِیلةٌ من الناس أَی جماعة جاءت من بُیُوت و صِبْیان و مال، و قال غیره: التَّالُ صِغارُ النَّخْل و فَسِیله، الواحدة تَالَةٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: أَفْتِنا فی دابة تَرْعی الشَّجر و تشرب الماء فی كَرِش لم تُثْغَر، قال: تلك عندنا الفَطِیمُ و التَّوْلَة و الجَذَعة؛ قال الخطابی: هكذا روی، قال: و إِنما هو التِّلْوة، یقال للجَدْیِ إِذا فُطِم و تَبِعَ أُمَّه تِلْوٌ، و الأُنثی تِلْوَة، و الأُمهات حینئذ المَتَالی، فتكون الكلمة من باب تلا لا تول، و الله أَعلم.

فصل الثاء المثلثة؛ ج11، ص: 81

ثأل؛ ج11، ص: 81

: الثُّؤْلُول: واحد الثَّآلِیل. المحكم: الثُّؤْلُول خُرَاجٌ، و قد ثُؤْلِلَ الرجلُ و قد تَثَأْلَلَ جسدُه بالثَّآلِیل. و‌فی الحدیث فی صفة خاتم النبوّة: كأَنه ثَآلِیل؛ الثآلِیل: جمع ثُؤْلُول و هو الحَبَّة تظهر فی الجِلد كالحِمَّصة فما دونها. و الثُّؤْلُول: حَلَمَة الثدی؛ عن كراع فی المنجد، و الله أَعلم.

ثبل؛ ج11، ص: 81

: الأَزهری: أَهمله اللیث. ابن الأَعرابی: الثُّبْلة البَقِیَّة و البُثْلة الشُّهْرة، قال: و هما حرفان عربیان جُعِلت الثُّبْلة بمنزل الثُّمْلة.

ثتل؛ ج11، ص: 81

: الثَّیْتَل: الوَعِل عامّةً، و قیل: هو المُسِنُّ منها، و قیل: هو ذَكَرُ الأَرْوَی، و أَنشد ابن بری لسُرَاقة البارقی: عَمْداً جَعَلْت ابنَ الزبیر لذَنْبه، یَعْدُو وراءَهمُ كعَدْوِ الثَّیْتَل و‌فی حدیث النخعی: فی الثَّیْتَل بَقَرةٌ؛ هو الذكر المُسِنُّ من الوُعُول و هو التیس الجبلی یعنی إِذا صاده
(1). قوله [التنطل] كذا وقع فی الأَصل غیر مضبوط مع ضبطه فی الشاهد كما تری، و مقتضی ذكره فی الرباعی أصالة التاء و النون فیه، و قد استدركه شارح القاموس و لم یتعرض لوزنه
لسان العرب، ج‌11، ص: 82
المُحْرِم وجب علیه بقرةٌ فِداءً. ابن شمیل: الثَّیَاتِل تكون صِغارَ القُرون، و الثَّیْتَل أَیضاً جِنْس من بَقَر الوحش ینزل الجبالَ. قال أَبو خیرة: الثَّیْتَل من الوعول لا یَبْرَح الجَبَلَ و لقَرْنَیْه شُعَبٌ؛ قال: و الوُعُولُ علی حِدَةٍ، الوُعول كُدْرُ الأَلوان فی أَسافلها بیاض، و الثَّیَاتِل مثلها فی أَلوانها و إِنما فرق بینهما القرون، الوَعِل قرناه طویلان عدا قَراه «1» حتی یُجاوِزَ صَلَوَیْه یَلتقیان من حول ذَنَبه من أَعلاه؛ و أَنشد شمر لأُمیة بن أَبی الصلت: و التَّمَاسِیحُ و الثَّیَاتِلُ و الإِیْیَلُ شَتَّی، و الرِّیمُ و الیَعْفُورُ ابن السكیت: أَنشد ابن الأَعرابی لِخَداش: فإِنی امْرُؤٌ من بنی عامِرٍ، و إِنَّكِ دَاریَّة ثَیْتَل ابن سیدة: و ثَیْتَل اسم جبل، و فی الصحاح: الثَّیْتَل اسم جبل. أَبو عمرو: الثَّیْتَل الضَّخْم من الرجال الذی تَظُن أَن فیه خیراً و لیس فیه خیر، و رواه الأَصمعی تنتل. ابن سیدة: و الثَّیْتَل ضَرْبٌ من الطِّیب زَعَموا، و الله أَعلم.

ثجل؛ ج11، ص: 82

: الثَّجَل: عِظَمُ البَطْن و استرخاؤه، و قیل: هو خروج الخاصرتین، ثَجِل ثَجَلًا و هو أَثْجَلَ. و المُثَجَّلُ: كالأَثْجَل؛ قال: لا هِجْرَعاً رَخْواً و لا مُثَجَّلا و‌فی حدیث أُم عبد فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لم تُزْرِ به ثُجْلة‌أَی ضِخَمُ بَطْن، و یروی بالنون و الحاء، أَی نُحُول و دِقَّة. الجوهری: الثُّجْلة، بالضم، عِظَم البطن و سَعَتُه. رجل أَثْجَل بَیِّن الثَّجَل و امرأَة ثَجْلاء و جُلَّة ثَجْلاء عظیمة؛ قال: باتُوا یُعَشُّون القُطَیْعاءَ ضَیْفَهُم، و عِنْدهم البَرْنِیُّ فی جُلَلٍ ثُجْل و مَزَادة ثَجْلاء: عظیمة واسعة؛ قال أَبو النجم: تَمْشی من الرِّدَّةِ مَشْیَ الحُفَّل، مَشْیَ الرَّوَابا بالمَزَادِ الأَثْجَل و قد روی بالنون، یراد به الواسع. و الأَثْجَل: القطعة الضَّخْمة من اللیل؛ قال العجّاج: و أَقْطَعُ الأَثْجَلَ بَعْدَ الأَثْجَل و شی‌ء مُثَجَّل أَی ضَخْم. و قولهم: طَعَنَ فلانٌ فلاناً الأَثْجَلَینِ «2» أَی رماه بداهیة من الكلام.

ثرطل؛ ج11، ص: 82

: الثَّرْطَلة: الاسترخاء. و مَرَّ مُثَرْطِلًا إِذا مَرَّ یسْحب ثیابه.

ثرعل؛ ج11، ص: 82

: الثُّرْعُلة: الریش المجتمع علی عنق الدیك.

ثرغل؛ ج11، ص: 82

: الثُّرْغُول: نَبْت.

ثرمل؛ ج11، ص: 82

: ثَرْمَل القومُ من الطعام و الشراب ما شاؤوا أَی أَكلوا. و الثَّرْمَلَة: سوء الأَكل و أَن لا یبالی الإِنسان كیف كان أَكْلُه و یُرَی الطعامُ یتناثر علی لحیته و فمه و یلطخ یدیه. و ثَرْمَل الطعامَ: لم یُحْسِن صناعته و لم یُنْضِجْه صانعُه و لم یَنْفُضه من الرماد حین یَمُلُّه، قال: و یُعْتَذر إِلی الضیف فیقال قد ثَرْمَلْنا لك العَمل أَی لم نَتَنَوَّق فیه و لم نُطَیِّبه لك لمكان العَجَلة. و ثَرْمَل اللحمَ: لم یُنْضِجْه. و ثَرْمَلَ
(1). قوله: عدا قراه، هكذا فی الأَصل، و لعلها علی قراه أی علی ظهره (2). قوله [الأَثجلین] قال المیدانی: یروی بالتثنیة، و الصواب الجمع كالأَقورین للدواهی و العرب تجمع أَسماء الدواهی علی هذا الوجه للتأكید و التهویل و التعظیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 83
الرجلُ إِذا لم یُنْضِجْ طعامه تعجیلًا للقِرَی. و ثَرْمَل عمله: لم یَتَنَوَّق فیه. و ثَرْمَل: سَلَح كذَرْمَل؛ قال الراجز: و إِن حَطَأْت كتِفَیْه ثَرْمَلا، و خَرَّ یَكْبُو خَرَعاً و هَوْذَلا هَوْذَل قَذَف ببوله. و ثَرْمَلَ و ذَرْمَل: سَلَح. و الثُّرْمُل: دابّة؛ عن ثعلب و لم یُحَلِّها. و الثُّرْمُلَة، بالضم: من أَسماء الثعالب، الأَصمعی: الأُنثی من الثعالب ثُرْمُلَة، بالضم. و الثُّرْمُلَة: الفَرْق الذی وَسَطَ ظاهر الشَّفَة العُلْیا. و الثُّرْمُلَة: البَقِیَّة من التَّمْر و غیره. و بَقِیَتْ ثُرْمُلَة فی الإِناء أَی بَقِیّة من بُرٍّ أَو شعیر أَو تمر. و ثُرْمُلَة: اسم رجل؛ قال: ذَهَبَ لَمّا أَن رآها ثُرْمُلَه، و قال: یا قَوْمِ رأَیتُ مُنْكَرَه

ثعل؛ ج11، ص: 83

: الثُّعْل: السِّنُّ الزائدة خَلْفَ الأَسنان. و الثُّعْل و الثَّعَل و الثُّعْلُول، كُلُّهُ: زیادةُ سِنٍّ أَو دخولُ سِنٍّ تحت أُخری فی اختلاف من المَنْبِت یركب بعضُها بعضاً. و قیل: نَبَات سِنٍّ فی أَصل سِنٍّ؛ و أَنشد ابن بری لراجز: إِذا أَتَتْ جارتها تَسْتَفْلی، تَفْتَرُّ عن مُخْتَلِفات ثُعْلِ شَتَّی، و أَنْفٍ مثل أَنفِ العِجلِ و أَنشد لآخر: و تَضْحَكُ عن غُرٍّ عِذَابٍ نَقِیّة، رِقَاقِ الثَّنَایا، لا قِصَارٍ و لا ثُعْل و ثَعِلَتْ سِنُّه ثَعَلًا، و هو أَثْعَلَ، و تلك السِّنُّ الزائدة یقال لها الرَّاوول، و امرأَة ثَعْلاء، و قد ثَعِلَ ثَعَلًا، و فی أَسنانه ثَعَلٌ: و هو تَرَاكُبُ بعضها علی بعض؛ قال: لا حَوَلٌ فی عَیْنِه و لا قَبَل، و لا شَغاً فی فَمِه و لا ثَعَل، فهو نَقِیٌّ كالحُسَامِ قد صُقِل و لِثَةٌ ثَعْلاء: خَرَجَ بعضُها علی بعض فانتشرت و تراكبت؛ و قوله: فَطارَتْ بالجُدُودِ بَنُو نِزَارٍ، فَسُدْناهُمْ و أَثْعَلَتِ المِضَارُ معناه كَثُرت فصارت واحدة علی واحدة مثل السِّنِّ المتراكبة، و المِضَار: جمع مَضَر. و یقال: أَخْبَثُ الذِّئاب الأَثْعَل و فی أَسنانه شَخَصٌ و هو اختلاف النِّبْتة. و أَثْعَل الضیِّفانُ: كَثُروا، و هو من ذلك. و أَثْعَلَ الأَمرُ: عَظُم، و كذلك الجیش، قال القُلاخُ بن حَزْن: و أَدْنَی فُرُوعاً للسَّماءِ أَعَالِیا، و أَمْنَعُه حَوْضاً، إِذا الوِرْدُ أَثْعَلا أَخو الحَرْب لَبّاساً إِلیها جِلالَها، و لیس بوَلَّاجِ الخَوالِف أَعْقَلا و كَتِیبَةٌ ثَعُولٌ: كثیرة الحَشْو و التُّبَّاع. و الثَّعْل و الثُّعْل و الثَّعَل: زیادة فی أَطْبَاء الناقة و البقرة و الشاة، و قیل: زیادة طُبْیٍ علی سائر الأَطْبَاء، و قیل: خِلْف زائد صغیر فی أَخْلاف الناقة و ضَرْع الشاة. و شاة ثَعُول: تُحْلَب من ثلاثة أَمكنة و أَربعة للزیادة التی فی الطُّبْی، و قیل: هی التی لها حَلَمة زائدة، و قیل: هی التی فوق خِلْفِها خِلْف
لسان العرب، ج‌11، ص: 84
صغیر و اسم ذلك الخِلْف الثُّعْل. و یقال: ما أَبْیَنَ ثُعْلَ هذه الشاة، و الجمع ثُعُول؛ قال ابن هَمّام السَّلُولی یهجو العلماء: و ذَمُّوا لنا الدُّنیا، و هم یَرْضِعُونَها أَفَاوِیقَ، حتی ما یَدِرُّ لها ثُعْل و إِنما ذكر الثُّعْل للمبالغة فی الارتضاع، و الثُّعْل لا یَدِرُّ. و‌فی حدیث موسی و شعیب: لیس فیها ضَبُوب و لا ثَعُول؛ الثَّعُول: الشاة التی لها زیادة حَلَمة، و هی الثعل، و هو عَیْب، و الضَّبُوب: الضَّیِّقة مخرج اللبن. و الأَثْعَلُ: السَّیِّد الضَّخْم له فُضُول معروف علی المثل. و ثُعَالَة و ثُعَل، كلتاهما: الأُنثی من الثعالب، و یقال لجمع الثَّعلب ثَعالب و ثَعَالی، بالباء و الیاء؛ و قوله: لها أَشَارِیرُ من لَحْمٍ تُتَمِّره من الثَّعَالی، و وَخْزٌ من أَرَانِیها أَراد من الثعالب و من أَرانبها؛ قال ابن جنی: یحتمل عندی أَن یكون الثَّعَالی جمع ثُعَالة و هو الثَّعْلب، و أَراد أَن یقول الثعائل فقلب اضطراراً، و قیل: أَراد الثعالب و الأَرانب فلم یمكنه أَن یَقِف الباء فأَبدل منها حرفاً یمكنه أَن یَقِفَه فی موضع الجر و هو الیاء، و لیس ذلك أَنه حذف من الكلمة شیئاً ثم عوّض منها الیاء، و هذا أَقیس لقوله أَرانیها، و لأَن ثُعَالة اسم جنس و جمع أَسماء الأَجناس ضعیف. و أَرض مَثْعَلَة، بالفتح: كثیرة الثعالب، كما قالوا مَعْقَرة للأَرض الكثیرة العقارب. و الثَّعْلَب: الذكَر، و الأُنثی ثعلبة. و یقال لكل ثعلب إِذا كان ذكَراً ثُعَالَةُ كما تری بغیر صرف، و لا یقال للأُنثی ثُعَالة، و یقال للأَسد أُسَامَةُ بغیر صرف و لا یقال للأُنثی أُسَامة. و الثُّعْلُول: الرجل الغضبان؛ و أَنشد: و لیس بثُعْلُولٍ، إِذا سِیلَ و اجْتُدی، و لا بَرِماً، یَوْماً، إِذا الضَّیْف أَوْهَما و یقال. أَثْعَل القومُ علینا إِذا خالفوا. الأَصمعی: وِرْدٌ مُثْعِل إِذا ازدحم بعضُه علی بعض من كثرته. و ثُعَالَة: الكَلأُ الیابِسُ، مَعْرفة. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا حتی یقوم أَبو لُبَابة یَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَده بإِزَاره؛ المِرْبَد: موضع یُجَفَّف فیه التمر، و ثَعْلَبُه ثَقْبُه الذی یسیل منه ماء المطر. و بَنو ثُعَل: بطن و لیس بمعدول إِذ لو كان معدولًا لم یصرف؛ و فی الصحاح: و ثُعَلٌ أَبو حَیّ من طَیِّ‌ءٍ و هو ثُعَلُ بن عمرو أَخو نَبْهان؛ و هم الذین عَنَاهم إمرؤ القیس بقوله: رُبَّ رَامٍ من بنی ثُعَلٍ، مُخْرِجٍ كَفَّیْه من سُتُرِه و ثُعْل: موضع بِنَجْد.

ثفل؛ ج11، ص: 84

: ثُفْل كلِّ شی‌ء و ثَافِلُه: ما استقرَّ تحته من كَدَره. اللیث: الثُّفْل ما رَسَب خُثَارته و عَلا صَفْوُه من الأَشیاءِ كلها، و ثُفْلُ الدواء و نحوِه. و الثُّفْل: ما سَفَل من كلِّ شی‌ء. و الثَافِل: الرَّجِیع، و قیل: هو كنایة عنه. و الثُّفْل: الحَبُّ. و وجدت بنی فلان مُتَثَافِلِینَ أَی یأْكلون الحَبَّ و ذلك أَشدُّ ما یكون من الشَّظَف؛ و فی الصحاح: و ذلك إِذا لم یكن لهم لَبَن. قال أَبو منصور: و أَهل البَدْوِ إِذا أَصابوا من اللبن ما یكفیهم لقُوتهم فهم مُخْصِبون، لا یختارون علیه غِذاء من تمر أَو زبیب أَو حَبٍّ، فإِذا أَعْوَزَهم اللبنُ و أَصابوا من الحب و التمر ما یَتَبَلَّغون به فهم مُثَافِلُون، و یسمُّون كل ما یؤكل
لسان العرب، ج‌11، ص: 85
من لحم أَو خبز أَو تمر ثُفْلًا. و یقال: بَنُو فلان مُثَافِلُون، و ذلك أَشَدُّ ما یكون حالُ البدوی. أَبو عبید و غیره: الثِّفال، بالكسر، الجِلْد الذی یُبْسط تحت رَحَی الید لِیَقی الطَّحِین من التراب، و فی الصحاح: جِلْدٌ یبسط فتوضع فوقه الرَّحَی فیُطْحَن بالید لیسقط علیه الدقیق؛ و منه قول زهیر یصف الحرب: فتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَی بِثِفَالِها، و تَلْقَحْ كِشَافاً ثم تُنْتَجْ فتُتْئِمِ قال: و ربما سمی الحَجَر الأَسفل بذلك. و‌فی حدیث علی: و تَدُقُّهم الفِتَن دَقَّ الرَّحَی بثِفَالها، هو من ذلك، و المعنی أَنها تَدُقُّهم دَقَّ الرَّحَی للحَبِّ إِذا كانت مُثَفَّلَة و لا تُثَفَّل إِلَّا عند الطَّحن. و‌فی حدیثه الآخر: اسْتَحارَ مَدَارُها و اضطرب ثِفَالها.و‌فی حدیث غزوة الحدیبیة: من كان معه ثُفْل فَلْیَصْطَنِع؛ أَراد بالثُّفْل الدقیقَ و السویق و نحوهما، و الاصطناع: اتخاذ الصَّنِیع، أَراد فلیَطْبُخ و لیختبز؛ و منه‌كلام الشافعی، رضی الله عنه، قال: و بیَّن فی سنَّته، صلی الله علیه و سلم، أَن زكاة الفطر من الثُّفْل مما یَقْتات الرجلُ، و مما فیه الزكاة، و إِنما سُمِّی ثُفْلًا لأَنه من الأَقوات التی یكون لها ثُفْل بخلاف المائعات؛ و منه‌الحدیث: أَنه كان یحب الثُّفْل؛ قیل: هو الثرید؛ و أَنشد: یحلف بالله، و إِن لم یُسْأَل: ما ذاق ثُفْلًا منذُ عام أَول ابن سیدة: الثُّفْل و الثِّفَال ما وقیت به الرحی من الأَرض، و قد ثَفَّلَها، فإِن وُقیَ الثِّفَالُ من الأَرض بشی‌ء آخر فذلك الوِفَاض، و قد وَفَّضها. و بعیر ثَفَال: بَطِی‌ء، بالفتح. و‌فی حذیفة: أَنه ذكر فتنة فقال: تكون فیها مثل الجَمَل الثَّفَال و إِذا أُكْرِهْت فتباطأْ عنها؛ الثَّفَال: البطی‌ء الثقیل الذی لا یَنْبعث إِلَّا كَرْهاً، أَی لا تتحرك فیها؛ قال ابن بری: و كذلك الثَّافِل؛ قال مدرك: جَرُورُ القِیَادِ ثَافِلٌ لا یَرُوعُه صِیَاحُ المُنَادِی، و احْتِثاثُ المُرَاهِن و‌فی حدیث جابر: كنت علی جمل ثَفَال.و الثَّفْلُ: نَثْرُك الشی‌ء كله بمرَّة. و الثِّفَالَة: الإِبریق. و‌فی حدیث ابن عمر رضی الله عنه: أَنه أَكل الدَّجْر و هو اللُّوبِیاء ثم غَسَل یدیه بالثِّفَالة، و هو فی التهذیب الثِّفال، قال ابن الأَعرابی: الثِّفال الإِبریق؛ و ذكره ابن الأَثیر فی النهایة بالكسر و الفتح: الثِّفال الإِبریق. أَبو تراب عن بعض بنی سلیم: فی الغِرَارة ثُفْلة من تمر و ثُمْلة من تمر أَی بَقِیَّةٌ منه.

ثقل؛ ج11، ص: 85

: الثِّقَل: نقیض الخِفَّة. و الثِّقَل: مصدر الثَّقِیل، تقول: ثَقُلَ الشی‌ءُ ثِقَلًا و ثَقَالَة، فهو ثَقِیل، و الجمع ثِقالٌ. و الثِّقَل: رجحان الثَّقِیل. و الثِّقْل: الحِمْل الثَّقِیل، و الجمع أَثْقَال مثل حِمْل و أَحمال. و قوله تعالی: وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقٰالَهٰا؛ أَثْقَالُها: كنوزُها و مَوْتَاها؛ قال الفراء: لَفَظَتْ ما فیها من ذهب أَو فضة أَو میت، و قیل: معناه أَخرجت موتاها، قالوا: أَثْقَالُها أَجسادُ بنی آدم، و قیل: معناه ما فیها من كنوز الذهب و الفضة، قال: و خروج الموتی بعد ذلك، و من أَشراط الساعة أَن تَقِی‌ءَ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدها و هی الكنوز؛ و قول الخَنْساء: أَ بَعْدَ ابنِ عَمْرو من آل الشّریدِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقَالَهَا؟
لسان العرب، ج‌11، ص: 86
إِنما أَرادت حَلَّت به الأَرض موتاها أَی زَیَّنَتْهم بهذا الرجل الشریف الذی لا مِثْل له من الحِلْیة. و كانت العرب تقول: الفارس الجَواد ثِقْل علی الأَرض، فإِذا قتل أَو مات سقط به عنها ثِقْل، و أَنشد بیت الخنساء، أَی لما كان شجاعاً سقط بموته عنها ثِقْل. و الثِّقْل: الذَّنْب، و الجمع كالجمع. و فی التنزیل: وَ لَیَحْمِلُنَّ أَثْقٰالَهُمْ وَ أَثْقٰالًا مَعَ أَثْقٰالِهِمْ؛ و هو مثل ذلك یعنی أَوزارهم و أَوزار من أَضلوا و هی الآثام. و قوله تعالی: وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلیٰ حِمْلِهٰا لٰا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ‌ءٌ وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبیٰ؛ یقول: إِن دَعَت نفس داعیةٌ أَثْقَلَتها ذُنُوبُها إِلی حِمْلها أَی إِلی ذنوبها لیحمل عنها شیئاً من الذنوب لم تجد ذلك، و إِن كان المدعوُّ ذا قُرْبی منها. و قوله عز و جل: ثَقُلَتْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛ قیل: المعنی ثَقُلَ عِلْمُها علی أَهل السموات و الأَرض؛ و قال أَبو علی: ثَقُلَتْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ خَفِیَتْ، و الشی‌ءُ إِذا خَفِی علیك ثَقُل. و التثقیل: ضد التخفیف، و قد أَثْقَلَهُ الحِمْل. و ثَقَّلَ الشی‌ءَ: جعله ثقیلًا، و أَثْقَلَه: حمَّله ثَقِیلًا. و فی التنزیل العزیز: فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ*. و اسْتَثْقَلَه: رآه ثَقِیلًا. و أَثْقَلَت المرأَةُ، فهی مُثْقِل: ثَقُل حَمْلها فی بطنها، و فی المحكم: ثَقُلَت و استبان حَمْلها. و فی التنزیل العزیز: فَلَمّٰا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّٰهَ رَبَّهُمٰا؛ أَی صارت ذاتَ ثِقْل كما تقول أَتْمَرْنا أَی صرنا ذوی تَمْر. و امرأَة مُثْقِل، بغیر هاء: ثَقُلَت من حَمْلها. و قوله عز و جل: إِنّٰا سَنُلْقِی عَلَیْكَ قَوْلًا ثَقِیلًا؛ یعنی الوحی الذی أَنزله الله علیه، صلی الله علیه و سلم، جَعَله ثَقِیلًا من جهة عِظَم قدره و جَلالة خَطَره، و أَنه لیس بسَفْساف الكلام الذی یُسْتَخَفُّ به، فكل شی‌ء نفیس و عِلْقٍ خَطیرٍ فهو ثَقَل و ثَقِیل و ثَاقِل، و لیس معنی قوله قَوْلًا ثَقِیلًا بمعنی الثَّقیل الذی یستثقله الناس فیتَبرَّمون به؛ و جاء فی التفسیر: أَنه ثِقَلُ العمل به لأَن الحرام و الحلال و الصلاة و الصیام و جمیع ما أَمر الله به أَن یُعْمَل لا یؤدیه أَحد إِلا بتكلف یَثْقُل؛ ابن سیدة: قیل معنی الثَّقیل ما یفترض علیه فیه من العمل لأَنه ثَقِیل، و قیل: إِنما كنی به عن رَصانة القول و جَوْدته؛ قال الزجاج: یجوز علی مذهب أَهل اللغة أَن یكون معناه أَنه قول له وزن فی صحته و بیانه و نفعه، كما یقال: هذا الكلام رَصین، و هذا قول له وزن إِذا كنت تستجیده و تعلم أَنه قد وقع موقع الحكمة و البیان؛ و قوله: لا خَیْرَ فیه غیر أَن لا یَهْتَدِی، و أَنه ذو صَوْلةٍ فی المِذْوَدِ، و أَنه غَیْرُ ثَقیل فی الیَدِ إِنما یرید أَنك إِذا بَلِلْتَ به لم یَصِرْ فی یَدِك منه خیر فیَثْقُلَ فی یَدِك. و مِثْقَال الشی‌ء: ما آذَنَ وزْنَه فثَقُل ثِقَلَه. و فی التنزیل العزیز: یا بُنی إِنها إِن تك مِثْقالُ حَبَّة من خَرْدل، برفع مِثْقال مع علامة التأْنیث فی تك، لأَن مِثْقال حبة راجع إِلی معنی الحبة فكأَنه قال إِن تك حَبَّةٌ من خردل. التهذیب: المِثْقَال وَزْن معلوم قَدْرُه، و یجوز نصبُ المثقال و رفعُه، فمن رَفَعه رفعه ب تَكُ و من نصب جعل فی تك اسماً مضمراً مجهولًا مثل الهاء فی قوله عز و جل: إِنَّهٰا إِنْ تَكُ، قال: و جاز تأْنیث تَكُ و المِثْقَال ذَكَرٌ لأَنه مضاف إِلی الحبة، و المعنی للحبة فذهب التأْنیث إِلیها كما قال الأَعشی: كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَناة من الدَّم و یقال: أَعطه ثِقْله أَی وَزْنَه. ابن الأَثیر: و‌فی
لسان العرب، ج‌11، ص: 87
الحدیث لا یَدْخُل النارَ مَنْ فی قلبه مِثْقالُ ذَرَّة من إِیمان؛ المِثْقال فی الأَصل: مقدار من الوزن أَیَّ شی‌ءٍ كان من قلیل أَو كثیر، فمعنی مِثْقال ذرَّة وزن ذرّة، و الناس یطلقونه فی العرف علی الدینار خاصة و لیس كذلك؛ قال محمد بن المكرم: قول ابن الأَثیر الناس یطلقونه فی العرف علی الدینار خاصة قول فیه تجوُّز، فإِنه إِن كان عَنَی شخص الدینار فالشخص منه قد یكون مِثْقَالًا و أَكثر و أَقل، و إِن كان عَنی المِثْقَالَ الوَزْنَ المعلوم، فالناس یطلقون ذلك علی الذهب و علی العنبر و علی المسك و علی الجوهر و علی أَشیاء كثیرة قد صار وزنها بالمثاقیل معهوداً كالتِّریاق و الرَّاوَنْد و غیر ذلك. و زِنة المِثْقَالِ هذا المُتعامَلِ به الآن: دِرْهَمٌ واحد و ثلاثة أَسباع درهم علی التحریر، یُوزَن به ما اختیر وَزْنه به، و هو بالنسبة إِلی رِطْل مصر الذی یوزن به عُشْرُ عُشْرِ رطل. و قال ابن سیدة فی معنی قوله إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللّٰهُ، قال: المعنی أَن فَعْلة الإِنسان، و إِن صَغُرت، فهی فی علم الله تعالی یأْتی بها. و المِثْقال: واحد مَثَاقِیل الذهب. قال الأَصمعی: دینار ثَاقِل إِذا كان لا ینقص، و دنانیر ثَوَاقِل؛ و مِثْقَال الشی‌ء: مِیزانُه من مثله. و قولهم: أَلْقی علیه مَثَاقِیله أَی مؤنته و ثِقْله؛ حكاه أَبو نصر؛ قلت: و كذلك قول أَبی نصر واحد مَثَاقِیل الذهب كان الأَولی أَن یقول واحد مثاقیل الذهب و غیره، و إِلا فلا وجه للتخصیص. و المُثَقَّلة: رُخامة یُثَقَّل بها البساط. و امرأَة ثَقَال: مِكْفال، و ثَقَال: رَزان ذات مآكِمَ و كَفَلٍ علی التفرقة، فرقوا بین ما یُحْمل و بین ما ثَقُل فی مجلسه فلم یَخِفَّ، و كذلك الرجل، و یقال: فیه ثِقَل، و هو ثَاقِل؛ قال كثیِّر عزة: و فیك، ابْنَ لَیْلی، عِزَّةٌ و بَسالة، و غَرْبٌ و مَوْزونٌ من الحِلْمِ ثاقِل و قد یكون هذا علی النسب أَی ذو ثِقَل. و بَعِیرٌ ثَقَالٌ؛ بَطِی‌ءٌ؛ و به فسر أَبو حنیفة قول لبید: فبات السَّیْلُ یَحْفِرُ جانبیه، من البَقَّار، كالعَمِد الثَّقَال «3» و ثَقَلَ الشی‌ءَ یَثْقُلُه بیده ثَقْلًا: رَازَ ثِقَلَه. و ثَقَلْت الشاةَ أَیضاً أَثْقُلُها ثَقْلًا: رَزَنْتها، و ذلك إذا رَفَعْتها لتنظر ما ثِقَلُها من خفَّتها. و تَثَاقَلَ عنه: ثَقُل. و فی التنزیل العزیز اثّٰاقَلْتُمْ إِلَی الْأَرْضِ؛ و عَدَّاه بإِلی لأَن فیه معنی مِلْتُم. و حكی النضر بن شمیل: ثَقَلَ إِلی الأَرض أَخْلدَ إِلیها و اطْمَأَنَّ فیها، فإِذا صح ذلك تَعَدَّی اثَّاقَلْتم فی قوله عز و جل اثّٰاقَلْتُمْ إِلَی الْأَرْضِ بإِلی، بغیر تأْویل یخرجه عن بابه. و تَثَاقَلَ القومُ: اسْتُنْهِضوا لنَجْدة فلم یَنْهَضوا إِلیها. و التَّثَاقُل: التَّباطُؤُ من التَّحامُل فی الوطء، یقال: لأَطَأَنَّه وَطْءَ المُتَثَاقِل. و الثَّقَل، بالتحریك: المَتاع و الحَشَمُ، و الجمع أَثْقَال؛ و فی التهذیب: الثَّقَل متاعُ المسافر و حَشَمُه؛ و أَنشد ابن بری: لا ضَفَفٌ یَشْغَلُه و لا ثَقَل و‌فی حدیث ابن عباس: بعثنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی الثَّقَل من جَمْعٍ بِلَیْل.و‌فی حدیث السائب بن زید: حُجَّ به فی ثَقَل رسول الله، صلی الله علیه و سلم.و ثَقِلَة القوم، بكسر القاف: أَثقالُهم. و ارتحل القوم بثَقَلَتهم و ثَقْلَتهم و ثِقْلَتهم و ثِقَلَتهم أَی
(3). قوله [یحفر] الذی فی الصحاح: یركب بدل یحفر
لسان العرب، ج‌11، ص: 88
بأَمتعتهم و بأَثقالهم كلها. الكسائی: الثَّقِلَة أَثقال القوم، بكسر القاف و فتح الثاء، و قد یخفف فیقال الثَّقْلة. و الثَّقْلة أَیضاً: ما وَجَد الرجلُ فی جوفه من ثِقَل الطعام. و وَجَد فی جسده ثَقَلَة أَی ثِقَلًا و فُتُوراً. و ثَقُلَ الرجل ثِقَلًا فهو ثَقِیل و ثَاقِل: اشتدَّ مَرَضُه. یقال: أَصبح فلان ثاقِلًا أَی أَثقله المَرَض؛ قال لبید: رأَیت التُّقَی و الحَمْدَ خَیْرَ تِجارةٍ رَباحاً، إِذا ما المَرْءُ أَصْبَح ثَاقِلًا أَی ثَقِیلًا من المَرَض قد أَدْنَفَه و أَشْرَف علی الموت، و یروی … ناقلًا أَی منقولًا من الدنیا إِلی الأُخری؛ و قد أَثْقَلَه المرض و النوم. و الثَّقْلَة: نَعْسة غالبة. و المُثْقَل: الذی قد أَثقله المرضُ. و المُستَثْقَل: الثَّقِیل من الناس. و المُسْتَثْقَل: الذی أَثقله النوم و هی الثَّقْلة. و ثَقُل العَرْفَج و الثُّمام و الضَّعَةُ: أَدْبی و تَرَوَّتْ عِیدانُه. و ثَقُلَ سَمْعُه: ذهب بعضُه، فإِن لم یبق منه شی‌ءٌ قیل وُقِر. و الثَّقَلانِ: الجِنُّ و الإِنْسُ. و فی التنزیل العزیز: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثَّقَلٰانِ؛ و قال لكم لأَن الثَّقَلین و إِن كان بلفظ التثنیة فمعناه الجمع؛ و قول ذی الرمة: و مَیَّةُ أَحسنُ الثَّقَلین وَجْهاً و سالفةً، و أَحْسَنُه قَذَالا فمن رواه أَحسنه بإِفراد الضمیر فإِنه أَفرده مع قدرته علی جمعه لأَن هذا موضع یَكْثُر فیه الواحد، كقولك مَیَّة أَحسن إِنسان وجهاً و أَجمله، و مثله قولهم: هو أَحسن الفِتْیان و أَجمله لأَن هذا موضع یكثر فیه الواحد كما قلنا، فكأَنك قلت هو أَحسن فَتًی فی الناس و أَجمله، و لو لا ذلك لقلت و أَجملهم حَمْلًا علی الفِتْیان. التهذیب: و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال فی آخر عمره: إِنی تارك فیكم الثَّقَلین: كتاب الله و عتْرَتی، فجعلهما كتاب الله عز و جل و عِتْرَته، و قد تقدم ذكر العِتْرة. و قال ثعلب: سُمِّیا ثَقَلَین لأَن الأَخذ بهما ثَقِیل و العمل بهما ثَقِیل، قال: و أَصل الثَّقَل أَن العرب تقول لكل شی‌ءٍ نَفیس خَطِیر مَصون ثَقَل، فسمَّاهما ثَقَلین إِعظاماً لقدرهما و تفخیماً لشأْنهما، و أَصله فی بَیْضِ النَّعام المَصُون؛ و قال ثعلبة بن صُعَیر المازِنی یذكر الظَّلیم و النَّعامة: فَتَذَكَّرا ثَقَلًا رَثِیداً، بَعْدَ ما أَلْقَتْ ذُكاءٌ یَمینَها فی كافِر و یقال للسَّیِّد العَزیز ثَقَلٌ من هذا، و سَمَّی الله تعالی الجن و الإِنس الثَّقَلَین، سُمِّیا ثَقَلَین لتفضیل الله تعالی إِیاهما علی سائر الحیوان المخلوق فی الأَرض بالتمییز و العقل الذی خُصَّا به؛ قال ابن الأَنباری: قیل للجن و الإِنس الثَّقَلان لأَنهما كالثَّقَل للأَرض و علیها. و الثَّقَل بمعنی الثِّقْل، و جمعه أَثقال، و مجراهما مجری قول العرب مَثَل و مِثْل و شَبَه و شِبْه و نَجَس و نِجْس. و‌فی حدیث سؤال القبر: یسمعها مَنْ بَیْنَ المشرق و المغرب إِلا الثَّقَلین؛ الثَّقَلانِ: الإِنسُ و الجنُّ لأَنهما قُطَّان الأَرض.

ثكل؛ ج11، ص: 88

: الثُّكْل: الموت و الهلاك. و الثُّكْل و الثَّكَل، بالتحریك: فِقْدان [فُقْدان الحبیب و أَكثر ما یستعمل فی فُقْدان المرأَة زَوْجَها، و فی المحكم: أَكثر ما یستعمل فی فُقْدان الرجل و المرأَة وَلدَهما، و فی الصحاح: فِقْدان [فُقْدان المرأَة ولدَها. و الثَّكُول: التی ثَكِلَتْ
لسان العرب، ج‌11، ص: 89
وَلَدَها، و قد ثَكِلَتْه أُمُّه ثُكْلًا و ثَكَلًا، و هی ثَكُولٌ و ثَكْلَی و ثَاكِلٌ. و حكی اللحیانی: لا تَفْعَلْ ذلك، ثَكِلَتْك الثَّكول قال ابن سیدة: أَراه یعنی بذلك الأُمَّ. و الثَّكُولُ: المرأَة الفاقد، و الرجل ثَاكِلٌ و ثَكْلان. و أَثْكَلَت المرأَةُ ولدَها و هی مُثْكَلة بولدها و هی مُثْكِل، بغیر هاء، من نسوة مَثَاكِیل؛ قال ذو الرمة: و مُسْتَشْحَجاتٍ لِلفِرَاقِ، كأَنَّها مَثَاكِیلُ من صُیَّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ كأَنه جمع مِثْكال؛ و قول الأَخطل: كلَمْعِ أَیْدِی مَثاكِیلٍ مُسَلَّبَةٍ، یَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدَّهْرِ و الخَطْب قال ابن سیدة: أَقوی القیاسین أَن ینشد مَثاكِیل غیرَ مصروف یصیر الجزء فیه من مستفعلن إِلی مفتعلن، و هو مَطْویٌّ، و الذی رُوِی مَثاكِیلٍ بالصرف. و أَثْكَلَهَا الله وَلدَها و أَثْكَلَه الله أُمَّه، و یقال: رُمْحُه للوالدات مَثْكَلَة، كما یقال للولد مَبْخَلة مَجْبَنة؛ أَنشد ابن بری: تَرَی المُلوك حَوْلَه مُغَرْبَلَه، و رُمْحَه للوالداتِ مَثْكَلَه، یَقْتُلُ ذا الذَّنْب و مَنْ لا ذنْبَ لَه و‌فی الحدیث: أَنه قال لبعض أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك‌أَی فَقَدتْك؛ الثُّكْل: فقد الوَلد كأَنه دعا علیه بالموت لسوء فعله أَو قوله، و الموت یعمُّ كل أَحد فإِذاً هذا الدعاء علیه كلا دعاء، أَو أَراد إِذا كنت هكذا فالموت خیر لك لئلَّا تزداد سوءاً؛ قال: و یجوز أَن یكون من الأَلفاظ التی تجری علی أَلسنة العرب و لا یراد بها الدعاء كقولهم: تَرِبَتْ یَداك و قاتَلك الله؛ و منه قصید كعب بن زهیر: قامَتْ فجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِیلُ قال: هن جمع مِثْكَال و هی المرأَة التی فَقَدت ولدها. و قَصِیدة مُثْكِلَة: ذكر فیها الثُّكْل؛ هذه عن اللحیانی. و الإِثْكَال و الأُثْكُول: لغة فی العِثْكال و العُثْكول و هو العِذْق الذی تكون فیه الشَّماریخ، و قیل: هو الشِّمْراخ الذی علیه البُسْر؛ و أَنشد أَبو عمرو: قد أَبْصَرَتْ سُعْدی بها كَتائِلی، مِثْلَ العَذاری الحُسَّرِ العَطابِلِ، طویلَة الأَقْناء و الأَثاكِلِ كَتائِل: جمع كَتِیلة و هی النخلة. و فَلاة ثَكول: مَنْ سَلَكَها فُقِد و ثُكِل؛ قال الجمیح: إِذا ذاتُ أَهْوالٍ ثَكُولٌ تَغَوَّلَتْ بها الرُّبْدُ فَوْضی، و النَّعامُ السَّوارحُ

ثلل؛ ج11، ص: 89

: الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم و أَصْوافُها. ابن سیدة: الثَّلَّة جماعة الغنم، قلیلةً كانت أَو كثیرة، و قیل: الثَّلَّة الكثیر منها، و قیل: هی القَطِیع من الضَّأْن خاصة، و قیل: الثَّلَّة الضأْن الكثیرة، و قیل: الضأْن ما كانت؛ و لا یقال للمِعْزی الكثیرة ثَلَّة و لكن حَیْلة إِلَّا أَن یخالطها الضأْن فتكثر فیقال لهما ثَلَّة، و إِذا اجتمعت الضأْن و المِعْزی فكَثُرَتا قیل لهما ثَلَّة، و الجمع من ذلك كله ثِلَلٌ، نادر مثل بَدْرَة و بِدَر. و‌فی حدیث معاویة: لم تكن أُمُّه بِراعِیَةِ ثَلَّة؛ الثَّلَّة، بالفتح: جماعة الغنم، و الثَّلَّة: الصُّوف فقط؛ عن ابن درید. یقال: كساء جَیِّد الثَّلَّة أَی الصوف. و حَبْلُ ثَلَّةٍ أَی صُوف؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌11، ص: 90
قد قَرَنونی بامْرِئٍ قِثْوَلِّ، رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ و‌فی حدیث الحسن: إِذا كانت للیتیم ماشیة فللوصی أَن یصیب من ثَلَّتِها و رِسْلِها‌أَی من صُوفها و لَبنها؛ قال ابن الأَثیر: سمی الصوف بالثَّلَّة مجازاً، و قیل: الثَّلَّة الصوف و الشعر و الوبر إِذا اجتمعت و لا یقال لواحد منها دون الآخر ثَلَّة. و رَجُل مُثِلٌّ: كثیر الثَّلَّة، و لا یقال للشَّعر ثَلَّة و لا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجتمع الصوف و الشعر و الوبر قیل: عند فلان ثَلَّة كثیرة. و الثُّلَّة، بالضم: الجماعة من الناس، و قد أَثَلَّ الرجل فهو مُثِلُّ إِذا كثرت عنده الثُّلَّة. و فی التنزیل العزیز: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ؛ و قال الفراء: نزل فی أَول السورة ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ، فشَقَّ علیهم ذلك فأَنزل الله تعالی فی أَصحاب الیمین أَنهم ثُلَّتَان: ثُلَّة من هؤلاء، و ثُلَّة من هؤلاء، و المعنی هم فرقتان فرقة من هؤلاء و فرقة من هؤلاء. و قال الفراء: الثُّلَّة الفِئَة. و‌فی كتابه لأَهل نَجْران: إِن لهم ذِمَّة الله و ذِمَّة رسوله علی دیارهم و أَموالهم و ثُلَّتِهم؛ الثُّلَّة: الجماعة من الناس، بالضم. و الثُّلَّة: الكثیر من الدراهم. و الثَّلَّة: شی‌ء من طین یجعل فی الفَلاة یُسْتَظَلُّ به. و الثَّلَّة: التراب الذی یُخْرَج من البئر. و الثَّلَّة: ما أَخرجت من أَسفل الرَّكِیَّة من الطین، و قد ثَلَّ البِئْرَ یثُلُّها ثَلًّا. و ثَلَّة البئر: ما أُخْرِج من ترابها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لا حِمًی إِلا فی ثلاث: ثَلَّة البِئْر، و طِوَل الفَرَس، و حَلْقَة القوم؛ قال أَبو عبید: أَراد بِثَلَّة البئر أَن یحتفر الرجل بئراً فی موضع لیس بملك لأَحد، فیكون له من حَوالی البئر من الأَرض ما یكون مُلْقًی لثَلَّة البئر، و هو ما یخرج من ترابها و یكون كالحَریم لها، لا یدخل فیه أَحد علیه حریماً للبئر «4» و تَثَلَّل الترابُ إِذا مارَ فَذَهب و جاء؛ قال أُمیة: له نَفَیانٌ یَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ، تَری التُّرْبَ منه مائراً یَتَثَلَّلُ و ثُلَّ إِذا هَلَكَ، و ثُلَّ إِذا اسْتَغْنی. ابن سیدة: الثَّلَل، بالتحریك، الهلاك. ثَلَلْت الرجل أَثُلُّه ثَلًّا و ثَلَلًا؛ عن الأَصمعی، و ثَلَّهم یَثُلُّهم ثَلًّا: أَهلكهم؛ قال لبید: فَصَلَقْنا فی مُرادٍ صَلْقَةً، و صُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل أَی بالهلاك، و یروی … بالثِّلَل، أَراد الثِّلال «5» جمع ثَلَّة من الغنم فقصر أَی أَغنام یعنی یَرْعَوْنها؛ قال ابن سیدة: و الصحیح الأَول؛ و قال الراجز: إِن یَثْقَفُوكم یُلْحِقُوكم بالثَّلَل أَی بالهلاك. و ثَلَّ البَیْتَ یَثُلُّه ثَلًّا: هَدَمه، و هو أَن یُحْفَر أَصل الحائط ثم یُدْفَع فیَنْقاض، و هو أَهول الهَدْم. و تَثَلَّلَ هو: تَهَدَّم و تساقط شیئاً بعد شی‌ء؛ قال طُرَیْح: فیُجْلبُ من جَیْشٍ شَآمٍ بِغارَةٍ، كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل و ثُلَّ عَرْشُ فلان ثَلًّا: هُدِم و زال أَمر قَوْمه.
(4). قوله [حریماً للبئر] كذا فی الأَصل، و لیست فی عبارة ابن الأَثیر و هی كعبارة أبی عبید (5). قوله [أَراد الثلال إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و الثلة، بالكسر، الهلكة جمع ثلل كعنب، قال لبید، رضی الله عنه: فصلقنا البیت أَی بالهلكات
لسان العرب، ج‌11، ص: 91
و فی التهذیب: و زال قِوام أَمره و أَثَلَّه الله. و قال ابن درید: ثُلَّ عرشه ثَلًّا تضعضعت حاله؛ قال زهیر: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها، و ذُبْیانَ قد زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْل كأَنه هُدِم و أُهْلك. و یقال للقوم إِذا ذهب عِزُّهم: قد ثُلَّ عَرْشُهُم. الجوهری: یقال ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَی هَدَم مُلْكَهم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: رؤی فی المنام و سئل عن حاله فقال: كاد یُثَلُّ عَرْشِی‌أَی یُكْسر و یُهْدَم، و هو مَثَل یضرب للرجل إِذا ذَلَّ و هَلِك، قال: و للعرش هاهنا معنیان: أَحدهما السریر و الأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فقد ذهب عِزُّه، و الثانی البیت یُنْصَبُ بالعیدان و یُظَلَّل، فإِذا هُدِم فقد ذَلَّ صاحبُه. و ثُلَّ عَرْشُه و عُرْشُه: قُتِل؛ و أَنشد: و عَبْدُ یَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّیْرُ حَوْلَه، و قد ثَلَّ عُرْشیه الحُسامُ المُذْكَّرُ العُرْشان هاهنا: مَغْرِزُ العُنقِ فی الكاهل؛ و كل ما انهدم من نحو عَرْش الكَرْم و العَریش الذی یُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فقد ثُلَّ. و ثَلَّ الشی‌ء: هَدَمه و كَسَره. و أَثَلَّه: أَمر بإصلاحه، تقول منه: أَثْلَلْت الشی‌ءَ أَی أَمرت بإِصلاح ما ثُلَّ منه. و قد أَثْلَلْته إِذا هَدَمْتَه و كسرتَه. و ثَلَّ الدراهم یَثُلُّها ثَلًّا: صَبَّها. و ثَلِیلُ الماء: صَوْت انصبابه؛ عن كراع. و قال ابن درید: الثَّلِیل صوت الماء، و لم یَخُصَّ صوت الانصباب. و ثَلَّت الدابة تَثُلُّ أَی راثت، و كذلك كل ذی حافر، و مُهْرٌ مِثَلٌّ؛ قال یصف بِرْذَوْناً: مِثَلٌّ علی آرِیِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُّ و یروی علی آرِیِّه الرَّوْثَ، بنصبه بِمِثَلٌّ؛ قال ابن سیدة: و هذا لا یَقْوی لأَن ثَلَّ الذی فی معنی راث لا یتعدّی. ابن سیدة: ثلَّ الحافرُ راث، و ثَلَّ الترابَ المجتمع حَرَّكه بیده أَو كَسَره من أَحد جوانبه. و یقال: ثَلَلتُ الترابَ فی القبر و البئر أَثُلُّه ثَلًّا إِذا أَعَدْتَه فیه بعد ما تَحْفِره، و فی الصحاح: إِذا هِلْتَه. و ثَلَّة مَثْلولة أَی تُرْبة مكبوسة بعد الحَفْر. و الثُّلْثُل: الهَدْم، بضم الثاءین. و الثُّلْثُل أَیضاً: مِكْیال صغیر. و الثِّلْثِلانُ: یَبیسُ الكَلإِ، و الضَّمُّ لغة. ابن الأَعرابی: یقال للرجل: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن یَحْمُق و یَجْهَل.

ثمل؛ ج11، ص: 91

: الثُّمْلة و الثَّمِیلة: الحَبُّ و السَّویق و التمر یكون فی الوِعاء یكون نِصْفَه فما دونه، و قیل: نِصْفَه فصاعداً. و الثُّمَل: جمع ثُمْلة. أَبو حنیفة: الثَّمِیل الحَبُّ لأَنه یُدَّخر؛ و أَنشد لتأَبَّط شَرّاً: و یَوْماً علی أَهل المَواشی، و تارةً لأَهْلِ رَكیبٍ ذی ثَمِیلٍ و سُنْبُل و الثُّمْلة و الثَّمَلة و الثَّمِیلة و الثُّمَالة: الماء القلیل یبقی فی أَسفل الحوض أَو السِّقاء أَو فی أَی إِناء كان. و المَثْمَلة: مُسْتَنْقَع الماء، و قیل: الثُّمَالةُ الماء القلیل فی أَیّ شی‌ء كان. و قد أَثْمَلَ اللبنُ أَی كثرت ثُمالته. و یقال لبقیة الماء فی الغُدْران و الحَفیر: ثَمِیلة و ثَمِیل؛ قال الأَعشی: بعَیْرانَةٍ كأَتان الثَّمیل، توافی السُّری بعد أَیْنٍ عَسِیرا «1».
(1). قوله [توافی السری] كذا بالأَصل، و فی ترجمة عسر: تقضِّی بدل توافی
لسان العرب، ج‌11، ص: 92
توافی السُّری أَی توافیها. و الثَّمِیلة: البَقِیَّة من الماء فی الصَّخرة و فی الوادی، و الجمع ثَمِیل؛ و منه قول أَبی ذؤیب: و مُدَّعَسٍ فیه الأَنِیضُ اخْتَفَیْتُه بِجَرْداءَ، یَنْتابُ الثَّمِیلَ حِمارُها أَی یرد حِمارُ هذه المَفازة بقایا الماء فی الحوض لأَن میاه الغُدْران قد نَضَبَت؛ و قال دُكَیْن: جادَ به من قَلْتِ الثَّمِیل الثَّمیل جمع ثَمِیلة و هی بقِیَّة الماء فی القَلْتِ أَعْنِی النُّقْرة التی تُمْسِك الماء فی الجبل. و الثَّمِیلة: البَقِیَّة من الطعام و الشراب تبقی فی البطن؛ قال ذو الرمة یصف عَیْراً و ابنه: و أَدْرَكَ المُتَبَقَّی من ثَمِیلَتِه و مِن ثَمائِلِها، و اسْتُنْشِئَ الغَرَبُ یعنی ما بقی فی أَمعائها و أَعضائها من الرُّطْب و العَلَف؛ و أَنشد ثعلب فی صفة الذئب: و طَوی ثَمِیلَتَه فأَلْحَقها بالصُّلْبِ، بَعْدَ لُدُونَةِ الصُّلْب و قال اللحیانی: ثَمیلة الناس ما یكون فیه الطعام و الشراب. و الثَّمِیلَة أَیضاً: ما یكون فیه الشراب فی جَوْفِ الحِمار. و ما ثَمَل شرابَه بشی‌ء من طعام أَی ما أَكل شیئاً من الطعام قبل أَن یشرب، و ذلك یسمی الثَّمِیلة. و یقال: ما ثَمَلْتُ طعامی بشی‌ء من شراب أَی ما أَكلت «1» بعد الطعام شَراباً. و الثَّمِیلة: البَقِیَّة تبقی من العَلَف و الشراب فی بطن البعیر و غیره، فكل بَقِیَّة ثَمِیلة. و قد أَثْمَلَت الشی‌ء أَی أَبقیته. و ثمَّلته تثمیلًا: بَقَّیته. و‌فی حدیث عبد الملك: قال للحجاج أَما بعد فقد وَلَّیتُكَ العِرَاقَیْن صَدْمة فسِر إِلیها مُنْطَوِیَ الثَّمِیلة؛ أَصل الثَّمِیلة: ما یبقی فی بطن الدابة من العَلَف و الماء و ما یَدَّخِره الإِنسان من طعام أَو غیره، المعنی سِرْ إِلیها مُخِفّاً. و الثُّمْلة: ما اخْرجَ من أَسفل الرَّكیَّة من الطین و التراب، و المیم فیها و فی الحَبِّ و السَّویق ساكنة، و الثاء مضمونة. قال القالی: روینا الثَّمْلة فی طین الرَّكِیِّ و فی التمر و السَّویق بالفتح؛ عن أَبی نصر، و بالضم عن أَبی عبید. و الثَّمَل: السُّكْر. ثَمِل، بالكسر، یَثْمَل ثَمَلًا، فهو ثَمِل إِذا سَكِر و أَخذ فیه الشَّرابُ؛ قال الأَعشی: فَقُلْت للشَّرْب فی دُرْنَی، و قد ثَمِلوا: شِیمُوا، و كَیْف یَشِیمُ الشَّارب الثَّمِلُ؟ و‌فی حدیث حمزة و شارِفَیْ علیٍّ، رضی الله عنهما: فإِذا حمزة ثَمِل مُحْمَرَّةٌ عیناه؛ الثَّمِل: الذی قد أَخذ منه الشرابُ و السُّكْر؛ و منه‌حدیث تزویج خدیجة، رضی الله عنها: أَنها انطلقت إِلی أَبیها و هو ثَمِل؛ و جعل ساعدةُ بن جُؤَیَّة الثَّمَل السُّكْرَ من الجِراح؛ قال: ما ذا هُنالك من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، و سَاهِفٍ ثَمِلٍ فی صَعْدَةٍ حِطَم و الثَّمَل: الظِّلُّ. و الثَّمْلة و الثَّمَلة، بتحریك المیم: الصُّوفة أَو الخِرْقة التی تُغْمَس فی القَطِران ثم یُهْنَأُ بها الجَرِب و یُدْهَن بها السِّقاء؛ الأُولی عن كراع؛ قال الراجز صخر بن عمیر
(1). قوله [أَی ما أَكلت إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 93
: مَمْغُوثَة أَعراضُهم مُمَرْطَله، فی كُلِّ ماء آجِنٍ و سَمَله، كما تُلاثُ بالهِنَاءِ الثَّمَله و هی المِثْمَلة أَیضاً، بالكسر. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه طَلَی بعیراً من الصدقة بقَطِران فقال له رجل: لو أَمَرْتَ عَبْداً كَفاكَهُ، فَضَرَب بالثَّمَلة فی صدره و قال: عَبْدٌ أَعْبَدُ مِنِّی‌الثَّمَلة، بفتح الثاء و المیم: صُوفَة أَو خِرْقة یُهْنَأُ بها البعیر و یُدْهَن بها السِّقاء؛ و‌فی حدیثه الآخر: أَنه جاءته امرأَة جَلِیلَةٌ فَحَسَرَتْ عن ذراعیها و قالت: هذا من احْتِراش الضِّباب، فقال: لو أَخَذْتِ الضَّبَّ فورَّیْتِه ثم دعَوْتِ بمكتفه «1» فَثَمَلْتِه كان أَشْبَع‌أَی أَصلحته. و الثَّمَلة: خِرْقة الحَیضِ، و الجمع ثَمَل. و الثَّمَل: بَقِیَّة الهِناء فی الإِناء. و الثُّمُول و الثَّمَل: الإِقامة و المُكْث و الخَفْض. یقال: ما دارُنا بدار ثَمَل أَی بدار إِقامة. و حكی الفارسی عن ثعلب: مكان ثَمْل عامر؛ و أَنشد بیت زهیر: مَشارِبُها عَذْب و أَعْلامُها ثَمْل و قال أُسامة الهذلی: إِذا سَكَنَ الثَّمْل الظِّباءُ الكَواسِعُ و دارُ ثَمَلٍ و ثَمْل أَی إِقامة. و سَیْفٌ ثَامِلٌ أَی قدیم طال عَهْدُه بالصِّقال فدرس و بَلِی؛ قال ابن مقبل: لِمَنِ الدِّیارُ عَرَفْتُها بالسَّاحِلِ، و كأَنَّها أَلواحُ سَیْفٍ ثَامِلِ؟ الأَصمعی: الثَّامِل القدیم العَهْدِ بالصِّقَال كأَنه بقی فی أَیدی أَصحابه زماناً من قولهم ارتحل بنو فلان و ثَمَل فلان فی دارهم أَی بقی. و الثَّمْل: المُكْث. و الثُّمال، بالضم: السُّمُّ المُنْقَع. و یقال: سَقاه المُثَمَّلَ أَی سقاه السُّمَّ، قال الأَزهری: و نُری أَنه الذی أُنْقِع فَبَقِی و ثَبَت. و المُثَمَّل: السُّم المُقَوَّی بالسَّلَع و هو شجر مُرٌّ. ابن سیدة: و سُمٌّ مُثَمَّل طال إِنقاعُه و بَقِی، و قیل: إِنه من المَثْمَلة الذی هو المُسْتَنْقَع؛ قال العباس بن مِرْداس السُّلَمی: فَلا تَطْعَمَنْ ما یَعْلِفونَكَ، إِنَّهُم أَتَوْكَ علی قُرْبانِهم بالمُثَمَّل و هو الثُّمال. و المَثْمِل: أَفضل العَشِیرة. و قال شمر: المُثَمَّل من السُّمِّ المُثَمَّن المجموع. و كل شی‌ء جمعته فقد ثَمَّلْته و ثَمَّنْته. و ثَمَلْت الطعام: أَصلحته، و ثَمَلْته سَتَرته و غَیَّبته. و الثُّمالُ: جمع ثُمالة و هی الرَّغوة. ابن سیدة: و الثُّمالَة رَغْوة اللبن. و الثُّمالة: بیاض البَیْضة الرَّقِیقُ و رَغْوَتُه، و به شبهت رَغْوَة اللبن؛ قال مُزَرِّد: إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالة أَنْفُه، ثَنی مِشْفَرَیْه للصَّرِیح فأَقْنَعا ابن سیدة: الثُّمالة رَغْوَة اللَّبن إِذا حُلِب، و قیل: هی الرَّغْوة ما كانت، و أَنشد بیت مُزَرِّد؛ و أَنشد الأَزهری فی ترجمة قشعم: و قِصَعٍ تُكْسَی ثُمالًا قَشْعَما و قال: الثُّمال الرَّغْوة؛ و قال آخر: و قِمَعاً یُكْسی ثُمالًا زَغْرَبا و جمعها ثُمال؛ قال الشاعر:
(1). قوله [بمكتفه] هكذا فی الأَصل و سیأتی فی وری مثله، و فی ثمل من النهایة: بمنكفة
لسان العرب، ج‌11، ص: 94
و أَتَتْه بزَغْرَبٍ و حَتِیٍّ، بَعْدَ طِرْمٍ و تامِكٍ و ثُمال تامكٍ یعنی سَنَاماً تامِكاً. و لبن مُثَمِّل و مُثْمِل: ذُو ثُمَالة، یقال: احْقِن الصَّریح و أَثْمِل الثُّمالةَ أَی أَبْقِها فی المِحْلَب. و قال أَبو عبید فی باب فُعَالة: الثُّمالة بَقِیَّة الماء و غیره، و‌فی حدیث أُم مَعْبَد: فحَلَب فیه ثَجًّا حتی عَلاه الثُّمال؛ هو، بالضَّم، جمع ثُمالة الرَّغوة. و الثُّمال: كهیئة زُبْد الغنم، و تقول العرب فی كلامها: قالت الیَنَمة أَنا الیَنَمه، أَغْبُق الصَّبیَّ قبل العَتَمه، و أَكُبّ الثُّمَال فوق الأَكَمه؛ الیَنَمة: نَبْتٌ لَیِّنٌ تَسْمَن علیه الإِبل، و قیل: بَقْلَة طَیِّبة، و قولها أَغْبُق الصَّبیَّ قبل العَتَمة أَی أُعَجِّل و لا أُبْطِئ، و قولها و أَكُبُّ الثُّمَال فوق الأَكَمَة، تقول: ثُمَال لَبَنِها كَثیرٌ، و قیل: أَراد بالثُّمَال جمع الثُّمَالة و هی الرغوة، و زعم ثعلب أَن الثُّمَال رغوة اللبن فجعله واحداً لا جمعاً؛ قال ابن سیدة: فالثُّمَال و الثُّمَالة علی هذا من باب كَوْكَبٍ و كَوْكَبَة، فأَما أَبو عبید فجعله جمعاً كما بیَّنَّا. ابن بزرج: ثَمَلْتُ القومَ و أَنا أَثْمِلُهم، قال أَبو منصور: معناه أَن یكون ثِمَالًا لهم أَی غِیَاثاً و قِوَاماً یَفْزَعون إِلیه. و الثَّمل: المُقام و الخَفْض، یقال: ثَمَلَ فلان فما یَبْرَح. و اختار فلان دار الثَّمل أَی دار الخَفْض و المُقَام. و الثِّمَال، بالكسر: الغِیَاث. و فلان ثِمَال بنی فلان أَی عِمَادُهم و غِیَاثٌ لهم یقوم بأَمرهم؛ قال الحطیئة: فِدًی لابن حِصْنٍ ما أریح، فإِنه ثِمَالُ الیَتَامی، عِصْمَةٌ فی المَهَالِكِ و قال اللحیانی: ثِمَال الیتامی غِیاثُهم. و ثَمَلَهم ثَمْلًا: أَطعمهم و سقاهم و قام بأَمرهم؛ و‌قال أَبو طالب یمدح سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: و أَبیَض یُستَسقَی الغَمامُ بوجهه، ثِمَال الیتَامی، عِصْمَة للأَرامل و الثِّمَال، بالكسر: المَلْجأُ و الغِیَاث و المُطْعِم فی الشِّدَّة. و یقال: أَكَلَتِ الماشیة من الكَلإِ ما یثمل ما فی أَجوافها من الماء أَی یكون سواء لما شربت من الماء. و قال الخلیل: المَثْمِل المَلْجأُ؛ أَنشد ابن بری لأَبی كبیر الهذلی: و عَلَوْت مُرْتَقِباً علی مَرْهُوبَةٍ حَصَّاءَ، لیس رَقِیبُها فی مَثْمِل و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فإِنها ثِمال حاضرتهم‌أَی غِیَاثُهم و عِصْمَتُهم. و ثَمَلَت المَرْأَةُ الصِّبیانَ تَثْمُلُهم: كانت لهم أَصلًا یُقیم مَعَهم. و المِثْمَلة: خَریطة وَسَطٌ یَحْمِلها الراعی فی مَنكِبه. و الثَّمَائِل: الضفائر التی تُبْنَی بالحجارة لِتُمسِكَ الماء علی الحَرْث، واحدتها ثَمِیلَة، و قیل: الثَّمِیلَة الجَدْر نَفْسُه، و قیل: الثَّمِیلَة البناء الذی فیه الغِراسُ «2» و الخَفْضُ و الوقائد. و الثَّمِیلَة: طائر صغیر یكون بالحجاز. و بنو ثُمَالَة: بطن من الأَزْدِ إِلیهم یُنسب المُبَرَّد. و ثُمَالَة: لَقَبٌ. و ثُمَالَة: حَیٌّ من العَرَب.

ثنتل؛ ج11، ص: 94

: رجل ثِنْتِلٌ: قَذِرٌ.

ثهل؛ ج11، ص: 94

: الثَّهَل: الانبساط علی الأَرض. و ثَهْلان: جَبَل معروف؛ قال إمرؤ القیس: عُقَابٌ تَدَلَّتْ من شَمارِیخِ ثَهْلان
(2). قوله: الغراس، هكذا فی الأصل. و فی القاموس: الفراش
لسان العرب، ج‌11، ص: 95
و ثَهْلان أَیضاً: موضع بالبادیة؛ و هو الضَّلال بن ثُهْلُل و فُهْلُل، لا ینصرف؛ قال یعقوب: و هو الذی لا یُعرَف، قال اللحیانی: هو الضلال بن ثُهْلُل و ثُهْلَل، حكاه فی باب قُعْدُد و قُعْدَد.

ثول؛ ج11، ص: 95

: الثَّوْل: جماعة النَّحْل یقال لها الثَّوْل و الدَّبْر و لا واحد لشی‌ء من هذا من لفظه، و كذلك الخَشْرَم. و تَثَوَّلتِ النَّحْلُ: اجتمعت و الْتَفَّتْ. و الثَّوَّالَة: الكَثِیر من الجَرَاد، اسم كالجَمَّالة و الجَبَّانة. و قولهم: ثَوِیلَة من الناس أَی جَمَاعة جاءت من جُمْلة مُتَفرِّقة و صِبْیان و مال. اللیث: الثَّوْل الذَّكَر من النَّحْل، و الثَّوَّالة الجماعة من الناس و الجَراد. و تَثَوَّل علیه القومُ و انْثَالوا: عَلَوْه بالشَّتْم و الضرب و القَهْر. و انْثَالَ علیه القَوْلُ: تتابع و كثر فلم یَدْرِ بأَیِّهِ یبدأُ. و انْثَال علیه التُّرابُ أَی انْصَبَّ؛ یقال: انْثَال علیه الناسُ من كل وجه أَی انْصَبُّوا. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: انْثَال علیه الناسُ‌أَی اجْتَمَعوا و انْصَبُّوا من كل وجه، و هو مطاوع ثَالَ یَثُول ثَوْلًا إِذا صَبَّ ما فی الإِناء. و الثَّوْل: الجماعة، و الثَّوْل: شَجَر الحَمْضِ. و الثَّوِیلَة: مُجْتَمَع العُشْب؛ عن ثَعْلب. ابن الأَعرابی: الثَّوْل النَّحْل، و الثَّوْل الجُنون، و الأَثْوَل المَجْنون، و الأَثْوَل الأَحْمَق. یقال: ثَالَ فلان یَثُول ثَوْلًا إِذا بَدا فیه الجُنُون و لم یَسْتَحْكم، فإِذا اسْتَحْكم قیل ثَوِل یَثْوَل ثَوَلًا، قال: و هكذا هو فی جمیع الحیوان، اللیث: الثَّوَل، بالتحریك، شِبْه جُنون فی الشاء، یقال للذكر أَثْوَل و للأُنثی ثَوْلاء؛ و قال الجوهری: هو جنون یصیب الشاة فلا تَتْبَع الغنم و تَسْتَدیر فی مَرْتَعِها؛ و شاة ثَوْلاءُ و تَیْسٌ أَثُولُ؛ قال الكمیت: تَلْقَی الأَمَانَ علی حِیَاض مُحَمَّدٍ، ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، و ذِئْبٌ أَطْلَسُ و قال ابن سیدة: الثَّوَل استرخاء فی أَعضاء الشاة، و قیل: هو كالجنون یصیب الشاة، و قد ثَوِلَ ثَوَلًا و اثْوَلَّ؛ حكی الأَخیرة سیبویه. و كبش أَثْوَلُ و نَعَم ثَوْلاء، و قد نُهِی عن التَّضْحِیة بها. و‌فی حدیث الحسن: لا بأْس أَن یُضَحَّی بالثَّوْلاء، قال: الثَّوَل داء یأْخذ الغنم كالجنون یلتوی منه عنقها، و قیل: هو داء یأْخذها فی ظهورها و رؤوسها فَتَخِرُّ منه. و الأَثْوَلُ: البطی‌ء النُّصْرة و الخَیْرِ و العَمَل و الجدّ. و ثَوَلُ الضِّباع: فحلها؛ قال الفرزدق: فیستمرّ ثَوَل الضِّبَاع و‌فی حدیث ابن جریج: سأَل عطاء عن مس ثُول الإِبِل، قال: لا یُتَوَضأ منه؛ الثُّول لغة فی الثِّیل و هو وِعاء قَضیب الجَمَل، و قیل: هو قَضِیبُه.

ثیل؛ ج11، ص: 95

: الثَّیل و الثِّیل: وِعاء قَضِیب البعیر و التَّیْس و الثَّور، و قیل: هو القضیب نفسه، و قد یقال فی الإِنسان، و أَصله فی البعیر. و الثُّول: لغة فی الثَّیل، و قد ذكرناه فی ثول. اللیث: الثَّیل جِرَابُ قُنْب البَعِیر، و یقال بل هو قَضِیبُه، و لا یقال قُنْب إِلا للفرس. و الأَثْیَل: الجَمَل العظیم الثَّیل، و قیل: هو وِعاء قضیبه. و بَعِیر أَثْیَل: عظیم الثَّیل واسعه؛ و أَنشد ابن بری لراجز: یا أَیها العَوْدُ الثَّفالُ الأَثْیَلُ، ما لَكَ، إِنْ حُثَّ المَطِیُّ، تَزحَلُ؟ و الثِّیل: نبات یَشْتَبِكُ فی الأَرض، و قیل: هو نبات له أُرومة و أَصل، فإِذا كان قصیراً سُمِّی نَجْماً. و الثَّیِّل: حَشِیش، و قیل: نبت یكون علی شطوط
لسان العرب، ج‌11، ص: 96
الأنهار فی الریاض، و جَمْعُه نَجْم، و قیل: هو ضرب من الجَنْبَة ینبت ببلاد تمیم و یَعْظُم حتی تَرْبِض الغنم فی أَدْفائه. و قال أَبو حنیفة: الثَّیِّل وَرَقُه كورق البُرّ إِلا أَنه أَقصر، و نباته فَرْشٌ علی الأَرض یذهب ذهاباً بعیداً و یشتبك حتی یصیر علی الأَرض كاللُّبْدة، و له عُقَدٌ كبیرة و أَنابِیبُ قِصار و لا یكاد ینبت إِلا علی ماء أَو فی موضع تحته ماء، و هو من النبات الذی یستدل به علی الماء، واحدته ثَیِّلَة. شمر: الثِّیلة شُجَیرة خَضْراء كأَنها أَول بَذْر الحَبِّ حین تَخْرج صغاراً. ابن الأَعرابی: الثِّیل ضرب من النبات یقال إِنه لِحْیة التَّیْس.

فصل الجیم؛ ج11، ص: 96

جأل؛ ج11، ص: 96

: جأَلَ الصُّوفَ و الشعَر: جَمَعَه. و جَیْأَلُ و جَیْأَلَةُ: الضَّبُعُ، معرفة بغیر أَلف و لام؛ الأَخیرة عن ثعلب؛ قال الراجز: قد زَوَّجُونی جَیْأَلًا فیها حَدَب، دَقِیقَةَ الرُّفْغَیْنِ ضَخْماء الرَّكَب و أَنشد ثعلب لخالد بن قیس بن مُنْقِذِ بن طَرِیف: و حَلَّقَت بك العُقابُ القَیْعَله، و شَارَكَتْ منك بشَأْو جَیْأَلَه قیل: هی مشتقة من ذلك، و قال كُراع: هی الجَیْأَل فأَدْخَل علیها الأَلف و اللام؛ قال العَجَّاج: یَدَعْن ذا الثَّرْوةِ كالمُعَیَّل، و صاحِبَ الإِقْتارِ لَحْمَ الجَیْأَل ابن بزرج: قالوا فی الجَیْأَل و هی الضَّبُع علی فَیْعَل: جَأَلَتْ تَجْأَلُ إِذا جَمعَت؛ قال ابن بری: جَیْأَلُ غیر مصروف للتأْنیث و التعریف؛ و أَنشد لمشعث: و جاءت جَیْأَلٌ و بَنُو بَنِیها، أَجَمَّ المَاقِیَیْنِ بها خُماع قال أَبو علی النحوی: و ربما قالوا جَیَل، بالتخفیف، و یتركون الیاء مصحَّحة لأَن الهمزة و إِن كانت مُلْقاة من اللفظ فهی مُبْقاة فی النیة مُعامَلَةٌ معاملةَ المثبَتة غیر المحذوفة، أَ لا تری أَنهم لم یقلبوا الیاء أَلفاً كما قلبوها فی ناب و نحوه لأَن الیاء فی نیة السكون؟ قال: و الجَیْأَل الضَّخْم من كل شی‌ء. و الاجْئِلالُ، بوزن افْعِلال: الفزَعُ و الوَهَل و الوَجَل؛ قال: و زعموا لإمرئ القیس: و غائِطٍ قد هَبَطْتُ وَحْدی، لِلْقَلْب من خَوْفهِ اجْئِلالُ أَصله من الوجل؛ قال الأَزهری: لا یستقیم هذا القول إِلا أَن یكون مقلوباً كأَنه فی الأَصل ائْجِلال، فأُخرت الیاء و الهمزة بعد الجیم، قال الأَزهری: و جائز أَن یكون اجْئِلال افعلال من جَأَلَ یَجْأَلُ إِذا ذهب و جاء كما یقال وجَبَ القلبُ إِذا اضطرب. و حكی ابن بری: اجْأَلَّ فَزِع، و أَنشد بیت إمرئ القیس: للقَلْبِ من خَوْفِه اجْئِلالُ و قد قیل: إِن جَیْأَلًا مشتق منه، قال: و لیس بقویّ.

جبل؛ ج11، ص: 96

: الجَبَل: اسم لكل وَتِدٍ من أَوتاد الأَرض إِذا عَظُم و طال من الأَعلام و الأَطواد و الشَّناخِیب، و أَما ما صغُر و انفرد فهو من القِنان و القُور و الأَكَم، و الجمع أَجْبُل و أَجْبَال و جِبَال.
لسان العرب، ج‌11، ص: 97
و أَجْبَلَ القومُ: صاروا إِلی الجَبَل. و تَجَبَّلُوا: دَخَلوا فی الجَبَل؛ و استعاره أَبو النجم للمَجْد و الشَّرَف فقال: و جَبَلًا، طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَر، أَشَمَّ لا یَسطِیعُه النَّاسُ، الدَّهَر و أَراد الدَّهْرَ و هو مذكور فی موضعه. ابن الأَعرابی: أَجْبَلَ إِذا صادف جَبَلًا من الرَّمْل، و هو العریض الطویل، و أَحْبَل إِذا صادف حَبْلًا من الرَّمْل، و هو الدقیق الطویل. و جَبْلَة الجَبَل و جَبَلته: تأْسیس خِلْقته التی جُبِل و خُلِق علیها. و أَجْبَلَ الحافرُ: انتهی إِلی جَبَل. و أَجْبَلَ القومُ إِذا حَفَروا فبَلَغوا المكان الصُّلْب؛ قال الأَعْشَی: و طالَ السَّنامُ علی جِبْلَةٍ، كخَلْقَاءَ من هَضَباتِ الحَضَن و‌فی حدیث عكرمة: أَن خالداً الحَذَّاء كان یسأَله فسكت خالد فقال له عكرمة: ما لك أَجْبَلْت‌أَی انقطعت، من قولهم أَجْبَلَ الحافرُ إِذا أَفْضی إِلی الجَبَل أَو الصَّخْر الذی لا یَحِیك فیه المِعْوَل. و سأَلته فَأَجْبَلَ أَی وجدته جَبَلًا؛ عن ابن الأَعرابی، قال ابن سیدة: هكذا حكاه و إِنما المعروف فی هذا أَن یقال فیه فَأَجْبَلته. الفراء: الجَبَل سیِّد القوم و عالِمُهم. و أَجْبَلَ الشاعرُ: صَعُب علیه القولُ كأَنه انتهی إِلی جَبَل منه، و هو منه. و ابْنَة الجَبَل: الحَیَّة لأَن الجَبَل مأْواها؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لسَدُوس بن ضباب: إِنی إِلی كل أَیسار و بادیة أَدْعُو حُبَیْشاً، كما تُدْعَی ابْنَةُ الجَبَل أَی أُنَوِّه به كما یُنَوَّه بابنة الجَبَل؛ قال ابن بری: ابنة الجَبَل تَنْطلق علی عِدَّة معان: أَحدها أَن یراد بها الصَّدَی و یكون مَدْحاً لسرعة إِجابته كما قال سدوس بن ضباب، و أَنشد البیت: … كما تدعی ابنة الجَبَل؛ و بعده: إِن تَدْعُه مَوْهِناً یَعْجَلْ بِجابَتِه، عارِی الأَشاجِعِ یَسْعَی غَیْرَ مُشْتَمِل قال: و مثله قول الآخر: كأَنی، إِذ دَعَوْت بَنی سُلَیْمٍ دَعَوْتُ بِدَعْوَتی لَهُمُ الجِبالا قال: و قد یضرب ابنة الجَبَل الذی هو الصَّدَی مَثَلًا للرجل الإِمَّعَة المتابع الذی لا رَأْیَ له. و فی بعض الأَمثال: كُنْتَ الجَبَل مَهْما یُقَلْ تَقُلْ. و ابنة الجَبَل: الداهیة لأَنها تَثْقُل كأَنها جَبَل؛ و علیه قول الكمیت: فإِیَّاكُمُ إِیَّاكُمُ وَ مُلِمَّةً، یقُول لها الكانُونُ صَمِّی ابْنةَ الجَبَل قال: و قیل إِن الأَصل فی ابنة الجَبَل هنا الحَیَّةُ التی لا تُجیب الراقی. و ابنة الجَبَل: القَوْس إِذا كانت من النَّبْع الذی یكون هناك لأَنها من شجر الجبل؛ قال ابن بری: أَنشد أَبو العباس ثعلب و غیره: لا مالَ إِلَّا العِطافُ تُوزِرُه أُمّ ثَلاثینَ، و ابنة الجَبَل ابنة الجَبَل: القَوْسُ، و العِطاف السیف، كما یقال له الرِّداء؛ قال: و علیه قول الآخر: و لا مالَ لی إِلَّا عِطافٌ و مِدْرَعٌ، لَكُمْ طَرَفٌ منه جَدِیدٌ و لی طَرَف
لسان العرب، ج‌11، ص: 98
و رجل مَجْبُول: عظیم، علی التشبیه بالجَبَل. و جَبْلَة الأَرض: صَلابتها. و الجُبْلَة، بالضم: السَّنام. و الجَبْل: السَّاحَة؛ قال كثیِّر عزة: و أَقْوَله للضَّیْفِ أَهْلًا و مَرْحَباً، و آمَنه جاراً و أَوْسَعه جَبْلا و الجمع أُجْبُل و جُبُول. و جَبَل اللهُ الخَلْقَ یَجْبِلُهم و یَجْبُلُهم: خَلَقَهم. و جَبَلَه علی الشی‌ء: طَبَعه. و جُبِلَ الإِنسانُ علی هذا الأَمر أَی طُبِع علیه. و جِبْلَة الشی‌ء: طبیعتُه و أَصلُه و ما بُنِیَ علیه. و جُبْلَتُه و جَبْلَتُه، بالفتح؛ عن كراع: خَلْقُه. و قال ثعلب: الجَبْلَة الخِلْقة، و جمعها جبال، قال: و العرب تقول أَجَنَّ اللهُ جِبَاله أَی جعله كالمجنون، و هذا نص قوله. التهذیب فی قولهم: أَجَنَّ الله جِبَاله، قال الأَصمعی: معناه أَجَنَّ الله جِبْلَته أَی خِلْقته، و قال غیره: أَجَنَّ الله جِباله أَی الجِبال التی یسكنها أَی أَكثر الله فیها الجِنَّ. و‌فی حدیث الدعاء: أَسأَلك من خیرها و خیر ما جُبِلَت علیه‌أَی خُلِقَت علیه و طُبِعَت علیه. و الجِبْلَة، بالكسر: الخِلْقة؛ قال قیس بن الخَطِیم: بین شُكُول النِّساء خِلقَتُها قَصْدٌ، فلا جِبْلَةٌ و لا قَضَفُ قال: الشُّكُول الضُّروب؛ قال ابن بری: الذی فی شعر قیس بن الخَطِیم جَبْلة، بالفتح، قال: و هو الصحیح، قال: و هو اسم الفاعل من جَبِلَ یَجْبَلُ فهو جَبِلَ و جَبْل إِذا غَلُظ، و القَضَف: الدِّقَّة و قلة اللحم، و الجَبْلَة: الغلیظة؛ یقال: جَبِلَتْ فهی جَبِلَة و جَبْلَة. و ثوب جَیِّد الجِبْلَة أَی الغَزْل و النسج و الفَتْل. و رجل مَجْبُول: غلیظ الجِبْلة. و‌فی حدیث ابن مسعود: كان رجلًا مَجْبُولًا ضَخْماً؛ المَجْبُول المجتمع الخَلْق، و الجَبِل من السِّهامِ: الجافی البَرْی؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد الكمیت فی ذكر صائد: و أَهْدی إِلیها من ذَواتِ حَفِیرَةٍ، بلا حظْوةٍ منها، و لا مُصْفَحٍ جَبِل و الجَبْلُ: الضَّخْم؛ قال أَبو الأَسود العجلی: عُلاكِمُهُ مثلُ الفَنِیقِ شِمِلَّةٌ، و حافِرُه فی ذلك المِحْلَب الجَبْل و الجِبْلَة و الجُبْلَة و الجِبِلُّ و الجِبِلَّة و الجَبِیل و الجَبْل و الجُبْل و الجُبُلُّ و الجِبْلُ، كل ذلك: الأُمَّة من الخَلْق و الجماعة من الناس. و حَیٌّ جِبْلٌ: كثیر؛ قال أَبو ذؤیب: مَنایا یُقَرِّبْنَ الحُتوفَ لأَهْلِها جِهاراً، و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبْل أَی الكثیر. یقول: الناس كلهم مُتْعَة للموت یَسْتَمْتِع بهم؛ قال ابن بری: و یروی الجُبْل، بضم الجیم، قال: و كذا رواه أَبو عبیدة. الأَصمعی: الجُبْل و العُبْر الناس الكثیر. و قول الله عز و جل: وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِیراً؛ یقرأُ جُبْلًا عن أَبی عمرو، و جُبُلًا عن الكسائی، و جِبْلًا عن الأَعرج و عیسی بن عمر، و جِبِلًّا، بالكسر و التشدید عن أهل المدینة، و جُبُلًّا، بالضم و التشدید، عن الحسن و ابن أَبی إِسحاق، قال: و یجوز أَیضاً جِبَل، بكسر الجیم و فتح الباء، جمع جِبْلَة و جِبَل و هو فی جمیع هذه الوجوه خَلْقاً كثیراً. قال أَبو الهیثم: جُبْل و جُبُلٌ و جِبْل و جِبِلٌّ و لم یعرف جُبُلًّا، قال: و جَبِیلٌ و جِبِلَّة لغات كلها. و الجِبِلَّة: الخِلْقة.
لسان العرب، ج‌11، ص: 99
و فی التنزیل العزیز: وَ الْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِینَ؛ و قرأَها الحسن بالضم، و الجمع الجِبِلَّات. التهذیب: قال الكسائی الجِبِلَّة و الجُبُلَّة تكسر و ترفع مشددة كسرت أَو رفعت، و قال فی قوله: وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِیراً، قال: فإِذا أَردتَ جِماع الجَبِیل قُلْتَ جُبُلًا مثال قَبیل و قُبُلًا، و لم یقرأْ أَحد جُبُلًّا. اللیث: الجَبْل الخَلْق، جَبَلَهم الله فهم مجبولون، و أَنشد: بِحَیْثُ شَدَّ الجَابِلُ المَجَابِلا أَی حیث شدّ أَسْر خَلْقِهم. و كل أُمَّة مضت علی حِدَةٍ فهی جِبِلَّة. و الجُبْل: الشجر الیابس. و مالٌ جِبْلٌ: كثیر؛ قال الشاعر: و حاجبٍ كَرْدَسه فی الحَبْل منا غلام، كان غیر وَغْل، حتی افتدی منه بمال جِبْل قال: و روی بیت أَبی ذؤیب: و یستمتعن بالأَنَس الجِبْل و قال: الأَنَسُ الإِنْس، و الجِبْل الكثیر. و حَیٌّ جِبْل أَی كَثِیر. و الجَبُولاء: العَصِیدة و هی التی تقول لها العامة الكَبُولاء. و الجَبْلة و الجِبْلة: الوجه، و قیل ما استقبلك، و قیل جَبْلة الوجه بَشَرته. و رجل جَبْل الوجه: غلیظ بشرة الوجه. و رجل جَبْل الرأْس: غلیظ جِلْدة الرأْس و العظام؛ قال الراجز: إِذا رَمَیْنا جَبْلَة الأَشَدّ بِمَقْذَف باقٍ علی المردّ و یقال: أَنت جَبِل و جَبْل أَی قبیح. و المُجْبِل فی المنع «3». الجوهری: و یقال للرجل إِذا كان غلیظاً إِنه لذو جِبْلَة. و امرأَة مِجْبَال أَی غلیظة الخَلْق. و شی‌ء جَبِلَ، بكسر الباء، أَی غلیظ جاف؛ و أَنشد ابن بری لأَبی المثلم: صافی الحَدِیدةِ لا نِكْسٌ و لا جَبِل و رجُل جَبِیل الوجْه: قبیحه، و هو أَیضاً الغلیظ جلدة الرأْس و العظام. و یقال: فلان جَبَل من الجِبال إِذا كان عَزِیزاً، و عِزُّ فلان یَزْحَم الجِبالَ؛ و أَنشد: أَ لِلبأْسِ أَم للجُودِ أَم لِمَقَاوِمٍ، من العِزِّ، یَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّوَاسِیا؟ و فلان مَیْمونُ العَریكة و الجَبِیلة و الطَّبِیعة. و الجَبْل: القَدَح العظیم؛ هذه عن أَبی حنیفة. و أَجْبَلْته و جَبَلْته أَی أَجْبَرْته. و الجَبَلان: جَبَلا طَیِّ‌ءٍ أَجَأٌ و سَلْمَی. و جبَلَة بن الأَیْهَم: آخر ملوك غَسان. و جَبَلٌ و جُبَیْلٌ و جَبَلة: أَسماء. و یوم جَبَلة: معروف. و جَبَلَة: موضع بنجد.

جبرل؛ ج11، ص: 99

: جِبْرِیلُ و جِبرِینُ و جَبْرَئِیلُ، كُلُّه: اسم رُوح القُدُس، علیه الصلاة و السلام؛ قال ابن جنی: وزن جَبْرَئِیل فَعْلَئیل و الهمزة فیه زائدة لقولهم جِبْریل.

جبهل؛ ج11، ص: 99

: رجل جَبَهْلٌ إِذا كان جافیاً؛ و أَنشد لعبد الله بن الحجاج التغلَبی: إِیّاكِ لا تَسْتَبْدِلی قَرِدَ القَفا، حَزَابِیَةً و هَیَّبَاناً جَبَاجِبا أَلَفَّ كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه من الصُّوفِ نِكْثاً، أَو لئِیماً دُبادِبا جَبَهْلًا تَرَی منه الجَبِینَ یَسُوءُها، إِذا نَظَرت منه الجَمال و حاجبا
(3). قوله [و المجبل فی المنع] هكذا فی الأَصل، و عبارة شرح القاموس: و من المجاز الإِجْبَال المنع، و یقال سألناهم حاجة فَأَجْبَلُوا أی منعوا
لسان العرب، ج‌11، ص: 100
الجَبَاجِب و الدُّبادِب: الكثیر الشَّرِّ و الجَلَبة.

جثل؛ ج11، ص: 100

: الجَثْل و الجَثِیل من الشجر و الثِّیابِ و الشَّعَر: الكثیرُ الملتف، و قیل: هو من الشعر ما غَلُظ و قَصُر، و قیل: ما كَثُف و اسْوَدَّ، و قیل: هو الضَّخْم الكَثِیف من كل شی‌ء. جَثُلَ جَثَالَةً و جُثُولَةً و جَثِل و اجْثَأَلَّ النَّبْتُ: طال و غَلُظَ و التفَّ، و قیل: اجْثَأَلَّ النبتُ اهتز و أَمكن أَن یُقْبَض علیه. و اجْثَأَلَّ الشَّعَرُ و الریشُ: انتفش، و ناصیة جَثْلة، و تُسْتَحبُّ فی نواصی الخیل الجَثْلَةُ و هی المعتدلة فی الكثرة و الطول، و الاسم الجُثُولة و الجَثَالة، و شجرة جَثْلة إِذا كانت كثیرة الورق ضَخْمة. و شَعَر مُجْثَئِلٌّ أَی منتفش؛ قال الراجز: مُعْتَدِلُ القامة مُحْزَئِلُّها، مُوَفَّرُ اللِّمَّةِ مُجْثَئِلُّها و اجْثَأَلَّ الطائر، بالهمز: تنفش للنَّدَی و البرد. و اجْثَأَلَّ الرجلُ إِذا غضب و تهیَّأَ للشَّرِّ و القتال. و المُجْثَئِلُّ: العَرِیض، و الهمزة علی هذا زائدة فی كل ذلك. و الجُثَال: القُبَّرُ. و اجْثَأَلَّ: انتفشت قُنْزُعَته؛ قال جَنْدَل بن المثنی: جاء الشِّتَاءُ و اجْثَأَلَّ القُبَّرُ، و طَلَعَتْ شَمْسٌ علیها مِغْفَرُ، و جَعَلَتْ عَینُ الحَرُورِ تَسكَرُ تَسْكَرُ أَی یذهب حَرُّها. و اجْثَأَلَّ النبتُ إِذا اهتزَّ و أَمكن لأَن یُقبض علیه. و المُجْثَئِلُّ من الرجال: المنتصب القائم. و الجَثْلَة: النَّملة السوداء، و فی المحكم: النملة العظیمة، و الجمع جَثْلٌ؛ قال: و تَرَی الذَّمِیم علی مَرَاسِنِهم، غِبَّ الهِیَاجِ، كَمَازِنِ الجَثْل و عَمَّ بعضُهم به النَّمل. و ثَكِلَتْكَ الجَثَل؛ قیل: الجَثَل هنا الأُم؛ عن أَبی عبید، و قیل: قَیِّمات البیوت؛ عن ابن الأَعرابی. و جَثْلة الرجل: امرأَتُه. قال ابن سیدة: و أُرَی الجَثَل فی قولهم ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما یُعْنی به الزوجات فیكون موافقاً لقول ابن الأَعرابی: إِن الجَثَل من قولهم ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما یُعْنی به قَیِّمات البیوت لأَن امرأَة الرجل قَیِّمة بیته. قال ابن بری: ثَكِلَتْكَ الجَثَل، قال: هی الأُمُّ الرَّعْناء، و كذلك ثَكِلَتْك الرَّعْبَل. و جَثَلَتْه الریحُ: كجَفَلَتْه سواءً. و الجُثَالة: ما تناثر من ورق الشجر فی بعض اللغات.

جثعل؛ ج11، ص: 100

: ابن الأَثیر فی ترجمة جعثل: فی حدیث ابن عباس ستة لا یدخلون الجنة منهم الجَعْثَل، فقیل: ما الجَعْثَل؟ فقال: هو الفظُّ الغلیظ، قال: و قیل هو مقلوب الجَثْعَل و هو العظیم البطن. قال الخطابی: إِنما هو العَثْجَل و هو العظیم البطن، قال: و كذلك قال الجوهری.

جحل؛ ج11، ص: 100

: الجَحْل: الحِرْباء، و قیل: هو ضَرْب من الحِرْباء، قال الجوهری: و هو ذَكَر أُمِّ حُبَیْن؛ و منه قول ذی الرمة: فَلما تَقَضَّتْ حاجةٌ مِنْ تَحَمُّلٍ، و قَلَّصَ و اقْلَوْلی علی عُودِهِ الجَحْلُ و یروی: و أَظهرن …، مكان‌و قَلَّصَ …، و قیل: هو الضَّبُّ المُسِنُّ الكبیر، و قیل: الضخم من الضِّبَاب، و الجَحْلُ: یَعْسُوب النحل، و الجَحْل الجُعَل، و قیل: هو العظیم من الیعاسیب و الجِعْلان؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 101
قال عنترة: كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَیْنِ جَحْلًا هَدُوجاً، بین أَقْلِبَةٍ مِلاحِ یعنی الجُعَل، و الجمع جُحُول و جِحْلان. و قال الأَزهری: الجَحْل ضرب من الیَعاسیب من صِغارها، و قیل: الجَحْل الیَعْسوب العظیم و هو فی خَلْق الجَرادة إِذا سقط لم یَضُمَّ جناحیه. و الجَحْلاءُ من النُّوق: العظیمةُ الخَلْق. و الجَحْل: السَّیِّدُ من الرجال. و الجَحْل: ولد الضَّب. و الجَحْل: الزِّق، و خص بعضهم به العظیم منها. و سِقَاء جَحْل: ضَخْم عظیم، و جمعه جُحُول. و الجَحْل: العظیم الجَنْبَین، عن ابن الأَعرابی. و رجل جَحْل: غلیظ الوجه واسع الجبین كَزُّه فی غِلَظ و عظم أَسنان. و قال الجرمی: الجَحْل العظیم من كل شی‌ء. و یقال: جاء مُقَدِّحَةً عَیْنُه و جاحلةً عَیْنُه إِذا غارت؛ قال ثعلب بن عمرو العبدی: و أَهْلَكَ مُهْرَ أَبیك الدَّوَاءُ، لیس له من طعامٍ نَصِیبُ فَتُصْبحُ جَاحِلَةً عَیْنُه لحِنْوِ اسْتِه، و صَلاه غُیوبُ قال: و القصیدة فی الجزء الأَول من الأَصمَعِیَّات، و هذا البیت: فتصبح جاحلة عینه، ذكره ابن سیدة و الجوهری فی ترجمة حجل و أَنشده شاهداً علی حجَلَت عینه إِذا غارت و یحتاج إِلی نظر. و ضَرَبه فجَحَلَه جَحْلًا أَی صَرَعَه. و جَحَّلَه: شُدِّد للمبالغة. و الجَحْل: صَرْعُ الرجلِ صاحبَه؛ قال الكمیت: و مالَ أَبو الشَّعْثاءِ أَشْعَثَ دامِیاً، و إِنَّ أَبا جَحْلٍ قَتِیلٌ مُجَحَّل و ربما قالوا جَحْلَمَه إِذا صَرَعه، و المیم زائدة. ابن سیدة: و الجُحَال، بالضم، السَّمُّ القاتل؛ قال الجوهری: و أَنشد الأَحمر: جَرَّعَه الذَّیْفَانَ و الجُحَالا قال: و أَما الجُخَال، بالخاء، فلم یعرفه أَبو زید «1» قال ابن بری: الشعر لشریك بن حیان العنبری و صوابه جَرَّعْتُه؛ و قبله: لاقَی أَبو نَخْلَةَ مِنِّی ما لا یَرُدُّهُ، أَو یَنْقُلَ الجبالا جَرَّعْتُه الذَّیْفَان و الجُحَالا، و سَلَعاً أَوْرَثَه سُلالا و هذا البیت بعینه أَعنی جَرَّعْتُه ذكره ابن بری فی أَمالیه فی ترجمة حجل، بالحاء قبل الجیم، و قال ما صورته: و من هذا الفصل الحُجَال السم؛ قال الراجز: جرعته الذیفان و الحجالا و ذكره بعینه فی هذه الترجمة، بتقدیم الجیم علی الحاء، و لا أَدری هل هما بیتان بهاتین اللغتین أَو هما بیت واحد دَاخَلَ الشیخَ الوَهْمُ فیه، و الله أَعلم. و جَحْلة و جَحْل: اسم رجل. و امرأَة جَیْحَل: غلیظة الخَلْق ضَخْمة. و الجَیْحَل: العظیم من كل شی‌ء. و الجَیْحَل: الصخرة العَظیمةُ المَلْساءُ؛ قال أَبو النجم: منه بعَجْزٍ كالصَّفاة الجَیْحَل و الجَیْحَل: الجبل.

جحدل؛ ج11، ص: 101

: جَحْدَله: صَرَعَه، وَقَذَهُ أَو لم یَقِذْه، و جحْدَلْته صَرَعته؛ قال الشاعر:
(1). قوله [أَبو زید] فی نسخ الصحاح: أَبو سعید
لسان العرب، ج‌11، ص: 102
نحْنُ جَحْدَلْنا عیَاذاً و ابنَه بِبَلاطٍ، بَینَ قَتْلَی لم تُجَن و‌فی الحدیث: رأَت فی المنام أَن رأْسی قد قُطِعَ فهو یَتَجَحْدَل و أَنا أَتْبَعه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا فی مسند أَحمد و المعروف‌فی الروایة یتدحرج، قال: فإِن صحت الروایة به فالذی جاء فی اللغة أَن جَحْدَلْته بمعنی صَرَعْته. و الجَحْدَلة: الجَمْع. و جَحْدَلَ الأَموالَ: جَمَعَها. و جَحْدَلَ إِبِلَه: ضَمَّها، و جَحْدَلَها: أَكْرَاها؛ قال ابن أَحمر: عَجِیج المُذَكَّی شدَّه، بعدَ هَدْأَةٍ، مُجَحْدَل آفاق بعید المَذَاهب الأَزهری: ابن حبیب تَجَحْدَلَتِ الأَتَانُ إِذا تَقَبَّض حَیَاؤها للوِدَاق؛ و أَنشد بیت جریر: و كَشَفْتُ عن أَیْرِی لها فَتَجَحْدَلتْ، و كذاك صاحبةُ الوِدَاقُ تَجَحْدَلُ قال: تَجَحْدُلُها تَقَبضُها و اجْتِماعُها؛ و قال الوالبی و نسبه ابن بری للأَسدی: تَعَالَوْا نجْمَعِ الأَمْوالَ حتی نُجَحْدِلَ، من عَشِیرتِنا، المِئِینا و فی نسخة: … مِئِینا. و المُجَحْدِل: الذی یُكْرِی من قَرْیة إِلی قریة أُخری، قال: و هو الضَّفَّاطُ أَیضاً. و حكی ابن بری: المُجَحْدِل الذی یُكْرِی من ماء إِلی ماء؛ قال الشاعر: إِلی أَیِّ شی‌ءٍ یُثْقِلُ السَّیفُ عاتِقِی، إِذا قادَنی، وَسْطَ الرِّفاقِ، المُجَحْدِلُ؟ و الجَحْدَل: الحادر السَّمِین. ابن الأَعرابی: جَحْدَلَ إِذا استغنی بعد فقر، و جَحْدَلَ إِذا صار جَمّالًا. و جَحْدَلَ إِناءَه: ملأَه. و جَحْدَلَ قِرْبَتَه: ملأَها. ابن بری: و الجَحْدَلَة من الحُدَاء الحَسَنُ المُوَلَّدُ؛ قال الراجز: أَوْرَدَها المُجَحْدِلون فَیْدا، و زَجَرُوها فَمَشَتْ رُویدا

جحشل؛ ج11، ص: 102

: الجَحْشَل و الجُحَاشِل: السَّرِیع الخفیف؛ قال الراجز: لاقَیْتُ منه مُشْمَعِلًّا جَحْشَلا، إِذا خَبَبْتُ فی اللِّقاءِ هَرْوَلا

جحفل؛ ج11، ص: 102

: الجَحْفَل: الجیش الكثیر، و لا یكون ذلك حتی یكون فیه خَیْل؛ و أَنشد اللیث: و أَرْعَنَ مَجْرٍ علیه الأَداةُ، ذی تُدْرَإٍ لَجِبٍ جَحْفَلِ و الجَحْفَل: السَّیِّد الكریم. و رجل جَحْفَل: سید عظیم القَدْر؛ قال أَوس بن حجر: بَنی أُمِّ ذی المال الكثیر یَرَوْنَه، و إِن كان عبداً، سَیِّدَ القَوْم جَحْفَلا و تَجَحْفَل القومُ: تَجَمَّعوا، و هو من ذلك. و جَحَافِل الخَیْل: أَفْواهُها. و جَحْفَلة الدّابة: ما تَنَاوَلُ به العَلَفَ، و قیل: الجَحْفَلة من الخَیْل و الحُمُر و البغالِ و الحافر بمنزلة الشفة من الإِنسان و المِشْفَر للبعیر؛ و استعاره بعضهم لذوات الخُفِّ؛ قال: جاب لها لُقْمانُ فی قِلاتِها ماءً نَقُوعاً لَصَدی هاماتِها، تَلْهَمُه لَهْماً بجَحْفَلاتها
لسان العرب، ج‌11، ص: 103
و أَنشد ابن بری لراجز یصف إِبلًا: تَسْمَعُ للماء كصَوْتِ المَسْحَلِ، بَینَ وَرِیدَیْها، و بَینَ الجَحْفَلِ ابن الأَعرابی: الجَحْفَل العریضُ الجنبین. و جَحْفَلَهُ أَی صَرَع و رماه، و ربما قالوا جَعْفَله. و الجَحَنْفَل، بزیادة النون: الغلیظ، و هو أَیضاً الغلیظ الشفتین، و نونه مُلْحِقة له ببناء سَفَرْجَلٍ.

جخدل؛ ج11، ص: 103

: غلام جَخْدَل و جُخْدُل، كلاهما: حادِرٌ سمین.

جدل؛ ج11، ص: 103

: الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. و جَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلًا إِذا شددت فَتْله و فَتَلْتَه فَتْلًا مُحْكَماً؛ و منه قیل لزمام الناقة الجَدِیل. ابن سیدة: جَدَلَ الشی‌ءَ یَجْدُلُهُ و یَجْدِلُهُ جَدْلًا أَحكم فَتْله؛ و منه جاریة مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل. و الجَدِیل: الزمام المجدول من أَدم؛ و منه قول إمرئ القیس: و كَشْحٍ لطیفٍ كالجَدِیل مُخَصَّرٍ، و سَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِیِّ المُذلَّل قال: و ربما سُمِّی الوِشاح جَدِیلًا؛ قال عبد الله بن عجلان النهدی: جَدیدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنَّها سَقِیّة بَرْدِیٍّ نَمَتْها غُیُولها كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ، علی مَتْنِها، حیث اسْتَقَرَّ جَدیلُها و أَنشد ابن بری لآخر: أَ ذكَرْت مَیَّةَ إِذ لها إِتْبُ، و جَدَائلٌ و أَنامِلٌ خُطْبُ و الجَدِیل: حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر یكون فی عُنق البعیر أَو الناقة، و الجمع جُدُلٌ، و هو من ذلك. التهذیب: و إِنه لَحَسن الأَدَم و حَسَن الجَدْل إِذا كان حسن أَسْرِ الخَلْق. و جُدُول الإِنسان: قَصَبُ الیدین و الرجلین. و الجَدْل و الجِدْل: كل عَظْم مُوَفَّر كما هو لا یكسَر و لا یُخْلَط به غیرُه. و الجِدْل [الجَدْل: العضو، و كل عضو جِدْل، و الجمع أَجْدال و جُدُول، و قیل: كل عظم لم یكسر جَدْل و جِدْل. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: العَقِیقة تُقْطَع جُدُولًا لا یُكْسَر لها عَظْم؛ الجدُول: جمع جَدْل و جِدْل، بالفتح و الكسر، و هو العضو. و رجل مَجْدول، و فی التهذیب: مَجْدول الخَلْق لَطیف القَصَب مُحْكَم الفَتْل. و المجدول: القَضِیف لا من هُزَال. و غلام جَادِل: مُشْتَدّ. و ساقٌ مَجْدولة و جَدْلاء: حَسنَة الطَّیِّ، و ساعد أَجْدَل كذلك؛ قال الجعدی: فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَیْنِ، أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب و جَدَلَ وَلَدُ الناقة و الظبیة یَجْدُلُ جُدُولًا: قَوِی و تَبِع أُمه. و الجَادِل من الإِبل: فَوْقَ الرَّاشِح، و كذلك من أَولاد الشَّاءِ، و هو الذی قد قَوِی و مَشی مع أُمه، و جَدَل الغلام یَجْدُل جُدُولًا و اجْتَدَلَ كذلك. و الأَجْدَل: الصَّقْر، صفة غالبة، و أَصله من الجَدْل الذی هو الشِّدَّة، و هی الأَجَادِل، كَسَّروه تكسیر الأَسماءِ لغلبة الصفة، و لذلك جعله سیبوبه مما یكون صفة فی بعض الكلام و اسماً فی بعض اللغات، و قد یقال للأَجْدَل أَجْدَلیٌّ، و نظیره عَجَمِیٌّ و أَعْجَمِیٌّ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر:
لسان العرب، ج‌11، ص: 104
كأَنَّ بَنی الدعماءِ، إِذ لَحِقُوا بِنا، فِراخُ القَطَا لاقَیْنَ أَجْدَلَ بازِیَا اللیث: إِذا جَعَلْت الأَجْدل نعتاً قلت صَقْر أَجْدَل و صُقُور جُدْل، و إِذا تركته اسماً للصَّقْر قلت هذا الأَجْدَل و هی الأَجَادِل، لأَن الأَسماء التی علی أَفْعَل تجمع علی فُعْل إِذا نُعِت بها، فإِذا جعلتها أَسماء مَحْضة جمعت علی أَفَاعل؛ و أَنشد أَبو عبید: یَخُوتُونَ أُخْری القَوْم خَوْتَ الأَجَادِل أَبو عبید: الأَجَادِل الصُّقُور، فإِذا ارتفع عنه فهو جَادِل. و‌فی حدیث مطرف: یَهْوِی هُوِیَّ الأَجَادِل؛ هی الصقور، واحدها أَجْدَل و الهمزة فیه زائدة. و الأَجْدَلُ: اسم فرس أَبی ذَرٍّ الغِفاری، رحمه الله، علی التشبیه بما تقدم. و جَدَالة الخَلْق: عَصْبُه و طَیُّه؛ و رَجل مَجْدُول و امرأَة مَجْدُولة. و الجَدَالَة: الأَرض لشِدَّتها، و قیل: هی أَرض ذات رمل دقیق؛ قال الراجز: قد أَرْكَب الآلَةَ بعد الآله، و أَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله و الجَدْل: الصَّرْع. و جَدَلَهُ جَدْلًا و جَدَّلَهُ فانْجَدَلَ و تَجَدَّلَ: صَرَعه علی الجَدَالة و هو مَجْدُول، و قد جَدَلْتُه جَدْلًا، و أَكثر ما یقال جَدَّلْتُهُ تَجْدِیلًا، و قیل للصَّرِیع مُجَدَّل لأَنه یُصْرَع علی الجَدَالة. الأَزهری: الكلام المعتمد: طَعَنَه فَجَدَّلَهُ. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: أَنا خاتم النبیین فی أُم الكتاب و إِن آدم لَمُنْجَدِل فی طینته؛ شمر: المُنْجَدِل الساقط، و المُجَدَّل المُلْقی بالجَدَالة، و هی الأَرض؛ و منه‌حدیث ابن صیاد: و هو مُنْجَدِل فی الشمس، و‌حدیث علی حین وقف علی طلحة و هو قتیل فقال: أَعْزِزْ عَلَیَّ أَبا محمد أَن أَراك مُجَدَّلًا تحت نُجوم السماء‌أَی مُلْقًی علی الأَرض قَتیلًا. و‌فی حدیث معاویة أَنه قال لصعصعة: ما مرَّ علیك جَدَّلْته‌أَی رمیته و صرعته؛ و قال الهذلی: مُجَدَّل یَتَكَسَّی جِلْدُه دَمَه، كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ یقال: طعنه فجَدَلَه أَی رماه بالأَرض فانْجَدَلَ سَقَط. یقال: جَدَلْته، بالتخفیف، و جَدَّلته، بالتشدید، و هو أَعم. و عَنَاق جَدْلاء: فی أُذُنها قِصَر. و الجَدَالة: البَلَحة إِذا اخْضَرَّت و استدارت، و الجمع جَدَالٌ؛ قال بعض أَهل البادیة و نسبه ابن بری للمخبل السعدی: و سارت إِلی یَبْرِینَ خَمْساً، فأَصْبَحَتْ یَخِرُّ علی أَیدی السُّقَاة جَدَالُها قال أَبو الحسن: قال لی أَبو الوفاء الأَعرابی جَدَالها هاهنا أَولادُها، و إِنما هو للبلح فاستعاره. قال ابن الأَعرابی: الجَدَالة فوق البَلَحة، و ذلك إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَی اشتدَّت، و اشتُقَّ جُدول، ولد الظبیة، من ذلك؛ قال: و لا أَدری كیف قال إِذا جَدَلَتْ نواتها لأَن الجَدَالة لا نواة لها، و قال مرَّة: سمِّیت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تشتد نواتها و تستتم قبل أَن تُزْهِی، شبهت بالجَدَالة و هی الأَرض. الأَصمعی: إِذا اخضرَّ حَبُّ طَلْع النخیل و استدار قبل أَن یشتد فإِن أَهل نجد یسمونه الجَدَال. و جَدَلَ الحَبُّ فی السنبل یَجْدُلُ: وقع فیه؛ عن أَبی حنیفة، و قیل قَوِی. و المِجْدَل: القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه، و جمعه مَجَادِل؛ و منه قول الكمیت:
لسان العرب، ج‌11، ص: 105
كَسَوْتُ العِلافِیَّاتِ هُوجاً كأَنَّها مَجَادِلُ، شدَّ الراصفون اجْتِدَالَها و الاجتدال: البنیان، و أَصل الجَدْل الفَتْل؛ و قال ابن بری: و مثله لأَبی كبیر: فی رأْس مُشْرِفة القَذال، كأَنما أَطْرُ السحابِ بها بَیاضُ المِجْدَل و قال الأَعشی: فی مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنیانُه، یَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائر «2» و دِرْع جَدْلاءُ و مَجْدُولَة: مُحْكَمة النسج. قال أَبو عبید: الجَدْلاء و المَجْدُولة من الدروع نحوُ المَوْضونة و هی المنسوجة، و فی الصحاح: و هی المحكمة؛ و قال الحطیئة: فیه الجِیَادُ، و فیه كل سابغة جَدْلاءُ مُحْكمة من نَسْج سَلَّام اللیث: جمع الجَدْلاء جُدْل. و قد جُدِلَت الدروعُ جَدْلًا إِذا أُحكمت. شمر: سمِّیت الدُّروع جَدْلًا و مجدولة لإِحكام حَلَقِها كما یقال حَبْل مجدول مفتول؛ و قول أَبی ذؤَیب: فهن كعِقْبان الشَّرِیج جَوَانِحٌ، و هم فوقها مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل أَراد حَلَق الدرع المجدولة فوضع المصدر موضع الصفة الموضوعة موضع المَوصوف. و الجَدْل: أَن یُضْرب عُرْضُ الحَدید حتی یُدَمْلَج، و هو أَن تضرب حروفه حتی تستدیر. و أُذُن جَدْلاء: طویلة لیست بمنكسرة، و قیل: هی كالصَّمْعاءِ إِلَّا أَنها أَطول، و قیل: هی الوَسَط من الآذان. و الجِدْل و الجَدْل: ذَكَر الرجل، و قد جَدَلَ جُدولًا فهو جَدِلٌ و جَدْلٌ عَرْدٌ؛ قال ابن سیدة: و أُری جَدِلًا علی النسب. و رأَیت جَدِیلَةَ رَأْیه أَی عزیمتَه. و الجَدَل: اللَّدَدُ فی الخُصومة و القدرةُ علیها، و قد جَادَلَهُ مُجَادَلَةً و جِدَالًا. و رجل جَدِل و مِجْدَل و مِجْدال: شدید الجَدَل. و یقال: جَادَلْتُ الرجلَ فجَدَلْتُهُ جَدْلًا أَی غلبته. و رجل جَدِلٌ إِذا كان أَقوی فی الخِصام. و جَادَلَهُ أَی خاصمه مُجَادَلَةً و جِدالًا، و الاسم الجَدَل، و هو شدَّة الخصومة. و‌فی الحدیث: ما أُوتیَ الجَدَلَ قومٌ إِلَّا ضَلُّوا؛ الجَدَل: مقابلة الحجة بالحجة؛ و المجادلة: المناظرة و المخاصمة، و المراد به فی الحدیث الجَدَلُ علی الباطل و طَلَبُ المغالبة به لا إَظهار الحق فإِن ذلك محمود لقوله عز و جل: وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ. و یقال: إِنه لَجَدِل إِذا كان شدید الخِصام، و إِنه لمَجْدُول و قد جَادَلَ. و سورة المُجَادَلَة: سورة قد سمع الله لقوله: قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّتِی تُجٰادِلُكَ فِی زَوْجِهٰا وَ تَشْتَكِی إِلَی اللّٰهِ؛ و هما یَتَجَادَلان فی ذلك الأَمر. و قوله تعالی: وَ لٰا جِدٰالَ فِی الْحَجِّ؛ قال أَبو إِسحاق: قالوا معناه لا ینبغی للرجل أَن یجادل أَخاه فیخرجه إِلی ما لا ینبغی. و المَجْدَل: الجماعة من الناس؛ قال ابن سیدة: أُراه، لأَن الغالب علیهم إِذا اجتمعوا أَن یتجادلوا؛ قال العجاج: فانْقَضَّ بالسَّیْر و لا تَعَلَّلِ بِمَجْدَل، و نِعْم رأْسُ المَجْدَلِ و الجَدِیلة: شَرِیجة الحمام و نحوها، و یقال لصاحب الجَدِیلة: جَدَّال، و یقال: رجل جَدَّال بَدَّال منسوب إِلی الجَدِیلة التی فیها الحَمام. و الجَدَّال: الذی یَحْصُر الحَمام فی الجَدِیلة. و حَمام جَدَلِیٌّ:
(2). فی الصحاح: شیّد
لسان العرب، ج‌11، ص: 106
صغیر ثقیل الطیران لصغره. و یقال للرجل الذی یأْتی بالرأْی السَّخِیف: هذا رأْی الجَدّالین و البَدّالین، و البَدَّال الذی لیس له مال إِلَّا بقدر ما یشتری به شیئاً، فإِذا باعه اشتری به بَدَلًا منه فسمی بَدَّالًا. و الجَدِیلَة: القَبِیلة و الناحیة. و جَدِیلَة الرجل و جَدْلاؤُه: ناحیته. و القوم علی جَدِیلة أَمرهم أَی علی حالهم الأَول. و ما زال علی جَدِیلة واحدة أَی علی حال واحدة و طریقة واحدة. و فی التنزیل العزیز: قُلْ كُلٌّ یَعْمَلُ عَلیٰ شٰاكِلَتِهِ؛ قال الفراء: الشاكلة الناحیة و الطریقة و الجَدِیلة، معناه علی جَدِیلته أَی طریقته و ناحیته؛ قال: و سمعت بعض العرب یقول: و عَبْدُ الملك إِذ ذاك علی جَدِیلته و ابن الزبیر علی جَدِیلته، یرید ناحیته. و یقال: فلان علی جَدِیلته و جَدْلائه كقولك علی ناحیته. قال شمر: ما رأَیت تصحیفاً أَشبه بالصواب مما قرأَ مالك بن سلیمان عن مجاهد فی تفسیر قوله تعالی: قُلْ كُلٌّ یَعْمَلُ عَلیٰ شٰاكِلَتِهِ، فصحَّف فقال علی حَدٍّ یَلِیه، و إِنما هو علی جَدِیلته أَی ناحیته و هو قریب بعضه من بعض. و الجَدِیلة: الشاكلة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كَتَب فی العبد إِذا غزا علی جَدِیلته لا ینتفع مولاه بشی‌ء من خدمته فأَسْهِم له؛ الجَدِیلة: الحالة الأُولی. یقال: القوم علی جَدِیلَة أَمرهم أَی علی حالتهم الأُولی. و ركب جَدِیلة رأْیه أَی عَزیمتَه، أَراد أَنه إِذا غَزا منفرداً عن مولاه غیر مشغول بخدمته عن الغزو. و الجَدِیلة: الرَّهْط و هی من أَدَم كانت تُصنع فی الجاهلیة یأْتَزِر بها الصبیان و النساء الحُیَّض. و رجل أَجْدَل المَنْكِب: فیه تَطَأْطؤ و هو خلاف الأَشْرَف من المناكب؛ قال الأَزهری: هذا خطأ و الصواب بالحاء، و هو مذكور فی موضعه، قال: و كذلك الطائر، قال بعضهم: به سُمِّی الأَجْدَل و الصحیح ما تقدم من كلام سیبویه. ابن سیدة: الجَدِیلَة الناحیة و القبیلة. و جَدِیلة: بطن من قیس منهم فَهْم و عَدْوان، و قیل: جَدِیلَة حیٌّ من طیِّ‌ء و هو اسم أُمهم و هی جَدِیلَة بنت سُبَیْع بن عمرو بن حِمْیَر، إِلیها ینسبون، و النسبة إِلیهم جَدَلیٌّ مثل ثَقَفیٍّ. و جَدِیل: فَحْل لمَهْرة بن حَیْدان، فأَما قولهم فی الإِبل جَدَلِیَّة فقیل: هی منسوبة إِلی هذا الفحل، و قیل: إِلی جَدیلة طیِّ‌ء، و هو القیاس، و ینسب إِلیهم فیقال: جَدَلِیٌّ. اللیث: و جَدِیلة أَسَدٍ قبیلة أُخری. و جَدِیل و شَدْقَم: فَحْلان من الإِبل كانا للنعمان بن المنذر. و الجَدْوَل: النهر الصغیر، و حكی ابن جنی جِدْوَل، بكسر الجیم، علی مثال خِرْوَع. اللیث: الجَدْوَل نهر الحوض و نحو ذلك من الأَنهار الصغار یقال لها الجَداوِل. و‌فی حدیث البراء فی قوله عز و جل: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِیًّا، قال: جَدْوَلًا‌و هو النهر الصغیر. و الجَدْوَل أَیضاً: نهر معروف.

جذل؛ ج11، ص: 106

: الجِذْل: أَصل الشی‌ء الباقی من شجرة و غیرها بعد ذهاب الفرع، و الجمع أَجذال و جِذال و جُذُول و جُذُولة. و الجِذْل: ما عَظُم من أُصول الشجر المُقَطَّع، و قیل: هو من العیدان ما كان علی مثال شماریخ النخل، و الجمع كالجمع. اللیث: الجِذْل أَصل كل شجرة حین یذهب رأْسها. یقال: صار الشی‌ء إِلی جِذْلِه أَی أَصله، و یقال لأَصل الشی‌ء جِذْل، و كذلك أَصل الشجر یقطع، و ربما جُعِل العُود جِذْلًا فی عینك. الجوهری: الجِذْل واحد الأَجْذال و هی أُصول الحَطَب العظام. و‌فی الحدیث: یبصر أَحدكم القَذی فی عین أَخیه و لا یبصر الجِذْل فی عینه؛ و منه‌حدیث التوبة: ثم مَرَّت بجِذْل شجرة فَتَعَلَّق به
لسان العرب، ج‌11، ص: 107
زِمامُها، و منه‌حدیث سفینة: أَنه أَشاط دَمَ جَزُور بِجِذْل‌أَی بعود. و الجِذْل: عود ینصب للإِبل الجَرْبی؛ و منه‌قول سعید بن عُطارد، و قیل بل هو الحُباب بن المنذر: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك؛ قال یعقوب: عَنی بالجُذَیْل هاهنا الأَصل من الشجرة تحتكُّ به الإِبل فتشتفی به، أَی قد جَرَّبتنی الأُمور و لی رأْی و علم یشتفی بهما كما تشتفی هذه الإِبل الجَرْبی بهذا الجِذْل، و صَغَّره علی جهة المدح، و قیل: الجِذْل هنا العُود الذی ینصب للإِبل الجَرْبی؛ و كذلك قال أَبو ذؤَیب أَو ابنه شهاب: رِجالٌ بَرَتْنا الحَرْبُ حتی كأَنَّنا جِذَال حِكاكٍ، لَوَّحَتْها الدَّواجِنُ و المعنیان متقاربان. و‌فی حدیث السقیفة: أَنا جُذَیْلُها المُحَكَّك.و جِذْلا النَّعْلِ: جانباها. اللیث: الجذلُ انتصاب «1» الحمار الوحشی و نحوه عُنُقه، و الفعل جَذَل یَجْذُل جُذُولًا، قال: و جَذِل یَجْذَل جَذَلًا فهو جَذِل و جَذْلانُ، و امرأَة جَذْلی، مثل فَرِحٍ و فَرْحان. قال الأَزهری: و قد أَجاز لبید جَاذِل بمعنی جَذِلٍ فی قوله: وَ عانٍ فَكَكْناه بِغَیْرِ سُوامِه، فأَصْبَحَ یَمْشی فی المَحَلَّة جَاذِلا أَی فَرِحاً. و الجَاذِلُ و الجاذِی: المُنْتَصب، و قد جَذَا یَجْذُو و جَذَلَ یَجْذُلُ. الجوهری: الجَاذِل المنتصب مكانه لا یَبْرَح، شُبِّه بالجِذْل الذی یُنْصَب فی المعاطنِ لتَحْتَكَّ به الإِبل الجَرْبی، و جَذَلَ الشی‌ءُ یَجْذُلُ جُذُولًا: انتصب و ثبت لا یَبْرَح؛ قال أَبو محمد الفقعسی: لاقَتْ علی الماء جُذَیْلًا واتِدا، و لم یَكُنْ یُخْلِفُها المَواعِدا و یروی … جُذَیْلًا واطِداً، و الواطِدُ و الواتِدُ: الثابت. و جُذَیْلًا: یرید راعِیاً شَبَّهَه بالجِذْل. و إِنه لجِذْلُ رِهان أَی صاحب رِهان؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: هَلْ لك فی أَجْوَدِ ما قادَ العَرَب؟ هَلْ لك فی الخالِص غیر المُؤْتَشَب؟ جِذْل رِهانٍ فی ذِراعَیْه حَدَب، أَزَلَّ إِن قِیدَ، و إِن قام نَصَب یقول: إِذا قام رأَیته مُشْرِف العُنُق و الرأْس. و یقال: فلان جِذْل مال إِذا كان رَفِیقاً بسِیاسَته حَسَنَ الرِّعْیة. و الأَجْذال: ما بَرَزَ و ظهر من رؤوس الجبال، واحدها جِذْل. و الجَذَل، بالتحریك: الفَرَحُ. و جَذِل، بالكسر، بالشی‌ء یَجْذَل جَذَلًا، فهو جَذِلٌ و جَذْلانُ: فَرِح، و الجمع جَذالی، و الأُنثی جَذْلانَةٌ و قد یجوز فی الشعر جَاذِلٌ؛ قال ذو الرمة: و قد أَصْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ بات جاذِلًا، له فَوْق زُجَّیْ مِرفَقَیْه وحاوحُ و أَجْذَلَه غیرُه أَی أَفْرَحَه. و اجْتَذَلَ أَی ابْتَهَج. و سِقاءٌ جَاذِل: قد مَرَنَ و غَیَّر طَعْم اللَّبَن.

جرل؛ ج11، ص: 107

: الجَرَلُ، بالتحریك: الحِجارة و كذلك الجَرْوَلُ، و قیل: الحِجارة مع الشَّجَر؛ و أَنشد ابن بری لراجز: كُلّ وَآةٍ وَ وَأًی ضافی الخُصَل مُعْتَدلات فی الرِّقاق و الجَرَل
(1). قوله [الجذل انتصاب إلخ] كذا بالأصل من غیر ضبط للجذل و لعله محرف عن الجذول
لسان العرب، ج‌11، ص: 108
و الجَرَل: المَكان الصُّلْب الغَلِیظ الشَّدِید من ذلك. و مَكانٌ جَرِلٌ و الجمع أَجْرال؛ قال جریر: مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ، و إِن بَعُدَ المَدی، ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ و أَرْضٌ جَرِلَة: ذات جَرَاوِلَ و غِلَظٍ و حجارة. قال الجوهری: و قد یكون جمع جَرَل مثل جَبَل و أَجْبال. قال ابن سیدة: فأَما قول أَبی عبید أَرض جَرِلَةٌ و جمعها أَجْرال فخطأٌ، إِلا أَن یكون هذا الجمع علی حذف الزائد، و الصواب البَیِّن أَن یقول مكان جَرِلٌ، لأَن فَعِلًا مما یُكَسَّر علی أَفعال اسماً و صفة، و قد جَرِلَ المَكانُ جَرَلًا. و الجَرْوَل: الحِجارة، و الواو للإِلحاق بجَعْفر، واحدتها جَرْوَلة، و قیل: هی من الحجارة مِلْ‌ءُ كَفِّ الرجل إِلی ما أَطاق أَن یَحْمِل، و قیل: الجَراولُ الحجارة، واحدتها جَرْوَلة. و الجَرْوَل و الجُرْوَل: موضع من الجبل كثیرُ الحجارة. التهذیب: الجَرَل الخَشِن من الأَرض الكثیرُ الحجارة. و مكان جَرِلٌ، قال: و منه الجَرْوَل و هو من الحَجَر ما یُقِلُّه الرجل و دونه و فیه صلابة؛ و أَنشد: هُمْ هَبَطُوه جَرِلًا شَراسا، لِیَتْرُكُوه دَمِناً دَهاسا قال ابن شمیل: أَما الجَرْوَل فزعم أَبو وَجْزَة أَنه ما سال به الماء من الحجارة حتی تراه مُدَلَّكاً من سیل الماء به فی بَطْن الوادی؛ و أَنشد: مُتَكَفِّت ضَرِم السِّباقِ، إِذا تَعَرَّضَتِ الجَراوِل الكلابی: وَادٍ جَرِلٌ إِذا كان كَثِیر الجِرفَة و العَتَب و الشجر، قال: و قال حِتْرِشٌ مَكان جَرِلٌ فیه تَعادٍ و اختلافٌ، و قال غیره من أَعراب قیس: أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفة، و قَدَحٌ جَرِفٌ و رجل جَرِفٌ كذلك. اللیث: و الجَرْوَل اسم لبَعض السِّباع. قال الأَزهری: لا أَعرف شیئاً من السِّباع یُدْعَی جَرْوَلًا. ابن سیدة: الجَرْوَل من أَسماء السِّباعِ. و جَرْوَل بنُ مُجاشِع: رجل من العرب، و هو القائل: مُكْرَهٌ أَخْوكَ «1» لا بَطَل. و جَرْوَلٌ: الحُطَیْئَة العَبْسِیُّ سمِّی الحجر؛ قال الكمیت: و ما ضَرَّها أَنَّ كَعباً نَوی، و فَوَّزَ من بَعْدِه جَرْوَلُ و الجِرْیال و الجِرْیالة: الخَمْرُ الشدیدة الحُمْرة، و قیل: هی الحُمْرة؛ قال الأَعْشَی: و سَبِیئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بابلٌ، كَدَمِ الذَّبِیح سَلَبْتُها جِرْیالَها و قیل: جِرْیال الخَمْر لَوْنُها. و سئل الأَعشی عن قوله … سلبتها جریالها فقال أَی شربتها حمراء فَبُلْتُها بیضاء. و قال أَبو حنیفة: یعنی أَن حُمْرتها ظهرت فی وجهه و خَرَجَت عنه بیضاءَ، و قد كَسَّرَها سیبویه یرید بها الخَمْر لا الحُمْرة، لأَن هذا الضَّرْب من العَرَض لا یُكَسَّرُ و إِنما هو جنس كالبیاض و السواد. و قال ثعلب: الجِرْیال صَفْوَة الخَمْر؛ و أَنشد: كأَنَّ الرِّیقَ مِنْ فِیها سَحِیقٌ بَیْنَ جِرْیال أَی مِسْك سَحِیق بین قِطَع جِرْیال أَو أَجزاء جِرْیال. و زعم الأَصمعی أَن الجِرْیال اسم أَعجمی
(1). قوله [مكره أَخوك] كذا فی الأصل بالواو و كذا أورده المیدانی، و المشهور فی كتب النحو: أخاك
لسان العرب، ج‌11، ص: 109
رُومیٌّ عُرِّب كأَن أَصله كِرْیال. قال شمر: العرب تجعل الجِرْیالَ لونَ الخَمْر نَفْسِها و هی الجِریالة؛ قال ذو الرمَّة: كأَنَّی أَخُو جِرْیَالةٍ بَابِلِیَّةٍ كُمَیْتٍ، تَمَشَّتْ فی العِظامِ شَمُولُها فجعل الجِرْیالة الخَمْر بعینها، و قیل: هو لونها الأَصفر و الأَحمر. الجوهری: الجِرْیال الخَمْر و هو دون السُّلاف فی الجَوْدة. ابن سیدة: و الجِرْیال أَیضاً سُلافة العُصْفُر. ابن الأَعرابی: الجِرْیال ما خَلَص من لَوْن أَحمر و غیره. و الجِرْیَال: البَقَّم. و قال أَبو عبیدة: هو النَّشَاسْتَج. و الجِرْیال: صِبْغ أَحمر. و جِرْیَال الذهب: حُمْرته؛ قال الأَعْشَی: إِذا جُرِّدَتْ یَوْماً، حَسِبْتَ خَمِیصَة عَلَیْها، و جِرْیَالَ النَّضِیرِ الدُّلامِصا شَبَّه شعرها بالخَمِیصة فی سواده و سُلُوسَته، و جَسَدَها بالنَّضِیر و هو الذهب، و الجِرْیال لَوْنُه. و الجِرْیَال: فَرَس قَیْس بن زهیر.

جرثل؛ ج11، ص: 109

: جَرْثَل التُّرَابَ: سَفَاه بیده.

جردحل؛ ج11، ص: 109

: الجِرْدَحْل من الإِبل: الضَّخْم. ناقة جِرْدَحْل: ضَخْمة غلیظة. و ذكر عن المازنی أَن الجِرْدَحْل الوادی؛ قال ابن سیدة: و لَسْتُ منه علی ثِقَة. الأَزهری: شمر رَجُل جِرْدَحْل و هو الغلیظ الضَّخْم، و امرأة جِرْدَحْلة كذلك؛ و أَنشد: تَقْتَسِرُ الهَامَ، و مَرًّا تُخْلی أَطباق صَرِّ العُنُق الجِرْدَحْل

جزل؛ ج11، ص: 109

: الجَزْل: الحَطَب الیابس، و قیل الغَلِیظ، و قیل ما عَظُم من الحَطَب و یَبِس ثم كَثُر استعماله حتی صار كُلُّ ما كَثُر جَزْلًا؛ و أَنشد أَحمد بن یحیی: فَوَیْهاً لِقِدْرِكَ، وَیْهاً لَها إِذا اخْتِیرَ فی المَحْل جَزْلُ الحَطَب و‌فی الحدیث: اجمعوا لی حَطَباً جَزْلًا‌أَی غَلیظاً قَویًّا. و رجل جَزْل الرأْی و امرأَة جَزْلة بَیِّنة الجَزَالة: جَیّدة الرأْی. و ما أَبْیَنَ الجَزَالَة فیه أَی جَوْدَةَ الرأْی. و‌فی حدیث مَوْعِظة النساء: قالت امرأَة منهن جَزْلة‌أَی تامَّة الخَلْق؛ قال: و یجوز أَن تكون ذاتَ كلام جَزْل أَی قَویّ شدید. و اللفظ الجَزْل: خلاف الرَّكِیك. و رَجُل جَزْل: ثَقِفٌ عاقل أَصیل الرَّأْی، و الأُنثی جَزْلة و جَزْلاء. قال ابن سیدة: و لیست الأَخیرة بِثَبَت. و الجَزْلة من النساء: العَظیمةُ العَجِیزة، و الاسم من ذلك كلِّه الجَزَالة. و امرأَة جَزْلة: ذات أَرداف وَثِیرةٍ. و الجَزِیل: العَظِیم. و أَجْزَلْت له من العطاء أَی أَكثرت. و عطاء جَزْلٌ و جَزیل إِذا كان كثیراً. و قد أَجْزَلَ له العطاء إِذا عَظُم، و الجمع جِزَالٌ. و الجَزْلَة: البَقِیَّة من الرَّغیف و الوَطْب و الإِناء و الجُلَّة، و قیل: هو نِصْفُ الجُلَّة. ابن الأَعرابی: بَقِی فی الإِناء جَزْلة و فی الجُلَّة جَزْلة و من الرغیف جَزْلة أَی قِطْعَة. ابن سیدة: الجِزْلة، بالكسر، القِطْعَة العظیمة من التَّمْر. و جَزَلَه بالسیف: قَطَعه جِزْلَتَیْن أَی نِصْفین. و الجَزْل: القَطْع. و جَزَلْت الصَّیْدَ جَزْلًا: قطعته باثنتین. و یقال: ضَرَب الصید فَجَزَلَه جِزْلَتَیْنِ أَی قَطَعه قِطْعتین. و جَزَل یَجْزِل إِذا قَطَع. و‌فی حدیث الدجال: یَضْرِبُ رجلًا بالسیف فیقطعه جِزْلَتَیْنِ؛ الجِزْلَة، بالكسر: القِطْعة، و بالفتح المصدر. و‌فی حدیث خالد: لما انتهی إِلی العُزَّی لیقطعها فَجَزَلَها باثنتین.و جاء زَمَنُ الجَزالِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 110
و الجِزَال أَی زمن الصِّرَام للنَّخْل؛ قال: حتی إِذا ما حانَ من جِزَالِها جَزَالِها، و حَطَّتِ الجُرَّامُ من جِلالها و الجَزَل: أَن یَقْطَع القَتَبُ غارِبَ البَعِیر، و قد جَزَله یَجْزِله جَزْلًا و أَجْزَله، و قیل: الجَزَل أَن یصیب الغاربَ دَبَرَةٌ فیخرجَ منه عَظْمٌ و یُشَدّ فیطمئن مَوْضِعُه؛ جَزِل البَعِیرُ یَجْزَل جَزَلًا و هو أَجْزَل؛ قال أَبو النجم: یأْتِی لها مِنْ أَیْمُنٍ و أَشْمُلِ، و هْیَ حِیالَ الفَرْقَدَیْن تَعْتَلی، تُغَادِرُ الصَّمْدَ كظَهْرِ الأَجْزَل و قیل: الأَجْزَل الذی تَبْرأُ دَبَرَته و لا یَنْبُت فی موضعها وَبَر، و قیل: هو الذی هَجَمَت دَبَرته علی جَوْفه؛ و جَزَلَه القَتَبُ یَجْزِلُه جَزْلًا و أَجْزَلَه: فعل به ذلك. و یقال: جُزِل غاربُ البَعیر، فهو مَجْزول مثل جَزِل؛ قال جریر: مَنَعَ الأَخَیْطِلَ، أَنْ یُسَامِیَ عِزَّنا، شَرَفٌ أَجَبُّ و غَارِبٌ مَجْزولُ و الجَزْل فی زِحاف الكامل: إِسكانُ الثانی من مُتَفَاعِلُن و إِسقاطُ الرابع فیبقی مُتْفَعِلُنْ، و هو بناء غیر منقول، فینقل إِلی بناء مَقُول مَنْقُول و هو مُفْتَعلُن؛ و بیتُه: مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها و عَفَتْ أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لم تُجِبِ و قد جَزَلَه یَجْزِلُه جَزْلًا. قال أَبو إِسحق: سُمِّی مَجْزُولًا لأَن رابعه وَسَطُه فشُبِّه بالسَّنَام المَجْزول. و الجَزْل: نَبَات؛ عن كراع. و بَنُو جَزِیلة: بَطنٌ. و جَزَالی، مَقْصور: مَوْضع. و الجَوْزَل: فَرْخُ الحَمَام، و عَمَّ به أَبو عبید جمیعَ نوع الفِرَاخ؛ قال الراجز: یَتْبَعْنَ وَرْقَاء كَلَوْنِ الجَوْزَلِ و جَمْعُه الجَوَازِل؛ قال ذو الرمة: سِوَی ما أَصاب الذّئبُ منه، و سُرْبَةٌ أَطافت به من أُمَّهاتِ الجَوَازِل و ربما سُمِّی الشَّابُّ جَوْزَلًا. و الجَوْزَل: السَّمُّ؛ قال ابن مقبل یَصِف ناقة: إِذا المُلْوِیات بالمُسُوح لَقِینَها، سَقَتْهُنَّ كأْساً من ذُعَاقٍ و جَوْزَلا قال الأَزهری: قال شمر لم أَسمعه لغیر أَبی عمرو، و حكاه ابن سیدة أَیضاً، و قال ابن بری فی شرح بیت ابن مقبل: هی النوق التی تطیر مسوحها من نشاطها. و الجَوْزَل: الرَّبْو و البُهْر. و الجَوْزَل من النُّوق: التی إِذا أَرادت المَشْی وَقَعَت من الهُزَال.

جعل؛ ج11، ص: 110

: جَعَلَ الشی‌ءَ یَجْعَله جَعْلًا و مَجْعَلًا و اجْتَعَلَه: وَضَعه؛ قال أَبو زبید: و ما مُغِبٌّ بِثَنْی الحِنْوِ مُجْتَعِلٌ، فی الغِیلِ فی ناعِمِ البَرْدِیِّ، مِحْرَابا و قال یرثی اللَّجلاج ابن أُخته: ناطَ أَمْرَ الضِّعافِ، و اجْتَعَلَ اللّیْلَ كحَبْلِ العَادِیَّةِ المَمْدُود أَی جَعَلَ یَسِیرُ اللیلَ كلَّه مستقیماً كاستقامة حَبْل البئر إِلی الماء، و العادِیَّة البئر القدیمة. و جَعَلَه یَجْعَلُه جَعْلًا: صَنَعه، و جَعَلَه صَیَّرَه. قال سیبویه:
لسان العرب، ج‌11، ص: 111
جَعَلْت مَتاعَكَ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ أَلقیته، و قال مرة: عَمِلْته، و الرفع علی إِقامة الجملة مُقام الحال؛ و جَعَل الطینَ خَزَفاً و القَبِیحَ حَسَناً: صیَّرَه إِیاه. و جَعَل البَصْرةَ بَغْداد: ظَنَّها إِیاها. و جَعَلَ یفعل كذا: أَقْبَل و أَخذ؛ أَنشد سیبویه: و قد جَعَلَتْ نَفْسی تَطِیبُ لضَغْمَةٍ، لضَغْمِهِماها یَقْرَع العَظْمَ نابُها و قال الزجاج: جَعَلْت زیداً أَخاك نَسَبْته إِلیك. و جَعَل: عَمِلَ و هَیَّأَ. و جَعَلَ: خَلَق. و جَعَلَ: قال، و منه قوله تعالی: إِنّٰا جَعَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِیًّا؛ معناه إِنا بَیَّنَّاه قرآناً عربیّاً؛ حكاه الزجاج، و قیل قُلْناه، و قیل صَیَّرناه؛ و من هذا قوله: وَ جَعَلَنِی نَبِیًّا، و قوله عز و جل: وَ جَعَلُوا الْمَلٰائِكَةَ الَّذِینَ هُمْ عِبٰادُ الرَّحْمٰنِ إِنٰاثاً. قال الزجاج: الجَعْل هاهنا بمعنی القول و الحكم علی الشی‌ء كما تقول قد جعلت زیداً أَعلم الناس أَی قد وصفته بذلك و حكمت به. و یقال: جَعَلَ فلان یصنع كذا و كذا كقولك طَفِقَ و عَلِقَ یفعل كذا و كذا. و یقال: جَعَلْته أَحذق الناس بعمله أَی صَیَّرته. و قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰا مِنَ الْمٰاءِ كُلَّ شَیْ‌ءٍ حَیٍّ، أَی خَلَقْنا. و إِذا قال المخلوق جَعَلْتُ هذا الباب من شجرة كذا فمعناه صَنَعْتَه. و قوله عز و جل: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ؛ أَی صَیَّرهم. و قوله تعالی: وَ جَعَلُوا لِلّٰهِ شُرَكٰاءَ*، أَی هل رأَوا غیر الله خَلَق شیئاً فاشتبه علیهم خَلْقُ الله من خلق غیره؟ و قوله: وَ جَعَلُوا الْمَلٰائِكَةَ الَّذِینَ هُمْ عِبٰادُ الرَّحْمٰنِ إِنٰاثاً؛ أَی سمَّوْهم. و تَجاعلوا الشی‌ءَ: جعلوه بینهم. و جَعَل له كذا «2» شارطه به علیه، و كذلك جَعَل للعامل كذا. و الجُعْل و الجِعال و الجَعِیلة و الجُعالة و الجِعالة و الجَعالة؛ الكسر و الضم عن اللحیانی، كل ذلك: ما جعله له علی عمله. و الجَعالة، بالفتح: الرَّشْوة؛ عن اللحیانی أَیضاً، و خَصَّ مرَّة بالجُعالة ما یُجْعَل للغازی و ذلك إِذا وجب علی الإِنسان غَزْوٌ فجعل مكانه رجلًا آخر بِجُعْلٍ یشترطه؛ و بیت الأَسدی: فأَعْطَیْتُ الجِعالة [الجُعالة مُسْتَمِیتاً، خَفِیفَ الحاذِ من فِتْیانِ جَرْم یروی بكسر الجیم و ضمها، و رواه ابن بری: سیكفیك الجِعالة مُسْتَمیتٌ شاهداً علی الجِعالة بالكسر. و أَجْعَله جُعْلًا و أَجْعَله له: أَعطاه إِیاه. و الجَعالة، بالفتح، من الشی‌ء تَجْعله للإِنسان. و الجِعالة و الجِعَالات: ما یَتَجاعلونه عند البُعُوث أَو الأَمْر یَحزُبهم من السلطان. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَن ابن عمر ذكروا عنده الجَعَائِل فقال لا أَغْزُو علی أَجْرٍ و لا أَبیع أَجْری من الجهاد؛ قال ابن الأَثیر: هو جمْع جَعیلة أَو جَعَالة، بالفتح. و الجُعْل: الاسم، بالضم، و المصدر بالفتح. یقال: جَعَلَ لك جَعْلًا و جُعْلًا و هو الأَجر علی الشی‌ء فعلًا أَو قولًا، قال: و المراد فی الحدیث أَن یكتب الغزو علی الرجل فیعطی رجلًا آخر شیئاً لیخرج مكانه، أَو یدفع المقیم إِلی الغازی شیئاً فیقیم الغازی و یخرج هو، و قیل: الجُعْل و الجَعَالة أَن یُكتب البعث علی الغُزاة فیخرج من الأَربعة و الخمسة رجل واحد و یُجْعَل له جُعْل. و‌قال ابن عباس: إِن جَعَلَهُ عبداً أَو أَمة فهو غیر طائل، و إِن جَعَلَهُ فی كُراع أَو سلاح فلا بأْس، أَی أَن الجُعْل الذی یعطیه للخارج، إِن كان عبداً أَو أَمة یختص به، فلا عبرة به، و إِن كان یعینه
(2). قوله [و جعل له كذا إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 112
فی غزوه بما یحتاج إِلیه من سلاح أَو كُراع فلا بأْس. و الجَاعِل: المُعْطِی، و المُجتعِل: الآخذ. و‌فی الحدیث: أَن ابن عمر سئل عن الجَعالات فقال: إِذا أَنت أَجمعت الغَزْوَ فعَوَّضك الله رزْقاً فلا بأْس به، و أَما إِن أُعْطِیت دراهم غَزَوْت، و إِن مُنِعْت أَقَمْت، فلا خیر فیه.و‌فی الحدیث: جَعِیلة الغَرَق سُحْت؛ هو أَن یَجْعل له جُعْلًا لیُخْرِج ما غَرِق من متاعه؛ جَعَله سُحْتاً لأَنه عقد فاسد بالجهالة التی فیه. و یقال: جَعَلوا لنا جَعِیلَةً فی بَعِیرهم فأَبَیْنا أَن نَجْتَعِل منهم أَی نأْخذ. و قد جَعَلت له جُعْلًا علی أَن یفعل كذا و كذا. و الجِعال و الجُعالة و الجِعالة: ما تُنْزل به القِدْر من خِرْقة أَو غیرها، و الجمع جُعُل مثل كِتاب و كُتُب؛ قال طفیل: فَذُبَّ عن العَشِیرَةِ، حیثُ كانت، و كُنْ مِنْ دون بَیْضَتها جِعالا و أَنشد ابن بری: و لا تُبادِرُ، فی الشِّتاءِ وَلِیدَتی، أَلْقِدْرَ تُنْزِلُها بِغَیْرِ جِعال قال: و أَما الذی توضع فیه القِدْر فهو الجِئَاوة. و أَجْعَل القِدْر إِجْعالًا: أَنزلها بالجِعال، و جَعَلْتُها أَیضاً كذلك. و أَجْعَلَتِ الكلبةُ و الذِّئبةُ و الأَسَدَةُ و كُلُّ ذاتِ مِخْلَب، و هی مُجْعِل، و اسْتَجْعَلَت: أَحَبَّت السِّفاد و اشتهت الفَحْل. و الجَعْلة: الفَسِیلة أَو الوَدِیَّة، و قیل النَّخْلة القصیرة، و قیل هی الفائتة للید، و الجمع جَعْلٌ؛ قال: أَقْسَمْتُ لا یَذْهَبُ عَنی بَعْلُها، أَو یستوی جَثِیثُها و جَعْلُها البَعْل: المُسْتبعل. و الجَثِیثة: الفَسِیلة. و الجَعْل أَیضاً من النَّخْل: كالبَعْل. الأَصمعی: الجَعْل قِصار النخل؛ قال لبید: جَعْلٌ قِصارٌ و عَیْدانٌ یَنُوء به، من الكَوافِر، مهضُومٌ و مُهتَصَرُ «1». ابن الأَعرابی: الجَعَل القِصَرُ مع السِّمَن و اللَّجاجُ. ابن درید: الجَعْوَل الرَّأْلُ وَلَدُ النَّعام. و الجُعَل: دابة سوداء من دوابّ الأَرض، قیل: هو أَبو جَعْران، بفتح الجیم، و جمعه جِعْلانٌ. و قد جَعِلَ الماءُ، بالكسر، جَعَلًا أَی كثر فیه الجِعْلانُ. و ماء جَعِلٌ و مُجْعِلٌ: ماتت فیه الجِعْلان و الخَنافس و تَهافتت فیه. و أَرض مُجْعِلة: كثیرة الجِعْلان. و‌فی الحدیث: كما یُدَهْدِهُ الجُعَلُ بأَنفه؛ هو حیوان معروف كالخُنْفُساء، قال ابن بری: قال أَبو حاتم أَبو سَلْمان أَعظمُ الجِعْلان ذو رأْس عریض و یداه و رأْسه كالمآشِیرِ، قال: و قال الهَجَری: أَبو سَلْمان دُوَیْبَّة مثل الجُعَل له جَناحان. قال كراع: و یقال للجُعَل أَبو وَجْزة بلغة طیِّ‌ء. و رَجُل جُعَل: أَسود دمیم مُشَبَّه بالجُعَل، و قیل: هو اللَّجُوج لأَن الجُعَل یوصف باللَّجاجة، یقال: رجل جُعَلٌ. و جُعَلُ الإِنسان: رَقِیبُه. و فی المثل: سَدِك بامرِئٍ «2» جُعَلُه؛ یضرب للرجل یرید الخَلاء لطلب الحاجة فیلزمه آخر یمنعه من ذكرها أَو عملها؛ قال أَبو زید: إِنما یُضْرَب هذا مثلًا للنَّذْل یَصْحَبه مِثْلُه، و قیل: یقال ذلك عند التنغیص و الإِفساد؛ و أَنشد أَبو زید:
(1). قوله [مهضوم] كذا فی الأَصل هنا، و أورده فی ترجمة كفر بلفظ مكموم بدل مهضوم، و لعلهما روایتان (2). قوله [بامرئ] كذا بالأَصل، و أورده المیدانی بلفظ امرئ بالهمز فی آخره، ثم قال فی شرحه: و قال أبو الندی: سدك بأمری واحد الأَمور، و من قال بامرئ فقد صحف
لسان العرب، ج‌11، ص: 113
إِذا أَتَیْتُ سُلَیْمی، شَبَّ لی جُعَلٌ إِنَّ الشَّقِیَّ الذی یَصْلی به الجُعَل قاله رجل كان یتحدَّث إِلی امرأَة، فكلما أَتاها و قعد عندها صَبَّ الله علیه من یقطع حدیثهما. و قال ابن بزرج: قالت الأَعراب لنا لعبة یلعب بها الصبیان نُسَمِّیها جَبَّی جُعَلُ، یضع الصبی رأْسه علی الأَرض ثم ینقلب علی الظهر، قال: و لا یُجْرُون جَبَّی جُعَلُ إِذا أَرادوا به اسم رجل، فإِذا قالوا هذا جُعَلٌ بغیر جَبَّی أَجْرَوْه. و الجَعْوَل: وَلَدُ النَّعام، یمانیة. و جُعَیْل: اسم رجل. و بَنُو جِعال: حَیٌّ، و رأَیت حاشیة بخط بعض الفضلاء قال: ذكر أَبو القاسم علی بن حمزة البصری فی التنبیهات علی المبرد فی كتابه الكامل: و جمع جَعْل علی أَجْعال، و هو رَوْث الفیل؛ قال جریر: قَبَحَ الإِلهُ بَنی خَضَافِ و نِسْوَةً، بات الخَزِیرُ لَهُنَّ كالأَجْعال

جعثل؛ ج11، ص: 113

: فی حدیث ابن عباس: ستة لا یدخلون الجنة منهم الجَعْثَل، فقیل: ما الجَعْثَل؟ فقال: هو الفَظُّ الغلیظ، و قیل: هو مقلوب العَثْجَل، و هو العظیم البطن.

جعدل؛ ج11، ص: 113

: الجَعْدَل: البعیر الضَّخْم، و فی الأَزهری: الجَنَعْدَل البعیر القویُّ الضخم. و الجَنَعْدَل: التَّارُّ الغلیظ من الرجال، زاد الأَزهری: الرَّبْعة. و رجل جَنْعَدَلٌ إِذا كان غلیظاً شدیداً؛ قال الراجز: قَدْ مُنِیَتْ بناشِئٍ جَنَعْدَل ابن بری: الجَنَعْدَل من الجِمال الشدیدُ القویُّ.

جعفل؛ ج11، ص: 113

: جَعْفَلَهُ: صَرَعَه؛ و قال طفیل: وَ راكِضَةٍ، ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّةٍ، بَعِیرَ حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ و قال: المُجَعْفَل المقلوب. قال ابن بری: و مُجَعْفَل نعتٌ لِحلال و هو مَرْكَب من مَراكب النساء، و بَعِیرَ مفعول براكِضَةٍ. ابن الأَعرابی: الجَعْفَلِیل القَتِیل المنتفخ. و طَعَنَه فَجَعْفَلَهُ إِذا قلبه عن السَّرْج فصَرَعه.

جفل؛ ج11، ص: 113

: جَفَل اللحمَ عن العظم و الشَّحْمَ عن الجِلْد و الطَّیْرَ عن الأَرض یَجْفِلُه جَفْلًا و جَفَّلَه، كِلاهما: قَشَرَه؛ قال الأَزهری: و المعروف بهذا المعنی جَلَفت و كأَنَّ الجَفْل مقلوب. و جَفَلَ الطیرَ عن المكان: طَرَدَها. اللیث: الجَفْل السَّفینة، و الجُفُول السُّفُن؛ قال الأَزهری: لم أَسمعه لغیره. و جَفَلَتِ الریحُ السحابَ تَجْفِلُه جَفْلًا: اسْتَخَفَّتْه و هو الجَفْل، و قیل: الجَفْل من السحاب الذی قد هَراقَ ماءَه فخفَّ رُواقه ثم انْجَفَلَ و مَضی. و أَجْفَلَتِ الریحُ الترابَ أَی أَذهبته و طَیَّرَته؛ و أَنشد الأَصمعی لمزاحم العقیلی: وَ هابٍ، كجُثْمان الحَمامَة، أَجْفَلَتْ به ریحُ تَرْج و الصَّبا كلَّ مُجْفَل اللیث: الریحُ تَجْفِل السحاب أَی تَسْتَخِفُّه فَتَمْضی فیه، و اسم ذلك السحاب الجَفْل. و ریحٌ جَفُول: تَجْفِل السحابَ. و ریح مُجْفِل و جافلة: سریعة، و قد جَفَلَت و أَجْفَلَت. اللیث: جَفَل الظَّلیمُ و أَجْفَل إِذا شَرَد فذهب. و ما أَدری ما الذی جَفَّلَها أَی نَفَّرها. و جَفَلَ الظَّلیمُ یَجْفُلُ و یَجْفِلُ جُفُولًا و أَجْفَلَ: ذهب فی الأَرض و أَسرع، و أَجْفَلَه هو، و الجَافِل
لسان العرب، ج‌11، ص: 114
المنزعج؛ قال أَبو الرُّبَیْس التَّغْلَبی «3» و اسمه عبَّاد بن طَهْفه بن مازِن، و ثَعْلَبة هو ابن مازن: مُراجِعُ نَجْدٍ بَعْدَ فَرْكٍ و بِغْضَةٍ، مُطَلِّقُ بُصْرَی أَصْمَعُ القَلْبِ جَافِلُه قال ابن سیدة: و أَما ابن جنی فقال أَجْفَلَ الظَّلیمُ و جَفَلَته الریحُ، جاءت هذه القضیة معكوسة مخالفة للعادة، و ذلك أَنك تجد فیها فَعَلَ متعدیاً و أَفْعَل غیر متعدٍّ، قال: و علة ذلك عندی أَنه جعل تَعَدِّی فَعَلْت و جمود أَفعلت كالعوض لفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها علی التعدی، نحو جلس و أَجلسته و نهض و أَنهضته، كما جعل قلب الیاء واواً فی التَّقْوی و الدَّعْوی و الثّنْوی و الفَتْوی عوضاً للواو من كثرة دخول الیاء علیها، و كما جعل لزوم الضرب الأَول من المنسرح لمفتعلن، و حظر مجیئه تامّاً أَو مخبوناً، بل توبعت فیه الحركات الثلاث البتة تعویضاً للضرب من كثرة السواكن فیه نحو مفعولن و مفعولان و مستفعلان، و نحو ذلك مما التقی فی آخره من الضرب ساكنان. و‌فی الحدیث: ما یلی رجل شیئاً من أُمور المسلمین إِلا جی‌ء به فیُجْفَل علی شَفیر جهنم.و الجُفُول: سرعة الذهاب و النُّدود فی الأَرض. یقال: جَفَلَت الإِبل جُفُولًا إِذا شَرَدَت نادَّة، و جَفَلَت النَّعامةُ. و الإِجْفِیل: الجَبان. و ظلیمٌ إِجْفِیل: یَهْرُب من كل شی‌ء؛ قال ابن بری: شاهده قول ابن مقبل فی صفة الظَّلیم: بالمَنْكِبَیْن سُخام الرِّیش إِجْفِیل قال: و مثله للراعی: یَراعَةً إِجْفِیلا و أَجْفَلَ القومُ أَی هربوا مسرعین. و رجل إِجْفِیل: نَفُورٌ جَبان یَهْرُب من كل شی‌ء فَرَقاً، و قیل: هو الجَبان من كل شی‌ء. و أَجْفَلَ القومُ: انقلعوا كُلُّهم فَمَضوْا؛ قال أَبو كبیر: لا یُجْفِلون عن المُضافِ، و لو رَأَوْا أُولَی الوَعاوِعِ كالغُطاط المُقْبل و انْجَفَل القوم انْجِفَالًا إِذا هربوا بسرعة و انقلعوا كُلُّهم و مَضَوْا. و‌فی الحدیث: لما قدِمَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، المدینة انْجَفَلَ الناسُ قِبَله‌أَی ذهبوا مسرعین نحوه. و انْجَفَلَتِ الشجرةُ إِذا هَبّت بها ریح شدیدة فقَعَرَتْها. و انجفل الظلُّ: ذهب. و الجُفَالَة: الجماعة من الناس ذهبوا أَو جاؤوا. و دَعاهم الجَفَلَی و الأَجْفَلَی أَی بجماعتهم، و الأَصمعی لم یعرف الأَجْفَلَی، و هو أَن تدعو الناس إِلی طعامك عامَّة، قال طرفة: نحن فی المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَی، لا تَرَی الآدِبَ فینا یَنْتَقِر قال الأَخفش: دعی فلان فی النَّقَرَی لا فی الجَفَلَی و الأَجْفَلَی أَی دُعی فی الخاصة لا فی العامة، و قال الفراء: جاء القوم أَجْفَلَة و أَزْفَلة أَی جماعة، و جاؤوا بأَجْفَلَتهم و أَزْفَلَتهم أَی بجماعتهم، و قال بعضهم: الأَجْفَلَی و الأَزْفَلَی الجماعة من كل شی‌ء. و جَفَل الشعرُ یَجْفِلُ جُفُولًا: شَعِثَ. و جُمَّة جَفُول: عظیمة. و شَعَر جُفَال: كثیر. و الجُفَال، بالضم: الصُّوف الكثیر. و أَخذت جُفْلَة
(3). قوله [التغلبی] كذا فی الأصل بالمثناة و المعجمة، و سبق مثله فی ترجمة ربس: و أنه من شعراء تغلب، و فی القاموس: الثعلبی، قال شارحه من بنی ثعلبة بن سعد، كذا قاله الصاغانی و ذكره ابن الكلبی و غیره و هو الصواب و ما فی اللسان تصحیف
لسان العرب، ج‌11، ص: 115
من صوف أَی جُزَّة، و هو اسم مفعول مثل قوله تعالی: إِلّٰا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً. و الجُفَال من الشعر: المجتمع الكثیر؛ و قال ذو الرمة یصف شعر امرأَة: و أَسْوَد كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً، علی المَتْنَیْنِ، مُنسَدِلًا جُفَالا قال ابن بری: قوله و أَسود معطوف علی منصوب قبل البیت و هو: تُریكَ بیاض لَبَّتها و وَجْهاً كقَرْن الشمس، أَفْتَق ثم زالا و لا یوصف بالجُفَال إِلا فی كثرة. و‌فی صفة الدجال: أَنه جُفَال الشعر‌أَی كثیره. و شَعَر جُفَال أَی منتفش. و یقال: إِنه لَجَافِل الشَّعَر إِذا شَعِثَ و تَنَصَّب شَعَره تَنَصُّباً، و قد جَفَلَ شعره یَجْفِلُ جُفُولًا. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال للنبی، صلی الله علیه و سلم، یوم حنین: رأَیت قوماً جَافِلة جِبَاهُهم یقتلون الناس؛ الجافل: القائمُ الشَّعَر المُنْتَفِشُه، و قیل: الجَافِل المنزعج، أَی منزعجةً جِباهُهم كما یَعْرض للصبیان. و جَزَّ جَفِیلَ الغنم و جُفَالَها أَی صوفَها؛ عن اللحیانی؛ و منه قول العرب فیما تضعه علی لسان الضائنة: أُوَلَّد رُخالًا، و أُحْلَب كُثَباً ثِقالًا، و أُجَزُّ جُفالًا، و لم تَرَ مِثْلی مالًا؛ قوله جُفالًا أَی أُجَزّ بِمَرَّة واحدة، و ذلك أَن الضائنة إِذا جُزَّت فلیس یسقط من صوفها إِلی الأَرض شی‌ء حتی یُجَزّ كله و یسقط أَجمع. و الجُفال من الزَّبَد كالجُفاء، و كان رؤبة یقرأُ: فأَما الزَّبَد فیذهب جُفالًا، لأَنه لم یكن من لغته جَفأَتِ القِدْرُ و لا جَفَأَ السَّیل. و الجُفَالَة: الزَّبَد الذی یعلو اللبن إِذا حُلِب، و قال اللحیانی: هی رَغْوة اللبن، و لم یَخُصَّ وقت الحَلْب. و یقال لرَغْوة القِدْر جُفَال. و الجُفَال: ما نفاه السیل. و جُفَالة القِدْر: ما أَخذته من رأْسها بالمِغْرَفة. و ضَرَبَه ضَرْبَةً فَجَفَلَه أَی صَرَعَه و أَلقاه إِلی الأَرض. و‌فی حدیث أَبی قتادة: كان مع النبی، صلی الله علیه و سلم، فی سفر فَنَعَس رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی راحلته حتی كاد یَنْجَفِلُ عنها‌أَی ینقلب و یسقط عنها؛ قال أَبو النجم یصف إِبلًا: یَجْفِلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِلُ، لأْیاً بِلأْیٍ فی المَراغِ المُسْهِل یرید: یَقْلِبها سَنامها من ثِقَله، إِذا تمرَّغت ثم أَرادت الاستواء قَلَبها ثِقَلُ أَسْنِمتها؛ و قال فی المحكم: معناه أَن یصرعها سَنامُها لعِظَمه كأَنه أَراد سنام منها مجفل، و بالَغَ بِكُلّ كما تقول أَنت عالم كُلُّ عالم. و‌فی حدیث الحسن: أَنه ذكر النار فأَجْفَلَ مَغْشیّاً علیه‌أَی خرَّ إِلی الأَرض. و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا یهودیّاً حَمَل امرأَة مسلمة علی حِمار، فلما خرج من المدینة جَفَلَها ثم تَجَثَّمها لینكحها، فأُتِیَ به عمر فقتله، أَی أَلقاها إِلی الأَرض و علاها. و‌فی حدیث ابن عباس: سأَله رجل فقال آتِی البحر فأَجدُه قد جَفَلَ سَمَكاً كثیراً، فقال: كُلْ ما لم تَرَ شیئاً طافیاً، أَی أَلقاه وَ رَمی به إِلی البَرِّ و الساحل. و الجَفُول: المرأَة الكبیرة العجوز؛ قال: سَتَلْقی جَفُولًا أَو فَتاةً كأَنَّها، إِذا نُضِیَت عنها الثِّیابُ، غَرِیر أَی ظَبْیٌ غَرِیر. و الجَفْل: لُغَة فی الجَثْل، و هو ضَرب من النمل سُودٌ كِبار. و الجَفْل و الجِفْل: خِثْیُ الفیل، و جمعه أَجْفَال؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد ابن بری لجریر: قَبَح الإِله بَنی خَضافِ و نِسْوَةً، بات الخَزِیرُ لَهُنَّ كالأَجْفَال
لسان العرب، ج‌11، ص: 116
و الجَفْل: تَصْلِیع الفیل و هو سَلْحُه. و قد جَفَلَ الفِیلُ إِذا بات یَجْفِلُ. و جَیْفَلُ: من أَسماء ذی القِعدة. قال ابن سیدة: أُراها عادِیَّة. و الجُفُول: اسم موضع؛ قال الراعی: تَرَوَّحْنَ من حَزْمِ الجُفُول، فأَصْبَحَتْ هِضابُ شَرَوْرَی دُونَها و المُضَیَّحُ

جلل؛ ج11، ص: 116

: اللهُ الجَلیلُ سبحانه ذو الجَلال و الإِكرام، جَلَّ جَلال الله، و جَلالُ الله: عظمتُه، و لا یقال الجَلال إِلا لله. و الجَلِیل: من صفات الله تقدس و تعالی، و قد یوصف به الأَمر العظیم، و الرجل ذو القدر الخَطِیر. و‌فی الحدیث: أَلِظُّوا بیا ذا الجَلال و الإِكرام؛ قیل: أَراد عَظِّمُوه، و جاء تفسیره فی بعض اللغات: أَسْلِمُو؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بالحاء المهملة و هو من كلام أَبی الدرداء فی الأَكثر؛ و هو سبحانه و تعالی الجَلِیلُ الموصوف بنعوت الجَلال، و الحاوی جمیعَها، هو الجَلِیلُ المُطْلَق و هو راجع إِلی كمال الصفات، كما أَن الكبیر راجع إِلی كمال الذات، و العظیم راجع إِلی كمال الذات و الصفات. و جَلَّ الشی‌ءُ یَجِلُّ جَلالًا و جَلالةً و هو جَلٌّ و جَلِیلٌ و جُلال: عَظُم، و الأُنثی جَلِیلة و جُلالة. و أَجَلَّه: عَظَّمه، یقال جَلَّ فلان فی عَینی أَی عَظُم، و أَجْلَلته رأَیته جَلِیلًا نَبیلًا، و أَجْلَلْتُه فی المرتبة، و أَجْلَلْتُه أَی عَظَّمته. و جَلَّ فلان یَجِلُّ، بالكسرِ، جَلالَةً أَی عَظُم قَدْرُه فهو جَلِیل؛ و قول لبید: غَیْرَ أَن لا تَكْذِبَنْها فی التقَی، و اجْزِها بالبِرِّ لله الأَجَلّ یعنی الأَعظم؛ و قول أَبی النجم: الحمدُ الله العَلِیِّ الأَجْلَل، أَعْطی فلم یَبْخَل و لم یُبَخَّل یرید الأَجَلَّ فأَظهر التضعیف ضرورة. و التَّجِلَّة: الجَلالة، اسم كالتَّدْوِرَة و التَّنْهیَة؛ قال بعض الأَغْفال: و مَعْشَرٍ غِیدٍ ذَوی تَجِلَّه، تَری علیهم للندی أَدِلَّه و أَنشد ابن بری للیلی الأَخْیَلیة: یُشَبَّهون مُلوكاً فی تَجِلَّتِهم، و طُولِ أَنْضِیَةِ الأَعْناقِ و اللِّمَم و جُلُّ الشی‌ءِ و جُلاله: معظمه. و تَجَلَّلَ الشی‌ءَ: أَخَذ جُلَّه و جُلاله. و یقال: تَجَلَّلِ الدراهمَ أَی خُذْ جُلالها. و تَجَالَلْت الشی‌ء تَجَالًّا و تَجَلَّلت إِذا أَخذت جُلاله و تداققته إِذا أَخذت دُقاقه؛ و قول ابن أَحمر: یا جَلَّ ما بَعُدَتْ علیك بِلادُنا و طِلابُنا، فابْرُقْ بأَرضك و ارْعُدِ یعنی ما أَجَلَّ ما بَعُدت. و التَّجالُّ: التعاظم. یقال: فلان یَتَجالُّ عن ذلك أَی یترفع عنه. و‌فی حدیث جابر: تزوّجت امرأَة قد تَجَالَّتْ؛ تَجَالَّت أَی أَسَنَّت و كَبِرَتْ. و‌فی حدیث أُم صِبْیَة: كنا نكون فی المسجد نِسْوةً قد تَجَالَلْنَ‌أَی كَبِرْنَ. یقال: جَلَّتْ فهی جَلِیلَة، و تَجَالَّتْ فهی مُتَجَالَّة، و تَجَالَّ عن ذلك تَعاظم. و الجُلَّی: الأَمر العظیم؛ قال طَرَفة: و إِنْ أُدْعَ للجُلَّی أَكُنْ من حُماتِها، و إِن تَأْتِك الأَعداء بالجَهْد أَجْهَد و منه قول بَشامة بن حَزْن النَّهْشَلی:
لسان العرب، ج‌11، ص: 117
و إِنْ دَعَوْتُ إِلی جُلَّی و مَكْرُمَة، یوماً، كِراماً من الأَقْوامِ، فادْعِینا قال ابن الأَنباری: من ضَمَّ الجُلَّی قَصَرَه، و من فتح الجیم مدّه، فقال الجَلَّاء الخصلة العظیمة؛ و أَنشد: كَمِیش الإِزارِ خارج نِصْفُ ساقِه، صَبُور علی الجَلّاءِ طَلَّاع أَنْجُد و قوم جِلَّة: ذوو أَخطار؛ عن ابن درید. و مِشْیَخة جِلَّة أَی مَسانٌّ، و الواحد منهم جَلِیل. و جَلَّ الرجل جَلالًا، فهو جَلِیل: أَسَنَّ و احْتُنِك؛ و أنشد ابن بری: یا مَنْ لِقَلْبٍ عند جُمْلٍ مُخْتَبَلْ عُلِّق جُمْلًا، بعد ما جَلَّت و جَلّ و‌فی الحدیث: فجاء إِبلیس فی صورة شیخ جَلِیل‌أَی مُسنٍّ، و الجمع جِلَّة، و الأُنثی جَلِیلة. و جِلَّة الإِبل: مَسَانُّها، و هو جمع جَلِیل مثل صَبیٍّ و صِبْیة؛ قال النمر: أَزْمانَ لم تأْخذ إِلیَّ سِلاحَها إِبِلی بجِلَّتِها، و لا أَبْكارِها و جَلَّت الناقةُ إِذا أَسَنَّت. و جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد أَی صغرت. و‌فی حدیث الضحاك بن سفیان: أَخذت جِلَّة أَموالهم‌أَی العِظام الكِبار من الإِبل، و قیل المَسانُّ منها، و قیل هو ما بین الثَّنِیِّ إِلی البازل؛ و جُلُّ كل شی‌ء، بالضم: مُعْظَمه، فیجوز أَن یكون أَراد أَخذت معظم أَموالهم. قال ابن الأَعرابی: الجِلَّة المَسانُّ من الإِبل، یكون واحداً و جمعاً و یقع علی الذكر و الأُنثی؛ بعیرٌ جِلَّةٌ و ناقة جِلَّة، و قیل الجِلَّة الناقة الثَّنِیَّة إِلی أَن تَبْزُل، و قیل الجِلَّة الجَمل إِذا أَثْنی. و هذه ناقة قد جَلَّت أَی أَسَنَّت. و ناقة جُلالة: ضَخْمة. و بَعِیر جُلال: مخرج من جلیل. و ما له دقیقة و لا جَلِیلة أَی ما له شاة و لا ناقة. و جُلُّ كل شی‌ء: عُظْمه. و یقال: ما له دِقٌّ و لا جِلٌّ أَی لا دقیق و لا جَلِیل. و أَتیته فما أَجَلَّنِی و لا أَحْشانی أَی لم یعطنی جَلِیلة و لا حاشیة و هی الصغیرة من الإِبل. و فی المثل: غَلَبَتْ جِلَّتَها حواشیها؛ قال الجوهری: الجَلِیلة التی نُتِجَتْ بطناً واحداً، و الحَواشی صغار الإِبل. و یقال: ما أَجَلَّنِی و لا أَدَقَّنی أَی ما أَعطانی كثیراً و لا قلیلًا؛ و قول الشاعر: بَكَتْ فأَدَقَّتْ فی البُكا و أَجَلَّتِ أی أَتت بقلیل البكاء و كثیره. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم اغفر لی ذنبی كُلَّه دِقَّه و جِلَّه‌أَی صغیره و كبیره. و الجَلَل: الشی‌ء العظیم و الصغیر الهَیِّن، و هو من الأَضداد فی كلام العرب، و یقال للكبیر و الصغیر جَلَل؛ و قال إمرؤ القیس لما قُتل أَبوه: بِقَتْلِ بَنِی أَسَدٍ رَبَّهُم، أَلا كُلُّ شی‌ء سواه جَلَل أَی یسیرٌ هین؛ و مثله للبید: كُلُّ شی‌ءٍ، ما خلا الله، جَلَل و الفتی یَسْعی و یُلْهِیه الأَمَل و قال المثقب العبدی: كُلُّ یومٍ كان عَنَّا جَلَلًا، غیرَ یومِ الحِنْو من یقطع قَطَر و أَنشد ابن درید: إِن یُسْرِ عَنْكَ الله رُونَتَها، فعَظِیمُ كلِّ مُصِیبةٍ جَلَلُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 118
و الرُّونة: الشدّة؛ قال: و قال زویهر بن الحرث الضبی: و كان عَمِیَدنا و بَیْضَةَ بَیتِنا، فكلُّ الذی لاقَیْت من بعدِه جَلَل و‌فی حدیث العباس: قال یوم بدر القَتْلی جَلَلٌ ما عدا محمداً‌أَی هَیِّنٌ یسیر. و الجَلَل: من الأَضداد یكون للحقیر و للعظیم؛ و أَنشد أَبو زید لأَبی الأَخوص الریاحی: لو أَدْرَكَتْه الخَیْلُ، و الخَیْلُ تَدَّعی بِذِی نَجَبٍ، ما أَقْرَبَتْ و أَجَلَّتِ أَی دَخَلت فی الجَلَل و هو الأَمر الصغیر. قال الأَصمعی: یقال هذا الأَمر جَلَل فی جَنْب هذا الأَمر أَی صغیر یسیر. و الجَلَل: الأَمر العظیم؛ قال الحرث بن وعلة «1» بن المجالد بن یثربی بن الرباب بن الحرث بن مالك بن سنان بن ذهل بن ثعلبة: قَوْمی هُمُ قَتَلوا أُمَیْمَ أَخِی، فإِذا رَمَیْتُ یُصِیبُنی سَهْمی فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلًا، و لئن سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمی و أَما الجَلیل فلا یكون إِلا للعظیم. و الجُلَّی: الأَمر العظیم، و جمعها جُلَل مثل كُبْری و كُبَر. و‌فی الحدیث: یَسْتُر المصلّیَ مِثْلُ مُؤَخِرة الرَّحْل فی مِثْلِ جُلَّة السَّوْط‌أَی فی مثل غِلَظِه. و‌فی حدیث أُبیّ بن خَلَف: إِن عندی فرساً أُجِلُّها كل یوم فَرَقاً من ذرة أَقْتُلك علیها، فقال: علیه السلام: بل أَنا أَقْتُلك علیها، إِن شاء الله؛ قال ابن الأَثیر: أَی أَعلفها إِیاه فوضع الإِجْلال موضع الإِعطاء و أَصله من الشی‌ء الجَلِیل؛ و قول أَوس یَرْثی فضالة: و عَزَّ الجَلُّ و الغالی فسره ابن الأَعرابی بأَن الجَلَّ الأَمر الجَلِیل، و قوله و الغالی أَی أَن موته غالٍ علینا من قولك غَلا الأَمر زاد و عَظُم؛ قال ابن سیدة: و لم نسمع الجَلَّ فی معنی الجَلِیل إِلَّا فی هذا البیت. و الجُلْجُل: الأَمر العظیم كالجَلَل. و الجِلُّ: نقیض الدِّقِّ. و الجُلال: نقیض الدُّقاق. و الجُلال، بالضم: العظیم. و الجُلالة: الناقة العظیمة. و كل شی‌ء یَدِقُّ فجُلاله خلاف دُقاقه. و یقال: جِلَّة جَریمة للعِظام الأَجْرام. و جَلَّل الشی‌ءُ تجلیلًا أَی عَمَّ. و المُجَلِّل: السحاب الذی یُجَلِّل الأَرض بالمطر أَی یعم. و‌فی حدیث الاستسقاء: وابِلًا مُجَلِّلًا‌أَی یُجَلِّل الأَرض بمائه أَو بنباته، و یروی بفتح اللام علی المفعول. و الجِلُّ من المتاع: القُطُف و الأَكسیة و البُسُط و نحوه؛ عن أَبی علی. و الجَلُّ و الجِلُّ، بالكسر: قَصَب الزرع و سُوقه إِذا حُصِد عنه السُّنبل. و الجُلَّة: وعاء یتخذ من الخوص یوضع فیه التمر یكنز فیها، عربیة معروفة؛ قال الراجز: إِذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابطُنْ له، فوق قُصَیراه و تَحْتَ الجُلَّه یعنی جَمَلًا علیه جُلَّة فهو بها مُوقَر، و الجمع جِلال و جُلَل؛ قال: باتوا یُعَشُّون القُطَیْعاء جارهم، و عندهُمُ البَرْنیُّ فی جُلَل دُسْم
(1). قوله [قال الحرث بن وعلة] هكذا فی الأصل، و الذی فی الصحاح: وعلة بن الحرث
لسان العرب، ج‌11، ص: 119
و قال: یَنْضَح بالبول، و الغُبار علی فَخْذَیه، نَضْحَ العِیدیَّة الجُلَلا و جُلُّ الدابة و جَلُّها: الذی تُلْبَسه لتُصان به؛ الفتح عن ابن درید، قال: و هی لغة تمیمیة معروفة، و الجمع جِلال و أَجْلال؛ قال كثیِّر: و تری البرق عارضاً مُسْتَطِیراً، مَرَحَ البُلْق جُلْنَ فی الأَجْلال و جمع الجِلال أَجِلَّة. و جِلال كل شی‌ء: غِطاؤه نحو الحَجَلة و ما أَشبهها. و تجلیل الفرس: أَن تُلْبِسه الجُلَّ، و تَجَلَّلَه أَی عَلاه. و‌فی الحدیث: أَنه جَلَّلَ فرساً له سَبَق بُرْداً عَدَنِیّاً‌أَی جعل البُرْد له جُلًّا. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یُجَلِّل بُدْنه القَباطِیَّ.و‌فی حدیث علی: اللهم جَلِّل قَتلة عثمان خِزْیاً‌أَی غَطِّهم به و أَلْبِسْهم إِیاه كما یتجلل الرجل بالثوب. و تجَلَّلَ الفحل الناقة و الفرس الحِجْر: علاها. و تجَلَّلَ فلان بعیره إِذا علا ظهره. و الجَلَّة و الجِلَّة: البَعَر، و قیل: هو البعر الذی لم ینكسر، و قال ابن درید: الجِلَّة البَعَرة فأَوقع الجِلَّة علی الواحدة. و إِبِل جَلَّالة: تأْكل العَذِرة، و قد نهی عن لحومها و أَلبانها. و الجَلَّالة: البقرة التی تتبع النجاسات، و‌نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن أَكل الجلَّالة و ركوبها؛ و‌فی حدیث آخر: نهی عن لبن الجلَّالة؛ و الجلَّالة من الحیوان: التی تأْكل الجِلَّة و العَذِرة. و الجِلَّة: البعر فاستعیر و وضع موضع العَذِرة، یقال: إِن بنی فلان وَقودهم الجِلَّة و وقودهم الوَأْلة و هم یَجْتَلُّون الجِلَّة أَی یلقطون البعر. و یقال: جَلَّت الدابة الجِلَّة و اجْتَلَّتها فهی جَالَّة و جَلَّالة إِذا التقطتها. و‌فی الحدیث: فإِنما قَذِرَتْ علیكم جَالَّة القُری.و‌فی الحدیث الآخر: فإِنما حَرَّمتها من أَجل جَوَالِّ القَرْیة؛ الجَوَالُّ، بتشدید اللام: جمع جَالَّة كسامَّة و سَوامّ. و‌فی حدیث ابن عمر: قال له رجل إِنی أُرید أَن أَصحبك، قال: لا تصحبنی علی جَلَّال، و قد تكرر ذكرها فی الحدیث، فأَما أَكل الجلَّالة فحلال إِن لم یظهر النتن فی لحمها، و أَما ركوبها فلعله لما یكثر من أَكلها العَذِرة و البعر، و تكثر النجاسة علی أَجسامها و أَفواهها و تلمس راكبها بفمها و ثوبه بِعَرَقها و فیه أَثر العَذِرة أَو البعر فیتنجس. و جَلَّ البَعَر یَجُلُّه جَلًّا: جَمعه و التقطعه بیده. و اجْتَلَّ اجْتِلالًا: التقط الجِلَّة للوقود، و منه سمیت الدابة التی تأْكل العذرة الجَلَّالة، و اجْتَلَلت البعر. الأَصمعی: جَلَّ یَجُلُّ جَلًّا إِذا التقط البعر و اجْتَلَّه مثله؛ قال ابن لجَإٍ یصف إِبلًا یَكْفی بعرُها من وَقود یُسْتَوقد به من أَغصان الضَّمْران: یحسب مُجْتَلّ الإِماءِ الحرم، من هَدَب الضَّمْران، لم یُحَطَّم «2» و یقال: خرجت الإِماء یَجْتَلِلْن أی یلتقطن البعر. و یقال: جَلَّ الرجلُ عن وطنه یَجُلُّ و یجِلُّ جُلُولًا «3» و جلا یَجْلو جَلاء و أَجْلی یُجْلی إِجلاء إِذا أَخْلی موطنِه. و جَلَّ القومُ من البلد یَجُلُّون، بالضم، جُلولًا أَی جَلَوا و خرجوا إِلی بلد آخر، فهم جالَّة. ابن سیدة: و جَلَّ القومُ عن منازلهم یَجُلُّون جُلولًا جَلَوا؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للعجاج:
(2). قوله [یحسب إلخ] كذا فی الأَصل هنا، و تقدم فی ضمر: بحسب بموحدة و فتح الحاء و سكون السین و الخرم بضم المعجمة و تشدید الراء، و قوله لم یحطم سبق أیضاً فی المادة المذكورة لم یحزم. (3). قوله [یجلُّ جلولًا] قال شارح القاموس: من حد ضرب، و اقتصر الصاغانی علی یجل من حد نصر، و جمع بینهما ابن مالك و غیره و هو الصواب
لسان العرب، ج‌11، ص: 120
كأَنَّما نجومها، إِذ وَلَّتِ، عُفْرٌ، و صِیرانُ الصَّریم جَلَّتِ و منه یقال: اسْتُعْمِل فلان علی الجالِیَة و الجَالَّة، و هم أَهل الذمة، و إِنما لزمهم هذا الاسم لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَجْلی بعض الیهود من المدینة و أَمر بإِجلاء من بقی منهم بجزیرة العرب، فأَجْلاهم عمر بن الخطاب فسُمُّوا جالِیة للزوم الاسم لهم، و إِن كانوا مقیمین بالبلاد التی أَوْطَنوها. و هذه ناقة تَجِلُّ عن الكلال: معناه هی أَجَلُّ من أَن تَكِلّ لصلابتها. و فعلت ذلك من جَرَّاك و من جُلِّك؛ ابن سیدة: فعله من جُلِّك و جَلَلِك و جَلالِك و تَجِلَّتِك و إِجلالِك و من أَجْل إِجْلالك أَی من أَجلك؛ قال جمیل: رَسمِ دارٍ وَقَفْتُ فی طَلَله، كِدْتُ أَقْضی الغَداة من جَلَله أَی من أَجله؛ و یقال: من عِظَمه فی عینی؛ قال ابن بری و أَنشده ابن السكیت: كدت أَقضی الحیاة من جَلَله قال ابن سیدة: أَراد ربَّ رسم دار فأَضمر رب و أَعملها فیما بعدها مضمرة، و قیل: من جَلَلك أَی من عَظَمتك. التهذیب: یقال فعلت ذلك من جَلَل كذا و كذا أَی من عِظَمه فی صدری؛ و أَنشد الكسائی علی قولهم فعلته من جَلالِك أَی من أَجلك قول الشاعر: حَیائیَ من أَسْماءَ، و الخَرْقُ بیننا، و إِكْرامِیَ القومَ العِدی من جَلالِها و أَنت جَلَلْت هذا علی نفسك تجُلُّه أَی جَرَرْته یعنی جَنَیته؛ هذه عن اللحیانی. و المَجَلَّة: صحیفة یكتب فیها. ابن سیدة: و المَجَلَّة. الصحیفة فیها الحكمة؛ كذلك روی بیت النابغة بالجیم: مَجَلَّتُهم ذاتُ الإِله، و دِینُهم قَوِیم فما یَرْجُون غیر العواقب یرید الصحیفة لأَنهم كانوا نصاری فَعَنی الإِنْجیل، و من روی‌مَحَلَّتهم … أَراد الأَرض المقدّسة و ناحیة الشام و البیت المقدَّس، و هناك كان بنو جَفْنة؛ و قال الجوهری: معناه أَنهم یحُجُّون فَیَحِلُّون مواضع مقدسة؛ قال أَبو عبید: كل كتاب عند العرب مَجَلَّة. و‌فی حدیث سوید بن الصامت: قال لرسول الله، صلی الله علیه و سلم: لعل الذی معك مثل الذی معی، فقال: و ما الذی معك؟ قال: مَجَلَّة لقمان؛ كل كتاب عند العرب مَجَلَّة، یرید كتاباً فیه حكمة لقمان. و منه‌حدیث أَنس: أُلقی إِلینا مَجالُّ؛ هی جمع مَجَلَّة یعنی صُحُفاً قیل إِنها معرَّبة من العبرانیة، و قیل: هی عربیة، و قیل: مَفْعَلة من الجلال كالمذلة من الذل. و الجَلِیل: الثُّمام، حِجازیَّة، و هو نبت ضعیف یحشی به خَصاص البیوت، واحدته جَلِیلة؛ أَنشد أَبو حنیفة لبلال: أَلا لیت شعری هل أَبیتَنَّ لیلة بفَجٍّ، و حَوْلی إِذْخِر و جَلِیل؟ و هل أَرِدَنْ یوماً مِیاه مَجَنَّةٍ؟ و هل یَبْدُوَنْ لی شامَةٌ و طَفِیل؟ و قیل: هو الثُّمام إِذا عظم و جَلَّ، و الجمع جَلائل؛ قال الشاعر: یلوذ بجَنْبَیْ مَرْخَة و جَلائل
لسان العرب، ج‌11، ص: 121
و ذو الجَلِیل: واد لبنی تمیم یُنبت الجَلِیل و هو الثمام. و الجَلُّ، بالفتح: شراع السفینة، و جمعه جُلُول، قال القطامی: فی ذی جُلُول یُقَضِّی الموتَ صاحبُه، إِذا الصَّرارِیُّ من أَهواله ارتَسما قال ابن بری: و قد جمع علی أَجْلال؛ قال جریر: رَفَعَ المَطِیّ بها و شِمْت مجاشعاً و الزَّنْبَرِیّ یَعُوم ذو الأَجْلال «1». و قال شمر فی قول العجاج: و مَدَّه، إِذ عَدَل الجَلیُّ، جَلٌّ و أَشْطانٌ و صَرَّاریُّ یعنی مَدَّ هذا القُرْقورَ أَی زاد فی جَرْیه جَلٌّ، و هو الشِّراع، یقول: مَدَّ فی جریه، و الصُّرَّاء: جمع صارٍ و هو مَلَّاح مثل غازٍ و غُزَّاء. و قال شمر: رواه أَبو عدنان الملاح جُلٌّ و هو الكساء یُلْبَس السفینة، قال: و رواه الأَصمعی جَلٌّ، و هو لغة بنی سعد بفتح الجیم. و الجُلُّ: الیاسمین، و قیل: هو الورد أَبیضه و أَحمره و أَصفره، فمنه جَبَلیّ و منه قَرَویّ، واحدته جُلَّة؛ حكاه أَبو حنیفة قال: و هو كلام فارسی، و قد دخل فی العربیة؛ و الجُلُّ الذی فی شعر الأَعشی فی قوله: و شاهِدُنا الجُلُّ و الیاسمین و المُسْمِعاتُ بقُصَّابها هو الورد، فارسی معرّب؛ و قُصَّابها: جمع قاصب و هو الزامر، و یروی بأَقصابها جمع قُصْب. و جَلُولاء، بالمد: قریة بناحیة فارس و النسبة إِلیها جَلُولیٌّ، علی غیر قیاس مثل حَرُورِی فی النسبة إِلی حَرُوراء. و جَلٌّ و جَلَّان: حَیَّان من العرب؛ و أَنشد ابن بری: إِنا وجدنا بنی جَلَّان كُلَّهمُ، كساعد الضب لا طُول و لا قِصَر أَی لا كذی طول و لا قِصَر، علی البدل من ساعد؛ قال: كذلك أَنشده أَبو علی بالخفض. و جَلٌّ: اسم؛ قال: لقد أَهْدَت حُبابَة بنتُ جَلٍّ، لأَهل حُباحبٍ، حَبْلًا طویلا و جَلُّ بن عَدِیّ: رجل من العرب رَهْط ذی الرمة العَدَوی. و قوله‌فی الحدیث: قال له رجل التقطت شبكة علی ظَهْر جَلَّال؛ قال: هو اسم لطریق نجد إِلی مكة، شرفها الله تعالی. و التَّجَلْجُل: السُّؤُوخ فی الأَرض أَو الحركة و الجوَلان. و تَجَلْجَل فی الأَرض أَی ساخ فیها و دخل. یقال: تَجَلْجَلَت قواعدُ البیت أَی تضعضعت. و‌فی الحدیث: أَن قارون خرج علی قومه یتبختر فی حُلَّة له فأَمر الله الأَرض فأَخذته فهو یتجلجل فیها إِلی یوم القیامة.و‌فی حدیث آخر: بینا رجل یَجُرُّ إزاره من الخُیَلاء خُسِفَ به فهو یتَجَلْجل إلی یوم القیامة؛ قال ابن شمیل: یتجلجل یتحرك فیها أَی یغوص فی الأَرض حین یُخسف به. و الجَلْجَلَة: الحركة مع الصوت أَی یَسُوخ فیها حین یُخْسف به. و قد تَجَلْجَل الریحُ تَجَلْجُلًا، و الجَلْجَلَة: شدة الصوت و حِدَّته، و قد جَلْجَلَهُ؛ قال:
(1). قوله [و الزنبری إلخ] هكذا فی الأَصل هنا، و تقدم مثل هذا الشطر فی ترجمة زنبر بلفظ كالزنبری یقاد بالأجلال
لسان العرب، ج‌11، ص: 122
یَجُرُّ و یَسْتأْبی نَشَاصاً كأَنه، بغَیْفَة لَمّا جَلْجَلَ الصوتَ، جالب و الجَلْجَلَة: صوت الرعد و ما أَشبهه. و المُجَلْجِل من السحاب: الذی فیه صوت الرعد. و سحابٌ مُجَلْجِل: لرعده صوت. و غیث جَلْجَال: شدید الصوت، و قد جَلْجَلَ و جَلْجَلَهُ: حرّكه. ابن شمیل: جَلْجَلْت الشی‌ء جَلْجَلَة إِذا حركته بیدك حتی یكون لحركته صوت، و كل شی‌ء تحرَّك فقد تَجَلْجَلَ. و سمعنا جَلْجَلَة السَّبُع: و هی حركته. و تَجَلْجَل القومُ للسفر إِذا تحرَّكوا له. و خَمِیسٌ جَلْجَال: شدید. شمر: المُجَلْجَل المنخول المغربل؛ قال أَبو النجم: حتی أَجالته حَصًی مُجَلْجَلا أَی لم تترك فیه إِلا الحصی المُجَلْجَل. و جَلْجَلَ الفرسُ: صفا صَهِیله و لم یَرِقَّ و هو أَحسن ما یكون، و قیل: صفا صوته و رَقَّ، و هو أَحسن له. و حمار جُلاجِل، بالضم: صافی النَّهیق. و رجل مُجَلْجَل: لا یَعْدِله أَحد فی الظَّرْف. التهذیب: المُجَلْجِل السید القوی و إِن لم یكن له حسب و لا شرف و هو الجری‌ء الشدید الدافع «1» … و اللسان، و قال شمر: هو السید البعید الصوت؛ و أَنشد ابن شمیل: جلجل سِنَّك خیر الأَسنان، لا ضَرَع السنّ و لا قَحْمٌ فان قال أَبو الهیثم: و من أَمثالهم فی الرجل الجری‌ء إِنه لیُعَلِّق الجُلْجُل؛ قال أَبو النجم: إِلا امْرأً یَعْقِد خَیْط الجُلْجُل یرید الجری‌ء یخاطر بنفسه؛ التهذیب: و قوله: یُرْعد إِن یُرْعد فؤادُ الأَعزل، إِلَّا امرأً یَعْقِدُ خیط الجُلْجُل یعنی راعیه الذی قام علیه و رباه و هو صغیر یعرفه فلا یؤذیه؛ قال الأَصمعی: هذا مثل، یقول: فلا یتقدم علیه إِلَّا شجاع لا یبالیه، و هو صعب مشهور، كما یقال من یُعَلِّق الجُلْجُل فی عنقه. ابن الأَعرابی: جَلْجَل الرجلُ إِذا ذهب و جاء. و غلام جُلْجُل و جُلاجِل: خفیف الروح نَشِیط فی عمله. و المُجَلْجَل: الخالص النسب. و الجُلْجُل: معروف، واحد الجَلاجِل. و الجُلْجُل: الجَرَس الصغیر، و صوته الجَلْجَلة. و‌فی حدیث السفر: لا تصحب الملائكةُ رفقة فیها جُلْجُل؛ هو الجرس الصغیر الذی یعلق فی أَعناق الدواب و غیرها. و الجَلْجَلة: تحریك الجُلْجُل. و إِبل مُجَلْجَلة: تعلق علیها الأَجراس؛ قال خالد بن قیس التمیمی: أَیا ضَیَاع المائة المُجَلْجَله و الجُلْجُل: الأَمر الصغیر و العظیم مثل الجَلَل؛ قال: و كنت، إِذا ما جُلْجُل القوم لم یَقُم به أَحد، أَسْمو له و أَسُور و الجُلْجُلان: ثمرة الكُزْبُرة، و قیل حَبُّ السِّمسم. و قال أَبو الغوث: الجُلْجُلان هو السمسم فی قشره قبل أَن یحصد. و‌فی حدیث ابن جریج: و ذكر الصدقة فی الجُلْجُلان هو السمسم، و قیل: حب كالكُزْبُرة، و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَدَّهِن عند إِحرامه بدُهْن جُلْجُلان.ابن الأَعرابی: یقال لما فی جوف التین من الحب الجُلْجُلان؛ و أَنشد غیره لوَضّاح:
(1). ترك هنا بیاض بأصله، و عبارة القاموس: و الجری‌ء الدفاع المنطیق
لسان العرب، ج‌11، ص: 123
ضحِك الناس و قالوا: شِعْر وضّاح الكبانی، إِنما شِعْرِیَ مِلْح قد خُلِطْ بجُلْجُلانِ و جُلْجُلان القلب: حَبَّته و مُنَّته. و عَلِمَ ذلك جُلْجُلان قلبه أَی علِمَ ذلك قلبه. و یقال: أَصبت حبَّة قلبه و جُلْجُلان قلبه و حَمَاطة قلبه. و جَلْجَل الشی‌ءَ: خلطه. و جَلاجِل و جُلاجِل و دارة جُلْجُل، كلها: مواضع، و جَلاجِل، بالفتح: موضع، و قیل جبل من جبال الدَّهناء؛ و منه قول ذی الرمة: أَیا ظبیة الوَعْساء، بین جَلاجِل و بین النَّقَا، آ أَنتِ أَمْ أُمُّ سالم؟ و یروی بالحاء المضمومة؛ قال ابن بری: روت الرواة هذا البیت فی كتاب سیبویه جُلاجِل، بضم الجیم لا غیر، و الله أَعلم.

جمل؛ ج11، ص: 123

: الجَمَل: الذَّكَر من الإِبل، قیل: إِنما یكون جَمَلًا إِذا أَرْبَعَ، و قیل إِذا أَجذع، و قیل إِذا بزَل، و قیل إِذا أَثْنَی؛ قال: نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل، الموت أَحلی عندنا من العسل اللیث: الجَمَل یستحق هذا الاسم إِذا بَزَل، و قال شمر: البَكْر و البَكْرة بمنزلة الغلام و الجاریة، و الجَمَل و الناقة بمنزلة الرجل و المرأَة. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیٰاطِ؛ قال الفراء: الجَمَل هو زوج الناقة. و قد ذكر عن ابن عباس أَنه قرأَ: الجُمَّل، بتشدید المیم، یعنی الحِبَال المجموعة، و روی عن أَبی طالب أَنه قال: رواه القراء الجُمَّل، بتشدید المیم، قال: و نحن نظن أَنه أَراد التخفیف؛ قال أَبو طالب: و هذا لأَن الأَسماء إِنما تأْتی علی فَعَل مخفف، و الجماعة تجی‌ء علی فُعَّل مثل صُوَّم و قُوَّم. و قال أَبو الهیثم: قرأَ أَبو عمرو و الحسن و هی قراءة ابن مسعود: حتی یلج الجُمَل، مثل النُّغَر فی التقدیر. و حكی عن ابن عباس: الجُمَّل، بالتثقیل و التخفیف أَیضاً، فأَما الجُمَل، بالتخفیف، فهو الحَبْل الغلیظ، و كذلك الجُمَّل، مشدد. قال ابن جنی: هو الجُمَل علی مثال نُغَر، و الجُمْل علی مثال قُفْل، و الجُمُل علی مثال طُنُب، و الجَمَل علی مثال مَثَل؛ قال ابن بری: و علیه فسر قوله حَتّٰی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیٰاطِ، فأَما الجُمْل فجمع جَمَل كأَسَد و أُسْد. و الجُمُل: الجماعة من الناس. و حكی عن عبد الله و أُبَیٍّ: حَتّٰی یَلِجَ الْجُمَّلُ. الأَزهری: و أَما قوله تعالی: جِمَالات صُفْر، فإِن الفراء قال: قرأَ عبد الله و أَصحابه جِمٰالَتٌ، و‌روی عن عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، أَنه قرأَ: جِمَالات، قال: و هو أَحَبُّ إِلیَّ لأَن الجِمَال أَكثر من الجِمَالة فی كلام العرب، و هو یجوز كما یقال حَجَر و حِجَارة و ذَكَر و ذِكَارة إِلّا أَن الأَول أَكثر، فإِذا قلت جِمالات فواحدها جِمَال مثل ما قالوا رِجَال و رِجَالات و بُیُوت و بُیُوتات، و قد یجوز أَن یكون واحد الجِمَالات جِمَالة، و قد حكی عن بعض القراء جُمَالات، برفع الجیم، فقد یكون من الشی‌ء المجمل، و یكون الجُمَالات جمعاً من جمع الجِمال كما قالوا الرَّخْل و الرُّخال؛ قال الأَزهری: و‌روی عن ابن عباس أَنه قال الجِمَالات حِبَال السُّفن یجمع بعضها إِلی بعض حتی تكون كأَوساط الرجال؛ و‌قال مجاهد: جِمَالات حِبال الجُسور، و قال الزجاج: من قَرأَ جِمَالات فهو جمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 124
جِمالة، و هو القَلْس من قُلوس سُفُن البحر، أَو كالقَلْس من قُلوس الجُسور، و قرئت جِمٰالَتٌ صُفْرٌ، علی هذا المعنی. و‌فی حدیث مجاهد: أَنه قرأَ حتی یلج الجُمَّل، بضم الجیم و تشدید المیم، قَلْس السفینة.قال الأَزهری: كأَن الحَبْل الغلیظ سمی جِمَالة لأَنها قُوًی كثیرة جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة، و لعل الجُمْلة اشتقت من جُمْلة الحَبْل. ابن الأَعرابی: الجَامِل الجِمَال. غیره: الجامِل قَطِیع من الإِبل معها رُعْیانها و أَربابها كالبَقَر و الباقِر؛ قال الحطیئة: فإِن تكُ ذا مالٍ كثیرٍ فإِنَّهم لهم جَامِل، ما یَهْدأُ اللیلَ سامِرُه الجَامِل: جماعة من الإِبل تقع علی الذكور و الإِناث، فإِذا قلت الجِمَال و الجِمَالة ففی الذكور خاصة، و أَراد بقوله سامره الرِّعاء لا ینامون لكثرتهم. و فی المثل: اتَّخَذَ اللیلَ جَمَلًا، یضرب لمن یعمل باللیل عمله من قراءة أَو صلاة أَو غیر ذلك. و‌فی حدیث ابن الزبیر: كان یسیر بنا الأَبْرَدَیْن و یتخذ اللیل جَمَلًا، یقال للرجل إِذا سَرَی لیلته جَمْعاء أَو أَحیاها بصلاة أَو غیرها من العبادات: اتَّخَذَ اللیل جَمَلًا؛ كأَنه رَكِبه و لم ینم فیه. و‌فی حدیث عاصم: لقد أَدركت أَقواماً یتخذون هذا اللیل جَمَلًا یشربون النَّبِیذَ و یلبسون المُعَصْفَر، منهم زِرُّ بن حُبَیْش و أَبو وائل.قال أَبو الهیثم: قال أَعرابی الجَامِل الحَیّ العظیم، و أَنكر أَن یكون الجامل الجِمَال؛ و أَنشد: و جَامِل حَوْم یَرُوح عَكَرُه، إِذا دنا من جُنْحِ لیل مَقْصِرُه، یُقَرْقِر الهَدْرَ و لا یُجَرْجِرُه قال: و لم یصنع الأَعرابی شیئاً فی إِنكاره أَن الجَامِل الجِمَال؛ قال الأَزهری: و أَما قول طرفة: و جَاملٍ خَوَّعَ مِن نِیبِه زَجْرُ المُعَلَّی أُصُلًا و السَّفیح فإِنه دل علی أَن الجَامِل یجمع الجِمَال و النُّوق لأَن النِّیب إِناث، واحدتها ناب. و من أَمثال العرب: اتَّخَذَ اللیل جَمَلًا إِذا سَرَی اللیل كله. و اتخذ اللیل جَمَلًا إِذا ركبه فی حاجته، و هو علی المثل؛ و قوله: إِنی لِمَنْ أَنْكَرَنی ابنْ الیَثْرِبی، قَتَلْتُ عِلْباءً و هِنْدَ الجَمَلِی إِنما أَراد رجلًا كان من أَصحاب عائشة، و أصل ذلك‌أَن عائشة غَزَت عَلِیّاً علی جَمَل، فلما هزم أَصحابها ثبت منهم قوم یَحْمُون الجَمَل الذی كانت علیه. و جَمَل: أَبو حَیٍّ من مَذْحِجٍ، و هو جَمَل بن سعد العشیرة منهم هند بن عمرو الجَمَلیُّ، و كان مع علی، علیه السلام، فَقُتِل؛ و قال قاتله: قَتَلْتُ عِلْباءً و هِنْدَ الجَمَلِیّ قال ابن بری: هو لعمرو بن یثربی الضَّبِّی، و كان فارس بنی ضَبَّة یوم الجَمَل، قتله عمار بن یاسر فی ذلك الیوم؛ و تمام رجزه: قَتَلْتُ عِلْباءً و هِنْدَ الجَمَلِیّ، و ابْناً لصُوحانَ علی دین علی و حكی ابن بری: و الجُمَالة الخیل؛ و أَنشد: و الأُدْم فیه یَعْتَرِكْنَ، بجَوِّه، عَرْكَ الجُمَاله ابن سیدة: و قد أَوقعوا الجَمَل علی الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلیّ، و هذا نادر، قال: و لا أُحِقُّه، و الجَمْع
لسان العرب، ج‌11، ص: 125
أَجْمال و جِمَال و جُمْل و جِمَالات و جِمالة و جَمَائل؛ قال ذو الرمة: و قَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائِل، بعد ما تَقَوَّبَ، عن غِرْبانِ أَوْراكها، الخَطْرُ و‌فی الحدیث: هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائِلِهم؛ هی جمع جَمَل، و قیل: جمع جِمَالة، و جِمَالة جمع جَمَل كرِسالة و رَسائل. ابن سیدة: و قیل الجَمَالة الطائفة من الجِمَال، و قیل: هی القطعة من النوق لا جَمَل فیها، و كذلك الجَمَالَة و الجُمَالة؛ عن ابن الأَعرابی. قال ابن السكیت: یقال للإِبل إِذا كانت ذُكورة و لم یكن فیها أُنثی هذه جِمَالة بنی فلان، و قرئ: كَأَنَّهُ جِمٰالَتٌ صُفْرٌ. و الجَامِلُ: اسم للجمع كالباقر و الكالِب، و قالوا الجَمَّال و الجَمّالة كما قالوا الحَمّار و الحَمّارة و الخَیَّالة. و رَجُل جَامِل: ذو جَمَل. و أَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم. و الجَمَّالة: أَصحاب الجِمال مثل الخَیّالة و الحَمّارة؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذلی: حتی إِذا أَسْلكوهم فی قُتَائدة شَلًّا، كما تَطْرُد الجَمَّالةُ الشُّرُدا و اسْتَجْمَل البَعِیرُ أَی صار جَمَلًا. و اسْتَقْرَم بَكْر فلان أَی صار قَرْماً. و‌فی الحدیث: لكل أُناس فی جَمَلهم خُبْر، و یروی جُمَیْلهم، علی التصغیر، یرید صاحبهم؛ قال ابن الأَثیر: هو مثل یُضْرب فی معرفة كل قوم بصاحبهم یعنی أَن المُسَوَّد یُسَوَّد لمعنی، و أَن قومه لم یُسَوِّدوه إِلا لمعرفتهم بشأْنه؛ و‌یروی: لكل أُناس فی بَعِیرهم خُبْر، فاستعار البعیر و الجَمَل للصاحب. و‌فی حدیث عائشة: و سأَلتها امرأَة أَ أُوَخِّذ جَمَلِی؟ ترید زوجها أَی أَحبسه عن إِتیان النساء غیری، فكَنَتْ بالجَمَل عن الزَّوج لأَنه زوج الناقة. و جَمَّلَ الجَمَلَ: عَزَله عن الطَّرُوقة. و ناقة جُمَالیَّة: وَثیقة تشبه الجَمَل فی خِلْقتها و شدَّتها و عِظَمها؛ قال الأَعشی: جُمَالِیَّة تَغْتَلی بالرِّدَاف، إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِیرا و قول همیان: و قَرَّبُوا كلَّ جُمَالِیٍّ عَضِه، قَرِیبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه، كأَنما یُزْهَم عِرْقا أَبْیَضِه «2». یُزْهَم: یُجْعل فیهما الزَّهَم، أَراد كل جُمَالیَّة فحَمَل علی لفظ كُلّ و ذكَّر، و قیل: الأَصل فی هذا تشبیه الناقة بالجمل، فلما شاع ذلك و اطَّرد صار كأَنه أَصل فی بابه حتی عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة فی ذلك؛ و هذا كقول ذی الرمة: و رَمْلٍ، كأَوْراك النِّساءِ، قَطَعْتُه، إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ و هذا من حملهم الأَصل علی الفرع فیما كان الفرع أَفاده من الأَصل، و نظائره كثیرة، و العرب تفعل هذا كثیراً، أَعنی أَنها إِذا شبهت شیئاً بشی‌ء مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما و عَمَّت به وجه الحال بینهما، أَ لا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك المعنی بینهما بأَن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأَعملوه؟ و رجل جُمَالِیٌّ، بالضم و الیاء مشددة: ضَخْم الأَعضاء تامُّ الخَلْق علی التشبیه بالجَمَل لعظمه. و‌فی حدیث فضالة: كیف أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ علی المَنابر یَقْضون بالهَوَی و یَقْتلون بالغَضَب؛ الجُمَلاءُ
(2). قوله [كأنما یزهم] تقدم فی ترجمة بیض: ییجع بدل یزهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 126
: الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِیل. و‌فی حدیث الملاعنة: فإِن جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِیّاً فهو لفلان؛ الجُمَالیّ، بالتشدید: الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال؛ و قوله أَنشده أَبو حنیفة عن ابن الأَعرابی: إِنَّ لنا من مالنا جِمَالا، من خیر ما تَحْوِی الرجالُ مالا، یُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا إِنما عَنی بالجَمَل هنا النَّخل، شبهها بالجَمَل فی طولِها و ضِخَمها و إِتَائها. ابن الأَعرابی: الجَمَل الكُبَع؛ قال الأَزهری: أَراد بالجَمَل و الكُبَع سمكة بَحریَّة تدعی الجَمَل؛ قال رؤْبة: و اعْتَلَجتْ جِماله و لُخْمُه قال أَبو عمرو: الجَمَل سمكة تكون فی البحر و لا تكون فی العَذْب، قال: و اللُّخْمُ الكَوْسَجُ، یقال إِنه یأْكل الناس. ابن سیدة: و جَمَل البحر سمكة من سمكه قیل طوله ثلاثون ذراعاً؛ قال العجاج: كجَمَل البحر إِذا خاض حَسَر و‌فی حدیث أَبی عبیدة: أَنه أَذن فی جَمَل البحر؛ قیل: هو سمكة ضخمة شبیهة بالجَمَل یقال لها جَمَل البحر. و الجُمَیل و الجُمْلانة و الجُمَیلانة: طائر من الدخاخیل؛ قال سیبویه: الجُمَیل البُلْبل لا یتكلم به إِلَّا مصغَّراً فإِذا جمعوا قالوا جِمْلان. الجوهری: جُمَیل طائر جاءَ مصغراً، و الجمع جِمْلان مثل كُعَیْت و كِعْتان. و الجَمَال: مصدر الجَمِیل، و الفعل جَمُلَ. و قوله عز و جل: وَ لَكُمْ فِیهٰا جَمٰالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ؛ أَی بهاء و حسن. ابن سیدة: الجَمَال الحسن یكون فی الفعل و الخَلْق. و قد جَمُلَ الرجُل، بالضم، جَمَالًا، فهو جَمِیل و جُمَال، بالتخفیف؛ هذه عن اللحیانی، و جُمَّال، الأَخیرة لا تُكَسَّر. و الجُمَّال، بالضم و التشدید: أَجْمَل من الجَمِیل. و جَمَّلَهُ أَی زَیَّنه. و التَّجَمُّل: تَكَلُّف الجَمِیل. أَبو زید: جَمَّلَ الله علیك تَجْمِیلًا إِذا دعوت له أَن یجعله الله جَمِیلًا حَسَناً. و امرأَة جَمْلاء و جَمِیلَة: و هو أَحد ما جاءَ من فَعْلاء لا أَفْعَل لها؛ قال: وَهَبْتُه من أَمَةٍ سوداء، لیست بِحَسْناء و لا جَمْلاء و قال الشاعر: فهی جَمْلاء كَبدْرٍ طالع، بَذَّتِ الخَلْق جمیعاً بالجَمَال و‌فی حدیث الإِسراءِ: ثم عَرَضَتْ له امرأَة حَسْناء جَمْلاء‌أَی جَمِیلة ملیحة، و لا أَفعل لها من لفظها كدِیمة هَطْلاء. و‌فی الحدیث: جاء بناقة حَسْناء جَمْلاء.قال ابن الأَثیر: و الجَمَال یقع علی الصُّوَر و المعانی؛ و منه‌الحدیث: إِن الله جَمِیل یحب الجَمَال‌أَی حَسَن الأَفعال كامل الأَوصاف؛ و قوله أَنشده ثعلب لعبید الله بن عتبة: و ما الحَقُّ أَن تَهْوَی فتُشْعَفَ بالذی هَوِیتَ، إِذا ما كان لیس بأَجْمَل قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون أَجمل فیه بمعنی جَمِیل، و قد یجوز أَن یكون أَراد لیس بأَجمل من غیره، كما قالوا الله أَكبر، یریدون من كل شی‌ء. و المُجَامَلَة: المُعاملة بالجَمِیل، الفراء: المُجَامِل الذی
لسان العرب، ج‌11، ص: 127
یقدر علی جوابك فیتركه إِبقاءً علی مَوَدَّتِك. و المُجَامِل: الذی لا یقدر علی جوابك فیتركه و یَحْقد علیك إِلی وقت مّا؛ و قول أَبی ذؤَیب: جَمَالَك أَیُّها القلبُ القَرِیحُ، سَتَلْقَی مَنْ تُحبُّ فتَسْتَریحُ یرید: الزم تَجَمُّلَك و حیاءَك و لا تَجْزَع جَزَعاً قبیحاً. و جَامَلَ الرجلَ مُجَامَلَةً: لم یُصْفِه الإِخاءَ و ماسَحَه بالجَمِیل. و قال اللحیانی: اجْمُل إِن كنت جَامِلًا، فإِذا ذهبوا إِلی الحال قالوا: إِنه لجَمِیل: و جَمَالَك أَن لا تفعل كذا و كذا أَی لا تفعله، و الزم الأَمر الأَجْمَل؛ و قول الهذلی أَنشده ابن الأَعرابی: أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِیقُه جَمِیل، و أَمَّا وارداً فمُغَامِس قال ابن سیدة: معنی قول جَمِیل هنا أَنه إِذا اطَّرد وسیقة لم یُسْرع بها و لكن یَتَّئد ثِقَةً منه ببأْسه، و قیل أَیضاً: وَسِیقُه جَمِیل أَی أَنه لا یطلب الإِبل فتكون له وَسِیقة إِنما وسیقته الرجال یطلبهم لیَسْبِیَهم فیجلُبهم وَسَائق. و أَجْمَلْت الصَّنِیعة عند فلان و أَجْمَلَ فی صنیعه و أَجْمَلَ فی طلب الشی‌ء: اتَّأَد و اعتدل فلم یُفْرِط؛ قال: الرِّزق مقسوم فأَجْمِلْ فی الطَّلَب و قد أَجْمَلْت فی الطلب. و جَمَّلْت الشی‌ءَ تَجْمِیلًا و جَمَّرْته تجمیراً إِذا أَطلت حبسه. و یقال للشحم المُذَاب جَمِیل؛ قال أَبو خراش: نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ، من الفُرْنیِّ، یَرْعَبُها الجَمِیل و جَمَلَ الشی‌ءَ: جَمَعَه. و الجَمِیل: الشَّحم یُذَاب ثم یُجْمَل أَی یُجْمَع، و قیل: الجَمِیل الشحم یذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ علی الخُبْزِ ثم أُعِید؛ و قد جَمَلَه یَجْمُلُه جَمْلًا و أَجْمَلَهُ. أَذابه و استخرج دُهْنه؛ و جَمَلَ أَفصح من أَجْمَلَ. و‌فی الحدیث: لعن الله الیهود حُرِّمت علیهم الشحوم فَجَمَلُوها و باعوها و أَكلوا أَثمانها.و‌فی الحدیث: یأْتوننا بالسِّقَاء یَجْمُلُون فیه الوَدَك.قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و یروی بالحاء المهملة، و عند الأَكثر‌یجعلون فیه الودك.و اجْتَمَلَ: كاشْتَوَی. و تَجَمَّلَ: أَكل الجَمِیل، و هو الشحم المُذاب. و قالت امرأَة من العرب لابنتها: تَجَمَّلِی و تَعَفَّفِی أَی كُلی الجَمِیل و اشربی العُفَافَةَ، و هو باقی اللبن فی الضَّرْع، علی تحویل التضعیف. و الجَمُول: المرأَة التی تُذیب الشحم، و قالت امرأَة لرجل تدعو علیه: جَمَلَك الله أَی أَذابك كما یُذاب الشحم؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: إِذ قالت النَثُّول للجَمُولِ: یا ابْنة شَحْمٍ؛ فی المَرِی‌ءِ بُولی فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة، أَی قالت هذه المرأَة لأُختها: أَبشری بهذه الشَّحمة المَجْمولة التی تذوب فی حَلْقك؛ قال ابن سیدة: و هذا التفسیر لیس بقویّ و إِذا تُؤُمِّل كان مستحیلًا. و قال مرَّة: الجَمُول المرأَة السمینة، و النَّثُول المرأَة المهزولة. و الجَمِیل: الإِهالة المُذابة، و اسم ذلك الذائب الجُمَالة، و الاجْتِمَال: الادِّهَان به. و الاجْتِمَال أَیضاً: أَن تشوی لحماً فكلما وَكَفَتْ إِهَالته اسْتَوْدَقْتَه علی خُبْز ثم أَعدته. الفراء: جَمَلْت الشحم أَجْمُلُه جَمْلًا و اجْتَملته إِذا أَذَبْته، و یقال: أَجْمَلته و جَمَلْت أَجود، و اجْتَمَلَ الرجُل؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 128
قال لبید: فاشْتَوَی لَیْلة رِیحٍ و اجْتَمَلَ و الجُمْلَة: واحدة الجُمَل. و الجُمْلَة: جماعة الشی‌ء. و أَجْمَلَ الشی‌ءَ: جَمَعه عن تفرقة؛ و أَجْمَلَ له الحساب كذلك. و الجُمْلَة: جماعة كل شی‌ء بكماله من الحساب و غیره. یقال: أَجْمَلْتُ له الحسابَ و الكلامَ؛ قال الله تعالی: لَوْ لٰا نُزِّلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وٰاحِدَةً؛ و قد أَجْمَلْتُ الحسابَ إِذا رددته إِلی الجُمْلة. و‌فی حدیث القَدَر: كتاب فیه أَسماء أَهل الجنة و النار أُجْمِلَ علی آخرهم فلا یزاد فیهم و لا ینقص؛ و أَجْمَلْتُ الحسابَ إِذا جمعت آحاده و كملت أَفراده، أَی أُحْصوا و جُمِعوا فلا یزاد فیهم و لا ینقص. و حساب الجُمَّل، بتشدید المیم: الحروفُ المقطعة علی أَبجد، قال ابن درید: لا أَحسبه عربیّاً، و قال بعضهم: هو حساب الجُمَل، بالتخفیف؛ قال ابن سیدة: و لست منه علی ثِقَة. و جُمْل و جَوْمَل: اسم امرأَة. و جَمَال: اسم بنت أَبی مُسافر. و جَمِیل و جُمَیْل: اسمان. و الجَمَّالان: من شعراء العرب؛ حكاه ابن الأَعرابی، و قال: أَحدهما إِسْلامی و هو الجَمَّال بن سَلَمة العبدی، و الآخر جاهلی لم ینسبه إِلی أَب. و جَمَّال: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدی: حَتَّی عَلِمْنَا، و لو لا نحن قد عَلِمُوا، حَلَّت شَلِیلًا عَذَاراهم و جَمَّالا

جمحل؛ ج11، ص: 128

: الجُمَّحْلُ: اللحم الذی یكون فی الأَصداف؛ عن كراع، و قد ذكره الأَغلب فی أُرجوزة له، و قال فی موضع آخر: الجُمَّحْلُ اللحم الذی یكون فی الصَّدَفة إِذا شُقِّقَت.

جمعل؛ ج11، ص: 128

: ابن سیدة: الجُمَعْلِیلة الضَّبُع، و قال الأَزهری: الجُمَعْلیلة الناقة الهَرِمة.

جنبل؛ ج11، ص: 128

: الجُنْبُل: العُسُّ الضَّخْم الخَشِبُ النَّحْت الذی لم یَسْتَو؛ و أَنشد: مَلْمومة لَمًّا كظَهْرِ الجُنْبُل الجُنْبُل و المِجْوَل: القَدَح الضَّخم. و الجُنْبُل: قَدَح غلیظ من خشب؛ و أَنشد أَبو عمرو لأَبی الغریب النصری: و كُلْ هَنِیئاً ثم لا تُزَمِّل، و ادْعُ، هُدِیتَ، بعَتَادٍ جُنْبُل و قال آخر فی مثله: إِذا انبَطَحتْ جافَی عن الأَرض بَطنُها، و خَوَّأَها رَابٍ كهامَةِ جُنْبُل

جنثل؛ ج11، ص: 128

: جَنْثَل: اسم.

جنجل؛ ج11، ص: 128

: الجُنْجُل: بَقْلة بالشام نحو الهِلْیَوْنِ تؤكل مَسْلوقة.

جنحدل؛ ج11، ص: 128

: هذه كلمة ذكرها الأَزهری فی الخماسی فقال: و أَنشد أَبو الهیثم لمالك بن الرَّیب: عَلامَ تَقولُ السیف یُثْقِل عاتقی، إِذا قادنی بین الرجال الجَنَحْدَل؟ قال: و الجَنَحْدَل القَصِیر.

جندل؛ ج11، ص: 128

: الجَنْدَل: الحِجَارة، و منه سمی الرجل. ابن سیدة: الجَنْدَل ما یُقِلُّ الرجلُ من الحِجَارة، و قیل: هو الحَجَر كُلُّه، الواحدة جَنْدَلَة؛ قال أُمیة الهذلی: تَمُرُّ كجَنْدَلة المَنْجَنِیقِ یُرْمَی بها السُّور، یوم القِتَال
لسان العرب، ج‌11، ص: 129
و الجَنَدِل: الجَنَادِل، قال سیبویه: و قالوا جَنَدِلٌ یَعْنُون الجَنَادِل، و صرفوه لنقصان البناء عما لا ینصرف. و أَرض جَنَدِلة: ذات جَنَدِل؛ و قیل: الجَنَدِل، بفتح الجیم و النون و كسر الدال، المكان الغلیظ فیه حجارة. و مكان جَنَدِل: كثیر الجَنْدَل؛ قال ابن سیدة: و حكاه كراع بضم الجیم، قال: و لا أُحِقُّه. التهذیب: الجَنْدَل صخرة مثل رأْس الإِنسان، و جمعه جَنَادِل. و الجُنَادِل: الشدید من كل شی‌ء. و جَنْدَل: اسم رجل. و دُومة الجَنْدَل: موضع. و جَنْدَل، غیر مصروف: بُقْعة معروفة؛ قال: یَلُحْن من جَنْدَلَ ذی مَعَارك كأَن الموضع یسمی بجَنْدَل و بذی مَعَارك فأَبدل ذی معارك من جندل، و أَحسن الروایتین … من جَندلِ ذی معارك أَی من حجارة هذا الموضع. و الجُنَادِل: العظیم القَوِیُّ؛ قال رؤبة: كأَن تَحْتی صَخِباً جُنَادِلا

جهل؛ ج11، ص: 129

: الجَهْل: نقیض العِلْم، و قد جَهِلَه فلان جَهْلًا و جَهَالَة، و جَهِلَ علیه. و تَجَاهَلَ: أَظهر الجَهْل؛ عن سیبویه. الجوهری: تَجَاهَلَ أَرَی من نفسه الجَهْل و لیس به، و اسْتَجْهَلَه: عَدَّه جاهِلًا و اسْتَخَفَّه أَیضاً. و التَّجْهِیل: أَن تنسبه إِلی الجَهْل، و جَهِلَ فلان حَقَّ فلان و جَهِلَ فلان عَلَیَّ و جَهِلَ بهذا الأَمر. و الجَهَالَة: أَن تفعل فعلًا بغیر العِلْم. ابن شمیل: إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَی جاهِلٌ به. و رجل جَاهِلٌ و الجمع جُهْلٌ و جُهُلٌ و جُهَّلٌ و جُهَّالٌ و جُهَلَاء؛ عن سیبویه، قال: شَبَّهوه بِفَعیل كما شبهوا فاعلًا بفَعُول؛ قال ابن جنی: قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء، حَمْلًا له علی ضدّه. و رجل جَهُول: كجاهِل، و الجمع جُهُلٌ و جُهْلٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: جُهْل العَشِیِّ رُجَّحاً لقَسْرِه قوله جُهْل العَشِیِّ یقول: فی أَول النهار تَسْتَنُّ و بالعَشِیِّ یدعوها لینضمَّ إِلیه ما كان منها شاذّاً فیأْمن علیها السِّباع و اللیل فیَحُوطها، فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِلیه مخافة قَسْرِه لهیبتها إِیاه. و المَجْهَلَة: ما یحملك علی الجَهْل؛ و منه‌الحدیث: الولد مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة.و‌فی الحدیث: إِنكم لتُجَهِّلُون و تُبَخِّلون و تُجَبِّنون‌أَی یَحْمِلون الآباء علی الجَهْل بملاعبتهم إِیاهم حفظاً لقلوبهم، و كل من هذه الأَلفاظ مذكور فی موضعه؛ و قول مُضَرِّس بن رِبْعِیٍّ الفَقْعَسِی: إِنا لَنَصْفَح عن مَجَاهِل قومنا، و نُقِیم سالِفَةَ العدوّ الأَصْیَد قال ابن سیدة: مَجَاهِل فیه جمع لیس له واحد مُكَسَّر علیه إِلا قولهم جَهْل، و فَعْل لا یُكَسَّر علی مَفاعِل، فَمَجَاهِل هاهنا من باب مَلامِح و مَحاسِن. و‌فی حدیث ابن عباس أَنه قال: من اسْتَجْهَلَ مؤْمناً فعلیه إِثْمه؛ قال ابن المبارك: یرید بقوله من اسْتَجْهَلَ مؤمناً أَی حَمَله علی شی‌ء لیس من خُلُقه فیُغْضِبه فإِنما إِثمه علی من أَحوجه إِلی ذلك، قال: و جَهْله أَرجو أَن یكون موضوعاً عنه و یكون علی من اسْتَجْهَله. قال شمر: و المعروف فی كلام العرب جَهِلْت الشی‌ء إِذا لم تعرفه، تقول: مِثْلی لا یَجْهَلُ مثلك. و‌فی حدیث الإِفْك: و لكن اجْتَهَلَتْه الحَمِیَّة‌أَی حَمَلَتْه الأَنَفَة و الغَضَب علی الجَهْل، قال: و جَهَّلْته نَسَبته إِلی الجَهْل، و اسْتَجْهَلْتُه: وجدته جاهِلًا، و أَجْهَلْته: جَعَلْته جاهِلًا. قال: و أَما الاسْتِجْهَال بمعنی الحمل علی الجَهْل فمنه مَثَل للعرب: نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَلَ
لسان العرب، ج‌11، ص: 130
الفُرارَ، و مثله: اسْتَجْعَلْته حَمَلْته علی العَجَلة؛ قال: فاسْتَعْجَلونا و كانوا من صَحابتنا یقول: تَقدَّمونا فحَمَلونا علی العَجَلة، و اسْتَزَلَّهُمُ الشَّیْطٰانُ: حَمَلَهم علی الزَّلَّة. و قوله تعالی: یَحْسَبُهُمُ الْجٰاهِلُ أَغْنِیٰاءَ؛ یعنی الجاهِل بحالهم و لم یُرِدِ الجَاهِلَ الذی هو ضد العاقل، إِنما أَراد الجَهْل الذی هو ضد الخِبْرة، یقال: هو یَجْهَلُ ذلك أَی لا یعرفه. و قوله عز و جل: إِنِّی أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِینَ؛ من قولك جَهِلَ فلان رأْیه. و‌فی الحدیث: إِن من العِلْم جَهْلًا؛ قیل: و هو أَن یتعلم ما لا یحتاج إِلیه كالنجوم و علوم الأَوائل، و یَدَعَ ما یحتاج إِلیه فی دینه من علم القرآن و السنَّة، و قیل: هو أَن یتكلف العالم إِلی علم ما لا یعلمه فیُجَهِّله ذلك. و الجاهِلِیَّة: زمن الفَتْرة و لا إِسلامَ؛ و قالوا الجاهِلِیَّة الجَهْلاء، فبالَغوا. و المَجْهَل: المَفازة لا أَعْلام فیها، یقال: رَكِبْتُها علی مَجْهُولها؛ قال سوید بن أَبی كاهل: فَرَكِبْناها علی مَجْهُولِها، بِصِلابِ الأَرْضِ فیهِنَّ شَجَع و قولهم: كان ذلك فی الجاهِلِیَّة الجَهْلاء، هو توكید للأَول، یشتق له من اسمه ما یؤكد به كما یقال وَتِدٌ واتِدٌ و هَمَجٌ هامِجٌ و لَیْلة لَیْلاء و یَوْمٌ أَیْوَم. و‌فی الحدیث: إِنك امرؤ فیك جَاهِلِیَّة؛ هی الحال التی كانت علیها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه و رسوله و شرائع الدین و المُفاخَرَة بالأَنساب و الكِبْر و التَّجَبُّر و غیر ذلك. و أَرض مَجْهَل: لا یُهْتَدَی فیها، و أَرضانِ مَجْهَل؛ أَنشد سیبویه: فلم یَبْقَ إِلَّا كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ، بِصَحْراء تِیهٍ، بَیْنَ أَرْضَیْنِ مَجْهَلِ و أَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك، و ربما ثَنَّوا و جَمَعوا. و أَرض مَجْهولة: لا أَعلام بها و لا جِبال، و إِذا كان بها معارف أَعلام فلیست بمجهولة. یقال: عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة و مَجْهَلًا سَواءً؛ و أَنشدنا: قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ: تَغَوَّلی ما شِئْتِ أَن تَغَوَّلی قال: و یقال مجهولة و مجهولات و مَجاهِیل. و ناقة مجهولة: لم تُحْلَب قَطُّ. و ناقة مجهولة إِذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ علیها؛ و كل ما اسْتَخفَّكَ فقد استجهلك؛ قال النابغة: دَعاك الهَوی و اسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ، و كَیْفَ تَصابی المَرءِ، و الشَّیْبُ شامِلُ؟ و اسْتَجْهَلَتِ الریحُ الغُصْنَ: حَرَّكته فاضطرب. و المِجْهَل و المِجْهَلَة و الجَیْهَل و الجَیْهَلَة: الخَشَبة التی یُحَرَّك بها الجَمْر و التَّنُّور فی بعض اللغات. و صَفاة جَیْهَل: عظیمة؛ قال ابن الأَعرابی: جَیْهَلُ اسم امرأَة؛ و أَنشد: تقول ذاتُ الرَّبَلاتِ، جَیهَلُ

جهبل؛ ج11، ص: 130

: الجَهْبَلة: المرأَة القبیحة الدَّمِیمة. و الجَهْبَل: المُسِنُّ من الوُعُول، و قیل: العظیم منها؛ قال: یَحْطِم قَرْنَیْ جَبَلیٍّ جَهْبَل

جول؛ ج11، ص: 130

: جَالَ فی الحَرْب جَوْلة، و جَالَ فی التَّطْواف یَجُول جَوْلًا و جَوَلاناً و جُؤُولًا؛ قال أَبو حیة
لسان العرب، ج‌11، ص: 131
النمیری: و جَالَ جُؤُولَ الأَخْدَرِیِّ بوافد مُغِذٍّ، قَلِیلًا ما یُنِیخُ لیَهْجُدا و تَجَاوَلُوا فی الحرب أَی جال بعضهُم علی بعض، و كانت بینهم مُجاوَلات، و جَالَ و اجْتَالَ و انْجَالَ بمعنًی؛ قال الفرزدق: و أَبی الذی وَرَدَ الكُلابَ مُسَوَّماً بالخَیْل، تَحْتَ عَجاجِها المُنْجال و التَّجْوال: التَّطْواف. و‌فی الحدیث: فاجْتَالَتْهم الشیاطین‌أَی اسْتَخَفَّتْهم فَجَالُوا معهم فی الضلال، و جَالَ و اجْتَالَ إِذا ذهب و جاء؛ و منه الجَوَلان فی الحرب. و اجْتَالَ الشی‌ءَ إِذا ذهب به و ساقه. و الجَائِل: الزائل عن مكانه، و روی بالحاء المهملة، و سیأْتی ذكره؛ و منه‌الحدیث: لما جَالَت الخیلُ أَهْوَی إِلی عنقی.یقال: جَالَ یَجُول جَوْلَة إِذا دار؛ و منه‌الحدیث: للباطل جَوْلَةٌ ثم یَضْمَحِلُّ؛ هو من جَوَّلَ فی البلاد إِذا طاف، یعنی أَن أَهله لا یستقرّون علی أَمر یعرفونه و یطمئنون إِلیه. قال ابن الأَثیر: و أَما‌حدیث الصدِّیق: إِن للباطل نَزْوة و لأَهل الحقِّ جَوْلَة، فإِنه یرید غَلَبة من جَالَ فی الحرب علی قِرْنه، قال: و یجوز أَن یكون من الأَول لأَنه‌قال بعده: یَعْفُو لها الأَثَرُ و تموت السُّنن.و جَوَّلْتُ البلادَ تَجْوِیلًا أَی جُلْت فیها كثیراً. و جَوَّلَ فی البلاد أَی طَوَّف. ابن سیدة: و جَوَّلَ تَجْوَالًا؛ عن سیبویه، قال: و التَّفْعال بناء موضوع للكثرة كفَعَّلْت فی فَعَلْت. و جَوَّلَ الأَرضَ: جالَ فیها. و جَالَ القومُ جَوْلَة إِذا انكشفوا ثم كَرُّوا. و المِجْوَل: ثوب صغیر تَجُول فیه الجاریة. غیره: و المِجْوَل ثوب یُثْنَی و یُخَاط من أَحد شقیه و یجعل له جیب تَجُول فیه المرأَة، و قیل: المِجْوَل للصَّبیَّة و الدِّرْع للمرأَة؛ قال إمرؤ القیس: إِلی مِثْلِها یَرْنُو الحَلِیمُ صَبَابَةً، إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بین دِرْعٍ و مِجْوَل أَی هی بین الصبِیّة و المرأَة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، إِذا دخل علینا لَبِس مِجْوَلًا؛ قال ابن الأَعرابی: المِجْوَل الصُّدْرة و الصِّدَار؛ و‌روی الخطابی عن عائشة أَیضاً قالت: كان له، صلی الله علیه و سلم، مِجْوَل؛ قال: ترید صُدْرة من حَدِید یعنی الزَّرَدِیَّة؛ قال الجوهری: و ربما سمی التُّرْس مِجْوَلًا. و جَالَ الترابُ جَوْلًا و انْجَال: ذَهَب و سَطَع. و الجَوْل و الجُول و الجَوْلان و الجَیْلان؛ الأَخیرة عن اللحیانی: التراب و الحصی الذی تجول به الریح علی وجه الأَرض. و یوم جَوْلانیٌّ و جَیْلانیٌّ: كثیر التراب و الریح. و یومٌ جَوْلان و جَیْلان: كثیر التراب و الغبار؛ هذه عن اللحیانی. و انْجَال الترابُ و جالَ، و انْجِیالُه انكِشاطُه. و یقال للقوم إِذا تركوا القَصْد و الهُدَی: اجْتَالَهُم الشیطان أَی جالوا معه فی الضلالة؛ و قول حمید: مُطَوَّقة خَطْباء تَسْجَع كُلَّما دَنَا الصّیفُ، و انْجَالَ الرَّبیعُ فأَنْجَما انْجَالَ أَی تَنَحَّی و ذهب. أَبو حنیفة: الجَائِل و الجَوِیل ما سَفَرَتْه الریحُ من حُطَام النَّبْت و سواقط ورق الشجر فَجالَت به. و اجْتالَهم الشیطان: حوَّلهم عن القَصْد. و‌فی الحدیث: أَن الله تعالی قال إِنی خلقت عبادی حُنَفاء فاجْتَالهم الشیطان أَی اسْتَخَفَّهم فجَالُوا معه.قال شمر: یقال اجْتَالَ الرجلُ الشی‌ءَ إِذا ذهب
لسان العرب، ج‌11، ص: 132
به و طرده و ساقه، و اجْتَالَ أَموالَهم أَی ذهب بها، و اسْتَجَالَها مثله. و‌فی حدیث طَهْفة: و تَسْتَجِیل الجَهامَ‌أَی تراه جائلًا تذهب به الریح هاهنا و هاهنا، و یروی بالخاء و الحاء، و هو الأَشهر، و سیأْتی ذكرهما. و الإِجالة: الإِدَارة، یقال فی المَیْسِر: أَجِلِ السِّهام. و أَجَالَ السهام بین القوم: حَرَّكها و أَفْضَی بها فی القِسْمة. و یقال أَجَالُوا الرأْی فیما بینهم؛ و قول أَبی ذؤَیب: وَهَی خَرْجُه، و اسْتُجِیلَ الرَّبابُ منه، و غُرِّم ماءً صَرِیحا «3». معنی اسْتُجِیل كُرْكِرَ و مُخِض. و الخَرْجُ: الوَدْق، و أَورد الأَزهری بیت أَبی ذؤَیب علی غیر هذا اللفظ فقال: ثَلاثاً، فَلمّا اسْتُجِیلَ الجَهَامُ عَنْه، و غُرِّم ماءً صَرِیحا و قال: اسْتُجِیل ذهبت به الریح هاهنا و هاهنا و تَقَطَّع. و أَجِلْ جَائِلَتك أَی اقْضِ الأَمر الذی أَنت فیه. و الجُول و الجَالُ و الجِیلُ؛ الأَخیرة عن كراع: ناحیةُ البئرِ و القبرِ و البحر و جانبُها. و الجُول، بالضم: جدار البئر؛ قال أَبو عبید: و هو كل ناحیة من نواحی البئر إِلی أَعلاها من أَسفلها؛ و أَنشد: رَمَانی بأَمرٍ كنتُ منه وَ وَالِدِی بَرِیًّا، و من جُولِ الطَّوِیِّ رَمانی قال ابن بری: البیت لابن أَحمر؛ قال: و قیل هو للأَزرق بن طرفة بن العَمَرَّد الفَراصِیّ، أَی رمانی بأَمر عاد علیه قبحه لأَن الذی یَرْمی من جُول البئر یعود ما رَمَی به علیه، و یروی: و من أَجْل الطَّوِیّ، قال: و هو الصحیح لأَن الشاعر كان بینه و بین خصمه حُكُومة فی بئر فقال خصمه: إِنه لِصٌّ ابن لِصٍّ، فقال هذه القصیدة؛ و بعد البیت: دَعَانِیَ لِصًّا فی لُصُوص، و ما دَعا بها وَالِدِی، فیما مَضَی، رَجُلان و الجَالُ: مثل الجُول؛ قال الجعدی: رُدَّتْ مَعَاولُه خُثْماً مُفَلَّلةً، و صادَفَتْ أَخْضَرَ الجَالَینِ صَلَّالا «4». و قیل: جُولُ القبر ما حَوْله؛ و به فسر قول أَبی ذؤَیب: حَدَرْناه بالأَثواب فی قَعْرِ هُوَّةٍ شَدِیدٍ، علی ما ضُمَّ فی اللَّحْدِ، جُولُها و الجمع أَجْوال و جُوَالٌ و جُوَالة «5». و الجُول: العزیمة، و یقال العقل، و لیس له جُول أَی عقل و عَزِیمة تمنعه مثل جُول البئر لأَنها إِذا طُوِیَت كان أَشدَّ لها. و رجل لیس له جَالٌ أَی لیس له عَزِیمة تمنعه مثل جُول البئر؛ و أَنشد: و لیس له عند العزائم جُولُ و الجُول: لُبُّ القلب و مَعْقُوله. أَبو الهیثم: یقال للرجل الذی له رَأْیٌ و مُسُكة له زَبْر و جُول أَی یَتَماسَك جُولُه، و هو مَزْبور ما فوق الجُول منه، و صُلْب ما تحت الزَّبْر من الجُول. و یقال للرجل
(3). قوله [و غرم] هكذا فی الأَصل هنا بالمعجمة المضمومة، و تقدم فی ترجمة صرح: و كرم بالكاف و قال هناك و أراد بالتكریم التكثیر، و فی الصحاح: و كرّم السحاب إذا جاد بالغیث (4). قوله [و صادفت] أی الناقة كما نص علیه الجوهری فی ترجمة صلل حیث قال: أی صادفت ناقتی الحوض یابساً (5). قوله [و جوال و جوالة] قال شارح القاموس: هما فی النسخ عندنا بالضم و فی المحكم بالكسر
لسان العرب، ج‌11، ص: 133
الذی لا تَماسُك له و لا حَزْم: لیس لفلان جُول أَی ینهدم جُولُه فلا یُؤْمَن أَن یكون الزَّبْر یَسْقُط أَیضاً؛ قال الراعی یصف عبد الملك: فأَبُوك أَحْزَمُهم، و أَنت أَمِیرُهم، و أَشَدُّهم عند العزائم جُولا و یقال فی مَثَل: لیس لفلان جُولٌ و لا جَالٌ أَی حَزْم؛ ابن الأَعرابی: الجُول الصَّخْرة التی فی الماء یكون علیها الطَّیُّ، فإِن زالت تلك الصخرة تَهَوَّر البئر، فهذا أَصل الجُول؛ و أَنشد: أَوْفَی علی رُكْنَین، فوق مَثَابة، عن جُولِ رازِحَة الرِّشاءِ شَطُون و‌فی حدیث الأَحنف: لیس لك جُولٌ‌أَی عقل مأْخوذ من جُول البئر، بالضم، و هو جِدَارها. اللیث: جَالا الوادی جانِبا مائه، و جَالا البحر: شَطَّاه، و الجمع الأَجْوَال؛ و أَنشد: إِذا تَنَازَعَ جالا مَجْهَلٍ قُذُف و الأَجْوَلِیُّ من الخیل: الجَوَّال السریع؛ و منه قوله: أَجْوَلِیٌّ ذو مَیْعةِ إِضْریجُ الأَصمعی: هو الجُول و الجَال لجانب القبر و البئر. و جَوَلان المال، بالتحریك: صِغاره و رَدِیئُه. و الجَوْل: الجماعة من الخیل و الجماعةُ من الإِبل. حكی ابن بری: الجُول و الجَوْل، بالضم و الفتح، من الإِبل ثلاثون أَو أَربعون، قال الراجز: قد قَرَّبوا للبَیْنِ و التَّمَضِّی جَوْل مَخاضٍ كالرَّدی المُنْقَضِّ قال: و كذلك هو من النعام و الغنم. و اجْتَالَ منهم جَوْلًا: اختار؛ قال عمرو ذو الكلب یصف الذئب: فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هَزَم و اجْتَالَ من ماله جَوْلًا و جَوَالة: اختار. الفراء: اجْتَلْت منهم جَوْلة و انْتَضَلْت نَضْلة، و معناهما الاختیار. و جُلْتُ هذا من هذا أَی اخترته منه. و اجْتَلْت منهم جَوْلًا أَی اخترت؛ قال الكمیت یمدح رجلًا: و كائِنْ و كَم مِنْ ذی أَواصِرَ حَوْله، أَفادَ رَغِیباتِ اللُّهی و جِزالَها لآخَرَ مُجْتالٍ بغیر قَرابة، هُنیْدَة لم یَمْنُن علیه اجْتِیالَها و الجَوْل: الحَبْل و رُبَّما سمی العِنان جَوْلًا. اللیث: وِشاحٌ جَائِل و بِطان جَائِل و هو السَّلِس. و یقال: وِشاح جالٍ [جالٌ كما یقال كَبْش صافٍ [صافٌ و صائف. و الجَوْل: الوَعِل المُسِنُّ؛ عن ابن الأَعرابی، و الجمع أَجْوَال. و الجَوْل: شجر معروف. و جَوْلَی، مقصور: موضع. و جَوْلانُ و الجَوْلانُ، بالتسكین: جبل بالشام، و فی التهذیب: قریة بالشام؛ و قال ابن سیدة: الجَوْلان جبل بالشام، قال: و یقال للجبل حارث الجَوْلان؛ قال النابغة الذبیانی: بَكی حارِثُ الجَوْلان من فَقْدِ رَبِّه، و حَوْرانُ منه مُوحِشٌ مُتَضائل و حارِث: قُلَّةٌ من قِلاله. و الجَوْلان: أَرض، و قیل: حارثٌ و حَوْران جَبَلان. و الأَجْوَل: جبل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّ قَلُوصی تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذی بشَرْقیِّ سَلْمی، یومَ جَنْب قُشام
لسان العرب، ج‌11، ص: 134
و قال زهیر: فشَرْقیِّ سَلْمی حَوْضه فأَجاوِله جَمَع الجَبَل بما حَوْله أَو جعل كل جزء منه أَجْوَل. و المِجْوَل: الفِضَّة؛ عن ثعلب. و المِجْوَل: ثوب أَبیض یُجْعَل علی ید الرجل الذی یَدْفع إِلیه الأَیْسار القِداح إِذا تَجَمَّعوا. التهذیب: المِجْوَل الصُّدْرة و الصِّدار، و المِجْوَل الدِّرْهَم الصحیح. و المِجْوَل: العُوذة. و المِجْوَل: الحِمار الوحشیّ. و المِجْوَل: هِلال من فِضَّة یكون فی وَسَط القِلادَة. و الجال: لغة فی الخالِ الذی هو اللِّواء؛ ذكره ابن بری.

جیل؛ ج11، ص: 134

: الجِیل: كل صِنْف من الناس، التُّرْك جِیل و الصِّین جِیل و العرب جِیل و الروم جِیل، و الجمع أَجْیال. و‌فی حدیث سعد بن معاذ: ما أَعْلَمُ من جِیل كان أَخبث منكم؛ الجِیل الصنف من الناس، و قیل الأُمَّة، و قیل كل قوم یختصون بِلُغَة جیل. و جِیلان و جَیْلان: قوم رَتَّبهم كِسْری بالبحرین شِبْه الأَكَرة لخَرْص النَّخْل أَو لمِهْنَةٍ مّا؛ و قال عمرو بن بحر: جَیْلان و جِیلان فَعَلة المُلوك، و كانوا من أَهل الجَبَل؛ و أَنشد: أُتِیحَ له جِیْلانُ [جَیْلانُ عند جَذاذِه، و رَدَّد فیه الطَّرْفَ حتی تَحَیَّرا و أَنشد الأَصمعی: أَرْسَل جَیْلان یَنْحِتُون له ساتِیذَما بالحَدیدِ فانْصَدَعا «6». المُؤَرِّج فی قوله تعالی: هُوَ وَ قَبِیلُهُ؛ أَی جِیلُه، و معناه جِنْسه. و جِیل جِیلان: قوم خلف الدَّیْلم. التهذیب: جِیلٌ من المشركین خلف الدَّیلم، یقال جِیل جَیلان. و جَیْلان، بفتح الجیم: حَیٌّ من عبد القیس. الجوهری: و جَیْلان الحَصی ما أَجالَته الریح منه؛ یقال منه: ریح ذات جَیْلان.

فصل الحاء المهملة؛ ج11، ص: 134

حبل؛ ج11، ص: 134

: الحَبْل: الرِّباط، بفتح الحاء، و الجمع أَحْبُل و أَحبال و حِبَال و حُبُول؛ و أَنشد الجوهری لأَبی طالب: أَ مِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه بمِنْسَأَة؟ قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا قال ابن بری: صوابه قد جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ؛ قال: و بعده: هَلُمَّ إِلی حُكْمِ ابن صَخْرة، إِنَّه سَیَحكُم فیما بَیْننا، ثم یَعْدِلُ و الحبْل: الرَّسَن، و جمعه حُبُول و حِبَال. و حَبَلَ الشی‌ءَ حَبْلًا: شَدَّه بالحَبْل؛ قال: فی الرأْس منها حبُّه مَحْبُولُ و من أَمثالهم: یا حَابِلُ اذْكُرْ حَلًّا أَی یا من یَشُدُّ الحَبْلَ اذكر وقت حَلِّه. قال ابن سیدة: و رواه اللحیانی یا حامل، بالمیم، و هو تصحیف؛ قال ابن جنی: و ذاكرت بنوادر اللحیانی شیخنا أَبا علی فرأَیته غیر راض بها، قال: و كان یكاد یُصَلِّی بنوادر أَبی زید إِعْظاماً لها، قال: و قال لی وقت قراءتی إِیاها علیه لیس فیها حرف إِلَّا و لأَبی زید تحته غرض مّا، قال ابن جنی: و هو كذلك لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت و الأَسرار؛ اللیث: المُحَبَّل الحَبْل فی قول رؤبة: كل جُلال یَمْلأَ المُحَبَّلا
(6). قوله: ساتیذَما، هكذا فی الأَصل، و هو فی معجم البلدان: ساتیدما بالدال، قیل إنه جبل و قیل إنه نهر
لسان العرب، ج‌11، ص: 135
و‌فی حدیث قیس بن عاصم: یَغْدو الناس بِحبالهم فلا یُوزَع رجل عن جَمَل یَخْطِمُه؛ یرید الحِبال التی تُشَدُّ فیها الإِبل أَی یأْخذ كل إِنسان جَمَلًا یَخْطِمُه بحَبْله و یتملكه؛ قال الخطابی: رواه ابن الأَعرابی یغدو الناس بجمالهم، و الصحیح بحِبالهم. و الحَابُول: الكَرُّ الذی یُصْعد به علی النخل. و الحَبْل: العَهْد و الذِّمَّة و الأَمان و هو مثل الجِوار؛ و أَنشد الأَزهری: ما زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكمُ، مَنْ حَلَّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا بعَهْدٍ و ذِمَّةٍ. و الحَبْل: التَّواصُل. ابن السكیت: الحَبْل الوِصال. و قال الله عز و جل: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِیعاً؛ قال أَبو عبید: الاعتصام بحَبْل الله هو ترك الفُرْقة و اتباعُ القرآن، و إِیَّاه‌أَراد عبد الله بن مسعود بقوله: علیكم بحَبْل الله فإِنه كتاب الله.و‌فی حدیث الدعاء: یا ذا الحَبْل الشدید؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یرویه المحدثون بالباء، قال: و المراد به القرآن أَو الدین أَو السبب؛ و منه قوله تعالی: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِیعاً وَ لٰا تَفَرَّقُوا؛ و وصفه بالشدَّة لأَنها من صِفات الحِبال، و الشدَّةُ فی الدین الثَّباتُ و الاستقامة؛ قال الأَزهری: و الصواب الحَیْل، بالیاء، و هو القُوَّة، یقال حَیْل و حَوْل بمعنی. و‌فی حدیث الأَقرع و الأَبرص و الأَعمی: أَنا رجل مسكین قد انقطعت بی الحِبَال فی سَفَری‌أَی انقطعت بی الأَسباب، من الحَبْل السَّبَبِ. قال أَبو عبید: و أَصل الحَبْل فی كلام العرب ینصرف علی وجوه منها العهد و هو الأَمان. و‌فی حدیث الجنازة: اللهم إِن فلانَ بْنَ فلانٍ فی ذمتك و حَبْل جِوارك؛ كان من عادة العرب أَن یُخِیف بعضها بعضاً فی الجاهلیة، فكان الرجل إِذا أَراد سفراً أَخذ عهداً من سید كل قبیلة فیأْمن به ما دام فی تلك القبیلة حتی ینتهی إِلی الأُخری فیأْخذ مثل ذلك أَیضاً، یرید به الأَمان، فهذا حَبْل الجِوار أَی ما دام مجاوراً أَرضه أَو هو من الإِجارة الأَمان و النصرة؛ قال: فمعنی‌قول ابن مسعود علیكم بحَبْل الله‌أَی علیكم بكتاب الله و ترك الفُرْقة، فإِنه أَمان لكم و عهد من عذاب الله و عقابه؛ و قال الأَعشی یذكر مسیراً له: و إِذا تُجَوِّزها حِبالُ قَبِیلة، أَخَذَتْ من الأُخری إِلیك حِبالَها و‌فی الحدیث: بیننا و بین القوم حِبال‌أَی عهود و مواثیق. و‌فی حدیث ذی المِشْعار: أَتَوْك علی قُلُصٍ نَواجٍ متصلة بحَبَائِل الإِسلام‌أَی عهوده و أَسبابه، علی أَنها جمع الجمع. قال: و الحَبْل فی غیر هذا المُواصَلة؛ قال إمرؤ القیس: إِنی بحَبْلك واصِلٌ حَبْلی، و بِرِیش نَبْلِك رائش نَبْلی و الحَبْل: حَبْل العاتق. قال ابن سیدة: حَبْل العاتق عَصَب، و قیل: عَصَبة بین العُنُق و المَنْكِب؛ قال ذو الرمة: و القُرْطُ فی حُرَّة الذِّفْری مُعَلَّقُهُ، تَباعَدَ الحَبْلُ منها، فهو یضطرب و قیل: حَبْل العاتق الطَّرِیقة التی بین العُنُق و رأْس الكتف. الأَزهری: حَبْلُ العاتق وُصْلة ما بین العاتق و المَنْكِب. و‌فی حدیث أَبی قتادة: فضربته علی حَبْل عاتقه، قال: هو موضع الرداء من العنق، و قیل: هو عِرْق أَو عَصَب هناك. و حَبْل الوَرِید: عِرْق یَدِرُّ فی الحَلْق، و الوَرِیدُ عِرْق یَنْبِض
لسان العرب، ج‌11، ص: 136
من الحیوان لا دَم فیه. الفراء فی قوله عز و جل: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ؛ قال: الحَبْل هو الوَرِید فأُضیف إِلی نفسه لاختلاف لفظ الاسمین، قال: و الوَرِید عِرْق بین الحُلْقوم و العِلْباوَیْن؛ الجوهری: حَبْل الوَرِید عِرْق فی العنق و حَبْلُ الذراع فی الید. و فی المثل: هو علی حَبْل ذراعك أَی فی القُرب منك. ابن سیدة: حَبْل الذراع عِرْق ینقاد من الرُّسْغ حتی ینغمس فی المَنْكِب؛ قال: خِطَامُها حَبْلُ الذراع أَجْمَع و حَبْل الفَقار: عِرق ینقاد من أَول الظهر إِلی آخره؛ عن ثعلب؛ و أَنشد البیت أَیضاً: خِطامها حبل الفَقار أَجْمَع مكان قوله حَبْل الذراع، و الجمع كالجمع. و هذا علی حَبْل ذراعك أَی مُمْكِن لك لا یُحال بینكما، و هو علی المثل، و قیل: حِبال الذراعین العَصَب الظاهر علیهما، و كذلك هی من الفَرَس. الأَصمعی: من أَمثالهم فی تسهیل الحاجة و تقریبها: هو علی حَبْل ذراعك أَی لا یخالفك، قال: و حَبْل الذراع عِرْق فی الید، و حِبال الفَرَس عروق قوائمه؛ و منه قول إمرئ القیس: كأَنَّ نُجوماً عُلِّقَتْ فی مَصامِه، بأَمراس كَتَّانٍ إِلی صُمِّ جَنْدَل و الأَمراس: الحِبال، الواحدة مَرَسة، شَبَّه عروق قوائمه بحِبال الكَتَّان، و شبه صلابة حوافره بصُمِّ الجَنْدَل، و شبه تحجیل قوائمه ببیاض نجوم السماء. و حِبال الساقین: عَصَبُهما. و حَبَائِل الذكر: عروقه. و الحِبالة: التی یصاد بها، و جمعها حَبائل، قال: و یكنی بها عن الموت؛ قال لبید: حَبائلُه مبثوثة بَسبِیلهِ، و یَفْنی إِذا ما أَخطأَتْه الحَبَائل و‌فی الحدیث: النِّساء حَبَائِل الشیطان‌أَی مَصایِدُه، واحدتها حِبَالة، بالكسر، و هی ما یصاد بها من أَیّ شی‌ء كان. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَن: و یَنْصِبون له الحَبَائل.و الحَابِل: الذی یَنْصِب الحِبالة للصید. و المَحْبُول: الوَحْشیُّ الذی نَشِب فی الحِبَالة. و الحِبالة: المِصْیَدة مما كانت. و حَبَلَ الصیدَ حَبْلًا و احْتَبَلَه: أَخذه و صاده بالحِبالة أَو نصبها له. و حَبَلَته الحِبَالةُ: عَلِقَتْه، و جمعها حَبَائِل؛ و استعاره الراعی للعین و أَنها عَلِقَت القَذَی كما عَلِقَت الحِبَالةُ الصیدَ فقال: و بات بثَدْیَیْها الرَّضِیعُ كأَنه قَذًی، حَبَلَتْه عَیْنُها، لا یُنیمُها و قیل: المَحْبُول الذی نصبت له الحِبالة و إِن لم یقع فیها. و المُحْتَبَل: الذی أُخِذ فیها؛ و منه قول الأَعشی: و مَحْبُول و مُحْتَبَل الأَزهری: الحَبْل مصدر حَبَلْت الصید و احتبلته إِذا نصبت له حِبالة فنَشِب فیها و أَخذته. و الحِبالة: جمع الحَبَل. یقال: حَبَلَ و حِبَال و حِبَالَة مثل جَمَل و جِمال و جِمالة و ذَكَر و ذِكار و ذِكارة. و‌فی حدیث عبد الله السعدی: سأَلت ابن المسیَّب عن أَكل الضَّبُع فقال: أَ وَ یأْكلها أَحد؟ فقلت: إِن ناساً من قومی یَتَحَبَّلُونها فیأْكلونها، أَی یصطادونها بالحِبالة.
لسان العرب، ج‌11، ص: 137
و مُحْتَبَل الفَرَس: أَرْساغه؛ و منه قول لبید: و لقد أَغدو، و ما یَعْدِمُنی صاحبٌ غیر طَوِیل المُحْتَبَل أَی غیر طویل الأَرساغ، و إِذا قَصُرت أَرساغه كان أَشدّ. و المُحْتَبَل من الدابة: رُسْغُها لأَنه موضع الحَبْل الذی یشدّ فیه. و الأُحْبُول: الحِبالة. و حبائل الموت: أَسبابُه؛ و قد احْتَبَلَهم الموتُ. و شَعرٌ مُحَبَّل: مَضْفور. و‌فی حدیث قتادة فی صفة الدجال، لعنه الله: إِنه مُحبَّل الشعر‌أَی كأَن كل قَرْن من قرون رأْسه حَبْل لأَنه جعله تَقاصیب لجُعُودة شعره و طوله، و یروی بالكاف‌مُحَبَّك الشَّعر.و الحُبال: الشَّعر الكثیر. و الحَبْلانِ: اللیلُ و النهار؛ قال معروف بن ظالم: أَ لم تر أَنَّ الدهر یوم و لیلة، و أَنَّ الفتی یُمْسِی بحَبْلَیْه عانِیا؟ و فی التنزیل العزیز فی قصة الیهود و ذُلِّهم إِلی آخر الدنیا و انقضائها: ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ أَیْنَ مٰا ثُقِفُوا إِلّٰا بِحَبْلٍ مِنَ اللّٰهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّٰاسِ؛ قال الأَزهری: تكلم علماء اللغة فی تفسیر هذه الآیة و اختلفت مذاهبهم فیها لإِشكالها، فقال الفراء: معناه ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ إِلا أَن یعتصموا بِحَبْلٍ مِنَ اللّٰهِ فأَضمر ذلك؛ قال: و مثله قوله: رَأَتْنی بحَبْلَیْها فَصَدَّت مَخافةً، و فی الحَبْل رَوْعاءُ الفؤاد فَرُوق أَراد رأَتنی أَقْبَلْتُ بحَبْلَیْها فأَضمر أَقْبَلْت كما أَضمر الاعتصام فی الآیة؛ و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَحمد بن یحیی أَنه قال: الذی قاله الفراء بعید أَن تُحْذف أَن و تبقی صِلَتُها، و لكن المعنی إِن شاء الله ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ أَیْنَ مٰا ثُقِفُوا بكل مكان إِلا بموضع حَبْل من الله، و هو استثناء متصل كما تقول ضربت علیهم الذلة فی الأَمكنة إِلا فی هذا المكان؛ قال: و قول الشاعر‌رأَتنی بحَبْلَیْها … فاكتفی بالرؤیة من التمسك، قال: و قال الأَخفش إِلا بحَبْل من الله إِنه استثناء خارج من أَول الكلام فی معنی لكن، قال الأَزهری: و القول ما قال أَبو العباس. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أُوصیكم بكتاب الله و عِتْرَتی أَحدهما أَعظم من الآخر و هو كتاب الله حَبْل ممدود من السماء إِلی الأَرض‌أَی نور ممدود؛ قال أَبو منصور: و فی هذا الحدیث اتصال كتاب الله «1» عز و جل و إِن كان یُتْلی فی الأَرض و یُنسَخ و یُكتَب، و معنی الحَبْل الممدود نور هُدَاه، و العرب تُشَبِّه النور الممتدّ بالحَبْل و الخَیْط؛ قال الله تعالی: حَتّٰی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ؛ یعنی نور الصبح من ظلمة اللیل، فالخیط الأَبیض هو نور الصبح إِذا تبین للأَبصار و انفلق، و الخیط الأَسود دونه فی الإِنارة لغلبة سواد اللیل علیه، و لذلك نُعِتَ بالأَسود و نُعِت الآخر بالأَبیض، و الخَیْطُ و الحَبْل قریبان من السَّواء. و‌فی حدیث آخر: و هو حَبْل الله المَتِین‌أَی نور هداه، و قیل عَهْدُه و أَمانُه الذی یُؤمِن من العذاب. و الحَبْل: العهد و المیثاق. الجوهری: و یقال للرَّمْل یستطیل حَبْل، و الحَبْل الرَّمْل المستطیل شُبِّه بالحَبل. و الحَبْل من الرمل: المجتمِعُ الكثیر العالی. و الحَبْل: رَمْل یستطیل و یمتدّ. و‌فی حدیث عروة بن مُضَرِّس: أَتیتك من جَبَلَیْ طَیِّ‌ء ما تركت من حَبْل إِلا وقفت علیه؛ الحَبْل: المستطیل من الرَّمْل، و قیل الضخم منه، و جمعه حِبَال، و قیل: الحِبَال فی الرمل كالجِبال فی
(1). قوله [اتصال كتاب الله] أی بالسماء
لسان العرب، ج‌11، ص: 138
غیر الرمل؛ و منه‌حدیث بدر: صَعِدْنا علی حَبْل‌أَی قطعة من الرمل ضَخْمة ممتدَّة. و‌فی الحدیث: و جَعَل حَبْلَ المُشاة بین یدیه‌أَی طریقَهم الذی یسلكونه فی الرَّمْل، و قیل: أَراد صَفَّهم و مُجْتَمعهم فی مشیهم تشبیهاً بحَبْل الرمل. و‌فی صفة الجنة: فإِذا فیها حَبَائِل اللؤلؤ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی كتاب البخاری و‌المعروف جَنابِذُ اللؤلؤ، و قد تقدم، قال: فإِن صحت الروایة فیكون أَراد به مواضع مرتفعة كحِبال الرمل كأَنه جمع حِبَالَة، و حِبَالَة جمع حَبْل أَو هو جمع علی غیر قیاس. ابن الأَعرابی: یقال للموت حَبِیلَ بَراح؛ ابن سیدة: فلان حَبِیل بَراح أَی شُجاعٌ، و منه قیل للأَسد حَبِیل بَراح، یقال ذلك للواقف مكانه كالأَسد لا یَفِرُّ. و الحبْل و الحِبْل: الداهیة، و جَمْعها حُبُول؛ قال كثیِّر: فلا تَعْجَلی، یا عَزّ، أَن تَتَفَهَّمِی بنُصْحٍ أَتی الواشُونَ أَم بحُبُول و قال الأَخطل: و كنتُ سَلِیمَ القلب حتی أَصابَنی، من اللَّامِعات المُبْرِقاتِ، حُبُولُ قال ابن سیدة: فأَما ما رواه الشیبانی خُبُول، بالخاء المعجمة، فزعم الفارسی أَنه تصحیف. و یقال للداهیة من الرجال: إِنه لحِبْل من أَحْبالها، و كذلك یقال فی القائم علی المال. ابن الأَعرابی: الحِبْل الرجل العالم الفَطِن الداهی؛ قال و أَنشدنی المفضل: فیا عَجَبا لِلْخَوْدِ تُبْدِی قِناعَها، تُرَأْرِئُ بالعَیْنَیْنِ لِلرَّجُل الحِبْل یقال: رَأْرَأَتْ بعینیها و غَیَّقَتْ و هَجَلَتْ إِذا أَدارتهما تَغْمِز الرَّجُل. و ثار حابِلُهم علی نابِلِهم إِذا أَوقدوا الشرَّ بینهم. و من أَمثال العرب فی الشدة تصیب الناس: قد ثار حابِلُهم و نابِلُهم؛ و الحَابِل: الذی یَنْصِب الحِبالة، و النابلُ: الرامی عن قوسه بالنَّبْل، و قد یُضرب هذا مثلًا للقوم تتقلب أَحوالهم و یَثُور بعضهم علی بعض بعد السكون و الرَّخاء. أَبو زید: من أَمثالهم: إِنه لواسع الحَبْل و إِنه لضَیِّق الحَبْل، كقولك هو ضَیِّق الخُلُق و واسع الخُلُق؛ أَبو العباس فی مثله: إِنه لواسع العَطَن و ضَیِّق العَطَن. و الْتَبَس الحابل بالنابِل؛ الحَابِلُ سَدَی الثوب، و النابِلُ اللُّحْمة؛ یقال ذلك فی الاختلاط. و حَوَّل حَابِلَه علی نابِلِه أَی أَعلاه علی أَسفله، و اجْعَل حَابِلَه نابِلَه، و حَابِله علی نابله كذلك. و الحَبَلَةُ و الحُبَلَةُ: الكَرْم، و قیل الأَصل من أُصول الكَرْم، و الحَبَلة: طاق من قُضْبان الكَرْم. و الحَبَلُ: شجر العِنَب، واحدته حَبَلة. و حَبَلة عَمْرو: ضَرْب من العنب بالطائف، بیضاء مُحَدَّدة الأَطراف متداحضة «2» العناقید. و‌فی الحدیث: لا تقولوا للعِنَب الكَرْم و لكن قولوا العنب و الحَبَلة، بفتح الحاء و الباء و ربما سكنت، هی القَضیب من شجر الأَعناب أَو الأَصل. و‌فی الحدیث: لما خرج نوح من السفینة غَرَس الحَبَلة.و‌فی حدیث ابن سِیرِین: لما خرج نوح من السفینة فَقَدَ حَبَلَتَیْن كانتا معه، فقال له المَلَك: ذَهَب بهما الشیطان، یرید ما كان فیهما من الخَمْر و السُّكْر. الأَصمعی: الجَفْنة الأَصل من أُصول الكَرْم، و جمعها الجَفْن، و هی الحَبَلة، بفتح الباء، و یجوز الحَبْلة، بالجزم. و‌روی عن أَنس بن مالك: أَنه كانت له حَبَلة تَحْمِل كُرًّا و كان یسمیها أُمَّ العِیال،
(2). قوله: متداحضة، هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 139
و هی الأَصل من الكَرْم انْتَشَرَت قُضْبانُها عن غِرَاسِها و امتدّت و كثرت قضبانها حتی بلغ حَمْلُها كُرًّا. و الحَبَل: الامتلاء. و حَبِل من الشراب: امتلأَ. و رجل حَبْلانُ و امرأَة حَبْلی: ممتلئان من الشراب. و الحُبَال: انتفاخ البطن من الشراب و النبیذ و الماء و غیره؛ قال أَبو حنیفة: إِنما هو رجل حُبْلانُ و امرأَة حُبْلی، و منه حَبَلُ المرأَة و هو امتلاء رَحِمها. و الحَبْلان أَیضاً: الممتلئ غضباً. و حَبِل الرجلُ إِذا امتلأَ من شرب اللبن، فهو حَبْلانُ، و المرأَة حَبْلی. و فلان حَبْلان علی فلان أَی غضبان. و به حَبَلٌ أَی غَضَب، قال: و أَصله من حَبَل المرأَة. قال ابن سیدة: و الحَبَل الحَمْل و هو من ذلك لأَنه امتلاء الرَّحِم. و قد حَبِلت المرأَةُ تَحْبَل حَبَلًا، و الحَبَل یكون مصدراً و اسماً، و الجمع أَحْبال؛ قال ساعدة فجعله اسماً: ذا جُرْأَةٍ تُسْقِط الأَحْبالَ رَهْبَتُه، مَهْما یكن من مَسام مَكْرَهٍ یَسُم و لو جعله مصدراً و أَراد ذوات الأَحْبَال لكان حَسَناً. و امرأَة حابلة من نسوة حَبَلة نادر، و حُبْلی من نسوة حُبْلَیات و حَبالی، و كان فی الأَصل حَبالٍ كدَعاوٍ تكسیر دَعْوَی؛ الجوهری فی جمعه: نِسْوة حَبالی و حَبالَیات، قال: لأَنها لیس لها أَفْعَل، ففارق جمع الصُّغْری و الأَصل حَبالی، بكسر اللام، قال: لأَن كل جمع ثالثه أَلف انكسر الحرف الذی بعدها نحو مَساجِد و جَعافِر، ثم أَبدلوا من الیاء المنقلبة من أَلف التأْنیث أَلفاً، فقالوا حَبالی، بفتح اللام، لیفْرِقوا بین الأَلفین كما قلنا فی الصَّحارِی، و لیكون الحَبالی كحُبْلی فی ترك صرفها، لأَنهم لو لم یُبْدِلوا لسقطت الیاء لدخول التنوین كما تسقط فی جَوَارٍ، و قد ردّ ابن بری علی الجوهری قوله فی جمع حُبْلی حَبَالَیَات، قال: و صوابه حُبْلَیَات. قال ابن سیدة: و قد قیل امرأَة حَبْلانة، و منه قول بعض نساء الأَعراب: أَجِدُ عَیْنی هَجَّانة و شَفَتی ذَبَّانَة و أَرانی حَبْلانة، و اختلف فی هذه الصفة أَ عَامَّة للإِناث أَم خاصة لبعضها، فقیل: لا یقال لشی‌ء من غیر الحیوان حُبْلی إِلا‌فی حدیث واحد: نهی عن بیع حَبَل الحَبَلة، و هو أَن یباع ما یكون فی بطن الناقة، و قیل: معنی حَبَل الحَبَلة حَمْل الكَرْمة قبل أَن تبلغ، و جعل حَمْلها قبل أَن تبلغ حَبَلًا، و هذا كما‌نهی عن بیع ثمر النخل قبل أَن یُزْهِی، و قیل: حَبَل الحَبَلة ولدُ الولد الذی فی البطن، و كانت العرب فی الجاهلیة تتبایع علی حَبَل الحَبَلة فی أَولاد أَولادها فی بطون الغنم الحوامل، و فی التهذیب: كانوا یتبایعون أَولاد ما فی بطون الحوامل فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ذلك. و قال أَبو عبید: حَبَل الحَبَلة نِتَاج النِّتاج و ولد الجَنین الذی فی بطن الناقة، و هو قول الشافعی، و قیل: كل ذات ظُفُر حُبْلی؛ قال: أَو ذِیخَة حُبْلی مُجِحّ مُقْرِب الأَزهری: یزید بن مُرَّة نهی عن حَبَل الحَبَلة، جعل فی الحَبَلة هاء، قال: و هی الأُنثی التی هی حَبَل فی بطن أُمها فینتظر أَن تُنْتَج من بطن أُمها، ثم ینتظر بها حتی تَشِبَّ، ثم یرسل علیها الفَحْل فتَلْقَح فله ما فی بطنها؛ و یقال: حَبَل الحَبَلة للإِبل و غیرها، قال أَبو منصور: جعل الأَول حَبَلة بالهاء لأَنها أُنثی فإِذا نُتِجت الحَبَلة فولدها حَبَل، قال: و حَبَل الحَبَلة المنتظرة أَن تَلْقِحَ الحَبَلة
لسان العرب، ج‌11، ص: 140
المستشعرة هذی التی فی الرحم لأَن المُضْمَرة من بعد ما تُنْتَج إِمَّرة. و قال ابن خالویه: الحَبَل ولد المَجْر و هو وَلَد الولد. ابن الأَثیر فی‌قوله: نهی عن حَبَل الحَبَلة، قال: الحَبَل، بالتحریك، مصدر سمی به المحمول كما سمی به الحَمْل، و إِنما دخلت علیه التاء للإِشعار بمعنی الأُنوثة فیه، و الحَبَل الأَول یراد به ما فی بطون النُّوق من الحَمْل، و الثانی حَبَل الذی فی بطون النوق، و إِنما نهی عنه لمعنیین: أَحدهما أَنه غَرَر و بیع شی‌ء لم یخلق بعد و هو أَن یبیع ما سوف یحمله الجَنِین الذی فی بطن أُمه علی تقدیر أَن یكون أُنثی فهو بیع نِتَاج النِّتَاج، و قیل: أَراد بحبَل الحَبَلة أَن یبیعه إِلی أَجل یُنْتَج فیه الحَمْل الذی فی بطن الناقة، فهو أَجل مجهول و لا یصح؛ و منه‌حدیث عمر لما فُتِحت مصر: أَرادوا قَسْمها فكتبوا إِلیه فقال لا حتی یَغْزُوَ حَبَلُ الحَبَلة؛ یرید حتی یَغْزُوَ منها أَولاد الأَولاد و یكون عامّاً فی الناس و الدواب أَی یكثر المسلمون فیها بالتوالد، فإِذا قسمت لم یكن قد انفرد بها الآباء دون الأَولاد، أَو یكون أَراد المنع من القسمة حیث علقه علی أَمر مجهول. و سِنَّوْرَة حُبْلی و شاة حُبْلی. و المَحْبَل: أَوان الحَبَل. و المَحْبِل: موضع الحَبَل من الرَّحِم؛ و روی بیت المتنخل الهذلی: إِن یُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفة منها بِرِیٍّ، و علی مِرْجَل لا تَقِهِ الموتَ وَقِیَّاتُه، خُطَّ له ذلك فی المَحْبِل و الأَعْرف: … فی المَهْبِل؛ و نَشْوان أَی سكران، بمَصْروفة أَی بخَمْر صِرْف، علی مِرْجَل أَی علی لحم فی قِدْر، و إِن كان هذا دائماً فلیس یَقِیه الموت، خُطَّ له ذلك فی المَحْبِل أَی كُتِب له الموت حین حَبِلَتْ به أُمُّه؛ قال أَبو منصور: أَراد معنی‌حدیث ابن مسعود عن النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن النطفة تكون فی الرَّحمِ أَربعین یوماً نُطْفة ثم عَلَقة كذلك ثم مُضْغة كذلك، ثم یبعث الله المَلَك فیقول له اكتب رزقَه وَ عَملَه و أَجَلَه و شَقِیٌّ أَو سعید فیُخْتَم له علی ذلك، فما من أَحد إِلا و قد كُتِب له الموت عند انقضاء الأَجَل المؤَجَّل له.و یقال: كان ذلك فی مَحْبَل فلان أَی فی وقت حَبَل أُمه به. و حَبَّل الزَّرعُ: قَذَف بعضُه علی بعض. و الحَبَلة: بَقْلة لها ثمرة كأَنها فِقَر العقرب تسمی شجرة العقرب، یأْخذها النساء یتداوین بها تنبت بنَجْد فی السُّهولة. و الحُبْلة: ثمر السَّلَم و السَّیَال و السَّمُر و هی هَنَة مُعَقَّفة فیها حَبٌّ صُغَار أَسود كأَنه العَدَس، و قیل: الحُبْلة ثَمَرُ عامَّةِ العِضاه، و قیل: هو وِعَاءُ حَبِّ السَّلَم و السَّمُر، و أَما جمیع العِضَاه بَعْدُ فإِن لها مكان الحُبْلة السِّنَفة، و قد أَحْبَل العِضَاهُ. و الحُبْلة: ضَرْب من الحُلِیِّ یصاغ علی شكل هذه الثمرة یوضع فی القلائد؛ و فی التهذیب: كان یجعل فی القلائد فی الجاهلیة؛ قال عبد الله بن سلیم من بنی ثعلبة بن الدُّول: و لقد لَهَوْتُ، و كُلُّ شی‌ءٍ هالِكٌ، بنَقَاة جَیْبِ الدِّرْع غَیر عَبُوس و یَزِینُها فی النَّحْر حَلْیٌ واضح، و قَلائدٌ من حُبْلة و سُلُوس و السَّلْس: خَیْط یُنْظَم فیه الخَرَز، و جمعه سُلوس. و الحُبْلة: شجرة یأْكلها الضِّبَاب. و ضَبٌّ حابِل: یَرْعَی الحُبْلة. و الحُبْلة: بَقْلة طَیِّبة من ذكور البقل.
لسان العرب، ج‌11، ص: 141
و الحَبَالَّة: الانطلاق «1»؛ و حكی اللحیانی: أَتیته علی حَبَالَّة انطلاق، و أَتیته علی حَبَالَّة ذلك أَی علی حین ذلك و إِبَّانه. و هی علی حَبَالَّة الطَّلاق أَی مُشْرِفة علیه. و كل ما كان علی فَعَالَّة، مشددة اللام، فالتخفیف فیها جائز كحَمَارَّة القَیْظ و حَمَارَته و صَبَارَّة البَرْد و صَبَارتَه إِلَّا حَبَالَّة ذلك فإِنه لیس فی لامها إِلَّا التشدید؛ رواه اللحیانی. و المَحْبَل: الكتاب الأَوَّل. و بنو الحُبْلی: بطن، النسب إِلیه حُبْلِیّ، علی القیاس، و حُبَلیٌّ علی غیره. و الحُبَل: موضع. اللیث: فلان الحُبَلیّ منسوب إِلی حَیٍّ من الیمن. قال أَبو حاتم: ینسب من بنی الحُبْلی، و هم رهط عبد اللّٰه بن أُبیٍّ المنافق، حُبَلیٌّ، قال: و قال أَبو زید ینسب إِلی الحُبْلی حُبْلَویٌّ و حُبْلیٌّ و حُبْلاوِیٌّ. و بنو الحُبْلی: من الأَنصار؛ قال ابن بری: و النسبة إِلیه حُبَلیٌّ، یفتح الباء. و الحَبْل: موضع بالبصرة؛ و قول أَبی ذؤَیب: وَرَاحَ بها من ذی المَجَاز، عَشِیَّةً، یُبَادر أُولی السابقین إِلی الحَبْل قال السكری: یعنی حَبْلَ عَرفة. و الحَابِل: أَرض؛ عن ثعلب؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَ بنیَّ، إِنَّ العَنْزَ تمنع ربَّها من أَن یَبِیت و أَهْله بالحَابِل و الحُبَلیل: دُویبَّة یموت فإِذا أَصابه المطر عاش، و هو من الأَمثلة التی لم یحكها سیبویه. ابن الأَعرابی: الأَحْبَل و الإِحْبَل و الحُنْبُل اللُّوبِیَاء، و الحَبْل الثِّقَل. ابن سیدة: الحُبْلة، بالضم، ثمر العِضاه. و‌فی حدیث سعد بن أَبی وَقَّاص: لقد رأَیتُنا مع رسول اللّٰه، صلی الله علیه و سلم، و ما لَنا طعام إِلَّا الحُبْلة و ورق السَّمُر؛ أَبو عبید: الحُبْلة و السَّمُر ضَرْبان من الشجر؛ شمر: السَّمُر شبه اللُّوبِیَاء و هو الغُلَّف من الطَّلْح و السِّنْف من المَرْخ، و قال غیره: الحُبْلة، بضم الحاء و سكون الباء، ثمر للسَّمُر یشبه اللُّوبِیَاء، و قیل: هو ثمر العِضَاه؛ و منه‌حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَ لَسْتَ تَرْعَی مَعْوتَها و حُبْلتها؟ الجوهری: ضَبٌّ حَابِل یَرْعَی الحُبْلة. و قال ابن السكیت: ضَبٌّ حابِلٌ ساحٍ یَرْعَی الحُبْلة و السِّحَاء. و أَحْبَله أَی أَلقحه. و حِبَال: اسم رجل من أَصحاب طُلَیْحة بن خویلد الأَسدی أَصابه المسلمون فی الرِّدَّة فقال فیه: فإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصْبِنَ و نِسْوة، فلن تَذْهَبوا فَرْغاً بقتل حِبَال و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، أَقْطَع مُجَّاعة بن مَرَارة الحُبَل؛ بضم الحاء و فتح الباء، موضع بالیمامة، و الله أَعلم.

حبتل؛ ج11، ص: 141

: الحَبْتَل، و الحُبَاتل: القلیل الجسم.

حبجل؛ ج11، ص: 141

: الحُبَاجِل: القَصیرُ المجتمِعُ الخَلْق.

حبركل؛ ج11، ص: 141

: الحَبَرْكَل كالحَزَنْبَل: و هما الغلیظا الشَّفَة.

حتل؛ ج11، ص: 141

: الحَتْل: الردی‌ءُ من كل شی‌ء. و حَتِلَتْ عینُه حَتَلًا: خرج فیها حَبٌّ أَحمر؛ عن كراع. ابن الأَعرابی قال: الحَاتِل المِثْل من كل شی‌ء؛ قال الأَزهری: الأَصل فیه الحاتنُ، فقلبت النون لاماً. و هو حَتْنه و حِتْنه و حَتْله و حِتْله أَی مثله، و الله أَعلم.
(1). قوله [و الحبالّة الانطلاق] و فی القاموس: من معانیها الثقل، قال شارحه: یقال ألقی علیه حبالته و عبالته أی ثقله
لسان العرب، ج‌11، ص: 142‌

حتفل؛ ج11، ص: 142

: الحُتْفُل: بقِیَّة المَرَق و حُتَاتُ اللحم فی أَسفل القِدر، و أَحسبه یقال بالثاء؛ كذا قال ابن سیدة.

حثل؛ ج11، ص: 142

: الحَثْل: سُوءُ الرَّضَاع و الحَالِ، و قد أَحْثَلته أُمُّه. و المُحْثَل: السَّیِّ‌ءُ الغِذَاءِ؛ قال مُتَمَّم: و أَرْمَلةٍ تَسْعَی بأَشعثَ مُحْثَل، كفَرْخ الحُبَارَی، رِیشُه قد تَصَوَّعا و الحِثْل: الضَّاوِی الدقیقُ كالمُحْثَل. و‌فی حدیث الاستسقاء: و ارْحَم الأَطفالَ المُحْثَلة، یعنی السَّیِّئِی الغِذاء من الحَثْل، و هو سُوء الرضاع و سوء الحال. و یقال: أَحْثَلْت الصبیَّ إِذا أَسأْت غِذاءَه. و أَحْثله الدهر: أَساءَ حاله. الأَزْهری: و قد یُحْثِله الدهرُ بسوءِ الحال؛ و أَنشد: و أَشْعَثَ یَزْهاه النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ عن الزاد، ممن حَرَّف الدَّهْرُ، مُحْثَلِ و حُثَالة الطعام: ما یُخْرَج منه من زُؤَان و نحوه مما لا خیر فیه فیُرْمَی به. قال اللحیانی: هو أَجَلُّ من التراب و الدُّقَاق قَلیلًا. و الحُثَالة و الحُثال: الردی‌ء من كل شی‌ء، و قیل: هو القُشَارة من التمر و الشعیر و الأَرُزِّ و ما أَشبهها، و كُلِّ ذی قُشَارة إِذا نُقِّی. و حُثَالة القَرَظِ: نُفَایته؛ و منه‌قول معاویة فی خُطْبته؛ فأَنا فی مثل حُثالة القَرَظ، یعنی الزمان و أَهله، و خص اللحیانی بالحُثالة رَدِی‌ءَ الحنطة و نُفْیَتَها. و حُثَالةُ الدَّهْر و غیره من الطِّیب و الدُّهْن: ثُفْلُه فكأَنَّه الردی‌ءُ من كل شی‌ء. و حُثَالة الناس: رُذَالتهم. و‌فی الحدیث: لا تقوم الساعة إِلا علی حُثَالة الناس؛ هی الردی‌ءُ من كل شی‌ء. و جاء فی الحدیث الذی‌یرویه عبد الله بن عمر و أَنه ذكر آخر الزمان: فیبقی حُثَالة من الناس لا خیر فیهم؛ أَراد بحُثَالة الناس رُذَالَهم و شِرَارَهم، و أَصله من حُثَالة التمر و حُفَالته، و هو أَردؤه و ما لا خیر فیه مما یبقی فی أَسفل الجُلَّة. ابن الأَعرابی: الحُثَال السِّفَل.الأَزهری: و قد جاء فی موضع أَعوذ بك من أَن أَبْقی فی حَثْل من الناس‌بدل حُثَالة، و هما سواء، و‌فی روایة أَنه قال لعبد الله بن عمر: كیف أَنت إِذا بَقِیتَ فی حُثَالة من الناس؛ یرید أَراذلهم. أَبو زید: أَحْثَلَ فلان غَنَمه، فهی مُحْثَلة إِذا هَزَلها. و رجل حِثْیَل: قصیر: و الحِثْیَل مثل الهِمْیَع: ضرب من أَشجار الجبال؛ قال أَبو حنیفة: زعم أَبو نصر أَنه شجر یشبه الشَّوْحَط ینبت مع النَّبْع؛ قال أَوس بن حجر: تعلمها فی غِیلها، و هی حَظْوةٌ بِوَادٍ به نَبْعٌ طِوالٌ و حِثْیَل الأَزهری عن الأَصمعی: الحِثْیَل من أَسماء الشجر معروف. الجوهری: و أَحْثَلت الصَّبیَّ إِذا أَسأْت غذاءه؛ قال ذو الرمة: بها الذِّئْبُ مَحْزوناً كأَن عُوَاءه عُوَاء فَصِیل، آخِرَ اللیل، مُحْثَل و قال أَبو النجم: خَوْصاء تَرْمِی بالیَتیم المُحْثَل و قال إمرؤ القیس: تُطْعِم فَرْخاً لها سَاغِباً، أَزْرَی به الجوعُ و الإِحْثال

حثفل؛ ج11، ص: 142

: الحُثْفُل: ما بقی فی أَسفل القِدْر، و قد ذكرت بالتاء، و قیل: الحُثْفُل سِفْلة الناس؛ عن ابن
لسان العرب، ج‌11، ص: 143
الأَعرابی. الأَزهری: الحُثْفُل ثُرْتُم المَرَق. ابن الأَعرابی: یقال لثُفْل الدُّهْن و غیره فی القارورة حُثْفُل، قال: و رَدِی‌ء المال حُثْفُله، و قیل: الحُثْفُل یكون فی أَسفل المرق من بَقِیَّة الثرید؛ قاله ابن السكیت. ابن بری: الحُتْفُل و الحُثْفُل ما یبقی فی أَسفل القارورة من عَكَرِ الزیت.

حثكل؛ ج11، ص: 143

: حَثْكَل: اسم.

حجل؛ ج11، ص: 143

: الحَجَل: القَبَج: و قال ابن سیدة: الحَجَل الذكور من القَبَج، الواحدة حَجَلة و حِجْلانٌ، و الحِجْلی اسم للجمع، و لم یجی‌ء الجمع علی فِعْلی إلا حرفان: هذا و الظِّرْبی جمع ظَرِبَان، و هی دُوَیبَّة منتنة الریح؛ قال عبد الله بن الحجاج الثعلبی من بنی ثعلبة بن سعد بن ذُبْیان یخاطب عبد الملك بن مروان و یعتذر إِلیه لأَنه كان مع عبد الله بن الزبیر: فارحم أُصَیْبِیَتی الذین كأَنهم حِجْلی، تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة، وُقَّعُ أَدْنُو لِتَرْحَمَنی و تَقْبَلَ تَوْبتی، و أَراك تَدْفَعُنی، فأَیْنَ المَدْفَع؟ فقال عبد الملك: إِلی النار الأَزهری: سمعت بعض العرب یقول: قالت القَطَا للحَجَل: حَجَلْ حَجَلْ، تَفِرُّ فی الجَبَل، من خَشْیة الوَجَل، فقالت الحَجَل للقَطا: قَطا قَطا، بَیْضُك ثِنْتا، و بَیْضِی مائتا. الأَزهری: الحَجَل إِناث الیَعَاقِیب و الیَعَاقِیب ذكورُها. و‌روی ابن شمیل حدیثاً: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: اللهم إِنی أَدعو قریشاً و قد جعلوا طَعَامی كطَعام الحَجَل؛ قال النضر: الحَجَل یأْكل الحَبَّة بعد الحبة لا یُجِدُّ فی الأَكل؛ قال الأَزهری: أَراد أَنهم لا یُجِدُّون فی إِجابتی و لا یدخل منهم فی دین اللّه إِلا الخَطِیئة بعد الخَطِیئة یعنی النادر القلیل. و‌فی الحدیث: فاصطادوا حَجَلًا؛ هو القَبَج. الأَزهری: حَجَل الإِبل صغَار أَولادها. ابن سیدة: الحَجَل صِغارُ الإِبل و أَوْلادُها؛ قال لبید یصف الإِبل بكثرة اللبن و أَن رؤوس أَولادها صارت قُرْعاً أَی صُلْعاً لكثرة ما یسیل علیها من لبنها و تَتَحلَّب أُمهاتُها علیها: لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُؤوسها، لها فوقها مما تولف واشل «2». قال ابن السكیت: استعار الحَجَل فجعلها صغَار الإِبل؛ قال ابن بری: وجدت هذا البیت بخط الآمدی قَرَّعت أَی تَقَرَّعت كما یقال قَدَّم بمعنی تَقَدَّم، و خَیَّل بمعنی تَخَیَّل، و یَدُلُّكَ علی صحته أَن قولهم قُرِّع الفَصِیلُ إِنما معناه أُزِیل قَرَعُه بِجَرِّه علی السَّبَخَة مثل مَرَّضْته، فیكون عكس المعنی؛ و مثله للجعدی: لها حَجَل قُرْعُ الرؤوس تَحَلَّبت علی هامِه، بالصَّیْف، حتی تَمَوّرا قال ابن سیدة: و ربما أَوقعوا ذلك علی فَتَایا المَعَزِ.قال لقمان العادیُّ یَخْدَع ابْنَیْ تِقْن بغنمه عن إِبلهما: اشْتَرِیاها یا ابْنَی تِقْن، إِنها لَمِعزی حَجَل، بأَحْقِیها عِجَل؛ یقول: إنها فَتِیَّة كالحَجَل من الإِبل، و قوله بأَحقِیها عِجَل أَی أَن ضُروعها تضرب إِلی أَحْقِیها فهی كالقِرَب المملوءة؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابی، قال: و‌رواه بعضهم أَنها لمِعْزَی حِجَل، بكسر الحاء، و لم یفسره ابن الأَعرابی و لا ثعلب؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنهم إِنما قالوا حِجَل،
(2). قوله [تولف] كذا فی الأصل هنا، و سبق فی ترجمة قرع: تحلب بدل تولف، و لعل ما هنا محرف عن توكف بالكاف أَی سال و قطر
لسان العرب، ج‌11، ص: 144
فیمن رواه بالكسر، إِتباعاً لعِجَل. و الحَجَلة: مثل القُبَّة. و حَجَلة العروس: معروفة و هی بیت یُزَیَّن بالثیاب و الأَسِرَّة و الستور؛ قال أَدهم بن الزَّعراء: و بالحَجَل المقصور، خَلْف ظُهورنا، نَوَاشِئُ كالغِزْلان نُجْلٌ عیونُها و‌فی الحدیث: كان خاتَم النبوة مثل زِرِّ الحَجَلة، بالتحریك؛ هو بیت كالقُبَّة یستر بالثیاب و یكون له أَزرار كبار؛ و منه‌حدیث الاستئذان: لیس لبیوتهم سُتور و لا حِجال؛ و منه: أعْرُوا النساء یَلْزَمْن الحِجَال، و الجمع حَجَل و حِجَال؛ قال الفرزدق: رَقَدْن علیهن الحِجَال المُسَجَّف قال الحِجال و هم جماعة، ثم قال المُسَجَّف فَذَكَّر لأَن لفظ الحِجَال لفظ الواحد مثل الجِرَاب و الجِدَاد، و مثله قوله تعالی: قٰالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظٰامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ، و لم یقل رَمِیمة. و حَجَّل العَروسَ: اتَّخَذ لها حَجَلة؛ و قوله أَنشده ثعلب: و رابغة أَ لا أُحَجِّل قِدْرَنا علی لَحْمِها، حِین الشتاء، لنَشْبَعَا فسره فقال: نسترها و نجعلها فی حَجَلة أَی إِنا نطعمها الضیفان. اللیث: الحَجْل و الحِجْل القَیْد، یفتح و یكسر. و الحَجْل: مشی المُقَیَّد. و حَجَل یَحْجُلُ حَجْلًا إِذا مشی فی القید. قال ابن سیدة: و حَجَلَ المُقَیَّد یَحْجُل و یَحْجِل حَجْلًا و حَجَلاناً و حَجَّل: نَزا فی مشیه، و كذلك البعیر العَقِیر: الأَزهری: الإِنسان إِذا رفع رِجْلًا و تَرَیَّث فی مشیه علی رِجْل فقد حَجَل. و نَزَوانُ الغُراب: حَجْلُه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لزید أَنت مَوْلانا فَحَجَل؛ الحَجْل: أَن یرفع رِجْلًا و یَقْفِز علی الأُخری من الفَرَح، قال: و یكون بالرجلین جمیعاً إِلا أَنه قَفْزٌ و لیس بمشی. قال الأَزهری: و الحَجَلان مِشیة المُقَیَّد. یقال: حَجَل الطائرُ یَحْجُل و یَحْجِل حَجَلاناً كما یَحْجُل البعیر العَقِیر علی ثلاث، و الغُلامُ علی رِجْل واحدة و علی رجلین؛ قال الشاعر: فقد بَهأَتْ بالحاجِلاتِ إِفالُها، و سَیْف كَرِیمٍ لا یزال یَصُوعُها یقول: قد أَنِسَتْ صِغارُ الإِبل بالحاجلات و هی التی ضرِبت سُوقُها فمشت علی بعض قوائمها، و بسیف كریم لكثرة ما شاهدت ذلك لأَنه یُعَرْقِبُها. و‌فی حدیث كعب: أَجِدُ فی التوراة أَن رجلًا من قریش أَوْبَشَ الثَّنایا یَحْجُل فی الفتنة؛ قیل: أَراد یتبختر فی الفتنة. و‌فی الحدیث فی صفة الخیل: الأَقْرَح المُحَجَّل؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی یرتفع البیاض فی قوائمه فی موضع القید و یجاوز الأَرساغ و لا یجاوز الركبتین لأَنها مواضع الأَحجال، و هی الخلاخیل و القیود؛ و منه‌الحدیث: أُمتی الغُرُّ المُحَجَّلون‌أَی بِیض مواضع الوضوء من الأَیدی و الوجه و الأَقدام، استعار أَثر الوضوء فی الوجه و الیدین و الرجلین للإِنسان من البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و یدیه و رجلیه؛ قال ابن سیدة: و أَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: و إِنی امْرُؤٌ لا تَقْشَعِرُّ ذؤابَتی من الذِّئْب یَعْوِی و الغُرابِ المُحَجَّل فإِنه رواه بفتح الجیم كأَنه من التحجیل فی القوائم، قال: و هذا بعید لأَن ذلك لیس بموجود فی الغِرْبان، قال: و الصواب عندی بكسر الجیم علی أَنه اسم
لسان العرب، ج‌11، ص: 145
الفاعل من حَجَّل. و‌فی الحدیث: إِن المرأَة الصالحة كالغُرَاب الأَعْصَم‌و هو الأَبیض الرجلین أَو الجناحین، فإِن كان ذهب إِلی أَن هذا موجود فی النادر فروایة ابن الأَعرابی صحیحة. و الحَجْل و الحِجْل جمیعاً: الخَلْخَال، لغتان، و الجمع أَحْجال و حُجُول. الأَزهری: روی أَبو عبید عن أَصحابه حِجْل، بكسر الحاء، قال: و ما علمت أَحداً أَجاز الحِجل «1» غیر ما قاله اللیث، قال: و هو غلط. و‌فی حدیث علیٍّ قال له رجل: إِن اللصوص أَخذوا حِجْلَی امرأَتی‌أَی خَلْخالَیْها. و حِجْلا القید: حَلْقَتاه؛ قال عَدِیُّ بن زید العِبَادی: أَ عاذِل، قد لاقَیْتُ ما یَزِعُ الفَتَی، و طابقت فی الحِجْلَینْ مَشْیِ المقیَّد و الحِجْل: البیاض نفسه، و الجمع أَحْجال؛ ثعلب عن ابن الأَعرابی أَن المفضل أَنشده: إِذا حُجِّل المِقْرَی یكون وَفَاؤه تَمام الذی تَهْوی إِلیه المَوَارِد قال: المِقْرَی القَدَح الذی یُقْری فیه، و تَحْجِیلُه أَن تُصَبَّ فیه لُبَیْنة قلیلة قَدْر تحجیل الفَرَس، ثم یُوَفَّی المِقْرَی بالماء، و ذلك فی الجُدُوبة و عَوَزِ اللَّبَن. الأَصمعی: إِذا حُجِّل المِقْرَی أَی سُتِر بالحَجَلة ضَنًّا به لیشربوه هم. و التحجیل: بیاض یكون فی قوائم الفرس كلها؛ قال: ذو مَیْعَةٍ مُحَجَّلُ القوائم و قیل: هو أَن یكون البیاض فی ثلاث منهن دون الأُخری فی رِجْل و یَدَیْن؛ قال: تَعَادَی من قَوائمها ثَلاثٌ بتحجیل، وَ قَائمةٌ بَهِیمُ و لهذا یقال مُحَجَّل الثلاث مطلق ید أَو رجل، و هو أَن یكون أَیضاً فی رجلین و فی ید واحدة؛ و قال: مُحَجَّل الرِّجْلین منه و الیَدِ أَو یكون البیاض فی الرجلین دون الیدین؛ قال: ذو غُرَّة مُحَجَّلُ الرِّجْلین إِلی وَظِیفٍ، مُمْسَكُ الیَدَین أَو أَن یكون البیاض فی إِحدی رجلیه دون الأُخری و دون الیدین، و لا یكون التَّحْجیل فی الیدین خاصة إِلا مع الرجلین، و لا فی ید واحدة دون الأُخری إِلا مع الرجلین، و قیل: التَّحْجِیل بیاض قَلَّ أَو كثر حتی یبلغ نصف الوَظِیفِ و لونٌ سائره ما كان، فإِذا كان بیاض التحجیل فی قوائمه كلها قالوا مُحَجَّل الأَربع. الأَزهری: تقول فرس مُحَجَّل و فرس بادٍ جُحُولُه؛ قال الأَعشی: تَعَالَوْا، فإِنَّ العِلْم عند ذوی النُّهَی من الناس، كالبَلْقاء بادٍ جُحُولُها قال أَبو عبیدة: المُحَجَّل من الخیل أَن تكون قوائمه الأَربع بِیضاً، یبلغ البیاضُ منها ثُلُثَ الوَظِیف أَو نصفَه أَو ثلثیه بعد أَن یتجاوز الأَرساغ و لا یبلغ الركبتین و العُرْقُوبَیْن فیقال مُحَجَّل القوائم، فإِذا بلغ البیاضُ من التحجیل ركبةَ الید و عُرْقوب الرِّجل فهو فرس مُجَبَّب، فإِن كان البیاض برجلیه دون الید فهو مُحَجَّل إِن جاوز الأَرساغ، و إِن كان البیاض بیدیه دون رجلیه فهو أَعْصَم، فإِن كان فی ثلاث قوائم دون رجل أَو دون ید فهو مُحَجَّل
(1). قوله [أجاز الحجل] كذا فی الأصل مضبوطاً بكسر الحاء، و عبارة القاموس: و الحجل بالكسر و یفتح و كإبل و طمرّ الخلخال
لسان العرب، ج‌11، ص: 146
الثلاث مُطْلَق الید أو الرجل، و لا یكون التَّحْجیل واقعاً بید و لا یدین إِلا أَن یكون معها أَو معهما رِجْل أَو رِجلان؛ قال الجوهری: التَّحْجیل بیاض فی قوائم الفرس أَو فی ثلاث منها أَو فی رجلیه، قَلَّ أَو كَثُر، بعد أَن یجاوز الأَرساغ و لا یجاوز الركبتین و العرقوبین لأَنها مواضع الأَحْجَال، و هی الخَلاخِیل و القُیُود. یقال: فرس مُحَجَّل، و قد حُجِّلَت قوائمُه تَحْجِیلًا، و إِنَّها لَذَات أَحْجال، فإِن كان فی الرجلین فهو مُحَجَّل الرجلین، و إِن كان بإِحدی رجلیه و جاوز الأَرساغ فهو مُحَجَّل الرِّجل الیمنی أَو الیسری، فإِن كان مُحَجَّل ید و رجل من شِقٍّ فهو مُمْسَك الأَیامِن مُطْلَق الأَیاسر، أَو مُمْسَك الأَیاسر مُطْلَق الأَیامن، و إِن كان من خِلاف قلّ أَو كثر فهو مَشْكُول. قال الأَزهری: و أُخِذَ تحجیل الخیل من الحِجْل و هو حَلْقة القَیْد جُعِل ذلك البیاض فی قوائمها بمنزلة القیود. و یقال: أَحْجَلَ الرجُلُ بعیرَه إِحْجالًا إِذا أَطْلق قیده من یده الیمنی و شَدَّه فی الأُخری. و حَجَّلَ فلانٌ أَمْرَه تحجیلًا إِذا شَهْرَه؛ و منه قول الجعدی یهجو لَیْلی الأَخْیَلِیَّة: أَلا حَیِّیا هِنْداً، و قُولا لها: هَلا فقد رَكِبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا و التَّحْجِیل و الصَّلِیب: سِمَتان من سِمات الإِبل؛ قال ذو الرمة یصف إِبلًا: یَلُوح بها تحجیلُها و صَلِیبُها و قول الشاعر: أَ لَم تَعْلَمِی أَنَّا إِذا القِدْرُ حُجِّلَت، و أُلْقِیَ عن وَجْه الفَتاة سُتُورُها حُجِّلَت القِدْر أَی سُتِرَت كما تُسْتَر العروس فلا تَبْرُز. و التحجیل: بیاض فی أَخلاف الناقة من آثار الصِّرار. و ضَرْع مُحَجَّل: به تحجیل من أَثر الصِّرار؛ و قال أَبو النجم: عن ذی قَرامِیصَ لها مُحَجَّلِ و الحَجْلاء من الضأْن: التی ابْیَضَّت أَوْظِفَتُها و سائرها أَسود، تقول منه نَعْجة حَجْلاء. و حَجَلَت عَیْنُه تَحْجُلُ حُجُولًا و حَجَّلَت، كلاهما: غارت، یكون ذلك فی الإِنسان و البعیر و الفرس، قال ثعلبة بن عمرو: فَتُصْبِح حَاجِلةً عینُه لِحِنْو اسْتِه، و صَلاه عُیُوب و أَنشد أَبو عبیدة: حَواجِل العُیون كالقِداح و قال آخر فی الإِفراد دون الإِضافة: حَواجِل غائرة العُیون و حَجَّلَت المرأَة بَنانَها إِذا لَوَّنَت خِضابَها. و الحُجَیْلاء: الماء الذی لا تصیبه الشمس. و الحَوْجَلَة: القارورة الغلیظة الأَسفل، و قیل: الحَوْجَلة ما كان من القَوارِیر شِبْه قَواریر الذَّرِیرة و ما كان واسع الرأْس من صِغارها شِبْه السُّكُرَّجات و نحوها. الجوهری: الحَوْجَلة قَارُورة صغیرة واسعة الرأْس؛ و أَنشد العَجَّاج: كأَنَّ عینیه من الغُؤُور قَلْتانِ، أَو حَوْجَلَتا قارُور قال ابن بری: الذی فی رجز العجاج:
لسان العرب، ج‌11، ص: 147
قَلْتانِ فی لَحْدَیْ صَفاً مَنْقُور، صِفْرانِ، أَو حَوْجَلَتا قارُور و قیل: الحَوْجَلَة و الحَوْجَلَّة القارورة فقط؛ عن كراع، قال: و نظیره حَوْصَلَة و حَوْصَلَّة و هی للطائر كالمَعِدَة للإِنسان. و دَوْخَلَة و دَوْخَلَّة: و هی وعاء التمر، و سَوْجَلَة و سَوْجَلَّة: و هی غِلاف القارورة، و قَوْصَرَة و قَوْصَرَّة: و هی غلاف القارورةِ أَیضاً؛ «1». و قوله: كأَنَّ أَعینها فیها الحَواجِیلُ یجوز أَن یكون أَلحق الیاءَ للضرورة، و یجوز أَن یكون جمع حَوْجَلَّة، بتشدید اللام، فعوّض الیاء من إِحدی اللَّامین. و الحَواجِل: القَواریر، و السَّواجل غُلُفُها؛ و أَنشد ابن الأَنباری: نَهْج تری حَوْله بَیْضَ القَطا قَبَصاً، كأَنَّه بالأَفاحِیص الحَواجِیل حَواجِل مُلِئَت زَیْتاً مُجَرَّدة، لیست عَلَیْهِنَّ من خُوصٍ سَواجِیل القَبَص: الجَماعات و القِطَع. و السَّواجِیل: الغُلُف، واحِدُها ساجُول و سَوْجَل. و تَحْجُل: اسم فَرَس، و هو فی شعر لبید: تَكاثَر قُرْزُلٌ و الجَوْنُ فیها، و تَحْجُل و النَّعامةُ و الخَبال و الحُجَیْلاء: اسم موضع؛ قال الشاعر: فأَشْرَب من ماء الحُجَیْلاء شَرْبَةً، یُداوی بها، قبل الممات، عَلِیلُ قال ابن بری: و من هذا الفصل الحُجال السَّمُّ؛ قال الراجز: جَرَّعْته الذَّیفان و الحُجالا

حدل؛ ج11، ص: 147

: الأَزهری: حَدَل علیّ فلان یَحْدِل و یَحْدَلُ حَدْلًا أَی ظَلَمَنی، الجوهری: و مالَ علیَّ بالظلم؛ یقال: رجل حَدْل غیر عَدْل. ابن سیدة: و حَدَل علیَّ یَحْدِل حُدُولًا و حَدْلًا جارَ. و إِنه لقضاء حَدْل: غیر عَدْل؛ و منه‌الحدیث: القضاة ثلاثة، رجلٌ عَلِمَ فَحَدَلَ‌أَی جارَ. الأَزهری: حادَلَنی فلان مُحَادَلة إِذا راوغك، و حَادَلَتِ الأُتُنُ مِسْحَلَها راوغَتْه؛ قال ذو الرمة: من العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتِها، إِذا رابَه اسْتِعْصاؤها و حِدَالُها و الأَحْدَل: ذو الخِصْیة الواحدة من كل شی‌ء، قال: و یقال فی بعض التفسیر إِذا كان مائل أَحد الشِّقَّیْن فهو أَحْدَلُ أَیضاً. و قال الفراء: الأَحْدَلُ المائل و قد حَدِلَ حَدَلًا. قال: و قال أَبو زید الأَحْدَل الذی یمشی فی شقّ. و قال أَبو عمرو: الأَحْدَل الذی فی مَنْكِبیه و رقبته انكباب أَو إِقبال علی صدره. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: فی عنقه حَدَل أَو مَیَل و فی منكبیه دَفَأٌ. و قال اللیث: قَوْس مُحْدَلَة، و ذلك لاعوجاج سِیَتها، قال: و التَّحادُل الانحناء علی القوس. و یقال للقَوْس حُدَال إذا طُومِن من طائفها؛ قال الهذلی یصف قوساً: لها مَحِصٌ غیر جافی القُوی، من الثَّوْر حَنَّ بوِرْكٍ حُدَال
(1). قوله [و قوصرة و هی غلاف القارورة أَیضاً] كذا فی الأصل، و الذی فی القاموس و الصحاح و اللسان فی ترجمة قصر أنها وعاء التمر و كنایة عن المرأة
لسان العرب، ج‌11، ص: 148
المَحِص: الوَتَر، و قوله بِورْك أَی بقوس عُمِلَت من وَرِك شجرة أَی أَصل شجرة. من الثور أَی من علب الثَّور من عَقَب الثَّوْر. ابن سیدة: الحَدَل إِشْراف أَحد العاتِقَیْن علی الآخر، و هو أَحْدَل، قال: و قیل هو المائل العنق من خِلْقَة أَو وَجَع لا یملك أَن یُقِیمه. و قوس مُحْدَلة و حَدْلاء بَیِّنة الحَدَل و الحُدُولَة: حُدِرَت إِحدی سِیَتَیْها و رُفِعَت الأُخری، قال: حتی أُتِیح لها رَامٍ بمُحْدَلةٍ، ذُو مِرَّةٍ، بدوَارِ الصَّیْد، شَمَّاسُ و الحَوْدَل: الذَّكَر من القِرَدَة. الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لآخر: أَلا و انْزِل بهاتِیكَ الحَوْدَلة، و أَشار إِلی أَكَمة بِحذَائه أَمره بالنزول علیها؛ و الحَدَال: شجر فی البادیة، ذكره بعض الهذلیین فقال: إِذا دُعِیَتْ لما فی البیت قالت: تَجَنَّ مِن الحَدَال، و ما جُنِیت أَی و ما جُنِی لی منه. ابن سیدة: و حِدْل الرَّجُل حُجْزته. و الحَدَالی: موضع. و بنو حُدَال: حَیٌّ، نسبوا إِلی مَحَلَّة كانوا ینزلونها. و حَدَال: اسم أَرض لكلب بالشأْم؛ قال الراعی: فی إِثْر مَنْ قُرِنَتْ منِّی قَرِینَتُه، یوْمَ الحَدَاك، بتَسْبِیبٍ من القَدَر و یروی الحَدَال، باللام. و قال شمر: الحُضَض هو الحُدُل. و فی الحدیث ذكر حُدَیْلة، بضم الحاء و فتح الدال: هی مَحَلَّة بالمدینة نسبت إِلی بنی حُدَیْلة، بطن من الأَنصار.

حدقل؛ ج11، ص: 148

: الحَدْقَلة: إِدَارة العین فی النظر، قال الأَزهری: هذا الحرف فی كتاب الجمهرة لابن درید فی حروف لم أَجد ذكرها لأَحد من الثقات، و من وجدها لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعی، و من لم یجدها لثقة فلیكن منها علی رِیبة و حَذَر.

حذل؛ ج11، ص: 148

: الحَذَل، مُثَقَّل، فی العین: حُمْرةٌ و انْسِلاقٌ و سَیَلانُ دمع، و انسلاقُها: حُمْرةٌ تعتریها. حَذِلت عینه حَذَلًا، فهی حَذْلاء، و أَحْذَلَها البكاء أو الحَرُّ؛ قال العُجَیر السَّلُولی: و لم یُحْذِل العَیْنَ مثْلُ الفرَاقِ، و لم یُرْمَ قلب بمثل الهوی و عَیْن حَاذِلَة: لا تَبْكی البَتَّة، فإِذا عَشِقَتْ بَكَتْ؛ قال رؤبة و نسبه ابن بری للعجاج: و الشَّوْق شَاجٍ للعُیون الحُذَّل و قیل: وَصَفها بما تؤول إِلیه بعد البكاء، فهی علی هذا مما تقدم؛ الأَزهری: وصفها كأَن تلك الحمرة اعْتَرَتْها من شدة النظر إِلی ما أُعْجِبَتْ به. و الحَذَل، باللام: طول البكاء و أَن لا تجف عین الإِنسان. و الحَذَال و الحُذَال: شی‌ء شبه الدم یخرج من السَّمُرة؛ قال الشاعر: إِذا دعِیتْ لما فی البیت قالت: تَجَنَّ من الحذَال، و ما جُنِیت «2». أَی قالت اذهب إِلی هذا الشجر فاقْلَع الحَذَال فكُلْه، و لم تَقْرِه. و الحُذَالة: صَمْغة حمراء فیها. الأَزهری: الحَذْل، بفتح الحاء، صَمْغ الطَّلْح إِذا خرج فأَكل العود فانْحَتَّ و اختلط بالصمغ، و إِذا كان كذلك لم یؤكل و لم ینتفع به. و الحُذَال: حَیْض
(2). روی هذا البیت فی مادة حدل و فیه الحدال بدل الحذال
لسان العرب، ج‌11، ص: 149
السَّمُر، و قال: تُسَمِّیه الدُّوَدِم؛ و أَنشد: كأَن نَبِیذَك هذا الحُذَال و الحَذَل: ضَرْب من حَبِّ الشجر یُخْتَبَز و یؤكل فی الجَدْب؛ قال الراجز: إِنَّ بَوَاء زادِكُم لَمّا أُكل أَن تُحْذِلُوا، فتُكْثِروا من الحَذَل و یقال: الحَذَال شی‌ء یَخْرُج من أُصول السَّلَمِ یُنْقَع فی اللبن فیؤكل. قال أَبو عبید: الدُّوَدِم الذی یخرج من السَّمُر هو الحَذال. قال ابن بری: قال علیّ بن حمزة الحَذَال یشبه الدُّوَدِم و لیس إِیَّاه، و هو جَنًی یأْكله من یعرفه، و من لا یعرفه یظنه دُوَدِماً. و الحَذَل و الحُذَال و الحُذَالة: مستدار ذیل القمیص. الجوهری: الحُذْل حاشیة الإِزار و القمیص. و‌فی الحدیث: من دخل حائطاً فلیأْكل منه غیر آخذ فی حَذْله شیئاً؛ الحَذْل، بالفتح و الضم: حُجْزة الإِزار و القمیص و طَرَفُه. و‌فی حدیث عمر: هَلُمِّی حَذْلَكِ أَی ذَیْلَكِ فَصَبَّ فیه المال.و الحِذْل و الحُذْل، بكسر الحاء و ضمها و سكون الذال فیهما: حُجْزة السراویل؛ عن ابن الأَعرابی، و هی الحُذَل، بضم الحاء و فتح الذال؛ عن ثعلب. الأَزهری: الحُذْل الحُجْزة، قال ثعلب: یقال حُجْزته و حُذْلته و حُزَّته و حُبْكته واحد. و الحُذْل: الأَصْل عن كراع. و حُذَیْلاء: موضع. الجوهری: حَذِلت عینُه، بالكسر، تَحْذَل حَذَلًا أَی سقط هُدْبُها من بَثْرة تكون فی أَشفارها؛ و منه قول مُعَقِّر بن حِمَار البارقی: فأَخْلَفْنا مَوَدَّتها فقاظت، و مَأْقِی عَیْنِها حَذِلٌ نَطُوف أَی أَقامت فی القَیْظ تبكی علیهم؛ رأَیت حاشیة بخط بعض الأَفاضل قال: نقلت من شعر دُرَیْد بن الصِّمَّة بخط جعفر بن محمد بن مَكِّی، قال: كان عمرو بن ناعِصَة السُّلَمی جاراً لدرید فَقَتَل عمرو بن ناعصة رجلًا من بنی غاضِرة بن صَعْصَعَة یقال له قیس بن رَوَاحة، فخرج ابن قیس یطلب بدمه فَلقِی عمرو بن ناعِصَة فقتله، فقالت امرأَة ابن ناعصة: أَبْكِی بعین حَذِلَتْ مُضَاعَه، تَبْكی علی جار بَنی جُدَاعه، أَیْنَ دُرَیْدٌ، و هو ذو بَرَاعه؟ حتی تَرَوْه كاشفاً قِنَاعه، تَغْدو به سَلْهَبَةٌ سُرَاعه

حرجل؛ ج11، ص: 149

: الحُرْجُل و الحُرَاجِل: الطویل. و حَرْجَل إِذا طال. و الحُرْجُل: الطویل الرِّجْلَین؛ ذكره أَبو عبید. و الحَرْجَل و الحَرْجَلَة: الجماعة من الخیل، تمیمِیة؛ و أَنشد الأَزهری فی ترجمة عرضن: تَعْدُو العِرَضْنَی خَیْلُهم حَرَاجِلا و قال: حَرَاجِل وَ عَرَاجِل جماعات. و فی التهذیب: الحَرْجَل قَطِیع من الخیل. و جاء القوم حَرَاجِلَة علی خیلهم و عَرَاجِلَة أَی مُشَاة. و الحَرْجَلَة: العَرَج. و الحَرْجَلَة: الجماعة من الناس كالعَرْجَلَة، و لا یكونون إِلا مُشَاة. و یقال: حَرْجَل الرجلُ إِذا تَمَّم صَفًّا فی صلاة و غیرها، و یقال له: حَرْجِلْ أَی تَمِّمْ. و الحَرْجَلَة: القطعة من الجراد. و الحَرْجَلَة: الحَرَّة من الأَرض؛ حكاها أَبو حنیفة فی كتاب النبات و لم یحكها غیره. و حَرْجَل: اسم.

حركل؛ ج11، ص: 149

: ابن سیدة: الحَرْكَلَة ضَرْب من المشی. و الحَرْكَلَة: الرَّجَّالة كالحَوْكَلَة؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌11، ص: 150
هذا الحرف فی كتاب الجمهرة لابن درید مع غیره، و ما وجدت أَكثرها لأَحد من الثقات، فمن وجدها لإِمام یوثق به أَلحقه بالرباعی، و من لم یجدها فلیكن منها علی رِیبة و حَذَر.

حرمل؛ ج11، ص: 150

: الحَرْمَل حَبٌّ كالسِّمْسم، واحدته حَرْمَلَة. و قال أَبو حنیفة: الحَرْمَل نوعان: نوع ورقه كورق الخِلاف و نَوْره كنَوْر الیاسمین یُطَیَّب به السمسم و حَبُّه فی سِنَفة كسِنَفة العِشْرِق، و نوع سِنَفته طِوال مُدَوَّرة؛ قال: و الحَرْمَل لا یأْكله شی‌ء إِلا المِعْزی، قال: و قد تطبخ عروقه فیُسْقاها المحموم إِذا ماطلته الحُمَّی؛ و فی امتناع الحَرْمَل عن الأَكَلة قال طَرَفة و ذَمَّ قوماً: هُمُ حَرْمَلٌ أَعْیا علی كلِّ آكل مَبِیتاً، و لو أَمْسَی سَوامُهم دَثْرا و حَرمَلَة: اسم رجل، من ذلك؛ قال: أَحْیا أَباه هاشمُ بن حَرْمَله و الحُرَیْمِلَة: شجرة مثل الرُّمَّانة الصغیرة ورقها أَدق من ورق الرمان خضراء تحمل جِراء دون جِراء العُشَر، فإِذا جَفَّت انْشَقَّت عن أَلین قطن، فتُحْشَی به المَخادُّ فتكون ناعمة جدّاً خفیفة، و تُهْدَی إِلی الأَشراف. و حَرْمَلاء: موضع. الجوهری: الحَرْمَل هذا الحبُّ الذی یُدَخَّن به،

حزل؛ ج11، ص: 150

: اللیث: الحزل من قولك احْزأَلَّ یَحْزِئِلُّ احْزِئْلالًا یراد به الارتفاع فی السیر و الأَرض. قال: و السحابُ إِذا ارتفع نَحْوَ بطن السماء قیل احْزَأَلَّ. و المُحْزَئِلُّ: المرتفع؛ قال: فَمَرَّتْ، و أَطراف الصُّوَی مُحْزَئِلَّة، تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّلِیم المُفَزَّع و احْزَأَلَّ أَی ارتفع و اجتمع؛ قال أَبو دُواد یصف ناقة: أَعددت للحاجة القُصْوَی یَمانِیَة، بین المَهَارَی و بین الأَرْحَبِیَّات ذات انتباذ من الحادی، إِذا برَكتْ خَوَّت علی ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّات و أَنشده الجوهری: ذات، بالرفع؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده ذات انتباذ بالنصب معطوفاً علی ما قبله. و احْزَأَلَّ القومُ: اجتمعوا؛ قال الطِّرمَّاح: و لو خَرَجَ الدَّجَّالُ ینشر دِینَه، لزافَت تمِیمٌ حَوْلَه، و احزَأَلَّتِ أَی اجتمعت إِلیه؛ و قال المَرَّار الفَقْعَسی یصف إِبلًا و حادِیَها: تَغَنَّی ثم هَزَّج، فاحْزَأَلَّتْ تَمیل بها النَّحائزُ و السُّدُول قال ابن بری: و یقال احْزَلَّت أَیضاً، بغیر همز؛ قال الراجز: تَرْمی الفَیافیَ إِذا ما احْزَلَّتِ، بمثل عَیْنَیْ فارِكٍ قد مَلَّتِ و یقال أَیضاً من المهموز: صَدْر مُحْزَئِلُّ أَی مرتفع؛ قال الراجز: رابی القصیر مُحْزَئِلّ الصَّدْر «1». و احْزَأَلَّت الإِبلُ اجتمعت ثم ارتفعت عن مَتن
(1). قوله [رابی القصیر] كذا فی الأصل، و لعله محرف عن القصیری، بضم ففتح، و هی كما فی القاموس: الضلع و أصل العنق
لسان العرب، ج‌11، ص: 151
من الأَرض فی ذهابها. و احْزَأَلَّ الجبل: ارتفع فوق السَّراب. و‌فی حدیث زید بن ثابت قال: دعانی أَبو بكر إِلی جمع القرآن فدخلت علیه و عُمَر مُحْزَئِلٌّ فی المجلس‌أَی مُنْضَمٌّ بعضُه إِلی بعض، و قیل: مُسْتَوفِز؛ و منه: احْزَأَلَّت الإِبل فی السیر إِذا ارتفعت فیه. اللیث: الاحْتِزال هو الاحْتِزام بالثوب؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف و الصواب الاحْتِزاك، بالكاف، قال: هكذا رواه أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب ضروب اللُّبْس، و أَصله من الحَزْك و الحَزْق، و هو شدَّة المَدِّ، و أَنشد، و هو مذكور فی موضعه. و یقال للبعیر إِذا بَرَك ثم تَجافی عن الأَرض: قد احْزَأَلَّ. و احْزَأَلَّت إِذا اجتمعت. و احْزَأَلَّ فؤادُه إِذا انضمَّ من الخوف. و یقال: احْزَأَلَّ إِذا شخص.

حزبل؛ ج11، ص: 151

: الحَزَنْبَل: الحَمْقاء، و قیل: العجوز المُتَهِدِّمة. و الحَزَنْبَل من الرجال: القصیر الموَثَّق الخَلْق، و قیل: هو القصیر فقط؛ و أَنشد ابن بری للبَوْلانی: لَمَّا رأَت أَن زُوِّجَتْ حَزَنْبَلا، ذا شَیْبة، یمشی الهُوَیْنا، حَوْقَلا و أَنشد لآخر: حَزَنْبَل الحِضْنَین فَدْم زَأْبَل و حَزَنْبَل: نبْتٌ؛ عن السیرافی. قال ابن سیدة: و إِنما قضیت علی النون بالزیادة و إِن لم یشتق ما یذهب فیه لكثرة زیادته ثالثة فیما یظهره الاشتقاق. و قال غیره: الحَبَرْكَل كالحَزَنْبَل و هما الغلیظا الشَّفَة. الأَزْهری فی الخماسی: الحَزَنْبَل المُشْرِف من كلِّ شی‌ء، و قیل: هو المجتَمِع. و هَنٌ حَزَنْبَل: مُشْرِف الرَّكَب؛ قالت مَجِعة من نساء الأَعراب: إنَّ هَنی حَزَنْبَل حَزَابِیَه، إِذا قَعَدْت فوقَه نَبا بیَه

حزجل؛ ج11، ص: 151

: حَزْجَلٌ: بَلد؛ قال أُمیة: أَ داحَیْتَ بالرِّجْلَیْن رِجْلًا تُغِیرها لتَجْنی، و أَمْطٌ دون الأخری و حَزْجل «1». أَراد الأُخْری فحذف الهمزة و أَلقی حركتها علی ما قبلها.

حزقل؛ ج11، ص: 151

: الحَزاقِل: خُشارة الناس؛ قال: بحمد أَمیر المؤمنین أَقرّهم شباباً، و أَغزاكم حَزاقِلة الجُنْد و حِزْقِل: اسم رجل؛ قال الأَصمعی: و لا أَدری ما أَصله من كلام العرب.

حزكل؛ ج11، ص: 151

: حَزَوْكَل: قَصِیر.

حسل؛ ج11، ص: 151

: الحِسْل: ولد الضَّبِّ، و قیل ولد الضب حین یخرج من بَیْضته، فإِذا كَبِر فهو غَیْداق، و الجمع أَحْسال و حِسْلان، الكسرة فی حِسْل غَیْرُ الكسرة فی حِسْلان، تلك وضْعِیَّة و هذه مُجْتَلَبَة للجمع، و حِسَلة و حُسُول، هذه فی الأَزهری. و الضب یكنی أَبا حِسْل و أَبا الحِسْل و أَبا الحُسَیل. و قال أَبو الدُّقیش: تقول العرب للضَّبِّ إِنه لَقاضی الدواب و الطیر، قال الأَزهری: و مما یحقق قوله ما رویناه عن عامر الشعبی قال: سمعت النعمان بن بشیر علی المنبر یقول: یا أَیها الناس، إِنی ما وجدت لی و لكم مَثَلًا إِلا الضَّبُع و الثعلب أَتَیا الضبَّ فی جُحْره فقالا: أَبا الحِسْل قال: أَ جئتما؟
(1). قوله [لتجنی إلخ] تجنی بفتح أوله كما فی القاموس بلد، و قوله أَمط كذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 152
قالا: جئناك نَحْتَكِم، قال: فی بیته یُؤتی الحَكَم، فی حدیث فیه طول، و قولهم فی المثل: لا آتیك سِنَّ الحِسْل أَی أَبداً لأَن سِنَّها لا تسقط أَبداً حتی تموت؛ و أَنشد ابن بری: ثُمَّتَ لا أُرْسِلها سِنَّ الحِسِل و الحُسالة: الرَّذْل من كل شی‌ء؛ و قال بعض العَبْسِیِّین: قَتَلْتُ سَراتَكم، و حَسَلْت منكم حَسِیلًا، مِثْلَ ما حُسِل الوِبار قال ابن الأَعرابی: حَسَلْت أَبْقَیت منكم بَقِیَّة رُذالًا. و الحُسَالَة: مثل الحُثالة. و المَحْسول، مثل المَخْسول: و هو المَرْذُول. و قد حَسَله و خَسَله أَی رَذَله. و حُسِل به أَی أُخِسَّ حَظُّه. و فلان یُحَسِّل بنفسه أَی یُقَصِّر و یركب الدناءة، و هو من حَسِیلَتهم؛ عن ابن الأَعرابی، أَی من خُشارتهم. و الحَسِیل: الرُّذال من كل شی‌ء. و الحُسالة: كالحَسِیلة. قال ابن سیدة: و أُری اللحیانی قال الحُسالة من الفِضَّة كالسُّحالة، و هو ما سقط منها، و لست منها علی ثِقَة. و قال أَبو حنیفة: الحُسالة ما تَكَسَّر من قشر الشعیر و غیره. و المَحْسول: الخَسِیس، و الخاء أَعلی. و الحَسْل: السَّوْق الشدید. یقال: حَسَلَها حَسْلًا إِذا ضبطها سَوْقاً. و الحَسِیلة: حَشَف النخل الذی لم یَحْلُ بُسْره یُیَبِّسونه حتی یَیْبَس، فإِذا ضُرِب انْفَتَّ عن نَواه وَ ودَنُوه باللبن و مَرَدُوا له تمراً حتی یُحَلِّیه فیأْكلونه لَقِیماً، یقال: بُلُّوا لنا من تلك الحَسِیلة، و رُبَّما وُدِن بالماء. و الحَسِیل: ولد البقرة الأَهلیة و عَمَّ به بعضهم فقال هو ولد البقرة، و الأُنثی بالهاء، و جمعها حَسِیل علی لفظ الواحد المذكر، و قیل: الحَسِیلُ البقر الأَهلی لا واحد له من لفظه؛ و منه قول الشَّنْفَرَی الأَزدی یصف السیوف: و هُنَّ كأَذناب الحَسِیل صَوادر، و قد نَهِلَتْ من الدِّماءِ و عَلَّتِ قال ابن بری: قال الجوهری و الحَسِیل ولد البقرة لا واحد له من لفظه، قال: صوابه و الحَسِیل أَولاد البقر، و قال: قال الأَصْمعی واحدها حَسِیلة فقد ثبت أَن له واحداً من لفظه، و شبه السیوف بأَذناب الحَسیل إِذا رأَت أُمهاتها فحرَّكتها؛ و قیل لولد البقرة حَسِیل و حَسِیلة لأَن أُمه تُزْجِیه معها. ابن الأَعرابی: یقال للبقرة الحَسِیلة و الحائرة‌و العَجوز و البعبة «2» و أَنشد غیره: عَلیَّ الحَشِیش و رِیٌّ لها، و یوم العُوار لحسْل بن ضَب یقولها المستأْثر مَرْزِئة علی الذی یفعله. قال أَبو حاتم: یقال لولد البقرة إِذا قَرَم أَی أَكل من نبات الأَرض حَسِیل، قال: و الحَسِیل إِذا هَلَكت أُمُّه أَو ذَأَّرتْه أَی نَفَرت منه فأُوجِر لبناً أَو دَقِیقاً فهو مَحْسول؛ أَنشد: لا تَفْخَرَنَّ بِلحیَةٍ، كَثُرَتْ مَنابِتُها، طوِیله تَهْوی تَفَرُّقَها الرِّیاحُ، كأَنَّها ذَنَبُ الحَسِیلَه
(2). قوله [و الحائرة] و قوله [البعبة] هكذا فی الأَصل من غیر نقط للكلمتین، و لعل الأولی الجائرة أو الخائرة من الجؤار أو الخوار
لسان العرب، ج‌11، ص: 153‌

حسفل؛ ج11، ص: 153

: الحِسْفِل: الرَّدِی‌ء من كل شی‌ء. ابن الأَعرابی: إذا جاء الرجل و معه صبیانه قلنا: جاء بحِسْكِله و حِسْفِله و حَمَكه و دَهْدائه. و الحَساكِل و الحَسافِل: صِغار الصبیان؛ قال النضر: أَنشدنا أَبو الذؤیب: حِسْفِل البَطْن فما یَمْلاه شیْ‌ءٌ، و لو أَوْرَدْتَه حَفْرَ الرِّباب قال: حِسْفِل واسع البطن لا یَشْبَع.

حسقل؛ ج11، ص: 153

: الحَساقِل: الصِّغار كالحَساكِل؛ حكاه یعقوب عن ابن الأَعرابی.

حسكل؛ ج11، ص: 153

: الحَسْكَل، بالفتح: الرَّدی‌ء من كل شی‌ء. و الحِسْكِل، بالكسر: الصِّغار من ولد كل شی‌ء، و خَصَّ بعضهم بالحِسْكِل ولد النَّعام أَوَّلَ ما یولد و علیه زغَبُهُ، الواحدة حِسْكِلة؛ قال علقمة: تَأْوِی إِلی حِسْكِل زُغْبٍ حَواصِلُها كأَنَّهُن، إِذا بَرَّكْن، جُرْثُوم و یقال للصبیان حِسْكِل. و تَرَك عِیالًا یتامی حِسْكِلًا أَی صِغاراً. ابن الأَعرابی: إِذا جاء الرجل و معه صبیانه قلنا: جاء بحِسْكِله و حِسْقِله. ابن الفَرَج: الحَساكِل و الحَساقِل صِغار الصبیان؛ یقال: مات فلان و خَلَّفَ یتامی حَسَاكِل، واحِدُهم حِسْكِل، و كذلك صِغار كل شی‌ء حَسَاكِل. و حَسَاكِلَة الجُنْد: صِغارُهم؛ قال ابن سیدة: أُراهم زادوا الهاء لتأْنیث الجماعة؛ قال: بفَضْل أَمیر المؤمنین أَقَرَّهم شَباباً، و أَغزاكم حَسَاكِلَة الجُنْد «1». الجوهری: الجمع حَسَاكِل و حِسْكِلَة؛ و أَنشد الأَصْمعی: أَنت سَقَیْت الصِّبْیة العِیاما، الدَّرْدَقَ الحِسْكِلَة الهِیاما، خَنَاجِراً تَحْسَبُها خِیاما و أَنشد ابن بری لراجز: و بَرَزَتْ حِسْكِلةُ الوُلْدان، كأَنَّهم قَطارِبُ الجِنان

حشل؛ ج11، ص: 153

: رَجُل حَشْل: رَذْل، و قد حَشَلَهُ خفیفة؛ حكاه یعقوب.

حشبل؛ ج11، ص: 153

: حَشْبَلة الرَّجُل: مَتاعُه. و الحَشْبَلة: كثرة العِیال؛ عن اللیث و ابن شمیل. و إِن فلاناً لَذُو حَشْبَلة أَی ذو عِیال كثیر.

حصل؛ ج11، ص: 153

: الحاصِل من كل شی‌ء: ما بَقِی و ثَبَتَ و ذَهَب ما سواه، یكون من الحِساب و الأَعمال و نحوها؛ حَصَلَ الشی‌ءُ یَحْصُلُ حُصُولًا. و التحصیل: تمییز ما یَحْصُل، و الاسم الحَصِیلَة؛ قال لبید: و كُلُّ امرئ یوماً سَیُعْلَم سعیُه، إِذا حُصِّلَت عند الإِله الحَصَائِل و الحَصَائِل: البَقایا، الواحدة حَصِیلَة. و قد حَصَّلْتُ الشی‌ء تحصیلًا. و حَاصِلُ الشی‌ءِ و مَحْصُولُه: بَقِیَّتُه. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ حُصِّلَ مٰا فِی الصُّدُورِ؛ أَی بُیِّن؛ و قال غیره: مُیِّز، و قال بعضهم: جُمِع. و تَحَصَّلَ الشی‌ءُ: تَجَمَّع و ثبت. و المَحْصُول: الحاصل، و هو أَحد المصادر التی جاءت علی مفعول كالمَعْقُول و المَیْسُور و المَعْسور. و تَحْصِیل الكلام: رَدُّه إِلی محصوله. و من أَدْواء الخَیْل الحَصَل و القَصَل، فالحَصَل سفُّ الفرس الترابَ من البَقْل فیجتمع منه تراب فی بطنه
(1). روی هذا البیت فی مادة حزقل و فیه حزاقلة بدل حَسَاكِلَة
لسان العرب، ج‌11، ص: 154
فیقتله فإِن قتله الحَصَل قیل إِنه لَحَصِلٌ. قال ابن سیدة: و حَصِلَتِ الدابةُ حَصَلًا أَكلت التراب فبقی فی جوفها ثابتاً، و إِذا وقع فی الكَرِش لم یضرها، و إِذا وقع فی القِبَة قتَلَها. قال الجوهری: و الحَصِیل نَبْتٌ. و قد حَصِلَ الفَرَسُ حَصَلًا إِذا اشتكی بطنه من أَكل تراب النَّبْت، و قیل: الحَصَل أَن یثبت الحَصَی فی لاقِطَة الحصی و هی ذوات الأَطباق من قِطْنة البعیر فلا تخرج فی الجِرَّة حین یَجْتَرُّ، فربما قُتِل إِذا تَوَكَّأْت علی جُرْدانه؛ و قال الأَزهری: الحَصَل فی أَولاد الإِبل أَن تأْكل التراب و لا تخرج الجِرَّة و ربما قتلها ذلك. و حَصَّلَ النخلُ: استدار بَلَحُه. قال ابن سیدة: و الحَصَل ما تناثر من حَمْل النخلة و هو أَخضر غَضٌّ مثل الخَرَز الخُصْر الصِّغار. و الحَصَل: البَلَح قبل أَن یشتد و تظهر تَفَاریقه، واحدته حَصَلَة؛ قال: مُكَمَّمٌ جَبّارُها، و الجَعْلُ یَنْحَتُّ منهن السَّدَی، و الحَصْلُ سكن للضرورة، و قیل: هو الطَّلْع إِذا اصفرَّ، و قد أَحْصَلَ النخلُ، و قیل: التَّحْصِیل استدارة البلح؛ و قد أَحْصَلَ البَلَحُ إِذا خَرَجَ من تفاریقه صغاراً. و أَحْصَلَ القومُ، فهم مُحْصِلُون إِذا حَصَّل نَخْلُهم، و ذلك إِذا استبان البُسْر و تَدَحْرَج. و الحَصَل من الطعام: ما یُخْرَج منه فیُرْمی به من دَنْقة و زؤَان و نحوهما. و قال أَبو حنیفة: الحَصَل و الحُصالة ما یبقی من الشعیر و البرّ فی البَیْدَر إِذا نُقِّی و عُزِل ردیئه. و قال اللحیانی: الحُصالة ما یُخْرَج منه فیُرْمی به إِذا كان أَجَلَّ من التراب و الدُّقاق قلیلًا. ابن الأَعرابی: و فی الطعام مُرَیْراؤه و حَصَلُه و غَفَاه و فَغَاه و حُثَالته و حُفَالَته بمعنی واحد. قال الجوهری: و الحُصَالة، بالضم، ما یبقی فی الأَنْدَر من الحَبّ بعد ما یُرْفَع الحَبُّ و هو الكُنَاسة. و الحَصِیل: ضَرْب من النبات؛ حكاه ابن درید عن الحِرْمازی؛ قال و لا أَدری ما صحته. و الحَوْصَل و الحَوْصَلة و الحَوْصَلَّة و الحَوْصَلاء، ممدود، من الطائر و الظَّلِیم: بمنزلة المَعِدة من الإِنسان و هی المَصارین لذی الظِّلْف و الخُفِّ، قال: و القانِصَة من الطیر تُدْعَی الجِرِّیئة، مهموز علی فِعِّیلة، و قد حَوْصَل أَی مَلأَ حَوْصَلته. و یقال: حَوْصِلی و طِیری. و احْوَنْصَل الطائر: ثَنَی عنقه و أَخرج حَوْصلته. و حَوْصَلة الإِنسان و كلِّ شی‌ء: مُجْتَمَع الثُّفْل أَسفلَ من السُّرَّة، و قیل: الحَوْصَلة المُرَیْطاء، و هو أَسفل البطن إِلی العانة، و قیل: هو ما بین السرة إِلی العانة. و ناقة ضَخْمة الحَوْصَلة أَی البطن. و المُحَوْصِل و المُحَوْصَل: الذی یَخْرج أَسفله من قِبَل سُرَّته مثل بطن الحُبْلی. و الحَوْصَلة: الشاة التی عَظُم من بطنها ما فوق سُرَّتها؛ و أَنشد: أَو ذَات أَوْنَینِ لها حَوْصَل و حَوْصَلة الحوض: مُسْتَقَرُّ الماء فی أَقصاه؛ قال أَبو النجم: و أَصبح الروضُ لَوِیّاً حَوْصَلُه و حَوْصَلُ الروضِ: قَرارُه و هو أَبطؤُها هَیْجاً، و به سمیت حَوْصَلة الطائر لأَنها قرار ما یأْكله. ابن الأَعرابی: زَاوِرَةُ القَطَاة ما تَحْمِل فیه الماءَ لفِراخها و هی حَوْصَلتها، قال: و الغَراغِر الحَوَاصِل. ابن الأَعرابی: الحَاصِل ما خَلَص من الفِضَّة من حجارة المَعْدِن، و یقال للذی یُخَلِّصه مُحَصِّلٌ. الجوهری: و المُحَصِّلة المرأَة التی تُحصِّل تراب
لسان العرب، ج‌11، ص: 155
المَعْدِن؛ قال الشاعر: أَلا رَجُلٌ جَزَاه الله خیراً، یَدُلُّ علی مُحَصِّلَة تُبِیتُ قال الأَزهری: أَی تُبِیتُنی عندها لأُجامِعَها؛ و قال الجوهری: أَی تَبیتُ تفعل كذا، و البیت مُضَمَّن؛ قال ابن بری: رجل فاعل بإِضمار فعل یفسره یدل تقدیره هَلّا یَدُلُّ رجل علی مُحَصِّلة، و أَنشده سیبویه: أَلا رَجُلًا، بالنصب، و قال: تقدیره أَلا تُرُونی رجلًا، و قیل: بمعنی هات لی رَجُلًا، قال الجوهری: و یروی أَلا رجلٍ، بمعنی أَما من رَجُلٍ؛ قال ابن بری: و قیل المُحَصِّلة التی تُمَیِّز الذهب من الفضة؛ و بعد البیت: تُرَجِّل جُمَّتی و تَقُمُّ بَیْتی، و أُعْطِیها الإِتاوَة، إِنْ رَضِیتُ و‌فی الحدیث: بذَهَب «1» لم تُحَصَّل من ترابها‌أَی لم تُخَلَّص، و الذهب یُذَكَّر و یؤَنث. و حَصَّلْت الأَمر: حَقَّقْتُه و أَبَنْته. و حَوْصَلاءُ و الحَوْصَلاء: موضع.

حضل؛ ج11، ص: 155

: حَضِلَت النخلةُ حَضَلًا: فَسَدَتْ أُصُولُ سَعَفِها، و صلاحُها أَن تُشْعَل النار فی كَرَبها حتی یحترق ما فسد من لِیفِها و سَعَفِها ثم تَجُود بعد ذلك. قال الأَزهری: یقال حَضِلَتْ و حَظِلَت، بالضاد و الظاء، و الله أَعلم.

حطل؛ ج11، ص: 155

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحِطْل الذِّئْب، و الجمع أَحْطال.

حظل؛ ج11، ص: 155

: الحَظْل: المَنْع من التصرّف و الحركةِ، حَظَل یَحْظِل و یَحْظُل حَظْلًا و حِظْلاناً و حَظَلاناً؛ و أَنشد أَبو عمرو لمنظور الدُّبَیری: تُعَیِّرُنی الحِظْلانَ أُمُّ مُغَلِّس فقلت لها: لَمْ تَقْذِفِینِی بِدَائیاً فإِنی رأَیت الباخِلینَ متاعهم یُذَمُّ و یَفْنی، فارْضَخی من وِعائیاً فلن تَجِدِینی فی المعیشة عاجزاً، و لا حِصْرِماً خِبًّا شدیداً وِكائیاً و یروی: تُعَیِّرُنی الحِظْلانَ أُمُّ مُحَلِّم و الحَظْل: غَیْرة الرجل علی المرأَة و مَنْعُه إِیاها من التصرف؛ و منه قول البَخْتَری الجَعْدی یصف رجلًا بشدَّة الغَیْرة و الطَّبانة لكل من ینظر إِلی حَلِیلته: فما یُخْطِئْك لا یُخْطِئْك منه طَبَانِیةٌ، فَیَحْظُل أَو یَغَار و حَظَل علیه حِظْلاناً: حَجَر. شمر: حَظَلْتُ علی الرجل و حَظَرْت و عَجَرْت و عَجَزْت و حَجَرْت بمعنی واحد؛ قال: سمعت ابن الأَعرابی یقوله و أَنشد بیت البَخْتری الجَعْدی؛ و أَنشده الجوهری: فما یُعْدِمْكَ لا یُعْدِمْكَ … قال ابن بری: صوابه‌فما یُعْدِمْكِ لا یُعْدِمْكِ …، بكسر الكاف، لأَنه یخاطب مؤَنثاً، و الذی فی شعره: فما یُخْطِئْك لا یُخْطِئْك …، كما أَوْردناه أَولًا؛ و قبله: أَلا یا لَیْل، إِنْ خُیِّرْتِ فینا بنفسی، فانْظُری أَیْنَ الخِیار و لا تَسْتَبْدِلی منی دَنِیئاً و لا بَرَماً، إِذا خَبَّ القُتَار
(1). قوله [بذهب] هكذا فی الأصل، و الذی فی نسخة النهایة التی بأَیدینا: بذهبة بالهاء
لسان العرب، ج‌11، ص: 156
فما یُخْطِئْكِ لا یُخْطِئْكِ منه طَبَانِیَةٌ، فَیَحْظِل [فَیَحْظُل أَو یَغار و یروی: بعَیْشِكِ فانْظُری أَین الخِیَار و الطَّبَانة و الطَّبَانِیَة: أَن یَنْظُر الرجل إِلی حَلِیلته، فإِما أَن یَحْظِل [یَحْظُل أَی یَكُفَّها عن الظهور، و إِما أَن یغضب و یَغار. و یَحْظِل [یَحْظُل: یُضَیِّق و یَحْجُر. و الحَظِل: المُقَتِّر، و أَنشد: … یَحْظُل أَو یَغارا؛ قال الأَزهری: و أَما البیت الذی احتجَّ به فی المُقَتِّر فَیَحْظُلَ أَو یَغَارا، فإِن الرواة رَوَوْه مرفوعاً فَیَحْظُلُ أَو یَغارُ، و رفعه علی الاستئناف. و رجل حَظُول: مُضَیِّق علی أَهله. الجوهری: رجل: حَظِلٌ و حَظَّال للمُقَتِّر الذی یحاسب أَهله بما یُنْفِق علیهم، و الاسم الحِظْلان، بكسر الحاء، و الحَظَلان، بالتحریك: مشی الغَضْبان، و قد حَظَلَ؛ قال: فَظَلَّ كأَنَّه شاةٌ رَمِیٌّ، خَفیفَ المَشْیِ، یَحْظُل مُسْتَكِینا أَی یَكُفُّ بعض مِشْیَتِه و یمشی غَضْبان. و حَظَلَ یَحْظُلُ: مَشَی فی شِقّ من شَكَاةٍ و هو الحَاظِل. یقال: مَرَّ بنا فلان یَحْظُلُ ظالعاً. و قد حَظَلَ المَشْی یَحْظُلُ حَظَلاناً إِذا كَفَّ بعض مشیه؛ و أَنشد ابن السكیت للمَرّار العَدَویّ: و حَشَوْت الغَیْظَ فی أَضْلاعه، فهو یَمْشی حَظَلاناً كالنَّقِر قال: و الكَبْشُ النَّقِر الذی قد التوی عِرْق فی عُرْقوبَیْه فهو یَكُفُّ بعض مشیه، قال: و هو الحَظَلان. قال ابن السكیت: حَظِلَت النَّقِرةُ من الشاء تَحْظَلُ حَظَلًا أَی كَفَّت بعض مِشْیَتها. و الحَظَلان: عَرَج الرِّجْل. و حَظِلت الشاةُ حَظَلًا، و هی حظُول: ظَلَعَتْ و تغیر لونها لِوَرَم فی ضَرْعها. و حَظِلَت النخلةُ و حَضِلَت، بالضاد و الظاء: فَسَدَت أُصول سَعَفِها، و قد ذكرناه فی حضل. و حَظِل البعیرُ، بالكسر، إِذا أَكثر من أَكل الحَنْظَل، یذكر فی ترجمة حنظل، إِن شاء الله.

حعل؛ ج11، ص: 156

: ابن بری: حَیْعَل الرجلُ إِذا قال حَیَّ علی الصلاة؛ قال الشاعر: أَلا رُبَّ طَیْفٍ منكِ باتَ مُعانِقی، إِلی أَن دعا داعی الصَّبَاح فحَیْعَلا قال: و قال آخر: أَقول لها، و دَمْعُ العَینِ جارٍ: أَ لم تَحْزُنْكِ حَیْعَلةُ المُنَادی؟ هذه الترجمة ذكرها ابن بری هنا قال: و أَهمل الجوهری هذه الترجمة و عَجِبْتُ منه فإِنه لم یَكْفِه أَن تَرْجَم علیها هنا حتی قال أَهملها الجوهری، و الجوهری لم یُهْمِلها لكنه ذكرها فی حرف اللام هی و حَیَّهَلًا، و استشهد بهذین البیتین أَیضاً علیها و لم یُفْرِد لها ترجمة بذكرها، و لو أَفرد لها ترجمة لزمه أَن یترجم علی بَسْمَل و حَمْدَل و حَوْقَل و سَبْحَل و ما أَشبه ذلك.

حفل؛ ج11، ص: 156

: الحَفْل: اجتماع الماء فی مَحْفِلِه، تقول: حَفَلَ الماءُ یَحْفِلُ حَفْلًا و حُفُولًا و حَفِیلًا، و حَفَلَ الوادی بالسَّیْل و احْتَفَلَ: جاء بِمل‌ءِ جَنْبَیْه؛ و قول صخْر الغَیِّ: أَنا المثَلَّم أَقْصِرْ قبل فاقِرَة، إِذا تُصِیبُ سَوَاءَ الأَنف تَحْتَفِلُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 157
معناه تأْخذ مُعْظَمَه. و مَحْفِل الماء: مُجْتَمَعُه. و‌فی الحدیث فی صفة عمر: و دفقت فی مَحَافِلِها؛ جمع مَحْفِل أَو مُحْتَفَل حیث یَحْتَفِلُ الماء أَی یجتمع. و حَفَلَ اللَّبنُ فی الضَّرْع یَحْفِلُ حَفْلًا و حُفُولًا و تَحَفَّلَ و احْتَفَلَ: اجتمع؛ و حَفَلَه هو و حَفَّلَه. و ضَرْع حَافِل أَی ممتلئ لبناً. و شُعْبة حَافِل و وَادٍ حَافِل إِذا كَثُر سَیْلُهما، و الجمع حُفَّل. و یقال: احْتَفَلَ الوادی بالسیل أَی امتلأَ. و التَّحْفِیل: مثل التَّصْرِیة و هو أَن لا تُحْلَب الشاة أَیاماً لیجتمع اللبن فی ضَرْعها للبیع، و‌نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن التصریة و التَّحْفِیل.و ناقة حَافِلَة و حَفُول و شاة حَافِل و قد حَفَلَتْ حُفُولًا و حَفْلًا إِذا احْتَفَلَ لَبَنُها فی ضَرْعها، و هُنَّ حُفَّل و حَوَافِل. و‌فی الحدیث: من اشتری شاة مُحَفَّلَة «1» فلم یَرْضَها رَدَّها و رَدَّ معها صاعاً من تَمْر؛ قال: المُحَفَّلَة الناقة أَو البقرة أَو الشاة لا یحْلُبها صاحبها أَیاماً حتی یجتمع لبنها فی ضَرْعها، فإِذا احتلبها المشتری وَجَدها غَزِیرة فزاد فی ثمنها، فإِذا حلبها بعد ذلك وجدها ناقصة اللبن عما حلبه أَیام تَحْفِیلها، فجعل سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بَدَل لبن التَّحْفِیل صاعاً من تمر؛ قال: و هذا مذهب الشافعی و أَهل السنَّة الذین یقولون بسنة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و المُحَفَّلَة و المُصَرَّاة واحدة، و سمیت مُحَفَّلَة لأَن اللبن حُفِّلَ فی ضَرْعها أَی جُمع. و التَّحْفِیل مثل التصریة: و هو أَن لا تحلب الشاة أَیاماً لیجتمع اللبن فی ضرعها للبیع، و الشاة مُحَفَّلَة و مُصَرَّاة؛ و أَنشد الأَزهری للقطَامی یذكر إِبلًا اشتدَّ علیها حَفْلُ اللبن فی ضروعها حتی آذاها: ذَوَارِف عَیْنَیها من الحَفْل بالضُّحَی، سُجُومٌ كَنَضَّاح الشِّنَانِ المُشَرَّب و روی عن ابن الأَعرابی قال: الحُفَال الجَمْع العظیم. و الحُفَال: اللبن المجتمِع. و هذا ضَرْع حَفِیل أَی مملوء لبناً؛ قال ربیعة بن هَمّام بن عامر البكری: أَ آخُذُ بالعُلا ناباً ضَرُوساً مُدَمَّمة، لها ضَرْع حَفِیل؟ و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی الله عنهما: لله أُمٌّ حَفَلَتْ له و دَرَّتْ علیه‌أَی جَمَعت اللبن له فی ثدیها. و‌فی حدیث حلیمة: فإِذا هی حَافِل‌أَی كثیرة اللبن. و‌فی حدیث موسی و شعیب: فاستنكر أَبوهما سرعة مجیئهما بغنمهما حُفَّلًا بِطاناً، جمع حَافِل أَی ممتلئة الضروع. و حَفَلَتِ السماءُ حَفْلًا: جَدَّ وَقْعُها و اشتدَّ مطرُها، و قیل: حَفَلَت السماءُ إِذا جَدَّ وَقْعُها، یَعْنُون بالسماء حینئذ المطر لأَن السماء لا تَقَع. و حَفَل الدمعُ: كثُر؛ قال كثیِّر: إِذا قلت أَسْلُو، غارَتِ العینُ بالبُكا غِرَاءً، و مَدَّتْها مَدامعُ حُفَّلُ و حَفَلَ القومُ یَحْفِلُونَ حَفْلًا و احْتَفَلوا: اجتمعوا و احْتَشَدوا. و عنده حَفْل من الناس أَی جَمْع، و هو فی الأَصل مصدر. و الحَفْل: الجَمْع. و المَحْفِل: المَجْلِس و المُجْتَمَع فی غیر مجلس أَیضاً. و مَحْفِلُ القوم و مُحْتَفَلُهم: مُجْتَمَعُهم. و فی الحدیث ذكر المَحْفِل، و هو مُجْتَمَع الناس و یجمع علی المَحَافِل. و تَحَفَّل المجلسُ: كثر أَهلهُ. و دَعاهم الحَفَلی و الأَحْفَلَی أَی بجماعتهم، و الجیم أَكثر. و جَمْعٌ حَفْلٌ و حَفِیلٌ: كثیر. و جاؤوا بحَفِیلَتِهم و حَفْلَتهم أَی بأَجمعهم. قال أَبو تراب: قال بعض بنی سلیم
(1). قوله [من اشتری شاة مُحَفَّلَة] كذا فی الأصل، و الذی فی نسخة النهایة التی بأیدینا: من اشتری مُحَفَّلَة، بدون لفظ شاة
لسان العرب، ج‌11، ص: 158
فلان محافظ علی حَسَبه و مُحَافِل علیه إِذا صانه؛ و أَنشد شمر: یا وَرْسُ ذاتَ الجِدِّ و الحَفِیل، ما بَرِحَتْ وَرْسَةُ أَو نَشِیل وَرْسَةُ: اسمُ عَنْزٍ كانت غَزِیرة. یقال: ذو حَفِیل فی أَمره أَی ذو اجتهاد. و الحَفِیل: الوضوء؛ عن كراع «2»، و قال: هو من الجمع؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك. و الحَفِیل و الاحْتِفَال: المبالغة. و رجل ذو حَفْل و حَفْلة: مُبالغ فیما أَخذ فیه من الأُمور. و كانَ حَفِیلَةُ ما أَعطی دِرْهَماً أَی مَبْلَغُ ما أَعطی. الأَزهری: و مُحْتَفَل الأَمر مُعْظَمُه. و مُحْتَفَل [مُحْتَفِل لحم الفَخِذ و الساق: أَكثرُه لحماً؛ و منه قول الهذلی یصف سیفاً: أَبْیضُ كالرَّجْع، رَسُوبٌ إِذا ما ثاخَ فی مُحْتَفِل یَخْتَلی قال: و یجوز فی مُحْتَفَل. أَبو عبیدة: الاحْتِفَالُ من عَدْوِ الخیل أَن یَرَی الفارسُ أَن فرسه قد بلغ أَقصی حُضْره و فیه بقِیَّة. یقال: فَرَس مُحْتَفِل. و الحُفَال: بَقِیَّةُ التفاریق و الأَقماع من الزبیب و الحَشَف. و حُفَالةُ الطعام: ما یُخْرَج منه فیُرْمی به. و الحُفَالة و الحُثالة: الردی‌ءُ من كل شی‌ء. و الحُفَالَة أَیضاً: بَقِیَّة الأَقماع و القُشور فی التمر و الحَبِّ، و قیل: الحُفَالَة قُشَارة التمر و الشعیر و ما أَشبهها. و قال اللحیانی: هو ما یُلْقَی منه إِذا كان أَجَلَّ من التراب و الدُّقاق. و‌فی الحدیث: و تبقی حُفَالَة كحُفَالَة التمر‌أَی رُذالة من الناس كرَدِی‌ء التمر و نُفَایَتِه، و هو مِثْل الحُثَالة، بالثاء، و قد تقدم. و الحُفَالة: مِثْل الحُثالة؛ قال الأَصمعی: هو من حُفَالتهم و حُثَالتهم أَی ممن لا خیر فیه منهم، قال: و هو الرَّذْل من كل شی‌ء. و رجل ذو حَفْلة إِذا كان مبالِغاً فیما أَخَذ فیه؛ و أَخَذَ للأَمر حَفْلَته إِذا جَدَّ فیه. و الحُفَالة: ما رَقَّ من عَكَر الدُّهن و الطیب. و حُفَالَة اللبن: رَغْوَته كجُفَالته؛ حكاهما یعقوب. و حَفَلَ الشی‌ءَ یَحْفِلُه حَفْلًا: جَلاه؛ قال بشر بن أَبی خازم یصف جاریة: رأَی دُرَّةً بیضاءَ یَحْفِلُ لَوْنَها سُخَامٌ، كغِرْبان البَرِیر، مُقَصَّبُ یَحْفِلُ لَوْنَها: یَجْلُوه؛ یرید أَن شَعَرَها یَشُبُّ بَیَاضَ لَوْنِها فیَزِیده بیاضاً بشدَّة سواده. قال ابن بری: أَراد بالسُّخَام شَعَرَها. و كل لَیِّنٍ من شعر أَو صُوف فهو سُخَام؛ و المُقَصَّبُ: الجَعْد. و التَّحَفُّل: التزیُّنُ. و التَّحْفِیل: التزیین؛ قال: و جاءَ‌فی حدیث رُقْیَة النَّمْلة: العَرُوس تَقْتَال و تَحْتَفِل، و كُلَّ شی‌ءٍ تَفْتَعِل، غیر أَنَّها لا تَعْصِی الرَّجُل؛ معنی تَقْتَال تَحْتَكم علی زوجها، و تَحْتَفِل تتزین و تحتشد للزینة. و یقال للمرأَة: تَحَفَّلی لزوجك أَی تَزَیَّنی لتَحْظَیْ عنده. و حَفَّلْت الشی‌ءَ أَی جَلوته فَتَحَفَّلَ و احْتَفَلَ. و طریق مُحْتَفِل أَی ظاهر مُسْتَبِین، و قد احْتَفَل أَی استبان، و احْتَفَلَ الطریقُ: وَضَح؛ قال لبید یصف طریقاً: تَرْزُم الشارِفُ من عِرْفانِه، كُلَّما لاح بنَجْدٍ و احْتَفَلَ
(2). قوله [و الحَفِیل الوضوء عن كراع] هكذا فی الأَصل، و عبارة القاموس و شرحه: و الاحْتِفَال الوضوح، عن كراع
لسان العرب، ج‌11، ص: 159
و قال الراعی یصف طریقاً: فی لاحِبٍ برِقاق الأَرض مُحْتَفِل؛ هادٍ إِذا غَرَّه الحُدْبُ الحَدَابِیرُ أَراد بالحُدْب الحَدَابیر صلابة الأَرض، أَی هذا الطریق واضح مستبین فی الصَّلابة أَیضاً. و ما حَفَلَه و ما حَفَلَ به یَحْفِلُ حَفْلًا و ما احْتَفَلَ به أَی ما بالی. و الحَفْل: المُبَالاة. یقال: ما أَحْفِلُ بفلان أَی ما أُبالی به؛ قال لبید: فَمَتی أَهْلِك فلا أَحْفِلُه، بَجَلی الآنَ من العَیْش بَجَل و حَفَلْت كذا و كذا أَی بالیت به. یقال: لا یَحْفِل به؛ قال الكمیت: أَهْذِی بظَبْیَةَ، لو تُساعِفُ دَارُها، كَلَفاً و أَحْفِل صُرْمَها و أُبالی و قول مُلَیح: و إِنی لأَقْرِی الهَمَّ، حین یَنُوبُنی، بُعَیْدَ الكَرَی منه ضَرِیرٌ مُحَافِل أَراد مُكاثِر مُطَاوِل. و الحِفْوَل: شجر مثل شجر الرمان فی القَدْر، و له ورق مُدَوَّر مُفَلْطَح رقیق كأَنها فی تَحَبُّب ظاهرها تُوثَة، و لیست لها رطوبتها، تكون بقدر الإِجَّاصة، و الناس یأْكلونه و فیه مرارة و له عَجَمَة غیر شدیدة تسمی الحَفَص؛ كل هذا عن أَبی حنیفة. الأَزهری: سلمة عن الفراء: الحَوْفَلَة القَنْفاء. ابن الأَعرابی: حَوْفَل الشی‌ءُ إِذا انتفخت حَوْفَلته. و فی ترجمة حقل: الحَوْقَلة، بالقاف، الغُرْمُول اللَّیِّن؛ قال الأَزهری: هذا غَلَطٌ غَلِطَ فیه اللیث فی لفظه و تفسیره، و الصواب الحَوْفَلة، بالفاء، و هی الكَمَرَة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَفْل و هو الاجتماع و الامتلاء. و قال أَبو عمرو: قال ابن الأَعرابی و الحَوْقَلة، بالقاف، بهذا المعنی خطأٌ. و قال الجوهری: الحَوْقَلة الغُرْمُول اللَّیِّن، و فی المتأَخرین من یقوله بالفاء، و یزعم أَنه الكَمَرَة الضخمة، و یجعله مأْخوذاً من الحَفْل، قال: و ما أَظنه مسموعاً. و حَفَائِل و حَفَایِل و حُفَائِل: موضع؛ قال أَبو ذؤیب: تَأَبَّط نَعْلَیْه و شقَّ بَرِیرَة، و قال: أَ لَیْسَ الناس دون حَفَائِل؟ «1». قال ابن جنی: من ضم الحاء همز الیاء البَتَّة كبرائل، و لیس فی الكلام فُعَایل غیر مهموز الیاء، و من فتح الیاء احتمل الهمزة و الیاء جمیعاً، أَما الهمز فكقولك سَفَائن و رَسَائل، و أَما الیاء فكقولك فی جمع غِرْیَن و حِثْیَل غَرَایِن و حَثَایِل؛ و قوله: أَلا لَیت جَیْشَ العِیر لاقَوْا كَتیبةً، ثلاثین منا شِرْعَ ذات الحَفَائِل فإِنه زاد اللام علی حدّ زیادتها فی قوله: و لقد نَهَیْتك عن بنات الأَوبَر و الحَفَیْلَل: شجر، مَثَّل به سیبویه و فسره السِّیرافی.

حفأل؛ ج11، ص: 159

: ابن سیدة: حُفَائِل موضع، و قد ذكر فی حفل لأَن همزته تحتمل أَن تكون زائدة و أَصلًا، فمثال ما هی فیه زائدة حُطائط و جُرَائض، و مثال ما هی فیه أَصل عتائل و بُرَائل، قال: و هذا كله قول سیبویه، و قد تقدم ذكره فی حفل.
(1). قوله [بریرة] هكذا فی الأَصل بالباء، و الذی فی معجم یاقوت: مریرة بالمیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 160‌

حقل؛ ج11، ص: 160

: الحَقْل: قَرَاح طَیّب، و قیل: قَرَاح طیب یُزْرَع فیه، و حكی بعضهم فیه الحَقْلَة. أَبو عمرو: الحَقْل الموضع الجادِس و هو الموضع البِكْرُ الذی لم یُزْرَع فیه قط. و قال أَبو عبید: الحَقْل القَرَاح من الأَرض. و من أَمثالهم: لا یُنْبِت البَقْلة إِلا الحَقْلة، و لیست الحَقْلة بمعروفة. قال ابن سیدة: و أُراهم أَنَّثُوا الحَقْلَة فی هذا المثل لتأْنیث البَقْلة أَو عَنَوا بها الطائفة منه، و هو یضرب مثلًا للكلمة الخسیسة تخرج من الرجل الخسیس. و الحَقْل: الزرع إِذا اسْتَجْمَع خروجُ نباته، و قیل: هو إِذا ظهر ورقه و اخْضَرَّ؛ و قیل: هو إِذا كثر ورقه، و قیل: هو الزرع ما دام أَخضر، و قد أَحْقَل الزرعُ، و قیل: الحَقْل الزَّرع إِذا تَشَعَّب ورقُه من قبل أَن تَغْلُظ سوقه، و یقال منها كُلِّها: أَحْقَل الزرعُ و أَحْقَلَت الأَرضُ؛ قال ابن بری: شاهده قول الأَخطل: یَخْطُر بالمِنْجَل وَسْطَ الحَقْلِ، یَوْم الحَصَاد، خَطَرَانَ الفَحْلِ و‌فی الحدیث: ما تصنعون بمَحَاقِلِكم‌أَی مَزَارعكم، واحدتها مَحْقَلة من الحَقْل الزرعِ، كالمَبْقَلة من البَقْل. قال ابن الأَثیر: و منه‌الحدیث كانت فینا امرأَة تَحْقِل علی أَرْبعاءَ لها سِلْقاً، و قال: هكذا رواه بعض المتأخرین و صوّبه أَی تَزْرع، قال: و‌الروایة تَزْرَع و تَحْقِل؛ و قال شمر: قال خالد بن جَنْبَة الحَقْل المَزْرَعة التی یُزْرَع فیها البُرُّ؛ و أَنشد: لَمُنْداحٌ من الدَّهْنَا خَصِیبٌ، لِتَنْفَاح الجَنوبِ به نَسیم أَحَبُّ إِلیَّ من قُرْیان حِسْمَی، و من حَقْلَیْن بینهما تُخُوم و قال شمر: الحَقْلُ الروضة، و قالوا: موضع الزرْع. و الحَاقِلُ: الأَكَّار. و المَحَاقِل: المَزَارع. و المُحَاقَلة: بیع الزرع قبل بدوّ صلاحه، و قیل: بیع الزرع فی سُنْبُله بالحِنْطة، و قیل: المزارعة علی نصیب معلوم بالثلث و الربع أَو أَقل من ذلك أَو أَكثر و هو مثل المُخابَرة، و قیل: المُحَاقَلَة اكتراء الأَرض بالحِنْطة و هو الذی یسمیه الزَّرّاعون المُجارَبة؛ و‌نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن المُحَاقَلَة‌و هو بیع الزرع فی سنبله بالبُرّ مأْخوذ من الحقل القَراحِ. و‌روی عن ابن جریج قال: قلت لعطاء ما المُحَاقَلَة؟ قال: المُحَاقَلَة بیع الزرع بالقَمْح؛ قال الأَزهری: فإِن كان مأْخوذاً من إِحْقَال الزرع إِذا تَشَعَّب فهو بیع الزرع قبل صلاحه، و هو غَرَر، و إِن كان مأْخوذاً من الحَقْل و هو القَرَاح و باع زرعاً فی سنبله نابتاً فی قَراح بالبُرّ، فهو بیع بُرٍّ مجهول بِبُرٍّ معلوم، و یدخله الربا لأَنه لا یؤمن التفاضل، و یدخله الغَرَر لأَنه مُغَیَّب فی أَكمامه. و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی قال: الحَقْل بالحَقْل أَن یبیع زرعاً فی قَرَاح بزرع فی قَراح؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما نهی عن المُحَاقَلة لأَنهما من المَكِیل و لا یجوز فیه إِذا كانا من جنس واحد إِلا مِثْلًا بمثل، و یداً بید، و هذا مجهول لا یدری أَیهما أَكثر، و فیه النسیئة. و المُحَاقَلَة، مُفَاعلة من الحَقْل: و هو الزرع الذی یزرع إِذا تَشَعَّب قبل أَن تَغْلُظ سُوقُه، و قیل: هو من الحَقْل و هی الأَرض التی تُزْرَع، و تسمیه أَهل العراق القَرَاح. و الحَقْلَة و الحِقْلَة؛ الكسر عن اللحیانی: ما یبقی من الماء الصافی فی الحوض و لا تری أَرضه من ورائه. و الحَقْلَة: من أَدواء الإِبل؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری أَیّ داء هو، و قد حَقِلَت تَحْقَل حَقْلَة
لسان العرب، ج‌11، ص: 161
و حَقَلًا؛ قال رؤبة یمدح بلالًا و نسبه الجوهری للعجاج: یَبْرُق بَرْق العارِضِ النَّغَّاص ذَاكَ، و تَشْفی حَقْلة الأَمْراض و قال رؤبة: فی بطنه أَحْقَاله و بَشَمُه و هو أَن یشرب الماء مع التراب فیَبْشمَ. و قال أَبو عبید: مِنْ أَكلِ التراب مع البَقْل، و قد حَقِلَت الإِبِلُ حَقْلة مثل رَحِمَ رَحْمة، و الجمع أَحْقَال. قال ابن بری: یقال الحَقْلة و الحُقَال، قال: و دواؤه أَن یوضع علی الدابة عدة أَكسیة حتی تَعْرَق، و حَقِلَ الفرسُ حَقَلًا: أَصابه وَجَع فی بطنه من أَكل التراب و هی الحَقْلة. و الحِقْل: داء یكون فی البطن. و الحِقْل و الحُقَال و الحَقِیلَة: ماء الرُّطْب فی الأَمعاء، و الجمع حَقَائِل؛ قال: إِذا العَرُوض اضْطَمَّت الحَقَائِلا و ربما صیره الشاعر حقلًا؛ قال الأَزهری: أَراد بالرُّطْب البقول الرَّطْبة من العُشْب الأَخضر قبل هَیْج الأَرض، و یَجْزَأُ المالُ حینئذ بالرُّطْب عن الماء، و ذلك الماء الذی تَجْزَأُ به النَّعَم من البُقول یقال له الحَقْل و الحَقِیلة، و هذا یدل علی أَن الحَقْل من الزرع ما كان رَطْباً غَضًّا. و الحَقِیلَة: حُشافة التَّمْر و ما بَقِیَ من نُفایاته؛ قال الأَزهری: لا أَعرف هذا الحرف و هو مُریب. و الحَقِیل: نبْتٌ؛ حكاه ابن درید و قال: لا أَعرف صحته. و حَقِیل: موضع بالبادیة؛ أَنشد سیبویه: لها بحَقِیلٍ فالنُّمَیْرةِ مَنْزِلٌ، تَرَی الوَحْشَ عُوذاتٍ به و مَتالِیا و حَقْل: واد بالحجاز. و الحَقْل، بالأَلف و اللام: موضع؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری أَین هو. و الحَوْقَلَة: سرعة المَشْی و مقارَبةُ الخَطْو، و قال اللحیانی: هو الإِعْیاء و الضعف؛ و فی الصحاح: حَوْقَلَ حَوْقَلَة و حِیقالًا إِذا كَبِر و فَتَر عن الجماع. و حَوْقَل الرجلُ إِذا مشی فأَعْیا و ضَعُف. و قال أَبو زید: رَجُل حَوْقَل مُعْیٍ، و حَوْقَل إِذا أَعْیا؛ و أَنشد: مُحَوْقِلٌ و ما به من باس إِلَّا بَقایا غَیْطَل النُّعَاس و فی النوادر: أَحْقَل الرجلُ فی الركوب إِذا لزِم ظهر الراحلة. و حَوْقَل الرجلُ: أَدْبَر، و حَوْقَل: نام، و حَوْقَل الرجلُ: عَجَز عن امرأَته عند العُرْس. و الحَوْقَل: الشیخ إِذا فَتَر عن النكاح، و قیل: هو الشیخ المُسِنُّ من غیر أَن یُخَصَّ به الفاتر عن النكاح. و قال أَبو الهیثم: الحَوْقَل الذی لا یقدر علی مجامعة النساء من الكِبَر و الضعف؛ و أَنشد: أَقولُ: قَطْباً و نِعِمَّا، إِنْ سَلَق لِحَوْقَلٍ، ذِراعُه قد امَّلَق «1» و الحَوْقَل: ذَكَر الرَّجُل. اللیث: الحَوْقَلَة الغُرْمول اللَّیِّن، و هو الدَّوْقَلة أَیضاً. قال الأَزهری: هذا غَلَطٌ غَلِطَ فیه اللیث فی لفظه و تفسیره: و الصواب الحَوْفَلة، بالفاء، و هی الكَمَرة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَقْل، و هو الاجتماع و الامتلاء، و قال: قال أَبو عمرو و ابن الأَعرابی قال: و الحَوْقَلة: بالقاف، بهذا المعنی خطأٌ. الجوهری: الحَوْقَلَة الغُرْمول اللَّیِّن، و فی المتأَخرین من یقوله بالفاء،
(1). قوله [أقول قطباً إلخ] أورده الجوهری: و حوقل ذراعه قد املق یقول قطباً و نعماً ان سلق
لسان العرب، ج‌11، ص: 162
و یزعم أَنه الكَمَرة الضَّخْمة و یجعله مأْخوذاً من الحَفْل و ما أَظنه مسموعاً، قال: و قلت لأَبی الغوث ما الحَوْقَلة؟ قال: هَنُ الشیخ المُحَوْقِل. و حَوْقَل الشیخُ: اعتمد بیدیه علی خَصْرَیْه؛ قال: یا قومِ، قد حَوْقَلْتُ أَو دَنَوْتُ و بَعْدَ حِیقالِ الرِّجالِ المَوْتُ و یروی: و بَعْدَ حَوْقال، و أَراد المصدر فلما استوحش من أَن تصیر الواو یاء فَتَحه. و حَوْقَله: دَفَعَه. و الحَوْقَلة: القارورة الطویلة العُنُق تكون مع السَّقَّاء. و الحَیْقَل: الذی لا خیر فیه، و قیل: هو اسم؛ و أَما قول الراعی: و أَفَضْنَ بعد كُظومِهِنَّ بحَرّة، من ذی الأَبارق، إِذ رَعَیْن حَقِیلا فهو اسم موضع؛ قال ابن بری: كُظومهن إِمساكهن عن الحَرَّة، و قیل: حَقِیلًا نَبْتٌ، و قیل: إِنه جَبَل من ذی الأَبارق كما تقول خرج من بغداد فتزوّد من المُخَرِّم، و المُخَرِّم من بغداد، و مثله ما أَنشده سیبویه فی باب جمع الجمع: لها بحَقِیل فالنُّمَیرة منزِلٌ، تری الوَحْشَ عُوذاتٍ به و متالیا و قد تقدم. و یقال: احْقلْ لی من الشراب، و ذلك من الحِقْلة و الحُقْلة، و هو ما دون مِلْ‌ءِ القَدَح. و قال أَبو عبید: الحِقْلة الماء القلیل. و قال أَبو زید: الحِقْلة البَقِیَّة من اللبن و لیست بالقَلِیلة.

حكل؛ ج11، ص: 162

: الحُكْلة كالعُجْمة لا یُبین صاحبُها الكلام. و الحُكْلة و الحَكِیلة: اللُّثْغة. ابن الأَعرابی: فی لسانه حُكْلَة أَی عُجْمة لا یُبین الكلام. و الحُكْلُ العُجْم من الطیور و البهائم؛ قال رؤبة: لو أَنَّنی أُعْطِیتُ عِلْم الحُكْل، عِلْمَ سلیمان كلامَ النَّمْل هكذا أَورده الجوهری و الأَزهری، و نسبه الأَزهری لرؤبة؛ قال ابن بری: الرجز للعجاج، و صوابه: أَو كنت …، و قبله: فقُلْتُ: لو عُمِّرْتُ عُمْرَ الحِسْل، و قد أَتاه زَمَنُ الفِطَحْل، و الصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كطِین الوَحْل، أَو كنت قد أُوتِیتُ علْمَ الحُكْل، كنتُ رَهِینَ هَرَمٍ أَو قَتْل قال ابن سیدة: و الحُكْل من الحیوان ما لا یُسْمع له صوت كالذَّرّ و النَّمْل؛ قال: و یَفْهَم قول الحُكْل، لو أَنَّ ذَرَّةً تُساوِدُ أُخْرَی، لم یَفُتْه سِوادُها و كلامُ الحُكْل: كلامٌ لا یُفْهَم؛ حكاه ثعلب. و حَكَلَ علیه الأَمرُ و أَحْكَلَ و احْتَكَلَ: التَبَس و اشتبه كعَكَل. و أَحْكَل علی القوم إِذا أَبَرَّ علیهم شرًّا؛ و أَنشد: أَبَوْا علی الناس أَبَوْا فأَحْكَلُوا، تأْبی لهم أُرُومة و أَوَّلُ، یَبْلی الحَدِیدُ قبلها و الجَنْدَل الفراء: أَشْكَلَتْ علیّ الأَخبار و أَحْكَلَت و أَعلكت و احْتَكَلت أَی أَشكلت. و قال ابن الأَعرابی: حَكَلَ و أَحْكَلَ و أَعْكَل و اعْتَكَل بمعنی واحد. و الحَكَل فی الفرس: امِّساحُ نَساه و رَخاوة كعبه. و الحَوْكَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 163
: القَصیر، و قیل البخیل؛ قال ابن درید: و لا أُحِقُّه. و الحَاكِل: المُخَمِّن.

حلل؛ ج11، ص: 163

: حَلَّ بالمكان یَحُلُّ حُلولًا و مَحَلًّا و حَلًّا و حَلَلًا، بفك التضعیف نادر: و ذلك نزول القوم بمَحَلَّة و هو نقیض الارتحال؛ قال الأَسود بن یعفر: كَمْ فاتَنی من كَریمٍ كان ذا ثِقَة، یُذْكی الوَقُود بجُمْدٍ لَیْلة الحَلَل و حَلَّه و احْتَلَّ به و احْتَلَّه: نزل به. اللیث: الحَلُّ الحُلول و النزول؛ قال الأَزهری: حَلَّ یَحُلُّ حَلًّا؛ قال المُثَقَّب العَبْدی: أَ كُلَّ الدهر حَلٌّ و ارتحال، أَ ما تُبْقِی علیّ و لا تَقِینی؟ و یقال للرجل إِذا لم یكن عنده غَنَاء: لا حُلِّی و لا سِیرِی، قال ابن سیدة: كأَن هذا إِنما قیل أَوَّل وَهْلَة لمؤنث فخوطب بعلامة التأْنیث، ثم قیل ذلك للمذكر و الاثنین و الاثنتین و الجماعة مَحْكِیًّا بلفظ المؤنث، و كذلك حَلَّ بالقوم و حَلَّهُم و احْتَلَّ بهم، و احْتَلَّهم، فإِما أَن تكونا لغتین كلتاهما وُضِع، و إِمَّا أَن یكون الأَصل حَلَّ بهم، ثم حذفت الباء و أُوصل الفعل إِلی ما بعده فقیل حَلَّه؛ و رَجُل حَالٌّ من قوم حُلُول و حُلَّالٍ و حُلَّل. و أَحَلَّه المكانَ و أَحَلَّه به و حَلَّلَه به و حَلَّ به: جَعَله یَحُلُّ، عاقَبَت الباء الهمزة؛ قال قیس بن الخَطِیم: دِیَار التی كانت و نحن علی مِنًی تَحُلُّ بنا، لو لا نَجَاءُ الرَّكائب أَی تَجْعلُنا نَحُلُّ. و حَالَّهُ: حَلَّ معه. و المَحَلُّ: نقیض المُرْتَحَل؛ و أَنشد: إِنَّ مَحَلًّا و إِن مُرْتَحَلا، و إِنَّ فی السَّفْر ما مَضَی مَهَلا قال اللیث: قلت للخلیل: أَ لست تزعم أَن العرب العاربة لا تقول إِن رجلًا فی الدار لا تبدأْ بالنكرة و لكنها تقول إِن فی الدار رجلًا؟ قال: لیس هذا علی قیاس ما تقول، هذا حكایة سمعها رجل من رجل: إِنَّ مَحَلًّا و إِنَّ مُرْتَحَلا؛ و یصف بعد حیث یقول: هل تَذْكُرُ العَهْد فی تقمّص، إِذ تَضْرِب لی قاعداً بها مَثَلا؛ إِنَّ مَحَلًّا و إِنَّ مُرْتَحَلا المَحَلُّ: الآخرة و المُرْتَحَل؛ «2» … و أَراد بالسَّفْر الذین ماتوا فصاروا فی البَرْزَخ، و المَهَل البقاء و الانتظار؛ قال الأَزهری: و هذا صحیح من قول الخلیل، فإِذا قال اللیث قلت للخلیل أَو قال سمعت الخلیل، فهو الخلیل بن أَحمد لأَنه لیس فیه شك، و إِذا قال قال الخلیل ففیه نظر، و قد قَدَّم الأَزهری فی خطبة كتابه التهذیب أَنه فی قول اللیث قال الخلیل إِنما یَعْنی نَفْسَه أَو أَنه سَمَّی لِسانَه الخَلیل؛ قال: و یكون المَحَلُّ الموضع الذی یُحَلُّ فیه و یكون مصدراً، و كلاهما بفتح الحاء لأَنهما من حَلَّ یَحُلُّ أَی نزل، و إِذا قلت المَحِلّ، بكسر الحاء، فهو من حَلَّ یَحِلُّ أَی وَجَب یَجِب. قال الله عز و جل: حَتّٰی یَبْلُغَ الْهَدْیُ مَحِلَّهُ؛ أَی الموضع الذی یَحِلُّ فیه نَحْرُه، و المصدر من هذا بالفتح أَیضاً، و المكان بالكسر، و جمع المَحَلِّ مَحَالُّ، و یقال مَحَلٌّ و مَحَلَّة بالهاء كما یقال مَنْزِل و منزِلة. و‌فی حدیث الهَدْی: لا یُنْحَر حتی یبلغ مَحِلَّه‌أَی الموضع أَو الوقت اللذین یَحِلُّ فیهما نَحْرُه؛ قال ابن الأَثیر: و هو بكسر
(2). هكذا ترك بیاض فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 164
الحاء یقع علی الموضع و الزمان؛ و منه‌حدیث عائشة: قال لها هل عندكم شی‌ء؟ قالت: لا، إِلا شی‌ء بَعَثَتْ به إِلینا نُسَیْبَة من الشاة التی بَعَثْتَ إِلیها من الصدقة، فقال: هاتی فقد بَلَغَتْ مَحِلَّها‌أَی وصلت إِلی الموضع الذی تَحِلُّ فیه و قُضِیَ الواجبُ فیها من التَّصَدّق بها، و صارت مِلْكاً لن تُصُدِّق بها علیه، یصح له التصرف فیها و یصح قبول ما أُهدی منها و أَكله، و إِنما قال ذلك لأَنه كان یحرم علیه أَكل الصدقة. و‌فی الحدیث: أَنه كره التَّبَرُّج بالزینة لغیر مَحِلِّها؛ یجوز أَن تكون الحاء مكسورة من الحِلِّ و مفتوحة من الحُلُول، أَراد به الذین ذكرهم الله فی كتابه: وَ لٰا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلّٰا لِبُعُولَتِهِنَّ، الآیة، و التَّبَرُّج: إِظهار الزینة. أَبو زید: حَلَلْت بالرجل و حَلَلْته و نَزَلْت به و نَزَلْته و حَلَلْت القومَ و حَلَلْت بهم بمعنًی. و یقال: أَحَلَّ فلان أَهله بمكان كذا و كذا إِذا أَنزلهم. و یقال: هو فی حِلَّة صِدْق أَی بمَحَلَّة صِدْق. و المَحَلَّة: مَنْزِل القوم. و حَلِیلة الرجل: امرأَته، و هو حَلِیلُها، لأَن كل واحد منهما یُحَالُّ صاحبه، و هو أَمثل من قول من قال إِنما هو من الحَلال أَی أَنه یَحِلُّ لها و تَحِلُّ له، و ذلك لأَنه لیس باسم شرعی و إِنما هو من قدیم الأَسماء. و الحَلِیل و الحَلِیلة: الزَّوْجان؛ قال عنترة: و حَلِیل غانیةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلًا، تَمْكُو فَرِیصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم و قیل: حَلِیلَته جارَتُه، و هو من ذلك لأَنهما یَحُلَّان بموضع واحد، و الجمع الحَلائِل؛ و قال أَبو عبید: سُمِّیا بذلك لأَن كل واحد منهما یُحَالُّ صاحبَه. و‌فی الحدیث: أَن تُزَانی حَلِیلة جارك، قال: و كل من نَازَلَكَ و جَاوَرَك فهو حَلیلك أَیضاً. یقال: هذا حَلیله و هذه حَلیلته لمن تُحَالُّه فی دار واحدة؛ و أَنشد: و لَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَیْن یُصْبی حَلِیلَته، إِذا هَدَأَ النِّیَامُ قال: لم یرد بالحَلِیلة هنا امرأَته إِنما أَراد جارته لأَنها تُحَالُّه فی المنزل. و یقال: إِنما سمیت الزوجة حَلِیلة لأَن كل واحد منهما مَحَلُّ إِزار صاحبه. و حكی عن أَبی زید: أَن الحَلِیل یكون للمؤنث بغیر هاء. و الحِلَّة: القوم النزول، اسم للجمع، و فی التهذیب: قوم نزول؛ و قال الأَعشی: لقد كان فی شَیْبان، لو كُنْتَ عالماً، قِبَابٌ و حَیٌّ حِلَّة و قَبائل و حَیٌّ حِلَّة أَی نُزُول و فیهم كثرة؛ هذا البیت استشهد به الجوهری، و قال فیه: و حَوْلی حِلَّة و دَراهم «1». قال ابن بری: و صوابه و قبائل لأَن القصیدة لامیَّة؛ و أَولها: أَ قَیْس بنَ مَسْعود بنِ قیس بن خالدٍ، و أَنتَ امْرُؤ یرجو شَبَابَك وائل قال: و للأَعشی قصیدة أُخری میمیة أَولها: هُرَیْرَةَ ودِّعْها و إِن لام لائم یقول فیها: طَعَام العراق المُسْتفیضُ الذی تری، و فی كل عام حُلَّة وَ دَارهِم
(1). قوله [و حولی] هكذا فی الأَصل، و الذی فی نسخة الصحاح التی بأیدینا: و حیّ …
لسان العرب، ج‌11، ص: 165
قال: و حُلَّة هنا مضمومة الحاء، و كذلك حَیٌّ حِلال؛ قال زهیر: لِحَیٍّ حِلالٍ یَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم، إِذا طَرَقَت إِحْدی اللَّیَالی بمُعْظَم و الحِلَّة: هَیئة الحُلُول. و الحِلَّة: جماعة بیوت الناس لأَنها تُحَلُّ؛ قال كراع: هی مائة بیت، و الجمع حِلال؛ قال الأَزهری: الحِلال جمع بیوت الناس، واحدتها حِلَّة؛ قال: و حَیٌّ حِلال أَی كثیر؛ و أَنشد شمر: حَیٌّ حِلالٌ یَزْرَعون القُنْبُلا قال ابن بری: و أَنشد الأَصمعی: أَ قَوْمٌ یبعثون العِیرَ نَجْداً أَحَبُّ إِلیك، أَم حَیٌّ حِلال؟ و فی حدیث عبد المطلب: لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ یَمْنَعُ رَحْلَه، فامْنَعْ حِلالَك الحِلال، بالكسر: القومُ المقیمون المتجاورون یرید بهم سُكَّان الحَرَم. و‌فی الحدیث: أَنهم وَجَدوا ناساً أَحِلَّة، كأَنه جمع حِلال كعِماد و أَعْمِدَة و إِنما هو جمع فَعال، بالفتح؛ قال ابن الأَثیر: هكذا قال بعضهم و لیس أَفْعِلة فی جمع فِعال، بالكسر، أَولی منها فی جمع فَعال، بالفتح، كفَدَان و أَفْدِنة. و الحِلَّة: مجلس القوم لأَنهم یَحُلُّونه. و الحِلَّة: مُجْتَمَع القوم؛ هذه عن اللحیانی. و المَحَلَّة: منزل القوم. و رَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بها. قال ابن سیدة: و عندی أَنها تُحِلُّ الناس كثیراً، لأَن مِفْعالًا إِنما هی فی معنی فاعل لا فی معنی مفعول، و كذلك أَرض مِحْلال. ابن شمیل: أَرض مِحْلال و هی السَّهْلة اللَّیِّنة، و رَحَبة مِحْلال أَی جَیِّدة لمحَلّ الناس؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول الأَخطل: و شَرِبْتها بأَرِیضَة مِحْلال قال: الأَرِیضَة المُخْصِبة، قال: و المِحْلال المُخْتارة للحِلَّة و النُّزول و هی العَذاة الطَّیِّبة؛ قال الأَزهری: لا یقال لها مِحْلال حتی تُمْرِع و تُخْصِب و یكون نباتها ناجعاً للمال؛ و قال ذو الرمة: بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مِرَبٍّ مُحَلَّل و المُحِلَّتانِ: القِدْر و الرَّحی، فإِذا قلت المُحِلَّات فهی القِدْر و الرَّحی و الدَّلْو و القِرْبة و الجَفْنَة و السِّكِّین و الفَأْس و الزَّنْد، لأَن من كانت هذه معه حَلَّ حیث شاء، و إِلا فلا بُدَّ له من أَن یجاور الناس یستعیر منهم بعض هذه الأَشیاء؛ قال: لا یَعْدِلَنَّ أَتاوِیُّون تَضْرِبُهم نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلَّات الأَتاویُّون: الغُرَباء أَی لا یَعْدِلَنَّ أَتاوِیُّون أَحداً بأَصحاب المُحِلَّات؛ قال أَبو علی الفارسی: هذا علی حذف المفعول كما قال تعالی: یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمٰاوٰاتُ؛ أَی و السمواتُ غیرَ السمواتِ، و یروی: لا یُعْدَلَنَّ …، علی ما لم یسمَّ فاعله، أَی لا ینبغی أَن یُعْدل فعلی هذا لا حذف فیه. و تَلْعة مُحِلَّة: تَضُمُّ بیتاً أَو بیتین. قال أَعرابی: أَصابنا مُطَیْر كسَیْل شعاب السَّخْبَرِ رَوَّی التَّلْعة المُحِلَّة، و یروی: سَیَّل شِعابَ السَّخْبَر، و إِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر، و هی مَنابِته، لأَن عَرْضَها ضَیِّق و طولها قدر رَمْیة حَجَر.
لسان العرب، ج‌11، ص: 166
و حَلَّ المُحْرِمُ من إِحرامه یَحِلُّ حِلًّا و حَلالًا إِذا خَرج من حِرْمه. و أَحَلَّ: خَرَج، و هو حَلال، و لا یقال حالٌّ علی أَنه القیاس. قال ابن الأَثیر: و أَحَلَّ یُحِلُّ إِحْلالًا إِذا حَلَّ له ما حَرُم علیه من مَحْظورات الحَجِّ؛ قال الأَزهری: و أَحَلَّ لغة و كَرِهها الأَصمَعی و قال: أَحَلَّ إِذا خَرج من الشُّهُور الحُرُم أَو من عَهْد كان علیه. و یقال للمرأَة تَخْرُج من عِدَّتها: حَلَّتْ. و رجل حِلٌّ من الإِحرام أَی حَلال. و الحَلال: ضد الحرام. رَجُل حَلال أَی غیر مُحْرِم و لا متلبس بأَسباب الحج، و أَحَلَّ الرجلُ إِذا خرج إِلی الحِلِّ عن الحَرَم، و أَحَلَّ إِذا دخل فی شهور الحِلِّ، و أَحْرَمْنا أَی دخلنا فی الشهور الحُرُم. الأَزهری: و یقال رجل حِلٌّ و حَلال و رجل حِرْم و حَرام أَی مُحْرِم؛ و أَما قول زهیر: جَعَلْن القَنانَ عن یَمینٍ و حَزْنَه، و كم بالقَنان من مُحِلّ و مُحْرِم فإِن بعضهم فسره و قال: أَراد كَمْ بالقَنان من عَدُوٍّ یرمی دَماً حَلالًا و من مُحْرم أَی یراه حَراماً. و یقال: المُحِلُّ الذی یَحِلُّ لنا قِتالُه، و المُحْرِم الذی یَحْرُم علینا قتاله. و یقال: المُحِلُّ الذی لا عَهْد له و لا حُرْمة، و قال الجوهری: من له ذمة و من لا ذمة له. و المُحْرِم: الذی له حُرْمة. و یقال للذی هو فی الأَشهر الحُرُم: مُحْرِم، و للذی خرج منها: مُحِلٌّ. و یقال للنازل فی الحَرَم: مُحْرِم، و الخارج منه: مُحِلّ، و ذلك أَنه ما دام فی الحَرَم یحرم علیه الصید و القتال، و إِذا خرج منه حَلَّ له ذلك. و‌فی حدیث النخعی: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك؛ قال اللیث: معناه من ترك الإِحرام و أَحَلَّ بك فقاتَلَك فأَحْلِل أَنت أَیضاً به فقائِلُه و إِن كنت مُحْرماً، و فیه قول آخر و هو: أَن المؤمنین حَرُم علیهم أَن یقتل بعضهم بعضاً و یأْخذ بعضهم مال بعضهم، فكل واحد منهم مُحْرِم عن صاحبه، یقول: فإِذا أَحَلَّ رجل ما حَرُم علیه منك فادفعه عن نفسك بما تَهَیَّأَ لك دفعُه به من سلاح و غیره و إِن أَتی الدفع بالسلاح علیه، و إِحْلال البادئ ظُلْم و إِحْلال الدافع مباح؛ قال الأَزهری: هذا تفسیر الفقهاء و هو غیر مخالف لظاهر الخبر. و‌فی حدیث آخر: من حَلَّ بك فاحْلِلْ به‌أَی من صار بسببك حَلالًا فَصِرْ أَنت به أَیضاً حَلالًا؛ هكذا ذكره الهروی و غیره، و الذی جاء‌فی كتاب أَبی عبید عن النخعی فی المُحْرِم یَعْدو علیه السَّبُع أَو اللِّصُّ: أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك.و‌فی حدیث دُرَید بن الصِّمَّة: قال لمالك بن عوف أَنت مُحِلٌّ بقومك‌أَی أَنك قد أَبَحْت حَرِیمهم و عَرَّضتهم للهلاك، شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَحَلَّ كأَنهم كانوا ممنوعین بالمُقام فی بیوتهم فحَلُّوا بالخروج منها. و فعل ذلك فی حُلِّه و حُرْمه و حِلِّه و حِرْمه أَی فی وقت إحْلاله و إِحرامه. و الحِلُّ: الرجل الحَلال الذی خرج من إِحرامه أَو لم یُحْرِم أَو كان أَحرم فحَلَّ من إِحرامه. و‌فی حدیث عائشة: قالت طَیَّبْت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لحِلِّه و حِرْمه؛ و فی حدیث آخر: لحِرْمِه حین أَحْرَم و لحِلِّه حین حَلَّ من إِحرامه، و فی النهایة لابن الأَثیر: لإِحْلاله حین أَحَلَّ. و الحِلَّة: مصدر قولك حَلَّ الهَدْیُ. و قوله تعالی: حَتّٰی یَبْلُغَ الْهَدْیُ مَحِلَّهُ؛ قیل مَحِلُّ من كان حاجّاً یوم النَّحر، و مَحِلُّ من كان معتمراً یوم یدخل مكة؛ الأَزهری: مَحِلُّ الهدی یوم النحر بمِنًی، و قال: مَحِلُّ هَدْی المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلی الحج بمكة إِذا قَدِمها و طاف بالبیت و سعی بین الصفا و المروة. و مَحِلُّ هَدْیِ القارن: یوم النحر بمنًی، و مَحِلُّ الدَّیْن: أَجَلُه،
لسان العرب، ج‌11، ص: 167
و كانت العرب إِذا نظرت إِلی الهلال قالت: لا مَرْحَباً بمُحِلِّ الدَّیْن مُقَرِّب الأَجَل. و‌فی حدیث مكة: و إِنما أُحِلَّت لی ساعة من نهار، یعنی مَكَّة یوم الفتح حیث دخلها عَنْوَة غیر مُحْرِم. و‌فی حدیث العُمْرة: حَلَّت العُمْرة لمن اعْتَمَرَ‌أَی صارت لكم حَلالًا جائزة، و ذلك أَنهم كانوا لا یعتمرون فی الأَشهر الحُرُم، فذلك معنی‌قولهم إِذا دَخَل صَفَر حَلَّت العُمْرَةُ لمن اعْتَمَر.و الحِلُّ و الحَلال و الحِلال و الحَلِیل: نَقِیض الحرام، حَلَّ یَحِلُّ حِلًّا و أَحَلَّه الله و حَلَّله. و قوله تعالی: یُحِلُّونَهُ عٰاماً وَ یُحَرِّمُونَهُ عٰاماً؛فسره ثعلب فقال: هذا هو النسِی‌ء، كانوا فی الجاهلیة یجمعون أَیاماً حتی تصیر شهراً، فلما حَجَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: الآنَ اسْتَدارَ الزمانُ كهیئته.و هذا لك حِلٌّ أَی حَلال. یقال: هو حِلٌّ و بِلٌّ أَی طَلْق، و كذلك الأُنثی. و‌من كلام عبد المطلب: لا أُحِلُّها لمغتسل و هی لشارب حِلٌّ و بِلٌّ‌أَی حَلال، بِلٌّ إِتباع، و قیل: البِلُّ مباح، حِمْیَرِیَّة.الأَزهری: روی سفیان عن عمرو بن دینار قال: سمعت ابن عباس یقول: هی حِلٌّ و بِلٌّ یعنی زمزم، فسُئِل سفیان: ما حِلٌّ و بِلٌّ؟ فقال: حِلٌّ مُحَلَّل.و یقال: هذا لك حِلٌّ و حَلال كما یقال لضدّه حِرْم و حَرام أَی مُحَرَّم. و أَحْلَلت له الشی‌ءَ. جعلته له حَلالًا. و اسْتَحَلَّ الشی‌ءَ: عَدَّه حَلالًا. و یقال: أَحْلَلْتُ المرأَةَ لزوجها. و‌فی الحدیث: لعن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، المُحَلِّل و المُحَلَّل له، و فی روایة: المُحِلَّ و المُحَلَّ له، و هو أَن یطلق الرجل امرأَته ثلاثاً فیتزوجها رجل آخر بشرط أَن یطلقها بعد مُوَاقَعته إِیاها لتَحِلَّ للزوج الأَول. و كل شی‌ء أَباحه الله فهو حَلال، و ما حَرَّمه فهو حَرَام. و‌فی حدیث بعض الصحابة: و لا أُوتَی بحَالٍّ و لا مُحَلَّل إِلا رَجَمْتُهما؛ جعل الزمخشری هذا القول حدیثاً لا أَثراً؛ قال ابن الأَثیر: و فی هذه اللفظة ثلاث لغات حَلَّلْت و أَحْلَلْت و حَلَلْت، فعلی الأَول جاء الحدیث الأَول، یقال حَلَّل فهو مُحَلِّل و مُحَلَّل، و علی الثانیة جاء الثانی تقول أَحَلَّ فهو مُحِلٌّ و مُحَلٌّ له، و علی الثالثة جاء الثالث تقول حَلَلْت فأَنا حَالٌّ و هو مَحْلُول له؛ و قیل: أَراد‌بقوله لا أُوتَی بحالٍّ‌أَی بذی إِحْلال مثل قولهم رِیحٌ لاقِح أَی ذات إِلْقاح، و قیل: سُمِّی مُحَلِّلًا بقصده إِلی التحلیل كما یسمی مشتریاً إِذا قصد الشراء. و‌فی حدیث مسروق فی الرجل تكون تحته الأَمة فیُطَلِّقها طلقتین ثم یشتریها قال: لا تَحِلُّ له إِلا من حیث حَرُمت علیه‌أَی أَنها لا تَحِلُّ له و إِن اشتراها حَتّٰی تَنْكِحَ زَوْجاً غَیْرَهُ، یعنی أَنها حَرُمت علیه بالتطلیقتین، فَلٰا تَحِلُّ لَهُ حتی یطلقها الزوج الثانی تطلیقتین، فتَحِلّ له بهما كما حَرُمت علیه بهما. و اسْتَحَلَّ الشی‌ءَ: اتخذه حَلالًا أَو سأَله أَن یُحِلَّه له. و الحُلْو الحَلال: الكلام الذی لا رِیبة فیه؛ أَنشد ثعلب: تَصَیَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، و لا تُرَی علی مَكْرَهٍ یَبْدو بها فیَعِیب و حَلَّلَ الیمینَ تحلیلًا و تَحِلَّة و تَحِلًّا، الأَخیرة شاذة: كَفَّرَها، و التَّحِلَّة: ما كُفِّر به. و فی التنزیل: قَدْ فَرَضَ اللّٰهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَیْمٰانِكُمْ؛ و الاسم من كل ذلك الحِلُّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لا أَجْعَلُ المعروف حِلَّ أَلِیَّةٍ، و لا عِدَةً فی الناظر المُتَغَیَّب قال ابن سیدة: هكذا وجدته المُتَغَیَّب، مفتوحة
لسان العرب، ج‌11، ص: 168
الیاء، بخَطِّ الحامِض، و الصحیح المُتَغَیِّب، بالكسر. و حكی اللحیانی: أَعْطِ الحالف حُلَّانَ یَمینه أَی ما یُحَلِّل یمینه، و حكی سیبویه: لأَفعلن كذا إِلَّا حِلُّ ذلك أَن أَفعل كذا أَی و لكن حِلُّ ذلك، فحِلُّ مبتدأ و ما بعدها مبنیّ علیها؛ قال أَبو الحسن: معناه تَحِلَّةُ قَسَمِی أَو تحلیلُه أَن أَفعل كذا. و قولهم: فعلته تَحِلَّة القَسَم أَی لم أَفعل إِلا بمقدار ما حَلَّلت به قَسَمی و لم أُبالِغ. الأَزهری: و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لا یموت لمؤمن ثلاثة أَولاد فتَمَسّه النار إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال أَبو عبید: معنی قوله تَحِلَّة القَسَم قول الله عز و جل: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلّٰا وٰارِدُهٰا، قال: فإِذا مَرَّ بها و جازها فقد أَبَرَّ الله قَسَمَه. و قال غیر أَبی عبید: لا قَسَم فی قوله تعالی: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلّٰا وٰارِدُهٰا، فكیف تكون له تَحِلَّة و إِنما التَّحِلَّة للأَیْمان؟ قال: و معنی‌قوله إِلا تَحِلَّة القَسَم‌إِلا التعذیر الذی لا یَبْدَؤُه منه مكروه؛ و منه قول العَرَب: ضَرَبْته تحلیلًا و وَعَظْته تَعْذیراً أَی لم أُبالِغ فی ضربه و وَعْظِه؛ قال ابن الأَثیر: هذا مَثَل فی القَلِیل المُفْرِط القِلَّة و هو أَن یُباشِر من الفعل الذی یُقْسِم علیه المقدارَ الذی یُبِرُّ به قَسَمَه و یُحَلِّلُه، مثل أَن یحلف علی النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعة خفیفة أَجزأَته فتلك تَحِلَّة قَسَمِه، و المعنی لا تَمَسُّه النار إِلا مَسَّة یسیرة مثل تَحِلَّة قَسَم الحالف، و یرید بتَحِلَّتِه الوُرودَ علی النار و الاجْتیازَ بها، قال: و التاء فی التَّحِلَّة زائدة؛ و‌فی الحدیث الآخر: من حَرَس لیلة من وراء المسلمین مُتَطَوِّعاً لم یأْخذه الشیطان و لم یر النار تَمَسُّه إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قال الله تعالی: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلّٰا وٰارِدُهٰا، قال الأَزهری: و أَصل هذا كله من تحلیل الیمین و هو أَن یحلف الرجل ثم یستثنی استثناء متصلًا بالیمین غیر منفصل عنها، یقال: آلی فلان أَلِیَّة لم یَتَحَلَّل فیها أَی لم یَسْتثْنِ ثم جعل ذلك مثلًا للتقلیل؛ و منه قول كعب بن زهیر: تَخْدِی علی یَسَراتٍ، و هی لاحقة، بأَرْبَعٍ، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِیل «2». و فی حواشی ابن بری: تَخْدِی علی یَسَرات، و هی لاحقة، ذَوَابِل، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِیل أَی قلیل «3» كما یحلف الإِنسان علی الشی‌ء أَن یفعله فیفعل منه الیسیر یُحَلِّل به یَمِینه؛ و قال الجوهری: یرید وَقْعَ مَناسِم الناقة علی الأَرض من غیر مبالغة؛ و قال الآخر: أَرَی إِبلی عافت جَدُودَ، فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً إِلا تَحِلَّة مُقْسِم قال ابن بری: و مثله لعَبْدَةَ بن الطبیب: تُحْفِی الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانیة فی أَرْبَع، مَسُّهنَّ الأَرضَ تَحْلِیلُ أَی قلیل هَیِّن یسیر. و یقال للرجل إِذا أَمْعَن فی وَعِید أَو أَفرط فی فَخْر أَو كلام: حِلًّا أَبا فلان أَی تَحَلَّلْ فی یمینك، جعله فی وعیده إِیاه كالیمین فأَمره بالاستثناء أَی اسْتَثْن یا حالف و اذْكُر حِلًّا. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَنه قال لامرأَة حَلَفت أَن لا تُعْتِق مَوْلاة لها فقال لها: حِلًّا أُمَّ فلان، و اشتراها و أَعتقها، أَی تَحَلَّلِی من یمینك، و هو منصوب علی المصدر؛ و منه‌حدیث عمرو بن معدیكرب: قال
(2). قوله [… لاحقة] فی نسخة النهایة التی بأیدینا: … لاهیة (3). قوله [أی قلیل] هذا تفسیر لتحلیل فی البیت
لسان العرب، ج‌11، ص: 169
لعمر حِلًّا یا أَمیر المؤمنین فیما تقول‌أَی تَحَلَّلْ من قولك. و‌فی حدیث أَنس: قیل له حَدِّثْنا ببعض ما سمعتَه من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: و أَتَحلَّل‌أَی أَستثنی. و یقال: تَحَلَّل فلان من یمینه إِذا خرج منها بكفارة أَو حِنْث یوجب الكفارة؛ قال إمرؤ القیس: و آلَتْ حِلْفةً لم تَحَلَّل و تَحَلَّل فی یمینه أَی استثنی. و المُحَلِّل من الخیل: الفَرَسُ الثالث من خیل الرِّهان، و ذلك أَن یضع الرَّجُلانِ رَهْنَین بینهما ثم یأْتی رجل سواهما فیرسل معهما فرسه و لا یضع رَهْناً، فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّلیْن أَخَذَ رهنَه و رهنَ صاحبه و كان حَلالًا له من أَجل الثالث و هو المُحَلِّل، و إِن سبَقَ المُحَلِّلُ و لم یَسْبق واحد منهما أَخَذَ الرهنین جمیعاً، و إِن سُبِقَ هو لم یكن علیه شی‌ء، و هذا لا یكون إِلَّا فی الذی لا یُؤْمَن أَن یَسْبق، و أَما إِذا كان بلیداً بطیئاً قد أُمِن أَن یَسْبِقهما فذلك القِمَار المنهیّ عنه، و یُسَمَّی أَیضاً الدَّخِیل. و ضَرَبه ضَرْباً تَحْلِیلًا أَی شبه التعزیر، و إِنما اشتق ذلك من تَحْلِیل الیمین ثم أُجْری فی سائر الكلام حتی قیل فی وصف الإِبل إِذا بَرَكَتْ؛ و منه قول كعب بن زهیر: نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلیل أَی هَیِّن. و حَلَّ العُقْدة یَحُلُّها حَلًّا: فتَحَها و نَقَضَها فانْحَلَّتْ. و الحَلُّ: حَلُّ العُقْدة. و فی المثل السائر: یا عاقِدُ اذْكُرْ حَلًّا، هذا المثل ذكره الأَزهری و الجوهری؛ قال ابن بری: هذا قول الأَصمعی و أَما ابن الأَعرابی فخالفه و قال: یا حابِلُ اذْكُرْ حَلًّا و قال: كذا سمعته من أَكثر من أَلف أَعرابی فما رواه أَحد منهم یا عاقِدُ، قال: و معناه إِذا تحَمَّلْتَ فلا تُؤَرِّب ما عَقَدْت، و ذكره ابن سیدة علی هذه الصورة فی ترجمة حبل: یا حابِلُ اذْكُرْ حَلًّا. و كل جامد أُذِیب فقد حُلَّ. و المُحَلَّل: الشی‌ء الیسیر، كقول إمرئ القیس یصف جاریة: كبِكْرِ المُقاناةِ البَیَاض بصُفْرة، غَذَاها نَمِیر الماءِ غَیْر المُحَلَّل و هذا یحتمل معنیین: أَحدهما أَن یُعْنَی به أَنه غَذَاها غِذَاء لیس بمُحَلَّل أَی لیس بیسیر و لكنه مُبالَغ فیه، و فی التهذیب: مَرِی‌ءٌ ناجِعٌ، و الآخر أَن یُعْنی به غیر محلول علیه فیَكْدُر و یَفْسُد. و قال أَبو الهیثم: غیر مُحَلَّل یقال إِنه أَراد ماء البحر أَی أَن البحر لا یُنْزَل علیه لأَن ماءه زُعَاق لا یُذَاق فهو غیر مُحَلَّل أَی غیر مَنْزولٍ علیه، قال: و من قال غیر مُحَلَّل أَی غیر قلیل فلیس بشی‌ء لأَن ماء البحر لا یوصف بالقلة و لا بالكثرة لمجاوزة حدِّه الوصفَ، و أَورد الجوهری هذا البیت مستشهداً به علی قوله: و مكان مُحَلَّل إِذا أَكثر الناسُ به الحُلُولَ، و فسره بأَنه إِذا أَكثروا به الحُلول كدَّروه. و كلُّ ماء حَلَّتْه الإِبل فكَدَّرَتْه مُحَلَّل، و عَنی إمرُؤ القیس بقوله بِكْر المُقَاناة دُرَّة غیر مثقوبة. و حَلَّ علیه أَمرُ الله یَحِلُّ حُلولًا: وجَبَ. و فی التنزیل: أَنْ یَحِلَّ عَلَیْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ، و من قرأَ: أَن یَحُلَّ، فمعناه أَن یَنْزِل. و أَحَلَّه اللهُ علیه: أَوجبه؛ و حَلَّ علیه حَقِّی یَحِلُّ مَحِلًّا، و هو أَحد ما جاء من المصادر علی مثال مَفْعِل بالكسر كالمَرْجِعِ و المَحِیص و لیس ذلك بمطَّرد، إِنما یقتصر علی ما سمع منه، هذا مذهب سیبویه.
لسان العرب، ج‌11، ص: 170
و قوله تعالی: وَ مَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَویٰ؛ قرئَ و من یَحْلُل و یَحْلِلْ، بضم اللام و كسرها، و كذلك قرئَ: فَیَحِلَّ عَلَیْكُمْ غَضَبِی، بكسر الحاء و ضمها؛ قال الفراء: و الكسر فیه أَحَبُّ إِلیَّ من الضم لأَن الحُلُول ما وقع من یَحُلُّ، و یَحِلُّ یجب، و جاء بالتفسیر بالوجوب لا بالوقوع، قال: و كلٌّ صواب، قال: و أَما قوله تعالی: أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ یَحِلَّ عَلَیْكُمْ، فهذه مكسورة، و إِذا قلت حَلَّ بهم العذابُ كانت تَحُلُّ لا غیر، و إِذا قلت عَلیَّ أَو قلت یَحِلُّ لك كذا و كذا، فهو بالكسر؛ و قال الزجاج: و من قال یَحِلُّ لك كذا و كذا فهو بالكسر، قال: و من قرأَ فَیَحِلَّ عَلَیْكُمْ فمعناه فیَجِب علیكم، و من قرأَ فیَحُلَّ فمعناه فیَنْزِل؛ قال: و القراءة وَ مَنْ یَحْلِلْ بكسر اللام أَكثر. و حَلَّ المَهْرُ یَحِلُّ أَی وجب. و حَلَّ العذاب یَحِلُّ، بالكسر، أَی وَجَب، و یَحُلُّ، بالضم، أَی نزل. و أَما قوله أَوْ تَحُلُّ قَرِیباً مِنْ دٰارِهِمْ، فبالضم، أَی تَنْزل. و‌فی الحدیث: فلا یَحِلُّ لكافر یَجِد ریح نَفَسه إِلَّا مات‌أَی هو حَقٌّ واجب واقع كقوله تعالی: وَ حَرٰامٌ عَلیٰ قَرْیَةٍ؛ أَی حَقٌّ واجب علیها؛ و منه‌الحدیث: حَلَّت له شفاعتی، و قیل: هی بمعنی غَشِیَتْه و نَزَلَتْ به، فأَما‌قوله: لا یَحُلُّ المُمْرِض علی المُصِحّ، فبضم الحاء، من الحُلول النزولِ، و كذلك فَلْیَحْلُل، بضم اللام. و أَما قوله تعالی: حَتّٰی یَبْلُغَ الْهَدْیُ مَحِلَّهُ، فقد یكون المصدرَ و یكون الموضعَ. و أَحَلَّت الشاةُ و الناقةُ و هی مُحِلٌّ: دَرَّ لبَنُها، و قیل: یَبِسَ لبنُها ثم أَكَلَت الرَّبیعَ فدَرَّت، و عبر عنه بعضهم بأَنه نزول اللبن من غیر نِتاج، و المعنیان متقاربان، و كذلك الناقة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لكنها كانت ثلاثاً مَیَاسِراً، و حائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَحَلَّتِ «1». یصف إِبلًا و لیست بغنم لأَن قبل هذا: فَلو أَنَّها كانت لِقَاحِی كَثیرةً، لقد نَهِلَتْ من ماء جُدٍّ و عَلَّت «2». و أَنشد الجوهری لأُمیة بن أَبی الصلت الثقفی: غُیوث تَلتَقی الأَرحامُ فیها، تُحِلُّ بها الطَّروقةُ و اللِّجاب و أَحَلَّت الناقةُ علی ولدها: دَرَّ لبنُها، عُدِّی بعَلی لأَنه فی معنی دَرَّت. و أَحَلَّ المالُ فهو یُحِلُّ إِحْلالًا إِذا نزل دَرُّه حین یأْكل الربیع. الأَزهری عن اللیث و غیره: المَحالُّ الغنم التی ینزل اللبن فی ضروعها من غیر نِتاج و لا وِلاد. و تَحَلَّل السَّفَرُ بالرجل: اعْتَلَّ بعد قدومه. و الإِحْلِیل و التِّحْلِیل: مَخْرَج البول من الإِنسان و مَخْرج اللبن من الثدی و الضَّرْع. الأَزهری: الإِحْلِیل مَخْرج اللبن من طُبْی الناقة و غیرها. و إِحْلِیل الذَّكَرِ: ثَقْبه الذی یخرج منه البول، و جمعه الأَحالِیل؛ و فی قصید كعب بن زهیر: تُمِرُّ مثلَ عَسِیب النخل ذا خُصَلٍ، بغارب، لم تُخَوِّنْه الأَحَالِیل هو جمع إِحْلِیل، و هو مَخْرَج اللبن من الضَّرْع، و تُخَوِّنه: تَنْقُصه، یعنی أَنه قد نَشَفَ لبنُها فهی سمینة لم تضعف بخروج اللبن منها. و الإِحْلِیل: یقع
(1). قوله [أَنهزت] أورده فی ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام، و قال بعده: و رواه ابن الأعرابی أنهزت بالزای و لا وجه له (2). قوله [من ماء جد] روی بالجیم و الحاء كما أورده فی المحلین
لسان العرب، ج‌11، ص: 171
علی ذَكَرِ الرجل و فَرْج المرأَة، و منه‌حدیث ابن عباس: أَحْمَد إِلیكم غَسْل الإِحْلِیل‌أَی غَسْل الذكر. و أَحَلَّ الرجلُ بنفسه إِذا استوجب العقوبة. ابن الأَعرابی: حُلَّ إِذا سُكِن، و حَلَّ إِذا عَدا، و امرأَة حَلَّاء رَسْحاء، و ذِئْب أَحَلُّ بَیِّن الحَلَل كذلك. ابن الأَعرابی: ذئب أَحَلُّ و به حَلَل، و لیس بالذئب عَرَج، و إِنما یوصف به لخَمَع یُؤنَس منه إِذا عَدا؛ و قال الطِّرِمَّاح: یُحِیلُ به الذِّئْبُ الأَحَلُّ، وَ قُوتُه ذَوات المَرادِی، من مَناقٍ و رُزّح «1». و قال أَبو عمرو: الأَحَلُّ أَن یكون مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح الرِّجلین. و الحَلَل: استرخاء عَصَب الدابة، فَرَسٌ أَحَلُّ. و قال الفراء: الحَلَل فی البعیر ضعف فی عُرْقوبه، فهو أَحَلُّ بَیِّن الحَلَل، فإِن كان فی الرُّكْبة فهو الطَّرَق. و الأَحَلُّ: الذی فی رجله استرخاء، و هو مذموم فی كل شی‌ء إِلا فی الذئب. و أَنشد الجوهری بیت الطرماح: یُحِیلُ به الذِّئبُ الأَحَلُّ، و نسبه إِلی الشماخ و قال: یُحِیلُ أَی یُقِیم به حَوْلًا. و قال أَبو عبیدة: فَرَس أَحَلُّ، و حَلَلُه ضعف نَساه و رَخاوة كَعْبه، و خَصّ أَبو عبیدة به الإِبل. و الحَلَل: رخاوة فی الكعب، و قد حَلِلْت حَلَلًا. و فیه حَلَّة و حِلَّة أَی تَكَسُّر و ضعف؛ الفتح عن ثعلب و الكسر عن ابن الأَعرابی. و‌فی حدیث أَبی قتادة: ثم تَرَك فتَحَلَّل‌أَی لما انْحَلَّت قُواه ترك ضَمَّه إِلیه، و هو تَفَعُّل من الحَلِّ نقیض الشَّدّ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: إِذا اصْطَكَّ الأَضامیمُ اعْتَلاها بصَدْرٍ، لا أَحَلَّ و لا عَموج و‌فی الحدیث: أَنه بَعَث رجلًا علی الصدقة فجاء بفَصِیل مَحْلُول أَو مَخْلول بالشك؛ المحلول، بالحاء المهملة: الهَزِیل الذی حُلَّ اللحم عن أَوصاله فعَرِیَ منه، و المَخْلُول یجی‌ء فی بابه. و‌فی الحدیث: الصلاة تحریمها التكبیر و تَحْلِیلها التسلیم‌أَی صار المُصَلِّی بالتسلیم یَحِلُّ له ما حرم فیها بالتكبیر من الكلام و الأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة و أَفعالها، كما یَحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ منه ما كان حَراماً علیه. و‌فی الحدیث: أَحِلُّوا الله یغفر لكم‌أَی أَسلموا؛ هكذا فسر فی الحدیث، قال الخطابی: معناه الخروج من حَظْر الشِّرك إِلی حِلِّ الإِسلام و سَعَته، من قولهم حَلَّ الرجلُ إِذا خرج من الحَرَم إِلی الحِلِّ، و یروی بالجیم، و قد تقدم؛ قال ابن الأَثیر: و هذا الحدیث هو عند الأَكثر من كلام أَبی الدرداء، و منهم من جعله حدیثاً. و‌فی الحدیث: من كانت عنده مَظْلِمة من أَخیه فَلْیسْتَحِلَّه.و‌فی حدیث عائشة أَنها قالت لامرأَة مَرَّتْ بها: ما أَطول ذَیْلَها فقال: اغْتَبْتِها قُومی إِلیها فَتَحلَّلیها؛ یقال: تَحَلَّلته و اسْتَحْلَلْته إِذا سأَلته أَن یجعلك فی حِلٍّ من قِبَله. و‌فی الحدیث: أَنه سئل أَیّ الأَعمال أَفضل فقال: الحالُّ المُرْتَحِل، قیل: و ما ذاك؟ قال: الخاتِم المفتَتِح هو الذی یَخْتم القرآن بتلاوته ثم یَفْتَتح التلاوة من أَوّله؛ شبَّهه بالمُسافر یبلغ المنزل فیَحُلُّ فیه ثم یفتتح سیره أَی یبتدئه، و كذلك قُرَّاء أَهل مكة إِذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأُوا و قرأُوا الفاتحة و خمس آیات من أَول سورة البقرة إِلی قوله: أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، ثم یقطعون القراءة و یُسَمُّون ذلك الحالَّ المُرْتَحِل أَی أَنه ختم القرآن و ابتدأَ بأَوَّله و لم یَفْصِل بینهما زمان، و قیل: أَراد بالحالِّ المرتحل الغازِیَ الذی لا یَقْفُل عن غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بآخر.
(1). قوله [المرادی] هكذا فی الأَصل، و فی الصحاح: الهوادی، و هی الأَعناق. و فی ترجمة مرد: أن المراد كسحاب العنق
لسان العرب، ج‌11، ص: 172
و الحِلال: مَرْكَبٌ من مراكب النساء؛ قال طُفَیْل: و راكضةٍ، ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّة، بَعِیرَ حِلالٍ، غادَرَتْه، مُجَعْفَلِ مُجَعْفَل: مصروع؛ و أَنشد ابن بری لابن أَحمر: و لا یَعْدِلْنَ من میل حِلالا قال: و قد یجوز أَن یكون متاعَ رَحْل البعیر. و الحِلُّ: الغَرَض الذی یُرْمی إِلیه. و الحِلال: مَتاع الرَّحْل؛ قال الأَعشی: و كأَنَّها لم تَلْقَ سِتَّة أَشهر ضُرّاً، إِذا وَضَعَتْ إِلیك حِلالَها قال أَبو عبید: بلغتنی هذه الروایة عن القاسم بن مَعْن، قال: و بعضهم یرویه … جِلالَها، بالجیم؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و مُلْوِیَةٍ تَری شَماطِیطَ غارة، علی عَجَلٍ، ذَكَّرْتُها بِحِلالِها فسره فقال: حِلالُها ثِیابُ بدنها و ما علی بعیرها، و المعروف أَن الحِلال المَرْكَب أَو متاع الرَّحْل لا أَن ثیاب المرأَة مَعْدودة فی الحِلال، و معنی البیت عنده: قلت لها ضُمِّی إِلیك ثِیابَك و قد كانت رَفَعَتْها من الفَزَع. و‌فی حدیث عیسی، علیه السلام، عند نزوله: أَنه یزید فی الحِلال؛ قیل: أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فزاد فیما أَحَلَّ اللهُ له أَی ازداد منه لأَنه لم یَنْكِح إِلی أَن رُفِع. و‌فی الحدیث: أَنه كسا علیّاً، كرّم الله وجهه، حُلَّة سِیَراء؛ قال خالد بن جَنْبة: الحُلَّة رِداء و قمیص و تمامها العِمامة، قال: و لا یزال الثوب الجَیِّد یقال له فی الثیاب حُلَّة، فإِذا وقع علی الإِنسان ذهبت حُلَّته حتی یجتمعن له إِمَّا اثنان و إِما ثلاثة، و أَنكر أَن تكون الحُلَّة إِزاراً و رِداء وَحْدَه. قال: و الحُلَل الوَشْی و الحِبرَة و الخَزُّ و القَزُّ و القُوهِیُّ و المَرْوِیُّ و الحَرِیر، و قال الیَمامی: الحُلَّة كل ثوب جَیِّد جدید تَلْبسه غلیظٍ أَو دقیق و لا یكون إِلّا ذا ثوبَین، و قال ابن شمیل: الحُلَّة القمیص و الإِزار و الرداء لا تكون أَقل من هذه الثلاثة، و قال شمر: الحُلَّة عند الأَعراب ثلاثة أَثواب، و قال ابن الأَعرابی: یقال للإِزار و الرداء حُلَّة، و لكل واحد منهما علی انفراده حُلَّة؛ قال الأَزهری: و أَما أَبو عبید فإِنه جعل الحُلَّة ثوبین. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الكَفَن الحُلَّة، و خیر الضَّحِیَّة الكبش الأَقْرَن.و الحُلَل: بُرود الیمن و لا تسمی حُلَّة حتی تكون ثوبین، و قیل ثوبین من جنس واحد؛ قال: و مما یبین ذلك‌حدیث عمر: أَنه رأَی رجلًا علیه حُلَّة قد ائتزرَ بأَحدهما و ارْتَدی بالآخر‌فهذان ثوبان؛ و‌بَعَث عمر إِلی مُعاذ بن عَفْراء بحُلَّة فباعها و اشتری بها خمسة أَرؤس من الرقیق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلًا آثر قِشْرَتَیْن یَلْبَسُهما علی عِتْق هؤلاء لَغَبینُ الرأْی: أَراد بالقِشْرَتَین الثوبین؛ قال: و الحُلَّة إِزار و رداء بُرْد أَو غیره و لا یقال لها حُلَّة حتی تكون من ثوبین و الجمع حُلَل و حِلال؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لیس الفَتی بالمُسْمِن المُخْتال، و لا الذی یَرْفُل فی الحِلال و حَلَّلَه الحُلَّة: أَلبسه إِیاها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لَبِسْتَ علیك عِطاف الحَیاء، و حَلَّلَك المَجْدَ بَنْیُ العُلی أَی أَلْبَسك حُلَّته، و روی غیره: و جَلَّلَك … و‌فی
لسان العرب، ج‌11، ص: 173
حدیث أَبی الیَسَر: لو أَنك أَخَذْت بُرْدة غُلامك و أَعْطَیْتَه مُعافِرِیَّك أَو أَخَذْت مُعافِریَّه و أَعطیته بُرْدتك فكانت علیك حُلَّة و علیه حُلَّة.و‌فی حدیث عَلیّ: أَنه بعث ابنته أُم كلثوم إِلی عمر، رضی الله عنهم، لمَّا خَطَبَها فقال لها: قُولی له أَبی یقول هل رَضِیت الحُلَّة؟كَنی عنها بالحُلَّة لأَن الحُلَّة من اللباس و یكنی به عن النساء؛ و منه قوله تعالی: هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ. الأَزهری: لَبِس فلان حُلَّته أَی سِلاحه. الأَزهری: أَبو عَمْرو الحُلَّة القُنْبُلانِیَّة و هی الكَراخَة. و‌فی حدیث أَبی الیَسَر «2» و الحُلَّان الجَدْیُ، و سنذكره فی حلن. و الحِلَّة: شجرة شاكَة أَصغر من القَتادة یسمیها أَهل البادیة الشِّبْرِق، و قال ابن الأَعرابی: هی شجرة إِذا أَكَلَتْها الإِبل سَهُل خروج أَلبانها، و قیل: هی شجرة تنبت بالحجاز تظهر من الأَرض غَبْراء ذات شَوْك تأْكلها الدواب، و هو سریع النبات ینبت بالجَدَد و الآكام و الحَصباء، و لا ینبت فی سَهْل و لا جَبَل؛ و قال أَبو حنیفة: الحِلَّة شجرة شاكَة تنبت فی غَلْظ الأَرض أَصغر من العَوْسَجة و وَرَقُها صغار و لا ثمر لها و هی مَرْعی صِدْقٍ؛ قال: تأْكل من خِصْبٍ سَیالٍ و سَلَم، و حِلَّة لَمَّا تُوَطَّأْها قَدَم و الحِلَّة: موضع حَزْن و صُخور فی بلاد بنی ضَبَّة متصل برَمْل. و إحْلِیل: اسم واد؛ حكاه ابن جنی؛ و أَنشد: فلو سَأَلَتْ عَنَّا لأُنْبِئَتَ انَّنا بإِحْلِیل، لا نُزْوی و لا نتَخَشَّع و إِحْلِیلاء: موضع. و حَلْحَل القومَ: أَزالهم عن مواضعهم. و التَّحَلْحُل: التحرُّك و الذهاب. و حَلْحَلْتهم: حَرَّكْتهم. و تَحَلْحَلْت عن المكان كتَزَحْزَحْت؛ عن یعقوب. و فلان ما یَتَحَلْحَلُ عن مكانه أَی ما یتحرك؛ و أَنشد للفرزدق: ثَهْلانُ ذو الهَضَبات ما یَتَحَلْحَل قال ابن بری: صوابه ثَهْلانَ ذا الهَضَبات، بالنصب، لأَن صدره: فارفع بكفك إِن أَردت بناءنا قال: و مثله للیلی الأَخیلیة: لنا تامِكٌ دون السماء، و أَصْلُه مقیم طُوال الدهر، لن یَتَحَلْحلا و یقال: تَحَلْحَلَ إِذا تَحَرَّك و ذهب، و تَلَحْلَح إِذا أَقام و لم یتحرَّك. و الحَلُّ: الشَّیْرَج. قال الجوهری: و الحَلُّ دُهْن السمسم؛ و أَما الحَلال فی قول الراعی: و عَیَّرنی الإِبْلَ الحَلالُ، و لم یكن لیَجْعَلَها لابن الخَبِیثة خالِقُه فهو لقب رجل من بنی نُمَیْر؛ و أَما قول الفرزدق: فما حِلَّ من جَهْلٍ حُبَا حُلَمائنا، و لا قائلُ المعروف فینا یُعَنَّف أَراد حُلَّ، علی ما لم یسم فاعله، فطرح كسرة اللام علی الحاء؛ قال الأَخفش: سمعنا من ینشده كذا، قال: و بعضهم لا یكسر الحاء و لكن یُشِمُّها الكسر كما یروم فی قیل الضم، و كذلك لغَتُهم فی المُضعَّف
(2). قوله [و فی حدیث أَبی الیسر] الذی فی نسخة النهایة التی بأیدینا أنه حدیث عمر
لسان العرب، ج‌11، ص: 174
مثل رُدَّ و شُدَّ. و الحُلاحِل: السَّیِّد فی عشیرته الشجاع الرَّكین فی مجلسه، و قیل: هو الضَّخْم المروءة، و قیل: هو الرَّزِین مع ثَخانة، و لا یقال ذلك للنساء، و لیس له فعل، و حكی ابن جنی: رجل مُحَلْحَل و مُلَحْلَح فی ذلك المعنی، و الجمع الحَلاحِل؛ قال إمرؤ القیس: یا لَهْفَ نفسی إِن خَطِئْن كاهِلا، القاتِلِینَ المَلِكَ الحُلاحِلا قال ابن بری: و الحُلاحِل أَیضاً التامّ؛ یقال: حَوْلٌ حُلاحِل أَی تام؛ قال بُجَیر بن لأْی بن حُجْر: تُبِین رُسوماً بالرُّوَیْتِج قد عَفَتْ لعَنْزة، قد عُرِّین حَوْلًا حُلاحِلا و حَلْحَل: اسم موضع. و حَلْحَلَة: اسم رجل. و حُلاحِل: موضع، و الجیم أَعلی. و حَلْحَل بالإِبل: قال لها حَلْ حَلْ، بالتخفیف؛ و أَنشد: قد جَعَلَتْ نابُ دُكَیْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً، و إِن صاحوا به و حَلْحَلوا الأَصمعی: یقال للناقة إِذا زَجَرَتْها: حَلْ جَزْم، و حَلٍ مُنَوَّن، و حَلی جزم لا حَلیت؛ قال رؤبة: ما زال سُوءُ الرَّعْی و التَّنَاجِی، و طُولُ زَجْرٍ بحَلٍ و عاجِ قال ابن سیدة: و من خفیف هذا الاسم حَلْ و حَلٍ، لإِناث الإِبل خاصة. و یقال: حَلا و حَلِیَ لا حَلیت، و قد اشتق منه اسم فقیل الحَلْحال؛ قال كُثَیِّر عَزَّة: نَاجٍ إِذا زُجِر الركائبُ خَلْفَه، فَلَحِقْنه و ثُنِینَ بالحَلْحال قال الجوهری: حَلْحَلْت بالناقة إِذا قلت لها حَلْ، قال: و هو زَجْر للناقة، و حَوْبٌ زَجْر للبعیر؛ قال أَبو النجم: و قد حَدَوْناها بحَوْبٍ و حَلِ و‌فی حدیث ابن عباس: إِن حَلْ لَتُوطِئُ الناس و تُؤْذِی و تَشْغَل عن ذكر الله عز و جل، قال: حَلْ زَجْر للناقة إِذا حَثَثْتَها علی السیر أَی إِن زجرك إِیاها عند الإِفاضة من عرفات یُؤَدِّی إِلی ذلك من الإِیذاء و الشَّغْل عن ذكر الله، فَسِرْ علی هِینَتِك.

حمل؛ ج11، ص: 174

: حَمَلَ الشی‌ءَ یَحْمِلُهُ حَمْلًا و حُمْلاناً فهو مَحْمول و حَمِیل، و احْتَمَلَه؛ و قول النابغة: فَحَمَلْتُ بَرَّة و احْتَمَلْتَ فَجَارِ عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل، و عن الفَجْرة بالاحْتِمَال، لأَن حَمْل البَرَّة بالإِضافة إِلی احتمال الفَجْرَة أَمر یسیر و مُسْتَصْغَر؛ و مثله قول الله عز اسمه: لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَیْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ، و هو مذكور فی موضعه؛ و قول أَبی ذؤیب: ما حُمِّلَ البُخْتِیُّ عام غِیَاره، علیه الوسوقُ: بُرُّها و شَعِیرُها قال ابن سیدة: إِنما حُمِّل فی معنی ثُقِّل، و لذلك عَدَّاه بالباء؛ أَ لا تراه قال بعد هذا: بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا و‌فی الحدیث: من حَمَلَ علینا السِّلاح فلیس مِنَّا‌أَی من حَمَلَ السلاح علی المسلمین لكونهم مسلمین فلیس بمسلم، فإِن لم یحمله علیهم لإِجل كونهم مسلمین فقد اخْتُلِف فیه، فقیل: معناه لیس منا أَی لیس مثلنا،
لسان العرب، ج‌11، ص: 175
و قیل: لیس مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا و لا عاملًا بِسُنَّتِنا، و قوله عز و جل: وَ كَأَیِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لٰا تَحْمِلُ رِزْقَهَا؛ قال: معناه و كم من دابة لا تَدَّخِر رزقها إِنما تُصْبح فیرزقها الله. و الحِمْل: ما حُمِل، و الجمع أَحْمَال، و حَمَلَه علی الدابة یَحْمِلُه حَمْلًا. و الحُمْلان: ما یُحْمَل علیه من الدَّواب فی الهِبَة خاصة. الأَزهری: و یكون الحُمْلان أَجْراً لما یُحْمَل. و حَمَلْت الشی‌ءَ علی ظهری أَحْمِلُه حَمْلًا. و فی التنزیل العزیز: فَإِنَّهُ یَحْمِلُ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ وِزْراً خٰالِدِینَ فِیهِ وَ سٰاءَ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ حِمْلًا؛ أَی وِزْراً. و حَمَلَه علی الأَمر یَحْمِلُه حَمْلًا فانْحَمَلَ: أَغْراه به؛ و حَمَّلَه علی الأَمر تَحْمِیلًا و حِمَّالًا فَتَحَمَّلَه تَحَمُّلًا و تِحِمَّالًا؛ قال سیبویه: أَرادوا فی الفِعَّال أَن یَجِیئُوا به علی الإِفْعال فكسروا أَوله و أَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فیه، و لم یریدوا أَن یُبْدِلوا حرفاً مكان حرف كما كان ذلك فی أَفْعَل و اسْتَفْعَل. و‌فی حدیث عبد الملك فی هَدْم الكعبة و ما بنی ابنُ الزُّبَیْر منها: وَدِدت أَنی تَرَكْتُه و ما تَحَمَّل من الإِثم فی هَدْم الكعبة و بنائها.و قوله عز و جل: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ، قال الزجاج: معنی یَحْمِلْنَهٰا یَخُنَّها، و الأَمانة هنا: الفرائض التی افترضها الله علی آدم و الطاعة و المعصیة، و كذا جاء فی التفسیر و الإِنسان هنا الكافر و المنافق، و قال أَبو إِسحاق فی الآیة: إِن حقیقتها، و الله أَعلم، أَن الله تعالی ائْتَمَن بنی آدم علی ما افترضه علیهم من طاعته و أْتَمَنَ السماوات و الأَرض و الجبال بقوله: ائْتِیٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَیْنٰا طٰائِعِینَ؛ فَعَرَّفنا الله تعالی أَن السماوات و الأَرض لم تَحْمِل الأَمانة أَی أَدَّتْها؛ و كل من خان الأَمانة فقد حَمَلَها، و كذلك كل من أَثم فقد حَمَلَ الإِثْم؛ و منه قوله تعالی: وَ لَیَحْمِلُنَّ أَثْقٰالَهُمْ، الآیة، فأَعْلم اللهُ تعالی أَن من باء بالإِثْم یسمی حَامِلًا للإِثم و السماواتُ و الأَرض أَبَیْن أَن یَحْمِلْنها، یعنی الأَمانة. و أَدَّیْنَها، و أَداؤها طاعةُ الله فیما أَمرها به و العملُ به و تركُ المعصیة، و حَمَلها الإِنسان، قال الحسن: أَراد الكافر و المنافق حَمَلا الأَمانة أَی خانا و لم یُطِیعا، قال: فهذا المعنی، و الله أَعلم، صحیح و من أَطاع الله من الأَنبیاء و الصِّدِّیقین و المؤمنین فلا یقال كٰانَ ظَلُوماً جَهُولًا، قال: و تصدیق ذلك ما یتلو هذا من قوله: لِیُعَذِّبَ اللّٰهُ الْمُنٰافِقِینَ وَ الْمُنٰافِقٰاتِ، إِلی آخرها؛ قال أَبو منصور: و ما علمت أَحداً شَرَح من تفسیر هذه الآیة ما شرحه أَبو إِسحاق؛ قال: و مما یؤید قوله فی حَمْل الأَمانة إِنه خِیَانَتُها و ترك أَدائها قول الشاعر: إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّی أَمانة، و تَحْمِل أُخْرَی، أَفْرَحَتْك الودائعُ أَراد بقوله و تَحْمِل أُخری أَی تَخُونها و لا تؤَدِّیها، یدل علی ذلك قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَی أَثْقَلَتْك الأَمانات التی تخونها و لا تُؤَدِّیها. و قوله تعالی: فَإِنَّمٰا عَلَیْهِ مٰا حُمِّلَ وَ عَلَیْكُمْ مٰا حُمِّلْتُمْ؛ فسره ثعلب فقال: علی النبی، صلی الله علیه و سلم، ما أُوحیَ إِلیه و كُلِّف أَن یُنَبِّه علیه، و علیكم أَنتم الاتِّباع. و‌فی حدیث علیّ: لا تُنَاظِروهم بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه‌أَی یُحْمَل علیه كُلُّ تأْویل فیحْتَمِله، و ذو وجوه أَی ذو مَعَانٍ مختلفة. الأَزهری: و سمی الله عز و جل الإِثْم حِمْلًا فقال: وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلیٰ حِمْلِهٰا لٰا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْ‌ءٌ وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبیٰ؛ یقول: و إِن تَدْعُ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا قَرابة لها إِلی أَن یَحْمِل من أَوزارها شیئاً لم یَحْمِل من أَوزارها شیئاً. و‌فی حدیث الطهارة: إِذا كان الماء
لسان العرب، ج‌11، ص: 176
قُلَّتَیْن لم یَحْمِل الخَبَث‌أَی لم یظهره و لم یَغْلب الخَبَثُ علیه، من قولهم فلان یَحْمِل غَضَبه «1» أَی لا یُظْهِره؛ قال ابن الأَثیر: و المعنی أَن الماء لا ینجس بوقوع الخبث فیه إِذا كان قُلَّتَین، و قیل: معنی لم یَحْمل خبثاً أَنه یدفعه عن نفسه، كما یقال فلان لا یَحْمِل الضَّیْم إِذا كان یأْباه و یدفعه عن نفسه، و قیل: معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَین لم یَحْتَمِل أَن یقع فیه نجاسة لأَنه ینجس بوقوع الخبث فیه، فیكون علی الأَول قد قصد أَوَّل مقادیر المیاه التی لا تنجس بوقوع النجاسة فیها، و هو ما بلغ القُلَّتین فصاعداً، و علی الثانی قصد آخر المیاه التی تنجس بوقوع النجاسة فیها، و هو ما انتهی فی القلَّة إِلی القُلَّتَین، قال: و الأَول هو القول، و به قال من ذهب إِلی تحدید الماء بالقُلَّتَیْن، فأَما الثانی فلا. و احْتَمَلَ الصنیعة: تَقَلَّدها وَ شَكَرها، و كُلُّه من الحَمْل. و حَمَلَ فلاناً و تَحَمَّلَ به و علیه «2» فی الشفاعة و الحاجة: اعْتَمد. و المَحْمِل، بفتح المیم: المُعْتَمَد، یقال: ما علیه مَحْمِل، مثل مَجْلِس، أَی مُعْتَمَد. و‌فی حدیث قیس: تَحَمَّلْت بعَلیّ علی عُثْمان فی أَمر‌أَی استشفعت به إِلیه. و تَحامل فی الأَمر و به: تَكَلَّفه علی مشقة و إِعْیاءٍ. و تَحَامَلَ علیه: كَلَّفَه ما لا یُطِیق. و اسْتَحْمَلَه نَفْسَه: حَمَّله حوائجه و أُموره؛ قال زهیر: و من لا یَزَلْ یَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه، و لا یُغْنِها یَوْماً من الدَّهْرِ، یُسْأَم و‌فی الحدیث: كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلی السوق فَتَحَامَلَ‌أَی تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة لیَكْسِب ما یتصدَّق به. و تَحَامَلْت الشی‌ءَ: تَكَلَّفته علی مَشَقَّة. و تَحامَلْت علی نفسی إِذا تَكَلَّفت الشی‌ءَ علی مشقة. و‌فی الحدیث الآخر: كُنَّا نُحَامِلُ علی ظهورنا‌أَی نَحْمِل لمن یَحْمِل لنا، من المُفاعَلَة، أَو هو من التَّحامُل. و‌فی حدیث الفَرَع و العَتِیرة: إِذا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به‌أَی قَوِیَ علی الحَمْل و أَطاقه، و هو اسْتَفْعل من الحَمْل؛ و قول یزید بن الأَعور الشَّنِّی: مُسْتَحْمِلًا أَعْرَفَ قد تَبَنَّی یرید مُسْتَحْمِلًا سَناماً أَعْرَف عَظِیماً. و شهر مُسْتَحْمِل: یَحْمِل أَهْلَه فی مشقة لا یكون كما ینبغی أَن یكون؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال: و العرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالًا «3» كان شهراً مُسْتَحْمِلًا. و ما علیه مَحْمِل أَی موضع لتحمیل الحوائج. و ما علی البعیر مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل. و حَمَلَ عنه: حَلُم. و رَجُل حَمُول: صاحِب حِلْم. و الحَمْل، بالفتح: ما یُحْمَل فی البطن من الأَولاد فی جمیع الحیوان، و الجمع حِمَال و أَحْمَال. و فی التنزیل العزیز: وَ أُولٰاتُ الْأَحْمٰالِ أَجَلُهُنَّ. و حَمَلْت المرْأَةُ و الشجرةُ تَحْمِلُ حَمْلًا: عَلِقَت. و فی التنزیل: حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِیفاً؛ قال ابن جنی: حَمَلَتْه و لا یقال حَمَلَتْ به إِلَّا أَنه كثر حَمَلَتِ المرأَة بولدها؛ و أَنشد لأَبی كبیر الهذلی: حَمَلَتْ به، فی لیلة، مَزْؤُودةً كَرْهاً، و عَقْدُ نِطاقِها لم یُحْلَل و فی التنزیل العزیز: حَمَلَتْهُ أُمُّه كَرْهاً، و كأَنه
(1). قوله [فلان یحمل غضبه إلخ] هكذا فی الأصل و مثله فی النهایة، و لعل المناسب لا یحمل أو یظهر، بإسقاط لا (2). قوله [و تَحَمَّلَ به و علیه] عبارة الأَساس: و تَحَمَّلْتُ بفلان علی فلان أی استشفعت به إِلیه (3). قوله [نحر هلال شمالًا] عبارة الأَساس: نحر هلالًا شمال
لسان العرب، ج‌11، ص: 177
إِنما جاز حَمَلَتْ به لما كان فی معنی عَلِقَت به، و نظیره قوله تعالی: أُحِلَّ لَكُمْ لَیْلَةَ الصِّیٰامِ الرَّفَثُ إِلیٰ نِسٰائِكُمْ، لما كان فی معنی الإِفضاء عُدِّی بإِلی. و امرأَة حَامِل و حَامِلَة، علی النسب و علی الفعل. الأَزهری: امرأَة حَامِل و حَامِلَة إِذا كانت حُبْلی. و فی التهذیب: إِذا كان فی بطنها ولد؛ و أَنشد لعمرو بن حسان و یروی لخالد بن حقّ: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بیوم أَنی، و لِكُلِّ حَامِلَة تَمام فمن قال حَامِل، بغیر هاء، قال هذا نعت لا یكون إِلا للمؤنث، و من قال حَامِلَة بناه علی حَمَلَتْ فهی حَامِلَة، فإِذا حَمَلَتْ المرأَةُ شیئاً علی ظهرها أَو علی رأْسها فهی حَامِلَة لا غیر، لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما لا یكون للمذكر فقد اسْتُغنی فیه عن علامة التأْنیث، فإِن أُتی بها فإِنما هو علی الأَصل، قال: هذا قول أَهل الكوفة، و أَما أَهل البصرة فإِنهم یقولون هذا غیر مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَیِّمٌ و امرأَة أَیّم، و رجل عانس و امرأَة عانس، علی الاشتراك، و قالوا امرأَة مُصْبِیَة و كَلْبة مُجْرِیة، مع غیر الاشتراك، قالوا: و الصواب أَن یقال قولهم حَامِل و طالق و حائض و أَشباه ذلك من الصفات التی لا علامة فیها للتأْنیث، فإِنما هی أَوْصاف مُذَكَّرة وصف بها الإِناث، كما أَن الرَّبْعَة و الرَّاوِیة و الخُجَأَة أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران؛ و قالوا: حَمَلَتِ الشاةُ و السَّبُعة و ذلك فی أَول حَمْلِها، عن ابن الأَعرابی وحده. و الحَمْل: ثمر الشجرة، و الكسر فیه لغة، و شَجَر حَامِلٌ، و قال بعضهم: ما ظَهر من ثمر الشجرة فهو حِمْل، و ما بَطَن فهو حَمْل، و فی التهذیب: ما ظهر، و لم یُقَیِّده بقوله من حَمْل الشجرة و لا غیره. ابن سیدة: و قیل الحَمْل ما كان فی بَطْنٍ أَو علی رأْس شجرة، و جمعه أَحْمَال. و الحِمْل بالكسر: ما حُمِل علی ظهر أَو رأْس، قال: و هذا هو المعروف فی اللغة، و كذلك قال بعض اللغویین ما كان لازماً للشی‌ء فهو حَمْل، و ما كان بائناً فهو حِمْل؛ قال: و جمع الحِمْل أَحْمَال و حُمُول؛ عن سیبویه، و جمع الحَمْلِ حِمَال. و‌فی حدیث بناء مسجد المدینة: هذا الحِمَال لا حِمَال خَیْبَر، یعنی ثمر الجنة أَنه لا یَنْفَد. ابن الأَثیر: الحِمَال، بالكسر، من الحَمْل، و الذی یُحْمَل من خیبر هو التمر أَی أَن هذا فی الآخرة أَفضل من ذاك و أَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل، و یجوز أَن یكون مصدر حَمَلَ أَو حَامَلَ؛ و منه‌حدیث عمر: فأَیْنَ الحِمَال؟یرید منفعة الحَمْل و كِفایته، و فسره بعضهم بالحَمْل الذی هو الضمان. و شجرة حَامِلَة: ذات حَمْل. التهذیب: حَمْل الشجر و حِمْله. و ذكر ابن درید أَن حَمْل الشجر فیه لغتان: الفتح و الكسر؛ قال ابن بری: أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فیه أَنه بفتح الحاء، و أَما حَمْل الشجر ففیه خلاف، منهم من یفتحه تشبیهاً بحَمْل البطن، و منهم من یكسره یشبهه بما یُحْمل علی الرأْس، فكلُّ متصل حَمْل و كلُّ منفصل حِمْل، فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله، فلهذا فُتِح، و هو یُشْبه حَمْل الشی‌ء علی الرأْس لبُروزه و لیس مستبِطناً كَحَمْل المرأَة، قال: و جمع الحَمْل أَحْمَال؛ و ذكر ابن الأَعرابی أَنه یجمع أَیضاً علی حِمَال مثل كلب و كلاب. و الحَمَّال: حامِل الأَحْمال، و حِرْفته الحِمَالَة. و أَحْمَلْتُهُ أَی أَعَنْته علی الحَمل، و الحَمَلَة جمع الحَامِل، یقال: هم حَمَلَة العرش و حَمَلَة القرآن. و حَمِیل السَّیْل: ما یَحْمِل من الغُثاء و الطین. و‌فی حدیث القیامة فی وصف قوم یخرجون من النار: فَیُلْقَون فی نَهَرٍ
لسان العرب، ج‌11، ص: 178
فی الجنة فَیَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة فی حَمِیل السَّیْل؛ قال ابن الأَثیر: هو ما یجی‌ء به السیل، فَعیل بمعنی مفعول، فإِذا اتفقت فیه حِبَّة و استقرَّت علی شَطِّ مجرَی السیل فإِنها تنبت فی یوم و لیلة، فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم و أَجسامهم إِلیهم بعد إِحراق النار لها؛ و‌فی حدیث آخر: كما تنبت الحِبَّة فی حَمَائِل السیل، و هو جمع حَمِیل. و الحَوْمل: السَّیْل الصافی؛ عن الهَجَری؛ و أَنشد: مُسَلْسَلة المَتْنَیْن لیست بَشَیْنَة، كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ریقُها و حَمیلُ الضَّعَة و الثُّمام و الوَشِیج و الطَّریفة و السَّبَط: الدَّوِیل الأَسود منه؛ قال أَبو حنیفة: الحَمِیل بَطْن السیل و هو لا یُنْبِت، و كل مَحْمول فهو حَمِیل. و الحَمِیل: الذی یُحْمَل من بلده صَغِیراً و لم یُولَد فی الإِسلام؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه، فی كتابه إِلی شُرَیْح: الحَمِیل لا یُوَرَّث إِلا بِبَیِّنة؛ سُمِّی حَمیلًا لأَنه یُحْمَل صغیراً من بلاد العدوّ و لم یولد فی الإِسلام، و یقال: بل سُمِّی حَمِیلًا لأَنه محمول النسب، و ذلك أَن یقول الرجل لإِنسان: هذا أَخی أَو ابنی، لِیَزْوِی میراثَه عن مَوالِیه فلا یُصَدَّق إِلَّا ببیِّنة. قال ابن سیدة: و الحَمِیل الولد فی بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلی بلاد الإِسلام فلا یُوَرَّث إِلا بِبیِّنة. و الحَمِیل: المنبوذ یحْمِله قوم فیُرَبُّونه. و الحَمِیل: الدَّعِیُّ؛ قال الكُمیت یعاتب قُضاعة فی تَحوُّلهم إِلی الیمن بنسبهم: عَلامَ نَزَلْتُمُ من غیر فَقْر، و لا ضَرَّاءَ، مَنْزِلَة الحَمِیل؟ و الحَمِیل: الغَریب. و الحِمَالَة، بكسر الحاء، و الحَمِیلَة: عِلاقة السَّیف و هو المِحْمَل مثل المِرْجَل، قال: علی النحر حتی بَلَّ دَمْعِیَ مِحْمَلی و هو السَّیْر الذی یُقَلَّده المُتَقَلِّد؛ و قد سماه «1» ذو الرمة عِرْق الشَّجَر فقال: تَوَخَّاه بالأَظلاف، حتی كأَنَّما یُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن متن مِحْمَل و الجمع الحَمَائِل. و قال الأَصمعی: حَمَائِل السیف لا واحد لها من لفظها و إِنما واحدها مِحْمَل؛ التهذیب: جمع الحِمَالَة حَمَائِل، و جمع المِحْمَل مَحَامِل؛ قال الشاعر: دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل و قال أَبو حنیفة: الحِمَالَة للقوس بمنزلتها للسیف یُلْقیها المُتَنَكِّب فی مَنْكِبه الأَیمن و یخرج یده الیسری منها فیكون القوس فی ظهره. و المَحْمِل: واحد مَحَامِل الحَجَّاج «2». قال الراجز: أَوَّل عَبْد عَمِل المَحَامِلا و المِحْمَل: الذی یركب علیه، بكسر المیم. قال ابن سیدة: المِحْمَل شِقَّانِ علی البعیر یُحْمَل فیهما العَدِیلانِ. و المِحْمَل و الحَامِلَة: الزَّبِیل الذی یُحْمَل فیه العِنَب إِلی الجَرین. و احْتَمَلَ القومُ و تَحَمَّلُوا: ذهبوا و ارتحلوا.
(1). قوله: سمَّاه؛ هكذا فی الأَصل، و لعله أراد سمی به عرقَ الشجر (2). قوله [و المَحْمِل واحد مَحَامِل الحجاج] ضبطه فی القاموس كمجلس، و قال شارحه: ضبط فی نسخ المحكم كمنبر و علیه علامة الصحة، و عبارة المصباح: و المحمل وزان مجلس الهودج و یجوز محمل وزان مقود. و قوله [الحجاج] قال شارح القاموس: ابن یوسف الثقفی أول من اتخذها، و تمام البیت: أخزاه ربی عاجلًا و آجلا
لسان العرب، ج‌11، ص: 179
و الحَمُولَة، بالفتح: الإِبل التی تَحْمِل. ابن سیدة: الحَمُولَة كل ما احْتَمَل علیه الحَیُّ من بعیر أَو حمار أَو غیر ذلك، سواء كانت علیها أَثقال أَو لم تكن، و فَعُول تدخله الهاء إِذا كان بمعنی مفعول به. و فی حدیث تحریم الحمر الأَهلیة،قیل: لأَنها حَمُولَة الناس؛ الحَمُولَة، بالفتح، ما یَحْتَمِل علیه الناسُ من الدواب سواء كانت علیها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة. و‌فی حدیث قَطَن: و الحَمُولَة المائرة لهم لاغِیة‌أَی الإِبل التی تَحْمِل المِیرَة. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنَ الْأَنْعٰامِ حَمُولَةً وَ فَرْشاً؛ یكون ذلك للواحد فما فوقه. و الحُمُول و الحُمُولَة، بالضم: الأَجمال التی علیها الأَثقال خاصة. و الحُمُولة: الأَحمال «1» بأَعیانها. الأَزهری: الحُمُولَة الأَثقال. و الحَمُولة: ما أَطاق العَمل و الحَمْل. و الفَرْشُ: الصِّغار. أَبو الهیثم: الحَمُولة من الإِبل التی تَحْمِل الأَحمال علی ظهورها، بفتح الحاء، و الحُمُولة، بضم الحاء: الأَحمال التی تُحْمَل علیها، واحدها حِمْل و أَحْمَال و حُمُول و حُمُولَة، قال: فأَما الحُمُر و البِغال فلا تدخل فی الحَمُولة. و الحُمُول: الإِبل و ما علیها. و‌فی الحدیث: من كانت له حُمُولَة یأْوی إِلی شِبَع فلیَصُمْ رمضان حیث أَدركه؛ الحُمُولة، بالضم: الأَحمال، یعنی أَنه یكون صاحب أَحمال یسافر بها. و الحُمُول، بالضم بلا هاء: الهَوادِج كان فیها النساء أَو لم یكن، واحدها حِمْل، و لا یقال حُمُول من الإِبل إِلّا لما علیه الهَوادِج، و الحُمُولَة و الحُمُول واحد؛ و أَنشد: أَ حَرْقاءُ للبَیْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها و الحُمُول أَیضاً: ما یكون علی البعیر. اللیث: الحَمُولة الإِبل التی تُحْمَل علیها الأَثقال. و الحُمُول: الإِبل بأَثقالها؛ و أَنشد للنابغة: أَ صاح تَرَی، و أَنتَ إِذاً بَصِیرٌ، حُمُولَ الحَیِّ یَرْفَعُها الوَجِینُ و قال أَیضاً: تَخالُ به راعی الحَمُولَة طائرا قال ابن بری فی الحُمُول التی علیها الهوادج كان فیها نساء أَو لم یكن: الأَصل فیها الأَحْمَال ثم یُتَّسَع فیها فتُوقَع علی الإِبل التی علیها الهوادج؛ و علیه قول أَبی ذؤیب: یا هَلْ أُرِیكَ حُمُول الحَیِّ غادِیَةً، كالنَّخْل زَیَّنَها یَنْعٌ و إِفْضاخُ شَبَّه الإِبل بما علیها من الهوادج بالنخل الذی أَزهی؛ و قال ذو الرمة فی الأَحْمَال و جعلها كالحُمُول: ما اهْتَجْتُ حَتَّی زُلْنَ بالأَحْمَال، مِثْلَ صَوادِی النَّخْل و السَّیَال و قال المتنخل: ذلك ما دِینُك إِذ جُنِّبَتْ أَحْمَالُها، كالبُكُر المُبْتِل عِیرٌ علیهن كِنانِیَّةٌ، جارِیة كالرَّشَإِ الأَكْحَل فأَبدل عِیراً من أَحمالها؛ و قال إمرؤ القیس فی الحُمُول أَیضاً: و حَدِّثْ بأَن زالت بَلَیْلٍ حُمُولُهم، كنَخْل من الأَعْراض غَیْرِ مُنَبَّق
(1). قوله [و الحُمُولَة الأَحمال] قال شارح القاموس: ضبطه الصاغانی و الجوهری بالضم و مثله فی المحكم، و مقتضی صنیع القاموس أنه بالفتح
لسان العرب، ج‌11، ص: 180
قال: و تنطلق الحُمُول أَیضاً علی النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر: أَ مِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ، مع الصبح، قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ؟ و قال آخر: أَنَّی تُرَدُّ لیَ الحُمُول أَراهُم، ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء و قول أَوس: و كان له العَیْنُ المُتاحُ حُمُولَة فسره ابن الأَعرابی فقال: كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك. و أَحْمَلَه الحِمْل: أَعانه علیه، و حَمَّلَه: فَعَل ذلك به. و یجی‌ء الرجلُ إِلی الرجل إِذا انْقُطِع به فی سفر فیقول له: احْمِلْنی فقد أُبْدِع بی أَی أَعْطِنی ظَهْراً أَركبه، و إِذا قال الرجل أَحْمِلْنی، بقطع الأَلف، فمعناه أَعنِّی علی حَمْل ما أَحْمِله. و ناقة مُحَمَّلَة: مُثْقَلة. و الحَمَالة، بالفتح: الدِّیَة و الغَرامة التی یَحْمِلها قوم عن قوم، و قد تطرح منها الهاء. و تَحَمَّلَ الحَمَالَة أَی حَمَلَها. الأَصمعی: الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم و نَحْو ذلك قال اللیث، و یقال أَیضاً حَمَال؛ قال الأَعشَی: فَرْع نَبْعٍ یَهْتَزُّ فی غُصُنِ المَجْدِ، عظیم النَّدَی، كَثِیر الحَمَال و رجل حَمَّال: یَحْمِل الكَلَّ عن الناس. الأَزهری: الحَمِیل الكَفِیل. و‌فی الحدیث: الحَمِیل غارِمٌ؛ هو الكفیل أَی الكَفِیل ضامن. و‌فی حدیث ابن عمر: كان لا یَری بأْساً فی السَّلَم بالحَمِیل‌أَی الكفیل. الكسائی: حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به، و‌فی الحدیث: لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة، ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم؛ هی بالفتح ما یَتَحَمَّله الإِنسان عن غیره من دِیَة أَو غَرامة مثل أَن تقع حَرْب بین فَرِیقین تُسْفَك فیها الدماء، فیدخل بینهم رجل یَتَحَمَّل دِیاتِ القَتْلی لیُصْلِح ذاتَ البَیْن، و التَّحَمُّل: أَن یَحْمِلها عنهم علی نفسه و یسأَل الناس فیها. و قَتَادَةُ صاحبُ الحَمَالَة؛ سُمِّی بذلك لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثیرة فسأَل فیها و أَدَّاها. و الحَوامِل: الأَرجُل. و حَوامِل القَدَم و الذراع: عَصَبُها، واحدتها حَامِلَة. و مَحامِل الذكر و حَمَائِلُه: العروقُ التی فی أَصله و جِلْدُه؛ و به فسَّر الهَرَوی قوله‌فی حدیث عذاب القبر: یُضْغَط المؤمن فی هذا، یرید القبر، ضَغْطَة تَزُول منها حَمَائِلُه؛ و قیل: هی عروق أُنْثَییه، قال: و یحتمل أَن یراد موضع حَمَائِل السیف أَی عواتقه و أَضلاعه و صدره. و حَمَلَ به حَمَالَة: كَفَل. یقال: حَمَلَ فلان الحِقْدَ علی نفسه إِذا أَكنه فی نفسه و اضْطَغَنَه. و یقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ: قد احتُمِلَ و أُقِلَّ؛ قال الأَصمَعی فی الغضب: غَضِب فلان حتی احتُمِلَ. و یقال للذی یَحْلُم عمن یَسُبُّه: قد احْتُمِلَ، فهو مُحْتَمَل؛ و قال الأَزهری فی قول الجَعْدی: كلبابی حس ما مسه، و أَفانِین فؤاد مُحْتَمَل «2». أَی مُسْتَخَفٍّ من النشاط، و قیل غضبان، و أَفانِین فؤاد: ضُروبُ نشاطه. و احْتُمِل الرجل: غَضِب. الأَزهری عن الفراء: احْتُمِل إِذا غضب، و یكون
(2). قوله [كلبابی‌إلخ] هكذا فی الأَصل من غیر نقط و لا ضبط
لسان العرب، ج‌11، ص: 181
بمعنی حَلُم. و حَمَلْت به حَمَالة أَی كَفَلْت، و حَمَلْت إِدْلاله و احْتَمَلْت بمعنًی؛ قال الشاعر: أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل، و قالت فلم أُجِبْ، لَعَمْرُ أَبیها إِنَّنی لَظَلُوم و المُحَامِل: الذی یَقْدِر علی جوابك فَیَدَعُه إِبقاء علی مَوَدَّتِك، و المُجامِل: الذی لا یقدر علی جوابك فیتركه و یَحْقِد علیك إِلی وقت مّا. و یقال: فلان لا یَحْمِل أَی یظهر غضبه. و المُحْمِل من النساء و الإِبل: التی یَنْزِل لبنُها من غیر حَبَل، و قد أَحْمَلَت. و الحَمَل: الخَرُوف، و قیل: هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه، و الجمع حُمْلان و أَحْمَال، و به سُمِّیت الأَحْمَال، و هی بطون من بنی تمیم. و الحَمَل: السحاب الكثیر الماء. و الحَمَل: بُرْج من بُروج السماء، هو أَوَّل البروج أَوَّلُه الشَّرَطانِ و هما قَرْنا الحَمَل، ثم البُطَین ثلاثة كواكب، ثم الثُّرَیَّا و هی أَلْیَة الحَمَل، هذه النجوم علی هذه الصفة تُسَمَّی حَمَلًا؛ قلت: و هذه المنازل و البروج قد انتقلت، و الحَمَل فی عصرنا هذا أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر، و لیس هذا موضع تحریر دَرَجه و دقائقه. المحكم: قال ابن سیدة قال ابن الأَعرابی یقال هذا حَمَلُ طالعاً، تَحْذِف منه الأَلف و اللام و أَنت تریدها، و تُبْقِی الاسم علی تعریفه، و كذلك جمیع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فیها الأَلف و اللام و لك أَن تحذفها و أَنت تَنْویها، فتُبْقِی الأَسماء علی تعریفها الذی كانت علیه. و الحَمَل: النَّوْءُ، قال: و هو الطَّلِیُّ. یقال: مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل و بِنَوْء الطَّلِیِّ؛ و قول المتنخِّل الهذلی: كالسُّحُل البِیضِ، جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل فُسِّر بالسحاب الكثیر الماء، و فُسِّر بالبروج، و قیل فی تفسیر النِّجاء: السحاب الذی نَشَأَ فی نَوْءِ الحَمَل، قال: و قیل فی الحَمَل إِنه المطر الذی یكون بنَوْءِ الحَمَل، و قیل: النِّجاء السحاب الذی هَرَاق ماءه، واحده نَجْوٌ، شَبَّه البقر فی بیاضها بالسُّحُل، و هی الثیاب البیض، واحدها سَحْل؛ و الأَسْوَل: المُسْتَرْخِی أَسفل البطن، شَبَّه السحاب المسترخی به؛ و قال الأَصمعی: الحَمَل هاهنا السحاب الأَسود و یقوّی قوله كونه وصفه بالأَسْوَل و هو المسترخی، و لا یوصف النَّجْو بذلك، و إِنما أَضاف النِّجَاء إِلی الحَمَل، و النِّجاءُ: السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر لأَن الحَشَف نوع منه. و حَمَلَ علیه فی الحَرْب حَمْلة، و حَمَلَ علیه حَمْلة مُنْكَرة، و شَدَّ شَدَّة مُنكَرة، و حَمَلْت علی بنی فلان إِذا أَرَّشْتَ بینهم. و حَمَلَ علی نفسه فی السَّیْر أَی جَهَدَها فیه. و حَمَّلْتُه الرسالة أَی كلَّفته حَمْلَها. و اسْتَحْمَلته: سأَلته أَن یَحْمِلنی. و‌فی حدیث تبوك: قال أَبو موسی أَرسلنی أَصحابی إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، أَسْأَله الحُمْلان؛ هو مصدر حَمَلَ یَحْمِلُ حُمْلاناً، و ذلك أَنهم أَنفذوه یطلبون شیئاً یركبون علیه، و منه تمام الحدیث: قال، صلی الله علیه و سلم: ما أَنا حَمَلْتُكم و لكن الله حَمَلكم، أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ علیهم، و قیل: أَراد لَمَّا ساق الله إِلیه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم علیها، و قیل: كان ناسیاً لیمینه أَنه لا یَحْمِلهم فلما أَمَر لهم بالإِبل‌قال: ما أَنا حَمَلْتكم و لكن الله حَمَلَكم، كما‌قال للصائم الذی أَفطر ناسیاً: الله أَطْعَمَك و سَقاك.
لسان العرب، ج‌11، ص: 182
و تَحَامَلَ علیه أَی مال، و المُتَحَامَلُ قد یكون موضعاً و مصدراً، تقول فی المكان هذا مُتَحَامَلُنا، و تقول فی المصدر ما فی فلان مُتَحَامَل أَی تَحامُل؛ و الأَحْمَالُ فی قول جریر: أَ بَنِی قُفَیْرَةَ، من یُوَرِّعُ وِرْدَنا، أَم من یَقوم لشَدَّة الأَحْمال؟ قومٌ من بنی یَرْبُوع هم ثعلبة و عمرو و الحرث. یقال: وَرَّعْت الإِبلَ عن الماء رَدَدْتها، و قُفَیْرة: جَدَّة الفَرَزْدَق «1» أُمّ صَعْصَعة بن ناجِیة بن عِقَال. و حَمَلٌ: موضع بالشأْم. الأَزهری: حَمَل اسم جَبَل بعینه؛ و منه قول الراجز: أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل قال: حَمل اسم جبل فیه جَبَلان یقال لهما طِمِرَّان؛ و قال: كأَنَّها، و قَدْ تَدَلَّی النَّسْرَان، ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان، صَعْبان عن شَمائلٍ و أَیمان قال الأَزهری: و رأَیت بالبادیة حَمَلًا ذَلُولًا اسمه حَمال. و حَوْمَل: موضع؛ قال أُمَیَّة بن أَبی عائذ الهذلی: من الطَّاویات، خِلال الغَضَا، بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالی و قول إمرئ القیس: بین الدَّخُول فَحَوْمَلِ إِنما صَرَفه ضرورة. و حَوْمَل: اسم امرأَة یُضْرب بكَلْبتها المَثَل، یقال: أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل. و المَحْمُولة: حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن لیس فی الحِنْطة أَكبر منها حَبًّا و لا أَضخم سُنْبُلًا، و هی كثیرة الرَّیْع غیر أَنها لا تُحْمَد فی اللون و لا فی الطَّعْم؛ هذه عن أَبی حنیفة. و قد سَمَّتْ حَمَلًا و حُمَیلًا. و بنو حُمَیْل: بَطْن؛ و قولهم: ضَحِّ قَلِیلًا یُدْرِكِ الهَیْجَا حَمَل إِنما یعنی به حَمَل بن بَدْر. و الحِمَالة: فَرَس طُلَیْحَة بن خُوَیلِد الأَسدی؛ و قال یذكرها: عَوَیْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة، إِنَّها مُعاوِدَةٌ قِیلَ الكُمَاةِ نَزَالِ فَیوْماً تَراها فی الجِلال مَصُونَةً، و یَوْماً تراها غیرَ ذاتِ جِلال قال ابن بری: یقال لها الحِمَالَة الصُّغْرَی، و أَما الحِمَالة الكبری فهی لبنی سُلَیْم؛ و فیها یقول عباس بن مِرْدَاس: أَما الحِمَالَة و القُرَیْظُ، فقد أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ و من فَحْل

حمظل؛ ج11، ص: 182

: الحَمْظَل: الحَنْظَل میمه مبدلة من نون حَنْظَل. و حَمْظَل الرَّجلُ إِذا جَنَی الحَنْظَل، و هو الحمظل؛ ذكره ابن الأَعرابی.

حنبل؛ ج11، ص: 182

: الحَنْبَل: القصیر الضَّخْم البطن، و هو أَیضاً الخُفُّ الخَلَق، و قیل: الفرْوُ الخَلَق، و أَطلقه بعضهم فقال هو الفَرْو. و الحَنْبَل و الحِنْبَالة: البحر. و الحَنْبَل و الحِنْبَال و الحِنْبَالة: القصیر الكثیر اللحم. و الحُنْبُل: طَلْعُ أُمّ غَیْلان؛ عن كراع. قال أَبو
(1). قوله [و قفیرة جدّة الفرزدق] تقدم فی ترجمة قفر أنها أُمه
لسان العرب، ج‌11، ص: 183
حنیفة: أَخبرنی أَعرابی من ربیعة قال: الحُنْبُل ثَمَر الغاف و هی حُبْلة كقرون الباقِلَّی، و فیه حَبٌّ، فإِذا جَفَّ كُسِر و رُمِیَ بحَبِّه الظاهر و صُنِع مما تحته سَوِیق مثل سَوِیق النَّبِق إِلا أَنه دونه فی الحلاوة. و الحَنْبَل: اسم رجل. و الحِنْبَال و الحِنْبَالة: الكثیر الكلام. و حَنْبَل الرجلُ إِذا أَكثر من أَكل الحُنْبُل، و هو اللُّوبِیَاء. ابن بری: و الحَنْبَل موضع بین البصرة و لِینَةَ؛ قال الفرزدق: فأَصبحت و المَلْقَی وَرَائِی و حَنْبَل، و ما فَتَرَتْ حتی حَدَا النَّجْمَ غارِبُه

حنتل؛ ج11، ص: 183

: ما لی عنه حُنْتَأْلٌ، بهمزة مسكنة، أَی ما لی منه بُدٌّ؛ قال ابن سیدة: كذا وجدت هذه الكلمة فی كتاب العین فی باب الخماسی، و هی عند سیبویه رباعیة لأَنه لیس فی الكلام مثل جُرْدَحْل، قال: و هذا من أَصح ما تحرّر به أَنواع التصاریف. الجوهری: یقال ما أَجد منه حُنْتَالًا أَی بُدًّا، بلا همز، و أَبو زید: بالهمز. الأَزهری: ما له حُنْتَأْل و لا حِنْتَأْلَة عن هذا أَی مَحِیص، إِذا كسرت الحاء أَدخلت الهاء. و روی الأَزهری عن ثعلب عن ابن الأَعرابی: الحِنْتَأْلَة البُدَّة و هی المُفَارَقة. أَبو مَالِكٍ: ما لَكَ عن هذا الأَمر عُنْدَدٌ و لا حُنْتَأْل و لا حُنْتَأْنٌ أَی ما لك عنه بُدٌّ. و الحُنْتُل: شِبْه المِخْلَب المُعَقَّف الضَّخْم، قال: و لا أَدری ما صِحَّتُه.

حنجل؛ ج11، ص: 183

: الحِنْجِل من النساء: الضَّخْمةُ الصَّخَّابة البَذِیَّة؛ عن كراع. و الحُنْجُل: ضَرْب من السِّبَاع.

حندل؛ ج11، ص: 183

: الحَنْدَل: القصیر: زاد الأَزهری: من الرجال؛ قال الأَزهری: هذا الحرف فی كتاب الجمهرة لابن درید مع غیره، و ما وجدته لأَحد من الثقات فلیحَقَّق، فإِن وُجِد لإِمام موثوق به أُلْحِق بالرباعی، و ما لم یوجد لثقة كان منه علی ریبة و حَذَر.

حنضل؛ ج11، ص: 183

: الحَنْضَلَة: الماء فی الصَّخْرة؛ قال أَبو القادح: حَنْضَلَةُ القادحِ فوق الصَّفا، أَبْرَزَها المائحُ و الصادِرُ و قال آخر: حَنْضَلة فوق صَفا ضاهِرٍ، ما أَشْبَه الضَّاهِرَ بالنَّاضِر الضَّاهِرُ و الضَّهْرُ: أَعلی الجَبَل، و قد تقدم، و الناضر: الطُّحْلُب. و الحَنْضَلة أَیضاً؛ القَلْتُ فی صَخْرة؛ قال الأَزهری: هذا حرف غریب، و روی عن ابن الأَعرابی قال: الحَنْضَل غَدِیر الماء.

حنظل؛ ج11، ص: 183

: الحَنْظَل: الشجر المُرُّ، و قال أَبو حنیفة: هو من الأَغْلاث، واحدته حَنْظَلة. الجوهری: الحَنْظَل الشَّرْیُ. و قد حَظِل البعیرُ، بالكسر، إِذا أَكثر من الحَنْظَل، فهو حَظِلٌ، و إبل حَظَالی. قال ابن سیدة: الحنظل شجر اختلف فی بنائه فقیل ثلاثی، و قیل رباعی. و بعیرٌ حَظِل: یَرْعَی الحَنْظَل، قال: و لیس هذا مما یشهد أَنه ثلاثی، أَ لا تری إِلی قول الأَعرابیة لصاحبتها: و إِن ذكرت الضَّغَابیس فإِنِّی ضَغِبة؛ و لا محالة أَن الضَّغَابِیس رُبَاعیٌّ، لكنها وقفت حیث ارْتَدَع البناءُ، و حَظِلٌ مثله و إِن اختلفت جهتا الحذف؟ و قال أَبو حنیفة: حَظِلَ البعیرُ فهو حَظِلٌ رَعَی الحَنْظَل فَمَرِض عنه. قال الأَزهری: بعیر حَظِل إِذا أَكل الحَنْظَل، و قَلَّما یأْكله، و هم یحذفون النون فمنهم من یقول: هی زائدة فی البناء، و منهم من یقول: هی أَصلیة و البناء رباعی، و لكنها أَحَقُّ بالطرح لأَنها أَخف الحروف، قال: و هم الذین
لسان العرب، ج‌11، ص: 184
یقولون قد أَسْبَلَ الزَّرْعُ، بطرح النون، و لغة أُخری قد سَنْبَلَ الزَّرْعُ. و الحَمْظَل: الحَنْظَل، میمه مُبْدَلة من نون حَنْظَل. و ذات الحَنَاظِل: موضع. و حَنْظَلة: اسم رجل. و حَنْظَلة: قبیلة. قال الجوهری: حَنْظَلة أَكْرَمُ قبیلة فی تمیم، یقال لهم حَنْظَلة الأَكرمون و أَبوهم حَنْظَلة بن مالك بن عمرو بن تمیم.

حنكل؛ ج11، ص: 184

: الحَنْكَل و الحُنَاكِل: القصیر، و الأُنثی حَنْكَلة لا غیر، و الحَنْكَل أَیضاً: اللئیم؛ قال الأَخطل: فكیف تُسامِینی، و أَنتَ مُعَلْهَجٌ، هُذَارِمةٌ جَعْدُ الأَنامِلِ، حَنْكَل؟ و أَنشد ابن بری فی الحَنْكَلَة الأُنثی: من كُلِّ حَنْكَلَةٍ، كأَنَّ جَبینَها كَبِدٌ تُهَنَّأُ للبِرَامِ دِمَاما و حَنْكَلَ الرجلُ: أَبطأَ فی المشی. و الحَنْكَلَة. الدَّمِیمة السوداء من النساء؛ قال: حَنْكَلَة فیها قِبَال و فَجَا

حهل؛ ج11، ص: 184

: الحَیْهَلُ و الحَیَّهَلُ و الحَیِّهَلُ، بفتح الحاء و كسر الیاء: شَجَر الهَرْم، واحدته حَیْهَلة و حَیَّهَلة و حَیِّهَلة، و قیل: الحَیِّهَلة شجرة قصیرة لیست بمَرِیَّة، لا یَصْلُح المال علیها تَنْبُت فی القیعان و السَّبَخ، و لا ورق لها، لیس فی الكلام اسم علی فَیَّعَل و لا فَیِّعَل غیره؛ و قال أَبو حنیفة: الحَیَّهَل نَبْتٌ من دِقِّ الحَمْض؛ و قال أَبو زید: الحَیْهَل، ساكن الیاء، نبت ینبت فی السِّبَاخ، و إِذا أَخْصَبَ الناسُ هَلَك و إِذا أَسْنَتوا حَیِی، و ذكر الأَزهری هذه الترجمة فی ترجمة حیی عند قوله حَیَّ هَلًا أَیْ عَجِّل و قال: سمی به لأَنه إِذا أَصابه المطر نبت سریعاً، و إِذا أَكلته الإِبل و لم تَسْلَح سریعاً ماتت، یقال: رأَیت حَیْهَلًا و هذا حَیْهَل.

حول؛ ج11، ص: 184

: الحَوْل: سَنَةٌ بأَسْرِها، و الجمع أَحْوالٌ و حُوُولٌ و حُؤُولٌ؛ حكاها سیبویه. و حَالَ علیه الحَوْلُ حَوْلًا و حُؤُولًا: أَتَی. و أَحَالَ الشی‌ءُ و احْتَالَ: أَتَی علیه حَوْلٌ كامل؛ قال رؤبة: أَوْرَقَ مُحْتالًا دَبیحاً حِمْحِمُه و أَحَالَتِ الدارُ و أَحْوَلَتْ و حَالَتْ و حِیلَ بها: أَتَی علیها أَحْوَالٌ؛ قال: حَالَتْ و حِیلَ بها، و غَیَّرَ آیَها صَرْفُ البِلی تَجْری به الرِّیحانِ و قال الكمیت: أَ أَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ؟ و ما أَنت و الطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ الجوهری: حَالَتِ الدارُ و حَالَ الغلامُ أَتَی علیه حَوْلٌ. و أَحَالَ علیه الحَوْلُ أَی حَالَ. و دار مُحِیلَة: غاب عنها أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ، و كذلك دار مُحِیلَة إِذا أَتت علیها أَحوال. و أَحَالَ اللهُ علیه الحَوْلَ إِحَالَة، و أَحْوَلْتُ أَنا بالمكان و أَحَلْت: أَقمت حَوْلًا. و أَحَالَ الرجلُ بالمكان و أَحْوَلَ أَی أَقام به حَوْلًا. و أَحْوَلَ الصبیُّ، فهو مُحوِل: أَتَی علیه حَوْلٌ من مَوْلِده؛ قال إمرؤ القیس: فأَلْهَیْتُها عن ذی تَمائِمَ مُحْوِل و قیل: مُحْوِل صغیر من غیر أَن یُحَدَّ بحَوْل؛ عن
لسان العرب، ج‌11، ص: 185
ابن كیسان. و أَحْوَلَ بالمكان الحَوْل: بَلَغه؛ و أَنشد ابن الأعرابی: أَ زائدَ، لا أَحَلْتَ الحَوْل، حتی كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِیَتْ سِمَاما یُحَلِّئُ ذو الزوائد لِقْحتیه، و منْ یَغْلِب فإِنَّ له طعاما أَی أَماتك الله قبل الحَوْل حتی تصیر عجوزكم من الحُزن علیك كأَنها سُقِیَت سِمَاماً، و جعل لبنهما طعاماً أَی غَلَبَ علی لِقْحَتیه فلم یَسْقِ أَحداً منهما. و نَبْتٌ حَوْلِیٌّ: أَتی علیه حَوْلٌ كما قالوا فیه عامِیٌّ، و جَمَل حَوْلِیٌّ كذلك. أَبو زید: سمعت أَعرابیّاً یقول جَمَلٌ حَوْلِیٌّ إِذا أَتی علیه حَوْل. و جِمال حَوَالِیُّ، بغیر تنوین، و حَوَالِیَّة، و مُهْرٌ حَوْلِیٌّ و مِهارة حَوْلِیّات: أَتی علیها حَوْل، و كل ذی حافر أَوّلَ سنة حَوْلِیٌّ، و الأُنثی حَوْلِیَّة، و الجمع حَوْلِیَّات. و أَرض مُسْتَحَالَة: تُرِكت حَوْلًا و أَحوالًا عن الزراعة. و قَوْس مُسْتَحَالة: فی قابِها أَو سِیَتها اعوجاج، و قد حَالَتْ حَوْلًا أَی انقلبت عن حالها التی غُمِزَت علیها و حصل فی قابها اعوجاج؛ قال أَبو ذؤیب: و حَالَتْ كحَوْل القَوْس طُلَّتْ و عُطِّلَت ثَلاثاً، فأَعْیا عَجْسُها و ظُهَارُها یقول: تَغَیَّرت هذه المرأَة كالقوس التی أَصابها الطَّلُّ فندِیَتْ و نُزِعَ عنها الوَتر ثلاث سنین فَزاغَ عَجْسُها و اعْوَجَّ، و قال أَبو حنیفة: حَالَ وتَرُ القوس زال عند الرمی، و قد حَالَتِ القوسُ وَتَرَها؛ هكذا حكاه حالت. و رجل مُسْتَحال: فی طَرَفی ساقه اعوجاج، و قیل: كل شی‌ء تغیر عن الاستواء إِلی العِوَج فقد حَالَ و اسْتَحَالَ، و هو مُسْتَحِیل. و فی المثل: ذاك أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل؛ و ذلك أَن بوله لا یخرج مستقیماً یذهب فی إِحدی الناحیتین. التهذیب: و رِجْلٌ مُسْتَحَالَة إِذا كان طرفا الساقین منها مُعْوَجَّیْن. و‌فی حدیث مجاهد فی التَّوَرُّك فی الأَرض المُسْتَحِیلَة … أَی المُعْوَجَّة لاستحالتها إِلی العِوَج؛ قال: الأَرض المُسْتَحِیلة هی التی لیست بمستویة لأَنها استحالت عن الاستواء إِلی العِوَج، و كذلك القوس. و الحَوْل: الحِیلة و القُوَّة أَیضاً. قال ابن سیدة: الحَوْل و الحَیْل و الحِوَل و الحِیلَة و الحَوِیل و المَحَالَة و الاحْتِیَال و التَّحَوُّل و التَّحَیُّل، كل ذلك: الحِذْقُ و جَوْدَةُ النظر و القدرةُ علی دِقَّة التصرُّف. و الحِیَلُ و الحِوَل: جمع حِیلة. و رجل حُوَلٌ و حُوَلَة، مثل هُمَزَة، و حُولة و حُوَّل و حَوَالِیٌّ و حُوَالیٌّ و حَوَلْوَل: مُحْتال شدید الاحتیال؛ قال: یا زید، أَبْشِر بأَخیك قد فَعَل حَوَلْوَلٌ، إِذا وَنَی القَومُ نزَل و رجلُ حَوَلْوَل: مُنْكَر كَمِیش، و هو من ذلك. ابن الأَعرابی: الحُوَل و الحُوَّل الدَّواهی، و هی جمع حُولَة. الأَصمعی: یقال جاء بأَمر حُولَة من الحُوَل أَی بأَمر مُنْكَر عجیب. و یقال للرَّجُل الداهیة: إِنَّه لَحُولة من الحُوَل أَی داهِیة من الدواهی، و تسمی الداهیة نفسها حُولَة؛ و أَنشد: و مِنْ حُولة الأَیام، یا أُمَّ خالد، لنا غَنَم مَرْعِیَّةٌ و لنا بَقَر و رجل حُوَّل: ذو حِیَل، و امرأَة حُوَّلة. و یقال هو أَحْوَل منك أَی أَكثر حِیلة، و ما أَحْوَلَه، و رجل
لسان العرب، ج‌11، ص: 186
حُوَّل، بتشدید الواو، أَی بَصِیر بتحویل الأُمور، و هو حُوَّلٌ قُلَّب؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: و ما غَرَّهم، لا بارك اللهُ فیهم به، و هو فیه قُلَّبُ الرَّأْی حُوَّل و یقال: رجل حَوالیٌّ للجَیِّد الرأْی ذی الحِیلة؛ قال ابن أَحمر، و یقال للمَرَّار بن مُنْقِذ العَدَوی: أَو تَنْسَأَنْ یومی إِلی غیره، إِنی حَوالیٌّ و إِنی حَذِر و‌فی حدیث معاویة: لما احْتُضِر قال لابنتیه: قَلِّبانی فإِنكما لتُقَلِّبان حُوَّلًا قُلَّباً إِن وُقِیَ كَبَّة النار؛ الحُوَّل: ذو التصرّف و الاحتیال فی الأُمور، و‌یروی حُوَّلِیّاً قُلَّبِیّاً إِن نجا من عذاب الله، بیاء النسبة للمبالغة. و‌فی حدیث الرجلین اللذیْن ادَّعی أَحدُهما علی الآخر: فكان حُوَّلًا قُلَّباً.و احْتَال: من الحِیلة، و ما أَحْوَله و أَحْیَله من الحِیلة، و هو أَحْوَل منك و أَحْیَل معاقبة، و إِنه لذو حِیلة. و المَحالة: الحِیلة نفسها. و یقال: تَحَوَّل الرجلُ و احْتَالَ إِذا طلب الحِیلة. و من أَمثالهم: من كان ذا حِیلة تَحَوَّل. و یقال: هو أَحْوَل من ذِئْب، من الحِیلة. و هو أَحْوَل من أَبی بَراقش: و هو طائر یَتَلَوَّن أَلواناً، و أَحْوَل من أَبی قَلَمون: ثوب یتلوَّن أَلواناً. الكسائی: سمعتهم یقولون هو رجل لا حُولة له، یریدون لا حِیلة له؛ و أَنشد: له حُولَةٌ فی كل أَمر أَراغَه، یُقَضِّی بها الأَمر الذی كاد صاحبه و المَحالة: الحِیلة. یقال: المرء یَعْجِزُ لا المَحالة؛ و أَنشد ابن بری لأَبی دُواد یعاتب امرأَته فی سَماحته بماله: حاوَلْت حین صَرَمْتِنی، و المَرْءُ یَعْجِز لا المَحاله و الدَّهْر یَلْعَب بالفتی، و الدَّهْر أَرْوَغُ من ثُعاله و المَرْءُ یَكْسِب مالَه بالشُّحِّ، یُورِثُه الكَلاله و قولهم: لا مَحالة من ذلك أَی لا بُدَّ، و لا مَحالة أَی لا بُدَّ؛ یقال: الموت آت لا مَحالة. التهذیب: و یقولون فی موضع لا بُدَّ لا مَحالة؛ قال النابغة: و أَنت بأَمْرٍ لا مَحالة واقع و المُحال من الكلام: ما عُدِل به عن وجهه. و حَوَّله: جَعَله مُحالًا. و أَحال: أَتی بمُحال. و رجل مِحْوال: كثیرُ مُحال الكلام. و كلام مُسْتَحِیل: مُحال. و یقال: أَحَلْت الكلام أُحِیلُهُ إِحَالَة إِذا أَفسدته. و روی ابن شمیل عن الخلیل بن أَحمد أَنه قال: المُحَال الكلام لغیر شی‌ء، و المستقیم كلامٌ لشی‌ء، و الغَلَط كلام لشی‌ء لم تُرِدْه، و اللَّغْو كلام لشی‌ء لیس من شأْنك، و الكذب كلام لشی‌ء تَغُرُّ به. و أَحالَ الرَّجُلُ: أَتَی بالمُحال و تَكَلَّم به. و هو حَوْلَهُ و حَوْلَیْه و حَوالَیْه و حَوالَه و لا تقل حَوالِیه، بكسر اللام. التهذیب: و الحَوْل اسم یجمع الحَوالی یقال حَوالَی الدار كأَنها فی الأَصل حوالی، كقولك ذو مال و أُولو مال. قال الأَزهری: یقال رأَیت الناس حَوالَه و حَوالَیْه و حَوْلَه و حَوْلَیْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَیْه، و أَما حَوْلَیْه فهی تثنیة حَوْلَه؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌11، ص: 187
ماءٌ رَواءٌ و نَصِیٌّ حَوْلَیَه، هذا مَقامٌ لك حَتَّی تِیبِیَه و مِثْلُ قولهم: حَوالَیْك دَوالَیْك و حَجازَیْك و حَنانَیْك؛ قال ابن بری: و شاهد حَوالَهُ قول الراجز: أَ هَدَمُوا بَیْتَك؟ لا أَبا لكا و أَنا أَمْشی الدَّأَلی حَوالَكا و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم حَوالَیْنا و لا علینا؛ یرید اللهم أَنْزِل الغیثَ علینا فی مواضع النبات لا فی مواضع الأَبنیة، من قولهم رأَیت الناس حَوالَیْه أَی مُطِیفِینَ به من جوانبه؛ و أَما قول إمری‌ء القیس: أَ لَسْتَ تری السُّمَّار و الناس أَحْوالی فعَلی أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِیط بها حَوْلًا، ذَهَب إِلی المُبالغة بذلك أَی أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا و هو مشغول بالسُّمَّار، فذلك أَذْهَبُ فی تَعَذُّرِها علیه. و احْتَوَلَه القومُ: احْتَوَشُوا حَوالَیْه. و حَاوَلَ الشی‌ءَ مُحَاوَلَةً و حِوَالًا: رامه؛ قال رؤبة: حِوَالَ حَمْدٍ و ائْتِجارَ المؤتَجِر و الاحْتِیالُ و المُحَاوَلَة: مطالبتك الشی‌ءَ بالحِیَل. و كل من رام أَمراً بالحِیَل فقد حَاوَلَه؛ قال لبید: أَ لا تَسْأَلانِ المرءَ ما ذا یُحَاوِلُ: أَ نَحْبٌ فَیْقضی أَم ضَلالٌ و باطِلُ؟ اللیث: الحِوَال المُحَاوَلة. حَاوَلْتُهُ حِوَالًا و مُحَاوَلَةً أَی طالبته بالحِیلة. و الحِوَال: كلُّ شی‌ء حال بین اثنین، یقال هذا حِوَال بینهما أَی حائل بینهما كالحاجز و الحِجاز. أَبو زید: حُلْتُ بینه و بین الشَّرِّ أَحُولُ أَشَدَّ الحول و المَحالة. قال اللیث: یقال حَالَ الشی‌ءُ بین الشیئین یَحُولُ حَوْلًا و تَحْوِیلًا أَی حَجَز. و یقال: حُلْتَ بینه و بین ما یرید حَوْلًا و حُؤولًا. ابن سیدة: و كل ما حَجَز بین اثنین فقد حَالَ بینهما حَوْلًا، و اسم ذلك الشی‌ء الحِوَال، و الحَوَل كالحِوَال. و حَوَالُ الدهرِ: تَغَیُّرُه و صَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن خویلد الهذلی: أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاویاً، أُسامُ النِّكاحَ فی خِزانةِ مَرْثَد التهذیب: و یقال إِن هذا لمن حُولَة الدهر و حُوَلاء الدهر و حَوَلانِ الدهر و حِوَل الدهر؛ و أَنشد: و من حِوَل الأَیَّام و الدهر أَنه حَصِین، یُحَیَّا بالسلام و یُحْجَب و روی الأَزهری بإِسناده عن الفرّاء قال: سمعت أَعرابیّاً من بنی سلیم ینشد: فإِنَّها حِیَلُ الشیطان یَحْتَئِل قال: و غیره من بنی سلیم یقول یَحْتال، بلا همز؛ قال: و أَنشدنی بعضهم: یا دارَ میّ، بِدكادِیكِ البُرَق، سَقْیاً و إِنْ هَیَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال: و غیره یقول المُشْتاق. و تَحَوَّلَ عن الشی‌ء: زال عنه إِلی غیره. أَبو زید: حَالَ الرجلُ یَحُولُ مثل تَحَوَّلَ من موضع إِلی موضع. الجوهری: حَالَ إِلی مكان آخر أَی تَحَوَّلَ. و حَالَ الشی‌ءُ نفسُه یَحُولُ حَوْلًا بمعنیین: یكون تَغَیُّراً، و یكون تَحَوُّلًا؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 188
و قال النابغة: و لا یَحُول عَطاءُ الیومِ دُونَ غَد أَی لا یَحُول عَطاءُ الیوم دُونَ عطاء غَد. و حَالَ فلان عن العَهْد یَحُول حَوْلًا و حُؤولًا أَی زال؛ و قول النابغة الجعدی أَنشده ابن سیدة: أَ كَظَّكَ آبائی فَحَوَّلْتَ عنهم، و قلت له: با ابْنَ الحیالی تحوَّلا «2» قال: یجوز أَن یستعمل فیه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، و یجوز أَن یرید حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال: و هذا كثیر. و حَوَّلَه إِلیه: أَزاله، و الاسم الحِوَل و الحَوِیل؛ و أَنشد اللحیانی: أُخِذَت حَمُولتُه فأَصْبَح ثاوِیاً، لا یستطیع عن الدِّیار حَوِیلا التهذیب: و الحِوَل یَجْری مَجْری التَّحْویل، یقال: حَوِّلُوا عنها تَحْوِیلًا و حِوَلًا. قال الأَزهری: و التحویل مصدر حقیقی من حَوَّلْت، و الحِوَل اسم یقوم مقام المصدر؛ قال الله عز و جل: لٰا یَبْغُونَ عَنْهٰا حِوَلًا؛ أَی تَحْوِیلًا، و قال الزجاج: لا یریدون عنها تَحَوُّلًا. یقال: قد حَالَ من مكانه حِوَلًا، كما قالوا فی المصادر صَغُر صِغَراً، و عادَنی حُبُّها عِوَداً. قال: و قد قیل إِن الحِوَل الحِیلة، فیكون علی هذا المعنی لا یَحْتالون مَنْزِلًا غیرها، قال: و قرئ قوله عز و جل: دِیناً قِیَماً، و لم یقل قِوَماً مثل قوله لٰا یَبْغُونَ عَنْهٰا حِوَلًا، لأَن قِیَماً من قولك قام قِیَماً، كأَنه بنی علی قَوَمَ أَو قَوُمَ، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِیَم، و أَما حِوَل فكأَنه هو علی أَنه جارٍ علی غیر فعل. و حَالَ الشی‌ءُ حَوْلًا و حُؤولًا و أَحَالَ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، كلاهما: تَحَوَّل. و‌فی الحدیث: من أَحَالَ دخل الجنة؛ یرید من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان یعبد إِلی الإِسلام. الأَزهری: حَالَ الشخصُ یَحُولُ إِذا تَحَوَّل، و كذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله. و‌فی حدیث خیبر: فَحالوا إِلی الحِصْن‌أَی تَحَوَّلوا، و‌یروی أَحَالوا‌أَی أَقبلوا علیه هاربین، و هو من التَّحَوُّل. و‌فی الحدیث: إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحَالَ الشیطانُ له ضُراط‌أَی تَحَوَّل من موضعه، و قیل: هو بمعنی طَفِق و أَخَذَ و تَهَیَّأَ لفعله. و‌فی الحدیث: فاحْتالَتْهم الشیاطین‌أَی نَقَلَتْهم من حال إِلی حال؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و المشهور بالجیم و قد تقدم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فاسْتَحَالَتْ غَرْباً‌أَی تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظیمة. و الحَوَالَة: تحویل ماء من نهر إِلی نهر، و الحَائِل: المتغیر اللون. یقال: رماد حَائِل و نَبات حَائِل. و رَجُل حَائِل اللون إِذا كان أَسود متغیراً. و‌فی حدیث ابن أَبی لَیْلی: أُحِیلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال‌أَی غُیِّرت ثلاث تغییرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحویلات. و‌فی حدیث قَباث بن أَشْیَم: رأَیت خَذْق الفِیل أَخضر مُحیِلًا‌أَی متغیراً. و منه‌الحدیث: نهی أَن یُسْتَنْجی بعَظْمٍ حَائِلٍ‌أَی متغیر قد غَیَّره البِلی، و كلُّ متغیر حَائِلٌ، فإِذا أَتت علیه السَّنَةُ فهو مُحِیل، كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ. و تَحَوَّلَ كساءَه. جَعَل فیه شیئاً ثم حَمَله علی ظهره، و الاسم الحَالُ. و الحَالُ أَیضاً: الشی‌ءُ یَحْمِله الرجل علی ظهره، ما كان و قد تَحَوَّلَ حَالًا: حَمَلها. و الحَالُ: الكارَةُ التی یَحْمِلها الرجل علی ظهره، یقال منه: تَحَوَّلْت
(2). [الحیالی] هكذا رسم فی الأَصل، و فی شرح القاموس: الحیا (و) لا.
لسان العرب، ج‌11، ص: 189
حَالًا؛ و یقال: تَحَوَّلَ الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة علی ظَهْره. یقال: تَحَوَّلْت حالًا علی ظهری إِذا حَمَلْت كارَة من ثیاب و غیرها. و تحوَّل أَیضاً أَی احْتال من الحیلة. و تَحَوَّلَ: تنقل من موضع إِلی موضع آخر. و التَّحَوُّل: التَّنَقُّل من موضع إِلی موضع، و الاسم الحِوَل؛ و منه قوله تعالی: خٰالِدِینَ فِیهٰا لٰا یَبْغُونَ عَنْهٰا حِوَلًا. و الحَال: الدَّرَّاجة التی یُدَرَّج علیها الصَّبیُّ إِذا مشَی و هی العَجَلة التی یَدِبُّ علیها الصبی؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاری: ما زال یَنْمِی جَدُّه صاعِداً، مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ یرید: ما زال یَعْلو جَدُّه و یَنْمِی مُنْذُ فُطِم. و الحَائِل: كُلُّ شی‌ء تَحَرَّك فی مكانه. و قد حَالَ یَحُولُ. و اسْتَحَالَ الشَّخْصَ: نظر إِلیه هل یَتَحرَّك، و كذلك النَّخْل. و اسْتَحَالَ و استحام لَمَّا أَحَالَه أَی صار مُحالًا. و‌فی حدیث طَهْفَة: و نَسْتَحِیل الجَهام‌أَی ننظر إِلیه هل یتحرك أَم لا، و هو نَسْتَفْعِل من حَالَ یَحُولُ إِذا تَحَرَّك، و قیل: معناه نَطْلُب حال مَطَره، و قیل بالجیم، و قد تقدم. الأَزهری: سمعت المنذری یقول: سمعت أَبا الهیثم یقول عن تفسیر‌قوله لا حَوْل و لا قُوَّة إِلا بالله‌قال: الحَوْل الحَركة، تقول: حَالَ الشخصُ إِذا تحرّك، و كذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ و لا قُوَّة إِلَّا بالله یقول: لا حَركة و لا استطاعة إِلا بمشیئة الله. الكسائی: یقال لا حَوْل و لا قُوَّة إِلا بالله و لا حَیْلَ و لا قُوَّة إِلا بالله، و ورد ذلك‌فی الحدیث: لا حَوْلَ و لا قوة إِلا بالله، و فُسِّر بذلك المعنی: لا حركة و لا قُوَّة إِلا بمشیئة الله تعالی، و قیل: الحَوْل الحِیلة، قال ابن الأَثیر: و الأَول أَشبه؛ و منه‌الحدیث: اللهم بك أَصُول و بك أَحُول‌أَی أَتحرك، و قیل أَحتال، و قیل أَدفع و أَمنع، من حَالَ بین الشیئین إِذا منع أَحدهما من الآخر. و‌فی حدیث آخر: بك أُصاوِل و بك أُحَاوِل، هو من المُفاعلة، و قیل: المُحَاوَلَة طلب الشی‌ء بحِیلة. و ناقة حَائِل: حُمِل علیها فلم تَلْقَح، و قیل: هی الناقة التی لم تَحْمِل سنة أَو سنتین أَو سَنَوات، و كذلك كل حامل یَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتی تَحْمِل، و الجمع حِیَال و حُولٌ و حُوَّلٌ و حُولَلٌ؛ الأَخیرة اسم للجمع. و حائلُ حُولٍ و أَحْوَال و حُولَلٍ أَی حائل أَعوام؛ و قیل: هو علی المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، و قیل: إِذا حُمِل علیها سنة فلم تَلقَح فهی حَائِل، فإِن لم تَحمِل سنتین فهی حَائِلُ حُولٍ و حُولَلٍ؛ و لَقِحَتْ علی حُولٍ و حُولَلٍ، و قد حَالَتْ حُؤُولًا و حِیالًا و أَحَالَت و حَوَّلَت و هی مُحَوِّل، و قیل: المُحَوِّل التی تُنْتَج سنة سَقْباً و سنة قَلوصاً. و امرأَة مُحِیل و ناقة مُحِیل و مُحْوِل و مُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً علی أَثر جاریة أَو جاریة علی أَثر غلام، قال: و یقال لهذه العَكوم أَیضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً و عاماً أُنثی، و الحَائِل: الأُنثی من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع، و شاة حَائِل و نخْلة حَائِل، و حَالَتِ النخلةُ: حَمَلَتْ عاماً و لم تَحْمِل آخر. الجوهری: الحَائِل الأُنثی من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج و وقع علیه اسم تذكیر و تأْنیث فإِن الذكر سَقْب و الأُنثی حَائِل، یقال: نُتِجت الناقةُ حَائِلًا حسنة؛ و یقال: لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حَائِل، و یقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقیه من بطنها إِذا كانت أُنثی حَائِل، و أُمُّها أُمُّ حَائِل؛ قال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 190
فتلك التی لا یبرَحُ القلبَ حُبُّها و لا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حَائِل و الجمع حُوَّل و حَوَائِل. و أَحَالَ الرجلُ إِذا حَالَت إِبلُه فلم تَحْمِل. و أَحَالَ فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم یُصِبْها الفَحْل. و الناس مُحِیلُون إِذا حالت إِبِلُهم. قال أَبو عبیدة: لكل ذی إِبِل كَفْأَتان أَی قِطْعتان یقطعهما قِطْعَتین، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، و تَحُول القِطْعَةُ الأُخری فیُراوح بینهما فی النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التی حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهی كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام. و حَالَتِ الناقةُ و الفرسُ و النخلةُ و المرأَةُ و الشاةُ و غیرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل؛ و ناقة حَائِل و نوق حَوَائِل و حُولٌ و حُولَلٌ. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح و مُحِیل؛ المُحِیل: الذی لا یولد له، من قولهم حَالَتِ الناقةُ و أَحَالَت إِذا حَمَلْت علیها عاماً و لم تحْمِل عاماً. و أَحَالَ الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم یُضْرِبها الفَحْلَ؛ و منه‌حدیث أُم مَعْبَد: و الشاء عازب حِیال‌أَی غیر حَواملَ. و الحُول، بالضم: الحِیَال؛ قال الشاعر: لَقِحْنَ علی حُولٍ، و صادَفْنَ سَلْوَةً من العَیْش، حتی كلُّهُنَّ مُمَتَّع و یروی … مُمَنَّع، بالنون. الأَصمعی: حَالَتِ الناقةُ فهی تَحُولُ حِیالًا إِذا ضَرَبها الفحلُ و لم تَحْمِل؛ و ناقة حَائِلَة و نوق حِیَال و حُول و قد حَالَت حَوالًا و حُؤُولًا «1». و الحَالُ: كِینَةُ الإِنسان و هو ما كان علیه من خیر أَو شر، یُذَكَّر و یُؤَنَّث، و الجمع أَحْوَال و أَحْوِلَة؛ الأَخیرة عن اللحیانی. قال ابن سیدة: و هی شاذة لأَن وزن حَال فَعَلٌ، و فَعَلٌ لا یُكَسَّر علی أَفْعِلة. اللحیانی: یقال حَالُ فلان حسَنة و حسَنٌ، و الواحدة حَالَةٌ، یقال: هو بحَالَة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحَال جَمَعَهُ أَحْوَالًا، و من أَنَّثَها جَمَعَه حَالات. الجوهری: الحَالَة واحدة حَالِ الإِنسان و أَحْوَالِه. و تَحَوَّلَهُ بالنصیحة و الوَصِیَّة و الموعظة: توَخَّی الحَالَ التی یَنْشَط فیها لقبول ذلك منه، و كذلك‌روی أَبو عمرو الحدیث: و كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَتَحَوَّلُنا بالموعظة، بالحاء غیر معجمة، قال: و هو الصواب و فسره بما تقدم و هی الحَالَة أَیضاً. و حَالاتُ الدهر و أَحْوَالُه: صُروفُه. و الحَالُ: الوقت الذی أَنت فیه. و أَحَالَ الغَریمَ: زَجَّاه عنه إِلی غریم آخر، و الاسم الحَوَالَة. اللحیانی: یقال للرجل إِذا تَحَوَّلَ من مكان إِلی مكان أَو تَحَوَّلَ علی رجل بدراهم: حَالَ، و هو یَحُولُ حَوْلًا. و یقال: أَحَلْت فلاناً علی فلان بدراهم أُحِیلُه إِحَالَةً و إِحَالًا، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حَالَ یَحُولُ حَوْلًا. و احْتَالَ احْتِیَالًا إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه. اللیث: الحَوَالَة إِحالَتُك غریماً و تَحَوُّل ماءٍ من نهر إِلی نهر. قال أَبو منصور: یقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ علیَّ، و هو كذا درهماً، علی رجل آخر لی علیه كذا درهماً أُحِیلُه إِحَالَةً، فاحْتَالَ بها علیه؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: و إِذا أُحِیل أَحدكم علی آخر فَلْیَحْتَلْ.قال أَبو سعید: یقال للذی یُحَال علیه بالحق حَیِّلٌ، و الذی یَقْبَل الحَوَالَةَ حَیِّل، و هما الحَیِّلانِ كما یقال البَیِّعان، و أَحَالَ علیه بدَیْنِه و الاسم الحَوَالَة. و الحَال: التراب اللَّیِّن الذی یقال له السَّهْلة. و الحَالُ: الطینُ الأَسود و الحَمْأَةُ. و‌فی الحدیث: أَن جبریل، علیه السلام، قال لما قال فرعون آمَنْتُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلَّا
(1). قوله [و قد حَالَت حَوَالًا] هكذا فی الأَصل مضبوطاً كسحاب، و الذی فی القاموس: حُؤُولًا كقعود و حِیَالًا و حِیَالَة بكسرهما
لسان العرب، ج‌11، ص: 191
الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِیلَ: أَخَذْتُ من حَال البحر فضَرَبْتُ به وجهه، و فی روایة: فحشَوْت به فمه.و‌فی التهذیب: أَن جبریل، علیه السلام، لما قال فرعون آمَنْتُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِیلَ، أَخَذَ من حَالِ البحر و طِینِه فأَلْقَمَه فاه؛ و قال الشاعر: و كُنَّا إِذا ما الضیفُ حَلَّ بأَرضِنا، سَفَكْنا دِماءَ البُدْن فی تُرْبَة الحال و‌فی حدیث الكوثر: حَالُه المِسْكُ‌أَی طِینُه، و خَصَّ بعضهم بالحَال الحَمْأَة دون سائر الطین الأَسود. و الحَالُ: اللَّبَنُ؛ عن كراع. و الحَال: الرَّماد الحارُّ. و الحَالُ: ورق السَّمُر یُخْبَط فی ثوب و یُنْفَض، یقال: حَالٌ من وَرَقٍ و نُفاض من ورق. و حَالُ الرجلِ: امرأَته؛ قال الأَعلم: إِذا أَذكرتَ حَالَكَ غیر عَصْر، و أَفسد صُنْعَها فیك الوَجِیف غَیْرَ عَصْرٍ أَی غیر وقت ذكرها؛ و أَنشد الأَزهری: یا رُبَّ حَالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، تَرَكْتها مُدْنِیَةَ القِناع و المَحَالَةُ: مَنْجَنُونٌ یُسْتَقی علیها، و الجمع مَحالٌ و مَحَاوِل. و المَحَالَة و المَحَال: واسِطُ الظَّهْر، و قیل المَحَال الفَقار، واحدته مَحَالَة، و یجوز أَن یكون فَعالة. و الحَوَلُ فی العین: أَن یظهر البیاض فی مُؤْخِرِها و یكون السواد من قِبَل الماقِ، و قیل: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة علی الأَنف، و قیل: هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرِها، و قیل: الحَوَل أَن تكون العین كأَنها تنظر إِلی الحِجاج، و قیل: هو أَن تمیل الحدَقة إِلی اللَّحاظ، و قد حَوِلَت و حَالَت تَحَالُ و احْوَلَّت؛ و قول أَبی خراش: إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، و حَالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِیر «2». قیل: معناه انقلبت، و قال محمد بن حبیب: صار أَحْوَل، قال ابن جنی: یجب من هذا تصحیح العین و أَن یقال حَوِلت كعَوِرَ و صَیِدَ، لأَن هذه الأَفعال فی معنی ما لا یخرج إِلا علی الصحة، و هو احْوَلَّ و اعْوَرَّ و اصْیدَّ، فعلی قول محمد ینبغی أَن یكون حَالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا فی معنی اجْتَوَرُوا. اللیث: لغة تمیم حالَت عَیْنُه تَحُولُ «3». حولًا، و غیرهم یقول: حَوِلَت عَیْنُه تَحْوَل حَوَلًا. و احْوَلَّت أَیضاً، بتشدید اللام، و أَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائی. و جَمْع الأَحول حُولان. و یقال: ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، و قد حَوِلَ حَوَلًا قبیحاً، مصدر الأَحْوَلِ. و رجل أَحْوَل بَیِّن الحَوَل و حَوِلٌ: جاء علی الأَصل لسلامة فعله، و لأَنهم شبَّهوا حَرَكة العین التابعة لها بحرف اللین التابع لها، فكأَن فَعِلًا فَعِیل، فكما یصح نَحْوُ طَوِیل كذلك یصح حَوِلٌ من حیث شبهت فتحة العین بالأَلف من بعدها. و أَحَالَ عینَه و أَحْوَلَها: صَیَّرها حَوْلاء، و إِذا كان الحَوَل یَحْدُث و یذهب قیل: احْوَلَّت عینُه احْوِلالًا و احْوالَّت احْوِیلالًا. و الحُولَة: العَجَب؛ قال: و من حُولِة الأَیَّام و الدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، و لنا بَقَر
(2). قوله [إذا ما كان] تقدم فی ترجمة كسس: إذا ما حَالَ، و فسره بتَحَوُّل (3). قوله [لغة تمیم حالت عینه تحول] هكذا فی الأَصل، و الذی فی القاموس و شرحه: و حَالَتْ تَحَالُ، و هذه لغة تمیم كما قاله اللیث
لسان العرب، ج‌11، ص: 192
و یوصف به فیقال: جاء بأَمرٍ حُولة. و الحِوَلاءُ و الحُوَلاءُ من الناقة: كالمَشِیمة للمرأَة، و هی جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد و فیها أَغراس و عروق و خطوط خُضْر و حُمْر، و قیل: تأْتی بعد الولد فی السَّلی الأَول، و ذلك أَول شی‌ء یخرج منه، و قد تستعمل للمرأَة، و قیل: الحِوَلاء الماء الذی یخرج علی رأْس الولد إِذا وُلِد، و قال الخلیل: لیس فی الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء و عِنَباء و سِیَراء، و حكی ابن القُوطِیَّة خِیَلاء، لغة فی خُیَلاء؛ حكاه ابن بری؛ و قیل: الحُوَلاء و الحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظیمة مملوءة ماء و تَتَفَقَّأُ حین تقع إِلی الأَرض، ثم یخْرُج السَّلی فیه القُرْنتان، ثم یخرج بعد ذلك بیوم أَو یومین الصَّآة، و لا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان فی الرحم شی‌ء من الصَّآة و القَذَر أَو تَخْلُصَ و تُنَقَّی. و الحُوَلاء: الماء الذی فی السَّلی. و قال ابن السكیت فی الحُوَلاء: الجلدة التی تخرج علی رأْس الولد، قال: سمیت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة علی الولد؛ قال الشاعر: علی حُوَلاءَ یَطْفُو السُّخْدُ فیها، فَراها الشَّیْذُمانُ عن الجَنِین ابن شمیل: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما یخرج من جَوْف الولد و هو فیها، و هی أَعْقاؤه، الواحد عِقْیٌ، و هو شی‌ء یخرج من دُبُره و هو فی بطن أُمه بعضه أَسود و بعضه أَصفر و بعضه أَخضر. و قد عَقی الحُوارُ یَعْقی إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْیٌ حتی یأْكل الشجر. و نَزَلُوا فی مثل حُوَلاء الناقة و فی مثل حُوَلاء السَّلی: یریدون بذلك الخِصْب و الماء لأَن الحُوَلاء مَلأَی ماءً رِیّاً. و رأَیت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت و أَظلمت خُضْرةً، و ذلك حین یَتَفَقَّأُ بعضها و بعض لم یتفقأْ؛ قال: بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد و احْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت و استوی نباتها. و‌فی حدیث الأَحنف: إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا فی مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة و أَنهار مُتَفَجِّرة‌أَی نزلوا فی الخِصْب، تقول العرب: تركت أَرض بنی فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت فی وصفها أَنها مُخْصِبة، و هی من الجُلَیْدة الرقیقة التی تخرج مع الولد كما تقدم. و الحِوَل: الأُخدود الذی تُغْرَس فیه النخل علی صَفٍّ. و أَحَالَ علیه: اسْتَضْعَفه. و أَحَالَ علیه بالسوط یضربه أَی أَقبل. و أَحَلْتُ علیه بالكلام: أَقبلت علیه. و أَحَالَ الذِّئبُ علی الدم: أَقبل علیه؛ قال الفرزدق: فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَی دماً بصاحبه یوماً، أَحَالَ علی الدم أَی أَقبل علیه؛ و قال أَیضاً: فَتًی لیس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَی بصاحبه، یَوْماً، دَماً فهو آكلُه و‌فی حدیث الحجاج: مما أَحال علی الوادی‌أَی ما أَقبل علیه، و‌فی حدیث آخر: فجعلوا یضحكون و یُحِیل بعضهُم علی بعض‌أَی یُقْبل علیه و یَمِیل إِلیه. و أَحَلْت الماء فی الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قال لبید: كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، یُحِیلون السِّجال علی السِّجال لسان العرب، ج‌11، ص: 193
و أَحَالَ علیه الماء: أَفْرَغَه؛ قال: یُحِیلُ فی جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، حَبْوَ الجَواری، تَری فی مائه نُطُقا أَبو الهیثم فیما أَكْتَبَ ابْنَه: یقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم: حَالَ صَبُوحُهم علی غَبُوقِهم أَی صار صَبُوحهم و غَبُوقُهم واحداً. و حَالَ: بمعنی انْصَبَّ. و حَالَ الماءُ علی الأَرض یَحُولُ علیها حَوْلًا و أَحَلْتُه أَنا علیها أُحِیلُهُ إِحَالَةً أَی صَبَبْتُه. و أَحَالَ الماءَ من الدلو أَی صَبَّه و قَلَبها؛ و أَنشد ابن بری لزهیر: یُحِیلُ فی جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه و أَحَالَ اللیلُ: انْصَبَّ علی الأَرض و أَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة نخل: لا تَرْهَبُ الذِّئبَ علی أَطْلائها، و إِن أَحَالَ اللیلُ مِنْ وَرائها یعنی أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، و الذئاب لا تأْكل الفَسِیل فهی لا تَرْهَبها علیها، و إِن انْصَبَّ اللیل من ورائها و أَقبل. و الحَالُ: موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، و قیل: هی طَرِیقة المَتْن؛ قال: كأَنَّ غلامی، إِذ عَلا حَالَ مَتْنِه علی ظَهْرِ بازٍ فی السماء، مُحَلِّق و قال إمرؤ القیس: كُمَیْت یَزِلُّ اللِّبْدُ عن حَالِ مَتْنِه ابن الأَعرابی: الحَالُ لَحْمُ المَتْنَیْن، و الحَمْأَةُ و الكارَةُ التی یَحْمِلها الحَمَّال، و اللِّواء الذی یُعْقَد للأُمراء، و فیه ثلاث لغات: الخال، بالخاء المعجمة، و هو أَعْرَقُها، و الحَال و الجَالُ. و الحَالُ: لحم باطن فخذ حمار الوحش. و الحَال: حال الإِنسان. و الحَال: الثقل. و الحَال: مَرْأَة الرَّجُل. و الحَال: العَجَلة التی یُعَلَّم علیها الصبی المشی؛ قال ابن بری: و هذه أَبیات تجمع معانی الحَال: یا لَیْتَ شِعْرِیَ هل أُكْسَی شِعارَ تُقًی، و الشَّعْرُ یَبْیَضُّ حالًا بَعْدَ ما حَال أَی شیئاً بعد شی‌ء.فكلما ابْیَضَّ شَعْرِی، فالسَّوادُ إِلی نفسی تمیل، فَنَفْسِی بالهوی حالی حالٍ: من الحَلْیِ، حَلِیتُ فأَنا حالٍ.لیست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ أَغْدُو مُضَیّع نورٍ عامِرَ الحَال الحَال هنا: التراب.تَدُورُ دارُ الدُّنی بالنفس تَنْقُلُها عن حَالها، كصَبیٍّ راكبِ الحَال الحَالُ هنا: العَجَلة.فالمرءُ یُبْعَث یوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنی، و علی ما فات من حَال الحَال هنا: مَذْهَب خیر أَو شر.لو كنتُ أَعْقِلُ حَالی عَقْلَ ذی نَظَر، لكنت مشتغلًا بالوقت و الحَال الحَال هنا: الساعة التی أَنت فیها.لكِنَّنی بلذیذ العیش مُغْتَبِطٌ، كأَنما هو شَهْدٌ شِیب بالحَال الحَال هنا: اللَّبَن؛ حكاه كراع فیما حكاه ابن سیدة
لسان العرب، ج‌11، ص: 194
ما ذا المُحالُ الذی ما زِلْتُ أَعْشَقُه، ضَیَّعْت عَقْلی فلم أُصْلِح به حَالی حال الرجل: امرأَته و هی عبارة عن النفس هنا.رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ، فیا لِراكبِ طِرْفٍ سَیِّ‌ء الحَال حالُ الفَرَس: طرائق ظَهْره، و قیل مَتْنُه.یا رَبِّ غَفْراً یَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه، حَتَّی یَخِرَّ من الآراب كالحَال الحَال هنا: وَرَق الشجر یَسْقُط. الأَصمعی: یقال ما أَحْسَنَ حَالَ مَتْنِ الفَرَس و هو موضع اللِّبْد، و الحَال: لَحْمة المَتْن. الأَصمعی: حُلْت فی مَتْن الفرس أَحُولُ حُؤُولًا إِذا رَكِبْتَه، و فی الصحاح: حَالَ فی مَتْنِ فرسه حُؤولًا إِذا وَثَبَ و رَكِب. و حَال عن ظَهْر دابته یَحُولُ حَوْلًا و حُؤولًا أَی زال و مال. ابن سیدة و غیره: حَالَ فی ظهر دابته حَوْلًا و أَحَالَ وَثَب و استوی علی ظَهْرها، و كلام العرب حَالَ علی ظهره و أَحَالَ فی ظهره. و یقال: حَالُ مَتْنِه و حاذُ مَتْنِه و هو الظَّهْر بعینه. الجوهری: أَحَالَ فی مَتْن فرسه مثل حَالَ أَی وَثَب؛ و فی المثل: تَجَنَّب رَوْضَةً و أَحَالَ یَعْدُو أَی تَرَكَ الخِصْبَ و اختار علیه الشَّقاء. و یقال: إِنه لَیَحُولُ أَی یجی‌ء و یذهب و هو الجَوَلان. و حَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارت شدّة الحَرّ فی وسط السماء؛ قال ذو الرمة: و شُعْثٍ یَشُجُّون الفلا فی رؤوسه، إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور: و حَوَّلَت بمعنی تَحَوَّلت، و مثله وَلَّی بمعنی تَولَّی. و أَرض مُحْتَالَة إِذا لم یصبها المطر. و ما أَحْسَن حَوِیلَه، قال الأَصمعی: أَی ما أَحسن مذهبه الذی یرید. و یقال: ما أَضعف حَوْلَه و حَوِیلَه و حِیلته و الحِیال: خیط یُشدُّ من بِطان البعیر إِلی حَقَبه لئلا یقع الحَقَب علی ثِیلِه. و هذا حِیالَ كلمتك أَی مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابی ینصبه علی الظرف، و لو رفعه علی المبتدإِ و الخبر لجاز، و لكن كذا رواه عن العرب؛ حكاه ابن سیدة. و قعد حِیالَه و بحِیاله أَی بإِزائه، و أَصله الواو. و الحَوِیل: الشاهد. و الحَوِیل: الكفِیل، و الاسم الحَوَالة. و احْتال علیه بالدَّین: من الحَوَالة. و حَاوَلْت الشی‌ء أَی أَردته، و الاسم الحَوِیل؛ قال الكمیت: و ذاتِ اسْمَیْن و الأَلوانُ شَتَّی تُحَمَّق، و هی كَیِّسة الحَوِیل قال: یعنی الرَّخَمَة. و حَوَّلَه فَتَحَوَّل و حَوَّلَ أَیضاً بنفسه، یتعدّی و لا یتعدّی؛ قال ذو الرمة یصف الحرباء: یَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلًا علی الجِذْل، إِلا أَنه لا یُكَبِّر إِذا حَوَّلَ الظِّلُّ، العَشِیَّ، رأَیته حَنِیفاً، و فی قَرْن الضُّحی یَتَنَصَّر یعنی تَحَوَّلَ، هذا إِذا رفعت الظل علی أَنه الفاعل، و فتحت العشی علی الظرف، و یروی: الظِّلَّ العَشِیُّ علی أَن یكون العَشِیّ هو الفاعل و الظل مفعول به؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 195
قال ابن بری: یقول إِذا حَوَّلَ الظل العشیّ و ذلك عند میل الشمس إِلی جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِیف، فإِذا كان فی أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون فی جهة المشرق فیصیر مُتَنَصِّراً، لأَن النصاری تتوجه فی صلاتها جهة المشرق. و احْتال المنزلُ: مَرَّت علیه أَحوال؛ قال ذو الرمة: فَیَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَیادی سَبَا، بَعْدِی، و طال احْتِیالُها و احتال أَیضاً: تغیر؛ قال النمر: مَیْثاء جاد علیها وابلٌ هَطِلٌ، فأَمْرَعَتْ لاحتیالٍ فَرْطَ أَعوام و حاوَلْت له بصری إِذا حَدَّدته نحوه و رمیته به؛ عن اللحیانی. و حالَ لونُه أَی تغیر و اسْوَدَّ. و أَحَالَتِ الدارُ و أَحْوَلت: أَتی علیها حَوْلٌ، و كذلك الطعام و غیره، فهو مُحِیل؛ قال الكمیت: أَ لَم تُلْمِم علی الطَّلَل المُحِیل بفَیْدَ، و ما بُكاؤك بالطُّلول؟ و المُحِیل: الذی أَتت علیه أَحوال و غَیَّرته، وَبَّخَ نفسه علی الوقوف و البكاء فی دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَیَّامهم مع كونه أَشْیَبَ غیر شابٍّ؛ و ذلك فی البیت بعده و هو: أَ أَشْیَبُ كالوُلَیِّد، رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَی أَ تسأَل أَشْیَبُ أَی و أَنت أَشیب و تُسائل ما أَصَمَّ أَی تُسائل ما لا یجیب فكأَنه أَصَمّ؛ و أَنشد أَبو زید لأَبی النجم: یا صاحِبَیَّ عَرِّجا قلیلا، حتی نُحَیِّی الطَّلَل المُحِیلا و أَنشد ابن بری لعمر بن لَجَإٍ: أَ لم تُلْمِمْ علی الطَّلَل المُحِیل، بغَرْبِیِّ الأَبارق من حَقِیل؟ قال ابن بری: و شاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبی ربیعة: قِفا نُحَیِّی الطَّلَل المُحْوِلا، و الرَّسْمَ من أَسماءَ و المَنْزِلا، بجانب البَوْباةِ لم یَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن یُؤْهَلا قال: تقدیره قِفا نُحَیِّی الطَّلَل المُحْوِل بأَن یُؤْهَل، من أَهَله الله؛ و قال الأَخوص: أَلْمِمْ علی طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ و قال إمرؤ القیس: من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ، من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا أَبو زید: فلان علی حَوْل فلان إِذا كان مثله فی السِّن أَو وُلِد علی أَثره. و حَالَتِ القوسُ و اسْتَحَالَتْ، بمعنی، أَی انقلبت عن حالها التی غُمِزَت علیها و حَصَل فی قابِها اعوجاج. و حَوَال: اسم موضع؛ قال خِراش بن زهیر: فإِنی دلیل، غیر مُعْط إِتاوَةً علی نَعَمٍ تَرْعی حَوالًا و أَجْرَبا الأَزهری فی الخماسی: الحَوَلْوَلَة الكَیِّسة، و هو ثلاثی الأَصل أُلحق بالخماسی لتكریر بعض حروفها.
لسان العرب، ج‌11، ص: 196
و بنو حَوَالَة: بطن.و بنو مُحَوَّلَة: هم بنو عبد الله بن غَطَفان و كان اسمه عبد العُزَّی فسماه سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عبد الله فسُمُّوا بنی مُحَوَّلة لذلك.و حَوِیل: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدی: تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف و دُونها حَوِیل، فریطات، فرَعْم، فأَخْرَب

حوكل؛ ج11، ص: 196

: الرباعی من باب الحاء: الحَرْكَلة الرَّجَّالة كالحَوْكَلة.

حیل؛ ج11، ص: 196

: الحَیْلة، بالفتح: جماعة المَعَز، و قال اللحیانی: القَطِیع من الغنم فلم یَخُصَّ مَعَزاً من ضأْن و لا ضأْناً من مَعَز. و الحَیْلة: حجارة تَحدَّرُ من جوانب الجبل إِلی أَسفله حتی تكثر، عن ابن الأَعرابی. قال: و من كلامهم أَتَیْتُهُ فوجدت الناس حَوْلَه كالحَیْلة أَی مُحْدِقین كإِحْداق تلك الحجارة بالجبل. و الحَیْل: الماء المُسْتَنْقَع فی بطن واد، و الجمع أَحْیال و حُیُول. و حَالَتِ الناقةُ تَحِیلُ حِیَالًا: لم تَحْمِل، و الواو فی ذلك أَعرَق، و قد تقدم، قال الشاعر: من سَراة الهِجان صَلَّبَها العُضْضُ، و رَعْیُ الحِمی، و طُولُ الحِیالِ مصدر حالت إِذا لم تَحْمِل. و الحَیْل: القوّة. و ما له حَیْل أَی قوّة، و الواو أَعْلی، و قد تقدم. و الحِیلة، بالكسر: الاسم من الاحتِیال، و هو من الواو، و قد تقدم، و كذلك الحَیْل و الحَوْل، و یقال: لا حَیْل و لا قوّة إلا باللَّه لغة فی لا حول و لا قوّة. و‌فی دعاء یرویه ابن عباس عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: اللَّهُمَّ ذا الحَیْل الشدید، و المحدِّثون یَرْوُونه: ذا الحَبْل، بالباء، قال ابن الأَثیر: و لا معنی له و الصواب ذا الحَیْل بالیاء أَی ذا القوة. و یقال: إِنه لشدید الحَیْل أَی القُوَّة. و یقال: لا حِیلَة له و لا احْتِیال و لا مَحَالَة و لا مَحیِلة، قال ذو الرمة: أَ مِنْ أَجل دارٍ صَیَّر البیْنُ أَهلَها أَیادی سَبا، بَعْدی، و طال احْتِیالُها؟ قوله طال احْتِیالُها، یقال احْتَالَتْ من أَهلها أَی لم ینزل بها حَوْلًا.بوَهْنَیْن تَسْنُوها السَّواری، و تَلْتَقی بها الهُوجُ: شَرْقِیَّاتُها و شَمالُها إِذا اسْتَنْصَل الهَیْفُ السَّفا لعِبَتْ به صبا الحافة الیمنی جنوب شمالها ابن الأَعرابی: ما له لا شَدَّ اللَّه حَیْلَه! یرید حِیلته و قوَّته. و یقال: هو أَحْیَل منك و أَحْوَل منك أَی أَكثر حِیلة. و ما أَحْیَلَه: لغة فی ما أَحْوَله. قال أَبو زید: یقال ما له حِیلَة و لا مَحَالَة و لا احْتِیَال و لا مَحَالٌ و لا حَوْلٌ و لا حَوِیل و لا حَیْل و لا أَحیل بمعنی واحد. و تقول: مِنَ الحِیلَة تَرْكُ الحِیلَة، و من الحَذَر تَرْكُ الحَذَر. و‌فی الحدیث: فصَلَّی كل منا حِیاله‌أَی تِلْقاءَ وجهه. اللیث: الحِیلان هی الحَدائد بخَشَبها یُداسُ بها الكُدْس. ابن الأَعرابی عن أَبی المكارم: الحَیْلة وعْلة تَخِرُّ من رأْس الجبل، قال: أُراه بضم الحاء، «4» إِلی أَسفله ثم تَخِرُّ أُخری ثم أُخری، فإِذا اجتمعت الوَعَلات فهی الحَیْلَة، قال: و الوَعَلات صَخَرات یَنْحَدِرْن من رأْس الجبل إِلی أَسفله.
(4). قوله [بضم الحاء] هكذا فی الأَصل، و لعله أراد الحُولة لأَن الیاء الساكنة تقلب واوا بعد الضمة.
لسان العرب، ج‌11، ص: 197

فصل الخاء المعجمة؛ ج11، ص: 197

خبل؛ ج11، ص: 197

: الخَبْلُ، بالتسكین: الفسادُ. ابن سیدة: الخَبْل فساد الأَعضاء حتی لا یَدْری كیف یمشی فهو مُتَخَبِّل خَبِل مُخْتَبَل. و بَنُو فلان یُطالبون بنی فلان بدماء و خَبْلٍ أَی بقطع أَید و أَرجل و الجمع خُبُول؛ عن ابن جنی. و یقال: لنا فی بنی فلان دِماء و خُبُول، فالخُبُول قَطْعُ الأَیدی و الأَرجل. و قال رجل من العرب: إِن لنا فی بنی فلان خَبْلًا فی الجاهلیة أَی قطع أَید و أَرجل و جراحات، و‌روی عنه، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: من أُصیب بدَمٍ أَو خَبْل؛ الخَبْل: الجِرَاح، أَی من أُصیب بقتل نفس أَو قطع عضو فهو بالخیار بین إِحدی ثلاث فإِن أَراد الرابعة فخذوا علی یدیه بین أَن یَقْتَصَّ أَو یأْخذ العَقْل أَو یعفو، فمن قَبِل من ذلك شیئاً ثم عدا بعد ذلك فقَتَل فله النار خالداً فیها مخلداً. و یقال: خَبَلَ الحُبُّ قلبَه إِذا أَفسده بخُبْلة. ابن الأَعرابی: الخُبْلَة الفساد من جراحة أَو كلمة. و رجل مُخَبَّل: كأَنه قد قطعت أَطرافه. و الخَبْل، بالجزم: قَطْعُ الید أَو الرجل. ابن الأَعرابی: الخَبَل، بالتحریك، الجنُّ و الخَبَل الإِنْس و الخَبَل الجراحة و الخَبَل المَزَادة و الخَبَل جَوْدة الحُمْق بلا جنون و الخَبَل القِرْبة المَلأَی. و خَبِلَت یدُه إِذا شَلَّت. و الخَبْل فی عَروض البسیط و الرجز: ذهاب السین و التاء «1» من مستفعلن، مشتق من الخَبْل الذی هو قطع الید؛ قال أَبو إِسحق: لأَن الساكن كأَنه ید السبب فإِذا حذف الساكنان صار الجزء كأَنه قطعت یداه فبقی مضطرباً، و قد خَبَلَ الجزءَ و خَبَّلَه. و أَصابه خَبْل أَی فالج و فساد أَعضاء و عقل. و الخَبَل، بالتحریك: الجنُّ و هم الخَابِل، و قیل: الخَابِل الجِنُّ، و الخَبَل اسم الجمع كالقَعَد و الرَّوَح اسمان لجمع قاعد و رائح، و قیل: هو جمع؛ قال ابن بری: و منه قول حاتم الطائی: و لا تَقُولی لشی‌ءٍ كنتُ مُهْلِكَهُ: مَهْلًا و لو كنتُ أُعطی الجِنَّ و الخَبَلا قال: الخَبَل ضرب من الجن یقال لهم الخابل، أَی لا تَعْذُلِینی فی مالی و لو كنت أُعطیه الجن و من لا یُثْنی عَلیَّ؛ قال: و أَما قول مُهَلْهِل: لو كنت أَقتل جِنّ الخَابِلَینِ كما أَقتُل بَكْراً، لأَضْحَی الجنُّ قد نَفِدوا نَفِد یَنْفَد: فَنِیَ. قال الله تعالی: لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمٰاتُ رَبِّی. و نَفَذَ یَنْفُذ خَرَج. قال الله تعالی: فَانْفُذُوا لٰا تَنْفُذُونَ إِلّٰا بِسُلْطٰانٍ و الخابِلانِ: اللیلُ و النهارُ لأَنهما لا یأْتیان علی أَحد إِلَّا خَبَلاه بهَرَمٍ. و الخَابِل: الشیطان. و الخَابِل: المُفْسِد. و الخَبَال: الفساد. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن قوماً بَنَوْا مسجداً بظَهْر الكوفة فأَتاهم و قال: جئت لأَكْسِرَ مسجد الخَبَال، فكسره ثم رجع؛ قال شمر: الخَبَال و الخَبْل الفساد و الحبس و المنع. و‌فی الحدیث: و بِطانة لا تَأْلوه خَبَالًا‌أَی لا تُقَصِّر فی إِفساد أَمره. و قالوا: خَبْلٌ خَابِل، یذهبون إِلی المبالغة؛ قال مَعْقِل بن خویلد: نُدَافِع قوماً مُغْضَبِینَ علیكُم، فَعَلْتم بهم خَبْلًا من الشَّرِّ خَابِلا
(1). قوله [و التاء] هكذا فی الأَصل، قال شارح القاموس: و كذا فی المحكم و كأنه غلط و الصواب و الفاء كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌11، ص: 198
و الخَبْل و الخُبْل و الخَبَل و الخَبَال: الجنون. و یقال: به خَبَال أَی مَسٌّ، و به خَبَل أَی شی‌ء من أَهل الأَرض. و قال اللیث: الخَبَل جنون أَو شبهه فی القلب. و رجل مَخْبُول و به خَبَل و هو مُخَبَّل: لا فؤَاد معه. ابن الأَعرابی: المُخَبَّل المجنون، و به سمی المُخَبَّل الشاعر و هو المُخْتَبَل؛ قال الشاعر: و أَرانی طَرِباً فی إِثْرِهِم، طَرَبَ الوالهِ أَو كالمُخْتَبَل المُخْتَبَل: الذی اخْتُبِلَ عقلُه أَی جُنَّ. و قد خَبَلَه الحزنُ و اخْتَبَلَه و خَبِلَ خَبَالًا، فهو أَخْبَل و خَبِلٌ. و دهر خَبِل: مُلْتَوٍ علی أَهله لا یرون فیه سروراً. التهذیب: و قد خَبَله الدهرُ و الحزنُ و الشیطانُ و الحُبُّ و الداءُ خَبْلًا؛ و أَنشد: یَكُرُّ علیه الدَّهْرُ حتی یَرُدَّهُ دَویً، شَنَّجَتْه جِنُّ دهر و خَابِلُه و من أَمثالهم: عاد غَیْثٌ علی ما خَبَلَ أَی أَفْسَد. و قد خَبَلَه و خَبَّلَه و اخْتَبَلَه إِذا أَفْسَد عقلَه و عضوَه. و الخَبَال: النقصان، و هو الأَصل، ثم سُمِّی الهلاك خَبَالًا؛ و استعاره بعض الشعراء للدَّلْو فقال یصفها: أَ خُذِمَتْ أَم وُذِمَتْ أَم مالَها؟ أَم صادَفَتْ فی قَعْرها خَبَالَها؟ و قد تقدمت جِبَالَها، بالجیم، یعنی ما أَفسدها و خَرَّقها. الفراء: الخَبَال أَن تكون البئر مُتَلَجِّفة فربما دَخَلَت الدلوُ فی تَلجیفها فتتخرَّق. و الخَبَال: عُصَارة أَهل النار. ابن الأَعرابی: الخَبَال السَّمُّ القاتل. و‌فی الحدیث: من شَرِبَ الخَمر سَقاه الله من طینة الخَبَال یوم القیامة؛ جاء فی تفسیره أَن الخَبَال عُصارة أَهل النار. و الخَبَال فی الأَصل: الفساد، و یكون فی الأَفعال و الأَبدان و العقول. و طینة الخَبَال: ما سالَ من جلود أَهل النار. و‌فی الحدیث: من أَكل الرِّبا أَطعمه الله من طِینة الخَبَال یوم القیامة.و أَما الذی‌فی الحدیث: مَنْ قَفَا مُؤْمناً بما لیس فیه وقَفَه اللهُ تعالی فی رَدْغَة الخَبَال حتی یجی‌ء بالمَخْرَج منه، فیقال: هو صدید أَهل النار؛ قوله قَفَا أَی قَذَف، و الرَّدْغة الطِّینة، و فلان خَبَال علی أَهله أَی عَناء. و قوله فی التنزیل العزیز: لٰا یَأْلُونَكُمْ خَبٰالًا؛ قال الزجاج: الخَبَال الفساد و ذهاب الشی‌ء؛ و أَنشد بیت أَوس: أَ بَنی لُبَیْنَی، لَسْتُم بِیَدٍ إِلَّا یَداً مَخْبُولة العَضُد و قال ابن الأَعرابی: أَی لا یُقَصِّرون فی فسادكم. و‌فی الحدیث: بین یَدَی الساعة خَبْل‌أَی فساد الفتنة و الهَرْج و القتل. و الخَبْل: الفساد فی الثمر. و‌فی الحدیث: أَن الأَنصار شَكَوْا إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن رجلًا صاحب خَبْل یأْتی إِلی نخلهم فیُفْسدُ، أَی صاحب فساد. و الخَبَل: فساد فی القوائم. و اخْتَبَلَت الدابةُ: لم تَثْبُت فی مَوْطِئها. و الإِخْبال: أَن یُعْطَی الرجلُ البعیرَ أَو الناقةَ لیركبها و یَجْتَزَّ وبرها و ینتفع بها ثم یردّها، یقال منه: أَخْبَلْتُ الرجلَ أُخْبِلُه إِخْبَالًا. و اسْتَخْبَل الرجلَ إِبلًا و غنماً فأَخْبَلَه: استعار منه ناقة لینتفع بأَلبانها و أَوبارها أَو فرساً یغزو علیه فأَعاره، و هو مثل الإِكْفاء؛ قال زهیر: هُنالك إِن یُسْتَخْبَلوا المالَ یُخْبِلوا، و إِن یُسْأَلوا یُعْطُوا، و إِن یَیْسِروا یَغْلوا و الإِكْفاء: أَن یعطیه الناقة لینتفع بلبنها و وَبَرها
لسان العرب، ج‌11، ص: 199
و ما تَلِده فی عامها، و الإِخْبَال مثل الإِكْفاء فی اللبَّن و الوبر دون الولد؛ ذكره ابن بری و روی بیت لبید فی صفة الفرس: غیر طویل المُخْتَبَل، بالخاء المعجمة، من هذا أَی غیر طویل مدة العارِیّة، و من قال غیر طویل المُحْتَبَل، بالحاء المهملة، أَراد أَنه غیر طویل الرُّسغ، و هو موضع الحَبل من یده؛ و قال اللیث: مُخْتَبَله قوائمه و اخْتِبَالها أَن لا تثبت فی مواطئها. و الخَبْل فی كل شی‌ء: القَرْض و الاستعارةُ. و الخَبْل: ما زدته علی شرطك الذی یشترطه لك الجَمّال. و خَبَلَ الرجلَ عن كذا و كذا یَخْبُلُه خَبْلًا: عَقَله و حَبَسه و مَنَعه. و ما خَبَلَك عنا خَبْلًا أَی ما حَبَسك؛ قال الشاعر: فیری كذلك أَن یُفَرِّدَ راكِبٌ أَبداً، و ما خَبَلَ الریاحَ الخَابِلُ و اللهُ سبحانه و تعالی خَابِلُ الرِّیاح أَی حابسُها، فإِذا شاء عز و جل أَرْسَلَها. و المُخَبَّل من الوَجَع: الذی یمنعه وَجَعُه من الانبساط فی المشی. و الخَبَل: طائر یَصِیح اللیل كُلَّه صوتاً واحداً یَحْكی ماتت خَبَلْ. و المُخَبَّل: شاعر من بنی سَعْد. و مُخَبِّل، بكسر الباء: اسم الدَّهْر؛ قال الحرث بن حِلِّزَة: فَضَعی قِناعَك، إِنَّ رَیْبَ مُخَبِّلٍ أَفْنی مَعَدَّا و الخَبَال الذی فی شعر لبید: اسمُ فرَس؛ قال ابن بری یعنی قول لبید: تَكاثَرَ قُرْزُلٌ و الجَوْنُ فیها، و تَحْجُل و النَّعامةُ و الخَبَال

خبتل؛ ج11، ص: 199

: رجل خُبْتُلٌ: فیه شبه الهَوَج و البَلَه و الإِقدام علی مَكْروه الناس، و هی الخُبْتُلة.

خبرجل؛ ج11، ص: 199

: الخَبَرْجَل: الكُرْكِیُّ.

ختل؛ ج11، ص: 199

: الخَتْل: تَخادُعٌ عن غَفْلَةٍ. خَتَلَهُ یَخْتُلُهُ و یَخْتِلُهُ خَتْلًا و خَتَلاناً و خَاتَلَهُ: خَدَعه عن غَفْلة؛ قال رویس: دَهَانی بِسِتٍّ، كُلُّهنَّ حَبِیبةٌ إِلیَّ، و كان الموتُ ذا خَتَلانِ و التَّخَاتُلُ: التَّخادُع. أَبو منصور: یقال للصائد إِذا استتر بشی‌ء لیَرْمِیَ الصید دَرَی و خَتَلَ الصید. و المُخاتَلة: مَشْیُ الصیّاد قلیلًا قلیلًا فی خُفْیة لئلا یسمع الصیدُ حِسَّه، ثم جُعل مثلًا لكل شی‌ء وُرِّی بغیره و سُتِر علی صاحبه؛ و أَنشد الفراء: حَنَتْنی حانیاتُ الدَّهْرِ، حتی كأَنی خَاتِل یَدْنو لصَیْد قریب الخَطوِ یَحسَبُ مَن رآنی، و لَسْتُ مُقَیَّداً، أَنی بقَیْد أَی كَبِرت و ضَعُفَتْ مِشْیتی. و‌فی الحدیث: من أَشراط الساعة أَن تُعَطَّل السیوف من الجهاد و أَن تُخْتَلَ الدنیا بالدین‌أَی تطلب الدنیا بعمل الآخرة، من خَتَلَه إِذا خَدَعه. و‌فی حدیث الحسن فی طُلَّاب العلم: و صِنْف تَعَلَّموه للاستطالة و الخَتْل‌أَی الخِدَاع. و‌فی الحدیث: كأَنی أَنظر إِلیه یَخْتِل الرجل لیَطْعنه‌أَی یُدَاوِرُه و یَطْلُبه من حیث لا یَشْعُر. و خَتَلَ الذِّئبُ الصَّیدَ: تَخَفَّی له؛ و كلُّ خادع خَاتِلٌ و خَتُول؛ و قول تأَبَّط شرّاً: و لا حَوْقَل خَطَّارة حَوْلَ بیته، إِذا العِرْسُ آوی بَیْتُها كلَّ خَوْتَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 200
قیل فی تفسیره: الخَوْتَل الظَّرِیف، و یجوز عندی أَن یكون من الخَتْل الذی هو الخَدِیعة بَنی منه فَوْعَلًا. و یقال للرجل إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قوم: قد اخْتَتَل؛ و منه قول الأَعشی: و لا تَرَاها لسِرِّ الجار تَخْتَتِل و فی نوادر الأَعراب: هو یَمْشی الخَوْتَلَی إِذا مَشَی فی شِقَّة؛ یقال: هو یَخْلِجُنی بعینه و یَمْشی بی الخَوْتَلَی.

ختعل؛ ج11، ص: 200

: خَتْعَل الرجلُ: أَبطأَ فی مشیه.

خثل؛ ج11، ص: 200

: خَثْلة البطنِ و خَثَلَتُه: ما بین السُّرَّة و العانة، و التخفیف أَكثر؛ و أَنشد ابن بری: شَرِبْتُ مُرًّا من دَواءِ المَشْیِ، من وَجَعٍ بِخَثْلَتی و حَقْوِی و‌فی حدیث الزِّبْرِقان: أَحَبُّ صبیاننا إِلینا العَرِیضُ الخَثْلة؛ هی الحَوْصلة، و قیل: ما بین السُّرَّة و العانة، و قد تفتح الثاء؛ و قال الشاعر: و عِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ العِلْكِدُ: العجوز الصُّلْبة المُسِنَّة. عَرَّام: حَوِیّة الإِنسان مَعِدَتُه، و هی الخَثْلة، و هی مُسْتَقَرُّ الطعام تكون للإِنسان كالكَرِش للشاة، قال: و الفِحْث یكون للإِنسان و لما لا یَجْتَرُّ من البهائم، و المری‌ء الذی یدخل منه الطعام فیصل إِلی الكَرِش، ثم یُصَبُّ إِلی الفِحْث، و هو أَصل القِبَة، و الجمع خَثْلات، بسكون الثاء؛ عن ابن درید، قال: و لیس بقیاس، و الله أَعلم.

خجل؛ ج11، ص: 200

: الفراء: الخَجَل الاسترخاء من الحیاء و یكون من الذُّلِّ. رجل خَجِل و به خَجْلة أَی حیاء. و الخَجَل: التحیُّر و الدَّهَش من الاستحیاء. و خَجِل الرَّجلُ خَجَلًا: فَعَل فعلًا فاستحی منه و دَهِشَ و تَحَیَّر، و أَخْجَلَه ذلك الأَمر و خَجَّلَه. و خَجِلَ البعیرُ خَجَلًا: سار فی الطین فبقی كالمُتَحَیِّر؛ و البعیرُ إِذا ارْتَطَم فی الوَحَل فقد خَجِل. اللیث: الخَجَل أَن یفعل الإِنسان فعلًا یَتَشَوَّر منه فیَسْتَحی؛ و أَخْجَلَه غیره و قد خَجَّلْته و أَخْجَلْته. ابن شمیل: خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ علیه أَمرُه. ابن سیدة: الخَجَل أَن یلتبس الأَمر علی الرجل فلا یَدْری كیف المَخْرج منه. یقال: خَجِلَ فما یَدْری كیف یصنع. و خَجِل بأَمره: عَیَّ. و خَجِلَ البعیرُ بالحِمْل: ثَقُل علیه و اضطرب. و رجل خَجِلٌ: یضطرب علی الفرس من سَعَته. و ثوب خَجِلٌ: فَضْفَاض. و یقال: جَلَّلْت البعیرَ جُلًّا خَجِلًا أَی واسعاً یضطرب علیه. و الخَجِلُ: الثوب الواسع الطویل. و الخَجَل: كثرة تَشَقُّق الدَّنادِن؛ و أَنشد: عَلَیَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِیث مِدْرَعةٌ، كِسَاؤُها مَثْلوث و الخَجَل: البَطَر. ابن سیدة: الخَجَل سُوء احتمال الغنی كأَن یَأْشَرَ و یَبْطَر عند الغِنی، و قیل: هو التَّخَرُّق فی الغِنی، و قد خَجِلَ خَجَلًا. و‌فی الحدیث: أَنه قال للنساء إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ و إِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ‌أَی أَشِرْتُنَّ و بَطِرْتُنَّ. و قال أَبو عمرو: الخَجَلُ الكَسَل و التوانی عن طلب الرزق، قال: و هو مأْخوذ من الإِنسان الخَجِل یبقی ساكناً لا یتحرك و لا یتكلم، و منه قیل للإِنسان: قد خَجِلَ إِذا بقی كذلك، و الدَّقَع: سوء احتمال الفقر؛ قال الكمیت: و لم یَدْفَعُوا، عند ما نابَهم لِوَقْعِ الحُروب، و لم یَخْجَلوا
لسان العرب، ج‌11، ص: 201
یقول: لم یَخْضَعُوا للحرب و لم یَستَكِینوا و لم یَخْجَلوا أَی لم یَبْقَوْا فیها باهتین كالإِنسان المُتَحَیِّر الدَّهِشِ، و لكنهم جَدُّوا فیها؛ و قال غیره: لم یَخْجَلوا لم یَبْطَروا و لم یَأْشَروا؛ قال أَبو عبید: و هذا أَشبه الوجهین بالصواب، قال: و أَما‌حدیث أَبی هریرة أَن رجلًا ضَلَّت له أَیْنُقٌ فأَتی علی واد خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَیْنُقَه فیه؛ الخَجِل فی الأَصل: الكثیر النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف. و خَجِلَ الوادی و النباتُ: كثر صوت ذبابه لكثرة عُشْبه. و الخَجَل: البَرَمُ، خَجِلَ خَجَلًا و أَخْجَلَه. و الخَجَل: التوانی عن طلب الرزق و الكسلُ. و خَجِلَ خَجَلًا: بقی ساكتاً لا یتكلم و لا یتحرك. و الخَجَل: الفَساد. و خَجِل النَّبتُ خَجَلًا: طال و الْتَفَّ. و واد خَجِلٌ: مُلْتَفُّ النبات، و قیل مُفْرِط النبات، و الجمع خجل «2» و واد مُخْجِلٌ؛ قال أَبو النجم: تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التَّهَدُّل فی رَوْض ذَفْراء، و رُغْلٍ مُخْجِل أَی حابس للإِبل من كثرته. و الحِفْراة: شجرة مَلْحاء مثل القُنْفُذة، قال: و الذَّفْراء و الرُّغْل شجرتان. و الخَجَل: الْتِفاف النبات و حُسْنُه. و الخَجِل: المكان الكثیر العُشْب. و حَمْضٌ مُخْجِلٌ: أَشِبٌ طویل؛ قال أَبو حنیفة: كَلأٌ مُخْجِل واسع كثیرٌ نامٍ حابسٌ یُقام فیه و لا یُجاوَز، و قیل: الخَجِل العُشْب إِذا طال و بَلَغ غایته. و أَخْجَلَ الحَمْضُ إِذا طال و الْتفَّ، فهو مُخْجِل. و قال أَبو حنیفة: ثوب خَجِلٌ یَعْتَقل لابسَه فیَتَلبَّد فیه. و الخَجِل: الثوب الخَلَق، قال شمر: و الخَجِل المَرِح؛ و أَنشد: قد یَهْتَدی لصَوْتیَ الحادی الخَجِل أَی المَرِح. و فلان یَمْشِی الخَوْجَلی: و هو مشی للنساء بتَكَسُّر.

خدل؛ ج11، ص: 201

: الخَدْل: العَظیمُ الممتلئ؛ و منه قول ابن أَبی عَتیق رواه ثعلب قال: و الله إِنی لأَسیر فی أَرض عُذْرَة إِذا أَنا بامرأَة تحمِل غلاماً خَدْلًا لیس مثْلُهُ یُتَوَرَّك. و الخَدْلة من النساء: الغلیظةُ الساق المُسْتَدِیرَتُها، و جمعها خِدَال؛ و امرأَة خَدْلة الساق و خَدْلاءُ بیِّنة الخَدَل و الخَدَالة: ممتلئةُ الساقین و الذراعین. و یقال: مُخَلْخَلُها خَدْل أَی ضَخْمٌ. و‌فی حدیث اللعان: و الذی رُمِیَتْ به خَدْلٌ جَعْدٌ؛ الخَدْل: الغلیظ الممتلئ الساق. و ساق خَدْلة بیِّنة الخَدَل و الخَدَالة و الخُدُولة و قد خَدِلَتْ خَدالةً، و خَدَالتُها: استدارتُها كأَنما طُوِیَتْ طَیًّا؛ و قال ذو الرمة یصف نساء: جَواعل فی البُرَی قَصَباً خِدَالا یعنی عِظام أَسْوُقها أَنها غلیظة. و امرأَة خِدْلِمٌ: كخَدْلة؛ قال الأَغلب: یا رُبَّ شیخٍ من لُكَیْزٍ كَهْكَم، قَلَّصَ عن ذات شباب خِدْلِم الكَهْكَم: الذی یُكَهْكِه فی یده؛ الصحاح: و كذلك الخِدْلِمُ، بالكسر و المیم زائدة؛ قال الراجز: لیست بكَرْواء، و لكن خِدْلِمِ، و لا بزَلّاء، و لكن سُتْهُمِ و الخَدْلة: الحَبَّة من العِنَب إِذا كانت صغیرة قَمِیئة من آفة أَو عَطَش. و الخَدْلة و الخُدْلة؛ الأَخیرة عن كراع: السَّاق من الصَّابَة. و الصَّابُ: ضَرْب من الشجر المُرِّ.
(2). قوله [خجل] هكذا فی الأَصل غیر مضبوط بالتحریك
لسان العرب، ج‌11، ص: 202‌

خدفل؛ ج11، ص: 202

: التهذیب: أَبو عمرو بن العلاء الخَدافِل المَعاوِزُ. و من أَمثالهم: غَرَّنی بُرْداكَ من خَدافِلی؛ و أَصله أَن امرأَة رأَت علی رجل بُرْدَیْنِ فتزوَّجته طَمَعاً فی یَساره فأَلْفَتْه مُعْسِراً. ابن الأَعرابی: خَدْفَل الرجلُ إِذا لَبِس قمیصاً خَلَقاً.

خذل؛ ج11، ص: 202

: الخاذِلُ: ضد الناصر. خَذَلَه و خَذَلَ عنه یَخْذُلُهُ خَذْلًا و خِذْلاناً: تَرَكَ نُصْرته و عَوْنه. و التَّخْذِیل: حَمْلُ الرجل علی خِذْلان صاحبه و تَثْبِیطُه عن نصْرته. الأَصمعی. إِذا تَخَلَّف الظبیُ عن القَطِیع قیل خَذَلَ؛ قال عدی بن زید یصف فرساً: فهو كالدَّلْو بكَفِّ المُسْتَقِی، خَذَلَت عنه العَرَاقی فانْجَذَم أَی بایَنَتْه العَراقی. و خِذْلانُ الله العبدَ: أَن لا یَعْصِمَه من الشُّبَه فیقع فیها، نعوذ بلطف الله من ذلك. و خَذَّل عنه أَصحابَه تخذیلًا أَی حَمَلَهم علی خِذْلانه. و تَخَاذَلوا أَی خَذَل بعضُهم بعضاً. و‌فی الحدیث: المؤمن أَخو المؤمن لا یَخْذُله؛ الخَذْل: ترك الإِعانة و النصرة. و رجل خُذَلَة، مثال هُمَزة، أَی خاذل لا یزال یَخْذُل. ابن الأَعرابی: الخَاذِل المنهزم، و تَخَاذَل القومُ: تَدَابَروا. و خَذَلَت الظَّبیةُ و البقرةُ و غیرُهما من الدواب، و هی خَاذِل و خَذُول: تَخَلَّفَت عن صواحبها و انفردت، و قیل: تَخَلَّفت فلم تَلْحَق. و خَذَلَت الظَّبیةُ و أَخْذَلَتْ، و هی خَاذِل و مُخْذِل: أَقامت علی ولدها، و یقال: هو مقلوب لأَنها هی المتروكة، و تَخَاذَلَتْ مثلُه. التهذیب: الخَاذِل و الخَذُول من الظباء و البقر التی تَخْذُل صَوَاحِباتها و تَنْفُر مع ولدها، و قد أَخْذَلَها ولَدُها. قال أَبو منصور: هكذا رأَیته فی النسخة: و تَنْفُر، و الصواب و تتخلف مع ولدها و تَنْفَرِد مع ولدها، قال: هكذا روی أَبو عبید عن الأَصمعی. و الخَذُول: التی تتخلف عن القَطِیع و قد خَذَلَتْ و خَدَرَتْ؛ و أَنشد غیره: خَذُول تُرَاعِی رَبْرباً بخَمِیلة و الخَذُول من الخَیْل: التی إِذا ضَرَبَها المَخاض لم تَبْرَح من مكانها. و تَخَاذَلَت رِجْلا الشیخ: ضَعُفَتا. و رَجُل خَذُول الرِّجْل: تَخْذُله رِجْلُه من ضَعْف أَو عاهة أَو سُكْر؛ قال الأَعشی: فتَرَی القومَ نَشَاوَی كُلَّهم، مثل ما مُدَّت نِصَاحَاتُ الرَّبَح كُلّ وَضَّاحٍ كریمٍ جَدُّه، و خَذُولِ الرِّجْل من غیر كَسَح قال ابن بری: صدر البیت: بین مغلوب نَبِیل جَدُّه و یروی: … كریمٍ جَدُّه.

خذعل؛ ج11، ص: 202

‏: الخَزْعَلة: ضَرْب من المشْی كالخَذْعَلة. و خَذْعَلَهُ بالسیف: قَطَّعه. و الخِذْعل، بالكسر، و الخِرْمِل: المرأَةُ الحَمْقاء؛ و قول المتنخل: تَنْتَخِبُ اللُّبَّ، له ضَرْبَةٌ خَدْباءُ كالعَطِّ من الخِذْعِل قیل: الخِذْعِل المرأَة الحَمْقاء، و قیل: الخِذْعِل ثیاب من أَدَم یلبسها الرُّعْن. قال الأَزهری: هذا قاله المتنخل یصف سیفاً أَی هذا السیف كأَنه أَهْوَج لا عقل له؛ و الخَدَبُ: تَهَاوِی الشی‏ء لا یتَمالك و إِنما‏
لسان العرب، ج‏11، ص: 203
‏هذا مَثَل أَی هذا السیف لا یبالی ما أَصاب، و قال: كالعَطِّ من الخِذْعِل أَراد كالشَّقِّ من ثوب الخِذْعِل، كقوله تعالی: وَ لٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقیٰ. و خَذْعَلَ البِطِّیخَ إِذا قَطَّعه قِطَعاً صِغاراً.

خردل؛ ج11، ص: 203

: الخُرْدُولة: العضو الوافر من اللحم. و خَرْدَلَ اللحمَ: قَطَّع أَعضاءَه وافرة، و قیل: خَرْدَلَ اللحمَ قَطَّعه صغاراً، و قیل: خَرْدَلَ اللحمَ قَطَّعه و فَرَّقه، و الذال فیه لغة. و لحم خَرَادِیلُ و مُخَرْدَلٌ إِذا كان مُقَطَّعاً؛ و منه قول كعب بن زهیر: یَغْدُو فیَلْحَم ضِرْغَامَیْنِ، عَیْشُهما لَحْمٌ من القَوم مَعْفُورٌ خَرَادِیل أَی مُقَطَّع قِطَعاً. و المُخَرْدَل: المصروع و الخَرْدَل: ضرب من الحُرْف معروف، الواحدة خَرْدَلَة. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ كٰانَ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنٰا بِهٰا؛ أَی زِنَة خَرْدَل. و خَرْدَلَتِ النَّخْلةُ و هی مُخَرْدِلة و هی مُخَرْدِلٌ: كثر نَفَضُها و عظم ما بقی من بُسْرِها. و خَرْدَلَ الطعامَ خَرْدَلَة: أَكل خِیَاره و أَطایِبَه؛ و منه‌الحدیث: فمنهم المُوبَقُ بعمله و منهم المُخَرْدَل؛ قال: المُخَرْدَل المصروع المَرْمِیُّ، و قیل: المُخَرْدَل المُقَطَّع تُقَطِّعه كلالیب الصراط حتی یَهْوِیَ فی النار.

خرذل؛ ج11، ص: 203

: خَرْذَل اللحمَ: قَطَّعه و فَرَّقه، بالدال و الذال، و قد تقدم فی الدال، و فَصَّل أَعضاءَه «1».

خرقل؛ ج11، ص: 203

: ابن الأَعرابی: خَرْقَلَ فلان فی رَمْیِه إِذا تَنَوَّق فیه، قال: و الخَرْقَلَة امِّراق السهم من الرَّمِیَّة؛ و أَنشد: تَحادَل فیها ثم أَرْسَل قَدْرَها، فَخَرْقَل منها جُفْرَة المُتَنَكِّس یقول: تحادل الرامی علی القوس أَی مال علیها فامَّرَق السهمُ من جُفْرَة الرَّمیَّة، و هی وسَطُها، و الله أَعلم.

خرمل؛ ج11، ص: 203

: الخِرْمِل، بالكسر: المرأَة الرَّعْناء، و قیل: العجوز المُتَهَدِّمة الحَمْقاء مثل الخِزْعِل؛ و أَنشد ابن بری: عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَرامِل دَلُّها، و لا زِیُّها زِیُّ القِباح القَرازِح «2». القَرازِح: القِصَار، الواحدة قُرْزُحة. و ناقة خِرْمِل: مُسِنَّة.

خزل؛ ج11، ص: 203

: الخَزَل: من الانْخِزَال فی المَشْی كأَن الشَّوْكَ شاك قَدَمه؛ قال الأَعشی: إِذا تَقُوم یكاد الخَصْر یَنْخَزِل ابن سیدة: الخَزَل و التَّخَزُّل و الانْخِزَال مِشْیة فیها تَثَاقُل و تَراجُعٌ، زاد غیره: و تَفَكك، و هی الخَیْزَل و الخَیْزَلَی و الخَوْزَلَی مثل الخَیْزَرَی و الخَوْزَرَی إِذا تَبَخْتر. و‌فی حدیث الشَّعْبی: قُصَل الذی مَشَی فَخَزِل‌أَی تَفَكَّك فی مشیه، و منه مِشْیة الخَیزَلَی. و تَخَزَّل السحابُ إِذا تَثَاقَلَ و رأَیته كأَنه یَتَراجَع. و الخُزْلة و الخَزَل: الكَسْرة فی الظَّهْر، خَزِل یَخْزَل خَزَلًا، فهو أَخْزَلُ و مَخْزُول. و الأَخزل: الذی فی وسَط ظهره كَسْرَة و هو مَخْزُول الظَّهر.
(1). قوله [و فصل أَعضاءه] هكذا فی الأَصل (2). قوله [لا دل الخرامل] تقدم فی ترجمة قرزح الخوامل فی البیت بالواو و الصواب كما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 204
و فی وسط ظهره خُزْلَة أَی هُوَ مثل سَرْج «1» و الأَخْزَل من الإِبل: الذی ذَهَب سَنامُه كله، و الفعل كالفعل، و أَما الأَجزل، بالجیم، فهو الذی أَصابت غاربه دَبَرَة فاطمأَنَّ موضعُه؛ قال أَبو منصور: أُراه أَراد الأَجزل، بالجیم، فصحفه و جعله خاء، و قد مضی الحدیث علی جزل. و أَما الخَزْل، بالخاء، فهو القطع؛ یقال: خَزَلْته فانْخَزَلَ أَی قطعته فانقطع؛ و قول الشاعر: یَكاد الخَصْرُ یَنْخَزِل معناه ینقطع لضُمْرِه، كما قال الآخر یكاد یَنْغَرِف أَی ینقطع، علی أَن الجَزْل بالجیم یكون قَطْعاً. یقال: جازل من الجُزَّال، و لعل الخاء و الجیم یتعاقبان فی هذا. و انْخَزَلَ الشی‌ءُ: انقطع. و الاخْتِزَال: الاقتطاع. یقال: اخْتَزَلَه عن القوم مثل اخْتَزَعه. و اخْتَزَلَ فلان المالَ، بالخاء، إِذا اقتطعه، لا یقال إِلَّا بالخاء. و‌فی حدیث الأَنصار: و قد دَفَّت دافَّةٌ منكم یریدون أَن یَخْتَزِلُونا من أَصلنا‌أَی یریدون أَن یَقْتَطِعونا و یذهبوا بنا منفردین؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَرادوا أَن یَخْتَزِلُوه دوننا‌أَی ینفردوا به، و‌فی حدیث أُحُد: انْخَزَلَ عبدُ الله بنُ أُبیٍّ من ذلك المكان‌أَی انفرد. و المَخْزُول من الشِّعْر؛ ابن سیدة: الخَزْل و الخُزْلة فی الشِّعْر ضَرْب من زِحاف الكامل سقوط الأَلف و سكون التاء من متفاعلن فیبقی متفعلن، و هذا البناء غیر مَقُول فیصرف إِلی بناءٍ مَقول و هو مفتعلن؛ و بیته: مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها و عَفَت أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لم تُجِبِ اللیث: الخُزْلة سقوط تاء متفاعلن و مفاعلتن؛ و بعضهم یقول خزلة «2» كقوله: و أَعطی قَوْمه الأَنصار فَضْلًا، و إِخوتَهُم من المُهاجِرِینا و تمامه: … من المُتَهاجِرینا. قال: و لا یكون هذا إِلا فی الوافر و الكامل؛ و مثله: لقد بَحِحْتُ من النِّداء بِجَمْعِكم: هَلْ من مُبارِز؟ تمامه: و لقد …، بالواو، و یسمی هذا أَخزل و مخزولًا. و رجل خُزَلة و خُزَرة أَی یحبسك عما ترید و یَعُوقك عنه. ابن سیدة: و الاخْتِزَال الحذف، استعمله سیبویه كثیراً، قال: و لا أَعلم ذلك عن غیره. و انْخَزَل عن جوابی: لم یَعْبَأ به. و انْخَزَل فی كلامه: انقطع. و یقول القائل إِذا أَنشد بیتاً فلم یحفظه كله: قد كان عندی خُزْلة هذا البیت أَی الذی یُقیمه إِذا انْخَزل فذَهَب ما یُقیمه. و اخْتَزَل برأْیه: انفرد. و خَزَلَه عن حاجته یَخْزِلُه: خوّفه «3». و خَوْزَل: اسم امرأَة.

خزعل؛ ج11، ص: 204

‏: الخَزْعَلة: خَمَعان الضِّبْعان. و خَزْعَل الماشی: نَفَضَ رِجْلَه؛ قال: و رِجْلِ سوءٍ من ضِعاف الأَرجُل متی أُرِدْ شَدَّتها تُخَزْعِل خَزْعَلَة الضِّبْعان بین الأَرْمُل
(1). قوله [أی هو مثل سرج] هكذا فی الأَصل و لعله أو هوّة مثل سرج، و الهوّة بالضم و تشدید الواو: المكان المنهبط كما فی القاموس (2). قوله [خزلة] هكذا الخاء غیر مقیَّدة بالحركة و لعلها مفتوحة (3). قوله [خوفه] قال شارح القاموس: كذا هو فی بعض نسخ المحكم، و الصواب عوقه كما فی القاموس
‏لسان العرب، ج‏11، ص: 205
‏و ناقة بها خَزْعَال أَی ظَلْع. و خَزْعَل فی مِشْیته أَی عَرِج. قال الفراء: و لیس فی الكلام فَعْلال مفتوح الفاء من غیر ذوات التضعیف إِلَّا حرف واحد. یقال: ناقة بها خَزْعَال إِذا كان بها ظَلْع، و زاد ثعلب: قَهْقَار، و خالفه الناس و قالوا قَهْقَرٌّ، و زاد أَبو مالك قَسْطال و هو الغُبار، و أَما فی المضاعف فَفَعْلال فیها كثیر نحو الزَّلْزال و القَلْقال. و خَزْعَل خَزْعَلةً: طَلَع. و الخُزْعَالَة: اللَّعِب و المُزَاح [المِزَاح.

خزعبل؛ ج11، ص: 205

: الخُزَعْبِل و الخُزَعْبِیل: الباطل، و فی الصحاح: الأَباطیل. قال الجرمی الخُزَعْبِیلَة ما أَضْحَكْتَ به القوم؛ یقال: هات بعض خُزَعْبِیلاتك؛ خُزَعْبِیلاتُ الكلام: هَزْله و مِزَاحه. و الخُزَعْبِلة: الفُكاهة و المُزاح [المِزَاح. و من أَسماء العَجَب الخُزَعْبِلة و الحَدَنْبَدَی، و قال ابن درید: خَزَعْبَل و خُزَعْبِیل هی الأَحادیث المستَظْرَفة.

خزنبل؛ ج11، ص: 205

: اللیث: الخَزَنْبَل هی الحَمْقاء، و یقال هی العجوز المُتَهَدِّمة، و الجمع الخَزَابِل.

خسل؛ ج11، ص: 205

: الخَسِیل: الرَّذْل من كل شی‌ء، و الجمع خَسَائِل و خِسَال، الأُولی نادرة. و هو من خَسِیلتهم أَی من خُشارتهم، و قد تقدم ذلك فی حرف الحاء. و الخُسالة و الحُسالة: الرَّدِی‌ء من كل شی‌ء. و المَخْسول و المَحْسُول: المَرْذول، بالخاء و الحاء جمیعاً، و المُخَسَّل و المُحَسَّل مثله؛ قال العجاج: ذی رَأْیهم و العاجِزِ المُخَسَّل و رَجُل مُخَسَّل و مَخْسُول: مَرْذول. و الخُسَّل و الخُسَّال: الأَرذال و الضُّعَفاء؛ و قال: و نَحْن الثُّرَیَّا و جَوْزَاؤُها، و نحن الذِّرَاعان و المِرْزَمُ و أَنتم كواكبُ مَخْسُولة، تُری فی السماء و لا نُعْلَمُ و یروی: … مَسْخُولة. و خَسَلهم: نفاهم، و الله أَعلم.

خشل؛ ج11، ص: 205

: الخَشْل: البَیْضة إِذا أَخْرَجْتَ جوفها؛ عن أَبی حنیفة. و الخَشْل و الخَشَل، مُحَرَّك الشین: المُقْلُ نفسه، قیل هو الیابس، و قیل هو رَطْبُه و صغاره الذی لا یؤكل، و قیل هو نواه، واحدته خَشْلة و خَشَلَة؛ قال الكمیت: یَسْتَخْرِج الحَشَراتِ الخُشْنَ رَیِّقُها، كأَن أَرؤسَها فی مَوْجه الخَشَلُ قال ابن بری: قال علی بن حمزة إِنما هو الخَشْل، بسكون الشین لا غیر، و أَما الخَشَل فی بیت الكمیت فإِنما حرَّكه ضرورة؛ قال ذو الرمة: و ساقت حَصَادَ القُلْقُلان، كأَنما هو الخَشْل أَعرافُ الرِّیاح الزَّعازِع و یروی: … كأَنه نَوَی الخَشْل … أَی نوی المُقْل. و الخَشْل: الردی‌ء من كل شی‌ء، و قد تَخَشَّلَ، و أَصله من ذلك. اللیث: الخَشْل من المُقْل كالحَشَف من التَّمْر. و رجل مُخَشَّل و مَخْشُول: مرذول و قد خَشَلَه. و الخَشْل: رؤوس الحُلِیِّ من الخلاخیل و الأَسْوِرة، و قیل: الخَشْل ما تَكَسَّر من رؤوس الحُلِیِّ و أَطرافِه، و الخَشَل كذلك؛ قال الشماخ: تَرَی قِطَعاً من الأَحناش فیه جَماجِمُهن كالخَشَل النَّزِیع و مما حكاه ابن بری عن علی بن حمزة قال: و الخَشْل الأَسْوِرة و الخلاخیل، بالإِسكان لا غیر، و هو ما كان منها أَجْوَف غیر مُصْمَت، و كل أَجوف غیر
لسان العرب، ج‌11، ص: 206
مُصْمَت فهو خَشْلٌ، بالإِسكان. قال: و أَما رؤوس الأَسْوِرة و الخلاخیل فلا تكون إِلا مُصْمَتة و لیست خَشْلًا؛ قال: و منه قول رؤبة: كثَمَر الحُمَّاض غَیْرِ الخَشْل أَی غیر الردی‌ء. و حكی ابن بری عن أَبی عمر الزاهد و ابن خالویه و ابن فارس و غیرهم فی الخَشْل للمُقْل، كقول ابن حمزة إِنه بالإِسكان لا غیر، و إن ما ورد منه محرّكاً فهو علی جهة الضرورة كبیت الكمیت و كبیت الشماخ؛ قال ابن بری: هكذا رواه الخلیل بتحریك الشین، قال: و قد قیل إِنهما لغتان، و الأَعرف فیهما سكون الشین، قال: و قد روی بالتحریك أَیضاً عن ابن خالویه، قال: الخَشَل المُقْل و الحُلِیُّ، و قال ابن خالویه: الخَشْل المُقْل الیابس، و یقال لرَطْبه البَهْشُ، و یقال لنواه المُلْجُ، و لسویقه الحَتِیُّ و العَكِیُّ و الثَّتی، الثاء قبل التاء. و رجل مُخَشَّل: مُحَلَّی من ذلك. و الخَشْل: ضرب من النبات أَصفر و أَحمر و أَخضر؛ قال الشاعر: حتی اكْتَسَتْ من ضَرْب كل شَكْل، كَثَمر الحُمَّاض غَیْرِ الخَشْل و الخَشْل: ردی‌ء المُقْل. و الخَشْل: ما تَكَسَّر من الحُلِیِّ، و قیل: إِن الخَشْل فی بیت ذی الرمة رؤوس الحُلیِّ. و یقال: الحَتِیُّ قِشْرة المُقْلة التی تؤكل، و المُقْلة نفسُها بلا قشر خَشْلة، و هی النَّواة، قال: فعلی هذا للفظة الخَشْل أَحد عشر معنی: المُقْل و نواه و یابسه و ردیئه، و الردی‌ء من كل شی‌ء، و الحُلِیُّ و رؤُوسه و ما تكَسَّر منه و ما تَجَوَّف منه، و المُجَوَّف من كل شی‌ء و ضرب من النَّبْت، و الخَنْشَلِیلُ نذكره فی ترجمة خنشل فإِن سیبویه جعله مرة ثلاثیّاً و أُخری رباعیّاً، و الله أَعلم.

خصل؛ ج11، ص: 206

: الخَصْلة: الفَضِیلة و الرَّذیلة تكون فی الإِنسان، و قد غلب علی الفضیلة، و جمعها خِصَال. و الخَصْلة: الخَلَّة. اللیث: الخَصْلة حالات الأُمور، تقول: فی فلان خَصْلة حَسَنة و خَصْلة قبیحة، و خِصال و خَصَلات كریمة. و‌فی الحدیث: من كانت فیه خَصْلة من النفاق‌أَی شُعْبة من شُعَب النفاق و جزء منه أَو حالة من حالاته. و الخَصْلة و الخَصْل فی النِّضال: أَن یقع السَّهم بِلزْق القِرْطاس، و إِذا تناضلوا علی سَبْق حَسَبوا خَصْلتین بمُقَرْطَسَة. و یقال: رَمی فأَخْصَل، قال: و من قال الخَصْل الإِصابة فقد أَخطأَ؛ قال الطرماح: تلك أَحْسابُنا، إِذا احْتَتَنَ الخَصْلُ، و مدّ المَدَی مَدَی الأَغراض و قد أَخْصَلَ الرَّامی. و تَخَاصَل القومُ: تَراهنوا علی النِّضال، و یُجْمَع علی خِصَال. و أَصاب خَصْلَه و أَحْرز خَصْلَه: غَلَب علی الرِّهان. و الخَصِیل: المَقْمور. و الخَصل فی النضال: الخَطَر الذی یخاطر علیه، و أَنشد بیت الطرماح؛ و أَنشد لآخر: و لی إِذا ناضلتُ سَهْمُ الخَصْل و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنه: أَنه كان یَرْمی فإِذا أَصاب خَصْلة قال أَنا بِها أَنا بِها؛ الخَصْلة الإِصابة فی الرمی و هی المَرَّة من الخَصْل، و هی الغلبة فی النِّضال و القَرْطسة فی الرَّمْی، قال: و أَصل الخَصْل القَطْع لأَن المتراهنین یقطعون أَمرهم علی شی‌ء معلوم. و خَصَل القومَ خَصْلًا و خِصَالًا: نَضَلَهم؛ قال الكمیت یصف رجلًا: سَبَقْتَ إِلی الخیرات كلَّ مُناضِل، و أَحْرَزْتَ بالعشر الولاء خِصَالَها
لسان العرب، ج‌11، ص: 207
ابن شمیل: إِذا أَصاب القِرْطاسَ فقد خَصَلَه. أَبو عمرو: الخَصْل القَمْر فی النِّضال، و قد خَصَلَه إِذا قَمَره، و تَخَاصَلوا إِذا اسْتَبَقوا. و قال بعضهم: الخَصْلة الإِصابة فی الرمی. و قال بعضهم: الخَصْلَة القَمْرة. یقال: لی عنده خَصْلَة وَ خَصْلَتان أَی قَمْرة و قَمْرتان، و هی الخِصَال. و الخَصِیلة: كل قِطْعة من لحم عَظُمَت أَو صَغُرت، و قیل: هی لحم الفخذین و الساقین و العَضُدین و الذراعین؛ و أَنشد: عاری القَرَا مُضْطَرِب الخَصَائِل و قیل: هی كل عَصَبة فیها لحم غلیظ؛ و قال القَطِران السَّعدی: و جَوْنٍ أَعانته الضُّلوع بزَفْرَة إِلی مُلُط بانَتْ، و بانَ خَصِیلُها إِلی مُلُطٍ أَی مع مُلُط، و المُلُط: جمع مِلاط العضد و الكتف، و قیل: الخَصِیلَة كل لَحْمةٍ علی حَیِّزها من لحم الفخذین و العضدین؛ و قال جریر: یَرْهَزُ رَهْزاً یُرْعِد الخَصَائِلا و قال ضابئ: إِذا هَمَّ لم تُرْعَد علیه خَصائِلُه و قال ابن مقبل: حتی استخلَّت خَصَائِله و‌فی كتاب عبد الملك إِلی الحجاج: كَمِیشَ الإِزار مُنْطَوِیَ الخَصِیلَة، قال: هو من ذلك. و كل لحم من عَصَبة خَصِیلَة، و جمعه خَصَائِل؛ قال الطرماح: حتی ارْعَوَیْنَ إِلی حَدِیثی، بعد إِرْعاد الخَصَائِل و قیل: الخَصِیلة كلُّ ما انْمَاز من لحم الفخذین، و الجمع خَصِیل و خَصَائِل. و قال بعض العرب یصف فرساً: إِنه سَبْط الخَصِیل وَهْواه الصَّهِیل؛ و قال زُهیر فی صفة فرس: و نَضْرِبه، حتی اطْمَأَنَّ قَذَالُه، و لم تَطْمَئِنَّ نَفْسُه و خَصَائِلُه قال: و ربما استعمل فی الإِنسان؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَبیتُ أَبو لَیْلَی دَفِیئاً، و ضَیْفُه من القَرِّ یُضْحی مُسْتَخَفّاً خَصَائِلُه و الخَصِیلَة: الطَّفْطفَة. و الخَصِیلَة: القلیلة من الشعر، و هی الخُصْلة، و قیل: الخُصْلَة الشعر المجتمع. اللیث: الخُصْلَة، بالضم، لَفِیفَة من الشعر، و جمعها خُصَل؛ و منه قول لبید: تَتَّقِینی بتَلِیلٍ ذی خُصَل التهذیب: و الخَصِیل الذَّنَب؛ و احتج بقول ذی الرمة: و فَرْدٍ یطیرُ البَقُّ عند خَصِیلَه، یَدِبُّ كنَفْضِ الرِّیح آلَ السُّرادق أَراد بالفَرْد ثوراً منفرداً. قال: و كل غصن من أَغصان الشجر خُصْلَة. و خَصَّلْت الشجر تَخْصِیلًا إِذا قَطَّعت أَغصانَه و شَذَّبته؛ و قال مزاحم العقیلی یصف صُرَدَیْن: كما صاح جَوْنا ضالتَیْنِ تَلاقَیَا كَحِیلان فی أَعلی ذُریً لم تُخَصَّل أَراد بالجَوْنَین صُرَدَین أَخضرین، جعلهما كَحِیلَینِ بخَطٍّ من مُؤْخِر العین إِلی ناحیة الصُّدْغ من الإِنسان.
لسان العرب، ج‌11، ص: 208
و الخَصْلَة و الخُصْلَة: العُنْقود. و الخَصْلَة و الخُصْلَة و الخَصَلَة، كل ذلك: عودٌ فیه شوك، و قیل: هو طرف القضیب الرَّطب اللَّین، و قیل: هو ما رخُص من قُضْبان العُرْفُط. و الخُصَل: أَطراف الشجر المُتَدَلِّیةُ. و خَصَلَه یَخْصُلُهُ خَصْلًا: قَطَعه. و خَصَّلَ البعیرَ: قَطَع له ذلك. و المِخْصَال: المِنْجَل. و المِخْصَل: القَطَّاع من السیوف و غیرها، لغة فی المِقْصَل، و كذلك المِخْذَم. ابن الأَعرابی: المِخْصَل و المِخْضَل، بالصاد و الضاد، و المِقْصَل السیف. و خَصَّلَ الشی‌ءَ: جعله قِطَعاً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و إِن یُرِدْ ذلك لا یُخَصِّلُ و بنو خُصَیْلَة: بطن.

خضل؛ ج11، ص: 208

: الخَضِل و الخَاضِل: كلُّ شی‌ءٍ نَدٍ یَتَرَشَّش من نَدَاه، فهو خَضِلٌ؛ قال دُكَیْن: أُسْقَی براووق الشَّبابِ الخَاضِل و قد خَضِلَ خَضَلًا و اخْضَلَّ و اخْضالَّ و أَخْضَلَ الثوبَ دمعُه: بَلَّه، و كذلك أَخْضَلَتْه السماءُ حتی خَضِلَ خَضَلًا. و أَخْضَلَتْنا السماءُ: بَلَّتْنا بَلًّا شدیداً؛ و نبات خَضِلٌ بالنَّدَی. و أَخْضَلْت الشی‌ءَ فهو مُخْضَل إِذا بَلَلْته. و شی‌ء خَضِلَ أَی رَطْب. و الخَضِلُ: النبات الناعم. و اخْضأَلَّت الشجرة اخْضِئْلالًا: لغة فی اخْضَالَّت إِذا كثر أَغصانها و أَوراقها. و أَخْضَلَ و اخْضَلَّ و اخْضَوْضَلَ اخْضِیضَالًا: ابْتَلَّ؛ قال الراجز: و لیلةٍ ذاتِ نَدیً مُخْضَلِّ و‌فی الحدیث: خطب الأَنصار فبَكَوْا حتی أَخْضَلُوا لِحاهم‌أَی بَلُّوها بالدموع. یقال: خَضِلَ و أَخْضَلَ إِذا نَدِی، و أَخْضَلْته أَنا؛ و‌فی حدیث عمر لما أَنشده الأَعرابی: یا عُمَر الخَیْر جُزِیتَ الجَنَّه بَكَی حتی اخْضَلَّتْ لِحْیتُه، و‌حدیث النجاشی: بكی حتی أَخْضَلَ لحیتَه.و‌فی حدیث أُم سلیم قال: خَضِّلِی قَنَازِعَك‌أَی نَدِّی شَعَرَك بالماء و الدُّهْن لیذهب شَعَثُه، و القَنازِعُ: خُصَل الشعر. و‌فی حدیث قُسٍّ: مُخْضَوْضِلَة أَغصانُها، هی مُفْعَوْعِلة منه للمبالغة. و شِواءٌ خَضِلٌ رَشْرَاش أَی رطب جَیِّد النُّضْج. و الخَضِیلَة: الروضة، و قیل: الرَّوضة القَمِعة. و الخُضُلَّة: النَّعْمَة و الرِّی. و هم فی خُضُلَّةٍ من العیش أَی نَعْمَة و رَفاهِیة؛ قال مرداس الدبیری: أُداوِرُها كَیْما تَلِین، و إِننی لأَلْقَی علی العِلّات منها التَّماسِیا إِذا قلتُ: إِنَّ الیوم یوم خُضُلَّةٍ و لا شَرْزَ، لاقَیتُ الأُمور البَجارِیا یعنی الخِصْب و نَضَارة العیش، و الشَّرْز: الغِلْظ، و التَّماسِیا: الدواهی. و یقال: أَخْضَلَتْ دموعُ فلان لحیتَه، و لم یُسْمَعوا یقولون: خَضِلَ الشی‌ءُ. و اخْضَلَّ الثوب اخْضِلالًا: ابْتَلَّ، و عیش مُخْضَلٌ و مُخْضَلٌّ: ناعم. و خُضُلَّة الرجل: امرأَتُه. و قال بعض سَجَعة فتیان العرب: تَمَنَّیْتُ خُضُلَّه، و نَعْلَین و حُلَّه. و یقال للیل إِذا أَقبل طِیبُ بَرْده: قد اخْضَلَّ اخْضِلالًا؛ قال ابن مقبل: من أَهل قَرْنٍ فما اخْضَلَّ العِشاءُ له، حتی تَنَوَّرَ بالزَّوْراءِ من خِیَم
لسان العرب، ج‌11، ص: 209
و قال الهذلی: جاءت كخاصی العَیْر لم تُكْسَ خَضْلةً، و لا عاجةً منها تلوحُ علی وَشْم یقال: جاء كخاصی العَیر أَی جاء عریاناً لیس معه شی‌ء. ابن السكیت: الخَضْلَة خَرَزة معروفة. و خُضُلَّة: من أَسماء النساء. و الخَضْل: اللؤلؤ، بسكون الضاد، یَثْرِبِیّة، واحدته خَضْلَة. و لؤلؤة خَضْلَة: صافیة.و جاءت امرأَة إِلی الحجّاج برجل فقالت: تَزَوَّجَنی هذا علی أَن یعطینی خَضْلًا نَبیلًا، یعنی لؤلؤاً صافیاً جَیِّداً. و دُرَّة خَضْلَة: صافیة، و النَّبیل الكثیر، و العرب تقول: نزلنا فی خُضُلَّة من العُشْب إِذا كان أَخضر ناعماً رطباً. و یقال: دعنی من خُضُلّاتك أَی من أَباطیلك.

خطل؛ ج11، ص: 209

: الخَطَل: خفة و سرعة، خَطِلَ خَطَلًا فهو خَطِلٌ و أَخْطَلُ. و الخَاطِل: الأَحمق العَجِل، و هو أَیضاً السَّریع الطَّعنِ العَجِلُهُ؛ قال: أَحْوَس فی الهَیْجاء بالرُّمْح خَطِل و فی التهذیب: یقال للأَحمق العَجِل خَطِلٌ، و للمقاتل السریع الطعن خَطِل؛ و أَنشد: أَحْوَس فی الظَّلْماء بالرُّمح الخَطِل فأَتی بالخَطِل بالأَلف و اللام. و سهم خَطِلٌ: یَعْجَل فیذهب یمیناً و شمالًا لا یَقْصِد قَصْد الهَدَف؛ قال: هذا لذاك و قَوْلُ المرءِ أَسْهُمُه، منها المُصیبُ و منها الطائش الخَطِل و الفعل من كل ذلك خَطِل خَطَلًا، و هو أَخْطَلُ؛ و قوله: لما رأَیت الدهرَ جَمًّا خَبَلُه، أَخْطَلَ، و الدَّهْرُ كثیرٌ خَطَلُه إِنما عنی أَنه لا یقصد فی أَعماله و لا یعتدل فی أَفعاله. و رجل خَطِلُ الیدین و خَطِلٌ فی المعروف: عَجِلٌ عند إِعْطاء النَّفَل. و یقال للجَوَاد من الرجال: خَطِلُ الیدین بالمعروف أَی عَجِلٌ عند الإِعطاء. الجوهری: رجل جَواد خَطِلٌ أَی سریع الإِعطاء. و الخَطَل: الكلام الفاسد الكثیر المضطرب، خَطِلَ خَطَلًا، فهو أَخْطَلَ و خَطِلَ. أَبو عبید: الهُراء المَنْطِق الفاسد، و یقال الكثیر، و الخَطَل مثله؛ و قال ابن الأَعرابی فی قوله رؤْبة: و دَغْیة من خَطِل مُغْدَوْدِن الدَّغْیة: الخُلُق الردی‌ء، إِنه لذو دَغَوات «4» أَی أَخلاق ردیئة؛ قال: و الخَطِل المضطرب. أَبو عمرو: خَطِلَ الرجلُ فی كلامه، بالكسر، خَطَلًا و أَخْطَلَ فی كلامه بمعنی واحد أَی أَفْحَش. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: فركب بهم الزَّلَل و زَیَّن لهم الخَطَل؛ الخَطَل: المَنْطِقُ الفاسد. و خَطَلُ المرأَةِ: فُحْشُها و ریبتها. و امرأَة خَطَّالَة: فَحَّاشة أَو ذات ریبة. و الخَطَلُ: الطول و الاضطراب، یكون ذلك فی الإِنسان و الفرس و الرمح و نحو ذلك. رمح خَطِلٌ و أَخْطَلُ: مضطرب. و لسان خَطِل و رجل أَخْطَلُ اللسان إِذا كان مضطرب اللسان مُفَوَّهاً. و رجل خَطِلُ القوائم: طویلُها. و أُذُن خَطْلاءُ بَیِّنة الخَطَل: طویلة مضطربة مسترخیة. و شاة خَطْلاء: أَذْناءُ. اللیث: الخَطْلاء من الشاء العریضة الأُذنین جدًّا، أُذُناه خَطْلاوَانِ كأَنهما نَعْلان. و یقال للمرأَة الجافیة الخَلْق الطویلة الیدین: امرأَة خَطْلاء، و نِسْوة خُطْل. و كلاب الصید خُطْلٌ لاسترخاء آذانها، و الفعل من كل ذلك خَطِلَ خَطَلًا. و ثَلَّة خُطْل:
(4). قوله [لذو دغوات] عبارة الجوهری: إنه لذو دغوات و دغیات أی أخلاق ردیئة
لسان العرب، ج‌11، ص: 210
و هی الغنم المسترخیة الآذان، و منه سمی الأَخْطَل الشاعر، و قیل: إِنما سمی بذلك لطول لسانه، و قیل: هو من الخَطَل فی القول؛ و ذلك أَنه قال لكعب بن جُعَیل: لعَمْرُك إِنَّنی، و ابْنَیْ جُعَیْل و أُمَّهُما، لإِسْتارٌ لئیمُ فقال له كعب: إِنك لأَخْطَل من الخَطَل فی القول و هو الفُحْش، فسمی الأَخْطَل؛ قال ابن سیدة: و لیس ذلك بشی‌ء. و الخَطَل: التَّلَوِّی و التبختر، و قد خَطِلَ فی مِشْیته. و الخَطِل من الثیاب: ما خَشُن و غَلُظَ و جَفَا؛ و أَنشد: أَعَدَّ أَخْطَالًا له و ترمقا یعنی الصَّیّاد. و الخَطِل: طَرَف الفُسْطاط، و جمعه أَخْطَال. و ثوب خَطِلٌ: یَنْجَرُّ علی الأَرض من طوله. و الخَیْطَل: السِّنَّوْر؛ قال: یُداری النَّهار بسَهْم له، كما عالج الغُفَّةَ الخَیْطَلُ «1». ابن الأَعرابی: هی الهرُّ «2». و الخَیْطَل: الخازِبَازُ. و الخَیْطَل: الكلب. و الخَیْطَل: من أَسماء الداهیة. و الخَیْطَل: جماعة الجراد مثل الخَیْط؛ قال ابن سیدة: و إِنما لم أَحكم علی لامها بالزیادة لأَن اللام قلیلًا ما تزاد إِنما زیدت فی عَبْدَل، و لذلك قضینا أَن لام طَیسَل أَصل، و إِن كانوا قد قالوا طَیْس. و الخَیْطَل: العَطَّار.

خعل؛ ج11، ص: 210

: الخَیْعَل: الفَرْوُ، و قیل: ثوب غیر مَخیط الفَرْجَیْن یكون من الجلود و من الثیاب، و قیل: هو درع یُخاط أَحد شِقَّیه تَلْبَسه المرأَة كالقمیص؛ قال المتنخل الهذلی: السالك الثُّغْرة الیَقْظان كالِئُها، مَشْیَ الهَلُوك علیها الخَیْعَل الفُضُلُ و قیل: الخَیْعَل قمیص لا كُمَّیْ له. قال الأَزهری: و قد تقلب فیقال خَیْلَع، قال: و ربما كان غیر مَنْصوح الفَرْجَیْن، و أَورد نصف هذا البیت الذی نسبه ابن سیدة للجوهری، و نسبه لتأَبط شرًّا، و قد نسب الشیخ ابن بری البیت بكماله أَیضاً للمتنخل، فإِما أَن یكون أَبو منصور وهم فیه أَو یكون لتأَبط شرّاً عجُز بیت علی هذا النص؛ و أَنشد الشیخ ابن بری أَیضاً لحاجز السروی: و أَدْهَمَ قد جُبْتُ ظلماءه، كما اجْتابَت الكاعِبُ الخَیْعَلا و تقول: خَیْعَلْتُه فَتَخَیْعَلَ أَی أَلبسته الخَیْعل فَلبِسه. و قال الفراء: الخَوْعَلة الاختباء من ریبة. و الخَیْعَل: الخَیْلَع. و الخَیْعَل: من أَسماء الذِّئب. و خَیَاعِل: اسم موضع؛ قال رؤبة: یَجُوز مَهْواةً إِلی خَیَاعِلا «3». قال الجوهری: الخَیْعَل قمیص لا كُمَّیْ له، و إِنما أُسقطت النون من كمین للإِضافة لأَن اللام كالمُقْحَمة لا یعتدّ بها فی مثل هذا الموضع، كقولك لا أَبا لَكَ و أَصله لا أَباك؛ أَ لا تری إِلی قول أَبی حَیَّة النُّمیری: أَ بالمَوْتِ الذی لا بُدَّ أَنِّی مُلاقٍ، لا أَباكِ تُخَوِّفِینی؟
(1). قوله [یداری النهار إلخ] تقدم هذا البیت فی ترجمة غفف: یدیر النهار بجش‌ء له إلخ، و الجش‌ء، بالفتح: هو السهم (2). قوله [هی الهرّ] هكذا فی الأصل، و الهرّ یقع علی الذكر و الأنثی (3). قوله [یجوز مهواة إلخ] عجز بیت، و صدره كما فی شرح القاموس: و عقد الأرباق و الحبائلا
لسان العرب، ج‌11، ص: 211
و قولهم: لا عَبْدَیْ لك لأَنه بمنزلة قولك لا عَبْدَیْك، و لا تحذف النون فی مثل هذا إِلا عند اللام دون سائر حروف الخفض لأَنها لا تأْتی بمعنی الإِضافة.

خفل؛ ج11، ص: 211

: ابن الأَعرابی: الخَافِلُ الهارِبُ، و كذلك الماخلُ و المالِخ.

خفثل؛ ج11، ص: 211

: رَجُل خَفْثَلٌ و خُفَاثِل: ضعیف العقل و البدن.

خفجل؛ ج11، ص: 211

: الخَفَنْجَل و الخُفَاجِل: الثقیل الوَخِم، و قد خَفْجَله الكَسَلُ. الأَزهری فی الخماسی: الخَفَنْجَل الرجل الذی فیه سَماجة و فَحَجٌ؛ و أَنشد اللیث: خَفَنْجَل یَغْزِل بالدَّرَّارة

خفشل؛ ج11، ص: 211

: الخَفَنْشَل: الوَخِمُ الثقیل.

خلل؛ ج11، ص: 211

: الخَلُّ: معروف؛ قال ابن سیدة: الخَلُّ ما حَمُض من عَصیر العنب و غیره؛ قال ابن درید: هو عربی صحیح. و‌فی الحدیث: نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ، واحدته خَلَّة، یُذهب بذلك إِلی الطائفة منه؛ قال اللحیانی: قال أَبو زیاد جاؤوا بِخَلَّة لهم، قال: فلا أَدری أَ عَنَی الطائفة من الخَلِّ أَم هی لغة فیه كخَمْر و خَمْرة، و یقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قال: رَمَیْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه، فلم یَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ لیال و الخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، و قیل: الخَلُّ الخمرة الحامضة، و هو القیاس؛ قال أَبو ذؤیب: عُقارٌ كماء النِّی‌ءِ لیست بِخَمْطَة، و لا خَلَّة یَكوی الشَّرُوبَ شِهابُها و یروی: فجاء بها صفراء لیست؛ یقول: هی فی لون ماء اللحم النِّی‌ءِ، و لیست كالخَمْطَة التی لم تُدْرِك بعد، و لا كالخَلَّة التی جاوَزَت القَدْر حتی كادت تصیر خَلًّا. اللحیانی: یقال إِن الخَمْر لیست بخَمْطَة و لا خَلَّة أَی لیست بحامضة، و الخَمْطَة: التی قد أَخَذَت شیئاً من ریح كریح النَّبِقِ و التُّفَّاح، و جاءنا بلبن خامطٍ منه، و قیل: الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة، و قیل: الخَلَّة الخَمْرة المتغیرة الطعم من غیر حموضة، و جمعها خَلٌّ؛ قال المتنخل الهذلی: مُشَعْشَعة كعَیْنِ الدِّیك لیست، إِذا دِیفَتْ، من الخَلِّ الخِماط و خَلَّلَتِ الخَمْرُ و غیرُها من الأَشربة: فَسَدت و حَمُضَت. و خَلَّلَ الخمرَ: جعلها خَلًّا. و خَلَّل البُسْرَ: جعله فی الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ ثم جعله فی جَرَّة. و الخَلُّ: الذی یؤتدم به؛ سمی خَلًّا لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ الحَلاوة. و التَّخْلیل: اتخاذ الخَلِّ. أَبو عبید: و الخَلُّ و الخَمْر الخیر و الشر. و فی المثل: ما فلان بخَلٍّ و لا خَمْرٍ أَی لا خیر فیه و لا شر عنده؛ قال النمر بن تولب یخاطب زوجته: هلَّا سأَلتِ بعادِیاء و بیْتِه، و الخَلِّ و الخمرِ الذی لم یُمْنَع و یروی: التی لم تُمْنَع أَی التی قد أُحِلَّت؛ و بعد هذا البیت بأَبیات: لا تَجْزَعی إِن مُنْفِساً أَهلكتُه، و إِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذلك فاجزَعی و سئل الأَصمعی عن الخَلِّ و الخَمْر فی هذا الشعر فقال: الخَمْرُ الخیر و الخَلُّ الشر. و قال أَبو عبیدة و غیره: الخَلُّ الخیر و الخمر الشر. و حكی ثعلب: ما له خَلٌّ و لا خمر أَی ما له خیر و لا شر. و الاختلال: اتخاذ الخَلِّ. اللیث: الاخْتِلال من
لسان العرب، ج‌11، ص: 212
الخَلِّ من عصیر العنب و التمر؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لغیره أَنه یقال اخْتَلَّ العصیرُ إِذا صار خَلًّا، و كلامهم الجیِّد: خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد و صار خَلًّا. اللحیانی: یقال شَرابُ فلان قد خَلَّلَ یُخَلِّلُ تَخْلِیلًا، قال: و كذلك كل ما حَمُض من الأَشربة یقال له قد خَلَّلَ. و الخَلَّال: بائع الخَلِّ و صانِعُه. و حكی ابن الأَعرابی: الخَلَّة الخُمْرة الحامضة، یعنی بالخُمْرة الخمیر، فرُدَّ ذلك علیه، و قیل: إِنما هی الخَمْرة، بفتح الخاء، یعنی بذلك الخَمْر بعینها. و الخَلُّ أَیضاً: الحَمْض؛ عن كراع؛ و أَنشد: لیست من الخَلِّ و لا الخِمَاط و الخُلَّة: كل نَبْت حُلْو؛ قال ابن سیدة: الخُلَّة من النبات ما كانت فیه حلاوة من المَرْعی، و قیل: المرعی كله حَمْض و خُلَّة، فالحَمْض ما كانت فیه ملوحة، و الخُلَّة ما سوی ذلك؛ قال أَبو عبید: لیس شی‌ء من الشجر العظام بحَمْض و لا خُلَّة، و قال اللحیانی: الخُلَّة تكون من الشجر و غیره، و قال ابن الأَعرابی: هو من الشجر خاصة؛ قال أَبو حنیفة: و العرب تسمی الأَرض إِذا لم یكن بها حَمْض خُلَّةً و إِن لم یكن بها من النبات شی‌ء یقولون: عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة و أَرضین خُلَلًا؛ و قال ابن شمیل: الخُلَّة إِنما هی الأَرض. یقال: أَرْضٌ خُلَّة. و خُلَلُ الأَرضِ: التی لا حَمْض بها، قال: و لا یقال للشجر خُلَّة و لا یذكر؛ و هی الأَرض التی لا حَمْضَ بها، و ربما كان بها عِضاهٌ، و ربما لم یكن، و لو أَتیت أَرضاً لیس بها شی‌ء من الشجر و هی جُرُز من الأَرض قلت: إِنها لَخُلَّة؛ و قال أَبو عمرو: الخُلَّة ما لم یكن فیه مِلْح و لا حُموضة، و الحَمْض ما كان فیه حَمَضٌ و مُلوحة؛ و قال الكمیت: صادَفْنَ وَادِیَهُ المغبوطَ نازلُه، لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، من حَمْضه، الخُلَل و العرب تقول: الخُلَّة خُبْز الإِبل و الحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِیصها، و إنما تُحَوَّل إِلی الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة. و قوم مُخِلُّون: إِذا كانوا یَرْعَوْن الخُلَّة. و بَعیرٌ خُلِّیٌّ، و إِبِل خُلِّیَّة و مُخِلَّة و مُخْتَلَّة: تَرْعی الخُلَّة. و فی المثل: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَی انْتَقِل من حال إِلی حال. قال ابن درید: هو مَثَل یقال للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ و قال أَبو عمرو فی قول الطرماح: لا یَنی یُحْمِضُ العَدُوَّ، و ذو الخُلْلَة یُشْفی صَداه بالإِحْماضِ یقول: إِن لم یَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، و یقول: من جاء مشتهیاً قتالَنا شَفَیْنا شهوته بإِیقاعنا به كما تُشْفی الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض، و العرب تضرب الخُلَّة مثلًا للدَّعة و السَّعة، و تضرب الحَمْضَ مثلًا للشَّر و الحَرْب. و قال اللحیانی: جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَی أَكلت الخُلَّة و اشتهت الحَمْضَ. و أَرض مُخِلَّة: كثیرة الخُلَّة لیس بها حَمْض. و أَخَلَّ القومُ: رعت إِبلُهم الخُلَّة. و قالت بعض نساء الأَعراب و هی تتمنی بَعْلًا: إِن ضَمَّ قَضْقَض، و إِن دَسَر أَغْمَض، و إِن أَخَلَّ أَحْمَض؛ قالت لها أُمها: لقد فَرَرْتِ لی شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تقول: إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن یأْخذ من دُبُر؛ و قول العجاج: جاؤوا مُخِلِّین فلاقَوْا حَمْضا، و رَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا أَی كان فی قلوبهم حُبُّ القتال و الشر فَلَقُوا مَنْ
لسان العرب، ج‌11، ص: 213
شَفاهم؛ و قال ابن سیدة: معناه أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فیه؛ یُضْرب ذلك للرجل یَتَوَعَّد و یَتَهَدَّد فیلقی من هو أَشد منه. و یقال: إبل حامضة و قد حَمَضَتْ هی و أَحْمَضتها أَنا، و لا یقال إِبل خَالَّة. و خَلَّ الإِبلَ یَخُلُّها خَلًّا و أَخَلَّها: حَوَّلها إِلی الخُلَّة، و أَخْلَلتها أَی رَعَیْتها فی الخُلَّة. و اخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ فی الخُلَّة؛ قال أَبو منصور: من أَطیب الخُلَّة عند العرب الحَلِیُّ و الصِّلِّیان، و لا تكون الخُلَّة إِلا من العُرْوة، و هو كل نَبْت له أَصل فی الأَرض یبقی عِصْمةً للنَّعَم إِذا أَجْدَبَتِ السَنَةُ و هی العُلْقة عند العرب. و العَرْفَج و الحِلَّة: من الخُلَّة أَیضاً. ابن سیدة: الخُلَّة شجرة شاكة، و هی الخُلة التی ذكرتها إِحدی المتخاصمتین إِلی ابنة الخُسِّ حین قالت: مَرْعی إِبل أَبی الخُلَّة، فقالت لها ابنة الخُسِّ: سریعة الدِّرَّة و الجِرَّة. و خُلَّة العَرْفَج: مَنْبِتُه و مُجْتَمَعُه. و الخَلَل: مُنْفَرَج ما بین كل شیئین. و خَلَّل بینهما: فَرَّج، و الجمع الخِلال مثل جَبَل و جبال، و قرئ بهما قوله عز و جل: فَتَرَی الْوَدْقَ یَخْرُجُ مِنْ خِلٰالِهِ*، و خَلَله. و خَلَلُ السحاب و خِلالُه: مخارج الماء منه، و فی التهذیب: ثُقَبه و هی مخارج مَصَبّ القَطْر. قال ابن سیدة فی قوله: فَتَرَی الْوَدْقَ یَخْرُجُ مِنْ خِلٰالِهِ*، قال: قال اللحیانی هذا هو المُجْتَمع علیه، قال: و قد روی عن الضحاك أَنه قرأَ: فتری الوَدْق یخرج من خَلَلِه، و هی فُرَجٌ فی السحاب یخرج منها. التهذیب: الخَلَّة الخَصَاصةُ فی الوَشِیع، و هی الفُرْجة فی الخُصِّ. و فی رأْی فلان خَلَل أَی فُرْجة. و الخَلَل: الفُرْجة بین الشیئین. و الخَلَّة: الثُّقْبة الصغیرة، و قیل: هی الثُّقْبة ما كانت؛ و قوله یصف فرساً: أَحال علیه بالقَناةِ غُلامُنا، فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس یعدو و بینه و بین الشاة خَلَّة فیُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه، و قیل: یعدو و بین الشاتین خَلَّة فَیرْقَع ما بینهما بنفسه. و هو خَلَلَهم و خِلالَهم أَی بینهم. و خِلالُ الدار: ما حوالَیْ جُدُرها و ما بین بیوتها. و تَخَلَّلْتُ دیارهم: مَشَیت خِلالها. و تُخَلَّلتُ الرملَ أَی مَضَیت فیه. و فی التنزیل العزیز: فَجٰاسُوا خِلٰالَ الدِّیٰارِ. و قال اللحیانی: جَلَسْنا خِلالَ الحیِّ و خِلال دُور القوم أَی جلسنا بین البیوت و وسط الدور، قال: و كذلك یقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ و خِلالهم أَی بینهم. و فی التنزیل العزیز: وَ لَأَوْضَعُوا خِلٰالَكُمْ یَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ؛ قال الزجاج: أَوْضَعْت فی السیر إِذا أَسرعت فیه؛ المعنی: و لأَسرعوا فیما یُخِلُّ بكم، و قال أَبو الهیثم: أَراد وَ لَأَوْضَعُوا مَراكِبهم خِلٰالَكُمْ یَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ، و جعل خِلٰالَكُمْ بمعنی وَسَطكم. و قال ابن الأَعرابی: وَ لَأَوْضَعُوا خِلٰالَكُمْ أَی لأَسرعوا فی الهَرب خلالكم أَی ما تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلْوَة و الفِرار. و تَخَلَّل القومَ: دخل بین خَلَلهم و خِلالهم؛ و منه تَخَلُّل الأَسنان. و تَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء الصِّرام، و اسم ذلك الرُّطَب الخُلالة؛ و قال أَبو حنیفة: هی ما یبقی فی أُصول السَّعَف من التمر الذی ینتثر، و تخلیل اللحیة و الأَصابع فی الوضوء، فإِذا فعل ذلك قال: تَخَلَّلت. و خَلَّل فلان أَصابعَه بالماء: أَسال الماء بینها فی الوضوء، و كذلك خَلَّلَ لحیته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بین شعرها و أَوصل الماء إِلی بشرته بأَصابعه. و‌فی الحدیث: خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار
لسان العرب، ج‌11، ص: 214
قلیل بُقْیاها، و فی روایة: خَلِّلوا بین الأَصابع لا یُخَلِّل اللهُ بینها بالنار.و‌فی الحدیث: رَحِم الله المتخلِّلین من أُمتی فی الوضوء و الطعام؛ التَّخْلِیل: تفریق شعر اللحیة و أَصابع الیدین و الرجلین فی الوضوء، و أَصله من إِدخال الشی‌ء فی خِلال الشی‌ء، و هو وسَطُه. و خَلَّ الشی‌ءَ یَخُلُّه خَلًّا، فهو مَخْلول و خَلِیل، و تَخَلَّلَه: ثَقَبه و نَفَذَه، و الخِلال: ما خَلَّه به، و الجمع أَخِلَّة. و الخِلال: العود الذی یُتَخَلَّل به، و ما خُلَّ به الثوب أَیضاً، و الجمع الأَخِلَّة. و‌فی الحدیث: إِذا الخِلال نُبَایِع.و الأَخِلَّة أَیضاً: الخَشَبات الصغار اللواتی یُخَلُّ بها ما بین شِقَاق البیت. و الخِلال: عود یجعل فی لسان الفَصِیل لئلا یَرْضَع و لا یقدر علی المَصِّ؛ قال إمرؤ القیس: فَكَرَّ إِلیه بمِبْراتِه، كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ و قد خَلَّه یَخُلُّه خَلًّا، و قیل: خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فیه ذلك العود. و فَصیل مَخْلُول إِذا غُرز خِلال علی أَنفه لئلا یَرْضَع أُمه، و ذلك أَنها تزجیه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، و خَلَلْت لسانَه أَخُلُّه. و یقال: خَلَّ ثوبَه بخِلال یَخُلُّه خلًّا، فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال. و خَلَّ الكِساءَ و غیرَه یَخُلُّه خَلًّا: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ و قوله یصف بقراً: سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِیَاماً، ما یُخَلُّ لهنَّ عُود «1». إنما أَراد: لا یُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ علی العود اضطراراً؛ و قبل هذا البیت: أَلا هلك امرؤ قامت علیه، بجنب عُنَیْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ قال ابن درید: و یروی‌لا یُحَلُّ لهنَّ عود …، قال: و هو خلاف المعنی الذی أَراده الشاعر. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: كان له كساءٌ فَدَكِیٌّ فإِذا ركب خَلَّه علیه‌أَی جمع بین طَرَفیه بخِلال من عود أَو حدید، و منه: خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به. و الخَلُّ: خَلُّك الكِساء علی نفسك بالخِلال؛ و قال: سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ، و أَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلًّا قال ابن بری: قوله بالخَلّ یرید الطریق فی الرمل، و خَلًّا، الأَخیر: الذی یُصْطَبَغ به، یرید: سأَلتك خَلًّا أَصْطَبِغ به و أَنت تَخُلُّ خِباءَك فی هذا الموضع من الرمل. الجوهری: الخَلُّ طریق فی الرمل یذكر و یؤنث، یقال حَیَّةُ خَلٍّ كما یقال أَفْعَی صَرِیمة. ابن سیدة: الخَلُّ الطریق النافذ بین الرمال المتراكمة؛ قال: أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً، إِنِّی لأُزْرِی علیها، و هی تَنْطَلِقُ قال: سمی خَلًّا لأَنه یَتَخَلَّلُ أَی یَنْفُذ. و تَخَلَّلَ الشی‌ءُ أَی نَفَذ، و قیل: الخَلُّ الطریق بین الرملتین، و قیل: هو طریق فی الرمل أَیّاً كان؛ قال: من خَلِّ ضَمْرٍ حین هابا و دجا و الجمع أَخُلٌّ و خِلال. و الخَلَّة: الرملة الیتیمة
(1). قوله [سمعن بموته إلخ] أورده فی ترجمة نوح شاهداً علی أَن النوح اسم للنساء یجتمعن للنیاحة و أَن الشاعر استعاره للبقر
لسان العرب، ج‌11، ص: 215
المنفردة من الرمل. و‌فی الحدیث: یخرج الدجال خَلَّة بین الشام و العراق‌أَی فی سبیل و طریق بینهما، قیل للطریق و السبیل خَلَّة لأَن السبیل خَلَّ ما بین البلدین أَی أَخَذَ مخیطَ ما بینهما، خِطْتُ الیوم خَیْطَة أَی سِرْت سَیْرة، و رواه بعضهم بالحاء المهملة من الحُلول أَی سَمْتَ ذلك و قُبَالَته. و اخْتَلَّه بسهم: انْتَظَمه. و اخْتَلَّه بالرمح: نَفَذه، یقال: طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَی انتظمته؛ قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤَارَ و ضَلَّ هِدْیَةَ رَوْقِهِ، لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ و تَخَلَّلَه به: طعنه طعنة إِثر أُخری. و‌فی حدیث بدر: و قتِل أُمَیَّة بن خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسیوف من تحتی‌أَی قتلوه بها طعناً حیث لم یقدروا أَن یضربوه بها ضرباً. و عسكر خالٌّ مُتَخَلْخِل: غیر مُتَضامّ كأَن فیه منافذ. و الخَلَل: الفساد و الوَهْن فی الأَمر و هو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم یُبْرَم و لا أُحْكِم. و فی رأَیه خَلَل أَی انتشار و تَفَرُّق. و‌فی حدیث المقدام: ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بی‌أَی أَوهنتمونی و لم تعینونی. و الخَلَل فی الأَمرِ و الحَرْبِ كالوَهْن و الفساد. و أَمر مُخْتَلٌّ: واهن. و أَخَلَّ بالشی‌ء: أَجْحَف. و أَخَلَّ بالمكان و بمَرْكَزه و غیره: غاب عنه و تركه. و أَخَلَّ الوالی بالثغور: قَلَّل الجُنْدَ بها. و أَخَلَّ به: لم یَفِ له. و الخَلَل: الرِّقَّة فی الناس. و الخَلَّة: الحاجة و الفقر، و قال اللحیانی: به خَلَّة شدیدة أَی خَصَاصة. و حكی عن العرب: اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه. و یقال‌فی الدعاء للمیت: اللهم اسْدُدْ خَلَّته‌أَی الثُّلْمة التی ترك، و أَصله من التخلل بین الشیئین؛ قال ابن بری: و منه قول سلمی بنت ربیعة: زَعَمَتْ تُماضِرُ أَننی إِمَّا أَمُتْ، یَسْدُدْ بُنَیُّوها الأَصاغرُ خَلَّتی الأَصمعی: یقال للرجل إِذا مات له میت: اللهم اخْلُفْ علی أَهله بخیر و اسْدُدْ خَلَّته؛ یرید الفُرْجة التی ترك بعده من الخَلَل الذی أَبقاه فی أُموره؛ و قال أَوس: لِهُلْكِ فَضَالة لا یستوی الفُقُودُ، و لا خَلَّةُ الذاهب أَراد الثُّلْمة التی ترك، یقول: كان سَیِّداً فلما مات بَقِیَتْ خَلَّته. و‌فی حدیث عامر بن ربیعة: فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها‌أَی احتجنا إِلیها «2» و طلبناها. و فی المثل: الخَلَّة تدعو إِلی السَّلَّة؛ السَّلَّة: السرقة. و خَلَّ الرجلُ: افتقر و ذهب مالُه، و كذلك أُخِلَّ به. و خَلَّ الرجلُ إِذا احتاج. و یقال: اقْسِمْ هذا المال فی الأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَی فی الأَفقر فالأَفقر. و یقال: فلان ذو خَلَّة أَی محتاج. و فلان ذو خَلَّة أَی مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور؛ قاله ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: اللهم سادّ الخَلَّة؛ الخَلَّة، بالفتح: الحاجة و الفقر، أَی جابرها. و رجل مُخَلٌّ و مُخْتَلٌّ و خَلِیل و أَخَلُّ: مُعْدِم فقیر محتاج؛ قال زهیر: و إِن أَتاه خَلِیلٌ یومَ مَسْغَبةٍ، یقول: لا غائبٌ مالی و لا حَرِمُ
(2). قوله [أَی احتجنا إِلیها] أَی فأصل الكلام اختللنا إِلیها فحذف الجار و أوصل الفعل كما فی النهایة
لسان العرب، ج‌11، ص: 216
قال: یعنی بالخَلِیل المحتاج الفقیر المُخْتَلَّ الحال، و الحَرِم الممنوع، و یقال الحَرَام فیكون حَرِم و حِرْم مثل كَبِد و كِبْد؛ و مثله قول أُمیة: و دَفْع الضعیف و أَكل الیتیم، و نَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم قال ابن درید: و فی بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَی الأَحوج. و حكی اللحیانی: ما أَخَلَّك الله إِلی هذا أَی ما أَحوجك إِلیه، و قال: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَی بالأَفقر فالأَفقر. و اخْتَلَّ إِلی كذا: احتاج إِلیه. و‌فی حدیث ابن مسعود: تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا یَدْری متی یُخْتَلُّ إِلیه‌أَی متی یحتاج الناس إِلی ما عنده؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و ما ضَمَّ زیدٌ، من مُقیم بأَرضه، أَخَلَّ إِلیه من أَبیه، و أَفقرا أَخَلُّ هاهنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلی كذا احتاج، لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صیغة الفاعل لا من صیغة المفعول أَی أَشد خَلَّة إِلیه و أَفقر من أَبیه. و الخَلَّة: كالخَصْلة، و قال كراع: الخَلَّة الخصلة تكون فی الرجل. و قال ابن درید: الخَلَّة الخصلة. یقال: فی فلان خَلَّة حسنة، فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلی الخصلة الحسنة خاصة، و قد یجوز أَن یكون مَثَّل بالحسنة لمكان فضلها علی السَّمِجة. و فی التهذیب: یقال فیه خَلَّة صالحة و خَلَّة سیئة، و الجمعُ خِلال. و یقال: فلان كریم الخِلال و لئیم الخِلال، و هی الخِصال. و خَلَّ فی دعائه و خَلَّلَ، كلاهما: خَصَّص؛ قال: قد عَمَّ فی دعائه و خَلَّا، و خَطَّ كاتِباه و اسْتَمَلَّا و قال: كأَنَّك لم تَسمع، و لم تكُ شاهداً، غداةَ دعا الداعی فعمَّ و خَلَّلا و قال أُفْنون التَّغْلَبی: أَبلغْ كِلاباً، و خَلِّلْ فی سَراتهم: أَنَّ الفؤاد انطوی منهم علی دَخَن قال ابن بری: و الذی فی شعره: أَبلغ حبیباً …؛ و قال لَقِیط بن یَعْمَر الإِیادی: أَبلغ إِیاداً، و خَلِّلْ فی سَراتهم: أَنی أَری الرأْیَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا و قال أَوس: فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً و مَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَیَّرتهم فیما أَطوفُ و أَسأَلُ بَنی مالك أَعْنی بسَعد بن مالك، أَعُمُّ بخیر صالحٍ و أُخَلِّل قال ابن بری: صواب إِنشاده: بنی مالك أَعْنی فسعدَ بن مالك، بالفاء و نصب الدال. و خَلَّلَ، بالتشدید، أَی خَصَّص؛ و أَنشد: عَهِدْتُ بها الحَیَّ الجمیع، فَأَصبحوا أَتَوْا داعیاً لله عَمَّ و خَلَّلا و تَخَلَّلَ المطرُ إِذا خَصَّ و لم یكن عامّاً. و الخُلَّة: الصداقة المختصة التی لیس فیها خَلَل تكون فی عَفاف الحُبِّ و دَعارته، و جمعها خِلال، و هی الخَلالة و الخِلالة و الخُلولة و الخُلالة؛ و قال النابغة الجعدی: أَدُوم علی العهد ما دام لی، إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب
لسان العرب، ج‌11، ص: 217
و بَعْضُ الأَخِلَّاء، عند البَلاءِ و الرُّزْء، أَرْوَغُ من ثَعْلَب و كیف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته كأَبی مَرْحَب؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبی مَرْحَب. و أَبو مَرْحَب: كنیة الظِّل، و یقال: هو كنیة عُرْقُوب الذی قیل عنه مواعید عُرْقُوب. و الخِلال و المُخالَّة: المُصادَقة؛ و قد خَالَّ الرجلَ و المرأَةَ مُخالَّة و خلالًا؛ قال إمرؤ القیس: صَرَفْتُ الهَوی عنهنَّ من خَشْیَة الرَّدی، و لستُ بِمَقْلیِّ الخِلال و لا قالی و قوله عز و جل: لٰا بَیْعٌ فِیهِ وَ لٰا خُلَّةٌ وَ لٰا شَفٰاعَةٌ، قال الزجاج: یعنی یوم القیامة. و الخُلَّة الصَّداقة، یقال: خَالَلْت الرجلَ خِلالًا. و قوله تعالی: مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لٰا بَیْعٌ فِیهِ وَ لٰا خِلٰالٌ؛ قیل: هو مصدر خَالَلْت، و قیل: هو جمع خُلَّة كجُلَّة و جِلال. و الخِلُّ: الوُدُّ و الصَّدِیق. و قال اللحیانی: إِنه لكریم الخِلِّ و الخِلَّة، كلاهما بالكسر، أَی كریم المُصادَقة و المُوادَّة و الإِخاءِ؛ و أَما قول الهذلی: إنَّ سَلْمی هی المُنی، لو تَرانی، حَبَّذا هی من خُلَّة، لو تُخَالِی إِنما أَراد: لو تُخالِل فلم یستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانیة یاء. و‌فی الحدیث: إِنی أَبرأُ إِلی كل ذی خُلَّة من خُلَّته؛ الخُلَّة، بالضم: الصداقة و المحبة التی تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَی فی باطنه. و الخَلِیل: الصَّدِیق، فَعِیل بمعنی مُفَاعِل، و قد یكون بمعنی مفعول، قال: و إِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة علی حب الله تعالی، فلیس فیها لغیره مُتَّسَع و لا شَرِكة من مَحابِّ الدنیا و الآخرة، و هذه حال شریفة لا ینالها أَحد بكسب و لا اجتهاد، فإِن الطباع غالبة، و إِنما یخص الله بها من یشاء من عباده مثل سید المرسلین، صلوات الله و سلامه علیهم أَجمعین؛ و من جعل الخَلِیل مشتقّاً من الخَلَّة، و هی الحاجة و الفقر، أَراد إِننی أَبرأُ من الاعتماد و الافتقار إِلی أَحد غیر الله عز و جل، و‌فی روایة: أَبرأُ إِلی كل خلّ من خلَّته، بفتح الخاء «1» و كسرها، و هما بمعنی الخُلَّة و الخَلیل؛ و منه‌الحدیث: لو كنتُ متخذاً خَلِیلًا لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِیلًا!، و‌الحدیث الآخر: المرء بخَلِیله، أَو قال: علی دین خَلِیله، فلیَنْظُر امرؤٌ مَنْ یُخَالِل؛ و منه قول كعب بن زهیر: یا وَیْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ موعودَها، أَو لو انَّ النصح مقبول و الخُلَّة: الصدیق، الذكر و الأُنثی و الواحد و الجمع فی ذلك سواء، لأَنه فی الأَصل مصدر قولك خَلیل بَیِّن الخُلَّة و الخُلولة؛ و قال أَوْفی بن مَطَر المازنی: أَلا أَبلغا خُلَّتی جابراً: بأَنَّ خَلِیلكَ لم یُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه، و أَخَّر یَوْمِی فلم یَعْجَل قال و مثله: أَلا أَبلغا خُلَّتی راشداً و صِنْوِی قدیما، إِذا ما تَصِل و‌فی حدیث حسن العهد: فیُهْدیها فی خُلَّتها‌أَی فی
(1). قوله [بفتح الخاء إلخ] هكذا فی الأَصل و النهایة، و كتب بهامشها علی قوله بفتح الخاء: یعنی من خلته
لسان العرب، ج‌11، ص: 218
أَهل ودِّها؛ و‌فی الحدیث الآخر: فیُفَرِّقها فی خلائلها، جمع خَلیلة، و قد جمع علی خِلال مثل قُلَّة و قِلال؛ و أَنشد ابن بری لإمرئ القیس: لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَی ما سَعْد مُخالٌّ رجلًا آثماً؛ قال: و یجوز أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة، و یكون تقدیره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم، و قد ثَنَّی بعضهم الخُلَّة. و الخُلَّة: الزوجة، قال جِران العَوْد: خُذا حَذَراً یا خُلَّتَیَّ، فإِننی رأَیت جِران العَوْد قد كاد یَصْلُح فَثَنَّی و أَوقعه علی الزوجتین لأَن التزوج خُلَّة أَیضاً. التهذیب: فلان خُلَّتی و فلانة خُلَّتی و خِلِّی سواء فی المذكر و المؤنث. و الخِلُّ: الودّ و الصدیق. ابن سیدة: الخِلُّ الصَّدیق المختص، و الجمع أَخْلال؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أُولئك أَخْدانی و أَخْلالُ شِیمتی، و أَخْدانُك اللائی تَزَیَّنَّ بالكَتَمْ و یروی: … یُزَیَّنَّ … و یقال: كان لی وِدًّا و خِلًّا و وُدًّا و خُلًّا؛ قال اللحیانی: كسر الخاء أَكثر، و الأُنثی خِلٌّ أَیضاً؛ و روی بعضهم هذا البیت هكذا: تعرَّضَتْ لی بمكان خِلِّی فخِلِّی هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ، كأَنه قال: تَعَرَّضَتْ لی خِلِّی بمكان خلْوٍ أَو غیر ذلك؛ و من رواه … بمكان حِلٍّ، فحِلّ هاهنا من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال. و الخَلِیل: كالخِلِّ. و قولهم فی إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: خَلِیل الله؛ قال ابن درید: الذی سمعت فیه أَن معنی الخَلِیل الذی أَصْفی المودّة و أَصَحَّها، قال: و لا أَزید فیها شیئاً لأَنها فی القرآن، یعنی قوله: وَ اتَّخَذَ اللّٰهُ إِبْرٰاهِیمَ خَلِیلًا؛ و الجمع أَخِلّاء و خُلّان، و الأُنثی خَلِیلة و الجمع خَلِیلات. الزجاج: الخَلِیل المُحِبُّ الذی لیس فی محبته خَلَل. و قوله عز و جل: وَ اتَّخَذَ اللّٰهُ إِبْرٰاهِیمَ خَلِیلًا؛ أَی أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فیها؛ قال: و جائز أَن یكون معناه الفقیر أَی اتخذه محتاجاً فقیراً إِلی ربه، قال: و قیل للصداقة خُلَّة لأَن كل واحد منهما یَسُدُّ خَلَل صاحبه فی المودّة و الحاجة إِلیه. الجوهری: الخَلِیل الصدیق، و الأُنثی خَلِیلة؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: بأَصدَقَ بأْساً من خَلِیلِ ثَمِینةٍ، و أَمْضی إِذا ما أَفْلَط القائمَ الیَدُ إِنما جعله خَلِیلها لأَنه قُتِل فیها كما قال الآخر: لما ذَكَرْت أَخا العِمْقی تَأَوَّبَنی هَمِّی، و أَفرد ظهری الأَغلَبُ الشِّیحُ و خَلِیل الرجل: قلبُه، عن أَبی العَمَیْثَل، و أَنشد: و لقد رأَی عَمْرو سَوادَ خَلِیله، من بین قائم سیفه و المِعْصَم قال الأَزهری فی خطبة كتابه: أُثبت لنا عن إِسحق بن إِبراهیم الحنظلی الفقیه أَنه قال: كان اللیث بن المظفَّر رجلًا صالحاً و مات الخَلِیل و لم یَفْرُغ من كتابه، فأَحب اللیث أَن یُنَفِّق الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّی لسانه الخَلِیل، قال: فإِذا رأَیت فی الكلمات سأَلت الخَلِیل بن أَحمد و أَخبرنی الخَلِیل بن أَحمد، فإِنه یعنی الخَلِیلَ نفسَه، و إِذا قال: قال الخَلِیل فإِنما یَعْنی لسانَ نَفْسِه، قال: و إِنما وقع الاضطراب فی
لسان العرب، ج‌11، ص: 219
الكتاب من قِبَل خَلِیل اللیث. ابن الأَعرابی: الخَلِیل الحبیب و الخَلِیل الصادق و الخَلِیل الناصح و الخَلِیل الرفیق، و الخَلِیل الأَنْفُ و الخَلِیل السیف و الخَلِیل الرُّمْح و الخَلِیل الفقیر و الخَلِیل الضعیف الجسم، و هو المَخْلُول و الخَلُّ أَیضاً؛ قال لبید: لما رأَی صُبْحٌ سَوادَ خَلِیله، من بین قائم سیفه و المِحْمَل صُبْح: كان من ملوك الحبشة، و خَلِیلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَی كَبِدَ نفسه ظَهَر؛ و قول الشاعر أَنشده أَبو العَمَیْثَل لأَعرابی: إِذا رَیْدةٌ من حَیثُما نَفَحَت له، أَتاه بِرَیَّاها خَلِیلٌ یُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال: الخَلِیل هنا الأَنف. التهذیب: الخَلُّ الرجل القلیل اللحم، و فی المحكم: الخَلُّ المهزول و السمین ضدّ یكون فی الناس و الإِبل. و قال ابن درید: الخَلُّ الخفیف الجسم؛ و أَنشد هذا البیت المنسوب إِلی الشَّنْفَری ابن أُخت تأَبَّطَ شَرًّا: فاسْقِنیها، یا سَواد بنَ عمرو، إِنَّ جِسْمِی بعد خالِیَ خَلُّ الصحاح: … بعد خالی لَخَلُّ، و الأُنثی خَلَّة. خَلَّ لحمُه یَخِلُّ خَلًّا و خُلُولًا و اخْتَلَّ أَی قَلَّ و نَحِف، و ذلك فی الهُزال خاصة. و فلان مُخْتَلُّ الجسم أَی نحیف الجسم. و الخَلُّ: الرجل النحیف المخْتَلُّ الجسم. و اخْتَلَّ جسمُه أَی هُزِل، و أَما ما جاء‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، أُتِی بفَصِیل مَخْلُول أَو مَحْلول، فقیل هو الهزیل الذی قد خَلَّ جسمُه، و یقال: أَصله أَنهم كانوا یَخُلُّون الفصیلَ لئلا یرتضع فیُهْزَل لذلك؛ و فی التهذیب: و قیل هو الفَصِیل الذی خُلَّ أَنفُه لئلا یرضع أُمه فتُهْزَل، قال: و أَما المهزول فلا یقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمین ضدّ المهزول. و المهزول: هو الخَلُّ و المُخْتَلُّ، و الأَصح فی الحدیث أَنه المشقوق اللسان لئلا یرضع، ذكره ابن سیدة. و یقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقیق الجسم. ابن الأَعرابی: الخَلَّة ابنة مَخاض، و قیل: الخَلَّة ابن المخاض، الذكر و الأُنثی خَلَّة «1». و یقال: أَتی بقُرْصه كأَنه فِرْسِن خَلَّة، یعنی السمینة. و قال ابن الأَعرابی: اللحم المَخْلُول هو المهزول. و الخَلِیل و المُخْتَل: كالخَلِّ؛ كلاهما عن اللحیانی. و الخَلُّ: الثوب البالی إِذا رأَیت فیه طُرُقاً. و ثوب خَلٌّ: بالٍ فیه طرائق. و یقال: ثوب خَلْخَال و هَلْهال إِذا كانت فیه رِقَّة. ابن سیدة: الخَلُّ ابن المخاض، و الأُنثی خَلَّة. و قال اللحیانی: الخَلَّة الأُنثی من الإِبل. و الخَلُّ. عِرْق فی العنق متصل بالرأْس؛ أَنشد ابن درید: ثمَّ إِلی هادٍ شدید الخَلِّ، و عُنُق فی الجِذْع مُتْمَهِلِّ و الخِلَل: بقیة الطعام بین الأَسنان، واحدته خِلَّة، و قیل: خِلَلة؛ الأَخیرة عن كراع، و یقال له أَیضاً الخِلال و الخُلالة، و قد تَخَلَّله. و یقال: فلان یأْكل خُلالته و خِلَله و خِلَلته أَی ما یخرجه من بین أَسنانه إِذا تَخَلَّل، و هو مثل. و یقال: وجدت فی فمی خِلَّة فَتَخَلَّلت. و قال ابن بزرج: الخِلَل ما دخل بین الأَسنان من الطعام، و الخِلال ما أَخرجته به؛
(1). قوله [و قیل الخَلَّة ابن المخاض الذكر و الأنثی خَلَّة] هكذا فی النسخ، و فی القاموس: و الخَلّ، ابن المخاض، كالخلة، و هی بهاء أَیضاً
لسان العرب، ج‌11، ص: 220
و أَنشد: شاحِیَ فیه عن لسان كالوَرَل، علی ثَنایاه من اللحم خِلَل و الخُلالة، بالضم: ما یقع من التخلل، و تَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل. و‌فی الحدیث: التَّخَلُّل من السُّنَّة، هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بین الأَسنان من الطعام. و المُخْتَلُّ: الشدید العطش. و الخَلال، بالفتح: البَلَح، واحدته خَلالة، بالفتح؛ قال شمر: و هی بِلُغة أَهل البصرة. و اخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، و أَخَلَّت أَیضاً أَساءت الحَمْل؛ حكاه أَبو عبید؛ قال الجوهری: و أَنا أَظنه من الخَلال كما یقال أَبْلَح النخلُ و أَرْطَب. و‌فی حدیث سنان بن سلمة: إِنا نلتقط الخَلال، یعنی البُسْر أَوَّل إِدراكه. و الخِلَّة: جفن السیف المُغَشَّی بالأَدَم؛ قال ابن درید: الخِلَّة بِطانة یُغَشَّی بها جَفْن السیف تنقش بالذهب و غیره، و الجمع خِلَل و خِلال؛ قال ذو الرمة: كأَنها خِلَلٌ مَوْشِیَّة قُشُب و قال آخر: لِمَیَّةَ موحِشاً طَلَل، یلوحُ كأَنه خِلَل و قال عَبِید بن الأَبرص الأَزدی: دار حَیٍّ مَضَی بهم سالفُ الدهر، فأَضْحَت دیارُهم كالخِلال التهذیب: و الخِلَل جفون السیوف، واحدتها خِلَّة. و قال النضر: الخِلَلُ من داخل سَیْر الجَفْن تُری من خارج، واحدتها خِلَّة، و هی نقش و زینة، و العرب تسمی من یعمل جفون السیوف خَلَّالًا. و فی كتاب الوزراء لابن قتیبة فی ترجمة أَبی سلمة حفص بن سلیمان الخَلَّال فی الاختلاف فی نسبه، فروی عن ابن الأَعرابی أَنه منسوب إِلی خِلَل السیوف من ذلك؛ و أَما قوله: إِن بَنی سَلْمَی شیوخٌ جِلَّة، بِیضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه قال ابن سیدة: زعم ابن الأَعرابی أَن الأَخِلَّة جمع خِلَّة أَعنی جفن السیف، قال: و لا أَدری كیف یكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة، لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر علی أَفْعِلة، هذا خطأٌ، قال: فأَما الذی أُوَجِّه أَنا علیه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة علی خِلال كطِبَّة و طِباب، و هی الطریقة من الرمل و السحاب، ثم تُكَسَّر خِلال علی أَخِلَّة فیكون حینئذ أَخِلَّة جمع جمع؛ قال: و عسی أَن یكون الخِلال لغة فی خِلَّة السیف فیكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف و قیاسها المعروف، إِلا أَنی لا أَعرف الخِلال لغة فی الخِلَّة، و كل جلدة منقوشة خِلَّة؛ و یقال: هی سیور تُلْبَس ظَهْر سِیَتَی القوس. ابن سیدة: الخِلَّة السیر الذی یكون فی ظهر سِیَة القوس. و قوله‌فی الحدیث: إِن الله یُبْغِض البلیغ من الرجال الذی یَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّلُ الباقرةُ الكلأَ بلسانها؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی یتشدَّق فی الكلام و یُفَخِّم به لسانه و یَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا. و الخَلْخَل و الخُلْخُل من الحُلِیِّ: معروف؛ قال الشاعر: بَرَّاقة الجِید صَمُوت الخَلْخَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 221
و قال: ملأَی البَرِیم متْأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ للضرورة. و الخَلْخَالُ: كالخَلْخَل. و الخَلْخَل: لغة فی الخَلْخال أَو مقصور منه، واحد خَلاخِیل النساء، و المُخَلْخَل: موضع الخَلْخال من الساق. و الخَلْخَال: الذی تلبسه المرأَة. و تَخَلْخَلَت المرأَةُ: لبست الخَلْخَال. و رمل خَلْخَال: فیه خشونة. و الخَلْخَال: الرمْل الجَرِیش؛ قال: من سالكات دُقَق الخَلْخَال «2» و خَلْخَل العظمَ: أَخذ ما علیه من اللحم. و خَلِیلانُ: اسمٌ رواه أَبو الحسن؛ قال أَبو العباس: هو اسم مُغَنٍّ.

خمل؛ ج11، ص: 221

: الخامِل: الخَفِیُّ الساقط الذی لا نَباهة له. یقال: هو خَامِل الذِّكْرِ و الصوتِ، خَمَلَ یَخْمُلُ خُمُولًا و أَخْمَلَه الله، و حكی یعقوب: إِنَّه لَخَامِل الذِّكر و خامِنُ الذِّكْرِ، علی البدل بمعنی واحد، لا یُعْرَف و لا یُذْكَر؛ و قول المتنخل الهذلی: هل تَعْرِف المنزل بالأَهْیَل، كالوَشْم فی المِعْصَم لم یَخْمُل؟ أَراد لم یَدْرُس فیخفی، و یروی یجمل. و القول الخَامِل: الخَفِیض. و‌فی الحدیث: اذكروا الله ذكراً خَامِلًا‌أَی خَفِّضوا الصوت بذكره توقیراً لجلاله و هیبة لعظمته. و یقال: خَمَلَ صوتَه إِذا وضعه و أَخفاه و لم یرفعه. و الخَمِیلة: المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل، و قیل: الخَمِیلَة مَفْرَج بین هَبْطة و صلابة و هی مَكْرَمة للنبات، و قیل: الخَمِیلَة رمل ینبت الشجر، و قیل: هی مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حیث یذهب مُعْظَمها و یبقی شی‌ء من لَیِّنها. و الخَمِیلة: الشجر الكثیر المجتمع الملتفُّ الذی لا یری فیه الشی‌ء إِذا وقع فی وَسَطه، و قیل: الخَمِیلَة كل موضع كثر فیه الشجر حیثما كان؛ قال زهیر یصف بقرة: و تَنْفُض عنها غَیْبَ كل خَمِیلَة، و تَخْشَی رُماةَ الغوث من كل مَرْصَد و الخَمِیلَة: الأَرض السَّهْلة التی تُنْبِت، شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِیفة. و یقال: الخَمِیلَة مَنْقَعة ماء و مَنْبِت شجر، و لا تكون الخَمِیلة إِلا فی وَطِی‌ءٍ من الأَرض. و الخَمْل و الخَمَالة و الخَمِیلة: ریش النَّعام، و الجمع الخَمِیل. و الخَمْلة و الخِمْلة و الخَمِیلَة: القَطِیفة؛ و قول أَبی خِرَاش: و ظَلَّت تُرَاعِی الشمسَ حتی كأَنها، فُوَیْقَ البَضِیع فی الشُّعاع، خَمِیل و یقال لریش النَّعام خَمْل. و قال السكری: الخَمِیل القَطِیفة ذات الخَمْل، شبه الأَتان فی شعاع الشمس بها، و یروی جَمِیل، شَبَّه الشمس بالإِهَالةِ فی بیاضها. و الخَمْل، مجزوم: هُدْب القطیفة و نحوها مما ینسج و تَفْضُل له فضول كخَمْل الطِّنْفِسة، و قد أَخْمَلَه. و الخَمْلَة: ثوب مُخْمَل من صوف كالكساء و نحوه له خَمْل. و الخَمْل: الطِّنْفِسة؛ و منه قول عمرو بن شاس:
(2). قوله [من سالكات إلخ] سبق فی ترجمة دقق و سهك: بساهكات دقق و جلجال
لسان العرب، ج‌11، ص: 222
و من ظُعُن كالدَّوْم أَشرف فوقها ظِباءُ السُّلَیِّ، واكناتٍ علی الخَمْل أَی جالسات علی الطنافس. و الخَمْلة: العَباءُ القَطَوانیَّة و هی البِیض القصیرةُ الخَمْل. و الخَمِیل: الثِّیاب المُخْمَلة؛ و أَنشد: و إِنَّ لنا دُرْنَی، فكُلَّ عَشیَّة، یُحَطُّ إِلینا خَمْرُها و خَمِیلُها خَمِیلها ثیابُها. و الخَمْلة: شبه الشَّمْلة. و‌فی الحدیث: أَنه جَهَّز فاطمة، رضی الله عنها، فی خَمِیل و قِرْبة و وِسادة أَدَم؛ الخَمِیل و الخَمِیلَة: القَطِیفة و هی كل ثوب له خَمْل من أَیّ شی‌ء كان، و قیل: الخَمِیل الأَسود من الثیاب، و منه‌حدیث أُم سلمة: أَدخلنی معه فی الخَمِیلة.و‌فی حدیث فَضالة: أَنه مَرَّ و معه جاریة له علی خَمْلة بین أَشجار فأَصاب منها؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالخَمْلة الثوب الذی له خَمْل، قال: و قیل الصحیح علی خَمِیل و هی الأَرض السهلة اللینة. و خِمْلةُ الرجل: بِطانتُه؛ یقال: هو خَبِیث الخِمْلة أَی خبیث البطانة و السریرة، و لم یُسمع حَسَن الخِمْلة. و اسأَلْ عن خِمْلاته أَی أَسراره و مَخازیه. قال الفراء: الخِمْلة باطن أَمر الرجل، یقال: فلان كریم الخِمْلة و لئیم الخِمْلة. و الخَمَلة: السَّفِلة من الناس، واحدهم خَامِل. و خَمَلَ البُسْرَ: وضعه فی الجِرَار و نحوها لیَلِین. و الخَمِیل، بغیر هاء: ما لان من الطعام، یعنی الثرید. و الخُمَال: داء یأْخذ فی مفاصل الإِنسان و قوائم الخیل و الشاء و الإِبل تَظْلَع منه، و یُداوَی بقطع العِرْق و لا یَبْرَح حتی یُقْطع منه عِرْق أَو یَهْلِك؛ قال الأَعشی: لم تُعَطَّفْ علی حُوارٍ، و لم یَقْطَعْ عُبَیْدٌ عُرُوقها من خُمَال أَی لم یكن لها لبن فَتُعَطَّفَ علی حُوارٍ لتُرْضِعه. و عُبَیْدٌ: بَیْطار. و قد خُمِلَ، علی صیغة ما لم یسم فاعله، و قیل هو العَرَج؛ قال الكمیت: إِذا نَسِیَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها و الخُمَال: داء یأْخذ فی قائمة الشاة ثم یتحول فی قوائمها یدور بینهن. یقال: خُمِلَتِ الشَّاةُ، فهی مَخْمُولَة. و الخَمْل: ضَرْب من السمك مثل اللُّخْم؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الخَمْل بالخاء فی باب السمك و أَعرف الجَمَل، فإِن صح لِثقة، و إِلا فلا یُعْبَأ به.

خنبل؛ ج11، ص: 222

: خَنْبَل: اسم.

خنثل؛ ج11، ص: 222

: ابن الأَعرابی: الخنثالة العذرة. رجل خَنْثَل: ضعیف، و الحاء فیه لغة، و قد تقدم. و رجل خَنْثَل إِذا كان مُسْتَرْخی البطن. و امرأَة خَنْثَل: ضَخْمة البطن مسترخیة. و روی عن أَبی عبیدة أَنه یقال للضَّبُع أُم خَنْثَل لاسترخاء بطنها. و خَنْثَل: واد یقال إِنه فی بلاد قُرَیْط من بنی أَبی بكر، سمی بذلك لسَعَته. و خَنْثَل: موضع؛ قال مربع: فإِنك لو أَوعدتنی غَضَبَ الحَصَی، و أَنت بذات الرِّمْثِ من بَطْن خَنْثَل و حكی ابن بری عن ابن خالویه: الخَنْثَل و الخَفْثَل الضعیف عقلًا. و الخَنْثَل: العظیمة البطن؛ قال طفیل: دیار لسُعْدَی، إِذ سُعَاد جَدَایةٌ من الأُدْم، خَمْصان الحشا، غیر خَنْثَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 223
و یروی … غیر حِثْیَل، و یروی … غیر حنْبَل. و الحنبل: القصیر.

خنجل؛ ج11، ص: 223

: الخِنْجِل من النساء: الجسیمة الصَّخَّابة البَذِیَّة، و قیل: هی المرأَة الحمقاء، و قد خَنْجَلَ إِذا تزوّج خِنْجِلًا.

خنشل؛ ج11، ص: 223

: خَنْشَلَ الرجلُ: اضطرب من الكِبَر. و رجل خَنْشَلِیل أَی ماض. اللیث: رجل خَنْشَلٌ و خَنْشَلِیل و هو المُسِنُّ القَوِیّ؛ و أَنشد: قد علمت جاریَةٌ عُطْبُول، أَنِّی بنَصْل السیف خَنْشَلِیل أَی عَمُول به. و الخَنْشَل: السریع الماضی، و كذلك الخَنْشَلِیل. و الخَنْشَلِیل أَیضاً: الجَیِّد الضرب بالسیف؛ یقال: إِنه لخَنْشَلِیل بالسیف؛ و قالت الخنساء: قد راعَنی الدهرُ، فبُؤساً له بفارس الفُرْسان و الخَنْشَلِیل و الخَنْشَل و الخَنْشَلِیل: المُسِنُّ من الناس و الإِبل. و عجوز خَنْشَلِیل: مُسِنَّة و فیها بَقِیَّةٌ، و قد خَنْشَلَت. ابن الأَعرابی: الخَنْشَلِیل من الإِبل المُسِنُّ البازل. و سمعت أَعرابیة قد طَعَنَت فی السِّن و هی تقول: قد خَنْشَلْتُ و ضَعُفْت؛ أَرادت أَنها قد أَسَنَّتْ. و ناقة خَنْشَلِیل: بازل. و ناقة خَنْشَلِیل: طویلة؛ جعل سیبویه الخَنْشَلِیل مرة ثلاثیّاً و أُخری رباعیّاً، فإِن كان ثلاثیّاً فخَنْشَلٌ مثله، و إِن كان رباعیّاً فهو كذلك.

خنطل؛ ج11، ص: 223

: الخِنْطِیلة: القِطْعة من الإِبل و البقر و السحاب؛ قال ذو الرمة: خَنَاطِیل یستقرِین كل قَرَارة، مِرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الروائس «1». الروائس: أَعالی الوادی. و الخُنْطُولة: الطائفة من الدواب و الإِبل و نحوها. و إِبِلٌ خَنَاطِیل: متفرقة. و الخُنْطُولة: واحدة الخَنَاطِیل، و هی قُطْعانٌ من البَقَر؛ قال ذو الرمة: دَعَتْ مَیَّةُ الأَعدادَ، و اسْتَبْدَلتْ بها خَنَاطِیلَ آجالٍ، من العِینِ، خُذَّل اسْتَبْدَلتْ بها یعنی منازلها التی تركتها. و الأَعداد: المیاه التی لا تنقطع، و كذلك الخَنَاطِیل من الإِبل؛ و قال سعد بن زیدِ مَنَاة یخاطب أَخاه مالك بن زید مَنَاة: تَظَلُّ یومَ وِرْدِها مُزَعْفَرا، و هی خَنَاطِیل تجوس الخُضَرا قال ابن بری: عَنی بالمزعفَر أَخاه مالكاً، و كان قد أَعْرَس بالنَّوَار فقالت لمالك: أَ لا تسمع ما یقول أَخوك؟ قال: بلی، قالت: فأَجِبْه، قال: و ما أَقول؟ قالت: قُلْ: أَورَدَها سَعْدٌ، و سَعْدٌ مُشْتَمِل، ما هكذا یا سعد تُورَدُ الإِبل و أُم سعد و مالك یقال لها مُفَدَّاة بنت ثعلبة من دُودَان؛ قال جریر یخاطب عُمَر بن لَجَإٍ: فلم تَلِدُوا النَّوَار، و لم تَلِدْكم مُفَدَّاةُ المبارَكة الوَلُودُ و خَناطِیل لا واحد لها من جنسها، و هی جماعات من
(1). قوله [مرب] كذا فی الأَصل هنا، و سبق فی ترجمة رأس. و مرت
لسان العرب، ج‌11، ص: 224
الوحش و الطیر فی تَفْرِقة. و لُعَابٌ خَنَاطِیل: مُتَلَزِّج مُعْتَرِض؛ قال ابن مقبل یصف بقرة وحش: كاد اللُّعَاع من الحَوْذانِ یَسْحَطُها، و رِجْرِجٌ بین لَحْیَیْها خَناطِیل و قال یعقوب: الخَنَاطِیل هنا القِطَع المتفرقة. و الخُنْطُول: الذَّكَرُ الطویل و القَرْن الطویل.

خول؛ ج11، ص: 224

: الخَالُ: أَخو الأُم، و الخَالَة أُخْتُها، یقال: خَالٌ بَیِّن الخُؤُولة. و بَیْنی و بین فلان خُؤُولة، و الجمع أَخوال و أَخْوِلَة؛ هذه عن اللحیانی، و هی شاذة، و الكثیر خُؤُول و خُؤُولة؛ كلاهما عن اللحیانی؛ و الأُنثی بالهاء، و العُمُومة: جمع العَمِّ، و هما ابْنا خالةٍ و لا یقال ابْنا عَمَّة، و هما ابْنَا عَمٍّ و لا یقال ابْنا خال، و المصدر الخُؤُولة و لا فعل له. و قد تَخَوَّلَ خالًا و تَعَمَّم عَمًّا إِذا اتخذَ عَمًّا أَو خالًا. و تَخَوَّلَتْنِی المرأَةُ: دَعَتْنی خالَها. و یقال: اسْتَخِلْ خالًا غیر خالك، و اسْتَخْوِلْ خالًا غیر خالك أَی اتَّخِذْ. و الاسْتِخْوَال أَیضاً: مثل الاستخبال من أَخْبَلته المال إِذا أَعرته ناقة لینتفع بأَلبانها و أَوبارها أَو فرساً یغزو علیه؛ و منه قول زهیر: هنالك إِن یُسْتَخْوَلوا المالَ یُخْوِلوا، و إِن یُسْأَلوا یُعْصُوا، و إِن یَیْسِروا یَغْلوا و أَخْوَلَ الرجلُ و أُخْوِلَ إِذا كان ذا أَخوال، فهو مُخْوِلٌ و مُخْوَلٌ. و رجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ و مُعَمٌّ مُخْوَلٌ: كریم الأَعمام و الأَخوال، لا یكاد یستعمل إِلا مع مُعِمٍّ و مُعَمٍّ. الأَصمعی و غیره: غلام مُعَمٌّ مُخْوَل، و لا یقال مُعِمٌّ و لا مُخْوِل. و اسْتَخْوَلَ فی بنی فلان: اتَّخَذهم أَخوالًا. و خَوَلُ الرجلِ: حَشَمُه، الواحد خَائِل، و قد یكون الخَوَل واحداً و هو اسم یقع علی العبد و الأَمة؛ قال الفراء: هو جمع خَائِل و هو الراعی، و قال غیره: هو مأْخوذ من التَّخْوِیل و هو التملیك؛ قال ابن سیدة: و الخَوَل ما أَعطی اللهُ سبحانه و تعالی الإِنسانَ من النِّعَم. و الخَوَل: العبید و الإِماءُ و غیرهم من الحاشیة، الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء، و هو مما جاء شاذّاً عن القیاس و إِن اطَّرد فی الاستعمال، و لا یكون مثل هذا فی الیاء أَعنی أَنه لا یجی‌ء مثل البَیَعة و السَّیَرة فی جمع بائع و سائر، و علة ذلك قرب الأَلف من الیاء و بُعْدُها عن الواو، فإِذا صحت نحو الخَوَل و الحَوَكة و الخَوَنة كان أَسهل من تصحیح نحو البَیَعة، و ذلك أَن الأَلف لما قَرُبت من الیاء أَسْرَع انقلابُ الیاء إِلیها، و كان ذلك أَسْوَغ من انقلاب الواو إِلیها لبعد الواو عنها، أَ لا تری إِلی كثرة قلب الیاء أَلفاً استحساناً لا وجوباً فی طَیِّ‌ءٍ طائِیٌّ، و فی الحِیرَة حارِیٌّ، و فی قولهم عَیْعَیْت و حَیحَیْت و هَیْهَیْت عاعَیْت و حاحَیْت و هاهَیْت؟ و قَلَّما یری فی الواو مثل هذا، فإِذا كان مثل هذه القُرْبَی بین الأَلف و الیاء، كان تصحیح نحو بَیَعة و سَیَرة أَشقَّ علیهم من تصحیح نحو الخَوَل و الحَوَكة و الخَوَنة لبعد الواو من الأَلف، و بقدر بُعْدها عنها ما یَقِلُّ انقلابها إِلیها، و لأَجل هذا الذی ذكرنا ما كثر عنهم نحو اجْتَوروا و اعْتَوَنوا و احْتَوَشوا، و لم یأْت عنهم شی‌ء من هذا التصحیح فی الیاء، لم یقولوا ابْتَیَعوا و لا اشْتَرَیُوا، و إِن كان فی معنی تبایعوا و تشاریوا، علی أَنه قد جاء حرف واحد من الیاء فی هذا فلم یأْت إِلَّا مُعَلًّا، و هو قولهم اسْتَافوا بمعنی تَسَایفوا، و لم یقولوا اسْتَیَفوا لما ذكرناه من جفاء ترك قلب الیاء فی هذا الموضع الذی قَوِیَت عنه داعیةُ القلب. و الخَوَل:
لسان العرب، ج‌11، ص: 225
ما أَعْطَی اللهُ تعالی الإِنسانَ من العبید و الخَدَم؛ قال أَبو النجم: كُومُ الذُّری من خَوَل المُخَوَّل و یقال: هؤُلاء خَوَل فلان إِذا اتخذهم كالعبید و قَهَرهم. و قال الفراء فی قولهم: القوم خَوَل فلان، معناه أَتباعه، و قال: خَوَل الرجل الذی یملك أُمورهم. و خَوَّلَكَ اللهُ مالًا أَی مَلَّكك. و خَالَ یَخَالُ خَوْلًا إِذا صار ذا خَوَل بعد انفراد. و‌فی حدیث العبید: هم إِخوانكم و خَوَلُكم؛ الخَوَل حَشَمُ الرجل و أَتباعُه، و یقع علی العبد و الأَمة، و هو مأْخوذ من التَّخْوِیل و التملیك، و قیل من الرِّعایة؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: إِذا بلغ بَنُو العاص ثلاثین كان عِبَاد الله خَوَلًا‌أَی خَدَماً و عبیداً، یعنی أَنهم یستخدمونهم و یستعبدونهم. و اسْتَخْوَل فی بنی فلان: اتخذهم خَوَلًا. و خَوَّلَهُ المالَ: أَعْطاه إِیاه، و قیل أَعطاه إِیاه تَفَضُّلًا؛ و قول الهذلی: و خَوَّال لِمَوْلاه، إِذا ما أَتاه عائلًا قَرِع المُراح یدل علی أَنهم قد قالوا خالَه، و لا یكون علی النسب لأَنه قد عدّاه باللام، فافْهَمْ. و خَوَّلَهُ اللهُ نِعْمة: مَلَّكه إِیاها. و الخَائِل: الحافظ للشی‌ء؛ یقال: فلان یَخُولُ علی أَهله و عیاله أَی یَرْعَی علیهم. و رَاعِی القوم یَخُولُ علیهم أَی یَحْلُب و یَسْعَی و یَرْعَی. و خَالَ المالَ یَخُولُه إِذا ساسه و أَحسن القیام علیه، و كذلك خُلْتُهُ أَخُولُهُ. و الخَوْلِیُّ: القائم بأَمر الناس السائس له. و الخَائِل: الراعی للشی‌ء الحافظ له، و قد خَالَ یَخُولُ خَوْلًا؛ و أَنشد: فهو لَهُنَّ خَائِل و فارِط قال أَبو منصور: و العرب تقول مَنْ خَالُ هذا الفرس أَی مَنْ صاحبُها؛ و منه قول الشاعر: یَصُبُّ لها نِطَافَ القوم سِرًّا، و یَشْهَدُ خَالُها أَمْرَ الزَّعِیم یقول: لفارسها قَدْرٌ فالرئیس یشاوره فی تدبیره؛ و أَنشد الأَزهری فی مكان آخر: أَلا لا تُبالی الإِبْلُ مَنْ كان خَالَها، إِذا شَبِعَتْ من قَرْمَلٍ و أُثال و الخُوال: الرِّعاء الحُفَّاظ للمال. و الخَوَل: الرُّعاة. و الخَوَلِیُّ: الراعی الحسن القیام علی المال و الغنم، و الجمع خَوَلٌ كَعَرَبِیٍّ و عَرَب. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه دعا خَوَلِیّه.قال ابن الأَثیر: الخَوَلِیُّ عند أَهل الشام القَیِّم بأَمر الإِبل و إِصلاحها، من التَّخَوُّل التعهُّد و حُسْنِ الرِّعایة. و إِنه لخَالُ مالٍ و خَائِلُ مالٍ و خَوَلُ مالٍ أَی حَسَنُ القیام علی نَعَمه یدبره و یقوم علیه. و الخَوَل أَیضاً: اسم لجمع خَائِل كرائح و رَوَح، و لیس بجمع خائل، لأَن فاعلًا لا یُكَسَّر علی فَعَل، و قد خَالَ یَخُولُ خَوْلًا، و خَالَ علی أَهله خَوْلًا و خِیَالًا. و التَّخَوُّل: التعهد. و تَخَوَّلَ الرجلَ: تَعَهَّدَه. و‌فی الحدیث: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظة‌أَی یتعهدنا بها مخافة السآمة علینا، و كان الأَصمعی یقول یَتَخَوَّنُنا، بالنون، أَی یتعهدنا، و ربما قالوا تَخَوَّلَتِ الریحُ الأَرضَ إِذا تعَهَّدَتْها. و الخَائِل: المتعهد للشی‌ء و المصلح له القائم به؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو عمرو: الصواب یَتَحَوَّلنا، بالحاء، أَی یطلب الحال التی یَنْشَطون فیها للموعظة فیَعِظهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 226
فیها و لا یُكْثر علیهم فَیَملُّوا. و الخَوَل: أَصل فأْس اللِّجام. و الخَالُ: لواءُ الجیش؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: بأَسیافنا حتی تَوَجَّه خَالُها و الخالُ: نوع من البُرود؛ قال الشماخ: و بُرْدَانِ من خَال و سَبْعُون دِرْهَماً، علی ذاك مَقْرُوظٌ من القَدِّ ماعز و قال إمرؤ القیس: و أَكرعه وَشْی البُرود من الخَال و الخَالُ: اللِّواء و البُرُود؛ ذكرهما الجوهری هنا و ذكرهما فی خیل، و سنذكرهما أَیضاً هناك. و‌فی حدیث طلحة: قال لعمر، رضی الله عنهما: إِنَّا لا نَنْبُو فی یدك و لا نَخُول علیك‌أَی لا نتكبر؛ یقال: خَالَ الرجلُ یَخُولُ خَوْلًا و اخْتَالَ إِذا تكبر و هو ذو مَخِیلة. و تَطایَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَی متفرقاً، و هو الشَّررُ الذی یتطایر من الحدید الحار إِذا ضُرِب. و ذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَی متفرقین واحداً بعد واحد، و كان الغالب إِنما هو إِذا نَجَل الفرسُ الحصی برجله و شرار النار إِذا تتابع؛ قال ضابئ البُرْجُمی یصف الكلاب و الثور: یُسَاقِط عنه رَوْقُه ضارِیَاتِها، سِقَاطَ حدیدِ القَیْنِ أَخْوَل أَخْوَلا قال سیبویه: یجوز أَن یكون أَخْوَل أَخْوَل كشَغَر بَغَر، و أَن یكون كیَوْمَ یَوْمَ. الجوهری: ذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَلَ إِذا تفرقوا شَتَّی، و هما اسمان جُعِلا اسماً واحداً و بُنِیا علی الفتح. ابن الأَعرابی: الخَوْلة الظَّبْیة. و إِنَّه لمَخِیلٌ للخیر أَی خَلِیق له. و الخَال: ما تَوَسَّمت فیه من الخیر. و أَخَالَ فیه خَالًا و تَخَوَّلَ: تَفَرَّس. و تَخَوَّلْتُ فی بنی فلان خَالًا من الخیر أَی اخْتَلْت و تَوَسَّمت، و تَخَیَّل یُذكر فی الیاء. التهذیب: و خَوَلُ اللِّجامِ أَصلُ فَأْسه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف خَوَل اللِّجام و لا أَدری ما هو. و الخُوَیْلاء: موضع. و خَوَلِیٌّ: اسم. و خَوْلانُ: قبیلة من الیمن. و كُحْل الخَوْلان: ضرب من الأَكحال، قال: لا أَدری لِمَ سمی ذلك. و خَوْلة: اسم امرأَة من كلب شَبَّب بها طَرَفة. و خُوَیْلَة: اسم امرأَة.

خیل؛ ج11، ص: 226

: خَالَ الشی‌ءَ یَخَالُ خَیْلًا و خِیلَة و خَیْلة و خَالًا و خِیَلًا و خَیَلاناً و مَخَالَة و مَخِیلَة و خَیْلُولَة: ظَنَّه، و فی المثل: من یَسْمَعْ یَخَلْ أَی یظن، و هو من باب ظننت و أَخواتها التی تدخل علی الابتداء و الخبر، فإِن ابتدأْت بها أَعْمَلْت، و إِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بالخیار بین الإِعمال و الإِلغاء؛ قال جریر فی الإِلغاء: أَ بِالأَراجیز یا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُنی، و فی الأَراجیز، خِلْتُ، اللؤْمُ و الخَوَرُ قال ابن بری: و مثله فی الإِلغاء للأَعشی: و ما خِلْت أَبْقی بیننا من مَوَدَّة، عِرَاض المَذَاكی المُسْنِفاتِ القَلائصا و‌فی الحدیث: ما إِخَالُك سَرَقْت‌أَی ما أَظنك؛ و تقول فی مستقبله: إِخالُ، بكسر الأَلف، و هو الأَفصح، و بنو أَسد یقولون أَخَالُ، بالفتح، و هو القیاس، و الكسر أَكثر استعمالًا. التهذیب: تقول خِلْتُه زیداً إِخَالُهُ و أَخَالُهُ خَیْلاناً، و قیل فی المثل:
لسان العرب، ج‌11، ص: 227
من یَشْبَعْ یَخَلْ، و كلام العرب: من یَسْمَعْ یَخَلْ؛ قال أَبو عبید: و معناه من یسمع أَخبار الناس و معایبهم یقع فی نفسه علیهم المكروه، و معناه أَن المجانبة للناس أَسلم، و قال ابن هانئ فی قولهم من یسمع یَخَلْ: یقال ذلك عند تحقیق الظن، و یَخَلْ مشتق من تَخَیَّلَ إِلی. و‌فی حدیث طهفة: نسْتَحِیل الجَهَام و نَستَخِیل الرِّهام؛ و استحال الجَهَام أَی نظر إِلیه هل یَحُول أَی یتحرك. و اسْتَخَلْتُ الرِّهَامَ إِذا نظرت إِلیها فخِلْتَها ماطرة. و خَیَّلَ فیه الخیر و تَخَیَّلَه: ظَنَّه و تفرَّسه. و خَیَّلَ علیه: شَبَّه. و أَخَالَ الشی‌ءُ: اشتبه. یقال: هذا الأَمر لا یُخِیلُ علی أَحد أَی لا یُشْكِل. و شی‌ءٌ مُخِیل أَی مُشْكِل. و فلان یَمْضی علی المُخَیَّل أَی علی ما خَیَّلت أَی ما شبهت یعنی علی غَرَر من غیر یقین، و قد یأْتی خِلْتُ بمعنی عَلِمت؛ قال ابن أَحمر: و لَرُبَّ مِثْلِك قد رَشَدْتُ بغَیِّه، و إِخَالُ صاحبَ غَیِّه لم یَرْشُد قال ابن حبیب: إِخَالُ هنا أَعلم. و خَیَّلَ علیه تَخْیِیلًا: وَجَّه التُّهمَة إِلیه. و الخَالُ: الغَیْم؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: باتت تَشِیم بذی هرون من حَضَنٍ خَالًا یُضِی‌ء، إِذا ما مُزْنه ركَدَا و السحابة المُخَیِّل و المُخَیِّلَة و المُخِیلة: التی إِذا رأَیتها حَسِبْتها ماطرة، و فی التهذیب: المَخِیلَة، بفتح المیم، السحابة، و جمعها مَخَایِل، و قد یقال للسحاب الخَالُ، فإِذا أَرادوا أَن السماء قد تَغَیَّمت قالوا قد أَخَالَتْ، فهی مُخِیلَة، بضم المیم، و إِذا أَرادوا السحابة نفسها قالوا هذه مَخِیلَة، بالفتح. و قد أَخْیَلْنا و أَخْیَلَتِ السماءُ و خَیَّلَتْ و تَخَیَّلَتْ: تهیَّأَت للمطر فرَعَدَتْ و بَرَقَتْ، فإِذا وقع المطر ذهب اسم التَّخَیُّل. و أَخَلْنا و أَخْیَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِیلة. و تَخَیَّلَتِ السماءُ أَی تَغَیَّمَت. التهذیب: یقال خَیَّلَتِ السحابةُ إِذا أَغامتْ و لم تُمْطِر. و كلُّ شی‌ء كان خَلِیقاً فهو مَخِیلٌ؛ یقال: إِن فلاناً لمَخِیل للخیر. ابن السكیت: خَیَّلَتِ السماءُ للمطر و ما أَحسن مَخِیلَتها و خَالها أَی خَلاقَتها للمطر. و قد أَخَالَتِ السحابةُ و أَخْیَلَتْ و خَایَلَتْ إِذا كانت تُرْجی للمطر. و قد أَخَلْتُ السحابة و أَخْیَلْتها إِذا رأَیتها مُخِیلة للمطر. و السحابة المُخْتَالَة: كالمُخِیلة؛ قال كُثَیِّر بن مُزَرِّد: كاللامعات فی الكِفاف المُخْتَال و الخَالُ: سحاب لا یُخْلِف مَطَرُه؛ قال: مثل سحاب الخَال سَحّاً مَطَرُه و قال صَخْر الغَیّ: یُرَفِّع للخَال رَیْطاً كَثِیفا و قیل: الخَالُ السحاب الذی إِذا رأَیته حسبته ماطراً و لا مَطَر فیه. و قول طَهْفة: تَسْتَخِیل الجَهام؛ هو نستفعل من خِلْت أَی ظننت أَی نظُنُّه خَلِیقاً بالمَطَر، و قد أَخَلْتُ السحابة و أَخْیَلْتها. التهذیب: و الخَالُ خالُ السحابة إِذا رأَیتها ماطرة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان إِذا رأَی فی السماء اخْتِیالًا تغیَّر لونُه؛ الاخْتِیال: أَن یُخال فیها المَطَر، و‌فی روایة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا رأَی مَخِیلة أَقْبَل و أَدْبَر و تغیر؛ قالت عائشة: فذكرت ذلك له فقال: و ما یدرینا؟ لعله كما ذكر الله: فَلَمّٰا رَأَوْهُ عٰارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِیَتِهِمْ قٰالُوا هٰذٰا عٰارِضٌ مُمْطِرُنٰا، بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِیحٌ فِیهٰا عَذٰابٌ أَلِیمٌ.قال ابن
لسان العرب، ج‌11، ص: 228
الأَثیر: المَخِیلة موضع الخَیْل و هو الظَّنُّ كالمَظِنَّة و هی السحابة الخلیقة بالمطر، قال: و یجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمَخِیلَة التی هی مصدر كالمَحْسِبة من الحَسْب. و الخَالُ: البَرْقُ، حكاه أَبو زیاد و رَدَّه علیه أَبو حنیفة. و أَخَالَتِ الناقة إِذا كان فی ضَرْعها لَبَن؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی التشبیه بالسحابة. و الخَالُ: الرَّجل السَّمْح یُشَبَّه بالغَیْم حین یَبْرُق، و فی التهذیب: تشبیهاً بالخَال و هو السحاب الماطر. و الخَالُ و الخَیْل و الخُیَلاء و الخِیَلاء و الأَخْیَل و الخَیْلَة و المَخِیلَة، كُلُّه: الكِبْر. و قد اخْتَالَ و هو ذو خُیَلاءَ و ذو خَالٍ و ذو مَخِیلَة أَی ذو كِبْر. و‌فی حدیث ابن عباس: كُلْ ما شِئْت و الْبَسْ ما شِئْت ما أَخطأَتك خَلَّتانِ: سَرَفٌ و مَخِیلة.و‌فی حدیث زید بن عمرو بن نُفَیْل: البِرُّ أَبْقی لا الخَال.یقال: هو ذو خَالٍ أَی ذو كِبر؛ قال العجاج: و الخَالُ ثوبٌ من ثیاب الجُهَّال، و الدَّهْر فیه غَفْلة للغُفَّال قال أَبو منصور: و كأَن اللیث جعل الخَالَ هنا ثوباً و إِنما هو الكِبْر. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ اللّٰهَ لٰا یُحِبُّ كُلَّ مُخْتٰالٍ فَخُورٍ؛ فالمُخْتَال: المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتَال الصَّلِف المُتَباهی الجَهُول الذی یَأْنَف من ذوی قَرابته إِذا كانوا فقراء، و من جِیرانه إِذا كانوا كذلك، و لا یُحْسن عِشْرَتَهم و یقال: هو ذو خَیْلة أَیضاً؛ قال الراجز: یَمْشی من الخَیْلَة یَوْم الوِرْد بَغْیاً، كما یَمْشی وَلیُّ العَهْد و‌فی الحدیث: من جَرّ ثوبه خُیَلاءَ لم ینظر الله إِلیه؛ الخُیَلاء و الخِیَلاء، بالضم و الكسر: الكِبْر و العُجْب، و قد اخْتَال فهو مُخْتَال. و‌فی الحدیث: من الخُیَلاء ما یُحِبُّه الله فی الصَّدقة و فی الحَرْب، أَما الصدقة فإِنه تَهُزُّه أَرْیَحِیَّة السخاء فیُعْطِیها طَیِّبةً بها نفسُه و لا یَسْتَكثر كثیراً و لا یُعْطی منها شیئاً إِلا و هو له مُسْتَقِلّ، و أَما الحرب فإِنه یتقدم فیها بنَشاط و قُوَّة و نَخْوة و جَنان؛ و منه‌الحدیث: بئس العَبْدُ عَبْدٌ تَخَیَّلَ و اخْتَالَ‌هو تَفَعَّل و افْتَعَل منه. و رَجُلٌ خَالٌ أَی مُخْتال؛ و منه قوله: إِذا تَحَرَّدَ لا خَالٌ و لا بَخِل قال ابن سیدة: و رجلٌ خَالٌ و خَائِلٌ و خَالٍ، علی القَلْب، و مُخْتَالٌ و أُخَائِلٌ ذو خُیَلاء مُعْجب بنفسه، و لا نظیر له من الصفات إِلا رجل أُدابِرٌ لا یَقْبل قول أَحد و لا یَلْوی علی شی‌ء، و أُباتِرٌ یَبْتُرُ رَحِمَه یَقْطَعُها، و قد تَخَیَّلَ و تَخَایَلَ، و قد خَالَ الرجلُ، فهو خَائِل؛ قال الشاعر: فإِن كنتَ سَیِّدَنا سُدْتَنا، و إِن كُنْتَ للخَالِ فاذْهَب فَخَلْ و جمع الخَائِل خَالَةٌ مثل بائع و باعةٍ؛ قال ابن بری: و مثله سائق و ساقة و حائك و حاكة، قال: و روی البیت … فاذهب فخُلْ، بضم الخاء، لأَن فعله خال یخول، قال: و كان حقه أَن یُذكر فی خول، و قد ذكرناه نحن هناك؛ قال ابن بری: و إِنما ذكره الجوهری هنا لقولهم الخُیَلاء، قال: و قیاسه الخُوَلاء و إِنما قلبت الواو فیه یاء حملًا علی الاخْتِیال كما قالوا مَشِیبٌ حیث قالوا شِیبَ فأَتبعوه مَشِیباً، قال: و الشاعر رجل من عبد القیس؛ قال: و قال الجُمَیْح بن الطَّمَّاح الأَسدی فی الخَال بمعنی الاختیال: و لَقِیتُ ما لَقِیَتْ مَعَدٌّ كلُّها، و فَقَدْتُ راحِیَ فی الشباب و خَالِی
لسان العرب، ج‌11، ص: 229
التهذیب: و یقال للرجل المختال خَائِل، و جمعه خَالَةٌ؛ و منه قول الشاعر: أَوْدَی الشَّبَابُ و حُبُّ الخَالَةِ الخَلَبه، و قد بَرِئْتُ فما بالنَّفْسِ من قَلَبه «2». أَراد بالخَالَة جمع الخَائِل و هو المُخْتال الشابُّ. و الأَخْیَل: الخُیَلاء؛ قال: له بعد إِدلاجٍ مِراحٌ و أَخْیَل و اخْتَالَتِ الأَرضُ بالنبات: ازْدانَتْ. و وَجَدْت أَرضاً مُتَخَیِّلة و مُتَخَایِلَة إِذا بلغ نَبْتُها المَدی و خرج زَهرُها؛ قال الشاعر: تأَزَّر فیه النَّبْت حتی تَخَیَّلَتْ رُباه، و حتی ما تُری الشاء نُوَّما و قال ابن هَرْمَة: سَرا ثَوْبَه عنك الصِّبا المُتخایِلُ و یقال: ورَدْنا أَرضاً مُتَخیِّلة، و قد تَخَیَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها أَن یُرْعی. و الخَالُ: الثوب الذی تضعه علی المیت تستره به، و قد خَیَّلَ علیه. و الخَالُ: ضَرْبٌ من بُرود الیَمن المَوْشِیَّة. و الخَالُ: الثوب الناعم؛ زاد الأَزهری: من ثیاب الیمن؛ قال الشماخ: و بُرْدانِ من خَالٍ و سبعون درهماً، علی ذاك مقروظٌ من الجلد ماعز و الخَالُ: الذی یكون فی الجسد. ابن سیدة: و الخَالُ شامَة سوداء فی البدن، و قیل: هی نُكْتة سوداء فیه، و الجمع خِیلانٌ. و امرأَة خَیْلاء و رجل أَخْیَل و مَخِیلٌ و مَخْیُول و مَخُول مثل مَقُول من الخال أَی كثیر الخِیلان، و لا فِعْلَ له. و یقال لما لا شخص له شامَةٌ، و ما له شخص فهو الخَالُ، و تصغیر الخَالِ خُیَیْلٌ فیمن قال مَخِیل و مَخْیُول، و خُوَیْلٌ فیمن قال مَخُول. و‌فی صفة خاتم النبوَّة: علیه خِیلانٌ؛ هو جمع خَال و هی الشامَة فی الجسد. و‌فی حدیث المسیح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: كثیر خِیلانِ الوجه.و الأَخْیَل: طائر أَخضر و علی جناحیه لُمْعَة تخالف لونه، سُمِّی بذلك للخِیلان، قال: و لذلك وجَّهه سیبویه علی أَن أَصله الصفة ثم استعمل استعمال الأَسماء كالأَبرق و نحوه، و قیل: الأَخْیَل الشِّقِرَّاق و هو مشؤوم، تقول العرب: أَشأَم من أَخْیَل؛ قال ثعلب: و هو یقع علی دَبَر البعیر، یقال إِنه لا ینقُر دَبَرة بعیر إِلا خزل ظَهْره، قال: و إِنما یتشاءَمون به لذلك؛ قال الفرزدق فی الأَخْیَل: إِذا قَطَناً بلَّغْتِنیه، ابْنَ مُدْرِكٍ، فلُقِّیتِ من طیر الیَعاقیبِ أَخْیَلا قال ابن بری: الذی فی شعره من طیر العراقیب أَی ما یُعَرْقِبُك «3» یخاطب ناقته، و یروی: إِذا قَطَنٌ … أَیضاً، بالرفع و النصب، و الممدوح قَطَن بن مُدْرِك الكلابی، و من رفع ابن جَعَله نعتاً لقَطَن، و من نصبه جَعَله بدلًا من الهاء فی بلغتنیه أَو بدلًا من قَطَن إِذا نصبته؛ قال و مثله: إِذا ابن موسی بلالًا بلغته برفع ابن و بلال و نصبهما، و هو ینصرف فی النكرة إِذا سَمَّیْت به، و منهم من لا یصرفه فی المعرفة و لا فی النكرة، و یجعله فی الأَصل صفة من التَّخَیُّل،
(2). قوله [الخلبة] قال شارح القاموس: یروی بالتحریك جمع خالب و قد أورده الجوهری فی خلب شاهداً علی أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة (3). قوله [أَی ما یعرقبك] عبارة الصاغانی فی التكملة: و العراقیب أرض معروفة
لسان العرب، ج‌11، ص: 230
و یحتج بقول حسَّان بن ثابت: ذَرِینی و عِلْمی بالأُمور و شِیمَتی، فما طائری فیها علیكِ بِأَخْیَلا و قال العجاج: إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْیَل قال شمر: الأَخْیَل یَفِیل نصف النهار، قال الفراء: و یسمی الشاهین الأَخْیَل، و جمعه الأَخَایِل؛ و أَما قوله: و لقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ، و مَعِی شَبابٌ كلهم أَخْیَل فقد یجوز أَن یعنی به هذا الطائر أَی كلهم مثل الأَخیل فی خِفَّتِه و طُموره. قال ابن سیدة: و قد یكون المُخْتال، قال: و لا أَعرفه فی اللغة، قال: و قد یجوز أَن یكون التقدیر كُلُّهم أَخْیَل أَی ذو اختیال. و الخَیال: خیال الطائر یرتفع فی السماء فینظر إِلی ظِلِّ نفسه فیری أَنه صَیْدٌ فیَنْقَضُّ علیه و لا یجد شیئاً، و هو خاطف ظِلِّه. و الأَخْیَل أَیضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قال الراجز: أَشكو إِلی الله انْثِناءَ مِحْمَلی، و خَفَقان صُرَدِی و أَخْیَلی و الصُّرَدان: عِرْقان تحت اللسان. و الخَالُ: كالظَّلْع و الغَمْز یكون بالدابة، و قد خَالَ یَخَالُ خَالًا، و هو خَائِل؛ قال: نادَی الصَّریخُ فرَدُّوا الخَیْلَ عانِیَةً، تَشْكو الكَلال، و تشكو من أَذی الخَال و فی روایة: … من حَفا الخال. و الخَالُ: اللِّواءُ یُعْقد للأَمیر. أَبو منصور: و الخَالُ اللِّواء الذی یُعْقَد لولایة والٍ، قال: و لا أُراه سُمِّی خَالًا إِلَّا لأَنه كان یُعْقَد من برود الخال؛ قال الأَعشی: بأَسیافنا حتی نُوَجِّه خَالها و الخالُ: أَخو الأُم، ذكر فی خول. و الخَالُ: الجَبَل الضَّخْم و البعیر الضخم، و الجمع خِیلانٌ؛ قال: و لكِنَّ خِیلاناً علیها العمائم شَبَّههم بالإِبل فی أَبدانهم و أَنه لا عقول لهم. و إِنه لمَخِیلٌ للخیر أَی خَلِیق له. و أَخَالَ فیه خَالًا من الخیر و تَخَیَّلَ علیه تَخَیُّلًا، كلاهما: اختاره و تفرَّس فیه الخیر. و تَخَوَّلَت فیه خَالًا من الخیر و أَخَلْتُ فیه خَالًا من الخیر أَی رأَیت مَخِیلَتَه. و تَخَیَّلَ الشی‌ءُ له: تَشَبَّه. و تَخَیَّلَ له أَنه كذا أَی تَشَبَّه و تَخَایَلَ؛ یقال: تَخَیَّلْته فَتَخَیَّلَ لی، كما تقول تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر، و تَبَیَّنته فَتَبَیَّن، و تَحَقَّقْته فَتَحَقَّق. و الخَیَال و الخَیَالة: ما تَشَبَّه لك فی الیَقَظة و الحُلُم من صورة؛ قال الشاعر: فلَسْتُ بنازِلٍ إِلَّا أَلَمَّتْ، برَحْلی، أَو خَیالَتُها، الكَذُوب و قیل: إِنما أَنَّث علی إِرادة المرأَة. و الخَیَال و الخَیَالَة: الشخص و الطَّیْف. و رأَیت خَیَالَه و خَیَالَتَه أَی شخصه و طَلعْته من ذلك. التهذیب: الخَیَال لكل شی‌ء تراه كالظِّل، و كذلك خَیَال الإِنسان فی المِرآة، و خَیَاله فی المنام صورة تِمْثاله، و ربما مَرَّ بك الشی‌ء شبه الظل فهو خَیَال، یقال: تَخَیَّلَ لی خَیالُه. الأَصمعی: الخَیَال خَشَبة توضع فیلقی علیها الثوب للغنم إِذا رآها الذئب ظن أَنه إِنسان؛ و أَنشد: أَخٌ لا أَخا لی غیره، غیر أَننی كَراعِی الخَیال یَسْتطِیف بلا فكر و راعِی الخَیَال: هو الرَّأْل، و فی روایة: أَخی لا
لسان العرب، ج‌11، ص: 231
أَخا لی بَعْده …؛ قال ابن بری: أَنشده ابن قتیبة … بلا فَكْر، بفتح الفاء، و حكی عن أَبی حاتم أَنه قال: حدثنی ابن سلام الجُمَحی عن یونس النحوی أَنه قال: یقال لی فی هذا الأَمر فَكْرٌ بمعنی تَفَكُّر. الصحاح: الخَیَال خَشَبة علیها ثیاب سود تُنْصب للطیر و البهائم فتظنه إِنساناً. و‌فی حدیث عثمان: كان الحِمَی سِتَّة أَمیال فصار خَیَال بكذا و خَیَال بكذا، و فی روایة: خَیَال بإِمَّرَةَ و خَیَال بأَسْوَدَ العَیْن؛ قال ابن الأَثیر: و هما جَبَلان؛ قال الأَصمعی: كانوا ینصِبون خَشَباً علیها ثیاب سُودٌ تكون علاماتٍ لمن یراها و یعلم أَن ما داخلها حِمیً من الأَرض، و أَصلها أَنها كانت تنصب للطیر و البهائم علی المزروعات لتظنه إِنساناً و لا تسقط فیه؛ و قول الراجز: تَخَالُها طائرةً و لم تَطِرْ، كأَنَّها خِیلانُ راع مُحْتَظِر أَراد بالخِیلان ما یَنْصِبه الراعی عند حَظِیرة غنمه. و خَیَّلَ للناقة و أَخْیَلَ: وَضَع لولدها خَیَالًا لیَفْزَع منه الذئب فلا یَقْرَبه. و الخَیَال: ما نُصِب فی الأَرض لیُعْلَم أَنها حِمیً فلا تُقْرَب. و قال اللیث: كل شی‌ء اشتبه علیك، فهو مُخِیل، و قد أَخَالَ؛ و أَنشد: و الصِّدْقُ أَبْلَجُ لا یُخِیل سَبِیلُه، و الصِّدْق یَعْرِفه ذوو الأَلْباب و قد أَخَالَتِ الناقةُ، فهی مُخِیلَة إِذا كانت حَسَنة العَطَل فی ضَرْعها لَبن. و قوله تعالی: یُخَیَّلُ إِلَیْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهٰا تَسْعیٰ؛ أَی یُشَبَّه. و خُیِّلَ إِلیه أَنه كذا، علی ما لم یُسَمَّ فاعله: من التَّخْیِیل و الوَهْم. و الخَیَال: كِساء أَسود یُنْصَب علی عود یُخَیَّل به؛ قال ابن أَحمر: فلما تَجَلَّی ما تَجَلَّی من الدُّجی، و شَمَّر صَعْلٌ كالخَیَال المُخَیَّل و الخَیْل: الفُرْسان، و فی المحكم: جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه؛ قال أَبو عبیدة: واحدها خَائِل لأَنه یَخْتال فی مِشْیَتِه، قال ابن سیدة: و لیس هذا بمعروف. و فی التنزیل العزیز: وَ أَجْلِبْ عَلَیْهِمْ بِخَیْلِكَ وَ رَجِلِكَ، أَی بفُرْسانك و رَجَّالتك. و الخَیْل: الخُیول. و فی التنزیل العزیز: وَ الْخَیْلَ وَ الْبِغٰالَ وَ الْحَمِیرَ لِتَرْكَبُوهٰا. و‌فی الحدیث: یا خَیْلَ الله ارْكَبی: قال ابن الأَثیر: هذا علی حذف المضاف، أَراد یا فُرْسانَ خَیْلِ الله اركبی، و هذا من أَحسن المجازات و أَلطفها؛ و قول أَبی ذؤیب: فَتنازَلا و تواقَفَت خَیْلاهُما، و كِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ثَنَّاه علی قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ و جِمالانِ، و قوله بطل اللِّقاء أَی عند اللقاء، و الجمع أَخْیَالٌ و خُیُول؛ الأَول عن ابن الأَعرابی، و الأَخیر أَشهر و أَعرف. و فلان لا تُسایَر خَیْلاه و لا تُواقَفُ خَیْلاه، و لا تُسایَر و لا تُواقَف أَی لا یطاق نَمِیمةً و كذباً. و قالوا: الخَیْل أَعلم من فُرْسانِها؛ یُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء عنده فتجده علی ما ظننت. و الخَیَّالة: أَصحاب الخُیول. و الخَیَال: نبت. و الخَالُ: موضع؛ قال: أَ تَعْرف أَطلالًا شَجوْنَك بالخَال؟ قال: و قد تكون أَلفه منقلبة عن واو. و الخَالُ: اسم جَبَل تِلْقاء المدینة؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌11، ص: 232
أَ هَاجَكَ بالخَالِ الحُمُول الدَّوافع، و أَنْتَ لمَهْواها من الأَرض نازع؟ و المُخَایَلَة: المُباراة. یقال: خَایَلْت فلاناً بارَیْته و فعلت فعلَه؛ قال الكمیت: أَقول لهم، یَوم أَیْمانُهم تُخَایِلُها، فی الندی، الأَشْمُلُ تُخَایِلُها أَی تُفاخِرها و تُباریها؛ و قول ابن أَحمر: و قالوا: أَنَتْ أَرض به و تَخَیَّلَتْ، فأَمْسی لما فی الرأْسِ و الصدر شاكیا قوله تَخَیَّلَت أَی اشْتَبَهَت. و خَیَّلَ فلانٌ عن القوم إِذا كَعَّ عنهم؛ قال سلمة: و مثله غَیَّف و خَیَّف. الأَحمر: افْعَلْ كذا و كذا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أَی علی ما خَیَّلْت أَی علی كل حال و نحو ذلك. و قولهم افْعَلْ ذلك علی ما خَیَّلْت أَی علی ما شَبَّهت. و بنو الأَخْیَل: حَیٌّ من عُقَیْل رَهْط لَیْلی الأَخْیَلِیَّة؛ و قولها: نحن الأَخَایِلُ ما یَزال غُلامُنا، حتی یَدِبَّ علی العَصا، مذكورا فإِنما جَمَعت القَبِیل باسم الأَخْیَل بن معاویة العُقَیْلی، و یقال البَیْت لأَبیها. و الخَیَال: أَرض لبنی تَغْلِب؛ قال لبید: لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ، فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَیَالُ؟ و الخِیلُ: الحِلْتِیت، یَمانِیة. و خَالَ یَخِیلُ خَیْلًا إِذا دام علی أَكل الخِیل، و هو السَّذَاب. قال ابن بری: و الخَالُ الخَائِلُ، یقال هو خَالُ مالٍ و خَائِل مال أَی حَسَن القیام علیه. و الخَالُ: ظَلْع فی الرِّجْل. و الخَال: نُكْتَة فی الجَسَد؛ قال و هذه أَبیات تجمع معانی الخَال: أَ تَعْرِف أَطْلالًا شَجَوْنَك بالخَالِ، و عَیْشَ زمانٍ كان فی العُصُر الخالی؟ الخَالُ الأَوَّل: مكان، و الثانی: الماضی.لَیالِیَ، رَیْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ علیّ بعِصْیان الإِمارةِ و الخَال الخَال: اللِّوَاء.و إِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِیّ أَخِی الصِّبا، و للغَزِل المِرِّیحِ ذی اللَّهْوِ و الخَال الخَال: الخُیَلاء.و للخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ، و خَدٍّ أَسِیل كالَوذِیلة ذی الخَال الخَال: الشَّامَة.إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها، كما رَئِم المَیْثاءَ ذو الرَّثْیَة الخالی الخالی: العَزَب.و یَقْتادُنی منها رَخِیم دَلالِها، كما اقْتاد مُهْراً حین یأْلفه الخالی الخالی: من الخلاء.زَمانَ أُفَدَّی من مِراحٍ إِلی الصِّبا بعَمِّیَ، من فَرْط الصَّبابة، و الخَال الخَال: أَخو الأُم.و قد عَلِمَتْ أَنِّی، و إِنْ مِلْتُ للصِّبا إِذا القوم كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخَال الخَالُ: المَنْخُوب الضعیف.
لسان العرب، ج‌11، ص: 233
و لا أَرْتَدی إِلَّا المُروءَةَ حُلَّةً، إِذا ضَنَّ بعضُ القوم بالعَصْبِ و الخَال الخَالُ: نوع من البُرود.و إِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة، تَنَكَّبْتها و اشْتَمْتُ خَالًا علی خَال الخَال: السحاب.فحَالِفْ بحِلْفِی كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب، و إِلَّا تُحالِفْنِی فخَالِ إِذاً خال من المُخالاة.و ما زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة و العُلی، كما احْتَلَفَتْ عَبْسٌ و ذُبْیان بالخَال الخَالُ: الموضع.و ثالِثُنا فی الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ لما یُرْمَ من صُمِّ العِظامِ به خالی أَی قاطع.

فصل الدال المهملة؛ ج11، ص: 233

دأل؛ ج11، ص: 233

: الدَّأْلُ: الخَتْل، و قد دَأَلَ یَدْأَلُ دَأْلًا و دَأَلاناً. أَبو زید فی الهمز: دأَلْت للشَّی‌ءِ أَدْأَلُ دَأْلًا و دَأَلاناً، و هی مِشْیَة شبیهة بالخَتْل و مَشْیِ المُثْقَل، و ذكر الأَصمعی فی صفة مشی الخیل: الدَّأَلان مشی یقارب فیه الخطو و یبغی فیه كأَنه مُثْقل من حمل. یقال: الذئب یَدْأَل للغزال لیأْكله، یقول یَخْتِله. و قال أَبو عمرو: المُدَاءَلَة بوزن المداعلة الخَتْل. و قد دَأَلْتُ له و دَأَلْته و قد تكون فی سرعة المشی. ابن الأَعرابی: الدَّأَلانُ عَدْوٌ مُقارِب. ابن سیدة: دَأَلَ یَدْأَلُ دَأْلًا و دَأَلًا و دَأَلی، و هی مِشْیة فیها ضعف و عَجَلة، و قیل: هو عَدْوٌ مُقارِب؛ أَنشد سیبویه فیما تضعه العرب علی أَلسنة البهائم لضَبٍّ یخاطب ابنه: أَ هَدَموا بَیْتَك، لا أَبا لَكا و أَنا أَمشی الدَّأَلی حَوالَكا؟ و حكی ابن بری: الدَّأَلی مِشْیة تُشبه مِشْیة الذِّئب. و الدَّأَلانُ، بالدال: مَشْیُ الذی كأَنه یَبْغِی فی مشیه من النَّشاط. و دَأَلَ له یَدْأَلُ دَأْلًا و دَأَلاناً: خَتَله. و الدَّأَلان، بتحریك الهمزة أَیضاً: الذئب؛ عن كراع. و الدُّؤُولُ: دُوَیْبَّة صغیرة؛ عنه أَیضاً. قال: و لیس ذلك بمعروف. و الدُّئِل: دُویبَّة كالثعلب، و فی الصحاح: دویبة شبیهة بابن عِرْس؛ قال كعب بن مالك: جاؤُوا بجَیْشٍ، لو قِیسَ مُعْرَسُه ما كان إِلَّا كمُعْرَس الدُّئِل قال ابن سیدة: و هذا هو المعروف. قال أَحمد بن یحیی: لا نعلم اسماً جاءَ علی فُعِل غیر هذا، یعنی الدُّئِل، قال ابن بری: قد جاءَ رُئِم فی اسم الاست؛ قال الجوهری: قال الأَخفش و إِلی المسمی بهذا الاسم نسب أَبو الأَسود الدُّؤَلی، إِلَّا أَنهم فتحوا الهمزة علی مذهبهم فی النسبة استثقالًا لتوالی الكسرتین مع یاءَی النسب كما ینسب إِلی نَمِر نَمَرِیّ، قال: و ربما قالوا أَبو الأَسود الدُّوَلِی، قلبوا الهمزة واواً لأَن الهمزة إِذا انفتحت و كانت قبلها ضمة فتخفیفها أَن تقلبها واواً محضة، كما قالوا فی جُؤَن جُوَن و فی مُؤَن مُوَن، و قال ابن الكلبی: هو أَبو الأَسود الدِّیلی، فقلب الهمزة یاء حین انكسرت، فإِذا انقلبت یاء كسرت
لسان العرب، ج‌11، ص: 234
الدال لتسلم الیاء كما تقول قِیل و بِیع، قال: و اسمه ظالم بن عمرو بن سلیمان بن عمرو بن حِلْس بن نُفاثة بن عَدیّ بن الدُّئِل بن بكر بن كنانة. قال الأَصمعی: و أَخبرنی عیسی بن عمر قال الدِّیل بن بكر الكنانی إِنما هو الدُّئِل، فترك أَهل الحجاز هَمْزه. قال ابن بری: قال أَبو سعید السیرافی فی شرح الكتاب فی باب كان عند قول أَبی الأَسود الدُّؤَلی: دَعِ الخَمْر یَشْرَبْها الغُواة، قال: أَهل البصرة یقولون الدُّؤَلی، و هو من الدُّئِل بن بكر بن كنانة، قال: و كان ابن حبیب یقول الدُّئِل بن كنانة، و یقول الدُّئِل علی مثال فُعِل، الدُّئِل بن مُحَلِّم بن غالب بن مُلَیح بن الهُون بن خُزَیْمة بن مُدْرِكة، و روی أَبو سعید بسنده إِلی محمد بن سلام بن عبید الله قال یونس: هم ثلاثة: الدُّول من حنیفة بسكون الواو، و الدِّیل من قَیس ساكنة الیاء، و الدُّئِل فی كنانة رهط أَبی الأَسود مهموز، قال: هذا قول عیسی بن عمر و البصریین و جماعة من النحویین منهم الكسائی، یقولون أَبو الأَسود الدِّیلی، قال ابن بری: و قال محمد بن حبیب الدُّئِل فی كنانة، بضم الدال و كسر الهمزة، قال: و كذلك فی الهُون بن خزیمة أَیضاً، و الدِّیل فی الأَزْد، بكسر الدال و إِسكان الیاء، الدِّیل بن هداد بن زید مَنَاة، و فی إِیَاد بن نِزَار مثله الدِّیل بن أُمیَّة بن حُذَافة، و فی عبد القیس كذلك الدِّیل بن عمرو بن وَدِیعة، و فی تَغْلب كذلك الدِّیل بن زید بن غَنْم بن تَغْلِب، و فی رَبِیعة بن نِزَار الدُّول بن حَنِیفة، بضم الدال و إِسكان الواو، و فی عَنَزَة الدُّول بن سعد بن مَنَاة بن غامد مثله، و فی ثعلبة الدُّول بن ثعلبة بن سعد بن ضَبَّة، و فی الرِّبَاب الدُّول بن جَلِّ بن عَدِیِّ بن عبد مَنَاة بن أُدٍّ مثله. ابن سیدة: و الدُّئِل حَیٌّ من كنانة، و قیل فی بنی عبد القیس، و النسب إِلیه دُؤَلیٌّ و دُئِلیٌّ؛ الأَخیرة نادرة إِذ لیس فی الكلام فُعِلیٌّ؛ قال ابن السكیت: هو أَبو الأَسود الدُّؤَلی مفتوح الواو مهموز منسوب إِلی الدُّئِل من كنانة، قال: و الدُّول فی حنیفة ینسب إِلیهم الدُّولی، و الدِّیل فی عبد القیس ینسب إِلیهم الدِّیلی. و الدُّئِل علی وزن الوُعِل: دویبَّة شبیهة بابن عِرْس؛ و أَنشد الأَصمعی بیت كعب بن مالك: ما كان إِلا كمُعْرَس الدُّئِل و ابن دَأْلانَ: رَجُل، النسبة إِلیه دَأْلانِیٌّ؛ حكاه سیبویه. و الدُّؤْلول: الداهیة، و الجمع الدّآلِیل. و وقع القومُ فی دُؤْلُول أَی فی اختلاط من أَمرهم. أَبو زید: وقعوا من أَمرهم فی دُولول أَی فی شِدَّة و أَمر عظیم، قال الأَزهری: جاء به غیر مهموز. و‌فی حدیث خزیمة: إِن الجَنَّة محظور علیها بالدَّآلِیل‌أَی بالدواهی و الشدائد، و هذا‌كقوله: حُفَّتْ بالمَكاره.

دبل؛ ج11، ص: 234

: دَبَلَ الشی‌ءَ یَدْبِلُهُ و یَدْبُلُهُ دَبْلًا: جَمعَه كما تجمع اللُّقمة بأَصابعك. و التَّدْبِیل: تعظیمُ اللُّقمة و ازْدِرادُها. و دَبَلَ اللُّقمة یَدْبُلُها و یَدْبِلُها دَبْلًا و دَبَّلَها: جَمَعها بأَصابعه و كَبَّرها؛ قال: دَبِّلْ أَبا الجوزاء أَو تَطِیحا و الدُّبَل: اللُّقَم من الثَّرید، الواحدة دُبْلَة. ابن الأَعرابی: الدَّبَال و الدَّمَال النَّقَّابات، و الدُّبْلة مثل الكُتْلة من الصَّمْغ و غیره، تقول منه: دَبَّلْت الشی‌ءَ؛ قال مُزَرِّد: و دَبَّلْت أَمثال الأَثافی كأَنها رُؤوس نِقَاد قُطِّعَت، یومَ تُجْمَع و‌فی حدیث عمر: أَنه مَرَّ فی الجاهلیة علی زِنْباغ بن
لسان العرب، ج‌11، ص: 235
رَوْحٍ و كان یَعْشُرُ من مَرَّ به و معه ذَهَبةٌ فجعلها فی دَبِیلٍ و أَلْقَمَه شارفاً له؛ الدَّبِیل: من دَبَلَ اللُّقْمَةَ و دَبَّلَها إِذا جمعها و عَظَّمها، یرید أَنه جعل الذهبة فی عجین و أَلْقَمه الناقة. و الدِّبْل: الثُّكْلُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال دكین: یا دِبْلُ، ما بِتُّ بلیل هاجِدا، و لا خَرَرْت الرَّكعتین ساجدا «4» سماها بالثُّكْل؛ و قال غیره: إِنما خاطب بذلك ابنته، و بالَغُوا به فقالوا: دِبْل دَابِلٌ و دَبِیل، و ربما نصب علی معنی الدعاء، یقال: دَبَلَتْه دَبُول. و یقال: دِبْلٌ دَبِیل أَی ثُكْل ثاكل، و منه سمیت المرأَة دِبْلة. و الدُّبْلة و الدُّبَیْلَة: داء یجتمع فی الجوف. و‌فی حدیث عامر بن الطُّفَیل: فأَخَذَتْه الدُّبَیلة؛ هی خُرَاج و دُمَّل كبیر تظهر فی الجوف فتقتل صاحبها غالباً، و هی تصغیر دُبْلة. و كُلُّ شی‌ء جُمع فقد دُبِلَ. و الدُّبَیلة: الداهیة، و هی مُصَغَّرة للتكبیر، یقال: دَبَلَتْهم الدُّبَیْلَة أَی أَصابتهم الداهیة؛ حكاها الجوهری عن أَبی عبید. و الدِّبْل: الداهیة، یقال دِبْلًا دَبِیلًا كما یقال ثُكْلًا ثاكلًا؛ قال الشاعر: طِعَانَ الكُمَاة و ضَرْبَ الجِیَاد، و قول الحَواضِن دِبْلًا دَبِیلا قال ابن بری: ذكر الأُموی أَن اسم هذا الشاعر بَشَامة بن الغَدِیر النَّهْشَلی؛ و أَول القصید: نَأَتْك أُمامةُ نَأْیاً طویلا، و حَمَّلك الحُبُّ وِقْراً ثَقِیلا و یقال: دَبَلَتهم دُبَیْلة أَی هَلَكوا و صَلَّتْهم صالَّة. و دِبْل دابِلٌ: و هو الهَوَان و الخِزْیُ، و یقال: ذِبْل ذَابل، بالذال. و الدَّبْل: الطاعون؛ عن ثعلب. و دَبْلُ الأَرض: إِصلاحها بالسِّرجین و نحوه. و الدَّبَال: السِّرْجینُ و نحوه. و دَبَلَ الأَرضَ یَدْبُلُها دَبْلًا و دُبُولًا: أَصلحها بالسِّرجین و نحوه لتَجُود. و أَرض مَدْبُولَة: أُصْلِحت بالسرجین. و كل شی‌ء أَصلحته فقد دَبَلْته و دَمَلْته؛ و منه سمیت الجَداول الدُّبُول لأَنها تُدْبَل أَی تُنَقَّی و تُصْلَح. و دَبِلَ البعیرُ دَبَلًا، فهو دَبِلٌ، إِذا امتلأَ لحماً و شحماً؛ قال الراعی: تَدَارَكَ الغَضُّ منها و العَتِیق، فقد لاقی المَرافقَ منها واردٌ دَبِلُ أَراد بالوارد لحماً اسْتَرْخَی علی مَرافقها أَی امتلأَت به المَرَافق، و الدَّبْل: الجَدْوَل، و هو من ذلك لأَنه یُصْلَح و یُجَهَّز، و الجمع دُبُول لأَنها تُدْبَل أَی تُصْلَح و تُنَقَّی و تُجَهَّز. و‌فی حدیث خیبر: دَلَّه اللهُ علی دُبُول‌أَی جَداول ماء،قال «5»: إِن النبی، صلی الله علیه و سلم، لما غدا إِلی النَّطاة دلَّه اللهُ علی دُبُول كانوا یَتَرَوَّوْن منها فقَطَعها عنهم حتی أَعْطَوْا بأَیدیهم.و الدَّوْبَل: ولد الحمار، و فی الصحاح: الدَّوْبَل الحِمَار الصغیر لا یَكْبَرُ.و كتب معاویة إِلی ملك الروم: لأَرُدَّنَّك إِرِّیساً من الأَرَارِسة تَرْعَی الدَّوَابِل‌هی جمع دَوْبَل، و هو ولد الخنزیر و الحمار، و إِنما خَصَّ الصِّغَار لأَن راعیها أَوضع من راعی الكبار، و الواو زائدة. و دَوْبَل: لقب الأَخْطَل، و من ذلك؛ قال جریر: بَكَی دَوْبَلٌ، لا یُرْقِئُ اللهُ دَمْعَه، أَلا إِنَّما یَبْكی من الذُّلِّ دَوْبَل
(4). قوله [یا دِبْل] عبارة التهذیب: و الدِّبْل الثكل، و منه سمیت المرأة دِبْلَة. (5). قوله [قال] أی ابن الأثیر
لسان العرب، ج‌11، ص: 236
و الدَّوْبَل: الذِّئب العَرِم. و الدَّوْبَل: ذَكَر الخَنَازِیر، و هو الرّتُّ. اللیث: الدُّبْلَة كُتْلة من ناطِف أَو حَیْس أَو شی‌ء معجون أَو نحو ذلك. و قد دَبَّلْت الحَیْس تَدْبِیلًا أَی جعلته دُبَلًا. و الدَّبِیل: الغَضَا یكثر بالمكان. و الدَّبِیل أَیضاً: ما انْتَثَر من وَرَق الأَرْطَی، و جَمْعها دُبُل. و دَبِیل: موضع، و هی الدُّبُل؛ قال العجاج: جَادَ لها بالدُّبُل الوَسْمِیُّ و دَبِیل و دُبَیْل: مدینة من مدائن الشام، قال الفارسی: دَبِیل بالشام و دَیْبُل مدینة من مدائن السند؛ و أَنشد سیبویه: سَیُصْبِح فوقی أَقْتَمُ الرِّیش واقعاً، بقَالِیقَلا أَو من وراء دَبِیل قال: فلم یَلْبَث هذا الشاعر أَن صُلِب بها. و دَبِیل: موضع یلی الیمامة؛ عن كراع. التهذیب: و الدَّبِیل موضع یُتَاخِم أَعراض الیمامة؛ و أَنشد: لو لا رجاؤك ما تَخَطَّتْ ناقتی عَرْضَ الدَّبِیل، و لا قُری نجْران و یجمع دُبُلًا؛ و أَنشد بیت العجاج: جاد له بالدُّبُل الوَسْمِیُّ

دبكل؛ ج11، ص: 236

: التهذیب فی النوادر: كَمْهَلْت المالَ كَمْهَلة و حَبْكَرْته حَبْكَرة و دَبْكَلْتُه دَبْكَلَة إِذا جمعه و رددت أَطراف ما انتشر منه، قال: و كذلك حَبْحَبْته حَبْحَبةً و زَمْزَمْته و صَرْصَرْته و كَرْكَرْته كَرْكَرةً.

دجل؛ ج11، ص: 236

: الدُّجَیْل و الدُّجَالة؛ القَطِران. و الدَّجْل: شدّة طَلْی الجَرْب بالقَطِران. و دَجَلَ البعیرَ: طَلاه به، و قیل: عَمَّ جسمَه بالهِناء، و إِذا هُنِئَ جسد البعیر أَجمع فذلك التَّدْجِیل، فإِذا جعلته فی المشاعر فذلك الدَّسُّ. و البعیر المُدَجَّل: المَهْنوءُ بالقَطِران؛ و أَنشد، ابن بری لذی الرمة: و شَوهاء تَعْدو بی إِلی صارخ الوغی، بمُسْتَلْئمٍ مثل البعیر المُدَجَّل قال: و الدَّجْلة التی یُعَسِّل «1». فیها النَّحْل الوحشی. و دَجَلَ الشی‌ءَ غَطَّاه. و دِجْلَة: اسم نهر، من ذلك لأَنها غَطَّت الأَرض بمائها حین فاضت، و حكی اللحیانی فی دِجْلة دَجْلة، بالفتح؛ غیره: دِجْلة اسمٌ معرفة لنهر العراق، و فی الصحاح: دِجْلة نهر بغداد، قال ثعلب: تقول عبرت دِجْلة، بغیر أَلف و لام. و دُجَیل: نهر صغیر متشعب من دِجْلة. و دَجَلَ الرجلُ و سَرَج، و هو دَجَّال: كَذَب، و هو من ذلك لأَن الكذب تغطیة، و بینهم دَوْجَلَة و هَوْجَلة و دَوْجَرة و سَرْوَجة: و هو كلام یُتَناقل و ناس مختلفون. و الدَّاجِل: المُمَوِّه الكَذَّاب، و به سمی الدَّجَّال. و الدَّجَّال: هو المسیح الكذاب، و إِنما دَجْلُه سِحْره و كَذِبُه.ابن سیدة: المسیح الدَّجَّال رجل من یَهُود یخرج فی آخر هذه الأُمة، سمی بذلك لأَنه یَدْجُل الحَقَّ بالباطل، و قیل: بل لأَنه یُغَطِّی الأَرض بكثرة جموعه، و قیل: لأَنه یُغَطِّی علی الناس بكفره، و قیل: لأَنه یدَّعی الربوبیة، سمی بذلك لكذبه، و كل هذه المعانی متقارِب؛ قال ابن خالویه: لیس أَحد فَسَّر الدَّجَّال أَحسن من تفسیر أَبی عمرو قال: الدَّجَّال المُمَوِّه، یقال:
(1). قوله [و الدَّجْلَة التی یعسل إلخ] ذكرها صاحب القاموس فی ترجمة دخل بالخاء المعجمة
لسان العرب، ج‌11، ص: 237
دَجَلْت السیفَ مَوَّهته و طَلَیته بماء الذهب، قال: و لیس أَحد جَمَعه إِلا مالك بن أَنَس فی قوله هؤلاء الدَّجَاجِلَة؛ و رأَیت هنا حاشیة قال: صوابه أَن یقول لم یجمعه علی دَجَاجِلَة إِلا مالك بن أَنس، إِذ قد‌جمعه النبی، صلی الله علیه و سلم، فی حدیثه الصحیح فقال: یكون فی آخر الزمان دَجَّالُون‌أَی كَذَّابون مُمَوِّهون، و‌قال: إن بین یَدَی الساعة دَجَّالِین كَذَّابین فاحذروهم.و قد تكرر ذكر الدَّجَّال فی الحدیث، و هو الذی یظهر فی آخر الزمان یَدَّعی الإِلهیَّة؛ و فَعَّال من أَبنیة المبالغة أَی یكثر منه الكذب و التلبیس. الأَزهری: كل كَذَّاب فهو دَجَّال، و جمعه دَجَّالون، و قیل: سُمِّی بذلك لأَنه یستر الحق بكذبه. و الدَّجَّال و الدَّجَّالَة: الرُّفقة العظیمة. و رُفْقة دَجَّالَة: عظیمة تُغَطِّی الأَرض بكثرة أَهلها، و قیل: هی الرُّفْقة تحمل المتاع للتجارة؛ و أَنشد: دَجَّالة من أَعظم الرِّفاق و كُلُّ شی‌ء مَوَّهْته بماءٍ ذهبٍ و غیره فقد دَجَّلته. و الدَّجَّال: الذهب، و قیل: ماء الذهب؛ حكاه كراع و أَنشد: و وَقْع صفائح مَخْشوبةٍ علیها ید الدهر دَجَّالها و هو اسم كالقَذَّاف و الجَبَّان؛ و قال النابغة الجعدی: ثم نَزَلْنا و كَسَّرْنا الرِّماحَ، و جَرْرَدْنا صَفِیحاً كَسَتْه الرُّومُ دَجَّالا و دَجَّلَ الشی‌ءَ بالذَّهَب. التهذیب: یقال لماء الذهب دَجَّال و به شُبِّه الدَّجَّال لأَنه یُظْهِر خلاف ما یُضْمِر؛ قال أَبو العباس: سمی الدَّجَّال دَجَّالًا لضربه فی الأَرض و قطعه أَكثر نواحیها، و یقال: قد دَجَلَ الرجلُ إِذا فعل ذلك. قال: و قال مرة أُخری سُمِّی دَجَّالًا لتمویهه علی الناس و تلبیسه و تزیینه الباطل، یقال: قد دَجَلَ إِذا مَوَّه و لَبَّس، و‌فی الحدیث: أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، خَطَب فاطمةَ، رضی الله عنها، إِلی سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: إِنی وَعَدْتُها لِعَلِیٍّ و لستُ بدَجَّال، أَی بخَدَّاع، و لا مُلَبِّس علیك أَمرَك. و أَصل الدَّجْلِ: الخَلْطُ؛ یقال: دَجَلَ إِذا لَبَّس و مَوَّه. و دَجَلَ الرجلُ المرأَةَ و دَجَاها إِذا جامعها، و هو الدَّجْلُ و الدَّجْوُ، و الله أَعلم.

دحل؛ ج11، ص: 237

: الدَّحْل: نَقْب ضیِّق فَمُه ثم یتسع أَسفله حتی یُمْشی فیه، و ربما أَنبت السِّدْر، و قیل: هو مَدْخَل تحت الجُرُف أَو فی عُرْض خَشَب البئر فی أَسفلها و نحو ذلك من المَوارد و المَناهل، و الجمع أَدْحُل و أَدْحَالٌ و دِحَال و دُحُول و دُحْلانٌ. و قد دَحَلْت فیه أَدْحَلُ أَی دَخَلت فی الدَّحْل؛ و رُبَّ بیتٍ من بیوت الأَعراب یجعل له دَحْل تدخل فیه المرأَة إِذا دَخَل علیهم داخل. قال أَبو عبید: و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: ادْحَلْ فی كِسْر البیت، أَی ادْخُل، من ذلك. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: أَن رجلًا سأَله فقال له إِنِّی رجل مِصْراد أَ فأُدْخِل المِبْوَلة معی فی البیت؟ قال: نعم، و ادْحَل فی الكِسْر؛ قال أَبو عبید: الدَّحْل هُوَّة تكون فی الأَرض و فی أَسافل الأَودیة یكون فی رأْسها ضیق ثم یتسع أَسفلها، و كِسْر الخِباء جانبُه؛ قال أَبو عبید: فشَبَّه أَبو هریرة جوانب الخِباء و مداخله بالدَّحْل؛ قال: هو مأْخوذ من الدَّحْل، أَی صِرْ فی جانب الخِباء كالذی یصیر فی الدَّحْل، و یروی: و ادْحُ لها فی الكسر أَی وَسِّع لها موضعاً فی زاویة منه؛ قال
لسان العرب، ج‌11، ص: 238
الأَزهری: و قد رأَیت بالخَلْصاء و نواحی الدَّهْناء دُحْلاناً كثیرة، و قد دَخَلْت غیر دَحْلٍ منها، و هی خلائق خَلَقها الله تعالی تحت الأَرض، یذهب الدَّحْل منها سَكًّا فی الأَرض قامةً أَو قامتین أَو أَكثر من ذلك، ثم یَتَلَجَّف یمیناً أَو شمالًا فمَرَّة یضیق و مرة یتسع فی صفاة مَلْساء لا تَحِیك فیها المَعاوِلُ المحدَّدة لصلابتها، و قد دَخلت منها دَحْلًا فلما انتهیت إِلی الماء إِذا جَوٌّ من الماء الراكد فیه لم أَقف علی سَعته و عُمْقه و كثرته لإِظلام الدَّحْل تحت الأَرض، فاستقیت أَنا مع أَصحابی من مائه فإِذا هو عَذْب زُلال لأَنه من ماء السماء یسیل إِلیه من فوق و یجتمع فیه؛ قال: و أَخبرنی جماعة من الأَعراب أَن دُحْلانَ الخَلْصاء لا تخلو من الماء، و لا یستقی منها إِلّا للشِّفاء و الخَبْل لتعذر الاستقاء منها و بُعْدِ الماء فیها من فَوْهَة الدَّحْل، قال: و سمعتهم یقولون دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ، بالحاء، إِذا دَخَله؛ ابن سیدة: فأَما ما یعتاده الشعراء من ذكرهم الدَّحْلَ مع أَسماء المواضع كقول ذی الرمة: إِذا شئتُ أَبكانی لجَرْعاء مالكٍ، إِلی الدَّحْل، مسْتَبْدًی لِمَیٍّ و مَحْضَرُ فقد یكون سمی الموضع باسم الجنس، و قد یجوز أَن یكون غلب علیه اسم الجنس كما قالوا الزُّرْق فی بِرَك معروفة، و إِنما سمیت بذلك لبیاض مائها و صفائها. و الدَّحْلة: البئر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: نَهَیْتُ عَمْراً و یَزِیدَ و الطَّمَع، و الحِرْص یَضْطَرُّ الكریم فیَقَع، فی دَحْلةٍ فلا یَكاد یُنْتَزَع و قوله: و الطَّمَع، أَی نهیتهما فقلت لهما إِیّاكما و الطَّمَع، فحذف لأَن قوله نهیت عَمْراً و یَزِیدَ فی قوة قولك قُلْت لهما إِیّاكما. و الدَّحُول: الرَّكِیَّة التی تُحْفَر فیوجد ماؤُها تحت أَجْوَالها فتحفر حتی یُسْتَنْبَط ماؤها من تحت جالها. و بئرٌ دَحُولٌ: ذات تَلَجُّف فی نواحیها، و قیل: بئر دَحُول واسعة الجوانب. و بئر دَحُول أَی ذات تَلَجُّف إِذا أَكل الماء جَوانبها. و دَحَلْت البئر أَدْحَلها إِذا حَفَرت فی جوانبها. و ناقة دَحُولٌ: تُعارِض الإِبل مُتَنَحِّیةً عنها. و الدَّحِل من الرجال: المسترخی، و قیل العظیم البطن. أَبو عمرو: الدَّحِل و الدَّحِن البَطِین العریض البَطن. و رجل دَحِلٌ بَیِّن الدَّحَل أَی سمین قَصِیر مُنْدَلِق البطن. و الدَّحِل: الداهیة الخَدَّاع للناس الخبیث. الأَزهری: الدَّحِل و الدَّحِن الخَبُّ الخبیث، و قد دَحِلَ دَحَلًا، و قیل: الدَّحَل الدَّهاء فی كَیْسٍ و حِذْق. قال أَبو حاتم: و سأَلت الأَصمعی عن قول الناس فلانٌ دَحْلانِیٌّ، نسبوه إِلی قریة بالموصل أَهلُها أَكراد لُصُوص. و الدَّوَاحِیل: خَشَبات علی رؤُوسها خِرَقٌ كأَنها طَرَّادات قِصَارٌ تُرْكَز فی الأَرض لصَیْد الحُمُر و الظِّباء، واحدها دَاحُول، و قیل: الدَّاحُول ما ینصبه صائد الظباء من الخَشَب، و یقال للذی یصید الظِّباء بالدَّوَاحِیل دَحَّال، و ربما نَصَب الدَّحَّال حِبالَه باللیل للظبِّاء و رَكَز دَوَاحِیلَه و أَوقد لها السُّرُج؛ قال ذو الرمة یذكر ذلك: و یَشْرَبْن أَجْناً، و النُّجومُ كأَنها مصابیح دَحَّالٍ یُذَكِّی ذُبَالَها و یقال للصائد دَحَّال، و لم یخصَّ صائد الظِّباء دون غیره.
لسان العرب، ج‌11، ص: 239
الأَزهری: یقال دَحَل فلان عَنِّی و زَحَل أَی تباعد؛ و روی بعضهم قول ذی الرمة: من العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتها، إِذا رابه استعصاؤها و دِحَالُها و رواه بعضهم: … و حِدَالها، و هما قریبا المعنی من السواء، و قد تقدم فی ترجمة حدل. قال شمر: سمعت عَلیَّ بن مُصْعَب یقول لا تَدْحَلْ، بالنَّبَطِیَّة، أَی لا تَخَفْ. الأَزهری: فلان یَدْحَلُ عنی أَی یَفِرُّ، و أَنشد: و رَجُل یَدْحَلُ عنی دَحْلا، كدَحَلان البَكْر لاقَی الفَحْلا قال شمر: فكأَن معنی لا تَدْحَلْ لا تَهْرُب. و‌فی حدیث أَبی وائل قال: ورد علینا كتاب عمر و نحن بخانِقِین إِذا قال الرجلُ للرجل لا تَدْحَل فقد أَمَّنه؛ یقال: دَحَلَ یَدْحَلُ إِذا فَرَّ و هَرَب، معناه إِذا قال له لا تَفِرَّ و لا تَهْرُبْ فقد أَعطاه بذلك أَماناً. ثعلب عن ابن الأَعرابی: الدَّاحِل الحَقُود، بالدال. النضر: الدَّحِل من الناس عند البیع من یُدَاحِل الناس و یماكسهم حتی یَسْتمكن من حاجته، و إِنَّه لیُدَاحِله أَی یخادعه.

دحقل؛ ج11، ص: 239

: الأَزهری: الدَّحْقَلَة انتفاخ البطن. قال الأَزهری: هذا الحرف فی كتاب الجمهرة فی حروف لم أَجد أَكثرها لأَحد من الثقات، و سبیل الناظر فیه أَن یَفْحَص عنه فما وجد منها لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعی، و ما لم یجد لثِقَة كان منه علی رِیبة و حَذَر.

دحمل؛ ج11، ص: 239

: شیخ دَحْمَلٌ: مُسْتَرْخی الجلد، و الأُنثی بالهاء. و الدُّحَامِل: الغَلِیظ المكتَنِز. اللیث: الدَّحْمَلَة المرأَة الضخمة التارَّة. و دَحْمَلْت الشی‌ءَ إِذا دحرجته علی وجه الأَرض.

دخل؛ ج11، ص: 239

: الدُّخُول: نقیض الخروج، دَخَل یَدْخُلُ دُخُولًا و تَدَخَّلَ و دَخَلَ به؛ و قوله: تَرَی مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ، بین رَحَی الحَیْزُوم و المَرْحَلِّ، مثل الزَّحالیف بنَعْفِ التَّلِّ إِنما أَراد المُدْخَلَ و المَرْحَل فشدَّد للوقف، ثم احتاج فأَجری الوصل مُجْرَی الوقف. و ادَّخَلَ، علی افْتَعَل: مثل دَخَل؛ و قد جاء فی الشعر انْدَخَلَ و لیس بالفصیح؛ قال الكمیت: لا خَطْوتی تَتَعاطی غَیْرَ موضعها، و لا یَدی فی حَمِیت السَّكْن تَنْدَخِل و تَدَخَّلَ الشی‌ءُ أَی دَخَل قلیلًا قلیلًا، و قد تَدَاخَلَنی منه شی‌ء. و یقال: دَخَلْتُ البیت، و الصحیح فیه أَن ترید دَخَلْت إِلی البیت و حذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول به، لأَن الأَمكنة علی ضربین: مبهم و محدود، فالمبهم نحو جهات الجسم السِّتِّ خَلف و قُدَّام و یَمِین و شِمال و فوق و تحت، و ما جری مجری ذلك من أَسماء الجهات نحو أَمام و وراء و أَعلی و أَسفل و عند و لَدُنْ و وَسَط بمعنی بین و قُبَالة، فهذا و ما أَشبهه من الأَمكنة یكون ظرفاً لأَنه غیر محدود، أَ لا تری أَن خَلْفك قد یكون قُدَّاماً لغیرك؟ فأَما المحدود الذی له خِلْقة و شخص و أَقطار تَحُوزه نحو الجَبَل و الوادی و السوق و المسجد و الدار فلا یكون ظرفاً لأَنك لا تقول قعدت الدار، و لا صلیت المسجد، و لا نِمْت الجبل، و لا قمت الوادی، و ما جاء من ذلك فإِنما هو بحذف حرف الجر نحو
لسان العرب، ج‌11، ص: 240
دخلت البیت و صَعَّدت الجَبَل و نزلت الوادی. و المَدْخَل، بالفتح: الدُّخول و موضع الدُّخول أَیضاً، تقول دَخَلْتُ مَدْخَلًا حسناً و دَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ. و المُدْخَل، بضم المیم: الإِدْخال و المفعول من أَدْخَلَه، تقول أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ. و المُدَّخَل: شبه الغار یُدْخَل فیه، و هو مُفْتَعَل من الدُّخول. قال شمر: و یقال فلان حَسَن المَدْخَل و المَخْرَج أَی حَسَن الطریقة محمودُها، و كذلك هو حَسَن المَذْهَب. و‌فی حدیث الحسن قال: كان یقال إِن من النفاق اختلافَ المَدْخَل و المَخْرَج و اختلافَ السِّرِّ و العلانیة؛ قال: أَراد باختلاف المَدْخَل و المَخْرَج سُوءَ الطریقة و سُوءَ السِّیرة. و دَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الداخل الذی یلی جسده و یلی الجانب الأَیمن من الرَّجُل إِذا ائتزر، لأَن المُؤْتَزِر إِنما یبدأُ بجانبه الأَیمن فذلك الطَّرَف یباشر جسده و هو الذی یُغْسَل. و‌فی حدیث الزهری فی العائن: و یغسل دَاخِلَة إِزاره؛ قال ابن الأَثیر: أَراد یغسل الإِزار، و قیل: أَراد یَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره من جَسَده لا إِزارَه، و قیل: داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، و قیل: أَراد به مذاكیره فكَنَی بالدَّاخِلَة عنها كما كُنِی عن الفَرْج بالسراویل. و‌فی الحدیث: إِذا أَراد أَحدكم أَن یضطجع علی فراشه فلیَنْزِع دَاخِلَة إِزاره و لیَنْفُض بها فراشه فإِنه لا یدری ما خَلَفه علیه؛ أَراد بها طَرَف إِزاره الذی یلی جَسدَه؛ قال ابن الأَثیر: دَاخِلَةُ الإِزار طَرَفُه و حاشیته من داخل، و إِنما أَمره بداخِلَتِه دون خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر یأْخذ إِزارَه بیمینه و شِماله فیُلْزِق ما بشِماله علی جَسَده و هی دَاخِلة إِزاره، ثم یضع ما بیمینه فوق داخِلته، فمتی عاجَلَه أَمرٌ و خَشِی سقوط إِزاره أَمسكه بشماله و دَفَع عن نفسه بیمینه، فإِذا صار إِلی فراشه فحَلَّ إِزاره فإِنما یَحُلُّ بیمینه خارجة الإِزار، و تبقی الداخلة مُعَلَّقة، و بها یقع النَّفْض لأَنها غیر مشغولة بالید. و دَاخِلُ كلِّ شی‌ء: باطنُه الداخل؛ قال سیبویه: و هو من الظروف التی لا تُسْتَعْمَل إِلّا بالحرف یعنی أَنه لا یكون إِلّا اسماً لأَنه مختص كالید و الرجل. و أَما دَاخِلَة الأَرض فخَمَرُها و غامِضُها. یقال: ما فی أَرضهم دَاخِلةٌ من خَمَرٍ، و جمعها الدَّوَاخِل؛ و قال ابن الرِّقَاع: فرَمَی به أَدبارَهُنَّ غلامُنا، لما اسْتَتَبَّ بها و لم یَتَدَخَّل یقول: لم یَدْخُل الخَمَرَ فیَخْتِلَ الصید و لكنه جاهرها كما قال: مَتَی نَرَهُ فإِنَّنا لا نُخاتِلُه و داخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، و كذلك الدُّخْلة، بالضم. و یقال: هو عالم بدُخْلَته. ابن سیدة: و دَخْلة الرجل و دِخْلته و دَخِیلته و دَخِیله و دُخْلُله و دُخْلَلُه و دُخَیْلاؤه نیَّتُه و مَذْهَبُه و خَلَدُه و بِطانَتُه، لأَن ذلك كلَّه یداخِله. و قال اللحیانی: عرفت داخِلته و دَخْلته و دِخْلته و دُخْلته و دَخیله و دَخِیلته أَی باطنته الدَّاخِلة، و قد یضاف كل ذلك إِلی الأَمر كقولك دُخْلة أَمره و دِخْلة أَمره، و معنی كل ذلك عَرَفْت جمیع أَمره. التهذیب: و الدُّخْلة بطانة الأَمر، تقول: إِنه لعَفِیف الدُّخْلة و إِنه لخَبیث الدُّخْلة أَی باطن أَمره. و دَخیلُ الرجل: الذی یداخله فی أُموره كلها، فهو له دَخِیل و دُخْلُل. ابن السكیت: فلان دُخْلُل فلان و دُخْلَلُه إِذا كان بِطانتَه و صاحبَ سِرِّه، و فی الصحاح: دَخِیلُ الرّجُل و دُخْلُلُه الذی
لسان العرب، ج‌11، ص: 241
یُدَاخِله فی أُموره و یختص به. و الدوخلة: البطنة. و الدَّخِیل و الدُّخْلُل و الدُّخْلَل، كله: المُداخِل المباطن. و قال اللحیانی: بینهما دُخْلُلٌ و دِخْلَلٌ أَی خاص یُدَاخِلُهم؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف هذا. و داخِلُ الحُبِّ و دُخْلَلُه، بفتح اللام: صفاء داخله. و دُخْلَة أَمره و دَخِیلته و داخِلَته: بِطانتُه الداخلة. و یقال: إِنه عالم بدُخْلة أَمره و بدَخِیل أَمرهم. و قال أَبو عبیدة: بینهم دُخْلُل و دُخْلَل أَی دَخَلٌ، و هو من الأَضداد؛ و قال إمرؤ القیس: ضَیَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا قال: و الدُّخْلُلون الخاصَّة هاهنا. و إِذا ائْتُكِلَ الطعام سُمِّی مَدْخُولًا و مسروفاً. و الدَّخَل: ما داخَل الإِنسانَ من فساد فی عقل أَو جسم، و قد دَخِلَ دَخَلًا و دُخِلَ دَخْلًا، فهو مَدْخُول أَی فی عقله دَخَلٌ. و‌فی حدیث قتادة بن النعمان: و كنت أَری إِسْلامه مَدْخُولًا؛ الدَّخَل، بالتحریك: العیب و الغِشُّ و الفَساد، یعنی أَن إِیمانه كان فیه نِفَاق. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا بَلَغ بنو العاص ثلاثین كان دِینُ الله دَخَلًا؛ قال ابن الأَثیر: و حقیقته أَن یُدْخِلوا فی دین الله أُموراً لم تَجْرِ بها السُّنَّة. و داءٌ دَخِیل: داخل، و كذلك حُبٌّ دَخِیل؛ أَنشد ثعلب: فتُشْفَی حزازاتٌ و تَقْنَع أَنْفُسٌ، و یُشْفَی هَوًی، بین الضلوعِ، دَخِیلُ و دَخِلَ أَمرُه دَخَلًا: فسَدَ دَاخِلُه؛ و قوله: غَیْبِی له و شهادتی أَبداً كالشمس، لا دَخِنٌ و لا دَخْل یجوز أَن یرید و لا دَخِل أَی و لا فاسد فخفف لأَن الضرب من هذه القصیدة فَعْلن بسكون العین، و یجوز أَن یرید و لا ذُو دَخْل، فأَقام المضاف إِلیه مُقام المضاف. و نَخْلة مَدْخُولة أَی عَفِنة الجَوْف. و الدَّخْل: العیب و الرِّیبة؛ و من كلامهم: تَرَی الفِتْیانَ كالنَّخْل، و ما یُدْریك بالدَّخْل و كذلك الدَّخَل، بالتحریك؛ قال ابن بری: أَی تری أَجساماً تامة حَسَنة و لا تدری ما باطنُهم. و یقال: هذا الأَمر فیه دَخَل و دَغَلٌ بمعنًی. و قوله تعالی: تَتَّخِذُونَ أَیْمٰانَكُمْ دَخَلًا بَیْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِیَ أَرْبیٰ مِنْ أُمَّةٍ؛ قال الفراء: یعنی دَغَلًا و خَدِیعةً و مَكْراً، قال: و معناه لا تَغْدِروا بقوم لقِلَّتهم و كثرتكم أَو كثرتهم و قِلَّتِكم و قد غَرَرْتُموهم بالأَیْمان فسَكَنوا إِلیها؛ و قال الزجاج: تَتَّخِذُونَ أَیْمٰانَكُمْ دَخَلًا بَیْنَكُمْ أَی غِشّاً بینكم و غِلًّا، قال: و دَخَلًا منصوب لأَنه مفعول له؛ و كل ما دَخَله عیب، فهو مَدْخُول و فیه دَخَلٌ؛ و قال القتیبی: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِیَ أَرْبیٰ مِنْ أُمَّةٍ أَی لأَن تكون أُمَّة هی أَغْنی من قوم و أَشرف من قوم تَقْتَطعون بأَیمانكم حقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء. و الدَّخَل و الدَّخْل: العیب الداخل فی الحَسَب. و المَدْخُول: المهزول و الدَّاخِل فی جوفه الهُزال، بعیر مَدخول و فیه دَخَلٌ بَیِّن من الهُزال، و رجل مدخول إِذا كان فی عقله دَخَلٌ أَو فی حَسَبه، و رجل مدخول الحَسَب، و فلان دَخِیل فی بنی فلان إِذا كان من غیرهم فتَدخَّل فیهم، و الأُنثی دَخِیل. و كلمة دَخِیل: أُدْخِلت فی كلام العرب و لیست منه، استعملها ابن درید كثیراً فی الجمهرة؛ و الدَّخِیل: الحرف الذی بین
لسان العرب، ج‌11، ص: 242
حرف الرَّوِیّ و أَلف التأْسیس كالصاد من قوله: كِلِینی لِهَمٍّ، یا أُمَیْمة، ناصب سُمِّی بذلك لأَنه كأَنه دَخِیل فی القافیة، أَ لا تراه یجی‌ء مختلفاً بعد الحرف الذی لا یجوز اختلافه أَعنی أَلف التأْسیس؟ و المُدْخَل: الدَّعِیُّ لأَنه أُدْخِل فی القوم؛ قال: فلئِن كَفرْتَ بلاءهم و جَحَدْتَهم، و جَهِلْتَ منهم نِعْمةً لم تُجْهَل لَكذاك یَلْقی مَنْ تكَثَّر، ظالماً، بالمُدْخَلین من اللئیم المُدْخَل و الدَّخْل: خلاف الخَرْج. و هم فی بنی فلان دَخَلٌ إِذا انتسبوا معهم فی نسبهم و لیس أَصله منهم؛ قال ابن سیدة: و أُری الدَّخَل هاهنا اسماً للجمع كالرَّوَح و الخَوَل. و الدَّخِیل: الضیف لدخوله علی المَضیف. و‌فی حدیث معاذ و ذكرِ الحُور العِین: لا تُؤذِیه فإِنما هو دَخِیلٌ عندكِ؛ الدَّخِیل: الضیف و النَّزیل؛ و منه‌حدیث عدیٍّ: و كان لنا جاراً أَو دَخِیلًا.و الدَّخْل: ما دَخَل علی الإِنسان من ضَیْعته خلاف الخَرْج. و رجل مُتَدَاخل و دُخَّل، كلاهما: غلیظ، دَخَل بعضُه فی بعض. و ناقة مُتَدَاخِلَة الخلق إِذا تَلاحكت و اكْتَنَزَت و اشتدَّ أَسْرُها. و دُخَّلُ اللحم: ما عاذ بالعظم و هو أَطیب اللحم. و الدُّخَّل من اللحم: ما دَخَل العَصَب من الخصائل. و الدُّخَّل: ما دخل من الكَلإِ فی أُصول أَغصان الشجر و مَنَعه التفافُه عن أَن یُرْعی و هو العُوَّذ؛ قال الشاعر: تَباشیر أَحوی دُخَّل و جَمِیم و الدُّخَّل من الریش. ما دخل بین الظُّهْران و البُطْنان؛ حكاه أَبو حنیفة قال: و هو أَجوده لأَنه لا تصیبه الشمس و لا الأَرض؛ قال الشاعر: رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل جوانحٌ سُوِّین غیر مُیَّل، من مستطیلات الجناح الدُّخَّل و الدُّخَّل: طائر صغیر أَغبر یسقط علی رؤوس الشجر و النخل فیدخل بینها، واحدتها دُخَّلة، و الجمع الدَّخَاخِیل، ثبتت فیه الیاء علی غیر القیاس. و الدُّخَّل و الدُّخْلُل و الدُّخْلَل: طائر مُتدخِّل أَصغر من العصفور یكون بالحجاز؛ الأَخیرة عن كراع. و فی التهذیب: الدُّخَّل صغار الطیر أَمثال العصافیر یأْوِی الغِیرانَ و الشجَر الملتفَّ، و قیل للعصفور الصغیر دُخَّل لأَنه یعوذ بكل ثَقْب ضَیِّق من الجوارح، و الجمع الدَّخَاخِیل. و قوله‌فی الحدیث: دَخَلَت العُمْرةُ فی الحج؛ قال ابن الأَثیر: معناه سقط فرضها بوجوب الحج و دخلت فیه، قال: هذا تأْویل من لم یرها واجبة، فأَما من أَوجبها فقال: إِن معناه أَن عمل العمرة قد دَخَل فی عمل الحج، فلا یری علی القارن أَكثر من إِحرام واحد و طواف و سعی، و قیل: معناه أَنها دَخَلَت فی وقت الحج و شهوره لأَنهم كانوا لا یعتمرون فی أَشهر الحج فأَبطل الإِسلام ذلك و أَجازه. و‌قول عمر فی حدیثه: من دُخْلة الرَّحِم؛ یرید الخاصة و القرابة، و تضم الدال و تكسر. ابن الأَعرابی: الدَّاخِل و الدَّخَّال و الدُّخْلُل كله دَخَّال الأُذن، و هو الهِرْنِصان. و الدِّخَال فی الوِرْد: أَن یشرب البعیر ثم یردّ من العطن إِلی الحوض و یُدْخَل بین بعیرین عطشانین
لسان العرب، ج‌11، ص: 243
لیشرب منه ما عساه لم یكن شرب؛ و منه قول أُمیة بن أَبی عائذ: و تلقی البَلاعِیم فی برده، و توفی الدفوف بشرب دِخَال قال الأَصمعی. إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالًا فشرب منها رَسَل ثم ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعیرٌ قد شرب بین بعیرین لم یشربا فذلك الدِّخَال، و إِنما یُفْعَل ذلك فی قلة الماء؛ و أَنشد غیره بیت لبید: فأَوردها العِراك و لم یَذُدْها، و لم یُشْفِق علی نَغَص الدِّخَال و قال اللیث: الدِّخَال فی وِرْد الإِبل إِذا سُقِیت قَطِیعاً قَطِیعاً حتی إِذا ما شربت جمیعاً حُمِلت علی الحوض ثانیة لتستوفی شربها، فذلك الدِّخَال. قال أَبو منصور: و الدِّخَال ما وصفه الأَصمعی لا ما قاله اللیث. ابن سیدة: الدِّخَال أَن تدخل بعیراً قد شرب بین بعیرین لم یشربا؛ قال كعب بن زهیر: و یَشْرَبْن من بارد قد عَلِمْن بأَن لا دِخَال، و أَن لا عُطُونا و قیل: هو أَن تحملها علی الحوض بمَرَّة عِراكاً. و تَداخُلُ المفاصل و دِخالُها: دخولُ بعضها فی بعض. اللیث: الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بعضها فی بعض؛ و أَنشد: و طِرْفة شُدَّت دِخَالًا مُدْمَجا و تَداخُلُ الأُمور: تَشابُهها و التباسُها و دخولُ بعضها فی بعض. و الدِّخْلة فی اللون: تخلیط أَلوان فی لون؛ و قول الراعی: كأَنَّ مَناط العِقْد، حیث عَقَدْنه، لَبانُ دَخِیلِیٍّ أَسِیل المُقَلَّد قال: الدَّخِیلیُّ الظبْی الرَّبیب یُعَلَّق فی عنقه الوَدَع فشَبَّه الوَدَع فی الرَّحْل بالودع فی عُنُق الظَّبْی، یقول: جعلن الوَدَع فی مقدم الرحل، قال: و الظبی الدَّخِیلیُّ و الأَهِیلیُّ و الرَّبیب واحد؛ ذكر ذلك كله عن ابن الأَعرابی. و قال أَبو نصر: الدَّخِیلِیُّ فی بیت الراعی الفَرَسُ یُخَصُّ بالعَلَف؛ قال: و أَما قوله: هَمَّانِ باتا جَنْبَةً و دَخِیلا فإِن ابن الأَعرابی قال: أَراد هَمّاً داخل القلب و آخر قریباً من ذلك كالضیف إِذا حَلَّ بالقوم فأَدْخَلُوه فهو دَخِیل، و إِن حَلَّ بِفِنائهم فهو جَنْبة؛ و أَنشد: وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة، بعد ما كان الزبیر مُجاوِراً و دَخِیلا و الدِّخَال و الدُّخَال: ذوائب الفرس لتداخلها. و الدَّوْخَلَّة، مشدّدة اللام: سَفِیفة من خوص یوضع فیها التمر و الرُّطَب و هی الدَّوْخَلَة، بالتخفیف؛ عن كراع. و‌فی حدیث صِلَة بن أَشْیَم: فإِذا سِبٌّ فیه دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت منها؛ هی سَفِیفة من خُوص كالزِّنْبِیل و القَوْصَرَّة یترك فیها الرُّطَب، و الواو زائدة. و الدَّخُول: موضع.

درل؛ ج11، ص: 243

: دَرَوْلِیَّة و دِرَوْلِیَّة: اسم بلد فی أَرض الروم.

دربل؛ ج11، ص: 243

: الدَّرْبَلة: ضرب من مشی الإِنسان فیه ثِقَل. ابن الأَعرابی: دَرْبَل الرَّجلُ إِذا ضَرَب الطَّبْل.

درخبل؛ ج11، ص: 243

: أَبو مالك: هو الدُّرَخْبِیل و الدُّرَخْبِین الداهیة.

درخمل؛ ج11، ص: 243

: الدُّرَخْمِیل و الدُّرَخْمِین: من أَسماء الداهیة. و الدُّرَخْمِیل: الثقیل من الرجال؛ قال ابن بری: الدُّرَخْمیل البطی‌ء الثقیل.
لسان العرب، ج‌11، ص: 244‌

درقل؛ ج11، ص: 244

: ابن سیدة: الدِّرَقْل ثیاب شِبْه الأَرْمِینِیَّة، و قیل: الدِّرَقْل ثیاب، و لم تُحَلَّ، التهذیب فی الرباعی: الدِّرَقْل مِثال سِبَحْل ثیاب، و فی الصحاح: ضرب من الثیاب. قال شمر: لم أَسمع الدِّرَقْل إِلَّا هنا. أَبو تراب: سمعت الغَنَوی یقول دَرْقَلَ القومُ دَرْقَلَةً و دَرْقَعوا دَرْقَعة إِذا مَرُّوا مَرّاً سریعاً. و دَرْقَلَ: رَقَص.قال شمر: قال محمد بن إِسحق قدم فِتْیةٌ من الحَبَشة علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یُدَرْقِلون‌أَی یرقصون؛ قال: و الدَّرْقَلة الرَّقْص. و الدِّرَقْلة: لُعْبة للعجم مُعَرَّبة.

دركل؛ ج11، ص: 244

: الدِّرَكْلة: لُعْبة یلعب بها الصبیان، و قیل: هی لُعْبة للعجم مُعَرَّب؛ قال ابن درید: أَحسبها حَبَشیة مُعَرَّبة، و قال أَبو عمرو: هو ضرب من الرَّقْص. الأَزهری: قرأْت بخط شمر قال: قرئ علی أَبی عبید و أَنا شاهد‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه مر علی أَصحاب الدِّرَكْلة فقال: جِدُّوا یا بنی أرْفَدة حتی یَعْلم الیهودُ و النصاری أَن فی دیننا فُسْحة؛ قال ابن الأَثیر: هذا الحرف یروی بكسر الدال و فتح الراء و سكون الكاف بوزن الرِّبَحْلة، و یروی بكسر الدال و سكون الراء و كسر الكاف و فتحها، و یروی بالقاف عوض الكاف، و قد تقدم؛ قال شمر: قال أَبو عدنان أَنشدت أَعرابیّاً من بكر بن وائل.أَسْقی الإِلهُ صَدَی لَیْلی و دِرْكِلَها، إِن الدَّرَاكِلَ كالحَلْفاء فی الأَجَم فقال: إِن الدِّرْكِلة وَحْیاً، فانظر ما هِیَه؛ قال ثم أَنشدت جابر بن الأَزرق الكلابی كما أَنشدت هذا الأَعرابی فقال: الدِّرْقِل لغة قوم لست أَعرفهم و أَزعم أَن دَرَاقِلها أَولادُها، قال: فقلت كَلَّا إِنه قد قال: لو دَرْقَل الفیلُ ما انْفَكَّتْ فَرِیصتُه تَنْزو، و یَحْبِقُ من ذُعْرٍ و من أَلَم قال: فما ذا یُشَرِّدُه؟ لا فَرَّج الله عنه؛ قلت و قال آخر: لو دَرْكَلَ اللیثُ لم یَشْعُر به أَحدٌ، حتی یَخِرَّ علی لَحْیَیه فی طَرَق فقال: أَبعده الله اللهم لا تسمع لأَصحاب هذا القول، هؤلاء لَعَّابون أَجمعون غُواة یركب أَحدهم مِذْرَویْه، قد لَهِج بِرَویٍّ یُضْحك به، قلت: فما معناه؟ قال: لا أَدری.

دعل؛ ج11، ص: 244

: ابن الأَعرابی: الدَّعَل المُخاتَلة بالعین، و هو یُداعِلُه أَی یُخاتله. و قال فی موضع آخر: الدَّاعِل الهارب.

دعبل؛ ج11، ص: 244

: الدِّعْبِل: الناقة الشدیدة، و قیل الشارف. و دِعْبِل: اسم رجل، و فی الصحاح: اسم شاعر من خُزاعة. ابن الأَعرابی: یقال للناقة إِذا كانت فَتِیَّة شابة: هی القِرْطاس و الدِّیباج و الدِّعْبِلة و الدِّعْبِل و العَیْطَمُوس.

دغل؛ ج11، ص: 244

: الدَّغَل، بالتحریك: الفساد مثل الدَّخَل. و الدَّغَل: دَخَلٌ فی الأَمر مُفْسِدٌ؛ و منه‌قول الحسن: اتَّخَذوا كتاب الله دَغَلًا‌أَی أَدغلوا فی التفسیر. و أَدْغَلَ فی الأَمر: أَدخل فیه ما یُفْسِده و یخالفه. و رجل مُدْغِل: مُخابٌّ مُفْسد. و الدَّغَل: الشجر الكثیر الملتفُّ، و قیل: هو اشتباك النبت و كثرته؛ قال ابن سیدة: و أَعرف ذلك فی الحَمْض إِذا خالطه الغِرْیَل، و قیل: الدَّغَل كل موضع یخاف
لسان العرب، ج‌11، ص: 245
فیه الاغتیال، و الجمع أَدْغَال و دِغَال؛ قال الشاعر: سایَرْتُه ساعةً ما بی مَخافَتُه إِلا التَّلَفُّت حَوْلی، هل أَری دَغَلا؟ و قد أَدْغَلَتِ الأَرضُ إِدْغالًا. ابن شمیل: أَدْغالُ الأَرض رِقَّتُها و بُطُونها و الوَطاء منها. و سِتْرُ الشجر دَغَلٌ، و القُفُّ المرتفع و الأَكمة دَغَلٌ، و الوادی دَغَلٌ، و الغائط الوَطی‌ء دَغَلٌ، و الجبال أَدْغَال؛ قال الراجز: عن عَتَبِ الأَرض و عن أَدْغَالها و‌فی الحدیث: اتَّخَذُوا دین الله دَغَلًا‌أَی یَخْدَعون الناسَ. و أَصل الدَّغَل الشجر الملتف الذی یَكْمُن أَهلُ الفساد فیه، و قیل: هو من قولهم أَدْغَلْتُ فی هذا الأَمر إِذا أَدخلت فیه ما یخالفه و یفسده؛ و منه‌حدیث علی، رضی الله عنه: لیس المؤمن بالمُدْغِل؛ هو اسم فاعل من أَدْغَلَ. و مكان دَغِلٌ و مُدْغِلٌ: ذو دَغَلٍ. و أَدْغَلَ: غاب فی الدَّغَل. و المَدَاغِلُ: بطون الأَودیة إِذا كَثُر شجرُها. و أَدْغَلَ بالرجل: خانه و اغتاله. و أَدْغَلَ به: وَشی، و هو من الأَول. و الدَّاغِلَة: القومُ یلتمسون عَیْبَ الرجل و خیانته، ابن شمیل: الدَّاغِل الذی یَبْغی أَصْحابَه الشرَّ یُدْغِلُ لهم الشَّرَّ أَی یَبْغیهم الشَّرَّ و یحسبونه یرید لهم الخیر. و الدَّاغِلَة: الحِقْدُ المُكْتَتَم. و دَغَلَ فی الشی‌ء: دَخَل فیه دُخول المُرِیب كما یدخل الصائد فی القُتْرة و نحوها لیَخْتِل الصَّیْد؛ یقال ذلك للرجل إِذا دَخَل مَدْخَل مُرِیب. أَبو عمرو: الدَّغَل ما استترتَ به؛ قال الكمیت: لا عَیْنُ نارك عن سارٍ مُغَمَّضَةٌ، و لا مَحَلَّتُك الطَّأْطاء و الدَّغَلُ و مكان دَاغِلٌ و دَغِلٌ و مُدْغِلٌ: خَفِیٌّ؛ قال رؤبة: أَوْطَنَ فی الشجْراء بَیْتاً دَاغِلا و الدَّوَاغِل: الدَّواهی «2» لا واحد لها؛ و أَنشد ابن بری لعَتِیك بن قیس: و یَنْقاد ذو البأْس الأَبیُّ لحُكْمِه، فیَرْتَدُّ قَسْراً، و هو جَمُّ الدَّوَاغِل و قال یزید بن الحكم: و لا ذا دَغَاوِل مَلَذاناً، و الدَّغَاوِل: الغَوائل؛ قال أَبو صَخْر: إِن اللئیم، و لو تَخَلَّق، عائد لِمَلاذَة من غِشِّه و دَغَاوِل

دغفل؛ ج11، ص: 245

: الدَّغْفَل: خِصْب الزمان. و الدَّغْفَل: الزَّمَن الخَصِیب. و الدَّغْفَل: ذَكَرُ العنكبوت. و الدَّغْفَل: ولد الفیل. و الدَّغْفَل: اسم رجل، و هو دَغْفَل بن حنظلة النَّسَّابة أَحد بنی شیبان. و عیش دَغْفَل و دَغْفَلِیٌّ أَی واسع؛ عن الأَصمعی. و عامٌ دَغْفَل أَی مُخْصِب؛ قال العجاج: و قد تری إِذ الجَنَی جَنِیُّ، و إِذ زمان الناس دَغْفَلِیُّ، بالدار إِذ ثوبُ الصِّبا یَدِیُّ قوله إِذ الجَنی جَنِیٌّ: كما تقول إِذ الزمان زمان، و جَنًی جمع جَناة مثل خَشَبة و خَشَب، و یَدِیٌّ أَی صانع طویل الید.

دفل؛ ج11، ص: 245

: الدِّفْلی: شجر مُرٌّ أَخضر حَسَن المَنْظَر یكون فی الأَودیة؛ قال أَبو حنیفة: زَنْد الدِّفْلی وَرِیَّة جَیِّدة، و لذلك قالت العرب فی أَمثالها: اقْدَحْ
(2). قوله [و الدَّوَاغِل الدواهی إلخ] الذی فی المحكم: الدَّغَاوِل، و مثله فی القاموس، قال: و غلط الجوهری فیه فقال الدَّوَاغِل، و غلط فی نسبته إِلی أَبی عبید فإن أبا عبید لم یقل إلا الدَّغَاوِل
لسان العرب، ج‌11، ص: 246
بِدِفْلی أَو مَرْخ، ثم شُدَّ بَعْدُ أَو أَرْخ؛ و ذلك إِذا حَمَلت رجلًا فاحشاً علی رجل فاحش؛ قال: یُضْرب مثلًا للرجل الكریم الذی لا تحتاج أَن تَكُدَّه و تُلِحَّ علیه، و الدِّفْلی كثیرة النار، قال: و نَوْرُ الدِّفْلی مُشْرَبٌ، و لا یأْكل الدِّفْلی شی‌ء. ابن الأَعرابی: من الشجر الدِّفْلی و هو الآءُ و الأَلاءُ و الحَبْن، و كُلُّه الدِّفْلی؛ قال الأَزهری: هی شجرة مُرَّة و هی من السُّموم، و فی الصحاح: نبت مُرٌّ یكون واحداً و جمعاً یُنَوَّن و لا ینوَّن، فمن جعل الأَلف للإِلحاق نَوَّنه فی النكرة، و من جعلها للتأْنیث لم ینوِّنه. و قال ابن بری: الدِّفْل القَطِران.

دقل؛ ج11، ص: 246

: الدَّقَل من التَّمر: معروف،، قیل: هو أَردأُ أَنواعه؛ و منه قول الراجز: لو كُنْتُمُ تَمْراً لكنتم دَقَلا، أَو كنتُمُ ماء لكنتم وَشَلا واحدته دَقَلة، و قد أَدْقَلَ النخلُ. و الدَّقَل: ما لم یكن من التمر أَجناساً معروفة. و الدَّقَل أَیضاً: ضَرْبٌ من النخل؛ عن كراع، و الجمع أَدْقال، و قیل: الدَّقَل جنس من النخل الخِصاب. الأَصمعی: الدَّقَل من النخل یقال لها الأَلوان واحدها لَوْن؛ قال الأَزهری: و تَمْر الدَّقَل ردی‌ء إِلا أَن الدَّقَل یكون میقاراً، و من الدَّقَل ما یكون تمره أَحمر، و منه ما تمره أَسود و جِرْمُ تمرِه صغیر و نواه كبیر. و‌فی حدیث ابن مسعود: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْر و نَثْراً كنَثْر الدَّقَل؛ هو ردی‌ء التمر و یابسه و ما لیس له اسم خاص فتراه لیُبْسِه و رَداءته لا یجتمع و یكون منثوراً. و شاة دَقْلة و دَقِلَة و دَقِیلة: ضاوِیَةٌ قَمِیئة، و الجمع دِقالٌ. قال ابن سیدة: هذا قول أَهل اللغة و عندی أَن جمع دَقِیلة إِنما هو دَقَائِل، إِلا أَن یكون علی طرح الزائد، و قد أَدْقَلَت و هی مُدْقِل. و الدَّقَل و الدَّوْقَل: خشبة طویلة تُشَدُّ فی وسط السَّفینة یُمَدُّ علیها الشِّراع. و‌فی الحدیث: فَصَعِدَ القِرْدُ الدَّقَل، هو من ذلك، و تسمیه البحریة الصَّاری، و قیل: الدَّقَل سهم السفینة و أَصله من ذلك الأَول الذی هو ضرب من النخل. ابن الأَعرابی: الدَّقْل ضَعَف جسم الرجل. و الدَّوْقَل: من أَسماء رأْس الذكر. و الدَّوْقَلَة: الكَمَرة الضَّخْمة. و یقال: كَمَرة دَوْقَلَة ضَخْمة. و الدَّوْقَلَة: الأَكل و أَخذ الشی‌ء اختصاصاً یُدَوْقِلُه لنفسه. و دَوْقَلَ الشی‌ءَ: أَخَذَه و أَكله. و یقال: دَوْقَلَ فلان إِذا اختص بشی‌ءٍ من مأْكول. و یقال: دَوْقَلَ فلان جاریته دَوْقَلة إِذا أَوْلَجَ فیها كَمَرته. و فی النوادر: یقال دَوْقَلَتْ خُصْیَتا الرجل إِذا خَرَجتا من خَلْفه فَضَرَبتا أَدبار فخذیه و اسْتَرْخَتا. و دَوْقَلْت الجَرَّة: نَوَّطتها بیدی. أَبو تراب: سمعت مُبْتَكراً یقول: دَقَل فلان لَحْیَ الرجل و دَقَمَه إِذا ضرب أَنفه و فمه. و الدَّقْل لا یكون إِلا فی اللَّحْی و القفا، و الدَّقْم فی الأَنف و الفم. و دَوْقَل: اسم.

دكل؛ ج11، ص: 246

: الدَّكَلَة، بالتحریك: الطِّینُ الرقیق. دَكَلَ الطِّینَ یَدْكِلُه و یَدْكُلُه دَكْلًا: جَمَعه بیده لیُطَیِّن به. و الدَّكَلَة: القوم الذین لا یُجِیبون السلطان من عِزِّهم. یقال: هم یَتَدَكَّلُون علی السلطان أَی یَتَدلَّلون. و تَدَكَّلُوا علیه: اعْتَزُّوا و تَرَفَّعوا فی أَنفسهم، و قیل: كل من تَرَفَّع فی نفسه فقد تَدَكَّلَ. و تَدَكَّلَ علیه: تَدَلَّل و انبسط.
لسان العرب، ج‌11، ص: 247
أَبو زید: تَدَكَّلْت علیه تَدَكُّلًا أَی تَدَلَّلت؛ و أَنشد: یا ناقتی ما لَكِ تَدْأَلِینا، عَلَیَّ بالدَّهْنا تَدَكَّلِینا؟ و قال آخر: قَوْم لهم عَزَازةُ التَّدَكُّل و أَنشد أَبو عمرو لأَبی حُیَیَّة الشیبانی: تَدَكَّلتْ بعدی و أَلْهَتها الطُّبَن، و نحن نعْدُو فی الخَبار و الجَرَن یعنی الجَرَل فأَبدل من اللام نوناً؛ و قال ابن أَحمر: أَقول لكَنَّاز: تَدَكَّل فإِنه أَبًی، لا أَظُنُّ الضأْنَ منه نواجِیا و یروی: … تَرَكَّل …، و معناهما واحد؛ و أَنشد أَبو عمرو: عَلیٌّ له فَضْلانِ: فَضْلُ قرابة، و فَضْلٌ بنَصْل السیف و السُّمُر الدُّكْل قال: الدُّكْل و الدُّكْن واحد، یرید لون الرماح التی فیها دُكْنة.

دلل؛ ج11، ص: 247

: أَدَلَّ علیه و تَدَلَّلَ: انبسط. و قال ابن درید: أَدَلَّ علیه وَثِق بمحبته فأَفْرَط علیه. و فی المثل: أَدَلَّ فأَمَلَّ، و الاسم الدَّالَّة. و‌فی الحدیث: یمشی علی الصراط مُدِلًّا‌أَی منبسطاً لا خوف علیه، و هو من الإِدْلالِ و الدَّالَّةِ علی من لك عنده منزلة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: مُدِلّ لا تخضبی البنانا قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون مُدِلَّة هنا صفة، أَراد یا مُدِلَّة فرَخَّم كقول العجاج: جارِیَ لا تَسْتَنْكِری عَذِیری أَراد یا جاریة، و یجوز أن یكون مُدلَّة اسماً فیكون هذا كقول هدبة: عُوجِی عَلَیْنا و ارْبَعِی یا فاطِما، ما دُونَ أَن یُری البعیر قائما و الدَّالَّة: ما تُدِلُّ به علی حَمِیمك. و دَلُّ المرأَةِ و دَلالُها: تَدَلُّلها علی زوجها، و ذلك أَن تُرِیه جَراءةً علیه فی تَغَنُّج و تَشَكُّل، كأَنها تخالفه و لیس بها خِلاف، و قد تَدَلَّلت علیه. و امرأَة ذات دَلٍّ أَی شَكْل [شِكْل تَدِلُّ به. و‌روی عن سعد أَنه قال: بَیْنا أَنا أَطوف بالبیت إِذ رأَیت امرأَة أَعجبنی دَلُّها، فأَردت أَن أَسأَل عنها فخِفْت أَن تكون مَشْغُولةً، و لا یَضُرُّك جَمالُ امرأَة لا تَعْرِفها؛ قال ابن الأَثیر: دَلُّها حُسْنُ هیئتها، و قیل حُسْنُ حدیثها. قال شمر: الدَّلال للمرأَة و الدَّلُّ حسن الحدیث و حسن المَزْح و الهیئة؛ و أَنشد: فإِن كان الدَّلال فلا تَدِلِّی، و إِن كان الوداع فبالسلام قال: و یقال هی تَدِلُّ علیه أَی تجترئ علیه، یقال: ما دَلَّك عَلَیَّ أَی ما جَرَّأَك علیَّ، و أَنشد: فإِن تكُ مَدْلولًا علیَّ، فإِننی لِعَهْدك لا غُمْرٌ، و لستُ بفانی أَراد: فإِن جَرَّأَك علیَّ حِلمی فإِنی لا أُقِرُّ بالظلم؛ قال قیس بن زهیر: أَظُنُّ الحِلْم دَلَّ علیَّ قومی، و قد یُسْتَجْهَل الرجلُ الحَلیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 248
قال محمد بن حبیب: دَلَّ علیّ قومی أَی جَرَّأَهم؛ و فیها یقول: و لا یُعْیِیك عُرْقُوبٌ للَأْیٍ، إِذا لم یُعْطِك النَّصَفَ الخَصِیمُ و قوله عُرْقُوب لِلأْیٍ یقول: إِذا لم یُنْصِفك خَصْمُك فأَدْخِل علیه عُرْقوباً یفسخ حُجَّته. و المُدِلُّ بالشجاعة: الجری‌ء. ابن الأَعرابی: المُدَلِّل الذی یَتَجَنَّی فی غیر موضع تَجَنٍّ. و دَلَّ فلان إِذا هَدی. و دَلَّ إِذا افتخر. و الدَّلَّة: المِنّة. قال ابن الأَعرابی: دَلَّ یَدِلُّ إِذا هَدی، و دَلَّ یَدِلُّ إِذا مَنَّ بعطائه. و الأَدَلُّ: المَنَّان بعَمَله. و الدَّالَّة ممن یُدِلُّ علی من له عنده منزلة شبه جَراءة منه. أَبو الهیثم: لفلان علیك دالَّة و تَدَلُّلٌ و إِدْلال. و فلان یُدِلُّ علیك بصحبته إِدْلالًا و دَلالًا و دَالَّة أَی یجترئ علیك، كما تُدِلُّ الشابَّةُ علی الشیخ الكبیر بجَمالها؛ و حكی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشد لجهم بن شبل یصف ناقته: تَدَلَّلُ تحت السوط، حتی كأَنما تَدَلَّلُ تحت السوط خَودٌ مُغاضِب قال: هذا أَحسن ما وُصِف به الناقة. الجوهری: و الدَّلُّ الغُنْج و الشِّكْل. و قد دَلَّتِ المرأَة تَدِلُّ، بالكسر، و تَدَلَّلت و هی حَسَنة الدَّلِّ و الدَّلال. و الدَّلُّ قریب المعنی من الهَدْی، و هما من السكینة و الوقار فی الهیئة و المَنْظر و الشمائل و غیر ذلك. و‌الحدیث الذی جاء: فقلنا لحذیفة أَخْبِرْنا برجل قریب السَّمْت و الهَدْی و الدَّلِّ من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی نَلْزَمه، فقال: ما أَحد أَقرب سَمْتاً و لا هَدْیاً و لا دَلًّا من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی یواریه جِدارُ الأَرض من ابن أُمِّ عَبْدٍ؛ فسَّره الهَرَوی فی الغریبین فقال: الدَّلُّ و الهَدْیُ قریبٌ بعضُه من بعض، و هما من السكینة و حُسْن المَنْظَر. و‌فی الحدیث: أَن أَصحاب ابن مسعود كانوا یَرْحَلون إِلی عمر بن الخطاب فینظرون إِلی سَمْتِه و هَدْیه و دَلِّه فیتشبهون به؛ قال أَبو عبید: أَما السَّمْت فإِنه یكون بمعنیین: أَحدهما حُسْن الهیئة و المَنْظَر فی الدین و هیئة أَهل الخیر، و المعنی الثانی أَن السَّمْت الطریق؛ یقال: الْزَمْ هذا السَّمْت، و كلاهما له معنی، إِمَّا أَرادوا هیئة الإِسلام أَو طریقة أَهل الإِسلام؛ و قوله إِلی هَدْیِه و دَلِّه فإِن أَحدهما قریب من الآخر، و هما من السكینة و الوقار فی الهیئة و المَنْظر و الشمائل و غیر ذلك، و قد تكرر ذكر الدَّلِّ فی الحدیث، و هو و الهَدْی و السمْت عبارة عن الحالة التی یكون علیها الإِنسان من السَّكینة و الوقار و حسن السیرة و الطریقة؛ قال عدی بن زید یمدح امرأة بحسن الدَّلّ: لم تَطَلَّع من خِدْرها تَبْتَغی خِبْباً، و لا ساء دَلُّها فی العِناقِ و فلان یُدِلُّ علی أَقرانه كالبازی یُدِلُّ علی صیده. و هو یُدِلُّ بفلان أَی یَثِق به. و أَدَلَّ الرجلُ علی أَقرانه: أَخذهم من فوق، و أَدَلَّ البازی علی صیده كذلك. و دَلَّه علی الشی‌ء یَدُلُّه دَلًّا و دَلالةً فانْدَلَّ: سدَّده إِلیه، و دَلَلْته فانْدَلَّ؛ قال الشاعر: ما لَكَ، یا أَحمقُ، لا تَنْدَلُّ؟ و كیف یَنْدَلُّ امْرُؤٌ عِثْوَلُّ؟ قال أَبو منصور: سمعت أَعرابیّاً یقول لآخر أَ ما تَنْدَلُّ علی الطریق؟ و الدَّلِیل: ما یُسْتَدَلُّ به. و الدَّلِیل: الدَّالُّ.
لسان العرب، ج‌11، ص: 249
و قد دَلَّه علی الطریق یَدُلُّه دَلالة و دِلالة و دُلولة، و الفتح أَعلی؛ و أَنشد أَبو عبید: إِنِّی امْرُءٌ بالطُّرْق ذو دَلالات و الدَّلِیل و الدِّلِّیلی: الذی یَدُلُّك؛ قال: شَدُّوا المَطِیَّ علی دَلِیلٍ دائبٍ، من أَهل كاظِمةٍ، بسیفِ الأَبْحُر قال بعضهم: معناه بدلیل؛ قال ابن جنی: و یكون علی حذف المضاف أَی شَدُّوا المَطِیَّ علی دَلالة دَلیل فحذف المضاف و قوِی حَذْفُه هنا لأَن لفظ الدَّلِیل یَدُلُّ علی الدَّلالة، و هو كقولك سِرْ علی اسم الله، و علی هذه حالٌ من الضمیر فی سِرْ و شَدُّوا و لیست موصولة لهذین الفعلین لكنها متعلقة بفعل محذوف كأَنه قال: شَدُّوا المطیَّ مُعْتَمِدِین علی دَلیل دائب، ففی الظرف دَلیلٌ لتعلقه بالمحذوف الذی هو مُعْتَمِدِین، و الجمع أَدِلَّة و أَدِلَّاء، و الاسم الدِّلالة و الدَّلالة، بالكسر و الفتح، و الدُّلُولة و الدِّلِّیلی. قال سیبویه: و الدِّلِّیلی عِلْمُه بالدلالة و رُسوخُه فیها. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، فی صفة الصحابة، رضی الله عنهم: و یخرجون من عنده أَدِلَّة؛ هو جمع دَلِیل أَی بما قد علموا فیَدُلُّونَ علیه الناس، یعنی یخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة. و دَلَلْت بهذا الطریق: عرفته، و دَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة، و أَدْلَلت بالطریق إِدْلالًا. و الدَّلِیلَة: المَحَجَّة البیضاء، و هی الدَّلَّی. و قوله تعالی: ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَیْهِ دَلِیلًا؛ قیل: معناه تَنْقُصه قلیلًا قلیلًا. و الدَّلَّال: الذی یجمع بین البَیِّعَیْن، و الاسم الدَّلالة و الدِّلالة، و الدِّلالة: ما جعلته للدَّلیل أَو الدَّلَّال. و قال ابن درید: الدَّلالة، بالفتح، حِرْفة الدَّلَّال. و دَلیلٌ بَیِّن الدِّلالة، بالكسر لا غیر. و التَّدَلْدُل: كالتَّهَدُّل؛ قال: كأَنَّ خُصْیَیه من التَّدَلْدُل و تَدَلْدَلَ الشی‌ءُ و تَدَرْدَر إِذا تَحَرَّك مُتَدَلِّیاً. و الدَّلْدَلة: تحریك الرجل رأْسه و أَعضاءه فی المشی. و الدَّلْدلة: تحریك الشی‌ء المَنُوط. و دَلْدَلَه دِلْدَالًا: حَرَّكه؛ عن اللحیانی، و الاسم الدَّلْدال. الكسائی: دَلْدَلَ فی الأَرض و بَلْبَل و قَلْقَل ذَهَب فیها. و قال اللحیانی: دَلْدَلَهم و بَلْبَلَهم حَرَّكهم. و قال الأَصمعی: تَدَلْدَلَ عَلَیْه فوق طاقته، و الدَّلال منه، و الدَّلْدَال الاضطراب. ابن الأَعرابی: من أَسماء القُنْفذ الدُّلْدُل و الشَّیْهَم و الأَزْیَب. الصحاح: الدُّلْدُل عظیم القَنافِذ. ابن سیدة: الدُّلْدُل ضرب من القنافذ له شوك طویل، و قیل: الدُّلْدُل شبه القُنْفذ و هی دابة تَنْتَفض فَتَرْمِی بشوك كالسِّهام، و فَرْقُ ما بینهما كفرق ما بین الفِئَرة و الجِرْذان و البَقَر و الجوامیس و العِرَاب و البَخَاتِیِّ. اللیث: الدُّلْدُل شی‌ء عظیم أَعظم من القُنْفُذ ذو شوك طوال. و‌فی حدیث ابن أَبی مَرْثَد: فقالت عَنَاق البَغِیُّ: یا أَهل الخِیَام هذا الدُّلْدُل الذی یَحْمِل أَسراركم؛ الدُّلْدُل: القُنفُذ، و قیل: ذَكَر القَنافذ. قال: یحتمل أَنها شبهته بالقُنْفُذ لأَنه أَكثر ما یظهر باللیل و لأَنه یُخْفِی رأْسه فی جسده ما استطاع. و دَلْدَلَ فی الأَرض: ذَهَب. و مَرَّ یُدَلْدِل و یَتَدَلْدَل فی مشیه إِذا اضطرب. اللحیانی: وقع القوم فی دَلْدَال و بَلْبَال إِذا اضْطَرَب أَمرهم و تَذَبْذَب. و قوم دَلْدَالٌ إِذا تَدَلْدَلوا بین أَمرین فلم یستقیموا؛ و قال أَوْس:
لسان العرب، ج‌11، ص: 250
أَ مَنْ لِحَیٍّ أَضاعُوا بعضَ أَمْرهم، بینَ القُسُوطِ و بینَ الدِّینِ دَلْدَال ابن السكیت: جاء القوم دُلْدُلًا إِذا كانوا مُذَبْذَبین لٰا إِلیٰ هٰؤُلٰاءِ وَ لٰا إِلیٰ هٰؤُلٰاءِ؛ قال أَبو مَعْدَان الباهلی: جاء الحَزَائِمُ و الزَّبایِنُ دُلْدُلًا، لا سابِقِینَ و لا مَع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ و ما ذا كُلِّفَتْ، و تجی‌ء عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ قال: و الحَزِیمتانِ و الزَّبِینتان من باهِلَة و هما حَزِیمة و زَبِینة جَمَعهما الشاعرُ أَی یَتَدَلْدلون مع الناس لا إِلی هؤلاء و لا إِلی هؤلاء. و دُلْدُل: اسم بَغْلة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و دَلَّةُ و مُدِلّةُ: بنتا مَنْجِشانَ [مَنْجَشانَ الحِمْیَرِیّ. و دِلْ، بالفارسیّة: الفُؤاد، و قد تكلمت به العرب وَ سَمَّت به المرأَة فقالوا دَلٌّ، ففتحوه لأَنهم لما لم یجدوا فی كلامهم دِلًّا أَخرجوه إِلی ما فی كلامهم، و هو الدَّلُّ الذی هو الدَّلال و الشَّكْل و الشِّكْل.

دمل؛ ج11، ص: 250

: الدَّمَالُ: التمر العَفِن الأَسود الذی قد قَدُم، یقال: جاء بتمر دَمَال، و الدَّمَالُ فساد الطلع قبل إِدْراكه حتی یَسْوَدّ. و الدَّمَال: ما رَمَی به البحرُ من الصَّدَف و المناقِیف و النَّبَّاح. اللیث: الدَّمال السِّرْقِینُ و نحوُه، و ما رَمَی به البحرُ من خُشارة ما فیه من الخَلْق مَیِّتاً نحو الأَصداف و المَناقِیف و النَّبَّاح، فهو دَمَال؛ و أَنشد: دَمالُ البُحورِ و حِیتانُها و قول أُمیة بن أَبی عائذ الهُذَلی: خَیال لعَبْدَة قد هاجَ لی خَبالًا من الدَّاء، بعدَ انْدِمالِ قال: الاندمالُ الذَّهابُ. انْدَمَلَ القَوْمُ إِذا ذهبوا. و الدَّمال: ما تَوَطَّأَتْهُ الدابة من البعر و الوَأْلةِ و هی البعر مع التراب؛ قال: فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقال، و مُظْلِماً لیس علی دَمال و قد فسر هذا البیت فی موضعه. و الدَّمال، بالفتح: السِّرجین و نحوه. و دَمَلَ الأَرضَ یَدْمُلُها دَمْلًا و دَمَلاناً و أَدْمَلَها: أَصْلَحها بالدَّمال، و قیل: دَمَلَها أَصْلَحها، و أَدْمَلَها: سَرْقَنَها. و الدَّمَّال: الذی یُدْمِل الأَرض یُسَرْقِنُها. و تَدَمَّلَتِ الأَرضُ: صَلَحت بالدَّمال؛ أَنشد یعقوب: و قد جَعَلَتْ منازِلُ آل لَیْلی، و أُخْرَی لم تُدَمَّلْ یَسْتَوِینا و‌فی حدیث سعد بن أَبی وَقَّاص: أَنه كان یَدْمُل أَرْضه بالعُرَّة؛ قال الأَحمر: یَدْمُلُ أَرْضَه أَی یُصْلِحُها و یُحْسِن معالجتها بها و هی السِّرْجِین؛ و منه قیل للجرح: قد انْدَمَلَ إِذا تَماثَل و صَلَح. و دَمَلَ بین القوم یَدْمُلُ دَمْلًا: أَصْلح. و تَدَامَلوا: تصالحوا؛ قال الكمیت: رَأَی إِرَةً منها تُحَشُّ لِفتْنة، و إِیقاد راجٍ أَن یكون دَمَالَها یقول: یرجو أَن یكون سبب هذه الحرب كما أَن الدَّمَالَ یكون سبباً لإِشعال النار. و الدُّمَّلُ: واحد دَمَامِیل القُروح. و الدُّمَلُ: الخُرَاجُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 251
علی التَّفاؤل بالصَّلاح، و الجمع دَمَامِیلُ نادر. و دَمِلَ جُرحُه و انْدَمَلَ بَرِئَ و التَحم و تَماثَل؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: فكیفَ بِنَفْسٍ كُلَّما قلتُ: أَشْرَفَتْ علی البُرْءِ من دَهْماء، هِیضَ اندِمَالُها؟ و دَمَلَه الدَّواءُ یَدْمُلُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و جُرْحُ السیفِ تَدْمُلُه فَیَبْرا، و یَبْقَی الدَّهْرَ، ما جَرَح اللِّسانُ «3». و الانْدِمَال: التَّماثُل من المرض و الجُرْحِ، و قد دَمَلَه الدَّواءُ فانْدَمَلَ. و‌فی حدیث أَبی سَلمةَ: دَمِلَ جُرْحُه علی بَغْیٍ و لا یَدْری به‌أَی انخَتَم علی فساد و لا یعلم به. و الدُّمَّل: مستعمل بالعربیة یجمع دَمَامِیل؛ و أَنشد: و امْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ «4». و قیل لهذه القُرْحَة دُمَّل لأَنها إِلی البُرْء و الانْدِمال ما هی. و انْدَمَلَ المریض: تماثَل، و انْدَمَلَ من وجَعه كذلك، و من مرَضه إِذا ارتفع من مرضِه و لم یَتِمَّ بُرْؤه. و الدَّمْل: الرِّفْق. و دَامَلَ الرجلَ: داراه لیُصْلح ما بینه و بینه؛ قال أَبو الأَسود: شَنِئْتُ من الإِخْوان من لستُ زائِلًا أُدامِلُه دَمْلَ السِّقاء المُخَرَّقِ و المُدَامَلَةُ: كالمُداجاة؛ و أَنشد ابن بری لابن الطَّیْفان الدارِمی و الطَّیْفانُ أُمُّه: و مَوْلًی كمَوْلی الزِّبْرِقان دَمَلْتُه، كما اندَمَلَتْ ساقٌ یُهاضُ بها الكَسْر و یقال: ادْمُل القومَ أَی اطْوِهم علی ما فیهم، و یقال للسِّرْجین الدَّمَال لأَن الأَرض تُصْلَح به.

دمحل؛ ج11، ص: 251

: الدُّمَحِلةُ من النساء: الضَّخْمة الغلیظة. و الدُّماحِل: المُتداخِل الغلیظ؛ قال أَبو خِراش یصف تُرْساً: و ذا شَرَجٍ من جِلدِ ثَوْرٍ دُماحِل و رَمْل دُماحِل: متداخل؛ قال: عَقْد الرِّیاحِ العَقَدَ [العَقِدَ الدُّماحِلا الفراء: الدِّمْحَالُ الرجُل البَتَّرِیُّ.

دنل؛ ج11، ص: 251

: دانال: اسم أَعجمی.

دهل؛ ج11، ص: 251

: اللحیانی: مَضی دَهْلٌ من اللیل أَی ساعة، و قیل أَی صَدْر؛ قال: مَضی من اللیلِ دَهْلٌ، و هی واحِدةٌ، كأَنَّها طائِرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور هذه روایة یعقوب، و رواه اللحیانی: ذَهْل، بالذال المعجمة، و هی نادرة. و قال أَبو عمرو: الدَّهْلُ الشی‌ء الیسیر. ابن الأَعرابی: الدَّاهِل المُتَحیِّر، قال الأَزهری: أَصله دالِهٌ. و لا دَهْل أَی لا تَخَفْ، نَبَطِیَّة معرَّبة؛ قال بَشّار: فقلت له: لا دَهْل مِن قَمْل بَعْدَ ما مَلا نَیْفَقَ التُّبَّان منه بعاذِر قال الأَزهری: و لیس لا دَهْل و لا قَمْل من كلام العرب، إِنما هما من كلام النَّبَط، یسمون الجَمل قَمْلًا.
(3). قوله [و یبقی الدهر] كذا فی النسخ، و الذی فی المحكم و شرح القاموس: و جرح الدهر (4). قوله [و امتهد الغارب فعل الدُّمَّل] هكذا ضبط فی التهذیب هنا و عدة نسخ من الصحاح، و تقدم لنا ضبطه فی مهد برفع اللام من فعل، و وقع فی المحكم و التهذیب فی مادة مهد بالنصب فیهما
لسان العرب، ج‌11، ص: 252‌

دهبل؛ ج11، ص: 252

: التهذیب: ابن الأَعرابی دَهْبَل إِذا كَبَّر اللُّقَم لیسابِق فی الأَكل.

دهكل؛ ج11، ص: 252

: دَهْكَلٌ: من شدائد الدهر.

دول؛ ج11، ص: 252

: الدَّوْلةُ و الدُّولةُ: العُقْبة فی المال و الحَرْب سَواء، و قیل: الدُّولةُ، بالضم، فی المال، و الدَّوْلةُ، بالفتح، فی الحرب، و قیل: هما سواء فیهما، یضمان و یفتحان، و قیل: بالضم فی الآخرة، و بالفتح فی الدنیا، و قیل: هما لغتان فیهما، و الجمع دُوَلٌ و دِوَلٌ. قال ابن جنی: مجی‌ء فُعْلَة علی فُعَلٍ یریك أَنها كأَنها جاءت عندهم من فُعْلة، فكأَن دَوْلة دُولة، و إنما ذلك لأَن الواو مما سبیله أَن یأْتی تابعاً للضمة، و هذا مما یؤكد عندك ضعف حروف اللین الثلاثة، و قد أَدَالَه. الجوهری: الدَّوْلة، بالفتح، فی الحرب أَن تُدال إِحدی الفئتین علی الأُخری، یقال: كانت لنا علیهم الدَّوْلة، و الجمع الدُّوَلُ، و الدُّولة، بالضم، فی المال؛ یقال: صار الفی‌ء دُولة بینهم یَتَداوَلونه مَرَّة لهذا و مرة لهذا، و الجمع دُولات و دُوَلٌ. و قال أَبو عبیدة: الدُّولة، بالضم، اسم للشی‌ء الذی یُتَداوَل به بعینه، و الدَّولة، بالفتح، الفعل. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: إِذا كان المَغْنَم دُوَلًا‌جمع دُولة، بالضم، و هو ما یُتداوَل من المال فیكون لقوم دون قوم. الأَزهری: قال الفراء فی قوله تعالی: كَیْ لٰا یَكُونَ دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیٰاءِ مِنْكُمْ؛ قرأَها الناس برفع الدال إِلا السُّلَمِیَّ فیما أَعلم فإِنه قرأَها بنصب الدال، قال: و لیس هذا للدَّوْلة بموضع، إِنما الدَّولة للجیشین یهزِم هذا هذا ثم یُهْزَم الهازم، فتقول: قد رَجَعَت الدَّوْلة علی هؤلاء كأَنها المرَّة؛ قال: و الدُّولة، برفع الدال، فی المِلْك و السُّنن التی تغیَّر و تُبدَّل عن الدهر فتلك الدُّولَةُ و الدُّوَلُ. و قال الزجاج: الدُّولة اسم الشی‌ء الذی یُتداول، و الدَّوْلةُ الفعل و الانتقال من حال إِلی حال، فمن قرأَ كَیْ لٰا یَكُونَ دُولَةً فعلی أَن یكون علی مذهب المال، كأَنه كی لا یكون الفی‌ء دُولة أَی مُتداوَلًا؛ و قال ابن السكیت: قال یونس فی هذه الآیة قال أَبو عمرو بن العلاء: الدُّولة بالضم فی المال، و الدَّولة بالفتح فی الحرب، قال: و قال عیسی بن عمر: كلتاهما فی الحرب و المال سواء؛ و قال یونس: أَمَّا أَنا فوالله ما أَدری ما بینهما. و‌فی حدیث الدعاء: حَدِّثْنی بحدیث سمعتَه من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لم یتداوله بینك و بینه الرِّجال‌أَی لم یتناقَلْه الرجال و تَرْویه واحداً عن واحد، إِنما ترویه أَنتَ عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم. اللیث: الدَّوْلة و الدُّولة لغتان، و منه الإِدالةُ الغَلَبة. و أَدَالَنا الله من عدوّنا: من الدَّوْلة؛ یقال: اللهم أَدِلْنِی علی فلان و انصرنی علیه. و‌فی حدیث وفد ثقیف: نُدالُ علیهم و یُدالون علینا؛ الإِدالةُ: الغَلَبة، یقال: أُدِیل لنا علی أَعدائنا أَی نُصِرْنا علیهم، و كانت الدَّوْلة لنا، و الدَّوْلة: الانتقال من حال الشدَّة إِلی الرَّخاء؛ و منه‌حدیث أَبی سُفْیان و هِرَقْلَ: نُدالُ علیه و یُدالُ علینا‌أَی نَغْلِبه مرة و یَغلبنا أُخری. و قال الحجاج: یوشِك أَن تُدال الأَرضُ منا كما أُدِلْنا منها أَی یُجعل لها الكَرَّةُ و الدَّوْلة علینا فتأْكل لحومَنا كما أَكلنا ثِمارها و تَشرب دماءنا كما شربنا میاهها. و تَداوَلْنا الأَمرَ: أَخذناه بالدُّوَل. و قالوا: دَوالَیْك أَی مُداوَلةً علی الأَمر؛ قال سیبویه: و إِن شئت حملته علی أَنه وقع فی هذه الحال. و دَالَت الأَیامُ أَی دارت، و الله یُداوِلها بین الناس. و تَداوَلَتْهُ الأَیدی: أَخذته هذه مرَّة و هذه مرَّة. و دَالَ الثوبُ یَدُولُ أَی بَلِی. و قد جَعَل ودُّه یَدُول
لسان العرب، ج‌11، ص: 253
أَی یَبْلی. ابن الأَعرابی: یقال حَجازَیْك و دَوَالَیْكَ و هَذاذَیك، قال: و هذه حروف خِلْقَتُها علی هذا لا تُغیَّر، قال: و حَجازیك أَمَرَه أَن یَحْجُزَ بینهم، و یحتمل أَن یكون معناه كُفَّ نَفْسَك، و أَمّا هذاذیك فإِنه یأْمره أَن یقطع أَمر القوم، و دَوَالَیْك مِنْ تَداوَلوا الأَمر بینهم یأْخذ هذا دَولة و هذا دَولة، و قولهم دَوالَیْك أَی تَداوُلًا بعد تداول؛ قال عبد بنی الحَسْحاس: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه، دَوَالَیْكَ حتی لیس لِلْبُرْد لابِسُ «1». الفراء: جاء بالدُّوَلة و التوَلةِ و هما من الدَّواهی. و یقال: تَداوَلْنا العملَ و الأَمر بیننا بمعنی تعاوَرْناه فعَمِل هذا مَرَّة و هذا مرة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی بیت عبد بنی الحَسْحاس: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بُرْداك مِثله، دَوالَیْك حتی ما لِذا الثوب لابِسُ قال: هذا الرجل شَقَّ ثیاب امرأَة لینظر إِلی جسدها فشَقَّت هی أَیضاً علیه ثوبه. و قال ابن بُزُرْج: ربما أَدخلوا الأَلف و اللام علی دَوالَیْك فجعل كالاسم مع الكاف؛ و أَنشد فی ذلك: و صاحبٍ صاحَبْتُه ذی مَأْفَكَهْ، یَمْشی الدَّوالَیْكَ و یَعْدُو البُنَّكَهْ قال: الدَّوالَیْك أَن یَتَحَفَّزَ فی مِشیته إِذا حاك، و البُنَّكةُ یعنی ثِقْله إِذا عدا؛ قال ابن بری: و یقال دوال؛ قال الضباب بن سَبْع بن عوف الحنظلی: جَزَوْنی بما رَبَّیْتُهم و حَمَلْتهم، كذلك ما إِنَّ الخُطوب دَوَال و الدَّوَلُ: النَّبْل المُتداوَل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَلُوذُ بالجُودِ من النَّبْلِ الدَّوَلْ و قول أَبی دُواد: و لقد أَشْهَدُ الرِّماحَ تُدالی، فی صُدورِ الكُماةِ، طَعْنَ الدَّرِیَّه قال أَبو علی: أَراد تُداوِل فقلب العین إِلی موضع اللام. و انْدال ما فی بطنه من مِعًی أَو صِفاق: طُعِن فخرج ذلك. و انْدَالَ بطنُه أَیضاً: اتسع و دنا من الأَرض. و انْدَالَ بطنُه: استَرْخی. و انْدَالَ الشی‌ء: ناسَ و تَعَلَّق؛ أَنشد ابن درید: فَیاشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدَال بَدَوْنَ مِن مُدَّرِعی أَسْمالِ «2». قال ابن سیدة: و أَما السیرافی فقال: مُنْدَال مُنْفَعِل من التَّدَلِّی مقلوب عنه، فعلی هذا لا یكون له مصدر لأَن المقلوب لا مصدر له. و اندالَ القومُ: تحوّلوا من مكان إِلی مكان. و الدُّوَلةُ: لغة فی التُّوَلة. یقال: جاءنا بدُوَلاتِه أَی بدَواهِیه، و جاءنا بالدُّوَلة أَی بالدَّاهیة. أَبو زید: یقال وقَعوا من أَمرهم فی دُولُول أَی فی شدّة و أَمر عظیم؛ قال الأَزهری: جاء به غیر مهموز. و الدَّوِیلُ: النَّبْتُ العامِیُّ الیابس، و خص بعضهم
(1). قوله [حتی لیس للبرد لابس] قال فی التكملة: الروایة: إذا شق برد شق بالبرد برقع دَوَالَیك حتی كلنا غیر لابس (2). قوله [مدّرعی] ضبط فی مادة حدج بفتح العین علی أنه مثنی، و الصواب كسرها كما ضبط فی المحكم هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 254
به یَبِیسَ النَّصِیِّ و السَّبَط؛ قال الرَّاعی: شَهْرَیْ رَبِیعٍ لا تَذُوقُ لَبُونُهم إِلا حُموضاً وخْمَةً و دَوِیلا و هو فَعِیل. أَبو زید: الكَلأُ الدَّویل الذی أَتت علیه سَنتانِ فهو لا خیر فیه. ابن الأَعرابی: الدالةُ الشُّهْرة و یجمع الدَّالَ. یقال: تركناهم دالةً أَی شُهْرة. و قد دَالَ یَدُول دالة و دَوْلًا إِذا صار شُهْرة. و الدَّوالی: ضَرْب من العنب بالطائف أَسود یضرب إِلی الحُمْرة، و‌روی الأَزهری بسنده إِلی أُم المنذر العَدَوِیَّة قالتْ: دخل علینا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و معه علی بن أَبی طالب، رضی الله عنه، و هو ناقِهٌ، قالت: و لنا دَوالٍ مُعلَّقة، قالت: فقام رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فأَكل و قام علی، رضی الله عنه، یأْكل فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: مَهْلًا فإِنك ناقِهٌ، فجلس علی، رضی الله عنه، و أَكل منها النبی، صلی الله علیه و سلم، ثم جعلت لهم سِلْقاً و شعیراً، فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: من هذا أَصِبْ فإِنه أَوْفقُ لك؛ قال: الدَّوالی جمع دالیة و هی عِذْقُ بُسْرٍ یُعلَّق فإِذا أَرْطَب أُكل، و الواو فیه منقلبة عن الأَلف. و الدُّولُ: حَیٌّ من حَنِیفة ینسب إِلیهم الدُّولیُّ. و الدِّیلُ: فی عبد القیس. و دَالانُ: من هَمْدانَ، غیر مهموز. و الدَّال: حرف هجاء و هو حرف مجهور یكون فی الكلام أَصلًا و بدلًا؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَلفها أَنها منقلبة عن واو لما قدّمت فی أَخواتها مما عینه أَلف، و الله أَعلم.

دیل؛ ج11، ص: 254

: الدِّیلُ: حیٌّ فی عبد القَیْس ینسب إِلیهم الدِّیلیُّ، و هما دِیلانِ: أَحدهما الدِّیل بن شَنّ بن أَفْصی بن عبد القیس بن أَفْصی، و الآخر الدِّیل بن عمرو بن وَدِیعةَ بن أَفصی بن عبد القیس، منهم أَهلُ عُمان. ابن سیدة: و بنو الدِّیل من بنی بكر بن عبد مناةَ بن كِنانَة. غیره: و أَما الدُّئلُ، بهمزة مكسورة، فهم حَیٌّ من كنانة، و قد تقدم ذكره، و ینسب إِلیهم أَبو الأَسود الدُّؤَلی، فتفتح الهمزة استثقالًا لتوالی الكسرات.

فصل الذال المعجمة؛ ج11، ص: 254

ذأل؛ ج11، ص: 254

: الذَّأَلانُ: عَدْو متقارِب. ابن سیدة: الدَّأَلان السُّرعة و الذؤول من النشاط، و الذَّأَلانُ مشی سریع خفیف فی مَیَسٍ و سُرعة، و به سمی الذئب ذُؤَالة، ذَأَلَ یَذْأَلُ ذَأْلًا و ذَأَلاناً، و كذلك الناقة؛ قال الشاعر: مَرَّتْ بِأَعْلی السَّحَرَیْنِ تَذْأَلُ و الذَّأَلانُ أَیضاً: مَشْی الذئب؛ قال یعقوب: و العرب تجمعه علی ذَآلِیلَ فیبدلون النون لاماً؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف كیف هذا الجمع؛ قال ابن بری: كان حقه ذآلِین لیكون مثل كَرَوان و كَراوِینَ إِلا أَنه أَبدل من النون لاماً؛ و شاهد الذَّآلِیل قول ابن مقبل: بذی مَیْعةٍ، كأَنَّ بعض سِقاطِه و تَعْدائه رِسْلًا ذَآلِیلُ ثَعْلَب و قال آخر: ذو ذَأَلانٍ كَذآلِیلِ الذِّئِبْ و رجل مِذْأَلٌ منه؛ قال أَبو النجم:
لسان العرب، ج‌11، ص: 255
یأْتی لها مِن أَیْمُنٍ و أَشْمُل ذو خِرَق طُلْسٍ، و شَخْص مِذْأَل و رأَیت حاشیة بخط بعض الفضلاء: قال القالی و قال الفراء: العرب تجمع ذَأَلان الذئب ذَآلِینَ و ذآلِیلَ. و ذؤَالةُ: الذئب، اسم له معرفة لا ینصرف، سمی به لخِفَّته فی عَدْوه، و الجمع ذِئلانٌ و ذُؤْلان؛ قال ابن بری: قال أَسماء بن خارجة یصف ذئباً طَمِع فی ناقته: لی كلَّ یَوْمٍ من ذُؤاله، ضِغْثٌ یَزِیدُ علی إِباله و قال: هو مثل یضرب للأَمر ینبع الأَمر أَی لی كل یوم من ذؤالةَ بَلِیّة علی بلیة. و یقال: خَشِّ ذؤالة بالحِبالة؛ قال ابن بری: خَشِّ فعل أَمر من خَشَّیْتُه أَی خَوَّفتُه، و معناه قَعْقِع تُرْهِبْ؛ و‌فی الحدیث: مَرَّ بجارِیة سوداء و هی تُرقِّص صَبیًّا لها و تقول: ذُؤال، یا ابنَ القومِ، یا ذُؤَالَه فقال، علیه السلام: لا تقولی ذُؤال فإِنه شَرُّ السِّباع؛ ذُؤالَ: ترخیم ذُؤالة و هو اسم علم للذئب مثل أُسامة للأَسد. و الذَّأْلان: الذئب أَیضاً؛ قال رؤبة: فارَطَنی ذَأْلانُه و سَمْسَمُه و الذُّؤلانُ: ابن آوی. التهذیب: و الذَّأْلان بهمزة واحدة، یقال: هو ابن آوی، و قد سَمَّت العرب عامّة السباع بأَسماء معارِفَ یُجرونها مُجْری أَسماء الرجال و النساء.

ذبل؛ ج11، ص: 255

: ذَبَلَ النباتُ و الغُصن و الإِنسان یَذْبُلُ ذَبْلًا و ذُبُولًا: دَقَّ بعد الرِّیّ، فهو ذَابِل، أَی ذَوی، و كذلك ذَبُلَ، بالضم. و قَناً ذَابل: دقیق لاصِق اللِّیطِ، و الجمع ذُبَّلٌ و ذُبُلٌ. و یقال: ذَبَلَ فوه یَذْبُلُ ذُبُولًا و ذَبَّ ذُبوباً إِذا جَفَّ و یَبسَ رِیقُه و أَذْبَلَهُ الحرّ. و التَّذَبُّل: من مَشْی النساء إِذا مشت المرأَة مِشْیة الرجال و كانت دقیقة. و یقال: ذِبْلُ ذَبِیل أَی ثُكْلُ ثاكل؛ و منه سمیت المرأَة ذِبْلة. و ما له ذَبَلَ ذَبْلُه أَی أَصلُه، و هو من ذُبُول الشی‌ء أَی ذَبَلَ جسمه و لحمه، و قیل: معناه بَطَل نكاحه؛ قال كثیر بن الغَریرةِ: طِعان الكُماة و رَكْض الجِیادِ، و قَوْل الحواضِنِ: ذَبْلًا ذَبِیلا قال ابن بری: الذَّبِیل العَجَبُ؛ قال بَشامةُ بن الغَدِیر النَّهْشَلی: طعان الكماة و ضرب الجیاد، و قول الحواضن: ذَبْلًا ذَبیلا و‌فی حدیث عمرو بن مسعود: قال لمعاویة و قد كَبِر: ما تسأَل عمن ذَبَلت بَشرته‌أَی قلّ ماء جلده و ذهبت نَضارته. و یقال: ذَبَلَتْهم ذُبَیلةٌ أَی هَلكوا. ابن الأَعرابی: الذُّبال النَّقَّابات، و كذلك الدُّبال بالذال و الدال، قال: و ذَبَلَته ذُبول و دَبَلَته دُبول، قال: و الذِّبل الثكْل؛ قال أَبو منصور: فهما لغتان. و ذَبُلَ الفرس: ضَمُر؛ و منه قول إمرئ القیس: علی الذَّبْلِ جَیّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه، إِذا جاشَ فیه حَمْیُه، غَلْیُ مِرْجَلِ و الذَّبْلةُ: الرّیح المُذْبِلةُ؛ قال ذو الرمة: دِیار مَحَتْها بَعْدَنا كُلُّ ذَبْلةٍ دَروجٍ، و أُخری تُهْذِبُ الماء ساجر
لسان العرب، ج‌11، ص: 256
و الذُّبَالَةُ: الفَتِیلة التی تُسْرَج، و الجمع ذُبَال؛ و أَنشد سیبویه: بِتْنا بِتَدْوِرةٍ تُضِی‌ء وجُوهُنا دسَم السَّلِیطِ، یُضِی‌ء فَوْقَ ذُبَالِ التهذیب: یقال للفَتِیلة التی یُصْبَح بها السراج ذُبَالَة و ذبَّالة، و جمعها ذُبال و ذُبَّال؛ قال إمرؤ القیس: كمِصْباحِ زَیْتٍ فی قَنادِیل ذُبَّالِ قال: و هو الذُّبال الذی یوضع فی مِشكاة الزُّجاجة التی یُسْتَصْبَح بها. و الذَّبْل: ظهر السُّلَحْفاة، و فی المحكم: جلد السُّلحْفاة البَرِّیَّة، و قیل البحریة، یجعل منه الأَمشاط و یُجْعَل منه المَسَك أَیضاً، و قیل: الذَّبْل عظام ظهر دابة من دواب البحر تتخذ النساء منه أَسْوِرة؛ قال جریر یصف امرأَة راعیة: تری العَبَس الحَوْلِیَّ جَوْناً بكوعها لها مَسَكاً، من غیر عاج و لا ذَبْل و یروی: … جَوْناً بسوقها؛ و أَنشد ثعلب: تقول ذاتُ الذَّبَلات جَیْهَلُ فجمع الذَّبْل بالأَلف و التاء، و رواه ابن الأَعرابی ذات الرَّبَلات. و قال ابن شمیل: الذَّبْل القرون یُسَوَّی منه المَسَك. الجوهری: و الذَّبْل شی‌ء كالعاج و هو ظهر السُّلَحْفاة البریة یتخذ منه السِّوار. و الذَّبْل: جَبَل؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد لشاعر: عَقِیلة إِجْل، تنتمی طَرِفاتُها إِلی مُؤْنِق من جَنْبة الدَّبْل راهن و یَذْبُلُ: اسم جبل بعینه فی بلاد نجد.

ذبكل؛ ج11، ص: 256

: أَبو ذُبَاكِل: من شعرائهم.

ذجل؛ ج11، ص: 256

: التهذیب: ابن الأَعرابی الذَّاجِل الظالم، و قد ذَجَلَ إِذا ظَلَم.

ذحل؛ ج11، ص: 256

: الذَّحْل: الثأْر، و قیل: طَلَبُ مكافأَة بجنایة جُنِیَت علیك أَو عداوة أُتِیَتْ إِلیك، و قیل: هو العداوة و الحِقْد، و جمعه أَذْحَال و ذُحُول، و هو التِّرة. یقال: طلب بذَحْله أَی بثأْره. و‌فی حدیث عامر بن المُلَوِّح: ما كان رجل لیَقْتُل هذا الغلام بذَحْله إِلا قد اسْتَوْفی؛ الذَّحْل: الوِتْر و طلب المكافأَة بجنایة جُنِیَتْ علیه من قتل أَو جرح و نحو ذلك.

ذرمل؛ ج11، ص: 256

: التهذیب: ذَرْمَل الرجُل إِذا أَخرج خُبْزته مُرَمَّدَةً لیعجلها علی الضیف. ابن السكیت: ذَرْمَل ذَرْمَلةً إِذا سَلَح؛ و أَنشد: لَعْواً متی رأَیته تَقَهَّلا، و إِن حَطَأْت كَتِفیه ذَرْمَلا

ذعل؛ ج11، ص: 256

: ابن الأَعرابی: الذَّعَل الإِقرار بعد الجحود؛ قال الأَزهری: و هذا حرف غریب ما رأَیت له ذكراً فی الكتب.

ذفل؛ ج11، ص: 256

: الذَّفْل و الذِّفْل: القَطِران الرقیق الذی قبل الخَضْخاض.

ذلل؛ ج11، ص: 256

: الذُّلُّ: نقیض العِزِّ، ذَلَّ یَذِلُّ ذُلًّا و ذِلَّة و ذَلالة و مَذَلَّة، فهو ذَلِیل بَیِّن الذُّلِّ و المَذَلَّة من قوم أَذِلّاء و أَذِلَّة و ذِلال؛ قال عمرو بن قَمِیئة: و شاعر قومٍ أُولی بِغْضة قَمَعْتُ، فصاروا لثاماً ذِلالا و أَذَلَّه هو و أَذَلَّ الرجلُ: صار أَصحابه أَذِلَّاءَ.
لسان العرب، ج‌11، ص: 257
و أَذَلَّه: وجده ذَلِیلًا. و اسْتَذَلُّوه: رأَوه ذَلِیلًا، و یُجْمَع الذَّلِیل من الناس أَذِلَّة و ذُلَّاناً. و الذُّلُّ: الخِسَّة. و أَذَلَّه و اسْتَذَلَّه كله بمعنی واحد. و تَذَلَّلَ له أَی خَضَعَ. و فی أَسماء الله تعالی: المُذِلُّ؛ هو الذی یُلْحِق الذُّلَّ بمن یشاء من عباده و ینفی عنه أَنواع العز جمیعها. و اسْتَذَلَّ البعیرَ الصَّعْبَ: نَزع القُراد عنه لیستلذَّ فیأْنس به و یَذِلّ؛ و إِیاه عَنی الحُطَیئة بقوله: لَعَمْرُك ما قُراد بنی قُرَیْع، إِذا نُزِع القُرادُ، بمستطاع و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: لیَهْنِئْ تُرَاثی لامرئٍ غیر ذِلَّةٍ، صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِیف أَراد غیر ذَلِیل أَو غیر ذی ذِلَّة، و رفع صَنَابر علی البدل من تُرَاث. و فی التنزیل العزیز: سَیَنٰالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِی الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا؛ قیل: الذِّلَّة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم، و قیل: الذِّلَّة أَخذ الجزیة؛ قال الزجاج: الجزیة لم تقع فی الذین عبدوا العِجْل لأَن الله تعالی تاب علیهم بقتل أَنفسهم. و ذُلٌّ ذَلِیل: إِما أَن یكون علی المبالغة، و إِما أَن یكون فی معنی مُذِلّ؛ أَنشد سیبویه لكعب بن مالك: لقد لَقِیَتْ قُرَیْظَةُ ما سآها، و حَلَّ بدارهم ذُلٌّ ذَلِیل و الذِّلُّ، بالكسر: اللِّین و هو ضد الصعوبة. و الذُّلُّ و الذِّلُّ: ضد الصعوبة. ذَلَّ یَذِلُّ ذُلًّا و ذِلًّا، فهو ذَلُولٌ، یكون فی الإِنسان و الدابة؛ و أَنشد ثعلب: و ما یَكُ من عُسْری و یُسْری، فإِنَّنی ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِینَ، أَرِیبُ عَلَّق ذَلُولًا بالباء لأَنه فی معنی رَفِیق و رؤُوف، و الجمع ذُلُلٌ و أَذِلَّة. و دابة ذَلُولٌ، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء، و قد ذَلَّلَه. الكسائی. فرس ذَلُول بیِّن الذِّلِّ، و رجل ذَلِیلٌ بیِّنُ الذِّلَّةِ و الذُّلِّ، و دابة ذَلولٌ بیِّنة الذُّلِّ من دواب ذُلُل. و‌فی حدیث ابن الزبیر: بعض الذُّلِّ أَبْقَی للأَهل و المال؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُطَّة ضَیْم یناله فیها ذُلٌّ فصبَر علیها كان أَبْقَی له و لأَهله و ماله، فإِذا لم یصبر و مَرَّ فیها طالباً للعز غَرَّر بنفسه و أَهله و ماله، و ربما كان ذلك سبباً لهلاكه. و عَیْرُ المَذَلَّة: الوتِدُ لأَنه یُشَجُّ رأْسه؛ و قوله: ساقَیْتُهُ كأْسَ الرَّدَی بأَسِنَّة ذُلُلٍ، مُؤَلَّلة الشِّفار، حِدَاد إِنما أَراد مُذَلّلة بالإِحداد أَی قد أُدِقَّت و أُرِقَّت؛ و قوله أَنشده ثعلب: و ذَلَّ أَعْلی الحَوْض من لِطَامها أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم و تهدَّم فكأَنه ذَلَّ و قَلَّ. و‌فی الحدیث: اللهم اسْقِنا ذُلُل السحاب؛ هو الذی لا رعد فیه و لا بَرْق، و هو جمع ذَلُول من الذِّلّ، بالكسر، ضد الصعب؛ و منه‌حدیث ذی القرنین: أَنه خُیِّر فی ركوبه بین ذُلُل السحاب و صِعابه فاختار ذُلُله.و الذُّلُّ و الذِّلُّ: الرِّفْقُ و الرحمة. و فی التنزیل العزیز: وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ. و فی التنزیل العزیز فی صفة المؤمنین: أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكٰافِرِینَ؛ قال ابن الأَعرابی فیما روی عنه أَبو العباس: معنی قوله أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ رُحَماء رُفَقاء علی المؤمنین، أَعِزَّةٍ عَلَی الْكٰافِرِینَ غِلاظ شِداد علی الكافرین؛ و قال الزجاج: معنی أَذِلَّةٍ
لسان العرب، ج‌11، ص: 258
عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَی جانبهم لَیِّنٌ علی المؤمنین لیس أَنهم أَذِلَّاء مُهانون، و قوله أَعِزَّةٍ عَلَی الْكٰافِرِینَ أَی جانبهم غلیظ علی الكافرین. و قوله عز و جل: وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُهٰا تَذْلِیلًا، أَی سُوِّیت عناقیدها و ذُلِّیَت، و قیل: هذا كقوله: قُطُوفُهٰا دٰانِیَةٌ، كلما أَرادوا أَن یَقْطِفُوا شیئاً منها ذُلِّل ذلك لهم فدَنا منهم، قُعوداً كانوا أَو مضطجعین أَو قیاماً، قال أَبو منصور: و تَذْلیل العُذُوق فی الدنیا أَنها إِذا انشقَّت عنها كَوَافیرها التی تُغَطِّیها یَعْمِد الآبِر إِلیها فیُسَمِّحُها و یُیَسِّرها حتی یُذلِّلها خارجة من بین ظُهْران الجرید و السُّلَّاء، فیسهل قِطافها عند یَنْعها؛ و قال الأَصمعی فی قول إمرئ القیس: و كَشْحٍ لَطِیف كالجَدِیل مُخَصَّرٍ، و ساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِیِّ المُذَلَّل قال: أَراد ساقاً كأُنبوب بَرْدیٍّ بین هذا النخل المُذَلَّل، قال: و إِذا كان أَیام الثمرة أَلَحَّ الناس علی النخل بالسَّقْی فهو حینئذ سَقِیٌّ، قال: و ذلك أَنعم للنخیل و أَجْوَد للثمرة. و قال أَبو عبیدة: السَّقِیُّ الذی یسقیه الماء من غیر أَن یُتَكلَّف له السقی. قال شمر: و سأَلت ابن الأَعرابی عن المُذلَّل فقال: ذُلِّلَ طریقُ الماء إِلیه، قال أَبو منصور: و قیل أَراد بالسَّقِیِّ العُنْقُر، و هو أَصل البَرْدِیِّ الرَّخْص الأَبیض، و هو كأَصل القَصَب؛ و قال العَجّاج: علی خَبَنْدَی قَصَب ممكور، كعُنْقُرات الحائر المسكور و طریق مُذَلَّل إِذا كان مَوْطُوءاً سَهْلًا. و ذِلُّ الطریق: ما وُطِّئَ منه و سُهِّل. و طریق ذَلِیلٌ من طُرُق ذُلُل، و قوله تعالی: فَاسْلُكِی سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا؛ فسره ثعلب فقال: یكون الطریق ذَلیلًا و تكون هی ذَلِیلة؛ و قال الفراء: ذُلُلًا نعت السُّبُل، یقال: سبیل ذَلُولٌ و سُبُل ذُلُلٌ، و یقال: إِن الذُّلُل من صفات النحل أَی ذُلِّلت لیخرج الشراب من بطونها. و ذُلِّلَ الكَرْمُ: دُلِّیت عناقیده. قال أَبو حنیفة: التدْلیل تسویة عناقید الكرْم و تَدْلِیتها، و التذْلیل أَیضاً أَن یوضع العِذْق علی الجریدة لتحمله؛ قال إمرؤ القیس: و ساق كأُنبوب السَّقِیِّ المُذَلَّل و‌فی الحدیث: كم من عِذْق مُذَلَّل لأَبی الدَّحْداح؛ تذلیل العُذوق تقدم شرحه، و إِن كانت العین «3» مفتوحة فهی النخلة، و تذلیلها تسهیل اجتناء ثمرتها و إِدْناؤها من قاطفها. و‌فی الحدیث: تتركون المدینة علی خیر ما كانت علیه مُذَلَّلة لا یغشاها إِلَّا العوافی، أَی ثمارها دانیة سهلة التناول مُخَلَّاة غیر مَحْمِیَّة و لا ممنوعة علی أَحسن أَحوالها، و قیل أَراد أَن المدینة تكون مُخَلَّاة أَی خالیة من السكان لا یغشاها إِلَّا الوحوش. و أُمور الله جاریة علی أَذلالها، و جاریة أَذلالِها أَی مَجاریها و طرقها، واحدها ذِلٌّ؛ قالت الخنساء: لتَجْرِ المَنِیَّةُ بعد الفتی المُغادَر بالمَحْو أَذْلالَها أَی لتَجْر علی أَذلالها فلست آسی علی شی‌ءٍ بعده. قال ابن بری: الأَذلال المَسالك. و دَعْه علی أَذْلاله أَی علی حاله، لا واحد له. و یقال: أَجْرِ الأُمور علی أَذلالها أَی علی أَحوالها التی تَصْلُح علیها و تَسْهُل و تَتَیسر. الجوهری: و قولهم جاءَ علی أَذلاله أَی علی وجهه. و‌فی حدیث عبد الله: ما من شی‌ءٍ من كتاب
(3). قوله [و إن كانت العین] أی من واحد العذوق و هو عذق
لسان العرب، ج‌11، ص: 259
الله إِلَّا و قد جاءَ علی أَذلاله‌أَی علی وجوهه و طرُقه؛ قال ابن الأَثیر: هو جمع ذِلٍّ، بالكسر. یقال: ركبوا ذِلَّ الطریق و هو ما مُهِّد منه و ذُلِّل. و‌فی خُطبة زیاد: إِذا رأَیتمونی أُنْفِذ فیكم الأَمرَ فأَنْفِذُوه علی أَذلالِه.و یقال: حائط ذَلِیل أَی قصیر. و بیت ذَلِیلٌ إِذا كان قریب السَّمْك من الأَرض. و رمح ذَلِیل أَی قصیر. و ذَلَّت القوافی للشاعر إِذا سَهُلت. و ذَلاذِلُ القمیص: ما یَلی الأَرض من أَسافله، الواحد ذُلذُلٌ مثل قُمْقُم و قَماقِم؛ قال الزَّفَیانُ یَنْعَت ضِرْغامة: إِنَّ لنا ضِرْغامةً جُنادِلا، مُشَمِّراً قد رَفَع الذَّلاذِلا، و كان یَوْماً قَمْطَرِیراً باسِلا و‌فی حدیث أَبی ذرّ: یَخرج من ثَدْیِهِ یَتَذَلْذَل‌أَی یَضْطرِب مِن ذَلاذِل الثوب و هی أَسافله، و أَكثر الروایات یتزلزل، بالزای. و الذُّلْذُلُ و الذِّلْذِل و الذِّلْذِلةُ و الذُّلَذِلُ و الذُّلَذِلةُ، كله: أَسافل القمیص الطویل إِذا ناسَ فأَخْلَق. و الذَّلَذِلُ: مقصور عن الذَّلاذِل الذی هو جمع ذلك كله، و هی الذّناذِنُ، واحدها ذُنْذُنٌ.

ذمل؛ ج11، ص: 259

‏: الذَّمِیلُ: ضرب من سیر الإِبل، و قیل: هو السیر اللیِّن ما كان، و قیل: هو فوق العَنَقِ؛ قال أَبو عبید: إِذا ارتفع السیر عن العَنَق قلیلًا فهو التَّزَیُّد، فإِذا ارتفع عن ذلك فهو الذَّمِیلُ، ثم الرَّسِیم، ذَمَل یَذْمُلُ و یَذْمِلُ ذَمْلًا و ذُمُولًا و ذَمِیلًا و ذَمَلاناً، و هی ناقة ذَمُول من نُوق ذُمُل. قال الأَصمعی: و لا یَذْمُلُ بعیر یوماً و لیلة إِلَّا مَهْرِیٌّ. و‏فی حدیث قُسٍّ: یَسِیر ذَمِیلًا‏أَی سَیْراً سریعاً لَیِّناً، و أَصله فی سیر الإِبل. ابن الأَعرابی: الذَّمِیلَةُ المُعْیِیَةُ. و یقال للأَبْرَص: الأَذْمَل و الأَعْرم و الأَبْقَع، قال: و جمع الذَّامِلة من النوق الذَّوَامِل؛ قال الشاعر: تَخُبُّ إِلیه الیَعْمَلاتُ الذَّوامِلُ و ذَامِلٌ و ذُمَیْلٌ: اسمان.

ذهل؛ ج11، ص: 259

: الذَّهْل: تَرْكُكَ الشی‌ءَ تَناساه علی عَمْد أَو یَشْغَلك عنه شُغْلٌ، تقول: ذَهَلْت عنه و ذَهِلْتُ و أَذْهَلَنی كذا و كذا عنه؛ و أَنشد: أَذْهَلَ خِلِّی عن فِراشِی مَسْجَدُهْ و فی التنزیل العزیز: یَوْمَ تَرَوْنَهٰا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّٰا أَرْضَعَتْ؛ أَی تَسْلُو عن ولدها. ابن سیدة: ذَهَلَ الشی‌ءَ و ذَهَل عنه و ذَهِلَه و ذَهِل، بالكسر، عنه یَذْهَل فیهما ذَهْلًا و ذُهُولًا تركه علی عَمْد أَو غَفَل عنه أَو نَسِیَه لشُغُل، و قیل: الذَّهْل السُّلوُّ و طیب النَّفْس عن الإِلْف، و قد أَذْهَلَه الأَمر، و أَذْهَلَه عنه. و مَرَّ ذَهْل من اللیل و ذُهْل أَی قِطْعة، و قیل: ساعة منه مثل دَهْل، و الدال أَعلی، و جاءَ بعد ذَهْل من اللیل و دَهْل أَی بعد هَدْءٍ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی جهمة الذُّهلی: مَضَی من اللیل ذَهْلٌ، و هی واحدةٌ، كأَنَّها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور قال: و قال أَبو زكریا التبریزی دَهْل، بدال غیر معجمة؛ قال: و كذا أَنشده فی الحَماسة. و الذُّهْلُول من الخیل: الجَوادُ الدَّقیق. و ذُهْل: قبیلة. و ذُهْلٌ: حَیٌّ من بكر و هما
لسان العرب، ج‌11، ص: 260
ذُهْلان كلاهما من ربیعة: أَحدهما ذُهْلُ بن شیبان بنِ ثَعْلبةَ بنِ عُكَابة، و الآخر ذُهْل بنُ ثعلبة بن عُكَابة، و قد سَمَّوا ذُهْلًا و ذُهْلانَ و ذُهَیلًا.

ذول؛ ج11، ص: 260

: الذال: حرف هجاء، و هو حرف مجهور، یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً، قال ابن سیدة: و إِنما حكمت علی أَلفها أَنها منقلبة عن واو لأَن عینها أَلف مجهولة الانقلاب و تصغیرها ذُوَیْلة، و قد ذَوَّلْت ذالًا. و الذَّوِیلُ: الیابس من النبات و غیره؛ هذه روایة ابن درید، و الصحیح الدَّویل، بالدال المهملة.

ذیل؛ ج11، ص: 260

: الذَّیْل: آخر كل شی‌ء. و ذَیْل الثوب و الإِزارِ: ما جُرَّ منه إِذا أُسْبِل. و الذَّیْل: ذَیْلُ الإِزار من الرِّداء، و هو ما أُسْبِل منه فأَصاب الأَرض. و ذَیْل المرأَة لكل ثوب تَلْبَسه إِذا جرَّته علی الأَرض من خلفها. الجوهری: الذَّیْلُ واحد أَذْیال القمیص و ذُیولِه. و ذَیْلُ الرِّیح: ما انسحب منها علی الأَرض. و ذیل الرِّیح: ما تتركه فی الرمال علی هیئة الرَّسَن و نحوه كأَنَّ ذلك إِنما هو أَثَرُ ذَیْل جرَّته؛ قال: لكل ریح فیه ذَیْلٌ مَسْفور و ذَیْلُها أَیضاً: ما جرَّته علی وجه الأَرض من التراب و القَتام، و الجمع من كل ذلك أَذْیال و أَذْیُل؛ الأَخیرة عن الهَجَرِیِّ؛ و أَنشد لأَبی البقرات النخعی: و ثلاثاً مِثلَ القَطا، مائِلاتٍ، لَحَفَتْهُن أَذْیُلُ الرِّیح تُرْبا و الكثیر ذُیول؛ قال النابغة: كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُیُولَها علیه قَضِیمٌ، نمَّقتْه الصَّوانِعُ «4». و قیل: أَذْیَالُ الرِّیح مآخِیرها التی تَكْسَحُ بها ما خَفَّ لها. و ذَیْلُ الفرس و البعیر و نحوهما: ما أَسْبَلَ من ذَنَبه فتَعَلَّق، و قیل: ذَیْلُه ذنبه. و ذَالَ یَذِیل و أَذْیَل: صار له ذَیْلٌ. و ذَالَ به: شالَ، و كذلك الوعِلُ بذنَبه. و فرس ذَائِلٌ: ذو ذَیْلٍ، و ذَیَّال: طویل الذَّیل؛ و فی الصحاح: طویل الذنب، و الأُنثی ذَائِلَة؛ و قال ابن قتیبة: ذَائِل طویل الذَّیل، و ذَیَّالٌ: طویل الذیل؛ و فی التهذیب أَیضاً: طویل الذنب؛ و أَنشد ابن بری لعباس بن مِرْداس: و إِنی حاذِرٌ، أَنْمِی سلاحِی إِلی أَوْصالِ ذَیَّالٍ مَنیع فإِن كان الفرس قصیراً و ذنبه طویلًا قالوا ذَائِل، و الأُنثی ذَائِلَة، أَو قالوا ذَیَّالُ الذنب فیذكرون الذنب، و یقال لذنب الفرس إِذا طال ذَیل أَیضاً، و كذلك الثور الوحشی. و الذَّیَّال من الخیلِ: المُتَبَختِر فی مَشْیه و اسْتِنانه كأَنه یَسْحَب ذَیْلَ ذنَبه. و ذالَ الرجل یَذِیلُ ذَیْلًا: تَبَخترَ فجرَّ ذَیْله؛ قال طرفة یصف ناقة: فَذَالَتْ كما ذالَتْ وَلیدةُ مَجْلِسٍ، تُرِی رَبَّها أَذْیالَ سَحْلٍ مُمَدَّد یعنی أَنها جَرَّت ذنبها كما ذالت مملوكة تسقی الخمر فی مجلس. و‌فی حدیث مصعب بن عمیر: كان مترفاً فی الجاهلیة یدَّهن بالعَبِیر و یُذِیلُ یُمْنَة الیَمَن‌أَی یُطیل ذَیْلها، و الیُمنة ضرب من برود الیمن. و یقال: ذَالَتِ الجاریة فی مَشْیها تَذِیلُ ذَیْلًا إِذا ماسَت
(4). فی دیوان النابغة: حصیر بدل قضیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 261
و جَرَّت أَذْیَالها علی الأَرض و تبخترت. و ذالت الناقةُ بذنبها إِذا نشَرتْه علی فخذیها. خالد بن جَنْبَة قال: ذَیْلُ المرأَة ما وقع علی الأَرض من ثوبها من نواحیها كلها، قال: فلا نَدْعو للرَّجُل ذَیْلًا، فإِن كان طویل الثوب فذلك الإِرْفال فی القمیص و الجُبَّة. و الذَّیْلُ فی دِرْع المرأَة أَو قِناعها إِذا أَرْخَتْه. و تذیلت الدابةُ: حرَّكت ذنَبها من ذلك. و التَّذَیُّل: التَّبَخْتُر منه. و دِرْع ذَائِلَةٌ و ذَائِل و مُذالةٌ: طویلة. و الذّائل: الدِّرْع الطویلة الذَّیْل؛ قال النابغة: و كلّ صَمُوتٍ نَثْلة تُبَّعِیَّة، و نَسْجُ سُلَیْم كلَّ قَضّاءَ ذَائِلِ یعنی سلیمان بن داود، علی نبینا و علیهما السلام؛ و الصَّمُوتُ: الدِّرْع التی إِذا صُبَّت لم یسمع لها صوت. و ذَیَّلَ فلان ثوبه تَذْیِیلًا إِذا طوّله. و مُلاءٌ مُذَیَّلٌ: طویلُ الذیل، و ثوب مُذَیَّل؛ قال الشاعر: عَذَارَی دَوارٍ فی مُلاء مُذَیَّلِ «1» و یقال: أَذَالَ فلان ثوبه أَیضاً إِذا أَطالَ ذَیْله؛ قال كثیِّر: علی ابن أَبی العاصی دِلاصٌ حَصِینةٌ، أَجادَ المُسَدِّی سَرْدَها فأَذَالَها و أَذَالَت المرأَةُ قِناعَها أَی أَرْسَلَتْه. و حَلْقة ذَائِلَة و مُذالَة: رَقیقة لطیفة مع طُول. و المُذالُ من البسیط و الكامل: ما زِیدَ علی وتِده من آخر البیت حرفان، و هو المُسَبّغ فی الرَّمَل، و لا یكون المُذال فی البسیط إِلَّا من المُسَدّس و لا فی الكامل إِلَّا من المربع؛ مثال الأَول قوله: إِنَّا ذَمَمْنا علی ما خَیَّلَتْ سَعْدُ بنُ زیدٍ، و عَمْراً من تَمِیمْ و مثال الثانی قوله: جَدَثٌ یكونُ مُقامُه، أَبَداً، بمُخْتَلِفِ [بمُخْتَلَفِ الرِّیاحْ فقوله رَنْ من تمیمْ مستفعلان، و قوله تَلِفِرْ [تَلَفِرْ رِیاحْ مُتَفاعلان؛ و قال الزجاج: إِذا زید علی الجزء حرف واحد، و ذلك الجزء مما لا یُزاحَف، فاسمه المُذال نحو متفاعلان أَصله متفاعلن فزدت حرفاً فصار ذلك الحرف بمنزلة الذَّیْل للقمیص. و ذَال الشی‌ءُ یَذِیلُ: هانَ، و أَذَلْتُه أَنا: أَهَنْته و لم أُحْسِن القِیام علیه. و أَذَالَ فلان فرسه و غلامه إِذا أَهانَه. و الإَذالَةُ: الإِهانة. و‌فی الحدیث: نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن إِذَالَة الخیل و هو امْتِهانُها بالعمل و الحملِ علیها، و‌فی روایة: باتَ جبریل، علیه السلام، یعاتبنی فی إِذَالة الخیل‌أَی إِهانَتِها و الاسْتِخْفاف بها؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَذالَ الناسُ الخیلَ، و قیل إِنهم وضَعُوا أَدَاة الحرب عنها و أَرسلوها. و المُذالُ: المُهانُ، و قیل للأَمَة المُهانةِ: المُذالَةُ. و فی المثل: أَخْیَلُ من مُذَالَةٍ، و هی الأَمَة لأَنها تُهان و هی تَتَبَخْتَر. و یقال: ذَیْل ذَائِل و هو الهَوان و الخِزْیُ. و قولهم: جاء أَذْیَالٌ من الناس أَی أَواخِرُ منهم قلیل. و ذَالَت المرأَةُ و الناقةُ تَذِیلُ: هُزِلت و فسدت. و أَذَلْتها: أَهْزَلْتها، و هو من ذلك. و المُذَیَّلُ و المُتَذَیَّلُ: المُتَبَذِّلُ. و بنو الذَّیَّال: بطن من العرب.

فصل الراء؛ ج11، ص: 261

رأل؛ ج11، ص: 261

: الرَّأْل: ولد النَّعام، و خص بعضهم به الحَوْلِیَّ منها؛ قال إمرؤ القیس:
(1). هذا البیت من معلقة إمرئ القیس، و صدره: فعَنّ لنا سِربٌ كأنّ نِعاجَه
لسان العرب، ج‌11، ص: 262
كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه علی رالِ أَراد علی رَأْل، فإِما أَن یكون خفف تخفیفاً قیاسیّاً، و إِما أَن یكون أَبدل إِبدالًا صحیحاً علی قول أَبی الحسن لأَن ذلك أَمكن للقافیة، إِذ المخفف تخفیفاً قیاسیّاً فی حكم المحقق، و الجمع أَرْؤُلٌ و رِئْلانٌ و رِئالٌ و رِئَالَةٌ؛ قال طفیل: أَذُودُهمُ عنكمْ، و أَنتمْ رِئَالَةٌ شِلالًا، كما ذِیدَ النِّهالُ الخَوامِسُ قال ابن سیدة: و أُری الهاء لحقت الرِّئَال لتأْنیث الجماعة كما لحقت فی الفِحالةِ، و الأُنثی رَأْلة؛ أَنشد ثعلب: أَبْلِغِ الحرثَ عنی أَنَّنی شَرُّ شَیْخٍ، فی إِیادٍ و مُضَرْ رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، تأْكُلُ الفَثَّ و خَمّانَ الشجَرْ و نَعامة مُرْئِلَةٌ: ذات رَأْلٍ؛ و قولُ بعض الأَغْفال یصف امرأَة رَاودَتْه: قامَتْ إِلی جَنْبِی تَمَسُّ أَیْرِی، فَزَفَّ رَأْلی، و اسْتُطِیرت طَیْری إِنما أَراد أَن فیه وحشیة كالرَّأْل من الفَزَع، و هذا مثل قولهم شالَت نَعامَتُهم أَی فَزِعوا فَهَربوا. و اسْتَرْأَلَتِ الرِّئْلانُ: كَبِرَتْ «1» و اسْتَرْأَلَ النباتُ إِذا طال، شبّه بعُنُق الرَّأْل. و مَرَّ فلان مُرَائِلًا إِذا أَسرع. و الرُّؤَالُ، مهموز: الزیادة فی أَسنان الدابة. و الرُّؤَال و الرَّاؤُول: لُعاب الدَّوابِّ؛ عن ابن السكیت، و رواه أَبو عبید بغیر همز، و صرح بذلك، و قیل: الرُّؤَالُ زَبَدُ الفرس خاصة. و المِرْوَلُ: الرَّجل الكثیر الرُّؤَال، و هو اللُّعاب. أَبو زید: الرُّؤَال و الرُّؤَام اللُّعاب. و ابن رَأْلانَ: رجل من سِنْبِس طَیِّ‌ءٍ، و هو من الباب الذی یكون فیه الشی‌ء غالباً علیه اسمٌ، یكون لكلِّ مَن كان من أُمَّتِه أَو كان فی صفته؛ قال سیبویه: و كابن الصَّعِق قولهم ابن رَأْلان و ابن كُراع، لیس كلُّ من كان ابناً لرَأْلانَ و ابناً لكُراعٍ غلب علیه الاسم، و النسَبُ إِلیه رَأْلانِیٌّ، كما قالوا فی ابن كراع كُراعِیٌّ. و ذاتُ الرِّئَال و جَوُّ رِئَال: موضعان؛ قال الأَعشی: تَرْتَعِی السَّفْحَ فالكَثِیبَ، فذا قارٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئَالِ و قال الراعی: و أَمْسَتْ بوادی الرَّقْمَتَینِ، و أَصبحَتْ بجوِّ رِئَالٍ، حیثُ بَیِّنَ فالقُهْ الجوهری: و ذاتُ الرِّئَالِ رَوْضَةٌ. و الرِّئَال: كواكِبُ.

رأبل؛ ج11، ص: 262

: الرِّئْبَالُ: من أَسماء الأَسد و الذئب، یهمز و لا یهمز مثل حَلأْتُ السَّوِیقَ و حَلَّیْتُ، و الجمع الرَّآبیل؛ قال ابن بری: و لیس حرف اللین فیه بدلًا من الهمزة؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضیت علی رِئبال المهموز أَنه رباعی علی كثرة زیادة الهمزة من جهة قولهم فی هذا المعنی رِیبال، بغیر همز، و ذلك أَن ریبالًا بغیر همز لا یخلو من أَن یكون فِیعالًا أَو فِعْلالًا، فلا یكون فِیعالًا لأَنه من أَبنیة المصادر،
(1). قوله [كبرت] الذی فی القاموس: كبرت أسنانها، و ضبطت الباء بضمها، و قال الشارح: لیس فی العباب لفظة أسنانها
لسان العرب، ج‌11، ص: 263
و لا فِعْلالًا و یاؤُه أَصل لأَن الیاء لا تكون أَصلًا فی بنات الأَربعة، فثبت من ذلك أَن رِئبالًا فِعلال، همزته أَصل بدلیل قولهم خرجوا یَتَرَأْبَلُون، و أَن ریبالًا مخفف عنه تخفیفاً بدلیّاً، و إِنما قَضَینا علی تخفیف همزة ریبال أَنه بدلیّ لقول بعض العرب یصف رجلًا: هو لَیْثٌ أَبو رَیابِل، و إِنما قال ریابل و لم یقل رَیابیل لأَن بعده عَسَّافُ مَجاهِل. و حكی أَبو علی: ریابیل العرب للُصوصِهم، فإِن قلت: فإِن رِئبالًا فِئعال لكثرة زیادة الهمزة، و قد قالوا تَرَبَّل لحمه، قلنا إِن فِئعالًا فی الأَسماء عدم، و لا یسوغ الحمل علی باب إِنْقَحْلٍ ما وُجِد عنه مندوحة، و أَمّا تربَّل لحمه مع قولهم رِئبال فمن باب سِبَطْرٍ، إِنما هو فی معنی سَبْطٍ و لیس من لفظه، و لأْآل للذی یَبِیع اللُّؤْلُؤ فیه بعض حروفه و لیس منه، و لا یجب أَن یُحمل قولهم یَتَرأْبلون علی باب تَمَسْكَن و تَمَدْرَعَ و خرجوا یَتَمغْفَرُون لقلة ذلك؛ و قال بعضهم: همزة رِئبال بدل من یاء. و‌فی حدیث ابن أُنَیْس: كأَنه الرِّئْبَال الهَصُور‌أَی الأَسد، و الجمع الرَّآبل و الرَّیابِیلُ، علی الهمز و تركه. و ذئب رِئْبَالٌ و لِصٌّ رِئْبَال: و هو من الجُرْأَة. و تَرَأْبَلُوا: تَلَصَّصُوا. و خرجوا یَتَرأْبَلُون إِذا غزَوْا علی أَرجلهم وحدهم بلا والٍ علیهم؛ و فَعل ذلك من رَأْبَلَتِه و خُبْثِه. و تَرَأْبَلَ تَرَأْبُلًا و رَأْبَلَ رَأْبَلةً، و فلان یَتَرأْبَلُ أَی یُغِیر علی الناس و یَفعل فِعْل الأَسد؛ و قال أَبو سعید: یجوز فیه ترك الهمز؛ و أَنشد لجریر: رَیابِیل البلادِ یَخَفْنَ منِّی، و حَیّةُ أَرْیَحاء لیَ اسْتَجابا قال ابن بری: البیت فی شعر جریر: شَیاطِینُ البلاد یَخَفْن زَأْرِی و أَریحاء: بیت المَقْدِس «1» قال: و مثله للنُّمَیری: و یلقی كما كُنّا یداً فی قتالنا رَیابِیل، ما فینا كَهامٌ و لا نِكْسُ ابن سیدة: و قیل الرِّئْبال الذی تلده أُمه وحده. و فعل ذلك من رَأْبَلته و خُبثه، و الرَّأْبَلة: أَن یمشی الرجل مُتكفِّئاً فی جانبیه كأَنه یَتَوَجَّی.

ربل؛ ج11، ص: 263

: الرَّبْلَةُ و الرَّبَلَةُ، تسكن و تُحرّك، قال الأَصمعی و التحریك أَفصح: كل لحمة غلیظة، و قیل: هی ما حول الضَّرْع و الحیاء من باطن الفخذ، و قیل: هی باطن الفخذ، و جمعها الرَّبَلات؛ و قال ثعلب: الرَّبَلات أُصُولُ الأَفخاذ؛ قال: كأَنَّ مجَامِعَ الرَّبَلات منها فِئامٌ یَنْهَضُون إِلی فِئامِ و قال المُسْتَوْغِر بن ربیعة یصف فرساً عَرِقت، و بهذا البیت سمی المستوغر: یَنِشُّ الماءُ فی الرَّبَلاتِ منها، نَشِیشَ الرَّضْفِ فی اللَّبنِ الوَغِیرِ قال: و امرأَة رَبِلة و رَبْلاء ضَخْمة الرَّبَلات، و لكل إِنسانٍ رَبَلَتانِ. و امرأَة رَبْلاء رفْغاء أَی ضیّقة الأَرْفاغِ. و الرَّبَالُ: كثرة اللحم و الشحم، و فی المحكم: الرَّبالَةُ كثرة اللحم. و رجل رَبِیل: كثیر اللحم و رَبِلُ اللحم، و أَنشد ابن بری للقطامی: عَلی الفِراش الضَّجِیعُ الأَغْیَدُ الرَّبِلُ
(1). قوله [و أریحاء بیت المقدس] أریحاء كزلیخاء و كربلاء، و تقصر، و فی یاقوت: بین أریحاء و بیت المقدس یوم للفارس فی جبال صعبة المسلك
لسان العرب، ج‌11، ص: 264
و أَنشد أَیضاً للأَخطل: بحُرَّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ ضَمَّرَها، بعد الرَّبالةِ، تَرْحالی و تَسْیارِی و امرأَة رَبِلة و مُتَرَبِّلة: كثیرة اللحم و الشحم. و الرَّبِیلة: السِّمَن و الخَفْض و النَّعْمة؛ قال أَبو خِراش: و لم یَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً، أَضاعَ الشَّبابَ فی الرَّبِیلة و الخَفْضِ و یروی … مُهَبَّلًا. و الرَّبِیلة: المرأَة السمینة. و تَرَبَّلَت المرأَة: كثر لحمها، و رَبَلَت أَیضاً كذلك. و رَبَلَ بنو فلان یَرْبِلُون [یَرْبُلُون: كثر عَدَدُهم و نَمَوْا. و قال ثعلب: رَبَلَ القومُ كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم و أَموالهم. و‌فی حدیث بنی إِسرائیل: فلما كَثُروا و رَبَلُوا‌أَی غَلُظوا، و منه تَرَبَّل جسمُه إِذا انتفخ و رَبا، قال: هذا قول الهروی. و الرَّبْل: ضروب من الشجر إِذا بَردَ الزمان علیها و أَدبر الصیف تَقطَّرَت بورق أَخضر من غیر مطر، یقال منه: تَرَبَّلَتِ الأَرض. ابن سیدة: و الرَّبْل ورق یتفطر فی آخر القیظ بعد الهَیْج ببرد اللیل من غیر مطر، و الجمع رُبُول؛ قال الكمیت یصف فِراخ النعام: أَوَیْنَ إِلی مُلاطِفةٍ خَضُودٍ، لمَأْكَلِهِنّ أَطْرافَ الرُّبُول یقول: أَوَیْنَ إِلی أُم مُلاطِفةٍ تُكَسّر لهن أَطراف الشجر لیأْكلن. و رَبْلٌ أَرْبَلُ: كأَنهم أَرادوا المبالغة و الإِجادة؛ قال الرّاجز: أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا، و وَرَلًا یَرْتادُ رَبْلًا أَرْبَلا «2» و قد تَرَبَّلَ الشحرُ؛ قال ذو الرمة: مُكُوراً و نَدْراً من رُخامَی و خِطْرةٍ، و ما اهْتَزَّ مِن ثُدَّائِه المُتَرَبِّل و خرجوا یَتَرَبَّلُون: یَرْعَوْن الرَّبْلَ. و رَبَلَتِ الأَرضُ و أَرْبَلَتْ: كثر رَبْلُها، و قیل: لا یزال بها رَبْل. و أَرض مِرْبال: كثیرة الرَّبْل. و رَبَلَتِ المراعی: كثر عُشْبُها؛ و أَنشد الأَصمعی: و ذُو مُضاضٍ رَبَلَتْ منه الحُجَرْ، حیث تَلاقَی واسِطٌ و ذُو أَمَرْ قال: الحُجَر داراتٌ فی الرَّمْل، و المُضاض نَبْت. الفراء: الرِّیبال النبات المُلتفّ الطویل. و تَرَبَّلَتِ الأَرض: اخْضَرَّت بعد الیُبس عند إِقبال الخریف. و الرَّبْل: ما تَربَّل من النبات فی القیظ و خرج من تحت الیبیس منه نبات أَخضر. و الرَّبِیل: اللِّصُّ الذی یَغْزو القوم وحده. و‌فی حدیث عمرو بن العاص، رضی الله عنه، أَنه قال: انظروا لنا رجلًا یَتَجنَّب بنا الطَّریقَ، فقالوا: ما نعلم إِلا فلاناً فإِنه كان رَبِیلًا فی الجاهلیة؛ التفسیر لطارق بن شهاب حكاه الهروی فی الغَرِیبین. و رآبِلةُ العرب: هم الخُبَثاء المُتَلَصِّصُون علی أَسْؤُقهم، و قال الخطابی: هكذا جاء به المحدِّث بالباء الموحدة قبل الیاء، قال: و أُراه الرَّیْبَل الحرف المعتل قبل الحرف الصحیح. یقال: ذئب رِیبال و لِصٌّ رِیبَال، و هو من الجُرأَة و ارْتِصاد الشَّرّ، و قد تقدّم. و رَبالٌ:
(2). قوله [أحب إلخ] كذا فی النسخ هنا و المحكم أیضاً، و سیأتی فی رمل و سحبل: أحب أن أصطاد ضباً سحبلا رعی الربیع و الشتاء أرملا
لسان العرب، ج‌11، ص: 265
اسم. و خرجوا یَتَرَبَّلُون أَی یَتَصیَّدون. و الرِّیبال، بغیر همز: الأَسد و مشتق منه، و قد تقدّم ذكره؛ قال أَبو منصور: هكذا سمعته بغیر همز، قال: و من العرب من یهمزه، قال: و جمعه رَآبِلَة. و الرِّیبال، بغیر همز أَیضاً: الشیخ الضعیف. و فعل ذلك من رَأْبَلْتُه و خُبْثه.

ربحل؛ ج11، ص: 265

: الرِّبَحْل: التارُّ فی طول، و قیل: التامُّ. اللیث: هو سِبَحْل رِبَحْل إِذا وُصف بالتَّرارة و النَّعْمة. و جاریة سِبَحْلة رِبَحْلَة: ضخمة لَحِیمة جیِّدة الخَلْق فی طول أَیضاً. و بعیر رِبَحْل: عظیم. و قیل لابْنَةِ الخُسِّ: أَیُّ الإِبل خیر؟ فقالت: السِّبَحْل الرِّبَحْل الراحلةُ الفَحْل. و رجل رِبَحْل: عظیم الشأْن. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَن: و مَلِكاً رِبَحْلًا؛ الرِّبَحْلُ، بكسر الراء و فتح الباء: الكثیر العطاء.

رتل؛ ج11، ص: 265

: الرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشی‌ء. و ثَغْرٌ رَتَلٌ و رَتِلٌ: حَسَن التنضید مُستوی النباتِ، و قیل المُفَلَّج، و قیل بین أَسنانه فُروج لا یركب بعضها بعضاً. و الرَّتَلُ: بیاض الأَسنان و كثرة مائها، و ربما قالوا رجل رَتِلُ الأَسنان مثل تَعِبٍ بَیِّنُ الرَّتَل إِذا كان مُفَلَّج الأَسنان. و كلامٌ رَتَل و رَتِلٌ أَی مُرَتَّلٌ حسَنٌ علی تؤدة. و رَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْلیفه و أَبانَه و تمَهَّلَ فیه. و التَّرْتِیلُ فی القراءة: التَّرَسُّلُ فیها و التبیین من غیر بَغْیٍ. و فی التنزیل العزیز: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا؛ قال أَبو العباس: ما أَعلم التَّرْتِیل إِلَّا التحقیق و التبیین و التمكین، أَراد فی قراءة القرآن؛ و‌قال مجاهد: التَّرْتِیل: الترسل، قال: و رَتَّلته ترتیلًا بعضه علی أَثر بعض؛ قال أَبو منصور: ذهب به إِلی قولهم ثغر رَتَلٌ إِذا كان حسن التنضید، و قال ابن عباس فی قوله: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا؛ قال: بَیِّنْه تبییناً؛ و قال أَبو إسحاق: و التبیین «1» لا یتم بأَن یَعْجَل فی القراءة، و إِنما یتم التبیین بأَن یُبَیِّن جمیع الحروف و یُوفِّیها حقها من الإِشباع؛ و‌قال الضحاك: انْبِذْه حرفاً حرفاً.و‌فی صفة قراءة النبی، صلی الله علیه و سلم: كان یُرَتِّلُ آیة آیة؛ تَرْتِیلُ القراءة: التأَنی فیها و التّمهُّلُ و تبیین الحروف و الحركات تشبیهاً بالثغر المُرَتَّلِ، و هو المُشَبَّه بنَوْر الأُقْحُوان، یقال رَتَّلَ القراءة و تَرَتَّلَ فیها. و قوله عز و جل: وَ رَتَّلْنٰاهُ تَرْتِیلًا، أَی أَنزلناه علی التَّرْتِیل، و هو ضد العجلة و التمكُّث فیه؛ هذا قول الزجاج. و تَرَتَّلَ فی الكلام: تَرَسَّل، و هو یَتَرَتَّلُ فی كلامه و یترسل. و الرَّتَلُ و الرَّتِلُ: الطیِّب من كل شی‌ء. و ما رَتِل بیِّن الرَّتَل: بارد؛ كلاهما عن كراع. و الرُّتَیْلاء، مقصور و ممدود؛ عن السیرافی: جنس من الهوام. و الرَّأْتَلَةُ: أَن یمشی الرجل مُتَكَفِّئاً فی جانبیه كأَنه متكسر العظام، و المعروف الرأْبَلةُ.

رتبل؛ ج11، ص: 265

: الرَّتْبَل: القصیر.

رجل؛ ج11، ص: 265

: الرَّجُل: معروف الذكرُ من نوع الإِنسان خلاف المرأَة، و قیل: إِنما یكون رَجلًا فوق الغلام، و ذلك إِذا احتلم و شَبَّ، و قیل: هو رَجُل ساعة تَلِدُه أُمُّه إِلی ما بعد ذلك، و تصغیره رُجَیْل و رُوَیْجِل، علی غیر قیاس؛ حكاه سیبویه. التهذیب: تصغیر الرَّجُل رُجَیْل، و عامَّتهم یقولون رُوَیْجِل صِدْق و رُوَیْجِل سُوء علی غیر قیاس، یرجعون إِلی الرَّاجِل لأَن اشتقاقه منه، كما أَن العَجِل من العاجل و الحَذِر من الحاذِر، و الجمع رِجَال. و فی التنزیل العزیز: وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ؛ أَراد من
(1). قوله [و قال أبو إسحاق و التبیین إلخ] عبارة التهذیب: و قال أبو إسحاق وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا بینه تبییناً، و التبیین إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 266
أَهل مِلَّتكم، و رِجَالاتٌ جمع الجمع؛ قال سیبویه: و لم یكسر علی بناء من أَبنیة أَدْنی العدد یعنی أَنهم لم یقولوا أَرْجال؛ قال سیبویه: و قالوا ثلاثةُ رَجْلةٍ جعلوه بدلًا من أَرْجال، و نظیره ثلاثة أَشیاء جعلوا لَفْعاء بدلًا من أَفعال، قال: و حكی أَبو زید فی جمعه رَجِلَة، و هو أَیضاً اسم الجمع لأَن فَعِلة لیست من أَبنیة الجموع، و ذهب أَبو العباس إِلی أَن رَجْلة مخفف عنه. ابن جنی: و یقال لهم المَرْجَل و الأُنثی رَجُلة؛ قال: كلُّ جار ظَلَّ مُغْتَبِطاً، غیرَ جیران بنی جَبَله خَرَقُوا جَیْبَ فَتاتِهم، لم یُبالوا حُرْمَة الرَّجُله عَنی بجَیْبِها هَنَها و حكی ابن الأَعرابی: أَن أَبا زیاد الكلابی قال فی حدیث له مع امرأَته: فَتَهایَجَ الرَّجُلانِ یعنی نفسه و امرأَته، كأَنه أَراد فَتَهایَجَ الرَّجُلُ و الرَّجُلَة فغَلَّب المذكر. و تَرَجَّلَتِ المرأَةُ: صارت كالرَّجُل. و‌فی الحدیث: كانت عائشة، رضی الله عنها، رَجُلة الرأْی؛ قال الجوهری فی جمع الرَّجُل أَرَاجِل؛ قال أَبو ذؤیب: أَهَمَّ بَنِیهِ صَیْفُهُم و شِتاؤهم، و قالوا: تَعَدَّ و اغْزُ وَسْطَ الأَرَاجِل یقول: أَهَمَّهم نفقةُ صیفهم و شتائهم و قالوا لأَبیهم: تعدَّ أَی انصرف عنا؛ قال ابن بری: الأَرَاجِل هنا جمع أَرْجَال، و أَرْجَال جمع رَاجِل، مثل صاحب و أَصحاب و أَصاحیب إِلا أَنه حذف الیاء من الأَرَاجِیل لضرورة الشعر؛ قال أَبو المُثَلَّم الهذلی: یا صَخْرُ ورّاد ماء قد تتابَعَه سَوْمُ الأَراجِیل، حَتَّی ماؤه طَحِل و قال آخر: كأَن رَحْلی علی حَقْباء قارِبة أَحْمی علیها أَبانَیْنِ الأَرَاجِیل أَبانانِ: جَبَلانِ؛ و قال أَبو الأَسود الدؤلی: كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه مَراغٌ، و آثارُ الأَرَاجِیلِ مَلْعَب و فی قَصِید كعب بن زهیر: تَظَلُّ منه سِباعُ الجَوِّ ضامزةً، و لا تَمَشَّی بِوادیه الأَرَاجِیلُ و قال كثیر فی الأَرَاجِل: له، بجَبُوبِ القادِسِیَّة فالشَّبا، مواطنُ، لا تَمْشی بهنَّ الأَرَاجِلُ قال: و یَدُلُّك علی أَن الأَراجل فی بیت أَبی ذؤیب جمع أَرْجَال أَن أَهل اللغة قالوا فی بیت أَبی المثلم الأَرَاجِیل هم الرَّجَّالَة و سَوْمُهم مَرُّهُم، قال: و قد یجمع رَجُل أَیضاً علی رَجْلة. ابن سیدة: و قد یكون الرَّجُل صفة یعنی بذلك الشدّة و الكمال؛ قال: و علی ذلك أَجاز سیبویه الجر فی قولهم مررت برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه، و الأَكثر الرفع؛ و قال فی موضع آخر: إِذا قلت هذا الرَّجُل فقد یجوز أَن تعْنی كماله و أَن ترید كل رَجُل تكلَّم و مشی علی رِجْلَیْن، فهو رَجُل، لا ترید غیر ذلك المعنی، و ذهب سیبویه إِلی أَن معنی قولك هذا زید هذا الرَّجُل الذی من شأْنه كذا، و لذلك قال فی موضع آخر حین ذكر ابن الصَّعِق و ابن كُرَاع: و لیس هذا بمنزلة زید و عمرو
لسان العرب، ج‌11، ص: 267
من قِبَل أَن هذه أَعلام جَمَعَت ما ذكرنا من التطویل فحذفوا، و لذلك قال الفارسی: إِن التسمیة اختصار جُمْلة أَو جُمَل. غیره: و فی معنی تقول هذا رَجُل كامل و هذا رَجُل أَی فوق الغلام، و تقول: هذا رَجُلٌ أَی راجل، و فی هذا المعنی للمرأَة: هی رَجُلة أَی راجلة؛ و أَنشد: فإِن یك قولُهمُ صادقاً، فَسِیقَتْ نسائی إِلیكم رِجَالا أَی رواجلَ. و الرُّجْلة، بالضم: مصدر الرَّجُل و الرَّاجِل و الأَرْجَل. یقال: رَجُلٌ جَیِّد الرُّجْلَة، و رَجُلٌ بیِّن الرُّجولة و الرُّجْلة و الرُّجْلِیَّة و الرُّجُولِیَّة؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و هی من المصادر التی لا أَفعال لها. و هذا أَرْجَل الرَّجُلین أَی أَشدُّهُما، أَو فیه رُجْلِیَّة لیست فی الآخر؛ قال ابن سیدة: و أُراه من باب أَحْنَك الشاتین أَی أَنه لا فعل له و إِنما جاء فعل التعجب من غیر فعل. و حكی الفارسی: امرأَة مُرْجِلٌ تلد الرِّجال، و إِنما المشهور مُذْكِر، و قالوا: ما أَدری أَیُّ ولد الرجل هو، یعنی آدم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام. و بُرْدٌ مُرَجَّلٌ: فیه صُوَر كَصُوَر الرجال. و‌فی الحدیث: أَنه لعن المُتَرَجِّلات من النساء، یعنی اللاتی یتشبهن بالرجال فی زِیِّهِم و هیآتهم، فأَما فی العلم و الرأْی فمحمود، و‌فی روایة: لَعَنَ الله الرَّجُلة من النساء، بمعنی المترجِّلة. و یقال: امرأَة رَجُلَة إِذا تشبهت بالرجال فی الرأْی و المعرفة. و الرِّجْل: قَدَم الإِنسان و غیره؛ قال أَبو إِسحاق: و الرِّجْل من أَصل الفخذ إِلی القدم، أُنْثی. و قولهم فی المثل: لا تَمْشِ برِجْلِ من أَبی، كقولهم لا یُرَحِّل رَحْلَك من لیس معك؛ و قوله: و لا یُدْرِك الحاجاتِ، من حیث تُبْتَغَی من الناس، إِلا المُصْبِحون علی رِجْل یقول: إِنما یَقْضِیها المُشَمِّرون القِیام، لا المُتَزَمِّلون النِّیام؛ فأَما قوله: أَرَتْنیَ حِجْلًا علی ساقها، فَهَشَّ الفؤادُ لذاك الحِجِلْ فقلت، و لم أُخْفِ عن صاحبی: أَلابی أَنا أَصلُ تلك الرِّجِلْ «1». فإِنه أَراد الرِّجْل و الحِجْل، فأَلقی حركة اللام علی الجیم؛ قال: و لیس هذا وضعاً لأَن فِعِلًا لم یأْت إِلا فی قولهم إِبِل و إِطِل، و قد تقدم، و الجمع أَرْجُل، قال سیبویه: لا نعلمه كُسِّر علی غیر ذلك؛ قال ابن جنی: استغنوا فیه بجمع القلة عن جمع الكثرة. و قوله تعالی: وَ لٰا یَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ مٰا یُخْفِینَ مِنْ زِینَتِهِنَّ؛ قال الزجاج: كانت المرأَة ربما اجتازت و فی رِجْلِها الخَلْخال، و ربما كان فیه الجَلاجِل، فإِذا ضَرَبت برِجْلها عُلِم أَنها ذات خَلْخال و زینة، فنُهِی عنه لما فیه من تحریك الشهوة، كما أُمِرْن أَن لا یُبْدِین ذلك لأَن إِسماع صوته بمنزلة إِبدائه. و رجل أَرْجَل: عظیم الرِّجْل، و قد رَجِلَ، و أَرْكبُ عظیم الرُّكْبة، و أَرْأَس عظیم الرأْس. و رَجَلَه یَرْجله رَجْلًا: أَصاب رِجْله، و حكی الفارسی رَجِلَ فی هذا المعنی. أَبو عمرو: ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله. و الرُّجْلة: أَن یشكو رِجْله. و‌فی حدیث الجلوس فی الصلاة: إِنه لجَفاء بالرَّجُل‌أَی بالمصلی نفسه، و یروی بكسر الراء و سكون الجیم،
(1). قوله [ألابی أنا] هكذا فی الأَصل، و فی المحكم: ألائَی، و علی الهمزة فتحة
لسان العرب، ج‌11، ص: 268
یرید جلوسه علی رِجْله فی الصلاة. و الرَّجَل، بالتحریك: مصدر قولك رَجِلَ، بالكسر، أَی بقی راجلًا؛ و أَرْجَلَه غیره و أَرْجَلَه أَیضاً: بمعنی أَمهله، و قد یأْتی رَجُلٌ بمعنی راجل؛ قال الزِّبْرِقان بن بدر: آلیت لله حَجًّا حافیاً رَجُلًا، إِن جاوز النَّخْل یمشی، و هو مندفع و مثله لیحیی بن وائل و أَدرك قَطَریّ بن الفُجاءة الخارجی أَحد بنی مازن حارثی: أَمَا أُقاتِل عن دِینی علی فرس، و لا كذا رَجُلًا إِلا بأَصحاب لقد لَقِیت إِذاً شرّاً، و أَدركنی ما كنت أَرْغَم فی جسمی من العاب قال أَبو حاتم: أَما مخفف المیم مفتوح الأَلف، و قوله رَجُلًا أَی راجلًا كما تقول العرب جاءنا فلان حافیاً رَجُلًا أَی راجلًا، كأَنه قال أَما أُقاتل فارساً و لا راجلًا إِلا و معی أَصحابی، لقد لقیت إِذاً شَرًّا إِن لم أُقاتل وحدی؛ و أَبو زید مثله و زاد: و لا كذا أُقاتل راجلًا، فقال: إِنه خرج یقاتل السلطان فقیل له أَ تخرج راجلًا تقاتل؟ فقال البیت؛ و قال ابن الأَعرابی: قوله و لا كذا أَی ما تری رجلًا كذا؛ و قال المفضل: أَما خفیفة بمنزلة أَلا، و أَلا تنبیه یكون بعدها أَمر أَو نهی أَو إِخبار، فالذی بعد أَما هنا إِخبار كأَنه قال: أَما أُقاتل فارساً و راجلًا. و قال أَبو علی فی الحجة بعد أَن حكی عن أَبی زید ما تقدم: فَرجُلٌ علی ما حكاه أَبو زید صفة، و مثله نَدُسٌ و فَطُنٌ و حَذْرٌ و أَحرف نحوها، و معنی البیت كأَنه یقول: اعلموا أَنی أُقاتل عن دینی و عن حَسَبی و لیس تحتی فرس و لا معی أَصحاب. و رَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلًا، فهو رَاجِل و رَجُلٌ و رَجِلٌ و رَجِیلٌ و رَجْلٌ و رَجْلان؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ إِذا لم یكن له ظهر فی سفر یركبه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: عَلَیّ، إِذا لاقیت لَیْلی بخلوة، أَنَ ازدار بَیْتَ الله رَجْلانَ حافیا و الجمع رِجَالٌ و رَجَّالَة و رُجَّال و رُجَالَی و رُجَّالی و رَجَالی و رُجْلان و رَجْلة و رِجْلة و رِجَلة و أَرْجِلة و أَرَاجِل و أَرَاجِیل؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب: و اغُزُ وَسْط الأَرَاجِل قال ابن جنی: فیجوز أَن یكون أَرَاجِل جمع أَرْجِلَة، و أَرْجِلَة جمع رِجَال، و رِجَال جمع رَاجِل كما تقدم؛ و قد أَجاز أَبو إِسحاق فی قوله: فی لیلة من جُمادی ذات أَندیةٍ أَن یكون كَسَّر نَدًی علی نِداء كجَمَل و جِمال، ثم كَسَّر نِداء علی أَندِیة كرِداء و أَرْدِیة، قال: فكذلك یكون هذا؛ و الرَّجْل اسم للجمع عند سیبویه و جمع عند أَبی الحسن، و رجح الفارسی قول سیبویه و قال: لو كان جمعاً ثم صُغِّر لرُدَّ إِلی واحده ثم جُمِع و نحن نجده مصغراً علی لفظه؛ و أَنشد: بَنَیْتُه بعُصْبةٍ من مالیا، أَخشی رُكَیْباً و رُجَیْلًا عادیا و أَنشد: و أَیْنَ رُكَیْبٌ واضعون رِحالهم إِلی أَهل بیتٍ من مقامة أَهْوَدا؟ و یروی: … من بُیُوت بأَسودا؛ و أَنشد الأَزهری:
لسان العرب، ج‌11، ص: 269
و ظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تمشی، بها، الرُّجَّالُ خائفةً سِراعا قال: و قد جاء فی الشعر الرَّجْلة، و قال تمیم بن أَبی «1»: و رَجْلة یضربون البَیْضَ عن عُرُض قال أَبو عمرو: الرَّجْلَة الرَّجَّالة فی هذا البیت، و لیس فی الكلام فَعْلة جاء جمعاً غیر رَجْلَة جمع رَاجِل و كَمْأَة جمع كَمْ‌ءٍ؛ و فی التهذیب: و یجمع رَجاجِیلَ. و الرَّجْلان أَیْضاً: الراجل، و الجمع رَجْلَی و رِجال مثل عَجْلان و عَجْلی و عِجال، قال: و یقال رَجِلٌ و رَجَالَی مثل عَجِل و عَجالی. و امرأَة رَجْلی: مثل عَجْلی، و نسوة رِجَالٌ: مثل عِجال، و رَجَالَی مثل عجالی. قال ابن بری: قال ابن جنی رَاجِل و رُجْلان، بضم الراء؛ قال الراجز: و مَرْكَبٍ یَخْلِطنی بالرُّكْبان، یَقی به اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان و رُجَّال أَیضاً، و قد حكی أَنها قراءة عبد الله فی سورة الحج و بالتخفیف أَیضاً، و قوله تعالی: فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجٰالًا أَوْ رُكْبٰاناً، أَی فَصَلُّوا رُكْباناً و رِجَالًا، جمع رَاجِل مثل صاحب و صِحاب، أَی إِن لم یمكنكم أَن تقوموا قانتین أَی عابدین مُوَفِّین الصَّلاةَ حَقَّها لخوف ینالكم فَصَلُّوا رُكْباناً؛ التهذیب: رِجَالٌ أَی رَجَّالة. و قوم رَجْلة أَی رَجَّالة. و‌فی حدیث صلاة الخوف: فإِن كان خوف هو أَشدّ من ذلك صَلوا رِجالًا و رُكْباناً؛ الرِّجال: جمع رَاجِل أَی ماش، و الرَّاجِل خلاف الفارس. أَبو زید: یقال رَجِلْتُ، بالكسر، رَجَلًا أَی بقیت راجِلًا، و الكسائی مثله، و العرب تقول فی الدعاء علی الإِنسان: ما له رَجِلَ أَی عَدِمَ المركوبَ فبقی راجلًا. قال ابن سیدة: و حكی اللحیانی لا تفعل كذا و كذا أُمُّك رَاجِل، و لم یفسره، إِلا أَنه قال قبل هذا: أُمُّك هابل و ثاكل، و قال بعد هذا: أُمُّك عَقْری و خَمْشی و حَیْری، فَدَلَّنا ذلك بمجموعة أَنه یرید الحزن و الثُّكْل. و الرُّجْلة: المشی راجلًا. و الرَّجْلة و الرِّجْلة: شِدَّة المشی؛ حكاهما أَبو زید. و‌فی الحدیث: العَجْماء جَرْحها جُبَار، و‌یَرْوی بعضهم: الرِّجْلُ جُبارٌ؛ فسَّره من ذهب إِلیه أَن راكب الدابة إِذا أَصابت و هو راكبها إِنساناً أَو وطئت شیئاً بیدها فضمانه علی راكبها، و إِن أَصابته برِجْلها فهو جُبار و هذا إِذا أَصابته و هی تسیر، فأَمَّا أَن تصیبه و هی واقفة فی الطریق فالراكب ضامن، أَصابت ما أَصابت بید أَو رجل. و كان الشافعی، رضی الله عنه، یری الضمان واجباً علی راكبها علی كل حال، نَفَحَتْ برِجلها أَو خبطت بیدها، سائرة كانت أَو واقفة. قال الأَزهری: الحدیث الذی‌رواه الكوفیون أَن الرِّجل جُبار‌غیر صحیح عند الحفاظ؛ قال ابن الأَثیر فی قوله‌فی الحدیث: الرِّجل جُبار‌أَی ما أَصابت الدابة برِجْلها فلا قَوَد علی صاحبها، قال: و الفقهاء فیه مختلفون فی حالة الركوب علیها و قَوْدها و سَوْقها و ما أَصابت برِجْلها أَو یدها، قال: و هذا الحدیث ذكره الطبرانی مرفوعاً و جعله الخطابی من كلام الشعبی. و حَرَّةٌ رَجْلاءُ: و هی المستویة بالأَرض الكثیرة الحجارة یَصْعُب المشی فیها، و قال أَبو الهیثم: حَرَّة رَجْلاء، الحَرَّة أَرض حجارتها سُودٌ، و الرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لا تعمل فیها خیل و لا إِبل و لا
(1). قوله [تمیم بن أبی] هكذا فی الأَصل و فی شرح القاموس. و أَنشده الأَزهری لأَبی مقبل، و فی التكملة: قال ابن مقبل
لسان العرب، ج‌11، ص: 270
یسلكها إِلا رَاجِل. ابن سیدة: و حَرَّة رَجْلاء لا یستطاع المشی فیها لخشونتها و صعوبتها حتی یُتَرَجَّل فیها. و فی حدیث رِفاعة الجُذامی ذِكْر رِجْلی، هی بوزن دِفْلی، حَرَّةُ رِجْلی: فی دیار جُذام. و تَرَجَّلَ الرجلُ: ركب رِجْلیه. و الرَّجِیل من الخیل: الذی لا یَحْفی. و رَجُلٌ رَجِیل أی قَوِیٌّ علی المشی؛ قال ابن بری: و كذلك امرأَة رَجِیلَة للقویة علی المشی؛ قال الحرب بن حِلِّزة: أَنَّی اهتدیتِ، و كُنْتِ غیر رَجِیلةٍ، و القومُ قد قَطَعوا مِتان السَّجْسَج التهذیب: ارْتَجَل الرجلُ ارْتِجَالًا إِذا ركب رجلیه فی حاجته و مَضی. و یقال: ارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ أَی اركب ما ركبت من الأُمور. و تَرَجَّلَ الزَّنْدَ و ارْتَجَلَهُ: وضعه تحت رجلیه. و تَرَجَّلَ القومُ إِذا نزلوا عن دوابهم فی الحرب للقتال. و یقال: حَمَلك الله علی الرُّجْلة، و الرُّجْلة هاهنا: فعل الرَّجُل الذی لا دابة له. و رَجَلَ الشاةَ و ارْتَجَلَها: عَقَلها برجلیها. و رَجَلَها یَرْجُلُها رَجْلًا و ارْتَجَلَها: علَّقها برجلها. و المُرَجَّل من الزِّقاق: الذی یُسْلَخ من رِجْل واحدة، و قیل: الذی یُسْلَخ من قِبَل رِجْله. الفراء: الجِلْد المُرَجَّل الذی یسلخ من رِجْل واحدة، و المَنْجُول الذی یُشَقُّ عُرْقوباه جمیعاً كما یسلخ الناسُ الیومَ، و المُزَقَّق الذی یسلخ من قِبَل رأْسه؛ الأَصمعی و قوله: أَیام أَلْحَفُ مِئْزَری عَفَرَ الثَّری، و أَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَیَّان «2». أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الملآن من الخَمْر، و غَضُّه شُرْبُه. ابن الأَعرابی: قال المفضل یَصِف شَعْره و حُسْنه، و قوله أَغُضّ أَی أَنْقُص منه بالمِقْراض لیستوی شَعَثُه. و المُرَجَّل: الشعر المُسَرَّح، و یقال للمشط مِرْجَل و مِسْرَح. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نَهَی عن الترَجُّل إِلا غِبًّا؛ التَّرَجُّل و التَّرْجِیل: تسریح الشعر و تنظیفه و تحسینه، و معناه أَنه كره كثرة الادِّهان و مَشْطَ الشعر و تسویته كل یوم كأَنه كره كثرة التَّرفُّه و التنعم. و الرُّجْلة و التَّرْجِیل: بیاض فی إِحدی رجلی الدابة لا بیاضَ به فی موضع غیر ذلك. أَبو زید: نَعْجة رَجْلاء و هی البیضاء إِحدی الرجلین إِلی الخاصرة و سائرها أَسود، و قد رَجِلَ رَجَلًا، و هو أَرْجَل. و نعجة رَجْلاء: ابْیَضَّتْ رِجْلاها مع الخاصرتین و سائرها أَسود. الجوهری: الأَرْجَل من الخیل الذی فی إِحدی رجلیه بیاض، و یُكْرَه إِلا أَن یكون به وَضَحٌ؛ غیره: قال المُرَقِّش الأَصغر: أَسِیلٌ نَبِیلٌ لیس فیه مَعابةٌ، كُمَیْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كان أَقرح. قال: و شاة رَجْلاء كذلك. و فرس أَرْجَل: بَیِّن الرَّجَل و الرُّجْلة. و رَجَّلَت المرأَةُ ولدَها «3»: وضَعَتْه بحیث خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عند الولادة، و هذا یقال له الیَتْن. الأُموی: إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قیل وَلَّدتُها الرُّجَیْلاء مثال الغُمَیْصاء، و وَلَّدتها طَبَقة بعد طَبَقة. و رِجْلُ الغُراب: ضَرْب من صَرِّ الإِبل لا یقدر
(2). قوله [أَیام ألحف إلخ] تقدم فی ترجمة غضض: أیام أسحب لمتی عفر الملا و لعلهما روایتان (3). قوله [و رَجَّلَتِ المرأة ولدها] ضبط فی القاموس مخففاً، و ضبط فی نسخ المحكم بالتشدید
لسان العرب، ج‌11، ص: 271
الفصیل علی أَن یَرْضَع معه و لا یَنْحَلُّ؛ قال الكمیت: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ فی الناس، علی من أَراد فیه الفجورا رِجْلَ الغراب مصدر لأَنه ضرب من الصَّرِّ فهو من باب رَجَع القَهْقَری و اشتمل الصَّمَّاء، و تقدیره صَرًّا مثل صَرِّ رِجْل الغُراب، و معناه اسْتَحْكَم مُلكُك فلا یمكن حَلُّه كما لا یمكن الفَصِیلَ حَلُّ رِجْل الغراب. و‌قوله فی الحدیث: الرُّؤیا لأَوَّلِ عابر و هی علی رِجْل طائر‌أَی أَنها علی رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ و قضاء ماضٍ من خیر أَو شَرٍّ، و أَن ذلك هو الذی قَسَمه الله لصاحبها، من قولهم اقتسموا داراً فطار سهمُ فلان فی ناحیتها أَی وَقَعَ سهمُه و خَرج، و كلُّ حَركة من كلمة أَو شی‌ء یَجْری لك فهو طائر، و المراد أَن الرؤیا هی التی یُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول، فكأَنها كانت علی رِجْل طائر فسقطت فوقعتْ حیث عُبِّرت، كما یسقط الذی یكون علی رِجْل الطائر بأَدنی حركة. و رِجْل الطائر: مِیسَمٌ. و الرُّجْلة: القُوَّةُ علی المشی. رَجِلَ الرَّجُلُ یَرْجَلُ رَجَلًا و رُجْلة إِذا كان یمشی فی السفر وحده و لا دابة له یركبها. و رَجُلٌ رُجْلِیٌّ: للذی یغزو علی رِجلیه، منسوب إِلی الرُّجْلة. و الرَّجِیل: القَوِیُّ علی المشی الصبور علیه؛ و أَنشد: حَتی أُشِبَّ لها، و طال إِیابُها، ذو رُجْلة، شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ و امرأَة رَجِیلَة: صَبُورٌ علی المشی، و ناقة رَجِیلة. و رَجُل رَاجِل و رَجِیل: قویٌّ علی المشی، و كذلك البعیر و الحمار، و الجمع رَجْلی و رَجَالَی. و الرَّجِیل أَیضاً من الرجال: الصُّلْبُ. اللیث: الرُّجْلة نجابة الرَّجِیل من الدواب و الإِبل و هو الصبور علی طول السیر، قال: و لم أَسمع منه فِعْلًا إِلا فی النعوت ناقة رَجِیلة و حمار رَجِیل. و رَجُل رَجِیل: مَشَّاء. التهذیب: رَجُل بَیِّن الرُّجولِیَّة و الرُّجولة؛ و أَنشد أَبو بكر: و إِذا خَلِیلُك لم یَدُمْ لك وَصْلُه، فاقطع لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر، وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِیلةٍ، وَلْقی الهواجر ذاتِ خَلْقٍ حادر أَی سریعة الهواجر؛ الرَّجِیلة: القَویة علی المشی، و حَرْفٌ: شبهها بحَرْف السیف فی مَضائها. الكسائی: رَجُلٌ بَیِّن الرُّجُولة و راجل بیِّن الرُّجْلة؛ و الرَّجِیلُ من الناس: المَشّاء الجیِّد المشی. و الرَّجِیل من الخیل: الذی لا یَعْرَق. و فلان قائم علی رِجْلٍ إِذا حَزَبه أَمْرٌ فقام له. و الرِّجْل: خلاف الید. و رِجل القوس: سِیَتُها السفْلی، و یدها: سِیَتُها العلیا؛ و قیل: رِجْل القوس ما سَفَل عن كبدها؛ قال أَبو حنیفة: رِجْل القوس أَتمُّ من یدها. قال: و قال أَبو زیاد الكلابی القوّاسون یُسَخِّفون الشِّقَّ الأَسفل من القوس، و هو الذی تُسمیه یَداً، لتَعْنَت القِیاسُ فَیَنْفُق ما عندهم. ابن الأَعرابی: أَرْجُلُ القِسِیِّ إِذا أُوتِرَت أَعالیها، و أَیدیها أَسافلها، قال: و أَرْجُلُها أَشد من أَیدیها؛ و أَنشد: لَیْتَ القِسِیَّ كلَّها من أَرْجُل قال: و طَرفا القوس ظُفْراها، و حَزَّاها فُرْضتاها، و عِطْفاها سِیَتاها، و بَعْدَ السِّیَتین الطائفان، و بعد الطائفین الأَبهران، و ما بین الأَبهَرَین كبدُها، و هو ما بین عَقْدَی الحِمالة، و عَقْداها یسمیان الكُلیتین، و أَوتارُها التی تُشَدُّ فی یدها و رجلها تُسَمَّی الوُقوف و هو المضائغ. و رِجْلا السَّهم: حَرْفاه. و رِجْلُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 272
البحر: خلیجه، عن كراع. و ارْتَجَلَ الفرسُ ارْتِجَالًا: راوح بین العَنَق و الهَمْلَجة، و فی التهذیب: إِذا خَلَط العَنق بالهَمْلجة. و تَرَجَّلَ أَی مشی راجلًا. و تَرَجَّلَ البئرَ تَرَجُّلًا و تَرَجَّلَ فیها، كلاهما: نزلها من غیر أَن یُدَلَّی. و ارْتِجَالُ الخُطْبة و الشِّعْر: ابتداؤه من غیر تهیئة. و ارْتَجَلَ الكلامَ ارْتِجَالًا إِذا اقتضبه اقتضاباً و تكلم به من غیر أَن یهیئه قبل ذلك. و ارْتَجَلَ برأْیه: انفرد به و لم یشاور أَحداً فیه، و العرب تقول: أَمْرُك ما ارْتَجَلْتَ، معناه ما استبددت برأْیك فیه؛ قال الجعدی: و ما عَصَیْتُ أَمیراً غیر مُتَّهَم عندی، و لكنَّ أَمْرَ المرء ما ارْتَجَلا و تَرَجَّلَ النهارُ، و ارْتَجَلَ أَی ارتفع؛ قال الشاعر: و هاج به، لما تَرَجَّلَتِ الضُّحَی، عصائبُ شَتی من كلابٍ و نابِل و‌فی حدیث العُرَنِیّین: فما تَرَجَّلَ النهارُ حتی أُتیَ بهم‌أَی ما ارتفع النهار تشبیهاً بارتفاع الرَّجُل عن الصِّبا. و شعرٌ رَجَلٌ و رَجِلٌ و رَجْلٌ: بَیْنَ السُّبوطة و الجعودة. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان شعره رَجِلًا‌أَی لم یكن شدید الجعودة و لا شدید السبوطة بل بینهما؛ و قد رَجِلَ رَجَلًا و رَجَّلَه هو تَرْجِیلًا، و رَجُلٌ رَجِلُ الشَّعر و رَجَلُه، و جَمْعهما أَرْجَال و رَجَالَی. ابن سیدة: قال سیبویه: أَما رَجْلٌ، بالفتح، فلا یُكَسَّرُ استغنوا عنه بالواو و النون و ذلك فی الصفة، و أَما رَجِلٌ، بالكسر، فإِنه لم ینص علیه و قیاسه قیاس فَعُل فی الصفة، و لا یحمل علی باب أَنجاد و أَنكاد جمع نَجِد و نَكِد لقلة تكسیر هذه الصفة من أَجل قلة بنائها، إِنما الأَعرف فی جمیع ذلك الجمع بالواو و النون، لكنه ربما جاء منه الشی‌ء مُكَسَّراً لمطابقة الاسم فی البناء، فیكون ما حكاه اللغویون من رَجَالَی و أَرْجَال جمع رَجَل و رَجِل علی هذا. و مكان رَجِیلٌ: صُلْبٌ. و مكان رَجِیل: بعید الطَّرفین موطوء رَكوب؛ قال الراعی: قَعَدوا علی أَكوارها فَتَردَّفَتْ صَخِبَ الصَّدَی، جَذَع الرِّعان رَجِیلًا و طریق رَجِیلٌ إِذا كان غلیظاً وَعْراً فی الجَبَل. و الرَّجَل: أَن یُترك الفصیلُ و المُهْرُ و البَهْمة مع أُمِّه یَرْضَعها متی شاء؛ قال القطامیّ: فصاف غلامُنا رَجَلًا علیها، إِرادَة أَن یُفَوِّقها رَضاعا و رَجَلَها یَرْجُلُها رَجْلًا و أَرْجَلَها: أَرسله معها، و أَرْجَلَها الراعی مع أُمِّها؛ و أَنشد: مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ حتی فُطِما و رَجَلَ البَهْمُ أُمَّه یَرْجُلُها رَجْلًا: رَضَعها. و بَهْمة رَجَلٌ و رَجِلٌ و بَهْمٌ أَرْجَال و رَجَلٌ. و ارْتَجِلْ رَجَلك أَی علیك شأْنَك فالْزَمْه؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال: لی فی مالك رِجْلٌ أَی سَهْم. و الرِّجْل: القَدَم. و الرِّجْل: الطائفة من الشی‌ء، أُنثی، و خص بعضهم به القطعة العظیمة من الجراد، و الجمع أَرْجَال، و هو جمع علی غیر لفظ الواحد، و مثله كثیر فی كلامهم كقولهم لجماعة البقر صِوَار، و لجماعة النعام خِیط، و لجماعة الحَمِیر عانة؛ قال أَبو النجم یصف الحُمُر فی عَدْوها و تَطایُر الحصی عن حوافرها: كأَنما المَعْزاء من نِضالها رِجْلُ جَرادٍ، طار عن خُذَّالها
لسان العرب، ج‌11، ص: 273
و جمع الرِّجْل أَرْجَال. و‌فی حدیث أَیوب، علیه السلام: أَنه كان یغتسل عُریاناً فَخَرَّ علیه رِجْلٌ من جَراد ذَهَب؛ الرِّجْل، بالكسر: الجراد الكثیر؛ و منه‌الحدیث: كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد؛ و منه‌حدیث ابن عباس: أَنه دَخَل مكَّة رِجْلٌ من جَراد فَجَعل غِلْمانُ مكة یأْخذون منه، فقال: أَمَا إِنَّهم لو علموا لم یأْخذوه؛ كَرِه ذلك فی الحرم لأَنه صید. و المُرْتَجِل: الذی یقع بِرِجْلٍ من جَرَاد فیَشْتَوی منها أَو یطبخُ؛ قال الراعی: كدُخَان مُرْتَجِلٍ، بأَعلی تَلْعة، غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا و قیل: المُرْتَجِل الذی اقتدح النار بزَنْدة جعلها بین رِجْلیه و فَتل الزَّنْدَ فی فَرْضِها بیده حتی یُورِی، و قیل: المُرْتَجِل الذی نَصَب مِرْجَلًا یطبخ فیه طعاماً. و ارْتَجَلَ فلان أَی جَمَع قِطْعَة من الجَرَاد لیَشْوِیها؛ قال لبید: فتنازعا سَبَطاً یطیر ظِلالُه، كدخان مُرتَجِلٍ یُشَبُّ ضِرَامُها قال ابن بری: یقال للقِطْعة من الجراد رِجْل و رِجْلَة. و الرِّجْلَة أَیضاً: القطعة من الوحش؛ قال الشاعر: و العَیْن عَیْن لِیاحٍ لَجْلَجَتْ وَسَناً، لرِجْلَة من بَنات الوحش أَطفال و ارْتَجَلَ الرجلُ: جاء من أَرض بعیدة فاقتدح ناراً و أَمسك الزَّنْد بیدیه و رجلیه لأَنه وحده؛ و به فَسَّر بعضهم: كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلی تَلْعةٍ و المُرَجَّل من الجَراد: الذی تری آثار أَجنحته فی الأَرض. و جاءت رِجْلُ دِفاعٍ أَی جیشٌ كثیر، شُبّه برِجْل الجَراد. و فی النوادر: الرَّجْل النَّزْوُ؛ یقال: بات الحِصَان یَرْجُلُ الخیلَ. و أَرْجَلْت الحِصانَ فی الخیل إِذا أَرسلت فیها فحلًا. و الرِّجْل: السراویلُ الطاقُ؛ و منه الخبر‌عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه اشتری رِجْلَ سَراوِیل ثم قال للوَزَّان زِنْ و أَرْجِحْ؛ قال ابن الأَثیر: هذا كما یقال اشتری زَوْجَ خُفٍّ و زوْجَ نَعْل، و إِنما هما زَوْجان یرید رِجْلَیْ سراویل لأَن السراویل من لباس الرِّجْلین، و بعضهم یُسَمِّی السراویل رِجْلًا. و الرِّجْل: الخوف و الفزع من فوت الشی‌ء، یقال: أَنا من أَمری علی رِجْلٍ أَی علی خوف من فوته. و الرِّجْل، قال أَبو المكارم: تجتمع القُطُر فیقول الجَمَّال: لی الرِّجْل أَی أَنا أَتقدم. و الرِّجْل: الزمان؛ یقال: كان ذلك علی رِجْل فلان أَی فی حیاته و زمانه و علی عهده. و‌فی حدیث ابن المسیب: لا أَعلم نَبِیًّا هَلَكَ علی رِجْله من الجبابرة ما هَلَك علی رِجْل موسی، علیه الصلاة و السلام، أَی فی زمانه. و الرِّجْل: القِرْطاس الخالی. و الرِّجْل: البُؤْس و الفقر. و الرِّجْل: القاذورة من الرجال. و الرِّجْل: الرَّجُل النَّؤُوم. و الرِّجْلة: المرأَة النؤوم؛ كل هذا بكسر الراء. و الرَّجُل فی كلام أَهل الیمن: الكثیرُ المجامعة، كان الفرزدق یقول ذلك و یزعم أَن من العرب من یسمیه العُصْفُورِیَّ؛ و أَنشد: رَجُلًا كنتُ فی زمان غُروری، و أَنا الیومَ جافرٌ مَلْهودُ و الرِّجْلة: مَنْبِت العَرْفج الكثیر فی روضة واحدة. و الرِّجْلة: مَسِیل الماء من الحَرَّة إِلی السَّهلة. شمر: الرِّجَل مَسایِلُ الماء، واحدتها رِجْلة؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 274
قال لبید: یَلْمُج البارضَ لَمْجاً فی النَّدَی، من مَرابیع رِیاضٍ و رِجَل اللَّمْج: الأَكل بأَطراف الفم؛ قال أَبو حنیفة: الرِّجَل تكون فی الغِلَظ و اللِّین و هی أَماكن سهلة تَنْصَبُّ إِلیها المیاه فتُمْسكها. و قال مرة: الرِّجْلة كالقَرِیِّ و هی واسعة تُحَلُّ، قال: و هی مَسِیل سَهْلة مِنْبات. أَبو عمرو: الرَّاجِلَة كَبْش الراعی الذی یَحْمِل علیه متاعَه؛ و أَنشد: فظَلَّ یَعْمِتُ فی قَوْطٍ و رَاجِلةٍ، یُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَیْثَ یَهْتَبِد أَی یَطْبُخ. و الرِّجْلة: ضرب من الحَمْض، و قوم یسمون البَقْلة الحَمْقاء الرِّجْلة، و إِنما هی الفَرْفَخُ. و قال أَبو حنیفة: و من كلامهم هو أَحمق من رِجْلَة، یَعْنون هذه البَقْلة، و ذلك لأَنها تنبت علی طُرُق الناس فتُدَاس، و فی المَسایل فیَقْلَعها ماء السیل، و الجمع رِجَل. و الرِّجْل: نصف الراویة من الخَمْر و الزیت؛ عن أَبی حنیفة. و‌فی حدیث عائشة: أُهدی لنا رِجْل شاة فقسمتها إِلّا كَتِفَها؛ ترید نصف شاة طُولًا فسَمَّتْها باسم بعضها. و‌فی حدیث الصعب بن جَثَّامة: أَنه أَهدی إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، رِجْل حمار و هو مُحْرِمٌ‌أَی أَحد شقیه، و قیل: أَراد فَخِذه. و التَّراجِیل: الكَرَفْس، سوادیّة، و فی التهذیب بِلُغَة العجم، و هو اسم سَوادیٌّ من بُقول البساتین. و المِرْجَل: القِدْر من الحجارة و النحاسِ، مُذَكَّر؛ قال: حتی إِذا ما مِرْجَلُ القومِ أَفَر و قیل: هو قِدْر النحاس خاصة، و قیل: هی كل ما طبخ فیها من قِدْر و غیرها. و ارْتَجَل الرجلُ: طبخ فی المِرْجَل. و المَراجِل: ضرب من برود الیمن. المحكم: و المُمَرْجَل ضرب من ثیاب الوشی فیه صور المَراجل، فمُمَرْجَل علی هذا مُمَفْعَل، و أَما سیبویه فجعله رباعیّاً لقوله: بشِیَةٍ كشِیَةِ المُمَرْجَل و جعل دلیله علی ذلك ثبات المیم فی المُمَرْجَل، قال: و قد یجوز أَن یكون من باب تَمَدْرَع و تَمَسْكَن فلا یكون له فی ذلك دلیل. و ثوب مِرْجَلِیٌّ: من المُمَرْجَل؛ و فی المثل: حَدِیثاً كان بُرْدُك مِرْجَلِیّا أَی إِنما كُسیت المَراجِلَ حدیثاً و كنت تلبس العَبَاء؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابی. الأَزهری فی ترجمة رحل: و‌فی الحدیث حتی یَبْنیَ الناسُ بیوتاً یُوَشُّونها وَشْیَ المراحِل، و یعنی تلك الثیاب، قال: و یقال لها المراجل بالجیم أَیضاً، و یقال لها الراحُولات، و الله أعلم.

رحل؛ ج11، ص: 274

: الرَّحْل: مَرْكَبٌ للبعیر و الناقة، و جمعه أَرْحُلٌ و رِحَالٌ، قال طرفة: جازتِ البِیدَ إِلی أَرْحُلنا، آخِرَ اللیل، بیَعْفُورٍ خَدِر و الرِّحَالَة: نحوه، كل ذلك من مَرَاكب النساء، و أَنكر الأَزهری ذلك، قال: الرَّحْل فی كلام العرب علی وجوه. قال شمر: قال أَبو عبیدة الرَّحْل بجمیع رَبَضه و حَقَبه و حِلْسه و جمیع أَغْرُضه، قال: و یقولون أَیضاً لأَعواد الرَّحْل بغیر أَداة رَحْلٌ،
لسان العرب، ج‌11، ص: 275
و أنشد: كأَنَّ رَحْلی و أَداةَ رَحْلی، علی حَزَابٍ، كأَتان الضَّحْلِ قال الأَزهری: و هو كما قال أَبو عبیدة و هو من مراكب الرجال دون النساء، و أَما الرِّحَالَة فهی أكبر من السَّرْج و تُغَشَّی بالجلود و تكون للخیل و النجائب من الإِبل، و منه قول الطِّرِمَّاح: فَتَرُوا النَّجائِبَ عِنْدَ ذلك بالرِّحَالِ و بالرَّحَائِل و قال عنترة فجعلها سَرْجاً: إِذ لا أَزال علی رِحَالة سابح نَهْدٍ مَراكِلُه، نبیل المَحْزِمِ قال الأَزهری: فقد صح أَن الرَّحْل و الرِّحَالَة من مراكب الرجال دون النساء. و الرَّحْل فی غیر هذا: منزل الرجل و مسكنه و بیته. و یقال: دخلت علی الرَّجُل رَحْله أَی منزله. و‌فی حدیث یزید بن شَجَرة: أَنه خَطَبَ الناس فی بَعْثٍ كان هو قائدهم فَحَثَّهم علی الجهاد و قال: إِنكم تَرَوْن ما أَری من أَصفر «4» و أَحمر و فی الرِّحال ما فیها فاتَّقُوا الله و لا تُخْزُوا الحُورَ العِین، یقول: مَعَكُم من زَهْرةِ الدنیا و زُخْرُفها ما یوجب علیكم ذكر نعمة اللَّه علیكم و اتِّقاءَ سَخَطِه، و أَن تَصْدُقوا العدوَّ القتالَ و تجاهدوهم حق الجهاد، فاتقوا اللَّه و لا تَرْكَنوا إِلی الدنیا و زخرفها، و لا تُوَلُّوا عن عَدُوِّكم إِذا التقیتم، و لا تُخْزُوا الحور العِین بأن لا تُبْلُوا و لا تجتهدوا، و أَن تَفْشَلوا عن العدوّ فَیُوَلِّین، یعنی الحُورَ العِین، عنكم بخَزایة و استحیاء لكم، و تفسیر الخَزایة فی موضعه. و الرَّاحُولُ: الرَّحْل، و إِنه لخَصیب الرَّحْل. و انتهینا إلی رِحَالِنا أَی منازلنا. و الرَّحْل: مسكن الرجل و ما یصحبه من الأَثاث. و‌فی الحدیث: إِذا ابْتَلَّت النِّعال فالصلاة فی الرِّحَال‌أَی صَلُّوا رُكْباناً، و النِّعال هنا: الحِرَار، واحدها نَعْل. و قال ابن الأَثیر: فالصلاة فی الرِّحَالِ یعنی الدُّور و المساكن و المنازل، و هی جمع رَحْل، و حكی سیبویه عن العرب: وَضَعا رِحَالَهما، یعنی رَحْلَی الراحلتین، فأَجْروا المنفصل من هذا الباب كالرَّحْل مُجْرَی غیر المنفصل، كقوله تعالی: فَاقْطَعُوا أَیْدِیَهُمٰا، و كقوله تعالی: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمٰا، و هذا فی المنفصل قلیل و لذلك ختم سیبویه به فصل: ظَهْراهُما مثل ظُهور التُّرْسَیْنِ و قد كان یجب أَن یقولوا وَضَعا أَرْحُلَهما لأَن الاثنین أَقرب إِلی أَدنی العدَّة، و لكن كذا حكی عن العرب، و أَما فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمٰا فلیس بحجة فی هذا المكان لأَن القلب لیس له أَدنی عدد، و لو كان له أَدنی عدد لكان القیاس أَن یُسْتعمل هاهنا، و قول خطَام: ظَهْراهُما مثل ظُهور التُّرْسَیْنِ من هذا أَیضاً، إِنما حكمه مثل أَظهر الترسین لما قدّمنا، و هو الرِّحَالَة و جمعها رَحَائِل. قال ابن سیدة: و الرِّحَالَة فی أَشْعار العرب السَّرْجُ، قال الأَعشی: و رَجْرَاجَةٍ تُعْشِی النَّواظِرَ ضَخْمَةٍ، و شُعْثٍ علی أَكتافِهِنَّ الرَّحَائِلُ قال: و الرِّحَالَة سَرْجٌ من جلود لیس فیه خشب كانوا یتخذونه للرَّكْض الشدید، و الجمع الرَّحَائِل، قال
(4). قوله [من أصفر] هكذا فی الأَصل، و فی التهذیب: من بین أصفر، بزیادة بین.
لسان العرب، ج‌11، ص: 276
أَبو ذؤیب: تَعْدُو به خَوْصاءُ یَفْصِمُ جَرْیُها حَلَقَ الرِّحَالَة، و هی رِخْوٌ [رَخْوٌ تَمْزَعُ یقول: تَعْدُو فَتَزْفِر فتَفْصِم حَلَق الحِزام، و أَنشد الجوهری لعامر بن الطُّفَیْل: و مُقَطِّعٍ حَلَق الرِّحَالة سابح، بادٍ نواجِذُهُ عن الأَظَرابِ و أَنشد لعنترة: إِذ لا أَزال علی رِحَالةِ سابحٍ نهدٍ، تَعَاوَرَه الكماةُ مُكَلَّمِ و أَنشد ابن بری لعمیرة بن طارق: بِفِتْیَانِ صِدْقٍ فوق جْردٍ كأَنها طوالب عِقْبان، علیها الرَّحَائِلُ قال: و هو أَكبر من السَّرْج و یُغَشَّی بالجلود و یكون للخیل و النجائب. و قال الجوهری: و الرَّحْل رَحْل البعیر، و هو أَصغر من القَتَب، و ثلاثة أَرْحُلٍ، و العرب تكنی عن القَذْف للرجل بقولهم: یا ابن مُلْقَی أَرْحُل الرُّكْبان. ابن سیدة: و رَحَلَ البعیرَ یَرْحَلُه رَحْلًا، فهو مَرْحُول و رَحِیل، و ارْتَحَلَه: جعل علیه الرَّحْل، و رَحَلَه رِحْلةً: شدَّ علیه أَداته، قال الأَعشی: رَحَلَتْ سُمَیَّةُ غُدوةً أَجمالَها، غَضْبَی علیك، فما تقول بَدَا لَها؟ و قال المثقِّب العبدی: إِذا ما قمت أَرْحَلُها بلیل، تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحَزِینِ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، سجد فرَكِبه الحسن فأَبطأَ فی سجوده، فلما فرغ سئل عنه فقال: إِن ابنی ارْتَحَلَنی فكرهت أَن أُعْجِله، أَی جَعَلنی كالراحلة فَركِب علی ظهری. و إِنه لَحَسَن الرِّحْلة أَی الرَّحْل للإِبل أَعنی شَدَّه لرِحالها، قال: و رَحَلُوها رِحْلةً فیها رَعَنْ و‌فی حدیث ابن مسعود: إِنما هو رَحْل أَو سَرْج، فَرحْلٌ إِلی بیت اللَّه، و سَرْجٌ فی سبیل اللَّه، یرید أَن الإِبل تُرْكَب فی الحج و الخَیْل فی الجهاد. الأَزهری: و یقال رَحَلْتُ البعیر أَرْحَلُهُ رَحْلًا إِذا علوته. شمر: ارْتَحَلْتُ البعیرَ إِذا ركبته بقَتَب أَو اعْرَوْرَیته، قال الجعدی: و ما عَصَیْتُ أَمیراً غیر مُتَّهَم عندی، و لكنَّ أَمْرَ المرءِ ما ارْتَحَلَا أَی یَرْتَحِلُ الأَمرَ یَرْكَبه. قال شمر: و لو أَن رجلًا صَرَعَ آخر و قعد علی ظهره لقلت رأَیته مُرْتَحِلَه. و مُرْتَحَلُ البعیرِ: موضع رَحْلِه. و ارْتَحَلَ فلان فلاناً إِذا علا ظهرَه و ركبه. و‌فی بعض الحدیث: لَتَكُفَّنَّ عن شَتْمه أَو لأَرْحَلَنَّكَ بسیفی‌أَی لأَعْلُوَنَّك. یقال: رَحَلْته بما یكره أَی ركبته. و‌فی الحدیث عند اقتراب الساعة: تخرج نار من قَعْر عَدَن تُرَحِّلُ الناس، رواه شعبة قال: و معنی تُرَحِّلُ أَی تَرْحَل معهم إِذا رَحَلوا، و تَنْزِل معهم إِذا نزلوا، و تَقِیل إِذا قالوا، جاء به متصلًا بالحدیث، قال شمر: و قیل معنی تُرَحِّلُهم أَی تُنْزِلهم المَرَاحِل، و قیل: تحملهم علی الرَّحِیل، قال: و التَّرْحِیل و الإِرْحَال بمعنی الإِشخاص و الإِزعاج. یقال: رَحَلَ الرجلُ إِذا
لسان العرب، ج‌11، ص: 277
سار، و أَرْحَلْتُهُ أَنا. و رجل رَحُول و قوم رُحَّل أَی یرتحلون كثیراً. و رَجُل رَحَّال: عالم بذلك مُجِیدٌ له. و إِبل مُرَحَّلَة: علیها رِحالُها، و هی أَیضاً التی وُضِعت عنها رِحَالُها، قال: سوی تَرْحِیلِ راحلةٍ و عَینٍ، أُكالئُها مَخافَة أَن تَنامَا و الرَّحُول و الرَّحُولة من الإِبل: التی تَصلح أَن تُرْحَل، و هی الراحلة تكون للذكر و الأُنثی، فاعِلة بمعنی مفعولة، و قد یكون علی النسب، و أَرْحَلَها صاحِبُها: رَاضَها حتی صارت راحلة. قال أَبو زید: أَرْحَلَ الرجلُ البعیرَ، و هو رجُلٌ مُرْحِل، و ذلك إِذا أَخذ بعیراً صَعْباً فجعله راحلة. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: تجدون الناس بعدی كإِبلٍ مائةٍ لیس فیها رَاحِلة، الرَّاحِلةُ من الإِبل: «1» البعیرُ القویُّ علی الأَسفار و الأَحمال، و هی التی یختارها الرجل لمَرْكَبه و رَحْله علی النَّجابة و تمام الخَلْق و حسن المَنْظَر، و إِذا كانت فی جماعة الإِبل تَبَیَّنَتْ و عُرِفت، یقول: فالناس متساوون لیس لأَحد منهم علی أَحد فضل فی النسب، و لكنهم أَشباه كإِبلٍ مائةٍ لیست فیها راحلة تتبین فیها و تتمیز منها بالتمام و حسن المَنْظَر، قال الأَزهری: هذا تفسیر ابن قتیبة و قد غلط فی شیئین منه: أَحدهما أَنه جعل الرَّاحِلَة الناقة و لیس الجَمَل عنده راحلة، و الرَّاحِلَة عند العرب كل بعیر نجیب، سواءٌ كان ذكراً أَو أُنثی، و لیست الناقة أَولی باسم الرَّاحِلَة من الجمل، تقول العرب للجمل إِذا كان نجیباً رَاحِلَة، و جمعه رَوَاحِل، و دخول الهاء فی الرَّاحِلَة للمبالغة فی الصفة، كما یقال رجل داهیة و باقعة و علَّامة، و قیل: إِنما سمیت رَاحِلَة لأَنها تُرْحَل كما قال اللَّه عز و جل: فِی عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ*، أَی مَرْضِیَّة، و خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ، أَی مدفوق، و قیل: سمیت رَاحِلَة لأَنها ذات رَحْل، و كذلك عیشة راضیة ذات رضاً، و ماءٌ دافق ذو دَفْق، و أَما قوله: إِن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَراد أَن الناس متساوون فی النسب لیس لأَحد منهم فضل علی الآخر و لكنهم أَشباه كإِبل مائة لیس فیها رَاحِلَة، فلیس المعنی ما ذهب إِلیه، قال: و الذی عندی فیه أَن اللَّه تعالی ذَمَّ الدنیا و رُكونَ الخلق إِلیها و حَذَّر عباده سُوء مَغَبَّتِها و زَهَّدهم فی اقتنائها و زُخْرُفها، و ضرَب لهم فیها الأَمثال لیَعُوها و یعتبروا بها فقال: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیٰاةُ الدُّنْیٰا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِینَةٌ وَ تَفٰاخُرٌ (الآیة). و كان النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، یُحَذِّر أَصحابه بما حَذَّرهم اللَّهُ تعالی من ذمیم عواقبها و ینهاهم عن التَّبَقُّر فیها، و یُزَهِّدهم فیما زَهَّدهم اللَّهُ فیه منها، فرَغِبَ أَكثرُ أَصحابه بعدَه فیها «2» و تَشَاحُّوا علیها و تنافسوا فی اقتنائها حتی كان الزهد فی النادر القلیل منهم‌فقال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: تجدون الناس بعدی كإِبلٍ مائةٍ لیس فیها رَاحِلَة، و لم یُرِد بهذا تساویهم فی الشر و لكنه أَراد أَن الكامل فی الخیر و الزهد فی الدنیا مع رغبته فی الآخرة و العمل لها قلیل، كما أَن الرَّاحِلَة النجیبة نادرة فی الإِبل الكثیرة. قال: و سمعت غیر واحد من مشایخنا یقول: إِن زُهَّاد أَصحاب سیدنا رسول اللَّه، صلی الله علیه و سلم، لم یَتتامُّوا عشرة مع وُفور عَدَدهم و كثرة خیرهم و سَبْقِهم الأُمة إِلی ما یستوجبون به كریم المآب برحمة اللَّه إِیاهم و رضوانه
(1). قوله [الرَّاحِلَة من الإبل إلخ] عبارة التهذیب: قال ابن قتیبة: الرَّاحِلَة هی الناقة التی یختارها الرجل إلخ. (2). قوله [فرغب أكثر أصحابه بعده فیها إلخ] بهامش الأَصل هنا ما نصه: فی هذه العبارة من إساءة الأَدب فی حقهم، رضی اللَّه عنهم، ما لا یخفی علی المتأمل المنصف.
لسان العرب، ج‌11، ص: 278
عنهم، فكیف مَن بعدهم و قد شاهدوا التنزیل و عاینوا الرسول، و كانوا مع الرغبة التی ظَهَرَت منهم فی الدنیا خیرَ هذه الأُمَّة التی وصفها اللَّه عز و جل فقال: كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ، و واجب علی من بعدهم الاستغفارُ لهم و التَّرَحُّم علیهم، و أَن یسأَلوا اللَّه تعالی أَن لا یجعل فی قلوبهم غِلًّا لهم، و لا یذكروا أَحداً منهم بما فیه مَنْقَصة لهم و اللَّه یرحمنا و إِیاهم، و یَتَغَمَّد زلَلنا بحلمه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ، و قول دكین: أَصبحتُ قد صالَحَنِی عواذلی، بعد الشِّقاق، و مَشَتْ رَوَاحِلی قیل: تَرَكْتُ جَهْلی و ارْعَوَیْت و أَطَعْت عواذلی كما تُطِیع الراحلةُ زاجرَها فتمشی، و قول زهیر: و عُرِّیَ أَفراسُ الصِّبا و رَوَاحِلُه استعاره للصِّبا، یقول: ذهبت قوّة شبابی التی كانت تَحْمِلنی كما تحمل الفرسُ و الراحلةُ صاحبَهما. و یقال للرَّاحِلَة التی ریضَت و أُدِّبَت: قد أُرْحِلَت إِرْحَالًا، و أُمْهِرَت إِمهاراً إِذا جعلها الرائض مَهْریَّةً و رَاحِلَة. الجوهری: الرَّاحِلَة المَرْكَب من الإِبل، ذكراً كان أَو أُنثی. و الرِّحَال: الطنافس الحیریَّة، و منه قول الأَعشی: و مَصَابِ غادیةٍ، كأَنَّ تِجَارَها نَشَرَتْ علیه بُرودَها و رِحَالَها و المُرَحَّل: ضَرْب من برود الیمن، سُمِّی مُرَحَّلًا لأَن علیه تصاویر رَحْل. و مِرْطٌ مُرَحَّل: إِزارُ خَزٍّ فیه عَلَمٌ، و قال الأَزهری: سمی مُرَحَّلًا لما علیه من تصاویر رَحْل و ما ضاهاه، قال الفرزدق: علیهنَّ رَاحُولاتُ كلِّ قَطِیفة، من الخَزِّ، أَو من قَیْصَرَانَ عِلامُها قال: الرَّاحُولات الرَّحْل المَوْشِیُّ، علی فاعُولات، قال: و قَیْصَران ضرب من الثیاب المَوْشِیَّة. و مِرْطٌ مُرَحَّل: علیه تصاویر الرّحال. و‌فی الحدیث: أَّن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، خرج ذات یوم و علیه مِرْطٌ مُرَحَّل، المُرَحَّل الذی قد نُقِش فیه تصاویر الرِّحال. و‌فی حدیث عائشة و ذكرت نساء الأَنصار: فقامت كُلُّ واحدة إِلی مِرْطِها المُرَحَّل.و منه‌الحدیث: كان یصلی و علیه من هذه المُرَحَّلات، یعنی المُروط المُرَحَّلة، و تجمع علی المَرَاحِل. و‌فی الحدیث: حتی یبنی الناس بیوتاً یُوَشُّونها وَشْیَ المَرَاحِل، یعنی تلك الثیاب، و یقال لذلك العمل التَّرْحِیل، و یقال لها المَرَاجِل، بالجیم أَیضاً، و یقال لها الرَّاحُولات. و ناقة رَحِیلَة أَی شدیدة قویة علی السیر، و كذلك جَمَلٌ رَحِیل. و بعیر ذو رُحْلة و رِحْلة أَی قوَّة علی السیر. الأَزهری: و بعیر مِرْحَل و رَحِیل إِذا كان قَوِیّاً. و فی نوادر الأَعراب: ناقة رَحِیلَة و رَحِیلٌ و مُرْحِلَة و مُسْتَرْحِلَة أَی نَجیبة. و بعیر مُرْحِل إِذا كان سَمِیناً و إِن لم یكن نَجِیباً. و بعیر ذو رُحلَة و رِحْلَة إِذا كان قَویّاً علی أَن یَرْحَل. و ارْتَحَلَ البعیرُ رِحْلةً: سار فَمَضَی، ثم جَرَی ذلك فی المنطق حتی قیل ارْتَحَلَ القومُ عن المكان ارْتِحَالًا. و رَحَلَ عن المكان یَرْحَلُ و هو رَاحِلٌ من قوم رُحَّلٌ: انتقل، قال: رَحَلْت من أَقْصی بلادِ الرُّحَّلِ، من قُلَل الشِّحْر، فَجَنْبَیْ مَوْحَلِ و رَحَّلَ غیرَه، قال الشاعر: لا یَرْحَل الشیبُ عن دارٍ یَحُلُّ بها، حَتَّی یُرَحِّلُ عنها صاحبَ الدارِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 279
و یروی: … عامر الدار. و التَّرَحُّل و الارْتِحَال: الانتقال و هو الرِّحْلَة و الرُّحْلَة. و الرِّحْلَة: اسم للارتحال للمَسیر. یقال: دَنَتْ رِحْلَتُنا. و رَحَلَ فلان و ارْتَحَلَ و تَرَحَّلَ بمعنی. و‌فی الحدیث: فی نَجَابة و لا رُحْلة، الرُّحْلَة، بالضم: القُوَّة و الجَوْدة أَیضاً، و یروی بالكسر بمعنی الارتحال، و حكی اللحیانی: إِنه لذو رِحْلَة إِلی الملوك و رُحْلة. و قال بعضهم: الرِّحْلة الارتحال، و الرُّحْلة، بالضم، الوجه الذی تأْخذ فیه و تریده، تقول: أَنتم رُحْلَتی أَی الذین أَرتحلُ إِلیهم. و أَرْحَلَتِ الإِبلُ: سَمِنت بعد هُزال فأَطاقت الرِّحْلة. و رَاحَلْتُ فلاناً إِذا عاونته علی رِحْلته، و أَرْحَلْته إِذا أَعطیته راحِلة، و رَحَّلْتُه، بالتشدید، إِذا أَظعنته من مكانه و أَرسلته. و رجل مُرْحِل أَی له رواحل كثیرة، كما یقال مُعْرِب إِذا كان له خَیْلٌ عِرابٌ، عن أَبی عبید، و إِذا عَجِلَ الرَّجُل إِلی صاحبه بالشَّرِّ قیل: اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُكَ، و أَما قول إمری‌ء القیس: فإِمَّا تَرَیْنی فی رِحَالةِ جابرٍ، علی حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِق أَكفانِی فیقال: إِنما أَراد به الحَرَجَ و لیس ثَمَّ رِحَالة فی الحقیقة، هذا كما یقال جاء فلان علی ناقة الحَذَّاء، یَعْنُون النَّعْل، و جابر: اسم رَجُلٍ نَجَّار. ابن سیدة: الرُّحْلة السَّفْرَة الواحدة. و الرَّحِیل: اسمُ ارتحال القوم للمسیر، قال: أَما الرَّحِیلُ فَدُونَ بعدِ غَدٍ، فمتی تَقُولُ الدَّارَ تَجْمَعُنا؟ و الرَّحِیل: القَوِیُّ علی الارتحال و السیر، و الأُنثی رَحِیلَة. و‌فی حدیث النابغة الجعدی: أَن ابن الزبیر أَمَرَ له براحلةٍ رَحِیل، قال المبرد: رَاحِلَة رَحِیل أَی قَوِیٌّ علی الرِّحْلة، كما یقال فَحْل فَحِیل ذو فِحْلة، و جَمَل رَحِیل و ناقة رَحِیلة بمعنی النجیب و الظَّهِیر، قال: و لم تثبت الهاء فی رَحِیل لأَن الرَّاحِلَة تقع علی الذَّكَر. و المُرْتَحَل: نقیض المَحَلِّ، و أَنشد قول الأَعشی: إِنَّ مَحَلًّا و إِنَّ مُرْتَحَلًا یرید إِنَّ ارتحالًا و إِنَّ حُلولًا، قال: و قد یكون المُرْتَحَل اسم الموضع الذی یُحَلُّ فیه. قال: و التَّرَحُّل ارتحال فی مُهْلَة، و یفسر قوله زهیر: و مَنْ لا یَزَلْ یَسْتَرْحِل النَّاسَ نفسَه، و لا یُعْفِها یوماً من الذُّلِّ، یَنْدَم تفسیرین: أَحدهما أَنه یَذِلُّ لهم حتی یَرْكَبوه بالأَذی و یستذلوه، و الثانی أَنه یسأَلهم أَن یَحْمِلوا عنه كَلَّه و ثِقْله و مؤنته، و من قال هذا القول روی البیت: و لا یُعفها یوماً من الناس یُسأَم قال ذلك كله ابن السكیت فی كتابه فی المعانی و غیره. الجوهری: و اسْتَرْحَله أَی سأَله أَن یَرْحَلَ له. و رَحْلُ الرجلِ: مَنْزِلُه و مسكنُه، و الجمع أَرْحُل. و‌فی حدیث عمر: قال یا رسول اللَّه حَوَّلت رَحْلی البارحة، كَنَی برَحْله عن زوجته، أَراد به غِشْیانَها فی قُبُلها من جهة ظهرها لأَن المجامع یعلو المرأَة و یركبها مما یلی وجهها، فحیث ركبها من جهة ظهرها كَنَی عنه بتحویل رَحْلِه، إِمَّا أَن یرید به المنزل و المأْوی، و إِما أَن یرید به الرَّحْل الذی
لسان العرب، ج‌11، ص: 280
تُرْكَب علیه الإِبلُ و هو الكُور. و شاة رَحْلاء: سوداء بیضاء موضع مَرْكَب الراكب من مآخیر كتفیها، و إِن ابیضَّت و اسودَّ ظهرها فهی أَیضاً رَحْلاء، الأَزهری: فإِن ابیضَّت إِحدی رجلیها فهی رَجْلاء. و قال أَبو الغوث: الرَّحْلاء من الشِّیاه التی ابیض ظهرها و اسودَّ سائرها، قال: و كذلك إِذا اسودَّ ظهرها و ابیض سائرها، قال: و من الخیل التی ابیض ظهرها لا غیر. و فرس أَرْحَل: أَبیض الظهر و لم یَصِل البیاضُ إِلی البطن و لا إِلی العَجُز و لا إِلی العُنُق، و إِن كان أَبیض الظهر فهو آزر. و تَرَحَّلَه: رَكِبَه بمكروه. الأَزهری: یقال إِن فلاناً یَرْحَلُ فلاناً بما یكره أَی یركبه. و یقال: رَحَلْتُ له نفسی إِذا صبرت علی أَذاه. و الرَّحِیل: منزل بین مكة و البصرة. و رَاحِیلُ: اسم أُمِّ یوسف، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام. و رِحْلة: هَضْبَة معروفة، زعم ذلك یعقوب، و أَنشد: تُرادَی علی دِمْنِ الحِیاض، فإِن تَعَفْ، فإِنَّ المُنَدَّی رِحْلةٌ فَرَكُوبُ قال: و رَكُوب هَضْبة أَیضاً، و روایة سیبویه: رَحْلَة فرُكُوب أَی أَن یُشَدّ رَحْلها فتُرْكَب. و المَرْحَلَة: واحدة المَرَاحِل، یقال بینی و بین كذا مَرْحَلَة أَو مَرْحَلَتَان. و المَرْحَلَة: المنزلة یُرْتَحل منها، و ما بین المنزلین مَرْحَلَة، و اللَّه أَعلم.

رخل؛ ج11، ص: 280

: الرِّخْل و الرَّخِل: الأُنثی من أَولاد الضأْن، و الذَّكَر حَمَلٌ، و الجمع أَرْخُل و رِخال، و رُخَال، بضم الراء، مثل ظِئْر و ظُؤَار، و شاة رُبَّی و رُباب و رِخْلانٌ أَیضاً. و‌فی الحدیث: أَن ابن عباس سئل عن رجل أَسلم فی مائة رِخْل، فقال: لا خیر فیه؛ و إِنما كره السَّلَم فیها لتفاوت صفاتْها و قدر سِنِّها، و هی الرِّخْلَة و الرَّخِلة، و یقال للرِّخل رِخْلَة؛ و قول الكمیت: و لو وُلیَ الهُوجُ السَّوائحُ بالذی وُلِینا به، ما دَعْدَع المُترَخِّل یرید صاحب الرِّخال التی یُرَبِّیها. و بنو رُخَیْلَة: بطن.

ردخل؛ ج11، ص: 280

: اللیث: الإِرْدَخْل التارُّ السَّمِین؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع الإِرْدَخْل لغیر اللیث.

ردعل؛ ج11، ص: 280

: الرِّدَعْل: صغار الأَولاد؛ قال عجیر: أَلا هل أَتی النصریُّ مَتْرَكُ صِبْیَتی رِدعْلًا، و مَسْبَی القوم غَصْباً نِسائیاً؟ قال: الرِّدَعْل الصِّغار.

رذل؛ ج11، ص: 280

: الرَّذْل و الرَّذِیل و الأَرذَل: الدُّون من الناس، و قیل: الدُّون فی مَنْظَره و حالاته، و قیل: هو الدُّون الخَسیس، و قیل: هو الرَّدی‌ء من كل شی‌ء. و رجل رَذْل الثیاب و الفعل، و الجمع أَرْذَال و رُذَلاء و رُذُول و رُذَال؛ الأَخیرة من الجمع العزیز، و الأَرْذَلون، و لا تفارق هذه الأَلف و اللام لأَنها عَقِیبة مِن. و قوله عز و جل: وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ؛ قاله قوم نوح له، قال الزجاج: نسبوهم إِلی الحِیاكة و الحِجامة، قال: و الصِّناعات لا تَضُرُّ فی باب الدیانات، و الأُنثی رَذْلة، و قد رَذُلَ فلان، بالضم، یَرْذُلُ رَذَالَة و رُذُولَة، فهو رَذْلٌ و رُذَال، بالضم، و أَرْذَلَه غیره، و رَذَلَه یَرْذُلُه رَذْلًا: جعله كذلك، و هم الرَّذْلون و الأَرْذَال و هو مَرْذُول. و حكی سیبویه رُذِلَ، قال: كأَنه وضع ذلك فیه یعنی أَنه لم یَعْرض لرُذِل، و لو عَرض له لقال رذَّله و شَدَّد. و ثوب رَذْل و رَذیل:
لسان العرب، ج‌11، ص: 281
وَسِخٌ ردی‌ءٌ. و الرُّذَال و الرُّذَالَة: ما انْتُقی جَیِّده و بقی ردیئه. و الرَّذِیلَة: ضد الفضیلة. و رُذَالَة كل شی‌ء: أَردؤُه. و یقال: أَرْذَلَ فلان دراهمی أَی فَسَّلها، و أَرْذَلَ غنمی و أَرْذَلَ من رجاله كذا و كذا رَجُلًا، و هم رُذَالَة الناس و رُذَالهم. و قوله تعالی: وَ مِنْكُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلیٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ*؛ قیل: هو الذی یَخْرَف من الكِبَر حتی لا یَعْقِل، و بَیَّنه بقوله: لِكَیْلٰا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً. و‌فی الحدیث: و أَعوذ بك من أَن أُرَدَّ إِلیٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ*أَی آخره فی حال الكِبَر و العجز. و الأَرْذَل من كل شی‌ء: الرَّدی‌ء منه.

رسل؛ ج11، ص: 281

: الرَّسَل: القَطِیع من كل شی‌ء، و الجمع أَرْسَال. و الرَّسَل: الإِبل، هكذا حكاه أَبو عبید من غیر أَن یصفها بشی‌ء؛ قال الأَعشی: یَسْقِی ریاضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً، زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ و الرَّسَل و الرَّسَل: قَطِیع بعد قَطِیع. الجوهری: الرَّسَل، بالتحریك، القَطِیع من الإِبل و الغنم؛ قال الراجز: أَقول للذَّائد: خَوِّصْ برَسَل، إِنی أَخاف النائبات بالأُوَل و قال لبید: و فِتْیةٍ كالرَّسَل القِمَاح و الجمع الأَرْسَال؛ قال الراجز: یا ذائدَیْها خَوِّصا بأَرْسَال، و لا تَذُوداها ذِیادَ الضُّلَّال و رَسَلُ الحَوْض الأَدنی: ما بین عشر إِلی خمس و عشرین، یذكر و یؤَنث. و الرَّسَل: قَطیعٌ من الإِبِل قَدْر عشر یُرْسَل بعد قَطِیع. و أَرْسَلُوا إِبلهم إِلی الماء أَرْسَالًا أَی قِطَعاً. و اسْتَرْسَلَ إِذا قال أَرْسِلْ إِلیَّ الإِبل أَرْسَالًا. و جاؤوا رِسْلَةً رِسْلَةً أَی جماعة جماعة؛ و إِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قیل أَوردها أَرْسَالًا، فإِذا أَوردها جماعة قیل أَوردها عِراكاً. و‌فی الحدیث: أَن الناس دخلوا علیه بعد موته أَرْسَالًا یُصَلُّون علیه‌أَی أَفواجاً و فِرَقاً متقطعة بعضهم یتلو بعضاً، واحدهم رَسَلٌ، بفتح الراء و السین. و‌فی حدیث فیه ذكر السَّنَة: و وَقِیر كثیر الرَّسَل قلیل الرِّسْل؛ كثیر الرَّسَل یعنی الذی یُرْسَل منها إِلی المرعی كثیر، أَراد أَنها كثیرة العَدَد قلیلة اللَّبن، فهی فَعَلٌ بمعنی مُفْعَل أَی أَرسلها فهی مُرْسَلَة؛ قال ابن الأَثیر: كذا فسره ابن قتیبة، و قد فسره العُذْری فقال: كثیر الرَّسَل أَی شدید التفرق فی طلب المَرْعی، قال: و هو أَشبه لأَنه قد‌قال فی أَول الحدیث مات الوَدِیُّ و هَلَك الهَدِیُّ، یعنی الإِبل، فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها و بقائها علی الجَدْب كیف تسلم الغنم و تَنْمی حتی یكثر عددها؟ قال: و الوجه ما قاله العُذْری و أَن الغنم تتفرَّق و تنتشر فی طلب المرعی لقلته. ابن السكیت: الرَّسَل من الإِبل و الغنم ما بین عشر إِلی خمس و عشرین. و‌فی الحدیث: إِنی لكم فَرَطٌ علی الحوض و إِنه سَیُؤتی بكم رَسَلًا رَسَلًا فتُرْهَقون عنی، أَی فِرَقاً. و جاءت الخیل أَرْسَالًا أَی قَطِیعاً قَطِیعاً. و رَاسَلَه مُرَاسَلَة، فهو مُرَاسِلٌ و رَسِیل. و الرِّسْل و الرِّسْلَة: الرِّفْق و التُّؤَدة؛ قال صخر الغَیِّ و یئس من أَصحابه أَن یَلْحَقوا به و أَحْدَق به أَعداؤه و أَیقن بالقتل فقال: لو أَنَّ حَوْلی من قُرَیْمٍ رَجْلا، لمَنَعُونی نَجْدةً أَو رِسْلا
لسان العرب، ج‌11، ص: 282
أَی لمنعونی بقتال، و هی النَّجْدة، أَو بغیر قتال، و هی الرِّسْل. و التَّرَسُّل كالرِّسْل. و التَّرسُّلُ فی القراءة و التَّرْسِیل واحد؛ قال: و هو التحقیق بلا عَجَلة، و قیل: بعضُه علی أَثر بعض. و تَرَسَّلَ فی قراءته: اتَّأَد فیها. و‌فی الحدیث: كان فی كلامه تَرْسِیلٌ‌أَی ترتیل؛ یقال: تَرَسَّلَ الرجلُ فی كلامه و مشیه إِذا لم یَعْجَل، و هو و التَّرَسُّل سواء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ‌أَی تَأَنَّ و لا تَعْجَل. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: إِن الأَرض إِذا دُفِن «3» فیها الإِنسان قالت له رُبَّما مَشَیت علیَّ فَدَّاداً ذا مالٍ و ذا خُیَلاء.و‌فی حدیث آخر: أَیُّما رجلٍ كانت له إِبل لم یُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلَّا من أَعْطَی فی نَجْدتها و رِسْلها؛ یرید الشِّدَّة و الرخاء، یقول: یُعْطی و هی سِمانٌ حِسانٌ یشتدُّ علی مالكها إِخراجُها، فتلك نَجْدَتها، و یُعْطِی فی رِسْلِها و هی مَهازِیلُ مُقارِبة، قال أَبو عبید: معناه إِلَّا من أَعْطی فی إِبله ما یَشُقُّ علیه إِعطاؤه فیكون نَجْدة علیه أَی شدَّة، أَو یُعْطی ما یَهُون علیه إِعطاؤُه منها فیعطی ما یعطی مستهیناً به علی رِسْله؛ و قال ابن الأَعرابی فی‌قوله: إِلا من أَعْطی فی رِسْلها؛ أَی بطِیب نفس منه. و الرِّسْلُ فی غیر هذا: اللَّبَنُ؛ یقال: كثر الرِّسْل العامَ أَی كثر اللبن، و قد تقدم تفسیره أَیضاً فی نجد. قال ابن الأَثیر: و قیل لیس للهُزال فیه معنی لأَنه ذكر الرِّسْل بعد النَّجْدة علی جهة التفخیم للإِبل، فجری مجری قولهم إِلا من أَعْطی فی سِمَنها و حسنها و وفور لبنها، قال: و هذا كله یرجع إِلی معنی واحد فلا معنی للهُزال، لأَن من بَذَل حق الله من المضنون به كان إِلی إِخراجه مما یهون علیه أَسهل، فلیس لذكر الهُزال بعد السِّمَن معنی؛ قال ابن الأَثیر: و الأَحسن، و الله أَعلم، أَن یكون المراد بالنَّجْدة الشدة و الجَدْب، و بالرِّسْل الرَّخاء و الخِصْب، لأَن الرِّسْل اللبن، و إِنما یكثر فی حال الرخاء و الخِصْب، فیكون المعنی أَنه یُخْرج حق الله تعالی فی حال الضیق و السعة و الجَدْب و الخِصْب، لأَنه إِذا أَخرج حقها فی سنة الضیق و الجدب كان ذلك شاقّاً علیه فإِنه إِجحاف به، و إِذا أَخرج حقها فی حال الرخاء كان ذلك سهلًا علیه، و لذلك قیل‌فی الحدیث: یا رسول الله، و ما نَجْدتها و رِسْلها؟ قال: عُسْرها و یسرها، فسمی النَّجْدة عسراً و الرِّسْل یسراً، لأَن الجَدب عسر، و الخِصْب یسر، فهذا الرجل یعطی حقها فی حال الجدب و الضیق و هو المراد بالنجدة، و فی حال الخِصب و السعة و هو المراد بالرِّسْل. و قولهم: افعلْ كذا و كذا علی رِسْلك، بالكسر، أَی اتَّئدْ فیه كما یقال علی هِینتك. و‌فی حدیث صَفِیَّة: فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: علی رِسْلكما‌أَی اتَّئِدا و لا تَعْجَلا؛ یقال لمن یتأَنی و یعمل الشی‌ء علی هینته. اللیث: الرَّسْل، بفتح الراء، الذی فیه لین و استرخاء، یقال: ناقة رَسْلة القوائم أَی سَلِسة لَیِّنة المفاصل؛ و أَنشد: برَسْلة وُثّق ملتقاها، موضع جُلْب الكُور من مَطاها و سَیْرٌ رَسْلٌ: سَهْل. و اسْتَرْسَلَ الشی‌ءُ: سَلِس. و ناقة رَسْلة: سهلة السیر، و جَمَل رَسْلٌ كذلك، و قد رَسِلَ رَسَلًا و رَسَالة. و شعر رَسْل: مُسْترسِل. و اسْتَرْسَلَ الشعرُ أَی صار سَبْطاً. و ناقة مِرْسَال:
(3). قوله [إن الأَرض إذا دفن إلخ] هكذا فی الأَصل و لیس فی هذا الحدیث ما یناسب لفظ المادة، و قد ذكره ابن الأَثیر فی ترجمة فدد بغیر هذا اللفظ
لسان العرب، ج‌11، ص: 283
رَسْلة القوائم كثیرة الشعر فی ساقیها طویلته. و المِرْسال: الناقة السهلة السیر، و إِبِل مَراسیلُ؛ و فی قصید كعب بن زهیر: أَضحت سُعادُ بأَرض، لا یُبَلِّغها إِلا العِتاقُ النَّجیبات المَراسِیل المَراسِیل: جمع مِرْسَال و هی السریعة السیر. و رجل فیه رَسْلة أَی كَسَل. و هم فی رَسْلة من العیش أَی لین. أَبو زید: الرَّسْل، بسكون السین، الطویل المسترسِل، و قد رَسِلَ رَسَلًا و رَسَالة؛ و قول الأَعشی: غُولَیْن فوق عُوَّجٍ رِسَال أَی قوائم طِوال. اللیث: الاسْتِرْسَال إِلی الإِنسان كالاستئناس و الطمأْنینة، یقال: غَبْنُ المُسْتَرسِل إِلیك رِباً. و استَرْسَلَ إِلیه أَی انبسط و استأْنس. و‌فی الحدیث: أَیُّما مسلمٍ اسْتَرْسَلَ إِلی مسلم فغَبَنه فهو كذا؛ الاسْتِرْسَال: الاستئناس و الطمأْنینة إِلی الإِنسان و الثِّقةُ به فیما یُحَدِّثه، و أَصله السكون و الثبات. قال: و التَّرَسُّل من الرِّسْل فی الأُمور و المنطق كالتَّمهُّل و التوقُّر و التَّثَبُّت، و جمع الرِّسَالَة الرَّسَائِل. قال ابن جَنْبة: التَّرَسُّل فی الكلام التَّوقُّر و التفهمُ و الترفق من غیر أَن یرفع صوته شدیداً. و التَّرَسُّل فی الركوب: أَن یبسط رجلیه علی الدابة حتی یُرْخِی ثیابه علی رجلیه حتی یُغَشِّیَهما، قال: و التَّرَسُّل فی القعود أَن یتربَّع و یُرْخی ثیابه علی رجلیه حوله. و الإِرْسَال: التوجیه، و قد أَرْسَلَ إِلیه، و الاسم الرِّسَالَة و الرَّسَالَة و الرَّسُول و الرَّسِیل؛ الأَخیرة عن ثعلب؛ و أَنشد: لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم بلَیْلی، و لا أَرْسَلْتُهم برَسِیل و الرَّسُول: بمعنی الرِّسالة، یؤنث و یُذكَّر، فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلًا؛ قال الشاعر: قد أَتَتْها أَرْسُلی و یقال: هی رَسُولك. و تَرَاسَل القومُ: أَرْسَلَ بعضُهم إِلی بعض. و الرَّسول. الرِّسالة و المُرْسَل؛ و أَنشد الجوهری فی الرسول الرِّسالة للأَسعر الجُعفی: أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولًا، بأَنی عن فُتاحتكم غَنِیُّ عن فُتاحتكم أَی حُكْمكم؛ و مثله لعباس بن مِرْداس: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عنی خُفافاً رَسُولًا، بَیْتُ أَهلك مُنْتهاها فأَنث الرَّسُول حیث كان بمعنی الرِّسالة؛ و منه قول كثیِّر: لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم بسِرٍّ، و لا أَرْسَلْتهم برَسُول و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا رَسُولُ رَبِّ الْعٰالَمِینَ؛ و لم یقل رُسُل لأَن فَعُولًا و فَعِیلًا یستوی فیهما المذكر و المؤنث و الواحد و الجمع مثل عَدُوٍّ و صَدِیق؛ و قول أَبی ذؤیب: أَلِكْنی إِلیها، و خَیْرُ الرَّسول أَعْلَمهُم بنواحی الخَبَر أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدینار و الدرهم، لا یریدون به الدینار بعینه و الدرهم بعینه، إِنما یریدون كثرة الدنانیر و الدراهم، و الجمع أَرْسُل و رُسُل و رُسْل و رُسَلاء؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و قد یكون للواحد و الجمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 284
و المؤنث بلفظ واحد؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی جمعه علی أَرْسُل للهذلی: لو كان فی قلبی كقَدْرِ قُلامة حُبًّا لغیرك، ما أَتاها أَرْسُلی و قال أَبو بكر بن الأَنباری فی قول المؤذن: أَشهد أَن محمداً رسول الله، أَعلم و أُبَیِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز و جل. و الرَّسُول: معناه فی اللغة الذی یُتابِع أَخبار الذی بعثه أَخذاً من قولهم جاءت الإِبل رَسَلًا أَی متتابعة. و قال أَبو إِسحاق النحوی فی قوله عز و جل حكایة عن موسی و أَخیه: فَقُولٰا إِنّٰا رَسُولُ رَبِّ الْعٰالَمِینَ؛ معناه إِنا رِسالة رَبّ العالمین أَی ذَوَا رِسالة رب العالمین؛ و أَنشد هو أَو غیره: … ما فُهْتُ عندهم بسِرٍّ و لا أَرسلتهم برَسُول أَراد و لا أَرسلتهم برِسالة؛ قال الأَزهری: و هذا قول الأَخفش. و سُمِّی الرَّسول رسولًا لأَنه ذو رَسُول أَی ذو رِسالة. و الرَّسول: اسم من أَرْسَلْتُ و كذلك الرِّسَالة. و یقال: جاءت الإِبل أَرْسَالًا إِذا جاء منها رَسَلٌ بعد رَسَل. و الإِبل إِذا وَرَدت الماء و هی كثیرة فإِن القَیِّم بها یوردها الحوض رَسَلًا بعد رَسَل، و لا یوردها جملة فتزدحم علی الحوض و لا تَرْوَی. و أَرْسَلْت فلاناً فی رِسالة، فهو مُرْسَل و رَسُول. و قوله عز و جل: وَ قَوْمَ نُوحٍ لَمّٰا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنٰاهُمْ؛ قال الزجاج: یَدُلُّ هذا اللفظ علی أَن قوم نوح قد كَذَّبوا غیر نوح، علیه السلام، بقوله الرُّسُل، و یجوز أَن یُعْنی به نوح وحده لأَن من كَذَّبَ بنبیٍّ فقد كَذَّب بجمیع الأَنبیاء، لأَنه مخالف للأَنبیاء لأَن الأَنبیاء، علیهم السلام، یؤمنون بالله و بجمیع رسله، و یجوز أَن یكون یعنی به الواحد و یذكر لفظ الجنس كقولك: أَنت ممن یُنْفِق الدراهم أَی ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس؛ و قول الهذلی: حُبًّا لغیرك ما أَتاها أَرْسُلی ذهب ابن جنی إِلی أَنه كَسَّر رَسُولًا علی أَرْسُل، و إِن كان الرسول هنا إِنما یراد به المرأَة لأَنها فی غالب الأَمر مما یُسْتَخْدَم فی هذا الباب. و الرَّسِیل: المُوافِق لك فی النِّضال و نحوه. و الرَّسِیل: السَّهْل؛ قال جُبَیْهاء الأَسدی: و قُمْتُ رَسِیلًا بالذی جاء یَبْتَغِی إِلیه بَلِیجَ الوجه، لست بِباسِر قال ابن الأَعرابی: العرب تسمی المُراسِل فی الغِناء و العَمل المُتالی. و قوائم البعیر: رِسالٌ. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول للفحل العربی یُرْسَل فی الشَّوْل لیضربها رَسِیل؛ یقال: هذا رَسِیل بنی فلان أَی فحل إِبلهم. و قد أَرْسَلَ بنو فلان رَسِیلَهم أَی فَحْلهم، كأَنه فَعِیل بمعنی مُفْعَل، من أَرْسَلَ؛ قال: و هو كقوله عز و جل الم تِلْكَ آیٰاتُ الْكِتٰابِ الْحَكِیمِ؛ یرید، و الله أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ علی ذلك قوله: الر كِتٰابٌ أُحْكِمَتْ آیٰاتُهُ؛ و مما یشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذیر، و للمُسْمَع سَمِیع. و حدیثٌ مُرْسَل إِذا كان غیر متصل الأَسناد، و جمعه مَرَاسِیل. و المُرَاسِل من النساء: التی تُراسِل الخُطَّاب، و قیل: هی التی فارقها زوجها بأَیِّ وجه كان، مات أَو طلقها، و قیل: المُرَاسِل التی قد أَسَنَّتْ و فیها بَقِیَّة شباب، و الاسم الرِّسَال. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن رجلًا من الأَنصار تزوَّج امرأَة مُراسِلًا، یعنی ثَیِّباً، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: فهَلَّا بِكْراً تُلاعِبُها و تلاعِبك‌و قیل: امرأَة مُرَاسِل هی التی
لسان العرب، ج‌11، ص: 285
یموت زوجها أَو أَحَسَّت منه أَنه یرید تطلیقها فهی تَزَیَّنُ لآخر؛ و أَنشد المازنی لجریر: یَمْشِی هُبَیرةُ بعد مَقْتَل شیخه، مَشْیَ المُرَاسِل أُوذِنَتْ بطلاق یقول: لیس یطلب بدم أَبیه، قال: المُرَاسِل التی طُلِّقت مرات فقد بَسَأَتْ بالطلاق أَی لا تُبالیه، یقول: فهُبَیرة قد بَسَأَ بأَن یُقْتَل له قتیل و لا یطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التی قد بَسَأَتْ بالطلاق أَی أَنِسَتْ به، و الله أَعلم. و یقال: جاریة رُسُل إِذا كانت صغیرة لا تَخْتَمر؛ قال عدیّ بن زید: و لقد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ، مَسُّها أَلیَنُ من مَسِّ الرَّدَن و أَرْسَلَ الشی‌ءَ: أَطلقه و أَهْمَله. و قوله عز و جل: أَ لَمْ تَرَ أَنّٰا أَرْسَلْنَا الشَّیٰاطِینَ عَلَی الْكٰافِرِینَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا؛ قال الزجاج فی قوله أَرْسَلْنَا وجهان: أَحدهما أَنَّا خَلَّینا الشیاطین و إِیاهم فلم نَعْصِمهم من القَبول منهم، قال: و الوجه الثانی، و هو المختار، أَنهم أُرْسِلوا علیهم و قُیِّضوا لهم بكفرهم كما قال تعالی: وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطٰاناً؛ و معنی الإِرْسَال هنا التسلیط؛ قال أَبو العباس: الفرق بین إِرسال الله عز و جل أَنبیاءه و إِرْساله الشیاطین علی أَعدائه فی قوله تعالی: أَنّٰا أَرْسَلْنَا الشَّیٰاطِینَ عَلَی الْكٰافِرِینَ، أَن إِرْسَاله الأَنبیاء إِنما هو وَحْیُه إِلیهم أَن أَنذِروا عبادی، و إِرْسَاله الشیاطینَ علی الكافرین تَخْلِیَتُه و إِیاهم كما تقول: كان لی طائر فأَرْسَلْته أَی خلیته و أَطلقته. و المُرْسَلات، فی التنزیل: الریاح، و قیل الخَیْل، و قال ثعلب: الملائكة. و المُرْسَلَة: قِلادة تقع علی الصدر، و قیل: المُرْسَلَة القِلادة فیها الخَرَزُ و غیرها. و الرِّسْل: اللَّبن ما كان. و أَرْسَلَ القومُ فهم مُرْسَلُون: كَثُر رِسْلُهم، و صار لهم اللبن من مواشیهم؛ و أَنشد ابن بری: دعانا المُرْسِلون إِلی بِلادٍ، بها الحُولُ المَفارِقُ و الحِقاق و رَجُلٌ مُرَسِّلٌ: كثیر الرِّسْل و اللبن و الشِّرْب؛ قال تأَبَّط شَرًّا: و لست براعی ثَلَّةٍ قام وَسْطَها، طوِیل العصا غُرْنَیْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل مُرَسِّل: كثیر اللبن فهو كالغُرْنَیْق، و هو شبه الكُرْكِیّ فی الماء أَبداً. و الرَّسَلُ: ذوات اللبن. و‌فی حدیث أَبی سعید الخُدْری: أَنه قال رأَیت فی عام كثر فیه الرِّسْل البیاضَ أَكثر من السَّواد، ثم رأَیت بعد ذلك فی عام كثر فیه التمر السَّوادَ أَكثر من البیاض؛ الرِّسْل: اللبن و هو البیاض إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر و هو السَّواد، و أَهل البَدْو یقولون إِذا كثر البیاض قَلَّ السواد، و إِذا كثر السواد قَلَّ البیاض. و الرِّسْلان من الفرس: أَطراف العضدین. و الرَّاسِلان: الكَتِفان، و قیل عِرْقان فیهما، و قیل الوابِلَتان. و أَلقَی الكلامَ علی رُسَیْلاته أَی تَهاوَن به. و الرُّسَیْلی، مقصور: دُوَیْبَّة. و أُمُّ رِسَالة: الرَّخَمة.

رطل؛ ج11، ص: 285

: الرَّطْل و الرِّطْل: الذی یوزن به و یكال؛ رواه ابن السكیت بكسر الراء؛ قال ابن أَحمر الباهلی: لها رِطْلٌ تَكِیل الزیت فیه، و فَلّاحٌ یَسُوق بها حِمارا قال ابن الأَعرابی: الرِّطْل ثنتا عشرة أُوقِیَّة بأَواقی
لسان العرب، ج‌11، ص: 286
العرب، و الأُوقِیَّة أَربعون درهماً، فذلك أَربعمائه و ثمانون درهماً، و جمعه أَرْطَال. الحربی: السُّنَّة فی النكاح رِطْلٌ، و شَرَحه كما شرحه ابن الأَعرابی؛ قال أَبو منصور: السُّنَّة فی النكاح ثنتا عشرة أُوقِیَّة و نَشٌّ، و النَّشُّ عشرون دِرهماً، فذلك خمسمائة دِرْهم؛روی ذلك عن عائشة، رضی الله عنها، قالت: كان صَداق رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لأَزواجه اثنتی عشرة أُوقِیَّة و نَشًّا؛ و ورد‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اثنتا عشرة أُوقِیَّة‌و لم یذكر النَّشَّ، و الأُوقِیَّة مكیال أَیضاً. اللیث: الرَّطْل مقدار مَنٍّ، و تكسر الراء فیه. الجوهری: الرَّطْل و الرِّطْل نصف مَنا. و رَطَلَه یَرْطُلُهُ رَطْلًا، بالتخفیف، إِذا رازه و وزَنه لیعلم كمْ وزنُه. و غلام رَطْلٌ و رِطْلٌ: قَضیف. و الرِّطْل: المسترخی من الرجال. الأَزهری: الرَّطْل، بالفتح، الرجل الرِّخْو اللیِّن. و الرَّطْل و الرِّطْل أَیضاً: الذی راهَق الاحتلام، و قیل الذی لم تشتدَّ عِظامُه. و رجل رَطْلٌ و رِطْل: إِلی اللِّین و الرخاوة، و هو أَیضاً الكبیر الضعیف، و كذلك هو من الخیل، و الأُنثی من كل ذلك رِطْلَة و رَطْلَة؛ و أَنشد ابن بری لعمران بن حَطَّان: مُوَثَّق الخَلْق لا رَطْل و لا سَغِل و أَنشد لآخر: و لا أُقیم للغلام الرَّطْل [الرِّطْل و أَنشد لآخر: غُلَیِّم رَطْل و شیخ دامر و تَرْطِیل الشعر: تدهینه و تكسیره. و رَطَّلَ شعرَه: لَیَّنه بالدُّهْن و كَسَّره و ثَنَّاه. التهذیب: و مما یخطئ العامة فیه قولهم رَطَّلْت شعری إِذا رَجَّلته، و أَما التَّرْطِیل فهو أَن یُلَیِّن شعره بالدهن و المسح حتی یلین و یَبْرُق. ابن الأَعرابی: رَطَّلَ شعرَه إِذا أَرخاه و أَرسله من قولهم رجل رَطْلٌ إِذا كان مسترخیاً. و‌فی حدیث الحسن: لو كُشِف الغِطاء لشُغِل مُحْسِن بإِحسانه و مُسِی‌ءٌ بإِساءته عن تجدید ثوب أَو تَرْطِیل شعر؛ و هو تلیینه بالدُّهْن و ما أَشبهه. و فرس رِطْلٌ: خفیف، بالكسر لا غیر. أَبو عبید: فرس رَطْل، و الأُنثی رَطْلَة، و الجمع رِطَال، و هو الضعیف الخفیف؛ و أَنشد: تراه كالذئب خفیفاً رَطْلا و رجل رَطْل: أَحمق، و الأُنثی بالهاء. و الرَّطْل: العَدْل، بفتح الراء. و الرُّطَیْلاء: موضع.

رعل؛ ج11، ص: 286

: الرَّعْل: شِدَّة الطعن، و الإِرْعال سرعته و شِدَّته. و رَعَلَه و أَرْعَلَه بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شدیداً. و أَرْعَلَ الطَّعْنة: أَشبعها و ملك بها یده، و رَعَلَه بالسیف رَعْلًا إِذا نَفَخه به، و هو سیف مِرْعَلٌ و مِخْذَم. و الرَّعْلَة: القَطِیع أَو القِطْعة من الخیل لیست بالكثیرة، و قیل: هی أَوَّلها و مُقَدِّمتها، و قیل: هی القطعة من الخیل قدر العشرین «4»، و الجمع رِعَال و كذلك رِعَال القَطا؛ قال: تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها رِعَال القَطا، فی وِرْدهن بُكُور و قال إمرؤ القیس: و غارةٍ ذاتِ قَیْرَوانٍ، كأَن أَسرابَها الرِّعَال
(4). قوله [قدر العشرین] فی المحكم زیادة: و الخمسة و العشرین
لسان العرب، ج‌11، ص: 287
و أَنشد الجوهری لَطَرفة: ذُلُقٌ فی غارة مسفوحة، كَرِعَال الطیر أَسراباً تَمُرّ قال ابن بری: روایة الأَصمعی فی صدر هذا البیت: ذُلُق الغارة فی أَفْراعِهم و روایة غیره: ذُلُق فی غارة مسفوحة، و لَدی البأْس حماة ما تَفِرّ قال: و صوابه أَن یقول الرَّعْلة القطعة من الطیر، و علیه یصح شاهده لا علی الخیل، قال: و الرَّعْلَة القطعة من الخیل، متقدمة كانت أَو غیر متقدمة. قال: و أَما الرَّعِیل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خیل و جراد و طیر و رجال و نجوم و إبل و غیر ذلك؛ قال: و شاهد الرَّعِیل للإِبل قول القُحَیف العُقَیلی: أَ تَعْرِف أَم لا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا، من العام یغشاه، و من عام أَوَّلا؟ قِطارٌ و تاراتٍ حَریق، كأَنَّها مَضَلَّة بَوٍّ فی رَعِیل تَعَجَّلا و قال الراعی: یَحْدُون حُدْباً مائلًا أَشرافها، فی كل مَنْزِلةٍ یَدَعْنَ رَعِیلا قال ابن سیدة: و الرَّعِیل كالرَّعْلة، و قد یكون من الخیل و الرجال؛ قال عنترة: إِذ لا أُبادِر فی المَضِیق فوارسی، أَو لا أُوَكَّل بالرَّعِیل الأَول و یكون من البقر؛ قال: تَجَرَّدُ من نَصِیَّتها نَواجٍ، كما یَنْجو من البَقَر الرَّعِیلُ و الجمع أَرْعَال و أَرَاعِیل، فإِما أَن یكون أَرَاعِیل جمع الجمع، و إِما أَن یكون جمع رَعِیل كقَطِیع و أَقاطِیع، و قال بعضهم: یقال للقطعة من الفُرْسان رَعْلة، و لجماعة الخیل رَعِیل. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: سِراعاً إِلی أَمره رَعِیلًا‌أَی رُكَّاباً علی الخیل. و‌فی حدیث ابن زِمْل: فكأَنی بالرَّعْلة الأُولی حین أَشْفَوا علی المَرْج كَبَّروا، ثم جاءت الرَّعْلة الثانیة، ثم جاءت الرَّعْلة الثالثة؛ قال: یقال للقِطْعة من الفُرْسان رَعْلة، و لجماعة الخیل رَعِیل. و المُسْتَرْعِل: الذی یَنْهَض فی الرَّعِیل الأَول، و قیل: هو الخارج فی الرَّعِیل، و قیل: هو قائدها كأَنه یَسْتَحِثُّها؛ قال تأَبَّط شَرًّا: متی تَبْغِنی، ما دُمْت حیّاً مُسَلّماً، تَجِدْنی مع المُسْترعِل المُتَعَبْهل و قیل: المُسْترعِل ذو الإِبل، و به فسر ابن الأَعرابی المسترعِل فی هذا البیت؛ قال ابن سیدة: و لیس بجَیِّد. و الرَّعْل: أَنف الجبل كالرَّعْن، لیست لامه بدلًا من النون؛ قال ابن جنی: أَما رَعْل الجبل، باللام، فمن الرَّعْلَة و الرَّعِیل و هی القطعة المتقدمة من الخیل، و ذلك أَن الخیل توصف بالحركة و السرعة. و أَرَاعِیل الریاح: أَوائلُها، و قیل: دُفَعُها إِذا تتابعت. و أَرَاعِیل الجَهام: مُقَدِّماتُها و ما تَفَرَّق منها؛ قال ذو الرمة: تُزْجی أَرَاعِیلَ الجَهام الخُور و الرَّعْلة: النَّعامة، سمیت بذلك لأَنها تَقَدَّمُ فلا تكادُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 288
تُری إِلا سابقة للظَّلِیم. و اسْتَرْعَلَت الغنمُ: تتابعت فی السیر و المَرْعی فتقدَّمَ بعضُها بعضاً. و رَعَلَ الشی‌ءَ رَعْلًا: وَسَّع شَقَّه، و روی الأَحمر من السَّمات فی قطع الجلد الرَّعْلَة، و هو أَن یُشَقَّ من الأُذن شی‌ء ثم یترك معلقاً، و اسم ذلك المُعَلَّق الرَّعْل. و الرَّعْلَة: جلدة من أُذن الشاة و الناقة تشق فتعلق فی مؤخرها و تترك نائسة، و الصفة رَعْلاء، و قیل: الرَّعْلاء التی شُقَّت أُذنها شَقّاً واحداً بائناً فی وسطها فناسَتِ الأُذن من جانبیها؛ قال الجوهری: الرَّعْلَة و الرَّعْل ما یقطع من أُذن الشاة و یترك معلقاً لا یَبِین كأَنه زَنَمة. و الرَّعْلَة: القُلْفة علی التشبیه بَرَعْلَة الأُذن. و غلام أَرْعَلُ: أَقلف، و هو منه، و الجمع أَرْعَال و رُعْل؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانی و اسمه سَهْل بن شیبان و كان عَدِید الأَلف فی الجاهلیة: رأَیت الفِتْیَة الأَعزال مثل الأَینُق الرُّعْل «5». قال ابن بری: رواه الهَرَوی فی الغریبین الأَعزال جمع عُزُل الذی لا سلاح معه مثل سُدُم و أَسدام، و رواه ابن درید الأَغرال، بالراء، جمع أَغرل و هو الأَغلف. قال ابن بری: و الرُّعْل جمع رَعْلاء أَی لا تمتنع من أَحد. قال الأَزهری: و كل شی‌ء مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فهو أَرْعَل. و یقال للقَلْفاء من النساء إِذا طال موضع خَفْضها حتی یسترخی أَرْعَل؛ و منه قول جریر: رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، و الغِدَفْل العریض الواسع؛ و یقال للشاة الطویلة الأُذن رَعْلاء. و نَبْت أَرْعَلُ: طویل مُسْتَرْخٍ؛ قال: تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال، و مُظْلِماً لیس علی دَمَال و رواه أَبو حنیفة: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ. و عُشْبٌ أَرْعَل إِذا تَثَنَّی و طال «6»؛ قال: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَی مَثَّاثا و فی النوادر: شجرة مُرْعِلَة و مُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فهی مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، و أَرْعَلَت العَوسجةُ: خرجت رَعْلتها. و رَجُل أَرْعَلُ بیِّن الرَّعْلة و الرَّعالة: مضطرب العقل أَحمق مُسْتَرْخٍ. و الرَّعَالة: الحَماقة، و المرأَة رَعْلاء. و فی الأَمثال: العرب تقول للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زادك الله رَعَالَة أَی زاده الله حُمْقاً كلما ازداد غِنًی. و الرَّعَالَة: الرُّعونة، و المَثالة حُسْن الحال و الغِنی. الأَصمعی: الأَرْعَل الأَحمق، و أَنكر الأَرعن؛ و رَعِلَ یَرْعَلُ، فهو أَرْعَل. و الرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة من الكَرْم، الواحدة رُعْلَة؛ هذه عن أَبی حنیفة؛ و قد رَعَّلَ الكَرْمُ. و الرَّعْلَة: اسم نخْلة الدَّقَل، و الجمع رِعَال، و الرَّاعِل فُحَّالُها، و قیل: هو الكریم منها، و الرَّاعِل الدَّقَل. و الرِّعْل: ذكر النَّحْل، و منه سُمِّی رِعْل بن ذَكْوان. و الرَّعْلة: واحدة الرِّعَال و هی الطِّوال من النخل. و ترك فلان رَعْلة أَی عِیالًا. و یقال: هو أَخْبَث من أَبی رِعْلَة، و هو الذئب،
(5). قوله [الأَعزال] هی روایة التهذیب و الجوهری و الصاغانی، و الذی فی المحكم: الأَرغال (6). قوله [و طال] هكذا فی الأصل، و الذی فی التكملة و القاموس: و طاب بالباء
لسان العرب، ج‌11، ص: 289
و كذلك أَبو عِسْلة. و الرَّعْلة: اسم ناقة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و الرَّعْلة الخِیرة من بناتها و رَعْلَة: اسم فرس أَخی الخنساء؛ قالت: و قد فَقَدَتْك رَعْلَةُ فاستراحت، فَلَیْتَ الخَیْل فارسها یراها و یقال: مَرَّ فلان یَجُرُّ رَعْلَه أَی ثیابه. و یقال لما «1» تَهَدَّل من الثیاب أَرْعَل. و المُرَعَّل: خیار المال؛ قال الشاعر: أَبَأْنا بقَتْلانا و سُقْنا بسَبْیِنا نساءً، و جئنا بالهِجان المُرَعَّل و الرُّعْلُول: بَقْل، و یقال هو الطَّرْخون. و ابن الرَّعْلاء: من شُعَرائهم. و رِعْل و ذَكْوان: قبیلتان من سُلَیْم. قال ابن سیدة: رِعْل و رِعْلَة جمیعاً قبیلة بالیمن، و قیل: هم من سُلَیْم. و الرَّعْل: موضع.

رعبل؛ ج11، ص: 289

: جَمَلٌ رَعْبَلٌ: ضخم؛ فأَما قوله: منتشرٌ، إِذا مَشَی، رَعْبَلُّ إِذا مَطاه السَّفَرُ الأَطْوَلُّ، و البَلَدُ العَطَوّدُ الهَوْجَلُّ فإِنه أَراد رَعْبَل و الأَطْوَل و الهَوْجَل فثَقَّل كل ذلك للضرورة. و رَعْبَل اللحمَ رَعْبَلَة: قَطَّعه لتصل النار إِلیه فتُنْضجه، و القطْعة الواحدة رُعْبُولَة. و رَعْبَل الثوبَ فتَرَعْبَلَ: مَزَّقه فتمزق. و الرُّعْبُولَة: الخِرْقة المتمزقة. و الرَّعْبِلَة: ما أَخْلَق من الثوب. و ثوب مُرَعْبَل أَی ممزق، و تَرَعْبَلَ. و ثوب رَعَابِیلُ: أَخْلاقٌ، جمعوا علی أَن كل جزء منه رُعْبُولَة؛ قال ابن سیدة: و زعم ابن الأَعرابی أَن الرَّعَابِیل جمع رِعْبِلَة، و لیس بشی‌ء، و الصحیح أَنه جمع رُعْبُولَة، و قد غَلِط ابن الأَعرابی. و یقال: جاء فلان فی رَعَابِیل أَی فی أَطمار و أَخلاق. و الرَّعَابِیل: الثیاب المتمزقة. و‌فی الحدیث: أَن أَهل الیمامة رَعْبَلُوا فسُطاط خالد بالسیوف‌أَی قَطَّعوه؛ و منه قصید كعب بن زهیر: تَفْرِی اللَّبان بكَفَّیْها، و مِدْرَعُها مُشَقَّقٌ عن تَرَاقِیها، رَعَابِیل و ریح رَعْبَلَة إِذا لم تسقم فی هُبوبها؛ قال ابن أَحمر یصف الریح: عَشْواء رَعْبَلَة الرَّواح، خَجَوْجاة الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْر و امرأَة رَعْبَلٌ: فی خُلْقان الثیاب ذات خُلْقان؛ و قیل: هی الرَّعْناء الحَمْقاء؛ قال أَبو النجم: كصَوْت خَرْقاء تلاحِی، رَعْبَل و فی الدعاء: ثَكِلته الرَّعْبَل أَی أُمُّه الحَمْقاء، و قیل: ثَكِلَته الرَّعْبَل أَی أُمُّه، حَمْقاء كانت أَو غیر حَمْقاء. یقال: ثَكِلَتْه الجَثَل و ثَكِلته الرَّعْبَل، معناهما ثَكِلته أُمه؛ و أَنشد ابن بری: و قال ذو العَقْل لمن لا یَعْقِل: اذهب إِلیك، ثَكِلَتْك الرَّعْبَل و قال شمر فی قول الكمیت یصف ذئباً: یرانی فی اللِّمام له صَدِیقاً، و شادِنَةُ العَسابِرِ رَعْبَلِیب
(1). قوله [و یقال لما إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و یقال لما تهدل من النبات أَرْعَل، كذا فی العباب، و فی اللسان: لما تهدل من الثیاب
لسان العرب، ج‌11، ص: 290
قال شمر: یرانی یعنی الذئب، و شادنة العَسابر: یعنی أَولادها و رَعْبَلِیب أَی مُلاطِفة؛ و قال غیره: رَعْبَلِیب یُمَزِّق ما قدر علیه من رَعْبَلْت الجلد إِذا مَزَّقته؛ و منه ابن أَبی الحُقَیْق: مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ یُرَعْبِل بعضُه بعضاً، كمَعْمَعة الأَباء المُحْرَق الجوهری: رَعْبَلْتُ اللحمَ قَطَّعته؛ و منه قول الشاعر: تَرَی الملوك حَوْله مُرَعْبَلَه، یَقْتُل ذا الذنب، و من لا ذنب له و یروی … مُغَرْبَله؛ و قال آخر: طَها هُذْرُبَانٌ قَلَّ تغمیضُ عینه، علی دَبَّةٍ، مثل الخَنِیف المُرَعْبَل و قال آخر: قد انْشَوَی شِواؤنا المُرَعْبَلُ، فاقْتَرِبوا إِلی الغَدَاء فكُلُوا و أَبو ذُبیان بن الرَّعْبَل «1».

رغل؛ ج11، ص: 290

: الرُّغْلَة: القُلْفة كالغُرْلة. و الأَرْغَل: الأَقلف، و كذلك الأَغْرَل. و غُلام أَرْغَل بَیِّن الرَّغَل أَی أَغْرَل، و هو الأَقْلَف؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: فإِنِّی امرؤ من بنی عامر، و إِنكِ دارِیَّةٌ ثَیْتَلُ تَبُول العُنْوقُ علی أَنفه، كما بال ذو الوَدْعة الأَرْغَل الثَّیْتَل: الوَعِل، و الثَّیْتَل فی هذا البیت: الذی یقعد مع النساء، و الدَّارِیَّة: الذی یلزم داره. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه كان یكره ذَبیحة الأَرْغَل‌أَی الأَقلف؛ هو مقلوب الأَغْرَل كجَبَذَ و جَذَب. و عیش أَرْغَلُ و أَغْرَل أَی واسع ناعم، و كذلك عام أَرْغَل. و الرَّغْلة: رَضاعة فی غفلة. یقال: رَغَل المولود أُمَّه یَرْغَلها رَغْلًا رَضعها، و خَصَّ بعضهم به الجَدْی. قال الریاشی: رَغَل الجَدْیُ أُمَّه و أَرْغَلها رَضعها؛ قال الشاعر: یَسْبِق فیها الحَمَل العَجِیَّا رَغْلًا، إِذا ما آنس العَشِیَّا یقول: إِنه یبادر بالعَشِیِّ إِلی الشاة یَرْغَلُها دون ولدها، یَصِفه باللُّؤم. قال أَبو زید: و یقال فلان رَمٌّ رَغُولٌ إِذا اغْتَنَم كل شی‌ء و أَكله؛ قال أَبو وَجْزة السعدی: رَمٌّ رَغُولٌ، إِذا اغْبَرَّتْ موارِدُه، و لا ینامُ له جارٌ، إِذا اخْتَرفا یقول: إِذا أَجْدَب لم یحتقر شیئاً و شَرِه إِلیه، و إِن أَخْصب لم یَنَم جاره خوفاً من غائلته. و فَصِیل رَاغِل أَی لاهِجٌ، و رَغَل البَهْمةُ أُمَّه یَرْغَلُها كذلك. و الرَّغْل: البَهْمة لذلك، و كأَنه سمی بالمصدر؛ عن ابن الأَعرابی. و الرَّغُول: البهمة یَرْغَل أُمَّه أَی یرضعها. و أَرْغَلَت القَطاةُ فَرْخَها إِذا زَقَّتْه، بالراء و الزای؛ و ینشد بیت ابن أَحمر: فأَرْغَلَتْ فی حَلْقه رُغْلةً، لم تُخْطئ الجید و لم تَشْفَتِر بالروایتین. و‌فی حدیث مِسْعَر: أَنه قرأَ علی عاصم فَلَحن فقال: أَرْغَلْتَ‌أَی صِرْت صبیّاً ترضع بعد ما مَهَرْت القراءَة، من قولهم رَغَلَ الصَّبیُّ یَرْغَلُ إِذا أَخذ ثدی أُمه فرضِعَه بسرعة، و یروی بالزای لغة
(1). قوله: و أَبو ذبیان بن الرَّعْبَل: هكذا فی الأَصل، و فی الكلام سقط
لسان العرب، ج‌11، ص: 291
فیه. و أَرْغَلَت المرأَةُ، و هی مُرْغِل: أَرضعت ولدها، بالراء و الزای جمیعاً. و أَرْغَلَت ولدَها: أَرضعته. و أَرْغَل إِلیه: مال كأَرْغَنَ. و أَرْغَل أَیضاً: أَخطأَ و وضع الشی‌ء فی غیر موضعه. و أَرْغَلَت الإِبلُ عن مراتعها أَی ضَلَّت. و الرَّغْل: أَن یجاوز السُّنْبُل الإِلْحام، و قد أَرْغَلَ الزرعُ؛ عن أَبی حنیفة. و الرُّغْل، بالضم: ضرب من الحَمْض، و الجمع أَرْغَال؛ قال أَبو حنیفة: الرُّغْل حَمْضة تنفرش و عیدانها صِلاب، و ورقها نحو من ورق الجَماجم إِلا أَنها بیضاء و منابتها السهول؛ قال أَبو النجم: تَظَلُّ حِفْراه من التَّهَدُّل فی روض ذَفْراء، و رُغْلٍ مُخْجِل قال اللیث: الرُّغْل نبات تسمیه الفُرْس السَّرْمَق و أَنشد: بات من الخَلْصاء فی رُغْل أَغَن قال أَبو منصور: غلِطَ اللیث فی تفسیر الرُّغْل أَنه السَّرْمَق، و الرُّغْل من شجر الحَمْض و ورقه مفتول، و الإِبل تُحْمِض به؛ قال: و أَنشدنی أَعرابی و نحن بالصَّمَّان: تَرْعی من الصَّمَّان روضاً آرِجا، و رُغُلًا باتت به لواهِجا و أَرْغَلَتِ الأَرْضُ: أَنبَتَت الرُّغْل. و رَغَالِ: الأَمة؛ قالت دَخْتَنُوس: فَخْرَ البَغِیِّ بِحِدْج رَبَّتِها، إِذا الناس اسْتَقَلُّوا «1». لا رِجْلَها حَمَلَتْ، و لا لرَغَالِ فیه مُسْتَظَلُّ قال: رَغَالِ هی الأَمة لأَنها تَطْعَم و تَسْتَطْعِم. و رُغْلان: اسم.و أَبو رِغَال: كنیة، و قیل: كان رَجُلًا عَشَّاراً فی الزمن الأَول جائراً فقَبْره یُرجم إِلی الیوم، و قبره بین مكة و الطائف، و كان عبداً لشُعَیب، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛ قال جریر: إِذا مات الفرزدق فارجُموه، كما تَرْمُون قبر أَبی رِغال و‌قیل: كان أَبو رِغَال دلیلًا للحبشة حین توجهوا إِلی مكة فمات فی الطریق.رأَیت حاشیة هنا صورتها: أَبو رِغَال اسمه زید بن مخلف عَبْدٌ كان لصالح النبی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، بعثه مُصَدِّقاً، و إِنه أَتی قوماً لیس لهم لِبْنٌ إِلا شاة واحدة، و لهم صبی قد ماتت أُمُّه فهم یُعاجُونه بلبن تلك الشاة، یعنی یُغَذُّونه، و العَجِیُّ الذی یُغَذَّی بغیر لبن أُمه، فأَبی أَن یأْخذ غیرها، فقالوا: دَعْها نُحابی بها هذا الصبیَّ، فأَبی، فیقال إِنه نزلت به قارعة من السماء، و یقال: بل قَتَله رَبُّ الشاة، فلما فقده صالح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، قام فی الموسم ینشد الناس فأُخْبِر بصنیعه فَلَعَنه، فقبره بین مكة و الطائف یَرْجُمه الناس.

رفل؛ ج11، ص: 291

: اللیث: الرَّفْل جَرُّ الذیل و رَكْضُه بالرِّجْل؛ و أَنشد: یَرْفُلْن فی سَرَق الحَرِیر و قَزِّه، یَسْحَبْن من هُدَّابه أَذْیالا رَفَل یَرْفُل رَفْلًا و رَفِلَ، بالكسر، رَفَلًا: خَرُق باللباس و كُلِّ عمل، فهو رَفِلٌ؛ و أَنشد الأَصمعی:
(1). قوله [إذا الناس استقلوا] هكذا فی الأَصل و التهذیب، و أورده فی ترجمة حدج: إذا ما الناس شلوا
لسان العرب، ج‌11، ص: 292
فی الرَّكْب وَشْواشٌ و فی الحَیِّ رَفِل و كذلك أَرْفَلَ فی ثیابه. و رجُل أَرْفَلُ و رَفِلٌ: أَخْرَق باللباس و غیره، و الأُنثی رَفْلاء. و امرأَة رَافِلَة و رَفِلَة: تَجُرُّ ذیلها إِذا مشت و تَمِیس فی ذلك، و قیل: امرأَة رَفِلَة تتَرَفَّل فی مِشْیتها خُرْقاً، فإِن لم تحسن المشی فی ثیابها قیل رَفْلاء. ابن سیدة: امرأَة رَفِلة و رِفِلة قبیحة، و كذلك الرجل. و رَفَلَ یَرْفُلُ رَفْلًا و رَفَلاناً و أَرْفَل: جرّ ذیله و تبختر، و قیل: خَطَر بیده. و أَرْفَلَ الرجلُ ثیابَه إِذا أَرخاها. و إِزار مُرْفَلٌ: مُرْخًی. و رَفَلَ فی ثیابه یَرْفُلُ إِذا أَطالها و جرّها متبختراً، فهو رَافِل. و الرَّفِل: الأَحمق. و رجل تَرْفِیلٌ: یَرْفُلُ فی مشیه؛ عن السیرافی. و أَرْفَلَ ثَوْبَهُ: أَرسله. و شَمَّر رِفْلَهُ أَی ذیله. و امرأَة رَفِلَةٌ: تَجُرُّ ذیلها جَرّاً حسناً، و رَفْلاء: لا تُحْسِن المشی فی الثیاب، فهی تَجُرُّ ذیلها، و مِرْفَالٌ: كثیر الرَّفَلان. و امرأَة مِرْفَالٌ: كثیرة الرُّفول فی ثوبها، و لو قیل: امرأَة رَفِلَةٌ تُطَوِّل ذیلها و تَرْفُلُ فیه، كان حسناً. و‌فی الحدیث: إِن الرَّافِلَة فی غیر أَهلها كالظُّلْمة یوم القیامة؛ هی التی تَرْفُل فی ثوبها أَی تتبختر. و الرِّفْل: الذیل. و رَفَّلَ إِزاره إِذا أَسبله و تبختر فیه؛ و منه‌حدیث أَبی جهل: یَرْفُلُ فی الناس، و یروی یَزُول، بالزای و الواو، أَی یُكثر الحركة و لا یستقرّ. و التَّرْفِیل فی عَروض الكامل: زیادة سبب فی قافیته. ابن سیدة: التَّرْفِیل فی مُرَبَّع الكامل أَن یزاد [تُنْ] علی مُتَفاعلن فیجی‌ء مُتَفاعِلاتُنْ و هو المُرَفَّل؛ و بیته قوله: و لقد سَبَقْتَهُمُ إِلیَّ فلِمْ نَزَعْتَ، و أَنت آخر؟ فقوله [تَ وَ أَنت آخر] متفاعلاتن؛ قال: و إِنما سُمِّی مُرَفَّلًا لأَنه وُسِّع فصار بمنزلة الثوب الذی یُرْفَل فیه. و شَعرٌ رَفَالٌ: طویل؛ قال الشاعر‌بفاحِمٍ مُنْسدِلٍ رَفَال قال: و أَما قول الشاعر: ترفل المَرَافِلا فمعناه تمشی كل ضرب من الرَّفْل. و فرس رِفَلٌّ: طویل الذنب، و كذلك البعیر و الوَعِل؛ قال الجعدی: فَعَرَفْنا هِزَّةً تأْخُذُه، فَقَرَنَّاه برَضْراضٍ رِفَل أَیِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازلٍ، أَخْلَف البازل عاماً أَو بَزَل و رِفَنٌّ لغة، و قیل نونها بدل من لام رِفَلّ؛ قال ابن مَیَّادة: یَتْبَعْنَ سَدْوَ سَبِط جَعْدٍ رِفَل، كأَن حیث تلتقی منه المُحُل، من جانبیه، وَعِلان و وَعِل و قال: الرَّفَلُّ و الرِّفَنُّ من الخیل جمیعاً الكثیر اللحم. و بعیر رِفَلٌّ: واسع الجلد، و قد یكون الطویل الذنب یوصف به علی الوجهین؛ و أَنشد لرؤبة: جَعْدُ الدَّرانِیك، رِفَلُّ الأَجلاد، كأَنه مُخْتَضِبٌ فی أَجساد و ثوبٌ رِفَلٌّ مثل هِجَفٍّ: واسعٌ. و معیشة رِفَلَّة: واسعة. و التَّرْفِیل: التسوید و التعظیم.
لسان العرب، ج‌11، ص: 293
و رَفَّلْت الرجلَ إِذا عَظَّمته و مَلَّكْته؛ قال ذو الرمة: إِذا نحن رَفَّلْنا امْرَأً ساد قومَه، و إِن لم یكن، من قبل ذلك، یُذْكَر و‌فی حدیث وائل بن حجر: یَسْعی و یَتَرَفَّلُ علی الأَقوال‌أَی یَتَسَوَّد و یَتَرأَّس استعارة من تَرْفِیل الثوب و هو إِسباغه و إِسباله؛ قال شمر: التَرَفُّل التسوّد، و التَّرْفِیل التسوید. و رُفِّلَ فلان إِذا سُوّد علی قومه، و قیل: رَفَّلْتُ الرجلَ ذَلَّلته و مَلَكْته. و تَرْفِیل الرَّكِیَّة: إِجْمامها. و رَفَّلْتُ الركیَّة: أَجْممتها. و رَفَلُ الرَّكِیَّةِ: مَكْلتُها. و رِفَال التیس: شی‌ء یوضع بین یدی قَضِیبه لئلا یَسْفِد. و ناقة مُرَفَّلَة: تُصَرُّ بخِرْقة ثم تُرْسَل علی أَخْلافها فتُغَطَّی بها. و مرافل: سَوِیقُ یَنْبُوتِ عُمان. و رَوْفَل: اسم.

رقل؛ ج11، ص: 293

: الرَّقْلَة مثل الرَّعْلة: النخلةُ التی فاتت الید و هی فوق الجَبَّارة؛ قال الأَصمعی: إِذا فاتت النخلةُ یَد المتناوِل فهی جَبَّارة، فإِذا ارتفعت عن ذلك فهی الرَّقْلَة، و جمعها رَقْلٌ و رِقَالٌ؛ قال كثیر: حُزیَتْ لی بحَزْم فَیْدةَ تُحْدی، كالیَهُودِیِّ من نَطاة الرِّقَال أَراد كنخل الیهودی، و نَطاةُ خیبرُ. التهذیب: الرِّقَال من نخیل نَطاة و هی عین بخیبر. قال ابن بری: و یقال رَقْلَة و رَقْل؛ و منه المثل: تَری الفتْیان كالرَّقْل، و ما یُدْریك بالدَّخْل. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و لا تَقْطَعْ علیهم رَقْلَة؛ الرَّقْلَة: النخلة و جنسها الرَّقْل. و‌فی حدیث جابر فی غزوة خیبر: خرج رجل كأَنه الرَّقْل فی یده حربة، و‌فی حدیث أَبی حثمة: لیس الصَّقْر فی رؤوس الرَّقْل الراسخات فی الوَحْل؛ الصَّقْرُ: الدِّبسُ. و الرَّاقُول: حَبْل یُصْعَد به النخل فی بعض اللغات و هو الحابُول و الكَرُّ. و الإِرْقَال: ضرب من الخَبَب. و روی أَبو عبید عن أَصحابه: الإِرْقَال و الإِجْذام و الإِجْماز سرعة سیر الإِبل. و أَرْقَلَتِ الدابةُ و الناقةُ إِرْقَالًا: أَسرعت. و أَرْقَلَ القومُ إِلی الحرب إِرْقَالًا: أَسرعوا؛ قال النابغة: إِذا اسْتُنْزِلوا عنهنَّ للطَّعْن، أَرْقَلُوا إِلی الموت إِرْقَالَ الجِمالِ المَصاعِب و فی حدیث قُسٍّ ذكر الإِرْقَال، و هو ضرب من العَدْو فوق الخَبَب. و أَرْقَلَتِ الناقةُ تُرْقِلُ إِرْقَالًا فهی مُرْقِل و مِرْقَالٌ؛ و فی قصید كعب بن زهیر: فیها علی الأَیْن إِرْقَالٌ و تَبْغِیل و استعاره أَبو حَیَّة النُّمیری للرماح فقال: أَما إِنه لو كان غیرك أَرْقلت إِلیه القنا بالرّاعِفات اللّهازِم یعنی الأَسنَّة. و أَرْقَلَ المَفازة: قَطَعها؛ قال العجاج: لاهُمَّ، ربَّ البیت و المُشَرَّق، و المُرْقِلاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَق قال ابن سیدة: و قد یكون قوله كُلَّ سَهْب منصوباً علی الظرف. قال الأَزهری: قوله إِرْقَالُ المفازة قَطْعُها خطأ، و لیس بشی‌ء، و معنی قول العجاج: و المُرْقِلات كُلّ سَهْب و رَبّ المُرْقِلات، و هی الإِبل المسرعة، و نصب كل لأَنه جعله ظرفاً، أَراد و رب المُرْقِلات فی كل سَهْب، و ناقة مُرْقِل
لسان العرب، ج‌11، ص: 294
و مِرْقَال: كثیرة الإِرْقال. ابن سیدة: و ناقة مِرْقَال مُرْقِلَة؛ قال طَرَفة: و إِنی لأُمْضِی الهَمَّ، عِندَ احتضاره، بعَوْجاء مِرْقَالٍ تروح و تغتدی و‌المِرْقَال: لقب هاشم بن عُتْبة الزهری لأَن عَلِیًّا، علیه السلام، دفع إِلیه الرایة یوم صِفِّین فكان یُرْقِل بها إِرْقَالًا.

ركل؛ ج11، ص: 294

: الرَّكل: ضَرْبُك الفرسَ برِجْلِك لیَعْدُوَ. و الرَّكْل: الضرب برجلْ واحدة، رَكَلَهُ یَرْكُلُه رَكْلًا. و قیل: هو الركض بالرِّجل، و تَرَاكَلَ القومُ. و المِرْكَل: الرِّجْل من الراكب. و المَرْكَل: الطریق. و المَرْكَل من الدابة: حیث تُصیب برِجْلك. الجوهری: مَرَاكِلُ الدابة حیث یَرْكُلها الفارس برجله إِذا حركه للرَّكْض، و هما مَرْكَلان؛ قال عنترة: و حَشِیَّتی سَرْجٌ علی عَبْل الشَّوَی، نَهْدٍ مَرَاكِلُه، نَبِیلِ المحْزِم أَی أَنه واسع الجوف عظیم المراكل. و المَرْكَلانِ من الدابة: هما موضعا القُصْرَیَیْن من الجنبین، و لذلك یقال فَرَس نَهْدُ المَرَاكِل. و التَّرَكُّل كما یَحْفِر الحافر بالمِسْحاة إِذا تَرَكَّل علیها برِجْله. و أَرض مُرَكَّلَة إِذا كُدَّت بحوافر الدواب؛ و منه قول إمرئ القیس یصف الخیل: مِسَحٌّ، إِذا ما السابحاتُ علی الوَنَی أَثرْنَ الغُبارَ بالكَدِید المُرَكَّل و‌فی الحدیث: فرَكَلَه برجله‌أَی رَفَسه. و‌فی حدیث عبد الملك: أَنه كتب إِلی الحَجّاج: لأَرْكُلَنَّكَ رَكْلَة.و تَرَكَّلَ الحافرُ برِجْله علی المِسْحاة: تَوَرَّك علیها بها؛ قال الأَخطل یصف الخَمْر: رَبَتْ و رَبَا فی كَرْمها ابنُ مَدِینة، یَظَلُّ علی مِسْحاته یَتَرَكَّلُ و تَرَكَّلَ الرَّجُلُ بِمِسْحاته إِذا ضربها برِجْله لتدخل فی الأَرض. و الرَّكْل: الكُرَّاث بلغة عبد القیس؛ قال: أَلا حَبَّذا الأَحساءُ طِیبُ ترابها، و رَكْلٌ بها غادٍ علینا و رائح و بائعه رَكَّال. و مَرْكَلانُ: موضع.

رمل؛ ج11، ص: 294

: الرَّمْل: نوع معروف من التراب، و جمعه الرِّمَال، و القطعة منها رَمْلَة؛ ابن سیدة: واحدته رَمْلة، و به سمیت المرأَة، و هی الرِّمَال و الأَرْمُلُ؛ قال العجاج: یَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل، جَوْزَ الفَلا، من أَرْمُل و أَرْمُل و رَمَّلَ الطعامَ: جعل فیه الرَّمْل. و‌فی حدیث الحُمُر الأَهلیة: أَمر أَن تُكْفأ القُدور و أَن یُرَمَّل اللحم بالتراب‌أَی یُلَتّ بالتراب لئلا ینتفع به. و رَمَّلَ الثوب و نحوه: لَطَّخه بالدم، و یقال: أَرْمَلَ السهم إِرْمَالًا إِذا أَصابه الدم فبقی أَثره؛ و قال أَبو النجم یصف سهاماً: مُحْمَرَّة الرِّیش علی ارْتِمَالِها، من عَلَقٍ أَقْبَل فی شِكالها «2». و یقال: رُمِّل فلان بالدم و ضُمِّخ بالدم و ضُرِّج بالدم
(2). قوله [شكالها] هكذا فی الأصل و شرح القاموس، و الذی فی التكملة: سعالها بالمهملتین مضبوطاً بضم السین
لسان العرب، ج‌11، ص: 295
كُلُّه إِذا لُطِّخَ به، و قد تَرَمَّلَ بدمه. الجوهری: رَمَّلَه بالدم فتَرَمَّلَ و ارْتَمَلَ أَی تَلَطَّخ؛ قال أَبو أَخزم الطائی: إِنَّ بَنِیَّ رَمَّلُونِی بالدَّمِ، شِنْشِنةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ و رَمَلَ النَّسْجَ یَرْمُله رَمْلًا و رَمَّلَه و أَرْمَلَه: رَقَّقه. و رَمَل السریرَ و الحصیرَ یَرْمُلُه رَمْلًا: زیَّنه بالجوهر و نحوه. أَبو عبید: رَمَلْت الحصیرَ و أَرْمَلْتُه، فهو مَرْمُول و مُرْمَل إِذا نَسَجته و سَفَفْته. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان مضطجعاً علی رُمَال سَریر قد أَثَّر فی جنبه؛ قال الشاعر: إِذ لا یزال علی طریقٍ لاحِب، و كأَنَّ صَفْحته حَصیرٌ مُرْمَل و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: دخلت علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و إِذا هو جالس علی رُمَال سریر، و فی روایة: حَصِیر؛ الرُّمَالُ: ما رُمِل أَی نُسِج؛ قال الزمخشری: و نظیره الحُطام و الرُّكام لما حُطِم و رُكِم، و قال غیره: الرِّمال جمع رَمْل بمعنی مَرْمُول كَخَلْق الله بمعنی مخلوقه، و المراد أَنه كان السریر قد نُسِج وجهه بالسَّعَف و لم یكن علی السریر وِطاء سوی الحَصِیر. و الرَّوَامِل: نواسِج الحَصِیر، الواحدة رَامِلَة، و قد أَرْمَلَه؛ و أَنشد أَبو عبید: كأَنَّ نَسْج العنكبوت المُرْمَلُ و قد رَمَلَ سریره و أَرْمَلَه إِذا رَمَلَ شَرِیطاً أَو غیره فجعله ظَهْراً له. و یقال: خَبِیصٌ مُرْمَل إِذا عُصِد عَصْداً شدیداً حتی صارت فیه طرائق موضونة. و طعام مُرَمَّل إِذا أُلقی فیه الرَّمْل. و الرَّمَل، بالتحریك: الهَرْولة. و رَمَلَ یَرْمُلُ رَمَلًا: و هو دون المشی «1» و فوق العَدْو. و یقال: رَمَلَ الرَّجلُ یَرْمُلُ رَمَلاناً و رَمَلًا إِذا أَسرع فی مِشیته و هزَّ منكبیه، و هو فی ذلك لا یَنْزُو، و الطائف بالبیت یَرْمُلُ رَمَلاناً اقتداءً بالنبی، صلی الله علیه و سلم، و بأَصحابه، و ذلك بأَنهم رَمَلوا لیَعْلم أَهلُ مكة أَن بهم قُوَّة؛ و أَنشد المبرد: ناقته تَرْمُل فی النِّقال، مُتْلِف مالٍ و مُفید مال و النِّقال: المُناقَلة، و هو أَن تضع رجلیها مواضع یدیها؛ و رَمَلْت بین الصَّفا و المَرْوة رَمَلًا و رَمَلاناً. و‌فی حدیث الطواف: رَمَلَ ثلاثاً و مَشَی أَربعاً.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فِیمَ الرَّمَلانُ و الكَشْفُ عن المَناكب و قد أَطَّأَ اللهُ الإِسلام؟قال ابن الأَثیر: یكثر مجی‌ء المصدر علی هذا الوزن فی أَنواع الحركة كالنَّزَوان و النَّسَلان و الرَّسَفان و أَشباه ذلك؛ و حكی الحربیُّ فیه قولًا غریباً قال: إِنه تثنیة الرَّمَل و لیس مصدراً، و هو أَن یَهُزَّ منكبیه و لا یُسْرع، و السعی أَن یُسرع فی المشی، و أَراد بالرَّمَلین الرَّمَل و السعی، قال: و جاز أَن یقال للرَّمَل و السعی الرَّمَلانِ، لأَنه لما خَفَّ اسم الرَّمَل و ثَقُل اسم السعی غُلِّب الأَخف فقیل الرَّمَلانِ، كما قالوا القَمَرانِ و العُمَرانِ، قال: و هذا القول من ذلك الإِمام كما تراه، فإِن الحال التی شُرِع فیها رَمَلُ الطواف، و قول عُمَر فیه ما قال یشهد بخلافه لأَن رَمَل الطواف هو الذی أَمر به النبی، صلی الله علیه و سلم، أَصحابه فی عُمْرة القضاء لیُری المشركین قوّتهم حیث
(1). قوله [و هو دون المشی إلخ] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس: و لعله فوق المشی و دون العدو
لسان العرب، ج‌11، ص: 296
قالوا: وهَنَتْهم حُمَّی یَثْرِب و هو مسنون فی بعض الأَطواف دون البعض، و أَما السعی بین الصفا و المروة فهو شِعار قدیم من عهد هاجَر أُمِّ إِسماعیل، علیهما السلام، فإِذاً المراد بقول عمر، رضی الله عنه، رَمَلانُ الطوافِ وحده الذی سُنَّ لأَجل الكفار، و هو مصدر، قال: و كذلك شَرَحه أَهل العلم لا خلاف بینهم فیه فلیس للتثنیة وجه. و الرَّمَل: ضرب من عروض یجی‌ء علی فاعلاتن فاعلاتن؛ قال: لا یُغْلَب النازعُ ما دام الرَّمَل، و من أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل «1». ابن سیدة: الرَّمَل من الشِّعْر كل شعر مهزول غیر مؤتَلِف البناء، و هو مما تُسَمِّی العرب من غیر أَن یَحُدُّوا فی ذلك شیئاً نحو قوله: أَقْفَرَ من أَهله مَلْحوبُ، فالقُطَبِیَّاتُ فالذَّنُوبُ «2». و نحو قوله: أَلا لله قَوْمٌ وَلَدَتْ أُختُ بنی سَهْم أَراد ولدتهم، قال: و عامة المَجْزوء یَجْعَلونه رَمَلًا؛ كذا سمع من العرب؛ قال ابن جنی: قوله و هو مما تسمی العرب، مع أَن كل لفظة و لقب استعمله العَروضیُّون فهو من كلام العرب، تأْویله إِنما استعملته فی الموضع الذی استعمله فیه العَروضیُّون، و لیس منقولًا عن موضعه لا نقل العَلَم و لا نقل التشبیه علی ما تقدم من قولك فی ذینك، أَ لا تری أَن العَروض و المِصْراع و القَبْض و العَقْل و غیر ذلك من الأَسماء التی استعملها أَصحاب هذه الصناعة قد تعلقت العرب بها؟ و لكن لیس فی المواضع التی نقلها أَهل هذا العلم إِلیها، إِنما العَروض الخَشَبة التی فی وسط البیت المَبْنِیِّ لهم، و المِصْراع أَحد صِفْقَی الباب فنقل ذلك و نحوه تشبیهاً، و أَما الرَّمَل فإِن العرب وضعت فیه اللفظة نفسها عبارة عندهم عن الشِّعْر الذی وصفه باضطراب البناء و النقصان عن الأصل، فعلی هذا وضعه أَهل هذه الصناعة، لم ینقلوه نقلًا عَلَمِیًّا و لا نقلًا تشبیهیّاً، قال: و بالجملة فإِن الرَّمَل كل ما كان غیرَ القَصِید من الشِّعْر و غَیْرَ الرَّجَز. و أَرْمَلَ القومُ: نَفِد زادُهم، و أَرْمَلُوه أَنْفدوه؛ قال السُّلَیْك بن السُّلَكة: إِذا أَرْمَلُوا زاداً، عَقَرْت مَطِیَّةً تَجُرُّ برجلیها السَّرِیحَ المُخَدَّما و‌فی حدیث أُم مَعْبَد: و كان القوم مُرْمِلینَ مُسْنتین؛ قال أَبو عبید: المُرْمِلُ الذی نَفِدَ زاده؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: كنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی غَزَاة فأَرْمَلْنا و أَنْفَضْنا؛ و منه حدیث أُم معبد؛ أَی نَفِد زادهم، قال: و أَصله من الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ كما قیل للفقیر التَّرِبُ. و رجل أَرْمَل و امرأَة أَرْمَلَة: محتاجة، و هم الأَرْمَلَة و الأَرَامِل و الأَرَامِلَة، كَسَّروه تكسیر الأَسماء لقِلَّته، و كُلُّ جماعة من رجال و نساء أَو رجال دون نساء أَو نساء دون رجال أَرْمَلَةٌ، بعد أَن یكونوا محتاجین. و یقال للفقیر الذی لا یقدر علی شی‌ء من رجل أَو امرأَة أَرْمَلة، و لا یقال للمرأَة التی لا زوج لها و هی مُوسِرة أَرْمَلَة، و الأَرَامِل: المساكین. و یقال: جاءت أَرْمَلةٌ من نساء و رجال محتاجین، و یقال للرجال المحتاجین الضعفاء أَرْمَلَة، و إِن لم یكن
(1). هذا البیت من الرجز لا من الرَّمَل (2). قوله [فالقطبیات] هكذا فی الأصل بتخفیف الطاء و مثله فی القاموس، و ضبطه یاقوت بتشدیدها
لسان العرب، ج‌11، ص: 297
فیهم نساء. و حكی ابن بری عن ابن قتیبة قال: إِذا قال الرجل هذا المال لأَرَامِل بنی فلان فهو للرجال و النساء، لأَن الأَرَامِل یقع علی الذكور و النساء، قال: و قال ابن الأَنباری یُدْفَع للنساء دون الرجال لأَن الغالب علی الأَرَامِل أَنهن النساء، و إِن كانوا یقولون رَجُل أَرْمَل، كما أَن الغالب علی الرجال أَنهم الذكور دون الإِناث و إِن كانوا یقولون رَجُلة؛ و‌فی شعر أَبی طالب یمدح سیدنا رسول الله صلی الله علیه و سلم: ثِمَال الیَتَامی عِصْمَة للأَرَامِل قال: الأَرَامِل المساكین من نساء و رجال. قال: و یقال لكل واحد من الفریقین علی انفراده أَرَامِل، و هو بالنساء أَخص و أَكثر استعمالًا، و قد تكرر ذكر ذلك. و الأَرْمَل: الذی ماتت زوجته، و الأَرْمَلَة التی مات زوجُها، و سواء كانا غَنِیَّیْن أَو فقیرَین. ابن بُزُرْج: یقال إِن بَیت فلان لضَخْمٌ و إِنهم لأَرْمَلَة ما یَحْمِلونه إِلا ما اسْتَفْقَروا له، یعنی العاریة؛ قوله إِنهم لأَرْمَلَة لا یَحْمِلونه إِلا ما استفقروا له، یعنی أَنهم قوم لا یملكون الإِبل و لا یقدرون علی الارتحال إِلا علی إِبل یستعیرونها، من أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِیرِی إِذا أَعَرْته إِیاه. و یقال للذكر أَرْمَل إِذا كان لا امرأَة له، تقوله العرب، و كذلك رجل أَیِّم و امرأَة أَیِّمة؛ قال الراجز: أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا، رَعَی الرَّبیعَ و الشتاء أَرْمَلا قال ابن جنی: قَلَّما یستعمل الأَرْمَل فی المُذَكَّر إِلا علی التشبیه و المُغالَطة؛ قال جریر: كُلُّ الأَرَامِل قد قَضَّیتَ حاجتَها، فَمَنْ لحاجة هذا الأَرْمَل الذَّكَر؟ «1». یرید بذلك نفسه. و امرأَة أَرْمَلَة: لا زوج لها؛ أَنشد ابن بری: لیَبْكِ علی مِلْحانَ ضَیْفٌ مُدَفَّعٌ، و أَرْمَلَةٌ تُزْجِی مع اللیل أَرْمَلا و قال أَبو خِرَاش: بذی فَخَرٍ تأْوِی إِلیه الأَرَامِلُ و أَنشد ابن قتیبة شاهداً علی الأَرْمَل الذی لا امرأَة له قول الراجز: رَعَی الربیعَ و الشتاء أَرْمَلا قال: أَراد ضَبًّا لا أُنثی له لیكون سَمِیناً. و أَرْمَلَت المرأَةُ إِذا مات عنها زوجُها، و أَرْمَلَتْ: صارت أَرْمَلة. و قال شمر: رَمَّلَت المرأَةُ من زوجها و هی أَرْمَلَة. ابن الأَنباری: الأَرْمَلَة التی مات عنها زوجُها؛ سُمِّیت أَرْمَلَة لذهاب زادها و فَقْدِها كاسِبَها و من كان عیشها صالحاً به، من قول العرب: أَرْمَل القومُ و الرجلُ إِذا ذهب زادُهم، قال: و لا یقال له إِذا ماتت امرأَته أَرْمَل إِلَّا فی شذوذ، لأَن الرجل لا یذهب زادُه بموت امرأَته إِذا لم تكن قَیِّمة علیه و الرجلُ قَیِّمٌ علیها و تلزمه عَیْلولتها و مؤْنتها و لا یلزمها شی‌ء من ذلك. قال: و رُدَّ علی القتیبی قوله فیمن أَوْصی بماله للأَرَامِل أَنه یعطی منه الرجال الذین مات أَزواجهم، لأَنه یقال رجل أَرْمَل و امرأَة أَرْمَلَة. قال أَبو بكر: و هذا مثل الوصیة للجَوارِی
(1). قوله [كل الأَرامل] كذا فی الأصل، و فی شرح القاموس و التكملة و الأَساس: هذی الأَرامل
لسان العرب، ج‌11، ص: 298
لا یُعْطی منه الغِلْمان و وَصیَّة الغلمان لا یُعطی منه الجواری، و إِن كان یقال للجاریة غُلامة. و المِرْمَل: القَیْد الصَّغیر. و الرَّمَل: المطر الضعیف؛ و فی الصحاح: القلیل من المطر. و عامٌ أَرْمَل: قلیل المطر و النفع و الخیر، و سَنَة رَمْلاء كذلك. و أَصابهم رَمَلٌ من مطر أَی قلیلٌ، و الجمع أَرْمَال، و الأزمان أَقوی منها «2». قال شمر: لم أَسمع الرَّمَل بهذا المعنی إِلا للأُموی. و أَرَامِل العَرْفَج: أُصوله. و أُرْمُولَة العرفج: جُذْمُوره، و جمعها أَرَامِیل «3»؛ قال: فجِئْت كالعَوْد النَّزِیع الهادِج، قُیِّد فی أَرَامِل العرافج، فی أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج الهَجاهِج الأَرض التی لا نبتَ فیها. و الرَّمَل: خطوط فی یدی البقرة الوحشیة و رجلیها یخالف سائر لونها، و قیل: الرُّمْلَة الخَطُّ الأَسود. غیره: یقال لوَشْی قوائم الثور الوحشی رَمَلٌ، واحدتها رَمَلَة؛ قال الجعدی: كأَنَّها، بعد ما جَدَّ النَّجاء بها بالشَّیِّطَیْن، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا و یقال للضَّبُع أُم رِمَال. و رَمْلَة: مدینة بالشام. و الأَرْمَل: الأَبلق. قال أَبو عبید: الأَرْمَل من الشاء الذی اسودَّت قوائمه كلها. و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: الرُّمَل، بضم الراء و فتح المیم، خطوط سُودٌ تكون علی ظهر الغزال و أَفخاذه، و أَنشد بیت الجعدی أَیضاً؛ قال: و قال أَیضاً: بذهاب الكَوْر أَمسی أَهلُه كلَّ مَوْشِیٍّ شَواه، ذی رُمَل و نعجة رَمْلاء: سوداء القوائم كلها و سائرها أَبیض. و غُلام أُرْمُولَة: كقولك بالفارسیة زاذه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الأُرْمُولَة عَرَبیَّتها و لا فارسیتها. و رَامِل و رُمَیْل و رُمَیْلَة و یَرْمُول كلها: أَسماء.

رمعل؛ ج11، ص: 298

: ارْمَعَلَّ الثوبُ: ابْتَلَّ، و قیل: كلُّ ما ابْتَلَّ فقد ارْمَعَلَّ. و ارْمَعَلَّ الدمعُ و ارْمَعَنَّ: سال فهو مُرْمَعِلٌّ و مُرْمَعِنٌّ. و ارْمَعَلَّ الشی‌ءُ: تَتابع، و قیل: سال فتتابع. الجوهری: ارْمَعَلَّ الصبیُّ ارْمِعْلالًا سال لُعابه. و ارْمَعَلَّ الدمعُ أَی تتابع قَطَرانه، بالعین و الغین جمیعاً؛ قال الزَّفَیان: یقول نَوِّرْ صُبْحُ لو یَفْعَلُّ، و القَطْرُ عن مَتْنَیه مُرْمَغِلُّ كنُظُم اللُّؤلُؤ مُرْمَعِلُّ، تَلُفُّه نَكباءُ أَو شَمْأَلُّ و ارْمَعَلَّ الشِّواءُ أَی سال دَسَمُه؛ و أَنشد أَبو عمرو: و انْصِبْ لنا الدَّهْماءَ طاهِی، و عَجِّلَنْ لنا بشَواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها و قولهم ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلًّا أَی امْضِ راشداً. و ارْمَعَلَّ الرجلُ أَی شَهِق؛ قال مُدْرِك بن حِصْن الأَسدی: و لما رآنی صاحِبی رابِطَ الحَشا، مُوَطَّن نفس قد أَراها یَقِینُها،
(2). قوله [و الأزمان أقوی منها] كذا فی الأصل، و لعله الأزمات بالتاء جمع أزمة (3). قوله [أَرَامِیل] عبارة القاموس: أَرَامِل و أَرَامِیل، و قوله بعد الرجز الهجاهج الأرض إلخ، عبارته فی هجج: و الهجج الأرض الجدبة التی لا نبات بها و الجمع هجاهج، و أورد الرجز ثم قال: جمع علی إرادة المواضع
لسان العرب، ج‌11، ص: 299
بَكی جَزَعاً من أَن یموت، و أَجْهَشَتْ إِلیه الجِرِشَّی، و ارْمَعَلَّ خَنینُها «1».

رمغل؛ ج11، ص: 299

: المُرْمَغِلُّ: المُبْتَلُّ، و هو أَیضاً السائل المتتابع، و زعم یعقوب أَن غینه بدل من عین ارْمَعَلَّ. و المُرْمَغِلُّ: الجلد إِذا وضع فیه الدِّباغ. و المُرْمَغِلُّ: الرَّطْبُ.

رهل؛ ج11، ص: 299

: الرَّهَلُ: الانتفاخ حیث كان، و قیل: هو شبه وَرَم لیس من داء و لكنه رَخاوة إِلی السِّمَن، و هو إِلی الضعف، و قد رَهِل اللحمُ رَهَلًا، فهو رَهِلٌ. اضْطَرب و استرخی؛ و فرس رَهِلُ الصَّدْر؛ قال العُجَیر السَّلولی: فَتًی قُدَّ قَدَّ السیف لا مُتآزِفٌ، و لا رَهِلٌ لَبَّاتُه و بآدِلُه و یروی لزینب أُخت یزید بن الطَّثَرِیَّة. و أَصبح فلان مُرَهَّلًا إِذا تَهَبَّجَ من كثرة النوم، و قد رَهَّلَه ذلك تَرْهِیلًا. و الرَّهَل: الماء الأَصفر الذی یكون فی السُّخْد. و الرِّهْل: سحاب رقیق شبیه بالنَّدی یكون فی السماء.

رهبل؛ ج11، ص: 299

: الرَّهْبَلَة: ضرب من المشی، یقال: جاء یَتَرَهْبَل.

رهدل؛ ج11، ص: 299

: الرَّهْدَل و الرِّهْدِل: طائر یشبه الحُمَّرة إِلا أَنه أَدْبَس، و هو أَكبر من الحُمَّر؛ و قال ثعلب: هو طائر شبه القُبَّرة إِلا أَنها لیست لها قُنْزُعة. و الرَّهْدَل: الأَحمق، و قیل الضعیف. الأَزهری: الرَّهادِن و الرَّهَادِل، واحدتها رَهْدَنة و رَهْدَلَة.

رول؛ ج11، ص: 299

: الرُّوَال، علی فُعال بالضم: اللُّعاب. یقال: فلان یسیل رُوَالُه. ابن سیدة: الرُّوَال و الرَّاوُول لُعاب الدواب، و قیل: الرُّوَال زَبَد الفرس خاصة. و رُوَالٌ رَائِل: كما قالوا شِعْرٌ شاعر؛ قال: مِنْ مَجِّ شِدْقَیْه الرُّوَال الرَّائِلا و الرَّائِل و الرَّاوُول: كل سِنٍّ زائدة لا تَنْبُت علی نِبْتَة الأَضراس؛ قال الراجز: تُرِیك أَشْغَی قَلِحاً أَفَلَّا، مُرَكَّباً راوُولهُ مُثْعَلَّا و فی باب المُلَح من الحَمَاسة: لها فَمٌ مُلْتَقَی شِدْقَیْه نُقْرَتُها، كأَنَّ مِشْفَرها قد طُرَّ من فِیل أَسْنانُها أُضْعِفَتْ فی حَلْقِها عَدَداً، مُظاهَرات جمیعاً بالرَّوَاوِیل غیره: الرَّوَاوِیل أَسنان صغار تنبت فی أُصول الأَسنان الكِبار فیَحْفِرون أُصولَ الكبار حتی یَسْقُطن؛ الجوهری: و زعم قوم أَن الرَّاوُول سِنٌّ زائدة فی الإِنسان و الفرس؛ قال الأَصمعی: الرُّوَال و الرَّاوُول معاً لُعاب الدواب و الصبیان، و أَنكر أَن یكون زیادة فی الأَسنان، و قال اللیث: الرُّوَال بُزَاق الدابة، یقال: هو یُرَوِّلُ فی مِخْلاته، و الرَّاوُول مثله؛ قال: و العرب لا تهمز فاعُولًا. غیره: و الرَّائِل و الرَّائِلَة سِنٌّ تنبت للدابة تمنعه من الشَّراب و القَضْم؛ و أَنشد: یَظَلُّ یَكْسوها الرُّوَال الرَّائِلا قال أَبو منصور: أَراد بالرُّوَال الرَّائِل اللُّعاب القاطر من فیه، قال: هكذا قاله أَبو عمرو. ابن السكیت: الرُّوَال و المَرْغُ و اللُّعاب و البُصاق كله بمعنی. و رَوَّلَ الخُبْزَةَ بالسَّمْن و الوَدَك تَرْوِیلًا: دَلَكها به دَلْكاً شدیداً، و قیل: رَوَّلَ طعامَه أَكثر دَسَمه.
(1). قوله [خنینها] كذا فی الأصل هنا و نسخة من الصحاح بالمعجمة، و تقدم فی جرش بالمهملة، و كلاهما بمعنی البكاء
لسان العرب، ج‌11، ص: 300
و رَوَّلَ الفرسُ: أَدْلی لیبول، و قیل: إِذا أَخرج قضیبه لیبول. و التَّرْوِیل: أَن یبول بولًا مُتَقَطِّعاً مضطرباً. و المُرَوِّل: الذی یَسْترخِی ذَكَرُهُ؛ و أَنشد: لما رأَت بُعَیْلها زِئْجِیلا، طَفَنْشَلًا لا یَمْنع الفَصِیلا مُرَوَّلًا مِنْ دونها تَرْوِیلا، قالت له مقالة تَرْسِیلا: لَیْتَكَ كُنْتَ حَیْضة تَمْصیلا أَی تَمْصُل دَماً و تَقْطُر؛ الزِّئْجِیل و الزُّؤَاجِل: الضعیف من الرجال، و التَّرْوِیل: إِنعاظ فیه استرخاء، و هو أَن یمتدَّ و لا یشتدَّ. و المِرْوَل، بكسر المیم و فتح الواو: القِطْعة من الحَبْل الذی لا یُنتفع به. و المِرْوَل أَیضاً: قطعة الحَبْل الضعیف؛ كلاهما عن أَبی حنیفة. و المِرْوَل: الناعم الإِدَام. و المِرْوَل: الفَرَس الكثیر التَّحصُّن.

فصل الزای المعجمة؛ ج11، ص: 300

زأل؛ ج11، ص: 300

: التهذیب فی ترجمة ضنأَ: قال الشاعر: تَزَاءَلَ مُضْطَنِئٌ آرِمٌ، إِذا ائْتَبَّه الإِدُّ لا یَفْطَؤُه قال: التَّزَاؤُل الاستحیاء.

زأجل؛ ج11، ص: 300

: الفراء: الزِّئْجِیل الضعیف البدن، مهموز، و هو الزُّؤَاجِل، و یقال الزِّنْجِیل، بالنون؛ قال ابن بری: و كذلك قال الأُموی بالنون، و هو الذی یختاره علیّ بن حمزة؛ قال أَبو عبید: و الذی قاله الفراء هو المحفوظ عندنا؛ قال الراجز: لَمَّا رأَت زُوَیْجَها زِئْجِیلا، طَفَیْشَأَ لا یَمْلك الفَصِیلا، قالت له مقالة تفصیلا: لیتك كنت حَیْضةً تَمْصِیلا أَی یَمْصُل دَمُها و یَقْطُر، و الطَّفَیْشَأُ الضعیف. قال الجوهری: و لست أَرویه و إِنما نقلته من كتاب. قال ابن بری: المعروف طَفَنْشَأ، بالنون، و قال ابن خالویه: الطَّفَنْشَأُ الرِّخْو الفَسْل، و الزَّأْجَل، بفتح الجیم، یهمز و لا یهمز ماء الفحل، و سنذكره فی زجل.

زبل؛ ج11، ص: 300

: الزِّبْل، بالكسر: السِّرْقِین و ما أَشبهه، و حكی اللحیانی: أَخذوا زَبَلاتهم. قال ابن سیدة: فلا أَدری أَیّ شی‌ء جمع. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة نَشَزَت علی زوجها فَحَبسها فی بیت الزِّبْل؛ هو بالكسر السِّرْجِین، و بالفتح مصدر زَبَلْت الأَرض إِذا أَصلحتها بالزِّبْل. و زَبَلَ الأَرضَ و الزرعَ یَزْبِلُهُ زَبْلًا: سَمَّدَه. و المَزْبَلَة و المُزْبُلَة، بالفتح و الضم: مُلْقاه. و الزِّبَال، بالكسر: ما تَحْمِل النَّمْلة بفیها، و ما أَصاب منه زِبَالًا و زُبَالًا أَی شیئاً؛ قال ابن مقبل یصف فَحْلًا: كَریم النِّجار حَمَی ظَهْرَهُ، فلم یُرْتَزأْ بركوب زِبَالا و ما أَغْنَی عنه زَبَلَة أَی زِبالًا. و ما فی السِّقَاء و الإِناء و البئر زُبَالَة أَی شی‌ء، و بها سُمِّیت زُبَالَة: منزلة من مناهل طریق مكة. و الزَّبِیل و الزِّنْبِیل: الجِراب، و قیل الوِعاء یُحْمل فیه، فإِذا جَمَعوا قالوا زَنَابِیل، و قیل: الزِّنْبِیل خطأ و إِنما هو زَبِیل، و جمعه زُبُل و زُبْلان.
لسان العرب، ج‌11، ص: 301
و الزَّأْبَل: القصیر؛ قال: حَزَنْبَل الحِضْنَیْن فَدْم زَأْبَل و الزَّبِیل: القُفَّة، و الجمع زُبُل. الجوهری: الزَّبِیل معروف فإِذا كسَرته شدَّدت فقلت زِبِّیل أَو زِنْبِیل، لأَنه لیس فی الكلام فَعْلیل، بالفتح. و زَبَلْت الشی‌ءَ و ازْدَبَلْته: احتملته، و كذلك زَمَلْته و ازْدَمَلْته. و الزُّبْلَة: اللُّقمة. و الزُّبْلَة: النَّیْلة «1». و زُبْلان و زُبَالَة: موضع. و زُبَالَة بن تمیم: أَخو عمرو بن تمیم؛ قال ابن الأَعرابی: لهم عَدَدٌ و لیسوا بكثیر؛ قال أَبو ذؤیب: لا تأْمَنَنَّ زُبَالِیًّا بذِمَّتِه، إِذا تَقَنَّع ثوبَ الغَدْر و أْتَزرا

زجل؛ ج11، ص: 301

: الزَّجْل: الرَّمْی بالشی‌ء تأْخذه بیدك فتَرْمِی به. زَجَلَ الشی‌ءَ یَزْجُلُه و زَجَلَ به زَجْلًا: رماه و دَفَعه. و زَجَلْت به: رَمَیت؛ قال: بِتْنَا و باتت رِیاحُ الغَوْرِ تَزْجُلُه، حتی إِذا هَمَّ أُولاه بإِنجاد و المصدر عن ثعلب. یقال: لَعَن الله أُمًّا زَجَلَت به. و زَجَلَت الناقة بما فی بطنها زَجْلًا: رمت به كزَحَرَتْ به زَحْراً، و هو مذكور فی موضعه. و زَجَلَت به زَجْلًا: دَفَعَته. و‌فی حدیث عبد الله بن سَلام: فأَخَذَ بیدی فزَجَلَ بی‌أَی رمانی و دَفَع بی. و الزَّاجَل، بفتح الجیم یُهْمز و لا یهمز: ماء الفحل. و قد زَجَلَ الماءَ فی رَحِمِها یَزْجُلُه زَجْلًا، و خَصَّ أَبو عبیدة به مَنِیَّ الظَّلیم؛ و أَنشد لابن أَحمر: و ما بَیْضاتُ ذی لِبَدٍ هِجَفٍّ، سُقِینَ بزَاجَلٍ حتی رَوِینا قال الأَزهری: سمعتها بفتح الجیم بغیر همز و الهمز لغة؛ قال أَبو سعید: و كان أَصحابنا یقولون الزَّاجَلُ ماء الظَّلِیم؛ قال: و أَخبرنی من سمع العرب تقول إِن الزَّجَل هاهنا مُزَاجَلة النَّعامة و الهَیْقِ فی أَیام حِضَانهما، و هو التقلیب، لأَنها إِن لم تُزَاجِلْ مَذِر البَیْضُ فهی تُقَلِّبه لیَسْلَم من المذَر، و قیل: الزَّاجَلُ ما یَسِیل من دُبُر الظَّلیم أَیام تحضینه بیضَه. قال أَبو حنیفة: الزَّاجَل وَسْمٌ یكون فی الأَعناق؛ قال: إِنَّ أَحَقَّ إِبِلٍ أَن تُؤْكَلْ حَمْضِیَّةٌ جاءت علیها الزَّاجَلْ قال ابن سیدة: قیاس هذا الشعر أَن یكون فیه الزأْجل مهموزاً. التهذیب: الزَّاجَل سِمَةٌ یُوسَم بها أَعناق الإِبل. و الزَّجْل: إِرسال الحَمَام الهادی من مَزْجَل بعید، و قد زَجَلَ به یَزْجُلُ. و زَجَلَ الحَمَام یَزْجُلُها زَجْلًا: أَرسلها علی بُعْد، و هی حَمَام الزَّاجِل و الزَّجَّال؛ عن الفارسی. و زَجَلَه بالرُّمْح یَزْجُلُهُ زَجْلًا: زَجَّه، و قیل رَماه. و المِزْجَلُ: السِّنان، و قیل: هو رمح صغیر. و المِزْجَل: المِزْراق. و المِزْجَال، شبه المِزْراق: و هو النَّیْزَك یُرْمَی به، و قد زَجَلَهُ زَجْلًا بالمِزْجال؛ قال أَبو النجم: و رَمَی بالصَّخْر زَجْلًا زاجِلا «2».
(1). قوله [و الزُّبْلَة النیلة] كذا فی الأصل، و رمز له بعلامة التوقف، و فی ترجمة نیل من القاموس: و ما أصاب نیلًا و نیلة أی شیئاً (2). قوله [و رمی بالصخر] فی التهذیب: و ترتمی
لسان العرب، ج‌11، ص: 302
أَی رَمْیاً شدیداً. و‌فی الحدیث: أَنه أَخذ الحربة لأُبیِّ بن خَلَف فزَجَلَهُ بها‌أَی رماه بها فقتله. و الزَّاجِل و الزَّاجَل: الحَلْقة من الخَشَبة تكون مع المُكاری فی الحِزام. ابن سیدة: الزَّاجَل الحَلْقة فی زُجِّ الرُّمْحِ. و الزَّاجَل: خَشَبة تُعْطَف و هی رَطْبة حتی تصیر كالحَلْقة ثم تُجَفَّف فتجعل فی أَطراف الحُزُم و الحِبال، و قیل: هو العود الذی یكون فی طَرَف الحبل الذی تُشَدُّ به القِرْبة؛ قاله أَبو عبید بفتح الجیم، و جمعه زَوَاجِل؛ قال الأَعشی: فَهَانَ علیه أَن تَجِفَّ وِطابُكم، إِذا ثُنِیَتْ فیما لَدَیه الزَّوَاجِل «1». و الزَّجَل، بالتحریك: اللَّعِب و الجَلَبة و رَفْع الصوت، و خُص به التطریب «2»؛ و أَنشد سیبویه: له زَجَلٌ كأَنْهُ صوتُ حادٍ، إِذا طَلَب الوَسِیقةَ، أَو زَمِیر و قد زَجِلَ زَجَلًا، فهو زَجِلٌ و زَاجِلٌ، و ربما أُوقِع الزاجل علی الغِناء؛ قال: و هو یُغَنِّیها غِناءً زَاجِلا و الزَّجَلُ: رَفْع الصوت الطَّرِب؛ و قال: یا لَیْتَنا كُنَّا حَمَامَیْ زَاجِل و‌فی حدیث الملائكة: لهم زَجَلٌ بالتسبیح‌أَی صوتٌ رفیع عالٍ. و سَحاب ذو زَجَل أَی ذو رَعْد. و غیث زَجِلٌ: لرعده صوت. و نَبْت زَجِلٌ: صَوَّتت فیه الریح؛ قال الأَعشی: كما استعانَ بِرِیحٍ عِشْرِقٌ زَجِلٌ و الزَّجْلَة: صوت الناس؛ أَنشد ابن الأَعرابی: شدیدة أَزِّ الآخِرَیْنِ كأَنَّها، إِذا ابْتَدَّها العِلْجانِ، زَجْلَةُ قافِل شَبَّه حَفِیف شَخْبها بحَفیف الزَّجْلَة من الناس. و الزُّجْلَة، بالضم: الجماعةُ من الناس، و قیل: هی القطعة من كل شی‌ء، و جمعها زُجَل؛ قال لبید: كحَزیق الحَبَشِیّین الزُّجَل «3». الفراء: الزِّئْجِیل و الزُّؤاجل الضعیف من الرجال، و قد تقدم. ابن الأَعرابی: الزَّاجِل الرامی، و الزَّاجِل قائد العسكر. ابن السكیت: الزُّجْلَة البِلَّة من الشی‌ء الهُنَیْهة «4» منه. یقال: زُجْلَة من ماء أَو بَرَد، قال: و الزُّجْلَة الجِلْدة التی بین العینین؛ و أَنشد: كأَنَّ زُجْلةَ صَوْبٍ صابَ من بَرَدٍ، شُنَّت شَآبِیبُه من رائحٍ لَجِب نَواصِحٌ بَیْنَ حَمَّاوَیْن أَحْصَنَتا مُمَنَّعاً، كهُمَام الثَّلْج بالضَّرَب «5». و قال فی الخماسی فی سجنجل: و السَّجَنْجَل المِرآة، و قال بعضهم: زَجَنْجَل، و قیل: هی رومیَّة دخلت فی كلام العرب.

زحل؛ ج11، ص: 302

: زَحَلَ الشی‌ءُ عن مَقامه یَزْحَلُ زَحْلًا و زُحُولًا و تَزَحْوَلَ، كلاهما: زَلَّ عن مكانه، و زَحْوَلَهُ هو: أَزَلَّه و أَزاله؛ و منه قول لبید:
(1). قوله [أن تجف] هكذا فی التهذیب بالجیم، و فی بعض نسخ الصحاح بالخاء المعجمة (2). قوله [و خص به التطریب] عبارة المحكم: و خص بعضهم به إلخ (3). قوله [كحزیق] هو جمع حزیقة بمعنی القطعة من الشی‌ء كما فی القاموس (4). قوله [الهنیهة] هكذا فی التهذیب بدون عاطف، و فی القاموس: و الهنیهة بالواو، قال شارحه: و نص كتاب المعانی لابن السكیت بغیر واو (5). قوله [نواصح إلخ] فی التكملة و التهذیب: أَراد بالنواصح الثنایا البیض، و بالحماوین الشفتین، و الضرب العسل
لسان العرب، ج‌11، ص: 303
لو یَقومُ الفِیلُ أَو فَیَّاله، زَلَّ عن مثل مَقامِی و زَحَل و‌فی حدیث أَبی موسی: أَتاه عبد الله یَتَحَدَّث عنده، فلما أُقیمت الصلاة زَحَلَ و قال: ما كنت أَتَقَدَّم رَجُلًا من أَهل بَدْر، أَی تأَخر و لم یَؤُمَّ القوم، و‌فی حدیث الخدری: فلما رآه زَحَلَ له و هو جالس إِلی جنب الحسین؛ و منه‌حدیث ابن المسیَّب: قال لقتادة ازْحَلْ عَنِّی فقد نَزَحْتَنی‌أَی أَنْفَدْت ما عندی. الجوهری: تَزَحَّلَ تَنَحَّی و تَبَاعد، فهو زَحِلٌ و زِحْلِیلٌ. و‌فی الحدیث: غَزَوْنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فكان رجل من المشركین یَدُقُّنا و یُزَحِّلُنا من ورائنا‌أَی یُنَحِّینا، و‌یروی یَزْجُلنا، بالجیم، أَی یَرْمِینا، و‌یروی یَدُفُّنا، بالفاء، من الدَّفِّ السَّیْرِ. و زَحَلَ الرجلُ كزَحَف إِذا أَعیا. و زَحَلَت الناقةُ: تأَخرت فی سیرها تَزْحَلُ؛ و أَنشد: قد جَعَلَتْ نابُ دُكَیْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً، و إِنْ صَاحُوا به و حَلْحَلوا و المَزْحَل: الموضع الذی تَزْحَل إِلیه، و قد یكون مصدراً. یقال: إِنَّ لی عنك مَزْحَلًا أَی مُنْتَدَحاً؛ و قال الأَخطل: یَكُنْ عن قریش مُسْتَمازٌ و مَزْحَل و ناقة زَحُولٌ إِذا وَرَدت الحوض فضرب الذّائِدُ وَجْهَها فَوَلَّتْه عَجُزها و لم تَزَلْ تَزْحَل حتی تَرِدَ الحَوْضَ. قال ابن السكیت: قیل لابنة الخُسِّ أَیُّ الجِمال أَفْرَهُ فی الوِرْد؟ فقالت: السِّبَحْل الزِّحَلّ، «6» الراحِلةُ الفحلُ. و رجل زُحَلٌ: یَزْحَلُ عن الأَمر، قبیحاً كان أَو حسناً، و الأُنثی بالهاء. و عُقْبَة زَحُولٌ: بعیدة. و زُحَلُ: اسم كوكب من الخُنَّس؛ سئل محمد بن یزید المبرد عن صرفه فقال: لا ینصرف لأَن فیه العلتین المعرفة و العُدول مثل عُمَر، و قیل للكوكب زُحَل لأَنه زَحَلَ أَی بَعُد، و یقال: إِنه فی السماء السابعة. و الزِّحْلِیل: السریع؛ مَثَّلَ به سیبویه و فَسَّره السیرافی؛ قال ابن جنی: قال أَبو علی زِحْلِیلٌ من الزَّحْل كسِحْتِیت من السَّحْت. و الزِّحْلِیل: المكان الضَّیِّق الزَّلِق من الصَّفا و غیره، و كذلك الزِّحْلِیف.

زحقل؛ ج11، ص: 303

: الزَّحْقَلة: دَهْوَرَتُك الشی‌ءَ فی بئر أَو من جَبَل.

زعل؛ ج11، ص: 303

: الزَّعَلُ كالعَلَزِ من المَرَض، و الفعلُ كالفعل. و الزَّعَل: النَّشاط. و الزَّعِلُ: النَّشِیط الأَشِرُ. و زَعِلَ زَعَلًا، فهو زَعِلٌ، و تَزَعَّلَ، كلاهما: نَشِط؛ قال العَجَّاج: یَنْتُقْنَ بالقومِ من التَّزَعُّل مَیْسَ عُمانَ، و رِحالَ الإِسْحِل و أَزْعَلَه الرَّعْیُ و السِّمَنُ: نَشَّطه؛ قال أَبو ذؤیب و قد ذكرناه أَیضاً فی ترجمة سعل فیما یأْتی: أَكَلَ الجَمِیمَ و طاوَعَتْه سَمْحَجٌ مِثْلُ القَناةِ، و أَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ و زَعِلَ الفَرَسُ زَعَلًا: اسْتَنَّ بغیر فارسه. و فَرس سَعِلٌ زَعِلٌ: نَشِیط. و حِمار زَعِلٌ و إِزْعِیلٌ: نَشِیطٌ مُسَتَنٌّ. و رَجُل زُعْلُول: خفیف؛ عن كراع، و فی المصنَّف: زُغْلُول، بالغین المعجمة
(6). قوله [الزَّحَل] فسره فی التهذیب فقال: الزَّحَل الذی یزحل الإبل یزحمها فی الورد حتی ینحیها فیشرب، حكاه عن بهدل الدبیری
لسان العرب، ج‌11، ص: 304
لا غیر. و الزَّعَل و العَلَزُ: التَّضَوُّر. و الزَّعِلُ: المُتَضَوَّرُ جُوعاً. و الزَّعْلَة: النَّعامة، لغة فی الصَّعْلة، و حكی یعقوب أَنه بدل. و الزُّعْلَة من الحوامل «1» التی تَلِد سنة و لا تَلِد أُخْری كذلك تكون ما عاشت. و زَعْلٌ و زُعَیْل: اسمانِ. و الزِّعْل: موضع.

زعبل؛ ج11، ص: 304

: الزَّعْبَل: الصبیُّ الذی لم یَنْجَع فیه الغِذاء فعَظُم بطنُه و دَقَّت عنقه؛ و منه قول العجاج: سِمْطاً یُرَبِّی وُلْدَةً زَعابِلا قال ابن بری: الصحیح أَنه لرؤبة؛ و قبله: جاءت فلاقَتْ عنده الضَّآبِلا و بعده: یَبْنی من الشَّجْراء بَیْتاً واغِلا قال: و سِمْطاً بدل من الضآبل، و هو جمع ضِئْبِل للداهیة، قال: و قال ابن خالویه لم یُفَسِّر لنا الزَّعْبَلَ إِلا الزاهدُ، قال: و هو الذی یَعْظُم بطنُه من أَسفله و یَدِقُّ من أَعلاه و یكبُر رأْسُه و یَدِقُّ عُنُقه، قال ابن بری: و السِّمْط فی البیت الصائد، یرید أَنه مثل السِّمْط فی صِغَره. و السِّمْط: النِّظام الصغیر، و السِّمْط الفقیر؛ قال: و مثله قول رؤبة فی السِّمْط للصائد: حتی إِذا عایَنَ رَوْعاً رائعا، كِلابَ كَلّابٍ، و سِمْطاً قابِعا و الزَّعْبَلة: الذی یَسْمَن بدنُه و تَدِقُّ رقبتُه. و الزَّعْبَلَة: الدَّلْو؛ و منه قوله: زَعْبَلَة قَلِیلة الخُروقِ، بُلَّتْ بكَفَّیْ سرّب مَمْشوقِ «2». ابن سیدة: و الزَّعْبَل الأُمُّ؛ عن كراع؛ قال: و الصحیح عندنا الرَّعْبَل، بالراء، و زَعْبَلَةٌ: كثیر؛ عن ثعلب؛ قال ابن سیدة: هكذا حكاه كما كتبناه. و زَعْبَلٌ و زَعْبَلَة: اسمانِ. و یقال: هَبِلَتْه أُمُّه الزَّعْبَل أَی ثَكِلته أُمُّه الحَمْقاء؛ هذا نص الجوهری، و قد تقدم أَن الرَّعْبَل، بالراء، المرأَة الحَمْقاء، و لم أَرَ أَحداً ذَكَر الزَّعْبل، بالزای، المرأَة الحَمْقاء سوی الجوهری، و الله أَعلم.

زغل؛ ج11، ص: 304

: زَغَل الشی‌ءَ زَغْلًا و أَزْغَلَهُ: صَبَّهُ دُفَعاً و مَجَّهُ. و یقال: أَزْغِل لی زُغْلةً من سِقائك أَی صُبَّ لی شیئاً من لبن. و زَغَلَت المَزادةُ من عَزْلائها: صَبَّتْ. و الزُّغْلَة، بالضم: الدُّفْعة من البول و غیره. و أَزْغَلَتِ الناقةُ ببولها: رَمَت به و قَطَّعَتْهُ زُغْلَة زُغْلَة. و الزُّغْلة: ما تَمُجُّه من فیك من الشراب. قال أَبو منصور: سمعت أَعرابیّاً یقول لآخر: اسْقِنی زُغْلَة من اللبن؛ یرید قَدْرَ ما یَمْلأُ فمه. و أَزْغَلَتِ الطَّعْنَةُ بالدم: مثل أَوْزَغَتْ؛ و أَنشد ابن بری لصخر بن عمرو بن الشرید: و لقد دَفَعتُ إِلی دُرَیْدٍ طَعْنَةً نَجْلاء، تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَر اللیث: زَغَلَتِ المرأَةُ من عَزْلاء المَزادة ماء. قال أَبو منصور: سماعی من العرب أَزْغَلَ من عَزْلاء المَزادة الماءَ إِذا دَفَقَه. و أَزْغَلَ الطائرُ فَرْخَه إِذا
(1). قوله: [و الزُّعْلَة من الحوامل] هكذا ضبط فی التكملة، و مقتضی اصطلاح القاموس أَنه بالفتح، و قوله بعد: و الزعل موضع، هكذا ضبط فی التكملة و صرح به فی القاموس، و ضبط فی المحكم بالفتح و صرح به یاقوت (2). قوله [سرّب] هكذا فی الأَصل بالمهملتین مشدداً، و فی نسخة من التهذیب: شزّب، مضبوطاً كركّع
لسان العرب، ج‌11، ص: 305
زَقَّهُ. و أَزْغَلَتِ القَطاةُ فَرْخَها: زَقَّتْه؛ قال ابن أَحمر و ذكر القَطاة و فَرْخَها و أَنها سَقَتْه مما شربت: فأَزْغَلَتْ فی حَلْقِه زُغْلَةً، لم تُخْطئ الجِیدَ، و لم تَشْفَتِر استعار الجِیدَ للقطاة. و زَغَلَتِ البَهْمةُ أُمَّها تَزْغَلها زَغْلًا: قَهَرتها فَرَضِعَتْها. الأَحمر: أَزْغَلَت المرأَةُ ولدها، فهی مُزْغِلٌ إِذا أَرْضَعَتْه؛ و قال شمر: أَرْغَلَت بمعناه. الریاشی: یقال رَغَل الجَدْیُ أُمَّه و زَغَلَها رَغْلًا و زَغْلًا إِذا رَضِعها. و الزَّغُول: اللَّهِج بالرَّضاع من الإِبل و الغنم. و الزُّغْلَة: الاسْت؛ عن الهَجَری. قال: و من سَبِّهم: یا زُغْلة الثَّوْر و الزُّغْلُول: الخفیفُ من الرجال، و حكاه كراع بالعین و الغین جمیعاً. و الزُّغْلول: الطِّفْل أَیضاً، و جمعه زَغَالِیل، و یقال للصِّبیان الزَّغَالِیل، واحدهم زُغْلُول؛ قال ابن خالویه: الزُّغْلُول الخفیفُ الروح، و الیتیمُ و الخفیفُ الجسم یقال له الزُّحْلُول. و زَغَلٌ و زُغَلٌ و زُغَیْل و زُغْلُول: أَسماء.

زغفل؛ ج11، ص: 305

: ابن الأَعرابی: زَعْفَلَ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الزَّغْفَل «1» ابن بری: الزَّعْفَل الزِّئْبِر؛ قال جمیل ابن مَرْثَد المَعْنیُّ: ذاك الكِساءُ ذو عَلَیْهِ الزَّغْفَل أَراد الذی علیه الزَّغْفَل و هو زِئْبِره.

زفل؛ ج11، ص: 305

: الأَزْفَلَةُ، بفتح الهمزة و الفاء: الجماعةُ من الناس، و قیل: الجماعةُ، و كذلك الزَّرافةُ. قال الفراء: یقال جاؤوا بأَزْفَلَتهم و بأَجْفَلَتهم أَی بجماعتهم، و قال غیره: جاؤوا الأَجْفَلی. و‌فی الحدیث: أَتیت النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو فی أَزْفَلَة؛ الأَزْفَلَة: الجماعة من الناس و غیرهم، و الهمزة زائدة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنها أَرْسَلَت إِلی أَزْفَلَة من الناس‌أَی جماعة؛ و أَنشد الجوهری: إِنی لأَعْلَمُ ما قَوْمٌ بأَزْفَلةٍ، جاؤوا لأُخْبِرَ مِنْ لَیْلی بأَكْیاس جاؤوا لأُخْبِرَ مِنْ لَیْلی فَقُلْتُ لهم: لَیْلی من الجِنِّ أَم لَیْلی من الناس؟ و الأَزْفَلَی: الجماعة من كل شی‌ء؛ قال الزَّفَیان «2».حتی إِذا ظَلْماؤها تَكَشَّفَتْ عنِّی، و عن صَیْهَبَةٍ قد شَرَفَتْ «3». عادَت تُباری الأَزْفَلی و اسْتأْنَفَتْ و قال الفراء: الأَزْفَلَة الجماعة من الإِبل. و قال سیبویه: أَخَذَتْه إِزْفِلَّة، بكسر الهمزة و تشدید اللام، أَی خِفَّة. و الأَزْفَلی: مثل الأَجْفَلی؛ و أَنشد ابن بری للمخروع بن رُفَیْع: جاؤوا إِلیك أَزْفَلَی رُكُوبا و زَوْفَلٌ: اسم، و فی التهذیب: و زَیْفَلٌ اسم رجل.

زقل؛ ج11، ص: 305

: زَوْقَل فلان عِمامَته: أَرْخی طَرَفیها من ناحیة رأْسه. ابن درید: الزَّقْل منه اشْتقاق الزَّوَاقِیل، و هم قوم بناحیة الجزیرة و ما والاها.

زقفل؛ ج11، ص: 305

: زَقْفَل: أَسْرَعَ.
(1). قوله [إذا أوقد الزَّغْفَل] زاد فی التكملة: و هو شجر (2). قوله [قال الزفیان] الذی فی ترجمة صهب من التهذیب: نسبة الرجز الی همیان (3). قوله [شرفت] كذا فی الأصل، و الذی فی ترجمة صهب من التهذیب: شدفت بالدال، و فسره بقوله تحنت
لسان العرب، ج‌11، ص: 306‌

زلل؛ ج11، ص: 306

: زَلَّ السَّهْمُ عن الدِّرْع، و الإِنسانُ عن الصَّخْرة یَزِلُّ و یَزَلُّ زَلًّا و زَلِیلًا و مَزِلَّة: زَلِقَ، و أَزَلَّهُ عنها. و زَلَلْتَ یا فلان تَزِلُّ زَلِیلًا إِذا زَلَّ فی طِین أَو مَنْطِق. و قال الفراء: زَلِلْت، بالكسر، تَزَلُّ زَلَلًا، و الاسم الزَّلَّة و الزِّلِّیلَی. و زَلَّ فی الطین زَلًّا و زَلِیلًا و زُلُولًا؛ هذه الثلاثة عن اللحیانی؛ و زَلَّت قَدَمُه زَلًّا و زَلَّ فی مَنْطِقه زَلَّةً و زَلَلًا. التهذیب: إِذا زَلَّت قَدَمُه قیل زَلَّ، و إِذا زَلَّ فی مَقالٍ أَو نحوه قیل زَلَّ زَلَّة، و فی الخَطیئة و نحوها؛ و أَنشد: هَلَّا علی غَیْرِی جَعَلْتَ الزَّلَّه؟ فَسَوْفَ أَعْلُو بالحُسَام القُلَّه و زَلَّ فی رَأْیِه و دِینِه یَزَلُّ زَلًّا و زَلَلًا و زُلُولًا و زِلِّیلی تُمَدُّ و تقصر؛ عن اللحیانی، و أَزَلَّه هو و اسْتَزَلَّهُ غیرُه، و كذلك زَلَّ فی المَزَلَّة [المَزِلَّة و أَزَلَّ فلان فلاناً عن مكانه إِزْلالًا و أَزَالَه، و قرئ: فَأَزَلَّهُمَا الشَّیْطٰانُ عَنْهٰا، و قرئ: فأَزالَهُما، أَی فنَحّاهما، و قیل: أَزَلَّهما الشیطان أَی كَسَبَهما الزَّلَّة. و فسره ثعلب فقال: أَزَلَّهما فی الرأْی، و قال اللحیانی: أَزَلهما. و‌فی حدیث عبد الله بن أَبی سَرْح: فأَزَلَّه الشیطانُ فلَحِق بالكُفَّار‌أَی حَمَله علی الزَّلَل و هو الخَطَأ و الذنب. و مَقامٌ زُلٌّ: یُزَلُّ فیه، و مَقامةٌ زُلٌّ كذلك. و زُخْلُوقة زُلٌّ أَی زَلَقٌ؛ قال: لِمَنْ زُحْلُوقةٌ زُلُّ، بها العَیْنانِ تَنْهَلُّ؟ و یروی زُحْلُوفَةٌ؛ و قال الكمیت: و وَصْلُهُنَّ الصِّبَا إِنْ كُنْتَ فاعِلَه، و فی مَقَام الصِّبَا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ و المَزَلَّة و المَزِلَّة، بكسر الزای و فتحها: المكان الدَّحْضُ، و هو موضع الزَّلَل. و المَزَلَّة: الزَّلَل فی الدَّحْض. و الزَّلَل: مثل الزَّلَّة فی الخَطَإِ؛ و مكان زَلُولٌ. و المَزَلَّة: موضع الزَّلَل؛ قال الراعی: بُنِیَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّةٍ، لا یستطیع بها القُرادُ مَقِیلا و المَزَلَّة: الزَّلَل، و قیل: المَزَلَّة و المَزِلَّة لغتان. و‌فی صفة الصراط: مَزِلَّة مَدْحَضَة؛ المَزَلَّة مَفْعَلة من زَلَّ یَزِلُّ إِذا زَلِق، و تفتح الزای و تكسر، أَراد أَنه تَزْلَق علیه الأَقدام و لا تثبت؛ و قوله أَنشده ثعلب: بِسُلَّمٍ من دَفّةٍ مَزِلِّ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون مَزِلّ بدلًا من سُلَّم و لا یكون نعتاً لأَنَّ مَفْعِلًا لم یجئ صفة، و یجوز أَن تكون الروایة مُزِلّ، بضم المیم. و زَلَّ عُمْرُه: ذَهَب، و زَلَّ منه الشی‌ءُ كذلك؛ قال: أَعُدُّ اللَّیالی، إِذ نَأَیْتَ، و لم یكن بما زَلَّ من عَیْشٍ أَعُدُّ اللَّیالیا و قوس زَلَّاءُ: یَزِلُّ السَّهْمُ عنها لسرعة خروجه. و زَلَّت الدراهمُ تَزِلُّ زُلُولًا: انْصَبَّت أَو نقصت فی وَزْنها؛ یقال: دِرْهَم زالٌّ. و الزَّلُول: المكان الذی تزِلُّ فیه القَدَم؛ قال: بماءٍ زُلالٍ فی زَلُولٍ بمعْرَكٍ یَخِرُّ ضَبابٌ، فوقه، و ضَرِیبُ و أَزَلَّ إِلیه نِعْمَةً أَی أَسداها. و‌فی الحدیث: من أُزِلَّت إِلیه نعمةٌ فلیَشْكُرْها.و اتَّخَذَ عنده زَلَّة
لسان العرب، ج‌11، ص: 307
أَی صَنِیعة، و أَزْلَلْت إِلیه نِعْمَةً أَی أَسْدَیْتها قال أَبو عبید: قوله‌فی الحدیث من أُزِلَّت إِلیه نعمة‌معناه من أُسْدِیَتْ إِلیه و أُعْطِیَها و اصْطُنِعت عنده؛ قال ابن الأَثیر: و أَصله من الزَّلِیل و هو انتقال الجسم من مكان إِلی مكان، فاستعیر لانتقال النعمة من المُنْعِم إِلی المُنْعَم علیه. یقال: زَلَّت منه إِلی فلان نعمةٌ و أَزَلَّها إِلیه و أَزْلَلْت إِلی فلان نِعْمةً فأَنا أُزِلُّها إِزْلالًا؛ قال كثیِّر یذكر امرأَة: و إِنی، و إِن صَدَّتْ، لَمُثْنٍ و صادقٌ علیها بما كانت إِلینا أَزَلَّتِ و المُزَلِّل: الكثیرة الهَدایا و المعروف. و قال ابن شمیل: كنا فی زَلَّة فلان أَی عُرْسه؛ و أَزْلَلْت فلاناً إِلی القوم أَی قَدَّمْته. و أَزْلَلْت إِلیه من حقه شیئاً أَی أَعطیت. و الزِّلِّیَّة: واحدة الزَّلالیِّ. و فی میزانه زَلَلٌ أَی نقصان؛ هذه عن اللحیانی. و الزَّلَّة: من كلام الناس عند الطعام، یقال: اتَّخَذَ فلان زَلَّةً أَی صَنِیعاً للناس. قال اللیث: الزَّلَّة عِراقیّة اسم لما یُحْمَل من المائدة لقریب أَو صدیق، و إِنما اشتق ذلك من الصنیع إِلی الناس. أَبو عمرو: یقال أَزْلَلْت له زَلَّة، و لا یقال زَلَلْت. و الزَّلِیلُ: مَشْیٌ خفیف، و قد زَلَّ یَزِلُّ زَلِیلًا. و الأَزَلُّ: السریع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَزَلُّ إِن قِیدَ، و إِن قام نَصَب و قول أَبی محمد الحَذْلَمِیّ: إِنَّ لها فی العامِ ذی الفُتوق، و زَلَلِ النِّیَّة و التَّصْفِیق، رِعْیَةَ مَوْلًی ناصحٍ شَفیق فسر ابن الأَعرابی الزَّلَل هاهنا فقال: زَلَلُ النِّیَّة تَباعُدها فی النَّجْعة، و قال مرّة: یعنی بزلَل النِّیة أَن یَزِلُّوا من موضع إِلی موضع لطلب الكَلإِ، و النِّیَّةُ: الموضعُ الذی یَنْوون المسیر إِلیه. و زَلَّ یَزِلُّ زَلِیلًا و زُلُولًا إِذا مَرَّ مَرًّا سریعاً. و غلامٌ زُلْزُلٌ و قُلْقُلٌ إِذا كان خفیفاً. و زَلَّ الماءُ فی حلقه یَزِلُّ زُلولًا: ذَهَب. و ماءٌ زُلالٌ و زَلِیلٌ: سریع النزول و المَرّ فی الحلق. و ماءٌ زُلالٌ: بارد، و قیل: ماءٌ زُلالٌ و زُلازِلٌ عَذْبٌ، و قیل صافٍ خالص، و قیل: الزُّلال الصافی من كل شی‌ء؛ قال ذو الرُّمَّة: كأَنّ جُلُودَهُنّ مُمَوَّهات، علی أَنشارها ذَهَبٌ زُلالُ «1». ابن الأَعرابی عن أبی شنبل أَنه قال: ما زَلْزَلْت ماءً قَطُّ أَبردَ من ماء الثَّغوب، ففتح الثاء، أَی ما شرِبْتُ؛ قال أَبو منصور: أَراد ما جعلت فی حلقی ماءً یَزِلُّ فیه زَلُولًا أَبردَ من ماء الثَّغْب، فجعله ثَغُوباً. و الزَّلَزِلُ: الأَثاثُ و المتاعُ، علی فَعَلِل بفتح العین و كسر اللام. قال شمر: و هو الزَّلَز أَیضاً. و فی كتاب الیاقوت: الزَّلَزِلُ و القُثْرُد و الخُنْثُر قماش البیت. و الزُّلْزُل: الطَّبّال الحاذق. و الزَّلْزَلة و الزَّلْزَال: تحریك الشی‌ء، و قد زَلْزَله زَلْزَلةً و زِلْزَالًا، و قد قالوا: إِن الفَعْلال و الفِعْلال مُطَّرد فی جمیع مصادر المضاعف، و الاسم الزَّلْزَال. و زَلْزَلَ اللهُ الأَرْضَ زَلْزَلَةً و زِلْزالًا، بالكسر، فَتَزَلْزَلَتْ هی. و قال أَبو إِسحق فی قوله عز و جل: إِذٰا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزٰالَهٰا؛ المعنی إِذا حُرِّكَت
(1). أورده الزمخشری فی الأساس: كأن جلودهن مموهات علی أبشارها ذهباً زلالا ثم قال أی مشربات ماء ذهب صاف انتهی. فجعل الخبر مموهات و نصب ذهباً علی المفعولیة
لسان العرب، ج‌11، ص: 308
حركة شدیدة، و القراءة زِلْزٰالَهٰا، بكسر الزای، و یجوز فی الكلام زَلْزَالَها، قال: و لیس فی الكلام فَعْلال، بفتح الفاء، إِلَّا فی المضاعف نحو الصَّلْصال و الزَّلْزَال، قال: و الزِّلْزَال، بالكسر، المصدر، و الزَّلزَال، بالفتح، الاسم، و كذلك الوِسواس المصدر، و الوَسْواس الاسم. قال ابن الأَنباری فی قولهم: أَصابت القومَ زَلْزَلةٌ، قال: الزَّلْزَلة التخویف و التحذیر من قوله تعالی: وَ زُلْزِلُوا حَتّٰی یَقُولَ الرَّسُولُ؛ أَی خُوِّفوا و حُذِّروا. و الزَّلازِل: الشدائد. و الزَّلازِل: الأَهوال؛ قال عِمْرانُ بن حِطّان: فقد أَظَلَّتك أَیام لها خمسٌ، فیها الزَّلازِلُ و الأَهوالُ و الوَهَلُ و قال بعضهم: الزَّلْزَلَة مأْخوذة من الزَّلَل فی الرأْی، فإِذا قیل زُلْزِلَ القومُ فمعناه صُرِفوا عن الاستقامة و أُوقِع فی قلوبهم الخوفُ و الحَذَر. و أُزِلَّ الرَّجُلُ فی رأَیه حتی زَلَّ، و أُزِیلَ فی موضعه حتی زال. و‌فی الحدیث: اللهم اهْزِم الأَحزاب و زَلْزِلْهم؛ الزَّلْزَلَة فی الأَصل: الحركة العظیمة و الإِزعاج الشدید؛ و منه زَلْزَلَة الأَرض، و هو هاهنا كنایة عن التخویف و التحذیر، أَی اجعل أَمرهم مضطرباً متقلقلًا غیر ثابت. و‌فی حدیث عطاء: لا دَقَّ و لا زَلْزَلة فی الكَیْل‌أَی لا یُحَرَّك ما فیه و یُهَزُّ لینضمَّ و یسع أَكثر مما فیه. و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: حتی یَخْرج من حَلَمة ثدییه یَتَزَلْزَلُ.و إِزِلْزِلْ: كلمةٌ تقال عند الزَّلْزَلة؛ قال ابن جنی: ینبغی أَن تكون من معناها و قریباً من لفظها فلا تكون من حروف الزَّلْزَلة، قال: و إِنما حكمنا بذلك لأَنها لو كانت منها لكانت. «2» … فهو أَنه مثال فائت فیه بَلِیَّة من جهة أُخری، و ذلك أَن بنات الأَربعة لا تدركها الزیادة من أَولها إِلَّا فی الأَسماء الجاریة علی أَسمائها نحو مُدَحْرج، و لیس إِزِلْزِل من ذلك، فیجب أَن یكون من لفظ الأَزْل و معناه، و مثالُه فِعِلْعِل. و تَزَلْزَلت نفسُه: رَجَعَتْ عند الموت فی صدره؛ قال أَبو ذؤیب: و قالوا: تَرَكْناهُ تَزَلْزَلُ نفسُه، و قد أَسْنَدونی، أَو كَذَا غیرَ سانِدِ كذا منصوبة الموضع بفعل مضمر تقدیره قد أَسندونی أَو تركونی كذا مُضْجَعاً، و أَكثر ما تحذف العرب أَحد الفعلین لصاحبه إِذا كانا متفقین نحو ضربت زیداً و عمراً أَی و ضربت عمراً، و حذف الثانی لدلالة الأَول لفظاً و معنی، فقد یجوز حذف أَحد الفعلین لصاحبه و إِن كانا مختلفین، فمن ذلك هذا البیت الذی نحن بصَدَده، و هو قوله أَسندونی أَو تركونی، فحذف تركونی و إِن كان مخالفاً لأَسندونی، و ذلك أَن الشی‌ء یجری مجری نقیضه، كما یجری مجری نظیره، و ذلك قولهم طَوِیل كما قالوا قصِیر، و قالوا ظَمْآن كما قالوا رَیّان، و قالوا كَثُرَ ما تقولنَّ كما قالوا قَلَّما تقولنَّ، و نحوه كثیر، و إِذا ثبت هذا فی المختلف كان حكماً یُرْجَع إِلیه فی المتفق. و یقال: تَرَكْت القومَ فی زُلْزُولٍ و عُلْعُولٍ أَی فی قتال؛ قال شَمِر: و لم یعرفه أَبو سعید. و الأَزَلُّ: الخفیف الوَرِكَین. و الأَزَلُّ الأَرْسَح، و قیل: هو أَشد منه لا یَسْتَمْسِك إِزارُه، و الأُنثی زَلّاء. و قد زَلَّ زَلَلًا. و امرأَة زَلّاء: لا عَجِیزَة لها أَی رَسْحاء بَیِّنة الزَّلل؛ و قال: لَیْسَتْ بكَرْواءَ و لكن خِدْلِمِ، و لا بِزَلّاءَ و لكنْ سُتْهُمِ،
(2). هنا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 309
و لا بِكَحْلاءَ، و لكن زُرْقُمِ و سِمْعٌ أَزَلُّ: بین الضَّبُع و الذئب؛ قال: مُسْبِلٌ فی الحَیِّ أَحْوَی رِفَلُّ، و إِذا یَغْزُو فسِمْعٌ أَزَلُّ الجوهری: و السِّمْعُ الأَزَلُّ الذئب الأَرْسَح یتولد بین الذئب و الضَّبُع، و هذه الصفة لازمة له كما یقال الضَّبْع العَرْجاء. و فی المثل: هو أَسْمَعُ من الذِّئب الأَزَلّ، و‌فی حدیث علی، علیه السلام، كتب إِلی ابن عباس: اخْتَطَفْتَ ما قَدَرْتَ علیه من أَموال الأُمَّة اخْتِطافَ الذِّئب الأَزَلِّ دامِیَةَ المِعْزَی؛ قال ابن الأَثیر: الأَزَلُّ فی الأَصل الصغیر العَجُز، و هو فی صفات الذئب الخفیف، و قیل: هو من قولهم زَلَّ زَلِیلًا إِذا عدا، و خَصَّ الدامیةَ لأَن من طبع الذئب مَحَبَّة الدم حتی إِنه یری ذئباً دامیاً فیَثِب علیه لیأْكله. التهذیب: و الزَّلَل مصدر الأَزَلّ من الذئاب و غیرها، و الجمع الزُّلُّ؛ و قول الشاعر: و عادیة سَوْمَ الجَراد وَزَعْتها، فكَلَّفتها سِیداً أَزَلَّ مُصَدَّرا قال: لم یَعْنِ بالأَزَلِّ الأَرْسَح و لا هو من صفة الفرس، و لكنه أَراد یَزِلُّ زَلِیلًا خفیفاً؛ قال ذلك ابن الأَعرابی فیما روی ثعلب له، و قال غیره: بل هو نعت للذئب، جعله أَزَلَّ لأَنه أَحق له شَبَّه به الفرس ثم نَعَتَه. ابن الأَعرابی: زُلَّ إِذا دُقِّقَ، و زَلَّ إِذا أَخطأَ. الفراء: الزِّلَّة الحجارة المُلْس.

زمل؛ ج11، ص: 309

: زَمَلَ یَزْمِل و یَزْمُلُ زِمَالًا: عَدَا و أَسْرَعَ مُعْتَمِداً فی أَحد شِقَّیْه رافعاً جنبه الآخر، و كأَنه یعتمد علی رِجْل واحدة، و لیس له بذلك تَمَكُّنُ المعتمِد علی رجلیه جمیعاً. و الزِّمَال: ظَلْع یصیب البعیر. و الزَّامِل من الدواب: الذی كأَنه یَظْلَع فی سَیْره من نشاطه، زَمَلَ یَزْمُلُ زَمْلًا و زَمَالًا و زَمَلاناً، و هو الأَزْمَل؛ قال ذو الرمة: راحَتْ یُقَحِّمُها ذو أَزْمَلٍ، وُسِقَتْ له الفَرائشُ و السُّلبُ القَیادِیدُ و الدابة تَزْمُل فی مشیها و عَدْوِها زَمَالًا إِذا رأَیتها تتحامل علی یدیها بَغْیاً و نَشاطاً؛ و أَنشد: تراه فی إِحْدی الیَدَیْن زَامِلا الأَصمعی: الأَزْمَل الصوت، و جمعه الأَزَامِل؛ و أَنشد الأَخفش: تَضِبُّ لِثاتُ الخَیْل فی حَجَراتها، و تَسْمَع من تحت العَجاج لها ازْمَلا یرید أَزْمَل، فحذف الهمزة كما قالوا وَیْلُمِّه. و الأَزْمَل: كل صوت مختلط. و الأَزْمَلُ: الصوت الذی یخرج من قُنْب الدابة، و هو وِعاء جُرْدانه، قال: و لا فعل له. و أَزْمَلَةُ القِسِیِّ: رَنِینُها؛ قال: و للقِسِیِّ أَهازِیجٌ و أَزْمَلَةٌ، حِسّ الجَنوب تَسوق الماء و البَرَدا و الأُزْمُولَة و الإِزْمَوْلة: المُصَوِّت من الوُعول و غیرها؛ قال ابن مقبل یصف وَعِلًا مُسِنًّا: عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلًا، علی تُراث أَبیه یَتْبَع القُذَفا و الأَصمعی یرویه: … إِزْمَوْلة …، و كذلك رواه سیبویه، و كذلك رواه الزبیدی فی الأَبنیة؛ و القُذَف: جمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 310
قُذْفة مثل غُرْفة و غُرَف. و یقال: هو إِزْمَوْل و إِزْمَوْلة، بكسر الأَلف و فتح المیم؛ قال ابن جنی: إِن قلت ما تقول فی إِزْمَوْل أَ مُلْحَق هو أَم غیر مُلْحق، و فیه كما تری مع الهمزة الزائدة الواوُ زائدة، قیل: هو مُلْحَق بباب جِرْدَحْلٍ، و ذلك أَن الواو التی فیه لیست مَدًّا لأَنها مفتوح ما قبلها، فشابهت الأُصول بذلك فأُلْحِقت بها، و القول فی إِدْرَوْنٍ كالقول فی إِزمَوْلٍ، و هو مذكور فی موضعه. و قال أَبو الهیثم: الأُزْمُولة من الأَوعال الذی إِذا عَدا زَمَل فی أَحد شِقَّیه، من زَمَلَتِ الدابةُ إذا فَعَلَتْ ذلك؛ قال لبید: فَهْوَ سَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِقٌ، لاحق البطن، إِذا یَعْدُو زَمَل الفراء: فَرَسٌ أُزْمُولة أَو قال إِزْمَولة إِذا انشمر فی عَدْوِه و أَسْرَع. و یقال للوَعِل أَیضاً أُزْمُولَة فی سرعته، و أَنشد بیت ابن مقبل أَیضاً، و فَسَّره فقال: القُذَفُ القُحَمُ و المَهالِكُ یرید المَفاوِز، و قیل: أَراد قُذَف الجبال، قال: و هو أَجود. و الزَّامِلة: البَعیر الذی یُحْمَل علیه الطعامُ و المتاع. ابن سیدة: الزَّامِلَة الدابة التی یُحْمَل علیها من الإِبل و غیرها. و الزَّوْمَلة و اللَّطِیمة: العِیرُ التی علیها أَحمالها، فأَما العِیرُ فهی ما كان علیها أَحمالُها و ما لم یكن، و یقال للإِبِل اللَّطِیمة و العِیر و الزَّوْمَلة؛ و قول بعض لُصوص العرب: أَشْكُو إِلی الله صَبْری عن زَوامِلِهم، و ما أُلاقی، إِذا مَرُّوا، من الحَزَن یجوز أَن یكون جمع زَاملة. و الزِّمْلَة، بالكسر: ما التفَّ من الجَبَّار و الصَّوْرِ من الوَدِیِّ و ما فات الیدَ من الفَسِیل؛ كُلُّه عن الهَجَری. و الزَّمِیل: الرَّدِیف علی البعیر الذی یُحْمَل علیه الطعام و المتاع، و قیل: الزَّمِیل الرَّدِیف علی البعیر، و الرَّدِیف علی الدابة یتكلم به العرب. و زَمَلَه یَزْمُلُه زَمْلًا: أَردفه و عادَلَه؛ و قیل: إِذا عَمِل الرجلان علی بعیریهما فهُما زَمِیلانِ، فإِذا كانا بلا عمل فهما رَفِیقان. ابن درید: زَمَلْتُ الرَّجلَ علی البعیر فهو زَمِیلٌ و مَزْمُول إِذا أَردفته. و المُزامَلة: المُعادَلة علی البعیر، و زَامَلْته: عادلته. و‌فی الحدیث: أَنه مَشی علی زَمِیل؛ الزَّمِیل: العَدِیل الذی حِمْلُه مع حِمْلك علی البعیر. و زامَلنی: عادَلَنی. و الزَّمِیل أَیضاً: الرفیق فی السفر الذی یعینك علی أُمورك، و هو الرَّدِیف أَیضاً؛ و منه قیل الأَزَامِیل للقِسِیِّ، و هو جمع الأَزْمَل، و هو الصوت، و الیاء للإِشباع. و‌فی الحدیث: للقِسِیّ أَزَامِیل و غَمْغَمة، و الغَمْغَمة: كلام غیر بَیِّن. و الزَّامِلَة: بعیر یَسْتَظْهِر به الرجلُ یَحْمِل علیه متاعه و طعامه؛ قال ابن بری: و هَجا مَرْوانُ بنُ سلیمان بن یحیی بن أَبی حَفْصة قوماً من رُواة الشِّعر فقال: زَوَامِل للأَشعار، لا عِلْم عندهم بجَیِّدها إِلا كعِلْم الأَباعر لعَمْرُك ما یَدْری البعیرُ، إِذا غدا بأَوساقِه أَو راح، ما فی الغَرائر و‌فی حدیث ابن رَواحَة: أَنه غزا معه ابن أَخیه علی زَامِلَة؛ هو البعیر الذی یُحْمَل علیه الطعام و المتاع كأَنَّها فاعِلة من الزَّمْل الحَمْلِ. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌11، ص: 311
أَسماء: كانت زِمالة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و زِمالة أَبی بكر واحدة‌أَی مَركوبهما و إِداوتُهما و ما كان معهما فی السفر. و الزَّامِل من حُمُر الوحش: الذی كأَنه یَظْلَع من نَشاطه، و قیل: هو الذی یَزْمُل غیرَه أَی یَتْبَعه. و زَمَّلَ الشی‌ءَ: أَخفاه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یُزَمِّلون حَنینَ الضِّغْن بَیْنَهُم، و الضِّغْن أَسْودُ، أَو فی وَجْهه كَلَف و زَمَّلَه فی ثوبه أَی لَفَّه. و التَّزَمُّل: التلفُّف بالثوب، و قد تَزَمَّل بالثوب و بثیابه أَی تَدَثَّر، و زَمَّلْته به؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ أَباناً، فی أَفانین وَدْقِه، كبیر أُناسٍ فی بِجادٍ مُزَمَّل و أَراد مُزَمَّل فیه أَو به ثم حذف الجارَّ فارتفع الضمیر فاستتر فی اسم المفعول. و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا الْمُزَّمِّلُ؛ قال أَبو إِسحق: المُزَّمِّل أَصله المُتَزَمِّل و التاء تدغم فی الزای لقربها منها، یقال: تَزَمَّل فلان إِذا تَلَفَّف بثیابه. و كل شی‌ء لُفِّف فقد زُمِّلَ. قال أَبو منصور: و یقال للِفافة الراویة زِمَالٌ، و جمعه زُمُلٌ، و ثلاثة أَزْمِلةٍ. و رجل زُمَّالٌ و زُمَّیْلَة و زِمْیَلٌّ إِذا كان ضعیفاً فَسْلًا، و هو الزَّمِل أَیضاً. و‌فی حدیث قَتْلی أُحُد: زَمِّلوهم بثیابهم‌أَی لُفُّوهم فیها، و‌فی حدیث السقیفة: فإِذا رجل مُزَمَّل بین ظَهْرانَیْهم‌أَی مُغَطًّی مُدَثَّر، یعنی سعد بن عُبَادة. و الزِّمْل: الكَسْلان. و الزُّمَل و الزُّمَّل و الزُّمَّیْلُ و الزُّمَیْلَة و الزُّمَّال: بمعنی الضعیف الجَبان الرَّذْل؛ قال أُحَیْحة: و لا و أَبیك ما یُغْنی غَنائی، من الفِتْیانِ، زُمَّیْلٌ كَسُولُ و قالت أُمّ تأَبَّط شَرًّا: وا ابناه وا ابن اللَّیْل، لیس بزُمَّیْل، شَرُوبٌ للقَیْل، یَضْرب بالذَّیْل، كمُقْرَب الخَیْل. و الزُّمَّیْلة: الضعیفة. قال سیبویه: غَلَب علی الزُّمَّل الجمع بالواو و النون لأَن مؤنثه مما تدخله الهاء. و الزِّمْل: الحِمْل. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: لَئِن فَقَدْتمونی لتَفْقِدُنَّ زِمْلًا عظیماً؛ الزِّمْل: الحِمْل، یرید حِمْلًا عظیماً من العلم؛ قال الخطابی: و رواه بعضهم زُمَّل، بالضم و التشدید، و هو خطأٌ. أَبو زید: الزُّمْلة الرُّفْقة؛ و أَنشد: لم یَمْرِها حالبٌ یوماً، و لا نُتِجَتْ سَقْباً، و لا ساقَها فی زُمْلةٍ حادی النضر: الزَّوْمَلة مثل الرُّفْقة. و الإِزْمِیل: شَفْرة الحَذَّاء؛ قال عَبْدة بن الطبیب: عَیْرانة یَنْتَحِی فی الأَرض مَنْسِمُها، كما انْتَحَی فی أَدِیم الصِّرْف إِزْمِیلُ و رجل إِزْمِیلٌ: شدید الأَكل، شبه بالشَّفْرة، قال طرفة: تَقُدُّ أَجوازَ الفَلاة، كما قُدَّ بإِزْمِیل المعین حَوَر و الحَوَر: أَدیمٌ أَحمر، و الإِزْمِیل: حدیدة كالهلال تجعل فی طرف رُمح لصید بقر الوحش، و قیل: الإِزْمِیل المِطْرَقة. و رَجُلٌ إِزْمِیلٌ: شدید؛ قال: و لا بِغُسّ عَنِید الفُحْشِ إِزْمِیل
لسان العرب، ج‌11، ص: 312
و أَخذ الشی‌ء بزَمَلته و أَزْمَله و أَزْمُله و أَزْمَلته أَی بأَثاثه. و تَرَك زَمَلَة و أَزْمَلة و أَزْمَلًا أَی عیالًا. ابن الأَعرابی: خَلَّف فلان أَزْمَلَة من عِیال؛ و أَنشد‌نَسَّی غُلامَیْك طِلابَ العِشْق زَوْمَلةٌ، ذات عَبَاء بُرْق و یقال: عِیَالات أَزْمَلَة أَی كثیرة. أَبو زید: خرج فلان و خَلَّف أَزْمَلَة و خرج بأَزْمَلَة إِذا خَرَج بأَهله و إِبله و غنمه و لم یُخَلِّف من ماله شیئاً. و أَخذ الشی‌ء بأَزْمَلَه أَی كُلَّه. و ازْدَمَل فلان الحِمْل إِذا حَمَله، و الازْدِمَال: احتمال الشی‌ء كُلِّه بمَرَّة واحدة. و ازْدَمَل الشی‌ءَ: احتمله مَرَّة واحدة. و الزِّمْل عند العرب: الحِمْل، و ازْدَمَلَ افتعل منه، أَصله ازْتَمله، فلما جاءت التاء بعد الزای جعلت دالًا. و الزَّمَل: الرَّجَز؛ قال: لا یُغْلب النازعُ ما دام الزَّمَل، إِذا أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَل یقول: ما دام یَرْجُز فهو قَوِیٌّ علی السعی، فإِذا سكت ذهبت قوّته؛ قال ابن جنی: هكذا رویناه عن أَبی عمرو الزَّمَل، بالزای المعجمة، و رواه غیره الرَّمَل، بالراء أَیضاً غیر معجمة، قال: و لكل واحد منهما صحة فی طریق الاشتقاق، لأَن الزَّمَل الخِفَّة و السُّرْعة، و كذلك الرَّمَل بالراء أَیضاً، أَ لا تری أَنه یقال زَمَلَ یَزْمُل زِمَالًا إِذا عَدَا و أَسرع معتمداً علی أَحد شِقَّیه، كأَنه یعتمد علی رجل واحدة، و لیس له تمكن المعتمد علی رِجْلیه جمیعاً. و الزِّمَال: مشی فیه میل إِلی أَحد الشِّقَّین، و قیل: هو التحامل علی الیدین نشاطاً؛ قال مُتَمَّم بن نُوَیْرة: فَهْیَ زَلُوجٌ و یَعْدُو خَلْفَها رَبِذٌ فیه زِمَالٌ، و فی أَرساغه جَرَدُ ابن الأَعرابی: یقال للرجل العالم بالأَمر هو ابن زَوْمَلتها أَی عالِمُها. قال: و ابن زَوْمَلة أَیضاً ابن الأَمَة. و زَامل و زَمْلٌ و زُمَیْل: أَسماء، و قد قیل إِن زَمْلًا و زُمَیْلًا هو قاتل ابن دارة و إِنهما جمیعاً اسمان له. و زُمَیْل بن أُمِّ دینار: من شعرائهم. و زَوْمَل: اسم رجل، و قیل اسم امرأَة أَیضاً. و زَامِلٌ: فرس معاویة بن مِرْداس.

زمهل؛ ج11، ص: 312

: ماء مُزْمَهِلٌّ: صافٍ. الأَزهری: یقال ازْمَهَلَّ المطرُ ازْمِهْلالًا إِذا وقع. و ازْمَهَلَّ الثلجُ إِذا سال بعد ذَوَبانه.

زنبل؛ ج11، ص: 312

: التهذیب فی الرباعی: زَنْبَل اسم، و هو القَصِیر من الرجال. و الزَّنْبِیل و الزِّنْبِیْل: لغة فی الزَّبِیل.

زنجل؛ ج11، ص: 312

: الأُموی و ابن الأَعرابی: الزِّنْجِیل الضَّعیف، بالنون، و قال الفراء: الزِّئجِیل مهموز، و هو الزُّؤَاجِل. و الزِّنْجِیل: القویُّ الضَّخْم.

زنجبیل؛ ج11، ص: 312

: الزَّنْجَبِیل: مما ینبت فی بلاد العرب بأَرض عُمَان، و هو عروق تسری فی الأَرض، و نباته شبیه بنبات الرَّاسَن و لیس منه شی‌ء بَرِّیًّا، و لیس بشجر، یؤكل رطْباً كما یؤكل البَقْلُ، و یستعمل یابساً، و أَجوده ما یؤتی به من الزِّنْج و بلاد الصِّین، و زعم قوم أَن الخَمْر یسمی زَنْجَبیلًا؛ قال: و زَنْجَبِیل عاتِق مُطَیَّب و قیل: الزَّنْجَبِیل العود الحِرِّیف الذی یَحْذِی اللسان. و فی التنزیل العزیز فی خَمْر الجَنَّة: كٰانَ
لسان العرب، ج‌11، ص: 313
مِزٰاجُهٰا زَنْجَبِیلًا. و العرب تصف الزَّنْجَبِیل بالطیب و هو مستطاب عندهم جِدًّا؛ قال الأَعشی یذكر طعم ریق جاریة: كأَن القَرنْفُلَ و الزَّنْجَبِیلَ باتا بِفیها، و أَرْیاً مَشُورا قال: فجائز أَن یكون الزَّنْجَبِیل فی خَمْر الجَنَّة، و جائز أَن یكون مِزَاجَها و لا غائلة له، و جائز أَن یكون اسْماً للعَین التی یؤخذ منها هذا الخَمْر، و اسمه السَّلْسَبِیل أَیضاً.

زندبیل؛ ج11، ص: 313

: الزَّنْدَبِیل: الفِیل؛ ابن الأَعرابی: هو الفِیلُ و الكُلْثُوم و الزَّنْدَبِیل.

زنفل؛ ج11، ص: 313

: الزَّنْفَلة: أَن یتحرَّك فی مشیه كأَنه مُثْقَل بِحِمْل. و زَنْفَل فی مشیه: تَحَرَّك كالمُثْقَل بالحِمْل. و زَنْفَلٌ: من أَسماء العرب، و هو اسم رجل، و منه زَنْفَلٌ العرَفیُّ أَحد فُقَهاء مكة. و أُمُّ زَنْفَل: الداهیةُ؛ حكاها ابن درید عن أَبی عثمان، قال: و لم أَسمعها إِلا منه. ابن الأَعرابی: زَنْفَلَ الرجلُ إِذا رَقَصَ رَقْصَ النَّبَط.

زنكل؛ ج11، ص: 313

: الزَّوَنْكَلُ: القَصِیر، و كذلك الزَّوَنَّكُ، و قد تقدم؛ قال الشاعر: و بَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَی، یَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَی

زهل؛ ج11، ص: 313

: الزَّهَل: امْلِیسَاسُ الشی‌ء و بیاضُه، زَهِل زَهَلًا. و الزُّهْلُول: الأَمْلَس من كل شی‌ء؛ و فی قَصِید كعب بن زهیر: یَمْشِی القُرادُ علیها، ثم یُزْلِقُه عنها لَبانٌ، و أَقْرابٌ زَهَالِیلُ الأَقراب: الخواصر. ابن الأَعرابی: الزُّهْلُول الأَمْلَسُ الظهر، و الزَّهْل التباعد من الشرِّ، و الزَّاهِل المطمئن القلب. و زُهْلُولٌ: جَبَلٌ. قال ابن بری: و ذكر الوزیر المغربی أَن الزُّهْلول الحیَّة لها عُرْفٌ.

زول؛ ج11، ص: 313

: الزَّوَال: الذَّهاب و الاسْتِحالة و الاضْمِحْلال، زَالَ یَزُول زَوَالًا و زَوِیلًا و زُؤُولًا؛ هذه عن اللحیانی؛ قال ذو الرمة: و بَیْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا و أُمُّها، إِذا ما رَأَتْنا زِیلَ مِنَّا زَوِیلُها أَراد بالبیضاء بَیْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَی لا تَنْفِرُ، و أُمُّها النعامة التی باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا و جَفَلَتْ نافرة، و ذلك معنی قوله زِیلَ مِنَّا زَوِیلُها. و زَالَ الشی‌ءُ عن مكانه یَزُول زَوَالًا و أَزَالَه غیره و زَوَّلَه فانْزَالَ، و ما زَالَ یَفْعل كذا و كذا. و حكی أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب یقولون كِیدَ زیدٌ یفعل كذا، و ما زِیلَ یفعل كذا؛ یریدون كاد و زال فنقلوا الكسر إِلی الكاف فی فَعِل كما نقلوا فی فَعِلْتُ. و أَزَلْتُه و زَوَّلْتُه و زِلْتُه أَزالُه و أَزِیلُه و زُلْت عن مكانی أَزُول زَوَالًا و زُؤُولًا و أَزَلْتُ غیری إِزَالَة؛ كل ذلك عن اللحیانی. ابن الأَعرابی: الزَّوْل الحَرَكة؛ یقال رأَیت شَبَحاً ثم زَالَ أَی تحَرَّك. و زَالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه و تَنَحَّوْا. أَبو الهیثم: یقال اسْتَحِل هذا الشخصَ و اسْتَزِلْه أَی انظُر هل یَحول أَی یَتحَرَّك أَو یَزول أَی یفارق موضعه. و الزَّوَّال: الذی یتحرَّك فی مشیه كثیراً و ما یقطعه من المسافة قلیل؛ و أَنشد أَبو عمرو: البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال
لسان العرب، ج‌11، ص: 314
قال ابن بری: الرجز لأَبی الأَسود العجلی، قال: و هو مُغَیَّر كُلُّه «3» و الذی أَنشده أَبو عمرو: البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ و قبله: تَعَرَّضَتْ مُرَیْئَةُ الحَیَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَیَّاكِ و المُجَذَّر و الجَیْذَرُ: القَصیر. و‌فی حدیث كعب بن مالك: رأَی رَجُلًا مُبَیَّضاً یَزُول به السَّرابُ‌أَی یرفعه و یُظهره. یقال: زَالَ به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فیه خَیَالًا؛ و منه قول كَعب بن زهیر: یَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ یَرْفَعُها، من اللَّوامِعِ، تَخْلِیطٌ و تَزْیِیلُ یرید أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة و تَخْفِضها أُخری. و الزَّوْلُ: الزَّوَلانُ. و زَالَ المُلْكُ زَوَالًا، و زَالَ زَوالُه إِذا دُعِی له بالإِقامة، و أَزَالَ اللهُ زَوَالَه. و قال یعقوب: یقال أَزَالَ اللهُ زوالَه و زَالَ اللهُ زَوَالَه یدعو له بالهلاك و البلاء؛ هكذا قال، و الصواب یدعو علیه؛ و قول الأَعشی: هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها، ما بالُها باللَّیل زَالَ زَوالَها؟ قیل: معناه زَالَ الخَیالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابی: و إِنما كَرِه الخیالَ لأَنه یَهِیج شَوْقَه و قد یكون علی اللغة الأَخیرة أَی أَزالَ اللهُ زَوالَها، و یقوِّی ذلك روایة أَبی عمرو إِیاه بالرفع: زَالَ زَوَالُها، علی الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قدیم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشی فجاء به علی استعماله، و الأَمثال تُؤَدَّی علی ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِی إِنَّكِ ناعِلة، و الصَّیْفَ ضَیَّعْتِ اللَّبَنَ، و أَطْرِقْ كَرَا، و أَصْبِحْ نَوْمانُ، یُؤَدَّی ذلك فی كل موضع علی صورته التی أُنشئ فی مبدئه علیها، و غیر أَبی عمرو روی هذا المثَل بالنصب بغیر إِقواء، علی معنی زَالَ عنَّا طَیْفُها باللیل كزَوَالها هی بالنهار؛ و قال أَبو بكر: زَالَ زَوَالَها أَی أَزَالَ اللهُ زَوَالَها أَی زَالَ خَیالُها حین تَزُول، فنصب زوالَها فی قوله علی الوقت و مَذْهَب المَحَلِّ. و یقال: رُكوبی رُكوبَ الأَمیر، و المَصادِرُ المؤَقَّتة تجری مجری الأَوقات. و یقال: أَلْقی عَبْدَ الله خُروجَه من منزله أَی حینَ خروجه. ابن السكیت: یقال أَزَالَه عن مكانه یُزِیله، و حكی زِیلَ زَوالُه، و یقال: زَالَ الشی‌ءَ من الشی‌ء یَزِیله زَیْلًا إِذا مازَه، و زِلْتُه فلم یَنْزَلْ. قال أَبو منصور: و هذا یحقق ما قاله أَبو بكر فی قوله زَالَ زَوَالَها إنه بمعنی أَزَالَ اللهُ زَوَالَها. و الازْدِیالُ: الإِزالة، و قال كثیر: أَحاطَتْ یَداه بالخِلافة، بَعْدَ ما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِیالَها و قوله عز و جل: فَأَزَلَّهُمَا الشَّیْطٰانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما. و الزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلی المغرب فی استدارتها. و الزَّوَال: زَوالُ الشمس و زَوالُ المُلْكِ و نحوِ ذلك مما یَزُول عن حاله. و زَالَتِ الشمسُ زَوَالًا و زُوُولًا، بغیر همز، كذلك نَصَّ علیه ثعلب، و زِیالًا و زَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد
(3). قوله [و هو مغیر كله] عبارة الصاغانی فی التكملة عن الجوهری: البحتر المجذر الزَوَّال، و هو تصحیف قبیح، و الصواب: الزوّاك، بالكاف و الرجز كافیّ
لسان العرب، ج‌11، ص: 315
السماء. و زَالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك. و‌فی حدیث جُنْدب الجُهَنِیِّ: و الله لقد خالَطَه سَهْمایَ و لو كان زَائِلةً لتَحَرَّك؛ الزَّائِلَة: كل شی‌ء من الحیوان یَزُول عن مكانه، و لا یستَقِرُّ فی مكانه، یقع علی الإِنسان و غیره، و كأَن هذا المَرْمِیّ قد سَكَّن نفسَه لا یَتَحرَّك لئلا یُحَسَّ به فیُجْهَز علیه؛ و من ذلك قول الشاعر: و كُنْتُ امْرَأً أَرْمِی الزَّوَائِلَ مَرَّةً، فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْیَ الزَّوَائِل و عَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها، و عادَتْ سِهامی بین رَثٍّ و ناصِل و هذا رَجُلٌ كان یَخْتِل النساء فی شَبِیبته بحسنه، فلما شابَ و أَسَنَّ لم تَصْبُ إِلیه امرأَة، و الشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ و فی قصِید كعب: فی فِتْیَةٍ من قُرَیشٍ قال قائِلُهم، ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا أَی انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِین إِلی المدینةِ. و یقال: فلان یَرْمِی الزَّوَائِل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِلیه. و الزَّوَائِل: الصَّیْد. و ازْدَالَ: رَمَی الزَّوائل. و الزَّوَائِل: النساء علی التشبیه بالوَحْش؛ قال: فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْیَ الزَّوَائِل و زَالَتِ الخیلُ برُكْبانِها زِیالًا: نَهَضَتْ؛ قال النابغة: كأَنّ رَحْلی، و قد زَالَ النَّهارُ بنا یَوْمَ الحُلَیْلِ، علی مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ «1». و قیل: معناه ذَهَبَ و تمَطَّی؛ و قیل بَرِحَ كقوله: عهدی بهم یومَ باب القریتین، و قد زَالَ الهَمَالِیجُ بالفُرْسانِ و اللُّجُمِ و زَالَ الظِّلُّ زَوَالًا كزَوال الشمس، غیر أَنهم لم یَقُولوا زُوُولًا كما قالوا فی الشمس. و زَالَ زَائِلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهیرة و عَقَلَ. و زَالَ عن الرأْی یَزُولُ زُؤُولًا؛ هذه عن اللحیانی. و زَالَتْ ظُعُنُهُم زَیْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَیضاً. و قالوا: لما رآنی زَالَ زَوالُه و زَوِیلُه من الذُّعْر و الفَرَق أَی جَانِبُه، و أَنشد بیت ذی الرُّمَّة، و قد تقدم؛ و أَنشد أَبو حنیفة لأَیوب بن عَبابة: و یَأْمَنُ رُعْیانُها أَن یَزُولَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِیل و یقال: أَخَذَه الزَّوِیلُ و العَوِیلُ لأَمْرٍ مَّا أَی أَخذه البكاء و الحركة و القَلَق. و یقال: زِیلَ زَوِیلُه أَی بَلَغَ مكنونَ نَفْسه. و یقال للرجل إِذا فَزِعَ من شی‌ء و حَذِرَ: زِیلَ زَوِیلُه. و ورد‌فی حدیث قتادة: أَخَذه العَوِیلُ و الزَّوِیلُ‌أَی القَلَق و الانزعاج بحیث لا یستقرُّ علی المكان، و هو و الزَّوَال بمعنی. و‌فی حدیث أَبی جهل: یَزُولُ فی الناس‌أَی یُكْثِر الحركة و لا یَسْتَقِرُّ، و‌یروی یَرْفُل.و‌فی حدیث معاویة: أَن رجلین تَدَاعَیَا عنده و كان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْیَلًا؛ المِزْیَل، بكسر المیم و سكون الزای: الجَدِلُ فی الخصومات الذی یَزُولُ من حُجَّة إِلی حجَّة، و المیم زائدة. و المُزَاوَلة: معالجة الشی‌ء، یقال: فلان یُزَاوِل حاجة له، قال أَبو منصور: و هذا كله من زَالَ یَزُولُ زَوْلًا و زَوَلاناً. و زَاوَلْته مُزَاوَلةً أَی عالجته
(1). قوله [یوم الحلیل إلخ] كذا بالأَصل هنا بالمهملة، و فی دیوان النابغة: یوم الجَلِیلِ و تقدم فی ترجمة أنس شطر قریب من هذا: بذی الجلیل علی مستأنس وحد و هما موضعان نص علیهما یاقوت فی المعجم
لسان العرب، ج‌11، ص: 316
و زَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة: فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها، بمُهَنَّدٍ ذی رَوْنَقٍ عَضْب و المُزَاوَلة: المُحَاولة و المُعَالَجة. و قال رجل لآخر عَیَّره بالجُبْن: و الله ما كنتُ جَبَاناً و لكنی زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلًا و قال زهیر: فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا، یُزَاوِلُنا عن نَفْسه و نُزَاوِلُه و تَزَاوَلُوا: تَعَالَجُوا. و زَاوَلَه مُزَاوَلَةً و زِوالًا: حاوَلَه و طَالَبه. و كُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ. و تَزَوَّلَه و زَوَّلَه: أَجاءه؛ حكاه الفارسی عن أَبی زید. و الزَّوْلُ: الخفِیف الظَّرِیف یُعْجَب من ظَرْفه، و الجمع أَزْوَالٌ. و زَالَ یَزُول إِذا تَظَرَّف، و الأُنْثی زَوْلَة. و وَصِیفَةٌ زَوْلَة: نافِذة فی الرَّسائل. و تَزَوَّلَ: تَنَاهَی ظَرْفُه. و الزَّوْل: الغُلام الظَّریف. و الزّوْل: الصَّقْر، و الزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل. و الزَّوْل: الشجاع الذی یَتَزایل الناسُ من شجاعته؛ و أَنشد ابن السكیت فی الزَّوْل لكثیر بن مُزَرِّد: لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوَال، مُعَدِّیاً لذات لَوْثٍ شِمْلال و الزَّوْل: الجَواد. و الزَّوْلَة: المرأَة البَرْزَة، و یقال: هی الفَطِنَةُ الدَّاهِیة. و‌فی حدیث النساء: بِزَوْلةٍ و جَلْسٍ، هو من ذلك، و قیل الظَّرِیفة. و الزَّوْل: الخفیف الحركات. و الزَّوْل: العَجَب. و زَوْلٌ أَزْوَل علی المبالغة؛ قال الكمیت: فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِیبِ، زَوْلًا لَدَیْها، هو الأَزْوَلُ ابن بری: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن یأْتیه أَمر یَمْنَعه الفِرَار. و الزَّوْل: الخَفِیف؛ و أَنشد القَزَّاز: تَلِین و تَسْتَدْنی له شَدَنِیَّةٌ، مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها

زیل؛ ج11، ص: 316

: زِلْتُ الشی‌ءَ من مكانه أَزِیلُه زَیْلًا: لغة فی أَزَلْته؛ قاله الجوهری، قال ابن بری: صوابه زِلْتُه زَیْلًا أَی أَزَلْته. و زِلْتُه زَیْلًا أَی مِزْتُه. ابن سیدة و غیره: زَالَ الشی‌ءَ زَیْلًا و أَزَاله إِزَالةً و إِزَالًا؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و زَیَّلَه فتَزَیَّلَ، كل ذلك: فَرَّقَه فتفَرَّق. و فی التنزیل العزیز: فَزَیَّلْنٰا بَیْنَهُمْ؛ و هو فَعَّلْت لأَنك تقول فی مصدره تَزْیِیلًا، قال: و لو كان فَیْعَلْت لقلت زَیَّلَةً. و قال مُرَّة: أَزَلْت الضأْنَ من المَعَز و البِیضَ من السُّود إِزَالًا و إِزَالَةً، و كذلك زِلْتُها أَزِیلُها زَیْلًا أَی مَیَّزْت. قال الأَزهری: أَمَّا زَالَ یَزِیلُ فإِن الفراء قال فی قوله تعالی: فَزَیَّلْنٰا بَیْنَهُمْ، قال: لیست من زُلْت و إِنما هی من زِلْتُ الشی‌ءَ فأَنا أَزِیلُه إِذا فَرَّقْتَ ذا من ذا و أَبَنْتَ ذا من ذا، و قال فَزَیَّلْنٰا لكثرة الفعل، و لو قَلَّ لقلت زِلْ ذا من ذا كقولك مِزْ ذا من ذا، قال: و قرأَ بعضهم فزَایَلْنا بینهم، و هو مثل قولك لٰا تُصَعِّرْ و لا تُصَاعِرْ و عاقَدَ و عَقَّد. و قال تعالی: لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ كَفَرُوا؛ یقول لو تَمَیَّزوا؛ و أَنشد أَبو الهیثم للكمیت: أَرادوا أَن تُزایِلَ خَالقاتٌ أَدِیمَهُمُ، یَقِسْنَ و یَفْتَرِینا و الزِّیالُ: الفِراق. و التَّزَایُل: التباین. و قال القتیبی فی تفسیر قوله: فَزَیَّلْنٰا أَی فَرّقنا و هو مِنْ زَالَ یَزُولُ و أَزَلْته أَنا؛ قال أَبو منصور: و هذا
لسان العرب، ج‌11، ص: 317
غلط من القتیبی و لم یمیز بین زال یَزُول و زَالَ یَزِیل كما فَعَل الفراء، و كان القتیبی ذا بیان عَذْب و قد نَحِسَ حَظُّهُ من النحو و معرفة مقاییسه. الجوهری: یقال زِلْ ضَأْنَك من مِعْزاك، و زِلْتُه منه فلم یَنْزَلْ، و مِزْتُه فلم یَنْمَزْ. وَ تَزَیَّلَ القومُ تَزَیُّلًا و تَزْییلًا: تَفَرَّقوا؛ الأَخیرة حجازیة رواها اللحیانی، قال: و ربیعة تقول تَزَایَل القومُ تَزَایُلًا؛ و أَنشد للمتلمس: أَ حارِثُ إِنَّا لو تُساطُ دماؤنا، تَزَیَّلْن حتی ما یَمَسّ دَمٌ دَما قال: و ینشد تَزَایَلْنَ. و التَّزَایُل: التَّبایُن؛ قال أَبو ذؤیب: إِلی ظُعُنٍ كالدَّوْم فیها تَزایُلٌ، و هِزَّة أَحمالٍ لَهُنَّ وَشِیجُ و زَایَلَهُ مُزَایَلَةً و زِیالًا: بارحه. و المُزَایَلَة: المُفارَقة، و منه یقال: زَایَلَه مُزَایَلَة و زِیالًا إِذا فارقه. و المُتَزَایِلَةُ من النساء: التی تُزایِلُك بوجهها تَسْتره عنك، و هو من ذلك. و انْزَالَ عنه: زَایَلَه و فارَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و انْزَالَ عن ذائِدها و نَصْرِه أَی زَایَلَ الذائدَ و أَنصارَه. و الزَّیَل، بالتحریك: تَباعُدُ ما بین الفَخِذین كالفَحَج. و رَجُل أَزْیَل الفَخِذین: مُنْفَرِجُهما مُتباعِدُهما، و هو من ذلك لأَن المُتباعِد مُفارِق. و‌فی حدیث علی، كَرَّم الله وجهه: أَنه ذكر المَهْدِیَّ و أَنه یكون من ولد الحُسَین أَجْلی الجَبین أَقْنی الأَنف أَزْیَل الفخِذین أَفْلَج الثَّنایا بفخذه الأَیمن شامةٌ؛ أَراد أَنه مُتَزَایِل الفَخِذین و هو الزَّیَل و التَّزَیُّل، و الفعل منه زَیِلَ یَزْیَل. و أَزْیَلُ الفَخِذین أَی مُنْفَرِجُهما. التهذیب: یقال ما زَالَ یفعل كذا و كذا و لا یَزال یفعل كذا و كذا كقولك ما انْفَكَّ و ما بَرِح و ما زِلْت أَفعل ذاك، و فی المضارع لا یَزَال، قال: و قَلَّما یُتَكَلَّم به إِلا بحرف النفی، قال ابن كیسان: لیس یُراد بما زَالَ و لا یَزَال الفعلُ من زال یَزُول إِذا انصرف من حال إِلی حال و زَالَ من مكانه، و لكنه یراد بهما مُلازَمةُ الشی‌ء و الحالُ الدائمة. و‌فی الحدیث: خالِطوا الناسَ و زَایِلُوهم‌أَی فارِقوهم فی الأَفعال التی لا تُرْضی اللهَ و رَسُولَه. و ما زِلْتُ أَفعله أَی ما بَرِحْت، و ما زِلْت به، حتی فَعَل ذلك، زِیالًا. و ما زِلْت و زَیْداً حتی فَعَل أَی بزید؛ حكاه سیبویه، و حكی بعضهم زِلْت أَفْعَل بمعنی ما زِلْت. و قال اللحیانی: زِلْت الشی‌ءَ فلم یَنْزَلْ، لا یُتَكَلَّمُ به إِلا علی هاتین الصیغتین، یعنی أَنهم لا یقولون زَیَّلْته فلم یَتَزَیَّل، كما أَنهم لا یقولون أَیضاً مَیِّزْتُه فلم یَتَمَیَّز، إِنما یقولون مِزْته فلم یَنْمَزْ. الجوهری: زِلْت الشی‌ءَ أَزِیلُه زَیْلًا أَی مِزْته و فَرَّقْتُه. و یقال: أَزَالَ اللهُ زَوالَه إِذا دُعی علیه بالهلاك، معناه أَی أَذهب اللهُ حركته و تَصَرُّفَه كما یقال أَسْكَتَ الله نامَّتَه. و زال زَوالُه أَی ذَهَبَتْ حركته، و یقال: زِیلَ زَوِیُله؛ قال ذو الرمة یصف بیضة النعامة: و بَیْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنَّا و أُمُّها، إِذا ما رأَتنا زِیلَ مِنَّا زَوِیلُها أَی زِیلَ قَلْبُها من الفَزَع. قال ابن بری: و یحتمل أَن یكون زِیلَ فی البیت مبنیّاً للمفعول من زَالَه اللهُ. و الزَّوِیلُ بمعنی الزَّوال، قال: و یحتمل أَن یكون زِیل لغة فی زالَ كما یقال فی كادَ كِیدَ؛ قال الهذلی:
لسان العرب، ج‌11، ص: 318
و كِیدَ ضِباعُ القُفِّ یأْكُلْنَ جُثَّتی، و كِیدَ خِراشٌ، یَوْمَ ذلك، یَیْتَم قال: و یدل علی صحة ذلك أَنه یروی زِیلَ مِنَّا زَوالُها و زالَ مِنَّا زَوِیلُها، قال: فهذا یدل علی أَنَّ زِیلَ بمعنی زالَ المبنی للفاعل دون المبنی للمفعول.

فصل السین المهملة؛ ج11، ص: 318

سأل؛ ج11، ص: 318

: سَأَلَ یَسْأَلُ سُؤَالًا و سَآلَةً و مَسْأَلةً و تَسْآلًا و سَأَلَةً «2» قال أَبو ذؤیب: أَ سَاءَلْتَ رَسْمَ الدَّار، أَم لم تُسَائِل عن السَّكْنِ، أَم عن عَهْده بالأَوائِل؟ و سَأَلْتُ أَسْأَلُ و سَلْتُ أَسَلُ، و الرَّجُلانِ یَتَسَاءَلانِ و یَتَسایَلانِ، و جمع المَسْأَلَة مَسَائِلُ بالهمز، فإِذا حذفوا الهمزة قالوا مَسَلَةٌ. و تَسَاءَلُوا: سَأَل بعضُهم بعضاً. و فی التنزیل العزیز: و اتَّقُوا الله الذی تَسَّاءَلون به و الأَرحام، و قرئ: تَسٰائَلُونَ بِهِ، فمن قرأَ تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قلبت التاء سیناً لقرب هذه من هذه ثم أُذغمت فیها، قال: و من قرأَ تَسٰائَلُونَ فأَصله أَیضاً تَتَساءَلون حذفت التاء الثانیة كراهیة للإِعادة، و معناه تَطْلُبون حقوقَكم به. و قوله تعالی: كٰانَ عَلیٰ رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا؛ أَراد قولَ الملائكة: رَبَّنٰا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّٰاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ (الآیة)؛ و قال ثعلب: معناه وَعْداً مسؤولًا إِنْجازُه، یقولون ربنا قد وعَدْتَنا فأَنْجِزْ لنا وعدَك. و قوله عز و جل: وَ قَدَّرَ فِیهٰا أَقْوٰاتَهٰا فِی أَرْبَعَةِ أَیّٰامٍ سَوٰاءً لِلسّٰائِلِینَ؛ قال الزجاج: إِنما قال سَوٰاءً لِلسّٰائِلِینَ لأَن كُلًّا یطلب القُوتَ و یَسْأَله، و قد یجوز أَن یكون لِلسّٰائِلِینَ لمن سَأَل فی كم خُلِقَت السمواتُ و الأَرضُ، فقیل خلقت الأَرض فِی أَرْبَعَةِ أَیّٰامٍ سَوٰاءً لا زیادة و لا نقصان، جواباً لمن سَأَل. و قوله عز و جل: وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ؛ معناه سوف تُسْأَلُون عن شكر ما خلقه الله لكم من الشرف و الذكر، و هما یَتَسَاءلان. قال: فأَما ما حكاه أَبو علی عن أَبی زید من قولهم اللهم أَعْطنا سَأَلاتِنا، فإِنما ذلك علی وَضْع المصدر موضعَ الاسم، و لذلك جُمِع، و قد یخفف علی البدل فیقولون سَال یَسال، و هما یَتَساوَلانِ، و قرأَ نافع و ابن عمر سال، غیر مَهموز، سائلٌ، و قیل: معناه بغیر همز: سال وادٍ بعذاب واقع، و قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو و الكوفیون: سَأَلَ سٰائِلٌ، مهموز علی معنی دَعا داعٍ. الجوهری: سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ؛ أَی عن عذاب واقع. قال الأَخفش: یقال خَرَجْنا نَسْأَل عن فلان و بفلان، و قد یخفف فیقال سالَ یَسَال؛ قال الشاعر: و مُرْهَقٍ، سَالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه، لم یَسْتَعِنْ و حَوامی الموتِ تَغْشاهُ و الأَمر منه سَلْ بحركة الحرف الثانی من المستقبل، و من الأَول اسْأَل؛ قال ابن سیدة: و العرب قاطبة تحذف الهمز منه فی الأَمر، فإِذا وصلوا بالفاء أَو الواو هَمَزوا كقولك فاسْأَلْ و اسْأَلْ؛ قال: و حكی الفارسی أَن أَبا عثمان سَمع من یقول اسَلْ، یرید اسْأَلْ، فیحذف الهمزة و یُلقی حركتها علی ما قبلها، ثم یأْتی بأَلف الوصل لأَن هذه السین و إِن كانت متحرّكة فهی فی نیة السكون، و هذا كقول بعض العرب الاحْمَر فیخفف الهمزة بأَن یحذفها و یلقی
(2). قوله [و سَأَلَةً] ضبط فی الأَصل بالتحریك و هو كذلك فی القاموس و شرحه؛ و قوله قال أبو ذؤیب: أ سَاءَلْت، كذا فی الأَصل، و فی شرح القاموس: و سَاءَلَهُ مُسَاءَلَة، قال أبو ذؤیب إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 319
حركتها علی اللام قبلها؛ فأَما قول بلال بن جریر: إِذا ضِفْتَهُم أَو سَایَلْتَهُمْ، وجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَه فإِن أَحمد بن یحیی لم یَعْرِفْه، فلما فَهِم قال: هذا جَمْعٌ بین اللغتین، فالهمزة فی هذا هی الأَصل، و هی التی فی قولك سأَلْت زیداً، و الیاء هی العوض و الفرع، و هی التی فی قولك سَایَلْتُ زیداً، فقد تراه كیف جمع بینهما فی قوله سَایَلْتَهم قال: فوزنه علی هذا فَعایَلْتَهم، قال: و هذا مثال لا یُعْرَف له فی اللغة نظیر. و قوله عز و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ؛ قال الزجاج: سُؤَالُهم سُؤَالُ توبیخ و تقریر لإِیجاب الحجة علیهم لأَن الله جل ثناؤه عالم بأَعمالهم. و قوله: فَیَوْمَئِذٍ لٰا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لٰا جَانٌّ؛ أَی لا یُسْأَل لیُعْلم ذلك منه لأَن الله قد علم أَعمالهم. و السُّول: ما سأَلْتَه. و فی التنزیل العزیز: قٰالَ قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَكَ یٰا مُوسیٰ؛ أَی أُعْطِیت أُمْنِیَّتك التی سَأَلْتها، قرئ بالهمز و غیر الهمز. و أَسْأَلْته سُولَتَه و مَسْأَلَتَه أَی قَضَیت حاجته؛ و السُّولة: كالسُّول؛ عن ابن جنی، و أَصل السُّول الهمز عند العرب، اسْتَثْقَلوا ضَغْطَة الهمزة فیه فتكلموا به علی تخفیف الهمزة، و سنذكره فی سول، و سَأَلْته الشی‌ءَ و سَأَلْته عن الشی‌ء سُؤالًا و مَسْأَلة؛ قال ابن بری: سَأَلته الشی‌ءَ بمعنی اسْتَعْطَیته إِیاه، قال الله تعالی: وَ لٰا یَسْئَلْكُمْ أَمْوٰالَكُمْ. و سأَلْته عن الشی‌ء: استخبرته، قال: و من لم یهمز جعله مثل خاف، یقول: سِلْته أَسْالُه فهو مَسُولٌ مثل خِفْتُه أَخافه فهو مَخُوف، قال: و أَصله الواو بدلیل قولهم فی هذه اللغة هما یَتَساولان. و‌فی الحدیث: أَعْظَمُ المسلمین فی المسلمین جُرْماً من سَأَلَ عن أَمر لم یُحَرَّم فحُرِّم علی الناس من أَجل مَسْأَلته؛ قال ابن الأَثیر: السُّؤَال فی كتاب الله و الحدیث نوعان: أَحدهما ما كان علی وجه التبیین و التعلم مما تَمَسُّ الحاجة إِلیه فهو مباح أَو مندوب أَو مأْمور به، و الآخر ما كان علی طریق التكلف و التعنُّت فهو مكروه و مَنْهِیٌّ عنه، فكل ما كان من هذا الوجه و وقع السكوت عن جوابه فإِنما هو رَدْعٌ و زَجْرٌ للسَّائِل، و إِن وقع الجواب عنه فهو عقوبة و تغلیظ. و‌فی الحدیث: كَرِه المَسَائِلَ و عابَها؛ أَراد المسائل الدقیقة التی لا یُحتاج إِلیها. و‌فی حدیث المُلاعَنة: لما سَأَلَه عاصم عن أَمر من یجد مع أَهله رَجُلًا فأَظْهَر النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، الكراهة فی ذلك إِیثاراً لستر العورة و كراهة لهَتْك الحُرْمة.و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن كثرة السُّؤال؛ قیل: هو من هذا، و قیل: هو سُؤال الناس أَموالهم من غیر حاجة. و رجُلٌ سُؤَلَةٌ: كثیر السُّؤال. و الفقیر یسمی سَائِلًا، و جَمْعُ السَّائِل «1» الفقیر سُؤَّال. و‌فی الحدیث: للسَّائِل حَقٌّ و إِن جاء علی فَرَس؛ السَّائِل: الطالب، معناه الأَمر بحُسْن الظن بالسائل إِذا تَعَرَّض لك، و أَن لا تجیبه «2» بالتكذیب و الردِّ مع إِمكان الصدق أَی لا تُخَیِّب السائلَ و إِن رابَك مَنْظَرُه و جاء راكباً علی فرس، فإِنه قد یكون له فرس و وراءه عائلة أَو دَیْن یجوز معه أَخذ الصَّدَقة، أَو یكون من الغُزاة أَو من الغارمین و له فی الصدقة سَهْم.

سبل؛ ج11، ص: 319

: السَّبِیلُ: الطریقُ و ما وَضَحَ منه، یُذَكَّر و یؤنث. و سَبِیلُ الله: طریق الهُدی الذی دعا إِلیه. و فی التنزیل العزیز:
(1). قوله [و جمع السَّائِل إلخ] عبارة شرح القاموس: و جمع السَّائِل سَأَلَة ككاتب و كتبة و سُؤَال كرمّان (2). قوله [و أن لا تجیبه] هكذا فی الأَصل، و فی النهایة: و أن لا تجبهه
لسان العرب، ج‌11، ص: 320
وَ إِنْ یَرَوْا سَبِیلَ الرُّشْدِ لٰا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلًا وَ إِنْ یَرَوْا سَبِیلَ الغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلًا، فذُكِّر؛ و فیه: قُلْ هٰذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللّٰهِ عَلیٰ بَصِیرَةٍ، فأُنِّث. و قوله تعالی: وَ عَلَی اللّٰهِ قَصْدُ السَّبِیلِ وَ مِنْهٰا جٰائِرٌ؛ فسره ثعلب فقال: علی الله أَن یَقْصِدَ السَّبِیلَ للمسلمین، وَ مِنْهٰا جٰائِرٌ أَی و من الطُّرُق جائرٌ علی غیر السَّبیل، فینبغی أَن یكون السَّبیل هنا اسم الجنس لا سَبیلًا واحداً بعینه، لأَنه قد قال وَ مِنْهٰا جٰائِرٌ أَی و منها سَبیلٌ جائر. و‌فی حدیث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله‌أَی طُرُقه، و هو جمع قِلَّة للسَّبِیلِ إِذا أُنِّثَتْ، و إِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. و قوله عز و جل: وَ أَنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللّٰهِ، أَی فی الجهاد؛ و كُلُّ ما أَمَرَ الله به من الخیر فهو من سَبِیل الله أَی من الطُّرُق إِلی الله، و استعمل السَّبِیل فی الجهاد أَكثر لأَنه السَّبیل الذی یقاتَل فیه علی عَقْد الدین، و قوله فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أُرید به الذی یرید الغَزْو و لا یجد ما یُبَلِّغُه مَغْزاه، فیُعْطی من سَهْمه، و كُلُّ سَبِیل أُرید به الله عز و جل و هو بِرٌّ فهو داخل فی سَبیل الله، و إِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له و سَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه یُسلَك بما سَبَّل سَبیلُ الخَیْر یُعْطی منه ابن السَّبیل و الفقیرُ و المجاهدُ و غیرهم. و سَبَّل ضَیْعته: جَعَلها فی سَبیل الله. و‌فی حدیث وَقْف عُمَر: احْبِسْ أَصلها و سَبِّلْ ثَمَرَتَها‌أَی اجعلها وقفاً و أَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها علیه. و سَبَّلْت الشی‌ءَ إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِلیه طَرِیقاً مَطْروقة. قال ابن الأَثیر: و قد تكرر فی الحدیث ذكر سَبیل الله و ابن السَّبیل، و السَّبِیل فی الأَصل الطریق، و التأْنیث فیها أَغلب. قال: و سَبِیل الله عامٌّ یقع علی كل عمل خالص سُلك به طریق التقرُّب إِلی الله تعالی بأَداء الفرائض و النوافل و أَنواع التطوُّعات، و إِذا أُطلق فهو فی الغالب واقع علی الجهاد حتی صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور علیه، و أَما ابن السَّبیل فهو المسافر الكثیر السفر، سُمِّی ابْناً لها لمُلازَمته إِیاها. و‌فی الحدیث: حَریمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَیْها لأَعْطان الإِبل و الغنم، و ابن السَّبِیل أَوْلی شارب منها‌أَی عابِرُ السَّبیل المجتازُ بالبئر أَو الماء أَحَقُّ به من المقیم علیه، یُمَكَّن من الوِرْد و الشرب ثم یَدَعه للمقیم علیه. و قوله عز و جل: وَ الْغٰارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ؛ قال ابن سیدة: ابنُ السَّبِیل ابنُ الطریق، و تأْویله الذی قُطِع علیه الطریقُ، و الجمع سُبُلٌ. و سَبِیلٌ سَابِلَةٌ: مَسْلوكة. و السَّابِلَة: أَبناء السَّبیل المختلفون علی الطُّرُقات فی حوائجهم، و الجمع السَّوَابِل؛ قال ابن بری: ابن السَّبِیل الغریب الذی أَتی به الطریقُ؛ قال الراعی: علی أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِیلٍ، قَلِیلٌ نَوْمُهُم إِلّا غِرَارا و قال آخر: و مَنْسوب إِلی مَنْ لم یَلِدْه، كذاك اللهُ نَزَّل فی الكتاب و أَسْبَلَتِ الطریقُ: كَثُرت سابِلَتُها. و ابن السَّبِیل: المسافرُ الذی انْقُطِع به و هو یرید الرجوع إِلی بلده و لا یَجِد ما یَتَبَلَّغ به فَلَه فی الصَّدَقات نصیب. و قال الشافعی: سَهْمُ سَبیل الله فی آیةِ الصدقات یُعْطَی منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة، فقیراً كان أَو غنیّاً؛ قال: و ابن السَّبِیل عندی ابن السَّبیل من أَهل الصدقة الذی یرید البلد غیر بلده لأَمر یلزمه، قال: و یُعْطَی الغازی الحَمُولة و السِّلاح و النَّفقة و الكِسْوة، و یُعْطَی ابنُ السَّبِیل قدرَ ما یُبَلِّغه البلدَ الذی یریده فی نَفَقته و حَمُولته.
لسان العرب، ج‌11، ص: 321
و أَسْبَلَ إِزاره. أَرخاه. و امرأَة مُسْبِلٌ: أَسْبَلَتْ ذیلها. و أَسْبَلَ الفرسُ ذَنَبَه: أَرسله. التهذیب: و الفرس یُسْبِلُ ذَنَبه و المرأَة تُسْبِلُ ذیلها. یقال: أَسْبَلَ فلان ثیابه إِذا طوّلها و أَرسلها إِلی الأَرض. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: ثلاثة لٰا یُكَلِّمُهُمُ اللّٰهُ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ وَ لٰا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ وَ لٰا یُزَكِّیهِمْ*، قال: قلت و مَنْ هم خابُوا و خَسِرُوا؟ فأَعادها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ثلاث مرات: المُسْبِلُ و المَنّانُ و المُنَفِّقُ سِلْعته بالحَلِف الكاذب؛ قال ابن الأَعرابی و غیره: المُسْبِل الذی یُطَوِّل ثوبه و یُرْسِله إِلی الأَرض إِذا مَشَی و إِنما یفعل ذلك كِبْراً و اخْتِیالًا. و‌فی حدیث المرأَة و المَزَادَتَینِ: سَابِلَةٌ رِجْلَیْها بَیْنَ مَزَادَتَینِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و الصواب فی اللغة مُسْبِلَة أَی مُدَلِّیَة رجلیها، و الروایة سادِلَةٌ أَی مُرْسِلة. و‌فی حدیث أَبی هریرة: من جَرَّ سَبَلَه من الخُیَلاء لم یَنْظُر الله إِلیه یوم القیامة؛ السَّبَل، بالتحریك: الثیاب المُسْبَلة كالرَّسَل و النَّشَر فی المُرْسَلة و المَنْشورة. و قیل: إِنها أَغلظ ما یكون من الثیاب تُتَّخَذ من مُشاقة الكَتَّان؛ و منه‌حدیث الحسن: دخلت علی الحَجّاج و علیه ثِیابٌ سَبَلَةٌ؛ الفراء فی قوله تعالی: فَضَلُّوا فَلٰا یَسْتَطِیعُونَ سَبِیلًا*؛ قال: لا یستطیعون فی أَمرك حِیلة. و قوله تعالی: لَیْسَ عَلَیْنٰا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ؛كان أَهل الكتاب إِذا بایعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: لیس للأُمِّیِّین یعنی العرب حُرْمَة أَهل دیننا و أَموالُهم تَحِلُّ لنا.و قوله تعالی: یٰا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا؛ أَی سَبَباً و وُصْلة؛ و أَنشد أَبو عبیدة لجریر: أَ فَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِیلَ مُحَمَّدٍ، تَرْجُو القُیونُ مع الرَّسُول سَبِیلا؟ أَی سَبَباً و وُصْلَةً. و السَّبَلُ، بالتحریك: المَطَر، و قیل: المَطَرُ المُسْبِلُ. و قد أَسْبَلَت السماءُ، و أَسْبَلَ دَمْعَه، و أَسْبَلَ المطرُ و الدمعُ إِذا هَطَلا، و الاسم السَّبَل، بالتحریك. و‌فی حدیث رُقَیْقَةَ: فَجادَ بالماء جَوْنیٌّ له سَبَل‌أَی مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ. و قال أَبو زید: أَسْبَلَتِ السماءُ إِسْبَالًا، و الاسم السَّبَلُ، و هو المطر بین السحاب و الأَرض حین یَخْرج من السحاب و لم یَصِلْ إِلی الأَرض. و‌فی حدیث الاستسقاء: اسْقِنا غَیْثاً سابِلًا‌أَی هاطِلًا غَزِیراً. و أَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِینَها إِلی الأَرض. ابن الأَعرابی: السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة، و مثل السَّبَل العَثانِینُ، واحدها عُثْنُون. و السَّبُولةُ و السُّبُولَةُ و السُّنْبُلَة: الزَّرْعة المائلة. و السَّبَلُ: كالسُّنْبُل، و قیل: السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل، و الجمع سُبُول، و قد سَنْبَلَتْ و أَسْبَلَتْ. اللیث: السَّبولة هی سُنْبُلة الذُّرَة و الأَرُزِّ و نحوه إِذا مالت. و قد أَسْبَلَ الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل. و السَّبَل: أَطراف السُّنْبُل، و قیل السَّبَل السُّنْبُل، و قد سَنْبَل الزَّرْعُ أَی خرج سُنْبُله. و‌فی حدیث مسروق: لا تُسْلِمْ فی قَراحٍ حتی یُسْبِل‌أَی حتی یُسَنْبِل. و السَّبَل: السُّنْبُل، و النون زائدة؛ و قول محمد بن هلال البكری: و خَیْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها، لها سَبَلٌ فیه المَنِیَّةُ تَلْمَعُ یعنی به الرُّمْح. و سَبَلَةُ الرَّجُل: الدائرةُ التی فی وسَط الشفة العُلْیا، و قیل: السَّبَلة ما علی الشارب من الشعر، و قیل طَرَفه، و قیل هی مُجْتَمَع الشاربَین، و قیل هو ما علی الذَّقَن إِلی طَرَف اللحیة، و قیل هو
لسان العرب، ج‌11، ص: 322
مُقَدَّم اللِّحیة خاصة، و قیل: هی اللحیة كلها بأَسْرها؛ عن ثعلب. و حكی اللحیانی: إِنه لَذُو سَبَلاتٍ، و هو من الواحد الذی فُرِّق فجُعل كل جزء منه سَبَلة، ثم جُمِع علی هذا كما قالوا للبعیر ذو عَثَانِین كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُثْنُوناً، و الجمع سِبَال. التهذیب: و السَّبَلَة ما علی الشَّفَة العُلْیا من الشعر یجمع الشاربَین و ما بینهما، و المرأَة إِذا كان لها هناك شعر قیل امرأَة سَبْلاءُ. اللیث: یقال سَبَلٌ سَابِلٌ كما یقال شِعْرٌ شاعِرٌ، اشتقوا له اسماً فاعلًا. و‌فی الحدیث: أَنه كان وافِرَ السَّبَلة؛ قال أَبو منصور: یعنی الشعرات التی تحت اللَّحْی الأَسفل، و السَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحیة و ما أَسْبَلَ منها علی الصدر؛ یقال للرجل إِذا كان كذلك: رجل أَسْبَلُ و مُسَبَّل إِذا كان طویل اللحیة، و قد سُبِّلَ تَسْبِیلًا كأَنه أُعْطِیَ سَبَلَة طویلة. و یقال: جاء فلان و قد نَشَر سَبَلَته إِذا جاءَ یَتَوَعَّد؛ قال الشَّمَّاخ: و جاءت سُلَیْمٌ قَضُّها بقَضِیضِها، تُنَشِّرُ حَوْلی بالبَقِیع سَبَالَها و یقال للأَعداء: هم صُهْبُ السِّبَال؛ و قال: فظِلالُ السیوف شَیَّبْنَ رأْسی، و اعْتِناقی فی القوم صُهْبَ السِّبال و قال أَبو زید: السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحیة بعد العارضَیْن، و العُثْنُون ما بَطَن. الجوهری: السَّبَلة الشارب، و الجمع السِّبال؛ قال ذو الرمة: و تَأْبَی السِّبالُ الصُّهْبُ و الآنُفُ الحُمْرُ و‌فی حدیث ذی الثُّدَیَّة: علیه شُعَیْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر.و سَبَلَةُ البعیر: نَحْرُه. و قیل: السَّبَلَة ما سال من وَبَره فی مَنْحره. التهذیب: و السَّبَلَة المَنْحَرُ من البعیر و هی التَّریبة و فیه ثُغْرة النَّحْر. یقال: وَجَأَ بشَفْرَته فی سَبَلَتِها أَی فی مَنْحَرها. و إِنَّ بَعِیرَك لَحَسنُ السَّبَلَة؛ یریدون رِقَّة جِلْده. قال الأَزهری: و قد سمعت أَعرابیّاً یقول لَتَمَ، بالتاء، فی سَبَلَة بعیره إِذا نَحَرَه فَطَعَن فی نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون فی المَنْحَر. و رجل سَبَلانیٌّ و مُسْبِلٌ و مُسْبَلٌ و مُسَبِّلٌ و أَسْبَلُ: طویل السَّبَلة. و عَیْن سَبْلاء: طویلة الهُدْب. و رِیحُ السَّبَل: داءٌ یُصِیب فی العین. الجوهری: السَّبَل داءٌ فی العین شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر. و مَلأَ الكأْس إِلی أَسْبَالِها أَی حروفها كقولك إِلی أَصْبارِها. و مَلأَ الإِناءَ إِلی سَبَلَته أَی إِلی رأْسه. و أَسْبَالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها؛ قال باعث بن صُرَیم الیَشْكُری: إِذ أَرْسَلُونی مائحاً بدِلائِهِمْ، فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلی أَسْبَالِها یقول: بَعَثُونی طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل، و العَلَقُ الدَّمُ. و المُسْبِل: الذَّكَرُ. و خُصْیة سَبِلةٌ: طویلة. و المُسْبِل: الخامس من قِداح المَیْسِر؛ قال اللحیانی: هو السادس و هو المُصْفَح أَیضاً، و فیه ستة فروض، و له غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز، و علیه غُرْم ستة أَنْصباء إِن لم یَفُزْ، و جمعه المَسَابِل. و بنو سَبَالَة «3»: قبیلة. و إِسْبِیلٌ: موضع، قیل هو اسم بلد؛ قال خَلَف الأَحمر:
(3). قوله [بنو سَبَالَة] ضبط بالفتح فی التكملة، عن ابن درید، و مثله فی القاموس، قال شارحه: و ضبطه الحافظ فی التبصیر بالكسر
لسان العرب، ج‌11، ص: 323
لا أَرضَ إِلَّا إِسْبِیل، و كلُّ أَرْضٍ تَضْلِیل و قال النمر بن تولب: بإِسْبِیلَ أَلْقَتْ به أُمُّه علی رأْس ذی حُبُكٍ أَیْهَما و السُّبَیْلَة: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قَبَحَ الإِلهُ، و لا أُقَبِّح مُسْلِماً، أَهْلَ السُّبَیْلَة من بَنی حِمَّانا و سَبْلَلٌ: موضع؛ قال صَخْر الغَیِّ: و ما إنْ صَوْتُ نائحةٍ بلَیْلٍ بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه. و مُسْبِلٌ: من أَسماء ذی الحِجَّة عادیَّة. و سَبَل: اسم فرس قدیمة. الجوهری: سَبَل اسم فرس نجیب فی العرب؛ قال الأَصمعی: هی أُمُّ أَعْوَج و كانت لِغَنیٍّ، و أَعْوَجُ لبنی آكل المُرَار، ثم صار لبنی هِلال بن عامر؛ و قال: هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل قال ابن بری: الشعر لجَهْم بن شِبْل؛ قال أَبو زیاد الكلابی: و هو من بنی كعب بن بكر و كان شاعراً لم یُسْمَع فی الجاهلیة و الإِسلام من بنی بكر أَشعرُ منه؛ قال: و قد أَدركته یُرْعَد رأْسُه و هو یقول: أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل، إِن دَیَّمُوا جادَ، و إِنْ جادُوا وَبَل قال ابن بری: فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل و لیس باسم فرس كما ذكر الجوهری.

سبتل؛ ج11، ص: 323

: سُبْتُلٌ: ضرب من حَبَّة البَقْل.

سبحل؛ ج11، ص: 323

: سَبْحَلَ الرجلُ إِذا قال سُبْحان الله. ابن سیدة: وادٍ و سِقَاءٌ سَحْبَلٌ و سَبَحْلَلٌ واسع. و السَّحْبَلُ و السَّبَحْلَلُ: العظیم المُسِنُّ من الضَّباب. و السِّبَحْل، علی وزن الهِجَفِّ: الضَّخْم من الضَّبّ و البعیر و السِّقَاء و الجاریة؛ قال ابن بری: شاهد السِّبَحْل الضَّبِّ قول الشاعر: سِبَحْلٌ له تَرْكانِ كانا فَضِیلةً، علی كلِّ حافٍ فی البلادِ و ناعِلِ قال: و شاهد السِّبَحْل البعیرِ قولُ ذی الرُّمَّة: سِبَحْلًا أَبا شَرْخَیْن أَحْیَا بَنَاتِه مَقَالِیتُها، و هی اللُّبَاب الحَبائش و‌فی الحدیث: خَیْرُ الإِبِل السِّبَحْلُ‌أَی الضخم، و الأُنثی سِبَحْلة مثل رِبَحْلة. و یقال: سِقَاءٌ سِبَحْلٌ و سَبَحْلَلٌ؛ عن ابن السكیت. و السِّبَحْلة: العظیمة من الإِبل، و هی الغَرِیزة أَیضاً العظیمة. و جَمَلٌ سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ: عظیم. أَبو عبید: السِّبَحْلُ و السَّحْبَل و الهِبَلُّ الفَحْل، و السِّبَحْلَة من النساء الطویلة العظیمة، و منه قول بعض نساء الأَعراب تَصِف ابنتها: سِبَحْلَةٌ رِبَحْلَه تَنْمِی نَبَاتَ النَّخْلَه اللیث: سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ إِذا وُصِف بالتَّرَارة و النَّعْمة؛ و قیل لابنة الخُسِّ: أَیُّ الإِبل خیرٌ؟ فقالت: السِّبَحْل الرِّبَحْلُ، الراحِلَةُ الفَحْلُ. و حكی اللحیانی أَیضاً: إِنَّه لَسِبَحْل رِبَحْلٌ أَی عظیم، قال: و هو علی الاتساع، و لم یُفَسِّر ما عنی به من الأَنواع. و زِقٌّ سِبَحْل: طویل عظیم، و كذلك الرّجل. و ضَرْعٌ سِبَحْلٌ: عظیم؛ و قول العجاج:
لسان العرب، ج‌11، ص: 324
بِسَبْحَل الدَّفَّیْنِ عَیْسَجُور قال ابن جنی: أَراد بسِبَحْل، فأَسكن الباء و حَرَّك الحاء و غَیَّر حركة السین. اللیث: السَّبَحْلَلُ هو الشِّبْل إِذا أَدْرَكَ الصید.

سبدل؛ ج11، ص: 324

: السَّبَنْدَلُ: طائر یكون بالهند یدخل فی النار فلا یَحْترق رِیشُه؛ عن كراع.

سبعل؛ ج11، ص: 324

: رجل سَبَعْلَلٌ: فارغ كَسَبَهْلَل؛ عن كراع.

سبغل؛ ج11، ص: 324

: اسْبَغَلَّ الثوبُ اسْبِغْلالًا: ابْتَلَّ بالماء، و ازْبَغَلَّ مثله، و كذلك اسْبَغَلَّ الشعرُ بالدُّهْن. و شَعَرٌ مُسْبَغِلٌّ: مُسْتَرْسِلٌ؛ قال كثیِّر: مَسَائِحُ فَوْدَیْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ، جَرَی مِسْكُ دارِینَ الأَحَمُّ خِلالَها و المُسْبَغِلَّةُ: الضافیة. و دِرْعٌ مُسْبَغِلَّة: سابغة: و أَنشد: و یَوْماً علیه لأْمَةٌ تُبَّعِیَّةٌ، من المُسْبَغِلَّات الضَّوافی فُضُولُها و قال اللحیانی: أَتانا سَبَغْلَلًا أَی لا شی‌ء معه و لا سلاح علیه، و هو كقولهم سَبَهْلَلًا. و السَّبَغْلَلُ: الفارغ؛ عن السیرافی. ابن الأَعرابی: سَغْبَلَ طعامَه إِذا رَوّاه دَسَماً. و سَغْبَلَ رأْسَه و سَغْسَغَه و رَوَّلَه إِذا مَرَّغَه، و قال غیره: سَبْغَلَه فاسْبَغَلَّ، قُدِّمت الباء علی الغین.

سبهل؛ ج11، ص: 324

: جاء سَبَهْلَلًا أَی بلا شی‌ء، و قیل بلا سلاح و لا عصا. أَبو الهیثم: یقال للفارغ النَّشیط الفَرِح سَبَهْلَلٌ. ابن سیدة: و كلُّ فارغٍ سَبَهْلَلٌ؛ عن السیرافی؛ و أَنشد الكسائی: إِذا الجار لم یَعْلَمْ مُجِیراً یُجِیرُه، فصار حَرِیباً فی الدیار سَبَهْلَلا قَطَعْنا له من عَفْوَة المالِ عِیشةً، فأَثْرَی، فلا یَبْغی سِوانا مُحَوَّلا و قال ابن الأَعرابی: جاء سَبَهْلَلًا أَی غیر محمود المجی‌ء. و أَنت فی الضَّلال بنِ الأَلال بن السَّبَهْلَل؛ یعنی الباطل؛ و یقال: هو الضَّلال بنُ السَّبَهْلَل یعنی الباطل و جئْتَ بالضَّلال بن السَّبَهْلَل؛ أَی الباطل. و یقال: جاء سَبَهْلَلًا لا شی‌ء معه. و یقال: جاء سَبَهْلَلًا یعنی الباطل. و یقال: جاء فلان سَبَهْلَلًا أَی ضالًّا لا یدری أَیْن یَتَوَجَّه. و یقال: جاء سَبَهْلَلًا و سَبَغْلَلًا أَی فارغاً، یقال للفارغ النَّشِیط الفَرِح. و‌فی الحدیث: لا یَجِیئَنَّ أَحدكم یوم القیامة سَبَهْلَلًا؛ و فُسِّر فارغاً لیس معه من عمل الآخرة شی‌ء. و‌روی عن عمر أَنه قال: إِنی لأَكره أَن أَری أَحَدَكم سَبَهْلَلًا لا فی عَمَل دُنْیا و لا فی عَمَل آخرة؛ قال ابن الأَثیر: التنكیر فی دنیا و آخرة یَرْجِع إِلی المضاف إِلیهما، و هو العَمَل كأَنه قال لا فی عمل من أَعمال الدنیا و لا فی عمل من أعمال الآخرة. قال الأَصمعی و أَبو عمرو: جاء الرجلُ یمشی سَبَهْلَلًا إِذا جاء و ذهب فی غیر شی‌ء. الأَزهری عن أَبی زید: رأَیت فلاناً یمشی سَبَهْلَلًا و هو المُخْتال فی مِشْیته. یقال: مَشَی فلان السِّبَهْلی كما تقول السِّبَطْرَی، و السِّبَطْری: الانبساط فی المشی، و السِّبَهْلی: التبختُر.

ستل؛ ج11، ص: 324

: السِّتْلُ من قولك: تَسَاتَل علینا الناسُ أَی خَرَجُوا من موضع واحداً بعد آخر تِباعاً مُتَسایلین. و تَسَاتَلَ القومُ: جاء بعضُهم فی أَثر بعض، و جاء القوم سَتْلًا. ابن سیدة: سَتَلَ القومُ سَتْلًا
لسان العرب، ج‌11، ص: 325
و انْسَتَلوا خرجوا متتابعین واحداً بعد واحد، و قیل: جاء بعضهم فی أَثر بعض. و‌فی حدیث أَبی قتادة قال: كنا مع النبی، صلی الله علیه و سلم، فی سفر، فبَیْنا نحن لیلَةً مُتَساتِلِین عن الطریق نَعَس رسُولُ الله، صلی الله علیه و سلم.و المَسَاتِلُ: الطُّرُق الضَّیِّقة لأَن الناس یَتَسَاتَلون فیها. و المَسْتَل: الطَّریق الضَّیِّق؛ و كُلُّ ما جَرَی قَطَراناً فقد تَسَاتَل نحو الدمع و اللؤلؤ إِذا انقطع سِلْكُه. و السَّتَل: طائر شبیه بالعُقاب أَو هو هی، و قیل: هو طائر عظیم مثل النَّسْر یَضْرِب إِلی السواد، یَحْمِل عَظْم الفَخِذ من البعیر و عظمَ الساق أَو كل عَظْم ذی مُخٍّ حتی إِذا كان فی كَبِد السماء أَرسله علی صَخْر أَو صَفاً حتی یَتَكَسَّر، ثم ینزل علیه فیأْكل مُخَّه، و الجمع سِتْلانٌ و سُتْلانٌ. و السُّتَالَةُ: الرُّذالة من كل شی‌ء.

سجل؛ ج11، ص: 325

: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، و قیل: هو مِلْؤُها، و قیل: إِذا كان فیه ماء قَلَّ أَو كَثُر، و الجمع سِجَالٌ و سُجُول، و لا یقال لها فارغةً سَجْلٌ و لكن دَلْو؛ و فی التهذیب: و لا یقال له و هو فارغ سَجْلٌ و لا ذَنُوب؛ قال الشاعر: السَّجْلُ و النُّطْفَة و الذَّنُوب، حَتَّی تَرَی مَرْكُوَّها یَثُوب قال: و أَنشد ابن الأَعرابی: أُرَجِّی نائلًا من سَیْبِ رَبٍّ، له نُعْمَی و ذَمَّتُه سِجَالُ قال: و الذَّمَّة البئر القلیلة الماء. و السَّجْل: الدَّلْو المَلأَی، و المعنی قَلِیله كثیر؛ و رواه الأَصمعی: و ذِمَّتُه سِجَالٌ أَی عَهْده مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضی لفلان بماله أَی اسْتَوْثق له به. قال ابن بری: السَّجْل اسمها مَلأَی ماءً، و الذَّنُوب إِنما یكون فیها مِثْلُ نصفها ماءً. و‌فی الحدیث: أَن أَعرابیّاً بال فی المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ علی بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما یكون من الدِّلاء، و جمعه سِجَال؛ و قال لبید: یُحِیلون السِّجَال علی السِّجَال و أَسْجَله: أَعطاه سَجْلًا أَو سَجْلَین، و قالوا: الحروب سِجَالٌ أَی سَجْلٌ منها علی هؤلاء و آخر علی هؤلاء، و المُسَاجَلَة مأْخوذة من السَّجْل. و‌فی حدیث أَبی سفیان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بینه و بین النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال له: الحَرْب بیننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ علیه مَرَّة و یُدَالُ علینا أُخری، قال: و أَصله أَن المُسْتَقِیَین بسَجْلَین من البئر یكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَی دَلوٌ ملأَی ماء. و‌فی حدیث ابن مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها‌أَی قَرأَها قراءة متصلة، من السَّجْل الصَّبِّ. یقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلًا إِذا صببته صَبًّا متَّصلًا. و دَلْوٌ سَجِیلٌ و سَجِیلَة: ضَخْمة؛ قال: خُذْها، و أَعْطِ عَمَّك السَّجِیلَه، إِن لم یَكُنْ عَمُّك ذا حَلِیله و خُصْیَةٌ سَجِیلَة بَیِّنَة السَّجَالَة: مُسْترخِیَة الصَّفَن واسعةٌ. و السَّجِیل من الضُّروع: الطَّوِیل. و ضَرْعٌ سَجِیلٌ: طویل مُتَدَلٍّ. و ناقة سَجْلاء: عَظیمة الضَّرْع. ابن شمیل: ضَرْع أَسْجَلَ و هو الواسع الرِّخو المضطرب الذی یضرب رجلیها من خَلْفها و لا یكون إِلا فی ضروع الشاء.
لسان العرب، ج‌11، ص: 326
و سَاجَلَ الرَّجُلَ: باراه، و أَصله فی الاستقاء، و هما یَتَسَاجَلان. و المُسَاجَلَة: المُفاخَرة بأَن یَصْنَع مثلَ صَنِیعه فی جَرْیٍ أَو سقی؛ قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أَبی لهب: مَنْ یُسَاجِلْنی یُسَاجِلْ ماجِداً، یَمْلأُ الدَّلْوَ إِلی عَقْدِ الكَرَب قال ابن بری: أَصل المُسَاجَلَة أَن یَسْتَقِیَ ساقیان فیُخْرج كُلُّ واحد منهما فی سَجْله مثل ما یُخْرج الآخر، فأَیُّهما نَكَل فقد غُلِبَ، فضربته العرب مثلًا للمُفاخَرة، فإِذا قیل فلان یُسَاجِل فلاناً، فمعناه أَنه یُخْرِج من الشَّرَف مثل ما یُخرِجه الآخرُ، فأَیهما نَكَل فقد غُلِب. و تَسَاجَلُوا أَی تَفاخَروا؛ و منه قولهم: الحَرْبُ سِجَالٌ. و انْسَجَلَ الماءُ انسجالًا إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة: و أَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَیْنٍ سَجُومِ الماء، فانْسَجَلَ انْسِجَالا و سَجَلْت الماءَ فانْسَجَلَ أَی صَبَبْته فانْصَبَّ. و أَسْجَلْتُ الحوضَ: مَلَأْتُهُ؛ قال: و غادَر الأُخْذَ و الأَوْجاذَ مُتْرَعَةً تطْفُو، و أَسْجَلَ أَنْهاءً و غُدْرانا و رجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبی العَمَیْثَل الأَعرابی. و أَسْجَلَ الرجلُ: كثُر خیرُه. و سَجَّلَ: أَنْعَظَ. و أَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، و أَسْجَلَ لهم الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ و منه‌قول محمد بن الحنفیة، رحمة الله علیه، فی قوله عز و جل: هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلَّا الْإِحْسٰانُ، قال: هی مُسْجَلَة للبَرِّ و الفاجر، یعنی مُرْسلة مُطْلَقة فی الإِحسان إِلی كل أَحد، لم یُشْترَط فیها بَرٌّ دون فاجر. و المُسْجَل: المبذول المباح الذی لا یُمْنَع من أَحد؛ و أَنشد الضبیُّ: أَنَخْتُ قَلوصِی بالمُرَیْر، و رَحْلُها، لِما نابه من طارِق اللَّیْل، مُسْجَلُ أَراد بالرَّحْل المنزل. و‌فی الحدیث: و لا تُسْجِلُوا أَنعامَكم‌أَی لا تُطْلِقوها فی زُروع الناس. و أَسْجَلْت الكلامَ أَی أَرْسَلْته. و فَعَلْنا ذلك و الدهر مُسْجَلٌ أَی لا یخاف أَحد أَحداً. و السِّجِلُّ: كتاب العَهْد و نحوِه، و الجمع سِجِلّاتٌ، و هو أَحد الأَسماء المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، و لها نظائر، و لا یُكَسَّر السِّجِلُّ، و قیل: السِّجِلُّ الكاتب، و قد سَجَّلَ له. و فی التنزیل العزیز: كَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ، و قرئ: السِّجْل، و‌جاء فی التفسیر: أَن السِّجِلَّ الصحیفة التی فیها الكتاب؛ و حكی عن أَبی زید: أَنه روی عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون الجیم، قال: و قرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السین. و‌قیل السِّجِلُّ مَلَكٌ، و قیل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، و‌عن أَبی الجوزاء أَن السِّجِلَّ كاتب كان للنبی، صلی الله علیه و سلم، و تمام الكلام للكتاب. و‌فی حدیث الحساب یوم القیامة: فتُوضَع السِّجِلَّات فی كِفَّة؛ و هو جمع سِجِلٍّ، بالكسر و التشدید، و هو الكتاب الكبیر. و السَّجِیل: النَّصیب؛ قال ابن الأَعرابی: هو فَعِیلٌ من السَّجْل الذی هو الدَّلو الملأَی، قال: و لا یُعْجِبنی. و السِّجِلُّ: الصَّكُّ، و قد سَجَّلَ الحاكمُ تَسْجِیلًا. و السَّجِیلُ: الصُّلْب الشدید. و السِّجِّیل: حجارة كالمَدَر. و فی التنزیل العزیز: تَرْمِیهِمْ بِحِجٰارَةٍ مِنْ سِجِّیلٍ؛ و قیل: هو حجر من
لسان العرب، ج‌11، ص: 327
طین، مُعَرَّب دَخِیل، و هو سَنْك و كِل «4» أَی حجارة و طین؛ قال أَبو إِسحاق: للناس فی السِّجِّیل أَقوال، و فی التفسیر أَنها من جِلٍّ و طین، و قیل من جِلٍّ و حجارة، و قال أَهل اللغة: هذا فارسیٌّ و العرب لا تعرف هذا؛ قال الأَزهری: و الذی عندنا، و الله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسیر صحیحاً فهو فارسی أُعْرِب لأَن الله تعالی قد ذكر هذه الحجارة فی قصة قوم لوط فقال: لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ طِینٍ؛ فقد بَیَّن للعرب ما عَنی بسِجِّیل. و من كلام الفُرْس ما لا یُحْصی مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس و دِیباج، فلا أُنْكِر أَن یكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبیدة: مِنْ سِجِّیلٍ*، تأْویله كثیرة شدیدة؛ و قال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل: و رَجْلةٍ یَضْرِبون البَیْضَ عن عُرُضٍ، ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّینا قال: و سِجِّینٌ و سِجِّیلٌ بمعنی واحد، و قال بعضهم: سِجِّیل من أَسْجَلْته أَی أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة علیهم؛ قال أَبو إِسحاق: و قال بعضهم سِجِّیل من أَسْجَلْت إِذا أَعطیت، و جعله من السَّجْل؛ و أَنشد بیت اللَّهَبی: مَنْ یُسَاجِلْنی یُساجِلْ ماجدا و قیل مِنْ سِجِّیلٍ*: كقولك مِن سِجِلٍّ أَی ما كُتِب لهم، قال: و هذا القول إِذا فُسِّر فهو أَبْیَنُها لأَن من كتاب الله تعالی دلیلًا علیه، قال الله تعالی: كَلّٰا إِنَّ كِتٰابَ الفُجّٰارِ لَفِی سِجِّینٍ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا سِجِّینٌ كِتٰابٌ مَرْقُومٌ؛ و سِجِّیل فی معنی سِجِّین، المعنی أَنها حجارة مما كَتَب اللهُ تعالی أَنه یُعَذِّبهم بها؛ قال: و هذا أَحسن ما مَرَّ فیها عندی. الجوهری: و قوله عز و جل: حِجٰارَةً مِنْ سِجِّیلٍ*؛ قالوا: حجارة من طین طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فیها أَسماء القوم لقوله عز و جل: لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ طِینٍ. و سَجَّلَه بالشی‌ء: رَماه به من فوق. و السَّاجُول و السَّوْجَلُ و السَّوْجَلَة: غِلاف القارورة؛ عن كراع. و السَّجَنْجَلُ: المرآة. و السَّجَنْجَل أَیضاً: قِطَع الفِضَّة و سَبائِكُها، و یقال هو الذهب، و یقال الزَّعْفران، و یقال إِنه رُومِیٌّ مُعَرَّب، و ذكره الأَزهری فی الخماسی قال: و قال بعضهم زَجَنْجَلٌ، و قیل هی رُومِیَّة دَخَلَت فی كلام العرب؛ قال إمرؤ القیس: مُهَفْهَفَةٌ بَیْضاء غَیْر مُفاضَةٍ، تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسَّجَنْجَل

سحل؛ ج11، ص: 327

: السَّحْلُ و السَّحِیلُ: ثوب لا یُبْرَم غَزْلُه أَی لا یُفْتَل طاقتَین، سَحَلَه یَسْحَلُه سَحْلًا. یقال: سَحَلُوه أَی لم یَفْتِلوا سَداه؛ و قال زهیر: علی كل حالٍ من سَحِیل و مُبْرَم و قیل: السَّحِیل الغَزْل الذی لم یُبْرَم، فأَما الثوب فإِنه لا یُسَمَّی سَحِیلًا، و لكن یقال للثوب سَحْلٌ. و السَّحْلُ و السَّحِیل أَیضاً: الحبْل الذی علی قُوَّة واحدة. و السَّحْل: ثوب أَبیض، و خَصَّ بعضهم به الثوب من القُطْن، و قیل: السَّحْل ثوب أَبیض رَقِیق، زاد الأَزهری: من قُطْن، و جمعُ كلِّ ذلك أَسْحالٌ و سُحُولٌ و سُحُلٌ؛ قال المتنخل الهذلی: كالسُّحُلِ البِیضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ
(4). قوله [و هو سنك و كل] قال القسطلانی: سنك، بفتح السین المهملة و بعد النون الساكنة كاف مكسورة. و كل، بكسر الكاف و بعدها لام
لسان العرب، ج‌11، ص: 328
قال الأَزهری: جمعه علی سُحُلٍ مثل سَقْفٍ و سُقُف؛ قال ابن بری: و مثله رَهْنٌ و رُهُن و خَطْب و خُطُب و حَجْل و حُجُل و حَلْق و حُلُق و نَجْم و نُجُم. الجوهری: السَّحِیل الخَیطُ غیر مفتول. و السَّحِیل من الثیاب: ما كان غَزْلُه طاقاً واحداً، و المُبْرَم المفتول الغَزْل طاقَیْن، و المِتْآم ما كان سدَاه و لُحْمته طاقَیْن طاقَیْن، لیس بِمُبْرَم و لا مُسْحَل. و السَّحِیل من الحِبَال: الذی یُفْتل فَتْلًا واحداً كما یَفْتِل الخَیَّاطُ سِلْكه، و المُبْرَم أَن یجمع بین نَسِیجَتَین فَتُفْتَلا حَبْلًا واحداً، و قد سَحَلْت الحَبْلَ فهو مَسْحُول، و یقال مُسْحَل لأَجل المُبْرَم. و‌فی حدیث معاویة: قال له عمرو بن مسعود ما تَسْأَل عمن سُحِلَتْ مَرِیرتُه‌أَی جُعِل حَبْلُه المُبْرَم سَحِیلًا؛ السَّحِیل: الحَبْل المُبْرم علی طاق، و المُبْرَم علی طاقَیْن هو المَرِیرُ و المَرِیرة، یرید استرخاء قُوَّته بعد شدّة؛ و أَنشد أَبو عمرو فی السَّحِیل: فَتَلَ السَّحِیلَ بمُبْرَم ذی مِرَّة، دون الرجال بفَضْل عَقْل راجح و سَحَلْت الحَبْلَ، و قد یقال أَسْحَلْته، فهو مُسْحَل، و اللغة العالیة سَحَلْته. أَبو عمرو: المُسَحَّلة كُبَّة الغَزْل و هی الوَشِیعة و المُسَمَّطة. الجوهری: السَّحْل الثوب الأَبیض من الكُرْسُف من ثیاب الیمن؛ قال المُسَیَّب بن عَلَس یذكر ظُعُناً: و لقد أَرَی ظُعُناً أُبیِّنها تُحْدَی، كأَنَّ زُهَاءَها الأَثْلُ فی الآل یَخْفِضُها و یَرْفَعُها رِیعٌ یَلُوح كأَنَّه سَحْلُ شَبَّه الطریق بثوب أَبیض. و‌فی الحدیث: كُفّن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی ثلاثة أَثواب سَحُولِیَّة كُرْسُف لیس فیها قمیص و لا عمامة، یروی بفتح السین و ضمها، فالفتح منسوب إِلی السَّحُول و هو القَصَّار لأَنه یَسْحَلُها أَی یَغْسِلُها أَو إِلی سَحُول قریة بالیمن، و أَما الضم فهو جمع سَحْل و هو الثوب الأَبیض النَّقِیُّ و لا یكون إِلا من قطن، و فیه شذوذ لأَنه نسب إِلی الجمع، و قیل: إِن اسم القریة بالضم أَیضاً. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث أَن رجلًا جاء بكَبائس من هذه السُّحَّل؛ قال أَبو موسی: هكذا یرویه بعضهم بالحاء المهملة، و هو الرُّطَب الذی لم یتم إِدراكه و قُوَّته، و لعله أُخذ من السَّحِیل الحَبْلِ، و یروی بالخاء المعجمة، و سیأْتی ذكره. و سَحَلَه یَسْحَله سَحْلًا فانْسَحَلَ: قَشَره و نَحَته. و المِسْحَل: المِنْحَت. و الرِّیاح تَسْحَل الأَرضَ سَحْلًا: تَكْشِط ما علیها و تَنْزِع عنها أَدَمَتها. و‌فی الحدیث أَن أُم حكیم بنت الزبیر أَتَتْه بكَتِف فجَعَلَتْ تَسْحَلُها له فأَكل منها ثم صَلَّی و لم یتوضأ؛ السَّحْل: القَشْر و الكَشْط، أَی تكْشِط ما علیها من اللحم، و منه قیل للمِبْرَد مِسْحَل؛ و یروی: فجَعَلَتْ تَسْحَاها أَی تَقْشِرُها، و هو بمعناه، و سنذكره فی موضعه. و السَّاحِل: شَاطِئ البحر. و السَّاحِل: رِیفُ البحر، فاعِلٌ بمعنی مفعول لأَن الماء سَحَلَه أَی قَشَره أَو عَلاه، و حقیقته أَنه ذو سَاحِلٍ من الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ علیه. و سَاحَلَ القومُ: أَتَوا السَّاحِلَ و أَخَذوا علیه. و‌فی حدیث بدر: فَسَاحَلَ أَبو سفیان بالعِیر‌أَی أَتَی بهم ساحِلَ البحر. و السَّحْلُ: النَّقْد من الدراهم. و سَحَلَ الدراهمَ یَسْحَلُها سَحْلًا: انْتَقَدها. و سَحَلَه مائةَ دِرْهَم سَحْلًا: نَقَده؛ قال أَبو ذؤیب:
لسان العرب، ج‌11، ص: 329
فبات بجَمْعٍ ثم آبَ إِلی مِنًی، فأَصْبَحَ راداً یَبْتَغِی المَزْجَ بالسَّحْل فجاء بمَزْجٍ لم یرَ الناس مِثْلَه، هو الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النَّحْل قوله: یَبْتَغِی المَزْجَ بالسَّحْل أَی النَّقْد، وضع المصدر موضع الاسم. و السَّحْل: الضَّرْب بالسِّیاط یَكْشِط الجِلْد. و سَحَلَه مائةَ سَوْطٍ سَحْلًا: ضَرَبه فَقَشر جِلْدَه. و قال ابن الأَعرابی: سَحَلَه بالسَّوْط ضَرَبه، فعدّاه بالباء؛ و قوله: مِثْلُ انْسِحَالِ الوَرِق انْسِحَالُها یعنی أَن یُحَكَّ بعضُها ببعض. و انْسَحَلَتِ الدراهمُ إِذا امْلاسَّتْ. و سَحَلْتُ الدَّراهم: صَبَبْتها كأَنَّك حَكَكْت بعضها ببعض. و سَحَلْت الشی‌ءَ: سَحَقْته. و سَحَلَ الشی‌ءَ: بَرَدَه. و المِسْحَل: المِبْرَد. و السُّحَالة: ما سَقَط من الذهب و الفضة و نحوهما إِذا بُرِدا. و هو من سُحَالَتِهِم أَی خُشَارتهم؛ عن ابن الأَعرابی. و سُحَالَة البُرِّ و الشَّعیر: قِشْرُهما إِذا جُرِدا منه، و كذلك غیرهما من الحُبوب كالأَرُزِّ و الدُّخْن. قال الأَزهری: و ما تَحَاتَّ من الأَرُزِّ و الذُّرَة إِذا دُقَّ شبه النُّخَالة فهی أَیضاً سُحَالَة، و كُلُّ ما سُحِل من شی‌ء فما سَقَط منه سُحَالَة. اللیث: السَّحْل نَحْتُكَ الخَشَبةَ بالمِسْحَل و هو المِبْرَد. و السُّحَالَة: ما تَحَاتَّ من الحدید و بُرِد من الموازین. و انْسِحَالُ الناقة: إِسراعُها فی سَیْرها. و سَحَلَتِ العَینُ تَسْحَلُ سَحْلًا و سُحُولًا: صَبَّت الدمعَ. و باتت السماء تَسْحَلُ لیلتَها أَی تَصُبُّ الماء. و سَحَلَ البَغْلُ و الحمارُ یَسْحَلُ و یَسْحِلُ سَحِیلًا و سُحَالًا: نَهَق. و المِسْحَل: الحِمار الوحشیُّ، و هو صفة غالبة، و سَحِیلُه أَشَدُّ نَهِیقه. و السَّحِیل و السُّحَال، بالضم: الصوت الذی یدور فی صدر الحمار. قال الجوهری: و قد سَحَلَ یَسْحِلُ، بالكسر، و منه قیل لعَیْر الفَلاة مِسْحَلٌ. و المِسْحَل: اللِّجام، و قیل فَأْس اللِّجام. و المِسْحَلانِ: حَلْقتان إِحداهما مُدْخَلة فی الأُخری علی طَرَفی شَكِیم اللِّجام و هی الحدیدة التی تحت الجَحْفَلة السُّفْلی؛ قال رؤبة: لو لا شَكِیمُ المِسْحَلَین انْدَقَّا و الجمع المَسَاحِل؛ و منه قول الأَعشی: صَدَدْتَ عن الأَعداء یوم عُبَاعِبٍ، صُدُودَ المَذاكِی أَفْرَعَتها المَسَاحِلُ و قال ابن شمیل: مِسْحَل اللِّجام الحدیدةُ التی تحت الحَنَك، قال: و الفَأْس الحدیدة القائمة فی الشَّكِیمة، و الشَّكِیمة الحدیدة المُعْتَرِضة فی الفم. و‌فی الحدیث: أَن الله عز و جل قال لأَیوب، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: لا یَنْبغی لأَحد أَن یُخَاصِمنی إِلا مَنْ یَجْعَل الزِّیارَ فی فَم الأَسَد و السِّحَال فی فَمِ العَنْقاء؛ السِّحالُ و المِسْحَل واحد، كما تقول مِنْطَقٌ و نِطَاقٌ و مِئْزَرٌ و إِزَارٌ، و هی الحَدیدة التی تكون علی طَرَفَیْ شَكِیم اللِّجام، و قیل: هی الحدیدة التی تجعل فی فم الفرَس لیَخْضَعَ، و یروی بالشین المعجمة و الكاف، و هو مذكور فی موضعه. قال ابن سیدة: و المِسْحَلانِ جانبا اللحیة، و قیل: هما أَسفلا العِذَارَیْن إِلی مُقَدَّم اللحیة، و قیل: هو الصُّدْغ، یقال شَابَ مِسْحَلاه؛ قال الأَزهری: و المِسْحَلُ موضع العِذَار فی قول جَندل
لسان العرب، ج‌11، ص: 330
الطُّهَوی: عُلِّقْتُها و قد تَرَی فی مِسْحَلی أَی فی موضع عِذاری من لحیتی، یعنی الشیب؛ قال الأَزهری: و أَما قول الشاعر: الآنَ لَمَّا ابْیَضَّ أَعْلی مِسْحَلی فالمِسْحَلانِ هاهنا الصُّدْغانِ و هما من اللِّجَام الخَدَّانِ. و المِسْحَل: اللسان. قال الأَزهری: و المِسْحَل العَزْم الصارم، یقال: قد ركب فلان مِسْحَله و رَدْعَه إِذا عَزَم علی الأَمر و جَدَّ فیه؛ و أَنشد: و إِنَّ عِنْدی، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلی، سُمَّ ذَرارِیحَ رِطابٍ و خَشِی و أَورد ابن سیدة هذا الرجز مستشهداً به علی قوله و المِسْحَل اللسان. و المِسْحَل: الثوب النَّقِیُّ من القطن. و المِسْحل: الشُّجاع الذی یَعْمل وحده. و المِسْحَل: المِیزاب الذی لا یُطاق ماؤُه. و المِسْحَل: المَطَر الجَوْد. و المِسْحَل: الغایة فی السخاء. و المِسْحَل: الجَلَّاد الذی یقیم الحدود بین یدی السلطان. و المِسْحَلُ: الساقی النَّشِیط. و المِسْحَل: المُنْخُلُ. و المِسْحَل: فَمُ المَزَادة. و المِسْحَل: الماهر بالقرآن. و المِسْحَل: الخیط یُفْتَل وحده، یقال: سَحَلْت الحَبْلَ، فإِن كان معه غیره فهو مُبْرَمٌ و مُغَارٌ. و المِسْحَل: الخَطِیب الماضی. و انْسَحَل بالكلام: جَرَی به. و انْسَحَل الخَطِیبُ إِذا اسْحَنْفَر فی كلامه. و رَكِب مِسْحَله إِذا مضی فی خُطْبته. و یقال: رَكِب فلان مِسْحَله إِذا رَكِب غَیَّه و لم یَنْتَه عنه، و أَصل ذلك الفرس الجَمُوح یَرْكَبُ رأْسَه و یَعَضُّ علی لِجامه. و‌فی الحدیث: أَن ابن مسعود افتتح سورة النساء فَسَحَلَها‌أَی قَرَأَها كُلَّها متتابعة متصلة، و هو من السَّحْل بمعنی السَّحِّ و الصَّبِّ، و قد روی بالجیم، و هو مذكور فی موضعه. و قال بعض العرب: و ذكر الشِّعْر فقال الوَقْف و السَّحْلُ، قال: و السَّحْل أَن یتبع بعضه بعضاً و هو السَّرْد، قال: و لا یجی‌ءُ الكِتابُ إِلَّا علی الوَقْف. و‌فی حدیث عَلیٍّ: إِنَّ بنی أُمَیَّةَ لا یَزَالون یَطْعُنُون فی مِسْحَلِ ضلالةٍ؛ قال القتیبی: هو من قولهم رَكِب مِسْحَلَه إِذا أَخذ فی أَمر فیه كلام و مَضَی فیه مُجِدّاً، و قال غیره: أَراد أَنهم یُسْرِعون فی الضلالة و یُجِدُّون فیها. یقال: طَعَنَ فی العِنَان یَطْعُنُ، و طَعَنَ فی مِسْحَله یَطْعُن. یقال: یَطْعُن باللسان و یَطْعُن بالسِّنان. و سَحَلَه بلسانه: شَتَمه؛ و منه قیل لِلِّسان مِسْحَل؛ قال ابن أَحمر: و من خَطِیبٍ، إِذا ما انساح مِسْحَلُه مُفَرِّجُ القول مَیْسُوراً و مَعْسُورا و السِّحَالُ و المُسَاحَلَة: المُلاحاة بین الرَّجُلَین. یقال: هو یُسَاحِله أَی یُلاحِیه. و رَجُلٌ إِسْحِلانِیُّ اللحیة: طَوِیلُها حَسَنُها؛ قال سیبویه: الإِسْحِلانُ صفة، و الإِسْحِلانِیَّة من النساء الرائعةُ الجَمِیلة الطویلة. و شابٌّ مُسْحُلانٌ و مُسْحُلانِیٌّ: طویل یوصف بالطول و حُسْن القَوَام. و المُسْحُلانُ و المُسْحُلانِیُّ: السَّبْط الشعر الأَفْرَع، و الأُنثی بالهاء. و السِّحْلال: العظیم البطن؛ قال الأَعلم یصف ضِبَاعاً: سُودٍ سَحَالِیلٍ كَأَنَّ جُلودَهُنَّ ثِیابُ راهِبْ
لسان العرب، ج‌11، ص: 331
أَبو زید: السِّحْلِیل الناقة العظیمة الضَّرع التی لیس فی الإِبل مثلها، فتلك ناقة سِحْلیلٌ. و مِسْحَلٌ: اسم رجل؛ و مِسْحَلٌ: اسم جِنِّیِّ الأَعشی فی قوله: دَعَوْتُ خَلِیلی مِسْحَلًا، و دَعَوْا له جِهِنَّامَ، جَدْعاً للهَجِینِ المُذَمَّمِ و قال الجوهری: و مِسْحَلٌ اسم تابِعَة الأَعشی. و السُّحَلَةُ مثال الهُمَزَة: الأَرنب الصُّغری التی قد ارتفعت عن الخِرْنِق و فارقت أُمَّها؛ و مُسْحُلانُ: اسم واد ذَكَره النابغةُ فی شعره فقال: فأَعْلی مُسحُلانَ فَحَامِرا «5» و سَحُول: قریة من قُری الیمن یُحْمل منها ثیابُ قُطْنٍ بِیضٌ تسمی السُّحُولیَّة، بضم السین، و قال ابن سیدة: هو موضع بالیمن تنسب إِلیه الثیاب السَّحُولیَّة؛ قال طَرَفة: و بالسَّفْح آیاتٌ كأَنَّ رُسُومَها یَمَانٍ، وَشَتْه رَیْدَةٌ و سَحُول رَیْدَةُ و سَحُول: قریتان، أَراد وَشَتْه أَهل رَیْدَة و سَحُول. و الإِسْحِل، بالكسر: شَجَرٌ یُستاك به، و قیل: هو شجر یَعْظُم یَنْبُت بالحجاز بأَعالی نَجْد؛ قال أَبو حنیفة: الإِسْحِل یشبه الأَثْل و یَغْلُظ حتی تُتَّخَذ منه الرِّحال؛ و قال مُرَّة؛ یَغْلُظ كما یَغْلُظ الأَثْل، واحدته إِسْحِلةٌ و لا نظیر لها إِلَّا إِجْرِد و إِذْخِر، و هما نَبْتان، و إِبْلِم و هو الخُوصُ، و إِثْمِد ضرب من الكُحْل، و قولهم لَقِیته ببَلْدة إِصْمِت؛ و قال الأَزهری: الإِسْحِلُ شجرة من شجر المَسَاویك؛ و منه قول إمرئ القیس: و تَعْطُو برَخْصٍ غَیر شَثْنٍ كأَنَّه أَسَارِیعُ ظَبْیٍ، أَو مَسَاوِیكُ إِسْحِلِ

سحبل؛ ج11، ص: 331

: بَطْنٌ سَحْبَلٌ: ضَخْم؛ قال هِمْیان: و أَدْرَجَتْ بُطونَها السَّحَابِلا اللیث: السَّحْبَل العریض البطن؛ و أَنشد: لَكِنَّنی أَحْبَبْتُ ضَبّاً سَحْبَلا و السَّحْبَل من الأَودیة: الواسع. و سَحْبَلٌ: اسم وادٍ بعینه؛ قال جعفر بن عُلْبة الحرثی: أَ لَهْفَی بِقُرَّی سَحْبَلٍ، حین أَجْلَبَتْ عَلَینا الوَلایا، و العَدُوُّ المُباسِلُ و قُرَّی: اسم ماء. و السَّحْبَلة من الخُصَی: المُتَدَلِّیة الواسعة. و السَّحْبَلة: الضَّخْمة من الدِّلاءِ؛ قال: أَنْزِعُ غَرْباً سَحْبَلًا رَوِیَّا، إِذا عَلا الزَّوْرَ هَوَی هُوِیَّا و وادٍ سَحْبَلٌ: واسع، و كذلك سِقَاء سَحْبَلٌ. و سَبَحْلَلٌ: ضَخْم، و هو فَعَلَّلٌ؛ و قال الجُمَیح: فی سَحْبَلٍ من مُسُوك الضَّأْن مَنْجُوب یعنی سِقاء واسعاً قد دُبِغ بالنَّجَب، و هو قِشْر السِّدْر. و دَلْوٌ سَحْبَلٌ: عظیمة. و وِعاء سَحْبَلٌ: واسع، و جِرَاب سَحْبَلٌ. و عُلْبَة سَحْبَلَةٌ: جَوْفاء. و السَّحْبَل و السَّبَحْلَل: العظیم المُسِنُّ من الضِّباب. و صَحْراءُ سَحْبَلٍ: موضعٌ؛ قال جعفر
(5). قوله [فأعلی مسحلان إلخ] هكذا فی الأَصل، و الذی فی التهذیب و معجم یاقوت من شعر النابغة قوله: سأربط كلبی أن یریبك نبحه و إن كنت أرعی مسحلان فحامرا
لسان العرب، ج‌11، ص: 332
ابن عُلْبة: لهم صَدْرُ سَیْفِی یومَ صَحْراءِ سَحْبَلٍ، وَ لی منه ما ضُمَّتْ علیه الأَنامِلُ أَبو عبید: السَّحْبَل و السِّبَحْل و الهِبِلُّ الفَحْل العظیم؛ و أَنشد ابن بری: أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا، رَعَی الرَّبیعَ و الشتاء أَرْمَلا

سحجل؛ ج11، ص: 332

: السَّحْجَلَةُ: دَلْكُ الشی‌ء أَو صَقْله؛ قال ابن درید: و لیس بِثَبَت.

سخل؛ ج11، ص: 332

: السَّخْلَةُ: ولد الشاة من المَعَز و الضَّأْن، ذكراً كان أَو أُنثی، و الجمع سَخْلٌ و سِخَالٌ و سِخَلةٌ؛ الأَخیرة نادرة، و سُخْلانٌ؛ قال الطِّرِمَّاح: تُراقِبُه مُسْتَشِبَّاتُها، و سُخْلانُها حَوْلَه سارِحَه أَبو زید: یقال لولد الغنم ساعة تَضَعه أُمُّه من الضأْن و المَعَز جمیعاً، ذكراً كان أَو أُنثی، سَخلة، ثم هی البَهْمة للذكر و الأُنثی، و جمعها بَهْمٌ. و‌فی الحدیث: كأَنِّی بجَبَّار یَعْمِد إِلی سَخْلی فیَقْتُله؛ السَّخْل: المولود المُحَبَّب إِلی أَبویه، و هو فی الأَصل ولد الغنم. و رجال سُخَّلٌ و سُخَّالٌ: ضعفاء أَرذال؛ قال أَبو كبیر: فَلَقَدْ جَمَعْتُ من الصِّحاب سَریَّةً، خُدْباً لِدَاتٍ غَیْرَ وَخْشٍ سُخَّلٍ قال ابن جنی: قال خالد واحدهم سَخْلٌ، و هو أَیضاً ما لم یُتَمَّم من كل شی‌ء. التهذیب: و یقال للأَوغاد من الرجال سُخَّلٌ و سُخَّالٌ، قال: و لا یُعْرف منه واحد. و سَخَلَهم: نَفَاهم كخَسَلهم. و المَسْخُول: المَرْذُول كالمَخْسول. و السُّخَّل: الشِّیص. و سَخَّلَتِ النخلةُ: ضَعُف نواها و تمرُها، و قیل: هو إِذا نَفَضَتْه. الفراء: یقال للتمر الذی لا یشتدُّ نَواه الشِّیصُ، قال: و أَهل المدینة یُسَمُّونه السُّخَّل. و‌فی الحدیث: أَنه خَرَج إِلی یَنْبُع حین وادَعَ بنی مُدْلِجٍ فأَهْدَت إِلیه امرأَة رُطَباً سُخَّلًا فقَبِلَه؛ السُّخَّل، بضم السین و تشدید الخاء: الشِّیصُ عند أَهل الحجاز، یقولون: سَخَّلَتِ النخلةُ إِذا حَمَلَت شِیصاً؛ و منه‌الحدیث: أَن رجلًا جاء بكَبائس من هذه السُّخَّل، و یروی بالحاء المهملة، و قد تقدم. و یقال: سَخَّلْت الرجُلَ إِذا عِبْتَه و ضعَّفْته، و هی لغة هُذَیْل. و أَسْخَلَ الأَمرَ: أَخَّره. و السِّخَال: موضع أَو مواضع؛ قال الأَعشی: حَلَّ أَهْلی ما بَیْنَ دُرْنَی فبادَوْلی، و حَلَّتْ عُلْوِیَّةً بالسِّخَال و السِّخَالُ: جَبَلٌ مما یلی مَطلَع الشمس یقال له خِنْزیر؛ قال الجعدی: و قُلْتُ: لَحَی اللهُ رَبُّ العباد جَنُوبَ السِّخَالِ إِلی یَتْرَبِ و السَّخْلُ: أَخْذُ الشی‌ء مُخاتَلةً و اجْتِذاباً؛ قال الأَزهری: هذا حرف لا أَحفظه لغیر اللیث و لا أُحِقُّ معرفته إِلا أَن یكون مقلوباً من الخَلْسِ كما قالوا جَذَبَ و جَبَذَ و بَضَّ و ضَبَّ. و كواكِبُ مَسْخُولَةٌ أَی مَجْهولة؛ قال: و نَحْنُ الثُّرَیَّا و جَوْزاؤُها، و نَحْنُ الذِّراعانِ و المِرْزَمُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 333
و أَنتم كواكبُ مَسْخُولَةٌ، تُرَی فی السماء و لا تُعْلَمُ و یروی … مَخْسولة، و قد تقدم ذكره فی حرف الخاء.

سدل؛ ج11، ص: 333

: سَدَلَ الشَّعْرَ و الثوبَ و السِّتْرَ یَسْدِلُه و یَسْدُلُه سَدْلًا و أَسْدَلَه: أَرْخاه و أَرْسَلَه. و‌فی حدیث علی، كرَّم الله وجهه: أَنه خَرَج فرأَی قوماً یُصَلُّون قد سَدَلُوا ثیابَهم فقال: كأَنَّهم الیهودُ خَرَجوا من فُهْرِهم؛ قال أَبو عبید: السَّدْل هو إِسْبال الرجل ثوبَه من غیر أَن یَضُمَّ جانبیه بین یدیه، فإِن ضَمَّه فلیس بسَدْلٍ، و قد رُوِیت فیه الكراهةُ عن النبی، صلی الله علیه و سلم. و‌فی حدیث عائشة: أَنها سَدَلَتْ طَرَف قِناعها علی وجهها و هی مُحْرِمة‌أَی أَسْبَلَتْه. و‌فی الحدیث: نُهِی عن السَّدْل فی الصلاة؛ هو أَن یَلْتَحِف بثوبه و یدخل یدیه من داخل فیركع و یسجد و هو كذلك، و كانت الیهود تفعله فنُهُوا عنه، و هذا مطَّرد فی القمیص و غیره من الثیاب؛ و قیل: هو أَن یضع وسَطَ الإِزار علی رأْسه و یُرْسل طَرَفیه عن یمینه و شماله من غیر أَن یجعلهما علی كتفیه، قال سیبویه: فأَما قولهم یَزْدُلُ ثوبه فعلی المُضارَعة، لأَن السین لیست بمُطْبَقة و هی من موضع الزای فحَسُنَ إِبدالُها لذلك، و البیان فیها أَجْوَد إِذ كان البیان فی الصاد أَكثر من المُضارَعة مع كون المُضارَعة فی الصاد أَكثر منها فی السین. و شَعر مُنْسَدِلٌ: مسترسلٌ، قال اللیث: شعر مُنْسَدِلٌ و مُنْسَدِرٌ كثیر طویل قد وقع علی الظَّهر. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قَدِم المدینةَ و أَهل الكتاب یَسْدِلُون أَشعارهم و المشركون یَفْرُقون فسَدَلَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، شعره ثم فَرَقَه، و كان الفَرْق آخر الأَمرین؛ قال ابن شمیل: المُسَدَّل من الشَّعر الكثیرُ الطویل، یقال: سَدَّلَ شَعرَه علی عاتقیه و عنقه و سَدَلَه یَسْدِله. و السَّدْل: الإِرسال لیس بمَعْقوف و لا مُعَقَّد. و قال الفراء: سَدَلْت الشَّعَر و سَدَنْته أَرخیته. الأَصمعی: السُّدُولُ و السُّدُون، باللام و النون، ما جُلِّل به الهَوْدج من الثیاب، و السَّدِیلُ: ما أُسْبِلَ علی الهودج، و الجمع السُّدُول و السَّدائِل و الأَسْدَال. و السَّدِیل: شی‌ء یُعَرَّض فی شُقَّة الخِباء، و قیل: هو سِتْر حَجَلة المرأَة. و السِّدْل و السُّدْل: السِّتْر، و جمعه أَسْدَال و سُدُول؛ فأَما قول حُمَید بن ثور: فَرُحْنَ و قد زایَلْنَ كُلَّ ظَعِینةٍ لَهُنَّ، و باشَرْنَ السُّدُول المُرَقَّما فإِنه لما كان السُّدُول علی لفظ الواحد كالسُّدوس لضرب من الثیاب وصَفَه بالواحد، قال: و هكذا رواه یعقوب رحمه الله، و رواه غیره: السَّدِیل المُرَقَّما؛ قال: و هو الصحیح لأَن السَّدِیل واحد. ابن الأَعرابی: سَوْدَل الرجلُ إِذا طال سَوْدَلاه أَی شارباه. و السِّدل: السِّمْط من الجوهر، و فی المحكم: من الدُّرِّ یطول إِلی الصدر، و الجمع سُدُولٌ؛ و قال حاجب المزنی: كَسَوْنَ الفارِسِیَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، و زَیَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُول و یروی: كَسَوْنَ القادِسِیَّة كل قَرْنٍ و السَّدَلُ: المَیَل. و ذَكَرٌ أَسْدَلُ: مائل. و سَدَلَ ثوبَه یَسْدِلُه: شَقَّه. و السَّدِیلُ: موضع. و السِّدِلَّی، علی فِعِلَّی:
لسان العرب، ج‌11، ص: 334
معرَّب و أَصله بالفارسیة سِهْدِلَّه كأَنه ثلاثة بُیُوت فی بَیْت كالحارِیِّ بكُمَّیْن.

سرل؛ ج11، ص: 334

: أَما سرل فلیس بعربی صحیح، و السَّراوِیلُ: فارسی مُعَرَّب، یُذَكَّر و یؤنث، و لم یعرف الأَصمعی فیها إِلا التأْنیث؛ قال قیس بن عُبادة: أَرَدْتُ لِكَیْما یَعْلَم الناسُ أَنها سَراوِیلُ قَیْس، و الوُفُودُ شهودُ و أَن لا یَقُولوا: غابَ قَیْسٌ و هذه سَرَاوِیلُ عادِیٍّ نَمَتْه ثَمُودُ قال ابن سیدة: بَلَغَنا أَن قَیْساً طاوَل رُومِیّاً بین یدی معاویة، أَو غیره من الأُمراء، فتجرَّد قیس من سَراوِیله و أَلقاها إِلی الرومی ففَضِلَتْ عنه، فعل ذلك بین یدی معاویة فقال هذین البیتین یعتذر من إِلقاء سَراویله فی المشهد المجموع. قال اللیث: السَّراوِیل أَعْجَمِیَّة أُعْرِبَتْ و أُنِّثَت، و الجمع سَراوِیلات، قال سیبویه: و لا یُكَسَّر لأَنه لو كُسِّر لم یرجع إِلا إِلی لفظ الواحد فتُرِكَ، و قد قیل سَرَاوِیل جمع واحدته سِرْوَالة؛ قال: عَلَیْه مِن اللّؤْمِ سِرْوالةٌ، فلَیْسَ یَرِقُّ لمُسْتَعْطِف و سَرْوَلَهُ فَتَسَرْوَلَ: أَلْبَسَه إِیاها فلبَسها؛ الأَزهری: جاء السَّرَاوِیل علی لفظ الجماعة و هی واحدة، قال: و قد سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول سِرْوَال. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه كَرِه السَّرَاوِیل المُخَرْفَجَةَ؛ قال أَبو عبید: هی الواسعة الطویلة؛ الجوهری: قال سیبویه سَرَاوِیل واحدة، و هی أَعجمیة أُعْرِبَتْ فأَشبهت من كلامهم ما لا ینصرف فی معرفة و لا نكرة، فهی مصروفة فی النكرة؛ قال ابن بری: قوله فهی مصروفة فی النكرة لیس من كلام سیبویه، قال سیبویه: و إِن سَمَّیْتَ بها رجلًا لم تَصْرِفها، و كذلك إِن حَقَّرْتها اسم رجل لأَنها مؤنث علی أَكثر من ثلاثة أَحرف مثل عَناق، قال: و فی النحویین من لا یصرفه أَیضاً فی النكرة و یزعم أَنه جمع سِرْوَال و سِرْوَالة و یُنْشِد: عَلَیْه من اللُّؤْمِ سِرْوَالةٌ و یَحْتَجُّ فی ترك صرفه بقول ابن مقبل: أَتی دونها ذَبُّ الرِّیاد كأَنَّه فَتًی فارِسِیٌّ فی سَرَاوِیل رامِح «1». قال: و العمل علی القول الأَول، و الثانی أَقوی؛ و أَنشد ابن بری لآخر فی ترك صرفها أَیضاً: یَلُحْنَ من ذی زَجَلٍ شِرْواطِ، مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ، علی سَرَاوِیلَ له أَسماط و قال ابن بری فی ترجمة شرحل قال: شَراحِیلُ اسم رجل لا ینصرف عند سیبویه فی معرفة و لا نكرة، و ینصرف عند الأَخفش فی النكرة، فإِن حَقَّرْته انصرف عندهما لأَنه عربی، و فارق السَّرَاوِیل لأَنها أَعجمیَّة؛ قال ابن بری: العُجْمة هاهنا لا تمنع الصرف مثل دیباج و نَیْرُوز، و إِنما تَمنع العُجْمةُ الصَّرْفَ إِذا كان العجمی منقولًا إِلی كلام العرب و هو اسم عَلَمٌ كإِبراهیم و إِسماعیل، قال: فعلی هذا ینصرف سَراوِیل إِذا صُغِّر فی قولك سُرَیِّیل، و لو سمیت به شیئاً لم ینصرف للتأْنیث و التعریف، و طائرٌ مُسَرْوَلٌ: أَلْبَسَ ریشُه ساقَیْه؛ و أَما
(1). قوله [أتی دونها إلخ] تقدم فی ترجمة رود: یمشی بها ذب الریاد
لسان العرب، ج‌11، ص: 335
قول ذی الرمة فی صفة الثور: تَری الثَّوْرَ یَمْشی راجعاً من ضَحائه بها مِثْلَ مَشْی الهِبْرِزِیِّ المُسَرْوَل فإِنه أَراد بالهِبْرزیِّ الأَسدَ، جعله مُسَرْوَلًا لكثرة قوائمه، و قیل: الهِبْرِزِیُّ الماضی فی أَمره، و یروی: بها مِثْلَ مَشْی الهِرْبِذِیِّ، یعنی مَلِكاً فارسیّاً أَو دِهْقاناً من دَهاقینهم، و جَعَلَهُ مُسَرْوَلًا لأَنه من لباسهم؛ یقول: هذا الثور یتبختر إِذا مَشَی تَبَخْتُر الفارسی إِذا لَبِسَ سَرَاوِیلَه. و حَمامة مُسَرْوَلةٌ: فی رجلیها رِیشٌ. و السَّراوِین: السَّراوِیل، زعم یعقوب أَن النون فیها بدل من اللام. و قال أَبو عبید فی شِیاتِ الخیل: إِذا جاوز بیاضُ التحجیل العَضُدین و الفَخذین فهو أَبْلَق مُسَرْوَلٌ؛ قال الأَزهری: و العرب تقول للثور الوحشی مُسَرْوَلٌ للسواد الذی فی قوائمه.

سرأل؛ ج11، ص: 335

: إِسْرَائِیلُ و إِسْرائینُ: زعم یعقوب أَنه بدل اسم مَلَكٍ.

سربل؛ ج11، ص: 335

: السِّرْبالُ: القَمیص و الدِّرْع، و قیل: كُلُّ ما لُبِسَ فهو سِرْبالٌ، و قد تَسَرْبَلَ به و سَرْبَلَه إِیاه. و سَرْبَلْتُه فَتَسَرْبَل أَی أَلبسته السِّرْبالَ. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: لا أَخْلَع سِرْبالًا سَرْبَلَنِیه اللهُ تعالی؛ السِّرْبَالُ: القَمِیصُ و كَنَی به عن الخِلافة و یُجْمَع علی سَرَابِیلَ. و‌فی الحدیث: النَّوائحُ علیهنَّ سَرَابِیلُ من قَطِرانٍ، و تطلق السَّرَابِیلُ علی الدروع؛ و منه قول كعب بن زهیر: شُمُّ العَرانِینِ أَبْطالٌ لَبوسُهُمُ من نَسْجِ دَاوُدَ، فی الهَیْجا، سَرَابِیلُ و قیل فی قوله تعالی: سَرٰابِیلَ تَقِیكُمُ الْحَرَّ؛ إِنها القُمُص تَقی الحَرَّ و البَرْد، فاكتفی بذكر الحَرِّ كأَنَّ ما وَقی الحَرَّ وَقی البرد. و أَما قوله تعالی: وَ سَرٰابِیلَ تَقِیكُمْ بَأْسَكُمْ؛ فهی الدُّرُوع. و السَّرْبَلَة: الثَّرِید الكثیر الدَّسَمِ. أَبو عمرو: السَّرْبَلَة ثَرِیدة قد رُوِّیَتْ دَسَماً.

سرطل؛ ج11، ص: 335

: رَجُل سَرْطَلٌ: طویل مضطرب الخَلْق، و هی السَّرْطَلَة.

سرفل؛ ج11، ص: 335

: إِسْرَافِیلُ و إِسْرافِینُ و كان القَنانیُّ یقول سَرافِیل و سَرافِین و إِسْرائیل و إِسْرائِینُ، و زعم یعقوب أَنه بدلٌ اسمُ مَلَكٍ، قال: و قد تكون همزة إِسْرافِیل أَصلًا فهو علی هذا خُماسیٌّ.

سطل؛ ج11، ص: 335

: السَّیْطَل: الطُّسَیسَةُ الصغیرةُ، یقال إِنه علی صفة تَوْرٍ له عُرْوَةٌ كعُرْوَةِ المِرْجَل، و السَّطْلُ مثله؛ قال الطِّرِمَّاح: حُبِسَتْ صُهارَتُه فظَلَّ عُثانُه فی سَیْطَلٍ كُفِئَتْ له یَتَرَدَّدُ و الجمع سُطُول، عربی صحیح، و السَّیْطَل لغة فیه «1» و السَّیْطَل: الطَّسْت؛ و قال هِمْیان بن قُحافة فی الطَّسْل: بَلْ بَلَدٍ یُكْسی القَتام الطَّاسِلا، أَمْرَقْتُ فیه ذُبُلًا ذَوابِلا قالوا: الطَّاسِلُ المُلْبِس. و قال بعضهم: الطَّاسِل و السَّاطِل من الغبار المرتفعُ.

سعل؛ ج11، ص: 335

: سَعَلَ یَسْعُلُ سُعالًا و سُعْلةً و به سُعْلة، ثم كَثُر ذلك حتی قالوا: رماه فَسَعَلَ الدَّمَ أَی أَلقاه
(1). قوله [و السَّیْطَل لغة فیه] أی فی السطل كما هو ظاهر، و سیأتی فی ترجمة طسل أن الطیسل بتقدیم الطاء لغة فی السَّیْطَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 336
من صدره؛ قال: فَتَآیا بطَرِیرٍ مُرْهَفٍ جُفْرةَ المَحْزِم منه، فَسَعَل و سُعالٌ ساعِل علی المبالغة، كقولهم شُغْلٌ شاغِلٌ و شِعْرٌ شاعِرٌ. و السَاعِلُ: الحَلْق؛ قال ابن مقبل: سَوَّافِ أَبْوالِ الحَمِیر، مُحَشْرِجٍ ماء الجَمِیم إِلی سَوافی السَّاعِل سَوافِیهِ: حُلْقومُه و مَرِیئُه؛ قال الأَزهری: و السَّاعِل الفَمُ فی بیت ابن مقبل: عَلی إِثْرِ عَجَّاجٍ لَطِیفٍ مَصِیرُه، یَمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ سَاعِلُه أَی فَمُه، لأَن الساعِلَ به یَسْعُل. و المَسْعَلُ: موضع السُّعال من الحَلْق. و سَعَلَ سَعْلًا: نَشِطَ. و أَسْعَلَه الشی‌ءُ: أَنْشَطَه؛ و یروی بیت أَبی ذؤیب: أَكَلَ الجَمِیمَ و طاوَعَتْه سَمْحَجٌ مثلُ القَناةِ، و أَسْعَلَتْه الأَمْرُعُ و الأَعرف: أَزْعَلَتْه. أَبو عبیدة: فَرَسٌ سَعِلٌ زَعِلٌ أَی نَشِیطٌ، و قد أَسْعَلَه الكَلأُ و أَزْعَلَه بمعنی واحد. و السَّعَلُ: الشِّیصُ الیابس. و السِّعْلاةُ و السِّعْلا: الغُولُ، و قیل: هی ساحرة الجِنِّ. و اسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً و سَلاطَةً، یقال ذلك للمرأَة الصَّخَّابة البَذِیَّة؛ قال أَبو عدنان: إِذا كانت المرأَة قبیحة الوجه سیِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة، و قیل: السِّعْلاة أَخبث الغِیلان، و كذلك السِّعْلا، یمد و یقصر، و الجمع سَعَالی و سَعالٍ و سِعْلَیاتٌ، و قیل: هی الأُنثی من الغِیلان. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: لا صَفَرَ و لا هامَةَ و لا غُولَ و لكن السَّعَالی؛ هی جمع سِعْلاةٍ، قیل: هم سَحَرَةُ الجِنِّ، یعنی أَن الغُولَ لا تقدر أَن تَغُول أَحداً و تُضِلَّه، و لكن فی الجن سَحَرة كسَحَرة الإِنس لهم تلبیس و تخییل، و قد ذكرها العرب فی شعرها؛ قال الأَعشی: و نِساءٍ كأَنَّهُنَّ السَّعَالی قال أَبو حاتم: یرید فی سوء حالهن حین أُسِرْنَ؛ و قال لبید یصف الخَیل: عَلَیْهِنَّ وِلْدانُ الرِّجالِ كأَنَّها سَعالی و عِقْبانٌ، علیها الرَّحائِلُ و قال جِرانُ العَوْدِ: هِیَ الغُولُ و السِّعْلاةُ خَلْفیَ مِنْهما مُخَدَّشُ ما بَیْن التَّراقی مُكَدَّحُ و قال بعض العرب: لم یَصِف العربُ بالسِّعْلاة إِلا العَجائزَ و الخیلَ؛ قال شَمِر: و شبَّه ذو الإِصْبَعِ الفُرْسان بالسَّعالی فقال: ثُمَّ انْبَعَثْنا أُسودَ عادیةٍ، مثل السَّعالی نَقائیاً نُزُعاً فهی هاهنا الفُرْسانُ، نَقائِیاً: مُخْتارات، النُّزُعُ: الذین یَنْزِعُ كلٌّ منهم إِلی أَب شریف؛ قال أَبو زید: مثل قولهم اسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ قولُهم عَنْزٌ نَزَتْ فی حَبْلٍ «2» فاسْتَتْیَسَتْ ثم من بعد اسْتِتْیاسِها اسْتَعْنَزَتْ؛ و مثله:
(2). قوله [فی حبل] هكذا فی الأَصل بالحاء، و فی نسخة من التهذیب جبل، بالجیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 337
إِن البُغاثَ بأَرْضِنا یَسْتَنْسِر و اسْتَنْوَق الجَمَلُ، و اسْتَأْسَدَ الرَّجُلُ، و اسْتَكْلَبَتِ المرأَةُ.

سغل؛ ج11، ص: 337

: السَّغِلُ: الدقیقُ القوائم الصغیرُ الجُثَّة الضعیفُ؛ و الاسم السَّغَل. و السَّغِلُ و الوغِلُ: السَّیِّ‌ءُ الغِذاء المضطرب الأَعضاء السَّی‌ء الخُلُق. یقال: صَبِیٌّ سَغِلٌ بَیِّن السَّغَل. و سَغِلَ الفرسُ سَغَلًا: تَخَدَّدَ لَحْمُهُ و هُزِلَ؛ قال سَلامَةُ بن جَنْدَل یصف فَرَساً: لیس بأَسْفی و لا أَقْنی و لا سَغِلٍ یُسْقی دَواءً، قَفِیّ السَّكْن مرْبُوب و یقال: هو المُتَخَدِّدُ المَهْزُول. التهذیب فی ترجمة سغن: الأَسغانُ الأَغذیة الرَّدیئة، و یقال باللام أَیضاً.

سغبل؛ ج11، ص: 337

: سَغْبَلَ الطعامَ: أَدَمَه بالإِهالة و السَّمْن، و قیل: رَوَّاهُ دَسَماً. و شَی‌ءٌ سَغْبَلٌ: سَهْلٌ. و سَغْبَل رأْسه بالدُّهْن أَی رَوَّاه، و قال غیره: سَبْغَله فاسْبَغَلَّ، قُدِّمت الباء علی الغین و قد تقدم. و السَّغْبَلَة: أَن یُثْرَدَ اللحم مع الشحم فیكثر دَسَمه؛ و أَنشد: مَنْ سَغْبَل الیومَ لَنا، فقد غَلَبْ، خُبْزاً و لَحْماً، فهو عِنْدَ الناس حَب

سفل؛ ج11، ص: 337

: السُّفْلُ و السِّفْلُ و السُّفُولُ و السَّفَال و السُّفَالَة، بالضم. نقیضُ العُلْوِ و العِلْوِ و العُلُوِّ و العَلاءِ و العُلاوة. و السُّفْلَی: نقیضُ العُلْیا. و السُّفْلُ: نقیض العُلْوِ فی التَّسَفُّل و التَّعَلِّی. و السَّافِلةُ: نقیض العالِیة فی الرُّمْح و النهر و غیره. و السَّافِلُ: نقیض العالی. و السِّفْلة: نقیضُ العِلْیة. و السَّفَالُ: نقیض العَلاء. قال ابن سیدة: و الأَسْفَل نَقِیض الأَعْلی، یكون اسماً و ظرفاً. و یقال: أَمرهم فی سَفَال و فی عَلاء. و السُّفُولُ: مصدر و هو نقیض العُلُوِّ، و السِّفْل نقیض العِلْوِ فی البناء. و فی التنزیل العزیز: وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، قرئ بالنصب لأَنه ظرف، و یقرأ أَسْفَلُ منكم، بالرفع، أَی أَشدُّ تَسَفُّلًا منكم. و السَّفَالَة، بالفتح: النَّذَالة، قد سَفُلَ، بالضم. و قوله عز و جل: ثُمَّ رَدَدْنٰاهُ أَسْفَلَ سٰافِلِینَ؛ قیل: معناه إِلی الهَرَم، و قیل إِلی التَّلَف، و قیل رَدَدْناه إِلی أَرْذل العُمُر كأَنه قال رددناه أَسْفَلَ مَنْ سَفَل و أَسْفَلَ سافِلٍ، و قیل إِلی الضلال، لأَن كل مولود یولد علی الفِطْرة فمن كفر وَ ضَلَّ فهو المردود إِلی أَسفل السافلین، كما قال عز و جل: إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِی خُسْرٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ؛ و جمعها أَسافِلُ؛ قال أَبو ذؤیب: بأَطْیَبَ مِن فیها إِذا جِئْتُ طارِقاً، و أَشْهَی إِذا نامت كِلابُ الأَسَافِل أَراد أَسافل الأَودیة یسكنها الرُّعَاة، و هم آخر من ینام لِتَشاغُلِهم بالرَّبْط و الحَلْب، و قد سَفَلَ و سَفُلَ یَسْفُل فیهما سَفَالًا و سُفُولًا و تَسَفَّلَ. و سَفِلَة الناس و سِفْلَتُهم: أَسافِلهُم و غَوْغاؤهم، قال ابن السكیت: هم السَّفِلة لأَرذال الناس، و هم من عِلْیَة القوم، و من العرب من یُخَفِّف فیقول: هم السِّفْلة. و فلان من سِفْلة القوم إِذا كان من أَراذِلهم، فَیَنْقُل كسرة الفاء إِلی السین. الجوهری: السَّفِلة السُّقَاط من الناس، یقال: هو من السَّفِلة، و لا یقال هو سَفِلة لأَنها جمع، و العامة تقول رجل سَفِلة من قوم سَفِلٍ، قال ابن الأَثیر: و لیس بعربی. و‌فی حدیث صلاة العید: فقالت امرأَة من سَفِلة النِّساء، بفتح
لسان العرب، ج‌11، ص: 338
السین و كسر الفاء، و هی السُّقَاط، قال ابن بری: حكی ابن خالویه أَنه یقال السِّفِلَة، بكسرهما، و حكی عن أَبی عمر أَن المراد بها أَسْفَل السُّفَّل، قال: و كذا قال الوزیر، یقال لأَسفل السُّفَّل سَفِلَة. و سأَل رجل التِّرْمِذی فقال له: قالت لی امرأَتی یا سَفِلَة فقلت لها: إِن كُنْتُ سَفِلَة فأَنت طالق فقال له: ما صَنْعَتُك؟ قال: سَمَّاكٌ، أَعَزَّك اللهُ قال: سَفِلةٌ، و الله قال: فظاهر هذه الحكایة أَنه یجوز أَن یقال للواحد سَفِلَة. و أَسافِلُ الإِبل: صغارُها؛ و أَنشد أَبو عبید: تَوَاكَلَها الأَزْمانُ، حتی أَجَأْنَها إِلی جَلَدٍ منها قلیلِ الأَسَافِل أَی قلیل الأَولاد. و السَّافِلَة: المَقْعَدة و الدُّبُرُ. و السَّفِلَة، بكسر الفاء: قوائم البعیر. ابن سیدة: و سَفِلَةُ البعیر قوائمُه لأَنها أَسفل. و سَافِلَةُ الرُّمح: نصفه الذی یلی الزُّجَّ. و قَعَد فی سُفَالَة الریح و عُلاوتها و قَعَدَ سُفَالَتَها و عُلاوَتها. فالعُلاوةُ من حیث تَهُبُّ، و السُّفَالَة ما كان بإِزاء ذلك، و قیل: سُفَالة كل شی‌ء و عُلاوتُه أَسْفَلُه و أَعْلاه، و قیل: كُنْ فی عُلاوةِ الرِّیح و سُفَالة الریح، فأَما عُلاوتُها فأَن تكون فوق الصید، و أَما سُفَالَتها فأَن تكون تحت الصید لا تستقبل الریح. و التَّسْفِیل: التصویب. و التَّسَفُّل: التَّصوُّب.

سفرجل؛ ج11، ص: 338

: السَّفَرْجَل: معروف، واحدته سَفَرْجَلَة، و الجمع سَفَارِج؛ قال أَبو حنیفة: و هو كثیر فی بلاد العرب. و قول سیبویه: لیس فی الكلام مثل سِفِرجال، لا یرید أَن سِفِرْجالًا شی‌ء مقول و لا غیره، و كذلك قوله: لیس فی الكلام مثل اسْفَرْجَلْت، لا یرید أَن اسْفَرْجَلْت مقولة إِنما نَفَی أَن یكون فی الكلام مثل هذا البناء، لا اسْفَرْجَلْت و لا غیره، و تصغیر السَّفَرْجَلة سُفَیْرِجٌ و سُفَیْجِلٌ، و ذكره الأَزهری فی الخماسی.

سقل؛ ج11، ص: 338

: السُّقْل: لغة فی الصُّقْل، و هی الخاصِرَة. و السَّقَل فی الید: كالصَّدَف، سَقِلَ سَقَلًا، و هو أَسْقَل. الیزیدی: هو السَّیْقَل و الصَّیْقَل. و سَیْفٌ سَقِیل و صَقِیل؛ الأَزهری: و الصاد فی جمیع ذلك أَفصح.

سلل؛ ج11، ص: 338

: السَّلُّ: انتزاعُ الشی‌ء و إِخراجُه فی رِفْق، سَلَّه یَسُلُّه سَلًّا و اسْتَلَّه فانْسَلَّ و سَلَلْتُه أَسُلُّه سَلًّا. و السَّلُّ: سَلُّك الشعرَ من العجین و نحوه. و الانْسِلالُ: المُضِیُّ و الخروج من مَضِیق أَو زِحامٍ. سیبویه: انْسَلَلْت لیست للمطاوعة إِنما هی كفَعَلْت كما أَن افْتَقَرَ كضَعُف؛ و قول الفرزدق: غَدَاةَ تَوَلَّیْتُم، كأَنَّ سُیُوُفَكُم ذَآنِینُ فی أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل فَكَّ التضعیفَ كما قالوا هو یَتَمَلْمَلُ و إِنما هو یَتَمَلَّل، و هكذا رواه ابن الأَعرابی، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من السَّلِّ. و سَیْف سَلِیلٌ: مَسْلُول. و سَلَلْت السیفَ و أَسْلَلْته بمعنًی. و أَتیناهم عِنْدَ السَّلَّة أَی عند اسْتِلال السیوف؛ قال حِمَاس بن قیس بن خالد الكنانی: هذا سِلاحٌ كامِلٌ و أَلَّهْ، و ذو غِرَارَیْنِ سَرِیعُ السَّلَّهْ و انْسَلَّ و تَسَلَّلَ: انْطَلَق فی استخفاء. الجوهری: و انْسَلَّ من بینهم أَی خرج. و فی المثل: رَمَتْنی بِدائها و انْسَلَّتْ، و تَسَلَّل مثلُه. و‌فی حدیث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بین یدیه‌أَی مَضَیْتُ و خرجت بتَأَنٍّ و تدریج. و‌فی حدیث حَسَّان:
لسان العرب، ج‌11، ص: 339
لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من العجین.و‌فی حدیث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِیمةَ قلبی.و‌فی الحدیث الآخر: مَنْ سَلَّ سَخِیمَتَه فی طریق الناس.و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنی المَسْلُول أَی ما سُلَّ من قشره، و الشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، و قیل السَّیْف. و السُّلالَةُ: ما انْسَلَّ من الشی‌ء. و یقال: سَلَلْت السیفَ من الغِمْد فانْسَلَّ. و انْسَلَّ فلان من بین القوم یَعْدو إِذا خرج فی خُفْیة یَعْدُو. و فی التنزیل العزیز: یَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوٰاذاً؛ قال الفراء: یَلُوذُ هذا بهذا یَسْتَتِر ذا بذا؛ و قال اللیث: یَتَسَلَّلُونَ و یَنْسَلُّون واحدٌ. و السَّلِیلَةُ: الشَّعَر یُنْفَش ثم یُطْوَی و یشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة الشی‌ءَ بعد الشی‌ء تَغْزِله. و یقال: سَلِیلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من ضَریبته، و هی شی‌ء یُنْفَش منه ثم یُطْوی و یُدْمَج طِوالًا، طول كل واحدة نحو من ذراع فی غِلَظ أَسَلة الذراع و یُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ الشی‌ءَ بعد الشی‌ء فتَغْزِله. و سُلالةُ الشی‌ء: ما اسْتُلَّ منه، و النُّطْفة سُلالَة الإِنسان؛ و منه قول الشماخ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ، علی مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِینُ و قال حسان بن ثابت: فجاءت به عَضْبَ الأَدِیم غَضَنْفَراً، سُلالةَ فَرْجٍ كان غَیْر حَصِین و فی التنزیل العزیز: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلٰالَةٍ مِنْ طِینٍ؛ قال الفراء: السُّلالة الذی سُلَّ من كل تُرْبة؛ و قال أَبو الهیثم: السُّلالة ما سُلَّ من صُلْب الرجل و تَرائب المرأَة كما یُسَلُّ الشی‌ءُ سَلًّا. و السَّلیل: الولد سُمِّی سَلیلًا لأَنه خُلق من السُّلالة. و السَّلِیلُ: الولد حین یخرج من بطن أُمه، و‌روی عن عكرمة أَنه قال فی السُّلالة: إِنه الماء یُسَلُّ من الظَّهر سَلًّا؛ و قال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، و النُّطفة السُّلالة؛ و قد جعل الشماخ السُّلالة الماء فی قوله: علی مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِینُ قال: و الدلیل علی أَنه الماء قوله تعالی: وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسٰانِ مِنْ طِینٍ، یعنی آدم ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلٰالَةٍ، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: مِنْ مٰاءٍ مَهِینٍ؛ فقوله عز و جل: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلٰالَةٍ؛ أَراد بالإِنسان وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، و قوله مِنْ طِینٍ أَراد أَن تلك السُّلالة تَوَلَّدت من طین خُلق منه آدمُ فی الأَصل، و‌قال قتادة: اسْتُلَّ آدم من طین فسُمّی سُلالة، قال: و إِلی هذا ذهب الفراء؛ و قال الزجَّاج: مِنْ سُلٰالَةٍ مِنْ طِینٍ، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم علیه السلام «1» … و السُّلالَة و السَّلیل: الولد، و الأُنثی سَلِیلَة. أَبو عمرو: السَّلِیلة بنت الرجل من صُلْبه؛ و قالت هند بنت النُّعمان: و ما هِنْدُ إِلّا مُهْرةٌ عَرَبِیَّةٌ، سَلِیلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل قال ابن بری: و ذكر بعضهم أَنها تصحیف و أَن صوابه نَغْل، بالنون، و هو الخَسِیس من الناس و الدواب لأَن البَغْل لا یُنْسِل. ابن شمیل: یقال للإِنسان أَیضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِیلٌ. و السَّلِیل و السَّلِیلَة: المُهْر و المُهْرة، و قیل: السَّلِیل المُهْر یُولَد فی غیر ماسِكَة و لا سَلًی، فإِن كان فی واحدة منهما فهو بَقِیرٌ، و قد تقدم؛ و قوله أَنشده ثعلب:
(1). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 340
أَشَقَّ قَسامِیًّا رَباعِیَّ جانِبٍ، و قارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا معنی سُلَّ أُخْرِج سَلِیلًا. و السَّلِیل: دِماغ الفرس؛ و أَنشد اللیث: كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَوفی شأْنُ قَمْحَدة، فیه السَّلِیلُ حَوَالیْه له إِرَمُ «1». و السَّلِیلُ: السَّنام. الأَصمعی: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ تَضَعه سَلِیلٌ قبل أَن یُعلم أَ ذكر هو أَم أُنثی. و سَلائِلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه. و سَلِیل اللحم: خَصِیله، و هی السَّلائل. و قال الأَصمعی: السَّلِیل طرائق اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب. و سَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، و هی القِطْعة الطویلة من السَّنام، و قال أَبو عمرو هی اللَّسْلَسة، و قال الأَصمعی هی اللِّسْلِسَة، و یقال سَلْسَلة. و یقال انْسَلَّ و انْشَلَّ بمعنی واحد، یقال ذلك فی السَّیل و الناس: قاله شمر. و السَّلِیلُ: لحم المَتْنِ؛ و قول تَأَبَّطَ شَرًّا: و أَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل هو الذی قد تَخَدَّد لحمُه و قَلَّ، و قال أَبو منصور: أَراد به نفسه، أَراد أَقْطَعُ المَلا و هو ما اتَّسَعَ من الفَلاة و أَنا شاحبٌ مُتَسَلْسِلٌ؛ و رواه غیره: و أَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل بالشین المعجمة، و سیأْتی ذكره، و فَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، و المَلا الصَّحْراء، و الشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: و قال الأَصمعی الشاحبُ سیف قد أَخْلَق جَفْنُه، و المُتشَلْشِلُ الذی یَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب به. و السَّلِیلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ینفصل بعضها من بعض. و سَلِیلة المَتْن: ما استطال من لحمه. و السَّلِیل: النُّخاع؛ قال الأَعشی: و دَأْیاً لَواحِكَ مِثْل الفُؤوسِ، لاءم منها السَّلِیلُ الفَقَارا و قیل: السَّلیل لحمة المَتْنَین، و السَّلائل: نَغَفات مستطیلة فی الأَنف. و السَّلِیل: مَجْرَی الماء فی الوادی، و قیل السَّلِیل وَسَطُ الوادی حیث یَسِیل مُعْظَمُ الماء. و‌فی الحدیث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِیل الجَنَّة، و هو صافی شرابها، قیل له سَلِیلٌ لأَنه سُلَّ حتی خَلَص، و‌فی روایة: اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِیل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد، و قیل: السَّهْل فی الحَلْق، و‌یروی: سَلْسَبیل الجنَّة‌و هو عین فیها؛ و قیل الخالص الصافی من القَذَی و الكدَر، فهو فَعِیلٌ بمعنی مفعول، و یروی سَلْسال و سَلْسَبیل. و السَّلِیل: وادٍ واسع غامض یُنْبِت السَّلَم و الضَّعَة و الیَنَمة و الحَلَمة و السَّمُر، و جمعه سُلَّانٌ؛ عن كراع، و هو السَّالُّ و الجمع سُلَّانٌ أَیضاً. التهذیب فی هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِی‌ءٌ و ما حَوْلَه مُشْرِف، و جمعه سَوالُّ، یجتمع إِلیه الماء. الجوهری: و السَّالُّ المَسِیل الضَّیِّق فی الوادی. الأَصمعی: السُّلّان واحدها سَالٌّ و هو المَسِیل الضیّق فی الوادی، و قال غیره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، و هی رُقَیْطاءُ لها ذَنَبٌ دقیق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، یقال إِنها ما تَطَأُ طعاماً و لا شَراباً إِلَّا سَمَّتْه فلا یأْكله أَحَدٌ
(1). قوله [قمحدة] هكذا ضبط فی الأصل و مثله فی التكملة، و لم نقف علی البیت فی غیر هذا الموضع، غیر أن فی التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون هی القمحدوة
لسان العرب، ج‌11، ص: 341
إِلَّا وَحِرَ و أَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابی: یقال سَلِیلٌ من سَمُرٍ، و غالٌّ من سَلَم، و فَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهیر: كأَنَّ عَیْنی و قد سال السَّلیلُ بِهِم و جِیرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ و یروی: و عِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ قال ابن بری: قوله سَالَ السَّلِیلُ بهم أَی ساروا سیراً سریعاً، یقول انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، و قوله ما هم، ما زائدة، و هُمْ مبتدأ، و عِبْرةٌ خبره أَی هُمْ لی عِبْرةٌ؛ و من رواه و جِیرَة مَّا هُم، فتكون ما استفهامیة أَی أَیُّ جِیرَةٍ هُم، و الجملة صفة لجِیرة، و جِیرة خبر مبتدإِ محذوف. و السَّالُّ: موضع فیه شجر. و السَّلِیل و السُّلّان: الأَودیة. و‌فی حدیث زیاد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ‌أَی ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب و سُلَّ منه. و السُّلُّ و السِّلُّ و السُّلال: الداء، و فی التهذیب: داء یَهْزِل و یُضْنی و یَقْتُل؛ قال ابن أَحمر: أَرَانا لا یَزال لنا حَمِیمٌ، كَدَاء البَطْن سُلًّا أَو صُفَارا و أَنشد ابن قتیبة لِعُرْوة بن حزام فیه أَیضاً: بِیَ السُّلُّ أَو داءُ الهُیام أَصَابنی، فإِیَّاكَ عَنِّی، لا یَكُن بِكَ ما بِیا و مثله قول ابن أَحمر: بِمَنْزِلةٍ لا یَشْتَكِی السُّلَّ أَهْلُها، و عَیْش كمَلْسِ السَّابِرِیِّ رقیق و‌فی الحدیث: غُبَارُ ذَیْل المرأَة الفاجرة یُورِث السِّلَّ؛ یرید أَن من اتبع الفواجر و فجر ذَهَب مالُه و افتقر، فشَبَّه خِفَّة المال و ذهابَه بخِفَّة الجسم و ذهابِه إِذا سُلَّ، و قد سُلَّ و أَسَلَّه اللهُ، فهو مَسْلُول، شاذ علی غیر قیاس؛ قال سیبویه: كأَنه وُضع فیه السُّلُّ؛ قال محمد بن المكرم: رأَیت حاشیة فی بعض الأُصول علی ترجمة أمم علی ذكر قُصَیٍّ: قال قُصَیٌّ و اسمه زید كان یُدْعَی مُجَمِّعاً: إِنِّی، لَدی الحَرْب، رَخِیٌّ لَبَبی عند تَنَادیهم بهَالٍ وهَبِ مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبی، أُمَّهَتی خِنْدِفُ، و الیاسُ أبی قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الیاس بن مُضَر الأَلف و اللام فیه للتعریف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة و قد ذكَرَ إلیاسَ النبیَّ، علیه السلام: فأَما الیاسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل و اشتقاقه من الیأْسِ و هو السُّلُّ؛ و أَنشد بیت عُرْوة بن حِزام: بِیَ السُّلُّ أَو داءُ الهُیام أَصابنی و قال الزبیر بن بكار: الیاسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمی السُّلُّ یأْساً، و من قال إِنه إِلْیاسُ بن مُضَر بقطع الأَلف علی لفظ النبی، علیه الصلاة و السلام، أَنشد بیت قصی: أُمَّهَتی خِنْدِف و الیاسُ أَبی «2». قال و اشتقاقه من قولهم رجل أَلْیَسُ أَی شُجَاع، و الأَلْیَسُ: الذی لا یَفِرُّ و لا یَبْرَحُ؛ و قد تَلَیَّس أَشدَّ التلَیُّس، و أُسودٌ لِیسٌ و لَبُوءَةٌ لَیْساءُ. و السَّلَّةُ: السَّرِقة، و قیل السَّرِقة الخَفِیَّةُ. و قد
(2). قوله [و الیاس] هكذا بالأصل بالواو. و لا بد علی قطع الهمزة من إسقاط الواو أو تسكین فاء خندف لیستقیم الوزن
لسان العرب، ج‌11، ص: 342
أَسَلَّ یُسِلُّ إِسْلالًا أَی سَرَق، و یقال: فی بَنی فلان سَلَّةٌ، و یقال للسارق السَّلَّال. و یقال: الخَلَّة تدعو إِلی السَّلَّة. و سَلَّ الرجلُ و أَسَلَّ إِذا سَرَق؛ و سَلَّ الشی‌ءَ یَسُلُّه سَلًّا. و‌فی الكتاب الذی كَتَبه سَیِّدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بالحُدَیبیة حین وادع أَهل مكة: و أَن لا إِغلالَ و لا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِیَّة؛ قال الجوهری: و هذا یحتمل الرَّشْوة و السرقة جمیعاً. و سَلَّ البعیرَ و غیرَه فی جوف اللیل إِذا انتزعه من بین الإِبل، و هی السَّلَّة. و أَسَلَّ إِذا صار ذا سَلَّة و إِذا أَعان غیره علیه. و یقال: الإِسْلال الغارَةُ الظاهرة، و قیل: سَلُّ السیوف. و یقال: فی بنی فلان سَلَّة إِذا كانوا یَسْرِقون. و الأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكیت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق، و المُسَلِّل اللطیف الحیلة فی السَّرَق. ابن سیدة: الإِسلال الرَّشوة و السرقة. و السَّلُّ و السَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، و الجمع سَلٌّ و سِلالٌ. التهذیب: و السَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور: رأَیت أَعرابیاً من أَهل فَیْد یقول لِسَبَذة الطِّین السَّلَّة، قال: و سَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن درید: لا أَحْسَب السَّلَّة عربیة، و قال أَبو الحسن: سَلٌّ عندی من الجمع العزیز لأَنه مصنوع غیر مخلوق، و أَن یكون من باب كَوْكَبٍ و كَوْكَبةٍ أَولی، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِینةٍ و سَفِین. و رجل سَلٌّ و امرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، و كذلك الشاة. و سَلَّتْ تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحیانی. ابن الأَعرابی: السَّلَّة السُّلُّ [السِّلُّ و هو المرض؛ و فی ترجمة ظبظب قال رؤبة: كأَنَّ بی سُلًّا و ما بی ظَبْظاب قال ابن بری: فی هذا البیت شاهد علی صحة السُّلِّ لأَن الحریری قال فی كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، و صوابه عنده السُّلال، و لم یُصِبْ فی إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء فی أَشعار الفصحاء، و ذكره سیبویه أَیضاً فی كتابه. و السَّلَّة: استلالُ السیوف عند القتال. و السَّلَّة: الناقة التی سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، و قیل: هی الهَرِمة التی لم یَبْقَ لها سِنٌّ. و السَّلَّة: ارتداد الرَّبْو فی جوف الفرس من كَبْوة یَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قیل أَخْرَجَ سَلَّته، فیُرْكَض رَكْضاً شدیداً و یُعَرَّق و یُلْقَی علیه الجِلال فیخرج ذلك الرَّبْو؛ قال المَرَّار: أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه، وَهِلًا تَمْسَحُه ما یَسْتَقِر الأَلِزُ: الوَثَّاب، و سَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بین الخیل مُحْضِراً، و قیل: سَلَّته دَفْعته فی سِباقه. و فرس شدید السَّلَّة: و هی دَفْعته فی سِباقه. و یقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس علی سائر الخیل. و المِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسَالِّ و هی الإِبَرُ العظام، و فی المحكم: مِخْیَطٌ ضَخْم. و السُّلَّاءة: شَوْكة النخلة، و الجمع سُلَّاءٌ؛ قال علقمة یصف ناقة أَو فرساً: سُلَّاءةٌ كعَصا النَّهْدیِّ غُلَّ لها ذو فَیْئة، من نَوی قُرَّان، مَعْجومُ و السَّلَّة: أَن یَخْرِزَ خَرْزَتَیْن فی سَلَّةٍ واحدة. و السَّلَّة: العَیْب فی الحَوْض أَو الخابیة، و قیل: هی الفُرْجة بین نَصائب الحوض؛ و أَنشد: أَسَلَّةٌ فی حَوْضِها أَم انْفَجَر
لسان العرب، ج‌11، ص: 343
و السَّلَّة: شُقوق فی الأَرض تَسْرِق الماء. و سَلُولُ: فَخِذٌ من قَیْس بن هَوازِن؛ الجوهری: و سَلُولُ قبیلة من هَوازِن و هم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاویة بن بكر بن هَوازن، و سَلُول: اسم أُمهم نُسِبوا إِلیها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُولیُّ الشاعر. و سُلَّان: موضع؛ قال الشاعر: لِمَنِ الدِّیارُ برَوْضَةِ السُّلَّانِ فالرَّقْمَتَیْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟ و سِلَّی: اسم موضع بالأَهواز كثیر التمر؛ قال: كأَن عَذِیرَهُم بجَنُوب سِلَّی نَعامٌ، فاق فی بَلَدٍ قِفارِ قال ابن بری: و قال أَبو المِقْدام بَیْهَس بن صُهَیْب: بسِلَّی و سِلِّبْری مَصارِعُ فِتْیةٍ كِرامٍ، و عَقْری من كُمَیْت و من وَرْد و سِلَّی و سِلِّبْری یقال لهما العاقُولُ، و هی مَناذِر الصُّغْری كانت بها وقْعة بین المُهَلَّب و الأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَید الله بن بَشِیر بن الماحُوز «1» المازنی؛ قال ابن بری: و سِلَّی أَیضاً اسم الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِیِّ بن عبد شمس، و قیل شُمَیس بن طَرود بن قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال الشاعر: و ما تَرَكَتْ سِلَّی بِهِزَّانَ ذِلَّةً، و لكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ و جُدُودُ قال ابن بری: حكی السیرافی عن ابن حبیب قال فی قیس سَلُول بن مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاویة بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فیهم، و فیهم یقول الشاعر: و إِنَّا أُناسٌ لا نَری القَتْل سُبَّةً، إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ و سَلُول «2» یرید عامرَ بن صَعْصَعة، و سَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: و فی قُضاعة سَلُول بنت زَبان بن إمرئ القیس بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَیْن بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: و فی خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربیعة بن حارثة، قال: و قال ابن قتیبة عبد الله بن هَمَّام هو من بنی مُرَّة بن صعصعة أَخی عامر بن صعصعة من قیس عَیْلانَ، و بَنُو مُرَّة یُعْرفون ببنی سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، و هی بنت ذُهْل بن شَیْبان بن ثعلبة رَهْط أَبی مریم السَّلُولی، و كانت له صحبة مع سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ و رأَیت فی حاشیة: و سَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَیٍّ المُنافق.

سلسل؛ ج11، ص: 343

: السَّلْسَلُ و السَّلْسَال و السُّلاسِلُ: الماء العَذْب السَّلِس السَّهْل فی الحَلْقِ، و قیل: هو البارد أَیضاً. و ماء سَلْسَلٌ و سَلْسالٌ: سَهْلُ الدخول فی الحلق لعُذوبته و صفائه، و السُّلاسِل، بالضم، مثله؛ قال ابن بری: شاهد السَّلْسَل قول أَبی كبیر: أَم لا سَبِیلَ إِلی الشَّبابِ، و ذِكْرُه أَشْهَی إِلیَّ من الرَّحِیق السَّلْسَلِ قال: و شاهد السُّلاسِل قول لبید: حَقائبُهُم راحٌ عَتِیقٌ و دَرْمَكٌ، و رَیْطٌ و فاثُوریَّةٌ و سُلاسِلُ
(1). قوله [الماحوز] هكذا فی الأَصل بمهملة ثم معجمة، و فی عدة مواضع من یاقوت بالعكس (2). هذا البیت للسَّموأل بن عادیاء، و هو فی حماسة أبی تمَّام: و إِنَّا لَقَومٌ ما نری القتل سُبَّةً
لسان العرب، ج‌11، ص: 344
و قال أَبو ذؤیب: من ماء لِصْبٍ سُلاسِل «1» و قیل: معنی یَتَسَلْسَل «2» أَنه إِذا جَری أَو ضَرَبَتْه الرِّیح یصیر كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس: و أَشْبَرَنِیها الهالِكِیُّ، كأَنَّه غَدیرٌ جَرَت فی مَتنِه الرِّیحُ سَلْسَلُ و خَمْرٌ سَلْسَلٌ و سَلْسَال: لَیِّنَة؛ قال حَسَّان: بَرَدی یُصَفَّقُ بالرَّحِیق السَّلْسَل و قال اللیث: هو السَّلْسَل و هو الماء العَذْب الصافی إِذا شُرب تَسَلْسَل فی الحَلْق. و تَسَلْسَلَ الماءُ فی الحلق؛ جَری، و سَلْسَلْتُهُ أَنا: صَبَبْته فیه؛ و قول عبد الله بن رَواحَة: إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم فی جِنانٍ، یَشْرَبُون الرَّحِیقَ و السَّلْسَبیلا الرَّحِیق: الخَمْر، و السَّلْسَبیل: السَّهْل المَدْخَل فی الحَلْق، و یقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ و سَلْسالٌ و سَلْسَبیلٌ. قال ابن الأَعرابی: لم أَسمع سَلْسَبیل إِلَّا فی القرآن؛ و قال الزجاج: سَلْسَبیل اسم العین و هو فی اللغة لما كان فی غایة السَّلاسة فكأَنَّ العین سُمِّیت لصِفتها؛ غیره: سَلْسَبیل اسم عین فی الجنة مَثَّلَ به سیبویه علی أَنه صفة، و فسره السیرافی. و قال أَبو بكر فی قوله تعالی: عَیْناً فِیهٰا تُسَمّٰی سَلْسَبِیلًا؛ یجوز أَن یكون السَّلْسَبیل اسماً للعین فنُوِّن، و حَقُّه أَن لا یُجْری لتعریفه و تأْنیثه لیكون موافقاً رؤوس الآیات المُنوَّنة إِذ كان التوفیق بینهما أَخَفَّ علی اللسان و أَسهل علی القارئ، و یجوز أَن یكون سَلْسَبیل صفة للعین و نعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعریف و اسْتَحَقَّ الإِجراء، و قال الأَخفش: هی مَعْرِفة و لكن لما كانت رأْس آیة و كان مفتوحاً زیدت فیه الأَلف كما قال: كٰانَتْ قَوٰارِیرَا قَوٰارِیرَا؛ و‌قال ابن عباس: سَلْسَبِیلًا یَنْسَلُّ فی حُلوقهم انْسِلالًا، و‌قال أَبو جعفر محمد بن علی، علیه السلام: معناها لَیِّنة فیما بین الحَنْجَرَة و الحلق؛ و أَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبیلًا إِلی هذه العین فهو خطأٌ غیر جائز. و یقال: عین سَلْسَلٌ و سَلْسالٌ و سَلْسَبیلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول فی الحلق، قیل: جمع السَّلْسَبیل سَلاسِبُ و سَلاسِیبُ، و جمع السَّلْسَبیلة سَلْسَبیلات. و تَسَلْسَل الماءُ: جَری فی حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل: إِذا خاف من نَجْمٍ علیها ظَماءَةً، أَدَبَّ إِلیها جَدْوَلًا یَتَسَلْسَلُ و السَّلْسَبِیل: اللَّیِّن الذی لا خشونة فیه، و ربما وُصف به الماء. و ثوب مُسَلْسَلٌ و مُتَسَلْسِلٌ: ردی‌ء النَّسْج رَقِیقه. اللحیانی: تَسَلْسَل الثوبُ و تَخَلْخَل إِذا لُبِس حتی رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ. و التَّسَلْسُل: بَریق فِرِنْد السیف و دَبیبُه. و سَیْفٌ مُسَلْسَل و ثوب مُلَسْلَسٌ «3» فیه وَشْیٌ مُخَطَّطٌ، و بَعْضٌ یقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ و قال المعطل الهذلی: لم یُنْسِنی حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، و أَفَلُّ یَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ
(1). قوله [من ماء لصب] هذا بعض بیت من الطویل تقدم فی ترجمة شرج: فشرّجها من نطفة رحبیة سلاسلة من ماء لصب سلاسل (2). قوله [و قیل معنی یتسلسل] هكذا فی الأَصل، و لعل یتسلسل محرف عن سلسل بدلیل الشاهد بعد (3). قوله [و ثوب ملسلس] و قوله [و بعض یقول مسلسل] هكذا فی الأَصل و مثله فی التهذیب، و فی التكملة عكس ذلك
لسان العرب، ج‌11، ص: 345
أَراد بالمَطارِد سِهاماً یُشْبِه بعضها بعضاً، و أَراد بقوله مُسَلَّس مُسَلْسَل أَی فیه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد. و السَّلْسَلة: اتصالُ الشی‌ء بالشی‌ء. و السِّلْسِلةُ: معروفة، دائرة من حدید و نحوه من الجواهر، مشتق من ذلك. و‌فی الحدیث: عَجِبَ رَبُّك من أَقوام یُقادُون إِلی الجنَّة بالسَّلاسِل؛ قیل: هم الأَسری یُقادُون إِلی الإِسلام مُكْرَهین فیكون ذلك سبب دخولهم الجنة لیس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، و یدخل فیه كل من حُمِل علی عَمَل من أَعمال الخیر. و سَلاسِلُ البَرْق: ما تَسَلْسَل منه فی السحاب، واحدته سِلْسِلة، و كذلك سَلاسِل الرَّمْل، واحدتها سِلْسِلة و سِلْسِلٌ؛ قال الشاعر: خَلِیلَیَّ بین السِّلْسِلَیْنِ لو انَّنی بنَعْفِ اللِّوی، أَنْكَرْتُ ما قلتُما لیا و قیل: السِّلْسِلان هنا موضعان. و بَرْقٌ ذو سَلاسِل، و رمل ذو سَلاسِل: و هو تَسَلْسُله الذی یُری فی التوائه. و السَّلاسِل: رَمْلٌ یتَعَقَّد بعضه علی بعض و ینقاد. و‌فی حدیث ابن عمرو: فی الأَرض الخامسة حَیَّات كسَلاسِل الرَّمْل؛ هو رَمْل ینعقد بعضه علی بعض مُمْتَدًّا. ابن الأَعرابی: البَرْق المُسَلْسَل الذی یتَسَلْسَل فی أَعالیه و لا یكاد یُخْلِف. و شی‌ء مُسَلْسَلٌ: متصل بعضه ببعض، و منه سِلْسِلة الحدید. و سِلْسِلة البرق: ما استطال منه فی عَرْض السحاب. و بِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَیت فی قوائمه شبهها. و فی الحدیث ذكر غَزْوة السُّلاسل، و هو بضم السین الأُولی و كسر الثانیة، ماء بأَرض جُذام، و به سمیت الغَزاة، و هو فی اللغة الماء السَّلْسال، و قیل هو بمعنی السَّلْسَل. و یقال للغلام الخفیف الروح: لُسْلُسٌ و سُلْسُل. و السِّلْسِلانُ: ببلاد بنی أَسَد. و سَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَكْفِیك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل، ضَحْیانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

سمل؛ ج11، ص: 345

: سَمَلَ الثوبُ یَسْمُل سُمولًا و أَسْمَلَ: أَخْلَق، و ثوبٌ سَمَلةٌ و سَمَلٌ و أَسْمالٌ و سَمِیلٌ و سَمُولٌ؛ قال أَعرابی من بنی عوف بن سعد: صَفْقَةُ ذی ذَعالِتٍ سَمُول، بَیْعَ امْرئٍ لَیْسَ بمُسْتَقِیل أَراد ذی ذَعالب، فأَبدل التاء من الباء؛ و أَنشد ثعلب: بَیْعُ السَّمِیل الخَلَق الدَّرِیس و‌فی حدیث عائشة: و لنا سَمَلُ قَطِیفة؛ السَّمَلُ: الخَلَق من الثیاب. و‌فی حدیث قَیْلة: أَنها رأَت النبی، صلی الله علیه و سلم، و علیه أَسْمَالُ مُلَیَّتَیْن؛ هی جمع سَمَلٍ، و المُلَیَّةُ تصغیر المُلاءة و هی الإِزار. قال أَبو عبید: الأَسْمال الأَخْلاق، الواحد منه سَمَلٌ. و ثوبٌ أَخلاقٌ إِذا أَخْلَق، و ثوبٌ أَسْمَالٌ كما یقال رُمْحٌ أَقصادٌ و بُرْمةٌ أَعشارٌ. و السَّوْمَل: الكِساء الخَلَق؛ عن الزجاجی. و السَّمَلة: الماء القلیل یبقی فی أَسفل الإِناء و غیره مثل الثَّمَلة، و جمعه سَمَلٌ؛ قال ابن أَحمر: الزَّاجِر العِیسِ فی الإِمْلِیس، أَعْیُنها مثلُ الوَقائِع فی أَنْصافِها السَّمَل و سُمُولٌ عن الأَصمعی؛ قال ذو الرمة: علی حِمْیَریّاتٍ، كأَنَّ عُیونَها قِلاتُ الصَّفا، لم یَبْقَ إِلَّا سُمولُها
لسان العرب، ج‌11، ص: 346
و أَسمالٌ عن أَبی عمرو؛ و أَنشد: یترك أَسْمال الحِیاضِ یُبَّسا و السُّمْلة، بالضم، مثل السَّمَلة. ابن سیدة: السَّمَلة بَقِیَّة الماء فی الحَوْض، و قیل: هو ما فیه من الحَمْأَة، و الجمع سَمَلٌ و سِمالٌ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: فأَوْرَدَها، فَیْحَ نَجْمِ الفُروعِ من صَیْهَدِ الصَّیفِ، بَرْدَ السِّمال أَی أَوْرَد العَیرُ أُتُنَه بَرْدَ السِّمال فی فَیْح نجم الفُروع، و یروی: فأَوْرَدَها فَیْحُ نجم الفُروعِ من صَیْهَدِ الصَّیفِ، بَردَ السِّمَال بالضم أَی أَوْرَدَها الحَرُّ الماء، و یُجْمَع السِّمَال علی سَمَائِل؛ قال رؤبة: ذا هَبَواتٍ یَنْشَف السَّمَائِلا و السَّمَلة: الحَمْأَة و الطین. التهذیب: و السَّمَلُ، محرَّك المیم، بَقِیَّةُ الماء فی الحوض؛ قال حُمَیْد الأَرقط: خَبْط النِّهالِ سَمَل المَطائطِ و‌فی حدیث علیٍّ، علیه السلام: فلم یَبْقَ منها إِلا سَمَلةٌ كسَمَلة الإِداوة؛ و هی بالتحریك الماء القلیل یبقی فی أَسفل الإِناء. و التَّسَمُّل: شُرب السَّمَلة أَو أَخْذُها، یقال ترَكْتُه یَتَسَمَّل سَمَلًا من الشراب و غیره. و سَمَلَ الحوضَ سَمْلًا و سَمَّلَه: نَقَّاه من السَّمَلة. و سَمَّلَ الحوضُ: لم یَخْرُج منه إِلا ماءٌ قلیل؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد: أَصْبَحَ حَوْضاكَ لمن یَراهُما مُسَمِّلَیْن، ماصِعاً قِراهُما و سَمَّلَتِ الدَّلْوُ: خَرج ماؤها قلیلًا. و سُمْلانُ الماء و النبیذ: بَقایاهما. و تَسَمَّلَ النَّبِیذَ: أَلحَّ فی شُرْبه؛ كلاهما عنه أَیضاً. و السَّمالُ: الدود الذی یكون فی الماء الناقع؛ قال تمیم بن مقبل: كأَنَّ سِخالَها، بذوی سُحار إِلی الخَرْماء، أَولادُ السَّمَال «4». و سَمَل بینهم یَسْمُل سَمْلًا و أَسْمَل بینهم: أَصْلَح بینهم؛ قال الكمیت: و إِنْ یَأْوَدِ الأَمْرُ یَلْقَوْا له ثِقافاً، و إِنْ یَحْكُمُوا یَعْدِلوا و تَنْأَی قُعُودُهمُ فی الأُمورِ عَمَّنْ یَسُمُّ، و مَنْ یُسْمِلُ و لَكِنَّنی رائبٌ صَدْعَهُم، رَقُوءٌ لما بَیْنَهم مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ؛ قال ابن بری: و الذی فی شعره: و تَنْأَی قُعورُهم، بالراء، أَی تَبْعُد غایَتُهم عمن یُدارِی و یُداهِن علی من یَسُمُّ، و هو الذی یَسْبُر الشی‌ءَ و یَنْظُر ما غَوْرُه؛ یقال: فلان بعید القَعْرِ أَی بعید الغَوْر لا یُدْرَك ما عنده، یقول: هم دُهاةٌ لا یُبْلَغ أَقصی ما عندهم. قال ابن بری: و الذی
(4). قوله [بذوی سحار] كذا فی الأصل و مثله فی المحكم و أورده یاقوت فی الخرماء و سمار بلفظ: كأن سخالها بلوی سمار إلی الخرماء أولاد السمال ثم قال قال الأَزدی: سمار رمل بأعلی بلاد قیس طوله قدر سبعین میلًا
لسان العرب، ج‌11، ص: 347
رواه أَبو عبید فی الغریب المصنَّف: علی من یَسُمُّ، و هو الصحیح؛ قال: و فی بعض نسخ الغریب: عَمَّن یَسُمُّ. و السَّاملُ: الساعی لإِصلاح المعیشة، و فی الصحاح: فی إِصلاح معاشه. و سَمْلُ العَیْنِ: فَقْؤُها، یقال: سُمِلَتْ عینُه تُسْمَل إِذا فُقِئَتْ بحدیدة مُحْماةٍ، و فی المحكم: سَمَل عینَه یَسْمُلُها سَمْلًا و اسْتَمَلَها فَقَأَها. و‌فی حدیث العُرَنِیِّین الذین ارتدُّوا عن الإِسلام: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَمر بسَمْل أَعینهم.قال أَبو عبید: السَّمْل أَن تُفْقأَ العینُ بحدیدة مُحْماةٍ أَو بغیر ذلك، قال: و قد یكون السَّمْلُ فَقْأَها بالشوك، و هو بمعنی السَّمْرِ، و إِنما فَعَل ذلك بهم لأَنهم فَعَلوا بالرُّعاة مثله و قَتَلوهم فجازاهم علی صَنِیعهم بمثله، و قیل: إِن هذا كان قبل أَن تَنْزل الحدود فلما نَزَلَتْ نَهَی عن المُثْلة؛ و قال أَبو ذؤیب یَرْثی بَنِین له ماتوا: فالعَیْنُ بعدَهُمُ كأَنَّ حِداقَها سُمِلَتْ بشَوْكٍ، فهی عُورٌ تَدْمَعُ و لطَمَ رجلٌ من العرب رجلًا ففَقأَ عینَه فسُمِّی سَمَّالًا؛ حكی الجوهری قال: قال أَعرابی فَقَأَ جَدُّنا عینَ رجل فسُمِّینا بَنی سَمَّال. و السَّمَّال: شجرٌ، یَمانِیَةٌ. و السَّوْمَلَة: فَیالِجَةٌ صغیرة، و فی المحكم: فِنْجانَةٌ صغیرة. و مكانٌ سَمَوَّلٌ: سَهْل التراب، و قیل: هی الأَرض الواسعة، و قیل: هو الجَوف الواسع من الأَرض؛ عن أَبی عبیدة؛ قال إمرؤ القیس: أَثَرْن غُباراً بالكَدِیدِ السَّمَوَّل «1». و سَمْوِیل: طائر، و قیل بلدة كثیرة الطَّیر؛ قال الرَّبیع بن زِیاد: و فی المحكم قال الربیع الكامل أَحد أَخوال لَبِید بن ربیعة یخاطب النُّعْمان: لَئِن رَحَلْت جِمالی لا إِلی سَعَةٍ، ما مِثْلُها سَعَة عَرْضاً و لا طولا بِحَیْثُ لو وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها، لم یَعْدِلوا رِیشَةً من رِیشِ سَمْوِیلا تَرْعی الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقُول بها، لا مِثْلَ رَعْیِكُمُ مِلْحاً و غَسْوِیلا «2». و الغَسْوِیلُ: نَبْتٌ ینبت فی السِّباخ، و أَبو السَّمَّال العَدَویُّ: رجل من الأَعراب. و أَبو سَمَّال: كنیة رجل من بنی أَسد. أَبو زید: السُّمْلة جوع یأْخذ الإِنسان فیأْخذه لذلك وَجَعٌ فی عینیه فَتُهَراقُ عیناه دَمْعاً فیُدْعَی ذلك السُّمْلة، كأَنه یفقأُ العین. و السَّوْمَلَة: الطَّرْجَهارة، و الحَوْجَلة القارُورة الكبیرة. قال: و یقال حَوْجَلَة و دَوْخَلَة.

سمأل؛ ج11، ص: 347

: السَّمْأَلُ و السَّمَوْأَلُ: الظِّلُّ. و السَّمَوْأَل و السَّمَوَّلُ: اسم رجل، سریانی معرَّب. قال ابن السكیت: السَّمَوْأَلُ بن عادیاء بالهمز و هو فَعَوْأَل؛ قاله الجوهری؛ قال ابن بری: صوابه فَعَوْلل. و المُسْمَئِلُّ: الضامر. و اسْمَأَلَّ اسْمِئْلالًا، بالهمز: ضَمُرَ. و اسْمَأَلَّ الظِّلُّ إِذا ارتفع؛ و قالت سَلْمی «3» بنت مَجْذَعة الجُهَنِیَّة تَرْثی أَخاها أَسعد:
(1). فی معلقة إمرئ القیس: بالكدید المُرَكَّلِ (2). قوله [ملحاً] كذا فی الأصل و المحكم، و فی التهذیب و التكملة: طلحاً، قال فی التكملة: و یروی علقی (3). قوله [و قالت سلمی] تقدم مثله فی نفض و أن ابن بری صوب أن اسمها سعدی و إلیها نسب فی ترجمة تبع
لسان العرب، ج‌11، ص: 348
یَرِدُ المِیاهَ حَضِیرةً و نَفِیضَةً، وِرْدَ القَطاةِ، إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ أَی رَجَع الظِّلُّ إِلی أَصل العُود، و قیل: التُّبَّعُ الدَّبَرانُ، و اسْمِئْلالُه ارتفاعُه طالعاً. ابن الأَعرابی: أَبو بَراء طائرٌ و اسْمه السَّمَوْأَلُ، بالهمز، و أَبو بَراءٍ كنیته.

سمرطل؛ ج11، ص: 348

: رجُل سَمَرْطَلٌ و سَمَرْطُولٌ: طویلٌ مضطرب، و هو من الأَمثلة التی فاتت الكتاب، و قال ابن جنی: قد یجوز أَن یكون مُحَرَّفاً من سَمْرَطُولٍ، فهو بمنزلة عَضْرَفُوط، قال: و لم نسمعه فی نثر و إِنما سمعناه فی الشعر؛ قال: علی سَمَرْطُولٍ نِیافٍ شَعْشَعِ

سمرمل؛ ج11، ص: 348

: التهذیب فی الرباعی: السَّمَرْمَلَةُ الغُول.

سمغل؛ ج11، ص: 348

: المُسْمَغِلُّ من الإِبل: الطویلُ. و ناقة مُسْمَغِلَّة: طویلةٌ، بالغین و السین، و الجَسْرَةُ مثلها. و المُسْمَغِلَّة: السریعة.

سمندل؛ ج11، ص: 348

: أَبو سعید: السَّمَنْدَلُ طائر إِذا انقطع نَسْلُهُ و هَرِمَ أَلْقی نفسه فی الجَمْر فیعود إِلی شَبابه، و قال غیره: هو دابَّة یدخل النار فلا تُحْرِقه.

سنبل؛ ج11، ص: 348

: السُّنْبُل معروف، و جمعه السَّنَابِل. ابن سیدة: السُّنْبُل من الزَّرْع واحدته سُنْبُلَةٌ، و قد سَنْبَلَ الزرعُ إِذا خرج سُنبُلُهُ. و السَّنَابِل: سَنابِلُ الزرع من البُرِّ و الشعیر و الذُّرَة، الواحدة سُنْبُلَةٌ. و السُّنْبُلَةُ: برْجٌ فی السماء. و السُّنْبُل: من الطِّیب. و‌فی حدیث سَلْمان: أَنه رؤی بالكوفة علی حمار عَرَبیٍّ و علیه قمیص سُنْبُلانیٌّ؛ قال شَمِر: قال أَبو عبد الوهاب الغَنَوی السُّنْبُلانیُّ من الثیاب السابغُ الطویل الذی قد أُسْبِل. و قال خالد بن جَنْبة: سَنْبَلَ الرجلُ ثوبَه إِذا جَرَّ له ذَنَباً من خلفه فتلك السَّنْبَلَةُ، و قال أَخوه: ما طال من خَلْفه و أَمامه فقد سَنْبَلَه، فهذا القمیص السُّنْبُلانیُّ؛ و قال شَمر و غیره: یجوز أَن یكون السُّنْبُلانیُّ منسوباً إِلی موضع من المواضع. و‌فی حدیث عثمان: أَنه أَرسل إِلی امرأَة بِشُقَیْقَةٍ سُنْبُلانِیَّةٍ‌أَی سابغة الطول. یقال: ثوب سُنْبُلانیٌّ، و سَنْبَلَ ثوبَه إِذا أَسْبَلَهُ و جَرَّه من خلفه أَو أَمامه، و النون زائدة مثلها فی سُنْبُلِ الطعامِ؛ قال ابن الأَثیر: و كلهم ذكروه فی السین و النون حملًا علی ظاهر لفظه. و ابنُ سِنْبِلٍ: رجُل بصریٌّ، أَحْرَق جارِیةُ بن قُدامة، و هو من أَصحاب عَلیٍّ، خمسین رجلًا من أَهل البصرة فی داره، و یقال ابن صِنْبِلٍ، و سنذكره فی الصاد. و السُّنْبُلَة: بئر قدیمةٌ حَفَرَتْها بنو جُمَح بمكة؛ و فیها یقول قائلهم: نَحْنُ حَفَرْنا للحَجِیج سُنْبُلَهْ

سنجل؛ ج11، ص: 348

: سِنْجال: قریة بأَرْمِینِیَة ذكرها الشَّمَّاخ: أَلا یا اصْبَحانی قبل غارة سِنْجالِ، و قَبْلَ مَنایا قد حَضَرْنَ و آجالِ ابن الأَعرابی: سَنْجَلَ إِذا مَلأَ حوضَه نشاطاً. و سِنْجال: موضع.

سندل؛ ج11، ص: 348

: ابن خالویه: السَّنْدَلُ جَوْرَبُ الخُفِّ. ابن الأَعرابی: سَنْدَلَ الرجلُ إِذا لَبِس الجَوْرَبَیْن لیصطاد الوحش فی صَكَّةِ عُمَیٍّ. و السَّنْدَلُ: طائر یأْكل البِیشَ عن الحائط.

سنطل؛ ج11، ص: 348

: المُسَنْطَل: المتمایلُ لا یَمْلِك نفسه، و قیل: هو الذی ینحدر رأْسُه و عُنُقُه ثم یرتفع، و قیل: هو الذی یمشی و یُطَأْطِئ رأْسَه؛ عن الفارسی. ابن الأَعرابی: سَنْطَلَ الرجلُ إِذا مَشی مُطَأْطِئاً. ابن
لسان العرب، ج‌11، ص: 349
الأَعرابی: السُّنْطالة المِشْیَة بالسكون و طَأْطَأَةِ الرأْس. و المُسَنْطَل: العظیم البَطْن. و السَّنْطَلة: الطُّول. و السِّنْطِیلُ: الطویل. قال أَبو منصور: و رأَیت بظاهر الصَّمَّان جُبَیْلًا صغیراً له أَنْفٌ تَقَدَّمه یسمی سَنْطَلًا.

سهل؛ ج11، ص: 349

: السَّهْلُ: نَقیضُ الحَزْن، و النسبة إِلیه سُهْلِیٌّ. و نَهَرٌ سَهِلٌ: ذو سِهْلَةٍ. و السُّهُولَة: ضد الحُزُونة، و قد سَهُلَ الموضعُ، بالضم. ابن سیدة: السَّهْلُ كل شی‌ء إِلی اللِّین و قِلة الخشونة، و النسب إِلیه سُهْلِیٌّ، بالضم، علی غیر قیاس. و السَّهِلُ: كالسَّهْل؛ قال الجعدی یصف سحاباً: حتی إِذا هَبَط الأَفْلاحَ و انْقَطَعَتْ عنه الجَنوبُ، و حَلَّ الغائطَ السَّهِلا و قد سَهُلَ سُهُولةً. و سَهَّلَه: صَیَّره سَهْلًا. و فی الدعاء: سَهَّلَ اللهُ علیك الأَمرَ و لك أَی حَمَل مؤنَته عنك و خَفَّفَ علیك. و السَّهْل من الأَرض: نقیض الحَزن، و هو من الأَسماء التی أُجریت مُجْری الظروف، و الجمع سُهُول. و أَرض سَهْلة، و قد سَهُلَتْ سُهُولةً، جاؤوا به علی بناء ضده، و هو قولهم حَزُنَتْ حُزُونةً. و أَسْهَلَ القومُ: صاروا فی السَّهْل. و أَسْهَلَ القومُ إِذا نزلوا السَّهْل بعد ما كانوا نازلین بالحَزْن. و‌فی حدیث رمی الجمار: ثم یأْخذ ذاتَ الشِّمال فیُسْهِل فیقوم مُسْتقبلَ القبلة؛ أَسْهَلَ یُسْهِل إِذا صار إِلی السَّهْل من الأَرض، و هو ضد الحَزْن، أَراد أَنه صار إِلی بطن الوادی. و أَسْهَلُوا إِذا استعملوا السُّهولة مع الناس، و أَحْزَنوا إِذا استعملوا الحُزونة؛ قال لبید: فإِن یُسْهِلوا فالسَّهْلُ حَظِّی و طُرْقَتی، و إِن یُحْزِنوا أَرْكَبْ بهم كُلَّ مَرْكَب و قول غَیْلان الرَّبَعی یَصف حَلْبة: و أَسْهَلوهُنَّ دُقاقَ البَطْحا إِنما أَراد أَسْهَلوا بهنَّ فی دُقاق البطحاء فحذف الحرف و أَوْصَل. و بعیرٌ سُهْلِیٌّ: یَرْعی فی السُّهولة. و التسهیل: التیسیر. و التَّسَاهُل: التسامُح. و اسْتَسْهَلَ الشی‌ءَ: عَدَّه سَهْلًا. و‌فی الحدیث: من كَذَبَ علیّ مُتَعَمِّداً فقد اسْتَهَلَ مكانَه من جهنم‌أَی تَبَوَّأَ و اتخذ مكاناً سَهْلًا من جهنَّم، و هو افْتَعَل من السَّهْل، و لیس فی جهنم سَهْلٌ أَعاذنا الله منها برحمته. و رَجُلٌ سَهْلُ الوجه؛ عن اللحیانی و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه یُعْنی بذلك قلة لحمه و هو ما یُسْتَحْسَن. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه سَهْل الخَدَّین صَلْتُهُما‌أَی سائل الخدین غیر مرتفع الوجنتین، و رَجُلٌ سَهْلُ الخُلُق. و السِّهْلة و السِّهْل: تراب كالرمل یجی‌ء به الماء. و أَرض سَهِلةٌ: كثیرة السِّهْلة، فإِذا قلت سَهْلة فهی نقیض حَزْنة. قال أَبو منصور: لم أَسمع سَهِلة لغیر اللیث. ابن الأَعرابی: یقال لرَمْل البحر السِّهْلة؛ هكذا قاله بكسر السین. أَبو عمرو بن العلاء: ینسب إِلی الأَرض السَّهْلة سُهْلِیٌّ، بضم السین. الجوهری: السِّهْلة، بكسر السین، رَمْلٌ لیس بالدُّقاق. و‌فی حدیث أُم سلمة فی مَقْتَل الحسین، علیه السلام: أَن جبریل، علیه السلام، أَتاه بسِهْلة أَو تراب أَحمر؛ السِّهْلة: رمل خَشِن لیس بالدّقاق الناعم. و إِسْهالُ البَطْن: كالخِلْفَة، و قد أُسْهِل الرَّجُلُ و أُسْهِل بطنُه، و أَسْهَلَه الدَّواءُ، و إِسْهالُ البطن: أَن یُسْهِله دَواءٌ، و أَسْهَلَ الدواءُ طبیعتَه. و السَّهْل: الغُرابُ.
لسان العرب، ج‌11، ص: 350
و سَهْلٌ و سُهَیْلٌ: اسمان. و سُهَیْلٌ: كوكبٌ یَمانٍ. الأَزهری: سُهَیْلٌ كوكب لا یُری بخُراسان و یُری بالعراق؛ قال اللیث: بَلَغَنا أَن سُهَیْلًا كان عَشَّاراً علی طریق الیمن ظَلوماً فمسَخَه الله كوكباً. و قال ابن كُناسة: سُهَیْلٌ یُری بالحجاز و فی جمیع أَرض العرب و لا یُری بأَرض أَرمِینِیَة، و بین رُؤیة أَهل الحجاز سُهَیْلًا و رؤیة أَهل العراق إِیَّاه عشرون یوماً؛ قال الشاعر: إِذا سُهَیْلٌ مَطْلَعَ الشَّمْسِ طَلَعْ، فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ، و الحِقُّ جَذَعْ و یقال: إِنه یَطْلُع عند نَتاج الإِبل، فإِذا حالَتِ السَّنَةُ تَحَوَّلَت أَسنانُ الإِبل.

سهبل؛ ج11، ص: 350

: السَّهْبَلُ: الجَری‌ء.

سول؛ ج11، ص: 350

: سَوَّلَتْ له نفسه كذا: زَیَّنَتْه له. و سَوَّل له الشیطانُ: أَغْواه. و أَنا سَوِیلُكَ فی هذا الأَمر: عَدِیلُك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اللَّهُمَّ إِلا أَن تُسَوِّلَ لی نفسی عند الموت شیئاً لا أَجِدُه الآن؛ التَّسْوِیل: تحسین الشی‌ء و تزیینُه و تَحْبِیبُه إِلی الإِنسان لیفعله أَو یقوله. و فی التنزیل العزیز: بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِیلٌ*؛ هذا قول یعقوب، علیه السلام، لولده حین أَخبروه بأَكل الذئب یوسفَ فقال لهم: ما أَكَلَهُ الذئْب بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ فی شأْنه أَمْراً أَی زَیَّنَتْ لكم أَنفسكم أَمراً غیر ما تَصِفُون، و كأَنَّ التسویل تَفْعِیلٌ من سُوِلَ الإِنسان، و هو أُمْنِیَّته أَن یَتَمَنَّاها فتُزَیِّن لطالبها الباطلَ و غیرَه من غُرور الدنیا، و أَصل السُّول مهموز عند العرب، استثقلوا ضَغْطة الهمزة فیه فتكلموا به علی تخفیف الهمز؛ قال الراعی فیه فلم یَهْمِزه: اخْتَرْنَك الناسُ، إِذ رَثَّتْ خَلائِقُهُم، و اعْتَلَّ مَنْ كان یُرْجی عِنْدَه السُّولُ «1». و الدلیل علی أَن أَصل السُّول همز قراءةُ القُرَّاء قوله عز و جل: قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَكَ یٰا مُوسیٰ؛ أَی أُعْطِیت أُمْنِیَّتك التی سَأَلْتَها. و التَّسَوُّلُ: استرخاءُ البطن، و التَّسَوُّنُ مثله. و السَّوَلُ: استرخاءُ ما تحت السُّرَّة من البطن، و رجُل أَسْوَلُ و امرأَة سَوْلاء قوم سُولٌ. ابن سیدة: الأَسْوَلُ الذی فی أَسفله استرخاء؛ قال المُتَنَخِّل الهُذلی: كالسُّحُل البیضِ، جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل أَراد بالحَمَل السَّحابَ الأَسود. و سَحابٌ أَسْوَلُ أَی مُسْتَرْخٍ بَیِّنُ السَّوَل، و قد سَوِلَ یَسْوَلُ سَوَلًا، و امرأَة سَوْلاء. و الأَسْوَل من السحاب: الذی فی أَسفله استرخاء و لهُدْبهِ إِسْبالٌ. و دَلْوٌ سَوْلاء: ضَخْمة؛ قال: سَوْلاء مَسْك فارضٍ نَهِیٍّ و سَلْتُ أَسالُ سُولًا: لغة فی سأَلْت؛ حكاها سیبویه، و قال ثعلب: سُوالًا و سِوالًا كجُوَارٍ و جِوار، و حكی أَبو زید: هما یَتَساوَلانِ، فهذا یدل علی أَنها واو فی الأَصل علی هذه اللغة، و لیس علی بدل الهمز. و رَجُل سُوَلةٌ علی هذه اللغة: سَؤول، و حكی ابن جنی سُوَال و أَسْوِلَة.

سیل؛ ج11، ص: 350

: سالَ الماءُ و الشی‌ءُ سَیْلًا و سَیَلاناً: جَرَی، و أَسَالَه غیرُه و سَیَّله هو. و قوله عز و جل: وَ أَسَلْنٰا لَهُ عَیْنَ الْقِطْرِ؛قال الزجاج: القِطْرُ النُّحاس و هو
(1). قوله [اخترنك] هكذا فی الأَصل، و الصواب اختارك
لسان العرب، ج‌11، ص: 351
الصُّفْر، ذُكِر أَن الصُّفْر كان لا یذوب فذاب مُذْ ذلك فأَسَالَه الله لسُلیْمان.و ماءٌ سَیْلٌ: سائلٌ، وضَعوا المصدر موضع الصفة. قال ثعلب: و من كلام بعض الرُّوَّاد: وجَدْتُ بَقْلًا و بُقَیْلًا و ماءً غَلَلًا سَیْلًا؛ قوله بَقْلًا و بُقَیْلًا أَی منه ما أَدْرَك فكَبُر و طال، و منه ما لم یُدْرِك فهو صغیر. و السَّیْل: الماءُ الكثیر السائل، اسم لا مصدر، و جمعه سُیُولٌ. و السَّیْل: معروف، و الجمع السُّیُول. و مَسِیلُ الماء، و جمعه «2» أَمْسِلَةٌ: و هی میاه الأَمطار إِذا سالت؛ قال الأَزهری: الأَكثر فی كلام العرب فی جمع مَسِیل الماء مَسایِلُ، غیر مهموز، و مَن جمعه أَمْسِلةً و مُسُلًا و مُسْلاناً فهو علی تَوَهُّم أَن المیم فی مَسِیل أَصلیة و أَنه علی وزن فَعِیل، و لم یُرَدْ به مَفْعِل كما جمعوا مَكاناً أَمْكِنةً، و لها نظائر. و المَسِیل: مَفْعِلٌ من سَالَ یَسِیلُ مَسِیلًا و مَسالًا و سَیْلًا و سَیَلاناً، و یكون المَسِیل أَیضاً المكان الذی یَسیل فیه ماءُ السَّیْل، و الجمع مَسَایِل، و یجمع أَیضاً علی مُسُلٍ و أَمْسِلَة و مُسْلان، علی غیر قیاس، لأَن مَسِیلًا هو مَفْعِل و مَفْعِلٌ لا یجمع علی ذلك، و لكنهم شَبَّهوه بفَعِیل كما قالوا رَغیفٌ و أَرْغُف و أَرْغِفة و رُغْفان؛ و یقال للمَسیل أَیضاً مَسَل، بالتحریك، و العرب تقول: سالَ بهم السَّیْل و جاشَ بنا البحر أَی وقَعوا فی أَمر شدید و وقعنا نحن فی أَشدَّ منه، لأَن الذی یَجِیش به البحر أَسْوَأُ حالًا ممن یَسِیل به السَّیْل؛ و قول الأَعشی: فَلَیْتَكَ حالَ البَحْرُ دونَكَ كُلُّه، و كُنْتَ لَقًی تَجْری علیك السَّوائِلُ و السَّائلة من الغُرَر: المعتدلةُ فی قَصَبة الأَنف، و قیل: هی التی سالت علی الأَرْنَبة حتی رَثَمَتْها، و قیل: السَّائِلَة الغُرَّة التی عَرُضَت فی الجَبْهة و قصَبة الأَنف. و قد سالَتِ الغُرَّةُ أَی استطالت و عَرُضَت، فإِن دَقَّت فهی الشِّمْراخ. و تَسَایَلَت الكَتائبُ إِذا سالت من كل وجه. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: سَائِل الأَطراف‌أَی ممتدّها، و رواه بعضهم بالنون كجِبرِیل و جِبْرِین، و هو بمعناه. و مُسالا الرَّجُلِ: جانبا لحیته، الواحد مُسالٌ؛ و قال: فَلَوْ كان فی الحَیِّ النَّجِیِّ سَوادُه، لما مَسَحَتْ تِلْك المُسَالاتِ عامِرُ و مُسالاهُ أَیضاً: عِطْفاه؛ قال أَبو حَیَّة: فما قامَ إِلَّا بَیْنَ أَیْدٍ تُقِیمُه، كما عَطَفَتْ رِیحُ الصَّبا خُوطَ ساسَمِ إِذا ما نَعَشْناه علی الرَّحْل یَنْثَنی، مُسالَیْه عنه من وَراءٍ و مُقْدَم إِنما نَصَبه علی الظَّرف. و أَسالَ غِرارَ النَّصْل: أَطاله و أَتَمَّهُ؛ قال المتنَخِّل الهذلی و ذكر قوساً: قَرَنْت بها مَعابِلَ مُرْهَفات، مُسَالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراط و السِّیلانُ، بالكسر: سِنْخُ قائمة السیف و السِّكِّین و نحوهما. و فی الصحاح: ما یُدْخَل من السیف و السكین فی النِّصاب؛ قال أَبو عبید: سمعته و لم أَسمعه من عالِمٍ؛ قال ابن بری: قال الجَوالِیقی أَنشد أَبو عمرو للزِّبرِقان بن بدر: و لَنْ أُصالِحَكُمْ ما دام لی فَرَسٌ، و اشتَدَّ قَبْضاً علی السِّیلانِ إِبْهامی و السَّیَالُ: شجرٌ سَبْط الأَغصان علیه شوك أَبیض
(2). قوله [و مَسِیل الماء و جمعه] كذا فی الأصل، و عبارة الجوهری: و مَسِیل الماء موضع سیله و الجمع إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 352
أُصوله أَمثال ثَنایا العَذاری؛ قال الأَعشی: باكَرَتْها الأَعْراب فی سِنَةِ النَّوْمِ فتَجْری خِلالَ شَوْكِ السَّیَال یصف الخَمْر. ابن سیدة: و السَّیَال، بالفتح: شجر له شوك أَبیض و هو من العِضاه؛ قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد السَّیَال ما طال من السَّمُر؛ و قال أَبو عمرو: السَّیَال هو الشُّبُه، قال: و قال بعض الرواة السَّیَال شَوْك أَبیض طویل إِذا نُزِع خرج منه مثل اللبن؛ قال ذو الرُّمة یصف الأَجمال: ما هِجْنَ إِذ بَكَّرْنَ بالأَجمال، مثل صَوَادِی النَّخْل و السَّیَال واحدته سَیَالَةٌ. و السَّیَالَةُ: موضع.

فصل الشین المعجمة؛ ج11، ص: 352

شبل؛ ج11، ص: 352

: الشِّبْلُ: وَلدُ الأَسَد إِذا أَدرك الصیدَ، و الجمع أَشْبَالٌ و أَشْبُلٌ و شُبول و شِبال؛ قال رجل من بنی جَذِیمة: شَثْنُ البَنان فی غَداةٍ بَرْدَه، جَهْم المُحَیّا ذو شِبالٍ وَرْده و لَبُوءَةٌ مُشْبِلٌ: معها أَولادُها. و شَبَلَ فیهم یَشْبُلُ شُبُولًا: رَبا و شَبَّ و لا یكون إِلَّا فی نَعْمة. و شَبَلَ الغلامُ أَحسنَ شُبُول إِذا نَشَأَ. و أَشْبَلَ علیه أَی عَطَف. ابن الأَعرابی: إِذا كان الغُلام ممتلئ البدن نَعْمة و شباباً فهو الشَّابِل و الشَّابِن و الحِضَجْر. أَبو زید فیما روی أَبو عبید عنه: إِذا مشی الحُوَار مع أُمه و قَوِی فهی مُشْبِلٌ، یعنی الأُمَّ؛ قال أَبو منصور: قیل لها مُشْبِلٌ لشَفَقتها علی الوَلد. و أَشْبَلَتِ المرأَةُ علی ولدها، فهی مُشْبِلٌ: أَقامت بعد زوجها و صَبَرَت علی أَولادها فلم تتزوَّج. و أَشْبَلَ علیه: عَطَف علیه و أَعانه؛ قال الكمَیت: و مِنَّا، إِذا حَزَبتْكَ الأُمور، عَلَیْكَ المُلَبْلِبُ و المُشْبِل الكسائی: الإِشْبَالُ التعَطُّف علی الرجل و مَعُونَتُه؛ قال الكمیت أَیضاً: هُم رَئِمُوها غیر ظَأْرٍ، و أَشْبَلُوا علیها بأَطْرافِ القَنَا، و تَحَدَّبُوا و شُبْلان: اسم.

شثل؛ ج11، ص: 352

: رجل شَثْل الأَصابع: غلیظُها خَشِنُها. و قَدَمٌ شَثْلَةٌ: غلیظةُ اللحم مُتَراكِبةٌ، و قد شَثِلَتْ یَدُه و رِجْلُه، و زعم یعقوب و أَبو عبید أَن لامها بدل من نون شَثْن. ابن السكیت: الشَّثْل لغة فی الشَّثْن، و قد شَثُل شُثُولة و شَثُنَ شُثُونةً.

شخل؛ ج11، ص: 352

: شَخَلَ الشَّرابَ یَشْخَلُه شَخْلًا: صَفَّاه، و شَخَله یَشْخَله: بَزَلَه بالمِشْخَلة. و الشَّخْل: التَّصْفیة. و المِشْخَلة: المِصْفاةُ. و شَخَلَ فلان ناقَته و شَخَبها إِذا حَلَبها. قال أَبو منصور: سمعت العرب یقولون شَخَلْت الشرابَ شَخْلًا إِذا صَفَّیته بالمِشْخَلة، و سمعتهم یقولون شَخَلْنا الإِبلَ شَخْلًا أَی حَلَبناها حَلْباً. و شَخْلُ الرَّجُل و شَخِیلُه: صَفِیُّه، و قد شَاخَلَه. و الشَّخْلُ: الغُلام الحَدَثُ یُصادِق رَجُلًا. أَبو زید: الشَّخْل الصَّدیق، یقال: فلان شَخْلی أَی صَدِیقی.

شرحل؛ ج11، ص: 352

: شَرَاحِیلُ و شَرَاحِینُ: اسم رجل، نونه بدل؛ قال الجوهری: لا ینصرف فی معرفة و لا
لسان العرب، ج‌11، ص: 353
نَكرة عند سیبویه لأَنه بِزِنَة جمع الجمع، قال: و ینصرف عند الأَخفش فی النكرة، فإِن حَقَّرته انصرف عندهما لأَنه عَرَبیٌّ، و فارَقَ السَّرَاوِیل لأَنها أَعجمیة؛ و أَما قول الشاعر: و ما ظَنِّی، و ظَنِّی كلُّ ظَنٍّ، أَ مُسْلِمُنی إِلی قوم شَرَاحِی قال الفراء: أَراد شَرَاحِیل فرَخَّمَ فی غیر النداء، و قال أَ مُسْلِمُنی، و وجه الكلام أَن یقول أَ مُسْلِمِی، بحذف النون كما یقول هو ضَارِبی؛ قال ابن الكلبی: كل اسم كان فی آخره إِیل أَو إِلٌّ فهو مضاف إِلی الله عز و جل، و هذا لیس بصحیح، إِذ لو كان كذلك لكان مصروفاً لأَن الإِیل و الإِلَّ عَرَبیّان «1».

شرحبیل؛ ج11، ص: 353

: شُرَحْبیلُ: اسم رجل، و قیل هی أَعجمیة؛ قال ابن الكلبی: كل اسم كان فی آخره إِیل أَو إِلٌّ فهو مضاف إِلی الله عز و جل، و قد بَیَّنَّا أَن ذلك لیس بصحیح، إِذ لو صَحَّ لصُرِف جِبْرِیل و أَشباهه لأَنه مضاف إِلی إِیل و إِلی إِلٍّ، و هما منصرفان لأَنهما علی ثلاثة أَحرف، و كان ینبغی أَن یرفعا فی حال الرفع و ینصبا فی حال النصب و یخفضا فی حال الخفض، كما یكون عَبْد الله، و الله أَعلم.

شرذل؛ ج11، ص: 353

: فی الإستیعاب لابن عبد البر فی حرف القاف فی ترجمة قیس بن الحرث الأَسدی عن خَمِیصة بن الشَّرْذَل: قال ابن أَبی خَیْثَمة: الشَّرْذَل، بالذال المعجمة، الرجلُ الطویل.

ششقل؛ ج11، ص: 353

: التهذیب فی الرباعی: الشَّشْقَلَةُ: كلمة حِمْیَریَّة لَهِجَ بها صَیَارِفةُ أَهل العراق فی تَعْیِیر الدنانیر، یقولون قد شَشْقَلْناها أَی عَیَّرناها أَی وَزَنَّاها دیناراً دیناراً، و لیست الشَّشْقَلَة عربیة مَحْضَة. ابن سیدة: شَشْقَلَ الدینارَ عَیَّره، عَجَمیَّة؛ و قیل لیونس: بمَ تَعْرِف الشِّعْرَ الجَیِّد؟ قال: بالشَّشْقَلَة. ابن الأَعرابی: یقال اشْقُل الدَّنانیرَ و قد شَقَلْتُها أَی وَزَنْتها؛ قال الأَزهری: و هذا أَشبه بكلام العرب، و أَما قول اللیث تَعْییر الدنانیر فإِن أَبا عبید روی عن الكسائی و الأَصمعی و أَبی زید أَنهم قالوا جمیعاً عایَرْتُ المَكاییلَ و عاوَرْتها، و لم یُجِیزوا عَیَّرتها، و قالوا التَّعْییرُ بهذا المعنی لَحْنٌ.

شصل؛ ج11، ص: 353

: ابن الأَعرابی: شَوْصلَ و شَفْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّی، و هو نَبَات.

شعل؛ ج11، ص: 353

: الشَّعَلُ و الشُّعْلَة: البیاضُ فی ذَنَب الفَرَس أَو ناصیتِه فی ناحیة منها، و خَصَّ بعضهُم به عَرْضها. یقال: غُرَّةٌ شَعْلاءُ تأْخذ إِحدی العینین حتی تدخل فیها، و قد یكون فی القَذَال، و هو فی الذَّنَب أَكثر، شَعِلَ شَعَلًا و شُعْلَةً؛ الأَخیرة شاذة، و كذلك اشْعَالَّ اشْعِیلالًا إِذا صار ذا شَعَلٍ؛ قال: و بَعدَ انتِهاضِ الشَّیْب فی كلِّ جانبٍ، علی لِمَّتِی، حتی اشْعَأَلَّ بَهِیمُها أَراد اشْعَالَّ فحرَّك الأَلف لالتقاء الساكنین، فانقلبت همزة لأَن الأَلف حرف ضعیف واسع المَخْرَج لا یَتَحَمَّل الحركة، فإِذا اضطُرُّوا إِلی تحریكه حَرَّكوه بأَقرب الحروف إِلیه، و یقال إِذا كان البیاض فی طَرَف ذَنَب الفرس فهو أَشْعَلُ، و إِن كان فی وَسَط الذَّنَب فهو أَصْبَغ، و إِن كان فی صَدْره فهو أَدْعَم، فإِذا بلغ التحجیلُ إِلی ركبتیه فهو مُجَبَّب، فإِن كان فی یدیه فهو مُقَفَّزٌ، و قال الأَصمعی: إِذا
(1). قوله [لأن الإیل و الإل عربیان] كذا فی المحكم و معناها ظاهر من العبارة الآتیة فی الترجمة بعدها
لسان العرب، ج‌11، ص: 354
خالط البیاضُ الذَّنَب فی أَیّ لون كان فذلك الشُّعْلة. و الفَرَس أَشْعَلُ بَیِّنُ الشَّعَل، و الأُنثی شَعْلاء. و شَعَل النارَ فی الحَطَب یَشْعَلُها و شَعَّلَها و أَشْعَلها فاشْتَعَلَت و تَشَعَّلَتْ: أَلْهَبَها فالتَهَبَت. و قال اللحیانی: اشْتَعَلَت النارُ تَأَجَّجَتْ فی الحطب. و قال مُرَّةُ: نارٌ مُشْعَلَة مُلْتَهِبة مُتَّقدة. و الشُّعْلَةُ: ما اشْتَعَلَتْ فیه من الحطب أَو أَشْعَلَه فیها؛ قال الأَزهری: الشُّعْلَة شِبْه الجِذْوة و هی قطعة خَشَب تُشْعَل فیها النارُ، و كذلك القَبَس و الشِّهَاب. و الشُّعْلَة: واحدة الشُّعَل. و الشُّعْلة و الشُّعْلُول: اللَّهَبُ؛ و المَشْعَلَةُ: الموضع الذی تُشْعَل فیه النارُ. و الشَّعِیلَة: النار المُشْعَلة فی الذُّبَال، و قیل: الفَتِیلة المُرَوَّاة بالدُّهْن شُعِل فیها نار یُسْتَصْبَحُ بها، و لا یقال لها كذلك إِلا إِذا اشْتَعَلَت بالنار، و جمعها شُعُلٌ مثل صَحِیفةٍ و صُحُفٍ. و المَشْعَلة: واحدة المَشَاعِل؛ قال لبید: أَصاحِ، تَرَی بُرَیْقاً هَبَّ وَهْناً، كَمِصباحِ الشَّعِیلَة فی الذُّبَال و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: كان یَسْمُر مع جُلَسائه فكاد السِّراجُ یَخْمَد فقام و أَصْلَحَ الشَّعِیلة و قال: قُمْتُ و أَنا عُمَر و قَعَدْتُ و أَنا عُمَر؛ الشَّعِیلَة: الفَتِیلة المُشْعَلَة. و المَشْعَل: القِنْدیل. و شُعْلَةُ: اسم فرس قَیس بن سِبَاع علی التشبیه بإِشعال النار لسُرْعتها. و اشْتَعَل غَضَباً: هاج، علی المثل، و أَشْعَلْته أَنا. و اشْتَعَلَ الشیبُ فی الرأْس: اتَّقَد، علی المثل، و أَصله من اشْتِعَال النار. و فی التنزیل العزیز: وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً؛ و نصب شَیْباً علی التفسیر، و إِن شئت جعلته مصدراً، و كذلك قال حُذَّاقُ النحویین. وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً أَی كَثُر شیبُ رأْسه، و دخل فی قوله الرأْس شَعَرُ الرأْسِ و اللِّحیة لأَنه كُلَّه من الرأْس. و أَشْعَلَتِ العینُ: كثُر دمعُها. و أَشْعَلَ إِبلَه بالقَطِران: كَثَّرَ علیها منه و عَمَّها بالهِنَاء و لم یَطْلِ النُّقَب من الجَرَب دون غیرها من بَدَن البَعیر الأَجْرَب. و كَتِیبةٌ مُشْعَلةٌ: مَبْثُوثة انْتَشَرَت. و أَشْعَلَ الخَیْلَ فی الغارة: بَثَّها؛ قال: و الخَیْلُ مُشْعَلةٌ فی ساطِعٍ ضَرِمٍ، كأَنَّهُنَّ جَرادٌ أَو یَعَاسِیبُ و أَشْعَلَتِ الغارةُ: تَفَرَّقَت. و الغارة المُشْعِلَة: المنتشِرة المتفرِّقة. و یقال: كَتِیبة مُشْعِلَة، بكسر العین، إِذا انْتَشَرَتْ؛ قال جریر یخاطب رجلًا، قال ابن بری: و الصحیح أَنه للأَخطل: عایَنتَ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها طَیْرٌ تُغَاوِلُ فی شَمَامِ وُكُورا و شَمَامِ: جَبَلٌ بالعالیة. و جَرَادٌ مُشْعِلٌ: كثیر متفرِّق إِذا انتَشَرَ و جَرَی فی كل وجه. یقال: جاء جَیْشٌ كالجَراد المُشْعِل، و هو الذی یَخْرُج فی كل وجه، و أَما قولهم جاء فلان كالحَرِیقِ المُشْعَل، فمفتوحة العین، لأَنه من أَشْعَلَ النارَ فی الحَطَب أَی أَضْرَمَها؛ و أَنشد ابن بری لجریر: و اسْأَلْ، إِذا خَرِجَ الخِدَامُ، و أُحْمِشَتْ حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِیقِ المُشْعَلِ و أَشْعَلَ الإِبِلَ: فَرَّقَها؛ عن اللحیانی. و أَشْعَلْت جَمْعَه إِذا فَرَّقته؛ قال أَبو وَجْزَة:
لسان العرب، ج‌11، ص: 355
فَعاد زمانٌ بَعْدَ ذاك مُفَرِّقٌ، و أُشعِلَ وَلْیٌ من نَوًی كلَّ مُشْعَل و الشُّعْلُول: الفِرْقة من الناس و غیرِهم. و ذَهَبُوا شَعَالِیلَ بقِرْدَحْمَةٍ، و ما فی قِرْدَحْمَة من اللغات مذكور فی موضعه. و ذَهَب القومُ شَعَالِیلَ مثل شَعَارِیرَ إِذا تفرَّقوا؛ قال أَبو وَجْزَة: حتی إِذا ما دَنَتْ منه سَوابِقُها، و لِلُّغَامِ بِعِطْفَیْه شَعَالِیلُ و شعَلَ فی الشی‌ء یَشْعَلُ شَعْلًا: أَمْعَنَ. و غلامٌ شَعْلٌ أَی خَفِیف مُتَوَقِّد، و مَعْلٌ مثلُه؛ و قال: یُلِحْنَ مِن سَوْقِ غلامٍ شَعْلِ، قام فنادَی برَواحٍ مَعْلِ و كان تأَبَّط شَرًّا یقال له شَعْلٌ؛ و منه قوله: سَرَی ثابتٌ مَسْرًی ذَمِیماً، و لم أَكن سَلَلْتُ علیه، شَلَّ منی الأَصابِعُ و یَأْمُرنی شَعْلٌ لأَقْتُل مُقْبِلًا، فَقُلْتُ لشَعْلٍ: بِئْسَما أَنت شافِعُ و المِشْعَل: شی‌ء من جُلُود له أَربع قوَائم یُنْتَبذُ فیه؛ قال ذو الرُّمَّة: أَضَعنَ مَوَاقِتَ الصَّلوَاتِ عَمْداً، و حالَفْنَ المَشاعِلَ و الجِرَارا قال ابن بری: و مثله قول الراجز: یا حَشَراتِ القاعِ من جُلاجِل، قد كَشَّ ما هاجَ من المَشَاعِل «1». الحَشَرات: القَنَافِذ و الضِّباب، كَشَّ و نَشَّ واحدٌ أَی عَلَیْكُنَّ بالهَرَب من هذه المواضع لا تُؤْكَلْنَ؛ المِشْعَل، بكسر المیم: شی‌ء یَتَّخِذه أَهل البادیة من أَدَمٍ یُخْرَزُ بعضه إِلی بعضٍ كالنِّطعْ ثم یُشَدُّ إِلی أَربع قوائم من خشب فیصیر كالحوض یُنْبَذُ فیه لأَنه لیس لهم حِبَابٌ. و‌فی الحدیث: أَنه شَقَّ المَشَاعِلَ یوم خَیْبَر؛ قال: هی زِقَاق كانوا یَنْتَبِذُون فیها، واحدها مِشْعَلٌ و مِشْعالٌ. و رَجُلٌ شَاعِلٌ أَی ذُو إِشْعال مثل تامِرٍ و لابِنٍ، و لیس له فعل، قال عمرو بن الإِطْنابة، و الإِطْنَابَةُ أُمُّه و هی امرأَة من بنی كِنانة بن القَیْس بن جَسْرِ بن قُضَاعة، و اسم أَبیه زَیْدُ مَنَاة: إِنی مِنَ القومِ الذین إِذا ابْتَدَوْا، بَدَؤُوا بحَقِّ اللهِ ثُمَّ السائل المانِعِین من الخَنَی جاراتِهم، و الحاشِدین علی طَعامِ النَّازِل لیْسُوا بأَنْكاسٍ، و لا مِیلٍ، إِذا ما الحرب شُبَّتْ أَشعَلُوا بالشّاعِل و أَشْعَلَتِ القِرْبةُ و المَزَادةُ إِذا سالَ ماؤُها متفرِّقاً. و أَشعَلَتِ الطَّعْنةُ أَی خَرَج دَمُها مُتَفَرِّقاً. و أَشعَلَ السَّقْیَ: أَكثَر الماءَ؛ عن ابن الأَعرابی. و شَعْلٌ: اسم رجل. و بنو شُعَل: حَیٌّ من تَمِیم. و شَعْلان: موضع. و الشَّعَلَّعُ: الطویلُ.

شغل؛ ج11، ص: 355

: الشَّغْل و الشَّغَل و الشُّغْل و الشُّغُل كُلُّه واحد، و الجمع أَشْغَالٌ و شُغُول؛ قال ابن مَیّادة: و ما هَجْرُ لَیْلَی أَن تَكُونَ تَباعَدَتْ عَلَیْكَ، و لا أَن أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ و قد شَغَلَه یَشْغَلُه شَغْلًا و شُغْلًا؛ الأَخیرة عن
(1). قوله [قد كش ما هاج] تقدم فی ترجمة كشش: قد نش ما كش
لسان العرب، ج‌11، ص: 356
سیبویه، و أَشْغَلَه و اشْتَغَلَ به و شُغِلَ به و أَنا شاغِلٌ له، و قیل: لا یقال أَشْغَلْته لأَنها لغة رَدِیئة، و قد شُغِلَ فلان، فهو مَشْغُولٌ، و قال ثعلب: شُغِلَ من الأَفعال التی غُلّبَت فیها صیغةُ ما لم یُسَمَّ فاعلُه، قال: و تَعَجَّبوا من هذه الصیغة فقالوا ما أَشْغَلَه، قال: و هذا شاذ إِنما یُحْفَظ حِفْظاً، یعنی أَن التعجب موضوع علی صیغة فعل الفاعل، قال: و لا یُتَعَجَّبُ ما لم یُسَمَّ فاعلُه. و یقال شُغِلْتُ عنك بكذا، علی ما لم یسمَّ فاعله، و اشْتَغَلْت. و رجل شَغِل: من الشُّغْل و مُشْتَغِلٌ و مُشْتَغَلٌ و مَشْغُولٌ؛ قال ابن سیدة: و رجُل شَغِلٌ؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و عندی أَنه علی النَّسَب لأَنه لا فِعْلَ له یجی‌ء علیه فَعِلٌ، و كذلك رَجُل مُشْتَغِلٌ و مُشْتَغَل؛ الأَخیرة علی لفظ المفعول، و هی نادرة؛ حكاها ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إِنَّ الذی یَأْمُلُ الدُّنْیا لَمُتَّلَهٌ، و كُلُّ ذی أَمَلٍ عنه سَیَشْتَغِلُ و شُغْلٌ شاغِلٌ، علی المبالغة: مثل لَیْل لائِلٌ؛ قال سیبویه: هو بمنزلة قولهم هَمٌّ ناصِبٌ و عِیشَةٌ رَاضِیَةٌ. و اشْتَغَلَ فلان بأَمره، فهو مُشْتَغِلٌ. ابن الأَعرابی: الشَّغْلة و العَرَمَةُ و البَیْدَر و الكُدْسُ واحد، و جمع الشَّغْلة شَغْلٌ و هو البَیْدَر، و‌روی الشَّعْبی فی الحدیث: أَن علیّاً، علیه السلام، خَطَبَ الناسَ بعد الحَكَمَیْن علی شَغْلةٍ، عَنَی البَیْدَرَ؛ قال ابن الأَثیر: هی بفتح الغین و سكونها.

شفصل؛ ج11، ص: 356

: الشِّفْصِلَّی: حَمْل اللَّوِیِّ الذی یَلْتَوِی علی الشجر و یخرج علیه أَمثالَ المَسَالِّ و یَتَفلَّق عن قُطْنٍ و حَبٍّ كالسِّمْسِم. ابن الأَعرابی: شَفْصَل و شَوْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّی، و هو نَبَات.

شفطل؛ ج11، ص: 356

: شَفْطَلٌ: اسم، قال ابن بری: ذكره شیخ الأَزْد.

شفقل؛ ج11، ص: 356

: شَفْقَل: اسْمٌ. و أَبو شَفْقَل: راویة الفَرَزْدق، و قال ابن خالویه: اسم راویة الفرزدق شَفْقَل، قال: و لا نظیر لهذا الاسم.

شقل؛ ج11، ص: 356

: الشَّاقُولُ: خَشَبَة قدر ذراعین فی رأْسها زُجٌّ تكون مع الزُّرَّاع بالبصرة، یجعل أَحدهم فیها رأْس الحَبْل ثم یَرُزُّها فی الأَرض و یَتَضَبَّطها حتی یَمُدُّوا الحَبْلَ، و اشتقوا منها اسماً للذَّكَر فقالوا: شَقَلَها بشاقُولِه یَشْقُلها شَقْلًا، یَكْنُون بذلك عن النكاح. ابن الأَعرابی: الشَّقْل الوَزْنُ، یقال: اشْقُل لی هذا الدینار أَی زِنْه، قال: و قد شَقَلْته. و‌فی الحدیث: أَوَّل من شابَ إِبراهیمُ، علیه السلام، فأَوْحَی اللَّهُ تعالی إِلیه: اشْقُل وَقَاراً، الشَّقْل: الأَخْذ، و قیل الرَّزْن، قال: و شَوْقَلَ الرَّجُل إِذا تَرَزَّنَ حِلماً و وَقَاراً، و شَوْقَل إِذا عَبَّر دیناره تَعْبیراً مُصَحَّحاً.

شكل؛ ج11، ص: 356

: الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه و المِثْل، و الجمع أَشْكَالٌ و شُكُول؛ و أَنشد أَبو عبید: فلا تَطلُبَا لی أَیِّماً، إِن طَلَبْتُما، فإِن الأَیَامَی لَسْنَ لی بشُكُولٍ و قد تَشَاكَلَ الشَّیْئَانِ و شَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو عمرو: فی فلان شَبَهٌ من أَبیه و شَكْلٌ و أَشْكَلَةٌ و شُكْلَةٌ و شَاكِلٌ و مُشَاكَلَة. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوٰاجٌ؛ قرأَ الناس وَ آخَرُ إِلَّا مجاهداً فإِنه قرأَ: و أُخَرُ؛ و قال الزجاج: من قرأَ وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ؛ ف آخَرُ عطف علی قوله حَمِیمٌ وَ غَسّٰاقٌ أَی و عَذاب
لسان العرب، ج‌11، ص: 357
آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَی من مِثْل ذلك الأَول، و من قرأَ و أُخَرُ فالمعنی و أَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنی قوله أَزْوٰاجٌ أَنواع. و الشَّكْل: المِثْل، تقول: هذا علی شَكْل هذا أَی علی مِثَاله. و فلان شَكْلُ فلان أَی مِثْلُه فی حالاته. و یقال: هذا من شَكْل هذا أَی من ضَرْبه و نحوه، و هذا أَشْكَلُ بهذا أَی أَشْبَه. و المُشَاكَلَة: المُوافَقة، و التَّشَاكُلُ مثله. و الشَّاكِلَةُ: الناحیة و الطَّریقة و الجَدِیلة. و شاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه و ناحیته و طریقته. و فی التنزیل العزیز: قُلْ كُلٌّ یَعْمَلُ عَلیٰ شٰاكِلَتِهِ؛ أَی علی طریقته و جَدِیلَته و مَذْهَبه؛ و قال الأَخفش: عَلیٰ شٰاكِلَتِهِ أَی علی ناحیته و جهته و خَلِیقته. و‌فی الحدیث: فسأَلت أَبی عن شَكْل النبی، صلی الله علیه و سلم، أَی عن مَذْهَبه و قَصْده، و قیل: عما یُشَاكِلُ أَفعالَه. و الشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، و بالفتح: المِثْل و المَذْهب. و هذا طَرِیقٌ ذو شَواكِل أَی تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ. و شَكْلُ الشی‌ء: صورتُه المحسوسة و المُتَوَهَّمة، و الجمع كالجمع. و تَشَكَّل الشی‌ءُ: تَصَوَّر، و شَكَّلَه: صَوَّرَه. و أَشْكَل الأَمْرُ: الْتَبَس. و أُمورٌ أَشْكَالٌ: ملتبسة، و بَیْنَهم أَشْكَلَة أَی لَبْسٌ. و‌فی حدیث علیٍّ، علیه السلام: و أَن لا یَبِیعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَی وَدِیَّةً حتی تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً‌أَی حتی یكثُرَ غِراسُ النَّخْل فیها فیراها الناظر علی غیر الصفة التی عَرَفها بها فیُشْكِل علیه أَمْرُها. و الأَشْكَلَة و الشَّكْلاءُ: الحاجةُ. اللیث: الأَشْكال الأُمورُ و الحوائجُ المُخْتَلِفة فیما یُتكَلَّف منها و یُهْتَمُّ لها؛ و أَنشد للعَجَّاج: و تَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال الأَصمعی: یقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ و أَشْكَلَةٌ و هما الحاجة، و یقال للحاجة أَشْكَلَة و شَاكِلةٌ و شَوْكَلاءُ بمعنی واحد. و الأَشْكَل من الإِبل و الغنم: الذی یَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَلَ علیك لونُه، و تقول فی غیر ذلك من الأَلوان: إِنَّ فیه لَشُكْلَةً من لون كذا و كذا، كقولك أَسْمر فیه شُكْلَة من سواد؛ و الأَشْكَل فی سائر الأَشیاء: بیاضٌ و حُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة: یَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه مَناخِرُ العَجْرَفِیَّاتِ المَلاجِیج و قول الشاعر: فما زالَتِ القَتْلی تَمُور دِماؤها بِدِجْلَة، حَتَّی ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ قال أَبو عبیدة: الأَشْكَل فیه بیاضٌ و حُمْرة. ابن الأَعرابی: الضَّبُع فیها غُثْرة و شُكْلة لَوْنان فیه سَوادٌ و صُفْرة سَمِجَة. و قال شَمِر: الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبیاض. و هذا شی‌ءٌ أَشْكَلُ، و منه قیل للأَمر المشتَبه مُشْكِلٌ. و أَشْكَل عَلَیَّ الأَمُر «2» إِذا اخْتَلَط، و أَشْكَلَتْ علیَّ الأَخبار و أَحْكَلَتْ بمعنًی واحد. و الأَشْكَل عند العرب: اللونان المختلطان. و دَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فیه بیاض و حُمْرَة؛ قال ابن درید: إِنما سُمِّی الدم أَشْكَلَ للحمرة و البیاض المُخْتَلَطَیْن فیه. قال ابن سیدة: و الأَشْكَلُ من سائر الأَشیاء الذی فیه حمرة و بیاض قد اختلط، و قیل: هو الذی فیه بیاضٌ یَضْرِب إِلی حُمْرة و كُدْرة؛ قال:
(2). قوله [و أَشْكَلَ علیّ الأَمر] فی القاموس: و أَشْكَلَ الأَمر التبس كشكل و شكل
لسان العرب، ج‌11، ص: 358
كَشَائطِ الرُّبِّ علیه الأَشْكَلِ وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، و اسم اللون الشُّكْلة، و الشُّكْلة فی العین منه، و قد أَشْكَلَتْ. و یقال: فیه شُكْلة من سُمْرة و شُكْلة من سواد، و عَیْنٌ شَكْلاءُ بَیِّنة الشَّكَلِ، و رَجُل أَشْكَلُ العین. و‌فی حدیث علی «1» رضی الله عنه: فی عَیْنیه شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبید: الشُّكْلة كهیئة الحُمْرة تكون فی بیاض العین، فإِذا كانت فی سواد العین فهی شُهْلة؛ و أَنشد: و لا عَیْبَ فیها غَیر شُكْلة عَیْنِها، كذاك عِتَاقُ الطَّیْر شُكْلٌ عُیُونُها «2». عِتَاقُ الطَّیرِ: هی الصُّقُور و البُزَاة و لا توصف بالحُمْرة، و لكن توصف بزُرقة العین و شُهْلتها. قال: و یروی هذا البیت: … غَیْرَ شُهْلةِ عَیْنها؛ و قیل: الشُّكْلَة فی العین الصُّفْرة التی تُخَالِط بیاض العین الذی حَوْلَ الحَدَقة علی صِفَة عین الصَّقْر، ثم قال: و لَكِنَّا لم نسمع الشُّكْلَة إِلا فی الحُمْرة و لم نسمعها فی الصُّفْرة؛ و أَنشد: و نَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ، سَقَتْه نَجِیعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا قال: فهو هَاهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فیه. و قوله‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كان ضَلِیعَ الفَم أَشْكَلَ العین مَنْهُوسَ العَقِبین؛ فسره سِمَاك بن حَرْب بأَنه طویل شَقِّ العَیْن؛ قال ابن سیدة: و هذا نادر، قال: و یمكن أَن یكون من الشُّكْلة المتقدمة، و قال ابن الأَثیر فی صفة أَشْكَلَ العین قال: أَی فی بیاضها شی‌ء من حُمْرة و هو مَحْمود مَحْبوب؛ یقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ. و‌فی حدیث مَقْتَل عُمَر، رضی الله عنه: فَخَرج النَّبِیذُ مُشْكِلًا‌أَی مختلطاً بالدم غیر صریح، و كل مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ. و تَشَكَّلَ العِنَبُ: أَیْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ «3» العِنَبُ و تَشَكَّلَ اسْوَدَّ و أَخَذَ فی النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَیْنُقٌ شُكْلُ الغُرورِ، و فی العُیون قُدُوحُ فإِنه عَنَی بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، و الغُرور هنا: جمع غَرٍّ و هو تَثَنِّی جُلودها «4» و فیه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَی شی‌ء یسیر. و شَكَلَ الكِتابَ یَشْكُله شَكْلًا و أَشْكَلَه: أَعجمه. أَبو حاتم: شَكَلْت الكتاب أَشْكَلَه فهو مَشْكُول إِذا قَیَّدْتَه بالإِعْراب، و أَعْجَمْت الكِتابَ إِذا نَقَطْته. و یقال أَیضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك أَزَلْت به عنه الإِشْكال و الالتباس؛ قال الجوهری: و هذا نقلته من كتاب من غیر سماع. و حَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس. و الشِّكَال: العِقَال، و الجمع شُكْلٌ؛ و شَكَلْت الطائرَ و شَكَلْت الفرسَ بالشِّكَال. و شَكَل الدَّابَّة یَشْكُلُها شَكْلًا و شَكَّلَها: شَدَّ قوائمها بحَبْل، و اسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، و الجمع شُكُلٌ. و الشِّكَال فی الرَّحْل: خَیط یوضع بین الحَقَبِ و التَّصْدِیرِ لئلّا یُلِحَّ الحَقَبُ علی ثِیلِ البَعِیرِ
(1). قوله [و فی حدیث علی إلخ] فی التهذیب: و فی حدیث علی فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم، إلخ (2). قوله [شكل عیونها] فی التهذیب شكلًا بالنصب (3). قوله [المحكم شكل إلخ] فی القاموس: شكل العنب مخففاً و مشدداً و تشكل (4). قوله [و هو تثنی جلودها] زاد فی المحكم: هكذا قال و الصحیح ثنی جلودها
لسان العرب، ج‌11، ص: 359
فیَحْقَب أَی یَحْتبس بولُه، و هو الزِّوار أَیضاً. و الشِّكال أَیضاً: وِثَاقٌ بین الحَقَب و البِطَان، و كذلك الوثاق بین الید و الرجل. و شَكَلْت عن البعیر إِذا شَدَدت شِكَاله بین التصدیر و الحَقَب، أَشْكُلُ شَكْلًا. و المَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانیه و سابعُه نحو حذفك أَلفَ فاعلاتن و النونَ منها، سُمِّی بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر و من أَوّله فصار بمنزلة الدابَّة الذی شُكِلَت یَدُه و رجلُه. و المُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه و نظیرَه. و یقال: شَكَلْت الطیرَ و شَكَلْت الدَّابَّة. و الأَشْكَالُ: حَلْیٌ یُشاكِلُ بعضُه بعضاً یُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة: سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ أَدْباً علی لَبَّاتِها الحَوَالی، هَزَّ السَّنَی فی لیلة الشَّمَالِ و شَكَّلَتِ المرأَةُ «1» شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتین من مُقَدَّم رأْسها عن یمین و عن شمال ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها. و الشِّكَال فی الخیل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم منه مُحَجَّلةً و الواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال و هو العِقال، و إِنما أُخِذ هذا من الشِّكَال الذی تُشْكَل به الخیل، شُبِّه به لأَن الشِّكَال إِنما یكون فی ثلاث قوائم، و قیل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة و الواحدة مُحَجَّلة، و لا یكون الشِّكَال إِلا فی الرِّجْل و لا یكون فی الید، و الفرسُ مَشْكُولٌ، و هو یُكْرَه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كَرِه الشِّكال فی الخیل؛ و هو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة و واحدة مُطْلَقة تشبیهاً بالشِّكَال الذی تُشْكَل به الخیلُ لأَنه یكون فی ثلاث قوائم غالباً، و قیل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة و الثلاث مُطْلَقة، و قیل: هو أَن تكون إِحدی یدیه و إِحدی رجلیه من خلاف مُحَجَّلتین، و إِنما كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلًا، قال: و یمكن أَن یكون جَرَّب ذلك الجنس فلم یكن فیه نَجَابة، و قیل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابی: الشِّكَال أَن یكون البیاض فی رجلیه و فی إِحدی یدیه. و فَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: و‌قد روی أَبو قتادة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: خَیْرُ الخَیْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ الیُمْنی أَو كُمَیْتٌ مثله؛ قال الأَزهری: و الأَقْرَحُ الذی غُرَّتُه صغیرة بین عینیه، و قوله طَلْق الیمنی لیس فیها من البیاض شی‌ء، و المُحَجَّل الثلاث التی فیها بیاض. و قال أَبو عبیدة: الشِّكَال أَن یكون بیاض التحجیل فی رِجْل واحدة و یَدٍ من خِلافٍ قَلَّ البیاضُ أَو كَثُر، و هو فرس مَشْكُول. ابن الأَعرابی: الشَّاكِل البیاض الذی بین الصُّدْغِ و الأُذُنِ. و‌حُكی عن بعض التابعین: أَنه أَوْصَی رَجُلًا فی طَهارته فقال تَفَقَّدِ المَنْشَلَة و المَغْفَلة و الرَّوْمَ و الفَنِیكَیْن و الشَّاكِلَ و الشَّجْر.و‌ورد فی الحدیث أَیضاً: تَفَقَّدوا فی الطُّهور الشَّاكِلَة و المَغْفَلة و المَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، و المَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة الخاتَم من الإِصْبَع، و الرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، و الشَّاكِل: ما بین العِذَار و الأُذُن من البیاض. و شَاكِلَة الشی‌ء: جانبُه؛ قال ابن مقبل: و عَمْداً تَصدَّت، یوم شَاكِلَة الحِمی، لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا و تَنَكَّرا
(1). قوله [و شَكَّلَتِ المرأة] ضبط مشدداً فی المحكم و التكملة و تبعهما القاموس، قال شارحه: و الصواب أنه من حد نصر كما قیده ابن القطاع
لسان العرب، ج‌11، ص: 360
و شَاكِلَةُ الفَرس: الذی بین عَرْض الخاصرة و الثَّفِنة، و هو مَوْصِلُ الفَخِذ فی الساق. و الشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتین من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَیْرَی إِلی حَرْف الحَرْقَفة من جانبی البطن. و الشَّاكِلَةُ: الخاصِرةُ، و هی الطَّفْطَفة. و‌فی الحدیث: أَن ناضِحاً تَرَدَّی فی بِئر فُذكِّی من قِبَل شَاكِلَتِه‌أَی خاصِرِته. و الشَّكْلاء من النِّعاج: البیضاءُ الشَّاكِلة. و نَعْجة شَكْلاء إِذا ابْیَضَّتْ شاكِلَتاها و سائرُها أَسودُ و هی بَیِّنَة الشَّكَل. و الأَشْكَل من الشاء: الأَبیضُ الشاكِلة. و الشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطریق الأَعظم. و الشِّكْل: غُنْجُ المرأَة و غَزَلُها و حُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلًا، فهی شَكِلَةٌ؛ یقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ و فی تفسیر المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشین و كسر الكاف، و هی ذاتُ الدَّلّ. و الشَّكْل: المِثْل. و الشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، و یجوز هذا فی هذا و هذا فی هذا. و الشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. یقال: امرأَة ذات شِكْل. و أَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه و أَدْرَك. و الأَشْكَل: السِّدْر الجَبَلیُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنیفة: أَخبرنی بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب فی شَوْكه و عَقَف أَغْصانه، غیر أَنه أَصغر وَرَقاً و أَكثر أَفْناناً، و هو صُلْبٌ جِدّاً و له نُبَیْقَةٌ حامضة شدیدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ منه القِسِیُّ، و إِذا لم تكن شجرته عَتِیقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر شدید الصُّفْرة، و إِذا تقادَمَتْ شجرتُه و اسْتَتمَّت جاء عودُها نصفین: نصفاً شدید الصفرة، و نصفاً شدید السواد؛ قال العَجَّاج و وَصَفَ المَطایا و سُرْعَتَها: مَعْجَ المَرامی عن قِیاس الأَشْكَلِ قال: و نَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْیان؛ و قد أَوردوا هذا الشعر الذی للعجاج: یَغْلُو بها رُكْبانُها و تَغْتَلی عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِیاسُ الأَشْكَل قال ابن بری: الذی فی شعره: مَعْجَ المَرامی عن قِیاس الأَشْكَل و المَعْجُ: المَرُّ، و المَرامی السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ و قال آخر: أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ یعنی سِدْرة جَبَلِیَّة. ابن الأَعرابی: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات أَصفر و أَحمر. و شَكْلةُ: اسم امرأَة. و بَنُو شَكَل: بطن من العرب. و الشَّوْكَل: الرَّجَّالَةُ، و قیل المَیْمنة و المَیْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجی. الفراء: الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، و الشَّوْكَلَةُ النَّاحِیة، و الشَّوْكَلَةُ العَوْسَجَة.

شلل؛ ج11، ص: 360

: الشَّلَلُ: یُبْسُ الیَدِ و ذَهابُها، و قیل: هو فَساد فی الید، شَلَّتْ یَدُه تَشَلُّ بالفتح شَلًّا و شَلَلًا و أَشَلَّها اللهُ. قال اللحیانی: شَلَّ عَشْرُه و شَلَّ خَمْسُه، قال: و بعضهم یقول شَلَّت، قال: و هی أَقَلُّ، یعنی أَن حذف علامة التأْنیث فی مثل هذا أَكثر من إِثباتها؛ و أَنشد: فَشَلَّتْ یَمینی، یَوْمَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ و شَلَّ بَناناها، و شَلَّ الخَناصِرُ و رَجُلٌ أَشَلُّ، و قد أَشَلَّ یَدَه، و لا شَلَلًا
لسان العرب، ج‌11، ص: 361
و لا شَلالِ: مَبْنِیَّة كَحَذَامِ أَی لا تَشْلَلْ یَدُك. و یقال فی الدعاء: لا تَشْلَلْ یَدُك و لا تَكْلَلْ. و قد شَلِلْتَ یا رَجُل، بالكسر، تَشَلُّ شَلَلًا أَی صِرْت أَشَلَّ، و المرأَة شَلَّاء. و یقال لمن أَجاد الرَّمْیَ أَو الطَّعْن: لا شَلَلًا و لا عَمًی، و لا شَلَّ عَشْرُك أَی أَصابِعُك؛ قال أَبو الخُضْریِّ الیَرْبُوعی: مُهْرَ أَبی الحَبْحابِ لا تَشَلِّی بارَكَ فیكَ اللهُ مِنْ ذِی أَلِّ «2». حَرَّك تَشَلِّی للقافیة و الیاء من صلة الكسر؛ و هو كما قال إمرؤ القیس: أَلا أَیُّها اللَّیْلُ الطَّویل أَلا انْجَلی بصُبْحٍ، و ما الإِصْباحُ مِنكَ بأَمْثَل الفراء: لا یقال شُلَّتْ یَدُه، و إِنما یقال أَشَلَّها اللهُ. اللیث: و یقال لا شَلَلِ فی معنی لا تَشْلَلْ، لأَنه وَقَع مَوْقِع الأَمر فشُبِّه به و جُرَّ، و لو كان نَعْتاً لنُصِب؛ و أَنشد: ضَرْباً علی الهاماتِ لا شَلَلِ قال: و قال نصر بن سَیَّار: إِنی أَقول لمن جَدَّتْ صَرِیمَتُه، یَوْماً، لِغانِیَةٍ: تَصْرِمْ و لا شَلَلِ قال: و لم أَسمع الكسر لا شَلَلِ لغیره. الأَزهری: و سمعت العرب تقول للرجل یُمارِسُ عَمَلًا و هو ذو حِذقٍ به: لا قَطْعاً و لا شَلَلًا أَی لا شَلِلْتَ علی الدعاء، و هو مصدر؛ و قوله: تَصْرِم معناه فی هذا اصْرِم، و لا شَلَلِ أَی و لا شَلِلْتَ، و قال لا شَلَلِ، فكَسَرَ لأَنه نَوی الجَزْم ثم جَرَّتْه القافیة؛ و أَنشد ابن السكیت: مُهْرَ أَبی الحَبْحاب لا تَشَلِّی قال الأَزهری: معناه لا شَلِلْتَ كقوله: أَ لَیْلَتَنا بذی حُسُمٍ أَنِیری، إِذا أَنْتِ انْقَضَیْتِ فلا تَحُوری أَی لا حُرْتِ. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً یقول شُلَّ یَدُ فلان بمعنی قُطِعَتْ، قال: و لم أَسمعه من غیره. و قال ثعلب: شَلَّتْ یَدُه لغةٌ فصیحة، و شُلَّت لغة ردیئة. قال: و یقال أُشِلَّت یدُه. و‌فی الحدیث: و فی الید الشَّلَّاءِ إِذا قُطِعَتْ ثُلُثُ دِیتها؛ هی المُنْتَشِرة العصب التی لا تُواتی صاحِبَها علی ما یُرید لِما بها من الآفة. قال ابن الأَثیر: یقال شَلَّتْ یدُه تَشَلُّ شَلَلًا، و لا تضم الشین. و‌فی الحدیث: شَلَّتْ یدُه یَوْمَ أُحُدٍ.و‌فی حدیث بَیْعَةِ عَلیٍّ، علیه السلام: یَدٌ شَلَّاءُ و بَیْعَةٌ لا تَتِمُّ؛ یرید طلحة، كانت أُصیبت یَدُه یوم أُحُد و هو أَوّل من بایَعَه.و الشَّلَلُ فی الثوب: أَن یصیبه سوادٌ أَو غیره فإِذا غُسِل لم یَذْهَب. یقال: ما هذا الشَّلَلُ فی ثوبك؟ و الشَّلِیلُ: مِسْحٌ من صوف أَو شَعَر یُجْعَل علی عَجُزِ البعیر من وراء الرَّحْل؛ قال جَمِیل: تَئِجُّ أَجِیجَ الرَّحْلِ لَمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها، و ابْتُزَّ عنها شَلِیلُها و الشَّلِیلُ: الحِلْسُ؛ قال: إِلَیْك سارَ العِیسُ فی الأَشِلَّه
(2). قوله [مهر أبی الحبحاب] قال فی التكملة: و الروایة مهر أبی الحرث
لسان العرب، ج‌11، ص: 362
و الشَّلِیلُ: الغِلالة التی تُلْبَسُ فوق الدِّرْع، و قیل: هی الدِّرْع الصغیرة القصیرة تكون تحت الكبیرة، و قیل: تحت الدِّرْع من ثوب أَو غیره، و قیل: هی الدِّرْع ما كانت، و الجمع الأَشِلَّة؛ قال أَوس: و جِئْنا بها شَهْباءَ ذاتَ أَشِلَّةٍ، لها عارِضٌ فیه المَنِیَّةُ تَلْمَع ابن شمیل: شَلَّ الدِّرْعَ یَشُلُّها شَلًّا إِذا لَبِسها، و شَلَّها علیه. و یقال للدِّرْع نفسِها شَلِیلٌ. و الشُّلَّة: الدِّرْع. و الشَّلِیلُ: النُّخاعُ و هو العِرْقُ الأَبیض الذی فی فِقَرِ الظَّهْر. و الشَّلِیلُ: طرائق طِوالٌ من لحم تكون ممتدَّة مع الظَّهْر، واحدتها شَلِیلةٌ؛ كلاهما عن كراع «1» و السین فیها أَعلی. و الشَّلُّ و الشَّلَلُ: الطَّرْد، شَلَّه یَشُلُّه شَلًّا فانْشَلَّ، و كذلك شَلَّ العَیْرُ أُتُنَه و السائق إِبله. و حمارٌ مِشَلٌّ: كثیر الطرْد. و الشَّلَّة: الطَّرْدُ. و شَلَلْت الإِبِلَ أَشُلُّها شَلًّا إِذا طَرَدتها فانشَلَّت. و مَرَّ فلان یَشُلُّهم بالسیف أَی یَكْسَؤُهم و یطرُدُهم. و ذهبَ القومُ شِلالًا أَی انشَلُّوا مطرودین. و جاؤوا شِلالًا إِذا جاؤوا یَطرُدون الإِبل. و الشِّلالُ: القومُ المتفرقون؛ قال ابن الدُّمَیْنة: أَما و الذی حجَّتْ قُرَیْشٌ قَطِینَه شِلالًا، و مَوْلی كُلِّ باقٍ و هالِكِ و القَطِین: سَكْنُ الدار. ابن الأَعرابی: شَلَّ یَشُلُّ إِذا طَرَد، و شَلَّ یَشِلُّ إِذا اعْوَجَّت یدُه بالكسر. و الأَشَلُّ: المُعْوَجُّ المِعْصَم المتَعَطِّل الكَفِّ. قال الأَزهری: المعروف شَلَّتْ یدُه تَشَلُّ، بالفتح، فهی شَلَّاءِ. و عَینٌ شَلَّاء: للتی ذهب بَصرُها، و فی العین عِرْقٌ إِذا قُطِع ذهب بصرُها أَو أَشَلَّها. و رجل مِشَلٌّ و شَلولٌ و شُلُلٌ و شُلْشُل: خفیف سریع؛ قال الأَعشی: و قد غَدَوْتُ إِلی الحانوتِ یَتْبَعُنی شاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ قال سیبویه: جمع الشُّلُلِ شُلُلونَ، و لا یُكَسَّر لقِلة فُعُلٍ فی الصفات؛ و قال أَبو بكر فی بیت الأَعشی: الشّاوِی الذی شَوی، و الشَّلول الخفیف، و المِشَلُّ المِطْرَد، و الشُّلْشُل الخفیف القلیل، و كذلك الشَّوِل، و الأَلفاظ متقاربةٌ أُرید بذكرها و الجمع بینها المبالغة. ابن الأَعرابی: المُشَلِّل الحمار النِّهایةُ فی العِنایة بأُتُنِه. و یقال: إِنه لَمُشِلٌّ مِشَلٌّ مُشَلِّل لعانته ثم ینقل فیُضرب مَثَلًا للكاتب النِّحْریر الكافی، یقال: إِنه لمِشَلُّ عُونٍ. ابن الأَعرابی: یقال للغلام الحارِّ الرأْس الخفیف الروح النشیط فی عمله شُلْشُلٌ و شُنْشُن و سُلْسُل و لُسْلُس و شُعْشُعٌ و جُلْجُل. و المُتَشَلْشِل: الذی قد تخَدَّد لحمُه. و رجل شُلشُلٌ، بالضم، و مُتَشَلْشِل: قلیل اللحم خفیف فما أَخَذَ فیه من عَمل أَو غیره؛ و قال تأَبَّط شرًّا: و لكِنَّنی أُرْوِی من الخَمْرِ هامَتی، و أَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَشَلشِل إِنما یعنی الرجل الخفیف المتخدِّد القلیل اللحم، و الشاحب علی هذا یرید به الصاحب، و قیل: یرید به السیف؛ و قال الأَصمعی: هو سیف یَقْطُر منه الدمُ، و الشاحِبُ: الذی أَخْلَقَ جَفْنُه، قال: و رجل مُتَشَلْشِل إِذا تخَدَّد لحمُه، و رجل شَلْشالٌ مثله.
(1). قوله [كلاهما عن كراع إلخ] عبارة المحكم: و الشَّلِیل مجری الماء فی الوادی و قیل وسطه الذی یجری فیه الماء، و الشَّلِیل النخاع و هو العرق الأبیض الذی فی فقر الظهر، واحدتها شَلِیلَة، كلاهما عن كراع، و السین فیهما أعلی
لسان العرب، ج‌11، ص: 363
ابن الأَعرابی: شَلَلْت الثوبَ خِطْتُه خِیاطةً خفیفة. و الشَّلْشَلة: قَطَرانُ الماء و قد تَشَلْشَلَ. و ماءٌ شَلْشَلٌ و مُتَشَلْشِلٌ: تَشَلْشَلَ یَتْبَع قَطَرانُ بعضه بعضاً و سَیَلانُه، و كذلك الدَّمُ؛ و منه قول ذی الرُّمّة: وَفْراءَ غَرْفیَّةٍ أَثْأَی خَوارِزَها مُشَلْشَلٌ ضَیَّعَتْه، بینها، الكُتَبُ و الشَّلْشَل: الزِّقُّ السائل. و شَلْشَلْتُ الماء أَی قَطَّرته، فهو مُشَلْشَل. و ماء ذو شَلْشَلٍ و شَلْشَالٍ أَی ذو قَطَرانٍ؛ و أَنشد الأَصمعی: و اهْتَمَّتِ النَّفْسُ اهْتِمامَ ذی السَّقَم، و وافَتِ اللَّیْلَ بِشَلْشَالٍ سَجَم و‌فی الحدیث: فإِنه یأْتی یومَ القیامة و جرحُه یَتَشَلْشَل‌أَی یَتقاطَرُ دَماً. یقال: شَلْشَلَ الماءَ فتَشَلْشَلَ. و شَلْشَلَ السیفُ الدمَ و تَشَلْشَلَ به: صَبَّه، و قیل لنُصَیبٍ: ما الشَّلْشَالُ؟ فی بیتٍ قاله، فقال: لا أَدری، سمعته یقال فقُلته. و شَلْشَلَ بوله و ببوله شَلْشَلَةً و شِلْشَالًا: فرَّقه و أَرسله منتشراً، و الاسم الشَّلْشَالُ، و الصبیُّ یُشَلشِلُ ببوله. و شَلَّتِ العینُ دَمْعَها كشَنَّتْه: أَرْسَلته، و زعم یعقوب أَنه من البدل. و الشَّلِیلُ من الوادی: وَسَطه حیث یَسیل مُعْظم الماء. شمر: انسَلَّ السَّیْلُ و انْشَلَّ، و ذلك أَوَّلَ ما یبتدئ حین یَسیل قبلَ أَن یشتدَّ. و الشَّلِیلُ: الكساء الذی تحت الرَّحْل. و الشَّلِیل: الحِلْس الذی یكون علی عَجُز البعیر؛ و قال حاجب المازنی: صَحا قَلبی و أَقْصَرَ غَیرَ أَنِّی أَهَشُّ، إِذا مَرَرتُ علی الحُمول كَسَوْنَ الفارِسِیَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، و زَیَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ و رواه ابن الغرقی: القادِسِیّة؛ و القرنُ: قرن الهَوْدَج، و السُّدول: جمع سَدِیل و هو ما أُسْبِل علی الهودج. و الشُّلَّی: النِّیّة فی السفر و الصوم و الحرب، یقال: أَینَ شُلَّاهم؟ ابن سیدة: و الشُّلَّة النّیة حیث انتَوی القومُ، و فی التهذیب: النیّة فی السفر. و الشَّلَّة و الشُّلَّة: الأَمر البعید تطلبه؛ قال أَبو ذؤیب: نَهَیْتُكَ عن طلابِكَ أُمَّ عَمْرو بِعاقِبةٍ، و أَنْتَ إِذٍ صَحِیحُ و قلتُ: تجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ، و مَطْلَبَ شُلَّةٍ، و هی الطَّروحُ و رواه الأَخفش: سُخْطَ ابن عمرو، و قال: یعنی ابن عُوَیمر، و یروی: … و نوًی طَروح، و الطَّروح: النِّیَّة البعیدة. و الشُّلاشِلُ: الغَضُّ من النبات؛ قال جریر: یَرْعَیْن بالصُّلْب بذی شُلاشِلا و قول الشاعر: كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بنی شَلِیل «1». شَلِیلٌ: جَدُّ جریر بن عبد الله البَجَلی. التهذیب فی ترجمة شغغ: ابن الأَعرابی انشَغَّ الذئبُ فی الغَنم و انْشَلَّ فیها و انشَنَّ و أَغار فیها و اسْتَغار بمعنی واحد. و شَلِیلُ: اسم بلد؛ قال النابغة الجعدی:
(1). قوله [كرهت العقر إلخ] صدر بیت تقدم فی ترجمة عقر و تمامه: [إذا هبت لقاریها الریاح] و ضبط هناك شُلَیْل كزُبَیْر خطأ و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 364
حتی غَلَبْنا، و لو لا نحن قدْ عَلِموا، حَلَّتْ شَلِیلًا عَذاراهُم و جَمّالا «1».

شمل؛ ج11، ص: 364

: الشِّمالُ: نقیضُ الیَمِین، و الجمع أَشْمُلٌ و شَمائِل و شُمُلٌ؛ قال أَبو النجم: یَأْتی لها مِن أَیْمُنٍ و أَشْمُل و فی التنزیل العزیز: عَنِ الْیَمِینِ وَ الشَّمٰائِلِ، و فیه: وَ عَنْ أَیْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ؛ قال الزجاج: أَی لأُغْوِیَنَّهم فیما نُهُوا عنه، و قیل أُغْوِیهم حتی یُكَذِّبوا بأُمور الأُمم السالفة و بالبَعْث، و قیل: معنی وَ عَنْ أَیْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ أَی لأُضِلَّنَّهُم فیما یعملون لأَن الكَسْب یقال فیه ذلك بما كَسَبَتْ یَداك، و إِن كانت الیَدان لم تَجْنِیا شیئاً؛ و قال الأَزْرَق العَنْبری: طِرْنَ انْقِطاعَةَ أَوتارٍ مُحَظْرَبَةٍ، فی أَقْوُسٍ نازَعَتْها أَیْمُنٌ شُمُلا و حكی سیبویه عن أَبی الخطاب فی جمعه شِمَال، علی لفظ الواحد، لیس من باب جُنُب لأَنهم قد قالوا شِمالان، و لكِنَّه علی حَدِّ دِلاصٍ و هِجانٍ. و الشِّیمَالُ: لغة فی الشِّمَال؛ قال إمرؤ القیس: كأَنی، بفَتْخاء الجَناحَیْن لَقْوَةٍ صَیُودٍ من العِقْبان، طَأْطَأْتُ شِیمَالی و كذلك الشِّمْلال، و یروی هذا البیت: … شِمْلالی، و هو المعروف. قال اللحیانی: و لم یعرف الكسائی و لا الأَصمعی شِمْلال، قال: و عندی أَن شِیمَالًا إِنما هو فی الشِّعْر خاصَّةً أَشْبَع الكسرة للضرورة، و لا یكون شِیمَالٌ فِیعالًا لأَن فِیعالًا إِنما هو من أَبنیة المصادر، و الشِّیمَالُ لیس بمصدر إِنما هو اسم. الجوهری: و الیَدُ الشِّمَال خلاف الیَمِین، و الجمع أَشْمُلٌ مثل أَعْنُق و أَذْرُع لأَنها مؤنثة؛ و أَنشد ابن بری للكمیت: أَقُولُ لهم، یَوْمَ أَیْمانُهُم تُخایِلُها، فی النَّدی، الأَشْمُلُ و یقال شُمُلٌ أَیضاً؛ قال الأَزرق العَنْبَری: فی أَقْوُسٍ نازعَتْها أَیْمُنٌ شُمُلا و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، ذكر القرآن فقال: یُعْطی صاحِبُه یومَ القیامة المُلْكَ بیمینه و الخُلْدَ بشماله؛ لم یُرِدْ به أَن شیئاً یُوضَع فی یمینه و لا فی شِماله، و إِنما أَراد أَن المُلْك و الخُلْد یُجْعَلان له؛ و كلُّ من یُجْعَل له شی‌ء فمَلَكَه فقد جُعِل فی یَدِه و فی قَبْضته، و لما كانت الیَدُ علی الشی‌ء سَبَبَ المِلْك له و الاستیلاء علیه اسْتُعِیر لذلك؛ و منه قیل: الأَمْرُ فی یَدِك أَی هو فی قبضتك؛ و منه قول الله تعالی: بِیَدِكَ الْخَیْرُ؛ أَی هو له و إِلَیْه. و قال عز و جل: الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَةُ النِّكٰاحِ؛ یراد به الوَلیُّ الذی إِلیه عَقْدُه أَو أَراد الزَّوْجَ المالك لنكاح المرأَة. و شَمَلَ به: أَخَذَ به ذاتَ الشِّمال؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و به فسر قول زهیر: جَرَتْ سُنُحاً، فَقُلْتُ لها: أَجِیزِی نَوًی مَشْمُولةً، فمَتی اللِّقاءُ؟ قال: مَشْمُولةً أَی مأْخُوذاً بها ذاتَ الشِّمال؛ و قال ابن السكیت: مَشْمُولة سریعة الانكشاف، أَخَذَه من أَن الریحَ الشَّمال إِذا هَبَّت بالسحاب لم یَلْبَثْ أَن یَنْحَسِر و یَذْهب؛ و منه قول الهُذَلی: حارَ و عَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّیحُ، و انْقارَ بِهِ العَرْضُ، و لم یشْمَلِ
(1). قوله [حتی غلبنا] تقدم فی ترجمة جمل: علمنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 365
یقول: لم تَهُبَّ به الشَّمالُ فَتَقْشَعَه، قال: و النَّوی و النِّیَّة الموضع الذی تَنْویه. و طَیْرُ شِمالٍ: كلُّ طیر یُتَشاءَم به. و جَری له غُرابُ شِمالٍ أَی ما یَكْرَه كأَنَّ الطائر إِنما أَتاه عن الشِّمال؛ قال أَبو ذؤیب: زَجَرْتَ لها طَیْرَ الشِّمال، فإِن تَكُنْ هَواك الذی تَهْوی، یُصِبْك اجْتِنابُها و قول الشاعر: رَأَیْتُ بَنی العَلّاتِ، لما تَضَافَرُوا، یَحُوزُونَ سَهْمی دونهم فی الشَّمائِل أَی یُنْزِلُونَنی بالمنزلة الخَسِیسة. و العَرَب تقول: فلان عِنْدی بالیَمِین أَی بمنزلة حَسَنة، و إِذا خَسَّتْ مَنْزِلَتُه قالوا: أَنت عندی بالشِّمال؛ و أَنشد أَبو سعید لعَدِیِّ بن زید یخاطب النُّعْمان فی تفضیله إِیاه علی أَخیه: كَیْفَ تَرْجُو رَدَّ المُفِیض، و قد أَخْخَرَ قِدْحَیْكَ فی بَیاض الشِّمال؟ یقول: كُنْت أَنا المُفِیضَ لِقدْح أَخیك و قِدْحِك فَفَوَّزْتُك علیه، و قد كان أَخوك قد أَخَّرَك و جعل قِدْحَك بالشِّمال. و الشِّمال: الشُّؤْم؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لم أَجْعَلْ شُؤُونَك بالشِّمَال أَی لم أَضعْها مَوْضع شُؤم؛ و قوله: و كُنْتَ، إِذا أَنْعَمْتَ فی الناس نِعْمَةً، سَطَوْتَ علیها قابضاً بشِمَالِكا معناه: إِن یُنْعِمْ بیمینه یَقْبِضْ بشِمَالِه. و الشِّمال: الطَّبْع، و الجمع شَمَائِل؛ و قول عَبْد یَغُوث: أَ لَمْ تَعْلَما أَن المَلامَةَ نَفْعُها قَلِیلٌ، و ما لَوْمی أَخی من شِمَالِیا یجوز أَن یكون واحداً و أَن یكون جمعاً من باب هِجانٍ و دِلاصٍ. و الشِّمالُ: الخُلُق؛ قال جریر: قلیلٌ، و ما لَوْمی أَخی من شِمالِیا و الجمع الشَّمَائِل؛ قال ابن بری: البیت لعَبْد یَغُوثَ بن وقَّاص الحَرِثی، و قال صَخْر بن عمرو بن الشَّرِید أَخو الخَنْساء: أَبی الشَّتْمَ أَنی قد أَصابوا كَرِیمَتی، و أَنْ لَیْسَ إِهْداءُ الخَنَی من شِمَالِیا و قال آخر: هُمُ قَوْمی، و قد أَنْكَرْتُ منهمُ شَمَائِلَ بُدِّلُوها من شِمَالی «2». أَی أَنْكَرْتُ أَخلاقهم. و یقال: أَصَبْتُ من فلان شَمَلًا أَی رِیحاً؛ و قال: أَصِبْ شَمَلًا منی العَشیَّةَ، إِنَّنی، علی الهَوْل، شَرَّابٌ بلَحْمٍ مُلَهْوَج و الشَّمال: الرِّیح التی تَهُبُّ من ناحیة القُطْب، و فیها خمس لغات: شَمْلٌ، بالتسكین، و شَمَلٌ، بالتحریك، و شَمَالٌ و شَمْأَلٌ، مهموز، و شَأْمَلٌ مقلوب، قال: و ربما جاء بتشدید اللام؛ قال الزَّفَیانُ «3»:
(2). قوله [و قد أنكرت منهم] كذا فی الأَصل هنا و مثله فی التهذیب و سیأتی قریباً بلفظ و هم أنكرن منی (3). قوله [قال الزفیان] فی ترجمة ومعل و شمل من التكملة إن الرجز لیس للزفیان و لم ینسبه لأَحد
لسان العرب، ج‌11، ص: 366
تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ و الجمع شَمَالاتٌ و شَمَائِل أَیضاً، علی غیر قیاس، كأَنهم جمعوا شِمَالة مثل حِمَالة و حَمائل؛ قال أَبو خِراش: تَكَادُ یَدَاهُ تُسْلِمان رِدَاءه من الجُودِ، لَمَّا اسْتَقْبَلَتْه الشَّمَائِلُ غیره: و الشَّمَالُ ریح تَهُبُّ من قِبَل الشَّأْم عن یَسار القِبْلة. المحكم: و الشَّمَالُ من الریاح التی تأْتی من قِبَل الحِجْر. و قال ثعلب: الشَّمَال من الریاح ما استْقْبَلَك عن یَمِینك إِذا وَقَفْت فی القِبْلة. و قال ابن الأَعرابی: مَهَبُّ الشَّمَال من بنات نَعْشٍ إِلی مَسْقَط النَّسْر الطائر، و من تَذْكِرَة أَبی عَلیٍّ، و یكون اسماً و صِفَةً، و الجمع شَمَالاتٌ؛ قال جَذِیمة الأَبْرش: رُبَّما أَوْفَیْتُ فی عَلَمٍ، تَرْفَعَنْ ثَوْبی شَمَالاتُ فأَدْخَل النونَ الخفیفة فی الواجب ضرورةً، و هی الشَّمُولُ و الشَّیمَل و الشَّمْأَلُ و الشَّوْمَلُ و الشَّمْلُ و الشَّمَلُ؛ و أَنشد: ثَوَی مَالِكٌ بِبلاد العَدُوّ، تَسْفِی علیه رِیاحُ الشَّمَل فإِما أَن یكون علی التخفیف القیاسی فی الشَّمْأَل، و هو حذف الهمزة و إِلقاء الحركة علی ما قبلها، و إِما أَن یكون الموضوع هكذا. قال ابن سیدة: و جاء فی شعر البَعِیث الشَّمْل بسكون المیم لم یُسْمَع إِلا فیه؛ قال البَعِیث: أَهَاجَ علیك الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ، بناصِفَةِ البُرْدَیْنِ، أَو جانِبِ الهَجْلِ أَتَی أَبَدٌ من دون حِدْثان عَهْدِها، و جَرَّت علیها كُلُّ نافجةٍ شَمْلِ و قال عمرو بن شاس: و أَفْراسُنا مِثْلُ السَّعالی أَصَابَها قِطَارٌ، و بَلَّتْها بنافِجَةٍ شَمْلِ و قال الشاعر فی الشَّمَل، بالتحریك: ثَوَی مالِكٌ ببلاد العَدُوِّ، تَسْفِی علیه رِیَاحُ الشَّمَل و قیل: أَراد الشَّمْأَلَ، فَخَفَّفَ الهمز؛ و شاهد الشَّمْأَل قول الكُمَیت: مَرَتْه الجَنُوبُ، فَلَمَّا اكْفَهَرْرَ حَلَّتْ عَزَالِیَهُ الشَّمْأَلُ و قال أَوس: و عَزَّتِ الشَّمْأَل الرِّیَاح، و إِذ بَاتَ كَمِیعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا «1». و قول الطِّرِمَّاح: لأْم تَحِنُّ به مَزَامِیرُ الأَجانِب و الأَشَامِل قال ابن سیدة: أُراه جَمَع شَمْلًا علی أَشْمُل، ثم جَمَع أَشْمُلًا علی أَشَامِل. و قد شَمَلَتِ الرِّیحُ تَشْمُل شَمْلًا و شُمُولًا؛ الأُولی عن اللحیانی: تَحَوَّلَتْ شَمَالًا. و أَشْمَلَ یَوْمُنا إِذا هَبَّتْ فیه الشَّمَال. و أَشْمَلَ القومُ: دَخَلوا فی ریح الشَّمَال، و شُمِلُوا «2» أَصابتهم الشَّمَالُ، و هم
(1). قوله [و عزت الشمأل إلخ] تقدم فی ترجمة كمع بلفظ وهبت الشمأَل البلبل إلخ (2). قوله [و شملوا] هذا الضبط وجد فی نسخة من الصحاح، و الذی فی القاموس: و كفرحوا أصابتهم الشمال
لسان العرب، ج‌11، ص: 367
مَشْمُولون. و غَدِیرٌ مَشْمولٌ: نَسَجَتْه ریحُ الشَّمَال أَی ضَرَبَته فَبَرَدَ ماؤه و صَفَا؛ و منه قول أَبی كبیر: وَدْقُها لم یُشْمَل و قول الآخر: و كُلِّ قَضَّاءَ فی الهَیْجَاءِ تَحْسَبُها نِهْیاً بقَاعٍ، زَهَتْه الرِّیحُ مَشْمُولا و فی قَصِید كعب بن زهیر: صَافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَی و هو مَشْمول أَی ماءٌ ضَرَبَتْه الشَّمَالُ. و منه: خَمْر مَشْمُولة باردة. و شَمَلَ الخمْر: عَرَّضَها للشَّمَال فَبَرَدَتْ، و لذلك قیل فی الخمر مَشْمُولة، و كذلك قیل خمر مَنْحُوسة أَی عُرِّضَتْ للنَّحْس و هو البَرْد؛ قال‌كأَنَّ مُدامةً فی یَوْمِ نَحْس و منه قوله تعالی: فِی أَیّٰامٍ نَحِسٰاتٍ؛ و قول أَبی وَجْزَة: مَشْمُولَةُ الأُنْس مَجْنوبٌ مَوَاعِدُها، من الهِجان الجِمال الشُّطْب و القَصَب «1». قال ابن السكیت و فی روایة: مَجْنوبَةُ الأُنْس مَشْمُولٌ مَوَاعِدُها و معناه: أُنْسُها محمودٌ لأَن الجَنوب مع المطر فهی تُشْتَهَی للخِصْب؛ و قوله … مَشْمُولٌ مَواعِدُها أَی لیست مواعدها بمحمودة، و فَسَّره ابن الأَعرابی فقال: یَذْهَب أُنْسُها مع الشَّمَال و تَذْهَب مَوَاعِدُها مع الجَنُوب؛ و قالت لَیْلی الأَخْیَلِیَّة: حَبَاكَ به ابْنُ عَمِّ الصِّدْق، لَمَّا رآك مُحارَفاً ضَمِنَ الشِّمَال تقول: لَمَّا رآك لا عِنَانَ فی یَدِك حَبَاك بفَرَس، و العِنَانُ یكون فی الشِّمَال، تقول كأَنَّك زَمِنُ الشِّمَال إِذ لا عِنَانَ فیه. و یقال: به شَمْلٌ «2» من جُنون أَی به فَزَعٌ كالجُنون؛ و أَنشد: حَمَلَتْ به فی لَیْلَةٍ مَشْمُولةً أَی فَزِعةً؛ و قال آخر: فَمَا بیَ من طَیفٍ، علی أَنَّ طَیْرَةً، إِذا خِفْتُ ضَیْماً، تَعْتَرِینیَ كالشَّمْل قال: كالشَّمْل كالجُنون من الفَزَع. و النَّارُ مَشْمولَةٌ إِذا هَبّتْ علیها رِیحُ الشَّمَال. و الشِّمَال: كِیسٌ یُجْعَل علی ضَرْع الشاة، و شَمَلَها یَشْمُلُها شَمْلًا: شَدَّه علیها. و الشِّمَال: شِبْه مِخْلاةٍ یُغَشَّی بها ضَرْع الشاة إِذا ثَقُل، و خَصَّ بعضهم به ضَرْع العَنْزِ، و كذلك النخلة إِذا شُدَّت أَعذاقُها بقِطَع الأَكسِیة لئلا تُنْفَض؛ تقول منه: شَمَل الشاةَ یَشْمُلها شَمْلًا و یَشْمِلُها؛ الكسر عن اللحیانی، عَلَّق علیها الشِّمَال و شَدَّه فی ضَرْع الشاة، و قیل: شَمَلَ الناقةَ عَلَّق علیها شِمَالًا، و أَشْمَلَها جَعَل لها شِمَالًا أَو اتَّخَذَه لها. و الشِّمَالُ: سِمَةٌ فی ضَرْع الشاة. و شَمِلَهم أَمْرٌ أَی غَشِیَهم. و اشْتَمَلَ بثوبه إِذا تَلَفَّف. و شَمَلَهم الأَمر یَشْمُلُهم شَمْلًا و شُمُولًا و شَمِلَهم یَشْمَلُهم شَمَلًا و شَمْلًا و شُمُولًا: عَمَّهم؛ قال ابن قیس الرُّقَیَّات:
(1). قوله [الشطب و القصب] كذا فی الأصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: الشطبة القصب (2). قوله [و یقال به شمل] ضبط فی نسخة من التهذیب غیر مرة بالفتح و كذا فی البیت بعد
لسان العرب، ج‌11، ص: 368
كَیْفَ نَوْمی علی الفِراشِ، و لَمَّا تَشْمَلِ الشَّامَ غارةٌ شَعْواءُ؟ أَی متفرقة. و قال اللحیانی: شَمَلَهم، بالفتح، لغة قلیلة؛ قال الجوهری: و لم یعرفها الأَصمعی. و أَشْمَلَهم شَرًّا: عَمَّهم به، و أَمرٌ شَامِلٌ. و المِشْمَل: ثوب یُشْتَمَل به. و اشْتَمَلَ بالثوب إِذا أَداره علی جسده كُلِّه حتی لا تخرج منه یَدُه. و اشْتَمَلَ علیه الأَمْرُ: أَحاط به. و فی التنزیل العزیز: أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَیْهِ أَرْحٰامُ الْأُنْثَیَیْنِ*. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نَهی عن اشْتِمَالِ الصَّمَّاء.المحكم: و الشِّمْلَة الصَّمَّاء التی لیس تحتها قَمِیصٌ و لا سَراوِیل، و كُرِهَت الصلاة فیها كما كُرِه أَن یُصَلِّی فی ثوب واحد و یَدُه فی جوفه؛ قال أَبو عبید: اشْتِمالُ الصَّمَّاء هو أَن یَشْتَمِلَ بالثوب حتی یُجَلِّل به جسدَه و لا یَرْفَع منه جانباً فیكون فیه فُرْجَة تَخْرج منها یده، و هو التَّلَفُّع، و ربما اضطجع فیه علی هذه الحالة؛ قال أَبو عبید: و أَما تفسیر الفقهاء فإِنهم یقولون هو أَن یَشْتَمِل بثوب واحد لیس علیه غیره ثم یرفعه من أَحد جانبیه فیَضَعه علی مَنْكِبه فَتَبْدُو منه فُرْجَة، قال: و الفقهاء أَعلم بالتأْویل فی هذا الباب، و ذلك أَصح فی الكلام، فمن ذهب إِلی هذا التفسیر كَرِه التَّكَشُّف و إِبداءَ العورة، و من فَسَّره تفسیر أَهل اللغة فإِنه كَرِه أَن یَتَزَمَّل به شامِلًا جسدَه، مخافة أَن یدفع إِلی حالة سادَّة لتَنَفُّسه فیَهْلِك؛ الجوهری: اشْتِمَالُ الصَّمَّاء أَن یُجَلِّل جسدَه كلَّه بالكِساء أَو بالإِزار. و‌فی الحدیث: لا یَضُرُّ أَحَدَكُم إِذا صَلَّی فی بیته شملًا‌أَی فی ثوب واحد یَشْمَله. المحكم: و الشَّمْلة كِساءٌ دون القَطِیفة یُشْتَمل به، و جمعها شِمَالٌ؛ قال: إِذا اغْتَزَلَتْ من بُقامِ الفَریر، فیا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتا شَبَّه هاء التأْنیث فی شَمْلَتا بالتاء الأَصلیة فی نحو بَیْتٍ و صَوْت، فأَلحقها فی الوقف علیها أَلفاً، كما تقول بَیْتاً و صوتاً، فشَمْلَتا علی هذا منصوبٌ علی التمییز كما تقول: یا حُسْنَ وَجْهِك وَجْهاً أَی من وجه. و یقال: اشتریت شَمْلةً تَشْمُلُنی، و قد تَشَمَّلَ بها تَشَمُّلًا و تَشْمِیلًا؛ المصدر الثانی عن اللحیانی، و هو علی غیر الفعل، و إِنما هو كقوله: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا. و ما كان ذا مِشْمَلٍ و لقد أَشْمَلَ أَی صارت له مِشْمَلة. و أَشْمَلَه: أَعطاه مِشْمَلَةً؛ عن اللحیانی؛ و شَمَلَه شَمْلًا و شُمُولًا: غَطَّی علیه المِشْمَلة؛ عنه أَیضاً؛ قال ابن سیدة: و أُراه إِنما أَراد غَطَّاه بالمِشْمَلة. و هذه شَمْلةٌ تَشْمُلُك أَی تَسَعُك كما یقال: فِراشٌ یَفْرُشك. قال أَبو منصور: الشَّمْلة عند العرب مِئْزَرٌ من صوف أَو شَعَر یُؤْتَزَرُ به، فإِذا لُفِّق لِفْقَین فهی مِشْمَلَةٌ یَشْتَمِل بها الرجل إِذا نام باللیل. و‌فی حدیث علی قال للأَشَعت بن قَیْسٍ: إِنَّ أَبا هذا كان یَنْسِجُ الشِّمَالَ بیَمینه، و فی روایة: یَنْسِج الشِّمَال بالیمین؛ الشِّمَالُ: جمع شَمْلةٍ و هو الكِساء و المِئْزَر یُتَّشَح به، و‌قوله الشِّمَال بیمینه‌من أَحسن الأَلفاظ و أَلْطَفِها بلاغَةً و فصاحَة. و الشِّمْلَةُ: الحالةُ التی یُشْتَمَلُ بها. و المِشْمَلَة: كِساء یُشْتَمل به دون القَطِیفة؛ و أَنشد ابن بری: ما رأَیْنا لغُرابٍ مَثَلًا، إِذ بَعَثْناهُ یَجی بالمِشمَلَه غَیْرَ فِنْدٍ أَرْسَلوه قابساً، فثَوی حَوْلًا، و سَبَّ العَجَله
لسان العرب، ج‌11، ص: 369
و المِشْمَل: سیف قَصِیرٌ دَقیق نحْو المِغْوَل. و فی المحكم: سیف قصیر یَشْتَمِل علیه الرجلُ فیُغَطِّیه بثوبه. و فلان مُشْتَمِل علی داهیة، علی المثَل. و المِشْمَالُ: مِلْحَفَةٌ یُشْتَمَل بها. اللیث: المِشْمَلَة و المِشْمَل كساء له خَمْلٌ متفرِّق یُلْتَحَف به دون القَطِیفة. و‌فی الحدیث: و لا تَشْتَمِل اشْتِمَالَ الیَهود؛ هو افتعال من الشَّمْلَة، و هو كِساء یُتَغَطّی به و یُتَلَفَّف فیه، و المَنْهِیُّ عنه هو التَّجَلُّل بالثوب و إِسْبالُه من غیر أَن یرفع طَرَفه.و قالت امرأَة الولید له: مَنْ أَنْتَ و رأْسُكَ فی مِشْمَلِك؟أَبو زید: یقال اشْتَمَلَ علی ناقةٍ فَذَهَب بها أَی رَكِبها وذهبَ بها، و یقال: جاءَ فلان مُشْتَمِلًا علی داهیة. و الرَّحِمُ تَشْتَمِلُ علی الولد إِذا تَضَمَّنَته. و الشَّمُول: الخَمْر لأَنَّها تَشْمَل بِریحها الناسَ، و قیل: سُمِّیت بذلك لأَنَّ لها عَصْفَةً كعَصْفَة الشَّمال، و قیل: هی الباردة، و لیس بقَوِیٍّ. و الشِّمَال: خَلِیقة الرَّجُل، و جمعها شَمَائِل؛ و قال لبید: هُمُ قَوْمِی، و قد أَنْكَرْتُ منهم شَمَائِلَ بُدِّلُوها من شِمَالِی و إِنَّها لحَسَنةُ الشَّمَائِل. و رجُل كَریم الشَّمَائِل أَی فی أَخلاقه و مخالطتِه. و یقال: فلان مَشْمُول الخَلائق أَی كَریم الأَخلاق، أُخِذ من الماء الذی هَبَّتْ به الشَّمالُ فبرَّدَتْه. و رَجُل مَشْمُول: مَرْضِیُّ الأَخلاق طَیِّبُها؛ قال ابن سیدة: أُراه من الشَّمُول. و شَمْل القومِ: مُجْتَمع عَدَدِهم و أَمْرهم. و اللَّوْنُ الشَّامِلُ: أَن یكون شی‌ء أَسود یَعْلوه لون آخر؛ و قول ابن مقبل یصف ناقة: تَذُبُّ عنه بِلِیفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ، یَحْمی أَسِرَّة بین الزَّوْرِ و الثَّفَن قال شمر: الشَّمِل الرَّقیق، و أَسِرَّة خُطوط واحدتها سِرارٌ، بِلِیفٍ أَی بذَنَب. و الشِّمْل: العِذْقُ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد للطِّرمَّاح فی تَشْبیه ذَنَب البعیر بالعِذْق فی سَعَته و كثرة هُلْبه: أَو بِشِمْلٍ شالَ من خَصْبَةٍ، جُرِّدَتْ للناسِ بَعْدَ الكِمام و الشِّمِلُّ: العِذْق القَلِیل الحَمْل. و شَمَل النخلة یَشْمُلها شَمْلًا و أَشْمَلَها و شَمْلَلَها: لقَطَ ما علیها من الرُّطَب؛ الأَخیرة عن السیرافی. التهذیب: أَشْمَلَ فلان خَرائفَه إِشْمَالًا إِذا لَقَط ما علیها من الرُّطب إِلا قلیلًا، و الخَرائفُ: النَّخِیل اللواتی تُخْرَص أَی تُحْزَر، واحدتها خَرُوفةٌ. و یقال لما بَقِی فی العِذْق بعد ما یُلْقَط بعضه شَمَلٌ، و إِذا قَلَّ حَمْلُ النخلة قیل: فیها شَمَلٌ أَیضاً، و كان أَبو عبیدة یقول هو حَمْلُ النخلة ما لم یَكْبُر و یَعْظُم، فإِذا كَبُر فهو حَمْلٌ. الجوهری: ما علی النخلة إِلا شَمَلَةٌ و شَمَلٌ، و ما علیها إِلَّا شَمَالِیلُ، و هو الشی‌ء القلیل یَبْقَی علیها من حَمْلها. و شَمْلَلْتُ النخلةَ إِذا أَخَذْت من شَمالِیلِها، و هو التمر القلیل الذی بقی علیها. و فیها شَمَلٌ من رُطَب أَی قلیلٌ، و الجمع أَشْمالٌ، و هی الشَّمَالِیل واحدتها شُمْلولٌ. و الشَّمَالِیل: ما تَفَرَّق من شُعَب الأَغصان فی رؤوسها كشَمارِیخ العِذْق؛ قال العجاج: و قد تَرَدَّی من أَراطٍ مِلْحَفاً، منها شَمَالِیلُ و ما تَلَفَّفا و شَمَلَ النَّخلةَ إِذا كانت تَنْفُض حَمْلَها فَشَدَّ تحت أَعْذاقِها قِطَعَ أَكْسِیَة. و وقعَ فی الأَرض شَمَلٌ من مطر أَی قلیلٌ. و رأَیت شَمَلًا من الناس و الإِبل
لسان العرب، ج‌11، ص: 370
أَی قلیلًا، و جمعهما أَشْمَال. ابن السكیت: أَصابنا شَمَلٌ من مطر، بالتحریك. و أَخْطأَنا صَوْبُه و وابِلُه أَی أَصابنا منه شی‌ءٌ قلیل. و الشَّمَالِیلُ: شی‌ء خفیف من حَمْل النخلة. و ذهب القومُ شَمَالِیلَ: تَفَرَّقوا فِرَقاً؛ و قول جریر: بقَوٍّ شَمَالِیل الهَوَی إن تبدَّرا إِنما هی فِرَقُه و طوائفُه أَی فی كل قلْبٍ من قلوب هؤلاء فِرْقةٌ؛ و قال ابن السكیت فی قول الشاعر: حَیُّوا أُمَامةَ، و اذْكُروا عَهْداً مَضَی، قَبْلَ التَّفَرُّق من شَمالِیلِ النَّوَی قال: الشَّمَالِیلُ البَقایا، قال: و قال عُمارة و أَبو صَخْر عَنَی بشَمَالِیل النَّوَی تَفَرُّقَها؛ قال: و یقال ما بقی فی النخلة إِلا شَمَلٌ و شَمَالِیلُ أَی شی‌ءٌ متفرّقٌ. و ثوبٌ شَمَالِیلُ: مثل شَماطِیط. و الشِّمَالُ: كل قبْضَة من الزَّرْع یَقْبِض علیها الحاصد. و أَشْمَلَ الفَحْلُ شَوْلَه إِشْمَالًا: أَلْقَحَ النِّصْفَ منها إِلی الثُّلُثین، فإِذا أَلقَحَها كلَّها قیل أَقَمَّها حتی قَمَّتْ تَقِمُّ قُمُوماً. و الشَّمَل، بالتحریك: مصدر قولك شَمِلَتْ ناقتُنا لقاحاً من فَحْل فلان تَشْمَلُ شَمَلًا إِذا لَقِحَتْ. المحكم: شَمِلَتِ الناقةُ لقاحاً قبِلَتْه، و شَمِلَتْ إِبْلُكُم لنا بعیراً أَخْفَتْه. و دخل فی شَمْلها و شَمَلها أَی غُمارها. و الشَّمْلُ: الاجتماع، یقال: جَمعَ اللهُ شَمْلَك. و‌فی حدیث الدعاء: أَسأَلك رَحْمةً تَجْمَع بها شَمْلی؛ الشَّمْل: الاجتماع. ابن بُزُرْج: یقال شَمْلٌ و شَمَلٌ، بالتحریك؛ و أَنشد: قد یَجْعَلُ اللهُ بَعدَ العُسْرِ مَیْسَرَةً، و یَجْمَعُ اللهُ بَعدَ الفُرْقةِ الشَّمَلا و جمع الله شَمْلَهم أَی ما تَشَتَّتَ من أَمرهم. و فَرَّق اللهُ شَمْلَه أَی ما اجتمع من أَمره؛ و أَنشد أَبو زید فی نوادره للبُعَیْث فی الشَّمَل، بالتحریك: و قد یَنْعَشُ اللهُ الفَتی بعدَ عَثْرةٍ، و قد یَجْمَعُ اللهُ الشَّتِیتَ من الشَّمَلْ لَعَمْرِی لقد جاءت رِسالةُ مالكٍ إِلی جَسَدٍ، بَیْنَ العوائد، مُخْتَبَلْ و أَرْسَلَ فیها مالكٌ یَسْتَحِثُّها، و أَشْفَقَ من رَیْبِ المَنُونِ و ما وَأَلْ أَ مالِكُ، ما یَقْدُرْ لكَ اللهُ تَلْقَه، و إِن حُمَّ رَیْثٌ من رَفِیقك أَو عَجَل و ذاك الفِراقُ لا فِراقُ ظَعائِنٍ، لهُنَّ بذی القَرْحَی مُقامٌ و مُرْتَحَل قال أَبو عمرو الجَرْمی: ما سمعته بالتحریك إِلَّا فی هذا البیت. و الشَّمْأَلةُ: قُتْرة الصائد لأَنها تُخْفِی مَنْ یستتر بها؛ قال ذو الرمة: و بالشَّمَائِل من جِلّانَ مُقْتَنِصٌ رَذْلُ الثیاب، خَفِیُّ الشَّخْص مُنْزَرِبُ و نحن فی شَمْلِكم أَی كَنَفِكم. و انْشَمَلَ الشی‌ءُ: كانْشَمَر؛ عن ثعلب. و یقال: انْشَمَلَ الرجلُ فی حاجته و انْشَمَر فیها؛ و أَنشد أَبو تراب: وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَلْیاطِ یَحْسَبُها، مَنْ لم یَكُنْ قبْلُ رَاها رَأْیَةً، جَمَلا حتی یَدُلَّ علیها خَلْقُ أَرْبعةٍ فی لازقٍ لَحِقَ الأَقْراب فانْشَمَلا أَراد أَربعة أَخلاف فی ضَرْع لازقٍ لَحِقَ أَقرابها
لسان العرب، ج‌11، ص: 371
فانْضَمَّ و انشمر. و شَمَلَ الرجلُ و انْشَمَلَ و شَمْلَلَ: أَسرع، و شَمَّر، أَظهروا التضعیف إِشعاراً بإِلْحاقِه. و ناقة شِمِلَّة، بالتشدید، و شِمَال و شِمْلالٌ و شِمْلِیلٌ: خفیفة سریعة مُشَمَّرة؛ و فی قصید كعب بن زُهَیر: و عَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِیل «3». الشِّمْلِیل، بالكسر: الخَفِیفة السَّریعة. و قد شَمْلَلَ شَمْلَلَةً إِذا أَسْرَع؛ و منه قول إمرئ القیس یصف فرساً: كأَنی بفَتْخاءِ الجَنَاحَینِ لَقْوَةٍ، دَفُوفٍ من العِقْبانِ، طَأْطأْتُ شِمْلالی و یروی: علی عَجَلٍ منها أُطَأْطِئُ شِمْلالی و معنی طأْطأَت أَی حَرَّكْت و احْتَثَثْت؛ قال ابن بری: روایة أَبی عمرو شِمْلالی بإِضافته إِلی یاء المتكلم أَی كأَنی طأْطأْت شِمْلالی من هذه الناقة بعُقابٍ، و رواه الأَصمعی شِمْلال من غیر إِضافة إِلی الیاء أَی كأَنی بِطَأْطأَتی بهذه الفرس طَأْطأْتُ بعُقابٍ خفیفة فی طَیَرانِها، فشِمْلال علی هذا من صفة عُقاب الذی تُقَدِّره قبل فَتْخاء تقدیره بعُقاب فَتْخاء شِمْلالٍ. و طَأْطأَ فلان فرسَه إِذا حَثَّها بساقَیْه؛ و قال المرَّار: و إِذا طُوطِئَ طَیّارٌ طِمِرّ قال أَبو عمرو: أَراد بقوله أُطَأْطِئُ شِمْلالی یَدَه الشِّمَال، و الشِّمَالُ و الشِّمْلالُ واحد. و جَمَلٌ شِمِلٌّ و شِمْلالٌ و شِمْلِیلٌ: سریع؛ أَنشد ثعلب: بأَوْبِ ضَبْعَیْ مَرِحٍ شِمِلِّ و أُمُّ شَمْلَة: كُنْیَةُ الدُّنْیا، عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مِنْ أُمِّ شمْلَة تَرْمِینا، بِذائفِها، غَرَّارة زُیِّنَتْ منها التَّهاوِیل و الشَّمَالِیلُ: حِبَال رِمالٍ متفرقة بناحیة مَعْقُلةَ. و أُمُّ شَمْلَة و أُمُّ لَیْلَی: كُنْیَةُ الخَمْر. و‌فی حدیث مازنٍ بقَرْیة یقال لها شَمائِل، یروی بالسین و الشین، و هی من أَرض عُمَان. و شَمْلَةُ و شِمَالٌ و شامِلٌ و شُمَیْلٌ: أَسماء.

شمردل؛ ج11، ص: 371

: الشَّمَرْدَلُ، بالدال غیر معجمة، من الإِبل و غیرِها: القَوِیُّ السریع الفَتِیُّ الحَسَنُ الخَلْق، و الأُنثی بالهاء؛ قال المُساوِر بن هند: إِذا قُلْت عُودُوا، عاد كلُّ شَمَرْدَلٍ أَشَمَّ من الفِتْیانِ، جَزْلٍ مَوَاهِبُه و الشَّمَرْدَلَةُ: الناقة الحسنة الجمیلةُ الخَلْق. المحكم: و شَمَرْدَلٌ و الشَّمَرْدَل كلاهما اسم رجُل، قال: دَخَلتْ فیه اللام كدخولها فی الحَرِث و الحَسَن و العَبّاس و سقطت منه علی حَدِّ سقوطها فی قولك حَرِث و حَسَن و عَبّاس، علی ما قد أَحْكَمه سیبویه فی الباب الذی ترْجَمه بقوله هذا باب یكون فیه الشی‌ء غالباً علیه اسمٌ، یكون لكل من كان من أُمَّته أَو كان فی صفته من الأَسماء التی تدخلها الأَلف و اللام، و تكون نَكِرته الجامعةَ لما ذكرتُ من المعانی، فَتَفَهَّمْه هُنالك، فإِنه فَصْل غامِضُ الأَحكام فی صِناعة الإِعراب و قَلَّ مَنْ یَأْبَهُ له. ابن الأَعرابی: الهَمَرْجَلُ الجَمَل الضَّخْم و مثله الشَّمَرْدَل. اللیث:
(3). قوله [و عمها خالها إلخ] تقدم صدره فی ترجمة حرف: حرف أخوها أبوها من مهجنة و عمها خالها قوداء شِمْلِیل
لسان العرب، ج‌11، ص: 372
الشَّمَرْدَل الفَتِیُّ القَوِیُّ الجَلْدُ، قال: و كذلك من الإِبل؛ و أَنشد: مُوَاشِكَةُ الإِیغالِ حَرْفٌ شَمَرْدَلٌ أَبو عمرو: الشَّمَرْدَلَة الناقة القویة علی السَّیر، و یقال للجَمَل شَمَرْدَلٌ؛ قال ذو الرمة: بَعِیدُ مَسافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ

شمشل؛ ج11، ص: 372

: الشِّمشِل: الفِیلُ؛ عن كراع.

شمطل؛ ج11، ص: 372

: التهذیب: الشُّمْطالةُ البَضْعَةُ من اللحم یكون فیها شحم.

شمعل؛ ج11، ص: 372

: المُشْمَعِلُّ: المتفرِّق. و المُشْمَعِلُّ: السریع یكون فی الناس و الإِبل. و‌فی حدیث صَفِیّة أُم الزُّبیر: كیف رأَیتَ زَبْراً: أَ أَقِطاً و تَمْراً، أَو مُشْمَعِلًّا صَقْراً؟قال: المُشْمَعِلُّ السریع الماضی، و المیم زائدة. یقال: اشْمَعَلَّ فهو مُشْمَعِلٌّ. و اشْمَعَلَّتِ الإِبلُ: تَفَرَّقتْ مُسرِعةً. و ناقة مُشْمَعِلٌّ: خفیفة سریعة نشیطة. و ناقة شَمْعَلَة: سریعة نشِیطة. و الشَّمْعَلُ: الناقة الخفیفة؛ و أَنشد: یا أَیُّها العَوْدُ الضَّعیف الأَثْیَلُ، ما لَكَ إِذ حُثَّ المَطِیُّ تَزْحَلُ أُخْراً، و تَنْجُو بالرِّكابِ شَمْعَلُ؟ و قد اشْمَعَلَّت الناقةُ، فهی مُشْمَعِلَّة؛ قال رَبیعة بن مَقْروم الضَّبِّی: كأَنَّ هُوِیَّها، لما اشْمَعَلَّت، هُوِیُّ الطیر تَبْتَدِر الإِیابا وَزَعْتُ بِكالهِرَاوةِ أَعْوَجیٍّ، إِذا وَنَتِ المَطِیُّ جَرَی وَثابا الأَزهری: المُشْمَعِلَّة الناقة السریعة، و المُسْمَغِلَّةُ الطویلة؛ بالغین و السین. و امرأَة مُشْمَعِلَّة: كثیرة الحركة؛ أَنشد ثعلب: كوَاحِدَةِ الأُدْحِیِّ لا مُشْمَعِلَّةٌ، و لا جَحْمةٌ تحْتَ الثِّیاب جَشُوبُ جَشُوبٌ: خفیفة. و اشمَعَلَّت الغارةُ: شَمِلَتْ و تفرَّقتْ و انتشرَتْ؛ و أَنشد: صَبَحْتُ شَبَاماً غارَةً مُشْمَعِلَّةً، و أُخْرَی سأُهْدِیها قرِیباً لِشاكِرِ و أَنشد الجوهری لأَوس بن مَغْرَاء التمیمی: وَ هُمْ عِنْد الحُروبِ، إِذا اشمَعَلَّتْ، بَنُوها ثَمَّ و المُتَثَوِّبُونا قال أَبو تراب: سمعت بعض قیس یقول: اشْمَعَطَّ القومُ فی الطَّلَب و اشْمَعَلُّوا إِذا بادَروا فیه و تفرَّقوا، و اشْمَعَلَّت الإِبلُ و اشْمَعَطَّت إِذا انتشرت. و المُشْمَعِلُّ: الخفیف الظریف، و قیل الطویل. و لَبنٌ مُشْمعِلُّ: غالب بحُمُوضته. و شَمْعَلَتِ الیهود شَمْعَلَةً: و هی قراءتهم إِذا اجتمعوا فی فُهْرِهم. و اشْمَعَلَّ القومُ فی الطلب اشْمِعْلالًا إِذا بادروا فیه و تفرَّقوا؛ قال أُمیَّة بن أَبی الصَّلت: لهُ دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ، و آخَرُ فوْقَ دارَتِه یُنادِی الخلیل: اشْمَعَلَّت الإِبل إِذا مَضَت و تفرَّقت مَرَحاً و نشاطاً؛ قال الشاعر: إِذا اشْمَعَلَّتْ سَنَناً رَسا بِها بذاتِ حَرْفَین، إِذا خَجَا بها
لسان العرب، ج‌11، ص: 373‌

شنبل؛ ج11، ص: 373

: شَنْبَلٌ: اسم. ابن الأَعرابی عن الدُّبَیْریَّة: یقال قبَّلَهُ و رَشَفَه و ثاغَمَه و شَنْبَلَه و لَثَمه بمعنی واحد.

شهل؛ ج11، ص: 373

: الشُّهْلة فی العَینِ: أَن یَشُوبَ سَوادَها زُرْقةٌ، و عَینٌ شَهْلاء و رجُل أَشْهَلُ العینِ بَیِّنُ الشَّهَل؛ و أَنشد الفراء «1»: و لا عَیْبَ فیها غیْرَ شُهْلَة عَیْنِها، كذاك عِتاقُ الطَّیْر شُهْلٌ عیونُها قال: و بعض بنی أَسد و قُضاعة ینصبون غیر إِذا كان فی معنی إِلَّا، تَمَّ الكلامُ قبلها أَو لم یَتِمَّ. ابن سیدة: الشَّهَل و الشُّهْلَة أَقلُّ من الزَّرَق فی الحَدَقة، و هو أَحسن منه، و الشُّهْلَة أَن یكون سواد العین بین الحُمْرة و السواد، و قیل: هی أَن تُشْرَب الحَدَقةُ حُمْرةً لیست خُطوطاً كالشُّكْلة و لكنها قلَّة سواد الحَدَقة حتی كأَنَّ سوادها یَضْرب إِلی الحمرة، و قیل: هو أَن لا یَخْلُص سوادُها. أَبو عبید: الشُّهْلَة حُمْرة فی سواد العین، و أَما الشُّكْلة فهی كهیئة الحمرة تكون فی بیاض العین؛ شَهِلَ شَهَلًا و اشْهَلَّ، و رَجُل أَشْهَلُ و امرأَة شَهْلاء؛ قال ذو الرمة: كأَنی أَشْهَلُ العَیْنینِ بازٍ، علی عَلْیاءَ شَبَّهَ فاسْتَحالا أَبو زید: الأَشْهَلُ و الأَشْكَلُ و الأَسْجَر واحد. و عَیْنٌ شَهْلاء إِذا كان بیاضُها لیس بخالص فیه كُدورة. و‌فی الحدیث: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ضَلِیعَ الفَم أَشْهَلَ العَیْنین مَنْهُوسَ الكَعْبین؛ و‌فی روایة: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَشْكَلَ العینین.قال شُعْبة: قلت لسِمَاك: ما أَشْكَلُ العینین؟ قال: طویل شَقِّ العین؛ قال: الشُّهْلة حُمْرة فی سواد العین كالشُّكْلة فی البیاض. و الأَشْهَل: رَجُل من الأَنصار صفة غالبة أَو مُسَمًّی بها؛ فأَما قوله: حِینَ أَلْقَتْ بِقُباءٍ بَرْكَها، و اسْتَحرَّ القَتْلُ فی عَبْدِ الأَشَل إِنما أَراد عبدَ الأَشهَل، هذا الأَنصاریَّ. ابن السكیت: فی فلان وَلْعٌ و شَهْلٌ أَی كَذِبٌ، قال و الشَّهَلُ اختلاط اللونین، و الكَذَّاب یُشَرِّج الأَحادیث أَلواناً. و الشَّهْلاءُ: الحاجةُ، یقال: قضَیْتُ من فلان شَهْلائی أَی حاجتی؛ قال الراجز: لم أَقْضِ، حتی ارْتحَلوا، شَهْلائی من العَرُوب الكاعِبِ الحَسْناءِ و الشَّهْلةُ: العَجوز؛ قال: باتَتْ تُنَزِّی دَلوَها تَنْزِیّا، كما تُنَزِّی شَهْلَةٌ صَبِیّا «2». و قال: أَ لا أَری ذا الضَّعْفة الهَبِیتا، یُشَاهِل العَمَیْثَل البِلِّیتا «3». و قیل: الشَّهْلة النَّصَفُ العاقلةُ، و ذلك اسم لها خاصةً
(1). قوله [و أنشد الفراء و لا عیب إلخ] تقدم فی ترجمة [غیر] أن الفراء أنشد البیت شاهداً لنصب غیر علی اللغة المذكورة فما تقدم هناك من ضبط غیر بالرفع فی قوله: و أجاز الفراء ما جاءنی غیره، خطأ (2). قوله [باتت تنزی دلوها] هكذا فی الأصل و المحكم، و هو الموجود فی الأشمونی. و فی الصحاح و التهذیب: بات ینزی دلوه، فعلی هذا فیه روایتان (3). قوله [أ لا أری إلخ] لعل تخریج هذا هنا من الناسخ و سیأتی محله المناسب عند قوله و المشاهلة المشاتمة كما فی التهذیب
لسان العرب، ج‌11، ص: 374
لا یوصف به الرجل. و امرأَة شَهْلة كَهْلة، و لا یقال رجل شَهْلٌ كَهْلٌ، و لا یوصف بذلك إِلا أَن ابن درید حكی: رجل شَهْلٌ كَهْل. و المُشاهَلةُ: المشاتمةُ و المُشارَّة و المُقارَصة، تقول: كانت بینهم مُشَاهَلَةٌ أَی لِحاء و مُقارَصة، و قیل مُراجعة القول؛ قال أَبو الأَسود العجلی: قد كان فیما بَیْنَنا مُشَاهَلَه، ثم تَوَلَّتْ، و هی تمشی البادَلَه قال ابن بری: صوابه تمشی البازَله، بالزای: مشْیة سریعة. النضر: جَبَل أَشْهَل إِذا كان أَغْبر فی بیاض، و ذِئبٌ أَشْهَلُ؛ و أَنشد: مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فیه شُهْلةٌ، شَنِجُ الیَدَین تَخالُه مَشْكولا و شَهْلُ بن شَیْبان الزِّمَّانیُّ الملقب بفِنْدٍ.

شهمل؛ ج11، ص: 374

: شَهْمِیل: أَبو بَطْن و هو أَخو العَتِیك، و زعم ابن درید أَنه شِهْمیل، كأَنه مضاف إِلی إِیل كجِبریل، و لو كان كما قال لكان مصروفاً.

شول؛ ج11، ص: 374

: شالت الناقةُ بذنَبِها تَشولُه شَوْلًا و شَوَلاناً و أَشَالَتْه و اسْتَشَالَتْه أَی رَفَعَتْه؛ قال النمر بن تولب یصف فرساً: جَمومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابی، تَخالُ بیاضَ غُرَّتِها سِراجا و شَالَ ذَنَبُها أَی ارتفع؛ قال أُحَیْحة بن الجُلاح: تَأَبَّری، یا خَیْرَة الفَسِیلِ، تَأَبَّری من حَنَذٍ، فَشُولی أَی ارْتَفِعی. المحكم: و شال الذَّنبُ نفْسُه؛ قال أَبو النجم: كأَنَّ فی أَذنابِهنَّ الشُّوَّل، مِن عَبَسِ الصَّیْفِ، قرون الإِیَّل و یروی: … الشُّیَّل و … الشِّیَّل، علی ما یَطَّرِد فی هذا النحو من بنات الواو عند الكسائی، رواه عنه اللحیانی. و الشّائلةُ من الإِبل. التی أَتی علیها من حَمْلها أَو وَضْعها سبعةُ أَشهر فخَفَّ لبنُها، و الجمع شَوْلٌ؛ قال الحرث بن حِلِّزة: لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها، إِنَّك لا تَدْری مَنِ النَّاتِجُ و قوله أَنشده سیبویه: مِنْ لَدُ شَوْلًا فإِلی إِتْلائها فَسَّر وجه نصبه و دخول لَدُ علیها فقال: نَصَب لأَنه أَراد زماناً، و الشَّوْل لا یكون زماناً و لا مكاناً، فیجوز فیها الجرُّ كقولك مِن لدُ صلاةِ العصر إِلی وقت كذا، و كقولك مِنْ لدُ الحائط إِلی مكان كذا، فلما أَراد الزمان حَمَل الشَّوْلَ علی شی‌ء یَحْسُن أَن یكون زماناً إِذا عَمِل فی الشَّوْل، و لم یَحْسُن الابتداء كما لم یَحْسُن ابتداءُ الأَسماء بعد إِنْ حتی أَضْمَرْتَ ما یَحْسُن أَن یكون بعدها عاملًا فی الأَسماء، فكذلك هذا، فكأَنك قلت من لَدُ أَن كانت شَوْلًا إِلی إِتلائها، قال: و قد جَرَّه قوم علی سَعَة الكلام و جعلوه بمنزلة المصدر حین جعلوه علی الحین، و إِنما یرید حین كذا و كذا و إِن لم یكن فی قوَّة المصدر، لأَنها لا تتَصرَّف تَصرُّفها، و أَشْوَالٌ جمع الجمع. التهذیب: الشَّوْلُ من النُّوق التی خَفَّ لبنُها و ارتفع ضَرْعُها، و أَتی علیها سبعةُ أَشهر من یوم نَتاجها أَو ثمانیةٌ فلم یَبْقَ فی ضُروعِها إِلا شَوْلٌ
لسان العرب، ج‌11، ص: 375
من اللبن أَی بَقِیَّة، مقدار ثلثِ ما كانت تَحْلُب حِدْثان نَتاجِها، واحدتها شائِلةٌ، و هو جمع علی غیر قیاس. و‌فی حدیث نَضْلة بن عمرو: فهَجم علیه شَوَائِلُ له فسَقاه من أَلبانها، هو جمع شائلة، و هی الناقة التی شَالَ لبنُها أَی ارْتَفع، و تسمی الشَّوْلَ أَی ذات شَوْلٍ لأَنه لم یَبق فی ضَرْعِها إِلا شَوْلٌ من لبن أَی بَقِیّة. و‌فی حدیث علی، كرَّم الله وجهه: فكأَنكم بالساعة تحْدُوكم حَدْوَ الزاجر بشَوْله‌أَی الذی یَزْجُر إِبله لتَسیر، و قیل: الشَّوْلُ من الإِبل التی نقَصتْ أَلبانها، و ذلك إِذا فُصِلَ ولدُها عند طلوع سُهَیلٍ فلا تزال شَوْلًا حتی یُرْسَل فیها الفحل. و شَوَّلَ لبنُها: نقَصَ، و شَوَّلَتْ هی: خَفَّتْ أَلبانها و قَلَّتْ، و هی الشَّوْلُ. و قد شَوَّلَت الإِبلُ أَی صارت ذاتَ شَوْل من اللبن، كما یقال شَوَّلَت المزادةُ إِذا قَلَّ ما بقی فیها من الماء. الجوهری: شَوَّلَت الناقةُ، بالتشدید، أَی صارت شَائِلَةً؛ و قول الشاعر: حتی إِذا ما العَشْرُ عنها شَوَّلا یعنی ذهب و تصَرَّم، قال: و الشَّائِلُ، بلا هاء، الناقةُ التی تشُولُ بذَنَبها لِلِّقاح و لا لبن لها أَصلًا، و الجمع شُوَّلٌ مثل راكِعٍ و رُكَّعٍ؛ و أَنشد شعر أَبی النجم: كأَنَّ فی أَذنابِهِنَّ الشُّوَّل و شَوَّلَت الإِبلُ: لحِقَتْ بُطونُها بظُهورها. و قال بعضهم: یقال للتی شالتْ بذَنَبِها شَائِل، و للتی شالَ لبَنُها شائلة. قال ابن سیدة: و هو ضدُّ القیاس لأَن الهاء تثبت فی التی یَشُولُ لبَنُها و لا حَظَّ للذَّكَر فیه، و أُسْقِطت من التی تَشول ذَنَبَها، و الذَّكَر یَشُول ذنَبَه، و إِن لم یكن من مذهب سیبویه، و كلُّ ما ارتفع شائلٌ. التهذیب: و أَما الناقة الشائلُ، بغیر هاء، فهی اللاقح التی تَشُول بذَنَبِها للفحل أَی ترفعه فذلك آیةُ لِقاحِها، و تَرْفَع مع ذلك رأْسَها و تَشْمَخ بأَنْفِها، و هی حینئذ شامذ، و قد شَمَذَتْ شِماذاً، و جمع الشَّائِل و الشامِذ من النُّوقِ شُوّلٌ و شُمَّذٌ، و هی العاسِر أَیضاً، و قد عَسَرَت عِساراً؛ قال الأَزهری: أَكثر هذا القول مسموع عن العرب صحیح، و قد روی أَبو عبید عن الأَصمعی أَكثرَه، إِلَّا أَنه قال «1»: إِذا أَتی علی الناقة من یوم حَمْلها سبعةُ أَشهر كما ذكرناه اللهم إِلا أَن تَحْمِلَ الناقةُ كِشافاً، و هو أَن یَضْرِبَها الفَحْلُ بعد نَتاجها بأَیام قلائل، و هی كَشُوفٌ حینئذ، و هو أَرْدأُ النَّتاج. و شَالَ المِیزانُ: ارْتَفَعَت إِحدی كِفَّتَیْه. و یقال: شَالَ میزانُ فلان یَشُولُ شَوَلاناً، و هو مَثَلٌ فی المفاخرة، یقال فاخَرْتُه فَشَالَ مِیزانُه أَی فَخَرْتُه بآبائی و غَلَبْتُه؛ قال ابن بری: و منه قول الأَخطل: و إِذا وَضَعْتَ أَبَاكَ فی مِیزانِهم رَجَحُوا، و شَالَ أَبوكَ فی المِیزان و شَالَت العَقْربُ بذَنَبها: رَفَعَتْه. و شَوْلَةُ و شَوَّالَةُ: العَقْربُ اسمٌ عَلَمٌ لها. و شَوْلَةُ العقربِ: ما شال من ذَنَبها، و العَقْربُ تَشُولُ بذَنَبها؛ و أَنشد: كَذَنَب العَقْرَبِ شَوَّال عَلِق و قال شَمِر: شَوْكَةُ العَقْرب التی تَضْرب بها
(1). قوله [إلا أنه قال إلخ] عبارة الأَزهری: إلا أنه قال إذا أتی علی الناقة من یوم حملها سبعة أشهر خف لبنها و هو غلط و الصواب إذا أتی علیها من یوم نتاجها سبعة أشهر كما ذكرته لا من یوم حملها اللهم إلی آخر ما هنا و بهذا یعلم ما هنا من السقط
لسان العرب، ج‌11، ص: 376
تُسَمَّی الشَّوْلَةَ و الشَّباة و الشَّوْكَةَ و الإِبْرة؛ قال أَبو منصور: و بها سُمِّیت إِحدی مَنازل القَمَر فی بُرْج العَقْرب شَوْلَة تشبیهاً بها، لأَن البُرْج كلَّه علی صورة العقرب. و الشَّوْلَة: مَنْزِلة و هی كوكبان نَیِّرانِ متقابِلانِ یَنْزِلهما القمرُ یقال لهما حُمَةُ العَقْرب. أَبو عمرو: أَشَلْتُ الحَجَر و شُلْتُ به. الجوهری: شُلْتُ بالجَرَّة أَشُولُ بها شَوْلًا رفَعْتها، و لا تقل شِلتُ، و یقال أَیضاً أَشَلْتُ الجَرَّة فانْشَالَتْ هی؛ و قال الأَسدی: أَ إِبِلی تأْكُلُها مُصِنَّا، خافِضَ سِنٍّ و مَشِیلًا سِنَّا؟ أَی یأْخُذُ بنتَ لَبُون فیقول هذه بنت مَخاض فقد خَفَضَها عن سِنِّها التی هی فیها، و تكون له بنْتُ مَخاضٍ فیقول لی بنت لَبُون، فقد رَفَع السِّنَّ التی هی له إِلی سِنٍّ أُخری أَعلی منها، و تكون له بنت لَبُون فیأْخذ حِقَّةً؛ و قال الراجز: حتی إِذا اشْتَالَ سُهَیْلٌ فی السَّحَر و اشْتَالَ هنا: بمعنی شَالَ، مثل ارْتَوی بمعنی رَوِیَ. المحكم: و أَشَالَ الحَجَرَ و شَالَ به و شَاوَلَهُ رَفَعه. و المِشْوَالُ: حَجَرٌ یُشالُ؛ عن اللحیانی. الیزیدی: أَشَلْتُ المِشْوَلَة فأَنا أُشِیلُها إِشَالةً، و شُلْتُ بها أَشُولُ شَوْلًا و شَوَلاناً، قال: و المِشْوَلةُ التی یُلْعَب بها. و شَالَ السائلُ یدیه إِذا رَفَعهما یسأَل بهما؛ و أَنشد: و أَعْسَرَ الكَفِّ سأْآلًا بها شَوِلًا قال: و أَما قول الأَعشی: شاوِ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ فالشَّوِلُ الذی یَشُول بالشی‌ء الذی یشتریه صاحبُه أَی یرفعه. و رجُل شَوِلٌ أَی خفیف فی العَمَل و الخِدْمة مثل شُلْشُل. المحكم: و الشَّوِلُ الخفیف. و شَاوَلَهُ و شَاوَلَ به: دَافَعَ؛ قال عبد الرحمن بن الحكم: فَشاوِلْ بِقَیْسٍ فی الطِّعانِ، و لا تَكُنْ أَخاها، إِذا ما المَشْرَفِیَّةُ سُلَّتِ و شَالَتْ نَعامتُه: خَفَّ و غَضِبَ ثم سَكَن. و شَالَتْ نَعامَةُ القوم: خَفَّتْ مَنازلُهم منهم. و یقال للقوم إِذا خَفُّوا و مَضَوْا: شَالَتْ نَعامَتُهم. و شَالَت نَعامَتُهم إِذا تفرَّقت كَلِمتُهم. و شَالَت نَعامَتُهم إِذا ذهب عِزُّهم؛ و فی حدیث ابن ذی یَزَنَ: أَتی هِرَقْلًا، و قد شَالَتْ نَعامَتُهم، فلم یَجِدْ عِنْدَه النَّصْرَ الذی سالا یقال: شَالَتْ نَعامَتُهم إِذا ماتوا و تَفَرّقوا كأَنهم لم یَبْقَ منهم إِلا بَقِیَّة، و النَّعامَة الجماعةُ. و الشَّوْلُ: بَقِیَّةُ الماء فی السِّقاء و الدَّلْو، و قیل: هو الماء القلیل یكون فی أَسفل القِرْبة و المَزادة. و فی المثل: ما ضَرَّ ناباً شَوْلُها المُعَلَّق؛ یُضْرَب ذلك للذی یُؤمر أَن یأْخذ بالحَزْم و أَن یَتَزَوَّد و إِن كان یصیر إِلی زاد؛ و مثل هذا المَثَل: عَشِّ و لا تَغْتَرَّ أَی تَعَشَّ و لا تَتَّكلْ أَنك تَتَعَشَّی عند غیرك، و الجمع أَشوَالٌ؛ قال الأَعشی: حتی إِذا لمَعَ الدَّلِیلُ بثَوْبه سُقِیَتْ، و صَبَّ رُواتُها أَشْوَالَها و شَوَّلَ فی القِرْبَة: أَبْقی فیها شَوْلًا. و شَوَّلَ الماءُ: قَلَّ. و شَوَّلَت المَزادةُ و جَزَّعَتْ إِذا بَقیَ فیها جُزْعَةٌ من الماء، و لا یقال شَالَتِ المَزادةُ كما یقال
لسان العرب، ج‌11، ص: 377
دِرْهَمٌ وازِنٌ أَی ذو وَزْنٍ، و لا یقال وَزَنَ الدِّرْهَمُ. و فَرَسٌ مِشْیَالُ الخَلْق أَی مُضْطَرب الخَلْق. ابن السكیت: من أَمثالهم فی الذی یَنْصَح القومَ: أَنت شَوْلةُ الناصِحةُ؛ قال: و كانت أَمَةً لعَدْوانَ رَعْناءَ تَنْصَحُ لموالیها فتَعُود نصیحتُها وَبالًا علیها «2» لحُمْقِها. و قال ابن الأَعرابی: الشَّوْلة الحَمْقاء. أَبو زید: تَشَاوَلَ القوم تَشاوُلًا إِذا تَناوَلَ بعضُهم بعضاً عند القِتال بالرِّماح، و المُشَاوَلةُ مثله؛ قال ابن بری: و منه قول عبد الرَّحمن بن الحَكَم: فشَاوِلْ بقَیْسٍ فی الطِّعان. و المِشْوَلُ: مِنْجَلٌ صغیر. و الشُّوَیْلاء: نَبْتٌ من نَجِیل السِّباخ؛ قال أَبو حنیفة: هی من العُشْب و مَنابِتُها السَّهْل و هی معروفة یُتَداوی بها، قال: و لم یَحْضُرنی صفتُها. و الشُّوَیْلاء أَیضاً: موضع. و الشَّوِیلَة و الشُّوَلاءُ، الأُولی علی فَعِیلة مثل كَرِیمة، و الثانیة علی فُعَلاء مثل رُحَضاء: موضعان. و شَوَّالٌ: من أَسماء الشهور معروف، اسم الشهر الذی یلی شهر رمضان، و هو أَول أَشهر الحج، قیل: سُمِّی بتَشْوِیل لبن الإِبل و هو تَوَلِّیه و إِدْبارُه، و كذلك حال الإِبل فی اشتداد الحر و انقطاع الرُّطْب، و قال الفراء: سُمِّی بذلك لِشَوَلانِ الناقة فیه بذَنَبها. و الجمع شَوَاوِیلُ علی القیاس، و شَواوِلُ علی طرح الزائد، و شَوَّالاتٌ، و كانت العرب تَطَیَّرُ من عَقْد المناكح فیه، و تقول: إِن المنكوحة تمتنع من ناكحها كما تمتنع طَروقة الجَمَل إِذا لقِحَت و شالَت بذَنَبها، فأَبْطَل النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، طِیَرَتَهم. و‌قالت عائشة، رضی الله عنها: تَزَوَّجَنی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی شَوَّالٍ و بَنی بی فی شَوَّال فأَیُّ نسائه كان أَحْظی عنده منی؟و امرأَة شَوَّالةٌ: نَمَّامةٌ؛ قال الراجز: لیْسَتْ بذاتِ نَیْرَبٍ شَوَّاله و الأَشْوَل: رَجُلٌ؛ قال ابن الأَعرابی: هو أَبو سَماعَة بن الأَشْوَل النَّعامیّ، هذا الشاعر المعروف، یعنی بالشاعر المعروف سَماعة. و شَوَّالٌ: اسم رجل و هو شَوَّال بن نُعَیْم. و شَوْلَةُ: فرَسُ زَیْدِ الفوارس الضَّبِّیّ، و الله أَعلم.

فصل الصاد المهملة؛ ج11، ص: 377

صأبل؛ ج11، ص: 377

: الكسائی: الضِّئْبل الداهیة و لُغَةُ بنی ضَبَّةَ الصِّئْبِل، قال: و الضاد أَعرف، و أَبو عبیدة رواه الضِّئْبِل، بالضاد، قال: و لم أَسمعه بالصاد إِلا ما جاء به أَبو تُراب.

صأصل؛ ج11، ص: 377

: الصَّأْصَلُ و الصَّوْصَلاءُ، زعم بعض الرُّواة أَنهما شی‌ء واحد: و هو من العُشْب؛ قال أَبو حنیفة: و لم أَرَ من یعرفه.

صحل؛ ج11، ص: 377

: صَحِل الرَّجُلُ، بالكسر، و صَحِلَ صوتُه یَصْحَل صَحَلًا، فهو أَصْحَلُ و صَحِلٌ: بَحَّ؛ و یقال: فی صوته صَحَلٌ أَی بُحُوحة؛ و‌فی صفة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حین وصَفَتْه أُمّ مَعْبَد: و فی صوته صَحَلٌ؛ هو بالتحریك، كالبُحَّة و أَن لا یكون حادًّا؛ و‌حدیث رُقَیْقَة: فإِذا أَنا بهاتفٍ یَصْرُخُ بِصَوْتٍ صَحِل؛ و‌حدیث ابن عمر: أَنه كان یَرْفَع صوتَه بالتَّلْبیة حتی یَصْحَل‌أَی یَبَحَّ. و‌حدیث أَبی هریرة فی نَبْذِ العهد فی الحَجِّ: فكُنْت أُنادی حَتی صَحِلَ صوتی؛ قال الراجز:
(2). قوله [وبالًا علیها] هكذا فی التهذیب، و الذی فی الصحاح و القاموس: علیهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 378
فلم یَزَلْ مُلَبِّیاً و لم یَزَلْ، حتَّی علا الصَّوتَ بُحوحٌ و صَحَل، و كُلَّما أَوْفی علی نَشْزٍ أَهَلْ قال ابن بری: و قد صَحِلَ حَلْقُه أَیضاً، قال الشاعر: و قد صَحِلَتْ من النَّوْحِ الحُلُوقُ و الصَّحَلُ: حِدَّة الصوت مع بَحَحٍ؛ و قال فی صفة الهاجرة: تُصْحِلُ صَوْتَ الجُنْدُب المُرَنِّم و قال اللحیانی: الصَّحَلُ من الصِّیاح، قال: و الصَّحَل أَیضاً انْشقاق الصوت و أَن لا یكون مستقیماً یزید مَرَّة و یَسْتقیم أُخْری، قال: و الصَّحَل أَیضاً أَن یكون فی صَدْره حَشْرَجَة.

صدل؛ ج11، ص: 378

: الصَّیْدَلانُ: موضع معروف؛ و أَنشد سیبویه: ضَبابِیَّةً مُرِّیَّةً حابسِیَّةً، مُنِیفاً بنَعْفِ الصَّیْدَلَیْن وَضیعُها و الصَّیْدَلانِیُّ: معروف، فارسی مُعَرَّب، و الجمع صَیادِلة.

صطبل؛ ج11، ص: 378

: قال ابن بری: لم یذكر الجوهری الإِصْطَبْل لأَنه أَعجمی، و قد تكلمت به العرب؛ قال أَبو نُخَیلة: لوْ لا أَبو الفَضْلِ و لوْ لا فَضْلُه، لسُدَّ بابٌ لا یُسَنَّی قُفْلُه، و مِنْ صَلاح راشِدٍ إِصْطَبْلُه

صطفل؛ ج11، ص: 378

: فی حدیث معاویة: كَتَب إِلی مَلِك الرُّوم و لأَنْزِعَنَّك من المُلْك نَزْعَ الإِصْطَفْلینة‌أَی الجَزَرة، قال: و ذكرها الزمخشری فی الهمزة، و غیره فی الصاد علی أَصلیة الهمزة و زیادتها. و‌فی حدیث القاسم بن مُخَیْمَرة: إِنَّ الوالی لیَنْحِتُ أَقاربُه أَمانَتَه كما تَنْحِتُ القَدُوم الإِصْطَفْلِینة حتی تَخْلُص إِلی قَلْبها؛ قال ابن الأَثیر: لیست اللفظة بعربیة محضة لأَن الصاد و الطاء لا یكادان یجتمعان إِلا قلیلًا.

صعل؛ ج11، ص: 378

: الصَّعْلة من النَّخْل: التی فیها عَوَجٌ و هی جَرْداء أُصولِ السَّعَف؛ حكاه أَبو حنیفة عن أَبی عمرو؛ و أَنشد: لا تَرْجُوَنَّ بذی الآطامِ حامِلَةً، ما لم تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَراقِیها و یقال للنخلة إِذا دَقَّتْ صَعْلة؛ قال ابن بری: و الصَّعْلة من النخل الطویلة؛ قال: و هی مذمومة لأَنها إِذا طالت ربما تَعْوَجُّ؛ قال ذَكْوان العجْلی: بعِیدة بیْن الزَّرْع لا ذات حُشْوَةٍ صِغارٍ، و لا صَعْلٍ سَریعٍ ذَهابُها قال: و الجَمْع صَعْلٌ. و الصَّعْلُ و الأَصْعَلُ: الدَّقیق الرأْس و العنق، و الأُنثی صَعْلة و صَعْلاء، یكون فی الناس و النعام و النخل، و قد صَعِلَ صَعَلًا و اصْعالَّ؛ قال العجاج یصفُ دَقَل السفینة و هو الذی یُنْصَب فی وَسَطه الشِّراع: و دَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبیُّ، صَعْلٌ من السَّاجِ و رُبَّانِیُّ أَراد بالصَّعْل الطَّوِیل، و إِنما یصف مع طوله استواء أَعلاه بوسطه و لم یَصِفْه بدِقَّة الرأْس. رأَیت فی حاشیة نسخة من التهذیب علی قوله صَعْل من الساج، قال: صوابه من السَّامِ، بالمیم، شجر یُتَّخَذُ منه دَقَلُ السُّفُن. و‌فی حدیث علیٍّ: اسْتَكْثِروا من
لسان العرب، ج‌11، ص: 379
الطَّواف بهذا البیت قبل أَن یَحُولَ بینكم و بینه من الحَبَشة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع؛ و‌فی حدیث آخر له: كأَنِّی برَجُلٍ من الحَبَشة أَصْعَلَ أَصْمَعَ قاعدٍ علیها و هی تُهْدَم؛ قال الأَصمعی: قوله أَصْعَل هكذا یروی، فأَما كلام العرب فهو صَعْلٌ، بغیر أَلف، و هو الصغیر الرأْس. و قد ورد‌فی حدیث آخر فی هَدْم الكعبة: كأَنِّی به صَعْلٌ یَهْدِم الكعبةَ، و أَصحاب الحدیث یَرْوونه أَصْعَل. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَد فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: لم تُزْرِ به صَعْلةٌ؛ قال أَبو عبید: الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، و یقال: هی أَیضاً الدِّقّة و النُّحول و الخِفَّة فی البدن؛ قال الشاعر یصف عَیْراً: نَفی عنها المَصِیفَ و صارَ صَعْلًا یقول: خَفَّ جِسْمُه و ضَمُر؛ و قال الراجز: جاریَةٌ لاقتْ غُلاماً عَزَبا، أَزَلَّ صَعْلَ النَّسَوَیْن أَرْقَبا و فی صفة الأَحْنف: كان صَعْلَ الرأْس. و قال أَبو نصر: الأَصْعَلُ الصغیر الرأْس، و قال غیره: الصَّعَل الدِّقَّة فی العُنُق و البدن كُلِّه؛ قال ابن بری: الذی ذكره الأَصمعی رجُلٌ صَعْلٌ و امرأَة صَعْلَةٌ لا غیر؛ قال: و حَكی غیره و امرأَة صَعْلاءُ، و الرجل علی هذا أَصْعَلُ. و یقال: رَجُلٌ صَعْلُ الرأْس إِذا كان صغیر الرأْس، و لذلك یقال للظَّلِیم صَعْلٌ لأَنه صغیر الرأْس. و الصَّعْلة: النَّعامة؛ عن یعقوب، و لم یعین أَیّ نعامة هی. و الصَّاعِل: النَّعَامُ الخفیف. و قال شَمِر: الصَّعْل من الرِّجال الصغیرُ الرأْس الطویلُ العُنُق الدَّقِیقُهُما. و حِمارٌ صَعْلٌ: ذاهِبُ الوَبَر؛ قال ذو الرمة: بها كُلُّ خَوّارٍ إِلی كُلِّ صَعلةٍ ضَهُولٍ، و رَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِب و هذا البیت اسْتَشْهَدَ الجوهری بصدره كما ذكرناه علی قوله. و حِمَار صَعْلٌ: ذاهب الوَبَر. قال ابن بری: الصَّعْلة فی بیته النَّعَامة، و الخَوَّارُ: الثَّورُ الوحشی الذی له خُوَارٌ و هو صوته، و ضَهُول: تَذْهَب و تَرْجَع، و المُذْرِعات من البقر: التی معها أَولادُها، یقال: ذَرَعٌ، و جَمْعُه ذِرْعانٌ. و الصَّعَلُ: الدِّقَّة؛ قال الكمیت: رَهْطٌ من الهِنْدِ فی أَیدِیهِمُ صَعَلُ «1»

صعقل؛ ج11، ص: 379

: فی ترجمة صعفق قال ابن بری: رأَیت بخطِّ أَبی سَهْل الهَرَوی علی حاشیة كتاب: جاء علی فَعْلُول صَعْفُوق و صَعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَة؛ قال ابن بری فی أَثناء كلامه: أَما الصَّعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَة فلیس بمعروف، و لو كان معروفاً لذَكَره أَبو حنیفة فی كتاب النبات؛ قال: و أَظُنُّه نَبَطِیًّا أَو أَعجمیّاً.

صغل؛ ج11، ص: 379

: الصَّغِلُ: لغةٌ فی السَّغِل و هو السَّیِّ‌ءُ الغِذاء، و السین فیه أَكثر من الصاد. و الصِّیَّغْل: التمر الذی یَلْتَزِق بعضه ببعض و یَكْتَنِز، فإِذا فُلِق أَو قُلِع رؤی فیه كالخیوط، و قَلَّما یكون ذلك فی غَیْرِ البَرْنِیِّ؛ قال: یُغَذَّی بصِیَّغْلٍ كَنِیزٍ مُتارِزٍ، و مَحْضٍ من الأَلْبان غَیْرِ مَخِیض قال: و لیس فی الكلام اسمٌ علی فِیَّعْلٍ غیره. و فی
(1). قوله [فی أیدیهم] كذا أنشده الجوهری، قال فی التكملة: و الروایة فی أبدانهم، و صدر البیت: كأنها و هی سطع للمشبهها
لسان العرب، ج‌11، ص: 380
التهذیب: الصِّیَّغْل، الیاء شدیدة، من التمر المُخْتَلِطُ الآخذُ بعضه ببعض أَخذاً شدیداً؛ و طینٌ صِیَّغْلٌ أَیضاً.

صغبل؛ ج11، ص: 380

: صَغْبَلَ الطعامَ، لغةٌ فی سَغْبَلَهُ: أَدَمه بالإِهَالة أَو السَّمْن؛ قال ابن سیدة: و أُری ذلك لمكان الغین.

صفل؛ ج11، ص: 380

: التهذیب: أَصْفَل الرَّجلُ إِذا رَعَی إِبلَه الصِّفْصِلَّ.

صفصل؛ ج11، ص: 380

: الصِّفْصِلُّ: نَبْتٌ أَو شجر؛ قال: رَعَیْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا، الصِّلَّ و الصِّفْصِلَّ و الیَعْضِیدا وأَصْفَلَ الرَّجلُ: رَعَی إِبلَه الصِّفْصِلَّ.

صقل؛ ج11، ص: 380

: الصَّقْلُ: الجِلاء. صَقَلَ الشی‌ءَ یَصْقُلُه صَقْلًا و صِقَالًا، فهو مَصْقُولٌ و صَقِیلٌ: جَلاهُ، و الاسم الصِّقَالُ، و هو صَاقِلٌ و الجمع صَقَلَةٌ؛ و قال یزید بن عمرو بن الصَّعِق: نَحْنُ رؤوسُ القَوْمِ یومَ جَبَلَه، یَوْمَ أَتَتْنا أَسَدٌ و حَنْظَله نَعْلُوهُمُ بقُضُبٍ مُنْتَخَله، لم تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عنها الصَّقَله و المِصْقَلة: التی یُصْقَل بها السیف و نَحوُه. و الصَّیْقَل: شَحَّاذُ السُّیوف و جَلَّاؤها، و الجمع صَیَاقِل و صَیَاقِلةٌ، دخلت فیه الهاء لغیر علة من العلل الأَربع التی توجب دخول الهاء فی هذا الضَّرْب من الجمع، و لكن علی حَدِّ دخولها فی المَلائِكة و القَشَاعِمة. و الصَّقِیلُ: السَّیْف. و صِقَالُ الفَرَس: صَنْعَتُه و صِیانَتُه، یقال: الفَرسُ فی صِقَالِه أَی فی صِوَانهِ و صَنْعَته. و یقال: جعَل فلان فَرَسَه فی الصِّقَال أَی فی الصِّوان و الصَّنْعة؛ قال أَبو النجم یَصِف فرساً: حَتَّی إِذا أَثْنَی جَعَلنا نَصْقُلُه قال شَمِر: نَصْقُله أَی نُضَمِّره، و یقال نَصْقُله أَی نَصْنَعه بالجِلالِ و العَلَف و القِیَام علیه، و هو صِقَالُ الخیل. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبد: و لم تُزْرِ به صُقْلَةٌ: أَی دِقَّة و نُحُول، و قال شمر فی قولها لم تُزْرِ به صُقْلَةٌ ترید ضُمْره و دِقَّتَه؛ و قال كثیِّر: رَأَیْتُ بها العُوجَ اللَّهامیمَ تَغْتَلی، و قد صُقِلَتْ صَقْلًا و شَلَّتْ لُحومُها أَبو عمرو: صَقَلْتُ الناقةَ إِذا أَضمرْتَها، و صَقَلَها السیرُ إِذا أَضْمَرها، و شَلَّتْ أَی یَبِست؛ قال: و الصُّقْلُ الخاصرة أُخِذَ من هذا؛ و قال غیره: أَرادت أَنه لم یكن مُنتفِخَ الخاصِرة جِدًّا و لا ناحِلًا جِدًّا، و لكن رَجُلًا رَتَلًا، و‌رواه بعضهم: و لم تَعِبْه ثُجلةٌ و لم تُزْرِ به صَعْلةٌ؛ فالثُّجْلة استرخاء البطن، و الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، و‌بعضهم یَرْویه: لم تَعِبْه نُحْلة، و یروی بالسین علی الإِبدال من الصاد سُقْلة. ابن سیدة: و الصُّقْلة و الصُّقْل الخاصِرَة، و الصُّقْلانِ القُرْبانِ من الدَّایة و غیرها، و فی التهذیب: من كلّ دابَّة؛ قال ذو الرمة: خَلَّی لها سِرْبَ أُولاها و هَیَّجَها، مِنْ خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَیْن هِمْهِیمُ و الصُّقْل الجَنْب، و الصَّقَلُ انهِضام الصُّقْل، و الصُّقْل الخفیف من الدواب؛ قال الأَعشی: نَفَی عنه المَصِیفَ و صارَ صُقْلًا، و قد كَثُر التَّذَكُّر و الفُقُودُ «2».
(2). قوله [نفی عنه] تقدم فی صعل: نفی عنها بضمیر المؤنث
لسان العرب، ج‌11، ص: 381
و یروی: و صارَ صَعْلًا، و قَلَّمَا طالت صُقْلَة فَرَسٍ إِلا قَصُرَ جَنْباهُ، و ذلك عَیْبٌ. و یقال: فرس صَقِلٌ بَیِّنُ الصَّقَل إِذا كان طَوِیل الصُّقْلَیْن. أَبو عبیدة: فرس صَقِلٌ إِذا طالت صُقْلَتُه و قَصُرَ جنباه؛ و أَنشد: لَیْسَ بأَسْفَی و لا أَقنَی و لا صَقِل و رواه غیره: … و لا سَغِل؛ و الأُنثی صَقِلَةٌ، و الجمع صِقَالٌ، و هو الطویل الصُّقْلَة، و هی الطَّفْطَفة، و العرب تُسَمِّی اللَّبَن الذی علیه دُوَایةٌ رقیقة مَصْقول الكِساء. و یقول أَحَدُهُم لصاحبه: هَلْ لك فی مَصْقُولِ الكِساء؟ أَی فی لَبَنٍ قد دَوَّی؛ قال الراجز: فَهْو، إِذا ما اهْتَافَ أَو تَهَیَّفا، یَنْفِی الدُّوَایاتِ إِذا تَرَشَّفا، عن كُلِّ مَصْقُول الكِساءِ قد صَفَا اهْتَاف أَی جاع و عَطِش؛ و أَنشد الأَصمعی: فباتَ له دونَ الصَّبَا، و هی قَرَّةٌ، لِحَافٌ، و مَصْقُولُ الكِساءِ رَقیقُ أَی بات له لِباسٌ و طعامٌ؛ هذا قول الأَصمعی، و قال ابن الأَعرابی: أَراد بمَصْقُول الكساء مِلْحَفةً تحت الكساء حمراء، فقیل له: إِن الأَصمعی یقول أَراد به رَغْوَةَ اللَّبَن، فقال: إِنه لَمَّا قاله اسْتَحَی أَن یرجع عنه. أَبو تراب عن الفراء: أَنت فی صُقْعٍ خالٍ و صُقْل خالٍ أَی فی ناحیة خالیة، قال: و سَمِعْت شُجاعاً یقول: صَقَعه بالعصا و صَقَلَه و صَقَع به الأَرضَ و صَقَل به الأَرضَ أَی ضَرَب به الأَرضَ. و مَصْقَلةُ: اسمُ رجل؛ قال الأَخطل: دَعِ المُغَمَّرَ لا تَسْأَلْ بمَصْرَعِه، و اسْأَلْ بمَصْقَلَة البَكْریِّ ما فَعَلا و هو مَصْقَلة بن هُبَیْرة من بنی ثعلبة بن شیبان «1» و الصَّقْلاء: موضع؛ و قوله أَنشده ثعلب: إِذا هُمُ ثاروا، و إِنْ هُمْ أَقْبلوا أَقْبَلَ مِسْماحٌ أَرِیبٌ مِصْقَلُ فَسَّره فقال: إِنما أَراد مِصْلَق فقَلَب، و هو الخطیب البلیغ، و قد ذكر فی موضعه.

صقعل؛ ج11، ص: 381

: الصِّقْعَلُ، علی وزن السِّبَحْل: التمر الیابس یُنْقَع فی المَخْض؛ و أَنشد: تَرَی لَهُم حَوْلَ الصِّقْعَلِ عِثْیَره

صلل؛ ج11، ص: 381

: صَلَّ یَصِلُّ صَلِیلًا و صَلْصَلَ صَلْصَلَةً و مُصَلْصَلًا؛ قال: كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ فی مُصَلْصَلِه و یجوز أَن یكون موضعاً للصَّلْصَلَة. و صَلَّ اللِّجامُ: امتدّ صوتُه، فإِن تَوَهَّمْت تَرْجیعَ صوت قلت صَلْصَلَ و تَصَلْصَلَ؛ اللیث: یقال صَلَّ اللِّجامُ إِذا توهمت فی صوته حكایة صَوْت صَلْ، فإِن تَوَهَّمْت تَرْجیعاً قلت صَلْصَلَ اللِّجامُ، و كذلك كل یابس یُصَلْصِلُ. و صَلْصَلَةُ اللِّجامُ: صوتُه إِذا ضُوعِف. و حِمَارٌ صُلْصُلٌ و صُلاصِلٌ و صَلْصَالٌ و مُصَلْصِلٌ: مُصَوِّت؛ قال الأَعشی: عَنْترِیسٌ تَعْدُو، إِذا مَسَّها الصَّوْتُ، كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّال و فَرس صَلْصَالٌ: حادّ الصوت دَقیقُه. و‌فی الحدیث:
(1). قوله [شیبان] هكذا فی الأَصل، و فی المحكم: سفیان
لسان العرب، ج‌11، ص: 382
أَ تُحِبُّون أَن تكونوا مثل الحَمِیر الصَّالَّة؟قال أَبو أَحمد العسكری: هو بالصاد المهملة فَرَوَوْه بالمعجمة، و هو خطأٌ، یقال للحِمار الوحشی الحادّ الصوت صالٌّ و صَلْصَالٌ، كأَنه یرید الصحیحة الأَجساد الشدیدة الأَصوات لقُوَّتِها و نَشاطها. و الصَّلْصَلَةُ: صَفاءُ صَوْت الرَّعْد، و قد صَلْصَلَ و تَصَلْصَلَ الحَلْیُ أَی صَوَّت، و‌فی صفة الوحی: كأَنَّه صَلْصَلَةٌ علی صَفْوانٍ؛ الصَّلْصَلَةُ: صَوْت الحدید إِذا حُرِّك، یقال: صَلَّ الحدیدُ و صَلْصَلَ، و الصَّلْصَلَة: أَشدُّ من الصَّلِیل. و‌فی حدیث حُنَین: أَنَّهم سمعوا صَلْصَلَةً بین السماء و الأَرض.و الصَّلْصَالُ من الطِّین: ما لم یُجْعَل خَزَفاً، سُمِّی به لتَصَلْصُله؛ و كلُّ ما جَفَّ من طین أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِیلًا. و طِینٌ صلَّال و مِصْلالٌ أَی یُصَوِّت كما یصوِّت الخَزَفُ الجدید؛ و قال النابغة الجعدی: فإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْیَتْ أَباكَ، فلا یَأْلُوها ما اسْتَطاعَ، الدَّهْرَ، إِخْبالا «1» رَدَّتْ مَعَاوِلَهُ خُثْماً مُفَلَّلةً، و صادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَیْن صَلَّالا یقول: صادَفَتْ «2» ناقتی الحَوْضَ یابساً، و قیل: أَراد صَخْرَةً فی ماء قد اخْضَرَّ جانباها منه، و عَنی بالصَّخرة مَجْدَهم و شَرَفَهم فَضَرَبَ الصخرةَ مَثَلًا. و جاءَت الخیلُ تَصِلُّ عَطَشاً، و ذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَلِیلًا أَی صوتاً. أَبو إِسحاق: الصَلْصَالُ الطین الیابس الذی یَصِلُّ من یُبْسِه أَی یُصَوِّت. و فی التنزیل العزیز: مِنْ صَلْصٰالٍ كَالْفَخّٰارِ؛ قال: هو صَلْصَالٌ ما لم تُصِبْه النارُ، فإِذا مَسَّته النارُ فهو حینئذ فَخَّار، و قال الأَخفش نحوَه، و قال: كُلُّ شی‌ءٍ له صوت فهو صَلْصَالٌ من غیر الطین؛ و‌فی حدیث ابن عباس فی تفسیر الصَّلْصَال: هو الصَّالُّ الماء الذی یقع علی الأَرض فَتَنْشَقُّ فیَجِفُّ فیصیر له صوت فذلك الصَّلْصال، و‌قال مجاهد: الصَّلْصالُ حَمَأٌ مَسْنون، قال الأَزهری: جَعَله حَمأ مسنوناً لأَنه جَعَله تفسیراً للصَّلْصَال ذَهَب إِلی صَلَّ أَی أَنْتَن؛ قال: و صَدَرَتْ مُخْلِقُها جَدِیدُ، و كُلُّ صَلّالٍ لها رَثِیدُ یقول: عَطِشَتْ فصارت كالأَسْقِیَة البالیة و صَدَرَتْ رِواءً جُدُداً، و قوله‌و كُلُّ صَلَّالٍ لها رَثِید أَی صَدَقَت الأَكلَ بعد الرِّیِّ فصار كل صَلَّالٍ فی كَرِشها رَثِیداً بما أَصابت من النبات و أَكَلَت. الجوهری: الصَّلْصالُ الطین الحُرُّ خُلِط بالرمل فصار یَتَصَلْصَل إِذا جَفَّ، فإِذا طُبِخ بالنار فهو الفَخَّار. و صَلَّ البَیْضُ صَلِیلًا: سَمِعت له طَنِیناً عند مُقَارَعة السُّیوف. الأَصمعی: سَمِعت صَلِیلَ الحدید یعنی صوتَه. و صَلَّ المِسْمارُ یَصِلُّ صَلِیلًا إِذا ضُرِب فأُكْرِه أَن یَدْخل فی شی‌ء، و فی التهذیب: أَن یدخل فی القَتِیر فأَنت تَسْمع له صوتاً؛ قال لبید: أَحْكَمَ الجُنْثِیّ من عَوْرَاتِها كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ «3». الجُنْثِیّ بالرفع و النصب، فمن قال الجُنْثِیُّ بالرفع جَعَله الحَدَّاد أَو الزَّرَّاد أَی أَحْكَمَ صَنْعَة هذه
(1). قوله [فلا یألولها] فی التكملة: فلن یألوها. (2). قوله [یقول صادفت إلخ] قال الصاغانی فی التكملة: و الضمیر فی صادفت للمعاول لا للناقة، و تفسیر الجوهری خطأ (3). قوله [عوراتها] هی عبارة التهذیب، و فی المحكم: صنعتها
لسان العرب، ج‌11، ص: 383
الدِّرْع، و من قال الجُنْثِیَّ بالنصب جَعَله السیفَ؛ یقول: هذه الدِّرْعُ لجَوْدة صنعتها تَمْنَع السیفَ أَن یَمْضی فیها، و أَحْكَم هنا: رَدَّ؛ و قال خالد بن كلثوم فی قول ابن مقبل: لِیَبْكِ بَنُو عُثْمانَ، ما دَامَ جِذْمُهم، علیه بأَصْلالٍ تُعَرَّی و تُخْشَب الأَصْلالُ: السُّیوفُ القاطعة، الواحد صِلُّ. و صَلَّت الإِبل تَصِلُّ صَلِیلًا: یَبِست أَمْعاؤها من العَطَش فَسمِعْت لها صوتاً عند الشُّرب؛ قال الراعی: فَسَقَوْا صَوادِیَ یَسْمعون عَشیَّةً، لِلْماء فی أَجْوافِهِنَّ، صَلِیلًا التهذیب: سَمِعت لجوفه صَلِیلًا من العطش، و جاءت الإِبل تَصِلُّ عَطَشاً، و ذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة؛ و قال مُزاحِم العُقَیْلی یصف القَطَا: غَدَتْ مِنْ عَلَیْه، بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها، تَصِلُّ، و عن قَیْضٍ بزَیْزاءَ مَجْهَل قال ابن السكیت فی قوله مِنْ عَلَیْه: مِنْ فَوْقِه؛ یعنی مِنْ فوق الفَرْخ، قال: و معنی تَصِلُّ أَی هی یابسة من العطش، و قال أَبو عبیدة: معنی قوله مِنْ عَلَیْه مِنْ عند فَرْخها. و صَلَّ السِّقاءُ صَلیلًا: یَبِس. و الصَّلَّة: الجِلُد الیابس قبل الدِّباغ. و الصَّلَّة: الأَرضُ الیابسة، و قیل: هی الأَرض التی لم تُمْطَر «1» بین أَرضیْن مَمْطورتین، و ذلك لأَنها یابسة مُصَوِّتة، و قیل: هی الأَرض ما كانت كالسَّاهِرة، و الجمع صلالٌ. أَبو عبید: قَبَرَهُ فی الصَّلَّة و هی الأَرض. و خُفٌّ جَیِّد الصَّلَّة أَی جَیّد الجلد، و قیل أَی جیّد النَّعْل، سُمِّی باسم الأَرض لأَن النّعل لا تُسمّی صَلَّةً؛ ابن سیدة: و عندی أَن النَّعْل تُسَمّی صَلَّة لیُبْسها و تصویتها عند الوطء، و قد صَلَلْتُ الخُفَّ. و الصِّلالة: بِطانة الخُفِّ. و الصَّلَّة: المَطْرة المتفرقة القلیلة، و الجمع صِلالٌ. و یقال: وقَع بالأَرض صِلالٌ من مطر؛ الواحدة صَلَّة و هی القِطَعُ من الأَمطار المتفرقة یقع منها الشی‌ءُ بعد الشی‌ء؛ قال الشاعر: سَیَكْفِیك الإِلهُ بمُسْنَماتٍ، كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا و قال ابن الأَعرابی فی قوله: كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال: أَراد الصَّلاصِلَ و هی بَقایا تَبْقی من الماء، قال أَبو الهیثم: و غَلِطَ إِنما هی صَلَّة و صِلالٌ، و هی مَواقع المطر فیها نبات فالإِبل تتبعها و ترعاها. و الصَّلَّة أَیضاً: القِطْعة المتفرقة من العشب سُمِّی باسم المطر، و الجمع كالجمع. و صَلَّ اللحمُ یَصِلُّ، بالكسر، صُلولًا و أَصَلَّ: أَنتنَ، مطبوخاً كان أَو نیئاً؛ قال الحطیئة: ذاك فَتًی یَبْذُل ذا قِدْرِهِ، لا یُفْسِدُ اللحمَ لدیه الصُّلول و أَصَلَّ مثله، و قیل: لا یستعمل ذلك إِلا فی النِّی‌ء؛ قال ابن بری: أَما قول الحطیئة الصُّلول فإِنه قد یمكن أَن یقال الصُّلُّول و لا یقال صَلَّ، كما یقال العَطاء من أَعْطی، و القُلوع من أَقلَعَتِ الحُمَّی؛ قال الشماخ:
(1). قوله [و قیل هی الأرض التی لم تمطر إلخ] هذه عبارة المحكم، و فی التكملة؛ و قال ابن درید الصَّلَّة الأرض الممطورة بین أرضین لم یمطرن‌لسان العرب، ج‌11، ص: 384
كأَنَّ نَطاةَ خَیْبَر زَوَّدَتْه بَكُورَ الوِرْدِ، رَیِّثَةَ القُلوع و صَلَّلْت اللِّجامَ: شُدِّد للكثرة. و قال الزَّجّاج: أَصَلَّ اللحمُ و لا یقال صَلَّ. و فی التنزیل العزیز: و قالوا أَ اذَا صَلَلْنا فی الأَرض؛ قال أَبو إِسحاق: مَنْ قرأَ صَلَلنا بالصاد المهملة فهو علی ضربین: أَحدهما أَنْتَنَّا و تَغَیَّرْنا و تَغَیَّرَت صُوَرُنا من صَلَّ اللحمُ و أَصَلَّ إِذا أَنتن و تغَیر، و الضرب الثانی صَلَلْنا یَبِسْنا من الصَّلَّة و هی الأَرض الیابسة. و قال الأَصمعی: یقال ما یَرْفَعه من الصَّلَّة مِنْ هوانه علیه، یعنی من الأَرض. و‌فی الحدیث: كلْ ما رَدَّت علیك قوسُك ما لم یَصِلَّ‌أَی ما لم یُنْتِنْ، و هذا علی سبیل الاستحباب فإِنه یجوز أَكل اللحم المتغیر الریح إِذا كان ذكِیًّا؛ و قول زهیر: تُلَجْلِجُ مُضْغةً فیها أَنِیضٌ أَصَلَّتْ، فهْیَ تحتَ الكَشْحِ داءُ قیل: معناه أَنتنَتْ؛ قال ابن سیدة: فهذا یدل علی أَنه یستعمل فی الطبیخ و الشِّواء، و قیل: أَصَلَّتْ هنا أَثقَلَتْ. و صَلَّ الماءُ: أَجَنَ. و ماءٌ صَلَّالٌ: آجِنٌ. و أَصَلَّه القِدَمُ: غَیَّره. و الصَّلْصَلةُ و الصُّلْصُلةُ و الصُّلْصُل: بَقِیّة الماء فی الإِدارة و غیرها من الآنیة أَو فی الغدیر. و الصَّلاصِل: بَقایا الماء؛ قال أَبو وَجزة: و لم یَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ یُنْزِلُهم إِلا صَلاصِلُ، لا تُلْوی علی حَسَب و كذلك البقیّة من الدُّهْن و الزَّیت؛ قال العجّاج: كأَنَّ عَیْنَیه من الغُؤُورِ قَلْتانِ، فی لَحْدَیْ صَفاً منقور، صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ، غَیَّرَتا، بالنَّضْحِ و التَّصْبیر، صَلاصِلَ الزَّیْتِ إِلی الشُّطور و أَنشده الجوهری: صَلاصِلُ؛ قال ابن بری: صوابه صَلاصِلَ، بالفتح، لأَنه مفعول لغَیَّرَتا، قال: و لم یُشَبِّههما بالجِرار و إِنما شَبَّههما بالقارورتَین، قال ابن سیدة: شَبَّه أَعیُنَها حین غارَتْ بالجِرار فیها الزیتُ إِلی أَنصافها. و الصُّلْصُل: ناصیة الفرس، و قیل: بیاض فی شعر مَعْرَفة الفرس. أَبو عمرو: هی الجُمَّة و الصُّلْصُلة للوَفْرة. ابن الأَعرابی: صَلْصَلَ إِذا أَوْعَد، و صَلْصَلَ إِذا قَتَل سَیِّدَ العسكر. و قال الأَصمعی: الصُّلْصُل القَدَح الصغیر؛ المحكم: و الصُّلْصُل من الأَقداح مثل الغُمَر؛ هذه عن أَبی حنیفة. ابن الأَعرابی: الصُّلْصُل الراعی الحاذِق؛ و قال اللیث: الصُّلْصُل طائر تسمیه العجم الفاخِتة، و یقال: بل هو الذی یُشْبهها، قال الأَزهری: هذا الذی یقال له موسحة «1» ابن الأَعرابی: الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ، واحدها صُلْصُل. و قال فی موضع آخر: الصُّلْصُلَة و العِكْرِمة و السَّعْدانةُ الحَمامة. المحكم: و الصُّلْصُل طائر صغیر. ابن الأَعرابی: المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ و هو الإِسكافُ عند العامّة؛ و المُصَلِّل أَیضاً: الخالصُ الكَرَم و النَّسَب؛ و المُصَلِّل: المطر الجَوْد. الفراء: الصَّلَّة بَقِیّة الماء فی الحوض، و الصَّلَّة المطرة الواسعة. و الصَّلَّة الجِلد المنتن، و الصَّلَّة الأَرض الصُّلبة، و الصَّلَّة صوتُ المسمار إِذا أُكْرِه. ابن
(1). قوله [موسحة] كذا فی الأصل من غیر نقط
لسان العرب، ج‌11، ص: 385
الأَعرابی: الصَّلَّة المطْرة الخفیفة، و الصَّلَّة قُوارةُ الخُفِّ الصُّلبة. و الصِّلُّ: الحیّة التی تَقْتُل إِذا نَهَشتْ من ساعتها. غیره: و الصِّلُّ، بالكسر، الحیة التی لا تنفع فیها الرُّقْیة، و یقال: إِنها لَصِلُّ صُفِیٍّ إِذا كانت مُنْكَرة مثل الأَفعی، و یقال للرجل إِذا كان داهِیاً مُنْكَراً: إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ أَی حَیّة من الحیّات؛ معناه أَی داهٍ مُنْكَرٌ فی الخصومة، و قیل: هو الداهی المُنْكَر فی الخصومة و غیرها؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: إِن كُنْتَ داهَیةً تُخْشی بَوائقُها، فقد لَقِیتَ صُمُلًّا صِلَّ أَصْلالِ ابن سیدة: و الصِّلُّ و الصّالَّة الداهیة. و صَلَّتْهم الصّالَّة تَصُلُّهم، بالضم، أَی أَصابتهم الداهیة. أَبو زید: یقال إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ و إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ؛ یقال ذلك للرجل ذی الدَّهاء و الإِرْب، و أَصْلُ الصِّلِّ من الحیّات یُشَبَّه الرجل به إِذا كان داهیة؛ و قال النابغة الذبیانی: ما ذا رُزِئْنا به من حَیَّةٍ ذَكَرٍ، نَضْناضةٍ بالرَّزایا صِلِّ أَصْلال و صَلَّ الشَّرابَ یَصُلُّه صَلًّا: صَفَّاه. و المِصَلَّة: الإِناء الذی یُصَفَّی فیه، یَمانِیة، و هما صِلَّانِ أَی مِثْلان؛ عن كراع. و الصِّلُّ و الیَعْضِیدُ و الصِّفْصِلُّ: شجر، و الصِّلُّ نبْتٌ؛ قال: رَعَیْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا، الصِّلَّ و الصِّفْصِلَّ و الیَعْضِیدا و الصِّلِّیانُ: شجر، قال أَبو حنیفة: الصِّلِّیانُ من الطَّریفة و هو یَنْبُت صُعُداً و أَضْخَمهُ أَعجازُه، و أُصولُه علی قدر نَبْت الحَلیِّ، و مَنابتُه السُّهول و الرِّیاضُ. قال: و قال أَبو عمرو الصِّلِّیانُ من الجَنْبة لغِلَظه و بقائه، واحدته صِلِّیانةٌ. و من أَمثال العرب تقول للرجل یُقْدم علی الیَمین الكاذبة و لا یَتَتَعْتَعُ فیها: جَذَّها جَذَّ العَیْرِ الصِّلِّیانة؛ و ذلك أَن العَیْر إِذا كَدَمَها بِفِیه اجْتَثَّها بأَصلها إِذا ارْتَعَاها، و التشدید فیها علی اللام، و الیاءُ خفیفة، فهی فِعْلِیانة من الصَّلْیِ مثل حِرْصِیانَةٍ من الحَرْص، و یجوز أَن یكون من الصِّلِّ، و الیاءُ و النون زائدتان. التهذیب: و الصِّلِّیانُ من أَطیب الكَلإِ، و له جِعْثِنةٌ و وَرَقُه رقیق. و دارَةُ صُلْصُل: موضع؛ عن كراع.

صمل؛ ج11، ص: 385

: الصَّمْلُ: الیُبْسُ و الشِّدَّة. و الصُّمُلُّ: الشدید الخَلْق من الناسِ و الإِبلِ و الجِبال، و الأُنثی صُمُلَّةٌ. و قد صَمَلَ یَصْمُلُ صُمُولًا إِذا صَلُب و اشْتَدَّ و اكْتَنَزَ، یوصف به الجَمَل و الجَبَل و الرَّجُل؛ و قال رؤبة: عن صامِل عاسٍ إِذا ما اصْلَخْمَما یَصِف الجَبَل. و الصُّمُلُّ: الشدید الخَلْق العظیم. و اصْمَأَلَّ الشی‌ءُ، بالهمز، اصْمِئْلالًا أَی اشْتَدَّ. و‌فی الحدیث: أَنت رجُلٌ صُمُلٌّ، بالضم و التشدید، أَی شدید الخَلْق. و اصْمَأَلَّ النباتُ إِذا الْتَفَّ. وَ صَمَلَ الشجرُ إِذا عَطِشَ فخَشُن و یَبِسَ؛ و منه‌حدیث معاویة: إِنها صَمِیلةٌ‌أَی فی ساقها یُبْس و خُشُونة. و صَمَلَ السِّقاءُ و الشجرُ صَمْلًا، فهو صَمِیلٌ و صامِلٌ: یَبِسَ، و قیل: صَمَلَ إِذا لم یَجِدْ رِیّاً فخَشُن؛ قال العُجَیر السَّلُولی، و یروی لزینب أُخت یَزِید بن الطَّثَرِیَّةِ: تَری جازِرَیْه یُرْعَدانِ، و ناره علیها عَدامِیلُ الهَشِیمِ و صامِلُه
لسان العرب، ج‌11، ص: 386
و العُدْمُول: القدیم؛ یقول: علی النار حَطَب یابسٌ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی السوداء العِجْلی: و یَظَلُّ ضَیْفُك، یا ابن رَمْلَةَ، صامِلًا ما إِنْ یَذُوقُ، سِوی الشَّراب، عَلُوسا اللیث: الصَّمِیل السِّقاء الیابسُ، و الصَّامِل الخَلَق؛ و أَنشد: إِذا ذَادَ عن ماء الفُراتِ، فَلَن تَری أَخا قِرْبةٍ یَسْقی أَخاً بصَمِیل و یقال: صَمَلَ بدنُه و بَطْنُه، و أَصْمَلَه الصِّیامُ أَی أَیْبَسَه. أَبو عمرو: صَمَلَه بالعَصا صَمْلًا إِذا ضَرَبَه؛ و أَنشد: هِراوةٌ فیها شِفاء العَرِّ، صَمَلْتُ عُقْفانَ بها فی الجَرِّ، فبُجْتُه و أَهْلَه بشرِّ الجَرُّ: سَفْحُ الجَبَل، بُجْتُه: أَصَبْتُه به. السُّلَمی: صَقَلَه بالعَصا و صَمَلَه إِذا ضَرَبَه بها. و الصِّمْلِیلُ: الضَّعِیف البِنْیَة. و الصِّملیل: ضَرْبٌ من النَّبْت؛ قال ابن درید: لا أَقفُ علی حَدِّه و لم أَسمعه إِلا من رجل من جَرْمٍ قَدِیماً. و المُصْمَئِلُّ: المنتفخ من الغَضَب. أَبو زید: المُصْمَئِلُّ الشدید، و یقال للداهیة مُصْمَئِلَّة؛ و أَنشد للكمیت: و لم تَتَكَأّدْهُمُ المُعْضِلات، و لا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ و المُصْمَئِلَّةُ: الداهیةُ. و الصَّوْمَلُ: شجرة بالعالیة.

صنبل؛ ج11، ص: 386

: الصُّنْبُل و الصِّنْبِل: الخَبِیثُ المُنْكَر. و صِنْبِلٌ: اسم؛ قال مُهَلْهِل: لَمَّا تَوَقَّلَ فی الكُراعِ هَجِینُهُم، هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ مالِكاً أَو صِنْبِلا «2». و‌ابن صِنْبِلٍ: رَجُلٌ من أَهل البصرة أَحْرَقَ جاریةُ ابن قُدامةَ، و هو من أَصحاب علیّ، علیه السلام، خمسین رجلًا من أَهل البصرة فی داره.

صنتل؛ ج11، ص: 386

: التهذیب: الصِّنْتِل الناقة الضَّخْمة، علی فِعْلِل بكسر أَوّله و ثالثه؛ قال: رَوی هذا الحرفَ الفراءُ، قال: و لا أَدری أَ صحیح أَم لا، و هو صِنْتِلُ الهادی أَی طویلُه، قال: و قرأْته فی نوادر أَبی عمرو.

صندل؛ ج11، ص: 386

: الصَّنْدَل: خَشَبٌ أَحمر و منه الأَصفر، و قیل: الصَّنْدَل شجر طَیِّب الریح. و حِمارٌ صَنْدَلٌ و صُنادِلٌ: عظیمٌ شدیدٌ ضَخْم الرأْس، و كذلك البعیر. و صَنْدَلَ البعیرُ: ضَخُم رَأْسُه. التهذیب: الصَّنْدَلُ من الحُمُر الشدید الخَلْق الضَّخْم الرأْس؛ قال رؤبة: أَنْعَتُ عَیْراً صَنْدَلًا صُنادِلا الجوهری: الصَّنْدَل البعیر الضَّخْم الرأْس؛ قال الراجز: رأَت لِعَمْروٍ، و ابْنِه الشَّرِیسِ، عَنادِلًا صَنادِلَ الرُّؤُوس و الصَّیْدَلانِیُّ: لغة فی الصَّیْدَنانی؛ قال ابن بری: الصَّیْدَلانیُّ و الصَّیْدنَانیُّ العَطَّار منسوب إِلی الصَّیْدَل و الصَّیْدَن، و الأَصل فیهما حجارة الفِضَّة، فشُبِّه بها حجارة العَقاقِیر؛ و علیه قول الأَعشی یصف ناقة شَبَّه زَوْرَها بصَلاءة العَطَّار:
(2). قوله [لما توقل] هكذا فی المحكم، و فی القاموس: توغل، بالغین المعجمة، و فی التكملة توعر، بالمهملة و الراء
لسان العرب، ج‌11، ص: 387
و زَوْراً تَری فی مِرْفَقَیه تَجانُفاً نَبِیلًا، كَدوْكِ الصَّیْدَنانیِّ، دامِكا و یروی: … الصَّیْدَلانیِّ دامكا. و الدُّوكُ: الصَّلاءةُ، و یقال للحَجَر الذی یُطْحَن به الطِّیب، و الدَّامِكُ: المُرْتفع.

صنطل؛ ج11، ص: 387

: المُصَنْطِل: الذی یَمْشی و یُطأْطِئ رأْسه.

صهل؛ ج11، ص: 387

: الصَّهَلُ: حِدَّةُ الصوت مع بَحَح كالصَّحَل. یقال: فی صوته صَهَلٌ و صَحَلٌ، و هو بُحَّة فی الصوت، و الصَّهِیلُ للخیل. قال الجوهری: الصَّهِیل و الصُّهَال صوت الفرس مثل النَّهِیق و النُّهاق. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: فَجَعَلَنی فی أَهْل صَهِیلٍ و أَطِیطٍ؛ ترید أَنها كانت فی أَهل قِلَّة فَنَقَلها إِلی أَهل كَثْرة و ثَرْوة، لأَن أَهل الخیل و الإِبل أَكثر من أَهل الغَنم. ابن سیدة: الصَّهِیل من أَصوات الخیل، صَهَلَ الفرسُ یَصْهَل و یَصْهِلُ صَهِیلًا. و فَرَس صَهَّالٌ: كثیر الصَّهِیل. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَد: فی صوته صَهَلٌ؛ حِدَّةٌ و صَلابة من صَهِیلِ الخیل و هو صوتها. و رجُل ذُو صَاهِل: شدید الصِّیاح و الهِیاج. و الصَّاهِلُ من الإِبل: الذی یَخْبِط بیده و رجله و تسمع لجَوْفه دَوِیّاً من عِزَّة نفسه. النضر: الصَّاهِل من الإِبل الذی یَخْبِط و یَعَضُّ و لا یَرْغُو بواحدة من عِزَّة نفسه. یقال: جَمَلٌ صَاهِلٌ و ذو صاهِلٍ و ناقةٌ ذاتُ صَاهِل؛ و أَنشد: و ذو صَاهِلٍ لا یَأْمَن الخَبْطَ قائدُه و جعل ابنُ مُقْبل الذِّبَّانَ صَوَاهِلَ فی العُشْب، یُرید غُنَّةَ طَیرانها و صَوْتَه، فقال: كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه، قُبَیْلَ الصَّباحِ، صَهِیلُ الحُصُن و جعل أَبو زُبَیدٍ الطائی أَصواتِ المَساحِی صَواهلَ فقال: لها صَواهِلُ فی صُمِّ السِّلام، كما صاح القَسِیَّاتُ فی أَیدی الصَّیارِیف و الصَّوَاهِلُ: جمع الصَّاهِلَة، مصدر علی فاعِلَة بمعنی الصَّهِیل، و هو الصوت كقولك سَمِعْتُ رواغِیَ الإِبل. و صَاهِلَةُ: اسمٌ. و بَنُو صَاهِلةَ: بطنٌ.

صول؛ ج11، ص: 387

: صَالَ علی قِرْنِه صَوْلًا و صِیالًا و صُؤُولًا و صَوَلاناً و صالًا و مَصالةً: سَطا؛ قال: و لم یَخْشَوْا مَصالَتَهُ علیهم، و تَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّریحُ و الصَّؤُول من الرجال: الذی یَضْرب الناسَ و یَتَطاول علیهم؛ قال الأَزهری: الأَصل فیه ترك الهمز و كأَنه هُمِز لانضمام الواو، و قد هَمَزَ بعض القُرَّاء: و إِن تَلْؤُوا، بالهمز، أَوْ تُعْرِضُوا لانضمام الواو. و صَالَ علیه إِذا اسْتطال. و صَالَ علیه: وَثَبَ صَوْلًا و صَوْلةً، یقال: رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْل. و المُصَاوَلَةُ: المُواثَبة، و كذلك الصِّیالُ و الصِّیالة. و الفَحْلان یَتَصَاوَلانِ أَی یَتَواثَبانِ. اللیث: صالَ الجَمَلُ یَصُولُ صِیالًا و صُوالًا و هو جَمَلٌ صَؤُولٌ، و هو الذی یأْكل راعیَه و یُواثِبُ الناسَ فیأْكلهم. و‌فی حدیث الدعاء: بك أَصُول، و فی روایة: أُصاوِل‌أَی أَسْطُو و أَقْهَر. و الصَّولة: الوَثْبة. و صَالَ الفَحْلُ علی الإِبل صَوْلًا، فهو صَؤُول: قاتَلَها و قَدَّمَها. أَبو زید: صَؤُل البعیر یَصْؤُل، بالهمز، صآلةً إِذا صار یَشُلُّ الناس و یَعْدُو
لسان العرب، ج‌11، ص: 388
علیهم، فهو صَؤُول. و صِیلَ لهم كذا أَی أُتِیح لهم؛ قال خُفاف بن نُدْبَة: فَصِیلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه شِهاباً، بدا فی ظُلْمة اللَّیل یَلْمَع و صالَ العَیْرُ علی العانةِ: شَلَّها و حَمَلَ علیها. و‌فی الحدیث: إِنَّ هؤلاء الحَیَّیْنِ من الأَوْس و الخَزْرج كانا یتصاوَلانِ مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تَصَاوُلَ الفَحْلین‌أَی لا یفعل أَحدُهما معه شیئاً إِلا فعل الآخر مثله. و‌فی حدیث عثمان: فَصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من صَوْلِ غیره‌أَی إِمْساكُه أَشَدُّ من تَطاوُل غیره؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: لا خَیْرَ فیه غَیْر أَن لا یَهْتَدی، و أَنَّه ذُو صَوْلَةٍ فی المِزْوَدِ، و أَنَّه غیرُ ثَقِیل فی الیَدِ قوله ذُو صَوْلَة فی المِزْوَد، یقول: إِنه ذو صَوْلةٍ علی الطعام یأْكله و یَنْهَكه و یُبالِغ فیه، فكأَنه إِنما یَصُولُ علی حَیَوان مَّا، أَو یَصُول علی أَكِیله لذَوْدِه إِیَّاهم و مُدافَعَته لهم؛ و قوله و أَنه غیر ثقیلٍ فی الید، یقول: إِذا بَلِلْتَ به لم یَصِرْ فی یدك منه خَیْر تَثْقُل به یَدُك لأَنه لا خیر عنده. ابن الأَعرابی: المِصْوَلة المِكْنَسة التی یُكْنَس بها نواحی البَیْدَر. أَبو زید: المِصْوَل شی‌ء یُنْقَع فیه الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه، و الصِّیلة، بالكسر: عُقْدة العَذَبة. و صُولٌ: اسم موضع؛ قال حُنْدُج ابن حُنْدُج المُرِّی: فی لَیْلِ صُولٍ تَناهی العَرْضُ و الطُّولُ، كأَنما لَیْلُه باللَّیل مَوْصولُ لِساهِرٍ طالَ فی صُولٍ تَمَلْمُلُه، كأَنه حَیَّة بالسَّوْط مَقْتولُ

فصل الضاد المعجمة؛ ج11، ص: 388

ضأل؛ ج11، ص: 388

: الضَّئِیلُ: الصغیر الدَّقیق الحَقیر. و الضَّئِیل: النَّحیف، و الجمع ضُؤَلاء و ضِئالٌ؛ قال النابغة الجعدی: لا ضِئالٌ و لا عَواوِیرُ حَمَّالون، یَوْمَ الخِطابِ، للأَثقال و الأُنثی ضَئیلةٌ، و قد ضَؤُلَ ضَآلةً و تَضاءَل؛ قال أَبو خِراش: و ما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّنی الدَّهْرُ هَدَّةً تَضالَ لها جِسْمی، و رَقَّ لها عَظْمی أَراد تَضاءَل فحذف، و روی أَبو عمرو‌تَضَاءَلْ لها …، بالإِدْغام «1» و المُضْطَئلُ: الضَّئیل؛ قال: رأَیتُك یا ابنَ قُرْمَةَ حین تَسْمو، مع القَرِمَیْن، تَضْطئِل المَقاما أَراد تَضْطَئِل للمَقام فحذف و أَوْصَل، و فی التهذیب: مُضْطَئِل المقام. و ضَاءَلَ شَخْصَه: صَغَّره؛ قال زهیر: فبَیْنا نَذُودُ الوَحْشَ، جاء غُلامُنا یَدِبُّ و یُخْفی شَخْصَه، و یُضائِلُه و تَضاءَلَ الرجلُ: أَخْفی شخصَه قاعداً و تَصاغَر. و‌فی الحدیث: إِن العَرْش علی مَنْكِب إِسْرافِیل و إِنَّه لَیَتَضاءَلُ من خشیة الله حتی یَصیر مثل الوَصَع؛ یرید یَتَصاغر و یَدِقُّ تواضُعاً. أَبو زید: ضَؤُلَ
(1). قوله [بالإدغام] زاد فی المحكم: و هذا بعید لأَنه لا یلتقی فی شعر ساكنان
لسان العرب، ج‌11، ص: 389
رأْیُه ضَآلةً إِذا صَغُر و فالَ رَأْیُه. و رجل مُتضائلٌ أَی شَخْتٌ؛ و قال العُجَیر السَّلولی، و قیل زینب أُخت یزید بن الطَّثَرِیَّة: فَتًی قُدَّ السَّیفِ لا مُتضائلٌ، و لا رَهِلٌ لَبَّاتُه و بآدِلُهْ و قال مالك بن نُوَیرة: نُعِدُّ الجِیادَ الحُوَّ و الكُمْتَ كالقَنا، و كُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ أَی دَقیقٌ. و رَجُل ضُؤَلةٌ أَی نحیف. و تَضاءَلَ الشی‌ءُ إِذا تَقَبَّضَ و انضمَّ بعضُه إِلی بعض. و‌فی حدیث عمر: قال للجِنِّیِّ إِنی أَراك ضَئیلًا شَخیتاً.و‌فی حدیث الأَحْنَف: إِنَّك لضَئیلٌ‌أَی نحیف ضعیف. و استعمل أَبو حنیفة التَّضاؤل فی البَقْل فقال: إِن الكُرُنْبَ إِذا كان إِلی جَنْب الحَبَلة تَضاءَل منها و ذَلَّ و ساءت حالُه. و هو علیه ضُؤْلانٌ أَی كَلٌّ. و حسَبُه علیه ضُؤْلانٌ إِذا عِیب به؛ و أَنشد ابن جنی: أَنا أَبو المِنْهالِ، بَعْضَ الأَحْیان، لیسَ عَلَیَّ حَسَبی بضُؤْلان أَراد بضئیل أَی القائم مقامَه و المُغْنِی غَناءَه، و أَعْمَل فی الظرف معنی التشبیه أَی أُشْبِهُ أَبا المنهال فی بعض الأَحیان، و أَنا مثل أَبی المِنْهال. أَبو منصور: ضَؤُلَ الرجل یضْؤُل ضَآلةً و ضُؤُولةً إِذا فالَ رَأْیُه، و ضَؤُل ضَآلةً إِذا صَغُر. و قال اللیث: الضَّئیل نعت للشی‌ء فی ضَعْفه و صِغَره و دِقَّته، و جَمْعه ضُؤَلاءُ و ضَئِیلُون، و الأُنثی ضَئِیلة. و الضُّؤُولة: الهُزال. الجوهری: رَجُلٌ ضَئِیل الجسم إِذا كان صغیر الجسم نحیفاً. و الضَّئیلة: الحَیَّة الدقیقة. المحكم: الضَّئیلة حَیَّة كأَنها أَفْعَی. و الضَّئیلة: اللَّهاة؛ عن ثعلب.

ضأبل؛ ج11، ص: 389

: الأَزهری فی الثلاثی الصحیح قال: أَهمله اللیث، قال: و فیه حرف زائد، و ذكر أَبو عبید عن الأَصمعی: جاء فلان بالضِّئْبِل و النِّئْطِل و هُما الداهیة؛ قال الكمیت: أَ لا یَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّهُم، و لَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَینِ ضِئْبِلُ؟ قال: و إِن كانت الهمزة أَصلیة فالكلمة رُباعِیَّة. ابن سیدة: الضِّئْبِل، بالكسر و الهمز، مثل الزِّئْبِر، و الضِّئْبِلُ الداهیة؛ حكی الأَخیرة ابن جنی، و الأَكثر ما بَدَأْنا به، بالكسر؛ قال زِیادٌ المِلْقَطِیُّ: تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِی لجارِك ضِئْبِلا، و تُلْفَی لَئِیماً لِلْوِعاءَیْن صامِلا قال: و لغة بنی ضَبَّة الصِّئْبِل، بالصاد، و الضادُ أَعرف؛ قال الجوهری: و ربما جاءَ ضَمُّ الباء فی الضِّئْبُل و الزِّئبُر؛ قال ثعلب: لا نعلم فی الكلام فِعْلُل، فإِن كان هذان الحرفان مسموعین بضم الباء فیهما فهو من النوادر؛ و قال ابن كیسان: هذا إِذا جاء علی هذا المثال شَهِد للهمزة بأَنها زائدة، و إِذا وقعت حروف الزیادة فی الكلمة جاز أَن تخرج عن بناء الأُصول، فلهذا ما جاءت هكذا؛ قال الكمیت: و لم تَتَكَأَّدْهُمُ المُعْضِلات، و لا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ و زاد ابن بری علی هاتین الكلمتین نِئْدُل، و قال هو الكابوس.
لسان العرب، ج‌11، ص: 390

ضحل؛ ج11، ص: 390

: الضَّحْلُ: القریبُ القَعْر. و الضَّحْل: الماءُ الرقیق علی وجه الأَرض لیس له عَمْقٌ، و قیل: هو كالضَّحْضاح إِلَّا أَن الضَّحْضاح أَعمُّ منه لأَنه فیما قَلَّ أَو كثُر، و قیل: الضَّحْل الماء القلیل یكون فی العین و البئر و الجُمَّة و نحوها، و قیل: هو الماء القلیل یكون فی الغَدِیر و نحوه؛ أَنشد ابن بری لابن مقبل: و أَظْهَرَ، فی غُلَّانِ رَقْدٍ و سَیْلُه، عَلاجِیمُ لا ضَحلٌ، و لا مُتَضَحْضِحُ و العُلْجُوم هنا: الماء الكثیر، و الجمع أَضْحال و ضُحُولٌ. الجوهری: الضَّحْلُ الماء القلیل، و منه أَتَانُ الضَّحْل لأَنه لا یَغْمُرها لقِلَّته؛ قال الأَزهری: أَتانُ الضَّحْل الصَّخْرةُ بعضها غَمَره الماءُ و بعضها ظاهر. قال شمر: و غَدِیرٌ ضَاحِلٌ إِذا رَقَّ ماؤه فذهب. و‌فی الحدیث فی كتابه لأُكَیْدِرِ دومَةَ: و لنا الضّاحِیةُ من الضَّحْل؛ هو بالسكون القلیل من الماء، و قیل: الماء القریب المكان، و بالتحریك مكان الضَّحْل، و یروی الضاحیة من البَعْل. و المَضْحَلُ: مكانٌ یَقِلُّ فیه الماء من الضَّحْل، و به یُشَبَّه السَّراب. قال ابن سیدة: المَضْحَلُ مكان الضَّحْل؛ قال العَجّاج: حَسِبْتُ یوماً، غَیْر قَرٍّ، شامِلا یَنْسُج غُدْراناً علی مَضاحِلا «1». یصف السَّرابَ شبهه بالغُدُر. و ضَحَلَتِ الغُدُرُ: قَلَّ ماؤها. و یقال: إِنَّ خَیْرَكَ لضَحْلٌ أَی قلیل. و ما أَضْحَل خَیرَكَ أَی ما أَقَلَّه. و اضْمَحَلَّ السحابُ: تقَشَّعَ. و اضْمَحَلَّ الشی‌ءُ أَی ذهب، و فی لغة الكِلابیِّین امْضَحَلَّ، بتقدیم المیم، حكاها أَبو زید.

ضرزل؛ ج11، ص: 390

: أَبو خَیْرَة: رَجُل ضِرْزِلٌ أَی شَحِیحٌ.

ضعل؛ ج11، ص: 390

: ابن الأَعرابی: الضاعِلُ الجَمَل القَوِیُّ، و الطاعِلُ السَّهم المُقَوَّم؛ قال أَبو العباس: و لم أَسمع هذین الحرفین إِلّا له، قال: و الضَّعَل دِقَّة البدن من تَقارُب النَّسَب.

ضغل؛ ج11، ص: 390

: الضَّغِیل: صوت فم الحَجّام إِذا مَصَّ من مِحْجَمه، یقال: ضَغَلَ یَضْعَلُ ضَغِیلًا صَوَّت عند الحِجامة؛ قاله أَبو عمرو و غیره.

ضكل؛ ج11، ص: 390

: الأَضْكَلُ و الضَّیْكَل: الرجُل العُرْیانُ، و الضَّیْكَل الفقیر؛ و قال الشاعر: فأَمّا آلُ ذَیّالٍ، فإِنَّا تَرَكْناهمْ ضَیاكِلَةً عَیامی و الجمع ضَیاكِلُ و ضَیاكِلةٌ. و الضَّیْكَل: العظیمُ الضَّخْم؛ عن ثعلب. الأَزهری فی الرباعی: إِذا جاء الرجلُ عُرْیاناً فهو البُهْصُل و الضَّیْكَل.

ضلل؛ ج11، ص: 390

: الضَّلالُ و الضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَی و الرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصیحة، و ضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالًا و ضَلالةً؛ و قال كراع: و بنو تمیم یقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ و ضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ و قال اللحیانی: أَهل الحجاز یقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، و أَهل نجد یقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال و قد قرئ بهما جمیعاً قوله عز و جل: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمٰا أَضِلُّ عَلیٰ نَفْسِی؛ و أَهل العالیة یقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، و هو ضالٌّ تالٌّ، و هی الضَّلالة و التَّلالة؛ و قال الجوهری: لغة نجد هی الفصیحة. قال ابن سیدة: و كان یحیی بن وَثَّاب یقرأ كلَّ شی‌ء فی القرآن ضَلِلْت و ضَلِلْنا، بكسر اللام، و رَجُلٌ ضَالٌّ. قال: و أَما قراءة من قرأَ و لا الضّأَلِّینَ، بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء
(1). قوله [حسبت] هكذا فی المحكم، و فی التكملة: كأن
لسان العرب، ج‌11، ص: 391
الساكنین الأَلف و اللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعیف واسع المَخْرَج لا یَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلی تحریكه قلبوه إِلی أَقرب الحروف إِلیه و هو الهمزة؛ قال: و علی ذلك ما حكاه أَبو زید من قولهم شأَبَّة و مَأَدَّة؛ و أَنشدوا: یا عَجَبا لقد رأَیْتُ عَجَبا: حِمَار قَبّانٍ یَسُوق أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا یرید زَامَّها. و حكی أَبو العباس عن أَبی عثمان عن أَبی زید قال: سمعت عمرو بن عبید یقرأُ: فیَوْمَئِذٍ لا یُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ و لا جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتی سمعت العرب تقول شأَبَّة و مأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبی عثمان أَ تَقِیس ذلك؟ قال: لا و لا أَقبله. و ضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال: لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالی بَنِیَّ، و أَنَّنی رَجُلٌ ضَلُولُ و أَضَلَّه: جعله ضَالًّا. و قوله تعالی: إِنْ تَحْرِصْ عَلیٰ هُدٰاهُمْ فَإِنَّ اللّٰهَ لٰا یَهْدِی مَنْ یُضِلُّ، و قرئت: لا یُهْدی من یُضِلُّ؛ قال الزَّجّاج: هو كما قال تعالی: مَنْ یُضْلِلِ اللّٰهُ فَلٰا هٰادِیَ لَهُ. قال أَبو منصور: و الإِضْلالُ فی كلام العرب ضِدُّ الهدایة و الإِرْشاد. یقال: أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطریق؛ و إِیاه أَراد لبید: مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخیرِ اهْتَدَی ناعِمَ البالِ، و من شاءَ أَضَلّ قال لبید: هذا فی جاهِلِیَّته فوافق قوله التنزیل العزیز: یُضِلُّ مَنْ یَشٰاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشٰاءُ*؛ قال أَبو منصور: و الأَصل فی كلام العرب وجه آخر یقال: أَضْلَلْت الشی‌ءَ إِذا غَیَّبْتَه، و أَضْلَلْت المَیِّتَ دَفَنْته. و‌فی الحدیث: سیكُون علیكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَیْتُموهم ضَلَلْتم، یرید بمعصیتهم الخروجَ علیهم و شَقَّ عَصَا المسلمین؛ و قد یقع أَضَلَّهم فی غیر هذا الموضع علی الحَمْل علی الضَّلال و الدُّخول فیه. و قوله فی التنزیل العزیز: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِیراً مِنَ النّٰاسِ؛ أَی ضَلُّوا بسببها لأَن الأَصنام لا تفعل شیئاً و لا تَعْقِل، و هذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْنی هذه الدارُ أَی افْتَتَنتُ بسببها و أَحْبَبتُها؛ و قول أَبی ذؤیب: رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، نِیَافاً من البِیضِ الكِرامِ العَطَابِل قال السُّكَّری: طُلِبَ منه أَن یَضِلَّ فَضَلَّ كما یقال جُنَّ جُنونُه، و نِیافاً أَی طویلة، و هو مصدر نافَ نِیَافاً و إِن لم یُسْتعمل، و المستعمل أَناف؛ و قال ابن جنی: نِیافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤیة هاهنا رؤیة القلب لقوله‌رآها الفُؤَاد … و یقال: ضَلَّ ضَلاله، كما یقال جُنَّ جُنونُه؛ قال أُمیة: لوْ لا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا، و لَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ و قال أَوس بن حَجَر: إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل و نُمْرُقٍ، إِلی حَكَمٍ بَعْدی، فضَلَّ ضَلالُها و ضَلَلْت المَسْجدَ و الدارَ إِذا لم تعرف موضعهما، و ضَلَلْت الدارَ و المَسْجدَ و الطریقَ و كلَ شی‌ء مقیم ثابت لا تَهْتَدی له، و ضَلَّ هو عَنِّی ضَلالًا و ضَلالةً؛ قال ابن بری: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه، و إِذا سَقَط من یَدِك شی‌ءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال: یعنی أَن المكان لا یَضِلُّ و إِنما
لسان العرب، ج‌11، ص: 392
أَنت تَضِلُّ عنه، و إِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشی‌ء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته، و للشی‌ء الثابت فی موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِلیه: ضَلَلْته؛ قال الفرزدق: و لقد ضَلَلْت أَباك یَدْعُو دارِماً، كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَریقَ وَبارِ و‌فی الحدیث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثیر: و هی الضائعة من كل ما یُقْتَنَی من الحیوان و غیره. الجوهری: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر و الأُنثی، یقال: ضَلَّ الشی‌ءُ إِذا ضاع، و ضَلَّ عن الطریق إِذا جار، قال: و هی فی الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فیها فصارت من الصفات الغالبة، و تقع علی الذكر و الأُنثی و الاثنین و الجمع، و تُجْمَع علی ضَوالَّ؛ قال: و المراد بها فی هذا الحدیث الضَّالَّةُ من الإِبل و البقر مما یَحْمِی نفسَه و یقدر علی الإِبْعاد فی طلب المَرْعَی و الماء بخلاف الغنم؛ و الضّالَّة من الإِبل: التی بمَضْیَعَةٍ لا یُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء. و‌سُئل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار، و خَرَجَ جوابُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها و حَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم‌قال، علیه السلام: ما لَكَ و لَها، مَعها حِذاؤُها و سِقاؤها تَرِدُ الماءَ و تأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعیدة المَذهَب فی الأَرض طویلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ و تَرْعی دون راعٍ یحفظها فلا تَعَرَّضْ لها و دَعْها حتی یأْتیها رَبُّها، قال: و قد تطلق الضَّالَّة علی المعانی، و منه‌الكلمة الحكیمةُ: ضالَّةُ المؤمن، و فی روایة: ضالَّةُ كل حكیم‌أَی لا یزال یَتَطَلَّبها كما یتطلب الرجُلُ ضالَّته. و ضَلَّ الشی‌ءُ: خَفِیَ و غاب. و‌فی الحدیث: ذَرُّونی فی الرِّیح لَعَلِّی أَضِلُّ الله، یرید أَضِلُّ عنه أَی أَفُوتُه و یَخْفَی علیه مكانی، و قیل: لَعَلِّی أَغیب عن عذابه. یقال: ضَلَلْت الشی‌ءَ و ضَلِلْته إِذا جعلتَه فی مكان و لم تَدْرِ أَین هو، و أَضْلَلْته إِذا ضَیَّعْته. و ضَلَّ الناسی إِذا غاب عنه حفظُ الشی‌ء. و یقال: أَضْلَلْت الشی‌ء إِذا وَجَدتَه ضالًّا كما تقول أَحْمَدْته و أَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً و بَخیلًا. و منه‌الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَتی قومَه فأَضَلَّهم‌أَی وجدهم ضُلَّالًا غیر مُهْتدِین إِلی الحَقِّ، و معنی الحدیث من قوله تعالی: أَ إِذٰا ضَلَلْنٰا فِی الْأَرْضِ أَی خَفِینا و غِبْنا. و قال ابن قتیبة فی معنی الحدیث: أَی أَفُوتُه، و كذلك فی قوله لٰا یَضِلُّ رَبِّی لا یَفُوتُه. و المُضِلُّ: السَّراب؛ قال الشاعر: أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِیدةٍ أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور و أَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِی الضَالَّ و لا تَهْدِی المُتَضَالَّ. و یقال: ضَلَّنی فلانٌ فلم أَقْدِر علیه أَی ذَهَب عَنی؛ و أَنشد: و السّائلُ المُبْتَغِی كَرائمها یَعْلَم أَنی تَضِلُّنی عِلَلی «2». أَی تذهب عنی. و یقال: أَضْلَلْت الدابّةَ و الدراهمَ و كلَّ شی‌ء لیس بثابت قائم مما یزول و لا یَثْبُت. و قوله فی التنزیل العزیز: لٰا یَضِلُّ رَبِّی وَ لٰا یَنْسیٰ؛ أَی لا یَضِلُّه ربی و لا ینساه، و قیل: معناه لا یَغِیب عن شی‌ء و لا یَغِیب عنه شی‌ء. و یقال: أَضْلَلْت
(2). قوله [المبتغی] هكذا فی الأصل و التهذیب، و فی شرح القاموس: المعتری و كذا فی التكملة مصلحاً عن المبتغی مرموزا له بعلامة الصحة
لسان العرب، ج‌11، ص: 393
الشی‌ءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة و الناقة و ما أَشبهها إِذا انفَلَت منك، و إِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشی‌ء الثابت مثل الدار و المكان قلت ضَلِلْته و ضَلَلْته، و لا تقل أَضْلَلْته.قال محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة یقرأُ فی كتاب: لا یُضِلُّ ربی و لا یَنْسی، فسأَلت عنها یونس فقال: یَضِلُّ جَیِّدةٌ، یقال: ضَلَّ فلان بَعیرَه أَی أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم یونس فی هذا. و‌فی الحدیث: لو لا أَن الله لا یُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالًا؛ قال ابن الأَثیر: أَی بُطْلانَ العمل و ضَیاعَه مأْخوذ من الضَّلال الضیاع؛ و منه قوله تعالی: ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا. و أَضَلَّه أَی أَضاعه و أَهلكه. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلٰالٍ وَ سُعُرٍ؛ أَی فی هلاك. و الضَّلال: النِّسْیان. و فی التنزیل العزیز: مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدٰاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰاهُمَا الْأُخْریٰ؛ أَی تَغِیب عن حِفْظها أَو یَغیب حِفْظها عنها، و قرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر إِنْ قال كلام علی لفظ الجزاء و معناه؛ قال الزجاج: المعنی فی إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخری الذاكرة، قال: و تُذْكِر و تُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ «1» لا غیر، و من قرأَ أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ، و هی قراءة أَكثر الناس، قال: و ذكر الخلیل و سیبویه أَن المعنی اسْتَشْهِدوا امرأَتین لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخری و مِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال سیبویه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَنْ تَضِلَّ و إِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن یُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذی به وَجَب الإِذكارُ، قال: و مثله أَعْدَدْتُ هذا أَن یَمیل الحائطُ فأَدْعَمَه، و إِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للمیل، و لكن المیل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار، فهذا هو البَیِّن إِن شاء الله. و منه قوله تعالی: قٰالَ فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّٰالِّینَ؛ و ضَلَلْت الشی‌ءَ: أُنْسِیتُه. و قوله تعالی: وَ مٰا كَیْدُ الْكٰافِرِینَ إِلّٰا فِی ضَلٰالٍ؛ أَی یَذْهب كیدُهم باطلًا و یَحِیق بهم ما یریده الله تعالی. و أَضَلَّ البعیرَ و الفرسَ: ذهَبا عنه. أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعیری إِذا كان معقولًا فلم تَهْتَدِ لمكانه، و أَضْلَلْته إِضْلالًا إِذا كان مُطْلَقاً فذهب و لا تدری أَین أَخَذَ. و كلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، و ما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: و أَصل الضَّلالِ الغَیْبوبة، یقال ضَلَّ الماءُ فی اللبن إِذا غاب، و ضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة، و ضَلَّ الناسی إِذا غابَ عنه حِفْظه، و أَضْلَلْت بَعیری و غیرَه إِذا ذهَب منك، و قوله تعالی: أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ*؛ قال أَبو إِسحاق: معناه لم یُجازِهم علی ما عَمِلوا من خیر؛ و هذا كما تقول للذی عمِل عَمَلًا لم یَعُدْ علیه نفعُه: قد ضَلَّ سَعْیُك. ابن سیدة: و إِذا كان الحیوان مقیماً قلت قد ضَلَلْته كما یقال فی غیر الحیوان من الأَشیاء الثابتة التی لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ضَلَّ أَباه فادَّعی الضَّلالا و ضَلَّ الشی‌ءُ یَضِلُّ ضَلالًا: ضاع. و تَضْلِیل الرجل: أَن تَنْسُبَه إِلی الضَّلال. و التضلیل: تصییر الإِنسان إِلی الضَّلال؛ قال الراعی: و ما أَتَیْتُ نُجَیدةَ بْنَ عُوَیْمِرٍ أَبْغی الهُدی، فیَزِیدنی تَضْلیلا
(1). قوله [و تذكر و تذكر رفع مع كسر إن] كذا فی الأصل و مثله فی التهذیب، و عبارة الكشاف و الخطیب: و قرأ حمزة وحده إن تضلّ إحداهما بكسر إن علی الشرط فتذكر بالرفع و التشدید، فلعل التخفیف مع كسر إن قراءة أخری
لسان العرب، ج‌11، ص: 394
قال ابن سیدة: هكذا قاله الراعی بالوَقْص، و هو حذف التاء من مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك و رَوَته: و لمَا أَتیتُ، علی الكمال. و التَّضْلالُ: كالتَّضْلِیل. و ضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار. و وقع فی وادی تُضُلِّلَ و تُضَلِّلَ أَی الباطل. قال الجوهری: وقَع فی وادی تُضُلِّلَ مثل تُخُیِّبَ و تُهُلِّك، كله لا ینصرف. و یقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو بن شاس الأَسدی: تَذَكَّرْت لیلی، لاتَ حینَ ادِّكارِها، و قد حُنِیَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال قال ابن بری: حكاه أَبو علی عن أَبی زید ضُلًّا بالنصب؛ قال و مثله للعَجَّاج: یَنْشُدُ أَجْمالًا، و ما مِنْ أَجمال یُبْغَیْنَ إِلَّا ضُلَّة بتَضْلال و الضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. و أَرضٌ مَضِلَّةٌ و مَضَلَّةٌ: یُضَلّ فیها و لا یُهْتَدی فیها للطریق. و فلان یَلومُنی ضَلَّةً إِذا لم یُوَفَّق للرشاد فی عَذْله. و فتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، و كذلك طریق مَضَلٌّ. الأَصمعی: المَضَلُّ و المَضِلُّ الأَرض المَتِیهةُ. غیره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فیها، و المَجْهَلُ كذلك. یقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً و مَضَلَّة، و أَخذْت أَرضاً مَجْهَلًا مَضَلًّا؛ و أَنشد: أَلا طَرَقَتْ صَحْبی عُمیرَةُ إِنها، لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق و قال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ و مَزِلَّة، و هو اسم، و لو كان نعتاً كان بغیر الهاء. و یقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ و خَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر و الأُنثی و الجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ و قیل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ و مَضِلَّة و أَرَضون مَضَلَّات و مَضِلَّاتٌ. أَبو زید: أَرض مَتِیهةٌ و مَضِلَّةٌ و مَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكیت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَی ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: و قولهم مَلَّ مَلالُك أَی ذهَب عنك حتی لا تَمَلَّ. و رجل ضِلِّیل: كثیر الضَّلال. و مُضَلَّلٌ: لا یُوَفَّق لخیر أَی ضالٌّ جدّاً، و قیل: صاحب غَوایاتٍ و بَطالاتٍ و هو الكثیر التتبُّع للضَّلال. و الضِّلِّیلُ: الذی لا یُقْلِع عن الضَّلالة، و كان إمرؤ القیس یُسَمَّی المَلِكَ الضِّلِّیل و المُضلَّل. و‌فی حدیث علیٍّ و قد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال: إِنْ كان و لا بُدَّ فالملِك الضِّلِّیل، یعنی إمْرَأَ القیس، كان یُلَقَّب به. و الضِّلِّیل، بوزن القِنْدِیل: المُبالِغ فی الضَّلال و الكثیرُ التَّتبُّع له. و الأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهیر: كانت مَواعِیدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلًا، و ما مَواعِیدُها إِلا الأَضَالِیلُ و فلان صاحب أَضَالِیلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكمیت: و سُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِی غَدِ الأَمْرِ أَضَالِیلُ من فُنُون الضَّلال الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة فی السَّفَر. و الضَّلَّة: الغَیْبوبةُ فی خیر أَو شَرٍّ. و الضِّلَّة: الضَّلالُ. و قال ابن الأَعرابی: أَضَلَّنی أَمْرُ كذا و كذا أَی لم أَقْدِرْ علیه، و أَنشد: إِنِّی، إِذا خُلَّةٌ تَضَیَّفَنی یُریدُ مالی، أَضَلَّنی عِلَلی أَی فارَقَتْنی فلم أَقْدِرْ علیها. و یقال للدَّلِیل الحاذق
لسان العرب، ج‌11، ص: 395
الضُّلاضِل و الضُّلَضِلة «1». قاله ابن الأَعرابی: و ضَلَّ الشی‌ءُ یَضِلُّ ضَلالًا أَی ضاع و هَلَك، و الاسم الضُّلُّ، بالضم؛ و منه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَی مُنْهَمِكٌ فی الضَّلال، و قیل: هو الذی لا یُعْرَف و لا یُعْرَف أَبوه، و قیل: هو الذی لا خیر فیه، و قیل: إِذا لم یُدْرَ مَنْ هو و مِمَّنْ هو، و هو الضَّلالُ بْنُ الأَلال و الضَّلال بن فَهْلَل و ابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنی. یقال: فلان ضِلُّ [ضُلُّ أَضْلالٍ و صِلُّ أَصْلالٍ «2» بالضاد و الصاد إِذا كان داهیة. و فی المثل: یا ضُلَّ ما تَجْرِی به العَصَا أَی یا فَقْدَه و یا تَلَفَه یقوله قَصِیر بن سعد لجَذِیمةَ الأَبْرَش حین صار معه إِلی الزَّبَّاء، فلما صار فی عَمَلِها نَدِمَ، فقال له قَصِیرٌ: ارْكَبْ فرسی هذا و انْجُ علیه فإِنه لا یُشَقُّ غُبَارُه. و فعل ذلك ضِلَّةً أَی فی ضَلال. و هُو لِضِلَّةٍ أَی لغیر رشْدةٍ؛ عن أَبی زید. و ذَهَب ضِلَّةً أَی لم یُدْرَ أَین ذَهَب. و ذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم یُثْأَرْ به. و فلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَی لا خَیر فیه و لا خیر عنده؛ عن ثعلب، و كذلك رواه ابن الكوفی؛ و قال ابن الأَعرابی: إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ، علی الوصف، و فَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ و قال مُرَّة: هو تِبْعُ ضِلَّة أَی داهیةٌ لا خیر فیه، و قیل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد. و ضَلَّ الرَّجُلُ: مات و صار تراباً فَضَلَّ فلم یَتَبَیَّنْ شی‌ء من خَلْقه. و فی التنزیل العزیز: أَ إِذٰا ضَلَلْنٰا فِی الْأَرْضِ؛ معناه أَ إِذا مِتْنا و صِرْنا تراباً و عِظَاماً فَضَلَلْنا فی الأَرض فلم یتبین شی‌ء من خَلقنا. و أَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل: أَضَلَّتْ بَنُو قَیْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِیدَها، و فارِسَها فی الدَّهْر قَیْسَ بنَ عاصم و أُضِلَّ المَیِّتُ إِذا دُفِنَ، و روی بیت النابغة الذُّبْیانی یَرْثی النُّعمان بن الحرث بن أَبی شِمْر الغَسَّانیّ: فإِنْ تَحْیَ لا أَمْلِكْ حَیاتی، و إِن تَمُتْ فما فی حَیاةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَیْنٍ جَلِیَّةٍ، و غُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ و نائلُ یرید بِمُضِلِّیه دافِنیه حین مات، و قوله بعَیْنٍ جَلِیَّةٍ أَی بخبرٍ صادقٍ أَنه مات، و الجَوْلانُ: موضع بالشام، أَی دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ و العطاءُ. و أَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَتًی، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم، لَیْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَی لا مَلْجَأَ و لا دِعَامَة. و الضَّلَلُ: الماء الذی یَجرِی تحت الصَّخرة لا تصیبه الشمس، یقال: ماءٌ ضَلَلٌ، و قیل: هو الماء الذی یجری بین الشجر. و ضَلاضِلُ الماء: بقایاه، و الصادُ لُغةٌ، واحدتها ضُلْضُلَةٌ و صُلْصُلة. و أَرضٌ ضُلَضِلَة و ضَلَضِلَةٌ و ضُلَضِلٌ و ضَلَضِلٌ و ضُلاضِلٌ: غلیظة؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و هی أَیضاً الحجارة التی یُقِلُّها الرجلُ، و قال سیبویه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذیب: الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما یُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس یكون فی بطون الأَودیة؛ قال: و لیس فی باب التضعیف كلمة تشبهها. الجوهری: الضُّلَضِلة، بضم الضاد و فتح اللام و كسر الضاد الثانیة، حَجَرٌ
(1). قوله [و یقال للدلیل إلی قوله الضلضلة] هكذا فی الأصل، و عبارة القاموس و شرحه: و علبطة عن ابن الأعرابی و الصواب و علبط كما هو نص العباب انتهی. لكن فی التهذیب و التكملة مثل ما فی القاموس (2). قوله [ضلُّ أَضْلال و صل أصلال] عبارة القاموس: ضلُّ أَضْلال بالضم و الكسر، و إذا قیل بالصاد فلیس فیه إلا الكسر
لسان العرب، ج‌11، ص: 396
قَدْر ما یُقِلُّه الرجل، قال: و لیس فی الكلام المضاعف غیره؛ و أَنشد الأَصمعی لصَخْر الغَیِّ: أَ لَسْت أَیَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه، و بَعْدُ إِذْ نَحْنُ علی الضُّلَضِله؟ و قال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ و جَنَدِلٌ، و هو الشدید ذو الحجارة؛ قال: أَرادوا ضَلَضِیل و جَنَدِیل علی بناء حَمَصِیص و صَمَكِیك فحذفوا الیاء. الجوهری: الضَّلَضِلُ و الضَّلَضِلَة الأَرض الغلیظةُ؛ عن الأَصمعی، قال: كأَنه قَصْر الضَّلاضِل. و مُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بنی أَسد؛ و قال الأَسود بن یعْفُر: و قَبْلیَ مات الخالِدَان كِلاهُما: عَمِیدُ بَنی جَحْوانَ و ابْنُ المُضَلَّلِ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌فَقَبْلی …، بالفاء، لأَن قبله: فإِنْ یَكُ یَوْمِی قد دَنَا، و إِخالُه كَوَارِدَةٍ یَوْماً إِلی ظِمْ‌ءِ مَنْهَل و الخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة و خالِدُ بن المُضَلَّل.

ضمل؛ ج11، ص: 396

: التهذیب: أَهمله اللیث. و روی عمرو عن أَبیه أَنه قال: الضَّمِیلة المرأَة الزَّمِنَة،قال: و خَطَبَ رجلٌ إِلی معاویة بِنْتاً له عَرْجاء، فقال: إِنَّها ضَمِیلةٌ، فقال: إِنِّی أَردت أَن أَتشَرَّف بمُصاهَرَتِك و لا أُریدها للسِّباق فی الحَلْبة، فَزوَّجه إِیَّاها؛ الضَّمِیلُ: الزَّمِن، و الضَّمِیلَة الزَّمِنة؛ قال الزمخشری: إِن صحت الروایة فاللام بدل من النون من الضَّمَانة، و إِلا فهی بالصاد المهملة، قیل لها ذلك لیُبْسٍ و جُسُوءٍ فی ساقها، و كُلُّ یابسٍ ضامِلٌ و ضَمِیلٌ.

ضمحل؛ ج11، ص: 396

: اضْمَحَلَّ الشی‌ءُ و اضْمَحَنَّ، علی البدل؛ عن یعقوب، و امْضَحَلَّ، علی القلب، كُلُّ ذلك: ذَهَب، و الدلیل علی القلب أَن المصدر إِنما هو علی اضْمَحَلَّ دون امْضَحَلَّ، و هو الاضْمِحْلال، و لا یقولون امْضِحْلال.

ضهل؛ ج11، ص: 396

: ضَهَلَ اللَّبَنُ یَضْهَلُ ضُهُولًا: اجتمع، و اسم اللبن الضَّهْل، و قیل كُلُّ ما اجتمع منه شی‌ء بعد شی‌ء كان لَبناً أَو غیرَه، فقد ضَهَلَ یَضْهَلُ ضَهْلًا و ضُهُولًا؛ حكاه ابن الأَعرابی: و ضَهَلَتِ الناقةُ و الشاةُ فهی ضَهُولٌ: قَلَّ لبَنُها، و الجمع ضُهُولٌ. و شاةٌ ضَهُولٌ: قلیلة اللبن. و ناقةٌ ضَهُولٌ: یخرج لبنها قلیلًا قلیلًا. و یقال: إِنَّها لضُهْلٌ بُهْلٌ ما یُشَدُّ لها صِرار و لا یَرْوَی لها حُوار؛ قال ذو الرمة: بها كلُّ خَوَّارٍ إِلی كلِّ صَعْلَةٍ ضَهُولٍ، و رَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب الخَوَّار: ثَوْرٌ یَخُوزُ أَی یَجْأَرُ، و الصَّعْلة: النَّعامة. و یقال: ضَهَلَ الظِّلُّ إِذا رَجَع ضُهُولًا؛ قال ذو الرمة: أَفْیاءً بَطِیئاً ضُهُولُها و قول ذی الرمة: إِلی كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ ضَهُول من نعت النعامة أَنَّها ترجع إِلی بَیْضِها. أَبو زید: الضَّهْلُ ما ضَهَلَ فی السِّقاء من اللبن أَی اجتمع. و الضَّهْلُ: الماء القلیل مثل الضَّحْل. و بِئْرٌ ضَهُولٌ: قلیلة الماء. و عَیْنٌ ضَاهِلةٌ: نَزْرة الماء، و كذلك حَمَّة ضَاهِلَةٌ؛ و قال رؤبة: یَقْرُو بِهِنَّ الأَعْیُنَ الضَّواهِلا و ضَهَلَ ماءُ البئر یَضْهَل ضَهْلًا إِذا اجتمع شیئاً بعد
لسان العرب، ج‌11، ص: 397
شی‌ء، و هو الضَّهْلُ و الضَّهُول. و ضَهَلَه یَضْهَلُه أَی دفع إِلیه شیئاً قلیلًا من الماء الضَّهْل. و عَطِیَّةٌ ضَهْلَةٌ أَی نَزْرة. و یقال: هل ضَهَلَ إِلیك خَیْرٌ أَی وَقَع. و بئر ضَهُولٌ إِذا كان یخرج ماؤها قلیلًا قلیلًا. و ضَهَلَ الشَّرابُ: قَلَّ وَ رَقَّ و نَزُرَ، و ضَحَلَ صار كالضَّحْضاح، و أَعطاه ضَحْلةً من مال أَی عَطِیَّةً نَزْرةً. و ضَهَلَه حقَّه: نَقَصَه إِیاه أَو أَبْطَلَه علیه، من الضَّهْل و هو الماء القلیل، كما قالوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله، من قولهم حَبَضَ ماءُ الرَّكیَّة یَحْبِض إِذا نَقَصَ. و‌قال یحیی بن یَعْمَر لرجل خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها فی حَقِّها: أَ أَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها و شَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها و تَضْهَلُها؛ و روی الأَزهری فی تفسیر تَضْهَلُها قال: تُمَصِّر علیها العَطاء، أَصله من بئر ضَهُول إِذا كان ماؤُها یخرج من جَوانبها، و غُزْرُ الماء إِذا نَبَع من قَرارِها. و قال المبرد فی قوله تَطُلُّها: أَی تسعی فی بطلان حقها، أُخِذَ من الدَّمِ المَطْلول، و شَكْرُها فَرْجُها؛ قال الشاعر: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها أَی عَفِیفة الفَرْج، و قیل فی قوله تَضْهَلُها: تَرُدُّها إِلی أَهْلها و تخرجها، من قولك ضَهَلْت إِلی فلان إِذا رَجَعت إِلیه. و هل ضَهَلَ إِلیك من مالك شی‌ءٌ أَی هل عاد، و قیل: تَضْهَلُها أَی تُعْطِیها شیئاً قلیلًا. و ضَهْیَلَ الرجلُ إِذا طال سَفَره و استفاد مالًا قلیلًا. قال أَبو عمرو: الضَّهْلُ المال القلیل. أَبو زید: یقال ما ضَهَلَ عندك من المال أَی ما اجتمع عندك منه. اللحیانی: یقال قد أَضْهَلْت إِلی فلان مالًا أَی صَیَّرته إِلیه. و أَضْهَلَ النخلُ إِذا أَبصرت فیه الرُّطَب. و أَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بدا فیه الإِرْطاب. و ضَهَلَ إِلیه یَضْهَلُ ضَهْلًا: رَجَع، و قیل: هو أَن یرجع إِلیه علی غیر وجه القِتال و المُغالَبة. و فلان تَضْهَلُ إِلیه الأُمورُ أَی تَرْجِع.

ضیل؛ ج11، ص: 397

: الضَّالُ: السِّدْر البَرِّیُّ، غیر مهموز، و الضَّالُ من السِّدْر: ما كان عِذْیاً، واحدته ضالَةٌ؛ و منه قول ابن مَیَّادة: قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ یَرُدُّها، علی الكُرْهِ منها، ضالَةٌ و جَدِیلُ «3». یرید الخِشاشةَ المُتَّخذة من الضالِ. و أَضْیَلَت الأَرْضُ و أَضالَتْ إِذا صار فیها الضَّالُ مثل أَغْیَلَتْ و أَغالَتْ. و‌فی الحدیث: قال لجریر أَیْنَ مَنْزلُك؟ قال: بأَكناف بِیشَةَ بین نَخْلَةٍ و ضالَةٍ؛ الضَّالَة، بتخفیف اللام: واحدة الضَّالِ، و هو شَجَر السِّدر من شجر الشَّوْكِ، فإِذا نَبَت علی شَطِّ الأَنهار قیل له العُبْرِیُّ، و أَلفه منقلبة عن الیاء. و أَضْیَلَ المكانُ و أَضَالَ: أَنْبَتَ الضَّالَ؛ عن أَبی حنیفة عن الفراء، و إِلیه ترك ابن جنی ما وجده مضبوطاً بخط جَعْفر بن دِحْیةَ رَجُلٍ من أَصحاب ثعلب من الضَّأْل مهموزاً، قال ابن جنی: و أَردت أَن أَحْمِله علی الضَّئِیل الذی هو الشَّخْت لأَن الضَّالَ هو السِّدْر الجَبَلی، و الجَبَلیُّ أَرَقُّ عوداً من النَّهْری، حتی وجدت بخط أَبی إِسحاق أَضْیَلَ المكانُ، فاطَّرَحْتُ ما وجدته بخَطِّ جعفر. قال أَبو حنیفة: الضَّالُ یَنْبُت فی السُّهُول و الوُعُور، و قَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِیَتْ بُرِیَتْ جَزْلةً لیكون أَقوی لها، و إِنما یُحْتَمَل ذلك منها لخِفَّة عُودِها؛ قال الأَعشی: لاحَهُ الصَّیْفُ و الغِیارُ و إِشْفاقٌ علی سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ
(3). قوله [قطعت إلی قوله من الضال] هذه عبارة الجوهری، قال الصاغانی: و هی تصحیف و الروایة ضانة، بالنون، و هی البرة
لسان العرب، ج‌11، ص: 398
و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: كَساها ضالةً ثُجْراً، كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ أَراد سِهاماً بُرِیَتْ من ضالَةٍ، یَدُلُّ علی ذلك قوله ثُجْراً. و قال أَبو حنیفة أَیضاً: الضَّالُ شجرة من الدِّقِّ تكون بأَطراف الیمن ترتفع قدر الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ، و لَها بَرَمَةٌ صفراء ذَكِیَّة جِدّاً تأْتیك رِیحُها من قَبْل أَن تَصِل إِلیها، قال: و لیست بِضالِ السِّدْر؛ هكذا حكاه؛ الضَّالُ شجرة فإِما أَن یكون مما قیل بالهاء و غیر الهاء كحالَةٍ و حالٍ، و إِمّا أَن یرید بشجرة شجراً فوضع الواحد موضع الجمع. التهذیب: یقال خَرَج فلان بِضالَتِه أَی بسِلاحِه. و الضَّالَة: السِّلاحُ أَجْمَعُ. یقال: إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ، و الأَصل فی الضَّالَةِ النِّبالُ و القِسِیُّ التی تُسَوَّی من الضَّالِ؛ و قال بعض الأَنصار: قال ابن بری و هو عاصم بن ثابت: أَبُو سُلَیْمانَ وَ صُنْعُ المُقْعَدِ، و ضالةٌ مِثْلُ الجَحِیمِ المُوقَدِ «1». أَراد بالضَّالةِ السِّهامَ، شَبَّه نِصالَها فی حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة؛ قال ابن بری: و قد یعبر بالضَّالَة عن النَّبْل لأَنها تُعْمَل منها؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِیلٍ و ضَالَةٍ مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شائف و‌فی حدیث أَبی هریرة: قال له أَبان بن سعید وَبْرٌ تَدَلَّی من رأْس ضالٍ، هو بالتخفیف، مكانٌ أَو جَبَلٌ بعینه، یرید به تَوْهِین أَمره و تحقیر قَدْره؛ قال ابن الأَثیر: و یروی بالنون و هو أَیضاً جبل فی أَرض دَوْسٍ، و قیل: أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة.

فصل الطاء المهملة؛ ج11، ص: 398

طبل؛ ج11، ص: 398

: الطَّبْلُ: معروف الذی یُضْرَب به و هو ذو الوجه الواحد و الوجهین، و الجمع أَطْبال و طُبُول. و الطَّبَّال: صاحب الطَّبْل، و فِعْله التَّطْبِیل، و حِرْفته الطِّبالة، و قد طَبَلَ یَطْبُل. و الطَّبْلة: شی‌ء من خَشَب تتخذه النساء، و الطَّبْل الرَّبْعة للطِّیب، و الطَّبْل سَلَّة الطعام. الجوهری: و طَبْلُ الدراهِم و غیرها معروفٌ، و الطَّبْلُ الخَلْق؛ قال: قد عَلِمُوا أَنَّا خِیارُ الطَّبْل، و أَنَّنا أَهْلُ النَّدی و الفَضْل و ما أَدْری أَیُّ الطَّبْل هُو و أَیُّ الطَّبْن هُو أَی ما أَدری أَیُّ الناس؛ قال لبید «2»: ثمَّ جَرَیْتُ لانْطِلاقِ رِسْلی، سَتَعْلمون مَنْ خِیارُ الطَّبْل و قال البَعِیث: و أَبْقی طَوالُ الدَّهْرِ، من عَرَصاتِها، بَقِیَّةَ أَرْمامٍ، كأَرْدِیَة الطَّبْل و الطَّبْل: ضَرْب من الثیاب، و قیل: هو وَشْیٌ یَمانٍ فیه كهیئة الطُّبُول. التهذیب: الطَّبْل ثیاب علیها صورة الطَّبْل تُسمَّی الطَّبْلِیَّة، و یقال لها أَرْدِیة الطَّبْل تُحْمَل من مصر، صانها الله تعالی؛ قال أَبو النجم:
(1). قوله [و صنع] كذا فی التهذیب و الذی فی التكملة و مثله فی قعد من اللسان و ریش (2). قوله [قال لبید] قال الصاغانی: لیس الرجز للبید
لسان العرب، ج‌11، ص: 399
مِنْ ذِكْرِ أَیَّامٍ و رَسْمٍ ضاحی، كالطَّبْلِ فی مُخْتَلَف الرِّیاح ابن الأَعرابی: الطَّبْل الخَراج؛ و منه قولهم: فلان یُحِبُّ الطَّبْلِیَّةَ أَی یُحِبُّ دراهم الخَراج بلا تعب. و الطَّبالة: النَّعْجة، و فی المحكم: الطُّوبالةُ، و جمعها طُوبالاتٌ، و لا یقال للكبش طُوبالٌ؛ قال طَرَفة أَو غیره: نَعانی حَنانةُ طُوبَالةً، تُسَفُّ یَبِیساً من العِشْرِقِ نَصَب طُوبالةً علی الذم له، كأَنه قال أَعْنی طُوبالةً.

طبرزل؛ ج11، ص: 399

: قال فی ترجمة طَبَرْزَذ الطَّبَرْزَذُ السُّكَّر، فارسیٌّ معرَّب، و حكی الأَصمعی طَبَرْزَل و طَبَرْزَن، قال یعقوب: طَبَرْزُل و طبَرْزُن لهذا السُكَّر، بالنون و اللام، قال: و هو مثال لا أَعرفه. قال ابن جنی: قولهم طَبَرْزَل و طَبَرْزَن، لسْتَ بأَن تَجْعَل أَحدهما أَصلًا لصاحبه بأَولی منك بحَمْله علی ضِدِّه، لاستوائهما فی الاستعمال.

طحل؛ ج11، ص: 399

: الطِّحالُ: لَحْمة سوداء عَریضة فی بطن الإِنسان و غیره عن الیسار لازِقةٌ بالجَنْب، مُذَكَّر؛ صَرَّحَ اللحیانی بذلك، و الجمع طُحُلٌ، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و طَحِلَ طَحَلًا: عَظُم طِحالُه، فهو طَحِلٌ، و طُحِلَ طَحْلًا: شَكا طِحالَه؛ أَنشد ابن بری للحَرِث بن مُصَرِّف: أَكْوِیه، إِمَّا أَراد الكَیَّ مُعْتَرِضاً، كَیَّ المُطَنِّی من النَّحْزِ الطَّنی الطَّحِلا و طَحَلَه یَطْحَلُه طَحْلًا و طَحَلًا: أَصاب طِحَالَه، فهو مَطْحُول. و یقال: إِنّ الفرس لا طِحَالَ له، و هو مَثَلٌ لسرعته و جَرْیه، كما یقال البعیر لا مَرارة له أَی لا جَسارة له. و طَحِلَ الماءُ طَحَلًا، فهو طَحِلٌ: فَسَدَ و تَغَیَّرت رائحتُه من حَمْأَته. الأَزهری: أَبو زید ماء طَحِلٌ أَی كثیر الطُّحْلُب. و ماء طَحِلٌ: كَدِرٌ؛ قال زهیر: یَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ، ماؤها طَحِلٌ، علی الجُذُوعِ، یَخَفْنَ الغَمَّ و الغَرَقا و الطَّحِلُ: الغَضْبانُ. و الطَّحِلُ: المَلآن؛ و أَنشد: ما إِنْ یَرُودُ و لا یَزالُ فِراغُه طَحِلًا، و یَمْنَعُه من الأَعْیالِ و كِساءٌ أَطْحَلُ: علی لون الطِّحال. و رَمادٌ أَطْحَل إِذا لم یكن صافیاً. ابن سیدة: الطُّحْلة لون بین الغُبْرة و البیاض بسواد قلیل كَلَوْن الرَّماد، ذِئبٌ أَطْحَل و شاة طَحْلاء، و الفعل من ذلك كله طَحِلَ طَحَلًا، و جعل أَبو عبیدة الأَطْحَل اسم اللون فقال: هو لون الرماد، و أُری أَبا حنیفة حكی نَصْلٌ أَطْحَل و شَرابٌ طَاحِلٌ إِذا لم یكن صافی اللَّون، و كذلك غُبارٌ طَاحِل؛ قال رؤبة: و بَلْدة تُكْسی القَتَامَ الطَّاحِلا ابن الأَعرابی: الطَّحِل الأَسْود، و یقال: فَرَس أَخضر أَطْحَل للذی یعلو خُضْرتَه قلیل صُفرة. الأَزهری: و من أَمثال العرب ضَیَّعْتَ البِكارَ علی طِحالٍ؛ یُضْرب مثلًا لمن طَلب حاجة إِلی من أَساء إِلیه، و أَصل ذلك أَن سُوَید بن أَبی كاهِلٍ هَجا بَنی غُبَر فی رجز له فقال: مَنْ سَرَّه النَّیْكُ بغیر مالِ،
لسان العرب، ج‌11، ص: 400
فالغُبَریَّاتُ علی طِحَالِ شَواغِراً، یُلْمِعْنَ بالقُفّالِ ثم إِن سُوَیْداً أُسر فَطَلب إِلی بنی غُبَر «1» أَن یُعینوه فی فَكَاكِه فقالوا له: ضَیَّعْتَ البِكَارَ علی طِحالٍ، و البِكارُ: جمع بَكْر و هو الفَتِیُّ من الإِبل؛ الأَزهری: طِحال موضع و قد ذكره ابن مقبل فقال: لیْتَ اللَّیالی، یا كُبَیْشةُ، لم تكُنْ إِلَّا كَلَیْلتنا بحَزْمِ طِحَال و قال الأَخطل فیه أَیضاً: و عَلا البَسیطةَ فالشَّقِیقَ بِرَیِّقٍ، فالضَّوْجَ بَیْنَ رُوَیَّةٍ فطِحَالِ الجوهری: و أَطْحَلَ جَبَلٌ بمَكَّة یُضاف إِلیه ثَوْرُ ابن عبد مَناة بن أُدِّ بن طابخة، یقال: ثوْرُ أَطْحَلُ لأَنه نَزَله. ابن سیدة: أَطْحَل اسم جَبل، و لم یَخُصَّه بمكة و لا بغیرها. و طِحَال: اسم كلب.

طخمل؛ ج11، ص: 400

: الأَزهری فی ترجمة خرط قال: قرأْت فی نسخة من كتاب اللیث: عَجِبْتُ لخِرْطِیطٍ و رَقْمِ جَناحِه، و رُمَّة طِخْمِیلٍ و رَعْثِ الضَّغادِر قال: الطِّخْمِیل الدِّیك.

طربل؛ ج11، ص: 400

: الطِّرْبال: عَلَمٌ یُبْنَی، و قیل: هو كل بناء عال، و قیل: هی كل قطعة من جبل أَو حائط مستطیلة فی السماء. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: إِذا مَرَّ أَحدكم بِطِرْبالٍ مائل فلیسرع المشی؛ قال أَبو عبیدة: هو شبیه بالمَنْظَرة من مَناظِر العجم كهیئة الصَّوْمعة و البناء المرتفع؛ قال جریر: أَلْوی بها شَذْبُ العُروق مُشَذَّبٌ، فكأَنَّما وَكَنَتْ علی طِرْبال قال الأَزهری: و رأَیت أَهل النخل فی بَیضاء بنی جذیمة یَبْنون خِیاماً من سَعَف النخل فوق نُقْیان الرَّمال، یَتَظَلَّل بها نواطیرُهم و یُسَمُّونها الطَّرابِیل و العرازیل. و قال شمر: الطَّرابِیلُ الأَمیال، واحدها طِرْبَال؛ و قال ابن شمیل: هو بناءٌ یُبْنَی عَلَماً للخیل یُسْتَبَق إِلیه و منه ما هو مثل المنارة، و بالمَنْجَشانِیَّة واحد منها بموضع قریب من البصرة؛ قال دُكَین: حتی إِذا كان دُوَیْنَ الطِّرْبال، رَجَعْنَ منه بصَهِیلٍ صَلْصال، مُطَهَّر الصُّورة مثل التِّمْثال «2». فُسِّر الطِّرْبالُ هنا بالمنارة. الفراء: الطِّرْبال الصَّوْمَعة؛ و قال ابن الأَعرابی: هو الهدف المُشْرِف؛ و قال الجوهری: الطِّرْبَال القِطعة العالیة من الجِدار و الصخرةُ العظیمة المُشْرِفة من الجبل، قال: و طَرابِیلُ الشام صَوامِعُها. و رَجلٌ مُطَرْبِلٌ: یَسحب ذُیوله. و كَتَب أَبو مُحَلِّم إِلی رجل: اشترِ لنا جَرَّةً و لْتَكُنْ غیر قَعْراء و لا دَنَّاء و لا مُطَرْبَلة الجوانب؛ قال ابن حَمُّویه: سأَلت شمِراً عن الدَّنَّاء فقال: القصیرة، قال: و المُطَرْبَلَة الطویلة، و یقال: طَرْبَلَ بَوْلَه إِذا مَدَّه إِلی فوق.
(1). قوله [بنی غبر إلخ] ضبط فی القاموس بالضم و التشدید و وزنه شارحه بسكر، و فی معجم یاقوت و التكملة و التهذیب بالتخفیف (2). قوله [رجعن] هكذا فی الأصل، و فی التهذیب و معجم یاقوت: بشر. و قوله [مطهر] كذا فی الأصل و معجم یاقوت بالراء، و فی نسخة من التهذیب: مطهم بالمیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 401‌

طرجهل؛ ج11، ص: 401

: الجوهری: الطِّرْجِهالةُ كالفِنْجانة معروفة، قال: و ربما قالوا طِرْجِهارَة، بالراء؛ قال الأَعشی: و لَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ أُسْقَی من إِناءِ الطِّرْجِهارَه

طرغل؛ ج11، ص: 401

: التهذیب: فی كتاب شمر الأُطْرُغُلّاتُ هی الدَّباسِیُّ و القَمارِیُّ و الصَّلاصلُ ذوات الأَطواق، قال: و لا أَدری أَ مُعَرَّب هو أَم عربی.

طرفل؛ ج11، ص: 401

: التهذیب فی الرباعی: طَرْفَل دواء مُؤَلَّف، و لیس بعربی مَحْض.

طسل؛ ج11، ص: 401

: الطَّسْل: الماء الجاری علی وجه الأَرض. و الطَّسْل: ضوء السَّراب. و الطَّسْل: اضطراب السَّراب. و طَسَلَ السرابُ: اضطرب؛ قال رؤبة: تُقَنِّعُ المَوْماة طَسْلًا طاسِلا و یؤید قول رؤبة قولُ هِمْیان بن قُحافة فی الطَّسْل: بَلْ بَلَدٍ یُكْسی القَتَامَ الطّاسِلا قالوا: الطّاسِل المُلْبِس. و قال بعضهم: الطَاسِل و السّاطِلُ من الغُبار المرتفع. و الطَّیْسَل: السَّراب البَرّاق. و لَیْل طَیْسَلٌ: مُظْلِم. و الطَّیْسَل: الرِّیح الشدیدة. و الطَّیْسَل: اللبن الكثیر، و قیل: الكثیر من كل شی‌ء. و طَیْسَلَة: اسم؛ قال: تَهْزَأُ مِنِّی أُخْتُ آلِ طَیْسَله، قالت: أَراهُ فی الوَقارِ و العَلَه «1». و یقال للماء الكثیر طَیْسَلٌ و طَسْلٌ؛ ابن الأَعرابی: الطَّیْسَل الطَّسْتُ، قال: و طَیْسَلَ الرجُل إِذا سافر سفراً قریباً فكثُر مالُه؛ و أَنشد أَبو عمرو: تَرْفَع فی كُلِّ زُقاقٍ قَسْطَلا، فصَبَّحَتْ من شُبْرُمان مَنْهَلا، أَخْضَرَ طَیْساً زَغْرَبِیٍّا طَیْسَلا یصف حَمیراً وردت ماء. قال: و الطَّیْسُ و الطَّیْسَل و الطَّرْطَبیس بمعنی واحد فی الكثرة. الجوهری: ماء طَیْسَل و نَعَمٌ طَیْسَلٌ أَی كثیر. و الطَّیْسَل: الغُبار.

طعل؛ ج11، ص: 401

: ابن الأَعرابی: الطاعِل السَّهْم المُقَوَّم. و الطَّعْل: القَدْح فی الأَنساب؛ قال الأَزهری: و هذان حرفان غریبان لم أسمعهما لغیره.

طفل؛ ج11، ص: 401

: الطَّفْلُ: البَنان الرَّخْص. المحكم: الطَّفْل، بالفتح، الرَّخْص الناعم، و الجمع طِفالٌ و طُفول؛ قال عمرو بن قَمِیئة: إِلی كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقا، و كَفٍّ تُقَلِّبُ بِیضاً طِفَالا و قال ابن هَرْمة: مَتی ما یَغْفُلِ الواشون، تومِئْ بأَطْرافٍ مُنَعَّمةٍ طُفول و الأُنثی طَفْلة؛ قال الأَعشی: رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامل، تَرْتَبْبُ سُخاماً تَكُفُّه بخِلال و قد طَفُل طَفَالةً و طُفُولةً. و یقال: جاریة طَفْلةٌ إِذا كانت رَخْصةً. و الطِّفْلُ و الطِّفْلة: الصغیران. و الطِّفْل: الصغیر من كل شی‌ء بَیِّن الطَّفَل و الطَّفالة و الطُّفولة و الطُّفولیة، و لا فِعْل له؛ و استعمله صخر الغَیِّ فی الوَعِل فقال: بها كان طِفْلًا، ثم أَسدَسَ و استَوی، فأَصْبَح لِهْماً فی لُهوم قَراهِب
(1). قوله [فی الوقار و العله] هكذا فی المحكم، و أنشده فی التكملة: مبلطاً لا شی‌ء له قال: و المبلط المملق
لسان العرب، ج‌11، ص: 402
و قول أَبی ذؤیب: ثَلاثاً، فلما اسْتُحِیلَ الجَهامُ، و استَجْمَعَ الطِّفْلُ فیها رُشوحا عنی بالطِّفْل السَّحابَ الصِّغار أَی جَمَعتها الریح و ضمَّتها، و استعار لها الرُّشوحَ حین جعلها طِفْلًا؛ و قول أَبی كبیر: أَ زُهَیْرُ، إِن یُصْبِحْ أَبوك مُقَصِّراً طِفْلًا یَنُوءُ، إِذا مَشی للكَلْكَل أَراد أَنه یُقَصِّر عما كان علیه و یَضْعُف من الكِبَر و یرجع إِلی حَدِّ الصِّبا و الطُّفولة، و الجمع أَطْفَال، لا یُكَسَّر علی غیر ذلك. و قال أَبو الهیثم: الصَّبیُّ یُدْعی طِفْلًا حین یسقط من بطن أُمه إِلی أَن یَحتلم. و‌فی حدیث الاستسقاء: و قد شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبیِّ عن الطِّفْل‌أَی شُغِلَت بنفسها عن ولدها بما هی فیه من الجَدْب؛ و منه قوله تعالی: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّٰا أَرْضَعَتْ. و قولهم: وَقَع فلان فی أَمر لا یُنادی وَلِیدُه. و قوله عز و جل: ثُمَّ یُخْرِجُكُمْ طِفْلًا؛ قال الزجاج: طِفْلًا هنا فی موضع أَطفال یَدُلُّ علی ذلك ذكرُ الجماعة، و كأَنَّ معناه ثم یُخْرِج كلَّ واحد منكم طِفْلًا. و قال تعالی: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلیٰ عَوْرٰاتِ النِّسٰاءِ؛ و العرب تقول: جاریة طِفْلَةٌ و طِفْلٌ، و جاریتان طِفْلٌ، و جَوارٍ طِفْلٌ، و غُلام طِفْلٌ، و غِلْمان طِفْلٌ. و یقال: طِفْلٌ و طِفْلَةٌ و طِفْلانِ و أَطْفالٌ و طِفْلَتانِ و طِفْلاتٌ فی القیاس. و الطِّفْل: المولود، و ولَدُ كلِّ وحْشِیَّة أَیضاً طِفْلٌ، و یكون الطِّفْل واحداً و جمعاً مثل الجُنُب. و غُلام طَفْلٌ إِذا كان رَخْص القَدَمین و الیدین. و امرأَة طَفْلة البَنان: رَخْصَتُها فی بیاض، بَیِّنة الطُّفولة، و قد طَفُلَ طَفالةً أَیضاً؛ و بَنانٌ طَفْلٌ، و إِنما جاز أَن یوصف البَنانُ و هو جمعٌ بالطَّفْل و هو واحد، لأَن كل جمع لیس بینه و بین واحده إِلَّا الهاء فإِنه یُوَحَّد و یُذَكَّر: و لهذا قال حمید: فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه، مَسَحْنَه بأَطراف طَفْلٍ، زان غَیْلًا مُوَشَّما أَراد بأَطراف بَنان طَفْلٍ فجعله بدلًا عنه، قال: و الطِّفْل الصغیر من أَولاد الناس و الدواب. و أَطْفَلَتِ المرأَةُ و الظَّبْیَة و النَّعَم إِذا كان معها ولدٌ طِفْلٌ؛ و قال لبید: فعَلا فُروعَ الأَیْهَقان، و أَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَیْن ظِباؤها و نَعامُها قال ابن سیدة: و أَما قول لبید و أَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَیْن، فإِنه أَراد و باضَ نَعامُها؛ و لكنه علی قوله: شَرَّابُ أَلبانٍ و تَمْرٍ و أَقِط و قوله تعالی: فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكٰاءَكُمْ؛ فسیبویه یَطْرُده و الأَخفش یَقِفُه. أَبو عبید: ناقة مُطْفِلٌ و نوق مَطافِلُ و مَطافِیلُ، بالإِشباع، معها أَولادها. و‌فی الحدیث: سارت قُرَیْشٌ بالعُوذ المَطَافِیل‌أَی الإِبل مع أَولادها، و العُوذ: الإِبل التی وَضَعَت أَولادها حَدِیثاً؛ و یقال: أَطْفَلَتْ، فهی مُطْفِلٌ و مُطْفِلة، یرید أَنهم جاؤوا بأَجمعهم كبارهم و صغارهم. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: فأَقْبَلْتم إِلیّ إِقبالَ العُوذ المَطافِل، فجمع بغیر إِشباع. و المُطْفِل: ذات الطِّفْل من الإِنسان و الوحش معها طِفْلُها، و هی قریبة عهد بالنَّتاج، و كذلك الناقة، و الجمع مَطافِیل و مَطافِلُ؛ قال أَبو ذؤیب: و إِنَّ حَدیثاً مِنْكِ، لو تَبْذُلِینَه، جَنَی النَّحْل فی أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل
لسان العرب، ج‌11، ص: 403
مَطافِیلَ أَبكارٍ حدیثٍ نَتاجُها، تُشاب بماءٍ مِثْل ماء المِفاصِل و طَفَّلَتِ الناقةُ: رَشَّحَتْ طِفْلَها؛ قال الأَخطل: إِذا زَعْزَعَتْه الرِّیحُ جَرَّ ذُیولَه، كما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّل و لیلة مُطْفِلٌ: تَقْتُل الأَطفال ببَرْدِها. و الطِّفْل: الحاجة. و أَطْفَالُ الحوائج: صِغارُها. و الطِّفْل: الشمسُ عند غروبها. و الطِّفْل: اللیل: و یقال للنار ساعة تُقْدَح: طِفْلٌ و طِفْلَة. ابن سیدة: و الطِّفْلُ سَقْطُ النار، و الجمع أَطْفال؛ و كل ذلك قد فسر به قول زهیر: لأَرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ، ثم لأَدْأَبَنْ إِلی اللَّیْل، إِلَّا أَنْ یُعَرِّجَنی طِفْلُ یعنی حاجة یسیرة مثل قَدْح نار أَو نزولٍ للبول و ما أَشبهه، و كلُّ جُزْء من ذلك طِفْلٌ، كان عَیْنَاً أَو حَدَثاً، و الجمع كالجمع، و من هنا قالوا طِفْل الهَمِّ و الحُبِّ؛ قال: یَضُمُّ إِلیّ اللَّیْلُ أَطْفالَ حُبِّها، كما ضَمَّ أَزْرارَ القَمیص البَنائقُ و التَّطْفیلُ: السیر الرُّوَیْد. یقال: طَفَّلْتُها تطفیلًا یعنی الإِبل، و ذلك إِذا كان معها أَولادها فَرَفَقْتَ بها فی السیر لیَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ؛ فأَما قول كَهْدَلٍ الراجز: یا ربِّ لا تَرْدُدْ إِلینا طِفْیَلا فإِما أَن یكون طِفْیَل بناء وَضْعِیّاً كرجُل طِرْیَم و هو الطویل و یَعْنِی به طِفْلًا، و إِما أَن یكون أَراد طُفَیْلًا یُصَغِّره بذلك و یُحَقِّره، فلَمَّا لم یستقم له الوزن غَیَّر بناء التصغیر و هو یریده، و هذا مذهب ابن الأَعرابی، و القیاس ما بدأْنا به. و طَفَلُ العَشیِّ: آخرُه عند غروب الشمس و اصفرارها، یقال: أَتیته طَفَلًا و عِشاءً طَفَلًا، فإِما أَن یكون صفة، و إِما أَن یكون بدلًا. و طَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفُولًا و طَفَّلَتْ تَطْفِیلًا: هَمَّت بالوجوب و دَنَتْ للغروب. و تَطْفیلُ الشمس: مَیْلُها للغروب. الأَزْهری: طَفَلَتْ فهی تَطْفُلُ طَفْلًا. و یقال: طَفَّلَت تَطْفیلًا إِذا وقع الطَّفَل فی الهواء و علی الأَرض و ذلك بالعَشیِّ؛ و أَنشد: باكَرْتُها طَفَلَ الغَداة بِغارةٍ، و المُبْتَغُون خِطارَ ذاك قلیلُ و قال لبید: و علی الأَرْضِ غَیاباتُ الطَّفَل و قال ابن بُزُرْج: یقال أَتیته طَفَلًا أَی مُمْسِیاً، و ذلك بعد ما تدنو الشمس للغروب، و أَتیته طَفَلًا: و ذلك بعد طلوع الشمس، أُخِذ من الطِّفْل الصغیر؛ و أَنشد: و لا مُتَلافِیاً، و الشَّمْسُ طِفْلٌ، بِبَعْض نَواشِغ الوادی حُمولا «1». و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كَرِه الصلاة علی الجنازة إِذا طَفَلَتِ الشمسُ للغروب‌أَی دنت منه، و اسم تلك الساعة الطَّفَلُ. و جاریة طِفْلَةٌ إِذا كانت صغیرة، و جاریة طَفْلة إِذا كانت رقیقة البَشَرة ناعمةً. الأَصمعی: الطَّفْلة الجاریة
(1). قوله [و لا متلافیا إلخ] لعل تخریج هذا هنا من الناسخ فإن محله تقدم عند قوله و الطفل الشمس عند غروبها كما صنع شارح القاموس
لسان العرب، ج‌11، ص: 404
الرَّخْصة الناعمة، و كذلك البَنانُ الطَّفْل. و الطِّفْلة: الحدیثة السِّنِّ، و الذَّكَرُ طِفْلٌ. و طَفَّلَ اللَّیْلُ: دَنا و أَقْبَل بظلامه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و طَیِّبةٍ نَفْساً بتأْبین هالكٍ تَذَكَّرُ أَخْداناً، إِذا اللَّیْلُ طَفَّلا قوله طَیِّبة نَفْساً أَی أَنها لم تُعْطَ أَجراً علی نَوْح هالِكٍ، إِنما تنوح لشَجْو أُخری تبكی علی ابنها أَو غیره. و طَفَلْنا و أَطْفَلْنا: دخلنا فی الطَّفَل. و الطَّفَلُ: طَفَلُ الغَداة و طفَلُ العَشیّ من لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُور إِلی أَن یَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ من الأَرض. و قال ابن سیدة: طَفَلُ الغَداة من لَدُنْ ذُرور الشمس إِلی استكمالها فی الأَرض. الجوهری: و الطَّفَل، بالتحریك، بعد العصر إِذا طَفَلت الشمسُ للغروب، و الطَّفَل أَیضاً: مَطَرٌ؛ قال الشاعر: لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُّرَیَّا و طُفَیْلٌ: شاعر معروف؛ و طُفَیْلُ الأَعراس، و طُفَیْل العرائس: رجُلٌ من أَهل الكوفة من بنی عبد الله بن غَطَفان كان یأْتی الولائم دون أَن یُدْعی إِلیها، و كان یقول: وَدِدْتُ أَن الكوفة كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا یَخْفی علیَّ منها شی‌ء، ثم سُمِّی كل راشِنٍ طُفَیْلِیّاً و صَرَّفوا منه فعلًا فقالوا طَفَّلَ. و رجُلٌ طِفْلیلٌ: یدخل مع القوم فیأْكل طَعامَهم من غیر أَن یُدْعی. ابن السكیت، و فی قولهم فلان طُفَیْلیٌّ للذی یدخل الولیمة و المآدبَ و لم یُدْعَ إِلیها، و قد تَطَفَّلَ، و هو منسوب إِلی طُفَیْل المذكور، و العرب تُسَمِّی الطُّفَیْلیَّ الرَّاشِنَ و الوارِش. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: الطُّفَیْلیّ و الوارِش و الواغِل و الأَرْشم و الزَّلَّال و القَسْقاس و النتیل و الدَّامِر و الدَّامِق و الزَّامِجُ و اللَّعمَظ و اللَّعْمُوظ و المَكْزَم. و الطُّفَال و الطَّفَال: الطِّین الیابس، یَمانیةٌ. و طَفِیلٌ، بفتح الطاء: اسم جبل، و قیل موضع؛ قال: و هَلْ أَرِدَنْ، یوماً، مِیاه مَجَنَّة؟ و هَلْ یَبْدُوَنْ لی شامةٌ و طَفِیل؟ قال ابن الأَثیر: و فی شعر بلال: و هل یَبْدُوَنْ لی شامةٌ و طَفِیل؟ قال: قیل هما جبلان بنواحی مكة، و قیل عینانِ. و قال اللیث: التَّطْفِیل من كلام أَهل العراق، و یقال: هو یَتَطَفَّل فی الأَعراس، و قال أَبو طالب قولهم الطُّفَیْلیُّ: قال الأَصمعی: هو الذی یدخل علی القوم من غیر أَن یَدْعُوه، مأْخوذ من الطَّفَل و هو إِقبال اللیل علی النهار بظُلْمته. و قال أَبو عمرو: الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها؛ و أَنشد لابن هَرْمة: و قد عَرانیَ من لَوْنِ الدُّجَی طَفَلُ أَراد أَنه یُظْلِمُ علی القوم أَمرُه فلا یدرون مَن دَعاه و لا كیف دَخَل علیهم؛ قال: و قال أَبو عبیدة نسب إِلی طُفَیْل بن زَلَّالٍ رجل من أَهل الكوفة. و ریحٌ طِفْلٌ إِذا كانت لیِّنة الهبوب. و عُشْبٌ طِفْلٌ: لم یَطُلْ، و طَفْلٌ أَی ناعمٌ.

طفأل؛ ج11، ص: 404

: الطِّفْئِل: الماء الرَّنْق الكَدِرُ یَبْقی فی الحوض، واحدته طِفْئلةٌ، یعنی بالواحدة الطائفة.

طفنشل؛ ج11، ص: 404

: التهذیب فی الرباعی عن الأُموی: الطَّفَنْشَأُ، مقصور مهموز، الضعیفُ من الرجال. و قال شمر: الطَّفَنْشَلُ باللام؛ و أَنشد: لسان العرب، ج‌11، ص: 405‌لمَّا رأَتْ بُعَیْلَها زِنْجِیلا، طَفَنْشَلًا لا یَمْنَعُ الفَصِیلا قالت له مقالةً تَفْصِیلا: لیْتَكَ كُنْت حَیْضةً تَمْصیلا قال: أَنشَدَنیه الإِیادِیُّ كذلك.

طلل؛ ج11، ص: 405

: الطَّلُّ: المَطَرُ الصِّغارُ القَطر الدائمُ، و هو أَرْسخُ المطر نَدًی. ابن سیدة: الطَّلُّ أَخَفُّ المطر و أَضعفه ثم الرَّذاذُ ثم البَغْش، و قیل: هو النَّدی، و قیل: فوق النَّدی و دون المطر، و جمعه طِلالٌ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: مثل النَّقا لبَّدَه ضَرْبُ الطَّلَل فإِنه أَراد ضرْب الطَّلِّ ففَكَّ المُدْغَم ثم حرَّكه، و رواه غیره ضربُ الطِّلل، أَراد ضرب الطِّلال فحذف أَلف الجمع. و یومٌ طَلٌّ: ذو طَلٍّ. و طُلَّتِ الأَرضُ طَلًّا: أَصابها الطَّلُّ، و طلَّت فهی طَلَّةٌ: ندِیَتْ، و طَلَّها النَّدی، فهی مَطْلَولةٌ. و قالوا فی الدعاء: طُلَّتْ بلادُك و طَلَّتْ، فطُلَّت: أُمْطِرت، و طَلَّت: ندیَتْ. و قال أَبو إِسحاق: طُلَّتْ، بالضم لا غیر. یقال: رحُبَتْ بلادُك و طُلَّتْ، بالضم، و لا یقال طَلَّتْ لأَن الطَّلَّ لا یكون منها إِنما هی مفعولة، و كل ندٍ طَلٌّ. و قال الأَصمعی: أَرضٌ طَلَّة ندیَةٌ و أَرضٌ مَطْلُولة من الطَّلِّ. و طَلَّت السماءُ: اشْتَدَّ وقعُها. و المُطَلِّل: الضَّباب، و یقال للنَّدی الذی تخرجه عروق الشجر إِلی غصونها طَلٌّ. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: ثم یُرْسِل الله مطراً كأَنه الطَّلُّ؛ الطَّلُّ: الذی ینزل من السماء فی الصَّحْو، و الطَّلُّ أَیضاً: أَضعف المطر. و الطَّلُّ: قِلَّة لَبن الناقة، و قیل: هو اللبن قَلَّ أَو كَثُر. و المَطْلُول: اللَّبَن المَحْضُ فوقه رغْوة مصبوبٌ علیه ماءٌ فتَحْسبُه طَیِّباً و هو لا خیر فیه؛ قال الراعی: و بحَسْب قَوْمِك، إِن شَتَوْا، مَطْلُولَةٌ، شَرَع النَّهار، و مَذْقةٌ أَحیاناً و قیل: المَطْلولة هنا جِلدة موْدُونة بلبن مَحْضٍ یأْكلونها. و قالوا: ما بها طَلٌّ و لا ناطِلٌ، فالطَّلُّ اللبن، و النَّاطِلُ الخمر. و ما بها طَلٌّ أَی طِرْقٌ. و یقال: ما بالناقة طَلٌّ أَی ما بها لبن. و الطُّلَّی: الشَّرْبة من الماء. و الطَّلُّ: هَدْرُ الدَّم و قیل: هو أَن لا یُثْأَر به أَو تُقْبَل دیَتُه، و قد طَلَّ الدمُ نفسُه طَلًّا و طَلَلْتُه أَنا؛ قال أَبو حیَّة النُّمیری: و لكنْ، و بَیْتِ اللهِ، ما طَلَّ مُسْلِماً كغُرِّ الثَّنایا واضحاتِ المَلاغِم و قد طُلَّ طَلًّا و طُلُولًا، فهو مَطْلُولٌ و طَلِیلٌ، و أُطِلَّ و أَطَلَّه اللهُ. الجوهری: طَلَّه اللهُ و أَطَلَّه أَی أَهدره. أَبو زید: طُلَّ دَمُه، فهو مَطْلُولٌ؛ قال الشاعر: دِماؤُهُم لیس لها طالِبٌ، مَطْلُولةٌ مثل دَمِ العُذْرَه أَبو زید: طُلَّ دَمُه و أَطَلَّه اللهُ، و لا یقال طَلَّ دَمُه، بالفتح، و أَبو عبیدة و الكسائی یقولانه. و یقال: أُطِلَّ دَمُه؛ أَبو عبیدة: فیه ثلاث لغات: طَلَّ دَمُه و طُلَّ دَمُه و أُطِلَّ دَمُه. و الطُّلَّاءُ: الدَّمُ المَطْلُول؛ قال الفارسی: همزته منقلبة عن یاء مُبْدَلةٍ من لام و هو عنده من مُحَوّل التضعیف، كما قالوا لا أَمْلاه یریدون لا أَمَلُّه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا عَضَّ یَدَ رجل
لسان العرب، ج‌11، ص: 406
فانتزع یَدَه من فیه فسَقَطَتْ ثَنایاه فطَلَّها رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَی أَهْدَرَها و أَبطلها؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی طَلَّها، بالفتح، و إِنما یقال طُلَّ دَمُه و أُطِلَّ و أَطَلَّه اللهُ، و أَجاز الأَوَّلَ الكسائی؛ قال: و منه‌الحدیث مَنْ لا أَكَل و لا شَربَ و لا اسْتَهَلَّ و مثل ذلك یُطَلُّ.و طَلَّه حقَّه یَطُلُّه: نقَصَه إِیَّاه و أَبْطَله. خالد بن جَنْبة: طَلَّ بنو فلان فلاناً حقَّه یَطُلُّونه إِذا منعوه إِیاه و حبسوه منه، و قال غیره: طَلَّه أَی مَطَله؛ و منه‌حدیث یحیی بن یَعْمَر لزوج المرأَة التی حاكَمَتْه إِلیه طالبةً مَهْرَها: أَنْشَأْتَ تَطُلُّها و تَضَهَلُها؛ تَطُلُّها أَی تَمْطُلها، طَلَّ فلان غَرِیمَه یَطُلُّه إِذا مَطَله، و قیل یَطُلُّها یَسْعَی فی بطلان حقِّها كأَنه من الدَّم المَطلول. و رَجُلٌ طَلٌّ: كبیر السِّنِّ؛ عن كراع. و الطَّلَّةُ: الخَمْر اللَّذیذة. و خَمْرةٌ طَلَّة أَی لَذیذةٌ؛ قال حُمَیْد بن ثَوْر: أَظَلُّ كأَنِّی شارِبٌ لِمُدامةٍ، لها فی عِظامِ الشَّارِبِینَ دَبیبُ رَكُودِ الحُمَیَّا طَلَّةٍ شابَ ماءَها بها، من عَقاراءِ الكُرُومِ، رَبِیبُ أَراد من كُرُومِ العَقاراء فَقَلب. و رائحةٌ طَلَّة: لذیذة؛ أَنشد ثعلب: تَجِی‌ءُ بِرَیّا من عُثَیْلَة طَلَّةٍ، یَهَشُّ لها القَلْبُ الدَّوِی فیُثِیبُ و أَنشد أَبو حنیفة: بِرِیحِ خُزامَی طَلَّةٍ من ثیابها، و من أَرَجٍ من جَیِّدِ المِسْك ثاقِب و حدیثٌ طَلٌّ أَی حَسَنٌ. الفراء: الطُّلَّة الشَّرْبة من اللَّبَن، و الطَّلَّة النَّعْمة، و الطَّلَّة الخمْرة السَّلِسة، و الطِّلَّة الحُصْر. قال یعقوب، و حكی عن أَبی عمرو: ما بالناقة طُلٌّ، بالضم، أَی بها لَبَنٌ. و طَلَّةُ الرجُل: امرأَتُه، و كذلك حَنَّتُه؛ قال عمرو بن حَسَّان: أَ فی نابَیْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتی، ما إِنْ تَنامُ؟ و النَّابُ: الشَّارِف من النُّوق، و إِسافٌ: اسم رَجُل؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: و إِنِّی لَمُحْتاجٌ إِلی مَوْتِ طَلَّتی، و لكنْ قَرِینُ السُّوءِ باقٍ مُعَمَّرُ و قول أَبی صَخْر الهُذَلی: كمور السُّقَی فی حائِرٍ غَدِقِ الثَّرَی، عِذاب اللَّمَی بحنین طَلَّ المَناسِب «2». قال السُّكَّری: معناه أَحْسَن المَناسِب؛ قال أَبو الحسن: و هو یعود إِلی معنی اللَّذَّة؛ و كذلك قول أَبی صخر أَیضاً: قَطَعْت بهنَّ العَیشَ و الدَّهْرَ كُلَّه، فَحَبِّرْ و لو طَلَّتْ إِلیك المَناسِبُ أَی حَسُنَتْ و أَعْجَبَتْ. و الطَّلل: ما شَخَص من آثار الدیار، و الرَّسْمُ ما كان لاصِقاً بالأَرض، و قیل: طَلَلُ كل شی‌ء شَخْصُه، و جمع كل ذلك أَطْلالٌ و طُلول. و الطَّلالةُ: كالطَّلَل؛ التهذیب: و طَلَلُ الدار یقال إِنه موضع من صَحْنِها یُهَیَّأُ لمجلس أَهلها، و طَلَلُ الدار
(2). قوله [كمور السقی] كذا ضبط فی الأَصل و لم ینقط فیه لفظ بحنین
لسان العرب، ج‌11، ص: 407
كالدُّكَّانةِ یُجْلَس علیها؛ أَبو الدُّقَیْش: كان یكون بفِناءِ كل بَیْتٍ دُكَّانٌ علیه المَشْرَبُ و المَأْكَلُ، فذلك الطَّلَلُ. و یقال: حیَّا الله طُلَلَك و أَطْلالَك أَی ما شَخَصَ من جَسدَك، و حیَّا اللهُ طَلَلك و طَلالَتك أَی شَخْصَك. و یقال: فرس حَسَنُ الطَّلالة، و هو ما ارتفع من خَلْقه. و الإِطْلال: الإِشْرافُ علی الشی‌ء. و یقال: رأَیت نساءً یَتَطالَلْنَ من السُّطُوح أَی یَتَشَوَّفْنَ. و تَطَالَلْت: تَطاوَلْت فنَظَرْت. أَبو العَمَیْثَل: تَطالَلْت للشی‌ء و تَطاوَلْت بمعنی واحد، و تَطالَّ أَی مدّ عُنُقَه ینظر إِلی الشی‌ء یَبْعُد عنه؛ و قال طَهْمانُ بن عمرو: كَفَی حَزَناً أَنِّی تَطالَلْتُ كَیْ أَری ذُرَی قُلَّتَیْ دَمْخٍ، فما تُرَیانِ أَلا حَبَّذا، و اللهِ، لو تَعْلَمانِه ظِلالُكُما، یا أَیُّها العَلَمانِ و ماؤكُما العَذْب الذی لو شَرِبْتُه، و بی نافِضُ الحُمَّی، إِذاً لشَفائی أَبو عمرو: التَّطالُّ الاطِّلاع من فَوْق المكان أَو من السِّتْر. و أَطَلَّ علیه أَی أَشْرَف؛ قال جریر: أَنا البازِی المُطِلُّ علی نُمَیْرٍ، أُتِیحَ من السماء لها انْصبابا و تقول: هذا أَمرٌ مُطِلٌّ أَی لیس بمُسْفِرٍ. و‌فی حدیث صَفِیَّة بنت عبد المُطَّلب: فأَطَلَّ علینا یهودیٌّ‌أَی أَشرف، قال و حقیقته: أَوْفَی علینا بطَلَله أَی شخصه. و تَطاوَلَ علی الشی‌ء و اسْتَطَلَّ: أَشْرَف؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: و منْه یَمانٍ مُسْتَطِلٌّ، و جالسٌ لعَرْضِ السَّراة، مُكْفَهِرًّا صَبِیرُها و طَلَلُ السفینة: جِلالُها، و الجمع الأَطْلال. و الطَّلِیلُ: الحَصیر؛ المحكم: الطَّلِیل حَصیرٌ منسوجٌ من دَوْمٍ، و قیل: هو الذی یُعْمَل من السَّعَف أَو من قُشور السَّعَف، و جمعه أَطِلَّةٌ و طُلُلٌ. التهذیب: أَبو عمرو الطَّلِیلة البُورِیاءُ، و قال الأَصمعی: الباریُّ لا غیر. أَبو عمرو: الطِّلُّ الحیَّة؛ و قال ابن الأَعرابی: هو الطَّلُّ، بالفتح، للحَیَّة. و یقال أَطَلَّ فلان علی فلان بالأَذی إِذا دام علی إِیذائه؛ و قولهم: لیست لفلان طَلالةٌ؛ قال ابن الأَعرابی: لیست له حالٌ حَسَنة و هیئة حسنة، و هو من النبات المَطلولِ، و قال أَبو عمرو: لیست له طَلالة، قال: الطَّلالة الفرح و السرور؛ و أَنشد: فلمّا أَنْ وَبِهْتُ و لم أُصادِفْ سِوی رَحْلی، بَقِیتُ بلا طَلاله معناه بغیر فرح و لا سُرور. و قال الأَصمعی: الطَّلالة الحُسْنُ و الماء. و خَطَبَ فلان خُطْبةً طَلِیلة أَی حسنة. و علی مَنْطِقه طَلالةُ الحُسْن أَی بَهْجتُه؛ و قال: فقلتُ: أَ لم تَعْلَمِی أَنَّه جَمِیل الطَّلالة حُسَّانُها؟ و‌فی حدیث أَبی بكر: أَنه كان یُصَلی علی أَطلال السفینة؛ هی جمع طَلَلٍ و یرید بها شراعها. و أَطلال: اسم ناقةٍ، و قیل: اسم فرَس یزْعم الناس أَنها تكلمت لما هَرَبَت فارسُ یوم القادِسیَّة، و ذلك أَن المسلمین تَبِعوهم فانتهوا إِلی نَهَرٍ قد قُطِع جِسْرُه فقال
لسان العرب، ج‌11، ص: 408
فارسها: ثِبی أَطْلالُ فقالت: وَثَبْتُ و سُورةِ البقَرة؛ و إِیاها عنی الشَّمّاخ بقوله: لقد غابَ عن خَیْلٍ، بمُوقانَ أُحْجِرَتْ، بُكَیرُ بَنی الشَّدَّاخِ فارِسُ أَطلال و بُكَیرٌ: هو اسم فارسها. و ذو طِلالٍ: اسم فرس؛ قال غُوَیَّة بن سُلْمی بن رَبیعة، و منهم من یقول عُوَیَّة بعین مهملة: أَلا نادَتْ أُمامَةُ باحْتِمالِ لتَحْزُنَنی، فَلا بِكِ لا أُبالی فَسِیری، ما بَدا لكِ، أَو أَقیمی، فأَیًّا مَّا أَتَیْتِ، فعن یقال و كیفَ تَروعُنی امرأَةٌ بِبَیْنٍ، حَیاتیَ، بَعْدَ فارس ذی طِلال قال ابن بری: و یقال هو موضع ببلاد بنی مُرَّة، و قیل: هناك قبرُ المُرِّی «1» و الأَشهر أَن ذا طِلال اسم فرس لبعض المقتولین من أَصحاب غُوَیَّة، أَ لا تراه یقول بعد هذا: و بَعْدَ أَبی ربیعةَ عَبدِ عَمْرٍو و مَسْعُودٍ، و بعدَ أَبی هِلالِ و الطُّلَطِلةُ و الطُّلاطِلة، كلتاهما: الداهیة، و قیل: الطُّلاطِلَة و الطُّلاطِل داء یأْخُذ الحُمُر فی أَصلابها فیَقْطَع ظُهورَها. و الطُّلاطِلةُ و الطُّلاطِل: الموت، و قیل: هو الداء العُضال. و قالوا: رماه الله بالطُّلاطِلة و الحُمَّی المماطِلة، و هو وَجَعٌ فی الظَّهْر، و قیل: رماه الله بالطُّلاطِلة، هو الداء العُضال الذی لا یُقدَر له علی حیلة و لا دواء و لا یَعرِف المُعالِج موضعه. و قال أَبو حاتم: الطُّلاطِلة الذِّبْحةُ التی تُعْجِله؛ و الحُمّی المماطِلة: الرِّبْعُ تماطِل صاحبَها أَی تُطاوِله؛ قال: و الطُّلاطِلة سُقوط اللَّهاة حتی لا یُسِیغ طعاماً و لا شراباً، و زاد ابن بری فی ذلك قال: رماه اللهُ بالطُّلاطِلة و الحُمّی المماطلة، فإِنه إِسْبٌ من الرجال، و الإِسْبُ اللئیم. و الطُّلاطِلة: لحمة فی الحَلْق؛ قال الأَصمعی: الطُّلاطِلة هی اللَّحْمة السائلة علی طَرَف المُسْترَط. و یقال: وَقعَتْ طُلاطِلتُه یعنی لهَاتَه إِذا سقَطتْ. و الطُّلْطُل: المرض الدائم. و ذو طَلالٍ: ماءٌ قریب من الرَّبَذة، و قیل: هو واد بالشَّرَبَّة لغَطَفان؛ قال عُرْوة بن الوَرْد: و أَیَّ الناس آمَنُ بَعْدَ بَلْجٍ، و قُرَّة صاحِبَیَّ بذی طَلال؟

طمل؛ ج11، ص: 408

: الطَّمْلُ: السَّیر العنیف. طَمَلَ الإِبلَ یَطمُلها طَمْلًا و طَمَلْت الناقةَ طَمْلًا: سیَّرْتها سیراً فسیحاً. و الطِّمْلُ من الرجال: الفاحشُ البَذیُّ الذی لا یُبالی ما صنَع و ما أَتی و ما قیل له، و إِنه لَمِلْطٌ طِمْلٌ، و الجمع طُمُولٌ؛ و قال لبید: أَطاعوا فی الغَوایةِ كُلَّ طِمْلٍ، یَجُرُّ المُخْزِیات و لا یُبالی و الاسم الطُّمُولة. و رجُلٌ طَمِیلٌ: خَفِیُّ الشأْن. و الطِّمْل و الطِّمْلِیل: اللصُّ، و قیل: اللص الفاسق، و عَمَّ بعضهم به كلَّ لِصٍّ. و انْطَمَلَ فلان إِذا شارك اللُّصوص. و الطِّمْلالُ: اللصُّ. و الطِّملال: الذئب. و الطِّمْلُ و الطِّمِلُّ و الطِّمْلالُ: الذئب الأَطلَسُ الخفِیُّ الشخص. و الطِّمْلُ و الطِّمْلال و الطِّمْلِیل و الطُّمْلُول: الفقیر السیِّ‌ءُ الحال القَشِف
(1). قوله [قبر المری] عبارة یاقوت: و فیه قبر تمیم بن مر بن أد بن طابخة
لسان العرب، ج‌11، ص: 409
القبیح الهیئة الأَغبر، و قیل: هو العاری من الثیاب و أَكثر ما یوصف به القانص. و الطَّمْلة و الطَّمَلة: الحمْأَة و الطینُ، و قیل: ما بقی فی أَسفل الحوض من الماء الكَدِر. و الطِّمْلُ: الماء الكَدِر. الفراء: یقال صار الماء دَكَلة و طَمَلة و ثُرْمُطةً، كله الطین الرقیق. و اطُّمِلَ ما فی الحوض. أُخرِج فلم یُترك فیه قَطْرة، و هو افْتُعِل منه. و الطِّمْل: الثوب الذی أُشبِع صَبْغُه. و الطِّمْل: النَّصِیب. و السَّهم الطَّمِیل و المَطْمُول: المُلَطَّخ بالدم؛ قال أَبو خِراش یصف سهماً: كأَنَّ النَّضِیَّ، بعد ما طاش مارِقاً وراء یَدیه بالخَلاءِ، طَمِیلُ و طَمَلَ الدَّمُ السهمَ و غیرَه طَمْلًا، فهو مَطمولٌ و طَمِیلٌ: لطَّخَه، و قد طَمِلَ هو. و قیل: كلُّ ما لُطِّخ، فقد طُمِل. و وَقع فی طَمْلة إِذا وقع فی أَمر قبیح و التَطَخ به. و رجلٌ مَطمُول و طَمِیل: مَلْطوخ بدم أَو بقبیح أَو بغیره؛ و قول الشاعر: فكَیفَ أَبِیتُ اللیلَ، و ابنَةُ مالكٍ بِزینتها، لَمَّا یُقَطَّعْ طَمِیلُها؟ یقول: أَبوها مالِكٌ ثَأْری أَی قَتَل حَمِیماً فأَنا أَطلبه بدمه، فیقول: كیف یأْخذنی النومُ و لم تُسْبَ هی و لم یؤخذ أَبوها و لم تُقَطَّع قِلادَتُها و هی طَمیلها؟ و إِنما سُمِّیت القِلادة طَمِیلًا لأَنها تُطْمَل بالطِّیب أَی تُلَطَّخ. و المطمل: مكتب تباب «1» العرائس بالذهب. و المِطْمَلة: ما تُوَسَّع به الخُبزة. و طمَلْت الخبزة: وَسَّعْتها. و قد طَمَلَ الحصِیرَ، فهو مَطْمُولٌ و طَمِیلٌ: رَمَله و جعَلَ فیه الخُیوط. و الطَّمِیل و الطَّمِیلَة: الجدْیُ و العَناق لأَنهما یُطْمَلان أَی یُشَدَّان.

طهل؛ ج11، ص: 409

: طَهِلَ الماءُ طَهَلًا، فهو طَهِلٌ و طَاهِلٌ: أَجِن، و طَهِلَ، بالكسر: فَسَدَ و تَغَیَّرت رائحتُه. و فی الأَرض طُهْلَةٌ من كَلإٍ أَی شی‌ءٌ یسیرٌ منه و لیس بالكثیر، و ذلك فی أَول نباتها، و قد أَطْهَلَتِ الأَرضُ. و الطَّهْلة: القلیل الضعیف من الكَلإِ؛ حكاه أَبو حنیفة. و الطِّهْلِئة: الماء الرَّنْقُ الكَدِر فی الحوض؛ و قال اللیث: الطِّهْلِئَة الطین فی الحوض و هو ما انْحَتَّ فیه من الحوض بَعْدَ ما لِیطَ، تقول: أَخْرِجْ هذه الطِّهْلِئة من حَوْضِك. و طَهْیَل الرَّجلُ إِذا أَكَل الطُّهْلة، و هی بَقْلة ناعمة. و الطِّهْلِئة: القِطعة من الغَیْم علی وجه السماء مأْخوذة من طَهِلَ الماءُ إِذا تَغَیَّر و عَلاه الطُّحْلُب. و ما فی السماء طِهْلِئة أَی سحابة؛ و فی الصحاح: أَی شی‌ء من غَیْم، و هو فِعْلِئةٌ، و همزته زائدة كهمزة الكِرْفِئة و الغِرْقئ. و الطِّهْلِیَةُ من الناس: الأَحمقُ الذی لا خیر فیه، كلاهما غیر مهموز، و هو المُدَفَّع، قال: و یقال للرَّاشِن. ابن الأَعرابی: یقال بَقِیَت من أَموالهم طُهْلةٌ أَی بَقِیَّة، و قال: هاهنا طُهْلَةُ الماء و نُضَاضَتُه و بُراضَتُه بَقِیَّةٌ منه. التهذیب: و تَهَطْلأَت و تَطَهْلأَت أَی وقَعَتْ.

طهفل؛ ج11، ص: 409

: التهذیب: ابن الأَعرابی طَهْفَلَ إِذا أَكَل خُبْزَ الذُّرَة و داوَمَ علیه، و فی أَمالی ابن بری: لعَدَمِ غیره.

طهمل؛ ج11، ص: 409

: الطَّهْمَل: الجَسِیم القبیحُ الخِلْقة، و المرأَة طَهْمَلةٌ. و‌فی الحدیث: وَقَفَت امرأَةٌ علی عمر،
(1). قوله [و المطمل مكتب تباب إلخ] هكذا رسم فی الأصل من غیر ضبط
لسان العرب، ج‌11، ص: 410
رضی الله عنه، فقالت: إِنِّی امرأَة طَهْمَلةٌ؛ هی الجسیمة القبیحة، و قیل الدقیقة. و الطَّهْمَل: الذی لا یوجَد له حَجْمٌ إِذا مُسَّ. و الطَّهْمَلَةُ و الطِّهْمِلة؛ الأَخیرة عن كراع، من النساء: السوداءُ القبیحةُ الخَلْق؛ قال العجَّاج: یُمْسِینَ عن قَسِّ الأَذی غَوافِلا، لا جَعْبَرِیَّاتٍ و لا طَهامِلا یعْنی قِباحَ الخِلْقة. و الطَّهَامِل: الضِّخام.

طول؛ ج11، ص: 410

: الطُّولُ: نقیض القِصَر فی الناس و غیرهِم من الحیوان و المَوات. و یقال للشی‌ء الطَّویلِ: طالَ یَطُولُ طُولًا، فهو طَویلٌ و طُوالٌ. قال النحویون: أَصْلُ طالَ فَعُلَ استدلالًا بالاسم منه إِذا جاء علی فَعِیل نحو طَویل، حَمْلًا علی شَرُفَ فهو شَرِیف و كَرُمَ فهو كَریم، و جَمْعُهُما طِوَال؛ قال سیبویه: صَحَّت الواو فی طِوال لصِحَّتها فی طَویل، فصار طِوال من طَویل كجِوار من جاوَرْت، قال: و وافَقَ الذین قالوا فَعِیل الذین قالوا فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه، و حكی اللُّغویون طِیال، و لا یوجبه القیاس لأَن الواو قد صَحَّت فی الواحد فحكمها أَن تصح فی الجمع؛ قال ابن جنی لم تقلب إِلا فی بیت شاذ و هو قوله: تَبَیَّنَ لی أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ، و أَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِیالُها و الأُنثی طَویلةٌ و طُوالةٌ، و الجمع كالجمع، و لا یمتنع شی‌ء من ذلك من التسلیم. و یقال للرجل إِذا كان أَهْوَج الطُّول طُوَال و طُوَّال، و امرأَة طُوَالَة و طُوَّالة. الكسائی فی باب المُغالَبة: طاوَلَنی فَطُلْتُه من الطُّول و الطَّوْل جمیعاً. و قال سیبویه: یقال طُلْتُ علی فَعُلْتُ لأَنك تقول طَویل و طُوال كما قُلْتَ قَبُحَ و قَبیح، قال: و لا یكون طُلْته كما لا یكون فَعُلْتُه فی شی‌ء؛ قال المازنی: طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ و اعْتَلَّت من فعُلْت غیرَ مُحَوَّلة، الدلیلُ علی ذلك طَوِیلٌ و طُوال؛ قال: و أَما طاوَلْته فطُلْتُه فهی مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ، و فاعلها طائلٌ، لا یقال فیه طَویلٌ كما لا یقال فی قائل قَویل، قال: و لم یؤْخذ هذا إِلا عن الثِّقات؛ قال: و قُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إِلی فَعُلْت كما أَن بِعْتُ مُحَوَّلة من فَعَلْت إِلی فَعِلْت و كانت فعِلْتُ أَولی بها لأَن الكسرة من الیاء، كما كان فَعُلْت أَولی بقُلْت لأَن الضمة من الواو؛ و طالَ الشی‌ءُ طُولًا و أَطَلْته إِطالةً. و السَّبْع الطُّوَلُ من سُور القرآن: سَبْعُ سُوَر و هی سورة البقرة و سورة آل عمران و النساء و المائدة و الأَنعام و الأَعراف، فهذه ست سور متوالیاتٌ و اختلفوا فی السابعة، فمنهم من قال السابعة الأَنفال و براءَة و عدّهما سورة واحدة، و منهم من جعل السابعة سورة یونس؛ و الطُّوَل: جمع طُولی، یقال هی السّورة الطُّولی و هُنَّ الطُّوَل؛ قال ابن بری: و منه قرأْت السَّبْع الطُّوَل؛ و قال الشاعر: سَكَّنْته، بعدَ ما طارَتْ نَعامتُه، بسورة الطُّورِ، لمَّا فاتَنی الطُّوَلُ و‌فی الحدیث: أُوتِیتُ السَّبْعَ الطُّوَل؛ هی بالضم جمع الطُّولی، و هذا البناء یلزمه الأَلف و اللام أَو الإِضافة. و‌فی حدیث أُمِّ سَلَمَة: أَنه كان یقرأ فی المغرب بطُولی الطُّولَیَیْن، هی تثنیة الطُّولی و مُذَكَّرُها الأَطْوَل، أَی أَنه كان یقرأُ فیها بأَطْول السورتین الطویلتین، تَعْنی الأَنعام و الأَعراف.
لسان العرب، ج‌11، ص: 411
و الطَّوِیل من الشِّعْر: جنس من العَرُوض، و هی كلمة مُوَلَّدة، سمی بذلك لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه، و ذلك أَن أَصله ثمانیة و أَربعون حرفاً، و أَكثر حروف الشعر من غیر دائرته اثنان و أَربعون حرفاً، و لأَن أَوتاده مبتدأ بها، فالطُّول لمتقدم أَجزائه لازم أَبداً، لأَن أَول أَجزائه أَوتاد و الزوائد أَبداً یتقدم أَسبابَها ما أَوَّلُه وَتِدٌ. و الطُّوال، بالضم: المُفْرِط الطُّول؛ و أَنشد ابن بری قول طُفَیل: طُوال السَّاعِدَیْن یَهُزُّ لَدْناً، یَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب قال: و لا یُكَسَّر «2». إِنما یُجْمع جمع السلامة. و طَاوَلَنی فَطُلْتُه أَی كنت أَشَدَّ طُولًا منه؛ قال: إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِیَّةٌ طَالَتْ، فَلَیْسَ تَنالُها الأَوْعال و طالَ فلان فلاناً أَی فاقه فی الطُّول؛ و أَنشد: تَخُطُّ بِقَرْنَیْها بَرِیرَ أَراكةٍ، و تَعْطُو بِظِلْفَیْها، إِذا الغُصْنُ طَالَها أَی طاوَلَها فلم تَنَلْه. و الأَطْوَل: نقیضُ الأَقْصر، و تأْنیث الأَطْوَل الطُّولی، و جمعها الطُّوَل. الجوهری: الطُّوَال، بالضم، الطَّوِیلُ. یقال طَوِیلٌ و طُوَالٌ، فإِذا أَفرَط فی الطُّول قیل طُوّال، بالتشدید. و الطِّوَال، بالكسر: جمع طَوِیل، و الطَّوَالُ، بالفتح: من قولك لا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر و طُولَ الدَّهْر بمعنی. و یقال: قَلانِسُ طِیَالٌ و طِوَالٌ بمعنی. و الرِّجال الأَطاوِل: جمع الأَطْوَل، و الطُّولَی تأْنیث الأَطْوَل، و الجمع الطُّوَل مثل الكُبْرَی و الكُبَر. و أَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالًا. و‌فی الحدیث: إِن القَصِیرة قد تُطِیل.الجوهری: و الطُّولُ خِلاف العَرْض. و طَالَ الشی‌ءُ أَی امتدَّ، قال: و طُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بضم الواو لأَنك تقول طَویل، فنقلت الضمة إِلی الطاء و سقطت الواو لاجتماع الساكنین، قال: و لا یجوز أَن تقول منه طُلْتُه، و أَما قولك طَاوَلَنی فطُلْتُه فإِنما تَعْنی بذلك كنت أَطْولَ منه من الطُّول و الطَّوْل جمیعاً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، ما مَشَی مع طِوَالٍ إِلا طالَهُم، فهذا من الطُّول؛ قال ابن بری: و علی ذلك قول سُبَیح بن رِیاح الزِّنْجی، و یقال ریاح بن سبیح، حین غَضِبَ لما قال جَرِیرٌ فی الفَرَزْدَق: لا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً فی تَغْلِبٍ، فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا فقال سبیح أَو ریاح لما سَمِع هذا البیت: الزِّنْجُ لو لاقَیْتَهم فی صَفِّهِمْ، لاقَیْتَ، ثَمَّ، جَحَاجِحاً أَبْطَالًا ما بالُ كَلْبِ بَنی كُلَیْبٍ سَبَّنا، أَنْ لم یُوازِنْ حاجِباً و عِقَالا؟ إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِیَّةٌ طالَتْ، فلیس تَنالُها الأَوْعالا «3». و قالت الخنساء: و ما بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ، من المَجْدِ، إِلَّا و الذی نِلْتَ أَطْوَلُ
(2). قوله [قال و لا یكسر إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة القاموس و شرحه: و الطوال، كرمان، المفرط الطول، و لا یكسر، إنما یجمع جمع السلامة انتهی. و بهذا یعلم ما لعله سقط هنا، فقد تقدم فی صدر المادة أَن طُوَالًا كغراب یجمع علی طِوَال بالكسر (3). قوله [الأوعالا] تقدم إیراده قریباً الأَوعال بالرفع
لسان العرب، ج‌11، ص: 412
و‌فی حدیث استسقاء عمر، رضی الله عنه: فطَالَ العَباسُ عمرَ‌أَی غَلَبَه فی طُولِ القامة، و كان عمر طَویلًا من الرجال، و كان العباس أَشدَّ طُولًا منه. و‌روی أَن امرأَة قالت: رأَیت عَبّاساً یطوف بالبیت كأَنه فُسْطاطٌ أَبیض، و كانت رأَت عَلِیَّ بن عبد الله بن العباس و قد فَرَعَ الناسَ كأَنه راكب مع مُشَاةٍ فقالت: مَنْ هذا؟ فأُعْلِمَتْ فقالت: إِنّ الناسَ لیَرْذُلون، و كان رأْس علی بن عبد الله إِلی مَنْكِب أَبیه عبد الله، و رأْسُ عبد الله إِلی مَنْكِب العباس، و رأْسُ العباس إِلی مَنْكِب عبد المُطَّلِب.و أَطَلْتُ الشی‌ءَ و أَطْوَلْت علی النقصان و التمام بمعنی. المحكم: و أَطال الشی‌ءَ و طَوَّلَه و أَطْوَلَه جعله طَویلًا، و كأَن الذین قالوا ذلك إِنما أَرادوا أَن ینبهوا علی أَصل الباب، قال فلا یقاس هذا إِنما یأْتی للتنبیه علی الأَصل؛ و أَنشد سیبویه: صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ، و قَلَّما وِصالٌ، علی طُولِ الصُّدود، یَدُومُ و كلُّ ما امتدَّ من زَمَن أَو لَزِمَ من هِمٍّ و نحوِه فقد طَالَ، كقولك طَالَ الهَمُّ و طَالَ اللیلُ. و قالوا: إِنَّ اللیل طَویلٌ فلا یَطُلْ إِلَّا بخیر؛ عن اللحیانی. قال: و معناه الدُّعاء. و أَطال الله طِیلَتَه أَی عُمْرَه. و طَالَ طِوَلُك و طِیَلُك أَی عُمْرك، و یقال غَیْبتك؛ قال القطامی: إِنّا مُحَیُّوكَ فاسْلَمْ أَیُّها الطَّلَلُ، و إِن بَلِیتَ، و إِن طالَتْ بك الطِّوَلُ یروی … الطِّیَل جمع طِیلة، و الطِّوَل جمع طِوَلة، فاعْتَلَّ الطِّیَل و انقلبت یاؤه واواً لاعتلالها فی الواحد، فأَما طِوَلة و طِوَل فمن باب عِنَبة و عِنَب. و طالَ طُوَلُك، بضم الطاء و فتح الواو، و طالَ طَوَالُك، بالفتح، و طِیَالُك، بالكسر؛ كل ذلك حكاه الجوهری عن ابن السكیت. و جملٌ أَطْوَلُ إِذا طالتْ شَفَتُه العُلیا. قال ابن سیدة: و الطَّوَل طُولٌ فی مِشْفَر البعیر الأَعلی علی الأَسفل، بعیر أَطْوَل و به طَوَلٌ. و المُطاوَلة فی الأَمر: هو التَّطْوِیل و التَّطَاوُلُ فی مَعْنًی هو الاسْتِطالة علی الناس إِذا هو رَفَع رأْسَه و رأَی أَنّ له علیهم فَضْلًا فی القَدْر؛ قال: و هو فی معنی آخر أَن یقوم قائماً ثم یَتَطاوَل فی قیامه ثم یَرْفَع رأْسَه و یَمُدّ قوامَه للنظر إِلی الشی‌ء. و طاوَلْته فی الأَمر أَی ماطَلْته. و طَوَّلَ له تَطْوِیلًا أَی أَمْهَله. و اسْتَطَالَ علیه أَی تَطَاوَلَ، یقال: اسْتَطَالُوا علیهم أَی قَتَلوا منهم أَكثرَ مما كانوا قَتَلوا، قال: و قد یكون اسْتَطَالَ بمعنی طَالَ، و تَطَاوَلْت بمعنی تَطالَلْت. و‌فی الحدیث: إِن هذین الحَیَّین من الأَوس و الخَزْرَج كانا یتَطاوَلانِ علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تَطاوُلَ الفَحْلَین‌أَی یَسْتَطِیلانِ علی عَدُوِّه و یتباریانِ فی ذلك لیكون كل واحد منهما أَبلغ فی نصرته من صاحبه، فشُبِّه ذلك التَّباری و التغالُب بتَطاوُلِ الفحلین علی الإِبل، یَذُبُّ كلُّ واحد منهما الفُحولَ عن إِبله لیظهر أَیُّهما أَكثرُ ذَبًّا. و‌فی حدیث عثمان: فتَفَرَّق الناسُ فِرَقاً ثلاثاً، فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من طَوْلِ غیره، و یروی من صَوْل غیره، أَی إِمْساكُه أَشدُّ من تَطاوُل غیره. و یقال: طَالَ علیه و اسْتَطَالَ و تَطَاوَلَ إِذا علاه و تَرَفَّع علیه. و‌فی الحدیث: أَرْبی الرِّبا الاسْتِطَالَةُ فی عِرْضِ الناس‌أَی اسْتِحْقارُهم و التَّرَفُّعُ علیهم و الوَقِیعةُ فیهم. و تَطاوَلَ: تمدَّدَ إِلی الشی‌ء ینظر نحوه؛ قال: تَطَاوَلْتُ كی یَبدو الحَصِیرُ فما بَدَا لِعَیْنی، و یا لَیْتَ الحَصِیرَ بَدا لِیا
لسان العرب، ج‌11، ص: 413
و اسْتَطَالَ الشَّقُّ فی الحائط: امتدَّ و ارتفع؛ حكاه ثعلب، و هو كاسْتَطار. و الطِّوَلُ: الحَبْلُ الطویلُ جدًّا؛ قال طرفة: لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ، ما أَخْطَأَ الفَتَی، لَكَالطِّوَلِ المُرْخَی، و ثِنْیاهُ بالیَدِ و الطِّوَلُ و الطِّیَلُ و الطَّویلة و التِّطْوَلُ، كُلُّه: حَبْلٌ طویل تُشَدُّ به قائمةُ الدابة، و قیل: هو الحبل تُشَدُّ به و یُمْسِك صاحبُه بطَرَفه و یُرْسِلها تَرْعی؛ قال مُزاحِم: و سَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها، كسِعْلاةِ بِیدٍ فی خِلالٍ و تِطْوَل و قد طَوَّلَ لها. و الطِّوَل: الحبل الذی یُطَوَّل للدابة فترعی فیه، و كانت العرب تتكلم به «1»؛ یقال: طَوِّلْ لفرسك یا فلان أَی أَرْخِ له حَبْلَه فی مَرْعاه. الجوهری: طَوِّلْ فرَسك أَی أَرْخِ طَویلتَه فی المَرْعی؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع الطَّوِیلةَ بهذا المعنی من العرب و رأیتهم یُسَمُّونه الطِّوَل فلم نسمعه إِلَّا بكسر الأَول و فتح الثانی. غیره: یقال أَرْخ للفَرَس من طِوَلِه، و هو الحَبْل الذی یُطَوَّل للدابة فترعی فیه، و أَنشد بیت طرفة: لَكَالطِّوَل المُرْخَی؛ قال: و هی الطَّویلة أَیضاً، و قوله: ما أَخْطَأَ الفَتَی أَی فی إِخطائه الفَتی؛ و قد شَدَّد الراجزُ الطِّوَلَّ للضرورة فقال مَنْظور بن مَرْثَد الأَسَدی: تَعَرَّضَتْ لی بمَكَانٍ حِلِّ، تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلِلِّی، تَعَرُّضَ المُهْرَة فی الطِّوَلِّ و یروی: … عن قَتْلًا لی، علی الحكایة، أَی عن قَوْلِها قَتْلًا له؛ قال الجوهری: و قد یفعلون مثل ذلك فی الشِّعر كثیراً و یزیدون فی الحرف من بعض حروفه؛ قال ذُهْل بن قریع، و یقال قارب بن سالم المُرِّی: كأَنَّ مَجْرَی دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطْنُنَّةً من أَجْوَدِ القُطْنُنِّ و أَنشده غیره: قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ قال ابن بری: و هذا هو صواب إِنشاده. و‌فی الحدیث: و رجُلٌ طَوَّلَ لها فی مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها، و فی آخر: فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِیَلَها؛ الطِّوَلُ و الطِّیَلُ، بالكسر: هو الحبل الطویل یُشَدُّ أَحد طَرَفیه فی وَتِدٍ أَو غیره و الآخر فی ید الفرس لیَدُور فیه و یرعی و لا یذهب لوجهه. و طَوَّلَ و أَطَالَ بمعنًی أَی شَدَّها فی الحبل؛ و منه‌الحدیث: لِطِوَل الفَرَس حمًی‌أَی لصاحب الفرس أَن یَحْمِی الموضع الذی یَدُور فیه فرسُه المشدودُ فی الطِّوَل إِذا كان مُباحاً لا مالك له. و‌فی الحدیث: لا حِمی إِلَّا فی ثلاث: طِوَلِ الفرس، و ثَلَّةِ البئرِ، و حَلْقةِ القوم؛ قوله لا حِمی یعنی إِذا نزل رجل فی عسكر علی موضع له أَن یمنع غیرَه طَوِلَ فرسه، و كذلك إِذا حَفَر بئراً له أَن یمنع غیرَه مقدارَ ما یكون حَرِیماً له. و مَطَاوِلُ الخیل: أَرسانُها، واحدها مِطْوَلٌ. و الطِّوَلُ: التمادی فی الأَمر و التراخی. یقال: طالَ طِوَلُك و طِیَلُك و طِیلُك و طُولُك، ساكنة الیاء و الواو؛ عن كراع، إِذا طال مُكْثُه و تمادِیه فی أَمر أَو تَرَاخِیه عنه؛ قال طفیل: أَتانا فلم نَدْفَعْه، إِذ جاء طارِقاً، و قلنا له: قد طالَ طُولُك فانْزِلِ
(1). قوله [و كانت العرب تتكلم به] كذا فی الأصل، و عبارة التهذیب: و قال اللیث الطَّوِیلة اسم حبل یشد به قائمة الدابة ثم ترسل فی المرعی، و كانت العرب تتكلم به انتهی
لسان العرب، ج‌11، ص: 414
أَی أَمرُك الذی أَنت فیه من طُول السفر و مُكابدة السیر، و یروی: قد طال طِیلُك؛ و أَنشد ابن بری: أَ ما تَعْرِف الأَطلالَ قد طالَ طِیلُها و الطَّوَالُ: مَدَی الدهرِ؛ یقال: لا آتِیك طَوَال الدَّهْر. و الطَّوْل و الطَّائِل و الطَّائِلة: الفَضْل و القُدْرة و الغنی و السَّعَة و العُلُوُّ؛ قال أَبو ذؤَیب: و یَأْشِبُنی فیها الذینَ یَلُونَها، و لو عَلِموا لم یَأْشِبُونی بطَائِل و أَنشد ثعلب فی صفة ذئب: و إِن أَغارَ فلم یَحْلُلْ بطَائِلَةٍ، فی لَیْلةٍ من جُمَیْر ساوَرَ الفُطُما «1» كذا أَنشده جُمَیْر علی لفظ التصغیر، و قد تَطَوَّل علیهم. و فی التنزیل العزیز: وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا (الآیة)؛ قال الزجاج: معناه من لم یقدر منكم علی مَهْرِ الحُرَّة، قال: و الطَّوْلُ القدرة علی المَهْر. و قوله عز و جل: ذِی الطَّوْلِ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ؛ أَی ذی القُدْرة، و قیل: الطَّوْل الغِنی، و الطَّوْلُ الفَضْل، یقال: لفلان علی فلان طَوْلٌ أَی فَضْلٌ. و یقال: إِنه لَیَتَطَوَّل علی الناس بفضله و خیره. و الطَّوْل، بالفتح: المَنُّ، یقال منه: طَالَ علیه و تَطوَّلَ علیه إِذا امْتَنَّ علیه. و‌فی الحدیث: اللهمَّ بك أُحاوِل و بك أُطاوِل، مُفاعَلة من الطَّوْل، بالفتح، و هو الفَضْلُ و العُلُوُّ علی الأَعداء؛ و منه‌الحدیث: تَطَاوَلَ علیهم الرَّبُّ بفضله‌أَی تَطَوَّل، و هو من باب طارَقْتَ النَّعْلَ فی إِطلاقها علی الواحد؛ و منه‌الحدیث: قال لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لُحوقاً بی أَطْوَلُكُنَّ یداً، فاجْتَمَعْن یتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فماتت زینبُ أَوَّلَهنَّ؛ أَراد أَمَدُّكُنَّ یداً بالعطاء من الطَّوْل فظَنَنَّه من الطُّول، و كانت زینب تَعْمَل بیدها و تتصدق؛ قال أَبو منصور: و التَّطَوُّل عند العرب محمود یوضع موضع المَحاسِن، و التطاوُلُ مذموم، و كذلك الاستطالة یوضَعانِ موضع التكبر. ابن سیدة: التَّطاوُلُ و الاسْتِطَالَة التَّفَضُّل و رَفْعُ النفس، و اشتقاق الطَّائِل من الطُّول. و یقال للشی‌ء الخَسِیس الدُّون: ما هو بطائل الذَّكَرُ و الأُنثی فی ذلك سواءٌ؛ و أَنشد: لقد كَلَّفونی خُطَّة غیرَ طائل الجوهری: هذا أَمر لا طائلَ فیه إِذا لم یكن فیه غَنَاءٌ و مَزِیّة، یقال ذلك فی التذكیر و التأْنیث. و لم یَحْلَ منه بِطائلٍ: لا یُتَكَلَّم به إِلَّا فی الجَحْد. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر رجلًا من أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن فی كَفَنٍ غیر طَائِلٍ‌أَی غیر رَفیعٍ و لا نفیس، و أَصل الطَّائِل النفع و الفائدة. و‌فی حدیث ابن مسعود فی قتل أَبی جهل: ضَرَبْته بسیف غیر طَائِل‌أَی غیر ماضٍ و لا قاطع كأَنه كان سیفاً دُوناً بین السیوف. و الطَّوائل: الأَوتار و الذُّحُول، واحدتها طَائِلَة؛ یقال: فلان یَطْلُب بنی فلان بطَائِلَةٍ أَی بوَتْرٍ كأَن له فیهم ثأْراً فهو یطلبه بِدَمِ قتیله. و بیْنَهم طَائِلَةٌ أَی عداوة و تِرَةٌ؛ و قول ذی الرمة یصف ناقته: مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَیْدِ حارِكُها، كأَنَّها طالةٌ فی دَفِّها بَلَق قال: الطَّالة الأَتان؛ قال أَبو منصور: و لا أَعرفه فلینظر فی شعر ذی الرمة.
(1). قوله [و إن أغار إلخ] سبق إنشاده فی ترجمة جمر: و إن أطاف و لم یظفر بطَائِلَة فی ظلمة ابن جمیر ساوَر الفطما
لسان العرب، ج‌11، ص: 415
و الطُّوَّل، بالتشدید: طائر. و طَیِّلَةُ الرِّیح: نَیِّحتُها. و طُوَالَة: موضع، و قیل بئر؛ قال الشَّمَّاخ: كِلا یَوْمَیْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوی ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون قال أَبو منصور: و رأَیت بالصَّمَّان روضة واسعة یقال لها الطَّوِیلَة، و كان عَرْضُها قدرَ مِیلٍ فی طُول ثلاثة أَمیال، و فیها مَساكٌ لماء السماء إِذا امتلأَ شَرِبوا منه الشهرَ و الشهرین؛ و قال فی موضع آخر: تكون ثلاثة أَمیال فی مثلها؛ و أَنشد: عادَ قَلْبی من الطَّوِیلة عِیدُ و بَنُو الأَطْوَل: بطن.

فصل الظاء المعجمة؛ ج11، ص: 415

ظلل؛ ج11، ص: 415

: ظَلَّ نهارَه یفعل كذا و كذا یَظَلُّ ظَلًّا و ظُلُولًا و ظَلِلْتُ أَنا و ظَلْتُ و ظِلْتُ، لا یقال ذلك إِلَّا فی النهار لكنه قد سمع فی بعض الشعر ظَلَّ لَیْلَه، و ظَلِلْت أَعْمَلُ كذا، بالكسر، ظُلُولًا إِذا عَمِلْته بالنهار دون اللیل؛ و منه قوله تعالی: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، و هو من شَواذِّ التخفیف. اللیث: یقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً، و لا تقول العرب ظَلَّ یَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار، كما لا یقولون بات یبیت إِلا باللیل، قال: و من العرب من یحذف لام ظَلِلْت و نحوها حیث یظهران، فإِن أَهل الحجاز یكسرون الظاء علی كسرة اللام التی أُلْقِیَتْ فیقولون ظِلْنا و ظِلْتُم المصدر الظُّلُول، و الأَمر اظْلَلْ و ظَلَّ؛ قال تعالی: ظَلْتَ عَلَیْهِ عٰاكِفاً، و قرئ ظِلْتَ، فمن فَتَح فالأَصل فیه ظَلِلْت و لكن اللام حذفت لثِقَل التضعیف و الكسر و بقیت الظاء علی فتحها، و من قرأَ ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّل كسرة اللام علی الظاء، و یجوز فی غیر المكسور نحو هَمْت بذلك أَی هَمَمْت و أَحَسْت بذلك أَی أَحْسَسْت، قال: و هذا قول حُذَّاق النحویین؛ قال ابن سیدة: قال سیبویه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلَّا أَنهم حذفوا فأَلقوا الحركة علی الفاء كما قالوا خِفْت، و هذا النَّحْوُ شاذٌّ، قال: و الأَصل فیه عربی كثیر، قال: و أَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ و أَما ما أَنشده أَبو زید لرجل من بنی عقیل: أَ لَمْ تَعْلَمِی ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً علی طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قال ابن جنی: قال كسروا الظاء فی إِنشادهم و لیس من لغتهم. و ظِلُّ النهارِ: لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ. و الظِّلُّ: نقیض الضَّحِّ، و بعضهم یجعل الظِّلَّ الفَیْ‌ء؛ قال رؤبة: كلُّ موضع یكون فیه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ و فَیْ‌ء، و قیل: الفی‌ء بالعَشِیِّ و الظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس، و الفی‌ء ما فاء بعد. و قالوا: ظِلُّ الجَنَّة، و لا یقال فَیْؤها، لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فیكون هنالك فی‌ء، إِنما هی أَبداً ظِلٌّ، و لذلك قال عز و جل: أُكُلُهٰا دٰائِمٌ وَ ظِلُّهٰا؛ أَراد و ظِلُّها دائم أَیضاً؛ و جمع الظِّلِّ أَظلالٌ و ظِلال و ظُلُولٌ؛ و قد جعل بعضهم للجنة فَیْئاً غیر أَنه قَیَّده بالظِّلِّ، فقال یصف حال أَهل الجنة و هو النابغة الجعدی: فَسلامُ الإِلهِ یَغْدُو علیهم، و فُیُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال و قال كثیر: لقد سِرْتُ شَرْقیَّ البِلادِ و غَرْبَها، و قد ضَرَبَتْنی شَمْسُها و ظُلُولُها
لسان العرب، ج‌11، ص: 416
و یروی: لقد سِرْتُ غَوْرِیَّ البِلادِ و جَلْسَها و الظِّلَّة: الظِّلال. و الظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ و قال العباس بن عبد المطلب: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فی الظِّلال و فی مُسْتَوْدَعٍ، حَیْثُ یُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الجنات التی لا شمس فیها. و الظِّلال: ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ و نحوه. و ظِلُّ اللیلِ: سَوادُه، یقال: أَتانا فی ظِلِّ اللیل؛ قال ذو الرُّمَّة: قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه، فی ظِلِّ أَخْضَرَ یَدْعُو هامَهُ البُومُ و هو استعارة لأَن الظِّلَّ فی الحقیقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع، فإِذا لم یكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة و لیس بظِلٍّ. و الظُّلَّةُ أَیضاً «2»: أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبی زید. و قوله تعالی: یَتَفَیَّؤُا ظِلٰالُهُ عَنِ الْیَمِینِ؛ قال أَبو الهیثم: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع علیه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال: و الفَیْ‌ء لا یُدْعی فَیْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَی رَجَعَتْ إِلی الجانب الغَرْبیِّ، فما فاءت منه الشمسُ و بَقِیَ ظِلًّا فهو فَیْ‌ء، و الفَیْ‌ءُ شرقیٌّ و الظِّلُّ غَرْبیٌّ، و إِنما یُدْعی الظِّلُّ ظِلًّا من أَوَّل النهار إِلی الزوال، ثم یُدْعی فیئاً بعد الزوال إِلی اللیل؛ و أَنشد: فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَی تَسْتَطِیعُه، و لا الفَیْ‌ءَ من بَرْدِ العَشِیِّ تَذُوق قال: و سَوادُ اللَّیلِ كلِّه ظِلٌّ، و قال غیره: یقال أَظَلَّ یومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غیره و صار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ. و العرب تقول: لیس شی‌ء أَظَلَّ من حَجَر، و لا أَدْفأَ من شَجَر، و لا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ؛ و كلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، و كلُّ ما كان أَكثر عَرْضا و أَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه. و ظِلُّ اللیل: جُنْحُه، و قیل: هو اللیل نفسه، و یزعم المنجِّمون أَن اللیل ظِلٌّ و إِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، و بِقَدْر ما زاد بَدَنُها فی العِظَم ازداد سواد ظِلِّها. و أَظَلَّتْنی الشجرةُ و غیرُها، و اسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْری بها. و‌فی الحدیث: إِنَّ فی الجنة شَجَرةً یَسِیر الراكبُ فی ظِلِّها مائةَ عامٍ‌أَی فی ذَراها و ناحیتها. و‌فی قول العباس: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فی الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَی كنتَ طَیِّباً فی صُلْب آدم حیث كان فی الجنة، و قوله من قبلها أَی من قبل نزولك إِلی الأَرض، فكَنی عنها و لم یتقدم ذكرها لبیان المعنی. و قوله عز و جل: وَ لِلّٰهِ یَسْجُدُ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ ظِلٰالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ؛ أَی و یَسْجُد ظِلالُهم؛ و‌جاء فی التفسیر: أَن الكافر یَسْجُدُ لغیر الله و ظِلُّه یسجد لله، و قیل ظِلٰالُهُمْ أَی أَشخاصهم، و هذا مخالف للتفسیر. و‌فی حدیث ابن عباس: الكافر یَسْجُد لغیر الله و ظِلُّه یَسْجُد لله؛ قالوا: معناه یَسْجُد له جِسْمُه الذی عنه الظِّلُّ. و یقال للمَیِّت: قد ضَحَا ظِلُّه. و قوله عز و جل: وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ؛ قال ثعلب: قیل الظِّلُّ هنا الجنة، و الْحَرُورُ النار، قال: و أَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعینه، و الْحَرُورُ الحَرُّ بعینه. و اسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ. و اسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مال إِلیه و قَعَد فیه.
(2). قوله [و الظلة أیضاً إلخ] هذه بقیة عبارة للجوهری ستأتی، و هی قوله: و الظلة، بالضم، كهیئة الصفة، إلی أن قال: و الظلة أیضاً الی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 417
و مكان ظَلِیلٌ: ذو ظِلٍّ، و قیل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه. و قولهم: ظِلٌّ ظَلِیل یكون من هذا، و قد یكون علی المبالغة كقولهم شِعْر شاعر. و فی التنزیل العزیز: وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِیلًا؛ و قول أُحَیْحَة بن الجُلاح یَصِف النَّخْل: هِیَ الظِّلُّ فی الحَرِّ حَقُّ الظَّلِیلِ، و المَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابن سیدة: المعنی عندی هی الشی‌ء الظَّلِیل، فوضع المصدر موضع الاسم. و قوله عز و جل: وَ ظَلَّلْنٰا عَلَیْكُمُ الْغَمٰامَ؛ قیل: سَخَّر اللهُ لهم السحابَ یُظِلُّهم حتی خرجوا إِلی الأَرض المقدَّسة و أَنزل عَلَیْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْویٰ، و الاسم الظَّلالة. أَبو زید: یقال كان ذلك فی ظِلِّ الشتاء أَی فی أَوَّل ما جاء الشتاء. و فَعَلَ ذلك فی ظِلِّ القَیْظ أَی فی شِدَّة الحَرِّ؛ و أَنشد الأَصمعی: غَلَّسْتُه قبل القَطا و فُرَّطِه، فی ظِلِّ أَجَّاج المَقیظ مُغْبِطِه «1». و قولهم: مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَی مَرَّ بنا سریعاً كَسُرْعَة الذِّئب. و ظِلُّ الشی‌ءِ: كِنُّه. و ظِلُّ السحاب: ما وَارَی الشمسَ منه، و ظِلُّه سَوادُه. و الشمسُ مُسْتَظِلَّة أَی هی فی السحاب. و كُلُّ شی‌ء أَظَلَّك فهو ظُلَّة. و یقال: ظِلٌّ و ظِلالٌ و ظُلَّة و ظُلَل مثل قُلَّة و قُلَل. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ تَرَ إِلیٰ رَبِّكَ كَیْفَ مَدَّ الظِّلَّ. و ظِلُّ كلِّ شی‌ء: شَخْصُه لمكان سواده. و أَظَلَّنی الشی‌ءُ: غَشِیَنی، و الاسم منه الظِّلُّ؛ و به فسر ثعلب قوله تعالی: إِلیٰ ظِلٍّ ذِی ثَلٰاثِ شُعَبٍ، قال: معناه أَن النار غَشِیَتْهم لیس كظِلِّ الدنیا. و الظُّلَّة: الغاشیةُ، و الظُّلَّة: البُرْطُلَّة. و فی التهذیب: و المِظَلَّة البُرْطُلَّة، قال: و الظُّلَّة و المِظَلَّة سواءٌ، و هو ما یُسْتَظَلُّ به من الشمس. و الظُّلَّة: الشی‌ء یُسْتَتر به من الحَرِّ و البرد، و هی كالصُّفَّة. و الظُّلَّة: الصَّیْحة. و الظُّلَّة، بالضم: كهیئة الصُّفَّة، و قرئ: فی ظُلَلٍ علی الأَرائك مُتَّكئون، و فی التنزیل العزیز: فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ یَوْمِ الظُّلَّةِ؛ و الجمع ظُلَلٌ و ظِلال. و الظُّلَّة: ما سَتَرك من فوق، و قیل فی عذاب یوم «2» الظُّلَّة، قیل: یوم الصُّفَّة، و قیل له یوم الظُّلَّة لأَن الله تعالی بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ علیهم و هَلَكوا تحتها. و كُلُّ ما أَطْبَقَ علیك فهو ظُلَّة، و كذلك كل ما أَظَلَّك. الجوهری: عذابُ یوم الظُّلَّة قالوا غَیْمٌ تحته سَمُومٌ؛ و قوله عز و جل: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النّٰارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ؛ قال ابن الأَعرابی: هی ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم و هی أَرض لهم، و ذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ و أَطباق، فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثم هَلُمَّ جَرًّا حتی ینتهوا إِلی القَعْر. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل؛ قال: هی كُلُّ ما أَظَلَّك، واحدتها ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛ قال الكمیت: فكَیْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ و بَیتُها، إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل؟ و ظِلالُ البحر: أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفینةَ و من فیها، و منه عَذٰابُ یَوْمِ الظُّلَّةِ،و هی سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلی ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ
(1). قوله [غلسته إلخ] كذا فی الأَصل و الأساس، و فی التكملة: تقدم العجز علی الصدر (2). قوله [و قیل فی عذاب یوم إلخ] كذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 418
علیهم و أَهْلَكَتْهم.و‌فی الحدیث: رأَیت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ و العَسَل‌أَی شِبْهَ السَّحَابة یَقْطُرُ منها السَّمْنُ و العسلُ، و‌منه: البقرةُ و آلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان؛ و قوله: وَیْحَكَ، یا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ فی اللَّواقِح الحَرَائزِ، و فی اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ؟ قیل: یَعْنی بُیوتَ السَّجْن. و المِظَلَّة و المَظَلَّة: بیوت الأَخبیة، و قیل: المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثیاب، و هی كبیرة ذات رُواقٍ، و ربما كانت شُقَّة و شُقَّتین و ثلاثاً، و ربما كان لها كِفَاءٌ و هو مؤخَّرها. قال ابن الأَعرابی: و إِنما جاز فیها فتح المیم لأَنها تُنْقل بمنزلة البیت. و قال ثعلب: المِظَلَّة من الشعر خاصة. ابن الأَعرابی: الخَیْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخیمة من ثیاب، و أَما المَظَلَّة فمن ثیاب؛ رواه بفتح المیم. و قال أَبو زید: من بیوت الأَعراب المَظَلَّة، و هی أَعظم ما یكون من بیوت الشعر، ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة، ثم الخِباء و هو أَصغر بیوت الشَّعَر. و المِظَلَّة، بالكسر: البیت الكبیر من الشَّعَر؛ قال: أَلْجَأَنی اللَّیْلُ، وَ رِیحٌ بَلَّه إِلی سَوادِ إِبلٍ و ثَلَّه، و سَكَنٍ تُوقَد فی مِظَلَّه و عَرْشٌ مُظَلَّل: من الظِّلِّ. و قال أَبو مالك: المِظَلَّة و الخباء یكون صغیراً و كبیراً؛ قال: و یقال للبیت العظیم مِظَلَّة مَطْحُوَّة و مَطْحِیَّة و طاحِیَة و هو الضَّخْم. و مَظَلَّة و مِظَلَّة: دَوْحة «1». و من أَمثال العرب: عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ و أَخِلَّه، و عَمَدُ المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قالته جاریة زُوِّجَتْ رَجُلًا فأَبطأَ بها أَهْلُها علی زوجها، و جَعَلُوا یَعْتَلُّون بجمع أَدوات البیت فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم؛ و قول أُمَیَّة بن أَبی عائذ الهذلی: و لَیْلٍ، كأَنَّ أَفانِینَه صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالی إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام، فإِمَّا حَذَفها و إِمَّا أَبْدَلَها یاءً لاجتماع المثلین لا سیما إِن كان اعتقد إِظهار التضعیف فإِنه یزداد ثِقَلًا و یَنْكَسِر الأَول من المثلین فتدعو الكسرةُ إِلی الیاء فیجب علی هذا القول أَن یُكْتب المَظالی بالیاء؛ و مثْلُهُ سَواءً ما أَنشده سیبویه لعِمْران بن حِطَّان: قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلًا، لا یُرَوِّعُنی فیه رَوَائعُ من إِنْس و لا جانِ و إِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه. و كُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ. و اسْتَظَلَّ من الشی‌ء و به و تَظَلَّل و ظَلَّله علیه. و فی التنزیل العزیز: وَ ظَلَّلْنٰا عَلَیْهِمُ الْغَمٰامَ. و الإِظْلالُ: الدُّنُوُّ؛ یقال: أَظَلَّك فلان أَی كأَنه أَلْقی علیك ظِلَّه من قُرْبه. و أَظَلَّك شهرُ رمضان أَی دَنا منك. و أَظَلَّك فلان: دَنا منك كأَنه أَلْقی علیك ظِلَّه، ثم قیل أَظَلَّك أَمرٌ. و‌فی الحدیث: أَنه خطب آخر یوم من شعبان فقال: أَیها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظیم‌أَی أَقْبَل علیكم و دَنا منكم كأَنه أَلْقی علیكم ظِلَّه. و‌فی حدیث كعب بن مالك: فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَنی بَثِّی.و‌فی الحدیث: الجنَّةُ تحت ظِلالِ السیوف؛ هو كنایة عن الدُّنُوِّ من الضِّراب فی الجهاد فی سبیل الله حتی یَعْلُوَه السیفُ و یَصِیرَ ظِلُّه علیه.
(1). قوله [و مظلة دوحة] كذا فی الأَصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌11، ص: 419
و الظِّلُّ: الفَیْ‌ءُ الحاصل من الحاجز بینك و بین الشمس أَیَّ شی‌ء كان، و قیل: هو مخصوص بما كان منه إِلی الزوال، و ما كان بعده فهو الفی‌ء. و‌فی الحدیث: سَبْعَةٌ یُظِلُّهم اللهُ فی ظِلِّ العرش‌أَی فی ظِلِّ رحمته. و‌فی الحدیث الآخر: السُّلْطانُ ظِلُّ الله فی الأَرض لأَنه یَدْفَع الأَذی عن الناس كما یَدْفَع الظِّلُّ أَذی حَرِّ الشمس، قال: و قد یُكْنی بالظِّلِّ عن الكَنَف و الناحیة. و أَظَلَّك الشی‌ء: دَنا منك حتی أَلقی علیك ظِلَّه من قربه. و الظِّلُّ: الخَیال من الجِنِّ و غیرها یُری، و فی التهذیب: شِبْه الخیال من الجِنِّ، و یقال: لا یُجاوِزْ ظِلِّی ظِلَّك. و مُلاعِب ظِلِّه: طائرٌ سمی بذلك. و هما مُلاعِبا ظِلِّهما و مُلاعِباتُ ظِلِّهن، كل هذا فی لغة، فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ علی العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ و قول عنترة: و لقد أَبِیتُ علی الطَّوی و أَظَلُّه، حتی أَنالَ به كَرِیمَ المأْكَل أَراد: و أَظَلُّ علیه. و قولهم فی المثل: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْیٍ ظِلَّه؛ معناه كما تَرَكَ ظَبْیٌ ظِلَّه. الأَزهری: و فی أَمثال العرب: تَرَكَ الظَّبْیُ ظِلَّه؛ یُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْی إِذا نَفَر من شی‌ء لا یعود إِلیه أَبداً، و ذلك إِذا نَفَر، و الأَصل فی ذلك أَن الظَّبْیَ یَكْنِس فی الحَرّ فیأْتیه السامی فیُثِیره و لا یعود إِلی كِناسِه، فیقال تَرَكَ الظَّبْیُ ظِلَّه، ثم صار مثلًا لكل نافر من شی‌ء لا یعود إِلیه. الأَزهری: و من أَمثالهم أَتیته حین شَدَّ الظَّبْیُ ظِلَّه، و ذلك إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا یَبْرَح مَكْنِسَه. و یقال: أَتیته حین یَنْشُدُ الظَّبْیُ ظِلَّه أَی حین یشتدُّ الحَرُّ فیطلب كِناساً یَكْتَنُّ فیه من شدة الحر. و یقال: انْتَعَلَتِ المَطایا ظِلالها إِذا انتصف النهار فی القَیْظ فلم یكُن لها ظِلٌّ؛ قال الراجز: قد وَرَدَتْ تَمْشِی علی ظِلالِها، و ذابَت الشَّمْس علی قِلالها و قال آخر فی مثله: و انْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا و الظِّلُّ: العِزُّ و المَنَعة. و یقال: فلان فی ظِلِّ فلان أَی فی ذَراه و كَنَفه. و فلان یعیش فی ظِلِّ فلان أَی فی كَنَفه. و اسْتَظَلَّ الكَرْمُ: التَفَّتْ نَوامِیه. و أَظَلُّ الإِنسان: بُطونُ أَصابعه و هو مما یلی صدر القَدَم من أَصل الإِبهام إِلی أَصل الخِنْصَرِ، و هو من الإِبل باطن المَنْسِم؛ هكذا عَبَّروا عنه ببطون؛ قال ابن سیدة: و الصواب عندی أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع؛ و قال ذو الرُّمَّة فی مَنْسِم البعیر: دامی الأَظلِّ بَعِید الشَّأْوِ مَهْیُوم قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً من طَیِّ‌ءٍ یقول لِلَحْمٍ رقیقٍ لازقٍ بباطن المَنْسِم من البعیر هو المُسْتَظِلَّاتُ، و لیس فی لحم البعیر مُضْغة أَرَقُّ و لا أَنعم منها غیر أَنه لا دَسَم فیه. و قال أَبو عبید فی باب سوء المشاركة فی اهتمام الرجل بشأْن أَخیه: قال أَبو عبیدة إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِلیه أَنه فی نَحْوٍ مما فیه صاحبُه الشَّاكی قال له إِن یَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّی؛ یقول: إِنه فی مثل حالك؛ قال لبید: بنَكِیبٍ مَعِرٍ دامی الأَظَلّ قال: و المَنْسِمُ للبعیر كالظُّفُر للإِنسان. و یقال
لسان العرب، ج‌11، ص: 420
للدم الذی فی الجوف مُسْتَظِلٌّ أَیضاً؛ و منه قوله: مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذی كان اسْتَظَلّ و یقال: اسْتَظَلَّت العینُ إِذا غارت؛ قال ذو الرمة: علی مُسْتَظِلَّاتِ العُیونِ سَوَاهِمٍ، شُوَیْكِیَةٍ یَكْسُو بُرَاها لُغَامُها و منه قول الراجز: كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر قال بعضهم: أَراد الوَقاحة، و قیل: إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه. غیره: الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعیر؛ قال العَجَّاج: تَشْكو الوَجَی من أَظْلَلٍ و أَظْلَل، مِنْ طُولِ إِمْلالٍ و ظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التضعیف ضرورة و احتاج إِلی فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلًا أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِی أَنِّی أَجُودُ لأَقوامٍ، و إِنْ ضَنِنُوا و الجمع الظُّلُّ، عاملوا الوصف «2» أَو جمعوه جمعاً شاذّاً؛ قال ابن سیدة: و هذا أَسبق لأَنی لا أَعرف كیف یكون صفة. و قولهم فی المثل: لَكِنْ علی الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا یُظَلَّل؛ قاله بَیْهَسٌ فی إِخوته المقتولین لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم. و الظَّلِیلة: مُسْتَنْقَع الماء فی أَسفل مَسِیل الوادی. و الظَّلِیلة: الرَّوْضة الكثیرة الحَرَجات، و فی التهذیب: الظَّلِیلَة مُسْتَنْقَع ماءٍ قلیلٍ فی مَسِیل و نحوه، و الجمع الظَّلائل، و هی شبه حُفْرة فی بطنِ مَسِیل ماءٍ فینقطع السیل و یبقی ذلك الماء فیها؛ قال رؤبة: غادَرَهُنَّ السَّیْلُ فی ظَلائلا «3». ابن الأَعرابی: الظُّلْظُل السُّفُن و هی المَظَلَّة. و الظِّلُّ: اسم فَرَس مَسْلمة بن عبد المَلِك. و ظَلِیلاء: موضع، و الله أَعلم.

فصل العین المهملة؛ ج11، ص: 420

عبل؛ ج11، ص: 420

: العَبْلُ: الضَّخْم من كل شی‌ء. و‌فی صفة سعد بن معاذ: كان عَبْلًا من الرِّجال‌أَی ضَخْماً، و الأُنثی عَبْلَة، و جمعها عِبَالٌ. و قد عَبُلَ، بالضم، عَبَالةً، فهو أَعْبَلُ: غَلُظ و ابْیَضَّ، و أَصله فی الذراعین، و جاریة عَبْلَة، و الجمع عَبْلاتٌ لأَنها نَعْتٌ. و رَجُل عَبْلُ الذِّراعین أَی ضَخْمُهما. و فَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَی أَی غلیظ القوائم. و امرأَة عَبْلَة أَی تامَّة الخَلْق، و الجمع عَبْلاتٌ و عِبَالٌ مثل ضَخْماتٍ و ضِخام. الأَصمعی: الأَعْبَل و العَبْلاء حجارة بِیضٌ؛ و أَنشد فی صفة ناب الذئب: یَبْرُق نابُه كالأَعْبَل أَی كحَجر أَبیض من حجارة المَرْو؛ قال ابن بری: قال الجوهری الأَعبَل حجارة بِیضٌ، و صوابه الأَعْبَل حَجر أَبیض لأَن أَفْعَل من صفة الواحد المذَكَّر؛ قال أَبو كبیر: لَوْنُ السَّحابِ بها كلَوْن الأَعْبَل
(2). قوله [عاملوا الوصف] هكذا فی الأصل، و فی شرح القاموس: عاملوه معاملة الوصف (3). قوله [غادرهن السیل] صدره كما فی التكملة: بخصرات تنقع الغلائلا
لسان العرب، ج‌11، ص: 421
قال: و یجوز أَن یرید بالأَعْبَل الجنس كما قال: و الضَّرْبُ فی أَقْبالِ مَلْمُومةٍ، كأَنَّما لأْمَتُها الأَعْبَل و أَقبال: جمع قَبَلٍ لما قابَلك من جَبَل و نحوه، و جمع الأَعْبَل أَعْبِلَةٌ علی غیر الواحد. و‌فی الحدیث: أَن المسلمین وَجَدوا أَعْبِلَةً فی الخَنْدَق.و العَبْلاء: الطَّریدة فی سَواء الأَرض حِجارتها بِیضٌ كأَنها حجارة القدَّاح، و ربما قدَحوا ببعضها و لیس بالمَرْوِ كأَنها البِلَّوْر. و الأَعْبَلُ: حَجرٌ أَخشن غلیظ یكون أَحمر، و یكون أَبیض، و یكون أَسود، كلٌّ یكون جَبلٌ غلیظ «1» فی السماء. و جبَلٌ أَعْبَل، و صخرة عَبْلاء: بیضاء صُلْبة، و قیل: العَبْلاء الصخرة من غیر أَن تُخَصّ بصفة، فأَما ثعلب فقال: لا یكون الأَعْبَل و العَبْلاء إِلّا أَبیَضین؛ و قول أَبی كبیر الهُذَلی: صَدْیانَ أُجْری الطَّرْفَ فی مَلمومةٍ، لَوْنُ السَّحابِ بها كَلوْن الأَعْبَل عَنی بالأَعْبل المكان ذا الحجارة البیض. و العَبَنْبَل: الضَّخْم الشدید، مشتقٌّ من ذلك؛ قالت امرأَة: كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا، یَهْوَی النِّساءَ و یُحِبُّ الغَزَلا و غُلامٌ عابِلٌ: سَمین، و جمعه عُبَّل. و امرأَة عَبُول: ثَكُولٌ، و جمعها عُبُل. و العَبَل، بالتحریك: الهَدَبُ و هو كل ورق مفتول غیر مُنْبَسط كوَرق الأَرْطی و الأَثْل و الطَّرْفاء و أَشباه ذلك؛ و منه قول الراجز: أَوْدَی بلَیْلی كُلُّ نَیَّافٍ شَوِل، صاحبِ عَلْقی و مُضاضٍ و عَبَل و قیل: هو ثمر الأَرْطی، و قیل: هو هَدَبه إِذا غَلُظ فی القَیْظ و احْمَرَّ و صَلَحَ أَن یُدْبغ به؛ قال ابن السكیت: أَعْبَلَ الأَرْطی إِذا غَلُظ هَدَبُه فی القیظ، و قیل: العَبَل الوَرق الدقیق، و قیل: العَبَل مثل الوَرَق و لیس بوَرق، و العَبَل: الوَرق الساقط و الطالعُ، ضِدٌّ، و قد أَعْبَل فیهما. قال الأَزهری: سمعت غیر واحد من العرب یقول غَضاً مُعْبِلٌ و أَرْطی مُعْبِلٌ إِذا طَلَع ورَقُه، قال: و هذا هو الصحیح؛ و منه قول ذی الرمة: إِذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقی صقَراتِها بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّرِیمة مُعْبِل و إِنما یَتَّقی الوَحْشیُّ حَرَّ الشمس فأَفنان الأَرطاة التی طَلَع وَرقُها، و ذلك حین یَكْنِس فی حَمْراء القَیْظ، و إِنما یسقُط ورقها إِذا بَرَد الزمانُ و لا یَكْنِس الوحشُ حینئذ و لا یتَّقی حرَّ الشمس؛ و قال النضر: أَعبَلَت الأَرْطاةُ إِذا نبَت ورَقُها، و أَعْبَلَت إِذا سقط ورقُها، فهی مُعْبِلٌ. قال الأَزهری: جعَل ابنُ شُمیل أَعْبَلَت الشجرة من الأَضداد، و لو لم یحفظه عن العرب ما قاله لأَنه ثقة مأْمون. و حكی ابن سیدة عن أَبی حنیفة: أَعْبَلَ الشجرُ إِذا خرج ثمره، قال: و قال لم أَجد ذلك معروفاً. و قال الأَزهری: عَبَلَ الشجرُ إِذا طَلَع ورَقُه. و عَبَلَ الشجرَ یَعْبِلُه عَبْلًا: حَتَّ عنه ورقَه. و أَلقی علیه عَبالَّته، بالتشدید، أَی ثِقْله، و التخفیف فیها لغة؛ عن اللحیانی.
(1). قوله [جبل غلیظ] هكذا فی الأصل و التهذیب و التكملة، و عبارة القاموس: و الأعْبَل الجبل الأَبیض الحجارة أو حجر أخش غلیظ یكون أحمر و أبیض و أسود
لسان العرب، ج‌11، ص: 422
و‌فی الحدیث: أَن ابن عمر، رضی الله عنه، قال لرجل: إِذا أَتیت مِنًی فانتهیت إِلی موضع كذا و كذا فإِنَّ هناك سَرْحةً لم تُعْبَل و لم تُجْرَد و لم تُسْرَف سُرَّ تحتها سبعون نبیًّا فانزِلْ تحتها؛ قال أَبو عبید: لم تُعْبَل لم یَسْقُط ورقُها؛ و السَّرْو و النَّخْل لا یُعْبَلان، و كل شجر نبت ورقه شتاء و صیفاً فهو لا یُعْبَل؛ و قوله لم تُجْرَد أَی لم یأْكلها الجراد. و المِعْبَلة: نَصْلٌ طویل عریض، و الجمع مَعَابِل؛ و قال عنترة: و فی البَجْلِیّ مِعْبَلةٌ وَقِیعُ و قال الأَصمعی: من النِّصال المِعْبَلة و هو أَن یُعَرَّض النَّصْل و یُطَوَّل؛ و قال أَبو حنیفة: هی حدیدة مُصَفَّحة لا عَیَر لها. و عَبَلَ السَّهْمَ: جعل فیه مِعْبَلةً؛ و منه‌حدیث علیّ، رضوان الله علیه: تَكَنَّفَتْكم غَوائلُه و أَقْصَدَتْكم مَعابِلُه.و‌فی حدیث عاصم بن ثابت: تَزِلُّ عن صَفْحَتیَ المَعَابِل.و العَبُولُ: المَنِیَّة. و عَبَلَتْه عَبول: كقولهم غالَتْه غُولٌ؛ قال المَرَّار الفَقْعسِیُّ: و إِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ، و إِنِّی ببَعْضِ الأَرْضِ عَابِلَتی عَبُول و یقال للرجل إِذا مات: عَبَلَتْه عَبُول، مثل اشْتَعَبَتْه شَعُوب؛ قال الأَزهری: و أَصل العَبْل القطعُ المستأْصِل؛ و أَنشد: عَابِلَتِی عَبُول. و ما عَبَلَكَ أَی ما شَغَلَك و حَبَسَك. و العَبَالُ: الجَبَلیُّ من الوَرْدِ و هو یَغْلُظ و یَعْظُم حتی تُقْطَع منه العِصیُّ؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و یزعمون أَن عصا موسی، علیه السلام، كانت منه. و بَنو عَبِیل: قبیلةٌ قد انقرضوا. و عَبْلَةُ: اسم، و قال الجوهری: اسم جاریة. و العَبَلاتُ، بالتحریك: بطن من بنی أُمیة الصُّغْری من قریش نَسِبوا إِلی أُمهم عَبْلَة، إِحدی نساء بنی تمیم، حرَّكوا ثانیه «1» علی من قال فی التسمیة حارث؛ قال سیبویه: النَّسَب إِلیه عَبْلیٌّ، بالسكون، علی ما یجب فی الجمع الذی له واحد من لفظه؛ قال الجوهری: تردُّه إِلی الواحد لأَن أُمَّهم اسمها عَبْلة. و‌فی حدیث الحدیبیة: و جاء عامر برَجُلٍ من العَبَلات.أَبو عمرو: العَبْلاء مَعْدِن الصُّفر فی بلاد قیس. و العَبْلاء: موضع. و عَوْبَل: اسم. و یقال: عَبَلْتُه إِذا رَدَدْته؛ و أَنشد:ها إِنَّ رَمْیِ عَنْهُمُ لمَعْبُول، فلا صَرِیخَ الیومَ إِلَّا المَصْقول كان یَرْمی عَدُوَّه فلا یُغْنی الرَّمْیُ شیئاً فقاتل بالسیف و قال هذا الرجز، و المَعْبُول: المردود.

عبقل؛ ج11، ص: 422

: العَباقِیلُ: بَقایا المرضِ و الحُبِّ؛ عن اللحیانی، كالعَقَابِیل.

عبهل؛ ج11، ص: 422

: فی كتاب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لوائل بن حُجْر و لقومه: مِنْ مُحَمَّدٍ رسولِ الله إِلی الأَقْیال العَباهِلة من أَهل حَضْرَمَوْتَ؛ قال أَبو عبید: العَبَاهِلة هم الذین أُقِرُّوا علی مُلْكِهِم لا یُزَالون عنه، و كذلك كلُّ شی‌ء أَهْمَلْته فكان مُهْمَلًا لا یُمْنَع مما یرید و لا یُضْرَب علی یدیه، فهو مُعَبْهَل، و قد عَبْهَلْته. الجوهری: عَبَاهِلَةُ الیَمَن ملوكُهم الذین أُقِرُّوا علی مُلْكهم. و المُتَعَبْهِل: الممتنع الذی لا یُمْنَع؛ و قال تأَبَّط شرًّا:
(1). قوله [حركوا ثانیه إلخ] لا یخفی أن عَبْلَة الوصف یجمع علی عَبْلات بتسكین الثانی كما تقدم فلما نقل من الوصفیة إلی الاسمیة وجب فی جمعه إتباع عینه لفائه لقوله فی الخلاصة: و الساكن العین الثلاثی اسماً إلخ و بهذا النقل أشبه حارثاً
لسان العرب، ج‌11، ص: 423
مَتی تَبْغنی، ما دُمْتُ حَیًّا مُسَلَّماً، تَجِدْنی مع المُسْتَرْعِل المُتَعَبْهِل و عَبْهَل الإِبلَ: أَهملها. و إِبل عَبَاهِل و مُعَبْهَلَة: مهمَلة لا راعی لها و لا حافظ؛ قال الراجز یذكر الإِبل أَنها قد أُرْسِلت علی الماء تَرِدُه كیف شاءت: عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ «1» ابن الأَعرابی: المُعَبْهَل و المُعَزْهَل المُهْمَل. و عَبْهَلْت الإِبلَ إِذا تركتها تَرِدُ مَتی شاءت. و واحد العَبَاهِلة عَبْهَل، و التاء لتأْكید الجمع كقَشْعَم و قَشاعِمَة، و یجوز أَن یكون الأَصل عَباهِیل جمع عُبْهُول أَو عِبْهال، فحذفت الیاء و عُوِّض منها الهاء كما قیل فرازنة فی فَرَازِین، و الأَول أَشبه. و العَبَاهِلَة: المُطْلَقون. اللیث: مَلِكٌ مُعَبْهَل لا یُرَدُّ أَمْرُه فی شی‌ء. و عَبْهَلَ الإِبلَ أَی أَهملها مثل أَبْهَلَها، و العین مبدلة من الهمزة. و عَبْهَل: اسم رجل.

عتل؛ ج11، ص: 423

: العَتَلةُ: حَدِیدة كأَنَّها رأْس فأْس عَرِیضةٌ، فی أَسْفلها خَشَبةٌ یُحْفَر بها الأَرْضُ و الحِیطانُ، لیست بمُعَقَّفَة كالفأْس و لكنها مستقیمة مع الخشبة، و قیل: العَتَلَة العَصا الضَّخْمة من حَدِید لها رأْس مُفَلْطَحٌ كقَبِیعة السَّیْف تكون مع البَنَّاء یَهْدِم بها الحیطانَ. و العَتَلَة أَیضاً: الهِراوة الغلیظة من الخشب، و قیل: هی المِجْثاث و هی الحدیدة التی یُقْطَع بها فَسِیلُ النخل و قُضُبُ الكَرْم، و قیل: هی بَیْرَمُ النَّجَّارِ و المُجْتَابِ، و الجمع عَتَلٌ. و العَتَلة: المَدَرة الكبیرة تَتَقَلَّع من الأَرض إِذا أُثِیرت. و‌فی الحدیث: أَنه قال لعُتْبة بن عَبْدٍ: ما اسْمُكَ؟ قال: عَتَلة، «2» قال: بل أَنت عُتْبة؛ قیل فی تفسیره كأَنه كَرِه العَتَلة لِمَا فیها من الغِلْظة و الشِّدَّة، و هی عَمودُ حدِیدٍ یُهْدَمُ به الحِیطانُ، و قیل: حدیدة كبیرة یُقْلَع بها الشجرُ و الحجرُ. و‌فی حدیث هَدْم الكعبة: فأَخذ ابنُ مُطِیعٍ العَتَلة؛ و منه اشْتُقَّ العُتُلُّ، و هو الشدید الجافی و الفَظُّ الغَلِیظ من الناس. و العُتُلُّ: الشدید، و قیل: الأَكُول المَنُوع، و قیل: هو الجافی الغلیظ، و قیل: هو الجافی الخُلُق اللئیم الضَّرِیبة، و قیل: هو الشدید من الرجال و الدواب. و فی التنزیل: عُتُلٍّ بَعْدَ ذٰلِكَ زَنِیمٍ؛ قیل: هو الشدید الخُصومَةِ، و قیل هو ما تقدم. و العَتَلة: واحدة العَتَل، و هی القِسِیُّ الفارسیَّة؛ قال أُمیَّة: یَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ، یُعْجِلُ المَرْمِیَّ إِعْجالا و عَتَلَه یَعْتِلُه و یَعْتُله عَتْلًا فانْعَتَل: جَرَّه جَرًّا عَنِیفاً و جَذَبَه فحَمَله. و فی التنزیل: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلیٰ سَوٰاءِ الْجَحِیمِ؛ قرأَ عاصم و حمزة و الكسائی و أَبو عمرو فَاعْتِلُوهُ، بكسر التاء، و قرأَ ابن كثیر و نافعٌ و ابن عامر و یعقوبُ فاعْتُلُوه، بضم التاء؛ قال الأَزهری: و هما لغتان فصیحتان، و معناه خُذُوه فاقْصِفُوه كما یُقْصَف الحَطَبُ. و العَتْلُ: الدَّفْع و الإِرْهاقُ بالسَّوْق العَنِیف. ابن السكیت: عَتَلْته إِلی السِّجْن و عَتَنْتُه أَعْتِلُه و أَعْتُله و أَعْتِنُه و أَعْتُنُه إِذا دَفَعْته دَفْعاً عنیفاً. ابن السكیت: عَتَلَه و عَتَنَه، باللام و النون جمیعاً، و قیل: العَتْلُ أَن تأْخُذَ
(1). قوله [عباهل إلخ] كذا فی الصحاح، قال فی التكملة و الروایة: عرامس عَبْهَلَها الذوّاد جمع ذائد، و قبله: أفرغ لجوف وردها أفراد عَبَاهَل عَبْهَلَها الورّاد (2). قوله [ما اسمك قال عَتَلَة] قال الصاغانی: و قیل كان اسمه نشبة
لسان العرب، ج‌11، ص: 424
بتَلْبیبِ الرَّجُل فتَعْتِله أَی تَجُرّه إِلیك و تَذْهَب به إِلی حَبس أَو بَلِیَّة. و رَجُلٌ مِعْتَلٌ، بالكسر: قَوِیٌّ علی ذلك؛ قال أَبو النجم یَصف فرساً: طارَ عن المُهْرِ نَسِیلٌ یَنْسُلُه، عن مُفْرَع الكِتْفَیْن حُرٍّ عَطَلُه، نَفْرَعُه فَرْعاً و لَسْنَا نَعْتِلُه و أَخَذَ فلان بِزمَام الناقة فَعَتَلَها إِذا قادَها قَوْداً عنِیفاً. و یقال: لا أَتَعَتَّلُ مَعَك و لا أَنْعَتِلُ معك شِبْراً أَی لا أَبْرَح مكانی و لا أَجی‌ء معك. و إِنَّه لَعَتِلٌ إِلی الشرِّ أَی سریع. و عَتِلَ إِلی الشَّرِّ عَتَلًا، فهو عَتِلٌ: سَرُعَ؛ قال: و عَتِلٍ داوَیْتُه من العَتَل و العَاتِل: الجِلْوازُ، و جمعه عُتُل. و داء عَتِیل: شدید. و العَتِیلُ: الخادمُ. و جَبَلٌ عُتُلٌّ: صُلْبٌ شدید؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ثلاثةٌ أَشْرَفْنَ فی طَوْدٍ عُتُلّ و العَتِیل: الأَجیرُ، بلُغَةِ جَدِیلة طَیِّ‌ءٍ، و الجمع عُتُلٌ و عُتَلاء. و العَتَلة: التی لا تُلْقَح فهی أَبداً قَوِیَّةٌ. و العُتُلُّ: الرُّمْح الغلیظ. و العُنْتُل و العُنْتَل: البَظْر؛ عن اللحیانی، و المعروف العُنْبُل؛ و أَنشد: بَدَا عُنْبُلٌ لو تُوضَعُ الفَأْسُ فَوْقه مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عنها غُرابُها

عثل؛ ج11، ص: 424

: العَثَلُ و العَثِلُ: الكثیر من كل شی‌ء؛ قال الأَعْشَی: إِنِّی لَعَمْرُ الذی حَطَّتْ مَناسِمُها تَهْوِی، و سِیقَ إِلیه الباقِرُ العَثَلُ و قد عَثِلَ عَثَلًا. و العِثْوَلُّ من الرجال: الجافی الغلیظُ. و العِثْوَلُّ و العَثَوْثَلُ: الكثیرُ اللحم الرِّخْوُ. و نَخْلة عَثُولٌ: جافیةٌ غلیظةٌ. و رَجُلٌ عِثْوَلٌّ أَی عَیِیٌّ فَدْمٌ ثَقِیلٌ مُسْتَرْخٍ مثل القِثْوَلِّ؛ و أَنشد ابن بری للراجز: هاجَ بعِرْس حَوْقَلٍ عِثْوَلِّ قال أَبو الهیثم: قال لی أَعرابی و لصاحب لی كان یَسْتَثْقِله و كُنَّا معاً نختلف إِلیه فقال لی: أَنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ، و صاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ. و العَثُولُ: الأَحْمق، و جمعه عُثُلٌ. و العِثْوَلُّ: الكثیرُ شَعَر الجسد و الرأْس. و لِحْیَةٌ عِثْوَلَّة: ضَخْمة؛ قال: و أَنْتَ فی الحَیِّ قَلِیلُ العِلَّه، ذو سَبَلاتٍ و لِحًی عِثْوَلَّه الفراء: عَثَمَتْ یدُه و عَثَلَتْ تَعْثُلُ إِذا جَبَرتْ علی غیر استواء؛ و أَنشد: تَرَی مُهَجَ الرِّجالِ علی یَدَیْه، كأَنَّ عِظامَهُ عَثَلَتْ بجَبْر و قد‌رُوی حدیثٌ للنخعی فی الأَعضاء: إِذا انْجَبَرَت علی غیر عَثْلٍ صُلْحٌ «1» باللام، و أَصله عثْم بالمیم. و العَثَل: ثَرْبُ الشاة و هو الخِلْمُ و السِّمْحاق. قال الجوهری «2»: و یقال للضَّبُع أُمُّ عِثْیَل. قال ابن بری: الذی فی كتاب سیبویه أُمُّ عَنْثَل. و یقال للضَّبُع عَنْثَل، و كذا ذكره أَهل اللغة أُمُّ عَنْثَل لا غیر، و قال: قد وسع القَزَّاز فی هذا الفصل
(1). قوله [إذا انجبرت علی غیر عثل صلح] أورده ابن الأَثیر فی حرف المیم علی روایة عثم بالمیم و تمامه: و إذا انجبرت علی عثم الدیة (2). قوله [قال الجوهری] أی ناقلًا من كتاب سیبویه كما هی عبارته
لسان العرب، ج‌11، ص: 425‌

عثجل؛ ج11، ص: 425

: العَثْجَل: الواسع الضَّخْم من الأَوْعِیَة و الأَسْقِیة و نحوها. و العَثْجَل و العُثاجِل: العظیم البطن مثل الأَثْجَل. و عَثْجَل الرجُلُ: ثَقُل علیه النُّهُوض من هَرَمٍ أَو عِلَّة.

عثكل؛ ج11، ص: 425

: العِثْكالُ و العُثْكول و العُثْكُولة: العِذْق. و عِذْقٌ مُعَثْكَلٌ و مُتَعَثْكِلٌ: ذو عَثاكِیل. و العُثْكُولُ و العُثْكُولة: ما عُلِّق من عِهْنٍ أَو صُوف أَو زِینة فَتَذَبْذَب فی الهواء؛ و أَنشد: تَری الوَدْعَ فیها و الرَّجائزَ زِینةً، بأَعْناقِها مَعْقُودةً كالعَثَاكِل و عَثْكَلَه: زَیَّنه بذلك. و العَثْكَلة: الثَّقِیل من العَدْو. و العُثْكُول و العِثْكَال: الشِّمْراخ، و هو ما علیه البُسْرُ من عِیدانِ الكِباسة، و هو فی النخل بمنزلة العُنْقود من الكَرْم؛ و قول الراجز: لو أَبْصَرَتْ سُعْدی بها كَتائِلی، طَوِیلَة الأَقْناءِ و الأَثاكِلِ أَراد العَثاكِلَ فَقَلَبَ العین همزة. و تَعَثْكل العِذْقُ أَی كَثُرَتْ شَمارِیخُه. و عُثْكِلَ الهَوْدَجُ أَی زُیِّن. و‌فی الحدیث: أَن سَعْد بن عُبادة جاء برجل فی الحَیِّ مُخَدَّج إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، وُجِد علی أَمَةٍ یَخْبُث بها، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: خُذُوا له عِثْكالًا فیه مائة شِمْراخٍ فاضْرِبُوه بها ضَرْبةً؛ العِثْكَالُ: العذْق من أَعْذاق النخل الذی یكون فیه الرُّطَب، و یقال إِثْكالٌ و أُثْكُول؛ و أَنشد الأَزهری لإمرئ القیس: أَثِیثٍ كقِنْوِ النَّخلة المُتَعَثْكِل و القِنْوُ: العِثْكال أَیضاً، و شَمارِیخُ العِثْكال: أَغْصانُه، واحدها شِمْراخ.

عجل؛ ج11، ص: 425

: العَجَلُ و العَجَلة: السرْعة خلاف البُطْء. و رجُلٌ عَجِلٌ و عَجُلٌ و عَجْلانُ و عَاجِلٌ و عَجِیلٌ من قوم عَجَالی و عُجالی و عِجالٍ، و هذا كلُّه جمع عَجْلان، و أَما عَجِلٌ و عَجْلٌ فلا یُكَسَّر عند سیبویه، و عَجِلٌ أَقرب إِلی حَدِّ التكسیر منه لأَن فَعِلًا فی الصفة أَكثر من فَعُلٍ، علی أَنَّ السلامة فی فَعِلٍ أَكثر أَیضاً لقِلَّته و إِن زاد علی فَعُلٍ، و لا یجمع عَجْلانُ بالواو و النون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء. و امرأَة عَجْلی مثال رَجْلی و نِسْوة عَجالی كما قالوا رَجالی و عِجالٌ أَیضاً كما قالوا رِجال. و الاسْتِعْجال و الإِعْجال و التَّعَجُّل واحد: بمعنی الاسْتِحْثاث و طَلَبِ العَجَلة. و أَعْجَلَه و عَجَّلَه تَعْجِیلًا إِذا اسْتَحَثَّه، و قد عَجِلَ عَجَلًا و عَجَّلَ و تَعَجَّلَ. و اسْتَعْجَلَ الرجلَ: حَثَّه و أَمره أَن یَعْجَل فی الأَمر. و مَرَّ یَسْتَعْجِل أَی مَرَّ طالباً ذلك من نفسه مُتَكَلِّفاً إِیاه؛ حكاه سیبویه، و وَضَع فیه الضمیر المنفصل مكان المتصل. و قوله تعالی: وَ مٰا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ؛ أَی كیف سَبَقْتَهم. یقال: أَعْجَلَنی فَعَجَلْتُ له. و اسْتَعْجَلْته أَی تقدَّمته فَحَمَلتْه علی العَجَلة. و اسْتَعْجَلْته: طَلَبْت عَجَلَته؛ قال القطامیّ: فاسْتَعْجَلُونا، و كانوا من صَحابَتِنا، كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّاد و عَاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به و لم یُمْهِلْه. و العَجْلانُ: شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَیَّامه؛ قال ابن سیدة: و هذا القول لیس بقَوِیٍّ لأَن شَعْبان إِن كان فی زمن طُول الأَیام فأَیَّامُه طِوالٌ و إِن كان فی زمن قِصَر الأَیام فأَیَّامُه قِصارٌ، و هذا الذی انْتَقَدَه ابنُ سیدة لیس بشی‌ء لأَن شعبان قد ثبت فی الأَذهان
لسان العرب، ج‌11، ص: 426
أَنه شهر قصیر سریع الانقضاء فی أَیِّ زمان كان لأَن الصومَ یَفْجَأُ فی آخره فلذلك سُمِّی العَجْلان، و الله أَعلم. و قَوْسٌ عَجْلی: سرعة السَّهْم؛ حكاه أَبو حنیفة. و العَاجِلُ و العَاجِلةُ: نقیض الآجل و الآجلة عامٌّ فی كل شی‌ء. و قوله عز و جلَّ: مَنْ كٰانَ یُرِیدُ الْعٰاجِلَةَ عَجَّلْنٰا لَهُ فِیهٰا مٰا نَشٰاءُ؛ العَاجِلةُ: الدنیا، و الآجلة الآخرة. و عَجِلَه: سَبَقَه. و أَعْجَلَه: اسْتَعْجَلَه. و فی التنزیل العزیز: أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ؛ أَی أَ سَبَقْتُم. قال الفراء: تقول عَجِلْتُ الشی‌ءَ أَی سَبَقْتُه، و أَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته. و أَما قوله عز و جل: وَ لَوْ یُعَجِّلُ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجٰالَهُمْ بِالْخَیْرِ لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ أَجَلُهُمْ؛ فمعناه لَوْ أُجِیبَ الناسُ فی دعاء أَحدهم علی ابنه و شبیهه فی قوله: لَعَنَك اللهُ و أَخْزاك اللهُ و شِبْهه، لَهَلَكوا. قال: و نُصِب قولُه اسْتِعْجٰالَهُمْ بوقوع الفعل و هو یُعَجِّل، و قیل نُصِب اسْتِعْجٰالَهُمْ علی معنی مِثْلَ اسْتِعْجالهم علی نعتِ مصدرٍ محذوف؛ و المعنی: و لو یُعَجِّل اللهُ للناس الشر تعجیلًا مثل استعجالهم، و قیل: معناه لو عَجَّل الله للناس الشَّرَّ إِذا دَعَوْا به علی أَنفسهم عند الغضب و علی أَهلیهم و أَولادهم و اسْتَعْجلوا به كما یَسْتَعْجلون بالخیر فَیَسْأَلونه الخَیْرَ و الرَّحْمَةَ لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ أَجَلُهُمْ أَی ماتوا؛ و قال الأَزهری: معناه وَ لَوْ یُعَجِّلُ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ الشَّرَّ فی الدعاء كتعجیله اسْتِعْجٰالَهُمْ بِالْخَیْرِ إِذا دَعَوْه بالخیر لَهَلَكُوا. و أَعْجَلَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغیر تمام؛ و قوله أَنشده ثعلب: قِیاماً عَجِلْنَ علیه النَّبات، یَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا عَجِلْن علیه: علی هذا الموضع، یَنْسِفْنَه: یَنْسِفْن هذا النَّبات یَقْلَعْنه بأَرجلهن؛ و قوله: فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها معناه تَذْهَب عُقولُها، و عَدَّی تَعْجَل بعن لأَنها فی معنی تَزِیغُ، و تَزِیغُ متعدِّیة بعَنْ. و المُعْجِل و المُعَجِّل و المِعْجال من الإِبل: التی تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَیَعِیش ولَدُها، و الوَلَدُ مُعْجَلٌ؛ قال الأَخطل: إِذا مُعْجَلًا غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ، أُتِیحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب یعنی الذئب. و المِعْجَال من الحوامل التی تضع ولدَها قبل إِناه، و قد أَعْجَلَتْ، فهی مُعْجِلةٌ، و الوَلَدُ مُعْجَلٌ. و الإِعْجال فی السَّیْر: أَن یَثِبَ البعیرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه علیه. و المِعْجَال: التی إِذا أَلْقی الرَّجُلُ رِجْلَه فی غَرْزِها قامت و وَثَبَتْ. یقال: جَمَلٌ مِعْجالٌ و ناقة مِعْجالٌ، و لَقِی أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة فقال أَنشِدْنی: ما بالُ عینِك منها الماءُ یَنْسَكِبُ فأَنشده حتی انتهی إِلی قوله: حتی إِذا ما اسْتَوَی فی غَرْزِها تَثِبُ فقال له: عَمُّك الراعی أَحْسَنُ منك وَصْفاً حین یقول: و هْیَ، إِذا قامَ فی غَرْزِها، كَمِثْل السَّفِینة أَو أَوْقَرُ و لا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُوكِ، و هی برُكْبتِه أَبْصَرُ «1».
(1). قوله [عند الوروك] الذی فی المحكم، و تقدم فی ورك: قبل الوروك
لسان العرب، ج‌11، ص: 427
فقال: وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ، و أَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ. و نَخْلة مِعْجالٌ: مُدْرِكةٌ فی أَول الحَمْل. و المُعَجِّل و المُتَعَجِّل: الذی یأْتی أَهله بالإِعْجالةِ. و المُعَجِّل «1» من الرِّعاء: الذی یَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً و هی فی الرَّعْی كأَنه یُعْجِلُها عن إِتمام الرَّعْی فیأْتی بها أَهلَه، و ذلك اللَّبن الإِعجَالةُ. و الإِعْجَالةُ: ما یُعَجِّله الراعی من اللبن إِلی أَهله قبل الحَلْب؛ قال إمرؤ القیس یصف سَیَلانَ الدَّمْع: كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ فَرِیّانِ، لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ و العُجَالةُ، و قیل الإِعْجالةُ: أَن یُعَجِّل الراعی بلبن إِبله إِذا صَدَرَتْ عن الماء، قال: و جمعها الإِعْجَالاتُ؛ قال الكمیت: أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها، و هْیَ حُفَّلٌ، تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها یخاطِب الیَمَنَ یقول: أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها، و الثُّمالُ: الرَّغْوَة، یقول لكم عندنا الصَّرِیحُ لا الرَّغْوة. و الذی یجی‌ء بالإِعْجالة من الإِبل من العَزیب یقال له: المُعَجِّل؛ قال الكمیت: لم یَقْتَعِدْها المُعَجِّلون، و لم یَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق و الحَقَبُ و‌فی حدیث خزیمة: و یَحْمِل الراعی العُجَالة؛ قال ابن الأَثیر: هی لَبَنٌ یَحْمِله الراعی من المَرْعی إِلی أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ علیهم. و العُجَّال: جُمّاع الكَفِّ من الحَیْس و التَّمر یستعجلُ أَكْلهُ، و العُجَّال و العِجَّوْل: تمر یُعْجَن بسَوِیق فیُتَعَجَّلُ أَكْلُه. و العَجَاجِیل: هَنَاتٌ من الأَقِط یجعلونها طِوَالًا بِغِلَظِ الكَفِّ و طُولِها مثل عَجَاجِیل التَّمْر و الحَیْس، و الواحدة عُجَّال. و یقال: أَتانا بِعُجَّال و عِجَّوْل أَی بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِیق أَو بالأَقِط. و قال ثعلب: العُجَّال و العِجَّوْل ما اسْتُعْجِل به قبل الغِذاء كاللُّهنة. و العُجَالةُ و العَجَل: ما اسْتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل إِدراك الغِذاء؛ و أَنشد: إِنْ لم تُغِثْنی أَكُنْ یا ذا النَّدَی عَجَلًا، كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ فی شِدْقِ غَرْثان و العُجَالةُ: ما تعَجَّلْته من شی‌ء. و عُجَالة الراكبِ: تَمْر بسَوِیق. و العُجَالَة: ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا یُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر و السَّوِیق لأَنه یَسْتَعجِله، أَو لأَن السفر یُعْجِله عما سوی ذلك من الطعام المُعالَج، و التمرُ عُجَالة الراكب. یقال: عجَّلْتم كما یقال لَهَّنْتُم. و فی المثل: الثَّیِّبُ عُجَالة الراكب. و العُجَیْلة و العُجَیْلی: ضَرْبانِ من المشی‌ء فی عَجَلٍ و سرعة؛ قال الشاعر: تَمْشِی العُجَیْلی من مخافة شَدْقَمٍ، یَمْشی الدِّفِقَّی و الخَنِیفَ و یَضْبِرُ و ذَكَره ابن وَلَّاد العُجَّیْلی بالتشدید. و عَجَّلْت اللحم: طَبَخْته علی عَجَلة. و العَجُول من النساء و الإِبل: الوالِه التی فَقَدَتْ وَلَدَها الثَّكْلَی لعَجَلتِها فی جَیْئَتِها و ذَهَابها جَزَعاً؛ قالت الخنساء: فما عَجُولٌ علی بَوٍّ تُطِیفُ به، لها حَنِینانِ: إِعْلانٌ و إِسرار
(1). قوله [و المعجل إِلی قوله و ذلك اللبن الإعجالة] هی عبارة المحكم، و تمامها و العِجَالة و العُجَالة أی بالكسر و الضم، و قیل: الإِعْجَالة أن یعجل الراعی إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 428
و الجمع عُجُل و عَجائل و مَعاجِیل؛ الأَخیرة علی غیر قیاس؛ قال الأَعشی: یَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ «1» و العَجُول: المَنِیَّة؛ عن أَبی عمرو، لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن إِدراك أَمَله؛ قال المرّار الفَقْعسی: و نرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنایا، و نخشی أَن تُعَجِّلَك العَجُولُ «2». و قوله تعالی: خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ؛ قال الفراء: خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ و علی عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ علی العَجَلة، بِنْیَتُه العَجَلةُ و خِلْقَتُه العَجَلةُ و علی العَجَلة و نحو ذلك؛ قال أَبو إِسحاق: خوطب العرب بما تَعْقِل، و العرب تقول للذی یُكْثِر الشی‌ءَ: خُلِقْتَ منه، كما تقول: خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ فی وصفه باللَّعِب. و خُلِقَ فلان من الكَیْس إِذا بُولغ فی صفته بالكَیْس. و قال أَبو حاتم فی قوله: خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ؛ أَی لو یعلمون ما استعجلوا، و الجواب مضمر،قیل: إِن آدم، صلوات الله علی نبینا و علیه، لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتین هَمَّ بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمین، فقال الله عز و جل: خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ؛ فأَوْرَثَنا آدَمُ، علیه السلام، العَجَلة.و قال ثعلب: معناه خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان؛ قال ابن جنی «3» الأَحسن أَن یكون تقدیره خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ لكثرة فعله إِیاه و اعتیاده له، و هذا أَقوی معنًی من أَن یكون أَراد خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد و اتَّسَع، و حَمْلُه علی القَلْب یَبْعُد فی الصنعة و یُصَغِّر المعنی، و كأَن هذا الموضع لمَّا خَفِیَ علی بعضهم قال: إِن العَجَل هاهنا الطِّین، قال: و لعمری إِنه فی اللغة لكَما ذَكَر، غیر أَنه فی هذا الموضع لا یراد به إِلَّا نفس العَجَلة و السرعة، أَ لا تراه عَزَّ اسْمُه كیف قال عَقیبة: سَأُرِیكُمْ آیٰاتِی فَلٰا تَسْتَعْجِلُونِ؟ فنظیره قوله تعالی: وَ كٰانَ الْإِنْسٰانُ عَجُولًا و خُلِقَ الْإِنْسٰانُ ضَعِیفاً؛ لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا یؤذن به من الضرورة و الحاجة، فهذا وجه القول فیه، و قیل: العَجَل هاهنا الطین و الحَمْأَة، و هو العَجَلة أَیضاً؛ قال الشاعر: و النَّبْعُ فی الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه، و النَّخْلُ یَنْبُتُ بینَ الماءِ و العَجَل قال الأَزهری: و لیس عندی فی هذا حكایة عمن یُرْجَع إِلیه فی علم اللغة. و تعَجَّلْتُ من الكِراءِ كذا و كذا، و عجَّلْت له من الثَّمن كذا أَی قَدَّمْت. و المَعَاجِیلُ: مُخْتَصَرات الطُّرُق، یقال: خُذْ مَعاجِیلَ الطَّرِیق فإِنها أَقرب. و فی النوادر: أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة «4» من الطریق و هذه مُسْتَعْجِلاتُ الطریق و هذه خُدْعة من الطریق و مَخْدَع، و نَفَذٌ و نَسَمٌ و نَبَقٌ و أَنْباقٌ، كلُّه بمعنی القُرْبة و الخُصْرة. و من أَمثال العرب: لقد عَجِلَت بأَیِّمِك العَجُول أَی عَجِل بها الزواجُ. و العَجَلة: كارَةُ الثَّوب، و الجمع عِجَالٌ و أَعْجَالٌ، علی طرح الزائد. و العَجَلة: الدَّوْلاب، و قیل
(1). قوله [یدفع بالراح إلخ] صدره كما فی التكملة: حتی یظل عمید الحی مرتفقا (2). قوله [تعجلك] كذا فی المحكم، و بهامشه فی نسخة تعاجلك (3). قوله [قال ابن جنی إلخ] عبارة المحكم: قال ابن جنی الأَحسن أن یكون تقدیره خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ، و جاز هذا و إن كان الإنسان جوهراً و العجلة عرضاً، و الجوهر لا یكون من العرض لكثرة فعله، إلی آخر ما هنا (4). قوله [أخذت مستعجلة إلخ] ضبط فی التكملة و التهذیب بكسر الجیم، و فی القاموس بالفتح
لسان العرب، ج‌11، ص: 429
المَحَالة، و قیل الخَشَبة المُعْترِضة علی النَّعَامَتین، و الجمع عَجَلٌ. و الغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة. و العِجْلة: الإِداوة الصغیرة. و العِجْلة: المَزَادة، و قیل قِرْبة الماء، و الجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة و قِرَب؛ قال الأَعشی: و الساحباتِ ذُیُولَ الخَزِّ آوِنةً، و الرَّافِلاتِ علی أَعْجازِها العِجَلُ قال ثعلب: شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة، و عِجَال أَیضاً. و العِجْلة: السِّقَاء أَیضاً؛ قال الشاعر یصف فرساً: قَانَی له فی الصَّیْف ظِلٌّ بارِدٌ، و نَصِیُّ ناعِجَةٍ و مَحْضٌ مُنْقَعُ حتی إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له عَجِلٌ، كأَحْمِرة الصَّریمة، أَرْبَعُ قَانَی له أَی دَامَ له. و قوله نَبَحَ الظِّباء، لأَن الظَّبْیَ إِذا أَسَنَّ و بدت فی قَرْنِه عُقَدٌ و حُیُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما یَنْبَح الكلب؛ أَورد ابن بری: و یَنْبَحُ بین الشِّعْب نَبْحاً، تَخالُه نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما یَرِیبُها و قوله كأَحْمِرة الصَّرِیمة یعنی الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة المُلَمْلَمة یقال لها أَتانٌ، فإِذا كانت فی الماء الضَّحْضاح فهی أَتانُ الضَّحْل، فلَمّا لم یمكنه أَن یقول كأُتُنِ الصَّرِیمة وضَع الأَحْمِرة مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً، فهو یقول: هذا الفرس كریم علی صاحبه فهو یسقیه اللبن، و قد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِیة مملوءَة لَبناً كالصُّخُور المُلْس فی اكتنازها تُقَدَّم إِلیه فی أَول الصبح، و تجمع علی عِجَالٍ أَیضاً مثل رِهْمة و رِهامٍ و ذِهْبةٍ و ذِهاب؛ قال الطِّرمّاح: تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها، علی أَن مكتوبَ العِجال وَكِیع «1» و العَجَلة، بالتحریك: التی یَجُرُّها الثور، و الجمع عَجَلٌ و أَعْجَالٌ. و العَجَلة: المَنْجَنُون یُسْقَی علیه، و الجمع عَجَلٌ. و العِجْلُ: وَلدُ البقرة، و الجمع عِجَلة، و هو العِجَّوْل و الأُنثی عِجْلة و عِجَّوْلة. و بقرة مُعْجِل: ذات عِجْلٍ؛ قال أَبو خیرة: هو عِجْلٌ حین تضَعُه أُمُّه إِلی شهر، ثم بَرْغَزٌ و بُرْغُزٌ نحواً من شهرین و نصف، ثم هو الفَرْقَد، و الجمع العَجَاجِیلُ. و قال ابن بری: یقال ثلاثة أَعْجِلة و هی الأَعْجَال. و العِجْلة: ضَرْب من النَّبْت، و قیل: هی بَقْلة تستطیل مع الأَرض؛ قال: علیك سرْداحاً من السِّرْداحِ، ذا عِجْلة و ذا نَصِیٍّ ضاحی و قیل: هی شجر ذات وَرَق و كعُوب و قُضُب لیِّنة مستطیلة، لها ثمرَة مثل رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة، فإِذا یَبِسَتْ تفَتَّحت و لیس لها زَهْرة، و قیل: العِجْلة شجرة ذات قُضُب و وَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء. و العَجْلاء، ممدود: موضع، و كذلك عَجْلان؛ أَنشد ثعلب: فهُنَّ یُصَرِّفْنَ النَّوَی، بین عالِجٍ و عَجْلانَ، تَصْرِیف الأَدِیبِ المُذَلَّل و بنو عِجْل: حَیٌّ، و كذلك بنو العَجْلان. و عِجْلٌ: قبیلة من رَبیعة و هو عِجْل بن لُجَیم بن صَعْب بن
(1). قوله [تنشف إلخ] تقدم فی ترجمة وكع، و قال ابن بری صوابه: تنشف أوشال النطاف و دونها كلی عجل مكتوبهن وكیع
لسان العرب، ج‌11، ص: 430
علیّ بن بكْر بن وائل؛ و قوله: عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ شُرْبَ النَّبیذ، و اعْتِقالًا بالرِّجِلْ إِنما حَرَّك الجیم فیهما ضرورة لأَنه یجوز تحریك الساكن فی القافیة بحركة ما قبله كما قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلی: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَتا مَعَهُ، ضَرْباً أَلِیماً بسِبْتٍ یَلْعَجُ الجِلِدا و عَجْلَی: اسمُ ناقةٍ؛ قال: أَقولُ لِنَاقَتی عَجْلَی، و حَنَّتْ إِلی الوَقَبَی و نحن علی الثِّمادِ: أَتاحَ اللهُ یا عَجْلَی بلاداً، هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد أَراد لِبلادٍ؛ فحذف و أَوْصَل. و عَجْلی: فرس دُرَید بن الصِّمَّة. و عَجْلی أَیضاً: فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة. و أُمُّ عَجْلان: طائر. و عَجْلان: اسم رَجُل. و‌فی الحدیث حدیث عبد الله بن أُنَیْس: فأَسْنَدُوا إِلیه فی عَجَلَة من نَخْل؛ قال القتیبی: العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِیر، أَراد أَن النَّقِیر سُوِّیَ عَجَلة یُتَوَصَّل بها إِلی الموضع؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن یُنْقَر الجِذْع و یُجْعل فیه شِبْه الدَّرَج لِیُصْعَدَ فیه إِلی الغُرَف و غیرها، و أَصله الخشبة المُعْترِضة علی البئر.

عدل؛ ج11، ص: 430

: العَدْل: ما قام فی النفوس أَنه مُسْتقیم، و هو ضِدُّ الجَوْر. عَدَل الحاكِمُ فی الحكم یَعْدِلُ عَدْلًا و هو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ و عَدْلٍ؛ الأَخیرة اسم للجمع كتَجْرِ و شَرْبٍ، و عَدَلَ علیه فی القضیَّة، فهو عادِلٌ، و بَسَطَ الوالی عَدْلَه و مَعْدِلَته. و فی أَسماء الله سبحانه: العَدْل، هو الذی لا یَمِیلُ به الهوی فیَجورَ فی الحكم، و هو فی الأَصل مصدر سُمِّی به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ، و هو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ المُسَمَّی نفسُه عَدْلًا، و فلان من أَهل المَعْدِلة أَی من أَهل العَدْلِ. و العَدْلُ: الحُكْم بالحق، یقال: هو یَقْضی بالحق و یَعْدِلُ. و هو حَكَمٌ عَادِلٌ: ذو مَعْدَلة فی حكمه. و العَدْلُ من الناس: المَرْضِیُّ قولُه و حُكْمُه. و قال الباهلی: رجل عَدْلٌ و عادِلٌ جائز الشهادة. و رَجُلٌ عَدْلٌ: رِضاً و مَقْنَعٌ فی الشهادة؛ قال ابن بری و منه قول كثیر: و بایَعْتُ لَیْلی فی الخَلاء، و لم یَكُنْ شُهودٌ علی لَیْلی عُدُولٌ مَقَانِعُ و رَجُلٌ عَدْلٌ بیِّن العَدْلِ و العَدَالة: وُصِف بالمصدر، معناه ذو عَدْلٍ. قال فی موضعین: وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْكُمْ، و قال: یَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ؛ و یقال: رجل عَدْلٌ و رَجُلانِ عَدْلٌ و رِجالٌ عَدْلٌ و امرأَة عَدْلٌ و نِسْوةٌ عَدْلٌ، كلُّ ذلك علی معنی رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ و نِسوةٌ ذوات عَدْلٍ، فهو لا یُثَنَّی و لا یجمع و لا یُؤَنَّث، فإِن رأَیته مجموعاً أَو مثنی أَو مؤَنثاً فعلی أَنه قد أُجْرِی مُجْری الوصف الذی لیس بمصدر، و قد حكی ابن جنی: امرأَة عَدْلة، أَنَّثوا المصدر لما جری وصفاً علی المؤنث و إِن لم یكن علی صورة اسم الفاعل، و لا هو الفاعل فی الحقیقة، و إِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْیُها وصفاً علی المؤنث؛ و قال ابن جنی: قولهم رجل عَدْلٌ و امرأَة عَدْل إِنما اجتمعا فی الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكیر إِنما أَتاها من قِبَل المصدریة، فإِذا قیل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجمیع الجنس مبالغةً كما تقول: استَوْلی علی الفَضْل و حاز
لسان العرب، ج‌11، ص: 431
جمیعَ الرِّیاسة و النُّبْل و نحو ذلك، فوُصِف بالجنس أَجمع تمكیناً لهذا الموضع و توكیداً، و جُعِل الإِفراد و التذكیر أَمارةً للمصدر المذكور، و كذلك القول فی خَصْمٍ و نحوه مما وُصِف به من المصادر، قال: فإِن قلت فإِن لفظ المصدر قد جاء مؤنثاً نحو الزِّیادة و العِیادة و الضُّؤُولة و الجُهومة و المَحْمِیَة و المَوْجِدة و الطَّلاقة و السَّباطة و نحو ذلك، فإِذا كان نفس المصدر قد جاء مؤَنثاً فما هو فی معناه و محمول بالتأْویل علیه أَحْجی بتأْنیثه، قیل: الأَصل لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنی من الفرع لضعفه، و ذلك أَن الزِّیادة و العیادة و الجُهومة و الطَّلاقة و نحو ذلك مصادر غیر مشكوك فیها، فلحاقُ التاء لها لا یُخْرِجها عما ثبت فی النفس من مَصدَرِیَّتها، و لیس كذلك الصفة لأَنها لیست فی الحقیقة مصدراً، و إِنما هی مُتَأَوَّلة علیه و مردودة بالصَّنْعة إِلیه، و لو قیل رجُلٌ عَدْلٌ و امرأَة عَدْلة و قد جَرَت صفة كما تری لم یُؤْمَنْ أَن یُظَنَّ بها أَنها صفة حقیقیة كصَعْبة من صَعْبٍ، و نَدْبة من نَدْبٍ، و فَخْمة من فَخْمٍ، فلم یكن فیها من قُوَّة الدلالة علی المصدریة ما فی نفس المصدر نحو الجُهومة و الشُّهومة و الخَلاقة، فالأُصول لقُوَّتها یُتَصَرَّف فیها و الفروع لضعفها یُتَوَقَّف بها، و یُقْتَصر علی بعض ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها، فإِن قیل: فقد قالوا رجل عَدْل و امرأَة عَدْلة و فرسٌ طَوْعة القِیاد؛ و قول أُمیَّة: و الحَیَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا، من بیتِها، آمِناتُ اللهِ و الكَلِمُ قیل: هذا قد خَرَجَ علی صورة الصفة لأَنهم لم یُؤْثِروا أَن یَبْعُدوا كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذی بابه أَن یَقع الفَرْقُ فیه بین مُذَكره و مؤَنَّثه، فجری هذا فی حفظ الأُصول و التَّلَفُّت إِلیها للمُباقاة لها و التنبیه علیها مَجْری إِخراج بعض المُعْتَلِّ علی أَصله، نحو استَحْوَذَ و ضَنِنُوا، و مَجری إِعمال صُغْتُه و عُدْتُه، و إِن كان قد نُقِل إِلی فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت؛ و علی ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة و ضَیْفة، و جَمَع فقال: یا عَیْنُ، هَلَّا بَكَیْتِ أَرْبَدَ، إِذ قُمْنا، و قامَ الخُصومُ فی كَبَد؟ و علیه قول الآخر: إِذا نزَلَ الأَضْیافُ، كان عَذَوَّراً، علی الحَیِّ، حتی تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه و العَدالة و العُدولة و المَعْدِلةُ و المَعْدَلةُ، كلُّه: العَدْل. و تعدیل الشهود: أَن تقول إِنهم عُدُولٌ. و عَدَّلَ الحُكْمَ: أَقامه. و عَدَّلَ الرجلَ: زَكَّاه. و العَدَلَةُ و العُدَلَةُ: المُزَكُّون؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. قال القُرْمُلیُّ: سأَلت عن فلان العُدَلَة أَی الذین یُعَدِّلونه. و قال أَبو زید: یقال رجل عُدَلة و قوم عُدَلة أَیضاً، و هم الذین یُزَكُّون الشهودَ و هم عُدُولٌ، و قد عَدُلَ الرجلُ، بالضم، عَدالةً. و قوله تعالی: وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْكُمْ؛قال سعید بن المسیب: ذَوَیْ عَقْل، و‌قال إِبراهیم: العَدْلُ الذی لم تَظْهَر منه رِیبةٌ.و‌كَتَب عبدُ الملك إِلی سعید بن جُبَیر یسأَله عن العَدْل فأَجابه: إِنَّ العَدْلَ علی أَربعة أَنحاء: العَدْل فی الحكم، قال الله تعالی: و إِن حَكَمْتَ «2» فاحْكُمْ بینهم بالعَدْل. و العَدْلُ فی القول، قال الله تعالی: وَ إِذٰا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا: و العَدْل: الفِدْیة، قال الله عز و جل: لٰا یُقْبَلُ مِنْهٰا عَدْلٌ. و العَدْل فی الإِشْراك، قال الله عز
(2). قوله [قال الله تعالی وَ إِنْ حَكَمْتَ إلخ] هكذا فی الأصل و مثله فی التهذیب و التلاوة بِالْقِسْطِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 432
و جل: ثُمَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ؛ أَی یُشْرِكون.و أَما قوله تعالی: وَ لَنْ تَسْتَطِیعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَیْنَ النِّسٰاءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ؛قال عبیدة السَّلمانی و الضَّحَّاك: فی الحُبِّ و الجِماع.و فلان یَعْدِل فلاناً أَی یُساوِیه. و یقال: ما یَعْدِلك عندنا شی‌ءٌ أَی ما یقَع عندنا شی‌ءٌ مَوْقِعَك. و عَدَّلَ المَوازِینَ و المَكاییلَ: سَوَّاها. و عَدَلَ الشی‌ءَ یَعْدِلُه عَدْلًا و عَادَله: وازَنَه. و عَادَلْتُ بین الشیئین، و عَدَلْت فلاناً بفلان إِذا سَوَّیْت بینهما. و تَعْدِیلُ الشی‌ء: تقویمُه، و قیل: العَدْلُ تَقویمُك الشی‌ءَ بالشی‌ءِ من غیر جنسه حتی تجعله له مِثْلًا. و العَدْلُ و العِدْلُ و العَدِیلُ سَواءٌ أَی النَّظِیر و المَثِیل، و قیل: هو المِثْلُ و لیس بالنَّظِیر عَیْنه، و فی التنزیل: أَوْ عَدْلُ ذٰلِكَ صِیٰاماً؛ قال مُهَلْهِل: علی أَنْ لیْسَ عِدْلًا من كُلَیْبٍ، إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور و العَدْلُ، بالفتح: أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلًا حَسَناً، تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بینه و بین عِدْل المَتاع، كما قالوا امرأَة رَزانٌ و عَجُزٌ رَزِینٌ للفَرْق. و العَدِیلُ: الذی یُعادِلك فی الوَزْن و القَدر؛ قال ابن بری: لم یشترط الجوهری فی العَدِیل أَن یكون إِنساناً مثله، و فَرَق سیبویه بین العَدِیل و العِدْل فقال: العَدِیلُ من عادَلَك من الناس، و العِدْلُ لا یكون إِلَّا للمتاع خاصَّة، فبَیَّن أَنَّ عَدِیل الإِنسان لا یكون إِلَّا إِنساناً مثله، و أَنَّ العِدْل لا یكون إِلَّا للمتاع، و أَجاز غیرُه أَن یقال عندی عِدْلُ غُلامِك أَی مِثْله، و عَدْلُه، بالفتح لا غیر، قیمتُه. و‌فی حدیث قارئ القرآن «1». و صاحب الصَّدَقة: فقال لیْسَتْ لهما بعَدْل؛ هو المِثْل؛ قال ابن الأَثیر: هو بالفتح، ما عادَله من جنسه، و بالكسر ما لیس من جنسه، و قیل بالعكس؛ و قول الأَعلم: مَتی ما تَلْقَنی و مَعی سِلاحِی، تُلاقِ المَوْتَ لَیْس له عَدِیلُ یقول: كأَنَّ عَدِیلَ الموت فَجْأَتُه؛ یرید لا مَنْجَی منه، و الجمع أَعْدالٌ و عُدَلاءُ. و عَدَلَ الرجلَ فی المَحْمِل و عَادَلَهُ: رَكِب معه. و‌فی حدیث جابر: إِذا جاءت عَمَّتی بأَبی و خالی مَقْتولَیْنِ عَادَلْتُهما علی ناضِحٍ‌أَی شَدَدْتُهما علی جَنْبَی البَعیر كالعِدْلَیْن. و عَدِیلُك: المُعادِلُ لك. و العِدْل: نِصْف الحِمْل یكون علی أَحد جنبی البعیر، و قال الأَزهری: العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَی مُسَوًّی به، و الجمع أَعْدالٌ و عُدُولٌ؛ عن سیبویه. و قال الفراء فی قوله تعالی: أَوْ عَدْلُ ذٰلِكَ صِیٰاماً، قال: العَدْلُ ما عَادَلَ الشی‌ءَ من غیر جنسه، و معناه أَی فِداءُ ذلك. و العِدْلُ: المِثْل مِثْل الحِمْل، و ذلك أَن تقول عندی عِدْلُ غُلامِك و عِدْلُ شاتك إِذا كانت شاةٌ تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ یَعْدِل غلاماً، فإِذا أَردت قیمته من غیر جنسه نَصَبْت العَیْن فقلت عَدْل، و ربما كَسَرها بعضُ العرب، قال بعض العرب عِدْله، و كأَنَّه منهم
(1). قوله [و فی حدیث قارئ القرآن إلخ] صدره كما فی هامش النهایة: فقال رجل یا رسول الله أ رأیتك النجدة تكون فی الرجل؟ فقال: لیست إلخ. و بهذا یعلم مرجع الضمیر فی لیست. و قوله: قال ابن الأثیر إلخ عبارته فی النهایة: قد تكرر ذكر العِدْل و العَدْل بالكسر و الفتح فی الحدیث و هما بمعنی المثل و قیل هو بالفتح إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 433
غلطٌ لتَقارُب معنی العَدْل من العِدْل، و قد أَجمعوا علی أَن واحد الأَعْدَال عِدْل؛ قال: و نُصِب قوله صِیٰاماً علی التفسیر كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّیام، و كذلك قوله: مِلْ‌ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً؛ و قال الزجاج: العَدْلُ و العِدْلُ واحد فی معنی المِثْل، قال: و المعنی واحد، كان المِثْلُ من الجنس أَو من غیر الجنس. قال أَبو إِسحاق: و لم یقولوا إِن العرب غَلِطَت و لیس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن یقول إِنَّ بعض العرب غَلِط. و قرأَ ابن عامر: أَو عِدْلُ ذلك صِیاماً، بكسر العین، و قرأَها الكسائی و أَهل المدینة بالفتح. و شَرِبَ حتی عَدَّلَ أَی صار بطنه كالعِدْل و امْتَلأَ؛ قال الأَزهری: و كذلك عَدَّنَ و أَوَّنَ بمعناه. و وقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَیْ بعیرٍ أَی وَقَعا مَعاً و لم یَصْرَع أَحدُهما الآخر. و العَدِیلَتان: الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل صاحبتَها. الأَصمعی: یقال عَدَلْت الجُوالِقَ علی البعیر أَعْدِله عَدْلًا؛ یُحْمَل علی جَنْب البعیر و یُعْدَل بآخر. ابن الأَعرابی: العَدَلُ، محرّكٌ، تسویة الأَوْنَیْن و هما العِدْلانِ. و یقال: عَدَلْت أَمتعةَ البیت إِذا جَعَلْتها أَعدالًا مستویة للاعْتِكام یومَ الظَّعْن. و العَدِیل: الذی یُعادِلُك فی المَحْمِل. و الاعْتِدالُ: تَوَسُّطُ حالٍ بین حالَیْن فی كَمٍّ أَو كَیْفٍ، كقولهم جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بین الطُّول و القِصَر، و ماء مُعْتَدِلٌ بین البارد و الحارِّ، و یوم مُعْتَدِلٌ طیِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل، بالذال المعجمة. و كلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل؛ و كلُّ ما أَقَمْته فقد عَدَلْته. و زعموا‌أَن عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، قال: الحمد لله الذی جَعَلَنی فی قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُونی كما یُعْدَل السَّهْم فی الثِّقافِ، أَی قَوَّمُونی؛ قال: صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتی امْتَسَكْتُ بالأَرض، أَعْدِلُها أَن تَمِیلا و عَدَّلَه: كعَدَلَه. و إِذا مالَ شی‌ءٌ قلت عَدَلته أَی أَقمته فاعْتَدَل أَی استقام. و من قرأَ قول الله، عز و جل: خَلَقَكَ فَسَوّٰاكَ فَعَدَلَكَ، بالتخفیف، فِی أَیِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ؛ قال الفراءُ: من خَفَّف فَوجْهُه، و الله أَعلم، فَصَرَفك إِلی أَیِّ صورة ما شاء: إِمَّا حَسَنٍ و إِمَّا قبیح، و إِمَّا طَویل و إِمَّا قَصیر، و هی قراءة عاصم و الأَخفش؛ و قیل أَراد عَدَلك من الكفر إِلی الإِیمان و هی نِعْمة «1» و من قرأَ فعَدَّلَك فشَدَّد، قال الأَزهری: و هو أَعجبُ الوجهین إِلی الفراء و أَجودُهما فی العربیة، فمعناه قَوَّمك و جَعَلَك مُعْتَدِلًا مُعَدَّل الخَلْق، و هی قراءة نافع و أَهل الحجاز، قال: و اخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ فی فی التركیب أَقوی فی العربیة من أَن تكون فی العَدْل، لأَنك تقول عَدَلْتك إِلی كذا و صَرَفتك إِلی كذا، و هذا أَجودُ فی العربیة من أَن تقول عَدَلْتك فیه و صَرَفْتك فیه، و قد قال غیر الفراء فی قراءة من قرأَ فَعَدَلَكَ، بالتخفیف: إِنه بمعنی فَسَوّاك و قَوَّمك، من قولك عَدَلْت الشی‌ء فاعْتَدَلَ أَی سَوّیْته فاسْتَوَی؛ و منه قوله: و عَدَلْنا مَیْلَ بَدْر فاعْتَدَل أَی قَوَّمْناه فاستقام، و كلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ. و عَدَلْت الشی‌ءَ بالشی‌ء أَعْدِلُه عُدولًا إِذا ساویته به؛ قال شَمِر: و أَما قول الشاعر:
(1). قوله [و هی نعمة] كذا فی الأَصل، و عبارة التهذیب: و هما نعمتان
لسان العرب، ج‌11، ص: 434
أَ فَذاكَ أَمْ هِی فی النَّجاءِ، لِمَنْ یُقارِبُ أَو یُعادِل؟ یعنی یُعادِلُ بین ناقته و الثَّوْر. و اعْتَدَل الشِّعْرُ: اتَّزَنَ و استقام، و عَدَّلْته أَنا. و منه قول أَبی علی الفارسی: لأَن المُرَاعی فی الشِّعْر إِنما هو تعدیل الأَجزاء. و عَدَّلَ القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ بین الشُّركاء إِذا سَوّاها علی القِیَم. و‌فی الحدیث: العِلْم ثلاثة منها فَرِیضةٌ عَادِلَةٌ، أَراد العَدْل فی القِسْمة أَی مُعَدَّلة علی السِّهام المذكورة فی الكتاب و السُّنَّة من غیر جَوْر، و یحتمل أَن یرید أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب و السُّنَّة، فتكون هذه الفَریضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما. و قولهم: لا یُقْبَل له صَرْفٌ و لا عَدْلٌ، قیل: العَدْل الفِداء؛ و منه قوله تعالی: وَ إِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لٰا یُؤْخَذْ مِنْهٰا؛ أَی تَفْدِ كُلَّ فِداء. و كان أَبو عبیدة یقول: و إِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا یُقْبَلْ منها؛ قال الأَزهری: و هذا غلط فاحش و إِقدام من أَبی عبیدة علی كتاب الله تعالی، و المعنی فیه لو تَفْتدی بكل فداء لا یُقْبَل منها الفِداءُ یومئذ. و مثله قوله تعالی: یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذٰابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ (الآیة) أَی لا یُقْبَل ذلك منه و لا یُنْجیه. و قیل: العَدْل الكَیْل، و قیل: العَدْل المِثْل، و أَصله فی الدِّیة؛ یقال: لم یَقْبَلوا منهم عَدْلًا و لا صَرْفاً أَی لم یأْخذوا منهم دیة و لم یقتلوا بقتیلهم رجلًا واحداً أَی طلبوا منهم أَكثر من ذلك، و قیل: العَدْل الجزاء، و قیل الفریضة، و قیل النافلة؛ و قال ابن الأَعرابی: العَدْل الاستقامة، و سیذكر الصَّرْف فی موضعه. و‌فی الحدیث: من شَرِبَ الخَمْر لم یَقْبَل اللهُ منه صَرْفاً و لا عَدْلًا أَربعین لیلة؛ قیل: الصَّرْف الحِیلة، و العَدْل الفدْیة، و قیل: الصَّرْف الدِّیة و العَدْلُ السَّوِیَّة، و قیل: العَدْل الفریضة، و الصَّرْف التطَوُّع؛ و‌روی أَبو عبید عن النبی، صلی الله علیه و سلم، حین ذكر المدینة فقال: من أَحْدَثَ فیها حَدَثاً أَو آوی مُحْدِثاً لم یقبلِ الله منه صَرْفاً و لا عَدْلًا؛ روی عن مكحول أَنه قال: الصَّرْف التَّوبة و العَدْل الفِدْیة؛ قال أَبو عبید: و‌قوله من أَحْدَثَ فیها حَدَثاً؛ الحَدَثُ كلُّ حَدٍّ یجب لله علی صاحبه أَن یقام علیه، و العَدْل القِیمة؛ یقال: خُذْ عَدْلَه منه كذا و كذا أَی قیمتَه. و یقال لكل من لم یكن مستقیماً حَدَل، و ضِدُّه عَدَل، یقال: هذا قضاءٌ حَدْلٌ غیر عَدْلٍ. و عَدَلَ عن الشی‌ء یَعْدِلُ عَدْلًا و عُدولًا: حاد، و عن الطریق: جار، و عَدَلَ إِلیه عُدُولًا: رجع. و ما لَه مَعْدِلٌ و لا مَعْدُولٌ أَی مَصْرِفٌ. و عَدَلَ الطریقُ: مال. و یقال: أَخَذَ الرجلُ فی مَعْدِل الحق و مَعْدِل الباطل أَی فی طریقه و مَذْهَبه. و یقال: انْظُروا إِلی سُوء مَعادِله و مذموم مَداخِله أَی إِلی سوء مَذَاهِبه و مَسالِكه؛ و قال زهیر: و أَقْصرت عمَّا تَعلمینَ، و سُدِّدَتْ علیَّ، سِوی قَصْدِ الطّریق، مَعادِلُه و‌فی الحدیث: لا تُعْدَل سارِحتُكم‌أَی لا تُصْرَف ماشیتكم و تُمال عن المَرْعی و لا تُمنَع؛ و قول أَبی خِراش: علی أَنَّنی، إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم، تَضِیقُ علیَّ الأَرضُ ذاتُ المَعادِل أَراد ذاتَ السَّعة یُعْدَل فیها یمیناً و شمالًا من سَعَتها.
لسان العرب، ج‌11، ص: 435
و العَدْل: أَن تَعْدِل الشی‌ءَ عن وجهه، تقول: عَدَلْت فلاناً عن طریقه و عَدَلْتُ الدابَّةَ إِلی موضع كذا، فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قیل: هو یَنْعَدِل أَی یَعْوَجُّ. و انْعَدَل عنه و عَادَلَ: اعْوَجَّ؛ قال ذو الرُّمة: و إِنی لأُنْحی الطَّرْفَ من نَحْوِ غَیْرِها حَیاءً، و لو طاوَعْتُه لم یُعادِل «2». قال: معناه لم یَنْعَدِلْ، و قیل: معنی قوله … لم یُعادِل أَی لم یَعْدِل بنحو أَرضها أَی بقَصْدِها نحواً، قال: و لا یكون یُعادِل بمعنی یَنْعَدِل. و العِدال: أَن یَعْرِض لك أَمْرانِ فلا تَدْرِی إِلی أَیِّهما تَصیرُ فأَنت تَرَوَّی فی ذلك؛ عن ابن الأَعرابی و أَنشد: و ذُو الهَمِّ تُعْدِیه صَرِیمةُ أَمْرِه، إِذا لم تُمیِّثْه الرُّقی، و یُعَادِلُ یقول: یُعادِل بین الأَمرین أَیَّهما یَرْكَب. تُمیِّثْه: تُذَلِّله المَشورات و قولُ الناس أَین تَذْهَب. و المُعادَلَةُ: الشَّكُّ فی أَمرین، یقال: أَنا فی عِدالٍ من هذا الأَمر أَی فی شكٍّ منه: أَ أَمضی علیه أَم أَتركه. و قد عَادَلْت بین أَمرین أَیَّهما آتی أَی مَیَّلْت؛ و قول ذی الرمة: إِلی ابن العامِرِیِّ إِلی بِلالٍ، قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا قال الأَزهری: العرب تقول قَطَعْتُ العِدالَ فی أَمری و مَضَیْت علی عَزْمی، و ذلك إِذا مَیَّلَ بین أَمرین أَیَّهُما یأْتی ثم استقام له الرأْیُ فعَزَم علی أَوْلاهما عنده. و‌فی حدیث المعراج: أُتِیتُ بإِناءَیْن فَعَدَّلْتُ بینهما؛ یقال: هو یُعَدِّل أَمرَه و یُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بین أَمرین أَیَّهُما یأْتی، یرید أَنهما كانا عنده مستویَیْنِ لا یقدر علی اختیار أَحدهما و لا یترجح عنده، و هو من قولهم: عَدَلَ عنه یَعْدِلُ عُدولًا إِذا مال كأَنه یمیل من الواحد إِلی الآخر؛ و قال المَرَّار: فلما أَن صَرَمْتُ، و كان أَمْری قَوِیماً لا یَمِیلُ به العُدولُ قال: عَدَلَ عَنِّی یَعْدِلُ عُدُولًا لا یمیل به عن طریقه المَیْلُ؛ و قال الآخر: إِذا الهَمُّ أَمْسی و هو داءٌ فأَمْضِه، و لَسْتَ بمُمْضیه، و أَنْتَ تُعادِلُه قال: معناه و أَنتَ تَشُكُّ فیه. و یقال: فلان یُعَادِل أَمرَه عِدالًا و یُقَسِّمُه أَی یَمیل بین أَمرین أَیَّهُما یأْتی؛ قال ابن الرِّقاع: فإِن یَكُ فی مَناسِمها رَجاءٌ، فقد لَقِیَتْ مناسِمُها العِدالا أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ من نَداه سِجالَ الخیر؛ إِنَّ له سِجالا و العِدالُ: أَن یقول واحدٌ فیها بقیةٌ، و یقولَ آخرُ لیس فیها بقیةٌ. و فرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب واحدةً من العینین و لم تَمِلْ علی واحدٍ من الخدَّین، قاله أَبو عبیدة. و عَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ: نحَّاه فتنحَّی؛ قال أَبو النجم: و انْعَدَلَ الفحلُ و لَمَّا یُعْدَل
(2). قوله [و إنی لأنحی] كذا ضبط فی المحكم، بضم الهمزة و كسر الحاء، و فی القاموس: و أنحاه عنه: عدله
لسان العرب، ج‌11، ص: 436
و عَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب. و عَدَلَ بالله یَعْدِلُ: أَشْرَك. و العَادِل: المُشْرِكُ الذی یَعْدِلُ بربِّه؛ و منه قول المرأَة للحَجَّاج: إِنك لقاسطٌ عَادِلٌ؛ قال الأَحمر: عَدَلَ الكافرُ بربِّه عَدْلًا و عُدُولًا إِذا سَوَّی به غیرَه فعبَدَهُ؛ و منه‌حدیثُ ابن عباس، رضی الله عنه: قالوا ما یُغْنی عنا الإِسلامُ و قد عَدَلْنا بالله‌أَی أَشْرَكْنا به و جَعَلْنا له مِثْلًا؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: كَذَبَ العادِلون بك إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم.و قولُهم للشی‌ء إِذا یُئِسَ منه: وُضِعَ علی یَدَیْ عَدْلٍ؛ هو العَدْلُ بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِیرة و كان وَلیَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِلیه، فقال الناس: وُضِعَ علی یَدَی عَدْلٍ، ثم قیل ذلك لكل شی‌ء یُئِسَ منه. و عَدَوْلی: قریةٌ بالبحرین، و قد نَفَی سیبویه فَعَولی فاحتُجَّ علیه بعَدَوْلی فقال الفارسی: أَصلها عَدَوْلًا، و إِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل اسماً للبُقْعة و لم نسمع نحن فی أَشعارهم عَدَوْلًا مصروفاً. و العَدَوْلِیَّةُ فی شعر طَرَفَةَ: سُفُنٌ منسوبة إِلی عَدَوْلی؛ فأَما قول نَهْشَل بن حَرِّیّ: فلا تأْمَنِ النَّوْكَی، و إِن كان دارهُمُ وراءَ عَدَوْلاتٍ، و كُنْتَ بقَیْصَرا فزعم بعضهم أَنه بالهاء ضرورة، و هذا یُؤَنِّس بقول الفارسی، و أَما ابن الأَعرابی فقال: هی موضع و ذهب إِلی أَن الهاء فیها وضْعٌ، لا أَنه أَراد عَدَوْلی، و نظیره قولهم قَهَوْباةٌ للنَّصْل العریض. قال الأَصمعی: العَدَوْلِیُّ من السُّفُن منسوب إِلی قریة بالبحرین یقال لها عَدَوْلی، قال: و الخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِیَّة؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول طَرَفة: عَدَوْلِیَّة أَو من سَفین ابن نَبْتَل «1». قال: نسبها إِلی ضِخَم و قِدَم، یقول هی قدیمة أَو ضَخْمة، و قیل: العَدَوْلیَّة نُسبَتْ إِلی موضع كان یسمی عَدَوْلاة و هی بوزن فَعَوْلاة، و ذكر عن ابن الكلبی أَنه قال: عَدَوْلی لیسوا من ربیعةَ و لا مُضر و لا ممن یُعْرَفُ من الیمن إِنما هم أُمَّةٌ علی حِدَة؛ قال الأَزهری: و القولُ فی العَدَوْلیِّ ما قاله الأَصمعی. و شجر عَدَوْلِیٌّ: قدیمٌ، واحدته عَدَوْلِیَّة؛ قال أَبو حنیفة: العَدَوْلیُّ القدیمُ من كل شی‌ء؛ و أَنشد غیره: علیها عَدَوْلِیُّ الهَشِیم و صامِلُه و یروی: عَدامِیل الهَشیم یعنی القدیمَ أَیضاً. و فی خبر أَبی العارم: فآخُذُ فی أَرْطًی عَدَوْلِیٍّ عُدْمُلِیٍّ. و العَدَوْلِیُّ: المَلَّاح. ابن الأَعرابی: یقال لزوایا البیت المُعَدَّلات و الدَّراقِیع و المُرَوَّیات و الأَخْصام و الثَّفِنات، و روی الأَزهری عن اللیث: المُعْتَدِلةُ من النوق الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض، قال: و روی شَمِر عن مُحارِب قال: المُعَنْدِلة مِن النوق، و جَعَله رُباعیّاً من باب عَندَل، قال الأَزهری: و الصواب المعتدلة، بالتاء، و روی شمر عن أَبی عدنانَ الكنانی أَنشده: و عَدَلَ الفحلُ، و إِن لم یُعْدَلِ، و اعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْیَلِ قال: اعْتِدَالُ ذات السَّنامِ الأَمْیلِ استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعد ما كان مائلًا؛ قال الأَزهری: و هذا
(1). قوله [نبتل] كذا فی الأَصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: یا من؛ و تمامه: یجوز بها الملاح طورا و یهتدی
لسان العرب، ج‌11، ص: 437
یدل علی أَن الحرف الذی رواه شمر عن محارب فی المُعَنْدِلة غیرُ صحیح، و أَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من السَّنام و غیره، و مُعَنْدِلة من العَنْدَل و هو الصُّلْبُ الرأْس، و سیأْتی ذكره فی موضعه، لأَن عَنْدَل رُباعیٌّ خالص.

عدمل؛ ج11، ص: 437

: العُدْمُلُ و العُدْمُلِیُّ و العُدامِلُ و العُدامِلیُّ: كلُّ مُسِنٍّ قدیمٍ «1» و قیل: هو القدیم الضَّخْم من الضِّباب، قیل ذلك له لِقِدَمِه، و الأُنثی عُدْمُلِیَّة، و زعم أَبو الدُّقَیْش أَنه یُعَمَّر عُمْرَ الإِنسان حتی یَهْرَم فیُسَمی عُدْمُلِیّاً عند ذلك؛ قال الراجز: فی عُدْمُلِیِّ الحَسَب القَدِیم و خصَّ بعضُهم به الشجرَ القدیم؛ و منه قول أَبی عارم الكلابی: و آخُذُ فی أَرْطًی عَدَوْلِیٍّ عُدْمُلِیٍّ. و غُدُرٌ عَدَامِل: قدیمة؛ قال لبید: یُباكِرْنَ من غَوْلٍ مِیاهاً رَوِیَّةً، و من مَنْعِجٍ زُرْقَ المُتُونِ عَدامِلا الأَزهری: و أَكثر ما یقال علی جهة النسبة رَكِیَّةٌ عُدْمُلِیَّة أَی عادیَّة قدیمةٌ، و الجمع العَدامِل. و العُدْمُول: الضِّفْدِعُ عن كراع، و لیس ذلك بمعروف إِنما هو العُلْجُوم؛ و أَنشد ابن بری لجِران العَوْد علی أَن العُدْمُول الضِّفْدع: ماشحون قلیلًا من مُسَوَّمةٍ من آجِنٍ رَكَضَتْ فیه العَدامِیلُ «2». العُدْمُلُ: الشی‌ء القدیم، و كذلك العُدْمُول؛ و قالت زینب أُخت یزید بن الطَّثَریَّة: تَری جازِرَیْه یُرْعَدان، و نارُه علیها عَدامِیلُ الهَشِیم، و صامِلُه و أَنشد ابن بری فی العُدْمُلِیِّ: من مَعْدِنِ الصِّیران عُدْمُلِیِّ

عدهل؛ ج11، ص: 437

: العَیْدَهُولُ: الناقة السریعة.

عذل؛ ج11، ص: 437

: العَذْلُ: اللَّومُ، و العَذُل مثلُه. عَذَلَهُ یَعْذِلُه «3» عَذْلًا و عَذَّلَه فاعْتَذَل و تَعَذَّلَ: لامَهُ فَقَبِلَ منه و أَعْتَبَ، و الاسم العَذَلُ، و هم العَذَلةُ و العُذَّالُ و العُذَّلُ، و العواذِل من النساء: جمع العاذِلة و یجوز العاذِلات؛ ابن الأَعرابی: العَذْلُ الإِحْراق فكأَنَّ اللائم یُحْرِق بعَذْله قلبَ المَعْذول؛ و أَنشد الأَصمعی: لوَّامةٌ لامَتْ بلَوْمٍ شِهَبِ و قال: الشِّهَب أَراد الشِّهاب كأَنَّ لَوْمها یُحْرِقُه. و رجُلٌ عَذَّالٌ و امرأَة عَذَّالةٌ: كثیرة العَذْل؛ قال: غَدَتْ عَذَّالتایَ فَقُلْتُ: مَهْلًا أَ فی وَجْدٍ بسَلْمی تَعْذِلانی؟ و رجُلٌ عُذَلةٌ: یَعْذِلُ الناس كثیراً مثل ضُحَكة و هُزَأَة. و فی المثل: أَنا عُذَله، و أَخی خُذَله، و كلانا لیس بابْنِ أَمَه؛ قال أَبو الحسن: إِنما ذَكَرْتُ هذا للمَثَل و إِلَّا فلا وجه له لأَن فُعَلة مُطَّرد فی كل فِعْلٍ ثُلاثی، یقول: أَنا أَعْذِل أَخی و هو یَخْذُلنی. و أَیامٌ مُعْتَذِلاتٌ «4» شدیدة الحَرِّ كأَنَّ بعضَها
(1). قوله [كل مسنّ قدیم إلخ] عبارة المحكم: كل مسن قدیم، و قیل هو القدیم و قیل هو القدیم الضخم إلخ (2). قوله [ماشحون‌إلخ] هكذا رسم فی الأَصل (3). قوله [عذله یعذله] هو من بابی ضرب و قتل كما فی المصباح (4). قوله [و أیام معتذلات] و یقال لها أیضاً عذب بوزن كتب كما فی التهذیب
لسان العرب، ج‌11، ص: 438
یَعْذِلُ بعضاً فیقول الیومُ منها لصاحبه. أَنا أَشَدُّ حَرًّا منك و لِمَ لا یكون حَرُّك كَحرِّی؟ قال ابن بری: و مُعْتذِلاتُ سُهَیْلٍ أَیامٌ شدیداتُ الحَرِّ تجی‌ء قبل طلوعه أَو بعده؛ و یقال: مُعْتَدِلاتٌ، بدال غیر معجمة، أَی أَنَّهُنَّ قد اسْتَوَیْن فی شدة الحَرِّ، و من رواه بالذال أَی أَنهن یَتَعاذَلْن و یأْمر بعضُهن بعضاً إِمَّا بشِدَّة الحَرِّ، و إِما بالكَفِّ عنه. و العاذِلُ: اسم العِرْق الذی یَسِیلُ منه دَمُ المستحاضة. و‌فی بعض الحدیث: تلك عاذِلٌ تَغْذُو، یعنی تَسیلُ، و رُبما سُمِّی ذلك العِرْق عاذِراً، بالراء، و قد تقدم و أُنِّث علی معنی العِرْقَةِ، و جمع العاذِلِ العرقِ عُذُلٌ مثل شارِف و شُرُف. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه سُئل عن دم الاستحاضة فقال: ذلك العاذِلُ یَغْذو، لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوبٍ و لْتُصَلِّ.و قد حَمَل سیبویه قولهم: اسْتأْصَلَ اللهُ عِرْقاتِهم، علی تَوَهُّم عِرْقة فی الواحد. و قولهم فی المثل: سَبَق السَّیْفُ العَذَلَ، یضرب لما قد فات، و أَصل ذلك أَن الحرث بن ظالم ضَرَب رجُلًا فَقَتَله، فأُخْبر بعُذْره فقال: سَبَق السَّیْفُ العَذَل. قال ابن السكیت: سمعت الكلابی یقول رَمی فلان فأَخْطأَ ثم اعْتَذَلَ أَی رَمَی ثانیةً. و رجُلٌ مُعَذَّلٌ أَی یُعَذَّل لإِفراطه فی الجُود، شُدِّد للكثرة. و عاذِلٌ: شَعْبان، و قیل: عاذِلٌ شَوَّالٌ، و جمعه عَواذِل. قال المُفَضَّل الضَّبِّی: كانت العرب تقول فی الجاهلیة لشعبان عاذِلٌ، و لرمضان ناتِق، و لشَوَّال وَعْلٌ، و لذی القَعْدة وَرْنَة، و لذی الحِجَّة بُرَك، و لمُحَرَّم مُؤْتَمِر، و لصَفَر ناجِرٌ، و لربیعٍ الأَوّلِ خَوّان، و لرَبیعٍ الآخِر وَبْصانُ، و لجُمادَی الأُولی رُنَّی، و لجُمادَی الآخرة حَنِین، و لرَجَب الأَصَمُّ.

عذفل؛ ج11، ص: 438

: فی شعر جریر: العِذَفْلُ «1». العَرِیض الواسعُ.

عرجل؛ ج11، ص: 438

: العَرْجَلة: القِطْعة من الخیل، و قیل: الجماعة منها. و العَرْجَلة: الجماعة من الناس، و قیل: جماعة الرَّجّالة. و خَرَجَ القومُ عَرَاجِلَةً أَی مُشاةً. و العَرْجَلة: الجماعةُ من المَعَز؛ عن كراع. و العَرْجَلةُ من الخیل: القَطیعُ، و هی بلُغَة تمیم الحَرْجَلةُ. و العَرْجَلة: الذین یَمْشون علی أَقدامهم، قال: و لا یقال عَرْجَلة حتی یكونوا جماعةً مُشاةً؛ و أَنشد: و عَرْجَلةٍ شُعْثِ الرؤوس كأَنهم بَنُو الجِنِّ، لم تُطْبَخْ بنارٍ قُدورُها قال ابن بری: الذی وقع فی الشعر: بَنَو الجنِّ لم تُطْبَخْ بقدْرٍ جَزورُها قال: و أَنشد أَبو عبیدة فی جمع العَرْجَلَةِ الرَّجّالةِ أَیضاً: راحُوا یُماشُونَ القَلُوصَ عَشِیَّةً، عَرَاجِلةً من بَیْنِ حافٍ و ناعِل و أَنشد الأَزهری فی ترجمة عرضن: تَعْدُو العِرَضْنَی خَیلُهم حَرَاجِلا و قال: حَرَاجِل و عَرَاجِل جماعات. قال: و یقال للرَّجّالة عَرَاجِلُ أَیضاً.

عردل؛ ج11، ص: 438

: العَرْدَلُ: الصُّلْب الشدید، و العَرَنْدَلُ مثلُه، و النون زائدة.
(1). قوله [عذفل: فی شعر جریر العذفل إلخ] كذا فی الأصل، و لم نجد هذه الترجمة بالعین المهملة و الذال المعجمة فی الصحاح و القاموس و المحكم و التهذیب و التكملة بل الموجود فیها غدفل بالمعجمة فالمهملة، و هناك استشهدوا بشعر جریر و هو قوله: رعثات عنبلها الغدفل الأرغل
لسان العرب، ج‌11، ص: 439‌

عرزل؛ ج11، ص: 439

: العِرْزالُ: عِرِّیسةُ الأَسَد، و قیل: هو مأْوَی الأَسَد، و قیل: هو ما یَجْمعه الأَسدُ فی مأْواه لأَشْبالِه من شی‌ء یَمْهَده و یُهَذِّبه كالعُشِّ. و العِرْزالُ: موضع یتَّخِذُه النّاطِر فوق أَطْراف النَّخْل و الشجر یكون فیه فِرَاراً و خوْفاً من الأَسد. و العِرْزالُ: سَقِیفة النَّاطُور. و العِرْزَال: البَقِیَّة من اللَّحْم، و قیل: هو مِثْل الجُوَالِق یُجْمع فیه المتاع؛ قال شمر: بقایا المَتاعِ عِرْزالٌ. و عِرْزالُ الصائد: خِرَقُه و أَهْدامُه یَمْتَهِدُها و یَضْطَجِع علیها فی القُتْرة، و قیل: هو ما یجمعه الصائد من القَدِید فی قُتْرته. و العِرْزال: ما یُخْبَأُ للرجل «2» و العِرْزالُ: فَمُ المَزَادة. و العِرْزَالُ: بیت صغیر یُتَّخَذُ للمَلِك إِذا قاتَلَ، و قد یكون لمُجْتَنی الكَمْأَة؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: لقد ساءَنی، و الناسُ لا یَعْلَمونَه، عَرَازِیلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِیم و قیل: هو بیت صغیر، لم یُحَلَّ بأَكثرَ مِنْ هذا. و عِرْزَالُ الحَیَّة: جُحْرُها؛ قال أَبو النجم: و كَرِهَتْ أَحْناشُها العَرَازِلا یقول: جاء الصَّیْفُ فَخَرَجَتْ من جِحَرَتِها؛ و أَنشد الإِیادِیُّ: تَحْكِی له القَرْناءُ فی عِرْزالِها أُمَّ الرَّحَی، تَجْری علی ثِفَالِها أَراد بالقَرْناء الحَیَّة؛ و أَورد ابن بری هذا للأَعشی و تَتِمَّته: تَحَكُّكَ الجَرْباء فی عِقَالِها «3». و عِرْزالُ الرَّجُل: حانُوته. و احْتَمَلَ عِرْزالَه أَی متاعَه القلیلَ؛ عن ابن الأَعرابی. و العِرْزالُ: غُصْن الشجرة. و عَرَازِیلُ الثُّمَامِ: عِیدَانُه؛ كلاهما عنه أَیضاً؛ و أَنشد: إِنْ وَرَدَتْ یوماً شدیداً شَبَمُه، لا تَرِدُ الماءَ بعَظْمٍ تَعْجُمه، و لا عَرَازِیلِ ثُمَامٍ تَكْدُمُه و العِرْزَالُ: الفِرْقةُ من الناس. و العَرَازِیلُ: المُجَمَّعة من الناس. و قوم عَرَازِیلُ: مجتمعون؛ قال ابن سیدة: و أُرَی أَنهم مجتمعون فی لُصُوصِیَّةٍ أَو خِرَابة؛ قال: قُلْتُ لقومٍ خَرَجُوا هَذَالِیل نَوْكَی، و لا یَنْفَعُ للنَّوْكی القِیل: احْتَذِروا لا تَلْقَكُمْ طَمالِیل، قَلِیلةٌ أَموالُهُم عَرَازِیل هَذَالِیلُ: مُتَقَطِّعون، و العَرَازِیلُ عند العرب: مَظَالُّ ذَلِیلةٌ فیها مُتَیّعٌ خفیف «4». و العِرْزَالُ: الثِّقَلُ. و أَلْقَی علیه عِرْزَالَه أَی ثِقَله، و كذلك أَلْقَی علیه عَرَازِیلَه.

عرطل؛ ج11، ص: 439

: العَرْطَلُ: الفاحش الطُّول المُضْطرب من كل شی‌ء؛ قال أَبو النجم: فی سَرْطَم هادٍ و عُنْقٍ عَرْطَل و العَرْطَلِیلُ: الطویل، و قیل: الغلیظ؛ عن السیرافی. قال ابن بری: و ذكر سیبویه عَرْطَلِیلًا فقال الزبیدی: لم نُلْفِ تفسیره، قال: و قد قیل إِنه الطَّوِیل، و استدلَّ علی صحة ذلك بقولهم عَرْطَلٌ للطویل. و العَرْطَویلُ و العَرْطَلُ: الشابُّ الحَسَن.
(2). قوله [ما یخبأ للرجل] الذی فی التهذیب: ما یخبأ للرجل من اللحم (3). قوله [تحكك الجرباء] زاد فی التكملة قبله: تحتك جنباها إلی قتالها (4). قوله [مُتَیّع: هكذا فی الأَصل، و لم نجد هذه اللفظة فی المعاجم حتی فی اللسان نفسه
لسان العرب، ج‌11، ص: 440
و العَرْطَل: الضَّخْم، و عَمَّ به الأَزهریُّ فقال: العَرْطَلُ الطویل من كل شی‌ء.

عرقل؛ ج11، ص: 440

: عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذا جار عن القَصْد. و العَرْقَلَةُ: التَّعْویج. و عَرْقَلَ علیه كلامَه: عَوَّجَه. و عَرْقَلَ فلان علی فلان و حَوَّقَ: معناه قد عَوَّجَ علیه الكلامَ و الفِعْلَ و أَدار علیه كلاماً لیس بمستقیم؛ قال: و حَوَّقَ مأْخوذ من حُوقِ الكَمَرة و هو ما دار حَوْل الكَمَرة. قال: و من العَرْقَلَة سُمِّی عَرْقَل بن الخَطِیم رجل معروف و هو منه. و العِرْقِیلُ: صُفْرَة البَیْض؛ و أَنشد: طَفْلَةٌ تُحْسَبُ المَجَاسِدُ منها زَعْفَراناً یُدافُ، أَو عِرْقِیلا و قیل: الغِرْقِیل بیاض البَیْض، بالغین. و العَرْقَلَی: مِشْیَة تَبخْتُرٍ. و رَجُلٌ عِرْقالٌ: لا یستقیم علی رُشْدِه. و العَرَاقِیل: الدَّوَاهی. و عَرَاقِیلُ الأُمُورِ و عراقِیبُها: صِعابُها.

عركل؛ ج11، ص: 440

: عَرْكَلٌ: اسم.

عرهل؛ ج11، ص: 440

: قال ابن بری: العُرَاهِلُ الكاملُ الخَلْق؛ قال الراجز: یَتْبَعْنَ نَیَّافَ الضُّحَی عُرَاهلا و العِرْهَلُّ: الشدید؛ قال: و أَعْطَاه عِرْهَلًّا من الصُّهْبِ دَوْسَرا

عزل؛ ج11، ص: 440

: عَزَلَ الشی‌ءَ یَعْزِلُه عَزْلًا و عَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ و انْعَزَلَ و تَعَزَّلَ: نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّی. و قوله تعالی: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ؛ معناه أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بالنجوم مُنِعوا من السَّمْع. و اعْتَزَلَ الشی‌ءَ و تَعَزَّلَه، و یتعدیان بعَنْ: تَنَحَّی عنه. و قوله تعالی: وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِی فَاعْتَزِلُونِ، أَراد إِن لم تؤمنوا بی فلا تكونوا عَلیَّ و لا مَعِی؛ و قول الأَخوص: یا بَیْتَ عاتِكةَ الَّذی أَتَعَزَّلُ، حَذَرَ العِدی، و به الفُؤادُ مُوكَّلُ یكون علی الوجهین «1». و تَعَازَلَ القومُ: انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعْض. و العُزْلةُ: الانْعِزال نفسُه، یقال: العُزْلةُ عِبادة. و كُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا و كذا أَی كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه. و اعْتَزَلْتُ القومَ أَی فارَقْتهم و تَنَحَّیت عنهم؛ قال تأَبَّط شَرًّا: و لَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ریحٍ و قِرَّةٍ، و لا بصَفاً صَلْدٍ عن الخیر مَعْزِل و قَوْمٌ من القَدَرِیَّةِ یُلَقَّبون المُعْتَزِلة؛ زعموا أَنهم اعْتَزَلوا فِئَتی الضلالة عندهم، یَعْنُون أَهلِ السُّنَّة و الجماعةِ و الخَوَارجَ الذین یَسْتَعْرِضون الناسَ قَتْلًا.و مَرَّ قَتادةُ بعمرو بن عُبَیْد بن بابٍ فقال: ما هذه المُعْتَزِلة؟ فسُمُّوا المُعْتَزِلةَ؛ و فی عمرو بن عبید هذا یقول القائل: بَرئْتُ من الخَوَارج لَسْتُ منهم مِنَ العُزَّالِ منهم و ابنِ باب «2». و عَزَل عن المرأَة و اعْتَزَلَها: لم یُرِدْ ولَدها. و‌فی الحدیث: سأَله رجلٌ من الأَنصار عن العَزْلِ‌یعنی
(1). قوله [یكون علی الوجهین] فلعلهما تعدی أتعزل فیه بنفسه و بعن كما هو ظاهر (2). قوله [من العُزَّال] قال شارح القاموس: و العُزَّال كرمان المعتزلة، و أنشد البیت
لسان العرب، ج‌11، ص: 441
عَزْلَ الماء عن النساء حَذَرَ الحَمْل؛ قال الأَزهری: العَزْلُ عَزْلُ الرجل الماءَ عن جاریته إِذا جامعها لئلا تَحْمِل. و‌فی حدیث أَبی سعید الخُدْری أَنه قال: بینا أَنا جالسٌ عند سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، جاء رجل من الأَنصار فقال: یا رسول الله، إِنَّا نُصِیبُ سَبْیاً فنُحِبُّ الأَثمان فكیف تَرَی فی العَزْل؟ فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا، عَلَیْكم أَن لا تَفْعَلوا ذلك فإِنَّها ما مِنْ نَسَمةٍ كَتَب اللهُ أَن تخْرُجَ إِلا و هی خارجة؛ و فی حدیث آخر: ما عَلَیْكُم أَن لا تَفْعَلوا، قال: من رواه لا عَلَیْكُم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه عند النحویین لا بأْس علیكم أَن لا تفعلوا، حُذِف منه بأْس لمعرفة المخاطب به، و من رواه ما علیكم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه أَیُّ شی‌ءٍ علیكم أَن لا تفعلوا كأَنه كَرِه لهم العَزْلَ و لم یُحَرِّمه، قال: و فی قوله نُصِیب سَبْیاً فنُحِبُّ الأَثمانَ فكیف تَرَی فی العَزْل، كالدَّلالة علی أَن أُمّ الولد لا تُباع. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَكْره عَشْرَ خِلالٍ منها عَزْلُ الماء لغیر مَحَلِّه‌أَی یَعْزِله عن إقراره فی فَرْج المرأَة و هو مَحَلُّه، و فی قوله لغیر مَحَلِّه تعریض بإِتیان الدُّبُر. و یقال: اعْزِلْ عنك ما یَشِینُك أَی نحِّهِ عنك. و المِعْزَال: الذی یَنْزِل ناحیةً من السَّفْر یَنْزِل وَحْدَه، و هو ذَمٌّ عند العرب بهذا المعنی. و المِعْزال: الراعی المنفرد؛ قال الأَعشی: تُخْرِج الشَّیْخَ عن بَنِیه، و تَلْوی بِلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَال و هذا المعنی لیس بذَمٍّ عندهم لأَن هذا من فِعْل الشُّجْعان و ذَوِی البَأْس و النَّجْدة من الرجال، و یَكُون المِعْزَال الذی یَسْتَبدُّ برأْیه فی رَعْی أُنُف الكَلإِ و یَتَتَبَّع مَساقِطَ الغیث و یَعْزُب فیها، فیقال له مِعْزابة و مِعْزَال؛ و أَنشد الأَصمعی: إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رأْسه، و أَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّة الخُطْلِ و یروی … المِعْزاب …، و هو الذی قد عَزَبَ بإِبِله، و الهَدَف: الثَّقِیل الوَخِمُ، و الضَّفْوُ: كثرة المال و اتِّساعه، و الجمع المَعَازِیل؛ قال عَبْدة بن الطبیب: إِذ أَشْرَفَ الدِّیكُ یَدْعو بعض أُسْرتِه، إِلی الصَّباحِ، و هم قَوْمٌ مَعازِیلُ «1». قال ابن بری: المَعازِیلُ هنا الَّذین لا سِلاح معهم، و أَراد بقوله و هم قوم الدَّجاجَ. و الأَعْزَلُ: الرَّمْل المنفرد المنقطع المُنْعَزِل. و العَزَلُ فی ذَنَب الدابَّة: أَن یَعْزِل ذَنَبه فی أَحد الجانبین، و ذلك عادة لا خِلْقة و هو عیب. و دابَّة أَعْزَلُ: مائل الذَّنَب عن الدُّبُرِ عادةً لا خِلْقة، و قیل: هو الذی یَعْزِل ذَنَبه فی شِقٍّ، و قد عَزِلَ عَزَلًا، و كُلُّه من التَّنَحِّی و التنحیة؛ و منه قول إمرئ القیس: بِضَافٍ فُوَیْقَ الأَرْضِ لَیْسَ بأَعْزَل و قال النضر: الكَشَف أَن تَرَی ذَنَبه زائلًا عن دُبُره و هو العَزَلُ. و یقال لِسَائق الحِمَار: اقْرَعْ عَزَلَ حِمارك أَی مُؤَخَّره. و العَزَلة: الحَرْقَفة. و الأَعْزَلُ: الناقص إِحدی الحَرْقَفَتین؛ و أَنشد: قد أَعْجَلَت ساقَتُها قَرْعَ العَزَل
(1). قوله [إلی الصباح] قال الصاغانی فی التكملة: كذا وقع فی نسخ الصحاح، و الروایة لدی الصباح و هو الصواب
لسان العرب، ج‌11، ص: 442
و العُزُل و الأَعْزَلُ: الذی لا سِلاحَ معه فهو یَعْتَزِل الحَرْبَ؛ حكی الأَوَّلَ الهروی فی الغریبین و ربما خُصَّ به الذی لا رمح معه؛ و أَنشد أَبو عبید: و أَرَی المَدینَة، حین كُنْتَ أَمیرَها، أَمِنَ البَرِی‌ءُ بها و نام الأَعْزَلُ و جَمْعهما أَعْزَالٌ و عُزْلٌ و عُزْلانٌ و عُزَّلٌ؛ قال أَبو كبیر الهذلی: سُجَرَاءَ نَفْسِی غَیْرَ جَمْعِ أُشابةٍ حُشُداً، و لا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ «1». و قال الأَعشی: غَیْر مِیلٍ و لا عَوَاوِیرَ فی الهَیْجا، و لا عُزَّلٍ و لا أَكفال قال أَبو منصور: الأَعْزال جمع العُزُل علی فُعُل، كما یقال جُنُبٌ و أَجْنَاب و مِیَاهٌ أَسدامٌ جمع سُدُم. و‌فی حدیث سَلَمة: رآنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بالحُدَیْبِیة عُزُلًا‌أَی لیس معی سلاح. و‌فی الحدیث: مَنْ رأَی مَقْتَل حَمْزة؟ فقال رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنا رأَیته؛ و منه‌حدیث الحسن: إِذا كان الرجل أَعْزَلَ فلا بأْس أَن یأْخُذَ من سلاح الغَنِیمة.و‌فی حدیث خَیْفان: مَسَاعِیرُ غَیر عُزْلٍ، بالتسكین؛ و فی قصید كعب: زَالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ و لا كُشُفٌ، عند اللِّقاء، و لا مِیلٌ مَعازِیلُ أَی لَیْس معهم سِلاحٌ، واحدهم مِعْزالٌ، و یقال فی جمعه أَیضاً مَعازِیلُ «2» عن ابن جنی، و الاسم من ذلك كله العَزَلُ. و المَعَازِیلُ أَیضاً: القومُ الذین لا رماحَ معهم؛ قال الكمیت: و لكنَّكُم حَیٌّ مَعازیلُ حِشْوةٌ، و لا یُمْنَع الجِیرانُ باللَّوْمِ و العَذْل و أَما قول أَبی خِراش الهُذلی: فهل هو إِلا ثَوْبُه و سِلاحُه؟ فما بِكُمُ عُرْیٌ إِلیه و لا عَزْلُ فإِنما أَراد: و لا أَنتم عَزَلٌ، فَخَفَّف، و إِن كان سیبویه قد نَفاه، و قد جاءت له نظائر، و روی: و لا عُزْل، أَراد و لا أَنتم عُزْل، و قد یكون العُزْل لغةً فی العَزَل، كالشُّغْل و الشَّغَل و البُخْل و البَخَل. و السِّماكُ الأَعْزَل: كوكبٌ علی المَجرَّة، سمی بذلك لعَزَله مما تَشَكَّل به السِّماك الرامحُ من شَكْل الرُّمْح؛ قال الأَزهری: و فی نجوم السماء سِماكان: أَحدهما السِّماك الأَعْزَل، و الآخر السِّماك الرامح، فأَما الأَعْزَل فهو من منازل القمر به یَنزِل و هو شَآمٍ، و سمی أَعْزَل لأَنه لا شی‌ء بین یدیه من الكواكب كالأَعْزَل الذی لا سلاح معه كما كان مع الرامح، و یقال: سمی أَعْزَل لأَنه إِذا طَلَع لا یكون فی أَیامه ریح و لا بَرْدٌ؛ و قال أَوس بن حجَر: كأَنَّ قُرونَ الشَّمْس عند ارتفاعها، و قد صادَفَتْ قَرْناً، من النَّجم، أَعزَلا تَرَدَّدَ فیه ضَوْؤُها و شُعاعُها، فأَحْصِنْ و أَزْیِنْ لامرئٍ إِن تَسْربلا «3». أَراد: إِن تَسَرْبَل بها، یصف الدرع أَنك إِذا نظرْتَ
(1). قوله [سجراء] تقدم البیت فی حشد و ضبط فیه سجراء بفتح السین و سكون الجیم و هو خطأ و الصواب ما هنا (2). قوله [و یقال فی جمعه إلخ] هذا من جموع العُزُل بضمتین و الأَعْزَل المتقدمین فی صدر العبارة، و هو معطوف فی عبارة ابن سیدة علی الجموع المتقدمة (3). قوله [قرناً] كذا فی الأصل تبعاً للتهذیب. و فی التكملة: طلقاً، و الطلق كما فی القاموس: الذی لا أذی فیه و لا حر، و قوله [فأحصن] كذا فی الأصل و التهذیب بالصاد، و فی التكملة فأحسن بالسین
لسان العرب، ج‌11، ص: 443
إِلیها وجَدْتها صافیة بَرَّاقة كأَن شُعاع الشمس وقع علیها فی أَیام طلوع الأَعْزَل و الهواءُ صافٍ؛ و قوله: تَرَدَّدَ فیه یعنی فی الدِّرْع فذَكَّره للَّفظ «1» و الغالب علیها التأْنیث؛ و قال الطِّرِمّاح: مَحاهُنَّ صَیِّبُ نَوْء الرَّبِیع، مِنَ الأَنْجُم العُزْلِ و الرَّامِحَه و قوله: رَأَیْتُ الفِتْیَةَ الأَعْزال، مِثْلَ الأَینُق الرُّعْل إِنما الأَعزالُ فیه جمع الأَعْزَل؛ هكذا رواه علی بن حمزة، بالعین و الزای، و المعروف الأَرْعال. و العِزال: الضَّعْفُ. ابن الأَعرابی: الأَعْزَل من اللحم یكون نصیبَ الرجل الغائب، و الجمع عُزْلٌ. و العَزْل: ما یورِدُه بیتَ المال تَقْدِمةً غیرَ موزون و لا مُنْتَقَد إِلی محِلِّ النَّجْم. و العَزْلاء: مَصَبُّ الماء من الراویة و القِرْبةِ فی أَسفلها حیث یُسْتَفْرَغ ما فیها من الماء؛ سُمیت عَزْلاء لأَنها فی أَحد خُصْمَی المَزادة لا فی وَسَطها و لا هی كفَمِها الذی منه یُسْتَقی فیها، و الجمع العَزالِی، بكسر اللام. و‌فی الحدیث: و أَرْسَلَت السَّماءُ عَزالِیَها، كثُر مطَرُها علی المثل، و إِن شئت فتحت اللام مثل الصَّحاری و الصَّحاری و العَذاری و العَذاری، یقال للسحابة إِذا انهَمَرَتْ بالمَطر الجَوْد: قد حَلَّت عَزالِیَها و أَرسَلتْ عَزالِیَها؛ قال الكمیت: مَرَتْه الجَنوبُ، فلمّا اكْفَهرَّ حَلَّتْ عَزالِیَه الشَّمْأَلُ و فی حدیث الاستسقاء: دُفاقُ العَزائِل جَمُّ البُعاق «2» العَزَائِل: أَصله العَزالی مثل الشّائك و الشّاكی، و العَزالِی جمع العَزْلاء، و هو فَمُ المَزادة الأَسفل، فشَبَّه اتِّساعَ المطر و اندفاقَه بالذی یخرج من فم المزادة. و‌فی حدیث عائشة: كُنَّا نَنْبِذ لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی سِقاءٍ له عَزْلاء.و الأَعْزَل: سحابٌ لا مطر فیه. و العَزْلُ و عُزَیْلة: موضعان. و الأَعْزَلةُ: موضع. و الأَعَازِل: مواضع فی بنی یَرْبوع؛ قال جریر: تُرْوِی الأَجارِعَ و الأَعَازِلَ كُلَّها و النَّعْفَ، حیثُ تَقابَلَ الأَحْجارُ و الأَعْزَلانِ: وادِیان لبنی كُلیب و بنی العَدَوِیَّة، یقال لأَحدهما الرَّیّان و للآخر الظَّمْآن. و عَزَلَه عن العَمل أَی نحَّاه فعُزِل. و عُزَیْل: اسمٌ. و عَزَلَه أَی أَفْرَزَه. و المِعْزال: الضَّعیف الأَحْمق. و المِعْزال: الذی یَعْتَزِل أَهلَ المَیْسِرِ لُؤماً؛ و عازِلة: اسم ضَیْعة كانت لأَبی نُخَیْلة الحِمّانی، و هو القائل فیها: عَازِلةٌ عن كلِّ خَیْر تَعْزِلُ، یابسةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ لِلْجِنِّ بین قارَتَیْها أَفْكَلُ، أَقْبَلَ بالخَیْر علیها مُقْبِلُ مُقْبِل: اسم جبل أَعْلی عَازِلة.
(1). قوله [فذكره للفظ] أورد فی التكملة البیت بضمیر المؤنث، فلعلهما روایتان (2). قوله [دفاق العزائل إلخ] صدر بیت، و عجزه كما فی حاشیة نسخة من النهایة: أغاث به الله علیا مضر
لسان العرب، ج‌11، ص: 444‌

عزهل؛ ج11، ص: 444

: العَزْهَل و العِزْهِل: ذكَرُ الحَمام، و قیل: فَرْخُها، و جمعه العَزاهِلُ؛ و أَنشد: إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحَتْ عَزاهِلُها، سَمِعْتَ لها عَرِینا «1». قال ابن الأَعرابی: العَرینُ الصَّوْت، و قال ابن بری: العِزْهِیلُ الذَّكَر من الحَمام. الأَزهری: رَجُلٌ عِزْهَلٌّ، مشدَّد اللام، إِذا كان فارغاً، و یجمع علی العَزاهِل؛ و أَنشد: و قد أُرَی فی الفِتْیِة العَزاهِلِ، أَجرُّ من خَزِّ العِراقِ الذَّائلِ فَضْفاضةً تَضْفو علی الأَنامِلِ و بعیرٌ عِزْهَلٌّ: شدید؛ و أَنشد: و أَعْطاه عِزْهَلًّا من الصُّهْبِ دَوسَراً أَخا الرُّبْع، أَو قد كاد للبُزْل یُسدِسُ و العُزاهِلُ من الخَیْل: الكاملُ الخَلْق؛ و أَنشد: یَتْبَعْنَ زَیَّافَ الضُّحی عُزَاهِلا، یَنْفَحُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا، كالبُرْد رَیَّانَ العَصا عَثاكِلا غُدافِل: كثیر سَبِیب الذَّنَب. ابن الأَعرابی: المُعَبْهَلُ و المُعَزْهَل المُهْمَل. و العَزاهِیل «2»: الجماعة المُهْمَلة؛ قال الشَّمَّاخ: حتی اسْتَغاثَ بأَحْوَی فَوْقَه حُبُكٌ، یَدْعُو هَدِیلًا به العُزْفُ العَزاهِیل معناه استغاث الحمارُ الوحشی بأَحوی، و هو الماء، فَوْقَه حُبُكٌ أَی طرائق یَدْعو هَدِیلًا، و هو الفَرخ، به العُزْف، و هی الحَمام الطُّورانیَّة؛ و العَزاهِیل: الإِبل المُهْمَلة، واحدها عُزْهولٌ. و المُعَزْهَلُ: الحَسنُ الغِذاء. و عَزْهَلٌ: اسم. و عَزْهَل و عُزاهِل: موضع «3» و قال: المُعَلْهَز الحَسَن الغِذاء كالمُعَزْهَل.

عسل؛ ج11، ص: 444

: قال الله عز و جل: وَ أَنْهٰارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی؛ العَسَلُ فی الدنیا هو لُعاب النَّحْل و قد جعله الله تعالی بلطفه شِفاءً للناس، و العرب تُذَكِّر العَسَل و تُؤنِّثه، و تذكیره لغة معروفة و التأْنیث أَكثر؛ قال الشماخ: كأَنَّ عُیونَ الناظِرِین یَشُوقُها بها عَسَلٌ، طابت یدا من یَشُورُها بها أَی بهذه المرأَة كأَنه قال: یَشُوقُها بِشَوْقِها إِیَّاها عَسَلٌ؛ الواحدة عَسَلةٌ، جاؤوا بالهاء لإِرادة الطائفة كقولهم لَحْمة و لبَنَة؛ و حكی أَبو حنیفة فی جمعه أَعْسال و عُسُلٌ و عُسْلٌ و عُسُولٌ و عُسْلانٌ، و ذلك إِذا أَردت أَنواعه؛ و أَنشد أَبو حنیفة: بَیْضاءُ من عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ، شِیبَتْ بماء القِلاتِ من عَرِم القِلاتُ: جمع قَلْتٍ، و العَرِمُ: جمع عَرِمة، و هی الصُّخور تُرْصَف و یُقْطَع بها الوادی عَرْضاً لتكون رَدّاً للسَّیْل. و قد عَسَّلَتِ النَّحْل تَعْسِیلًا. و العَسَّالة: الشُّورة التی تَتَّخِذ فیها النَّحْلُ العَسَلَ من راقُودٍ و غیره فتُعَسِّل فیه. و العَسَّالة و العاسِلُ: الذی یَشْتارُ العَسَلَ من موضعه و یأْخُذه من الخَلِیَّة
(1). قوله [الشعفات] كذا فی الأصل هنا بالشین المعجمة و مثله فی التكملة، و تقدم فی ترجمة عرن بالمهملة (2). قوله [و العزاهیل إلخ] أورده الصاغانی فی عرهل بالمهملة و استشهد ببیت الشماخ المذكور ثم قال: و الزای فی كل هذا التركیب لغة، و تبعه صاحب القاموس (3). قوله [و عَزْهَلٌ و عُزَاهِل: موضع] أی كل منهما موضع كما هو مفاد القاموس
لسان العرب، ج‌11، ص: 445
؛ قال لبید: بأَشْهَبَ من أَبكارِ مُزْنِ سَحابة، و أَرْیِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عَاسِلُ أَراد شارَه من النَّحْل فعدّی بحذف الوَسِیط ك اخْتٰارَ مُوسیٰ قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا. و مَكانٌ عَاسِلٌ: فیه عَسَلٌ؛ و قول أَبی ذؤیب: تَنَمَّی بها الیَعْسُوبُ حَتَّی أَقَرَّها إِلی مَأْلَفٍ، رَحْبِ المَباءةِ، عاسِلِ إِنما هو علی النَّسَب أَی ذی عَسَلٍ، و العرب تُسَمِّی صَمْغَ العُرْفُط عَسَلًا لحلاوته، و تقول للحدیث الحُلْو: مَعْسُولٌ. و استعار أَبو حنیفة العَسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فقال: الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَب و هو ما سال من سُلافَتِه، و هو حُلْوٌ بمَرَّةٍ، و عَسَلُ النَّحْل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحُلْو المسمَّی به علی التشبیه. و عَسَلَ الشی‌ءَ یَعْسِلُه و یَعْسُله عَسْلًا و عَسَّله: خَلَطَه بالعَسَل و طَیّبه و حَلَّاه. و عَسَّلْتُ الرجُلَ: جَعَلْتُ أُدْمَه العَسَل. و اسْتَعْسَلَ القومُ: اسْتَوْهَبوا العَسَل. و عَسَّلْتُ القومَ: زوَّدتهم إِیَّاه. و عَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه و أَعْسُله أَی عمِلْته بالعَسَل. و زَنْجَبِیل مُعَسَّل أَی مَعْمول بالعَسَل؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ به رُضاباً، كطَعْم الزَّنْجَبِیل المُعَسَّل و‌فی الحدیث فی الرجل یُطَلِّق امرأَته ثم تَنْكِح زوجاً غیره: فإِن طَلَّقها الثانی لم تَحِلَّ للأَوَّل حتی یَذُوقَ من عُسَیْلَتِها و تَذُوقَ من عُسَیْلَته، یعنی الجِماع علی المَثَل. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لامرأَة رِفاعة القُرَظِیِّ، و قد سأَلَتْه عن زوج تَزَوَّجَتْه لِتَرْجِع به إِلی زَوْجِها الأَوَّل الذی طَلَّقها، فلم یَنْتَشِرْ ذَكَرُه للإِیلاج فقال له: أَ تُرِیدینَ أَن تَرْجِعی إِلی رِفاعة؟ لا، حَتَّی تَذُوقی عُسَیْلَتَه و یَذُوقَ عُسَیْلَتَكِ، یعنی جِماعَها لأَن الجِماع هو المُسْتَحْلی من المرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَسَل فاستعار لها ذَوْقاً؛ و قالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ و مَعْسول، علی أَنه یُسْتَحْلی اسْتِحْلاء العَسَل، و قیل فی‌قوله: حتی تَذُوقی عُسَیْلَته و یَذوق عُسَیْلَتَك، إِنَّ العُسَیْلة ماء الرجل، و النُّطْفَةُ تُسَمَّی العُسَیْلة؛ و قال الأَزهری: العُسَیْلة فی هذا الحدیث كنایة عن حَلاوة الجِماع الذی یكون بتغییب الحَشَفة فی فرج المرأَة، و لا یكون ذَواقُ العُسَیْلَتَیْن معاً إِلا بالتغییب و إِن لم یُنْزِلا، و لذلك اشترط عُسَیْلَتهما و أَنَّثَ العُسَیْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَسَل؛ قال ابن الأَثیر: و من صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَیْلة كَقُوَیْسة و شُمَیْسة، قال: و إِنما صَغَّرَه إِشارة إِلی القدر القلیل الذی یحصل به الحِلُّ. و یقال: عَسَلْت من طَعامه عَسَلًا أَی ذُقْت. و عَسَلَ المرأَةَ یَعْسِلُها عَسْلًا: نكَحها، فإِمَّا أَن تكون مشتقَّة من‌قوله حتی تَذُوقی عُسَیْلته و یَذُوق عُسَیْلتك، و إِمَّا أَن تكون لفظَةً مُرْتَجَلَة علی حِدَة، قال ابن سیدة: و عندی أَنها مشتقة. و المَعْسُلَة «1» الخَلِیَّة؛ یقال: قَطَفَ فلان مَعْسُلَتَه إِذا أَخذ ما هنالك من العَسَل، و خَلِیَّة عاسِلةٌ، و النَّحْل عَسَّالَة. و ما أَعرف له مَضْرِبَ عَسَلة: یعنی أَعْراقَه؛ و یقال:
(1). قوله [و المَعْسُلَة] هكذا ضبط فی الأصل و فی موضعین من المحكم بضم السین و علیه علامة الصحة، و وزنه فی القاموس بمرحلة
لسان العرب، ج‌11، ص: 446
ما لِفُلان مضرِبُ عَسَلَة یعنی من النسب، لا یستعملان إِلَّا فی النفی؛ و قیل: أَصل ذلك فی شَوْر العَسَل ثم صار مثلًا للأَصل و النسب. و عَسَلُ اللُّبْنی: شی‌ءٌ یَنْضَحُ من شَجَرِها یُشْبِه العَسَل لا حَلاوة له. و عَسَلُ الرِّمْث: شی‌ء أَبیض یخرج منه كأَنَّه الجُمَان. و عَسَلَ الرجُلَ: طَیَّب الثناءَ علیه؛ عن ابن الأَعرابی، و هو من العَسَل لأَن سامِعَه یَلَذُّ بِطیبِ ذِكْرِه. و العَسَلُ: طِیبُ الثناء علی الرجل. و‌فی الحدیث: إِذا أَراد الله بعبد خیراً عَسَلَه فی الناس‌أَی طَیَّب ثَناءه فیهم؛ و‌روی أَنه قیل لرسول الله، صلی الله علیه و سلم: ما عَسَلَه؟ فقال: یَفْتَح له عَمَلًا صالحاً بین یَدَیْ موته حتی یَرْضی عنه مَنْ حَوْلَه‌أَی جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَیِّباً، شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من العمل الصالح الذی طاب به ذِكْرُه بین قومه بالعَسَل الذی یُجْعَل فی الطعام فَیَحْلَوْلی به و یَطِیب، و هذا مَثَلٌ، أَی وفَّقَه الله لعمل صالح یُتْحِفه كما یُتْحِف الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل. و یقال: لَبَنَهُ و لَحَمَه و عَسَلَهُ إِذا أَطعمه اللبن و اللحم و العَسَل. و العُسُلُ: الرجال الصالحون، قال: و هو جمع عاسِلٍ و عَسُول، قال: و هو مما جاء علی لفظ فاعل و هو مفعول به، قال الأَزهری: كأَنه أَراد رجل عَاسِلٌ ذو عَسَل أَی ذو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء به علیه یُسْتَحْلی كالعَسَل. و جاریة مَعْسُولة الكلام إِذا كانت حُلْوة المَنْطِق مَلِیحة اللفظ طَیِّبة النَّغْمة. و عَسَلَ الرُّمْحُ یَعْسِلُ عَسْلًا و عُسُولًا و عَسَلاناً: اشْتَدَّ اهتزازُه و اضْطَرَب. و رُمْحٌ عَسَّالٌ و عَسُولٌ: عاسِلٌ مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ، و هو العاتِرُ و قد عَتَرَ و عَسَلَ؛ قال: بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر و قال أَوس: تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ و تَلَذُّه یَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ یَعْسِلُ و العَسَلُ و العَسَلانُ: أَن یَضْطَرِم الفرسُ فی عَدْوِه فیَخْفِق برأْسه و یَطَّرِد مَتْنُه. و عَسَلَ الذِّئْبُ و الثعلبُ یَعْسِلُ عَسَلًا و عَسَلاناً: مَضَی مُسْرِعاً و اضْطَرب فی عَدْوِه و هَزَّ رأْسَه؛ قال: و اللهِ لو لا وَجَعٌ فی العُرْقُوب، لكُنْتُ أَبْقَی عَسَلًا من الذِّیب استعاره للإِنسان؛ و قال لبید: عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَی قارِباً، بَرَدَ اللَّیْلُ علیه فنَسَل و قیل: هو للنابغة الجعدی، و الذئب عاسِلٌ، و الجمع العُسَّل و العَوَاسِل؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ یَعْسِلُ مَتْنُه فیه، كما عَسَلَ الطَّریقَ الثَّعْلَبُ أَراد عَسَلَ فی الطریق فحذف و أَوْصل، كقولهم دَخَلْتُ البیت، و یروی لَذٌّ. و العَسَلُ حَبابُ الماء إِذا جَرَی من هُبوب الرِّیح. و عَسَلَ الماءُ عَسَلًا و عَسَلاناً: حَرَّكَتْه الریحُ فاضْطَرَب و ارْتَفَعَتْ حُبُكُه؛ أَنشد ثعلب: قد صبَّحَتْ و الظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَل حَوْضاً، كأَنَّ ماءه إِذا عَسَل من نافِضِ الرِّیحِ، رُوَیْزِیٌّ سَمَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 447
الرُّوَیْزِیُّ: الطَّیْلَسانُ، و السَّمَل: الخَلَق، و إِنما شَبَّه الماءَ فی صَفائه بخُضْرة الطَّیْلَسان و جعله سَمَلًا لأَن الشی‌ء إِذا أَخْلَق كان لونُه أَعْتَق. و عَسَلَ الدَّلیلُ بالمَفازة: أَسرع. و العَنْسَل: الناقةُ السریعة، ذهب سیبویه إِلی أَنه من العَسَلانِ. و قال محمد بن حبیب: قالوا للعَنْس عَنْسَل، فذهب إِلی أَن اللام من عَنْسَل زائدة، و أَن وزن الكلمة فَعْلَلٌ و اللام الأَخیرة زائدة؛ قال ابن جنی: و قد تَرَك فی هذا القول مذهب سیبویه الذی علیه ینبغی أَن یكون العمل، و ذلك أَن عَنْسَل فَنْعَلٌ من العَسَلانِ الذی هو عَدْوُ الذئب، و الذی ذهب إِلیه سیبویه هو القول، لأَن زیادة النون ثانیةً أَكثر من زیادة اللام، أَ لا تری إِلی كثرة باب قَنْبَر و عُنْصُل و قِنْفَخْرٍ و قِنْعاس و قلة باب ذلِك و أُولالِك؟ قال الأَعشی: و قد أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلاةِ، بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْسَل و النون زائدة. و یقال: فلان أَخْبَثُ من أَبی عِسْلة و من أَبی رِعْلة و من أَبی سِلْعامَة و من أَبی مُعْطة، كُلُّه الذِّئب. و رَجُلٌ عَسِلٌ: شدید الضَّرْب سَرِیعُ رَجْعِ الید بالضَّرْب؛ قال الشاعر: تَمْشِی مُوالِیةً، و النَّفْس تُنْذِرُها مع الوَبِیلِ، بكَفِّ الأَهْوَجِ العَسِل و العَسِیلُ: مِكْنَسة الطِّیب، و هی مِكْنَسَة شَعَرٍ یَكْنِس بها العطَّارُ بَلاطَه من العِطْر؛ قال: فَرِشْنی بخَیْرٍ، لا أَكونُ و مِدْحَتی كَناحِتِ، یوماً، صَخْرةٍ بِعَسِیل فَصَلَ بین المضاف و المضاف إِلیه بالظرف «1»؛ أَراد كناحِتٍ صَخْرةً یوماً بعَسِیلٍ، هكذا أُنشد عن الفراء؛ و مثله قول أَبی الأَسود: فأَلْفَیْتُه غَیْرَ مُسْتَعْتِبٍ، و لا ذاكِرِ اللهَ إِلا قلیلا أَراد: و لا ذاكِرٍ اللهَ؛ و أَنشد الفراء أَیضاً: رُبَّ ابْن عَمٍّ لسُلَیْمَی مُشْمَعِلْ، طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَی زادَ الكَسِلْ و قیل: أَراد لا أَكونَنْ و مِدْحَتی. و العَسیل: الرِّیشة التی تُقْلَع بها الغالِیة، و جمعها عُسُلٌ. و إِنه لَعِسْلٌ من أَعْسالِ المالِ أَی حَسَنُ الرِّعیة له، یقال عِسْلُ مالٍ كقولك إِزاء مالٍ و خالُ مالٍ أَی مُصْلح مالٍ. و العَسیل: قَضیب الفیل، و جمعه عُسُلٌ. و العَسَلُ و العَسَلانُ: الخبَب. و‌فی حدیث عمر: أَنه قال لعمرو بن مَعْدِیكَرِب: كَذَبَ، علیْك العَسَلَ‌أَی علیْك بسُرْعة المَشْی؛ هو من العَسَلان مَشْیِ الذئب و اهتزاز الرمح، و عَسَلَ بالشی‌ء عُسُولًا. و یقال: بَسْلًا له و عَسْلًا، و هو اللَّحْیُ فی المَلام. و عَسَلِیُّ الیهودِ: علامَتُهم. و ابن عَسَلة: من شعرائهم؛ قال ابن الأَعرابی: و هو عَبْد المَسیح بن عَسَلة. و عَاسِلُ بن غُزَیَّة: من شُعَراء هُذَیل.
(1). قوله [فصل بین المضاف و المضاف إلیه بالظرف] هذه عبارة المحكم و ضبط صخرة فیه بالجر. و قوله [أراد إلخ] هذه عبارة التهذیب و ضبط صخرة فیه بالنصب و علیه یتم تمثیله ببیت أبی الأَسود فهما روایتان فی البیت كما لا یخفی، و قوله بعد [و قیل أراد لا أكونن] لعله سقط قبل هذا ما یحسن العطف علیه، و فی التهذیب و الصحاح: لا أكونن، بنون التوكید
لسان العرب، ج‌11، ص: 448
و بَنُو عِسْلٍ: قَبیلةٌ یزعمون أَن أُمَّهم السِّعْلاة. و قال الأَزهری فی ترجمة عسم: قال و ذكر أَعرابی «1» أَمَةً فقال: هی لنا و كُلُّ ضَرْبَةٍ لها من عَسَلةٍ؛ قال: العَسَلة النَّسْل.

عسطل؛ ج11، ص: 448

: العَسْطَلة و العَلْسَطة: كلامٌ غیرُ ذی نِظامٍ، و كلام مُعَلْسَطٌ «2».

عسقل؛ ج11، ص: 448

: العَسْقَلة: مكانٌ فیه صَلابةٌ و حجارةٌ بیضٌ. و العَسْقَلُ و العُسْقُولُ و العُسْقولَة، كُلُّه: ضَرْبٌ من الكَمْأَة بِیضٌ تُشَبَّهُ فی لونها بتلك الحجارة، و قیل: هی الكَمْأَةُ التی بین البیاضِ و الحُمْرة، و قیل: هو أَكبر من الفِقْع و أَشدُّ بیاضاً و استِرْخاءً؛ و قال الأَصمعی: هی العَساقیل؛ قال و أَنشد أَبو زید: و لقد جَنَیْتُكَ أَكْمُؤاً و عَساقِلًا، و لقد نَهَیْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ الأَزهری: القَعْبَلُ الفُطْرُ و هو العَسْقَل. و العَسْقَلُ و العَسْقَلَة و العَسقُول، كُلُّه: تَلمُّعُ السَّراب و تَرَیُّعُه، و قیل: عَسَاقِیلُ السّرابِ قِطَعُه لا واحد لها؛ قال كعب بن زهیر: عَیْرانةٌ كأَتان الضَّحْل ناجِیةٌ، إِذا تَرَقَّصَ بالقُورِ العَسَاقِیلُ قال ابن بری: الذی فی شعر كعب بن زهیر: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَیْها، إِذا عَرِقَتْ، و قد تَلَفَّعَّ بالقُورِ العَسَاقِیلُ و القُور: الرُّبی، أَی قد تَغَشَّاها السَّرابُ و غَطَّاها، قال: و هذا من المقلوب لأَن القُورَ هی التی تَلَفَّعَت بالعَساقیل؛ و عَساقِل: جمع عَسْقَلة، و عَساقیل: جمع عُسْقُول؛ و قال ابن سیدة: أَراد: و قد تَلَفَّعَتْ القُورُ بالعَساقیل، فَقَلب، و قیل: العساقیل و العَساقِل السَّرابُ جُعِلا اسماً لواحد كما قالوا حَضاجِر. قال الأَزهری: و قِطَعُ السَّراب عساقِل؛ قال رؤبة: جَرَّدَ منها جُدَداً عَساقِلا، تَجْرِیدَكَ المَصْقُولةَ السَّلائِلا یعنی المِسْحَل جَرَّدَ أُتُناً أَنْسَلَتْ شَعرَها فَخَرجَتْ جُدداً بیضاً كأَنَّها عَساقِلُ السَّراب. و یقال: ضَرَب عَسْقَلانه، و هو أَعلی رأْسه. الجوهری: العَساقِیلُ ضَرْبٌ من الكَمْأَة و هی الكَمْأَة الكِبار البِیضُ یقال لها شَحْمة الأَرض؛ و أَنشد الجوهری: و أَغْبَر فِلٍّ مُنِیفِ الرُّبی، علیه العَساقِیلُ مِثلُ الشَّحَم و یقال فی الواحد عَسْقَلة و عُسْقُول؛ قال الراجز: عَساقِلٌ و جَبَأٌ فیها قَضَض و عَسْقَلانُ: مدینة و هی عَرُوس الشَّام. و عَسْقَلان: سُوقٌ تَحُجُّه النصاری فی كل سنة؛ أَنشد ثعلب: كأَنَّ الوُحُوش به عَسْقَلانُ، صادَفَ فی قَرْنِ حَجٍّ دِیافا شَبَّه ذلك المكانَ لكثرة الوُحوش بسُوقِ عَسْقَلان. و قال الأَزهری: عَسْقَلان من أَجناد الشام.

عشل؛ ج11، ص: 448

: العَاشِلُ و العاشِنُ و العاكِلُ: المُخَمِّن الذی یَظُنُّ فیُصِیب.
(1). قوله [قال و ذكر أعرابی] القائل هو النضر بن شمیل كما یؤخذ من التهذیب (2). قوله [و كلام معلسط] هذه عبارة المحكم، و عبارة التكملة: یقال كلام مُعَسْطَل و معلسط
لسان العرب، ج‌11، ص: 449‌

عصل؛ ج11، ص: 449

: العَصَلُ: المِعی، و الجمع أَعْصالٌ؛ قال الطِّرِمَّاح: فهو خِلْوُ الأَعْصالِ، إِلَّا من الماء و مَلْجُوذِ بارِضٍ ذی انْهِیاض و أَنشد الأَصمعی لأَبی النجم: یَرْمِی به الجَرْعُ إِلی أَعْصالِها و العَصَلُ: الالْتواءُ فی الشی‌ء. و العَصَلُ: التواء فی عَسِیب ذَنَب الفَرس حتی یُصِیب كاذَتَهُ و فائلَه. و فَرَسٌ أَعْصَلُ: مُلْتَوی العَسِیب حتی یَبْرز بعض باطنه الذی لا شَعَر علیه. و یقال للسَّهْم الذی یَلْتوی إِذا رُمِی به مُعَصِّلٌ، بالتشدید؛ و حكی ابن بری عن علی بن حمزة قال: هو المُعَضِّلُ، بالضاد المعجمة، من عَضَّلَتِ الدَّجاجةُ إِذا الْتَوَت البَیْضةُ فی جوفه. و عَصَّلَ السَّهمُ: الْتَوی فی الرَّمْیِ. و العاصِلُ: السَّهْم الصُّلْب. و‌فی حدیث عُمَر و جریر: و منها العَصِلُ الطائش‌أَی السَّهْم المُعْوَجُّ المَتْن. و سِهامٌ عُصْلٌ: مُعْوَجَّة؛ قال لبید: فَرَمَیْتُ القَوْمَ رِشْقاً صائباً، لَسْنَ بالعُصْلِ و لا بالمُقْتَعَل و یروی: لیس … و‌فی حدیث عَلیٍّ: لا عِوَج لانتصابه و لا عَصَلَ فی عُوده؛ العَصَلُ: الاعْوِجاج، و كلُّ مُعْوَجٍّ فیه صَلابةٌ أَعْصَلُ. و شَجَرة عَصِلة: عَوْجاء لا یُقْدَر علی استقامتها لصَلابتها. و الأَعْصَلُ أَیضاً: السَّهْم القلیل الرِّیش. و عَصِلَ الشی‌ءُ عَصَلًا و هو أَعْصَلُ و عَصِلٌ: اعْوَجَّ و صَلُبَ؛ قال: ضَرُوس تَهُرُّ الناسَ، أَنْیابُها عُصْلُ و قد كُسِّر علی عِصال و هو نادر؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی أَنَّ عِصالًا جمع عَصَل كوَجَعٍ و وِجاعٍ. و العَصَلُ فی الناب: اعْوجاجُه. و نابٌ أَعْصَلُ بَیِّن العَصَلِ و عَصِلٌ أَی مُعْوجٌّ شدید؛ قال أَوس: رأَیتُ لها ناباً، من الشَّرِّ، أَعْصَلا و قال آخر: علی شَناحٍ، نابُه لم یَعْصَل و قال صخر: أَبا المُثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ باهِظَةٍ، تأْتِیكَ منِّی، ضَرُوسٍ نابُها عَصِلُ أَی هی قدیمة، و ذلك أَن نابَ البعیر إِنما یَعْصَل بعد ما یُسِنُّ؛ أَی شرّ عظیم. و الأَعْصَلُ من الرجال: الذی عُصِبت ساقُه فاعْوَجَّت. و یقال للرجل المُعْوَجِّ الساق: أَعْصَلُ. و عَصِلَ نابُه و أَعْصَلَ: اشتدَّ؛ و وَصَف رَجُلٌ جَملًا فقال: إِذا عَصِلَ نابُه و طال قِرابُه فبِعْه بَیْعاً دَلِیقاً، و لا تُحابِ به صَدِیقاً؛ و قال أَبو صخر الهُذَلی: أَ فَحِینَ أَحْكَمَنی المَشِیبُ، فلا فَتًی غُمْرٌ و لا قَحْمٌ، و أَعْصَلَ بازلی؟ و المِعْصال: مِحْجَنٌ یُتناوَلُ به أَغصانُ الشجر لاعْوِجاجه، و یقال: هو المِحْجَن و الصَّوْلَجان و المِعْصِیل و المِعْصالُ و الصَّاعُ و المِیجارُ و الصولجان «3» و المِعْقَف؛ قال الراجز: إِنَّ لها رَبّاً كمِعْصالِ السَّلَم «4». و امرأَة عَصْلاء: لا لَحْمَ علیها. و عَصَلَ الرَّجُلُ
(3). قوله [و الصولجان إلخ] هكذا فی الأصل و التهذیب مكرراً (4). قوله [إن لها رباً … إلخ] فی التكملة بعده: إنك لن ترویها فاذهب فنم
لسان العرب، ج‌11، ص: 450
و غیرُه: بال. و‌فی الحدیث: أَنه كان لرجل صَنَمٌ كان یأْتی بالجُبُنِّ و الزُّبْد فیَضَعُه علی رأْس صَنَمه و یقول: اطْعَمْ فجاء ثُعْلُبان فأَكل الجُبُنَّ و الزُّبْد ثم عَصَل علی رأْس الصنم‌أَی بال؛ الثُّعْلُبان: ذَكَر الثَّعالب، و فی كتاب الغَریبَیْن للهَرَوی: فجاء ثَعْلَبان فأَكلا، أَراد تثنیة ثَعْلَب. و العَصَلة: شجرة تُسَلِّح الإِبِلَ إِذا أَكل البعیرُ منها سَلَّحَته، و الجمع العَصَلُ؛ قال حسَّان: تَخْرُج الأَضْیاحُ من أَسْتاهِهِم، كسُلاحِ النِّیبِ یأْكُلْنَ العَصَل الأَضْیاح: الأَلْبان المَمْذوقة؛ و قال لبید: و قَبِیلٌ من عُقَیْلٍ صادقٌ، كَلُیُوثٍ بین غابٍ و عَصَل و قیل: هو شجر یُشْبِه الدِّفْلی تأْكله الإِبل و تشرب علیه الماء كل یوم، و قیل: هو حَمْضٌ یَنْبتُ علی المیاه، و الجمع عَصَلٌ. و عَصَّلَ الرجلُ تَعْصیلًا، و هو البُطْء، أَی أَبْطأَ؛ و أَنشد: یأْلِبُها حُمْرانُ أَیَّ أَلْبِ، و عَصَّلَ العَمْرِیُّ عَصْلَ الكَلْبِ «1». و الأَلْبُ: السَّوْقُ الشدید. و العَصَلُ: الرَّمْلُ المُلْتوِی المُعْوَجُّ. و‌فی حدیث بدر: یامِنُوا عن هذا العَصَل، یعنی الرمل المعوجَّ الملتوی، أَی خُذُوا عنه یَمْنةً. و رجُلٌ أَعْصَل: یابس البدن، و جمعه عُصْلٌ؛ قال الراجز: و رُبَّ خَیْرٍ فی الرِّجال العُصْل و العَصْلاء: المرأَة الیابسة التی لا لحم علیها؛ قال الشاعر: لیستْ بِعَصلاءَ تَذْمی الكَلْبَ نَكْهَتُها، و لا بعَنْدَلةٍ یَصْطَكُّ ثَدْیاها و المِعْصَلُ: المتشدِّد علی غَریمه. و العُنْصُلُ و العُنْصَلُ و العُنْصُلاء و العُنْصَلاء، ممدودان: البَصَلُ البرِّیُّ، و الجمع العَناصِل، و هو الذی تسمیه الأَطباء الإِسْقال، و یكون منه خَلٌّ؛ عن ابن إسرافیون؛ و قال ابن الأَعرابی: هو نبت فی البرارِیِّ، و زعموا أَن الوَحَامی تَشْتهیه و تأْكله؛ قال: و زعموا أَنه البَصل البرِّی. و قال أَبو حنیفة: هو وَرَق مثل الكُرَّاث یظهر منبسطاً سَبْطاً، و قال مُرَّة: العُنْصُل شُجَیْرة سُهْلِیَّة تنبتُ فی مواضع الماء و النَّدَی نبات المَوْزة، و لها نَوْر كنَوْر السَّوْسَن الأَبیض تجْرُسه النحْلُ، و البقر تأْكل وَرَقها فی القُحُوط یُخْلَط لها بالعَلَف. و قال كراع: العُنْصُل بَقْلة، و لم یُحَلِّها. و طریقُ العُنْصَلَیْن، بفتح الصاد و ضمها: موضع؛ قال الفرزدق: أَراد طَریق العُنْصَلَیْن، فیامَنَتْ به العِیسُ فی نائی الصُّوَی مُتَشائم «2». و العُنْصُل: موضع. و سَلَك طریق العُنْصُلَیْن: یعنی الباطل. و یقال للرجل إِذا ضَلَّ: أَخَذَ فی طریق العُنصُلَیْن. و طریق العُنْصُل: هو طریق من الیمامة إِلی البصرة. و عُصْلٌ: موضع؛ قال أَبو صخر:
(1). قوله [حمران] كذا فی الأصل بالراء، و مثله بهامش التكملة و فی صلبها حمدان بالدال (2). قوله [فیامنت] كذا فی الأصل، و الذی فی معجم یاقوت و المحكم: فیاسرت
لسان العرب، ج‌11، ص: 451
عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها، فضَحْیاؤها وَحْشٌ قدَ اجْلی سَوَامُها

عضل؛ ج11، ص: 451

: العَضَلةُ و العَضِیلةُ: كلُّ عَصَبةٍ معها لَحْم غلیظ. عَضِلَ عَضَلًا فهو عَضِلٌ و عُضُلٌّ إِذا كان كثیر العَضَلات؛ قال بعض الأَغفال: لو تَنْطِحُ الكُنَادِرَ العُضُلَّا، فَضَّتْ شُؤُونَ رأْسِه فافْتَلَّا و عَضَلْته: ضرَبْت عَضَلتَه. و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان مُعَضَّلًا‌أَی مُوَثَّقَ الخَلْق، و‌فی روایة: مُقَصَّداً، و هو أَثبت. و قال اللیث: العَضَلة كل لَحْمة غلیظة مُنْتَبِرة مثل لحم الساق و العَضُد، و فی الصحاح: كل لَحْمة غلیظة فی عَصَبة، و الجمع عَضَلٌ، یقال: ساقٌ عَضِلَة ضَخْمة. و‌فی حدیث ماعز: أَنه أَعْضَلُ قصیرٌ، هو من ذلك، و یجوز أَن یكون أَراد أَن عَضَلة ساقِه كبیرة. و‌فی حدیث حذیفة: أَخذَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، بأَسْفلَ من عَضلةِ ساقِی‌و قال هذا موضع الإِزار. و العَضِلةُ من النساء: المُكْتنزة السَّمِجة. و عَضَلَ المرأَةَ عن الزوج: حَبَسها. و عَضَلَ الرَّجُلُ أَیِّمَه یَعْضُلُها و یَعْضِلُها عَضْلًا و عضَّلها: مَنَعها الزَّوْج ظُلْماً؛ قال الله تعالی: فَلٰا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ یَنْكِحْنَ أَزْوٰاجَهُنَّ؛ نزلت فی مَعْقِل بن یَسارٍ المُزَنی و كان زَوَّج أُخْتَه رَجُلًا فطَلَّقها، فلما انقضت عِدَّتُها خَطَبها، فآلی أَن لا یُزَوِّجه إِیاها، و رَغِبتْ فیه أُخته فنزلت الآیة. و أَما قوله تعالی: وَ لٰا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مٰا آتَیْتُمُوهُنَّ إِلّٰا أَنْ یَأْتِینَ بِفٰاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ؛ فإِن العَضْلَ فی هذه الآیة من الزوج لامرأَته، و هو أَن یُضارَّها و لا یُحْسِن عِشْرَتها لیضْطَرَّها بذلك إِلی الافتداء منه بمهرها الذی أَمهرها، سَمَّاه اللهُ تعالی عَضْلًا لأَنه یَمْنعها حَقَّها من النفقة و حُسْن العِشْرة، كما أَن الولی إِذا مَنع حُرْمته من التزویج فقد مَنعها الحَقَّ الذی أُبیح لها من النِّكاح إِذا دَعَتْ إِلی كُفْ‌ءٍ لها، و‌قد قیل فی الرجل یَطَّلِع من امرأَته علی فاحشة قال: لا بأْس أَن یُضارَّها حتی تَخْتَلِع منه، قال الأَزهری: فجعل الله سبحانه و تعالی اللَّواتی یأْتِین الفاحشة مُسْتَثْنَیاتٍ من جملة النساء اللَّواتی نَهی الله أَزواجهن عن عَضْلِهِن لیَذْهبوا ببعض ما آتَوْهن من الصَّدَاق. و‌فی حدیث ابن عمرو: قال له أَبوه زَوَّجْتُك امرأَةً فعَضَلْتها؛ هو من العَضْلِ المَنْعِ، أَراد إِنك لم تُعامِلْها معاملةَ الأَزواج لنسائهم و لم تتركها تتصرَّف فی نفسها فكأَنك قد منعتها. و عَضَّلَ علیه فی أَمره تَعْضِیلًا: ضَیَّق من ذلك و حالَ بینه و بین ما یرید ظلماً. و عَضَّلَ بهم المكانُ: ضاق. و عَضَّلَتِ الأَرضُ بأَهلها إِذا ضاقت بهم لكثرتهم؛ قال أَوس بن حَجر: تَری الأَرضَ مِنَّا بالفَضاءِ مَریضةً، مُعَضِّلةً مِنَّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَم و عَضَّلَ الشی‌ءُ عن الشی‌ء: ضاق. و عضَّلَتِ المرأَةُ بولدها تعضیلًا إِذا نَشِبَ الولدُ فخرَج بعضُه و لم یخرج بعضٌ فبقِیَ مُعْترِضاً، و كان أَبو عبیدة یحمل هذا علی إِعْضال الأَمر و یراه منه. و أَعْضَلَتْ، و هی مُعْضِلٌ، بلا هاء، و مُعَضِّل: عَسُر علیها وِلادُه، و كذلك الدَّجاجة ببَیْضِها، و كذلك الشاء و الطیر؛ قال الكمیت: و إِذا الأُمورُ أَهَمَّ غِبُّ نِتاجِها، یَسَّرْتَ كلَّ مُعضِّلٍ و مُطَرِّق و فی ترجمة عصل: و المُعصِّلُ، بالتشدید، السهمُ الذی
لسان العرب، ج‌11، ص: 452
یَلْتوِی إِذا رُمِیَ به؛ و حكی ابن بری عن علی بن حمزة قال: هو المُعَضِّل، بالضاد المعجمة، من عَضَّلَتِ الدجاجةُ إِذا الْتَوَت البَیْضةُ فی جوفها. و المُعضِّلة أَیضاً: التی یَعْسُرُ علیها ولدُها حتی یموتَ؛ هذه عن اللحیانی. و قال اللیث: یقال للقَطَاة إِذا نَشِبَ بَیْضُها: قَطاةٌ مُعَضِّل. و قال الأَزهری: كلام العرب قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ و امرأَة مُعَضِّلٌ. و قال أَبو مالك: عَضَّلَتِ المرأَةُ بولدها إِذا غَصَّ فی فَرْجها فلم یَخْرُج و لم یَدْخُل. و‌فی حدیث عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: أَنه مَرَّ بظَبْیة قد عَضَّلها ولَدُها، قال: یقال عَضَّلَتِ الحاملُ و أَعْضَلَتْ إِذا صَعُب خروجُ ولدها، و كان الوجه أَن یقول بظَبْیة قد عَضَّلَتْ فقال عَضَّلَها ولدُها، و معناه أَن ولدها جَعَلَها مُعَضِّلة حیث نَشِبَ فی بطنها و لم یخرج. و أَصل العَضْل المَنْعُ و الشِّدَّة، یقال: أَعْضَلَ بی الأَمر إِذا ضاقت علیك فیه الحِیَل. و أَعْضَلَه الأَمرُ: غَلَبَه. و داء عُضَالٌ: شدیدٌ مُعْیٍ غالبٌ؛ قالت لَیْلی: شَفَاها مِنَ الدَّاءِ العُضالِ الَّذی بها غُلامٌ، إِذا هَزَّ القَناةَ سَقَاها و یقال: أَنْزَلَ بی القومُ أَمراً مُعْضِلًا لا أَقوم به؛ و قال ذو الرمة: و لم أَقْذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ، بإِذْنِ الله، مُوجِبةً عُضالا و قال شمر: الدَّاء العُضال المُنْكَر الذی یأْخُذُ مبادَهَة ثم لا یَلْبَث أَن یَقْتُل، و هو الذی یُعْیی الأَطِبَّاءَ عِلاجُه، یقال أَمْرٌ عُضالٌ و مُعْضِلٌ، فأَوَّلُه عُضَالٌ فإِذا لَزِم فهو مُعْضِلٌ. و‌فی حدیث كعب: لما أَراد عمرُ الخروجَ إِلی العراق قال له: و بها الدَّاء العُضَال؛ قال ابن الأَثیر: هو المرض الذی یُعْجِزُ الأَطباءَ فلا دواء له. و تَعَضَّلَ الدَّاءُ الأَطِبَّاءَ و أَعْضَلَهم: غَلَبَهم. و حَلْفَةٌ عُضالٌ: شدیدةٌ غیرُ ذات مَثْنَوِیَّة؛ قال: إِنِّی حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضالا و قال ابن الأَعرابی: عُضالٌ هنا داهِیَة عجیبة أَی حَلَفْتُ یَمِیناً داهیة شدیدة. و فلان عُضْلَةٌ و عِضْل: شدید، داهیة؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. و فلان عُضْلَةٌ من العُضَل أَی داهیةٌ من الدواهی. و العُضْلة، بالضم: الداهیةُ. و شی‌ء عِضْلٌ و مُعْضِلٌ: شدیدُ القُبْح؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: و مِنْ حِفَافَیْ لِمَّةٍ لی عِضْلِ و یقال: عَضَّلَتِ الناقةُ تَعْضِیلًا و بَدَّدت تَبْدِیداً و هو الإِعْیاء من المشی و الركوب و كُلِّ عَمَل. و عَضَلَ بی الأَمرُ و أَعْضَلَ بی و أَعْضَلَنی: اشْتَدَّ و غَلُظَ و اسْتَغْلَق. و أَمْرٌ مُعْضِلٌ: لا یُهْتَدی لوجهه. و المُعْضِلاتُ: الشدائد. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: أَعْضَلَ بی أَهْلُ الكوفة، ما یَرْضَوْن بأَمیر و لا یرضاهم أَمیر؛ قال الأُموی فی قوله أَعْضَلَ بی: هو من العُضَال و هو الأَمر الشدید الذی لا یقوم به صاحبُه، أَی ضاقت عَلَیَّ الحِیَلُ فی أَمرهم و صَعُبَتْ عَلَیَّ مداراتُهم. یقال: قد أَعْضَلَ الأَمرُ، فهو مُعْضِلٌ؛ قال الشاعر: واحدةٌ أَعْضَلَنی داؤها، فكَیْفَ لو قُمْتُ علی أَرْبَع؟ و أَنشد الأَصمعیُّ هذا البیتَ أَبا تَوْبة مَیْمونَ بن حَفْص مُؤَدِّبَ عمر بن سَعِید بن سَلْم بحَضْرة سعید، و نَهَضَ الأَصْمَعی فدار علی أَرْبَع یُلَبِّس
لسان العرب، ج‌11، ص: 453
بذلك علی أَبی تَوْبة، فأَجابه أَبو توبة بما یُشاكِلُ فِعْلَ الأَصمعی، فضَحِكَ سَعیدٌ و قال لأَبی تَوْبة: أَ لم أَنْهَكَ عن مُجاراته فی المَعانی؟ هذه صِناعتُه. و سُئل الشَّعْبی عن مسأَلة مُشْكِلة فقال: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَرٍ، لو وَرَدَتْ علی أَصحاب محمد، صلی الله علیه و سلم، لَعَضَّلَتْ بهم؛ عَضَّلَتْ بهم أَی ضاقت علیهم؛ قال الأَزهری: معناه أَنهم یَضِیقون بالجواب عنها ذَرْعاً لإِشْكالها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَعوذ بالله من كل مُعْضِلة لیس لها أَبو حَسَن، و روی مُعَضِّلَة؛ أَراد المسأَلة الصعبة أَو الخُطَّة الضَّیِّقة المَخارج من الإِعْضَال أَو التَّعْضِیل، و یرید بأَبی الحسن علی بن أَبی طالب، كَرَّم اللهُ وجهَه. و‌فی حدیث معاویة و قد جاءته مسأَلة مشكلة فقال: مُعْضِلَةٌ و لا أَبا حَسَن‌قال ابن الأَثیر: أَبو حَسَنٍ مَعْرفةٌ وُضِعَت موضع النكرة كأَنه قال: و لا رَجُلَ لها كأَبی حَسَن، لأَن لا النافیة إِنما تدخل علی النكرات دون المَعارِف. و‌فی الحدیث: فأَعْضَلَتْ بالمَلَكَیْن فقالا یا رب إِن عَبْدك قد قال مَقالةً لا ندری كیف نكتبها.و اعْضَأَلَّت الشجرةُ: كَثُرت أَغْصانُها و اشْتدَّ الْتِفافُها؛ قال: كأَنَّ زِمامَها أَیْمٌ شُجاعٌ، تَرَأَّدَ فی غُصونٍ مُعْضَئِلَّه هَمَزَ علی قولهم دَأَبَّة «1» و هی هُذَلیَّة شاذَّة؛ قال أَبو منصور: الصواب «2» مُعْطَئلَّة، بالطاء، و هی النَّاعمة؛ و منه قیل: شجر عَیْطَلٌ أَی ناعم. و العَضَلة: شُجَیرةٌ مثل الدِّفْلی تأْكُلُه الإِبل فتشرب علیه كلَّ یوم الماء «3» قال أَبو منصور: أَحْسَبه «4». العَصَلة، بالصاد المهملة، فصحف. و العَضَل، بفتح الضاد و العین: الجُرَذُ، و الجمع عِضْلانٌ. ابن الأَعرابی: العَضَلُ ذَكَر الفأْر، و العَضَل: موضع، و قیل: موضع بالبادیة كثیر الغِیاض. و عَضَلٌ: حَیٌّ و بَنُو عُضَیْلة: بطن. و قال اللیث: بَنُو عَضَلٍ حَیٌّ من كِنانة، و قال غیره: عَضَلٌ و الدِّیش حَیَّانِ یقال لهما القارَة و هُمْ من كِنانة. و قال الجوهری: عَضَل قبیلة، و هو عَضَلُ بن الهُون بن خُزَیْمة أَخو الدِّیشِ، و هما القارَة.

عضبل؛ ج11، ص: 453

: العَضْبَلُ: الصُّلْب؛ حكاه ابن درید عن اللحیانی، قال: و لیس بِثَبتٍ.

عضهل؛ ج11، ص: 453

: عَضْهَلَ القارُورةَ و عَلْهَضَها: صَمَّ رَأْسَها‌

عطل؛ ج11، ص: 453

: عَطِلَتِ المرأَةُ تَعْطَل عَطَلًا و عُطولًا و تَعَطَّلَتْ إِذا لم یكن علیها حَلْیٌ و لم تَلْبَس الزینة و خَلا جِیدُها من القَلائد. و امرأَةٌ عاطِلٌ، بغیر هاء، من نِسْوَةٍ عَواطِلَ و عُطَّلٍ؛ أَنشد القَنانی: و لو أَشْرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عَاطِلًا، لَقُلْتَ: غَزالٌ ما عَلَیْهِ خَضَاضُ
(1). قوله [همز علی قولهم دأبة إلخ] كتب بحاشیة نسخة المحكم التی بأیدینا معزوّاً لابن خلصة ما نصه: هذا غلط لیست الهمزة فی اعْضَأَلَّ مزیدة فیكون من باب الثلاثی و یكون وزنه حینئذ افعأل و إنما الهمزة أصلیة علی مذهب سیبویه، رحمه الله تعالی، و هو رباعی وزنه افعلل كاطمأن و شبهه هذا من نصوص سیبویه و لیس فی الأَفعال افعأل (2). قوله [قال أبو منصور الصواب إلخ] أنشده الجوهری فی عضل بالضاد كما رواه اللیث، و قوله معطئلة بالطاء أی مع إهمال العین كما هو ظاهر اقتصاره علی تصویبه بالطاء و لكن وقع فی التكملة نقط العین و نص عبارتها بعد عبارة الأَزهری و صدق الأَزهری فإن أبا عبید ذكر فی الغریب المصنف فی باب مفعلل المغطئل الراكب بعضه بعضاً (3). هكذا فی الأصل، و لعل فی الكلام سقطاً (4). قوله [قال أبو منصور أحسبه إلخ] عبارته فی التهذیب: لا أدری أ هی العضلة أم العصلة و لم یروها لنا الثقات عن أبی عمرو
لسان العرب، ج‌11، ص: 454
و امرأَة عُطُلٌ من نسوة أَعطال؛ قال الشّماخ: یا ظَبْیةً عُطُلًا حُسَّانةَ الجِید فإِذا كان ذلك عادتها فهی مِعْطالٌ. و قال ابن شمیل: المِعْطَال من النساء الحَسْناء التی تُبالی أَن تَتَقَلَّد القِلادة لجمالها و تمامها. و مَعَاطِلُ المرأَة: مَواقِعُ حَلْیِها؛ قال الأَخطل: زانَتْ مَعَاطِلَها بالدُّرِّ و الذَّهَب «5» و امرأَة عَطْلاء: لا حَلْیَ علیها. و‌فی الحدیث: یا عَلیُّ مُرْ نساءك لا یُصَلِّین عُطُلًا؛ العَطَل: فِقْدان الحلیِ. و‌فی حدیث عائشة: كَرِهَت أَن تُصلی المرأَةُ عُطُلًا و لو أَن تُعَلِّق فی عُنُقها خیْطاً.و جِیدٌ مِعْطالٌ: لا حَلیَ علیه، و قیل: العَاطِل من النساء التی لیس فی عُنُقها حَلیٌ و إِن كان فی یدیها و رجلیها. و التَّعَطُّل: ترك الحَلْی. و الأَعْطال من الخیل و الإِبل: التی لا قَلائد علیها و لا أَرْسان لها، واحدها عُطُلٌ؛ قال الأَعشی: و مَرْسُونُ خَیْلٍ و أَعْطالُها و ناقةٌ عُطُلٌ: بلا سِمةٍ؛ عن ثعلب، و الجمع كالجمع؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فی جِلَّةٍ منها عَدامیسَ عُطُل «6». یجوز أَن یكون جمع عاطِل كبازِل و بُزُل، و یجوز أَن یكون العُطُل یقع علی الواحد و الجمع. و قَوْسٌ عُطُلٌ: لا وَتر علیها، و قد عَطَّلها. و رجل عُطُلٌ: لا سَلاح له، و جمعه أَعْطالٌ؛ و كذلك الرَّعِیَّة «7» إِذا لم یكن لها والٍ یَسوسُها فهم مُعَطَّلون. و قد عُطِّلوا أَی أُهْمِلوا. و إِبلٌ مُعَطَّلة: لا راعی لها. و المُعَطَّل: المَواتُ من الأَرض، و إِذا تُرِك الثَّغْر بلا حامٍ یَحْمِیه فقد عُطِّل، و المواشی إِذا أُهملت بلا راع فقد عُطِّلت. و التَّعطیل: التفریغ. و عَطَّلَ الدارَ: أَخلاها. و كلُّ ما تُرِك ضَیَاعاً مُعَطَّلٌ و مُعْطَل. و من الشاذ قراءة من قرأَ: و بئرٍ مُعْطَلة؛ و بئرٌ مُعَطَّلةٌ؛ لا یُسْتَقی منها و لا یُنْتَفَع بمائها، و قیل: بئر مُعَطَّلة لبُیود أَهلها. و‌فی الحدیث عن عائشة، رضی الله عنها، فی امرأَة تُوُفِّیت: فقالت عَطِّلوها‌أَی انزِعُوا حَلیَها و اجعلوها عاطلًا. و العَطَلُ: شَخْصُ الإِنسان، و عمَّ به بعضُهم جمیعَ الأَشخاص، و الجمع أَعْطَال. و العَطَلُ: الشخص مثل الطَّلَل؛ یقال: ما أَحسَنَ عَطَلَه أَی شَطاطَه و تمامَه. و العَطَلُ: تمامُ الجسم و طوله. و امرأَة حَسَنةُ العَطَل إِذا كانت حسنة الجُرْدة أَی المُجَرَّد. و امرأَة عَطِلَةٌ: ذات عَطَل أَی حُسْن جسم؛ و أَنشد أَبو عمرو: وَرْهاء ذات عَطَلٍ وَسِیم و قد یُسْتَعمل العَطَلُ فی الخُلُوِّ من الشی‌ء، و إِن كان أَصله فی الحَلی؛ یقال: عَطِلَ الرجلُ من المال و الأَدب، فهو عُطْلٌ و عُطُلٌ مثل عُسْر و عُسُر. و تَعْطِیلُ الحُدود: أَن لا تُقام علی من وَجَبَتْ علیه. و عُطِّلَت الغَلّاتُ و المَزارِعُ إِذا لم تُعْمَر و لم تُحْرَث. و فلان ذو عُطْلَة إِذا لم تكن له ضَیْعة یُمارِسها. و دَلوٌ عَطِلة إِذا انقَطَع وذَمُها فتعطَّلت من الاستقاء بها. و‌فی حدیث عائشة و وَصَفَتْ أَباها:
(5). قوله [زانت إلخ] صدره كما فی التكملة: من كل بیضاء مكسال برهرهة (6). قوله [عدامیس] كذا فی الأصل و المحكم بالدال، و لعله بالراء جمع عرمس كزبرج، و هی الناقة المكتنزة الصلبة (7). قوله [و كذلك الرعیة إلخ] هی بقیة عبارة الأزهری الآتیة و محلها بعد قوله: و المواشی إذا أهملت بلا راع فقد عطلت
لسان العرب، ج‌11، ص: 455
رَأَب الثَّأَی و أَوْذَم العَطِلة؛ قال: هی الدلو التی تُرِك العَمَل بها حیناً و عُطِّلَتْ و تقَطَّعتْ أَوذامُها و عُراها، ترید أَنه أَعاد سُیورَها و عَمِلَ عُراها و أَعادها صالحةً للعَمَل، و هو مَثَلٌ لِفعْله فی الإِسلام بعد النبی، صلی الله علیه و سلم، أَی أَنه ردَّ الأُمور إِلی نِظامها و قَوَّی أَمْرَ الإِسلام بعد ارتداد الناس و أَوْهی أَمرَ الرِّدَّة حتی استقام له الناس. و تعَطَّل الرجلُ إِذا بَقیَ لا عَمَل له، و الاسم العُطْلة. و العَطِلة من الإِبل: الحسَنة العَطَل إِذا كانت تامَّة الجسم و الطول؛ قال أَبو عبید: العَطِلات من الإِبل الحِسانُ، فلم یَشتقَّه؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن العَطِلات علی هذا إِنما هو علی النسب. و العَطِلَة أَیضاً: الناقة الصَّفِیُّ؛ أَنشد أَبو حنیفة لِلَبید: فلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ منها إِلی البَكْرِ المُقارِبِ و الكَزُوم و لكنّا نُعِضُّ السَّیْفَ منها بأَسْؤُقِ عافیاتِ اللَّحْم، كُوم و العَطَلُ: العُنُق؛ قال رؤبة: أَوْقَصُ یُخْزی الأَقْرَبینَ عَطَلُه و شاةٌ عَطِلَة: یُعْرَف فی عُنُقها أَنها مِغْزار. و امرأَة عَیْطَلٌ: طویلة، و قیل: طویلة العُنُق فی حُسْن جسم، و كذلك من النوق و الخیل، و قیل: كلُّ ما طال عُنُقُه من البهائم عَیْطَلٌ. و العَیْطَل: الناقة الطویلة فی حُسْن مَنْظَر و سِمَن؛ قال ابن كُلثوم: ذِراعَیْ عَیْطَلٍ أَدْماء بِكْرٍ، هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِینا و هذا البیت أَورده الجوهری: ذِراعَیْ عَیْطَلٍ أَدْماء بَكْرٍ، تَرَبَّعَتِ الأَماعِزَ و المُتُونا و فی قصید كعب: شَدَّ النهارِ ذِراعَیْ عَیْطَلٍ نَصَفٍ قال ابن الأَثیر: العَیْطَلُ الناقةُ الطویلة، و الیاء زائدة. و هَضْبةٌ عَیْطَلٌ: طویلة. و العَطَلُ و العَیْطَلُ و العَطِیلُ: شِمْراخٌ من طَلْع فُحَّال النخل یُؤَبَّر به؛ قال الأَزهری: سمعته من أَهل الأَحساء؛ و أَما قول الراجز: باتَ یُبارِی شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا، فهْیَ تُسمَّی زَمْزَماً و عَیْطَلا، و قدْ حدَوْناها بهَیْدٍ وَ هَلا «1». فهما اسمان لناقة واحدة؛ قال ابن بری: الراجز هو غَیْلان بن حُرَیْث الربعی، قال: و صوابه بهَیْدٍ و حَلا، لأَن هَلا زَجْرٌ للخیل و حَلا زَجْرٌ للإِبل، و الراجز إِنما وَصَف إِبلًا لا خیلًا. و عَطالةُ: اسم رجل و جَبل. و المُعَطَّل: من شعراء هُذَیْل؛ قال الأَزهری: و رأَیت بالسَّودة من دِیارات بنی سَعْدٍ جَبَلًا مُنِیفاً یقال له عَطَالَة، و هو الذی قال فیه القائل: خَلِیلیَّ، قُوما فی عَطَالَة فانْظُرا: أَ ناراً تَرَی من ذی أَبانَیْنِ أَم بَرْقا؟ و فی ترجمة عضل: اعْضَأَلَّتِ الشجرةُ كَثُرت أَغصانها و الْتَفَّتْ؛ و أَنشد: كأَنَّ زِمامَها أَیْمٌ شُجاعٌ، تَرَأَّدَ فی غُصونٍ مُعْضَئِلَّة
(1). قوله [بات یباری] كذا فی الأصل و نسختی الصحاح هنا، و سیأتی فی ترجمة زمم: باتت تباری، بضمیر المؤنث
لسان العرب، ج‌11، ص: 456
قال أَبو منصور: الصواب مُعْطَئِلَّة، بالطاء، و هی الناعمة، و منه قیل شجر عَیْطَلٌ أَی ناعم.

عطبل؛ ج11، ص: 456

: جاریةٌ عُطْبُلٌ و عُطْبُولٌ و عُطْبُولةٌ و عَیْطَبُولٌ: جَمِیلة فَتِیَّةٌ ممتلئة طویلة العُنُق، و قیل: العَیْطَبُول الطویلة. و العُطْبُل و العُطْبُول من الظباء و النساء: الطویلةُ العُنُق؛ و قوله أَنشده ثعلب: بِمِثْل جید الرِّئْمةِ العُطْبُلِّ إِنما أَراد العُطْبُلَ فشَدَّد للضرورة، و الجمع العَطَابِیلُ و العَطَابِلُ؛ قال الشاعر: لو أَبْصَرَتْ سُعْدَی بها كَتائِلی، مِثْلَ العَذَارَی الحُسَّرِ العَطَابِل و العُطْبُول: الحَسَنة التامَّة؛ و أَنشد الجوهری لعمر بن أَبی ربیعة: إِنَّ، مِنْ أَعْجَب العَجائِب عِنْدی، قَتْلَ بَیْضاءَ حُرَّةٍ عُطْبُول قال ابن بری: و لا یقال رَجُل عُطْبُول إِنما یقال رجل أَجْیَدُ إِذا كان طویل العُنُق، و مثل العُطْبُول العَیْطاء و العَنْقاء؛ هذا قول ابن بری، و‌قد ذكر ابن الأَثیر فی غریب الحدیث أَنه ورد فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه لم یكن بعُطْبُولٍ و لا بقَصِیر، و فسَّرَه فقال: العُطْبُول الممتدُّ القامة الطویل العُنُق، و قیل: هو الطویل الصُّلْب الأَملس، قال: و یوصف به الرجل و المرأَة.

عظل؛ ج11، ص: 456

: العِظَالُ: المُلازَمة فی السِّفَاد من الكِلابِ و السِّباعِ و الجَراد و غیرِ ذلك مما یتَلازَمُ فی السِّفَاد و یُنْشِبُ؛ و عَظَلَتْ و عَظَّلَتْ «1»: رَكِبَ بعضُها بعضاً. و عَاظَلَها فعَظَلَها یَعْظُلُها، و عاظَلَتِ الكِلابُ مُعاظَلَةً و عِظَالًا و تَعَاظَلَتْ: لَزِمَ بعضُها بعضاً فی السِّفَاد؛ و أَنشد: كِلاب تَعَاظَلُ سُودُ الفِقاحِ، لم تَحْمِ شَیئاً و لم تَصْطَد و قال أَبو زَحْفٍ الكَلْبی: تَمَشِّیَ الكَلْبِ دَنَا للكَلْبةِ، یَبْغِی العِظالَ مُصْحِراً بالسَّوْأَة و جَرَادٌ عَاظِلَةٌ و عَظْلَی: متعاظِلة لا تَبْرَح؛ و أَنشد: یا أُمَّ عمرٍو، أَبشِری بالبُشْرَی مَوْتٌ ذَرِیعٌ و جَرَادٌ عَظْلی قال الأَزهری: أَراد أَن یقول یا أُمَّ عامر فلم یستقم له البیت فقال یا أُمّ عمرٍو، و أُمُّ عامر كُنْیة الضَّبُع. قال ابن سیدة: و من كلامهم للضبع: أَبْشِرِی بجَرَادٍ عَظْلی، و كَمْ رِجالٍ قَتْلی. و تَعاظَلَتِ الجَرادُ إِذا تَسافَدَتْ. و قال ابن شمیل: یقال رأَیت الجَرَادَ رُدَافی و رُكَابی و عُظَالی إِذا اعْتَظَلَتْ، و ذلك أَن تَرَی أَربعة و خمسة قد ارْتَدَفَتْ. ابن الأَعرابی: سَفَدَ السَّبُع و عاظَلَ، قال: و السِّباع كلها تُعاظِلُ، و الجَرَادُ و العِظَاء یُعاظِل. و یقال: تعاظَلَت السِّباعُ و تشابَكتْ. و العُظُلُ: هم المَجْبُوسون، مأْخوذ من المُعَاظَلة، و المَجْبُوس المأْبون. و تعَظَّلوا علیه: اجتمعوا، و قیل: ترَاكَبوا علیه
(1). قوله [و عَظَلَتْ و عَظَّلَت] كذا ضبط الثانی مشدداً فی الأصل و المحكم، و الذی فی القاموس أن الفعل كنصر و سمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 457
لیَضْربوه؛ و قال: أَخذُوا قِسِیَّهُمُ بأَیْمُنِهِمْ، یتَعَظَّلون تعَظُّلَ النَّمْل و من أَیام العرب المعروفة یوْم العُظَالی، و هو یوم بین بكر و تمیم، و یقال أَیضاً یوم العَظَالی، سُمِّی الیوم به لركوب الناس فیه بعضهم بعضاً. و قال الأَصمعی: رَكِبَ فیه الثلاثةُ و الاثنان الدَّابَّةَ الواحدة؛ قال العَوَّام بن شَوْذَب الشَّیْبانی: فإِنْ یَكُ فی یَوْمِ العُظَالی مَلامةٌ، فیَوْمُ الغَبیطِ كان أَخْزَی و أَلْوَما و قیل: سُمِّی یوم العُظَالی لأَنه تَعاظَلَ فیه علی الرِّیاسة بِسْطامُ بنُ قیس و هانئُ بن قَبِیصة و مَفْروقُ بن عمرو و الحَوْفَزَانُ. و العِظَالُ فی القَوَافی: التضمین، یقال: فلان لا یُعاظِل بین القَوَافی. و عاظَلَ الشاعرُ فی القافیة عِظَالًا: ضَمَّن. و‌روی عن عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، أَنه قال لقوم من العرب: أَشْعَرُ شُعَرائكم مَنْ لم یُعاظِل الكلامَ و لم یتَتَبَّع حُوشِیَّه؛ قوله: لم یُعاظِل الكلام أَی لم یَحْمِل بعضَه علی بعض و لم یتكلم بالرَّجِیع من القول و لم یكرر اللفظ و المعنی، و حُوشِیُّ الكلامِ: وَحْشِیُّه و غریبُه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَیضاً أَنه قال لابن عباس: أَنْشِدْنا لشاعر الشُّعراء، قال: و مَنْ هو؟ قال: الذی لا یُعاظِل بین القول و لا یتَتَبَّع حُوشِیَّ الكلام، قال: و مَنْ هو؟ قال: زُهَیْر، أَی لا یُعَقِّده و لا یُوالی بعضَه فوق بعض. و كلُّ شی‌ء رَكِب شیئاً فقد عَاظَلَه. و المُعْظِلُ و المُعْظَئِلُّ: الموضع الكثیر الشجر؛ كلاهما عن كراع، و قد تقدم فی الضاد اعْضَأَلَّت كَثُرَت أَغصانُها.

عفل؛ ج11، ص: 457

: قال المُفَضَّل بن سَلَمة فی قول العرب رَمَتْنی بدائِها و انْسلَّتْ، قال: كان سبب ذلك أَن سعد بن زَیدِ مَنَاةَ كان تزَوَّج رُهْمَ بنتَ الخَزْرَج بنِ تَیْمِ الله، و كانت من أَجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، و كان ضَرَائرُها إِذا سابَبْنَها یَقُلْنَ لها یا عَفْلاء فقالت لها أُمُّها: إِذا سابَبْنَكِ فابْدَئِیهنَّ بعَفَالِ، سُبِیتِ، فأَرْسَلَتْها مَثلًا، فسابَّتْها بعد ذلك امرأَةٌ من ضرائرها، فقالت لها رُهْم: یا عَفْلاء فقالت ضرَّتها: رَمَتْنی بدائها و انْسَلَّتْ. قال: و بنو مالك بن سعد رَهْطُ العَجَّاج كان یقال لهم العُفَیْلی «1» ابن الأَعرابی: العَفَلة بُظَارة المرأَة، و حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: العَفَل نبات لحم ینبت فی قُبُل المرأَة و هو القَرَنُ؛ و أَنشد: ما فی الدَّوائِرِ مِنْ رِجْلَیَّ مِنْ عَقَلٍ، عِنْدَ الرِّهانِ، و ما أُكْوَی من العَفَل قال أَبو عمرو الشیبانی: القَرَن بالناقة مثل العَفَل بالمرأَة، فیؤْخذ الرَّضْفُ فیُحْمَی ثم یُكْوَی به ذلك القَرَن، قال: و العَفَل شی‌ءٌ مُدَوَّر یخرج بالفرج، قال: و العَفَل لا یكون فی الأَبكار و لا یُصیب المرأَة إِلا بعدَ ما تَلِد؛ و قال ابن درید: العَفَل فی الرجال غِلَظٌ یَحْدُث فی الدُّبُر و فی النساء غِلَظٌ فی الرَّحِم، قال: و كذلك هو فی الدواب، قال اللیث: عَفِلَت المرأَةُ عَفَلًا، فهی عَفْلاء، و عَفِلَت الناقةُ، و العَفَلة الاسم. و العَفَلُ و العَفَلة، بالتحریك فیهما: شی‌ء یخرج فی قُبُل النساء و حَیاء الناقة شِبْه الأُدْرة التی للرجال فی
(1). قوله [یقال لهم العفیلی] كذا فی الأصل و نسخة من التهذیب، و الذی فی التكملة: بنو العُفَیْل مضبوطاً كزبیر و مثله فی القاموس
لسان العرب، ج‌11، ص: 458
الخُصْیة، و ربما كان فی الناس تَحْتَ الصَّفَن؛ عَفِلَت عَفَلًا، فهی عَفْلاء؛ و منه‌حدیث ابن عباس: أَرْبَعٌ لا یَجُزْنَ فی البیع و لا النكاح: المجنونة و المجذومة و البَرْصاء و العَفْلاء، قال و التعفیل إِصلاح ذلك. و‌فی حدیث مكحول فی امرأَة بها عَفَلٌ … و العَفَلُ: كثرة شَحْم «1» ما بین رِجْلی التَّیْس و الثَّوْر، و لا یكاد یُسْتَعْمَل إِلا فی الخَصِیِّ منهما و لا یُسْتَعْمل فی الأُنثی. و العَفْل: الخَطُّ الذی بین الذكر و الدبر. و العَفْلُ، بإِسكان الفاء: شَحْم خُصْیَی الكبش و ما حَوْلَه؛ قال بِشْرٌ یهجو رَجُلًا: جَزِیزُ القفا شَبْعانُ یَرْبِضُ حَجْرَةً، حَدِیثُ الخِصاءِ وارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ و العَفْلُ: الموضع الذی یُجَسُّ من الكَبْش إِذا أَرادوا أَن یَعْرِفوا سِمَنه من غیره، قال: و هو قول بِشْر؛ و منه‌حدیث عُمَیر بن أَفصی: كَبْشٌ حَوْلیٌّ أَعْفَلُ‌أَی كثیر شحم الخُصْیة من السِّمَن. و إِذا مَسَّ الرجلُ عَفْلَ الكبش لینظر سِمَنَه یقال: جَسَّهُ و غَبَطَه و عَفَلَه؛ و العَفْل: مَجَسُّ الشاة بین رجلیها لینظر سمنها من هُزالها. ابن الأَعرابی: العَافِلُ الذی یَلْبَس ثِیاباً قِصاراً فوق ثِیاب طِوال.

عفجل؛ ج11، ص: 458

: العَفَنْجَلُ: الثَّقیلُ الهَذِرُ الكثیر فُضُول الكلام.

عفشل؛ ج11، ص: 458

: عجوز عَفْشَلِیلٌ: مُسِنَّة مسترخیة اللحم. و كِساءٌ عَفْشَلِیل: كثیر الوَبَر ثقیلٌ جافٍ، و رُبَّما سُمِّیت الضَّبُع عَفْشَلِیلًا به؛ قال ساعدة بن جؤیة: كمَشْی الأَقْبَلِ الساری علیه عِفاء، كالعَباءةِ عَفْشَلِیلُ الجوهری: العَفْشَلِیل الرجلُ الجافی الغلیظ و الكِساء الغلیظ. الأَزهری: رَجُلٌ عَفَنْشَلٌ ثقیلٌ وَخِمٌ.

عفطل؛ ج11، ص: 458

: عَفْطَلَ الشی‌ءَ و عَلْفَطَه: خَلَطَه بغیره.

عفكل؛ ج11، ص: 458

: العَفْكَلُ: الأَحْمق.

عقل؛ ج11، ص: 458

: العَقْلُ: الحِجْر و النُّهی ضِدُّ الحُمْق، و الجمع عُقولٌ. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها‌أَی أَرادها بسُوءٍ، عَقَلَ یَعْقِلُ عَقْلًا و مَعْقُولًا، و هو مصدر؛ قال سیبویه: هو صفة، و كان یقول إِن المصدر لا یأْتی علی وزن مفعول البَتَّةَ، و یَتأَوَّل المَعْقُول فیقول: كأَنه عُقِلَ له شی‌ءٌ أَی حُبسَ علیه عَقْلُه و أُیِّد و شُدِّد، قال: و یُسْتَغْنی بهذا عن المَفْعَل الذی یكون مصدراً؛ و أَنشد ابن بری: فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً و مَوْعِظَةً لِمَنْ یَكُون له إِرْبٌ و مَعْقول و عَقَل، فهو عاقِلٌ و عَقُولٌ من قوم عُقَلاء. ابن الأَنباری: رَجُل عاقِلٌ و هو الجامع لأَمره و رَأْیه، مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعیرَ إِذا جَمَعْتَ قوائمه، و قیل: العاقِلُ الذی یَحْبِس نفسه و یَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ و مُنِع الكلامَ. و المَعْقُول: ما تَعْقِله بقلبك. و المَعْقُول: العَقْلُ، یقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ أَی عَقْلٌ، و هو أَحد المصادر التی جاءت علی مفعول كالمَیْسور و المَعْسُور. و عاقَلَهُ فعَقَلَه یَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه. و العَقْلُ: التَّثَبُّت فی الأُمور. و العَقْلُ: القَلْبُ، و القَلْبُ العَقْلُ، و سُمِّی العَقْلُ عَقْلًا لأَنه یَعْقِل
(1). قوله [و العفل كثرة شحم الخ] كذا فی الأصل و المحكم بالتحریك و صنیع القاموس یقتضی أَنه مفتوح
لسان العرب، ج‌11، ص: 459
صاحبَه عن التَّوَرُّط فی المَهالِك أَی یَحْبِسه، و قیل: العَقْلُ هو التمییز الذی به یتمیز الإِنسان من سائر الحیوان، و یقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، و لِسانٌ سَؤُول، و قَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ و عَقَلَ الشی‌ءَ یَعْقِلُه عَقْلًا: فَهِمه. و یقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَی أَلْفَیْته عاقِلًا. و عَقَّلْتُه أَی صَیَّرته عاقِلًا. و تَعَقَّل: تكَلَّف العَقْلَ كما یقال تَحَلَّم و تَكَیَّس. و تَعَاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ و لیس بذاك. و‌فی حدیث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْیانِنا إِلینا الأَبْلَهُ العَقُول؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی یُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلًا، و العَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة. و عَقَلَ الدواءُ بَطْنَه یَعْقِلُه و یَعْقُلُه عَقْلًا: أَمْسَكَه، و قیل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، و اسْمُ الدواء العَقُولُ. ابن الأَعرابی: یقال عَقَلَ بطنُه و اعْتَقَلَ، و یقال: أَعْطِنی عَقُولًا، فیُعْطِیه ما یُمْسِك بطنَه. ابن شمیل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه، و قد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً. و اعْتَقَلَ لِسانُه «2»: امْتَسَكَ. الأَصمعی: مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم یَقْدِرْ علی الكلام؛ قال ذو الرمة: و مُعْتَقَل اللِّسانِ بغَیْر خَبْلٍ، یَمید كأَنَّه رَجُلٌ أَمِیم و اعْتُقِل: حُبِس. و عَقَلَه عن حاجته یَعْقِله و عَقَّله و تَعَقَّلَهُ و اعتَقَلَه: حَبَسَه. و عَقَلَ البعیرَ یَعْقِلُه عَقْلًا و عَقَّلَه و اعْتَقَله: ثَنی وَظِیفَه مع ذراعه و شَدَّهما جمیعاً فی وسط الذراع، و كذلك الناقة، و ذلك الحَبْلُ هو العِقالُ، و الجمع عُقُلٌ. و عَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل، شُدِّد للكثرة؛ و قال بُقَیْلة «3» الأَكبر و كنیته أَبو المِنْهال: یُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَیظَمیٌّ، و بِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ و‌فی الحدیث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة‌أَی المشدودة بالعِقال، و التشدید فیه للتكثیر؛ و‌فی حدیث عمر: كُتِب إِلیه أَبیاتٌ فی صحیفة، منها: فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار «4». یعنی نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب؛ و من الأَبیات أَیضاً: یُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَیْم أَراد أَنه یَتَعرَّض لهن فكَنی بالعَقْلِ عن الجماع أَی أَن أَزواجهن یُعَقِّلُونَهُنَّ و هو یُعَقِّلهن أَیضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج و الإِعادة له، و قد یُعْقَل العُرْقوبانِ. و العِقالُ: الرِّباط الذی یُعْقَل به، و جمعه عُقُلٌ. قال أَبو سعید: و یقال عَقَلَ فلان فلاناً و عَكَلَه إِذا أَقامه علی إِحدی رجلیه، و هو مَعْقُولٌ مُنْذُ الیومِ، و كل عَقْلٍ رَفْعٌ. و العَقْلُ فی العَروض: إِسقاط الیاء «5» من مَفاعِیلُنْ بعد إِسكانها فی مُفاعَلَتُنْ فیصیر مَفاعِلُنْ؛ و بیته:
(2). قوله [و اعتقل لسانه إلخ] عبارة المصباح: و اعتقل لسانه، بالبناء للفاعل و المفعول، إذا حبس عن الكلام أی منع فلم یقدر علیه (3). قوله [و قال بقیلة] تقدم فی ترجمة أزر رسمه بلفظ نفیلة بالنون و الفاء و الصواب ما هنا (4). قوله [بمختلف التجار] كذا ضبط فی التكملة بالتاء المثناة و الجیم جمع تجر كسهم و سهام، فما سبق فی ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون و الجیم فهو خطأ (5). قوله [إسقاط الیاء] كذا فی الأصل و مثله فی المحكم، و المشهور فی العروض أن العقل إسقاط الخامس المحرك و هو اللام من مفاعلتن
لسان العرب، ج‌11، ص: 460
مَنازِلٌ لفَرْتَنی قِفارٌ، كأَنَّما رسُومُها سُطور و العَقْلُ: الدیَة. و عَقَلَ القَتیلَ یَعْقِله عَقْلًا: وَدَاهُ، و عَقَلَ عنه: أَدَّی جِنایَته، و ذلك إِذا لَزِمَتْه دِیةٌ فأَعطاها عنه، و هذا هو الفرق «1» بین عَقَلْته و عَقَلْت عنه و عَقَلْتُ له؛ فأَما قوله: فإِنْ كان عَقْل، فاعْقِلا عن أَخیكما بَناتِ المَخاضِ، و الفِصَالَ المَقَاحِما فإِنما عَدَّاه لأَن فی قوله اعْقِلوا «2» معنی أَدُّوا و أَعْطُوا حتی كأَنه قال فأَدِّیا و أَعْطِیا عن أَخیكما. و یقال: اعْتَقَل فلان من دم صاحبه و من طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ. و عَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّیة؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو بن مَعْدِیكرِب: و أَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ یومُه، إِلی قَوْمِه: لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِی و المرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلی ثلث الدیة أَی تُوازِیه، معناه أَن مُوضِحتها و مُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلی ثلث الدیة صارت دیة المرأَة علی النصف من دیة الرجل. و‌فی حدیث ابن المسیب: المرأَة تُعاقِل الرجل إِلی ثُلُث دیتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلی نصف دیة الرجل، و معناه أَن دیة المرأَة فی الأَصل علی النصف من دیة الرجل كما أَنها تَرِث نصف ما یَرِث ما یَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعیدُ بن المسیب تُساوی الرجلَ فیما یكون دون ثلث الدیة، تأْخذ كما یأْخذ الرجل إِذا جُنی علیها، فَلها فی إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، و فی إِصْبَعَیْن من أَصابعها عشرون من الإِبل، و فی ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن أُصِیب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلی عشرین لأَنه جاوزت الثُّلُث فَرُدَّت إِلی النصف مما للرجل؛ و أَما الشافعی و أَهل الكوفة فإِنهم جعلوا فی إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، و فی إِصبعین لها عشراً، و لم یعتبروا الثلث كما فعله ابن المسیب. و‌فی حدیث جریر: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود فأَسْرَع فیهم القتلَ فبلغ ذلك النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فأَمَر لهم بنصفِ العَقْل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد أَعانوا علی أَنفسهم بمُقامهم بین ظَهْرانی الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجنایة نفسه و جنایة غیره فتسقط حِصَّة جنایته من الدیة، و إِنما قیل للدیة عَقْلٌ لأَنهم كانوا یأْتون بالإِبل فیَعْقِلونها بفِناء وَلِیِّ المقتول، ثم كثُر ذلك حتی قیل لكل دیة عَقْلٌ، و إِن كانت دنانیر أَو دراهم. و‌فی الحدیث: إِن امرأَتین من هُذَیْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخری بحجر فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بدیتها علی عاقلة الأُخری.و‌فی الحدیث: قَضَی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بدیة شِبْه العَمْد و الخَطإِ المَحْض علی العاقِلة یُؤدُّونها فی ثلاث سنین إِلی ورَثَة المقتول؛ العاقلة: هُم العَصَبة، و هم القرابة من قِبَل الأَب الذین یُعْطُون دیة قَتْل الخَطَإِ، و هی صفةُ جماعة عَاقلةٍ، و أَصلها اسم فاعلةٍ من العَقْل و هی من الصفات الغالبة، قال: و معرفة العاقِلة أَن یُنْظَر إِلی إِخوة الجانی من قِبَل الأَب فیُحَمَّلون ما تُحَمَّل العاقِلة، فإِن
(1). قوله [و هذا هو الفرق إلخ] هذه عبارة الجوهری بعد أن ذكر معنی عقله و عقل عنه و عقل له، فلعل قوله الآتی: و عقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر عن محله، فإن الفرق المشار إلیه لا یتم إلا بذلك و هو بقیة عبارة الجوهری (2). قوله [اعقلوا إلخ] كذا فی الأَصل تبعاً للمحكم، و الذی فی البیت اعقلا بأمر الاثنین
لسان العرب، ج‌11، ص: 461
احْتَمَلوها أَدَّوْها فی ثلاث سنین، و إِن لم یحتملوها رفِعَتْ إِلی بَنی جدّه، فإِن لم یحتملوها رُفِعت إِلی بنی جَدِّ أَبیه، فإِن لم یحتملوها رُفِعَتْ إِلی بنی جَد أَبی جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَنی أَب حتی یعجزوا. قال: و مَنْ فی الدِّیوان و من لا دِیوان له فی العَقْل سواءٌ، و قال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِین؛ قال إِسحاق بن منصور: قلت لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ؟ فقال: القَبِیلة إِلا أَنهم یُحَمَّلون بقدر ما یطیقون، قال: فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعَل فی مال الجانی و لكن تُهْدَر عنه، و قال إِسحاق: إِذا لم تكن العاقلة أَصْلًا فإِنه یكون فی بیت المال و لا تُهْدَر الدیة؛ قال الأَزهری: و العَقْل فی كلام العرب الدِّیةُ، سمیت عَقْلًا لأَن الدیة كانت عند العرب فی الجاهلیة إِبلًا لأَنها كانت أَموالَهم، فسمیت الدیة عَقْلًا لأَن القاتل كان یُكَلَّف أَن یسوق الدیة إِلی فِناء ورثة المقتول فَیَعْقِلُها بالعُقُل و یُسَلِّمها إِلی أَولیائه، و أَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعیرَ بالعِقال أَعْقِلُهُ عَقْلًا، و هو حَبْلٌ تُثْنی به ید البعیر إِلی ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثیر: و كان أَصل الدیة الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب و الفضة و البقر و الغنم و غیرها؛قال الأَزهری: و قَضَی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، فی دیة الخطإِ المَحْض و شِبْه العَمْد أَن یَغْرَمها عَصَبةُ القاتل‌و یخرج منها ولدُه و أَبوه، فأَما دیة الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرین ابنة مَخَاض، و عشرین ابنة لَبُون، و عشرین ابن لَبُون، و عشرین حِقَّة، و عشرین جَذَعة؛ و أَما دیة شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ و هی مائة بعیر أَیضاً: منها ثلاثون حِقَّة، و ثلاثون جَذَعة، و أَربعون ما بین ثَنِیَّة إِلی بازلِ عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا الدیة لأَولیاء القتیل أَخماساً كما وصَفْتُ، و إِن كان القتل شِبْه العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت فی ثلاث سنین، و هم العاقِلةُ. ابن السكیت: یقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطیتَ عن القاتل الدیة، و قد عَقَلْت المقتولَ أَعْقِلُهُ عَقْلًا؛ قال الأَصمعی: و أَصله أَن یأْتوا بالإِبل فتُعْقَل بأَفْنِیة البیوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتی یقال: عَقَلْت المقتولَ إِذا أَعطیت دیته دراهم أَو دنانیر، و یقال: عَقَلْت فلاناً إِذا أَعطیت دیتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، و عَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه جنایةٌ فغَرِمْت دیتَها عنه. و‌فی الحدیث: لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً و لا عَبْداً و لا صُلْحاً و لا اعترافاً‌أَی أَن كل جنایة عمد فإِنها فی مال الجانی خاصة، و لا یَلْزم العاقِلةَ منها شی‌ء، و كذلك ما اصطلحوا علیه من الجنایات فی الخطإِ، و كذلك إِذا اعترف الجانی بالجنایة من غیر بَیِّنة تقوم علیه، و إِن ادعی أَنها خَطأٌ لا یقبل منه و لا یُلْزَم بها العاقلة؛ و‌روی: لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ و لا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثیر: و أَما العبد فهو أَن یَجْنیَ علی حُرٍّ فلیس علی عاقِلة مَوْلاه شی‌ء من جنایة عبده، و إِنما جِنایته فی رَقَبته، و هو مذهب أَبی حنیفة؛ و قیل: هو أَن یجنی حُرٌّ علی عبد خَطَأً فلیس علی عاقِلة الجانی شی‌ء، إِنما جنایته فی ماله خاصَّة، و هو قول ابن أَبی لیلی و هو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنی علی الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَعْقِل العاقِلةُ علی عبد، و لم یكن لا تَعْقِل عَبْداً، و اختاره الأَصمعی و صوّبه و قال: كلَّمت أَبا یوسف القاضی فی ذلك بحضرة الرشید فلم یَفْرُق بین عَقَلْتُه و عَقَلْتُ عنه حتی فَهَّمْته، قال: و لا یَعْقِلُ حاضرٌ علی بادٍ، یعنی أَن القَتیل إِذا كان فی القریة فإِن أَهلها یلتزمون بینهم الدّیة و لا یُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها شیئاً. و‌فی حدیث عمر: أَن رجلًا أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّی شُجَّ مُوضِحةً، فقال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 462
أَ مِنْ أَهْلِ القُری أَم من أَهل البادیة؟ فقال: من أَهل البادیة، فقال عمر، رضی الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بیننا؛ معناه أَن أَهل القُری لا یَعْقِلون عن أَهل البادیة، و لا أَهلُ البادیة عن أَهل القری فی مثل هذه الأَشیاء، و العاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ و الإِصْبَعَ و المُوضِحةَ و أَشباه ذلك، و معنی لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَی لا نَعْقِل بیننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجانی. و تَعَاقَلَ القومُ دَمَ فلان: عَقَلُوه بینهم. و المَعْقُلة: الدِّیَة، یقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَی بَقِیَّةٌ من دیة كانت علیه. و دَمُه مَعْقُلَةٌ علی قومه أَی غُرْمٌ یؤدُّونه من أَموالهم. و بَنُو فلان علی مَعَاقِلِهم الأُولی من الدیة أَی علی حال الدِّیات التی كانت فی الجاهلیة یُؤدُّونها كما كانوا یؤدُّونها فی الجاهلیة، و علی مَعاقِلهم أَیضاً أَی علی مراتب آبائهم، و أَصله من ذلك، واحدتها مَعْقُلة. و‌فی الحدیث: كتب بین قریش و الأَنصار كتاباً فیه: المُهاجِرون من قریش علی رَباعَتِهم یَتَعاقَلُون بینهم مَعاقِلَهم الأُولی‌أَی یكونون علی ما كانوا علیه من أَخذ الدیات و إِعطائها، و هو تَفاعُلٌ من العَقْل. و المَعاقِل: الدِّیات، جمع مَعْقُلة. و المَعاقِل: حیث تُعْقَل الإِبِل. و مَعاقِل الإِبل: حیث تُعْقَل فیها. و فلانٌ عِقالُ المِئِینَ: و هو الرجل الشریف إِذا أُسِرَ فُدِیَ بمئینَ من الإِبل. و یقال: فلان قَیْدُ مائةٍ و عِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال یزید بن الصَّعِق: أُساوِرُ بیضَ الدَّارِعِینَ، و أَبْتَغِی عِقالَ المِئِینَ فی الصباع و فی الدَّهْر «1». و اعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بین ركابه و ساقه. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْع: و اعْتَقَل خَطِّیّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن یجعله الراكب تحت فَخِذه و یَجُرَّ آخرَه علی الأَرض وراءه. و اعْتَقَلَ شاتَه: وَضَعَ رجلها بین ساقه و فخذه فَحَلبها. و‌فی حدیث عمر: من اعْتَقَلَ الشاةَ و حَلَبَها و أَكَلَ مع أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر.و یقال: اعْتَقَلَ فلان الرَّحْل إِذا ثَنی رِجْله فَوَضَعها علی المَوْرِك؛ قال ذو الرمة: أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل فی مُدْلَهِمَّةٍ، إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدی نِظامُها أَی خَفِیَتْ آثارُ طُرُقها. و یقال: تَعَقَّلَ فلان قادِمة رَحْله بمعنی اعْتَقَلها؛ و منه قول النابغة «2»: مُتَعَقِّلینَ قَوادِمَ الأَكْوار قال الأَزهری: سمعت أَعرابیاً یقول لآخر: تَعَقَّلْ لی بكَفَّیْك حتی أَركب بعیری، و ذلك أَن البعیر كان قائماً مُثْقَلًا، و لو أَناخه لم یَنْهَضْ به و بحِمْله، فجمع له یدیه و شَبَّك بین أَصابعه حتی وَضَع فیهما رِجْله و ركب. و العَقَلُ: اصْطِكاك الركبتین، و قیل التواء فی الرِّجْل، و قیل: هو أَن یُفْرِطَ الرَّوَحُ فی الرِّجْلَین حتی یَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، و هو مذموم؛ قال الجعدی یصف ناقة: و حاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ، سَلَّیْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا
(1). قوله [الصباع] هكذا فی الأَصل بدون نقط، و فی نسخة من التهذیب: الصباح (2). قوله [قول النابغة] قال الصاغانی: هكذا أنشده الأزهری، و الذی فی شعره: فلیأتینك قصائد و لیدفعن جیش إلیك قوادم الأكوار و أورد فیه روایات أخر، ثم قال: و إنما هو للمرار بن سعید الفقعسی و صدره: یا ابن الهذیم إلیك أقبل صحبتی
لسان العرب، ج‌11، ص: 463
مَطْوِیَّةِ الزَّوْر طَیَّ البئر دَوسَرةٍ، مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم یَكُنْ عَقَلا و بعیر أَعْقَلُ و ناقة عَقْلاء بَیِّنة العَقَل: و هو التواء فی رجل البعیر و اتساعٌ، و قد عَقِلَ. و العُقَّال: داء فی رجل الدابة إِذا مشی ظَلَع ساعةً ثم انبسط، و أَكْثَرُ ما یعتری فی الشتاء، و خَصَّ أَبو عبید بالعُقَّال الفرسَ، و فی الصحاح: العُقَّال ظَلْعٌ یأْخذ فی قوائم الدابة؛ و قال أُحَیْحة بن الجُلاح: یا بَنِیَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها، إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال و داءٌ ذو عُقَّالٍ: لا یُبْرَأُ منه. و ذو العُقَّال: فَحْلٌ من خیول العرب یُنْسَب إِلیه؛ قال حمزة عَمُّ النبی، صلی الله علیه و سلم: لَیْسَ عندی إِلّا سِلاحٌ وَ وَرْدٌ قارِحٌ من بَنات ذی العُقَّالِ أَتَّقِی دونه المَنایا بنَفْسِی، و هْوَ دُونی یَغْشی صُدُورَ العَوالی قال: و ذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّیناریِّ بن الهُجَیسِیِّ بن زاد الرَّكْب، قال جریر: إِنَّ الجِیاد یَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذی العُقَّال و‌فی الحدیث: أَنه كان للنبی، صلی الله علیه و سلم، فَرَسٌ یُسمَّی ذا العُقَّال؛ قال: العُقَّال، بالتشدید، داء فی رِجْل الدواب، و قد یخفف، سمی به لدفع عین السوء عنه؛ و فی الصحاح: و ذو عُقَّال اسم فرس؛ قال ابن بری: و الصحیح ذو العُقَّال بلام التعریف. و العَقِیلة من النساء: الكَریمةُ المُخَدَّرة، و استعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال: عَقیلة رَمْلٍ دافَعَتْ فی حُقُوفِه رَخاخَ الثَّری، و الأُقحُوان المُدَیَّما و عَقِیلَةُ القومِ: سَیِّدُهم. و عَقِیلة كُلِّ شی‌ء: أَكْرَمُه. و‌فی حدیث علیٍّ، رضی الله عنه: المختص بعَقائل كَراماتِه؛ جمع عَقِیلة، و هی فی الأَصل المرأَة الكریمة النفیسة ثم اسْتُعْمِل فی الكریم من كل شی‌ء من الذوات و المعانی، و منه عَقائل الكلام. و عَقائل البحر. دُرَرُه، واحدته عَقِیلة. و الدُّرَّة الكبیرةُ الصافیةُ: عَقِیلةُ البحر. قال ابن بری: العَقِیلة الدُّرَّة فی صَدَفتها. و عَقائِلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهری: العَقیلة الكَریمة من النساء و الإِبل و غیرهما، و الجمع العَقائِلُ. و عاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، و قیل: مَوْجه. و عَوَاقِیلُ الأَودِیة: دَراقِیعُها فی مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ. و عَوَاقِیلُ الأُمور: ما التَبَس منها. و عاقُولُ النَّهر و الوادی و الرمل: ما اعوَجَّ منه؛ و كلُّ مَعطِفِ وادٍ عَاقُولٌ، و هو أَیضاً ما التَبَسَ من الأُمور. و أَرضٌ عَاقُولٌ: لا یُهْتَدی لها. و العَقَنْقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل و تعَقَّل بعضُه ببعض، و یُجْمَع عَقَنْقَلاتٍ و عَقَاقِل، و قیل: هو الحَبل، منه، فیه حِقَفةٌ و جِرَفةٌ و تعَقُّدٌ؛ قال سیبویه: هو من التَّعْقِیل، فهو عنده ثلاثی. و العَقَنْقَل أَیضاً، من الأَودیة: ما عَظُم و اتسَع؛ قال: إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا، و إِنْ تلَقَّته العَقاقِیلُ طَفا و العَقنْقَلُ: الكثیب العظیم المتداخِلُ الرَّمْل، و الجمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 464
عَقاقِل، قال: و ربما سَمَّوْا مصارِینَ الضَّبِّ عَقَنْقَلًا؛ و عَقنْقَلُ الضبّ: قانِصَتُه، و قیل: كُشْیَته فی بطنه. و فی المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل الضبِّ؛ یُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ علی المواساة، و قیل: إِن هذا مَوْضوع علی الهُزْءِ. و العَقْلُ: ضرب من المَشط، یقال: عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلًا؛ و قال: أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها، كعَقْلِ العَسِیفِ غَرابیبَ مِیلا و القُرونُ: خُصَل الشَّعَر. و الماشِطةُ یقال لها: العاقِلة. و العَقْل: ضرْب من الوَشْی، و فی المحكم: من الوَشْیِ الأَحمر، و قیل: هو ثوب أَحمر یُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة: عَقْلًا و رَقْماً تَكادُ الطیرُ تَخْطَفُه، كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ و یقال: هما ضربان من البُرود. و عَقَلَ الرجلَ یَعْقِله عَقْلًا و اعْتَقَلَه: صَرَعه الشَّغْزَبِیَّةَ، و هو أَن یَلْوی رِجله علی رجله. و لفلان عُقْلةٌ یَعْقِلُ بها الناس. یعنی أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم، و هو الشَّغْزَبیَّة و الاعْتِقال. و یقال أَیضاً: به عُقْلةٌ من السِّحر، و قد عُمِلَت له نُشْرة. و العِقالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل و الغنم؛ و‌فی حدیث معاویة: أَنه استعمل ابن أَخیه عَمرو بن عُتْبة بن أَبی سفیان علی صَدَقاتِ كلْب فاعتَدی علیهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبی: سَعَی عِقالًا فلم یَتْرُكْ لنا سَبَداً، فكَیفَ لوْ قد سَعی عَمرٌو عِقالَینِ؟ لأَصْبَحَ الحیُّ أَوْباداً، و لم یَجِدُوا، عِندَ التَّفَرُّقِ فی الهَیْجا، جِمالَینِ قال ابن الأَثیر: نصَب عِقالًا علی الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقال. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، حین امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِلیه: لو مَنَعونی عِقالًا كانوا یُؤَدُّونه إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لقاتَلْتُهم علیه؛ قال الكسائی: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ یقال: أُخِذَ منهم عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ و قال بعضهم: أَراد أَبو بكر، رضی الله عنه، بالعِقال الحَبل الذی كان یُعْقَل به الفَرِیضة التی كانت تؤخذ فی الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، و ذلك أَنه كان علی صاحب الإِبل أَن یؤدی مع كل فریضة عِقالًا تُعْقَل به، و رِواءً أَی حَبْلًا، و قیل: أَراد ما یساوی عِقالًا من حقوق الصدقة، و قیل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ أَعیانَ الإِبل قیل أَخَذ عِقالًا، و إِذا أَخذ أَثمانها قیل أَخَذ نَقْداً، و قیل: أَراد بالعِقال صدَقة العام؛ یقال: بُعِثَ فلان علی عِقال بنی فلان إِذا بُعِث علی صَدَقاتهم، و اختاره أَبو عبید و قال: هو أَشبه عندی، قال الخطابی: إِنما یُضْرَب المثَل فی مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر، و لیس بسائرٍ فی لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام، و‌فی أَكثر الروایات: لو مَنَعونی عَناقاً، و فی أُخری: جَدْیاً؛ و قد جاء فی الحدیث ما یدل علی القولین، فمن الأَول‌حدیثُ عمر أَنه كان یأْخذ مع كل فریضة عِقالًا و رِواءً، فإِذا جاءت إِلی المدینة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، و‌حدیثُ محمد بن مَسلمة: أَنه كان یَعمَل علی الصدقة فی عهد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فكان یأْمر الرجل إِذا جاء بفریضتین أَن یأْتی بعِقالَیهما و قِرانیهما، و من الثانی‌حدیثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْیا الناسُ بعث عامله فقال: اعْقِلْ عنهم عِقالَین، فاقسِمْ فیهم عِقالًا، و أْتِنی بالآخر؛ یرید صدقة عامَین. و علی بنی فلان عِقالانِ أَی صدقةُ سنتین. و عَقَلَ المصَدِّقُ الصدقةَ
لسان العرب، ج‌11، ص: 465
إِذا قَبَضها، و یُكْرَه أَن تُشتری الصدقةُ حتی یَعْقِلها الساعی؛ یقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتی یَعْقِلها المصدِّق أَی یَقبِضَها. و العِقالُ: القَلوص الفَتِیَّة. و عَقَلَ إِلیه یَعْقِلُ عَقْلًا و عُقولًا: لجأَ. و‌فی حدیث ظَبْیان: إِنَّ مُلوك حِمْیَر مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرض و قَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَعْقِلٌ. و‌فی الحدیث: لیَعْقِلَنَّ الدِّینُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِیَّة من رأْس الجبل‌أَی لیَتحَصَّن و یَعتَصِم و یَلتَجئُ إِلیه كما یَلْتجئ الوَعِلُ إِلی رأْس الجبل. و العَقْلُ: الملجأُ. و العَقْلُ: الحِصْن، و جمعه عُقول؛ قال أُحَیحة: و قد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلًا، لوَ انَّ المرءَ یَنْفَعُهُ العُقولُ و هو المَعْقِلُ؛ قال الأَزهری: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ فی الجبل؛ یقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّیَّاد؛ قال: و لم أَسمع العَقْلَ بمعنی المَعْقِل لغیر اللیث. و فلان مَعْقِلٌ لقومه أَی مَلجأ علی المثل؛ قال الكمیت: لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ إِزاءٌ، و أَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ و عَقَلَ الوَعِلُ أَی امتنع فی الجبل العالی یَعْقِلُ عُقولًا، و به سُمِّی الوعل عاقِلًا علی حَدِّ التسمیة بالصفة. و عَقَلَ الظَّبْیُ یَعْقِلُ عَقلًا و عُقولًا: صَعَّد و امتنع، و منه المَعْقِل و هو المَلْجأ، و به سُمِّی الرجُل. و مَعْقِلُ بن یَسَارٍ: من الصحابة، رضی الله عنهم، و هو من مُزَیْنةِ مُضَر ینسب إِلیه نهرٌ بالبصرة، و الرُّطَب المَعْقِلیّ. و أَما مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَیضاً، فهو من أَشْجَع. و عَقَلَ الظِّلُّ یَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِیرة. و أَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ أَی لَجأَ و قَلَص عند انتصاف النهار. و عَقَاقِیلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ منه؛ أَنشد ثعلب: نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب، كَجَذِّ عَقَاقِیل الكُرُوم خَبِیرُها و لم یذكر لها واحداً. و‌فی حدیث الدجال: ثم یأْتی الخِصب فیُعَقِّل الكَرْمُ؛ یُعَقِّلُ الكَرْمُ معناه یُخْرِجُ العُقَّیْلی، و هو الحِصْرِم، ثم یُمَجِّج أَی یَطِیب طَعْمُه. و عُقَّال الكَلإِ «3»: ثلاثُ بَقَلات یَبْقَیْنَ بعد انصِرَامه، و هُنَّ السَّعْدَانة و الحُلَّب و القُطْبَة. و عِقَالٌ و عَقِیلٌ و عُقَیلٌ: أَسماء. و عاقِلٌ: جَبل؛ و ثنَّاه الشاعرُ للضرورة فقال: یَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَینِ أَیامِناً، و جَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَینِ شِمَالا قال الأَزهری: و عاقِلٌ اسم جبل بعینه؛ و هو فی شعر زهیر فی قوله: لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْیِ عافٍ مَنازِلُه، عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَیْسُ فَعَاقِلُه؟ و عُقَیْلٌ، مصغر: قبیلة. و مَعْقُلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ الماء؛ حكاه الفارسی عن أَبی زید؛ قال الأَزهری: و قد رأَیتها و فیها حَوَایا كثیرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طویلًا، و إِنما سُمِّیت مَعْقُلَة لأَنها تُمْسِك الماء كما یَعْقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة: حُزَاوِیَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِیّةٍ تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر
(3). قوله [و عقال الكلإ] ضبط فی الأصل كرمان و كذا ضبطه شارح القاموس، و ضبط فی المحكم ككتاب
لسان العرب، ج‌11، ص: 466
قال الجوهری: و قولهم ما أَعْقِلُه عنك شیئاً أَی دَعْ عنك الشَّكَّ، و هذا حرف رواه سیبویه فی باب الابتداء یُضْمَر فیه ما بُنِیَ علی الابتداء كأَنه قال: ما أَعلمُ شیئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، و یستدل بهذا علی صحة الإِضمار فی كلامهم للاختصار، و كذلك قولهم: خُذْ عَنْك و سِرْ عَنْك؛ و قال بكر المازنی: سأَلت أَبا زید و الأَصمعی و أَبا مالك و الأَخفش عن هذا الحرف فقالوا جمیعاً: ما ندری ما هو، و قال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ أَسأَل عن هذا، قال الشیخ ابن بری الذی رواه سیبویه: ما أَغْفَلَه «1» عنك، بالغین المعجمة و الفاء، و القاف تصحیف.

عقبل؛ ج11، ص: 466

: العَقَابِیلُ: بَقایا العِلَّة و العَداوةِ و العِشْقِ، و قیل: هو الذی یخرج علی الشَّفَتَینِ غِبَّ الحُمَّی، الواحدة منهما جمیعاً عُقْبُولة و عُقْبُول، و الجمع العَقَابِیل؛ قال رؤبة: منْ وِرْدِ حُمَّی أَسْأَرَتْ عَقابِلا أَی أَبْقَتْ. و‌فی حدیث علیٍّ، كرم الله وجهه: ثم قَرَنَ بسَعَتِها عَقَابِیلَ فاقَتِها؛ قال ابن الأَثیر: العَقابِیلُ بقایا المرض و غیره. و یقال لصاحب الشَّرِّ: إِنه لذو عَقَابِیل، و یقال لذو عَوَاقِیلَ؛ و العَقابیلُ: الشدائد من الأُمور. و العَباقِیل: بقایا المرض و الحُبِّ؛ عن اللحیانی، كالعَقابِیل. الأَزهری: رَماه الله بالعَقَابِیس و العَقابِیل، و هی الدَّوَاهی. الجوهری: العُقْبُولة و العُقْبُول الحَلاءُ، و هو قُروح صِغار تخرج بالشَّفَة من بقایا المرض، و الجمع العَقَابِیل.

عقرطل؛ ج11، ص: 466

: العَقَرْطَلُ: اسم لأُنثی الفِیَلة.

عكل؛ ج11، ص: 466

: عَكَلَ الشی‌ءَ یَعْكِلُه و یَعْكُله عَكْلًا جَمَعَه. و عَكَلْتُ المَتاع أَعْكُله، بالضم، أَی نَضَدْت بعضَه علی بعض. و عَكَل السائقُ الخَیْلَ و الإِبل یَعْكُلُها عَكْلًا: حازَها و ساقَها و ضَمَّ قَواصِیَها؛ و أَنشد للفرزدق: وَ هُمُ علی صَدَفِ الأَمِیل تَدَارَكُوا نَعَماً، تُشَلُّ إِلی الرَّئیسِ و تُعْكَل و عَكَلَ البعیرَ یَعْكُلُه و یَعْكِلُه عَكْلًا: شَدَّ رُسْغَ یده إِلی عَضُده بحبل، و فی الصحاح: هو أَن یُعْقَل بحبل، و اسمُ ذلك الحبل العِكَالُ. و إِبِلٌ مَعْكُولَة أَی مَعْقُولة. و المَعْكُول: المحبوس؛ عن یعقوب. و عَكَلَه: حَبَسه؛ یقال: عَكَلُوهم مَعْكَل سَوْءٍ. و العَكَلُ من الإِبل: كالعَكَر، لغة، و الراء أَحسن. و العِكْلُ و العُكْل: اللئیم، و خصصه الأَزهری فقال: من الرجال، و الجمع أَعْكَال. و عَكَلَ فی الأَمر یَعْكُلُ عَكْلًا: قال فیه برأْیه. و عَكَلَ برأْیه یَعْكُلُ عَكْلًا: مثل حَدَسَ یَحْدِسُ. و العَاكِلُ و المُعْكِلُ و الغَیْذَانُ و المُخَمِّنُ: الذی یَظُنُّ فیصیب. و عَكَلَ علیه الأَمرُ و أَعْكَلَ و اعتَكَلَ: الْتَبسَ و اشتبه. و‌فی حدیث عمرو بن مُرَّة: عند اعْتِكال الضَّرَائر‌أَی عند اختلاط الأُمور، و یروی بالراء، و قد تقدم. و العَوْكَلَة: الأَرْنَب، و قیل: الأَرنب العَقُور. و العَوْكَلُ: ظهر الكَثِیب؛ قال: بكُلِّ عَقَنْقَلٍ أَو رَأْسِ بَرْثٍ، و عَوْكَلِ كلِّ قَوْزٍ مُسْتَطِیر
(1). قوله [ما أغفله] كذا ضبط فی القاموس، و لعله مضارع من أغفل الأمر تركه و أهمله من غیر نسیان
لسان العرب، ج‌11، ص: 467
و قیل: هو الكَثِیب العظیم إِلَّا أَنه دون العَقَنْقَل، و قیل: هو الكثیب المُترَاكِب المُتَداخِل، و قیل: عَوْكَلُ كلِّ رَمْلةٍ رأْسُها. و العَوْكَلَة: العظِیمة من الرَّمْل؛ قال ذو الرمة: و قد قابَلَتْه عَوْكَلاتٌ عوانِكٌ، رُكَامٌ نَفَیْنَ النَّبْتَ غیرَ المَآزِر أَی لیس بها نبتٌ إِلَّا ما حَوْلَها. و العَوْكَل: المرأَة الحَمْقاء. و العَوْكَل: الرَّجل القصیر الأَفْحَج؛ قال: لیسَ براعی نَعَجاتٍ عَوْكَلِ، أَحَلَّ یَمْشِی مِشْیَةَ المُحَجَّلِ و رَجلٌ عاكِلٌ: و هو القصیر البخیل المشؤُوم، و جمعه عُكُلٌ. و قَلَّدْتُه قَلائِدَ عَوْكَلٍ: یعنی الفَضائح؛ عن كراع. و العَوْكلانِ: نجمان. و عُكْلٌ و تَیْمٌ و عَدِیٌّ: قبائل من الرَّباب. و عُكْلٌ: بلد. و عُكْلٌ: قبیلة فیهم غَباوةٌ و قِلَّةُ فَهْمٍ، و لذلك یقال لكل مَنْ فیه غَفْلةٌ و یُسْتَحْمَق: عُكْلِیٌّ؛ قال: جَاءتْ به عُجُزٌ مُقابَلَةٌ، ما هُنَّ من جَرْمٍ و لا عُكْل قال ابن الكلبی «1»: هو أَبو بطن منهم، حَضَنَتْه أَمَةٌ تُسمَّی عُكْل فسُمِّیت القبیلة بها. و عَكَلَه: صَرَعَه. و عَكَلَ فی الأَمر: جَدَّ. و عَكَلَ فلان: مات. و اعْتَكَلَ الثَّوْرانِ: تَناطَحا. و الاعْتِكالُ: الاعْتِلاجُ و الاصْطِراع؛ قال البَوْلانیُّ: و اعْتَكَلا و أَیَّما اعْتِكالِ و عَكِلَت المِسْرَجَةُ، بالكسر، أَی اجتمع فیها الدُّرْدِیُّ مثل عَكِرَتْ. و قد سموا عَكَّالًا و عاكِلًا و عُكَیْلًا. و بَنُو عَوْكَلان: بطن من العرب. و عَوْكَلانُ: موضع. و العَوْكَلُ: القصیر.

عكبل؛ ج11، ص: 467

: العَكْبَل: الشدید. و عَكْبَل: اسم.

علل؛ ج11، ص: 467

: العَلُّ و العَلَلُ: الشَّرْبةُ الثانیة، و قیل: الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً، یقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ. و عَلَّه یَعُلُّه و یَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْیَة الثانیة، و عَلَّ بنفسه، یَتعدَّی و لا یتعدَّی. و عَلَّ یَعِلُّ و یَعُلُّ عَلًّا و عَلَلًا، و عَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ و تَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانیة. ابن الأَعرابی: عَلَّ الرَّجلُ یَعِلُّ من المرض، و عَلَّ یَعِلُّ و یَعُلُّ من عَلَل الشَّراب. قال ابن بری: و قد یُسْتَعْمَل العَلَلُ و النَّهَل فی الرَّضاع كما یُسْتَعْمل فی الوِرْد؛ قال ابن مقبل: غَزَال خَلاء تَصَدَّی له، فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا و استَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ و النَّهَلَ فی الدعاء و الصلاة فقال: ثُمَّ انْثَنی مِنْ بعد ذا فَصَلَّی علی النَّبیّ، نَهَلًا و عَلَّا و عَلَّتِ الإِبِلُ، و الآتی كالآتی «2» و المصدر كالمصدر، و قد یستعمل فَعْلی من العَلَل و النَّهَل. و إِبِلٌ عَلَّی: عَوَالُّ؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لِعَاهَانَ بن كعب: تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها و نَهْلًا، و دُون ذِیادِها عَطَنٌ مُنِیم
(1). قوله [قال ابن الكلبی إلخ] كذا فی الأَصل و هی عبارة المحكم، و عبارة یاقوت: و عكل قبیلة من الرباب و هو اسم امرأة حضنت بنی عوف بن وائل فغلبت علیهم و سموا باسمها (2). قوله [و الآتی كالآتی إلخ] هذه بقیة عبارة ابن سیدة و صدرها: عَلَّ یَعِلُّ و یَعُلُّ علًّا و عَلَلًا إلی أن قال و عَلَّتِ الإبل و الآتی إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 468
تَسْكُن إِلیه فیُنِیمُها، و رواه ابن جنی: عَلَّاها و نَهْلی، أَراد و نَهْلاها فحَذَف و اكْتَفی بإِضافة عَلَّاها عن إِضافة نَهْلاها، و عَلَّها یَعُلُّها و یَعِلُّها عَلًّا و عَلَلًا و أَعَلَّها. الأَصمعی: إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْیة الأُولی النَّهَل، و الثانیة العَلَل. و أَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِیِّها، و فی أَصحاب الاشتقاق مَنْ یقول هو بالغین المعجمة كأَنه من العَطَش، و الأَوَّل هو المسموع. أَبو عبید عن الأَصمعی: أَعْلَلْت الإِبِلَ فهی إِبِلٌ عَالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها و لم تُرْوِها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف، و الصواب أَغْلَلْت الإِبلَ، بالغین، و هی إِبل غالَّةٌ. و روی الأَزهری عن نُصَیر الرازی قال: صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة و غَوَالَّ، و قد أَغْلَلْتها من الغُلَّة و الغَلِیل و هو حرارة العطش، و أَما أَعْلَلْت الإِبلَ و عَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها، لأَن معنی أَعْلَلْتها وَ عَلَلتها أَن تَسْقِیها الشَّرْبةَ الثانیة ثم تُصْدِرَها رِواء، و إِذا عَلَّتْ فقد رَوِیَتْ؛ و قوله: قِفِی تُخْبِرِینا أَو تَعُلِّی تَحِیَّةً لنا، أَو تُثِیبی قَبْلَ إِحْدَی الصَّوافِق إِنَّما عَنی أَو تَرُدِّی تَحِیَّة، كأَنَّ التَّحِیَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: من جَزیل عَطائك المَعْلول؛ یرید أَن عطاء الله مضاعَفٌ یَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخری؛ و منه قصید كعب: كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول و عَرَضَ عَلَیَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض علیك الطَّعامَ و أَنت مُسْتَغْنٍ عنه، بمعنی قول العامَّة: عَرْضٌ سابِرِیٌّ أَی لم یُبالِغْ، لأَن العَالَّةَ لا یُعْرَضُ علیها الشُّربُ عَرْضاً یُبالَغ فیه كالعَرْضِ علی الناهِلة. و أَعَلَّ القومُ: عَلَّتْ إِبِلُهم و شَرِبَت العَلَل؛ و اسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ فی الإِطعام و عدّاه إِلی مفعولین، أَنشد ابن الأَعرابی: فباتُوا ناعِمِین بعَیْشِ صِدْقٍ، یَعُلُّهُمُ السَّدِیفَ مع المَحال و أُرَی أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِیَتَه إِلی مفعولین أَن عَلَلْت هاهنا فی معنی أَطْعَمْت، فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّیة إِلی مفعولین كذلك عَلَلْت هنا متعدِّیة إِلی مفعولین؛ و قوله: و أَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلًّا عَلَّا جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب، و إِن كان الرَّغْم عَرَضاً، كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ و عَدَّاه إِلی مفعولین، و قد یكون هذا بحذف الوَسِیط كأَنه قال یَعُلُّهم بالسَّدِیف و أُعَلّ بالرَّغْم، فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل، و التَّعْلِیل سَقْیٌ بعد سَقْیٍ و جَنْیُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخری. و عَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع علیه الضربَ؛ و منه‌حدیث عطاء أَو النخعی فی رجل ضَرَب بالعَصا رجلًا فقَتَله قال: إِذا عَلَّه ضَرْباً ففیه القَوَدُ‌أَی إِذا تابع علیه الضربَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب. و العَلَلُ من الطعام: ما أُكِلَ منه؛ عن كراع. و طَعامٌ قد عُلَّ منه أَی أُكِل؛ و قوله أَنشده أَبو حنیفة: خَلِیلَیَّ، هُبَّا عَلِّلانیَ و انْظُرا إِلی البرق ما یَفْرِی السَّنی، كَیْفَ یَصْنَع فَسَّرَه فقال: عَلِّلانی حَدِّثانی، و أَراد انْظُرا إِلی
لسان العرب، ج‌11، ص: 469
البرق و انْظُرَا إِلی ما یَفرِی السَّنی، و فَرْیُه عَمَلُه؛ و كذلك قوله: خَلِیلَیَّ، هُبَّا عَلِّلانیَ و انْظُرَا إِلی البرق ما یَفْرِی سَنًی و تَبَسَّما و تَعَلَّلَ بالأَمر و اعْتَلَّ: تَشاغَل؛ قال: فاسْتَقْبَلَتْ لَیْلَة خِمْسٍ حَنَّان، تَعْتلُّ فیه بِرَجِیع العِیدان أَی أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِیع الذی هو الجِرَّة تُخْرِجها و تَمْضَغُها. و عَلَّلَه بطعام و حدیث و نحوهما: شَغَلهُ بهما؛ یقال: فلان یُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ. و تَعَلَّل به أَی تَلَهَّی به و تَجَزَّأَ، و عَلَّلتِ المرأَةُ صَبِیَّها بشی‌ء من المَرَق و نحو لیَجْزأَ به عن اللَّبن؛قال جریر: تُعَلِّل، و هی ساغِبَةٌ، بَنِیها بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ یروی أَن جریراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البیتَ قال له: لا أَرْوی الله عَیْمَتَها و تَعِلَّةُ الصبیِّ‌أَی ما یُعَلَّل به لیسكت. و‌فی حدیث أَبی حَثْمة یَصِف التَّمر: تَعِلَّة الصَّبیِّ و قِری الضیف.و التَّعِلَّةُ و العُلالَة: ما یُتَعَلَّل به. و‌فی الحدیث: أَنه أُتیَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها، أَی بَقِیَّة لحمها. و العُلُل أَیضاً: جمع العَلُول، و هو ما یُعَلَّل به المریضُ من الطعام الخفیف، فإِذا قَوی أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول. و یقال لبَقِیَّة اللبن فی الضَّرْع و بَقیَّة قُوّة الشیخ: عُلالة، و قیل: عُلالة الشاة ما یُتَعَلَّل به شیئاً بعد شی‌ء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب؛ و منه‌حدیث عَقِیل بن أَبی طالب: قالوا فیه بَقِیَّةٌ من عُلالة‌أَی بَقِیَّة من قوة الشیخ. و العُلالةُ و العُراكةُ و الدُّلاكة: ما حَلَبْتَ قبل الفِیقة الأُولی و قبل أَن تجتمع الفِیقة الثانیة؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال لأَوَّل جَرْی الفرس: بُداهَته، و للذی یكون بعده: عُلالته؛ قال الأَعشی: إِلَّا بُداهة، أَو عُلالَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره و العُلالة: بَقِیَّة اللَّبَنِ و غیرِه. حتی إِنَّهم لَیَقولون لبَقِیَّة جَرْی الفَرَس عُلالة، و لبَقِیَّة السَّیْر عُلالة. و یقال: تَعَالَلْت نفسی وَ تَلوَّمْتها أَی استَزَدْتُها. و تَعَالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّیْر؛ و قال: و قد تَعالَلْتُ ذَمِیل العَنْس و قیل: العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ؛ قال: أَحْمِلُ أُمِّی و هِیَ الحَمَّاله، تُرْضِعُنی الدِّرَّةَ و العُلاله، و لا یُجازی والدٌ فَعَالَه و قیل: العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار و آخره، و تُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطی هی العُلالة، و قد تُدْعی كُلُّهنَّ عُلالةً. و قد عالَلْتُ الناقة، و الاسم العِلال. و عالَلْتُ الناقة عِلالًا: حَلَبتها صباحاً و مَساء و نِصْفَ النهار. قال أَبو منصور: العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استیجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن، و قال بعض الأَعراب: العَنْزُ تَعْلَمُ أَنی لا أُكَرِّمُها عن العِلالِ، و لا عن قِدْرِ أَضیافی
لسان العرب، ج‌11، ص: 470
و العُلالة، بالضم: ما تَعَلَّلت به أَی لَهَوْت به. و تَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلًا: لَهَوْت بها. و العَلُّ: الذی یزور النساء. و العَلُّ: التَّیْس الضَّخْم العظیم؛ قال: و عَلْهَباً من التُّیوس عَلَّا و العَلُّ: القُراد الضَّخْم، و جمعها عِلالٌ «3»، و قیل: هو القُراد المَهْزول، و قیل: هو الصغیر الجسم. و العَلُّ: الكبیر المُسِنُّ. و رَجُلٌ عَلٌّ: مُسِنٌّ نحیف ضعیف صغیر الجُثَّة، شُبِّه بالقُراد فیقال: كأَنه عَلٌّ؛ قال المُتَنَخِّل الهذلی: لَیْسَ بِعَلٍّ كبیرٍ لا شَبابَ له، لَكِنْ أُثَیْلَةُ صافی الوَجْهِ مُقْتَبَل أَی مُسْتَأْنَف الشَّباب، و قیل: العَلُّ المُسِنُّ الدقیق الجسم من كل شی‌ء. و العَلَّة: الضَّرَّة. و بَنُو العَلَّاتِ: بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّی، سُمِّیَت بذلك لأَن الذی تَزَوَّجها علی أُولی قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه؛ قال ابن بری: و إِنما سُمِّیت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها، من العَلَل؛ قال: عَلَیْها ابْنُ عَلَّاتٍ، إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلًا طَوَتْه نُجومُ اللَّیل، و هی بَلاقِع «4» إِنَّما عَنی بابن عَلَّاتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب، و یقال: هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ. و هما ابْنا عَلَّة: أُمَّاهُما شَتَّی و الأَب واحد، و هم بَنُو العَلَّات، و هُمْ من عَلَّاتٍ، و هم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ و عَلَّاتٍ، كُلُّ هذا من كلامهم. و نحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ، و هو أَخی من عَلَّةٍ، و هما أَخَوانِ من ضَرَّتَیْن، و لم یقولوا من ضَرَّةٍ؛ و قال ابن شمیل: هم بَنُو عَلَّةٍ و أَولاد عَلَّة؛ و أَنشد: و هُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ، و إِن كان مَحْضاً فی العُمومةِ مُخْوِلا ابن شمیل: الأَخْیافُ اختلاف الآباء و أُمُّهُم واحدة، و بَنُو الأَعیان الإِخْوة لأَب و أُمٍّ واحد. و‌فی الحدیث: الأَنبیاء أَولاد عَلَّاتٍ؛ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة و دِینُهم واحد؛ كذا فی التهذیب و فی النهایة لابن الأَثیر، أَراد أَن إِیمانهم واحد و شرائعهم مختلفة. و منه‌حدیث علی، رضی الله عنه: یَتَوارَثُ بَنُو الأَعیان من الإِخوة دون بنی العَلَّات‌أَی یتوارث الإِخوة للأُم و الأَب، و هم الأَعیان، دون الإِخوة للأَب إِذا اجتمعوا معهم. قال ابن بری: یقال لبَنی الضَّرائر بَنُو عَلَّات، و یقال لبنی الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ، و یصیر هذا اللفظ یستعمل للجماعة المتفقین، و أَبناء عَلَّاتٍ یستعمل فی الجماعة المختلفین؛ قال عبد المسیح: و النَّاسُ أَبناء عَلَّاتٍ، فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ قَدْ أَقَلَّ، فَمَجْفُوٌّ و مَحْقُور و هُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسی له نَشَبٌ، فَذاك بالغَیْبِ مَحْفُوظٌ و مَنْصور و قال آخر: أَ فی الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة، وَ فی المآتِم أَولاداً لِعَلَّات؟ «5».
(3). قوله [و جمعها علال] كذا فی الأصل و شرح القاموس، و فی التهذیب: أعلال (4). قوله [إذا اجتش] كذا فی الأصل بالشین المعجمة، و فی المحكم بالمهملة (5). فی المحكم هنا ما نصبه: و جمع العلة للضرة علائل، قال رؤبة: دوی بها لا یغدو العَلَائِلَا
لسان العرب، ج‌11، ص: 471
و قد اعْتَلَّ العَلِیلُ عِلَّةً صعبة، و العِلَّة المَرَضُ. عَلَّ یَعِلُّ و اعْتَلَّ أَی مَرِض، فهو عَلِیلٌ، و أَعَلَّه اللهُ، و لا أَعَلَّك اللهُ أَی لا أَصابك بِعِلَّة. و اعْتَلَّ علیه بِعِلَّةٍ و اعْتَلَّه إِذا اعتاقه عن أَمر. و اعْتَلَّه تَجَنَّی علیه. و العِلَّةُ: الحَدَث یَشْغَل صاحبَه عن حاجته، كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلًا ثانیاً مَنَعَه عن شُغْله الأَول. و‌فی حدیث عاصم بن ثابت: ما عِلَّتی و أَنا جَلْدٌ نابلٌ؟أَی ما عذْری فی ترك الجهاد و مَعی أُهْبة القتال، فوضع العِلَّة موضع العذر. و فی المثل: لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً، یقال هذا لكل مُعْتَلٍّ و معتذر و هو یَقْدِر. و المُعَلِّل: دافع جابی الخراج بالعِلَل، و قد، اعْتَلَّ الرجلُ. و هذا عِلَّة لهذا أَی سبَب. و‌فی حدیث عائشة: فكان عبد الرحمن یَضْرِب رِجْلی بِعِلَّة الراحلة‌أَی بسببها، یُظْهِر أَنه یضرب جَنْب البعیر برِجْله و إِنما یَضْرِبُ رِجْلی. و قولُهم: علی عِلَّاتِه أَی علی كل حال؛ و قال: و إِنْ ضُرِبَتْ علی العِلَّاتِ، أَجَّتْ أَجِیجَ الهِقْلِ من خَیْطِ النَّعام و قال زهیر: إِنَّ البَخِیلَ مَلُومٌ حیثُ كانَ، و لَكِنَّ الجَوَادَ، علی عِلَّاتِهِ، هَرِم و العَلِیلة: المرأَة المُطَیَّبة طِیباً بعد طِیب؛ قال و هو من قوله: و لا تُبْعِدِینی من جَنَاكِ المُعَلَّل أَی المُطَیَّب مرَّة بعد أُخری، و من رواه المُعَلِّل فهو الذی یُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالریق؛ و قال ابن الأَعرابی: المُعَلِّل المُعِین بالبِرِّ بعد البرِّ. و حروفُ العِلَّة و الاعْتِلالِ: الأَلفُ و الیاءُ و الواوُ، سُمِّیت بذلك لِلینها و مَوْتِها. و استعمل أَبو إِسحاق لفظة المَعْلول فی المُتقارِب من العَروض فقال: و إِذا كان بناء المُتَقارِب علی فَعُولن فلا بُدَّ من أَن یَبْقی فیه سبب غیر مَعْلُول، و كذلك استعمله فی المضارع فقال: أُخِّر المضارِع فی الدائرة الرابعة، لأَنه و إِن كان فی أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل، و لیس فی أَول الدائرة بیت مَعْلولُ الأَول، و أَری هذا إِنما هو علی طرح الزائد كأَنه جاء علی عُلَّ و إِن لم یُلْفَظ به، و إِلا فلا وجه له، و المتكلمون یستعملون لفظة المَعْلول فی مثل هذا كثیراً؛ قال ابن سیدة: و بالجملة فَلَسْتُ منها علی ثِقَةٍ و لا علی ثَلَجٍ، لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ، اللهم إِلَّا أَن یكون علی ما ذهب إِلیه سیبویه من قولهم مَجْنُون و مَسْلول، من أَنه جاء علی جَنَنْته و سَلَلْته، و إِن لم یُسْتَعْملا فی الكلام استُغْنِیَ عنهما بأَفْعَلْت؛ قال: و إِذا قالُوا جُنَّ و سُلَّ فإِنما یقولون جُعِلَ فیه الجُنُون و السِّلُّ كما قالوا حُزِنَ و فُسِلَ. و مُعَلِّل: یومٌ من أَیام العجوز السبعة التی تكون فی آخر الشتاء لأَنه یُعَلِّل الناسَ بشی‌ء من تخفیف البرد، و هی: صِنٌّ و صِنَّبْرٌ و وَبْرٌ و مُعَلِّلٌ و مُطْفئُ الجَمْر و آمِرٌ و مُؤْتَمِر، و قیل: إِنما هو مُحَلِّل؛ و قد قال فیه بعضُ الشعراء فقدَّم و أَخَّر لإِقامة وزن الشعر: كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر، أَیّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَیّامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ و صِنَّبرٌ مع الوَبْر
لسان العرب، ج‌11، ص: 472
و بآمرٍ و أَخِیه مُؤْتَمِر، و مُعَلِّل و بمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ مولِّیاً هَرَباً، و أَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر «1». و یروی: مُحَلِّل … مكان مُعَلِّل، و النَّجْر الحَرُّ.. و الیَعْلُول. الغَدِیر الأَبیض المُطَّرِد. و الیَعَالِیل: حَبَابُ الماء. و الیَعْلُول: الحَبَابة من الماء، و هو أَیضاً السحاب المُطَّرِد، و قیل: القِطْعة البیضاء من السحاب. و الیَعَالِیل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد یَعْلُولٌ؛ قال الكمیت: كأَنَّ جُمَاناً واهِیَ السِّلْكِ فَوْقَه، كما انهلَّ مِنْ بِیضٍ یَعالیلَ تَسْكُب و منه قول كعب: مِنْ صَوْبِ ساریةٍ بِیضٌ یَعالِیل و یقال: الیَعالِیلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر، و الیاء زائدة. و الیَعْلُول: المَطرُ بعد المطر، و جمعه الیَعالِیل. و صِبْغٌ یَعْلُولٌ: عُلَّ مَرَّة بعد أُخری. و یقال للبعیر ذی السَّنَامَیْنِ: یَعْلُولٌ و قِرْعَوْسٌ و عُصْفُوریٌّ. و تَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها و تَعَالَّتْ: خَرَجَتْ منه و طَهُرت و حَلَّ وَطْؤُها. و العُلْعُل و العَلْعَل؛ الفتح عن كراع: اسمُ الذَّكر جمیعاً، و قیل: هو الذَّكر إِذا أَنْعَظ، و قیل: هو الذی إِذا أَنْعَظَ و لم یَشْتَدّ. و قال ابن خالویه: العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ، و العُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس. و یقال: العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذی یُشْرِفُ علی الرَّهابة و هی طرف المَعِدة، و الجمع عُلُلٌ و عُلٌّ و عِلٌّ، «2»، و قیل: العُلْعُل، بالضم، الرَّهابة التی تُشْرِف علی البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ. و العَلْعَل و العَلْعَالُ: الذَّكَر من القَنَابِر، و فی الصحاح: الذَّكر من القنافِذ. و العُلْعُول: الشَّرُّ؛ الفراء: إِنه لفی عُلْعُولِ شَرٍّ و زُلْزُولِ شَرٍّ أَی فی قتال و اضطراب. و العِلِّیَّة، بالكسر: الغُرْفةُ، و الجمع العَلالِیُّ، و هو یُذْكر أَیضاً فی المُعْتَلِّ. أَبو سعید: و العَرَب تقول أَنا عَلَّانٌ بأَرض كذا و كذا أَی جاهل. و امرأَة عَلَّانَةٌ: جاهلة، و هی لغة معروفة؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا الحرف و لا أَدری من رواه عن أَبی سعید. و تَعِلَّةُ: اسمُ رجل؛ قال: أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ، ما دامَ یَمْلِكُها عَلَیَّ حَرَامُ و عَلْ عَلْ: زَجْرٌ للغنم؛ عن یعقوب. الفراء: العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ و تقول: عَلْ و لَعَلْ و عَلَّكَ و لَعَلَّكَ بمعنًی واحد؛ قال العَبْدی: و إِذا یَعْثُرُ فی تَجْمازِه، أَقْبَلَتْ تَسْعَی و فَدَّتْه لَعل و أَنشد للفرزدق: إِذا عَثَرَتْ بی، قُلْتُ: عَلَّكِ و انتهَی إِلی بابِ أَبْوابِ الوَلِید كَلالُها
(1). قوله [واقدة] كذا هو بالقاف فی نسختین من الصحاح و مثله فی المحكم، و سبق فی ترجمة نجر وافدة بالفاء، و الصواب ما هنا (2). قوله [و الجمع عُلُلٌ و عُلٌ و عِلٌ] هكذا فی الأصل و تبعه شارح القاموس، و عبارة الأزهری: و یجمع علی عُلُلٍ، أی بضمتین، و علی عَلاعِل، و قال بعد هذا: و العُلُلُ أَیضاً جمع العلول، و هو ما یعلل به المریض، إِلی آخر ما تقدم فی صدر الترجمة
لسان العرب، ج‌11، ص: 473
و أَنشد الفراء: فَهُنَّ علی أَكْتافِها، و رِمَاحُنا یقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ: تَعْساً و لا لَعَا شُدِّدت اللام فی قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك، و كذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك، قال الكسائی: العرب تُصَیِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً و تجعل لَعاً مكان لَعَلْ، و أَنشد فی ذلك البیتَ، أَراد و لا لَعَلْ، و معناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة؛ و قال فی قوله: عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها، یُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر، فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر و صَیَّر نون لَعاً لاماً، لقرب مخرج النون من اللام، هذا علی قول من كَسَر صروف، و من نصبها جعل عَلَّ بمعنی لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر، و معنی لَعاً لك أَی ارتفاعاً؛ قال ابن رُومان: و سمعت الفراء یُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر، فسأَلته: لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ؟ فقال: إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر و دَوْلاتها، فانخفضت صُروف باللام و الدهر بإِضافة الصروف إِلیها، أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها لیُدِلْنَنا من هذا التفرق الذی نحن فیه اجتماعاً و لَمَّة من اللمَّات؛ قال: دَعا لصروف الدهر و لدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً و تخَلُّصاً من المكروه، قال: و أَو بمعنی الواو فی قوله أَو دَوْلاتِها، و قال: یُدِلْنَنا فأَلقی اللام و هو یریدها كقوله: لئن ذَهَبْتُ إِلی الحَجَّاج یقتُلنی أَراد لَیَقْتُلنی. و لعَلَّ و لَعَلِّ طَمَعٌ و إِشْفاق، و معناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف؛ قال العجاج: یا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا و هما كَعَلَّ؛ قال بعض النحویین: اللام زائدة مؤَكِّدة، و إِنما هو عَلَّ، و أَما سیبویه فجعلهما حرفاً واحداً غیر مزید، و حكی أَبو زید أَن لغة عُقَیْل لعَلِّ زیدٍ مُنْطَلِقٌ، بكسر اللام، من لَعَلِّ و جَرِّ زید؛ قال كعب بن سُوَید الغَنَوی: فقلت: ادْعُ أُخری و ارْفَع الصَّوتَ ثانیاً، لَعَلِّ أَبی المِغْوارِ منك قَرِیب و قال الأَخفش: ذكر أَبو عبیدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة فی لغة من یَجُرُّ بها فی قول الشاعر: لَعَلَّ اللهِ یُمْكِنُنی علیها، جِهاراً من زُهَیرٍ أَو أَسید و قوله تعالی: لَعَلَّهُ یَتَذَكَّرُ أَوْ یَخْشیٰ؛ قال سیبویه: و العِلم قد أَتی من وراء ما یكون و لكِن اذْهَبا أَنتما علی رَجائكما و طمَعِكما و مَبْلَغِكما من العِلم و لیس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم یُعْلَما، و قال ثعلب: معناه كی یتَذَكَّر.أَخبر محمد بن سَلَام عن یونس أَنه سأَله عن قوله تعالی: فَلَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ و فَلَعَلَّكَ تٰارِكٌ بَعْضَ مٰا یُوحیٰ إِلَیْكَ، قال: معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِنْ لَمْ یُؤْمِنُوا، قال: و لَعَلَّ لها مواضع فی كلام العرب، و من ذلك قوله: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* و لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* و لَعَلَّهُ یَتَذَكَّرُ، قال: معناه كیْ تتَذَكَّروا كیْ تَتَّقُوا، كقولك ابْعَثْ إِلیَّ بدابَّتك لعَلِّی أَرْكَبُها، بمعنی كی أَرْكَبَها، و تقول: انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَی كی نتحدَّث؛ قال ابن الأَنباری: لعَلَّ تكون تَرَجِّیاً، و تكون بمعنی كیْ علی رأْی الكوفیین؛ و ینشدون:
لسان العرب، ج‌11، ص: 474
فأَبْلُونی بَلِیَّتَكُمْ لَعَلِّی أُصالِحُكُم، و أَسْتَدْرِجْ نُوَیّا «3». و تكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّی أَحُجُّ العامَ، و معناه أَظُنُّنی سأَحُجُّ، كقول إمرئ القیس: لَعَلَّ مَنایانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَی أَظُنُّ منایانا تبدَّلنَ أَبؤُسا؛ و كقول صخر الهذلی: لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مِنْ شَمَنْصِیرٍ مَقاما و تكون بمعنی عَسی كقولك: لعَلَّ عبدَ الله یقوم، معناه عَسی عبدُ الله؛ و ذلك بدلیل دخول أَن فی خبرها فی نحو قول مُتَمِّم: لعَلَّكَ یَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَیْك من اللَّاتی یَدَعْنَكَ أَجْدَعا و تكون بمعنی الاستفهام كقولك: لَعَلَّك تَشْتُمُنی فأُعاقِبَك؟ معناه هل تشْتُمنی، و قد جاءت فی التنزیل بمعنی كَیْ، و‌فی حدیث حاطب: و ما یُدْریك لَعَلَّ اللهَ قد اطَّلَع علی أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم؛ ظَنَّ بعضهم أَن معنی لَعَلَّ هاهنا من جهة الظَّن و الحِسْبان، و لیس كذلك و إِنما هی بمعنی عَسی، و عَسی و لعَلَّ من الله تحقیق. و یقال: عَلَّك تَفْعَل و عَلِّی أَفعَلُ و لَعَلِّی أَفعَلُ، و ربما قالوا: عَلَّنی و لَعَّنِی و لعَلَّنی؛ و أَنشد أَبو زید: أَرِینی جَوَاداً مات هُزْلًا، لعَلَّنی أَری ما تَرَیْنَ، أَو بَخِیلًا مُخَلَّدا قال ابن بری: ذكر أَبو عبیدة أَن هذا البیت لحُطائط بن یَعْفُر، و ذكر الحوفی أَنه لدُرَید، و هذا البیت فی قصیدة لحاتم معروفة مشهورة. و عَلَّ و لَعَلَّ: لغتان بمعنًی مثل إِنَّ و لَیتَ و كأَنَّ و لكِنَّ إِلَّا أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم و ترفع الخبر كما تفعل كان و أَخواتها من الأَفعال، و بعضهم یخفِض ما بعدها فیقول: لعَلَّ زیدٍ قائمٌ؛ سمعه أَبو زید من عُقَیل. و قالوا لَعَلَّتْ، فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء، و لم یُبْدِلوها هاءً فی الوقف كما لم یبدلوها فی رُبَّتْ و ثُمَّت و لاتَ، لأَنه لیس للحرف قوَّةُ الاسم و تصَرُّفُه، و قالوا لعَنَّك و لغَنَّك و رَعَنَّكَ و رَغَنَّك؛ كل ذلك علی البدل، قال یعقوب: قال عیسی بن عمر سمعت أَبا النجم یقول: أُغْدُ لَعَلْنا فی الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا، و كذلك لَأَنَّا و لَأَنَّنا؛ قال: و سمعت أَبا الصَّقْر ینشد: أَرِینی جَوَاداً مات هُزْلًا، لَأَنَّنِی أَرَی ما تَرَیْنَ، أَو بَخِیلًا مُخَلَّدا و بعضهم یقول: لَوَنَّنی.

عمل؛ ج11، ص: 474

: قال الله عز و جل فی آیة الصَّدَقات: وَ الْعٰامِلِینَ عَلَیْهٰا؛ هم السُّعاة الذین یأْخذون الصَّدَقات من أَربابها، واحدهم عامِلٌ و ساعٍ. و‌فی الحدیث: ما ترَكْتُ بعد نَفقة عیالی و مَؤُونة عامِلی صَدَقةٌ؛ أَراد بعیاله زَوْجاتِه، و بعامِله الخَلِیفة بعده، و إِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لا یجوز نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات. و العامِلُ: هو الذی یتوَلَّی أُمور الرجل فی ماله و مِلْكِه و عمَلِه، و منه قیل للذی یَسْتَخْرج الزكاة: عامِل.
(3). فسره الدسوقی فقال: أبلونی أعطونی، و البلیة الناقة تعقل علی قبر صاحبها المیت بلا طعام و لا شراب حتی تموت، و نویّ بفتح الواو كهویّ، و أَصله نوای كعصای قلبت الألف یاء علی لغة هذیل و الشاعر منهم، و النوی الجهة التی ینویها المسافر. و قوله: استدرج، هكذا مجزومة فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 475
و العَمَل: المِهْنة و الفِعْل، و الجمع أَعْمَال، عَمِلَ عَمَلًا، و أَعْمَلَه غَیرهُ و اسْتَعْمَلَه، و اعْتَمَلَ الرجلُ: عَمِلَ بنفسه؛ أَنشد سیبویه: إِنَّ الكَرِیمَ، و أَبِیك، یَعْتَمِل إِنْ لم یَجِدْ یوماً علی مَنْ یتَّكِل، فیَكْتَسِی مِنْ بَعْدِها و یكتحِل أَراد مَنْ یَتَّكِلُ علیه، فحذف علیه هذه و زاد عَلی متقدِّمةً، أَ لا تری أَنه یَعْتَمِل إِنْ لم یَجِدْ من یَتَّكِل علیه؟ و قیل: العَمَلُ لغیره و الاعْتِمالُ لنفسه؛ قال الأَزهری: هذا كما یقال اخْتَدَم إِذا خَدَم نَفْسَه، و اقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ علی نفسه. و اسْتَعْمَلَ فلان غیرَه إِذا سَأَله أَن یَعْمَل له، و اسْتَعْمَلَه: طَلَب إِلیه العَمَل. و اعْتَمَلَ: اضطرب فی العَمَل. و اسْتُعْمِلَ فلان إِذا وَلیَ عَمَلًا من أَعْمالِ السلطان. و‌فی حدیث خیبر: دَفَع إِلیهم أَرْضَهُم علی أَن یَعْتَمِلوها من أَموالهم؛ الاعْتمال: افتعال من العَمَل أَی أَنهم یَقُومون بما یُحْتاج إِلیه من عِمارة و زراعة و تَلقیح و حِرَاسة و نحو ذلك. و أَعْمَلَ فلان ذِهْنَه فی كذا و كذا إِذا دَبَّره بفهمه. و أَعْمَلَ رَأْیَه و آلَتَه و لِسانَه و اسْتَعْمَله: عَمِل به. قال الأَزهری: عَمِلَ فلان العَمَلَ یَعْمَلُه عَمَلًا، فهو عَامِلٌ، قال: و لم یجی‌ء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلًا متعدِّیاً إِلا فی هذا الحرف، و فی قولهم: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، و إِلَّا فسائر الكلام یجی‌ء علی فَعْلٍ ساكن العین كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً، و بَلِعْته بَلْعاً و ما أَشبهه. و رجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً. و رجل عَمِلٌ: ذو عَمَلٍ؛ حكاه سیبویه؛ و أَنشد لساعدة بن جُؤَیَّة: حَتی شَآها كَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ، باتت طِراباً، و بات اللَّیْلَ لم یَنَمِ نَصَب سیبویه مَوْهِناً بعَمِل «1» و دَفَعَه غیرُه من النحویین فقال: إِنما هو ظرف، و هذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما یُحْمَل الشی‌ء علی إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم یوجد من إِعْماله بُدٌّ. و رجل عَمُولٌ: بمعنی رجل عَمِلٌ أَی مطبوع علی العَمَل. و تَعَمَّلَ فلان لكذا، و التَّعْمِیل: تولیة العَمَل. یقال: عَمَّلْت فلاناً علی البصرة؛ قال ابن الأَثیر: قد یكون عَمَّلْته بمعنی وَلَّیته و جعلته عامِلًا؛ و أَما ما أَنشده الفراء للبید: أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ، بَسَراتِها نَدَبٌ له و كُلوم فقال: أَوقع عَمِل علی عِضادَة سَمْحَج، قال: و لو كانت عامِل لكان أَبْیَنَ فی العربیة، قال الأَزهری: العِضَادة فی بیت لبید جمع العَضُد، و إِنما وَصَفَ عَیْراً و أَتانه فجعل عَمِلَ بمعنی مُعْمِل «2» أَو عامِل، ثم جعله عَمِلًا، و الله أَعلم. و اسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنی به بِناءً. و العَمِلةُ: العَمَلُ، إِذا أَدخلوا الهاء كسروا المیم. و العَمِلَة و العِمْلَة: ما عُمِلَ. و العِمْلَة: حالَةُ العَمَل. و رَجُلٌ خبیثُ العِمْلة إِذا كان خبیث الكسب. و عِمْلَةُ الرجل: باطِنَته فی الشرِّ خاصة،
(1). قوله [نصب سیبویه موهناً بعمل] هی عبارة المحكم، و فی المغنی: و ردّ علی سیبویه فی استدلاله علی إِعمال فعیل بقوله: حتی شآها كلیل (2). قوله [فجعل عمل بمعنی معمل إلخ] عبارة التهذیب فی ترجمة عضد و یقال: فلان عضد فلان و عضادته و معاضده إِذا كان یعاونه و یرافقه، و قال لبید: أَو مسحل سنق عضادة إلخ ثم قال فی تفسیره: یقول هو یعضدها، یكون مرة عن یمینها و مرة عن یسارها لا یفارقها
لسان العرب، ج‌11، ص: 476
و كلُّه من العَمَل. و قالت امرأَة من العرب: ما كان لی عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَی ما كان لی عَمَلٌ. و العِمْلَة و العُمْلَةُ و العَمالة و العُمالة و العِمَالة؛ الأَخیرة عن اللحیانی، كله: أَجْرُ ما عُمِل. و یقال: عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطیتهم إیاها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قال لابن السَّعْدی: خُذْ ما أُعْطِیتَ فإِنِّی عَمِلْتُ علی عَهْد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فَعَمَّلَنی‌أَی أَعطانی عُمالتی و أُجْرَةَ عَمَلی، یقال منه: أَعْملته و عَمَّلْته. قال الأَزهری: العُمالة، بالضم، رِزْقُ العامِلِ الذی جُعِل له علی ما قُلِّد من العَمَل. و عامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعَامَلةً، و المُعامَلة فی كلام أَهل العراق: هی المُساقاة فی كلام الحِجازیین. و العَمَلَة: القومُ یَعْمَلون بأَیدیهم ضروباً من العَمَل فی طین أَو حَفْرٍ أَو غیره. و عَامَلَه: سامَه بعَمَلٍ. و العامِلُ فی العربیة: ما عَمِلَ عَمَلًا مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ، كالفِعْل و الناصب و الجازم و كالأَسماء التی من شأْنها أَن تَعْمَلَ أَیضاً و كأَسْماء الفِعْل، و قد عَمِلَ الشی‌ءُ فی الشی‌ء: أَحْدَثَ فیه نوعاً من الإِعراب. و عَمِلَ به العِمِلِّین: بالَغ فی أَذاه و عَمِلَه به، و حكی ابن الأَعرابی: عَمِلَ به العِمْلِین، بكسر العین و سكون المیم؛ و قال ثعلب: إِنما هو العِمَلِین، بكسر العین و فتح المیم و تخفیفها. و یقال: لا تَتَعَمَّلْ فی أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ. و قد تَعَمَّلْت لك أَی تَعَنَّیْت من أَجلك؛ قال مُزَاحم العُقَیلی: تَكادُ مَغانِیها تَقُولُ من البِلی لِسائِلها عن أَهْلِها؛ لا تَعَمَّل أَی لا تَتَعَنَّ فلیس لَكَ فَرَجٌ فی سؤالك. و قال أَبو سعید: سَوْفَ أَتَعَمَّلُ فی حاجتك أَی أَتَعَنَّی؛ و قول الجعدی یصف فرساً: و تَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ، سَرِیعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَی تَرْقُبه بعین بعیدة النَّظَر. و الیَعْمَلَة من الإِبل: النَّجِیبة المُعْتَمَلة المطبوعة علی العَمَل، و لا یقال ذلك إِلا للأُنثی؛ هذا قول أَهل اللغة، و قد حكی أَبو علی یَعْمَلٌ و یَعْمَلَة. و الیَعْمَلُ عند سیبویه: اسم لأَنه لا یقال جَمَلٌ یَعْمَلٌ و لا ناقة یَعْمَلَةٌ، إِنما یقال یَعْمَلٌ و یَعْمَلَة، فیُعْلَم أَنه یُعْنی بهما البعیر و الناقة، و لذلك قال لا نَعلَم یَفْعَلًا جاء وصفاً، و قال فی باب ما لا ینصرف: إِن سمیته بیَعْمَلٍ جمع یَعْمَلَة فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن یكون صفة للواحد المذكر، و بعضهم یَرُدُّ هذا و یَجْعَل الیَعْمَلَ وصفاً. و قال كراع: الیَعْمَلَة الناقة السریعة اشتق لها اسم من العَمَل، و الجمع یَعْمَلات؛ و أَنشد ابن بری للراجز: یا زَیْدُ زَیْدَ الیَعْمَلاتِ الذُّبَّل، تَطاوَلَ اللَّیْلُ علیكَ، فانْزِل قال: و ذكر النحاس فی الطبقات أَن هذین البیتین لعبد الله بن رَوَاحة. و ناقة عَمِلَةٌ بَیِّنة العَمالة: فارهة مثل الیَعْمَلة، و قد عَمِلَتْ؛ قال القَطامِیّ: نِعْمَ الفَتی عَمِلَتْ إِلیه مَطِیَّتی، لا نَشْتَكی جَهْدَ السِّفار كلانا و حَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِل به و مُهِن. و یقال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 477
أَعْمَلْت الناقةَ فَعَمِلَت. و‌فی الحدیث: لا تُعْمَلُ المَطِیُّ إِلا إِلی ثلاثة مساجد‌أَی لا تُحَثُّ و لا تُساق؛ و منه‌حدیث الإِسْراء و البُراق: فعَمِلَتْ بأُذُنَیْها‌أَی أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنیها لشدَّة السیر. و‌فی حدیث لقمان: یُعْمِل الناقةَ و السَّاقَ،؛ أَخبر أَنه قَوِیٌّ علی السیر راكباً و ماشیاً، فهو یجمع بین الأَمرین، و أَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب و المَشْی. و عَمِلَ البَرْقُ عَمَلًا، فهو عَمِلٌ: دامَ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة و أَنشد: حَتی شآها كَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ و عُمِّلَ فلان علی القوم: أُمِّرَ. و العَوامِلُ: الأَرجل؛ قال الأَزهری: عَوامِلُ الدابة قوائمه، واحدتها عامِلة. و العَوامِل: بَقَر الحَرْث و الدِّیاسة. و‌فی حدیث الزكاة: لیس فی العَوامِل شی‌ء؛ العَوامِل من البقر: جمع عَامِلَة و هی التی یُسْتَقی علیها و یُحْرَث و تستعمل فی الأَشغال، و هذا الحكم مطَّرد فی الإِبل. و عامِلُ الرُّمح و عامِلته: صَدْرُه دون السِّنان و یجمع عَوامِل، و قیل: عَامِلُ الرُّمْح ما یَلی السِّنان، و هو دون الثَّعْلب. و طریق مُعْمَلٌ أَی لحْبٌ مسلوك، و حكی اللحیانی: لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة، و لم یُفَسِّره إِلَّا أَنه أَتبعه بقوله: و كما تُنْفَق بمكة، فعسی أَن یكون الأَول فی هذا المعنی: و عَمَلٌ: اسم رجل؛ قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها: أَشْبِهْ أَبا أُمِّك، أَو أَشبِهْ عَمَل، و ارْقَ إِلی الخَیرات زَنْأً فی الجَبَل قال ابن بری: قال أَبو زید الذی رَقَّصه هو أَبوه و هو قیس بن عاصم، و اسم الولد حكیم، و اسم أُمه منفوسة بنت زَیْد الخَیْل؛ و أَما الذی قالته أُمه فیه فهو: أَشْبِهْ أَخی، أَو أَشبِهَنْ أَباكا، أَمَّا أَبی فَلَنْ تَنالَ ذاكا، تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ یَداكا قال الأَزهری: و المسافرون إِذا مَشَوْا علی أَرجلهم یُسَمَّوْن بنی العَمَل؛ و أَنشد الأَصمعی: فذَكَرَ اللهَ و سَمَّی و نَزَل «1». بِمَنْزِل یَنْزِله بَنُو عَمَل، لا ضَفَفٌ یَشْغَلُه و لا ثَقَل و بنو عامِلة و بنو عُمَیْلة: حَیَّان من العرب؛ قال الأَزهری: عَامِلَة قبیلة إِلیها یُنْسَب عَدِیُّ بن الرِّقاع العامِلیُّ، و عامِلة حیٌّ من الیمن، و هو عَامِلَة بن سَبإٍ، و تزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط؛ قال الأَعشی: أَ عامِلَ حَتَّی مَتی تَذْهَبِین إِلی غَیْرِ والدِكِ الأَكْرم؟ و والِدُكُم قاسِطٌ، فارْجِعوا إِلی النسب الأَتْلَد الأَقْدَم و عَمَلی: موضع. و‌فی الحدیث: سئل عن أَولاد المشركین فقال: الله أَعلم بما كانوا عاملین؛ روی ابن الأَثیر عن الخطابی قال: ظاهر هذا الكلام یوهم أَنه لم یُفْتِ السائل عنهم و أَنه رد الأَمر فی ذلك إِلی علم الله عز و جل، و إِنما معناه أَنهم مُلْحَقون فی الكفر بآبائهم، لأَن الله تعالی قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحیاءً حتی یَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار، و یدل علیه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: قلت فذراریّ المشركین؟ قال: هم من آبائهم، قلت: بِلا عَمَلٍ، قال: الله
(1). قوله [و نزل] قال فی التهذیب: أی أقام بمنی
لسان العرب، ج‌11، ص: 478
أَعلم بما كانوا عاملین؛ و قال ابن المبارك فیه: إِن كل مولود إِنما یُولَد علی فِطرته التی وُلد علیها من السعادة و الشقاوة و علی ما قُدِّر له من كفر و إِیمان، فكلٌّ منهم عامِلٌ فی الدنیا بالعمل المشاكل لفِطْرته و صائر فی العاقبة إِلی ما فُطِر علیه، فمن علامات الشقاوة للطفل أَن یُولَد بین مُشْرِكَین فیحْمِلانه علی اعتقاد دینهما و یُعَلِّمانه إِیاه، أَو یموت قبل أَن یَعْقِل و یَصِف الدین فیُحْكَم له بحُكم والدیه إِذ هو فی حكم الشریعة تَبَعٌ لهما، و هذا فیه نظر لأَنا رأَینا و علمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بین مُشْركَین و حملاه علی اعتقاد دینهما و عَلَّماه، ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه و دینه تَعُدُّه من جملة المسلمین الصالحین، و أَما الذی‌فی حدیث الشَّعْبی: أَنه أُتی بشراب مَعْمول، فقیل: هو الذی فیه اللَّبن و العَسل و الثَّلج.

عمثل؛ ج11، ص: 478

: العَمَیْثَل من كل شی‌ء: البطی‌ء لعِظَمه أَو ترَهُّله، و الأُنثی بالهاء. و العَمَیْثَلة من الإِبل: الجسیمة. و العَمَیْثَل: الذی یُطِیل ثیابه. و قال الخلیل: العَمَیْثَل البطی‌ء الذی یُسْبِل ثیابه كالوادِع الذی یُكْفَی العَمَل و لا یحتاج إِلی التشمیر، و قیل: هو الضَّخْم الثقیل كأَن فیه بُطْأً من عِظَمه، و جمعه العَمائِل. و العَمَیْثَل: الطویل الذَّنَب من الظباء و الوُعول. و قال الأَصمعی: العَمَیْثَل من الوُعول الذَّیَّال بذنبه. و العَمَیْثَل: القصیر المسترخی؛ قال أَبو النجم: یَهْدی بها كلّ نِیافٍ عَنْدَل، رُكِّب فی ضَخْم الذَّفاری قَنْدَل «2». لیس بمُلْتاثٍ و لا عَمَیْثَل، و لیس بالفَیَّادة المُقَصْمِل قال: و قد یكون العَمَیْثَل هنا الذی یطیل ثیابه. و العَمَیْثَل: الجَلد النَّشیط؛ عن السیرافی، و قیل: العَمَیْثَل الضخم الشدید العریض، و هو من صفة الأَسد و الجمل و الفرس و الرجل، و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: لیس أَحد فَسَّر العَمیْثَل أَنه الفرسُ و الأَسدُ و الرجلُ الضَّخْم و الكبشُ الكبیرُ القرن الكثیرُ الصوف و الطویلُ الذَّیل غیر محمد بن زیاد.

عنبل؛ ج11، ص: 478

: العُنْبُل و العُنْبُلَة: البَظْر. و امرأَة عُنْبُلَة: طویلة العُنْبُل، و عَنْبَلتُها طُول بَظْرِها؛ قال جریر: إِذا تَرَمَّزَ بعد الطَّلْق عُنْبُلُها، قال القَوابِلُ: هذا مِشْفَرُ الفِیل و العُنْبُلَة: الخشبة التی یُدَقُّ علیها بالمِهْراس «3». و العُنابِل: الوتر الغلیظ، و قیل: العُنابِل الغلیظ؛ و قال عاصم بن ثابت: ما عِلَّتی، و أَنا طَبٌّ خاتِلُ «4». و القَوْسُ فیها وَتَرٌ عُنابِلُ تَزِلُّ عن صَفْحَتِه المَعابِلُ و یقال لبُظارة المرأَة: العُنْبُل و العُنْتُل مثل نَبَع الماءُ و نتَع. و العُنابِل، بالضم: الصُّلْب المَتِین، و جمعه عَنابِل، بالفتح، مثل جُوالِق و جَوالِق. ابن بری: ابن خالویه العُنْبُلیُّ الزِّنْجی، و العُنْبُل البُظارة؛ و أَنشد: یا رِیَّها، و قد بدا مَسِیحی، و ابْتَلَّ ثوْبایَ من النَّضِیحِ، و صار رِیحُ العُنْبُلیّ رِیحی
(2). قوله [یهدی بها] هكذا فی الأصل، و سیأتی فی ترجمة قندل: تهدی بنا، و كذا فی الصحاح (3). قوله [یدق علیها بالمهراس] هذه عبارة ابن سیدة و تبعه المجد، و عبارة الأزهری: یدق بها فی المهراس الشی‌ء انتهی. و المهراس: الهاون كما فی كتب اللغة (4). قوله [طب خاتل] تقدم فی مادة علل: جلد نابل
لسان العرب، ج‌11، ص: 479
و العَبَنْبَل: الجسیم العظیم؛ و أَنشد أَبو عمرو للبَولانی: لمَّا رأَتْ أَن زُوِّجَت حَزَنْبَلا، ذا شَیْبةٍ یَمْشِی الهُوَیْنی حَوقلا، إِذا تُناغِیه الفَتاةُ انْجَفَلا، و قام یَدْعو رَبَّه تَبَتُّلا، قالت له: مُتَّ وَشِیكاً عَجِلا، كُنْتُ أُریدُ ناشِئاً عَبَنْبَلا یَهْوَی النِّساءَ، و یُحِبُّ الغَزَلا

عنتل؛ ج11، ص: 479

: العُنْتُل: الصُّلْب الشدید. و یقال لبُظارة المرأَة: العُنْبُل و العُنْتُل مثل نَبَع الماءُ و نَتَع؛ قال أَبو صفوان الأَسدی یهجو ابن مَیَّادة: أَ لَهْفی علیْك، یا ابن مَیَّادةَ التی یكون ذِیاراً، لا یُحَتُّ خِضَابُها إِذا زَبَنَتْ عنها الفَصِیلَ برِجْلِها، بدا من فُروج الشَّمْلَتَین عُنَابُها بدا عُنْتُلٌ لو تُوضَع الفَأْسُ فَوقه مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عنها غُرابُها و قد روی: بدا عُنْبُلٌ …، بالباء أَیضاً؛ و الذِّیار: البَعَر الذی یُضَمَّد به الإِحْلِیل لئلا یؤثِّر فیه الضِّراب، و العَنْتَل: فَرْجُ المرأَة، بالفتح، و قال أَبو عمرو: هو العُنْتُل، بضم العین و التاء.

عنثل؛ ج11، ص: 479

: أُمُّ عَنْثَل: الضِّبُع؛ حكاه سیبویه.

عنجل؛ ج11، ص: 479

: العُنْجُل: الشیخُ إِذا انْحَسَرَ لحمُه و بَدَت عِظامُه. و العُنْجُول: دُوَیْبَّة؛ قال ابن درید: لا أَقف علی حقیقة صفتها. الأَزهری: العُنْجُف و العُنْجُوف جمیعاً الیابس هُزالًا، و كذلك العُنْجُل، و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: لم یَفْرُق أَحدٌ لنا بین العُنْجُل و الغُنْجُل إِلا الزاهد قال: العُنْجُل الشیخُ المُدْرَهِمُّ إِذا بدت عِظامُه، و بالغین التُّفَّة، و هو عَنَاق الأَرض.

عندل؛ ج11، ص: 479

: عَنْدَل البعیرُ: اشتدَّ عَصَبه، و قیل: عَنْدَلَ اشتدَّ، و صَنْدَلَ ضَخُم رأْسُه. و العَنْدَل: الناقة العظیمة الرأْس الضَّخْمة، و قیل: هی الشدیدة، و قیل: الطویلة. و العَنْدَل: الطویل، و الأُنثی عَنْدَلة، و قیل: هو العظیم الرأْس مثل القَنْدَل. و العَنْدَل: البعیر الضخم الرأْس، یستوی فیه المذكر و المؤَنث، ذكر الأَزهری فی ترجمة عدل عن اللیث قال: المُعْتَدِلة من النوق المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض، قال: و روی شَمِر عن محارب قال المُعَنْدِلة من النوق، و جعله رباعیّاً من باب عَنْدَل، قال الأَزهری: و الصواب المُعْتَدِلة، بالتاء؛ و روی شمر عن أَبی عدنان أَن الكنانی أَنشده: و عَدَلَ الفَحْلُ، و إِن لم یُعْدَل، و اعْتَدَلتْ ذاتُ السَّنامِ الأَمْیَل قال: اعتدالُ ذات السَّنام الأَمیل استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعد ما كان مائلًا، قال الأَزهری: و هذا یدل علی أَن الحرف الذی رواه شمر عن محارب فی المُعَنْدِلة غیر صحیح، و أَن الصواب المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنت اعتدلت أَعضاؤها كلها من السنام و غیره. و مُعَنْدِلة: من العَنْدل و هو الصُّلْب الرأْس. و العَنْدَل: السریع. و العَنْدَلِیل: طائر یصوّت أَلواناً. و البُلْبُل یُعَنْدِل أَی یُصوِّت. و عَنْدَل الهُدْهُد إِذا صوَّت عَنْدَلة. الجوهری: قال سیبویه إِذا كانت النون ثانیة فلا تجعل زائدة إِلَّا بثَبَتٍ. الأَزهری: العَنْدَلِیب طائر أَصغر من العصفور، قال ابن الأَعرابی: هو البُلْبُل، و قال
لسان العرب، ج‌11، ص: 480
الجوهری: هو الهَزَار، و روی عن أَبی عمرو بن العلاء أَنه قال: علیكم بشِعْر الأَعشی فإِنه بمنزلة البازی یَصِید ما بین الكُرْكِیِّ و العَنْدَلِیب، قال: و هو طائر أَصغر من العصفور، و قال اللیث: هو طائر یُصوِّت أَلواناً، قال الأَزهری: و جعَلْتُه رُباعیًّا لأَن أَصله العَنْدَل، ثم مُدَّ بیاء و كُسِعت بلام مكررة ثم قُلِبت باء؛ و أَنشد لبعض شعراء غَنِیّ: و العَنْدَلِیلُ، إِذا زَقَا فی جَنَّةٍ، خیْرٌ و أَحْسَنُ من زُقاءِ الدُّخَّل و الجمع العَنَادِل؛ قال الجوهری: و هو محذوف منه لأَن كل اسم جاوز أَربعة أَحرف و لم یكن الرابع من حروف المد و اللین فإِنه یُرَدُّ إِلی الرُّباعی، ثم یبنی منه الجمع و التصغیر، فإِن كان الحرف الرابع من حروف المدّ و اللین فإِنها لا ترد إِلی الرباعی و تبنی منه؛ و أَنشد ابن بری: كیف تَرعی فِعْل طَلاحِیَّاتِها، عَنادِلِ الهاماتِ صَنْدَلاتِها؟ و امرأَة عَنْدَلَةٌ: ضَخْمة الثدیین؛ قال الشاعر: لیسَتْ بعَصْلاءَ یَذْمِی الكَلبَ نَكْهَتُها، و لا بعَنْدَلةٍ یَصْطَكُّ ثَدْیاها

عنسل؛ ج11، ص: 480

: الأَزهری: اللیث العَنْسَل الناقة القویة السریعة، و قال غیره: النون زائدة أُخذ من عَسَلان الذئب؛ أَنشد الجوهری للأَعشی: و قدْ أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلاة، بالحُرَّة البازِلِ العَنْسَل

عنصل؛ ج11، ص: 480

: الأَزهری: یقال عُنْصُل و عُنْصَل للبَصَل البَرِّی، و قال فی موضع آخر: العُنْصُل و العُنْصَل كُرَّاث بَرِّی یُعْمَل منه خَلٌّ یقال له خَلُّ العُنْصُلانیّ، و هو أَشدُّ الخَلِّ حُموضةً؛ قال الأَصمعی: و رأَیته فلم أَقدر علی أَكله، و قال أَبو بكر: العُنْصُلاء نبت، قال الأَزهری: العُنْصُل نبات أَصله شبه البَصَل و وَرَقه كورق الكُرَّاث و أَعْرَضُ منه، و نَوْره أَصفر تتخذه صبیان الأَعراب أَكالِیل؛ و أَنشد: و الضَّرْبُ فی جَأْواءَ مَلْمومةٍ، كأَنَّما هامَتُها عُنْصُل الجوهری: العُنْصُلُ و العُنْصَل البَصَل البرِّی، و العُنْصُلاءُ و العُنْصَلاء مثله، و الجمع العَنَاصِل، و هو الذی تسمیه الأَطباء الإِسْقال، و یكون منه خَلٌّ. قال: و العُنْصُل موضع. و یقال للرجل إِذا ضَلَّ: أَخذ فی طریق العُنْصُلَیْن، و طریق العُنْصُل هو طریق من الیمامة إِلی البصرة؛ و روی الأَزهری أَن الفرزدق قَدِم من الیمامة و دَلِیلُه عاصمٌ رجلٌ من بَلْعَنْبَر فضَلَّ به الطریقَ فقال: و ما نحْنُ، إِن جارت صُدورُ رِكابنا، بأَوَّلِ مَنْ غَوَّتْ دَلالةُ عاصم أَرادَ طَریقَ العُنْصُلَیْن، فیاسَرَتْ به العِیسُ فی وادی الصُّوَی المُتَشائم و كیْفَ یَضِلُّ العَنْبَریُّ ببَلْدةٍ، بها قُطِعَتْ عنه سُیورُ التَّمائِم؟ قال أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعی عن طریق العُنْصُلین ففتح الصاد، قال: و لا یقل بضم الصاد، قال: و تقوله العامة إِذا أَخطأَ إِنسان الطریق، و ذلك أَن الفرزدق ذكر فی شعره إِنساناً ضَلَّ فی هذا الطریق فقال: أَراد طریق العُنْصَلَینِ فیَاسَرَتْ
لسان العرب، ج‌11، ص: 481
فظنت العامة أَن كل من ضَلَّ ینبغی أَن یقال له هذا، قال: و طریق العُنْصَلین هو طریق مستقیم، و الفرزدق وَصَفَه علی الصواب فظن الناس أَنه وَصَفَه علی الخطإِ.

عنظل؛ ج11، ص: 481

: العَنْظَل: بیت العنكبوت؛ عن كراع. و العَنظَلة و النَّعْظَلة، كلاهما: العَدْو البطی‌ء.

عنكل؛ ج11، ص: 481

: العَنْكَل: الصُّلْب.

عهل؛ ج11، ص: 481

: العَیْهَل و العَیْهَلَة و العَیْهُول و العَیْهال: الناقة السریعة؛ و أَنشد فی العَیْهَل: و بَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فیها عَیْهَلًا رَسُوما و قال فی العَیْهَلة: ناشُوا الرِّجالَ فَسالَتْ كلُّ عَیْهَلة، عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّیْل بالكُور «1». و قیل: العَیْهَل و العَیْهلة النجیبة الشدیدة، و قیل: العَیْهَل الذكر من الإِبل، و الأُنثی عَیْهَلة، و قیل: العَیْهل الطویلة، و قیل: الشدیدة، قال الجوهری: و ربما قالوا عَیْهَلٌّ، مشدداً فی ضرورة الشعر؛ قال منظور بن مَرْثَد الأَسدی: إِنْ تَبْخَلی، یا جُمْل، أَو تَعْتَلِّی أَو تُصْبحی فی الظَّاعِنِ المُوَلِّی نُسَلِّ وَجْد الهائم المُعْتَلِّ، ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَیْهَلِّ قال ابن سیدة: شدد اللام لتمام البناء إِذ لو قال أَو عَیْهَل، بالتخفیف، لكان من كامل السریع، و الأَول كما تراه من مشطور السریع، و إِنما هذا الشدّ فی الوقف فأَجراه الشاعر للضرورة حین وَصَل مُجْراه إِذا وَقَف. و امرأَة عَیْهَلٌ و عَیْهَلَة: لا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالًا و إِدباراً. و یقال للمرأَة عَیْهَلٌ و عَیْهَلةٌ؛ و لا یقال للناقة إِلَّا عَیْهَلة «2» و أَنشد: لِیَبْكِ أَبا الجَدْعاء ضَیْفٌ مُعَیَّلُ، و أَرْمَلةٌ تَغْشَی الدَّواخِنَ عَیْهَلُ و أَنشد غیره: فَنِعْمَ مُناخُ ضِیفانٍ و تَجْرٍ، و مُلْقَی زِفْرِ عَیْهَلة بَجَال و ناقة عَیْهَلَة: ضَخْمة عظیمة، قال: و لا یقال جَمَل عَیْهَل. و ناقة عَیْهلة و عَیْهَلٌ؛ قال ابن الزُّبَیر الأَسدی: جُمَالِیَّة أَو عَیْهَل شَدْقَمِیَّة، بها من نُدوبِ النِّسْعِ و الكُورِ عاذرُ و رِیحٌ عَیْهَلٌ: شدیدة. و العاهِلُ: المَلِك الأَعظم كالخلیفة. أَبو عبیدة: یقال للمرأَة التی لا زوج لها عاهلٌ؛ قال ابن بری: قال أَبو عبید عَیْهَلْتُ الإِبل أَهملتها؛ و أَنشد لأَبی وجزة: عَیَاهلٌ عَیْهَلَها الذُّوَّاد «3».

عول؛ ج11، ص: 481

: العَوْل: المَیْل فی الحُكْم إِلی الجَوْر. عالَ یَعُولُ عَوْلًا: جار و مالَ عن الحق. و فی التنزیل العزیز: ذٰلِكَ أَدْنیٰ أَلّٰا تَعُولُوا؛ و قال: إِنَّا تَبِعْنا رَسُولَ الله و اطَّرَحوا قَوْلَ الرَّسول، و عالُوا فی المَوازِین
(1). قوله [ناشوا الرجال إلخ] هكذا فی الأصل، و هذا البیت قد انفرد به الجوهری فی هذه الترجمة فقط و فی نسخه اختلاف (2). قوله [إلا عیهلة] هكذا فی الأصل، و فی نسخة من التهذیب: إلا عیهل، بغیر تاء (3). قوله [الذواد] تقدم فی عبهل: الرواد بالراء
لسان العرب، ج‌11، ص: 482
و العَوْل: النُّقْصان. و عال المِیزانَ عَوْلًا، فهو عَائِل: مالَ؛ هذه عن اللحیانی. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: كتَب إِلی أَهل الكوفة إِنی لسْتُ بمیزانٍ لا أَعُول «1» أَی لا أَمِیل عن الاستواء و الاعتدال؛ یقال: عَالَ المیزانُ إِذا ارتفع أَحدُ طَرَفیه عن الآخر؛ و قال أَكثر أَهل التفسیر: معنی قوله ذٰلِكَ أَدْنیٰ أَلّٰا تَعُولُوا أَی ذلك أَقرب أَن لا تَجُوروا و تَمِیلوا، و قیل ذلك أَدْنی أَن لا یَكْثُر عِیَالكم؛ قال الأَزهری: و إِلی هذا القول ذهب الشافعی، قال: و المعروف عند العرب عَالَ الرجلُ یَعُول إِذا جار، و أَعالَ یُعِیلُ إِذا كَثُر عِیالُه. الكسائی: عَالَ الرجلُ یَعُولُ إِذا افْتقر، قال: و من العرب الفصحاء مَنْ یقول عَالَ یَعُولُ إِذا كَثُر عِیالُه؛ قال الأَزهری: و هذا یؤید ما ذهب إِلیه الشافعی فی تفسیر الآیة لأَن الكسائی لا یحكی عن العرب إِلا ما حَفِظه و ضَبَطه، قال: و قول الشافعی نفسه حُجَّة لأَنه، رضی الله عنه، عربیُّ اللسان فصیح اللَّهْجة، قال: و قد اعترض علیه بعض المُتَحَذْلِقین فخَطَّأَه، و قد عَجِل و لم یتثبت فیما قال، و لا یجوز للحضَریِّ أَن یَعْجَل إِلی إِنكار ما لا یعرفه من لغات العرب. و عال أَمرُ القوم عَوْلًا: اشتدَّ و تَفاقَم. و یقال: أَمر عالٍ و عائلٌ أَی مُتفاقِمٌ، علی القلب؛ و قول أَبی ذؤَیب: فذلِك أَعْلی مِنك فَقْداً لأَنه كَریمٌ، و بَطْنی للكِرام بَعِیجُ إِنما أَراد أَعْوَلَ أَی أَشَدّ فقَلَب فوزنه علی هذا أَفْلَع. و أَعْوَلَ الرجلُ و المرأَةُ و عَوَّلا: رَفَعا صوتهما بالبكاء و الصیاح؛ فأَما قوله: تَسْمَعُ من شُذَّانِها عَوَاوِلا فإِنه جَمَع عِوّالًا مصدر عَوَّلَ و حذف الیاء ضرورة، و الاسم العَوْل و العَوِیل و العَوْلة، و قد تكون العَوْلة حرارة وَجْدِ الحزین و المحبِّ من غیر نداء و لا بكاء؛ قال مُلَیح الهذلی: فكیف تَسْلُبنا لَیْلی و تَكْنُدُنا، و قد تُمَنَّح منك العَوْلة الكُنُدُ؟ قال الجوهری: العَوْل و العَوْلة رفع الصوت بالبكاء، و كذلك العَوِیل؛ أَنشد ابن بری للكمیت: و لن یَستَخِیرَ رُسومَ الدِّیار، بِعَوْلته، ذو الصِّبا المُعْوِلُ و أَعْوَل علیه: بَكَی؛ و أَنشد ثعلب لعبید الله بن عبد الله بن عتبة: زَعَمْتَ، فإِن تَلْحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ جَوَادٌ، و إِن تُسْبَقْ فَنَفْسَكَ أَعْوِل أَراد فعَلی نفسك أَعْوِلْ فَحَذف و أَوصَلَ. و یقال: العَوِیل یكون صوتاً من غیر بكاء؛ و منه قول أَبی زُبَیْد: للصَّدْرِ منه عَوِیلٌ فیه حَشْرَجةٌ أَی زَئِیرٌ كأَنه یشتكی صَدْرَه. و أَعْوَلَتِ القَوْسُ صَوَّتَتْ. قال سیبویه: و قالوا وَیْلَه و عَوْلَه، لا یتكلم به إِلا مع ویْلَه، قال الأَزهری: و أَما قولهم وَیْلَه و عَوْلَه فإِن العَوْل و العَوِیل البكاء؛ و أَنشد: أَبْلِغْ أَمیر المؤمنین رِسالةً، شَكْوَی إِلَیْك مُظِلَّةً و عَوِیلا
(1). قوله [لا أعول] كتب هنا بهامش النهایة ما نصه: لما كان خبر لیس هو اسمه فی المعنی قال لا أعول، و لم یقل لا یعول و هو یرید صفة المیزان بالعدل و نفی العول عنه، و نظیره فی الصلة قولهم: أنا الذی فعلت كذا فی الفائق
لسان العرب، ج‌11، ص: 483
و العَوْلُ و العَوِیل: الاستغاثة، و منه قولهم: مُعَوَّلی علی فلان أَی اتِّكالی علیه و استغاثتی به. و قال أَبو طالب: النصب فی قولهم وَیْلَه و عَوْلَه علی الدعاء و الذم، كما یقال وَیْلًا له و تُرَاباً له. قال شمر: العَوِیل الصیاح و البكاء، قال: و أَعْوَلَ إِعْوالًا و عَوَّلَ تَعْوِیلًا إِذا صاح و بكی. و عَوْل: كلمة مثل وَیْب، یقال: عَوْلَك و عَوْلَ زیدٍ و عَوْلٌ لزید. و عالَ عَوْلُه و عِیلَ عَوْلُه: ثَكِلَتْه أُمُّه. الفراء: عَالَ الرجلُ یَعُولُ إِذا شَقَّ علیه الأَمر؛ قال: و به قرأَ عبد الله فی سورة یوسف و لا یَعُلْ أَن یَأْتِیَنی بهم جمیعاً، و معناه لا یَشُقّ علیه أَن یأَتینی بهم جمیعاً. و عالَنی الشی‌ء یَعُولُنی عَوْلًا: غَلَبنی و ثَقُلَ علیّ؛ قالت الخنساء: و یَكْفِی العَشِیرةَ ما عالَها، و إِن كان أَصْغَرَهُمْ مَوْلِداً و عِیلَ صَبْرِی، فهو مَعُولٌ: غُلِب؛ و قول كُثَیِّر: و بالأَمْسِ ما رَدُّوا لبَیْنٍ جِمالَهم، لَعَمْری فَعِیلَ الصَّبْرَ مَنْ یَتَجَلَّد یحتمل أَن یكون أَراد عِیلَ علی الصبر فحَذف و عدّی، و یحتمل أَن یجوز علی قوله عِیلَ الرَّجلُ صَبْرَه؛ قال ابن سیدة: و لم أَره لغیره. قال اللحیانی: و قال أَبو الجَرَّاح عالَ صبری فجاء به علی فعل الفاعل. و عِیلَ ما هو عائله أَی غُلِب ما هو غالبه؛ یضرب للرجل الذی یُعْجَب من كلامه أَو غیر ذلك، و هو علی مذهب الدعاء؛ قال النمر بن تَوْلَب: و أَحْبِبْ حَبِیبَك حُبًّا رُوَیْداً، فلَیْسَ یَعُولُك أَن تَصْرِما «2». و قال ابن مُقْبِل یصف فرساً: خَدَی مِثْلَ خَدْی الفالِجِیِّ یَنُوشُنی بسَدْوِ یَدَیْه، عِیلَ ما هو عائلُه و هو كقولك للشی‌ء یُعْجِبك: قاتله الله و أَخزاه الله. قال أَبو طالب: یكون عِیلَ صَبْرُه أَی غُلِب و یكون رُفِع و غُیِّر عما كان علیه من قولهم عالَتِ الفریضةُ إِذا ارتفعت. و‌فی حدیث سَطِیح: فلما عِیلَ صبرُه‌أَی غُلِب؛ و أَما قول الكمیت: و ما أَنا فی ائْتِلافِ ابْنَیْ نِزَارٍ بمَلْبوسٍ عَلَیَّ، و لا مَعُول فمعناه أَنی لست بمغلوب الرأْی، مِنْ عِیل أَی غُلِبَ. و‌فی الحدیث: المُعْوَلُ علیه یُعَذَّب‌أَی الذی یُبْكی علیه من المَوْتی؛ قیل: أَراد به مَنْ یُوصی بذلك، و قیل: أَراد الكافر، و قیل: أَراد شخصاً بعینه عَلِم بالوحی حالَه، و لهذا جاء به معرَّفاً، و یروی بفتح العین و تشدید الواو من عوّل للمبالغة؛ و منه رَجَز عامر: و بالصِّیاح عَوَّلوا علینا أَی أَجْلَبوا و استغاثوا. و العَوِیل: صوت الصدر بالبكاء؛ و منه‌حدیث شعبة: كان إِذا سمع الحدیث أَخَذَه العَوِیلُ و الزَّوِیل حتی یحفظه، و قیل: كل ما كان من هذا الباب فهو مُعْوِل، بالتخفیف، فأَما بالتشدید فهو من الاستعانة. یقال: عَوَّلْت به و علیه أَی استعنت. و أَعْوَلَت القوسُ: صوّتت. أَبو زید: أَعْوَلْت علیه أَدْلَلْت علیه دالَّة و حَمَلْت علیه. یقال: عَوِّل علیَّ بما شئت أَی استعن بی كأَنه یقول احْملْ عَلیَّ ما أَحببت. و العَوْلُ: كل أَمر
(2). قوله [أن تصرما] كذا ضبط فی الأَصل بالبناء للفاعل و كذا فی التهذیب، و ضبط فی نسخة من الصحاح بالبناء للمفعول
لسان العرب، ج‌11، ص: 484
عَالَك، كأَنه سمی بالمصدر. و عالَه الأَمرُ یَعُوله: أَهَمَّه. و یقال: لا تَعُلْنی أَی لا تغلبنی؛ قال: و أَنشد الأَصمعی قول النمر بن تَوْلَب: و أَحْبِب حَبِیبَك حُبًّا رُوَیْداً و قولُ أُمیة بن أَبی عائذ: هو المُسْتَعانُ علی ما أَتی من النائباتِ بِعافٍ و عالِ یجوز أَن یكون فاعِلًا ذَهَبت عینُه، و أَن یكون فَعِلًا كما ذهب إِلیه الخلیل فی خافٍ و المالِ و عافٍ أَی یأْخذ بالعفو. و عالَتِ الفَریضةُ تَعُول عَوْلًا: زادت. قال اللیث: العَوْل ارتفاع الحساب فی الفرائض. و یقال للفارض: أَعِل الفریضةَ. و قال اللحیانی: عالَت الفریضةُ ارتفعت فی الحساب، و أَعَلْتها أَنا الجوهری: و العَوْلُ عَوْلُ الفریضة، و هو أَن تزید سِهامُها فیدخل النقصان علی أَهل الفرائض. قال أَبو عبید: أَظنه مأْخوذاً من المَیْل، و ذلك أَن الفریضة إِذا عالَت فهی تَمِیل علی أَهل الفریضة جمیعاً فتَنْقُصُهم. و عالَ زیدٌ الفرائض و أَعَالَها بمعنًی، یتعدی و لا یتعدی. و روی الأَزهری عن المفضل أَنه قال: عالَت الفریضةُ أَی ارتفعت و زادت. و‌فی حدیث علی: أَنه أُتی فی ابنتین و أَبوین و امرأَة فقال: صار ثُمُنها تُسْعاً، قال أَبو عبید: أَراد أَن السهام عالَت حتی صار للمرأَة التُّسع، و لها فی الأَصل الثُّمن، و ذلك أَن الفریضة لو لم تَعُلْ كانت من أَربعة و عشرین، فلما عالت صارت من سبعة و عشرین، فللابنتین الثلثان ستة عشر سهماً، و للأَبوین السدسان ثمانیة أَسهم، و للمرأَة ثلاثة من سبعة و عشرین، و هو التُّسْع، و كان لها قبل العَوْل ثلاثة من أَربعة و عشرین و هو الثُّمن؛ و فی حدیث الفرائض و المیراث ذكر العَوْل، و هذه المسأَلة التی ذكرناها تسمی المِنْبَریَّة،لأَن علیًّا، كرم الله وجهه، سئل عنها و هو علی المنبر فقال من غیر رَوِیَّة: صار ثُمُنها تُسْعاً، لأَن مجموع سهامِها واحدٌ و ثُمُنُ واحد، فأَصلُها ثَمانیةٌ «1» و السِّهامُ تسعةٌ؛ و منه‌حدیث مریم: و عَالَ قلم زكریا‌أَی ارتفع علی الماء. و العَوْل: المُستعان به، و قد عَوَّلَ به و علیه. و أَعْوَل علیه و عَوَّلَ، كلاهما: أَدَلَّ و حَمَلَ. و یقال: عَوِّلْ علیه أَی اسْتَعِنْ به. و عَوَّلَ علیه: اتَّكَلَ و اعْتَمد؛ عن ثعلب؛ قال اللحیانی: و منه قولهم: إِلی الله منه المُشْتَكی و المُعَوَّلُ و یقال: عَوَّلْنا إِلی فلان فی حاجتنا فوجَدْناه نِعْم المُعَوَّلُ أَی فَزِعْنا إِلیه حین أَعْوَزَنا كلُّ شی‌ء. أَبو زید: أَعَالَ الرجلُ و أَعْوَلَ إِذا حَرَصَ، و عَوَّلْت علیه أَی أَدْلَلْت علیه. و یقال: فلان عِوَلی من الناس أَی عُمْدَتی و مَحْمِلی؛ قال تأَبَّط شرّاً: لكِنَّما عِوَلی، إِن كنتُ ذَا عِوَلٍ، علی بَصیر بكَسْب المَجْدِ سَبَّاق حَمَّالِ أَلْوِیةٍ، شَهَّادِ أَنْدِیةٍ، قَوَّالِ مُحْكَمةٍ، جَوَّابِ آفاق حكی ابن بری عن المُفَضَّل الضَّبِّیّ: عِوَل فی البیت بمعنی العویل و الحُزْن؛ و قال الأَصمعی: هو جمع عَوْلة مثل بَدْرة و بِدَر، و ظاهر تفسیره كتفسیر المفضَّل؛ و قال الأَصمعی فی قول أَبی كبیر الهُذَلی: فأَتَیْتُ بیتاً غیر بیتِ سَنَاخةٍ، و ازْدَرْتُ مُزْدار الكَریم المُعْوِلِ
(1). قوله [فأصلها ثمانیة إلخ] لیس كذلك فإن فیها ثلثین و سدسین و ثمناً فیكون أصلها من أربعة و عشرین و قد عالت إلی سبعة و عشرین انتهی. من هامش النهایة
لسان العرب، ج‌11، ص: 485
قال: هو من أَعالَ و أَعْوَلَ إِذا حَرَص، و هذا البیت أَورده ابن بری مستشهداً به علی المُعْوِلِ الذی یُعْوِل بدَلالٍ أَو منزلة. و رجُل مُعْوِلٌ أَی حریص. أَبو زید: أَعْیَلَ الرجلُ، فهو مُعْیِلٌ، و أَعْوَلَ، فهو مُعْوِل إِذا حَرَص. و المُعَوِّل: الذی یَحْمِل علیك بدالَّةٍ. یونس: لا یَعُولُ علی القصد أَحدٌ أَی لا یحتاج، و لا یَعیل مثله؛ و قول إمرئ القیس: و إِنَّ شِفائی عَبْرةٌ مُهَراقةٌ، فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِن مُعَوَّل؟ أَی من مَبْكًی، و قیل: من مُسْتَغاث، و قیل: من مَحْمِلٍ و مُعْتَمَدٍ؛ و أَنشد: عَوِّلْ علی خالَیْكَ نِعْمَ المُعَوَّلُ «1». و قیل فی قوله: فهلْ عند رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ مذهبان: أَحدهما أَنه مصدر عَوَّلْت علیه أَی اتَّكَلْت، فلما قال.. إِنَّ شِفائی عَبْرةٌ مُهَراقةٌ، صار كأَنه قال إِنما راحتی فی البكاء فما معنی اتكالی فی شفاء غَلِیلی علی رَسْمٍ دارسٍ لا غَناء عنده عنِّی؟ فسَبیلی أَن أُقْبِلَ علی بُكائی و لا أُعَوِّلَ فی بَرْد غَلِیلی علی ما لا غَناء عنده، و أَدخل الفاء فی قوله فهل لتربط آخر الكلام بأَوّله، فكأَنه قال إِذا كان شِفائی إِنما هو فی فَیْض دمعی فسَبِیلی أَن لا أُعَوِّل علی رَسمٍ دارسٍ فی دَفْع حُزْنی، و ینبغی أَن آخذ فی البكاء الذی هو سبب الشّفاء، و المذهب الآخر أَن یكون مُعَوَّل مصدر عَوَّلْتُ بمعنی أَعْوَلْت أَی بكَیْت، فیكون معناه: فهل عند رَسْم دارس من إِعْوالٍ و بكاء، و علی أَی الأَمرین حمَلْتَ المُعوَّلَ فدخولُ الفاء علی هل حَسَنٌ جمیل، أَما إِذا جَعَلْت المُعَوَّل بمعنی العَوِیل و الإْعَوال أَی البكاء فكأَنه قال: إِن شفائی أَن أَسْفَحَ، ثم خاطب نفسه أَو صاحبَیْه فقال: إِذا كان الأَمر علی ما قدّمته من أَن فی البكاء شِفاءَ وَجْدِی فهل من بكاءٍ أَشْفی به غَلیلی؟ فهذا ظاهره استفهام لنفسه، و معناه التحضیض لها علی البكاء كما تقول: أَحْسَنْتَ إِلیَّ فهل أَشْكُرُك أَی فلأَشْكُرَنَّك، و قد زُرْتَنی فهل أُكافئك أَی فلأُكافِئَنَّك، و إِذا خاطب صاحبیه فكأَنه قال: قد عَرَّفْتُكما ما سببُ شِفائی، و هو البكاء و الإِعْوال، فهل تُعْوِلان و تَبْكیان معی لأُشْفَی ببكائكما؟ و هذا التفسیر علی قول من قال: إِن مُعَوَّل بمنزلة إِعْوال، و الفاء عقدت آخر الكلام بأَوله، فكأَنه قال: إِذا كنتما قد عَرَفتما ما أُوثِرُه من البكاء فابكیا و أَعْوِلا معی، و إِذا استَفْهم نفسه فكأَنه قال: إِذا كنتُ قد علمتُ أَن فی الإِعْوال راحةً لی فلا عُذْرَ لی فی ترك البكاء. و عِیَالُ الرَّجُلِ و عَیِّلُه: الذین یَتَكفَّلُ بهم، و قد یكون العَیِّلُ واحداً و الجمع عالةٌ؛ عن كراع و عندی أَنه جمع عَائِل علی ما یكثر فی هذا النحو، و أَما فَیْعِل فلا یُكَسَّر علی فَعَلةٍ البتَّةَ. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: ما وِعاءُ العَشَرة؟ قال: رجُلٌ یُدْخِل علی عَشَرةِ عَیِّلٍ وِعاءً من طعام؛ یُرید علی عَشَرةِ أَنفسٍ یَعُولُهم؛ العَیِّلُ واحد العِیَال و الجمع عَیَائِل كَجَیِّد و جِیاد و جَیائد، و أَصله عَیْوِلٌ فأَدغم، و قد یقع علی الجماعة، و لذلك أَضاف إِلیه العشرة فقال عشرةِ عَیِّلٍ و لم یقل عَیَائل، و الیاء فیه منقلبة عن الواو.
(1). قوله [عَوِّلْ علی خالیك إلخ] هكذا فی الأصل كالتهذیب، و لعله شطر من الطویل دخله الخرم
لسان العرب، ج‌11، ص: 486
و‌فی حدیث حَنْظَلة الكاتب: فإِذا رَجَعْتُ إِلی أَهلی دَنَتْ منی المرأَةُ و عَیِّلٌ أَو عَیِّلانِ.و‌حدیث ذی الرُّمَّةِ و رُؤبةَ فی القَدَر: أَ تُرَی اللهَ عز و جل قَدَّر علی الذئب أَن یأْكل حَلُوبةَ عَیائِلَ عَالَةٍ ضَرَائكَ؟و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، فی حدیث النفقة: و ابْدأْ بمن تَعُول‌أَی بمن تَمُون و تلزمك نفقته من عِیَالك، فإِن فَضَلَ شی‌ءٌ فلیكن للأَجانب. قال الأَصمعی: عَالَ عِیالَه یَعُولُهم إِذا كَفَاهم مَعاشَهم، و قال غیره: إِذا قاتهم، و قیل: قام بما یحتاجون إِلیه من قُوت و كسوة و غیرهما. و‌فی الحدیث أَیضاً: كانت له جاریةٌ فَعَالَها و عَلَّمها‌أَی أَنفق علیها. قال ابن بری: العِیَال یاؤه منقلبة عن واو لأَنه من عَالَهُم یَعُولهم، و كأَنه فی الأَصل مصدر وضع علی المفعول. و‌فی حدیث القاسم «1»: أَنه دَخل بها و أَعْوَلَتْ‌أَی ولدت أَولاداً؛ قال ابن الأَثیر: الأَصل فیه أَعْیَلَتْ أَی صارت ذاتَ عِیال، و عزا هذا القول إِلی الهروی، و قال: قال الزمخشری الأَصل فیه الواو، یقال أَعَالَ و أَعْوَلَ إِذا كَثُر عِیالُه، فأَما أَعْیَلَتْ فإِنه فی بنائه منظور فیه إِلی لفظ عِیال، لا إِلی أَصله كقولهم أَقیال و أَعیاد، و قد یستعار العِیَال للطیر و السباع و غیرهما من البهائم؛ قال الأَعشی: و كأَنَّما تَبِع الصُّوارَ بشَخْصِها فَتْخاءُ تَرْزُق بالسُّلَیِّ عِیالَها و یروی عَجْزاء؛ و أَنشد ثعلب فی صفة ذئب و ناقة عَقَرها له: فَتَرَكْتُها لِعِیالِه جَزَراً عَمْداً، و عَلَّق رَحْلَها صَحْبی و عَالَ و أَعْوَلَ و أَعْیَلَ علی المعاقبة عُؤولًا و عِیالةً: كَثُر عِیالُه. قال الكسائی: عالَ الرجلُ یَعُولُ إِذا كثُر عِیالُه، و اللغة الجیدة أَعالَ یُعِیل. و رجل مُعَیَّل: ذو عِیال، قلبت فیه الواو یاء طَلَبَ الخفة، و العرب تقول: ما لَه عالَ و مالَ؛ فَعالَ: كثُر عِیالُه، و مالَ: جارَ فی حُكْمِه. و عالَ عِیالَه عَوْلًا و عُؤولًا و عِیالةً و أَعَالَهم و عَیَّلَهُم، كلُّه: كفاهم و مانَهم و قاتَهم و أَنفَق علیهم. و یقال: عُلْتُهُ شهراً إِذا كفیته مَعاشه. و العَوْل: قَوْتُ العِیال؛ و قول الكمیت: كما خامَرَتْ فی حِضْنِها أُمُّ عامرٍ، لَدی الحَبْل، حتی عَالَ أَوْسٌ عِیالَها أُمُّ عامر: الضَّبُعُ، أَی بَقی جِراؤُها لا كاسِبَ لهنَّ و لا مُطْعِم، فهن یتتَبَّعْنَ ما یبقی للذئب و غیره من السِّباع فیأْكُلْنه، و الحَبْل علی هذه الروایة حَبْل الرَّمْل؛ كل هذا قول ابن الأَعرابی، و رواه أَبو عبید: لِذِی الحَبْل أَی لصاحب الحَبْل، و فسر البیت بأَن الذئب غَلَب جِراءها فأَكَلَهُنَّ، فَعَال علی هذا غَلَب؛ و قال أَبو عمرو: الضَّبُعُ إِذا هَلَكَت قام الذئب بشأْن جِرائها؛ و أَنشد هذا البیت: و الذئبُ یَغْذُو بَناتِ الذِّیخِ نافلةً، بل یَحْسَبُ الذئبُ أَن النَّجْل للذِّیب یقول: لكثرة ما بین الضباع و الذئاب من السِّفاد یَظُنُّ الذئب أَن أَولاد الضَّبُع أَولاده؛ قال الجوهری: لأَن الضَّبُع إِذا صِیدَت و لها ولَدٌ من الذئب لم یزل الذئب یُطْعِم ولدها إِلی أَن یَكْبَر، قال: و یروی
(1). قوله [و فی حدیث القاسم] فی نسخة من النهایة: ابن مخیمرة، و فی أُخری ابن محمد، و صدر الحدیث: سئل هل تنكح المرأَة علی عمتها أو خالتها فقال: لا، فقیل له: إنه دخل بها و أعولت أ فنفرق بینهما؟ قال: لا أدری
لسان العرب، ج‌11، ص: 487
غال، بالغین المعجمة، أَی أَخَذ جِراءها، و قوله: لِذِی الحَبْل أَی للصائد الذی یُعَلِّق الحبل فی عُرْقوبها. و المِعْوَلُ: حَدیدة یُنْقَر بها الجِبالُ؛ قال الجوهری: المِعْوَل الفأْسُ العظیمة التی یُنْقَر بها الصَّخْر، و جمعها مَعَاوِل. و‌فی حدیث حَفْر الخَنْدق: فأَخَذ المِعْوَل یضرب به الصخرة؛ و المِعْوَل، بالكسر: الفأْس، و المیم زائدة، و هی میم الآلة. و‌فی حدیث أُمّ سَلَمة: قالت لعائشة: لو أَراد رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَن یَعْهَدَ إِلیكِ عُلْتِ‌أَی عَدَلْتِ عن الطریق و مِلْتِ؛ قال القتیبی: و سمعت من‌یرویه: عِلْتِ، بكسر العین، فإِن كان محفوظاً فهو مِنْ عالَ فی البلاد یَعیل إِذا ذهب، و یجوز أَن یكون من عَالَه یَعُولُه إِذا غَلَبَه أَی غُلِبْتِ علی رأْیك؛ و منه قولهم: عِیلَ صَبْرُك، و قیل: جواب لو محذوف أَی لو أَراد فَعَلَ فتَرَكَتْه لدلالة الكلام علیه و یكون قولها عُلْتِ كلاماً مستأْنفاً. و العالَةُ: شبه الظُّلَّة یُسَوِّیها الرجلُ من الشجر یستتر بها من المطر، مخففة اللام. و قد عَوَّلَ: اتخذ عالةً؛ قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذْلی: الطَّعْنُ شَغْشَغةٌ و الضَّرْبُ هَیْقَعةٌ، ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّیمة العَضَدا قال ابن بری: الصحیح أَن البیت لساعدة بن جُؤیَّة الهذلی. و العَالَة: النعامةُ؛ عن كراع، فإِمَّا أَن یَعْنیَ به هذا النوع من الحیوان، و إِمَّا أَن یَعْنیَ به الظُّلَّة لأَن النَّعامة أَیضاً الظُّلَّة، و هو الصحیح. و ما له عالٌ و لا مالٌ أَی شی‌ء. و یقال للعاثِر: عاً لَكَ عالیاً، كقولك لعاً لك عالیاً، یدعی له بالإِقالة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَخاكَ الذی إِنْ زَلَّتِ النَّعْلُ لم یَقُلْ: تَعِسْتَ، و لكن قال: عاً لَكَ عالِیا و قول الشاعر أُمیة بن أَبی الصلت: سَنَةٌ أَزْمةٌ تَخَیَّلُ بالناسِ، تَری للعِضاه فِیها صَرِیرا لا علی كَوْكَبٍ یَنُوءُ، و لا رِیحِ جَنُوبٍ، و لا تَری طُخْرورا و یَسُوقون باقِرَ السَّهْلِ للطَّوْدِ مَهازِیلَ، خَشْیةً أَن تَبُورا عاقِدِینَ النِّیرانَ فی ثُكَنِ الأَذْنابِ منها، لِكَیْ تَهیجَ النُّحورا سَلَعٌ مَّا، و مِثْلُه عُشَرٌ مَّا عائِلٌ مَّا، و عَالَتِ البَیْقورا «1». أَی أَن السنة الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بما حُمِّلَت من السَّلَع و العُشَر، و إِنما كانوا یفعلون ذلك فی السنة الجَدْبة فیَعْمِدون إِلی البقر فیَعْقِدون فی أَذْنابها السَّلَع و العُشَر، ثم یُضْرمون فیها النارَ و هم یُصَعِّدونها فی الجبل فیُمْطَرون لوقتهم، فقال أُمیة هذا الشعر یذكُر ذلك. و المَعاوِلُ و المَعاوِلةُ: قبائل من الأَزْد، النَّسَب إِلیهم مِعْوَلیٌّ؛ قال الجوهری: و أَما قول الشاعر فی صفة الحَمام: فإِذا دخَلْت سَمِعْت فیها رَنَّةً، لَغَطَ المَعاوِل فی بُیوت هَداد
(1). قوله [فیها] الروایة: منها. و قوله [طخرورا] الروایة: طمرورا، بالمیم مكان الخاء، و هو العود الیابس أو الرحل الذی لا شی‌ء له. و قوله [سلع ما إلخ] الروایة: سلعاً ما إلخ، بالنصب
لسان العرب، ج‌11، ص: 488
فإِن مَعاوِل و هَداداً حَیَّانِ من الأَزْد. و سَبْرة بن العَوَّال: رجل معروف. و عُوالٌ، بالضم: حیٌّ من العرب من بنی عبد الله بن غَطَفان؛ و قال: أَتَتْنی تَمیمٌ قَضُّها بقَضِیضِها، و جَمْعُ عُوالٍ ما أَدَقَّ و أَلأَما

عیل؛ ج11، ص: 488

: عالَ یَعِیلُ عَیْلًا و عَیْلة و عُیولًا و عِیُولًا و مَعِیلًا: افتقر. و العَیِّلُ: الفقیر، و كذلك العائل؛ قال الله تعالی: وَ وَجَدَكَ عٰائِلًا فَأَغْنیٰ. و‌فی الحدیث: إِن الله یُبْغِضُ العائلَ المُخْتال؛ العائل: الفقیر؛ و منه‌حدیث صِلة: أَمَّا أَنا فلا أَعِیلُ فیها‌أَی لا أَفْتقر. و‌فی حدیث الإِیمان: و تری العالَة رؤوسَ الناس؛ العالة: الفقراء، جمع عَائِل، و قالوا فی الدعاء علی الإِنسان: ما لَه مالَ و عالَ، فمالَ: عَدَلَ عن الحق، و عالَ: افتقر. و قال مرَّة «2»: مالَ و عالَ بمعنی واحد افتقر و احتاج. و رجل عَائِلٌ من قوم عالةٍ و عُیَّلٍ؛ قال: فَتَرَكْنَ نَهْداً عُیَّلًا أَبناؤُهم، و بَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد و الاسم العَیْلة. و العَیْلة و العَالَةُ: الفاقة. یقال: عالَ یَعِیل عَیْلةً و عُیولًا إِذا افتقر. و فی التنزیل: وَ إِنْ خِفْتُمْ عَیْلَةً؛ و قال أُحَیْحة: فهَلْ من كاهِنٍ أَو ذی إِلَهٍ، إِذا ما كان من ریِّی قُفُول «3». أُراهِنُه فیَرْهَنُنی بَنِیه، و أَرْهَنُه بَنِیَّ بما أَقول و ما یَدْری الفقیرُ مَتی غِناه، و ما یَدْری الغَنِیُّ مَتی یَعِیل و ما تَدْری، إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً، بأَیِّ الأَرض یُدْرِكُك المَقِیل و هو عائلٌ و قوم عَیْلة. و‌فی الحدیث: ما عالَ مُقْتَصِدٌ و لا یَعِیل‌أَی ما افتقر. و العالةُ: جمع عائل، تقول: قوم عالةٌ مثل حائكٍ و حاكةٍ؛ قال ابن بری: و منه‌الحدیث: أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنیاء خَیرٌ من أَن تتركهم عالة یتَكَفَّفُون الناس‌أَی فقراء. و عِیالُ الرجل و عَیِّله: الذین یَتَكَفَّل بهم و یَعولهم؛ قال: سَلامٌ علی یَحْیی و لا یُرْجَ عِنْدَه وَلاءٌ، و إِن أَزْری بعَیِّلِه الفَقْرُ و قد یكون العَیِّلُ واحداً، و نسوة عَیَائِل، فخصَّص النسوة. و رجل مُعَیَّلٌ: ذو عِیال. و یقال: عنده كذا و كذا عَیِّلًا أَی كذا و كذا نفساً من العیال. و یقال: ترَك یَتامی عَیْلی أَی فقراء؛ و واحد العِیال عَیِّلٌ، و یجمع عَیائل، فعمَّ و لم یُخَصّص. و عَیَّلَ عِیالَه: أَهملهم؛ قال: لقد عَیَّلَ الأَیتامَ طعْنةُ ناشرَه و قیل: عَیَّلهم صَیَّرَهم عِیالًا. و عَیَّلَ فلان دابَّته إِذا أَهملها و سیَّبَها؛ و أَنشد: و إِذا یَقومُ به الحَسِیرُ یُعَیَّل أَی یُسَیَّب. قال ابن سیدة: و عالَ الرجلُ و أَعالَ و أَعْیَلَ و عَیَّلَ كله كَثُر عِیالُه، فهو مُعِیلٌ، و المرأَة مُعِیلة؛ و قال الأَخفش: صار ذا عِیال. ابن
(2). قوله [و قال مرة إلخ] هی عبارة المحكم، و لعل فاعل القول ابن جنی المتقدم فی عبارته كما یعلم بالوقوف علیها (3). قوله [ربی] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 489
الكلبی: ما زِلْت مُعِیلًا من العَیْلة أَی محتاجاً، ابن الأَعرابی: العِیلُ «1» العَیْلة، و العِیلُ جمع العَائِل و هو الفقیر، و العِیلُ جمع العَائِل و هو المُتَكَبِّر و المتبختر. و قال یونس: یقال طالت عَیْلتی إِیاك، بالیاء، أَی طالما عُلْتُك. و أَعال الذئبُ و الأَسد و النَّمِر یُعِیل إِعالةً إِذا التَمس شیئاً؛ و العَیِّل منهن: الملتمس الباحث، و الجمع عَیَایِیل علی غیر قیاس؛ أَنشد سیبویه: فیها عَیَایِیلُ أُسودٌ و نُمُر و عالَ فی مشْیه یَعِیل عَیْلًا، و هو عَیَّال، و تعَیَّل: تبختر و تمایل و اختال، و تَعَیَّلَ یَتَعَیَّل إِذا فعل ذلك. و فلان عَیَّالٌ: متعیِّل أَی متبختر. و عَالَ فی الأَرض یَعِیل عَیْلًا و عُیولًا و عِیُولًا: ضرَب فیها، و هو عَیَّال «2» ذهَب و دار كعارَ؛ قال أَوس فی صفة فرس: لَیْثٌ علیه من البَرْدِیِّ هِبْرِیةٌ كالمَرْزُبانِیِّ عَیَّالٌ بأَوصال أَی متبختر، و یروی … عَیَّار …، و قد تقدم ذكره. و العَیَّال: المتبختر فی مشیه؛ قال ابن بری: و المشهور فی روایة من رواه عَیَّال أَن یكون تمام البیت بآصال أَی یخرج العَیَّال المتبختر بالعَشِیَّات، و هی الأَصائل، متبختراً، و الذی ذكره الجوهری عَیَّال بأَوصال فی ترجمة رزب، و لیس كذلك فی شعره إِنما هو علی ما ذكرناه. و جمع عَیَّال المتبختر عَیایِیلُ؛ قال حكیم بن مُعَیَّة الرَّبَعی من تمیم یصف قَناةً نبتت فی موضع محفوف بالجبال و الشجر: حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ و حُظُر، فی أَشَبِ الغِیظان مُلْتَفِّ السَّمُر، فیه عَیایِیلُ أُسودٌ و نُمُر الحُظُر: الموضع الذی حوله شجر كالحَظِیرة؛ قال ابن بری: و من العَیْل التبختُر قول حمید: … لم تَجِدْ لها تَكالِیفَ إِلَّا أَن تَعِیلَ و تَسْأَما و امرأَة عَیَّالةٌ: متبخترة. و عَالَ الفرسُ یَعِیل عَیْلًا إِذا ما تَكفَّأَ فی مِشْیته و تمایل، فهو فرس عَیَّالٌ، و ذلك لكرمه، و كذلك الرجل إِذا تبختر فی مِشْیته و تمایل. و أَعَالَ الرجلُ و أَعْوَل إِعْوالًا أَی حَرَص و ترَك أَولاده یَتامی عَیْلی أَی فقراء. و عالَنی الشی‌ءُ یَعِیلنی عَیْلًا و مَعِیلًا: أَعْوَزنی و أَعْجَزَنی. و عَالَ المیزانُ یَعِیل: جار، و قیل: زاد؛ قال أَبو طالب بن عبد المطلب: جَزَی اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ و نَوْفَلًا عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غیرِ آجِل بمیزانِ صِدْقٍ، لا یُغِلُّ شَعِیرةً، له شاهِدٌ من نَفْسِه غیرُ عائِل و مكیال عائلٌ: زائد علی غیره؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و عالَ للضَّالَّةِ «3» یَعِیل عَیْلًا و عَیَلاناً إِذا لم یَدْرِ أَین یَبْغِیها.روی صخر بن عبد الله بن بُرَیدة عن أَبیه عن جده قال: بَیْنا هو جالس بالكوفة فی مجلس مع أَصحابه فقال: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول: إِنَّ من البَیانِ لسِحْراً، و إِنَّ من العِلم جَهْلًا،
(1). قوله [ابن الأعرابی العِیل إلخ] كذا ضبط فی الأصل بالكسر و كذا ضبط شارح القاموس بالعبارة نقلًا عن ابن الأعرابی، و الذی فی نسخة من التهذیب: العُیُل، مضبوطاً بضمتین (2). قوله [ضرب فیها و هو عَیَّال إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة المحكم: و عَالَ فی الأرض عَیْلًا و عُیُولًا و عِیُولًا و هو عیال ذهب إلخ (3). قوله [و عال للضالة] كذا فی الأصل باللام، و هو الذی فی نسختی النهایة و المحكم و التهذیب، و فی القاموس و نسختین من الصحاح: و عال الضالة، من غیر لام
لسان العرب، ج‌11، ص: 490
و إِنَّ من الشِّعر حِكَماً، و إِن من القول عَیْلًا؛ قیل: قوله عَیْلًا عَرْضُك كلامَك علی من لا یریده و لیس من شأْنه كأَنه لم یَهْتَدِ لمن یطلب كلامَه فَعَرَضه علی من لا یرید. یونس: لا یَعُول أَحد علی القَصْد أَی لا یحتاج، و لا یَعِیل مثله. و التعییل: سُوءُ الغِذاء. و عَیَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَیَّبه فی المفازة؛ قال ابن بری: شاهده قول الباهلی: نَسْقی قَلائصَنا بماء آجِنٍ، و إِذا یَقُوم به الحَسِیرُ یُعَیَّل أَی إِذا حَسِر البعیر أُخِذَتْ عنه أَداته و تُركَ مُهمَلًا بالفلاة. و العَیْلان: الذَّكَر من الضِّباع. و عَیْلان: اسم أَبی قَیْس بن عَیْلان، و قیل: كان اسم فرس فأُضیف إِلیه، قال الجوهری: و یقال للناس بن مُضَر بن نِزار قَیْسُ عَیْلان، و لیس فی العرب عَیْلانُ غیره، و هو فی الأَصل اسم فرسه، و یقال: هو لقب مُضَر لأَنه یقال قَیْسُ بن عَیْلانَ؛ و قال زُفَر بن الحرث: أَلا إِنَّما قَیْسُ بنُ عَیْلانَ بَقَّةٌ، إِذا وَجَدَتْ رِیحَ العُصَیْر تَغَنَّتِ

فصل الغین المعجمة؛ ج11، ص: 490

غتل؛ ج11، ص: 490

: غَتَلَ المكانُ غَتَلًا، فهو غَتِلٌ: كثر فیه الشجر؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته. و نخل غتِلٌ: ملتفٌّ، یمانیة.

غدفل؛ ج11، ص: 490

: رجل غِدَفْلٌ: طویل. و بعیر غِدَفْلٌ: سابغُ شعر الذنب؛ و أَنشد الأَزهری فی ترجمة عزهل: یَتْبَعْنَ زَیّافَ الضُّحَی عُزاهِلا، یَنْفُجُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا و قال: غُدافِل كثیر سبیب الذَنَب. أَبو عمرو: كبش غُدافِل كثیر سبیب الذنب. و غَدافِلُ الثیاب: خُلْقانُها. و فی المثل: غَرَّنی بُرْداكِ من غَدافِلِی؛ و ذلك أَن رجلًا سأَل رجلًا أَن یكسوه، فوعده فأَلقی خُلْقانَه ثم لم یكسه. و عیش غَدْفَلٌ و غِدَفْلٌ و غِدْفِل و دَغْفَلٌ و دَغْفَلِیٌّ: واسع، قال الشاعر: رَعَثات عُنْبُلِها الغِدَفْلِ الأَرْعَل و رحمة غِدَفْلةٌ: واسعة. و مُلاءة غِدَفْلة: واسعة.

غرل؛ ج11، ص: 490

: الغُرْلة: القُلْفة. و‌فی حدیث أَبی بكر: لأَنْ أَحْمِل علیه غُلاماً ركب الخیل علی غُرْلَتِه أَحَبُّ إِلیَّ من أَن أَحْمِلك علیه؛ یرید ركبها فی صغره و اعتادها قبل أَن یُخْتَن. و‌فی حدیث طلحة: كان یَشُورُ نَفْسَه علی غُرْلَتِه‌أَی یسعی و یَخِفُّ، و هو صبیّ. و‌فی حدیث الزِّبْرِقان: أَحَبُّ صِبْیانِنا إِلینا الطویلُ الغُرْلة؛ إِنما أَعجبه طولها لتمام خلقه. و الغُرْلُ: القُلْفُ. و الأَغْرَلُ: الأَقْلف. الأَحمر: رجل أَرْغَلُ و أَغْرَلُ و هو الأَقلف. و‌فی الحدیث: یُحْشَرُ الناس یوم القیامة عُراةً حُفاة غُرْلًا بُهْماً‌أَی قُلْفاً؛ و الغُرْلُ: جمع الأَغْرَل. و عامٌ أَغْرَلُ: خَصِیب. و عیش أَغْرَلُ أَی واسع. و رجل غَرِلٌ: مسترخی الخَلْقِ؛ قال العجاج: لا غَرِلُ الخَلْقِ و لا قصیر و رمح غَرِلٌ: سیّ‌ء الطول مُفْرِطه، و أَنشد بیت العجاج أَیضاً. و قال ثعلب: الغِرْیَلُ و الغِرْیَنُ ما یبقی من الماء فی الحوض، و الغدیرُ الذی تبقی فیه الدَّعامِیصُ لا یقدر علی شربه، و كذلك ما یبقی فی أَسفل القارورة من الثُّفْل، و قیل: هو ثُفْل ما صبغ به؛ و قال
لسان العرب، ج‌11، ص: 491
الأَصمعی: الغِرْیَلُ أَن یجی‌ء السیل فیثبت علی الأَرض ثم یَنْضُبَ، فإِذا جفّ رأَیت الطین رقیقاً قد جفّ علی وجه الأَرض قد تشقّق؛ و قال أَبو زید فی كتاب المطر: هو الطین یحمله السیل فیبقی علی وجه الأَرض، رطباً كان أَو یابساً، و قیل: الغِرْیَلُ الطین الذی یبقی فی الحوض.

غربل؛ ج11، ص: 491

: غَرْبَلَ الشی‌ء: نَخَله. و الغِرْبالُ: ما غُرْبِلَ به، معروف، غَرْبَلْت الدقیق و غیره. و یقال: غَرْبَلَه إِذا قطعه؛ و قوله: فلولا اللهُ و المُهْرُ المُفَدَّی، لَرُحْتَ و أَنت غِرْبالُ الإِهاب فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق، و لو لا ذلك لما جاز أَن یجعل الغِرْبال فی موضع المُغَرْبَل. و المُغَرْبَلُ: المُنْتقی كأَنه نُقِّیَ بالغِرْبال. و‌فی الحدیث: كیف بكم إِذا كنتم فی زمان یُغَرْبَلُ الناسُ فیه غَرْبَلةً‌أَی یذهب خیارهُم و یبقی أَرْذالُهم؛ و المُغَرْبَلُ من الرجال: الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال، و قیل فی تفسیر الحدیث: یذهب خیارهم بالموت و القتل و تبقی أَرذالُهم. الجعدی: غَرْبَلَ فلانٌ فی الأَرض إِذا ذهب فیها. و‌فی الحدیث: أَعْلِنُوا النكاح و اضربوا علیه بالغِرْبال؛ عنی بالغِرْبال الدُّفَّ، شبّه الغربال به فی استدارته. و غَرْبَلَهم: قَتَلَهم و طحَنَهم. و المُغَرْبَل: المقتول المنتفخ؛ قال: أَحْیا أَباه هاشم بن حَرْمَله، یومَ الهَباءَاتِ و یوم الیَعْمَله، تری الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَلَه، و رُمْحَه للوالدات مَثْكَله، یقتل ذا الذنبِ و من لا ذنب له و قیل: عنی بالمُغَرْبَلة أَنه یَنْتَقی السادة فیقتلهم فهو علی هذا من الأَول. و قال شمر: المُغَرْبَلُ المُفَرَّق، غَرْبَلَه أَی فرّقه. و‌فی حدیث مكحول: ثم أَتَیْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها‌أَی كشفت حالَ مَنْ بها و خَبَرْتُهم، كأَنه جعلهم فی غِرْبالٍ ففرق بین الجیِّد و الردی‌ء. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَتَیْتُمونی فاتِحی أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِیلُ؛ قیل: هو العصفور.

غرزحل؛ ج11، ص: 491

: أَبو زید: الغِرْزَحْلة «1» بالغین، العصا؛ قال: و هی القَحْزَنَة.

غرقل؛ ج11، ص: 491

: غَرْقَلَتِ البیضةُ: مَذِرَت، و البِطِّیخة: فسد ما فی جوفها. قال الأَزهری: الغِرْقِلُ بیاض البیض، بالغین. ابن الأَعرابی: غَرْقَلَ إِذا صبَّ علی رأْسه الماء بمرة واحدة.

غرمل؛ ج11، ص: 491

: الغُرْمُولُ: الذكر الضخم الرخو، و قد قیل: الذكر مطلقاً، و یقال له الغرمول قبل أَن تقطع غُرْلتُه؛ هذا قول أَبی زید. و‌قد جاء فی الحدیث عن ابن عمر: أَنه نظر إِلی غَرَامِیل الرجال فی الحمّام فقال: أَخْرجونی و كانوا مُخْتَتِنِین من غیر شكٍّ، و قیل: الغُرْمُول لِذَواتِ الحافر؛ قال بشر: و خِنْذِیذٍ، تری الغُرْمولَ منه كَطَیِّ الزِّقِّ عَلّقَه التِّجارُ

غزل؛ ج11، ص: 491

: غَزَلَتِ المرأَة القطن و الكتان و غیرهما تَغْزلُه غَزْلًا، و كذلك اغْتَزَلَتْه و هی تَغْزِل بالمِغْزل، و نسوةٌ غُزَّلٌ غَوازِلُ؛ قال جندل بن المثنی الحارثی: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَیادی غُزَّلِ
(1). قوله [الغرزحلة إلخ] هذا هو الصواب، و تقدم فی مادة قسبر: القزرحلة و القحربة
لسان العرب، ج‌11، ص: 492
علی أَن الغُزَّلَ قد یكون هنا الرجالَ لأَن فُعَّلًا فی جمع فاعلٍ من المذكر أَكثر منه فی جمع فاعِلة. و الغَزْلُ أَیضاً: المغزول. و الغَزْلُ: ما تغْزِلُه مذكر، و الجمع غُزُول؛ قال ابن سیدة: و سمی سیبویه ما تنسجه العنكبوت غَزْلًا فقال فی قول العجاج: كأَنّ نَسْجَ العنكبوت المُرْمَل الغَزْلُ: مذكر، و العنكبوت أُنثی، كذا قال الغَزْل مذكر و أَضرب عن ذكر النسج الذی فی شعر العجاج؛ و استعمال أَبو النجم الغَزْل فی الجبل «1» فقال: یَنْفِشُ منه الموت ما لا تَغْزِلُه و اسم ما تَغْزلُ به المرأَة المِغْزَلُ و المُغْزَلُ و المَغْزَلُ، تمیم تكسر المیم و قیس تضمها، و الأَخیرة أَقلها، و الأَصل الضم، و إِنما هو مِنْ أُغْزِلَ أَی أُدِیرَ و فُتِل. و أَغْزَلَت المرأَة: أَدارت المِغْزَلَ؛ قال الشاعر: من السَّیْلِ و الغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل قال الفراء: و قد استثقلت العرب الضمة فی حروف و كسرت میمها، و أَصلها الضم، من ذلك مِصْحَف و مِخْدَع و مِجْسَد و مِطْرَف و مِغْزَل، لأَنها فی المعنی أُخذت من أُصْحِف أَی جُمعت فیه الصحف، و كذلك المِغْزَل إِنما هو من أُغْزِل أَی فُتِل و أُدیر فهو مُغْزَل، و‌فی كتاب لقوم من الیهود: علیكم كذا و كذا و رُبع المُغْزَل‌أَی ربع ما غَزَلَ نساؤكم؛ قال ابن الأَثیر: هو بالكسر الآلة، و بالفتح موضع الغَزْل، و بالضم ما یجعل فیه الغَزْل، و قیل: هو حُكْم خص به هؤلاء. و المُغَیْزِل: حبل دقیق؛ قال ابن سیدة: أَراه شُبّه بالمِغْزل لدقته؛ قال: حكی ذلك الحِرْمازی؛ و أَنشد: و قال اللَّواتی كنّ فیها یَلُمْنَنی: لعل الهوی، یوم المُغَیزِل، قاتِلُهْ و الغَزَلُ: حدیثُ الفِتْیان و الفَتَیات. ابن سیدة: الغَزَلُ اللهو مع النساء، و كذلك المَغْزَلُ؛ قال: تقول لِیَ العَبْرَی المُصابُ حَلِیلُها: أَیا مالكٌ هل فی الظَّعائِن مَغْزَلُ؟ و مُغازَلَتُهنّ: مُحادثتُهن و مُراوَدتُهنَّ، و قد غَازَلَها، و التَّغَزُّلُ: التكلّف لذلك؛ و أَنشد: صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّل تقول: غَازَلْتُها و غَازَلَتْنی، و تَغَزَّلَ أَی تكلف الغَزَلَ، و قد غَزِلَ غَزْلًا و قد تَغَزَّلَ بها و غَازَلَها و غَازَلَتْه مُغازَلة. و رجل غَزِلٌ: مُتَغَزِّلٌ بالنساء علی النسب أَی ذو غَزَلٍ. و فی المثل: هو أَغْزَلُ من إمرئ القیس. و العرب تقول: أَغْزَلُ من الحُمَّی؛ یریدون أَنها معتادة للعلیل متكررة علیه فكأَنها عاشقة له مُتَغَزلة به. و رجل غَزِلٌ: ضعیف عن الأَشیاء فاترٌ فیها؛ عن ابن الأَعرابی. و غَازَلَ الأَرْبَعین: دَنا منها؛ عن ثعلب. و الغَزالُ من الظِّباء: الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حین یتحرك و یمشی، و تشبه به الجاریة فی التشبیب فیذكّر النعت و الفعل علی تذكیر التشبیه، و قیل: هو بَعْد الطَّلا، و قیل: هو غَزالٌ من حین تَلِدُهُ أُمُّه إِلی أَن یبلغ أَشَدَّ الإِحْضار، و ذلك حین یَقْرُن قوائمه
(1). قوله [فی الجبل] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 493
فیضعها معاً و یرفعها معاً، و الجمع غِزْلة و غِزْلانٌ مثل غِلْمة و غِلْمان، و الأُنثی بالهاء، و قد أَغْزَلَت الظبیةُ. و ظبیة مُغْزِلٌ: ذات غَزال. و غَزِلَ الكلبُ، بالكسر، غَزَلًا إِذا طلب الغَزَالَ حتی إِذا أَدركه و ثَغا من فَرَقِه انصرف منه و لهِیَ عنه. ابن الأَعرابی: الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ، بالكسر، أَی فَتَر و هو أَن یطلب الغَزال فإِذا أَحسَّ بالكلب خَرِقَ أَی لَصِقَ بالأَرض و لَهِیَ عنه الكلبُ و انصرف، فیقال: غَزِلَ و اللهِ كلبُك، و هو كلب غَزِلٌ. و یقال للضعیف الفاتر عن الشی‌ء: غَزِلٌ، و منه: رجل غَزِلٌ لصاحب النساء لضعفه عن غیر ذلك. و الغَزَالةُ: الشمس، و قیل: هی الشمس عند طلوعها، یقال: طلعت الغَزالةُ و لا یقل غابت الغَزالةُ، و یقال: غرَبت الجَوْنةُ، و إِنما سمیت جَوْنةً لأَنها تَسْودّ عند الغُروب، و یقال: الغَزالةُ الشمس إِذا ارتفع النهار، و قیل: الغَزالةُ عین الشمس، و غَزالةُ الضحی و غَزالاتُه بعد ما تنبسط الشمس و تُضْحی، و قیل: هو أَول الضحی إِلی مَدِّ النهار الأَكْبَرِ حتی یمضی من النهار نحوٌ من خُمُسِه. یقال: أَتیتُه غَزالاتِ الضُّحی؛ قال: یا حَبَّذا، أَیامَ غَیْلانَ، السُّری و دَعْوةُ القوم: أَلا هل مِنْ فتًی یَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحی؟ و أَنشد أَبو عبید لعُتَیبة بن الحرث الیربوعی: تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً، فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا و یقال: فأَعجلنا الإِلاهةَ و هی المَهاة. و یقال: جاءنا فُلان فی غَزالةِ الضحی؛ قال ذو الرمة: فأَشرفْتُ، الغزالةَ، رأْسَ حُزْوی أُراقِبُهم، و ما أغنی قِبالا یعنی الأَظْعانَ، و نصب الغزالة علی الظرف. و قال ابن خالویه: الغزالة فی بیت ذی الرمة الشمس، و تقدیرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ، و رأْس حُزْوی مفعول أَشْرَفْت، علی معنی علَوْت أَی علوت رأْس حزوی طلوع الشمس، و جمعُ غَزالةِ الضحی غَزالاتٌ؛ قال: دَعَتْ سُلَیْمی دَعْوَةً: هل مِنْ فَتًی یَسُوقُ بالقوم، غَزالاتِ الضُّحی؟ و غَزالَةُ و الغَزالةُ: المرأَة الحَرُوریّة معروفة، سمیت بأَحد هذه الأَشیاء؛ قال أَیْمُنُ بن خُرَیم: أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب، لأَهْلِ العِراقَیْن، حَوْلًا قَمِیطا و قال آخر: هلَّا كَرَرْتَ علی غَزالَة فی الوَغی؟ بل كان قَلْبُك فی جَناحَیْ طائر «2». و غَزالُ شَعْبانَ: ضربٌ من الجنادب. و غَزالٌ: موضع؛ قال سوید بن عمیر الهذلی: أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَیت عَدِیَّنا، و نَسِیت ما قدّمْت یومَ غَزالِ و فَیْفاء غَزالٍ، و قَرْنُ غزال: موضعان. و الغَزَالَةُ: عُشْبة من السُّطَّاح ینفرش علی الأَرض یخرج من وسطه قضیب طویل یُقْشَر و یؤكل حلواً. و دمُ الغَزَال: نبات شبیه بنبات البقلة التی تسمی الطَّرْخُون، یؤكل وله حُروفة، و هو أَخضر و له عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً حُمْراً فی أَیدیهن. و غَزال و غُزَیّل: اسمان.
(2). هذا البیت لعمران بن حِطّان یتهكم فیه الحجَّاج، و فی روایة أخری: هلّا برزت إلی غزالة فی الوغی
لسان العرب، ج‌11، ص: 494‌

غسل؛ ج11، ص: 494

: غَسَلَ الشی‌ء یَغْسِلُه غَسْلًا و غُسْلًا، و قیل: الغَسْلُ المصدر من غَسَلْت، و الغُسْل، بالضم، الاسم من الاغتسال، یقال: غُسْل و غُسُل؛ قال الكمیت یصف حمار وحش: تحت الأَلاءة فی نوعین من غُسُلٍ، باتا علیه بِتَسْحالٍ و تَقْطارِ یقول: یسیل علیه ما علی الشجرة من الماء و مرة من المطر. و الغُسْل: تمام غَسل الجسد كله، و شی‌ء مَغْسول و غَسِیل، و الجمع غَسْلی و غُسَلاء، كما قالوا قَتْلی و قُتَلاء، و الأُنثی بغیر هاء، و الجمع غَسالی. الجوهری: مِلْحَفة غَسِیل، و ربما قالوا غَسِیلة، یذهب بها إِلی مذهب النعوت نحو النَّطِیحة؛ قال ابن بری: صوابه أَن یقول یذهب بها مذهب الأَسماء مثل النَّطِیحة و الذَّبِیحة و العَصِیدة. و قال اللحیانی: میت غَسِیل فی أَموات غَسْلی و غُسَلاء و میتة غَسیل و غَسِیلة. الجوهری: و المَغْسِل و المَغْسَل، بكسر السین و فتحها، مغسِل الموتی. المحكم: مَغْسِلُ الموتی و مَغْسَلُهم موضع غَسْلهم، و الجمع المَغاسل، و قد اغْتَسَلَ بالماء. و الغَسُول: الماء الذی یُغْتَسل به، و كذلك المُغتَسَل. و فی التنزیل العزیز: هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ؛ و المُغْتَسل: الموضع الذی یُغْتَسل فیه، و تصغیره مُغَیْسِل، و الجمع المَغاسِلُ و المَغاسیل. و‌فی الحدیث: وضعت له غُسْلَه من الجنابة.قال ابن الأَثیر: الغُسْلُ، بالضم، الماء القلیل الذی یُغْتَسل به كالأُكْل لما یؤكل، و هو الاسم أَیضاً من غَسَلْته. و الغَسْل، بالفتح: المصدر، و بالكسر: ما یُغْسل به من خِطْمیّ و غیره. و الغِسل و الغِسْلَة: ما یُغْسَل به الرأْس من خطمیّ و طین و أُشْنان و نحوه، و یقال غَسُّول؛ و أَنشد شمر: فالرَّحْبَتانِ، فأَكنافُ الجَنابِ إِلی أَرضٍ یكون بها الغَسُّول و الرَّتَمُ و قال: تَرْعی الرَّوائِمُ أَحْرارَ البقول، و لا تَرْعی، كَرَعْیكُم، طَلْحاً و غَسُّولا أَراد بالغَسُّول الأُشنان و ما أَشبهه من الحمض، و رواه غیره: لا مثل رعیكُم مِلْحاً و غَسُّولا و أَنشد ابن الأَعرابی لعبد الرحمن بن دارة فی الغِسْل: فیا لَیْلَ، إِن الغِسْلَ ما دُمْتِ أَیِّماً علیّ حَرامٌ، لا یَمَسُّنیَ الغِسْلُ أَی لا أُجامع غیرها فأَحتاج إِلی الغِسل طمعاً فی تزوّجها. و الغِسْلة أَیضاً: ما تجعله المرأَة فی شعرها عند الامتشاط. و الغِسْلة: الطیب؛ یقال: غِسْلةٌ مُطَرّاة، و لا تقل غَسْلة، و قیل: هو آسٌ یُطَرَّی بأَفاوِیهَ من الطیب یُمْتَشط به. و اغْتَسَلَ بالطِّیب: كقولك تضَمَّخ؛ عن اللحیانی. و الغَسُول: كل شی‌ء غَسَلْت به رأْساً أَو ثوباً أَو نحوه. و المَغْسِل: ما غُسِل فیه الشی‌ء. و غُسالة الثوب: ما خرج منه بالغَسْل. و غُسالةُ كل شی‌ء: ماؤُه الذی یُغْسَل به. و الغُسالة: ما غَسَلْت به الشی‌ء. و الغِسْلِینُ: ما یُغْسَلُ من الثوب و نحوه كالغُسَالَة.
لسان العرب، ج‌11، ص: 495
و الغِسْلِینُ فی القرآن العزیز: ما یَسِیل من جلود أَهل النار كالقیح و غیره كأَنه یُغْسل عنهم؛ التمثیل لسیبویه و التفسیر للسیرافی، و قیل: الغِسْلِینُ ما انْغَسل من لحوم أَهل النار و دمائهم، زید فیه الیاء و النون كما زید فی عِفِرِّین؛ قال ابن بری: عند ابن قتیبة أَن عِفِرِّین مثل قِنَّسْرِین، و الأَصمعی یری أَن عِفِرِّین معرب بالحركات فیقول عفرینٌ بمنزلة سِنینٍ. و فی التنزیل العزیز: إِلّٰا مِنْ غِسْلِینٍ لٰا یَأْكُلُهُ إِلَّا الْخٰاطِؤُنَ؛قال اللیث: غِسْلِینٌ شدید الحر، قال مجاهد: طعام من طعام أَهل النار، و‌قال الكلبی: هو ما أَنْضَجَت النار من لحومهم و سَقَط أَكَلوه، و‌قال الضحاك: الغِسْلِینُ و الضَّرِیعُ شجر فی النار، و كل جُرْح غَسَلْتَه فخرج منه شی‌ء فهو غِسْلِینٌ، فِعْلِینٌ من الغَسْل من الجرح و الدبَر؛ و قال الفراء: إِنه ما یَسِیل من صدید أَهل النار؛ و قال الزجاج: اشتقاقه مما یَنْغَسِل من أَبدانهم. و‌فی حدیث علی و فاطمة، علیهما السلام: شَرابُه الحمیمُ و الغِسْلِینُ، قال: هو ما یُغْسَل من لحوم أَهل النار و صَدِیدهم.و غَسِیلُ الملائكة: حنظلة بن أَبی عامر الأَنصاری، و یقال له: حنظلة بن الراهب، استشهد یوم أُحُد و غَسَّلَتْه الملائكة؛ قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: رأَیت الملائكة یُغَسِّلونه و آخرین یَسْتُرونه، فسُمِّی غَسِیل الملائكة، و أَولاده یُنْسَبون إِلیه: الغَسیلِیِّین، و ذلك أَنه كان أَلمَّ بأَهله فأَعجلَه النَّدْبُ عن الاغتِسال، فلما استُشْهِد رأَی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، الملائكةَ یُغَسِّلونه، فأَخبر به أَهله فذَكَرَتْ أَنه كان أَلمَّ بها.و غَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَی إِثْمَك یعنی طهَّرك منه، و هو علی المثل. و‌فی حدیث الدعاء: و اغْسِلْنی بماء الثلج و البرد‌أَی طَهِّرْنی من الذنوب، و ذِكْرُ هذه الأَشیاء مبالغة فی التطهیر. و غَسَلَ الرجلُ المرأَة یَغْسِلُها غَسْلًا: أَكثر نكاحها، و قیل: هو نكاحُه إِیّاها أَكْثَرَ أَو أَقَلَّ، و العین المهملة فیه لغة. و رجل غُسَلٌ: كثیر الضِّراب لامرأَته؛ قال الهذلی: وَقْع الوَبِیل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: من غَسَّلَ یوم الجمعة و اغْتَسَلَ و بَكَّرَ و ابتكر فیها و نِعْمَت؛ قال القتیبی: أَكثر الناس یذهبون إِلی أَن معنی غَسَّلَ أَی جامع أَهله قبل خروجه للصلاة لأَن ذلك یجمع غضَّ الطَّرْف فی الطریق، لأَنه لا یُؤْمَن علیه أَن یری فی طریقه ما یَشْغل قلْبَه؛ قال: و یذهب آخرون إِلی أَن معنی قوله غَسَّلَ توضأَ للصلاة فغَسَلَ جوارح الوضوء، و ثُقِّل لأَنه أَراد غَسْلًا بعد غَسْل، لأَنه إِذا أَسبغ الوضوء غَسَلَ كل عضو ثلاث مرات، ثم اغتسل بعد ذلك غُسْلَ الجمعة؛ قال الأَزهری: و رواه بعضهم مخففاً مِنْ غَسَلَ، بالتخفیف، و كأَنه الصواب من قولك غَسَلَ الرجلُ امرأَتَه و غَسَّلَها إِذا جامعها؛ و مثله: فحل غُسَلَةٌ إِذا أَكثر طَرْقَها و هی لا تَحْمِل؛ قال ابن الأَثیر: یقال غَسَلَ الرجلُ امرأَتَه، بالتشدید و التخفیف، إِذا جامعها، و قیل: أَراد غَسَّلَ غیرَه و اغْتَسَلَ هو لأَنه إِذا جامع زوجته أَحْوَجَها إِلی الغُسْل. و‌فی الحدیث: مَنْ غَسَلَ المیِّتَ فلْیَغْتَسِلْ؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی لا أَعلم أَحداً من الفقهاء یوجب الاغتسال من غُسْل المیت و لا الوضوء من حَمْلِه، و یشبه أَن یكون الأَمر فیه علی الاستحباب. قال ابن الأَثیر: الغُسْل من غسْل المیت مسنون، و به یقول الفقهاء؛ قال الشافعی، رضی الله عنه: و أُحِبُّ الغُسْل من غسْلِ المیِّت، و لو صح الحدیث قلت به. و‌فی الحدیث أَنه قال فیما یحكی عن
لسان العرب، ج‌11، ص: 496
ربه: و أُنْزِلُ علیك كتاباً لا یَغْسِلُه الماء تقرؤُه نائماً و یَقْظانَ؛ أَراد أَنه لا یُمْحَی أَبداً بل هو محفوظ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ، لٰا یَأْتِیهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لٰا مِنْ خَلْفِهِ، و كانت الكتب المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً و إِنما یعتمد فی حفظها علی الصحف، بخلاف القرآن العزیز فإِن حُفَّاظَه أَضعاف مضاعفة لصُحُفِه، و قوله تقرؤُه نائماً و یقظان أَی تجمعه حفظاً فی حالتی النوم و الیقظة، و قیل: أَراد تقرؤُه فی یسر و سهولة. و غَسَلَ الفحلُ الناقةَ یَغْسِلُها غَسْلًا: أَكثر ضِرابها. و فحل غِسْلٌ و غُسَلٌ و غَسِیل و غُسَلة، مثال هُمَزة، و مِغْسَلٌ: یكثر الضراب و لا یلقح، و كذلك الرجل. و یقال للفرس إِذا عَرِق: قد غُسِلَ و قد اغْتَسَلَ؛ و أَنشد: و لم یُنْضَحْ بماءٍ فیُغْسَل و قال آخر: و كلُّ طَمُوحٍ فی العِنانِ كأَنها، إِذا اغْتَسَلَتْ بالماء، فَتْخاءُ كاسِرُ و قال الفرزدق: لا تَذْكُروا حُلَلَ المُلوك فإِنكم، بَعْدَ الزُّبَیْر، كحائضٍ لم تُغْسَل أَی تغتَسِل. و‌فی حدیث العین: العَیْنُ حَقٌّ فإِذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا‌أَی إِذا طلب مَن أَصابته «1» العینُ من أَحد جاء إِلی العائن بقدَح فیه ماء، فیُدْخل كفه فیه فیتمضمض، ثم یمجُّه فی القدح ثم یغسل وجهه فیه، ثم یدخل یده الیسری فیصب علی یده الیمنی، ثم یدخل یده الیمنی فیصب علی یده الیسری، ثم یدخل یدَه الیسری فیصبّ علی مرفقه الأَیمن، ثم یدخل یده الیمنی فیصب علی مرفقه الأَیسر، ثم یدخل یده الیسری فیصب علی قدمه الیمنی، ثم یدخل یده الیمنی فیصب علی قدمه الیسری، ثم یدخل یده الیسری فیصب علی ركبته الیمنی، ثم یدخل یده الیمنی فیصب علی ركبته الیسری، ثم یغسل داخلة الإِزارِ، و لا یوضَع القدحُ علی الأَرض، ثم یُصَبُّ ذلك الماء المستعمَل علی رأْس المصاب بالعین من خلفِه صبَّة واحدة فیبرأُ بإِذن الله تعالی. و غَسَلَه بالسَّوط غَسْلًا: ضرَبه فأَوجعه. و المَغَاسِلُ: مواضع معروفة، و قیل: هی أَوْدِیة قِبَل الیمامة؛ قال لبید: فقد نَرْتَعِی سَبْتاً و أَهلُك حِیرةً، مَحَلَّ الملوكِ نُقْدة فالمَغَاسِلا و ذاتُ غِسْل: موضع دون أَرض بنی نُمَیر؛ قال الراعی: أَنَخْنَ جِمالَهنَّ بذات غِسْلٍ سَراةُ الیوم یَمْهَدْن الكُدونا ابن بری: و الغَاسُول جبل بالشام؛ قال الفرزدق: تَظَلُّ إِلی الغَاسُول تَرعی، حَزینَةً، ثَنایا بِراقٍ ناقتِی بالحَمالِق و غَاسِلٌ و غَسْوِیل: ضرب من الشجر؛ قال الربیع بن زیاد: تَرْعَی الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقول بها، لا مِثْلَ رَعْیِكُمُ مِلْحاً و غَسْوِیلا و الغَسْوِیل و غَسْوِیل: نبت ینبت فی السباخ، و علی وزنه سَمْوِیل، و هو طائر.
(1). قوله [أی إذا طلب من أصابته] هكذا فی الأصل بدون ذكر جواب إذا. و عبارة النهایة: أی إذا طلب من أصابته العین أن یغتسل من أصابه بعینه فلیجبه. كان من عادتهم أن الإنسان إذا أصابته عین من أحد جاء إلی العائن بقدح إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 497‌

غسبل؛ ج11، ص: 497

: غَسْبَلَ الماءَ: ثَوَّرَه.

غضل؛ ج11، ص: 497

: اغْضَأَلَّت الشجرة: لغة فی اخضأَلَّت. و اغْضأَلَّ الشجر: كثرت أَغصانه و اشتدَّ التفافها؛ قال: كأَنَّ زِمامها أَیْمٌ شُجاعٌ، تَرَأَّدَ فی غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه همَز الأَلف علی قولهم احْمأَرَّ و نحوه.

غطل؛ ج11، ص: 497

: غَطَلَت السماء و أَغْطَلَت: أَطبق دَجْنُها. و غَطِلَ اللیلُ غَطَلًا: الْتَبَستْ ظلمتُه. و الغَیْطَلةُ و الغَیْطُولُ: الظلمة المتراكمة. و غَیْطَلة اللیلِ: الْتِجاجُ سوادِه. و الغَیْطَلَةُ: الْتِباسُ الظلام و تراكُمُه؛ و أَنشد: و قد كَسانا لَیْلُه غَیَاطِلا و أَنشد ابن بری للفرزدق فی الغَیْطَلة الظلمة: و اللیلُ مُخْتَلِطُ الغَیاطِل أَلْیَلُ أَبو عبید: المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً. و حكی ابن بری: الغَیطَلةُ الْتِفافُ الناس، و یقال الغَیْضةُ. المحكم: و الغَیْطلُ و الغَیْطلةُ الشجرُ الكثیر الملْتَفّ، و كذلك العشب، و قیل: هو اجتماع الشجر و التفافه؛ قال إمرؤ القیس: فظَلَّ یُرَنَّحُ فی غَیْطَلٍ، كما یَسْتَدِیرُ الحِمارُ النَّعِر تَرَنَّحَ: تمایَل من سُكْرٍ أَو غیره. و الغَیْطَلُ: جمع غَیْطَلة. و الغَیْطَلةُ: الأَجَمة؛ و قال أَبو حنیفة: الغَیْطَلةُ جماعة الشجر و العشب، قال: و كل ملتف مُخْتلِط غَیْطلة، و خص أَبو حنیفة مرة بالغَیْطلة جماعةَ الظرفاء؛ و أَما قول زهیر: كما استَغاثَ، بِسَی‌ءٍ، فَزُّ غَیْطلةٍ، خافَ العُیونَ، فلم یُنْظَرْ به الحَشَكُ فیقال: هی الشجر الملتف أَی ولدته أُمُّه فی غَیْطلة. و قال أَبو عبیدة: الغَیْطَلةُ البقرة الوحشیة، و قال ثعلب: هی البقرة فلم یخُصَّ الوحشیةَ من غیرها. و الغَیْطَلةُ: واحدةُ الغَیاطِل، و هی ذوات اللبن من الظباء و البقر. و الغَیْطَلةُ: ازدحامُ الناس، یقال: أَتانا فی غَیْطَلةٍ أَی فی زحمة؛ قال الراعی: بِغَیْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علینا، نَشَدْناها المَواعِدَ و الدُّیُونا أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ یوم الظَّعْن. و الغَیْطَلةُ: الأَكل و الشرب و الفَرَح بالأَمْنِ. و الغَیْطَلةُ: المالُ المُطْغی. و الغَیْطَلةُ: الصوتُ و الجلَبةُ، تقول: سمعت غَیْطَلَتهم و غَیْطَلاتِهم. و غَیْطَلة الحرب: كثرةُ أَصواتها و غُبارِها. و غَیْطَلوا فی الحدیث: أَفاضوا فیه و ارتفعت أَصواتهم به؛ عن الهَجَرِیّ. و الغَیْطَلةُ: اجتماعُ الناس و التفافهم؛ عن ابن الأَعرابی. و الغَیْطَلةُ: الجماعة؛ عن ثعلب. ابن الأَعرابی: الغُوطالةُ الرَّوْضةُ. و الغَیْطَلةُ: غلبة النعاس. و الغَیْطَلُ: السِّنَّوْرُ كالخَیْطَل؛ عن كراع.

غفل؛ ج11، ص: 497

: غَفَلَ عنه یَغْفُلُ غُفولًا و غَفْلةً و أَغْفَلَه عنه غیرُه و أَغْفَلَه: تركَه و سها عنه؛ و أَنشد ابن بری فی الغُفول: فابك هلًّا و اللَّیالی بِغِرَّةٍ تَدُورُ، و فی الأَیام عنك غُفُولُ «2».
(2). قوله [فابك هلا إلخ] كذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 498
و أَغْفَلْتُ الرجل: أَصبْتُه غافلًا، و علی ذلك فسر بعضهم قوله عز و جل: وَ لٰا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنٰا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنٰا؛ قال: و لو كان علی الظاهر لوجب أَن یكون قوله وَ اتَّبَعَ هَوٰاهُ، بالفاء دون الواو؛ و سئل أَبو العباس عن هذه الآیة فقال: مَنْ جَعَلْناه غافلًا، و كلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته سمّیته غافِلًا، و أَحْلَمْتُه سمّیته حَلیماً، قال: و فعلَ هو و أَفْعَلته أَنا، أَكثرُ اللغة ذهَب و أَذْهَبْته، هذا أَكثر الكلام، و فَعَّلْت أَكْثَرْتُ ذلك فیه مثل غَلَّقْت الأَبواب و أَغْلَقْتها، و أَفْعَلْتُ یَجی‌ءُ مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه و أَمْهَلْته و وَصَّیْتُ و أَوْصَیْتُ و سَقَّیْتُ و أَسْقَیْتُ. و‌فی حدیث أَبی موسی: لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، یَمینَه‌أَی جَعَلْناه غافلًا عن یمینه بسبب سُؤَالِنا، و قیل: سأَلْناه وقت شُغْله و لم ننتظر فراغه. یقال: تغَفَّلْته و اسْتَغْفَلْته أَی تحیَّنْتُ غَفْلَته. و یقال: هو فی غَفَلٍ من عَیشِه أَی فی سعة؛ أَبو العباس: الغَفَلُ الكثیرُ الرفیعُ. و نَعَمٌ أَغْفَالٌ: لا لِقْحةَ فیها و لا نَجِیب. و قال بعض العرب: لنا نَعَمٌ أَغْفَالٌ ما تَبِضُّ؛ یصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جیادَ مالهم. و قال شمر: إِبل أَغْفَالٌ لا سِماتِ علیها، و قِداحٌ أَغْفَالٌ. سیبویه: غَفَلْتُ صرت غافلًا. و أَغْفَلْتُه و غَفَلْت عنه: وصَّلْت غَفَلی إِلیه أَو تركته علی ذُكْرٍ. قال اللیث: أَغْفَلْت الشی‌ء تركته غَفَلًا و أَنت له ذاكر. قال ابن سیدة: و قوله تعالی: وَ كٰانُوا عَنْهٰا غٰافِلِینَ*؛ یصلح أَن یكون، و الله أَعلم، كانوا فی تركهم الإِیمانَ بالله و النظرَ فیه و التدبُّرَ له بمنزلة الغافِلین، قال: و یجوز أَن یكون و كانوا عما یراد بهم من الإِثابة علیه غافِلین، و الاسم الغَفْلة و الغَفَل؛ قال: إِذْ نحْنُ فی غَفَلٍ، و أَكْبَرُ هَمِّنا صِرْفُ النَّوَی، و فِراقُنا الجِیرانا و‌فی الحدیث: من اتَّبَعَ الصَّیْدَ غَفَلَ‌أَی یَشْتَغِلُ به قلبه و یستولی علیه حتی تصیر فیه غَفْلة. و التَّغافُلُ: تَعمُّدُ الغَفْلة علی حدِّ ما یجی‌ء علیه هذا النحو. و تَغَافَلْت عنه و تَغَفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه. ابن السكیت: یقال قد غَفَلْت فیه و أَغْفَلْتُه. و التَّغْفِیل: أَن یكفیك صاحبُك و أَنت غافِلٌ لا تَعْنَی بشی‌ء. و التَّغَفُّل: خَتْلٌ فی غَفْلة. و المُغَفَّلُ: الذی لا فِطْنة له. و الغَفُول من الإِبل: البَلْهاء التی لا تمنع من فَصِیل یرضعها و لا تبالی منْ حَلبها. و الغُفْل: المُقیّد الذی أُغْفِل فلا یرجی خیرُه و لا یخشی شرّه، و الجمع أَغْفال. و الأَغْفَالُ: المَواتُ. و الغُفْلُ: سَبْسَبٌ مَیّتة لا علامةَ فیها؛ و أَنشد: یتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفَالِ و كلُّ ما لا علامة فیه و لا أَثر عمارة من الأَرضین و الطُّرقِ و نحوها غُفْلٌ، و الجمع كالجمع. و‌فی كتابه لأُكَیْدِرَ: إِنّ لنا الضاحیةَ و المَعامِیَ و أَغْفَالَ الأَرض‌أَی المجهولة التی لیس فیها أَثر یعرف، و حكی اللحیانی: أَرض أَغْفَالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلًا. و بلادٌ أَغْفالٌ: لا أَعلام فیها یُهتدی بها، و كذلك كل ما لا سمة علیه من الإِبل و الدواب. و دابّة غُفْل: لا سمة علیها. و ناقة غُفْل: لا تُوسَم لئلا تَجِب علیها صدقة؛ و به فسر ثعلب قول الراجز: لا عیشَ إِلَّا كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ تَناوَلُ الحوضَ، إِذا الحوض شُغِلْ
لسان العرب، ج‌11، ص: 499
و قد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها. و‌فی الحدیث: أَن نَفاذة الأَسْلَمی قال: یا رسول الله، إِنِّی رجل مُغْفِلٌ فأَین أَسِمُ إِبلی؟أَی صاحبُ إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات علیها؛ و منه‌حدیث طهفة: و لنا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفَالٌ لا سمات علیها، و قیل: الأَغْفال هاهنا التی لا أَلبانَ لها، واحدها غُفْل، و قیل: الغُفْل الذی لا یُرجی خیره و لا یخشی شره. و قِدْحٌ غُفْل: لا خیر فیه و لا نصیب له و لا غُرْم علیه، و الجمع كالجمع؛ و قال اللحیانی: قِداحٌ غُفْلٌ علی لفظ الواحد لیست فیها فُروضٌ و لا لها غُنْم و لا علیها غُرْم، و كانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهیة التُّهَمَة، یعنی بتثقّل تكثّر، قال: و هی أَربعة: أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِیح ثم السَّفیح. و رجل غُفْل: لا حسَب له، و قیل: هو الذی لا یعرف ما عنده، و قیل: هو الذی لم یجرِّب الأُمور. و شاعر غُفْل: غیر مسمی و لا معروف، و الجمع أَغْفال. و شِعْر غُفْل: لا یعرف قائله. و أَرض غُفْل: لم تُمْطَر. و غَفَلَ الشی‌ءَ: ستَره. و غُفْل الإِبل، بسكون الفاء: أَوبارُها؛ عن أَبی حنیفة. و المَغْفَلة: العَنْفَقة؛ عن الزجاجی، و وردت فی الحدیث و هی جانبا العَنْفَقة،روی عن بعض التابعین: علیك بالمَغْفَلة و المَنْشَلة؛ المَنْشَلةُ موضع حلقة الخاتم. و‌فی حدیث أَبی بكر: رأَی رجلًا یتوضأ فقال: علیك بالمَغْفَلةِ؛ هی العَنْفقة یرید الاحتیاط فی غسلها فی الوضوء، سمیت مَغْفَلة لأَن كثیراً من الناس یُغْفلُ عنها. و غَافِلٌ و غَفْلة: اسمان. و بنو غُفَیْلة و بنو المُغَفَّل: بُطون، و الله أَعلم.

غلل؛ ج11، ص: 499

: الغُلُّ و الغُلّة و الغَلَلُ و الغَلِیلُ، كله: شدّة العطش و حرارته، قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول و غَلِیل و مُغْتَلّ بیّن الغُلّة. و بعیر غالٌّ و غَلَّانُ، بالفتح: عطشان شدید العطش. غُلَّ یُغَلٌّ غَلَلًا، فهو مَغْلول، علی ما لم یسم فاعله؛ ابن سیدة: غَلَّ یَغَلّ غُلّة و اغْتَلّ، و ربما سمیت حرارة الحزن و الحبّ غَلِیلًا. و أَغَلّ إِبلَه: أَساءَ سَقْیَها فصدَرَت و لم تَرْوَ. و غَلَّ البعیرُ أَیضاً یَغَلُّ غُلّة إِذا لم یَقْضِ رِیَّه. أَبو عبید عن أَبی زید: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها و لم تروها فهی عالَّة، بالعین غیر معجمة؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف و الصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها و لم تروها، بالغین، من الغُلَّة و هی حرارة العطش، و هی إِبل غالَّة؛ و قال نصر الرازی: إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة و غَوالَّ، و قد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالًا إِذا أَسَأْتَ سَقْیَها فأَصدرتها و لم تروها و صدرت غَوالَّ، الواحدة غالَّة؛ و كأَن الراوی عن أَبی عبید غلط فی روایته. و الغَلِیلُ: حَرُّ الجوف لَوْحاً و امْتِعاضاً. و الغِلُّ، بالكسر، و الغَلِیلُ: الغِشُّ و العَداوة و الضِّغْنُ و الحقْد و الحسد. و فی التنزیل العزیز: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ*؛ قال الزجاج: حقیقته، و الله أَعلم، أَنه لا یَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً فی عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ و هو أَیضاً كَدر، و الجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه یَغِلُّ، بالكسر، غِلًّا إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن و حقد. و رجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ علی حقد و غِلٍّ. و غَلَّ یَغُلُّ غُلولًا و أَغَلَّ: خانَ؛ قال النمر: جزَی اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ و خص بعضهم به الخون فی الفَی‌ء و المَغْنم. و أَغَلَّه:
لسان العرب، ج‌11، ص: 500
خَوّنه. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كٰانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَّ؛ قال ابن السكیت: لم نسمع فی المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولًا، و قرئ: و ما كان لنبی أَن یُغَلَّ، فمن قرأَ یَغُلَّ فمعناه یَخُون، و من قرأَ یُغَلّ فهو یحتمل معنیین: أَحدهما یُخان یعنی أَن یؤخذ من غنیمته، و الآخر یخوَّن أَی ینسب إِلی الغُلول، و هی قراءة أَصحاب عبد الله، یریدون یسرَّق؛ قال أَبو العباس: جعل یُغَلُّ بمعنی یُغَلَّل، قال: و كلام العرب علی غیر ذلك فی فَعَّلْت و أَفْعَلْت، و أَفْعَلْت أَدخلت ذلك فیه، و فَعَّلْت كثَّرت ذلك فیه؛ و قال الفراء: جائز أَن یكون یُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنی یُغَلَّلُ أَی یُخوَّن كقوله فَإِنَّهُمْ لٰا یُكَذِّبُونَكَ، و قال الزجاج: قُرِئا جمیعاً أَنْ یَغُلَّ و أَن یُغَلَّ، فمن قال أَنْ یَغُلَّ فالمعنی ما كان لنبیّ أَن یَخُون أُمّته، و تفسیر ذلك‌أَن الغَنائم جمعها سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمین فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: لو أَفاء الله علیّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَ ترَوْننی أَغُلُّكم مَغْنَمكم؟قال: و من قرأَ أَن یُغَلَّ فهو جائز علی ضرْبین: أَحدهما ما كان لنبی أَن یَغُله أَصحابه أَی یخونوه، و جاء‌عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لأَعْرِفَنّ أَحدكم یجی‌ء یوم القیامة و معه شاة قد غَلَّها، لها ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِیاطَ و المِخْیَط، و الوجه الثانی أَن یكون یُغَلّ یخوَّن، و كان أَبو عمرو بن العَلاء و یونس یختاران: وَ مٰا كٰانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَّ، قال یونس: كیف لا یُغَلّ؟ بلی و یقتل؛ و قال أَبو عبید: الغُلُول من المَغْنَم خاصة و لا نراه من الخیانة و لا من الحِقْد، و مما یبین ذلك أَنه یقال من الخیانة أَغَلَّ یُغِلُّ، و من الحِقْد غَلَّ یَغِلُّ، بالكسر، و من الغُلول غَلَّ یَغُلُّ، بالضم؛ قال ابن بری: قلّ أَن نجد فی كلام العرب ما كان لفلان أَن یُضْرَب علی أَن یكون الفعل مبنیّاً للمفعول، و إِنما نجده مبنیّاً للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن یَكْذِب، و ما كان لنبی أَن یَخُون، و ما كان لمُحرِم أَن یلبَس، قال: و بهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ: وَ مٰا كٰانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَّ، علی إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال: و الشاهد علی قوله یُقال من الخیانة أَغَلَّ یُغِلُّ قول الشاعر: حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، و لم تكن للغَدْر خائنة مُغِلّ الإِصبع و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَمْلی فی صُلْح الحُدَیْبیة: أَن لا إِغْلال و لا إِسْلال؛ قال أَبو عبید: الإِغْلال الخِیانة و الإِسْلال السَّرِقة، و قیل: الإِغلال السرقة، أَی لا خیانة و لا سرقة، و یقال: لا رِشْوة. قال ابن الأَثیر: و قد تكرر ذكر الغُلول فی الحدیث، و هو الخیانة فی المَغْنم و السرقة من الغَنیمة؛ و كلُّ من خان فی شی‌ء خُفْیة فقد غَلَّ، و سمیت غُلُولًا لأَن الأَیدی فیها مَغْلُولة أَی ممنوعة مجعول فیها غُلّ، و هو الحدیدة التی تجمع ید الأَسیر إِلی عُنقه، و یقال لها جامِعَة أَیضاً، و أَحادیث الغُلول فی الغنیمة كثیرة. أَبو عبیدة: رجل مُغِلّ مُسِلّ أَی صاحب خیانة و سَلَّةٍ؛ و منه‌قول شریح: لیس علی المُستعیر غیر المُغِلّ و لا علی المُستودَع غیر المُغِلّ ضَمان، إِذا لم یَخُن فی العارِیَّة و الوَدِیعة فلا ضمان علیه، من الإِغْلال الخِیانةِ، یعنی الخائن، و قیل: المُغِلُّ هاهنا المُسْتَغِلُّ و أَراد به القابض لأَنه بالقَبْض یكون مُسْتَغِلًّا، قال ابن الأَثیر: و الأَوَّل الوَجْه؛ و قیل: الإِغْلال الخیانة و السرقة الخفیّة، و الإِسْلال من سَلّ البعیرَ و غیرَه فی جوف اللیل إِذا انتزعه من الإِبل و هی السَّلَّة، و قیل: هو الغارة
لسان العرب، ج‌11، ص: 501
الظاهرة، یقال: غَلَّ یَغُلُّ و سَلّ یَسُلّ، فأَما أَغَلَّ و أَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول و سَلَّة، و یكون أَیضاً أَن یُعِینَ غیره علیهما، و قیل: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، و الإِسْلال سَلّ السیوف؛ و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: ثلاث لا یُغِلُّ علیهنّ قلبُ مؤمن: إِخْلاصُ العمل لله، و مُناصَحة ذوی الأَمْر، و لزوم جماعة المسلمین فإِنَّ دعوتهم تُحیط من ورائهم؛ قیل: معنی‌قوله لا یُغِلُّ علیهنّ قلب مؤمن‌أَی لا یكون معها فی قلبه غِشّ و دَغَل و نِفاق، و لكن یكون معها الإِخلاص فی ذات الله عز و جل، و روی: لا یَغِلُّ و لا یُغِلُّ، فمن قال یَغِلُّ، بالفتح للیاء و كسر الغین، فإِنه یجعل ذلك من الضِّغْن و الغِلّ و هو الضِّغْن و الشَّحْناء، أَی لا یدخله حِقْد یُزیله عن الحق، و من قال یُغِلُّ، بضم الیاء، جعله من الخیانة؛ و أَما غَلَّ یَغُلُّ غُلُولًا فإِنه الخیانة فی المَغْنَم خاصة، و الإِغْلال: الخیانة فی المَغانم و غیرها. و یقال من الغِلّ: غَلَّ یَغِلُّ، و من الغُلول: غَلَّ یَغُلُّ. و قال الزجاج: غَلَّ الرجلُ یَغُلُّ إِذا خان لأَنه أَخْذ شی‌ء فی خَفاء، و كل من خان فی شی‌ء فی خفاء فقد غَلَّ یَغُلُّ غُلولًا، و كل ما كان فی هذا الباب راجع إِلی هذا، من ذلك الغالّ، و هو الوادی المطمئن الكثیر الشجر، و جمعه غُلَّان، و من ذلك الغِلّ و هو الحِقْد الكامِن؛ و قال ابن الأَثیر فی تفسیر لا یُغِلّ علیهنّ قلب مؤمن، قال: و یروی یَغِلُ، بالتخفیف، من الوُغول الدخول فی الشی‌ء، قال: و المعنی أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل و الخیانة و الشرّ، قال: و علیهنّ فی موضع الحال تقدیره لا یَغِلُ كائناً علیهن. و‌فی حدیث أَبی ذر: غَلَلْتم و الله‌أَی خُنْتم فی القول و العمل و لم تَصْدُقوه. ابن الأَعرابی فی النوادر: غُلَّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ یَغِلُّ، و هو معنی‌قوله ثلاث لا یَغِلُّ علیهن قلبُ امرئ‌أَی لا یحید عن الصواب غاشًّا. و أَغَلَّ الخطیبُ إِذا لم یصب فی كلامه؛ قال أَبو وجزة: خُطباء لا خُرْق و لا غُلل، إِذا خطباء غیرهمُ أَغَلَّ شِرارُها و أَغَلَّ فی الجِلْد: أَخذ بعض اللحم و الإِهابَ. یقال: أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته و أَبقیت فیه شیئاً من الشَّحم، و أَغْلَلْت فی الإِهاب سلخته فتركت علی الجلد اللحم. و الغَلَل: اللحم الذی ترك علی الإِهاب حین سلخ. و أَغَلَّ الجازر فی الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب. و الغَلَل: داء فی الإِحلیل مثل الرَّفَقِ، و ذلك أَن لا یَنْفُض الحالب الضَّرْع فیترك فیه شیئاً من اللبن فیعود دماً أَو خَرَطاً. و غَلَّ فی الشی‌ء یَغُلُّ غُلولًا و انْغَلَّ و تَغَلَّلَ و تَغَلْغَلَ: دخل فیه، یكون ذلك فی الجواهر و الأَعراض؛ قال ذو الرمة یصف الثور و الكِناس: یُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِیقةٍ، و عن كل عِرْقٍ فی الثَّری مُتَغَلْغِل «3». و قال عبید الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود فی العَرَض رواه ثعلب عن شیوخه: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ فی فُؤادی، فَبادِیه مع الخافی یَسِیرُ و غَلَّه یَغُلّه غَلًّا: أَدخله؛ قال ذو الرمة: غَلَلْت المَهَاری بینها كلّ لیلة، و بین الدُّجَی حتی أَراها تمزَّق
(3). قوله [یحفره] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 502
و غَلَّه فانغَلَّ أَی أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب: و منها ما یُغِلّ یعنی من الكِباش أَی یُدْخِل قضیبه من غیر أَن یرفع الأَلْیة. و غَلَّ أَیضاً: دخل، یتعدّی و لا یتعدّی. و یقال: غَلّ فلان المَفاوِز أَی دخلها و توسّطها. و غَلْغَلَه: كغَلَّه. و الغُلَّة: ما تواریت فیه؛ عن ابن الأَعرابی. و الغَلْغَلة: كالغَرْغَرة فی معنی الكسر. و الغَلَلُ: الماء الذی یَتَغَلَّل بین الشجر، و الجمع الأَغْلال؛ قال دُكین: یُنْجِیه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ یَدٍ عَجْلی، و رِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَی النَّسا من تَحت رَیَّا مِن عال یقول: یُنْجی هذا الفرسَ من سِراع «1» فی الغارة كالحَمام الواردة؛ و فی التهذیب قال: أَراد یُنْجی هذا الفرسَ من خیل مثل حمام یرد غَلَلًا من الماء و هو ما یجری فی أُصول الشجر، و قیل: الغَلَل الماء الظاهر الجاری، و قیل: هو الظاهر علی وجه الأَرض ظُهوراً قلیلًا و لیس له جِرْیة فیخفی مرّة و یظهر مرة، و قیل: الغَلَل الماء الذی یجری بین الشجر؛ قال الحُوَیْدِرة: لَعِب السُّیُول به، فأَصبح ماؤه غَلَلًا یُقَطِّع فی أُصول الخِرْوَع و قال أَبو حنیفة: الغَلَل السیل الضعیف یَسِیل من بطن الوادی أَو التِّلَع فی الشجر و هو فی بطن الوادی، و قیل: أَن یأْتی الشجرَ غَلَلٌ من قَبْل ضعفِه و اتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادی فلا یكاد یری و لا یتبع إِلَّا الوَطاء. و غَلَّ الماءُ بین الأَشجار إِذا جری فیها یَغُلُّ، بالضم فی جمیع ذلك. و تَغَلْغَلَ الماء فی الشجر: تخلَّلها. و قال أَبو سعید: لا یذهب كلامُنا غَلَلًا أَی لا ینبغی أَن یَنْطوی عن الناس بل یجب أَن یظهر. و یقال لعرق الشجر إِذا أَمعن فی الأَرض غَلْغَلٌ، و جمعه غَلاغِلُ؛ قال كعب: و تَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنایا، كأَنها أَقاحیّ تُرْوی عن عُرُوق غُلاغِل و الغِلالة: شِعار یلبَس تحت الثوب لأَنه یُتَغَلَّلُ فیها أَی یُدْخَل. و فی التهذیب: الغِلالة الثوب الذی یلبس تحت الثیاب أَو تحت دِرْع الحدید. و اغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تحت الثیاب، و منه الغَلَل الماء الذی یجری فی أُصول الشجر. و غَلَّلَ الغِلالة: لبسها تحت ثیابه؛ هذه عن ابن الأَعرابی. و الغُلَّة: الغِلالة، و قیل هی كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَی تدخَل. و الغَلائل: الدرُوع، و قیل: بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، و قیل: هی مَسامیر الدُّروع التی تَجمع بین رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلُّ فیها أَی تُدخَل، واحدتها غَلِیلَة؛ و قول النابغة: عُلِینَ بِكِدْیَوْنٍ و أُبْطِنّ كُرَّةً، فهنّ وِضاءٌ صافیاتُ الغَلائِل «2». خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما یَصْدَأُ من الدُّروع، و من جعلها البَطائن جعل الدُّروع نقیّة لم یُصْدِئن الغَلائل. و غَلائل الدُّروع: مسامیرها المُدخَلة فیها، الواحد غَلِیل؛ قال لبید: و أَحْكَم أَضْغان القَتِیر الغَلائِل و قال ابن السكیت فی قوله فهنّ وِضاء صافیات الغَلائل، قال: الغِلالة المِسمار الذی یَجمع بین رأْسَی الحَلَقَة، و إِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شی‌ء صَدأً من
(1). قوله [من سراع] عبارة الصحاح: من خیل سراع (2). فی دیوان النابغة: … القلائل بدل … الغلائل، و لعل الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 503
الدُّروع. ابن الأَعرابی: العُظْمَة و الغِلالة و الرُّفاعة و الأُضْخُومَة و الحَشِیّة الثوب الذی تشدّه المرأَة علی عَجیزتها تحت إِزارها تضخّم به عجیزتها؛ و أَنشد: تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة، و لم تَنَطّقْها علی غِلاله، إِلَّا لحسْن الخَلْق و النَّباله قال ابن بری: و كذلك الغُلَّة، و جمعها غُلَل؛ قال الشاعر: كَفاها الشَّبابُ و تَقْوِیمُه، و حُسْن الرُّواءِ و لُبْسُ الغُلَلْ و غَلَّ الدهنَ فی رأْسه: أَدخله فی أُصول الشعر. و غَلَّ شعرَه بالطیب: أَدخَله فیه. و تَغَلَّل بالغالِیة، شدد للكثرة، و اغْتَلَّ و تَغَلْغَل: تَغَلَّف؛ أَبو صخر: سِراج الدُّجی تَغْتَلُّ بالمِسْك طِفْلَة، فلا هی مِتْفال، و لا اللَّوْن أَكْهَب و غَلَّلَه بها. و حكی اللحیانی: تَغَلَّی بالغالِیة، فإِما أَن یكون من لفظ الغالِیة، و إِما أَن یكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخیرة یاء، كما قالوا تظنَّیْت فی تَظَنَّنْت، قال: و الأَول أَقیس. غیره: و یقال تَغَلَّیْت من الغالیة، و قال الفراء: یقال تَغَلَّلْت بالغالیة، قال: و كل شی‌ء أَلْصقته بجِلدك و أُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال: و تَغَلَّیْت مولّدة. و قال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعی هل یجوز تَغَلَّلْت من الغالِیة؟ فقال: إِن أَردت أَنك أَدخلته فی لحیتك أَو شارِبك فجائز. اللیث: و یقال من الغالِیة غَلَّلْت و غَلَّفْت و غَلَّیْت. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كنت أُغَلِّل لحیةَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بالغالِیة‌أَی أُلطّخها و أُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثیر: قال الفراء یقال تَغَلَّلْت بالغالِیة و لا یقال تَغَلَّیْت، قال: و أَجازه الجوهری. و‌فی حدیث المخنَّث هِیتِ قال: إِذا قامت تَثَنَّتْ و إِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له: قد تَغَلْغَلْت یا عدوّ الله‌الغَلْغَلَة: إِدخال الشی‌ء فی الشی‌ء حتی یلتبِس به و یصیر من جملته، أَی بلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حیث لا یبلغ ناظر و لا یَصِل واصِل و لا یَصِف واصِف. و غَلَّ المرأَةَ: حَشاها، و لا یكون إِلَّا من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابی. السلمی: غَشَّ له الخَنْجَر و السِّنَانَ و غَلَّه له أَی دَسَّه له و هو لا یشعر به. و الغُلَّان، بالضم: مَنابت الطَّلْح، و هی أَودیة غامضة فی الأَرض ذات شجر، واحدها غَالّ و غلِیلٌ. و أَغَلَّ الوادی إِذا أَنبت الغُلّان؛ قال أَبو حنیفة: هو بطن غامض فی الأَرض، و قد انْغَلَّ. و الغالُّ: أَرض مطمئنة ذات شجر. و منابت السَّلَم و الطَّلْح یقال لها غالّ من سَلَم، كما یقال عِیصٌ من سِدْر و قَصِیمة من غَضاً. و الغالّ: نبت، و الجمع غُلَّان، بالضم؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: و أَظْهَرَ فی غُلَّان رَقْدٍ و سَیْلُهُ عَلاجِیمُ، لا ضُحْلٌ و لا مُتَضَحْضِحُ «1». أَظْهَرَ صار فی وقت الظهیرة، و قیل: إِنه بمعنی ظهر مثل تَبِع و أَتْبَع؛ و قال مضرِّس الأَسدی: تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعی تِلاعاً و غُلَّاناً سَوائل من رَمَمْ «2»
(1). قوله [و أظهر فی غلّان رقد إلخ] تقدم هذا البیت فی مادة ضحح و رقد و ظهر علی غیر هذه الصورة و الصواب ما هنا (2). قوله [تعرض إلخ] قبله كما فی یاقوت: و لم أنس من ربا غداة تعرضت لنا دون أبواب الطراف من الأدم
لسان العرب، ج‌11، ص: 504
الغُلَّان: بطون الأَودیة، و رَمَم: موضع. و الغالَّة: ما ینقطع من ساحل البحر فیجتمع فی موضع. و الغُلّ: جامِعة توضع فی العُنق أَو الید، و الجمع أَغْلال لا یكسَّر علی غیر ذلك؛ و یقال: فی رقبته غُلّ من حدید، و قد غُلَّ بالغُلّ الجامِعة یُغَلُّ بها، فهو مَغْلُول. و قوله عز و جل فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلٰالَ الَّتِی كٰانَتْ عَلَیْهِمْ؛ قال الزجاج: كان علیهم أَنه من قَتَل قُتِل لا یقبَل فی ذلك دِیَة، و كان علیهم إِذا أَصاب جُلودهم شی‌ء من البول أَن یقرِضوه، و كان علیهم أَن لا یَعملوا فی السَّبْت؛ هذه الأَغلال التی كانت علیهم، و هذا علی المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً فی عُنقك و لیس هناك طوق، و تأْویله ولَّیْتُك هذا و أَلزمتك القیام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق فی عنُقك. و قوله تعالی: إِذِ الْأَغْلٰالُ فِی أَعْنٰاقِهِمْ؛ أَراد بالأَغْلال الأَعمال التی هی كالأَغْلال، و هی أَیضاً مؤدِّیة إِلی كون الأَغْلال فی أَعناقهم یوم القیامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلٌّ فی عُنقك للشی‌ء یعمله إِنما معناه أَنه لازم لك و أَنك مجازی علیه بالعذاب، و قد غَلَّه یَغُلُّه. و قوله تعالی و تقدَّس: إِنّٰا جَعَلْنٰا فِی أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلٰالًا؛ هی الجَوامِع تجمَع أَیدیهم إِلی أَعناقهم. و غُلَّتْ یدُه إِلی عنُقه، و قد غُلّ، فهو مَغْلول. و‌فی حدیث الإِمارة: فكَّه عَدْله و غَلَّه جَوْره «1» أَی جعل فی یده و عنقه الغُلّ و هو القید المختص بهما. و قوله تعالی: وَ قٰالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ؛ قیل: ممنوعة عن الإِنفاق، و قیل: أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا، و قیل: معناه یَدُه مقبوضة عن عذابنا، و قیل: یدُ الله ممسكة عن الاتساع علینا. و قوله تعالی: وَ لٰا تَجْعَلْ یَدَكَ مَغْلُولَةً إِلیٰ عُنُقِكَ؛ تأْویله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، و قد غَلَّه یَغُلُّه. و قولهم فی المرأَة السَّیِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسیراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ و علیه شعر، فربما قَمِلَ فی عُنقه إِذا قَبّ و یبس فتجتمع علیه مِحْنَتان الغُلّ و القَمْل، ضربه مثلًا للمرأَة السیئة الخُلق الكثیرة المَهْر لا یجد بَعْلها منها مخلصاً، و العرب تكنی عن المرأَة بالغُلّ. و‌فی الحدیث: و إِن من النساء غُلًّا قَمِلًا یقذِفه الله فی عُنق من یشاء ثم لا یخرجه إِلا هو.ابن السكیت: به غُلٌّ من العطش و فی رقبته غُلٌّ من حدید و فی صدره غِلٌّ. و قولها: ما له أُلَّ و غُلَّ؛ أُلَّ دُفِع فی قضاء، و غُلّ: جُنّ فوضع فی عُنقه الغُلّ. و الغَلَّة: الدَّخْل من كِراءِ دار و أَجْر غلام و فائدة أَرض. و الغَلَّة: واحدة الغَلَّات. و استَغَلّ عبدَه أَی كلَّفه أَن یُغِلّ علیه. و اسْتِغْلال المُسْتَغَلَّات: أَخْذُ غَلّتها. و أَغَلَّت الضَّیْعة: أَعطت الغَلَّة، فهی مُغِلَّة إِذا أَتت بشی‌ء و أَصلها باقٍ؛ قال زهیر: فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرًی بالعراق، من قَفِیزٍ و دِرْهَم و أَغَلَّت الضِّیاع أَیضاً: من الغَلَّة؛ قال الراجز: أَقْبَل سَیْلٌ، جاء من عِند الله یَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ و أَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم. و‌فی الحدیث: الغَلَّة بالضَّمان؛ قال ابن الأَثیر: هو‌كحدیثه الآخر: الخَراجُ بالضَّمان.و الغَلَّة: الدَّخْل الذی یحصل من الزرع و الثمر و اللبن و الإِجارة و النِّتاج و نحو ذلك. و فلان یُغِلُّ علی عِیاله أَی یأْتیهم بالغَلَّة.
(1). قوله [و غله جوره] هكذا فی الأصل، و الذی فی النهایة: أو غله جوره
لسان العرب، ج‌11، ص: 505
و یقال: نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقنی. و یقال: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، و أَنا مُغْتَلّ إِلیه أَی مشتاق إِلیه. و نِعْم غَلول الشیخ هذا الطعام یعنی التَّغْذِیة التی تَغَذَّاها أَو الطعام الذی یُدخله جوفه، علی فَعُول، بفتح الفاء. و غَلّ بصَرُه: حاد عن الصواب. و أَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره. و الغُلَّة: خِرْقة تشدّ علی رأْس الإِبریق؛ عن ابن الأَعرابی، و الجمع غُلَل. و الغَلَلُ: المِصْفاة؛ و قول لبید: لها غَلَلٌ من رازِقیٍّ و كُرْسُفٍ، بأَیْمانِ عُجْمٍ یَنْصُفونَ المَقاوِلا یعنی الفِدام الذی علی رأْس الأَباریق، و بعضهم یرویه … غُلَل … بالضم، جمع غُلَّة. و الغَلِیل: القَتّ و النوی و العجین تعلفه الدوابّ. و الغَلِیل: النوی یخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة: سُلَّاءَة، كعَصا النَّهْدِیِّ، غُلّ لها ذو فَیْئة من نَوی قُرّانَ مَعْجُوم و یروی: سُلَّاءة، كعصا النهدیِّ، غُلَّ لها مُنَظَّم من نوی قرّان معجوم قوله: ذو فَیئة أَی ذو رَجعة، یرید أَن النوی عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته فهو أَصلب، شبّه نسورَها و امّلاسها بالنوَی الذی بَعَرته الإِبل، و النَّهْدِیّ: الشیخ المُسِنّ فعصاه ملساء، و مَعْجُوم: مَعْضُوض أَی عضَّته الناقة فرمته لصلابته. و الغَلْغَلة: سرعة السیر، و قد تَغَلْغَلَ. و یقال: تَغَلْغَلوا فمضوا. و المُغَلْغَلَة: الرِّسالة. و رِسالة مُغَلْغَلة: محمولة من بلدٍ إِلی بلد؛ و أَنشد ابن بری: أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّی مُغَلْغَلةً، و فی العِتاب حَیاةٌ بین أَقوام و فی حدیث ابن ذی یَزَن: مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالی إِلی صَنْعاء من فَجٍّ عَمِیق المُغَلْغَلة، بفتح الغینین: الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلی بلد، و بكسر الغین الثانیة: المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السیر. و غَلْغَلَة: موضع؛ قال: هنالِك لا أَخْشی تنالُ مَقادَتی، إِذا حَلَّ بیتی بین شُوطٍ و غَلْغَله

غمل؛ ج11، ص: 505

: غَمَلَ الأَدِیمَ یَغْمُله غَمْلًا فانْغَمَل: أَفسده، و هو غَمِیل، و قیل: جعله فی غُمَّة لینفسخ عنه صوفه، و قیل: هو أَن یُلفَّ الأَدیمُ و یدفَن فی الرمل بعد البَلِّ حتی یُنْتِن و یسْتَرْخِی و یسْمَح إِذا جذب صوفه فینتَف شعره، و قیل: إِنه إِذا غفل عنه ساعة فهو غَمِیل و غَمِین. و قال أَبو حنیفة: هو أَن یطوی علی بَلَلِه فیُطال طیّة فوق حقِّه فیفسد، و قیل: الغَمَل أَن یلفّ الإِهاب بعد ما یسلَخ ثم یغمّ یوماً و لیلة حتی یسترخی شعره أَو صوفه ثم یمرط، فإِن ترك أَكثر من یوم و لیلة فسد. و أَغْمَلَ فلان إِهابه إِذا تركه حتی یفسد؛ قال الكمیت: كَحالِئَةٍ عن كوعها، و هی تبتغی صَلاحَ أَدیمٍ ضَیَّعَته، و تُغْمِل و غَمَلَ البُسْرَ: غَمَّه لیُدرك، و كذلك الرجل تلقی علیه الثیاب لیَعرق، فهو مَغْمُول، و إِذا غُمّ البسر
لسان العرب، ج‌11، ص: 506
لیدرك فهو مَغْمُول و مَغْمُون. و رجل مَغْمُول إِذا كان خاملًا؛ و قول أَبی وجزة: و بِجَلْهَتَیْ عَمَّان یوماً لم یكن، لكمُ إِذا عُدّ العُلی، مَغْمُولا أَی مغطّی و لكنه كان مشهوداً، و كل شی‌ء كُبِس و غطّی فقد غُمِلَ. و نخل مَغْمول: متقارب لم ینفسخ. و الغَمْل: أَن ینحت عنب الكَرْم فیخفِّفوا من ورقه فیلقُطوه. و غَمَلَ العنبَ فی الزَّبیل یَغْمُله غَمْلًا: نضّد بعضه علی بعض. و غَمِل الجُرح غَمَلًا: أَفسده العِصاب. و غَمِلَ النبتُ غَمَلًا: فسد. و الغَمِیل من النَّصِیّ: ما ركب بعضه بعضاً فبلی، و الجمع غَمْلی؛ قال الراعی: و غَمْلی نَصِیّ بالمِتانِ، كأَنها ثَعالِب مَوْتی، جلدُها قد تَزَلَّعا و تَغَمَّل النبات: ركب بعضه بعضاً. و یقال: غَمِلَ النبت یَغْمَل غَمَلًا إِذا التف و غمّ بعضه بعضاً فعَفِن. و لحم مَغْمول و مَغْمُون إِذا غطی شواء أَو طبیخاً. و إِهاب مَغْمول إِذا لفّ ففسد؛ قال الراجز: و غَمَلَ الثعلبَ غَمْلًا شِبْرِقُهْ یرید طال الشِّبْرق و هو الضَّرِیع حتی غَمَلَ الثعلبَ و أَصلحه فسمن و تناثر شعره، كما یُغْمَل الأَدیم إِذا ذرّ فیه الغَلْفَة و ألقی بعضه علی بعض حتی یسترخی الشعر، و الغَلْفَة نبت یدبغ به الأَدیم. و الغَمَل: الدأْب. و الغُمْلُول: بطن غامض من الأَرض ذو شجر، و قیل: هو الوادی الضیّق الكثیر الشجر و النبت الملتفّ، و قیل: هو الوادی الطویل القلیل العَرْض الملتفّ؛ و أَنشد: یا أَیها الضَّاغِبُ بالغُمْلول، إِنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول الضَّاغِب: الذی یَخْتبئ فی الخَمَرِ فیفزِّع الإِنسان بمثل صوت السبُع و الوحش، و قیل: هو كل مجتمع نحو الشجر و الظلمة و الغَمام إِذا أَظلم و تَراكم حتی تسمی الزَّاوِیة غُمْلُولًا؛ و قال ابن شمیل: الغُمْلول كهیئة السِّكة فی الأَرض ضیِّق له سَنَدان طول السَّنَدِ ذراعان یَقود الغَلْوة ینبت شیئاً كثیراً و هو أَضیق من الفاتِحة و الملیع؛ قال الطرماح: و مَخارِیجَ من شَعارٍ و غِینٍ، و غَمالِیل مُدْحِیات الغِیاضِ «2». و یقال له الغُمْلول. و‌فی الحدیث: إِن بنی قریظة نزلوا أَرضاً غَمِلَة وَبِلَة؛ الغَمِلة الكثیرة النبات التی یُوارِی النبات وجهها. و غَمَلْت الأَمر إِذا سترته و واریته. و الغُمْلُول: الرَّابیة. و الغُمْلول: حشیشة تؤكل مطبوخة؛ تسمیه الفُرْس بَرْغَسْت؛ قال: كأَنه بالوَهْد ذی الهُجُول، و المَتْن و الغائِط و الغُمْلول، فَذّ أَدیم الغَرْف بالإِزْمِیل «3». و الغَمَالِیل: الرَّوابی. قال أَبو حنیفة: الغُمْلول بقلة دَسْتِیَّة تبكِّر فی أَول الربیع و یأْكلها الناس. و الغَمْل: موضع؛ و قال: كیفَ تراها، و الحُداة تَقْبِضُ بالغَمْل لیلًا، و الرِّجال تُنْغِضُ؟ و القَبْضُ: السیر السریع.
(2). قوله [مدحیات] هكذا فی الأصل و لعلها مدجیات (3). قوله [فذ أدیم] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 507‌

غنبل؛ ج11، ص: 507

: الغُنْبُول و النُّغْبُول: طائر، قال ابن درید: لیس بثبت.

غنتل؛ ج11، ص: 507

: رجل غَنْتَل و غُنْتُل: خامل.

غنجل؛ ج11، ص: 507

: الغُنْجُل: ضرب من السباع كالدُّلْدُل. الأَزهری: ابن الأَعرابی قال: التُّفَّة عَناق الأَرض و هی التُّمَیْلة، و یقال لذكره الغُنْجُل؛ قال الأَزهری: و هو مثل الكلب الصینی یعلَّم فتصاد به الأَرانب و الظباء و لا یأْكل إِلا اللحم، و جمعه الغَناجِل. قال ابن خالویه: لم یفرق أَحد لنا بین العُنْجُل و الغُنجُل إِلا الزاهد، قال: العُنْجُل الشیخ المُدْرَهِمّ إِذا بدت عظامه، و بالغین التُّفَّة، و هو عَناق الأَرض.

غول؛ ج11، ص: 507

: غَالَه الشی‌ءُ غَوْلًا و اغْتَالَهُ: أَهلكه و أَخذه من حیث لم یَدْر. و الغُول: المنیّة. و اغْتَالَه: قَتَله غِیلة، و الأَصل الواو. الأَصمعی و غیره: قَتل فلان فلاناً غِیلة أَی فی اغْتیال و خُفْیة، و قیل: هو أَن یخدَع الإِنسان حتی یصیر إِلی مكان قد استخفی له فیه مَن یقتله؛ قال ذلك أَبو عبید. و قال ابن السكیت: یقال غَالَه یَغُوله إِذا اغْتاله، و كل ما أَهلك الإِنسان فهو غُول، و قالوا: الغضب غُول الحلم أَی أَنه یُهْلكه و یَغْتاله و یذهب به. و یقال: أَیَّةُ غُول أَغْوَل من الغضب. و غالتْ فلاناً غُول أَی هَلَكَةٌ، و قیل: لم یُدْر أَین صَقَع. ابن الأَعرابی: و غَالَ الشی‌ءُ زیداً إِذا ذهب به یَغُوله. و الغُول: كل شی‌ء ذهب بالعقل. اللیث: غَالَه الموت أَی أَهلكه؛ و قول الشاعر أَنشده أَبو زید: غَنِینَا و أَغْنانا غنانا، و غَالَنا مآكل، عَمَّا عندكم، و مَشاربُ یقال: غالنا حَبَسنا. یقال: ما غَالَك عنا أَی ما حبَسك عنا. الأَزهری: أَبو عبید الدواهی و هی الدَّغاوِل، و الغُول الداهیة. و أَتَی غُوْلًا غَائِلَة أَی أَمراً منكَراً داهیاً. و الغَوائِل: الدواهی. و غَائِلة الحوض: ما انخرق منه و انثقب فذهب بالماء؛ قال الفرزدق: یا قیسُ، إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم غَالَ القِرَی بمُثَلَّمٍ مَفْجور ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ، بِرِشاء ضَیِّقة الفُروع قَصِیر و تَغَوَّل الأَمرُ: تناكر و تَشابه. و الغُول، بالضم: السِّعْلاة، و الجمع أَغْوال و غِیلان. و التَّغَوُّل: التَّلَوُّن، یقال: تَغَوَّلَت المرأَة إِذا تلوّنت؛ قال ذو الرمة: إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلَت بها الرُّبْدُ فَوْضی، و النَّعام السَّوارِحُ و تَغَوَّلت الغُول: تخیلت و تلوّنت؛ قال جریر: فَیَوْماً یُوافِینی الهَوی غیر ماضِیٍ، و یوماً تری منهنّ غُولًا تَغَوَّلُ «1». قال ابن سیدة: هكذا أَنشده سیبویه، و یروی: فیوماً یُجارِینی الهَوی …، و یروی: … یوافِینی الهوی دون ماضی. و كلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول. و تَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: علیكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوی باللیل، و إِذا تَغَوَّلَت لكم الغِیلان فبادروا بالأَذان و لا تنزلوا علی جوادِّ الطریق و لا تصلّوا علیها فإِنها مأْوی الحیات و السباع‌أَی ادفعوا شرّها بذكر الله، و هذا یدل علی
(1). قوله [غیر ماضیٍ] هكذا فی الأصل و فی دیوان جریر: فیوماً یجارین الهوی غیر ماصِباً، و ربما كان فی الروایتین تحریف
لسان العرب، ج‌11، ص: 508
أَنه لم یرد بنفیها عدمَها، و‌فی الحدیث: أن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: لا عَدْوی و لا هامَة و لا صَفَر و لا غُولَ؛ كانت العرب تقول إِن الغِیلان فی الفَلَوات تَراءَی للناس، فتَغَوَّلُ تَغَوُّلًا أَی تلوّن تلوّناً فتضلهم عن الطریق و تُهلكهم، و قال: هی من مَردة الجن و الشیاطین، و ذكرها فی أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النبی، صلی الله علیه و سلم، ما قالوا؛ قال الأَزهری: و العرب تسمی الحیّات أَغْوَالًا؛ قال ابن الأَثیر: قوله لا غُولَ و لا صَفَر، قال: الغُول أَحد الغِیلان و هی جنس من الشیاطین و الجن، كانت العرب تزعم أَن الغُول فی الفَلاة تتراءَی للناس فتَتَغَوَّلَ تَغَوُّلًا أَی تتلوَّن تلوّناً فی صُوَر شتَّی و تَغُولُهم أَی تضلهم عن الطریق و تهلكهم، فنفاه النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَبطله؛ و قیل: قوله لا غُولَ‌لیس نفیاً لعین الغُول و وُجوده، و إِنما فیه إِبطال زعم العرب فی تلوّنه بالصُّوَر المختلفة و اغْتیاله، فیكون المعنیّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطیع أَن تُضل أَحداً، و یشهد له‌الحدیث الآخر: لا غُولَ و لكن السَّعالی؛ السَّعالی: سحرة الجن، أَی و لكن فی الجن سحرة لهم تلبیس و تخییل. و‌فی حدیث أَبی أَیوب: كان لی تمرٌ فی سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجی‌ء فتأْخذ.و الغُول: الحیَّة، و الجمع أَغْوال؛ قال إمرؤ القیس: و مَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْیاب أَغْوال قال أَبو حاتم: یرید أَن یكبر بذلك و یعظُم؛ و منه قوله تعالی: كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیٰاطِینِ؛ و قریش لم تَرَ رأْس شیطان قط، إِنما أَراد تعظیم ذلك فی صدورهم، و قیل: أَراد إمرؤ القیس بالأَغْوال الشیاطین، و قیل: أَراد الحیّات، و الذی هو أَصح فی تفسیر قوله لا غُول ما‌قال عمر، رضی الله عنه: إِن أَحداً لا یستطیع أَن یتحوّل عن صورته التی خلق علیها، و لكن لهم سحرَة كسحرتكم، فإِذا أَنتم رأَیتم ذلك فأَذِّنوا؛ أَراد أَنها تخیّل و ذلك سحر منها. ابن شمیل: الغُول شیطان یأْكل الناس. و قال غیره: كل ما اغْتالك من جنّ أَو شیطان أَو سبُع فهو غُول، و فی الصحاح: كل ما اغْتال الإِنسان فأَهلكه فهو غُول. و‌ذكرت الغِیلان عند عمر، رضی الله عنه، فقال: إِذا رآها أَحدكم فلیؤذِّن فإِنه لا یتحوّل عن خلقه الذی خلق له.و یقال: غالَتْه غُول إِذا وقع فی مهلكه. و الغَوْل: بُعْد المَفازة لأَنه یَغْتال من یمرّ به؛ و قال: به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِیلَهِ، بِنا حَراجِیجُ المَهاری النُّفَّهِ المِیلَهُ: أَرض تُوَلّه الإِنسان أَی تحیِّره، و قیل: لأَنها تَغْتال سیر القوم. و قال اللحیانی: غَوْل الأَرض أَن یسیر فیها فلا تنقطع. و أَرض غَیِلة: بعیدة الغَوْل، عنه أَیضاً. و فلاة تَغَوَّلَ أَی لیست بیِّنة الطرق فهی تُضَلِّل أَهلَها، و تَغَوُّلها اشتِباهُها و تلوُّنها. و الغَوْل: بُعْد الأَرض، و أَغْوالها أَطرافُها، و إِنما سمی غَوْلًا لأَنها تَغُولُ السَّابِلَة أَی تقذِف بهم و تُسقطهم و تبعِدهم. ابن شمیل: یقال ما أَبعد غَوْل هذه الأَرض أَی ما أَبعد ذَرْعها، و إِنها لبعیدة الغَوْل. و قد تَغَوَّلت الأَرض بفلان أَی أَهلكته و ضلّلته. و قد غَالَتْهم تلك الأَرض إِذا هلكوا فیها؛ قال ذو الرمة: و رُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ، تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِیالا و هذه أَرض تَغْتال المَشْیَ أَی لا یَسْتَبین فیها المشی من بُعْدها و سعتها؛ قال العجاج:
لسان العرب، ج‌11، ص: 509
و بَلْدَةٍ بعیدةِ النِّیاطِ، مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطی ابن خالویه: أَرض ذات غَوْل بعیدة و إِن كانت فی مَرْأَی العین قریبة. و امرأَة ذات غَوْل أَی طویلة تَغُول الثیاب فتقصُر عنها. و الغَوْل: ما انهبط من الأَرض؛ و به فسر قول لبید: عَفَتِ الدیارُ مَحَلّها، فمُقامُها، بِمِنًی تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها و قیل: إِن غَوْلها و رِجامها فی هذا البیت موضعان. و الغَوْل: التُّراب الكثیر؛ و منه قول لبید یصف ثوراً یَحْفِر رملًا فی أَصل أَرْطاةٍ: و یَبْری عِصِیّاً دونها مُتْلَئِبَّةً، یَری دُونَها غَوْلًا، من الرَّمْلِ، غَائِلا و یقال للصَّقْر و غیره: لا یغتاله الشبع؛ قال زهیر یصف صَقْراً: من مَرْقَبٍ فی ذُری خَلقاء راسِیةٍ، حُجْن المَخالِبِ لا یَغْتاله الشِّبَعُ أَی لا یذهب بقُوّته الشبع، أَراد صقراً حُجْناً مخالبُه ثم أَدخل علیه الأَلف و اللام. و الغَوْل: الصُّداع، و قیل السُّكر، و به فسر قوله تعالی: لٰا فِیهٰا غَوْلٌ وَ لٰا هُمْ عَنْهٰا یُنْزَفُونَ؛ أَی لیس فیها غائلة الصُّداع لأَنه تعالی قال فی موضع آخر: لٰا یُصَدَّعُونَ عَنْهٰا وَ لٰا یُنْزِفُونَ. و قال أَبو عبیدة: الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم؛ و أَنشد: و ما زالت الخمر تَغْتالُنا، و تذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَی توصِّل إِلینا شرًّا و تُعْدمنا عقولَنا. التهذیب: معنی الغَوْل یقول لیس فیها غیلة، و غائلة و غَوْل سواء. و قال محمد بن سلام: لا تَغُول عقولهم و لا یسكَرون. و قال أَبو الهیثم: غَالَتِ الخمر فلاناً إِذا شربها فذهبت بعقله أَو بصحة بدنه، و سمیت الغُول التی تَغُول فی الفَلوات غُولًا بما توصِّله من الشرِّ إِلی الناس، و یقال: سمیت غُولًا لتلوُّنها، و الله أَعلم. و قوله‌فی حدیث عهدة المَمالیك: لا داء و لا خِبْثَةَ و لا غَائِلة؛ الغائلة فیه أَن یكون مسروقاً، فإِذا ظهر و استحقه مالكه غال مال مشتریه الذی أَدَّاه فی ثمنه أَی أَتلفه و أَهلكه. یقال: غَالَه یَغُولُه و اغْتاله أَی أَذهبه و أَهلكه، و یروی بالراء، و هو مذكور فی موضعه. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَن: و یَبْغُون له الغَوائل‌أَی المهالك، جمع غائلة. و الغَوْل: المشقَّة. و الغَوْل: الخیانة. و یروی‌حدیث عهدة الممالیك: و لا تَغْیِیب؛ قال ابن شمیل: یكتب الرجل العُهود فیقول أَبیعُك علی أَنه لیس لك تَغْیِیب و لا داء و لا غائلة و لا خِبْثة؛ قال: و التَّغْیِیب أَن لا یَبِیعه ضالَّة و لا لُقَطة و لا مُزَعْزَعاً، قال: و باعنی مُغَیَّباً من المال أَی ما زال یَخْبَؤُه و یغیِّبه حتی رَمانی به أَی باعَنِیه؛ قال: و الخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة، و الغائلة المغیَّبة أَو المسروقة، و قال غیره: الداء العَیْب الباطن الذی لم یُطْلِع البائعُ المشتری علیه، و الخِبْثة فی الرَّقیق أَن لا یكون طیِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لا یحل ملكه لأَمانٍ سبق له أَو حرِّیة وجبت له، و الغائلة أَن یكون مسروقاً، فإِذا استُحِق غال مال مشتریه الذی أَدَّاه فی ثمنه؛ قال محمد بن المكرم: قوله الخِبْثة فی الرَّقیق أَن لا یكون طیب الأَصل كأَنه حرّ الأَصل فیه تسمُّح فی اللفظ، و هو إِذا كان حرّ الأَصل كان طیِّب الأَصل، و كان له فی الكلام متَّسع لو عدَل عن هذا.
لسان العرب، ج‌11، ص: 510
و المُغاوَلة: المُبادرة فی الشی‌ء. و المُغاوَلة: المُبادَأَة؛ قال جریر یذكر رجلًا أَغارت علیه الخیل: عایَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ، كأَنها طیرٌ تُغاوِلُ فی شَمَامَ وُكُورَا قال ابن بری: البیت للأَخطل لا لجریر. و یقال: كنت أُغَاوِل حاجة لی أَی أُبادِرُها. و‌فی حدیث عَمّار: أَنه أَوْجَز فی الصلاة و قال إِنی كنت أُغَاوِلُ حاجةً لی.و قال أَبو عمرو: المُغاوَلة المُبادَرة فی السیر و غیره، قال: و أَصل هذا من الغَوْل، بالفتح، و هو البعد. یقال: هوَّن الله علیك غَوْل هذا الطریق. و الغَوْل أَیضاً من الشی‌ء یَغُولك: یذهب بك. و‌فی حدیث الإِفْك: بعد ما نزلوا مُغاوِلین‌أَی مُبْعِدین فی السَّیر. و‌فی حدیث قیس بن عاصم: كنت أُغاوِلُهم فی الجاهلیة‌أَی أُبادِرهم بالغارة و الشرّ، من غاله إِذا أَهلكه، و یروی بالراء و قد تقدم. و‌فی حدیث طهفة: بأَرض غَائِلَة النَّطاة‌أَی تَغُول ساكنها ببعدها؛ و قول أُمیة بن أَبی عائذ یصف حماراً و أُتُناً: إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْنَ أَرضاً، و یَغْتالُها باغْتِیال قال السكری: یَغْتال جریَها بِجَریٍ من عنده. و المِغْوَل: حدیدة تجعل فی السوط فیكون لها غِلافاً، و قیل: هو سیف دقیق له قَفاً یكون غمده كالسَّوْط؛ و منه قول أَبی كبیر: أَخرجت منها سِلْعَة مهزولة، عَجْفاء یَبْرُق نابُها كالمِغْوَل أَبو عبید: المِغْول سوط فی جوفه سیف، و قال غیره: سمی مِغْوَلًا لأَن صاحبه یَغْتال به عدوَّه أَی یهلكه من حیث لا یحتسبه، و جمعه مَغَاوِل. و‌فی حدیث أُم سلیم: رآها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و بیدها مِغْوَل فقال: ما هذا؟ قالت: أَبْعَج به بطون الكفَّار؛ المِغوَل، بالكسر: شبه سیف قصیر یشتمل به الرجل تحت ثیابه، و قیل: هو حدیدة دقیقة لها حدٌّ ماضٍ و قَفاً، و قیل: هو سوط فی جوفه سیف دقیق یشدُّه الفاتِك علی وسَطه لیَغْتال به الناس. و‌فی حدیث خَوَّات: انتزعت مِغْولًا فوَجَأْت به كبده.و‌فی حدیث الفیل حین أَتی مكة: فضربوه بالمِغْوَل علی رأْسه.و المِغْوَل: كالمِشْمَل إِلا أَنه أَطول منه و أَدقّ. و قال أَبو حنیفة: المِغْوَل نَصْل طویل قلیل العَرْض غلیظ المَتْن، فوصف العرض الذی هو كمِّیة بالقلة التی لا یوصف بها إِلا الكیفیة. و الغَوْل: جماعة الطَّلْح لا یشاركه شی‌ء. و الغُولُ: ساحرة الجن، و الجمع غِیلان. و قال أَبو الوفاء الأَعرابیُّ: الغُول الذكَر من الجن، فسئل عن الأُنثی فقال: هی السِّعْلاة. و الغَوْلان، بالفتح: ضرب من الحَمْض. قال أَبو حنیفة: الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شبیه بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ منه و هو مرعی؛ قال ذو الرمة: حَنِینُ اللِّقاح الخُور حرَّق ناره بغَوْلان حَوْضَی، فوق أَكْبادها العِشْر و الغُولُ و غُوَیْلٌ و الغَوْلان، كلها: مواضع. و مِغْوَل: اسم رجل.

غیل؛ ج11، ص: 510

: الغَیْلُ: اللبن الذی ترضِعه المرأَة ولدَها و هی تؤْتَی؛ عن ثعلب؛ قالت أُم تأَبَّط شرًّا تُؤَبِّنُه بعد موته: و لا أَرضعْته غَیْلا لسان العرب، ج‌11، ص: 511
و قیل: الغَیْل أَن تُرضِع المرأَة ولدَها علی حَبَل، و اسم ذلك اللبن الغَیْل أَیضاً، و إِذا شربه الولد ضَوِیَ و اعْتَلَّ عنه. و أَغالَتِ المرأَة ولدَها، فهی مُغِیلٌ، و أَغْیَلَتْه فهی مُغْیِل: سقَتْه الغَیْل الذی هو لبن المأْتِیَّة أَو لبن الحبلی، و هی مُغیل و مُغْیِل، و الولد مُغالٌ و مُغْیَل؛ قال إمرؤ القیس: و مِثْلك حُبْلی قد طَرَقتُ و مُرْضِعاً، فأَلْهَیْتُها عن ذی تَمائم مُغْیَلِ «2». و أَنشد سیبویه: و مثلك بكراً قد طرقت و ثیِّبا و أَنشد ابن بری للمتنخل الهذلی: كالأَیْمِ ذی الطُّرَّة، أَو ناشِئِ البَرْدِیِّ تحت الحَفَإِ المُغْیِل و أَغال فلان ولده إِذا غشیَ أُمّه و هی ترضعه، و اسْتَغْیَلتْ هی نفسها، و الاسم الغِیلة. یقال: أَضرَّت الغِیلَة بولد فلان إِذا أُتیت أُمّه و هی ترضعه، و كذلك إِذا حَمَلت أُمّه و هی ترضعه. و‌فی الحدیث: لقد هَمَمْت أَن أَنْهَی عن الغِیلَة ثم أُخبرت أَن فارس و الرُّومَ تفعل ذلك فلا یَضِیرهم.و یقال: أَغْیَلَت الغَنم إِذا نُتِجت فی السنة مرتین؛ قال: و علیه قول الأَعشی: و سِیقَ إِلیه الباقِر الغُیُلُ و قال ابن الأَثیر فی شرح النَّهْی عن الغِیلَة، قال: هو أَن یجامع الرجل زوجته إِذا حملت و هی مرضع، و یقال فیه الغِیلَة و الغَیْلة بمعنی، و قیل: الكسر للاسم و الفتح للمرّة، و قیل: لا یصح الفتح إِلَّا مع حذف الهاء. و الغِیلَة: هو الغَیْل، و ذلك أَن یجامع الرجل المرأَة و هی مرضع، و قد أَغَالَ الرجل و أَغْیَل. و الغَیْل و المُغْتال: الساعد الریّان الممتلئ؛ قال: لَكاعبٌ مائلة فی العِطْفَیْن، بیضاء ذاتُ ساعِدَین غَیْلَیْن أَهْوَنُ من لیلی و لیلِ الزَّیْدَین، و عُقَب العِیسِ إِذا تمطَّیْن و قال المتنخل الهذلی: كوَشْمِ المِعْصَم المُغْتالِ، غُلَّت نَواشِزُه بِوَسْمٍ مُسْتَشاطِ و قال ابن جنی: قال الفراء إِنما سمی المِعصم الممتلئ مُغْتالًا لأَنه من الغَوْل، و لیس بقویّ لوجُودِنا ساعد غَیْل فی معناه. و غلام غَیْل و مُغْتال: عظیم سمین، و الأُنثی غَیْلة. و الغَیْلة، بالفتح: المرأَة السمینة. أَبو عبیدة: امرأَة غَیْلة عظیمة؛ و قال لبید: و یَبْرِی عِصِیًّا دونها مُتْلَئِبَّةً، یری دونها غَوْلًا من التُّرْب غائِلا أَی تُرْباً كثیراً یَنْهال علیه، یعنی ثوراً وحشیّاً یتَّخِذ كِناساً فی أَصل أَرْطاة و التراب و الرمل غَلَبه لكثرته؛ و قال آخر: یتبعْنَ هَیْقاً جافِلَا مُضَلّلا، قعُود حنٍّ مستقرّاً أَغْیَلا «3». أَراد بالأَغْیَلَ الممتلئ العظیم. و اغْتال الغلامُ أَی غلُظ و سمن. و الغَیْل: الماء الجاری علی وجه الأَرض. و‌فی الحدیث: ما سقی بالغَیْل فیه العُشر، و ما سقی بالدَّلْو ففیه نصف العُشر؛ و قیل: الغَیْل، بالفتح، ما جری من المیاه فی الأَنهار و السَّواقی و هو الفَتْحُ، و أَما الغَلَلُ فهو الماء الذی یجری بین الشجر. و قال
(2). فی المعلّقة: محوِلِ بدل مُغیِلِ (3). قوله [قعود حن] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 512
اللیث: الغَیْل مكان من الغَیْضة فیه ماء مَعِین؛ و أَنشد: حِجارةُ غَیْلٍ وارِشات بطُحْلُب و الغَیْل: كل موضع فیه ماء من واد و نحوه. و الغَیْل: العلَم فی الثوب، و الجمع أَغْیال؛ عن أَبی عمرو؛ و به فسر قول كثیِّر: وحَشاً تَعاوَرُها الرِّیاح، كأَنها تَوْشِیح عَصْبِ مُسَهَّم الأَغْیالِ و قال غیره: الغَیْل الواسع من الثیاب، و زعم أَنه یقال: ثوب غَیْل؛ قال ابن سیدة: و كلا القولین فی الغَیْل ضعیف لم أَسمعه إِلا فی هذا التفسیر. و الغِیلُ: الشجر الكثیر الملتفّ، یقال منه: تَغَیَّل الشجر، و قیل: الغِیلُ الشجر الكثیر الملتف الذی لیس بشَوك؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: أَسَدٌ أَضْبَط، یمشی بین طَرْفاءٍ و غِیلِ و قال أَبو حنیفة: الغِیل جماعة القصَب و الحَلْفاء؛ قال رؤبة: فی غِیل قَصْباءٍ و خِیس مُخْتَلَق و الجمع أَغْیال. و الغِیل، بالكسر: الأَجَمة، و موضع الأَسد غِیل مثل خِیسٍ، و لا تدخلها الهاء، و الجمع غُیول؛ قال عبد الله بن عجلان النهدی: و حُقَّة مسك من نِساءٍ لبستها شبابی، و كأْس باكَرَتْنی شَمُولُها جَدِیدةُ سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنها سَقِیَّةُ بَرْدِیٍّ، نَمَتْها غُیُولُها قال ابن بری: و الغُیول هاهنا جمع غَیْل، و هو الماء یجری بین الشجر لأَن الماء یسقی و الأَجَمة لا تسقی. و‌فی حدیث قس: أَسدُ غِیلٍ، الغِیل، بالكسر: شجر ملتفّ یستتر فیه كالأَجَمة؛ و فی قصید كعب: بِبَطْن عَثَّر غِیلٌ دونهُ غِیلُ و قول الشاعر: كَذَوائب الحَفَإِ الرَّطیب عَطابه غِیلٌ، و مَدَّ بجانِبَیْه الطُّحْلُبُ غِیلٌ: الماء الجاری علی وجه الأَرض. و المُغَیِّل: النَّابت فی الغِیل؛ قال المتنخل الهذلی یصف جاریة: كالأَیْمِ ذی الطُّرَّة، أَو ناشِئ البَرْدِیِّ، تحت الحَفَإِ المُغْیِلِ و المُغَیِّل: كالمُغْیِل، و قیل: كل شجرة كثرت أَفْنانها و تَمَّت و التفَّت فهی مُتَغَیِّلة. و المِغْیال: الشجرة المُلْتَفَّة الأَفْنان الكثیرة الورق الوافِرَة الظِّلّ. و أَغْیَلَ الشجر و تَغَیَّلَ و اسْتَغْیَلَ: عظُم و التفَّ. ابن الأَعرابی: الغَوائِل خُروق فی الحوض، واحدتها غَائِلَة؛ و أَنشد: و إِذا الذَّنوب أُحِیل فی مُتَثَلِّمٍ، شُرِبت غَوائل مائِهِ و هُزُوم و الغائلة: الحِقْد الباطن، اسم كالوابِلَة. و فلان قلیل الغائلة و المَغَالَة أَی الشرّ. الكسائی: الغَوَائِل الدواهی. و الغِیلة، بالكسر: الخَدِیعة و الاغْتِیال. و قُتِل فلان غِیلة أَی خُدْعة، و هو أَن یخدعه فیذهب به إِلی موضع، فإِذا صار إِلیه قتله و قد اغْتِیل. قال أَبو بكر: الغِیلة فی كلام العرب إِیصال الشرّ و القتل إِلیه من حیث لا یعلم و لا یشعُر. قال أَبو العباس: قتله غِیلة
لسان العرب، ج‌11، ص: 513
إِذا قتله من حیث لا یعلم، و فَتَك به إِذا قتله من حیث یراه و هو غارٌّ غافِل غیر مستعدٍّ. و غَالَ فلاناً كذا و كذا إِذا وصل إِلیه منه شرّ؛ و أَنشد: و غَالَ امْرَأً ما كان یخشی غوائِلَه أَی أَوصل إِلیه الشرَّ من حیث لا یعلم فیستعدّ. و یقال: قد اغْتاله إِذا فعل به ذلك. و‌فی حدیث عمر: أَنّ صبیّاً قُتل بصَنْعاء غِیلة فقَتل به عمر سبعة‌أَی فی خُفْیة و اغْتیال و هو أَن یُخدَع و یُقتَل فی موضع لا یراه فیه أَحد. و الغِیلة: فِعْلة من الاغتیال. و‌فی حدیث الدعاء: و أَعوذ بك أَن أُغْتال من تحتی‌أَی أُدْهَی من حیث لا أَشعرُ، یرید به الخَسْف. و الغِیلة: الشِّقْشِقَة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَصْهَبُ هَدّار لكل أَرْكَبِ، بغِیلةٍ تنسلُّ نحو الأَنْیبِ و إِبل غُیُل: كثیرة، و كذلك البقر؛ و أَنشد بیت الأَعشی: إِنِّی لعَمْر الذی خَطَتْ مَنَاشِبُها تَخْدِی، و سِیق إِلیه الباقِرُ الغُیُلُ و یروی: خَطَتْ مَناسِمُها، الواحد غَیُول؛ حكی ذلك ابن جنی عن أَبی عمرو الشیبانی عن جده. و قال أَبو عمرو: الغَیُول المنفرد من كل شی‌ء، و جمعه غُیُل، و یروی العُیُل فی البیت بعین غیر معجمة، یرید الجماعة أَی سِیق إِلیه الباقر الكثیر. و قال أَبو منصور: و الغُیُل السِّمان أَیضاً. و غَیْلان: اسم رجل. و غَیْلان بن حُرَیث: من شعرائهم، و كذا وقع فی كتاب سیبویه، و قیل: غَیْلان حرب، قال: و لست منه علی ثقة. و اسم ذی الرمة: غَیْلان بن عُقْبة؛ قال ابن بری: من اسمه غَیْلان جماعة: منهم غَیْلان ذو الرمة، و غَیْلان بن حریث الراجز، و غَیْلان بن خَرَشة الضَّبی، و غیلان بن سلمَة الثقفیّ. و أُمّ غَیْلان: شجر السَّمُر.

فصل الفاء؛ ج11، ص: 513

فأل؛ ج11، ص: 513

: الفأْل: ضد الطِّیَرَة، و الجمع فُؤُول، و قال الجوهری: الجمع أَفْؤُل، و أَنشد للكمیت: و لا أَسْأَلُ الطَّیرَ عما تقول، و لا تَتَخالَجُنی الأَفْؤُل و تَفَاءَلْت به و تَفَأَّل به؛ قال ابن الأَثیر: یقال تَفَاءَلْت بكذا و تَفَأَّلْتُ، علی التخفیف و القلْب، قال: و قد أُولع الناس بترك همزه تخفیفاً. و الفَأْل: أَن یكون الرجل مریضاً فیسمع آخر یقول یا سالِمُ، أَو یكون طالِبَ ضالَّة فیسمع آخر یقول یا واجِد، فیقول: تَفَاءَلْت بكذا، و یتوجه له فی ظنِّه كما سمع أَنه یبرأُ من مرضه أَو یجد ضالَّته. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، كان یحبُّ الفَأْل و یكره الطِّیَرَة؛ و الطِّیَرَة: ضد الفَأْل، و هی فیما یكره كالفَأْل فیما یستحَب، و الطِّیرَة لا تكون إِلا فیما یسوء، و الفَأْل یكون فیما یحسُن و فیما یسوء. قال أَبو منصور: من العرب من یجعل الفَأْل فیما یكرَه أَیضاً، قال أَبو زید: تَفاءَلْت تَفاؤُلًا، و ذلك أَن تسمع الإِنسان و أَنت ترید الحاجة یدعو یا سعید یا أَفْلَح أَو یدعو باسم قبیح، و الاسم الفَأْل، مهموز، و فی نوادر الأَعراب: یقال لا فَأْل علیك بمعنی لا ضَیْر علیك و لا طَیْر علیك و لا شر علیك، و‌فی الحدیث عن أَنس عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لا عَدْوی و لا طِیَرَة و یعجبُنی الفَأْل الصالِح، و الفأْل
لسان العرب، ج‌11، ص: 514
الصالح: الكلمة الحسنة؛ قال: و هذا یدل علی أَن من الفَأْل ما یكون صالحاً و منه ما یكون غیر صالح، و إِنما أَحبَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، الفَأْل لأَن الناس إِذا أَمَّلوا فائدةَ الله و رجَوْا عائدَته عند كل سبب ضعیف أَو قویٍّ فهم علی خیر، و لو غلِطوا فی جهة الرجاء فإِن الرجاء لهم خیر، أَ لا تری أَنهم إِذا قطعوا أَملَهم و رجاءهم من الله كان ذلك من الشرّ؟ و إِنما خَبَّر النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الفِطْرة كیف هی و إِلی أَیِّ شی‌ء تنقلب، فأَما الطِّیرَة فإِن فیها سوء الظنِّ بالله و توقُّع البلاء، و یُحَب للإِنسان أَن یكون لله تعالی راجیاً، و أَن یكون حسن الظن بربِّه، قال: و الكَوادِس ما یُتطیَّر منه مثل الفَأْل و العُطاس و نحوه. و‌فی الحدیث أَیضاً: أَنه كان یتَفاءل و لا یتطیَّر.و‌فی الحدیث: قیل یا رسول الله ما الفَأْل؟ قال: الكلمة الصالحة، قال: و قد جاءت الطِّیرَة بمعنی الجِنْس، و الفَأْل بمعنی النوع؛ قال: و منه‌الحدیث أَصدَقُ الطِّیرَة الفَأْل.و الافْتِئَال: افْتِعال من الفَأْل؛ قال الكمیت یصف خیلًا: إِذا ما بَدَتْ تحت الخَوافِقِ، صَدَّقَتْ بأَیمَنِ فَأْل الزاجِرین افْتِئالَها التهذیب: تَفَیَّل إِذا سمِن كأَنه فِیل. و رجل فَیِّل اللحم: كثیره؛ قال: و بعضهم یهمزه فیقول: فَیْئِل علی فَیْعِل. و الفِئال، بالهمزة: لعبة للأَعراب، و سیذكر فی فیل.

فتل؛ ج11، ص: 514

: الفَتْل: لَیُّ الشی‌ء كَلَیِّك الحبل و كفَتْل الفَتِیلة. یقال: انْفَتَل فلان عن صَلاته أَی انصرف، و لَفَت فلاناً عن رأْیه و فَتَله أَی صرَفه و لَوَاه، و فَتَله عن وجهه فانْفَتَلَ أَی صرفه فانصرف، و هو قلب لَفَت. و فَتَل وجهه عن القوم: صرَفه كلَفته. و فَتَلْت الحبل و غیره و فَتَلَ الشی‌ء یَفْتِله فَتْلًا، فهو مَفْتُول و فَتِیل، و فَتَلَه: لَواه؛ أَنشد أَبو حنیفة: لونُها أَحمر صافٍ، و هی كالمسك الفَتِیل قال أَبو حنیفة: و یروی … كالمسك الفَتِیت، قال: و هو كالفَتِیل؛ قال أَبو الحسن: و هذا یدل علی أَنه شعر غیر معروف إِذ لو كان معروفاً لما اختلف فی قافیته، فتفهَّمه جدّاً. و قد انْفَتَلَ و تَفَتَّل. و الفَتِیل: حبل دقیق من خَزَم أَو لِیف أَو عِرْق أَو قِدٍّ یشدُّ علی العنان، و هی الحلقة التی عند ملتقَی الدُّجْزَیْن، و هو مذكور فی موضعه. و الفَتِیل و الفَتِیلة: ما فتلْته بین أَصابعك، و قیل: الفَتِیل ما یخرج من بین الإِصبعین إِذا فتلْتهما. و الفَتِیل: السَّحَاة فی شَقِّ النَّواة. و ما أَغنی عنه فَتِیلًا و لا فَتْلة و لا فَتَلة؛ الإِسكان عن ثعلب، و الفتح عن ابن الأَعرابی، أَی ما أَغنی عنه مقدار تلك السَّحَاة التی فی شَق النواة. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا*؛ قال ابن السكیت: القِطْمیر القشرة الرقیقة علی النواة، و الفَتِیل ما كان فی شَق النواة، و به سمیت فَتِیلة، و قیل: هو ما یفتَل بین الإِصبعین من الوسخ، و النَّقیر النُّكْتة فی ظهر النَّواة؛ قال أَبو منصور: و هذه الأَشیاء تضرَب كلّها أَمثالًا للشی‌ء التافِه الحقیر القلیل أَی لا یُظْلمون قدرَها. و الفتِیلة: الذُّبَالة. و ذُبَال مفتَّل: شدد للكثرة. و ما زال فلان یَفْتِل من فلان فی الذِّرْوة و الغارِب أَی یَدُور من وراءِ خدیعته. و‌فی حدیث الزبیر و عائشة: فلم یزل یَفْتِل فی الذِّرْوة و الغارب، و هو مثل فی المُخادَعة. و‌ورد فی حدیث حُیَی بن أَخْطب أَیضاً: لم یزل یَفتِل فی الذِّرْوة و الغارِب؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 515
و الفَتْلة: وِعاء حَبِّ السَّلَم و السَّمُر خاصة، و هو الذی یشبه قُرون الباقِلَّا، و ذلك أَول ما یطلع، و قد أَفْتَلت السَّلَمة و السَّمُرة. و‌فی حدیث عثمان: أَ لسْت ترعَی مَعْوَتَها و فَتْلَتَها؟الفَتْلة: واحدة الفَتْل، و هو ما یكون مَفْتولًا من ورق الشجر كورَق الطَّرْفاء و الأَثْل و نحوهما، و قیل: الفَتْلَة حمل السمُر و العُرْفُط، و قیل: نَوْر العِضاه إِذا تَعقّد، و قد أَفْتَلْت إِفْتالًا إِذا أَخرجت الفَتْلة. و الفَتْلَة: شدّة عصَب الذراع. و الفَتَل أَیضاً: اندِماج فی مِرْفق الناقة و بُیُون عن الجنب، و هو فی الوَظیف و الفِرْسِن عیب، و مرفق أَفْتَل بیِّن الفتل. الجوهری: الفَتَل، بالتحریك، ما بین المِرْفقین عن جنبی البعیر، و قوم فُتْل الأَیدی؛ قال طرفة: لَها مِرْفَقان أَفْتَلان، كأَنما أُمِرَّا بسَلْمَی دالِجٍ متَشدِّد و فی الصحاح: كأَنما تمرّ بسَلْمَی «1» و ناقة فَتْلاء: ثقیلة. و ناقة فَتْلاء إِذا كان فی ذراعها فَتَل و بُیُون عن الجنب؛ قال لبید: حَرَجٌ من مِرْفقیْها كالفَتَل و فَتِلَت الناقة فَتَلًا إِذا امَّلَس جلد إِبْطها فلم یكن فیه عَرَك و لا حازّ و لا خالِعٌ و هذا إِذا استرخی جلد إِبْطها و تَبَخْبَخَ. و الفَتْلة: نَوْرُ السَّمُرة. و قال أَبو حنیفة: الفَتَل ما لیس بورق إِلا أَنه یقوم مقام الورق، و قیل: الفَتَل ما لم ینبسط من النبات و لكن تَفَتَّلَ فكان كالهَدَب، و ذلك كهَدَب الطَّرْفاء و الأَثْل و الأَرْطی. ابن الأَعرابی: الفَتَّال البُلْبُل، و یقال لِصیاحه الفَتْل، فهو مصدر.

فثل؛ ج11، ص: 515

: ابن بری: رجل فِثْوَلّ أَی عییّ فَدْم؛ قال الراجز: لا تَجْعَلِینی كفتًی فِثْوَلّ، خالٍ كعُود النَّبْعة المُبْتَلّ قال: و لم یذكره الأَصمعی إِلا بالقاف، و لم أَره أَنا لغیر الشیخ أَبی محمد بن بری، رحمه الله.

فجل؛ ج11، ص: 515

: فَجَّل الشی‌ءَ: عرّضه. و رجل أَفْجَلَ: متباعد ما بین الساقین. و فَجِلَ الشی‌ء و فَجَلَ یَفْجُل فَجْلا و فَجَلًا: استرخی و غلُظ. و الفُجْل و الفُجُل؛ جمیعاً عن أَبی حنیفة: أُرومة نبات خبیثة الجُشاء معروف، واحدته فُجْلة و فُجُلة، و هو من ذلك؛ و إِیاه عنی بقوله و هو مجهز السفینة یهجو رجلًا: أَشْبَه شی‌ء بِجُشاء الفُجْلِ ثِقْلًا علی ثِقْل، و أَیّ ثِقْلِ و الفَنْجَلَة و الفَنْجَلی: مِشْیة فیها استرخاء یسحَب رجله علی الأَرض؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضیت علی نونها بالزیادة لقولهم فَجِل إِذا استرخی. الصحاح: الفَنْجَلَة مِشْیة فیها استرخاء كمِشیة الشیخ؛ و قال صخر بن عمیر: فإِنْ تَرینی فی المَشیب و العِلَهْ، فصِرْتُ أَمشی القَعْوَلی و الفَنْجَلَهْ، و تارةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ النَّقْثَلة: مِشْیة الشیخ یُثِیر التراب إِذا مشی. و الفَنْجَل: الذی یمشی الفَنْجَلة؛ قال الراجز: لا هِجْرَعاً رِخْواً و لا مُثَجَّلا، و لا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا و الفَاجِلُ: القامِرُ.
(1). هذه الروایة هی كذلك روایة دیوان طرفة
لسان العرب، ج‌11، ص: 516

فحل؛ ج11، ص: 516

: الفَحْل معروف: الذكَر من كل حیوان، و جمعه أَفْحُل و فُحول و فُحولة و فِحالٌ و فِحالة مثل الجِمالة؛ قال الشاعر: فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِها قال سیبویه: أَلحقوا الهاء فیهما لتأْنیث الجمع. و رجل فَحِیل: فَحْل، و إِنه لبیِّن الفُحُولة و الفِحَالَة و الفِحْلة. و فَحَلَ إِبلَه فَحْلًا كریماً: اختار لها، و افْتَحَلَ لدوابِّه فَحْلًا كذلك. الجوهری: فَحَلْت إِبلی إِذا أَرسلت فیها فَحْلًا؛ قال أَبو محمد الفقعسیّ: نَفْحَلُها البِیضَ القَلِیلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عرَّاص، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ أَی نُعَرْقِبُها بالسیوف، و هو مَثَل. الأَزهری: و الفِحْلَة افْتحال الإِنسان فَحْلًا لدوابّه؛ و أَنشد: نحن افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثله «2». قال: و من قال اسْتَفْحَلْنا فحلًا لدوابِّنا فقد أَخطأَ، و إِنما الاستفحال ما یفعله عُلوج أَهل كابُل و جُهَّالهم، و سیأْتی. و الفَحِیل: فَحْل الإِبل إِذا كان كریماً مُنْجِباً. و أَفْحَل: اتخذ فَحْلًا؛ قال الأَعشی: و كلُّ أُناسٍ، و إِن أَفْحَلوا، إِذا عایَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا و بعیر ذو فِحْلَة: یصلح للافْتِحَال. و فَحْل فَحِیل: كریم منجِب فی ضِرابه؛ قال الراعی: كانت نَجائبُ منذرٍ و مُحَرِّق أُمَّاتِهنّ، و طَرْقُهنّ فَحِیلا قال الأَزهری: أَی و كان طَرْقهنّ فَحْلًا منجِباً، و الطَّرْق: الفحل هاهنا؛ قال ابن بری: صواب إِنشاد البیت: … نجائبَ منذرٍ …، بالنصب، و التقدیر كانت أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ منذر، و كان طَرْقهنّ فحلًا. و قیل: الفَحِیل كالفَحْل؛ عن كراع. و أَفْحَلَه فَحْلًا: أَعاره إِیَّاه یضرب فی إِبله. و قال اللحیانی: فَحَلَ فلاناً بعیراً و أَفْحَلَه إِیّاه و افْتَحَلَه أَی أَعطاه. و الاسْتِفْحَال: شی‌ء یفعله أَعلاج كابُل، إِذا رأَوا رجلًا جسیماً من العرب خَلَّوْا بینه و بین نسائهم رجاء أَن یولد فیهم مثله، و هو من ذلك. و كَبْش فَحِیل: یشبه الفحل من الإِبل فی عظمه و نُبْله. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: أَنه بعث رجلًا یشتری له أُضحیة فقال: اشتره فَحْلًا فَحِیلًا؛ أَراد بالفحل غیر خصیّ، و بالفحیل ما ذكرناه، و روی عن الأَصمعی فی قوله فحیلًا: هو الذی یشبه الفُحولة فی عظم خلقه و نبله، و قیل: هو المُنْجِب فی ضِرابه، و أَنشد بیت الراعی، قال: و قال أَبو عبید و الذی یراد من الحدیث أَنه اختار الفحل علی الخصیّ و النعجةِ و طلب جَماله و نُبْله. و‌فی الحدیث: لِمَ یضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، یرید فَحْل الإِبل إِذا علا ناقة دونه أَو فوقه فی الكرم و النَّجابة فإِنهم یضربونه علی ذلك و یمنعونه منه. و‌فی حدیث عمر: لما قدِم الشام تَفَحَّلَ له أُمَراء الشام‌أَی أَنهم تلقَّوه متبذِّلین غیر متزیِّنین، مأْخوذ من الفحل ضد الأُنثی لأَن التزیُّن و التصنُّع فی الزِّیِّ من شأْن الإِناث و المُتَأَنِّثین و الفُحول لا یتزیَّنون. و‌فی الحدیث: إِن لبن الفَحْل حِرْم؛ یرید بالفَحْل الرجُل تكون له امرأَة ولدت منه ولداً و لها لبن، فكلُّ من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرم علی الزوج و إِخوتِه و أَولاده منها و من غیرها، لأَن اللَبن للزوج حیث
(2). قوله [نأثله] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 517
هو سببه و هذا مذهب الجماعة، و قال ابن المسیّب و النخعی: لا یحرم، و سنذكره فی حرف النون. الأَزهری: اسْتَفْحَلَ أَمر العدوّ إِذا قوِی و اشتدّ، فهو مُسْتَفْحِل، و العرب تسمی سُهَیْلًا الفَحْل تشبیهاً له بفحْل الإِبل و ذلك لاعتزاله عن النجوم و عِظَمه، و قال غیره: و ذلك لأَن الفحل إِذا قَرَع الإِبل اعتزلها؛ و لذلك قال ذو الرمة: و قد لاحَ للسارِی سُهَیْل، كأَنه قَرِیعُ هِجانٍ دُسّ منه المَساعِر اللیث: یقال للنَّخل الذكَر الذی یُلْقَح به حَوائل النخل فُحَّال، الواحدة فُحَّالَة؛ قال ابن سیدة: الفَحْل و الفُحَّال ذكر النخل، و هو ما كان من ذكوره فَحْلًا لإِناثِه؛ و قال: یُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ بُطونُ المَوالی، یوم عیدٍ تَغَدَّت قال: و لا یقال لغیر الذكر من النخل فُحَّال؛ و قال أَبو حنیفة عن أَبی عمرو: لا یقال فَحْل إِلا فی ذی الرُّوح، و كذلك قال أَبو نصر، قال أَبو حنیفة: و الناس علی خلاف هذا. و استَفْحَلَت النخل: صارت فُحَّالًا. و نخلة مُسْتَفْحِلة: لا تحمِل؛ عن اللحیانی؛ الأَزهری عن أَبی زید: و یجمع فُحَّال النخل فَحَاحِیل، و یقال للفُحَّال فَحْل، و جمعه فُحُول؛ قال أُحَیْحة بن الجُلاح: تَأَبَّرِی یا خَیْرَةَ الفَسِیل، تَأَبَّرِی من حَنَذٍ فَشُول، إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحُول الجوهری: و لا یقال فُحَّال إِلا فی النخل. و الفَحْل: حَصِیر تُنسَج من فُحَّال النخل، و الجمع فُحُول. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دخل علی رجل من الأَنصار و فی ناحیة البیت فَحْل من تلك الفُحُول، فأَمر بناحیة منه فكُنِس و رشّ ثم صلی علیه؛ قال الأَزهری: قال شمر قیل للحصیر فَحْل لأَنه یسوَّی من سعف الفَحْل من النخیل، فتكلم به علی التجوز كما قالوا: فلان یلبس القُطْن و الصوف، و إِنما هی ثیاب تغزَل و تتَّخذ منهما؛ قال المرار: و الوَحْش سارِیة، كأَنَّ مُتونَها قُطْن تُباع، شدیدة الصَّقْلِ أَراد كأَن متونها ثیاب قطن لشدَّة بیاضها، و سمی الحصیر فَحْلًا مجازاً. و‌فی حدیث عثمان: أَنه قال لا شُفْعة فی بئر و لا فَحْل و الأُرَف تَقْطع كلّ شفعة؛ فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النخل، و ذلك أَنه ربما یكون بین جماعة منهم فَحْل نخل یأْخذ كل واحد من الشركاء فیه، زمَن تَأْبِیر النخل، ما یحتاج إِلیه من الحِرْقِ لتَأْبیر النخل، فإِذا باع واحد من الشركاء نصیبه من الفحل بعضَ الشركاء فیه لم یكن للباقین من الشركاء شفعة فی المبیع، و الذی اشتراه أَحق به لأَنه لا ینقسم، و الشُّفْعة إِنما تجب فیما ینقسم، و هذا مذهب أَهل المدینة و إِلیه یذهب الشافعی و مالك، و هو موافق‌لحدیث جابر: إِنما جعل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الشُّفعة فیما لم یقسم، فإِذا حُدت الحُدود فلا شُفعة‌لأَن قوله، علیه السلام، فیما لم یقسم دلیل علی أَنه جعل الشُّفعة فیما ینقسم، فأَما ما لا ینقسم مثل البئر و فَحْل النخل یباع منهما الشِّقْص بأَصله من الأَرض فلا شُفعة فیه، لأَنه لا ینقسِم؛ قال: و كان أَبو عبید فسر حدیث عثمان تفسیراً لم یرتضه أَهل المعرفة فلذلك تركته و لم أَحكه بعینه، قال: و تفسیره علی
لسان العرب، ج‌11، ص: 518
ما بینته، و لا یقال له إِلا فُحَّال. و فُحول الشعراء: هم الذین غلبوا بالهِجاء من هاجاهم مثل جریر و الفرزدق و أَشباههما، و كذلك كل من عارَض شاعراً فغلب علیه، مثل علقمة بن عبدة، و كان یسمی فَحْلًا لأَنه عارض إمرأَ القیس فی قصیدته التی یقول فی أَولها: خلیلیَّ مُرّا بی علی أُمِّ جُنْدَبِ بقوله فی قصیدته: ذَهَبْت من الهجران فی غیر مذهَب و كل واحد منهما یعارض صاحبه فی نعت فرسه ففُضِّل علقمةُ علیه و لقّب الفَحْل، و قیل: سمی علقمة الشاعر الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حین طلقها إمرؤ القیس لما غَلَّبَتْه علیه فی الشعر. و الفُحول: الرُّواة، الواحد فَحْل. و تَفَحَّلَ أَی تشبَّه بالفَحْل. و استَفْحَل الأَمر أَی تَفاقَم. و امرأَة فَحْلَة: سَلِیطة. و فَحْل و الفَحْلاء: موضعان. و فَحْلان: جبلان صغیران؛ قال الراعی: هل تُونِسونَ بأَعْلی عاسِمٍ ظُعُناً وَرَّكْن فَحلَین، و استَقبَلْن ذا بَقَرِ؟ و فی الحدیث ذكر فِحْل، بكسر الفاء و سكون الحاء، موضع بالشام كانت به وقعة المسلمین مع الروم؛ و منه یوم فِحْل، و فیه ذكر فَحْلین، علی التثنیة، موضع فی جبل أُحُد.

فحطل؛ ج11، ص: 518

: فَحْطَل: اسم؛ قال: تباعَد مِنِّی فَحْطَل، إِذ سأَلته أَمِینَ، فَزاد الله ما بیننا بُعْدا و هذه ترجمة وجدتها فی المحكم علی هذه الصورة، و رأَیت هذا البیت فی الصحاح: تباعد منی فَطْحَل، و الله أَعلم.

فخل؛ ج11، ص: 518

: تَفَخَّل الرجلُ: أَظهر الوَقار و الحلم. و تَفَخَّلَ أَیضاً: تهیَّأَ و لبس أَحسن ثیابه، و الله أَعلم.

فرجل؛ ج11، ص: 518

: الفَرْجَلة: التَّفَحُّج؛ قال الراجز: تَقَحُّمَ الفیل إِذا ما فَرْجَلا، تَمُرّ أَحْفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا و فَرْجَل الرجلُ فَرْجَلَة: و هو أَن یتفحَّج و یسرع، و یقال: هو الذی یُدَرْبِجُ فی مشیه و هی مِشْیة سهلة.فرزل: الفَرْزَلة: التقیید؛ عن كراع. و رجل فُرْزُل: ضخْم؛ حكاه ابن درید؛ قال ابن سیدة: و لیس بثبت.

فرعل؛ ج11، ص: 518

: الفُرْعُل: ولد الضَّبُع، و فی التهذیب: ولد الضبع من الضبع؛ قال ابن بری: و منه قول أَبی النجم: تَنْزُو بعُثْنُون كظهر الفُرْعُل قال: و قال أَبو مهراس: كأَنَّ ندَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع، تَفَقَّدَ من فَرَاعِلِه أَكِیلا و‌فی حدیث أَبی هریرة: سئل عن الضبُع فقال: الفُرْعُل تلك نعجة من الغنم؛ الفُرْعُل: ولد الضبع، فسمّاها به أَراد أَنها حلال كالشاة؛ ابن سیدة: و قیل هو ولد الوَبْر من ابن آوی، و الجمع فَرَاعِل و فَراعِلة، زادوا الهاء لتأْنیث الجمع؛ قال ذو الرمة: یُناط بأَلْحِیها فَرَاعِلَة غُثْرُ و الأُنثی فُرْعُلَة. و فی المثل: أَغْزَلُ من فُرْعُل، و هو من الغَزَل و المُراودة.
لسان العرب، ج‌11، ص: 519‌

فزل؛ ج11، ص: 519

: الفَزْل: الصَّلابة. و أَرض فَیْزَلةٌ: سریعةُ السیل إِذا أَصابها الغیث.

فسل؛ ج11، ص: 519

: الفَسْل: الرَّذْل النَّذْل الذی لا مُروءة له و لا جلد، و الجمع أَفْسُل و فُسُول و فِسَال و فُسْل؛ قال سیبویه: و الأَكثر فیه فِعال، و أَما فُعول ففرْع داخل علیه أَجروه مجری الأَسماء، لأَن فِعالًا و فُعولًا یعتقبان علی فَعْل فی الأَسماء كثیراً فحملت الصفة علیه و قالوا فُسُولة، فأَثبتوا الجمع كما قالوا فُحُولة و بُعولة؛ حكاه كراع، و قالوا فُسَلاء، و هذا نادر كأَنهم توهَّموا فیه فَسِیلًا، و مثله سَمْح و سُمَحاء كأَنهم توهموا فیه سَمیحاً؛ و قد فَسُلَ، بالضم، و فَسِلَ فَسالةً و فُسُولةً و فُسُولًا، فهو فَسْل من قوم فُسَلاء و أَفْسَالٍ و فِسالٍ و فُسُولٍ؛ قال الشاعر: إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسَالٌ، فزوجُك خامسٌ و أَبوك سادِی و حكی سیبویه: فُسِلَ، علی صیغة ما لم یسم فاعله، قال: كأَنه وضع ذلك فیه، و المَفْسول كالفَسْل. أَبو عمرو: الفِسْل الرجل الأَحمق. و یقال: أَفْسَل فلان علی فلان مَتاعَه إِذا أَرْذَله، و أَفْسَلَ علیه دراهمَه إِذا زَیَّفَها، و هی دراهم فُسُول؛ و قال الفرزدق: فلا تقبلوا مِنّی أَباعِرَ تُشْترَی بِوَكْسٍ، و لا سُوداً یصحُّ فُسُولها أَراد: و لا تقبلوا منهم دراهم سوداً. و‌فی حدیث حذیفة: اشتَرَی ناقة من رجلین و شرط لهما من النقد رضاهما، فأَخرج لهما كیساً فأَفْسَلا علیه، ثم أَخرج كیساً فأَفْسَلا علیه‌أَی أَرْذَلا و زیَّفا منها، و أَصلها من الفَسْل و هو الرَّدی‌ء الرَّذل من كل شی‌ء، یقال: فَسَّلَه و أَفْسَلَه؛ و فی حدیث الاستسقاء: سوی الحَنْظَل العامِیّ و العِلْهِزِ الفَسْل و یروی بالشین المعجمة، و سیُذكر. و الفَسِیلَة: الصغیرة من النخل، و الجمع فَسائل و فَسِیلٌ، و الفُسْلان جمع الجمع؛ عن أَبی عبید. الأَصمعی فی صغار النخل قال: أَول ما یقلع من صغار النخل الغِرس فهو الفَسِیل و الوَدِیّ، و الجمع فَسائِل، و قد یقال للواحدة فَسِیلة. و أَفْسَل الفَسِیلة: انتزعها من أُمّها و اغترسها. و الفَسْل: قضبان الكَرْم للغَرْس، و هو ما أُخذ من أُمّهاته ثم غُرِس؛ حكاه أَبو حنیفة. و فُسالة الحدید: سُحالَته. ابن سیدة: فُسالة الحدید و نحوِه ما تَناثر منه عند الضرب إِذا طُبِع. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه لعَن من النساء المُسَوِّفَة و المُفَسِّلة؛ و المفَسِّلة من النساء: التی إِذا أَراد زوجها غِشْیانها و نَشِط لوطْئها اعتلَّت و قالت إِنِّی حائض، فیَفْسُل الزوج عنها، و تفتِّره و لا حیض بها تردُّه بذلك عن غشْیانها و تفتِّر نشاطه، من الفُسُولة و هی الفُتور فی الأَمر، و المسوِّفة: التی إِذا دعاها الزوج للفراش ماطَلَتْه و لم تجبه إِلی ما یدعو إِلیه.

فسكل؛ ج11، ص: 519

: الفِسْكِل و الفُسْكُلُ و الفِسْكَوْل و الفُسْكُول: الذی یجی‌ء فی آخر الحلبة آخر الخیل. و هو بالفارسیة فُشْكل، و قیل: الفِسْكِل و المُفَسْكَل هو المؤخر البطی‌ء، و قد فُسْكِلْت أَی أُخِّرْت؛ و منه قیل: رجل فِسْكل إِذا كان رَذْلًا. و العامة تقول فُسْكُل، بالضم؛ قال أَبو الغوث: أَولها المُجَلِّی و هو السابق ثم المصلّی ثم المُسَلِّی ثم التالی ثم العاطِف ثم المُرْتاح ثم المؤمَّل ثم الحَظی ثم اللَّطیم
لسان العرب، ج‌11، ص: 520
ثم السُّكَیت، و هو الفِسْكل و الفاشُور؛ قال ابن بری: یقال فَسْكَل الفرسُ إِذا جاء آخر الحلْبة. و‌فی الحدیث: أَن أَسماء بنت عُمَیْس قالت لعلیّ، علیه السلام: إِن ثلاثةً أَنت آخرُهم لأَخْیار، فقال علیّ لأَولادها: قد فَسْكَلَتْنی أُمُّكم‌أَی أَخَّرتنی و جعلتنی كالفِسْكل، و هو الفرس الذی یجی‌ء فی آخر خیل السِّباق، و كانت قد تزوّجت قبله بجعفر أَخیه ثم بأَبی بكر بعد جعفر فعدَّاه إِلی المفعول، قال: و الصواب أَن یذكر الحَظِیّ قبل المؤمَّل لا بعده؛ قال و هذا ترتیبها منظّماً: أَتانا المُجَلِّی و المُصَلِّی، و بعده مُسَلٍّ و تالٍ بعده عاطِفٌ یَجْرِی و مُرْتاحُها ثم الحَظِی و مُؤَمَّل، یَحُثّ اللَّطِیم، و السُّكَیْت له یَبری و رجل فُسْكُول و فِسْكَوْل: متأَخر تابع، و قد فَسْكَلَ و فُسْكِلَ؛ قال الأَخطل: أَ جُمَیْع قد فُسْكِلْت عبداً تابِعاً، فبَقِیت أَنت المُفْحَم المَكْعوم

فشل؛ ج11، ص: 520

: الفَشِل: الرجل الضعیف الجبان، و الجمع أَفْشَال. ابن سیدة: فَشِلَ الرجل فَشَلًا، فهو فَشِلٌ: كَسِلَ و ضعُف و تراخَی و جَبُن. و رجل خَشِل فَشِل، و خَسْل فَسْل، و قوم فُشْل؛ قال: و قد أَدْرَكَتْنی، و الحوادث جَمَّةٌ، أَسِنَّة قومٍ لا ضِعاف، و لا فُشْل و یروی: … و لا فُسْل، یعنی جمع فَسْل. و‌فی حدیث علیّ یصِف أَبا بكر، رضوان الله علیهما: كنت للدِّین یَعْسُوباً أَولًا حین نفر الناسُ عنه، و آخِراً حین فَشِلُوا!؛ الفَشَل: الفزعُ و الجُبْن و الضَّعْف؛ و منه‌حدیث جابر: فینا نزلتْ: إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلٰا؛ و فی حدیث الاستسقاء: سِوی الحَنْظَل العامیّ و العِلْهِز الفَشْلِ أَی الضعیف یعنی الفَشْل مُدَّخِرُه و آكله، فصرف الوصف إِلی العِلْهِز و هو فی الحقیقة لآكله، و یروی … الفَسْل، بالسین المهملة، و قد تقدم. اللیث: رجل فَشِیل، و قد فَشِل یَفْشَل عند الحرب و الشدة إِذا ضعُف و ذهبت قُواه. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَنٰازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ؛ قال الزجاج: أَی تَجْبُنوا عن عدوّكم إِذا اختلفتم، أَخبر أَن اختلافهم یضعفهم و أَن الأُلْفة تزید فی قوّتهم. النضر بن شمیل: المِفْشَلة الكَبارِجة. و المَشافل جماعة «3» قال: و القِرْطالة الكبارجة أَیضاً، و قال أَعرابی: المِشْفَلة الكَرِش. ابن الأَعرابی: المِفشَل الذی یتزوّج فی الغرائب لئلا یخرج الولد ضاوِیاً، و المِفْشَل الهَوْدَج؛ و قال ابن شمیل: هو الفِشْل و هو أَن یعلِّق ثوباً علی الهودج ثم یدخله فیه و یشد أَطرافه إِلی القواعد، فیكون وِقایة من رؤوس الأَحْناء و الأَقْطاب و عُقَد العُصْمِ، و هی الحبال، و قیل: الفِشْل ستر الهودج، و فی المحكم: الفِشْل شی‌ء من أَداة الهودج تجعله المرأَة تحتها، و الجمع فُشُول؛ و قد افْتَشَلَت المرأَة فِشْلها و فَشَّلته و تَفَشَّلتْ. و تَفَشَّل الماءُ: سال. و تَفَشَّل امرأَةً: تزوّجها. ابن
(3). قوله [و المشافل جماعة] هكذا فی الأصل، و لعل فیه سقطاً، و الأصل: و جمعها مَفَاشِل كالمشفلة و المشافل جماعة، و یدل علی ذلك قوله: و قال أعرابی إلخ فإنه لیس من هذه المادة. و عبارة القاموس فی مادة شفل: المشفلة كمكنسة الكبارجة و الكرش الجمع مشافل انتهی. أی فهما مترادفان المفرد كالمفرد فی معنییه و الجمع كالجمع
لسان العرب، ج‌11، ص: 521
السكیت: یقال تَفَشَّلَ فلان منهم امرأَة أَی تزوّجها. و الفَیْشَلَة: الحَشَفة طرَف الذكَر، و الجمع الفَیْشَل و الفَیاشِل، و قیل: الفَیْشَلَة رأْس كل محوَّق، و قال بعضهم: لامها زائدة كزیادتها فی زَیْدَل و عَبْدَل و أُلالِكَ، و قد یمكن أَن تكون فَیْشلة من غیر لفظ فَیْشَة، فتكون الیاء فی فَیْشلة زائدة و یكون وزنها فَیْعَلة، لأَن زیادة الیاء ثانیة أَكثر من زیادة اللام، و تكون الیاء فی فَیْشَة عیناً فیكون اللفظان مقترنین و الأَصْلان مختلفین، و نظیر هذا قولهم رجل ضَیَّاط و ضَیْطار؛ فأَما قول جریر: ما كان یُنكَرُ فی نَدِیِّ مُجاشِعٍ أَكْلُ الخَزِیر، و لا ارتِضاعُ الفَیْشَل فقد یكون جمع فَیْشَلَة، و هو علی الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء. و الفَیَاشِل: ماء لِبَنی حُصَیْن، سمی بذلك لإِكامٍ حُمْرٍ عنده حوله یقال لها الفَیاشِل، قال: أَظن ذلك تشبیهاً لها بالفَیاشِل التی تقدم ذكرها؛ قال القَتَّال الكلابی: فلا یَسْتَرِثْ أَهْلُ الفَیَاشِل غارَتی، أَتَتْكم عِتاق الطیْر یحمِلْن أَنْسُرا و الفَیَاشِل: شجر.

فصل؛ ج11، ص: 521

: اللیث: الفَصْل بَوْنُ ما بین الشیئین. و الفَصْل من الجسد: موضع المَفْصِل، و بین كل فَصْلَیْن وَصْل؛ و أَنشد: وَصْلًا و فَصْلًا و تَجْمیعاً و مُفْتَرقاً، فَتْقاً و رَتْقاً و تأْلِیفاً لإِنسان ابن سیدة: الفَصْل الحاجِز بین الشیئین، فَصَلَ بینهما یَفْصِل فَصْلًا فانْفَصَلَ، و فَصَلْت الشی‌ء فانْفَصَلَ أَی قطعته فانقطع. و المَفْصِل: واحد مَفاصِل الأَعضاء. و الانْفِصَال: مطاوِع فصَل. و المَفْصِل: كل ملتقی عظمین من الجسد. و‌فی حدیث النخعی: فی كل مَفْصِل من الإِنسان ثلُث دِیَة الإِصبع؛ یرید مَفْصِل الأَصابع و هو ما بین كل أَنْمُلَتین. و الفاصِلة: الخَرزة التی تفصِل بین الخَرزتین فی النِّظام، و قد فَصَّلَ النَّظْمَ. و عِقْد مفصَّل أَی جعل بین كل لؤلؤتین خرزة. و الفَصْل: القضاء بین الحق و الباطل، و اسم ذلك القَضاء الذی یَفْصِل بینهما فَیْصَل، و هو قضاء فَیْصَل و فَاصِل. و ذكر الزجاج: أَن الفَاصِل صفة من صفات الله عز و جل یفصِل القضاء بین الخلق. و قوله عز و جل: هٰذٰا یَوْمُ الْفَصْلِ؛ أَی هذا یوم یفصَل فیه بین المحسن و المسی‌ء و یجازی كل بعمله و بما یتفضل الله به علی عبده المسلم. و یوم الفَصْل: هو یوم القیامة، قال الله عز و جل: وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا یَوْمُ الْفَصْلِ. و قَوْل فَصْل: حقٌّ لیس بباطل. و فی التنزیل العزیز: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ. و‌فی صفة كلام سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فَصْل لا نَزْر و لا هَذْر‌أَی بیِّن ظاهر یفصِل بین الحق و الباطل؛ و منه قوله تعالی: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ؛ أَی فاصِل قاطِع، و منه یقال: فَصَلَ بین الخَصْمین، و النَّزْر القلیل، و الهَذْر الكثیر. و قوله عز و جل: وَ فَصْلَ الْخِطٰابِ؛ قیل: هو البیّنة علی المدَّعی و الیمین علی المدَّعی علیه، و قیل: هو أَن یفصِل بین الحق و الباطل؛ و منه قوله: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ؛ أَی یفصِل بین الحق و الباطل، وَ لَوْ لٰا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ. و‌فی حدیث وَفْدِ عبد القیس: فمُرْنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 522
بأَمر فَصْل‌أَی لا رجعة فیه و لا مردَّ له. و فَصَلَ من الناحیة أَی خرج. و‌فی الحدیث: من فَصَلَ فی سبیل الله فمات أَو قتِل فهو شهید‌أَی خرج من منزله و بلده. و فاصَلْت شریكی. و التفصیل: التبیین. و فَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَی عَضَّاها. و الفَیْصَل: الحاكم، و یقال القضاء بین الحق و الباطل، و قد فَصَلَ الحكم. و حكم فاصِل و فَیْصَل: ماض، و حكومة فَیْصَل كذلك. و طعنة فَیْصَل: تفصِل بین القِرْنَیْن. و‌فی حدیث ابن عمر: كانت الفَیْصَل بینی و بینه‌أَی القطیعة التامة، و الیاء زائدة. و‌فی حدیث ابن جبیر: فلو علم بها لكانت الفَیْصَل بینی و بینه.و الفِصال: الفِطام؛ قال الله تعالی: وَ حَمْلُهُ وَ فِصٰالُهُ ثَلٰاثُونَ شَهْراً؛ المعنی و مَدی حَمْلِ المرأَة إِلی منتهی الوقت الذی یُفْصَل فیه الولد عن رَضاعها ثلاثون شهراً؛ و فَصَلت المرأَة ولدها أَی فطمَتْه. و فَصَل المولودَ عن الرضاع یَفْصِله فَصْلًا و فِصالًا و افْتَصَلَه: فَطَمه، و الاسم الفِصال، و قال اللحیانی: فَصَلته أُمُّه، و لم یخص نوعاً. و‌فی الحدیث: لا رَضاع بعد فِصال، قال ابن الأَثیر: أَی بعد أَن یُفْصَل الولد عن أُمِّه، و به سمی الفَصِیل من أَولاد الإِبل، فَعِیل بمعنی مَفْعول، و أَكثر ما یطلق فی الإِبل، قال: و قد یقال فی البقر؛ و منه‌حدیث أَصحاب الغار: فاشتریت به فَصِیلًا من البقر، و فی روایة: فَصِیلةً، و هو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد البقر. و الفَصِیل: ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه، و الجمع فُصْلان و فِصال، فمن قال فُصْلان فعلی التسمیة كما قالوا حرث و عبَّاس، قال سیبویه: و قالوا فِصْلان شبهوه بغُراب و غِرْبان، یعنی أَن حكْم فَعِیل أَن یكسَّر علی فُعْلان، بالضم، و حكم فُعال أَن یكسَّر علی فِعْلان، لكنهم قد أَدخلوا علیه فَعِیلًا لمساواته فی العدَّة و حروف اللین، و منْ قال فِصال فعلی الصفة كقولهم الحرث و العبَّاس، و الأُنثی فَصِیلة. ثعلب: الفَصِیلة القطعة من أَعضاء الجسد و هی دون القَبیلة. و فَصِیلة الرجل: عَشِیرته و رَهْطه الأَدْنَوْن، و قیل: أَقرب آبائه إِلیه؛ عن ثعلب، و كان یقال لعباس فَصِیلة النبی، صلی الله علیه و سلم؛ قال ابن الأَثیر: الفَصِیلَة من أَقرب عَشِیرة الإِنسان، و أَصل الفَصِیلة قطعة من لحم الفخِذ؛ حكاه عن الهروی. و فی التنزیل العزیز: وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ. و قال اللیث: الفَصِیلة فخذ الرجل من قومه الذین هو منهم، یقال: جاؤوا بفَصِیلَتهم أَی بأَجمعهم. و الفَصْل: واحد الفُصول. و الفَاصِلة التی‌فی الحدیث: من أَنفق نفقة فاصلة فی سبیل الله فبسبعمائة، و فی روایة فله من الأَجْر كذا، تفسیرها فی الحدیث أَنها التی فَصَلَتْ بین إِیمانه و كفره، و قیل: یقطعها من ماله و یَفْصِل بینها و بین مال نفسه. و فَصَلَ عن بلد كذا یَفْصِلُ فُصُولًا؛ قال أَبو ذؤَیب: وَشِیكُ الفُصُول، بعیدُ الغُفُول، إِلَّا مُشاحاً به أَو مُشِیحا و یروی: وَشِیك الفُضُول … و یقال: فَصَل فلان من عندی فُصُولًا إِذا خرج، و فَصَلَ منی إِلیه كتاب إِذا نفذ؛ قال الله عز و جل: وَ لَمّٰا فَصَلَتِ الْعِیرُ؛ أَی خرجت، فَفَصَلَ یكون لازماً و واقعاً، و إِذا كان واقعاً فمصدره الفَصْل، و إِذا كان لازماً فمصدره الفُصُول.
لسان العرب، ج‌11، ص: 523
و الفَصِیل: حائط دون الحِصْن، و فی التهذیب: حائط قصیر دون سُورِ المدینة و الحِصْن. و فَصَلَ الكَرْمُ: ظهر حبُّه صغیراً أَمثال البُلْسُنِ. و الفَصْلَة: النخلة المَنْقولة المحوَّلة و قد افْتَصَلَها عن موضعها؛ هذه عن أَبی حنیفة. و قال هجری: خیر النخل ما حوِّل فسیله عن منبته، و الفَسِیلة المحوَّلة تسمی الفَصْلة، و هی الفَصْلات، و قد افتصلنا فَصْلات كثیرة فی هذه السنة أَی حوَّلناها. و یقال: فَصَّلْت الوِشاح إِذا كان نظمه مفصّلًا بأَن یجعل بین كل لؤلؤتین مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جوهرة تفصل بین كل اثنتین من لون واحد. و تَفْصیل الجَزور: تَعْضِیَتُه، و كذلك الشاة تفصَّل أَعضاء. و المفاصِل: الحجارة الصُّلْبة المُتَراصِفة، و قیل: المَفاصِل ما بین الجَبلین، و قیل: هی منفصَل الجبل من الرمْلة یكون بینها رَضْراض و حصی صِغار فیَصْفو ماؤه و یَرِقُّ؛ قال أَبو ذؤیب: مَطافِیلَ أَبكار حدیثٍ نِتاجُها، یُشاب بماء مثل ماء المَفَاصِل هو جمع المَفْصِل، و أَراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا یمرُّ بتراب و لا بطین، و قیل: ماء المَفاصِل هنا شی‌ء یسیل من بین المَفْصِلین إِذا قطع أَحدهما من الآخر شبیه بالماء الصافی، واحدها مَفْصِل. التهذیب: المَفْصِل كل مكان فی الجبل لا تطلع علیه الشمس، و أَنشد بیت الهذلی، و قال أَبو عمرو: المَفْصِل مَفْرق ما بین الجبل و السَّهْل، قال: و كل موضعٍ مَّا بین جبلین یجری فیه الماء فهو مَفْصِل. و قال أَبو العمیثل: المَفَاصِل صُدوع فی الجبال یسیل منها الماء، و إِنما یقال لما بین الجبلین الشِّعب. و‌فی حدیث أَنس: كان علی بطنه فَصِیل من حجر‌أَی قطعة منه، فَعِیل بمعنی مفعول. و المَفْصِل، بفتح المیم: اللسان؛ قال حسان: كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة، فاسْقِنی بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل و یروی المِفْصَل، و فی الصحاح: و المِفْصَل، بالكسر، اللسان؛ و أَنشد ابن بری بیت حسان: كلتاهما حَلَب العَصِیر، فعاطِنی بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل و الفَصْل: كلُّ عَرُوض بُنِیت علی ما لا یكون فی الحَشْو إِمَّا صحة و إِمَّا إِعلال كمَفاعِلن فی الطویل، فإِنها فَصْل لأَنها قد لزمها ما لا یلزم الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هو مَفاعیلن، و مفاعیلن فی الحَشْو علی ثلاثة أَوجه: مفاعیلن و مَفاعِلن و مفاعیلُ، و العَروض قد لزمها مَفاعِلن فهی فَصْل، و كذلك كل ما لزمه جنس واحد لا یلزم الحَشْو، و كذلك فَعِلن فی البسیط فَصْل أَیضاً؛ قال أَبو إِسحاق: و ما أَقلّ غیر الفُصُول فی الأَعارِیض، و زعم الخلیل أَن مُسْتَفْعِلُن فی عَروض المُنْسَرِح فَصْل، و كذلك زعم الأَخفش؛ قال الزجاج: و هو كما قال لأَن مستفعلن هنا لا یجوز فیها فعلتن فهی فَصْل إِذ لزمها ما لا یلزم الحَشْو، و إِنما سمی فَصْلًا لأَنه النصف من البیت. و الفَاصِلة الصغری من أَجزاء البیت: هی السببان المقرونان، و هو ثلاث متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن و علتن من مفاعلتن، فإِذا كانت أَربع حركات بعدها ساكن مثل فَعَلتن فهی الفاصِلة الكُبْری، قال: و إِنما بدأْنا بالصغری لأَنها أَبسط من الكُبْری؛ الخلیل: الفاصِلة فی العَروض أَن یجتمع ثلاثة أَحرف متحركة و الرابع ساكن مثل فَعَلَت، قال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 524
فإِن اجتمعت أَربعة أَحرف متحركة فهی الفاضِلة، بالضاد المعجمة، مثل فعَلتن. قال: و الفَصل عند البصریین بمنزلة العِماد عند الكوفیین، كقوله عز و جل: إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ؛ فقوله هو فَصْل و عِماد، و نُصِب الحق لأَنه خبر كان و دخلتْ هو للفَصْل، و أَواخر الآیات فی كتاب الله فَواصِل بمنزلة قَوافی الشعر، جلَّ كتاب الله عز و جل، واحدتها فاصِلة. و قوله عز و جل: بِكِتٰابٍ فَصَّلْنٰاهُ، له معنیان: أَحدهما تَفْصِیل آیاتِه بالفواصِل، و المعنی الثانی فی فَصَّلْنٰاهُ بیَّنَّاه. و قوله عز و جل: آیٰاتٍ مُفَصَّلٰاتٍ، بین كل آیتین فَصْل تمضی هذه و تأْتی هذه، بین كل آیتین مهلة، و قیل: مُفَصَّلٰاتٍ مبیَّنات، و الله أَعلم، و سمی المُفَصَّل مفَصَّلًا لقِصَر أَعداد سُوَرِه من الآی. و فُصَیْلة: اسم.

فصعل؛ ج11، ص: 524

فصعل؛ ج11، ص: 524

: الفُصْعُل و الفِصْعِل: اللئیم. الأَزهری: الفُصْعُل العَقْرَب؛ و أَنشد: و ما عسی یَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل قال ابن سیدة: و هو الصغیر من ولد العَقارب. ابن الأَعرابی: من أَسماء العقرب الفُصْعُل، بضم الفاء و العین، و الفُرْضُخ و الفِرْضِخُ مثله؛ قال ابن بری: و قد یوصف به الرجل اللئیم الذی فیه شرٌّ؛ و أَنشد: قامة الفُصْعُل الضَّئِیل، و كفٌّ خِنْصَرَاها كُذَیْنِقَا قَصَّار فهذا یمكن أَن یرید العقرب؛ و قال آخر: سأَلَ الولِیدة: هل سَقَتْنی بعدَ ما شَرِب المُرِضَّة فُصْعُل حَدَّ الضُّحَی؟

فضل؛ ج11، ص: 524

: الفَضْل و الفَضِیلة معروف: ضدُّ النَّقْص و النَّقِیصة، و الجمع فُضُول؛ و روی بیت أَبی ذؤیب: وَشِیكُ الفُصُول بعید الغُفُول روی: وَشِیك الفُضُول …، مكان الفُصُول، و قد تقدم فی ترجمة فصل، بالصاد المهملة. و قد فَضَلَ یَفْضُلُ «1» و هو فاضِل. و رجل فَضَّال و مُفَضَّل: كثیر الفَضْل. و الفَضِیلة: الدَّرَجة الرفیعة فی الفَضْل، و الفَاضِلَة الاسم من ذلك. و الفِضَال و التَّفاضُل: التَّمازِی فی الفَضْل. و فَضَّله: مَزَّاه. و التَّفاضُل بین القوم: أَن یكون بعضهم أَفضَل من بعض. و رجل فاضِل: ذو فَضْل. و رجل مَفْضول: قد فَضَله غیره. و یقال: فَضَلَ فلان علی غیره إِذا غلب بالفَضْل علیهم. و قوله تعالی: وَ فَضَّلْنٰاهُمْ عَلیٰ كَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنٰا تَفْضِیلًا، قیل: تأْویله أَن الله فضَّلهم بالتمییز، و قال: علی كثیر ممن خلقنا، و لم یقل علی كل لأَن الله تعالی فَضَّل الملائكة فقال: وَ لَا الْمَلٰائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، و لكن ابن آدم مُفَضَّل علی سائر الحیوان الذی لا یعقل، و‌قیل فی التفسیر: إِن فَضِیلة ابن آدم أَنه یمشی قائماً و أَن الدَّواب و الإِبل و الحمیر و ما أَشبهها تمشی منكَبَّة، و ابن آدم یتناول الطعام بیدیه و سائر الحیوان یتناوله بِفِیه.و فاضَلَنی ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلًا: غلبته بالفَضْل، و كنت أَفضَل منه. و تَفَضَّل علیه: تَمَزَّی. و فی التنزیل العزیز: یُرِیدُ أَنْ یَتَفَضَّلَ عَلَیْكُمْ؛ معناه یرید أَن یكون له الفَضْل علیكم فی القَدْر و المنزلة، و لیس من التفضُّل الذی هو بمعنی الإِفْضال و التطوُّل. الجوهری: المتفضِّل الذی یدَّعی الفَضْل علی أَقرانه؛ و منه قوله تعالی: یُرِیدُ أَنْ یَتَفَضَّلَ عَلَیْكُمْ. و فَضَّلته علی غیره تَفْضِیلًا إِذا حكَمْتَ له بذلك أَو صیَّرته كذلك.
(1). قوله [و قد فَضَلَ یَفْضُلُ] عبارة القاموس: و قد فَضلَ كنصر و علم، و أما فَضِلَ كعلم یَفْضُلُ كینصر فمركبة منهما
لسان العرب، ج‌11، ص: 525
و أَفْضَل علیه: زاد؛ قال ذو الإِصبع: لاه ابنُ عَمِّك، لا أَفْضَلْتَ فی حَسَب عَنِّی، و لا أَنتَ دَیّانی فتَخْزُونی الدَّیَّان هنا: الذی یَلی أَمْرَك و یَسُوسُك، و أَراد فتخزُوَنی فأَسكن للقافیة لأَن القصیدة كلها مُرْدَفة؛ و قال أَوس بن حَجَر یصف قوساً: كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مِلْئِها، و لا عَجْسُها عن مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا و الفَواضِل: الأَیادی الجمیلة. و أَفْضَلَ الرجل علی فلان و تَفَضَّلَ بمعنی إِذا أَناله من فضله و أَحسن إِلیه. و الإِفْضال: الإِحسان. و‌فی حدیث ابن أَبی الزناد: إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه‌أَی إِذا بعُدت الضَّیْعة قلَّ الرِّفْق منها لصاحبها، و كذلك الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انتفاع ربها بدَرِّها؛ قال الشاعر: سأَبْغِیكَ مالًا بالمدینة، إِنَّنی أَرَی عازِب الأَموال قلَّتْ فَوَاضِله و التَّفَضُّل: التَّطوُّل علی غیرك. و تَفَضَّلْت علیه و أَفْضَلْتُ: تطوَّلت. و رجل مِفْضَال: كثیر الفَضْل و الخیر و المعروف. و امرأَة مِفْضَالَة علی قومها إِذا كانت ذات فَضْل سَمْحة. و یقال: فَضَلَ فلان علی فلان إِذا غلب علیه. و فَضَلْت الرجل: غلبته؛ و أَنشد: شِمَالُك تَفْضُل الأَیْمان، إِلَّا یمینَ أَبیك، نائلُها الغَزِیرُ و قوله تعالی: وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ؛ قال الزجاج: معناه من كان ذا فَضْل فی دینه فَضَّلَه الله فی الثواب و فَضَّلَه فی المنزلة فی الدُّنیا بالدِّین كما فضَّل أَصحاب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و الفَضْل و الفَضْلة: البقیَّة من الشی‌ء. و أَفْضَلَ فلان من الطعام و غیره إِذا ترك منه شیئاً. ابن السكیت: فَضِلَ الشی‌ءُ یَفْضَلُ و فَضَلَ یَفْضُلُ، قال: و قال أَبو عبیدة فَضِلَ منه شی‌ء قلیل، فإِذا قالوا یَفْضُلُ، ضموا الضاد فأَعادوها إِلی الأَصل، و لیس فی الكلام حرف من السالم یُشْبه هذا، قال: و زعم بعض النحویین أَنه یقال حَضِرَ القاضیَ امرأَة ثم یقولون تَحْضُر. الجوهری: أَفْضَلْت منه الشی‌ء و اسْتَفْضَلْته بمعنی؛ و قوله أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة: فلمَّا أَبَی أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه إِلیه، فلم یَرْجِع بحِلْم و لا عَزْم معناه أَقلعت عن لَومه و تركتُه كأَنه كان یمسك حینئذ بفَضْلة ثوبه، فلما أَبی أَن یقبل منه أَرسل فضلة ثوبه إِلیه فخلَّاه و شأْنه، و قد أَفْضَل فَضْلَة؛ قال: كِلا قادِمَیْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه، كَجِیدِ الحُبارَی رِیشُهُ قد تَزَلَّعا و فَضَلَ الشی‌ءُ یَفْضُلُ: مثال دخَل یدخُل، و فَضِلَ یَفْضَلُ كحذِر یحذَر، و فیه لغة ثالثة مركبة منهما فَضِلَ، بالكسر، یَفْضُلُ، بالضم، و هو شاذ لا نظیر له، و قال ابن سیدة: هو نادر جعلها سیبویه كَمِتَّ تموت؛ قال الجوهری: قال سیبویه هذا عند أَصحابنا إِنما یجی‌ء علی لغتین، قال: و كذلك نَعِمَ یَنْعُم و مِتَّ تَموت و كِدْت تَكُود. و قال اللحیانی: فَضِلَ یَفْضَلُ كحَسِب یَحْسَب نادر كل ذلك بمعنی. و قال ابن بری عند قول الجوهری: كِدْت تَكُود، قال: المعروف كِدْت تَكاد. و الفَضِیلَة و الفُضَالَة: ما فَضَل من الشی‌ء. و‌فی
لسان العرب، ج‌11، ص: 526
الحدیث: فَضْلُ الإِزار فی النار؛ هو ما یجرُّه الإِنسان من إِزاره علی الأَرض علی معنی الخُیَلاء و الكِبْر. و‌فی الحدیث: إِن لله ملائكةً سَیَّارة فُضْلًا‌أَی زیادة علی الملائكة المرتبین مع الخلائق، و یروی بسكون الضاد و ضمها، قال بعضهم: و السكون أَكثر و أَصوب، و هما مصدر بمعنی الفَضْلة و الزیادة. و‌فی الحدیث: إِن اسْمَ دِرْعه، علیه السلام، كان ذات الفُضُول، و قیل: ذو الفُضُول لفَضْلة كان فیها و سَعة. و فَوَاضِل المال: ما یأْتیك من مَرافقه و غَلَّته. و فُضُول الغنائم: ما فَضَل منها حین تُقْسَم؛ و قال ابن عَثْمة: لك المِرْباعُ منها و الصَّفَایا، و حُكْمُك و النَّشیطَةُ و الفُضُول و فَضَلات الماء: بقایاه. و العرب تقول لبقیَّة الماء فی المَزادة فَضْلة، و لبَقیَّة الشراب فی الإِناء فَضْلة، و منه قول علقمة بن عبدة: و الفَضْلَتین. و‌فی الحدیث: لا یمنع فَضْل؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن یسقی الرجل أَرضه ثم تبقی من الماء بقیَّة لا یحتاج إِلیها فلا یجوز له أَن یبیعها و لا یمنع منها أَحداً ینتفع بها، هذا إِذا لم یكن الماء ملْكه، أَو علی قول من یری أَن الماء لا یملَك، و‌فی روایة أُخری: لا یمنع فَضْل الماء لیمنع به الكَلأَ؛ هو نَفْع البئر المُباحة، أَی لیس لأَحد أَن یغلب علیه و یمنع الناس منه حتی یحوزه فی إِناء و یملكه. و الفَضْلة: الثیاب التی تبتذل للنوم لأَنها فَضلت عن ثیاب التصرُّف. و التَفَضُّل: التوشُّح، و أَن یخالف اللابس بین أَطراف ثوبه علی عاتِقِه. و ثوب فُضُل و رجل فُضُل: متفضِّل فی ثوب واحد؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَتْبَعها تِرْعِیَّة جافٍ فُضُل، إِنْ رَتَعَتْ صَلَّی، و إِلَّا لم یُصَل و كذلك الأُنثی فُضُل؛ قال الأَعشی: و مُسْتَجِیبٍ تَخال الصَّنْجَ یَسْمَعُه، إِذا تُرَدّدُ فیه القَیْنَةُ الفُضُلُ و إِنها لحسَنة الفِضْلة من التفضُّل فی الثوب الواحد، و فلان حسَن الفِضْلة من ذلك. و رجل فُضُل، بالضم، مثل جنُب و مُتَفَضِّل، و امرأَة فُضُل مثل جُنُب أَیضاً، و مُتَفَضِّلة، و علیها ثوب فُضُل: و هو أَن تخالف بین طرفیه علی عاتقها و تتوشَّح به؛ و أَنشد أَبیات الراعی: یَسُوقها تِرْعِیَّة جافٍ فُضُل الأَصمعی: امرأَة فُضُل فی ثوب واحد. اللیث: الفِضَال الثوب الواحد یتفضَّل به الرجل یلبسه فی بیته: و أَلقِ فِضالَ الوَهْن عنه بوَثْبَةٍ حَواریَّةٍ، قد طال هذا التَّفَضُّل و إِنه لحسَن الفِضْلة؛ عن أَبی زید، مثل الجِلْسة و الرِّكْبة؛ قال ابن بری: و منه قول الهذلی: مَشْیَ الهَلُوكِ علیه الخَیْعَل الفُضُل الجوهری: تَفَضَّلَت المرأَة فی بیتها إِذا كانت فی ثوب واحد كالخَیْعَل و نحوه. و‌فی حدیث امرأَة أَبی حذیفة قالت: یا رسول الله إِن سالماً مولی أَبی حذیفة یرانی فُضُلًا‌أَی متبذلة فی ثیاب مَهْنَتی. یقال: تفضَّلت المرأَة إِذا لبست ثیاب مَهْنَتِها [مِهْنَتِها أَو كانت فی ثوب واحد، فهی فُضُل و الرجُلُ فُضُل أَیضاً. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌11، ص: 527
المغیرة فی صِفة امرأَة فُضُل: صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ، و قیل: أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل من ذیلها. و المِفْضَل و المِفْضَلة، بكسر المیم: الثوب الذی تتفضَّل فیه المرأَة. و الفَضْلة: اسم للخمر؛ ذكره أَبو عبید فی باب أَسماء الخمر، و قال أَبو حنیفة: الفَضْلة ما یلحق من الخَمْر بعد القِدَم؛ قال ابن سیدة: و إِنما سمیت فَضْلة لأَن صَمِیمها هو الذی بقی و فَضَل؛ قال أَبو ذؤیب: فما فَضْلة من أَذْرِعات هَوَتْ بها مُذكَّرَة عُنْسٌ، كَهادِیة الضَّحْل و الجمع فَضَلات و فِضَال؛ قال الشاعر: فی فِتْیَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، عند الفِضَال قدیمُهم لم یَدْثُرِ قال الأَزهری: و العرب تسمی الخمر فِضَالًا؛ و منه قوله: و الشَّارِبُون، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِیَتْ، صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ و تِلادِ و قوله‌فی الحدیث: شهدت فی دار عبد الله بن جُدْعان حِلْفاً لو دُعِیت إِلی مثله فی الإِسلام لأَجَبْت؛ یعنی حِلْف الفُضُول، سمی به تشبیهاً بحلْف كان قدیماً بمكة أَیّام جُرْهُم علی التناصف و الأَخذ للضعیف من القویِّ، و الغریب من القاطِن، و سمی حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم یسمی الفَضْل: الفَضْل بن الحرث، و الفَضْل بن وَدَاعة، و الفَضْل بن فَضَالة، فقیل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما یقال سَعْد و سُعود، و كان عقَده المُطَیَّبون و هم خَمْس قبائل، و قد ذكر مستوفی فی ترجمة حلف. ابن الأَعرابی: یقال للخیَّاط القَرارِیُّ و الفُضُولِیُّ. و الفَضْل و فَضِیلة: اسمان. و فُضَیْلة: اسم امرأَة؛ قال: لا تذْكُرا عندی فُضَیْلة، إِنها متی ما یراجعْ ذِكْرها القَلْب یَجْهَلِ و فُضَالة: موضع؛ قال سلمی بن المقعد الهذلی: علیكَ ذَوِی فَضَالة فاتَّبِعْهم، و ذَرْنی إِن قُرْبی غیر مُخْلی

فطحل؛ ج11، ص: 527

: الفِطَحْل، علی وزن الهِزَبْر: دهر لم یخلَق الناس فیه بَعْدُ، و زمنُ الفِطَحْل زمن نوح النبی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام؛و سئل رؤبة عن قوله زمن الفِطَحْل فقال: أَیام كانت الحجارة فیه رِطاباً، روی أَن رؤبة بن العجاج نزل ماء من المیاه فأَراد أَن یتزوَّج امرأَة فقالت له المرأَة: ما سِنُّك ما مالُك ما كذا؟ فأَنشأَ یقول: لمَّا ازْدَرتْ نَقْدِی و قلَّت إِبلی تأَلَّقَتْ، و اتَّصَلتْ بعُكْل تَسْأَلُنی عن السِّنِین كَمْ لی؟ فقلت: لو عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل، أَو عُمْرَ نوح زمنَ الفِطَحْل، و الصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِین الوَحْل، أَو أَنَّنی أُوتِیتُ عِلْم الحُكْل، علم سلیمان كلامَ النَّمْل، كنتُ رَهِین هَرَم أَو قَتْل و قال بعضهم: زَمَن الفِطَحْل إِذ السَّلام رِطاب و قال أَبو حنیفة: یقال أَتیتك عام الفِطَحْل و الهِدَمْلة یعنی زمَن الخِصْب و الرِّیفِ.
لسان العرب، ج‌11، ص: 528
الجوهری: فَطْحَل، بفتح الفاء، اسم رجل؛ و قال: تَبَاعَد منی فَطْحَلٌ إِذْ رأَیتُه أَمینَ، فزاد الله ما بیننا بُعْدَا «2». و الفِطَحْل: السَّیْل. و جملٌ فِطَحْل: ضخْم مثل السِّبَحْل؛ قاله الفراء.

فعل؛ ج11، ص: 528

: الفِعل: كنایة عن كل عمل متعدٍّ أَو غیر متعدٍّ، فَعَلَ یَفْعَلُ فَعْلًا و فِعْلًا، فالاسم مكسور و المصدر مفتوح، و فَعَلَه و به، و الاسم الفِعْل، و الجمع الفِعَال مثل قِدْح و قِداح و بِئر و بِئار، و قیل: فَعَلَه یَفْعَلُه فِعْلًا مصدر، و لا نظیر له إِلا سَحَره یَسْحَره سِحْراً، و قد جاء خَدَع یَخْدَع خَدْعاً و خِدْعاً، و صَرَع صَرْعاً و صِرْعاً، و الفَعْل بالفتح مصدر فَعَل یَفْعَل، و قد قرأَ بعضهم: و أَوحینا إِلیهم فَعْلَ الخیرات، و قوله تعالی فی قصة موسی، علیه السلام: وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِی فَعَلْتَ؛ أَراد المرة الواحدة كأَنه قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك، و قرأَ الشعبی فِعْلَتَك، بكسر الفاء، علی معنی و قَتَلْت القِتْلة التی قد عرفتها لأَنه قَتَله بوَكْزة؛ هذا عن الزجاج، قال: و الأَول أَجود. و الفَعَال أَیضاً مصدر مثل ذَهَب ذَهاباً، و الفَعال، بالفتح: الكرم؛ قال هدبة: ضَرُوب بلَحْیَیْه علی عَظْم زَوْرِه، إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا قال اللیث: و الفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود و الكرَم و نحوه. ابن الأَعرابی: و الفَعال فِعْل الواحد خاصة فی الخیر و الشر. یقال: فلان كریم الفَعال و فلان لئیم الفَعال، قال: و الفِعال، بكسر الفاء، إِذا كان الفعل بین الاثنین؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصواب و لا أَدری لمَ قَصَر اللیثُ الفَعال علی الحسَن دون القبیح، و قال المبرد: الفَعال یكون فی المدْح و الذمِّ، قال: و هو مُخَلَّص لفاعل واحد، فإِذا كان من فاعِلَین فهو فِعال، قال: و هذا هو الجید. و كانت منه فَعْلة حسنة أَو قبیحة، و الفَعَلَة صفة غالِبة علی عَمَلةِ الطین و الحفر و نحوهما لأَنهم یَفْعَلون؛ قال ابن الأَعرابی: و النَّجَّار یقال له فاعل. قال النحویون: المفعولات علی وُجوه فی باب النحو: فمفعول به كقولك أَكرمت زیداً و أَعَنْت عمراً و ما أَشبهه، و مفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ غضبك، و یسمی هذا مفعولًا من أَجلٍ أَیضاً، و مفعول فیه و هو علی وجهین: أَحدهما الحال، و الآخر فی الظروف، فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البیتَ و فی البیت، و أَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَی فی حال رُكوبه، و مفعول علیه كقولك عَلَوْت السطحَ و رَقِیت الدرَجة، و مفعول بلا صِلةٍ و هو المصدر و یكون ذلك فی الفعل اللازم و الواقع كقولك حَفِظْت حِفْظاً و فَهِمْت فَهْماً، و اللازم كقولك انكسر انكساراً، و العرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ للأَبنیة التی جاءت عن العرب مثل فُعَالة و فَعُولة و أُفْعُول و مِفْعِیل و فِعْلیل و فُعْلول و فِعْوَلَّ و فِعَّل و فُعُلّ و فُعْلة و مُفْعَنْلِل و فَعِیل و فِعْیَل. و كنی ابن جنی بالتَّفْعِیل عن تَقْطِیع البیت الشعریِّ لأَنه إِنما یَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها [ف ع ل] كقولك فَعُولُنْ مَفاعِیلُنْ و فاعِلاتن فاعِلن و مُسْتَفْعِلن فاعِلن و غیر ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر؛ و فاعِلیَّان: مثال صیغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله: یا خلیلیَّ ارْبَعا، فاسْتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِلیَّان.
(2). ورد هذا البیت فی كلمة فحطل مختلفة روایته عما هی علیه هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 529
و یقال: شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله و لم یَحْذُه علی مِثالٍ تَقدَّمه فیه مَنْ قَبْلَه، و كان یقال: أَعذب الأَغانی ما افتُعِل و أَظرَفُ الشعر ما افتُعِل؛ قال ذو الرمة: غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ، من الآفاق، تُفْتَعَل افْتِعالا أَی یبتدَع بها غِناء بدیع و صوت محدَث. و یقال لكل شی‌ء یسوَّی علی غیر مِثال تقدَّمه: مُفْتَعَل؛ و منه قول لبید: فرَمَیْت القوم رَشْقاً صائِباً، لیس بالعُصْل و لا بالمُفْتَعَل و قوله تعالی: وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّكٰاةِ فٰاعِلُونَ؛ قال الزجاج: معناه مُؤتون. و فِعال الفَأْس و القَدُوم و المِطْرَقة: نِصابها؛ قال ابن مقبل: و تَهْوِی، إِذا العِیسُ العِتاق تَفاضَلَتْ، هُوِیَّ قَدُومِ القَیْن حال فِعالها یعنی نِصابَها و هو العَمُود الذی یجعل فی خُرْتِها یعمَل به؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَتَتْه، و هی جانِحة یداها جُنوحَ الهِبْرقِیِّ علی الفِعال قال ابن بری: الفَعال مفتوح أَبداً إِلَّا الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها مكسورة الفاء، یقال: یا بابوسُ أَوْلِج الفِعال فی خُرْت الحَدَثان، و الحَدَثان الفَأْس التی لها رأْس واحدة. و الفِعال أَیضاً: مصدر فاعَل. و الفَعِلة: العادة. و الفَعْل: كنایة عن حَیاء الناقة و غیرها من الإِناث. و قال ابن الأَعرابی: سئل الدُّبَیْریُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَنی و جاء بالمُفْتَعَل أَی جاء بأَمر عظیم، قیل له: أَ تَقولُه فی كل شی‌ء؟ قال: نعم أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل، و جاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ، و یقال: عَذَّبنی وجَع أَسْهرَنی فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانی منه أَلماً لم یعهَد مثله فیما مضی له. ابن الأَعرابی: افْتَعَلَ فلان حدیثاً إِذا اخْتَرقه؛ و أَنشد: ذكْر شی‌ءٍ، یا سُلَیْمی، قد مَضی، وَ وُشاة ینطِقون المُفْتَعَل و افْتَعل علیه كذباً و زُوراً أَی اختلَق. و فَعَلْت الشی‌ء فانْفَعَل: كقولك كسَرْته فانكسَر. و فَعالِ: قد جاء بمعنی افْعَلْ و جاء بمعنی فاعِلة، بكسر اللام.

فقل؛ ج11، ص: 529

: النضر فی كتاب الزّرْع: الفَقْل التَّذْرِیة فی لغة أَهل الیمن، یقال: فَقَلُوا ما دِیسَ من كُدْسِهم و هو رفع الدِّقِّ بالمِفْقَلة، و هی الحِفْراة، ثم نَثْرُه. و یقال: كانت أَرضُهم العامَ كثیرة الفَقْل أَی الریْع، و قد أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالًا؛ و الدِّقُّ: ما قد دِیسَ و لم یُذْرَ، قال: و هذا الحرف غریب.

فقحل؛ ج11، ص: 529

: فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ فی غیر موضعه. الفراء: رجل فُقْحُل سریع الغضب.

فكل؛ ج11، ص: 529

: الأَفْكَلُ، علی أَفْعَل: الرِّعْدة، و لا یبنی منه فِعْل. التهذیب عن اللیث و غیره: الأَفْكَل رِعْدة تعلو الإِنسان و لا فعل له؛ و أَنشد ابن بری: بعَیْشكِ هاتی فغَنِّی لنا، فإِن نَداماك لم یَنْهَلُوا فَباتَتْ تُغَنی بغِرْبالها غِناءً رُویداً، له أَفْكَلُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 530
و قال الأَخطل: لَها بعد إِسْآدٍ مِراحٌ و أَفْكَل ابن الأَعرابی: افْتَكَلَ فلان فی فِعْله افْتِكَالًا و احْتَفَل احْتِفالًا بمعنی واحد. و یقال: أَخذ فلاناً أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فارتعد من بَرْد أَو خَوْف، و هو ینصرِف، فإِن سمَّیت به رجلًا لم تصرفه فی المعرفة للتعریف و وزن الفِعْل و صرفته فی النكرة. و‌فی الحدیث: أَوحی الله تعالی إِلی البحر إِنّ موسی یضربك فأَطِعْه فبات و له أَفْكَل‌أَی رِعْدة، و هی تكون من البَرْد أَو الخوف، و همزته زائدة؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: فأَخذنی أَفْكَل و ارتعدت من شدة الغَیْرة.و الأَفْكَل: اسم الأَفْوَه الأَوْدیّ لرِعْدة كانت فیه. و الأَفْكَل: أَبو بطن من العرب یقال لبنیه الأَفَاكِل. و أَفْكَل: موضع؛ قال الأَفوه: تمنَّی الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا، و تُدْرِك ثأْراً من رَغانا بِأَفْكَل «3».

فلل؛ ج11، ص: 530

: الفَلُّ: الثَّلْم فی السیف، و فی المحكم: الثَّلْم فی أَیّ شی‌ء كان، فَلَّه یَفُلُّه فَلًّا وَ فَلَّلَه فتفَلَّل و انفَلَّ و افْتَلَّ؛ قال بعض الأَغْفال: لو تنطِح الكُنادِرَ العُضُلَّا، فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلَّا و‌فی حدیث أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلًّا لَكِ، الفلُّ: الكسر و الضرب، تقول: إِنها معه بین شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بینهما، و قیل: أَرادت بالفَلِّ الخصومة. و سیف فَلِیل مَفْلُول و أَفَلُّ أَی مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة: و سَیْفی كالعَقِیقة، و هو كِمْعی، سِلاحی، لا أَفَلَّ و لا فُطارا و فُلولُه: ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، و قد قیل: الفُلول مصدر، و الأَول أَصح. و التَّفْلِیل: تَفَلُّل فی حد السكین و فی غُرُوب الأَسْنان و فی السیف؛ و أَنشد: بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ و سیف أَفَلُّ بیِّنُ الفَلَل: ذو فُلول. و الفَلُّ، بالفتح: واحد فُلُول السیف و هی كُسور فی حدِّه. و‌فی حدیث سیف الزبیر: فیه فَلَّة فُلَّها یوم بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة فی السیف، و جمعها فُلُول؛ و منه‌حدیث ابن عوف: و لا تَفُلُّوا المُدی بالاختلاف بینكم؛ المُدی جمع مُدْیة و هی السكین، كنی بفَلِّها عن النزاع و الشقاق. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: و لا فَلُّوا له صَفاةً‌أَی كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته فی الدِّین. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: یَسْتَزِلّ لُبَّك و یَسْتَفِلّ غَرْبَك؛ هو یستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، و الغرب الحدُّ. و نَصِیٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته. و تَفَلَّلَتْ مَضاربه أَی تكسرت. و الفَلِیل: ناب البعیر المتكسر، و فی الصحاح: إِذا انثلَم. و الفَلُّ: المنهزِمون. و فَلَّ القومَ یفُلُّهم فَلًّا: هزمهم فانفَلُّوا و تَفَلَّلُوا. و هم قوم فَلٌّ: منهزمون، و الجمع فُلُول و فُلَّال؛ قال أَبو الحسن: لا یخلو من أَن یكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقیاس واحده أَن یكون فالًّا كشارِب و شَرْب، و یكون فالٌّ فاعلًا بمعنی مفعول لأَنه هو الذی فُلَّ، و لا یلزم أَن یكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ،
(3). قوله [من رغانا] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 531
لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، و أَمَّا فُلَّال فجمع فالٍّ لا محالة، لأَن فَعْلًا لیس مما یكسر علی فُعَّال و إِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج الیمین أَی أَنه فی معنی مفعول؛ قال ابن سیدة: هذا تفسیر ما أَجمله أَهل اللغة. و الفَلُّ: الجماعة، و الجمع كالجمع، و هو الفَلِیل. و الفَلُّ: القوم المنهزمون و أَصله من الكسر، و انْفَلَّ سِنُّه؛ و أَنشد: عُجَیِّز عارِضُها مُنْفَلُّ، طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ و ثَغْر مُفَلَّل أَی مؤشَّر. و الفُلَّی: الكتیبة المُنْهزمة، و كذلك الفُرَّی، یقال: جاء فَلُّ القوم أَی منهزموهم، یستوی فیه الواحد و الجمع؛ قال ابن بری: و منه قول الجعدی: و أَراه لم یُغادِر غیر فَلّ أَی المَفْلول. و یقال: رجل فَلٌّ و قوم فَلٌّ، و ربما قالوا فُلُول و فِلال. و فَلَلْت الجیش: هزمته، و فَلَّه یفُلُّه، بالضم. یقال: فَلَّه فانْفَلَّ أَی كسره فانكسر. یقال: مَن فَلَّ ذلّ و من أُمِرَ فَلَّ. و‌فی حدیث الحجاج بن عِلاط: لعلّی أُصِیبُ من فَلِّ محمد و أَصحابه؛ الفَلُّ: القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر، و هو مصدر سمی به، أَراد لعلّی أَشتری مما أُصیب من غنائمهم عند الهزیمة. و‌فی حدیث عاتكة: فَلّ من القوم هارب؛ و فی قصید كعب: أن یترك القِرْن إِلَّا و هو مَفْلُولُ أَی مهزوم: و الفَلُّ: ما نَدَر من الشی‌ء كسُحالة الذهب و بُرادة الحدید و شَرَر النار، و الجمع كالجمع. و أَرض فَلٌّ و فِلٌّ: جَدْبة، و قیل: هی التی أَخطأَها المطر أَعواماً، و قیل: هی الأَرض التی لم تمطرَ بین أَرْضَین ممطورتین؛ أَبو عبیدة: هی الخَطِیطة فأَما الفِلُّ فالتی تمطَر و لا تُنبِت. قال أَبو حنیفة: أَفَلَّت الأَرض صارت فَلًّا؛ و أَنشد: و كم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ و أَقْوی، فالجِمَام طَوامِی غیره: الفِلُّ: الأَرض التی لم یصبها مطر. و أَرض فَلٌّ: لا شی‌ء بها، و فَلاةٌ منه، و قیل: الفِلُّ الأَرض القفرة، و الجمع كالواحد، و قد تكسَّر علی أَفْلال. و أَفْلَلْنا أَی صرنا فی فَلٍّ من الأَرض. و أَفْلَلْنا: وطئنا أَرضاً فِلًّا؛ و قال عبد الله بن رواحة یصف العُزَّی و هی شجرة كانت تُعبد: شَهِدْت، و لم أَكذِب، بأَنَّ محمداً رسولُ الذی فوق السموات من عَلُ و أَنَّ التی بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ، و مَنْ دانَها، فِلٌّ من الخیر مَعزِلُ أَی خالٍ من الخیر، و یروی: و من دونها … أَی الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّی؛ و قال آخر یصف إِبلًا: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ و غَتْمُ نَجْم غیر مُسْتَقِلِّ، فما تكادُ نِیبُها تُوَلِّی الغتْم: شدة الحر الذی یأْخذ بالنفَس. و قال ابن شمیل: الفَلالِیُّ واحدته فِلِّیَّة و هی الأَرض التی لم یصبها مطر عامِها حتی یصیبها المطرُ من العام المقبل. و یقال: أَرض أَفْلال؛ قال الراجز: مَرْتُ الصَّحارِی ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ و قال الفراء: أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم یصبه
لسان العرب، ج‌11، ص: 532
مطر؛ قال الشاعر: أَفَلَّ و أَقْوَی، فهو طاوٍ، كأَنما یُجاوِبُ أَعْلی صَوتِه صوتُ مِعْوَل و أَفَلَّ الرجل: ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ. و اسْتَفَلَّ الشی‌ءَ: أَخذ منه أَدنی جزء لعُسْره. و الاسْتِفْلال: أَن یُصیب من الموضع العَسِر شیئاً قلیلًا من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا یَسْتَفِلّ إِلا شیئاً یسیراً. و الفَلِیلة: الشعر المجتمع. المحكم: الفَلِیلة و الفَلِیل الشعر المجتمع، فإِما أَن یكون من باب سَلَّة و سَلٍّ، و إِما أَن یكون من الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكمیت: و مُطَّرِدِ الدِّماء، و حیث یُلْقی من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِیل قال ابن بری: و منه قول ابن مقبل: تَحَدَّرَ رَشْحاً لِیتُه و فَلائِلُه و قال ساعدة بن جؤیة: و غُودِرَ ثاوِیاً، و تَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ، أُمَیْمُ، لها فَلِیلُ و‌فی حدیث معاویة: أَنه صَعِد المنبر و فی یده فَلِیلة و طَریدة؛ الفَلِیلة: الكُبَّة من الشعر. و الفَلِیل: اللیفُ، هذلیة. و فَلَّ عنه عقله یَفِلُّ: ذهب ثم عاد. و الفُلْفُل، بالضم «1»: معروف لا ینبُت بأَرض العرب و قد كثر مجیئه فی كلامهم، و أَصل الكلمة فارسیة؛ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی من رأَی شجرَه فقال: شجره مثل شجر الرمَّان سواء، و بین الورَقتین منه شِمْراخان مَنْظومان، و الشِّمْراخ فی طول الأُصبع و هو أَخضر، فیجتنی ثم یُشَرُّ فی الظل فیسودّ و ینكمِش، و له شوك كشوك الرمان، و إِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء و الملح حتی یُدْرِك ثم یؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة علی الموائد فیكون هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، و قد فَلْفَلَ الطعام و الشراب؛ قال: «2».كأَنَّ مَكاكِیَّ الجِواءِ، غُدَیَّةً، صُبِحْنَ سُلافاً من رَحیقٍ مُفَلْفَل ذكَّر علی إِرادة الشراب. و المُفَلْفَل: ضرب من الوَشْی علیه كصَعَارِیر الفُلْفُل. و ثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْیه تحكی استِدارة الفُلْفُل و صِغَرَه. و خمرٌ مُفَلْفَل أُلقی فیه الفُلْفُل فهو یَحْذِی اللسانَ. و شرابٌ مُفَلْفَل أَی یلذَع لذْع الفُلْفُل. و تَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل: فمرَّتْ علی أَطْراف هِرٍّ، عَشِیَّةً، لها تَوْأَبانِیَّانِ لم یَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِیَّان قادِمَتا الضرع. و الفُلْفُل: الخادم الكیِّس. و شعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. المحكم: و تَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته، و ربما سمی ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلًا تشبیهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم؛ قال: و انْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه و من روی قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، و أَهل الیمن یسمون ثمر الغافِ فُلْفُلًا.
(1). قوله [و الفُلْفُل بالضم إلخ] عبارة القاموس: و الفُلْفُل كهدهد و زبرج حب هندی (2). إمرؤ القیس فی معلقته
لسان العرب، ج‌11، ص: 533
و أَدِیم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ. و‌فی حدیث علیّ: قال عَبْد خَیرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِلیه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو یتَفَلْفَل، و‌فی روایة السُّلمی: خرج علینا علیٌّ و هو یتَفَلْفَل؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی یقال جاء فلان مُتَفَلْفِلًا إِذا جاء و المِسواك فی فِیه یَشُوصُه؛ و یقال: جاءَ فلان یَتَفَلْفَلُ إِذا مشی مِشْیة المتبختر، و قیل: هو مُقارَبة الخُطی، و كلا التفسیرین محتمل للروایتین؛ و قال القتیبی: لا أَعرف یتَفَلْفَلُ بمعنی یستاك، قال: و لعله یتَتَفَّلُ لأَن من استاك تَفَل. و قال النضر: جاء فلان مُتَفَلْفِلًا إِذا جاء یشُوص فاه بالسِّواك. و فَلْفَلَ إِذا استاك، و فَلْفَلَ إِذا تبختر، قال: و من خفیف هذا الباب فُلُ فی قولهم للرجل یا فُلُ؛ قال الكمیت: و جاءتْ حَوادِث فی مِثْلِها یُقال لمثلیَ: وَیْهاً فُلُ و للمرأَة: یا فُلَة. قال سیبویه: و أَما قول العرب یا فُلْ فإِنهم لم یجعلوه اسماً حذف منه شی‌ء یثبت فیه فی غیر النداء، و لكنهم بنوا الاسم علی حرفین و جعلوه بمنزلة دَم؛ قال: و الدلیل علی أَنه ترخیم فُلان أَنه لیس أَحد یقول یا فُلْ، و هذا اسم اختص به النداء، و إِنما بُنی علی حرفین لأَن النداء موضع حذف و لم یجز فی غیر النداء، لأَنه جعل اسماً لا یكون إِلا كنایة لمنادی نحو یا هَنَة و معناه یا رجل، و قد اضطر الشاعر فاستعمله فی غیر النداء؛ قال أَبو النجم: تَدافَعَ الشیبُ، و لم تقْتلِ فی لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافیة؛ الجوهری: قولهم فی النداء یا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من یا فلان لا علی سبیل الترخیم، قال: و لو كان ترخیماً لقالوا یا فُلا. و‌فی حدیث القیامة: یقول الله تبارك و تعالی: أَی فُلْ أَ لم أُكْرِمْك و أُسَوِّدْك؛ معناه یا فُلان؛ قال ابن الأَثیر: و لیس ترخیماً لأَنه لا یقال إِلا بسكون اللام و لو كان ترخیماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سیبویه: لیست ترخیماً و إِنما هی صِیغة ارتُجِلت فی باب النداء، و جاء أَیضاً فی غیر النداء؛ و قال الجوهری: لیس بترخیم فُلان و لكنها كلمة علی حِدَة، فبنو أَسَد یوقعونها علی الواحد و الاثنین و الجمع و المؤنث بلفظ واحد، و غیرهم یثنی و یجمع و یؤنث، و فُلان و فُلانة كنایة عن الذكر و الأُنثی من الناس، فإِن كنیت بهما عن غیر الناس قلت الفُلان و الفُلانة، قال: و قال قوم إِنه ترخیم فُلان، فحذفت النون للترْخیم و الأَلف لسكونها، و تفتح اللام و تضم علی مذهبی الترخیم. و‌فی حدیث أُسامة فی الوالی الجائر: یُلْقَی فی النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فیقال له أَی فُل أَین ما كنت تصف؟

فنل؛ ج11، ص: 533

: التهذیب فی الثلاثی: ابن الأَعرابی یقال لرقبة الفِیل الفِنْئِل. و قال الفراء: الفِنْئل، بالهمز، المرأَة القصیرة.

فنجل؛ ج11، ص: 533

: الفَنْجَلة و الفَنْجَلی: مِشْیة ضعیفة. ابن الأَعرابی: الفَنْجَلة أَن یمشی مُفَاجًّا، و قد فَنْجَلَ. و الفَنْجَلَة أَیضاً: تباعُد ما بین الساقین و القدَمین. و الفَنْجَل من الرجال: الأَفْحَج. و رجل فَنْجَل: و هو المتباعد الفخذین الشدید الفَحَج؛ و أَنشد: أَللهُ أَعْطانِیك غیرَ أَحْدَلا، و لا أَصَكّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا و الفُنْجُل: عَناق الأَرض.

فهل؛ ج11، ص: 533

: أَنت فی الضَّلالِ ابنُ فَهْلَلَ؛ و فَهْلَلُ، عن یعقوب، لا ینصرف، و هو الذی لا یُعرَف. الجوهری:
لسان العرب، ج‌11، ص: 534
هو الضَّلالُ بنُ فَهْلَلَ غیر مصروف من أَسماء الباطل مثل تَهْلَل‌

فول؛ ج11، ص: 534

: الفُول: حَبٌّ كالحِمَّص، و أَهل الشام یسمون الفُول البَاقِلَّا، الواحدة فُولَة؛ حكاه سیبویه و خص بعضهم به الیابِس. و‌فی حدیث عمر: أَنه سأَل المفقود ما كان طعام الجن؟ قال: الفُول؛ هو الباقِلَّا، و الله أَعلم.

فوفل؛ ج11، ص: 534

: قال أَبو حنیفة: الفُوفَل ثمر نخلة و هو صلْب كأَنه عود خشب؛ و قال مرة: شجر الفُوفل نخلة مثل نخلة النارَجِیل تحمل كَبَائس فیها الفُوفل أَمثال التمر.

فیل؛ ج11، ص: 534

: الفِیل: معروف، و الجمع أَفْیال و فُیُول و فِیَلة؛ قال ابن السكیت: و لا تقل أَفْیِلة، و الأُنثی، فِیلة، و صاحبها فَیَّال «1» قال سیبویه: یجوز أَن یكون أَصل فِیل فُعْلًا فكسر من أَجل الیاء كما قالوا أَبیض و بِیض؛ قال الأَخفش: هذا لا یكون فی الواحد إِنما یكون فی الجمع؛ و قال ابن سیدة: قال سیبویه یجوز أَن یكون فِیل فِعْلًا و فُعْلًا فیكون أَفْیال، إِذا كان فُعْلًا، بمنزلة الأَجناد و الأَجْحار، و یكون الفُیُول بمنزلة الخِرَجَة «2» یعنی جمع خُرْج. و لیلة مثل لون الفِیل أَی سَوْداء لا یهتدی لها، و أَلوان الفِیَلة كذلك. و اسْتَفْیَل الجملُ: صار كالفِیل؛ حكاه ابن جنی فی باب اسْتَحْوذ و أَخواته؛ و أَنشد لأَبی النجم: یرید عَینَیْ مُصْعَب مُسْتَفْیِل و التَفَیُّل: زیادة الشباب و مُهْكَته؛ قال الشاعر: حتی إِذا ما حانَ من تَفَیُّله و قال العجاج: كلّ جُلالٍ یَمْلأُ المُحَبَّلا عجَنَّس قَرْم، إِذا تَفَیَّلا قال: تَفَیَّل إِذا سمن كأَنه فِیل. و رجل فَیِّل اللحم: كثیره، و بعضهم یهمزه فیقول فَیْئِل، علی فَیْعِل. و تَفَیَّلَ النبات: اكْتَهَل؛ عن ثعلب. و فَالَ رأْیُه یَفِیل فَیْلُولَة: أَخْطأَ و ضَعُف. و یقال: ما كنت أُحب أَن یری فی رأْیك فِیَالة. و رجل فِیلُ الرأْی أَی ضعیف الرأْی؛ قال الكمیت: بنی رَبِّ الجَواد، فلا تَفِیلوا، فما أَنتم، فنَعْذِرَكُم، لفِیل و قال جریر: رأَیتُك یا أُخَیْطِل، إِذْ جَرَیْنا و جُرِّبَتِ الفِراسَةُ، كنتَ فَالا و تَفَیَّلَ: كَفال. و فَیَّلَ رأْیَه: قبَّحه و خطَّأَه؛ و قال أُمیة بن أَبی عائذ: فَلَوْ غَیْرَها، من وُلْد كَعْب بن كاهِلِ، مدحْتَ بقول صادق، لم تُفَیَّلِ فإِنه أَراد: لم یفیَّل رأْیُك، و فی هذا دلیل علی أَن المضاف إِذا حذف رفِض حكمه، و صارت المعاملة إِلی ما صرت إِلیه و حصلت علیه، أَ لا تری أَنه ترك حرف المضارعة المؤذن بالغَیْبة، و هو الیاء، و عدل إِلی الخطاب البتة فقال تُفَیَّل، بالتاء، أَی لم تفیَّل أَنت؟ و مثله بیت الكتاب:
(1). قوله [و صاحبها فَیَّال] مثله فی القاموس، و كتب علیه هكذا فی النسخ و الأَصوب و صاحبه كما فی الشرح (2). قوله [و یكون الفُیُول بمنزلة الخرجة] هكذا فی الأصل و لعله محرف، و الأصل: و یكون الفِیلة بمنزلة الخرجة أو أن فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌11، ص: 535
أَولئك أَولَی من یَهودَ بِمِدْحَة، إِذا أَنتَ یوماً قلتَها لم تُفَنَّد أَی یفنَّد رأْیُك. قال أَبو عبیدة: الفَائِل من المتفرِّسین الذی یظن و یخطی‌ء، قال: و لا یعد فَائِلًا حتی ینظر إِلی الفَرس فی حالاته كلها و یتفرَّس فیه، فإِن أَخطأَ بعد ذلك فهو فارِس غیر فَائِل. و رجل فِیلُ الرأْی و الفِراسة و فالُهُ و فَیِّله و فَیْلُه إِذا كان ضعیفاً، و الجمع أَفْیال. و رجل فالٌ أَی ضعیف الرأْی مخطئ الفِراسة، و قد فَالَ الرأْیُ یَفِیلُ فُیُولة. و فَیَّلَ رأْیَه تَفْیِیلًا أَی ضعَّفه، فهو فَیِّلُ الرأْی. قال ابن بری: یقال فَالَ الرجل یَفِیل فُیُولًا و فَیالة و فِیالة؛ قال أُفْنُون التَّغلَبی: فَالُوا علیَّ، و لم أَملِك فَیالَتهم، حتی انتَحَیْت علی الأَرْساغ و القُنَنِ و‌فی حدیث علی یصف أَبا بكر، رضی الله عنهما: كنتَ للدِّین یَعْسوباً أَوَّلًا حین نفَر الناس عنه و آخراً حین فَیَّلوا، و یروی فَشِلوا!، أَی حین فال رأْیُهُم فلم یَسْتبینوا الحق. یقال: فَالَ الرجل فی رأْیه و فَیَّلَ إِذا لم یصِب فیه، و رجل فَائِل الرأْی و فَالُه و فَیِّله؛ و‌فی حدیثه الآخر: إِنْ تَمَّموا علی فِیالة [فَیَالة هذا الرأْی انقطع نِظام المسلمین؛ المحكم: و فی رأْیه فَیالة و فِیالة و فُیُولة. و المُفایَلة و الفِیَال و الفَیَال لُعْبة للصبیان، و قیل: لعبة لفِتیان الأَعراب بالتراب یَخْبَؤُون الشی‌ء فی التراب ثم یقسِمونه بقسمین ثم یقول الخابئ لصاحبه: فی أَی القسمین هو؟ فإِذا أَخطأَ قال له: فال رأْیُك؛ قال طرفة: یَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَیْزُومها بها، كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفایِلُ بالیَدِ قال اللیث: یقال فَیَال و فِیَال، فمن فتح الفاء جعله اسماً، و من كسرها جعله مصدراً؛ و قال غیره: یقال لهذه اللعبة الطُّبَن و السُّدَّر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَبِتْنَ یَلْعَبْنَ حَوالَیَّ الطُّبَنْ قال ابن بری: و الفِئال من الفأْل بالظفر، و من لم یهمز جعله من فَالَ رأْیُه إِذا لم یظفَر، قال: و ذكره النحاس فقال الفِیَال من المُفَایَلَة و لم یقل من المُفاءلة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: من الناس أَقوامٌ، إِذا صادَفوا الغِنَی تَوَلَّوْا، و فَالوا للصدیق و فَخَّموا یجوز أَن یكون فالُوا تعظَّمُوا و تَفاخموا فصاروا كالفِیَلة، أَو تجهَّموا للصدیق لأَن الفِیل جَهْم، أَو فالَتْ آراؤهم فی إِكرامه و تقریبه و مَعُونته علی الدهر فلم یكرموه و لا أَعانوه. و الفَائِل: اللحمُ الذی علی خُرْب الوَرِك، و قیل: هو عِرْق؛ قال الجوهری: و كان بعضهم یجعل الفَائِل عِرْقاً فی الفخذ؛ قال همیان: كأَنما یَیْجَعُ عِرْقا أَبْیَضِهْ، و مُلْتَقی فائِله و أُبُضِهْ و قال الأَصمعی فی كتاب الفَرس: فی الورِك الخُرْبة و هی نقرة فیها لحم لا عظم فیها، و فی تلك النقرة الفائل، قال: و لیس بین تلك النقرة و بین الجوف عظم إِنما هو جلد و لحم، و قیل: الفَائِلان مُضَیْغَتان من لحم أَسفلهما علی الصَّلَوَیْن من لَدُن أَدْنَی الحَجَبَتَیْنِ إلی العَجْب، مُكْتَنِفتا العُصْعُص منحدِرتان فی جانبی الفخذین؛ و احتجوا بقول الأَعشی: قد نَخْضِبُ العیرَ من مَكْنون فائِلِه، و قد یَشِیطُ علی أَرْماحِنا البَطَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 536
قالوا: فلم یجعله مَكْنوناً إِلا و هو عِرْق، قال الأَوَّلون: بل أَغاب اللسان فی أَقْصی اللحم، و لو كان عِرْقاً ما قال أَشْرَفَت الحَجَبَتان علیه، و یقال: المَكْنون هنا الدَّمُ؛ قال الجوهری: مَكْنون الفَائِل دَمُه، و أَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن فی الفائل، و ذلك أَن الفارس إِذا حَذَق الطعن قصد الخُرْبةَ لأَنه لیس دون الجَوف عظم، و مَكْنون فائِله دمُه الذی قد كُنَّ فیه. و الفَالُ: لغة فی الفَائِل؛ قال إمرؤ القیس: و لم أَشْهَدِ الخَیْل المُغِیرة، بالضُّحَی، علی هَیْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ، سَلِیم الشَّظی، عَبْلِ الشَّوی، شَنِجِ النَّسا، لهُ حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ علی الفَالِ أَراد علی الفَائِل فقلَب، و هو عِرْق فی الفخذین یكون فی خُرْبة الوَرِك ینحدِر فی الرِّجْل، و الله أَعلم.

فصل القاف؛ ج11، ص: 536

قبل؛ ج11، ص: 536

: الجوهری: قَبْلُ نقیض بَعْد. ابن سیدة: قَبْل عقیب بَعْد، یقال: افعله قَبْل و بَعْد، و هو مبنی علی الضم إِلا أَن یُضاف أو ینكّر، و سمع الكسائی: للَّه الأَمر من قَبْلِ و من بَعْدِ، فحذف و لم یَبْن، و قد تقدم القول علیه فی بَعْد، و حكی سیبویه: افعله قَبْلًا و بَعداً و جئتك من قَبْلٍ و من بَعْدٍ، قال اللحیانی: و قال بعضهم ما هو بالذی لا قَبْل له و ما هو بالذی لا بَعْد له. و قوله تعالی: وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ یُنَزَّلَ عَلَیْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِینَ، مذهب الأَخفش و غیره من البصریین فی تَكْریر قبل أَنه علی التوكید، و المعنی و إِن كانوا من قَبْلِ تنزیل المطر لَمُبْلِسِین، و قال قطرب: إِن قَبْل الأُولی للتنزیل و قَبْل الثانیة للمطر، و قال الزجاج: القول قول الأَخفش لأَن تنزیل المطر بمعنی المطر إِذ لا یكون إِلَّا به، كما قال: مَشَیْنَ، كما اهتزَّت رِماحٌ تسفَّهَتْ أَعالِیَها مَرُّ الرِّیاحِ النَّواسِم فالرِّیاح لا تُعرف إِلا بمرورها فكأَنه قال: تسفَّهت الریاحُ النَّواسِمُ أَعالیَها. الأَزهری عن اللیث: قَبْل عَقِیب بَعْد، و إِذا أَفردوا قالوا هو من قَبْلُ و هو من بَعْدُ، قال: و قال الخلیل قبلُ و بعدُ رفعا بلا تنوین لأَنهما غائیان، و هما مثل قولك ما رأَیت مثلَه قَطُّ، فإِذا أَضفتَه إِلی شی‌ء نصبت إذا وقع موقع الصفة كقولك جاءنا قَبْلَ عبدِ اللَّه، و هو قَبْلَ زید قادِم، فإِذا أَوقَعْتَ علیه من صار فی حدِّ الأَسماء كقولك من قبلِ زید، فصارت من صفةً، و خفِض قبلُ لأَن مِنْ مِنْ حروف الخفض، و إِنما صار قبلُ مُنْقاداً لمِن و تحوَّل من وصْفِیَّتِه إِلی الاسمیة لأَنه لا یجتمع صِفتان، و غلبه مِنْ لأَن مِن صار فی صدر الكلام فغلب. و‌فی الحدیث: نسأَلك من خیر هذا الیوم و خیرِ ما قَبْله و خیر ما بعدَه و نعوذ بك من شر هذا الیوم و شر ما قَبْله و شر ما بعده، سؤالُه خیرَ زمان مضَی هو قبول الحسنة التی قدَّمها فیه، و الاستعاذةُ منه هو طلب العفو عن ذنب قارَفَه فیه، و الوقتُ و إِن مضی فتَبِعَتُه باقیة. و القُبْل و القُبُل من كل شی‌ء: نقیض الدُّبْر و الدُّبُر، و جمعه أَقْبال، عن أَبی زید. و قُبُل المرأَة: فرجُها، و فی المحكم: و القُبُل فرج المرأَة. و‌فی حدیث ابن جریج: قلت لعطاءٍ مُحرِمٌ قبَض علی قُبُل امرأَته فقال إِذا وَغَل إِلی ما هنالك فعلیه دَمٌ، القُبُل، بضمتین: خلاف الدُّبُر و هو الفرج من الذكر و الأُنثی، و قیل:
لسان العرب، ج‌11، ص: 537
هو للأُنثی خاصة، و وَغَل إذا دخل. و لَقِیته من قُبُلٍ و من دُبُرٍ و من قُبْلٍ و من دُبْرٍ و من قُبُلُ و من دُبُرُ و من قُبُلَ و من دُبُرَ، و قد قری‌ء: إن كان قمیصه قد من قبل و من دبر، «3» بالتثقیل، و من قُبْلٍ و من دُبْرٍ. و وقع السهم بقُبْل الهدَف و بدُبْره أَی من مقدَّمه و من مؤَخَّره. الفراء قال: لَقِیته من ذی قَبَلٍ و قِبَل و من ذی عَوَض و عِوَض و من ذی أُنُفٍ أی فیما یستقبَل. و العرب تقول: ما أَنت لهم فی قِبَال و لا دِبَار أی لا یكترثون لك، قال الشاعر: و ما أَنْتَ، إِنْ غَضِبَتْ عامِر، لها فی قِبَالٍ و لا فی دِبَار الجوهری: و یقال ما له قِبْلة و لا دِبْرة إِذا لم یهتد لجهة أَمره. و ما لكلامه قِبْلة أَی جهة. و یقال: فلان جلس قُبَالته أی تُجاهه، و هو اسم یكون ظرفاً. و القابِلة: اللیلة المُقْبِلة، و قد قَبَلَ و أَقْبَلَ بمعنی. یقال: عامٌ قابِل أَی مُقْبِل. و قَبَلَ الشی‌ءُ و أَقْبَلَ: ضد دَبَر و أَدْبَرَ قَبْلًا و قُبلًا. و قَبَلْتُ بفلان و قَبِلْتُ به قَبَالةً فأَنا به قَبِیل أَی كفیل. و قَبَلَتِ الریحُ قُبولًا و قُبِلْنا: أَصابنا ریح القَبُول، و أَقْبَلْنا: صِرْنا فیها. و قَبَلَتِ المكانَ: استقبلتْه. و قَبَلْتُ النعلَ و أَقْبَلْتها: جعلت لها قِبالًا. و قَبِلْتُ الهدیةَ قَبُولًا، و كذلك قَبِلْتُ الخبرَ: صدَّقته. و قَبِلَت القَابِلة الولدَ قِبالةً، و قَبِلَ الدَّلْوَ من المُسْتقی، و قَبَلَتِ العینُ و قَبِلَت قَبَلًا، و عام قَابِل خلاف دابِر، و عام قَابِل: مُقبل، و كذلك لیلة قابِلة، و لا فعل لهما «4». و ما له فی هذا الأَمر قِبْلة و لا دِبْرة أَی وِجْهة، عن اللحیانی. و القُبْل: الوَجْه. یقال: كیف أَنت إِذا أُقْبِل قُبْلك؟ و هو یكون اسماً و ظرفاً، فإِذا جعلته اسماً رفعته، و إِن جعلته ظرفاً نصبته. التهذیب: و القُبْل إِقبالك علی الإِنسان كأَنك لا ترید غیره، تقول: كیف أَنت لو أَقبلت قُبْلَك؟ و جاء رجل إِلی الخلیل فسأَله عن قول العرب: كیف أَنت لو أُقْبِل قُبْلُك؟ فقال أَراه مرفوعاً لأَنه اسم و لیس بمصدر كالقَصْد و النَّحْو إِنما هو كیف لو أَنت استُقْبل وَجْهك بما تكره. الجوهری: و قولهم إِذًا أُقْبِلُ قُبْلَك أَی أَقصِد قَصْدك و أَتوجه نحوَك. و كان ذلك فی قُبْل الشتاء و فی قُبْل الصیف أَی فی أَوله. و‌فی الحدیث: طلقوا النساء لقُبْل عدَّتهنَّ، و فی روایة: فی قُبْلِ طُهرهنَّ‌أَی فی إِقباله و أَوَّله، و حین یمكنها الدخول فی العدَّة و الشروع فیها فتكون لها محسوبة، و ذلك فی حالة الطُّهر. و أَقْبَلَ علیه بوجهه، و الاستقبال: ضدُّ الاستدبار. و اسْتَقْبَلَ الشی‌ءَ و قَابَلَهُ: حاذاه بوجهه. و أَفْعَلُ ذلك من ذی قِبَل [قَبَل أَی فیما أَسْتَقْبِل. و افْعَلْ ذلك من ذی قِبَل [قَبَل أَی فیما تستقبل. و یقال: فلان قُبالَتی أَی مستقبَلی. و‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: لا تَسْتَقْبِلوا الشهرَ استقبالًا، یقول: لا تقدَّموا رمضان بصیامٍ قبلَه، و هو‌قوله: و لا تَصِلوا رمضان بیوم
(3). قوله [و قد قری‌ء إِنْ كٰانَ قَمِیصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ و مِنْ دُبُرٍ] فی حاشیة زاده علی تفسیر البیضاوی: قرأهما الجمهور بضمتین و بالجر و التنوین بمعنی من خلفه و من قدامه، و قری‌ء فی الشواذ بثلاث ضمات من غیر تنوین و هو مبنی علی الضم لأنه قطع عن الإضافة، و قری‌ء من قبل و من دبر بالفتح بجعلهما علمین للجهتین و منعهما من الصرف للعلمیة و التأنیث، و قری‌ء من قبل و من دبر بسكون العین تخفیفاً، ثم إن من قرأ بسكون العین منهم من قرأ بالجر و التنوین علی الأصل، و منهم من جعلها كقبل و بعد فی البناء علی الضم. (4). قوله [و لا فعل لهما] تقدم له أن فعلهما قَبَلَ كنَصَرَ و أَقْبَلَ و مثله فی القاموس و المصباح.
لسان العرب، ج‌11، ص: 538
من شعبان.و رأَیته قَبَلًا و قُبُلًا و قُبَلًا و قِبَلًا و قَبَلِیًّا و قَبیلًا أَی مُقابَلة و عِیَاناً. و‌فی حدیث آدم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: أَن اللَّه خلقه بیده ثم سَوَّاه قِبَلًا، و فی روایة: أَن اللَّه كلَّمه قِبَلًا‌أَی عِیاناً و مُقابَلة لا من وراء حجاب، و من غیر أَن یولِّیَ أَمرَه أَو كلامه أَحداً من ملائكته، و رأَیت الهلال قَبَلًا كذلك، و قال اللحیانی: القَبَل، بالفتح، أَن تری الهلال أَول ما یُری و لم یُرَ قَبْل ذلك، و كذلك كل شی‌ء أَول ما یری فهو قَبَل. الأَصمعی: الأَقْبَال ما استقبلك من مُشرِف، الواحد قَبَل، قال: و القَبَل أَن یُری الهلال أَول ما یُرَی و لم یُرَ قبل ذلك. ابن الأَعرابی: قال رجل من بنی ربیعة بن مالك: إِن الحق بِقَبَل، فمن تعدَّاه ظَلم، و من قصر عنه عجز، و من انتهی إِلیه اكتفی، قال: بقَبَل أَی یتَّضح لك حیث تراه، و هو مثل قولهم: إِن الحق عارِی. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: و أَن یُرَی الهلال قَبَلًا‌أَی یُرَی ساعة ما یطلُع لعظمه و وضُوحه من غیر أَن یُتَطلَّب، و هو بفتح القاف و الباء. الزجاج: كل ما عاینته قلتَ فیه أَتانی قَبَلًا أَی مُعاینة، و كل ما استقبلك فهو قَبَل، و تقول: لا أُكلمك إلی عشر من ذی قَبَل و قِبَل، فمعنی قِبَل إلی عشر مما تُشاهده من الأَیام، و معنی قَبَل إلی عشر یَستقبلنا،. و قال الجوهری: أَی فیما أَستأْنف. و قَبَّح اللَّه منه ما قَبَل و ما دَبَر، و بعضهم لا یقول منه فَعَل. و الإِقْبال: نقیض الإِدْبار، قالت الخنساء: تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتی إِذا ادَّكَرَتْ، فإِنما هی إِقْبَالٌ و إِدْبارُ قال سیبویه: جعلُها الإِقْبَالَ و الإِدْبارَ علی سعة الكلام، قال ابن جنی: الأَحسن فی هذا أَن یقول كأَنها خلقت من الإِقبال و الإِدْبار لا علی أَن یكون من باب حذف المضاف أَی هی ذاتُ إِقبال و إِدبار، و قد ذكر تعلیله فی قوله عز و جل: خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ. و قد أَقْبَلَ إِقْبَالًا و قَبَلًا، عن كراع و اللحیانی، و الصحیح أَن القَبْل الاسم، و الإِقْبال المصدر. و قَبَلَ علی الشی‌ء و أَقْبَلَ: لزِمه و أَخذ فیه. و أَقْبَلَتِ الأَرض بالنبات: جاءت به. و رجل مُقابَل مُدابَر: محض من أبویه، و قیل: رجل مُقابَل و مُدابَر إِذا كان كریم الطَّرَفین من قِبَل أَبیه و أُمِّه. و قال اللحیانی: المُقَابَل الكریم من كلا طرَفیه، و قیل: مُقابَل كریم النسَب من قِبَل أَبویه و قد قُوبِلَ، و قال: إِن كنت فی بكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً، فأَنا المُقابَلُ فی ذوی الأَعْمام و یقال: هذا جاری مُقابِلی و مُدابِری، و أَنشد: حَمَتْك نفسِی معَ جاراتی، مُقابِلاتی و مُدابِراتی و ناقة مُقابَلة مُدابَرة و ذات إِقْبالة و إِدْبارة و إِقْبال و إِدْبار، عن اللحیانی، إِذا شُقَّ مقدَّم أُذُنها و مؤخَّرها و فُتِلت كأَنها زَنَمَة، و كذلك الشاة، و قیل: الإِقْبالة و الإِدْبارة أَن تُشقَّ الأُذُن ثم تُفْتَل، فإِذا أُقبل به فهو الإِقْبالة و إذا أُدْبِر به فهو الإِدْبارة، و الجلدة المُعلَّقة أَیضاً هی الإِقْبالة و الإِدْبارة، و یقال لها القِبَال و الدِّبارُ، و قیل: المُقابَلة الناقة التی تُقرَض قَرْضةٌ من مقدَّم أُذنها مما یلی وجهها، حكاه ابن الأَعرابی. و قال اللحیانی: شاة مُقَابَلة و مُدابَرة و ناقة مُقَابَلة و مُدابَرة، فالمُقَابَلة التی تُقرَض أُذنها من قِبَل وجهها، و المُدابَرة التی تُقرَض أُذنها من
لسان العرب، ج‌11، ص: 539
قِبَل قَفاها. و‌فی حدیث النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَنه نهی أَن یُضَحَّی بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلة أَو مُدابَرة، قال الأَصمعی: المُقابَلة أَن یقطع من طرف أُذنها شی‌ء ثم یترك معلَّقاً لا یَبِین كأَنه زنَمَة، و المُدابَرة أَن یفعل ذلك بمؤَخَّر الأُذُن من الشاة، قال الأَصمعی: «1» و كذلك إِن كان ذلك من الأُذن أَیضاً فهی مُقابَلة و مُدابَرة بعد أَن یكون قد قطع. الجوهری: شاة مُقابَلة قطعتْ من أُذنها قطعة لم تَبِن فتركت معلَّقة من قُدُمٍ، فإِن كانت من أُخُر فهی مُدابَرة، و اسم تلك السِّمَة القُبْلة و الإِقْبَالة. أَبو الهیثم: قَبَلْت الشی‌ء و دَبَرْته إِذا استقبلتَه أَو استَدْبرته، و قُبْل عام و دُبْر عام، فالدابر المُوَلّی الذی لا یرجع، و القابِل المستقبَل. و الدابِرُ من السِّهام: الذی خرج من الرمیة. و عام قابِل أَی مُقْبِل. و القَابِلة: اللیلة المُقْبِلة، و كذلك العام القَابِل، و لا یقولون فَعَل یَفْعُل، و قول العجاج یصف قَطاة قطعت فلاة: و مَهْمَهٍ تمسی قَطاهُ نُسَّسا رَوابِعاً، و بعد رِبْعٍ خُمَّسا و إِن تَوَنَّی رَكْضَة، أَو عَرَّسا أَمسی من القابِلَتَین سُدَّسا قوله من القَابِلَتین یعنی اللیلة التی لم تأْت بعد، و قال رَوابعاً و بعد رِبْع خمساً، فإِن بنی علی الخِمْس فالقَابِلَتان السادسة و السابعة، و إِن بنی علی الرِّبْع فالقابِلتان الخامسة و السادسة، و إِنما القابِلة واحدة، فلما كانت اللیلة التی هو فیها و التی لم تأْت بعد غلَّب الاسم الأَشنع «2» و قال القابِلَتین كما قال: لنا قَمَراها و النجومُ الطَّوالِعُ فغلَّب القمر علی الشمس. و ما یعرِف قَبِیلًا من دَبِیر: یرید القُبُل و الدُّبُر، و قیل: القَبِیل طاعة الرب تعالی، و الدَّبِیر معصیته، و قیل: معناه لا یعرف الأَمر مُقبِلًا و لا مُدْبِراً، و قیل: هو ما أَقبلت به المرأَة من غَزْلها حین تَفْتِله و أَدْبَرت، و قیل: القَبِیل من الفَتْل ما أُقبِل به علی الصدْر و الدَّبِیر ما أُدْبِرَ به عنه، و قیل: القَبِیل باطِن الفَتْل و الدَّبِیر ظاهره، و قیل: القَبِیل و الدَّبِیر فی فَتْل الحبل، فالقَبِیل الفَتْل الأَوَّل الذی علیه العامة، و الدَّبِیر الفَتْل الآخر، و بعضهم یقول: القَبِیل فی قُوی الحبل كلُّ قوة علی قُوَّة، وجهُها الداخل قَبِیل و الخارج دَبِیر، و قیل: القَبِیل ما أَقبل به الفاتِل إِلی حِقْوِه، و الدَّبِیر ما أَدْبَر به الفاتِل إِلی ركبته، و قال المفضل: القَبِیل فَوْز الْقِدح فی القِمار، و الدَّبِیر خَیْبة القِدْح، و قال جماعة من الأَعراب: القَبِیل أَن یكون رأْس ضِمْن النَّعْل إِلی الإِبهام، و الدَّبِیر أَنْ یكون رأْس الضِّمْن إِلی الخِنْصَر، المحكم: و قیل القَبِیل أَسفل الأُذُن و الدَّبِیر أَعلاها، و قیل: القَبِیل القُطْن و الدَّبِیر الكَتَّان، و قیل: ما یعرف مَن یُقبِل علیه، «3» و قیل: ما یعرِف نسَب أُمِّه من نسَب أَبیه، و الجمع من كل ذلك قُبُل و دُبُر. و ما یعرِف ما قَبِیلُ هذا الأَمر من دَبِیره و ما قِبَالُه من دِبارِه، و قال ابن الأَعرابی فی قول الأَعشی: أَخو الحرب لا ضَرَعٌ واهِن، و لم ینتعِل بقِبالٍ خَدمِ «4»
(1). قوله [قال الأَصمعی و كذلك إلی قوله قد قطع] هكذا فی الأَصل. (2). قوله [: الاسم الأَشنع] هكذا فی الأصل. (3). قوله [ما یعرف من یقبل علیه] هكذا فی الأصل. (4). قوله [بقِبَال خدم] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌11، ص: 540
قال: القِبَال الزِّمام، قال: و هذا كما تقول هو ثابت الغَدَر عند الجَدَل و الحُجَج و الكَلام و القِتال أَی لیس بضعیف. و أَقْبَلَ: نقیضُ أَدْبَر. و یقال: أَقْبَلَ مُقْبَلًا مثل أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ. و‌فی حدیث الحسن: أَنه سئل عن مُقْبَلِه من العِراق، المُقْبَل، بضم المیم و فتح الباء: مصدر أَقْبَلَ یُقْبِلُ إِذا قدم. و قد أَقْبَلَ الرجلَ و أَدْبَره. و أَقْبَلَ به و أَدبر فما وجدَ عنده خیراً. و قَبِلَ الشی‌ءَ قَبُولًا و قُبُولًا، و الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و تَقَبَّلَه، كِلاهما: أَخذه. و اللَّه عز و جل یَقْبَلُ الأَعمال من عباده و عنهم و یَتَقَبَّلها. و فی التنزیل العزیز. أُولٰئِكَ الَّذِینَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مٰا عَمِلُوا،قال الزجاج: و یروی أَنها نزلت فی أَبی بكر، رضی الله عنه!.و قال اللحیانی: قَبِلْت الهدیةَ أَقْبَلُها قَبُولًا و قُبُولًا. و یقال: علیه قَبُول إِذا كانت العین تَقْبَله، و علی قَبولٍ أَی تقْبَله العین. ابن الأَعرابی: یقال قَبِلته قَبُولًا و قُبُولًا، و علی وجهه قَبُول لا غیر، و قَبِلَه بقَبُول حَسَن، و كذلك تقبَّله بقَبُول أَیضاً. و فی التنزیل العزیز: فَتَقَبَّلَهٰا رَبُّهٰا بِقَبُولٍ حَسَنٍ، و لم یقل بتقبُّل، قال الزجاج: الأَصل فی العربیة تَقَبَّلها ربها بقَبُول حسَن أَی بتقبُّل حسَن، و لكن قَبُولًا محمول علی قوله قَبِلَها قَبُولًا حسَناً، یقال: قَبِلْت الشی‌ءَ قَبُولًا إِذا رَضِیته، و تَقَبَّلْت الشی‌ءَ و قَبِلْته قَبُولًا، بفتح القاف، و هو مصدر شاذ، و حكی الیزیدی عن أبی عمرو بن العلاء: القَبُول، بالفتح، مصدر، قال: و لم أَسمع غیره. قال ابن بری: و قد جاء الوَضُوء و الطَّهُور و الوَلُوع و الوَقُود و عِدَّتُها مع القَبُول خمسة، یقال: علی فلان قَبُول إِذا قَبِلَتْه النفس، و‌فی الحدیث: ثم یُوضَع له القَبُول فی الأَرض، و هو بفتح القاف المحبة و الرِّضا بالشی‌ء و مَیْلُ النفس إِلیه. و تَقَبَّله النعیم: بدَا علیه و استبان فیه، قال الأَخطل: لَدْن تَقَبَّله النَّعیم، كأَنما مُسِحَتْ تَرائبُه بماء مُذهَب و أَقْبَله و أَقْبَلَ به إِذا راوده علی الأَمر فلم یَقْبَله. و قَابَلَ الشی‌ء بالشی‌ء مُقَابَلةً و قِبالًا: عارضه. اللیث: إِذا ضممت شیئاً إِلی شی‌ء قلتَ قابَلْتُه به، و مُقابَلة الكتاب بالكتاب و قِبالُه به: مُعارَضته. و تَقَابَلَ القومُ: استقبل بعضهم بعضاً. و قوله تعالی فی وصف أَهل الجنة: إِخْوٰاناً عَلیٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِینَ،جاء فی التفسیر: أَنه لا ینظر بعضهم فی أَقْفاء بعض.و أَقْبَلَه الشی‌ء: قابَله به. و أَقْبَلْناهم الرِّماح، و أَقْبَلَ إِبلَه أَفواه الوادی و اسْتَقْبَلَها إِیاه و قد قَبَلَتْه تَقْبُله قُبولًا، و كذلك أَقبَلْنا الرِّماحَ نحو القوم. و أَقْبَلَ الإِبلَ الطریقَ: أَسلكها إِیاه. أَبو زید: قَبَلَت الماشیة الوادی تَقْبُلُه و أَقْبَلْتُها أَنا إِیاه، قال: و سمعت العرب تقول انزِل بقَابِل هذا الجبل أَی بما استقبلك من أَقباله و قَوابِله. و أَقْبَلْتُه الشی‌ءَ أَی جعلتُه یَلی قُبالَته. یقال: أَقْبَلْنا الرماح نحو القوم. و قَبَلَتِ الماشیةُ الوادیَ: استَقْبَلَتْه، و أَقبَلْتُها إِیاه، فیتعدَّی إِلی مفعول، و منه قول عامر بن الطفیل: فلأَبْغِیَنَّكُم قَناً و عَوارِضاً، و لأُقْبِلَنَّ الخیلَ لابةَ ضَرْغَدِ و و المُقابَلَة: المُواجهة، و التَّقَابُل مثله. و هو قِبَالُك و قُبَالَتُك أَی تُجاهك، و منه الكلمة: قِبالَ كلامك، عن ابن الأَعرابی، ینصبه علی الظرف، و لو رفعه علی المبتدإِ و الخبر لجاز، و لكن كذا رواه عن العرب،
لسان العرب، ج‌11، ص: 541
و قال اللحیانی: هذه كلمة قِبالَ كلمتك كقولك حِیالَ كلمتك. و قُبَالَة الطریق: ما استقبلك منه. و حكی اللحیانی: اذهب به فأَقْبِلْه الطریق أی دُلَّه علیه و اجعله قِباله. و أَقْبَلَ المِكْواةَ الداءَ: جعلها قُبالَته، قال ابن أَحمر: شرِبْتُ الشُّكاعَی و الْتَدَدْتُ أَلِدَّةً، و أَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِیا و كنا فی سفر فأَقبَلْت زیداً و أَدْبَرْته أَی جعلته مرَّة أَمامی و مرة خلفی، و فی التهذیب: أَقْبَلْت زیداً مرة و أَدبرته أُخری أَی جعلته مرة أَمامی و مرة خلفی فی المشی. و قَبَلْت الجبل مرة و دَبَرْته أُخری. و قَبَائِل الرأْس: أَطْباقه، و قیل: هی أَربع قِطَع مَشْعوب بعضها إلی بعض، واحدتها قَبیلة، و كذلك قَبائل القدَح و الجَفْنة إِذا كانت علی قِطعتین أَو ثلاث قِطَع، اللیث: قَبیلة الرأْس كل فِلقة قد قُوبلت بالأُخری، و كذلك قَبائل بعض الغروب و الكثرة لها قَبائل، الجوهری: القَبیلة واحدة قَبائل الرأْس و هی القِطع المَشْعوب بعضها إلی بعض تصِل بها الشُّؤون، و بها سمیت قَبائل العرب، الواحدة قبیلة. و قَبائل الرحْل: أَحْناؤه المَشْعوب بعضها إِلی بعض. و قَبائل الشجرة: أَغصانها. و كل قطعة من الجلد قبیلة. و القَبِیلة: صخرة تكون علی رأْس البئر، و العُقابان دِعامَتا القَبیلة من جَنَبَتَیْها یعضِّدانها، عن ابن الأَعرابی، و هی القَبیلة و المَنْزَعَة و عُقاب البئر حیث یَقوم الساقی. و القَبیلة من الناس: بنو أَب واحد. التهذیب: أما القبیلة فمن قَبائل العرب و سائرهم من الناس. ابن الكلبی: الشَّعْب أَكبر من القَبِیلة ثم القبیلة ثم العِمارة ثم البَطْن ثم الفَخِذ. قال الزجاج: القَبیلة من ولد إِسماعیل، علیه السلام، كالسِّبْط من ولد إِسحاق، علیه السلام، سموا بذلك لیُفرق بینهما، و معنی القَبیلة من ولد إِسماعیل معنی الجماعة، یقال لكل جماعة من واحد قَبِیلة، و یقال لكل جمع من شی‌ء واحدٍ قَبِیل، قال اللَّه تعالی: إِنَّهُ یَرٰاكُمْ هُوَ وَ قَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لٰا تَرَوْنَهُمْ، أَی هو و من كان من نسله، و اشتق الزجَّاج القَبائل من قَبائل الشجرة و هی أَغصانها. أَبو العباس: أُخذتْ قَبائل العرب من قَبائل الرأْس لاجتماعها و جَماعتها الشَّعْب و القَبائل دونها. و یقال: رأَیت قَبائل من الطیر أَی أَصنافاً، و كل صِنْف منها قَبیلة: فالغِرْبان قَبِیلة و الحمام قَبیلة، قال الراعی: رأَیت رُدافَی فوقها من قَبیلة، من الطیر، یدعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ یعنی الغِرْبان فوق الناقة. و كل جِیلٍ من الجن و الناس قَبِیل. و القَبیلة: اسم فرس سمیت بذلك علی التفاؤل كأَنها إِنما تحمل قَبیلة، أَو كأَن الفارس الذی علیها یقوم مقام قَبیلة، قال مرداس بن حصن جاهلی: قَصَرْت له القَبیلة إِذ تَجَهْنا، و ما ضاقَتْ بشِدَّته ذِراعِی قصرت: حَبَسْت و أَراد اتَّجَهْنا. و القَبیل: الجماعة من الناس یكونون من الثلاثة فصاعداً من قوم شتی، كالزِّنْج و الرُّوم و العرب، و قد یكونون من نحو واحد، و ربما كان القَبیل من أَب واحد كالقَبیلة، و جمع القَبیل قُبُل، و استعمل سیبویه القَبیل فی الجمع و التصغیر و غیرهما من الأَبواب المتشابهة. و القَبَل فی العین: إِقبال إِحدی الْحَدَقَتین علی الأُخری،
لسان العرب، ج‌11، ص: 542
و قیل: إِقبالها علی المُوقِ، و قیل: إِقبالها علی عُرْض الأَنْف، و قیل: إِقبالها علی المَحْجِر، و قال اللحیانی: هی التی أَقبلت علی الحاجب، و قیل: القَبَل مثل الحَوَل، قَبَلَتْ عینُه و قَبِلَت قَبَلًا و اقْبَلَّت و هی عین قَبْلاء، و رجل أَقْبَلُ العین و امرأَة قَبْلاء، و قد أَقْبَلَ عینَه: صیَّرها قَبْلاء. و یقال: قَبِلَتِ العینُ قَبَلًا إِذا كان فیها إِقبال النظَر علی الأَنْف، و قال أَبو نصر: إِذا كان فیها مَیل كالحوَل، و قال أَبو زید: الأَقْبَل الذی أَقبَلَت حَدَقتاه علی أَنفه، و الأَحول الذی حَوِلت عیناه جمیعاً، و قال اللیث: القَبَل فی العین إِقبال السواد علی المَحْجِر، و یقال: بل إِذا أَقبل سواده علی الأَنف فهو أَقْبَل، و إِذا أَقبل علی الصُّدْغین فهو أَخْزَر، و قد قَبِلَت عینه و أَقبَلْتُها أَنا. و رجل أَقبَل بیِّن القَبَل: و هو الذی كأَنه ینظر إِلی طَرف أَنفه، قالت الخنساء: و لمَّا أَن رَأَیتُ الخیلَ قُبْلًا، تُبارِی بالخُدود شَبا العَوالی قال ابن بری: البیت للیلی الأَخیَلیَّة، قالته فی فائض بن أَبی عقیل، و كان قد فرّ عن تَوْبة یوم قتل، و الصواب فی إِنشاده: و لَمَّا أَن رأَیتَ، بفتح التاء، لأَن بعد البیت: نَسِیتَ وِصالَه و صَدَدْت عنه، كما صَدَّ الأَزَبُّ عن الظِّلال و‌فی الحدیث فی صفة هارون: فی عینه قَبَل، هو من ذلك. و فی أَبی رَیْحانة: إِنی لأَجد فی بعض ما أُنزِل من الكتب: الأَقْبَلُ القَصیرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقین مبدِّلُ السُّنة یلعنه أَهلُ السماء و الأَرض، وَیْلٌ له ثم ویل له! الأَقْبَلُ من القَبَل الذی كأَنه ینظر إِلی طرَف أَنفه، و قیل: هو الأَفْحَج. و شاة قَبْلاء بیِّنة القَبَل: و هی التی أَقبل قرناها علی وجهها. و عضُد قَبْلاء: فیها مَیل. و القَابِل و الدابِر: الساقیان. و القابِل: الذی یَقْبَل الدلو، قال زهیر: و قَابِل یتغنَّی كلَّما قَدَرَتْ، علی العَراقی، یداه قائماً دَفَقا و الجمع قَبَلَة، و قد قَبِلها قَبُولًا، عن اللحیانی، و قیل: القَبَلة الرِّشاء و الدلو و أَداتها ما دامت علی البئر یعمَل بها، فإِذا لم تكن علی البئر فلیست بقَبَلة. و المُقْبِلَتان: الفأْس و المُوسی. و القَبَل: صَدَد الجبل. و القَبَل: المحَجَّة الواضحة. و القَبَل: ما ارتفع من جبل أَو رمل أَو علو من الأَرض. و القَبَل: المرتفع فی أَصل الجبل كالسَّنَد. و یقال: انزل بقَبَل هذا الجبل أَی بسَفْحه، و تقول: قد قَبَلَنی هذا الجبل ثم دَبَرَنی، و لذلك قیل عام قَابِل. و القَبَل أَیضاً، بالتحریك: النَّشْز من الأَرض أَو الجبل یستقبلك. یقال: رأَیت شخصاً بِذلك القَبَل، و أَنشد للجعدی: خَشْیةُ اللَّه و إِنی رجل، إِنما ذِكْرِی كَنارٍ بقَبَلْ و قبل البیت: مَنَعَ الغَدْرَ فلم أَهْمُمْ به، و أَخو الغَدْرِ إِذا هَمَّ فَعَلْ قال ابن بری و مثله: یا أَیُّهَذا النابِحی نَبْحَ القَبَلْ، یَدْعو علیَّ كلَّما قام یُصَلّ
لسان العرب، ج‌11، ص: 543
أی كَمنْ یَنْبَح الجبل، قال: و القَبَل و الكَبْلُ و الحَنْبَل و النِّیمُ الفَرْوُ. و القِبَل: الطاقة، و ما لی به قِبَل أَی طاقة. و فی التنزیل العزیز: فَلَنَأْتِیَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لٰا قِبَلَ لَهُمْ بِهٰا، أی لا طاقة لهم بها و لا قدرة لهم علی مُقاوَمَتها، و قِبَل یكون لِمَا وَلیَ الشی‌ء، تقول: ذهب قِبَلَ السُّوق، و قالوا: لی قِبَلَك مال أَو فیما یَلِیك، اتُّسع فیه فأُجری مجری علی إِذا قلت لی علیك مال، و لی قِبَل فلان حق أَی عنده. و یقال: أَصابنی هذا الأَمر من قِبَله أَی من تِلْقائه من لَدُنه، لیس من تِلْقاء المُلاقاة، لكن علی معنی من عنده، قاله اللیث. و أَخذت الأَمر بقَوابِله أَی بأَوائله و حِدْثانه، و لقیته قِبَلًا أَی عِیاناً. و فی التنزیل العزیز: وَ حَشَرْنٰا عَلَیْهِمْ كُلَّ شَیْ‌ءٍ قِبَلًا، و یُقرأُ قُبُلًا، ف قِبَلًا عِیاناً، و قُبُلًا قَبِیلًا قَبِیلًا، و قیل: قُبُلًا مستقبَلًا، و قری‌ء أَیضاً: و حشرنا علیهم كل شی‌ء قَبیلًا، فهذا یقوِّی قِراءة من قرأَ قُبُلًا، التهذیب: و یجوز أَن یكون قُبُل جمع قَبِیل و معناه الكَفِیل، و یكون المعنی: لو حشر علیهم كل شی‌ء فكفَل لهم بصحة ما یقول ما كانوا لیؤمنوا، و یجوز أَن یكون قُبُلًا فی معنی ما یُقابلهم أی لو حشرنا علیهم كل شی‌ء فقابَلَهم، و یجوز قُبْلًا، علی تخفیف قُبُلًا. و قوله عز و جل: أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذٰابُ قُبُلًا، قیل: معناه عِیاناً، الزجاج: أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذٰابُ قُبُلًا و قِبَلًا و قَبَلًا، فمن قال قُبُلًا فهو جمع قَبِیل، المعنی أَوْ یأْتیهم العذاب ضُروباً، و من قال قِبَلًا فالمعنی أَو یأْتیهم العذاب مُعاینة، و من قال قَبَلًا فالمعنی أَو یأْتیهم العذاب مُقَابَلة. ابن الأَعرابی: فی قَدَمَیْه قَبَل ثم حَنَف ثم فَحَج. و فی المحكم: القَبَل كالفَحَج بین الرِّجلین. اللیث: القِبال شبه فَحَج و تباعد بین الرِّجلین، و أَنشد: حَنْكَلَةٌ فیها قِبالٌ و فَجا الجوهری: القَبَل فَحَج، و هو أَن یَتدانی صَدْر القدمین و یتباعد عَقِباهما. و قِبال النعل، بالكسر: زمامها، و قیل: هو مثل الزِّمام بین الإِصبع الوسطی و التی تلیها و قیل: هو الزمام الذی یكون فی الإِصبع الوسطی و التی تلیها. و یقال: ما رَزَأْته قِبالًا و لا زِبالًا، القِبال: ما كان قدام عقد الشِّراك، و الزِّبال الكُتْبَة التی یُخْزَم بها النعل قبل أَن یُحْذی، و یقال: الزِّبال ما تحمله النملة بفیها، أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا انقطعت نَعْلی فلا أُمّ مالك قریب، و لا نَعلی شدید قِبالُها یقول: لست بقریب منها فأَستمتع بها و لا أَنا بصبور فأَسْلی عنها. و أَقْبَل النعلَ و قَبَلَها و قَابَلَها: جعل لها قِبالیْن، و قیل: أَقْبَلَها جعل لها قِبالًا، و قَبَلَها مخففة شدَّ قِبالَها، و قیل: مُقابَلَتها أَن یثنی ذُؤَابَة الشِّراك إلی العُقدة. و یقال: قَابِلْ نعلَك أَی اجعل لها قِبالَیْن. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: أَنه كان لنعله قِبالان‌أَی زِمامان، القِبال: زِمام النعل و هو السیر الذی یكون بین الإِصبعین. و‌فی الحدیث: قَابِلوا النِّعال‌أَی اعملوا لها قِبالًا. و نعل مُقْبَلة إِذا جعلت لها قِبالًا، و مَقْبُولة إِذا شددت قِبالها. و رجل منقطع القِبال: سیِّ‌ء الرأْی، عن ابن الأَعرابی. و القَابِلَة من النساء: معروفة. و القَبَل: لُطْف القابِلة لإِخراج الولَد، و قَبِلَتِ القابِلة المرأَة تَقْبَلها قِبالةً، و كذلك قَبِل الرجلُ الغَرْبَ من المُستقی مثله، و هو القابِل. التهذیب: قَبِلَتِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 544
القابِلة المرأَة إذا قَبِلَتِ الولدَ أَی تلقَّته عند الوِلادة، و كذلك قَبِلَ الرجل الدلو من المُستقی قَبُولًا، فهو قَابِل. و‌فی الحدیث: رأَیت عقیلًا یَقْبَل غَرْب زمزم‌أَی یتلقاها فیأْخذها عند الاسْتقاء. و القَبِیل و القَبُول: القابِلة. المحكم: قَبِلَتِ القابِلةُ الولدَ قِبالًا أَخذته من الوالدة، و هی قابِلة المرأَة و قَبُولها و قَبِیلها، قال الأَعشی: أُصالحُكم حتی تَبُوءُوا بمثلِها، كصَرْخَةِ حُبْلی أَسْلَمَتْها قَبِیلُها و یروی … قَبُولها أَی یَئِست منها. و‌فی الحدیث: قَبِلَتِ القابِلة «5» الولد تَقْبَلُه إِذا تلقته عند ولادته من بطن أُمه.و القَبِیل: الكفیل و العَرِیف، و قد قَبَل [قَبِل «6» به یَقْبُلُ و یَقْبَلُ و یَقْبِلُ قَبَالةً: كَفَله. و نحن فی قَبالَته أَی فی عِرافَته، و أَنشد: إِنَّ كَفِّی لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا، فاقْبُلی یا هندُ، قالت: قد وَجَبْ قال أَبو نصر: اقْبُلی معناه كُونی أَنت قَبِیلًا، قال اللحیانی: و من ذلك قیل كتبت علیهم القَبالة. و یقال: قَبَّلْتُ العامِلَ تَقْبیلًا، و الاسم القَبَالة، و تَقَبَّله العامِلُ تَقَبُّلًا. و‌فی حدیث ابن عباس: إِیاكم و القَبالات فإِنها صغار و فضلها رِباً، هو أَن یتَقَبَّل بخَراج أَو جِبایة أَكثر مما أَعطی، فذلك الفضل رِباً، فإِن تقبَّل و زرع فلا بأْس. و القَبَالة، بالفتح: الكفالة و هی فی الأصل مصدر قَبَل إِذا كَفَل. و قَبُلَ، بالضم، إِذا صار قَبِیلًا أَی كفیلًا. و تَقَبَّلَ به: تكفّل كقَبَل. و قال: قَبَّلْت العامِلَ العمل تَقَبُّلًا، و هذا نادر، و الاسم القَبالة، و تَقَبَّله العامل تَقْبِیلًا، نادر أَیضاً. و قد روی قَبِلْتُ به و قَبَلْتُ: فی معنی كفَلْت علی مثال فَعِلْت و فَعَلْت. و یقال: تكلم فلان قَبَلًا [قَبِلًا فأَجاد، و القَبَل: أَن یتكلم بكلام لم یكن استعده عن اللحیانی و تكلم قَبَلًا أَی بكلام لم یكن أَعدَّه و رَجَزه قَبَلًا أَنشده رَجَزاً لم یكن أَعدَّه. و اقْتَبَلَ الكلامَ و الخُطبة اقْتِبالًا: ارتجَلَهما و تكلم بهما من غیر أَن یُعِدَّهما. و اقْتَبَلَ من قِبَله كلاماً فأَجاد، عن اللحیانی أَیضاً و لم یفسره إِلا أَن یرید من قِبَلِه نفسه. و سقَی علی إِبِله قَبَلًا: صبَّ الماء علی أَفواهها. و أَقْبَلَ علی الإِبل: و ذلك إِذا شربت ما فی الحوض فاستقی علی رؤوسها و هی تشرب، و قال اللحیانی مثل ذلك و زاد فیه: و لم یكن أَعدَّه قَبل ذلك و هو أَشد السقی. الجوهری و غیره: و القَبَل أَن تشرب الإِبل الماء و هو یصبُّ علی رؤوسها و لم یكن لها قبل ذلك شی‌ء، و منه قول الراجز: بالرَّیْثِ ما أَرْوَیتُها لا بالعَجَلْ، و بالحَیا أَرْوَیتُها لا بالقَبَلْ التهذیب: یقال سقی إِبله قَبَلًا إِذا صب الماء فی الحوض و هی تشرب منه فأَصابها، الأَصمعی: القَبَل أَن یورد الرجل إِبله فیستقی علی أَفواهها و لم یكن هَیَّأَ لها قبل ذلك شیئاً. و القُبْلة: اللَّثمة معروفة، و الجمع القُبَل و فعله التَّقْبِیل، و قد قَبَّلَ المرأَةَ و الصبیَّ. و القِبْلة: ناحیة الصلاة. و قال اللحیانی: القِبْلة وِجهة
(5). قوله [و فی الحدیث قَبِلَتِ القابلة] هكذا فی الأصل، و أتی به فی النهایة عقب حدیث عقیل المتقدم قریباً بلفظ: و منه قبلت القابلة إلخ علی أنه من معناه لا أنه جاء فی الحدیث. (6). قوله [و قد قَبلَ به إلخ] عبارة القاموس: و قد قَبلَ به، كنصر و سمع و ضرب.
لسان العرب، ج‌11، ص: 545
المسجد. و لیس لفلان قِبْلة أَی جهة. و یقال: أَین قِبْلَتُك أَی أَین جِهَتك، و من أَین قِبْلَتك أَی من أَین جهتك. و القِبْلَة: التی یصلی نحوها. و‌فی حدیث ابن عمر: ما بین المشرق و المغرب قِبْلة، أَراد به المسافر إِذا التبست علیه قِبْلَته، فأَما الحاضر فیجب علیه التحرِّی و الاجتهاد، و هذا إِنما یصح لمن كانت القِبْلة فی جَنُوبه أَو شَماله، و یجوز أَن یكون أَراد به قِبْلة أَهل المدینة و نواحیها فإِن الكعبة جَنوبها. و القِبْلة فی الأَصل: الجهة. و القَبُول من الریاح: الصَّبا لأَنها تستدْبِر الدَّبُور و تستقبل بابَ الكعبة. التهذیب: القَبُول من الریاح الصَّبا لأَنها تستقبل الدَّبُور. الأَصمعی: الرِّیاح معظَمها الأَربع الجَنُوب و الشَّمال و الدَّبُور و الصَّبا، فالدَّبور التی تهُبُّ من دُبُر الكعبة، و القَبُول من تِلْقائها و هی الصَّبا، قال الأَخطل: فإِن تَبْخَل سَدُوسُ بدِرْهَمَیها، فإِنَّ الرِّیحَ طَیِّبة قَبُول قال ثعلب: القَبُول ما استقبلك بین یدیك إِذا وَقَفت فی القِبْلة، قال: و إنما سمیت قَبُولًا لأَن النفس تَقْبَلُها، و هی تكون اسماً و صفة عند سیبویه، و الجمع قَبَائِل، عن اللحیانی. و قد قَبَلَتِ الرِّیح، بالفتح، تَقْبُلُ قَبْلًا و قُبُولًا، الأَول عن اللحیانی، و هی ریح قَبُول، و الاسم من هذا مفتوح و المصدر مضموم. و أَقْبَلَ القوم: دخلوا فی القَبُول، و قَبِلوا: أَصابتهم القَبُول. ابن بزرج: قالوا قَبِّلُوها الریحَ أَی أَقْبِلوها الریحَ، قال الأَزهری: و قَابِلُوها الریحَ بمعناه، فإذا قالوا استَقْبِلوها الریحَ فإِن أَكثر كلامهم اسْتَقْبِلوا بها الریح. و القَبُول: الحُسْن و الشَارة، و هو القُبُول، بضم القاف أَیضاً، لم یحكها إِلا ابن الأَعرابی و إِنما المعروف القَبُول، بالفتح، و قول أَیوب بن عَیَّابة: و لا مَنْ علیه قَبُول یُرَی، و آخَر لیس علیه قَبُول معناه لا یستوی مَنْ له رُواءٌ و حَیاءٌ و مُروءة و من لیس له شی‌ء من ذلك. و القَبُول: أَن تَقْبَل العفو و العافیة و غیر ذلك، و هو اسم للمصدر و أُمیت الفعل منه. و یقال: اقْتَبَل أَمْره إِذا استأْنَفه. و‌فی حدیث الحج: لو اسْتَقْبَلتُ من أَمری ما استدْبَرْت ما سُقتُ الهَدْی‌أَی لو عَنَّ لی هذا الرأْی الذی رأَیته أَخیراً و أَمرتكم به فی أَول أَمری لَما سُقْت الهَدْیَ معی و قلَّدته و أَشْعَرته، فإِنه إِذا فعل ذلك لا یُحِلُّ حتی ینحره و لا ینحر إِلا یوم النحر فلا یصح له فَسْخ الحج بعُمْرة، و من لم یكن معه هَدْیٌ لا یلتزم هذا و یجوز له فسخ الحج، و إِنما أَراد بهذا القول تطییب قلوب أَصحابه لأَنه كان یشقُّ علیهم أَن یُحِلُّوا و هو محرم، فقال لهم ذلك لئلا یَجِدوا فی أَنفسِهِم و لیعلموا أَن الأَفضل لهم قَبُول ما دعاهم إِلیه، و أَنه لو لا الهَدْیُ لفعله. و رجل مُقْتَبَل الشَّباب أَی مستقبل الشباب إِذا لم یُرَ علیه أَثر كِبَرٍ، و قال أَبو كبیر: و لَرُبَّ مَنْ طَأْطأْته بِحَفِیرة، كالرُّمْحِ، مُقْتَبَل الشَّباب مُحَبَّر الفراء: اقْتَبَلَ الرجلُ إِذا كاسَ بعدَ حماقة. و یقال: انزل بقُبُل هذا الجبل أَی بسَفْحِه. و وقع السهم بِقُبُل هذا و بدُبُره، و كان ذلك فی قُبُلٍ من شَبابه، و كان ذلك فی قُبُل الشِّتاء و فی قُبُل الصیف
لسان العرب، ج‌11، ص: 546
أَی فی أَوله و وجهه. و القَبَلة: حجر أَبیض یجعل فی عنق الفرس، یقال: قلَّدها بقَبَلة. و القَبْلة و القَبِیل: خرزة شبیهة بالفَلْكَة تعلَّق فی أَعناق الخیل. و القَبَل و القَبَلة: من أَسماء خرز الأَعراب. غیره: و القَبَلة خرزة من خرز نساء الأَعراب اللواتی یؤخِّذْن بها الرجال، یقُلْن فی كلامهنَّ: یا قَبَلة اقْبِلیه و یا كَرارِ كُرِّیه، و هكذا جاء الكلام، و إِن كان ملحوناً، لأَن العرب تُجْری الأَمثال علی ما جاءت به، و قد یجوز أَن یكون عنی بكَرارِ الكَرَّة فأَنَّث لذلك، و قال اللحیانی: هی القَبَل، و أَنشد: جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لهنَّ و فَطْسَةٍ، و الدَّرْدَبِیس مُقابَلًا فی المَنْظَم و القَبَلة: ما تتخذه الساحرة لیقبِل بوجه الإِنسان علی صاحبه. و قال اللحیانی: القَبْلة و القَبَل من أسماء خرز الأَعراب. الجوهری: و القَبَل جمع قَبَلَة و هی الفَلْكة، و هی أَیضاً ضرْب من الخرز یؤخَّذ بها، و ربما علقت فی عُنق الدابة تدفع بها العین. و القَبَلة حجر أَبیض عریض یعلَّق فی عُنق الفرس. و ثوبٌ قَبَائِل أَی أَخْلاق، عن اللحیانی. یقال: أَتانا فی ثوب له قَبَائِل و هی الرِّقاع. ابن الأَعرابی: إِذا رُقِع الثوب فهو المُقَبَّل و المَقْبُول و المُرَدَّم و المُلَبَّد و المَلْبُود. أَبو عمرو: یقال للخِرْقة التی یرقَع بها قَبُّ القمیص القَبِیلة، و التی یرقَع بها صدْر القمیص اللِّبْدة. و قَبَائِل اللجام: سُیوره، الواحدة قَبِیلة، قال ابن مقبل: یرخی العِذارَ، و إِن طالت قَبائلُه، عن حُزَّةٍ مثل سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِر شمر: قُصَیْری قِبالٍ حیَّة سماها أَبو خیرة قُصَیْری و سَمَّاها أَبو الدُّقیش قُصیْری قِبَال، و هی من الأَفاعی غیر أَنها أَصغر جسماً تقتُل علی المكان، قال: و أَزَمَتْ بفِرْسِن بعیر فمات مكانه. التهذیب فی الرباعی: حَیَّا اللَّه قَهْبَلَه أَی حیَّا اللَّه وجهه، و حكی عن ابن الأَعرابی: حیَّا اللَّه قَهْبَلَه و مُحَیَّاه و سَمَامَتَه و طَلَلَهُ و آلَهُ. و قال: قال أَبو العباس الهاء زائدة فیبقی حیَّا اللَّه قَبَلَه أَی ما أَقبل منه. و تَقَبَّلَ الرجل أَباه إِذا أَشبهه، قال الشاعر: تَقَبَّلْتها من أُمَّةٍ، و لَطالَما تُنوزِع فی الأَسواق منها خِمارُها و الأُمَّة هنا: الأُمُّ. و‌فی الحدیث فی صفة الغیث: أَرض مُقْبَلة و أَرض مُدْبَرة‌أَی وقع المطر فیها خِطَطاً و لم یكن عامًّا. و‌فی حدیث الدجال: و رأَی دابَّة یواریها شعرها أَهدب القُبال، یرید كثرة الشعر فی قُبالها، القُبال: الناصیة و العُرْف لأَنهما اللذان یستقبلان الناظر، و قُبال كل شی‌ء و قُبْله: أَوله و ما استقبلك منه. و‌فی حدیث المزارعة: نستثنی ما علی الماذِیاناتِ و أَقْبالِ الجَداوِل، الأَقْبال: الأَوائل و الرؤوس، جمع قُبْل. و القُبْل أَیضاً: رأْس الجبل و الأَكَمة، و قد یكون جمع قَبَل بالتحریك، و هو الكَلأُ فی مواضع من الأَرض. و القَبَل أَیضاً: ما استقبلك من الشی‌ء. و القَبَلة: الخُبَّاز، حكاها أَبو حنیفة. و قَبَلٌ: موضع، عن كراع. و‌فی الحدیث: أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِن القَبَلِیَّة: جَلْسِیَّها و غَوْرِیَّها، القَبَلِیَّة: منسوبة إلی قَبَل، بفتح القاف و الباء، و هی ناحیة من ساحل البحر بینها و بین المدینة خمسة أَیام، و قیل: هی من ناحیة الفُرْع و هو موضع بین
لسان العرب، ج‌11، ص: 547
نَخْلة و المدینة، قال ابن الأَثیر: هذا هو المحفوظ فی الحدیث، قال: و فی كتاب الأَمْكنة مَعادِن القِلَبة، بكسر القاف و بعدها لام مفتوحة ثم باء، و اللَّه أَعلم.

قتل؛ ج11، ص: 547

: القَتْل: معروف، قَتَلَه یَقْتُلُه قَتْلًا و تَقْتَالًا و قَتَل به سواء عند ثعلب، قال ابن سیدة: لا أَعرفها عن غیره و هی نادرة غریبة، قال: و أَظنه رآه فی بیت فحسِب ذلك لغة؛ قال: و إِنما هو عندی علی زیادة الباء كقوله: سُودُ المَحاجِرِ لا یَقْرَأْنَ بالسُّوَر و إِنما هو یقرأْن السُّوَر، و كذلك قَتَّلَه و قَتَل به غیرَه أَی قتله مكانه؛ قال: قَتَلتُ بعبد الله خیرَ لِداتِه ذُؤاباً، فلم أَفخَرْ بذاك و أَجْزَعا التهذیب: قَتَلَه إِذا أَماته بضرْب أَو حجَر أَو سُمّ أَو علَّة، و المنیة قَاتِلَة؛ و‌قول الفرزدق و بلغه موت زیاد، و كان زیاد هذا قد نفاه و آذاه و نذر قتله فلما بلغ موته الفرزدق شَمِتَ به فقال: كیف ترانی قالِباً مِجَنِّی، أَقْلِب أَمری ظَهْره لِلْبَطْنِ؟ قد قَتَلَ اللهُ زیاداً عَنِّی عَدَّی قَتَلَ بعنْ لأَنَّ فیه معنی صَرَفَ فكأَنه قال: قد صَرَف الله زیاداً، و قوله … قالِباً مِجَنِّی أَی أَفعل ما شئت لا أَتَرَوَّع و لا أَتَوقَّع. و حكی قطرب فی الأَمر اقْتُل، بكسر الهمزة علی الشذوذ، جاء به علی الأَصل؛ حكی ذلك ابن جنی عنه، و النحویون ینكرون هذا كراهیة ضمة بعد كسرة لا یحجُز بینهما إِلا حرف ضعیف غیر حصین. و رجل قَتِیل: مَقْتول، و الجمع قُتَلاء؛ حكاه سیبویه، و قَتْلَی و قَتَالی؛ قال منظور بن مَرْثَد: فظلَّ لَحْماً تَرِبَ الأَوْصالِ، وَسْطَ القَتَالَی كالهَشِیم البالی و لا یجمع قَتِیل جمعَ السلامة لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء، و قَتَلَه قِتْلة سَوء، بالكسر. و رجل قَتِیل: مَقْتول. و امرأَة قَتِیل: مَقْتولة، فإِذا قلت قَتیلة بَنی فلان قلت بالهاء، و قیل: إِن لم تذكر المرأَة قلت هذه قَتِیلة بنی فلان، و كذلك مررت بقَتِیلة لأَنك تسلك طریق الاسم. و قال اللحیانی: قال الكسائی یجوز فی هذا طرْح الهاء و فی الأَوّل إِدخال الهاء یعنی أَن تقول: هذه امرأَة قَتِیلة و نِسْوة قَتْلی. و أَقْتَلَ الرجلَ: عرَّضه للقَتْل و أَصْبَره علیه.و قال مالك بن نُوَیْرة لامرأَته یوم قَتَلَه خالد بن الولید: أَقْتَلْتِنی أَی عرَّضْتِنی بحُسْن وجهك للقَتْل بوجوب الدفاع عنك و المُحاماة علیك، و كانت جمیلة فقَتَلَه خالد و تزوَّجها بعد مَقْتَله، فأَنكر ذلك عبد الله بن عمر؛ و مثله: أَبَعْتُ الثَّوْب إِذا عَرَّضْته للبیع. و‌فی الحدیث: أَشدُّ الناس عذاباً یوم القیامة من قَتَلَ نبیّاً أَو قَتَلَه نبیٌّ؛ أَراد من قَتَله و هو كافر كقَتْله أُبیَّ بن خَلَف یوم بدْر لا كمَن قَتَله تطهیراً له فی الحَدِّ كماعِزٍ. و‌فی الحدیث: لا یُقْتَل قُرَشیٌّ بعد الیوم صبْراً؛ قال ابن الأَثیر: إِن كانت اللام مرفوعة علی الخَبر فهو محمول علی ما أَباح من قَتْل القُرَشیّین الأَربعة یوم الفَتْح، و هم ابن خَطَل و مَنْ معه أَی أَنهم لا یعودون كفَّاراً یُغْزوْن و یُقْتَلون علی الكفر كما قُتِل هؤلاء، و هو‌كقوله الآخر: لا تُغْزَی مكة بعد الیوم‌أَی لا تعودُ دار كفر تُغْزی علیه، و إِن كانت اللام مجزومة فیكون
لسان العرب، ج‌11، ص: 548
نهیاً عن قَتْلهم فی غیر حَدٍّ و لا قِصاص. و‌فی حدیث سَمُرة: مَنْ قَتَلَ عَبْده قَتَلْناه و من جَدَعَ عبده جَدَعْناه؛ قال ابن الأَثیر: ذكر‌فی روایة الحسن أَنه نَسِیَ هذا الحدیث فكان یقول لا یُقْتَلَ حرٌّ بعبد، قال: و یحتمل أَن یكون الحسن لم یَنْسَ الحدیث، و لكنه كان یتأَوَّله علی غیر معنی الإِیجاب و یراه نوعاً من الزَّجْر لیَرْتَدِعوا و لا یُقْدِموا علیه كما قال فی شارب الخمر: إِنْ عاد فی الرابعة أَو الخامسة فاقتُلوه، ثم جی‌ء به فیها فلم یَقْتله، قال: و تأَوَّله بعضهم أَنه جاء فی عَبْد كان یملِكه مرَّة ثم زال مِلْكه عنه فصار كُفؤاً له بالحُرِّیة، قال: و لم یقل بهذا الحدیث أَحد إِلَّا فی روایة شاذة عن سفیان و المرویُّ عنه خلافه قال: و قد ذهب جماعة إِلی القِصاص بین الحرِّ و عبد الغیر، و أَجمعوا علی أَن القِصاص بینهم فی الأَطراف ساقط، فلما سقَط الجَدْع بالإِجماع سقط القِصاص لأَنهما ثَبَتا معاً، فلما نُسِخا نُسِخا معاً، فیكون حدیث سَمُرة منسوخاً؛ و كذلك حدیث الخمر فی الرابعة و الخامسة، قال: و قد یرد الأَمر بالوَعید رَدْعاً و زَجْراً و تحذیراً و لا یُراد به وقوع الفعل، و كذلك‌حدیث جابر فی السارق: أَنه قُطِع فی الأُولی و الثانیة و الثالثة إِلی أَن جی‌ء به فی الخامسة فقال اقتُلوه، قال جابر: فقَتَلْناه، و فی إِسناده مَقال قال: و لم یذهب أَحد من العلماء إِلی قَتْل السارق و إِن تكررت منه السَّرقة. و من أَمثالهم: مَقْتَلُ الرجل بین فَكَّیْه أَی سبب قَتْله بین لَحْیَیْه و هو لِسانه. و قوله‌فی حدیث زید بن ثابت: أَرسَل إِلیَّ أَبو بكر مَقْتَلَ أَهل الیمامة؛ المَقْتَل مَفْعَل من القَتْل، قال: و هو ظرف زمان هاهنا أَی عند قَتْلهم فی الوَقْعة التی كانت بالیمامة مع أَهل الرِّدَّة فی زمن أَبی بكر، رضی الله عنه. و تَقَاتَلَ القوم و اقتَتَلُوا و تَقَتَّلوا و قَتَّلوا و قِتَّلوا، قال سیبویه: و قد أَدغم بعض العرب فأَسكن لمَّا كان الحرفان فی كلمة واحدة و لم یكونا مُنفَصِلین، و ذلك قولهم یَقِتِّلون و قد قِتَّلوا، و كسروا القاف لأَنهما ساكنان التقیا فشبِّهت بقولهم رُدِّ یا فَتی، قال: و قد قال آخرون قَتَّلوا، أَلقَوْا حركة المتحرك علی الساكن، قال: و جاز فی قاف اقْتَتَلوا الوَجْهان و لم یكن بمنزلة عَصَّ و قِرَّ یلزمه شی‌ء واحد لأَنه لا یجوز فی الكلام «7» فیه الإِظهار و الإِخْفاء و الإِدغام، فكما جاز فیه هذا فی الكلام و تصرَّف دَخَله شیئَان یَعْرضان فی التقاء الساكنین، و تحذف أَلف الوَصْل حیث حرِّكت القاف كما حذفت الأَلف التی فی رُدَّ حیث حركت الراء، و الأَلف التی فی قلَّ لأَنهما حرفان فی كلمة واحدة لحقها الإِدغام، فحذفت الأَلف كما حذفت فی رُبَّ لأَنه قد أُدْغِم كما أُدْغم، قال: و تصدیق ذلك قراءة الحسن: إِلا مَنْ خَطَّف الخَطْفة؛ قال: و من قال یَقَتِّلُ قال مُقَتِّل، و من قال یَقِتِّلُ قال مُقِتِّل، و أَهل مكة یقولون مُقُتِّل یُتْبِعون الضمة الضمة. قال سیبویه: و حدثنی الخلیل و هرون أَنَّ ناساً یقولون مُرُدِّفین یریدون مُرْتَدِفین أَتبَعُوا الضمةَ الضمة؛ و قول منظور بن مرثد الأَسدی: تَعَرَّضَتْ لی بمكان حِلِّ، تَعَرُّضَ المُهْرةِ فی الطِّوَلِّ، تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلَلِّی أَراد عن قَتْلی، فلما أَدخل علیه لاماً مشدَّدة كما أَدخل نوناً مشدَّدة فی قول دَهْلَب بن قریع: جاریة لیسَتْ من الوَخْشَنِّ أُحِبُّ منكِ مَوْضِع القُرْطنِّ
(7). قوله [لأَنه لا یجوز فی الكلام إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 549
و صار الإِعراب فیه فتَحَ اللامَ الأُولی كما تفتح فی قولك مررت بتَمْرٍ و بتَمْرَةٍ و برجُلٍ و برَجُلَین؛ قال ابن بری و المشهور فی رجز منظور: لم تَأْلُ عن قَتْلًا لی علی الحِكایة أَی عن قولها قَتْلًا له أَی اقتُلوه. ثم یُدغم التنوین فی اللام فیصیر فی السَّمْع علی ما رواه الجوهری، قال: و لیس الأَمر علی ما تأَوَّله. و قَاتَلَه مُقَاتَلةً و قِتالًا، قال سیبویه: وَفَّروا الحروف كما وَفَّروها فی أَفْعَلْت إِفْعالًا. قال: و التَّقْتال القَتْل و هو بناء موضوع للتَّكثیر كأَنك قلت فی فَعَلْت فَعَّلْت، و لیس هو مصدر فَعَّلْت، و لكن لما أَردت التَّكْثیر بَنَیْت المصدر علی هذا كما بنیت فَعَّلْت علی فَعَلْت. و قتَّلوا تقْتیلًا: شدِّد للكثرة. و المُقَاتَلَة: القتال؛ و قد قَاتَلَه قِتالًا و قِیتالًا، و هو من كلام العرب، و كذلك المُقاتَل؛ قال كعب بن مالك: أُقَاتِلُ حتی لا أَری لی مُقاتَلًا، و أَنجو إِذا غُمَّ الجَبانُ من الكَرْب و قال زید الخیل: أُقاتِلُ حتی لا أَری لی مُقاتَلًا، و أَنجُو إِذا لم یَنْجُ إِلا المُكَیّس و المُقَاتِلَة: الذین یَلُون القِتال، بكسر التاء، و فی الصحاح: القوم الذین یَصْلحون للقتال. و قوله تعالی: قٰاتَلَهُمُ اللّٰهُ أَنّٰی یُؤْفَكُونَ*؛ أَی لَعَنَهم أَنَّی یُصْرَفون، و لیس هذا بمعنی القِتال الذی هو من المُقاتلة و المحاربة بین اثنین. و قال الفراء فی قوله تعالی: قُتِلَ الْإِنْسٰانُ مٰا أَكْفَرَهُ؛ معناه لُعِن الإِنسان، و قَاتَلَه الله لعَنه الله؛ و قال أَبو عبیدة: معنی قَاتَلَ الله فلاناً قَتَله. و یقال: قَاتَلَ الله فلاناً أَی عاداه. و‌فی الحدیث: قَاتَلَ اللهُ الیهودَ‌أَی قَتَلَهُم الله، و قیل: لعَنهم الله، و قیل: عاداهم، قال ابن الأَثیر: و قد تكرر فی الحدیث و لا یخرج عن أَحد هذه المعانی، قال: و قد یرد بمعنی التعجب من الشی‌ء كقولهم: تَرِبَتْ یداه، قال: و قد ترد و لا یراد بها وُقوعُ الأَمر، و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قَاتَلَ الله سَمُرة؛ و سَبِیلُ فاعَلَ أَن یكون بین اثنین فی الغالب، و قد یرد من الواحد كسافرْت و طارَقْت النعْل. و‌فی حدیث المارّ بین یدی المُصَلِّی: قَاتِلْه فإِنه شیطان‌أَی دافِعْه عن قِبْلَتِك، و لیس كل قِتال بمعنی القَتْل. و‌فی حدیث السَّقِیفة: قَتَلَ الله سعداً فإِنه صاحب فتنة و شرٍّ‌أَی دفع الله شرَّه كأَنه إِشارة إِلی ما كان منه فی حدیث الإِفْك، و الله أَعلم؛ و‌فی روایة: أَن عمر قال یوم السَّقِیفة اقْتُلُوا سعداً قَتَلَه الله‌أَی اجعلوه كمن قُتِل و احْسِبوه [احْسُبوه فی عِداد مَنْ مات و هلك، و لا تَعْتَدُّوا بمَشْهَده و لا تُعَرِّجوا علی قوله. و‌فی حدیث عمر أَیضاً: مَنْ دَعا إِلی إِمارة نفسِه أَو غیره من المسلمین فاقْتُلُوه‌أَی اجعلوه كمن قُتِلَ و مات بأَن لا تَقْبَلوا له قولًا و لا تُقِیموا له دعوة، و كذلك‌الحدیث الآخر: إِذا بُویِع لخَلِیفتین فاقْتُلُوا الأَخیر منهما‌أَی أَبْطِلوا دعوته و اجعلوه كمَنْ قد مات. و‌فی الحدیث: علی المُقْتَتِلِین أَن یَنْحَجِزوا الأَوْلی فالأَوْلی، و إِن كانت امرأَة؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی معناه أَن یَكُفُّوا عن القَتْل مثل أَن یُقْتَل رجل له وَرَثة فأَیهم عفا سقط القَوَدُ، و الأَوْلی هو الأَقرب و الأَدنی من ورثة القتیل، و معنی المُقْتَتِلِین أَن یطلُب أَولیاء القَتِیل القَوَد فیمتنع القَتَلة فینشأ
لسان العرب، ج‌11، ص: 550
بینهم القِتال من أَجله، فهو جمع مُقْتَتِل، اسم فاعل من اقْتَتَلَ، و یحتمل أَن تكون الروایة بنصب التاءین علی المفعول؛ یقال: اقْتُتِلَ، فهو مُقْتَتَل، غیر أَن هذا إِنما یكثر استعماله فیمن قَتَله الحُبُّ؛ قال ابن الأَثیر: و هذا حدیث مشكل اختلف فیه أَقوال العلماء فقیل: إِنه فی المُقْتَتِلِین من أَهل القِبْلة علی التأْویل فإِن البَصائر ربما أَدْرَكت بعضَهم فاحتاج إِلی الانصراف من مَقامه المذموم إِلی المحمود، فإِذا لم یجد طریقاً یمرُّ فیه إِلیه بقی فی مكانه الأَول فعسی أَن یُقْتَل فیه، فأُمِرُوا بما فی هذا الحدیث، و قیل: إِنه یدخل فیه أَیضاً المُقْتَتِلون من المسلمین فی قِتالهم أَهل الحرب، إِذ قد یجوز أَن یَطْرأَ علیهم مَنْ معه العذر الذی أُبِیح لهم الانصراف عن قِتاله إِلی فِئة المسلمین التی یَتَقَوَّون بها علی عدوِّهم، أَو یصیروا إِلی قوم من المسلمین یَقْوَون بهم علی قِتال عدوِّهم فیقاتِلونهم معهم. و یقال: قُتِلَ الرجل، فإِن كان قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قیل اقْتُتِل. ابن سیدة: اقْتُتِل فلان قتله عشق النساء أَو قَتَله الجِنُّ، و كذلك اقْتَتَلَتْه النساء، لا یقال فی هذین إِلا اقْتُتِلَ. أَبو زید: اقْتُتِلَ جُنَّ، و اقْتَتَلَه الجِنُّ خُبِل، و اقْتُتِلَ الرجل إِذا عَشِق عِشْقاً مُبَرِّحاً؛ قال ذو الرمة: إِذا ما امْرُؤٌ حاوَلْن أَن یَقْتَتِلْنه، بِلا إِحْنةٍ بین النُّفوس، و لا ذَحْل هذا قول أَبی عبید؛ و قد قالوا قَتَلَه الجِنّ و زعموا أَن هذا البیت: قَتَلْنا سَیِّد الخَزْرَج سعدَ بْنَ عُباده إِنما هو للجنّ. و القِتْلة: الحالة من ذلك كله. و‌فی الحدیث: أَعَفُّ الناس قِتْلَةً أَهلُ الإِیمان؛ القِتْلَة، بالكسر: الحالة من القَتْل، و بفتحها المرَّة منه، و قد تكرر فی الحدیث و یفهَم المراد بهما من سیاق اللفظ. و مَقاتِل الإِنسان: المواضع التی إِذا أُصیبت منه قَتَلَتْه، واحدها مَقْتَل. و حكی ابن الأَعرابی عن أَبی المجیب: لا و الذی أَتَّقِیه إِلا بمَقْتَلِه «1» أَی كل موضع منی مَقْتَل بأَیِّ شی‌ءٍ شاء أَن ینزِل قَتْلی أَنزله، و أَضاف المَقْتَل إِلی الله لأَن الإِنسان كله مِلْك لله عز و جل، فمَقاتِله ملك له. و قالوا فی المَثل: قَتَلَتْ أَرْضٌ جاهلَها و قَتَّلَ أَرضاً عالِمُها. قال أَبو عبیدة: من أَمثالهم فی المعرفة و حمدِهم إِیاها قولُهم قَتَّلَ أَرضاً عالمُها و قَتَلَتْ أَرضٌ جاهلها، قال: قولهم قَتَّلَ ذلك من قولهم فلان مُقَتَّل مُضَرَّس، و قالوا قَتَلَه عِلْماً علی المَثل أَیضاً، و قَتَلْت الشی‌ءَ خُبْراً. قال تعالی: وَ مٰا قَتَلُوهُ یَقِیناً بَلْ رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَیْهِ؛ أَی لم یُحیطوا به عِلْماً، و قال الفراء: الهاء هاهنا للعلم كما تقول قَتَلْتُه علماً و قَتَلْتَه یقیناً للرأْی و الحدیث، و أَما الهاء فی قوله: وَ مٰا قَتَلُوهُ وَ مٰا صَلَبُوهُ، فهو هاهنا لعیسی، علیه الصلاة و السلام؛ و قال الزجاج: المعنی ما قَتَلُوا علْمَهم یقیناً كما تقول أَنا أَقْتُل الشی‌ء علماً تأْویله أَی أَعْلم علماً تامًّا. ابن السكیت: یقال هو قَاتِل الشَّتَوات أَی یُطعِم فیها و یُدْفِئُ الناس، و العرب تقول للرجل الذی قد جرَّب الأُمور: هو مُعاوِد السَّقْی سقی صَیِّباً. و قَتَلَ غَلیلَه: سقاه فزال غَلیلُه بالرِّیِّ، مثل بما تقدم؛ عن ابن الأَعرابی. و القِتْل، بالكسر: العدوُّ؛ قال: و اغْتِرابی عن عامِر بن لُؤَیٍّ فی بلادٍ كثیرة الأَقْتال
(1). قوله [و الذی أتقیه إلا بمَقْتَلِه] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌11، ص: 551
الأَقْتَال: الأَعداء، واحدهم قِتْل و هم الأَقْران؛ قال ابن بری: البیت لابن قیس الرُّقَیّات، و لُؤَی بالهمز تصغیر اللأْیِ، و هو الثور الوحشیُّ. و القَتالُ و الكَتَالُ: الكِدْنة و الغِلظ، فإِذا قیل ناقة نَقِیَّة القَتال فإِنما یرید أَنها، و إِن هُزِلت، فإِن عملَها باقٍ؛ قال ابن مقبل: ذعرْت بِجَوْس نَهْبَلَةٍ قِذَافٍ من العِیدِیِّ باقِیة القَتَال و القِتْل: القِرْن فی قِتال و غیره. و هما قِتْلان أَی مِثْلان و حَتْنان [حِتْنان. و قِتْل الرجل: نظیره و ابنُ عمه. و إِنه لقِتْل شرٍّ أَی عالم به، و الجمع من ذلك كله أَقْتال. و رجل مُقَتَّل: مجرِّب للأُمور. أَبو عمرو: المجرِّبُ و المُجَرَّس و المُقَتَّل كله الذی جرَّب الأُمور و عرفها. و قَتَل الخمر قَتْلًا: مزجها فأَزال بذلك حِدَّتها؛ قال الأَخطل: فقلتُ: اقْتُلوها عنكُم بمِزاجِها، و حُبَّ بها مَقْتولة، حین تُقْتَل و قال حسان: إِنَّ التی عاطَیْتَنی فَرَدَدْتُها قُتِلَتْ، قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقْتَل قوله قُتِلْتَ دعاء علیه أَی قَتَلك الله لِمَ مزجتها؛ و قول دكین: أُسْقَی بَراوُوقِ الشَّباب الخاضِلِ، أُسْقَی من المَقْتولَةِ القَواتِلِ أَی من الخُمور المَقْتولة بالمَزْج القَواتِل بحدَّتها و إِسكارها. و تَقَتَّل الرجل للمرأَة: خضَع. و رجل مُقَتَّل أَی مُذَلَّل قَتَله العشق. و قلْب مُقَتَّل: قُتِل عشقاً، و قیل مذلَّل بالحب؛ و قال أَبو الهیثم فی قوله: بسَهْمَیْكِ فی أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّل «1» قال: المُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بذلك الفعل كالناقة المُقَتَّلة المُذَلَّلة لعمل من الأَعمال و قد رِیضت و ذُلِّلَتْ و عُوِّدت؛ قال: و من ذلك قیل للخمر مَقْتُولَة إِذا مُزِجت بالماء حتی ذهبت شدَّتها فصار رِیاضة لها. و المُقَتَّل: المَكْدود بالعمل المُذَلَّلُ. و جمل مُقَتَّل: ذَلول؛ قال زهیر: كأَنَّ عَیْنیَّ فی غَرْبَیْ مُقَتَّلَةٍ، من النواضِحِ، تَسْقی جَنَّةً سُحُقَا و اسْتَقْتَل أَی اسْتَمات. التهذیب: المُقَتَّل من الدواب الذی ذَلَّ و مَرَن علی العمل. و ناقة مُقَتَّلَة: مذللة. و تَقَتَّلَت المرأَةُ للرجل: تزینت. و تَقَتَّلت: مشت مِشْیة حسنة تقلَّبت فیها و تثنَّت و تكسَّرت؛ یوصف به العشق؛ و قال: تَقَتّلْتِ لی، حتی إِذا ما قَتَلْتِنی تنسَّكْتِ، ما هذا بفِعْل النَّواسِكِ قال أَبو عبید: یقال للمرأَة هی تَقَتَّل فی مِشْیتها؛ قال الأَزهری: معناه تَدَلُّلها و اخْتیالها. و اسْتَقْتَلَ فی الأَمر: جدَّ فیه. و تَقَتَّلَ لحاجته: تهیَّأ و جدَّ. و القَتَال: النَّفْس، و قیل بقیَّتها؛ قال ذو الرمة: أَ لم تَعْلَمِی یا مَیُّ أَنی، و بیننا مَهاوٍ یَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتَالُها، أُحَدِّثُ عنكِ النَّفْسَ حتی كأَننی أُناجِیكِ من قُرْبٍ، فیَنْصاحُ بالُها؟
(1). هذا البیت لإمرئ القیس من معلقته، و صدره: و ما ذَرَفَت عیناك إلا لتضربی
لسان العرب، ج‌11، ص: 552
و نَحْلًا: جمع ناحِل، تقول منه قَتْله كما تقول صَدرَه و رأَسَه و فَأَدَه. و القَتَال: الجسمُ و اللحمُ، و قیل: القَتال بقیَّة الجسم. و قال فی موضع آخر: العُجُوس مَشْیُ العَجَاساء و هی الناقة السمینة تتأَخَّر عن النُّوق لثِقَل قَتالها، و قَتالُها شحمُها و لحمُها. و دابة ذات قَتال: مستویة الخَلْق وَثِیقة. و بقی منه قَتَال إِذا بقی منه بعد الهُزال غِلَظ أَلواح. و امرأَة قَتُول أَی قاتلة؛ و قال مدرك بن حصین: قَتُول بعَیْنَیْها رَمَتْكَ، و إِنما سِهامُ الغَوانی القاتِلاتُ عُیونُها و القَتُول و قَتْلَة: اسمان؛ و إِیاها عنی الأَعشی بقوله: شاقَتْك مِنْ قَتْلَة أَطْلالُها، بالشَّطِّ فالوِتْر [فالوُتْر إِلی حاجِرِ و القَتَّال الكِلابی: من شُعَرائهم.

قثل؛ ج11، ص: 552

: القِثْوَلُّ: العَیِیُّ الفَدْم المُسْتَرْخِی مثل العِثْوَلّ؛ قال: لا تَحْسَبَنِّی كفَتًی قِثْوَلِّ، رَثٍّ كحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ قال ابن بری: و أَنشد أَبو زید أَیضاً: و شَمَّرَ الضِّبْعانُ و اشْمَعَلَّا، و كان شیخاً حَمِقاً قِثْوَلَّا قال أَبو الهیثم: قال أَبو لیلی الأَعرابیُّ لی و لصاحب لی كُنَّا نختلف إِلیه: أَنت بُلْبُل قُلْقُل و صاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ؛ قال: و القُلْقُل و البُلْبُل الخفیف من الرجال، و العِثْوَلُّ و القِثْوَلُّ الثقیل الفَدْم. و رجل قِثْوَلُّ اللحیة: كثیرها. و عِذْقٌ قِثْوَلٌّ: كَثِیف. و یقال: أَعطیته قِثْوَلًّا من اللحم أَی بِضْعة كبیرة بِعظامها، و الله أَعلم.

قثعل؛ ج11، ص: 552

: الجوهری فی ترجمة قعثل: المُقْثَعِلُّ من السهام الذی لم یُبْرَ بَرْیاً جیِّداً؛ قال لبید: فرَمَیْتُ القومَ رِشْقاً صائباً، لیس بالعُصْلِ و لا بالمُقْثَعِلّ

قحل؛ ج11، ص: 552

: القاحِل: الیابس من الجلود. و سِقاءٌ قَاحِل و شیخ قَاحِل و شیخ قَحْل، بالسكون، و قد قَحَل، بالفتح، یَقْحَل قُحُولًا، فهو قَاحِل؛ و‌فی حدیث وَقْعة الجمل: كیف نردُّ شَیْخَكم و قد قَحَل؟ أَی مات و جف جلده؛ قال ابن الأَثیر: أَخرجه الهروی فی یومِ صِفِّین، و الخبر إِنما هو فی یوم الجمل؛ و الشِّعرُ: نحنُ بنو ضَبَّة أَصحاب الجملْ، الموتُ أَحْلی عندنا من العَسَلْ، رُدُّوا علینا شیخَنا ثم بَجَلْ فأُجیب: كیف نردُّ شیخَكم و قد قَحَلْ؟ ابن سیدة: قَحَلَ الشی‌ءُ یَقْحَلُ قُحُولًا و قُحِلَ قُحُولًا كلاهما یَبِس، فهو قَاحِل. و قال الجوهری: قَحِلَ، بالكسر، قَحْلًا مثله، فهو قَحِلٌ. و قَحِلَ جلدُه و تَقَحَّلَ و تَقَهَّل علی البدل: یَبِسَ من العبادة خاصة؛ عن یعقوب. و قال أَبو عبید: قَحِلَ الرجلُ و قَفِل [قَفَل قُحُولًا و قُفُولًا إِذا یَبِس و قَبَّ قُبُوباً و قَفَّ قُفُوفاً؛ و قال الراجز فی صفة الذئب: صبَّ علیها، فی الظلام الغَیْطَلِ، كلَّ رَحِیب شِدْقُه مُسْتَقْبَلِ یَدُقُّ أَوساطَ العِظام القُحَّلِ، لا یَدْخَرُ العامَ لعامٍ مُقْبِلِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 553
و یقال: تَقَحَّلَ الشیخُ تَقَحُّلًا و تقهَّل تقهُّلًا إِذا یَبس جلده علی عظمه من البُؤْس و الكِبَر. و قال ابن الأَعرابی: لا أَقول قَحِلَ و لكن قَحَلَ و‌فی الحدیث: قَحَلَ الناس علی عهد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی یَبِسوا من شدة القَحْط. و قد قَحِلَ یَقْحَلُ قَحَلًا إِذا التزق جلده بعظمه من الهزال و البِلَی، و أَقْحَلْته أَنا؛ و منه‌حدیث استسقاء عبدِ المطلب: تتابعتْ علی قریش سِنُو جدْب قد أَقْحَلَتِ الظِّلْف‌أَی أَهزلت الماشیة و أَلصقت جلودَها بعِظامها، و أَراد ذات الظِّلفِ؛ و منه‌حدیث أُمِّ لیلی: أَمرنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن لا نُقْحِلُ أَیدیَنا من خِضاب.و‌فی حدیث: لأَنْ یَعْصُبه أَحدُكم بقِدٍّ حتی یَقْحَلَ خیرٌ من أَن یسأَل الناس فی نكاح، یعنی الذكر أَی حتی یَیْبَس. و القُحَال: داء یصیب الغنم فتجفّ جلودها فتموت. و رجل قَحْل و امرأَة قَحْلة: مُسِنَّان. و رجل إِنْقَحْل و امرأَة إِنْقَحْلة، بكسر الهمزة: مُخْلَقان من الكِبَر و الهَرَم؛ أَنشد الأَصمعی: لمَّا رأَتْنی خَلَقاً إِنْقَحْلا و قد یقال الإِنْقَحْل فی البعیر؛ قال ابن جنی: ینبغی أَن تكون الهمزة فی إِنْقَحْل للإِلحاق بما اقْترن بها من النون من باب جِرْدَحْل، و مثله ما روی عنهم من قولهم إِنْزَهْوٌ، و امرأَة إِنْزَهْوَة إِذا كانا ذوَی زَهْوٍ، و لم یَحْك سیبویه من هذا الوزن إِلّا إِنْقَحْلًا وحده. الجوهری: المُتَقَحِّل الرجل الیابس الجِلْد السیّ‌ء الحال. و أَقْحَلْت الشی‌ء: أَیْبَسْته.

قحفل؛ ج11، ص: 553

: قَحْلَف ما فی الإِناءِ و قَحْفَلَه: أَكَله أَجمع.

قذل؛ ج11، ص: 553

: القَذَال: جِماع مُؤَخَّر الرأْس من الإِنسان و الفرسِ فوق فَأْس القَفا، و الجمع أَقْذِلة و قُذُل. ابن الأَعرابی: و القَذَال ما دون القَمَحْدُوَة إِلی قِصاص [قُصاص الشعر؛ الأَزهری: القَمَحْدُوة ما أَشرف علی القَفا من عظم الرأْس و الهامة فوقها، و القَذال دونها مما یلی المَقَذَّ. و المَقْذولُ: المَشْجوج فی قَذاله. و یقال: القَذَال مَعْقد العِذار من رأْس الفرس خلْف الناصیة. و یقال: القَذَالان ما اكتنف فَأْس القَفا من عن یمین و شمال. و قَذَال الفرس: موضع ملتَقی العذار من فوق القَوْنَسِ؛ قال زهیر: و مَلْجَمُنا، ما إِنْ یُنال قَذَالُه و لا قَدَماه الأَرض، إِلا أَنامِلُه و قَذَلْت فلاناً أَقْذُلُه قَذْلًا إِذا تَبِعْته. الفراء: القَذَل و الوَكَف و النَّطَف و الوَحَرُ العیبُ. یقال: قَذَلَه یَقْذُلُه قَذْلًا إِذا عابه، و قَذَلَه أَصاب قَذاله، و هو مؤخَّر رأْسه. و القَاذِل: الحجَّام لأَنه یَشْرِط ما تحت القَذال. و جاء فلان یَقْذُل فلاناً أَی یَتْبعه. و القَذْل: المَیْل و الجَوْر.

قذعل؛ ج11، ص: 553

: القِذَعْلُ، مِثال سِبَحْل: اللئیم الخسیس الهیِّن. و المُقْذَعِلُّ: الذی یتعرَّض للقوم لیدخل فی أَمرهم و حدیثهم و یتزحف إِلیهم و یرمی الكلمة بعد الكلمة، و هو كالمُقْذَعِرِّ. و المُقْذَعِلُّ من كل شی‌ء: السریع؛ و أَنشد: إِذا كُفِیت أَكْتفی، و إِلَّا وجَدْتنی أَرْمُلُ مُقْذَعِلَّا و اقْذَعَلَّ: عسُر. الأَزهری فی الخماسی: رجل قِنْذَعْل إِذا كان أَحمق، و قیل: هو بالدال و بالذال معاً.
لسان العرب، ج‌11، ص: 554‌

قذعمل؛ ج11، ص: 554

: القُذَعْمِل و القُذَعْمِلَة: القصیر الضخم من الإِبل، مرخَّم بترك الیاءین. و القُذَعْمِلَة: الناقة القصیرة. و ما فی السماء قُذَعْمِلَة أَی شی‌ء من السحاب، و هو الشی‌ء الیسیر مما كان. و ما أَصبت منه قُذَعْمِیلًا أَی ما أَصبت منه شیئاً. و القُذَعْمِلَة: المرأَة القصیرة الخسیسة، و تصغیرها قُذَیْعِمٌ. الأَزهری: ما عنده قُذَعْمِلَة و لا قِرْطَعْبة أَی لیس له شی‌ء. و شیخ قُذَعْمِیل: كبیر.

قرل؛ ج11، ص: 554

: القِرِلَّی: طائر؛ و فی الأَمثال: أَحزم من قِرِلَّی، و أَخطف من قِرِلَّی، و أَحذر من قِرِلَّی؛ قال ابن بری: القِرِلَّی طائر صغیر من طیور الماء یصید السَمك، و قیل: إِن قِرِلَّی طیر من بنات الماء صغیر الجرم، سریع الغَوْص، حدید الاختطاف، لا یُرَی إِلا مُرَفْرِفاً علی وجه الماء علی جانِبٍ، یهوی بإِحدی عینیه إِلی قَعْر الماء طَمَعاً، و یرفع الأُخری فی الهواء حَذَراً؛ و أَنشد ابن بری: یا مَنْ جَفانی و مَلَّا، نَسِیت أَهْلًا و سَهْلا و مات مَرْحَبُ لَمَّا رأَیتَ مالِیَ قَلَّا إِنِّی أَظُنُّك تحكی، بما فَعَلْتَ، القِرِلَّی و روی فی أَسْجاع ابنة الخُسّ: كُنْ حَذِراً كالقِرِلَّی، إِن رأَی خیراً تَدَلَّی، و إِن رأَی شرًّا تَوَلَّی؛ قال الأَزهری: ما أَری قِرِلَّی عربیّاً؛ قال ابن بری: و یروی كُنْ بَصیراً كالقِرِلَّی، یقال: إِنه إِذا أَبصر سمكة فی قعْر البحر انقضَّ علیها كالسَّهْم، و إِن رأَی فی السماء جارحاً مَرَّ فی الأَرض. و یقال: قِرِلَّی اسم رجل لا یتخلَّف عن طعام أَحد.

قرثل؛ ج11، ص: 554

: رجل قَرْثلٌ: زَرِیٌّ قصیر، و الأُنثی قَرْثَلَة.

قرزل؛ ج11، ص: 554

: قَرْزَل الشی‌ءَ: جَمَعَه. و القُرْزُلة: كالقُنْزُعة فوق رأْس المرأَة. یقال: قَرْزَلَتِ المرأَة شعرَها إِذا جمعته وسط رأْسها. و القَرْزَلَة: جمعُك الشی‌ءَ. و القُرْزُل: شی‌ء تتخذه المرأَة فوق رأْسها كالقُنْزُعة. و القُرْزُل: الدابة الصُّلْبة. و القُرْزُل: القید. و قُرْزُل، بالضم: اسم فرس كان فی الجاهلیة، قال ابن الأَعرابی: هو فرس عامر بن الطُّفَیل؛ و أَنشد: و فَعَلْت فِعْلَ أَبیك فارسِ قُرْزُلٍ، إِنَّ النَّدودَ هو ابن كلِّ نَدُودِ و قیل لهذا الفرس قُرْزُل كأَنه قَیْد للوَحْش یلحقها؛ قال أَبو عبیدة: و قُرْزُل الفرسُ المجتمِع الخلْق الشدید الأَسْر، و قال: كان فرسَ الطُّفَیل أَبی عامر؛ و أَنشد ابن بری فی القُرْزُلِ الفرسِ قولَ أَوس: و الله لو لا قُرْزُلٌ إِذ نجَا، لكان مَثْوَی خدِّك الأَخْرَما و قال الجوهری: قُرْزُل فرس كان لطفیل بن مالك. و القُرْزُل: اللئیم؛ قال هُدْبة بن الخَشْرَم: و لا قُرْزُلًا وسْط الرِّجال جُنادِفاً، إِذا ما مَشَی أَو قال قوْلًا تَبَلْتَعا

قرزحل؛ ج11، ص: 554

: قالت العامریة: القِرْزَحْلة، بالقاف، من خرَز الصِّبیان تلبسها المرأَة فیرضی بها قَیِّمُها و لا یبتغی غیرها و لا یَلِیق معها أَحد؛ و أَنشد ابن بری: لا تنفعُ القِرْزَحْلةُ العَجائزا، إِذا قطعْنا دونها المَفاوِزا
لسان العرب، ج‌11، ص: 555
و القِرْزَحْلة: خشبة طولها ذراع أَو شبر نحو العصا، و هی أَیضاً المرأَة القصیرة.

قرطل؛ ج11، ص: 555

: القِرْطَلَّة: عِدْلُ حمار؛ عن أَبی حنیفة، قال فی باب الكرْم و وصَف قریة بعِظَم العَناقید: العُنْقودُ منه یملأَ قِرْطَلَّة، و القِرْطَلَّة عِدْل حمار. اللیث: القِرْطالة البَرْذَعة، و كذلك القُرْطاطُ و القِرْطِیطُ. الجوهری: القِرْطالَة واحدة القِرْطالِ.

قرعبل؛ ج11، ص: 555

: القَرَعْبَلانَةُ: دوَیْبَّة عریضة مُحْبَنْطِئة عظیمة البطن؛ قال ابن سیدة: و هو مما فات الكِتاب من الأَبنیة إِلا أَن ابن جنی قد قال: كأَنه قَرَعْبَل، و لا اعتِداد بالأَلف و النون بعدها، علی أَن هذه اللفظة لم تسمع إِلا فی كتاب العین، قال الجوهری: أَصل القَرَعْبَلانَة قَرَعْبَل فَزِیدت فیه ثلاثة حروف، لأَن الاسم لا یكون علی أَكثر من خمسة أَحرف، و تصغیره قُرَیْعِبَة. الأَزهری: ما زاد علی قَرَعْبَل فهو فضل لیس من حروفهم الأَصلیة؛ قال: و لم یأْت اسم فی كلام العرب زائداً علی خمسة أَحرف إِلا بزیادات لیست من أَصلها، أَو وصل بحكایة كقولهم: فتَفْتَحه طَوْراً، و طوراً تُجِیفُه، فتسمَع فی الحالین منه جَلَنْ بَلَقْ حكی صوت بابٍ ضَخْم فی حالتی فتحِه و إِسْفاقِه و هما حكایتان مُتباینتان: جَلَنْ علی حدة، و بَلَقْ علی حدة، إِلَّا أَنهما التزقا فی اللفظ فظنَّ غیر الممیز أَنهما كلمة واحدة؛ و نحو ذلك قال الشاعر فی حكایة أَصوات الدواب: جَرَتِ الخَیْلُ فقالت: حبَطَقْطقْ و إِنما ذلك أَرداف أُردفت بهذه الكلمة كقولهم عَصَبْصَب، و أَصله من قولهم یَوْمٌ عَصِیبٌ.

قرقل؛ ج11، ص: 555

: القَرْقَل: ضرْب من الثیاب، و قیل: هو ثوب بغیر كُمَّین. أَبو تراب: القَرْقَلُ قمیص من قُمُصِ النساء بلا لِبْنة، و جمعه قَراقِل، و قال الأَزهری فی الثلاثی عن الأُموی: هو القَرْقَل باللام لقَرْقَل المرأَة، قال: و نساء أَهل العراق یقولون قَرْقَرٌ، قال: و هو خطأَ و كلام العرب القَرْقَل، باللام، قال: و كذلك قال الفراء و غیره، و قال الأُموی فی موضع آخر: القَرْقَلُ الذی تسمیه الناس و العامة القَرْقَر.

قرمل؛ ج11، ص: 555

: القَرْمَلُ: نبات، و قیل: شجر صغار ضِعاف لا شوك له، واحدته قَرْمَلة. قال اللحیانی: القَرْمَلة شجرة من الحَمْض ضعیفة لا ذُری لها و لا سُتْرة و لا مَلْجأ، قال: و فی المثَل: ذلیلٌ عاذَ بقَرْمَلة، و بعضهم یقول: ذلیلٌ عائذ بقَرْمَلة؛ یقال هذا لمَن یستعین بمَن لا دفع له و بأَذَلَّ منه، و العرب تقوله للرجل الذَّلیل یَعُوذ بمن هو أَضعف منه؛ قال جریر: كأَنِ الفرزدقَ، إِذْ یَعوذُ بخاله، مثلُ الذلیل یَعوذ تحت القَرْمَل یضرَب لمن استعان بضعیف لا نُصْرة له، لأَن القَرْمَلَة شجرة علی ساق لا تُكِنُّ و لا تُظِلُّ، و القَرْمَلَة من دِقّ الشجر لا أَصل له؛ قال أَبو النجم: یَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كَذاوی القَرْمَل و قال أَبو حنیفة: القَرْمَلَة شجرة ترتفع علی سُوَیْقة قصیرة لا تستر، و لها زَهْرة صغیرة شدیدة الصفرة و طعمها طعم القُلَّام. و القِرْمِلَة: إِبل كلها ذو سَنامَیْن. الجوهری:
لسان العرب، ج‌11، ص: 556
القَرَامِل الإِبل ذوات السنامین. و القُرامِل: البُخْتیُّ «2» أَو ولده. و القِرْمِل: الصغار من الإِبل. الجوهری: القِرْمِل، بالكسر، ولد البُخْتیِّ. التهذیب: و القِرْمِلِیَّة من الإِبل الصغار الكثیرة الأَوبار، و هی إِبل التُّرْك. و قال أَبو الدقیش: أُمُّها البُخْتِیَّة و أَبوها الفالِجُ، و الفالِجُ: الجمل الضخم یحمَل من السند للفِحْلة. و‌فی علیّ، رضی الله عنه: أَنّ قِرْمِلِیّاً تَرَدَّی فی بئر.و‌فی حدیث مسروق: تَرَدَّی قِرْمَل فی بئر فلم یقدروا علی نحره فسأَلوه فقال: جُوفوه ثم اقطعوه أَعضاء‌أَی اطعَنوه فی جَوْفه. ابن الأَعرابی: یقال رمیت أَرْنَباً فَدَرْبَیْتُها و قَصْمَلْتُها و قَرْمَلْتُها إِذا صرعتَها. و قَرْمَل: مَلِك من الیمن. و قُرْمُل: اسم قَیْل من أَقْیال حِمْیر. و قَرْمَل: اسم فرس عُرْوة بن الوَرْد؛ قال: كَلَیلة شَیْباء التی لستُ ناسِیاً و لَیْلَتنا، إِذْ مَنَّ، ما مَنَّ، قَرْمَلُ و القَرامِیل: ما وصلت به الشعر من صوف أَو شعر؛ التهذیب: و القَرامِیل من الشعر و الصوف ما وصلت به المرأَة شعرها. الجوهری: القَرامِل ما تشدُّه المرأَة فی شعرها؛ قال الراجز: تَخالُ فیه القُنَّة القُنُونا، أَو قَرْمَلِیّاً مانِعاً دَفُونا «3». و‌فی الحدیث: أَنه رخَّص فی القَرامِل، و هی ضفائر من شعر أَو صوف أَو إِبریسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها. و حكی ابن الأَثیر: القَرْمَل، بالفتح، نبات طویل الفروع لیِّن.

قرنفل؛ ج11، ص: 556

: القَرَنْفُل و القَرَنْفُول: شجر هندیُّ لیس من نبات أَرض العرب؛ و ذكره إمرؤ القیس فی شعره فقال: نَسِیم الصَّبا جاءت برَیَّا القَرَنْفُل «4». و من العرب من یقول قَرَنْفُول. ابن بری: القَرَنْفُل هذا الطیب الرائحة و قد كثر فی كلامهم و أَشعارهم؛ قال: وا بأَبی ثَغْرك ذاك المَعْسولْ، كأَنَّ فی أَنْیابه القَرَنْفُولْ و قیل: إِنما أَشبع الفاء للضرورة؛ و أَنشد الأَزهری فی القَرَنْفول أَیضاً: خَوْدٌ أَناةٌ كالمَهاة عُطْبُول، كأَنَّ فی أَنْیابها القَرَنْفُول و طیبٌ مُقَرْفَل: فیه قَرَنْفُل، و حكی أَبو حنیفة مُقَرْنَف. التهذیب فی الرباعی: القَرَنْفُل حمل شجرة هندیة، و الله أَعلم.

قزل؛ ج11، ص: 556

: القَزَل، بالتحریك: أَسوأ العَرَج و أَشده. و‌فی حدیث مجالد بن مسعود: فأَتاهم و كان فیه قَزَل فأَوْسَعُوا له؛ هو أَسوأ العرَج و أَشده، قَزِلَ، بالكسر، قَزَلًا و قَزَلَ یَقْزِلُ قَزْلًا، و هو أَقْزَل، و قیل: الأَقْزَل الأَعرج الدقیق الساقَیْن، لا یكون أَقْزَل حتی یجمع بین هاتَیْن الصِّفَتَیْن، رواه ابن الأَعرابی، و یقال ذلك للذئب؛ و استعاره بعضهم للطائر فقال: تَدَعُ الفِراخَ الزُّغْبَ فی آثارِها مِنْ بین مَكْسور الجَناح، و أَقْزَلا
(2). قوله [و القرامل البختی إلخ] هكذا فی الأصل (3). قوله [تخال فیه إلخ] هكذا فی الأصل هنا، و أعاده فی مادة قنن ضمن أبیات من المشطور فی صفة بحر (4). صدرُ هذا البیت: إذا قامتا تَضَوَّعَ المِسْكُ منهما
لسان العرب، ج‌11، ص: 557
و قَزِلَ قَزَلًا و هو أَقْزَل: تبختر. و قَزَلَ یَقْزِلُ و هو أَقْزَلُ: مَشی مِشْیة المقطوع الرجل. و قد قَزَلَ، بالفتح، قَزَلاناً إِذا مشی مِشْیة العُرْجان. و القَزَلان: العَرَجان، و قیل: القَزَل دِقَّة الساق و ذهابُ لحمها، و لم یذكر العرَج مع ذلك. و الأَقْزَل: ضرْب من الحیَّات.

قسطل؛ ج11، ص: 557

: القَسْطَل و القَسْطَال و القُسْطُول و القَسْطَلان، كله: الغُبار الساطِع. و القَصْطَل، بالصاد أَیضاً؛ زاد التهذیب: و كَسْطَل و كَسْطَن و قَسْطان و كَسْطان. قال الأَزهری: جعل أَبو عمرو قَسْطان بفتح القاف، فَعلاناً لا فَعْلالًا، و لم یجز قَسْطالًا و لا كَسْطالًا لأَنه لیس فی كلام العرب فَعْلال من غیر المضاعف غیر حرف واحد جاء نادراً و هو قولهم: ناقة بها خَزْعالٌ؛ قال ابن سیدة: هذا قول الفراء. و قال الجوهری: القَسْطال لغة فیه كأَنه ممدود منه مع قلة فَعْلال فی غیر المضاعف؛ و أَنشد أَبو مالك لأَوس بن حَجَر یَرْثی رجلًا: و لَنِعْم رِفْدُ القوم ینتظرونه، و لنعم حَشْوُ الدِّرْع و السِّرْبال و لنعم مأْوی المُسْتَضیف إِذا دَعا، و الخیل خارجة من القَسْطال و قال آخر: كأَنه قَسْطال ریح ذی رَهَجْ و‌فی خبر وقعة نَهاوَنْد: لما التقی المسلمون و الفُرْس غَشِیتهم قَسْطلانیة‌أَی كثرة الغبار، بزیادة الأَلف و النون للمبالغة؛ و القَسْطَلانِیَّة: قُطُف منسوبة إِلی بلد أَو عامل. غیره: القَسْطَلانیُّ قُطُف، الواحدة قَسْطَلانِیَّة؛ و أَنشد: كأَنَّ علیها القَسْطَلانیَّ مُخْمَلًا، إِذا ما التقَتْ شُقَّاتُهُ بالمَناكِب و القَسْطَلانِیَّة: بَدْأَة الشَّفَق. و القَسْطَلانیُّ: قوسُ قُزَح. الجوهری: القَسْطَلانِیَّة قوس قُزَح و حمرة الشفق أَیضاً؛ قال مالك بن الرَّیْب: تَری جَدَثاً قد جَرَّت الریحُ فوقه تُراباً، كَلَوْن القَسْطَلانیِّ، هابِیَا قال ابن بری: و القُسْطالة و القُسْطانة قوسُ قُزَح. و قال أَبو حنیفة: القَسْطَلانیُّ خُیوط كخُیُوط خَیْط المُزْن «1» تحِیط بالقمر، و هی من علامة المطر؛ قال ابن سیدة: و إِنما قال أَبو حنیفة خُیوط، و إِن لم تكن خُیوطاً، علی التشبیه، و كثیراً ما یأْتی بمثل هذا فی كتابه المَوْسوم بالنَّبات.

قسطبل؛ ج11، ص: 557

: التهذیب فی الخماسی: فی نوادر الأَعراب قُسْطَبِینَتُه و قُسْطَبِیلَتُه یعنی الكُمُرَّة، و الله أَعلم.

قسمل؛ ج11، ص: 557

: القِسْمِل: ولد الأَسد. و قِسْمِل: بطن من الأَزد. و قِسْمِیل: أَبو بطن. و القَسَامِلَة و القَسَامِیل: الأَحیاء من العرب. التهذیب: القَسَامِلَة حَیٌّ، و النسبة إِلیهم قِسْملیّ. و قَسْمَلَةُ الأَزدیُّ: اسمه معاویة بن عمرو بن مالك أَخی هُناءَةَ و نِوَاء و فَراهِیم «2» و جَذِیمَة الأَبْرَش. و الله أَعلم.

قصل؛ ج11، ص: 557

: القَصْل: القَطْع، و قیل: القَصْل قطع الشی‌ء من وسطه أَو أَسفل من ذلك قَطْعاً وَحِیّاً. قَصَلَ الشی‌ء یَقْصِله قَصْلًا و اقْتَصَله: قطعة. و سیف
(1). قوله [كخیوط خیط المزن] هكذا فی الأصل هنا، و تقدم فی مادة قسط: كخیوط قوس المزن (2). قوله [و نواء و فراهیم] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 558
قَاصِلٌ و مِقْصَل و قَصَّال: قَطَّاع؛ و أَنشد: مع اقْتِصالِ القَصَرِ العَرادِمِ و منه سمی القَصِیل. و لسان مِقْصَل: ماضٍ. و جمل مِقْصَل: یَحْطِم كل شی‌ء بأَنیابه. و القَصِیلُ: ما اقتُصِل من الزرع أَخْضَرَ، و الجمع قُصلان، و القَصْلة: الطائفة المُقْتَصَلة منه، و قَصَل الدابةَ یَقْصِلُها قَصْلًا و قَصَلَ علیها: علفها القَصِیل. و القُصالة من البُرِّ: ما عُزِل منه إِذا نُقِّی، و قَصَلَها: داسَها. و قال اللحیانی: قُصالة الطعام ما یخرج منه فیرمی به ثم یُداس الثانیة، و ذلك إِذا كان أَجَلَّ من التراب و الدِّقاق قلیلًا. و القَصَل: ما یخرج من الطعام فیرمی به، و القَصْل لغة؛ عن اللحیانی. غیره: و القَصَل فی الطعام مثل الزُّؤانِ؛ و قال: یَحْمِلْنَ حَمْراءَ رَسوباً بالنَّقَلْ، قد غُرْبِلَتْ و كُرْبِلَتْ من القَصَلْ و قال الفراء: فی الطعام قَصَلٌ و زُؤان و غَفًی، منقوص، و كل هذا مما یخرج منه فیرمی به. و القَصْلَة و القِصْلة: الجماعة من الإِبل نحو الصِّرْمة، و قیل هی من العشرة إِلی الأَربعین، فإِذا بلغت الستین فهی الكدحة «1». و القِصْل، بالكسر: الفَسْل الضعیف الأَحمق، و قیل: هو الذی لا یَتَمالك حُمْقاً، و الأُنثی قِصْلة؛ و أَنشد لمالك بن مرداس: لیس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، عند البیوت، راشِنٍ مِقَمِّ و إِنما سمی القَصِیل الذی تعلف به الدواب قَصِیلًا لسرعة اقْتِصاله من رَخَاصَتِه. قال أَبو الطیب: القِصْل فی الناس، و القَصَل فی الطعام. و قَصَلَ عنُقَه: ضرَبها؛ عن اللحیانی. و قَصَل: اسم رجل. و‌فی حدیث الشعبی: أُغْمِی علی رجل من جهینة فلما أَفاق قال ما فعل القُصَل؛ هو بضم القاف و فتح الصاد اسم رجل.

قصعل؛ ج11، ص: 558

: القُصْعُل، مثل الفُرْزُل: اللئیم؛ و أَنشد ابن بری: قامة القُصْعُلِ الضعیفِ، و كَفٌّ خِنْصَراها كُذَیْنِقا قَصَّار «2». و القُصْعُل: ولد العقرب، و الفاء لغة، و قیل: القِصْعل، بكسر القاف، ولد العقرب و الذئب. و اقْصَعَلَّت الشمس: تكبَّدت السماءَ.

قصفل؛ ج11، ص: 558

: فی نوادر الأَعراب: قَصْفَل الطعامَ و قَصْمَله و قَصْبَله إِذا أَكله أَجمع.

قصمل؛ ج11، ص: 558

: قَصْمَلَ الشی‌ءَ: قطعه و كسره، و قَصْمَلَ عنقَه: دَقَّه؛ عن اللحیانی. قال الأَزهری: القَصْمَلَة مأْخوذة من القَصْل، و هو القطع، و المیم زائدة. و القَصْمَلَة: شدة العَضِّ و الأَكل، یقال: أَلقاه فی فیه فالتقمه القَصْمَلی، مقصوراً؛ و أَنشد فی وصف الدهر: و الدهر أَخْنَی یقْتُل المقاتِلا، جارحَة أَنیابُه قَصَاملا و المُقَصْمِل: الشدید العصا من الرعاء؛ قال أَبو النجم: لیس بمُلْتَاثٍ و لا عَمَیْثَلِ، و لیس بالفَیَّادَةِ المُقَصْمِلِ
(1). قوله [فهی الكدحة] هكذا فی الأصل، و عبارته فی مادة صدع: فإذا بلغت ستین فهی الصدعة أی بالكسر (2). ورد هذا البیت فی مادة كذلق و فیه الضئیل بدل الضعیف
لسان العرب، ج‌11، ص: 559
لأَن الراعی إِنما یوصف بلین العصا. و فی نوادر الأَعراب: قَصْفَل الطعامَ و قَصْمَله و قَصْبَله إِذا أَكله أَجمع. ابن الأَعرابی: رمیت أَرْنَباً فَدَرْبَیْتها و قَصْمَلْتها و قَرْمَلْتُها إِذا صَرَعْتها؛ و زَحْزَحْته مثلُه، و رمیته بحجر فَتَدَرْبأَ. و القَصْمَلَة: دُوَیْبَّة تقَع فی الأَسنان و الأَضراس فلا تلبث أَن تُقَصْمِلها فتَهْتِك الفَمَ. و القَصْمَلة من الماء و نحوه: مثل الصُّبَابة. و القُصَمِل، علی مثال عُلَبِط، من الرجال: الشدید. و قَصْمَل الرجلُ إِذا قارب الخُطَی فی مشیه. و القِصْمِل: من أَسماء الأَسد.

قطل؛ ج11، ص: 559

: القَطْل: القطع. قَطَلَه یَقْطِله و یَقْطُله: قَطَعَه؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة، قَطْلًا، فهو مَقْطُول و قَطِیل؛ و كان أَبو ذؤیب الهذلی یلقَّب القَطِیل لأَنه القائل یصف قَبْراً: إِذا ما زارَ مُجْنَأَةً علیها ثِقالُ الصخر، و الخشب القَطِیل أَراد بالقَطِیل المَقْطول و هو المقطوع، و بهذا البیت سمی القَطِیل. قال ابن سیدة: هذا قول ابن درید و إِنما هو فی روایة السكری لساعدة. و قَطَّله: كَقَطله؛ عن أَبی حنیفة. و قال اللحیانی: قَطَلَ عنقه و قَصَلها أَی ضرب عنقه. و نخلة قَطِیل: قُطِعت من أَصلها فسقطت. و جذع قَطِیل و قُطُل، بالضم: مقطوع، و قد تَقَطَّلَ. الأَصمعی: القُطُل المقطوع من الشجر؛ قال المتنخل الهذلی یصف قتیلًا: مُجَدَّلًا یَتَكَسَّی جلْدُه دَمَه، كما تقطَّر جِذْعُ الدُّومة القُطُل و یروی: یَتسَقَّی. و المِقْطَلَة: حدیدة یقطع بها، و الجمع مَقَاطِل. و قَطَّلَه: أَلقاه علی جنبه كقَطَّره، و قیل: صرعه و لم یُحَدَّ أَ عَلی جنْب واحد أَم علی جنبین. ابن الأَعرابی: القَطَل الطُّول، و القَطَل القِصَر، و القَطَل اللِّین، و القَطَل الخَشْنُ. و القَطِیلَة: قطعة كِساء أَو ثوب ینشَّف بها الماء. و القَاطُول: موضع علی دِجْلة.

قطربل؛ ج11، ص: 559

: قُطْرُبُّلٌ، بالضم و التشدید الباء: موضع بالعراق.

قعل؛ ج11، ص: 559

: القُعال: ما تَناثر عن نَوْرِ العنب و فاغِیة الحِنَّاء و شبهِه من كِمامه، واحدته قُعالة. و أَقعَل النَّوْرُ: انشقت عنه قُعالته. و الاقتِعالُ: تَنْحِیة القُعال. و اقْتَعَلَه الرجل إِذا اسْتَنْفَضَه فی یده عن شجره. و القَعْل: عود یسمَّی المِشْحَط یجعل تحت سُرُوغ القُطوف لئلا تتَعَفَّر، و خصص الجوهری فقال: القُعَال نَوْرُ العنب. أَقْعَلَ الكرمُ: انشقَّ قُعاله و تَناثر. و القَاعِلَة: الجبل الطویل. و القَوَاعِل: رؤوس الجبال؛ قال إمرؤ القیس: عُقاب تَنُوفَی لا عُقابُ القَواعِل «1» و قیل: القَوَاعِل الجبال الصغار. الجوهری: القَاعِلَة واحدة القَوَاعِل، و هی الطِّوال من الجبال؛ قال ابن بری: قال أَبو عمرو واحدة القَواعِل قَوْعَلة؛ و شعر الأَفوَه دلیل علی أَنه قَاعِلَة قال: و الدهرُ، لا یَبْقی علیه لِقْوَةٌ فی رأْس قَاعِلة نَمَتْها أَرْبَعُ قوله نَمَتْها أَربع أَی أَربع لِقْوات. و عُقاب قَیْعَلة: تأْوِی إِلی القَواعِل أَو تَعلوها؛ أَنشد ثعلب لخالد بن قیس بن منقذ: لَیْتك، إِذ رُهِنْت آلَ مَوْأَلَهْ، حَزُّوا بنَصْل السیف عند السَّبَلَهْ، و حَلَّقَت بك العُقاب القَیْعَلهْ
(1). صدر هذا البیت: كأنّ دِثاراً حلَّقَت بلَبُونِه
لسان العرب، ج‌11، ص: 560
و قیل: عُقاب قَیْعَلةٍ و قَوْعَلةٍ بالإِضافة أَی عُقاب موضع یسمی بهذا. و القَیْعَلة: المرأَة الجافیة العظیمة. و المُقْتَعَلُ: السهم الذی لم یُبْرَ بَرْیاً جیداً؛ قال لبید: فَرمَیْت القوم رِشْقاً صائباً، لیس بالعُصْل و لا بالمُقْتَعَلْ و الاقعِیلالُ: الانتصاب فی الركوب. و صخرةٌ مُقْعالَّة: منتصِبة لا أَصل لها فی الأَرض. و القَعْلُ: الرجل القصیر المَشْؤُوم. و القَعْوَلَة فی المشی: إِقبال القدَم كلها علی الأُخری، و قیل: هو تباعد ما بین الكعبین و إِقبال كل واحدة من القدَمین بجماعتها علی الأُخری، و قیل: هی مشیٌ ضعیف، و قد قَعْوَل فی مشیه قَعْوَلَة، و قیل: القَعْوَلَة أَن یمشی كأَنه یَغْرِف التراب بقدمیه، یقال: قَعْوَل إِذا مَشَی مِشْیة قبیحة كأَنه یَغْرف التراب بقدمیه. و قَعْوَل إِذا مشی مِشْیة مَنْ یَحْثی الترابَ بإِحدی قدمیه علی الأُخری لقَبَلٍ فیهما؛ و قال صخر بن عمیر: فإِنْ تَرینی فی المَشِیب و العَلَهْ، فَصِرْت أَمشِی القَعْوَلی و الفَنْجَلَهْ، و تارةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ و الفَنْجلة: مثل القَعْوَلَة؛ یقال: مَرَّ یُقَعْوِل و یُفَنْجِل؛ و النَّقْثَلة: أَن یُثِیر الترابَ إِذا مشی.

قعبل؛ ج11، ص: 560

: القَعْبَلُ و القُعْبُول: نبْت یُنابِت الكَمْأَة فی الربیع، یُجْنی فیُشْوی و یطبخ و یؤكل. و القَعْبَل و القِعْبِل: ضرْب من الكمْأَة ینبُت مستطیلًا دقیقاً كأَنه عود، و إِذا یبس صار له رأْس أَسود مثل الدُّجُنَّة السوداء، یقال له فَسَوات الضِّباع؛ و قال أَبو حنیفة: هو ضرْب من الكمْأَة ینبُت مستطیلًا فإِذا یبس تَطایر. الأَزهری: القَعْبَل الفُطْر، و هو العَسْقَل. و القُعْبُول: القَعْبُ. و قَعْبَل: اسمٌ.

قعثل؛ ج11، ص: 560

: تَقَعْثَلَ فی مشیه و تقَلْعَثَ كلاهما إِذا مَرَّ كأَنه یَتَقلَّع من وَحَل، و هی القَلْعَثة. الجوهری عن الأَصمعی: القَعْثَلة مشیة مثل القَعْوَلة.

قعطل؛ ج11، ص: 560

: ضَرَبه فقَعْطَله أَی صرعه. و قَعْطَلَ علی غریمه إِذا ضیَّق علیه فی التَّقاضی. و قَعْطَلَه قَعْطَلَة إِذا صرعه. و القَعْطَلَ: السریع، و قد سَمَّوْا قَعْطَلًا.

قعمل؛ ج11، ص: 560

: الأَزهری: القَعْمَلَة الطَّرْجَهارة، قال: و هی القَمْعَلة.

قفل؛ ج11، ص: 560

: القُفُول: الرُّجوع من السفر، و قیل: القُفُول رجوع الجُنْد بعد الغَزْوِ، قَفَلَ القوم یَقْفُلون، بالضم، قُفُولًا و قَفْلًا؛ و رجل قَافِل من قوم قُفَّال، و القَفَل اسم للجمع. التهذیب: و هُمُ القَفَل بمنزلة القَعَد اسم یلزمهم. و القَفَل أَیضاً: القُفُول. تقول: جاءهم القَفَل و القُفول، و اشتقَّ اسمُ القافِلة من ذلك لأَنهم یَقْفُلون، و قد جاء القَفَل بمعنی القُفُول؛ قال الراجز: عِلْباء، أَبْشِرْ بأَبیكَ و القَفَلْ أَتاكَ، إِنْ لم یَنْقَطِعْ باقی الأَجَلْ، هَوَلْوَل، إِذا وَنی القومُ نَزَلْ قال أَبو منصور: سمیت القَافِلَة قافِلة تَفاؤلًا بقُفُولها عن سَفرها الذی ابتدأَته، قال: و ظن ابنُ قتیبة أَن عوامَّ الناس یغلَطون فی تسمیتهم الناهِضین فی سفر أَنشؤوه قافِلة، و أَنها لا تسمَّی قافِلَة إِلا منصرِفة إِلی وَطنِها، و هذا غلَط، ما زالت العرب تسمی الناهضین فی ابتداء الأَسفار قافِلة تفاؤلًا بأَن یُیَسِّر الله لها القُفول، و هو شائع فی كلام فُصحائهم إِلی الیوم. و القَافِلَة: الرُّفْقة الراجعة من السفر. ابن سیدة:
لسان العرب، ج‌11، ص: 561
القَافِلَة القُفَّال، إِمَّا أَن یكونوا أَرادوا القافِل أَی الفَریق القافِل فأَدخلوا الهاء للمبالغة، و إِما أَن یریدوا الرُّفْقة القافِلة فحذفوا الموصوف و غلبت الصفة علی الاسم، و هو أَجود، و قد أَقْفَلَهم هو و قَفَلَهم، و أَقْفَلْتُ الجُنْدَ من مَبْعَثهم. و‌فی حدیث جبیر بن مُطْعِم: بَیْنا هو یَسِیر مع النبی، صلی الله علیه و سلم، مَقْفَلَه من حُنَینٍ‌أَی عند رُجوعه منها. و المَقْفَل: مصدر قَفَلَ یَقْفُلُ إِذا عاد من سفره؛ قال: و قد یقال للسَّفْر قُفُول فی الذهاب و المجی‌ء، و أَكثر ما یستعمل فی الرُّجوع، و تكرر فی الحدیث و‌جاء فی بعض روایاته: أَقْفَلَ الجیشُ و قَلَّما أَقْفَلْنا، و المعروف قَفَلَ و قَفَلْنا و أَقْفَلَنا غیرُنا و أُقْفِلْنا، علی ما لم یسم فاعله. و‌فی حدیث ابن عمر: قَفْلَةٌ كغَزْوة؛ القَفْلة: المرَّة من القُفول أَی أَنَّ أَجْرَ المُجاهد فی انصرافه إِلی أَهله بعد غزوه كأَجْرِه فی إِقباله إِلی الجهاد، لأَن فی قفوله إِراحةً للنفس، و استعداداً بالقوَّة للعَوْد، و حفظاً لأَهله برجوعه إِلیهم، و قیل: أَراد بذلك التعقیب، و هو رجوعه ثانیاً فی الوجه الذی جاء منه منصرِفاً، و إِن لم یلق عدوّاً و لم یشهد قتالًا، و قد یفعل ذلك الجیش إِذا انصرفوا من مَغْزاهم لأَحد أَمرین: أَحدهما أَن العدوّ إِذا رآهم قد انصرفوا عنه أَمنوهم و خرجوا من أَمكنتهم فإِذا قَفَل الجیشُ إِلی دار العدوّ نالوا الفُرْصة منهم فأَغاروا علیهم، و الآخر أَنهم إِذا انصرفوا ظاهرین لم یأْمنوا أَن یَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم فیُوقِعُوا بهم و هم غارُّون، فربما استظهر الجیشُ أَو بعضهُم بالرجوع علی أَدْراجهم، فإِن كان من العدوّ طلَب كانوا مستعدِّین للقائهم، و إِلا فقد سلموا و أَحرزوا ما معهم من الغنیمة، و قیل: یحتمل أَن یكون سُئل عن قوم قَفَلوا لخوفهم أَن یَدْهَمَهم من عدوّهم مَن هو أَكثر عدداً منهم فقَفّلوا لیَستَضیفوا لهم عدداً آخر من أَصحابهم، ثم یَكُرُّوا علی عدوّهم. و القُفول: الیُبوس، و قد قَفَلَ یَقْفِل، بالكسر؛ قال لبید: حتی إِذا یَئِسَ الرُّماة، و أَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجنَ قَافِلًا أَعْصامُها و الأَعْصام: القَلائد، واحدتها عِصْمة ثم جمعت علی عِصَم، ثم جمع عِصَم علی أَعْصام مثل شِیعة و شِیَع و أَشْیاع. و قَفَلَ الجلد یَقْفُلُ قُفُولًا و قَفِلَ، فهو قَافِل و قَفِیل: یَبِس. و شیخٌ قَافِل: یابس. و رجل قَافِل: یابس الجلد، و قیل: هو الیابس الید. و أَقْفَلَه الصومُ إِذا أَیبسه. و أَقْفَلْتُ الجلد إِذا أَیبسته. و القَفْل، بالفتح: ما یَبِس من الشجر؛ قال أَبو ذؤیب: و مُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، فَخَرَّت كما تَتَّایَعُ الریحُ بالقَفْل واحدتها قَفْلة و قَفَلة؛ الأَخیرة، بالفتح، عن ابن الأَعرابی، حكاه بفتح الفاء و أَسكنها سائر أَهل اللغة؛ و منه قول مُعَقِّر بن حِمَار «1» لابنته بعد ما كُفَّ بصرُه و قد سمع صوت راعدة: أَی بُنَیَّةُ وائِلی بی إِلی جانب قَفْلة فإِنها لا تنبُت إِلا بمَنْجاة من السَّیْل؛ فإِن كان ذلك صحیحاً فقَفْل اسم الجمع. و القَفِیل: كالقَفْل، و قد قَفَلَ یَقْفِلُ و قَفِلَ. و القَفِیل أَیضاً: نبت. و القَفِیل: السَّوْط؛ قال ابن سیدة: أَراه لأَنه یصنع من الجلد الیابس؛ قال أَبو محمد الفقعسی: لمَّا أَتاك یابِساً قِرْشَبَّا،
(1). قوله [و منه قول معقر بن حمار] هذا هو الصواب فی اسمه و قد تقدم فی مادة عقر أنه ابن حباب خطأ
لسان العرب، ج‌11، ص: 562
قمت إِلیه بالقَفِیل ضَرْبا، ضَرْب بَعِیر السوء إِذْ أَحَبَّا أَحَبّ هنا برَك، و قیل: حَرَن. و خیل قَوَافِل أَی ضَوامر؛ و أَنشد ابن بری لإمرئ القیس: نحن جَلَبْنا القُرَّح القَوَافِلا و قال خفاف بن ندبة: سَلِیل نَجِیبةٍ لنَجِیب صِدْق تَصَنْدَلَ قَافِلًا، و المُخُّ رَارُ و یقال للفرس إِذا ضَمَر: قَفَلَ یَقْفِلُ قُفُولًا، و هو القافِل و الشازِب و الشاسِبُ؛ و أَنشد ابن بری فی ترجمة خشب: قافِل جُرْشع تَراه كتَیْس الرمْلِ، لا مُقْرِف و لا مَخْشُوب قَافِل: ضامر. ابن شمیل: قَفَلَ القومُ الطعام و هم یَقْفِلُون و مَكَرَ القومُ «1» إِذا احْتَكَرُوا یَمْكُرُون؛ رواه المصاحفی عنه. و فی نوادر الأَعراب: أَقْفَلْت القومَ فی الطریق، قال: و قَفَلْتهم بعینی قَفْلًا أَتْبعتهم بَصَری، و كذلك قَذَذْتهم. و قالوا فی موضع: أَقْفَلْتُهم علی كذا أَی جمعتهم. و القُفْل و القُفُلُّ: ما یُغلَق به الباب مما لیس بكثیف و نحوه، و الجمع أَقْفال و أَقْفُل، و قرأَ بعضهم: أَم علی قلوب أَقْفُلُها؛ حكی ذلك ابن سیدة عن ابن جنی، و قُفُول عن الهجری؛ قال: و أَنشدت أُم القرمد: تَرَی عَیْنُه ما فی الكتاب، و قلبُه، عن الدِّین، أَعْمَی واثِق بقُفُول و فِعْلُه الإِقْفال. و قد أَقْفَل الباب و أَقْفَلَ علیه فانْقَفَلَ و اقْتَفَل، و النون أَعلی، و الباب مُقْفَل و لا یقال مَقْفول. الجوهری: أَقْفَلْت الباب و قَفَّلَ الأَبواب مثل أَغْلَق و غَلَّق. و‌فی حدیث عمر أَنه قال: أَربع مُقْفَلات: النذرُ و الطلاق و العِتاق و النكاحُ، أَی لا مَخْرج منهنّ لقائلهنّ كأَن علیهنّ أَقْفالًا، فمتی جری بهنّ اللسان وجب بهنّ الحُكْم. و یقال للبخیل: هو مُقْفَل الیدین. و رجل مُقْفَل الیدین و مُقْتَفِل: لئیم، كلاهما علی المثل. و المُقْتَفِل من الناس: الذی لا یُخرِج من یدیه خیراً، و امرأَة مُقْتَفِلة. و قَفَل الفَحْل یَقْفِل قُفولًا: اهتاج للضِّراب. و القَفْلة: إِعطاؤك إِنساناً شیئاً بمرّة، یقال: أَعطاه أَلفاً قَفْلة. ابن درید: و درهم قَفْلة أَی وازِنٌ، و الهاء أَصلیة؛ قال الأَزهری: هذا من كلام أَهل الیمن، قال: و لا أَدری ما أَراد بقوله الهاء أَصلیة و رجل قُفَلَة: حافظ لكل ما یسمع. و القُفْل: شجر بالحجاز یضخُم و یتخذ النساء من ورَقه غُمْراً یجی‌ء أَحمر، واحدته قُفْلة، و حكاه كراع بالفتح، و وصفها الأَزهری فقال: تنبت فی نُجُود الأَرض و تَیْبَس فی أَوَّل الهَیْج. و قال أَبو عبید: القَفْل ما یَبِس من الشجر؛ و أَنشد قول أَبی ذؤیب: فَخَرَّت كما تَتَّایَعُ الریحُ بالقَفْل قال أَبو منصور: القَفْل جمع قَفْلة و هی شجرة بعینها تَهِیج فی وَغْرة الصیف، فإِذا هبَّت البوارِح بها قلعتْها و طیَّرتها فی الجوِّ. و المِقْفَل من النخل: التی یَتَحاتُّ ما علیها من الحمل؛ حكاه أَبو حنیفة عن ابن الأَعرابی. و القِیفال: عِرْق فی الیَدِ یُفْصَد، و هو معرَّب.
(1). قوله [و مكر القوم إلخ] هكذا فی الأصل مضبوطاً و لم یذكره فی مادة مكر، و الذی فی القاموس فیها: و التمكیر احتكار الحبوب فی البیوت
لسان العرب، ج‌11، ص: 563
و قَفِیل و القُفَال: موضعان؛ قال لبید: أَ لَمْ تُلْمِم علی الدِّمَنِ الخَوالی لِسَلْمی بالمَذانِب فالقُفالِ؟

قفثل؛ ج11، ص: 563

: القَفْثَلَة: جَرْفُ الشی‌ء بسُرْعة.

قفخل؛ ج11، ص: 563

: القُفاخِلیَّة: النَّبِیلة العظیمة النَّفِیسة من النساء؛ حكاها ابن جنی.

قفشل؛ ج11، ص: 563

: القَفْشَلِیلَة: المِغْرَفة، فارسیٌّ معرب، و حكی عن الأَحمر أَنها أَعجمیة أَصلها كِبْجَلار «2»، مثل به سیبویه صفة و لم یفسره أَحد علی ذلك؛ قال السیرافی: لیُطْلَب فإِنی لا أَعرفه.

قفطل؛ ج11، ص: 563

: قَفْطَل الشی‌ءَ من یَدَیَّ: اختطَفه.

قفعل؛ ج11، ص: 563

: الاقْفِعْلالُ: تَشَنُّجُ الأَصابع و الكف من بَرْد أَو داء، و الجلد قد یَتَقَفْعَل فیَنْزَوِی كالأُذن المُقْفَعِلَّة، و فی لغة أُخری: اقْلَعَفَّ اقْلِعْفافاً، و ذلك كالجَذْب و الجَبْذ. و‌فی حدیث المِیلاد: یدٌ مُقْفَعِلَّة‌أَی متقبِّضة. یقال: اقْفَعَلَّت یدُه إِذا تَقَبَّضت و تشنَّجَت، و قیل: المُقْفَعِلُّ المُتَشَنِّجُ من بَرْد أَو كِبَر فلم یخصَّ به الأَنامِل، و قیل: المُقْفَعِلُّ الیابس الیَدِ؛ اقْفَعَلَّت یدُه و أَنامله اقْفِعْلالًا: تقبَّضت و تشنَّجَت؛ و فی الأَزهری: المُقْفَعِلُّ الیابس؛ و أَنشد شمر: أَصْبَحْت بعد اللِّین مُقْفَعِلَّا، و بعد طِیب جَسَدٍ مُصِلَّا

ققل؛ ج11، ص: 563

: القَوْقَل: الذكَر من القَطا و الحَجَل. و القَواقِلُ: من الخَزْرَج «3» و كان یقال فی الجاهلیة للرجل إِذا استجار بیَثْرِب: قَوْقِلْ ثم قد أَمِنْت. و القاقُلَّی: نَبْت‌

قلل؛ ج11، ص: 563

: القِلَّةُ: خِلاف الكثرة. و القُلُّ: خلاف الكُثْر، و قد قَلَّ یَقِلُّ قِلَّة و قُلًّا، فهو قَلیل و قُلال و قَلال، بالفتح؛ عن ابن جنی. و قَلَّلَه و أَقَلَّه: جعله قلیلًا، و قیل: قَلَّلَه جعله قَلیلًا. و أَقَلَّ: أَتی بقَلِیل. و أَقَلَّ منه: كقَلَّله؛ عن ابن جنی. و قَلَّلَه فی عینه أَی أَراه قَلیلًا. و أَقَلَّ الشی‌ء: صادَفه قَلیلًا. و اسْتَقَلَّه: رآه قَلیلًا. یقال: تَقَلَّلَ الشی‌ءَ و اسْتَقَلَّه و تَقَالَّه إِذا رآه قَلیلًا. و‌فی حدیث أَنس: أَن نَفَراً سأَلوه عن عِبادة النبی، صلی الله علیه و سلم، فلما أُخْبِروا كأَنهم تَقالُّوها‌أَی استقلُّوها، و هو تَفاعُل من القِلَّة. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُقِلُّ اللَّغْوَ‌أَی لا یَلْغُو أَصلًا؛ قال ابن الأَثیر: و هذا اللفظ یستعمَل فی نفی أَصل الشی‌ء كقوله تعالی: فَقَلِیلًا مٰا یُؤْمِنُونَ، قال: و یجوز أَن یرید باللَّغْو الهزْلَ و الدُّعابة، و أَن ذلك كان منه قَلیلًا. و القُلُّ: القِلَّة مثل الذُّلِّ و الذِّلَّة. یقال: الحمد لله علی القُلّ و الكُثْر، و القِلِّ و الكِثْرِ، و ما له قُلٌّ و لا كُثْرٌ. و‌فی حدیث ابن مسعود: الرِّبا، و إِن كَثُر، فهو إِلی قُلٍّ؛ معناه إِلی قِلَّة أَی أَنه و إِن كان زیادة فی المال عاجلًا فإِنه یَؤُول إِلی النقص، كقوله: یَمْحَقُ اللّٰهُ الرِّبٰا وَ یُرْبِی الصَّدَقٰاتِ؛ قاله أَبو عبید و أَنشد قول لبید:
(2). قوله [أصلها كبجلار] هكذا فی الأصل مضبوطاً، و فی القاموس: القَفْشَلِیل المغرفة معرب كفجه لیر، و ضبط فیه بفتح الكاف و الجیم و سكون الفاء و الهاء و كسر اللام (3). قوله [و القواقل من الخزرج إلخ] عبارة القاموس: و القَوْقَل اسم أبی بطن من الأنصار، لأَنه كان إذا أتاه إنسان یستجیر به أو بیثرب قال له: قَوْقِلْ فی هذا الجبل و قد أمنت أی ارتق، و هم القَوَاقِلَة
لسان العرب، ج‌11، ص: 564
كلُّ بَنی حُرَّةٍ مَصِیرُهُمْ قُلٌّ، و إِن أَكثرتْ من العَدَدْ و أَنشد الأَصمعی لخالد بن عَلْقمَة الدَّارمی: ویْلُ امّ لَذَّات الشباب مَعِیشه مع الكُثْرِ یُعْطاه الفَتی المُتْلِف النَّدی قد یَقْصُر القُلُّ الفَتی دُونَ هَمِّه، و قد كان، لو لا القُلُّ، طَلَّاعَ أَنْجُدِ و أَنشد ابن بری لآخر: فأَرْضَوْهُ إِنْ أَعْطَوْه مِنِّی ظُلامَةً، و ما كُنْتُ قُلًّا، قبلَ ذلك، أَزْیَبا و قولهم: لم یترُك قَلیلًا و لا كثیراً؛ قال أَبو عبید: فإِنَّهم یَبْدَؤون بالأَدْوَن كقولهم القَمَران، و رَبِیعة و مُضَر، و سُلَیم و عامر. و القُلال، بالضم: القَلِیل. و شی‌ء قلیل، و جمعه قُلُل: مثل سَرِیر و سُرُر. و شی‌ء قُلٌّ: قَلیل. و قُلُّ الشی‌ء: أَقَلُّه. و القَلِیل من الرجال: القصیر الدَّقِیق الجُثَّة، و امرأَة قَلِیلة كذلك. و رجل قُلٌّ: قصیر الجُثَّة. و القُلُّ من الرجال: الخسیس الدِّین؛ و منه قول الأَعشی: و ما كُنْتُ قُلًّا، قبلَ ذلك، أَزْیَبا و وصفَ أَبو حنیفة العَرْض بالقِلَّة فقال: المِعْوَل نَصْل طویلٌ قَلِیل العَرْض، و قومٌ قَلِیلون و أَقِلَّاءُ و قُلُلٌ و قُلُلون: یكون ذلك فی قِلَّة العَدَد و دِقَّة الجُثَّة، و قومٌ قَلِیل أَیضاً. قال الله تعالی: وَ اذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِیلًا فَكَثَّرَكُمْ. و قالوا: قَلَّما یقوم زید؛ هَیَّأَتْ ما قَلَّ لیقَعَ بعدها الفعلُ؛ قال بعض النحویین: قَلَّ من قولك قَلَّما فِعْلٌ لا فاعل له، لأَن ما أَزالته عن حُكْمه فی تقاضیه الفاعل، و أَصارته إِلی حكم الحرف المتقاضِی للفعل لا الاسم نحو لو لا و هلَّا جمیعاً، و ذلك فی التَّحْضیض، و إِن فی الشرط و حرف الاستفهام؛ و لذلك ذهب سیبویه فی قول الشاعر: صَدَدْت فأَطولت الصُّدودَ، و قَلَّما وِصالٌ علی طُول الصُّدود یَدُومُ إِلی أَن وِصالٌ یرتفِع بفعل مضمر یدلُّ علیه یَدُوم، حتی كأَنه قال: و قَلَّما یدوم وِصالٌ، فلما أَضمر یَدُوم فسره بقوله فیما بعدُ یَدومُ، فجری ذلك فی ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجری قولك: أَ وِصالٌ یَدومُ أَو هَلَّا وِصال یَدُوم؟ و نظیر ذلك حرف الجر فی نحو قول الله عز و جل: رُبَمٰا یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا؛ فما أَصلحتْ رُبَّ لوقوع الفعل بعدها و منعتْها وقوعَ الاسم الذی هو لها فی الأَصل بعدها، فكما فارقت رُبَّ بتركیبها مع ما حكمَها قبل أَن تركَّب معها، فكذلك فارقتْ طالَ و قَلَّ بالتركیب الحادث فیهما ما كانتا علیه من طلبهما الأَسماء، أَ لا تری أَنْ لو قلتَ طالما زید عندنا أَو قَلَّما محمد فی الدار لم یجز؟ و بعد فإِنَّ التركیب یُحْدِث فی المركَّبَین معنًی لم یكن قبل فیهما، و ذلك نحو إِنَّ مفردة فإِنها للتحقیق، فإِذا دخلتْها ما كافَّة صارت للتحقیر كقولك: إِنَّما أَنا عبدُك، و إِنما أَنا رسول و نحو ذلك، و قالوا: أَقَلُّ امرأَتین تَقُولان ذلك؛ قال ابن جنی: لما ضارع المبتدأ حرفَ النفی بَقَّوُا المبتدأَ بلا خبر. و أَقَلَّ: افتقَرَ. و الإِقْلالُ: قِلَّة الجِدَةِ، و قَلَّ مالُه. و رجل مُقِلٌّ و أَقَلُّ: فقیر. یقال: فعل ذلك من بین أَثْرَی و أَقَلَّ أَی من بین الناس كلهم.
لسان العرب، ج‌11، ص: 565
و قَالَلْتُ له الماءَ إِذا خفتَ العطش فأَردت أَن تستقِلَّ ماءَك. أَبو زید: قالَلْت لفلان، و ذلك إِذا قلَّلْت ما أَعطیتَه. و تَقالَلْت ما أَعطانی أَی استقلَلْته، و تكاثَرْته أَی استكثرته. و هو قُلُّ بنُ قُلٍّ و ضُلُّ بنُ ضُلٍّ: لا یُعرف هو و لا أَبوه، قال سیبویه: و قالوا قُلُّ رجل یقول ذلك إِلا زید. و قدم علینا قُلُلٌ من الناس إِذا كانوا من قَبائل شتَّی متفرِّقین، فإِذا اجتمعوا جمعاً فهم قُلَلٌ. و القُلَّة: الحُبُّ العظیم، و قیل: الجَرَّة العظیمة، و قیل: الجَرَّة عامة، و قیل: الكُوز الصغیر، و الجمع قُلَل و قِلال، و قیل: هو إِناءٌ للعرب كالجَرَّة الكبیرة؛ و قال جمیل بن معمر: فظَلِلْنا بنِعمة و اتَّكَأْنا، و شَرِبْنا الحَلالَ من قُلَلِهْ و قِلال هَجَر: شبیهة بالحِبَاب؛ قالَ حسان: و أَقْفَر من حُضَّارِه وِرْدُ أَهْلِهِ، و قد كان یُسقَی فی قِلالٍ و حَنْتَم و قال الأَخطل: یَمْشُون حَولَ مُكَدَّمٍ، قد كَدَّحَتْ مَتْنَیه حَمْلُ حَناتِمٍ و قِلال و‌فی الحدیث: إِذا بلَغ الماءُ قُلَّتین لم یحمِل نَجَساً، و فی روایة: لم یحمِل خَبَثاً؛ قال أَبو عبید فی قوله قُلَّتین: یعنی هذه الحِبَاب العِظام، واحدتها قُلَّة، و هی معروفة بالحجاز و قد تكون بالشام. و‌فی الحدیث فی ذكر الجنة و صفة سِدْرة المُنْتَهَی: و نَبِقُها مثل قِلال هَجَر، و هَجَر: قریة قریبة من المدینة و لیست هَجَر البحرین، و كانت تعمل بها القِلال. و روی شمر عن ابن جریج قال: أَخبرنی من رأَی قِلال هجر تسع القُلَّة منها الفَرَق؛ قال عبد الرزاق: الفَرَق أَربعة أَصْوُع بصاع سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و‌روی عن عیسی بن یونس قال: القُلَّة یؤتی بها من ناحیة الیمن تسع فیها خمس جِرار أَو سِتّاً؛ قال أَحمد بن حنبل: قدر كل قُلَّة قِرْبتان، قال: و أَخشی علی القُلَّتین من البَوْل، فأَما غیر البَوْل فلا ینجسه شی‌ء، و قال إِسحق: البول و غیره سواء إِذا بلغ الماء قُلَّتین لم ینجسه شی‌ء، و هو نحو أَربعین دَلْواً أكثر ما قیل فی القُلَّتین، قال الأَزهری. و قِلال هَجر و الأَحْساء و نواحیها معروفة تأْخذ القُلَّة منها مَزادة كبیرة من الماء، و تملأُ الراویة قُلَّتین، و كانوا یسمونها الخُرُوس، واحدها خَرْس، و یسمونها القلال، واحدتها قُلَّة، قال: و أَراها سمیت قِلالًا لأَنها تُقَلُّ أَی ترفَع إِذا ملئت و تحمَل. و‌فی حدیث العباس: فحَثَا فی ثوبه ثم ذهب یُقِلُّه فلم یستطِع؛ یقال: أَقَلَّ الشی‌ءَ یُقِلُّه و اسْتَقَلَّه یَسْتَقِلُّه إِذا رفعه و حمله. و أَقَلَّ الجَرَّة: أَطاق حملها. و أَقَلَّ الشی‌ء و اسْتَقَلَّه: حمله و رفعه. و قُلَّة كل شی‌ء: رأْسه. و القُلَّة: أَعلی الجبل. و قُلَّة كل شی‌ء: أَعلاه، و الجمع كالجمع، و خص بعضهم به أَعلی الرأْس و السنام و الجبل. و قِلالة الجبل: كقُلَّته؛ قال ابن أَحمر: ما أُمُّ غَفْرٍ فی القِلالة، لم یَمْسَسْ حَشاها، قبله، غَفْر و رأْس الإِنسان قُلَّة؛ و أَنشد سیبویه: عَجائب تُبْدِی الشَّیْبَ فی قُلَّة الطِّفْل و الجمع قُلَل؛ و منه قول ذی الرمة یصف فِراخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 566
النعامة و یشبه رؤوسها بالبنادق: أَشْداقُها كصُدُوع النَّبْع فی قُلَلٍ، مثل الدَّحارِیج لم یَنْبُت لها زَغَبُ و قُلَّة السیف: قَبِیعَتُه. و سیف مُقَلَّل إِذا كانت له قَبِیعة؛ قال بعض الهذلیین: و كُنَّا، إِذا ما الحربُ ضُرِّس نابُها، نُقَوِّمُها بالمَشْرَفِیِّ المُقَلَّل و استقلَّ الطائر فی طیرانه: نَهض للطیران و ارتفع فی الهواء. و استقلَّ النبات: أَنافَ. و استقلَّ القوم: ذهبوا و احتملوا سارِین و ارتحلوا؛ قال الله عز و جل: حَتّٰی إِذٰا أَقَلَّتْ سَحٰاباً ثِقٰالًا؛ أَی حَمَلت. و استقلَّت السماء: ارتفعت. و‌فی الحدیث: حتی تَقالَّت الشمس‌أَی استقلَّت فی السماء و ارتفعت و تعالَتْ. و‌فی حدیث عمرو بن عَنْبسة: قال له إِذا ارتفعت الشمس فالصلاة مَحْظُورة حتی یَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بالظِّل‌أَی حتی یبلُغ ظل الرمح المغروس فی الأَرض أَدنی غایة القِلَّة و النقص، لأَن ظل كل شخص فی أَوَّل النهار یكون طویلًا ثم لا یزال ینقص حتی یبلُغ أَقصره، و ذلك عند انتِصاف النهار، فإِذا زالت الشمس عاد الظل یزید، و حینئذ یدخُل وقت الظهر و تجوز الصلاة و یذهب وقت الكراهة، و هذا الظل المتناهی فی القصر هو الذی یسمَّی ظل الزوال أَی الظل الذی تزول الشمس عن وسط السماء و هو موجود قبل الزیادة، فقوله یستقِلُّ الرمحُ بالظل، هو من القِلَّة لا من الإِقْلال و الاسْتقلالِ الذی بمعنی الارتفاع و الاسْتبداد. و القِلَّة و القِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة، و قیل: هی الرِّعْدة من الغضب و الطمَع و نحوه یأْخذ الإِنسان، و قد أَقَلَّته الرِّعْدة و اسْتَقَلَّتْه؛ قال الشاعر: و أَدْنَیْتِنی حتی إِذا ما جَعَلْتِنی علی الخَصْرِ أَو أَدْنَی، اسْتَقَلَّك راجِفُ یقال: أَخذه قِلٌّ من الغضب إِذا أُرْعِد و یقال للرجل إِذا غضب: قد اسْتَقَلَّ. الفراء: القَلَّة النَّهْضة من عِلَّة أَو فقر، بفتح القاف. و‌فی حدیث عمر: قال لأَخیه زید لمَّا ودَّعه و هو یرید الیمامة: ما هذا القِلُّ الذی أَراه بك؟القِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة. و القِلالُ: الخُشُب المنصوبة للتَّعریش؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: من خَمر عانَةَ، ساقِطاً أَفنانُها، رفَع النَّبیطُ كُرُومَها بقِلال أَراد بالقِلال أَعْمِدة ترفَع بها الكُروم من الأَرض، و یروی بظلال. و ارتحل القوم بقِلِّیَّتِهم أَی لم یَدَعوا وراءهم شیئاً. و أَكل الضَّبَّ بقِلِّیَّتِه أَی بعظامه و جلده. أَبو زید: یقال ما كان من ذلك قلِیلَةٌ و لا كَثِیرةٌ و ما أَخذت منه قلیلةً و لا كثیرة بمعنی لم آخُذ منه شیئاً، و إِنما تدخل الهاء فی النفی. ابن الأَعرابی: قَلَّ إِذا رفَع، و قَلَّ إِذا علا. و بنو قُلٍّ: بطن. و قَلْقَلَ الشی‌ءَ قَلْقَلَةً و قِلْقالًا و قَلْقالًا فَتَقَلْقَل و قُلْقالًا؛ عن كراع و هی نادرة أَی حرَّكه فتحرَّك و اضطرب، فإِذا كسرته فهو مصدر، و إِذا فتحته فهو اسم مثل الزِّلْزال و الزَّلْزال، و الاسم القُلْقال؛ و قال اللحیانی: قَلْقَل فی الأَرض قَلْقَلةً و قِلْقالًا ضرَب فیها، و الاسم القَلْقالُ. و تَقَلْقل: كقَلْقَل. و القُلْقُل و القُلاقِلُ: الخفیف فی السفَر المِعْوان السریع التَّقَلْقُل. و رجل قَلْقال: صاحبُ أَسفار.
لسان العرب، ج‌11، ص: 567
و تَقَلْقَلَ فی البلاد إِذا تقلَّب فیها. و فرس قُلْقُل و قُلاقِل: جواد سریع. و قَلْقَلَ أَی صوَّت،. و هو حكایة. قال أَبو الهیثم: رجل قُلْقُل بُلْبُل إِذا كان خفیفاً ظریفاً، و الجمع قَلاقِل و بَلابِل. و‌فی حدیث علیّ: قال أَبو عبد الرحمن السلمی خرج علینا علیٌّ و هو یَتَقَلْقَل؛ التَّقَلْقُل: الخفَّة و الإِسراع، من الفَرَسِ القُلْقُلِ، بالضم، و یروی بالفاء، و قد تقدم. و‌فی الحدیث: و نَفْسه تَقَلْقَلَ فی صدره‌أَی تتحرك بصوت شدید و أَصله الحركة و الاضطراب. و القَلْقَلَة: شدّة الصیاح. و ذهب أَبو إِسحق فی قَلْقَلَ و صَلْصَل و بابُه أَنه فَعْفَل. اللیث: القَلْقَلَة و التَّقَلْقُل قِلَّة الثبوت فی المكان. و المِسْمارُ السَّلِسُ یَتَقلْقَلُ فی مكانه إِذا قَلِق. و القَلْقَلَة: شدّة اضطراب الشی‌ء و تحركه، و هو یَتَقَلْقَل و یَتَلقْلَق. أَبو عبید: قَلْقَلْت الشی‌ء و لَقْلَقْتُه بمعنی واحد. و القِلْقِل: شجر أَو نبت له حبٌّ أَسود؛ قال أَبو النجم: و آضَتِ البُهْمَی كنَبْلِ الصَّیْقَلِ، و حازَتِ الرِّیحُ یَبِیس القِلْقِل و فی المثل: دَقَّك بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِل و العامة تقول حب الفُلْفُل؛ قال الأَصمعی: و هو تصحیف، إِنما هو بالقاف، و هو أَصلب ما یكون من الحبوب، حكاه أَبو عبید. قال ابن بری: الذی ذكره سیبویه و رواه حب الفُلْفُل، بالفاء، قال: و كذا رواه علیّ بن حمزة؛ و أَنشد: و قد أَرانی فی الزمانِ الأَوَّلِ أَدُقُّ فی جارِ اسْتِها بمِعْوَلِ، دَقَّك بالمِنْحازِ حبَّ الفُلْفُلِ و قیل: القِلْقِل نبت ینبت فی الجَلَد و غَلْظ السَّهْل و لا یكاد ینبُت فی الجبال، و له سِنْف أُفَیْطِحُ ینبُت فی حبات كأَنهنّ العدَس، فإِذا یَبِس فانتفَخ و هبَّت به الریحُ سمعْت تَقلقُلَه كأَنه جَرَس، و له ورَق أَغبر أَطْلس كأَنه ورَق القَصَب. و القُلاقِل و القُلْقُلان: نَبْتان. و قال أَبو حنیفة: القِلْقِل و القُلاقِل و القُلْقُلان كله شی‌ء واحد نَبْت، قال: و ذكر الأَعراب القُدُم أَنه شجر أَخضر ینهَض علی ساقٍ، و مَنابتُه الآكام دون الریاض و له حب كحبِّ اللُّوبِیاء یؤكَل و السائمةُ حریصة علیه؛ و أَنشد: كأَنّ صوتَ حَلْیِها، إِذا انْجَفَلْ، هَزُّ رِیاحٍ قُلْقُلاناً قد ذَبَلْ و القُلاقِلُ: بَقْلة بَرِّیَّة یُشْبِه حبُّها حبَّ السِّمْسِم و لها أَكمام كأَكمامها. اللیث: القِلْقِل شجر له حبٌّ عِظام و یؤْكل؛ و أَنشد: أَبْعارُها بالصَّیْفِ حَبُّ القِلقِل و حب القِلقِل مُهَیِّج علی البِضاع یأْكله الناس لذلك؛ قال الراجز و أَنشده أَبو عمرو للیلی: أَنْعَتُ أَعْیاراً بأَعلی قُنَّهْ أَكَلْنَ حَبَّ قِلْقِلٍ، فَهُنَّهْ لهنّ من حُبّ السِّفادِ رَنَّهْ و قال الدینَوَری: القِلْقِل و القُلاقِل و القُلْقُلانُ كله واحد له حب كحَب السِّمْسِم و هو مهیّج للباهِ؛ و قال ذو الرمة فی القِلقِل و وصف الهَیْف:
لسان العرب، ج‌11، ص: 568
و ساقَتْ حَصادَ القُلْقُلان، كأَنما هو الخَشْلُ أَعْرافُ الرِّیاحِ الزَّعازِع و القُلْقُلانِیُّ: طائر كالفاخِتة. و حُروف القَلْقَلَة: الجیمُ و الطاءُ و الدالُ و القاف و الباء؛ حكاها سیبویه، قال: و إِنما سمیت بذلك للصوت الذی یحدث عنها عند الوقف لأَنك لا تستطیع أَن تقِف عنده إِلا معه لشدة ضَغْط الحرف.

قمل؛ ج11، ص: 568

: القَمْل: معروف، واحدته قَمْلَة؛ قال ابن بری: أَوله الصُّؤابُ و هی بَیْض القَمْل، الواحدة صُؤابة، و بعدها اللَّزِقة «4» ثم الفَرْعة ثم الهِرْنِعة ثم الحِنْبِجُ ثم الفِنْضِجُ ثم الحَنْدَلِسُ؛ و قوله: و صاحِبٍ، لا خیر فی شَبابه، أَصْبَحَ شُؤْمُ العَیْشِ قد رَمَی به حُوتاً إِذا ما زادُنا جِئْنا به، و قَمْلةً إِنْ نحنُ باطَشْنا به إِنما أَراد مثل قَمْلة فی قلَّة غَنائه كما قدَّمنا فی قوله: حُوتاً إِذا ما زادُنا جِئْنا به و لا یكون قَمْلةً حالًا إِلَّا علی هذا، كما لا یكون حُوتاً حالًا إِلا علی ذلك، و نظیر كل ذلك ما حكاه سیبویه، رحمه الله، من قولهم: مررت بزیدٍ أَسداً شدَّةً، لا ترید أَنه أَسد و لكن ترید أَنه مثل أَسد، و كل ذلك مذكور فی مواضعه؛ و یقال لها أَیضاً قَمال و قَمِلٌ. و قَمِلَ رأْسُه، بالكسر، قَمَلًا: كثُر قَمْل رأْسه. و قولهم: غُلٌّ قَمِلٌ، أَصله أَنهم كانوا یَغُلُّون الأَسِیر بالقِدِّ و علیه الشَّعر فَیَقْمَل القِدُّ فی عنقُه. و‌فی الحدیث: من النساء غُلُّ قَمِلٌ یقذِفها الله فی عنُق من یشاء ثم لا یخرجها إِلا هو.و‌فی حدیث عمر و صِفَةِ النساء: منهنَّ غُلٌّ قَمِلٌ‌أَی ذو قَمْل، كانوا یَغُلون الأَسِیر بالقِدِّ و علیه الشعر فیَقْمَل و لا یستطیع دفعه عنه بحیلة، و قیل: القَمِل القَذِر، و هو من القَمَل أَیضاً. و قَمِلَ العَرْفَج قَمَلًا: اسودَّ شیئاً و صار فیه كالقَمْل. و فی التهذیب: قَمِلَ العَرْفَج إِذا اسودَّ شیئاً بعد مطَر أَصابه فَلانَ عُوده، شبَّه ما خرج منه بالقَمْل. و قَمِلَ بطنُه: ضخُم. و أَقْمَلَ الرِّمْثُ: تَفَطَّر بالنَّبات، و قیل: بدَا ورَقُه صِغاراً. و قَمِلَ القومُ: كثروا؛ قال: حتی إِذا قَمِلَتْ بطونُكمُ، و رأَیتم أَبْناءَكُمْ شَبُّوا، و قَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لنا، إِن اللئیم العاجزُ الخِبُّ [الخَبُّ الواو فی و قَلَبْتُم زائدة، و هو جواب إِذا، و قَمِلَتْ بطونكم كثُرت قبائلكم؛ بهذا فسره لنا أَبو العالیة. و قَمِلَ الرجلُ: سمِن بعد هُزال. و امرأَة قَمِلَة و قَمَلِیَّة: قصیرة جدّاً؛ قال: من البِیض لا دَرَّامة قَمَلِیَّة، إِذا خرجَتْ فی یوم عید تُؤَارِبُهْ أَی تطلُب الإِرْبة. و القَمَلیُّ، بالتحریك، من الرجال: الحقیر الصغیر الشأْن؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: من البِیضِ لا دَرَّامة قَمَلِیَّة، تَبُذُّ نساءَ الناس دَلًّا و مِیسَما و أَنشد لآخر:
(4). قوله [و بعدها اللزقة] و قوله [ثم الفنضج] كل منهما فی الأَصل بهذا الضبط
لسان العرب، ج‌11، ص: 569
أَ فی قَمَلِیٍّ مِنْ كُلَیْبٍ هجَوْته، أَبو جَهْضَمٍ تغلی علیّ مراجِلُه؟ و القَمَلیُّ أَیضاً: الذی كان بدَوِیًّا فعاد سَوادِیًّا؛ عن ابن الأَعرابی. و القُمَّلُ: صِغار الذَّرِّ و الدَّبی، و قیل: هو الدَّبی الذی لا أَجنحة له، و قیل: هو شی‌ء صغیر له جناح أَحمر، و فی التهذیب: هو شی‌ء أَصغر من الطیر له جناح أَحمر أَكدَر، و فی التنزیل العزیز: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمُ الطُّوفٰانَ وَ الْجَرٰادَ وَ الْقُمَّلَ؛ و قال ابن الأَنباری: قال عكرمة فی هذه الآیة الْقُمَّلَ الجَنادب و هی الصغار من الجراد، واحدتها قُمَّلة؛ قال الفراء: یجوز أَن یكون واحد القُمَّل قَامِل مثل راكع و رُكَّع و صائم و صُیَّم. الجوهری: أَمّا قُمَّلَة الزرع فدُوَیْبَّة تطیر كالجَراد فی خِلقة الحَلَم، و جمعها قُمَّلٌ. ابن السكیت: القُمَّل شی‌ء یقع فی الزرع لیس بجراد فیأْكل السنبلة و هی غَضَّة قبل أَن تخرج فیطول الزرع و لا سُنْبل له؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصحیح؛ و قال أَبو عبیدة: القُمَّل عند العرب الحَمْنان؛ و قال ابن خالویه: القُمَّل جراد صغار یعنی الدَّبی. و أَقْمَل العَرْفَج و الرِّمْث إِذا بدا ورقه صغاراً أَول ما یتفطَّر. و قال أَبو حنیفة: القُمَّل شی‌ء یشبه الحَلَم و هو لا یأْكل أَكل الجَراد، و لكن یَمْتَصُّ الحبَّ إِذا وقع فیه الدقیق و هو رطب فتذهب قوَّته و خیره، و هو خبیث الرائحة و فیه مشابهة من الحلَم، و قیل: القُمَّل دواب صغار من جنس القِرْدان إِلَّا أَنها أَصغر منها، واحدتها قُمَّلة، تركب البعیر عند الهُزال؛ قال الأَعشی: قوماً تُعالج قُمَّلًا أَبْناؤهم، و سَلاسِلًا أُجُداً و باباً مُؤْصَدا و قیل: القُمَّل قَمْل الناس و لیس بشی‌ء، واحدتها قَمْلة. ابن الأَعرابی: المِقْمَل الذی قد استغنی بعد فقر. المحكم: و قَمَلی موضع، و الله أَعلم.

قمثل؛ ج11، ص: 569

: القَمَیْثَل: القبیح المِشْیة؛ و أَنشد ابن بری لمالك بن مرداس: وَیْلَك یا عادیُّ بَكِّی رحولا عَبْدَكُم الفَیّادة القَمَیْثَلا «1».

قمعل؛ ج11، ص: 569

: القُمْعُل و القُلْعُم: القدَح الضخم بلغة هذیل؛ و قال راجزهم ینعت حافر الفرس: بَلَتْهُم الأَرضُ بوَأْبٍ حَوْأَبِ، كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فوقَ الأَثْأَبِ و قال اللحیانی: قدح قُمْعُل محدَّد الرأْس طویله. و القُمْعَل و القُمْعُل: البظْر؛ عنه أَیضاً. و القِمْعال: سیِّد القوم؛ و قال ابن بری: القِمْعال رئیس الرُّعاة، و كذلك القُمادِیة؛ عن ابن خالویه. و یقال: خرج مُقَمْعِلًا إِذا كان علی الرَّعایا یأْمرهم و ینهاهم. و القِمْعالة: أَعْظم الفَیاشِل. و قَمْعَل النبتُ: خرجت بَراعیمُه؛ عن أَبی حنیفة، قال: و هی القَماعِیل. و یقال للرجل إِذا كان فی رأْسه عُجَر: فی رأْسه قَماعِیل، واحدها قُمْعول؛ قال الأَزهری: قال ذلك ابن درید. ابن الأَعرابی: القَعْمَلة الطَّرْجَهارة و هی القَمْعَلة.

قنبل؛ ج11، ص: 569

: القَنْبَلة و القَنْبل: طائفة من الناس و من الخیل، قیل: هم ما بین الثلاثین إِلی الأَربعین و نحوه، و قیل: هم جماعة الناس، قَنْبَلة من الخیل، و قَنْبَلة من
(1). قوله [ویلك یا عادی إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 570
الناس طائفة منهم، و الجمع القَنَابِل؛ قال الشاعر: شَذَّبَ عن عاناتِه القَنابِلا أَثْناءها، و الرُّبَعَ القَنادِلا و قِدْرٌ قُنْبُلانِیَّة: تجمع القَنْبَلَة من الناس أَی الجماعة. و رجل قُنْبُل و قُنابِل: غلیظ شدید. و القُنَابِل: العظیم الرأْس؛ قال أَبو طالب: و عَرْبَةُ أَرْضٌ لا یُحِلُّ حَرامَها، من الناس، غیر الشَّوْتَریّ القُنابِل «1» عَرَبةُ: اسم جزیرة العرب. و الشَّوْتریُّ: الجری‌ء. و القُنابِل: حمار معروف؛ قال: زُعْبةَ و الشَّحَّاجَ و القُنابِلا ابن الأَعرابی: القُنْبُلة مِصْیدة یُصاد بها النُّهَسُ، و هو أَبو بَراقِش. و قَنْبَل الرجلُ إِذا أَوقد القُنْبُل، و هو شجر.

قنثل؛ ج11، ص: 570

: الأَصمعی: القَنْثَلةُ أَن یَنْبُث التراب إِذا مشی و هو مُقَنْثِل، و قال غیره النَّقْثَلة؛ حكاه اللحیانی كأَنه مقلوب.

قنجل؛ ج11، ص: 570

: القُنْجُل: العَبْد.

قنحل؛ ج11، ص: 570

: القُنْحُل: شرُّ العبید.

قندل؛ ج11، ص: 570

: قَنْدَل الرجلُ: مَشی فی استرسال. و القَنْدَل: الطویل. و القَنْدل و القُنادِل: الضخم الرأْس من الإِبل و الدوابّ مثل العَنْدَل؛ قال: تری لها رأْساً وأًی قَنْدَلَّا أَراد قَنْدَلًا فثقَّل كقوله: بِبازِلٍ وَجْناء أَو عَیْهَلِّ و قَنْدَلَ الرجلُ: ضخُم رأْسه؛ قال ابن سیدة: هكذا وقع فی كتاب ابن الأَعرابی، قال: و أَراه قَنْدَل الجمَل. الجوهری: القَنْدَل العظیم الرأْس مثل العَنْدَل. و قال أَبو عمرو: القَنْدَل العظیم الرأْس و العَنْدَل الطویل؛ قال أَبو النجم: یهدِی بِنا كلّ نِیافٍ عَنْدَلِ، رُكِّبَ فی ضَخْم الذَّفاری قَنْدَلِ و القَنْدَوِیلُ: كالقَنْدَل، مثل به سیبویه و فسره السیرافی، و قیل: القَنْدَوِیل العظیم الهامة من الرجال؛ عن كراع. و القَنْدَوِیل: الطویل القَفا؛ و إِنّ فلاناً لقَنْدَلُ الرأْس و صَنْدَل الرأْس. و یقال: مرّ الرجل مُسَنْدِلًا و مُقَنْدِلًا، و ذلك استرخاء فی المشی. و القَنْدَلیُّ: شجر؛ عن كراع. و القِنْدِیل: معروف، و هو فِعْلِیل.

قندعل؛ ج11، ص: 570

: القِنْدَعْلُ، بالدال و الذال: الأَحمق.

قندفل؛ ج11، ص: 570

: ناقة قَنْدَفِیل: ضخمة الرأْس؛ عن ابن الأَعرابی. التهذیب فی الخماسی: القَنْدَفِیل الضخم؛ قال المخروع السعدی: و تحتَ رَحْلِی حُرَّة ذَمُولُ، مائرةُ الضَّبْعَیْنِ قَنْدَفِیلُ، للمَرْوِ فی أَخْفافِها صَلیلُ و الذی حكاه سیبویه قَنْدَوِیل، و هی الضخمة الرأْس أَیضاً، فأَما القَنْدَفِیل، بالفاء، فلم یروه إِلا ابن الأَعرابی؛ قال الجوهری: و أَنا أَظنه معرَّباً كأَنه شبَّه ناقته بفیل یقال له بالفارسیة كَنْدَهْ پیل.

قنذعل؛ ج11، ص: 570

: القِنْذَعْل، بالدال و الذال: الأَحمق.
(1). قوله [و عربة أرض إلخ] هی محركة و سكنها الشاعر ضرورة كما نبه علی ذلك المجد فی مادة عرب و أتی بعجز البیت: من الناس إلا اللوذعیّ الحلاحل
لسان العرب، ج‌11، ص: 571‌

قنصل؛ ج11، ص: 571

: قُنْصُل: قَصِیر.

قنفل؛ ج11، ص: 571

: القَنْفَل: العَنْز الضخمة؛ عن الهجری؛ و أَنشد: عَنْزٌ من السُّكِّ ضَبُوبٌ قَنْفَلُ، تَكَادُ من غُزْرٍ تَدقُّ المِقْیَل و قُنْفُل: اسم.

قنقل؛ ج11، ص: 571

: القَنْقَلُ: مِكْیال عظیم ضخم؛ و قال: كَیْلَ عِدَاءٍ بالجُرَافِ القَنْقَلِ من صُبْرَةٍ، مثل الكَثِیبِ الأَهْیَلِ و قال رؤبة: ما لكَ لا تَجْرُفُها بالقَنْقَلِ؟ لا خیرَ فی الكَمأَةِ إِنْ لم تَفْعَلِ و‌فی الخبر: كان تاجُ كسری مثل القَنْقَل العظیم؛ الجوهری: كان لكسری تاج یسمی القنقل.

قهل؛ ج11، ص: 571

: القَهَل: كالقَرَهِ فی قَشَف الإِنسان و قَذَر جلدِه. و رجل مُتَقَهِّل: لا یتعهَّد جسده بالماء و النظافة. و فی الصحاح: رجل مُتَقَهِّل یابس الجلد سیِّ‌ء الحال مثل المُتَقَحِّل. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَتاه شیخ مُتَقَهِّل‌أَی شعِث وسِخ. یقال: أَقْهَلَ الرجلُ و تَقَهَّل. المحكم: قَهِلَ جلدُه و قَهَلَ و تَقَهَّلَ یبِس، فهو قَاهِل قاحِل؛ و خص بعضهم به الیُبْس من العبادة قال: من راهِبٍ مُتَبَتِّلٍ مُتَقَهِّلٍ، صادِی النهارِ للیلِه مُتَهَجِّد و القَهَل فی الجسم: القشَف، و الیُبس القَرَهُ. و قَهِلَ قَهَلًا و تَقَهَّلَ: لم یتعهَّد جسمه بالماء و لم ینظفه. و التَّقَهُّل: رَثاثة الملبَس و الهیئةِ. و رجل مُتَقَهِّل إِذا كان رَثَّ الهیئة متقشِّفاً. و أَقْهَلَ الرجل: دنَّس نفسه و تكلَّف ما یَعِیبه؛ و أَنشد: خَلِیفة الله بلا إِقْهال و القَهْل: كُفران الإِحسان. و قَهَلَه یَقْهَلُه قَهْلًا: أَثنی علیه ثناء قبیحاً. و قَهِلَ الرجل قَهَلًا: استقلَّ العطیة و كفَر النعمة. و انْقَهَلَ: سقط و ضعُف؛ فأَما قوله: و رأَیتُه لمَّا مررتُ ببَیْتِه، و قد انْقَهَلَّ فما یُرید بَراحا فإِنه شدد للضرورة و لیس فی الكلام انْفَعَلَّ. الجوهری أَیضاً: انْقَهَلَ ضعُف و سقط؛ قال ابن بری: ذكر ابن السكیت فی الأَلفاظ انْقَهَلَّ بتشدید اللام، قال: و الانْقِهْلال السقوط و الضعف؛ و أَورد البیت: و قد انْقَهَلَّ فما یُریدُ بَراحا و قال: البیت لِرَیْسان بن عِنْترة المغنی، قال: و علی هذا یكون وزنه افْعَلَلَّ بمنزلة اشْمَأَزَّ، قال: و لا یكون انْفَعَلَّ. و التَّقَهُّل: شَكْوَی الحاجة؛ و أَنشد: فلا تكوننَّ رَكِیكاً تَنْتَلا لَعْواً، إِذا لاقَیْته تَقَهَّلا، و إِنْ حَطَأْتَ كَتِفَیه ذَرْمَلا الرَّكِیكُ: الضعیف، و التَّنْتَل: القذِر، و الذَّرْمَلة: إِرْسال السَّلْح. و قال أَبو عبید: قَهَلَ الرجل قَهْلًا إِذا جَدَّف؛ قاله الأُموی. و رجل مِقْهال إِذا كان مُجَدِّفاً كَفُوراً. و تَقَهَّلَ: مشَی مشیاً بطیئاً. و حیَّا الله هذه القَیْهَلة أَی الطَّلْعة و الوَجْه. و قَیْهَلٌ: اسم.
لسان العرب، ج‌11، ص: 572‌

قهبل؛ ج11، ص: 572

: القَهْبَلة: ضرب من المشی. و القَهْبلة: الأَتان الغلیظة من الوحش. الفراء: حیَّا الله قَهْبَلَته أَی حیَّا الله وجهَه. ابن الأَعرابی: حیَّا الله قَهْبَله و مُحیَّاه و سَمَامَتَه و طَلَله و آلَه. أَبو العباس: الهاء زائدة فیبقی حیَّا الله قَبَلَه أَی ما أَقبل منه، و قد تقدم. المؤرج: القَهْبَلة القَمْلة.

قول؛ ج11، ص: 572

: القَوْل: الكلام علی الترتیب، و هو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان، تامّاً كان أَو ناقصاً، تقول: قَالَ یَقُولُ قَولًا، و الفاعل قَائِل، و المفعول مَقُول؛ قال سیبویه: و اعلم أَن قلت فی كلام العرب إِنما وقعت علی أَن تحكی بها ما كان كلاماً لا قَوْلًا، یعنی بالكلام الجُمَل كقولك زید منطلق و قام زید، و یعنی بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التی یبنی الكلام منها كزید من قولك زید منطلق، و عمرو من قولك قام عمرو، فأَما تَجوُّزهم فی تسمیتهم الاعتقادات و الآراء قَوْلًا فلأَن الاعتقاد یخفَی فلا یعرف إِلَّا بالقول، أَو بما یقوم مقام القَوْل من شاهد الحال، فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سمیت قولًا إِذ كانت سبباً له، و كان القَوْل دلیلًا علیها، كما یسمَّی الشی‌ء باسم غیره إِذا كان ملابساً له و كان القول دلیلًا علیه، فإِن قیل: فكیف عبَّروا عن الاعتقادات و الآراء بالقَوْل و لم یعبروا عنها بالكلام، و لو سَوَّوْا بینهما أَو قلبوا الاستعمال فیهما كان ما ذا؟ فالجواب: أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حیث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من الكلام، و ذلك أن الاعتقاد لا یُفْهَم إِلَّا بغیره و هو العبارة عنه كما أَن القَوْل قد لا یتمُّ معناه إِلَّا بغیره، أَ لا تری أَنك إِذا قلت قام و أَخلیته من ضمیر فإِنه لا یتم معناه الذی وضع فی الكلام علیه و له؟ لأَنه إِنما وُضِع علی أَن یُفاد معناه مقترِناً بما یسند إِلیه من الفاعل، و قام هذه نفسها قَوْل، و هی ناقصة محتاجة إِلی الفاعل كاحتیاج الاعتقاد إِلی العبارة عنه، فلما اشتبها من هنا عُبِّرَ عن أَحدهما بصاحبه، و لیس كذلك الكلام لأَنه وضع علی الاستقلال و الاستغناء عما سواه، و القَوْل قد یكون من المفتقِر إِلی غیره علی ما قدَّمْناه، فكان بالاعتقاد المحتاج إِلی البیان أَقرب و بأَنْ یعبَّر عنه أَلیق، فاعلمه. و قد یستعمل القَوْل فی غیر الإِنسان؛ قال أَبو النجم: قَالَتْ له الطیرُ: تقدَّم راشدا، إِنك لا ترجِعُ إِلا حامِدا و قال آخر: قَالَتْ له العینانِ: سمعاً و طاعةً، و حدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا یُثَقَّب و قال آخر: امتلأَ الحوض و قَالَ: قَطْنی و قال الآخر: بینما نحن مُرْتعُون بفَلْج، قَالَتِ الدُّلَّح الرِّواءُ: إِنِیهِ إِنِیهِ: صَوْت رَزَمة السحاب و حَنِین الرَّعْد؛ و مثله أَیضاً: قد قَالَتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِی و إِذا جاز أَن یسمَّی الرأْی و الاعتقاد قَوْلًا، و إِن لم یكن صوتاً، كان تسمیتهم ما هو أَصوات قولًا أَجْدَر بالجواز، أَ لا تری أَن الطیر لها هَدِیر، و الحوض له غَطِیط، و الأَنْساع لها أَطِیط، و السحاب له دَوِیّ؟ فأَما قوله: قَالَتْ له العَیْنان: سَمْعاً و طاعة فإِنه و إِن لم یكن منهما صوت، فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً و طاعة؛ قال
لسان العرب، ج‌11، ص: 573
ابن جنی: و قد حرَّر هذا الموضع و أَوضحه عنترة بقوله: لو كان یَدْرِی ما المُحَاورة اشْتَكی، أَو كان یَدْرِی ما جوابُ تَكَلُّمی «2» و الجمع أَقْوال، و أَقاوِیل جمع الجمع؛ قَالَ یَقُولُ قَوْلًا و قِیلًا و قَوْلةً و مَقالًا و مَقالةً؛ و أَنشد ابن بری للحطیئة یخاطب عمر، رضی الله عنه: تحنّنْ علَیَّ، هَداكَ المَلِیك فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا و قیل: القَوْل فی الخیر و الشر، و القَال و القِیل فی الشرِّ خاصة، و رجل قَائِلٌ من قوم قُوَّل و قُیَّل و قالةٍ. حكی ثعلب: إِنهم لَقالةٌ بالحق، و كذلك قَؤول و قَوُول، و الجمع قُوُل و قُوْل؛ الأَخیرة عن سیبویه، و كذلك قَوَّال و قَوَّالةٌ من قوم قَوَّالین و قَوَلةٍ و تِقْوَلةٌ و تِقْوَالةٌ؛ و حكی سیبویه مِقْوَل، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، قال: و لا یجمع بالواو و النون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء. و مِقْوَال: كمِقْوَل؛ قال سیبویه: هو علی النسَب، كل ذلك حسَن القَوْل لسِن، و فی الصحاح: كثیر القَوْل. الجوهری: رجل قَؤُول و قوم قُوُل مثل صَبور و صُبُر، و إِن شئت سكنت الواو. قال ابن بری: المعروف عند أَهل العربیة قَؤُول و قُوْل، بإِسكان الواو، تقول: عَوان و عُوْن الأَصل عُوُن؛ و لا یحرك إِلا فی الشعر كقول الشاعر: تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل «3». قال: و شاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوی: و عَوراء قد قِیلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها، و ما الكَلِمُ العُورانُ لی بِقَبیل و أُعرِضُ عن مولای، لو شئت سَبَّنی، و ما كلّ حین حلمه بأَصِیل و ما أَنا، للشی‌ء الذی لیس نافِعِی و یَغْضَب منه صاحبی، بِقَؤُول و لستُ بِلاقی المَرْء أَزْعُم أَنه خلیلٌ، و ما قَلْبی له بخَلِیل و امرأَة قَوَّالَة: كثیرة القَوْل، و الاسم القَالَةُ و القَالُ و القِیل. ابن شمیل: یقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَیِّناً ظَرِیفَ اللسان. و التِّقْولةُ، الكثیرُ الكلام البلیغ فی حاجته. و امرأَة و رجل تِقْوالةٌ: مِنْطِیقٌ. و یقال: كثُر القالُ و القِیلُ. الجوهری: القُوَّل جمع قَائِل مثل راكِع و رُكَّع؛ قال رؤبة: فالیوم قد نَهْنَهَنی تنَهْنُهِی، أَوَّل حلم لیس بالمُسَفَّهِ، و قُوَّل إِلَّا دَهٍ فَلا دَهِ و هو ابنُ أَقوالٍ و ابنُ قَوَّالٍ أَی جیدُ الكلام فصیح. التهذیب: العرب تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ و ابن أَقْوالٍ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن قِیل و قَالٍ و إِضاعةِ المال؛ قال أَبو عبید فی قوله قیل و قال نحوٌ و عربیَّة، و ذلك أَنه جعل القَال مصدراً، أَ لا تراه یقول عن قِیلٍ و قالٍ كأَنه قال عن قیلٍ و قَوْلٍ؟ یقال علی هذا: قلتُ قَوْلًا و قِیلًا و قالًا، قال: و سمعت الكسائی یقول فی قراءة عبد الله: ذلك عیسی بنُ مریم قالَ الحقِّ الذی فیه یَمْتَرُونَ؛ فهذا من هذا كأَنه
(2). و فی روایة أخری: و لكان لو علمَ الكلامَ مُكَلمی (3). قوله [تمنحه إلخ] صدره كما فی مادة سوك: أغر الثنایا أحم اللثات تمنحه سوك الإِسحل
لسان العرب، ج‌11، ص: 574
قال: قالَ قَوْلَ الحق؛ و قال الفراء: القالُ فی معنی القَوْل مثل العَیْب و العابِ، قال: و الحق فی هذا الموضع یراد به الله تعالی ذِكرُه كأَنه قال قَوْلَ اللهِ. الجوهری: و كذلك القَالَةُ. یقال: كثرتْ قَالَةُ الناس، قال: و أَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ، بالفتح، و لا یجوز أَن یكون بالضم لأَنه یتعدّی. الفراء فی قوله، صلی الله علیه و سلم: و نهیِه عن قِیلٍ و قَالٍ و كثرة السؤَال، قال: فكانتا كالاسمین، و هما منصوبتان و لو خُفِضتا علی أَنهما أُخرجتا من نیة الفعل إِلی نیة الأَسماء كان صواباً كقولهم: أَعْیَیْتنی من شُبٍّ إِلی دُبٍّ؛ قال ابن الأَثیر: معنی الحدیث أَنه نهَی عن فُضُول ما یتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِیلَ كذا و قَالَ كذا، قال: و بناؤهما علی كونهما فعلین ماضیین محكیَّیْن متضمِّنین للضمیر، و الإِعراب علی إِجرائهما مجری الأَسماء خِلْوَیْن من الضمیر و إِدخال حرف التعریف علیهما لذلك فی قولهم القِیل و القَال، و قیل: القالُ الابتداء، و القِیلُ الجواب، قال: و هذا إِنما یصح إِذا كانت الروایة قِیل و قال علی أَنهما فِعْلان، فیكون النهی عن القَوْل بما لا یصح و لا تُعلم حقیقتُه، و هو‌كحدیثه الآخر: بئس مَطِیَّةُ الرجل زعموا‌و أَما مَنْ حكَی ما یصح و تُعْرَف حقیقتُه و أَسنده إِلی ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهی عنه و لا ذَمَّ، و قال أَبو عبید: إِنه جعل القال مصدراً كأَنه قال: نهی عن قیلٍ و قوْلٍ، و هذا التأْویل علی أَنهما اسمان، و قیل: أَراد النهی عن كثرة الكلام مُبتدئاً و مُجیباً، و قیل: أَراد به حكایة أَقوال الناس و البحث عما لا یجدی علیه خیراً و لا یَعْنیه أَمرُه؛ و منه‌الحدیث: أَ لا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هی النمیمةُ القَالَةُ بین الناس‌أَی كثرة القَوْلِ و إِیقاع الخصومة بین الناس بما یحكی البعضُ عن البعض؛ و منه‌الحدیث: فَفَشَتِ القَالَةُ بین الناس، قال: و یجوز أَن یرید به القَوْل و الحدیثَ. اللیث: تقول العرب كثر فیه القالُ و القِیلُ، و یقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما یقولون قال و قیل له، و یقال: بل هما اسمان مشتقان من القَوْل، و یقال: قِیلَ علی بناء فِعْل، و قُیِل علی بناء فُعِل، كلاهما من الواو و لكن الكسرة غلبت فقلبت الواو یاء، و كذلك قوله تعالی: وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ. الفراء: بنو أَسد یقولون قُولَ و قِیلَ بمعنی واحد؛ و أَنشد: و ابتدأَتْ غَضْبی و أُمَّ الرِّحالْ، و قُولَ لا أَهلَ له و لا مالْ بمعنی و قِیلَ: و أَقْوَلَهُ ما لم یَقُلْ و قَوَّلَه ما لم یَقُل، كِلاهما: ادّعی علیه، و كذلك أَقَالَهُ ما لم یقُل؛ عن اللحیانی. قَوْل مَقُولٌ و مَقْؤول؛ عن اللحیانی أَیضاً، قال: و الإِتمام لغة أَبی الجراح. و آكَلْتَنی و أَكَّلْتَنی ما لم آكُل أَی ادّعَیْته عَلیَّ. قال شمر: تقول قَوَّلَنی فُلان حتی قلتُ أَی علمنی و أَمرنی أَن أَقول، قال: قَوَّلْتَنی و أَقْوَلْتَنی أَی علَّمتنی ما أَقول و أَنطقتنی و حَمَلْتنی علی القَوْل. و‌فی حدیث سعید بن المسیب حین قیل له: ما تقول فی عثمان و علی، رضی الله عنهما؟ فقال: أَقول فیهما ما قَوَّلَنِیَ الله تعالی؛ ثم قرأَ: وَ الَّذِینَ جٰاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونٰا بِالْإِیمٰانِ (الآیة).و‌فی حدیث علی، علیه السلام: سمع امرأَة تندُب عمَر فقال: أَما و الله ما قالتْه و لكن قُوِّلَتْه‌أَی لُقِّنَته و عُلِّمَته و أُلْقِیَ علی لسانها یعنی من جانب الإِلْهام أَی أَنه حقیق بما قالت فیه. و تَقَوَّلَ قَوْلًا: ابتدَعه كذِباً. و تَقَوَّلَ فلان علیَّ باطلًا أَی قال عَلیَّ ما لم أَكن قلتُ و كذب علیَّ؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 575
و منه قوله تعالی: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنٰا بَعْضَ الْأَقٰاوِیلِ. و كلمة مُقَوَّلَة: قِیلتْ مرَّة بعد مرَّة. و المِقْوَل: اللسان، و یقال: إِنَّ لی مِقْوَلًا، و ما یسُرُّنی به مِقْوَل، و هو لسانه. التهذیب: أَبو الهیثم فی قوله تعالی: زَعَمَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ یُبْعَثُوا، قال: اعلم أَن العرب تقول: قَالَ إِنه و زعم أَنه، فكسروا الأَلف فی قال علی الابتداء و فتحوها فی زعم، لأَن زعم فِعْل واقع بها متعدٍّ إِلیها، تقول زعمت عبدَ الله قائماً، و لا تقول قلت زیداً خارجاً إِلَّا أَن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام فی أَوله فتقول: هل تَقُولُه خارجاً، و متی تَقُولُه فعَل كذا، و كیف تَقُولُه صنع، و عَلامَ تَقُولُه فاعلًا، فیصیر عند دخول حروف الاستفهام علیه بمنزلة الظن، و كذلك تقول: متی تَقُولُنی خارجاً، و كیف تَقُولُك صانعاً؟ و أَنشد: فمتی تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا قال الكمیت: عَلامَ تَقُولُ هَمْدانَ احْتَذَتْنا و كِنْدَة، بالقوارِصِ، مُجْلِبینا؟ و العرب تُجْری تَقُولُ وحدها فی الاستفهام مجری تظنُّ فی العمل؛ قال هدبة بن خَشْرم: متی تَقُولُ القُلُصَ الرَّواسِما یُدْنِین أُمَّ قاسِمٍ و قاسِما؟ فنصب القُلُص كما ینصب بالظنِّ؛ و قال عمرو بن معدیكرب: عَلامَ تَقُولُ الرُّمْحَ یُثْقِلُ عاتِقی، إِذا أَنا لم أَطْعُنْ، إِذا الخیلُ كَرَّتِ؟ و قال عمر بن أَبی ربیعة: أَمَّا الرَّحِیل فدُون بعدَ غدٍ، فمتی تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا؟ قال: و بنو سلیم یُجْرون متصرِّف قلت فی غیر الاستفهام أَیضاً مُجْری الظنِّ فیُعدُّونه إِلی مفعولین، فعلی مذهبهم یجوز فتح أنَّ بعد القَول. و‌فی الحدیث: أَنه سَمِعَ صوْت رجل یقرأُ باللیل فقال أَ تَقُولُه مُرائیاً‌أَی أَ تظنُّه؟ و هو مختصٌّ بالاستفهام؛ و منه‌الحدیث: لمَّا أَراد أَن یعتَكِف و رأَی الأَخْبیة فی المسجد فقال: البِرَّ تَقُولون بهنَّ‌أَی تظنُّون و تَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ، قال: و فِعْلُ القَوْلِ إِذا كان بمعنی الكلام لا یعمَل فیما بعده، تقول: قلْت زید قائم، و أَقول عمرو منطلق، و بعض العرب یُعمله فیقول قلْت زیداً قائماً، فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنی الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك: متی تَقُولُ عمراً ذاهباً، و أَ تَقُولُ زیداً منطلقاً؟ أَبو زید: یقال ما أَحسن قِیلَك و قَوْلَك و مَقالَتَكَ و مَقالَك و قالَك، خمسة أَوجُه. اللیث: یقال انتشَرَت لفلان فی الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ سیئة، و القَالَةُ تكون بمعنی قائلةٍ، و القَالُ فی موضع قائل؛ قال بعضهم لقصیدة: أَنا قالُها أَی قائلُها. قال: و القَالَةُ القَوْلُ الفاشی فی الناس. و المِقْوَل: القَیْل بلغة أَهل الیمن؛ قال ابن سیدة: المِقْوَل و القَیْل الملك من مُلوك حِمْیر یَقُول ما شاء، و أَصله قَیِّل؛ و قِیلَ: هو دون الملك الأَعلی، و الجمع أَقْوال. قال سیبویه: كسَّروه علی أَفْعال تشبیهاً بفاعل، و هو المِقْوَل و الجمع مَقاوِل و مَقاوِلة، دخلت الهاء فیه علی حدِّ دخولها فی القَشاعِمة؛ قال لبید: لها غَلَلٌ من رازِقیٍّ و كُرْسُفٍ بأَیمان عُجْمٍ، یَنْصُفُون المَقاوِلا
لسان العرب، ج‌11، ص: 576
و المرأَة قَیْلةٌ. قال الجوهری: أَصل قَیْل قَیِّل، بالتشدید، مثل سَیِّد من ساد یَسُود كأَنه الذی له قَوْل أَی ینفُذ قولُه، و الجمع أَقْوال و أَقْیال أَیضاً، و من جمَعه علی أَقْیال لم یجعل الواحد منه مشدَّداً؛ التهذیب: و هم الأَقْوال و الأَقْیَال، الواحد قَیْل، فمن قال أَقْیال بناه علی لفظ قَیْل، و من قال أَقْوال بناه علی الأَصل، و أَصله من ذوات الواو؛ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كتب لوائل بن حُجْر و لقومه: من محمدٍ رسول الله إِلی الأَقْوالِ العَباهِلة، و فی روایة: إِلی الأَقْیال العَباهِلة؛ قال أَبو عبیدة: الأَقْیال ملوك بالیمن دون الملك الأَعظم، واحدُهم قَیْل یكون ملكاً علی قومه و مِخْلافِه و مَحْجَره، و قال غیره: سمی الملك قَیْلًا لأَنه إِذا قال قولًا نفَذ قولُه؛ و قال الأَعشی فجعلهم أَقْوالًا: ثم دانَتْ، بَعْدُ، الرِّبابُ، و كانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث قال: الأَقْوال جمع قَیْل، و هو الملك النافذ القَوْل و الأَمرِ، و أَصله قَیْوِل فَیْعِل من القَوْل، حذفت عینه، قال: و مثله أَموات فی جمع میْت مخفف میّت، قال: و أَما أَقْیال فمحمول علی لفظ قَیْل كما قیل أَرْیاح فی جمع ریح، و الشائع المَقِیس أَرْواح. و‌فی الحدیث: سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ و قال بِه: تعطَّف العِزَّ أَی اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزیز، و أَصله من القَیْل ینفُذ قولُه فیما یرید؛ قال ابن الأَثیر: معنی و قال به أَی أَحبَّه و اختصَّه لنفسه، كما یُقال: فلان یَقُول بفلان أَی بمحبَّته و اختصاصِه، و قیل: معناه حَكَم به، فإِن القَوْل یستعمل فی معنی الحُكْم. و‌فی الحدیث: قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم و لا یَسْتَجْرِیَنَّكم الشیطان‌أَی قُولوا بقَوْل أَهل دِینكم و مِلَّتكم، یعنی ادعونی رسولًا و نبیّاً كما سمَّانی الله، و لا تسمونی سیِّداً كما تسمُّون رؤساءكم، لأَنهم كانوا یحسَبون أَن السیادة بالنبوة كالسیادة بأَسباب الدنیا، و قوله بعض قولِكم یعنی الاقتصادَ فی المقال و تركَ الإِسراف فیه، قال: و ذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة فی المدح فنهاهم عنه، یرید تكلَّموا بما یحضُركم من القَوْلِ و لا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشیطان و رُسُلُه تنطِقون عن لسانه. و اقْتال قَوْلًا: اجْتَرَّه إِلی نفسِه من خیر أَو شر. و اقْتَالَ علیهم: احْتَكَم؛ و أَنشد ابن بری للغَطَمَّش من بنی شَقِرة: فبالخَیْر لا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتی، و إِنِّی امرُؤٌ یَقْتَالُ منی التَّرَهُّبُ قال أَبو عبید: سمعت الهیثم بن عدی یقول: سمعت عبد العزیز بن عمر بن عبد العزیز یقول فی رُقْیة النَّمْلة: العَرُوس تَحْتَفِل، و تَقْتالُ و تَكْتَحِل، و كلَّ شی‌ء تَفْتَعِلْ، غیر أَن لا تَعْصِی الرجل؛ قال: تَقْتَال تَحْتَكِم علی زوجها. الجوهری: اقْتال علیه أَی تحكَّم؛ و قال كعب بن سعد الغَنَویّ: و منزلَةٍ فی دار صِدْق و غِبْطةٍ، و ما اقْتَال من حُكْمٍ عَلیَّ طَبیبُ قال ابن بری: صواب إِنشاده بالرفع و منزلةٌ لأَن قبله: و خَبَّرْتُمانی أَنَّما الموتُ فی القُرَی، فكیف و هاتا هَضْبَةٌ و كَثِیبُ و ماءُ سماء كان غیر مَحَمَّة بِبَرِّیَّةٍ، تَجْری علیه جَنُوبُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 577
و أَنشد ابن بری للأَعشی: و لمِثْلِ الذی جَمَعْتَ لِرَیْبِ الدهر تَأْبی حكومة المُقْتالِ و قاوَلْته فی أَمره و تَقاوَلْنا أَی تَفاوَضْنا؛ و قول لبید: و إِنَّ الله نافِلةٌ تقاه، و لا یَقْتالُها إِلا السَّعِیدُ أَی و لا یقولها؛ قال ابن بری: صوابه‌فإِنَّ الله …، بالفاء؛ و قبله: حَمِدْتُ اللهَ و اللهُ الحمیدُ و القالُ: القُلَةُ، مقلوب مغیَّر، و هو العُود الصغیر، و جمعه قِیلان؛ قال: و أَنا فی ضُرَّاب قِیلانِ القُلَهْ الجوهری: القالُ الخشبة التی یضرَب بها القُلَة؛ و أَنشد: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بینَهُم، نَزْوُ القُلاة، قلاها قالُ قالِینا قال ابن بری: هذا البیت یروی لابن مقبل، قال: و لم أَجده فی شعره. ابن بری: یقال اقْتَالَ بالبعیر بعیراً و بالثوب ثوباً أَی استبدله به، و یقال: اقْتَالَ باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغیر من سفرٍ أَو كِبَر؛ قال الراجز: فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا، و كان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابی: العرب تقول قالوا بزیدٍ أَی قَتَلُوه، و قُلْنا به أَی قَتَلْناه؛ و أَنشد: نحن ضربناه علی نِطَابه، قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به أَی قَتَلْناه، و النَّطابُ: حَبْل العاتِقِ. و قوله‌فی الحدیث: فقَالَ بالماء علی یَده؛ و‌فی الحدیث الآخر: فقَالَ بِثَوبه هكذا، قال ابن الأَثیر: العرب تجعل القول عبارةً عن جمیع الأَفعال و تطلِقه علی غیر الكلام و اللسان فتقول قَالَ بِیَده أَی أَخذ، و قَالَ برِجْله أَی مشی؛ و قد تقدَّم قول الشاعر: و قَالَتْ له العَیْنانِ: سمعاً و طاعة أَی أَوْمَأَتْ، و قَالَ بالماء علی یدِه أَی قَلب، و قَالَ بثوب أَی رفَعَه، و كل ذلك علی المجاز و الاتساع كما روی‌فی حدیث السَّهْوِ قال: ما یَقُولُ ذو الیدین؟ قالوا: صدَق، روی أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم‌أَی نعم و لم یتكلَّموا؛ قال: و یقال قَالَ بمعنی أَقْبَلَ، و بمعنی مال و استراحَ و ضرَب و غلَب و غیر ذلك. و‌فی حدیث جریج: فأَسْرَعَت القَوْلِیَّةُ إِلی صَوْمَعَتِه؛ همُ الغَوْغاءُ و قَتَلَةُ الأَنبیاء و الیهودُ، و تُسمَّی الغَوْغاءُ قَوْلِیَّةً.

قیل؛ ج11، ص: 577

: القائلة: الظَّهِیرة. یقال: أَتانا عند القائِلة، و قد تكون بمعنی القَیْلولة أَیضاً، و هی النَّوْم فی الظهیرة. المحكم: القائلة نِصفُ النهار. اللیث: القَیْلُولَة نَوْمةُ نِصْف النهار، و هی القَائِلَةُ، قَالَ یَقِیلُ، و قد قال القوم قَیْلًا و قَائِلَةً و قَیْلُولَةً و مَقَالًا و مَقِیلًا، الأَخیرة عن سیبویه. و المَقِیلُ أَیضاً: الموضع. ابن بری: و قد جاء المَقَال لمَوْضع القَیْلولة، قال الشاعر: فما إِنْ یَرْعَوِینَ لِمَحْلِ سَبْتٍ، و ما إِنْ یَرْعَوینَ علی مَقَالَ و قالت قریش لسیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قَبْل أَن فَتَحَ الله علیه الفُتوحَ: إِنَّا لأَكْرَمُ مُقاماً
لسان العرب، ج‌11، ص: 578
و أَحسن مَقِیلًا، فأَنزل الله تعالی: أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا، قال الفراء: قال بعض المحدِّثین یُرْوَی أَنه یُفْرَغ من حساب الناس فی نِصْف ذلك الیوم فَیَقِیلُ أَهل الجنة فی الجنة و أَهلُ النار فی النار، فذلك قوله تعالی: خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا، قال: وَ أَهل الكلام إِذا اجتمع لهم أَحمق و عاقل لم یَسْتَجِیزُوا أَن یقولوا: هذا أَحمق الرجلین و لا أَعْقل الرجلین، و یقولون: لا تقول هذا أَعْقل الرجلین إِلا لعاقل یفضُل علی صاحبه، قال الفراء: و قد قال اللَّه عز و جل خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا فجعل أَهل الجنة خیراً مستَقرًّا من أَهل النار، و لیس فی مستَقرِّ أَهل النار شی‌ء من الخیر، فاعرف ذلك من خطئهم، و قال أَبو طالب: إِنما جاز ذلك لأَنه موضع فیقال هذا الموضع خیر من ذلك الموضع، و إِذا كان نعتاً لم یستقم أَن یكون نعتُ واحد لاثنین مختلفین، قال الأَزهری: و نحو ذلك قال الزجَّاج و قال: یُفْرَق بین المَنازِل و النُّعوت. قال أَبو منصور: و القَیْلولة عند العرب و المَقِیلُ الاستراحة نصف النهار إِذا اشتدَّ الحر و إِن لم یكن مع ذلك نَوْمٌ، و الدلیل علی ذلك أَن الجنة لا نَوْمَ فیها. و‌روی فی الحدیث: قِیلوا، فإِن الشیاطین لا تَقِیل.و‌فی الحدیث: كان لا یُقِیلُ مالًا و لا یُبِیتُه‌أَی كان لا یُمسِك من المال ما جاءه صباحاً إِلی وقْت القائلة، و ما جاءه مساء لا یُمسِكه إِلی الصباح. و المَقِیل و القَیْلولة: الاستراحة نصفَ النهار و إِن لم یكن معها نَوْمٌ، یقال: قَالَ یَقِیلُ قَیْلُولَة، فهو قَائِل. و منه‌حدیث زید بن عمرو بن نُفَیْل: ما مُهاجِرٌ كمَن قَالَ، و فی روایة: ما مُهَجِّر، أَی لیس مَنْ هاجَر عن وَطَنه أَو خرج فی الهاجِرة كمَن سكَن فی بیته عند القائلة و أَقام به، و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَد: رَفِیقَیْنِ قَالا خَیْمَتَیْ أُمّ مَعْبَدِ أَی نزلا فیها «4» عند القائلة إِلا أَنه عدَّاه بغیر حرف جرٍّ. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان بِتِعْهِن و هو قَائِل السُّقْیا، تِعْهِنُ و السُّقْیا: موضعان بین مكة و المدینة، أَی أَنه یكون بالسُّقْیا وقْتَ القائلة، أَو هو مِنَ القوْل أَی یذكر أَنه یكون بالسُّقْیا، و منه‌حدیث الجنائز: هذه فُلانة ماتت ظُهْراً و أَنت صائم قَائِلٌ‌أَی ساكن فی البیت عند القائلة، و فی شعر ابن رَواحة: الیَوْمَ نَضْرِبْكُم علی تَنْزِیلِه، ضَرْباً یُزِیلُ الهَامَ عن مَقِیلِه الهامُ: جمعُ هامةٍ و هی أَعلی الرأْس، و مَقِیلُه: موضعه، مستعارٌ من موضع القائلة، و سكون الباء من نَضْرِبْكم من جائزات الشعر، و موضعُها الرفعُ. و تَقَیَّلوا: ناموا فی القائلة. قال سیبویه: و لا یقال ما أَقْیَلَه، استَغْنوا عنه بما أَنْوَمَهُ كما قالوا تركْتُ و لم یقولوا ودَعْتُ لا لعلَّةٍ. و رجل قَائِلٌ و الجمع قُیَّلٌ، بالتشدید، و قُیَّال، و القَیْلُ اسم للجمع كالشَّرْب و الصَّحْب و السَّفْر، قال: إِن قال قَیْلٌ لم أَقِلْ فی القُیَّل فجاء بالجَمْعَیْن، و قَیل: هو جمع قَائِل. و ما أَكْلأَ قَائِلَتَه أَی نَوْمَه، فأما قول العجاج: إِذا بَدَا دُهانِجٌ ذو أَعْدَال «5» فقد یكون علی الفعل الذی هو قال كضرَّاب و شَتَّام،
(4). قوله [فیها] هكذا فی الأصل و النهایة بضمیر الإِفراد و المناسب فیهما بضمیر التثنیة. (5). قوله [فأما قول العجاج إذا بدا إلخ] هكذا فی الأصل و لعل الشاهد فیما بعده.
لسان العرب، ج‌11، ص: 579
و قد یكون علی النَّسَب، كما قالوا نَبَّال لصاحب النَّبْل. و شَرِبَتِ الإِبلُ قَائِلَةً أَی فی القائلة، كقولك شرِبَتْ ظاهرةً أَی فی الظَّهِیرة، و قد یكون قَائِلَةً هنا مصدراً كالعافِیة. و أَقَالَها هو و قَیَّلَها: أَوردها ذلك الوقْت. و اقْتَالَ: شَرِبَ نصْفَ النهار. و القَیْلُ: اللَّبَنُ الذی یشرب نصف النهار وقْتَ القَائِلَة، و قوله: و كیف لا أَبْكی، علی عِلَّاتی، صَبَائِحِی غَبائِقِی قَیلاتی عَنی به ذوات قَیْلاتی، فقَیْلات علی هذا جمع قَیْلَةٍ التی هی المرَّة الواحدة من القَیْل، الأَزهری: أَنشدنی أَعرابی: ما لِیَ لا أَسْقِی حُبَیِّباتی، و هُنَّ یوم الوِرْدِ أُمَّهاتی، صَبَائِحی غَبائِقی قَیْلاتی أَراد بِحُبَیِّباتِه إِبِلَه التی یَسْقِیها و یشرَبُ أَلْبانها، جعلهنَّ كأُمَّهاته. و القَیُول: كالقَیْل اسم كالصَّبُوح و الغَبُوق. و قَیَّلَ الرجلَ: سقاه القَیْل. و تَقَیَّلَ هو القَیْلَ: شَرِبه، أَنشد ثعلب: و لقد تَقَیَّلَ صاحبی من لِقْحةٍ لَبَناً یَحِلّ، و لحمُها لا یُطْعَم الجوهری: یقال قَیَّلَه فَتَقَیَّلَ أَی سقاه نصفَ النهار فشرب، قال الراجز: یا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق، مُقَیَّل أَو مَغْبُوقْ، من لَبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ و یقال: هو شَرُوب لِلْقَیْل إِذا كان مِهْیافاً دَقِیقَ الخَصْر یحتاج إِلی شرب نصف النهار. و قالَ یَقِیلُ قَیْلًا إِذا شرب نصفَ النهار، و تَقَیَّلَ أَیضاً. و حكی ابن دَرَسْتَوَیْه اقْتَالَ، و وزنه افْتَعَل، و قد تقدم فی ترجمة قَوَلَ. و اقْتَلْتُ اقْتِیَالًا إِذا شربت القَیْل. التهذیب: القَیْل شُرْب نصف النهار، و أَنشد: یُسْقَیْنَ رَفْهاً بالنهار و اللیلْ، من الصَّبُوحِ و الغَبُوقِ و القَیْلْ جعل القَیْل هاهنا شَرْبة نصف النهار، و قالت أُم تأَبَّط شَرًّا: ما سَقَیْتُه غَیْلًا، و لا حَرَمْتُه قَیْلًا. و‌فی حدیث خزیمة: و أَكْتَفِی من حَمْلِه بالقَیْلَة، القَیْلَة و القَیْلُ: شُرْب نصف النهار یعنی أَنه یكتفی بتلك الشربة لا یحتاج إِلی حملها للخِصْب و السعة. و تَقَیَّلَ الناقة: حلَبها عند القائلة، تقول: هذه قَیْلی و قَیْلَتی. و فی ترجمة صبح: و القَیْلُ و القَیْلَة الناقة التی تحلَب فی ذلك الوقت. قال الأَزهری: سمعت العرب تقول للناقة التی یشربون لَبَنها نصف النهار قَیْلة، و هُنَّ قَیْلاتی للِّقاح التی یَحْتَلِبونها وقت القائلة. و المِقْیَل: مِحْلَب ضخم یحلَب فیه فی القائلة، عن الهجری و أَنشد: عَنْزٌ من السُّكِّ ضَبوبٌ قَنْفَلْ، تَكادُ من غُزْرٍ تَدُقُّ المِقْیَلْ و قَالَهُ البیعَ قَیْلًا و أَقالَهُ إِقالةً، و حكی اللحیانی أَنَّ قِلْتُهُ لغة ضعیفة. و استَقَالَنی: طلب إِلیَّ أَنْ أُقِیلَه. و تَقَایَلَ البیِّعان: تَفاسَخا صَفْقَتهما. و تركْتُهما یَتَقَایَلان البیعَ أَی یَسْتَقِیل كل واحد منهما صاحبه. و قد تَقَایَلا بعد ما تبایعا أَی تَتَاركا.
لسان العرب، ج‌11، ص: 580
و أَقَلْتُه البیعَ إِقَالَةً: و هو فسخُه، قال: و ربما قالوا قِلْتُه البیعَ فأَقَالَنی إِیَّاه. و‌فی الحدیث: من أَقَالَ نادِماً أَقَالَهُ اللَّه من نار جهنم، و فی روایة: أَقَالَه اللَّه عَثْرَته، أَی وافقه علی نَقْض البیع و أَجابه إِلیه. یقال: أَقَالَه یُقِیلُه إِقَالةً. و تَقایَلا إِذا فسخا البیع و عاد المبیع إِلی مالكه و الثمنُ إِلی المشتری إِذا كان قد نَدِم أَحدهما أَو كِلاهما، قال: و تكون الإِقالة فی البَیعة و العهد. و‌فی حدیث ابن الزبیر: لما قُتل عثمان قلت لا أَسْتَقِیلُها أَبداً‌أَی لا أُقِیل هذه العَثْرة و لا أَنساها: و الاستِقَالَة: طَلب الإِقالة. و تَقَیَّل الماءُ فی المكان المنخفص: اجتمع. أَبو زید: یقال تَقَیَّلَ فلان أَباه و تقیَّضه تَقَیُّلًا و تقیُّضاً إِذا نزع إِلیه فی الشبَه. و یقال: أَقَالَ الله فلاناً عَثْرته بمعنی الصَّفْح عنه. و‌فی الحدیث: أَقِیلوا ذَوِی الهیئَات عَثَراتِهم، و أَقَالَ الله عَثْرتك و أَقالَكَها. و القَیْل: المَلِك من ملوك حِمْیر یَتَقَیَّلُ مَنْ قَبْله من ملوكهم یُشْبِهه، و جمعه أَقْیال و قُیُول و منه‌الحدیث: إِلی قَیْل ذی رُعَیْنٍ‌أَی مَلِكها، و هی قبیلة من الیمن تنسَب إِلی ذی رُعَیْنٍ، و هو من أَذْواء الیمن و مُلوكِها. و قال ثعلب: الأَقْیال الملوك من غیر أَنْ یخصَّ بها ملوك حِمْیر. و اقْتَالَ شیئاً بشی‌ء: بَدَّله، عن الزجاجی. ابن الأَعرابی یقال أَدخِل بعیرَك السوق و اقْتَلْ به غیرَه أَی استبدل به، و أَنشد: و اقْتَلْت بالجِدَّة لَوْناً أَطْحَلا أَی استبدلت، و أَنشد ابن بری فی ترجمة قَوَلَ: وِرْد هُموم طَرَقَتْ بالبَلْبَالْ، و ظُلم ساعٍ و أَمیر مُقْتَالْ أَی مُختار قد جُعل بَدَلًا من غیره. قال أَبو مصنور: و المُقَایَلة و المُقایَضة المبادلة، یقال: قَایَضه و قَایَلَه إِذا بادَله. و القَیْلة و القِیلة: الأُدْرةُ. و‌فی حدیث أَهل البیت: و لا حامل القِیلَة، القِیلة، بالكسر: الأُدرة و هو انتفاخ الخُصْیة. و رماه الله بقِیلَة، مكسورة، أَی الأَدَرِ. و قیل: اسم رجل من عاد. و قَیْلٌ: وافِد عاد. و قَیْلَةُ: موضع. و قَیْلَة: أُمُّ الأَوْس و الخَزْرَج. و‌فی حدیث سلمان: ابْنَی قَیْلة، یرید الأَوسَ و الخزرجَ قبیلتی الأَنصار. و قَیْلة: اسم أُمٍّ لهم قدیمة، و هی قَیْلَة بنت كاهِل. و قِیَال، بكسر القاف: اسم جبل بالبادیة عال.

فصل الكاف؛ ج11، ص: 580

كأل؛ ج11، ص: 580

: الكأْلُ: أَن تشتری أَو تبیع دَیْناً لك علی رجل بدَینٍ له علی آخر، و كذلك الكأْلة و الكُؤولة؛ كله عن اللحیانی. و الكَوَأْلَلُ: القصیر، و قیل: القصیر مع غِلَظ و شدّة. و قد اكْوَأَلَّ الرجل، فهو مُكْوَئِلٌّ إِذا قصُر. و المُكْوَئِلُّ: القصیر الأَفْحَجُ؛ الأَصمعی: إِذا كان فیه قصر و غلظ مع شدة قیل رجل كَوَأْلَل و كَأْلَل و كُلاكِل.

كبل؛ ج11، ص: 580

: الكَبْل: قَیْد ضخم. ابن سیدة: الكَبْل و الكِبْل القَیْد من أَیّ شی‌ء كان، و قیل: هو أَعظم ما یكون من الأَقْیاد، و جمعهما كُبُول. یقال: كَبَلْت الأَسیر و كَبَّلْته إِذا قیَّدته، فهو مَكْبُول و مُكَبَّل. و قال أَبو عمرو: هو القَیْد و الكَبْل و النِّكْل و الوَلْمُ و القُرْزُل و المَكْبُول: المحبوس. و‌فی الحدیث: ضَحِكْت من قوم یؤْتی بهم إِلی الجنة فی كَبْل الحدید.و‌فی حدیث أَبی مرثَد: ففُكَّت
لسان العرب، ج‌11، ص: 581
عنه أَكْبُله؛ هی جمع قِلَّة للكَبْل القَیْدِ؛ و فی قصید كعب بن زهیر: مُتَیَّم إِثْرَها لم یُفْدَ مَكْبُولُ أَی مقیَّد. و كَبَلَه یَكْبِلُه كَبْلًا و كَبَّلَه و كَبَلَه كَبْلًا: «1» حَبسه فی سجن أَو غیره، و أَصله من الكَبْل؛ قال: «2».إِذا كنتَ فی دارٍ یُهِینُكَ أَهلُها، و لم تَكُ مَكْبُولًا بها، فتحوَّل و‌فی حدیث عثمان: إِذا وقعت السُّهْمان فلا مُكابَلة؛ قال أَبو عبید: تكون المُكَابَلَة بمعنیین: تكون من الحَبْس، یقول إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فلا یُحْبَس أَحد عن حقِّه، و أَصله من الكَبْل القَیْد، قال الأَصمعی: و الوجهُ الآخر أَن تكون المُكَابَلَة مقلوبة من المُباكَلة أَو المُلابكة و هی الاختلاط؛ و قال أَبو عبیدة: هو من الكَبْل و معناه الحبس عن حقه، و لم یذكر الوجه الآخر؛ قال أَبو عبید: و هذا عندی هو الصواب، و التفسیر الآخر غلط لأَنه لو كان من بَكَلْت أَو لَبَكْت لقال مُباكَلة أَو مُلابَكةً، و إِنما الحدیث مُكابلَة؛ و قال اللحیانی فی المُكابَلَة؛ قال بعضهم هی التأْخیر. یقال: كَبَلْتُك دَیْنَك أَخَّرته عنك، و فی الصحاح: یقول إِذا حُدَّت الدار، و فی النهایة: إِذا حُدَّت الحُدود فلا یحبَس أَحد عن حقه كأَنه كان لا یری الشُّفْعة للجار؛ قال ابن الأَثیر: هو من الكَبْل القید، قال: و هذا علی مذهب من لا یری الشفعة إِلَّا للخَلِیط؛ المحكم: قال أَبو عبید قیل هی مقلوبة من لَبَك الشی‌ء و بَكَله إِذا خلَطه، و هذا لا یسوغ لأَن المُكابَلَة مصدر، و المقلوب لا مصدر له عند سیبویه. و المُكابَلَة أَیضاً: تأْخیر الدَّیْن. و كَبَلَه الدینَ كَبْلًا: أَخَّره عنه. و المُكَابَلَة: التأْخیر و الحبس، یقال: كَبَلْتُك دَیْنَك. و قال اللحیانی: المُكَابَلَة أَن تُباع الدار إِلی جنب دارك و أَنت تریدها و محتاج إِلی شرائها، فتؤخر ذلك حتی یستوجبها المشتری ثم تأْخذها بالشُّفْعة و هی مكروهة، و هذا عند من یَری شُفعة الجِوار. و‌فی الحدیث: لا مُكَابَلَة إِذا حُدَّت الحُدود و لا شُفْعة؛ قال الطِّرِمَّاح: متی یَعِدْ یُنْجِزْ، و لا یَكْتَبِلْ منه العطایا طولُ إِعْتامِها إِعْتامُها: الإِبطاء بها، لا یَكْتَبِل: لا یحتبس. و فَرْوٌ كَبْلٌ: كثیر الصوف ثقیل. الجوهری: فَرْوٌ كَبَلٌ، بالتحریك، أَی قصیر. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أَنه كان یلبَس الفَرْوَ وَ الكَبْل؛ قال ابن الأَثیر: الكَبْل فَرْوٌ كبیر. و الكَبْل: ما ثُنیَ من الجلد عند شَفةِ الدلو فخُرِز، و قیل: شَفَتُها، و زعم یعقوب أَن اللام بدل من النون فی كَبْن. و الكَابُول: حِبالة الصائد، یمانیة. و كابُلُ: موضع، و هو عجمی؛ قال النابغة: قُعوداً له غَسَّانُ یَرْجُون أَوْبَهُ، و تُرْكٌ و رَهْطُ الأَعْجَمِین و كابُلُ و أَنشد ابن بری لأَبی طالب: تُطاعُ بِنا الأَعداءُ، ودُّوا لَوَ انَّنا تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ و كابُل فكابُل أَعجمی و وزنه فَاعُل، و قد استعمله الفرزدق كثیراً فی شعره؛ و قال غونة بن سلمی: «3».
(1). قوله [و كَبَلَه كَبْلًا] تكرار لما سبق الكلام علیه (2). قوله [من الكَبْل قال] هكذا فی الأصل و لعله من الكَبْل القید قال إلخ نظیر ما یأتی بعده (3). قوله [و قال غونة بن سلمی] كذا بالأصل، و الذی فی یاقوت: و قال فرعون بن عبد الرحمن یعرف بابن سلكة من بنی تمیم بن مرّ: وددت إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 582
وَدِدْتُ مَخافَةَ الحجَّاجِ أَنی بِكابُلَ فی اسْتِ شیطانٍ رَجیمِ مُقِیماً فی مَضارِطِهِ أُغَنِّی: أَلا حَیِّ المَنازِلَ بالغَمِیمِ و قال حنظلة الخیر بن أَبی رُهْم، و یقال حسَّان بن حنظلة: نَزَلْت له عن الضُّبَیْبِ، و قد بَدَتْ مُسَوَّمَةٌ من خَیْلِ تُرْكٍ و كَابُلِ و ذو الكَبْلَینِ: فحل كان فی الجاهلیة كان ضَبَّاراً فی قَیْده.

كبثل؛ ج11، ص: 582

: الكَبَوْثَلُ: ولدٌ یقَعُ بین الخُنفُساء و الجُعَل؛ عن كراع.

كبرتل؛ ج11، ص: 582

: التهذیب فی الخماسی: ابن الأَعرابی یقال لذكر الخُنفُساء المُقَرَّضُ و الحُوَّاز و الكَبَرْتَل و المُدَحْرِج و الجُعَل.

كتل؛ ج11، ص: 582

: اللیث: الكُتْلة أَعظم من الخُبْزة و هی قطعة من كنِیز التمر. المحكم: الكُتْلة من الطین و التمر و غیرهما ما جُمِع؛ قال: و بالغَداةِ كُتَلَ البَرْنِجِّ أَراد البَرْنیَّ. الصحاح: الكُتْلة القطعة المجتمعة من الصَّمْغ. و المُكَتَّل: الشدید القصیر. و رأْس مُكَتَّل: مجمَّع مدوَّر. و الكُتْلة: الفِدْرة من اللحم. و كَتَّلَه: سمَّنه؛ عن كراع. و رجل مُكَتَّل و ذو كَتَلٍ و ذو كَتالٍ: غلیظُ الجسم. و الكَتَال: القوَّة. و الكَتَال: اللحم. و رجل مُكَتَّل الخلْق إِذا كان مُداخَل البدن إِلی القِصَر ما هو. و أَلقی علیه كَتَالَه أَی ثقله؛ قال الشاعر: و لَسْت بِراحِلٍ أَبداً إِلیهم، و لو عالَجْت من وَتِدٍ كَتالا أَی مؤونةً و ثِقْلًا. و الكَتَالُ: النفس. و الكَتَال: الحاجة تقضیها. و الكَتَالُ: كلُّ ما أُصْلِح من طعام أَو كُسْوة. و زوّجها علی أَن یقیم لها كَتَالَها أَی ما یُصْلحها من عیشها. و الكَتَال: سوء العیش. و الأَكْتَل: الشدیدة من شدائد الدهر، و اشتقاقه من الكَتَال، و هو سوء العیش و ضیقه؛ و أَنشد اللیث: إِنّ بها أَكْتَلَ، أَو رِزاما، خُوَیْرِبان یَنْقُفانِ الْهاما قال: و رِزام اسمُ الشدیدة؛ قال أَبو منصور: غلط اللیث فی تفسیر أَكْتَل و رِزام، قال: و لیسا من أَسماء الشدائد إِنما هما اسما لِصَّین من لُصوص البادیة، أَ لا تراه قال خُوَیرِبان؟ یقال لِصّ خارِب، و یصغَّر فیقال خُوَیرِب. و روی سلمة عن الفراء أَنه أَنشده ذلك، قال الفراء: أَو هاهنا بمعنی واو العطف، أَراد أَن بها أَكتَلَ و رِزاماً، و هما خارِبان، و بذلك فسر ابن سیدة أَكْتَل و رِزاماً، و سیأْتی. و‌فی حدیث ابن الصَّبْغاء: و ارْمِ علی أَقفائهم بمِكْتَل؛ المِكْتَل هاهنا من الأَكْتَل و هی شدیدة من شدائد الدهر. و الكَتالُ: سوء العیش و ضیق المؤونة و الثِّقْل، و یروی: بمِنْكَل، من النَّكال العقوبة. و فی نوادر الأَعراب: مرّ فلان یتَكَرَّی و یتَكَتَّل و یَتَقَلَّی إِذا مَرَّ مَرًّا سریعاً. و فلان یَتَكَتَّل فی مشیه إِذا قارب فی خطوه كأَنه یتدحرج. و یقال للحمار إِذا تمرَّغ فلزِق به التراب: قد كَتِل جلدُه؛ قال الراجز: یشرَبُ منها نَهَلاتٌ و ثعلْ، و فی مراغٍ جلدُها منه كَتلْ لسان العرب، ج‌11، ص: 583
و من العرب من یقول: كَاتَلَه الله، بمعنی قاتله الله. و التَّكَتُّل: ضرْب من المشی. ابن سیدة: تَكَتَّلَ الرجل فی مشیته و هی من مشی القصار الغلاظ. و ما كَتَلَكَ عنَّا أَی ما حبسك. و الكَتِیلَة: النخلة التی فاتت الیَدَ، طائیة، و الجمع الكَتَائِل؛ قال: قد أَبصَرَتْ سُعْدَی بها كَتَائِلِی، طَویلةَ الأَقْناءِ و العَثاكِلِ، مثل العَذاری الخُرَّدِ العَطابِلِ ابن الأَعرابی: الكَتِیلَة النخلة الطویلة، و هی العُلْبة و العَوانة و القِرْواح. النضر: كُتُول الأَرض فَنَادِیرُها، و هی ما أَشرف منها؛ و أَنشد: و تَیْماء تمشِی الریحُ فیها رَدِیَّة، مَریضة لَوْنِ الأَرْض طُلْساً كُتولها و المِكْتَل و المِكْتلة: الزَّبیل الذی یحمَل فیه التمر أَو العنب إِلی الجَرین، و قیل: المِكْتَل شبه الزَّبیل یسع خمسة عشر صاعاً. و‌فی حدیث الظِّهار: أَنه أُتِیَ بمِكْتَل من تمر؛ هو بكسر المیم: الزَّبیل الكبیر كأَن فیه كُتَلًا من التمر أَی قِطعاً مجتمعة. و‌فی حدیث خیبر: فخرجوا بمَساحِیهم و مَكاتِلِهم.و‌فی حدیث سعد: «1» مِكْتَل غیره مِكْتَل برّ.و یقال: كَتِنَتْ جَحافِل الخیل من العُشب و كَتِلَت، بالنون و اللام، إِذا لزِجَتْ. و كَتِل الشی‌ء، فهو كَتِل: تلزَّق و تلزَّج؛ قال: و فی مراغٍ جلدُها منه كَتِلْ قال: و قد تكون لام كَتِل بدلًا من نون كَتِنَ، و هما بمعنی واحد. و الكُنْتَأْلُ، بالضم: القصیر، و النون زائدة. قال ابن بری: الكِتال المِراس. یقال: أَیَّ شی‌ء كاتَلْتَ من فلان أَی مارَسْت؛ قال ابن الطَّثَریَّة: أَقول، و قد أَیقَنْت أَنِّی مُواجه، من الصَّرْم، باباتٍ شدیداً كِتالُها و هو مصدر كاتَلْت. و الكِتَالُ أَیضاً: المؤونة؛ «2»؛ قال الشاعر: قَدَ اوْصَیْتَ أَمسِ المُخْلَفین وَصِیَّة، قلیلًا علی المُسْتَخْلَفِین كِتَالُها و الكَوَاتِل: اسم موضع؛ قال النابغة: خلالَ المَطایا یَتَّصِلنَ، و قد أَتت قِنانُ أُبَیْرٍ دونها و الكَوَاتِل و كُتْلة: موضع بشِقّ عبد الله بن كلاب، و قال ابن جَبَلة: هی رملة دون الیمامة؛ قال الراعی: فكُتْلَةٌ فُرؤَامٌ من مَساكِنها، فمنتَهی السَّیْل من بَنْبان فالحُمَل و كُتَیْل و أَكْتَل: اسمان؛ قال: إِنَّ بها أَكْتَلَ، أَو رِزاما، خُوَیْرِبَینِ یَنْقُفان الهاما «3».

كثل؛ ج11، ص: 583

: الأَزهری: أَما كَثل فأَصل بناء الكَوْثَل و هو فَوْعَل، و قال اللیث: الكَوْثَل مؤَخَّر السفینة، و قد یشدد فیقال: كَوْثَلٌّ، و فی الكَوْثَل یكون المَلَّاحون و مَتاعُهم؛ و أَنشد:
(1). قوله [و فی حدیث سعد إلی قوله بر] هكذا فی الأصل (2). قوله [و الكِتَال أَیضاً المؤونة] كذا بضبط الأصل بوزن كتاب كالذی قبله، و فی القاموس: الكِتَال كسحاب المؤونة (3). فی صفحة 582 الخُوَیربان بدل الخُوَیربَین، و لكلَیهما وجه من الإعراب
لسان العرب، ج‌11، ص: 584
حَمَلْت فی كَوْثَلِّها عَوِیقا «1». أَبو عمرو: المَرْنَحة صَدْر السفینة و الدَّوْطِیرة كَوْثَلها، و قیل: الكَوْثَلُ السُّكَّان، أَبو عبید: الخَیْزُرانةُ السُّكَّان، و هو الكَوْثَل؛ قال الأَعشی: من الخَوْفِ كَوْثَلُها یُلْتَزم و كَوْثَلُ السُّلَمِیُّ: رجل معروف، إِلیه یُعْزَی سِبَاع بن كَوْثَل أَحد شعرائهم.

كحل؛ ج11، ص: 584

: الكُحْل: ما یكتحل به. قال ابن سیدة: الكُحْل ما وُضِع فی العین یُشتَفی به، كَحَلَها یَكْحَلها و یَكْحُلها كَحْلًا، فهی مَكْحُولة و كَحِیل، من أَعین كُحْلاء و كَحَائِل؛ عن اللحیانی؛ و كَحَّلَها، أَنشد ثعلب: فمَا لك بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَی جُفُونُ عُیون، بالقَذَی لم تُكَحَّل و قد اكْتَحَل و تَكَحَّل. و المِكْحَال: المِیلُ تكحل به العین من المُكْحُلة؛ قال ابن سیدة: المِكْحَل و المِكْحَال الآلة التی یُكْتَحَل بها؛ و قال الجوهری: المِكْحَل و المِكْحال المُلْمُول الذی یُكْتَحَل به؛ قال الشاعر: إِذا الفَتَی لم یَرْكَب الأَهْوالا، و خالَفَ الأَعْمام و الأَخْوالا فأَعْطِهِ المرآة و المِكْحَالا، و اسْعَ له و عُدَّه عِیَالا و تَمَكْحَلَ الرجل إِذا أَخذ مُكْحُلَة. و المُكْحُلَة: الوِعاء، أَحد ما شذَّ مما یرتَفق به فجاء علی مُفْعُل و بابه مِفْعَل، و نظیره المُدْهُن و المُسْعُط؛ قال سیبویه: و لیس علی المكان إِذ لو كان علیه لفتح لأَنه من یَفْعُ، قال ابن السكیت: ما كان علی مِفْعَل و مِفْعَلة مما یعمل به فهو مكسور المیم مثل مِخْرَز و مِبْضَع و مِسَلَّة و مِزْرَعة و مِخْلاة، إِلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم المیم و العین و هی: مُسْعُط و مُنْخُل و مُدْهُن و مُكْحُلة و مُنْصُل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی قال و هو للبید فیما زعموا: كَمِیش الإِزار یَكْحُل العین إِثْمداً، و یغدو علینا مُسْفِراً غیرَ واجِم فسره فقال: معنی یكْحُلُ العین إِثْمداً أَنه یركب فحمة اللیل و سواده. الأَزهری: الكَحَل مصدر الأَكْحَل و الكَحْلاء من الرجال و النساء؛ قال ابن سیدة: و الكَحَل فی العین أَن یَعْلُو مَنابت الأَسْفار سواد مثل الكُحْل من غیر كَحْل، رجل أَكْحَل بیِّن الكَحَل و كَحِیل و قد كَحِلَ، و قیل: الكَحَل فی العین أَن تسودّ مواضع الكُحْل، و قیل: الكَحْلاء الشدیدة السواد، و قیل: هی التی تراها كأَنها مَكْحولة و إِن لم تُكْحَل؛ و أَنشد: كأَنَّ بها كُحْلًا و إِن لم تُكَحَّل الفراء: یقال عین كَحِیلٌ، بغیر هاء، أَی مَكْحولة. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم، فی عینه كَحَل؛ الكَحَل، بفتحتین: سواد فی أَجفان العین «2» خلقة. و‌فی حدیث أَهل الجنة: جُرْد مُرْد كَحْلی؛ كَحْلی: جمع كَحِیل مثل قتیل و قتلی. و‌فی حدیث المُلاعَنة: إِن جاءت به أَدْعَج أَكْحَل العینین.و الكَحْلاء من النعاج: البیضاء السوداء العینین. و جاء من المال بكُحْل عَیْنیْن
(1). قوله [عویقا] هكذا فی الأصل (2). قوله [فی أجفان العین] صوابه فی أشفار العین كما فی هامش الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 585
أَی بقدر ما یملؤهما أَو یغَشِّی سوادهما. أَبو عبید: و یقال لفلان كُحْل و لفلان سَواد أَی مال كثیر. قال: و كان الأَصمعی یتأَول فی سَواد العراق أَنه سمی به للكثرة؛ قال الأَزهری: و أَما أَنا فأَحسبه للخُضْرة. و یقال: مضی لفلان كُحْل أَی مال كثیر. و الكَحْلة: خرزة سوداء تجعل علی الصبیان. و هی خرزة العین و النفس تجعل من الجن و الإِنس، فیها لونان بیاض و سواد كالرُّبِّ و السَّمْن إِذا اختلطا، و قیل: هی خرزة تُستعطَف بها الرجال؛ و قال اللحیانی: هی خرزة تُؤخِّذ بها النساءُ الرجال. و كُحْل العُشْبِ: أَن یُرَی النبت فی الأُصول الكبار و فی الحشیش مخضَرّاً إِذا كان قد أُكل، و لا یقال ذلك فی العِضاه. و اكْتَحَلَتِ الأَرض بالخُضْرة و كَحَّلَتْ و تَكَحَّلَتْ و أَكْحَلَتْ و اكْحَالَّتْ: و ذلك حین تُرِی أَوَّلَ خضرةِ النبات. و الكَحْلاء: عُشْبة رَوْضِیَّة سوداء اللَّوْن ذات ورَق و قُضُب، و لها بُطون حمر و عِرْق أَحمر ینبت بنَجْد فی أَحْویَةِ الرَّمْل. و قال أَبو حنیفة: الكَحْلاء عُشْبة سُهْلیة تنبُت علی ساقٍ، و لها أَفْنان قلیلة لیِّنة و ورَق كورَق الرَّیْحان اللِّطاف خضرٌ و وَرْدة ناضرة، لا یرعاها شی‌ء و لكنها حسنة المَنْظَر؛ قال ابن بری: الكَحْلاء نبت ترعاه النحل؛ قال الجعدی فی صفة النحل: قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ، فی النَّبْع و الكحْلاء و السِّدْر و الإِكْحَال و الكَحْل: شدَّة المَحْل. یقال: أَصابهم كَحْل و مَحْل. و كَحْلُ: السنة الشدیدة، تصرف و لا تصرف علی ما یجب فی هذا الضرْب من المؤنث العلم؛ قال سلامة بن جندل: قومٌ، إِذا صَرَّحت كَحْلٌ، بُیوتُهُمُ مأْوَی الضَّرِیكِ، و مأْوَی كلِّ قُرْضُوب فأَجراه الشاعرُ لحاجته إِلی إِجْرائه؛ القُرْضوب هاهنا: الفقیر. و یقال: صرَّحت كَحْلُ إِذا لم یكن فی السماء غَیْم. و حكی أَبو عبید و أَبو حنیفة فیها الكَحْل، و بالأَلف و اللام، و كرهه بعضهم. الجوهری: یقال للسنة المجدبة كَحْل، و هی معرفة لا تدخلها الأَلف و اللام. و كَحَلَتْهم السِّنون: أَصابتهم؛ قال: لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ إِحدی السِّنین، فَجارُهم تَمْرُ یقول: یأْكلون جارَهم كما یؤكل التمر. و قال أَبو حنیفة: كَحَلَت السنةُ تَكْحَل كَحْلًا إِذا اشتدَّت. الفراء: اكْتَحَلَ الرجل إِذا وقع بشدَّة بعد رخاء. و من أَمثالهم: باءت عَرَارِ بِكَحْلٍ؛ إِذا قُتِل القاتل بمقتوله. یقال: كانتا بَقَرَتین فی بنی إِسرائیل قُتلت إِحداهما بالأُخری؛ قال الأَزهری: من أَمثال العرب القدیمة قولهم فی التساوی: باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ؛ قال ابن بری: كَحْل اسم بقرة بمنزلة دَعْد، یصرف و لا یصرف، فشاهد الصرف قول ابن عنقاء الفزاری: باءتْ عَرارٌ بكَحْلٍ و الرِّفاق معاً، فلا تَمَنَّوْا أَمانیَّ الأَباطِیل و شاهد ترك الصرف قول عبد الله بن الحجاج الثعلبی من بنی ثعلبة بن ذبیان: باءتْ عَرارِ بكَحْل فیما بیننا، و الحقُّ یعرِفه ذَوُو الأَلباب و كَحْلَةُ: من أَسماء السماء.قال الفارسی: و تأَلَّهَ
لسان العرب، ج‌11، ص: 586
قیس بن نُشْبة فی الجاهلیة و كان مُنَجِّماً متفلسِفاً یخبر بمبعث النبی، صلی الله علیه و سلم، فلما بعث أَتاه قیس فقال له: یا محمد ما كَحْلة؟ فقال: السماء، فقال: ما مَحْلة؟ فقال: الأَرض، فقال: أَشهد أَنك لرسول الله فإِنَّا قد وجدنا فی بعض الكتب أَنه لا یعرف هذا إِلَّا نبیّ؛ و قد یقال لها الكَحْل، قال الأُموی: كَحْلٌ السماء؛ و أَنشد للكمیت: إِذا ما المراضِیعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ، و لم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها و الأَكْحَل: عِرْق فی الید یُفْصَد، قال: و لا یقال عرق الأَكْحَل. قال ابن سیدة: یقال له النَّسا فی الفخِذ، و فی الظهر الأَبْهَرَ، و قیل: الأَكْحَل عِرْق الحیاة یُدْعی نَهْرَ البدَن، و فی كل عضو منه شعبة لها اسم علی حِدَة، فإِذا قطع فی الید لم یَرْقإِ الدمُ. و‌فی الحدیث: أَن سعداً رمی فی أَكْحَلَه؛ الأَكْحَل: عرق فی وسط الذراع یكثر فصده. و المِكْحالان: عظمان شاخِصان مما یلی باطنَ الذراعین من مركبهما، و قیل: هما فی أَسفل باطن الذراع، و قیل: هما عَظْما الوَرِكین من الفرس. و الكُحَیْل، مبنی علی التصغیر: الذی تطلی به الإِبل للجرَب، لا یستعمل إِلَّا مصغَّراً؛ قال الشاعر: مثل الكُحَیْل أَو عَقِید الرُّبِّ قیل: هو النِّفْط و القَطِران، إِنما یطلی به لِلدَّبَر و القِرْدان و أَشباه ذلك؛ قال علی بن حمزة: هذا من مشهور غلط الأَصمعی لأَن النِّفْط لا یطلی به للجرَب و إِنما یطلی بالقَطِران، و لیس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر و القِرْدان كما ذكر؛ و یفسد ذلك قول القَطِران الشاعر: أَنا القَطِران و الشُّعَراءُ جَرْبی، و فی القَطِران للجَرْبی شِفاءُ و كذلك قول القُلَّاخ المِنْقَری: إِنی أَنا القَطِرانُ أَشْفی ذا الجَرَبْ و كُحَیْلَةُ و كُحْل: موضعان.

كحثل؛ ج11، ص: 586

: الكَحْثَلَة: عِظَم البطن.

كدل؛ ج11، ص: 586

: قال الأَزهری: أَهمله اللیث، قال: و وجدت أَنا فیه بیتاً لتأَبَّط شرّاً: أَلا أَبلغا سعد بن لیث و جُنْدُعاً و كَلْباً: أَنیبوا المَنَّ غیر المُكَدَّل و قیل: المُكَدَّل و المُكَدَّر واحد، و اللام مبدلة من الراء.

كربل؛ ج11، ص: 586

: كَرْبَلَ الشَّیْ‌ءَ: خلطه. أَبو عمرو: كَرْبَلْت الطعام كَرْبَلةً هذَّبته و نقَّیته مثل غَرْبَلْته؛ و أَنشد فی صفة حنطة: یَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ، قد غُرْبِلَتْ و كُرْبِلَتْ من القَصَلْ و الكِرْبالُ: المِنْدَف الذی یُنْدَف به القُطْن؛ و أَنشد الشیبانی: تَرْمی اللُّغامَ علی هاماتها قَزَعاً، كالبِرْس طَیَّره ضرْبُ الكَرَابِیلِ و الكَرْبَلَة: رَخاوة فی القَدَمین. یقال: جاء یمشی مُكَرْبِلًا أَی كأَنه یمشی فی طین. و كَرْبَل: اسم نبت، و قیل: إِنه الحُمَّاض، قال أَبو وجزة یصف عُهُون الهَوْدج:
لسان العرب، ج‌11، ص: 587
و ثامِرُ كَرْبَلٍ و عَمِیمُ دِفْلی علیها، و النَّدَی سَبِط یَمُور و الكَرْبَل: نبت له نَوْر أَحمر مشرِق؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: كأَنَّ جَنی الدِّفْلی یُغَشِّی خُدورَها، و نُوَّارُ ضاحٍ من خُزامی و كَرْبَل و كَرْبَلاء: اسم موضع و بها قبر الحسین بن علی، علیهما السلام؛ قال كثیِّر: فَسِبْطٌ سِبْطُ إِیمان و بِرٍّ، و سِبْطٌ غَیَّبَته كَرْبَلاء

كسل؛ ج11، ص: 587

: اللیث: الكَسَل التَّثاقُل عما لا ینبغی أَن یُتَثاقَل عنه، و الفعل كَسِلَ و أَكْسَلَ؛ و أَنشد أَبو عبیدة للعجاج: أَ ظَنَّتِ الدَّهْنا و ظَنَّ مِسْحَلُ أَن الأَمیرَ بالقَضاء یَعْجَلُ عن كَسَلاتی، و الحِصان یُكْسِلُ عن السِّفادِ، و هو طِرْفٌ هَیْكَلُ؟ قال أَبو عبیدة: و سمعت رؤْبة ینشدها: … فالجواد یُكْسِل؛ قال: و سمعت غیره من ربیعة الجُوعِ یرویه: … یَكْسَل، قال ابن بری: فمن روی یَكْسَل فمعناه یثقُل، و من روی یُكْسِل فمعناه تنقطع شهوته عند الجماع قبل أَن یصل إِلی حاجته؛ و قال العجاج أَیضاً: قد ذاد لا یَسْتَكْسِل المَكاسِلا أَراد بالمَكاسِل الكَسَل أَی لا یَكْسَل كَسَلًا. المحكم: الكَسَل التثاقُل عن الشی‌ء و الفُتور فیه؛ كَسِلَ عنه، بالكسر، كَسَلًا، فهو كَسِلٌ و كَسْلان و الجمع كَسَالَی و كُسَالَی و كَسْلی. قال الجوهری و إِن شئت كسرت اللام كما قلنا فی الصَّحارِی، و الأُنثی كَسِلَة و كَسْلَی و كَسْلانة و كَسُول و مِكْسَال. و یقال: فلان لا تُكْسِله المَكاسِل؛ یقول: لا تُثْقِلُه وجوه الكَسَل. و المِكْسَال و الكَسُول: التی لا تكاد تبرَح مجلسَها، و هو مدحٌ لها مثل نَؤوم الضحی، و قد أَكْسَلَه الأَمر. و أَكْسَلَ الرجلُ: عَزَل فلم یُرِدْ ولداً، و قیل: هو أَن یعالج فلا یُنزل، و یقال فی فحل الإِبل أَیضاً. و‌فی الحدیث أَن رجلًا سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن أَحدنا یجامع فیُكْسِل؛ معناه أَنه یفتُرُ ذكَرُه قبل الإِنزال و بعد الإِیلاج و علیه الغسل إِذا فعل ذلك لالتقاء الخِتانین. و‌فی الحدیث: لیس فی الإِكْسَال إِلا الطَّهُور؛ أَكْسَلَ إِذا جامع ثم لَحِقه فُتور فلم یُنْزِل، و معناه صار ذا كَسَل، قال ابن الأَثیر: لیس فی الإِكْسَال غُسْل و إِنما فیه الوضوء، و هذا علی مذهب مَنْ رأَی أَن الغسل لا یجب إِلا من الإِنزال، و هو منسوخ، و الطَّهور هاهنا یروی بالفتح و یراد به التطهر، و قد أَثبت سیبویه الطَّهور و الوَضوء و الوَقود، بالفتح، فی المصادر. و كَسِلَ الفحلُ و أَكْسَلَ: فَدَر؛ و قول العجاج: أَ إِن كَسِلْتُ و الجَواد یَكْسَلُ فجاء به علی فَعِلْت، ذهب به إِلی الدّاءِ لأَن عامة أَفعال الداء علی فَعِلْت. و الكِسْل: وَتَرُ المِنْفَحة، و المِنْفَحة: القوس التی یُنْدَف بها القُطْن؛ قال: و أَبْغِ لی مِنْفَحةً و كِسْلا ابن الأَعرابی: الكِسْل وتَر قوس الندَّاف إِذا نزع
لسان العرب، ج‌11، ص: 588
منها، و قال غیره: المِكْسَل وتر قوس الندّاف إِذا خلع منها. و الكَوْسَلة: الحَوْثَرَة و هی رأْس الأُذَافِ، و به سمی الرجل حَوْثَرة، و فی ترجمة كسل: الكَوْسَلة، بالسین فی الفَیْشة و لعل الشین فیها لغة، و قد ذكرناه فی كَشَل أَیضاً مبیناً.

كسطل؛ ج11، ص: 588

: الكَسْطَل و الكَسْطال: الغُبار، و الأَعرف بالقاف.

كشل؛ ج11، ص: 588

: الكَوْشَلة: الفَیْشَلة العظیمة الضخمة، و هو الكَوْش و الفَیْش أَیضاً. قال أَبو منصور: الكَوْسَلة، بالسین فی الفَیْشة و لعل الشین فیها لغة، فإِن الشین عاقبت السین فی حروف كثیرة مثل رَسْم و رَشْم، و سَمَّر و شَمَّر، و سَمَّت و شَمَّت، و السُّدْفة و الشُّدْفة.

كعل؛ ج11، ص: 588

: الكَعْل من الرجال: القصیر الأَسود؛ قال جندل: و أَصبحَتْ لیلی لها زَوُج قَذِرْ، كَعْلٌ تَغَشَّاه سَوادٌ و قِصَرْ و الكَعْل: الرَّجِیع من كل شی‌ء حین یَضَعه؛ عن ابن الأَعرابی. و الكَعْل: ما یتعلق بخُصَی الكِباش من الوَذَح.

كعثل؛ ج11، ص: 588

: الكَعْثَلة: الثقیل من العَدْو.

كعطل؛ ج11، ص: 588

: كَعْطَلَ كَعْطَلَةً: عدا عدْواً شدیداً، و قیل: عدا عدواً بطیئاً، و شَدٌّ كَعْطَل، منه.

كعظل؛ ج11، ص: 588

: الكَعْظَلة: عدوٌ بطی‌ءٌ؛ عن كراع؛ أَنشد ابن بری: لا یُدْرك الفَوْت بشَدٍّ كَعْظَلِ، إِلَّا بإِجْذامِ النَّجا المُعَجَّلِ و المعروف عن یعقوب بالطاء المهملة. و كَعْظَل یُكَعْظِل إِذا عدا عدواً شدیداً.

كفل؛ ج11، ص: 588

: الكَفَل، بالتحریك: العجُز، و قیل: رِدْفُ العجُز، و قیل: القَطَن یكون للإِنسان و الدابة، و إِنها لعَجْزاءُ الكَفَل، و الجمع أَكْفَال، و لا یشتق منه فعل و لا صفة. و الكِفْل: من مراكب الرجال و هو كساء یؤْخذ فیعقَد طرفاه ثم یُلقَی مقدَّمه علی الكاهِل و مؤخَّره مما یلی العجُز، و قیل: هو شی‌ء مستدیر یُتخذ من خِرَقٍ أَو غیر ذلك و یوضع علی سَنام البعیر. و‌فی حدیث أَبی رافع قال: ذاك كِفْل الشیطان، یعنی معقده. و اكْتَفَلَ البعیرَ: جعل علیه كِفْلًا. الجوهری: و الكِفْل ما اكتفَل به الراكب و هو أَن یُدار الكساء حول سنام البعیر ثم یركب. و الكِفْل: كساء یجعل تحت الرحْل؛ قال لبید: و‌إِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ و قال أَبو ذؤَیب: علی جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّیْلِ و الكِفْلِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال: واحد المَكافِلِ مُكْتَفَل، و هو الكِفْل من الأَكسیة. ابن الأَنباری فی قولهم قد تَكَفَّلْتُ بالشی‌ء: معناه قد أَلزمته نفسی و أَزلت عنه الضَّیْعَة و الذهابَ، و هو مأْخوذ من الكِفْل، و الكِفْل: ما یحفظ الراكب من خلفه. و الكِفْل: النصیب مأْخوذ من هذا. أَبو الدقیش: اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّیْتَه كَفَلَكَ، قال: و هو الافْتِعال؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌11، ص: 589
قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، و اعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا و‌فی حدیث إِبراهیم: لا تشرب من ثُلْمة الإِناء و لا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشیطان‌أَی مَرْكَبُه لما یكون من الأَوْساخ، كَرِه إِبراهیم ذلك. و الكِفْل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة و الثُّلْمةَ مركب الشیطان. و الكِفْل من الرِّجال: الذی یكون فی مؤخَّر الحرب إِنما همَّته فی التأَخر و الفِرار. و الكِفْل: الذی لا یثبت علی ظهور الخیل؛ قال الجَحَّاف بن حكیم: و التَّغْلَبیّ علی الجَواد غنیمةٌ، كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام و الجمع أَكْفال؛ قال الأَعشی یمدح قوماً: غیرُ مِیلٍ و لا عَوَاوِیرَ فی الهیْجا، و لا غُزَّلٍ و لا أَكْفَال و الاسم الكُفولَة، و هو الكفِیل. و فی التهذیب: الكِفْل الذی لا یثبت علی مَتْن الفرس، و جمعه أَكْفال؛ و أَنشد: ما كنتَ تَلْقَی فی الحُروب فَوَارِسی مِیلًا، إِذا رَكِبوا، و لا أَكْفَالا و هو بیِّن الكُفولة. و‌فی حدیث ابن مسعود ذكر فتنة فقال: إِنی كائن فیها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف و أَترك ما أُنْكِر؛ قیل: هو الذی یكون فی آخر الحرب همته الفِرار، و قیل: هو الذی لا یقدر علی الركوب و النهوض فی شی‌ء فهو لازم بیته. قال أَبو منصور: و الكِفْل الذی لا یثبت علی ظهر الدابة. و الكِفْل: الحَظُّ و الضِّعف من الأَجر و الإِثم، و عم به بعضهم، و یقال له: كِفْلان من الأَجر، و لا یقال: هذا كِفْل فلان حتی تكون قد هیَّأْت لغیره مثله كالنصیب، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل و لا نصیب. و الكِفْل أَیضاً: المِثْل. و فی التنزیل: یُؤْتِكُمْ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ؛ قیل: معناه یؤْتكم ضِعْفَین، و قیل: مِثْلین؛ و فیه: وَ مَنْ یَشْفَعْ شَفٰاعَةً سَیِّئَةً یَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهٰا؛ قال الفراء: الكِفْل الحظ، و قیل: یُؤْتِكُمْ كِفْلَیْنِ أَی حَظَّین، و قیل ضِعْفین. و‌فی حدیث الجمعة: له كِفْلان من الأَجر؛ الكِفْل، بالكسر: الحظ و النصیب. و‌فی حدیث جابر: و عَمَدْنا إِلی أَعظم كِفْل.و قال الزجاج: الكِفْل فی اللغة النصیب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعیر إِذا أَدرْتَ علی سَنامه أَو علی موضع من ظهره كِساء و ركبت علیه، و إِنما قیل له كِفْل؛ و قیل: اكْتَفَلَ البعیرَ لأَنه لم یستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصیباً من الظهر. و‌فی حدیث مَجی‌ء المستضعفین بمكة: و عیاشُ بن أَبی ربیعة و سلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان علی بعیر.یقال: تَكَفَّلْت البعیر و اكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته، و ذلك الكِساء الكِفْل، بالكسر. و الكافِل: العائِل، كَفَلَه یَكْفُله و كَفَّلَه إِیّاه. و فی التنزیل العزیز: و كَفَلَها زكریا؛ و قد قرئت بالتثقیل و نصب زكریّا، و ذكر الأَخفش أَنه قرئ: و كَفِلَها زكریا، بكسر الفاء. و‌فی الحدیث: أَنه و كَافِل الیتیم كهاتَیْن فی الجنة له و لغیره؛ و الكافِل: القائم بأَمر الیتیم المربِّی له، و هو من الكَفِیل الضمین، و الضمیر فی له و لغیره راجع إِلی الكافِل أَی أَن الیتیم سواء كان الكافِل من ذَوِی رحمه و أَنسابه أَو كان أَجنبیّاً لغیره تكفَّل به، و قوله كهاتین إِشارة إِلی إِصبعیه السبَّابة و الوسطی؛ و منه‌الحدیث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ الرَّابُّ: زوج أُمِّ الیتیم لأَنه یكفُل تربیته
لسان العرب، ج‌11، ص: 590
و یقوم بأَمره مع أُمه. و‌فی حدیث وَفْد هَوازِن: و أَنت خیر المَكْفُولین، یعنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی خیر من كُفِل فی صغره و أُرْضِعَ و رُبِّیَ حتی نشأَ، و كان مُسْتَرْضَعاً فی بنی سعد بن بكر. و الكَافِل و الكَفِیل: الضامن، و الأُنثی كَفِیل أَیضاً، و جمع الكَافِل كُفَّل، و جمع الكَفیل كُفَلاء، و قد یقال للجمع كَفِیل كما قیل فی الجمع صَدِیق. وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِیّٰا، أَی ضمَّنها إِیاه حتی تكفَّل بحضانتها، و من قرأَ: و كَفَلَها زكریا، فالمعنی ضمِن القیام بأَمرها. و كَفَلَ المالَ و بالمالِ: ضَمِنه. و كَفَلَ بالرجل «3» یَكْفُلُ و یَكْفِلُ كَفْلًا و كُفُولًا و كَفَالَةً و كَفُلَ و كَفِلَ و تَكَفَّلَ به، كله: ضمِنه. و أَكْفَلَه إِیاه و كَفَّلَه: ضمَّنه، و كَفَلْت عنه بالمال لغریمه و تَكَفَّلَ بدینه تَكَفُّلًا. أَبو زید: أَكْفَلْت فلاناً المالَ إِكْفالًا إِذا ضمَّنته إِیاه، و كَفَلَ هو به كُفُولًا و كَفْلًا، و التَّكْفِیل مثله. قال الله تعالی: فَقٰالَ أَكْفِلْنِیهٰا وَ عَزَّنِی فِی الْخِطٰابِ؛ الزجاج: معناه اجعلنی أَنا أَكْفُلُها و انزل أَنت عنها. ابن الأَعرابی: كَفِیلٌ و كافِل و ضَمِین و ضامِن بمعنی واحد؛ التهذیب: و أَما الكَافِل فهو الذی كَفَل إِنساناً یَعُوله و یُنْفِقُ علیه. و‌فی الحدیث: الرَّبِیب كَافِلٌ، و هو زوج أُمّ الیتیم كأَنه كَفَل نفقة الیتیم. و المُكافِل: المُجاوِر المُحالِف، و هو أَیضاً المُعاقِد المعاهد؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد بیت خِدَاش بن زُهَیر: إِذا ما أَصاب الغَیْثُ لم یَرْعَ غیْثَهم، من الناس، إِلا مُحْرِم أَو مُكَافِل المُحْرِم: المُسالِم، و المُكافِل: المُعاقد المُحالف، و الكَفِیل من هذا أُخِذ. و الكِفْل و الكَفِیل: المِثْل؛ یقال: ما لفلان كِفْل أَی ما له مثل؛ قال عمرو بن الحرث: یَعْلو بها ظَهْرَ البعیر، و لم یوجَدْ لها، فی قومها، كِفْل كأَنه بمعنی مثل. قال الأَزهری: و الضِّعْف یكون بمعنی المِثْل. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال لرجلٍ: لك كِفْلان من الأَجر‌أَی مثلان. و الكِفْل: النصیب و الجُزْء؛ یقال: له كِفْلان أَی جزءَان و نَصیبان. و الكافِل: الذی لا یأْكل، و قیل: هو الذی یَصِل الصیام، و الجمع كُفَّل. و كَفَلْت كَفْلًا أَی واصَلْت الصوم؛ قال القطامی یصف إِبلًا بقلَّة الشرب: یلُذْنَ بأَعْقارِ الحِیاضِ، كأَنها نساءُ النصاری أَصبحتْ، و هی كُفَّل قال ابن الأَعرابی وحده: هو من الضمان أَی قد ضَمِنَّ الصوم؛ قال ابن سیدة: و لا یعجبنی. و ذو الكِفْل: اسم نبی من الأَنبیاء، صلوات الله علیهم أَجمعین، و هو من الكَفالة، سمی ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل یوم فَوَفَی بما كَفَل، و قیل: لأَنه كان یلبس كساء كالكفْل، و قال الزجاج: إِن ذا الكِفْل سمی بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبی فی أُمته فقام بما یجب فیهم، و قیل: تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به.

كلل؛ ج11، ص: 590

: الكُلُّ: اسم یجمع الأَجزاء، یقال: كلُّهم منطلِق و كُلُّهن منطلقة و منطلق، الذكر و الأُنثی فی ذلك
(3). قوله [و كَفَلَ بالرجل إلخ] عبارة القاموس: و قد كَفلَ بالرجل كضرب و نصر و كرم و علم
لسان العرب، ج‌11، ص: 591
سواء، و حكی سیبویه: كُلَّتُهُنَّ منطلِقةٌ، و قال: العالِمُ كلُّ العالِم، یرید بذلك التَّناهی و أَنه قد بلغ الغایة فیما یصفه به من الخصال. و قولهم: أَخذت كُلَّ المال و ضربت كلَّ القوم، فلیس الكلُّ هو ما أُضیف إِلیه. قال أَبو بكر بن السیرافی: إِنما الكلُّ عبارة عن أَجزاء الشی‌ء، فكما جاز أَن یضاف الجزء إِلی الجملة جاز أَن تضاف الأَجزاء كلها إِلیها، فأَما قوله تعالی: وَ كُلٌّ أَتَوْهُ دٰاخِرِینَ و كُلٌّ لَهُ قٰانِتُونَ*، فمحمول علی المعنی دون اللفظ، و كأَنه إِنما حمل علیه هنا لأَن كُلًّا فیه غیر مضافة، فلما لم تُضَفْ إِلی جماعة عُوِّض من ذلك ذكر الجماعة فی الخبر، أَ لا تری أَنه لو قال: له قانِتٌ، لم یكن فیه لفظ الجمع البتَّة؟ و لما قال سبحانه: وَ كُلُّهُمْ آتِیهِ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ فَرْداً، فجاء بلفظ الجماعة مضافاً إِلیها، استغنی عن ذكر الجماعة فی الخبر؟ الجوهری: كُلٌّ لفظه واحد و معناه جمع، قال: فعلی هذا تقول كُلٌّ حَضَرَ و كُلٌّ حضروا، علی اللفظ مرة و علی المعنی أُخری، و كُلٌّ و بعض معرفتان، و لم یجئْ عن العرب بالأَلف و اللام، و هو جائز لأَن فیهما معنی الإِضافة، أَضفت أَو لم تُضِف. التهذیب: اللیث و یقال فی قولهم كِلا الرجلین إِن اشتقاقه من كُلّ القوم، و لكنهم فرقوا بین التثنیة و الجمع، بالتخفیف و التثقیل؛ قال أَبو منصور و غیره من أَهل اللغة: لا تجعل كُلًّا من باب كِلا و كِلْتا و اجعل كل واحد منهما علی حدة، قال: و أَنا مفسر كلا و كلتا فی الثلاثیّ المعتلِّ، إِن شاء الله؛ قال: و قال أَبو الهیثم فیما أَفادنی عنه المنذری: تقع كُلٌّ علی اسم منكور موحَّد فتؤدی معنی الجماعة كقولهم: ما كُلُّ بیضاء شَحْمةً و لا كُلُّ سَوْداء تمرةً، و تمرةٌ جائز أَیضاً، إِذا كررت ما فی الإِضمار. و سئل أَحمد بن یحیی عن قوله عز و جل: فَسَجَدَ الْمَلٰائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ*، و عن توكیده ب كُلُّهُمْ* ثم ب أَجْمَعُونَ* فقال: لما كانت كُلُّهُمْ* تحتمل شیئین تكون مرة اسماً و مرة توكیداً جاء بالتوكید الذی لا یكون إِلا توكیداً حَسْب؛ و سئل المبرد عنها فقال: لو جاءت فَسَجَدَ الْمَلٰائِكَةُ* احتمل أَن یكون سجد بعضهم، فجاء بقوله كُلُّهُمْ* لإِحاطة الأَجزاء، فقیل له: ف أَجْمَعُونَ*؟ فقال: لو جاءت كُلُّهُمْ* لاحتمل أَن یكون سجدوا كلهم فی أَوقات مختلفات، فجاءت أَجْمَعُونَ* لتدل أَن السجود كان منهم كلِّهم فی وقت واحد، فدخلت كُلُّهُمْ* للإِحاطة و دخلت أَجْمَعُونَ* لسرعة الطاعة. و كَلَّ یَكِلُّ كَلًّا و كَلالًا و كَلالة؛ الأَخیرة عن اللحیانی: أَعْیا. و كَلَلْت من المشی أَكِلُّ كَلالًا و كَلالة أَی أَعْیَیْت، و كذلك البعیر إِذا أَعیا. و أَكَلَّ الرجلُ بعیرَه أَی أَعیاه. و أَكَلَّ الرجلُ أَیضاً أَی كَلَّ بعیرُه. ابن سیدة: أَكَلَّه السیرُ و أَكَلَّ القومُ كَلَّت إِبلُهم. و الكَلُّ: قَفَا السیف و السِّكِّین الذی لیس بحادٍّ. و كَلَّ السیفُ و البصرُ و غیره من الشی‌ء الحدید یَكِلُّ كَلًّا و كِلَّة و كَلالة و كُلُولة و كُلولًا و كَلَّل، فهو كَلِیل و كَلٌّ: لم یقطع؛ و أَنشد ابن بری فی الكُلول قول ساعدة: لِشَانِیك الضَّراعةُ و الكُلُولُ قال: و شاهد الكِلَّة قول الطرماح: و ذُو البَثِّ فیه كِلَّةٌ و خُشوع و‌فی حدیث حنین: فما زِلْت أَری حَدَّهم كَلِیلًا؛ كَلَّ السیفُ: لم یقطع. و طرْف كَلِیل إِذا لم یحقِّق المنظور. اللحیانی: انْكَلَّ السیف ذهب حدُّه. و قال بعضهم: كَلَّ بصرُه كُلولًا نَبَا، و أَكلَّه البكاء و كذلك اللسان، و قال اللحیانی: كلها سواء فی الفعل و المصدر؛ و قول الأَسود بن یَعْفُر:
لسان العرب، ج‌11، ص: 592
بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ، و أَنیابٍ له كانت كِلالا قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون جمع كالٍّ كجائع و جِیاع و نائم و نِیام، و أَن یكون جمع كَلِیل كشدید و شِداد و حَدید و حِداد. اللیث: الكَلِیل السیف الذی لا حدَّ له. و لسان كَلِیل: ذو كَلالة و كِلَّة، و سیف كَلِیل الحدِّ، و رجل كَلِیل اللسان، و كَلِیل الطرْف. قال: و ناس یجعلون كَلَّاءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ، علی فَعْلاء، و لا یصرفونه، و المعنی أَنه موضع تَكِلُّ فیه الریحُ عن عمَلها فی غیر هذا الموضع؛ قال رؤبة: مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ، یكِلُّ وَفْد الریح من حیث انْخَرَقْ و الكَلُّ: المصیبة تحدث، و الأَصل من كَلَّ عنه أَی نبا و ضعُف. و الكَلالة: الرجل الذی لا ولد له و لا والد. و قال اللیث: الكَلُّ الرجل الذی لا ولد له و لا والد، كَلَّ الرجل یَكِلُّ كَلالة، و قیل: ما لم یكن من النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ. و قالوا: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، و ابنُ عمِّ كَلالةٍ و كَلالةٌ، و ابن عمی كَلالةً، و قیل: الكَلالَةُ من تَكَلَّل نسبُه بنسبك كابن العم و من أَشبهه، و قیل: هم الإِخْوة للأُمّ و هو المستعمل. و قال اللحیانی: الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم، و العرب تقول: لم یَرِثه كَلالةً أَی لم یرثه عن عُرُض بل عن قرْب و استحقاق؛ قال الفرزدق: ورِثْتم قَناةَ المُلْك، غیرَ كَلالةٍ، عن ابْنَیْ مَنافٍ: عبدِ شمسٍ و هاشم ابن الأَعرابی: الكَلالةُ بنو العم الأَباعد. و حكی عن أَعرابی أَنه قال: مالی كثیرٌ و یَرِثُنی كَلالة متراخ نسبُهم؛ و یقال: هو مصدر من تكَلَّله النسبُ أَی تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفیه من جهة الولد و الوالد و لیس له منهما أَحد، فسمی بالمصدر. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ كٰانَ رَجُلٌ یُورَثُ كَلٰالَةً (الآیة)؛ و اختلف أَهل العربیة فی تفسیر الكَلالة فروی المنذری بسنده عن أَبی عبیدة أَنه قال: الكَلالة كل مَنْ لم یرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ و نحو ذلك؛ قال الأَخفش: و قال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد و الولد، سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب المیت الأَقرب، فالأَقرب من تكَلله النسب إِذا استدار به، قال: و سمعته مرة یقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه، و هما أَبوه و ولده، فصار كَلًّا و كَلالة أَی عِیالًا علی الأَصل، یقول: سقط من الطَّرَفین فصار عِیالًا علیهم؛ قال: كتبته حفظا عنه؛ قال الأَزهری: و حدیث جابر یفسر لك الكَلالة و أَنه الوارِث‌لأَنه یقول مَرِضْت مرضاً أَشفیت منه علی الموت فأَتیت النبی، صلی الله علیه و سلم، فقلت: إِنی رجل لیس یرثنی إِلا كَلالةٌ؛ أَراد أَنه لا والد له و لا ولد، فذكر الله عز و جل الكَلالة فی سورة النساء فی موضعین، أَحدهما قوله: وَ إِنْ كٰانَ رَجُلٌ یُورَثُ كَلٰالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وٰاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ؛ فقوله یُورَثُ من وُرِث یُورَث لا من أُورِث یُورَث، و نصب كَلٰالَةً علی الحال، المعنی أَن من مات رجلًا أَو امرأَة فی حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَی لا والد له و لا ولد وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ من أُم فَلِكُلِّ وٰاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، فجعل المیت هاهنا كَلالة و هو المورِّث، و هو فی حدیث جابر الوارث: فكل مَن مات و لا والد له و لا ولد فهو كلالةُ ورثتِه، و كلُّ وارث لیس بوالد
لسان العرب، ج‌11، ص: 593
للمیت و لا ولدٍ له فهو كلالةُ مَوْرُوثِه، و هذا مشتق من جهة العربیة موافق للتنزیل و السُّنة، و یجب علی أَهل العلم معرفته لئلا یلتبس علیهم ما یحتاجون إِلیه منه؛ و الموضع الثانی من كتاب الله تعالی فی الكَلالة قوله: یَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّٰهُ یُفْتِیكُمْ فِی الْكَلٰالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُخْتٌ فَلَهٰا نِصْفُ مٰا تَرَكَ (الآیة)؛ فجعل الكَلالة هاهنا الأُخت للأَب و الأُم و الإِخوة للأَب و الأُم، فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك المیت، و للأُختین الثلثین، و للإِخوة و الأَخوات جمیع المال بینهم، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ، و جعل للأَخ و الأُخت من الأُم، فی الآیة الأُولی، الثلث، لكل واحد منهما السدس، فبیّن بسِیاق الآیتین أَن الكَلالة تشتمل علی الإِخوة للأُم مرَّة، و مرة علی الإِخوة و الأَخوات للأَب و الأُم؛ و دل قول الشاعر أَنَّ الأَب لیس بكَلالة، و أَنَّ سائر الأَولیاء من العَصَبة بعد الولد كَلالة؛ و هو قوله: فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَی له، و مَوْلَی الكَلالة لا یغضَب أَراد: أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم، و موالی الكلالة، و هم الإِخوة و الأَعمام و بنو الأَعمام و سائر القرابات، لا یغضَبون للمرء غَضَب الأَب. ابن الجراح: إِذا لم یكن ابن العم لَحًّا و كان رجلًا من العشیرة قالوا: هو ابن عَمِّی الكَلالةُ و ابنُ عَمِّ كَلالةٍ؛ قال الأَزهری: و هذا یدل علی أَن العَصَبة و إِن بَعُدوا كَلالة، فافهمه؛ قال: و قد فسَّرت لك من آیَتَیِ الكَلالة و إِعرابهما ما تشتفی به و یُزیل اللبس عنك، فتدبره تجده كذلك؛ قال: قد ثَبَّجَ اللیث ما فسره من الكَلالة فی كتابه و لم یبین المراد منه، و قال ابن بری: اعلم أَن الكَلالة فی الأَصل هی مصدر كَلَّ المیتُ یَكِلُّ كَلًّا و كَلالة، فهو كَلٌّ إِذا لم یخلف ولداً و لا والداً یرِثانه، هذا أَصلها، قال: ثم قد تقع الكَلالة علی العین دون الحدَث، فتكون اسماً للمیت المَوْروث، و إِن كانت فی الأَصل اسماً للحَدَث علی حدِّ قولهم: هٰذٰا خَلْقُ اللّٰهِ أَی مخلوق الله؛ قال: و جاز أَن تكون اسماً للوارث علی حدِّ قولهم: رجل عَدْل أَی عادل، و ماءٌ غَوْر أَی غائر؛ قال: و الأَول هو اختیار البصریین من أَن الكَلالة اسم للموروث، قال: و علیه‌جاء التفسیر فی الآیة: إِن الكَلالة الذی لم یخلِّف ولداً و لا والداً، فإِذا جعلتها للمیت كان انتصابها فی الآیة علی وجهین: أَحدهما أَن تكون خبر كان تقدیره: و إِن كان الموروث كَلالةً أَی كَلًّا لیس له ولد و لا والد، و الوجه الثانی أَن یكون انتصابها علی الحال من الضمیر فی یُورَث أَی یورَث و هو كَلالة، و تكون كان هی التامة التی لیست مفتقرة إِلی خبر، قال: و لا یصح أَن تكون الناقصة كما ذكره الحوفی لأَن خبرها لا یكون إِلا الكَلالة، و لا فائدة فی قوله یورَث، و التقدیر إِن وقَع أَو حضَر رجل یموت كَلالة أَی یورَث و هو كَلالة أَی كَلّ، و إِن جعلتها للحدَث دون العین جاز انتصابها علی ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن یكون انتصابها علی المصدر علی تقدیر حذف مضاف تقدیره یورَث وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق: ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ أَی ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد؛ و قال عامر بن الطُّفَیْل: و ما سَوَّدَتْنی عامِرٌ عن كَلالةٍ، أَبی اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ و لا أَب و منه قولهم: هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَی بعید النسب،
لسان العرب، ج‌11، ص: 594
فإِذا أَرادوا القُرْب قالوا: هو ابن عَمٍّ دِنْیَةً، و الوجه الثانی أَن تكون الكَلالة مصدراً واقعاً موقع الحال علی حد قولهم: جاء زید رَكْضاً أَی راكِضاً، و هو ابن عمی دِنیةً أَی دانیاً، و ابن عمی كَلالةً أَی بعیداً فی النسَب، و الوجه الثالث أَن تكون خبر كان علی تقدیر حذف مضاف، تقدیره و إِن كان المَوْروث ذا كَلالة؛ قال: فهذه خمسة أَوجه فی نصب الكلالة: أَحدها أَن تكون خبر كان، الثانی أَن تكون حالًا، الثالث أَن تكون مصدراً علی تقدیر حذف مضاف، الرابع أَن تكون مصدراً فی موضع الحال، الخامس أَن تكون خبر كان علی تقدیر حذف مضاف، فهذا هو الوجه الذی علیه أَهل البصرة و العلماء باللغة، أَعنی أَن الكَلالة اسم للموروث دون الوارث، قال: و قد أَجاز قوم من أَهل اللغة، و هم أَهل الكوفة، أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث، و احتجُّوا فی ذلك بأَشیاء منها قراءة الحسن: و إِن كان رجل یُورِث كَلالةً، بكسر الراء، فالكَلالة علی ظاهر هذه القِراءة هی ورثةُ المیت، و هم الإِخوة للأُم، و احتجُّوا أَیضاً‌بقول جابر إِنه قال: یا رسول الله إِنما یرِثنی كَلالة، و إِذا ثبت حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَیضاً علی مثل ما انتصبت فی الوجه الخامس من الوجه الأَول، و هو أَن تكون خبر كان و یقدر حذف مضاف لیكون الثانی هو الأَول، تقدیره: و إِن كان رجل یورِث ذا كَلالة، كما تقول ذا قَرابةٍ لیس فیهم ولد و لا والد، قال: و كذلك إِذا جعلتَه حالًا من الضمیر فی یورث تقدیره ذا كَلالةٍ، قال: و ذهب ابن جنی فی قراءة مَنْ قرأَ یُورِث كَلالة و یورِّث كَلالة أَن مفعولی یُورَثُ و یُوَرِّث محذوفان أَی یُورِث وارثَه مالَه، قال: فعلی هذا یبقی كَلالة علی حاله الأُولی التی ذكرتها، فیكون نصبه علی خبر كان أَو علی المصدر، و یكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث؛ قال: و الظاهر أَن الكَلالة مصدر یقع علی الوارث و علی الموروث، و المصدر قد یقع للفاعل تارة و للمفعول أُخری، و الله أَعلم؛ قال ابن الأَثیر: الأَب و الابن طرَفان للرجل فإِذا مات و لم یخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَیْه، فسمی ذهاب الطرَفین كَلالة، و قیل: كل ما احْتَفَّ بالشی‌ء من جوانبه فهو إِكْلِیل، و به سمیت، لأَن الوُرَّاث یُحیطون به من جوانبه. و الكَلُّ: الیتیم؛ قال: أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه، إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غیرَ شَدید و الكَلُّ: الذی هو عِیال و ثِقْل علی صاحبه؛ قال الله تعالی: وَ هُوَ كَلٌّ عَلیٰ مَوْلٰاهُ، أَی عِیال. و أَصبح فلان مُكِلًّا إِذا صار ذوو قَرابته كَلًّا علیه أَی عِیالًا. و أَصبحت مُكِلًّا أَی ذا قراباتٍ و هم علیَّ عیال. و الكالُّ: المُعْیی، و قد كَلَّ یَكِلُّ كَلالًا و كَلالةً. و الكَلُّ: العَیِّل و الثِّقْل، الذكَر و الأُنثی فی ذلك سواء، و ربما جمع علی الكُلول فی الرجال و النساء، كَلَّ یَكِلُّ كُلولًا. و رجل كَلٌّ: ثقیل لا خیر فیه. ابن الأَعرابی: الكَلُّ الصنم، و الكَلُّ الثقیلُ الروح من الناس، و الكَلُّ الیتیم، و الكَلُّ الوَكِیل. و كَلَّ الرجل إِذا تعِب. و كَلَّ إِذا توكَّل؛ قال الأَزهری: الذی أَراد ابنُ الأَعرابی بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالی: ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً؛ ضربه مثلًا للصَّنَم الذی عبدُوه و هو لٰا یَقْدِرُ عَلیٰ شَیْ‌ءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلیٰ مَوْلٰاهُ لأَنه یحمِله إِذا ظَعَن و یحوِّله من مكان إِلی مكان، فقال الله تعالی: هَلْ یَسْتَوِی هذا الصَّنَم الكَلُّ وَ مَنْ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ، استفهام معناه التوبیخ كأَنه قال: لا تسوُّوا بین الصنم الكَلِّ و بین
لسان العرب، ج‌11، ص: 595
الخالق جل جلاله. قال ابن بری: و قال نفطویه فی قوله وَ هُوَ كَلٌّ عَلیٰ مَوْلٰاهُ: هو أُسید بن أَبی العیص و هو الأَبْكم، قال: و قال ابن خالویه و رأْس الكَلّ رئیس الیهود. الجوهری: الكَلُّ العِیال و الثِّقْل. و‌فی حدیث خدیجة: كَلَّا إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ؛ هو، بالفتح: الثِّقْل من كل ما یُتكلَّف. و الكَلُّ: العِیال؛ و منه‌الحدیث: مَنْ تَرك كَلًّا فَإِلَیَّ و علیَّ.و‌فی حدیث طَهْفة: و لا یُوكَل كَلُّكم‌أَی لا یوكَل إِلیكم عِیالكم و ما لم تطیقوه، و‌یُروی: أُكْلُكم‌أَی لا یُفْتات علیكم مالكم. و كَلَّلَ الرجلُ: ذهب و ترك أَهلَه و عیالَه بمضْیَعَةٍ. و كَلَّلَ عن الأَمر: أَحْجَم. و كَلَّلَ علیه بالسیف و كَلَّلَ السبعُ: حمل. ابن الأَعرابی: و الكِلَّة أَیضاً حالُ الإِنسان، و هی البِكْلَة؛ یقال: بات فلان بكِلَّة سوء أَی بحال سوء قال: و الكِلَّة مصدر قولك سیف كَلِیل بیّن الكِلَّة. و یقال: ثقُل سمعه و كَلَّ بصره و ذَرَأَ سِنُّه. و المُكَلِّل: الجادُّ، یقال: حَمَل و كَلَّلَ أَی مضی قُدُماً و لم یَخِم؛ و أَنشد الأَصمعی: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ، تَكْلِیلَةَ اللَّیْثِ إِذا اللیثُ وَثَبْ قال: و قد یكون كَلَّلَ بمعنی جَبُن، یقال: حمل فما كَلَّلَ أَی فما كذَب و ما جبُن كأَنه من الأَضداد؛ و أَنشد أَبو زید لجَهْم بن سَبَل: و لا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلِّحةٍ، و لا أُخَدِّرُ للمُلْقِین بالسَّلَمِ و روی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه یقال: إِن الأَسد یُهَلِّل و یُكَلِّلُ، و إِن النمر یُكَلِّلُ و لا یُهَلِّل، قال: و المُكَلِّل الذی یحمِل فلا یرجع حتی یقَع بقِرْنه، و المُهَلِّل یحمل علی قِرْنه ثم یُحْجِم فیرجع؛ و قال النابغة الجعدی: بَكَرَتْ تلوم، و أَمْسِ ما كَلَّلْتها، و لقد ضَلَلْت بذاك أَیَّ ضلال ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها. یقال: كَلَّلَ فلان فلاناً أَی لم یُطِعه. و كَلَلْتُه بالحجارة أَی علوته بها؛ و قال: و فرحه بِحَصَی المَعْزاءِ مَكْلولُ «4». و الكُلَّة: الصَّوْقَعة، و هی صُوفة حمراء فی رأْس الهَوْدَج. و جاء‌فی الحدیث: نَهَی عن تَقْصِیص القُبور و تَكْلِیلها؛ قیل: التّكْلِیل رفعُها تبنی مثل الكِلَل، و هی الصَّوامع و القِباب التی تبنی علی القبور، و قیل: هو ضَرْب الكِلَّة علیها و هی سِتْر مربَّع یضرَب علی القبور، و قال أَبو عبید: الكِلَّة من السُّتور ما خِیطَ فصار كالبیت؛ و أَنشد «5»: من كُلِّ مَحْفوفٍ یُظِلُّ عِصِیَّهُ زَوْجٌ علیه كِلَّةٌ و قِرامُها و الكِلَّة: السِّتر الرقیق یُخاط كالبیت یُتَوَقّی فیه من البَقِّ، و فی المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقیق، قال: و الكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقیق یُتوقَّی به من البَعُوض. و الإِكْلِیل: شبه عِصابة مزیَّنة بالجواهر، و الجمع أَكالِیل علی القیاس، و یسمی التاج إِكْلِیلًا. و كَلَّلَه أَی أَلبسه الإِكْلِیل؛ فأَما قوله «6» أَنشده ابن جنی: قد دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ یَنْظِمْنَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ
(4). قوله [و فرحه إلخ] هكذا فی الأَصل (5). لبید فی معلقته (6). البیت لحسَّان بن ثابت من قصیدة فی مدح الغساسنة
لسان العرب، ج‌11، ص: 596
فهذا جمع إِكْلِیل، فلما حذفت الهمزة و بقیت الكاف ساكنة فتحت، فصارت إِلی كَلِیلٍ كَدَلِیلٍ فجمع علی أَكِلَّة كأَدِلَّة. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: دخل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تَبْرُقُ أَكالِیل وَجْهه؛ هی جمع إِكْلِیل، قال: و هو شبه عِصابة مزیَّنة بالجَوْهَر، فجعلتْ لوجهه الكریم، صلی الله علیه و سلم، أَكالِیلَ علی جهة الاستعارة؛ قال: و قیل أَرادتْ نواحی وجهه و ما أَحاط به إِلی الجَبِین من التَّكَلُّل، و هو الإِحاطة و لأَنَّ الإِكْلِیل یجعل كالحَلْقة و یوضع هنالك علی أَعلی الرأْس. و‌فی حدیث الاستسقاء: فنظرت إِلی المدینة و إِنها لفی مثْل الإِكْلِیل؛ یرید أَن الغَیْم تَقَشَّع عنها و استدار بآفاقها. و الإِكْلِیل: منزِل من منازل القمر و هو أَربعة أَنجُم مصطفَّة. قال الأَزهری: الإِكْلِیل رأْس بُرْج العقرب، و رقیبُ الثُّرَیَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِیل، لأَنه یطلُع بِغُیُوبها. و الإِكْلِیل: ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم. و تَكَلَّله الشی‌ءُ: أَحاط به. و روضة مُكَلَّلة: محفوفة بالنَّوْر. و غمام مُكَلَّل: محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ. و انْكَلَّ الرجلُ: ضحك. و انْكَلَّت المرأَة فهی تَنْكَلُّ انْكِلالًا إِذا ما تبسَّمت؛ و أَنشد ابن بری لعمر بن أَبی ربیعة: و تَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِیتٍ نَباتُه، له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر و انْكَلَّ الرجل انْكِلالًا: تبسَّم؛ قال الأَعشی: و یَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها جَنی أُقْحُوان، نَبْتُه مُتَناعِم یقال: كَشَرَ و افْتَرَّ و انْكَلَّ، كل ذلك تبدو منه الأَسنان. و انْكِلال الغَیْم بالبَرْق: هو قدر ما یُرِیك سواد الغیم من بیاضه. و انْكَلَّ السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق. و الإِكْلِیل: السحابُ الذی تراه كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه. و سحاب مُكَلَّل أَی ملمَّع بالبرق، و یقال: هو الذی حوله قِطع من السحاب. و اكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَی لمع. و انكَلَّ السحاب عن البرق و اكْتَلَّ: تبسم؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: عَرَضْنا فقُلْنا: إِیهِ سِلْم فسَلَّمتْ كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ و قول أَبی ذؤیب: تَكَلَّلَ فی الغِماد فأَرْضِ لیلی ثلاثاً، ما أَبین له انْفِراجَا قیل: تَكَلَّل تبسم بالبرق، و قیل: تنطَّق و استدار. و انكلَّ البرقُ نفسه: لمع لمعاً خفیفاً. أَبو عبید عن أَبی عمرو: الغمام المُكَلَّل هو السحابة یكون حولها قِطَع من السحاب فهی مكَلَّلة بهنَّ؛ و أَنشد غیره لإمرئ القیس: أَ صَاحِ تَرَی بَرْقاً أُرِیك وَمِیضَه، كَلَمْع الیَدَیْن فی حَبیٍّ مُكَلَّلِ و إِكْلِیل المَلِك: نبت یُتداوَی به. و الكَلْكَل و الكَلْكال: الصدر من كل شی‌ء، و قیل: هو ما بین التَّرْقُوَتَیْن، و قیل: هو باطن الزَّوْرِ؛ قال: أَقول، إِذْ خَرَّتْ علی الكَلْكَالِ
لسان العرب، ج‌11، ص: 597
قال الجوهری: و ربما جاء فی ضرورة الشعر مشدداً؛ و قال منظور بن مرثد الأَسدی: كأَنَّ مَهْواها، علی الكَلْكَلِّ، موضعُ كَفَّیْ راهِبٍ یُصَلِّی قال ابن بری: و صوابه موقِعُ كفَّیْ راهب، لأَن بعد قوله علی الكَلْكَلِّ: و مَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ قال: و المعروف الكَلْكَل، و إِنما جاء الكَلْكَال فی الشعر ضرورة فی قول الراجز: قلتُ، و قد خرَّت علی الكَلْكَالِ: یا ناقَتی، ما جُلْتِ من مَجَالِ «1». و الكَلْكَل من الفرس: ما بین مَحْزِمه إِلی ما مسَّ الأَرض منه إِذا رَبَضَ؛ و قد یستعار الكَلْكَل لما لیس بجسم كقول إمرئ القیس فی صفة لَیْل: فقلتُ له لمَّا تَمَطَّی بِجَوْزِه، و أَرْدَفَ أَعْجازاً وَ نَاءَ بِكَلْكَل «2». و قالت أَعرابیة تَرْثی ابنها: أَلْقَی علیه الدهرُ كَلْكَلَهُ، مَنْ ذا یقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟ فجعلت للدهر كَلْكَلًا؛ و قوله: مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَی، حتی ذَهَبْنَ كَلاكلًا و صُدوراً وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً و أُخُراً. و رجل كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، و قیل: الكُلْكُل و الكُلاكِل، بالضم، القصیر الغلیظ الشدید، و الأُنثی كُلْكُلَة و كُلاكِلة، و الكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر؛ و أَنشد قول العجاج: حتی یَحُلُّون الرُّبی الكَلاكِلا الفراء: الكُلَّة التأْخیر، و الكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، و الكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل. و یقال: ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ علی الناس. و ذِئب كَلِیل: لا یَعْدُو علی أَحد. و‌فی حدیث عثمان: أَنه دُخِل علیه فقیل له أَ بِأَمْرك هذا؟ فقال: كُلُّ ذلك‌أَی بعضه عن أَمری و بعضه بغیر أَمری؛ قال ابن الأَثیر: موضع كُلّ الإِحاطة بالجمیع، و قد تستعمل فی معنی البعض قال: و علیه حُمِل قولُ عثمان؛ و منه قول الراجز: قالتْ له، و قولُها مَرْعِیُّ: إِنَّ الشِّواءَ خَیْرُه الطَّرِیُّ، و كُلُّ ذاك یَفْعَل الوَصِیُّ أَی قد یفعَل و قد لا یفعَل. و قال ابن بری: و كَلّا حرف رَدْع و زَجْر؛ و قد تأْتی بمعنی لا كقول الجعدیّ: فقلْنا لهم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها فقالوا لنا: كَلَّا فقلْنا لهم: بَلی فكَلَّا هنا بمعنی لا بدلیل قوله فقلنا لهم بلی، و بَلی لا تأْتی إِلا بعد نفی؛ و مثله قوله أَیضاً: قُرَیْش جِهازُ الناس حَیّاً و مَیِّتاً، فمن قال كَلَّا، فالمُكذِّب أَكْذَبُ و علی هذا یحمل قوله تعالی: فَیَقُولُ رَبِّی أَهٰانَنِ كَلّٰا. و‌فی الحدیث: تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فقال أَعرابی: كَلَّا یا رسول الله؛ قال ابن الأَثیر: كَلَّا رَدْع فی الكلام
(1). فی الصفحة السابقة: أقول إذ خَرَّت إلخ (2). فی المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه
لسان العرب، ج‌11، ص: 598
و تنبیه و معناها انْتَهِ لا تفعل، إِلا أَنها آكد فی النفی و الرَّدْع من لا، لزیادة الكاف؛ و قد ترد بمعنی حَقّاً كقوله تعالی: كَلّٰا لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ؛ و الظُّلَل: السَّحاب.

كمل؛ ج11، ص: 598

: الكَمَال: التَّمام، و قیل: التَّمام الذی تَجَزَّأَ منه أَجزاؤه، و فیه ثلاث لغات: كَمَلَ الشی‌ء یَكْمُل، و كَمِلَ و كَمُلَ كَمَالًا و كُمولًا، قال الجوهری: و الكسر أَرْدَؤُها. و شی‌ء كَمِیل: كامِل، جاؤوا به علی كَمُلَ؛ و أَنشد سیبویه: علی أَنه بعد ما قد مضی ثلاثون للهَجْر حَوْلًا كَمیلا و تَكَمَّل: ككَمَل. و تَكَامَلَ الشی‌ء و أَكْمَلْته أَنا و أَكْمَلْت الشی‌ء أَی أَجْمَلْتُه و أَتممته، و أَكْمَلَه هو و اسْتَكْمَلَه و كَمَّلَه: أَتَمَّه و جَمَلَه؛ قال الشاعر: فقُرَی العِراق مَقِیلُ یومٍ واحدٍ، و البَصْرَتان و واسِط تَكْمِیلُه قال ابن سیدة: قال أَبو عبید أَراد كان ذلك كله یُسار فی یوم واحد، و أَراد بالبصرتین البصرة و الكوفة. و أَعطاه المال كَمَلًا أَی كامِلًا؛ هكذا یتكلم به فی الجمیع و الوُحْدَان سواء، و لا یثنی و لا یجمع؛ قال: و لیس بمصدر و لا نعت إِنما هو كقولك أَعطیته كُلَّه، و یقال: لك نصفُه و بعضه و كَماله، و قال الله تعالی: الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی (الآیة)؛ و معناه، و الله أَعلم: الآن أَكْمَلتُ لكم الدِّین بأَنْ كفیتكم خوف عدوِّكم و أَظْهَرْتكم علیهم، كما تقول الآن كَمُلَ لنا المُلْك و كَمُلَ لنا ما نرید بأَن كُفینا من كنَّا نخافه، و قیل: أَكمَلْتُ لكم دِینكم أَی أَكْملتُ لكم فوق ما تحتاجون إِلیه فی دِینِكم، و ذلك جائز حسَن، فأَما أَن یكون دین الله عز و جل فی وقت من الأَوقات غیر كامِل فلا؛ قال الأَزهری: هذا كله كلام أَبی إِسحق و هو الزجاج، و هو حسَن، و یجوز للشاعر أَن یجعل الكامل كَمِیلًا؛ و أَنشد: ثلاثون للهَجْر حَوْلًا كَمِیلا و التَّكْمِلاتُ فی حِساب الوَصایا: معروف. و یقال: كَمَّلْت له عَدَدَ حقِّه و وَفاء حقه تَكْمیلًا و تَكمِلَة، فهو مُكَمَّل. و یقال: هذا المكمِّل عشرین و المكمِّل مائة و المُكَمِّل أَلفاً؛ قال النابغة: فكَمَّلَت مائةً فیها حَمامَتُها، و أَسرعتْ حِسْبةً فی ذلك العَدَدِ و رجل كامِل و قوم كَمَلَة: مثل حافِد و حَفَدة. و یقال: أَعطه هذا المال كَمَلًا أَی كلَّه. و التَّكمِیل و الإِكْمال: التمام. و اسْتَكْمَلَه: استَتَمَّه؛ الجوهری: و قول حمید: حتی إِذا ما حاجِبُ الشمس دَمَجْ، تَذَكَّرَ البِیضَ بكُمْلول فَلَجْ قال: مَنْ نَوَّن الكُمْلول قال هو مَفازة، و فَلَج: یرید لَجَّ فی السیر، و إِنما ترك التشدید للقافیة. و قال الخلیل: الكُمْلُول نبت، و هو بالفارسیة بَرْغَسْت؛ حكاه أَبو تراب فی كتاب الاعتِقاب، و من أَضاف قال: فَلْج نهر صغیر. و الكَامِل من شطور العَروض: معروف و أَصله متفاعلن ست مرات، سمی كاملًا لأَنه استكمَل علی أَصله فی الدائرة. و قال أَبو إِسحق: سمی كامِلًا لأَنه كَمُلَت أَجزاؤه و حركاته، و كان أَكْمَل من الوافِر،
لسان العرب، ج‌11، ص: 599
لأَن الوافِر تَوَفَّرتْ حركاته و نقصت أَجزاؤه. و قال. ابن الأَعرابی: المِكْمَل الرجل الكامِل للخیر أَو الشرّ. و الكامِلِیَّةُ من الرَّوافِض: شَرُّ جِیلٍ. و كامِل: اسم فرس سابق لبنی إمرئ القیس، و قیل: كان لإمرئ القیس. و كامِل أَیضاً: فرس زید الخیل؛ و إِیاه عنی بقوله: ما زلتُ أَرمیهم بثُغْرة كَامِل و قال ابن بری: كامِل اسم فرس زید الفوارس الضَّبِّی؛ و فیه یقول العائف الضَّبِّیّ: نِعْمَ الفوارس، یوم جیش مُحَرِّقٍ، لَحِقوا و هم یُدْعَوْن یالَ ضِرارِ زیدُ الفوارِس كَرَّ و ابنا مُنْذِرٍ، و الخیلُ یَطْعُنُها بَنُو الأَحْرارِ یَرْمی بِغُرَّةِ كامِلٍ و بنَحْره، خَطَرَ النُّفوس و أَیّ حِین خِطارِ و كَامِل أَیضاً: فرس للرُّقَاد بن المُنْذِر الضَّبِّیّ. و كَمْلٌ و كَامِلٌ و مُكَمَّل و كُمَیْل و كُمَیْلة، كلها: أَسماء.

كمتل؛ ج11، ص: 599

‏: كُمْتَل و كُمَاتِل و كُمْتُر و كُماتِر: صُلْب شدید.

كمثل؛ ج11، ص: 599

: الكَمَیْثَل: القصیر. و رجل كَمْثَل و كُماثِل: صُلْب شدید. قال أَبو منصور: و سمعت أَعرابیّاً یقول ناقة مُكَمْثَلة الخلْقِ إِذا كانت مُداخَلة مجتمِعة.

كمهل؛ ج11، ص: 599

: التهذیب: كَمْهَلْت الحدیث أَی أَخْفیته و عمَّیْته. ابن الأَعرابی: كَمْهَل إِذا جمع ثیابه و حزَمها للسفر. و كَمْهَل فلان علینا: منعنا حَقَّنا. و فی النوادر: كَمْهَلْت المال كَمْهَلة و حَبْكَرْته حَبْكرة و دَبْكَلْتُه دَبْكَلة و حَبْحَبْتُه حَبْحَبة و زَمْزَمْته زَمْزَمة و صَرْصَرْته و كَرْكَرْته إِذا جمعته و ردَدْت أَطراف ما انتشر منه، و كذلك كَبْكَبْتُه.

كنبل؛ ج11، ص: 599

: رجل كُنْبُل و كُنابِل: شدید صُلْب. و كُنابِیل: اسم موضع؛ حكاه سیبویه، و الله أَعلم.

كنثل؛ ج11، ص: 599

: الكُنْثال «1»: القصیر؛ مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی.

كندل؛ ج11، ص: 599

: الكَنْدَلی: شجر یُدْبَغ به، و هو من دِباغ السِّنْد، و دباغه یَجی‌ء أَحمر؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و قال مرة: هو الكَنْدَلاءُ فمَدَّ، قال: و ماءُ البحر عدُوُّ كل شجر إِلا الكَنْدَلاءَ و القُرْمَ، و القُرْمُ مذكور فی موضعه.

كنعل؛ ج11، ص: 599

: الأَزهری: الكَنْعَلَةُ فی العَدْو الثقیلُ منه.

كنفل؛ ج11، ص: 599

: رجلٌ كَنْفَلِیلُ اللِّحْیة: ضَخْمُها. و لِحیة كَنْفَلِیلة: ضخمة جافِیة.

كنهل؛ ج11، ص: 599

: كَنْهَلٌ و كِنْهِلٌ: موضع، و من العرب مَنْ لا یصرفه یجعله اسماً للبقعة؛ قال جریر: طَوَی البَینُ أَسبابَ الوِصال، و حاوَلَتْ بكِنْهِل أَقْران الهَوی أَنْ تُجَذَّما الأَزهری: كِنْهِل ماء لبنی تمیم معروف؛ و قال عمرو بن كُلْثوم: فجَلَّلَها الجِیادَ بكِنْهِلاء
(1). قوله [الكنثال] هكذا فی الأصل بالثاء المثلثة مضبوطاً، و فی الصحاح فی مادة كتل بالتاء المثناة: و الكنتال، بالضم، القصیر؛ و النون زائدة. و فی القاموس: الكنتأل كجردحل القصیر. انتهی. أی بالمثناة
لسان العرب، ج‌11، ص: 600‌

كنهدل؛ ج11، ص: 600

: كَنَهْدَلٌ: صُلب شدید.

كهل؛ ج11، ص: 600

: الكَهْلُ: الرجل إِذا وَخَطه الشیب و رأَیت له بَجالةً، و فی الصحاح: الكَهْلُ من الرجال الذی جاوَز الثلاثین و وَخَطَه الشیبُ. و‌فی فضل أَبی بكر و عمر، رضی الله عنهما: هذان سیِّدا كُهول الجنة، و فی روایة: كُهولِ الأَوَّلین و الآخِرین!؛ قال ابن الأَثیر: الكَهْلُ من الرجال من زاد علی ثلاثین سنة إِلی الأَربعین، و قیل: هو من ثلاث و ثلاثین إِلی تمام الخمسین؛ و قد اكْتَهَلَ الرجلُ و كَاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلًا، و قیل: أَراد بالكَهْلِ هاهنا الحلیمَ العاقلَ أَی أَن الله یدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ، و فی المحكم: و قیل هو من أَربع و ثلاثین إِلی إِحدی و خمسین. قال الله تعالی فی قصة عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ یُكَلِّمُ النّٰاسَ فِی الْمَهْدِ وَ كَهْلًا؛ قال الفراء: أَراد و مُكَلِّماً الناس فی المهد و كَهْلًا؛ و العرب تَضَع یفعل فی موضع الفاعل إِذا كانا فی معطوفین مجتمعین فی الكلام كقول الشاعر: بِتُّ أُعَشِّیها بِعَضْبٍ باتِرِ، یَقْصِدُ فی أَسْوُقِها، و جائِرِ أَراد قاصِدٍ فی أَسوُقها و جائرٍ، و قد قیل: إِنه عطف الكَهْل علی الصفة، أَراد بقوله فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا و كَهْلًا، فردَّ الكَهْلَ علی الصفة كما قال دَعٰانٰا لِجَنْبِهِ أَوْ قٰاعِداً؛ روی المنذری عن أَحمد بن یحیی أَنه قال: ذكر الله عز و جل لعیسی آیتین: تكلیمه الناس فی المَهْد فهذه معجزة، و الأُخْری نزوله إِلی الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلًا ابن ثلاثین سنة یكلِّم أُمة محمد فهذه الآیة الثانیة. قال أَبو منصور: و إِذا بلغ الخمسین فإِنه یقال له كَهْل؛ و منه قوله: هل كَهْل خَمْسین، إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ مُسَفَّه رأَیُه فیها، و مَسْبوبُ؟ فجعله كَهْلًا و قد بلغ الخمسین. ابن الأَعرابی: یقال للغُلام مُراهِق ثم مُحْتَلم، ثم یقال تخرَّج وجهُه «1» ثم اتَّصلت لحیته، ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ، و هو ابن ثلاث و ثلاثین سنة؛ قال الأَزهری: و قیل له كَهْل حینئد لانتهاء شَبابه و كمال قوَّته، و الجمع كَهْلُونَ و كُهُولٌ و كِهال و كُهْلانٌ؛ قال ابن مَیَّادة: و كیف تُرَجِّیها، و قد حال دُونها بَنُو أَسَدٍ، كُهْلانُها و شَبابُها؟ و كُهَّل؛ قال: و أَراها علی توهُّم كاهِل، و الأُنثی كَهْلَة من نسوة كَهْلاتٍ، و هو القیاس لأَنه صفة، و قد حكی فیه عن أَبی حاتم تحریك الهاء و لم یذكره النحویون فیما شذَّ من هذا الضرب. قال بعضهم: قلما یقال للمرأَة كهلة مفردة حتی یُزَوِّجُوها بشَهْلة، یقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ. غیره: رجل كَهْل و امرأَة كَهْلة إِذا انتهی شبابُهما، و ذلك عند استكمالهما ثلاثاً و ثلاثین سنة، قال: و قد یقال امرأَة كَهْلة و لم یذكر معها شَهْلة؛ قال ذلك الأَصمعی و أَبو عبیدة و ابن الأَعرابی؛ قال الشاعر: و لا أَعُودُ بعدها كَرِیًّا، أُمارِسُ الكَهْلَة و الصَّبِیَّا، و العَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّیَّا و اكْتَهَل أَی صار كَهْلًا، و لم یقولوا كَهَلَ إِلَّا أَنه قد جاء‌فی الحدیث: هل فی أَهْلِكَ من كاهِلٍ؟ و یروی:
(1). قوله [ثم یقال تخرج وجهه إلی قوله ثم مجتمع] هكذا فی الأصل، و عبارته فی مادة جمع: و یقال للرجل إذا اتصلت لحیته مجتمع ثم كهل بعد ذلك
لسان العرب، ج‌11، ص: 601
مَنْ كاهَلَ‌أَی مَنْ دخل حدَّ الكُهُولة و قد تزوَّج، و قد حكی أَبو زید: كاهَلَ الرجلُ تزوَّج. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه سأَل رجلًا أَراد الجهادَ معه فقال: هل فی أَهلِك من كاهِلٍ؟یروی بكسر الهاء علی أَنه اسم، و‌یروی مَنْ كَاهَلَ‌بفتح الهاء علی أَنه فِعْل، بوزن ضارِبٍ و ضارَبَ، و هما من الكُهُولة؛ یقول: هل فیهم مَنْ أَسَنَّ و صار كَهْلًا؟ و ذكر عن أَبی سعید الضریر أَنه ردَّ علی أَبی عبید هذا التفسیر و زعم أَنه خطأٌ، قد یخلُف الرجلُ الرجلَ فی أَهله كَهْلًا و غیر كَهْلٍ، قال: و الذی سمعناه من العرب من غیر مسأَلة أَن الرجل الذی یخلُف الرجلَ فی أَهله یقال له الكاهِن، و قد كَهَنَ یَكْهَن كُهُوناً، قال: و لا یخلو هذا الحرف من شیئین، أَحدهما أَن یكون المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ و إِنما هو كاهِنٌ، أَو یكون الحرف تعاقب فیه بین اللام و النون كما یقال هَتَنَتِ السماءُ و هَتَلَتْ، و الغِرْیَنُ و الغِرْیَلُ و هو ما یَرْسُب أَسفل قارورة الدُّهْن من ثُفْلِه، و یرسُب من الطین أَسفل الغَدیر و فی أَسفل القِدْر من مَرَقه؛ عن الأَصمعی، قال الأَزهری: و هذا الذی قاله أَبو سعید له وجه غیر أَنه بعید، و معنی‌قوله، صلی الله علیه و سلم: هل فی أَهلِك من كَاهِلٍ‌أَی فی أَهلك مَنْ تعْتَمِده للقیام بشأْن عیالك الصغار و من تُخلِّفه مِمَّن یلزمك عَوْلُه،فلما قال له: ما هُمْ إِلَّا أُصَیْبِیَةٌ صِغار، أَجابه فقال: تَخَلَّف و جاهِد فیهم و لا تضیِّعهم.و العرب تقول: مُضَر كاهِلُ العرب و سَعْد كاهِل تمیم، و فی النهایة: و تَمِیم كاهِلُ مُضَر، و هو مأْخوذ من كَاهِل البعیر و هو مقدَّم ظهره و هو الذی یكون علیه المَحْمِل، قال: و إِنما أَراد بقوله هل فی أَهلك من تعتمد علیه فی القیام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار ولدك لئلا یضیعوا، أَ لا تراه‌قال له: ما هم إِلَّا أُصَیْبِیة صغار، فأَجابه و قال: ففیهم فجاهِد، قال: و أَنكر أَبو سعید الكاهِل و قال: هو كاهِن كما تقدم؛ و قول أَبی خِراش الهذلی: فلو كان سَلْمی جارَهُ أَو أَجارَهُ رِماحُ ابنِ سعد، رَدَّه طائر كَهْلُ «2» قال ابن سیدة: لم یفسره أَحد، قال: و قد یمكن أَن یكون جعله كَهْلًا مبالغة به فی الشدة. الأَزهری: یقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ و حَظّ فی الدنیا. و نَبْت كَهْل: مُتناهٍ. و اكْتَهَلَ النبتُ: طال و انتهی منتهاه، و فی الصحاح: تَمَّ طولُه و ظهر نَوْرُه؛ قال الأَعشی: یُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ، مُؤَزَّرٌ بِعَمِیمِ النَّبْت مُكْتَهِل و لیس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلَّا التَّوَلِّی؛ و قول الأَعشی یُضاحِك الشمسَ معناه یدُور معها، و مُضاحَكَتُه إِیاها حُسْن له و نُضْرة، و الكَوْكب: مُعْظَم النبات، و الشَّرِقُ: الرَّیَّان المُمْتلئ ماءً، و المُؤَزَّر: الذی صار النبت كالإِزار له، و العَمِیمُ: النبتُ الكثیف الحسَن، و هو أَكثر من الجَمِیم؛ یقال نَبْت عَمِیم و مُعْتَمٌّ و عَمَمٌ. و اكْتَهَلَت الروضة إِذا عَمَّها نبتُها، و فی التهذیب: نَوْرُها. و نعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا انتهی سِنُّها. المحكم: و نعجة مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبیاض، و أَنكر بعضهم ذلك. و الكاهِلُ: مقَدَّم أَعلی الظهر مما یَلی العنُق و هو الثُلث الأَعلی فیه سِتُّ فِقَر؛ قال إمرؤ القیس
(2). قوله [رماح ابن سعد] هكذا الأصل، و فی الأساس: رباح ابن سعد
لسان العرب، ج‌11، ص: 602
یصف فرساً: له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثری إِلی كاهِل، مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ و قال النضر: الكَاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر، و الزَّوْرُ ما بَطَن من الكاهِل؛ و قال غیره: الكَاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَیْه؛ و أَنشد: و كاهِل أَفْرعَ فیه، مع الإِفْراعِ، إِشْرافٌ و تَقْبِیبُ و قال أَبو عبیدة: الحارِك فُروعُ الكَتِفَیْن، و هو أَیضاً الكَاهِلُ؛ قال: و المِنْسَجُ أَسفل من ذلك، و الكائبة مقدَّم المِنْسَج؛ و قیل: الكَاهِلُ من الإِنسان ما بین كتفیه، و قیل: هو مَوْصِل العنُق فی الصُّلْب، و قیل: هو فی الفرس خلْف المِنْسَج، و قیل: هو ما شَخَص من فُروعِ كتفیه إِلی مُسْتَوی ظهره. و یقال للشدید الغَضَب و الهائِجِ من الفحول: إِنه لذو كاهِل، حكاه ابن السكیت فی كتابه المَوْسُوم بالأَلفاظ، و فی بعض النسخ: إِنه لذو صاهِل، بالصاد؛ و قوله: طَوِیل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلًا، أَشَقّ رَحِیب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وضع الاسم فیه موضع الظرف كأَنه قال: ذهب صُعُداً. و إِنه لشدید الكَاهِل أَی منیع الجانب؛ قال الأَزهری: سمعت غیر واحد من العرب یقول فلان كَاهِل بنی فلان أَی مُعْتمَدهم فی المُلِمَّات و سَنَدُهم فی المهمات، و هو مأْخوذ من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس یَتَسانَدُ إِلیه إِذا أَحْضَر، و هو مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج و مُعْتَمَد الفارس علیه؛ و من هذا قول رؤبة یمدح مَعَدّاً: إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا، فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَیْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا، و مَنْكِبَینِ اعْتَلَیا التَّلاتِلا أَی كانا، یعنی ربیعة و مُضَر، عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم. و‌فی كتابه إِلی أَهل الیمن فی أَوقات الصلاة و العِشاء: إِذا غاب الشَّفَقُ إِلی أَن تَذْهب كَوَاهِلُ اللیلِ‌أَی أَوائله إِلی أَوساطه تشبیهاً للیْل بالإِبل السائرة التی تتقدَّم أَعناقُها و هَوادِیها و تتبعُها أَعجازُها و تَوالِیها. و الكَواهِل: جمع كاهِل و هو مقدَّم أَعلی الظهْر؛ و منه‌حدیث عائشة: و قَرَّر الرُّؤُوسَ علی كَوَاهِلها‌أَی أَثْبَتها فی أَماكنها كأَنها كانت مشْفِیة علی الذهاب و الهلاك. الجوهری: الكاهِلُ الحارِكُ و هو ما بین الكَتِفین.قال النبی، صلی الله علیه و سلم: تمیمٌ كاهِلٌ مُضَر و علیها المَحْمل.قال ابن بری: الحارِكُ فرع الكاهل؛ هكذا قال أَبو عبیدة، قال: و هو عظم مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَین، قال: و قال بعضهم هو منبت أَدنی العُرْف إِلی الظهر، و هو الذی یأْخذ به الفارس إِذا رَكِب. أَبو عمرو: یقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ و كاهِلٍ و كاهِنٍ، بالنون و اللام، إِذا اشتدَّ غضبُه، و یقال ذلك للفحل عند صِیالِه حین تسمَع له صَوْتاً یخرج من جَوْفه. و الكُهْلُولُ: الضحَّاكُ، و قیل: الكَریم، عاقبت اللامُ الراءَ فی كهرور. ابن السكیت: الكُهْلُولُ و الرُّهْشُوشُ و البُهْلُول كله السخیُّ الكریم. و الكَهْوَلُ: العَنْكَبُوت، و حُقُّ الكَهُول بَیْتُه.و قال عمرو بن العاص لمعاویة حین أَراد عَزْلَه عن مِصْر: إِنی أَتیتُك من العِراق و إِنَّ أَمْرَك كَحُقِّ الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةِ أَو كالكُعْدُبةِ، فما زلت
لسان العرب، ج‌11، ص: 603
أُسْدِی و أُلْحِمُ حتی صار أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ و كالطِّرَافِ المُمَدَّدِ؛ قال ابن الأَثیر: هذه اللفظة قد اختُلِف فیها، فَرَواها الأَزهری بفتح الكاف و ضم الهاء و قال: هی العَنْكَبُوت، و رواها الخطابیُّ و الزمخشری بسكون الهاء و فتح الكاف و الواو و قالا: هی العنكبوت، و لم یقیِّدها القتیبی، و‌یروی: كَحُقِّ الكَهْدَل، بالدال بدل الواو، و قال القتیبی: أَما حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شیئاً ممن یوثق بعلمه بمعنی أَنه بیت العنكبوت؛ و یقال: إِنه ثَدْیُ العَجوز، و قیل: العجوز نفسها، و حُقُّها ثدیُها، و قیل غیر ذلك؛ و الجُعْدُبةُ: النُّفَّاخاتُ التی تكون من ماء المطر، و الكُعْدُبةُ: بیت العنكبوت، و كل ذلك مذكور فی موضعه. و كاهِلٌ و كَهْل و كُهَیْلٌ: أَسماء یجوز أَن یكون تصغیر كَهْل و أَن یكون تصغیر كاهِلٍ تصغیرَ الترخیم، قال ابن سیدة: و أَن یكون تصغیر كَهْلٍ أَولی لأَن تصغیر الترخیم لیس بكثیر فی كلامهم. و كُهَیْلَة: موضع رمل؛ قال: عُمَیْرِیَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَیْلةٍ فبَیْنُونَةٍ، تَلْقی لها الدهرَ مَرْتَعا الجوهری: كَاهِل أَبو قبیلة من الأَسد، و هو كَاهِل بن أَسد بن خُزیمة، و هم قَتَلَةُ أَبی إمرئ القیس. و كِنْهِل، بالكسر: اسم موضع أَو ماء.

كهبل؛ ج11، ص: 603

: رجل كَهْبَلٌ: قصیر. و الكَنَهْبَل، بفتح الباء و ضمِّها: شجر عِظام و هو من العِضاه؛ قال سیبویه: أَما كَنَهْبُل فالنون فیه زائدة لأَنه لیس فی الكلام علی مثال سَفَرْجُل، فهذا بمنزلة ما یشتقُّ مما لیس فیه نون، فكَنهْبُل بمنزلة عَرَنْتُنٍ، بنَوْهُ بِناءَه حین زادوا النون، و لو كانت من نفس الحرف لم یفعلوا ذلك؛ قال إمرؤ القیس یصِف مطراً و سَیلًا: فأَضْحَی یَسُحُّ الماءَ من كُلِّ فِیقةٍ، یَكُبُّ علی الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنهْبُلِ «1». و الكَنَهْبَل: لغة فیه. قال أَبو حنیفة: أَخبرنی أَعرابی من أَهل السَّراة قال: الكَنَهْبَلُ صِنْف من الطَّلْح جفر قِصار الشوك. الأَزهری فی الخماسی: الكَنَهْبَل واحدتها كَنَهْبَلة؛ قال ابن الأَعرابی: هی شجر عِظام معروفة، و أَنشد بیت إمرئ القیس، قال: و لا أَعرف فی الأَسماء مثل كَنَهْبُل، و قال فیه: الكَنَهْبُل من الشَّعِیر أَضْخَمُه سُنْبُلةً، قال: و هی شعیرة یمانیة حمراء السنبلة صغیرة الحَبِّ.

كهدل؛ ج11، ص: 603

: الكَهْدَل: العنكبوت، و قیل: العَجوز، و‌قال عمرو بن العاص لمعاویة حین أَراد عَزْله عن مصر: إِنی أَتیتك من العِراق و إِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهْوَلِ، و یروی: كحُقِّ الكَهْدَلِ‌بالدالِ عِوَض الواو، قال القتیبی: أَما حُقُّ الكَهْدَل فإِنی لم أَسمع شیئاً ممن یُوثَق بعلمه بمعنی أَنه بیت العنكبوت، و یقال: إِنه ثَدْیُ العجوز، و قیل: العجوز نفسُها، و حُقُّها ثدیها، و قیل غیر ذلك. و الكَهْدَل: الجاریة السمینة الناعمة. قال أَبو حاتم فیما روی عنه القتیبی: الكَهْدَل العاتِقُ من الجَواری؛ و أَنشد: إِذا ما الكَهْدَلُ العارِكُ ماسَتْ فی جَوارِیها حَسِبْتَ القَمَرَ الباهِرَ، فی الحُسْن، یُباهِیها و كَهْدَل: اسم راجز؛ قال یعنی نفسه: قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَدِیدِ كَهْدَلا
(1). فی روایة أخری: … فوق كُتَیفةٍ، و هو موضع فی الیمن، بدل كلّ فِیقة
لسان العرب، ج‌11، ص: 604
أُم الحدید: امرأَته، و الأَبیات بكمالها مذكورة فی حرف الحاء من باب الدال. و كَهْدَل: من أَسمائهم.

كهمل؛ ج11، ص: 604

: كَهْمَل: ثقیلٌ وَخِمٌ. و أَخذ الأَمرَ مُكَهْمَلًا أَی بأَجمعه.

كول؛ ج11، ص: 604

: تَكَوَّل القومُ علیه و تَثَوَّلوا علیه تَثَوُّلًا إِذا اجتمعوا علیه و ضربوه و لا یُقْلِعُون عن ضربه و لا شَتْمه، و قیل: تَكَوَّلوا علیه و انْكالوا انقلبوا علیه بالشتم و الضرب فلم یُقْلِعُوا، و قیل: انْكالوا علیه و انْثالوا بهذا المعنی. و تَكاوَل الرجلُ: تَقاصر. و الكَوْلانُ، بالفتح: نبت و هو البَرْدِیُّ، و فی المحكم: نبات ینبُت فی الماء مثل البَرْدِیِّ یشبِه ورَقُه و ساقُه السعدی «1» إِلا أَنه أَغلظ و أَعظم، و أَصله مثل أَصله یجعل فی الدواء؛ قال أَبو حنیفة: و سمعت بعض بنی أَسد یقول الكُولان، فیضم الكاف.

كیل؛ ج11، ص: 604

: الكَیْلُ: المِكْیال. غیره: الكَیْل كَیْل البُرِّ و نحوه، و هو مصدر كَالَ الطعامَ و نحوه یَكِیلُ كَیْلًا و مَكالًا و مَكِیلًا أَیضاً، و هو شاذ لأَن المصدر من فَعَل یَفْعِل مَفْعِل، بكسر العین؛ یقال: ما فی برك مَكالٌ، و قد قیل مَكِیل عن الأَخفش؛ قال ابن بری: هكذا قال الجوهری، و صوابه مَفْعَل بفتح العین. و كِیلُ الطعامُ، علی ما لم یسم فاعله، و إِن شئت ضممت الكاف، و الطعامُ مَكِیلٌ و مَكْیُول مثل مَخِیط و مَخْیوط، و منهم من یقول: كُوِلَ الطعامُ و بُوعَ و اصْطُودَ الصَّیْدُ و اسْتُوقَ مالُه، بقلب الیاء واواً حین ضم ما قبلها لأَن الیاء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم. و اكْتَالَه و كَالَه طعاماً و كَالَه له؛ قال سیبویه: اكْتَل یكون علی الاتحاد و علی المُطاوَعة. و قوله تعالی: الَّذِینَ إِذَا اكْتٰالُوا عَلَی النّٰاسِ یَسْتَوْفُونَ؛ أَی اكْتالوا منهم لأَنفسهم؛ قال ثعلب: معناه من الناس، و الاسم الكِیلَةُ، بالكسر، مثل الجِلْسة و الرِّكْبة. و اكْتَلْت من فلان و اكْتَلْت علیه و كِلْت فُلاناً طعاماً أَی كِلْتُ له؛ قال الله تعالی: وَ إِذٰا كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ؛ أَی كالُوا لهم. و فی المثل: أَ حَشَفاً و سُوء كِیلة؟ أَی أَ تَجْمَعُ علیَّ أَن یكون المَكِیل حَشَفاً و أَن یكون الكَیل مُطَفَّفاً؛ و قال اللحیانی: حَشَف و سوء كِیلةٍ و كَیْلٍ و مَكِیلةٍ. و بُرٌّ مَكِیلٌ، و یجوز فی القیاس مَكْیُول، و لغة بنی أَسد مَكُول، و لغة ردیئة مُكالٌ؛ قال الأَزهری: أَما مُكالٌ فمن لغات الحَضَرِیِّین، قال: و ما أَراها عربیة محضة، و أَما مَكُول فهی لغة ردیئة، و اللغة الفصیحة مَكِیل ثم یلیها فی الجودة مَكْیول. اللیث: المِكْیال ما یُكالُ به، حدیداً كان أَو خشباً. و اكْتَلْتُ علیه: أَخذت منه. یقال: كَال المعطی و اكْتال الآخِذ. و الكَیْلُ و المِكْیَلُ و المِكْیال و المِكْیَلةُ: ما كِیلَ به؛ الأَخیرة نادرة. و رجل كَیَّال: من الكَیْل؛ حكاه سیبویه فی الإِمالة، فإِما أَن یكون علی التكثیر لأَن فِعْله معروف، و إِما یُفَرّ إِلی النسَب إِذا عُدِم الفعل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: حین تكالُ النِّیبُ فی القَفِیزِ فسره فقال: أَراد حین تَغْزُر فیُكال لَبَنُها كَیْلًا فهذه الناقة أَغزرهنَّ. و كَالَ الدراهمَ و الدنانیر: وزنها؛ عن ابن الأَعرابی خاصة؛ و أَنشد لشاعر جعل الكَیْل وَزْناً: قارُروة ذات مِسْك عند ذی لَطَفٍ، من الدَّنانیرِ، كَالُوها بمِثْقال
(1). قوله [السعدی] هكذا فی الأصل و لم نجده اسماً لنبت فیما بأیدینا من كتب اللغة، و لعله السعادی كحباری لغة فی السعد بالضم النبت المعروف
لسان العرب، ج‌11، ص: 605
فإِما أَن یكون هذا وَضْعاً، و إِما أَن یكون علی النسب لأَن الكَیْل و الوزن سواء فی معرِفة المَقادیر. و یقال: كِلْ هذه الدراهمَ، یریدون زِنْ. و قال مُرَّة: كُلُّ ما وزن فقد كِیلَ. و هما یتَكایَلان أَی یتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ؛ قالت امرأَة من طیِّ‌ءٍ: فیَقْتل خیراً بامرِئٍ لم یكن له نِواءٌ، و لكن لا تَكَایُلَ بالدَّمِ قال أَبو رِیاش: معناه لا یجوز لك أَن تقتل إِلَّا ثأْرَك و لا تعتبر فیه المُساواة فی الفضل إِذا لم یكن غیره. و كَایَلَ الرجلُ صاحبَه: قال له مثل ما یقول أَو فَعَل كفعله. و كَایَلْته و تَكَایَلْنا إِذا كَالَ لَكَ و كِلْتَ له فهو مُكَائِل، بالهمز. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه نَهَی عن المُكایَلة‌و هی المُقایَسة بالقَوْل و الفعل، و المراد المُكافأَة بالسُّوءِ و تركُ الإِغْضاء و الاحتمالِ أَی تقول له و تفعَل معه مثل ما یقول لك و یفعل معك، و هی مُفاعلة من الكَیْل، و قیل: أَراد بها المُقایَسة فی الدِّین و ترك العمل بالأَثر. و كَالَ الزَّنْدُ یَكِیلُ كَیْلًا: مثل كَبا و لم یخرِج ناراً فشبه مؤخَّر الصفوف «1» فی الحرب به لأَنه لا یُقاتِل مَن كان فیه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: المِكْیال مِكْیال أَهل المدینة و المِیزانُ مِیزانُ أَهلِ مكة؛ قال أَبو عبیدة: یُقال إِن هذا الحدیث أَصل لكل شی‌ء من الكَیْل و الوَزْن، و إِنما یأْتَمُّ الناس فیهما بأَهل مكة و أَهل المدینة، و إِن تغیَّر ذلك فی سائر الأَمصار، أَ لا تری أَن أَصل التمر بالمدینة كَیْلٌ و هو یُوزَن فی كثیر من الأَمصار، و أَنَّ السَّمْن عندهم وَزْن و هو كَیْل فی كثیر من الأَمصار؟ و الذی یعرف به أَصل الكَیْل و الوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم و القَفِیزِ و المَكُّوكِ و المُدِّ و الصاعِ فهو كَیْل، و كلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ و الأَواقیِّ و الأَمْناءِ فهو وزن؛ قال أَبو منصور: و التمر أَصله الكَیْل فلا یجوز أَن یباع منه رِطْل برطل و لا وزن بوزن، لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلی الكیل تَفاضَل، إِنما یُباع كَیْلًا بكَیْل سواء بسواء، و كذلك ما كان أَصله مَوْزُوناً فإِنه لا یجوز أَن یُباع منه كَیْل بكَیْل، لأَنه إِذا رُدَّ إِلی الوزن لم یؤْمن فیه التَّفاضُل، قال: و إِنما احتیج إِلی هذا الحدیث لهذا المعنی، و لا یتَهافت الناس فی الرِّبَا الذی نَهَی الله عز و جل عنه، و كل ما كان فی عَهْد النبی، صلی الله علیه و سلم، بمكة و المدینة مَكِیلًا فلا یُباعُ إِلا بالكَیْل، و كل ما كان بها مَوْزُوناً فلا یُباع إِلا بالوزن لئلا یدخله الرِّبا بالتَّفاضُل، و هذا فی كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع من حقوق الله تعالی دون ما یَتعامل به الناسُ فی بِیاعاتِهم، فأَما المِكْیال فهو الصاع الذی یتعلَّق به وُجوب الزكاة و الكفارات و النفقات و غیر ذلك، و هو مقدر بكیل أَهل المدینة دون غیرها من البُلْدان لهذا الحدیث، و هو مِفْعال من الكَیْل، و المیم فیه للآلة؛ و أَما الوَزْن فیرید به الذهب و الفضة خاصة لأَن حق الزكاة یتعلَّق بهما، و دِرْهمُ أَهلِ مكة ستة دَوانیق، و دراهم الإِسلام المعدَّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقیل،و كان أَهلُ المدینة یتَعاملون بالدراهم عند مَقْدَمِ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلی وزن مكة، و أَما الدنانیر فكانت تحمل إِلی العرب من الرُّوم إِلی أَن ضَرَبَ عبدُ الملك بن مَرْوان الدینار فی أَیامه، و أَما الأَرطالُ و الأَمْناءُ فللناس فیها عادات
(1). قوله [فشبه مؤخر الصفوف إلی قوله من كان فیه] هكذا فی الأصل هنا، و قد ذكره ابن الأثیر عقب حدیث دجانة، و نقله المؤلف عنه فیما یأتی عقب ذلك الحدیث و لا مناسبة له هنا فالاقتصار علی ما یأتی أحق
لسان العرب، ج‌11، ص: 606
مختلفة فی البُلْدان و هم مُعاملون بها و مُجْرَوْن علیها. و الكَیُّولُ: آخِرُ الصُّفوفِ فی الحرب، و قیل: الكَیُّول مؤخر الصفوف؛ و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو یقاتِلُ العدوَّ فسأَله سیفاً یقاتِل به فقال له: فلَعَلَّك إِن أَعطیتك أَن تقوم فی الكَیُّول، فقال: لا، فأَعطاه سیفاً فجعل یُقاتِل و هو یقول: إِنِّی امْرُؤٌ عاهَدَنی خَلِیلی أَن لا أَقومَ الدَّهْرَ فی الكَیُّولِ أَضْرِبْ بسیفِ الله و الرسولِ، ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ فلم یزل یقاتِل به حتی قُتِل.الأَزهری: أَبو عبید الكَیُّولُ هو مؤخر الصفوف، قال: و لم أَسمع هذا الحرف إِلا فی هذا الحدیث، و سكن الباءَ فی أَضْرِبْ لكثرة الحركات. و تَكَلَّی الرجلُ أَی قام فی الكَیُّول، و الأَصل تَكَیَّل و هو مقلوب منه؛ قال ابن بری: الرجَز لأَبی دُجَانَةَ سِمَاك بن خَرَشَةَ؛ قال ابن الأَثیر: الكَیُّول، فَیْعُول، من كَالَ الزندُ إِذا كَبَا و لم یخرج ناراً، فشبَّه مؤخَّر الصفوف به لأَن مَنْ كان فیه لا یُقاتِل، و قیل: الكَیُّول الجَبَان؛ و الكَیُّول: ما أَشرف من الأَرض، یُرید تقومُ فوقَه فتنظر ما یصنع غیرك. أَبو منصور: الكَیُّول فی كلام العرب ما خرج من حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لا نار فیه. اللیث: الفرس یُكایِل الفرس فی الجَرْی إِذا عارَضه و باراه كأَنه یَكِیل له من جَرْیهِ مثل ما یَكِیل له الآخر. ابن الأَعرابی: المُكَایَلَة أَن یتَشاتَم الرجلان فیُرْبِی أَحدهما علی الآخر، و المُوَاكَلَة أَن یُهْدِیَ المُدانُ للمَدِینِ لیُؤخِّر قضاءه. و یقال: كِلْتُ فلاناً بفلانٍ أَی قِسْتُه به، و إِذا أَردْت عِلْمَ رجل فكِلْهُ بغیره، و كِلِ الفرسَ بغیره أَی قِسْه به فی الجَرْی؛ قال الأَخطل: قد كِلْتُمونی بالسَّوابِقِ كُلِّها، فَبَرَّزْتُ منها ثانیاً من عِنَانِیَا أَی سبقتها و بعض عِنانی مَكْفوف. و الكِیَالُ: المُجاراة؛ قال: أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها، إِن كان من أَمْرٍ كِیَالَهْ و ذكر أَبو الحسن بن سیدة فی أَثناء خُطْبة كتابه المحكم مما قَصَدَ به الوَضْعَ من ابن السكیت فقال: و أَیُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَی لِواقِفِها من مقامة أَبی یوسف یعقوب بن إِسحاق السكیت مع أَبی عثمان المازنی بین یدی المتوكِّل جعفر؟ و ذلك أَن المتوكل قال: یا مازنی سل یعقوب عن مسأَلة من النحو، فَتَلَكَّأَ المازنی عِلْماً بتأَخر یعقوب فی صناعة الإِعراب، فعَزَم المتوكل علیه و قال: لا بدَّ لك من سؤاله، فأَقبل المازنی یُجْهِد نفسه فی التلخیص و تَنكُّب السؤال الحُوشِیِّ العَوِیص، ثم قال: یا أَبا یوسف ما وَزْن نَكْتَلْ من قوله عز و جل: فَأَرْسِلْ مَعَنٰا أَخٰانٰا نَكْتَلْ، فقال له: نَفْعَل؛ قال: و كان هناك قوم قد علموا هذا المِقْدار، و لم یُؤْتَؤْا من حَظِّ یعقوب فی اللغة المِعْشار، ففاضوا ضَحِكاً، و أَداروا من اللَّهْو فَلَكاً، و ارتفع المتوكِّل و خرج السِّكِّیتی و المازنی، فقال ابن السكیت: یا أَبا عثمان أَسأْت عِشْرَتی و أَذْویْتَ بَشَرتی، فقال له المازنی: و الله ما سأَلتُك عن هذا حتی بحثت فلم أَجد أَدْنی منه مُحاوَلًا، و لا أَقْرَب منه مُتَناوَلًا.
لسان العرب، ج‌11، ص: 607‌

فصل اللام؛ ج11، ص: 607

لثل؛ ج11، ص: 607

: لَثْلةُ: موضع.

لعل؛ ج11، ص: 607

: الجوهری: لَعَلَّ كلمة شك، و أَصلها عَلَّ، و اللام فی أَولها زائدة؛ قال مجنون بنی عامر: یقول أُناسٌ: عَلَّ مجنونَ عامِرٍ یَرُومُ سُلُوّاً قلتُ: إِنِّی لِمَا بیَا و أَنشد ابن بری لنافع بن سعد الغَنَویّ: و لَسْتُ بِلَوَّامٍ علی الأَمْرِ بعد ما یفوتُ، و لكن عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّما و یقال: لَعَلِّی أَفعل و لَعَلَّنی أَفعل بمعنی، و قد تكرر فی الحدیث ذكر لَعَلَّ، و هی كلمة رجاءٍ و طمَع و شك، و قد جاءت فی القرآن بمعنی كَیْ. و‌فی حدیث حاطِب: و ما یُدْرِیك لَعَلَّ الله قد اطَّلَعَ علی أَهل بَدْرٍ فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم؟قال ابن الأَثیر: ظن بعضُهم أَن معنی لعَلَّ هاهنا من جهة الظن و الحسبان، قال: و لیس كذلك، و إِنما هی بمعنی عَسَی، و عَسَی و لَعَلَّ من الله تحقیق.

لمل؛ ج11، ص: 607

: اللَّمَالُ: الكُحْل؛ حكاه أَبو رِیاش؛ و أَنشد: لها زَفَراتٌ من بَوَادِرِ عَبْرةٍ، یَسُوقُ اللَّمَالَ المَعْدِنیَّ انْسِجالُها و قیل: إِنما هو اللُّمَالُ، بالضم، و كذلك حكاه كراع. و التَّلَمُّلُ بالفم: كالتَّلَمُّظ؛ قال كعب بن زهیر: و تكون شَكْواها إِذا هی أَنْجَدَتْ، بعدَ الكَلالِ، تَلَمُّلٌ و صَرِیفُ

لیل؛ ج11، ص: 607

: اللَّیْلُ: عقیب النهار و مَبْدَؤُه من غروب الشمس. التهذیب: اللَّیْلُ ضد النهار و اللَّیْلُ ظلام اللیل و النهارُ الضِّیاءُ، فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت لیلة و یوم، و تصغیر لَیْلَةٍ لُیَیْلِیَةٌ، أَخرجوا الیاء الأَخیرة من مَخْرَجها فی اللیالی، یقول بعضهم: إِنما كان أَصل تأْسیس بِنائها لَیْلا مقصور، و قال الفراء: لَیْلَة كانت فی الأَصل لَیْلِیة، و لذلك صغِّرت لُیَیْلِیَة، و مثلها الكَیْكَةُ البَیْضة كانت فی الأَصل كَیْكِیة، و جمعها الكَیاكی. أَبو الهیثم: النَّهار اسم و هو ضدُّ اللیل، و النهارُ اسم لكل یوم، و اللَّیْل اسم لكل لیلة، لا یقال نَهار و نَهاران و لا لیل و لَیْلان، إِنما واحد النهار یوم و تثنیته یومان و جمعه أَیام، و ضدّ الیوم لَیْلَة و جمعها لَیَال، و كان الواحد لَیْلاة فی الأَصل، یدلُّ علی ذلك جمعهم إِیاها اللَّیالی و تصغیرهم إِیاها لُیَیْلِیَة، قال: و ربما وضعت العرب النهار فی موضع الیوم فیجمعونه حینئذ نُهُر؛ و قال دُرَیْد بن الصِّمَّة: وَ غارة بین الیوم و اللیلِ فَلْتَةً، تَدارَكْتُها وَحْدی بسِیدٍ عَمَرَّد فقال: بین الیوم و اللَّیلِ، و كان حقُّه بین الیوم و اللَّیلة لأَن اللیلة ضدّ الیوم و الیوم ضد اللیلة، و إِنما اللیل ضد النهار كأَنه قال بین النهار و بین اللیل، و العرب تستَجِیز فی كلامها: تعالی النهارُ، فی معنی تعالی الیوم. قال ابن سیدة: فأَما ما حكاه سیبویه من قولهم سیر علیه لَیْلٌ، و هم یریدون لیل طویل، فإِنما حذف الصفة لما دل من الحال علی موضعها، واحدته لَیْلَة و الجمع لَیَالٍ علی غیر قیاس، توهَّموا واحدته لَیْلاة، و نظیره مَلامِح و نحوها مما حكاه سیبویه، و تصغیرها لُیَیْلِیَة، شذّ التحقیر كما شذّ التكسیر؛ هذا مذهب
لسان العرب، ج‌11، ص: 608
سیبویه فی كل ذلك، و حكی ابن الأَعرابی لَیْلاة؛ و أَنشد: فی كلِّ یَوْمٍ ما و كلِّ لَیْلاهْ حتی یقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ: یا وَیْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ و حكی الكسائی: لَیایِل جمع لَیْلَة، و هو شاذ؛ و أَنشد ابن بری للكمیت: جَمَعْتُك و البَدْرَ بنَ عائشةَ الذی أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّیَایِل الجوهری: اللَّیْل واحد بمعنی جمع، و واحده لیلة مثل تَمْرة و تَمْر، و قد جمع علی لَیَالٍ فزادوا فیه الیاء علی غیر قیاس، قال: و نظیره أَهل و أَهالٍ، و یقال: كأَنَّ الأَصل فیها لَیْلاة فحذفت. و اللَّیْنُ: اللَّیْل علی البدل؛ حكاه یعقوب؛ و أَنشد: بَناتُ وُطَّاءٍ علی خَدِّ اللَّیْنْ، لا یَشْتَكِینَ عَمَلًا ما أَنْقَیْنْ، ما دامَ مُخٌّ فی سُلامَی أَو عَیْنْ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده یعقوب فی البدل و رواه غیره: بَناتُ وُطّاءٍ علی خَدّ اللَّیْلْ لأُمِّ مَنْ لم یَتَّخِذْهُنَّ الوَیْلْ و لیلة لَیْلاءُ و لَیْلی: طویلة شدیدة صعبة، و قیل: هی أَشد لَیالی الشهر ظلمة، و به سمیت المرأَة لَیْلَی، و قیل: اللَّیْلاء لیلة ثلاثین، و لَیْلٌ أَلْیَلُ و لائلٌ و مُلَیَّلٌ كذلك، قال: و أَظنهم أَرادوا بِمُلَیَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُیِّلَ أَی ضُعِّف لیالی؛ قال عمرو بن شَأْس: و كان مجُودٌ كالجَلامِیدِ بعدَ ما مَضی نصفُ لَیْلٍ، بعد لَیْلٍ مُلَیَّلِ «2». التهذیب: اللیث تقول العرب هذه لَیْلةٌ لَیْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها، و لَیْلٌ أَلْیَل. و أَنشد للكُمیت: و لَیْلهم الأَلیَل؛ قال: و هذا فی ضرورة الشعر و أَما فی الكلام فلَیْلاء. و لیلٌ أَلْیَلُ: شدید الظلمة؛ قال الفرزدق: قالوا و خاثِرُهُ یُرَدُّ علیهمُ، و اللیلُ مُخْتَلِطُ الغَیاطِلِ أَلْیَلُ و لَیْلٌ أَلیَلُ: مثل یَوْم أَیْوَمُ. و أَلالَ القومُ و أَلیَلوا: دخلوا فی اللیل. و لایَلْتُه مُلایَلَةً و لِیالًا: استأْجرته للیلة؛ عن اللحیانی. و عامَله مُلایَلةً: من اللیل، كما تقول مُیاوَمة من الیوم. النضر: أَلْیَلْتُ صِرْت فی اللیل؛ و قال فی قوله: لَسْتُ بِلَیْلِیٍّ و لكِنِّی نَهِرْ یقول: أَسیر بالنهار و لا أَستطیع سُری اللیل. قال: و إِلی نصف النهار تقول فعلتُ اللیلةَ، و إِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّیْلةِ التی قد مضت. أَبو زید: العرب تقول رأَیت اللیلةَ فی منامی مُذْ غُدْوةٍ إِلی زَوال الشمس، فإِذا زالت قالوا رأَیت البارحةَ فی منامی، قال: و یقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه اللَّیْلَةَ التی فی السماء إِنما تعنی أَقربَ اللَیْلِیّ من یومك، و هی اللیلةُ التی تلیه. و قال أَبو مالك: الهِلالُ فی هذه اللَّیْلَةِ التی فی السماء یعنی اللیلةَ التی تدخلها، یُتَكَلَّم بهذا فی النهار. ابن السكیت: یقال لِلَیْلة ثمانٍ و عشرین الدَّعْجاءُ، و للَیْلَة تسعٍ و عشرین الدَّهماءُ،
(2). قوله [و كان مجود] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 609
و للَیْلَة الثلاثین اللَّیْلاءُ، و ذلك أَظلمها، و لیلةٌ لیْلاءُ؛ أَنشد ابن بری: كم لیلةٍ لَیْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَی أُفْقَ السماء سَرَیْت غیر مُهَیَّب و اللَّیْلُ: الذكَر و الأُنثی جمیعاً من الحُبارَی، و یقال: هو فَرْخُهما، و كذلك فَرْخ الكَرَوان؛ و قول الفرزدق: و الشَّیْب ینْهَضُ فی الشَّبابِ، كأَنه لَیْلٌ یَصِیحُ بِجانِبَیْهِ نَهارُ قیل: عنی باللَّیْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَی، و بالنَّهار فرخ القَطاة، فحُكِیَ ذلك لیونس فقال: اللَّیْل لیلُكم و النَّهار نَهاركم هذا. الجوهری: و ذكر قوم أَن اللَّیْل ولد الكَروان، و النَّهار ولد الحُباری، قال: و قد جاء ذلك فی بعض الأَشعار، قال: و ذكر الأَصمعی فی كتاب الفَرْقِ النَّهارَ و لم یذكُر اللیلَ؛ قال ابن بری: الشعر الذی عَناه الجوهریُّ بقوله و قد جاء ذلك فی بعض الأَشعار هو قول الشاعر: أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار، و لَیْلًا أَكَلْتُ بلیلٍ بَهِیم و أُمُّ لَیْلَی: الخمرُ السَّوْداء؛ عن أَبی حنیفة. التهذیب: و أُم لَیْلَی الخمر، و لم یقیِّدها بلون، قال: و لَیْلَی هی النَّشْوَةُ، و هو ابتداءُ السُّكْر. و حَرَّةُ لَیْلَی: معروفة فی البادیة و هی إِحْدَی الحِرَار. و لَیْلَی: من أَسماء النساء؛ قال الجوهری: هو اسم امرأَة، و الجمع لَیَالِی؛ قال الراجز: لم أَرَ فی صَواحِبِ النِّعالِ، اللَّابِساتِ البُدَّنِ الحَوَالی، شِبْهاً لِلَیْلَی خِیرةِ اللَّیَالِی قال ابن بری: یقال لَیْلَی من أَسماء الخمرة، و بها سمیت المرأَة؛ قال: و قال الجوهری و جمعه لَیَالَی، قال: و صوابه و الجمع لَیَالٍ. و یقال للْمُضَعَّفِ و المُحَمَّقِ: أَبو لَیْلَی. قال الأَخفش علی بن سلیمان: الذی صح عنده أَن معاویة بن یزید كان یُكْنی أَبا لَیْلَی؛ و قد قال ابن همام السَّلُولِیّ: إِنِّی أَرَی فِتْنةً تَغْلی مَرَاجِلُها، و المُلْكُ بعد أَبی لَیْلَی لمن غَلَبا قال: و یحكی أَن معاویة هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم علی قبره ثم قال: أَ تَدْرُون مَن دفنتم؟ قالوا: معاویة فقال: هذا أَبو لَیْلَی؛ فقال أَزْنَمُ الفَزَارِی: لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ و نِسْبَتِها، فالمُلْكُ بعدَ أَبی لَیْلَی لمن غَلَبا و قال المداینی: یقال إِنَّ القُرَشِیَّ إِذا كان ضعیفاً یقال له أَبو لَیْلَی، و إِنما ضعف معاویة لأَنَّ وِلایته كانت ثلاثة أَشهر؛ قال: و أَما عثمان بن عفان، رضی الله عنه، فیقال له أَبو لَیْلَی لأَنَّ له ابنة یقال لها لَیْلَی، و لما قتل قال بعض الناس: إِنِّی أَرَی فتنةً تَغْلی مَراجِلُها، و المُلْكُ بعد أَبی لَیْلَی لِمن غَلَبا قال: و یقال أَبو لَیْلَی أَیضاً كُنْیةُ الذكَر؛ قال نوفل بن ضمرة الضَّمْری: إِذا ما لَیْلِی ادْجَوْجَی، رَمانی أَبو لَیْلَی بِمُخْزِیةٍ و عَارِ و لَیْلٌ و لَیْلَی: موضعان؛ و قول النابغة:
لسان العرب، ج‌11، ص: 610
ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَیْلَی إِلی بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلًا عن جُشِّ أَعْیارِ «1». یروی: … من لَیْلٍ … و … من لَیْلی …

فصل المیم؛ ج11، ص: 610

مأل؛ ج11، ص: 610

: رجل مَأْلٌ و مَئِلٌ: ضَخم كثیر اللحم تارّ، و الأُنثی مَأْلَةٌ و مَئِلةٌ، و قد مَأَلَ یَمْأَلُ: تَمَلَّأَ و ضخُم؛ التهذیب: و قد مَئِلْتَ تَمْأَل و مَؤُلْتَ تَمْؤُل. و جاءه أَمْرٌ ما مَأَلَ له مَأْلًا و ما مَأَلَ مَأْلَهُ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، أَی لم یستعدَّ له و لم یشعُر به؛ و قال یعقوب: ما تَهیَّأَ له. و مَوْأَلة: اسم رجل فیمن جعله من هذا الباب، و هو عند سیبویه مَفْعَل شاذ، و تعلیله مذكور فی موضعه.

متل؛ ج11، ص: 610

: مَتَلَ الشی‌ءَ مَتْلًا: زَعْزَعَهُ أَو حرَّكه.

مثل؛ ج11، ص: 610

: مِثل: كلمةُ تَسْوِیَةٍ. یقال: هذا مِثْله و مَثَله كما یقال شِبْهه و شَبَهُه بمعنی؛ قال ابن بری: الفرق بین المُمَاثَلَة و المُساواة أَن المُساواة تكون بین المختلِفین فی الجِنْس و المتَّفقین، لأَن التَّساوِی هو التكافُؤُ فی المِقْدار لا یزید و لا ینقُص، و أَما المُمَاثَلَة فلا تكون إِلا فی المتفقین، تقول: نحوُه كنحوِه و فقهُه كفقهِه و لونُه كلونِه و طعمُه كطعمِه، فإِذا قیل: هو مِثْله علی الإِطلاق فمعناه أَنه یسدُّ مسدَّه، و إِذا قیل: هو مِثْلُه فی كذا فهو مُساوٍ له فی جهةٍ دون جهةٍ، و العرب تقول: هو مُثَیْلُ هذا و هم أُمَیْثَالُهم، یریدون أَن المشبَّه به حقیر كما أَن هذا حقیر. و المِثْل: الشِّبْه. یقال: مِثْل و مَثَل و شِبْه و شَبَه بمعنی واحد؛ قال ابن جنی: و قوله عز و جل: فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مٰا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ؛ جَعَل مِثْل و ما اسماً واحداً فبنی الأَولَ علی الفتح، و هما جمیعاً عندهم فی موضع رفعٍ لكونهما صفة لحقّ، فإِن قلت: فما موضع أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ؟ قیل: هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِلیه، فإِن قلت: أَ لا تعلم أَن ما علی بِنائها لأَنها علی حرفین الثانی منهما حرفُ لِینٍ، فكیف تجوز إِضافة المبنی؟ قیل: لیس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم المضموم إِلیه ما، فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنیث فی نحو جاریة زیدٍ، أَو كالأَلف و النون فی سِرْحان عَمْرو، أَو كیاء الإِضافة فی بَصْرِیِّ القومِ، أَو كأَلف التأْنیث فی صحراء زُمٍّ، أَو كالأَلف و التاء فی قوله: فی غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ و قوله تعالی: لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ؛ أَراد لیس مِثْلَه لا یكون إِلا ذلك، لأَنه إِن لم یَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلًا، تعالی الله عن ذلك؛ و نظیرُه ما أَنشده سیبویه: لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فیها كالمَقَقْ أَی مَقَقٌ. و قوله تعالی: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مٰا آمَنْتُمْ بِهِ؛ قال أَبو إِسحاق: إِن قال قائل و هل للإِیمان مِثْل هو غیر الإِیمان؟ قیل له: المعنی واضح بیِّن، و تأْویلُه إِن أَتَوْا بتصدیقٍ مِثْلِ تصدیقكم فی إِیمانكم بالأَنبیاء و تصدیقكم كتوحیدكم «2» فقد اهتدوا أَی قد صاروا مسلمین مثلكم. و‌فی حدیث المِقْدام: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: أَلا إِنِّی أُوتِیتُ الكِتاب و مِثْلَه معه؛ قال ابن الأَثیر: یحتمل وجهین من التأْویل: أَحدهما أَنه أُوتِیَ من الوَحْی الباطِن
(1). قوله [و قول النابغة ما اضطرك إلخ] كذا بالأصل هنا، و فی مادة جشش و فی یاقوت هنا و مادة برد: قال بدر بن حزان (2). قوله [و تصدیقكم كتوحیدكم] هكذا فی الأَصل، و لعله و بتوحید كتوحیدكم
لسان العرب، ج‌11، ص: 611
غیرِ المَتْلُوِّ مثل ما أُعطیَ من الظاهر المَتْلُوِّ، و الثانی أَنه أُوتی الكتابَ وَحْیاً و أُوتی من البَیان مثلَه أَی أُذِنَ له أَن یبیِّن ما فی الكتاب فیَعُمَّ و یَخُصَّ و یَزید و ینقُص، فیكون فی وُجوب العَمَل به و لزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من القرآن. و‌فی حدیث المِقْدادِ: قال له رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن یقولَ كلمته‌أَی تكون من أَهل النار إِذا قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ و تلفَّظ بالشهادة، كما كان هو قبل التلفُّظ بالكلمة من أَهل النار، لا أَنه یصیر كافراً بقتله، و قیل: إِنك مِثْله فی إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن یُسْلِم مُباحُ الدم، فإِن قتله أَحد بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ؛ و منه‌حدیث صاحب النِّسْعةِ: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه؛ قال ابن الأَثیر: جاء‌فی روایة أَبی هریرة أَنَّ الرجلَ قال و الله ما أَردت قَتْله، فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه إِیاه و أَنه ظالم له، فإِن صَدَقَ هو فی قوله إِنه لم یُرِد قَتْله ثم قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه یكون قد قَتَلَه خطأً. و‌فی حدیث الزكاة: أَمَّا العبَّاس فإِنها علیه و مِثْلُها مَعها؛ قیل: إِنه كان أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَیْن فلذلك قال و مثلُها معها، و تأْخیر الصدقةِ جائز للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ إِلیها، و‌فی روایة قال: فإِنها عَلیَّ و مِثْلُها معها، قیل: إِنه كان اسْتَسْلَف منه صدقةَ عامین، فلذلك قال عَلیَّ. و‌فی حدیث السَّرِقة: فعَلَیْه غَرامةُ مِثْلَیْه؛ هذا علی سبیل الوَعِیدِ و التغلیظِ لا الوُجوبِ لیَنْتَهِیَ فاعِلُه عنه، و إِلّا فلا واجبَ علی متلِف الشی‌ء أَكثر من مِثْلِه، و قیل: كان فی صدْر الإِسلام تَقَعُ العُقوباتُ فی الأَموال ثم نسِخ، و كذلك‌قوله: فی ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها و مِثْلُها معها؛ قال ابن الأَثیر: و أَحادیث كثیرة نحوه سبیلُها هذا السبیل من الوعید و قد كان عمر، رضی الله عنه، یحكُم به، و إِلیه ذهب أَحمدُ و خالفه عامَّة الفقهاء. و المَثَلُ و المَثِیلُ: كالمِثْل، و الجمع أَمْثالٌ، و هما یَتَماثَلانِ؛ و قولهم: فلان مُسْتَرادٌ لمِثْلِه و فلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَی مِثْلُه یُطلَب و یُشَحُّ علیه، و قیل: معناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها، و اللام زائدة: و المَثَلُ: الحدیثُ نفسُه. و قوله عز و جل: وَ لِلّٰهِ الْمَثَلُ الْأَعْلیٰ؛ جاء فی التفسیر: أَنه قَوْلُ لا إِله إِلَّا الله و تأْویلُه أَن الله أَمَر بالتوحید و نَفی كلَّ إِلهٍ سِواهُ، و هی الأَمثال؛ قال ابن سیدة: و قد مَثَّلَ به و امْتَثَلَهُ و تَمَثَّلَ به و تَمَثَّله؛ قال جریر: و التَّغْلَبیّ إِذا تَنَحْنَح للقِری، حَكَّ اسْتَهُ و تَمَثَّلَ الأَمْثالا علی أَن هذا قد یجوز أَن یرید به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف و أَوْصَل. و امْتَثَلَ القومَ و عند القوم مَثَلًا حَسَناً و تَمَثَّل إِذا أَنشد بیتاً ثم آخَر ثم آخَر، و هی الأُمْثولةُ، و تَمَثَّلَ بهذا البیتِ و هذا البیتَ بمعنی. و المَثَلُ: الشی‌ء الذی یُضرَب لشی‌ء مثلًا فیجعل مِثْلَه، و فی الصحاح: ما یُضرَب به من الأَمْثال. قال الجوهری: و مَثَلُ الشی‌ء أَیضاً صفته. قال ابن سیدة: و قوله عز من قائل: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ*؛ قال اللیث: مَثَلُها هو الخبر عنها، و قال أَبو إِسحق: معناه صِفة الجنة، و ردّ ذلك أَبو علی، قال: لأَن المَثَلَ الصفة غیر معروف فی كلام العرب، إِنما معناه التَّمْثِیل.قال عمر بن أَبی خلیفة: سمعت مُقاتِلًا صاحبَ التفسیر یسأَل أَبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز و جل، مَثَلُ الْجَنَّةِ: ما مَثَلُها؟ فقال: فِیهٰا أَنْهٰارٌ مِنْ مٰاءٍ غَیْرِ آسِنٍ، قال: ما مثلها؟ فسكت أَبو عمرو، قال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 612
فسأَلت یونس عنها فقال: مَثَلُها صفتها؛ قال محمد بن سلام: و مثل ذلك قوله: ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجِیلِ؛ أَی صِفَتُهم. قال أَبو منصور: و نحوُ ذلك رُوی عن ابن عباس، و أَما جواب أَبی عمرو لمُقاتِل حین سأَله ما مَثَلُها فقال فیها أَنْهٰارٌ مِنْ مٰاءٍ غَیْرِ آسِنٍ، ثم تكْریرُه السؤال ما مَثَلُها و سكوت أَبی عمرو عنه، فإِن أَبا عمرو أَجابه جواباً مُقْنِعاً، و لما رأَی نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه، و ذلك أَن قوله تعالی: مَثَلُ الْجَنَّةِ، تفسیر لقوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ جَنّٰاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ؛ وَصَفَ تلك الجناتِ فقال: مَثَلُ الجنة التی وصفْتُها، و ذلك مِثْل قوله: ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجِیلِ؛ أَی ذلك صفةُ محمدٍ، صلی الله علیه و سلم، و أَصحابِه فی التوراة، ثم أَعلمهم أَن صفتهم فی الإِنجیل كَزَرْعٍ. قال أَبو منصور: و للنحویین فی قوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ، قولٌ آخر قاله محمد بن یزید الثمالی فی كتاب المقتضب، قال: التقدیر فیما یتلی علیكم مَثَلُ الجنة ثم فیها و فیها، قال: و مَنْ قال إِن معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن مَثَل لا یوضع فی موضع صفة، إِنما یقال صفة زید إِنه ظَریفٌ و إِنه عاقلٌ. و یقال: مَثَلُ زید مَثَلُ فلان، إِنما المَثَل مأْخوذ من المِثال و الحَذْوِ، و الصفةُ تَحْلِیة و نعتٌ. و یقال: تَمَثَّلَ فلانٌ ضرب مَثَلًا، و تَمَثَّلَ بالشی‌ء ضربه مَثَلًا. و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا النّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ؛ و ذلك أَنهم عَبَدُوا من دون الله ما لا یَسْمَع و لا یُبْصِر و ما لم ینزِل به حُجَّة، فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلًا و نِدًّا فقال: إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ لَنْ یَخْلُقُوا ذُبٰاباً؛ یقول: كیف تكونُ هذه الأَصنامُ أَنْداداً و أَمثالًا للهِ و هی لا تخلُق أَضعفَ شی‌ء مما خلق اللهُ و لو اجتمعوا كلُّهم له، وَ إِنْ یَسْلُبْهُمُ الذُّبٰابُ الضعیفُ شیئاً لم یخلِّصوا المَسْلوبَ منه، ثم قال: ضَعُفَ الطّٰالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ؛ و قد یكون المَثَلُ بمعنی العِبْرةِ؛ و منه قوله عز و جل: فَجَعَلْنٰاهُمْ سَلَفاً وَ مَثَلًا لِلْآخِرِینَ، فمعنی السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمین یَتَّعِظُ بهم الغابِرُون، و معنی قوله وَ مَثَلًا أَی عِبْرة یعتبِر بها المتأَخرون، و یكون المَثَلُ بمعنی الآیةِ؛ قال الله عز و جل فی صفة عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ جَعَلْنٰاهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرٰائِیلَ؛ أَی آیةً تدلُّ علی نُبُوّتِه. و أَما قوله عز و جل: وَ لَمّٰا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ؛جاء فی التفسیر أَن كفَّارَ قریشٍ خاصَمَتِ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فلما قیل لهم: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ، قالوا: قد رَضِینا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عیسی و الملائكةِ الذین عُبِدوا من دون الله، فهذا معنی ضَرْبِ المَثَل بعیسی. و المِثالُ: المقدارُ و هو من الشِّبْه، و المثل: ما جُعل مِثالًا أَی مقداراً لغیره یُحْذَی علیه، و الجمع المُثُل و ثلاثة أَمْثِلةٍ، و منه أَمْثِلَةُ الأَفعال و الأَسماء فی باب التصریف. و المِثَال: القالِبُ [القالَبُ الذی یقدَّر علی مِثْله. أَبو حنیفة: المِثالُ قالِب [قالَب یُدْخَل عَیْنَ النَصْل فی خَرْق فی وسطه ثم یُطْرق غِراراهُ حتی یَنْبَسِطا، و الجمع أَمْثِلَةٌ. و تَمَاثَل العَلیلُ: قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحیح من العلیل المَنْهوك، و قیل: إِن قولَهم تَمَاثَلَ المریضُ من المُثولِ و الانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض و الانتصاب. و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضوان الله علیهما: فَحَنَتْ له قِسِیَّها و امْتَثَلوه
لسان العرب، ج‌11، ص: 613
غَرَضاً‌أَی نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم و أَقوالِهم، و هو افتَعل من المُثْلةِ. و یقال: المریضُ الیومَ أَمْثَلُ أَی أَحسن مُثولًا و انتصاباً ثم جعل صفة للإِقبال. قال أَبو منصور: معنی قولهم المریضُ الیومَ أَمْثَلُ أَی أَحسن حالًا من حالةٍ كانت قبلها، و هو من قولهم: هو أَمْثَلُ قومه أَی أَفضل قومه. الجوهری: فلانٌ أَمْثَلُ بنی فلانٍ أَی أَدناهم للخیر. و هؤلاء أَمَاثِلُ القوم أَی خیارُهم. و قد مَثُلَ الرجل، بالضم، مَثَالَةً أَی صار فاضِلًا؛ قال ابن بری: المَثَالَةُ حسنُ الحال؛ و منه قولهم: زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثَالةً، و الرَّعالةُ: الحمقُ؛ قال: و یروی كلما ازْددْت مَثَالَة زادك اللهُ رَعالةً. و الأَمْثَلُ: الأَفْضَلُ، و هو من أَماثِلِهم و ذَوِی مَثَالَتِهم. یقال: فلان أَمْثَلُ من فلان أَی أَفضل منه، قال الإِیادی: و سئل أَبو الهیثم عن مالك قال للرجل: ائتنی بقومك، فقال: إِن قومی مُثُلٌ؛ قال أَبو الهیثم: یرید أَنهم سادات لیس فوقهم أَحد. و الطریقة المُثْلی: التی هی أَشبه بالحق. و قوله تعالی: إِذْ یَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِیقَةً؛ معناه أَعْدَلُهم و أَشْبهُهم بأَهل الحق؛ و قال الزجاج: أَمْثَلُهُمْ طَرِیقَةً أَعلمهم عند نفسه بما یقول. و قوله تعالی حكایة عن فرعون أَنه قال: وَ یَذْهَبٰا بِطَرِیقَتِكُمُ الْمُثْلیٰ؛ قال الأَخفش: المُثْلَی تأْنیثُ الأَمْثَل كالقُصْوی تأْنیث الأَقْصَی، و قال أَبو إِسحاق: معنی الأَمْثَل ذو الفضل الذی یستحق أَن یقال هو أَمثل قومه؛ و قال الفراء: المُثْلَی فی هذه الآیة بمنزلة الأَسماء الحُسْنی و هو نعت للطریقة و هم الرجال الأَشراف، جُعِلَتِ المُثْلَی مؤنثةً لتأْنیث الطریقة. و قال ابن شمیل: قال الخیل یقال هذا عبدُ الله مِثْلك و هذا رجل مِثْلك، لأَنك تقول أَخوك الذی رأَیته بالأَمس، و لا یكون ذلك فی مَثَل. و المَثِیلُ: الفاضلُ، و إِذا قیل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت: كُلُّنا مَثِیل؛ حكاه ثعلب، قال: و إِذا قیل مَنْ أَفضلكُم؟ قلت فاضِل أَی أَنك لا تقول كلُّنا فَضیل كما تقول كُلُّنا مَثِیل. و‌فی الحدیث: أَشدُّ الناس بَلاءً الأَنبیاءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ‌أَی الأَشرفُ فالأَشرفُ و الأَعلی فالأَعلی فی الرُّتبةِ و المنزلة. یقال: هذا أَمْثَلُ من هذا أَی أَفضلُ و أَدنَی إِلی الخیر. و أَمَاثِلُ الناس: خیارُهم. و‌فی حدیث التَّراویح: قال عمر لو جَمَعْت هؤلاء علی قارئ واحد لكان أَمْثَلَ‌أَی أَولی و أَصوب. و‌فی الحدیث: أَنه قال بعد وقعةِ بَدْر: لو كان أَبو طالب حَیّاً لَرَأَی سُیوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَیَاثِل؛ قال الزمخشری: معناه اعتادت و استأْنستْ بالأَمَاثِل. و مَاثَلَ الشی‌ءَ: شابهه. و التِّمْثَالُ: الصُّورةُ، و الجمع التَّمَاثِیل. و مَثَّلَ له الشی‌ءَ: صوَّره حتی كأَنه ینظر إِلیه. و امْتَثَلَه هو: تصوَّره. و المِثَالُ: معروف، و الجمع أَمْثِلَة و مُثُل. و مَثَّلْتُ له كذا تَمْثیلًا إِذا صوَّرت له مثاله بكتابة و غیرها. و‌فی الحدیث: أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلین‌أَی مصوِّر. یقال: مَثَّلْت، بالتثقیل و التخفیف، إِذا صوَّرت مِثالًا. و التِّمْثَالُ: الاسم منه، و ظِلُّ كل شی‌ء تِمْثَالُه. و مَثَّلَ الشی‌ء بالشی‌ء: سوَّاه و شبَّهه به و جعله مِثْلَه و علی مِثالِه. و منه‌الحدیث: رأَیت الجنةَ و النار مُمَثَّلَتین فی قِبْلةِ الجِدار‌أَی مصوَّرتین أَو مثالُهما؛ و منه‌الحدیث: لا تَمَثِّلُوا بنَامِیَةِ الله‌أَی لا تشبهوا بخلقه و تصوِّروا مثل تصویره، و قیل: هو من المُثْلة. و التِّمْثَال: اسم للشی‌ء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله، و جمعه
لسان العرب، ج‌11، ص: 614
التَّمَاثِیل، و أَصله من مَثَّلْت الشی‌ء بالشی‌ء إِذا قدَّرته علی قدره، و یكون تَمْثیل الشی‌ء بالشی‌ء تشبیهاً به، و اسم ذلك الممثَّل تِمْثال. و أَما التَّمْثال، بفتح التاء، فهو مصدر مَثَّلْت تَمْثِیلًا و تَمْثَالًا. و یقال: امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَیْت حَذْوَه و سلكت طریقته. ابن سیدة: و امْتَثَلَ طریقته تبِعها فلم یَعْدُها. و مَثَلَ الشی‌ءُ یَمْثُلُ مُثُولًا و مَثُلَ: قام منتصباً، و مَثُلَ بین یدیه مُثُولًا أَی انتصب قائماً؛ و منه قیل لِمَنارة المَسْرَجة مَاثِلةٌ. و‌فی الحدیث: مَنْ سرَّه أَن یَمْثُل له الناس قِیاماً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار‌أَی یقوموا له قِیاماً و هو جالس؛ یقال: مَثُلَ الرجل یَمْثُلُ مُثُولًا إِذا انتصب قائماً، و إِنما نهی عنه لأَنه من زِیِّ الأَعاجم، و لأَن الباعث علیه الكِبْر و إِذلالُ الناس؛ و منه‌الحدیث: فقام النبی، صلی الله علیه و سلم، مُمْثِلًا؛ یروی بكسر الثاء و فتحها، أَی منتصباً قائماً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا شرح، قال: و فیه نظر من جهة التصریف، و‌فی روایة: فَمَثَلَ قائماً.و المَاثِلُ: القائم. و المَاثِلُ: اللاطِی‌ءُ بالأَرض. و مَثَلَ: لَطِئَ بالأَرض، و هو من الأَضداد؛ قال زهیر: تَحَمَّلَ منها أَهْلُها، و خَلَتْ لها رُسومٌ، فمنها مُسْتَبِینٌ و مَاثِلُ و المُسْتَبِین: الأَطْلالُ. و المَاثِلُ: الرُّسومُ؛ و قال زهیر أَیضاً فی المَاثِل المُنْتَصِبِ: یَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس مَاثِلًا علی الجِذْل، إِلا أَنه لا یُكَبِّرُ و قول لبید: ثم أَصْدَرْناهُما فی وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاه كالمَثَلْ فسَّره المفسِّر فقال: المَثَلُ المَاثِلُ؛ قال ابن سیدة: و وجهه عندی أَنه وضع المَثَلَ موضع المُثُولِ، و أَراد كَذِی المَثَل فحذف المضاف و أَقام المضاف إِلیه مقامه؛ و یجوز أَن یكون المَثَلُ جمع مَاثِل كغائب و غَیَب و خادِم و خَدَم و موضع الكاف الزیادة، كما قال رؤبة: لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فیها كالمَقَقْ أَی فیها مَقَقٌ. و مَثَلَ یَمْثُلُ: زال عن موضعه؛ قال أَبو خِراش الهذلی: یقرِّبه النَّهْضُ النَّجِیحُ لِما یَری، فمنه بُدُوٌّ مرَّةً و مُثُولُ «3». أَبو عمرو: كان فلان عندنا ثم مَثَلَ أَی ذهب. و المَاثِلُ: الدارِس، و قد مَثَلَ مُثُولًا. و امْتَثَلَ أَمرَه أَی احتذاه؛ قال ذو الرمة یصف الحمار و الأُتُن: رَبَاعٍ لها، مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عنده، خُماشاتُ ذَحْلٍ ما یُراد امْتِثَالُها و مَثَلَ بالرجل یَمْثُلُ مَثْلًا و مُثْلَة؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و مَثَّلَ، كلاهما: نكَّل به، و هی المَثُلَة و المُثْلة، و قوله تعالی: وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلٰاتُ؛ قال الزجاج: الضمة فیها عِوَض من الحذف، و ردّ ذلك أَبو علی و قال: هو من باب شاةٌ لَجِبَة و شِیاهٌ لَجِبات.
(3). قوله [یقربه النهض إلخ] تقدم فی مادة نجح بلفظ و مثیل و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 615
الجوهری: المَثُلَة، بفتح المیم و ضم الثاء، العقوبة، و الجمع المَثُلات. التهذیب: و قوله تعالی وَ یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّیِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلٰاتُ؛ یقول: یستعجلونك بالعذاب الذی لم أُعاجلهم به، و قد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا بالأُمَمِ الخالیة فلم یعتبروا بهم، و العرب تقول للعقوبة مَثُلَة و مُثْلَة فمن قال مَثُلَة جمعها علی مَثُلات، و من قال مُثْلة جمعها علی مُثُلات و مُثَلات و مُثْلات، بإِسكان الثاء، یقول: یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذٰابِ* أَی یطلبُون العذاب فی قولهم: فَأَمْطِرْ عَلَیْنٰا حِجٰارَةً مِنَ السَّمٰاءِ؛ و قد تقدم من العذاب ما هو مُثْلة و ما فیه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا، و كأَن المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ فی عُقوبته جعله مَثَلًا و عَلَماً. و یقال: امْتَثَلَ فلان من القوم، و هؤُلاء مُثْلُ القوم و أَمَاثِلُهم، یكون جمع أَمْثالٍ و یكون جمع الأَمْثَلِ. و‌فی الحدیث: نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن یُمَثَّلَ بالدوابِّ و أَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها، و هو أَن تُنْصَب فترمَی أَو تُقَطَّع أَطرافها و هی حَیَّة. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن المُثْلَة.یقال: مَثَلْت بالحیوان أَمْثُلُ به مَثْلًا إِذا قطعت أَطرافه و شَوَّهْت به، و مَثَلْت بالقتیل إِذا جَدَعت أَنفَه و أُذنَه أَو مَذاكیره أَو شیئاً من أَطرافه، و الاسم المُثْلَة، فأَما مَثَّل، بالتشدید، فهو للمبالغة. و مَثَلَ بالقتیل: جَدَعه، و أَمْثَلَه: جعله مُثْلة. و‌فی الحدیث: من مَثَلَ بالشَّعَر فلیس له عند الله خَلاق یوم القیامة؛ مُثْلَة الشَّعَر: حَلْقُه من الخُدُودِ، و قیل: نتفُه أَو تغیِیرُه بالسَّواد، و‌روی عن طاووس أَنه قال: جعله الله طُهْرةً فجعله نَكالًا.و أَمْثَلَ الرجلَ: قَتَلَه بقَوَدٍ. و امْتَثَلَ منه: اقتصَّ؛ قال: إِن قَدَرْنا یوماً علی عامِرٍ، نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم و تَمَثَّلَ منه: كامْتَثَلَ. یقال: امْتَثَلْت من فلان امْتِثَالًا أَی اقتصصت منه؛ و منه قول ذی الرمة یصف الحمار و الأُتن: خُماشات ذَحْلٍ ما یُرادُ امْتِثَالُها أَی ما یُراد أَن یُقْتَصَّ منها، هی أَذل من ذلك أَو هی أَعز علیه من ذلك. و یقول الرجل للحاكم: أَمْثِلْنی من فلان و أَقِصَّنی و أَقِدْنی أَی أَقِصَّنی منه، و قد أَمْثَلَه الحاكم منه. قال أَبو زید: و المِثالُ القِصاص؛ قال: یقال أَمْثَلَهُ إِمْثالًا و أَقصَّه إِقْصاصاً بمعنی، و الاسم المِثالُ و القِصاصُ. و‌فی حدیث سُوید بن مقرّن: قال ابنُه معاویة لَطَمْتُ مَوْلًی لنا فدَعاه أَبی و دعانی ثم قال امْثُلْ منه، و فی روایة: امْتَثِلْ، فعَفا، أَی اقتصَّ منه. یقال: أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه. و قالوا: مِثْلٌ ماثِلٌ أَی جَهْدٌ جاهِدٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مَن لا یَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا، یَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلًا ماثِلا، و إِنْ تشكَّی الأَیْنَ و التَّلاتِلا عنی بالتَّلاتِل الشدائد. و المِثالُ: الفِراش، و جمعه مُثُل، و إِن شئت خفَّفت. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی سعد و فی البیت مِثالٌ رَثٌّ‌أَی فِراش خَلَق. و‌فی الحدیث عن جریر عن مغیرة عن أُم موسی أُم ولد الحسین بن علی قالت: زوَّج علی بن أَبی طالب شابَّین و ابْنی منهما فاشتری لكل واحد منهما مِثَالَیْنِ، قال
لسان العرب، ج‌11، ص: 616
جریر: قلت لمُغیرة ما مِثَالان؟ قال: نَمَطان، و النّمَطُ ما یُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة؛ و‌قوله: و فی البیت مِثَالٌ رَثٌّ‌أَی فِراش خلَق؛ قال الأَعشی: بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَیْنِ، كأَنما یَرَی بِسُرَی اللیلِ المِثَالَ المُمَهَّدا و‌فی حدیث عكرمة: أَن رجلًا من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِیاً علی مُثُلِه؛ هی جمع مِثَال و هو الفِراش. و المِثَالُ: حجَر قد نُقِر فی وَجْهه نَقْرٌ علی خِلْقة السِّمَة سواء، فیجعل فیه طرف العمود أَو المُلْمُول المُضَهَّب، فلا یزالون یَحْنون منه بأَرْفَق ما یكون حتی یَدخل المِثال فیه فیكون مِثْله. و الأَمْثال: أَرَضُون ذاتُ جبال یشبه بعضُها بعضاً و لذلك سمیت أَمْثَالًا و هی من البَصرة علی لیلتین. و المِثْل: موضع «1»؛ قال مالك بن الرَّیْب: أَلا لیت شِعْری هل تَغَیَّرَتِ الرَّحَی، رَحَی المِثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِیَا؟

مجل؛ ج11، ص: 616

: مَجِلَتْ یدُه، بالكسر، و مَجَلَتْ تَمْجَلُ و تَمْجُلُ مَجَلًا و مَجْلًا و مُجُولًا لغتان: نَفِطَتْ من العمل فمَرَنَتْ و صَلُبت و ثَخُن جلدُها و تَعَجَّر و ظهر فیها ما یشبه البَثَر من العمل بالأَشیاء الصُّلْبة الخشِنة؛ و‌فی حدیث فاطمة: أَنها شكت إِلی علیّ، علیهما السلام، مَجْلَ یدیْها من الطَّحْن؛ و‌فی حدیث حذیفة: فَیظَلُّ أَثرُها مثل أَثَر المَجَل.و أَمْجَلَها العملُ، و كذلك الحافِرُ إِذا نَكَبَتْه الحجارة فرَهَصَتْه ثم بَرِئ فصلُب و اشتدّ؛ و أَنشد لرؤبة: رَهْصاً مَاجِلًا و المَجْلُ: أَثرُ العملِ فی الكفِّ یعالج بها الإِنسانُ الشی‌ء حتی یغلظ جلدُها؛ و أَنشد غیره: قد مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِینِ، و هَمَّتا بالصَّبْرِ و المُرُونِ و‌فی الحدیث: أَن جبریل نَقَر رأْس رجل من المستهزئین فَتَمَجَّلَ رأْسُهُ قیْحاً و دماً‌أَی امتلأَ، و قیل: المَجْل أَن یكون بین الجلد و اللحم ماء. و المَجْلَةُ: قِشرة رقیقة یجتمع فیها ماء من أَثر العمل، و الجمع مَجْلٌ و مِجَالٌ. و المَجْل: أَن یُصیب الجلدَ نارٌ أَو مشقَّة فیَتَنَفَّط و یَمْتلئ ماء. و الرَّهْص المَاجِلُ: الذی فیه ماء فإِذا بُزِغَ خرج منه الماء، و من هذا قیل لِمُسْتَنْقَع الماء مَاجِل؛ هكذا رواه ثعلب عن ابن الأَعرابی، بكسر الجیم غیر مهموز، و أَما أَبو عبید فإِنه روی عن أَبی عمرو المَأْجَل، بفتح الجیم و همزة قبلها، قال: و هو مثل الجَیْئةِ، و جمعه مآجِل؛ و قال رؤبة: و أَخْلَفَ الوِقْطانَ و المَآجِلا و‌فی حدیث أَبی واقد: كُنَّا نَتَماقَلُ فی ماجِلٍ أَو صِهْریج؛ المَاجِلُ: الماء الكثیر المجتمع؛ قال ابن الأَثیر: قاله ابن الأَعرابی بكسر الجیم غیر مهموز، و قال الأَزهری: هو بالفتح و الهمز، و قیل: إِن میمه زائدة، و هو من باب أَجل، و قیل: هو معرَّب، و التَّماقُل: التَّغاوُصُ فی الماء. و جاءت الإِبلُ كأَنها المَجْلُ من الرِّیِّ أَی ممتلئة رِواء كامتلاء المَجْل، و ذلك أَعظم ما یكون من رِیِّها. و المَجْلُ: انفِتاق من العَصَبة التی فی أَسفل عُرْقوب الفرس، و هو من حادث عیوب الخیل.

محل؛ ج11، ص: 616

: المَحْلُ: الشدّة. و المَحْلُ: الجوع الشدید و إِن لم یكن جَدْب. و المَحْل: نقیض الخِصْب،
(1). قوله [و المِثْل موضع] هكذا ضبط فی الأصل و مثله فی یاقوت بضبط العبارة، و لكن فی القاموس ضبط بالضم
لسان العرب، ج‌11، ص: 617
و جمعه مُحول و أَمْحال. الأَزهری: المُحُولُ و القُحوطُ احتباس المطر. و أَرض مَحْلٌ و قَحْطٌ: لم یصبها المطر فی حینه. الجوهری: المَحْل الجدبُ و هو انقطاع المطر و یُبْسُ الأَرض من الكَلإِ. غیره قال: و ربما جمع المَحْل أَمْحالًا؛ و أَنشد: لا یَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ ابن السكیت: أَمْحَلَ البلدُ، هو مَاحِل، و لم یقولوا مُمْحِل، قال: و ربما جاء فی الشعر؛ قال حسان بن ثابت: إِمَّا تَرَیْ رأْسی تَغَیَّر لَوْنُه شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ فَلَقَدْ یَرانی المُوعِدی، و كأَنَّنی فی قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَیْكَلِ ابن سیدَة: أرض مَحْلة و مَحْلٌ و مَحُول، و فی التهذیب: و مَحُولة أَیضاً، بالهاء، لا مَرْعَی بها و لا كَلأَ؛ قال ابن سیدة: و أَری أَبا حنیفة قد حكی أَرض مُحُولٌ، بضم المیم، و أَرَضُون مَحْل و مَحْلة و مُحُولٌ و أَرض مُمْحِلة و مُمْحِل؛ الأَخیرة علی النسب؛ الأَزهری: و أَرض مِمْحال؛ قال الأَخطل: و بَیْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها، بأَرْحائها القُصْوَی، أَباعِرُ هُمَّلُ و‌فی الحدیث: أَ مَا مَرَرتَ بِوادی أَهلِك مَحْلًا‌أَی جَدْباً؛ و المَحْل فی الأَصْل: انقطاع المطر. و أَمْحَلَت الأَرْضُ و القومُ و أَمْحَلَ البلدُ، فهو مَاحِل علی غیر قیاس، و رجل مَحْل: لا یُنْتفع به. و أَمْحَلَ المطرُ أَی احتبس، و أَمْحَلْنا نحن، و إِذا احتبس القَطْر حتی یمضِیَ زمانُ الوَسْمِیِّ كانت الأَرض مَحُولًا حتی یصیبها المطرُ. و یقال: قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنین؛ قال ابن سیدة: و قد حكی مَحُلَت الأَرض و مَحَلَت. و أَمْحَلَ القومُ: أَجْدبوا، و أَمْحَلَ الزمانُ، و زمان مَاحِلٌ؛ قال الشاعر: و القائل القَوْل الذی مِثْلُه یُمْرِعُ منه الزَّمَنُ المَاحِلُ الجوهری: بلد مَاحِلٌ و زمان مَاحِلٌ و أَرض مَحْل و أَرض مُحُول، كما قالوا بلد سَبْسَب و بلد سَباسِب و أَرض جَدْبَة و أَرض جُدوب، یریدون بالواحد الجمع، و قد أَمْحَلَت. و المَحْل: الغُبار؛ عن كراع. و المُتَمَاحِل من الرجال: الطویلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤیب: و أَشْعَثَ بَوْشِیٍّ شَفَیْنا أُحاحَه، غَدَاتَئِذٍ، ذِی جَرْدَةٍ مُتَمَاحِل قال الجوهری: هو من صفة أَشْعَث، و البَوْشِیُّ: الكثیر البَوْشِ و العِیال، و أُحاحُه: ما یجده فی صَدْره من غَمَر و غَیْظٍ أَی شفَینا ما یجده من غَمَر العِیال؛ و منه قول الآخر: یَطْوِی الحَیازیمَ علی أُحاحِ و الجَرْدةُ: بُرْدة خلَق. و المُتَمَاحِلُ: الطویل. و‌فی حدیث علی: إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتَمَاحِلَة‌أَی فِتَناً طویلة المدة تطولُ أَیامها و یعظم خَطَرُها و یَشتدّ كَلَبُها، و قیل: یطول أَمرها. و سَبْسَب مُتَمَاحِل أَی بعید ما بین الطرَفین. و فَلاة مُتَمَاحِلَة: بعیدة الأَطراف؛ و أَنشد ابن بری لأَبی وجزة: كأَنّ حریقاً ثاقِباً فی إِباءةٍ، هَدِیرُهُما بالسَّبْسَب المُتَمَاحِل
لسان العرب، ج‌11، ص: 618
و قال آخر: بَعِیدٌ من الحادی، إِذا ما تَدَفَّعَتْ بناتُ الصُّوَی فی السَّبْسَب المُتَمَاحِل و قال مزرّد: هَواها السَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ و ناقة مُتَمَاحِلَة: طویلة مُضطَربة الخلْق أَیضاً. و بعیر مُتَمَاحِل: طویل بعید ما بین الطرفین مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ. و المَحْلُ: البُعد. و مكان مُتَمَاحِل: مُتباعد؛ أَنشد ثعلب: من المُسْبَطِرَّاتِ الجِیادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ أَی هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعید ما بین الطرَفین تغدو به. و تَمَاحَلَتْ بهم الدارُ: تباعدت؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أُعْرِض، إِنِّی عن هواكنّ مُعْرِض؛ تَمَاحَلَ غِیطانٌ بكُنَّ وبِیدُ دعا علیهنّ حین سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد. و مَحَلَ لفلان حقه: تكلَّفه له. و المُمَحَّل من اللبن: الذی قد أَخذ طعماً من الحموضة، و قیل: هو الذی حُقِن ثم لم یترك یأْخذ الطعم حتی شرب؛ و أَنشد: ما ذُقْتُ ثُفْلًا، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ، إِلَّا من القارِصِ و المُمَحَّلِ قال ابن بری: الرجز لأَبی النجم یصف راعیاً جَلْداً، و صوابه: ما ذاقَ ثُفْلًا …؛ و قبله: صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ، یحلِف بالله سِوی التَّحَلُّلِ و الثُّفْل: طعام أَهل القُری من التمر و الزبیب و نحوهما. الأَصمعی: إِذا حُقِن اللبن فی السِّقاء و ذهبت عنه حَلاوة الحَلَب و لم یتغیر طعمُه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شیئاً من الریح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شیئاً من طعم فهو المُمَحَّل. و یقال: مع فلان مَمْحَلَة أَی شَكْوة یُمَحِّل فیها اللبن، و هو المُمَحَّل و یدیرها «1» … الجوهری: و المُمَحَّل، بفتح الحاء مشددة، اللبن الذی ذهبت منه حلاوة الحَلَب و تغیَّر طعمُه قلیلًا. و تَمَحَّلَ الدراهمَ: انْتَقَدَها. و المِحالُ: الكَیْد و رَوْمُ الأَمرِ بالحِیَل. و مَحِلَ [مَحَلَ به یَمْحَلُ «2» مَحْلًا: كاده بسِعایة إِلی السلطان. قال ابن الأَنباری: سمعت أَحمد بن یحیی یقول: المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَلَ فلان بفلان أَی سَعَی به إِلی السلطان و عَرَّضه لأَمر یُهْلِكه، فهو مَاحِل و مَحُول، و المَاحِلُ: الساعی؛ یقال: مَحَلْت بفلان أَمْحَلَ إِذا سعیت به إِلی ذی سلطان حتی تُوقِعه فی وَرْطة و وَشَیْتَ به. الأَزهری: و أَما قول الناس تمَحَّلْت مالًا بغریمی فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنی احْتَلْتُ و قدَّر أَنه من المحالة، بفتح المیم، و هی مَفْعلة من الحیلة، ثم وُجِّهت المیم فیها وِجْهة المیم الأَصلیة فقیل تمَحَّلْت، كما قالوا مَكان و أَصله من الكَوْن، ثم قالوا تمكَّنت من فلان و مَكَّنْت فلاناً من كذا و كذا، قال: و لیس التَّمَحُّل عندی ما ذهب إِلیه فی شی‌ء، و لكنه من المَحْل و هو السعی، كأَنه یسعی فی طلبه و یتصرف فیه. و المَحْل: السِّعایةُ من ناصح و غیر ناصح. و المَحْل:
(1). هكذا بیاض فی الأَصل (2). قوله [و مَحلَ به یَمْحَلُ إلخ] عبارة القاموس: و مَحلَ به مثلثة الحاء مَحْلًا و محالًا؛ كاده بسعایة إلی السلطان
لسان العرب، ج‌11، ص: 619
المَكْر و الكید. و المِحَال: المكر بالحقِّ. و فلان یُمَاحِلُ عن الإِسلام أَی یُماكِر و یُدافِع. و المِحالُ: الغضب. و المِحالُ: التدبیر. و المُمَاحَلَة: المُماكَرة و المُكایَدة؛ و منه قوله تعالی: شَدِیدُ الْمِحٰالِ؛ و قال عبد المطلب بن هاشم: لا یَغْلِبَنَّ صَلِیبُهُم و مِحَالُهم، عَدْواً، مِحالَك أَی كیدَك و قوّتك؛ و قال الأَعشی: فَرْع نَبْعٍ یَهْتزُّ فی غُصُنِ المَجْدِ، غزِیر النَّدَی، شدید المِحال «1». أَی شدید المكر؛ و قال ذو الرمة: و لبّسَ بین أَقوامٍ، فكُلٌّ أَعَدَّ له الشَّغازِبَ و المِحَالا و‌فی حدیث الشفاعة: إِن إِبراهیم یقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذی كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: و اللهِ ما فیها كَذْبة إِلا و هو یُماحِلُ بها عن الإِسلام‌أَی یُدافِع و یُجادِل، من المِحال، بالكسر، و هو الكید، و قیل: المكر، و قیل: القوة و الشدَّة، و میمه أَصلیة. و رجل مَحِلٌ أَی ذو كَیْد. و تمَحَّلَ أَی احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ. یقال: تَمَحَّلْ لی خیراً أَی اطلُبْه. الأَزهری: و المِحَالُ مُمَاحَلَة الإِنسان، و هی مُناكَرتُه إِیاه، یُنْكر الذی قاله. و مَحَلَ فلانٌ بصاحبه و مَحِلَ به إِذا بَهَتَه و قال: إِنه قال شیئاً لم یَقُلْه. و مَاحَلَه مُمَاحَلةً و مِحَالًا: قاواه حتی یتبین أَیّهما أَشدّ. و المَحْل فی اللغة: الشدة، و قوله تعالی: وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحٰالِ؛ قیل: معناه شدید القدرة و العذاب، و قیل: شدید القوّة و العذاب؛ قال ثعلب: أَصله أَن یسعی بالرجل ثم ینتقل إِلی الهَلَكة. و‌فی الحدیث عن ابن مسعود: إِن هذا القرآن شافِعٌ مُشَفَّع و مَاحِلٌ مُصدَّق؛ قال أَبو عبید: جعله یَمْحَلُ بصاحبه إِذا لم یتَّبع ما فیه أَو إِذا هو ضیَّعه؛ قال ابن الأَثیر: أَی خَصْم مُجادل مُصدَّق، و قیل: ساعٍ مُصدَّق، من قولهم مَحَلَ بفلان إِذا سعی به إِلی السلطان، یعنی أَن من اتَّبعه و عَمِل بما فیه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة و مُصدَّق علیه فیما یَرْفع من مَساوِیه إِذا تَرك العملَ به. و‌فی حدیث الدعاء: لا یُنْقَض عهدُهم عن شِیَةِ مَاحِلٍ‌أَی عن وَشْی واشٍ و سِعایة ساعٍ، و‌یروی: سنَّة مَاحِل، بالنون و السین المهملة. و قال ابن الأَعرابی: مَحَلَ به كادَه، و لم یُعَیِّن أَ عِنْد السلطان كاده أَم عند غیره؛ و أَنشد: مَصادُ بنَ كعب، و الخطوبُ كثیرة، أَ لم تَرَ أَن الله یَمْحَل بالأَلْف؟ و‌فی الدعاء: و لا تجْعَلْه مَاحِلًا مُصدَّقاً.و المِحَالُ من الله: العِقابُ؛ و به فسر بعضهم قوله تعالی: وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحٰالِ؛ و هو من الناس العَداوةُ. و مَاحَلَه مُمَاحَلَة و مِحَالًا: عاداه؛ و‌روی الأَزهری عن سفیان الثوری فی قوله تعالی: وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحٰالِ؛ قال: شدید الانتِقام، و‌روی عن قتادة: شدید الحِیلة، و‌روی عن ابن جُریج: أَی شدید الحَوْل، قال: و قال أَبو عبید أَراه أَراد المَحال، بفتح المیم، كأَنه قرأَه كذلك و لذلك فسره الحَوْلَ، قال: و المِحَال الكید و المكر؛ قال عدی: مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العام، فقد أَوْقَعُوا الرَّحی بالثُّفال قال: مكَروا و سَعَوْا. و المِحَال، بكسر المیم:
(1). قوله [فی غصن المجد] هكذا ضبط فی الأصل بضمتین
لسان العرب، ج‌11، ص: 620
المُمَاكَرة؛ و قال القتیبی: شَدِیدُ الْمِحٰالِ أَی شدید الكید و المكر، قال: و أَصلُ المِحَال الحِیلةُ؛ و أَنشد قول ذی الرمة: أَعدَّ له الشغازِبَ و المِحالا قال ابن عرفة: المِحَالُ الجِدالُ؛ مَاحَلَ أَی جادَلَ؛ قال أَبو منصور: قول القتیبی فی قوله عز و جل وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحٰالِ أَی الحیلةِ غلَطٌ فاحش، و كأَنه توهم أَن میم المِحال میم مِفْعَل و أَنها زائدة، و لیس كما توهَّمه لأَن مِفْعَلًا إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه یجی‌ء بإِظهار الواو و الیاء، مثل المِزْوَد و المِحْوَل و المِحْوَر و المِعْیَر و المِزْیَل و المِجْوَل و ما شاكلها، قال: و إِذا رأَیت الحرف علی مثال فِعال أَوّله میم مكسورة فهی أَصلیة مثل میم مِهاد و مِلاك و مِراس و مِحال و ما أَشبهها؛ و قال الفراء فی كتاب المصادر: المِحَال المماحلة. یقال فی فَعَلْت: مَحَلْت أَمْحَل مَحْلًا، قال: و أَما المَحالة فهی مَفْعَلة من الحِیلة، قال أَبو منصور: و هذا كله صحیح كما قاله؛ قال الأَزهری: و قرأَ الأَعرج: و هو شدید المَحال، بفتح المیم،قال: و تفسیره عن ابن عباس یدل علی الفتح لأَنه قال: المعنی و هو شدید الحَوْل، و قال اللحیانی عن الكسائی: یقال مَحِّلْنی یا فلان أَی قَوِّنی؛ قال أَبو منصور: و قوله شَدِیدُ الْمِحٰالِ أَی شدید القوّة. و المَحالة: الفَقارة. ابن سیدة: و المَحَالة الفِقْرة من فَقار البعیر، و جمعه مَحال، و جمع المَحال مُحُل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنّ حیث تَلْتَقِی منه المُحُلْ، من قُطُرَیْهِ وَعِلانِ وَ وَعِلْ یعنی قُرونَ وَعِلَین و وَعِلٍ، شبَّه ضلوعه فی اشتباكها بقُرون الأَوْعال؛ الأَزهری: و أَما قول جندل الطَّهَویّ: عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلی مُمْحَلِ فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر، جعل المیم لما لزمت المَحَالَة، و هی الفَقارة من فَقار الظهر، كالأَصلیة. و المَحِلُ: الذی قد طُرِد حتی أَعیا؛ قال العجاج: نَمْشِی كَمَشْیِ المَحِلِ المَبْهور و فی النوادر: رأَیت فلاناً مُتماحِلًا و ماحِلًا و ناحِلًا إِذا تغیر بدَنه. و المَحالُ: ضرْب من الحَلی یصاغ مُفَقَّراً أَی مُحَزَّزاً علی تفقیر وسط الجراد؛ قال: مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ، و لؤلؤ من القَلَقِیِّ و الكَبِیسِ المُلَوَّب و المَحَالةُ: التی یستقی علیها الطیَّانون، سمیت بفَقارة البعیر، فَعالة أَو هی مَفْعَلة لتَحوُّلها فی دَوَرانها. و المحالة و المحال أَیضاً: البكَرة العظیمة التی تستقی بها الإِبل؛ قال حمید الأَرقط: یَرِدْن، و اللیلُ مُرِمٌّ طائرُه، مُرْخًی رِواقاه هُجودٌ سامِرُه، وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ و المَحالةُ: البكَرة، هی مَفْعَلة لا فَعالة بدلیل جمعها علی مَحاوِل، و إِنما سمیت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلی حالة، و كذلك المَحالة لفِقْرة الظهر، هی أَیضاً مَفْعَلة لا فَعالة، منقولة من المَحالة التی هی البكَرة، قال ابن بری: فحق هذا أَن یذكر فی حول. غیره: المَحالة البكَرة العظیمة التی تكون للسَّانیة. و‌فی الحدیث: حَرَّمْت شجر المدینة إِلَّا مَسَدَ مَحالة؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 621
هی البكَرة العظیمة التی یُسْتَقی علیها، و كثیراً ما تستعملها السَّفَّارة علی البِئار العمیقة. و قولهم: لا مَحَالَةَ یوضع موضع لا بُدَّ و لا حیلة، مَفْعلة أَیضاً من الحَوْل و القوَّة؛ و فی حدیث قس: أَیْقَنْتُ أَنی، لا مَحَالةَ، حیث صار القومُ، صائِرْ أَی لا حیلة، و یجوز أَن یكون من الحَوْل القوة أَو الحركة، و هی مَفْعَلة منهما، و أَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنی الیقین و الحقیقةِ أَو بمعنی لا بدّ، و المیم زائدة. و قوله‌فی حدیث الشعبی: إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ؛ المحول، بالكسر: آلةُ التحویلِ، و یروی بالفتح، و هو موضع التحویل، و المیم زائدة.

مخل؛ ج11، ص: 621

: ابن الأَعرابی: الخافِلُ الهارِب، و كذلك الماخِل و المالِخُ.

مدل؛ ج11، ص: 621

: المِدْلُ، بكسر المیم: الخفیُّ الشخصِ، القلیلُ الجسم؛ قال أَبو عمرو: هو المَدْلُ، بفتح المیم، للخَسیس من الرجال، و المِذْل، بالدال و الذال و كسر المیم فیهما. و المِدْل: اللبن الخاثر. و مَدَلَ: قَیْل من حِمْیر. و تَمَدَّلَ بالمِنْدیل: لغة فی تَنَدَّل.

مذل؛ ج11، ص: 621

: المَذَل: الضجَر و القَلَق، مَذِلَ مَذَلًا فهو مَذِلَ، و الأُنثی مَذِلَة. و المَذِل: الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ، و كذلك إِذا لم یقدر علی ضبط نفسه. و مَذِل بسرِّه «2»، بالكسر، مَذَلًا و مِذالًا، فهو مَذِلَ و مَذِیلٌ، و مَذَلَ یَمْذُلُ، كلاهما: قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه. و‌روی فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: المِذالُ من النفاق؛ هو أَن یَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذی یُضاجِع علیه حلیلته و یتحوَّل عنه لیَفْتَرِشَه غیرُه، و‌رواه بعضهم: المِذاء، ممدود، فأَما المِذال، باللام، فإِن أَبا عبید قال: أَصله أَن یَمْذَل الرجل بسرِّه أَی یَقْلَق، و فیه لغتان: مَذِلَ یَمْذَلُ مَذَلًا، و مَذَلَ یَمْذُلُ، بالضم، مَذْلًا أَی قلقْت به و ضَجِرْت حتی أَفْشَیته، و كذلك المَذَل، بالتحریك. و مَذِلْت من كلامه: قَلِقْت. و كلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتی یُذیعه أَو بِمَضْجَعه حتی یتحوَّل عنه أَو بمَالِه حتی یُنْفِقه، فقد مَذِلَ؛ و قال الأسود بن یعفر: و لقد أَرُوحُ علی التِّجَارِ مُرَجَّلًا مَذِلًا بِمالی، لَیِّناً أَجْیادِی و قال قیس بن الخَطِیم: فلا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ، إِذا ما جاوَز الاثنین، فاشِی قال أَبو منصور: فالمِذال فی الحدیث أَن یَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا، و أَما المِذاء، بالمدّ، فهو مذكور فی موضعه. ابن الأَعرابی: المِمْذِل الكثیرُ خَدَرِ الرِّجْل. و المِمْذَل: القَوَّاد علی أَهله. و المِمْذلُ: الذی یَقْلَق بسرِّه. و مَذِلَت نفسه بالشی‌ء مَذَلًا و مَذُلَت مَذَالَة: طابتْ و سمحتْ. و رجل مَذِلُ النفسِ و الكفِّ و الیدِ: سمحٌ. و مَذَل بماله و مَذِلَ: سَمَحَ، و كذلك مَذِلَ بنفسِه و عِرْضه؛ قال: مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ، خَوْفَ المَنِیَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ
(2). قوله [و مَذِلَ بسره إلخ] عبارة القاموس: و مَذلَ بسره كنصر و علم و كرم
لسان العرب، ج‌11، ص: 622
و قالت امرأَة من بنی عبد القیس تَعِظ ابنها: و عِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما وجَدْت مُضِیعَ العِرْضِ تُلْحَی طَبائِعهُ و مَذِلَ علی فِراشه مَذَلًا، فهو مَذِلَ، و مَذُلَ مَذَالةً، فهو مَذِیلٌ، كِلاهما: لم یستقرَّ علیه من ضعف و غَرَض. و رجال مَذْلی: لا یطمئنون، جاؤوا به علی فَعْلی لأَنه قَلَق، و یدل علی عامة ما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا الضرب من الجمع «1». و المَذِیلُ: المریض الذی لا یَتَقارُّ و هو ضعیف؛ قال الراعی: ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِیلا؟ أَ قَذًی بِعَیْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِیلا؟ و المَذِلُ و المَاذِلُ: الذی تَطِیب نفسُه عن الشی‌ء یتركه و یسترجی غیرَه. و المُذْلَةُ: النكتة فی الصخرة و نواة التمر. و مَذِلَتْ رجلُه مَذَلًا و مَذْلًا و أَمْذَلَتْ: خَدِرَتْ، و امْذَالَّتِ امْذِلالًا. و كلُّ خَدَرٍ أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ و امْذِلالٌ؛ و قوله: و إِنْ مَذِلَتْ رِجْلی، دعَوتُكِ أَشْتَفِی بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها، فَتَهُونُ إِما أَن یكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة، و إِما أَن تكون لغة. و قال الكسائی: مَذِلْت من كلامك و مضضت بمعنی واحد. و رجل مِذْل أَی صغیر الجثة مثل مِدْل. و حكی ابن بری عن سیبویه: رجل مَذْل و مَذِیل و فَرْج و فَرِیج و طَبّ و طبیب «2». و الامْذِلالُ: الاسترخاء و الفُتور، و المَذَل مثله. و رجل مِذْل: خفیُّ الجسم و الشخص قلیل اللحم، و الدال لغة، و قد تقدم. و المَذِیلُ: الحدیدُ الذی یسمی بالفارسیة نَرمْ آهَنْ.

مرجل؛ ج11، ص: 622

: اللیث: المَرَاجِل ضرْب من بُرود الیمن؛ و أَنشد: و أَبْصَرْتُ سَلْمَی بین بُرْدَیْ مَرَاجِلٍ، و أَخْیاشِ عصبٍ من مُهَلْهلَة الیَمنْ و أَنشد ابن بری لشاعر: یُسائِلْنَ: مَنْ هذا الصَّریعُ الذی نَرَی؟ و یَنْظُرْنَ خَلْساً من خِلال المَرَاجِل و ثوب مُمَرْجَل: علی صنعة المَراجِلِ من البُرود. و‌فی الحدیث: و علیها ثِیاب مَرَاجِل، یروی بالجیم و الحاء، فالجیم معناه أَن علیها نُقوشاً تِمْثال الرجال، و الحاء معناه أَن علیها صُوَرَ الرِّحال و هی الإِبل بأَكْوَارِها. و منه: ثوبٌ مُرَحَّل، و الروایتان معاً من باب الراء، و المیم فیهما زائدة، و هو مذكور أَیضاً فی موضعه. و‌فی الحدیث: فبعث معهما بِبُرْد مَرَاجِل؛ هو ضرْب من بُرود الیمن، قال: و هذا التفسیر «3» یشبه أَن تكون المیم أَصلیة. و المُمَرْجَل: ضرْب من ثیاب الوَشْیِ؛ قال العجاج: بِشِیَةٍ كَشِیَةِ المُمَرْجَلِ قال الجوهری: قال سیبویه مَرَاجِل میمُها من نفس الحرف و هی ثیاب الوَشْیِ. و‌فی الحدیث: و لِصَدْرِه أَزِیزٌ كأَزِیزِ المِرْجَل؛ هو، بالكسر: الإِناء الذی یُغْلی فیه الماء، و سواء
(1). قوله [من الجمع] هكذا فی الأصل (2). قوله [و طب و طبیب] هكذا فی الأصل (3). قوله [قال و هذا التفسیر] عبارة النهایة: قال الأزهری هذا إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 623
كان من حدید أَو صُفْر أَو حجارة أَو خَزَف، و المیم زائدة، قیل: لأَنه إِذا نُصِب كأَنه أُقیم علی أَرْجُل. قال ابن بری: و المِرْجَل المِشط [المُشط، میمه زائدة لأَنه یرجَّل به الشعر؛ قال الشاعر: مَرَاجِلُنا من عَظْمِ فِیلٍ، و لم تكن مَرَاجِلُ قَومی من جَدید القَماقِم

مرطل؛ ج11، ص: 623

: مَرْطَلَهُ فی الطِّین: لَطَخَه. و مَرْطَلَ الرجلُ ثوبه بالطین إِذا لَطَخَه، و مَرْطَلَ عِرْضَه كذلك؛ قال صخر بن عمیرة: مَمْغُوثة أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ، كما تُلاثُ فی الهِناءِ الثَّمَلَهْ و مَرْطَلَه المطرُ: بَلَّه. و مَرْطَلَ العملَ: أَدامه.

مسل؛ ج11، ص: 623

: المَسِیلُ: السَّیَلان، و المَصْلُ: القَطْرُ، و یقال لِمَسِیل الماء مَسَلٌ، بالتحریك. المحكم: المَسَل و المَسِیلُ مَجْرَی الماء و هو أَیضاً ماء المطر، و قیل: المَسَل المَسِیلُ الظاهر، و الجمْع أَمْسِلَةٌ و مُسُلٌ و مُسْلانٌ و مَسَائِلُ، و زعم بعضهم أَن میمه زائدة من سال یَسیل و أَن العرب غَلِطت فی جمعه، قال الأَزهری: هذه الجموع علی توهُّم ثبوت المیم أَصلیة فی المَسِیل كما جمعوا المكان أَمكنة، و أَصله مَفْعَل من كان؛ قال ساعدة بن جؤیة یصف النحل: منها جَوارِسُ للسَّراة، و تَخْتَوِی كَرَباتِ أَمْسِلَةٍ إِذا تَتَصَوَّب «4». تَخْتَوِی: تأْكل لِلْخَواء، و الكَرَبُ: ما غَلُظَ من أُصول جرید النخل، و الأَمْسِلَة: جمع المَسِیل و هو الجرید الرَّطْب، و جمعه المُسُل. الأزهری: سمعت أَعرابیّاً من بنی سعد نشَأَ بالأَحْساء یقول لجرید النخل الرّطْبِ: المُسُل، و الواحد مَسِیل. و مُسَالا الرجل: عَضُداه. و مُسَالا الرجل: جانِبا لَحْیَیْه، و هو أَحد الظروف الشاذة التی عَزَلَها سیبویه لیفسِّر معانیها؛ و أَنشد لأَبی حیة النمیری: إِذا ما تَغَشَّاه علی الرَّحْل یَنْثَنی مُسَالَیْه عنه من وراء و مُقْدِم قال سیبویه: و مُسَالاه عِطْفاه فجری مجری جَنْبَیْ فُطَیمة. ابن الأَعرابی: المَسَالَةُ طول الوجه مع حسن. و مَسُولَی: اسم موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد للمَرّار: فأَصْبَحْتُ مَهْموماً كأَنّ مَطِیَّتی، بِبَطْن مَسُولَی أَو بِوَجْرَةَ، ظالِعُ أَی طال وُقوفی حتی كأَن ناقتی ظالع.

مشل؛ ج11، ص: 623

: المَشَل «5»: الحَلَب القلیل. و المِمْشَلُ: الحالب الرفیق بالحَلْب. و مَشَّلَت الناقةُ تَمْشِیلًا: أَنزلت شیئاً قلیلًا من اللبَن. و تَمْشِیلُ الدِّرَّة: انتشارُها لا تجتمع فیَحْلُبها الحالب و قد تَمَشَّلَها الحالبُ أَو فَصِیلُها؛ قال شمر: و لو لم أَسمعه لابن شمیل لأَنكرته. سلمة عن الفراء: التَّمْشِیل أَن تَحْلُب و تبقی فی الضَّرْع شیئاً، و هو التَّفْشِیل أَیضاً. و امْتَشَلَ سیفَه: اخْتَرَطَه. ابن السكیت: امْتَشَلَ
(4). قوله [و تختوی] هكذا فی الأصل، و أورده فی التكملة بلفظ: تأتری، ثم قال تأتری تفتعل من الأری، و الكربات: أماكن ترتفع عن السهل، و قیل أماكن مرتفعة تصب فی الأودیة إلی آخر ما هنا (5). قوله [المَشَل] هكذا فی التهذیب مضبوطاً بالتحریك، و مقتضی صنیع القاموس و ضبط التكملة أنه بالفتح
لسان العرب، ج‌11، ص: 624
سیفَه من غِمْده و امْتَشَقه و انْتضاه و انْتَضَله بمعنی واحد. و فَخِذٌ نَاشِلَة: قلیلة اللحم: قال أَبو تراب: سمعت بعض الأَعراب یقول: فَخِذ مَاشِلَة بهذا المعنی. و هو مَمْشُول الفخِذ أَی قلیل اللحم. و فی الحدیث ذكر مُشَلَّل، بضم المیم و فتح الشین و تشدید اللام الأُولی و فتحها، موضع بین مكة و المدینة.

مصل؛ ج11، ص: 624

: المَصْل: معروف. و المُصُولُ: تمَیُّزُ الماء عن الأَقِطِ. و اللبنُ إِذا عُلِّق مَصَل ماؤه فقَطر منه، و بعضهم یقول مَصْلَة مثل أَقْطة. المحكم: مَصَلَ الشی‌ءُ یَمْصُلُ مَصْلًا و مُصولًا قطَر. و مَصَلَتِ اسْتُه أَی قطرَت. و المَصْل و المُصَالَة: ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر. أَبو زید: المَصْل ماءُ الأَقِط حینَ یُطبخ ثم یُعْصر، فعُصارةُ الأَقِط هی المَصْل. الجوهری: و مَصْلُ الأَقِط عملُه، و هو أَن تجعله فی وِعاء خُوصٍ أَو غیره حتی یقطُر ماؤه، و الذی یَسِیل منه المُصَالَةُ، و المُصَالَةُ: ما قطر من الحُبِّ. و مَصَلَ اللبَنَ یَمْصُلُه مَصْلًا إِذا وضعه فی وِعاء خوص أَو خِرَق حتی یقطر ماؤه، و إِنه لیحلُب من الناقة لبناً مَاصِلًا. و أَمْصَلَ الراعی الغنمَ إِذا حلبها و استَوْعب ما فیها. و المُصُولُ: تمییزُ الماء من اللبن. و لبنٌ مَاصِلٌ: قلیل. و شاة مُمْصِلٌ و مِمْصَالٌ: یَتزایَلُ لبنُها فی العُلْبة قبل أَن یُحْقَن. و المُمْصِلُ من النساء: التی تُلْقی ولدَها مُضْغة. و قد أَمْصَلَتِ المرأَة أَی أَلقت ولدها و هو مضغة. ابن السكیت: یقال قد أَمْصَلْتَ بِضاعةَ أَهلِك إِذا أَفسدتها و صرَفْتها فیما لا خیر فیه، و قد مَصَلَتْ هی. ابن الأَعرابی: المِمْصَل الذی یُبَذِّرُ ماله فی الفساد. و المِمْصَل أَیضاً: راووق الصبَّاغ. و أَمْصَلَ مالَه أَی أَفسده و صرَفه فیما لا خیر فیه؛ و قال الكلابی یعاتب امرأَته: لعَمْری لقد أَمْصَلْتِ مالیَ كلَّه، و ما سُسْتِ من شی‌ء فربُّكِ ماحِقُه و المَاصِلَةُ: المُضَیِّعة لمتاعها و شیئها. و یقال: أَعْطی عطاء مَاصِلًا أَی قلیلًا. و إِنه لیحلُب من الناقة لبناً مَاصِلًا أَی قلیلًا. و قال سلیم بن المغیرة: مَصَلَ فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه. و قال غیره: ما زِلت أُطالبُه بحقِّی حتی مَصَلَ به صاغراً. و مَصَل الجُرْحُ أَی سال منه شی‌ء یسیر. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: المَاصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ، و الجُعْمُوسُ ما یَبِس منه.

مطل؛ ج11، ص: 624

: المَطْلُ: التسویف و المُدافَعة بالعِدَة و الدَّیْن و لِیَّانِه، مَطَلَه حَقَّه و به یَمْطُلُه مَطْلًا و امْتَطَلَه و مَاطَلَه به مُمَاطَلَةً و مِطَالًا و رجل مَطُول و مَطَّال. و‌فی الحدیث: مَطْلُ الغنیِّ ظُلْمٌ.و المَطْلُ: المَدُّ؛ مَطَلَ الحبلَ و غیره یَمْطُلُه مَطْلًا فامْطَلَّ؛ أَنشد الأَصمعی لبعض الرُّجَّاز: كأَن صاباً آلَ حتی امْطَلَّا و المَطْلُ: مدُّ المَطَّال حدیدةَ البیضة التی تُذاب للسیوف ثم تُحْمَی و تُضرب و تُمد و تُرَبَّع. و مَطَلَ الحدیدة یَمْطُلها مَطْلًا: ضرَبها و مدَّها و سبكها و أَدارَها ثم طبَعها فصاغها بیضة، و هی المَطِیلَة، و كذلك الحدیدة تذاب للسیوف ثم تحمی و تضرب و تمدّ و تربَّع ثم تُطْبَع بعد المَطْل فتجعل صفیحة. الصحاح: مَطَلْت الحدیدة أَمْطُلُها مَطْلًا إِذا ضربتها و مددتها لِتَطُول؛ و المَطَّال: صانع ذلك، و حرفته المِطَالَة. یقال: مَطَلَها المَطَّال ثم طبعها بعد
لسان العرب، ج‌11، ص: 625
المَطْل. و المَطِیلَةُ: اسم الحدیدة التی تُمْطَل من البیضة و من الزَّنْدة. و المَطْلُ: الطُّولُ. و المَمْطُولُ: المضروب طُولًا؛ قال أَبو منصور: أَراد الحدید أَو السیف الذی ضرب طولًا، كما قال اللیث: و كل ممدود مَمْطُول، و المَطْل فی الحق و الدَّیْن مأْخوذ منه، و هو تَطْوِیلُ العِدَّة التی یضربُها الغریمُ للطالب، یقال: مَطَلَه و مَاطَلَه بحقِّه. و اسمٌ مَمْطُولٌ: طالَ بإِضافة أَو صلة، استعمله سیبویه فیما طالَ من الأَسماء: كعشرین رجلًا، و خیراً منك، إِذا سمی بهما رجل. و المَطَلَةُ: لغة فی الطَّمَلة، و هی بقیة الماء الكَدِر فی أْسفل الحوض، و قد تقدم، و قیل: مَطَلَتُه طینتُه و كَدَرُه. ابن الأَعرابی: وسطُ الحوض مَطَلَتُه و سِرْحانُه، قال: و مَطَلَتُه غِرْیَنُه و مَسِیطَتُه و مَطِیطَتُه. و امْتَطَلَ النباتُ: الْتَفَّ و تدَاخَل. و مَاطِلٌ: فحل من كِرام فُحول الإِبل إِلیه تنسَب الإِبل الماطِلِیَّة؛ قال أَبو وجزة: كفَحْلِ الهِجان المَاطِلِیِّ المُرَفَّلِ و أَنشد ابن بری لشاعر: سِهامٌ نجَتْ منها المَهَارَی و غودِرَتْ أَراحِیبُها، و المَاطِلِیُّ الهَمَلَّعُ ابن الأَعرابی: المِمْطَلُ اللِّصُّ. و المِمْطَلُ: مِیقَعةُ الحدَّاد.

معل؛ ج11، ص: 625

: معَل الحمارَ و غیرَه یَمْعَله مَعْلًا: استَلَّ خُصْیَیْه. و المَعْل: الاختلاس بعَجلة فی الحرب. و مَعَلَ الشی‌ءَ یَمْعَلُه: اختطفَه. و مَعَلَهُ مَعْلًا: اختلسه؛ و قوله: إِنی، إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا، و أَوْخَفَتْ أَیْدِی الرِّجالِ الغِسْلا، لم تُلْفِنی دارِجةً و وَغْلا یعنی إِذا كان الأَمر اختِلاساً؛ و قوله: و أَوْخَفَتْ أَیدی الرجال الغِسْلا أَی قلَّبوا أَیدیَهم فی الخصومة كأَنهم یضربون الخِطْمیَّ؛ قال ابن الأَعرابی: كانت العرب إِذا تَواقَفَت للحرب تَفاخرتْ قبل الوقعة فترفع أَیدیَها و تُشیرُ بها فتقول: فَعَل أَبی كذا و كذا، و قامَ بأَمْرِ كذا و كذا، فشبهت أَیدیهم بالأَیدی التی تُوخِف الخطمیَّ، و هو الغِسل، و الدارِجة و الوَغْل الخسیسُ. ابن الأَعرابی: امْتَعَلَ فلان إِذا دارك الطِّعانَ فی اختلاسٍ و سُرعة. و مَعَلَه عن حاجته و أَمْعَلَه: أَعجله و أَزعجه. و المَعْلُ: مدُّ الرَّجل الحُوارَ من حیاء الناقة یُعْجِلُه بذلك، و قیل: هو استخراجه بعجلة. و مَعَلَ أَمرَه یَمْعَلُه مَعْلًا: عَجَّله قبل أَصحابه و لم یَتَّئِد. و مَعَلَ أَمرَه مَعْلًا أَیضاً: أَفسده بإِعجاله؛ قال ابن بری عند قول الجوهری و مَعَلْتَ أَمرَك أَی عَجَّلتَه و قطعته و أَفسدته، قال: و منه قول القلاخ: إِنی، إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا، و لم أَجِدْ من دون شَرٍّ وَعْلا، و كان ذو العِلْم أَشدَّ جَهْلا من الجَهُول، لم تَجِدْنی وَغْلا، و لم أَكُنْ دارِجةً و نَغْلا و المَعْل: سَیْرُ النَّجاء. و المَعْل: السرعةُ فی السیر؛ قال ابن بری: شاهده قول ابن العمیاء: لقد أَجوبُ البَلَدَ القَراحا، المَرْمَرِیسَ النائیَ الصَّحْصاحا، بالقَوْم لا مَرْضَی و لا صِحاحا،
لسان العرب، ج‌11، ص: 626
إِنْ یَنْزِلوا لا یَرْقُبوا الإِصْباحا، و إِن یَسِیروا یَمْعَلوا الرَّواحا أَی یعجلوا و یُسرعوا. و مَعَلَ السیرَ یَمْعَلُه مَعْلًا: أَسرع. و غلام مَعِلٌ أَی خفیف. و مَعَلَ رِكابه یَمْعَلُها: قطع بعضها من بعض؛ عن ثعلب. یقال: لا تَمْعَلُوا رِكابكم أَی لا تقطعوا بعضها من بعض. و مَعَلَ الخشبة مَعْلًا: شقَّها. و ما لَكَ منه مَعْلٌ أَی بُدٌّ. و المِعْوَلُ: میمه زائدة، و قد مضی فی فصل العین.

مغل؛ ج11، ص: 626

: المَغَل: وجع البطن من تراب «1» مَغِلَتِ الدابة، بالكسر، و الناقة تَمْغَلُ مَغَلًا، فهی مَغِلَةٌ، و مَغَلَتْ: أَكلت الترابَ مع البَقْل فأَخذها لذلك وجَعٌ فی بطنها، و الاسم المَغْلَة، و یُكْوَی صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِیسَم خلْف السُّرَّة، و بها مَغْلَة شَدیدةٌ. ابن الأَعرابی: المِمْغَل الذی یُولَعُ بأَكل التراب فیَدْقَی منه أَی یَسْلَح. و قوله‌فی الحدیث: صومُ شهرِ الصَّبْرِ و ثلاثةِ أَیام من كل شهر صومُ الدهرِ و یذهب بمَغْلَةِ الصدْر‌أَی بنَغَلِه و فساده، من المَغَل و هو داءٌ یأْخذ الغنم فی بطونها، و‌یُروی: بِمَغَلَّةِ الصدْر، بالتشدید، من الغِلِّ الحقد. و أَمْغَلَ القومُ: مَغِلَتْ إِبِلُهم و شاؤهم، و هو داء. یقال: مَغِلَتْ تَمْغَلُ. قال: و الإِمْغَالُ فی الشاءِ لیس فی الإِبل و هو مثل الكِشَافِ فی الإِبل أَن تحمِل كلَّ عام. و المَغْل و المَغَلُ: اللبن الذی تُرْضِعه المرأَة ولدَها و هی حامل، و قد مَغِلَتْ به و أَمْغَلَتْه، و هی مُمْغِلٌ. و الإِمْغَال: وجَعٌ یُصیبُ الشاةَ فی بطنها، فكلَّما حَمَلَت ولداً أَلْقته، و قیل: الإِمْغَال فی الشاة أَن تحمِل علیها فی السنة الواحدة مرتین، و قد أَمْغَلَتْ و هی مُمْغِل، و قیل: هو أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً، و المَغْلَةُ: النعجةُ و العَنْزُ التی تُنْتَجُ فی عام مرتین، و الجمع مِغَالٌ. و أَمْغَلَتْ غنمُ فلان إِذا كانت تلك حالَها. و قال ابن الأَعرابی: الإِمْغَال أَن لا تُراحَ الإِبلُ و لا غیرُها سنَةً و هو مما یُفْسِدها. و المُمْغِلُ من النساء: التی تَلِد كلَّ سنة و تحمِل قبل فِطام الصبیّ؛ قال القطامی: بَیْضاء مَحْطوطَة المَتْنَیْنِ بَهْكَنَة، رَیَّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ یقول: لم یكثر ولدها فیكون ذلك مفسدة لها و یُرَهِّل لحمَها؛ و قال أَبو النجم یصف عَیْراً: یَرْمی بِخَوصاءَ إِلی مَزالِها، لیست كَعَین الشَّمْسِ فی أَمْغالِها أَراد بمَزالها زوال الشمس. و المَغَل: الرَّمَص، و جمعه أَمْغَال. و مَغِلت عینه إِذا فسدت. و مَغَل فلان یَمْغَل مَغْلًا و مَغَالَةً: وَشی، و خصَّ بعضهم به الوِشایَة عند السلطان، یقال: أَمْغَلَ بی فلان عند السلطان أَی وَشَی بی إِلیه. و مَغَلَ فلان بفلان عند فلان إِذا وَقع فیه، یَمْغَلُ مَغْلًا، و إِنه لصاحب مَغالةٍ؛ و منه قول لبید: یَتَأَكَّلون مَغَالَةً و مَلاذةً، و یُعابُ قائلُهم، و إِن لم یَشْغَبِ «2». و المیم فی المَغَالَة و المَلاذة أَصلیة من مَغَل و مَلَذ. و المُمْغِل: الأَرض الكثیرة الغَمْلی، و هو النَّبْت الكثیر.
(1). قوله [من تراب] أی من أكل التراب (2). قوله [یتأَكلون مَغَالَة إلخ] هكذا فی الأصل هنا، و تقدم فی مادة ملذ بلفظ یتحدثون مَغَالَة إلخ و هو كذلك فی النهایة فی مواضع، إلا أنه وقع فی مادة ملذ: و إن لم یشعب بالعین المهملة و هو خطأ و الصواب ما هنا من أنه بالغین المعجمة
لسان العرب، ج‌11، ص: 627

مقل؛ ج11، ص: 627

: المُقْلَة: شَحْمة العین التی تجمع السوادَ و البیاضَ، و قیل: هی سوادُها و بیاضُها الذی یَدُورُ كله فی العین، و قیل: هی الحَدَقة؛ عن كراع، و قیل: هی العین كلُّها، و إِنما سمیت مُقْلَة لأَنها تَرْمِی بالنظر. و المَقْل: الرَّمْیُ. و الحدَقة: السوادُ دون البیاضِ، قال ابن سیدة: و أَعرف ذلك فی الإِنسان، و قد یستعمل ذلك فی الناقة؛ أَنشد ثعلب: من المُنْطِیاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَ ما یُرَی، فی فُرُوعِ المُقْلَتَیْنِ، نُضُوبُ و قال أَبو دواد: سمعت بالغَرّاف یقولون: سخِّن جَبِینَك بالمُقْلَة؛ شبَّه عین الشمس بالمُقْلةِ. و المَقْل: النظر. و مَقَلَه بعینه یَمْقُله مَقْلًا: نظر إِلیه؛ قال القطامی: و لقد یَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِی، و یَرُوعُنی مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق و یروی: … مُقَل …، و مَقْل أَحسن لقوله تكلُّمِی. و یقال: ما مَقَلَتْه عینی منذ الیوم. و حكی اللحیانی. ما مَقَلَتْ عینی مثلَه مَقْلًا أَی ما أَبصرتْ و لا نظرتْ، و هو فَعَلَتْ من المُقْلة، و‌فی حدیث ابن مسعود و سئل عن مَسْح الحَصی فی الصلاة فقال مرَّةً: و تركُها خیر من مائة ناقة لِمُقْلةٍ؛ قال أَبو عبید: المُقْلَة هی العین، یقول: تركها خیر من مائة ناقة یختارها الرجل علی عینه و نظره كما یرید، قال: و قال الأَوزاعی و لا یرید أَنه یقتنیها؛ و‌فی حدیث ابن عمر: خیرٌ من مائة ناقة كلّها أَسْوَدُ المُقْلَةِ‌أَی كل واحد منها أَسودُ العین. و المَقْلة، بالفتح: حَصاة القَسْم توضع فی الإِناء لیُعْرَف قدرُ ما یُسْقَی كلُّ واحد منهم، و ذلك عند قلَّة الماء فی المَفاوِزِ، و فی المحكم: تُوضَع فی الإِناء إِذا عَدِموا الماء فی السفر ثم یُصَبُّ فیه من الماء قَدْرُ ما یَغْمُرُ الحَصاة فیُعطاها كل رجل منهم؛ قال یزید بن طُعْمة الخَطْمِیّ و خَطْمةُ من الأَنصار بنو عبدِ الله بن مالك بن أَوْس: قَذَفُوا سیِّدَهم فی وَرْطةٍ، قَذْفَك المَقْلَةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ و مَقَلَ المَقْلة: أَلقاها فی الإِناء و صبَّ علیها ما یغمُرها من الماء. و حكی ابن بری عن أَبی حمزة: یقال مَقْلَة و مُقْلَة، شبهت بمُقْلة العین لأَنها فی وسط بیاض العین، و أَنشد بیت الخَطْمِیّ. و‌فی حدیث علیٍّ: لم یبق منها إِلا جُرْعة كجُرْعة المَقْلَة؛ هی بالفتح حَصاة القَسْم، و هی بالضم واحدة المُقْل الثمر المعروف، و هی لصِغَرِها لا تسَعُ إِلا الشی‌ء الیسیر من الماء. و مَقَلَه فی الماء یَمْقُلُه مَقْلًا: غَمَسه و غطَّه. و مَقَلَ الشی‌ء فی الشی‌ء یَمْقُلُه مَقْلًا: غَمَسَه. و‌فی الحدیث: إِذا وقَع الذُّبابُ فی إِناء أَحدِكم فَامْقُلُوه فإِن فی أَحد جَناحیه سُمّاً و فی الآخر شِفاء و إِنه یقدِّم السُّمَّ و یؤخر الشِّفاء؛ قال أَبو عبیدة: قوله فامْقُلُوه‌یعنی فاغْمِسوه فی الطعام أَو الشراب لیُخْرِج الشفاء كما أَخرج الداء. و المَقْل: الغَمْس. و یقال للرَّجُلَین إِذا تَغاطَّا فی الماء: هما یَتَمَاقَلان، و المَقْل فی غیر هذا النظرُ. و تَمَاقَلُوا فی الماء: تَغاطُّوا. و‌فی حدیث عبد الرحمن و عاصم: یَتَمَاقَلان فی البحر، و یروی: یَتَمَاقَسَان.و مَقَلَ فی الماء یَمْقُلُ مَقْلًا: غاصَ. و‌یروی أَن ابن لقمان الحكیم سأَل أَباه لقمان فقال: أَ رأَیت الحَبَّة التی تكون فی مَقْل البحر‌أَی فی مَغاص البحر، فأَعلمه أَن الله یعلم الحَبَّة حیث هی، یعلمها
لسان العرب، ج‌11، ص: 628
بعِلمه و یستخرجها بلُطفه؛ و قوله فی مَقْل البحر، أَراد فی موضع المَغاص من البحر. و المَقْل: أَن یَخَاف الرجل علی الفصیل من شربه اللبن فیسقیَه فی كفّه قلیلًا قلیلًا؛ قال شمر: قال بعضهم لا یعرف المَقْل الغَمْس، و لكن المَقْل أَن یُمْقَل الفصیلُ الماءَ إِذا آذاه حَرُّ اللبن فیُوجَر الماءَ فیكون دواءً. و الرجل یمرض فلا یسمع شیئاً فیقال: امْقُلُوه الماءَ و اللبنَ أَو شیئاً من الدواء فهذا المَقْل الصحیح. و قال أَبو عبید: إِذا لم یَرْضَع الفَصِیل أُخِذ لسانه ثم صُبَّ الماء فی حَلْقه، و هو المَقْل، و قد مَقَلْتُه مَقْلًا، قال: و ربما خرج علی لسانه قُروح فلا یقدر علی الرضاع حتی یُمْقَل؛ و أَنشد: إِذا اسْتَحَرَّ فامْقُلُوه مَقْلا، فی الحَلْقِ و اللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا و المَقْل: ضرْب من الرضاع؛ و أَنشد فی وصف الثَّدْی: كَثَدْی كَعابٍ لم یُمَرَّثَ بالمَقْلِ قال اللیث: نصَب الثاء علی طلَب النون، قال الأَزهری: و كأَنَّ المَقْل مقلوب من المَلْق و هو الرضاع. و مَقْل البئر: أَسفلها. و المُقْل: الكُنْدُر الذی تُدَخِّن به الیهودُ و یجعل فی الدواء. و المُقْل: حمل الدَّوْم، واحدته مُقْلَة، و الدَّوْم شجرة تشبه النخلة فی حالاتها. قال أَبو حنیفة: المُقْل الصمغ الذی یسمی الكُور، و هو من الأَدویة.

مكل؛ ج11، ص: 628

: المُكْلَة و المَكْلَة: جَمَّةُ البئر، و قیل: أَول ما یُستقَی من جَمَّتِها. و المُكْلَة: الشی‌ء القلیل من الماء یبقی فی البئر أَو الإِناء فهو من الأَضداد، و قد مَكَلَتِ الرَّكِیَّة تَمْكُلُ مُكُولًا، فهو مَكُول فیهما، و الجمع مُكُلٌ. و حكی ابن الأَعرابی: قَلِیبٌ مُكُلٌ كعُطُل، و مَكِلٌ كنَكِدٍ، و مُمْكَلَة و مَمْكُولَة كل ذلك التی قد نَزَح ماؤها، و قیل: المَكُول من الآبار التی یقلُّ ماؤها فتَسْتَجِمُّ حتی یجتمع الماء فی أَسفلها، و اسم ذلك الماء المُكْلَة. و المَكَل: اجتماع الماء فی البئر. اللیث: مَكَلَتِ البئر إذا اجتمع الماء فی وسطها و كثر، و بئر مَكُولٌ و جَمَّة مَكُول. ابن الأَعرابی: المِمْكَلُ الغَدیر القلیل الماء. الجوهری: مَكِلَت البئر أَی قَلَّ ماؤها و اجتمع فی وسطها، و قیل: إِذا اجتمع فیها قلیلًا قلیلًا إِلی وقت النَّزْح الثانی فاسم ذلك مَكْلَة و مُكْلَة. یقال: أَعْطنی مكلَةَ رَكیَّتك أَی جَمَّة ركیتك، و البئر مَكُول، و الجمع مُكُل؛ و منه قول أُحَیْحة بن الجُلاح: صَحَوْت عن الصِّبا و اللَّهْوُ غُولُ، و نَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ أَی قلیلة الخیر مثل البئر المَكُول. و المَكُولِیُّ: اللئیم؛ عن أَبی العَمیْثَل الأَعرابی.

ملل؛ ج11، ص: 628

: المَلَلُ: المَلالُ و هو أَن تَمَلَّ شیئاً و تُعْرِض عنه؛ قال الشاعر: و أُقْسِمُ ما بی من جَفاءٍ و لا مَلَل و رجل مَلَّةٌ إِذا كان یَمَلُّ إِخوانَه سریعاً. مَلِلْتُ الشی‌ء مَلَّة و مَلَلًا و مَلالًا و مَلالَة: بَرِمْت به، و اسْتَمْلَلْتُه: كمَلِلْتُه؛ قال ابن هَرْمة: قِفا فَهَرِیقا الدمْع بالمَنْزِل الدَّرْسِ، و لا تَسْتَمِلَّا أَن یطول به عَنْسِی و هذا كما قالوا خَلَت الدارُ و استخْلت و عَلا قِرْنَه
لسان العرب، ج‌11، ص: 629
و اسْتَعْلاه؛ و قال الشاعر: لا یَسْتَمِلُّ و لا یَكْری مُجالِسُها، و لا یَمَلُّ من النَّجْوَی مُناجِیها و أَمَلَّنِی و أَمَلَّ عَلیَّ: أَبرَمَنی. یقال: أَدَلَّ فأَمَلَّ. و قالوا: لا أَمْلاهُ أَی لا أَمَلُّه، و هذا علی تحویل التضعیف و الذی فعلوه فی هذا و نحوِه من قولهم لا «3» … لا أَفعل؛ و إِنشادهم: من مآشِرٍ حِداءِ «4». لم یكن واجباً فیجب هذا، و إِنما غُیِّر استحساناً فساغ ذلك فیه. الجوهری: مَلِلْت الشی‌ء، بالكسر، و مَلِلْت منه أَیضاً إِذا سَئِمْته، و رجل مَلٌّ و مَلول و مَلُولَة و مالُولَةٌ و مَلَّالَة و ذو مَلَّة؛ قال: إِنك و الله لَذُو مَلَّة، یَطرِفُك الأَدْنی عن الأَبْعَدِ قال ابن بری: الشعر لعمر بن أَبی ربیعة و صواب إِنشاده: عن الأَقدَم؛ و بعده: قلت لها: بل أَنتِ مُعْتَلَّة فی الوَصل، یا هندُ، لِكَی تَصْرِمی و‌فی الحدیث: اكْلَفوا من العمل ما تُطِیقون فإِن الله لا یَمَلُّ حتی تَمَلُّوا؛ معناه إِن الله لا یَمَلُّ أَبداً، مَلِلْتم أَو لم تَمَلُّوا، فجری مجری قولهم: حتی یَشِیبَ الغراب و یبیضَّ القارُ، و قیل: معناه إِن الله لا یَطَّرِحُكم حتی تتركوا العمل و تزهدوا فی الرغبة إِلیه فسمی الفعلین مَلَلًا و كلاهما لیس بِمَلَل كعادة العرب فی وضع الفعل موضع الفعل إِذا وافق معناه نحو قولهم: ثم أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بهم، و كذاك الدهرُ یُودِی بالرجال فجعل إِهلاكه إِیاهم لَعِباً، و قیل: معناه إِن الله لا یقطع عنكم فَضْله حتی تَمَلُّوا سؤاله فسمَّی فِعل الله مَلَلًا علی طریق الازْدِواج فی الكلام كقوله تعالی: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا، و قوله: فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ؛ و هذا باب واسع فی العربیة كثیر فی القرآن. و‌فی حدیث الاستسقاء: فأَلَّف اللّه السَّحاب و مَلَّتْنا؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی روایة لمسلم، قیل: هی من المَلَلِ أَی كثر مطرُها حتی مَلِلناها، و قیل: هی مَلَتْنا، بالتخفیف، من الامْتِلاء فخفف الهمزة، و معناه أَوسَعَتْنا سَقْیاً و رِیًّا. و‌فی حدیث المُغیرة: مَلِیلَة الإِرْغاء‌أَی مَمْلولة الصوت، فَعِیلة بمعنی مفعولة، یَصِفها بكثرة الكلام و رَفْعِ الصوت حتی تُمِلَّ السامعین، و الأُنثی مَلُول و مَلُولَة، فمَلُول علی القیاس و مَلُولَة علی الفعل. و المَلَّة: الرَّماد الحارُّ و الجمْر. و یقال: أَكلنا خُبزَ مَلَّة، و لا یقال أَكلنا مَلَّة. و مَلَّ الشی‌ءَ فی الجمْر یَمُلُّه مَلًّا، فهو مَمْلول و مَلِیل: أَدخله «5». یقال: مَلَلْت الخُبزةَ فی المَلَّة مَلًّا و أَمْلَلْتها إِذا عمِلتها فی المَلَّة، فهی مَمْلُولَة، و كذلك كل مَشْوِیّ فی المَلَّة من قَریس و غیره. و یقال: هذا خُبز مَلَّةٍ، و لا یقال للخبز مَلَّة، إِنما المَلَّة الرَّماد الحارّ و الخبز یسمی المَلِیل و المَمْلول، و كذلك اللحمُ؛ و أَنشد
(3). هكذا بیاض فی الأصل (4). قوله [من مآشر حداء] قبله كما فی مادة حدد: یا لك من تمر و من شیشاء ینشب فی المسعل و اللهاء أنشب من مآشر حداء (5). قوله [أدخله] یعنی فیه فلفظ فیه إما ساقط من قلم الناسخ أو اقتصاراً من المؤلف
لسان العرب، ج‌11، ص: 630
أَبو عبید: تری التَّیْمِیَّ یَزْحَفُ كالقَرَنْبی إِلی تَیْمِیَّةٍ، كعَصا المَلِیل و‌فی الحدیث: قال أَبو هریرة لما افتتَحْنا خَیبرَ إِذا أُناس من یَهُود مجتمعون علی خُبزة یَمُلُّونها‌أَی یجعلونها فی المَلَّة. و‌فی حدیث كعب: أَنه مرَّ به رِجْل من جَراد فأَخذ جَرادَتین فمَلَّهما‌أَی شَواهما بالمَلَّة؛ و فی قصید كعب بن زهیر: كأَنَّ ضاحِیَهُ بالنار مَمْلُولُ أَی كأَنَّ ما ظهر منه للشمس مَشْویّ بالمَلَّة من شدّة حرّه. و یقال: أَطعَمَنا خبز مَلَّةٍ و أَطعمَنا خبزة مَلِیلًا، و لا یقال أَطعَمنا مَلَّة؛ قال الشاعر: لا أَشْتُم الضَّیْفَ إِلّا أَنْ أَقولَ له: أَباتَكَ الله فی أَبیات عَمَّارِ أَباتَك الله فی أَبیات مُعْتَنِزٍ عن المَكارِم، لا عَفٍّ و لا قارِی صَلْدِ النَّدی، زاهِدٍ فی كل مَكْرُمة، كأَنَّما ضَیْفُهُ فی مَلَّة النارِ و قال أَبو عبید: المَلَّة الحُفْرة نفسها. و‌فی الحدیث: قال له رجل إِنَّ لی قَراباتٍ أَصِلُهم و یَقْطَعُونَنی و أُعْطِیهم و یَكْفُروننی فقال له: إِنما تُسِفُّهم المَلَّ؛ المَلُّ و المَلَّة: الرّماد الحارّ الذی یُحْمی لیُدْفَن فیه الخبز لیَنْضَج، أَراد إِنما تجعل المَلَّة لهم سَفُوفاً یَسْتَفُّونه، یعنی أَن عَطاءَك إِیاهم حرام علیهم و نارٌ فی بطونهم. و یقال: به مَلِیلة و مُلالٌ، و ذلك حَرارة یجدها، و أَصله من المَلَّة، و منه قیل: فلان یَتَمَلْمَلُ علی فِراشه و یَتَمَلَّلُ إِذا لم یستقرّ من الوجع كأَنه علی مَلَّة. و یقال: رجل مَلِیل للذی أَحرقته الشمس؛ و قول المرار: علی صَرْماءَ فیها أَصْرَماها، و خِرِّیتُ الفَلاة بِها مَلِیلُ قوله: و خِرِّیتُ الفَلاةِ بها مَلِیلُ أَی أَضْحَت الشمس فلَفَحَتْه فكأَنه مَمْلول فی المَلَّة. الجوهری: و المَلِیلَة حَرارة یجدها الرجل و هی حُمَّی فی العظم. و فی المثَل: ذهبت البَلِیلة بالمَلِیلة. و البَلِیلة: الصِّحَّة من أَبَلَّ من مَرَضه أَی صح. و‌فی الحدیث: لا تَزال المَلِیلةُ و الصُّداعُ بالعبد؛ المَلِیلَة: حرارة الحُمَّی و توهُّجُها، و قیل: هی الحُمَّی التی تكون فی العظام. و المَلِیلُ: المِحْضَأُ. و مَلَّ القَوْسَ و السهمَ و الرمح فی النار: عالجها به «1» عن أَبی حنیفة: و المَلِیلةُ و المُلالُ: الحرُّ الكامِن. و رجل مَمْلُول و مَلِیل: به مَلِیلة. و المَلَّةُ و المُلالُ: عَرَق الحُمَّی، و قال اللحیانی: مُلِلْتُ مَلًّا و الاسم المَلِیلةُ كَحُمِمْت حُمَّی و الاسم الحُمَّی. و المُلال: وجع الظَّهْر؛ أَنشد ثعلب: دَاوِ بها ظَهْرَك من مُلالِه، من خُزُرات فیه و انْخِزالِه، كما یُداوی العَرُّ من إِكالِه و المُلال: التقلُّب من المرض أَو الغم؛ قال: و هَمّ تأْخُذُ النُّجَواءُ منه، یُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ و الفعل من ذلك مَلَّ. و تَمَلَّلَ الرجلُ و تَمَلْمَلَ: تَقلَّب، أَصله تَمَلَّل فَفُكَّ بالتضعیف. و مَلَّلْته أَنا: قلَّبته. و تَمَلَّلَ اللحمُ علی النار: اضطرب. شَمِر: إِذا نَبا بالرجل مَضْجَعُه من غَمٍّ أَو وَصَب
(1). قوله [عالجها به] هكذا فی الأصل، و لعله عالجها بها
لسان العرب، ج‌11، ص: 631
قیل: قد تَمَلْمَلَ، و هو تقلُّبه علی فِراشه، قال: و تَمَلْمُلُه و هو جالس أَن یَتوكأَ مرة علی هذا الشِّق، و مرة علی ذاك، و مرة یَجْثُو علی ركبتیه. و أَتاه خَبَر فَمَلْمَلَه، و الحِرْباءُ تَتَمَلْمَلُ من الحرِّ: تصعَد رأْس الشجرة مرة و تَبْطُن فیها مرة و تظهر فیها أُخری. أَبو زید: أَمَلَّ فلان علی فلان إِذا شقَّ علیه و أَكثر فی الطلَب. یقال: أَمْلَلْت علیَّ؛ قال ابن مقبل: أَلا یا دِیارَ الحَیِّ بالسَّبُعانِ، أَمَلَّ علیها بالبِلی المَلَوانِ و قال شمر فی قوله أَمَلَّ علیها بالبِلی: أَلقی علیها، و قال غیره: أَلَحَّ علیها حتی أَثَّر فیها. و بعیر مُمَلٌّ: أَكثر رُكوبه حتی أَدْبَر ظَهره؛ قال العجاج فأَظهر التضعیف لحاجته إِلیه یصِف ناقة.حَرْف كقَوْسِ الشَّوْحَطِ المُعَطَّلِ، لا تَحْفِل السَّوْطَ و لا قولی حَلِ تشكُو الوَجی من أَظْلَلٍ و أَظلَلِ، من طُولِ إِمْلالٍ و ظَهْرٍ مُمْلَلِ أَراد تشكُو الناقة وجَی أَظَلَّیْها، و هما باطِنا مَنْسِمَیها، و تشكو ظهرَها الذی أَمَلَّه الركوب أَی أَدْبَرَه و جَزَّ وبَره و هَزَله. و طریق مَلِیل و مُمَلٌّ: قد سلك فیه حتی صار مُعْلَماً؛ و قال أَبو دُواد: رَفَعْناها ذَمِیلًا فی مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ و طریق مُمَلّ أَی لَحْب مسلوك. و أَمَلَّ الشی‌ءَ: قاله فكُتِب. و أَمْلاه: كأَمَلَّه، علی تحویل التضعیف. و فی التنزیل: فَلْیُمْلِلْ وَلِیُّهُ بِالْعَدْلِ؛ و هذا من أَمَلَّ، و فی التنزیل أَیضاً: فَهِیَ تُمْلیٰ عَلَیْهِ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا؛ و هذا من أَمْلی. و حكی أَبو زید: أَنا أُمْلِلُ علیه الكتاب، بإِظهار التضعیف. و قال الفراء: أَمْلَلْت لغة أَهل الحجاز و بنی أَسد، و أَمْلَیْت لغة بنی تمیم و قیس. یقال: أَمَلَّ علیه شیئاً یكتبه و أَمْلَی علیه، و نزل القرآن العزیز باللغتین مَعاً. و یقال: أَمْلَلْتُ علیه الكتاب و أَمْلَیْتُهُ. و‌فی حدیث زید: أَنه أَمَلَّ علیه لٰا یَسْتَوِی الْقٰاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ.یقال: أَمْلَلْتُ الكتابَ و أَمْلَیْتُهُ إِذا أَلقیته علی الكاتب لیكتبه. و مَلَّ الثوبَ مَلًّا: درَزَه؛ عن كراع. التهذیب: مل ثوبَه یَمُلُّه إِذا خاطه الخیاطة الأُولی قبل الكَفِّ؛ یقال منه: مَلَلْتُ الثوبَ بالفتح. و المِلَّة: الشریعة و الدین. و‌فی الحدیث: لا یَتوارثُ أَهلُ مِلَّتَیْنِ؛ المِلَّة: الدین كملَّةِ الإِسلام و النَّصرانیة و الیهودیة، و قیل: هی مُعْظم الدین، و جملة ما یجی‌ء به الرسل. و تَمَلَّلَ و امْتَلَّ: دخل فی المِلَّة. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ؛ قال أَبو إِسحاق: المِلة فی اللغة سُنَّتُهم و طریقهم و من هذا أُخذ المَلَّة أَی الموضع الذی یختبزُ فیه لأَنه یؤثَّر فی مكانها كما یؤثَّر فی الطریق، قال: و كلام العرب إِذا اتفَق لفظُه فأَكثره مُشتق بعضُه من بعض. قال أَبو منصور: و مما یؤید قولَه قولُهم مُمَلٌّ أَی مسلوك معلوم؛ و قال اللیث فی قول الراجز: كأَنه فی ملَّة مَمْلُول قال: المَمْلُول من المِلَّة، أَراد كأَنه مثال مُمَثَّل مما یعبد فی مِلَل المشركین. أَبو الهیثم: المِلَّة الدیة، و المِلَل الدیات؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌11، ص: 632
غَنائم الفِتْیان فی یوم الوَهَل، و من عَطایا الرؤساء فی المِلَل «1». و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: لیس علی عَرَبِیٍّ مِلْك و لَسْنا بنازِعِین من یدِ رجل شیئاً أَسلَم علیه، و لكِنَّا نُقَوِّمُهم «2» كما نُقَوِّم أَرشَ الدِّیات و نَذَرُ الجِراحَ، و جعل لكلِّ رأْسٍ منهم خمساً من الإِبل یَضْمَنُها عَشائِرُهم أَو یضمنونها للذین مَلَكوهم.قال ابن الأثیر: قال الأزهری كان أَهل الجاهلیة یَطَؤون الإِماءَ و یَلِدْنَ لهم فكانوا یُنْسَبُون إِلی آبائهم و هم عَرَب، فرأَی عمر، رضی الله عنه، أَن یردّهم علی آبائهم فَیَعْتِقون و یأْخُذُ من آبائهم لِمَوالیهم عن كلِّ وَلَدٍ خمساً من الإِبل، و قیل: أَراد مَن سُبِیَ من العرب فی الجاهلیَّة و أَدركه الإِسلام و هو عبد مَن سَباه أَن یردّه حرّاً إِلی نسبه، و یكون علیه قیمته لِمَن سَباه خمساً من الإِبل. و‌فی حدیث عثمان: أَنَّ أَمَةً أَتت طَیِّئاً فأَخبرتهم أَنها حُرَّة فتزوّجت فولَدت فجعل فی وَلَدِها المِلَّة‌أَی یَفْتَكُّهم أَبوهم من مَوالی أُمِّهم، و كان عثمان یعطی مكانَ كلَّ رأْسٍ رأْسَیْن، و غیرُه یعطی مكان كل رأْس رأْساً، و آخرون یُعْطُون قیمته بالغةً ما بلغت. ابن الأَعرابی: مَلَّ یَمِلُّ، بالكسر كسرِ المیم، إِذا أَخذ المِلَّة؛ و أَنشد: جاءت به مُرَمَّداً ما مُلَّا، ما فِیَّ آلُ خَمَّ حین أَلَّی «3». قوله: ما مُلَّا ما جُحِد، و قوله: ما فیَّ آل، ما صلة، و الآلُ: شخصه، و خَمَّ: تغیرت ریحُه، و قوله: أَلَّی أَی أَبْطأَ، و مُلَّ أَی أُنضِج. و قال الأَصمعی: مَرَّ فلان یَمْتَلُّ امْتِلالًا إِذا مَرَّ مَرًّا سریعاً. المحكم: مَلَّ یَمُلُّ مَلًّا و امْتَلَّ و تَمَلَّلَ أَسرع. و قال مصعب: امْتَلَّ و اسْتَلَّ و انْمَلَّ و انسَلَّ بمعنی واحد. و حمار مُلامِلٌ: سریع، و هی المَلْمَلَة. و یقال: ناقة مَلْمَلَی علی فَعْلَلی إِذا كانت سریعة؛ و أَنشد: یا ناقَتا ما لَكِ تَدْأَلِینا، أَ لم تكونی مَلْمَلی دَفونا؟ «4». و المُلمُول: المِكْحال. الجوهری: المُلْمُول الذی یكتحَل به؛ و قال أَبو حاتم: هو المُلْمُول الذی یُكْحَل و تُسْبَرُ به الجراح، و لا یقال المِیل، إِنما المِیلُ القِطعة من الأَرض. و مُلْمُول البعیر و الثعلب: قضیبه، و حكی سیبویه مالُّ، و جمعه مُلَّان، و لم یفسِّره. و‌فی حدیث أَبی عبید: أَنه حَمَل یوم الجِسْر فضرب مَلْمَلة الفِیل‌یعنی خُرْطومَه. و مَلَل: موضع فی طریق مكة بین الحرَمین، و قیل: هو موضع فی طریق البادِیة. و‌فی حدیث عائشة: أَصبح النبی، صلی الله علیه و سلم، بمَلَل ثم راحَ و تعشَّی بسَرفٍ؛ مَلَلٌ، بوزن جَبل: موضع بین مكة و المدینة علی سبعة عشر میلًا بالمدینة «5» و مُلال:
(1). قوله [غنائم الفتیان إلخ] فی هامش النهایة ما نصه: قال و أنشدنی أبو المكارم: غنائم الفتیان أیام الوهل و من عطایا الرؤساء و المِلَل یرید إبلًا بعضها غنیمة و بعضها صلة و بعضها من دیات (2). قوله [و لكنا نقوّمهم إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة النهایة: و لكنا نقوّمهم المِلَّة علی آبائهم خمساً من الإبل: المِلَّة الدیة و جمعها مِلَل؛ قال الأزهری إلی آخر ما هنا و قال الصاغانی بعد أن ذكر الحدیث كما فی النهایة: قال الأزهری أراد إنما نقومهم كما نقوّم إلی آخر ما هنا و ضبط لفظ و نذر الجراح بهذا الضبط ففی عبارة الأصل سقط ظاهر (3). قوله [و أنشد جاءت به إلخ] هكذا فی الأصل (4). قوله [دفونا] هكذا فی الأصل؛ و فی التكملة: ذقونا، بالذال و القاف (5). قوله [سبعة عشر میلًا بالمدینة] الذی فی یاقوت: ثمانیة و عشرین میلًا من المدینة
لسان العرب، ج‌11، ص: 633
موضع؛ قال الشاعر: رَمی قلبَه البَرْقُ المُلالِیُّ رَمْیةً، بذكرِ الحِمَی وَهْناً، فباتَ یَهِیمُ

مندل؛ ج11، ص: 633

: قال المبرد: المَنْدَل العود الرَّطْب، و هو المَنْدَلِیُّ؛ قال الأَزهری: هو عندی رباعی لأَن المیم أَصلیة، قال: لا أَدری أَ عربی هو أَو معرب.

مهل؛ ج11، ص: 633

: المَهْل و المَهَل و المُهْلة، كله: السَّكِینة و التُّؤَدة و الرِّفْق. و أَمْهَلَه: أَنظره و رَفَق به و لم یعجل علیه. و مَهَّلَه تَمْهِیلًا: أَجَّله. و الاسْتِمْهال: الاستنظار. و تَمَهَّلَ فی عمله: اتَّأَدَ. و كلُّ ترفُّقٍ تمَهُّل. و رُزِق مَهْلًا: رَكِب الذُّنوب و الخَطایا فمُهِّلَ و لم یُعْجَل. و مَهَلَت الغنمُ إِذا رعت باللیل أَو بالنهار علی مَهَلِها. و المُهْلُ: اسمٌ یجمع مَعْدِنِیَّات الجواهر. و المُهْل: ما ذاب من صُفْرٍ أَو حدید، و هكذا فسر فی التنزیل، و الله أَعلم. و المُهْل و المُهْلة: ضرْب من القَطِران ماهِیٌّ رَقِیق یُشْبه الزیت، و هو یضرِب إِلی الصفرة من مَهاوَتِه، و هو دَسِم تُدْهَن به الإِبل فی الشتاء؛ قال: و القَطِران الخاثر لا یُهْنَأُ به، و قیل: هو دُرْدِیُّ الزیتِ، و قیل: هو العَكَر المُغْلی، و قیل: هو رَقِیق الزیت، و قیل: هو عامَّته؛ و أَنشد ابن بری للأَفوه الأَوْدِی: و كأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ بالمُهْلِ، من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَری شبَّه الدمَ حین یَبِس بِدُرْدِیّ الزیت. و قوله عز و جل: یُغٰاثُوا بِمٰاءٍ كَالْمُهْلِ؛ یقال: هو النُّحاس المذاب. و قال أَبو عمرو: المُهْل دُرْدِیُّ الزیت؛ قال: و المُهْل أَیضاً القَیْح و الصَّدِید. و مَهَلْت البعیرَ إِذا طلیته بالخَضْخاض فهو مَمْهُول؛ قال أَبو وجزة «1».صافی الأَدیم هِجان غیر مَذْبَحِه، كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهُول و قال الزجاج فی قوله عز و جل: یَوْمَ تَكُونُ السَّمٰاءُ كَالْمُهْلِ، قال: المُهْل دُرْدِیُّ الزیت، قال الأَزهری: و مثله قوله: فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ «2» قال أَبو إِسحاق: كَالدِّهٰانِ أَی تَتَلوَّن كما یتلوَّن الدِّهان المختلفة، و دلیل ذلك قوله تعالی: یَوْمَ تَكُونُ السَّمٰاءُ كَالْمُهْلِ كالزیت الذی قد أُغْلیَ.و سئل ابنُ مسعود عن قوله تعالی كَالْمُهْلِ یَشْوِی الْوُجُوهَ؛ فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَمیَّع و تَلوَّن، فقال: هذا من أَشبَهِ ما أَنتم راؤون بالمُهْل؛ قال أَبو عبید: أَراد تأْویلَ هذه الآیة. و‌قال الأَصمعی: حدَّثنی رجل، قال و كان فصیحاً، أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، أَوْصی فی مرضه فقال: ادفِنونی فی ثَوْبَیَّ هذین فإِنهما للمَهْلةِ و التراب، بفتح المیم، و قال بعضهم: المِهْلة، بكسر المیم، و قالت العامریة: المُهْل عندنا السُّمُّ. و المُهْل: الصدید و الدم یخرج فیما زعم یونس. و المُهْل: النحاس الذائب؛ و أَنشد: و نُطْعمُ من سَدِیفِ اللحْم شِیزی، إِذا ما الماءُ كالمُهْلِ الفَرِیغِ و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ كٰانَتِ الْجِبٰالُ كَثِیباً مَهِیلًا؛ الكَثِیب الرمل، و المَهِیل الذی یحرَّك أَسفله فیَنْهال علیه من أَعلاه، و المَهِیل من باب المُعْتَلِّ. و المُهْل: ما یَتَحاتُّ عن الخُبزة من الرماد و نحوه إِذا أُخرِجت من المَلَّة. قال أَبو حنیفة: المُهْل بقیّة
(1). قوله [قال أبو وجزة] فی التهذیب زیادة لفظ: یصف ثوراً (2). قوله [فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ] فی الأزهری زیادة: جمع الدهن
لسان العرب، ج‌11، ص: 634
جَمْر فی الرماد تُبِینُه إِذا حرَّكته. ابن شمیل: المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِیت جدًّا رأَیتها تَمُوج. و المُهْلُ و المَهْلُ و المُهْلَةُ: صدید المیت. و‌فی الحدیث عن أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه أَوْصی فی مرضه فقال: ادفِنونی فی ثوبیَّ هذین فإِنما هما للمُهْل و التراب؛ قال أَبو عبیدة: المُهْل فی هذا الحدیث الصدیدُ و القیحُ، قال: و المُهْل فی غیر هذا كلُّ فِلِزٍّ أُذِیبَ، قال: و الفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب و الفضة و النُّحاس، و قال أَبو عمرو: المُهْل فی شیئین، هو فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، القیحُ و الصدیدُ، و فی غیره دُرْدِیُّ الزیت، لم یعرف منه إِلَّا هذا، و قد قدَّمنا أَنه روی فی حدیث أَبی بكر المُهْلة و المِهْلة، بضم المیم «1» و كسرها، و هی ثلاثَتُها القیحُ و الصدیدُ الذی یذُوب فیَسیل من الجسد، و منه قیل للنُّحاس الذائب مُهْل. و المَهَلُ و التمَهُّل: التقدُّم. و تَمَهَّلَ فی الأَمر: تقدَّم فیه. و المُتْمَهِلّ و المُتْمَئلّ، الهمزة بدل من الهاء: الرجلُ الطویلُ المعتدلُ، و قیل: الطویلُ المنتصبُ. أَبو عبید: التَّمَهُّل التقدُّم. ابن الأَعرابی: المَاهِلُ السریع، و هو المتقدِّم. و فلان ذو مَهَل أَی ذو تقدُّم فی الخیر و لا یقال فی الشرِّ؛ و قال ذو الرمة: كم فیهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذی مَهَلٍ، یأْبی الظُّلامةَ منه الضَّیْغم الضاری أَی تقدُّمٍ فی الشرَف و الفضل. و قال أَبو سعید: یقال أَخذ فلان علی فلان المُهْلَةَ إِذا تقدَّمه فی سِنٍّ أَو أَدبٍ، و یقال: خُذِ المُهْلَةَ فی أَمْرك أَی خذ العُدَّة؛ و قال فی قول الأَعشی: إِلا الذین لهم فیما أَتَوْا مَهَلُ قال: أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع. و یقال: مَهَلُ الرجلِ: أَسْلافُه الذین تقدّموه، یقال: قد تقدّم مَهَلُك قبلك، و رَحِم الله مَهَلَك. ابن الأَعرابی: روی عن علیٍّ، علیه السلام، أَنه لما لَقِیَ الشُّراةَ قال لأَصحابه: أَقِلُّوا البِطْنةَ و أَعْذِبوا، و إِذا سِرْتم إِلی العدوِّ فَمَهْلًا مَهْلًا‌أَی رِفْقاً رِفْقاً،و إِذا وقعت العین علی العین فَمَهَلًا مَهَلًا‌أَی تقدُّماً تقدُّماً، الساكن الرفق، و المتحرك التقدُّم، أَی إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا و إِذا لَقِیتم فاحمِلوا. و قال الجوهری: المَهَل، بالتحریك، التُّؤدة و التباطُؤ، و الاسم المُهْلة. و فلان ذو مَهَل، بالتحریك، أَی ذو تقدُّم فی الخیر، و لا یقال فی الشر. یقال: مَهَّلْته و أَمْهَلْته أَی سكَّنته و أَخَّرته. و منه‌حدیث رُقَیْقة: ما یبلُغ سَعْیُهم مَهَلَه‌أَی ما یبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه؛ و قول أُسامة بن الحرث الهذلی: لَعَمْری لقد أَمْهَلْت فی نَهْی خالدٍ عن الشام، إِمّا یَعْصِیَنَّك خالد أَمْهَلْت: بالغت؛ یقول: إِن عصانی فقد بالغت فی نهیه. الجوهری: اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالًا أَی اعتدلَ و انتصَب؛ قال الراجز: و عُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ أَی منتصِب؛ و قال القحیف: إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم، نَمَا النِّیُّ فی أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ و قال معن بن أَوس: لُباخِیَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها، نَمَتْ فی نَعیمٍ، و اتْمَهَلَّ بها الجسم
(1). قوله [بضم المیم] لم یتقدم له ذلك
لسان العرب، ج‌11، ص: 635
و قال كعب بن جعیل: فی مكانٍ لیس فیه بَرَمٌ، و فَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ و قال حبیب بن المرّ قال العبدی: لقد زُوّج المردادُ بَیْضاءَ طَفْلةً لَعُوباً تُناغِیهِ، إِذا ما اتْمَهَلَّتِ «1». و قال عُقبة بن مُكَدّم: فی تَلِیلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ، مُتْمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ و الاتْمِهْلال أَیضاً: سكون و فتور. و قولهم: مَهْلًا یا رجل، و كذلك للاثنین و الجمع و المؤنث، و هی موحدة بمعنی أَمْهِل، فإِذا قیل لك مَهْلًا، قلت لا مَهْلَ و الله، و لا تقل لا مَهْلًا و الله، و تقول: ما مَهْلٌ و الله بمُغْنِیةٍ عنك شیئاً؛ قال الكمیت: أَقُولُ له، إِذا ما جاء: مَهْلًا و ما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول و هذا البیت «2» أَورده الجوهری: أَقول له إِذ جاء: مهلًا و ما مَهْل بواعظة الجهول قال ابن بری: هذا البیت نسبه الجوهری للكمیت و صدره لجامع بن مُرْخِیَةَ الكِلابیِّ، و هو مُغَیَّر ناقص جزءاً، و عَجُزه للكمیت و وزنهما مختلفٌ: الصَّدْرُ من الطویل و العَجُز من الوافر؛ و بیت جامع: أَقول له: مَهْلًا، و لا مَهْلَ عنده، و لا عنْدَ جارِی دَمْعِهِ المُتَهَلِّل و أَما بیت الكمیت فهو: و كُنَّا، یا قُضاع، لكم فَمَهْلًا، و ما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ فعلی هذا یكون البیت من الوافر موزوناً، و قال اللیث: المَهْلُ السكینة و الوَقار. تقول: مَهْلًا یا فلانُ أَی رِفْقاً و سكوناً لا تعجل، و یجوز لك كذلك و یجوز التثقیل؛ و أَنشد: فیا ابنَ آدَمَ، ما أَعْدَدْتَ فی مَهَلٍ؟ لله دَرُّكَ ما تأْتی و ما تَذَرُ و قال الله عز و جل: فَمَهِّلِ الْكٰافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ؛ فجاء باللغتین أَی أَنْظِرْهُمْ.

مهصل؛ ج11، ص: 635

: حمار مُهْصُلٌ: غلیظ كبُهْصُلٍ؛ قال ابن سیدة. و أَری المیم بدلًا.

مول؛ ج11، ص: 635

: المالُ: معروف ما مَلَكْتَه من جمیع الأَشیاء. قال سیبویه: من شاذ الإِمالة قولهم مَال، أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا، قال: و الأَعرف أَن لا یمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة، قال الجوهری: ذكر بعضهم أَن المال یؤنث؛ و أَنشد لحسان: المالُ تُزْرِی بأَقوامٍ ذوِی حَسَبٍ، و قد تُسَوِّد غیر السیِّد المَالُ و الجمع أَمْوَال. و‌فی الحدیث: نهی عن إِضاعة المال؛ قیل: أَراد به الحیوان أَی یُحْسَن إِلیه و لا یهمَل، و قیل: إِضاعته إِنفاقه فی الحرام و المعاصی و ما لا یحبه
(1). قوله [المرداد] هكذا فی الأصل (2). قوله [و هذا البیت إلخ] الذی فی نسخ الصحاح الخط و الطبع التی بأَیدینا كما أورده سابقاً و كذا هو فی الصاغانی عن الجوهری فلعل ما وقع لابن بری نسخة فیها سقم
لسان العرب، ج‌11، ص: 636
الله، و قیل: أَراد به التبذیر و الإِسْراف و إِن كان فی حَلال مُباح. قال ابن الأَثیر: المال فی الأَصل ما یُملك من الذهب و الفضة ثم أُطلِق علی كل ما یُقْتَنَی و یملَك من الأَعیان، و أَكثر ما یُطلق المال عند العرب علی الإِبل لأَنها كانت أَكثر أَموالهم. و مِلْتَ بعدنا تَمالُ و مُلْت و تَمَوَّلْت، كله: كثُر مالُك. و یقال: تَمَوَّلَ فلان مالًا إِذا اتَّخذ قَیْنة «1»؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: فلیأْكُلْ منه غیر مُتَمَوِّل مالًا و غیر مُتَأَثِّل مالًا، و المعنیان مُتقارِبان. و مالَ الرجل یَمُولُ و یَمَالُ مَوْلًا و مُؤولًا إِذا صار ذا مالٍ، و تصغیره مُوَیْل، و العامة تقول مُوَیِّل، بتشدید الیاء، و هو رجلٌ مالٌ، و تَمَوَّلَ مثله و مَوَّلَه غیره. و‌فی الحدیث: ما جاءَك منه و أَنتَ غیرُ مُشْرِف علیه فَخْذْه و تَمَوَّلَه‌أَی اجعله لك مالًا. قال ابن الأَثیر: و قد تكرّر ذكر المال علی اختلاف مُسَمَّیاتِه فی الحدیث و یُفرَق فیها بالقَرائن. و رجلٌ مالٌ: ذو مالٍ، و قیل: كثیرُ المال كأَنه قد جَعل نفسَه مالًا، و حقیقته ذو مالٍ؛ و أَنشد أَبو عمرو: إِذا كان مالًا كان مَالًا مُرَزَّأً، و نال ندَاه كلُّ دانٍ و جانِب قال ابن سیدة: قال سیبویه مال إِما أَن یكون فاعلًا ذهبت عینُه، و إِما أَن یكون فَعْلًا من قوم مَالَةٍ و مالِینَ، و امرأَة مالةٌ من نسوة مالةٍ و مالاتٍ. و ما أَمْوَلَهُ أَی ما أَكثر مالَهُ. قال ابن جنی: و حكی الفراء عن العرب رجل مَئِلٌ إِذا كان كثیر المال، و أَصلُها مَوِل بوزن فَرِقٍ و حَذِرٍ، ثم انقلبت الواو أَلِفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها فصارت مالًا، ثم إِنهم أَتوا بالكسرة التی كانت فی واو مَوِل فحركوا بها الأَلف فی مالٍ فانقلبت همزة فقالوا مَئِل. و‌فی حدیث مُصْعَب بن عمیر: قالت له أُمُّه و الله لا أَلبَسُ خِماراً و لا أَستظِلُّ أَبداً و لا آكل و لا أَشرب حتی تَدَعَ ما أَنتَ علیه، و كانت امرأَة مَیِّلة‌أَی ذات مال. یقال: مالَ یَمالُ و یَمولُ فهو مالٌ و مَیِّل، علی فَعْل و فَیْعِل، قال: و القیاس مائِل. و‌فی حدیث الطفیل: كان رجلًا شریفاً شاعراً مَیِّلًا‌أَی ذا مالٍ. و مُلْتُه: أَعطیته المال. و مالُ أَهلِ البادیة: النَّعَمُ. و المُولةُ: العنكبوت؛ أَبو عمرو: هی العنكبوت و المُولَةُ و الشَّبَثُ و المِنَنَة. قال الجوهری: زعم قوم أَن المُولَ العنكبوت، الواحدة مُولةٌ؛ و أَنشد: حاملة دَلْوك لا محمولَهْ، مَلأَی من المال كعَیْن المُولَهْ قال: و لم أَسمعه عن ثِقَة. و مُوَیْل: من أَسماء رَجَب؛ قال ابن سیدة: أَراها عادِیَّة.

میل؛ ج11، ص: 636

: المَیْلُ: العُدول إِلی الشی‌ء و الإِقبالُ علیه، و كذلك المَیلَان. و مَالَ الشی‌ءُ یَمیلُ مَیْلًا و مَمالًا و مَمِیلًا و تَمْیالًا، الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و أَنشد: لما رأَیْتُ أَنَّنی راعِی مالْ، حَلَقْتُ رأْسی و تركتُ التَّمْیالْ قال ابن سیدة: و هذه الصیغة موضوعة بالأَغلب لتكثیر المصدر، كما أَن فَعَّلْت بالأَغلب موضوعة لتكثیر الفعل. و المَیَل: مصدر الأَمْیَل. یقال: مالَ الشی‌ءُ یَمیلُ مَمَالًا و مَمِیلًا مثال مَعابٍ و مَعِیب فی الاسم و المصدر. و مال عن الحق و مال علیه فی الظلم، و أَمَالَ
(1). قوله [قینة] كذا فی الأصل، و لعله بالكسر كما یؤخذ ذلك من مادة قنو فی المصباح
لسان العرب، ج‌11، ص: 637
الشی‌ء فمَالَ، و رجل مَائِلٌ من قوم مُیَّل و مالَةٍ. یقال: إِنهم لَمَالَةٌ إِلی الحَق، و قول ساعدة بن جؤیة: غداه ظَهْرُه نُجُد، علیه ضَباب تَنْتَحِیه الریحُ مِیلُ «1» قیل: ضَباب مِیلٌ مع الریح یَتكفَّأ قال ابن جنی: القول فی مِیل، فإِنه و إِن كان جمعاً فإِنه أَجراه علی الضَّباب، و إِن كان واحداً من حیث كان كثیراً فذهب بالجمع إِلی الكثرة كما قال الحطیئة: فَنُوَّارُه مِیلٌ إِلی الشمس زاهِرُه قال: و قد یجوز أَن یكون مِیلٌ واحداً كَنِقْضٍ و نِضْوٍ و مِرْطٍ، و قد أَمَالَهُ إِلیه و مَیَّلَه. و اسْتَمَالَ الرجل: من المَیْل إِلی الشی‌ء. و‌فی حدیث أَبی موسی أَنه قال لأَنس: عُجِّلَت الدنیا و غُیِّبَتِ الآخرة، أَمَا و الله لو عایَنوها ما عَدَلوا و لا مَیَّلوا، قال شمر: قوله ما مَیَّلُوا لم یشكُّوا و لم یتردَّدوا. تقول العرب: إِنی لأُمَیِّلُ بین ذَیْنِكَ الأَمرَین، و أُمَایِلُ بینهما أَیَّهما أَرْكَب، و أُمایِطُ بینهما، و إِنی لأُمَیِّلُ و أُمَایِل بینهما أَیُّهما أَفضل، و قال عمران بن حطان: لما رأَوا مَخرَجاً من كُفْرِ قومهم، مضوا فما مَیَّلوا فیه و ما عَدَلوا ما مَیَّلوا أَی لم یشكُّوا. و إِذا مَیَّلَ بین هذا و هذا فهو شاكٌّ، و قوله ما عَدَلوا كما تقول ما عدَلْت به أَحداً، و قیل: ما عَدَلوا أَی ما ساوَوْا بها شیئاً. و تَمَایَلَ فی مِشْیته تَمَایُلًا، و اسْتَمَالَه و اسْتَمَالَ بقلْبه. و التَّمْیِیل بین الشیئین: كالترجیح بینهما. و‌فی حدیث أَبی ذر: دخل علیه رجل فقرَّبَ إِلیه طعاماً فیه قِلَّةٌ فمَیَّل فیه لِقلَّتِه، فقال أَبو ذر: إِنما أَخاف. كثرته و لم أَخَف قِلَّته، مَیَّل أَی تردَّد هل یأْكل أَو یترك، تقول العرب: إِنی لأُمَیِّل بین ذیْنِك الأَمرین و أُمایِلُ بینهما أَیَّهما آتِی. و المَیْلاءُ: ضرْب من الاعتِمام، حكی ثعلب: هو یَعْتَمُّ المَیْلاءَ أَی یُمِیل العمامة. و‌فی حدیث أَبی هریرة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: صِنْفانِ من أَهل النار لم أَرهُما بعدُ، قومٌ معهم سِیاطٌ كأَذْنابِ البقر یضربون الناس بها، و نساءٌ كاسِیاتٌ عارِیاتٌ مَائِلاتٌ مُمِیلاتٌ، رُؤُوسُهنَّ كأَسْنِمة البُخْتِ المَائِلَة، لا یَدْخُلْن الجنة و لا یَجِدْن ریحَها، و إِنَّ ریحَها لَتُوجدُ من كذا و كذا، «2» یقول: یَمِلْنَ بالخُیَلاء و یُصْبِینَ قلوبَ الرجال، و قیل: مَائِلات الخِمْرة كما قال الآخر: مَائِلَةِ الخِمْرةِ و الكلامِ و قیل: المَائِلَات المُتَبرِّجات، و قیل: مَائِلات الرؤُوس إِلی الرجال. و المِشْطةُ المیْلاء: معروفة و قد كرِهها بعضهم للنساء، قال ابن الأَثیر: المَائِلاتُ الزائِغاتُ عن طاعة الله و ما یَلْزَمُهُنَّ حفظه، و مُمِیلاتٌ یُعلِّمن غیرهن الدخولَ فی مثل فِعْلِهن، و قیل: مَائِلاتٌ مُتَبَخْتِرات فی المشی مُمِیلات لأَكتافهنَّ و أَعطافهنّ، و قیل: مَائِلات یَمْتَشِطْنَ المِشْطةَ المَیْلاء و هی مِشْطة البغایا، و قد جاء كراهتُها فی الحدیث. و المُمِیلات: اللواتی یَمْشُطْن غیرَهنَّ تلك المِشْطة. و‌فی حدیث ابن عباس: قالت له امرأَة إِنی أَمْتَشِط المَیْلاء، فقال عكرمة: رأْسُك تَبَعٌ لقلبِك، فإن استقام قلبُك استقام رأْسُك، و إِن مَالَ
(1). قوله [غداه ظهره نجد] هكذا فی الأصل. (2). قوله [لتوجد من كذا و كذا] عبارة الصاغانی: لتوجد من مسیرة كذا و كذا.
لسان العرب، ج‌11، ص: 638
قلبُك مَالَ رأْسُك.و مَالَتِ الشمسُ مُیُولًا: ضَیَّفَت للغروب، و قیل: مَالَتْ زاغَتْ عن الكَبِد. و المَیْل: فی الحادث، و المَیَلُ، بالتحریك: فی الخِلْقة و البِناء. تقول: رجل أَمْیَلُ العاتِق فی عُنُقه مَیَل، و تقول فی الحائط مَیَل، و كذلك السَّنام، و قد مَیِلَ یَمْیَل مَیَلًا فهو أَمْیَل. أَبو زید: مَیِلَ الحائط یَمْیَلُ و مَیِلَ سَنام البعیر مَیَلًا، و مَیِلَ الحائط مَیَلًا، قال: و مال الحائط یَمِیل مَیْلًا. و قال ابن السكیت: فلان مَیَلَ علینا و الحائط مَیَلَ، بتحریك الیاء. و‌فی الحدیث: لا تَهْلِك أُمتی حتی یكون بینهم التَّمایُل و التَّمایُز‌أَی لا یكون لهم سلطان یكُفُّ الناسَ عن التَّظالم فیَمِیل بعضهم علی بعض بالأَذی و الحَیْف. و المَیْلاءُ من الإِبل: المائلة السنام. و لأُقِیمَنَّ مَیَلك، و فیه مَیْل علینا. و الأَمْیَلُ، علی أَفْعَل: الذی یَمِیل علی السرج فی جانب و لا یستوی علیه، و قیل: هو الذی لا سَیف معه، و قیل: هو الذی لا رُمْح معه، و قیل: هو الذی لا تُرْس معه، و قیل: هو الجَبان، «1» و جمعه مِیلٌ، قال الأَعشی: لا مِیل و لا عُزُلُ «2» ابن السكیت: الأَمْیَل الذی لا سیف معه، و الأَكْشَفُ الذی لا تُرْس معه، قال: و الأَمْیَلُ عند الرُّواة الذی لا یثبت علی ظهور الخیل إِنما یَمِیل عن السَّرج فی جانب، فإِذا كان یثبت علی الدابة قیل فارسٌ، و إِن لم یثبت قیل كِفْل، قال جریر: لم یركُبوا الخیلَ إِلا بعد ما هَرِموا، فهم ثِقَالٌ علی أَكتافها مِیلُ و فی قصید كعب: إِذا توقَّدتِ الحِزَّانُ و المِیلُ و قیل: هی جمع أَمْیَل و هو الكَسِل الذی لا یحْسِنُ الركوب و الفُروسِیَّة، و فی قصیدته أَیضاً: عند اللِّقاء و لا مِیلٌ مَعازِیلُ و المَیْلاءُ: عُقْدة من الرمل ضخمة، زاد الأَزهری: مُعْتزِلة، قال ذو الرمة: مَیْلاءَ من مَعْدِن الصِّیرانِ قاصِیةٍ، أَبعارُهُنَّ علی أَهدافِها كُثَبُ قال أَبو منصور: لا أَعرف المَیْلاء فی صفة الرمال، قال: و لم أَسمعه من العرب، قال: و أَما الأَمْیَلُ فمعروف، قال: و أَحسب اللیث أَراد قول ذی الرمة: مَیْلاء من معدِن الصِّیران قاصیَةٍ إِنما أَراد بالمَیْلاءِ ههنا أَرْطاةً، قال: و لها حینئذ معنیان: أَحدهما أَنه أَراد أَنَّ فیها اعْوِجاجاً، و الثانی أَنه أَراد بالمَیْلاء أَنها متنحِّیة متباعدة من مَعدِن بقر الوَحْش، قال: و جمع الأَمْیَل من الرمل مِیلٌ، و مَیْلاء موضعُه خفض لأَنه من نعت أَرْطاة فی قوله: فبات ضَیْفاً إلی أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ، من الكَثِیبِ، لهادِفْ‌ءٌ و مُحْتَجَبُ الجوهری: المَیْلاء من الرمل العُقْدة الضخمة، و الشجرة الكثیرة الفروع أَیضاً. و أَلِفُ الإِمالة: هی التی تجدها بین الأَلف و الیاء نحو قولك فی عالم و خاتم عالم و خاتم. و مالَ بنا الطریقَ: قَصَدها. و مَایَلَنا المَلك فمَایَلْناه أَی أَغار علینا فأَغَرْنا علیه.
(1). قوله [الجبان] كذا هو فی القاموس أیضاً، و الذی بخط الصاغانی: الجبار، بتشدید الباء و راء، عن اللیث. (2). قوله [قال الأَعشی إلخ] عبارته فی مادة عور قال الأَعشی: غیر میل و لا عواویر فی الهیجا و لا عزل و لا أَكفال
لسان العرب، ج‌11، ص: 639
و المِیلُ من الأَرض: قدْرُ منتهَی مدِّ البصر، و الجمع أَمْیَال و مُیُول، قال كثیِّر عزة: سیأْتِی أَمیرَ المؤْمنین، و دونه صِمادٌ من الصَّوّان، مَرْتٌ مُیُولُها ثَنائی تُنَمِّیهِ إِلیك و مِدْحَتِی صُهابِیَّةُ الأَلوانِ، باقٍ ذمِیلُها و قیل للأَعلام المبنیة فی طریق مكة أَمْیَال لأَنها بنیت علی مَقادِیر مَدَی البَصَر من المِیلِ إِلی المِیلِ، و كلُّ ثلاثةِ أَمْیال منها فَرْسَخ. و المِیلُ: مَنارٌ یبنَی للمسافر فی أَنْشازِ الأَرض و أَشرافِها، و قیل: مسافة من الأَرض مُتَراخِیة لیس لها حَدّ معلوم. و المِیلُ: المُلْمول، و الجمع كالجمع. الأَصعی: قول العامة المِیلُ لما تُكْحَل به العین خطأ، إِنما هو المُلْمُول، و هو الذی یُكحَل به البصر. و یقال للحدیدة التی یكتب بها فی أَلواح الدفتر مُلْمُول، و لا یقال مِیلٌ إِلا للمِیل من أَمْیال الطریق. الجوهری: مِیلُ الْكُحْل و مِیلُ الجِراحَة و مِیلُ الطریق، و الفرسخُ ثلاثةُ أَمْیال، و جمعه أَمْیَال و أَمْیُل، و أَنشد ابن بری لأَبی النجم: حتی إذا الآلُ جَرَی بالأَمْیُلِ، و فارَق الجزْءَ ذَوُو التَّأَبُّلِ و‌فی حدیث القیامة: فتُدْنَی الشمسُ حین تكون قَدْر مِیلٍ، قیل: أَراد المِیلَ الذی یُكْتَحل به، و قِیل: أَراد ثُلُثَ. الفَرْسخ، و قیل: المِیلُ القِطْعة من الأَرض ما بین العَلَمَین، و قیل: هو مَدُّ البصر. و أَمَالَ الرجلُ: رَعَی الخُلَّة، قال لبید: و ما یَدْرِی عُبَیدُ بَنی أُقَیْشٍ، أَ یُوضِعُ بالحَمائلِ أَمْ یُمِیلُ؟ أَوْضع: حَوَّل إِبلَه إلی الحَمْضِ. و الاسْتِمَالَة: الاكْتِیال بالكَفَّیْن و الذِّراعین، و فی المحكم: اسْتَمَالَ الرجل كال بالیدین و بالذراعین، قال الراجز: قالتْ له سَوْداءُ مثْل الغُول: ما لك لا تَغْدو فتَسْتَمِیل؟ و قول مصعب بن عمیر: و كانت امرأَةً مَیِّلَةً، قد تقدم فی ترجمة مول، و اللَّه أَعلم.

میكائیل؛ ج11، ص: 639

: مِیكائِیلُ و مِیكائین: من أَسماء الملائكة.

فصل النون؛ ج11، ص: 639

نأل؛ ج11، ص: 639

: النَّأَلانُ: ضرب من المشی كأَنه یَنْهَض برأْسه إِلی فَوْقُ. نأَلَ یَنْأَلُ نَأْلًا و نَئِیلًا و نَأَلاناً: مشَی و نَهَض برأْسه یحركه إِلی فوق مثل الذی یَعْدُو و علیه حِمْل ینهَض به، و قد صحَّف اللیث النَّأَلان فقال: التَّأَلان؛ قال الأَزهری: و هذا تصحیف فاضح. و نَأَلَ الفرسُ یَنْأَلُ نَأْلًا، فهو نَؤُول: اهتزَّ فی مِشْیَته، و ضَبُع نَؤُول كذلك؛ قال ساعدة بن جؤیة: لها خُفَّان قد ثُلِبا، و رأْس كرأْس العُود، شَهْرَبةٌ نَؤُولُ و نَأَلَ أَن یفعل أَی ینبغی.

نأجل؛ ج11، ص: 639

: اللیث: النَّأْجِیلُ الجَوْزُ الهندیُّ، قال: و عامة أَهل العراق لا یهمزونه، و هو مهموز؛ قال الأَزهری: و هو دخیل «1»، و الله أَعلم.

نأدل؛ ج11، ص: 639

: النِّئْدِلُ: الداهیة، و الله أَعلم.
(1). قوله [و هو دخیل] عبارة الأزهری: و هو معرب دخیل
لسان العرب، ج‌11، ص: 640‌

نأرجل؛ ج11، ص: 640

: النَّأْرَجِیل، بالهمز: لغة فی النَّارَجِیلُ، و قد ذكر.

نأطل؛ ج11، ص: 640

: النِّئْطِلُ: الداهیة الشَّنْعاءُ؛ رواه أَبو عبید عن الأَصمعی. و رجل نِئْطِلٌ: داهٍ.

نأمل؛ ج11، ص: 640

: النَّأْمَلةُ: مَشْیُ المُقیَّد، و قد نَأْمَلَ.

نبل؛ ج11، ص: 640

: النُّبْل، بالضم: الذَّكاءُ و النَّجابة، و قد نَبُلَ نُبْلًا و نَبَالَة و تَنَبَّلَ، و هو نَبِیلٌ و نَبْلٌ، و الأُنثی نَبْلَة، و الجمع نِبَالٌ، بالكسر، و نَبَلٌ، بالتحریك، و نَبَلَة. و النَّبِیلَة: الفَضِیلة «1»، و أَما النَّبالة فهی أَعمّ تجری مَجْرَی النُّبْل، و تكون مصدراً للشی‌ء النَّبِیل الجسیم؛ و أَنشد: كَعْثَبُها نَبِیلُ قال: و هو یَعیبها بهذا، قال: و النَّبَلُ فی معنی جماعة النَّبِیل، كما أَن الأَدَم جماعة الأَدِیم، و الكَرَم قد یجی‌ء جماعة الكریم. و فی بعض القول: رجل نَبْل و امرأَة نَبْلة و قوم نِبالٌ، و فی المعنی الأَول قوم نُبَلاء. الجوهری: النُّبْل و النَّبَالَة الفَضْل، و امرأَة نَبِیلَة فی الحسن بَیِّنة النَّبالة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة امرأَة: و لم تَنَطَّقْها علی غِلالَهْ، إِلَّا لِحُسنِ الخَلْق و النَّبَالَهْ و كذلك الناقة فی حسن الخَلْق. و فرسٌ نَبِیل المَحْزِم: حَسَنه مع غلظ؛ قال عنترة: وَ حَشیّتی سَرْجٌ علی عَبْل الشَّوَی، مهدٍ مراكِلُهُ، نَبِیلِ المَحْزِمِ و كذلك الرجل؛ أَنشد ثعلب فی صفة رجل: فقامَ وَثَّابٌ نَبیلٌ مَحْزِمُهْ، لم یَلْقَ بُؤْساً لحمه و لا دَمُهْ و یقال: ما انْتَبَلَ نَبْلَهُ إِلَّا بأَخَرةٍ، و نُبْلَه و نَبَالَه كذلك أَی لم یَنْتَبِه له و ما بالی به؛ قال یعقوب: و فیها أَربع لغات: نُبْلَه و نَبالَهُ و نَبَالَتَه و نُبَالَتَه؛ قال ابن بری: اللغات الأَربع التی ذكرها یعقوب إِنما هی نُبْلَه و نَبْلَه و نَبالَه و نَبَالَتَه لا غیر. و أَتانی فلانٌ و أَتانی هذا الأَمر و ما نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَی ما شعَرْت به و لا أَردته؛ و قال اللحیانی: أَتانی ذلك الأَمر و ما انتَبَلْت نُبْلَه و نُبْلَتَه؛ قال: و هی لغة القَنانی، و نَبَالَه و نَبَالَتَه أَی ما علمت به، قال: و قال بعضهم معناه ما شَعرْت به و لا تهیَّأْت له و لا أَخذت أُهْبَتَه، یقال ذلك للرجل یغْفُل عن الأَمر فی وقته ثم ینتبه له بعد إِدْباره. و‌فی حدیث النضر بن كَلْدة: و الله یا معْشَر قریش لقد نزل بكم أَمر ما ابْتَلْتم بَتْلَه؛ قال الخطابی: هذا خطأ و الصواب ما انتَبَلْتم نُبْله أَی ما انتبهتم له و لم تعلموا علمه، تقول العرب: أَنذرتك الأَمر فلم تَنْتَبِل نَبْله أَی ما انتبهت له، و الله أَعلم. ابن الأَعرابی: النُّبْلة اللُّقْمة الصغیرة و هی المَدَرَة الصغیرة. الجوهری: و النُّبْلة العطیَّة. و النَّبَل: الكِبارُ؛ قال بشر: نَبِیلَة موضع الحِجْلَیْنِ خَوْدٌ، و فی الكَشْحَیْن و البطْن اضْطِمار و النَّبَلُ أَیضاً: الصِّغار، و هو من الأَضداد. و النَّبَل: عِظام الحجارة و المَدَر و نحوهما و صغارها ضدّ، واحدتها نَبَلَة، و قیل: النَّبَل العِظام و الصِّغار من
(1). قوله [و نَبَلٌ بالتحریك و نَبَلَة و النَبِیلَة الفضیلة] هكذا فی الأصل المعول علیه مصلحاً بخط السید مرتضی لتقطیع فی الورق، و فی بعض النسخ: و نَبَلٌ بالتحریك مثل كریم و كرم، اللیث: النبل فی الفضل و الفضیلة إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 641
الحجارة و الإِبل و الناس و غیرهم. و النَّبَلُ: الحجارة التی یُسْتنجی بها؛ و منه‌الحدیث: اتَّقُوا المَلاعِنَ و أَعِدُّوا النَّبَل؛ قال أَبو عبید: و بعضهم یقول النُّبَل؛ قال ابن الأَثیر: واحدتها نُبْلَة كغُرْفة و غُرَف، و المحدثون یفتحون النون و الباء كأَنه جمع نَبِیل فی التقدیر؛ و النَّبَل، بالفتح، فی غیر هذا الكِبار من الإِبل و الصغار، و هو من الأَضداد. و نَبَّلَه نُبَلًا: أَعطاه إِیاها یستنجی بها، و تَنَبَّلَ بها: اسْتَنْجی؛ قال الأَصمعی: أَراها هكذا بضم النون و فتح الباء. یقال: نَبِّلْنی أَحجاراً للاستنجاء أَی أَعطنیها، و نَبِّلْنِی عَرْقاً أَی أَعطنیه. قال أَبو عبید: المحدثون یقولون النَّبَل، بفتح النون، قال: و نراها سمیت نَبَلًا لصغرها، و هذا من الأَضداد فی كلام العرب أَن یقال للعِظام نَبَل و للصغار نَبَل. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: النَّبَل جمع نَابِل و هی الحذَّاق بعمَل السلاح. و النَّبَل: حجارة الاستنجاء، قال: و یقال النُّبَل، بضم النون؛ قال محمد بن إِسحاق بن عیسی: سمعت القاسم بن معن یقول: إِن رجلًا من العرب توُفِّیَ فوَرِثه أَخوه فعیَّره رجل بأَنه فرِح بموت أَخیه لمَّا ورثه فقال الرجل: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، و أَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا؟ إِن كنتَ أَزْنَنْتَنی بها كَذِباً، جَزْءُ، فَلاقَیْتَ مِثْلَها عَجِلا یقول: أَ أَفْرَح بصِغار الإِبل و قد رُزِئْت بكِبار الكِرام؟ قال: و بعضهم یَرْویه … نُبَلا، یرید جمع نُبْلة، و هی العظیمة؛ قال ابن بری: الشعر لحضْرَمیِّ بنی عامر، و النَّبَل فی الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام، قال: فنَری أَن حجارة الاستنجاء سُمِّیت نَبَلًا لصَغارتها. و قال أَبو سعید: كلما ناولْت شیئاً و رَمیته فهو نَبَل، قال: و فی هذا طریق آخر: یقال ما كانت نُبْلَتك من فلان فیما صنعْت أَی ما كان جَزاؤُك و ثوابُك منه، قال: و أَما ما روی شَصائصاً نَبَلا، بفتح النون، فهو خطأ و الصحیح نُبَلا، بضم النون. و النُّبَلُ هاهنا: عِوَضٌ مما أُصِبْت به، و هو مردود إِلی قولنا ما كانت نُبْلَتُك من فلان أَی ما كان ثوابُك. و قال أَبو حاتم فیما أَلَّفه من الأَضداد: یقال ضَبٌّ نَبَلٌ و هو الضخم، و قالوا: النَّبَل الخسیسُ؛ قاله أَبو عبید و أَنشد: أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا بفتح النون؛ قال أَبو منصور: أَما الذی فی الحدیث و أَعِدُّوا النُّبَل، فهو بضم النون، جمع النُّبْلة و هو ما تَناولْته من مَدَرٍ أَو حجَر، و أَما النَّبَل فقد جاء بمعنی النَّبِیل الجسیم و جاء بمعنی الخسیس، و من هذا قیل للرجل القصیر تِنْبَل و تِنْبال؛ و أَنشد أَبو الهیثم بیت طرفة: و هو بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِیلُ «1». فقال: قال بعضهم نَبِیل أَی عاقل، و قیل: حاذِق، و هو نَبِیلُ الرأْی أَی جیِّده، و قیل: نَبِیل أَی رفیق بإِصلاح عِظام الأُمور. و اسْتَنْبَلَ المالَ: أَخذ خِیارَه. و نُبْلَة كل شی‌ء: خِیارُه، و الجمع نُبُلات مثل حُجْرة و حُجُرات؛ و قال الكمیت: لآلئ، من نُبُلاتِ الصِّوارِ، كحْلَ المَدامِع لا تَكْتَحِل
(1). قوله [و هو بسمل المعضلات نبیل] هكذا فی الأصل بالنون و الباء و الیاء التحتیة فی الشطر و تفسیره، و الذی فی شرح القاموس فیهما تِنْبَل كدرهم بالمثناة الفوقیة و النون و الباء و یشهد له ما یأْتی
لسان العرب، ج‌11، ص: 642
أَی خِیار الصِّوار، شبَّه البقر الوَحْشِیَّ باللآلئ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: مُقَدِّماً سَطِیحةً أَو أَنْبَلا قال ابن سیدة: لم یفسره إِلا أَنی أَظنه أَصْغَرَ من ذلك لما قدَّمته من أَن النَّبَل الصغارُ، أَو أَكبرَ لما قدَّمت من أَن النَّبَل الكِبارُ، و إِن كان ذلك لیس له فعل. و التِّنْبَالُ و التِّنْبَالَةُ؛ القصیر بَیِّن التِّنْبالة، ذهب ثعلب إِلی أَنه من النَّبَل، و جعله سیبویه رباعیّاً. و النَّبْلُ: السهام، و قیل: السِّهامُ العربیة، و هی مؤنثة لا واحد له من لفظه، فلا یقال نَبْلة و إِنما یقال سهم و نشَّابة؛ قال أَبو حنیفة: و قال بعضهم واحدتها نَبْلَة، و الصحیح أَنه لا واحد له إِلا السَّهْم؛ التهذیب: إِذا رجعوا إِلی واحده قیل سهم؛ و أَنشد: لا تَجْفوَانِی و انْبُلانی بكسره «2». و حكی نَبْل و نُبْلان و أَنْبال و نِبال؛ قال الشاعر: و كنتُ إِذا رَمَیْتُ ذَوِی سَوادٍ بأَنْبَالٍ، مَرَقْنَ من السَّوادِ و أَنشد ابن بری علی نِبال قولَ أَبی النجم: و احْبِسْنَ فی الجَعْبةِ من نِبالَها و قول اللَّعِین: و لكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبَال «3». و قال الفراء: النَّبْل بمنزلة الذَّوْد. یقال: هذه النَّبْلُ، و تصغَّر بطرح الهاء، و صاحبها نَابِلٌ. و رجل نَابِلٌ: ذو نَبْلٍ. و النَّابِلُ: الذی یعمَل النَّبْلَ، و كان حقه أَن یكون بالتشدید، و الفعل النِّبَالَةُ. ابن السكیت: رجل نَابِلٌ و نَبَّال إِذا كان معه نَبْل، فإِذا كان یعملها قلت نَابِلٌ. و نَابَلْتُه فَنَبَلْتُه إِذا كنت أَجودَ نَبْلًا منه، قال: و قد یكون ذلك فی النُّبْل أَیضاً، و تقول: هذا رجل مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كان معه نَبْل. و تَنَبَّلَ أَیضاً أَی تكلَّف النُّبْل. و تَنَبَّلَ أَی أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل؛ و أَنشد ابن بری لأَوس: و أَمْلَقَ ما عندی خُطوبٌ تَنَبَّلُ و فی المثل: ثارَ حابِلُهم علی نَابِلِهم أَی أَوْقَدوا بینهم الشرَّ. و نَبَّال، بالتشدید: صانعٌ للنَّبْل، و یقال أَیضاً: صاحب النَّبْل؛ قال إمرؤ القیس: و لیس بذی رُمْحٍ فیَطْعُننی به، و لیس بذی سَیْف، و لیس بنَبَّال یعنی لیس بذی نَبْل. و كان أَبو حَرَّار یقول: لیس بِنابِلٍ مثل لابِنٍ و تامِر. قال ابن بری: النَّبَّال، بالتشدید، الذی یعمل النَّبْل، و النابِلُ صاحب النَّبْل، هذا هو المستعمل؛ قال الراجز: ما عِلَّتی و أَنا جَلْدٌ نَابِلُ، و القَوْسُ فیها وَتَرٌ عُنابِلُ و نسب ابن الأَثیر هذا القول لعاصم و قال: نَابِل أَی ذو نَبْل، قال: و ربما جاء نَبَّال فی موضع نَابِل، و نَابِلٌ فی موضع نَبَّال. و لیس القیاس؛ قال سیبویه: یقولون لِذِی التَّمْر و اللَّبن و النَّبْل تامِر و لابِن و نَابِل، و إِن كان شی‌ء من هذا صَنْعَتَه تَمَّار و لَبَّان و نَبَّال، ثم قال: و قد تقول لِذِی السَّیْف سَیَّاف و لِذِی النَّبْل نَبَّال، علی التشبیه بالآخر،
(2). قوله [لا تجفوانی] هكذا فی الأصل و انظر الشاهد فیه (3). قوله [و لكن حقها هرد النبال] هكذا فی الأصل مضبوطاً
لسان العرب، ج‌11، ص: 643
و حِرْفَته النِّبالة. و مُتَنَبِّل: حامل نَبْل. وَ نَبَلَه بالنَّبْل یَنْبُلُه نَبْلًا: رماه بالنَّبْل. و قوم نُبَّلٌ: رُماةٌ؛ عن أَبی حنیفة. و نَبَلَه یَنْبُلُه نَبْلًا و أَنْبَلَه، كلاهما: أَعطاه النَّبْل. و أَنْبَلْته سهماً. أَعطیته. و اسْتنْبَلَه: سأَله النَّبْل. و نَبِّلْنی أَی هَبْ لی نِبالًا. و اسْتَنْبَلَنِی فلان فأَنْبَلْتُه أَی أَعطیته نَبْلًا، و فی الصحاح: اسْتَنْبَلَنی فَنَبَلْته أَی ناولته نَبْلًا. و نَبَلَ علی القوم یَنْبُلُ: لقط لهم النَّبْل ثم دفعها إِلیهم لیرموا بها. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: كنت أَیامَ الفِجار أَنْبُل علی عُمُومَتی، و‌روی: كنت أُنَبِّلُ علی عُمومتی یومَ الفِجَار؛ نَبَّلْت الرجل، بالتشدید، إِذا ناوَلْته النَّبْل لیرمی، و كذلك أَنْبَلْتُه. و‌فی الحدیث: إِنّ سعداً كان یرمی بین یدی النبی، صلی الله علیه و سلم، یوم أُحُد و النبیُّ یُنَبِّلُه، و فی روایة: و فتیً یُنَبِّلُه كلما نَفِدتْ نَبْلُه، و فی روایة: یَنْبُلُه، بفتح الیاء و تسكین النون و ضم الباء؛ قال ابن الأَثیر: قال ابن قتیبة و هو غلط من نَقَلة الحدیث لأَن معنی نَبَلْتُه أَنْبُلُه إِذا رمیته بالنَّبْل، و قال أَبو عمر الزاهد: بل هو صحیح، یعنی یقال نَبَلْته و أَنْبَلْته و نَبَّلْته؛ و منه‌الحدیث: الرامِی و مُنْبِله، و یجوز أَن یرید بالمُنْبِل الذی یردُّ النَّبْل علی الرامی من الهَدَف. و نَبَلَ بِسَهْم واحد: رَمَی به، و رجل نَابِلٌ: حاذِق بالنَّبْل. و قال أَبو زید: تَنَابَلَ فلان و فلان فَنَبَلَه فلان إِذا تَنافَرا أَیهما أَنْبَل، من النُّبْل، و أَیهما أَحذق عملًا. و نَابَلَنی فلان فنَبَلْتُه أَی كنت أَجود نَبْلًا منه؛ قال ابن سیدة: روی بعض أَهل العلم عن رؤبة قال سأَلناه عن قول إمرئ القیس: نَطْعُنُهم سُلْكَی و مَخْلوجةً، لَفْتَكَ لأْمین علی نَابِلِ «1». فقال: حدّثنی أَبی عن أَبیه قال: حدثتنی عمتی و كانت فی بنی دارِمٍ فقالت: سأَلت إمرأَ القیس و هو یشرب طِلاءً مع علقمة بن عَبَدة ما معنی: كَرَّكَ لأْمَیْنِ علی نَابِلِ فقال: مررت بنَابِلٍ و صاحبُه یناوِلُه الریش لُؤاماً و ظُهاراً فما رأَیت أَسرع منه و لا أَحسن فشبَّهت به. التهذیب: النَّابِل الذی یرمی بالنَّبْل فی قول إمرئ القیس: كَرَّكَ لأْمَیْنِ علی نَابِلِ و قیل: هو الذی یُسَوِّی النِّبال. و هو من أَنْبَلِ الناس أَی أَعلمهم بالنَّبْل؛ قال: تَرَّصَ أَفْواقَها و قَوَّمَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا و فلان نَابِل أَی حاذِق بما یُمارِسُه من عمل؛ و منه قول أَبی ذؤیب یصف عسلًا أَو نبعة: تَدَلَّی علیها، بالحِبال مُوَثَّقاً شدیدَ الوَصاةِ، نَابِلٌ و ابنُ نَابِلِ «2». الجوهری: و النَّابِلُ الحاذِق بالأَمر. یقال: فلان نَابِل و ابنُ نَابِل أَی حاذِق و ابن حاذِق؛ و أَنشد الأَصمعی لذی الإِصْبع: قَوَّمَ أَفْواقَها و تَرَّصَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا أَی أَعلَمُهم بالنَّبْل. قال ابن سیدة: و كل حاذِق
(1). قوله [لفتك إلخ] مع بعد كرك لأَمین إلخ هكذا فی الأصل (2). سیرد هذا البیت فی الصفحة التالیة و روایته مختلفة عما هو علیه هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 644
نَابِل؛ قال أَبو ذؤیب یصف عاسِلًا: تَدَلَّی علیها، بین سِبٍّ و خَیْطَةٍ، شدیدُ الوَصاة نَابِلٌ و ابنُ نَابِل جعله ابنَ نَابِل لأَنه أَحْذَق له. و أَنْبَلَ قداحه: جاء بها غِلاظاً جافِیة؛ حكاه أَبو حنیفة. و أَصابتنی خُطوب تَنَبَّلَت ما عندی أَی أَخذت؛ قال أوس بن حجر: لمَّا رأَیتُ العُدْمَ قَیَّد نائِلی، و أَمْلَقَ ما عندی خُطوبٌ تَنَبَّل تَنَبَّلتْ ما عندی: ذهبت بما عندی. و نَبَلَتْ: حَمَلتْ. و نَبَلَ الرجلَ بالطعام ینْبُله: علَّله به و ناوله الشی‌ء بعد الشی‌ء. و نَبَلَ به یَنْبُلُ: رَفَقَ. و لأَنْبُلَنَّك بنبالتك أَی لأَجزینك جزاءك. و النَّبْل: السیر الشدید السریع، و قیل: حسْن السوق للإِبل، نَبَلَها یَنْبُلُها نَبْلًا فیهما. ابن السكیت: نَبَلْت الإِبل أَنْبُلُها نَبْلًا إِذا سقتها سوقاً شدیداً. و نَبَلْت الإِبل أَی قمت بمصلحتها؛ قال زفر بن الخِیار المحاربی: لا تَأْوِیا للعِیسِ و انْبُلاها، فإِنها ما سَلِمَتْ قُواها، بَعِیدة المُصْبَحِ من مُمْساها، إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها، لَبِئْسَما بُطْءٌ و لا تَرْعاها «1» و النَّبْل: حُسْنُ السَّوْق، و النَّابِلُ: المُحْسِن للسوق أَبو زید «2». انْبُلْ بقومك أَی ارْفُقْ بقومك، و كل جامِعِ مَحْشورٍ أَی سیدِ جماعةٍ یحشُرهم أَی یجمَعُهم له نُبُلٌ أَی رِفْق. قال: و النَّبْلُ فی الحِذْق، و النَّبَالَةُ و النَّبْلُ فی الرجال. و یقال: ثَمَرة نَبِیلَة و قِدْح نَبِیل. و تَنَبَّلَ الرجلُ و البعیرُ: مات؛ و أَنشد ابن بری قول الشاعر: فقلت له: یَا با جُعادةَ إِنْ تَمُتْ، أَدَعْك و لا أَدْفِنْك حتی تَنَبَّل و النَّبِیلَة: الجِیفةُ. و النَّبِیلةُ: المَیْتةُ. ابن الأَعرابی: انْتَبَلَ إِذا مات أَو قتل و نحو ذلك. و أَنْبَلَه عُرْفاً: أَعطاه إِیَّاه. و التِّنْبَال: القصیر.

نتل؛ ج11، ص: 644

: نَتَلَ من بین أَصحابه یَنْتِلُ نَتْلًا و نَتَلاناً و نُتُولًا و اسْتَنْتَل: تقدَّم. و اسْتَنْتَلَ القومُ علی الماء إِذا تقدَّموا. و النَّتْل: هو التَّهَیُّؤُ فی القُدوم. و‌روی عن أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه، أَنه سُقِیَ لَبَناً ارْتاب به أَنه لم یحلَّ له شُربه فاسْتَنْتَل یَتَقَیَّأُ‌أَی تقدَّم. و اسْتَنْتَل للأَمر: استعدَّ له. أَبو زید: اسْتَنْتَلْت للأَمر اسْتِنْتالًا و ابْرَنْتَیْت ابْرِنْتاءً و ابْرَنْذَعْت ابْرِنْذاعاً كل هذا إِذا استعدَدْت له. ابن الأَعرابی: النَّتْل التقدُّم فی الخیر و الشر. و انْتَتَل إِذا سبق، و اسْتَنْتَل من الصفِّ إِذا تقدَّم أَصحابه. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی الحسن یلعب و معه صِبْیة فی السِّكّة فاسْتَنْتَلَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَمامَ القوم‌أَی تقدَّم. و‌فی الحدیث: یُمَثَّلُ القرآنُ
(1). قوله [لا تأویا إلخ] المشاطیر الثلاث الأول أوردها الجوهری، و فی الصاغانی و صواب إنشاده: لا تأویا للعیس و انْبُلاها لبئسما بطء و لا نرعاها فإنها أن سلمت قواها نائیة المرفق عن رحاها بعیدة المصبح من ممساها إذا الإكام لمعت صواها (2). قوله [أبو زید إلخ] عبارة الصاغانی: أبو زید یقال انْبُلْ بقومك أی ارفق بهم، قال صخر الغیّ: فانْبُلْ بقومك إما كنت حاشرهم و كل جامع محشور له نبل أی كل سید جماعة یحشرهم أی یجمعهم انتهی. و ضبط لفظ نبل بفتحتین و ضمتین و كتب علیه لفظ معاً، و بهذه العبارة یعلم ما فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 645
رجلًا فیُؤتی بالرجل كان قد حمله مُخالفاً له فَیَنْتَتِل خصماً له‌أَی یتقدَّم و یستعدّ لخصامه، و خصماً منصوب علی الحال. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَن ابنه عبد الرحمن بَرزَ یوم بدر مع المشركین فتركه الناسُ لِكَرامة أَبیه، فَنَتَلَ أَبو بكر و معه سیفُه‌أَی تقدَّم إِلیه. و‌فی حدیث سعد بن إِبراهیم: ما سبقَنا ابنُ شِهاب من العلم بشی‌ء إِلَّا كُنَّا نأْتی المجلسَ فیَسْتَنْتِلُ و یشدّ ثوبه علی صدره‌أَی یتقدّم. و النَّتْل: الجَذْب إِلی قدَّام. أَبو عمرو: النَّتْلَة البَیْضة و هی الدَّوْمَصَة، و النَّتْل بیض النَّعام یُدْفَن فی المَفازة بالماء، و النَّتَل بالتحریك مثله؛ و قول الأَعشی یصف مَفازة: لا یَتَنَمَّی لها فی القَیْظِ یَهْبِطُها إِلَّا الذین لهم، فیما أَتَوْا، نَتَلُ قال: زعموا أَن العرب كانوا یملؤُون بیضَ النعام ماءً فی الشتاء و یدفنونها فی الفَلَوَات البعیدة من الماء، فإِذا سلكوها فی القَیْظ استثاروا البیضَ و شربوا ما فیها من الماء، فذلك النَّتَل. قال أَبو منصور: أَصلُ النَّتْل التقدُّم و التهَیُّؤ للقدوم، فلما تقدَّموا فی أَمر الماء بأَن جعلوه فی البیض و دفنوه سمی البیض نَتْلًا. و تَنَاتَلَ النبتُ: التَفَّ و صار بعضه أَطول من بعض؛ قال عدی بن الرِّقاع: و الأَصلُ یَنْبُتُ فرْعُه مُتَنَاتِلًا، و الكفُّ لیس نَباتُها بسَواء و نَاتَلُ، بفتح التاء: اسم رجل من العرب. و نَاتِل: فرس ربیعة بن عامر «1». و نَتْلَة و نُتَیْلَة: و هی أُم العباس و ضرار ابنی عبد المطلب إِحدی نساء بنی النَّمِر بن قاسِط، و هی نُتَیْلَة بنت خبَّاب بن كلیب بن مالك بن عمرو «2». بن زید مَناة بن عامر، و هو الضَّحْیان من النَّمِر بن قاسِط بن ربیعة؛ و أَما قول أَبی النجم: یَطُفْن حَوْلَ نَتَلٍ وَزْوازِ فیقال: هو العبد الضخم؛ قال ابن بری و رواه ابن جنی: یَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإِ وَزْوازِ و الوَزَأُ: الشدید الخلْق القصیرُ السمینُ. و الوَزْوازُ: الذی یحرِّك اسْتَه إِذا مشی و یُلَوِّیها.

نثل؛ ج11، ص: 645

: نَثَلَ الرَّكِیَّة یَنْثِلُها نَثْلًا: أَخرج تُرابها، و اسم التراب النَّثِیلَةُ و النُّثَالَةُ. أَبو الجراح: هی ثَلَّة البئر و نَبِیثَتها. و النَّثِیلةُ: مثل النَّبِیثة، و هو تراب البئر. و قد نَثَلْت البئر نَثْلًا و أَنْثَلْتها: استخرجت تُرابها. و تقول: حُفْرتك نَثَل، بالتحریك، أَی محفورة. و نَثَلَ كِنانته نَثْلًا: استخرج ما فیها من النَّبْل، و كذلك إِذا نفضت ما فی الجراب من الزاد. و‌فی حدیث صهیب: و انْتَثَلَ ما فی كِنانته‌أَی استخرج ما فیها من السِّهام. و تَنَاثَلَ الناسُ إِلیه أَی انصبُّوا. و‌فی الحدیث: أَ یُحِبُّ أَحدكم أَن تُؤتی مَشْرُبَتُه فیُنْتَثَل ما فیها؟أَی یُستخرج و یؤخذ. و‌فی حدیث الشعبی: أَ ما تَری حُفْرتك تُنْثَل‌أَی یستخرج تُرابها، یرید القَبْر. و‌فی حدیث أَبی هریرة: ذهب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و أَنتم تَنْتَثِلونَها، یعنی الأَموالَ و ما فتح علیهم من زَهْرة الدنیا. و نَثَلَ الفرسُ یَنْثُلُ، فهو مِنْثَلٌ: راثَ؛ قال یصف بِرْذَوْناً:
(1). قوله [فرس ربیعة بن عامر] الذی فی القاموس: فرس ربیعة بن مالك (2). قوله [ابن عمرو إلخ] هكذا فی الأصل و شرح القاموس، و فی التهذیب: ابن عمرو بن عامر بن زید إلخ. و قوله ابن ربیعة هو فی الأصل أَیضاً و الذی فی التهذیب من ربیعة
لسان العرب، ج‌11، ص: 646
ثَقِیلٌ علی مَنْ ساسه، غیر أَنه مِثَلٌّ علی آرِیِّهِ الرَّوْثَ، مِنْثَلُ و قد تقدم مِثَلٌّ؛ قال أَبو منصور: أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذات حافِر من الخیل و البِغال و الحمیر. و قوله ثَلَّ و نَثَلَ أَی راثَ. و النَّثِیلُ: الرَّوْث. قال ابن سیدة: و لَعَمْری إِن هذا لَمِمَّا یقوّی روایة مَنْ روی الرَّوْثَ، بالنصب، قال الأَحمر: یقال لكل حافِر ثَلَّ و نَثَلَ إِذا راث. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: بین نَثِیلِه و مُعْتَلَفِه؛ النَّثِیلُ: الروث؛ و منه‌حدیث ابن عبد العزیز: أَنه دخل داراً فیها رَوْث فقال أَلَّا كَنَسْتم هذا النَّثِیل؟ و كان لا یسمی قبیحاً بقَبِیح.و نَثَلَ اللحمَ فی القدر یَنْثِلُه: وضعه فیها مقطَّعاً. و مَرَةٌ نَثُول: تفعَل ذلك كثیراً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ: یا ابْنَةَ شَحْمٍ، فی المَری‌ءِ بُولی أَی أَبشری بهذه الشَّحْمة المَجْمُولة الذائبة فی حَلْقك؛ قال ابن سیدَة: و هذا تفسیر ضعیف لأَن الشحمة لا تسمی جَمُولًا، إِنما الجَمُول المُذِیبةُ لها، قال: و أَیضاً فإِن هذا التفسیر الذی فسر ابن الأَعرابی هذا البیت إِذا تؤمِّل كان مُسْتَحیلًا؛ و قال الأَصمَعی فی قول ابن مقبل یصف ناقة: مُسامِیةً خَوْصاء ذات نَثِیلَةٍ، إِذا كان قَیْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا قال: مسامیة تسامِی خطامَها الطریقَ تنظُر إِلیه، و ذات نَثِیلَة أَی ذات بقیَّة من شَدِّه، و قَیْدامُ المَجَرَّةِ: أَوَّلها و ما تقدَّم منها، و الأَقْودُ: المستطیلُ. و النَّثْلَةُ: الدِّرْع عامة، و قیل: هی السابغة منها، و قیل: هی الواسعة منها مثل النَّثْرةِ. و نَثَل علیه دِرْعه یَنْثُلُها «3» صَبَّها. ابن السكیت: یقال قد نَثَلَ دِرْعه أَی أَلقاها عنه، و لا یقال نَثَرها. و‌فی حدیث طلحة: أَنه كان یَنْثُلُ دِرْعه إِذ جاءه سهم فوقع فی نَحْرِه، أَی یَصُبُّها علیه و یلبسها. و النَّثْلة: النُّقْرة التی بین السَّبَلَتَیْن فی وسَطِ ظاهر الشفة العُلْیا. و ناقة ذات نَثِیلة، بالهاء، أَی ذات لحم، و قیل: هی ذات بقیَّة من شحم. و المِنْثَلَة: الزِّنْبِیلُ، و الله أَعلم.

نجل؛ ج11، ص: 646

: النَّجْل: النَّسْل. المحكم: النَّجْل الولد، و قد نَجَلَ به أَبوه یَنْجُلُ نَجْلًا و نَجَلَه أَی ولَدَه؛ قال الأَعشی: أَنْجَبَ أَیَّامَ والِداهُ به، إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا قال الفارسی: معنی والداه به كما تقول أَنا بالله و بِكَ. و الناجِلُ: الكریم النَّجْل، و أَنشد البیت، و قال: أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه فی زمانه، و الكلام مقدَّم و مؤخَّر. و الانْتِجالُ: اختیار النَّجْل؛ قال: و انْتَجَلُوا من خیر فَحْلٍ یُنْتَجَلْ و النَّجْل: الوالد أَیضاً، ضدّ؛ حكی ذلك أَبو القاسم الزجاجی فی نوادره. یقال: قَبَحَ اللهُ ناجِلَیْه. و‌فی حدیث الزهری: كان له كَلْب صائد یطلب لها الفُحُولة یطلب نَجْلَه‌أَی ولدها. و النَّجْل: الرمی بالشی‌ء، و قد نَجَلَ به و نَجَلَه؛ قال إمرؤ القیس:
(3). قوله [یَنْثلُها] ضبط فی المحكم بضم المثلثة و كذا فی النهایة فی حدیث طلحة الآتی، و صنیع المجد یقتضی أنه من باب ضرب
لسان العرب، ج‌11، ص: 647
كأَنَّ الحَصَی من خَلْفها و أَمامِها، إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا و قد نَجَلَ الشی‌ءَ أَی رمَی به. و الناقة تَنْجُلُ الحَصَی مَناسِمُها نَجْلًا أَی ترمِی به و تدفعه. و نَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم رجلك فتدحرج. یقال: من نَجَلَ الناس نَجَلُوه أَی من شارَّهم شارُّوه. و‌فی الحدیث: من نَجَل الناس نَجَلوه‌أَی مَنْ عاب الناس عابوه و مَنْ سَبَّهم سبُّوه و قَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما یَقْطع المِنْجَل الحشیشَ، و قد صُحِّف هذا الحرف فقیل فیه: نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه، فهو ینْحَله یُسابُّه؛ و أَنشد لطرفة: فَذَرْ ذَا، وَ انْحَل النُّعْمان قَوْلًا، كنَحْتِ الفَأْسِ، یُنْجِد أَو یَغُور قال الأَزهری: قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل و هو تصحیف لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغیبةِ؛ قال الأَزهری: قاله اللیث بالحاء و هو تصحیف. و النَّجْل و الفَرْض معناهما القَطْع؛ و منه قیل للحدیدة ذات الأَسنان: مِنْجَل، و المِنْجَل ما یُحْصَد به. و‌فی الحدیث: و تُتَّخَذ السُّیوف مَنَاجِل؛ أَراد أَن الناس یتركون الجهاد و یشتغلون بالحَرْث و الزِّراعة، و المیم زائدة. و المِنْجَل: المِطْرَد؛ قال مسعود بن وكیع: قد حَشَّها اللیل بِحادٍ مِنْجَلِ أَی مِطْرَد یَنْجلُها أَی یسرع بها. و المِنْجَل: الذی یقضَب به العود من الشجر فیُنْجَلُ به أَی یرمَی به؛ قال سیبویه: و هذا الضرب مما یُعتمل به مكسور الأَول، كانت فیه الهاء أَو لم تكن؛ و استعاره بعض الشعراء لأَسْنان الإِبل فقال: إِذا لم یكن إِلَّا القَتادُ، تَنَزَّعت مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب ابن الأَعرابی: النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ فی السابِل، و هو مِحْمَل الطیَّانین، إِلی البَنَّاء. و نَجَل الشی‌ءَ یَنْجُله نَجْلًا: شقَّه. و المَنْجُول من الجلود: الذی یُشق من عُرْقوبَیْه جمیعاً ثم یسلَخ كما تسلخ الناس الیوم؛ قال المُخَبَّل: و‌أَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ نَاجِلُهْ یعنی بالرَّهْو هنا خُلَیدة بنت الزِّبْرقان، و لها حدیث مذكور فی موضعه. و قد نَجَلْتُ الإِهاب و هو إِهابٌ مَنْجُول؛ اللحیانی: المَرْجُول و المَنْجُول الذی یُسلخ من رجلیه إِلی رأْسه. أَبو السَّمَیْدع: المَنْجول الذی یُشقّ من رجله إِلی مذبحه، و المَرْجُول الذی یُشقّ من رجله ثم یقلَب إِهابه. و نَجَلَه بالرُّمْح یَنْجُلُه نَجْلًا: طَعَنه و أَوسع شَقَّه. و طَعْنة نَجْلاء أَی واسعة بَیِّنة النَّجَل. و سِنان مِنْجَل واسع الجُرْح. و طَعْنة نَجْلَاء: واسعة. و بئر نَجْلاء المَجَمِّ: واسِعَته؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِیِّ العَلَمْ، واسعةَ الشُّقّة، نَجْلاءَ المَجَمْ و النَّجَل، بالتحریك: سعة شقِّ العین مع حُسْنٍ، نَجِلَ نَجَلًا و هو أَنْجَلُ، و الجمع نُجْل و نِجَال، و عین نَجْلاء، و الأَسد أَنْجَلُ. و‌فی حدیث الزبیر: عینین نَجْلاوَیْن؛ عین نَجْلَاء أَی واسعة. و سنان مِنْجَل إِذا كان یُوسِّع خرق الطعنة؛ و قال أَبو النجم: سِنانُها مثل القُدامَی مِنْجَل
لسان العرب، ج‌11، ص: 648
و مَزاد أَنْجَلُ: واسع عریض. و لیل أَنْجَلُ: واسع طویل قد علا كلَّ شی‌ء و أَلبَسَه، و لیلة نَجْلاء. و النَّجْل: الماء السائل. و النَّجْل: الماءُ المُستنقِع، و الولَد، و النَّزُّ، و الجمع الكثیر من الناس، و المَحَجَّة الواضحة، و سلْخ الجِلْد من قَفاه. و النَّجْل أَیضاً: إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة و إِظهارها. و النَّجْل: السیر الشدید و الجماعة أَیضاً تَجتمع فی الخیر. و‌روی عن عائشة، رضی الله عنها، أَنها قالت: قَدِم رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، المدینةَ و هی أَوْبأُ أَرض الله و كان وادیها یَجْری نَجْلًا؛ أَرادت أَنه كان نَزًّا و هو الماء القلیل، تعنی وادیَ المدینة، و یجمع علی أَنْجَال؛ و منه‌حدیث الحرث بن كَلْدة: قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجَال و البَعوض‌أَی النُّزُوز و البَقِّ. و یقال: استَنْجَلَ الموضع أَی كثُر به النَّجْل و هو الماء یظهر من الأَرض. المحكم: النَّجْل النزّ الذی یخرج من الأَرض و الوادی، و الجمع نِجَال. و استَنْجَلَتِ الأَرض: كثرت فیها النِّجال. و اسْتَنْجَلَ النزَّ: استخرجه. و اسْتَنْجَلَ الوادی إِذا ظهرَ نُزُوزه. الأَصمعی: النَّجْل ماء یُستَنْجَلُ من الأَرض أَی یستخرج. أَبو عمرو: النَّجْل الجمع الكثیر من الناس، و النَّجْل المَحَجَّة. و یقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً: مِنْجَل؛ قال لبید: بِجَسْرَة تَنْجُلُ الظِّرَّانَ ناجیةٍ، إِذا توقَّد فی الدَّیْمُومة الظُّرَر أَی تثیرُها بخفها فترمی بها. و النَّجْل: مَحْوُ الصبیّ اللوح. یقال: نَجَل لوحَه إِذا محاه. و فحل نَاجِل: و هو الكریم الكثیر النَّجْل؛ و أَنشد: فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها، و انْتَجَلُوا من خیر فحل یُنْتَجَل و فرس نَاجِل إِذا كان كریم النَّجْل. أَبو عمرو: التَّنَاجُلُ تنازع الناس بینهم. و قد تَنَاجَلَ القومُ بینهم إِذا تنازعوا. و انْتَجَلَ الأَمرُ انْتِجَالًا إِذا استبان و مضی. و نَجَلْت الأَرض نَجْلًا: شقَقْتها للزراعة. و الإِنْجِیل: كتاب عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، یؤَنث و یذكَّر، فمَن أَنث أَراد الصحیفة، و من ذكَّر أَراد الكتاب. و‌فی صفة الصحابة، رضی الله عنهم: معه قومٌ صُدورُهم أَناجِیلُهم؛ هو جمع إِنْجِیل، و هو اسم كتاب الله المنزَّلِ علی عیسی، علیه السلام، و هو اسم عِبرانیّ أَو سُرْیانیّ، و قیل: هو عربی، یرید أَنهم یقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم و یجمعونه فی صدورهم حِفظاً، و كان أَهل الكتاب إِنما یقرؤون كتبهم فی الصحف و لا یكاد أَحدهم یجمعها حفظاً إِلا القلیل، و‌فی روایة: و أَناجِیلهم فی صدورهم‌أَی أَن كتُبَهم محفوظة فیه. و الإِنْجِیل: مثل الإِكْلِیل و الإِخْرِیط، و قیل اشتقاقه من النَّجْل الذی هو الأَصل، یقال: هو كریم النَّجْل أَی الأَصل و الطَّبْع، و هو من الفِعل إِفْعِیل. و قرأَ الحسن: و لیحكُم أَهل الأَنْجِیل، بفتح الهمزة، و لیس هذا المثال من كلام العرب. قال الزجاج: و للقائل أَن یقول هو اسم أَعجمی فلا یُنكَر أَن یقع بفتح الهمزة لأَن كثیراً من الأَمثلة العجمیة یخالف الأَمثلةَ العربیة نحو آجَر و إِبراهیم و هابِیل و قابِیل. و النَّجِیل: ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف، و الجمع نُجُل. قال أَبو حنیفة: هو خیر الحَمْض كله و أَلْیَنُه علی السائمة. و أَنْجَلُوا دوابَّهم: أَرسلوها فی النَّجِیل. و النَّواجِلُ من الإِبل: التی ترعَی النجیل، و هو الهَرْم من الحَمْض. و نَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ.
لسان العرب، ج‌11، ص: 649
و النَّجِیل: ما تكسَّر من ورَق الهَرْم، و هو ضرْب من الحَمْض؛ قال أَبو خراش یصف ماءً آجِناً: یُفَجِّین بالأَیْدی علی ظهر آجِنٍ، له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ و نَجِیلُ «1». ابن الأَعرابی: المِنْجَل السائق الحاذِق، و المِنْجَل الذی یمحو أَلْواح الصِّبْیان، و المِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ، و المِنْجَل الرجل الكثیر الأَولاد، و المِنْجَل البعیر الذی یَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه. و الصَّحْصَحانُ الأَنْجل: هو الواسع. و نَجَلْت الشی‌ء أَی استخرجْته. و مَناجِلُ: اسم موضع؛ قال لبید: و جادَ رَهْوَی إِلی مَنَاجِلَ فالصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

نحل؛ ج11، ص: 649

: النَّحْل: ذُباب العسل، واحدته نَحْلَة. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهَی عن قَتْل النَّحْلَة و النَّمْلة و الصُّرَد و الهُدْهُد؛ و‌روی عن إِبراهیم الحربی أَنه قال: إِنما نهی عن قتلهنَّ لأَنهنَّ لا یؤْذِین الناسَ، و هی أَقل الطیور و الدوابِّ ضرراً علی الناس، لیس هی مثل ما یتأَذی الناسُ به من الطیور الغُرابِ و غیره، قیل له: فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل؟ قال: النَّمْلة لا تعَضّ إِنما یَعَضّ الذر، قیل له: إِذا عضَّت الذرة تُقتَل؟ قال: إِذا آذَتْك فاقتلها.و النَّحْل: دَبْر العسل، الواحدة نَحْلَة. و قال أَبو إِسحق الزجاج فی قوله عز و جل: وَ أَوْحیٰ رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ؛ جائز أَن یكون سمی نَحْلًا لأَن الله عز و جل نَحَل الناسَ العسلَ الذی یخرج من بطونها. و قال غیره من أَهل العربیة: النَّحْل یذكَّر و یؤنث و قد أَنثها الله عز و جل فقال: أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبٰالِ بُیُوتاً؛ و من ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لفظه مذكر، و من أَنثه فلأَنه جمع نَحْلة. و‌فی حدیث ابن عمر: مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة؛ المشهور فی الروایة بالخاء المعجمة، و هی واحدة النَّخْل، و روی بالحاء المهملة، یرید نَحْلة العسل، و وجه المشابهة بینهما حِذْق النَّحْل و فِطْنته و قلَّة أَذاه و حَقارته و منفعتُه و قُنوعه و سعیُه فی اللیل و تنزُّهه عن الأَقذار و طیبُ أَكله و أَنه لا یأْكل من كسب غیره و نحُوله و طاعتُه لأَمِیره؛ و إِنّ للنَّحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها: الظلمةُ و الغَیْمُ و الریحُ و الدخانُ و الماء و النارُ، و كذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله: ظلمةُ الغفلة و غیمُ الشكّ و ریحُ الفتنة و دُخَان الحرامِ و ماءُ السَّعةِ و نارُ الهوَی. الجوهری: النَّحْل و النحْلة الدَّبْر، یقع علی الذكر و الأُنثی حتی تقول یَعْسُوب. و النَّحْل: الناحِلُ؛ و قال ذو الرمة: یَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتالُها «2». و نَحِلَ جسمُه و نَحَلَ یَنْحَلُ و یَنْحُلُ نُحُولًا، فهو نَاحِل: ذهَب من مرض أَو سفَر، و الفتح أَفصح؛ و قول أَبی ذؤَیب: و كنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافها، حتی استَدقَّ نُحولُها إِنما أَراد ناحِلها، فوضع المصدر موضع الاسم، و قد یكون جمع ناحِل كأَنه جعل كل طائفة من العظم ناحِلًا، ثم جمعه علی فُعُول كشاهِد و شُهود، و رجل نَحِیل من قوم نَحْلَی و ناحِل، و الأُنثی ناحِلة، و نساءٌ نَوَاحِل و رجال نُحَّل. و‌فی حدیث أُم معبَد: لم تَعِبْه نَحْلَة‌أَی دِقَّة و هُزال. و النُّحْل الاسم؛ قال القتیبی: لم أَسمع بالنُّحْل فی غیر هذا الموضع إِلا
(1). قوله [یفجین إلخ] هكذا فی الأصل بالجیم، و تقدم فی مادة أسد یفحین بالحاء، و الصواب ما هنا (2). انظر روایة هذا البیت لاحقاً فی هذه الكلمة
لسان العرب، ج‌11، ص: 650
فی العَطِیَّة. و النُّحُول: الهُزال، و أَنْحَلَه الهمُّ، و جملٌ نَاحِل: مهزول دَقِیقٌ. و جمل نَاحِل: رقیق. و النَّوَاحِلُ: السیوف التی رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال. و سیف نَاحِل: رقیق، علی المَثل؛ و قول ذی الرمة: أَ لم تَعْلَمِی، یا مَیُّ، أَنَّا و بیننا مَهاوٍ یَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتالُها هو جمع نَاحِل، جعل كل جزءٍ منها ناحِلًا؛ قال ابن سیدة: و هو عندی اسم للجمع لأَن فاعِلًا لیس مما یكسَّر علی فَعْل، قال: و لم أَسمع به إِلا فی هذا البیت. الأَزهری: السیف الناحِل الذی فیه فُلُول فیُسَنُّ مرَّة بعد أُخری حتی یَرِقَّ و یذهب أَثَرُ فُلُوله، و ذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم انفلَّ فیُنْحِی القَیْنُ علیه بالمَداوِس و الصَّقْل حتی تَذهب فُلوله؛ و منه قول الأَعشی: مَضارِبُها، من طُول ما ضَرَبوا بها، و مِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِین، نَواحِلُ و قمرٌ نَاحِل إِذا دقَّ و اسْتَقْوَس. و نَحْلةُ: فرس سُبَیْع بن الخَطِیم. و النُّحْل، بالضم: إِعْطاؤُك الإِنسانَ شیئاً بلا اسْتِعاضةٍ، و عمَّ به بعضهم جمیعَ أَنواع العَطاء، و قیل: هو الشی‌ء المُعْطی، و قد أَنْحَلَه مالًا و نَحَلَه إِیاه، و أَبی بعضُهم هذه الأَخیرة. و نُحْل المرأَةِ: مَهْرُها، و الاسم النِّحْلَة، تقول: أَعطیتها مهرَها نِحْلَة، بالكسر، إِذا لم تُرِد منها عِوَضاً. و فی التنزیل العزیز: وَ آتُوا النِّسٰاءَ صَدُقٰاتِهِنَّ نِحْلَةً. و قال أَبو إِسحاق: قد قیل فیه غیرُ هذا القول، قال بعضهم: فَرِیضةً، و قال بعضهم: دِیانةً، كما تقول فلان یَنْتَحِل كذا و كذا أَی یَدِینُ به، و قیل: نِحْلَةً أَی دِیناً و تَدَیُّناً، و قیل: أَراد هِبةً، و قال بعضهم: هی نِحْلة من الله لهنَّ أَن جعل علی الرجل الصَّداق و لم یجعل علی المرأَة شیئاً من الغُرْم، فتلك نِحْلة من الله للنِّساء. و نَحَلْت الرجلَ و المرأَةَ إِذا وهبت له نِحْلة و نُحْلًا، و مثلُ نِحْلة و نُحْل حِكْمةٌ و حُكْمٌ. و فی التهذیب: و الصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلیة كانوا لا یُعطون النساء من مُهورِهنَّ شیئاً، فقال الله تعالی: وَ آتُوا النِّسٰاءَ صَدُقٰاتِهِنَّ نِحْلَةً، هبة من الله للنساء فریضة لهنَّ علی الأَزواج، كان أَهل الجاهلیة إِذا زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلًا یسمَّی الحُلْوان، و كانوا یسمون ذلك الشی‌ء الذی یأْخذه النافِجَة، كانوا یقولون بارك الله لك فی النافِجَة فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم. الجوهری: النُّحْل، بالضم، مصدر قولك نَحَلْته من العطیَّة أَنْحَلُه نُحْلًا، بالضم. و النِّحْلَة، بالكسر: العطیَّة. و النُّحْلَی: العطیة، علی فُعْلی. و نَحَلْتُ المرأَة مهرَها عن طِیب نفس من غیر مطالبة أَنْحَلُها، و یقال من غیر أَن یأْخذ عوضاً، یقال: أَعطاها مهرَها نِحْلةً، بالكسر؛ و قال أَبو عمرو: هی التسمیة أَن یقول نَحَلْتُها كذا و كذا و یَحُدّ الصداق و یُبَیِّنه. و‌فی الحدیث: ما نَحَلَ والدٌ ولداً من نُحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ؛ النُّحْلُ: العطیة و الهبة ابتداء من غیر عوض و لا استحقاق. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا بلغ بنو أَبی العاص ثلاثین كان مالُ الله نُحْلًا؛ أَراد یصیر الفی‌ء عطاء من غیر استحقاق علی الإِیثار و التخصیص. المحكم: و أَنْحَلَ ولدَه مالًا و نَحَلَه خصَّه بشی‌ء منه، و النُّحْل و النُّحْلانُ اسم ذلك الشی‌ء المعطی. و النِّحْلةُ: الدَّعْوَی. و انْتَحَلَ فلانٌ شِعْر فلانٍ. أَو قولَ فلانٍ إِذا ادّعاه أَنه قائلُه. و تَنَحَّلَه: ادَّعاه و هو لغیره. و‌فی الخبر: أَنَّ عُرْوَة بن الزبیر و عبید
لسان العرب، ج‌11، ص: 651
الله بن عتبة بن مسعود دَخلا علی عمر بن عبد العزیز، و هو یومئذ أَمیر المدینة، فجری بینهم الحدیث حتی قال عُرْوَة فی شی‌ء جری من ذِكْر عائشة و ابن الزبیر: سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ أَحداً حُبِّی عبدَ الله بنَ الزبیر، لا أَعنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و لا أَبَوَیَّ، فقال له عمر: إِنكم لتَنْتَحِلون عائشة لابن الزبیر انْتِحَالَ مَنْ لا یَرَی لأَحد معه فیها نصیباً فاستعاره لها؛ و قال ابن هَرْمة: و لم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فیها، و لم تُعْجِزْنیَ المِدَحُ الجِیادُ و نَحَلَه القولَ یَنْحَلُه نَحْلًا: نَسَبه إِلیه. و نَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلًا، بالفتح: إِذا أَضَفْت إِلیه قولًا قاله غیره و ادّعیتَه علیه. و فلان یَنْتَحِلُ مذهبَ كذا و قبیلةَ كذا إِذا انتسب إِلیه. و یقال: نُحِلَ الشاعرُ قصیدة إِذا نُسِبَت إِلیه و هی من قِیلِ غیره؛ و قال الأَعشی فی الانْتِحَال: فكیْفَ أَنا و انْتِحَالِی القَوا فِ، بَعدَ المَشِیب، كفَی ذاك عارا و قَیَّدَنی الشِّعْرُ فی بیتِه، كما قَیَّد الأُسُراتُ الحِمارا أَراد انْتِحَالِی القوافیَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافی علی سقوط الیاء فحذفها، كما قال الله عز و جل: وَ جِفٰانٍ كَالْجَوٰابِ، و تَنَحَّلَه مثلُه؛ قال الفرزدق: إِذا ما قُلْتُ قافِیةً شَرُوداً، تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ و قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی فی قولهم انْتَحَلَ فلانٌ كذا و كذا: معناه قد أَلزَمَه نفْسه و جعله كالمِلْك له، و هی الهبة «3» و العطیة یُعْطاها الإِنسانُ. و‌فی حدیث قتادة بن النعمان: كان بُشَیرُ بن أُبَیْرِق یقولُ الشعرَ و یهجو به أَصحابَ النبی، صلی الله علیه و سلم، و یَنْحَلُه بعضَ العرب‌أَی یَنْسُبه إِلیهم من النِّحْلة و هی النِّسْبة بالباطِل. و یقال: ما نِحْلَتُكَ أَی ما دِینُكَ؟ الأَزهری: اللیث یقال نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو یَنْحَله یُسابُّه؛ قال طرفة: فَدَعْ ذا، و انْحَل النُّعمانَ قَوْلًا كنَحْت الفأْسِ، یُنْجِد أَو یَغُور قال الأَزهری: نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ، و هو تصحیف لنَجَل فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِیبة. و‌یروی الحدیث: من نَجَل الناسَ نَجَلوه‌أَی مَنْ عابَ الناس عابوه و من سبَّهم سبُّوه، و هو مثل ما‌روی عن أَبی الدرداء: إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك، و إِن تَرَكْتَهم لم یَتْركوك؛ قوله: إِن قارضتهم مأْخوذ من‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: رفَع اللهُ الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذی حَرِج، و قد فسر فی موضعه.

نخل؛ ج11، ص: 651

: نَخَلَ الشی‌ءَ یَنْخُلُه نَخْلًا و تَنَخَّلَه و انْتَخَلَه: صَفَّاه و اختارَه؛ و كل ما صُفِّیَ لیُعْزَل لُبابُه فقد انتُخِلَ و تُنُخِّلَ، و النُّخَالَة: ما تُنُخِّل منه. و النَّخْل: تَنْخِیلُك الدقیقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل نخالته عن لُبابه. و النُّخَالَة أَیضاً: ما نُخِل من الدقیق. و نَخْلُ الدقیق: غَرْبَلتُه. و النُّخَالَة أَیضاً: ما بَقی فی المُنْخُل مما یُنْخَل؛ حكاه أَبو حنیفة، قال: و كلُّ ما نُخِلَ فما یبقی فلم یَنْتَخِلْ نُخالةٌ، و هذا علی السلب. و المُنْخُل و المُنْخَل: ما یُنْخَل به، لا نظیر له إِلَّا قولهم
(3). قوله [كالملك له و هی الهبة] كذا فی الأصل. و عبارة المحكم: كالملك له، أخذ من النحلة و هی الهبة و بها یظهر مرجع الضمیر‌لسان العرب، ج‌11، ص: 652‌مُنْصُل و مُنْصَل، و هو أَحد ما جاء من الأَدوات علی مُفْعل، بالضم. و أَما قولهم فیه مُنْغُل، فعَلی البدل للمضارعة. و انْتَخَلْتُ الشی‌ء: استقصیت أَفضله، و تَنَخَّلْتُه: تَخَیَّرْتُه. و رجل نَاخِلُ الصَّدْر أَی ناصحٌ. و إِذا نخلْت الأَدویة لتَسْتَصْفی أَجودَها قلت: نَخَلْت و انْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِیة، و الانتِخالُ الاختیار لنفسك أَفضله، و كذلك التَّنَخُّل؛ و أَنشد: تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، و لم أَكنْ لِغیرهمُ، فیما مضَی، أَتَنَخَّل و انْتَخَلْت الشی‌ء: استَقْصَیْت أَفضَله، و تَنَخَّلْتُه: تخیَّرته. و‌فی الحدیث: لا یقبل الله من الدعاء إِلَّا النَّاخِلة‌أَی المنخولة الخالصة، فاعلة بمعنی مفعولة ك مٰاءٍ دٰافِقٍ؛ و‌فیه أَیضاً: لا یقبلُ الله إِلا نَخَائِلَ القلوب‌أَی النِّیّات الخالصة. یقال: نَخَلْتُ له النصیحة إِذا أَخلصتها. و النَّخْلُ: تَنْخیلُ الثَّلج و الوَدْق؛ تقول: انْتَخَلَتْ لیلتُنا الثلجَ أَو مطراً غیر جَوْد. و السَّحاب یَنْخُلُ البرَدَ و الرَّذاذَ و یَنْتَخِلُه. و النَّخْلَة: شجرة التمر، الجمع نَخْل و نَخِیل و ثلاث نَخَلات، و استعار أَبو حنیفة النَّخْلَ لشجر النارَجیل تحمِل كَبائِس فیها الفَوْفَل «1» أَمثال التمر؛ و قال مرة یصف شجر الكاذِی: هو نَخْلَة فی كل شی‌ء من حِلیتها، و إِنما یرید فی كل ذلك أَنه یشبه النَّخْلَة، قال: و أَهل الحجاز یؤنثون النخل؛ و فی التنزیل العزیز: وَ النَّخْلُ ذٰاتُ الْأَكْمٰامِ؛ و أَهل نجد یذكِّرون؛ قال الشاعر فی تذكیره: كنَخْلٍ من الأَعْراض غیر مُنَبَّقِ قال: و قد یُشْبِه غیرُ النَّخْل فی النِّبْتة النَّخْلَ و لا یسمی شی‌ء منه نَخْلًا كالدَّوْم و النارَجیل و الكاذِی و الفَوْفَل و الغَضَف و الخَزَم. و‌فی حدیث ابن عمر: مَثَل المؤمن كمثَل النَّحْلة، و المشهور‌فی الروایة: كمثل النَّخْلة؛ بالخاء المعجمة، و هی واحدة النَّخْل، و روی بالحاء المهملة، یرید نحْلة العسَل، و قد تقدم. و أَبو نَخْلة: كنیة؛ قال أَنشده ابن جنی عن أَبی علی: أُطْلُبْ، أَبا نَخْلَة، مَنْ یأْبُوكا فقد سأَلنا عنك مَنْ یَعْزُوكا إِلی أَبٍ، فكلُّهم یَنْفِیكا و أَبو نُخَیْلَة: شاعر معروف كُنِّی بذلك لأَنه وُلِد عند جِذْع نخلة، و قیل: لأَنه كانت له نُخَیْلة یَعْتَهِدها؛ و سماه بَخْدَجٌ الشاعر النُّخَیْلات فقال یهجوه: لاقی النُّخَیْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّی، و شَلًّا لِلِّئام مِشْقَذا «2». و نَخْلة: موضع؛ أَنشد الأَخفش: یا نَخْلَ ذاتِ السِّدْر و الجَراوِلِ، تَطاوَلی ما شئتِ أَن تَطاوَلی، إِنَّا سَنَرْمِیكِ بكلِّ بازِلِ جمع بین الكسرة و الفتحة. و نُخَیْلَةُ: موضع بالبادیة. و بَطن نَخْلَة بالحجاز: موضع بین مكة و الطائف. و نَخْلٌ: ماءٌ معروف. و عَین نَخْل: موضع؛ قال:
(1). قوله [لشجر النارجیل تحمل كبائس فیها الفوفل] كذا فی الأصل. و عبارة المحكم: لشجر النارجیل و ما شاكله، فقال: أخبرت أن شجرة الفوفل نَخْلَة مثل نخلة النارجیل تحمل كبائس فیها الفوفل إلخ. ففی عبارة الأصل سقط ظاهر (2). قوله [للئام] هو روایة المحكم هنا، و روایته فی حنذ: للأعادی
لسان العرب، ج‌11، ص: 653
من المتعرِّضات بعَیْن نَخْل، كأَنَّ بَیاضَ لَبَّتِها سَدِینُ و ذو النُّخَیْل: موضع؛ قال: قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذا النُّخَیْل، و قد أَری و أبیَّ مالكِ ذو النُّخَیْل بدار «1». أَبو منصور: فی بلاد العرب وادیان یُعرفان بالنَّخْلَتَیْنِ: أَحدهما بالیمامة و یأْخذ إِلی قُری الطائف، و الآخر یأْخذ إِلی ذات عِرْق. و المُنَخَّل، بفتح الخاء مشددة: اسم شاعر؛ و من أَمثال العرب فی الغائب الذی لا یُرْجی إِیابُه: حتی یَؤُوبَ المُنَخَّل، كما یقال: حتی یؤُوبَ القارِظ العَنزیّ؛ قال الأَصمعی: المُنَخَّل رجل أُرسل فی حاجة فلم یرجِع، فصار مثلًا یضرب فی كل من لا یرجی؛ یقال: لا أَفعله حتی یؤُوب المُنَخَّل. و المُتَنَخِّل: لقب شاعر من هذیل، و هو مالك بن عُوَیمِر أَخی بنی لِحْیان من هذیل. و بنو نَخْلان: بطن من ذی الكَلاع؛ و قول الشاعر: رأَیتُ بها قضیباً فوق دِعْصٍ، علیه النَّخْل أَیْنَع و الكُروم فالنَّخْل قالوا: ضرْب من الحُلیّ، و الكُرومُ: القلائد، و الله أَعلم.

ندل؛ ج11، ص: 653

: النَّدْل: نَقْل الشی‌ء و احتِجانُه. الجوهری: النَّدْل النَّقْل و الاختلاس. المحكم: نَدَلَ الشی‌ءَ نَدْلًا نقَله من موضع إِلی آخر، و نَدَلَ التمرَ من الجُلَّة، و الخُبزَ من السُّفْرة یَنْدُلُه نَدْلًا غرَف منهما بكفِّه جمعاء كُتَلًا، و قیل: هو الغَرْف بالیدین جمیعاً، و الرجل مِنْدَل، بكسر المیم؛ و قال یصف رَكْباً و یمدح قوم دارِین بالجُود: یَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِیابُهم، و یَخْرُجْن من دارِینَ بُجْرَ الحَقائب علی حینَ أَلهی الناسَ جُلُّ أُمورِهم، فَنَدْلًا زُرَیقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب یقول: انْدُلِی یا زُرَیْقُ، و هی قبیلة، نَدْلَ الثعالِب، یرید السُّرْعة؛ و العرب تقول: أَكْسَبُ من ثعلب؛ قال ابن بری: و قیل فی هذا الشاعر إِنه یصِف قوماً لُصوصاً یأْتون من دارِین فیسرقون و یَمْلؤُون حَقائبهم ثم یفرِّغونها و یعودون إِلی دارین، و قیل: یصف تُجَّاراً، و قوله علی حین أَلهی الناسَ جُلُّ أُمورهم: یرید حین اشتغل الناس بالفِتَن و الحروب، و البُجْرُ: جمع أَبْجَر و هو العظیم البطن، و النَّدْل: التَّناوُل؛ و به فسر بعضهم قوله: فَنَدْلًا زُرَیْقُ المالَ … و یقال: انْتَدَلْت المال و انْتَبَلْته أَی احتملته. ابن الأَعرابی: النُّدُل «2». خَدَم الدعوة؛ قال الأَزهری: سُمُّوا نُدُلًا لأَنهم ینقُلون الطعام إِلی مَنْ حضر الدَّعْوة. و نَدَلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها من البئر. و النَّدْلُ: شبه الوَسَخ «3» و نَدِلَت یدُه نَدَلًا غمِرت. و المِنْدِیلُ و المَنْدِیلُ نادر و المِنْدَل، كله: الذی یُتَمَسَّح به، قیل: هو من النَّدْل الذی هو الوسخ، و قیل: إِنما اشتقاقه من النَّدْل الذی هو التناول؛ قال اللیث: النَّدْل كأَنه الوسخ من غیر استعمال فی العربیة، و قد تَنَدَّلَ به و تَمَنْدَلَ؛ قال أَبو عبید: و أَنكر الكسائی تَمَنْدَلَ. و تَنَدَّلْت بالمِنْدِیل
(1). قوله: و أبیّ مالك ذو النخیل؛ هكذا فی الأصل (2). قوله [الندل] فی القاموس بضمتین، و فی خط الصاغانی بفتحتین (3). قوله [و الندل شبه الوسخ] ضبط فی القاموس بسكون الدال و كذا فی المحكم فی كل موضع إلا المصدر، و فی الأصل بالسكون فی قوله بعد یجوز أن یكون من الندل الذی هو الوسخ، و ضبط فی مصدر الفعل هنا بالتحریك
لسان العرب، ج‌11، ص: 654
و تَمَنْدَلْت أَی تمسَّحت به من أَثر الوَضوء أَو الطَّهور؛ قال: و المِنْدِیلُ، علی تقدیر مِفْعِیل، اسم لما یمسَح به، قال: و یقال أَیضاً تَمَنْدَلْت. و المَنْدَل «1». و المَنْقَل: الخُفّ؛ عن ابن الأَعرابی، یجوز أَن یكون من النَّدْل الذی هو الوسخ لأَنه یَقِی رجل لابسه الوسخ، و یجوز أَن یكون من النَّدْل الذی هو التَّناوُل لأَنه یُتناوَل لِلُّبْس؛ قال ابن سیدة: و قوله أَنشده أَبو زید: بِتْنا و باتَ سقِیطُ الطَّلِّ یضرِبُنا، عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ قال: یجوز أَن یعنی به امرأَة فیكون فَعُولًا من النَّدْل الذی هو شبیه الوسخ، و إِنما سماها بذلك لوسخها، و قد یجوز أَن یكون عنی به رجلًا، و أَن یكون عنی به الضبُع، و أَن یكون عنی كلبة أَو لَبُوءَةً، أَو أَن یكون موضعاً. و المُنَوْدِل: الشیخ المُضْطَرِب من الكِبَر. و نَوْدَلَ الرجلُ: اضطرب من الكِبَر. و مَنْدَل: بلدٌ بالهند. و المَنْدَلِیُّ من العُود: أَجودُه نُسِب إِلی مَنْدَل، هذا البلدِ الهِنْدِیِّ، و قیل: المَنْدَل و المَنْدَلِیُّ عودُ الطیب الذی یُتبخَّر به من غیر أَن یُخَصَّ ببلد؛ و أَنشد الفراء للعُجیر السلولی: إِذا ما مَشَتْ نادی بما فی ثِیابها ذَكِیُّ الشَّذَا، و المَنْدَلِیُّ المُطَیَّر «2». یعنی العُود. قال المبرّد: المَنْدَل العود الرطْب و هو المَنْدَلِیُّ؛ قال الأَزهری: هو عندی رباعی لأَن المیم أَصلیة لا أَدری أَ عربیّ هو أَو معرب، و المُطَیَّر: الذی سطعتْ رائحته و تفَرَّقت. و المَنْدَلِیُّ: عِطْر ینسب إِلی المَنْدَل، و هی من بلاد الهند؛ قال ابن بری: الصواب أَن یقول و المَنْدَلیُّ عود یُنْسَب إِلی مَنْدَل لأَن مَنْدَلَ اسم علم لموضع بالهند یُجْلَب منه العود، و كذلك قَمارِ؛ قال ابن هرمة: كأَنَّ الركْبَ، إِذ طَرَقَتْك، باتُوا بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَیْ قَمارِ «3» و قَمارِ عُوده دون عُودِ مَنْدَل؛ قال: و شاهده قول كثیِّر یصف ناراً: إِذا ما خَبَتْ من آخِر اللیل خَبْوَةً، أُعِید إِلیها المَنْدَلِیّ فَتثقُب و قد یقع المَنْدَل علی العود، علی إِرادة یاءی النسب و حذفهما ضرورة، فیقال: تبخَّرت بالمَنْدَل و هو یرید المَنْدَلیَّ علی حدّ قول رؤبة: بل بَلَدٍ مِلْ‌ءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ، لا یُشْتَری كَتَّانُه و جَهْرَمُه یرید جَهْرَمیُّه، قال: و یدلك علی صحة ذلك دخول الأَلف و اللام فی المَنْدَل؛ قال عمر بن أَبی ربیعة: لِمَنْ نارٌ، قُبَیْلَ الصُّبحِ عندَ البیت، ما تَخْبُو؟ إِذا ما أُوقِدَتْ یُلْقَی، علیها، المَنْدَلُ الرَّطْبُ
(1). قوله [و المندل الخ] كذا فی القاموس و ضبطهما الصاغانی بخطه بالكسر (2). قوله [المطیر] كذا فی الأصل و الجوهری و الأَزهری، و الذی فی المحكم: المطیب (3). قوله [كأن الركب إلخ] هكذا فی الأصل بجر القافیة، و فی یاقوت: قماراً بألف بعد الراء، و قبله: أحب اللیل، إن خیال سلمی إذا نمنا ألمّ بنا فزارا
لسان العرب، ج‌11، ص: 655
و یروی: إِذا أُخْمِدَتْ …؛ و قال كثیر: بأَطْیَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً، و قد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها قال ابن بری: و حكی زبیر أَن مدنیة قالت لكُثیِّر: فضَّ الله فاك أَنت القائل: بأَطْیَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً، و قد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها فقال: نعم قالت: أَ رأَیت لو أَن زِنْجِیَّة بخَّرت أَردانَها بمَنْدَل رطْب أَ ما كانت تَطِیب؟ هلَّا قلت كما قال سیدكم إمرؤ القیس: أَ لم تَرَیانی كلَّما جئتُ طارقاً، وجدتُ بها طِیباً، و إِن لم تَطَیَّب؟ و النَّیْدُلانُ و النَّیْدَلانُ: الكابوسُ؛ عن الفارسی، و قیل: هو مثل الكابوس؛ و أَنشد ثعلب: تِفْرِجة القَلْب قلیل النَّیْلْ، یُلْقی علیه النَّیْدُلان باللَّیْلْ و قال آخر: أُنْجُ نَجاء من غَرِیر مَكْبولْ، یُلْقَی علیه النَّیْدُلانُ و الغُولْ و النِّئْدُلان: كالنَّیْدُلان؛ قال ابن جنی: همزته زائدة؛ قال: حدَّثنی بذلك أَبو علی، قال ابن بری: و من هذا الفصل النَّأْدَل و النِّئْدَل الكابوس، قال: و الهمزة زائدة لقولهم النَّیْدُلان «1». أبو زید فی كتابه فی النوادر: نَوْدَلَتْ خُصْیاه نَوْدَلَةً إِذا استرختا، یقال: جاء مُنَوْدِلًا خُصْیاه؛ قال الراجز: كأَنَّ خُصْیَیْهِ، إِذا ما نَوْدَلا، أُثْفِیَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا الأَصمعی: مشَی الرجل مُنَوْدِلًا إِذا مشی مُسْترخِیاً؛ و أَنشد: مُنَوْدِل الخُصْیَیْن رِخْو المشْرَجِ ابن بری: و یقال رجل نَوْدَل «2»، قال الشاعر: فازَتْ خلیلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ رِخْوِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشوَّی و انْدَالَ بطنُ الإِنسان و الدابةِ إِذا سال؛ قال ابن بری: انْدَالَ وزنه انْفَعَل، فنونه زائدة و لیست أَصلیة، قال: فحقه أَن یذكر فی فصل دول، و قد ذكر هناك. و یقال للسقاء إِذا تمخّض: هو یُهَوْذِل و یُنَوْدِل، الأُولی بالذال و الثانیة بالدال. و النَّوْدَلان: الثَّدْیان. و ابنُ مَنْدَلَةَ: رجل من سادات العرب؛ قال عمرو بن جوین فیما زعم السیرافی «3»، أَو إمرؤ القیس فیما حكی الفراء: و آلَیْتُ لا أُعطی مَلِیكاً مَقادَتی، و لا سُوقةً، حتی یؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَه و نَوْدَل: اسم رجل؛ أَنشد یعقوب فی الأَلفاظ: فازت خَلیلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ رَخْصِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشَّوی «4». و الله أَعلم.
(1). قوله [النِّیدُلان إلخ] هكذا ضبط فی الأصل هنا و فیما یأتی، و عبارة القاموس: و النِّیدلان، بكسر النون و الدال و تضم الدال، و النیدل بكسر النون و فتحها و تثلیث الدال و بفتح النون و ضم الدال، و النئدلان مهموزة بكسر النون و الدال و تضم الدال و النئدل بكسر النون و فتحها و ضم الدال الكابوس أو شی‌ء مثله (2). قوله [و یقال رجل نودل] هكذا فی الأصل، و الظاهر أن یقول و نودل رجل كما یأتی له بعد (3). قوله [فیما زعم السیرافی] فی المحكم: الفارسی (4). قوله [بمكدن] كذا فی الأصل و شرح القاموس بنون، و الذی فی المحكم باللام
لسان العرب، ج‌11، ص: 656‌

نذل؛ ج11، ص: 656

: النَّذْل و النَّذِیل من الناس: الذی تَزْدَرِیه فی خِلْقته و عَقْله، و فی المحكم: الخَسِیسُ المُحْتَقَر فی جمیع أَحواله، و الجمع أَنْذال و نُذُول و نُذَلاءُ، و قد نَذُلَ نَذَالَةً و نُذُولَةً. الجوهری: النَّذَالَةُ السَّفالة. و قد نَذُلَ، بالضم، فهو نَذْل و نَذِیل أَی خسیسٌ؛ و قال أَبو خراش: مُنِیباً، و قد أَمْسی یُقدّم وِرْدَها، أُقَیْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِیلُ مُنِیب: مُقْبل، و أَناب: أَقبل، و أُقَیْدِرُ: یرید به الصائد، و الأَقْدَرُ: القصیر العُنُق. و القِطاع: جمع قِطْع و هو نَصْل قصیر عَرِیض، و قال: نَذِیل و نُذال مثل فَرِیر و فُرار؛ حكاه ابن بری عن أَبی حاتم؛ قال: و شاهد نَذْل قول الشاعر: لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ یُقِرّ بعَیْنه، و قُرَّةُ عینِ الفَسْلِ أَن یصحَب الفَسْلا و یُعْرَفُ فی جُودِ امرئ جودُ خاله، و یَنْذُل إِن تَلْقی أَخا أُمِّه نَذْلا «1».

نرجل؛ ج11، ص: 656

: النَّارَجِیلُ: جَوْزُ الهنْدِ، واحدته نَارَجِیلَة؛ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی الخبیر أَن شجرته مثل النخلة سواء إِلَّا أَنها لا تكون غَلْباء تَمِیدُ بمُرْتَقیها حتی تُدْنِیَه من الأَرض لِیناً، قال: و یكون فی القِنْوِ الكریم منه ثلاثون نَارَجِیلة.

نزل؛ ج11، ص: 656

: النُّزُول: الحلول، و قد نَزَلَهم و نَزَلَ علیهم و نَزَلَ بهم یَنْزل نُزُولًا و مَنْزَلًا و مَنْزِلًا، بالكسر شاذ؛ أَنشد ثعلب: أَ إِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها [مَنْزَلُها جُمْلُ أَراد: أَ إِن ذكَّرتك نُزولُ جُمْلٍ إِیاها، الرفع فی قوله منزلُها صحیح، و أَنَّث النزولَ حین أَضافه إِلی مؤنَّث؛ قال ابن بری: تقدیره أَ إِن ذكَّرتك الدار نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فاعل بالنُّزول، و النُّزولُ مفعول ثانٍ بذكَّرتك. و تَنَزَّلَه و أَنْزَلَه و نَزَّلَه بمعنیً؛ قال سیبویه: و كان أَبو عمرو یفرُق بین نَزَّلْت و أَنْزَلْت و لم یذكر وجهَ الفَرْق؛ قال أَبو الحسن: لا فرق عندی بین نَزَّلْت و أَنْزَلْتُ إِلا صیغة التكثیر فی نَزَّلْتُ فی قراءة ابن مسعود: و أَنْزَلَ الملائكة تَنْزِیلًا؛ أَنْزَلَ: كنَزَّلَ؛ و قول ابن جنی: المضاف و المضاف إِلیه عندهم و فی كثیر من تَنْزِیلاتِهم كالاسم الواحد، إِنما جمع تَنْزِیلًا هنا لأَنه أَراد للمضاف و المضاف إِلیه تَنْزیلات فی وجُوه كثیرة منزلةَ الاسم الواحد، فكنی بالتَّنْزیلات عن الوجوه المختلفة، أَ لا تری أَن المصدر لا وجه له إِلَّا تشعُّب الأَنواع و كثرتُها؟ مع أَن ابن جنی تسمَّح بهذا تسمُّح تحضُّرٍ و تحذُّق، فأَما علی مذهب العرب فلا وجه له إِلَّا ما قلنا. و النُّزُل: المَنْزِل؛ عن الزجاج، و بذلك فسر قوله تعالی: أَعْتَدْنٰا جَهَنَّمَ لِلْكٰافِرِینَ نُزُلًا؛ و قال فی قوله عز و جل: جَنّٰاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِینَ فِیهٰا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ؛ قال: نُزُلًا مصدر مؤكد لقوله خٰالِدِینَ فِیهٰا* لأَن خُلودهم فیها إِنْزالُهم فیها. و قال الجوهری: جَنّٰاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا؛ قال الأَخفش: هو من نُزُول الناس بعضهم علی بعض. یقال: ما وجدْنا عندكم نُزُلًا. و المَنْزَل، بفتح المیم و الزای: النُّزول و هو الحلول، تقول: نَزَلْتُ نُزُولًا و مَنْزَلًا؛ و أَنشد أَیضاً: أَ إِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ بَكیْتَ، فدَمْعُ العَیْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟
(1). قوله [إن تلقی] هكذا فی الأَصل، و الوجه إن تلقَ، بالجزم، و لعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الألف
لسان العرب، ج‌11، ص: 657
نصب المَنْزَل لأَنه مصدر. و أَنْزَلَه غیرُه و اسْتَنْزَلَه بمعنی، و نَزَّلَه تَنْزِیلًا، و التَّنْزِیل أَیضاً: الترتیبُ. و التَنَزُّل: النُّزول فی مُهْلة. و‌فی الحدیث: إِن الله تعالی و تقدّس یَنْزِل كل لیلة إِلی سماء الدنیا؛ النُّزُول و الصُّعود و الحركة و السكونُ من صفات الأَجسام، و الله عز و جل یتعالی عن ذلك و یتقدّس، و المراد به نُزول الرحمة و الأَلطافِ الإِلهیة و قُرْبها من العباد، و تخصیصُها باللیل و بالثُلث الأَخیرِ منه لأَنه وقتُ التهجُّد و غفلةِ الناس عمَّن یتعرَّض لنفحات رحمة الله، و عند ذلك تكون النیةُ خالصة و الرغبةُ إِلی الله عز و جل وافِرة، و ذلك مَظِنَّة القبول و الإِجابة. و‌فی حدیث الجهاد: لا تُنْزِلْهم علی حُكْم الله و لكن أَنزِلْهم علی حُكْمِك‌أَی إذا طَلب العدوُّ منك الأَمان و الذِّمامَ علی حكم اللّه فلا تُعْطیهم، و أَعطِهم علی حكمك، فإِنك ربَّما تخطئ فی حكم الله تعالی أَو لا تفی به فتأْثَم. یقال: نَزَلْتُ عن الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كنت مستعلیاً علیه مستولیاً. و مكان نَزِل: یُنْزَل فیه كثیراً؛ عن اللحیانی. و نَزَلَ من عُلْوٍ إِلی سُفْل: انحدر. و النِّزَالُ فی الحربْ: أَن یتَنازَل الفریقان، و فی المحكم: أَن یَنْزل الفَرِیقان عن إِبِلهما إِلی خَیْلهما فیَتضاربوا، و قد تنازلوا. و نَزالِ نَزالِ أَی انزِلْ، و كذا الاثنان و الجمعُ و المؤنثُ بلفظ واحد؛ و احتاج الشماخ إِلیه فثقَّله فقال: لقد عَلِمَتْ خیلٌ بمُوقانَ أَنَّنی أَنا الفارِسُ الحامی، إِذا قیل: نَزَّال «1». الجوهری: و نَزَالِ مثل قَطامِ بمعنی انْزِل، و هو معدول عن المُنازَلة، و لهذا أَنثه الشاعر بقوله: و لَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ، إِذا دُعِیَتْ نَزالِ، و لُجَّ فی الذُّعْرِ قال ابن بری: و مثله لزید الخیل: و قد علمتْ سَلامةُ أَن سَیْفی كَرِیهٌ، كلما دُعِیَتْ نزالِ و قال جُرَیبة الفقعسی: عَرَضْنا نَزالِ، فلم یَنْزِلوا، و كانت نَزالِ علیهم أَطَمْ قال: و قول الجوهری نَزالِ معدول من المُنازلة، یدل علی أَن نَزالِ بمعنی المُنازلة لا بمعنی النُّزول إِلی الأَرض؛ قال: و یقوِّی ذلك قول الشاعر أَیضاً: و لقد شهدتُ الخیلَ، یومَ طِرادِها، بسَلِیم أَوْظِفةِ القَوائم هَیْكل فَدَعَوْا: نَزالِ فكنتُ أَولَ نَازِلٍ، و عَلامَ أَركبُه إِذا لم أَنْزِل؟ وصف فرسه بحسن الطراد فقال: و علامَ أَركبُه إِذا لم أُنازِل الأَبطال علیه؟ و كذلك قول الآخر: فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عند الإِغارَةِ، إِذا أَنا لم أَنزِلْ إِذا الخیل جالَتِ؟ فهذا بمعنی المُنازلة فی الحرب و الطِّراد لا غیر؛ قال: و یدلُّك علی أَن نَزالِ فی قوله: فَدعَوْا نَزالِ بمعنی المُنازلة دون النُّزول إِلی الأَرض قوله: و عَلامَ أَركبه إِذا لم أَنزل؟ أَی و لِمَ أَركبُه إِذا لم أُقاتل علیه أَی فی حین عدم قتالی علیه، و إِذا جعلت نَزالِ بمعنی النزول إِلی الأَرض
(1). قوله [لقد علمت خیل إلخ] هكذا فی الأصل بضمیر التكلم، و أَنشده یاقوت عند التكلم علی موقان للشماخ ضمن أبیات یمدح بها غیره بلفظ: و قد علمت خیل بموقان أنه هو الفارس الحامی إذا قیل تنزال
لسان العرب، ج‌11، ص: 658
صار المعنی: و عَلام أَركبه حین لم أَنزل إِلی الأَرض، قال: و معلوم أَنه حین لم ینزل هو راكب فكأَنه قال: و علام أَركبه فی حین أَنا راكب؛ قال و مما یقوی ذلك قول زهیر: و لَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت، إِذا دُعِیَتْ نَزال، و لُجَّ فی الذُّعْرِ أَ لا تَری أَنه لم یمدحه بنزوله إِلی الأَرض خاصة بل فی كل حال؟ و لا تمدَح الملوك بمثل هذا، و مع هذا فإِنه فی صفة الفرس من الصفات الجلیلة و لیس نزوله إِلی الأَرض مما تمدَح به الفرس، و أَیضاً فلیس النزول إِلی الأَرض هو العلَّة فی الركوب. و‌فی الحدیث: نَازَلْتُ رَبِّی فی كذا‌أَی راجعته و سأَلته مرَّة بعد مرَّة، و هو مُفاعَلة من النُّزُول عن الأَمر، أَو من النِّزَال فی الحرب. و النَّزِیلُ: الضیف؛ و قال: نَزِیلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً، و حَقُّ اللهِ فی حَقِّ النَّزِیلِ سیبویه: و رجل نَزِیل نازِل. و أَنْزالُ القومِ: أَرزاقهم. و النُّزُل و النُّزْل: ما هُیِّئَ للضیف إِذا نزل علیه. و یقال: إِن فلاناً لحسن النُّزْل و النُّزُل أَی الضیافة؛ و قال ابن السكیت فی قوله: فجاءت بِیَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَما قال: أَراد لِضِیافة الناس؛ یقول: هو یَخِفُّ لذلك، و قال الزجاج فی قوله: أَ ذٰلِكَ خَیْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ؛ یقول: أَ ذلك خیر فی باب الأَنْزَال التی یُتَقَوَّت بها و تمكِن معها الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النار؟ قال: و معنی أَقمت لهم نُزُلهم أَی أَقمت لهم غِذاءَهم و ما یصلُح معه أَن ینزلوا علیه. الجوهری: و النُّزْل ما یهیَّأُ للنَّزِیل، و الجمع الأَنْزَال. و‌فی الحدیث: اللهم إِنی أَسأَلك نُزْلَ الشهداء؛ النُّزْل فی الأَصل: قِرَی الضیف و تُضَمّ زایُه، یرید ما للشهداء عند الله من الأَجر و الثواب؛ و منه‌حدیث الدعاء للمیت: و أَكرم نُزُله.و المُنْزَلُ: الإِنْزال، تقول: أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبٰارَكاً. و نَزَّلَ القومَ: أَنْزَلَهم المَنازل. و نَزَّلَ فلان عِیرَه: قَدَّر لها المَنَازل. و قوم نُزُل: نازِلون. و المَنْزِل و المَنْزِلَة: موضع النُّزول. قال ابن سیدة: و حكی اللحیانی مَنْزِلُنا بموضع كذا، قال: أُراه یعنی موضع نُزولنا؛ قال: و لست منه علی ثقة؛ و قوله: دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ إِنما أَراد المَنازل فحذف؛ و كذلك قول الأَخطل: أَمستْ مَناها بأَرض ما یبلِّغُها، بصاحب الهمِّ، إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ أَراد: أَمستْ مَنازلها فحذف، قال: و یجوز أَن یكون أَراد بمناها قصدَها، فإِذا كان كذلك فلا حذف. الجوهری: و المَنْزِل المَنْهَل، و الدارُ و المَنْزِلَة مثله؛ قال ذو الرمة: أَ مَنْزِلَتَیْ مَیٍّ، سلامٌ علیكما هلِ الأَزْمُنُ اللَّائی مَضَیْنَ رَواجِعُ؟ و المنزِلة: الرُّتبة، لا تجمَع. و استُنْزِل فلان أَی حُطَّ عن مرتبته. و المَنْزِل: الدرجة. قال سیبویه: و قالوا هو منی مَنْزِلَة الشَّغَاف أَی هو بتلك المنزِلة،
لسان العرب، ج‌11، ص: 659
و لكنه حذف كما قالوا دخلت البیت و ذهبت الشامَ لأَنه بمنزلة المكان و إِن لم یكن مكاناً، یعنی بمنزلة الشَّغَاف، و هذا من الظروف المختصة التی أُجریت مُجری غیر المختصَّة. و‌فی حدیث میراث الجدِّ: أَن أَبا بكر أَنْزَلَه أَباً‌أَی جعل الجدَّ فی منزلة الأَب و أَعطاه نصیبَه من المیراث. و النُّزَالَة: ما یُنْزِل الفحلُ من الماء، و خص الجوهری فقال: النُّزَالَة، بالضم، ماءُ الرجل. و قد أَنْزَلَ الرجلُ ماءه إِذا جامع، و المرأَة تَسْتَنْزِل ذلك. و النَّزْلَة: المرة الواحدة من النُّزول. و النازِلة: الشدیدة تنزِل بالقوم، و جمعها النَّوَازِل. المحكم: و النَّازِلَة الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس، نسأَل الله العافیة. التهذیب: یقال تَنَزَّلَت الرحمة. المحكم: نَزَلَتْ علیهم الرحمة و نَزَلَ علیهم العذاب كِلاهما علی المثل. و نَزَلَ به الأَمر: حلَّ؛ و قوله أَنشده ثعلب: أَعْزِرْ علیَّ بأَن تكون عَلِیلا أَو أَن یكون بك السَّقام نَزِیلا جعله كالنَّزِیل من الناس أَی و أَن یكون بك السَّقام نازِلًا. و نَزَلَ القومُ: أَتَوْا مِنَی؛ قال ابن أَحمر: وافَیْتُ لمَّا أَتانی أَنَّها نَزَلَتْ، إِنّ المَنَازِلَ مما تجمَع العَجَبَا أَی أَتت مِنَی؛ و قال عامر بن الطفیل: أَ نازِلةٌ أَسماءُ أَم غیرُ نَازِلَه؟ أَبینی لنا، یا أَسْمَ، ما أَنْت فاعِلَه و النُّزْل: الرَّیْعُ و الفَضْلُ، و كذلك النَّزَل. المحكم: النُّزْل و النَّزَل، بالتحریك، رَیْعُ ما یُزرع أَی زَكاؤه و بركتُه، و الجمع أَنْزَال، و قد نَزِلَ نَزَلًا. و طعامٌ نَزِلٌ: ذو نَزَل، و نَزِیلٌ: مبارك؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. و طعام قلیل النُّزْل و النَّزَل، بالتحریك، أَی قلیل الرَّیْع، و كثیر النُّزْل و النَّزَل، بالتحریك. و أَرض نَزْلَة: زاكیة الزَّرْع و الكَلإِ. و ثوب نَزِیل: كامِلٌ. و رجل ذو نَزَلٍ: كثیر الفَضْل و العطاءِ و البركة؛ قال لبید: و لَنْ تَعْدَمُوا فی الحرْب لَیْثاً مُجَرَّباً وَ ذا نَزَلٍ، عندَ الرَّزِیَّةِ، باذِلا و النَّزْلَةُ: كالزُّكام؛ یقال: به نَزْلَة، و قد نُزِلَ «1» و قوله عز و جل: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْریٰ؛ قالوا: مرَّة أُخری. و النَّزِلُ: المكان الصُّلب السریعُ السَّیْل. و أَرض نَزِلَة: تَسیلُ من أَدنی مطر. و مكان نَزِل: سریعُ السیل. أَبو حنیفة: وادٍ نَزِلٌ یُسِیله القلیل الهیِّن من الماء. و النَّزَل: المطرُ. و مكان نَزَل: صُلب شدیدٌ. و قال أَبو عمرو: مكان نَزْل واسعٌ بعیدٌ؛ و أَنشد: و إِنْ هَدَی منها انتِقالُ النَّقْلِ، فی مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنایا نَزْلِ و قال ابن الأَعرابی: مكان نَزِل إِذا كان مَجالًا مَرْتاً، و قیل: النَّزِل من الأَودیة الضیِّق منها. الجوهری: أَرض نَزِلَة و مكان نَزِلٌ بیِّن النَّزالة إِذا كانت تَسِیل من أَدنی مطر لصَلابتها، و قد نَزِل، بالكسر. و حَظٌّ نَزِل أَی مجتَمِع. و وجدت القوم علی نَزِلاتهم أَی مَنازلهم. و تركت القوم علی نَزَلاتهم و نَزِلاتهم أَی علی استقامة أَحوالهم
(1). قوله [و قد نُزِلَ] هكذا ضبط بالقلم فی الأَصل و الصحاح، و فی القاموس: و قد نَزِلَ كعلم
لسان العرب، ج‌11، ص: 660
مثل سَكِناتهم؛ زاد ابن سیدة: لا یكون إِلا فی حسن الحال. و مُنازِلُ بن فُرْعان «1»: من شعرائهم؛ و كان مُنازِل عقَّ أَباه فقال فیه: جَزَتْ رَحِمٌ، بینی و بین مُنازِلٍ، جَزاءً كما یَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ فعَقَّ مُنازلًا ابنُه خَلِیج فقال فیه: تَظَلَّمَنی مالی خَلِیجٌ، و عقَّنی علی حین كانت كالحِنِیِّ عِظامی

نسل؛ ج11، ص: 660

: النَّسْل: الخلْق. و النَّسْل: الولد و الذرِّیة، و الجمع أَنْسَال، و كذلك النَّسِیلة. و قد نَسَلَ یَنْسُلُ نَسْلًا و أَنْسَلَ و تَنَاسَلُوا: أَنْسَلَ بعضُهم بعضاً. و تَنَاسَلَ بنو فلان إِذا كثر أَولادهم. و تَنَاسَلُوا أَی وُلد بعضهم من بعض، و نَسَلَتِ الناقةُ بولد كثیر تَنْسُلُ، بالضم. قال ابن بری: یقال نَسَلَ الوالدُ ولدَه نَسْلًا، و أَنْسَلَ لغة فیه، قال: و فی الأَفعال لابن القطاع: و نَسَلَتِ الناقة بولد كثیر الوَبر أَسقطته. و‌فی حدیث وفد عبد القیس: إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلْنَاها‌أَی استثْمَرْناها و أَخذنا نَسْلها، قال: و هو علی حذف الجارّ أَی نَسَلْنا بها أَو منها نحو أَمرتُك الخیرَ أَی بالخیر، قال: و إِن شدِّد كان مثل ولَّدناها. یقال: نَسَلَ الولد یَنْسُلُ و یَنْسِلُ و نَسَلَتِ الناقة و أَنْسَلَتْ نَسْلًا كثیراً. و النَّسُولة: التی تُقْتَنی للنَّسْل. و قال اللحیانی: هو أَنْسَلُهم أَی أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر. و نَسَلَ الصوفُ و الشعرُ و الریشُ یَنْسُلُ نُسُولًا و أَنْسَلَ: سقَط و تقطَّع، و قیل: سقَط ثم نبَت، و نَسَلَه هو نَسْلًا. و فی التهذیب: و أَنْسَلَه الطائرُ و أَنْسَلَ البعیرُ وبَره. أَبو زید: أَنْسَلَ ریشُ الطائر إِذا سقط، قال: و نَسَلْته أَنا نَسْلًا، و اسمُ ما سقَط منه النَّسِیل و النُّسَال، بالضم، واحدته نَسِیلَة و نُسَالة. و یقال: أَنْسَلَتِ الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله، و قد نَسَلَتْ بولد كثیرٍ تَنْسُلُ. و نُسَالُ الطیر: ما سقَط من ریشها، و هو النُّسَالَة. و یقال: نَسَلَ الطائرُ ریشَه یَنْسُلُ و یَنْسِلُ نَسْلًا. و نَسَلَ الوبرُ و ریش الطائر بنفسه، یتعدَّی و لا یتعدّی، و كذلك أَنْسَلَ الطائر ریشَه و أَنْسَلَ ریشُ الطائر، یتعدّی و لا یتعدّی. و أَنْسَلَتِ الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها. و نَسَلَ الثوبُ عن الرجل: سقَط. أَبو زید: النَّسُولَة من الغنم ما یُتَّخَذ نسلُها. و یقال: ما لبنی فلان نَسُولَةٌ أَی ما یُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع. و أَنْسَلَ الصِّلِّیانُ أَطرافَه: أَبرَزَها ثم أَلقاها. و النُّسالُ: سُنْبُل الحَلیِّ إِذا یَبس و طارَ؛ عن أَبی حنیفة؛ و قول أَبی ذؤیب «2»: أَعاشَنی بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ، آكُلُ من حَوْذانِه و أَنْسِلُ و یروی: … و أُنسِل، فمَن رواه … و أَنْسِل فمعناه سمِنت حتی سقط عنی الشعر، و من رواه … أُنْسِل فمعناه تُنْسِل إِبلی و غنَمی. و النَّسِیلة: الذُّبالةُ، و هی الفَتِیلة فی بعض اللغات. و نَسَلَ الماشی یَنْسِلُ و یَنْسُلُ نَسْلًا و نَسَلًا و نَسَلاناً: أَسرع؛ قال:
(1). قوله [و مُنَازِل بن فرعان] ضبط فی الأصل بضم المیم، و فی القاموس بفتحها، و عبارة شرحه: هو بفتح المیم كما یقتضیه إطلاقه و منهم من ضبطه بضمها انتهی. و فی الصاغانی: و سموا منازل و منازلًا بفتح المیم و ضمها (2). قوله [أبی ذؤیب] كذا فی الأصل و شرح القاموس، و الذی فی المحكم: ابن أبی دواد لأَبیه، و یوافقه ما نقدم للمؤلف فی مادة بقل
لسان العرب، ج‌11، ص: 661
عَسَلانَ الذئبِ أَمْسی قارِباً، بَرَدَ اللیلُ علیه فَنَسَلْ و أَنشد ابن الأَعرابی: عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النِّسَلْ و قیل: أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل فی غیر ذلك. و أَنْسَلْتُ القومَ إِذا تقدَّمتهم؛ و أَنشد ابن بری لعَدِیِّ بن زید: أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ، و عَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم یُدَنْ «1». و فی التنزیل العزیز: فَإِذٰا هُمْ مِنَ الْأَجْدٰاثِ إِلیٰ رَبِّهِمْ یَنْسِلُونَ؛ قال أَبو إِسحاق: یخرجون بسرعة. و قال اللیث: النَّسَلان مِشْیة الذئب إِذا أَسرع. و قد نَسَلَ فی العدْوِ یَنْسِلُ و یَنْسُلُ نَسْلًا و نَسَلاناً أَی أَسرع. و‌فی الحدیث: أَنهم شكَوْا إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الضَّعْفَ فقال: علیكم بالنَّسْل؛ قال ابن الأَعرابی: ببسط «2» و هو الإِسراع فی المشی. و‌فی حدیث آخر: أَنهم شكوا إِلیه الإِعْیاء فقال: علیكم بالنَّسَلان، و قیل: فأَمرهم أَن یَنْسِلوا‌أَی یسرعوا فی المشی. و‌فی حدیث لقمان: و إِذا سَعی القوم نَسَل‌أَی إِذا عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو، قال: و النَّسَلان دون السَّعْیِ. و النَّسَل، بالتحریك: اللبن یخرج بنفْسه من الإِحلیل. و النَّسِیل: العسل إِذا ذابَ و فارَق الشَّمَع. المحكم: و النَّسِیل و النَّسِیلَةُ جمیعاً العسل؛ عن أَبی حنیفة. و یقال لِلَّبن الذی یَسِیل من أَخضر التِّین النَّسَل، بالنون، ذكره أَبو منصور فی أَثناء كلامه علی نلس «3». و اعتذر عنه أَنه أَغفله فی بابه فأَثبته فی هذا المكان. ابن الأَعرابی: یقال فلان یَنْسِلُ الوَدِیقة و یحمی الحقیقة.

نشل؛ ج11، ص: 661

: نَشَل الشی‌ء یَنْشُلُه نَشْلًا: أَسرع نَزْعَه. و نَشَلَ اللحمَ یَنْشُلُه و یَنْشِلُه نَشْلًا و أَنْشَلَه: أَخرجه من القِدْر بیده من غیر مِغْرفة. و لحم نَشِیل: مُنْتَشَل. و یقال: انْتَشَلْت من القدر نَشِیلًا فأَكلتُه. و نَشَلْت اللحمَ من القدر أَنْشُلُه، بالضم، و انْتَشَلْته إِذا انتزَعته منها. و المِنْشَل و المِنْشال: حدیدة فی رأْسها عُقَّافَة یُنْشَل بها اللحم من القِدْر و ربما «4» … مِنْشَال من المَنَاشِل؛ و أَنشد: و لو أَنِّی أَشاءُ نَعِمْتُ بالًا، و باكَرَنی صَبُوحٌ أَو نَشِیلُ و نَشَلَ اللحمَ یَنْشُلُه و یَنْشِلُه نَشْلًا و انْتَشَلَه: أَخذ بیده عُضْواً فتَناول ما علیه من اللحم بفِیه، و هو النَّشِیل. و‌فی الحدیث: ذُكِر له رجل فقیل هو من أَطول أَهل المدینة صَلاةً، فأَتاه فأَخذ بعَضُده فنَشَلَه نَشَلاتٍ‌أَی جَذَبه جَذَبات كما یفعل من یَنْشِل اللحم من القدر. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ علی قِدْرٍ فانْتَشَل منها عَظْماً‌أَی أَخذه قبل النُّضْجِ، و هو النَّشِیل. و النَّشِیل: ما طبخ من اللحم بغیر تابِل [تابَل، و الفِعْل كالفِعْل؛ قال لقیط بن زرارة: إِنَّ الشِّواءَ و النَّشِیلَ و الرُّغُفْ، و القَیْنَةَ الحَسْناء و الكَأْسَ الأُنُفْ لِلضَّارِبِینَ الهامَ، و الخیلُ قُطُفْ اللیث: النَّشْل لحم یطبَخ بلا توابِل یخرج من المَرَق و یُنْشَل. أَبو عمرو: یقال نَشِّلوا ضیفَكم و سَوِّدُوه
(1). قوله [أنسل الدرعان إلخ] هكذا فی الأصل (2). قوله [ببسط] هو هكذا فی الأصل بدون نقط (3). قوله [علی نلس] هكذا فی الأصل بدون نقط (4). هنا بیاض فی الأصل قدر ثلاث كلمات
لسان العرب، ج‌11، ص: 662
و لَوُّوه و سَلِّفُوه بمعنی واحد. أَبو حاتم: النَّشِیل ما انْتَشَلْت بیدِك من قِدْر اللحم بغیر مِغْرَفة، و لا یكون من الشِّواء نَشِیل إِنما هو من القَدِیر، و هو من اللبَن ساعة یحلَب. و النَّشِیل: اللبن ساعة یحلَب و هو صَرِیفٌ و رَغْوَته علیه؛ قال: عَلِقْت نَشِیلَ الضَّأْنِ، أَهْلًا و مَرْحَباً بِخالی، و لا یُهْدَی لِخالك مِحْلَبُ و قد نُشِلَ. و عضُد مَنْشُولَة و نَاشِلَة: دقیقة. و فخذ نَاشِلَة: قلیلة اللحم، نَشَلَتْ تَنْشُلُ نُشُولًا، و كذلك السّاقُ، و قال بعضهم: إِنها لَمَنْشُولَةُ اللحم؛ و قال أَبو تراب: سمعت بعض الأَعراب یقول فَخِذٌ ماشِلةٌ بهذا المعنی، و قیل: النُّشُولُ ذهابُ لحم الساق. و النَّشِیلُ: السیفُ الخفیف الرقیقُ؛ قال ابن سیدة: أَراه من ذلك؛ قال لبید: نَشِیل من البِیضِ الصَّوارمِ بعد ما تَقَضَّضَ، عن سِیلانِه، كلُّ قائِم قال أَبو منصور: و سمعت الأَعراب یقولون للماء الذی یُسْتَخرَج من الركِیَّة قبل حَقْنِه فی الأَسَاقی نَشِیل. و یقال: نَشِیلُ هذه الركیَّة طیِّبٌ، فإِذا حُقِنَ فی السقاء نَقَصَت عُذُوبَتُه. و نَشَلَ المرأَة یَنْشُلها نَشْلًا: نكحَها. أَبو تراب عن خلیفة: نَشَلَتْه الحَیَّة و نَشَطَتْه بمعنی واحد. و المَنْشَلَة، بالفتح: ما تحت حَلْقة الخاتم من الإِصبع؛ عن الزجاجی، و فی الصحاح: موضع الخاتم من الخِنْصِر. و یقال: تَفَقَّدِ المَنْشَلةَ إِذا توضَّأْتَ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: قال لرجل فی وُضوئه: علیك بالمَنْشَلَة، یعنی موضعَ الخاتم من الخنصِر، سمیت بذلك لأَنه إِذا أَراد غَسْلَه نَشَلَ الخاتمَ أَی اقْتلعه ثم غَسَله.

نصل؛ ج11، ص: 662

: التهذیب: النَّصْلُ نصلُ السهم و نَصْلُ السیفِ و السِّكِّینِ و الرمحِ، و نَصْلُ البُهْمَی من النبات و نحوه إِذا خرجت نصالُها. المحكم: النَّصْلُ حدیدةُ السهم و الرمحِ، و هو حدیدة السیف ما لم یكن لها مَقْبَض [مَقْبِض؛ حكاها ابن جنی قال: فإِذا كان لها مَقْبَض [مَقْبِض فهو سیف؛ و لذلك أَضاف الشاعر النَّصْل إِلی السیف فقال: قد عَلِمَتْ جاریة عُطْبول أَنِّی، بنَصْل السیف، خَنْشَلِیل و نَصْل السیف: حدیده. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد النصْل كل حدیدة من حدائد السِّهام، و الجمع أَنصُل و نُصُول و نِصال. و النَّصْلانِ: النَّصْل و الزُّجُّ؛ قال أَعشی باهلة: عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فارَقَنا، كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَیْن ینكَسِر و قد سمِّی الزُّجُّ وحدَه نَصْلًا. ابن شمیل: النَّصْل السهم العریضُ الطویلُ یكون قریباً من فِتْر و المِشْقَصُ علی النصف من النَّصْل، قال: و السهم نفس النَّصْل، فلو التقطْتَ نَصْلًا لقلْتُ ما هذا السهم معك؟ و لو التقطتَ قِدْحاً لم أَقل ما هذا السهم معك. و أَنْصَلُ السهمَ و نَصَّلَه: جعل فیه النَّصْلَ، و قیل: أَنْصَلَه أَزال عنه النَّصْل، و نَصَّلَه ركَّب فیه النَّصْل، و نَصَلَ السهمُ فیه ثبت فلم یخرج، و نَصَلْتُه أَنا و نَصَلَ خرج، فهو من الأَضداد، و أَنْصَلَه هو. و كل ما أَخرجته فقد أَنْصَلْتَه. ابن الأَعرابی: أَنْصَلْت الرمحَ و نَصَلْته جعلت له نَصْلًا، و أَنْصَلْته نزعت نَصْلَه. و‌فی حدیث أَبی سفیان: فَامَّرَطَ قُذَذُ السهم و انْتَصَلَ‌أَی سقط نَصْلُه. و یقال:
لسان العرب، ج‌11، ص: 663
أَنْصَلْت السهمَ فانْتَصَلَ أَی خرج نَصْلُه. و‌فی حدیث أَبی موسی: و إِن كان لِرُمْحِك سِنان فأَنْصِلْه‌أَی انزعْه. و یقال: سهم نَاصِل إِذا خرج منه نَصْلُه، و منه قولهم: ما بَلِلْتُ من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَی ما ظفِرت منه بسهم انكسر فُوقُه و سقط نَصْلُه. و سهم نَاصِل: ذو نَصْل، جاء بمعنیین مُتضادَّین. الجوهری: و نَصَل السهمُ إِذا خرج منه النَّصْل؛ و منه قولهم: رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ؛ قال ابن بری: و منه قول أَبی ذؤیب: فَحُطَّ علیها و الضُّلوعُ كأَنها، من الخَوْفِ، أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ و قال رَزِین بن لُعْط: أَلا هل أَتی قُصْوَی الأَحابیشِ أَننا رَدَدْنا بنی كَعْب بأَفْوَقَ نَاصِلِ؟ و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: و مَنْ رَمَی بكم فقد رَمَی بأَفْوَقَ نَاصِلٍ‌أَی بِسَهم منكسر الفُوق لا نَصْل فیه. و یقال أَیضاً «1». نَصَل السهم إِذا ثبت نصله فی الشی‌ء فلم یخرج، و هو من الأَضداد. و نَصَّلْت السهمَ تَنْصِیلًا: نزعت نَصْلَه، و هو كقولهم قَرَّدْت البعیرَ و قَذَّیْت العینَ إِذا نزعت منها القُراد و القَذَی، و كذلك إِذا ركَّبت علیه النَّصْل فهو من الأَضداد، و كان یقال لِرَجَب: مُنْصِل الأَلَّةِ و مُنْصِل الإِلال و مُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كانوا یَنزِعون فیه أَسِنَّة الرِّماح؛ و‌فی الحدیث: كانوا یسمون رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة‌أَی مخرِج الأَسِنَّة من أَماكنها، كانوا إِذا دخل رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح و نِصالَ السِّهام إِبطالًا للقتال فیه و قطعاً لأَسباب الفِتَن لحُرْمته، فلما كان سبباً لذلك سمِّی به. المحكم: مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ، سمی بذلك لأَنهم كانوا ینزِعون الأَسِنَّة فیه إِعْظاماً له و لا یَغْزُون و لا یُغِیرُ بعضهم علی بعض؛ قال الأَعشی: تَدارَكَه فی مُنْصِل الأَلِّ بعد ما مضَی غیر دَأْداءٍ، و قد كادَ یَذْهَبُ أَی تَداركه فی آخر ساعة من ساعاته. الكسائی: أَنْصَلْت السهمَ، بالأَلف، جعلت فیه نَصْلًا، و لم یذكر الوجه الآخر أَن الإِنْصال بمعنی النَّزْع و الإِخراج، قال: و هو صحیح، و لذلك قیل لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة. و قال ابن الأَعرابی: النَّصْل القَهَوْباة بلا زِجاجٍ، و القَهَوْبات السِّهامُ الصغارُ «2». و نَصَلَ فیه السهم: ثبت فلم یخرج، و قیل: نَصَلَ خرج، و قال شمر: لا أَعرف نَصَلَ بمعنی ثَبت، قال: و نَصَلَ عندی خرج. و نَصْلُ الغَزْلِ: ما یخرج من المِغْزَلِ. و یقال للغزْل إِذا أُخْرج من المِغْزَل: نَصَل. و نَصَلَ من بین الجبال نُصُولًا: خرج و ظهر. و نَصَلَ فلان من الجبل إِلی موضع كذا و كذا علینا أَی خرج. و نَصَلَ الطریقُ من موضع كذا: خرج. و‌فی الحدیث: مرت سحابة فقال تَنَصَّلَت هذه تَنْصُرُ بَنی كعب‌أَی أَقبلت، من قولهم نَصَلَ علینا إِذا خرج من طریق أَو ظهر من حجاب، و‌یروی: تَنْصَلِتُ‌أَی تقصِد للمطر. و نَصَلَ الحافرُ نُصُولًا إِذا خرج من موضعه فسقط كما یَنْصُلُ الخِضابُ. و نَصَلَتِ اللحیةُ تَنْصُلُ نُصُولًا، و لحیةٌ نَاصِل، بغیر هاء، و تَنَصَّلْت: خرجت من الخِضاب؛ و قوله:
(1). قوله [و یقال أیضاً إلخ] هكذا فی الأَصل، و عبارة النهایة: و یقال نَصَلَ السهم إذا خرج منه النصل، و نَصَلَ أیضاً إِذا ثبت نصله انتهی. ففی الأَصل سقط (2). ورد فی مادة قهب أن القَهَوبات جمع. و أنّ القَهُوبات السهام الصغار واحدها قَهُوبة (راجع مادة قهب).
لسان العرب، ج‌11، ص: 664
كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ مُشاشَ المُرَوَّی، ثم لَمَّا تَنَصَّلِ معناه لم تَخرج فیَصْحو شارِبُها، و یروی: … ثم لمّا تَزَیَّل. و نَصَلَ الشَّعَرُ یَنْصُلُ: زال عنه الخِضاب. و نَصَلَتِ اللَّسْعَةُ و الحُمَةُ تَنْصُلُ: خرج سَمُّها و زال أَثَرُها؛ و قوله: ضَوْرِیةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، نَاصِلَة الحِقْوَینِ من إِزارِها إِنما عنی أَن حِقْوَیْها یَنْصُلان من إِزارِها، لتسلُّطها و تَبَرُّجِها و قلَّة تثقُّفها فی ملابسها لأَشَرِها و شَرَهِها. و مِعْوَلٌ نَصْل: نَصَلَ عنه نِصابُه أَی خرج، و هو مما وصِف بالمصدر؛ قال ذو الرمة: شَرِیح كحُمَّاض الثَّمانی عَلَتْ به، علی راجِفِ اللَّحْیَین، كالمِعْوَل النَّصْل و تَنَصَّلَ فلان من ذنبه أَی تبرَّأَ. و التَّنَصُّلُ: شبه التبرُّؤ من جنایة أَو ذنب. و تَنَصَّلَ إِلیه من الجنایة: خرج و تبرَّأَ. و‌فی الحدیث: من تَنَصَّلَ إِلیه أَخوه فلم یقبَل‌أَی انتفی من ذنبه و اعتذر إِلیه. و تَنَصَّلَ الشی‌ءَ: أَخرجه. و تَنَصَّلَه: تَخَیَّره. و تَنَصَّلُوه: أَخذوا كل شی‌ء معه. و تَنَصَّلْت الشی‌ء و اسْتَنْصَلْته إِذا استخرجته؛ و منه قول أَبی زبید: قَرْم تَنَصَّلَه من حاصِنٍ عُمَرُ و النَّصْل: ما أَبْرَزتِ البُهْمَی و نَدَرتْ به من أَكِمَّتها، و الجمع أَنْصُلٌ و نِصَال. و الأُنْصُولَةُ: نَوْرُ نَصْل البُهْمَی، و قیل: هو ما یُوبِسُه الحرُّ من البُهْمَی فیشتد علی الأَكَلَة؛ قال: كأَنه واضِحُ الأَقْراب فی لُقُحٍ أَسْمَی بهنَّ، و عَزَّتْه الأَناصِیلُ أَی عزَّت علیه. و اسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جعله أَناصِیل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَیْفُ السَّفَا، بَرَّحَتْ به عِراقیَّةُ الأَقْیاظِ نَجْدُ المَراتِع و یروی المَرابع؛ عِراقیَّة الأَقْیاظ أَی تطلُب الماء فی القَیْظ، قال غیره: هی منسوبة إِلی العِراق الذی هو شاطئ الماء، و قوله: نَجْدُ المَراتِع أَراد جمع نَجْدیٍّ فحذف یاء النسب فی الجمع، كما قالوا زَنْجِیّ و زَنْج. و یقال: اسْتَنْصَلَتِ الریحُ الیَبِیسَ إِذا اقتلَعَتْه من أَصله. و بُرٌّ نَصِیلٌ: نَقِیٌّ من الغَلَثِ. و النَّصِیل: حجر طویل قدْرُ ذِراع یُدقُّ به. ابن شمیل: النَّصِیل حجر طویل رقیقٌ كهیئة الصفیحة المحدَّدة، و جمعه النُّصُل، و هو البِرْطِیلُ، و یشبه به رأْس البعیر و خُرْطومه إِذا رَجَف فی سیره؛ قال رؤبة یصف فحلًا: عَرِیض أَرْآدِ النَّصِیل سَلْجَمُهْ، لیس بلَحْیَیْه حِجامٌ یَحْجُمُهْ و قال الأَصمعی: النَّصِیل ما سَفَل من عَیْنَیْه إِلی خَطْمه، شبِّه بالحجر الطویل؛ و قال أَبو خراش فی النَّصِیل فجعله الحجَر: و لا أَمْغَرُ السَّاقَیْن بات كأَنه، علی مُحْزَئِلَّات الإِكام، نَصِیلُ و‌فی حدیث الخُدْرِیّ: فقام النَّحَّامُ العَدَویّ یومئذ و قد أَقام علی صُلْبه نَصِیلًا؛ النَّصِیلُ: حَجر طویل
لسان العرب، ج‌11، ص: 665
مُدَمْلَك قدر شبر أَو ذراع، و جمعه نُصُل. و‌فی حدیث خَوَّاتٍ: فأَصاب ساقَه نَصِیل حَجَرٍ.و النَّصِیل: الحنَك علی التشبیه بذلك. و النَّصِیل: مَفْصِل ما بین العنق و الرأْس تحت اللَّحْیین، زاد اللیث: من باطن من تحت اللَّحْیین. و النَّصِیل: الخَطْمُ. و نَصِیلُ الرأْس و نَصْله: أَعلاه. و النَّصْلُ: الرأْس بجمیع ما فیه. و النَّصْلُ: طول الرأْس فی الإِبل و الخیل و لا یكون ذلك للإِنسان؛ و قال الأَصمعی فی قوله: بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا «1» قال: الواحد نَصِیل و هو ما تحت العین إِلی الخَطْم فیقول تَحْسَبها فؤُوساً. و قال ابن الأَعرابی: النَّصِیل حیث تَصِل الجِباه. و المُنْصُل، بضم المیم و الصاد، و المُنْصَل: السیف اسم له. قال ابن سیدة: لا نعرف فی الكلام اسماً علی مُفْعُل و مُفْعَل إِلا هذا، و قولهم مُنْخُل و مُنْخَل. و النَّصِیل: اسم موضع؛ قال الأَفوه: تُبَكِّیها الأَرامِلُ بالمآلی، بِداراتِ الصَّفائِح و النَّصِیلِ

نضل؛ ج11، ص: 665

: نَاضَلَه مُناضَلَةً و نِضَالًا و نِیضالًا: باراهُ فی الرَّمْی؛ قال الشاعر: لا عَهْدَ لی بنِیضالْ، أَصبحتُ كالشَّنِّ البالْ قال سیبویه: فِیعالٌ فی المصدر علی لغة الذین قالوا تحمَّل تِحْمالًا، و ذلك أَنهم یُوَفِّرون الحروف و یجیئُون به علی مثال «2». قولهم كلَّمْتُه كِلَّاماً، و أَما ثعلب فقال إِنه أَشبع الكسرة فأَتبعها الیاء كما قال الآخر «3»: أَدْنُو فأَنْظُورُ، أَتبع الضمة الواو اختیاراً، و هو علی قول ثعلب اضطراراً. و نَضَلْته أَنْضُلُه نَضْلًا: سبقته فی الرِّماءِ. و نَاضَلْت فلاناً فنَضَلْته إِذا غلبته. اللیث: نَضَلَ فلان فلاناً إِذا نَضَله فی مُراماةٍ فَغَلَبه. و خرج القوم یَنْتضِلُون إِذا اسْتَبَقوا فی رَمْی الأَغْراض. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بقومٍ یَنْتَضِلُون‌أَی یَرْتَمُون بالسِّهام. یقال: انْتَضَل القوم و تَنَاضَلُوا أَی رَمَوْا للسَّبْق. و نَاضَلْت عنه نِضَالًا: دافَعْت. و تَنَضَّلْت الشی‌ءَ: أَخرجته. و اجْتَلْت منهم جَوْلًا معناه الاختیار أَی اخترت. و انْتَضَلَ سیفَه: أَخرجه. و انْتَضَلْت منهم نَضْلة: اخْتَرْت. و فلانٌ نَضِیلی: و هو الذی یُرامِیه و یُسابِقه. و یقال: فلان یُنَاضِلُ عن فلان إِذا نَصَح عنه و دافع و تكلم عنه بعذره و حاجَجَ. و‌فی الحدیث: بُعْداً لكُنّ و سُحْقاً فعَنْكُنّ كنتُ أُنَاضِل‌أَی أُجادل و أُخاصِمُ و أُدافِعُ؛ و منه شعر أَبی طالب یمدح سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كَذَبْتُم، و بَیْتِ اللهِ، یُبْزَی محمدٌ و لَمَّا نُطاعِنْ دونَه و نُنَاضِل «4». و انْتَضَلَ القومُ و تَنَاضَلُوا أَی رَمَوْا للسَّبْق؛ و منه قیل: انْتَضَلُوا بالكلام و الأَشعارِ. و انْتَضَلْت
(1). قوله [بناصلات إلخ] صدره و هو لرؤبة كما فی التكملة: و الصهب تمطو الحلق المعكوسا (2). قوله [علی مثال إلخ] هكذا فی الأصل، و فی نسختین من المحكم علی مثال إفعال و علی مثال قولهم كلمته إلخ (3). قوله [كما قال الآخر إلخ] فی القاموس فی مادة نظر: و إننی حیثما یثنی الهوی بصری من حیثما سلكوا أدنو فأنظور (4). قوله [یبزی] فی النهایة فی مادة بزی ما نصه: یبزی أی یقهر و یغلب؛ أراد لا یبزی، فحذف لا من جواب القسم و هی مرادة أی لا یقهر و لم نقاتل عنه و ندافع
لسان العرب، ج‌11، ص: 666
رجلًا من القوم و انْتَضَلْت سهماً من الكِنانة أَی اخْتَرْت. و المُنَاضَلَةُ: المُفاخَرة؛ قال الطرماح: مَلِكٌ تَدِینُ له الملوك، و لا یُجاثِیه المُنَاضِل و انْتَضَلَ القومُ إِذا تفاخَروا؛ قال لبید: فانْتَضَلْنا، و ابنُ سَلْمی قاعدٌ كعَتِیق الطیرِ یُغْضی و یُجَل ابن السكیت: انْتَضی السیف من غِمْدِه و انْتَضَلَه بمعنی واحد. و تَنَضَّلْتُ الشی‌ءَ إِذا استخرجته. و انْتِضَال الإِبل: رَمْیُها بأَیدیها فی السَّیْر. و نَضِلَ البعیرُ و الرجُل نَضْلًا: هُزِل «1». و أَعْیا، و أَنْضَلَه هو. ابن الأَعرابی: النَّضَل و التَّبْدِیدُ التعبُ، و قد نَضِلَ یَنْضَلُ نَضَلًا. و نَضِلَت الدابة: تعبت. و نَضْلَةُ: اسم، و هو نَضْلَةُ بن هاشم، و نَضْلَة بنُ حِمار. الجوهری: و كان هاشم بن عبد مناف یُكْنی أَبا نَضْلَةَ.

نطل؛ ج11، ص: 666

: النَّطْلُ: ما علی طُعْمِ العنب من القِشْر. و النَّطْلُ: ما یُرْفَع من نَقِیع الزبیب بعد السُّلاف، و إِذا أَنْقَعْت الزبیب فأَوّل ما یُرْفَع من عُصارتِه هو السُّلاف، فإِذا صُبَّ علیه الماء ثانیةً فهو النَّطْل؛ و قال ابن مقبل یصف الخمر: مما تُعَتَّق فی الدِّنانِ كأَنها، بِشفاهِ ناطِلِه، ذَبِیحُ غَزالِ و قال ثعلب: النَّأْطَل، یُهْمز و لا یُهْمز، القدَح الصغیر الذی یُری الخمَّارُ فیه النَّمُوذَج. ابن الأَعرابی: و النَّطْلُ اللبن القلیل. و النَّاطِلُ: الجُرْعة من الماء و اللبنِ و النبیذِ؛ قال أَبو ذؤیب: فلو أَنّ ما عندَ ابنِ بُجْرةَ عندَها من الخَمْرِ، لم تَبْلُلْ لَهاتی بنَاطِل قوله من الخمر متصل بعند التی فی الصلة، و عندها الثانیة خبر أَن، التقدیر: فلو أَن ما عند ابن بجرة من الخمر عندها، ففصل بین الصلة و الموصول، و قیل: النَّاطِلُ الخمرُ عامَّة. یقال: ما بها طَلٌّ و لا نَاطِلٌ، فالناطلُ ما تقدم، و الطَّلُّ اللبَن. و الناطِلُ أَیضاً: الفضلة تبقی فی المِكْیال. و‌فی حدیث ابن المسیب: كَرِه أَن یُجعل نَطْلُ النَّبیذ فی النَّبیذ لیشتدَّ بالنَّطْل؛ هو أَن یؤخذ سُلاف النَّبیذ و ما صَفَا منه، فإِذا لم یبق منه إِلَّا العَكَر و الدُّرْدِیُّ صبَّ علیه ماء و خُلِط بالنبیذ الطَّریِّ لیشتدَّ. یقال: ما فی الدَّنِّ نَطْلة ناطِل أَی جُرْعة، و به سمی القدَح الصغیر الذی یَعْرِض فیه الخمَّار أُنْموذَجَه ناطِلًا. و الناطِلُ و الناطَلُ و النَّیْطَل و النَّأْطَل: مكیال الشَّراب و اللبن؛ قال لبید: تكُرُّ علینا بالمِزاجِ النَّیَاطِلُ أَبو عمرو: النَّیَاطِل مَكاییل الخمر، واحدها نأْطَل، و بعضهم یقول ناطِل، بكسر الطاء غیر مهموز و الأَول مهموز. اللیث: الناطِلُ مكیال یكال به اللبن و نحوه، و جمعه النَّواطِل. أَبو تراب: یقال انْتَطَلَ فلان من الزِّقِّ نَطْلَةً و امتَطَل مَطْلة إِذا اصْطَبَّ منه شیئاً یسیراً. الجوهری: النَّاطِل، بالكسر غیر مهموز، كوز كان یكال به الخمر، و الجمع النَّیَاطِل. قال
(1). قوله [نَضْلًا هزل] ضبط فی الأصل بسكون الضاد فی هذا المصدر و كذا فی نسخة من المحكم و التهذیب، و فی أخری من المحكم نَضَلًا بالتحریك
لسان العرب، ج‌11، ص: 667
ابن بری: قول الجوهری الجمع نَیَاطِل هو قول أَبی عمرو الشیبانی، قال: و القیاس منعُه لأَن فاعِلًا لا یجمع علی فَیاعِل، قال: و الصواب أَن نَیَاطِل جمع نَیْطَل لغة فی الناطَل و الناطِل؛ حكاها ابن الأَنباری عن أَبیه عن الطوسی. و نَطَل الخَمر: عصَرها. و النِّطْل: خُثارةُ الشراب. و النَّیْطَل: الدلو، ما كانت؛ قال: ناهَبْتهم بِنَیْطَلٍ جَرُوفِ، بِمَسْك عَنْزٍ من مُسُوك الرِّیفِ الفراء: إِذا كانت الدلو كبیرة فهی النَّیْطَل. و یقال: نَطَل فلان نفسه بالماء نَطْلًا إِذا صبَّ علیه منه شیئاً بعد شی‌ء یَتعالَج به. و النِّئْطِلُ و النَّیْطَلُ: الداهیة. و رجل نَیْطَل: داهٍ. و ما فیه نَاطِلٌ أَی شی‌ء. الأَصمعی: یقال جاء فلان بالنِّئْطِل و الضِّئْبِل، و هی الداهیة؛ قال ابن بری: جمع النِّئْطِل نَآطِل؛ و أَنشد: قد علم النآطِلُ الأَصْلالُ، و علماءُ الناسِ و الجهَّالُ، وَقْعی إِذا تَهافَتَ الرُّؤالُ قال: و قال المتلمس فی مفرده: و عَلِمْتُ أَنِّی قد رُمِیتُ بِنِئْطِلٍ، إِذْ قیلَ: صارَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قَوْمَسُ دَوْفَن: قبیلة، و قَوْمَس: أَمیر. و نطلْت رأْس العلیل بالنَّطول: و هو أَن تجعل الماء المطبوخ بالأَدْویة فی كُوزٍ ثم تصبَّه علی رأْسه قلیلًا قلیلًا. و‌فی حدیث ظبیان: و سقوهم بِصَبِیر النَّیْطَل؛ النَّیْطَلُ: الموتُ و الهلاك، و الیاء زائدة، و الصَّبِیرُ السحاب، و الله أَعلم.

نعل؛ ج11، ص: 667

: النَّعْل و النَّعْلةُ: ما وَقَیْت به القدَم من الأَرض، مؤنثة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا شكا إِلیه رجلًا من الأَنصار فقال: یا خیرَ من یَمْشی بنَعْلٍ فرْدِ قال ابن الأَثیر: النَّعْل مؤنثة و هی التی تُلبَس فی المَشْی تسمَّی الآن تاسُومة، و وصفها بالفرد و هو مذكر لأَن تأْنیثها غیر حقیقی، و الفَرْدُ هی التی لم تُخْصَف و لم تُطارَق و إِنما هی طاقٌ واحد، و العرب تمدَح برقَّة النِّعال و تجعلها من لِباس المُلوك؛ فأَما قول كثیِّر: له نَعَلٌ لا تَطَّبِی الكَلْب رِیحُها، و إِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم: یَغَدُو و هو مَحَمُوم، فی یَغْدو و هو مَحْموم، و هذا لا یعدّ لغة إِنما هو مُتْبَع ما قبله، و لو سئل رجل عن وزن یَغَدُو و هو مَحَموم لم یقل إِنه یَفَعَل و لا مَفَعُول؛ و الجمع نِعَال. و نَعِلَ یَنْعَلُ نَعَلًا و تَنَعَّلَ و انْتَعَلَ: لبِس النَّعْل. و التَّنْعِیل: تَنْعِیلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق من حدید تَقِیه الحجارة، و كذلك تَنْعِیل خفِّ البعیر بالجلد لئلا یَحفَی. و نَعْل الدابة: ما وُقِیَ به حافرُها و خفُّها. قال الجوهری: النَّعْل الحِذاء، مؤنثة و تصغیرها نُعَیْلَة. قال ابن بری: و فی المثل: مَنْ یكن الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَی من یكن ذا جِدّ یَبِنْ ذلك علیه. و نَعَلَ القومَ: وهَب لهم نِعالًا؛ عن اللحیانی، و أَنْعَلُوا و هُمْ نَاعِلون، نادر: كثُرتْ نِعالهم؛ عنه أَیضاً، قال: و كذلك كل شی‌ء من هذا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلت فَعَلْتهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 668
بغیر أَلف، و إِذا أَردت أَن ذلك كثر عندهم قلت أَفْعَلوا. و أَنْعَلَ الرجلُ دابَّتَه إِنْعَالًا، فهو مُنْعِل. و قال ابن سیدة: أَنْعَلَ الدابةَ و البعیرَ و نَعَّلَهما. و یقال: أَنْعَلْتُ الخیل، بالهمزة. و‌فی الحدیث: إِن غَسَّان تُنْعِل خیلَها.و رجل نَاعِل و مُنْعِل: ذو نَعْل «1» و أَنشد ابن بری لابن مَیَّادة: یُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ، و یَعْتَزی إِلی شَرِّ حافٍ فی البِلادِ و نَاعِلِ و إِذا قلت مُنْتَعِل فمعناه لابسٌ نَعْلًا، و امرأَة نَاعِلَة. و فی المثل: أَطِرِّی فإِنك نَاعِلَة؛ أَراد أَدِلِّی علی المشی فإِنك غلیظةُ القدمین غیر محتاجة إِلی النعلین، و أَحال الأَزهری تفسیر هذا المثل علی موضعه فی حرف الطاء، و سنذكره فی موضعه «2». و حافر نَاعِلٌ: صُلْب، علی المثَل؛ قال: یَرْكَب فَیْناهُ وقِیعاً نَاعِلا «3». الوَقِیعُ: الذی قد ضُرب بالمِیقَعة أَی المِطْرقة، یقول: قد صَلُب من توقیع الحجارة حتی كأَنه مُنْتَعِل. و فرس مُنْعَل: شدیدُ الحافر. و یقال لحمار الوحش: نَاعِل، لصلابة حافره. قال الجوهری: و أَنْعَلْت خُفِّی و دابَّتی، قال: و لا یقال نَعَلْت. و فرسٌ مُنْعَلُ یَدِ كذا أَو رجل كذا أَو الیدین أَو الرجلین إِذا كان البَیاض فی مآخِیر أَرْساغِ رجلیه أَو یدیه و لم یَسْتَدِرْ، و قیل: إِذا جاوز البیاضُ الخاتمَ، و هو أَقلُّ وضَحِ القوائم، فهو إِنْعَال ما دام فی مؤخَّر الرُّسْغ مما یَلی الحافرَ. قال الأَزهری: قال أَبو عبیدة من وَضَح الفَرس الإِنْعَال، و هو أَن یُحیط البیاض بما فوق الحافر ما دام فی موضع الرُّسغ. یقال: فرس مُنْعَل، قال: و قال أَبو خیرة هو بیاض یَمَسُّ حَوافِرَه دون أَشاعِره، قال الجوهری: الإِنْعَال أَن یكون البیاض فی مؤخَّر الرُّسْغ مما یَلی الحافر علی الأَشْعَر لا یَعْدُوه و لا یَستدیر، و إِذا جاوز الأَشاعر و بعضَ الأَرْساغ و استدار فهو التَّخْدِیم. و انْتَعَلَ الرجلُ الأَرض: سافرَ راجلًا؛ و قال الأَزهری: انْتَعَلَ فلان الرَّمضاء إِذا سافَر فیها حافیاً. و انْتَعَلت المَطیُّ ظِلالها إِذا عَقَل الظلُّ نصف النهار؛ و منه قول الراجز: و انْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا و یروی: و انْتَعِلِ الظِّلّ … قال الأَزهری: و انْتَعَلَ الرجلُ إِذا ركب صِلاب الأَرض و حِرارها؛ و منه قول الشاعر: فی كلّ آنٍ قَضاهُ اللیلُ یَنْتَعِلُ ابن الأَعرابی: النَّعْلُ من الأَرض و الخفُّ و الكُراعُ و الضِّلَعُ كل هذه لا تكون إِلا من الحَرَّة، فالنَّعْلُ منها شبیهٌ بالنَّعْل فیها ارتفاعٌ و صلابةٌ، و الخُفُّ أَطول من النَّعْل، و الكُراعُ أَطول من الخُفِّ، و الضِّلَعُ أَطول من الكُراعِ، و هی مُلْتَوِیة كأَنها ضِلَع. قال ابن سیدة: النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغلیظة شبه الأَكَمة یَبْرق حَصاها و لا تنبت شیئاً، و قیل: هی قطعة تسیل من الحَرَّة مؤنثة؛ قال: فِدًی لامْرئٍ، و النَّعْلُ بینی و بینه، شَفَی غیْمَ نَفْسی من رؤوس الحَواثِرِ
(1). قوله [و مُنْعِل ذو نعل] هكذا ضبط فی الأصل، و فی القاموس: و منعل كمكرم ذو نعل (2). قوله [و سنذكره فی موضعه] هكذا فی الأصل، و قد تقدم له شرح هذا المثل فی مادة طرر (3). قوله [یركب فیناه] هكذا فی الأصل هنا بالفاء و تقدم فی مادة وقع قیناه بالقاف
لسان العرب، ج‌11، ص: 669
قال الأَزهری: النَّعْل نَعْل الجبل، و الغَیْمُ الوَتْرُ و الذَّحْلُ، و أَصله العطش، و الحَواثِر من عبد القیس، و الجمع نِعَال؛ قال إمرؤ القیس یصف قوماً منهزمین: كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث بالحَرِّ، إِذ تَبْرُقُ النِّعَالُ «1». و أَنشد الفراء: قَوْم، إِذا اخضرَّتْ نِعَالُهمُ، یَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ و منه‌الحدیث: إِذا ابْتَلَّت النِّعَالُ فالصلاة فی الرحال؛ قال ابن الأَثیر: النِّعَالُ جمع نَعْل و هو ما غلُظ من الأَرض فی صَلابة و إِنما خصها بالذكر لأَن أَدنی بَلَلٍ یُنَدِّیها بخلاف الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف الماءَ؛ قال الأَزهری: یقول إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بمن یمشی فیها فصلُّوا فی مَنازلكم، و لا علیكم أَن لا تشهدوا الصلاة فی مساجد الجماعات. و المَنْعَل و المَنْعَلَةُ: الأَرض الغلیظة اسمٌ و صفةٌ. و النَّعْلُ من جَفْن السیف: الحدیدةُ التی فی أَسفل قِرابه. و نَعْل السیف: حدیدة فی أَسفلِ غِمْده، مؤنثة؛ قال ذو الرمة: إِلی مَلِكٍ لا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ، أَجَلْ لا، و إِن كانت طِوالًا مَحامِلُهْ و یروی: … حَمائلُهْ، وصفه بالطول و هو مدح. و نَعْل السیف: ما یكون فی أَسفل جَفْنِه من حدیدة أَو فضَّة. و‌فی الحدیث: كان نَعْلُ سیفِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من فِضَّة؛ نعْلُ السیف: الحدیدة التی تكون فی أَسفل القِراب. و قال أَبو عمرو: النَّعْل حدیدة المِكْرب، و بعضهم یسمیه السِّنَّ. و النَّعْلُ: العَقَب الذی یُلْبَسه ظهر السِّیَة من القوس، و قیل: هی الجلدة التی علی ظهر السِّیَةِ، و قیل: هی جلدتها التی علی ظهرها كله. و النَّعْل: الرجل الذلیل یُوطَأُ كما تُوطَأُ الأَرض؛ و أَنشد للقُلاخ: و لم أَكُنْ دارِجةً و نَعْلا «2». و بنو نُعَیْلَة: بطن. قال الأَزهری: إِذا قُطعت الوَدِیَّة من أُمِّها بِكَرَبها قیل: ودِیَّة مُنْعَلَة؛ قال ابن بری: هذا قول أَبی عبید و أَنكره الطوسی، و قال: صوابه بكَرَبة، یرید تقطع بكَرَبةٍ من الأُمّ أَی مع كَرَبة منها، و ذلك أَن الوَدِیَّة تكون فی أَصل النَّخْلة مع أُمِّها، و أَصلها فی الأَرض، و تكون فی جذع أُمِّها فإِذا قُلِعت مع كَرَبةٍ من أُمِّها قیل: وَدِیَّة مُنْعَلَة. أَبو زید: یقال رماه بالمُنْعِلات أَی بالدواهی، و تركت بینهم المُنْعِلات. قال ابن بری: یقال لزوجة الرجل هی نَعْلُه و نَعْلَتُه؛ و أَنشد للراجز: شَرُّ قَرِینٍ للكبیر نَعْلَتُهْ، تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ و العرب تكنی عن المرأَة بالنَّعْل.

نعثل؛ ج11، ص: 669

‏: النَّعْثَلُ: الشیخُ الأَحمقُ. و یقال: فیه نَعْثَلَةٌ أَی حمق. و النَّعْثَلُ: الذِّیخُ و هو الذكَر من الضباع. و نَعْثَلَ: خَمَع. و النَّعْثَلَة: أَن یمشِیَ الرجل مُفاجًّا و یَقْلِب قَدَمَیْه كأَنه یَغْرِفُ بهما،
(1). قوله [بالحر] تقدم فی مادة حرشف بدله بالجو (2). قوله [و أنشد للقلاخ إلخ] هكذا فی الأصل، و الشطر فی التهذیب غیر منسوب و عبارة الصاغانی عن ابن درید قال القلاخ: شر عبید حسباً و أصلا دراجة موطوءة و نعلا و یروی‏دارجة …
لسان العرب، ج‏11، ص: 670
‏و هو من التبختُر. و نَعْثَل: رجل من أَهل مِصْر كان طویل اللِّحْیة، قیل: إِنه كان یُشْبِه عثمان، رضی الله عنه؛ هذا قول أَبی عبید، و شاتِمُو عثمان، رضی الله عنه، یسمونه نَعْثَلًا. و‏فی حدیث عثمان: أَنه كان یخطب ذات یوم فقام رجل فنال منه، فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ، فقال له رجل: لا یَمْنَعَنَّك مكان ابن سلام أَن تَسُبَّ نَعْثَلًا فإِنه من شِیعته‏، و كان أَعداءُ عثمان یسمونه نَعْثَلًا تشبیهاً بالرجل المِصْریّ المذكور آنفاً. و‏فی حدیث عائشة: اقْتُلُوا نَعْثَلًا قَتَل اللهُ نَعْثَلًا‏تعنی عثمان، و كان هذا منها لما غاضَبَتْه و ذهبتْ إِلی مكة، و كان عثمان إِذا نِیلَ منه و عیب شبِّه بهذا الرجل المِصْریّ لطول لحیته و لم یكونوا یجدون فیه عیباً غیر هذا. و النَّعْثَلَةُ مثل النَّقْثَلة: و هی مِشْیة الشیخ. ابن الأَعرابی: نَعْثَلَ الفرسُ فی جریه إِذا كان یَقْعُد علی رجلیه من شدة العدْوِ و هو عیب؛ و قال أَبو النجم: كلّ مُكِبِّ الجَرْی أَو مُنَعْثِلَهْ و فرس مُنَعْثِل: یفرق قوائمه فإِذا رفعها فكأَنما یَنْزِعها من وَحَل یَخْفِق برأْسه و لا تتبعه رجلاه.

نعدل؛ ج11، ص: 670

: الأَصمعی «3»: مَرَّ فلان مُنَعْدِلًا و مُنَوْدِلًا إِذا مشی مسترخیاً.

نعظل؛ ج11، ص: 670

: العَنْظَلة و النَّعْظَلَة، كلاهما: العَدْوُ البَطی‌ءُ، و قد ذكر فی ترجمة عنظل.

نغل؛ ج11، ص: 670

: النَّغَل، بالتحریك: فساد الأَدِیم فی دِباغه إِذا تَرَفَّت و تَفَتَّت. و یقال: لا خیر فی دَبْغة علی نَغْلَة. نَغِلَ الأَدیمُ، بالكسر، نَغَلًا، فهو نَغِلٌ: فسد فی الدباغ، و أَنْغَلَه هو؛ قال قیس بن خویلد: بنی كاهِلٍ لا تُنْغِلُنَّ أَدِیمَها، و دَعْ عَنْك أَفْصَی، لیس منها أَدِیمُها و الاسم: النَّغْلَة. و نَغِلَ الجُرْحُ نَغَلًا: فسد، و بَرئ الجُرْحُ و فیه شی‌ء من نَغَلٍ أَی فسادٍ. و‌فی الحدیث: ربما نَظَر الرجلُ نَظْرةً فَنَغِلَ قلبُه كما یَنْغَلُ الأَدیمُ فی الدِّباغ فَیَتَثقَّب.و نَغِلَ الأَدیمُ إِذا عفِن و تَهَرَّی فی الدباغ فیفسد و یَهْلِك. و جَوْزةٌ نَغِلَةٌ: متَغیِّرة. و رجل نَغِلٌ و نَغْلٌ: فاسد النسَب، و قیل: إِن العامة تقول نَغْل. التهذیب: یقال نَغُلَ المولودُ یَنْغُلُ نُغُولَةً، فهو نَغْل. و النَّغْل: ولد الزِّنْیَة، و الأُنثی نَغْلَة، و المصدرُ أَو اسمُ المصدر منه النِّغْلَة. و النَّغَلُ: الإِفسادُ بین القوم و النَّمیمةُ؛ قال الأَعشی یذكر نبات الأَرض: یَوماً تراها كَشِبْهِ أَرْدِیَةِ العَصْبِ، و یوماً أَدِیمُها نَغِلا و استشهد الأَزهری بهذا البیت علی قوله نَغِلَ وجهُ الأَرض إِذا تهشَّم من الجُدوبة. و فیه نَغَلَةٌ أَی نمیمةٌ. و أَنْغَلَهم حدیثاً سمعَه: نَمَّ إِلیهم به. و نَغِلَ قلبُه أَی ضَغِن. یقال: نَغِلَتْ نِیَّاتُهم أَی فسدتْ.

نغبل؛ ج11، ص: 670

: النُّغْبُول و الغُنْبُول: طائر؛ قال ابن درید: و لیس بثبت.

نفل؛ ج11، ص: 670

: النَّفَل، بالتحریك: الغنیمةُ و الهبةُ؛ قال لبید: إِنَّ تَقْوَی رَبِّنا خیرُ نَفَلْ، و بإِذْنِ اللهِ رَیْثی و العَجَلْ
(3). قوله [نعدل الأَصمعی إلخ] هذه المادة فی الأَصل بالعین المهملة بعد النون. و أتی بها فی القاموس بالغین المعجمة بعد النون أیضاً لكن نبه شارحه علی أنه بالعین المهملة، و الذی فی الصاغانی هو ما ذكره المجد، و أما الذی فی التهذیب فهو معندلًا بالعین قبل النون
لسان العرب، ج‌11، ص: 671
و الجمع أَنْفَال و نِفَال؛ قالت جَنُوب أُخت عَمْرو ذی الكَلْب: و قد عَلِمَتْ فَهْمُ عند اللِّقاء، بأَنهمُ لك كانوا نِفَالا نَفَّلَه نَفَلًا و أَنْفَلَه إِیَّاه و نَفَلَه، بالتخفیف، و نفَّلْت فلاناً تنفیلًا: أَعطیته نَفَلًا و غُنْماً. و قال شمر: أَنفَلْت فلاناً و نَفَلْته أَی أَعطیته نافِلة من المعروف. و نَفَّلْته: سوَّغت له ما غَنِم؛ و أَنشد: لَمَّا رأَیت سنة جَمادَی، أَخَذْتُ فَأْسی أَقْطَعُ القَتادا، رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا قال: أَنشدَتْه العُقَیْلیَّة فقیل لها ما الإِنْفَال؟ فقالت: الإِنْفَال أَخذُ الفأْس یقطع القَتادَ لإِبِله لأَن یَنْجُوَ من السَّنَة فیكون له فَضْل علی مَنْ لم یقطع القَتاد لإِبله. و نَفَّلَ الإِمامُ الجُنْدَ: جعل لهم ما غَنِمُوا. و النَّافِلَةُ: الغنیمة؛ قال أَبو ذؤیب: فإِنْ تَكُ أُنْثَی من مَعَدٍّ كریمةً علینا، فقد أَعطیت نَافِلَة الفَضْل و فی التنزیل العزیز: یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ؛ یقال الغَنائم، واحدُها نَفَل، و إِنما سأَلوا عنها لأَنها كانت حراماً علی مَن كان قبلهم فأَحلَّها الله لهم، و قیل أَیضاً: إِنه، صلی الله علیه و سلم، نَفَّلَ فی السَّرایا فكَرِهُوا ذلك؛ فی تأْویله: كَمٰا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَیْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَكٰارِهُونَ، كذلك تُنَفِّلُ مَنْ رأَیتَ و إِن كَرِهُوا،و كان سیدُنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَی بأَسِیر شیئاً فقال بعضُ الصحابة: یبقی آخرُ الناس بغیر شی‌ء.قال أَبو منصور: و جِماعُ معنی النَّفَل و النَّافِلَة ما كان زیادة علی الأَصل، سمِّیت الغنائمُ أَنْفَالًا لأَن المسلمین فُضِّلوا بها علی سائر الأُمَمِ الذین لم تحلَّ لهم الغَنائم. و صلاةُ التطوُّع نَافِلةٌ لأَنها زیادة أَجْرٍ لهم علی ما كُتِبَ لهم من ثواب ما فرض علیهم. و‌فی الحدیث: و نَفَّلَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، السَّرَایا فی البَدْأَةِ الرُّبُعَ و فی القَفْلة الثُّلُثَ، تفضیلًا لهم علی غیرهم من أَهل العسكر بما عانَوْا من أَمر العَدُوِّ، و قاسَوْهُ من الدُّؤُوب و التَّعَبِ، و باشروه من القِتال و الخوف.و كلُّ عطیَّةٍ تَبَرَّع بها مُعطیها من صدقةٍ أَو عملِ خیر فهی نَافِلَةٌ. ابن الأَعرابی: النَّفَل الغنائمُ، و النَّفَل الهبة، و النَّفَل التطوُّع. ابن السكیت: تَنَفَّلَ فلان علی أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مما أَخذوا عند الغنیمة. و قال أَبو سعید. نَفَّلْتُ فلاناً علی فلان أَی فضَّلته. و النَّفَل، بالتحریك: الغنیمة، و النَّفْل، بالسكون و قد یحرّك: الزیادة. و‌فی الحدیث: أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثنی عشر بعیراً و نَفَّلَهم بعیراً بعیراً‌أَی زادهم علی سِهامهم، و یكون من خُمْس الخُمْسِ. و‌فی حدیث ابن عباس: لا نَفَل فی غَنیمةٍ حتی یُقسَم جَفَّةً كلها‌أَی لا ینفِّل منها الأَمیر أَحداً من المُقاتِلة بعد إِحْرازها حتی یقسم كلها، ثم ینفِّله إِن شاء من الخمس، فأَما قبل القِسْمة فلا، و قد تكرر ذكر النَّفَل و الأَنْفال فی الحدیث، و به سمِّیت النَّوَافِل فی العِبادات لأَنها زائدة علی الفَرائض. و‌فی الحدیث: لا یزال العَبْد یتقرَّب إِلیّ بالنَّوَافِل.و‌فی حدیث قِیامِ رمضان: لو نَفَّلْتنا بقیَّة لیلتِنا هذه‌أَی زِدْتنا من صلاة النافلة، و‌فی حدیث آخر: إِنّ المَغانِمَ كانت محرَّمة علی الأُمَمِ فنَفَّلَها الله تعالی هذه الأُمة‌أَی زادها. و النَّافِلَةُ:
لسان العرب، ج‌11، ص: 672
العطیَّة عن یدٍ. و النَّفْل و النَّافِلَةُ: ما یفعله الإِنسان مما لا یجب علیه. و فی التنزیل العزیز: فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ؛ النَّفْل و النَّافِلَةُ: عطیة التطوُّع من حیث لا یجب، و منه نَافِلَةُ الصلاة. و التَّنَفُّل: التطوُّع. قال الفراء: لیست لأَحد نَافِلَة إِلَّا للنبی، صلی الله علیه و سلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأَخَّر فعمَلُه نَافِلَةٌ. و قال الزجاج: هذه نَافِلَةٌ زیادة للنبی، صلی الله علیه و سلم، خاصة لیست لأَحد لأَن الله تعالی أَمره أَن یزداد فی عبادته علی ما أَمرَ به الخلْق أَجمعین لأَنه فضَّله علیهم، ثم وعده أَن یبعَثَه مَقاماً محموداً و صحَّ أَنه الشفاعة. و رجل كثیر النَّوَافِل أَی كثیرُ العَطایا و الفَواضِل؛ قال لبید: لله نَافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ قال شمر: یرید فَضْل ما ینفِّل من شی‌ء. و نَفَّلَ غیرَه یُنَفِّلُ أَی فضَّله علی غیره. و النَّافِلَةُ: ولدُ الولدِ، و هو من ذلك لأَن الأَصلَ كان الولد فصار ولدُ الولدِ زیادةً علی الأَصل؛ قال الله عز و جل فی قصة إِبراهیم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ یَعْقُوبَ نٰافِلَةً؛ كأَنه قال وهبنا لإِبراهیم إِسحاقَ فكان كالفَرْضِ له، ثم قال: وَ یَعْقُوبَ نٰافِلَةً، فالنَّافِلَةُ لیعقوبَ خاصةً لأَنه ولدُ الولد أَی وهبنا له زیادةً علی الفَرْض له، و ذلك أَن إِسحاقَ وُهِبَ له بدُعائه و زِیدَ یعقوب تفضُّلًا. و النَّوْفَلُ: العطیة. و النَّوْفَل: السیِّدُ المِعْطاءُ یشبَّهان بالبحر؛ قال ابن سیدة: فدل هذا علی أَن النَّوْفَل البَحْرُ و لا نصَّ لهم علی ذلك أَعنی أَنهم لم یصرِّحوا بذلك بأَن یقولوا النَّوْفَل البحر. أَبو عمرو: هو الیَمُّ و القَلَمَّسُ و النَّوْفَلُ و المُهْرُقانُ و الدَّأْمَاءُ و خُضَارَةُ و الأَخْضَرُ و العُلَیْم «1». و الخَسِیفُ. و النَّوْفَلُ: البحر «2». التهذیب: و یقال للرجل الكثیر النَّوَافِل و هی العَطایا نَوْفَل؛ قال الكمیت یمدح رجلًا: غِیاثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُوع، لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ یعنی المذكور، ضاعَنی أَی أَفْزَعَنی. قال شمر: الزُّفَر القَویّ علی الحَمالات، و النَّوْفَل الكثیر النَّوافِل، و قوم نَوْفَلون. و النَّوْفَلُ: العطیة تشبَّه بالبحر. و النَّوْفَل: الرجل الكثیرُ العطاء؛ و أَنشد لأَعشی باهلة: أَخُو رَغائِبَ یُعْطِیها و یَسْأَلُها، یأْبَی الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ قال ابن الأَعرابی: قوله منه النَّوْفَل الزُّفَر؛ النَّوْفَل: مَنْ ینفی عنه الظلْمَ من قومه أَی یَدْفعه. و النَّوْفَلة: المَمْحَلةُ، و فی التهذیب: المَمْلَحةُ؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف النَّوْفلة بهذا المعنی. و انْتَفَلَ من الشی‌ء: انْتَفی و تبرَّأَ منه. أَبو عبید: انْتَفلْت من الشی‌ء و انْتَفَیْت منه بمعنی واحد كأَنه إِبدال منه؛ قال الأَعشی: لئن مُنِیتَ بنا عن جِدِّ مَعْرَكة، لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوم نَنْتَفِلُ و‌فی حدیث ابن عمر: أَنَّ فلاناً انْتَفَلَ من وَلَده‌أَی تبرَّأَ منه. قال اللیث: قال لی فلان قولًا فانْتَفَلْت منه أَی أَنكرت أَن أَكون فَعَلْته؛
(1). قوله [و العلیم] هكذا فی الأصل مضبوطاً، و الذی فی القاموس: العیلم أی كحیدر (2). قوله [و النَّوْفَل البحر] كذا فی الأصل و هو مستغنی عنه
لسان العرب، ج‌11، ص: 673
و أَنشد للمتَلَمِّس: أَ مُنْتَفِلًا من نصر بُهْثَةَ دائباً؟ و تَنْفُلُنی من آلِ زید فَبِئْسما قال أَبو عمرو: تَنْفُلُنی تَنْفِینی. و النَّافِلُ: النافی. و یقال: انْتَفَلَ فلان إِذا اعتذر. و انْتَفَلَ: صَلَّی النَّوافِل. و یقال: نَفَّلْت عن فلان ما قیل فیه تَنْفِیلًا إِذا نَضَحْت عنه و دَفَعْتَه. و‌فی حدیث القَسامة: قال لأَولِیاء المَقْتول: أَ تَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسین من الیهود ما قَتَلُوه؟یقال: نَفَّلْته فنَفَلَ أَی حلَّفته فحلَف. و نَفَلَ و انْتَفَلَ إِذا حلَف. و أَصل النَّفْل النَّفْی. یقال: نَفَلْت الرجلَ عن نسَبه. و انْفُلْ عن نفسك إِن كنت صادقاً أَی انْفِ ما قیل فیك، و سمیت الیمین فی القسامة نَفْلًا لأَنَّ القِصاص یُنْفَی بها؛ و منه‌حدیث علیّ، كرم الله وجهه: لَوَدِدْتُ أَنَّ بنی أُمَیَّة رَضُوا و نَفَّلْناهم خمسین رجلًا من بنی هاشم یَحْلِفُون ما قَتَلْنا عثمان و لا نعلم له قاتِلًا؛ یرید نَفَّلْنا لهم. و أَتَیْتُ أَتَنَفَّله أَی أَطلبه؛ عن ثعلب. و أَنْفَلَ له: حلَف. و النَّفَل: ضرْب من دِقِّ النبات، و هو من أَحْرار البُقول تنبُت مُتَسَطِّحةً و لها حَسَك یَرْعاه القَطا، و هی مثل القَثِّ لها نَوْرةٌ صفراءُ طیبةُ الریح، واحدته نَفَلةٌ، قال: و بالنَّفَل سمی الرجل نُفَیْلًا؛ الجوهری: النَّفَل نبت فی قول الشاعر هو القطامی: ثم استمرَّ بها الحادِی، و جَنَّبها بَطْنَ التی نَبْتُها الحَوْذانُ و النَّفَلُ و العرب تقول: فی لیالی الشهر ثلاث غُرَر، و ذلك أَول ما یَهِلُّ الهلال، سمِّین غُرَراً لأَن بیاضَها قلیل كغرَّة الفرس، و هی أَقل ما فیه من بیاض وجهه، و یقال لثلاث لیال بعد الغُرَر: نُفَل، لأَن الغُرَر كانت الأَصل و صارت زیادة النُّفَل زیادة علی الأَصل، و اللیالی النُّفَل هی اللیلة الرابعة و الخامسة و السادسة من الشهر. و النَّوْفَلِیَّة: ضرْب من الامتِشاط؛ حكاه ابن جنی عن الفارسی؛ و أَنشد لجِران العَوْد: أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِیَّةٌ علی الرأْسِ بَعْدِی، و الترائبُ وُضَّحُ و لا فاحِمٌ یُسْقی الدِّهانَ، كأَنه أَساوِدُ یَزْهاها مع اللیل أَبْطَحُ و كذلك روی: … یَغُرَّنَّ …، بلفظ التذكیر، و هو أَعذر من قولهم حضر القاضیَ امرأَةٌ لأَن تأْنیث المِشْطة غیر حقیقی. التهذیب: و النَّوْفَلِیَّة شی‌ء یتَّخذه نساءُ الأَعراب من صوف یكون فی غلظ أَقل من الساعِد، ثم یُحْشی و یعطف فتضعه المرأَة علی رأْسها ثم تختمر علیه، و أَنشد قول جِران العَوْد. و‌فی حدیث أَبی الدَّرْداء: إِیاكم و الخَیْلَ المنَفِّلة التی إِن لَقِیَتْ فَرَّتْ و إِن غَنِمت غَلَّتْ؛ قال ابن الأَثیر: كأَنه من النَّفَل الغنیمةِ أَی الذین قصدُهم من الغَزْو الغنیمةُ و المالُ دون غیره، أَو من النَّفْل و هم المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الذین لا اسمَ لهم فی الدِّیوان فلا یقاتِلون قِتالَ مَنْ له سَهْم، قال: هكذا جاء فی كتاب أَبی موسی من حدیث أَبی الدرداء، قال: و الذی جاء‌فی مسند أَحمد من روایة أَبی هریرة أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: إِیاكم و الخیلَ المُنَفِّلَة، فإِنها إِن تَلْقَ تَفِر، و إِن تَغْنَم تَغْلُلْ؛ قال: و لعلهما حدیثان. و نَوْفَل و نُفَیْل: اسمان.
لسان العرب، ج‌11، ص: 674‌

نقل؛ ج11، ص: 674

: النَّقْلُ: تحویلُ الشی‌ء من موضع إِلی موضع، نَقَله یَنْقُلُه نَقْلًا فانْتَقَلَ. و التَّنَقُّل: التحوُّل. و نَقَّلَه تَنْقِیلًا إِذا أَكثر نقله. و‌فی حدیث أُم زرع: لا سَمِین فیَنْتَقِل‌أَی ینقُله الناس إِلی بیوتهم فیأْكلونه. و النُّقْلَة: الاسم من انتِقال القوم من موضع إِلی موضع، و همزة النَّقْل التی تَنْقُل غیر المتعدِّی إِلی المتعدِّی كقولك قام و أَقَمْتُه، و كذلك تشدیدُ النَّقْل هو التضعیفُ الذی یَنْقُل غیر المتعدی إِلی المتعدی كقولك غَرِم و غَرَّمْتُه و فَرِح و فَرَّحْته. و النُّقْلَة: الانتِقال. و النُّقْلَة: النمِیمةُ تنْقُلها. و النَّاقِلةُ من نَوَاقِل الدهر: التی تنقُل قوماً من حال إِلی حال. و النَّواقِلُ من الخَراج: ما یُنْقَل من قریة إِلی أُخری. و النَّوَاقِلُ: قَبائل تَنتَقِل من قوم إِلی قوم. و النَّاقِلَةُ من الناس: خلافُ القُطَّان. و النَّاقِلَةُ: قبیلةٌ تنتقل إِلی أُخری. التهذیب: نَوَاقِل العرب من انتقَل من قبیلة إِلی قبیلة أُخری فانتَمی إِلیها. و النَّقلُ: سرعة نَقْل القوائم. و فرس مِنْقَل أَی ذو نَقَل و ذو نِقال. و فرس مِنْقَل و نَقَّال و مُناقِل: سریع نَقْل القوائم، و إِنه لذو نَقِیل. و التَّنْقِیل: مثل النَّقَل؛ قال كعب: لهنّ، من بعدُ، إِرْقالٌ و تَنْقِیلُ و النَّقِیلُ: ضرب من السیر و هو المُداومة علیه. و یقال: انتَقَلَ سار سیراً سریعاً؛ قال الراجز: لو طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ، مثلَ انْتِقَال نَفَرٍ علی إِبِلْ و قد نَاقَلَ مُنَاقَلَةً و نِقَالًا، و قیل: النِّقَالُ الرَّدَیان و هو بین العدْو و الخَبَبِ. و الفرس یُناقِل فی جَرْیه إِذا اتَّقی فی عَدْوه الحجارة. و مُنَاقَلَةُ الفرس: أَن یضع یدَه و رجله علی غیر حجَر لحسْن نَقْلِه فی الحجارة؛ قال جریر: من كل مُشْتَرِفٍ، و إِن بَعُدَ المَدی، ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ و أَرض جَرِلةٌ: ذاتُ جَراوِل و غِلظ و حجارة. و المُنَقِّلَة، بكسر القاف، من الشِّجاج: التی تُنَقِّل العظم أَی تكسره حتی یخرج منها فَراشُ العِظام، و هی قُشور تكون علی العَظْم دون اللحم. ابن الأَعرابی: شَجَّة مُنَقِّلَة بَیِّنة التَّنْقِیل، و هی التی تخرج منها كِسَرُ العِظام، و ورد ذكرها فی الحدیث قال: و هی التی یخرج منها صِغار العِظام و تنتَقِل عن أَماكنها، و قیل: هی التی تُنَقِّلُ العظم أَی تكسره، و قال عبد الوهاب بن جَنْبة: المنقِّلَة التی تُوضِح العظم من أَحد الجانبین و لا توضِحه من الجانب الآخر، و سمیت منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الذی أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد، و التَّنْقِیل: أَن ینقل بالمِرْوَد لیسمع صوت العظم لأَنه خفی، فإِذا سمع صوت العظم كان أَكثر لنَذْرِها و كانت مثلَ نصف المُوضِحة؛ قال الأَزهری: و كلام الفقهاء هو أَول ما ذكرناه من أَنها التی تنقِّل فَراشَ العِظام، و هو حكایة أَبی عبید عن الأَصمعی، و هو الصواب؛ قال ابن بری: المشهور الأَكثر عند أَهل اللغة المُنَقَّلَة، بفتح القاف. و المَنْقَلَةُ: المَرْحلة من مَراحل السفر. و المَناقِل: المَراحِل. و المَنْقَلُ: الطریق فی الجبل. و المَنْقَل: طریق مختصَر. و النَّقْل: الطریق المختصر. و النَّقَل: الحجارة كالأَثافِیِّ و الأَفْهار، و قیل: هی الحجارة الصِّغار، و قیل: هو ما یبقی من الحجر إِذا اقتُلِع، و قیل: هو ما بقی من الحجارة إِذا قُلِع جبَل و نحوه، و قیل: هو ما یبقی من حجَر الحِصْن أَو البیت إِذا هُدِم،
لسان العرب، ج‌11، ص: 675
و قیل: هو الحجارة مع الشجر. و‌فی الحدیث: كان علی قبر رسول الله، صلی الله علیه و سلم، النَّقَل؛ هو بفتحتین صِغار الحجارة أَشباه الأَثافیّ، فَعَلٌ بمعنی مفعول أَی مَنْقول. و نَقِلَتْ أَرضُنا فهی نَقِلَة: كثر نَقَلُها؛ قال: مَشْیَ الجُمَعْلِیلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ و یروی: … بالجُرْف …، بالجیم. و أَرضٌ مَنْقَلة: ذاتُ نَقَل. و مكان نَقِلٌ، بالكسر علی النسب، أَی حَزْنٌ. و أَرض نَقِلَةٌ: فیها حجارة، و الحجارةُ التی تَنْقُلُها قوائمُ الدابة من موضع إِلی موضع نَقِیلٌ؛ قال جریر: یُنَاقِلْنَ النَّقِیلَ، و هُنّ خُوصٌ بغُبْر البِید خاشعةِ الخُرومِ و قیل: یَنْقُلْن نَقِیلَهنّ أَی نِعالَهنّ. و النَّقْلَةُ و النَّقْلُ و النِّقْلُ و النَّقَلُ: النعل الخَلَقُ أَو الخفُّ، و الجمع أَنْقَال و نِقَال؛ قال: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقَالِ یعنی نباتاً مُتهَدِّلًا من نَعْمته، شبَّهه فی تَهَدُّلِه بالنعْل الخَلَق التی یجرُّها لابسها. و المَنْقَلَةُ: كالنَّقْلِ. و النَّقائِلُ: رِقاعُ النَّعل و الخُفِّ، واحدتها نَقِیلَة. و النَّقِیلَة أَیضاً: الرُّقْعة التی یُنْقَل بها خفُّ البعیر من أَسفله إِذا حَفِیَ و یُرْقَع، و الجمع نَقَائِل و نَقِیلٌ. و قد نَقَلَه و أَنْقَلَ الخُفَّ و النعلَ و نَقَلَه و نَقَّلَه: أَصلحه، و نعل مُنَقَّلة. قال الأَصمعی: فإِن كانت النعل خلَقاً قیل نِقْل، و جمعه أَنْقَال. و قال شمر: یقال نَقَلٌ و نِقْلٌ، و قال أَبو الهیثم: نعل نَقْلٌ. و‌فی حدیث ابن مسعود: ما مِنْ مُصَلًّی لامرأَة أَفضَل من أَشدّ مكاناً فی بیتها ظُلمةً إِلَّا امرأَة قد یَئِسَتْ من البُعُولة فهی فی مَنْقَلِها؛ قال الأُموی: المَنْقَل الخفّ؛ و أَنشد للكمیت: و كان الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِینِ، و شُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ أَی یُصیب صاحبَ الخُفِّ ما یُصیب الحافی من الرَّمْضاءِ؛ قال أَبو عبید: و لو لا أَن الروایة فی الحدیث و الشعر اتَّفقا علی فتح المیم ما كان وجه الكلام فی المَنْقَل إِلَّا كسر المیم. و قال ابنُ بُزُرْج: المَنْقَلُ فی شعر لبید الثَّنِیَّة، قال: و كل طریق مَنْقَل؛ و أَنشد: كَلَّا و لا، ثم انْتَعَلْنا المَنْقَلا قِتْلَیْن منها: ناقةً و جَمَلا، عَیْرانةً و ماطِلِیّاً أَفْتَلا قال: و یقال للخفین المَنْقَلان، و للنَّعْلین المَنْقَلان. ابن الأَعرابی: یقال للخف المَنْدَل و المِنْقَل، بكسر المیم. قال ابن بری فی كتاب الرَّمَكِیِّ بخط أَبی سهل الهرَوی: فی نص حدیث ابن مسعود: من أَشد مكانٍ، بالخفض، و هو الصحیح. الفراء: نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة، فالمُنَقَّلَة المرقوعة، و المُطَرَّقة التی أُطبق علیها أُخری. و قال نُصیر لأَعرابی: ارْقَع نَقْلَیْك أَی نَعْلَیْك. الجوهری: یقال جاء فی نَقْلَیْن له و نِقْلَیْن له. و نَقَلَ الثوبَ نَقْلًا: رَقَعه. و النِّقْلَة: المرأَة تُتْرَك فلا تخطب لكِبَرها. و النَّقِیلُ: الغریب فی القوم إِن رافَقهم أَو جاوَرهم، و الأُنثی نَقِیلَة و نَقِیل؛ قال و زعموا أَنه للخنساء: تركْتَنی وَسْطَ بَنی عَلَّةٍ، كأَنَّنی بعْدَك فیهم نَقِیلْ
لسان العرب، ج‌11، ص: 676
و یقال: رجل نَقِیل إِذا كان فی قوم لیس منهم. و یقال للرجل: إِنه ابن نَقِیلَة لیست من القوم أَی غریبة. و نَقَلَةُ الوادی: صوتُ سَیْله، یقال: سمعت نَقَلَة الوادی و هو صوت السیل. و النَّقیل: الأَتیُّ و هو السیل الذی یجی‌ء من أَرض مُطِرَت إِلی أَرض لم تمطَر؛ حكاه أَبو حنیفة. و النَّقَل فی البعیر: داء یصیب خفَّه فیتخَرَّق. و النَّقِیلُ: الطریق، و كل طریق نَقِیل؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو عمرو: لمَّا رأَیت بسُحْرة إِلْحاحها، أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِیل اللاحِب النَّقِیلُ: الطریق، و ثَكَمُه وسطُه، و إِلْحاحُ الدابة وقوفُها علی أَهلها لا تبرح. و النَّقَلُ: مراجعة الكلام فی صَخَب؛ قال لبید: و لقد یعلَم صحْبی كلُّهم، بِعِدانِ [بِعَدانِ السَّیفِ، صَبْری و نَقَلْ أَبو عبید: النَّقَل المُناقَلة فی المنطِق. و نَاقَلْتَ فلاناً الحدیثَ إِذا حدَّثته و حدَّثك. و رجل نَقِلٌ: حاضر المنطِق و الجواب، و أَنشد للبید هذا البیت أَیضاً: صَبْرِی و نَقَلْ. و قد نَاقَلَه. و تَنَاقَلَ القومُ الكلامَ بینهم: تنازَعوه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: كانت إِذا غَضِبتْ علیَّ تطلَّمتْ، و إِذا طَلَبْتُ كلامَها لم تَنْقَلْ «3». قال ابن سیدة: فقد یكون من النَّقَل الذی هو حضور المنطِق و الجواب، قال: غیر أَنَّا لم نسمع نَقِل الرجل إِذا جاوَب، و إِنما نَقِلٌ عندنا علی النسب لا علی الفعل، إِلَّا أَن نجهل ما علم غیرُنا فقد یجوز أَن تكون العرب قالت ذلك إِلَّا أَنه لم یبلغنا نحن، قال: و قد یكون تَنْقَل تَنْفَعِل من القَوْل كقولك لم تَنْقَد من الانقیاد، غیر أَنَّا لم نسمعهم قالوا انْقالَ الرجلُ علی شَكْل انْقادَ، قال: و عسی أَن یكون ذلك مَقُولًا أَیضاً إِلَّا أَنه لم یصل إِلینا، قال: و الأَسبق إِلیَّ أَنه من النَّقَل الذی هو الجواب لأَن ابن الأَعرابی لمَّا فسره قال: معناه لم تُجاوِبنی. و النَّقْل: ما یَعْبَث به الشارب علی شَرابه، و روی الأَزهری عن المنذری عن أَبی العباس أَنه قال: النَّقْل الذی یُتَنَقَّل به علی الشَّراب، لا یقال إِلّا بفتح النون. الجوهری: و النُّقْل، بالضم، ما یُتَنَقَّل به علی الشراب، و فی بقیَّة النسخ: النَّقْل، بالفتح. و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: النَّقْل بفتح النون الانْتقال علی النبیذ، و العامة تضمُّه. و قال ابن درید: النَّقَل، بفتح النون و القاف، الذی یُتنقَّل به علی الشراب. و النَّقَل: المُجادلة. و أَرض ذات نَقَل أَی ذات حجارة؛ قال: و منه قول القَتَّال الكلابی: بَكْرِیُّه یَعْثُرُ فی النِّقَال و قول الأَعشی: غَدَوْتُ علیها، قُبَیْلَ الشُّروقِ، إِمَّا نِقَالًا و إِمَّا اغْتِمارا قال بعضهم: النِّقَال مُنَاقَلَة الأَقْداح. یقال: شَهِدت نِقَالَ بنی فلان أَی مجلِس شَرابهم. و نَاقَلْت فلاناً أَی نازعته الشرابَ. و النِّقال: نصالٌ عریضة قصیرة من نِصال السهام، واحدتها نَقْلة، یمانیة.
(3). قوله [تطلمت] هكذا فی الأصل و المحكم بالطاء المهملة
لسان العرب، ج‌11، ص: 677
و النَّقَل، بالتحریك، من رِیشات السهام: ما كان علی سهم آخر. الجوهری: النَّقَل، بالتحریك، الریشُ یُنْقَل من سهم فیجعل علی سهم آخر؛ یقال: لا تَرِشْ سهمی بِنَقَل، بفتح القاف؛ قال الكمیت یصف صائداً و سهامه: و أَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها، لا نَقَلٌ رِیشُها و لا لَغَبُ الجوهری: و الأَنْقِلاءُ ضرب من التمر بالشام. و النِّقالُ أَیضاً: أَن تشرَب الإِبل نَهَلًا و عَلَلًا بنفسها من غیر أَحد، یقال: فرس مِنْقَل و قد نَقَلْتها أَنا؛ و قال عدی بن زید یصف فرساً: فَنَقَلْنا صَنْعَه حتی شَتَا ناعِمَ البال، لَجُوجاً فی السَّنَنْ صَنْعه: حُسْن القیام علیه، و السَّنَن: اسْتِنانُه و نَشاطُه.

نقثل؛ ج11، ص: 677

: النَّقْثَلَةُ: مِشْیة تُثیر الترابَ، و قد نَقْثَل. الجوهری: النَّقْثَلَة مِشیة الشیخ یُثیر التراب إِذا مَشی؛ و قال صخر بن عمیر: قارَبْتُ أَمشِی القَعْولی و الفَنْجَلَهْ، و تارةً أَنبُث نَبْثَ النَّقْثَلَهْ

نكل؛ ج11، ص: 677

: نَكَلَ عنه یَنْكِلُ «1» و یَنْكُلُ نُكُولًا و نَكِلَ: نَكَصَ. یقال: نَكَلَ عن العدوّ و عن الیمین یَنْكُلُ، بالضم، أَی جَبُنَ، و نَكَّلَه عن الشی‌ء: صرفه عنه. و یقال: نَكَلَ الرجل عن الأَمر یَنْكُلُ نُكُولًا إِذا جَبُنَ عنه، و لغة أُخری نَكِلَ، بالكسر، یَنْكَلُ، و الأُولی أَجود. اللیث: النّكل «2» اسم لما جعلْته نَكالًا لغیره إِذا رآه خاف أَن یعمل عمله. الجوهری: نَكَّلَ به تَنْكِیلًا إِذا جعله نَكالًا و عِبْرة لغیره. و یقال: نَكَّلْت بفلان إِذا عاقبته فی جُرْم أَجرمه عُقوبة تُنَكِّل غیره عن ارتكاب مثله. و أَنْكَلْت الرجلَ عن حاجته إِنْكَالًا إِذا دفعته عنها. و قوله تعالی: فَجَعَلْنٰاهٰا نَكٰالًا لِمٰا بَیْنَ یَدَیْهٰا وَ مٰا خَلْفَهٰا؛ قال الزجاج: أَی جعلنا هذه الفَعلة عِبرةً یَنْكُل أَن یفعل مثلَها فاعلٌ فَیناله مثل الذی نال الیهود المُعْتَدِین فی السَّبْت. و‌فی حدیث وِصالِ الصوم: لو تأَخَّر لزدْتُكُم كالتَّنْكِیل لهم‌أَی عُقوبة لهم. المحكم: و نَكَلَ بفلان إِذا صنع به صَنِیعاً یحذَر غیره منه إِذا رآه، و قیل: نَكَلَه نحَّاه عما قِبَلَه. و النَّكَال و النُّكْلَة و المَنْكَل: ما نَكَلْت به غیرك كائناً ما كان. الجوهری: المَنْكَل الذی یُنَكِّل بالإِنسان. و نَكِلَ الرجل: قَبِلَ النَّكَالَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فاتَّقُوا اللهَ، و خَلُّوا بیننا نَبْلغِ الثَّأْر، و یَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ و إِنه لَنِكْلُ شَرٍّ أَی یُنَكَّل به أَعداؤه؛ حكاه یعقوب فی المنطق، و فی بعض النسخ: یُنْكَل به أَعداؤه. التهذیب: و فلان نِكْلُ شَرٍّ أَی قویّ علیه، و یكون نِكْل شرّ أَی یُنَكِّل فی الشر. و رجل نِكْلٌ و نَكَلٌ إِذا نُكِّل به أَعداؤه أَی دُفِعوا و أُذِلُّوا. و رَماه الله بِنُكْلَة أَی بما یُنَكِّله به. و النِّكْلُ، بالكسر: القید الشدید من أَی شی‌ء كان، و الجمع أَنْكَال. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ لَدَیْنٰا أَنْكٰالًا وَ جَحِیماً
(1). قوله [نَكَلَ عنه یَنْكِلُ إلخ] عبارة القاموس: نَكلَ عنه كضَرَبَ و نَصَرَ و عَلِمَ نُكُولًا: نكص و جبن (2). قوله [اللیث النكل إلخ] عبارة التهذیب: اللیث النكال اسم إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 678
؛ قیل: هی قیود من نارٍ. و‌فی الحدیث: یؤتی بقوم فی النُّكُول، بمعنی القُیود، الواحد نِكْل و یجمع أَیضاً علی أَنْكَال، و سمیت القیود أَنْكَالًا لأَنها یُنْكَل بها أَی یُمنع. و النَّاكِلُ: الجَبانُ الضعیفُ. و النِّكْلُ: ضرْب من اللُّجُم، و قیل: هو لِجام البَرِیدِ قیل له نِكْل لأَنه یُنْكَل به المُلْجَم أَی یُدفَع، كما سمیت حَكَمة الدابة حَكَمَة لأَنها تمنع الدابة عن الصُّعوبة. شمر: النِّكْل الذی یغلب قِرْنَه، و النِّكْل اللِّجام، و النِّكْل القید، و النِّكْل حدیدة اللجام. و النَّكَلُ: عِناجُ الدَّلْوِ؛ و أَنشد ابن بری: تشدُّ عَقْدَ نَكَلٍ و أَكْراب و رجل نَكَلٌ: قویٌّ مجرَّب شجاع، و كذلك الفرَس. و‌فی الحدیث: إِن الله یحب النَّكَل علی النَّكَل، بالتحریك، قیل له: و ما النَّكَل علی النَّكَل؟ قال: الرجل القویُّ المجرَّب المبدئ المعیدُ‌أَی الذی أَبدأَ فی غَزْوِه و أَعاد علی مثله من الخیل، و فی الصحاح: النَّكَل علی النَّكَل یعنی الرجل القویَّ المجرَّب علی الفرس القوی المجرَّب؛ و أَنشد ابن بری للراجز: ضرْباً بكفَّیْ نَكَلٍ لم یُنْكَل قال ابن الأَثیر: النَّكَل، بالتحریك، من التَّنْكِیل و هو المنع و التنحیة عما یرید؛ و منه النُّكُول فی الیمین و هو الامتناع منها و ترك الإِقدام علیها؛ و منه‌الحدیث: مُضَرُ صَخْرة اللهِ التی لا تُنْكَل‌أَی لا تُدْفَع عمَّا سُلِّطت علیه لثبوتها فی الأَرض. یقال: أَنْكَلْت الرجل عن حاجته إِذا دَفَعْتَه عنها؛ و منه‌حدیث ماعِزٍ: لأَنْكُلَنَّه عنهنَّ‌أَی لأَمنَعنَّه. و‌فی حدیث علیّ: غیر نِكْلٍ فی قَدَمٍ و لا واهناً فی عزم‌أَی بغیر جُبن و لا إِحْجام فی الإِقدام، و قد یكون القَدَم بمعنی التقدم. الفراء: یقال رجل نِكْلٌ و نَكَلٌ كأَنه تُنْكَل به أَعداؤه، و معناه قریب من التفسیر الذی فی الحدیث، قال: و یقال أَیضاً رجل بِدْل و بَدَل و مِثْل و مَثَل و شِبْه و شَبَه، قال: و لم نسمع فی فِعْل و فَعَل بمعنی واحد غیر هذه الأَربعة الأَحرف. و المَنْكَلُ: اسم الصخر، هذلیة؛ قال: فارْمِ علی أَقْفائهم بِمَنْكَل، بصخرةٍ أَو عَرْض جَیشٍ جَحْفَل و أَنْكَلْت الحجَر عن مكانه إِذا دفعته عنه.

نلل؛ ج11، ص: 678

: التهذیب فی الثنائی المضاعف: ابن الأَعرابی النُّلْنُلُ الشیخ الضعیف.

نمل؛ ج11، ص: 678

: النَّمْلُ: معروف واحدته نَمْلَة و نَمُلَة، و قد قرئ به فَعَلَّله الفارسی بأَن أَصل نَمْلَة نَمُلَة، ثم وقع التخفیف و غلب، و قوله عز و جل: قٰالَتْ نَمْلَةٌ یٰا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ؛ جاء لفظ ادْخُلُوا فی النَّمْل و هی لا تعقِل كلفظ ما یعقِل لأَنه قال قالت، و القول لا یكون إِلا للحیِّ الناطق فأُجریت مُجراه، و الجمع نِمَال؛ قال الأَخطل: دَبِیب نِمَال فی نَقاً یَتَهیَّل و أَرض نَمِلَةٌ: كثیرة النَّمْل. و طعام مَنْمُول: أَصابه النَّمْل. و ذكر الأَزهری فی ترجمة نحل‌فی حدیث ابن عباس: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن قتل النَّحْلة و النَّمْلَة و الصُّرَد و الهُدْهُد؛ و‌روی عن إِبراهیم الحربی قال: إِنما نهی عن قتلهنَّ
لسان العرب، ج‌11، ص: 679
لأَنهنّ لا یؤذین الناسَ و هی أَقل الطیور و الدوابِّ ضرراً علی الناس، لیس مثل ما یتأَذی الناسُ به من الطیور الغُرابِ و غیره، قیل له: فالنَّمْلة إِذا عضَّت تُقتَل؟ قال: النملة لا تَعَض إِنما یَعَضّ الذَّرُّ، قیل له: إِذا عَضَّت الذرَّة تُقتل؟ قال: إِذا آذتْك فاقْتُلْها‌قال: و النَّمْلَة هی التی لها قوائم تكون فی البَراری و الخَرابات، و هذه التی یتأَذی الناس بها هی الذرُّ و هی الصغار، ثم قال: و النَّمْل ثلاثة أَصْناف: النَّمْل و فازِر و عُقیفان، قال: و النَّمْل یسكن البراری و الخَرابات و لا یؤذی الناس، و الذرُّ یؤذی، و قیل: أَراد بالنهی نوعاً خاصّاً و هو الكبار ذوات الأَرْجُل الطوال، و قال الحربی: النَّمْل ما كان له قوائم فأَما الصغار فهو الذرُّ. و‌روی عن قتادة فی قوله: عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّیْرِ، قال: النَّمْلة من الطیر، و قال أَبو خیرة: نملة حَمراء «3» یقال لها سُلیمان یقال لهنّ الحوّ، بالواو، قال: و الذَّرُّ داخِل فی النَّمْل، و یشبَّه فِرِنْد السیف بالذرّ و النمل. و قال ابن شمیل: النَّمْل الذی له رِیش، یقال نَمْل ذو ریش و النَّمْل العُظَّام. الفراء: یقال نَمِّلْ ثوبَك و القُطْه أَی ارْفَأْهُ. و النُّمْلَةُ و النَّمْلةُ و النِّمْلةُ و النَّمِیلةُ، كل ذلك: النمِیمة. و رجل نَمِلٌ و نَامِلٌ و مُنْمِلٌ و مِنْمَلٌ و نَمَّالٌ، كله نَمَّام، و كذلك الإِنمال؛ قال ابن بری: شاهد النُّمْلَة قول أَبی الورد الجعدی: أَلا لَعَنَ اللهُ التی رَزَمَتْ به فقد ولَدت ذا نُمْلَةٍ و غَوائِل و جمعها نُمْل، و قد نَمِلَ و نَمَلَ یَنْمُلُ نَمْلًا و أَنْمَلَ؛ قال الكمیت: و لا أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظات للأَقْرَبِین، و لا أُنْمِلُ و فیه نَمْلَةٌ أَی كذب. و امرأَة مُنَمَّلَة و نَمْلَی: لا تستقر فی مكان، و فرس نَمِلٌ كذلك، و هو أَیضاً من نعت الغلظ. و فرس نَمِل القوائم: لا یستقر. و فرس ذو نُمْلَة، بالضم، أَی كثیر الحركة. و رجل مُؤَنْمَلُ الأَصابع إِذا كان غلیظ أَطرافِها فی قِصَر. و رجل نَمِلٌ أَی حاذِق. و غلام نَمِلٌ أَی عَبِثٌ. و نَمِلَ فی الشجر یَنْمَلُ نَمَلًا إِذا صَعِد فیها؛ الفراء: نَمَلَ فی الشجر یَنْمُلُ نُمُولًا إِذا صَعِد فیها. و النَّمِل: الرجل الذی لا ینظر إِلی شی‌ء إِلا عَمِله. و رجل نَمِل الأَصابع إِذا كان كثیر العَبَث بها أَو كان خفیفَ الأَصابع فی العمل. ابن سیدة: و رجل نَمِلٌ خفیف الأَصابع لا یَری شیئاً إِلا عمِله. یقال: رجل نَمِلٌ الأَصابع أَی خفیفها فی العمل. و تَنَمَّلَ القومُ: تحرَّكوا و دخل بعضُهم فی بعض. و نَمِلَتْ یدُه: خَدِرت. و النُّمْلَة، بالضم: البقیَّة من الماء تبقی فی الحوض؛ حكاه كراع فی باب النون. و الأَنْمُلة، بالفتح «4»: المَفْصِل الأَعْلی الذی فیه الظفر من الإِصبع، و الجمع أَنَامِل و أَنمُلات، و هی رؤوس الأَصابع، و هو أَحد ما كسِّر و سَلِم بالتاء؛ قال ابن سیدة: و إِنما قلت هذا لأَنهم قد یستغنون بالتكسیر عن جمع السلامة و بجمع السلامة عن التكسیر، و ربما جمع الشی‌ء بالوجهین جمیعاً كنحو بُوَانٍ و بُون
(3). قوله [و قال أبو خیرة نملة حمراء إلخ] هكذا فی الأصل هنا، و عبارته فی مادة حوأ: أبو خیرة الحوّ من النمل نمل حمر یقال لها نمل سلیمان، فلعل ما هنا فیه سقط (4). قوله [و الأنملة بالفتح إلخ] عبارة القاموس: و الأنملة بتثلیث المیم و الهمزة تسع لغات التی فیها الظفر، الجمع أَنَامِل و أَنْمُلات
لسان العرب، ج‌11، ص: 680
و بُونات؛ هذا كله قول سیبویه. و النَّمْلة: شَقٌّ فی حافِر الدابة. و النَّمْلة: عیب من عُیوب الخیل. التهذیب: و النَّمْلة فی حافر الدابة شَقّ. أَبو عبیدة: النَّمْلة شَقٌّ فی الحافر من الأَشعر إِلی طرف السُّنْبك، و فی الصحاح: إِلی المَقَطِّ؛ قال ابن بری: الأَشعَر ما أَحاط بالحافر من الشعر، و مَقَطُّ الفرس مُنْقَطَع أَضلاعه. و النَّمْلَة: شی‌ء فی الجسد كالقرْح و جمعها نَمْل، و قیل: النَّمْل و النَّمْلَة قُروح فی الجنب و غیره، و دَواؤه أَن یُرْقی بریقِ ابن المَجوسیِّ من أُخته، تقول المَجوس ذلك؛ قال: و لا عَیْبَ فینا غیر نَسْل لِمَعْشرٍ كِرامٍ، و أَنَّا لا نَخُطُّ علی النَّمْل أَی لَسْنا بمَجُوس ننكِح الأَخوات؛ قال أَبو العباس: و أَنشدنا ابن الأَعرابی هذا البیت: … و أَنَّا لا نَحُطُّ علی النَّمْل، و فسره: أَنَّا كِرام و لا نأْتی بُیوت النمْل فی الجَدْب لنحفِر علی ما جمَع لنأْكُله، و قیل: النَّمْلَة بَثْر یخرج بجسد الإِنسان. الجوهری: النَّمْل بُثور صغار مع وَرَمٍ یسیر ثم یتقَرَّح فیسعی و یتَّسع و یسمیها الأَطباءُ الذُّباب، و تقول المجوس: إِن ولد الرجل إِذا كان من أُخته ثم خَطَّ علی النَّمْلة شُفِیَ صاحبُها. و‌فی الحدیث: لا رُقْیة إِلا فی ثلاث: النَّمْلَة و الحُمَةِ و النَّفْس؛ النَّمْلَة: قُروح تخرُج فی الجنْب. و قال أَبو عبید‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لِلشَّفّاء: عَلِّمِی حَفْصةَ رُقْیة النَّمْلَة؛ قال ابن الأَثیر: شی‌ء كانت تستعمِله النساء یَعْلَم كلُّ مَنْ سمِعه أَنه كلام لا یضرّ و لا ینفَع، و رُقْیة النَّمْلَة التی كانت تُعْرَف بینهنّ أَن یُقال: العَرُوس تحْتَفِل، و تخْتضب و تَكْتَحِلْ، و كلَّ شی‌ء تَفْتَعِلْ، غیر أَن لا تَعْصِی الرجل؛ قال: و یروی عوض تحْتَفِل تنتعِل، و عوض تَخْتَضِب تَقْتال، فأَراد النبی، صلی الله علیه و سلم، بهذا المقال تأْنِیبَ حفصةَ لأَنه أَلقی إِلیها سرًّا فأَفشَتْه. و كتاب مُنَمَّل: مكتوب، هذلیة. ابن سیدة: و كتابٌ مُنْمَل متقارِب الخطّ؛ قال أَبو العیال الهذلی: و المَرْءُ عمراً، فأْتِهِ بنَصِیحةٍ مِنِّی یَلوح بها كتابٌ مُنْمَلُ و مُنَمَّل: كمُنْمَل. و نَمَلَی: موضع. و النَّأْمَلَةُ: مِشیة المقید، و هو یُنَأْمِلُ فی قَیْده نَأْمَلَةً؛ و قول الشاعر: فإِنِّی، و لا كُفْران لله آیةً لِنَفْسی، لقد طالَبْت غیر مُنَمَّل قال أَبو نصر: أَراد غیر مَذْعور، و قال: غیر مُرْهَق و لا مُعْجَل عما أُرید.

نهل؛ ج11، ص: 680

: النَّهْل: أَوَّل الشُّرْب؛ تقول: أَنهَلْتُ الإِبلَ و هو أَول سقیها، و نَهِلَتْ هی إِذا شربت فی أَوَّل الوِرْد، نَهِلَتِ الإِبلُ نَهَلًا و إِبل نَوَاهِل و نِهَال و نَهَلٌ و نُهُول و نَهِلَة و نَهْلَی. یقال: إِبِل نَهْلَی و عَلَّی لِلتی تشرَب النَّهَل و العَلَل؛ قال عاهانُ بن كعب: تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها و نَهْلَی، و دون ذِیادِها عَطَنٌ مُنِیمُ أَی ینام صاحبها إِذا حصلت إِبله فی مكان أَمین، و أراد و نَهْلاها فاجتزأَ من ذلك بإِضافة عَلَّاها، و أَراد و دون موضع ذِیادها فحذف المضاف. قال ابن سیدة: و إِنما قلنا هذا لأَن الذِّیاد الذی هو العَرَض لا یمنع منه العطَن، إِذ العطَن جوهر، و الجواهر لا
لسان العرب، ج‌11، ص: 681
تحول دون الأَعراض، فتفهَّمه، و كذلك غیرها من الماشیة و الناس. و النَّهَل: الرِّیُّ و العَطَش، ضِدٌّ، و الفعل كالفعل. و المَنْهَل: المشرَب ثم كثر ذلك حتی سمیت مَنازل السُّفَّار علی المِیاه مَناهِل. و‌فی حدیث الدجال أَنه یَرِد كلَّ مَنْهَل.و قال ثعلب: المَنْهَل الموضع الذی فیه المشرَب. و المَنْهَل: الشُّرْب، قال: و هذا الأَخیر یتجه أَن یكون مصدر نَهِلَ و قد كان ینبغی أَن لا یذكره لأَنه مُطَّرد. و النَّاهِلَة: المختلِفة إِلی المَنْهَل، و كذلك النازِلة؛ و أَنشد: و لم تُراقِب هناك نَاهِلَةَ الواشِینَ، لَمَّا اجْرَهَدَّ نَاهِلُها قال أَبو مالك: المَنازِل و المَناهِل واحد، و هی المَنازِل علی الماء. و أَنْهَلَ القومُ: نَهِلَت إِبِلُهم. و رجل مِنْهَال: كثیر الإِنْهال. قال خالد بن جنبة الغنوی و غیره: المَنْهَل كل ما یَطَؤه الطریقُ مثل الرُّحَیل و الحفِیر، قال: و ما بین المَنَاهِل مَراحِل، و المَنْهَل من المیاه: كلُّ ما یَطَؤه الطریق، و ما كان علی غیر الطریق لا یُدْعَی مَنْهَلًا، و لكن یضاف إِلی موضعه أَو إِلی من هو مختصٌّ به فیقال: مَنْهَل بنی فلان أَی مَشْرَبهم و موضع نَهَلهم؛ و فی قصید كعب بن زهیر: كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول أَی مَسْقِیٌّ بالراحِ. یقال: أَنْهَلْته فهو مُنْهَلُ، بضم المیم. و‌فی حدیث معاویة: النُّهُل الشُّروع؛ هو جمع نَاهِل و شارع أَی الإِبل العِطاش الشارِعة فی الماء. و یقال: من أَین نَهِلْت الیوم؟ فتقول: بماء بنی فلان و بمَنْهَل بنی فلان؛ و قوله أَین نَهِلَت أَی شَرِبت فَرَوِیت؛ و أَنشد: ما زال منها نَاهِلٌ و نائِب قال: النَّاهِلُ الذی روی فاعتزَل، و النائبُ الذی یَنُوب عَوداً بعد شُرْبها لأَنها لم تُنْضَح رِیّاً. الجوهری: المَنْهَل المَوْرِد و هو عین ماءٍ تَرِدُه الإِبِل فی المَراعی، و تسمّی المَنازل التی فی المَفاوِز علی طریق السُّفَّار مَنَاهِل لأَن فیها ماءً. الجوهری و غیره: النَّاهِل فی كلام العرب العَطْشان، و النَّاهِل الذی قد شرِب حتی روِی، و الأُنثی نَاهِلَة، و النَّاهِل العَطْشان، و النَّاهِل الرَّیَّان، و هو من الأَضداد؛ و قال النابغة: الطاعِن الطَّعْنة، یوم الوَغَی، یَنْهَل منها الأَسَلُ النَّاهِلُ جعل الرِّماح كأَنها تعطَش إِلی الدَّمِ فإِذا شرعت فیه رَوِیتْ؛ و قال أَبو عبید: هو هاهنا الشارِب و إِن شئت العَطْشان أَی یروی منه العطشان. و قال أَبو الولید: یَنْهَل یشرب منه الأَسَلُ الشارِب؛ قال الأَزهری «1»: و قول جریر یدل علی أَن العِطاش تسمَّی نِهالًا؛ و هو قوله: و‌أَخُوهُما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خَیْلَه، حتی وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهَالا قال: و قال عمرة «2» بن طارق فی مثله: فما ذُقْت طَعْم النَّوْم، حتی رأَیتُنی أُعارِضُهم وِرْدَ الخماسِ النَّوَاهِل
(1). قوله [قال الأَزهری إلخ] نسب المؤلف الشطر الأَخیر فی مادة جبی إلی الأَخطل (2). قوله [و قال عمرة] عبارة التهذیب: عمیرة
لسان العرب، ج‌11، ص: 682
قال أَبو الهیثم: نَاهِل و نَهَل مثل خادِم و خَدَم و غائب و غَیَب و حارِس و حَرَس و قاعِد و قَعَد. و‌فی حدیث لقیط: ألا فیطَّلِعون عن حَوْض الرسول لا یَظْمأ و الله نَاهِلُه؛ یقول: من رَوِی منه لم یعطَش بعد ذلك أَبداً، و جمع النَّاهِل نَهَلٌ مثل طالِب و طَلَب، و جمع النَّهَل نِهَال مثل جَبَل و جِبال؛ قال الراجز: إِنَّك لن تُثَأْثِئَ النِّهَالا، بمِثْل أَنْ تُدارِك السِّجالا قال ابن بری: و شاهد النِّهَال بمعنی العِطاش قول ابن مقبل: یذُودُ الأَوابِدَ فیها السَّمُوم، ذِیادَ المُحِرِّ المَخاضَ النِّهَالا و قال آخر: منه تُرَوِّی الأَسَل النَّوَاهِلا و النَّهَل: الشُّرْب الأَوّل. و قد نَهِلَ، بالكسر، و أَنْهَلَتْه أَنا لأَنَّ الإِبل تسقی فی أَوّل الوِرْد فتردُّ إِلی العَطَن، ثم تسقی الثانیة و هی العَلَل فتردّ إِلی المرعَی؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی نَهِل قول الشاعر: و قد نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ و عَلَّتِ و قال آخر فی أَنْهَلَتْ: أَ عَلَلًا و نحن مُنْهِلُونَهْ قال الأَصمعی: إِذا أَوْرد إِبله الماء فالسقیةُ الأُولی النَّهَل، و الثانیة العَلَل؛ و استعمل بعض الأَغْفال النَّهَل فی الدعاء فقال: ثم انْثَنی من بعدِ ذا، فصَلَّی علی النبیِّ نَهَلًا و عَلَّا و النَّهَلُ: ما أُكِل من الطَّعامِ. و أَنْهَلَ الرجلَ: أَغضبه. و المِنْهَال: أَرض. و المِنْهَال: اسم رجل. و مِنْهَال: اسم رجل «1» قال: لقد كَفَّنَ المِنْهَالُ، تحتَ رِدائِه، فَتیً غیرَ مِبْطانِ العَشِیَّة أَرْوَعا و نُهَیْل: اسم. و المِنْهَال: القَبْر. و المِنْهَال: الغایة فی السخاء. و المِنْهَال: الكَثِیب العالی الذی لا یَتماسَك انْهِیاراً.

نهبل؛ ج11، ص: 682

: هَنْبَل الرجلُ: ظَلَع و مَشَی مِشْیة الضَّبُع العَرْجاء، و نَهْبَل كذلك. و النَّهْبَل: الشَّیْخ. و نَهْبَل: أَسَنَّ، و شیخٌ نَهْبَلٌ و عجوز نَهْبَلَة؛ قال أَبو زُبید: مَأْوَی الیتیمِ و مَأْوی كلِّ نَهْبَلَةٍ، تَأْوی إِلی نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ و النَّهْبَلَة: الناقة الضخمة.

نهشل؛ ج11، ص: 682

: النَّهْشَل: المُسِنُّ المضطَرب من الكِبَر، و قیل: هو الذی أَسنَّ و فیه بقیَّة، و الأُنثی نَهْشَلَة، و قد نَهْشَلَ. الأَزهری عن الأَصمعی: نَهْشَل مشتقٌّ من النَّهْشَلة، و هی الكِبَر و الاضطرابُ. و قد نَهْشَلَ الرجل إِذا كَبِر. و نَهْشَل: من أَسماء الذئب. و نَهْشَل: اسم رجل، و هی أَیضاً قبیلة معروفة؛ قال الأَخطل: خَلا أَنّ حَیًّا مَنْ قُرَیْشٍ تَفاضَلوا علی الناس، أَو أَنَّ الأَكارِم نَهْشَلا «2».
(1). قوله [و مِنْهَال اسم رجل] هذه عبارة المحكم، و قد اقتصر علی ما قبل هذا و ذكر البیت بعده، فلعلها زیادة من الناسخ (2). نصب … نهشلا علی أنها بدل من … الأَكارم … و خبر أنّ محذوف
لسان العرب، ج‌11، ص: 683
نونها أَصلیَّة لأَنها بإِزاء سِینِ سَلْهَب. و نَهْشَل: اسم رجل؛ قال سیبویه: هو ینصرف لأَنه فَعْلَل، و إِذا كان فی الكلام مثل جَعْفَر لم یمكن الحكم بزیادة النون، و كان لَقِیطُ بنُ زُرارةَ التَّمِیمِیُّ یكنی أَبا نَهْشَل. و النَّهْشَل: الذئب. و النَّهْشَل: الصَّقْر. الأَزهری: نَهْشَل إِذا عضَّ إِنساناً تَجْمیشاً، و نَهْشَل إِذا أَكل أَكْل الجائع.

نهضل؛ ج11، ص: 683

: النَّهْضَل: المُسِنُّ من الرجال، مثَّل به سیبویه و فسَّره السیرافی، و الأُنثی بالهاء.

نول؛ ج11، ص: 683

: اللیث: النائِل ما نِلْت من معروف إِنسان، و كذلك النَّوَال. و أَنَالَهُ معروفه و نَوَّلَه: أَعطاه معروفه؛ قال الشاعر: إِنْ تُنَوِّلْهُ فقد تَمْنَعُهُ، و تُرِیهِ النَّجْمَ یَجْرِی بالظُّهُرْ و النّالُ و المَنَالَةُ و المَنَالُ: مصدر نِلْت أَنال. و یقال: نُلْت له بشی‌ء أَی جُدْت، و ما نُلْتُه شیئاً أَی ما أَعطیته. و یقال: نالَنی بالخیر یَنُولُنی نَوالًا و نَوْلًا و نَیْلًا، و أَنالَنی بخیر إِنَالَةً. و یقال فی الأَمر من نِلْت أَنالُ للواحد: نَلْ، و للاثنین، نالا، و للجمع: نالُوا. و نُلْتُه معروفاً و نَوَّلْته. الجوهری: النَّوَال العَطاء، و النَّائِل مثله. ابن سیدة: النّالُ و النَّوَالُ معروف، و نُلْتُه و نُلْت له و نُلْتُه به أَنُولُه به نَوْلًا؛ قال العُجیر السَّلُولی: فعَضَّ یَدَیْهِ أُصْبُعاً ثم أُصْبُعاً و قال: لعلَّ الله سَوْفَ یَنِیل أَی یَنُول بخیر، فحذف. و أَنَلْته به و أَنَلْته إِیّاه و نَوَّلْته و نَوَّلْت علیه بقلیل، كله: أَعطیته. الكسائی: لقد تَنَوَّلَ علینا فلان بشی‌ء یسیر أَی أَعطانا شیئاً یسیراً، و تَطَوَّل مثلها. و قال أَبو محجن: التَّنَوُّل لا یكون إِلا فی الخیر، و التطوُّل قد یكون فی الخیر و الشر جمیعاً. الجوهری: یقال نُلْت له بالعطیَّة أَنُولُ نَوْلًا و نُلْتُه العطیَّة. و نَوَّلْته: أَعطیته نَوالًا؛ قال وَضّاح الیَمن: إِذا قلتُ یوماً: نَوِّلِینی، تبسَّمتْ و قالت: مَعاذ الله من نَیْل ما حَرُمْ فما نَوَّلتْ حتی تضرَّعْت عندَها، و أَنْبَأْتُها ما رَخَّص اللهُ فی اللَّمَمْ یعنی التقبیلَ؛ قال ابن بری: و شاهد نُلْت له بالعطیَّة قول الشاعر: تَنُول بمعروف الحدیثِ، و إِن تُرِدْ سِوَی ذاكَ تُذْعَرْ منك، و هی ذَعُورُ و قال الغنوی: و من لا یَنُلْ حتی تسدَّ خِلالُه، یجِدْ شَهوات النفْس غیر قلیلِ و‌فی حدیث موسی و الخضر، علیهما السلام: حَمَلُوهما فی السفینة بغیر نَوْلٍ‌أَی بغیر أَجْرٍ و لا جُعْل، و هو مصدر نَالَه یَنُولُه إِذا أَعطاه، و إِنه لَیَتَنَوَّل بالخیر و هو قبل ذلك لا خیر فیه. و رجل نالٌ، بوزْن بالٍ: جَوَاد، و هی فی الأَصل نائل، قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون فَعْلًا و أَن یكون فاعِلًا ذهبت عینه، و قیل: كثیر النَّائِل. و نالَ یَنَال نَائِلًا و نَیْلًا: صار نالًا. و ما أَنْوَلَه أَی ما أَكثر نائله. و ما أَصَبْتُ منه نَوْلَةً أَی نَیْلًا. و شی‌ء مُنَوَّل و مَنِیل؛ عن سیبویه. ابن السكیت: رجل نالٌ كثیر النَّوال، و رجلان نَالان و قوم أَنْوَال؛ و قول لبید:
لسان العرب، ج‌11، ص: 684
وقَفْتُ بهنَّ حتی قال صحْبی: جَزِعْتَ و لیس ذلك بالنَّوَال أَی بالصواب. و نَالَتِ المرأَة بالحدیث و الحاجة نَوَالًا: سَمَحَتْ أَو هَمَّت؛ قال الشاعر: تَنُولُ بمعروف الحدیث، و إِن تُرِدْ سوی ذاك تُذْعَر منك، و هی ذَعورُ و قیل: النَّوْلَة القُبْلة. و نَاوَلْت فلاناً شیئاً مُنَاوَلَة إِذا عاطَیْته. و تَنَاوَلْت من یده شیئاً إِذا تَعاطیته، و نَاوَلْته الشی‌ءَ فتَنَاوَلَهُ. ابن سیدة: تَنَاوَلَ الأَمرَ أَخذه. قال سیبویه: أَما نَوْل فتقول نَوْلُك أَن تفعل كذا أَی ینبغی لك فِعْل كذا؛ و فی الصحاح: أَی حقُّك أَن تفعل كذا، و أَصله من التناوُل كأَنه یقول تناوُلك كذا و كذا؛ قال العجاج: هاجَتْ، و مثلی نَوْلُه أَن یَرْبَعا، حمامةٌ ناجت حماماً سُجَّعا أَی حقُّه أَین یكُفَّ، و قیل: الرجز لرؤبة؛ و إِذا قال لا نَوْلُك فكأَنه یقول أَقْصِر، و لكنه صار فیه معنی ینبغی لك، و قال فی موضع لا نَوْلُك أَن تفعل، جعلوه بدلًا من ینبغی مُعاقِباً له؛ قال أَبو الحسن: و لذلك وقعت المعرفة هنا غیر مكرَّرة. و قالوا: ما نَوْلُك أَن تفعل كذا أَی ما ینبغی لك أَن تَناله؛ روی الأَزهری عن أَبی العباس أَنه قال فی قولهم للرجل ما كان نَوْلُكَ أَن تفعل كذا قال: النَّوْل من النَّوال؛ یقول ما كان فعلُك هذا حظًّا لك. الفراء: یقال أَ لَمْ یَأْنِ و أَ لَمْ یَئِنْ لك و أَ لم یَنَلْ لك و أَ لم یُنِلْ لك، قال: و أَجْوَدُهنّ التی نزل بها القرآن العزیز یعنی قوله: أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا. و یقال: أَنَی لك أَن تفعل كذا و نَالَ لك و أَنَالَ لك و أآن لك بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: ما نَوْل امرئٍ مسلم أَن یقول غیر الصواب أَو أَن یقول ما لا یعلم‌أَی ما ینبغی له و ما حظُّه أَن یقول؛ و منه قولهم: ما نَوْلُك أَن تفعل كذا. الأَزهری فی قوله قولهم: وَ لٰا یَنٰالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا، قال: النَّیْل من ذوات الواو، صُیِّر واوها یاء لأَن أَصله نَیْوِل، فأَدغموا الواو فی الیاء فقالوا نَیّل، ثم خفَّفوا فقال نَیْل، و مثله مَیِّت و مَیْت، قال: وَ لٰا یَنٰالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا، هو من نِلْت أَنالُ لا من نُلْت أَنُول. و النَّوْل: الوادی السائل؛ خثعمیة عن كراع. و النَّوْل: خشبةُ الحائك التی یلفُّ علیها الثوب، و الجمع أَنْوَال. و المِنْوَلُ و المِنْوَال: كالنَّوْل. اللیث: المِنْوَال الحائك الذی یَنْسِج الوَسائد و نحوَها نفسُه، ذهب «3» إِلی أَنه یَنْسِج بالنَّوْل و هو مِنْسَج یُنسَج به و أَداتُه المنصوبة تسمی أَیضاً مِنْوَالًا؛ و أَنشد: كُمَیْتاً كأَنها هِراوَةُ مِنْوَالِ و قال: أَراد بالمِنْوَال النَّسّاج. و إِذا استوتْ أَخلاقُ القوم قیل: هم علی مِنْوَالٍ واحد، و كذلك رَمَوْا علی مِنْوَالٍ واحد أَی علی رِشْقٍ واحد، و كذلك إذا اسْتَووا فی النِّضال. و یقال: لا أَدری علی أَی مِنْوَالٍ هو أَی علی أَیِّ وجه هو. و النَّالَةُ: ما حول الحرَم؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَلِفها أَنها واو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عیناً أَعرف من انقلابها عن الیاء؛ و قال ابن جنی: أَلِفها یاء لأَنها من النَّیْل أَی من كان فیها لم تَنَله الید، قال: و لا یعجبنی.
(3). قوله [نفسه ذهب إلخ] عبارة الصاغانی بعد قوله و نحوها: و قال ابن الأعرابی المِنْوَال الحائك نفسه ذهب إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 685
و أَنالَ بالله: حلف بالله؛ قال ساعدة بن جؤیة: یُنِیلانِ بالله المجیدِ لقد ثَوَی لدی حیث لاقَی رینُها و نَصِیرُها «1». و نَوَّال و مُنَوِّل: اسمان.

نیل؛ ج11، ص: 685

: نِلْتُ الشی‌ء نَیْلًا و نَالًا و نَالَةً و أَنَلْتُه إِیّاه و أَنَلْتُ له و نِلْتُهُ؛ ابن الأَعرابی: نِلْتُهُ معروفاً؛ و أَنشد لجریر: إِنی سأَشكُر ما أُولیت من حَسَن، و خیرُ مَنْ نِلْت معروفاً ذَوو الشكر و یقال: أَنَلْتُك نَائِلًا و نِلْتُكَ و تَنَوَّلْتُ لك و نَوَّلْتك؛ و قال أَبو النجم یذكر نساء: لا یَتَنَوَّلْنَ من النَّوَالِ لِمَنْ تعرَّضْنَ من الرِّجالِ، إِنْ لم یكن من نائلٍ حَلالِ أَی لا یُعْطِین الرجال إِلا حلالًا بتزویج و یجوز أَن یقال: نَوَّلَنی فتَنَوَّلْت أَی أَخذْت، و علی هذا التفسیر لا یأْخُذْن إِلَّا مهراً حلالًا. و یقال: لیس لك هذا بالنَّوَال؛ قال أَبو سعید: النَّوَال هاهنا الصواب. و‌فی حدیث أَبی جُحیفة: فخرج بلالٌ بفَضْل وَضوء النبی، صلی الله علیه و سلم، فَبَیْن ناضِحٍ و نَائِلٍ‌أَی مصیبٍ منه و آخِذٍ. و‌فی حدیث ابن عباس فی رَجُل له أَربعُ نِسوةٍ فطلَّق إِحداهنّ و لم یَدْر أَیَّتَهُنَّ طلَّق فقال: یَنالُهُنَّ من الطلاق ما یَنَالُهُنَّ من المیراث‌أَی أَن المِیراث یكون بینهن لا تسقط منهن واحدة حتی تُعرَف بعینها، و كذلك إِذا طلَّقها و هو حیٌّ فإِنه یعتزلهنّ جمیعاً إِذا كان الطلاق ثلاثاً، یقول كما أُورِّثُهنَّ جمیعاً آمرُ باعتزالهنَّ جمیعاً. و قوله عزَّ و جل: وَ هَمُّوا بِمٰا لَمْ یَنٰالُوا؛ قال ثعلب: معناه هَمُّوا بما لم یُدْرِكوه. و النَّیْل و النائِل: ما نِلْته. و ما أَصاب منه نَیْلًا و لا نَیْلةً و لا نُولة. و قوله تعالی: لَنْ یَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لٰا دِمٰاؤُهٰا؛ أَراد لن یَصِل إِلیه لحومُها و لا دماؤها و إِنما یصِل إِلیه التَّقْوَی، و ذكَّر لأَن معناه لن ینال الله شی‌ءٌ من لُحومِها و لا دِمائِها، و نظیره قوله عز و جل: لٰا یَحِلُّ لَكَ النِّسٰاءُ مِنْ بَعْدُ؛ أَی شی‌ء من النساء، و هو مذكور فی موضعه. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یَنٰالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا؛ قال الأَزهری: روی المنذری عن بعضهم أَنه قال النَّیْل من ذوات الواو و قد ذكرناه فی نول. و فلان یَنَالُ من عِرْضِ فلان إِذا سَبَّه، و هو یَنَالُ من ماله و یَنَالُ من عدوِّه إِذا وَتَرَه فی مالٍ أَو شی‌ء، كل ذلك من نِلْت أَنَالُ أَی أَصَبْت. و یقال: نَالَنِی من فلان معروف یَنَالُنِی أَی وَصَل إِلیّ منه معروف؛ و منه قوله تعالی: لَنْ یَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لٰا دِمٰاؤُهٰا وَ لٰكِنْ یَنٰالُهُ التَّقْویٰ مِنْكُمْ؛ أَی لن یصِل إِلیه ما یُعدُّ لكم به ثَوابه غیر التقوَی دون اللُّحوم و الدِّماء. و‌فی الحدیث: أَن رجُلًا كان یَنَالُ من الصحابة، یعنی الوقیعة فیهم. یقال منه: نَالَ یَنَالُ نَیْلًا إِذا أَصاب، فهو نَائِل. و‌فی حدیث أَبی بكر: قد نَالَ الرحیلُ‌أَی حانَ و دَنا. و‌فی حدیث الحسن: ما نَالَ لهم أَن یَفْقَهوا‌أَی لم یقرُبْ و لم یَدْن. الجوهری: نَالَ خیراً یَنَالُ نَیْلًا، قال: و أَصله نَیِل یَنْیَل مثال تعِب یتعَب و أَنَالَه غیره، و الأَمرُ منه نَلْ، بفتح النون، و إِذا أَخبرت عن نفسك كسرته. و نَالَةُ الدار: قاعَتُها لأَنها تُنال. ابن الأَعرابی: باحةُ الدار و نَالَتُها و قاعَتُها واحد؛ قال ابن مقبل: یُسقَی بأَجْدادِ عادٍ هُمَّلًا رَغَداً، مثل الظِّباء التی فی نَالَةِ الحَرَم
(1). قوله [رینها و نصیرها] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 686
قال الأَصمعی: نَالَةُ الحرَم ساحتها و باحتُها. و النِّیل: نهر مصر، حماها الله و صانها، و فی الصحاح: فیض مصر. و نِیل: نهر بالكوفة، و حكی الأَزهری قال: رأَیت فی سواد الكوفة قریة یقال لها النِّیل یَخْرِقُها خَلِیج كبیر یَتَخَلَّج من الفُرَات الكبیر، قال: و قد نزلت بهذه القریة؛ و قال لبید: ما جاوَزَ النِّیلُ یوماً أَهل إِبْلِیلًا و جعل أُمیة بن أَبی عائذ السَّحاب نِیلًا فقال: أَناخُ بأَعْجازٍ و جاشَتْ بِحارُه، و مَدَّ له نِیلُ السماء المنزَّلُ و نُیَال: موضع؛ قال السُّلَیك بن السُّلَكة: أَلَمَّ خَیالٌ من أُمیَّة بالرَّكْبِ، و هُنَّ عِجالٌ عن نُیَالٍ و عن نَقْبِ و نَائِلَةُ: امرأَة. و نَائِلَةُ: صنم كانت لقریش، و الله أَعلم.

فصل الهاء؛ ج11، ص: 686

هبل؛ ج11، ص: 686

: الهَبِلة: الثَّكِلة. و الهُبْلة: القُبْلة. و الهَبَل: الثُّكْل، هَبِلَتْهُ أُمُّه: ثَكِلَتْه. الجوهری: الهَبَل، بالتحریك، مصدر قولك هَبِلَتْه أُمُّه. و الإِهْبَال: الإِثْكال. و الهَبُول من النساء: الثَّكُول. قال أَبو الهیثم: فَعِل إِذا كان مُجَاوِزاً فمصدره فَعْل إِلّا ثلاثة أَحرف: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، و عَمِلْت الشی‌ء عَمَلًا، و زَكِنْت الخبرَ زَكَناً. و المُهَبَّل: الذی یقال له: هَبِلَتْك أُمُّك! و امرأَة هَابِل و هَبُول. و فی الدعاء: هَبِلْتَ و لا یقال هُبِلْت، عن ابن الأَعرابی، قال ثعلب: القیاس هُبِلْت، بالضم، لأَنه إِنما یدعو علیه بأَن تَهْبَله أُمُّه أَی تَثْكَله. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، حین فَضَّل الوادِعِیُّ سُهْمان الْخَیْل علی المَقارِیف فأَعْجَبه فقال: هَبِلَتِ الوادِعِیَّ أُمُّه لقد أَذْكَرَتْ به!هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، بالتحریك: ثَكِلَتْه، قال: هذا هو الأَصل ثم یستعمل فی معنی المَدْح و الإِعْجاب، یعنی ما أَعْلَمه و ما أَصْوَب رأْیه‌كقوله، علیه السلام: وَیْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب!و قول الشاعر: هَوَتْ أُمُّه ما یَبْعَثُ الصُّبْح غادیاً، و ما ذا یُری فی اللیل حین یَؤُوبُ و‌قوله أَذْكَرَتْ به‌أَی ولَدَت ذكراً من الرجال شَهْماً. و‌فی حدیث آخر: لأُمِّك هَبَلٌ‌أَی ثَكَل. و‌فی حدیث الشعبی: فقیل لأُمِّك الهَبَل.و‌فی حدیث أُمِّ حارثة بن سراقة: وَیْحَكِ أَ وَ هَبِلْتِ؟هو بفتح الهاء و كسر الباء، و قد استعاره هاهنا لفَقْد المَیْز و العَقْل مما أَصابها من الثَّكَل بولدِها كأَنه قال: أَ فَقدْت عَقْلك بفقد ابنك حتی جعلت الجِنان جنَّة واحدة؟ و‌فی حدیث علیٍّ: هَبِلَتهم الهَبُول‌أَی ثَكِلَتهم الثَّكُول، و هی بفتح الهاء من النساء التی لا یبقی لها ولد. و المَهْبِل: الرَّحِمُ، و قیل: هو أَقصی الرَّحِم، و قیل: هو مَسْلَك الذكَر من الرحِم، و قیل: هو فَمُه، و قیل: هو طریق الولد، و هو ما بین الظَّبْیة و الرَّحِم، قال الكمیت: إِذا طَرَّق الأَمْرُ بالمُعْضِلات یَتْناً، و ضاق به المَهْبِل و قیل: هو موضع الولَد من الرحِم، قال الهذلی: لا تَقِهِ المَوْتَ وَقِیَّاتُه، خُطَّ له ذلك فی المَهْبِلِ و قیل: هو موقِع الولد من الأَرض. و‌فی الحدیث:
لسان العرب، ج‌11، ص: 687
الخیر و الشر خُطَّا لابن آدم و هو فی المَهْبِل، هو بكسر الباء موضع الولد من الرحِم، و قیل: أَقصاه، قیل: و هو البَهْوُ بَیْنَ الوَرِكَیْن حیث یَجْثُمُ الولد، شبِّه بِمَهْبِل الجَبل و هو الهوَّة الذاهبة فی الأَرض. و قال بعضهم: المَهْبِل ما بین الغَلَفَیْن «1» أَحدهما فَمُ الرَّحِم و الآخر موضع العُذْرة. و المَهْبِل: الاسْت. و المَهْبِل: الهَواء «2» من رأْس الجبل إلی الشِّعْب. و‌فی حدیث الدجال: فتحمِلهم فتطْرَحهم بالمَهبِل، هو الهُوَّة الذاهبةُ فی الأَرض، و قال أَوس فی مَهْبِل الجبل: فأَبْصَرَ أَلْهاباً من الطَّودِ دونه، یری بین رأْسَیْ كلِّ نِیقَیْنِ مَهْبِلا قال أَبو زیاد: المَهْبِل حیث یَنْطُفُ فیه أَبو عُمَیْرٍ بِأَرونِه، و أَنشد بیت الهذلی. و قال الأَزهری فی أَثناء كلامه فی بهل: اهْتَبَلَ الرجل إِذا كذَب، و اهْتَبَلَ إِذا غَنِم، و اهْتَبَلَ إِذا ثَكِل. و سمع كلمةً فاهْتَبَلَها أَی اغْتنَمها. و الاهْتِبَال: الاغْتِنام و الاحْتیال و الاقْتصاص. و یقال: اهْتَبَلْت غَفلته، قال الكمیت: و عاثَ فی غابر منها بعَثْعَثةٍ نَحْرَ المُكافئ، و المَكْثُورُ یَهْتَبِلُ و‌فی الحدیث: من اهْتَبَلَ جَوْعةَ مؤمنٍ كان له كَیْت و كَیْت‌أَی تَحَیَّنَها و اغْتَنَمها من الهُبَالَةِ الغَنیمة «3» و‌فی حدیث أَبی ذرٍّ فی لیلة القدر: فاهْتَبَلْت غَفْلته و افْتَرَصْتها و احتلْت له حتی وجدتها كالرجُل یطلب الفُرْصة فی الشی‌ء، قال الكمیت: و قالت لیَ النَّفسُ: اشعَبِ الصِّدْعَ و اهْتَبِلْ لإِحْدی الهَناتِ المُضْلِعاتِ اهْتِبَالَها أَی استعدَّ لها و احْتَلْ. و رجل مُهْتَبِل و هَبَّال، و هَبَّلَ لأَهله و تَهَبَّلَ و اهْتَبَلَ: تكسَّب. و اهْتَبَلَ الصید: بَغاه و تكسَّبه. و الصیَّاد یَهْتَبِلُ الصیدَ أَی یَغْتَنِمُه و یغترُّه. و الهَبَّالُ: الكاسِب المُحْتال، قال ذو الرمة: أَو مُطْعَمُ الصَّیْدِ هَبَّالٌ لبُغْیَتِه أَلْفی أَباهُ، بذاك الكَسْب، یكتسِبُ و ما له هَابِلٌ و لا آبل، الهَابِل هنا: الكاسِب، و قیل المُحْتال، و الآبِل: الذی یُحْسِن القیامَ علی الإِبِل و الرِّعْیةَ لها، و إِنما هو الأَبِل، بالقصر، فمدّه لیُطابِق الهابِل، قال ابن سیدة: هذا قول بعضهم، قال: و الصحیح أَنه فاعِل من قولهم أَبَل «4» الإِبِلَ یأْبُلها و یأْبِلُها حذَق مَصْلحتها. و ذئب هِبِلٌّ أَی مُحْتال. و الهَبَالَةُ: اسم ناقةٍ لأَسماء بن خارجة، و قال: فَلَأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَیْسُ، من الهَبَالَهْ و الهِبِلُّ: الضَّخْم المُسِنُّ من الرجال و النِّعام و الإِبل. و الهِبَلُّ، مثال الهِجَفِّ: الثقیل المُسِنُّ الكبیر من الناس و الإِبل، و أَنشد ابن بری لسُحَیم عبد بنی
(1). قوله [ما بین الغلفین] هكذا فی الأصل بالفاء بعد اللام، و فی التهذیب بالقاف بدلها. (2). قوله [و المهبل الهواء] هكذا فی الأصل و المحكم و التكملة، و فی القاموس: أنه الهویّ. (3). قوله [من الهبالة الغنیمة] هكذا ضبط فی الأصل بضم الهاء، و فی بعض نسخ النهایة بفتحها. (4). قوله [من قولهم أبل إلخ] هكذا ضبط فی الأصل و فی المحكم أیضاً، و عبارة القاموس فی مادة أبل: و أبل كنصر و فرح أبالة و أبلًا فهو آبل و أبل.
لسان العرب، ج‌11، ص: 688
الحَسحاس: هِبَلٌّ كمِرِّیخِ المَغالی هَجَنَّعٌ، له عُنُق مثل السِّطاعِ قَوِیمُ و أَنشد ابن الأَعرابی: أَنا أَبو نَعامة الشیخُ الهِبَلّ، أَنا الذی وُلِدْت فی أُخْری الإِبِلْ یعنی أَنه لم یولد علی تَنْعیم أَی أَنه أَخشنُ شدید غلیظ لا یَهُوله شی‌ء. و الهِبِلُّ: الرجل العظیم، و قیل: الطویل، و الأُنثی بالهاء. و المُهَبَّل: الكثیر اللحم المُوَرَّم الوجْه. و قد هَبَّلَه اللحم إِذا كثُر علیه و ركِب بعضُه بعضاً و أَهْبَلَه، قال أَبو كبیر: مِمَّن حَمَلْنَ به، و هُنَّ عَواقِدٌ حُبُكَ النِّطاقِ، فَشبَّ غیر مُهَبَّل و یقال هو المُلَعَّن. و‌قالت عائشة فی حدیث الإِفْك: و النِّساء یومئذ لم یُهَبِّلْهنَّ اللحمُ، معناه لم یكثر علیهن اللحم و الشَّحمُ. و الهَابِلُ: الكثیر اللحم و الشحْم. و یقال للمُهَبَّج المُرَبَّل: مُهَبَّل، كأَنَّ به ورَماً من سِمَنه. یقال: أَصبح فلان مُهَبَّلًا، و هو المُهَبَّجُ الذی كأَنه تورَّم من انتِفاخه. و هَبُلَتِ المرأَة عَبُلت. و اهْتَبِلْ هَبَلَك أَی اشتغِل بشأْنِك، عن ابن الأَعرابی. و المُهْتَبِل: الكذاب، حكاه ابن الأَعرابی، و أَنشد: یا قاتَل اللهُ هذا كیف یَهْتَبِلُ و المِهْبَل: الخفیف، عن خالد، و روی بیت تأَبَّط شرّاً: و لستُ بِراعی صِرْمةٍ كان عَبْدُها طویلَ العَصا مِئْناثةَ الصَّقْبِ مِهْبَلِ و الاهْتِبَال من السیر: مرفوعه، عن الهجری، و أَنشد: أَلا إِن نصَّ العِیسِ یُدْنی من الهَوَی، و یَجْمَع بین الهائمینَ اهْتِبَالُها و الهَبَال: شجر تُعمَل منه السِّهام، واحدته هَبَالَة، قال أَسماء بن خارجة: فَلأَحْشأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً، أُوَیْسُ، من الهَبَالَهْ و ابنُ الهَبُولَة و ابن هَبُولَةَ جمیعاً: ملِك. و بَنُو هُبَل بَطْن من كلْب یقال لهم الهُبَلات. و هُبَل: اسم صَنَم كان فی الكعبة لقریش. و‌فی حدیث أَبی سفیان: قال یوم أَحد: اعْلُ هُبَل، هو الصنَم الذی كانوا یعبدونه. و هُبَل: اسم رجل، مَعْدول عن هابِل معرفة. و بنو هُبَل: بطْن من العرب من كلْب یقال لهم الهُبَلات. و بنو هَبِیل: بطن. و الهَیْبُلِیُّ و الأَیْبُلِیُّ: الراهب.

هبركل؛ ج11، ص: 688

: التهذیب فی الخماسی: أَبو تراب غلام هَبَرْكَل قویّ؛ و أَنشدت أُمُّ بُهْلول: یا رُبَّ بَیْضاء، بِوَعْثِ الأَرْمُلِ، قد شُغِفَتْ بناشِئٍ هَبَرْكَلِ «5».

هتل؛ ج11، ص: 688

: التَّهْتَالُ: مثل التَّهْتان. و سحائبُ هُتَّلٌ و هُتَّن: هُطَّل، و قیل: مُتتابعة المطر؛ قال العجاج:
(5). قوله [یا رب بیضاء … إلخ] سقط بین المشطورین ثلاثة مشاطیر و هی: شبیهة العین بعین المغزل فیها طماح عن خلیل حنكل و هی تداری ذاك بالتجمل قد شغفت … إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 689
عَزَّزَ منه، و هو مُعْطِی الأَسْهالْ، ضرْبُ السَّوارِی مَتْنَه بالتَّهْتَال أَی عَزَّزَ مَتْنَ هذا الكثیب، و معنی عَزَّزه صلَّبه. هَتَلَتِ السماءُ و هَتَنَت تَهْتِلُ هَتْلًا و هُتُولًا و تَهْتَالًا و هَتَلاناً: هَطَلت، و قیل: هو فوق الهَطْل، و هو الهَتَلان و الهَتَنان، و قیل: الهَتَلان المطرُ الضعیف الدائم. و الهَتْلی: ضرْب من النبت، و لیس بثبت. و الهَتِیلُ: موضع.

هتمل؛ ج11، ص: 689

: الهَتْمَلَةُ: الكلام الخفیُّ. و الهَتْمَلَة: كالهَتْلمة، و قد هَتْمَلَ؛ قال الكمیت: و لا أَشْهَدُ الهُجْرَ و القائِلِیهِ، إِذا هُمْ بِهَیْنَمةٍ هَتْمَلُوا و هَتْمَلَ الرجلان: تكلَّما بكلام یُسِرَّانه عن غیرهما، و هی الهَتْمَلَة، و جمعها هَتَامِل: أَنشد ابن الأَعرابی: تسمَعُ للجِنِّ به زِیْ زِیْ زَما، هَتَامِلًا من رِزِّها و هَیْنَما و قال ابن أَحمر: فَسِرْ قصْدَ سَیری، یا ابن سَمْراء، إِننی صَبورٌ علی تلك الرُّقَی و الهَتَامِل «1». و المُهَتْمِل: النَّمَّام «2».

هثمل؛ ج11، ص: 689

: الهَثْمَلَة: الفساد و الاختلاط.

هجل؛ ج11، ص: 689

: الهَجْل: المطمئن من الأَرض نحو الغائط. الأَزهری: الهَجْل الغائط یكون منفرجاً بین الجبال مطمئنّاً مَوْطِئه صُلْب، و الجمع أَهْجَال و هِجَال و هُجُول؛ قال أَبو زُبید: تحنُّ للظِّمْ‌ءِ مما قد أَلَمَّ بها بالهَجْل منها كأَصْوات الزَّنابیر قال ابن بری: و الذی فی شعره الزَّنانِیر، بالنون، و هی الحصی الصِّغار؛ فأَما قوله: لها هَجَلاتٌ سَهْلة، و نِجادُها دَكادِكُ لا تُؤْبی بهنّ المَراتِعُ فزعم أَبو حنیفة أَنه جمع هَجْل؛ قال ابن سیدة: و ردّ علیه ذلك بعض اللغویین و قال: إِنما هو جمع هَجْلَة، قال: یقال هَجْل و هَجْلَة كما یقال سَلّ و سَلَّة و كَوٌّ و كَوَّة، و أَنا لا أَثِق بهَجْلة و لا أَتَیَقَّنها، و إِنما هَجْل و هَجَلات عندی من باب سُرادِق و سُرادِقات و حَمَّام و حمَّامات، و غیر ذلك من المذكر المجموع بالتاء. و الهَجِیل من الأَرض: كالهَجْل؛ قال ابن الأَعرابی: الهَجْل ما اتسع من الأَرض و غَمَضَ؛ قال أَبو النجم: و الخیلُ یَرْدِین بهَجْل هَاجِلِ فَوارِطاً، قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ و الهَجْل و الهَبْرُ: مطمئن یُنْبِت و ما حَوْله أَشدّ ارتفاعاً، و جمعه هُجُول و هُبور. و أَهْجَلَ القومُ فهُم مُهْجِلُون. و الهَجِیلُ: الحوْض الذی لم یحكم عمَله. و الهَجُول: البَغِیُّ من النساء. و الهَجُول من النساء: الواسعة، و قیل: الفاجِرة؛ و قوله أَنشده ثعلب: عُیون زَهاها الكُحْل، أَما ضَمِیرُها فعَفٌّ، و أَما طَرْفُها فهَجُول قال ابن سیدة: عندی أَنه الفاجِر؛ و قال ثعلب هنا:
(1). قوله [یا ابن سمراء] فی شرح القاموس: یا ابن حمراء (2). و مما یستدرك علیه ما ذكره فی التهذیب و نصه، و قال أبو زید: المتمهل المعتدل، و قد اتْمَهَل سنام البعیر و اتمأل إذا انتصب و استقام فهو متمهل و متمئل
لسان العرب، ج‌11، ص: 690
إِنه المطمئن من الأَرض، و هو منه خطأ. و الهَوْجَل من النساء «1»: كالهَجُول: قلت تعلَّق فَیْلَقاً هَوْجَلَّا و الهَوْجَل: المفازة الذاهبة فی سیرها. و الهَوْجَل: المفازة البعیدة التی لیست بها أَعلام. و الهَوْجَل: الأَرض التی لا مَعالم بها، و قال یحیی بن نُجیم: الهَوْجَل الطریق الذی لا علم به، و أَنشد: إِلیك، أَمیرَ المؤمنین، رَمَتْ بنا هُمومُ المُنَی، و الهَوْجَل المُتَعَسِّف و یقال: فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لم یهتدوا بها؛ و قال فی ترجمة قسا: و هَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامی، تهادی الجِرْبِیاءُ به الحَنِینا «2». و قال: الهَجْل المطمئن من الأَرض، و الهَوْجَل الأَرض التی لا نبت فیها؛ و قال ابن مقبل: و جَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ، بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ و الهَوْجَل: الأَرض تأْخذ مرَّة هكذا و مرّة هكذا، و فی المحكم: أَرض هَوْجَل تأْخذ مرّة كذا و مرّة كذا. و الهَوْجَل: الناقة السریعة الذاهبة فی سیرها، و قیل: هی الناقة التی كأَنَّ بها هَوَجاً من سرعتها؛ قال الكمیت: و بعد إِشارتهم بالسِّیاطِ هَوْجاء لیلتَها هَوْجَل «3». أَی فی لیلتها. و ناقة هَوْجَل: للسریعة الوَساع، و أَرض هَوْجَل مشتق منه؛ قال جندل: و الآلُ فی كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ، كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخام بأَیادِی غُزَّلِ و الهَوْجَل: الدلیل الحاذِق. و الهَوْجَل: البطی‌ء المُتَوانی الثقیلُ الوَخِم، و قیل: هو الأَحمق. و الهَوْجَل: الرجل الذاهِب فی حُمْقِه. و مشیٌ هَوْجَل: مُسْترخ؛ قال العجاج: فی صَلَبٍ لَدْنٍ و مَشْیٍ هَوْجَلِ و هَجَّلْتُ بالرجل: أَسمعته القبیحَ و شتَمْته. أَبو زید: هَجَّلْت الرجلَ و بالرجل تَهْجِیلًا و سَمَّعْت به تسمیعاً إِذا أَسمعته القبیح و شتمته. ابن بُزُرْج: لا تَهَجَّلَنَّ فی أَعراض الناس أَی لا تَقَعَنّ فیهم. و الهَوْجَل: الرجل الأَهْوَج؛ و قال أَبو كبیر: فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً، إِذا ما نام لَیلُ الهَوجَلِ و المُهْجَل: المُهْمَل. و مالٌ مُهْجَل و مُسْجَل إِذا كان مُضَیَّعاً مُخَلّی. و هَجَلَتِ المرأَة بعینها و رَمَشَت و غَیَّقَت و رَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرجل. و الهَوْجَل: أَنْجَر السفینة. و الهَوْجَل: بَقایا النُّعاس. ابن الأَعرابی: هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نام نومة خفیفة؛ و أَنشد: إِلَّا بقایا هَوْجَل النعاسِ و الهَاجِلُ: النائم. و الهاجِلُ: الكثیر السفَر. و هَجَلَ بالقَصَبَة و غیرها إِذا رمی بها، و أَما الذی‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دخل المسجد و إِذا فِتْیة من الأَنصار یَذْرَعون المسجد بقصَبة فأَخذ
(1). قوله [و الهَوْجَل من النساء إلخ] قال فی شرح القاموس: و شدده الشاعر للضرورة (2). قوله [و هَجْلٍ من قساً … إلخ] تقدم فی مادة ذفر بلفظ: بهَجْلٍ من قساً ذفر الخزامی، تداعی الجربیاء به حنینا (3). قوله [و بعد إشارتهم] فی التكملة: و قبل إشارتهم
لسان العرب، ج‌11، ص: 691
القَصَبَة فهَجَلَ بها‌أَی رمی بها؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هَجَلَ بمعنی رمی، و لكن یقال نَجَل و زَجَل بالشی‌ء رمی به.

هجنجل؛ ج11، ص: 691

: هَجْنْجَل: اسم، و قد كنوا بأَبی الهَجَنْجَل؛ قال: ظلَّت و ظَلَّ یومُها حَوْبَ حَلِ، و ظَلَّ یومٌ لأَبی الهَجَنْجَلِ أَی و ظلَّ یومُها مقولًا فیه حَوْبَ حَلِ؛ قال ابن جنی: دخول لام التعریف فی الهَجَنْجَل مع العلمیة یدل أَنه فی الأَصل صفة كالحرث و العباس «1».

هدل؛ ج11، ص: 691

: الأَزهری: هَدَر الغلامُ و هَدَل إِذا صوَّت؛ قال ذو الرمة: طَوی البَطْنَ زَیَّامٌ كأَنَّ سَحِیلَه علیهنَّ، إِذْ وَلَّی، هَدِیلُ غُلام أَی غِناءُ غُلام. ابن سیدة: الهَدِیل صوتُ الحمام، و خصَّ بعضهم به وحْشِیَّها كالدَّباسِیِّ و القَمارِیِّ و نحوها، هَدَلَ القُمْرِیُّ، و فی المحكم: هَدَلَ یَهْدِلُ هَدِیلًا؛ قال ذو الرمة: إِذا ناقَتی عند المُحَصَّب شاقَها رَواحُ الیَمانی، و الهَدِیلُ المُرَجَّعُ «2». و أَنشد ابن بری: ما هاجَ شَوْقَك من هَدِیلِ حمامةٍ، تَدْعُو علی فَنَنِ الغُصُون حَماما قال ابن بری: و قد جاء الهَدِیل فی صوت الهُدْهُد؛ قال الراعی: كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ، یَدْعُو بِقارِعَة الطریقِ هَدِیلا قال: و هذا تصغیر هُدْهُد أُبْدِلت من یائه أَلف، قال: و مثله دُوابَّةٌ، حكاهما أَبو عمرو و لم یُعْرَف لهما ثالث. و هَدَلَتِ الحمامة تَهْدِلُ هَدِیلًا، و قیل: الهَدِیل ذكَرُ الحمام، و قیل: هو فَرْخها؛ قال جِرانُ العَوْد: كأَنّ الهَدِیل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها، من البَغْی، شِرِّیبٌ یُغَرِّد مُنْزَفُ و قال بعضهم: تزعم الأَعراب فی الهَدِیل أَنه فرْخ كانَ علی عهد نوح، علیه السلام، فمات ضَیْعةً و عطَشاً فیقولون إِنه لیس من حمامة إِلَّا و هی تبكی علیه؛ قال نُصیب «3». و قیل هو لأَبی وجزة: فقلت: أَ تبكی ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ هَدِیلًا، و قد أَوْدی و ما كان تُبَّعُ؟ یقول: و لم یخلق تُبَّع بعدُ، قال: و یقال صادَ الهَدِیلَ جارِحٌ من جَوارِح الطیر؛ و أَنشد الكمیت الأَسدی: و ما مَنْ تَهْتِفِینَ به لِنَصْرٍ بأَسْرَعَ، جابةً لكِ، من هَدِیلِ فمرّة یجعلونه الطائرَ نفسَه، و مرَّة یجعلونه الصَّوْت. و الهَدِیلُ أَیضاً: الرجل الكثیر الشعَر، و قیل: هو الأَشْعَث الذی لا یسرِّح رأْسه و لا یدهنه؛ أَنشد أَبو زید: هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، و صاحِبُ عُلْبة، هَدِیلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ
(1). و مما یستدرك علیه ما فی التهذیب و نصه: و امرأَة مهجلة و هی التی أفضی قبلها و دبرها؛ و قال الشاعر: ما كان أهلًا أن یكذب منطقی سعد بن مهجلة العجان فلیق (2). قوله [إذا ناقتی] فی الصحاح: أری ناقتی (3). قوله [قال نصیب إلخ] فی المحكم: قال نصیب، و لم یذكر خلافاً، و فی التهذیب: قال الأموی و أنشدنی ابن أبی وجزة السعدی لنصیب
لسان العرب، ج‌11، ص: 692
النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. و رجل هَدِیل: ثقیل. و تَهَدَّلَتِ الثِّمارُ و أَغصان الشجرة أَی تدلَّت، فهی مُتَهَدِّلَة. و‌فی حدیث قُسّ: و روضةٍ قد تَهَدَّلَت أَغصانها‌أَی تدلَّت و استرختْ لثِقَلها بالثمر. و‌فی حدیث الأَحْنف: من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ.و هَدَلَ الشی‌ءَ یَهْدِلُهُ هَدْلًا: أَرسله إِلی أَسفل و أَرخاه. و الهَدَل: استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِلَ هَدَلًا. و مِشْفَر هَادِلٌ و أَهْدَلَ و شَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عن الذَّقَن. و هَدِلَ البعیر یَهْدَلُ هَدَلًا فهو أَهْدَلُ: أَخذته القرحة فهَدِلَ مِشْفَره و طال. و هَدِلَ یَهْدَلُ هَدلًا فهو هَدِلَ: طال مِشْفره، و بعیر هَدِلٌ منه. و بعیر أَهْدَلُ، و ذلك مما یمدح به؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمی: یُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ، بكلِّ شَعشاعٍ صُهابیٍّ هَدِلْ «4». و قد تَهَدَّلَتْ شَفَته أَی استرختْ، و قیل: الهَدَل فی الشفة عِظَمُها و استرخاؤها و ذلك للبعیر، و إِنما یقال رجل أَهْدَل و امرأَة هَدْلاء مستعاراً من البعیر. و‌فی حدیث ابن عباس: أَعْطِهم صَدَقَتك و إِن أَتاك أَهْدَل الشفتین؛ الأَهْدَلُ: المسترخی الشفة السفلی الغلیظها، أَی و إِن كان الآخذ أَسود حَبَشیّاً أَو زِنْجیّاً، و الضمیر فی أَعْطِهم للوُلاة و أُولی الأَمْرِ. و‌فی حدیث زیاد: أَهْدَبُ أَهْدَلُ: و السحاب إِذا تدلَّی هَیْدَبُه فهو أَهْدَل؛ قال الكمیت: بِتَهْتانِ دِیمَتِهِ الأَهْدَلِ و یقال: شِدْق أَهْدَل؛ قال الراجز: یُلْقِیه فی طُرْقٍ أَتتها من عَلِ قُذْف لها جُوفٍ و شِدْقٍ أَهْدَلِ «5». و التَّهَدُّل: استرخاء جلدة الخُصْیة و نحو ذلك؛ قال: كأَنَّ خُصْیَیْهِ من التَّهَدُّلِ، ظَرْفُ عَجُوز فیه ثِنْتا حَنْظَلِ و یروی: … من التَّدَلْدُل. و الهَدال: ما تَهَدَّل من الأَغصان؛ قال الأَعشی: ظَبْیَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْماءُ، تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدَالِ الجوهری: و الهَدَالُ ما تَدَلَّی من الغصن؛ و قال: یَدْعُو الهَدِیلُ و ساقُ حُرٍّ فَوْقَه، أُصُلًا، بأَودیةٍ ذَواتِ هَدَالِ و أَنشد ابن بری: طامٍ علیه وَرَقُ الهَدَالِ و الهَدَالَةُ: شجرة تنبت فی السَّمُر لیست منه و تنبت فی اللَّوْز و الرمّان و فی كل شجرة «6». و ثمرتها بیضاء، و قیل: الهَدَالَة كلُّ غصن نبت مستقیماً فی طَلْحة أَو أَراكة، و هو مما یُشْفَی به المَطْبوب، و الجمع هَدَالٌ، و یقال: كل غصن ینبت فی أَراكة أَو طَلْحة مستقیمة فهی هَدَالَةٌ، كأَنها مخالفة لسائرها من الأَغصان، و ربما دَاوَوْا به من السِّحْر و الجُنون. و الهَدَال: ضرْب من الشجر. و الهَدَال: شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال الدَّراهِم الضِّخام لا ینبت إِلَّا مع أَشجار السَّلَع و السَّمُر؛ یَسْحَقه أَهلُ الیمن و یطبُخُونه. و قال أَبو حنیفة لَبَن هِدْلٌ لغة
(4). قوله [یبادر الحوض إلخ] هكذا فی الأصل، و أنشده للعجاج فی شعشع بلفظ: تبادر الحوض إذا الحوض شغل بشعشعانیّ صهابیّ هَدِل و الشطر الثانی فی المحكم و التهذیب مثل ما هنا (5). قوله [یلقیه فی طرق إلخ] هكذا فی الأصل مضبوطاً (6). قوله [و فی كل شجرة] كذا فی الأصل و المحكم، و فی الصاغانی: و فی كل الشجر
لسان العرب، ج‌11، ص: 693
فی إِدْلٍ لا یُطاق حَمَضاً، قال ابن سیدة: و أُراه علی البدَل.

هدمل؛ ج11، ص: 693

: الهِدْمِل، بالكسر: الثوب الخلَق؛ قال تأَبَّط شرّاً: و مَرْقَبةٍ، یا أُمَّ عَمْروٍ، طِمِرَّةٍ مُذَبْذَبةٍ فَوقَ المَراقِب عَیْطَل نَهَضْت إِلیها من جُثُومٍ كأَنها عَجُوز، علیها هِدْمِلٌ ذاتُ خَیْعَل من جُثوم أَی من نصف اللیل؛ قال ابن بری: جُثوم جمع جاثِم أَی نهضت من بین جماعة جُثوم. و الهِدَمْلَة، علی وزن السِّبَحْلة: الرَّمْلة المُشْرِفةُ الكثیرة الشجر؛ قال الشاعر جریر: حَیِّ الهِدَمْلَة مِن ذاتِ المَواعِیس و جمعها الهِدَمْلات؛ قال ذو الرمة: و دِمْنة هَیَّجَتْ شَوْقی مَعالِمُها، كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّوَاسِیمُ و الهِدَمْلَةُ: موضع، مَثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی. و الهِدَمْلَةُ: الدهر الذی لا یوقف علیه لطول التَّقادُم، و یضرب مثلًا للذی فات؛ یقول بعضُهم لبعض: كان هذا أَیام الهِدَمْلَة؛ قال كثیِّر: كأَنْ لم یُدَمِّنها أَنِیسٌ، و لم یكنْ لها بعد أَیّام الهِدَمْلَةِ عامِرُ

هذل؛ ج11، ص: 693

: هَوْذَلَ فی مَشْیهِ هَوْذَلَةً: أَسرع، و قیل: الهَوْذَلَة أَن یضْطَرِب فی عَدْوِه. و هَوْذَلَ السقاءُ: تَمَخَّضَ، من ذلك. و هَوْذَلَ السقاءُ إِذا أَخرج زُبْدَتهُ. و هَوْذَلَ الرجلُ: اضطرب فی عَدْوه، و كذلك الدَّلْوُ؛ قال: هَوْذَلَةَ المِشْآةِ فی الطَّوِیِّ و فی نسخة: فی قَعْرِ الطَّوِیِّ؛ قال ابن بری: المِشْآة الزَّبِیلُ الذی یُخرج به تراب البئر؛ قال: و مثله لابن هَرْمة: إِمَّا یَزالُ قائِلٌ أَبِنْ أَبِنْ، هَوْذَلَة المِشْآةِ عن ضِرسِ اللَّبِنْ اللیث: الهَوْذَلَة القَذْف بالبَوْلِ. و هَوْذَل إِذا قاء. و هَوْذَل إِذا رمَی بالعُرْبُونِ، و هو الغائط و العَذِرة. و ذهب بَوْلُه هَذَالِیلَ إِذا انقطع. و هَوْذَلَ البعیر ببوله إِذا اختزَّ بَوْلُه و تحرَّك. و هَوْذَلَ ببَوْله: نَزَّاه و قَذَفه و رمی به؛ قال: لَوْ لمْ یُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ، فی صَدْره، مثل قَفَا الكَبْشِ الأَجَمْ و هَوْذَلَ الفحلُ من الإِبل ببوْلِه إِذا اهتزَّ و تحرَّك. و الهَاذِلُ، بالذال: وسَط اللیل. و أَهْذَبَ فی مشیه و أَهْذَل إِذا أَسرع، و جاء مُهْذِباً مُهْذِلًا. و الهُذْلُول: الرجلُ الخفیف و السهمُ الخفیف. ابن بری: و الهَوْذَلُ ولد القِرد؛ قال الشاعر: یُدِیرُ النَّهارَ بِحَشْرٍ له، كما دارَ بالمَنَّةِ الهَوْذَلُ المَنَّة: القِرْدة، و الهَوْذَلُ ابنها، و النَّهار فَرْخ الحُبارَی؛ یصف صبیّاً یُدیرُ نهاراً فی یده بحَشْرٍ و هو سهم خفیف. و الهُذْلُولُ: التلُّ الصغیر المرتفع من الأَرض، و الجمع الهَذَالِیل؛ قال الراجز: یَعْلو الهَذَالِیلَ و یَعْلو القَرْدَدا و قیل: الهُذْلُول الرَّمْلة الطویلة المُسْتَدِقَّة المشرِفة،
لسان العرب، ج‌11، ص: 694
و كذلك السَّحابة المُسْتَدِقَّة. و هَذَالِیلُ الخیل: خِفافُها؛ و قال اللیث: الهُذْلُولُ ما ارتفع من الأَرض من تِلال صغار؛ قال ابن شمیل: الهُذْلُول المكان الوطی‌ءُ فی الصحراء لا یشعُر به الإِنسان حتی یُشرِف علیه؛ قال جریر: كأَنَّ دِیاراً، بین أَسْنِمةِ النَّقا و بین هَذَالِیلِ البُحَیْرة، مُصْحَفُ قال: و بُعْده نحو القامةِ یَنْقاد لیلة أَو یوماً و عُرْضُهُ قِیدُ رُمْحٍ أَو أَنْفس، له سَنَدٌ و لا حروف له؛ قال أَبو نصر: الهَذَالِیلُ رِمال دِقاق صِغار، و قال غیره: الهُذْلُولُ ما سَفَتِ الریحُ من أَعالی الأَنْقاء إِلی أَسافِلها، و هو مثل الخَنْدَق فی الأَرض. و قال أَبو عمرو: الهَذَالِیلُ مَسایِل صِغار من الماء و هی الثُّعْبان. و ذهب ثوبُه هَذَالِیلَ أَی قِطعاً. ابن سیدة: الهُذْلُولُ السریع الخفیف، و ربما سمی الذئب هُذْلُولًا. و هُذْلُول: فَرَس عَجْلان بن بَكْرة «1». التیمیّ. و هُذْلُول أَیضاً: فرس جابر بن عُقَیل؛ ابن الكلبیّ: الهُذْلُول اسم سیف كان لبعض بنی مَخْزوم، و هو القائل فیه: و كم من كَمِیٍّ قد سَلَبْت سِلاحَه، و غادَرَهُ الهُذْلُولُ یكْبُو مُجَدَّلا و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: قلتُ لِقَوْمٍ خرجوا هَذَالِیلْ نَوْكَی، و لا یُقَطِّع النَّوْكَی القِیلْ «2». فسره فقال: الهَذالِیل المتقطِّعون، و قیل: هم المسرِعون یتبع بعضُهم بعضاً. و هُذَیْل: اسم رجل. و هُذَیْل: قبیلة النسبة إِلیها هُذَیْلِیّ و هُذَلِیٌّ قیاس و نادر، و النادر فیه أَكثر علی أَلسِنتهم. و هُذَیْل: حیّ من مُضَر، و هو هُذیْل بن مُدْرِكَة بنِ إِلیاسَ بنِ مُضَرَ، و قیل: هُذَیْل قبیلة من خِنْدِف أَعْرَقَتْ فی الشِّعْر.

هذمل؛ ج11، ص: 694

: الهَذْمَلَةُ: كالهَذْلَمةِ و هی مِشْیة فیها قَرْمَطة، و فی الصحاح: الهَذْمَلة ضرْب من المشی.

هرجل؛ ج11، ص: 694

: الهَرْجَلَة: الاختلاط فی المشی، و قد هَرْجَلَ، و هَرْجَلَتِ الناقة كذلك. ابن الفرَج: الهَراجِیبُ و الهَرَاجِیلُ من الإِبل الضِّخام؛ قال جِرَان العَوْد: حتی إِذا مُنِعَتْ، و الشمسُ حامِیةٌ، مَدَّتْ سَوالِفَها الصُّهْبُ الهَرَاجِیلُ

هردل؛ ج11، ص: 694

: النهایة «3» فی الحدیث فأَقْبَلَتْ تُهَرْدِلُ‌أَی تسترخی فی مَشْیها.

هرطل؛ ج11، ص: 694

: الجوهری: الهِرْطَالُ الطویلُ؛ و أَنشد ابن بری للبولانی: قد مُنِیَتْ بِناشِئٍ هِرْطَالِ فازْدالَها، و أَیَّما ازْدِیالِ و یقال للرجل الطویل العظیم الجسیم: هِرْطالٌ و هِرْدَبَّةٌ و هَقَوَّرٌ و قَنَوَّرٌ.

هرقل؛ ج11، ص: 694

: هِرْقِلُ: من ملوك الروم، و هِرْقِلُ، علی وزن خِنْدِف: ملك الروم. و یقال هِرَقْل علی وزن دِمَشق، و هو أَول من ضرَب الدنانیرَ و أَول من أَحدث البَیعَة؛ قال لبید: غَلَب اللَّیالی خَلْفَ آلِ محرِّقٍ، و كما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ و بِهِرْقَلِ أَراد هِرَقْلًا فاضطرَّ فغیَّر؛ و أَنشد ابن بری لجریر:
(1). قوله [ابن بكرة] كذا فی الأصل و المحكم بالباء، و فی القاموس و التكملة بالنون بدلها و كتب علیه فیها علامة التصحیح (2). قوله [و لا یقطع النوكی] فی التهذیب: و لا ینفع للنوكی (3). قوله [(هردل) النهایة إلخ] هكذا فی الأَصل بالدال المهملة، و فی نسخ النهایة التی بأَیدینا بالذال المعجمة
لسان العرب، ج‌11، ص: 695
و أَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْت و داهِراً، و یَسْعَی لكم من آل كِسْرَی النَّواصِفُ و أَنشد لِمُزاحِم العقیلیّ: یراتب جما فی أَسِیلٍ و مُقْلةٍ، كما شافَ دِینارَ الهِرَقْلیِّ شائفُ «1». و‌فی حدیث عبد الرحمن بن أَبی بكر: لما أُرید علی بَیْعة یزیدَ بنِ مُعاویة فی حیاة أَبیه قال جئتم بها هِرَقْلِیَّةً و قُوقِیَّة: أَراد أَن البَیعة لأَولاد الملوك سُنَّة ملوك الرُّوم و العَجم. و الهِرْقِلُ: المُنْخُل و أَما دَیْرُ الهِزْقِل فهو بالزای.

هركل؛ ج11، ص: 695

: الهَرْكَلةُ و الهُرَكِلَةُ و الهِرْكَوْلةُ و الهِرَّكْلَة الحسَنة الجسم و الخلْق و المِشْیة؛ قال: هِرَّكْلَةٌ فُنُقٌ نِیافٌ طَلَّةٌ، لم تعدُ عن عَشْرٍ و حَوْلٍ، خَرْعَبُ و الهَرْكَلَةُ: ضرْب من المشی فیه اخْتیالٌ و بُطْءٌ؛ و أَنشد: قامَتْ تَهادَی مَشْیَها الهِرْكَلَّا، بین فِناءِ البَیْتِ و المُصَلَّی «2». و حكی ابن بری عن قطرب: الهَرْكَلَةُ المشی الحسن، و حكی بعضهم: أَنه رأَی أَبا عبیدة محموماً یَهْذِی یقول دینار كذا و كذا فقلنا للطبیب: سَلْه عن الهِرْكَوْلَةِ، فقال: یا أَبا عبیدة، فقال: ما لك؟ قال: ما الهِرْكَوْلَة؟ قال: الضَّخْمة الأَوْراك، و قد قیل: إِن الهاء فی هِرْكَوْلَة زائدة، و لیس بقویٍّ. امرأَة هِرْكَوْلَة: ذات فخذین و جسم و عَجُز. الأَصمعی: الهِرْكَوْلَة من النساء العظیمة الوَرِكین. و جمل هُرَاكِل: جسیم ضخم، و رجل هُرَاكِل كذلك. و الهِرْكَوْلَة، علی وزن البِرْذَونة: الجاریة الضخمة المُرْتَجَّة الأَرْداف. و الهَرَاكِلَةُ من ماء البحر: حیث تكثر فیه الأَمْواج؛ قال ابن أَحمر یصف دُرَّة: رأَی من دونها الغَوَّاصُ هَوْلًا هَرَاكِلَةً، و حِیتاناً و نُونا التهذیب: الهَرَاكِلَة كِلابُ الماء؛ أَنشد أَبو عبیدة «3».فلا تَزالُ وُرَّشٌ تأْتِینا مُهَرْكِلاتٌ و مُهَرْكِلِینا وُرَّش: جمع وارِش و هو الطفیلیّ.

هرمل؛ ج11، ص: 695

: هَرْمَلَت العجوزُ: بَلِیَتْ من الكِبَر. و الهُرْمُولَةُ مثل الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ من أَسفل القمیص و دَنادِنِ القمیص. و الهُرْمُولُ: قطعة من الشَّعَر تبقی فی نواحی الرأْس، و كذلك من الرِّیش و الوَبَر؛ قال الشماخ: هَیْق هِزَفّ و زَفَّانِیَّة مَرَطَی، زَعْراء ریش ذُناباها هَرامِیلُ و شَعر هَرَامِیل إِذا سقط. و هَرْمَلَ الشعرَ و غیرَه: قطعه و نتَفه؛ قال ذو الرمة: رَدُّوا لأَحْداجِهِمْ بُزْلًا مُخَیَّسةً، قد هَرْمَلَ الصیفُ عن أَعْناقها الوَبَرا و هَرْمَلَ عملَه: أَفسده. و هَرْمَلَهُ أَی نتف شَعرَه. و هَرْمَلَ شعرَه إِذا زَبَقَه.

هرول؛ ج11، ص: 695

: الهَرْوَلَة: بین العَدْوِ و المشی، و قیل: الهَرْوَلَة بعد العَنَق، و قیل: الهَرْوَلَة الإِسراع.
(1). قوله [یراتب] هكذا فی الأَصل من غیر نقط (2). قوله [و أنشد قامت تهادی إلخ] عبارة شرح القاموس: و مما یستدرك علیه الهِرْكَلّ مثال قِثْوَلّ نوع من المشی، قال: قامت تهادی إلخ (3). قوله [أنشد أبو عبیدة إلخ] عبارة القاموس و شرحه: و الهركلة مشی فی اختیال و بطء، حكاه أبو عبیدة و أنشد: و لا تزال ورش إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 696
الجوهری: الهَرْوَلَة ضرْب من العَدْو و هو بین المشی و العَدْو. و‌فی الحدیث: مَن أَتانی یمشی أَتَیْته هَرْوَلَة، و هو كنایة عن سرعة إِجابة الله عز و جل و قبول توبة العبد و لُطْفه و رحمته. هَرْوَلَ الرجلُ هَرْوَلَةً: بین المشی و العَدْو، و قیل: الهَرْوَلَة فوق المشی و دون الخبب، و الخَبَبُ دون العَدْو.

هزل؛ ج11، ص: 696

: الهَزْل: نقیض الجِدّ، هَزَلَ یَهْزِلُ هَزْلًا؛ قال الكمیت: أَرانا علی حُبِّ الحیاةِ و طُولِها تَجِدُّ بنا فی كل یوم و نَهْزِلُ قال ابن بری: الذی فی شعره. یُجَدُّ بنا؛ قال: و هو الصحیح. و هَزِلَ فی اللعب هَزَلًا؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و هَزَلَ الرجلُ فی الأَمر إِذا لم یجدَّ، و هَازَلَنِی؛ قال: ذو الجِدِّ، إِنْ جدَّ الرجال به، و مُهَازِلٌ، إِن كان فی هَزْل و رجل هِزِّیلٌ: كثیر الهَزْل. و أَهْزَلَهُ: وجَدَه لَعَّاباً. حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: كلُّ الناس یقولون هَزَلَ یَهْزِلُ مثل ضرَب یضرِب، إِلا أَن أَبا الجراح العقیلی قال: هَزِلَ یَهْزَلُ من الهَزْل ضدّ الجِدّ. و‌فی الحدیث: كان تحت الهَیْزَلَةِ؛ قیل: هی الرَّایةُ لأَن الریحَ تَلْعَب بها كأَنها تَهْزِل معها، و الهَزْل و اللَّعِب من وادٍ واحِد، و الیاء زائدة. و‌فی حدیث عُمر و أَهل خیبر: إِنما كانت هُزَیْلَة من أَبی القاسم؛ تصغیر هَزْلَة، و هی المرَّة الواحدة من الهَزْل ضد الجِدّ. و قولٌ هَزْل: هُذاءٌ. و فی التنزیل: وَ مٰا هُوَ بِالْهَزْلِ؛ قال ثعلب: أَی لیس بِهَذَیان، و فی التهذیب: أَی ما هو باللَّعِب. و فلان یَهْزِلُ فی كلامه إِذا لم یكن جادًّا؛ تقول: أَ جادٌّ أَنت أَم هَازِل؟ و المُشَعْوِذُ إِذا خفَّت یداه بالتَّخاییل الكاذبة ففِعْله یقال له الهُزَیْلَی «1» لأَنها هَزْل لا جِدَّ فیها. و الهُزَالَة: الفُكاهة. ابن الأَعرابی: الهَزْل استرخاء الكلام و تَفْنینه. و الهُزَال: نقیض السِّمَن، و قد هُزِلَ الرجل و الدابَّة هزالًا، علی ما لم یُسمَّ فاعله، و هَزَلَ هو هَزْلًا و هُزْلًا؛ و قوله أَنشده أَبو إِسحق: و اللهِ لو لا حَنَفٌ بِرِجْلِه، و دِقَّةٌ فی ساقِه من هُزْلِه، ما كان فی فِتْیانِكم مِنْ مِثْله و هَزَلْته أَنا أَهْزِلُه هَزْلًا فهو مَهْزُول، قال ابن بری: كل ضُرٍّ هُزَال؛ قال الشاعر: أَ مِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً؟ و عَبْدُ السَّوْءِ أَدْنی لِلهُزَال ابن الأَعرابی قال: و الهَزْل یكون لازماً و متعدیاً، یقال: هَزَلَ الفرسُ و هَزَلَه صاحبه و أَهْزَلَه و هَزَّلَه. و هَزَلَ الرجلُ یَهْزِل هَزْلًا: مَوَّتَتْ ماشِیَتُه، و أَهْزَلَ یُهْزِلُ إِذا هُزِلت ماشیته، زاد ابن سیدة: و لم تَمُت؛ قال: یا أُمَّ عبدِ الله، لا تَسْتَعْجِلی و رَفِّعِی ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ، إِنِّی إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ یُهْزِلْ و مَنْ یُهْزِل و من لا یُهْزَلِ یَعِهْ، و كلٌّ یَبْتَلِیهِ مُبْتَلی یُهْزِل موضعه رَفْعٌ و لكنه أُسكن للضرورة و هو فعل للزمان، و یَعِهْ كان فی الأَصل یَعِیه فلما سقطت
(1). قوله [یقال له الهُزَیْلَی] هكذا ضبط فی الأَصل، و فی التهذیب ضبط بتشدید الزای كقبیطی
لسان العرب، ج‌11، ص: 697
الیاء انجزمت الهاء، و یَعِه: تُصِبْ ماشِیَتَه العاهةُ. و أَهْزَلَ القومُ: أَصابتْ مَواشیهم سَنة فهُزِلتْ. و أَهْزَلَ الرجلُ إِذا هُزلتْ دابَّته. و تقول: هَزَلْتها فعَجِفَت. و‌فی حدیث مازِن: فأَذهَبْنا الأَموالَ و أَهْزَلْنا الذَّراریّ و العِیالَ‌أَی أَضعفناهم، و هی لغة فی هَزَل و لیست بالعالیة. و الهَزْل: موت مواشی الرجل، و إِذا ماتت قیل: هَزَلَ الرجلُ یَهْزِلُ هَزْلًا فهو هَازِل أَی افتقر، و فی الهُزَال یقال: هُزِلَ الرجل یُهْزَلُ فهو مَهْزُول؛ و قال اللحیانی: یقال هَزَلْت الدابة أَهْزُلُها هَزْلًا و هُزَالًا، و هَزَلَهم الزمان یَهْزِلُهم. و قال بعضهم: هَزَلَ القومُ و أَهزَلُوا هُزِلت أَموالهم. و الهَزِیلَة: اسم مشتق من الهُزَال كالشَّتِیمة من الشتْم ثم فَشَتِ الهَزیلة فی الإِبل؛ قال: حتی إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ و ارْتَفَعَتْ عنها هَزِیلَتُها، و الفحلُ قد ضَرَبا و الجمع هَزَائِل و هَزْلَی. و الهَزْل: الفَقْر. و المَهَازِل: الجُدُوب. و أَهْزَلَ القومُ: حبَسوا أَموالهم عن شدة و تضییق. و استعمل أَبو حنیفة الهَزْل فی الجَراد فقال: یجی‌ء فی الشتاء أَحمر هَزْلًا لا یَدَع رطْباً و لا یابساً إِلَّا أَكله؛ و أَرض مَهْزُولَة: رقیقة؛ عنه أَیضاً؛ و استعمل الأَخفش المَهْزُول فی الشعر فقال: الرَّمَل كل شِعر مَهْزُول لیس بمؤتلف البناء كقوله: أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَبِیَّات فالذَّنُوبُ «2». و هذا نادر. الأَزهری: العرب تقول للحیَّات الهَزْلَی علی فَعْلی جاء فی أَشعارهم و لا یعرَف لها واحد؛ قال: و أَرْسال شِبْثانٍ و هَزْلَی تَسَرَّبُ و هَزَّال و هُزَیْلٌ: اسمان.

هزبل؛ ج11، ص: 697

: ما فی النِّحْیِ هَزْبَلِیلَةٌ أَی شی‌ء، لا یتكلَّم به إِلَّا فی الجَحْد، و فی بعض النسخ: ما فیه هَزْبَلِیَّة إِذا لم یكن فیه شی‌ء. الأَزهری: الهَزْبَلِیلُ الشی‌ء التافِه الیسیر. و هَزْبَل إِذا افتقر فقراً مُدْقِعاً.

هزقل؛ ج11، ص: 697

: قال فی ترجمة هرقل: و أَما دَیْرُ الهِزْقِل فهو بالزای.

هشل؛ ج11، ص: 697

: ابن سیدة: الهَشِیلةُ، مثل فَعِیلة؛ عن كراع: كلُّ ما ركِبْت من غیر إِذن صاحبه. الجوهری: الهَشِیلَة من الإِبل و غیرها الذی یأْخذه الرجل من غیر إِذن صاحبه یبلغ علیه حیث یرید ثم یردّه؛ و قال: و كلُّ هَشِیلةٍ، ما دُمْتُ حَیّاً، عَلَیَّ محرَّم إِلَّا الجِمال و الهَیْشَلَة من الإِبل و غیرها: ما اعْتَصَب؛ قال أَبو منصور: هذا حرف وقع فیه الخطأ من جهتین: إِحداهما فی نفس الكلمة، و الأُخری فی تفسیرها، و الصواب الهَشِیلَة من الإِبل و غیرها ما اغتُصِب لا ما اعْتَصب؛ قال: و أُثبت لنا عن ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال: یقول مُفاخِر العرب منَّا من یُهْشِل أَی منا من یعطی الهَشِیلة، و هو أَن یأْتی الرجل ذو الحاجة إِلی مُراح الإِبل فیأْخذ بعیراً فیركبه فإِذا قضی حاجته ردَّه، و أَما الهَیْشَلَة، علی فَیْعَلَة، فإِن شمراً و غیره قالوا: هی الناقة المُسِنَّة السمینة، و الله أَعلم.

هضل؛ ج11، ص: 697

: الهَضْل: الكثیر؛ قال المرَّار الفقعسی: أُصُلًا قُبَیْلَ اللیلِ، أَو غادَیْتُها بَكراً غُدَیَّةَ فی النَّدی الهَضْلِ و امرأَة هَضْلاء: طویلة الثَّدْیَین، و هی أَیضاً التی
(2). قوله [فالقطبیات] هكذا ضبط فی الأصل و المحكم و یوافقه ما فی القاموس فی مادة قطب، و ضبطه یاقوت بتشدید الطاء و الیاء فی عدة مواضع و استشهد بالبیت علی المشدد
لسان العرب، ج‌11، ص: 698
ارتفع حَیْضها. الجوهری: الهَیْضَلَة من النساء الضَّخْمة النَّصَفُ، و من النوق الغَزیرة. و الهَیْضَل و الهَیْضَلَةُ: جماعة متسلِّحة أَمْرُهم فی الحرب واحد؛ قال أَبو كبیر: أَ زُهَیرُ، إِنْ یَشِبِ القَذالُ فإِنَّنی رُبْ هَیْضَلٍ لَجِبٍ لفَفْت بِهَیْضَلِ قال اللیث: الهَیْضَل جماعة فإِذا جعل اسماً قیل هَیْضَلَة، و قیل: الهَیْضَلَة الجماعة یُغْزی بهم لیسوا بالكثیر. و الهَیْضَل: الرَّجَّالة، و قیل: الجَیْش. و قیل: الجماعة من الناس. و جمل هَیْضَل: ضخم طویل عظیم، و ناقة هَیْضَلَة كذلك. و الهَیْضَلَة من الإِبل: الغزیرة، و هی من النساء الضَّخْمة النَّصَف، و قیل: الهَیْضَلَة من النساء و الإِبل و الشاء هی المسِنَّة، و لا یقال بعیر هَیْضَل. و الهَیْضَلَة: أَصوات الناس؛ قال: و هَیْضَلُها الخَشْخاش إِذ نزَلوا و الهَیْضَل: الجیش الكثیر، واحدهم هَیْضَلَة؛ قال الكمیت: و حَوْلَ سَرِیرِكَ من غالِبٍ ثُبی العِزِّ، و العَرَبُ الهَیْضَلُ و قال آخر: فیوْماً بِهَضَّاءٍ، و یوماً بِسُرْنة، و یوماً بخَشْخاش من الرَّجْل هَیْضَل و قال الكمیت: فی حَوْمَةِ الفَیْلَقِ الجأْواءِ، إِذ نَزَلَتْ قَیس، و هَیْضَلُها الخَشخاش إِذ نَزلُوا و قال حاجز السَّرَوی: و لا رَعِشاً إِنْ جَری ساقُه، إِذا بادَر الحَمْلَة الهَیْضَلا قال ابن بری: و یقال عَنْز هَیْضَلَة عریضة الخاصِرتین؛ قال الشاعر: بِهَیْضَلةٍ إِذا دُعِیَتْ أَجابَتْ مَصُورٌ قَرْنُها نَقَدٌ قَدیمُ و قال ابن الفرج: هو یَهْضِلُ بالكلام و بالشعْر و یَهْضِب به إِذا كان یَسُحُّ سَحّاً؛ و أَنشد: كأَنهنّ بِجِمادِ الأَجْبالْ، و قد سَمِعْنَ صوتَ حادٍ جَلْجالْ من آخِر اللیل علیها هَضَّالْ، عِقْبانُ دَجْنٍ و مَراریخُ الغالْ قیل له هَضَّالٌ لأَنه یَهْضل علیها بالشعْر إِذا حَدا.

هطل؛ ج11، ص: 698

: الهَطل و الهَطَلان: المطَر المتفرِّق «1» العظیم القطْر، و هو مطَر دائم مع سكون و ضعف. و فی التهذیب: الهَطَلان تتابع القطر المتفرِّق العِظام. و الهَطْل: تَتابع المطر و الدَّمْع و سیلانُه. و هَطَلَت السماء تَهْطِلُ هَطْلًا و هَطَلاناً و تَهْطَالًا، و هَطَلَ المطر یَهْطِلُ هَطْلًا و هَطَلاناً و تَهْطَالًا، و دِیمةٌ هُطْلٌ و هَطْلاء، فَعْلاء لا أَفْعَلَ لها، و مَطر هَطِل و هَطَّال؛ قال: أَلَحَّ علیها كلُّ أَسْحَم هَطَّالِ و الهَطْل: المطر الضعیف الدائم، و قیل: هو الدائم ما كان. الأَصمعی: الدیمةُ مَطر یَدُوم مع سكون، و
(1). قوله [المطر المتفرق] عبارة المحكم: تتابع المطر المتفرق. و قوله [و هو مطر] عبارة المحكم: و قیل هو مطر
لسان العرب، ج‌11، ص: 699
الضَّرْب فوق ذلك، و الهَطْل فوقه أَو مثل ذلك؛ قال إمرؤ القیس: دِیمةٌ هَطْلاءُ فیها وَطَفٌ، طَبَقُ الأَرضِ تَحَرَّی و تَدُرّ قال أَبو الهیثم فی قول الأَعشی مُسْبِل هَطِل: هذا نادر و إِنما یقال هَطَلَتِ السماءُ تَهْطِلُ هَطْلًا، فهی هَاطِلَة، فقال الأَعشی: هَطِل بغیر أَلف. الجوهری و غیره: سَحاب هَطِلٌ و مطر هَطِلٌ كثیر الهَطَلان. و سحائب هُطَّلٌ: جمع هَاطِل، و دیمة هَطْلاء. قال النحویون: و لا یقال سحاب أَهْطَل و لا مطر أَهْطَل، و قولهم هَطْلاء جاء علی غیر قیاس، و هذا كقولهم فرس رَوْعاء و هی الذَّكِیَّة، و لا یقال للذكر أَرْوَع، و امرأَة حَسْناء و لم یقولوا رجل أَحْسَن. و السحاب یَهْطِلُ بالدموع «1» و هَطَلَ الدَّمْعُ، و دمعٌ هَاطِل، و هَطَلَتِ العین بالدمع تَهْطِلُ. و‌فی الحدیث: اللهم ارْزُقْنی عَیْنَیْنِ هَطَّالَتَیْنِ ذَرَّافَتَیْن للدموع، من هَطَلَ المطر یَهْطِلُ إِذا تتابع؛ و هَطَلَ یَهْطِلُ هَطَلاناً: مضی لوجهه مشیاً. و ناقة هَطْلَی: تمشی رُوَیْداً؛ و أَنشد أَبو النجم یصف فرساً: یَهْطِلُها الرَّكْضُ بطَیْسٍ تَهْطِلُهْ «2». أَبو عبید: هَطَلَ الجریُ الفرسَ هَطْلًا إِذا أَخرج عَرَقه شیئاً بعد شی‌ء، قال: و یَهْطِلُها الركضُ یُخرج عَرَقها. و الهَطَّال: اسم فرس زید الخیل؛ قال: أُقَرِّبُ مَرْبَط الهَطَّالِ، إِنی أَری حَرْباً تَلَقَّحُ عن حِیالِ و الهَطَّال: اسم جبل؛ و قال: علی هَطَّالهم منهم بُیوتٌ، كأَنَّ العَنْكَبوت هو ابْتَناها و الهَطْلَی من الإِبل: التی تمشی رُوَیْداً؛ قال: أَبابیل هَطْلَی من مُراحٍ و مُهْمَلِ و مشت الظِّباء هَطْلَی أَی رُوَیْداً؛ و أَنشد: تَمَشَّی بها الأَرْآمُ هَطْلَی كأَنها كَواعِبُ، ما صِیغتْ لهنّ عُقودُ و الهَطْلَی: المهملة. و جاءت الإِبل هَطْلَی و هَطَلَی أَی متقطعة، و قیل: هَطْلَی مطلَقة لیس معها سائق. أَبو عبیدة: جاءت الخیل هَطْلَی أَی خَناطِیل جماعات فی تفرقة، لیس لها واحد. و هَطَلَتِ الناقة تَهْطِلُ هَطْلًا إِذا سارت سیراً ضعیفاً؛ و قال ذو الرمة: جَعَلْت له من ذِكْرِ مَیٍّ تَعِلَّةً و خَرْقاءَ، فوق الناعِجاتِ الهَوَاطِل «3». و الهِطْل: المُعْیی، و خص بعضهم به البعیر المُعْیی. و الهَطْل: الإِعیاء. ابن الأَعرابی: الهِطْل الذئب، و الهِطْل اللصُّ، و الهِطْل الرجل الأَحمق. و الهَیْطَلُ و الهَیَاطِلُ و الهَیَاطِلَة: جنس من التُّرْك أَو الهِنْد؛ قال: حَمَلْتُهم فیها مع الهَیَاطِلَهْ، أَثْقِلْ بهم من تِسْعَةٍ فی قافِلَهْ و الهَیْطَلُ: الجماعة یغزی بهم لَیْسُوا بالكثیر. و یقال: الهَیَاطِلَة جِیلٌ من الناس كانت لهم شَوْكة و كانت
(1). قوله [و السحاب یَهْطِلُ بالدموع] هكذا فی الأصل، و عبارة التهذیب: و السحاب یَهْطِلُ و العین تَهْطِلُ بالدموع (2). قوله [یَهْطِلُها الركض] فی الصاغانی: یعصرها الركض. و قوله [بطیس] فی التكملة و التهذیب: بطشّ (3). قوله [فوق الناعجات] هكذا فی الأصل و التهذیب، و فی التكملة للصاغانی: فوق الواسجات
لسان العرب، ج‌11، ص: 700
لهم بلاد «1» طَخَیْرِسْتان، و أَتراك خزلخ و خنجینة من بقایاهم. و‌فی حدیث الأَحنف: أَن الهَیَاطِلَة لما نزلت به بَعِلَ بهم؛ قال: هم قوم من الهِنْد، و الیاء زائدة كأَنه جمع هَیْطَل، و الهاء لتأْكید الجمع. و الهَیْطَل یقال: هو الثعْلب. الأَزهری: قال اللیث الهَیْطَلَة آنیة من صُفْر یطبخ فیها؛ قال الأَزهری: هو معرب لیس بعربی صحیح، أَصله پاتِیلَهْ. التهذیب: و تَهَطْلَأْتُ و تَطَهْلأْتُ أَی وقَعْتُ «2». الأَزهری فی ترجمة هلط عن ابن الأَعرابی: الهالِطُ المسترخی البطن، و الهاطِل الزرع الملتفُّ.

هطمل؛ ج11، ص: 700

: التهذیب: فی الرباعی: الهَطْمَلِیّ «3» الأَسود القصیر.

هقل؛ ج11، ص: 700

: الهِقْلُ: الفتیُّ من النَّعام؛ و أَنشد ابن بری: و إِنْ ضُرِبَتْ علی العِلَّات أَجَّتْ أَجِیجَ الهِقْلِ من خَیْطِ النَّعامِ و قال بعضهم: الهِقْل الظلیم و لم یعیّن الفتیَّ، و الأُنثی هِقْلَة. و الهَیْقَل: كالهِقْل؛ و قال مالك بن خالد: و الله ما هِقْلةٌ حَصَّاد عَنَّ لها، جَوْن السَّراةِ، هِزَفٌّ لحمُه زِیَمُ

هكل؛ ج11، ص: 700

: تَهَاكَلَ القومُ: تنازعوا فی الأَمر. و الهَیْكَلُ: الضخمُ من كل شی‌ء. و الهَیْكَلَةُ من النساء: العظیمة؛ عن اللحیانی. و الهَیْكَلُ من الخیل: الكثیف العَبْلُ اللیِّنُ؛ قال إمرؤ القیس: بِمُنْجَردٍ قَیْدِ الأَوابِدِ هَیْكَلِ «4». و النبت لا یوصف بالضِّخَم لكنه أَراد الكثرة فأَقام الضِّخَم مقامها. اللیث: الهَیْكَلُ الفرس الطویل عُلُوًّا و عدْواً. ابن شمیل: الهَیْكَلُ الضخم من كل الحیوان. الأَزهری: الهَیْكَلُ البِناء المرتفع یشبه به الفرس الطویل. و الهَیْكَلُ: الفرس الطویل الضَّخْم؛ قال ابن بری: كانت الدَّهْناء بنت مِسحل زوجة العجاج رفعته إِلی الوالی و كانت رمته بالتَّعْنین فقال: أَظَنَّت الدَّهْنا، و ظنَّ مِسْحَلُ أَنَّ الأَمِیرَ بالقَضاء یَعْجَلُ عن كَسِلاتی، و الحصانُ یُكْسِلُ عن السِّفاد، و هو طِرْفٌ هَیْكَلُ؟ أَبو حنیفة: الهَیْكَل النبت الذی طال و عظُم و بلَغ و كذلك الشجر، واحدته هَیْكَلَة. و هَیْكَل الزرع: نَما و طال. و الهَیْكَل: بیت للنصاری فیه صنم علی خلْقة مریم فیما یزعمون؛ و أَنشد: مَشْیَ النَّصاری حَوْلَ بَیتِ الهَیْكَلِ و فی المحكم: الهَیْكَل بیت للنصاری فیه صورة مریم و عیسی، علیهما السلام، قال الأَعشی: و ما أَیْبُلِیٌّ علی هَیْكَلٍ بَناه، و صَلَّب فیه و صارا
(1). قوله [و كانت لهم بلاد إلخ] هكذا فی الأصل، و الذی فی الصحاح: و أتراك خلخ إلخ، و فی شرح القاموس: طخارستان و أتراك خلج و الخنجیة من بقایاهم انتهی. و فی یاقوت: أن طخارستان و طخیرستان لغتان فی اسم البلدة، و فیه خلج آخره جیم اسم بلد و أما خلخ و خزلخ آخره خاء و خنجینة فلم یذكرهما (2). قوله [أی وقعت] فی التكملة: برأت من المرض (3). قوله [الهَطْمَلِیُّ إلخ] هكذا فی الأصل، و الذی فی التهذیب و القاموس: الطهملی بتقدیم الطاء (4). قوله [بمنجرد قید الأَوابد إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة المحكم بعد الشطر: و قیل هو الطویل عُلُوّاً و عداء و قیل هو التام، قال أبو النجم فاستعاره للنبات: فی حبة جرف و حمض هَیْكَل و النبت لا یوصف إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 701
و ربما سمی به دَیْرُهم. الهَیْكَلُ: البناء المُشرف. و الهَیْكَلُ: بیت الأَصنام.

هلل؛ ج11، ص: 701

: هَلَّ السحابُ بالمطر و هَلَّ المطرُ هَلًّا و انْهَلَّ بالمطر انْهِلالًا و اسْتَهَلَّ: و هو شدَّة انصبابه. و‌فی حدیث الاستسقاء: فأَلَّف الله السحاب و هَلَّتْنَا.قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی روایة لمسلم، یقال: هَلَّ السحابُ إِذا أَمطر بشدَّة، و الهِلالُ الدفعة منه، و قیل: هو أَوَّل ما یصیبك منه، و الجمع أَهِلَّة علی القیاس، و أَهَالِیلُ نادرة. و انْهَلَّ المطر انْهِلالًا: سال بشدَّة، و اسْتَهَلَّتِ السماءُ فی أَوَّل المطر، و الاسم الهِلالُ. و قال غیره: هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت، و أَهَلَّه الله؛ و منه انْهِلالُ الدَّمْع و انْهِلالُ المطر؛ قال أَبو نصر: الأَهَالِیل الأَمْطار، و لا واحد لها فی قول ابن مقبل: و غَیْثٍ مَرِیع لم یُجدَّع نَباتُهُ، ولتْه أَهَالِیلُ السِّماكَیْنِ مُعْشِب و قال ابن بُزُرْج: هِلال و هَلالُهُ «1» و ما أَصابنا هِلالٌ و لا بِلالٌ و لا طِلالٌ؛ قال: و قالوا الهِلَلُ الأَمطار، واحدها هِلَّة؛ و أَنشد: من مَنْعِجٍ جادت رَوابِیهِ الهِلَلْ و انْهَلَّتِ السماءُ إِذا صبَّت، و اسْتَهَلَّتْ إِذا ارتفع صوتُ وقعها، و كأَنَّ استِهْلالَ الصبیّ منه. و‌فی حدیث النابغة الجعدیّ قال: فنَیَّف علی المائة و كأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ؛ كل شی‌ء انصبَّ فقد انْهَلَّ، یقال: انْهَلَّ السماء بالمطر یَنْهَلُّ انْهِلالًا و هو شدة انْصِبابه. قال: و یقال هَلَّ السماء بالمطر هَلَلًا، و یقال للمطر هَلَلٌ و أُهْلُول. و الهَلَلُ: أَول المطر. یقال: اسْتَهَلَّتِ السماء و ذلك فی أَول مطرها. و یقال: هو صوت وَقْعِه. و اسْتَهَلَّ الصبیُّ بالبُكاء: رفع صوتَه و صاح عند الوِلادة. و كل شی‌ء ارتفع صوتُه فقد اسْتَهَلَّ. و الإِهْلالُ بالحج: رفعُ الصوت بالتَّلْبیة. و كلُّ متكلم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ و اسْتَهَلَّ. و‌فی الحدیث: الصبیُّ إِذا وُلِد لم یُورَث و لم یَرِثْ حتی یَسْتَهِلَّ صارخاً.و‌فی حدیث الجَنِین: كیف نَدِی مَن لا أَكَل و لا شَرِبَ و لا اسْتَهَلَّ؟و قال الراجز: یُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، كما یُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ و أَصله رَفْعُ الصوَّت. و أَهَلَّ الرجل و اسْتَهَلَّ إِذا رفع صوتَه. و أَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبیة، و تكرر فی الحدیث ذكر الإِهْلال، و هو رفعُ الصوت بالتَّلْبِیة. أَهَلَّ المحرِمُ بالحج یُهِلُّ إِهْلالًا إِذا لَبَّی و رفَع صوتَه. و المُهَلُّ، بضم المیم: موضعُ الإِهْلال، و هو المیقات الذی یُحْرِمون منه، و یقع علی الزمان و المصدر. اللیث: المُحرِمُ یُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم علی نفسه؛ تقول: أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة فی معنی أَحْرَم بها، و إِنما قیل للإِحرامِ إِهْلال لرفع المحرِم صوته بالتَّلْبِیَة. و الإِهْلال: التلبیة، و أَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ. و كل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلٌّ، و كذلك قوله عز و جل: وَ مٰا أُهِلَّ لِغَیْرِ اللّٰهِ بِهِ*؛ هو ما ذُبِحَ للآلهة و ذلك لأَن الذابح كان یسمِّیها عند الذبح، فذلك هو الإِهْلال؛ قال النابغة یذكر دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها من البحر: أَو دُرَّة صَدَفِیَّة غَوَّاصُها بَهِجٌ، متی یَره یُهِلَّ و یَسْجُدِ
(1). قوله [هِلال و هَلالُهُ إلخ] عبارة الصاغانی و التهذیب: و قال ابن بزرج هلال المطر و هلاله إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 702
یعنی بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بالدعاء و الحمد لله إِذا رآها؛ قال أَبو عبید: و كذلك‌الحدیث فی اسْتِهْلال الصبیِّ أَنه إِذا وُلد لم یَرِثْ و لم یُورَثْ حتی یَسْتَهِلَّ صارخاً‌و ذلك أَنه یُستدَل علی أَنه وُلد حیًّا بصوته. و قال أَبو الخطاب: كلّ متكلم رافعِ الصوت أَو خافضِه فهو مُهِلٌّ و مُسْتَهِلٌّ؛ و أَنشد: و أَلْفَیْت الخُصوم، و هُمْ لَدَیْهِ مُبَرْسمَة أَهَلُّوا ینظُرونا و قال: غیر یَعفور أَهَلَّ به جاب دَفَّیْه عن القلب «2». قیل فی الإِهْلال: إِنه شی‌ء یعتریه فی ذلك الوقت یخرج من جوفه شبیه بالعُواء الخفیف، و هو بین العُواء و الأَنین، و ذلك من حاقِّ الحِرْص و شدّة الطلب و خوف الفَوْت. و انْهَلَّتِ السماء منه یعنی كلب الصید إِذا أُرسل علی الظَّبْی فأَخذه؛ قال الأَزهری: و مما یدل علی صحة ما‌قاله أَبو عبید و حكاه عن أَصحابه قول الساجع عند سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حین قَضی فی الجَنین «3» إِذا سقَط میتاً بغُرَّة فقال: أَ رأَیت مَن لا شرب و لا أَكَلْ، و لا صاح فاسْتَهَلّ، و مثل دَمِه یُطَلُّ، فجعله مُسْتَهِلًّا برفعِه صوته عند الوِلادة. و انْهَلَّتْ عینُه و تَهَلَّلَتْ: سالت بالدمع. و تَهَلَّلَتْ دموعُه: سالت. و اسْتَهَلَّتِ العین: دمَعت؛ قال أَوس: لا تَسْتَهِلُّ من الفِراق شُؤونی و كذلك انْهَلَّتِ العَیْن؛ قال: أَو سُنْبُلًا كُحِلَتْ به فانْهَلَّتِ و الهَلِیلَةُ: الأَرض التی استهلَّ بها المطر، و قیل: الهَلِیلَةُ الأَرض المَمْطورة و ما حَوالَیْها غیرُ مَمطور. و تَهَلَّلَ السحابُ بالبَرْق: تَلأْلأَ. و تَهَلَّلَ وجهه فَرَحاً: أَشْرَق و استهلَّ. و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: فلما رآها استبشَر و تَهَلَّلَ وجهُه‌أَی استنار و ظهرت علیه أَمارات السرور. الأَزهری: تَهَلَّلَ الرجل فرحاً؛ و أَنشد «4»: تَراه، إِذا ما جئتَه، مُتَهَلِّلًا كأَنك تُعطیه الذی أَنت سائلُهْ و اهْتَلَّ كتَهَلَّلَ؛ قال: و لنا أَسامٍ ما تَلیقُ بغیرِنا، و مَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حین تَرانا و ما جاء بِهِلَّة و لا بِلَّة؛ الهِلَّة: من الفرح و الاستهلال، و البِلَّة: أَدنی بَللٍ من الخیر؛ و حكاهما كراع جمیعاً بالفتح. و یقال: ما أَصاب عنده هِلَّة و لا بِلَّة أَی شیئاً. ابن الأَعرابی: هَلَّ یَهِلُّ إِذا فرح، و هَلَّ یَهِلُّ إِذا صاح. و الهِلالُ: غرة القمر حین یُهِلُّه الناسُ فی غرة الشهر، و قیل: یسمی هِلالًا للیلتین من الشهر ثم لا یسمَّی به إِلی أَن یعود فی الشهر الثانی، و قیل: یسمی به ثلاث لیال ثم یسمی قمراً، و قیل: یسماه حتی یُحَجِّر، و قیل: یسمی هِلالًا إِلی أَن یَبْهَرَ ضوءُه سواد اللیل، و هذا لا یكون إِلا فی اللیلة السابعة. قال أَبو إِسحاق: و الذی عندی و ما علیه الأَكثر أَن یسمَّی هِلالًا ابنَ لیلتین فإِنه فی الثالثة یتبین ضوءُه، و الجمع أَهِلَّة؛ قال:
(2). قوله [غیر یعفور إلخ] هو هكذا فی الأصل و التهذیب (3). قوله [حین قضی فی الجنین إلخ] عبارة التهذیب: حین قضی فی الجنین الذی أسقطته أمه میتاً بغرة إلخ (4). هذا البیت لزهیر بن أبی سلمی من قصیدة له
لسان العرب، ج‌11، ص: 703
یُسیلُ الرُّبی واهِی الكُلَی عَرِضُ الذُّرَی، أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَی سابِغ القَطْرِ أَهَلَّة نضّاخ النَّدَی كقوله: تلقّی نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ، و خیرُ النَّوْءِ ما لَقِیَ السِّرَارا التهذیب عن أَبی الهیثم: یسمَّی القمر للیلتین من أَول الشهر هِلالًا، و للیلتین من آخر الشهر ستٍّ و عشرین و سبعٍ و عشرین هِلالًا، و یسمی ما بین ذلك قمراً. و أَهَلَّ الرجلُ: نظر إِلی الهِلال. و أَهْلَلْنا هِلال شهر كذا و اسْتَهْلَلْناه: رأَیناه. و أَهْلَلْنا الشهر و اسْتَهْلَلْنَاه: رأَینا هِلالَه. المحكم: و أَهَلَّ الشهر و اسْتَهَلَّ ظهر هِلالُه و تبیَّن، و فی الصحاح: و لا یقال أَهَلَّ. قال ابن بری: و قد قاله غیره؛ المحكم أَیضاً: و هَلَّ الشهر و لا یقال أَهَلَّ. و هَلَّ الهِلالُ و أَهَلَّ و أُهِلَّ و استُهِلَّ، علی ما لم یسم فاعله: ظهَر، و العرب تقول عند ذلك: الحمدُ لله إِهْلالَك إِلی سِرارِك ینصبون إِهْلالَك علی الظرف، و هی من المصادر التی تكون أَحیاناً لسعة الكلام كخُفوق النجم. اللیث: تقول أُهِلَّ القمر و لا یقال أُهِلَّ الهِلالُ؛ قال الأَزهری: هذا غلط و كلام العرب أُهِلَّ الهِلالُ. روی أَبو عبید عن أَبی عمرو: أُهِلَّ الهلالُ و استُهِلَّ لا غیر، و روی عن ابن الأَعرابی: أُهِلَّ الهلالُ و اسْتُهِلَّ، قال: و اسْتَهَلَّ أَیضاً، و شهر مُسْتَهلٌّ؛ و أَنشد: و شهر مُسْتَهلٌّ بعد شهرٍ، و یومٌ بعده یومٌ جَدِیدُ قال أَبو العباس: و سمی الهلالُ هِلالًا لأَن الناس یرفعون أَصواتهم بالإِخبار عنه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن ناساً قالوا له إِنَّا بین الجِبال لا نُهِلُّ هِلالًا إِذا أَهَلَّه الناس‌أَی لا نُبْصِره إِذا أَبصره الناس لأَجل الجبال. ابن شمیل: انطَلِقْ بنا حتی نُهِلَّ الهِلال أَی نَنْظُر أَ نَراه. و أَتَیْتُك عند هِلَّةِ الشهر و هِلِّه و إِهْلاله أَی اسْتِهلاله. و هَالَّ الأَجیرَ مُهَالَّةً و هِلالًا: استأْجره كل شهر من الهِلال إِلی الهِلال بشی‌ء؛ عن اللحیانی، و هَالِلْ أَجیرَك كذا؛ حكاه اللحیانی عن العرب؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هكذا سمعه منهم أَم هو الذی اختار التضعیف؛ فأَما ما أَنشده أَبو زید من قوله: تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ، و الزایَ و الرَّا أَیَّما تَهْلِیلِ فإِنه أَراد تَضَعُها علی شكْلِ الهِلال، و ذلك لأَن معنی قوله تَخُطُّ تُهَلِّلُ، فكأَنه قال: تُهَلِّلُ لام أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِیلًا أَیَّما تَهْلیل. و المُهَلِّلَةُ، بكسر اللام، من الإِبل: التی قد ضَمَرت و تقوَّست. و حاجِبٌ مُهَلَّلٌ: مشبَّه بالهلال. و بعیر مُهَلَّل، بفتح اللام: مقوَّس. و الهِلالُ: الجمَل الذی قد ضرَب حتی أَدَّاه ذلك إِلی الهُزال و التقوُّس. اللیث: یقال للبعیر إِذا اسْتَقْوَس و حَنا ظهرُه و التزق بطنه هُزالًا و إِحْناقاً: قد هُلِّلَ البعیر تَهْلِیلًا؛ قال ذو الرمة: إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّیاطِ، و هُلِّلَتْ جُرُومُ المَطایا، عَذَّبَتْهُنّ صَیْدَحُ و معنی هُلِّلَتْ أَی انحنتْ كأَنها الأَهِلَّة دِقَّةً و ضُمْراً. و هِلالُ البعیر: ما استقوس منه عند ضُمْره؛ قال ابن هرمة: و طارِقِ هَمٍّ قد قَرَیْتُ هِلالَهُ، یَخُبُّ، إِذا اعْتَلَّ المَطِیُّ، و یَرْسِمُ [یَرْسُمُ
لسان العرب، ج‌11، ص: 704
أَراد أَنه قَرَی الهَمَّ الطارقَ سیْر هذا البعیر. و الهِلالُ: الجمل المهزول من ضِراب أَو سیر. و الهِلال: حدیدة یُعَرْقَب بها الصید. و الهِلالُ: الحدیدة التی تضمُّ ما بین حِنْوَیِ الرَّحْل من حدید أَو خشب، و الجمع الأَهِلَّة. أَبو زید: یقال للحدائد التی تضمُّ ما بین أَحْناءِ الرِّحال أَهِلَّة، و قال غیره: هلالُ النُّؤْی ما استقْوَس منه. و الهِلالُ: الحیَّة ما كان، و قیل: هو الذكَر من الحیّات؛ و منه قول ذی الرمة: إِلَیك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ، كأَنه هِلالٌ بدَا فی رَمْضةٍ یَتَقَلَّب یعنی حیَّة. و الهِلال: الحیَّة إِذا سُلِخَت؛ قال الشاعر: تَرَی الوَشْیَ لَمَّاعاً علیها كأَنه قَشیبُ هِلال، لم تقطَّع شَبَارِقُهْ و أَنشد ابن الأَعرابی یصف درعاً شبهها فی صَفائها بسَلْخ الحیَّة: فی نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ، كأَنها من خِلَعِ الهِلالِ و هُزْؤُها بالنِّصال: ردُّها إِیاها. و الهِلالُ: الحجارة المَرْصوف بعضُها إِلی بعضٍ. و الهِلالُ: نِصْف الرَّحَی. و الهلالُ: الرَّحَی؛ و منه قول الراجز: و یَطْحَنُ الأَبْطالَ و القَتِیرا، طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ و الشَّعِیرَا و الهِلالُ: طرف الرَّحَی إِذا انكسر منه. و الهِلالُ: البیاض الذی یظهر فی أُصول الأَظْفار. و الهِلالُ: الغُبار، و قیل: الهِلالُ قطعة من الغُبار. و هِلالُ الإِصبعِ: المُطیفُ بالظفر. و الهِلالُ: بقیَّة الماء فی الحوض. ابن الأَعرابی: و الهِلالُ ما یبقی فی الحوض من الماء الصافی؛ قال الأَزهری: و قیل له هِلالٌ لأَن الغدیر عند امتلائه من الماء یستدیر، و إِذا قلَّ ماؤه ذهبت الاستدارةُ و صار الماء فی ناحیة منه. اللیث: الهُلاهِلُ من وصف الماء الكثیر الصافی، و الهِلالُ: الغلام الحسَن الوجه، قال: و یقال للرَّحی هِلال إِذا انكسرت. و الهِلالُ: شی‌ء تُعرقَبُ به الحمیرُ. و هِلالُ النعل: ذُؤابَتُها. و الهَلَلُ: الفَزَع و الفَرَقُ؛ قال: و مُتَّ مِنِّی هَلَلًا، إِنما مَوْتُك، لو وارَدْت، وُرَّادِیَهْ یقال: هَلَكَ فلان هَلَلًا و هَلًّا أَی فَرَقاً، و حَمل علیه فما كذَّب و لا هَلَّلَ أَی ما فَزِع و ما جبُن. یقال: حَمَل فما هَلَّلَ أَی ضرب قِرْنه. و یقال: أَحجم عنَّا هَلَلًا و هَلًّا؛ قاله أَبو زید. و التَّهْلِیل: الفِرارُ و النُّكوصُ؛ قال كعب بن زهیر: لا یقَعُ الطَّعْنُ إِلا فی نُحورِهِمُ، و ما لهمْ عن حِیاضِ المَوْتِ تَهْلِیلُ أَی نُكوصٌ و تأَخُّرٌ. یقال: هَلَّلَ عن الأَمر إِذا ولَّی عنه و نَكَص. و هَلَّل عن الشی‌ء: نَكَل. و ما هَلَّلَ عن شتمی أَی ما تأَخر. قال أَبو الهیثم: لیس شی‌ء أَجْرأَ من النمر، و یقال: إِنّ الأَسد یُهَلِّلُ و یُكَلِّل، و إِنَّ النَّمِر یُكَلِّل و لا یُهَلِّلُ، قال: و المُهَلِّل الذی یحمل علی قِرْنه ثم یجبُن فَیَنْثَنی و یرجع، و یقال: حَمَل ثم هَلَّلَ، و المُكَلِّل: الذی یحمل فلا یرجع حتی یقع بقِرْنه؛ و قال: قَوْمی علی الإِسْلام لمَّا یَمْنَعُوا ماعُونَهُمْ، و یُضَیِّعُوا التَّهْلِیلا «1».
(1). قوله [… و یضیعوا التَّهْلِیلا] و روی … و یهللوا التهلیلا كما فی التهذیب
لسان العرب، ج‌11، ص: 705
أَی لمَّا یرجعوا عمَّا هم علیه من الإِسلام، من قولهم: هَلَّلَ عن قِرْنه و كَلَّس؛ قال الأَزهری: أَراد و لمَّا یُضَیِّعوا شهادة أَن لا إِله إِلا الله و هو رفع الصوت بالشهادة، و هذا علی روایة من رواه … و یُضَیِّعوا التَّهْلیلا، و قال اللیث: التَّهْلیل قول لا إِله إِلا الله؛ قال الأَزهری: و لا أَراه مأْخوذاً إِلا من رفع قائله به صوته؛ و قوله أَنشده ثعلب: و لیس بها رِیحٌ، و لكن وَدِیقَةٌ یَظَلُّ بها السَّامی یُهِلُّ و یَنْقَعُ فسره فقال: مرَّة یذهب رِیقُه یعنی یُهِلُّ، و مرة یَجی‌ء یعنی یَنْقَع؛ و السامی الذی یصطاد و یكون فی رجله جَوْرَبان؛ و فی التهذیب فی تفسیر هذا البیت: السامی الذی یطلب الصید فی الرَّمْضاء، یلبس مِسْمَاتَیْه و یُثیر الظِّباء من مَكانِسِها، فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها و یُدْرِكها السامی فیأْخذها بیده، و جمعه السُّمَاة؛ و قال الباهلی فی قوله یُهِلُّ: هو أَن یرفع العطشان لسانه إِلی لَهاته فیجمع الریق؛ یقال: جاء فلان یُهِلُّ من العطش. و النَّقْعُ: جمع الریق تحت اللسان. و تَهْلَلُ: من أَسماء الباطل كَثَهْلَل، جعلوه اسماً له علماً و هو نادر، و قال بعض النحویین: ذهبوا فی تَهْلَل إِلی أَنه تَفْعَل لمَّا لم یجدوا فی الكلام [ت ه ل] معروفة و وجدوا [ه ل ل] و جاز التضعیف فیه لأَنه علم، و الأَعلام تغیر كثیراً، و مثله عندهم تَحْبَب. و ذهب فی هِلِیَّانٍ و بذی هِلِیَّانٍ أَی حیث لا یدرَی أَیْنَ هو. و امرأَة هِلٌّ: متفضِّلة فی ثوب واحدٍ؛ قال: أَناةٌ تَزِینُ البَیْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ، و إِن قَعَدَتْ هِلًّا فأَحْسنْ بها هِلَّا و الهَلَلُ: نَسْجُ العنكبوت، و یقال لنسج العنكبوت الهَلَل و الهَلْهَلُ. و هَلَّلَ الرجلُ أَی قال لا إِله إِلا الله. و قد هَیْلَلَ الرجلُ إِذا قال لا إِله إِلا الله. و قد أَخذنا فی الهَیْلَلَة إِذا أَخذنا فی التَّهْلیل، و هو مثل قولهم حَوْلَقَ الرجل و حَوْقَلَ إِذا قال لا حول و لا قوة إِلا بالله؛ و أَنشد: فِداكَ، من الأَقْوام، كُلُّ مُبَخَّل یُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ الخلیل: حَیْعَل الرجل إِذا قال حیّ علی الصلاة. قال: و العرب تفعل هذا إِذا كثر استعمالهم للكلمتین ضموا بعض حروف إِحداهما إِلی بعض حروف الأُخری، منه قولهم: لا تُبَرْقِل علینا؛ و البَرْقَلة: كلام لا یَتْبَعه فعل، مأْخوذ من البَرْق الذی لا مطر معه. قال أَبو العباس: الحَوْلَقة و البَسْملة و السَّبْحَلة و الهَیْلَلة، قال: هذه الأَربعة أَحرف جاءت هكذا، قیل له: فالْحَمدلة؟ قال: و لا أنكره «1». و أَهَلَّ بالتسمیة علی الذبیحة، و قوله تعالی: وَ مٰا أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللّٰهِ؛ أَی نودِیَ علیه بغیر اسم الله. و یقال: أَهْلَلْنا عن لیلة كذا، و لا یقال أَهْلَلْناه فهَلَّ كما یقال أَدخلناه فدَخَل، و هو قیاسه. و ثوب هَلٌّ و هَلْهَلٌ و هَلْهَالٌ و هُلاهِل و مُهَلْهَل: رقیق سَخیفُ النَّسْج. و قد هَلْهَلَ النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه و خفَّفه. و الهَلْهَلَةُ: سُخْفُ النسْج. و قال ابن الأَعرابی: هَلْهَلَه بالنَّسْج خاصة. و ثوب هَلْهَلٌ رَدی‌ء النسْج، و فیه من اللغات جمیع ما تقدم فی الرقیق؛ قال النابغة: أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ، و لم یأْتِ بالحقّ الذی هو ناصِعُ
(1). قوله [قال و لا أنكره] عبارة الأزهری: فقال لا و أنكره
لسان العرب، ج‌11، ص: 706
و یروی: لَهْلَه. و یقال: أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهَالًا. و المُهَلْهَلَة من الدُّروع: أَرْدَؤها نسْجاً. شمر: یقال ثوب مُلَهْلَةٌ و مُهَلْهَل و مُنَهْنَةٌ؛ و أَنشد: و مَدَّ قُصَیٌّ و أَبْناؤه علیك الظِّلالَ، فما هَلْهَلُوا و قال شمر فی كتاب السلاح: المُهَلْهَلَة من الدُّروع قال بعضهم: هی الحَسنة النسْج لیست بصفیقة، قال: و یقال هی الواسعة الحَلَق. قال ابن الأَعرابی: ثوب لَهْلَهُ النسج أَی رقیق لیس بكثیف. و یقال: هَلْهَلْت الطحین أَی نخلته بشی‌ء سَخیف؛ و أَنشد لأُمیة: «1».كما تَذْرِی المُهَلْهِلةُ الطَّحِینا و شعر هَلْهَلٌ: رقیقٌ. و مُهَلْهِل: اسم شاعر، سمی بذلك لِرَداءة شعْره، و قیل: لأَنه أَوَّل من أَرقَّ الشعْر و هو إمرؤ القیس بن ربیعة «2» أَخو كُلیب وائل؛ و قیل: سمی مُهَلْهِلًا بقوله لزهیر بن جَناب: لمَّا تَوَعَّرَ فی الكُراعِ هَجِینُهُمْ، هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا و یقال: هَلهَلْت أُدرِكه كما یقال كِدْت أُدْرِكُه، و هَلْهَلَ یُدْركه أَی كان یُدركه، و هذا البیت أَنشده الجوهری: لما تَوَغَّلَ فی الكُراع هَجِینُهم قال ابن بری: و الذی فی شعره لما توعَّر كما أَوردْناه عن غیره، و قوله لما توَعَّر أَی أَخذ فی مكان وعْر. و یقال: هَلْهَلَ فلان شعْره إِذا لم ینَقِّحه و أَرسله كما حضَره و لذلك سمی الشاعر مُهَلهِلًا. و الهَلْهَل: السَّمُّ القاتِل، و هو معرَّب؛ قال الأَزهری: لیس كل سَمّ قاتل یسمَّی هَلْهَلًا و لكن الهَلْهَلُ سَمٌّ من السُّموم بعینه قاتِلٌ، قال: و لیس بعربیّ و أَراه هنْدِیّاً. و هَلْهَلَ الصوْتَ: رجَّعه. و ماءٌ هُلاهِلٌ: صافٍ كثیر. و هَلْهَلَ عن الشی‌ء: رجَع. و الهُلاهِلُ: الماء الكثیر الصافی. و الهَلْهَلَةُ: الانتظار و التأَنی؛ و قال الأَصمعی فی قول حَرملة بن حَكیم: هَلهِلْ بكَعْبٍ، بعد ما وَقَعَتْ فوق الجَبِین بساعِدٍ فَعْمِ و یروی: هَلِّلْ … و معناهما جمیعاً انتظر به ما یكون من حاله من هذه الضرْبة؛ و قال الأَصمعی: هَلْهِلْ بكَعْب … أَی أَمْهِله بعد ما وقعت به شَجَّة علی جبینه، و قال شمر: هَلْهَلْت تَلَبَّثت و تنظَّرت. التهذیب: و یقال أَهَلَّ السیفُ بفلان إِذا قطع فیه؛ و منه قول ابن أَحمر: وَیْلُ امِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِیُّ به علی الهَباءَة، لا نِكْسٌ و لا وَرَع و ذو هُلاهِلٍ: قَیْلٌ من أَقْیال حِمْیر. و هَلْ: حرف استفهام، فإِذا جعلته اسماً شددته. قال ابن سیدة: هَلْ كلمة استفهام هذا هو المعروف، قال: و تكون بمنزلة أَم للاستفهام، و تكون بمنزلة بَلْ، و تكون بمنزلة قَدْ كقوله عز و جل: یَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِیدٍ؟ قالوا: معناه قد امْتَلأْت؛ قال ابن جنی: هذا تفسیر علی المعنی دون اللفظ و هَلْ مُبقاة علی استفهامها، و قولها
(1). قوله [و أنشد لأمیة إلخ] عبارة التكملة لأمیة بن أبی الصلت یصف الریاح: أذعن به جوافل معصفات كما تذری المُهَلْهِلَة الطحینا به أی بذی قضین و هو موضع (2). قوله: و هو إمرؤ القیس بن ربیعة: هكذا فی الأصل، و المشهور أنه أبو لیلی عَدِیّ بن ربیعة
لسان العرب، ج‌11، ص: 707
هَلْ مِن مزید أَی أَ تعلم یا ربَّنا أَن عندی مزیداً، فجواب هذا منه عزَّ اسمه لا، أَی فكَما تعلم أَن لا مَزیدَ فحسبی ما عندی، و تكون بمعنی الجزاء، و تكون بمعنی الجَحْد، و تكون بمعنی الأَمر. قال الفراء: سمعت أَعرابیّاً یقول: هَلْ أَنت ساكت؟ بمعنی اسكت؛ قال ابن سیدة: هذا كله قول ثعلب و روایته. الأَزهری: قال الفراء هَلْ قد تكون جَحْداً و تكون خبَراً، قال: و قول الله عز و جل: هَلْ أَتیٰ عَلَی الْإِنْسٰانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ؛ قال: معناه قد أَتی علی الإِنسان معناه الخبر، قال: و الجَحْدُ أَن تقول: و هَلْ یقدِر أَحد علی مثل هذا؛ قال: و من الخبَر قولك للرجل: هَلْ وعَظْتك هَلْ أَعْطَیتك، تقرَّره بأَنك قد وعَظْته و أَعطیته؛ قال الفراء: و قال الكسائی هَلْ تأْتی استفهاماً، و هو بابُها، و تأْتی جَحْداً مثل قوله: أَلا هَلْ أَخو عَیْشٍ لذیذٍ بدائم معناه أَلا ما أَخو عیشٍ؛ قال: و تأْتی شرْطاً، و تأْتی بمعنی قد، و تأْتی تَوْبیخاً، و تأْتی أَمراً، و تأْتی تنبیهاً؛ قال: فإِذا زدت فیها أَلِفاً كانت بمعنی التسكین، و هو معنی‌قوله إِذا ذُكِر الصالحون فحَیَّهَلًا بعُمَر!، قال: معنی حَیّ أَسرِعْ بذكره، و معنی هَلًا أَی اسْكُن عند ذكره حتی تنقضی فضائله؛ و أَنشد: و أَیّ حَصانٍ لا یُقال لَها هَلًا أَی اسْكُنی للزوج؛ قال: فإِن شَدَّدْت لامَها صارت بمعنی اللوْم و الحضِّ، اللومُ علی ما مضی من الزمان، و الحَضُّ علی ما یأْتی من الزمان، قال: و من الأَمر قوله: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ. و هَلًا: زجْر للخیل، و هَالٍ مثله أَی اقرُبی. و قولهم: هَلًا استعجال و حث. و‌فی حدیث جابر: هَلَّا بكْراً تُلاعِبُها و تُلاعِبُك؛ هَلَّا، بالتشدید: حرف معناه الحثُّ و التحضیضُ؛ یقال: حیّ هَلا الثریدَ، و معناه هَلُمَّ إِلی الثرید، فُتحت یاؤه لاجتماع الساكنین و بُنِیَت حَیّ و هَلْ اسماً واحداً مثل خمسة عشر و سمِّی به الفعل، و یستوی فیه الواحد و الجمع و المؤنث، و إِذا وقفت علیه قلت حَیَّهَلا، و الأَلف لبیان الحركة كالهاء فی قوله كِتٰابِیَهْ* و حِسٰابِیَهْ* لأَنَّ الأَلِف من مخرج الهاء؛ و‌فی الحدیث: إِذا ذكِرَ الصالحون فحَیَّهَلَ بعُمَرَ!، بفتح اللام مثل خمسة عشر، أَی فأَقْبِلْ به و أَسرِع، و هی كلمتان جعلتا كلمة واحدة، فحَیَّ بمعنی أَقبِلْ و هَلا بمعنی أَسرِعْ، و قیل: معناه علیك بعُمَر أَی أَنه من هذه الصفة، و یجوز فحَیَّهَلًا، بالتنوین، یجعل نكرة، و أَما حَیَّهَلا بلا تنوین فإِنما یجوز فی الوقف فأَما فی الإِدراج فهی لغة ردیئة؛ قال ابن بری: قد عرَّفت العرب حَیَّهَلْ؛ و أَنشد فیه ثعلب: و قد غَدَوْت، قبل رَفْعِ الحَیَّهَلْ، أَسوقُ نابَیْنِ و ناباً مِلإِبِلْ و قال: الحَیَّهَل الأَذان. و النابانِ: عَجُوزان؛ و قد عُرِّف بالإِضافة أَیضاً فی قول الآخر: و هَیَّجَ الحَیَّ من دارٍ، فظلَّ لهم یومٌ كثیر تَنادِیه، و حَیَّهَلُهْ قال: و أَنشد الجوهری عجزه فی آخر الفصل: هَیْهاؤُه و حَیْهَلُهْ و قال أَبو حنیفة: الحَیْهَل نبت من دِقّ الحَمْض، واحدته حَیْهَلة، سمیت بذلك لسُرعة نباتها كما یقال فی السرعة و الحَثّ حَیَّهَل؛ و أَنشد لحمید بن ثور:
لسان العرب، ج‌11، ص: 708
بِمِیثٍ بَثاءٍ نَصِیفِیَّةٍ، دَمِیثٍ بها الرِّمْثُ و الحَیْهَلُ «3». و أَما قول لبید یذكر صاحِباً له فی السفر كان أَمَرَه بالرَّحِیل: یَتمارَی فی الذی قلتُ له، و لقد یَسْمَعُ قَوْلی حَیَّهَلْ فإِنما سكنه للقافیة. و قد یقولون حَیَّ من غیر أَن یقولوا هَلْ، من ذلك قولهم فی الأَذان: حَیَّ علی الصلاة حَیَّ علی الفَلاح إِنما هو دعاء إِلی الصَّلاةِ و الفَلاحِ؛ قال ابن أَحمر: أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ: ما بالُ رُفْقَتِهِ حَیَّ الحُمولَ، فإِنَّ الركْبَ قد ذهَبا قال: أَنْشَأَ یسأَل غلامه كیف أَخذ الركب. و حكی سیبویه عن أَبی الخطاب أَن بعض العرب یقول: حَیَّهَلا الصلاة، یصل بهَلا كما یوصل بعَلَی فیقال حَیَّهَلا الصلاة، و معناه ائتوا الصلاة و اقربُوا من الصلاة و هَلُمُّوا إِلی الصلاة؛ قال ابن بری: الذی حكاه سیبویه عن أَبی الخطاب حَیَّهَلَ الصلاةَ بنصب الصلاة لا غیر، قال: و مثله قولهم حَیَّهَلَ الثریدَ، بالنصب لا غیر. و قد حَیْعَلَ المؤَذن كما یقال حَوْلَقَ و تَعَبْشَمَ مُرَكَّباً من كلمتین؛ قال الشاعر: أَلا رُبَّ طَیْفٍ منكِ باتَ مُعانِقی إِلی أَن دَعَا داعی الصَّباح، فَحَیْعَلا و قال آخر: أَقولُ لها، و دمعُ العینِ جارٍ: أَ لمْ تُحْزِنْك حَیْعَلةُ المُنادِی؟ و ربما أَلحقوا به الكاف فقالوا حَیَّهَلَك كما یقال رُوَیْدَك، و الكاف للخطاب فقط و لا موضع لها من الإِعراب لأَنها لیست باسم. قال أَبو عبیدة: سمع أَبو مَهْدِیَّة الأَعرابی رجلًا یدعو بالفارسیة رجلًا یقول له زُوذْ، فقال: ما یقول؟ قلنا: یقول عَجِّل، فقال: أَ لا یقول: حَیَّهَلك أَی هَلُمَّ و تَعَال؛ و قول الشاعر: هَیْهاؤه و حَیْهَلُهْ فإِنما جعله اسماً و لم یأْمر به أَحداً. الأَزهری: عن ثعلب أَنه قال: حَیهل أَی أَقبل إِلیَّ، و ربما حذف فقیل هَلا إِلیَّ، و جعل أَبو الدقیش هَل التی للاستفهام اسماً فأَعربه و أَدخل علیه الأَلف و اللام، و ذلك أَنه قال له الخلیل: هَلْ لك فی زُبدٍ و تمر؟ فقال أَبو الدقیش: أَشَدُّ الهَلِّ و أَوْحاهُ، فجعله اسماً كما تری و عرَّفه بالأَلف و اللام، و زاد فی الاحتیاط بأَن شدَّده غیر مضطرّ لتتكمَّل له عدّةُ حروف الأُصول و هی الثلاثة؛ و سمعه أَبو نُوَاس فتلاه فقال للفضل بن الربیع: هَلْ لكَ، و الهَلُّ خِیَرْ، فیمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ؟ و یقال: كلُّ حرف أَداة إِذا جعلت فیه أَلِفاً و لاماً صار اسماً فقوِّی و ثقِّل كقوله: إِنَّ لَیْتاً و إِنَّ لَوًّا عَناءُ قال الخلیل: إِذا جاءت الحروف اللیِّنة فی كلمة نحو لَوْ و أَشباهها ثقِّلت، لأَن الحرف اللیِّن خَوَّار أَجْوَف لا بدَّ له من حَشْوٍ یقوَّی به إِذا جُعل اسماً، قال: و الحروف الصِّحاح القویَّة مستغنیة بجُرُوسِها لا
(3). قوله [بها الرمث و الحیهل] هكذا ضبط فی الأصل، و ضبط فی القاموس فی مادة حیهل بتشدید الیاء و ضم الهاء و سكون اللام، و قال بعد أن ذكر الشطر الثانی: نقل حركة اللام إلی الهاء
لسان العرب، ج‌11، ص: 709
تحتاج إِلی حَشْو فتتركْ علی حالها، و الذی حكاه الجوهری فی حكایة أَبی الدقیش عن الخلیل قال: قلت لأَبی الدُّقیْش هل لك فی ثریدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُیُونُ الضَّیَاوِن؟ فقال: أَشدُّ الهَلِّ؛ قال ابن بری: قال ابن حمزة روی أَهل الضبط عن الخلیل أَنه قال لأَبی الدقیش أَو غیره هل لك فی تَمْرٍ و زُبْدٍ؟ فقال: أَشَدُّ الهَلِّ و أَوْحاه، و فی روایة أَنه قال له: هل لك فی الرُّطَب؟ قال: أَسْرعُ هَلٍّ و أَوْحاه؛ و أَنشد: هَلْ لك، و الهَلُّ خِیَرْ، فی ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ؟ و قال شَبیب بن عمرو الطائی: هَلْ لك أَن تدخُل فی جَهَنَّمِ؟ قلتُ لها: لا، و الجلیلِ الأَعْظَمِ، ما لیَ من هَلٍّ و لا تكلُّمِ قال ابن سلامة: سأَلت سیبویه عن قوله عز و جل: فَلَوْ لٰا كٰانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِیمٰانُهٰا إِلّٰا قَوْمَ یُونُسَ؛ علی أَی شی‌ء نصب؟ قال: إِذا كان معنی إِلَّا لكنّ نصب، و قال الفراء فی قراءة أُبیّ فهَلَّا، و فی مصحفنا فَلَوْ لٰا، قال: و معناها أَنهم لم یؤمنوا ثم استثنی قوم یونس بالنصب علی الانقطاع مما قبله كأَنَّ قوم یونس كانوا منقطِعین من قوم غیره؛ و قال الفراء أَیضاً: لو لا إِذا كانت مع الأَسماء فهی شرط، و إِذا كانت مع الأَفعال فهی بمعنی هَلَّا، لَوْمٌ علی ما مضی و تحضیضٌ علی ما یأْتی. و قال الزجاج فی قوله تعالی: لَوْ لٰا أَخَّرْتَنِی إِلیٰ أَجَلٍ قَرِیبٍ، معناه هَلَّا. و هَلْ قد تكون بمعنی ما؛ قالت ابنة الحُمارِس: هَلْ هی إِلَّا حِظَةٌ أَو تَطْلِیقْ، أَو صَلَفٌ من بین ذاك تَعْلِیقْ أَی ما هی و لهذا أُدخلت لها إِلا. و حكی عن الكسائی أَنه قال: هَلْ زِلْتَ تقوله بمعنی ما زِلْتَ تقوله، قال: فیستعملون هَلْ بمعنی ما. و یقال: متی زِلْت تقول ذلك و كیف زِلْت؛ و أَنشد: و هَلْ زِلْتُمُ تأْوِی العَشِیرةُ فیكُم، و تنبتُ فی أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ؟ و قوله: و إِنَّ شِفائی عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة، فهَلْ عند رَسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّل؟ قال ابن جنی: هذا ظاهره استفهام لنفسه و معناه التحضیض لها علی البكاء، كما تقول أَحسنت إِلیّ فهل أَشْكُرك أَی فَلأَشْكُرَنَّك، و قد زُرْتَنی فهل أُكافِئَنَّك أَی فَلأُكافِئَنَّك. و قوله: هَلْ أَتیٰ عَلَی الْإِنْسٰانِ؟ قال أَبو عبیدة: معناه قد أَتَی؛ قال ابن جنی: یمكن عندی أَن تكون مُبْقاةً فی هذا الموضع علی ما بها من الاستفهام فكأَنه قال، و الله أَعلم: و هل أَتَی علی الإِنسان هذا، فلا بدّ فی جَوابهم من نَعَمْ ملفوظاً بها أَو مقدرة أَی فكما أَن ذلك كذلك، فینبغی للإِنسان أَن یحتقر نفسه و لا یُباهی بما فتح له، و كما تقول لمن ترید الاحتجاج علیه: بالله هَلْ سأَلتنی فأَعطیتك أَم هَلْ زُرْتَنی فأَكرمتك أَی فكما أَن ذلك كذلك فیجب أَن تعرِف حقی علیك و إِحْسانی إِلیك؛ قال الزجاج: إِذا جعلنا معنی هَلْ أَتی قد أَتی فهو بمعنی أَ لَمْ یأْتِ علی الإِنسان حینٌ من الدَّهْر؛ قال ابن جنی: و رَوَیْنا عن قطرب عن أَبی عبیدة أَنهم یقولون أَلْفَعَلْت، یریدون هَلْ فَعَلْت. الأَزهری: ابن السكیت إِذا قیل هَلْ لك فی كذا و كذا؟ قلت: لی فیه، و إِن لی فیه، و ما لی فیه، و لا تقل إِن لی فیه هَلًّا، و التأْویل: هَلْ لك فیه حاجة فحذفت
لسان العرب، ج‌11، ص: 710
الحاجة لمَّا عُرف المعنی، و حذف الرادُّ ذِكْر الحاجة كما حذفها السائل. و قال اللیث: هَلْ حقیقة استفهام، تقول: هل كان كذا و كذا، و هَلْ لك فی كذا و كذا؛ قال: و قول زهیر: أَ هَلْ أَنت واصله اضطرار لأَن هَلْ حرف استفهام و كذلك الأَلف، و لا یستفهم بحَرْفی استفهام. ابن سیدة: هَلَّا كلمة تحضیض مركبة من هَلْ و لا. و بنو هلال: قبیلة من العرب. و هِلال: حیٌّ من هَوازن. و الهِلالُ: الماء القلیل فی أَسفل الرُّكیّ. و الهِلال: السِّنانُ الذی له شُعْبتان یصاد به الوَحْش.

همل؛ ج11، ص: 710

: الهَمْل، بالتسكین: مصدر قولك هَمَلَتْ عینُه تَهْمُلُ و تَهْمِلُ هَمْلًا و هُمُولًا و هَمَلاناً. و انْهَمَلَتْ: فاضت و سالت. و هَمَلَتِ السماءُ هَمْلًا و هَمَلاناً و انْهَمَلَتْ: دام مطرُها مع سكونٍ و ضعفٍ، و هَمَلَ دمعُه، فهو مُنْهَمِلٌ. و الهَمَل: السُّدی المتروك لیلًا أَو نهاراً. و ما ترك الله الناس هَمَلًا أَی سُدًی بلا ثوابٍ و لا عِقاب، و قیل: لم یتركهم سُدی بلا أَمر و لا نهی و لا بیان لما یحتاجون إِلیه، و هَمَلتِ الإِبل تَهْمُلُ، و بعیرٌ هَامِل من إِبل هَوامِل و هُمَّلٌ و هَمَلٌ، و هو اسم الجمع كرائح و رَوَح لأَن فاعلًا لیس مما یكسَّر علی فَعَلٍ، و قد أَهْمَلَها، و لا یكون ذلك فی الغنم. ابن الأَعرابی: إِبِل هَمْلَی مُهْمَلة، و إِبِل هَوامِل مُسَیَّبة لا راعی لها، و أَمر مُهْمَل متروك؛ قال: إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوَامِلِ خیراً من التَّأْنانِ و المَسائلِ أَراد: إِنَّا وجدنا طَرَدَ الإِبل المُهْملة و سَوْقَها سلًّا و سَرِقة أَهْون علینا من مسألة الناس و التَّباكی إِلیهم. و‌فی حدیث الحوض: فلا یَخْلُص منهم إِلَّا مثل هَمَلِ النَّعَم؛ الهَمَل: ضَوالُّ الإِبلِ، واحدها هَامِلٌ، أَی أَنَّ الناجی منهم قلیل فی قلَّة النَّعَم الضالَّة. و‌فی حدیث طهفة: و لنا نَعَم هَمَلٌ‌أَی مهمَلة لا رِعاءَ لها و لا فیها من یُصلحها و یَهدیها فهی كالضَّالة؛ و منه‌حدیثُ سراقة: أَتیته یوم حُنَین فسأَلته عن الهَمَل.و‌فی حدیث قَطَن بن حارثة: علیهم فی الهَمُولَة الراعیة فی كل خمسین ناقةٌ؛ هی التی أُهْمِلت ترعی بأَنفسها، و لا یستعمل فَعولة بمعنی مَفْعولة. و أَهْمَلَ أَمرَه: لم یُحْكِمْه. و الهَمَل، بالتحریك: الإِبلُ بلا راعٍ، مثل النَّفَش، إِلَّا أَن الهَمَل بالنهار «1». و النَّفَش لا یكون إِلَّا لیلًا. یقال: إِبِل هَمَلٌ و هَامِلَة و هُمَّال و هَوَامِل، و تركْتها هَمَلًا أَی سُدًی إِذا أَرسلتها ترعی لیلًا بلا راعٍ. و فی المثل: اختلطَ المَرْعیُّ بالهَمَل، و المَرْعیُّ: الذی له راعٍ. و‌فی الحدیث: فسأَلته عن الهَمَل‌یعنی الضَّوالَّ من النَّعَم، واحدها هَامِل مثل حارِس و حَرَس و طالب وَ طَلَب. و‌فی الحدیث: فی الهَمُولَة الراعِیة كذا من الصدَقة؛ یعنی التی قد أُهْمِلَت ترعی. و الهَمَل أَیضاً: الماء الذی لا مانع له. و أَهْمَلْت الشی‌ء: خلَّیت بینه و بین نفسه. و المُهْمَل من الكلام: خلاف المستعمَل. و الهَمَلُّ: البیت الصغیر؛ عن أَبی عمرو؛ و أَنشد لأَبی حبیب الشیبانی: دخلتُ علیها فی الهَمَلّ، فأَسْمَحَتْ بأَقْمَرَ، فی الحِقْوَیْن، جَأْبٍ مُدَوَّرِ
(1). قوله [إلا أن الهَمَل بالنهار إلخ] مثله فی التهذیب، و عبارة الصحاح: إلا أن النفش لا یكون إلا لیلًا و الهَمَل یكون لیلًا و نهاراً انتهی. و یوافقه ما یأتی للمؤلف بعد
لسان العرب، ج‌11، ص: 711
و الأَقْمرُ: الأَبیض. و ثوب هَمالِیل: مخرَّق. و كِساءٌ هِمِلٌّ: خَلَق. و الهِمِلُّ: الكبیر السِّنِّ. و الهَمَل: اللِّیف المتنزع، واحدته هَمَلَة؛ حكاه أَبو حنیفة. و هُمَیل و هَمَّال: اسمان. و أَرض هُمَّال بین الناس: قد تَحامَتْها الحُروب فلا یَعْمُرها أَحد. و شی‌ء هُمَّال: رِخْوٌ. و اهْتَمَلَ الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بكلام لا یُفهم؛ قال الأَزهری: و المعروف بهذا المعنی هَتْمَل، و هو رباعی.

همرجل؛ ج11، ص: 711

: الهَمَرْجَلُ: الجَواد السریع، و عَمَّ به السیرافی كل خفیف سریع. قال الجوهری: و المیم زائدة. و ناقة هَمَرْجَلَة: سریعة، و تكون من نعت السیر أَیضاً، و الهَمَرْجَلَة من النوق: النَّجیبة، و تجمع الهَمَرْجَلَةُ هَمَرْجَلات. و الهَمَرْجَل من الإِبل: السریع. و جمل هَمَرْجَل: سریع؛ و أَنشد: یَسُفْن عِطْفَیْ سَنِمٍ هَمَرْجَل و نَجَاء هَمَرْجَل؛ قال ذو الرمة: إِذا جَدَّ فیهنَّ النَّجَاءُ الهَمَرْجَلُ ابن الأَعرابی. الهَمَرْجَل الجمل الضخم، و مثله الشَّمرْذل.

هنبل؛ ج11، ص: 711

: الهَنْبَلَة، بزیادة النون: مشْیة الضَّبُع العَرْجاء، و قیل: هی من مَشْی الضباع. و هَنْبَلَ الرجلُ: ظَلَع و مشی مِشْیة الضَّبُع العَرْجاء، و نَهْبَل كذلك، و جاء مُهَنْبلًا؛ و أَنشد: مثل الضِّباع إِذا راحت مُهَنْبِلةً، أَدنی مآوِبِها الغِیرانُ و اللَّجَفُ و أَنشد ابن بری: خَزْعَلة الضِّبْعان راحَ الهَنْبَلَهْ

هنتل؛ ج11، ص: 711

: هَنْتَلٌ: موضع.

هنجل؛ ج11، ص: 711

: الهُنْجُل: الثقیل.

هندل؛ ج11، ص: 711

: الهَنْدَویلُ: الضخم، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. التهذیب: أَبو عمرو الهَنْدَویل الضعیف الذی فیه استرخاء و نُوكٌ.

هول؛ ج11، ص: 711

: الهَوْلُ: المخافة من الأَمر لا یَدْری ما یَهْجِم علیه منه كَهَوْل اللیل و هَوْل البحر، و الجمع أَهْوَال و هُؤُول، و الهُؤُول جمع هَوْل؛ و أَنشد أَبو زید: رَحَلْنا من بلاد بنی تمیم إِلیك، و لم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ یهمزون الواو لانضمامها. و الهِیلَة: الهَوْلُ. و هَالَنِی الأَمرُ یَهُولُنِی هَوْلًا: أَفزَعَنی؛ و قوله: وَیْهاً فِدَاءً لك یا فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ، و لا تُهالَهْ فتح اللام لسكون الهاء و سكون الأَلف قبلها، و اختاروا الفتحة لأَنها من جنس الأَلف التی قبلها، فلما تحرَّكت اللام لم یلتق ساكنان فتحذف الأَلف لالتقائهما؛ قال ابن سیدة: فأَما قول الآخر: إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها، ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابن جنی قال: هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا و لا روایة تثبُت به، و أَیضاً فإِنه ضعیف ساقط فی القیاس، و ذلك لأَن التأْكید من مواضع الإِطْناب و الإِسْهاب فلا یَلیق به الحَذْف و الاختصار، فإِذا كان السماعُ و القیاسُ یدفعان هذا التأْویل وَجَب إِلغاؤه و العُدول إِلی غیره مما كثر استعماله و صحَّ قیاسه. و هَوْلٌ هَائِلٌ و مَهُول، و كَرِهَها بعضهم،
لسان العرب، ج‌11، ص: 712
و قد جاء فی الشعر الفصیح. و التَّهْوِیل: التفزیع؛ الأَزهری: أَمر هَائِل و لا یقال مَهُول إِلا أَن الشاعر قد قال: و مَهُولٍ، منَ المَناهِل، وَحْشٍ ذی عَراقیبَ آجِنٍ مِدْفانِ و تفسیر المَهُول أَی فیه هَوْل، و العرب إِذا كان الشی‌ء هُوَ لَهُ أَخرجوه علی فاعِل مثل دارِع لذی الدِّرْع، و إِن كان فیه أَو علیه أَخرجوه علی مَفْعول، كقولك مَجْنون فیه ذاك، و مَدْیون علیه ذاك. و مكان مَهِیل أَی مَخُوف؛ قال رؤبة: مَهِیلُ أَفْیافٍ لها فُیُوفُ «2». و كذلك مكان مَهالٌ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: أَلا یا لَقَوْمی لِطَیفِ الخَیالِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذی دَلالِ أَجازَ إِلینا، علی بُعْده، مَهاوِیَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ و یقال: اسْتَهَال فلان كذا یَسْتَهِیلُه، و یقال یَسْتَهْوِلُه، و الجیِّد یَسْتَهِیله. و هُلْته فاهْتَالَ: أَفزعته ففزع، و قد هَوَّلَ علیه. و التَّهْوِیل و التَّهَاوِیلُ: ما هُوِّلَ به؛ قال: علی تَهَاوِیلَ لها تَهْوِیلُ التهذیب: التَّهَاوِیلُ جماعة التَّهْوِیل، و هو ما هالك من شی‌ء، و هَوَّلَ القومُ علی الرجل. و‌فی حدیث أَبی سفیان: أَن محمداً لم یُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوَال؛ هی جمع هَوْل و هو الخوف و الأَمرُ الشدید. و‌فی حدیث أَبی ذرٍّ: لا أَهُولَنَّك‌أَی لا أُخِیفُك فلا تَخَفْ منی. و‌فی حدیث الوحْیِ: فهُلْت‌أَی خِفْت و رُعِبْت، كقُلْتُ من القَوْل. و هَوَّلَ الأَمرَ: شنَّعه. و الهُولَةُ من النساء: التی تَهُول الناظرَ من حسنها؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: بَیْضاءُ صافِیةُ المَدامِعِ، هُولةٌ للناظرین، كدُرَّة الغَوَّاصِ و وَجْهُه هُولَةٌ من الهُوَلِ أَی عَجَب. أَبو عمرو: یقال ما هو إِلَّا هُولَةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِیهَ المنظَر. و الهَولةُ: ما یفزَّع به الصبی، و كل ما هالك یسمَّی هُولَةً؛ قال الكمیت: كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون، لَدی الحالِفِینَ، و ما هَوَّلُوا و هَوَّلَ علی الرجل: حَمل. و ناقة هُولُ الجَنان: حدیدةٌ. و تَهَوَّلَ للناقة تَهَوُّلًا: تشبَّه لها بالسبُع لیكون أَرْأَمَ لها علی الذی تُرْأَم علیه، و هو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه بالذئب، قال: و هو أَن تستخْفی لها إِذا ظَأَرتْها علی ولد غیرها فتَشَبَّهت لها بالسبع فیكون أَرْأَم لها علیه. و التَّهَاوِیل: زینة التَّصاوِیر و النُّقوش و الوَشْی و السلاح و الثیاب و الحَلْی، واحدها تَهْوِیل. و التَّهَاوِیل: الأَلوان المختلفة من الأَصْفر و الأَحْمر. و هَوَّلت المرأَة: تزینت بزینة اللِّباس و الحَلْیِ؛ قال: و هَوَّلَتْ من رَیْطِها تَهاوِلا و التَّهَاوِیل: ما علی الهَوادِج من الصوف الأَحمر و الأَخضر و الأَصفر؛ و یقال للرِّیاض إِذا تَزَیَّنَت
(2). قوله [قال رؤبة إلخ] نقل الصاغانی مثله عن الجوهری ثم قال: هذا تصحیف و صوابه مهبل بسكون الهاء و كسر الباء المعجمة بواحدة، و المهبل المنقطع بین أرضین
لسان العرب، ج‌11، ص: 713
بِنَوْرها و أَزاهِیرها من بین أَصفر و أَحمر و أَبیض و أَخضر: قد علاها تَهْوِیلُها؛ و قال عبد المسیح بن عَسَلة فیما أَخرجه الزرعُ من الأَلوان؛ و فی المحكم: یصِف نباتاً: و عازِبٍ قد عَلا التَّهْوِیلُ جَنْبَتَهُ، لا تنفعُ النَّعْل فی رَقْراقِهِ الحافِی و مثله لعدی: حتی تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَّهَاوِیل، شَكْل العِهْن فی التُّوَمِ و‌روی الأَزهری بإِسناده عن ابن مسعود فی قوله عز و جل: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْریٰ؛ قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: رأَیت لجبریل، علیه الصلاة و السلام، سِتَّمائة جَناح ینتَشِرُ من ریشه التَّهاوِیلُ و الدرُّ و الیاقوتُ‌أَی الأَشیاء المختلفة الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهَاوِیل تَزایینَ ریشه و ما فیه من صفرة و حمرة و بیاض و خضرة مثل تَهاوِیلِ الریاض؛ و یقال لما یخرج من أَلوان الزَّهْر فی الریاض التَّهَاوِیل، واحدها تَهْوَال، و أَصلها ما یَهُولُ الإِنسانَ و یحیره. و التَّهْوِیلُ: شی‌ء كان یفعل فی الجاهلیَّة، كانوا إِذا أَرادوا أَن یستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً و أَلْقَوْا فیها مِلْحاً. و المُهَوِّل: المحلِّف، و كان فی الجاهلیة لكل قوم نار و علیها سَدَنةٌ، فكان إِذا وقع بین الرجلین خُصومة جاءَا إِلی النار فیحلَّف عندها «1» و كان السَّدَنة یطرَحون فیها مِلْحاً من حیث لا یشعُر یُهَوِّلون بها علیه، و اسم تلك النار الهُولَةُ، بالضم؛ التهذیب: كانت الهُولَةُ ناراً یُوقِدونها عند الحَلِف و یُلْقون فیها مِلْحاً فیَتَفَقَّع، یُهَوِّلُون بها، و كذلك إِذا استحلفوا رجلًا؛ قال أَوس بن حجر یصف حمار وحش: إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه، كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ و هِیلَ السكران یُهالُ إِذا رأَی تَهاوِیل فی سكره فیفزع لها؛ و قال ابن أَحمر یصف خمراً و شاربها: تَمَشَّی فی مَفاصِلِه، و تَغْشی سَناسِنَ صُلْبِه حتی یُهالا و رجل هَوَلْوَلٌ: خفیف؛ حكاه ابن الأَعرابی، و هو فَعَلْعَل؛ و أَنشد: هَوَلْوَلٌ إِذا ونَی القومُ نَزَلْ و المعروف حَوَلْوَل. و الهَالُ: فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّیبِ. و الهَالَةُ: دارةُ القمر، و هَالَةُ: الشمْسُ معرفة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و مُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَةَ أُمُّهُ، سَبَاهِی الفُؤادِ ما یَعِیش بمَعْقُول و یروی أُمَّه، یرید أَنه فَرس كریم كأَنما نُتِجَته الشمسُ، و مُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه و شُهومته فزِعٌ، و سَباهِی الفُؤاد: مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح، و هو مدكور فی موضعه. و هَالَةُ: اسم امرأَة عبد المطلب. و هَالٌ: من زجر الخیل.

هیل؛ ج11، ص: 713

: هَالَ علیه التُّرابَ هَیْلًا و أَهَالَه فانْهَالَ و هَیَّله فتَهَیَّلَ، و یذمّ الرجل فیقال: جُرْفٌ مُنْهَالٌ، «2» فإِنما یعنی أَنه لیس له حَزْم و لا عَقْل؛ و أَما قولهم سحاب مُنْجال فمعناه أَنه لا یُطْمَع فی خیره كأَنه مقلوب من مُنْجَلٍ. و الهَیْل: ما لم ترفع به یدك، و الحَثْیُ: ما رفعت به یَدَك. و هَالَ الرملَ: دفعه فانْهَالَ، و كذلك هَیَّلَه فَتَهَیَّلَ. و الهَیْل و الهَائِل
(1). قوله: یحلَّف عندها أی الخصم (2). قوله [فیقال جرف منهال إلخ] عبارة المحكم: فیقال جرف منهال و سحاب منجال، أَما جرف منهال فإنما یعنی … إلی آخر ما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 714
من الرمل: الذی لا یثبت مكانَه حتی یَنْهال فیسقط، و هِلْتُه أَنا؛ و أَنشد: هَیْلٌ مَهِیلٌ من مَهِیلِ الأَهْیَلِ و‌فی حدیث الخندَق: فعادت كثیباً أَهْیَلَ‌أَی رَمْلًا سائلًا، و الهَیْل و الهَیَال و الهَیْلانُ: ما انْهال منه؛ قال مزاحم: بكل نَقاً وَعْثٍ، إِذا ما عَلَوْتَه جری نَصَفاً هَیْلانُه المُتَساوِقُ و رمل أَهْیَلُ: مُنْهال لا یثبت. و جاء بالهَیْل و الهَیْلَمَان و الهَیْلُمَان أَی جاء بالمال الكثیر؛ الأَخیرة عن ثعلب، وضعوا الهَیْل الذی هو المصدر موضع الاسم أَی بالمَهِیل، شبه بالرّمل فی كثرته، فالمیم علی هذا فی الهَیْلَمَان زائدة كزیادتها فی زُرْقُم؛ قال أَبو عبید: أَی بالرمل و الریح، فالهَیْل من قوله تعالی: وَ كٰانَتِ الْجِبٰالُ كَثِیباً مَهِیلًا؛ و قال ساعدة بن جُؤیَّة الهذلی یصف ضبُعاً نَبَشت قبراً: فذَاحَتْ بالوَتائر ثم بَدَّت یدَیْها، عند جانِبِه، تَهِیلُ و الهَیْلَمَان، فَیْعَلان، و الیاء زائدة بدلیل قولهم هَلْمان فسقطت الیاء، وضعوا الهَیْل الذی هو المصدر موضع الاسم أَی بالمَهِیل، شبه بالرمل فی كثرته فالمیم علی هذا فی الهَیْلَمَان زائدة كزیادتها فی زُرْقُم، الألف و النون زائدتان فالوزن علی هذا فَعْلَمان. و انْهَالَ علیه القوم: تتابعوا علیه و عَلَوْه بالشتم و الضرب و القَهر. و الأَهْیل: موضع؛ قال المتنخل الهذلی: هل تَعرِف المنزلَ بالأَهْیَل، كالوَشْمِ فی المِعْصَمِ لم یَخْمُل و الهَیُول: الهَباءُ المنبتُّ و هو ما تراه فی البیت من ضَوْء الشمس یدخل فی الكُوَّةِ، عبرانیة أَو رومیة معرَّبة. و الهَالَةُ: دارة القمر؛ قال: فی هَالَةٍ هِلالُها كالإِكْلیلْ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی عینها أَنها یاء لأَن فیه معنی الهَیُول الذی هو ضوء الشمس، فإِن قلت: إِن الهَیُول رومیة و الهَالَة عربیة كانت الواو أَولی به لأَنّ انقلاب الأَلف عن الواو و هی عین أَكثر من انقلابها عن الیاء كما ذهب إِلیه سیبویه، و الجمع هالاتٌ. الجوهری: هِلْتُ الدقیق فی الجِراب صَبَبْته من غیر كَیْل، و كل شی‌ء أَرسلته إِرْسالًا من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِیلهُ هَیْلًا فانْهَالَ أَی جری و انصبَّ، و هو طعام مَهِیلٌ. و‌فی الحدیث: أَن قوماً شكَوْا إِلیه سرعة فَناء طعامهم فقال: أَ تَكِیلون أَم تَهِیلُون؟ فقالوا: نَهِیلُ، فقال: كِیلوا و لا تَهِیلُوا فإِنَّ البركة فی الكَیْل.و فی المثل: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِیلِی؛ قال ابن بری: یُضرب مثلًا للرجل یُسی‌ء فی فعله فیؤمر بذلك علی الهُزْء به. و‌فی حدیث العَلاء: أَوْصَی عند موته هِیلُوا علیَّ هذا الكثیبَ و لا تحفِروا لی.و تَهَیَّلَ: تصبَّب. و أَهَلْتُ الدقیق: لغة فی هِلْت، فهو مُهَال و مَهِیل. و هَیْلانُ فی شعر الجعدی: حی من الیمن، و یقال: هو مكان؛ قال ابن بری بیت الجعدی هو قوله: كأَنَّ فاهَا، إِذا تَوَسَّنُ، من طِیبِ مِشَمٍّ و حُسْن مُبْتَسَم، یُسَنُّ بالضَّرْوِ من بَرَاقِش أَو هَیْلانَ، أَو ناضِرٍ من العُتُم و الضرْوُ: شجر طیب الرائحة، و العُتُم: الزیتون،
لسان العرب، ج‌11، ص: 715
و قیل: نبت یشبهه. و قال أَبو عمرو: بَراقِش و هَیْلان وادیان بالیمن. و هَالَةُ: أُم حمزة بن عبد المطلب.

فصل الواو؛ ج11، ص: 715

وأل؛ ج11، ص: 715

: وَأَلَ إِلیه وَأْلًا و وُؤُولًا وَ وَئِیلًا و وَاءَلَ مُوَاءَلَةً و وِئالًا: لجأَ. و الْوَأْلُ و المَوْئِلُ: الملجأُ، و كذلك المَوْأَلَةُ مثال المَهْلَكة؛ و قد وَأَلَ إِلیه یَئِلُ وَأْلًا و وُؤُولًا علی فُعول أَی لجأَ، و وَاءَلَ منه علی فَاعَلَ أَی طلب النجاة، و وَاءَلَ إِلی المكان مُوَاءَلَةً و وِئَالًا: بادر. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: أَن دِرْعَه كانت صَدْراً بلا ظَهْر، فقیل له: لو احترزتَ من ظَهْرِك، فقال: إِذا أَمْكَنْت من ظهری فلا وَأَلْتُ‌أَی لا نجوْت. و قد وَأَلَ یَئِلُ، فهو وَائِلٌ إذا التجأَ إِلی موضع و نَجا؛ و منه‌حدیث البَراء بن مالك: فكأَنَّ نفسی جاشَتْ فقلت: لا وَأَلْتِ أَ فِراراً أَوَّل النهار و جُبْناً آخره؟و‌فی حدیث قَیْلة: فوَأَلْنا إِلی حِواءٍ‌أَی لجَأْنا إِلیه، و الحِواء: البیوتُ المجتمِعة. اللیث: المَآلُ و المَوْئِلُ المَلْجأُ. یقال من المَوْئِل وَأَلْتُ مثل وَعَلْت و من المآل أُلْتُ مثل عُلْت مآلًا، بوزن مَعَالًا؛ و أَنشد: لا یَسْتَطیعُ مآلًا من حَبائِلهِ طیرُ السماء، و لا عُصْم الذُّرَی الوَدِقِ و قال الله تعالی: لَنْ یَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا؛ قال الفراء: المَوْئِل المَنْجَی و هو المَلْجأُ، و العرب تقول: إِنه لَیُوَائِل إِلی موضعه یریدون یذهب إِلی موضعه و حرزه؛ و أَنشد: لا وَاءَلَتْ نفسُك خلَّیتها للعامِرِیَّیْن، و لم تُكْلَم یرید: لا نَجَتْ نفسُك. و قال أَبو الهیثم: یقال وَأَلَ یَئِلُ وَأْلًا و وَأْلَةً و وَاءَلَ یُوَائِلُ مُوَاءَلَةً و وِئَالًا؛ قال ذو الرمة: حتی إِذا لم یَجِدْ وَأْلًا و نَجْنَجَها، مَخافةَ الرَّمْی حتی كلُّها هِیمُ یروی: … وَعْلًا …: و یروی: … وَغْلًا …، فالوَأْل المَوْئل، و الوَغْل المَلْجَأُ یَغِل فیه أَی یدخل فیه. یقال: وغَل یَغِل فهو واغِل، و كل ملجإٍ یُلجأ إِلیه وَغْل و مَوْغِل، و مَن رواه وَغْلًا فهو مثل الوَأْل سواءً، قُلبت الهمزة عیناً؛ و نَجْنَجَها أَی حَرَّكها و ردَّدها مخافة صائد أَن یرمیها. اللیث: الوَأْلُ و الوَعْل الملجأ. التهذیب: شمر قال أَبو عدنان قال لی مَن لا أُحْصِی من أَعْراب قیسٍ و تمیم: إِیلةُ الرجل بنو عمه الأَدْنون. و قال بعضهم: مَن أَطاف بالرجل و حلَّ معه من قَرابته و عشیرته فهو إِیلَتُه. و قال العكلی: هو من إِیلَتِنا أَی من عشیرتِنا. ابن بُزُرْج: إِلَةُ فلان الذین یَئِلُ إِلیهم و هم أَهله دِنْیاً، و هؤلاء إِلَتُك و هم إِلَتِی الذین وأَلْت إِلیهم. و قالوا: رَدَدْته إِلی إِیلَته أَی إِلی أَصله؛ و أَنشد: و لم یكن فی إِلَتِی غوالی یرید أَهلَ بیته و هذا من نوادره. قال أَبو منصور: أَمّا إِلَةُ الرجل فهم أَهلُ بیتِه الذین یَئِلُ إِلیهم أَی یَلجَأُ إِلیهم، من وَأَلَ یَئِلُ. و إِلَةٌ: حرف ناقص أَصله وِئْلةٌ مثل صِلةٍ و زِنةٍ أَصلهما وِصْلة و وِزْنة، و أَما إِیلةُ الرجل فهم أَصله الذین یَؤُولُ إِلیهم، و كان أَصلُه إِوْلةٌ فقلبت الواو یاء. التهذیب: و أَیْلة قریة عربیَّة كأَنها سمیت أَیلة لأَن أَهلها یَؤُولون إِلیها، و أَمَّا إِلْیةُ الرجل فقَراباته، و كذلك لِیَتُه.
لسان العرب، ج‌11، ص: 716
و المَوْئل: الموضع الذی یستقِرُّ فیه السَّیْل. و الأَوَّل: المتقدّم و هو نقیض الآخِر؛ و قول أَبی ذؤیب: أَدانَ، و أَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ بأَنَّ المُدَانَ مَلِیٌّ وفِیّ الأَوَّلون: الناس الأَوَّلون و المَشْیخة، یقول: قالوا له إِنَّ الذی بایعته مَلِیٌّ وفِیٌّ فاطمئِن، و الأُنثی الأُولی و الجمع الأُوَل مثل أُخْری و أُخَر، قال: و كذلك لجماعة الرجال من حیث التأْنیث؛ قال بَشیر بن النِّكْث: عَوْدٌ علی عَوْدٍ لأَقوامٍ أُوَلْ، یَموتُ بالتَّرْكِ و یَحْیا بالعَمَلْ یعنی ناقة مسنَّة علی طریق قَدیم، و إِن شئت قلت الأَوَّلون. و‌فی حدیث الإِفك: و أَمْرُنا أَمْرُ العرب الأُوَل؛ یروی بضم الهمزة و فتح الواو جمع الأُولَی، و یكون صفة للعَرب، و یروی أَیضاً بفتح الهمزة و تشدید الواو صفة للأَمر، و قیل: هو الوجه. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، و أَضیافِهِ: بسم الله الأُولَی للشیطان، یعنی الحالة التی غضب فیها و حلَف أَن لا یأْكل، و قیل: أَراد اللُّقْمة الأُولی التی أَحنثَ بها نفسَه و أَكَلَ؛ و منه الصلاةُ الأُولَی، فمن قال صلاة الأُولَی فهو من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه أَو علی أَنه أَراد صلاةَ الساعةِ الأُولی من الزَّوال. و قوله عز و جل: تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِیَّةِ الْأُولیٰ؛قال الزجاج: قیل الجاهلیة الأُولَی مَن كان من لَدُن آدم إِلی زمن نوح، علیهما السلام؛ و قیل: مُنْذ زمن نوح، علیه السلام، إِلی زمن إِدریس، علیه السلام، و قیل: مُنْذ زمن عیسی إِلی زمن سیدنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: و هذا أَجود الأَقوال لأَنهم الجاهلیة المعروفون و هم أَوَّل من أُمة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و كانوا یتَّخِذون البَغایا یُغْلِلْن لهم؛ قال: و أَما قول عَبید بن الأَبرص: فاتَّبَعْنا ذاتَ أُولانا الأُولی الْمُوقِدِی الحرْب، و مُوفٍ بالحِبال فإِنه أَراد الأُوَل فقلَب و أَراد و منهم مُوفٍ بالحِبال أَی العهود؛ فأَما ما أَنشده ابن جنی من قول الأَسْود بن یَعْفُرَ: فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَریقَ أُلاهُمُ فإِنه أَراد أُولاهم فحذف استخفافاً، كما تحذف الحركة لذلك فی قوله: و قَدْ بَدا هَنْكِ من المِئْزَرِ و نحوه، و هم الأَوَائِل أَجْرَوْه مُجْری الأَسماء. قال بعض النحویین: أَما قولهم أَوَائِل، بالهمز، فأَصله أَواوِل، و لكن لما اكتنفت الأَلفَ واوانِ و وَلِیَت الأَخیرةُ منهما الطرَفَ فضعفت، و كانت الكلمة جمعاً و الجمع مستثقل، قلبت الأَخیرة منهما همزة و قلبوه فقالوا الأَوَالِی؛ أَنشد یعقوب لذی الرمة: تَكادُ أَوَالِیها تُفَرِّی جُلودَها، و یَكْتَحِل التالی بِمُورٍ و حاصِبِ أَراد أَوائلَها. و الجمع الأُوَل. التهذیب: اللیث الأَوَائِل من الأُول فمنهم من یقول أَوَّلُ تأسیسِ بِنائِه من همزة و واوٍ و لامٍ، و منهم مَن یقول تأْسیسُه من واوین بعدهما لامٌ، و لكلٍّ حجة؛ و قال فی قوله: جَهام تَحُثُّ الوَائِلاتِ أَواخِرُهْ قال: و رواه أَبو الدُّقَیش الأَوَّلاتِ؛ قال: و الأَوَّل و الأُولی بمنزلة أَفعَل و فُعْلی، قال: و جمع أَوَّل أَوَّلُون و جمع أُولَی أُولَیَات. قال أَبو منصور: و قد
لسان العرب، ج‌11، ص: 717
جمع أَوَّل علی أُوَل مثل أَكْبَر و كُبَر، و كذلك الأُولَی، و منهم من شدَّد الواوَ من أَوَّل مجموعاً؛ اللیث: من قال تأْلیف أَوَّل من همزة و واو و لام فینبغی أَن یكون أَفعَل منه أَأْوَل بهمزتین، لأَنك تقول من آبَ یَؤُوب أَأْوَب، و احتج قائل هذا القول أَنَّ الأَصل كان أَأْوَل، فقلبت إِحدی الهمزتین واواً ثم أُدغمت فی الواو الأُخری فقیل أَوَّل، و مَن قال إِنَّ أَصلَ تأْسیسِه واوانِ و لام، جعل الهمزة أَلف أَفْعَل، و أَدغم إِحدی الواوین فی الأُخری و شدَّدهما؛ قال الجوهری: أَصل أَوَّل أَوْأَل علی أَفعَل مهموزَ الأَوْسط قلبت الهمزة واواً و أُدغم، یدلُّ علی ذلك قولهم: هذا أَوَّل منك، و الجمع الأَوَائِل و الأَوَالِی أَیضاً علی القَلْب، قال: و قال قومٌ أَصله وَوَّل علی فَوْعَل، فقلبت الواو الأُولی همزة. قال الشیخ أَبو محمد بن بری، رحمه الله: قوله أَصْل أَوَّل أَوْأَل هو قول مَرْغوبٌ عنه، لأَنه كان یجِب علی هذا إِذا خفِّفت همزته أَن یقال فیه أَوَل، لأَن تخفیف الهمزة إِذا سكَن ما قبلها أَن تحذَف و تلقی حركتُها علی ما قبلها، قال: و لا یصح أَیضاً أَن یكون أَصله وَوْأَل علی فَوْعَل، لأَنه یجب علی هذا صَرْفه، إِذْ فَوْعَل مصروف و أَوَّل غیر مصروف فی قولك مررت برجل أَوَّلَ، و لا یصح قلب الهمزة واواً فی وَوْأَل علی ما قدَّمت ذكرَه فی الوجه الأَوَّل، فثبت أَن الصحیح فیها أَنها أَفْعَل من وَوَل، فهی من باب دَوْدَن «3» و كَوْكَب مما جاء فاؤه و عینُه من موضع واحد، قال: و هذا مذهب سیبویه و أَصحابه؛ قال الجوهری: و إِنما لم یُجمع علی أَواوِل لاستثقالهم اجتماعَ الواوین بینهما أَلفُ الجمع، قال: و هو إِذا جعلته صفةً لم تصرفه، تقول: لَقِیتُه عاماً أَوَّلَ، و إِذا لم تجعله صفة صرفته، تقول: لقیتُه عاماً أَوَّلًا؛ قال ابن بری: هذا غلط فی التمثیل لأَنه صفة لعام فی هذا الوجه أَیضاً، و صوابه أَن یمثِّله غیر صفة فی اللفظ كما مثَّله غیره، و ذلك كقولهم ما رأَیت له أَوَّلًا و لا آخِراً أَی قدیماً و لا حدیثاً؛ قال الجوهری: قال ابن السكیت و لا تَقُلْ عامَ الأَوَّلِ. و تقول: ما رأَیته مُذْ عامٌ أَوَّلُ و مُذْ عامٍ أَوَّلَ، فمَنْ رفع الأَوَّل جعله صفةً لعامٍ كأَنه قال أَوَّلُ من عامِنا، و منْ نصبه جعله كالظرْف كأَنه قال مذ عامٍ قبل عامِنا، و إِذا قلت ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ضَمَمْته علی الغایة كقولك: افْعَلْه قبلُ، و إِن أَظهرت المحذوف نصَبت قلت: ابْدَأْ به أَوَّلَ فِعْلك، كما تقول قبلَ فِعْلِك؛ و تقول: ما رأَیته مُذْ أَمْسِ، فإِنْ لم تَره یوماً قبل أَمْس قلت: ما رأَیته مُذْ أَوَّلُ من أَمْس، فإِنْ لم تَره مُذْ یومین قبلَ أَمْس قلت: ما رأَیته مُذْ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْس، و لم تُجاوِز ذلك. قال ابن سیدة: و لقیته عاماً أَوَّلَ جری مَجْری الاسم فجاء بغیر أَلف و لام. و حكی ابن الأَعرابی: لقیته عامَ الأَوَّلِ بإِضافة العامِ إِلی الأَوَّلِ؛ و منه قول أَبی العارم الكلابی یذكر بنتَه و امرأَته: فأَبْكل لهم بَكِیلةً فأَكلوا و رَمَوْا بأَنفسهم فكأَنما ماتوا عامَ الأَوَّلِ. و حكی اللحیانی: أَتیْتُك عامَ الأَوَّلِ و العامَ الأَوَّلَ و مضی عامُ الأَوَّلِ علی إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه. و العامُ الأَوَّلُ و عامٌ أَوَّلٌ مصروف، و عامُ أَوَّلَ و هو من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه أَیضاً. و حكی سیبویه: ما لقیته مُذْ عامٌ أَوَّلَ، نصبه علی الظرْف، أَراد مُذْ عامٌ وقَع أَوَّل؛ و قوله: یا لَیْتَها كانت لأَهْلی إِبِلا، أَو هُزِلَتْ فی جَدْب عامٍ أَوَّلا
(3). قوله [أنها أفعل من وول فهی من باب دودن إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 718
یكون علی الوصف و علی الظرفِ كما قال تعالی: وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ. قال سیبویه: و إِذا قلت عامٌ أَوَّلُ فإِنما جاز هذا الكلام لأَنك تعلم أَنك تعنی العامَ الذی یَلِیه عامُك، كما أَنك إِذا قلت أَوَّل من أَمْس و بعد غد فإِنما تعنی به الذی یلیه أَمْس و الذی یَلِیه غَد. التهذیب: یقال رأَیته عاماً أَوَّل لأَن أَوَّل علی بناء أَفْعَل، قال اللیث: و مَنْ نَوَّن حمله علی النكرة، و مَنْ لم ینوِّن فهو بابه. ابن السكیت: لَقِیته أَوَّل ذی یَدَیْنِ أَی ساعة غَدَوْت، و اعْمَل كذا أَوَّل ذات یَدَیْنِ أَی أَوَّل كل شی‌ء تعمَله. و قال ابن درید: أَوَّل فَوْعَل، قال: و كان فی الأَصل ووَّل، فقلبت الواوُ الأُولی همزة و أُدغمت إِحدی الواوین فی الأُخْری فقیل أَوَّل. أَبو زید: لقیته عامَ الأَوَّل و یومَ الأَوَّل، جَرَّ آخِرَه؛ قال: و هو كقولك أَتیت مسجدَ الجامِعِ من إِضافة الشی‌ء إِلی نعتِه. أَبو زید: یقال جاء فی أَوَّلِیَّة الناس إِذا جاء فی أَولهم. التهذیب: قال المبرّد فی كتاب المقتضب: أَوَّل یكون علی ضَرْبین: یكون اسماً، و یكون نعتاً موصولًا به من كذا، فأَما كونه نعتاً فقولك: هذا رجل أَوَّلُ منك، و جاءنی زید أَوَّلَ من مجیئك، و جئتك أَوَّلَ من أَمس، و أَما كونه اسماً فقولك: ما تركت أَوَّلًا و لا آخِراً كما تقول ما تركت له قدیماً و لا حدیثاً، و علی أَیِّ الوجهین سمیْت به رجلًا انصرف فی النكرة، لأَنه فی باب الأَسماء بمنزلة أَفْكل، و فی باب النعوت بمنزلة أَحْمَر. و قال أَبو الهیثم: تقول العرب أَوَّلُ ما أَطْلَع ضَبٌّ ذنَبَه، یقال ذلك للرجل یصنع الخیر و لم یكن صنعه قبل ذلك، قال: و العرب ترفع أَوَّل و تنصب ذنَبَه علی معنی أَوَّل ما أَطْلَع ذنبَه، و منهم من یرفع أَوَّل و یرفع ذنبَه علی معنی أَوّلُ شی‌ء أَطلعه ذنَبُه، قال: و منهم مَنْ ینصب أَوَّل و ینصب ذَنَبَه علی أَن یجعل أَوّل صفة، و منهم مَنْ ینصب أَوّل و یرفع ذنَبَه علی معنی فی أَول ما أَطلع ضَبٌّ ذنَبُهُ أَی ذنبُهُ فی أَوّل ذلك. و قال الزجاج فی قول الله عز و جل: إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ، قال: أَوَّل فی اللغة علی الحقیقة ابتداءُ الشی‌ء، قال: و جائز أَن یكون المبتدأ له آخِر، و جائز أَن لا یكون له آخر، فالواحدُ أَوَّل العَدَدِ و العَدد غیر متناهٍ، و نعیمُ الجنة له أَوَّل و هو غیر منقطع؛ و قولك: هذا أَوَّلُ مال كسَبته جائز أَن لا یكون بعده كَسْب، و لكن أَراد بل هذا ابتداء كَسْبی، قال: فلو قال قائل أَوَّلُ عبدٍ أَملكهُ حُرٌّ فملك عبداً لَعَتَقَ ذلك العبدُ، لأَنه قد ابتدأَ الملك فجائز أَن یكون قول الله تعالی إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ هو البیت الذی لم یكن الحجُّ إِلی غیره؛ قال أَبو منصور و لم یبیّن أَصْل أَوَّل و اشتقاقه من اللغة،قال: و قیل تفسیر الأَوَّل فی صفة الله عز و جل أَنه الأَوَّل لیس قبله شی‌ء و الآخِر لیس بعده شی‌ء، قال: و جاء هذا فی الخبر عن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فلا یجوز أَن نَعْدُوَ فی تفسیر هذین الاسْمین ما رُوی عنه، صلی الله علیه و سلم، قال: و أَقرب ما یَحْضُرنی فی اشتقاقِ الأَوَّل أَنه أَفْعَل من آل یؤول، و أُولَی فُعْلی منه، قال: و كان أَوَّل فی الأَصل أَأْوَل فقلبت الهمزة الثانیة واواً و أُدغمت فی الواو الأُخری فقیل أَوَّل، قال: و أُراه قول سیبویه، و كأَنه من قولهم آل یَؤُولُ إِذا نجا و سبق؛ و مثله وأَلَ یَئِل بمعناه، قال ابن سیدة: و أَما قولهم ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، فإِنما یریدون أَوَّلَ من كذا و لكنه حذف لكثرته فی كلامهم، و بُنِیَ علی الحركة لأَنه من المتمكِّن الذی جعل فی موضع بمنزلة غیر المتمكِّن؛ قال: و قالوا
لسان العرب، ج‌11، ص: 719
ادخُلُوا الأَوَّلَ فالأَوَّلَ، و هی من المَعارف الموضوعة موضع الحال، و هو شاذ، و الرفع جائز علی المعنی أَی لیَدْخُل الأَوَّلُ فالأَوَّلُ. و حكی عن الخلیل: ما ترَك له أَوَّلًا و لا آخِراً أَی قدیماً و لا حدیثاً، جعله اسماً فنكَّر و صرَف، و حكی ثعلب: هنَّ الأَوَّلاتُ دُخولًا و الآخِراتُ خروجاً، واحدتها الأَوَّلَة و الآخرة، ثم قال: لیس هذا أَصل الباب و إِنما أَصل الباب الأَوَّل و الأُولَی كالأَطْوَل و الطُّولی. و حكی اللحیانی: أَما أُولَی بأُولی فإِنِّی أَحمَد الله، لم یزدْ علی ذلك. و تقول: هذا أَوَّلُ بَیّنُ الأَوَّلِیَّة؛ قال الشاعر: ماحَ البِلادَ لنا فی أَوَّلِیَّتِنا، علی حَسُود الأَعادی، مائحٌ قُثَمُ و قول ذی الرمة: و ما فَخْرُ مَن لَیْسَتْ له أَوَّلِیَّةٌ تُعَدُّ، إِذا عُدَّ القَدیمُ، و لا ذِكْرُ یعنی مَفاخِر آبائه. و أَوَّلُ معرفةً: الأَحَدُ فی التَّسمیة الأُولی؛ قال: أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِیشَ، و أَنَّ یَوْمی بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ و أَهْوَن و جُبَار: الاثنین و الثلاثاء و كل منهما مذكور فی موضعه. و‌قوله فی الحدیث: الرُّؤْیا لأَوَّلِ عابِرٍ‌أَی إِذا عَبَرها بَرٌّ صادقٌ عالم بأُصولها و فُروعها و اجتهدَ فیها وقعتْ له دون غیره ممن فَسَّرها بعدَه. و الوَأْلَةُ مثل الوَعْلة: الدِّمْنةُ و السِّرْجِینُ، و فی المحكم: أَبْعارُ الغنم و الإِبلِ جمیعاً تجتمع و تَتَلَبَّد، و قیل: هی أَبوالُ الإِبل و أَبْعارُها فقط. یقال: إِن بَنی فلان وَقُودُهم الوَأْلة. الأَصمعی: أَوْأَلَتِ الماشیةُ فی المكان، علی أَفْعَلَتْ، أَثَّرت فیه بأَبْوالها و أَبْعارها، و اسْتَوْأَلَتِ الإِبلُ: اجتمعت. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: قال لرجل أَنت من بَنی فلان؟ قال: نَعَم، قال: فأَنت من وَأْلَةَ إِذاً قُمْ فلا تقرَبَنِّی؛ قیل: هی قبیلة خسیسةٌ سمیت بالوَأْلَةِ و هی البعرة لخسَّتها. و قد أَوْأَلَ المكانُ، فهو مُوئِل، و هو الوَأْلُ و الوَأْلةُ و أَوْأَلَهُ هو؛ قال فی صفة ماء: أَجْنٍ و مُصْفَرِّ الجِمامِ مُوئِل و هذا البیت أَنشده الجوهری: أَجْنٌ و مُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَلُ قال ابن بری: صواب إِنشاده كما أَنشده أَبو عبید فی الغریب المصنَّف أَجْنٍ؛ و قبله بأَبیات: بمَنْهَلٍ تَجْبِینه عن مَنْهَلِ و وَائِل: اسم رجل غلَب علی حیٍّ معروف، و قد یُجْعَل اسماً للقبیلة فلا یُصرف، و هو وَائِل بنُ قاسِط بن هِنْب بنِ أَفْصَی بنِ دُعْمِیٍّ. و مَوْأَلَةُ: اسم أَیضاً؛ قال سیبویه: جاء علی مَفْعَل لأَنه لیس علی الفعل، إِذ لو كان علی الفعل لكان مَفْعِلًا، و أَیضاً فإِن الأَسماءَ الأَعْلامَ قد یكون فیها ما لا یكون فی غیرها؛ و قال ابن جنی: إِنما ذلك فیمن أَخذه من وَأَلَ، فأَما من أَخذه من قولهم ما مأَلْت مَأْلَةً، فإِنما هو حینئذ فَوْعَلة، و قد تقدم. و مَوْأَلةُ بن مالك من هذا الفصل. ابن سیدة: و بنُو مَوْأَلَةَ بطْن. قال خالد بنُ قَیْس بنِ مُنْقِذ بن طریف لمالك بن بُحَبره «1»: و رَهَنَته بَنُو مَوْأَلَة بن مالك فی دِیةٍ و رَجَوْا أَن یقتلوه فلم یَفْعَلوا؛ و كان مالك یحمَّق فقال خالد: لَیْتَك إِذ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ، حَزُّوا بنَصلِ السیفِ عند السَّبَلهْ، و حَلَّقت بك العُقابُ القَیْعَلهْ
(1). قوله [لمالك بن بحبره] هكذا فی الأصل من غیر نقط
لسان العرب، ج‌11، ص: 720
قال ابن جنی: إِن كان مَوْأَلَة من وَأَل فهو مُغَیَّر عن مَوْئلة للعلمیَّة، لأَن ما فاؤه واوٌ إِنما یجی‌ء أَبداً علی مَفْعِل بكسر العین نحو مَوْضِع و مَوْقِع، و قد ذكر بعض ذلك فی مأَل.

وبل؛ ج11، ص: 720

: الوَبْلُ و الوابِلُ: المطر الشدید الضَّخْم القطْرِ؛ قال جریر: یَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلًا وَابِلا و قد وَبَلَتِ السماءُ تَبِلُ وَبْلًا و وَبَلَتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلًا؛ فأَما قوله: و أَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ بها الإِعْصار، بعدَ الوابِلِینا فإِن شئت جعلت الوَابِلِین الرجالَ المَمْدُوحینَ، یصفهم بالوَبْل لسَعةِ عَطایاهم، و إِن شئت جعلته وَبْلًا بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم یقصد به قصد كَثْرةٍ و لا قِلَّة. و أَرض مَوْبُولَةٌ: من الوابِل. اللیث: سَحاب وابِل، و المطر هو الوَبْلُ كما یقال وَدْقٌ وادِق. و‌فی حدیث الاستسقاء: فأَلَّفَ اللهُ بین السحابِ فأُبِلْنا‌أَی مُطِرْنا وَبْلًا، و هو المطر الكثیر القطر، و الهمزة فیه بدَل من الواو مثل أَكَّد و وَكَّدَ، و جاء فی بعض الروایات: فَوُبِلْنا، جاء به علی الأَصل. و الوَبِیلُ من المَرعَی: الوخیم، وَبُلَ المَرْتَع وَبَالَةً و وَبَالًا و وَبَلًا. و أَرض وَبِیلَةٌ: وَخیمةُ المَرتَع، و جمعها وُبُلٌ؛ قال ابن سیدة: و هذا نادر لأَن حكمه أَن یكون وَبائل، یقال: رعینا كلأً وَبِیلًا. و وَبُلَت علیهم الأَرضُ وُبُولًا: صارت وَبِیلةً. و اسْتَوْبَلَ الأَرضَ إِذا لم تُوَافِقْه فی بدَنه و إِن كان مُحِبّاً لها. و اسْتَوْبَلْت الأَرضَ و البلدَ: اسْتَوْخَمْتها، و قال أَبو زید: اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لم یسْتَمْرِئْ بها الطعامَ و لم تُوافِقْه فی مَطْعَمه و إِن كان مُحِبًّا لها، قال: و اجْتَوَیْتُها إِذا كره المُقامَ بها و إِن كان فی نِعمة. و‌فی حدیث العُرَنِیِّین: فاسْتَوْبَلوا المدینة‌أَی استوخَموها و لم توافق أَبدانَهم. یقال: هذه أَرض وَبِلَةٌ أَی وبِئة وخِمة. و‌فی الحدیث: أَنَّ بنی قُرَیظة نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلَةً.و الوَبِیلُ: الذی لا یُسْتَمْرَأُ. و ماءٌ وَبِیلٌ و وبی‌ءٌ: وَخِیم إِذا كان غیر مَرِی‌ءٍ، و قیل: هو الثقیلُ الغلیظُ جدًّا، و من هذا قیل للمطر الغلیظ وَابِل. و وَبَلَةُ الطعامِ: تُخَمَتُه، و كذلك أَبَلَتُه علی الإِبْدال. و‌فی حدیث یحیی «2» بن یَعْمَر: أَیُّما مالٍ أَدَّیْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه‌أَی وَبَلَتُه، فقلبت الواو همزة، أَی ذهبت مَضَرَّتُه و إِثْمُه، و هو من الوَبال، و یروی بالهمز علی القلب، و یروی وَبَلَتُه. و الوَبَالُ: الفسادُ، اشتقاقه من الوَبِیل؛ قال شمر: معناه شَرُّه و مَضَرَّته. الجوهری: الوَبَلَةُ، بالتحریك، الثَّقَل و الوَخَامة مثل الأَبَلةِ، و الوَبالُ الشدة و الثِّقَل. و‌فی الحدیث: كل بِناءٍ وَبَالٌ علی صاحِبه؛ الوَبالُ فی الأَصل: الثِّقَل و المكروه، و یرید به فی الحدیث العذاب فی الآخرة. و فی التنزیل العزیز: فَذٰاقَتْ وَبٰالَ أَمْرِهٰا و فَأَخَذْنٰاهُ أَخْذاً وَبِیلًا؛ أَی شدیداً. و ضَرْبٌ وَبِیلٌ أَی شدید. و وَبَلَ الصیدَ وَبْلًا: و هو الغَتُّ و شدَّةُ الطَّرْد، و عَذابٌ وَبِیلٌ كذلك. و الوَبِیلةُ: العَصَا ما كانت؛ عن ابن الأَعرابی. و الوَبِیلُ و المَوْبِلُ، بكسر الباء: العصا الغلیظةُ الضخمةُ؛ قال الشاعر:
(2). قوله [و فی حدیث یحیی إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة النهایة: و فی حدیث یحیی بن یعمر كل مال أدیت زكاته فقد ذهبت وبلته أی ذهبت مضرته و إثمه، و هو من الوبال، و یروی بالهمز علی القلب، و قد تقدم
لسان العرب، ج‌11، ص: 721
أَما و الذی مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَیْتِه، طَماعِیةً أَن یَغْفِر الذنبَ غافِرُه لو أَصْبَحَ فی یُمْنَی یَدَیَّ زِمامُها، و فی كَفِّیَ الأُخْری وَبِیلٌ تُحاذِرُهْ لجاءتْ علی مَشْی التی قد تُنُضِّیت، و ذَلَّتْ و أَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ یقول: لو تشدَّدْت علیها و أَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة قد تُنُضِّیتْ أَی أُتْعِبت بالسیر و ركبت حتی هُزِلت و صارت نِضْوةً، و النِّضْوُ: البعیرُ المهزول، و أَعْطَت حَبْلها أَی انقادَت لمن یَسوقُها و لم تُتْعبه لذُلِّها، و المعنی فی ذلك أَنه جعل ما ذكره كنایة عن امرأَة و اللفظ للناقة؛ و أَنشد الجوهری فی المَوْبِلِ العَصَا الضخمة: زَعَمَتْ جُؤَیَّةُ أَنَّنی عَبْدٌ لها أَسْعَی بمَوْبِلِها، و أُكْسِبُها الخَنا و قال أَبو خراش: یَظَلُّ علی البَوْرِ الیَفَاعِ كأَنه، من الغارِ و الخَوْفِ المُحِمِّ، وَبِیلُ یقول: ضَمَر من الغَیْرة و الخوفِ حتی صار كالعَصا؛ و قال ساعدة بن جُؤَیَّة: فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِیبَلِه، قد عادَ رَهْباً رَذیّاً طائشَ القَدَمِ قال ابن سیدة: قال ابن جنی مِیبَل مِفْعَل من الوَبیل، تقول العرب: رأَیت وَبِیلًا علی وبِیلٍ «1» أَی شیخاً علی عَصاً، و جمع المِیبَل مَوَابِل، عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة. و الوَبِیلُ: القضیب الذی فیه لِینٌ؛ و به فسر ثعلب قول الراجز: إِمّا تَرَیْنی كالوَبِیلِ الأَعْصَلِ و الوَبِیلُ: خشَبة القصَّار التی یدقُّ بها الثیاب بعد الغسل. و الوَبِیلُ: خشبة یضرب بها الناقوسُ. و وَبَلَه بالعَصا و السَّوْط وَبْلًا: ضرَبه، و قیل: تابع علیه الضرْب. و وَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلًا؛ قال طرَفة: فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَیْفٍ جُلالةٌ، عَقِیلةُ شَیْخٍ كالوَبِیلِ یَلَنْدَدِ و الوَبِیلُ و الوَبِیلَةُ و الإِبَالَةُ: الحزْمة من الحطب. التهذیب: و المَوْبِلَة أَیضاً الحُزْمة «2» من الحطب؛ و أَنشد: أَسعَی بمَوْبِلِها، و أُكسِبُها الخَنا و یقال: بالشّاةِ وَبَلَةٌ شدیدة أَی شهوة للفَحْل، و قد اسْتَوْبَلَتِ الغنم. و الوَابِلَةُ: طرَف رأْس العَضُدِ و الفَخِذ، و قیل: هو طرف الكَتِف، و قیل: هی لحمة الكتف، و قیل: هو عظم فی مَفْصِل الرُّكْبة، و قیل: الوَابِلَتَان ما الْتَفَّ من لحم الفَخِذین فی الوَرِكَیْن، و قال أَبو الهیثم: هی الحَسَنُ، و هو طرَف عظْم العَضُدِ الذی یَلی المَنْكِب، سمی حَسَناً لكثرة لحمه؛ و أَنشد: كأَنه جَیْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها كَلْبٌ، و وَابِلَةٌ دَسْماءُ فی فِیها و قال شمر: الوَابِلَةُ رأْس العضُد فی حُقِّ الكتِف. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: أَهْدَی رجل للحسن و الحُسین، علیهما السلام، و لم یُهْد لابن الحَنفیَّة
(1). قوله [رأیت وبیلًا علی وبیل] عبارة القاموس: و أبیل علی وبیل شیخ علی عصاً (2). قول [و المَوْبِلَة أیضاً الحزمة إلخ] و قوله [أسعی بمَوْبِلِها إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌11، ص: 722
فأَوْمَأَ علیٌّ، علیه السلام، إِلی وَابِلَةِ محمدٍ ثم تَمَثَّل: و ما شَرُّ الثلاثةِ، أُمَّ عَمْرو، بصاحِبك الذی لا تُصْبِحِینا الوَابِلةُ: طرفُ العضُد فی الكتِف و طرف الفَخِذ فی الوَرِك، و جمعها أَوَابِل. و الوَابِلَة: نَسْل الإِبل و الغنم. و وَبَال: فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر. و وَبَال: اسم ماءٍ لبنی أَسَد؛ قال ابن بری: و منه قول جریر: تِلْك المَكارم، یا فَرَزْدَقُ، فاعْترف لا سَوْق بَكْرِك، یَوْمَ جُرفِ وَبالِ

وتل؛ ج11، ص: 722

: التهذیب: ابن الأَعرابی الوُتُلُ «1» من الرجال الذین مَلَؤُوا بطونهم من الشراب، الواحد أَوْتَل، و الكُتَّام، بالتاء: المالئوها من الطعام.

وثل؛ ج11، ص: 722

: وَثَّلَ الشی‌ءَ: أَصَّله و مكَّنه، لغة فی أَثَّله، و به سمی الرجل وَثَّالًا. و وَثَّلَ مالًا: جمعه، لغة فی أَثَّل. و الوَثِیلُ: الضعیف. و الوَثِیلُ: كل خَلَق من الشجر. و الوَثْلُ: اللِّیفُ نفسه. و الوَثِیل: الخَلَق من حِبال اللِّیف. و الوَثِیل: اللِّیف. و الوَثیل: الحبل منه، و قیل: الوَثَلُ، بالتحریك، و الوَثِیلُ جمیعاً الحبل من اللِّیف، و قیل الوَثِیل الحبل من القِنَّب. ابن الأَعرابی: الوَثَل: وسَخ الأَدیم الذی یلقی منه، و هو الحَمُّ و التِّحْلِئ. و وَاثِلَةُ: من الأَسماء مأْخوذ من الوَثِیل. و وَثْل و وَثَالَة و وَثَّال: أَسماء. و وَاثِلَة و الوَثِیل: موضعان، و سُحَیم بن وَثِیل.

وجل؛ ج11، ص: 722

: الوَجَل: الفزع و الخوف، وَجِلَ وَجَلًا، بالفتح. و‌فی الحدیث: وعَظَنا مَوْعِظة وَجِلَتْ منها القلوب، و وَجِلْتَ تَوْجَلُ و فی لغة تَیْجَلُ، و یقال: تَاجَلُ، قال سیبویه: وَجِلَ یَاجَلُ و یِیجَلُ، أَبدلوا الواو أَلفاً كراهیة الواو مع الیاء، و قلبوها فی یِیجَلُ یاءً لقربها من الیاء، و كسروا الیاء إِشْعاراً بوجل، و هو شاذ، الجوهری: فی المستقبَل منه أَربع لغات یَوْجَلُ و یَاجَلُ و یَیْجَلُ و یِیجَلُ، بكسر الیاء، قال: و كذلك فیما أَشبهه من باب المثال إِذا كان لازماً، فمن قال یَاجَلُ جعل الواو أَلفاً لفتحة ما قبلها، و من قال یِیجَلُ، بكسر الیاء، فهی علی لغة بنی أَسد فإِنهم یقولون أَنا إِیجَلُ و نحن نِیجَلُ و أَنت تِیجَلُ، كلها بالكسر و هم لا یكسرون الیاء فی یَعْلَم لاستثقالهم الكسر علی الیاء، و إِنما یكسرون فی یِیجَلُ لتقوَّی إِحدی الیاءین بالأُخری، و من قال یَیْجَلُ بناه علی هذه اللغة، و لكنه فتح الیاء كما فتحوها فی یَعْلم، و الأَمر منه إِیْجَلْ، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها. قال ابن بری: إِنما كسرت الیاء من یِیجَلُ لیكون قلب الواو یاء بوجه صحیح، فأَما یَیْجَلُ بفتح الیاء فإِنَّ قلب الواو فیه علی غیر قیاس صحیح، و تقول منه: إِنِّی لأَوْجَلُ، و رجلٌ أَوْجَلُ و وَجِلٌ، قال الشاعر مَعْن بنُ أَوْس المُزَنی: لَعَمْرُكَ ما أَدرِی، و إِنِّی لأَوْجَلُ، علی أَیِّنا تَغْدُو المَنِیَّةُ أَوَّلُ و كان لها جارَانِ لا یَخْفُرَانِها: أَبو جَعْدَة العادِی، و عَرْفاءُ جَیْأَلُ أَبو جَعْدة: الذئب، و عَرْفاء: الضبُع، و إِذا وقع الذئب و الضبُع فی غنم مَنَعَ كلُّ واحد منهما صاحبَه. و قال سیبویه فی قوله: اللهمَّ ضَبُعاً و ذِئباً أَی اجْمَعْهُما، و إِذا اجتمعا سَلِمَت الغنم، و جمعه وِجَال،
(1). قوله [الوُتُل] قال فی القاموس بضمتین و ضبط فی التكملة كقفل و هو القیاس
لسان العرب، ج‌11، ص: 723
قالت جنوب أُخت عَمْرو ذی الكَلْب تَرْثِیه: و كُلُّ قَتِیلٍ، و إِن لم تكن أَرَدْتَهُمُ، منك باتوا وِجالا «1» و الأُنثی وَجِلَة و لا یقال وَجْلاء، و قومٌ وَجِلُون و وِجَالٌ. و وَاجَلَهُ فوَجَلَهُ: كان أَشدَّ وَجَلًا منه. و هذا مَوْجِلَه، بالكسر: للموضع. و الوَجِیل و المَوْجِل: حفرة یستنقع فیها الماء، یمانیة.

وحل؛ ج11، ص: 723

: الوَحَل، بالتحریك: الطینُ الرَّقیق الذی ترتَطِمُ فیه الدوابّ، و الوَحْل، بالتسكین، لغة ردیَّة، و الجمع أَوْحَالٌ و وُحُولٌ. و المَوْحَل بالفتح المصدر، و بالكسر المكان. و اسْتَوْحَلَ المكان: صار فیه الوَحَل. و وَحِلَ، بالكسر، یَوْحَلُ وَحَلًا، فهو وَحِلٌ: وقع فی الوَحَل؛ قال لبید: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْیُهُمُ، كَرَوایا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ و أَوْحَله غیرُه إِذا أَوقعَه فیه. و‌فی حدیث سُراقة: فوَحِلَ بی فَرَسی و إِننی لَفی جَلَدٍ من الأَرض‌أَی أَوقعنی فی الوَحَل؛ یرید كأَنه یسِیر بی فی طِینٍ و أَنا فی صُلْب من الأَرض. و‌فی حدیث أَسْرِ عُقْبة بن أَبی مُعَیْط: فوَحِلَ به فرسُه فی جَدَدٍ من الأَرض، و الجَدَدُ: ما استوی من الأَرض. و وَاحَلَنی فوَحَلْتُه أَحِلُه: كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل منه، و وَاحَلَه فوَحَلَه. و المَوْحِل: الموضع الذی فیه الوَحَل؛ قال المتنخل الهُذلی: فأَصْبَحَ العِینُ رُكوداً علی الأَوْشاذِ أَن یَرْسَخْنَ فی المَوْحَلِ یروی بالفتح و الكسر من المصدر و المكان، یقول: وقفتْ بقَرُ الوَحْش علی الرَّوابی مَخافة الوَحَل لكثرة الأَمطار. و أَوْحَلَ فلانٌ فلاناً شرّاً: أَثقله به. و مَوْحَل: موضع «2»؛ قال: من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَیْ مَوْحَل

ودل؛ ج11، ص: 723

: وَدَلَ السِّقاءَ وَدْلًا: مخَضه.

وذل؛ ج11، ص: 723

: الوَذِیلَةُ و الوَذِلَةُ و الوَذَلَةُ من النساء: النشیطة الرَّشیقة. ابن بُزرْج: الوَذَلَةُ الخفیفة من الناس و الإِبل و غیرها. یقال: خادِم وَذَلَةٌ. و رجل وَذَلٌ و وَذِلٌ: خفیف سریع فیما أَخَذ فیه. و الوَذِیلَةُ: المِرآة، طائیة؛ قال أَبو عمرو: قال الهذلی الوذِیلَة المِرآة فی لغتِنا، و الوَذیلَة السَّبیكة من الفِضَّة؛ عن أَبی عمرو، و الوَذِیلَةُ القطعة من الفضّة، و قیل: من الفضّة المَجْلُوَّة خاصّة، و الجمع وَذِیلٌ و وَذَائِل؛ قال ابن بری: و قول الطرِمَّاح: بِخُدودٍ كالوَذَائِلِ لم یُخْتَزَنْ عنها وَرِیُّ السَّنامِ الوَرِیُّ: السمین، و الوَذَائِل: جمع وَذِیلَة المرآة، و قیل: صَفیحة الفضة؛ و قال أَبو كبیر الهذلی: و بَیاض وَجْهٍ لم تَحُلْ أَسْرارُهُ، مِثْل الوَذِیلَة أَو كَشَنْفِ الأَنضُرِ الأَنضُر: جمع نَضْر و هو الذهب. و‌فی حدیث عمرو: قال لمعاویة ما زِلْت أَرُمُّ أَمرَك بوَذَائِلِه؛ قال: هی جمع وَذِیلَة و هی السَّبیكة من الفضة، یرید أَنه زَیَّنه و حسَّنه؛ قال الزمخشری: أَراد بالوَذَائِل جمع وَذِیلَة و هی المِرآة بلغة هذیل، مثّل بها آراءه التی كان یَراها لمعاویة و أَنها أَشباه المَرایا، یری فیها وُجوه
(1). 1 قوله" و كل قتیل" هكذا فی الأصل و المحكم، و لعله و كل قبیل. (2). قوله [و مَوْحَل موضع] كذا فی الأصل مضبوطاً
لسان العرب، ج‌11، ص: 724
صَلاح أَمره و استقامة مُلْكه أَی ما زِلت أَرُمُّ أَمرك بالآراء الصائبة و التدابیر التی یستصلح المُلْك بمثلها. و الوَذِیلَةُ: القطعة من شحم السَّنام و الأَلْیة علی التشبیه بصفیحة الفضة؛ قال: هَلْ فی دَجُوبِ الحُرَّة المَخِیطِ وَذِیلَةٌ تَشْفِی من الأَطِیطِ؟ الدَّجُوبُ: الغِرارة. و الوَذَالَةُ: ما یقطَع الجزَّار من اللحم بغیر قَسْم. یقال: لقد توَذَّلُوا منه.

ورل؛ ج11، ص: 724

: الوَرَلُ: دابَّةٌ علی خِلقة الضَّبِّ إِلّا أَنه أَعظم منه، یكون فی الرِّمال و الصَّحارِی، و الجمع أَوْرَالٌ فی العدد و وِرْلانٌ و أَرْؤُل، بالهمز؛ قال ابن بری: أَرْؤُل مقلوب من أَوْرُل، و قلبت الواو همزة لانضمامها؛ و قال إمرؤ القیس فی الجمع علی أَوْرَال: تُطْعِم فَرْخاً لها، قَرْقَمَهُ الجوعُ و الإِحْثالُ قُلوبَ خِزَّانٍ ذَوِی أَوْرَال كما تُرزَقُ العِیال «1» و قال ابن الرقاع فی الواحد: عن لِسانٍ، كجُثَّة الوَرَلِ الأَصفر، مَجَّ النَّدَی علیه العَرارُ و الأُنثی وَرْلَةٌ. قال أَبو منصور: الوَرَلُ سَبِط الخلْق طویل الذنَب كأَنَّ ذنَبه ذنبُ حیَّة، قال: و رُبَّ وَرَل «2». یَرْبو طولُه علی ذِراعین، قال: و أَما ذنب الضَّبِّ فهو عَقِد و أَطول ما یكون قدْر شِبر، و العرب تستخبِث الوَرَل و تستقذِره فلا تأْكله، و أَما الضبُّ فإِنهم یحرِصون علی صیده و أَكله، و الضبُّ أَحْرَشُ الذنب خَشِنه مُفَقَّره، و لونه إِلی الصُّحْمة و هی غُبْرة مُشْرَبة سَواداً، و إِذا سَمِن اصْفَرَّ صدره و لا یأْكل إِلَّا الجَنادِب و الدُّبَّاء و العُشْب و لا یأْكل الهوامَّ، و أَما الوَرَلُ فإِنه یأْكل العَقارب و الحیَّات و الحَرابی و الخَنافس و لحمه دِرْیاق، و النساء یتسمَّنَّ بلحمه. و أُرُلٌ: موضع یجوز أَن تكون همزته مبدلة من واو، و أَن تكون وضعاً، قال ابن سیدة: و أَن تكون وضعاً أَولی لأَنا لم نسمع وُرُلًا البتَّة.

ورنتل؛ ج11، ص: 724

: وَرَنْتَلٌ: الشرُّ و الأَمرُ العظیم، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی، قال: و إِنما قضینا علی الواو أَنها أَصل لأَنها لا تزاد أَولًا البتة، و النون ثالثة و هو موضع زیادتها، إِلَّا أَن یجی‌ء ثبت بخلاف ذلك، و قال بعض النحویین: النون فی وَرَنْتَلٍ زائدة كنون جَحَنْفَل، و لا تكون الواو هنا زائدة لأَنها أَول و الواو لا تزاد أَولًا البتة.

وسل؛ ج11، ص: 724

: الوَسِیلَةُ: المَنْزِلة عند المَلِك. و الوَسِیلة: الدَّرَجة. و الوَسِیلة: القُرْبة. و وَسَّلَ فلانٌ إِلی الله وَسِیلَةً إِذا عَمِل عملًا تقرَّب به إِلیه. و الوَاسِل: الراغِبُ إِلی الله؛ قال لبید: أَری الناسَ لا یَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم، بَلی كلُّ ذی رَأْیٍ إِلی الله وَاسِلُ و تَوَسَّلَ إِلیه بوَسِیلَةٍ إِذا تقرَّب إِلیه بعَمَل. و تَوَسَّلَ إِلیه بكذا: تقرَّب إِلیه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه علیه. و الوَسِیلَةُ: الوُصْلة و القُرْبی، و جمعها الوَسَائِل، قال الله تعالی: أُولٰئِكَ الَّذِینَ یَدْعُونَ یَبْتَغُونَ إِلیٰ رَبِّهِمُ الْوَسِیلَةَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ؛ الجوهری:
(1). قوله [تطعم فرخاً إلخ] هكذا فی الأصل بهذا الضبط و بصورة بیتین، و عبارة الأصل فی حثل: و أحثلت الصبی إذا أسأت غذاءه، ثم قال قال إمرؤ القیس: تطعم فرخاً لها ساغباً أزری به الجوع و الأحثال و فی التكملة و شرح القاموس فی ورل: أَوْرَال موضع، قال إمرؤ القیس یصف عقاباً: تخطف خزان الأنیعم بالضحی و قد جحرت منها ثعالب أَوْرَال (2). قوله [و رب وَرَل إلخ] لعله و رب ذنب وَرَلٍ إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 725
الوَسِیلَةُ ما یُتَقَرَّبُ به إِلی الغَیْر، و الجمع الوُسُلُ و الوَسَائِلُ. و التَّوْسِیلُ و التَّوَسُّلُ واحد. و‌فی حدیث الأَذان: اللهمَّ آتِ محمداً الوَسِیلَة؛ هی فی الأَصل ما یُتَوَصَّل به إِلی الشی‌ء و یُتَقَرَّب به، و المراد به فی الحدیث القُرْبُ من الله تعالی، و قیل: هی الشفاعةُ یوم القیامة، و قیل: هی منزلة من مَنازِل الجنة كما جاء فی الحدیث. و شی‌ء واسِلٌ: واجبٌ؛ قال رؤبة: و أَنت لا تَنْهَرُ حَظًّا وَاسِلا و التَّوَسُّل أَیضاً: السَّرِقة، یقال: أَخذ فلان إِبِلی تَوَسُّلًا أَی سَرقة. و مُوَیْسِلٌ: ماءٌ لِطَیّ‌ءٍ؛ قال واقِدُ بن الغِطْرِیف الطائی و كان قد مَرِضَ فَحُمِیَ الماء و اللبن: لَئنْ لَبَنُ المِعْزَی بِماءِ مُوَیْسِل بَغانِیَ داءً، إِنَّنی لَسَقیمُ

وشل؛ ج11، ص: 725

: الوَشَل، بالتحریك: الماءُ القلیل یَتَحَلَّب من جبل أَو صخْرة یقطُر منه قلیلًا قلیلًا، لا یَتَّصِلُ قطْره، و قیل: لا یكون ذلك إِلا من أَعلی الجَبل، و قیل: هو ماء یخرُج من بین الصخْر قلیلًا قلیلًا، و الجمع أَوْشَال. و وَشَل یَشِلُ وَشْلًا و وَشْلاناً: سال أَو قَطَر. و جَبَلٌ وَاشِلٌ: یقطُر منه الماء، و فی المحكم: لا یَزال یتحلَّب منه الماءُ، قد قیل: الوَشَلُ الماء الكثیر، فهو علی هذا من الأَضداد. التهذیب: ماءٌ وَاشِلٌ یَشِلُ منه وَشْلًا. أَبو عبید: الوَشَلُ ما قطَر من الماء، و قد وَشَلَ یَشِلُ. قال أَبو منصور: و رأَیت فی البادیة جبَلًا یقطُر فی لَجَفٍ منه من سَقْفه ماء فیجتَمِع فی أَسفله یقال له الوَشَل. ابن الأَعرابی عن الدُّبَیْریة: یسمی الماء الذی یقطُر من الجبل المَذْعَ و الفَزِیزَ و الوَشَلَ. و ناقة وَشُول: كثیرة اللبن یَشِلُ لبنُها من كثرته أَی یَسیل و یقطُر من الوَشَلان. و ناقة وَشُول: دائمة علی مَحْلَبها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و كذلك الوَشَل من الدمع یكون القلیلَ و الكثیرَ؛ و بالكثیر فسر بعضهم قوله: إِنَّ الذین غَدَوْا بِلُبِّك غادَرُوا وَشَلًا بِعَیْنِك ما یَزال مَعِینا و الأَوْشَالُ: میاهٌ تَسیلُ من أَعْراض الجِبال فتجتَمع ثم تُساق إِلی المَزارع؛ رواه أَبو حنیفة. و فی المثل: و هَلْ بالرِّمَالِ أَوْشَال؟ و‌فی حدیث علی، علیه السلام: رِمالٌ دَمِثَة و عُیون وَشِلَة؛ الوَشَل: الماء القلیل. و‌فی حدیث الحجاج: قال لِحَفَّار حَفَر له بئراً: أَ خَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْت؟أَی أَنْبَطْت ماءً كثیراً أَم قلیلًا. و أَوْشَلَ حظَّه: أَقَلَّه و أَخَسَّه؛ أَنشد ابن جنی لبعض الرُّجَّاز: و حُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها علی أَحاسِی الغَیْظِ و اكْتِظاظِها و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَلْقَتْ إِلیه، علی جَهْدٍ، كَلاكِلها سعدُ بن بكْر، و من عثمان مَنْ وَشَلا فسره فقال: وَشَل وُشُولًا احتاج و ضعُف و افتقَر و قَلَّ غَناؤه. ابن السكیت: سمعت أَبا عمرو یقول الوُشُول قِلَّة الغَناء و الضَّعْفُ و النُّقْصان؛ و أَنشده: إِذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ، وَشَلْتُمْ وُشُولَ یَدَ الأَجْذم و یقال: وَشَل فلان إِلی فلان إِذا ضَرَع إِلیه، فهو وَاشِلٌ إِلیه. و رأْیٌ وَاشِلٌ، و رجل وَاشِلُ الرأْیِ: ضعیفُه. و فلان واشِلُ الحظِّ أَی ناقصُه لا جِدَّ له.
لسان العرب، ج‌11، ص: 726
و أَوْشَلْت حظَّ فلان أَی أَقْلَلْته. و الوُشُولُ: قِلَّة الغَناء و الضَّعْفُ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی صُحَار یمدح عُبید الله بن العباس: وَدَّعَ منها ابن عباس، و شَیَّعَه مَجْدٌ یُصاحِبُه، إِنْ سارَ أَو نزَلا أَلْقَتِ إِلیه، علی جَهْدٍ، كَلاكِلَها سَعْدُ بن بكر، و مِنْ عثمان مَنْ وَشَلا أَی احتاج. و الوَشَل: موضع؛ قال أَبو القَمْقام الأَسَدی: إِقْرَأْ علی الوَشَلِ السَّلامَ، و قُلْ لَهُ: كلُّ المَشارِبِ، مُذْ هُجِرْتَ، ذَمِیمُ و قیل: هو اسم جبل عظیم بناحیة تهامة و فیه مِیاهٌ عَذْبة. و جاء القومُ أَوْشَالًا أَی یَتْبع بعضُهم بعضاً. و المَواشِلُ: معروفة «3» من الیمامة؛ قال ابن درید: لا أَدری ما حقیقته.

وصل؛ ج11، ص: 726

: وَصَلْت الشی‌ء وَصْلًا وَ صِلَةً، و الوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران. ابن سیدة: الوَصْل خلاف الفَصْل. وَصَلَ الشی‌ءَ بالشی‌ء یَصِلُه وَصْلًا وَ صِلَةً و صُلَةً؛ الأَخیرة عن ابن جنی، قال: لا أَدری أَ مُطَّرِدٌ هو أَم غیر مطَّرد، قال: و أَظنه مُطَّرِداً كأَنهم یجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف إِنما هی الفاء التی هی الواو، و قال أَبو علی: الضمَّة فی الصُّلَة ضمة الواو المحذوفة من الوُصْلة، و الحذف و النقل فی الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو فی یَجُدُ، و وَصَّلَهُ كلاهما: لأَمَهُ. و فی التنزیل العزیز: وَ لَقَدْ وَصَّلْنٰا لَهُمُ الْقَوْلَ، أَی وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبیاء و أَقاصِیصَ من مَضَی بعضها ببعض، لعلهم یَعْتَبرون. و اتَّصَلَ الشی‌ءُ بالشی‌ء: لم ینقطع؛ و قوله أَنشده ابن جنی: قامَ بها یُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ، و ایْتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ إِنما أَراد اتَّصَلَتْ، فأَبدل من التاء الأُولی یاء كراهة للتشدید؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: سُحَیْراً، و أَعْناقُ المَطِیِّ كأَنَّها مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَصْلُ معناه: أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل، و ذلك أَن ینقطِع الثَّغَب فلا یَجْری و لا یَتَّصِل، و الثَّغَبُ: مَسِیلٌ دَقیقٌ، شَبَّه الإِبِل فی مَدِّها أَعناقها إِذا جَهَدَها السیر بالثَّغَب الذی یَخُدُّه السَّیْلُ فی الوادی. و وَصَلَ الشی‌ءُ إِلی الشی‌ء وُصُولًا و تَوَصَّلَ إِلیه: انتهی إِلیه و بَلَغه؛ قال أَبو ذؤیب: تَوَصَّلُ بالرُّكْبان حیناً، و تُؤْلِفُ الجِوارَ، و یُغْشِیها الأَمانَ رِبابُها و وَصَّلَه إِلیه و أَوْصَلَه: أَنهاهُ إِلیه و أَبْلَغَهُ إِیاه. و‌فی حدیث النعمان بن مُقَرِّن: أَنه لما حمَل علی العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَیْه حتی ضرَب فی القوم‌أَی لم نَتَّصِل به و لم نَقْرُب منه حتی حمَل علیهم من السُّرْعة. و‌فی الحدیث: رأَیت سَبَباً وَاصِلًا من السماء إِلی الأَرض‌أَی مَوْصولًا، فاعل بمعنی مفعول ك مٰاءٍ دٰافِقٍ؛ قال ابن الأَثیر: كذا شرح، قال: و لو جعل علی بابه لم یَبْعُد. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: صِلُوا السیوفَ بالخُطی و الرِّماحَ بالنَّبْل؛ قال ابن الأَثیر: أَی إِذا قَصُرت السیوف عن الضَّریبة فتقدَّموا تَلْحَقوا و إِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم بالنَّبْل؛ قال: و من أَحسن و أَبلغ ما قیل فی هذا المعنی قول زهیر:
(3). قوله [و المَوَاشِل معروفة] عبارة المحكم: و المَوَاشِل مواضع معروفة
لسان العرب، ج‌11، ص: 727
یَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا، حتی إِذا طَعَنُوا ضَارَبَهُمْ، فإِذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقا و‌فی الحدیث: كان اسمُ نَبْلِه، علیه السلام، المُوتَصِلَة؛ سمیت بها تفاؤلًا بوُصولها إِلی العدوِّ، و المُوتَصِلَة لغة قریش فإِنها لا تُدْغم هذه الواو و أَشباهها فی التاء، فتقول مُوتَصِلٌ و مُوتَفِق و مُوتَعِد و نحو ذلك، و غیرهم یُدْغم فیقول مُتَّصِل و مُتَّفِق و مُتَّعِد. و أَوْصَلَه غیرُه و وَصَلَ: بمعنی اتَّصَل أَی دَعا دعْوی الجاهلیة، و هو أَن یقول: یا لَ فلان و فی التنزیل العزیز: إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلیٰ قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثٰاقٌ؛ أَی یَتَّصِلون؛ المعنی اقتُلوهم و لا تَتَّخِذوا منهم أَولیاء إِلَّا مَنِ اتَّصَل ب قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثٰاقٌ و اعْتَزَوْا إِلیهم. و اتَّصَلَ الرجلُ: انتسَب و هو من ذلك؛ قال الأَعشی: إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ، و بَكْرٌ سَبَتْها، و الأُنُوفُ رَواغِمُ «1». أَی إِذا انتَسَبَتْ. و قال ابن الأَعرابی فی قوله: إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلیٰ قَوْمٍ؛ أَی یَنتَسِبون. قال الأَزهری: و الاتِّصَال أَیضاً الاعْتزاءُ المنهیّ عنه إِذا قال یا لَ بنی فلان ابن السكیت: الاتِّصال أَن یقول یا لَفُلان، و الاعتزاءُ أَن یقول أَنا ابنُ فلان. و قال أَبو عمرو: الاتِّصَالُ دُعاء الرجل رَهْطه دِنْیاً، و الاعْتزاءُ عند شی‌ء یعجبُه فیقول أَنا ابن فلان. و‌فی الحدیث: مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه‌أَی مَنِ ادَّعی دَعْوی الجاهلیة، و هی قولهم یا لَ فلان، فأَعِضُّوه أَی قولوا له اعْضَضْ أَیْرَ أَبیك. یقال: وَصَلَ إِلیه و اتَّصَلَ إِذا انتَمی. و‌فی حدیث أُبَیٍّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَلَ.و الوَاصِلَة من النساء: التی تَصِل شعَرَها بشعَر غیرها، و المُسْتَوْصِلَة: الطالِبة لذلك و هی التی یُفْعَل بها ذلك. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لعَنَ الوَاصِلَةَ و المُسْتَوْصِلَة؛ قال أَبو عبید: هذا فی الشعَر و ذلك أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً. و‌روی فی حدیث آخر: أَیُّما امرأَةٍ وَصَلَتْ شعَرها بشعر آخر كان زُوراً، قال: و قد رَخَّصَت الفقهاء فی القَرامِل و كلِّ شی‌ء وُصِلَ به الشعر، و ما لم یكن الوَصْل «2» شعراً فلا بأْس به. و‌روی عن عائشة أَنها قالت: لیست الوَاصِلَةُ بالتی تَعْنون، و لا بأْسَ أَنْ تَعْرَی المرأَةُ عن الشعَر فتَصِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد، و إِنما الوَاصِلَة التی تكون بغیّاً فی شَبیبَتِها، فإِذا أَسَنَّتْ وَصَلَتْها بالقِیادة؛ قال ابن الأَثیر: قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له: ما سمعت بأَعْجَب من ذلك. و وَصَلَه وَصْلًا و صِلَة و وَاصَلَهُ مُوَاصَلَةً و وِصَالًا كلاهما یكون فی عَفاف الحبّ و دَعارَتِه، و كذلك وَصَلَ حَبْله وَصْلًا و صِلةً؛ قال أَبو ذؤیب: فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها، و إِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل و وَاصَلَ حَبْله: كوَصَلَه. و الوُصْلَة: الاتِّصال. و الوُصْلَة: ما اتَّصل بالشی‌ء. قال اللیث: كلُّ شی‌ء اتَّصَل بشی‌ء فما بینهما وُصْلة، و الجمع وُصَل. و یقال: وَصَلَ فلان رَحِمَه یَصِلُها صِلَةً. و بینهما وُصْلَة أَی اتِّصال و ذَرِیعة. و وَصَلَ كتابُه إِلیّ و بِرُّه یَصِلُ وُصولًا، و هذا غیر واقع. و وَصَّلَه تَوْصِیلًا إِذا أَكثر من الوَصْل، و وَاصَلَه مُوَاصَلَةً و وِصَالًا، و منه المُوَاصَلةُ بالصوم و غیره. و وَاصَلْت الصِّیام وِصَالًا إِذا لم تُفْطِر أَیاماً تِباعاً؛ و قد نهی
(1). قوله [قالت لبكر] فی المحكم و التهذیب: قالت أَ بكر إلخ (2). قوله [و ما لم یكن الوَصْل] أی الموصول به شعراً إلخ
لسان العرب، ج‌11، ص: 728
النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الوِصَال فی الصوم و هو أَن لا یُفْطِر یومین أَو أَیاماً، و فیه النهی عن المُوَاصَلَة فی الصَّلاة، و‌قال: إِنَّ امْرَأً وَاصَلَ فی الصلاة خرج منها صِفْراً؛ قال عبد الله بن أَحمد بن حنبل: ما كُنَّا نَدْری ما المُوَاصَلَة فی الصلاة حتی قَدِم علینا الشافعیُّ، فمضی إِلیه أَبی فسأَله عن أَشیاء و كان فیما سأَله عن المُوَاصَلَة فی الصلاة، فقال الشافعی: هی فی مواضع: منها أَن یقول الإِمامُ وَ لَا الضّٰالِّینَ فیقول مَن خلفه آمین معاً أَی یقولها بعد أَن یسكُت الإِمام، و منها أَن یَصِل القراءة بالتكبیر، و منها السلامُ علیكم و رحمةُ الله فیَصِلها بالتسلیمة الثانیة، الأُولی فرض و الثانیة سُنَّة فلا یُجْمَع بینهما، و منها إِذا كبَّر الإِمام فلا یُكَبِّر معه حتی یسبقه و لو بواو. و تَوَصَّلْت إِلی فلان بوُصْلة و سبب توَصُّلًا إِذا تسبَّبت إِلیه بحُرْمة. و تَوَصَّلَ إِلیه أَی تلطَّف فی الوُصول إِلیه. و‌فی حدیث عُتْبة و المقدام: أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بالمشركین حتی خَرجا إِلی عُبیدة بن الحرث‌أَی أَرَیاهم أَنهما مَعَهم حتی خرجا إِلی المسلمین، و تَوَصَّلَا بمعنی توسَّلا و تقرَّبَا. و الوَصْل: ضد الهجران. و التَّوَاصُل: ضد التَّصارُم. و‌فی الحدیث: مَن أَراد أَن یَطول عُمْره فَلْیَصِلْ رَحِمَه، تكرّر فی الحدیث ذكر صِلَة الرَّحِم؛ قال ابن الأَثیر: و هی كِنایة عن الإِحسان إِلی الأَقرَبین من ذوی النسَب و الأَصْهار و العَطف علیهم و الرِّفْق بهم و الرِّعایة لأَحْوالهم، و كذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا، و قَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه. یقال: وَصَلَ رَحِمَه یَصِلُها وَصْلًا و صِلَةً، و الهاء فیها عِوَض من الواو المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِلیهم قد وَصَلَ ما بینه و بینهم من عَلاقة القَرابة و الصِّهْر. و‌فی حدیث جابرٍ: إِنه اشتری مِنِّی بَعیراً و أَعطانی وَصْلًا من ذهَب‌أَی صِلةً و هِبةً، كأَنه ما یَتَّصِل به أَو یَتَوَصَّل فی مَعاشه. و وَصَلَه إِذا أَعطاه مالًا. و الصِّلَة: الجائزة و العطیَّة. و الوَصْل: وَصْل الثوب و الخُفّ. و یقال: هذا وَصْل هذا أَی مثله. و المَوْصِل: ما یُوصَل من الحبل. ابن سیدة: و المَوْصِل مَعْقِد الحبْل فی الحَبْل. و یقال للرجُلین یُذكران بِفِعال و قد مات أَحدهما: فَعَل كذا و لا یُوصَلُ حَیٌّ بمیت، و لیس له بِوَصِیل أَی لا یَتْبَعُه؛ قال الغَنَوِی: كمَلْقَی عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ، و لسْتَ لِمَیْتٍ هالك بِوَصِیلِ و یروی: و لیس لِحَیٍّ هالِك بِوَصِیل و هو معنی قول المتنَخِّل الهذلی: لیسَ لِمَیْتٍ بِوَصِیلٍ، و قد عُلِّقَ فیه طَرَفُ المَوْصِلِ دُعاء لرجل أَی لا وُصِلَ هذا الحیّ بهذا المَیت أَی لا ماتَ معه و لا وُصِل بالمیت، ثم قال: و قد عُلِّقَ فیه طَرَفٌ من الموت أَی سیَمُوت و یَتَّصِل به، قال: هذا قول ابن السكیت، قال ابن سیدة: و المعنی فیه عندی علی غیر الدُّعاء إِنما یُرید: لیس هو ما دام حَیًّا بِوَصِیلٍ للمیت علی أَنه قد عُلِّق فیه طَرَفَ المَوْصِل أَی أَنه سیَمُوت لا محالة فیَتَّصِل به و إِن كان الآن حَیًّا، و قال الباهلی: یقول بان المیت فلا یُوَاصِلُهُ الحیُّ، و قد عُلِّق فی الحی السَّبَب الذی یُوَصِّله إِلی ما وَصَل إِلیه المیت؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلی اللهِ، و مَن یُلْفَ وَاصِلًا فهو مُودِی
لسان العرب، ج‌11، ص: 729
قال أَبو العباس: یعنی لَوْح المَقابر یُنْقر و یُتْرَك فیه موضع للمیت «1» بَیاضاً، فإِذا مات الإِنسانُ وُصِلَ ذلك الموضع باسمه. و الأَوْصَال: المَفاصِل. و‌فی صِفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان فَعْمَ الأَوْصالِ‌أَی ممْتَلئَ الأَعضاء، الواحدُ وِصْل. و المَوْصِل: المَفْصِل. و مَوْصِل البعیر: ما بین العَجُز و الفَخِذ؛ قال أَبو النجم: تری یَبِیسَ الماءِ دون المَوْصِلِ منه بِعجْزٍ، كصَفاةِ الجَیْحَلِ الجَیْحَل: الصُّلْب الضَّخْم. و الوِصْلانِ: العَجُز و الفَخِذ، و قیل: طَبَق الظهر. و الوِصْل و الوُصْل: كلُّ عظم علی حِدَة لا یكسَر و لا یُخْلط بغیره و لا یُوصَل به غیره، و هو الكِسْرُ [الكَسْرُ و الجِدْلُ [الجَدْلُ، بالدال، و الجمع أَوْصَال و جُدُول، و قیل: الأَوْصَال مجتَمَع العظام، و كلّه من الوَصْل. و یقال: هذا رجل وَصِیلُ هذا أَی مثله. و الوَصِیل: بُرود الیمن، الواحدة وَصِیلَة. و‌فی الحدیث: أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً تُبَّعٌ، كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصَائِل‌أَی حِبَر الیَمَن. و‌فی حدیث عمرو: قال لمعاویة ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله و أَصِلُهُ بوَصَائِلِه؛ القتیبی: الوَصَائِل ثیاب یمانیة، و قیل: ثیاب حُمْر مُخَطَّطة یمانیة، ضَرَبَ هذا مثلًا لإِحكامه إِیاه، و یجوز أَن یكون أَراد بالوَصَائِل الصِّلاب، و الوَذِیلة قطعة من الفضة، و یقال للمِرآة الوَذیلةُ و العِنَاسُ و المَذِیَّةُ؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالوَصَائَل ما یُوصَل به الشی‌ء، یقول: ما زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما یَجِب أَن یُوصَل به من الأُمور التی لا غِنَی به عنها، أَو أَراد أَنه زَیَّن أَمْرَه و حَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل. و قوله عز و جل: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لٰا سٰائِبَةٍ وَ لٰا وَصِیلَةٍ؛قال المفسرون: الوَصِیلةُ كانت فی الشاء خاصة، كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ أُنثی فهی لهم، و إِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم، فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً و أُنثی قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم یَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم.و الوَصِیلَة التی كانت فی الجاهلیة: الناقةُ التی وَصَلَتْ بین عشرة أَبْطُن و هی من الشاء التی وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَیْن عَناقَیْن، فإِن وَلَدَت فی السابع عَناقاً قیل وَصَلَتْ أَخاها فلا یشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلَّا الرِّجال دون النساء و تَجْری مَجْرَی السائبة. و قال أَبو عرفة و غیره: الوَصِیلَة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا، فإِن كان السابعُ ذكَراً ذُبِحَ و أَكَل منه الرجال و النساء، و إِن كانت أُنثی تُرِكتْ فی الغنم، و إِن كانت أُنثی و ذكَراً قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم یُذْبَح و كان لَحْمُها «2» حَراماً علی النساء؛ و فی الصحاح: الوَصِیلَةُ التی كانت فی الجاهلیة هی الشاة تَلِدُ سبعة أَبْطُن عَناقَیْن عَناقَیْن، فإِن وَلَدَتْ فی الثامنة جَدْیاً و عَناقاً قالوا وَصَلَتْ أَخاها، فلا یذبَحُون أَخاها من أَجلها و لا یشرَب لبَنها النساء و كان للرجال، و جَرَتْ مَجْرَی السائبة. و روی عن الشافعی قال: الوَصِیلَة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن، فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التی وَقَّتوا لها قیل وَصَلتْ أَخاها، و زاد بعضهم: تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة عَناقَیْن عَناقَیْن فی بَطْن فیقال: هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذی بطن بأَخٍ له معه، و زاد بعضهم فقال: قد یَصِلونها فی ثلاثة أَبْطُن و یُوصِلونها فی خمسة و فی
(1). قوله [موضع للمیت] لعله موضع لاسم المیت (2). قوله [و كان لحمها] فی نسخة لبنها
لسان العرب، ج‌11، ص: 730
سبعة. و الوَصِیلةُ: الأَرض الواسعة البعیدة كأَنها وُصِلَتْ بأُخْری، و یقال: قطعنا وَصِیلَة بعیدة. و‌روی عن ابن مسعود أَنه قال: إِذا كنت فی الوَصِیلَة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها، قال: لم یُرِد بالوَصِیلَة هاهنا الأَرض البعیدة و لكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخری ذاتِ كَلإٍ؛ قال: و فی الأُولی یقول لبید: و لقد قَطَعْت وَصِیلةً مَجْرُودةً، یَبْكی الصَّدَی فیها لِشَجْوِ البُومِ و الوَصِیلة: العِمَارة و الخِصْب، سمِّیت بذلك «1» واحدتها وَصِیلَة. و حَرْفُ الوَصْل: هو الذی بعد الرَّوِیِّ، و هو علی ضربین: أَحدهما ما كان بعده خروج كقوله: عفَتِ الدِّیارُ مَحَلُّها فَمُقامُها و الثانی أَن لا یكون بعده خروجٌ كقوله: أَلا طالَ هذا اللیلُ و ازْوَرَّ جانِبُهْ، و أَرَّقَنی أَن لا حَلیلٌ أُلاعِبُهْ قال الأَخفش: یلزم بعد الرَّوِیِّ الوَصْل و لا یكون إِلا یاءً أَو واواً أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة فی الشعر المُطْلَق، قال: و یكون الوَصْل أَیضاً هاءً و ذلك هاءُ التأْنیث التی فی حَمْزة و نحوها، و هاءُ الإِضْمار للمُذكَّر و المؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه و غُلامِها، و الهاء التی تُبَیَّن بها الحركة نحو عَلَیَّهْ و عَمَّهْ و اقْضِهِ و ادْعُهُ، یرید عَلَیَّ و عَمَّ و اقضِ و ادعُ، فأُدخلت الهاء لتُبَیَّن بها حركة الحروف؛ قال ابن جنی: فقول الأَخفش یلزم بعد الرَّوِیِّ الوَصْل، لا یرید به أَنه لا بُدَّ مع كل رَویّ أَن یَتْبَعه الوَصْل، أَ لا تری أَن قول العجاج: قد جَبَر الدِّینَ الإِلَهُ فجَبَرْ لا وَصْل معه؛ و أَن قول الآخر: یا صاحِبَیَّ فَدَتْ نفْسی نُفوسَكما، و حیْثُما كُنْتُما لاقَیْتُما رَشَدَا إِنما فیه وَصْل لا غیر، و لكن الأَخفش إِنما یرید أَنه مما یجوز أَن یأْتی بعد الرَّوِیِّ، فإِذا أَتَی لَزِم فلم یكن منه بُدٌّ، فأَجْمَل القَوْلَ و هو یعتقد تفصِیله، و جمعه ابن جنی علی وُصُول، و قیاسُه أَن لا یُجْمَع. و الصِّلَةُ: كالوَصْل الذی هو الحرف الذی بعد الرَّوِیّ و قد وَصَل به. و لیلة الوَصْل: آخر لیلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَر. و المَوْصِل: أَرض بین العِراق و الجزیرة؛ و فی التهذیب: و مَوْصِل كُورة معروفة؛ و قول الشاعر: و بَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا، و العِراقُ لنا، و المَوْصِلانِ، و مِنَّا المِصْرُ و الحَرَمُ یرید المَوْصِل و الجزیرة. و المَوْصولُ: دابَّة علی شكل الدَّبْرِ أَسْوَد و أَحْمَر تَلْسَع الناسَ. و المَوْصُول من الدوابّ: الذی لم یَنْزُ علی أُمِّه غیرُ أَبیه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: هذا فَصِیلٌ لیس بالمَوْصُولِ، لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِیلِ و وَاصِل: اسم رجل، و الجمع أَوَاصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع الواوین. و مَوْصُول: اسم رجل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ غَرَّكَ، یا مَوْصُولُ، منها ثُمالةٌ، و بَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِیفِ تُؤانُ؟ أَراد تُؤام فأَبدل.
(1). قوله [سمیت بذلك إلخ] عبارة المحكم: سمیت بذلك لاتصالها و اتصال الناس فیها، و الوَصَائِلُ ثیاب یمانیة مخططة بیض و حمر علی التشبیه بذلك، واحدتها وَصِیلَة
لسان العرب، ج‌11، ص: 731
و الیَأْصُول: الأَصْلُ؛ قال أَبو وجزة: یَهُزُّ رَوْقَیْ رِمالیٍّ كأَنَّهما عُودَا مَدَاوِسَ یَأْصولٌ و یأْصولُ یرید أَصْلٌ و أَصْلٌ.

وعل؛ ج11، ص: 731

: الوَعْلُ و الوَعِلُ: الأُرْوِیُّ. قال ابن سیدة: الوَعِل و الوُعِلُ جمیعاً تَیْس الجبل؛ الأَخیرة نادرة، و فیه من اللغات ما یَطَّرِد فی هذا النَّحْوِ. قال اللیث: و لغة العرب وُعِلٌ، بضم الواو و كسر العین، من غیر أَن یكون ذلك مطَّرِداً لأَنه لم یجئ فی كلامهم فُعِلٌ اسماً إِلَّا دُئلٌ، و هو شاذ؛ قال الأَزهری: و أَما الوُعِلُ فما سمعته لغیر اللیث، و الجمع أَوْعَالٌ و وُعُولٌ و وُعُلٌ و وَعِلَةٌ؛ الأَخیرة اسم للجمع، و الأُنثی وَعِلَة بلفظ الجمع، و مَوْعَلَةٌ اسم جمع، و نظیره مفْدَرةٌ، و هی الوُعُولُ أَیضاً. و الأَوْعَالُ و الوُعُول: الأَشرافُ و الرؤُوس یشبَّهون بالأَوْعَال التی لا تُری إِلا فی رؤوس الجبال. و‌فی الحدیث: لا تَقومُ الساعةُ حتی تَهْلِك الأَوْعَال، یعنی الأَشراف. و یقال لأَشراف الناس الوُعُول، و لأَراذِلِهم التُّحُوت. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لا تَقوم الساعة حتی تَعْلُوَ التُّحُوتُ و تَهْلِك الوُعُول، و روی مرفوعاً مثله؛ قال الجوهری: أَی یَغْلب الضُّعَفاءُ من الناس أَقْوِیاءَهم. و قد اسْتَوْعَلَتِ الأَوْعال إِذا ذهبَتْ فی قُلَلِ الجبال؛ قال ذو الرمة: و لو كَلَّمَتْ مُسْتَوْعِلًا فی عَمَایةٍ، تَصَبَّاهُ من أَعْلَی عَمَایةَ قِیلُها یعنی وَعِلًا مُسْتَوْعِلًا فی قُلَّة عَمَایةَ، و هو جبَل. و‌فی الحدیث فی تفسیر قولهِ: وَ یَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ یَوْمَئِذٍ ثَمٰانِیَةٌ، قیل: ثمانیةُ أَوْعَالٍ‌أَی ملائكة علی صورة الأَوْعالِ. و‌فی حدیث ابن عباس: فی الوَعِل شاةٌ‌یعنی إِذا قَتله المُحْرِم. و ما لی عنه وَعْلٌ و وَعْیٌ أَی ما لی منه بُدٌّ. و قال الفراء: ما لی عنه وَغْلٌ، بالغین معجمةً، أَی لَجَأٌ. و الوَعْلُ، خفیف: بمنزلة بُدّ. و همْ علینا وَعْلٌ واحد، بالتسكین، أَی ضِلَع واحد أَی مجتمِعون علینا بالعداوة. و الوَعْلُ: المَلْجَأُ، و اسْتَوْعَلَ إِلیه. یقال: ما وَجد وَعْلًا و لا وَغْلًا یَلْجَأُ إِلیه أَی مَوْئلًا یَئِل إِلیه؛ قال ذو الرمة: حتی إِذا لم یَجِدْ وَعْلًا و نَجْنَجَها، مَخافةَ الرَّمْیِ، حتی كُلُّها هِیمُ و قال الخلیل: معناه لم یَجِدْ بُدًّا، و أَنشد الفراء هذا البیت بالغین المعجمة؛ قال ابن بری: الضمیر فی قوله‌حتی إِذا لم یَجِدْ وَعْلًا … یعود علی عَیْرٍ تقدم ذكره؛ و مثله للقُلاخ: إِنی إِذا ما الأَمْرُ كان مَعْلا، و لم أَجِدْ من دُونِ شَرٍّ وَعْلا و تَوَعَّلْت الجبل: عَلَوْته مثل تَوَقَّلْت. و ذُو أَوْعَالٍ و ذات أَوْعَالٍ، كلاهما: موضع، و قیل: هی هَضْبةٌ. و أُمُّ أَوْعَال: موضع؛ قال العجاج: و أُمُّ أَوْعَالٍ كَهَا أَو أَقْرَبَا، ذاتَ الیَمِینِ، غیر ما إِنْ یَنْكَبَا سمیت بذلك لاجتماع الوُعُول إِلیها. و الوَعْلَةُ: الموضع المَنِیعُ من الجبل، و قیل: صخْرةٌ مُشْرِفةٌ علی الجبل، و قیل: الصَّخْرة المشرِفة من الجبل. و یقال لعُرْوة القمیص الوَعْلَةُ، و لِزِرِّه الزِّیرُ. و وَعْلَةُ القَدَح: عُرْوَتُه التی یُعَلَّق بها، و كذلك الإِبْریق. و وَعْلَةُ: اسم شاعر من جَرْم؛ قال ابن
لسان العرب، ج‌11، ص: 732
سیدة: و وَعْلَة اسم رجل سمِّی بأَحد هذه الأَشیاء. و وَعْلٌ: شعبانُ. و وَعِلٌ: شَوّالٌ، و قیل: وَعِلٌ شعبان، و جمع ذلك كله أَوْعَال و وِعْلانٌ. و وُعَیْلَة: اسم ماء؛ قال الراعی: تَرَوَّح و اسْتَنْعَی به من وُعَیْلةٍ مَوارِدُ منها مُسْتَقیمٌ و جائرُ و وُعالٌ: اسم جبل؛ قال الأَخطل: لِمَنِ الدِّیارُ بِحائلٍ فَوُعَالِ دَرَسَتْ، و غَیَّرها سنُون خَوَالی؟ و قال النابغة: أَ مِنْ ظَلَّامةَ الدِّمَنُ البَوَالی، بمُرْفَضِّ الحُبَیِّ، إِلی وُعَالِ؟ الحُبَیُّ: اسم موضع، و یروی الحَنیّ، بالنون، و كلاهما مَسْموع.

وغل؛ ج11، ص: 732

: الوَغْلُ من الرجال: النَّذْل و الضعیف الساقط المقصِّر فی الأَشیاء، و الجمع أَوْغَال؛ و أَنشد: و حاجِبٍ كَرْدَسَه فی الحَبْلِ مِنَّا غُلامٌ كان غیرَ وَغْلِ، حتی افتدی مِنَّا بمالٍ جِبْلِ و الوَغْل و الوَغِل: المدَّعی نسَباً لیس منه، و الجمع أَوْغَالٌ. و الوَغْلُ و الوَغِلُ: السَّیِّ‌ءُ الغِذاء، و حكی سیبویه وَغِل علی المضارعة. و الوَغْل و الواغِلُ؛ الأُولی عن كراع: الذی یدخُل علی القوم فی طعامهم و شرابهم من غیر أَن یَدْعُوه إِلیه أَو یُنْفِق معهم مثل ما أَنفَقُوا؛ قال الشاعر: فمَتی وَاغِلٌ یَنُبْهُمْ یُحَیُّوهُ، و تُعْطَفْ علیه كأْسُ الساقی و یروی: و تَعْطِفْ علیه كفُّ الساقی؛ و قال إمرؤ القیس: فالیومَ أُسقَی غیرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْماً من الله، و لا وَاغِلِ و قیل: الوَاغِلُ الداخِل علی القوم فی شَرابهم، و قیل: هو الداخِل علیهم فی طعامهم، و قال یعقوب: الوَاغِلُ فی الشراب كالوارِش فی الطعام؛ و قد وَغَلَ یَغِلُ وَغَلاناً و وَغْلًا إِذا دخل علی القوم فی شَرابهم فشَرِب معهم من غیر أَن یُدْعی إِلیه، و اسم ذلك الشراب الوَغْلُ؛ قال عمرو بن قَمِیئة: إِن أَكُ مِسْكِیراً فلا أَشرَب الوَغْلَ، و لا یَسلَمُ مِنِّی البَعیر و شُربٌ واغِلٌ علی النسَب؛ قال الجعدی: فشَرِبْنا غیر شُرْبٍ وَاغِلٍ، و عَلَلْنا عَلَلًا بعد نَهَلْ و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: المتَعَلّق بها كالواغِل المُدَفَّع؛ الواغِلُ الذی یَهْجُم علی الشُّرَّاب لیشرب معهم و لیس منهم فلا یَزال مُدَفَّعاً بینهم. و‌فی حدیث المقداد: فلمّا أَن وَغَلَتْ فی بَطنی‌أَی دَخَلتْ. و وَغَلَ فی الشی‌ء وُغولًا: دخل فیه و تواری به، و قد خُصَّ ذلك بالشجَر فقیل: وَغَل الرجل یَغِل وُغولًا و وَغْلًا أَی دخل فی الشجر و تَواری فیه. و وَغَلَ: ذهَب و أَبعَد؛ قال الراعی: قالت سُلَیمی: أَ تَنْوی الیومَ أَمْ تَغِلُ؟ و قد یُنَسِّیكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ و كذلك أَوْغَلَ فی البلاد و نحوها. و تَوَغَّلَ فی الأَرض: ذهَب فأَبعَد فیها، و كذلك أَوْغَلَ فی العِلْم. و‌فی الحدیث: إِن هذا الدین مَتِینٌ فأَوْغِلْ فیه بِرِفقٍ؛
لسان العرب، ج‌11، ص: 733
یُرید سِرْ فیه برِفق و ابلُغِ الغایة القُصْوی منه بالرِّفق، لا علی سبیل التهافُتِ و الخُرْق، و لا تحمِل علی نفسك و تكلِّفها ما لا تُطیقه فتَعجِزَ و تَترُك الدین و العَمل. و‌فی حدیث عِكْرمة: مَن لم یغتسِل یوم الجمعة فَلْیَسْتَوْغِل‌أَی فَلیغْسِل مَغابِنَه و مَعاطِفَ جسده، و هو اسْتِفْعال من الوُغُول الدُّخول، و كلُّ داخِل فهو واغِل؛ و كلُّ داخِل فی شی‌ء دُخولَ مستعجِلٍ فقد أَوْغَلَ فیه. قال أَبو زید: غَلَّ فی البلاد و أَوْغَلَ بمعنی واحد إِذا ذهب فیها. أَوْغَلَ القومُ و تَوَغَّلوا إِذا أَمْعَنوا فی السّیر. و الوُغُول: الدخول فی الشی‌ء. و الإِیغالُ: السَّیر السریعُ، و قیل: الشدید و الإِمْعانُ فی السیر؛ قال الأَعشی: مَرِحَتْ حُرَّة، كقَنْطَرَةِ الرُّومِیِّ، تَفْرِی الهَجِیر بالإِرْقال تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب، وخداً، بِنَواجٍ سَرِیعةِ الإِیغال و أَوْغَلَ القوم إِذا أَمْعَنوا فی سَیرِهم داخِلین بین ظَهْرانی الجِبال أَو فی أَرض العدُوِّ، و كذلك تَوَغَّلوا و تغَلْغَلوا، و أَما الوُغول فإِنه الدُّخول فی الشی‌ء و إِن لم یُبعَد فیه، و أَوْغَلَتْه الحاجةُ؛ قال المتنخل الهذلی: حتی یَجِی‌ء و جُنْحُ اللیل یُوغِلُه، و الشَّوْكُ فی وَضَحِ الرِّجْلین مَركوزُ و ما لكَ عن ذلك وَغْلٌ أَی بُدٌّ، و قیل أَی مَلجَأٌ، و المعروف وَعْلٌ، و قد تقدم، و زعم یعقوب أَن غَیْنه بدَل من عین وَعْل، و زعم الأَصمعی أَن الوَاغِل الذی هو الداخِلُ علی القوم فی شَرابهم و لم یُدْعَ إِنما اشتقَّ من هذا أَی لیس له مكان یلجَأُ إِلیه؛ قال ابن سیدة: فإِن كان هذا فخَلیقٌ أَن لا یكون بدَلًا لأَنَّ المُبْدل لا یبلغ من القوة أَن یصرَّف هذا التصریف. و الوَغْلُ: الشجر الملتفُّ؛ أَنشد أَبو حنیفة: فلمَّا رأَی أَنْ لیس دون سَوادِها ضَراءٌ، و لا وَغْلٌ من الحَرَجات و اسْتَوْغَلَ الرجلُ: غَسَل مَغابِنَه و بَواطِن أَعضائه، و الله أَعلم.

وفل؛ ج11، ص: 733

: الوَفْلُ: الشی‌ء القلیل.

وقل؛ ج11، ص: 733

: وَقَلَ فی الجبل، بالفتح، یَقِلُ وَقْلًا و وُقولًا و تَوَقَّلَ تَوَقُّلًا: صَعَّد فیه، و فرسٌ وَقِلٌ و وَقُلٌ و وَقَلٌ، و كذلك الوَعِل؛ قال ابن مُقْبِل: عَوْداً أَحَمَّ القَرا إِزْمَوْلةً وَقَلا، یأْتی تُراثَ أَبیه یَتْبَعُ القَذفا و الواقِلُ: الصاعِدُ بین حُزونةِ الجبال، و كلُّ صاعِدٍ فی شی‌ء مُتَوَقِّلٌ. وَقَلَ یَقِلُ وَقْلًا: رَفَع رِجلًا و أَثبَت أُخری؛ قال الأَعشی: و هِقْلٌ یَقِلُ المَشْیَ معَ الرَّبْداءِ و الرَّأْلِ و قال أَبو حنیفة: الوَقَلُ الكَرَبُ الذی لم یُسْتَقص، فبقیتْ أُصوله بارِزة فی الجِذْع، فأَمكن المُرْتَقِیَ أَن یَرْتَقِیَ فیها، و كلُّه من التَّوَقُّل الذی هو الصُّعود. و فی المثل: أَوْقَلُ من غُفْرٍ، و هو وَلد الأُروِیَّة. و فرس وَقِلٌ، بالكسر، إِذا أَحسن الدخول بین الجبال. و‌فی حدیث أُم زرع: لیس بِلَبِدٍ فیُتَوَقَّل؛ التَّوَقُّل: الإِسراعُ فی الصُّعود. و‌فی حدیث ظَبیان: فتَوَقَّلَتْ بنا القِلاص.و‌فی حدیث عمر: لمَّا كان یومُ أُحُد كنت أَتَوَقَّلُ كما تَتَوَقَّلُ الأُرْوِیَّةُ‌أَی أَصعَد فیه كما تَصْعَد أُنثی الوُعول و الوَقَلُ: الحجارة.
لسان العرب، ج‌11، ص: 734
و الوَقْلُ، بالتسكین: شجر المُقْل، واحدته وَقْلَة، و قد یقال: الدَّوْمُ شجر المُقْل و الوَقْلُ ثَمَره؛ قال الأَزهری: و سمعت غیر واحدٍ من بنی كلاب یقول: الوَقْلُ ثمرة المُقْل؛ و دل علی صحته قول الجعدی: و كأَنَّ عِیرَهُمُ، تُحَثُّ غُدَیَّةً، دَوْمٌ یَنُوءُ بیانِعِ الأَوْقَال «1». فالدَّوْم: شجر المُقْل، و أَوْقاله ثمارُه، و جمع الوَقْل أَوْقال؛ قال الشاعر: لم یَمْنَع الشُّرْبَ منها غیرُ أَن هَتَفَتْ حَمامةٌ فی سَحُوقٍ ذاتِ أَوْقالِ و السَّحُوق: ما طال من الدَّوْم، و أَوْقاله: ثمارُه، و الوَقْلَةُ أَیضاً: نَواتُه، و جمعه وُقُولٌ كبَدْرة و بُدورٍ و صَخْرة و صُخور، و الله أَعلم.

وكل؛ ج11، ص: 734

: فی أَسماء الله تعالی الْوَكِیلُ: هو المقیم الكفیل بأَرزاق العباد، و حقیقته أَنه یستقلُّ بأَمر المَوْكول إِلیه. و فی التنزیل العزیز: أَلّٰا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَكِیلًا؛ قال الفراء: یقال رَبًّا و یقال كافِیاً؛ ابن الأَنباری: و قیل الوَكِیلُ الحافظ، و قال أَبو إِسحاق: الوَكِیلُ فی صفة الله تعالی الذی توَكَّل بالقیام بجمیع ما خَلَق، و قال بعضهم: الوَكِیلُ الكفیل و نِعْمَ الكَفِیل بأَرزاقِنا، و قال فی قولهم حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ: كافِینا اللهُ و نِعْمَ الكافی، كقولك: رازقنا اللهُ و نِعْم الرازق؛ و أَنشد أَبو الهیثم فی الوَكِیل بمعنی الرَّبِّ: و داخِلةٍ غَوْراً، و بالغَوْرِ أُخرِجتْ، و بالماء سِیقَتْ، حین حانَ دُخولُها ثَوَتْ فیه حَوْلًا مُظلِماً جاریاً لها، فسُرَّتْ به حَقًّا و سُرَّ وَكِیلُها داخِلة غَوْراً: یعنی جَنِین الناقة غارَ فی رَحِمِ الناقة، و بالغَوْر أُخْرِجت: بالرَّحِم أُخْرجت من البطن، بالماء سِیقَتْ إِلی الرَّحم حین حَمَلتْه، سُرَّت یعنی الأُمّ بالجنین، و سُرَّ وَكِیلُها: یعنی رَبَّ الناقة سَرَّه خُروجُ الجَنین. و المُتَوَكِّل علی الله: الذی یعلم أَن الله كافِلٌ رزقه و أَمْرَه فیرْكَن إِلیه وحْدَه و لا یتوَكَّل علی غیره. ابن سیدة: وَكِلَ بالله و تَوَكَّلَ علیه و اتَّكَلَ استَسْلم إِلیه، و تكرّر فی الحدیث ذكر التَّوكُّل؛ یقال: تَوَكَّلَ بالأَمر إِذا ضَمِن القِیامَ به، و وَكَلْت أَمری إِلی فلان أَی أَلجَأْتُه إِلیه و اعتمدت فیه علیه، و وَكَّلَ فلانٌ فلاناً إِذا استَكْفاه أَمرَه ثِقةً بكِفایتِه أَو عَجْزاً عن القِیام بأَمر نفسه. و وَكَلَ إِلیه الأَمرَ: سلَّمه. و وَكَلَه إِلی رأْیه وَكْلًا و وُكُولًا: تركه؛ و أَنشد ابن بری لراجز: لمَّا رأَیت أَنَّنی راعِی غَنَمْ، و إِنَّما وَكْلٌ علی بعضِ الخَدَمْ عَجْزٌ و تَعْذِیرٌ، إِذا الأَمرُ أَزَمْ أَراد أَنَّ التوكُّل علی بعض الخدَم عَجْزٌ. و رجل وَكَلٌ، بالتحریك، و وُكَلَة مثل هُمَزة و تُكَلَة علی البدَل و مُوَاكِل: عاجِزٌ كثیر الاتكال علی غیره. یقال: وُكَلَةٌ تُكَلَةٌ أَی عاجز یَكِل أَمره إِلی غیره و یَتَّكِل علیه؛ قالت امرأَة: و لا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ الوَكَل: الذی یَكِلُ أَمره إِلی غیره؛ قال ابن بری: و هذه المرأَة هی مَنْفوسة بنت زید الخیل؛ قال:
(1). قوله [بیانع] فی التهذیب و التكملة: بناعم
لسان العرب، ج‌11، ص: 735
و الرَّجَز إِنما هو لزوجها قیس بن عاصم، و هو: أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشبِهْ عَمَلْ، و لا تَكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ یُصْبِحُ فی مَضْجَعه قد انْجَدَلْ، و ارْقَ إِلی الخَیْرات زَنْأً فی الجَبَلْ و أَما الذی قالته مَنْفوسة فإِنها قالته فی ولدها حكیم: أَشْبِهْ أَخی، أَو أَشبِهَنْ أَباكا أَمّا أَبی فَلَنْ تَنال ذاكا تَقْصُر أَنْ تَنالَه یَداكا و قال أَبو المُثلم أَیضاً: حامِی الحَقیقةِ لا وانٍ و لا وَكَل اللحیانی: رجل وَكَلٌ إِذا كان ضعیفاً لیس بنافِذٍ. و یقال: رجل مُوَاكِل أَی لا تجده خفیفاً، بغیر همز. و یقال: فیه وَكَالٌ أَی بُطْءٌ و بَلادة. و‌فی الحدیث: كان إِذا مشی عُرِف فی مشیه أَنه غیر غَرِضٍ و لا وَكَلٍ؛ الوَكَلُ و الوَكِلُ: البلیدُ و الجبان، و قیل: العاجز الذی یَكِلُ أَمره إِلی غیره. و‌فی مَقْتَل الحسین، علیه السلام، قال سنان قاتلُه للحجَّاج: وَلَّیْتُ رَأْسَه «2» امْرَأً غیر وَكَلَ، و فی روایة: وَكَلْتُه إِلی غیر وَكَلَ، یعنی نفسَه. و یقال: قد اتَّكَلَ علیك فلان و أَوْكَلَ علیك فلان بمعنی واحد. و یقال: قد أَوْكَلْت علی أَخیك العمل أَی خلَّیته كلّه. و رجل وُكَلَةٌ إِذا كان یَكِلُ أَمرَه إِلی الناس. و وَاكَلْت فلاناً مُوَاكَلَةً إِذا اتَّكَلْت علیه و اتَّكَل هو علیك. و الوَكَالُ: الضعف؛ قال أَبو الطَّمَحان القَیْنِیُّ: إِذا وَاكَلْتَه لم یُوَاكِل و قال أَبو طالب: و ما تَرْكُ قَوْمٍ، لا أَبا لكَ، سَیِّداً یَحُوطُ الذِّمارَ غیر ذَرْبٍ مُوَاكِل و وَاكَلَتِ الدابةُ وِكَالًا: أَساءت السیرَ؛ و قیل: المُوَاكِلُ من الدوابّ المُرْكِحُ إِلی التأَخُّر. و تَوَاكَلَ القوم مُوَاكَلَةً و وِكَالًا: اتَّكَل بعضهم علی بعض. أَبو عمرو: المُوَاكِلُ من الخیل الذی یَتَّكِل علی صاحبه فی العَدْو. و‌فی حدیث الفضل بن العباس و ابن ربیعة: أَتَیاه یسأَلانه السِّقایة فتَوَاكَلا الكلامَ‌أَی اتَّكَل كلُّ واحد منهما علی الآخر فیه. یقال: اسْتَعَنْت القومَ فتَوَاكَلوا أَی وكلَنی بعضُهم إِلی بعض؛ و منه‌حدیث ابن یَعْمَر: فظننت أَنه سیَكِلُ الكلامَ إِلیَّ؛ و منه‌حدیث لُقْمان: و إِذا كان الشأْنُ اتَّكَلَ‌أَی إِذا وقع الأَمر لا یَنْهَض فیه و یَكِله إِلی غیره. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن المُوَاكَلَة؛ قیل: هو من الاتِّكال فی الأُمور و أَن یَتَّكل كلُّ واحد منهما علی الآخر. یقال: رجل وُكَلَةٌ إِذا كثُر منه الاتِّكال علی غیره فنُهی عنه لما فیه من التَّنافُر و التقاطُع، و أَن یَكِل صاحبه إِلی نفسه و لا یُعینه فیما یَنُوبُه، و قیل: إِنما هو مُفاعلة من الأَكْل، و الواو مُبْدَلة من الهمزة، و قد تقدّم. و فرس وَاكِلٌ: یَتَّكِلُ علی صاحبه فی العَدْوِ و یحتاج إِلی الضرْب. و یقال: دابَّة فیها وِكَالٌ شدید و وَكَالٌ شدید، بالفتح و الكسر. و وَكَلَتِ الدابةُ: فَتَرَت؛ قال القطامی: وَكَلَتْ فقلْت لها: النَّجاءَ تَناوَلی بِیَ حاجَتی، و تَجَنَّبی هَمْدانا و الوَكِیلُ: الجَری‌ءُ، و قد یكون الوَكِیلُ للجمع، و كذلك الأُنثی، و قد وَكَّلَه علی الأَمْر، و الاسم
(2). قوله [ولیت رأسه] ضبط فی الأصل و النهایة بفتح التاء و الظاهر أنه بضمها
لسان العرب، ج‌11، ص: 736
الوَكَالَة و الوِكَالَةُ. و وَكِیلُ الرجل: الذی یَقوم بأَمره، سمِّی وَكِیلًا لأَن مُوَكِّله قد وَكَل إِلیه القیامَ بأَمره فهو مَوْكُولٌ إِلیه الأَمرُ. و الوَكِیلُ، علی هذا القول: فَعِیل بمعنی مفعول. و تقول: اللهم لا تَكِلْنا إِلی أَنفسنا. و‌فی حدیث الدعاء: لا تَكِلْنی إِلی نفسی طَرْفةَ عَیْنٍ فَأَهْلِكَ.و‌فی الحدیث: و وَكَلَها إِلی الله‌أَی صَرَف أَمْرَها إِلیه. و‌فی الحدیث: مَنْ تَوَكَّلَ بما بین لَحْیَیْه و رِجْلَیْهِ تَوَكَّلْت له بالجنَّة؛ قیل: هو بمعنی تكَفَّل. الجوهری: الوَكِیلُ معروف. یقال: وَكَّلْته بأَمر كذا تَوْكِیلًا. و التَّوَكُّل: إِظْهارُ العَجْزِ و الاعْتماد علی غیرك، و الاسم التُّكْلان. و اتَّكَلْت علی فلان فی أَمری إِذا اعتمدته، و أَصله اوْتَكَلْت، قلبت الواوُ یاء لانكسار ما قبلها ثم أُبدلت منها التاء فأُدغمت فی تاء الافتعال، ثم بُنِیَت علی هذا الإِدغام أَسماءٌ من المِثال، و إِن لم تكن فیها تلك العلة، توهُّماً أَن التاء أَصلیة لأَن هذا الإِدغام لا یجوز إِظهاره فی حال، فمِنْ تلك الأَسماء التُّكَلة و التُّكْلان و التُّخَمة و التُّهَمة و التُّجاهُ و التُّراثُ و التَّقْوَی، و إِذ صغَّرت قلت تُكَیْلَةٌ و تُخَیْمة، و لا تُعید الواو لأَن هذه حروف أُلْزِمَت البدَل فبقیت فی التصغیر و الجمعِ. و وَكَلَه إِلی نفسه وَكْلًا و وُكُولًا، و هذا الأَمر مَوْكُولٌ إِلی رأْیِك؛ و قوله «1»: كِلِینِی لهَمٍّ، یا أمَیْمَةَ، ناصِبِ أَی دَعِینی. و مَوْكَل، بالفتح: اسم جبل؛ و قال ثعلب: هو اسم بیت كانت المُلوك تنزِله. و غُرْفَةُ مَوْكَل: موضع بالیمن؛ ذكره لبید فقال یصف اللیالی: و غَلَبْنَ أَبْرَهَةَ الذی أَلْفَیْنَهُ قد كان خُلِّدَ فوق غُرْفةِ مَوْكَل و جاء مَوْكَل علی مَفْعَل نادراً فی بابه، و القِیاس مَوْكِلٌ؛ قال الجوهری: و هو شاذ مثل مَوْحَدٍ؛ و أَنشد ابن بری للأَسود: و أَسبابُه أَهْلَكْنَ عاداً، و أَنزلت عَزِیزاً تغنَّی فوق غُرْفَةِ مَوْكَلِ

ولول؛ ج11، ص: 736

: الوَلْوَالُ: البَلْبالُ. و وَلْوَلَت المرأَةُ: دَعَتْ بالوَیْل و أَعْوَلَتْ، و الاسم الوَلْوَالُ؛ قال العجاج: كأَنَّ أَصْواتَ كِلابٍ تَهْتَرِشْ، هاجَتْ بِوَلْوَالٍ و لَجَّتْ فی حَرَشْ قال ابن بری: قال ابن جنی وَلْوَلَتْ مأْخوذ من وَیْلٌ له علی حدّ عَبَقْسِیٍّ و خربان «2». و‌فی حدیث أَسماء: جاءت أُمُّ جمیل فی یدها فِهْرٌ و لها وَلْوَلَةٌ.و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: فَسَمع تَوَلْوُلَها تُنادی یا حَسَنان یا حُسَینان؛ الوَلْوَلَةُ: صوتٌ متتابع بالوَیْل و الاستغاثة، و قیل: هی حكایة صوت النائحة. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: فانْطَلَقَتا تُوَلْوِلان.و وَلْوَلَتِ الفَرَسُ: صوّتتْ. و الوَلْوَلُ: الهامُ الذكَرُ، و قیل: ذكَرُ البُوم. و وَلْوَلٌ: اسمُ سیفِ عبد الرحمن بن عَتَّاب بن أَسِیدٍ و افْتَخر یوم الجَمَل، و فی التهذیب: سیف كان لعَتَّاب بن أَسِید و ابنه القائل یوم الجمل: أَنا ابن عَتَّاب و سَیْفی وَلْوَلْ، و المَوْتُ دون الجَمَل المُجَلَّلْ «3».
(1). أی النابغة، و عجز البیت: و لیلٍ أقاسِیهِ بَطِی‌ء الكَواكب (2). قوله [و خربان] هكذا فی الأصل (3). قوله [أنا ابن عتاب إلخ] هكذا ضبطت القافیة فی الأصل بالسكون و فی التكملة برفع ولول و جر المجلل و كتب علیه: فیه إقواء
لسان العرب، ج‌11، ص: 737
و قیل: سمی بذلك لأَنه كان یقتُل به الرجال فتُولْوِل نساؤُهم علیهم.

وهل؛ ج11، ص: 737

: وَهِل وَهَلًا: ضعُف و فَزِعَ و جَبُن، و هو وَهِلٌ، و وَهَّلَه: أَفزعه. الجوهری: الوَهَل، بالتحریك، الفزَع، و قد وَهِلَ یَوْهَل فهو وَهِلٌ و مُسْتَوْهِل؛ قال القطامی یصف إِبلًا: و تَری لِجَیْضَتهِنّ عند رَحِیلِنا وَهَلًا، كأَنَّ بهنَّ جِنَّة أَوْلَق و وَهَلْت إِلیه إِذا فَزعْت إِلیه. و وَهِلْت، بالكسر، إِذا فَزِعْت منه؛ قال: و شاهدُ مُسْتَوْهِلٍ قول أَبی دُواد: كأَنه یَرْفَئِیٌّ، باتَ عن غَنَمٍ، مُستَوْهِلٌ فی سَواد اللیل مَذْؤُوبُ و‌فی حدیث قضاء الصَّلاة و النَّوم عنها: فقُمْنا وَهِلِینَ‌أَی فَزِعِینَ. و الوَهِل و المُسْتَوْهِل: الفَزِع النَّشِیط. و وَهِلْت إِلیه وَهَلًا: فَزِعْت إِلیه. و وَهِلْت منه: فَزِعْت منه. و الوَهْلَةُ: الفَزْعة. و وَهَلْت إِلیه، بالفتح، و أَنت ترید غیرَه: مثل وَهَمْت و سَهَوْت، و وَهَلْت فأَنا وَاهِل أَی سَهَوْت. و وَهِلَ فی الشی‌ء و عنه وَهِلًا: غَلِط فیه و نَسِیه. و فی التهذیب: وَهَلْت إِلی الشی‌ء و عنه إِذا نَسِیته و غَلِطت فیه. و تَوَهَّلْت فلاناً أَی عَرَّضته لأَن یَهِلَ و یَغْلَط؛ و منه‌الحدیث: كیف أَنت إِذا أَتاكَ مَلَكان فتَوَهَّلاك فی قَبْرك؟أَبو سعید: أَبو زید وَهَلْت إِلی الشی‌ء أَهِلُ وَهْلًا، و هو أَن تُخْطِئ بالشی‌ء فتَهِل إِلیه و أَنت ترید غیرَه. أَبو زید: وَهِلَ فی الشی‌ء و عن الشی‌ء یَوْهَلُ وَهَلًا إِذا غلِط فیه و سَها. و وَهَلْتُ إِلیه، بالفتح، و أَنت ترید غیره: مثل وَهَمْت؛ و منه‌الحدیث: رأَیت فی المَنام أَنی أُهاجِر من مَكَّة فذهَب وَهَلِی إِلی أَنها الیَمامةُ أَو هَجَرُ؛ وَهَلَ إِلی الشی‌ء، بالفتح، یَهِل، بالكسر، وَهْلًا، بالسكون، و یَوْهَلُ إِذا ذهب وَهْمُه إِلیه؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: وَهَلَ ابنُ عُمر‌أَی ذهب وَهْمُه إِلی ذلك؛ قال: و یجوز أَن یكون بمعنی سَها و غَلِط. یقال منه: وَهِلَ فی الشی‌ء و عن الشی‌ء، بالكسر، یَوْهَلُ وَهَلًا، بالتحریك؛ و منه‌قول ابن عمر: وَهِلَ أَنَسٌ‌أَی غَلِط. و كلَّمت فلاناً و ما ذهَب وَهَلِی إِلَّا إِلی فلان أَی وَهْمِی. و لَقِیته أَوَّل وَهْلَةٍ و وَهَلَة و وَاهِلةٍ أَی أَوَّل شی‌ء، و قیل: هو أَوّل ما تراه. و‌فی الحدیث: فلَقِیته أَوَّل وَهْلةٍ‌أَی أَوَّل شی‌ء، و الوَهْلَة المرَّة من الفزَع، أَی لقیته أَوّل فزعة فَزِعتها بلقاء إِنسان.

وهبل؛ ج11، ص: 737

: وَهْبِیلُ: حَیٌّ من النَّخَعِ؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَن الواو أَصْل و إِن لم تكن من بَنات الأَربعة، حَمْلًا له علی وَرَنْتَلٍ إِذ لا نعرف لوَهْبِیلٍ اشتقاقاً كما لم نَعْرِفه لِوَرَنْتَل.

ویل؛ ج11، ص: 737

: وَیْلٌ: كلمة مثل وَیْحٍ إِلَّا أَنها كلمة عَذاب. یقال: وَیْلَهُ و وَیْلَكَ و وَیْلی، و فی النُّدْبةِ: وَیْلاهُ؛ قال الأَعشی: قالتْ هُرَیْرَةُ لمّا جئتُ زائرَها: وَیْلِی علیكَ، و وَیْلِی منكَ یا رَجُلُ و قد تدخل علیه الهاء فیقال: وَیْلَة؛ قال مالك بن جَعْدة التغلبی: لأُمِّك وَیْلَةٌ، و علیك أُخْرَی، فلا شاةٌ تُنِیلُ و لا بَعِیرُ و الوَیْل: حُلولُ الشرِّ. و الوَیْلَةُ: الفضیحة و البَلِیَّة،
لسان العرب، ج‌11، ص: 738
و قیل: هو تَفَجُّع، و إِذا قال القائل: وا وَیْلَتَاه فإِنما یعنی وا فَضِیحَتاه، و كذلك تفسیر قوله تعالی: یٰا وَیْلَتَنٰا مٰا لِهٰذَا الْكِتٰابِ، قال: و قد تجمَع العرب الوَیْل بالوَیْلات. و وَیَّلَه و وَیَّلَ له: أَكثر من ذكْر الوَیْل، و هما یَتَوَایَلان. و وَیَّلَ هو: دَعا بالوَیْل لما نزَل به؛ قال النابغة الجعدی: علی مَوْطِنٍ أُغْشِی هَوازِن كلَّها أَخا الموت كَظًّا، رَهْبةً و تَوَیُّلا و قالوا: له وَیْلٌ وئِلٌ و وَیْلٌ وَئِیلٌ، هَمَزوه علی غیر قیاس؛ قال ابن سیدة: و أَراها لیست بصحیحة. و وَیْلٌ وَائِلٌ: علی النسَب و المُبالغة لأَنه لم یستعمَل منه فِعْل؛ قال ابن جنی: امتنعوا من استعمال أَفعال الوَیْل و الوَیْسِ و الوَیْحِ و الوَیْبِ لأَنَّ القیاس نفَاه و مَنَع منه، و ذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلالُ فائه و عَیْنِه كوَعَد و باعَ، فتَحامَوا استعماله لما كان یُعْقِب من اجتماع إِعْلالین. قال ابن سیدة: قال سیبویه وَیْلٌ له و وَیْلًا له أَی قُبْحاً، الرفع علی الاسم و النصب علی المصدر، و لا فِعْل له، و حكی ثعلب: وَیْل به؛ و أَنشد: وَیْل بِزَیْد فَتَی شیخ أَلُوذُ به فلا أُعشِّی لَدَی زید، و لا أَرِدُ أَراد فلا أُعشِّی إِبلی، و قیل: أَراد فلا أَتَعَشَّی. قال الجوهری: تقول وَیْلٌ لزیدٍ و وَیْلًا لزید، فالنصب علی إِضمار الفعل و الرفع علی الابتداء، هذا إِذا لم تضِفْه، فأَما إِذا أَضفْت فلیس إِلا النصْب لأَنك لو رفعته لم یكن له خبر؛ قال ابن بری: شاهد الرفع قوله عز و جل: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ؛ و شاهد النصب قول جریر: كَسَا اللُّؤْمُ تَیْماً خُضْرةً فی جُلودِها، فَوَیْلًا لِتَیْمٍ من سَرابِیلِها الخُضْرِ و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا قرأَ ابنُ آدمُ السَّجْدةَ فسَجَدَ اعْتزَلَ الشیطانُ یَبْكی یقول یا وَیْلَه؛ الوَیْلُ: الحُزْن و الهَلاك و المشقَّة من العَذاب، و كلُّ مَن وَقع فی هَلَكة دَعا بالوَیْل، و معنی النِّداءِ فیه یا حَزَنی و یا هَلاكی و یا عَذابی احْضُر فهذا وقْتُك و أَوانك، فكأَنه نادَی الوَیْل أَن یَحْضُره لِما عَرض له من الأَمر الفَظیع و هو النَّدَم علی تَرْك السجود لآدمَ، علیه السلام، و أَضاف الوَیْلَ إِلی ضمیر الغائب حَمْلًا علی المعنی، و عَدَلَ عن حكایة قَوْلِ إِبلیس یا وَیْلی، كَراهیة أَن یُضیف الوَیْلَ إِلی نفسه، قال: و قد یَرِدُ الوَیْلُ بمعنی التَّعَجُّب. ابن سیدة: و وَیْل كلمة عَذاب. غیره: و فی التنزیل العزیز: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ و وَیْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ؛ قال أَبو إِسحاق: وَیْلٌ رَفْعٌ بالابتداء و الخبرُ لِلْمُطَفِّفِینَ؛ قال: و لو كانت فی غیر القرآن لَجاز وَیْلًا علی معنی جعل الله لهم وَیْلًا، و الرفع أَجْودُ فی القرآن و الكلام لأَن المعنی قد ثبَت لهم هذا. و الوَیْلُ: كلمة تقال لكل مَن وَقع فی عذاب أَو هَلَكةٍ، قال: و أَصْلُ الوَیْلِ فی اللغة العَذاب و الهَلاك. و الوَیْلُ: الهَلاك یُدْعَی به لِمَنْ وقع فی هَلَكة یَسْتَحِقُّها، تقول: وَیْلٌ لزید، و منه: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ، فإِن وَقع فی هَلَكة لم یستَحِقَّها قلت: وَیْح لزید، یكون فیه معنی التِّرَحُّم؛ و منه‌قول سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: وَیْحُ ابنِ سُمَیَّة تَقْتُله الفِئةُ الباغِیة‌و وَیْلٌ: وادٍ فی جهنَّم، و قیل: بابٌ من أَبوابها، و‌فی الحدیث عن أَبی سعید الخُدْریّ قال: قال رسول
لسان العرب، ج‌11، ص: 739
الله، صلی الله علیه و سلم: الوَیْلُ وادٍ فی جهنم یَهْوِی فیه الكافِر أَربعین خَرِیفاً لو أُرسلت فیه الجبال لَمَاعَتْ من حَرِّه قبل أَن تبلغ قَعْرَه، و الصَّعُودُ: جبَل من نار یَصَّعَّد فیه سبعین خَریفاً ثم یَهْوِی كذلك، و قال سیبویه فی قوله تعالی: وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ؛ وَیْلٌ للمُكَذِّبین، قال: لا ینبغی أَن یقال وَیْلٌ دعاء هاهنا لأَنه قَبیح فی اللفظ، و لكن العباد كُلِّموا بكلامهم و جاء القُرآن علی لغتهم علی مِقدار فَهْمِهم، فكأَنه قیل لهم: وَیْلٌ للمُكَذِّبین أَی هؤلاء مِمَّن وجَب هذا القَوْلُ لهم؛ و مثله: قٰاتَلَهُمُ اللّٰهُ*، أُجْرِیَ هذا علی كلام العرب، و به نزل القرآن. قال المازنی: حفظت عن الأَصْمَعی: الوَیْلُ قُبُوح، و الوَیْحُ تَرحُّم، و الوَیْسُ تصغیرهما أَی هی دونهما. و قال أَبو زید: الوَیْل هَلَكة، و الوَیْح قُبُوحٌ، و الوَیْسُ ترحُّم. و قال سیبویه: الوَیْل یقال لِمَنْ وقَع فی هَلَكة، و الوَیْحُ زَجْرٌ لمن أَشرف علی هَلَكة، و لم یذكر فی الوَیْسِ شیئاً. و یقال: وَیْلًا له وَائِلًا، كقولك شُغْلًا شاغِلًا؛ قال رؤبة: و الهامُ یَدْعُو البُومَ وَیْلًا وَائِلا «4» قال ابن بری: و إِذا قال الإِنسان یا وَیْلاهُ قلت قد تَوَیَّلَ؛ قال الشاعر: تَوَیَّلَ إِنْ مَدَدْت یَدی، و كانت یَمینی لا تُعَلّلُ بالقَلِیل و إِذا قالت المرأَة: وا وَیْلَها، قلت وَلْوَلَتْ لأَنَّ ذلك یَتَحَوَّل إِلی حكایات الصَّوْت؛ قال رؤبة: كأَنَّما عَوْلَتُه من التَّأَقْ عَوْلةُ ثَكْلی وَلْوَلَتْ بعد المَأَقْ و روی المنذری عن أَبی طالب النحوی أَنه قال: قولهم وَیْلَه كان أَصلها وَیْ وُصِلَتْ بِلَهُ، و معنی وَیْ حُزْنٌ، و منه قولهم وایْه، معناه حُزْنٌ أُخْرِجَ مُخْرَج النُّدْبَة، قال: و العَوْلُ البكاء فی قوله وَیْلَه و عَوْلَه، و نُصِبا علی الذمِّ و الدعاء، و قال ابن الأَنباری: وَیْلُ الشیطان و عَوْلُه، فی الوَیْل ثلاثة أَقوال: قال ابن مسعود الوَیْلُ وادٍ فی جهنم، و‌قال الكلبی الوَیْل شِدَّة من العذاب، و قال الفراء الأَصل وَیْ للشَّیطان أَی حُزْنٌ للشیطان من قولهم وَیْ لِمَ فعلْت كذا و كذا، قال: و فی قولهم وَیْل الشیطان ستة أَوجه: وَیْلَ الشیطان، بفتح اللام، و وَیْلِ، بالكسر، و وَیْلُ، بالضم، و وَیْلًا و وَیْلٍ و وَیْلٌ، فمن قال وَیْلِ الشیطان قال: وَیْ معناه حُزْنٌ للشیطان، فانكسرت اللام لأَنها لام خفض، و من قال وَیْلَ الشیطان قال: أَصل اللام الكسر، فلما كثر استعمالُها مع وَیْ صار معها حرفاً واحداً فاختاروا لها الفتحة، كما قالوا یالَ ضَبَّةَ، ففتحوا اللام، و هی فی الأَصل لام خفْض لأَنَّ الاستعمال فیها كثر مع یَا فجعلا حرفاً واحداً؛ و قال بعض شعراء هذیل: فَوَیْلٌ بِبَزّ جَرَّ شَعْلٌ علی الحصی، فَوُقِّرَ ما بَزٌّ هنالك ضائعُ «5». شَعْلٌ: لقَب تأَبَّط شرًّا، و كان تأَبَّط قصیراً فلبس سیفَه فجرَّه علی الحصی، فوَقَّره: جعل فیه وَقْرةً أَی فُلولًا، قال: وَیْل ببزّ فتعجَّب منه. قال ابن بری: و یقال وَیْبَك بمعنی وَیْلَك؛ قال المُخَبَّل:
(4). قوله [و الهام إلخ] بعده كما فی التكملة: و البوم یدعو الهام ثكلًا ثاكلا (5). قوله [فویل ببز إلخ] تقدم فی مادة بزز بلفظ: فوَیْل أم بز جرّ شعل علی الحصی و وقر بز ما هنالك ضائع و شرحه هناك بما هو أوضح مما هنا
لسان العرب، ج‌11، ص: 740
یا زِبْرِقان، أَخا بنی خَلَفٍ، ما أَنت، وَیْبَ أَبیك و الفَخْر قال: و یقال معنی ویْبَ التصغیر و التحقیر بمعنی وَیْس. و قال الیزیدی: وَیْح لزید بمعنی وَیْل لزید؛ قال ابن بری: و یقوِّیه عندی قول سیبویه تَبًّا له و وَیْحاً و ویحٌ له و تَبٌّ و لیس فیه معنی الترحُّم لأَن التَّبَّ الخَسار. و رجلٌ وَیْلِمِّهِ و وَیْلُمِّهِ: كقولهم فی المُسْتجادِ وَیْلُمِّهِ، یریدون وَیْلَ أُمِّه، كما یقولون لابَ لك، یریدون: لا أَبَ لك، فركَّبوه و جعلوه كالشی‌ء الواحد؛ ابن جنی: هذا خارج عن الحكایة أَی یقال له من دَهائه وَیْلِمِّهِ، ثم أُلحقت الهاء للمبالغة كداهِیةٍ. و‌فی الحدیث فی قوله لأَبی بَصِیر: وَیْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب، تَعَجُّباً من شجاعته و جُرْأَتِه و إِقدامِه؛ و منه‌حدیث علی: وَیْلُمِّهِ كَیْلًا بغیر ثمنٍ لو أَنَّ له وِعاً‌أَی یَكِیلُ العُلوم الجَمَّة بلا عِوَضٍ إِلا أَنه لا یُصادِفُ واعِیاً، و قیل: وَیْ كلمة مُفردة و لأُمِّه مفردة و هی كلمة تفجُّع و تعجُّب، و حذفت الهمزة من أُمِّه تخفیفاً و أُلقیت حركتُها علی اللام، و ینصَب ما بعدها علی التمییز، و الله أَعلم.

فصل الیاء المثناة التحتیة؛ ج11، ص: 740

یلل؛ ج11، ص: 740

: الیَلَلُ: قِصَر الأَسنان و التزاقُها و إِقبالُها علی غارِ الفَمِ و اختلافُ نِبْتَتِها و انعِطافُها إِلی داخِل الفم؛ قال الجوهری: الیَلَلُ قِصَرُ الأَسنان العُلیا. قال ابن بری: هذا قول ابن السكیت، و غلَّطه فیه ابن حمزة و قال: الیَلَلُ قِصَرُ الأَسنان و هو ضدُّ الرَّوَقِ، و الرَّوَقُ طولها، و قال سیبویه: الیَلَلُ انثِناؤها إِلی داخِل الفَمِ. و قال ابن الأَعرابی: الیَلَلُ أَشدُّ من الكَسَسِ، و الأَلَلُ لغة علی البدَل؛ و قال اللحیانی: فی أَسنانه یَلَلٌ و أَلَلٌ، و هو أَن تُقْبِل الأَسنان علی باطِن الفَم، و قد یَلَّ و یَلِلَ یَلًّا و یَلَلًا، قال: و لم نسمع من الأَلَلِ فِعلًا فدلَّ ذلك علی أَنَّ همزة أَلَلٍ بدل من یاء یَلَلٍ، و رجل أَیَلُّ و الأُنثی یَلّاءُ. التهذیب: الأَیَلُّ القصیر الأَسنان، و الجمع الیُلُّ؛ و قال لبید: رَقَمیَّات، علیها ناهِضٌ، تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم و الأَیَلّ أَی رمیتهم بسهام. ابن الأَعرابی: الأَیَلُّ الطویلُ الأَسْنان، و الأَیَلُّ الصغیر الأَسنان. و هو من الأَضْداد. و صَفاةٌ یَلَّاءُ بَیِّنةُ الیَلَلِ: مَلْساء مستویة. و یقال: ما شی‌ء أَعذبُ من ماءِ سَحابة غَرَّاء، فی صَفاة یَلّاء. و عَبْدُ یَالِیلَ: اسمُ رجل جاهِلیّ، و زعم ابن الكلبی أَنّ كلَّ اسمٍ من كلام العرب آخره إِلٌّ أَو إِیلٌ كجِبْریل و شِهْمِیل و عَبد یالِیل مضاف إِلی أَیلٍ أَو إِلٍّ هما من أَسماء الله عز و جل، قال: و قد بیَّنا أَن هذا خطأ لأَنه لو كان ذلك لكان الآخر مجروراً فقلت جِبرِیلٍ، و هو مذكور فی موضعه. و یَلْیَل: اسمُ جبل معروف بالبادِیة. و یَلْیَل: موضع، و فی غزوة بدر یَلْیَل «1» هو بفتح الیاءین و سكون اللام الأُولی وادی یَنْبُع یَصُبُّ فی غَیْقة؛
(1). قوله [و فی غزوة بدر یَلْیَل إلخ] عبارة یاقوت: یَلْیَل اسم قریة قرب وادی الصفراء من أعمال المدینة و فیه عین كبیرة تخرج من جوف رمل، إلی أن قال: و تصب فی البحر عند ینبع، ثم قال: و وادی یلیل یصب فی البحر، ثم قال: و قال ابن إسحاق فی غزوة بدر مضت قریش حتی نزلوا بالعدوة القصوی من الوادی خلف العقنقل و یَلْیَل بین بدر و بین العقنقل الكثیب الذی خلفه قریش و القلیب ببدر من العدوة الدنیا من بطن یلیل إلی المدینة
لسان العرب، ج‌11، ص: 741
قال جریر: نَظَرَتْ إِلیكَ بِمثْلِ عَیْنَیْ مُغْزِلِ، قَطَعَتْ حَبائلَها بأَعْلی یَلْیَلِ قال ابن بری: هو وادی الصَّفْراء دُوَیْن بَدْرٍ من یَثرِب؛ قال: و مثله قول حارثة بن بدر: یا صاح إِنِّی لَسْتُ ناسٍ لیلةً، منها نَزَلْت إِلی جَوانب یَلْیَلِ و قال مُسافِع بن عبد مناف: عَمْرُو بنُ عَبْدٍ كان أَوَّل فارِسٍ جَزَعَ المَذادَ، و كانَ فارس یَلْیَلِ.

الجزء الثانی عشر‌

اشارة

م‌

حرف المیم؛ ج12، ص: 3

م؛ ج12، ص: 3

: المیمُ من الحُروف الشَّفَوِیَّة و من الحُروف المَجْهورة، و كان الخلیل یسمی المیم مُطْبقَة لأَنه یطبق إِذا لفظ بها.

فصل الألف؛ ج12، ص: 3

إبریسم؛ ج12، ص: 3

: قال ابن الأَعرابی: هو الإِبْرِیسِم، بكسر الراء، و سنذكره فی برسم إِن شاء الله تعالی.

أتم؛ ج12، ص: 3

: الأَتْمُ من الخُرَز: أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِیرا واحدة، و الأَتُومُ من النساء: التی التَقی مَسْلَكاها عند الافْتِضاض، و هی المُفْضاة، و أَصلُه أَتَمَ یأْتِمُ إِذا جمع بین شیئین، و منه سمی المَأْتَمُ لاجتماع النساء فیه؛ قال الجوهری: و أَصله فی السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان فَتَصیران واحدة؛ و قال: أَیا ابنَ نخّاسِیَّة أَتُومِ و قیل الأَتُومُ الصغیرة الفَرْج؛ و المَأْتم كل مُجْتَمَعٍ من رجال أَو نساء فی حُزْن أَو فَرَحٍ؛ قال: حتی تَراهُنَّ لَدَیْه قُیّما، كما تَری حَوْلَ الأَمِیر المَأْتَما فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالةَ، و خصَّ بعضهم به النساء یجتمعن فی حُزْن أَو فرَح. و‌فی الحدیث: فأَقاموا علیه مَأْتَماً؛ المَأْتَمُ فی الأَصل: مُجْتَمَعُ الرجال و النساء فی الغَمِّ و الفَرَح، ثم خصَّ به اجتماع النساء للموت، و قیل: هو الشَّوابُّ منهنَّ لا غیر، و المیم زائدة. الجوهری: المَأْتم عند العرب النِّساء یجتمعن فی الخیر و الشر؛ و قال أَبو حَیَّة النُّمَیْرِیّ: رِمَتْهُ أَناةٌ من رَبِیعةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضُّحی فی مَأْتَمٍ أَیّ مأْتَمِ فهذا لا مَحالة مَقام فَرَح؛ و قال أَبو عطاء السِّنْدی: عَشِیَّة قام النائحاتُ، و شُقِّقت جُیوبٌ بأَیْدی مَأْتَمٍ و خُدُودُ أَی بأَیدی نِساءٍ فهذا لا مَحالة مَقام حُزْن و نَوْح. قال ابن سیدة: و خصَّ بعضهم بالمَأْتَم الشوابَّ من
لسان العرب، ج‌12، ص: 4
النِّساء لا غیر، قال: و لیس كذلك؛ و قال ابن مقبل فی الفَرَح: و مَأْتَمٍ كالدُّمی حور مَدامِعها، لم تَیْأَس العَیْشَ أَبكاراً و لا عُونا «2». قال أبو بكر: و العامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح و النیاحة، و إِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات فی فَرَح أَو حُزْن؛ و أَنشد بیت أَبی عَطاء السِّنْدی: عَشِیَّة قام النائحاتُ، و شُقِّقت جُیوبٌ بأَیْدی مَأْتَمٍ و خُدُودُ فجعل المأْتم النساء و لم یجعله النِّیاحة؛ قال: و كان أَبو عطاء فصیحاً، ثم ذكر بیت ابن مقبل: و مَأْتمٍ كالدُّمی حور مَدامِعها، لم تیْأَس العَیْشَ أَبكاراً و لا عُونا و قال: أَراد و نِساء كالدُّمی؛ و أَنشد الجوهری بیت أَبی حَیَّة النمیری: رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبیعةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضُّحی فی مَأْتَمٍ أَیّ مَأْتَمِ یرید فی نِساء أَی نِساء، و الجمع المَآتِم، و هو عند العامَّة المُصیبة؛ یقولون: كنّا فی مَأْتَمِ فلان و الصواب أَن یقال: كُنّا فی مَناحة فلان. قال ابن بری: لا یمتنع أَن یقَع المَأْتَم بمعنی المَناحةِ و الحزْن و النَّوْحِ و البُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ، و الحُزْن هو السبب الجامع؛ و علی ذلك قول التیمی فی منصور بن زِیاد: و الناسُ مَأْتَمُهُم علیه واحدٌ، فی كل دار رَنَّةٌ و زَفِیرُ و قال زید الخیل: أَ فی كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَثُونَه علی مِحْمَرٍ، ثَوَّبْتُموه و ما رضَا و قال آخر: أَضْحی بَناتُ النَّبِّی، إِذْ قُتلوا، فی مَأْتَمٍ، و السِّباعُ فی عُرُسِ «3». أَی هُنَّ فی حُزْن و السِّباع فی سُرورٍ؛ و قال الفرزدق: فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس، فاصْبِری فَلن یُرْجِع المَوْتَی حَنِینُ المَآتِمِ فهذا كله فی الشرّ و الحُزْن، و بیت أَبی حیة النمیری فی الخیر. قال ابن سیدة: و زعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ فی الخُرْزَتَیْنِ، و من المرأَة الأَتُوم، و التقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء یجتمعن و یَتقابلن فی الخیر و الشرِّ. و ما فی سیره أَتَمٌ و یَتَمٌ أَی إِبطاء. و خطب فما زال علی.. «4» … شی‌ء واحد. و الأُتُم: شجر یشبه شجر الزیْتون ینبت بالسَّراة فی الجبال، و هو عِظام لا یحمل، واحدته أُتُمة، قال: حكاها أَبو حنیفة. و الأَتْم: موضع؛ قال النابغة: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ، شُعْثاً، یَصُنَّ المَشْیَ كالحِدَإِ التُّؤامِ و قیل: اسم واد؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: أُكَلَّفُ، أَن تَحُلَّ بنو سُلَیم بطونَ الأَتْمِ؛ ظُلْم عَبْقَریّ
(2). قوله [تیأس] كذا فی التهذیب بمثناة تحتیة (3). قوله [النبی] كذا فی الأَصل، و الذی فی شرح القاموس: السبی (4). كذا بیاض بالأصل المعول علیه قدر هذا
لسان العرب، ج‌12، ص: 5
قال: و قیل الأَتْمُ اسم جبل؛ و علیه قول خُفاف بن نُدْبة یصف غَیثاً: عَلا الأَتْمَ منه وابلٌ بعد وابِلٍ، فقد أُرْهقَتْ قِیعانُه كل مُرْهَق

أثم؛ ج12، ص: 5

: الإِثْمُ: الذَّنْبُ، و قیل: هو أَن یعمَل ما لا یَحِلُّ له. و فی التنزیل العزیز: وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِّ. و قوله عز و جل: فَإِنْ عُثِرَ عَلیٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقّٰا إِثْماً؛ أَی ما أُثِم فیه. قال الفارسی: سماه بالمصدر كما جعل سیبویه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، و قد أَثِم یأْثَم؛ قال: لو قُلْتَ ما فی قَوْمِها لم تِیثَمِ أَراد ما فی قومها أَحد یفْضُلها. و‌فی حدیث سعید بن زید: و لو شَهِدْتُ علی العاشر لم إِیثَم؛ هی لغة لبعض العرب فی آثَم، و ذلك أَنهم یكسرون حَرْف المُضارَعة فی نحو نِعْلَم و تِعْلَم، فلما كسروا الهمزة فی إِأْثَم انقلبت الهمزة الأَصلیة یاء. و تأَثَّم الرجل: تابَ من الإِثْم و استغفر منه، و هو علی السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة و الاستغفار أَو رامَ ذلك بهما. و‌فی حدیث مُعاذ: فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً‌أَی تَجَنُّباً للإِثْم؛ یقال: تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلًا خرَج به من الإِثْم، كما یقال تَحَرَّج إِذا فعل ما یخرُج به عن الحَرج؛ و منه‌حدیث الحسن: ما عَلِمْنا أَحداً منهم تَرك الصلاة علی أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً، و قوله تعالی: فِیهِمٰا إِثْمٌ كَبِیرٌ وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ وَ إِثْمُهُمٰا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمٰا؛ قال ثعلب: كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه و تصدَّقوا، فالإِطعام و الصّدَقة مَنْفَعَة، و الإِثْم القِمارُ، و هو أَن یُهْلِك الرجلُ و یذهِب مالَه، و جمع الإِثْم آثامٌ، لا یكسَّر علی غیر ذلك. و أَثِم فلان، بالكسر، یأْثَم إثْماً و مَأْثَماً أَی وقع فی الإِثْم، فهو آثِم و أَثِیمٌ و أَثُومٌ أَیضاً. و أَثَمَه الله فی كذا یَأْثُمُه و یأْثِمُه أَی عدَّه علیه إِثْماً، فهو مَأْثُومٌ. ابن سیدة: أَثَمَه الله یَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ و قال الفراء: أَثَمَه الله یَأْثِمُه إِثْماً و أَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مأْثومٌ أَی مجزیّ جزاء إثْمه، و أَنشد الفراء لنُصیب الأَسود؛ قال ابن بری: و لیس بنُصیب الأَسود المَروانی و لا بنُصیب الأَبیض الهاشمی: و هَلْ یَأْثِمَنِّی اللهُ فی أَن ذَكَرْتُها، و عَلَّلْتُ أَصحابی بها لَیْلة النفْرِ؟ و رأَیت هنا حاشیةً صورتُها: لم یقُل ابن السِّیرافی إِن الشِّعْر لنُصیب المروانی، و إِنما الشعر لنُصیب بن ریاح الأَسود الحُبَكی، مولی بنی الحُبَیك بن عبد مناة ابن كِنانة، یعنی هل یَجْزِیَنّی الله جزاء إِثْمِی بأَن ذكرت هذه المرأَة فی غِنائی، و یروی بكسر الثاء و ضمها، و قال فی الحاشیة المذكورة: قال أَبو محمد السیرافی كثیر من الناس یغلَط فی هذا البیت، یرویه النَّفَرْ، بفتح الفاء و سكون الراء، قال: و لیس كذلك، و قیل: هذا البیت من القصید التی فیها: أَما و الذی نادَی من الطُّور عَبْدَه، و عَلَّم آیاتِ الذَّبائح و النَّحْر لقد زادنی للجَفْر حبّاً و أَهِله، لیالٍ أَقامَتْهُنَّ لَیْلی علی الجَفْر و هل یَأْثِمَنِّی اللهُ فی أَن ذَكَرْتُها، و عَلَّلْتُ أَصحابی بها لیلة النَّفْر؟
لسان العرب، ج‌12، ص: 6
و طیَّرْت ما بی من نُعاسٍ و من كَریً، و ما بالمَطایا من كَلال و من فَتْرِ و الأَثامُ: جَزاء الإِثْم. و فی التنزیل العزیز: یَلْقَ أَثٰاماً، أَراد مُجازاة الأَثام یعنی العقوبة. و الأَثامُ و الإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخیرة عن ثعلب. و سأَل محمد بن سلام یونس عن قوله عز و جل: یَلْقَ أَثٰاماً، قال: عُقوبةً؛ و أَنشد قول بشر: و كان مقامُنا نَدْعُو علیهم، بأَبْطَح ذی المَجازِ له أَثامُ قال أَبو إسحاق: تأْویلُ الأَثامِ المُجازاةُ. و قال أَبو عمرو الشیبانی: لَقِی فلان أَثامَ ذلك أَی جَزاء ذلك، فإِنَّ الخلیل و سیبویه یذهبان إِلی أَن معناه یَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ و قول شافع اللیثی فی ذلك: جَزی اللهُ ابنَ عُرْوةَ حیث أَمْسَی عَقُوقاً، و العُقوقُ له أَثامُ أَی عُقوبة مُجازاة العُقُوق، و هی قطیعة الرَّحِم. و قال اللیث: الأَثامُ فی جملة التفسیر عُقوبة الإِثمِ، و قیل فی قوله تعالی، یَلْقَ أَثٰاماً، قیل: هو وادٍ فی جهنم؛ قال ابن سیدة: و الصواب عندی أَن معناه یَلْقَ عِقابَ الأَثام. و‌فی الحدیث: مَن عَضَّ علی شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام؛ الأَثامُ، بالفتح: الإِثمُ. یقال: أَثِمَ یَأْثَم أَثاماً، و قیل: هو جَزاء الإِثمِ، و شِبْذِعُه لسانه. و آثَمه، بالمدّ: أَوقعه فی الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛ و قال العجاج: بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غیر مُؤْثِمِ و أَثَّمه، بالتشدید: قال له أَثِمْت. و تأَثَّم: تحَرَّجَ من الإِثمِ و كَفَّ عنه، و هو علی السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ علی السّلْب أَیضاً؛ قال عبید الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبیب تأَثُّماً، إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبیب هو الإِثمُ و رجل أَثَّامٌ من قوم آثمین، و أَثِیمٌ من قوم أُثَماء. و قوله عز و جل: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعٰامُ الْأَثِیمِ؛ قال الفراء: الأَثِیمُ الفاجر، و قال الزجاج: عُنِیَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، و أَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ؛ التهذیب: الأَثِیمُ فی هذه الآیة بمعنی الآثِم. یقال: آثَمَهُ اللهُ یُؤْثمه، علی أَفْعَله، أَی جعله آثِماً و أَلفاه آثِماً. و‌فی حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه: أَنه كان یُلَقِّنُ رَجُلًا إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعٰامُ الْأَثِیمِ، و هو فَعِیل من الإِثم. و المَأْثَم: الأَثامُ، و جمعه المَآثِم. و‌فی الحدیث عنه، صلی الله علیه و سلم، قال: اللّهم إِنی أَعوذ بك من المَأْثَمِ و المَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ الذی یَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع الاسم. و قوله تعالی: لٰا لَغْوٌ فِیهٰا وَ لٰا تَأْثِیمٌ، یجوز أَن یكون مصدر أَثِمَ، قال ابن سیدة: و لم أَسمع به، قال: و یجوز أَن یكون اسماً كما ذهب إِلیه سیبویه فی التَّنْبیت و التَّمْتین؛ و قال أُمیة بن أَبی الصلت: فلا لَغْوٌ و لا تأْثیمَ فیها، و ما فاهُوا به لَهُمُ مُقِیمُ و الإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر: شَرِبْتُ الإِثْمَ حتی ضَلَّ عَقْلی، كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِنما سمَّاها إِثْماً لأَن
لسان العرب، ج‌12، ص: 7
شُرْبها إِثْم، قال: و قال رجل فی مجلس أَبی العباس: نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا، و تَری المِسْكَ بیننا مُسْتَعارا أَی نَتَعاوَره بأَیدینا نشتمُّه، قال: و الصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، و یقال: هو المَكُّوكُ الفارسیُّ الذی یَلْتَقِی طَرفاه، و یقال: هو إِناء كان یشرَب فیه الملِك. قال أَبو بكر: و لیس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف، و لم یصح فیه ثبت صحیح. و أَثِمَتِ الناقة المشی تأْثَمُه إِثْماً: أَبطأَت؛ و هو معنی قول الأَعشی: جُمالِیَّة تَغْتَلی بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِیرَا یقال: ناقة آثِمَةٌ و نوق آثِماتٌ أَی مُبْطِئات. قال ابن بری: قال ابن خالویه كذب هاهنا خفیفة الذال، قال: و حقها أَن تكون مشدّدة، قال: و لم تجئ مخففة إِلا فی هذا البیت، قال: و الآثِمات اللاتی یُظنُّ أَنهنَّ یَقْوَیْن علی الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ.

أجم؛ ج12، ص: 7

: أَجَمَ الطعامَ و اللَّبنَ و غیرَهما یَأْجِمُه أَجْماً و أَجِمَهُ أَجَماً: كَرِهَه و مَلَّه من المُداومةِ علیه، و قد آجَمَهُ. الكسائی و أَبو زید: إِذا كَرِه الطعامَ فهو آجِمٌ، علی فاعل. قال ابن بری: ذكره سیبویه علی فَعِل فقال: أَجِمَ یَأْجَم فهو أَجِمٌ، و سَنِقَ فهو سَنِقٌ. اللیث: أَكلْتُه حتی أَجِمْتُه. و‌فی حدیث معاویة: قال له عَمْرو بن مسعود، رضی الله عنهما: ما تَسْأَل عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِیرَتُه و أَجِمَ النساءَ‌أَی كَرِهَهُنَّ و أَنشد ابن بری لرؤبة فقال: جادَتْ بمَطْحونٍ لها لا تَأْجِمُهْ، تَطْبُخُه ضُروعُها و تَأْدِمُهْ، یَمْسُد أَعْلی لَحْمِه و یَأْدِمُه یصف إِبلًا جادتْ لها المَراعی باللبَن الذی لا یحتاج إلی الطَّحْن كما یُطْحنُ الحبُّ، و لیس اللبَن مما یَحتاج إِلی الطَّحْن بل الضروع طَبَخَتْه، و یرید بِتَأْدِمُه تخلط بأُدْمٍ، و عَنی بالأُدْم ما فیه من الدَّسَم، یرید أَن اللبَن یَشُدُّ لحمه، و معنی یأْدمه یشدُّه و یُقَوّیه؛ یقال: حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه، یرید أَن شرْب اللبَن قد شدَّ لحمه و وثَّقَه؛ و قال الراعی: خَمِیص البَطْن قد أَجِمَ الحسارا «1». أَی كَرِهَه، و تَأَجَّمَ النهارُ تَأَجُّماً: اشتدَّ حَرُّه. و تَأَجَّمَت النار: ذَكَتْ مثال تأَجَّجَتْ، و إِن لها لأَجیماً و أَجیجاً؛ قال عبید بن أَیوب العَنْبری: و یَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ، حَمَلْنَ علیه الجِذْل حتی تَأَجّما رَمَیْت بنفْسی فی أَجِیج سَمُومِه، و بالعَنْسِ حتی جاش مَنْسِمُها دَما و یقال منه: أَجِّمْ نارك. و تأَجَّمَ علیه: غَضِب من ذلك. و فلان یَتأَجَّم علی فلان: یَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ علیه و تَلَهَّف. و أَجَمَ الماءُ: تَغَیَّرَ كأَجَنَ، و زعم یعقوب أَن میمَها بدَلٌ من النون؛ و أَنشد لعوف بن الخَرِع: و تَشْرَبُ أَسْآرَ الحِیاض تَسوفُهُ، و لو وَرَدَتْ ماءَ المُرَیْرةِ آجِما «2».
(1). قوله [الحسارا] كذا فی النسخ بحاء مهملة، و الحسار، بالفتح: عشبة خضراء تسطح علی الأَرض و تأكلها الماشیة أكلًا شدیداً كما تقدم فی مادة حسر (2). قوله [تسوفه] كذا فی الأَصل هنا، و فی مادة مرر و فی التكلمة و التهذیب: تسوفها
لسان العرب، ج‌12، ص: 8
هكذا أَنشده بالمیم. الأَصمعی: ماءٌ آجِنٌ و آجِمٌ إِذا كان متغیِّراً، و أَراد ابنُ الخَرِع آجِناً، و قیل: آجِمٌ بمعنی مَأْجومٍ أَی تَأْجِمُه و تَكْرَهه. و یقال: أَجَمْت الشی‌ء إِذا لم یُوافِقْك فكَرِهته. و الأُجُمُ: حِصْن بَناه أَهلُ المدینة من حجارة. ابن سیدة: الأُجُمُ الحِصْن، و الجمع آجامٌ. و الأُجْمُ، بسكون الجیم: كل بیت مُرَبَّع مُسَطَّح؛ عن یعقوب، و حكی الجوهری عن یعقوب قال: كلُّ بیت مربَّع مُسَطَّح أُجُم؛ قال إمرؤ القیس: و تَیْماءَ لم یَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ و لا أُجُماً إِلّا مَشِیداً بِجَنْدلِ «1». قال: و قال الأَصمعی هو یخفَّف و یثقَّل، قال: و الجمع آجامٌ مثل عُنُق و أَعْناق. و الأَجَمُ: موضع بالشام قُرْب الفَرادیس. التهذیب: الأَجَمَة مَنْبت الشجر كالغَیْضة و هی الآجام. و الأُجُمُ: القَصْر بلغة أَهل الحجاز. و‌فی الحدیث: حتی تَوارَتْ بآجامِ المدینة‌أَی حُصونها، واحدها أُجُم، بضمتین. ابن سیدة. و الأَجَمَة الشجر الكثیر الملتفُّ، و الجمع أُجْمٌ و أُجُمٌ و أُجَمٌ و آجامٌ و إِجامٌ، قال: و قد یجوز أَن تكون الآجام و الإِجامُ جمع أَجَمٍ، و نص اللحیانی علی أَن آجاماً جمع أَجَمٍ. و تأَجّم الأَسدُ: دخَل فی أَجَمَتِه؛ قال: مَحَلًّا، كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ الجوهری: الأَجَمَةُ من القَصَب، و الجمع أَجَماتٌ و أُجَمٌ و إِجامٌ و آجامٌ و أُجُمٌ، كما سنذكره «2». فی أَكَم إِن شاء الله تعالی.

أدم؛ ج12، ص: 8

: الأُدْمةُ: القَرابةُ و الوَسیلةُ إِلی الشی‌ء. یقال: فلان أُدْمَتی إِلیك أَی وَسیلَتی. و یقال: بینهما أُدْمةٌ و مُلْحة أَی خُلْطةٌ، و قیل: الأُدْمة الخُلْطة، و قیل: المُوافَقةُ. و الأُدْمُ: الأُلْفَةُ و الاتِّفاق؛ و أَدَمَ الله بینهم یَأْدِمُ أَدْماً. و یقال: آدَم بینهما یُؤْدِمُ إِیداماً أَیضاً، فَعَل و أَفْعَل بمعنی؛ و أَنشد: و البِیضُ لا یُؤْدِمْنَ إِلَّا مُؤْدَما أَی لا یُحْبِبْنَ إِلَّا مُحَبَّباً موضِعاً «3». و أَدَمَ: لأَمَ و أَصْلَح و أَلَّفَ و وفَّق و كذلك آدم یُؤْدِمُ، بالمدّ، و كل موافق إِدامٌ؛ قالت غادیة الدُّبَیْرِیَّة: كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه قال للمغیرة بن شُعبة و خَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِلیها فإِنه أَحْری أَن یُؤْدَمَ بینكما؛ قال الكسائی: یُؤدَم بینكما یعنی أَن تكون بینهما المحبَّة و الاتِّفاق؛ قال أَبو عبید: لا أَری الأَصل فیه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه و طِیبَه إِنما یكون بالإِدامِ، و لذلك یقال طعام مَأْدُومٌ. قال ابن الأَعرابی: و إِدامُ اسم امرأَة من ذلك؛ و أَنشد: أَلا ظَعَنَتْ لِطِیَّتِها إِدامُ، و كلُّ وِصالِ غانِیةٍ زِمامُ «4». و أَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً: خَلَطه. و فلان أَدْمُ أَهْلِه و أَدْمَتُهم أَی أُسْوَتُهم، و به یُعْرَفون. و أَدَمَهم
(1). فی معلَّقة إمرئ القیس: و لا أُطُماً بدل أُجماً (2). قوله [كما سنذكره إلخ] عبارة الجوهری: كما قلناه فی الأكمة (3). قوله [إلا محبباً موضعاً] الذی فی التهذیب: إلا محبباً موضعاً لذلك (4). قوله [زمام] كذا فی الأصل، و شرح القاموس بالزای، و لعله بالراء
لسان العرب، ج‌12، ص: 9
یَأْدُمُهم أَدْماً: كان لهم أَدَمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابی. التهذیب: فلان أَدَمَةُ بنی فلان، و قد أَدَمَهم یَأْدُمُهم و هو الذی عَرّفهم الناس. الجوهری: یقال جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أَهلی أَی أُسْوَتَهُم. و الإِدامُ: معروف ما یُؤْتَدَمُ به مع الخبز. و‌فی الحدیث: نِعْمَ الإِدام الخَلُّ؛ الإِدام، بالكسر، و الأُدْمُ، بالضم: ما یؤكل بالخبز أَیَّ شی‌ء كان. و‌فی الحدیث: سَیِّدُ إِدامِ أَهْل الدُّنیا و الآخرة اللحمُ؛ جعل اللحم أُدْماً و بعض الفقهاء لا یجعله أُدْماً و یقول: لو حَلَفَ أَن لا یَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم یحنَث، و الجمع آدِمةٌ و جمع الأُدْمِ آدامٌ، و قد ائتَدَمَ به. و أَدَمَ الخبز یَأْدِمُه، بالكسر، أَدْماً: خلطه بالأُدْم، و قال غیره: أَدَمَ الخبزَ باللحم؛ و أَنشد ابن بری: إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ، فذاك أَمانَة الله الثَّریدُ و قال آخر: تَطْبُخه ضُروعُها و تَأْدِمُهْ قال: و شاهد الإِدامِ قولُ الشاعر: الأَبْیَضانِ أَبْرَدا عِظامِی: الماءُ و الفَثُّ بلا إِدامِ و‌فی حدیث أُمّ مَعْبَد: أَنا رأَیت الشاةَ و إِنها لَتأْدُمُها و تَأْدُم صِرْمَتها «1». و‌فی حدیث أَنس: و عَصَرَتْ علیه أُمُّ سُلَیْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه‌أَی خَلَطته و جعلت فیه إِداماً یؤْكل، یقال فیه بالمَدّ و القَصْر، و روی بتشدید الدال علی التكثیر. و‌فی الحدیث: أَنه مَرَّ بقوم فقال: إِنَّكم تَأْتَدِمون علی أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتی تكونوا شامَةً فی الناس، أَی إِنَّ لكم من الغِنی ما یُصْلِحكم كالإِدامِ الذی یُصلِح الخُبز، فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم فی الناس كالشَّامة فی الجسَد تَظْهرون للناظِرین؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی بعض كتب الغریب مَرْوِیّاً مَشْروحاً، و المعروف‌فی الروایة: إِنكم قادِمون علی أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم، قال: و الظاهر، و الله أَعلم، أَنه سَهْوٌ. و‌فی حدیث خدیجة، رضوان الله علیها: فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم و تُطْعِم المأْدوم.و‌قول امرأَة دُرَید بن الصِّمَّة حین طلَّقها: أَبا فلان، أَ تُطَلِّقُنی؟ فوالله لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومی، و أَطْعَمْتُك مَأْدُومی، و جئتُك باهِلًا غیر ذات صِرارٍ؛ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن، و أَرادت أَنها لم تَمْنَع منه شیئاً كالناقة الباهِلة التی لم تُصَرَّ و یأْخُذ لبنَها مَن شاء. و أَدَمَ القومَ: أَدَمَ لهم خُبْزَهم؛ أَنشد یعقوب فی صفة كلاب الصید: فهی تُباری كلَّ سارٍ سَوْهَقِ، و تُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ «2». و قولهم: سَمْنُهم فی أَدیمهم، یعنی طَعامَهم المَأْدُوم أَی خُبزهم راجع فیهم. التهذیب: من أَمثالهم: سَمْنُكم هُرِیقَ فی أَدِیمِكم أَی فی مَأْدُومِكم، و یقال: فی سِقائكم. و الأَدِیمُ: الجِلْد ما كان، و قیل: الأَحْمَر، و قیل: هو المَدْبوغُ، و قیل: هو بعد الأَفیق، و ذلك إِذا تَمَّ و احْمَرَّ، و استعاره بعضهم للحرب فقال أَنشده
(1). قوله [و إنها لتأدمها و تأدم صرمتها] ضبط فی الأصل و النهایة بضم الدال (2). قوله [فهی تباری إلخ] هكذا فی الأصل هنا، و تقدم فی مادة سهق علی غیر هذا الوجه و أتی بمشطورین بین هذین المشطورین
لسان العرب، ج‌12، ص: 10
بعضهم للحرث بن وَعْلة: و إِیَّاك و الحَرْبَ التی لا أَدِیمها صحیحٌ، و قد تُعْدَی الصِّحاحُ علی السُّقْمِ إِنما أَراد لا أَدِیمَ لها، و أَراد علی ذَوات السُّقْم، و الجمع آدِمَةٌ و أُدُمٌ، بضمتین؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن من قال رُسْل فسكَّنَ قال أُدْمٌ، هذا مطرد، و الأَدَمُ، بنصب الدال: اسم للجمع عند سیبویه مثل أَفِیقٍ و أَفَقٍ. و الآدامُ: جمع أَدِیمٍ كَیَتیمٍ و أَیْتام، و إِن كان هذا فی الصفة أَكثر، قال: و قد یجوز أَن یكون جمع أَدَمٍ؛ أَنشد ثعلب: إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ فی خِطامِها حَمْراءَ من مكَّة، أَو حَرَامِها، أَو بعض ما یُبْتاع من آدامِها و الأَدَمَةُ: باطنُ الجلْد الذی یَلی اللحم و البَشَرةُ ظاهرها، و قیل: ظاهرهُ الذی علیه الشعَر و باطنه البَشَرة؛ قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن یكون الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القیاس، إِلَّا أَن سیبویه جعله اسماً للجمع و نَظَّره بأَفَیقٍ و أفق، و هو الأَدِیمُ أَیضاً. الأَصمعی: یقال للجلد إِهابٌ، و الجمع أُهُبٌ و أَهَبٌ، مؤنثة، فأَما الأَدَمُ و الأَفَقُ فمذكَّران إِلّا أَن یقْصد قَصْد الجلودِ و الآدِمَة فتقول: هی الأَدَمُ و الأَفَقُ. و یقال: أَدِیمٌ و آدِمَةٌ فی الجمع الأَقلّ، علی أَفعِلة. یقال: ثلاثة آدِمةٌ و أَربعة آدِمةٍ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قال لرجل ما مالُكَ؟ فقال: أَقْرُنٌ و آدِمةٌ فی المَنِیئةِ؛ الآدِمةُ، بالمدّ: جمع أَدیم مثل رَغِیف و أَرْغِفة، قال: و المشهور فی جمعه أُدَم، و المَنِیئةُ، بالهمز: الدِّباغ. و آدَمَ الأَدِیمَ: أَظهر أَدَمَتَهُ؛ قال العجاج: «1» فی صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ و أَدِیمُ كل شی‌ء: ظاهِرُ جلْدِه. و أَدَمَةُ الأَرض: وجهُها؛ قال الجوهری: و ربما سمی وجْهُ الأَرض أَدیماً؛ قال الأَعشی: یَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِیة العَصْب، و یوماً أَدِیمُها نَغِلا و رجل مُؤْدَمٌ أَی مَحْبوب. و رجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: حاذقٌ مُجَرَّب قد جمع لِیناً و شدَّةً مع المعرفة بالأُمور، و أَصلُه من أَدَمَةِ الجلد و بَشَرَته، فالبَشرةُ ظاهِرهُ و هو مَنْبتُ الشعَر. و الأَدَمةُ: باطِنُه، و هو الذی یَلی اللَّحْم، فالذی یراد منه أَنه قد جَمع لینَ الأَدَمةِ و خُشونَة البَشرة و جرَّب الأُمورَ؛ و قال ابن الأَعرابی: معناه كریم الجلْدِ غلِیظُه جَیِّده؛ و قال الأَصمعی: فلان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَی هو جامع یصلُح للشدَّة و الرَّخاء، و فی المثل: إِنما یُعاتَبُ الأَدِیمُ ذو البَشرةِ أَی یُعادُ فی الدِّباغِ، و معناه إِنما یُعاتَب من یُرْجَی و فیه مُسْكةٌ و قُوَّةٌ و یُراجَع مَن فیه مُراجَعٌ. و یقال: بَشَرْتُه و أَدَمْتُه و مَشَنْتُه أَی قَشَرْته، و الأَدِیمُ إِذا نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل. و یقال: آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ. و امرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: إِذا حسن مَنْظَرُها و صحَّ مَخْبَرُها. و‌فی حدیث نَجبَة: ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة.یُقال للرجل الكامل: إِنه لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أَی جمع لینَ الأَدَمةِ و نُعُومَتَها، و هی باطن الجِلْد، و شدَّة البشرة
(1). قوله [قال العجاج] عبارة الجوهری فی صلب: و الصلب، بالتحریك، لغة فی الصلب من الظهر، قال العجاج یصف امرأة: ریا العظام فخمة المخدّم فی صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 11
و خُشونَتها، و هی ظاهره. قال ابن سیدة: و قد یقال رجل مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ و امرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فیُقدِّمون المُبْشَر علی المؤدَم، قال: و الأَول أَعرف أَعنی تقدیم المُؤْدَمِ علی المُبْشَر. و قیل: الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس. و أَدَمَةُ الأَرض: باطِنُها، و أَدِیُمها، وَجْهُها، و أَدِیمُ اللیل: ظلمته؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قد أَغْتَدِی و اللیلُ فی جَرِیمِه، و الصُّبْحُ قد نَشَّمَ فی أَدِیمهِ و أَدِیمُ النهار: بَیاضُه. حكی ابن الأَعرابی: ما رأَیته فی أَدِیمِ نَهارٍ و لا سَوادِ لَیْلٍ، و قیل: أَدِیمُ النهار عامَّته. و حكی اللحیانی: جئتُك أدیمَ الضُّحی أَی عند ارتفاع الضُّحی. و أَدیمُ السماء: ما ظهَر منها. و فلان بَرِی‌ءُ الأَدِیمِ مما یُلْطخ به. و الأُدْمَةُ: السُّمرةُ. و الآدَمُ من الناس: الأَسْمَرُ. ابن سیدة: الأُدْمةُ فی الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بیاضاً، و قیل: هو البیاضُ الواضِحُ، و قیل: فی الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بیاضاً و فی الإِنسان السُّمرة. قال أَبو حنیفة: الأُدْمةُ البیاضُ، و قد أَدِمَ و أَدُمَ، فهو آدمُ، و الجمع أُدْمٌ، كسَّروه علی فُعْل كما كسَّروا فَعُولًا علی فُعُل، نحو صَبور و صُبُرٍ، لأَن أَفْعَل من الثلاثة «2». و فیه كما أَن فَعُولًا فیه زیادة و عدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول، إِلَّا أَنهم لا یثقِّلون العین فی جمع أَفْعَل إِلَّا أَن یُضطَرَّ شاعر، و قد قالوا فی جمعه أُدْمانٌ، و الأُنثی أَدْماءُ و جمعها أُدْمٌ، و لا یجمع علی فُعْلان؛ و قول ذی الرمة: و الجِیدُ، من أُدْمانَةٍ، عَتُودُ عِیبَ علیه فقیل: إِنما یقال هی أَدْماءُ، و الأُدْمان جمع كأَحْمَر و حُمْران، و أَنت لا تقول حُمْرانة و لا صُفْرانة، و كان أَبو علیّ یقول: بُنیَ من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة. و العرب تقول: قُرَیْش الإِبلِ أُدْمُها و صُهْبَتُها، یذهبون فی ذلك إِلی تفضیلها علی سائر الإِبلِ، و قد أَوضحوا ذلك بقولهم: خَیرُ الإِبل صُهْبُها و حُمْرُها، فجعلوهما خیرَ أَنواع الإِبل، كما أَنّ قُرَیْشاً خیرُ الناس. و‌فی الحدیث: أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل: إِن كنتَ تُرید النساء البیضَ و النُّوقَ الأُدْمَ فعَلَیْكَ بِبَنِی مُدْلِجٍ؛ قال ابن الأَثیر: الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر و حُمْر. و الأُدْمة فی الإِبل: البیاض مع سواد المُقْلَتَیْن، قال: و هی فی الناس السُّمرة الشدیدة، و قیل: هو من أُدْمة الأَرض، و هو لَوْنُها، قال: و به سمی آدم أَبو البَشَر، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام. اللیث: و الأُدْمةُ فی الناس شُرْبةٌ من سَواد، و فی الإِبِل و الظِّباء بَیاض. یقال: ظَبْیَة أَدْماء، قال: و لم أَسمع أَحداً یقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ، قال: و إن قیل كان قیاساً. و قال الأَصمعی: الآدَمُ من الإِبل الأَبْیض، فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمًّی. قال: و الأُدْمُ من الظِّباء بیضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فیهنَّ غُبْرة، فإِن كانت خالصة البَیاض فهی الآرامُ. و‌روی الأَزهری بسنده عن أَحمد بن عبید بن ناصح قال: كُنّا نأْلَف مجلِس أَبی أَیوب بن أُخت الوزیر فقال لنا یوماً، و كان ابنُ السكیت حاضراً: ما تَقولْ فی الأُدْمِ من الظِّباء؟ فقال: هی البیضُ البُطون السُّمْر الظُّهور یَفْصِل بین لَوْنِ ظُهورِها و بُطونها جُدَّتان مِسْكِیَّتان، قال: فالتفت إِلیَّ و قال: ما تقول یا أَبا جعفر؟ فقلت؟ الأُدْمُ علی ضَرْبین: أَما التی
(2). قوله [لأَن أفعل من الثلاثة إلخ] هكذا فی الأَصل، و لعله لأن أفعل من ذی الثلاثة و فیه زیادة كما أن فعولا إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 12
مَساكنها الجِبال فی بِلاد قَیْس فهی علی ما وَصَف، و أَما التی مَساكنها الرمْل فی بلاد تَمیم فهی الخَوالِص البَیاض، فأَنكر یعقوب و استأْذن ابنُ الأَعرابی علی تَفِیئَةِ ذلك فقال أَبو أَیوب: قد جاءكم مَن یفصِل بینكم، فدَخَل، فقال له أَبو أَیوب: یا أَبا عبد الله، ما تقول فی الأُدْم من الظِّباء؟ فتكلَّم كأَنما یَنْطِق عن لسان ابن السكِّیت، فقلت: یا أَبا عبد الله، ما تقول فی ذی الرمة؟ قال: شاعر، قلت: ما تقول فی قصیدته صَیْدَح «1»؟ قال: هو بها أَعرف منها به، فأَنشدته: من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحی فی مَتْنِها یَتَوَضَّح فسكت ابنُ الأَعرابی و قال: هی العرب تقول ما شاءت.ابن سیدة: الأُدْمُ من الظِّباء ظِباء بیضٌ یَعْلوها جُدَدٌ فیها غُبْرة، زاد غیره: و تسكُن الجِبال، قال: و هی علی أَلْوان الجبال؛ یقال: ظَبْیة أَدْماء؛ قال: و قد جاء فی شعر ذی الرمة أُدْمانة؛ قال: أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلًا: أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّیها الأَجالِیدُ قال ابن بری: الأَجالید جمع أَجْلاد، و أَجْلاد جمع جَلَد، و هو ما صَلُب من الأَرض، و أَنكر الأَصمعی أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران و سُودان و لا تدخله الهاء، و قال غیره: أُدْمانةٌ و أُدْمان مثل خُمْصانة و خُمْصان، فجعله مُفرداً لا جمعاً، قال: فعلی هذا یصح قوله. الجوهری: و الأُدْمة فی الإِبِلِ البیاض الشدید. یقال: بعیر آدَم و ناقة أَدْماء، و الجمع أُدْمٌ؛ قال الأَخْطل فی كَعْب بن جُعَیْل: فإِنْ أَهْجُهُ یَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ من الأُدْمِ، دَبْرَت صَفْحَتاه و غارِبُهْ و یقال: هو الأَبیضُ الأَسودُ المُقْلَتَیْن. و اختُلف فی اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم: سُمِّیَ آدَم لأَنه خُلِق من أَدَمةِ الأَرض، و قال بعضهم: لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالی فیه، و قال الجوهری: آدَمُ أَصله بهمزتین لأَنه أَفْعَل، إِلا أَنهم لَیَّنُوا الثانیة، فإِذا احتَجْت إِلی تحریكها جعلتها واواً و قلت أَوادِم فی الجمع، لأَنه لیس لها أَصل فی الیاء معروف، فَجُعِلَ الغالبُ علیها الواو؛ عن الأَخفش؛ قال ابن بری: كل أَلِف مجهولة لا یُعْرَف عمَّا ذا انْقِلابُها، و كانت عن همزة بعد همزة یدعو أَمْرٌ إِلی تحریكها، فإِنها تبدَل واواً حملًا علی ضَوارب و ضُوَیْرب، فهذا حكمُها فی كلام العرب إِلا أَن تكون طَرفاً رابعةً فحینئذ تبدل یاءً؛ و قال الزجاج «2»: یقول أَهلُ اللغة إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب، و كذلك الأُدْمةُ إِنَّما هی مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب؛ و قوله: سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا فی آدَمٍ، بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا جعل آدمَ اسْماً للقَبیلة لأَنه قال بَلَغوا بها، فأَنّث و جمَع و صرف آدم ضرورة؛ و قوله:
(1). قوله [فی قصیدته صیدح] هكذا فی الأصل و التهذیب و شرح القاموس، و لعله فی قصیدته فی صیدح لأَنه اسم لناقة ذی الرمة و یمكن أن یكون سمی القصیدة باسمها (2). قوله [و قال الزجاج إلخ] كذا فی الأصل، و عبارة التهذیب: و قال الزجاج یقول أهل اللغة فی آدم إِن اشتقاقه من أدیم الأَرض لأَنه خلق من تراب
لسان العرب، ج‌12، ص: 13
الناسُ أَخْیافٌ و شَتَّی فی الشِّیَمْ، و كلُّهم یَجْمَعُهم بیتُ الأَدَمْ قیل: أَراد آدَم، و قیل: أَراد الأَرض؛ قال الأَخفش: لو جعلت فی الشعر آدَم مع هاشم لجَاز؛ قال ابن جنی: و هذا هو الوجه القویُّ لأَنه لا یحقِّق أَحدٌ همزةَ آدَم، و لو كان تحقیقُها حَسَناً لكان التحقیقُ حَقیقاً بأَن یُسْمَع فیها، و إِذا كان بَدلًا البتَّة وجَب أَن یُجْری علی ما أَجْرَتْه علیه العرب من مُراعاة لفظِه و تنزیل هذه الهمزة الأَخیرة منزلةَ الأَلفِ الزائدة التی لا حظَّ فیها للهمزة نحو عالم و صابر، أَ لا تَراهم لما كسّروا قالوا آدَم و أَوادِم كسالِم و سَوالِم؟ و الأَدَمانُ فی النَّخْل: كالدَّمانِ و هو العَفَن، و سیأْتی ذكره؛: و قیل: الأَدَمانُ عَفَن و سَوادٌ فی قلْب النَّخْلة و هو وَدِیُّه؛ عن كُراع، و لم یقل أَحَد فی القَلْب إِنه الوَدِیُّ إِلَّا هو. و الأَدَمان: شجرة؛ حكاها أَبو حنیفة، قال: و لم أَسمعها إِلا من شُبَیْل بن عزرة. و الإِیدامةُ: الأَرضُ الصُّلْبة من غیر حجارة مأْخوذة من أَدیم الأَرض و هو وَجْهُها. الجوهری: الأَیادیمُ مُتون الأَرض لا واحد لها؛ قال ابن بری: و المشهور عند أهل اللغة أَن واحدتها إِیدامة، و هی فیعالة من أَدِیم الأَرض؛ و كذا قال الشیبانی واحدتها إِیدامةٌ فی قول الشاعر: كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ، إِذ وَقَدَتْ، عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَیادِیمِ الأَصمعی: الإِیدامةُ أَرض مُسْتَوِیة صُلْبة لیست بالغَلیظة، و جمعها الأَیادیمُ، قال: أُخِذَتِ الإِیدامةُ من الأَدیمِ؛ قال ذو الرمَّة: كأَنَّهُنَّ ذُری هَدْیٍ محوبة عنها الجِلالُ، إِذا ابْیَضَّ الأَیادیمُ «1». و ابْیِضاضُ الأَیادیمِ للسَّراب: یعنی الإِبل التی أُهْدِیَتْ إِلی مكة جُلِّلَتْ بالجِلال. و قال: الإِیدامةُ الصُّلْبة من غیر حجارة. ابن شمیل: الإِیدامةُ من الأَرض السَّنَد الذی لیس بشدید الإِشْراف، و لا یكون إِلا فی سُهول الأَرض، و هی تنبت و لكن فی نَبْتِها زُمَرٌ، لِغِلَظِ مكانها و قِلَّة اسْتقْرار الماء فیها. و أُدمی، علی فُعَلی، و الأُدَمی: موضع، و قیل: الأُدَمی أَرض بظهر الیمامة. و أَدام: بلد؛ قال صخر الغیّ: لقد أَجْری لِمَصْرَعِه تَلِیدٌ، و ساقَتْه المَنِیَّةُ من أداما و أُدَیْمَةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: كأَن بَنی عَمْرو یُرادُ، بدارهم بِنَعْمانَ، راعٍ فی أُدَیْمَةَ مُعْزبُ یقول: كأَنهم من امتناعِهم علی مَن أَرادهم فی جَبَل، و إِن كانوا فی السَّهْل.

أرم؛ ج12، ص: 13

: أَرَمَ ما علی المائدة یَأْرِمهُ: أَكله؛ عن ثعلب. و أَرَمَتِ الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْماً: أَكَلَتْ. و أَرَمَ علی الشی‌ء یَأْرِمُ، بالكسر، أَی عَضَّ علیه. و أَرَمَه أَیضاً: أَكَلَه؛ قال الكمیت:
(1). قوله [كأنهن ذری إلخ] الشطر الأول فی الأصل من غیر نقط، و كتب فی هامش الأصل و شرح القاموس: كأنهن ذری هدی بمجوبة ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا، و لعل عنها فی البیت بمعنی علیها كما یؤخذ من تفسیره
لسان العرب، ج‌12، ص: 14
و یَأْرِمُ كلَّ نابِتَةٍ رِعاءً، و حُشَّاشاً لهنَّ و حاطِبینا أَی من كثرتها؛ قال ابن بری: صوابه و نأْرِم، بالنون، لأَن قبله: تَضِیقُ بنا الفِجاجُ، و هُنَّ فِیجٌ، و نَجْهَرُ ماءَها السَّدِمَ الدَّفِینا و منه سنَةٌ آرِمةٌ أَی مُسْتأْصِلة. و یقال: أَرَمَتِ السنَةُ بأَموالنا أَی أَكَلت كل شی‌ء. و قال أَبو حنیفة: أَرَمَتِ السائمة المَرْعَی تَأْرِمُه أَتَتْ علیه حتی لم تَدَعْ منه شیئاً. و ما فیه إِرْمٌ و أَرْمٌ أَی ضِرس. و الأُرَّمُ: الأَضراس؛ قال الجوهری: كأَنه جمع آرِمٍ. و یقال: فلان یَحْرُقُ علیك الأُرَّم إِذا تغَیَّظ فَحكَّ أَضْراسه بعضها ببعض، و قیل: الأُرّمُ أَطراف الأَصابع. ابن سیدة: و قالوا هو یَعْلُك علیه الأُرَّم أَی یَصْرِف بأَنیابه علیه حَنَقاً؛ قال: أُنْبِئْتُ أَحْمَاءَ سُلَیْمَی إِنَّما أَضْحَوا غِضاباً، یَحْرُقُونَ الأُرَّما أَنْ قُلْت: أَسْقَی الحَرَّتَیْنِ الدِّیمَا قال ابن بری: لا یصحُّ فتح أَنَّما إِلّا علی أَن تجعل أَحْماء مفعولًا ثانیاً بإِسقاط حرف الجر، تقدیره نُبّئتُ عن أَحْماء سُلَیمْی أَنَّهم فَعلوا ذلك، فإِن جعلت أَحْماء مفعولًا ثانیاً من غیر إِسقاط حرف الجر كسرت إِنَّما لا غیر لأَنها المفعولُ الثالثُ، و قال أَبو ریاش: الأُرَّمُ الأَنیابُ؛ و أَنشد لعامر بن شقیق الضبیّ: بِذِی فِرْقَیْنِ یَوْمَ بَنُو حَبیبٍ، نُیُوبَهم علینا یَحْرُقُونَا قال ابن بری: كذا ذكره الجوهری فی فصل حَرَق فقال: حَرَقَ نابَه یَحْرُقه و یَحْرِقُه إِذا سَحَقَه حتی یسمع له صَرِیف. الجوهری: و یقال الأُرَّم الحِجارة؛ قال النضر بن شمیل: سأَلت نوحَ بن جریر بن الخَطَفَی عن قول الشاعر: یَلُوكُ من حَرْدٍ علیَّ الأُرَّمَا قال: الحَصَی. قال ابن بری: و یقال الأُرَّم الأَنیاب هنا لقولهم یَحْرُق عَلیَّ الأُرَّمَ، من قولهم حَرَقَ نابُ البعیر إِذا صوَّت. و الأَرْمُ: القطع. و أَرَمَتْهم السنَةُ أَرْماً: قطعتهم. و أَرَمَ الرجلَ یَأْرِمهُ أَرْماً: لیَّنَه؛ عن كُراع. و أَرْض أَرْماءُ و مَأْرُومَةٌ: لم یُتْرَك فیها أَصل و لا فَرْعٌ. و الأَرُومةُ: الأَصْل. و‌فی حدیث عُمیر بن أَفْصی: أَنا من العرب فی أَرُومة بِنائها؛ قال ابن الأَثیر: الأَرُومةُ بوزن الأَكولة الأَصْل. و فیه كیف تَبْلُغك صَلاتُنا و قد أَرِمْتَ أَی بَلِیت؛ أَرِمَ المالُ إِذا فَنِیَ. و أَرض أَرِمةٌ: لا تنبت شیئاً، و قیل: إِنما هو أُرِمْتَ من الأَرْمِ الأَكل، و منه قیل للأَسْنان الأُرَّم؛ و قال الخطابی: أَصله أَرْمَمْت أَی بَلِیت و صرت رَمِیماً، فحذف إِحدی المیمین كقولهم ظَلْت فی ظَلِلْت؛ قال ابن الأَثیر: و كثیراً ما تروی هذه اللفظة بتشدید المیم، و هی لغة ناسٍ من بكر بن وائل، و سنذكره فی رمم. و الإِرَمُ: حِجارة تنصب عَلَماً فی المَفازة، و الجمع آرامٌ و أُرُومٌ مثل ضِلَع و أَضْلاع و ضُلوع. و‌فی الحدیث: ما یوجَد فی آرامِ الجاهلیَّة و خِرَبها فیه الخُمْس؛ الآرام: الأَعْلام، و هی حجارة تُجْمَع و تنصَب فی المَفازة یُهْتَدَی بها، واحدها إِرَم
لسان العرب، ج‌12، ص: 15
كعِنَب. قال: و كان من عادة الجاهلیة أَنهم إِذا وجدوا شیئاً فی طریقهم و لا یمكنهم اسْتِصْحابُه تركوا علیه حجارةً یعرفُونه بها، حتی إِذا عادوا أَخذوه. و‌فی حدیث سلمة بن الأَكْوَع: لا یطرحون شیئاً إِلَّا جَعَلْت علیه آراماً.ابن سیدة: الإِرَمُ و الأَرِمُ الحجارة، و الآرامُ الأَعْلام، و خص بعضهم به أَعْلام عادٍ، واحدُها إِرَمٌ و أَرِمٌ و أَیْرَمِیٌّ؛ و قال اللحیانی: أَرَمِیّ و یَرَمِیّ و إِرَمِیّ. و الأُرومُ أَیضاً: الأَعْلام، و قیل: هی قُبُور عادٍ؛ و عَمَّ به أَبو عبید فی تفسیر قول ذی الرمة: و ساحِرة العُیون من المَوامی، تَرَقَّصُ فی نَواشِرِها الأُرُومُ فقال: هی الأَعْلام؛ و قوله أَنشده ثعلب: حتی تَعالی النِّیُّ فی آرامها قال: یعنی فی أَسْنِمَتِها؛ قال ابن سیدة: فلا أَدْری إِن كانت الآرام فی الأَصل الأَسْمة، أو شبَّهها بالآرام التی هی الأَعْلام لعِظَمِها و طُولها. و إِرَمٌ: والِدُ عادٍ الأُولَی، و من ترَك صرف إِرَمٍ جعله اسماً للقبیلة، و قیل: إِرَمُ عادٌ الأَخیرة، و قیل: إرَم لبَلْدَتِهم التی كانوا فیها. و فی التنزیل: بِعٰادٍ إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ، و قیل فیها أَیضاً أَرامٌ. قال الجوهری فی قوله عز و جل: إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ، قال: من لم یُضِف جعل إِرَمَ اسمَه و لم یَصْرِفه لأَنه جعل عاداً اسم أَبیهم، و من قرأَه بالإِضافة و لم یَصْرف جعله اسم أُمّهم أَو اسم بَلدةٍ. و فی الحدیث ذكر إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ، و قد اختلف فیها فقیل دِمَشق، و قیل غیرها. و الأَرُوم، بفتح الهمزة: أَصْل الشجرة و القَرْن؛ قال صخر الغیّ یهجو رجلًا: تَیْسَ تُیُوسٍ، إِذا یُناطِحُها یَأْلَمُ قَرْناً، أَرُومه نَقِدُ قوله: یَأْلَمُ قَرْناً أَی یَأْلَمُ قَرْنَه، و قد جاء علی هذا حروف منها قولهم: یَیْجَع ظَهراً، و یَشْتكی عیناً أَی یَشْتَكی عَینَه، و نصب تَیْسَ علی الذَّمِّ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی جندب الهذلی: أَولئك ناصری و هُمُ أُرُومِی، و بَعْضُ القوم لیس بذِی أُرُومِ و قولهم: جاریة مَأْرُومَةٌ حسَنة الأَرْمِ إِذا كانت مَجْدُولة الخَلْق. و إِرَمٌ: اسم جبل؛ قال مُرَقِّش الأَكْبَرُ: فاذْهَبْ فِدیً لك ابن عَمّك لائحا «1» … الأَشیبة و إِرَمْ و الأُرُومةُ و الأَرُومة، الأَخیرة تمیمة: الأَصلُ، و الجمع أُرُومٌ؛ قال زهیر: لَهُم فی الذّاهِبِینَ أُرُومُ صِدْقٍ، و كان لِكُلِّ ذی حَسَب أُرُومُ و الأَرامُ: مُلْتقی قَبائِلِ الرأْس. و رَأْس مُؤَرَّمٌ: ضخْم القَبائل. و بَیْضَةٌ مُؤَرَّمةٌ واسِعَةُ الأَعْلی. و ما بالدَّارِ أَرِمٌ و أَرِیمٌ و إِرَمیٌّ و أَیْرَمیّ و إِیْرَمِیّ؛ عن ثعلب و أَبی عبید، أَی ما بها أَحَدٌ، لا یستعمل إِلا فی الجَحْد؛ قال زهیر: دارٌ لأَسْماء بالغَمْرَیْنِ ماثِلةٌ، كالوَحْیِ لیس بها من أَهْلِها أَرِمُ و مثله قول الآخر:
(1). هنا بیاض فی الأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 16
تلك القُرونُ وَرِثْنا الأَرضَ بَعْدَهُمُ، فما یُحَسُّ علیها منهمُ أَرِمُ قال ابن بری: كان ابن دَرَسْتَوَیْه یُخالف أَهل اللغة فیقول: ما بها آرِم، علی فاعل، قال: و هو الذی یَنْصِب الأَرَمَ و هو العَلَم، أَی ما بها ناصِبُ عَلَم، قال: و المشهور عند أَهل اللغة ما بها أَرِمٌ، علی وزن حَذِرٍ، و بیتُ زهیر و غیره یشهد بصحة قولهم، قال: و علی أَنه أَیضاً حكی القَزَّاز و غیره آرِم، قال: و یقال ما بها أَرَمٌ أَیضاً أَی ما بها علَم. و أَرَمَ الرجلَ یَأْرِمُه أَرْماً: لَیَّنه. و أَرَمْتُ الحَبْل آرِمُه أَرْماً إِذا فَتَلْتَه فَتْلًا شدیداً. و أَرَمَ الشی‌ءَ یَأْرِمُه أَرْماً: شدَّه؛ قال رؤبة: یَمْسُدُ أَعْلی لَحْمِه و یَأْرِمُهْ و یروی بالزای، و قد ذكر فی أَجم. و آرام: موضع؛ قال: مِن ذاتِ آرامٍ فجَنبَی أَلعسا «2». و فی الحدیث ذِكْر إِرَمٍ، بكسر الهمزة و فتح الراء الخفیفة،و هو موضع من دیار جُذام، أَقْطَعَه سیدُنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بنی جِعال بن رَبیعة.

أزم؛ ج12، ص: 16

: الأَزْمُ: شدَّةُ العَضِّ بالفَمِ كلِّه، و قیل بالأَنْیاب، و الأَنْیابُ هی الأَوازِمُ، و قیل: هو أَنَ یَعَضَّه ثم یكرِّر علیه و لا یُرْسِله، و قیل: هو أَن یَقْبِض علیه بفیه، أَزَمه، و أَزَمَ علیه یَأْزِمُ أَزْماً و أُزُوماً، فهو آزِمٌ و أَزُومٌ، و أَزَمْت یَد الرجُل آزِمُها أَزْماً، و هی أَشدُّ العَضِّ. قال الأَصمعی: قال عیسی بن عمر كانت لنا بَطَّة تَأْزِمُ أَی تَعَضُّ، و منه قیل للسَّنة أَزْمَةٌ و أَزُومٌ و أَزامِ، بكسر المیم. و أَزَمَ الفرسُ علی فأْسِ اللِّجام: قَبض؛ و منه‌حدیث الصدّیق: نَظَرْت یوم أُحُدٍ إِلی حَلَقة دِرْع قد نَشِبَت فی جَبین رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فانْكَبَبْت لأَنْزِعَها، فأَقْسَم علیَّ أَبو عبیدة فأَزَمَ بها بثَنیَّتیه فجَذبها جَذْباً رَفیقاً‌أَی عَضَّها و أَمْسكها بین ثَنِیَّتَیْه؛ و منه‌حدیث الكَنْز و الشجاع الأَقْرع: فإِذا أَخذه أَزَم فی یده‌أَی عَضَّها. و الأَزْمُ: القطعُ بالناب و السِّكِّین و غیرهما. و الأَوَازمُ و الأُزَّمُ و الأُزُمُ: الأَنْیاب، فواحدة الأَوازمِ آزِمةٌ، و واحدة الأُزَّمِ آزِمٌ، و واحدة الأُزُمِ أَزُومٌ. و الأَزْمُ: الجَدْبُ و المَحْل. ابن سیدة: الأَزْمة الشدّة و القَحْط، و جمعها إِزَمٌ كبَدْرةٍ و بِدَر، و أَزْمٌ كتَمْرةٍ و تَمْر؛ قال أَبو خِراش: جَزی اللهُ خیراً خالِداً من مُكافِئٍ، علی كلِّ حالٍ من رَخاء و من أَزْمِ و قد یكون مصدراً لأَزَم إِذا عضَّ، و هی الوَزْمة أَیضاً. و‌فی الحدیث: اشْتَدِّی أَزْمَة تَنْفَرِجی، قال: الأَزْمَة السَّنة المُجْدِبة. یقال: إِن الشدَّة إِذا تَتابَعت انفرجت و إِذا تَوالَتْ تَوَلَّت. و‌فی حدیث مجاهد: أَن قُرَیْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شدیدةٌ و كان أَبو طالب ذا عیالٍ.و الأَوازمُ: السِّنُون الشدائد كالبَوازِم. و أَزَمَ علیهم العامُ و الدهرُ یَأْزِمُ أَزْماً و أُزُوماً: اشتدّ قَحْطُه، و قیل: اشتدَّ و قَلَّ خَیرُه؛ و سنة أَزْمَةٌ و أَزِمَةٌ و أَزُومٌ و آزِمةٌ؛ قال زهیر: إِذا أَزَمَتْ بهم سَنةٌ أَزُوم و یقال: قد أَزَمت أَزامِ؛ قال:
(2). قوله [فجنی ألعسا] هكذا فی الأصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 17
أَهان لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزامِ قال ابن بری: و أَنشد أَبو علی هذا البیت: أَهانَ لها الطعامَ فَأَنْفَذَتْهُ، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزُومُ و یقال: نزلتْ بهم أَزامِ و أَزُومٌ أَی شدَّة. و المُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزمان؛ أَنشد عبد الرحمن عن عمه الأَصمعی فی رجل خطَب إِلیه ابنَته فردَّ الخاطب: قالوا: تَعَزَّ فَلَسْتَ نائِلَها، حتی تَمَرَّ حَلاوَةُ التَّمْرِ لَسْنا من المُتأَزِّمینَ، إِذا فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ أَی لَسْنا نُزَوِّجك هذه المرأَة حتی تَعود حَلاوةُ التَّمْر مَرارةً، و ذلك ما لا یكون. و المُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزَّمان و شدَّتِه، و اللَّمُوسُ: الذی فی نَسَبه ضَعَةٌ، أَی أَن الضعیفَ النسَب یفْرَح بالسَّنة المُجْدبة لیُرْغَب إِلیه فی ماله فیَنْكِحَ أَشْراف نِسائهم لحاجَتهم إِلی ماله. و أَزَمَتْهم السنةُ أَزْماً: استأْصَلَتهم، و قال شمر: إِنما هو أَرَمَتْهم، بالراء، قال: و كذلك قال أَبو الهیثم. و یقال: أَصابتنا أَزْمة و آزمةٌ أَی شدّة؛ عن یعقوب. و أَزَمَ علی الشی‌ء یَأْزِمُ أُزُوماً: واظَب علیه و لَزِمَه. و أَزَمَ بِضَیْعَته و علیها: حافظ. أَبو زید: الأُزُومُ المُحافظة علی الضَّیْعَة. و تَأَزَّمَ القومُ إِذا أَطالوا الإِقامة بِدارهم. و أَزَمَ بصاحِبه یَأْزِمُ أَزْماً: لَزِقَ. و فی الصحاح: أَزَمَ الرجلُ بصاحبه إِذا لَزِمَه. و أَزَمَه أَیضاً أَی عَضَّه و أَزَمَ عن الشی‌ء: أَمسك عنه. و أَزَمَ بالمكان أَزْماً: لَزِمَه. و أَزَمْتُ الحَبْلَ و العِنانَ و الخَیْط و غیرَه آزِمُه أَزْماً: أَحكَمْت فَتْله و ضَفْرَه، بالراء و الزای جمیعاً، و الراء أَعرف، و هو مَأْزُومٌ. و الأَزْمُ: ضرْب من الضَّفْر و هو الفَتْل. و أَزَمَ أَزْماً و أَزِمَ أَزَماً، كلاهما: تقبَّض. و المَأْزِمُ: المَضِیق مثل المَأْزِلِ؛ و أَنشد الأَصمعی عن أَبی مَهْدِیَّة: هذا طریقٌ یَأْزِمُ المَآزِما، و عِضَواتٌ تَمْشُق اللَّهازِما و یروی … عَصَوات …، و هی جمع عَصاً. و تَمْشُق: تضرِب. و المأْزِم: كلُّ طریق ضیِّق بین جبلین، و موضع الحَرْبِ أَیضاً مَأْزِمٌ، و منه سمی الموضع الذی بین المَشْعَر و عَرَفة مَأْزِمَیْن. الأَصمعی: المَأْزِمُ فی سَنَد مَضِیقٌ بین جَمْعٍ و عَرَفة. و‌فی حدیث ابن عمر: إِذا كنتَ بین المَأْزِمَیْن دون مِنیً فإِنَّ هناك سَرْحَة سُرَّ تحتَها سبعون نبیّاً.و‌فی الحدیث: إِنی حَرَّمْت المدینة حَراماً ما بین مَأْزِمَیْها؛ المَأْزِمُ: المَضِیقُ فی الجبال حتی یَلتَقِی بعضُها ببعض و یَتَّسِع ما وَرَاءه، و المیمُ زائدة، و كأَنه من الأَزْمِ القُوّة و الشدّة؛ و أَنشد لِساعدة ابن جؤیة الهُذَلی: و مُقامُهنّ، إِذا حُبِسْنَ، بِمَأْزِمٍ ضَیْقٍ أَلَفَّ، و صَدّهنّ الأَخشَبُ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌و مُقامِهنَّ …، بالخفض علی القَسَم لأَنه أَقسم بالبُدْن التی حُبِسْن بِمَأْزِمٍ أَی بمَضِیق، و أَلَفَّ: مُلْتَفّ، و الأَخْشَبُ: جبل،
لسان العرب، ج‌12، ص: 18
و المَأْزِمُ: مَضِیقُ الوادی فی حُزُونةٍ. و مَآزِمُ الأَرض: مَضایِقها تلْتَقی و یتَّسِع ما وراءها و ما قُدّامها. و مآزِمُ الفَرْجِ: مَضایقه، واحدها مَأْزِم. و مأْزِمُ القِتال: موضعه إِذا ضاق، و كذلك مَأْزِمُ العَیش؛ هذه عن اللحیانی، و كلُّ مَضِیق مَأْزِمٌ. و الأَزْمُ: إِغْلاق الباب. و أَزَمَ البابَ أَزْماً: أَغْلَقه. و الأَزْمُ: الإِمساك. أَبو زید: الآزِمُ الذی ضَمَّ شفتیه. و الأَزْمُ: الصمْت. و الأَزْمُ: تركُ الأَكل و أَصله من ذلك؛ و‌فی الحدیث: أَن عمر قال للحرث بن كَلْدة و كان طبیبَ العَرب: ما الطِّبُّ؟ فقال: هو الأَزْمُ، و هو أَن لا تدخِل طعاماً علی طعام، و فسَّره الناسُ أَنه الحِمْیَةُ و الإِمساك عن الاستكثار، و فی النهایة: إِمساك الأَسْنان بعضها علی بعض. و الأَزْمةُ: الأَكلة الواحدة فی الیوم مرَّة كالوَجْبةِ. و‌فی حدیث الصلاة أَنه قال: أَیُّكم المُتَكلِّم؟ فَأَزَمَ القومُ‌أَی أَمسكوا عن الكلام كما یُمسِك الصائم عن الطَّعام، قال: و منه سمیت الحِمْیَةُ أَزْماً، قال: و‌الروایة المشهورة: فَأَرَمَّ القوم، بالراء و تشدید المیم؛ و منه‌حدیث السِّواك: یستعمله عند تَغَیُّر الفَمِ، من الأَزْمِ.و أَزِیمٌ: جبل بالبادیة.

أسم؛ ج12، ص: 18

: أُسامَةُ: من أَسماء الأَسد، لا یَنْصرِف. و أُسامة: اسم رجل من ذلك؛ فأَما قوله: و كأَنِّی فی فَحْمة ابن جَمِیرٍ فی نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ فإِنه زاد اللام كقوله: و لقد نَهَیتُك عن بَنات الأَوْبرِ و أَما قوله: عَیْنُ بَكِّی لِسَامةَ بن لُؤَیٍّ عَلِقَتْ ساقَ سامةَ العَلَّاقهْ «1». فإِنه أَراد بقوله لِسامةَ لأُسامة، فحذف الهمز. قال ابن السكیت: یقال هذا أُسامةُ، و هو الأَسدُ، و هو مَعْرِفة؛ قال زهیر یَمْدح هَرِم بن سِنان: و لأَنْت أَشْجَعُ من أُسامة، إِذ دُعِیَتْ نزَالِ، و لُجَّ فی الذُّعْرِ و أَما الاسم فنذكره فی المعتلّ لأَن الأَلف زائدة. قال ابن بری: و أَما أَسماءُ اسم امرأَة فمختلَف فیها، فمنهم مَن یجعلها فَعلاء و الهمزة فیها أَصْل، و منهم مَن یجعلُها بَدلًا من واو و أَصْلُها عندهم وَسْماء، و منهم مَن یجعل همزتها قطعاً زائدة و یجعلها جمعَ اسم سمیت به المرأَة، قال: و یقوّی هذا الوجه قولهم فی تصغیرها سُمَیَّة، و لو كانت الهمزة فیها أَصْلًا لم تحذَف.

أضم؛ ج12، ص: 18

: الأَضَمُ: الحِقْدُ و الحسَدُ و الغضَبُ، و یجمع علی أَضَماتٍ؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر: و باكَرَا الصَّیْدَ بحَدٍّ و أَضَمْ، لن یَرْجِعا أَو یَخْضِبا صَیْداً بِدَمْ و أَضِمَ علیه، بالكسر، یَأْضَمُ أَضَماً: غضب؛ و أَنشد ابن بری: فُرُحٌ بالخَیْر إِنْ جاءَهُمُ، و إِذا ما سُئِلُوه أَضِمُوا قال العجاج: و رأْس أَعْداءٍ شدید أَضَمُهْ
(1). قوله [و أما قوله‌عین بكی … إلخ] هذا البیت من قصیدة لأعرابیة ترثی بها أسامة و لها حكایة ذكرت فی مادة فوق فانظرها
لسان العرب، ج‌12، ص: 19
و‌فی حدیث نَجْران «1»: و أَضِمَ علیه أَخوه كُرْزُ بنُ عَلْقَمَة حتی أَسلم.یقال: أَضِمَ الرجل، بالكسر، یَأْضَمُ أَضَماً إِذا أَضْمَر حِقْداً لا یستطیع أَن یُمْضِیَه؛ و‌فی حدیث آخر: فَأَضِمُوا علیه.و أَضِمَ به أَضَماً، فهو أَضِمٌ: عَلِقَ به. و أَضِمَ الفحل بالشُّوَّل: عَلِقَ بها یَطْرُدها و یَعَضُّها و أَضِم الرجل بأَهله كذلك. و إِضَمٌ: موضع؛ قال النابغة: و احْتَلَّت الشَّرْعَ فالأَجْراعَ من إِضَما و إِضَمٌ، بكسر الهمزة: اسم جبل؛ قال الراجز یصف ناراً: نَظَرْت و العَیْنُ مُبینة التَّهَمْ إِلی سَنا نارٍ، وقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعلی عانِدَیْن من إِضَمْ قال ابن بری: و قد جاء غیر مصروف، و أَنشد بیت النابغة. و فی بعض الأَحادیث ذِكْر إِضَمٍ، و هو بكسر الهمزة و فتح الضاد، اسم جبل، و قیل: موضع.

أطم؛ ج12، ص: 19

: الأُطُم: حِصْنٌ مَبْنِیٌّ بحجارة، و قیل: هو كل بیت مُرَبَّع مُسَطَّح، و قیل: الأُطْم مثل الأَجّم، یخفف و یثقَّل، و الجمع القلیلُ آطامٌ و آجامٌ؛ قال الأَعشی: فإِمَّا أَتَتْ آطامَ جَوٍّ و أَهلَه، أُنِیخَت فأَلقَتْ رَحْلَها بِفِنائكا و الكثیر أُطُومٌ، و هی حُصون لأَهل المدینة؛ قال أَوْس بن مَغْراء السعدی: بَثَّ الجُنودَ لهم فی الأَرض یَقْتُلُهم، ما بین بُصْری إِلی آطامِ نَجْرانا و الواحدة أَطَمة مثل أَكَمَة؛ و بالیمن حِصْن یُعرف بأُطُم الأَضْبطِ، و هو الأَضْبط بن قُرَیْع بن عوف بن سعد بن زید مَناة، كان أَغار علی أَهْل صَنْعاء و بَنَی بها أُطُماً و قال: و شَفَیْتُ نَفْسِی، من ذوِی یَمَنٍ، بالطَّعْنِ فی اللَّبَّات و الضربِ قَتَّلتهمْ و أَبَحْتُ بَلْدَتَهم، و أَقَمْتُ حَوْلًا كامِلًا أَسْبی و بَنَیْتُ أُطْماً فی بلادهم، لأُثَبِّت التَّقْهِیرَ بالغَصْبِ ابن سیدة و غیره: الأُطْم حِصْن مَبْنِیٌّ. ابن الأَعرابی: الأُطُوم القُصور. و‌فی حدیث بلال: أَنه كان یؤذِّن علی أُطْمٍ؛ الأُطْم، بالضم: بناء مرتفع، و جمعه آطام. و‌فی الحدیث: حتی تَوارَتْ بآطامِ المدینة‌یعنی بأَبنیتها المرتفعة كالحُصون. ابن بُزُرْج: أَطَمْت علی البَیْت أَطْماً أَی أَرْخَیْت سُتورَه. و التَّأْطِیمُ فی الهَوْدَج: أَن یُسَتَّر بثیاب، یقال: أَطَّمْته تَأْطِیماً؛ و أَنشد: تدخل جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ و أَزَمَ بیده و أَطَمَ إِذا عضَّ علیها. و أَطَمْت أُطوماً إِذا سكتّ. أَبو عمرو: التَّأَطُّم سكوت الرجل علی ما فی نفسه. و أَطَمْتُ البئر أَطْماً: ضَیَّقْت فاها. و تأَطُّمُ اللیل: ظُلْمته و أَطِمَ أَطَماً: غضِب. و تَأَطَّم فلان تأَطُّماً إِذا غضِب. و فلان یتأَطَّم علی فلان: مثل یَتَأَجَّم. و أَطِمَ أَطَماً: انضمَّ. و الأُطامُ و الإِطامُ: حصْر البَعیر و الرجُل، و هو أَن لا یَبُول و لا یَبْعَر من داءٍ، و قد أَطِمَ أَطَماً
(1). قوله [و فی حدیث نجران إلخ] عبارة النهایة: و فی حدیث وفد نجران و أضم علیها منه أخوه إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 20
و أُطِمَ أَطْماً و أُطِمَ علیه. و یقال للرجل إِذا عَسُر علیه بُروزُ غائطِه: قد أُطِم أَطْماً، و أْتُطِمَ ائتِطاماً. و یقال: أَصابه أُطامٌ و إِطامٌ إِذا احتبس بَطْنُه. و بعیر مَأْطُومٌ و قد أُطِمَ إِذا لم یَبُل من داءٍ یكون به. الجوهری: الأُطامُ، بالضم، احتباس البول، تقول منه: أُؤْتُطِمَ علی الرجل؛ و أَنشد ابن بری: تَمْشی من التَّحْفِیلِ مَشْیَ المُؤْتَطِمْ قال: و قال عبد الواحد التَّأَطُّم امتناع النَّجْوِ، قال: و قال أَبو عمرو المُؤَطَّم المكسر بالتراب؛ و أَنشد لعیاض بن درَّة: إِذا سَمِعتْ أَصْوات لأْمٍ من المَلا، بَكَتْ جَزَعاً من تحت قَبرٍ مُؤَطَّمِ و الأَطِیمةُ: مَوْقِدُ النار، و جمعها أَطائم؛ قال الأَفْوَهُ الأَوْدیّ: فی مَوْطِنٍ ذَرِبِ الشَّبا، فكأَنَّما فیه الرِّجالُ علی الأَطائِم و اللَّظی شمر: الأَطِیمةُ توثق الحمام بالفارسیة. ابن شمیل: الأَتُّون و الأَطیمة الداستورن «1». و الأَطُوم: سمكة فی البحر یقال لها المَلِصَةُ و الزَّالِخَة. و الأَطُومُ: السُّلَحْفاة البحریّة، و فی المحكم: سُلَحْفاة بَحْریّة غلیظة الجلْد فی البَحْر یُشَبَّه بها جِلْد البعیر الأَمْلَس، و تُتَّخذ منها الخفاف للجَمّالین و تُخْصَفُ بها النِّعال؛ قال الشمَّاخ «2»: و جِلْدُها من أَطُومٍ ما یُؤَیِّسهُ طِلْحٌ، بضاحِیة البَیْداء، مَهْزُولُ و قیل: الأَطُوم القُنْفُذُ. و الأَطُوم: البَقَرةُ، قیل: إِنما سُمِّیت بذلك علی التَّشْبیه بالسَّمَكة لغِلَظ جِلْدها؛ و أَنشد الفارسی: كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها، أَعْقبَتْها الغُبْسُ منها نَدَما غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَطْلُبُه، فإِذا هی بِعِظام وَ دَما و فی قصیدة كعب بن زُهَیر یمدح سیدَنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم: و جِلْدُها من أَطُوم لا یُؤَیِّسُهُ قال ابن الأَثیر: الأَطُومُ الزَّرافةُ یَصِفُ جِلْدها بالقُوَّة و المَلاسَةِ، لا یُؤَیِّسه: لا یُؤَثِّر فیه. و الأَطِیمُ: شحْم و لَحْم یُطْبخ فی قِدْرٍ سُدَّ فَمُها. الفراء: السِّنَّوْرُ یَتَأَطَّمُ و یَتَحَدَّم للصَّوْت الذی فی صَدْره. و تَأَطَّم السَّیْلُ إِذا ارتفعت فی وَجْهه طَحَماتٌ كالأَمْواج ثم یكسَّر بعضها علی بعض؛ قال رؤبة: إِذا ارْتَمَی فی وَأْدِه تَأَطُّمُهْ وَأْدُه: صَوْتُه.

أكم؛ ج12، ص: 20

: الأَكَمَةُ: معروفة، و الجمع أَكَماتٌ و أَكَمٌ، و جمع الأَكَمِ إِكامٌ مثل جَبَلٍ و جِبالٍ، و جمع الإِكامِ أُكُم مثل كتابٍ و كُتُبٍ، و جمع الأُكُم آكامٌ مثل عُنُقٍ و أَعْناقٍ، كما تقدّم فی جمع تَمْرة. قال: یقال أَكمة و أَكَم مثل ثَمَرة و ثَمَر، و جمع أَكَمَةٍ أُكُم كخَشَبَة و خُشُبٍ، و إِكام كرَحَبةٍ و رِحاب، و یجوز أَن یكون آكام كجَبَل و أَجْبالٍ، غیره: الأَكَمَةُ تَلٌّ من القُفِّ و هو حَجر واحد.
(1). قوله [شمر الأطیمة إلی قوله الداستورن] مثله فی التهذیب إلا أن لفظ توثق الحمام منقوط فی التهذیب هكذا و فی الأصل من غیر نقط، و قوله الداستورن هو فی الأصل هكذا و فی التهذیب الداشوزن (2). هذا البیت لكعب بن زهیر لا للشماخ، و فی القصیدة: بضاحیة المتنین بدل بضاحیة البیداء
لسان العرب، ج‌12، ص: 21
ابن سیدة الأَكَمَة القُفُّ من حجارة واحدة، و قیل: هو دون الجبال، و قیل: هو الموضع الذی هو أَشدُّ ارتفاعاً ممَّا حَوْلَه و هو غلیظ لا یبلغ أَن یكون حَجَراً، و الجمع أَكَمٌ و أُكُمٌ و أُكْمٌ و إِكامٌ و آكامٌ و آكُمٌ كأَفْلُسٍ؛ الأَخیرة عن ابن جنی. ابن شمیل: الأَكَمَةُ قُفٌّ غیر أَن الأَكَمةَ أَطْول فی السماء و أَعظم. و یقال: الأَكَمُ أَشْرافٌ فی الأَرض كالرَّوابی. و یقال: هو ما اجتمع من الحِجارة فی مكانٍ واحد، فَرُبَّما غَلُظَ و ربما لم یَغْلُظ. و یقال: الأَكَمَةُ ما ارتَفَعَ عن القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعَّدٌ فی السماء كثیر الحجارة. و روی ابن هانئ عن زَیْد بن كَثْوة أَنه قال: من أَمثالهم: حَبَسْتُمونی و وَراء الأَكَمَةِ ما وَراءها؛ قالَتْها امرأَة كانت واعَدَتْ تَبَعاً لها أَن تأْتِیَهُ وراء الأَكَمة إِذا جَنَّ رُؤْیٌ رُؤْیاً، فَبَیْنا هی مُعِیرةٌ فی مَهْنَة أَهْلِها إِذ نَسَّها شَوْقٌ إِلی مَوْعِدها و طال علیها المُكْث و ضَجِرت «1».، فخرج منها الذی كانت لا ترید إِظْهارَه و قالت: حَبَسْتُمونی و وَراء الأَكَمة ما وَراءها یقال ذلك عند الهُزْء بكل مَنْ أَخبر عن نفسه ساقِطاً مَا لا یرید إِظْهارَه. و اسْتَأْكَم الموضعُ: صار أَكَماً؛ قال أَبو نخیلة: بین النَّقَا و الأَكَم المُسْتَأْكِمِ و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: علی الإِكامِ و الظِّرابِ و مَنابتِ الشجَرِ؛ الإِكامُ: جمع أَكَمة و هی الرابِیَة. و المَأْكَمَةُ: العَجِیزةُ. و المَأْكَمان و المَأْكَمَتان: اللَّحْمَتان اللتان علی رُؤوس الوَرِكَیْن، و قیل: هما بَخَصَتان مُشْرِفتان علی الحَرْقَفَتَیْنِ، و هما رُؤوس أَعالی الوَرِكَیْن عن یمین و شمال، و قیل: هما لَحْمتان وَصَلَتا ما بین العَجُز و المَتْنَیْن، و الجمع المَآكِمُ؛ قال: إِذا ضَرَبَتْها الرِّیح فی المِرْطِ أَشْرَفَتْ مَآكِمُها، و الزُّلُّ فی الرِّیحِ تُفْضَحُ و قد یُفْرَد فیقال مَأْكَمٌ و مَأْكِمٌ و مَأْكَمَةٌ و مَأْكِمَةٌ؛ قال: أَرَغْت به فَرْجاً أَضاعَتْه فی الوَغی، فَخَلَّی القُصَیْری بین خَصْر و مَأْكَمِ و حكی اللحیانی: إِنه لعَظیمُ المَآكِمِ كأنهم جعلوا كل جزء منه مَأْكَماً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِذا صَلَّی أَحدُكم فلا یَجْعل یَدَهُ علی مَأْكَمتَیْه؛ قال ابن الأَثیر: هما لَحْمتان فی أَصل الوَرِكَیْن، و قیل: بین العَجُز و المَتْنَیْن، قال: و تفتح كافُها و تكْسَر؛ و منه‌حدیث المُغِیرة: أَحْمَر المَأْكَمَةِ؛ قال ابن الأَثیر: لم یرد حُمْرة ذلك الموضع بعینه، و إِنما أَراد حُمْرَة ما تحتها من سَفِلَته، و هو ما یُسَبُّ به فَكَنَی عنها بها؛ و مثله قولهم فی السَّبِّ: یا ابن حَمْراء العِجَانِ و مَرْأَة مُؤَكِّمَةٌ: عظیمة المَأْكِمَتَیْن. و أُكِمَتِ الأَرضُ: أُكِلَ جمیعُ ما فیها. و إِكامٌ: جبل بالشام؛ و روی بیت إمرئ القیس: بین حامِرٍ و بین إِكام «2»
(1). قوله [و ضجرت] فی التهذیب: و صخبت (2). قوله [بین حامر] عبارة یاقوت معجمه بعد أن ذكر أن حامراً عدّة مواضع: و حامراً أیضاً واد فی رمال بنی سعد، و حامر أیضاً موضع فی دیار غطفان، و لا أدری أیهما أراد إمرؤ القیس بقوله: أ حار تری برقاً أریك ومیضه كلمع الیدین فی حیّ مكلل قعدت له و صحبتی بین حامر و بین إكام بعد ما متأمل و قال عند التكلم علی إِكام بكسر الهمزة موضع بالشام، و أنشد البیت الثانی و یروی أیضاً: بین ضارجٍ و بین العُذیب بدل بین حامر و بین إِكام.
لسان العرب، ج‌12، ص: 22‌

ألم؛ ج12، ص: 22

: الأَلَمُ: الوجَعُ، و الجمع آلامٌ. و قد أَلِمَ الرجلُ یَأْلَمُ أَلَماً، فهو أَلِمٌ. و یُجْمَعُ الأَلَمُ آلاماً، و تَأَلَّم و آلَمْتُه. و الأَلِیمُ: المُؤلِمُ المُوجِعُ مثل السَّمِیع بمعنی المُسْمِع؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: یَصُكُّ خُدُودَها وهَجٌ أَلِیمُ و العَذاب الأَلِیمُ: الذی یَبْلغ إِیجاعُهُ غایة البلوغ، و إِذا قلت عَذاب أَلِیمٌ فهو بمعنی مُؤلِم، قال: و مثله رجل وجِع. و ضرْب وَجِع أَی مُوجِع. و تَأَلَّم فلان من فلان إِذا تَشَكَّی و تَوَجَّع منه. و التَّأَلُّم: التَّوجُّع. و الإِیلامُ: الإِیجاعُ. و أَلِمَ بَطنَه: من باب سَفِه رأْیَه. الكسائی: یقال أَلِمْت بطنَك و رَشِدْت أَمْرَك أَی أَلِمَ بَطنُك و رَشِدَ أَمْرُك، و انتِصاب قوله بَطْنَك عند الكسائی علی التفسیر، و هو معرفة، و المُفَسرات نَكرات كقولك قَرِرْت به عَیْناً و ضِقْتُ به ذَرْعاً، و ذلك مذكور عند قوله عز و جل: إِلّٰا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ، قال: و وجه الكلام أَلِمَ بَطْنُه یَأْلَم أَلَماً، و هو لازم فَحُوِّل فِعْلُه إِلی صاحب البَطْن، و خَرَج مُفَسّراً فی قوله أَلِمْتَ بَطْنَك. و الأَیْلَمَةُ: الأَلمُ. و یقال: ما أَخذ أَیْلمةً و لا أَلماً، و هو الوجَع. و قال ابن الأَعرابی: ما سمعت له أَیْلمةً أَی صَوْتاً. و قال شمر عنه: ما وَجَدْت أَیلمةً و لا أَلَماً أَی وَجَعاً. و قال أَبو عمرو: الأَیْلمةُ الحَركة؛ و أَنشد: فما سمعت بعد تلك النَّأَمَهْ منها و لا مِنْهُ، هناك، أَیْلمهْ قال الأَزهری: و قال شمر تقول العرب أَما و الله لأُبِیتَنَّك علی أَیْلَمَةٍ، و لأَدَعَنَّ نَوْمَك تَوْثاباً، و لأُثئِدَنَّ مَبْرَكَك، و لأُدْخِلنَّ صَدْرك غمَّة: كلُّه فی إِدْخال المشقَّة علیه و الشدَّة. و أَلُومةُ: موضع؛ قال صَخْر الغیّ: القَائد الخَیْلَ من أَلومَةَ أَو من بَطْن وادٍ، كأَنها العجَدُ «1». و فی التهذیب: و‌یَجْلُبُوا الخَیْلَ من أَلُومَةَ أَوْ من بَطْنِ عَمْقٍ، كأَنَّها البُجُدُ

أمم؛ ج12، ص: 22

: الأَمُّ، بالفتح: القَصْد. أَمَّهُ یَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛ و أَمَّمهُ و أْتَمَّهُ و تَأَمَّمَهُ و یَمَّه و تَیَمَّمَهُ، الأَخیرتان علی البَدل؛ قال: فلم أَنْكُلْ و لم أَجْبُنْ، و لكنْ یَمَمْتُ بها أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو و یَمَّمْتُه: قَصَدْته؛ قال رؤبة: أَزْهَر لم یُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ، مُیَمَّم البَیْت كَرِیم السِّنْحِ «2». و تَیَمَّمْتُهُ: قَصَدْته. و‌فی حدیث ابن عمر: مَن كانت فَتْرَتُهُ إِلی سُنَّةٍ فَلِأَمٍّ ما هو‌أَی قَصْدِ الطریق المُسْتقیم. یقال: أَمَّه یَؤمُّه أَمّاً، و تأَمَّمَهُ و تَیَمَّمَه. قال: و یحتمل أَن یكون الأَمُّ أُقِیم مَقام المَأْمُوم أَی هو علی طریق ینبغی أَن یُقْصد، و إِن كانت الروایة بضم الهمزة، فإِنه یرجع إِلی أَصله «3». ما هو
(1). قوله [قال صخر الغیّ] أنشده فی یاقوت هكذا: هم جلبوا الخیل من ألومة أو من بطن عمق كأنها البجد جمع بجاد و هو كساء مخطط انتهی. و تقدم للمؤلف فی مادة عجد بغیر هذه الأَلفاط (2). قوله [أزهر إلخ] تقدم فی مادة سنح علی غیر هذا الوجه (3). قوله [إلی أصله إلخ] هكذا فی الأصل و بعض نسخ النهایة و فی بعضها إلی ما هو بمعناه بإسقاط لفظ أصله
لسان العرب، ج‌12، ص: 23
بمعناه؛ و منه‌الحدیث: كانوا یَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم فی الصدَقة‌أَی یَتَعَمَّدون و یَقْصِدون، و‌یروی یَتَیَمَّمون، و هو بمعناه؛ و منه‌حدیث كعب بن مالك: و انْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و‌فی حدیث كعب بن مالك: فتَیمَّمت بها التَّنُّور‌أَی قَصَدت. و‌فی حدیث كعب بن مالك: ثم یُؤمَرُ بأَمِّ الباب علی أَهْلِ النار فلا یخرج منهم غَمٌّ أَبداً‌أَی یُقْصَد إِلیه فَیُسَدُّ علیهم. و تَیَمَّمْت الصَّعید للصلاة، و أَصلُه التَّعَمُّد و التَّوَخِّی، من قولهم تَیَمَّمْتُك و تَأَمَّمْتُك. قال ابن السكیت: قوله: فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً*، أَی اقْصِدوا لصَعِید طیِّب، ثم كَثُر استعمالُهم لهذه الكلِمة حتی صار التَّیَمُّم اسماً علَماً لِمَسْح الوَجْه و الیَدَیْن بالتُّراب. ابن سیدة: و التَّیَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب علی البَدل، و أَصْله من الأَول لأَنه یقصِد التُّراب فیَتَمَسَّحُ به. ابن السكیت: یقال أَمَمْتُه أَمًّا و تَیَمَّمته تَیَمُّماً و تَیَمَّمْتُه یَمامَةً، قال: و لا یعرف الأَصمعی أَمَّمْتُه، بالتشدید، قال: و یقال أَمَمْتُه و أَمَّمْتُه و تَأَمَّمْتُه و تَیَمَّمْتُه بمعنی واحد أَی تَوَخَّیْتُه و قَصَدْته. قال: و التَّیَمُّمُ بالصَّعِید مأْخُوذ من هذا، و صار التیمم عند عَوامّ الناس التَّمَسُّح بالتراب، و الأَصلُ فیه القَصْد و التَّوَخِّی؛ قال الأَعشی: تَیَمَّمْتُ قَیْساً و كم دُونَه، من الأَرض، من مَهْمَهٍ ذی شزَنْ و قال اللحیانی: یقال أَمُّو و یَمُّوا بمعنی واحد، ثم ذكَر سائر اللغات. و یَمَّمْتُ المَرِیضَ فَتَیَمَّم للصلاة؛ و ذكر الجوهری أَكثر ذلك فی ترجمة یمم بالیاء. و یَمَّمْتُه بِرُمْحی تَیْمِیماً أَی تَوَخَّیْتُه و قَصَدْته دون مَن سواه؛ قال عامر بن مالك مُلاعِب الأَسِنَّة: یَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثم قلت له: هَذِی المُرُوءةُ لا لِعْب الزَّحالِیقِ و قال ابن بری فی ترجمة یَمم: و الیَمامة القَصْد؛ قال المرَّار: إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عنها، تَیَمَّمَتْ یَمامَتَها، أَیَّ العِدادِ تَرُومُ و جَمَلٌ مِئمٌّ: دَلِیلٌ هادٍ، و ناقة مِئَمَّةٌ كذلك، و كلُّه من القَصْد لأَن الدَّلیلَ الهادی قاصدٌ. و الإِمَّةُ: الحالةُ، و الإِمَّة و الأُمَّةُ: الشِّرعة و الدِّین. و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَلیٰ أُمَّةٍ*؛ قاله اللحیانی، و روی عن مجاهد و عمر بن عبد العزیز: علی إِمَّةٍ. قال الفراء: قرئ إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَلیٰ أُمَّةٍ*، و هی مثل السُّنَّة، و قرئ علی إِمَّةٍ، و هی الطریقة من أَمَمْت. یقال: ما أَحسن إِمَّتَهُ، قال: و الإِمَّةُ أیضاً النَّعِیمُ و المُلك؛ و أَنشد لعدیّ بن زید: ثم، بَعْدَ الفَلاح و المُلك و الإِمَّةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ قال: أَراد إِمامَة المُلك و نَعِیمه. و الأُمَّةُ و الإِمَّةُ: الدِّینُ. قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: كٰانَ النّٰاسُ أُمَّةً وٰاحِدَةً فَبَعَثَ اللّٰهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ، أی كانوا علی دینٍ واحد.قال أَبو إِسحق: و قال بعضهم فی معنی الآیة: كان الناس فیما بین آدم و نوح كُفّاراً فَبَعَثَ اللّٰهُ النَّبِیِّینَ یُبَشِّرون من أَطاع بالجنة و یُنْذِرون من عَصی بالنار.و‌قال آخرون: كان جمیع مَن مع نوح فی السفینة مؤمناً ثم تفرَّقوا من بعد عن كُفر فَبَعَثَ اللّٰهُ النَّبِیِّینَ.و‌قال آخرون: الناسُ كانوا كُفّاراً فَبَعَثَ اللّٰهُ إبراهیم و النَّبِیِّینَ من بعدهِ.قال
لسان العرب، ج‌12، ص: 24
أَبو منصور «1»: فیما فسَّروا یقع علی الكُفَّار و علی المؤمنین. و الأُمَّةُ: الطریقة و الدین. یقال: فلان لا أُمَّةَ له أَی لا دِینَ له و لا نِحْلة له؛ قال الشاعر: و هَلْ یَسْتَوی ذو أُمَّةٍ و كَفُورُ؟ و قوله تعالی: كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: یرید أَهْل أُمّةٍ أَی خیر أَهْلِ دینٍ؛ و أَنشد للنابغة: حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِیبةً، و هل یأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ و هو طائعُ؟ و الإِمَّةُ: لغة فی الأُمَّةِ، و هی الطریقة و الدینُ. و الإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشی: و لقد جَرَرْتُ لك الغِنی ذا فاقَةٍ، و أَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها و الإِمَّةُ: الهَیْئة؛ عن اللحیانی. و الإِمَّةُ أَیضاً: الحالُ و الشأْن. و قال ابن الأَعرابی: الإِمَّةُ غَضارةُ العَیش و النعْمةُ؛ و به فسر‌قول عبد الله بن الزبیر، رضی الله عنه: فهلْ لكُمُ فیكُمْ، و أَنْتُم بإِمَّةٍ علیكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ و الإِمَّةُ، بالكسر: العَیْشُ الرَّخِیُّ؛ یقال: هو فی إِمَّةٍ من العَیْش و آمَةٍ أَی فی خِصْبٍ. قال شمر: و آمَة، بتخفیف المیم: عَیْب؛ و أَنشد: مَهْلًا، أَبَیْتَ اللَّعْنَ مَهْلًا إِنَّ فیما قلتَ آمَهْ و یقال: ما أَمّی و أَمُّه و ما شَكْلی و شَكله أَی ما أَمْری و أَمْره لبُعْده منی فلِمَ یَتعرَّض لی؟ و منه قول الشاعر: فما إِمِّی و إِمُّ الوَحْشِ لَمَّا تَفَرَّعَ فی ذُؤابَتِیَ المَشیبُ یقول: ما أَنا و طَلَب الوَحْش بعد ما كَبِرْت، و ذكر الإِمِّ حَشْو فی البیت؛ قال ابن بری: و رواه بعضهم و ما أَمِّی و أَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة، و الأَمُّ: القَصْد. و قال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك و أَمّ ذات عِرْق أَی أَیْهاتَ منك ذاتُ عِرْق. و الأَمُّ: العَلَم الذی یَتْبَعُه الجَیْش ابن سیدة: و الإِمَّة و الأُمَّة السُّنَّةُ. و تَأَمَّم به و أْتَمَّ: جعله أَمَّةً. و أَمَّ القومَ و أَمَّ بهم: تقدَّمهم، و هی الإِمامةُ. و الإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا علی الصراط المستقیم أَو كانوا ضالِّین. ابن الأَعرابی فی قوله عز و جل: یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ، قالت طائفة: بكتابهم، و قال آخرون: بنَبیّهم و شَرْعهم، و قیل: بكتابه الذی أَحصی فیه عَمَله. و سیدُنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، إِمامُ أُمَّتِه، و علیهم جمیعاً الائتمامُ بسُنَّته التی مَضی علیها. و رئیس القوم: أَمُّهم. ابن سیدة: و الإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئیسٍ و غیرِه، و الجمع أَئِمَّة. و فی التنزیل العزیز: فَقٰاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ، أَی قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر و قادَتَهم الذین ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم. الأَزهری: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَیِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، و قرأَ بعضهم أَئِمَّةَ، بهمزتین، قال: و كل ذلك جائز. قال ابن سیدة: و كذلك قوله تعالی: و جَعلْناهم أَیِمَّةً یَدْعون إِلی النارِ، أَی مَن تَبِعَهم فهو فی النار یوم القیامة، قُلبت الهمزة یاء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل فی الحَلْق و بَعُد
(1). قوله [قال أبو منصور إلخ] هكذا فی الأصل، و لعله قال أبو منصور الأمة فیما فسروا إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 25
عن الحروف و حَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَیْن و رَفْضِهما لا سِیَّما إِذا كانتا مُصْطَحِبتین غیر مفرَّقتین فاءً و عیناً أَو عیناً و لاماً أَحری، فلهذا لم یأْت فی الكلام لفظةٌ توالتْ فیها هَمْزتان أَصلًا البتَّة؛ فأَما ما حكاه أَبو زید من قولهم دَریئة و دَرائئٌ و خَطیئة و خَطائیٌ فشاذٌّ لا یُقاس علیه، و لیست الهمزتان أَصْلَین بل الأُولی منهما زائدة، و كذلك قراءة أَهل الكوفة أَئِمَّةً، بهمزتین، شاذ لا یقاس علیه؛ الجوهری: الإِمامُ الذی یُقْتَدی به و جمعه أَیِمَّة، و أَصله أَأْمِمَة، علی أَفْعِلة، مثل إِناء و آنِیةٍ و إِلَه و آلِهةٍ، فأُدغمت المیم فنُقِلَت حركتُها إلی ما قَبْلَها، فلما حَرَّكوها بالكسر جعلوها یاء، و قرئ أَیِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت الهمزة یاء، و قرئ أَیِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت الهمزة یاء لأَنها فی موضع كَسْر و ما قبلها مفتوح فلم یَهمِزُوا لاجتماع الهمزتین، قال: و من كان من رَأْیه جمع الهمزتین همَز، قال: و تصغیرها أُوَیْمة، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً، و قال المازنی أُیَیْمَة و لم یقلِب، و إِمامُ كلِّ شی‌ء: قَیِّمُهُ و المُصْلِح له، و القرآنُ إِمامُ المُسلمین، و سَیدُنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِمام الأَئِمَّة، و الخلیفة إمام الرَّعِیَّةِ، و إِمامُ الجُنْد قائدهم. و هذا أَیَمُّ من هذا و أَوَمُّ من هذا أَی أَحسن إمامةً منه، قَلَبوها إِلی الیاء مرَّة و إِلی الواو أُخری كَراهِیة التقاء الهمزتین. و قال أَبو إِسحق: إِذا فضَّلنا رجُلًا فی الإِمامةِ قلنا: هذا أَوَمُّ من هذا، و بعضهم یقول: هذا أَیَمُّ من هذا، قال: و الأَصل فی أَئمَّة أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال و أَمْثِلة و لكنَّ المِیمَیْن لمَّا اجتمعتا أُدغمت الأُولی فی الثانیة و أُلقیت حركتها علی الهمزة، فقیل أَئِمَّة، فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الیاء، قال: و من قال هذا أَیَمُّ من هذا، جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها یاء، و الذی قال فلان أَوَمُّ من هذا كان عنده أَصلُها أَأَمُّ، فلم یمكنه أَن یبدل منها أَلفاً لاجتماع الساكنین فجعلها واواً مفتوحة، كما قال فی جمع آدَم أَوادم، قال: و هذا هو القیاس، قال: و الذی جَعَلها یاء قال قد صارت الیاءُ فی أَیِمَّة بدلًا لازماً، و هذا مذهب الأَخفش، و الأَول مذهب المازنی، قال: و أَظنه أَقْیَس المذهَبین، فأَما أَئمَّة باجتماع الهمزتین فإِنما یُحْكی عن أَبی إِسحق، فإِنه كان یُجیز اجتماعَهما، قال: و لا أَقول إِنها غیر جائزة، قال: و الذی بَدَأْنا به هو الاختیار. و یقال: إِمامُنا هذا حَسَن الإِمَّة أَی حَسَن القِیام بإِمامته إِذا صلَّی بنا. و أَمَمْتُ القومَ فی الصَّلاة إِمامةً. و أْتمّ به أَی اقْتَدَی به. و الإِمامُ: المِثالُ؛ قال النابغة: أَبوه قَبْلَه، و أَبو أَبِیه، بَنَوْا مَجْدَ الحیَاة علی إِمامِ و إِمامُ الغُلام فی المَكْتَب: ما یَتعلَّم كلَّ یوم. و إِمامُ المِثال: ما امْتُثِلَ علیه. و الإِمامُ: الخَیْطُ الذی یُمَدُّ علی البناء فیُبْنَی علیه و یُسَوَّی علیه سافُ البناء، و هو من ذلك؛ قال: و خَلَّقْتُه، حتی إِذا تمَّ و اسْتَوی كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ أَی كهذا الخَیْط المَمْدود علی البِناء فی الامِّلاسِ و الاسْتِواء؛ یصف سَهْماً؛ یدل علی ذلك قوله: قَرَنْتُ بِحَقْوَیْه ثَلاثاً فلم یَزِغْ، عن القَصْدِ، حتی بُصِّرَتْ بِدِمامِ و فی الصحاح: الإِمامُ خشبة البنَّاء یُسَوِّی علیها البِناء.
لسان العرب، ج‌12، ص: 26
و إِمامُ القِبلةِ: تِلْقاؤها. و الحادی: إمامُ الإِبل، و إِن كان وراءها لأَنه الهادی لها. و الإِمامُ: الطریقُ. و قوله عز و جل: وَ إِنَّهُمٰا لَبِإِمٰامٍ مُبِینٍ، أَی لَبِطریق یُؤَمُّ أَی یُقْصَد فَیُتَمَیَّز، یعنی قومَ لوط و أَصحابَ الأَیكةِ. و الإِمامُ: الصُّقْعُ من الطریق و الأَرض. و قال الفراء: وَ إِنَّهُمٰا لَبِإِمٰامٍ مُبِینٍ، یقول: فی طَریق لهم یَمُرُّون علیها فی أَسْفارِهم فَجعل الطَّریقَ إِماماً لأَنه یُؤم و یُتَّبَع. و الأَمامُ: بمعنی القُدّام. و فلان یَؤمُّ القومَ: یَقْدُمهم. و یقال: صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إِذا جَعَلْته اسماً، و تقول: أَخوك أَمامَك، بالنصب، لأَنه صفة؛ و قال لبید فَجَعله اسماً: فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَیْن تَحْسِبُ أَنه مَوْلَی المَخافَةِ: خَلْفُها و أَمامُها «2». یصف بَقَرة وَحْشِیة ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ. و كِلا فَرْجَیها: و هو خَلْفُها و أَمامُها. تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ. مَوْلَی مَخافَتِها أَی وَلِیُّ مَخافَتِها. و قال أَبو بكر: معنی قولهم یَؤُمُّ القَوْمَ أَی یَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ. یقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، و یكون الإِمامُ رئِیساً كقولك إمامُ المسلمین، و یكون الكتابَ، قال الله تعالی: یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ، و یكون الإِمامُ الطریقَ الواضحَ؛ قال الله تعالی: وَ إِنَّهُمٰا لَبِإِمٰامٍ مُبِینٍ، و یكون الإِمامُ المِثالَ، و أَنشد بیت النابغة: بَنَوْا مَجْدَ الحَیاةِ علی إِمامِ معناه علی مِثال؛ و قال لبید: و لكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ و إِمامُها و الدلیل: إِمامُ السَّفْر. و قوله عز و جل: وَ اجْعَلْنٰا لِلْمُتَّقِینَ إِمٰاماً؛ قال أَبو عبیدة: هو واحد یَدُلُّ علی الجمع كقوله: فی حَلْقِكم عَظْماً و قد شُجِینا و إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ. و قیل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ و صِحابٍ، و قیل: هو جمع إِمامٍ لیس علی حَدِّ عَدْلٍ و رِضاً لأَنهم قد قالوا إِمامان، و إِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سیدة: أَنْبأَنی بذلك أَبو العَلاء عن أَبی علی الفارسی قال: و قد استعمل سیبویه هذا القیاسَ كثیراً، قال: و الأُمَّةُ الإِمامُ. اللیث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ یقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هذا المسجد من فُلان أَی بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَیْئةُ فی الإِمامةِ و الحالةُ؛ یقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَی حَسَن الهَیْئة إِذا أَمَّ الناسَ فی الصَّلاة، و قد ائتَمَّ بالشی‌ء و أْتَمَی به، علی البدَل كراهیة التضعیف؛ و أَنشد یعقوب: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَیَتَّقِی، و أَمّا بفعلِ الصَّالحین فَیَأْتَمِی و الأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ یقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَی قُرُونٌ. و أُمَّةُ كل نبی: مَن أُرسِل إِلیهم من كافر و مؤمنٍ. اللیث: كلُّ قوم نُسِبُوا إِلی نبیّ فأُضیفوا إِلیه فَهُمْ أُمَّتُه، و قیل: أُمة محمد، صلی الله علیهم و سلم، كلُّ مَن أُرسِل إِلیه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: و كل جیل من الناس هم أُمَّةٌ علی حِدَة.
(2). قوله [فعدت كلا الفرجین] هو فی الأصل بالعین المهملة و وضع تحتها عیناً صغیرة، و فی الصحاح فی مادة ولی بالغین المعجة و مثله فی التكملة فی مادة فرج، و مثله كذلك فی معلقة لبید
لسان العرب، ج‌12، ص: 27
و قال غیره: كلُّ جِنس من الحیوان غیر بنی آدم أُمَّةٌ علی حِدَة، و الأُمَّةُ: الجِیلُ و الجِنْسُ من كل حَیّ. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لٰا طٰائِرٍ یَطِیرُ بِجَنٰاحَیْهِ إِلّٰا أُمَمٌ أَمْثٰالُكُمْ؛ و معنی قوله إِلّٰا أُمَمٌ أَمْثٰالُكُمْ فی مَعْنیً دون مَعْنیً، یُریدُ، و الله أعلم، أن الله خَلَقَهم و تَعَبَّدَهُم بما شاء أن یَتَعَبَّدَهُم من تسْبیح و عِبادةٍ عَلِمها منهم و لم یُفَقِّهْنا ذلك. و كل جنس من الحیوان أُمَّةٌ. و‌فی الحدیث: لو لا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، و لكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهیم، و‌ورد فی روایة: لو لا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها؛ یعنی بها الكلاب. و الأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ و‌فی حدیث: إن أَطاعُوهما، یعنی أبا بكر و عمر، رَشِدوا و رَشَدت أُمُّهم!، و قیل، هو نَقِیضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه، فی الدُّعاء علیه، و كل مَن كان علی دینِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْیان، فهو أُمَّةٌ وحده. و كان إبراهیمُ خلیلُ الرحمن، علی نبینا و علیه السلام، أُمَّةً؛ و الأُمَّةُ: الرجل الذی لا نظِیر له؛ و منه قوله عز و جل: إِنَّ إِبْرٰاهِیمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ؛ و قال أبو عبیدة: كٰانَ أُمَّةً أی إماماً. أَبو عمرو الشَّیبانی: إن العرب تقول للشیخ إذا كان باقِیَ القوّة: فلان بإِمَّةٍ، معناه راجع إلی الخیر و النِّعْمة لأَن بَقاء قُوّتِه من أَعظم النِّعْمة، و أصل هذا الباب كله من القَصْد. یقال: أَمَمْتُ إلیه إذا قَصَدْته، فمعنی الأُمَّة فی الدِّینِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، و معنی الإِمَّة فی النِّعْمة إنما هو الشی‌ء الذی یَقْصِده الخلْق و یَطْلُبونه، و معنی الأُمَّة فی الرجُل المُنْفَرد الذی لا نَظِیر له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس؛ قال النابغة: و هل یَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ و هو طائعُ و یروی: … ذو إمَّةٍ …، فمن قال … ذو أُمَّةٍ … فمعناه ذو دینٍ و من قال … ذو إمَّةٍ … فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِیَتْ إلیه، قال: و معنی الأُمَّةِ القامة «1». سائر مقصد الجسد، و لیس یخرج شی‌ء من هذا الباب عن معنی أَمَمْت قَصَدْت. و قال الفراء فی قوله عز و جل: إِنَّ إِبْرٰاهِیمَ كٰانَ أُمَّةً؛ قال: أُمَّةً مُعلِّماً للخَیر.و جاء رجل إلی عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ، فقال: مُعَلِّمُ الخیر، و الأُمَّةُ المُعَلِّم. و‌یروی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: یُبْعَث یوم القیامة زیدُ بنُ عمرو بنِ نُفَیْل أُمَّةً علی حِدَةٍ، و ذلك أَنه كان تَبَرَّأَ من أَدْیان المشركین و آمَن بالله قبل مَبْعَث سیدِنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و‌فی حدیث قُسِّ بن ساعدة: أَنه یُبْعَث یوم القیامة أُمَّةً وحْدَه؛ قال: الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدینٍ كقوله تعالی: إِنَّ إِبْرٰاهِیمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ، و قیل: الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخیر. و الأُمَّةُ: الحِینُ. قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ، قال بعد حینٍ من الدَّهْرِ. و قال تعالی: وَ لَئِنْ أَخَّرْنٰا عَنْهُمُ الْعَذٰابَ إِلیٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ. و قال ابن القطاع: الأُمَّةُ المُلْك، و الأُمة أَتْباعُ الأَنبیاء، و الأُمّةُ الرجل الجامعُ للخیر، و الأُمَّةُ الأُمَمُ، و الأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدینه لا یَشْرَكُه فیه أَحدٌ، و الأُمَّةُ القامةُ و الوجهُ؛ قال الأَعشی: و إنَّ مُعاویة الأَكْرَمِینَ بیضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ أی طِوالُ القاماتِ؛ و مثله قول الشَّمَرْدَل بن شریك الیَرْبوعی: طِوال أَنْصِیة الأَعْناقِ و الأُمَمِ
(1). و قوله [و معنی الأُمة القامة إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 28
قال: و یروی البیت للأَخْیَلِیَّة. و یقال: إنه لحسَنُ الأُمَّةِ أی الشَّطاطِ. و أُمَّةُ الوجه: سُنَّته و هی مُعظَمه و مَعْلم الحُسْن منه. أبو زید: إنه لَحَسن أُمَّة الوجه یَعْنُون سُنَّته و صُورَته. و إنه لَقَبیحُ أُمَّةِ الوجه. و أُمَّة الرجل: وَجْهُه و قامَتُه. و الأُمَّة: الطاعة. و الأُمَّة: العالِم. و أُمَّةُ الرجل: قومُه. و الأُمَّةُ: الجماعة؛ قال الأَخفش: هو فی اللفظ واحد و فی المعنی جَمْع، و قوله‌فی الحدیث: إنَّ یَهُودَ بَنی عَوْفٍ أُمَّةٌ من المؤْمنین، یرید أَنهم بالصُّلْح الذی وقَع بینهم و بین المؤْمنین كجماعةٍ منهم كلمَتُهم و أیدیهم واحدة. و أُمَّةُ الله: خلْقه: یقال: ما رأَیت من أُمَّةِ الله أَحسنَ منه. و أُمَّةُ الطریق و أُمُّه: مُعْظَمُه. و الأُمَمُ: القَصْد الذی هو الوسَط. و الأَمَمُ: القُرب، یقال: أَخذت ذلك من أَمَمٍ أی من قُرْب. و داری أَمَمُ دارِه أی مُقابِلَتُها. و الأَمَمُ: الیسیر. یقال: داركم أَمَمٌ، و هو أَمَمٌ منك. و كذلك الاثنان و الجمع. و أمْرُ بَنی فُلان أَمَمٌ و مُؤامٌّ أی بیّنٌ لم یجاوز القدر. و المؤَامُّ، بتشدید المیم: المقارب، أُخِذ من الأَمَم و هو القرب؛ یقال: هذا أَمْرٌ مؤَامٌّ مثل مُضارٍّ. و یقال للشی‌ء إذا كان مُقارِباً: هو مُؤامٌّ. و‌فی حدیث ابن عباس: لا یَزال أَمْرُ الناس مُؤَامّاً ما لم یَنْظروا فی القَدَرِ و الوِلْدان‌أی لا یَزال جاریاً علی القَصْد و الاستقامة. و المُؤَامُّ: المُقارَب، مُفاعَل من الأَمِّ، و هو القَصْد أَو من الأَمَمِ القرب، و أَصله مُؤامَم فأُدْغِم. و منه‌حدیث كعب: لا تَزال الفِتْنة مُؤامّاً بها ما لم تبْدأْ من الشام؛ مُؤَامٌّ هنا: مُفاعَل، بالفتح، علی المفعول لأَن معناه مُقارَباً بها، و الباء للتعدیة، و‌یروی مُؤَمّاً، بغیر مدٍّ. و المُؤَامٌّ: المُقارِب و المُوافِق من الأَمَم، و قد أَمَّهُ؛ و قول الطرِمّاح: مثل ما كافَحْتَ مَحْزُوبَةً نَصَّها ذاعِرُ وَرْعٍ مُؤَامْ یجوز أَن یكون أَراد مُؤَامٌّ فحذف إحدی المیمین لالتقاء الساكنین، و یجوز أن یكون أَراد مُؤَامٌّ فأَبدل من المیم الأَخیرة یاء فقال: مُؤَامی ثم وقف للقافیة فحذف الیاء فقال: مُؤَامْ، و قوله: نَصَّها أی نَصَبَها؛ قال ثعلب: قال أَبو نصر أَحسنُ ما تكون الظَّبْیة إذا مَدَّت عُنُقَها من رَوْعٍ یَسیر، و لذلك قال مؤَامْ لأَنه المُقاربُ الیَسیر. قال: و الأَمَمُ بین القریب و البعید، و هو من المُقارَبة. و الأَمَمُ: الشی‌ءُ الیسیر؛ یقال: ما سأَلت إلا أَمَماً. و یقال: ظلَمْت ظُلْماً أَمَماً؛ قال زهیر: كأَنّ عَیْنی، و قد سال السَّلِیلُ بهم، وَ جِیرة ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ یقول: أیّ جیرةٍ كانوا لو أنهم بالقرب مِنِّی. و هذا أمْر مُؤَامٌّ أی قَصْدٌ مُقارب؛ و أَنشد اللیث: تَسْأَلُنی بِرامَتَیْنِ سَلْجَما، لو أنها تَطْلُب شیئاً أَمَما أراد: لو طَلَبَت شیئاً یقْرُب مُتَناوَله لأَطْلَبْتُها، فأَما أن تَطْلُب بالبلدِ السَّباسِبِ السَّلْجَمَ فإنه غیر مُتَیَسِّر و لا أَمَمٍ. و أُمُّ الشی‌ء: أَصله. و الأُمُّ و الأُمَّة: الوالدة؛ و أَنشد ابن بری: تَقَبَّلَها من أُمَّةٍ، و لَطالما تُنُوزِعَ، فی الأَسْواق منها، خِمارُها
لسان العرب، ج‌12، ص: 29
و قال سیبویه «1» … لإِمِّك؛ و قال أیضاً: اضْرِب الساقَیْنِ إمِّك هابِلُ قال فكسَرهما جمیعاً كما ضم هنالك، یعنی أُنْبُؤُك و مُنْحُدُر، و جعلها بعضهم لغة، و الجمع أُمَّات و أُمّهات، زادوا الهاء، و قال بعضهم: الأُمَّهات فیمن یعقل، و الأُمّات بغیر هاء فیمن لا یعقل، فالأُمَّهاتُ للناس و الأُمَّات للبهائم، و سنذكر الأُمَّهات فی حرف الهاء؛ قال ابن بری: الأَصل فی الأُمَّهات أن تكون للآدمیین، و أُمَّات أن تكون لغیر الآدَمِیِّین، قال: و ربما جاء بعكس ذلك كما قال السفَّاح الیَرْبوعی فی الأُمَّهات لغیر الآدَمِیِّین: قَوّالُ مَعْروفٍ و فَعّالُه، عَقَّار مَثْنی أُمَّهات الرِّباعْ قال: و قال ذو الرمة: سِوی ما أَصابَ الذئبُ منه و سُرْبَةٌ أطافَتْ به من أُمَّهات الجَوازِل فاستعمل الأُمَّهات للقَطا و استعملها الیَرْبوعی للنُّوق؛ و قال آخر فی الأُمَّهات للقِرْدانِ: رَمی أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ من السَّفا، و أَحْصَدَ من قِرْبانِه الزَّهَرُ النَّضْرُ و قال آخر یصف الإِبل: و هام تَزِلُّ الشمسُ عن أُمَّهاتِه صِلاب و أَلْحٍ، فی المَثانی، تُقَعْقِعُ و قال هِمْیان فی الإِبل أیضاً: جاءَتْ لِخِمْسٍ تَمَّ من قِلاتِها، تَقْدُمُها عَیْساً مِنُ امَّهاتِها و قال جریر فی الأُمَّات للآدَمِییِّن: لقد وَلَدَ الأُخَیْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، مُقَلَّدة من الأُمَّاتِ عارا التهذیب: یَجْمَع الأُمَّ من الآدَمیّاتِ أُمَّهات، و من البَهائم أُمَّات؛ و قال: لقد آلَیْتُ أَغْدِرُ فی جَداعِ، و إن مُنِّیتُ، أُمَّاتِ الرِّباعِ قال الجوهری: أَصل الأُمِّ أُمّهةٌ، و لذلك تُجْمَع علی أُمَّهات. و یقال: یا أُمَّةُ لا تَفْعَلی و یا أَبَةُ افْعَلْ، یجعلون علامة التأْنیث عوضاً من یاء الإِضافة، و تَقِفُ علیها بالهاء؛ و قوله: ما أُمّك اجْتاحَتِ المَنایا، كلُّ فُؤادٍ عَلَیْك أُمُّ قال ابن سیدة: عَلَّق الفؤاد بعَلی لأَنه فی معنی حَزینٍ، فكأَنه قال: علیك حَزینٌ. و أَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صارت أُمّاً. و قال ابن الأَعرابی فی امرأَة ذكرها: كانت لها عمة تَؤُمها أی تكون لها كالأُمِّ. و تَأَمَّها و اسْتَأَمَّها و تأَمَّمها: اتَّخَذَها أُمّاً؛ قال الكمیت: و مِن عَجَبٍ، بَجِیلَ، لَعَمْرُ أُمّ غَذَتْكِ، و غیرَها تَتأَمّمِینا قوله: و من عَجَبٍ خبر مبتدإٍ محذوف، تقدیرهُ: و من عَجَبٍ انْتِفاؤكم عن أُمِّكم التی أَرْضَعَتْكم و اتِّخاذكم أُمّاً غیرَها. قال اللیث: یقال تأَمَّم فلان أُمّاً إذا اتَّخذَها لنفسه أُمّاً، قال: و تفسیر الأُمِّ فی كل معانیها أُمَّة لأَن تأْسیسَه من حَرْفین صحیحین و الهاء فیها أصلیة، و لكن العَرب حذَفت تلك الهاء إذ أَمِنُوا اللَّبْس. و یقول بعضُهم فی تَصْغیر أُمّ أُمَیْمة،
(1). هنا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 30
قال: و الصواب أُمَیْهة، تُردُّ إلی أَصل تأْسیسِها، و من قال أُمَیْمَة صغَّرها علی لفظها، و هم الذین یقولون أُمّات؛ و أَنشد: إذِ الأُمّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوه، فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا و قال ابن كیسان: یقال أُمٌّ و هی الأَصل، و منهم من یقول أُمَّةٌ، و منهم من یقول أُمَّهة؛ و أنشد: تَقَبَّلْتَها عن أُمَّةٍ لك، طالَما تُنوزِعَ بالأَسْواقِ عنها خِمارُها یرید: عن أُمٍّ لك فأَلحقها هاء التأْنیث؛ و قال قُصَیّ: عند تَنادیهمْ بِهالٍ وَهَبِی، أُمَّهَتی خِنْدِفُ، و الیاسُ أَبی فأَما الجمع فأَكثر العرب علی أُمَّهات، و منهم من یقول أُمَّات، و قال المبرّد: و الهاء من حروف الزیادة، و هی مزیدة فی الأُمَّهات، و الأَصل الأَمُّ و هو القَصْد؛ قال أَبو منصور: و هذا هو الصواب لأَن الهاء مزیدة فی الأُمَّهات؛ و قال اللیث: من العرب من یحذف أَلف أُمّ كقول عدیّ بن زید: أَیُّها العائِبُ، عِنْدِ، امَّ زَیْدٍ، أنت تَفْدی مَن أَراكَ تَعِیبُ و إنما أراد عنْدی أُمَّ زیدٍ، فلمّا حذَف الأَلف التَزقَتْ یاء عنْدی بصَدْر المیم، فالتقی ساكنان فسقطت الیاء لذلك، فكأَنه قال: عندی أُمَّ زید. و ما كنت أُمّاً و لقد أَمِمْتِ أُمُومةً؛ قال ابن سیدة: الأُمَّهة كالأُمِّ، الهاء زائدة لأَنه بمعنی الأُمِّ، و قولهم أمٌّ بَیِّنة الأُمومة یُصَحِّح لنا أن الهمزة فیه فاء الفعل و المیم الأُولی عَیْن الفِعْل، و المیم الأُخری لام الفعْل، فَأُمٌّ بمنزلة دُرّ و جُلّ و نحوهما مما جاء علی فُعْل و عینُه و لامُه من موضع، و جعل صاحبُ العَیْنِ الهاء أَصْلًا، و هو مذكور فی موضعه. اللیث: إذا قالت العرب لا أُمَّ لك فإنه مَدْح عندهم؛ غیره: و یقال لا أُمَّ لك، و هو ذَمٌّ. قال أَبو عبید: زعم بعض العلماء أن قولهم لا أُمَّ لك قد وُضعَ موضع المَدح؛ قال كعب بن سعد الغَنَویّ یَرْثی أَخاه: هَوَتْ أُمُّه ما یَبْعَث الصُّبْح غادِیاً، و ما ذا یُؤدّی اللیلُ حینَ یَؤوبُ؟ قال أبو الهیثم فی هذا البیت: و أَیْنَ هذا مما ذهب إلیه أَبو عبید؟ و إنما معنی هذا كقولهم: وَیْحَ أُمِّه و وَیْلَ أُمِّه و الوَیلُ لها، و لیس للرجل فی هذا من المَدْح ما ذهَب إلیه، و لیس یُشْبِه هذا قولهم لا أُمَّ لك لأَن قوله لا أُمَّ لك فی مذهب لیس لك أُمٌّ حُرَّة، و هذا السَّبُّ الصَّریح، و ذلك أَنّ بَنی الإِماء عند العرب مَذْمومون لا یلحقون بِبَنی الحَرائر، و لا یقول الرجل لصاحبه لا أُمَّ لك إلَّا فی غضَبه علیه مُقَصِّراً به شاتِماً له، قال: و أَمّا إذا قال لا أَبا لَك، فلم یَترك له من الشَّتِیمَة شیئاً، و قیل: معنی قولهم لا أُمَّ لك، یقول أنت لَقِیطٌ لا تُعْرَف لك أُمٌّ. قال ابن بری فی تفسیر بیت كعب بن سعد قال: قوله‌هَوَتْ أُمُّه …، یُسْتَعْمَل علی جهة التعَجُّب كقولهم: قاتَله الله ما أَسْمَعه ما یَبْعَث الصبحُ: ما استفهام فیها معنی التعَجُّب و موضعها نَصْب بیَبْعَث، أَیْ أَیُّ شی‌ءٍ یَبعَثُ الصُّبْح من هذا الرجل؟ أَی إذا أَیْقَظه الصُّبح تصرَّف فی فِعْل ما یُریده. و غادِیاً منصوب علی الحال و العامل فیه یَبْعَث، و یَؤُوب: یَرجع، یرید أَن إِقْبال اللَّیل سَبَب رجوعه إلی بیته كما أَن إِقْبال النهار
لسان العرب، ج‌12، ص: 31
سَبَب لتصرُّفه، و سنذكره أَیضاً فی المعتل. الجوهری: و قولهم وَیْلِمِّهِ، و یریدون وَیْلٌ لأُمّه فحذف لكثرته فی الكلام. قال ابن بری: وَیْلِمِّه، مكسورة اللام، شاهده قول المتنخل الهذلی یَرْثی ولدهَ أُثَیلة: وَیْلِمِّه رجلَا یأْتی به غَبَناً، إذا تَجَرَّد لا خالٌ و لا بَخِلُ الغَبَنُ: الخَدیعةُ فی الرأْی، و معنی التَّجَرُّد هاهنا التَّشْمیرُ للأَمرِ، و أَصْله أَن الإِنسان یَتجرَّد من ثیابه إذا حاوَل أَمْراً. و قوله: لا خالٌ و لا بَخِل، الخالُ: الاختیال و التَّكَبُّر من قولهم رجل فیه خالٌ أی فیه خُیَلاء و كِبْرٌ، و أَما قوله: وَیْلِمِّه، فهو مَدْح خرج بلفظ الذمِّ، كما یقولون: أَخْزاه الله ما أَشْعَرَه و لعَنه الله ما أَسْمَعه قال: و كأَنهم قَصَدوا بذلك غَرَضاً مَّا، و ذلك أَن الشی‌ء إذا رآه الإِنسان فأَثْنی علیه خَشِیَ أَن تُصِیبه العین فیَعْدِل عن مَدْحه إلی ذمّه خوفاً علیه من الأَذیَّةِ، قال: و یحتمل أیضاً غَرَضاً آخر، و هو أَن هذا الممدوح قد بلَغ غایة الفَضْل و حصل فی حَدّ من یُذَمُّ و یُسَب، لأَن الفاضِل تَكْثُر حُسَّاده و عُیّابه و الناقِص لا یُذَمُّ و لا یُسَب، بل یَرْفعون أَنفسَهم عن سَبِّه و مُهاجاتِه، و أَصْلُ وَیْلِمِّه وَیْلُ أُمِّه، ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال و كَسَروا لامَ وَیْل إِتْباعاً لكسرة المیم، و منهم من یقول: أصله وَیلٌ لأُمِّه، فحذفت لام وَیْل و همزة أُمّ فصار وَیْلِمِّه، و منهم من قال: أَصله وَیْ لأُمِّه، فحذفت همزة أُمّ لا غیر. و‌فی حدیث ابن عباس أَنه قال لرجل: لا أُمَّ لك؛ قال: هو ذَمٌّ و سَبٌّ أَی أَنت لَقِیطٌ لا تُعْرف لك أُمٌّ، و قیل: قد یقَع مَدْحاً بمعنی التعَجُّب منه، قال: و فیه بُعدٌ. و الأُمُّ تكون للحیَوان الناطِق و للموات النامِی كأُمّ النَّخْلة و الشجَرة و المَوْزَة و ما أَشبه ذلك؛ و منه قول ابن الأَصمعی له: أنا كالمَوْزَة التی إنما صَلاحُها بمَوْت أُمِّها. و أُمُّ كل شی‌ء: أَصْلُه و عِمادُه؛ قال ابن دُرَید: كل شی‌ء انْضَمَّت إلیه أَشیاء، فهو أُمٌّ لها. و أُم القوم: رئیسُهم، من ذلك؛ قال الشنْفَری: و أُمَّ [أُمِّ عِیال قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ یعنی تأَبط شرّاً. و روی الرَّبیعُ عن الشافعی قال: العرب تقول للرجل یَلِی طَعام القَوْم و خِدْمَتَهم هو أُمُّهم؛ و أَنشد للشنفری: و أُمِّ عِیال قد شَهدت تَقُوتُهُمْ، إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ و أَقَلَّتِ «2». و أُمُّ الكِتاب: فاتِحَتُه لأَنه یُبْتَدَأُ بها فی كل صلاة، و قال الزجاج: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب، و قیل: اللَّوْحُ المحفوظ. التهذیب: أُمُّ الكتاب كلُّ آیة مُحْكَمة من آیات الشَّرائع و الأَحْكام و الفرائض، و جاء‌فی حدیث: أنَّ أُم الكِتاب هی فاتحة الكتاب لأَنها هی المُقَدَّمة أَمامَ كلِّ سُورةٍ فی جمیع الصلوات و ابْتُدِئ بها فی المُصْحف فقدِّمت و هی «3» … القرآن العظیم. و أَما قول الله عز و جل: وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتٰابِ لَدَیْنٰا، فقال: هو اللَّوْح المَحْفوظ، و‌قال قَتادة: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكِتاب.و‌عن ابن عباس: أُمُّ الكِتاب القرآن من أَوله إلی آخره.الجوهری: و قوله تعالی: هُنَّ أُمُّ الْكِتٰابِ، و لم یقل أُمَّهات لأَنه علی الحِكایة كما یقول الرجل لیس لی مُعین، فتقول: نحن مُعِینك فتَحْكِیه، و كذلك قوله تعالی:
(2). قوله [و أم عیال قد شهدت …] تقدم هذا البیت فی مادة حتر علی غیر هذا الوجه و شرح هناك (3). هنا بیاض فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 32
وَ اجْعَلْنٰا لِلْمُتَّقِینَ إِمٰاماً. و أُمُّ النُّجوم: المَجَرَّة لأَنها مُجْتَمَع النُّجوم. و أُمُّ التَّنائف: المفازةُ البعیدة. و أُمُّ الطریق: مُعْظَمها إذا كان طریقاً عظیماً و حَوْله طرُق صِغار فالأَعْظم أُمُّ الطریق؛ الجوهری: و أُمُّ الطریق مُعظمه فی قول كثیر عَزّة: یُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِیّ و ناصِحٍ، تَخصُّ به أُمُّ الطریقِ عِیالَها قال: و یقال هی الضَّبُع، و العَسْب: ماء الفَحْل، و الوالِقِیّ و ناصِح: فَرَسان، و عِیالُ الطریق: سِباعُها؛ یرید أَنهنّ یُلْقِین أَولادَهنّ لغیر تَمامٍ من شِدّة التَّعَب. و أُمُّ مَثْوَی الرجل: صاحِبةُ مَنْزِله الذی یَنْزله؛ قال: و أُمُّ مَثْوایَ تُدَرِّی لِمَّتی الأَزهری: یقال للمرأَة التی یَأْوی إلیها الرجل هی أُمُّ مَثْواهُ. و‌فی حدیث ثُمامَة: أَتی أُمَّ مَنْزِلِه‌أَی امرأَته و من یُدَبِّر أَمْر بَیْته من النساء. التهذیب: ابن الأَعرابی الأُم امرأَة الرجل المُسِنَّة، قال: و الأُمّ الوالدة من الحیوان. و أُمُّ الحَرْب: الرایة. و أُم الرُّمْح: اللِّواء و ما لُفَّ علیه من خِرْقَةٍ؛ و منه قول الشاعر: و سَلَبْنا الرُّمْح فیه أُمُّه من یَدِ العاصِی، و ما طَالَ الطِّوَلْ و أُم القِرْدانِ: النُّقْرَةُ التی فی أَصْل فِرْسِن البعیر. و أُم القُرَی: مكة، شرَّفها الله تعالی، لأَنها توسطَت الأَرض فیما زَعَموا، و قیل لأَنها قِبْلةُ جمیع الناس یؤُمُّونها، و قیل: سُمِّیَت بذلك لأَنها كانت أَعظم القُرَی شأْناً، و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُریٰ حَتّٰی یَبْعَثَ فِی أُمِّهٰا رَسُولًا. و كلُّ مدینة هی أُمُّ ما حَوْلها من القُرَی. و أُمُّ الرأْسِ: هی الخَریطةُ التی فیها الدِّماغ، و أُمُّ الدِّماغِ الجِلدة التی تجْمع الدِّماغَ. و یقال أَیضاً: أُم الرأْس، و أُمُّ الرأْس الدِّماغ؛ قال ابن دُرَید: هی الجِلْدة الرقیقة التی علیها، و هی مُجْتَمعه. و قالوا: ما أَنت و أُمُّ الباطِل أی ما أنت و الباطِل؟ و لأُمّ أَشیاءُ كثیرة تضاف إلیها؛ و‌فی حدیث: أنه قال لزید الخیل نِعْم فَتیً إن نَجا من أُمّ كلْبةَ، هی الحُمَّی، و‌فی حدیث آخر: لم تَضُرّه أُمُّ الصِّبْیان، یعنی الریح التی تَعْرِض لهم فَربما غُشِی علیهم منها. و أُمُّ اللُّهَیْم: المَنِیّة، و أُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب، و أُمُّ جابرٍ الخُبْزُ، و أُمُّ صَبّار الحرَّةُ، و أُم عُبیدٍ الصحراءُ، و أُم عطیة الرَّحی، و أُمُّ شملة الشمس «1»، و أُمُّ الخُلْفُف الداهیةُ، و أُمُّ رُبَیقٍ الحَرْبُ، و أُم لَیْلی الخَمْر، و لَیْلی النَّشْوة، و أُمُّ دَرْزٍ الدنیْا، و أُم جرذان النخلة، و أُم رَجیه النحلة، و أُمُّ ریاح الجرادة، و أُمُّ عامِرٍ المقبرة، و أُمُّ جابر السُّنْبُلة، و أُمُّ طِلْبة العُقابُ، و كذلك شَعْواء، و أُمُّ حُبابٍ الدُّنیا، و هی أُمُّ وافِرَةَ، و أُمُّ وافرة البیرة «2»، و أُم سمحة العنز، و یقال للقِدْر: أُمُّ غیاث، و أُمُّ عُقْبَة، و أُمُّ بَیْضاء، و أُمُّ رسمة، و أُمُّ العِیَالِ، و أُمُّ جِرْذان النَّخْلة، و إذا سمیت رجُلًا بأُمِّ جِرْذان لم تَصْرِفه، و أُمُّ خبیص «3»، و أُمُّ سوید، و أُمُّ عِزْم، و أُم عقاق، و أُم طبیخة و هی أُم تسعین، و أُمُّ حِلْس كُنْیة الأَتان، و یقال للضَّبُع أُمُّ عامِر و أُمُّ عَمْرو.
(1). قوله [و أم شملة الشمس] كذا بالأَصل هنا، و تقدم فی مادة شمل: أن أم شملة كنیة الدنیا و الخمر (2). قوله [و أم خبیص إلخ] قال شارح القاموس قبلها: و یقال للنخلة أیضاً أم خبیص إلی آخر ما هنا، لكن فی القاموس: أم سوید و أم عزم بالكسر و أم طبیخة كسكینة فی باب الجیم الاست (3). قوله: البیرة هكذا فی الأَصل. و فی القاموس: أم وافرة الدنیا
لسان العرب، ج‌12، ص: 33
الجوهری: و أُم البَیْضِ فی شِعْرِ أَبی دُواد النعَامة و هو قوله: و أَتانا یَسْعَی تَفَرُّسَ أُمِّ البیضِ شَدّاً، و قد تَعالی النَّهارُ قال ابن بری: یصف رَبیئَة، قال: و صوابه تَفَرُّش، بالشین معجَمةً، و التَّفَرُّش: فَتْحُ جَناحَی الطائر أَو النَّعامة إذا عَدَتْ. التهذیب: و اعلم أنَّ كل شی‌ء یُضَمُّ إلیه سائرُ ما یلیه فإنَّ العربَ تسمی ذلك الشی‌ء أُمّاً، من ذلك أُمُّ الرأْس و هو الدِّماغُ، و الشجَّةُ الآمَّةُ التی تَهْجُمُ علی الدِّماغ. و أَمَّه یَؤُمُّه أَمّاً، فهو مَأْمُومٌ و أَمِیم: أصاب أُمَّ رأْسِه. الجوهری: أَمَّهُ أی شجَّهُ آمَّةً، بالمدِّ، و هی التی تَبْلُغ أُمَّ الدِّماغِ حتی یبقَی بینها و بین الدِّماغ جِلْدٌ رقیقٌ. و‌فی حدیث الشِّجاج: فی الآمَّة ثُلُثُ الدِّیَة، و فی حدیث آخر: المَأْمُومَة، و هی الشَّجَّة التی بلغت أُمَّ الرأْس، و هی الجلدة التی تجمَع الدماغ. المحكم: و شَجَّةٌ آمَّةٌ و مَأْمُومةٌ بلغت أُمَّ الرأْس، و قد یُستعار ذلك فی غیر الرأْس؛ قال: قَلْبی منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوی، وَ حَشایَ من حَرِّ الفِرَاقِ أَمِیمُ و قوله أَنشده ثعلب: فلو لا سِلاحی، عندَ ذاكَ، و غِلْمَتی لَرُحْت، و فی رَأْسِی مآیِمُ تُسْبَرُ فسره فقال: جَمَع آمَّةً علی مآیِمَ و لیس له واحد من لفظه، و هذا كقولهم الخیل تَجْرِی علی مَسَاوِیها؛ قال ابن سیدة: و عندی زیادة و هو أَنه أراد مآمَّ، ثم كَرِه التَّضْعِیف فأَبدل المیم الأَخیرة یاءً، فقال مآمِی، ثم قلب اللامَ و هی الیاء المُبْدَلة إلی موضع العین فقال مآیِم، قال ابن بری فی قوله فی الشَّجَّة مَأْمُومَة، قال: و كذا قال أَبو العباس المبرّد بعضُ العرب یقول فی الآمَّة مَأْمُومَة؛ قال: قال علیّ بن حمزة و هذا غلَطٌ إنما الآمَّةُ الشَّجَّة، و المَأْمُومَة أُمُّ الدِّماغ المَشْجُوجَة؛ و أَنشد: یَدَعْنَ أُمَّ رأْسِه مَأْمُومَهْ، و أُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَه و یقال: رجل أَمِیمٌ و مَأْمُومٌ للذی یَهْذِی من أُمِّ رأْسه. و الأُمَیْمَةُ: الحجارة التی تُشْدَخ بها الرُّؤُوس، و فی الصحاح: الأَمِیمُ حَجَرٌ یُشْدَخُ به الرأْس؛ و أَنشد الأَزهری: و یَوْمَ جلَّیْنا عن الأَهاتِم بالمَنْجَنِیقاتِ و بالأَمائِم قال: و مثله قول الآخر: مُفَلَّقَة هاماتُها بالأَمائِم و أُم التَّنائف: أَشدُّها. و قوله تعالی: فَأُمُّهُ هٰاوِیَةٌ، و هی النارُ «1». یَهْوِی مَن أُدْخِلَها أی یَهْلِك، و قیل: فَأُمُّ رأْسه هاوِیَة فیها أی ساقِطة. و‌فی الحدیث: اتَّقوا الخَمْر فإنها أُمُّ الخَبائث؛ و قال شمر: أُمُّ الخبائث التی تَجْمَع كلَّ خَبیث، قال: و قال الفصیح فی أَعراب قیس إذا قیل أُمُّ الشَّرِّ فهی تَجْمَع كل شرّ علی وَجْه الأَرض، و إذا قیل أُمُّ الخیر فهی تجمع كلَّ خَیْر. ابن شمیل: الأُمُّ لكل شی‌ء هو المَجْمَع و المَضَمُّ.
(1). قوله [و هی النار إلخ] كذا بالأَصل و لعله هی النار یهوی فیها من إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 34
و المَأْمُومُ من الإِبِل: الذی ذهَب وَبَرهُ عن ظَهْره من ضَرْب أو دَبَرٍ؛ قال الراجز: لیس بذِی عَرْكٍ و لا ذِی ضَبِّ، و لا بِخَوّارٍ و لا أَزَبِّ، و لا بمأْمُومٍ و لا أَجَبِّ و یقال للبعیر العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ. و الأُمِّیّ: الذی لا یَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّیُّ الذی علی خِلْقَة الأُمَّةِ لم یَتَعَلَّم الكِتاب فهو علی جِبِلَّتِه، و فی التنزیل العزیز: وَ مِنْهُمْ أُمِّیُّونَ لٰا یَعْلَمُونَ الْكِتٰابَ إِلّٰا أَمٰانِیَّ؛ قال أَبو إسحاق: معنی الأُمِّیّ المَنْسُوب إلی ما علیه جَبَلَتْه أُمُّه أی لا یَكتُبُ، فهو فی أَنه لا یَكتُب أُمِّیٌّ، لأَن الكِتابة هی مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلی ما یُولد علیه أی علی ما وَلَدَته أُمُّهُ علیه، و كانت الكُتَّاب فی العرب من أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِیرة، و أَخذها أَهل الحیرة عن أَهل الأَنْبار. و‌فی الحدیث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّیَّةٌ لا نَكْتُب و لا نَحْسُب؛ أَراد أَنهم علی أَصل ولادة أُمِّهم لم یَتَعَلَّموا الكِتابة و الحِساب، فهم علی جِبِلَّتِهم الأُولی. و‌فی الحدیث: بُعِثتُ إلی أُمَّةٍ أُمِّیَّة؛ قیل للعرب الأُمِّیُّون لأَن الكِتابة كانت فیهم عَزِیزة أَو عَدیمة؛ و منه قوله: بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِنْهُمْ. و الأُمِّیُّ: العَییّ الجِلْف الجافی القَلیلُ الكلام؛ قال: و لا أعُودُ بعدَها كَرِیّا أُمارسُ الكَهْلَةَ و الصَّبیَّا، و العَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّیَّا قیل له أُمِّیٌّ لأَنه علی ما وَلَدَته أُمُّه علیه من قِلَّة الكلام و عُجْمَة اللِّسان، و قیل لسیدنا محمدٍ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الأُمِّی لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب و لا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، و بَعَثَه الله رسولًا و هو لا یَكْتُب و لا یَقْرأُ من كِتاب، و كانت هذه الخَلَّة إحْدَی آیاته المُعجِزة لأَنه، صلی الله علیه و سلم، تَلا علیهم كِتابَ الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَی، بالنَّظْم الذی أُنْزِل علیه فلم یُغَیِّره و لم یُبَدِّل أَلفاظَه، و كان الخطیبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فیها و نَقَص، فحَفِظه الله عز و جل علی نَبیِّه كما أَنْزلَه، و أَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إلیهم بهذه الآیة التی بایَنَ بَینه و بینهم بها، ففی ذلك أَنْزَل الله تعالی: وَ مٰا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتٰابٍ وَ لٰا تَخُطُّهُ بِیَمِینِكَ إِذاً لَارْتٰابَ الْمُبْطِلُونَ الذین كفروا، و لَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِیصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب. و الأَمامُ: نَقِیضُ الوَراء و هو فی معنی قُدَّام، یكون اسماً و ظرفاً. قال اللحیانی: و قال الكِسائی أمام مؤنثة، و إن ذُكِّرتْ جاز، قال سیبویه: و قالوا أَمامَك إذا كنت تُحَذِّره أو تُبَصِّره شیئاً، و تقول أنت أَمامَه أی قُدَّامه. ابن سیدة: و الأَئمَّةُ كِنانة «1»؛ عن ابن الأَعرابی. و أُمَیْمَة و أُمامةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو ذؤیب: قالتْ أُمَیْمةُ: ما لجِسْمك شاحِباً مثلی ابْتُذِلْتَ، و مِثلُ ما لك یَنْفَعُ «2». و روی الأَصمعی … أُمامةُ … بالأَلف، فَمَن روی … أُمامة … علی الترخیم «3». و أُمامةُ: ثَلَثُمائة من الإِبِلِ؛ قال:
(1). قوله: و الأئمة كِنانة؛ هكذا فی الأَصل، و لعله أراد أن بنی كنانة یقال لهم الأَئمة (2). قوله [مثلی ابتذلت] تقدم فی مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت و شرحه هناك (3). قوله [فمن روی أمامة علی الترخیم] هكذا فی الأَصل، و لعله فمن روی أمامة فعلی الأَصل و من روی أمیمة فعلی تصغیر الترخیم
لسان العرب، ج‌12، ص: 35
أَ أَبْثُرهُ مالی و یَحْتِرُ [یَحْتُرُ رِفْدَه؟ تَبَیَّنْ رُوَیْداً ما أُمامةُ من هِنْدِ أَراد بأُمامة ما تقدَّم، و أَراد بِهِنْد هُنَیْدَة و هی المائة من الإِبل؛ قال ابن سیدة: هكذا فسره أَبو العَلاء؛ و روایة الحَماسة: أَ یُوعِدُنی، و الرَّمْلُ بینی و بینه؟ تَبَیَّنْ رُوَیْداً ما أُمامة من هِنْدِ و أَما: من حروف الابتداء و معناها الإِخْبار. و إمَّا فی الجَزاء: مُرَكَّبة من إنْ و مَا. و إمَّا فی الشَّكِّ: عَكْسُ أو فی الوضع، قال: و من خَفِیفِه أَمْ. و أَمْ حرف عَطف، معناه الاستفهام، و یكون بمعنی بَلْ. التهذیب: الفراء أَمْ فی المعنی تكون ردّاً علی الاستفهام علی جِهَتَیْن: إحداهما أن تُفارِق معنی أَمْ، و الأُخری أن تَسْتَفْهِم بها علی جهة النّسَق، و التی یُنْوی به الابتداء إلَّا أَنه ابتداء متصِل بكلام، فلو ابْتَدَأْت كلاماً لیس قبله كلامٌ ثم استَفْهَمْت لم یكن إلا بالأَلف أو بهَلْ؛ من ذلك قوله عز و جل: الم تَنْزِیلُ الْكِتٰابِ لٰا رَیْبَ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعٰالَمِینَ أَمْ یَقُولُونَ افْتَرٰاهُ، فجاءت بأَمْ و لیس قَبْلَها استفهام فهذه دلیل علی أَنها استفهام مبتدأٌ علی كلام قد سبقه، قال: و أَما قوله أَمْ تُرِیدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ، فإن شئت جعَلْته استفهاماً مبتدأً قد سبقه كلامٌ، و إن شئت جعَلْته مردوداً علی قوله مٰا لَنٰا لٰا نَریٰ «1»، و مثله قوله: أَ لَیْسَ لِی مُلْكُ مِصْرَ وَ هٰذِهِ الْأَنْهٰارُ تَجْرِی مِنْ تَحْتِی، ثم قال: أَمْ أَنَا خَیْرٌ، فالتفسیر فیهما واحدٌ. و قال الفراء: و ربما جَعَلتِ العرب أَمْ إِذا سبقها استفهام و لا یَصْلُح فیه أَمْ علی جهة بَلْ فیقولون: هل لك قِبَلَنا حَقٌّ أَم أَنتَ رجل معروف بالظُّلْم، یُریدون بل أنت رجُل معروف بالظُّلْم؛ و أَنشد: فوَالله ما أَدری أَ سَلْمی تَغَوَّلَتْ، أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إلیَّ حَبِیبُ یُرید: بَلْ كلٌّ، قال: و یفعلون مثل ذلك بأَوْ، و هو مذكور فی موضعه؛ و قال الزجاج: أَمْ إِذا كانت معطوفة علی لفظ الاستفهام فهی معروفة لا إِشكال فیها كقولك زید أَحسن أَمْ عَمرو، أَ كذا خیرٌ أَمْ كذا، و إذا كانت لا تقَعُ عطفاً علی أَلِف الاستفهام، إِلا أَنها تكون غیر مبتدأَة، فإِنها تُؤذِن بمعنی بَلْ و معنی أَلف الاستفهام، ثم ذكر قول الله تعالی: أَمْ تُرِیدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ، قال: المعنی بَلْ تُریدون أَن تَسأَلوا رسولَكم، قال: و كذلك قوله: الم تَنْزِیلُ الْكِتٰابِ لٰا رَیْبَ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعٰالَمِینَ أَمْ یَقُولُونَ افْتَرٰاهُ؛ قال: المعنی بَلْ یقولون افْتَراه، قال اللیث: أَمْ حَرْف أَحسَن ما یكون فی الاستفهام علی أَوَّله، فیصیر المعنی كأَنه استفهام بعد استفهام، قال: و یكون أمْ بمعنی بَلْ، و یكون أم بمعنی ألِف الاستفهام كقولك: أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ؟ و أنت ترید: أَ عِندَك غداء حاضِرٌ و هی لغة حسنة من لغات العرب؛ قال أَبو منصور: و هذا یَجُوز إِذا سبقه كلام، قال اللیث: و تكون أَمْ مبتدَأَ الكلام فی الخبر، و هی لغة یَمانیة، یقول قائلُهم: أم نَحْن خَرَجْنا خِیارَ الناس، أَمْ نُطْعِم الطَّعام، أَمْ نَضْرِب الهامَ، و هو یُخْبِر. و روی عن أبی حاتم قال: قال أَبو زید أَم تكون زائدة لغةُ أَهل الیمن؛ قال و أَنشد:
(1). قوله [و إن شئت جعلته مردوداً علی قوله مٰا لَنٰا لٰا نَریٰ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 36
یا دَهْن أَمْ ما كان مَشْیی رَقَصا، بل قد تكون مِشْیَتی تَوَقُّصا أَراد یا دَهْناء فَرَخَّم، و أَمْ زائدة، أراد ما كان مَشْیی رَقَصاً أی كنت أَتَوقَّصُ و أَنا فی شَبِیبتی و الیومَ قد أَسْنَنْت حتی صار مَشیی رَقَصاً، و التَّوَقُّص: مُقارَبةُ الخَطْو؛ قال و مثلُه: یا لیت شعری و لا مَنْجی من الهَرَمِ، أَمْ هلْ علی العَیْش بعدَ الشَّیْب مِن نَدَمِ؟ قال: و هذا مذهب أَبی زید و غیره، یذهَب إلی أَن قوله أَمْ كان مَشْیی رَقَصاً معطوف علی محذوف تقدّم، المعنی كأَنه قال: یا دَهْن أَ كان مَشْیی رَقَصاً أَمْ ما كان كذلك، و قال غیره: تكون أَمْ بلغة بعض أَهل الیَمن بمعنی الأَلِف و اللامِ، و‌فی الحدیث: لیس من امْبرِّ امْصِیامُ فی امْسَفَر‌أی لیس من البِرِّ الصِّیامُ فی السفَر؛ قال أَبو منصور: و الأَلفُ فیها أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب و لا تُظْهر إذا وُصِلت، و لا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلِف أَم التی قدَّمنا ذكْرَها؛ و أَنشد أَبو عبید: ذاكَ خَلِیلی و ذُو یُعاتِبُنی، یَرْمی ورائی بامْسَیْفِ و امْسَلِمَه أ لا تراه كیف وَصَل المیمَ بالواو؟ فافهمه. قال أَبو منصور: الوجه أن لا تثبت الأَلف فی الكِتابة لأَنها مِیمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ و اللام للتَّعْریف. قال محمد بن المكرَّم: قال فی أَوَّل كلامه: أَمْ بلغة الیمن بمعنی الأَلف و اللام، و أَوردَ الحدیث ثم قال: و الأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ و لا تُظْهر و لا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلف أَمْ، ثم یقول: الوَجُه أَن لا تثبت الأَلِف فی الكتابة لأَنها میمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف و اللام للتَّعْریف، و الظاهر من هذا الكلام أَن المیمَ عِوَض لام التَّعْریف لا غَیْر، و الأَلفُ علی حالِها، فكیف تكون المیم عِوَضاً من الأَلف و اللام؟ و لا حُجَّة بالبیت الذی أَنشده فإِن أَلفَ التَّعْریف و اللام فی قوله و السَّلِمَة لا تظهر فی ذلك، و لا فی قوله و امْسَلِمَة، و لو لا تشدیدُ السین لَما قدر علی الإِتْیان بالمیم فی الوزْن، لأَنَّ آلةَ التَّعْریف لا یَظْهر منها شی‌ء فی قوله و السَّلِمة، فلمّا قال و امْسَلِمة احتاج أَن تظهر المیم بخلاف اللام و الأَلف علی حالتها فی عَدَم الظُّهور فی اللفظ خاصَّة، و بإِظهاره المیم زالت إِحْدی السِّینَیْن و خَفَّت الثانیة و ارْتَفَع التشدیدُ، فإِن كانت المیم عِوَضاً عن الأَلف و اللام فلا تثبت الأَلف و لا اللام، و إِن كانت عِوَضَ اللام خاصَّة فَثُبوت الأَلف واجبٌ. الجوهری: و أَمّا أَمْ مُخَفَّفة فهی حَرف عَطف فی الاستفهام و لها مَوْضِعان: أحدهُما أَنْ تَقَع مُعادِلةً لأَلِفِ الاستفهام بمعنی أیّ تقول أَ زَیْدٌ فی الدار أَمْ عَمرو و المعنی أَیُّهما فیها، و الثانی أَن تكون مُنْقَطِعة مما قبلها خَبراً كان أو استفهاماً، تقول فی الخَبَر: إِنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ یا فتی، و ذلك إِذا نَظَرْت إلی شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلًا فقلت ما سبق إلیك، ثم أَدْرَكك الظنُّ أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عن الأَوَّل فقلت أَمْ شاءٌ بمعنی بَلْ لأَنه إضْرابٌ عمَّا كان قبله، إلَّا أَنَّ ما یَقَع بعد بَلْ یَقِین و ما بَعْد أَمْ مَظْنون، قال ابن بری عند قوله فقلت أمْ شاءٌ بمعنی بَلْ لأَنه إِضْراب عما كان قبله: صَوابُه أَنْ یَقول بمعنی بل أَ هِیَ شاءٌ، فیأْتی بأَلِف الاستفهام التی وَقَع بها الشكُّ، قال: و تَقول فی الاستفهام هل زید مُنْطَلِق أمْ عَمرو یا فَتی؟ إنما أَضْرَبْت عن سُؤالك عن انْطِلاق زیدٍ و جعَلْته عن عَمرو، فأَمْ
لسان العرب، ج‌12، ص: 37
معها ظنٌّ و استفهام و إضْراب؛ و أَنشد الأَخفش للأَخطل: كَذَبَتْك عَینُكَ أَمْ رأَیت بِواسِطٍ غَلَسَ الظَّلام، من الرَّبابِ، خَیالا؟ و قال فی قوله تعالی: أَمْ یَقُولُونَ افْتَرٰاهُ؛ و هذا لم یكن أَصلهُ استفهاماً، و لیس قوله أَمْ یَقُولُونَ افْتَرٰاهُ شكّاً، و لكنَّه قال هذا لِتَقبیح صَنیعِهم، ثم قال: بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، كأَنه أَراد أَن یُنَبِّه علی ما قالوه نحو قولك للرجل: الخَیرُ أَحَبُّ إلیك أمِ الشرُّ؟ و أَنتَ تَعْلَم أنه یقول الخیر و لكن أَردت أن تُقَبِّح عنده ما صنَع، قاله ابن بری. و مثله قوله عز و جل: أَمِ اتَّخَذَ مِمّٰا یَخْلُقُ بَنٰاتٍ، و قد عَلِم النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، و المسلمون، رضی الله عنهم، أنه تعالی و تقدّس لم یَتَّخِذ وَلَداً سبحانه و إنما قال ذلك لِیُبَصِّرهم ضَلالَتَهم، قال: و تَدْخُل أَمْ علی هلْ تقول أَمْ هلْ عندك عمرو؛ و قال عَلْقمة بن عَبَدة: أَمْ هلْ كَبیرٌ بَكَی لم یَقْضِ عَبْرَتَه، إثْرَ الأَحبَّةِ، یَوْمَ البَیْنِ، مَشْكُومُ؟ قال ابن بری: أمْ هنا مُنْقَطِعة، و استَأْنَف السُّؤال بها فأَدْخَلها علی هلْ لتَقَدُّم هلْ فی البیت قبله؛ و هو: هلْ ما عَلِمْت و ما اسْتودِعْت مَكْتوم ثم استأْنف السؤال بِأَمْ فقال: أَمْ هلْ كَبیر؛ و مثله قول الجَحَّاف بن حكیم: أَبا مالِكٍ، هلْ لُمْتَنی مُذْ حَضَضتَنِی علی القَتْل أَمْ هلْ لامَنی منكَ لائِمُ؟ قال: إلّا أَنه متی دَخَلَتْ أَمْ علی هلْ بَطَل منها معنی الاستفهام، و إنما دَخَلتْ أَم علی هلْ لأَنها لِخُروجٍ من كلام إِلی كلام، فلهذا السَّبَب دخلتْ علی هلْ فقلْت أَمْ هلْ و لم تَقُل أَ هَلْ، قال: و لا تَدْخُل أَم علی الأَلِف، لا تَقول أَ عِنْدك زید أَمْ أَ عِنْدك عَمْرو، لأَن أصل ما وُضِع للاستفهام حَرْفان: أَحدُهما الأَلفُ و لا تَقع إِلا فی أَوَّل الكلام، و الثانی أمْ و لا تقع إلا فی وَسَط الكلام، و هلْ إِنما أُقیم مُقام الأَلف فی الاستفهام فقط، و لذلك لم یَقَع فی كل مَواقِع الأَصْل.

أنم؛ ج12، ص: 37

: الأَنامُ: ما ظهر علی الأَرض من جمیع الخَلْق، و یجوز فی الشِّعْر الأَنِیمُ، و قال المفسرون فی قوله عز و جل: وَ الْأَرْضَ وَضَعَهٰا لِلْأَنٰامِ؛ همُ الجِنُّ و الإِنْس، قال: و الدلیلُ علی ما قالوا أَنَّ الله تعالی قال بعَقِبِ ذِكْره الأَنامَ إِلی قوله: وَ الرَّیْحٰانُ فَبِأَیِّ آلٰاءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ، و لم یَجْرِ للجنِّ ذِكْر قبلَ ذلك إِنما ذَكَر الجانَّ بعده فقال: خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ صَلْصٰالٍ كَالْفَخّٰارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ؛ و الجِنُّ و الإِنسُ هُما الثَّقَلان، و قیل: جاز مُخاطَبَةُ الثَّقَلَیْن قبل ذِكْرِهِما معاً لأَنها ذكرا بِعَقِب الخِطاب؛ قال المُثَقَّب العَبْدی: فما أَدْرِی، إذا یَمَّمْتُ أَرْضاً أُرِیدُ الخَیْرَ، أَیُّهما یَلِینی؟ أَ أَلخَیْر الذی أنا أَبْتَغیهِ، أمِ الشَّر الذی هو یَبْتَغِینی؟ فقال: أَیُهما و لم یَجْر للشرّ ذكر إلا بعد تَمام البیت.
لسان العرب، ج‌12، ص: 38‌

اندرم؛ ج12، ص: 38

: النهایة لابن الأَثیر‌فی حدیث عبد الرحمن بن یزید و سُئل كیف نُسَلِّم «2». علی أهل الذِّمَّة؟ فقال: قُلْ أَنْدَرَایَمْ؛ قال أَبو عبید: هی كلمة فارسیة مَعْناها أَ أَدْخُل، و لم یُرِدْ أَن یَخُصَّهم بالاسْتِئذان بالفارِسِیَّة، و لكنهم كانوا مَجوساً فأَمَره أَن یُخاطِبَهم بِلِسانِهم، قال: و الذی یُراد منه أَنه لم یَذْكُر السَّلامَ قَبْل الاسْتِئذان، أ لا تَرَی أَنه لم یَقُلْ علیكم أَنْدَرَایَمْ؟

أوم؛ ج12، ص: 38

: الأُوامُ، بالضم: العَطَش، و قیل: حَرُّه، و قیل: شِدَّةُ العَطَش و أَن یَضِجَّ العَطْشان؛ قال ابن بری: شاهده قول أبی محمد الفَقْعَسِی: قد عَلِمَتْ أَنِّی مُرَوِّی هامِها، و مُذْهِبُ الغَلِیلِ من أُوامِها و قد آمَ یَؤُومُ أَوْماً، و فی التهذیب: و لم یذكر له فِعلًا. و الإِیامُ: الدُّخان، و الجمع أُیُمٌ، أُلْزِمَتْ عَیْنُه البَدَل لغیر عِلّة، و إِلا فحُكْمُه أن یَصِحَّ لأَنه لیس بمَصْدر فیعتلّ باعْتِلال فِعْله، و قد آمَ علیها و آمَها یَؤُومُها أَوماً و إِیاماً: دَخَّنَ؛ قال ساعدة بن جُؤیة: فما بَرِحَ الأَسْبابَ، حتی وَضَعْنَه لَدَی الثَّوْلِ یَنْفِی جَثَّها و یؤُومُها و هذه الكلِمة واوِیَّة و یائیة، و هی من الیاء بدَلالةِ قولهم آمَ یَئِیمُ، و هی من الواو بدلیل قولهم یَؤُومُ أَوْماً، فحصل من ذلك أَنها واویَّة و یائِیَّة، غیر أَنهم لم یَقولوا فی الدُّخَان أُوَام إِنما قالوا إِیَام فقط، و إِنما تَدَاوَلَتِ الیاءُ و الواوُ فِعْلَه و مَصْدَرَه، قال ابن سیدة: فإِن قیل فقد ذَكَرْت الإِیَامَ الذی هو الدُّخَان هنا و إِنما موضعه الیاء، قلنا: إنَّ الیاء فی الإِیَام الذی هو الدُّخان قد تكون مقْلوبة فی لغة مَنْ قال آمَها یَؤُومُها أَوْماً، فكأَنَّا إِنما قلنا الأُوام و إِن كان حُكْمُها أَن لا تَنْقَلِب هنا لأَنه اسمٌ لا مَصْدَر، لكنَّها قُلِبَتْ هنا قَلْباً لغیر عِلَّة كما قلنا، إِلا طَلَبَ الخِفَّة، و سنذكر الإِیَامَ فی الیاء. و المُؤَوَّمُ مثل المُعَوَّمِ: العظیم الرأْس و الخَلْق، و قیل: المُشَوَّه كالمُوَأَّمِ، قال: و أَرَی المُوَأَّم مَقْلُوباً عن المُؤَوَّم؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لعنترة: و كأَنَّما یَنْأَی بِجانِب دَفِّها الوَحْشِیّ من هَزِجِ العَشِیِّ مُؤَوَّم «3». فسّره بأَنه المُشَوَّه الخَلْق؛ قال ابن بری: یعنی سِنَّوْراً، قال: و الهَزِج المُتراكِب الصَّوْت و عَنی به هرّاً و إِن لم یتقدَّم له ذِكْر، و إنما أَتی به فی أَول البیت الثانی و التقدیر یَنْأَی بِجانِبها من مُصَوِّت بالعَشِیِّ هِرٌّ، و مَن رَوی تَنْأَی بالتاء لتأْنِیثِ الناقةِ قال هِرٍّ، بالخفض، و تقدیره من هِرٍّ هَزِج العَشِیّ؛ و فسَّر الأَزهری هذا البیت فقال: أَراد من حادٍ هَزِج العشیّ بحُدائه. قال: و الأُوامُ أَیضاً دُخان المُشْتار. و الآمةُ: العیب؛ قال عَبِید: مَهْلًا، أَبیتَ اللَّعْنَ مَهْلًا، إنَّ فیما قلت آمَهْ و الآمَةُ أَیضاً: ما یَعْلَق بسُرَّةِ المَوْلود إذا سقط من بطن أُمِّه. و یقال: ما لُفَّ فیه من خِرْقة و ما
(2). قوله [كیف نسلم] هكذا فی الأَصل بالنون مبنیاً للفاعل، و فی نسخ النهایة: كیف یسلم، بالیاء و بناء الفعل للمفعول (3). هو مذكور فی مادة هزج
لسان العرب، ج‌12، ص: 39
خَرَج معه؛ و قال حسان: وَ مَوْؤُودَةٍ مَقْرُورةٍ فی مَعاوِزٍ بآمَتِها، مَرْسُومةٍ لم تُوَسَّدِ أَبو عمرو: اللَّیالی الأُوَّمُ المُنْكَرَة، و لَیالٍ أُوَمٌ كذلك؛ و أَنشد: لَمَّا رأَیت آخِرَ اللَّیلِ عَتَمْ، و أَنها إحْدی لَیالِیك الأُوَمْ قال أَبو علی: یجوز أن یكون مأْخوذاً من الآمة و هی العَیْب، و من قولهم مُؤَوّم.و دَعا جریرٌ رجُلًا من بنی كُلَیب إلی مُهاجاتِه فقال الكُلَیْبیُّ: إنَّ نِسائی بآمَتِهِنَّ و إنَّ الشُّعراء لم تَدَع فی نِسائك مُتَرقَّعاً؛ أَراد أَنَّ نِساءَه لم یُهْتَك سِتْرهنَّ و لم یَذْكُر سِواهنُّ سَوأَتَهُنَّ، بمنزلة التی وُلدتْ و هی غیر مَخْفوضَة و لا مُقْتَضَّة. و آمَهُ اللهُ أی شَوَّه خَلْقه. و الأُوامُ: دُوارٌ فی الرأْس. الجوهری: یقال أَوَّمَه الكَلأُ تأْویماً أَی سَمَّنه و عظَّم خَلْقه؛ قال الشاعر: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّؤْبان، أَوَّمَهُ روْضُ القِذافِ رَبیعاً أَیَّ تَأْویمِ قال ابن بری: عَرَكْرَك غَلِیظ قَویٌّ، و مُهْجِر أَی فائق، و الأَصل فی قولهم بعیر مُهْجِر أَی یَهْجُرُ الناسُ بذِكْره أی یَنْعَتُونه، و الضُّؤبانُ: السَّمِین الشدیدُ أَی یَفوقُ السمان.

أیم؛ ج12، ص: 39

: الأَیامی: الذین لا أَزواجَ لهم من الرجال و النساء و أَصله أَیایِمُ، فقلبت لأَن الواحد رجل أَیِّمٌ سواء كان تزوَّج قبل أَو لم یتزوج. ابن سیدة: الأَیِّمُ من النساء التی لا زَوْج لها، بِكْراً كانت أَو ثَیِّباً، و من الرجال الذی لا امرأَة له، و جمعُ الأَیِّمِ من النساء أَیایِمُ و أَیامی، فأَمَّا أَیایِم «1» فعلی بابه و هو الأَصل أَیایِم جمع الأَیِّم، فقلبت الیاء و جُعلت بعد المیم، و أَمّا أَیامی فقیل: هو من باب الوَضْع وُضِع علی هذه الصیغة؛ و قال الفارسی: هو مَقلوب موضع العین إلی اللام. و قد آمَتِ المرأَة من زَوْجها تَئِیمُ أَیْماً و أُیُوماً و أَیْمَةً و إِیمة و تأَیَّمَتْ زماناً و أتامَتْ و أْتَیَمْتها: تَزَوَّجْتُها أَیّماً. و تأَیَّم الرجلُ زماناً و تأَیَّمتِ المرأَة إذا مَكَثا أَیّاماً و زماناً لا یتزوَّجان؛ و أَنشد ابن بری: لقد إمْتُ حتی لامَنی كلُّ صاحِبٍ، رَجاءً بسَلْمی أَن تَئِیمَ كما إمْتُ و أَنشد أیضاً: فإن تَنْكِحِی أَنْكِحْ، و إن تَتَأَیَّمِی، یَدَا الدَّهْرِ، ما لم تنْكِحی أَتَأَیَّم و قال یزید بن الحكم الثقفی: كلُّ امْرئٍ سَتَئیمُ منهُ العِرْسُ، أو منها یَئیم و قال آخر: نَجَوْتَ بِقُوفِ نَفْسِك، غیر أَنی إخالُ بأَنْ سَیَیْتَمُ أو تَئِیمُ أی یَیتمُ ابنُك أو تَئِیمُ امرأَتُك. قال الجوهری: و قال یعقوب سَمِعت رجُلًا من العرب یقول: أَیٌّ یَكُونَنَّ علی الأَیْمِ نَصِیبی؛ یقول ما یَقَعُ بیَدی بعد تَرْك التزوُّج أَیّ امرأَة صالحة أَو غیر ذلك؛ قال ابن بری: صوابه أَن یقول امرأَة صالحة أم غیر ذلك. و الحَرْبُ مَأْیَمَة للنساء أَی تَقْتل الرجال فتَدَعُ
(1). قوله [فأما أیایم إلی قوله و أما أیامی] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 40
النساء بلا أَزواجٍ فَیَئِمْنَ، و قد أَأَمْتُها و أَنا أُئیمُها: مثل أَعَمْتُها و أَنا أُعِیمُها. و آمَتِ المرأَةُ إذا مات عنها زوجها أو قُتِل و أقامت لا تَتَزوَّج. یقال: امرأَةٌ أَیِّمٌ و قد تأَیَّمَتْ إذا كانت بغیر زَوْج، و قیل ذلك إذا كان لها زوج فمات عنها و هی تَصْلُح للأَزْواج لأَنَّ فیها سُؤْرةً من شَباب؛ قال رؤبة: مُغایراً أَو یَرْهَبُ التَّأْیِیما و أَیَّمَهُ اللهُ تَأْیِیماً. و‌فی الحدیث: امرأَةٌ آمَتْ من زوجِها ذاتُ مَنْصِب و جَمالٍ‌أی صارَتْ أَیِّماً لا زوج لها؛ و منه‌حدیث حفصة: أَنها تَأَیَّمتْ من ابن خُنَیْسٍ زَوْجِها قَبْل النبی، صلی الله علیه و سلم.و‌فی حدیث علی، علیه السلام: مات قَیِّمُها و طال تَأَیُّمُها، و الاسم من هذه اللفظة الأَیْمةُ. و‌فی الحدیث: تَطول أَیْمَةُ إحْداكُنَّ، یقال: أَیِّمٌ بَیِّن الأَیْمة.ابن السكیت: یقال ما لهُ آمٌ و عامٌ أی هَلَكتِ امرأَته و ماشِیَتُه حتی یَئِیمَ و یَعیمَ إِلی اللَّبَن. و رجلٌ أَیْمانُ عَیْمانُ؛ أَیْمانُ: هَلَكتِ امرأَته، فأَیْمانُ إِلی النساء و عَیْمانُ إِلی اللَّبَنِ، و امرأَة أَیْمَی عَیْمَی. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْكِحُوا الْأَیٰامیٰ مِنْكُمْ؛ دخَل فیه الذَّكَر و الأُنْثی و البِكْر و الثَّیِّب، و قیل فی تفسیره: الحَرائر. و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: الأَیِّمُ أَحَقُّ بنفسها، فهذه الثَّیِّبُ لا غیر؛ و كذلك قول الشاعر: لا تَنْكِحَنَّ الدَّهْرَ، ما عِشْتَ، أَیِّماً مُجَرَّبةً، قد مُلَّ منها، و مَلَّتِ و الأَیِّمُ فی الأَصل: التی لا زوجَ لها، بِكْراً كانت أَو ثَیِّباً، مطلَّقة كانت أو مُتَوَفّی عنها، و قیل: الأَیامی القَرابات الابْنةُ و الخالةُ و الأُختُ. الفراء: الأَیِّمُ الحُرَّة، و الأَیِّمُ القَرابة. ابن الأَعرابی: یقال للرجل الذی لم یتزوّج أَیِّمٌ، و المرأَة أَیِّمَةٌ إِذا لم تَتَزَوَّج، و الأَیِّمُ البِكْر و الثَّیّب. و آمَ الرجلُ یَئِیمُ أَیْمةً إِذا لم تكن له زوجة، و كذلك المرأَة إِذا لم یكن لها زوج. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یَتَعَوَّذُ من الأَیْمةِ و العَیْمة، و هو طولُ العُزْبةِ. ابن السكیت: فُلانَةُ أَیِّمٌ إِذا لم یكن لها زوج. و رجل أَیِّمٌ: لا مرأَة له، و رجلان أَیِّمانِ و رجال أَیِّمُون و نساءٌ أَیِّماتٌ و أُیَّمٌ بَیِّنُ الأُیُوم و الأَیْمةِ. و الآمةُ: العُزَّاب، جمع آمٍ، أَراد أیِّم فقلَب؛ قال النابغة: أُمْهِرْنَ أَرْماحاً، و هُنَّ بآمَةٍ، أَعْجَلْنَهُنَّ مَظنَّة الإِعْذارِ یرید أَنَّهنَّ سُبِینَ قبل أَن یُخْفَضْنَ، فجعل ذلك عَیْباً. و الأَیْمُ و الأَیِّمُ: الحیَّة الأَبْیَضُ اللطیف، و عَمَّ به بعضهم جمیع ضُروب الحیّات. قال ابن شمیل: كل حیَّة أیْمٌ ذكراً كان أَو أُنثی، و ربَّما شدِّد فقیل أَیِّم كما یقال هَیْن و هَیِّن؛ قال الهذلی: باللَّیْل مَوْرِدَ أَیِّم مُتَغَضِّفِ و قال العجاج: و بَطْنَ أَیْمٍ و قَواماً عُسْلُجا و الأَیْم و الأَیْنُ: الحیَّة. قال أبو خیرة: الأَیْمُ و الأَیْنُ و الثُّعْبان الذُّكْرانُ من الحَیَّات، و هی التی لا تَضُرُّ أَحداً، و جمع الأَیْمِ أُیُومٌ و أَصله التَّثْقِیل فكسِّر علی لفظه، كما قالوا قُیُول فی جمع قَیْل، و أصله فَیْعِل، و قد جاء مشدّداً فی الشعر؛ قال أَبو كبیر الهذلی:
لسان العرب، ج‌12، ص: 41
إلَّا عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِیدَةٌ، باللَّیْلِ، مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ «2». یعنی أَن هذا الكلام من مَوارِد الحیَّات و أَماكِنها؛ و مُعِیدة: تُعاوِد الوِرْد مرّة بعد مرة؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو زید لسوار بن المضرب: كأَنَّما الخَطْو من مَلْقَی أَزِمَّتِها مَسْرَی الأُیُومِ، إِذا لم یُعْفِها ظَلَفُ و‌فی الحدیث: أَنه أَتَی علی أَرض جُرُزٍ مُجْدِبةٍ مثل الأَیْم؛ الأَیْمُ و الأَیْنُ: الحیَّة اللَّطِیفة؛ شبَّه الأَرض فی مَلاسَتِها بالحیَّة. و‌فی حدیث القاسم بن محمد: أَنه أَمَرَ بِقَتْلِ الأَیْمِ.و قال ابن بری فی بیت أبی كبیر الهذلی: عَواسِرُ بالرفع، و هو فاعل یَشْرب فی البیت قبله، و هو: و لقد وَرَدْتُ الماء، لم یَشْرَبْ به، حَدَّ الرّبیعِ إِلی شُهورِ الصَّیِّفِ قال: و كذلك مُعِیدة الصوابُ رَفْعُها علی النَّعْت لِعَواسِر، و عَواسِرُ ذِئابٌ عَسَرت بأَذْنابِها أَی شالَتْها كالسِّهام المَمْرُوطَةِ، و مُعِیدة: قد عاوَدت الوُرودَ إِلی الماء، و المُتَغَضِّف: المُتَثَنِّی. ابن جنی: عَیْنُ أَیِّمٍ یاءٌ، یدلُّ علی ذلك قولهم أَیْم، فظاهر هذا أَن یكون فَعْلًا و العینُ منه یاءٌ، و قد یمكن أَن یكون مخففاً من أَیِّم فلا یكون فیه دلیل، لأَن القَبِیلین معاً یَصیرانِ مع التخفیف إِلی لفظ الیاء، و ذلك نحو لَیْنٍ و هَیْنٍ. و الإِیَامُ: الدُّخَان؛ قال أَبو ذؤیب الهذلی: فَلمَّا جَلاها بالإِیَامِ تَحَیَّزَتْ ثُباتٍ، علیها ذُلُّها و اكْتِئابُها و جمعُه أُیُمٌ. و آم الدُّخانُ یَئیم إیَاماً: دخَّن. و آم الرجُلُ إیَاماً إِذا دَخَّن علی النَّحْل لیخرج من الخَلِیَّة فیأْخُذ ما فیها من العَسَل. قال ابن بری: آمَ الرجُل من الواو، یقال: آمَ یَؤُومُ، قال: و إیامٌ الیاء فیه منقلِبة عن الواو. و قال أَبو عمرو: الإِیَامُ عُودٌ یجعَل فی رأْسه نارٌ ثم یُدَخَّنُ به علی النَّحْل لیُشْتارَ العَسَلُ. و الأُوامُ: الدُّخانُ، و قد تقدم. و الآمةُ: العیب، و فی بعض النسخ: و آمةٌ عَیْب؛ قال: مَهْلًا، أَبَیْتَ اللَّعْنَ مَهْلًا، أَن فیما قلتَ آمَهْ و فی ذلك آمةٌ علینا أی نَقْص و غَضاضَةٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و بَنُو إیَامٍ: بَطْن من هَمْدان. و‌قوله فی الحدیث: یتَقارب الزَّمان و یَكْثُر الهَرْج، قیل: أَیْمَ هو یا رسول الله؟ قال: القَتْل، یرید ما هو؛ و أَصله أَیّ ما هو أَی أَیُّ شی‌ءٍ هو فخفف الیاء و حذف أَلف ما. و منه‌الحدیث: أَن رجلًا ساوَمَهُ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، طعاماً فجعل شَیْبَة بن ربیعة یَشیر إِلیه لا تَبِعْه، فجعل الرجل یقولُ أَیْمَ تَقول؟یعنی أَیّ شی‌ء تقول؟

فصل الباء؛ ج12، ص: 41

بالام؛ ج12، ص: 41

: النهایة فی ذكر أُدْمِ أَهلِ الجنة قال: إدامُهم بالامُ و النونُ، قالوا: و ما هذا؟ قال: ثَوْرٌ و نونٌ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی الحدیث مفسَّراً، أمَّا النونُ فهو الحُوتُ و به سمِّی یونس،
(2). قوله [إلا عواسر إلخ] تقدم هذا البیت فی مادة عسر و مرط و عود و صیف و غضف و فیه روایات، و قوله: یعنی أَن هذا الكلام، لعله أَن هذا المكان
لسان العرب، ج‌12، ص: 42
علی نبینا محمد و علیه الصلاة و السلام، ذا النُّون، و أَما بَالامُ فقد تَمَحَّلوا لها شرحاً غیر مرضِیّ، و لَعَلَّ اللفظة عبرانیة، قال: و قال الخطابی لعل الیهودیَّ أَراد التَعْمِیَة فقطع الهِجاء و قدَّم أحدَ الحَرفَین علی الآخر، و هی لام أَلف و یاء؛ یرید لَأَی بوزْن لَعَا، و هو الثَّوْر الوحشیُّ، فصحَّف الراوی الیاء بالباء، و قال: هذا أقرب ما یقع لی فیه.

ببم؛ ج12، ص: 42

: أَبَنْبَمُ و یَبَنْبَمُ: موضع. قال ابن بری: أَبَنْبَم علی أَفَنْعَل من أَبْنیة الكتاب؛ قال طُفیل: أَ شاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفر أَبَنْبَمِ؟ نَعَمْ بُكُراً مثل الفَسیلِ المُكَمَّمِ التهذیب: یَبَمْبَمُ ذكره حمید بن ثور فقال: إِذا شِئتُ غَنَّتْنی بأَجْزاعِ بِیشَةٍ، أو الجِزْع من تَثْلِیثَ أو من یَبَمبَما

بتم؛ ج12، ص: 42

: البُتْمُ و البُتَّمُ: جبل من ناحیة فَرْغانَة.

بجم؛ ج12، ص: 42

: بَجَم الرجلُ یَبْجِمُ بَجْماً و بُجُوماً: سكت من هیبة أو عِیّ. و رأَیت بَجْماً من الناس و بَجْداً أَی جماعة. و البَجْمُ: الجماعة الكثیرة.

بجرم؛ ج12، ص: 42

: البَجارِمُ: الدواهِی.

بحم؛ ج12، ص: 42

: غَدِیر بَحْوَمٌ: كثیر الماء؛ عن الهَجَری؛ و أَنشد: فصِغارُها مِثْلُ الدَّبَی، و كِبارُها مِثْل الضَّفادِعِ فی غَدِیرٍ بَحْوَمِ

بخذم؛ ج12، ص: 42

: بَخْذَم: اسمٌ.

بذم؛ ج12، ص: 42

: البُذْمُ: الرأْیُ الجَیِّدُ. و البُذْمُ: احتمالُك لِما حُمِّلْت. و البُذْمُ: النَّفْس. و البُذْمُ: القوَّة و الطاقةُ؛ قال الشاعر: أَنُوءُ بِرِجْلٍ بها بُذْمُها، و أَعْیَتْ بها أُخْتُها الآخِرَه أو الغابِرَه. و رجلٌ ذو بُذْمٍ أی كَثافَةٍ و جلَدَ، و كذلك الثَّوْبُ. و ثوبٌ ذو بُذْمٍ أی كثیر الغَزْل. و رجل ذو بُذْمٍ أی سَمِینٌ، و یقال: ذو رَأْیٍ و حَزْمٍ، و قال الأُموی: ذو نَفَس، و قال الكِسائی: ذو احْتِمال لِما حُمِّل. قال ابن بری: قال الأَصمعی إِذا لم یكن للرجل رَأْیٌ قیل: ما له بُذْمٌ. و البَذْمُ: مَصْدَرُ البَذِیمِ، و هو العاقِلُ الغَضَبِ [الغَضَبَ مِن الرِّجال أی أَنه یعلم ما یأْتیه عند الغضَب؛ كذا حكاه أَهل اللغة، و قیل: یَعْلم ما یَغْضَب له؛ قال الشاعر: كَرِیمُ عُروقِ النَّبْعَتَینِ مُطَهَّرٌ، و یَغْضَبُ ممَّا منه ذو البَذْمِ یَغْضَبُ اللیث: رجلٌ بُذْمٌ و بَذِیمٌ إِذا غَضِب ممَّا یجب أَن یُغْضَب منه. و قال الفراء: البَذِیمةُ الذی لا یَغْضَب فی غیر موضع الغضَب؛ قال ابن بری: و قول المرّار: یا أُمَّ عِمْران و أُخْتَ عَتْمِ، قد طالَ ما عِشْتُ بغیر بُذْمِ «1». أَی بغیر مُروءةٍ، و قد بَذُمَ بَذامةً. ابن الأَعرابی: و البَذیمُ من الأَفْواه المُتَغَیِّر الرائحة؛ و أَنشد: شَمِمْتها بشارِبٍ بَذِیمِ قد خَمَّ، أو قد هَمَّ بالخُمُومِ و قال غیره: أَبْذَمَتِ الناقةُ و أَبْلَمَتْ إِذا وَرِمَ حیَاؤُها من شدّةِ الضَّبَعَة، و إنما یكون ذلك فی
(1). قوله [یا أم عمران إلخ] هكذا فی الأَصل مضبوطاً، و فی شرح القاموس: و أخت عثم، بالثاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 43
بَكَرات الإِبل؛ قال الراجز: إِذا سَمَا فوق جَمُوحٍ مِكْتامْ من غَمْطِه الأَثْناءَ ذات الإِبْذامْ یَصِف فَحْل إبِل أَراد أَنه یَحْتَقِر الأَثْناءَ ذواتِ البَلمَة، فیَعْلُو الناقةَ التی لا تَشُول بذَنَبها، و هی لاقِح، كأَنها تكتُم لَقاحَها.

برم؛ ج12، ص: 43

: البَرَمُ: الذی لا یَدْخُل مع القوم فی المَیْسِر، و الجمع أَبْرامٌ؛ و أَنشد اللیث: إِذا عُقَبُ القُدُور عُدِدْنَ مالًا، تَحُتُّ حَلائلَ الأَبْرامِ عِرْسِی و أَنشد الجوهری: و لا بَرَماً تُهْدی النساءُ لعِرْسِهِ، إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا و فی المثل: أَ بَرَماً قَرُوناً أی هو بَرَمٌ و یأْكل مع ذلك تَمرَتَیْن تَمرتَیْن، و‌فی حدیث وفْدِ مَذحِج: كِرامٌ غیر أَبْرامٍ؛ الأَبْرامُ: اللِّئامُ، واحِدُهم بَرَمٌ، بفتح الراء، و هو فی الأَصل الذی لا یَدْخُل مع القومِ فی المَیْسِر و لا یُخْرِج معهم فیه شیئاً؛ و منه‌حدیث عمرو بن معدیكرب: قال لعُمر أَ أَبْرامٌ بَنو المُغِیرة؟ قال: و لِمَ؟ قال نزلتُ فیهم فما قَرَوْنی غیر قَوْس و ثَوْرٍ و كَعْب، فقال عمر: إِنَّ فی ذلك لَشِبَعاً؛ القَوْسُ: ما یَبْقی فی الجُلَّة من التَّمْر، و الثَّوْرُ: قطعة عظیمة من الأَقِط، و الكَعْبُ: قِطْعة من السَّمْن؛ و أما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول أُحَیْحة: إِنْ تُرِدْ حَرْبی، تُلاقِ فَتیً غیرَ مَمْلوكٍ و لا بَرَمَهْ قال ابن سیدة: فإنه عَنی بالبَرَمَة البَرَمَ، و الهاء مبالغة، و قد یجوز أَن یؤنث علی معنی العَیْنِ و النَّفْس، قال: و التفسیر لنا نحن إِذ لا یَتَّجِه فیه غیر ذلك. و البَرَمةُ: ثَمَرةُ العِضاهِ، و هی أَوَّل وَهْلة فَتْلةٌ ثم بَلَّةٌ ثم بَرَمةٌ، و الجمع البَرَمُ، قال: و قد أَخطأَ أَبو حنیفة فی قوله: إِن الفَتْلة قَبْل البَرَمَة، و بَرَمُ العِضاهِ كله أَصفر إلَّا بَرَمَة العُرْفُطِ فإِنها بَیْضاء كأَنَّ هَیادِبها قُطْن، و هی مثل زِرِّ القَمِیص أَو أَشَفُّ، و بَرَمة السَّلَم أَطیب البَرَمِ رِیحاً، و هی صَفْراء تؤْكَل، طیِّبة، و قد تكون البَرَمَةُ للأَراكِ، و الجمع بَرَمٌ و بِرامٌ. و المُبْرِمُ: مُجْتَنی البَرَمِ، و خصَّ بعضهم به مُجْتَنی بَرَمَ الأَراك. أَبو عمرو: البَرَمُ ثَمَر الطَّلْح، واحدته بَرَمَة. ابن الأَعرابی: العُلَّفَةُ من الطَّلْح ما أَخلفَ بعد البَرَمَة و هو شبه اللُّوبیاء، و البَرَمُ ثَمَرُ الأَراك، فإذا أَدْرَك فهو مَرْدٌ، و إِذا اسْوَدَّ فهو كَباثٌ و بَریرٌ. و‌فی حدیث خُزیمة السلمی: أَیْنَعَتِ العَنَمَةُ و سَقَطَت البَرَمةُ؛ هی زَهْرُ الطَّلْح، یعنی أَنها سَقَطَتْ من أَغْصانها للجَدْب. و البَرَمُ: حَبُّ العِنب إِذا كان فوق الذَّرِّ، و قد أَبْرَمَ الكَرْمُ؛ عن ثعلب. و البَرَمُ، بالتحریك: مصدر بَرِمَ بالأَمْرِ، بالكسر، بَرَماً إِذا سَئِمَهُ، فهو بَرِمٌ ضَجِر. و قد أَبْرَمَهُ فلان إِبْراماً أی أَمَلَّه و أَضْجَره فَبَرِمَ و تَبَرَّم به تَبَرُّماً. و یقال: لا تُبْرِمْنی بكَثرة فُضولك. و‌فی حدیث الدعاء: السلامُ علیك غیر مُوَدَّعٍ بَرَماً؛ هو مصدر بَرِمَ به، بالكسر، یَبْرَمُ بَرَماً، بالفتح، إِذا سَئِمَه و مَلَّه. و أَبْرَمَ الأَمرَ و بَرَمَه: أَحْكَمه، و الأَصل فیه إِبْرامُ الفَتْل إِذا كان ذا طاقیْن. و أَبْرَمَ الحَبْلَ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 44
أَجادَ فتله. و قال أَبو حنیفة: أَبْرَمَ الحَبْلَ جعله طاقَیْن ثم فَتَله. و المُبْرَمُ و البَریمُ: الحَبْل الذی جمع بین مَفْتُولَیْن فَفُتِلا حَبْلًا واحداً مثل ماء مُسْخَنٌ و سَخِینٌ، و عَسَلٌ مُعْقَدٌ و عَقِیدٌ، و مِیزانٌ مُتْرَصٌ و تَریصٌ. و المُبْرَمُ من الثِّیاب: المَفْتُول الغَزْل طاقَیْن، و منه سمِّی المُبْرَمُ، و هو جنسٌ من الثِّیاب. و المَبارِمُ: المَغازِلُ التی یُبْرَمُ بها. و البَریمُ: خَیْطان مُخْتلفان أَحمرُ و أَصفرُ، و كذلك كل شی‌ء فیه لَوْنان مُخْتلِطان، و قیل: البَریمُ خَیْطان یكونان من لَوْنَیْن. و البَریمُ: ضَوْءُ الشمس مع بَقِیَّة سَوادِ اللیل. و البَریمُ: الصبْح لِما فیه من سَوادِ اللیل و بَیاض النهار، و قیل: بَریمُ الصبح خَیْطه المُخْتلط بِلَوْنَیْن، و كل شیئین اختلَطا و اجْتمعا بَریمٌ. و البَریمُ: حَبْل فیه لَوْنان مُزَیَّن بجَوْهر تشدُّه المرأَة علی وَسَطها و عَضُدِها؛ قال الكَروّس بن حصن «1».و قائلةٍ: نِعْمَ الفَتی أَنت من فَتیً؛ إِذا المُرْضِعُ العَرْجاءُ جالَ بَریمُها و فی روایة: مُحَضَّرة لا یُجْعَل السِّتْر دُونها قال ابن بری: و هذا البیت علی هذه الروایة ذكره أَبو تَمّام للفرزدق فی باب المدیح من الحماسة. أبو عبید: البَریمُ خَیْط فیه أَلوانٌ تشدُّه المرأَة علی حَقْوَیْها. و قال اللیث: البَریمُ خیط یُنْظَم فیه خَرَز فتشدُّه المرأَة علی حَقْوَیْها. و البَریمُ: ثوب فیه قَزٌّ و كتّانٌ. و البَریمُ: خیط یُفْتَل علی طاقَیْن، یُقال: بَرَمْتُه و أَبْرَمْتُه. الجوهری: البَریمُ الحبْل المَفْتول یكون فیه لَوْنان، و ربَّما شدَّتْه المرأَةُ علی وَسَطها و عَضُدها، و قد یُعلَّق علی الصبیّ تدفَع به العَیْن، و منه قیل للجیش بَریم لأَلْوان شِعار القَبائل فیه؛ و أَنشد ابن بری للعجاج: أَبْدی الصَّباحُ عن بَریمٍ أَخْصفَا قال: البَریمُ حبْل فیه لَوْنان أَسود و أبیض، و كذلك الأَخْصَفُ و الخَصِیفُ، و یشبَّه به الفَجْر الكاذِبُ أَیضاً، و هو ذَنَب السِّرْحان؛ قال جامِعُ بن مُرْخِیَة: لقد طَرَقَتْ دَهْماء، و البُعْدُ بینها، و لَیْل، كأثْناء اللِّفاعِ، بَهِیمُ علی عَجَلٍ، و الصبحُ بالٍ كأَنه بأَدْعَجَ من لَیْلِ التِّمام بَریمُ قال: و البَریمُ أیضاً الماءُ الذی خالَط غیرَه؛ قال رؤبة: حتی إِذا ما خاضَتِ البَرِیما و البَریمُ: القَطیع من الغنَم یكون فیه ضَرْبان من الضَّأْن و المَعَز. و البَریمُ: الدمع مع الإِثْمِدِ. و بَرِیمُ القوم: لَفِیفُهم. و البَرِیمُ: الجَیْش فیه أَخْلاط من الناس. و البَرِیمان: الجَیْشان عرَب و عَجَم؛ قالت لَیْلی الأَخْیَلِیَّة: یا أَیها السَّدِمُ المُلَوِّی رأْسَه لِیَقُود من أَهل الحِجاز بَرِیما أَرادت جَیْشاً ذا لَوْنَیْن، و كلُّ ذی لَوْنَیْن بَریمٌ. و یُقال: اشْوِ لَنا من بَرِیمَیْها أَی من الكَبِد و السَّنام یُقَدَّان طُولًا و یُلَفَّان بِخَیْط أو غیره، و یقال: سمِّیا بذلك لبَیاض السَّنام و سَوادِ الكَبِد.
(1). قوله [قال الكروس بن حصن] هكذا فی الأَصل، و فی شرح القاموس: الكروس بن زید، و قد استدرك الشارح هذا الاسم علی المجد فی مادة كرس
لسان العرب، ج‌12، ص: 45
و البُرُمُ: القَومُ السیِّئُو الأَخْلاق. و البَرِیمُ العُوذَة. و البَرَم: قِنانٌ من الجبال، واحدتها بَرَمَة. و البُرْمَةُ: قِدْر من حجارة، و الجمع بُرَمٌ و بِرامٌ و بُرْمٌ؛ قال طرَفة: جاؤوا إِلیك بكل أَرْمَلَةٍ شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرم و أَنشد ابن بری للنابغة الذبیانی: و البائعات بِشَطَّیْ نخْلةَ البُرَمَا و‌فی حدیث بَرِیرَةَ: رَأَی بُرْمةً تَفُورُ؛ البُرْمة: القِدْرُ مطلقاً، و هی فی الأَصل المُتَّخَذَة من الحَجر المعروف بالحجاز و الیَمن. و المُبْرِمُ: الذی یَقْتَلِعُ حِجارةَ البِرامِ من الجبل و یقطَعُها و یُسَوِّیها و یَنْحَتها. یقال: فلان مُبْرِمٌ للَّذی یقْتَطِعُها من جَبَلها و یَصْنعَها. و رجل مُبْرِمٌ: ثَقِیلٌ، منه، كأَنه یَقْتَطِع من جُلَسائه شیئاً، و قیل: الغَثُّ الحدیثِ من المُبْرِمِ و هو المُجْتَنی ثَمَر الأَراك. أَبو عبیدة: المُبْرِمُ الغَثُّ الحدیثِ الذی یحدِّث الناسَ بالأَحادیث التی لا فائدة فیها و لا معنی لها، أُخِذَ من المُبْرِم الذی یَجْنی البَرَمَ، و هو ثمر الأَراك لا طَعْم له و لا حَلاوة و لا حُمُوضة و لا معنی له. و قال الأَصمعی: المُبْرِمُ الذی هو كَلٌّ علی صاحبه لا نَفْعَ عنده و لا خَیْر، بمنزلة البَرَم الذی لا یدخُل مع القومِ فی المَیْسِر و یأْكل معهم من لَحْمِه. و البَیْرَمُ العَتَلَةُ، فارِسیّ معرَّب، و خصَّ بعضهم به عَتَلَة النَّجَّار، و هو بالفارسیَّة بتفخیم الباء. و البَرَمُ: الكُحْل؛ و منه الخبر الذی‌جاء: من تسمَّع إِلی حدیث قومٍ صُبَّ فی أُذنه البَرَمُ؛ قال ابن الأَعرابی: قلت للمفضَّل ما البَرَمُ؟ قال: الكُحْل المُذاب؛ قال أَبو منصور: و رواه بعضهم صُبَّ فی أُذنه البَیْرَمُ، قال ابن الأَعرابی: البَیْرَمُ البِرْطِیلُ، و قال أَبو عبیدة: البَیْرَمُ عَتَلَةُ النَّجار، أو قال: العَتَلة بَیْرَمُ النجار. و‌روی ابن عباس قال: قال رسُول الله، صلی الله علیه و سلم: من اسْتَمَع إِلی حدیث قومٍ و هم له كارِهُون مَلأَ الله سمعَه من البَیْرَم و الآنُكِ، بزیادة الیاء. و البُرامُ، بالضم: القُرادُ و هو القِرْشام؛ و أَنشد ابن بری لجؤیة بن عائذ النَّصْری: مُقیماً بمَوْماةٍ كأَن بُرَامَها، إِذا زالَ فی آل السَّراب، ظَلیمُ و الجمع أَبْرِمَةٌ؛ عن كراع. و بِرْمةُ: موضع؛ قال كثیِّر عَزَّة: رَجَعْت بها عَنِّی عَشِیَّة بِرْمةٍ، شَماتةَ أَعْداءٍ شُهودٍ و غُیَّب و أَبْرَمُ: موضع، و قیل نَبْت «2»؛ مثَّل به سیبویه و فسَّره السیرافی. و بَرامٌ و بِرامٌ: موضع؛ قال لبید: أَقْوی فَعُرِّیَ واسطٌ فبِرامُ من أَهْلِه، فَصُوَائِقٌ فَخُزامُ و بُرْمٌ: اسم جبل؛ قال أَبو صخر الهذلی: و لو أَنَّ ما حُمِّلْتُ حُمِّلَه شَعَفَاتُ رَضْوَی، أَو ذُرَی بُرْم

برجم؛ ج12، ص: 45

: ابن درید: البَرْجَمةُ غِلَظُ الكلام. و‌فی حدیث الحجاج: أَ مِنْ أَهْل الرَّهْمَسَة و البَرْجَمة أنت؟
(2). قوله [و أبرم موضع و قیل نبت] ضبط فی الأَصل و القاموس و التكملة بفتح الهمزة، و فی یاقوت بكسرها و صوبه شارح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 46
البَرْجَمة، بالفتح: غِلَظ فی الكلام. الجوهری: البُرْجُمَة، بالضم، واحدة البَراجِمِ و هی مَفاصِل الأَصابع التی بین الأَشاجِع و الرَّواجِب، و هی رؤوس السُّلامَیَات من ظَهْر الكف إِذا قَبَض القابض كفَّه نَشَزَت و ارتفعت. ابن سیدة: البُرْجُمةُ المَفْصِل الظاهر من المَفَاصِل، و قیل: الباطِن، و قیل: البَراجِمُ مَفاصِل الأَصابع كلها، و قیل: هی ظُهور القَصَب من الأَصابع. و البُرْجُمةُ: الإِصْبَعُ الوُسْطی من كل طائر. و البَراجِم: أَحْیاءٌ من بنی تمیم، من ذلك، و ذلك أَن أَباهُمْ قبَض أَصابعه و قال: كونوا كَبرَاجِم یَدِی هذه أی لا تَفَرَّقُوا، و ذلك أَعزُّ لكم؛ قال أَبو عبیدة: خَمسة من أَولادِ حَنْظلة ابن مالك بن عمرو بن تمیم یقال لهم البَراجِم، قال ابن الأَعرابی: البَراجِمُ فی بنی تمیم: عمرو و قَیْس و غالِب و كُلْفَة و ظُلَیْم، و هو بنو حَنْظلة بن زید مَناة، تَحالَفوا علی أَن یكونوا كبَراجِم الأَصابع فی الاجتماع. و من أَمثالهم: إِنَّ الشَّقِیَّ راكِبُ البراجِمِ،و كان عمرو بن هِنْد له أخٌ فقتله نَفَر من تمیم فآلی أن یَقْتُل به منهم مائة فقتل تسعةً و تسعین، و كان نازلًا فی دیار بنی تمیم، فأَحْرَق القَتْلی بالنار، فمرَّ رجل من البَراجِم و راحَ رائحةَ حَرِیق القَتْلی فَحسبه قُتَارَ الشِّواء فمال إِلیه، فلمَّا رآه عَمْرو قال له: ممَّن أنت؟ فقال: رجل من البَراجِم، فقال حینئذ: إِنَّ الشَّقِیَّ راكبُ البراجِم، و أَمَر فقُتِلَ و أُلْقِیَ فی النار فَبرَّت به یَمینه.و فی الصحاح: إِن الشَّقِیَّ وافِدُ البَراجِم، و ذلك أَن عمرو بن هِنْد كان حلف لیُحْرِقَنَّ بأَخیه سعدِ بن المُنْذِر مائة، و ساق الحدیث، و سمَّت العرب عمرو بن هِنْد مُحَرِّقاً لذلك. التهذیب: الرَّاجِبَةُ البُقْعة المَلْساء بین البراجِم. قال: و البراجِمُ المُشَنَّجاتُ فی مَفاصِل الأَصابع، و فی موضع آخر فی ظُهور الأَصابع، و الرَّواجِبُ ما بینها، و فی كلّ إصبع ثلاث بُرْجمات إلا الإِبهام، و فی موضع آخر: و فی كل إصبع بُرْجُمَتان. أَبو عبید: الرَّواجِمُ «1» و البَراجِمُ مَفاصِل الأَصابع كُلِّها. و‌فی الحدیث: من الفِطْرة غَسْلُ البَراجِمِ؛ هی العُقَدُ التی تكون فی ظُهور الأَصابع یَجْتَمع فیها الوَسَخ.

برسم؛ ج12، ص: 46

: البِرسامُ: المُومُ. و یقال لهذه العِلَّة البِرسامُ، و كأَنه معرَّب، و بر: هو الصدر، و سَام: من أَسماء الموت، و قیل: معناه الابن، و الأَول أَصحُّ لأَن العلَّة إِذا كانت فی الرأْس یقال سِرْسام، و سِرْ هو الرأْس، و المُبَلْسَم و المُبَرْسَم واحد. الجوهری: البِرْسامُ علَّة معروفة، و قد بُرْسِمَ الرجل، فهو مُبَرْسَمٌ. قال: و الإِبْرِیسَم معرب و فیه ثلاث لغات، و العرب تخلط فیما لیس من كلامها؛ قال ابن السكیت: هو الإِبریسَم، بكسر الهمزة و الراء و فتح السین، و قال: لیس فی كلام العرب «2» إفْعِیلِل مثل إهْلیلَج و إبْریسَم، و هو ینصرف، و كذلك إِن سمَّیت به علی جهة التَّلْقیب انصرف فی المعرفة و النَّكِرة، لأَن العرب أَعْرَبَته فی نَكِرَته و أَدْخَلَت علیه الأَلف و اللام و أَجْرته مجْری ما أَصل بنائهِ لهم، و كذلك الفِرِنْدُ و الدِّیباجُ و الرَّاقُودُ و الشِّهْریز و الآجُرُّ و النَّیْرُوزُ و الزَّنْجَبِیل، و لیس كذلك إسحق و یعقوب و إبراهیم، لأَن العرب ما أَعربتها إلّا فی حال
(1). قوله [الرواجم] هو بالمیم فی الأَصل، و فی التهذیب بالباء، و فی المصباح نقلًا عن الكفایة: البراجم رؤوس السلامیات و الرواجم بطونها و ظهورها. (2). قوله [لیس فی كلام العرب إلخ] عبارة الصحاح نقلًا عن ابن السكیت أَیضاً: و لیس فی الكلام افعیلل بالكسر و لكن افعیلل مثل إهلِیلَج إلخ، ففی العبارة سقط ظاهر، و تقدم له فی هلج مثل ما فی الصحاح
لسان العرب، ج‌12، ص: 47
تعْریفها و لم تنطِق بها إلا مَعارف و لم تنقُلْها من تَنْكِیر إِلی تَعْریف؛ قال ابن بری: و منهم من یقول أَبْرَیْسَم، بفتح الهمزة و الراء، و منهم من یكسر الهمزة و یفتح الراء؛ قال ذو الرمة: كأَنَّما اعْتَمَّتْ ذُرَی الأَجْبالِ بالقَزِّ، و الإِبْرَیْسَمِ الهَلْهالِ

برشم؛ ج12، ص: 47

: البَرْشَمةُ: تلوین النُّقَطِ. و بَرْشَم الرجلُ: أَدامَ النظر أَو أَحَدَّه، و هو البِرْشامُ، و البِرْشامُ: حِدَّةُ النظَر. و المُبَرْشِمُ: الحادُّ النظر، و هی البَرْشَمة و البَرْهَمة؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو عبیدة للكمیت: أَ لُقْطَةَ هُدْهُدٍ و جُنُودَ أُنْثی مُبَرْشِمَةً، أَ لَحْمِی تَأْكلونا؟ و‌فی حدیث حُذیفة: كان الناس یَسأَلون رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، عن الخَیْر و كنت أَسْأَلُه عن الشرِّ فبَرْشَموا له‌أَی حَدَّقوا النظر إِلیه. و البَرْشَمة: إدامةُ النَّظر. و رجل بُراشِم: حَدیدُ النظرَ. و بَرْشَمَ الرجل إِذا وَجَمَ و أَظهر الحُزْن. و البُرْشُم: البُرقُعُ؛ عن ثعلب؛ و أنشد: غَداةَ تَجْلُو واضِحاً مُوَشَّما، عَذْباً لها تُجْری علیه البُرْشُما و البُرْشومُ: ضرْب من النخل، واحدته بُرْشومةٌ، بالضم لا غیر؛ قال ابن دُرید: لا أَدْری ما صحَّته؛ و قال أَبو حنیفة: البُرْشومُ جِنْس من التمر، و قال مرَّة: البُرْشُومةُ و البَرْشُومةُ، بالضم و الفتح، أَبْكَرُ النخْل بالبَصرة. ابن الأَعرابی: البُرْشُومُ من الرُّطَب الشَّقمُ، و رُطَب البُرْشُوم یتقدَّم عند أَهل البصرة علی رُطَب الشِّهْریزِ و یُقْطَع عِذْقُه قبله، و الله أعلم.

برصم؛ ج12، ص: 47

: البُرْصُوم: عِفاصُ القارُورةِ و نحوِها فی بعض اللغات.

برطم؛ ج12، ص: 47

: البِرْطامُ و البُراطِمُ: الرجل الضَّخْم الشَّفَة. و شَفةٌ بِرْطامٌ: ضخمة، و الاسم البَرْطَمة، و البَرطَمَةُ: عُبوس فی انتِفاخ و غَیْظ: قال: مُبَرْطِمٌ بَرْطَمة الغَضْبانِ، بِشَفةٍ لیستْ علی أَسْنانِ تقول منه: رأَیتُه مُبَرْطماً، و ما أَدْری ما الذی بَرْطَمهُ. و البَرْطَمةُ: الانتفاخُ من الغضَب. و یقال للرجل: قد بَرْطَم بَرْطَمةً إِذا غضِب، و مثله اخْرَنْطَم. و جاء فلان مُبْرَنْطِماً إِذا جاء مُتَغَضِّباً. و بَرْطَم اللیلُ إِذا اسودّ. الكسائی: البَرْطَمَةُ و البَرْهَمةُ كهیئة التَّخاوُص. و تَبَرْطَمَ الرجل أی تغضَّب من كلام. و بَرْطَم الرجل إِذا أَدْلی شَفَتَیْه من الغَضب. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله عز و جل: وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ، قال: هی البَرْطَمةُ و هو الانتفاخُ من الغضَب.و رجل مُبَرْطِمٌ: مُتَكَبِّر، و قیل: مُقَطِّب مُتَغَضِّب، و السامِدُ الرافع رأْسه تكبراً.

برعم؛ ج12، ص: 47

: البُرْعُمُ و البُرْعومُ و البُرْعُمةُ و البُرْعُومةُ، كلُّه: كِمُّ ثَمَر الشجَر و النَّوْر، و قیل: هو زَهْرَةُ الشجرة و نَوْرُ النَّبْتِ قبل أَن یَتَفَتَّح. و بَرْعَمتِ الشجرة، فهی مُبَرْعِمةٌ و تَبَرْعَمتْ: أَخرجت بُرْعُمَتَها؛ و منه قول الشاعر: الآكِلین صَریحَ مَحْضِهما، أَكْلَ الحُباری بُرْعُمَ الرُّطْبِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 48
و بَراعِیمُ الجبال: شَماریخها، واحداتها بُرْعُومةٌ. و البَراعِیمُ: أَكْمامُ الشجر فیها الثَّمرة، و فسَّر مُؤرّج قول ذی الرمة: فیها الدِّهابُ و حَفَّتْها البَراعِیم فقال: هی رِمالٌ فیها داراتٌ تُنْبِت البَقل. و البَراعِیمُ: اسم موضع؛ قال لبید: كأَنَّ قُتُودی فوق جَأْبٍ مُطَرَّدٍ، یُریدُ نَحُوصاً بالبَراعِیمِ حائلا

برهم؛ ج12، ص: 48

: بَرْهَمةُ الشجَر: بُرْعُمَتُهُ، و هو مُجْتَمَعُ ورَقه و ثَمره و نَوْره. و بَرْهَمَ: أَدام النظَر؛ قال العجاج: بُدَّلْنَ بالنّاصعِ لَوْناً مُسْهَما، و نَظَراً هَوْنَ الهُوَیْنا بَرْهَما و یروی: … دون الهُوَیْنا …؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: عَذْب اللِّثی تَجْری علیه البرْهَما قال: البَرْهَمُ من قولهم بَرْهَمَ إِذا أَدام النظرَ؛ قال ابن سیدة. و هذا إِذا تأَمَّلْته وجَدْته غیر مُقْنِع. الأَصمعی: بَرْهَمَ و بَرْشَم إِذا أَدام النظر. غیرهُ: البَرْهَمةُ إدامةُ النظَر و سكون الطَّرْف. الكسائی: البَرْطَمةُ و البَرْهَمَةُ كهیئة التَّخاوُص. و إبراهیم: اسم أَعجمی و فیه لغات: إبْراهامُ و إبْراهَم و إبْراهِمُ، بحذف الیاء؛ و قال عبد المطلب: عُذْتُ بما عاذَ به إبْراهِمُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةِ، و هْو قائمُ، إنی لك اللَّهمَّ عانٍ راغِمُ و تصغیرُ إبراهیم أُبَیْرِةٌ، و ذلك لأَن الأَلف من الأَصل لأَن بعدَها أَربعة أَحرف أُصول، و الهمزة لا تُلْحق ببَنات الأَربعة زائدة فی أَوَّلها، و ذلك یُوجِب حَذف آخره كما یُحذف من سَفَرْجَل فیقال سُفَیْرج، و كذلك القولُ فی إسماعیل و إسرافیل، و هذا قولُ المبرّد، و بعضُهم یتوهَّم أَن الهمزة زائدة إِذا كان الاسم أعْجمیّاً فلا یُعْلَم اشتِقاقُه، فیصغِّره علی بُرَیْهِیمٍ و سُمَیْعیلٍ و سُرَیْفیلٍ، و هذا قول سیبویه و هو حسن، و الأَوَّل قِیاسٌ، و منهم مَن یقول بُرَیْهٌ بطَرْح الهمزة و المیم. و البَراهِمةُ: قوم لا یُجَوِّزُونَ علی الله تعالی بِعْثةَ الرسل.

بزم؛ ج12، ص: 48

: البَزْمُ: شدَّةُ العَضّ بالثَّنایا و الرَّباعِیَات، و قیل: هو العَضُّ بمقدَّمِ الفَمِ، و هو أَخف العَضِّ؛ و أَنشد: و لا أَظُنُّكَ، إِن عَضَّتْكَ بازِمَةٌ من البَوازِمِ، إلَّا سَوْفَ تَدْعونی بَزَمَ علیه یَبْزِمُ بَزْماً أَی عَضَّ بمقدَّم أَسْنانِه. و المِبْزَمُ: السنُّ لذلك، و أَهل الیَمن یُسمون السِّنَّ البَزَمَ. أَبو زید: بَزَمْتُ الشی‌ء و هو العَضُّ بالثَّنایا دون الأَنْیاب و الرَّباعِیَات، أُخِذ ذلك من بَزْمِ الرامی، و هو أَخْذُه الوَتَر بالإِبْهام و السبَّابة ثم یُرْسِل السَّهْمَ، و الكَدْمُ بالقَوادِم و الأَنْیابِ، و البَزْمُ و المَصْرُ الحَلْب بالسبَّابة و الإِبْهامِ. و بَزَمَ الناقةَ یَبْزِمُها و یَبْزُمُها بَزْماً: حَلَبها بالسبَّابةِ و الإِبْهام فقط. و البَزْمُ: أَن تأْخُذ الوَتَرَ بالسبَّابة و الإِبْهام ثم تُرْسِله. و البَزْمُ: صَریمة الأَمر. و هو ذو مُبازَمة أی ذو صَریمَةٍ للأَمر. و فلان ذو بازِمَةٍ أی ذُو صَرِیمةٍ للأَمْر؛ قال ذو الرمة یَصف فَلاةً أَجْهَضَت الركابُ فیها أَولادَها: بها مُكَفَّنَةٌ أَكْنافُها قَسَبٌ، فَكَّتْ خَواتِیمَها عنها الأَبازِیمُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 49
بها: بهذه الفَلاة أَولادُ إِبلٍ أَجْهَضَتْها فهی مُكَفَّنَة فی أَغْراسِها، فَكَّتْ خَواتِیمَ رَحِمِها عنها الأَبازِیم، و هی أَبازیمُ الأَنْساعِ. و البَزْمةُ: وَزْنُ ثلاثین، و الأُوقِیَّة أَربعون، و النَّشُّ وَزْنُ عشرین. و البَزمةُ: الشدّةُ. و البَوازِمُ: الشَّدائدُ، واحدتها بازِمةٌ؛ و أَنشد لعنترة بن الأَخرس: خَلُّوا مَراعِی العینِ، إِنَّ سَوامَنَا تَعَوَّدُ طُولَ الحَبْسِ عندَ البَوازِمِ و یقال: بَزَمَتْه بازِمَةٌ من بَوازِمِ الدَّهْر أَی أَصابَتْه شدّة من شدائده. و بَزَمَ بالعِبْ‌ءِ: نَهَضَ و استمرَّ به. و بَزَمَه ثَوْبَه بَزْماً: كَبَزَّه إِیَّاه؛ عن كراع. و البَزِیمُ: الخُوصةُ یشدُّ بها البَقْلُ. اللیث: البَزِیمُ و هو الوَزِیمُ حُزْمةٌ من البَقْل؛ و قول الشاعر: و جاؤوا ثائرِین، فلم یؤُوبوا بأُبْلُمةٍ تُشَدُّ علی بَزِیمِ قال: فیروَی بالباء و الراء، و یقال: هو باقةُ بَقْل، و یقال: هو فَضْلة الزادِ، و یقال: هو الطَّلْع یُشقُّ لیُلْقَحَ ثم یُشَدُّ بِخُوصة؛ قال ابن بری: و یُروی بالواو: تُشَدُّ علی وَزِیمِ. و هو یأكل البَزْمَة و الوَزْمَةَ إِذا كان یأْكل وَجْبَةً أَی مرة واحدة فی الیوم و اللیلة. و البَزِیمُ: ما یَبْقَی من المَرَق فی أَسفل القِدْر من غیر لَحْم، و قیل: هو الوَزیم. و الإِبْزیمُ و الإِبْزامُ: الذی فی رأس المِنْطَقة و ما أَشبهه و هو ذو لِسانٍ یُدْخَل فیه الطَرَف الآخر، و الجمع الأَبازیمُ. و قال ابن شمیل: الحَلْقة التی لها لِسان یدخَل فی الخَرْق فی أَسفل المِحْمَل ثم تعضّ علیها حَلْقَتها، و الحَلْقة جمیعاً إبْزیمٌ، و هو الجَوامِع تَجْمع الحَوامِلَ، و هی الأَوازِمُ قد أَزَمْنَ علیه. أَراد بالمِحْمَل حَمائل السیف. و البَزیمُ: خَیْط القِلادة «1»؛ قال الشاعر: هُمُ ما هُمُ فی كل یَومِ كَریهة، إِذا الكاعِبُ الحَسْناء طاحَ بَزیمُها و قال جریر فی البَعِیث: تَركناك لا تُوفی بِجارٍ أَجَرْتَهُ، كأَنَّك ذاتُ الوَدْعِ أَوْدی بَزیمُها قال ابن بری: الإِبْزیمُ حدیدةٌ تكون فی طرَف حزام السرْج یَسْرَج بها، قال: و قد تكون فی طَرف المِنْطَقة؛ قال مُزاحِم: تُباری سَدیساها، إِذا ما تَلَمَّجَت، شَباً مِثل إِبْزیمِ السلاح المُوشَّلِ و قال العجاج: یَدُقُّ إبْزیمَ الحِزام جُشَمُهْ و قال آخر: لولا الأَبازیمُ، و إنَّ المِنْسَجا ناهی عنِ الذِّئْبَةِ أَن تَفَرَّجا و یقال للإِبْزیمِ أَیضاً زِرْفین و زُرْفین، و یقال للقُفْل أَیضاً الإِبْزیم، لأَن الإِبْزِیم هو إِفْعِیل من بزَم إِذا عضَّ، و یقال أَیضاً إِبْزین، بالنون؛ قال أَبو دواد:
(1). قوله [و البزیم خیط القلادة إلخ] مثله فی الصحاح، و قال فی القاموس تبعاً للصاغانی: و قول الجوهری البزیم خیط القلادة تصحیف و صوابه بالراء المكررة فی اللغة، و فی البیتین الشاهدین، و قال شارحه: و البریم فی البیتین ودع منظوم یكون فی أحقی الإِماء، ثم قال: و ذات الودع الأَمة لأَن الودع من لباس الإِماء و إنما أراد أَن أمة أمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 50
من كُلِّ جَرْداء قد طارتْ عَتِیقَتُها، و كُلِّ أَجْرَد مُسْتَرْخی الأَبازِینِ و یقال: إِنَّ فلاناً لإِبْزیمٌ أَی بَخِیل.

بسم؛ ج12، ص: 50

: بَسَمَ یَبْسِم بَسْماً و ابْتَسَمَ و تَبَسَّم: و هو أَقلُّ الضَّحِك و أَحَسنُه. و فی التنزیل: فَتَبَسَّمَ ضٰاحِكاً مِنْ قَوْلِهٰا؛ قال الزجاج: التَّبَسُّم أكثرُ ضَحِك الأَنبیاء، علیهم الصلاة و السلام. و قال اللیث: بَسَمَ یَبْسم بَسْماً إِذا فَتَح شَفَتَیه كالمُكاشِر، و امرأَة بَسَّامةٌ و رجل بَسَّامٌ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان جلُّ ضَحِكهِ التَّبَسُّم.و ابْتَسَمَ السحابُ عن البَرْق: انْكَلَّ عنه.

بسطم؛ ج12، ص: 50

: الجوهری: بِسْطامُ لیس من أَسماء العرب، و إنما سَمَّی قیسُ بنُ مسعود ابنَه بِسْطاماً باسم ملك من مُلوك فارِس، كما سَمَّوا قابُوس و دَخْتَنُوس، فعرَّبوه بكسر الباء؛ قال ابن بری: إِذا ثبَت أَن بِسْطام اسم رجل مَنْقول من اسم بسْطام الذی هو اسم ملِك من مُلوك فارس فالواجبُ تَرْكُ صَرْفه للعُجْمة و التَّعْریف، قال: و كذلك قال ابن خالویه ینبغی أَن لا یُصْرف.

بشم؛ ج12، ص: 50

: البَشَم: تُخَمَةٌ علی الدَّسَمِ، و ربما بَشِمَ الفَصِیلُ من كثرة شُرْب اللبَن حتی یَدْقی سَلْحاً فَیَهلِك. یقال: دَقِیَ إِذا كثُر سَلْحُه. ابن سیدة: البَشَمُ التُّخَمة، و قیل: هو أَن یكثر من الطعام حتی یَكْرُبَه. یقال: بَشِمْت من الطعام، بالكسر؛ و منه قول الحسن: و أنت تَتَجَشَّأُ من الشِّبَع بَشَماً، و أَصله فی البهائم، و قد بَشِم و أَبْشَمه الطَّعامُ؛ أَنشد ثعلب للحذلمیّ: و لم یُجَشِّئْ عن طَعام یُبْشِمُهْ قال ابن بری: الرَّجَز لأَبی محمد الفَقْعَسی؛ و قبله: و لم تَبِتْ حُمَّی به تُوَصِّمُهْ و بعده: كأنَّ سَفُّودَ حَدیدٍ مِعْصَمُه و‌فی حدیث سمُرة بن جُنْدَب: و قیل له إِنَّ ابنَك لم یَنَمِ البارِحةَ بَشَماً، قال: لو مات ما صلَّیْت علیه؛ البَشَمُ: التُّخَمة عن الدَّسَم؛ و رجل بَشِمٌ، بالكسر. و بَشِمَ الفَصِیلُ: دَقِیَ من اللبَن فكثر سَلْحُه. و بَشِمْت منه بَشماً أَی سَئمْت. و البَشامُ: شجر طیِّب الریح و الطَّعْم یُستاكُ به. و‌فی حدیث عُبادة: خیرُ مالِ المُسْلِم شاةٌ تأْكلُ من ورَق القَتاد و البَشام.و‌فی حدیث عَمرو بن دِینار: لا بأسَ بنَزْع السِّواك من البَشامةِ.و‌فی حدیث عُتْبة بن غَزْوان: ما لنا طَعام إلا ورق البَشام؛ قال أَبو حنیفة: البَشام یُدَقُّ ورَقُه و یُخْلَط بالحِنَّاء للتَّسْوید. و قال مرَّة: البَشام شجَر ذو ساقٍ و أَفْنانٍ و ورَقٍ صِغار أكبر من ورق الصَّعْتَر و لا ثَمَر له، و إِذا قُطِعت وَرقَتُه أَو قُصِف غُصْنُه هُریقَ لبَناً أَبیض، واحدته بَشامة؛ قال جریر: أَ تَذْكُر یومَ تَصْقُل عارِضَیْها بِفَرعِ بَشامةٍ؛ سُقِیَ البَشامُ یعنی أَنها أَشارَتْ بسِواكِها، فكان ذلك وداعَها و لم تتكلَّم خِیفة الرُّقَباء؛ و صدر هذا البیت فی التهذیب: أَ تَذْكُر إِذ تُوَدِّعُنا سُلَیْمَی و بَشامةُ: اسم رجل سمی بذلك.

بصم؛ ج12، ص: 50

: رجلٌ ذو بُصْمٍ: غلیظ. و ثوبٌ له بُصْمٌ إِذا كان كَثِیفاً كثیر الغَزْل. و البُصْمُ: فَوْتُ ما بین
لسان العرب، ج‌12، ص: 51
طَرَفِ الخِنْصِر إِلی طرَف البِنْصِر؛ عن أَبی مالك و لم یجئ به غیره. ابن الأَعرابی: یقال ما فارَقْتُك شِبْراً و لا فِتْراً و لا عَتَباً و لا رَتَباً و لا بُصْماً؛ قال: البُصْم ما بین الخِنْصِر و البِنْصِر، و العَتَب و الرَّتَب مذكوران فی مواضِعهما، و هو ما بین الوسَط و السَّبابة، و الفتر ما بین السَّبابة و الإِبْهام، و الشِّبْرُ ما بین الإِبهام و الخِنْصِر، و الفوْت ما بین كل أُصْبُعَیْن طُولًا.

بضم؛ ج12، ص: 51

: ما له بُضْمٌ أَی نفْس. و البُضُمُ أَیضاً: نَفْس السُّنبلة حین تخرُج من الحبَّة فَتَعْظُم. و بَضَمَ الحبُّ: اشتدّ قلیلًا.

بطم؛ ج12، ص: 51

: البُطْمُ: شجَر الحبَّةِ الخَضْراء، واحدته بُطمةٌ، و یقال بالتشدید، و أهل الیمن یسمُّونها الضَّرْو. و البُطْمُ: الحبَّة الخَضْراء، عند أَهل العالِیة. الأَصمعی: البُطُمُ، مثقَّلة، الحبَّة الخَضْراء. و البُطَیْمة: بُقْعة معروفة؛ قال عدیّ بن الرِّقاع: و عُونٍ یُباكِرْنَ البُطَیْمَة مَوْقِعا، حَزأْنَ فما یَشْرَبْنَ إِلّا النَّقائِعا

بغم؛ ج12، ص: 51

: بُغَامُ الظَّبْیَة: صَوْتُها. بَغَمَتِ الظَّبْیةُ تَبْغَمُ و تَبْغِمُ و تَبْغُمُ بُغاماً و بُغُوماً، و هی بَغُومٌ: صاحتْ إِلی ولَدها بأَرْخَم ما یكون من صوْتها. و بَغَمْتُ الرجلَ إِذا لم تُفْصِح له عن معنی ما تُحَدِّثه به؛ قال ذو الرمة: لا یَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلّا ما تَخَوَّنَهُ، داعٍ یُنادِیهِ باسْمِ الماء مَبْغُومُ وَضَع مَفْعولًا مكان فاعِل. و المَبْغُومُ: الولد، و أُمُّه تَبْغُمُه أَی تَدْعوه، و البَقَرةُ تَبْغُم، و قوله داعٍ یُنادیه حكی صوْت الظَّبْیة إِذا صاحت ماءْ ماءْ، و داعٍ هو الصوْتُ، مَبْغُوم یقال بُغام مَبْغُوم كقولك قوْلٌ مَقُول، یقول: لا یَرْفَع طَرْفه إِلّا إِذا سمع بُغام أُمِّه. و بُغامُ الناقة: صَوْتٌ لا تُفْصِح به؛ و منه قول ذِی الخِرَق: حَسِبْتَ بُغامَ رَاحِلَتی عَناقاً، و ما هِیَ، وَیْبَ غَیْرِك، بالعَناقِ و باغَمَ فلان المرأةَ مُباغَمةً إِذا غازَلها بكلامه؛ قال الأَخطل: حَثُّوا المَطِیَّ فَوَلَّوْنا مَناكِبَها، و فی الخُدُورِ، إِذا باغَمْتَها، صُوَرُ «2». و بَغَمتِ الناقة تَبْغِمُ، بالكسر، بُغاماً: قَطَّعَتِ الحَنِینَ و لم تَمُدَّه و یكون ذلك للبعیر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بِذِی هِبابٍ دائبٍ بُغامُهُ و قال ذو الرمة: أُنِیخَتْ، فأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوق بَلْدةٍ قَلِیلٍ بها الأَصْواتُ، إلَّا بُغامُها و‌فی الحدیث: كانت إِذا وَضَعَت یَدَها علی سَنامِ بعیرٍ أَو عَجُزه رفَع بُغامَه؛ البُغامُ: صوْت الإِبل. و المُباغَمةُ: المُحادثةُ بصَوْتٍ رَخِیمٍ؛ قال الكمیت: یَتَقَنَّصْنَ لی جآذِرَ كالدّرِّ، یُباغِمْنَ من وَراء الحِجاب و امرأَة بَغُومٌ: رَخِیمةُ الصَّوْت. و قال بعضهم: ما كان من الخُفِّ خاصة فإنه یقال لصَوْته إِذا بَدا البُغامُ، و ذلك لأَنه یُقَطِّعه و لا یَمُدُّه. و بَغَم
(2). و فی روایة أخری: الصور بدل صور
لسان العرب، ج‌12، ص: 52
الثَّیْتَلُ و الأَیِّل یَبْغَم: صوَّت، و ربما اسْتُعْمِل البُغامُ فی البَقَرَة؛ قال لبید یصف بقرةَ وَحْشٍ: خَنْساء ضَیَّعَتِ الفَرِیرَ، فلم یَرِمْ عُرْضَ الشَّقائقِ طَرْفُها و بُغامُها «1». و تَبَغَّم فی ذلك كله: كَبَغَم؛ قال كثیِّر عزَّة: إِذا رُحِلَتْ منها قَلُوصٌ تَبَغَّمَتْ، تَبَغُّمَ أُمِّ الخِشْفِ تَبْغِی غَزالَها و بَغَمَ بَغْماً: كَنَغَمَ نَغْماً؛ عن كراع؛ قال ابن دُرید: و أَحسَبُهُم قد سَمَّوْا بَغُوماً.

بغثم؛ ج12، ص: 52

: بَغْثَمٌ: اسمٌ.

بقم؛ ج12، ص: 52

: البُقامةُ: الصُّوفةُ یُغْزَل لُبُّها و یَبْقَی سائرُها، و بُقامةُ النَّادِف: ما سقَط من الصُّوفِ لا یقْدر علی غَزْلِه، و قیل: البُقامةُ ما یُطَیِّره النجَّادُ؛ و قوله أَنشده ثعلب: إِذا اغْتَزَلَتْ من بُقام الفَرِیرِ، فَیا حُسْنَ شَمْلَتها شَمْلَتا و یا طِیبَ أَرْواحِها بالضُّحَی إِذا الشَّمْلَتان لهَا ابتُلَّتَا قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون البُقامُ هنا جمع بُقامَة، و أَن یكون لغة فی البُقامةِ، قال: و لا أَعرفها، و أَن یكون حذف الهاء للضرورة؛ و قوله شَمْلَتا كأَنَّ هذا یقول فی الوَقْف شَمْلَت ثم أَجْراها فی الوَصْل مُجْراها فی الوَقْف. و ما كان فُلان إلَّا بُقامَةً من قِلَّة عَقْلِه و ضعفه شُبِّه بالبُقامة من الصُّوف. و قال اللحیانی: یقال للرجل الضعیف: ما أَنت إلا بُقامةٌ، قال فلا أَدری أَ عَنَی الضعیفَ فی عَقْله أَمِ الضعِیفَ فی جسمه. التهذیب: روی سلمة عن الفراء البُقامةُ ما تَطایر من قَوْس الندَّاف من الصُّوف. و البَقَّمُ: شَجر یُصْبغ به، دَخِیل معرَّب؛ قال الأَعشی: بكأسٍ و إبْرِیقٍ كأَنَّ شَرابَها، إِذا صُبَّ فی المِسْحاة، خالَطَ بَقَّمَا الجوهری: البَقَّمُ صِبْغ معروف و هو العَنْدَمُ؛ قال العجاج: بِطَعْنَةٍ نَجْلاءَ فیها أَلَمُهْ، یَجِیشُ ما بین تَراقِیه دَمُهْ، كمِرْجَل الصَّبَّاغ جاش بَقَّمُهْ «2». قال الجوهری: قلتُ لأَبی علیٍّ الفَسَوِیّ أَ عربیّ هو؟ فقال: معرَّب، قال: و لیس فی كلامهم اسم علی فَعَّل إلَّا خمسة: خَضَّم بن عَمرو بن تمیم و بالفعل سمِّی، و بَقَّم لهذا الصِّبْغ، و شَلَّم موضع الشام، و قیل هو بَیْت المَقْدِس و هُما أَعجمیان، و بَذَّر اسم ماء من میاه العرَب، و عَثَّر موضع؛ قال: و یحتمل أَن یكونا سمِّیا بالفعْل، فثَبَت أَن فَعَّل لیس فی أُصول أَسمائهم و إنما یختصُّ بالفِعْل فإذا سمَّیْت به رجلًا لم یَنصرف فی المَعْرفة للتعریف و وزن الفِعْل، و انْصَرَف فی النَّكِرة؛ و قال غیره: إِنما عَلِمْنا من بَقَّم أَنه دَخِیل معرَّب لأَنه لیس للعرب بناء علی حُكْم فَعَّل، قال: فلو كانت بَقَّم عربیَّة لوُجِدَ لها نظیر إلا ما یقال بَذَّر و خَضَّم، هم بَنو العَنْبر من عَمرو بن تمیم، و حكی عن الفراء: كل فَعَّل لا
(1). قوله [… طرفها و بغامها] فی المحكم: … أطوفها و بغامها. و فی المعلقة: … طَوفها و بغامها (2). قوله [بطعنة إلخ] مثله فی الصحاح، و قال الصاغانی: الروایة من بین تراقیه، و سقط بین قوله دمه و قوله كمرجل مشطور و هو: تغلی إِذا جاوبها تكلمه
لسان العرب، ج‌12، ص: 53
یَنصرف إلا أَن یكون مؤنثاً «1»؛ قال ابن بری: و ذكر أَبو منصور بن الجَوالِیقِی فی المعرَّب: تَوَّج موضع، و كذلك خَوَّد؛ قال جریر: أَعْطوا البَعِیثَ جَفَّةً و مِنْسَجا، و افْتَحَلُوه بَقَراً بِتَوَّجَا و قال ذو الرمة: و أَعْیُن العِینِ بأَعْلی خَوَّدَا و شمَّر: اسم فرس؛ قال: و جَدِّیَ یا حَجَّاجُ فارِسُ شَمَّرَا و البُقْمُ: قَبیلةٌ.

بكم؛ ج12، ص: 53

: البَكَمُ: الخرَسُ مع عِیّ و بَلَهٍ، و قیل: هو الخرَس ما كان، و قال ثعلب: البَكَمُ أَنْ یُولَدَ الإِنسانُ لا یَنْطِق و لا یَسْمَع و لا یُبْصِر، بَكِمَ بَكَماً و بَكامةً، و هو أَبْكَمُ و بَكِیمٌ أَی أَخْرَس بَیِّن الخَرَس. و قوله تعالی: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ*؛ قال أَبو إِسحاق: قیل معناه أَنهم بمنزلة من وُلد أَخْرَس، قال: و قیل البُكْمُ هنا المَسْلُوبُو الأَفئدة. قال الأَزهری: بَیْن الأَخْرسِ و الأَبْكَمِ فَرقٌ فی كلام العرَب: فالأَخْرسُ الذی خُلِقَ و لا نُطْقَ له كالبَهیمة العَجْماء، و الأَبْكَم الذی للسانه نُطْقٌ و هو لا یعْقِل الجوابَ و لا یُحْسِن وَجْه الكلام. و‌فی حدیث الإِیمان: الصُّمّ البُكْمُ؛ قال ابن الأَثیر: البُكُم جمع الأَبْكَم و هو الذی خُلِقَ أَخْرَس، و أَراد بهم الرَّعاعَ و الجُهَّالَ لأَنهم لا ینتفعون بالسَّمْع و لا بالنُّطْق كبیرَ منْفعةٍ فكأَنهم قد سُلِبُوهُما؛ و منه‌الحدیث: سَتكونُ فِتنةٌ صَمَّاءُ بَكْماءُ عَمْیاءُ؛ أَراد أَنها لا تَسْمَع و لا تُبْصِر و لا تَنْطِق فهی لذهاب حَواسِّها لا تُدْرِك شیئاً و لا تُقلِع و لا تَرْتَفِع، و قیل: شَبَّههَا لاخْتِلاطِها و قَتْل البری‌ء فیها و السَّقِیم بالأَصَمّ الأَخْرس الأَعمی الذی لا یَهْتَدِی إِلی شی‌ء، فهو یَخْبِطُ خَبْطَ عَشْواء. التهذیب فی قوله تعالی فی صِفَة الكُفَّار: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ*؛ و كانوا یَسْمَعون و یَنْطِقُون و یُبْصرون و لكنهم لا یعُون ما أَنزل الله و لا یتكلَّمون بما أُمروا به، فهم بمنزِلة الصُّمِّ البُكْمِ العُمْی. و البَكِیمُ: الأَبْكَمُ، و الجمع أَبْكامٌ؛ و أَنشد الجوهری: فَلَیْتَ لِسانی كانَ نِصْفَیْنِ: منهما بَكِیمٌ و نِصفٌ عند مَجْرَی الكَواكِب و بَكُمَ: انقَطع عن الكلام جَهْلًا أَو تَعَمُّداً. اللیث: و یقال للرجل إِذا امتنَع من الكلام جَهْلًا أو تَعمُّداً: بَكُمَ عن الكلام. أَبو زید فی النوادر: رجلٌ أَبْكَم و هو العَییُّ المُفْحَم، و قال فی موضع آخر: الأَبْكَم الأَقْطَع اللسان، و هو العَییُّ بالجَواب الذی لا یُحسِن وجه الكلام. ابن الأَعرابی: الأَبْكَمُ الذی لا یَعْقِل الجَواب، و جمع الأَبْكَم بُكْمٌ و بُكْمان، و جمع الأَصَمِّ صُمٌّ و صُمَّانٌ.

بلم؛ ج12، ص: 53

: البَلَمةُ: بَرَمةُ العِضاه؛ عن أَبی حنیفة. و البَیلَمُ: القُطْنُ، و قیل: قُطْن القَصَب، و قیل: الذی فی جَوْف القَصَبة، و قیل: قُطْن البَرْدِیِّ، و قیل: جَوْزُ القُطْن. و سیف بَیْلَمِیٌّ: أَبْیضُ. و الإِبْلِمُ و الأَبْلَمُ و الأُبْلُمُ و الإِبْلِمَةُ و الأُبْلُمة، كل ذلك: الخُوصةُ. یقال: المالُ بیننا و الأَمْرُ بیننا شِقّ الإِبْلِمَة، و بعضهم یقول: شِقَّ الأُبْلُمة، و هی الخُوصة، و ذلك لأَنها تؤخذ فتُشَقُّ طُولًا علی
(1). قوله [لا ینصرف إلا أَن یكون مؤنثاً] هكذا فی الأَصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 54
السَّواء. و‌فی حدیث السقِیفَة: الأَمْرُ بیننا و بینكم كقَدِّ الأُبْلُمة؛ الأُبْلُمة، بضم الهمزة و اللام و فتحهما و كسرهما، أَی خُوصة المُقْلِ، و همزتها زائدة، یقول: نحن و إِیَّاكم فی الحُكْم سواء لا فَضْل لأَمیرٍ علی مأمور كالخُوصة إِذا شُقَّتْ باثْنَتَیْن مُتَساوِیتین. الجوهری: الأَبْلَم خُوصُ المُقْل، و فیه ثلاثُ لُغات: أَبْلَم و أُبْلُم و إبْلِم، و الواحدة بالهاء. و نَخْلٌ مُبَلَّم: حوله الأَبْلَمِ؛ قال: خَوْد تُرِیكَ الجَسَدَ المُنَعَّما، كما رأَیتَ الكَثَرَ المُبَلَّمَا قال أَبو زیاد: الأَبْلَم، بالفَتح، بَقْلة تخْرج لها قُرُونٌ كالباقِلّی و لیس لها أَرُومةٌ، و لها وُرَیْقة مُنْتَشِرة الأَطْراف كأَنها ورَق الجَزَر؛ حكی ذلك أَبو حنیفة. و البَلَمُ و البَلَمَةُ: داءٌ یأخذ الناقة فی رَحِمِها فتَضیق لذلك، و أَبْلَمتْ: أَخذها ذلك. و البَلَمةُ: الضَّبَعةُ، و قیل: هی ورَمُ الحَیاء من شدة الضَّبَعة. الأَصمعی: إِذا وَرِمَ حیاءُ الناقة من الضَّبَعةِ قیل: قد أَبْلَمتْ، و یقال بها بَلَمَةٌ شدیدة. و المُبْلِمُ و المِبْلامُ: الناقة التی لا تَرْغُو من شِدَّة الضَّبَعَةِ، و خصَّ ثعلب به البَكْرة من الإِبل؛ قال أَبو الهَیثم: إنما تُبْلِمُ البَكْرات خاصَّة دون غیرها؛ قال نصیر: البَكْرة التی لم یَضْرِبْها الفحل قطُّ فإِنها إِذا ضَبِعَتْ أَبْلَمَتْ فیقال هی مُبْلِمٌ، بغیر هاء، و ذلك أَن یَرِمَ حَیاؤُها عند ذلك، و لا تُبْلِمُ إلَّا بَكْرة، قال أَبو منصور: و كذلك قال أَبو زید: المُبْلِمُ البَكْرةُ التی لم تُنْتَج قطُّ و لم یَضْرِبها فَحلٌ، فذلك الإِبْلامُ، و إِذا ضربها الفحلُ ثم نَتَجُوها فإِنها تَضْبَع و لا تُبْلِمُ. الجوهری: أَبْلَمت الناقة إِذا وَرِمَ حَیاؤها من شدَّة الضَّبَعَةِ، و قیل: لا تُبْلِم إلَّا البَكْرة ما لم تُنْتَج. و أَبْلَمَت شَفَته: وَرِمَتْ، و الاسمُ البَلَمَةُ. و رجل أَبْلَم أَی غَلیظُ الشفتَین، و كذلك بعیر أَبْلَم و أَبلَم الرجل إِذا وَرِمَتْ شَفَتاه. و رأَیت شَفَتیه مُبْلَمَتَیْن إِذا وَرِمتَا. و التَّبْلِیمُ: التقْبیحُ. یقال: لا تُبَلِّم علیه أَمرَه أَی لا تُقَبِّح أَمْره، مأخوذ من أَبْلَمتِ الناقة إِذا وَرِم حَیاؤها من الضَّبَعةِ. ابن بری: قال أَبو عمرو یقال ما سمِعْت له أَبْلَمةً أَی حركة؛ و أَنشد: فما سمعْت، بعدَ تلك النَّأمهْ، منها و لا مِنْه هناك أَبْلَمَهْ و‌فی حدیث الدجال: رأَیته بَیْلَمانِیّاً أَقْمَر هِجاناً‌أَی ضخمٌ مُنتَفِخ، و یروی بالفاء. و البَلْماءُ: لیلةُ البَدْر لعِظَم القَمر فیها لأَنه یكون تامّاً. التهذیب: أَبو الهذیل الإِبْلِیمُ العَنْبر؛ و أَنشد: و حُرَّةٍ غیر مِتْفالٍ لَهَوْتُ بها، لو كان یَخْلُد ذو نُعْمی لِتَنْعیمِ كأَنَّ، فوقَ حَشایاها و مِحْبَسِها، صَوائرَ المسْك مَكْبُولًا بإِبْلِیمِ أَی بالعَنْبر؛ قال الأَزهری و قال غیره: الإِبْلِیمُ العسَل، قال: و لا أَحفَظُه لإِمامٍ ثقةٍ، و بَیْلَمُ النجَّارِ: لغَة فی البَیْرَم.

بلتم؛ ج12، ص: 54

: قال فی ترجمة بلدم: البَلَنْدَم و البَلْدَم و البِلْدامة الثَّقِیل المَنْظَر البلیدُ، و البَلْتَم لغة فی ذلك أَری.

بلدم؛ ج12، ص: 54

: بَلْدَمُ الفَرس: ما اضْطَرب من حُلْقومه، قال الجوهری و قال الأَصمعی فی كتاب الفَرَس: ما
لسان العرب، ج‌12، ص: 55
اضطرب من حُلْقومه و مَریئه و جِرانِه، قال: و قَرَأْته علی أَبی سعید بذال معجمة. البَلْدَمُ: مقدَّم الصَّدْرِ، و قیل: الحُلْقوم و ما اتَّصل به من المَری‌ء، و قیل: هی بالذال، قال ابن بری: و منه قول الراجز: ما زالَ ذِئْب الرَّقْمَتَیْنِ كلَّما دارَتْ بِوَجهٍ دارَ مَعْها أَیْنَما، حتی اخْتَلی بالنابِ منها البَلْذَما قال ابن خالویه: بَلْدَمُ الفرس صدْرُه، بالدال و الذال معاً. و بَلْدَمَ الرجلُ بَلْدَمةً إِذا فَرِق فسكَتَ، بدال غیر معجمة. و البَلَنْدَم و البَلْدَمُ و البِلْدامةُ: الرجلُ الثقیل فی المنظَر البلید فی المَخْبَر المضطرب الخلْق، و أَنشد الجوهری: ما أَنتَ إِلَّا أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ، هِرْدَبَّةٌ هَوْهاءَةٌ مُزَرْدَمُ قال أَبو منصور: و هذان الحَرْفان أَعنی هذا و البَلْدَم: مقدَّم الصدر عند الأَئمة الثِّقات، بالذال المعجمة، و منهم من یَجْعل الدالَ و الذالَ فی البَلْدَم لُغَتین. و سیف بَلْدَم: لا یقطع.

بلذم؛ ج12، ص: 55

: البَلْذَمُ: ما اضطرب من المَری‌ء، و كذلك هو من الفَرسِ، و قیل: هو الحُلْقوم. و البَلْذَمُ: البلیدُ؛ عن ثعلب، و قد تقدم فی ترجمة بلدم، بالدال. ابن شمیل: البَلْذَمُ المَری‌ءُ و الحُلْقوم، و الأَوْداجُ یقال لها بَلْذَم. قال: و البَلْذَمُ من الفرس ما اضطرب من حُلْقومه و مَریئه و جِرانه، قرئ علی أَبی سعید بذال معجمة، قال: و المری‌ء مَجْری الطعام و الشراب، و الجِرانُ الجلْد الذی فی باطن الحَلْق متَّصل بالعُنُق، و الحْلْقوم مَخْرَج النفَس و الصوْت. و قال ابن خالویه: بَلْذَم الفرس صدْره، بالدال و الذال معاً.

بلسم؛ ج12، ص: 55

: بَلْسَمَ: سكت عن فَزَع، و قیل: سكت فقط من غیر أَن یقَیَّد بفَرَقٍ؛ عن ثعلب. الأَصمعی: طَرْسَم الرجل طَرْسَمةً و بَلْسَمَ بَلْسَمَة إِذا أَطرق و سكَت و فَرِق. و البِلْسامُ: البِرْسامُ؛ قال العجاج یصف شاعراً أَفْحَمَه: فلم یَزَلْ بالقَوْم و التَّهَكُّمِ «2». حتی التَقَیْنا، و هو مثل المُفْحَمِ، و اصْفَرَّ حتی آضَ كالمُبَلْسَمِ قال: المُبَلْسَمُ و المُبَرْسَم واحد. قال ابن بری: البِلْسامُ البِرْسامُ و هو المُومُ؛ قال رؤبة: كأَنَّ بِلْساماً به أَو مُوما و قد بُلْسِمَ و بَلْسَمَ: كَرَّهَ وجهَه.

بلصم؛ ج12، ص: 55

: بَلْصَم الرجلُ و غیره بَلْصَمةً: فَرَّ.

بلطم؛ ج12، ص: 55

: بَلْطَمَ الرجلُ: سكَت.

بلعم؛ ج12، ص: 55

: البُلْعُم و البُلْعومُ: مَجْری الطعام فی الحَلْق و هو المَری‌ءُ. و‌فی حدیث علیّ: لا یَذهَب أَمرُ هذه الأُمَّة إلا علی رجل واسِع السُّرْمِ ضَخْم البُلْعُوم؛ یُریدُ علی رجل شدید عَسُوف أَو مُسْرِف فی الأَمْوال و الدِّماء، فوصفه بسَعة المَدْخَل و المَخْرَج؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة: حَفِظْت من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ما لو بَثَثْتُه فیكم لقُطِع هذا البُلْعُوم.و بَلْعَم اللُّقْمة: أَكلها. و البُلْعومُ: البیاض الذی فی جَحْفَلة الحِمار فی طرَف
(2). قوله [فلم یزل بالقوم] هكذا فی الأَصل بالمیم
لسان العرب، ج‌12، ص: 56
الفم؛ و أَنشد: بِیض البَلاعِیم أَمثال الخَواتِیم و قال أَبو حنیفة: البُلْعوم مَسِیل یكون فی القُفِّ داخل فی الأَرض. و البَلْعَمة: الإِبْتِلاعُ. و البَلْعَمُ: الرجل الكثیر الأَكل الشدید البَلْع للطعام، و المیم زائدة. و بَلْعَم: اسمُ رجلٍ؛ حكاه ابن دُرید، قال: و لا أَحسبه عربیّاً.

بلغم؛ ج12، ص: 56

: البَلْغَم: خِلْطٌ من أَخلاط الجسَد، و هو أَحد الطّبائع الأَرْبَع.

بمم؛ ج12، ص: 56

: البَمُّ من العُود: معروف أَعجمی. الجوهری: البَمُّ الوَتَر الغلیظ من أَوتار المَزاهِر. التهذیب: بَمُّ العُودِ الذی یُضْرَب به هو أَحدُ أَوتارِه، و لیس بعربی. ابن سیدة: و بَمُّ، غیر مصروف، أَرض من كِرْمان. و فی الحدیث: مدینة بكِرْمان، و قیل: موضع؛ قال الطرماح: ألا أَیها اللیل الذی طالَ أَصْبِحِ بِبَمَّ، و ما الإِصْباح فیك بأَرْوَحِ و أَورد الأَزهری للطِّرِمَّاح: أَ لَیْلَتَنا فی بَمِّ كِرْمانَ أَصْبِحِی

بنم؛ ج12، ص: 56

: البَنامُ: لغة فی البنَانِ؛ قال عُمر بن أَبی رَبیعة: فقالتْ و عَضَّتْ بالبنَام: فَضَحْتَنی «1».

بهم؛ ج12، ص: 56

: البَهِیمةُ: كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم من دَوابّ البرِّ و الماء، و الجمع بَهائم. و البَهْمةُ: الصغیرُ من أَولاد الغَنَم الضأْن و المَعَز و البَقَر من الوحش و غیرها، الذكَرُ و الأُنْثی فی ذلك سواء، و قل: هو بَهْمةٌ إِذا شبَّ، و الجمع بَهْمٌ و بَهَمٌ و بِهامٌ، و بِهاماتٌ جمع الجمعِ. و قال ثعلب فی نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ و به فسِّر قول الشاعر: عَدانی أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمی عَجایا كلُّها إلا قلیلا أَبو عبید: یقال لأَوْلاد الغنَم ساعة تَضَعها من الضأْن و المَعَز جمیعاً، ذكراً كان أَو أُنثی، سَخْلة، و جمعها سِخال، ثم هی البَهْمَة الذكَرُ و الأُنْثی. ابن السكیت: یقال هُم یُبَهِّمون البَهْمَ إِذا حَرَمُوه عن أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، و إِذا اجتَمَعَت البِهامُ و السِّخالُ قلت لها جمیعاً بِهامٌ، قال: و بَهِیمٌ هی الإِبْهامُ للإِصْبَع. قال: و لا یقال البِهامُ، و الأَبْهم كالأَعْجم. و اسْتُبْهِم علیه: اسْتُعْجِم فلم یَقْدِرْ علی الكلام. و قال نفطویه: البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام أَی مُنْغَلِق ذلك عنها. و قال الزجاج فی قوله عز و جل: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِیمَةُ الْأَنْعٰامِ؛ و إنما قیل لها بَهِیمَةُ الْأَنْعٰامِ لأَنَّ كلَّ حَیّ لا یمیِّز، فهو بَهِیمة لأَنه أُبْهِم عن أَن یمیِّز. و یقال: أُبْهِم عن الكلام. و طریقٌ مُبْهَمٌ إِذا كان خَفِیّا لا یَسْتَبین. و یقال: ضرَبه فوقع مُبْهَماً أَی مَغْشیّاً علیه لا یَنْطِق و لا یمیِّز. و وقع فی بُهْمةٍ لا یتَّجه لها أَی خُطَّة شدیدة. و استَبْهَم علیهم الأَمرُ: لم یدْرُوا كیف یأْتون له. و اسْتَبْهَم علیه الأَمر أَی استَغْلَق، و تَبَهَّم أَیضاً إِذا أُرْتِجَ علیه؛ و روی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشده: أَعْیَیْتَنی كلَّ العَیاءِ، فلا أَغَرَّ و لا بَهِیم قال: یُضْرَب مثلًا للأَمر إِذا أَشكل لم تَتَّضِحْ جِهَته
(1). فی دیوان عمر: … و عضت بالبنان … بدل البنام
لسان العرب، ج‌12، ص: 57
و استقامَتُه و معرِفته؛ و أَنشد فی مثله: تَفَرَّقَتِ المَخاضُ علی یسارٍ، فما یَدْرِی أَ یُخْثِرُ أَم یُذِیبُ و أَمرٌ مُبْهَم: لا مَأْتَی له. و اسْتَبْهَم الأَمْرُ إِذا اسْتَغْلَق، فهو مُسْتَبْهِم. و‌فی حدیث علیّ: كان إِذا نَزَل به إحْدی المُبْهَمات كَشَفَها؛ یُریدُ مسألةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّیت مُبْهَمة لأَنها أُبْهِمت عن البیان فلم یُجْعل علیها دلیل، و منه قیل لِما لا یَنْطِق بَهِیمة. و‌فی حدیث قُسّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ «1». الدَّیاجی و البُهَم؛ البُهَم: جمع بُهْمَة، بالضم، و هی مُشكلات الأُمور. و كلام مُبْهَم: لا یعرَف له وَجْه یؤتی منه، مأخوذ من قولهم حائط مُبْهَم إِذا لم یكن فیه بابٌ. ابن السكیت: أَبْهَمَ علیّ الأَمْرَ إِذا لم یَجعل له وجهاً أَعرِفُه. و إبْهامُ الأَمر: أَن یَشْتَبه فلا یعرَف وجهُه، و قد أَبْهَمه. و حائط مُبْهَم: لا باب فیه. و بابٌ مُبْهَم: مُغلَق لا یُهْتَدی لفتحِه إِذا أُغْلِق. و أبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته و سَدَدْته. و لیلٌ بَهیم: لا ضَوء فیه إِلی الصَّباح. و‌روی عن عبد الله بن مسعود فی قوله عز و جل: إِنَّ الْمُنٰافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ، قال: فی تَوابیت من حدیدٍ مُبْهَمةٍ علیهم؛ قال ابن الأَنباری: المُبْهَمة التی لا أَقْفالَ علیها. یقال: أَمرٌ مُبْهَم إِذا كان مُلْتَبِساً لا یُعْرَف معناه و لا بابه. غیره: البَهْمُ جمع بَهْمَةٍ و هی أَولادُ الضأْن. و البَهْمة: اسم للمذكّر و المؤنث، و السِّخالُ أَولادُ المَعْزَی، فإذا اجتمع البهامُ و السِّخالُ قلت لهما جمیعاً بِهامٌ و بَهْمٌ أَیضاً؛ و أَنشد الأَصمعی: لو أَنَّنی كنتُ، من عادٍ و مِن إِرَمٍ، غَذِیَّ بَهْمٍ و لُقْماناً و ذا جَدَنِ لأَنَّ الغَذِیَّ السَّخلة؛ قال ابن بری: قول الجوهری لأَن الغَذِیَّ السَّخْلة وَهَم، قال: و إِنما غَذِیُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْیر كان یُغَذّی بلُحوم البَهْم، قال و علیه قول سلمی بن ربیعة الضبّیّ: أَهلَك طَسْماً، و بَعْدَهم غَذِیَّ بَهْمٍ و ذا جَدَنِ قال: و یدل علی ذلك أَنه عطف لُقْماناً علی غَذِیَّ بَهْمٍ، و كذلك فی بیت سلمی الضبیّ، قال: و البیت الذی أَنشده الأَصمعی لأَفْنون التغلبی؛ و بعده: لَمَا وَفَوْا بأَخِیهم من مُهَوّلةٍ أَخا السُّكون، و لا جاروا عن السَّنَنِ و قد جَعل لَبید أَولادَ البقر بِهاماً بقوله: و العِینُ ساكنةٌ علی أَطلائِها عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها و یقال: هُم یُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِیماً إِذا أَفرَدُوه عن أُمَّهاته فَرَعَوْه وحْدَه. الأَخفش: البُهْمَی لا تُصْرَف. و كلُّ ذی أَربع من دوابِّ البحر و البرّ یسمَّی بَهِیمة. و‌فی حدیث الإِیمان و القَدَر: و تری الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل و البَهْم یَتطاوَلون فی البُنْیان؛ قال الخطابی: أَراد بِرِعاءِ الإِبِل و البَهْم الأَعْرابَ و أَصحابَ البَوادی الذین یَنْتَجِعون مواقعَ الغَیْث و لا تَسْتَقِرُّ بهم الدار، یعنی أَن البلاد تفتَح
(1). قوله [تجلو دجنات] هكذا فی الأَصل و النهایة بالتاء، و فی مادة دجن من النهایة: یجلو دجنات بالیاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 58
فیسكنونها و یَتطاوَلون فی البُنْیان، و جاء‌فی روایة: رُعاة الإِبل البُهُم،بضم الباء و الهاء، علی نعت الرُّعاة و هم السُّودُ؛ قال الخطابی: البُهُم، بالضم، جمع البَهِیم و هو المجهول الذی لا یُعْرَف. و‌فی حدیث الصلاة: أَنَّ بَهْمَةً مرّت بین یدیه و هو یصلِّی، و‌الحدیث الآخر: أَنه قال للراعی ما ولَّدت؟ قال: بَهْمة، قال: اذْبَحْ مكانَها شاةً؛ قال ابن الأَثیر: فهذا یدل علی أَن البَهْمة اسم للأُنثی لأَنه إنما سأله لیعلَم أ ذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثی، و إلَّا فقد كان یَعْلم أَنه إنما ولَّد أَحدَهما. و المُبْهَم و الأَبْهَمُ: المُصْمَت؛ قال: فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم أَی الذی لا صَدْع فیه؛ و أَما قوله: لكافرٍ تاهَ ضَلالًا أَبْهَمُه فقیل فی تفسیره: أَبْهَمُه قلبُه، قال: و أَراه أَراد أَنَّ قلب الكافر مُصْمَت لا یَتَخَلَّله وعْظ و لا إنْذار. و البُهْمةُ، بالضم الشجاع، و قیل: هو الفارس الذی لا یُدْرَی من أَین یُؤتی له من شدَّة بأْسِه، و الجمع بُهَم؛ و فی التهذیب: لا یَدْرِی مُقاتِله من أَین یَدخل علیه، و قیل: هم جماعة الفُرْسان، و یقال للجیش بُهْمةٌ، و منه قولهم فلان فارِس بُهْمةٍ و لیثُ غابةٍ؛ قال مُتَمِّم بن نُوَیْرة: و للِشرْب فابْكِی مالِكاً، و لِبُهْمةٍ شدیدٍ نَواحِیها علی مَن تَشَجَّعا و هُم الكُماة، قیل لهم بُهْمةٌ لأَنه لا یُهْتَدی لِقِتالهم؛ و قال غیره: البُهْمةُ السوادُ أَیضاً، و فی نوادر الأَعراب: رجل بُهْمَةٌ إِذا كان لا یُثْنَی عن شی‌ء أَراده؛ قال ابن جنی: البُهْمةُ فی الأَصل مصدر وُصف به، یدل علی ذلك قولهم: هو فارسُ بُهْمةٍ كما قال تعالی: وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْكُمْ، فجاء علی الأَصل ثم وصف به فقیل رجل عَدْل، و لا فِعْل له، و لا یُوصف النساءُ بالبُهْمةِ. و البَهِیمُ: ما كان لَوناً واحداً لا یُخالِطه غیره سَواداً كان أَو بیاضاً، و یقال للَّیالی الثلاث التی لا یَطْلُع فیها القمر بُهَمٌ، و هی جمع بُهْمةٍ. و المُبْهَم من المُحرَّمات: ما لا یحلُّ بوجْهٍ و لا سبب كتحریم الأُمِّ و الأُخْت و ما أَشبَهه. و‌سئل ابن عباس عن قوله عز و جل: وَ حَلٰائِلُ أَبْنٰائِكُمُ الَّذِینَ مِنْ أَصْلٰابِكُمْ، و لم یُبَیّن أَ دَخَل بها الإِبنُ أَمْ لا، فقال ابن عباس: أَبْهِموا ما أَبْهَمَ الله؛ قال الأَزهری: رأَیت كثیراً من أَهل العلم یذهَبون بهذا إِلی إِبهام الأَمر و استِبهامِه، و هو إشْكالُه و هو غلَطٌ. قال: و كثیر من ذَوی المعرفة لا یمیِّزون بین المُبْهَم و غیر المُبْهَم تمییزاً مُقْنِعاً، قال: و أَنا أُبیّنه بعَوْن الله عز و جل، فقوله عز و جل: حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهٰاتُكُمْ وَ بَنٰاتُكُمْ وَ أَخَوٰاتُكُمْ وَ عَمّٰاتُكُمْ وَ خٰالٰاتُكُمْ وَ بَنٰاتُ الْأَخِ وَ بَنٰاتُ الْأُخْتِ، هذا كله یُسمَّی التحریمَ المُبْهَم لأَنه لا یحلُّ بوجه من الوجوه و لا سبب من الأَسباب، كالبَهِیم من أَلوان الخیل الذی لا شِیَةَ فیه تُخالِف مُعْظم لونِه،قال: و لمَّا سئل ابن عباس عن قوله وَ أُمَّهٰاتُ نِسٰائِكُمْ و لم یُبیِّن الله الدُّخولَ بهنَّ أَجاب فقال: هذا من مُبْهَم التحریم الذی لا وجه فیه غیر التحریم، سواء دَخَلْتم بالنساء أَو لم تَدْخُلوا بهن، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْنَ علیكم من جمیع الجهات، و أَما قوله: وَ رَبٰائِبُكُمُ اللّٰاتِی فِی حُجُورِكُمْ مِنْ نِسٰائِكُمُ اللّٰاتِی دَخَلْتُمْ بِهِنَّ، فالرَّبائبُ هاهنا لسْنَ من المُبْهمات لأَنَّ لهنَّ وجهین مُبیَّنَین أُحْلِلْن فی أَحدِهما
لسان العرب، ج‌12، ص: 59
و حُرِّمْن فی الآخر، فإذا دُخِل بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمت الرَّبائبُ، و إِن لم یُدخل بأُمَّهات الربائب لم یَحْرُمن، فهذا تفسیرُ المُبْهَم الذی أَراد ابنُ عباس، فافهمه؛ قال ابن الأَثیر: و هذا التفسیر من الأَزهری إنما هو للرَّبائب و الأُمَّهات لا للحَلائل، و هو فی أَول الحدیث إنما جَعل سؤال ابنِ عباس عن الحَلائل لا عن الرّبائب. و لَونٌ بهیم: لا یُخالطه غیرُه. و‌فی الحدیث: فی خیل دُهْمٍ بُهْمٍ؛ و قیل: البَهِیمُ الأَسودُ. و البَهِیمُ من الخیل: الذی لا شِیةَ فیه، الذكَر و الأُنثی فی ذلك سواء، و الجمع بُهُم مثل رغِیفٍ و رُغُف. و یقال: هذا فرس جواد و بَهِیمٌ و هذه فرس جواد و بَهِیمٌ، بغیر هاء، و هو الذی لا یُخالط لونَه شی‌ء سِوی مُعْظَم لونِه. الجوهری: و هذا فرس بَهِیمٌ أَی مُصْمَتٌ. و‌فی حدیث عیاش ابن أَبی ربیعة: و الأَسود البَهیمُ كأَنه من ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ «1». الذی لا یُخالِطُ لونَه لون غیرُه. و البَهیمُ من النِّعاج: السَّوْداءُ التی لا بیاض فیها، و الجمع من ذلك بُهْمٌ و بُهُمٌ فأَما قوله‌فی الحدیث: یُحْشَر الناسُ یوم القیامة حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْماً‌أَی لیس معهم شی‌ء، و یقال: أَصِحَّاءَ؛ قال أَبو عمرو البُهْمُ واحدها بَهیم و هو الذی لا یخالِط لَونَه لونٌ سِواه من سَوادٍ كان أَو غیره؛ قال أَبو عبید: فمعناه عندی أَنه أَراد بقوله بُهْماً یقولُ: لیس فیهم شی‌ءٌ من الأَعراض و العاهات التی تكون فی الدنیا من العَمی و العَوَر و العَرَج و الجُذام و البَرَص و غیر ذلك من صُنوف الأَمراض و البَلاءِ، و لكنها أَجسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، و قال غیره: لِخُلود الأَبَدِ فی الجنة أَو النار، ذكره ابن الأَثیر فی النهایة؛ قال محمد بن المكرم: الذی ذكره الأَزهری و غیره أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، و قول ابن الأَثیر فی الجنة أَو فی النار فیه نَظَر، و ذلك أَن الخلود فی الجنة إنما هو للنَّعیم المحْضِ، فصحَّة أَجْسادِهم من أَجل التَّنَعُّم، و أَما الخلود فی النار فإنما هو للعذاب و التأسُّف و الحَسرة، و زیادةُ عذابِهم بعاهات الأَجسام أَتمُّ فی عُقوبتهم، نسأَل الله العافیة من ذلك بكرمه. و قال بعضهم: رُوی فی تمام الحدیث: قیل و ما البُهْم؟ قال: لیس معهم شی‌ء من أَعراض الدنیا و لا من متاعِها، قال: و هذا یخالف الأَول من حیث المعنی. و صَوْتٌ بَهِیم: لا تَرْجیع فیه. و الإِبْهامُ من الأَصابع: العُظْمی، معروفة مؤنثة؛ قال ابن سیدة: و قد تكون فی الیَدِ و القدَم، و حكی اللحیانی أَنها تذكَّر و تؤنَّثُ؛ قال: إِذا رأَوْنی، أَطال الله غَیْظَهُمُ، عَضُّوا من الغَیظِ أَطرافَ الأَباهیمِ و أَما قول الفرزدق: فقد شَهدَت قَیْسٌ فما كان نَصْرُها قُتَیبةَ، إِلَّا عَضَّها بالأَباهِمِ فإِنما أَراد الأَباهِیم غیر أَنه حذف لأَنَّ القصِیدةَ لیست مُرْدَفَة، و هی قصیدة معروفة. قال الأَزهری: و قیل للإِصْبَع إِبْهامٌ لأَنها تُبْهِم الكفّ أَی تُطْبِقُ علیها. قال: و بَهِیم هی الإِبْهام للإِصبع، قال: و لا یقال البِهامُ. و قال فی موضع آخر: الإِبْهام الإِصْبَع الكُبْری التی تلی المُسَبِّحةَ، و الجمع الأَباهِیم، و لها مَفْصِلان. الجوهری: و بُهْمی نَبْت، و فی المحكم: و البُهْمی نَبْت؛ قال أَبو حنیفة: هی خیر أَحْرار البُقُولِ رَطْباً و یابساً و هی تَنْبُت أَوَّل شی‌ء بارِضاً، و حین تخرج من الأَرض تَنْبت كما یَنْبُت الحَبُّ، ثم یبلُغ
(1). قوله [كأنه المصمت] الذی فی النهایة: أی المصمت
لسان العرب، ج‌12، ص: 60
بها النَّبْت إِلی أَن تصیر مثل الحَبّ، و یخرج لها إِذا یَبِسَتْ شَوْك مثل شوك السُّنْبُل، و إِذا وَقَع فی أُنوف الغَنَم و الإِبل أَنِفَت عنه حتی یَنْزِعه الناسُ من أَفواهها و أُنوفِها، فإِذا عَظُمَت البُهْمی و یَبِسَتْ كانت كَلأً یَرْعاه الناس حتی یُصِیبه المطَر من عامٍ مُقْبِل، و یَنْبت من تحتِه حبُّه الذی سقَط من سُنْبُله؛ و قال اللیث: البُهْمی نَبْت تَجِد به الغنَم وَجْداً شدیداً ما دام أَخضر، فإِذا یَبِس هَرّ شَوْكُه و امتَنَع، و یقولون للواحد بُهْمی، و الجمع بُهْمی؛ قال سیبویه: البُهْمی تكون واحدة و جمعاً و أَلفها للتأنیث؛ و قال قومٌ: أَلفها للإِلْحاق، و الواحدة بُهْماةٌ؛ و قال المبرد: هذا لا یعرف و لا تكون أَلف فُعْلی، بالضم، لغیر التأنیث؛ و أَنشد ابن السكیت: رَعَتْ بارِضَ البُهْمی جَمِیماً و بُسْرةً، و صَمْعاءَ حتی آنَفَتْها نِصالُها و العرب تقول: البُهْمی عُقْر الدارِ و عُقارُ الدارِ؛ یُریدون أَنه من خِیار المَرْتَع فی جَناب الدَّار؛ و قال بعض الرُّواة: البُهْمی ترتفِع نحو الشِّبْر و نَباتُها أَلْطَف من نَبات البُرِّ، و هی أَنْجَعُ المَرْعَی فی الحافرِ ما لم تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قال ابن سیدة: هذا قولُ أَهل اللغة، و عندی أَنّ مَن قال بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة له بِجُخْدَب، فإِذا نزع الهاء أَحال اعْتِقاده الأَول عما كان علیه، و جعل الأَلف للتأنیث فیما بعد فیجعلها للإِلْحاق مع تاء التأنیث و یجعلها للتأنیث إِذا فقد الهاء. و أَبْهَمَتِ الأَرض، فهی مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَی و كثُر بُهْماها، قال: كذلك حكاه أَبو حنیفة و هذا علی النسب. و بَهَّم فلان بموضع كذا إِذا أَقام به و لم یَبْرَحْهُ. و البهائم: اسم أَرض، و فی التهذیب: البَهائم أَجْبُل بالحِمَی علی لَون واحد؛ قال الراعی: بَكَی خَشْرَمٌ لمَّا رأَی ذا مَعارِكٍ أَتی دونه، و الهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم و الأَسماءُ المُبْهَمة عند النحویین: أَسماء الإِشارات نحو قولك هذا و هؤلاء و ذاك و أُولئك، قال الأَزهری: الحُروف المُبْهَمة التی لا اشتقاقَ لها و لا یُعْرف لها أُصول مثل الذی و الذین و ما و مَن و عن «2». و ما أَشبهها، و الله أَعلم.

بهرم؛ ج12، ص: 60

: بَهْرَمَةُ النَّوْر: زَهْرُه؛ عن أَبی حنیفة. و البَهْرَمَةُ: عِبادةُ أَهلِ الهند. قال الأَصمعی: الرَّنْفُ بَهْرامَج البرِّ. و البَهْرَم و البَهْرَمان: العُصْفُر، و قیل: ضرْب من العصفر؛ و أَنشد ابن بری لشاعر یصف ناقة: كَوْماء مِعْطیر كلَوْنِ البَهْرَمِ و یقال للعُصْفر: البَهْرَم و الفَغْوُ. و بَهْرَمَ لِحْیَته: حَنَّأَها تحْنِئة مُشْبَعَةً؛ قال الراجز: أَصْبَحَ بالحِنَّاء قد تَبَهْرَما یعنی رأسه أَی شاخَ فَخَضَب. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَنه غَطَّی وجهَه بقَطیفَة حَمراء أُرْجُوانٍ و هو مُحْرم؛ قال: الأُرْجُوان هو الشدید الحُمْرة، و لا یقال لغیر الحُمْرة أُرْجُوانٌ. و البَهرَمان دونه بشی‌ء فی الحُمْرة، و المُفَدَّمُ المُشْبَع حُمرة، و المُضَرَّجُ دون المُشْبَع، ثم المُوَرَّدُ بعده. و‌فی
(2). قوله [و من و عن] كذا فی الأَصل و التهذیب و نسخة من شرح القاموس غیر المطبوع، و فی شرح القاموس المطبوع: و من نحن
لسان العرب، ج‌12، ص: 61
حدیث عُروة: أَنه كَرِه المُفَدَّم للمُحْرِم و لم یَرَ بالمُضَرَّج المُبَهْرَم بأْساً، و المُبَهْرَم: المُعَصفر. و بَهْرام: اسم المِرِّیخ؛ و إِیَّاه عَنَی القائل: أَ ما تَرَی النَّجْم قد تَوَلَّی، و هَمَّ بَهْرام بالأُفُولِ؟ و قال حبیب بن أَوس: له كِبْرِیاءُ المُشْتَرِی و سُعُودُهُ، و سَوْرَة بَهْرام و ظَرْفُ عُطارِدِ

بوم؛ ج12، ص: 61

: البُومُ: ذكَر الهامِ، واحدته بُومةٌ. قال الأَزهری: و هو عربی صحیح. یقال: بُومٌ بَوّامٌ صَوَّاتٌ. الجوهری: البُومُ و البُومةُ طائر یقَع علی الذكَر و الأُنثی حتی تقول صَدیً أَو فَیَّاد، فَیختصّ بالذكر. ابن بری: یُجمع بُومٌ علی أَبْوام؛ قال ذو الرمة: و أَغْضَف قد غادَرْتُه و ادَّرَعْتُه، بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوامِ، جَمِّ العَوازِف

فصل التاء؛ ج12، ص: 61

تأم؛ ج12، ص: 61

: التَّوْأَمُ من جمیع الحیوان: المولود مع غیره فی بَطْن من الاثنین إِلی ما زاد، ذكَراً كان أَو أُنْثی، أَو ذكراً مع أُنثی، و قد یستعار فی جمیع المُزْدَوِجات و أَصله ذلك؛ فأَما قوله: تَحْسَبه ممَّا به نِضْوَ سَقَمْ، أَو تَوْأَماً أَزْرَی به ذاك التَّوَمْ قال ابن سیدة: إِنما أَراد ذاك التَّوْأَم، فخفَّف الهمزة بأَن حَذَفها و أَلقی حركتها علی الساكن الذی قبلها كما حكاه سیبویه فی الهمزة المتحرِّكة الساكن ما قبلها، و لا یكون التَّوَم هنا من ت و م لأَنَّ معنی التَّوْأَم الذی هو من ت أ م قائم فیه و كأنَّ هذا إِنما یكون علی الحذف كأنه قال وُجودُ ذلك التَّوْأَم. و الجمع تَوائم و تُؤامٌ؛ قال الراجز: قالتْ لنَا و دمْعُها تُؤامُ، كالدُّرِّ إِذ أَسْلَمَهُ النِّظامُ: علی الذین ارْتَحَلُوا السَّلامُ و قال أَبو دواد: نَخَلات من نَخْل نَیْسان أَیْنَعْنَ جمیعاً، و نَبْتُهُنَّ تُؤام قال الأَزهری: و مثل تُؤام غَنَم رُبابٌ و إبل ظُؤار، و هو من الجمع العزیز، و له نظائر قد أُثبتت فی غیر موضع من هذا الكتاب. قال ابن سیدة: و یقال تَوْأَم للذكَر، و تَوْأَمة للأُنثی، فإِذا جمَعوهما قالوا هما تَوْأَمان و هما تَوْأَمٌ، قال حمید بن ثور: فجاؤوا بِشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَی بها نُدُوباً، من الأَنْساعِ، فَذّاً و تَوْأَمَا و قد أَتْأَمَتِ المرأة إِذا ولدت اثنین فی بَطْن واحد، و قال ابن سیدة: أَتْأَمت المرأة و كل حامل و هی مُتْئِمٌ، فإِذا كان ذلك لها عادة فهی مِتآمٌ. و تاءَمَ أَخاه: وُلِد معه، و هو تِئْمُه و تُؤْمُه و تَئِیمُه؛ عن أَبی زید فی المصادر، و الوَلَدان تَوْأَمان. الأَزهری فی ترجمة وأَم: ابن السكیت و غیره یقال هما تَوْأَمان، و هذا تَوْأَم هذا، علی فَوْعَل، و هذه تَوْأَمةُ هذه، و الجمع توَائِم مثل قَشْعَم قَشاعِم، و تُؤام علی ما فُسر فی عُراق؛ قال حدیر «1». عبد بنی قَمِیئة من بنی قیس بن ثعلبة: قالت لنا و دَمْعُها تُؤَامُ
(1). قوله [قال حدیر إلخ] هكذا فی الأَصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 62
قال: و لا یَمتنع هذا من الواو و النون فی الآدَمیِّین كما أَنَّ مؤَنثه یجمع بالتاء؛ قال الكمیت: فلا تَفْخَرْ فإِنَّ بنی نِزَارٍ لعَلَّاتٍ، و لَیْسوا تَوْأَمِینا قال ابن بری: و شاهد تَوْأَم قول الأَسلع بن قِصاف الطُّهَوِیّ: فِداء لقَوْمِی كلُّ مَعْشَرِ جارِمٍ طَریدٍ و مَخْذُولٍ بما جَرَّ، مُسْلَمِ هُمُ أَلْجَمُوا الخَصْم الذی یَسْتَقِیدُنی، و هُمْ فَصَمُوا حِجْلی، و هم حَقَنوا دَمِی بأَیْدٍ یُفَرِّجْنَ المَضِیقَ، و أَلْسُنٍ سِلاطٍ، و جمع ذی زُهاءٍ عَرَمْرَمِ إِذا شِئت لم تَعْدَم لَدی الباب منهُمُ جَمِیلَ المُحَیَّا، واضحاً غیر تَوْأَمِ قال: و شاهد تَوْأَمة قول الأَخطل بن ربیعة: و لیلة ذی نَصَب بِتُّها علی ظَهْرِ تَوْأَمةٍ ناحِلَهْ و بَیْنی، إِلی أَنْ رأَیت الصَّباح، و من بَینها الرَّحْل و الراحِلَهْ قال: و شاهد تَوائم فی الجمع قول المُرَقِّش: یُحَلَّیْنَ یاقوتاً و شَذْراً و صَیْعة، و جَزْعاً ظفارِیّاً و دُرّاً تَوائِما «1». قال ابن بری: و ذهب بعض أَهل اللغة إِلی أَن تَوأَم فَوْعَل من الوِئام، و هو المُوافقةُ و المُشاكلةُ، فقال: هو یُوائمُنی أَی یُوافِقُنی، فالتَّوْأَمُ علی هذا أَصله وَوْأَم، و هو الذی واءَم غیره أَی وافَقه، فقلبت الواو الأُولی یاء، و كل واحد منهما تَوْأَم للآخر أَی مُوافِقه. و قال اللیث: التَّوْأَمُ ولَدان معاً، و لا یقال هما تَوْأَمان، و لكن یقال هذا تَوْأَم هذه و هذه تَوْأَمَتُه، فإِذا جمعا فهما تَوْأَم؛ قال أَبو منصور: أَخطأَ اللیث فیما قال، و القول ما قال ابن السكیت، و هو قول الفراء و النحویّین الذین یُوثَق بعلْمهم، قالوا: یقال للواحد تَوْأَمٌ، و هما توأَمان إِذا ولدا فی بطْن واحد؛ قال عنترة: بَطَلٌ كأَنَّ ثیابَه فی سَرْحَةٍ، یُحْذَی نِعالَ السِّبْتِ لیس بِتَوْأَمِ قال الأَزهری: و قد ذكرت هذا الحرف فی باب التاء و أَعَدْت ذكره فی باب الواو لأُعرِّفك أَن التاء مُبْدَلة من الواو، فالتَّوْأَمُ وَوْأَمٌ فی الأَصل، و كذلك التَّوْلَجُ فی الأَصل وَوْلَجٌ، و هو الكِناس، و أصل ذلك من الوِئام، و هو الوِفاق. و یقال: فلان یغنِّی غِناء مُتوائماً وافَق بعضُه بعضاً و لم تختلف أَلحانه؛ قال ابن أَحمر: أَرَی ناقَتی حَنَّتْ بِلَیْلٍ و ساقَها غِناءٌ، كَنَوْحِ الأَعْجَمِ المُتَوائم و‌فی حدیث عُمَیر بن أَفصی: مُتْئم أَو مُفْرِد؛ المُتئم التی تَضَع اثنین فی بطْن، و المُفْرِد: التی تَلِد واحداً. و توائِم النُّجوم: ما تشابك منها، و كذلك تَوائمُ اللؤلؤ. و تاءَم الثوبَ: نسَجه علی خَیْطَین. و ثوب مِتْآم إِذا كان سَداه و لُحْمَتُه طاقَین طاقین. و قد تاءَمْتُ مُتاءمةً، علی مُفاعلة، إِذا نَسَجْته علی خَیطَین خیطین. و أَتْأَمَها أَی أَفْضاها؛ قال عروة
(1). قوله [و صیعة] هكذا فی الأَصل مضبوطاً
لسان العرب، ج‌12، ص: 63
بن الورد «1».أَخَذْتَ وَراءَنا بِذِنابِ عَیْشٍ، إِذا ما الشمسُ قامَتْ لا تَزُولُ و كنتَ كلَیْلَةِ الشَّیْباء هَمَّتْ بِمَنع الشَّكْرِ، أَتْأَمَها القَبیلُ و فرس مُتائم: تأتی بِجَرْیٍ بَعد جَرْیٍ؛ قال: عافِی الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوائِمُ، و فی الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ تَرْفَضُّ عن أَرْساغِه الجَرائِمُ و كلُّ هذا من التَّوْأَم. و التَّوْأَمُ: من منازلِ الجَوْزاء، و هما توأَمانِ. و التَّوْأَم: السَّهم من سِهام المَیْسِر، قیل: هو الثانی منها؛ و قال اللحیانی: فیه فَرْضان و له نَصِیبان إِن فازَ، و علیه غُرْم نَصیبَین إِن لم یفُزْ. و التَّوْأَماتُ من مَراكِب النساء: كالمَشاجِرِ لا أَظْلالَ لها، واحدَتُها تَوْأَمة؛ قال أَبو قِلابة الهُذلی یذكر الظُّعْن: صَفَّا جَوانحَ بَیْنَ التَّوْأَماتِ، كما صَفَّ الوُقوعَ حَمامُ المشْرَبِ الحانی قال: و التَّوْأَمُ فی أكثر ما ذكرتُ الأَصل فیه وَوْأَمٌ. و التَّوْأَمانِ: نَبْت مُسْلَنْطح. و التَّوْأَمانِ: عُشْبَة صغیرة لها ثمَرة مثلُ الكَمُّون كثیرةُ الورق، تَنْبُت فی القِیعان مُسْلَنْطِحة، و لها زَهْرة صَفراء؛ عن أَبی حنیفة. و التِّئمَةُ: الشاة تكونُ للمرأَة تَحْتَلِبها، و الإِتْآم ذَبْحها. و تُؤام، مثل تُعَام: مدینة من مُدُن عُمَان یقَع إِلیها اللؤلؤ فیُشْتری من هنالك. و التُّؤَامِیَّة، مثل التُّعامِیَّة، و التُّوآمِیَّة، مثل التُّوعامِیَّة: اللؤلؤ. الجوهری: تُؤَام قصَبَة عُمَان «2» مما یَلی الساحِل و ینسَب إِلیها الدُّرُّ؛ قال سُوید: كالتُّؤامِیَّة إِن باشَرْتَها، قَرَّتِ العینُ و طابَ المُضْطَجَعْ التُّؤامِیَّة: الدُّرة نسَبها إِلی التُّؤام. قال الأَصمعی: التُّؤَام موضع بالبحرین مَغاص، و قال ثعلب: ساحِل عُمان، و یقال: قریة لبنی سامة بن لُؤَی، و قال النَّجِیرَمِیُّ: الذی عندی أَنَّ التُّؤَامِیة منسوبة إِلی الصَّدَف و الصَّدَف كله تُؤام كما قالوا صَدَفِیَّة، و لم نَرُدّه إِلی الواحد فنقول تَوْأَمِیَّة للضرورة. و فی ترجمة توم: فی الحدیث: أَ تَعْجِزُ إِحداكنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَین؟قال: مَن رواه «3» تَوْأَمِیَّة فهما درَّتان للأُذنین إحداهما تَوْأَمة الأُخْری. و تَوْأَم و تَوْأَمة: اسمان.

تحم؛ ج12، ص: 63

: الأَتْحَمِیُّ: ضرْب من البُرود؛ قال رؤبة: أَمْسَی كَسَحْقِ الأَتْحَمِیِّ أَرْسُمُهْ و قال الشاعر:
(1). قوله [قال عروة بن الورد] مثله فی الصحاح، و تعقبه الصاغانی بأن البیت الثانی لیس لعروة بن الورد، و هو غیر مرویّ فی دیوانه (2). قوله [الجوهری تؤام قصبة عمان إلخ] هكذا فی الأَصل، و لعل المؤلف وقعت له نسخة صحیحة من الصحاح كما وقع لشارح القاموس فإِنه نبه علی ذلك لما اعترض المجد علی الجوهری حیث وقعت له نسخة سقیمة فقال: و كغراب بلد علی عشرین فرسخاً من قصبة عمان و موضع بالبحرین، و وهم الجوهری فی قوله توأم كجوهر و فی قوله قصبة عمان (3). قوله [من رواه إلخ] هذا لیس بروایة فی الحدیث بل أحد احتمالین للأَزهری فی تفسیر الحدیث كما نقله عنه فی مادة توم و عبارته هناك: و من قال توأمیة إلخ. و انظرها هناك فما هنا تحریف
لسان العرب، ج‌12، ص: 64
و علیه أَتْحَمِیٌّ، نَسْجُه من نَسْج هَوْرَمْ «1». غَزلَتْه أُمُّ حِلْمِی، كلّ یومٍ وزن دِرْهَمْ و قال: و صَهْوَتُه من أَتْحَمِیّ مُشَرْعَبِ و قال آخر یصف رَسْماً: أَصْبَح مثل الأَتْحَمِیِّ أَتْحَمُهْ أَراد أَصبح أَتْحَمِیُّه كالثوب الأَتْحَمِیِّ و هی أَیضاً المُتْحَمةُ و المُتَحَّمة. و قد أَتْحمت البُرودَ إتْحاماً، فهی مُتْحَمة؛ قال الشاعر: صَفْراءَ مُتْحَمةً حِیكَتْ نَمانِمُها من الدِّمَقْسِیِّ، أَو من فاخر الطُّوطِ الطُّوطُ: القُطْن؛ و قال أَبو خراش: كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ، خَلْفَ ذِراعِه، صُراحِیُّهُ و الآخِنِیّ المُتَحَّمُ و یقال: تَحَّمْت الثوبَ إِذا وَشَّیْته. و فرس مُتَحَّمُ اللَّوْن إِلی الشُّقرة: كأَنه شبه بالأَتْحَمِیِّ من البرود، و هو الأَحْمر، و فرس أَتْحَمِیُّ اللَّون. و روی عن الفراء قال: التَّحَمةُ البُرود المخطَّطة بالصُّفْرة. أَبو عمرو: التاحِمُ الحائكُ.

تخم؛ ج12، ص: 64

: التُّخومُ: الفَصْل بین الأَرضَیْن من الحدود و المَعالِم، مؤنثة؛ قال أُحَیْحة بن الجُلاح، و یقال هو لأَبی قیس بن الأَسلت: یا بَنِیَّ التُّخومَ لا تَظْلِموها، إِنَّ ظُلْمَ التُّخوم ذو عُقَّالِ و التَّخْمُ: منتهی كل قَرْیة أَو أَرض؛ یقال: فلان علی تَخْم من الأَرْض، و الجمع تُخوم مثل فَلْس و فُلوس. و قال الفراء: تُخومها حُدودُها، أَ لا تری أَنه قال لا تَظْلِموها و لم یقل لا تظلموه؟ قال ابن السكیت: سمعت أَبا عمرو یقول هی تُخومُ الأَرض، و الجمع تُخُم، و هی التُّخوم أَیضاً علی لفظ الجمع و لا یفرد لها واحد، و قد قیل: واحدها تَخْم و تُخْم، شامیة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: مَلْعون من غَیَّر تُخومَ الأَرض.أَبو عبید: التُّخومُ هاهنا الحُدود و المَعالِمُ، و المعنی من ذلك یقع فی موضعین: أَحدهما أَن یكون ذلك فی تغییر حُدود الحَرم التی حَدَّها إبراهیم خلیل الرحمن علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و المعنی الآخر أَنْ یَدْخُل الرجلُ فی ملك غیره من الأَرض فیَقْتَطِعه ظلماً، فقیل: أَراد حُدودَ الحَرم خاصَّة، و قیل: هو عامٌّ فی جمیع الأَرض، و أَراد المَعالم التی یُهْتدی بها فی الطریق، و یروی تَخُوم، بفتح التاء علی الإِفراد، و جمعه تُخُم، بضم التاء و الخاء. و قال أَبو حنیفة: قال السُّلَمیّ التَّخُومة، بالفتح؛ قال: و إِن أَفْخَرْ بمَجْدِ بَنی سُلَیْم، أَكُنْ منها التَّخُومةَ و السَّرارا و إِنه لَطیِّب التُّخُوم و التَّخُوم أَی السُّعُوف یعنی الضَّرائب. اللیث: التُّخوم مَفْصِل ما بین الكُورَتَیْن و القَرْیَتَیْن، قال: و منتهی أَرض كل كُورة و قَرْیة تُخومها، و قال أَبو الهیثم: یقال هذه الأَرض تُتاخِم أَرض كذا أَی تُحادُّها، و بِلاد عُمان تُتاخِم بلاد
(1). قوله [من نسج هورم] هكذا فی الأَصل بالراء و مثله فی بعض نسخ الصحاح، و فی بعضها هوزم بالزای. و قوله: أُم حلمی، فی الأَصل بالحاء و فی نسخ الصحاح بالخاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 65
الشَّحْر. و قال غیره: و تُطاخِم، بالطاء، بهذا المعنی لغة، قلبت التاء طاء لقرب مخرجهما، و الأَصل التُّخومُ و هی الحُدود، و قال الفراء: هی التُّخومُ مضمومة، و قال الكسائی: هی التَّخوم العلامة؛ و أَنشد: یا بَنیَّ التَّخُومَ لا تَظْلِموها و مَن روی هذا البیت التُّخوم فهو جمع تَخْم، قال أَبو عبید: أَصحاب العربیة یقولون هی التَّخوم، بفتح التاء، و یجعلونها واحدة، و أَما أَهل الشام فیقولون التُّخوم، و یجعلونها جمعاً، و الواحد تَخْم. قال ابن بری: یقال تَخوم و تُخوم و زَبور و زُبور و عَذوب و عُذوب فی هذه الأَحرف الثلاثة، قال: و لم یعلم لها رابع، و البصریون یقولون تُخوم، بالضم، و الكوفیون یقولون تَخُوم، بالفتح و قال كُثَیِّر فی التُّخوم، بالضم: و عُلَّ ثَری تلك الحَفیرةِ بالنَّدی، و بُورِكَ مَن فیها و طابَتْ تُخومُها قال: و یروی … و طاب تَخُومها؛ و قال ابن هَرْمة فی التُّخُوم أَیضاً: إَذا نَزلوا أَرضَ الحَرام تَباشَرَتْ، بِرُؤْیَتِهم، بَطْحاؤها و تُخُومُها و یروی: … و تَخُومها، بالفتح أَیضاً؛ و أَنشد ابن دُرید للمنذر بن وبرة الثعلبیّ: و لهم دانَ كلُّ مَن قَلَّت العَیْرُ بنَجْدٍ إِلی تُخوم العِراقِ قال: العَیْرُ هنا البَصَر، و یقال: اجعل هَمَّك تُخوماً أَی حَدّاً تنتهی إِلیه و لا تجاوزه؛ و قال أَبو دُواد: جاعلًا قَبْرَه تُخوماً و قد جرْرَ العَذاری علیه وافی الشَّكِیرِ قال شمر: أَقْرَأَنی ابنُ الأَعرابی لعدیّ بن زید: جاعِلًا سِرَّك التُّخومَ، فما أَحْفِلُ قَوْلَ الوُشاةِ و الأَنْذالِ «2». قال: التُّخومُ الحال الذی تریده. و أَما التُّخَمةُ من الطعام فأَصلها وُخَمة، و سیأتی ذكرها إِن شاء الله تعالی.

ترم؛ ج12، ص: 65

: ابن الأَعرابی: التَّریمُ من الرجال المُلَوَّث بالمَعایب و الدَّرَن، قال: و التَّریمُ المُتواضِع لله عز و جل. و التَّرَمُ: وجَع الخَوْران. و تِرْیَم: موضع؛ قال النَّمَریُّ: أَتیتُ الزِّبْرِقانَ فلم یُضِعْنی، و ضَیَّعَنی بتِرْیَم مَن دَعانی قال ابن جنی: فقال تِرْیَم فِعْیَل كحِذْیم و طِرْیم، و لا یكون فِعْلَل كدِرْهَم لأَن الیاء و الواو لا یكونان أَصلا فی ذوات الأَربعة، فأَما وَرَنْتَل فشاذ؛ الجوهری: تَرْیَم موضع؛ قال الشاعر: هلْ أُسْوَةٌ لیَ فی رِجالٍ صُرِّعُوا بِتِلاعِ تَرْیَمَ هامُهُمْ لم تُقْبَر؟ قال ابن بری: و تَرْیم واد قرب النَّقِیع «3»، قال:
(2). قوله [جاعلًا سرك إلخ] هكذا فی الأَصل، و الذی فی التكملة: جاعل همك بالرفع (3). قوله [و تریم واد قرب النقیع] قال شارح القاموس: قرأت فی كتاب نصر هو بالحجاز واد قریب من ینبع و قیل دوین مدین و أیضاً موضع فی بادیة البصرة انتهی فحینئذ قول ابن بری قرب النقیع تصحیف فإِن النقیع من أودیة المدینة
لسان العرب، ج‌12، ص: 66
و رأَیته بخط القزاز تَرْیَم، بفتح التاء، كما ذكره الجوهری، قال: و الصواب تِرْیَم مثل عِثْیر، قال: و لیس فی الكلام فَعْیَل غیر ضَهْیَد، قال: و لا یصح فتح التاء من تِرْیم إِلا أَن یكون وزنها تَفْعَل، قال: و هذا الوجه غیر ممتنع، و الأَول أَظهر.

ترجم؛ ج12، ص: 66

: التُّرْجُمانُ و التَّرْجَمان: المفسِّر للسان. و‌فی حدیث هِرَقْلَ: قال لتُرْجُمانه؛ الترجمان، بالضم و الفتح: هو الذی یُتَرْجِم الكلام أَی ینقله من لغة إِلی لغة أُخری، و الجمع التَّراجِم، و التاء و النون زائدتان، و قد تَرْجَمه و تَرْجَم عنه، و تَرْجُمان هو من المُثُل التی لم یذكرها سیبویه، قال ابن جنی: أَما تَرْجُمان فقد حكیت فیه تُرْجُمان بضم أَوله، و مثاله فُعْلُلان كعُتْرُفان و دُحْمُسان، و كذلك التاء أَیضاً فیمن فَتَحها أَصلیة، و إِن لم یكن فی الكلام مثل جَعْفُر لأَنه قد یجوز مع الأَلف و النون من الأَمثلة ما لولاهما لم یجز كعُنْفُوان و خِنْذِیان و رَیْهُقان، أَ لا تری أَنه لیس فی الكلام فُعْلُو و لا فِعْلی و لا فَیْعُل؟

تغلم؛ ج12، ص: 66

: ابن سیدة: تَغْلَمُ موضع و لیس له اشتقاق فأَقضی علی التاء بالزیادة؛ و قول حسان بن ثابت: دِیار لِشَعْثاء الفُؤاد و تِرْبها، لیَالیَ تَحْتَلّ المَراض فَتَغْلَما قال مفسره: هما تَغْلَمان جبلان فأَفرد للضرورة.

تقدم؛ ج12، ص: 66

: تَقْدَم: اسم كأنه یُعنی به القَدَم.

تكم؛ ج12، ص: 66

: تُكْمَةُ: بنْتُ مُرٍّ و هی أُمُّ السُّلَمِیِّین.

تلم؛ ج12، ص: 66

: التَّلَمُ: مشَقُّ الكِراب فی الأَرض، بلغة أَهل الیمن و أَهل الغَوْر، و قیل: كل أُخْدُودٍ من أَخادید الأَرض، و الجمع أَتْلامٌ، و هو التِّلامُ و الجمع تُلُم، و قیل: التِّلامُ أَثَرُ اللُّومَةِ فی الأَرض، و جمعها التُّلُم. و اللُّومَةُ: التی یُحْرَثُ بها، قال ابن بری: التَّلَم خَطُّ الحارث، و جمعه أَتْلامٌ. و العَنَفَةُ: ما بین الخَطَّین، و السَّخْلُ: الخَطُّ، بلغة نَجْران. و التِّلامُ و التَّلام جمیعاً فی شعر الطِّرمَّاح الصاغةُ، واحدهم تِلْم، و قیل: التِّلام، بالكسر، الحِمْلاجُ الذی یُنفَخ فیه، و التَّلامُ، بالفتح، التَّلامیذُ التی تنفُخ فیها محذوف؛ و أَنشد: كالتَّلامِیذِ بأَیْدی التِّلامِ قال: یرید بالتُّلْمُوذ الحُمْلُوجَ، قال أَبو منصور: أَما الرُّواة فقد رَوَوْا هذا البیت للطِّرمَّاح یصف بقرة: تَتَّقِی الشمسَ بِمَدْرِیَّةٍ، كالحَالیج بأَیدی التِّلامی و قال: التِّلامُ اسم أَعْجَمِی و یُراد به الصاغة، و قیل: غِلْمان الصاغة، یقال: هو بالكسر یُقْرأُ «1». بإثبات الیاء فی القافیة، و رواه بعضهم بأَیدی التَّلامْ، فمن رواه التَّلامِی، بفتح التاء و إثبات الیاء، أَراد التَّلامِیذ یعنی تَلامیذَ الصَّاغة، قال: هكذا رواه أَبو عمرو؛ و قال: حذف الذال من آخرها كقول الآخر: لها أَشارِیرُ من لَحْم تُتَمِّرهُ من الثَّعالی، و وَخْزٌ من أَرانِیها «2». أَراد من الثعالِب و من أَرانِبِها، و من رواه بأَیدی التِّلامْ، بكسر التاء، فإِن أَبا سعید قال: التِّلْم
(1). قوله [یقرأ] فی التكملة: یروی، و هو أنسب بما بعده (2). قوله [تتمره] هكذا فی الأَصل، و الذی فی التكملة: متمرة
لسان العرب، ج‌12، ص: 67
الغُلام، قال: و كل غلامٍ تِلْم، تلمیذاً كان أَو غیر تِلْمیذ، و الجمع التِّلام. ابن الأَعرابی: التِّلامُ الصاغة، و التِّلامُ الأَكَرَةُ. قال أبو منصور: قال اللیث إِن بعضهم قال: التَّلامیذ الحَمالیجُ التی یُنفَخ فیها، قال: و هذا باطل ما قاله أَحدٌ؛ و الحَمالیِجُ، قال شمر: هی مَنافِخُ الصاغة الحدیدیَّة الطِّوال، واحدها حُمْلوج، شبَّه الطِّرمَّاح قَرْن البَقرة الوحشیَّة بها. الجوهری: التَّلامی التلامیذ، سقطت منه الذال، قال ابن بری: و قد جاء التَّلام، بفتح التاء، فی شعر غَیْلان بن سلمة الثقفی: و سِرْبال مُضاعَفَة دِلاصٍ قد أحْرَزَ شَكَّها صُنْعُ التَّلامِ و یروی التِّلام جمع تِلْم، و هم الصاغة.

تمم؛ ج12، ص: 67

: تَمَّ الشی‌ء یَتِمُّ تَمّاً و تُمّاً و تَمامةً و تَماماً و تِمامةً و تُماماً و تِماماً و تُمَّة و أَتَمَّه غیره و تَمَّمَه و اسْتَتَمَّه بمعنیً، و تَمَّمَه الله تَتْمیماً و تَتِمَّةً، و تَمامُ الشی‌ء و تِمامَتُه و تَتِمَّتُه: ما تَمَّ به. قال الفارسی: تَمامُ الشی‌ء ما تمَّ به، بالفتح لا غیر؛ یحكیه عن أَبی زید. و أَتمَّ الشی‌ءَ و تَمَّ به یَتِمُّ: جعله تامّاً؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إِنْ قلتَ یوماً نَعَمْ بَدْأً، فَتِمَّ بها، فإِنَّ إمْضاءَها صِنْف من الكَرَم و‌فی الحدیث أَعوذ بكلمات الله التامَّاتِ؛ قال ابن الأَثیر: إِنما وصف كلامه بالتمام لأَنه لا یجوز أَن یكون فی شی‌ء من كلامه نَقْص أَو عَیْبٌ كما یكون فی كلام الناس، و قیل: معنی التَّمام هاهنا أَنها تنفَع المُتَعَوِّذ بها و تَحْفَظه من الآفات و تَكْفیه. و‌فی حدیث دُعاء الأَذان: اللهمَّ رَبَّ هذه الدَّعْوة التامَّة؛ وصَفَها بالتَّمام لأَنها ذِكْر الله و یُدْعَی بها إِلی عِبادته، و ذلك هو الذی یستحِق صِفَة الكمال و التمام. و تَتِمَّة كل شی‌ء: ما یكون تَمام غایته كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة و تَتِمَّة هذه المائة. و التِّمُّ: الشی‌ء التامُّ، و قوله عز و جل: وَ إِذِ ابْتَلیٰ إِبْرٰاهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ؛ قال الفراء: یرید فَعمِل بهنّ، و الكلمات عَشْر من السُّنَّة: خَمْسٌ فی الرأس، و خَمْسٌ فی الجَسد، فالتی فی الرأس: الفَرْق و قَصُّ الشارب و المَضْمَضةُ و الاسْتِنْشاقُ و السِّواكُ، و أما التی فی الجسَد فالخِتانةُ و حَلْقُ العانةِ و تَقْلیمُ الأَظفار و نتفُ الرُّفْغَیْن و الاستِنْجاءُ بالماء. و یقال: تَمَّ إِلی كذا و كذا أَی بَلغه؛ قال العجاج: لما دَعَوْا یالَ تَمِیمٍ تَمُّوا إِلی المَعالی، و بهنَّ سُمُّوا و‌فی حدیث معاویة: إِن تَمَمْتَ علی ما ترید؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی مُخَفَّفاً و هی بمعنی المشدّد. یقال: تَمَّ علی الأَمر و تَمَمَ علیه، بإِظهار الإِدغام، أَی استمرَّ علیه. و قوله‌فی الحدیث: تَتامَّتْ إِلیه قُرَیش‌أَی أَجابته و جاءَتْه مُتوافِرة مُتَابعة. و قوله عز و جل: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّٰهِ؛ قیل: إتْمامهما تَأدِیةُ كلِّ ما فیهما من الوقوف و الطَّواف و غیر ذلك. و وُلِدَ فلان لِتَمامٍ «1» و لِتِمام، بالكسر. و لیلُ التِّمامِ، بالكسر لا غیر، أَطول ما یكون من لیَالی الشِّتاء؛ و یقال: هی ثلاث لیال لا یُسْتَبان زیادتُها من نُقْصانها، و قیل: هی إِذا بَلَغَت اثنَتَیْ عَشْرة ساعة فما زاد؛ قال إمرؤ القَیس: فَبِتُّ أُكابِدُ لَیْلَ التِّمامِ، و القَلْبُ من خَشْیَةٍ مُقْشَعِر
(1). قوله [و ولد فلان لتمام إلخ] عبارة القاموس: و ولدته لتم و تمام و یفتح الثانی
لسان العرب، ج‌12، ص: 68
و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها قال: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقوم اللیلةَ التِّمام فیقرأُ سورة البقرة و آل عمران و سورة النساء و لا یَمرُّ بآیة إِلّا دعا الله فیها؛ قال ابن شمیل: لیل التِّمام أَطول ما یكون من اللیل، و یكون لكل نجْم هَوِیّ من اللیل یَطْلُع فیه حتی تَطْلُع كلها فیه، فهذا لیل التِّمام. و یقال: سافرنا شهرنا لیل التِّمام لا نُعَرِّسُه، و هذه لیالی التِّمام، أَی شَهْراً فی ذلك الزمان. الأَصمعی: لیل التِّمام فی الشتاء أَطول ما یكون من اللیل، قال: و یَطُول لَیْلُ التِّمام حتی تَطْلُع فیه النُّجوم كلها، و هی لیلة میلاد عیسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، و النصاری تعظِّمُها و تقوم فیها. حكی عن أَبی عمرو الشیبانی أَنه قال: لیل تِمام إِذا كان اللیل ثلاثَ عشرة ساعة إِلی خمس عشرة ساعة. و یقال للیلة أربع عشرة و هی اللیلة التی یَتِمُّ فیها القمر لیلة التَّمام، بفتح التاء. و قال أَبو عمرو: لیلُ التِّمام ستة أَشهر: ثلاثة أَشهر حین یزید علی ثنتَیْ عشْرة ساعة، و ثلاثة أَشهر حین یَرْجِع، قال: و سمعت ابن الأَعرابی یقول: كل لیلة طالت علیك فلم تَنَمْ فیها فهی لیلة التِّمام أَو هی كلیلة التِّمام. و یقال: لیلٌ تِمامٌ و لیلُ تِمام، علی الإِضافة، و لیلُ التِّمام و لیلٌ تِمامِیٌّ أَیضاً؛ و قال الفرزدق: تِمامِیّاً، كأَنَّ شَآمِیاتٍ رَجَحْنَ بِجانِبَیْه من الغُؤُور و قال ابن شمیل: لیلة السَّواء لیلة ثلاث عشرة و فیها یَسْتوی القمر، و هی لیلة التَّمام. و لیلة تَمامِ القمر، هذا بفتح التاء، و الأَول بالكسر. و یقال: رُئِیَ الهلال لتِمِّ الشهر، و ولدت المرأة لِتِمّ و تِمام و تَمامٍ إِذا أَلْقَتْه و قد تَمَّ خَلْفه. و حكی ابن بری عن الأَصمعی: ولدَتْه للتَّمام، بالأَلف و اللام، قال: و لا یَجی‌ء نكِرةً إِلّا فی الشعر. و أَتَمَّت المرأة، و هی مُتِمٌّ: دنا وِلادُها. و أَتَمَّت الحُبْلی، فهی مُتِمٌّ إِذا تَمَّت أَیامُ حَمْلِها. و‌فی حدیث أَسماء: خرجْت و أَنا مُتِمٌّ؛ یقال: امرأَة مُتِمٌّ للحامل إِذا شارَفَتِ الوَضْع، و وُلِد المَوْلود لِتَمامِ و تِمامٍ. و أَتَمَّت الناقة، و هی مُتِمٌّ: دنا نتاجها. و أَتَمَّ النَّبْتُ: اكْتَهل. و أَتَمَّ القمرُ: امْتلأَ فبَهَر، و هو بدْرُ تَمامٍ و تِمامٍ و بدرٌ تَمامٌ. قال ابن درید: وُلِد الغلام لِتِمٍّ و تِمامٍ و بدرُ تِمامٍ و كل شی‌ء بعد هذا فهو تَمامٌ، بالفتح. غیره: و قمرُ تَمامٍ و تِمامٍ إِذا تَمَّ لیلة البَدْر. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ آتَیْنٰا مُوسَی الْكِتٰابَ تَمٰاماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ؛ قال الزجاج: یجوز أَن یكون تَماما علی المُحْسِن، أَراد تَماماً من الله علی المُحْسِنین، و یجوز تَماماً علی الذی أَحسنه موسی من طاعة الله و اتِّباع أَمره، و یجوز تَماماً علی الذی هو أَحسن الأَشیاء، و تَمٰاماً منصوب مفعول له، و كذلك وَ تَفْصِیلًا لِكُلِّ شَیْ‌ءٍ؛ المعنی: آتیناه لهذه العِلَّة أَی للتَّمام و التَّفصیل؛ قال: و القراءة عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ، بفتح النون؛ قال: و یجوز أَحسنُ علی إضمار الذی هو أَحسنُ، و أَجاز القُراءُ أَن یكون أَحْسَنَ فی موضع خفض، و أَن یكون من صفة الَّذِی، و هو خطأٌ عند البصریین لأَنهم لا یعرفون الذی إِلَّا موصولة و لا تُوصَف إِلا بعد تمام صِلَتها. و المُسْتَتِمُّ فی شِعر أَبی دُواد: هو الذی یطلب الصُّوفَ و الوَبَرَ لِیُتِمَّ به نَسْجَ كِسائه، و المَوْهوب تُمَّةٌ؛ قال ابن بری: صوابه عن أَبی زید، و الجمع تِمَمٌ، بالكسر، و هو الجِزَّة من الصُّوف أَو الشعَر أَو الوَبَر؛ و بیت أَبی دواد هو قوله:
لسان العرب، ج‌12، ص: 69
فَهْیَ كالبَیْضِ، فی الأَداحِیّ، لا یُوهَبُ منها لِمُسْتَتِمٍّ عِصامُ أَی هذه الإِبل كالبَیْض فی الصِّیانة، و قیل فی المَلاسة لا یُوهب منها لمُسْتَتِمّ أَی لا یُوجد فیها ما یُوهَب لأَنها قد سَمِنت و أَلْقَت أَوْبارَها؛ قال: و المُسْتَتِمُّ الذی یطلُب التُّمَّةَ، و العِصامُ: خیط القِرْبة. و المُتَتَمِّمُ: المتكسِّر؛ قال الشاعر‌إِذا ما رآها رُؤیةً هِیضَ قَلْبه بها، كانْهِیاضِ المُتْعَب المُتَتَمِّمِ و تَمَّمَ علی الجَریح: أَجْهَزَ. و تَمَّ علی الشی‌ء: أَكمله؛ قال الأَعشی: فتَمَّ علی مَعْشوقَةٍ لا یَزیدُها إِلیه، بَلاءُ السُّوءِ، إِلَّا تَحبُّبا قال ابن سیدة: و قول أَبی ذؤیب: فَباتَ بجَمْعٍ ثم ثابَ إِلی مِنیً، فأَصْبَحَ رَأْداً یبتغی المَزْجَ بالسَّحْل قال: أَراه یعنی «1». بتَمَّ أَكْمَل حَجَّه. و اسْتَتَمَّ النِّعْمة: سأَل إِتْمامها. و جعله تِمّاً أَی تَماماً. و جعلْته لك تِمّاً أَی بِتَمامه. و تَمَّمَ الكَسْر فَتَمَّمَ و تَتَمَّم: انصَدَعَ و لم یَبِنْ، و قیل: إِذا انصَدَعَ ثم بانَ. و قالوا: أَبی قائلُها إِلَّا تَمّاً و تُمّاً و تِمّاً، ثلاث لغات، أَی تَماماً، و مضی علی قوله و لم یرجع عنه، و الكسر أَفصح؛ قال الراعی: حتی وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائصٍ جُدّاً، تَعاوَرَه الریاحُ وَبیلًا بائصٍ: بعیدٍ شاقٍّ، و وَبِیلًا: وَخِیماً. و التَّمِیمُ: الطویلُ؛ و أَنشد بیت العجاج: لما دَعَوْا یال تَمِیمٍ تَمُّوا و التَّمِیمُ: التامُّ الخلْق. و التَّمِیمُ: الشادُّ الشدیدُ. و التَّمیمُ: الصُّلْب؛ قال: و صُلْب تَمِیم یَبْهَرُ اللِّبْدَ جَوْزُه، إِذا ما تَمَطَّی فی الحِزام تَبَطَّرا أَی یَضیق عنه اللِّبْد لتَمامه، و قیل: التَّمِیمُ التامُّ الخلْقِ الشدیده من الناس و الخَیْل. و‌فی حدیث سلیمان بن یَسار: الجَذَعُ التامُّ التِّمُّ یُجْزئ؛ قال ابن الأَثیر: یقال تِمٌّ و تَمٌّ بمعنی التامِّ، و یروی الجَذَع التامُّ التَّمَمُ، فالتامُّ الذی استوفی الوقت الذی یسمَّی فیه جَذَعاً و بَلغ أَن یسمَّی ثَنِیّاً، و التَّمَمُ التامُّ الخلْق، و مثله خلْق عَمَمٌ. و التَّمِیمُ: العُوَذ، واحدتها تَمِیمةٌ. قال أَبو منصور: أَراد الخَرز الذی یُتَّخَذ عُوَذاً. و التَّمِیمةُ: خَرزة رَقْطاء تُنْظَم فی السَّیر ثم یُعقد فی العُنق، و هی التَّمائم و التَّمِیمُ؛ عن ابن جنی، و قیل: هی قِلادة یجعل فیها سُیُورٌ و عُوَذ؛ و حكی عن ثعلب: تَمَّمْت المَوْلود علَّقْت علیه التَّمائم. و التَّمِیمةُ: عُوذةٌ تعلق علی الإِنسان؛ قال ابن بری: و منه قول سلَمة بن الخُرْشُب: تُعَوَّذُ بالرُّقی من غیر خَبْلٍ، و تُعْقَد فی قَلائدها التَّمِیمُ قال: و التَّمِیمُ جمع تمِیمةٍ؛ و قال رفاع «2» بن قیس
(1). قوله [أراه یعنی إلخ] هكذا فی الأصل، و لعل الشاهد فی بیت ذكره ابن سیدة غیر هذا، و أما هذا البیت فهو فی الأصل كما تری و لا شاهد فیه و قد تقدم مع بیت بعده فی مادة سحل (2). قوله [رفاع] هكذا فی الأصل رفاع بالفاء، و تقدم فی مادة نوط: رقاع منقوطاً بالقاف و مثله فی شرح القاموس هنا و هناك
لسان العرب، ج‌12، ص: 70
الأَسدی: بِلادٌ بها نِیطَتْ علیَّ تَمائِمی و أَوَّل أَرضٍ مَسَّ جِلدی تُرابُها و‌فی حدیث ابن عَمرو «1»: ما أُبالی ما أَتیت إِن تعلقت تَمِیمةً.و‌فی الحدیث: مَن عَلَّق تَمِیمةً فلا أَتَمَّ الله له؛ و یقال: هی خَرزة كانوا یَعْتَقِدون أَنها تَمامُ الدَّواء و الشِّفاء، قال: و أَمّا المَعاذاتُ إِذا كُتِب فیها القرآن و أَسماءُ الله تعالی فلا بأْسَ بها. و التَّمِیمةُ: قِلادةٌ من سُیورٍ، و ربما جُعِلَتِ العُوذةَ التی تعلَّق فی أَعناق الصبیان. و‌فی حدیث ابن مسعود: التَّمائمُ و الرُّقی و التِّوَلةُ من الشِّرْك.قال أَبو منصور: التَّمائمُ واحدتُها تَمِیمةٌ، و هی خَرزات كان الأَعرابُ یعلِّقونها علی أَولادِهم یَنْفون بها النفْس و العَین بزَعْمهم، فأَبطله الإِسلامُ؛ و إِیّاها أَراد الهُذَلی بقوله: و إِذا المَنِیَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، أَلْفَیْتَ كلَّ تَمِیمة لا تَنْفَعُ و قال آخر: إِذا مات لم تُفْلِحْ مُزَیْنةُ بعدَه، فنُوطِی علیه، یا مُزَیْنُ، التَّمائما و جعلها ابن مسعود من الشِّرْك لأَنهم جَعلوها واقِیةً من المَقادِیر و الموْتِ و أَرادُوا دَفْعَ ذلك بها، و طلبوا دَفْعَ الأَذی من غیر الله الذی هو دافِعُه، فكأَنهم جعلوا له شریكاً فیما قَدّر و كَتَب من آجال العِبادِ و الأَعْراضِ التی تُصیبهم، و لا دافع لما قَضی و لا شریك له تعالی و تقدّس فیما قَدّر. قال أَبو منصور: و من جَعل التَّمائم سُیوراً فغیرُ مُصِیبٍ؛ و أَما قول الفرزدق: و كیف یَضِلُّ العَنْبَرِیُّ ببلْدةٍ، بها قُطِعَتْ عنه سُیور التَّمائِم؟ فإِنه أَضاف السُّیورَ إِلی التَّمائم لأَن التمائم خَرز تُثْقَب و یجعل فیها سُیورٌ و خُیوط تُعلَّق بها. قال: و لم أَرَ بین الأَعراب خلافاً أَنّ التَّمیمةَ هی الخرزة نفسُها، و علی هذا مذهب قول الأَئمة؛ و قول طُفَیل: فإِلَّا أَمُتْ أَجْعَلْ لِنَفْرٍ قِلادَةٌ، یُتِمُّ بها نَفْرٌ قَلائدَه قَبْلُ قال: أَی عاذه «2». الذی كان تقلَّده قبل؛ قال: یُتِمُّ یحطها تَمِیمةَ خَرزِ قلائده إِلی الواسطة، و إِنما أَراد أُقَلِّده الهِجاء. ابن الأَعرابی: تُمَّ إِذا كُسِر و تَمَّ إِذا بلَّغ «3»؛ و قال رؤبة: فی بَطْنه غاشیةٌ تُتَمِّمُهْ قال شمر: الغاشیة وَرَم یكون فی البطْن، و قال: تُتَمِّمُهُ أَی تُهْلِكه و تبلِّغه أَجَلَه؛ و قال ذو الرمة: كانْهِیاض المُعْنَتِ المُتَتَمِّمِ یقال: ظَلَع فلان ثم تَتَمَّم تَتَمُّماً أَی تَمَّ عَرَجُه كَسْراً، من قولك تُمَّ إِذا كسر. و المُتَمُّ: منقَطَع عِرْق السُّرَّة. و التُّمَمُ و التِّمَمُ من الشعَر و الوَبر و الصُّوف: كالجِزَزِ، الواحدة تُمَّة. قال ابن سیدة: فأَمَّا التَّمُّ فأَراه اسماً للجمع. و اسْتَتَمَّه:
(1). قوله [و فی حدیث ابن عمرو] هكذا فی الأصل و نسخة من النهایة بفتح أوله، و فی نسخة من النهایة: عمر بضم أوله (2). قوله [قال أی عاذه إِلی قوله إِلی الواسطة] هكذا فی الأصل (3). قوله [و تم إِذا بلغ إلخ] هكذا فی الأصل و التكملة و التهذیب، و أما شارح القاموس فذكر هذا الشطر عقب قول المتن: و تمم الشی‌ء أهلكه و بلغه أجله، ثم قال فی المستدرك: تم إِذا كسر و تم إِذا بلغ، و لم یذكر شاهداً علیه
لسان العرب، ج‌12، ص: 71
طلب منه التِّمَمَ، و أَتَمَّه: أَعطاه إِیاها. ابن الأَعرابی: التِّمُّ الفأْس، و جمعه تِمَمةٌ. و التَّامُّ من الشِّعْر «1»: ما یمكن أَن یَدْخُله الزِّحافُ فیَسلَمُ منه، و قد تم الجُزء تَماماً، و قیل: المُتَمَّمُ كلُّ ما زدت علیه بعد اعتدالِ البیت، و كانا من الجُزْء الذی زِدْتَه علیه نحو فاعِلاتُنْ فی ضرب الرمل، سمی مُتَمَّماً لأَنك تَمَّمْتَ أَصل الجُزْء. و رجل مُتَمِّم إِذا فازَ قِدْحُه مرَّة بعد مرَّة فأَطعَم لَحْمَه المساكین. و تَمَّمَهم: أَطعمهم نَصِیبَ قِدْحه؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد قول النابغة: إِنی أُتَمِّمُ أَیْساری و أَمْنَحُهُمْ مَثْنی الأَیادی، و أَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما أَی أُطْعِمهم ذلك اللَّحْم. و مُتَمِّمُ بن نُویْرة: من شُعرائهم شاعرُ بنی یَرْبوع؛ قال ابن الأَعرابی: سمی بالمُتَمِّم الذی یُطْعِم اللَّحْم المساكین و الأَیْسار؛ و قیل: التَّتْمِیمُ فی الأَیسار أَن ینقُص الأَیْسار فی الجَزُور فیأْخذ رجُل ما بَقِی حتی یُتَمِّم الأَنْصِباء. و تَمِیمٌ: قَبیلةٌ، و هو تَمِیمُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَة بنِ إِلْیاسَ بن مُضَرَ؛ قال سیبویه: من العرب من یقول هذه تَمیمٌ یجعله اسماً للأَب و یصرِف، و منهم مَن یجعله اسماً للقبیلة فلا یَصْرِف، و قال: قالوا تَمیم بنتُ مُرٍّ فأَنَّثوا و لم یقولوا ابن. و تَمَّمَ الرجلُ: صار هَواه تَمِیمِیّاً. و تَمَّم: انتَسب إِلی تَمِیمٍ؛ و قول العجاج: إِذا دَعَوْا یالَ تَمِیمٍ تَمُّوا قال ابن سیدة: أَراه من هذا أَی أَسرعوا إِلی الدعوة. اللیث: تَمَّم الرجلُ إِذا صار تَمیمیَّ الرأْی و الهوی و المَحَلَّة. قال أَبو منصور: و قیاسُ ما جاء فی هذا الباب تَتَمَّم، بتاءین، كما یقال تَمَضَّر و تَنَزَّر، و كأَنهم حذفوا إِحدی التاءین استثقالًا للجمع. و تتامُّوا أَی جاؤوا كلهم و تَمُّوا. و التَّمْتَمةُ: ردُّ الكلام إِلی التاء و المیم، و قیل: هو أَن یَعْجَل بكلامه فلا یكاد یُفْهِمك، و قیل: هو أَن تسبِق كلمتُه إِلی حَنَكِه الأَعْلی، و الفأْفاء: الذی یعسُر علیه خروج الكلام، و رجل تَمْتام، و الأُنْثی تَمْتامةٌ. و قال اللیث: التَّمْتَمةُ فی الكلام أَن لا یبین اللسان یُخْطئ موضع الحرف فیرجِع إِلی لفظ كأَنه التاء و المیم، و إِن لم یكن بَیِّناً. محمد بن یزید: التَّمْتَمَة التردید فی التاء، و الفأْفأَة التردید فی الفاء.

تنم؛ ج12، ص: 71

: فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن الشمسَ كُسِفَت علی عهده فاسْوّدتْ و آضَتْ كأَنها تَنُّومةٌ؛ قال أَبو عبید: التَّنُّومةُ نوعٌ من نبات الأَرض فیه سوادٌ «2». و فی ثمره یأْكله النَّعام. ابن سیدة: التَّنُّوم شجر له حَمْل صِغار كمثل حبِّ الخِرْوَع و یتفلَّق عن حبٍّ یأْكله أَهلُ البادیة، و كَیْفَما زالت الشمس تَبِعها بأَعْراض الورق، و واحدته تَنُّومة. و قال أَبو حنیفة: التَّنُّوم من الأَغْلاث، و هی شجرة غَبْراء یأْكلها النَّعام و الظِّباءُ، و هی مما تُحْتَبَل فیها الظِّباء، و لها حَبٌّ إِذا تَفَتَّحتْ أَكمامُه اسودَّ، و له عِرْق، و ربما اتُّخِذَ زَنْداً، و أَكثر مَنابتها شُطآن الأَودیة؛ و لِحُبِّ النعام له قال زهیر فی صفة الظَّلیم: أَصَكّ مُصَلَّم الأُذُنَیْنِ أَجْنی، له بالسِّیِّ تَنُّومٌ وآهُ
(1). قوله [و التام من الشعر إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة التكملة: و من ألقاب العروض التام و هو ما استوفی نصفه نصف الدائرة و كان نصفه الأخیر بمنزلة الحشو یجوز فیه ما جاز فیه (2). قوله [فیه سواد إلخ] عبارة النهایة: فیها و فی ثمرها سواد قلیل
لسان العرب، ج‌12، ص: 72
و قال ابن الأَعرابی: التَّنُّومةُ، بالهاء، شجرة من الجَنْبَةِ عظیمة تنبت، فیها حب كالشَّهْدانِج یَدَّهِنون به و یأْتَدِمونه، ثم تَیْبَس عند دخول الشِّتاء و تذهب؛ هذا كله عن أَبی حنیفة. قال الأَزهری: التَّنُّومة شجرة رأَیتها فی البادیة یضرِب لَوْنُ ورَقها إِلی السواد، و لها حبّ كحب الشَّهْدانِج أَو أَكبر منها قلیلًا، و رأَیت نساء البادیة یَدْقُقْن حبَّه و یَعْتَصِرْن منه دُهناً أَزرق فیه لُزوجة، و یَدَّهِنَّ به إِذا امْتَشَطْن. و قال أَبو عمرو: التَّنُّوم حبَّة دَسِمة غَبْراء. و قال ابن شمیل: التَّنُّومة تَمِهة الطَّعْم لا یَحْمَدُها المال. و تَنَمَ البعیرُ، بتخفیف النون: أَكل التَّنُّوم.

تهم؛ ج12، ص: 72

: تَهِمَ الدُّهْنُ و اللحمُ تَهَماً، فهو تَهِمٌ: تغیّر. و فیه تَهَمةٌ أَی خُبْث رِیح نحو الزُّهومة. و التَّهَمُ: شدَّة الحرِّ و سكونُ الریح. و تِهامةُ: اسم مكة و النازل فیها مُتْهِمٌ، یجوز أَن یكون اشتِقاقُها من هذا، و یجوز أَن یكون من الأَوَّل لأَنها سَفُلتْ عن نجد فَخبُث ریحُها، و قیل: تِهامةُ بلد، و النسب إِلیه تِهامِیٌّ و تَهامٍ علی غیر قیاس، كأَنهم بَنَوا الاسم علی تَهْمِیّ أَو تَهَمِیٍّ، ثم عوَّضوا الأَلف قبل الطَّرف من إِحْدی الیاءَین اللَّاحِقَتین بعدها؛ قال ابن جنی: و هذا یدُلُّك علی أَن الشیئین إِذا اكتَنَفا الشی‌ء من ناحیته تقاربَتْ حالاهما و حالاهُ بهما، و لأَجله و بسبَبه ما ذهَب قوم إِلی أَن حركة الحرف تَحْدُث قبله، و آخرون إِلی أَنها تَحْدُث بعده، و آخرون إِلی أَنها تحدُث معه؛ قال أَبو علیّ: و ذلك لغُمُوضِ الأَمر و شدّة القُرْب، و كذلك القول فی شَآمٍ و یَمانٍ. قال ابن سیدة: فإِن قلت فإِنَّ فی تِهامةَ أَلِفاً فلِمَ ذهَبْتَ فی تَهام إِلی أَن الأَلف عِوَض من إِحْدَی یاءَی الإِضافة؟ قیل: قال الخلیل فی هذا إِنهم كأَنهم نسَبوا إِلی فَعْل أَو فَعَل، فكأَنهم فَكُّوا صِیغة تِهامةَ فأَصاروها إِلی تَهْمٍ أَو تَهَم، ثم أَضافوا إِلیه فقالوا تَهامٍ، و إِنما مثَّل الخلیل بین فَعْل و فَعَل و لم یقطع بأَحدهما لأَنه قد جاء هذا العمل فی هذین جمیعاً، و هما الشام و الیمن؛ قال ابن جنی: و هذا التَّرْخیم الذی أَشرف علیه الخلیل ظنّاً قد جاء به السماع نصّاً؛ أنشد أَحمد بن یحیی: أَرَّقَنِی اللیلةَ لیلٌ بالتَّهَمْ، یا لك بَرْقاً، مَن یَشِمْه لا یَنَمْ قال: فانظر إِلی قوَّة تصوُّر الخلیل إِلی أَن هَجَم به الظنُّ علی الیقین، و مَن كسر التاء قال تِهامِیّ؛ هذا قول سیبویه. الجوهری: النسبة إِلی تِهامةَ تِهامِیّ و تَهامٍ، إِذا فتحت التاء لم تشدّد كما قالوا یَمانٍ و شآمٍ، إِلَّا أَنَّ الأَلف فی تَهامٍ من لفظها، و الأَلف فی یَمانٍ و شآمٍ عوض من یاءَی النسبة؛ قال ابن أَحمر: و كنَّا و هُم كابْنَیْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِویً، ثم كانا مُنْجِداً و تَهامِیَا و أَلْقی التَّهامِی منهما بِلَطاتِه، و أَحْلَط هذا: لا أَرِیمُ مَكانِیَا قال ابن بری: قول الجوهری إِلا أَنَّ الأَلف فی تَهام من لفظها لیس بصحیح، بل الأَلف غیر التی فی تِهامة، بدلیل انفتاح التاء فی تَهام، و أَعاد ما ذكرناه عن الخلیل أَنه منسوب إِلی تَهْم أَو تَهَم، أَراد بذلك أَن الأَلف عِوَض من إِحدی یاءَی النسب، قال: و حكی ابن قتیبة فی غریب الحدیث عن الزیادی عن الأَصمعی أَن التَّهَمةَ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلی البحر، قال: و كأَنها مصدر من تِهامةَ. قال ابن بری: و هذا
لسان العرب، ج‌12، ص: 73
یقوِّی قول الخلیل فی تَهامٍ كأَنه منسوب إِلی تَهَمَة أَو تَهْمة؛ قال: و شاهدُ تَهامٍ قول أَبی بكر بن الأَسود المعروف بابن شعوب اللیثی و شعوب أُمُّه: ذَرِینی أَصْطَبِحْ یا بَكْرُ، إِنی رأَیتُ الموت نقَّب عن هِشامِ تَخَیَّره و لم یَعْدِلَ سِواهُ، فَنِعْمَ المَرْءُ من رجُل تَهامِ و أَتْهَم الرجلُ و تَتَهَّمَ: أَتَی تِهامَةَ؛ قال الممزَّق العَبْدِیّ: فإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً علیكُم، و إِنْ تُعْمِنوا مُستَحْقبی الحَرب أُعْرِق قال ابن بری: صواب إِنْشاد البیت: فإِنْ یُتْهِموا أُنْجِدْ خلافاً علیهمُ علی الغَیبة لا علی الخطاب، یُخاطب بذلك بعض الملوك و یَعْتَذِرُ إِلیه لسُوءٍ بلَغه عنه؛ و قبل البیت: أَ كَلَّفْتَنی أَدْواءَ قَومٍ تَرَكْتُهمْ، فإِلَّا تَداركْنی من البَحْر أَغْرَق أَی كلَّفْتَنِی جنایات قوم أَنا منهم بری‌ء و مُخالِف لهم و مُتباعد عنهم، إِن أَتْهَموا أَنْجَدْت مخالِفاً لهم، و إِن أَنْجَدوا أَعْرَقْت، فكیف تأْخُذنی بذَنْب مَن هذه حاله؟ و قال أُمیة بن أَبی عائذ الهُذلیّ: شَآم یَمان مُنْجِد مُتَتَهِّم، حِجازِیَّة أَعْجازُه و هو مُسْهِلُ قال الرِّیاشیّ: سمعت الأَعراب یقولون: إِذا انْحَدرْت من ثَنایا ذاتِ عِرْق فقد أَتْهَمْت. قال الرِّیاشیّ: و الغَوْرُ تهِامةُ، قال: و أَرض تَهِمةٌ شدیدة الحرّ، قال: و تَبالةُ من تِهامةَ. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، و به وَضَحٌ، فقال: انظُرْ بَطْن وادٍ لا مُنْجِدٍ و لا مُتْهِمٍ فَتَمَعَّكْ فیه، ففعل فلم یَزِدِ الوَضَحُ حتی مات؛ فالمُتْهِمُ: الذی یَنْصبُّ ماؤه إِلی تِهامةَ؛ قال الأَزهری: لم یُرد سیدُنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَنَّ الوادی لیس من نَجْد و لا تِهامةَ، و لكنه أَراد حدّاً منهما فلیس ذلك الموضع من نَجْد كله و لا من تِهامةَ كله، و لكنه منهما، فهو مُنْجِد مُتْهِم، و نَجْد ما بین العُذَیب إِلی ذاتِ عِرْق و إِلی الیمامة و إِلی جَبَلَیْ طَیِّ‌ءٍ و إِلی وَجْرة و إِلی الیمن، و ذات عِرْق: أَوّل تِهامة إِلی البحر و جُدَّةَ، و قیل: تِهامةُ ما بین ذات عِرْق إِلی مَرْحَلَتین من وراء مكة، و ما وراء ذلك من المَغْرب فهو غَوْر، و المدینة لا تِهامیَّة و لا نَجْدیَّة فإِنها فوق الغَوْر و دون نَجْد. و قومٌ تَهامون: كما یقال یَمانون. و قال سیبویه: منهم مَن یقول تَهامِیّ و یَمانیّ و شآمِیّ، بالفتح مع التشدید. و التَّهْمة: تُسْتَعمل فی موضع تِهامةَ كأَنها المرّة فی قیاس قول الأَصمعی. و التَّهَم، بالتحریك: مصدر من تِهامة؛ و قال: نَظَرْت، و العینُ مُبینةُ التَّهَمْ، إِلی سَنا نارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعْلی عانِدَیْن من إِضَمْ و المِتْهامُ: الكثیر الإِتْیان إِلی تِهامةَ. و إِبل مَتاهِیم و مَتاهِم: تأْتی تِهامةَ؛ قال: أَ لا انْهَماها إِنَّها مَناهِیمْ، و إِنَّنا مَناجِدٌ مَتاهِیمْ یقول: نحن نأْتی نَجْداً ثم كثیراً ما نأْخُذ منها
لسان العرب، ج‌12، ص: 74
إِلی تِهامةَ. و أَتْهَمَ الرجلُ إِذا أَتی بما یُتْهَم علیه؛ قال الشاعر: هُما سَقَیانی السُّمَّ من غیر بَغْضةٍ، علی غیر جُرْم فی أَقاوِیل مُتْهِم و رجل تِهامٌ و امرأَة تِهامیَّة إِذا نسبا إِلی تِهامةَ. الأَصمعی: التَّهَمةُ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلی البحر كأَنها مصدر من تِهامة. و التَّهائم: المُتصوِّبة إِلی البحر. قال المبرّد: إِنما قالوا رجل تَهام فی النسبة إِلی التَّهْمة لأَن الأَصل تَهمة، فلما زادوا أَلفاً خفَّفوا یاء النسبة كما قالوا رجل یَمان إِذا نسبوا إِلی الیمن، خفَّفوا لما زادوا أَلفاً، و شآمٍ إِذا نسبتَ إِلی الشام زادوا أَلفاً فی تَهام و خفَّفوا یاء النسبة. و تَهِمَ البعیرُ تَهَماً: و هو أَن یستنكِر المَرْعَی و لا یَسْتَمْرِئه و تَسُوء حالُه، و قد تَهِم أَیضاً، و هو تَهِمٌ إِذا أَصابه حَرُورٌ فهُزِل، و تَهِم الرجل، فهو تَهِمٌ: خَبُثت ریحُه. و تَهِمَ الرجل، فهو تَهِمٌ: ظهر عجزه و تحیَّر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: مَنْ مُبْلِغ الحَسْنَا اْنَّ بَعْلَها تَهِمْ، و أَنَّ ما یُكْتَم منه قد عُلِمْ؟ أَراد الحَسْناء فقصَر للضرورة، و أَراد أَنَّ فحذف الهمزة للضرورة أَیضاً كقراءة من قرأَ: أَنِ ارْضِعیه. و التُّهْمةُ: أَصلها الواو فتذكر هناك.

توم؛ ج12، ص: 74

: التُّومةُ: اللؤلؤة، و الجمع تُوَمٌ و تُومٌ؛ قال ذو الرمة: وَحْفٌ كأَنَّ النَّدَی، و الشمسُ ماتِعةٌ، إِذا تَوقَّد فی أَفْنانِهِ، التُّومُ قال أَبو عمرو: هی الدرَّة و التُّومةُ و التُّؤَامِیَّة و اللَّطَمِیَّة. الجوهری: التُّومةُ، بالضم، واحدة التُّوَمِ، و هی حبَّة تعمَل من الفِضَّة كالدرَّة؛ هكذا فسر فی شعر ذی الرمة. و التُّومةُ: القُرْط فیه حبَّة. و قال اللیث: التُّومةُ القُرْط. ابن السكیت: قال أَیوب و مِسْحَل ابنا رَبْداء ابنة جریر: كان جریر یسمی قصیدتیه اللتین مدَح فیهما عبدَ العزیز بن مَرْوان و هجا الشعراء و إِحداهما: ظَعَن الخلیطُ لغُرْبة و تَنائِی، و لقد نَسِیت برَامَتَیْنِ عَزائی و الأُخری: یا صاحِبَیَّ دَنا الرَّواحُ فَسِیرَا قالا: كان یسمِّیهما التُّومَتَیْنِ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه قال للنساء أَ تَعْجِز إِحداكُنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَیْن من فضَّة ثم تُلَطِّخَهما بعَنْبر؟قال أَبو منصور: من قال للدرَّة تُومةٌ شبَّهها بما یسوَّی من الفضَّة كاللؤلؤة المستدیرة تجعلُها الجاریة فی أُذنیها، و من قال تَوْأَمِیَّة فهما دُرَّتان للأُذنین إِحداهما تَوْأَمةُ الأُخری. و‌فی حدیث الكوثر: و رَضْراضُه التُّومُ‌أَی الدرُّ. و التُّومةُ: بیضَةُ النَّعام تشبیهاً بتُومة اللؤلؤ، و الجمع كالجمع؛ قال ذو الرمة: و حتی أَتی یومٌ یَكادُ من اللَّظی به التُّومُ، فی أُفْحُوصه، یَتَصَیَّحُ قال أَبو عبید: یَعنی البَیْض. و یَتَصَیَّح: لغة فی یَتَصَوَّح بمعنی یتشقَّق؛ و قال ذو الرمة یصِف نباتاً وقع علیه الطَّلُّ فتعلَّق من أَغْصانه كأَنه الدرُّ فقال: وَحْفٌ كأَنَّ النَّدَی، و الشمسُ ماتِعةٌ، إِذا توقَّد فی أَفْنانه، التُّومُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 75
أَفْنانُه: أَغْصانُه، الواحد فَنَن. توقَّد: أَنارَ لطلوع الشمس علیه. و تَوْماءُ: موضع و هو من عمَل دِمَشْق؛ قال جریر: صَبَّحْنَ تَوْماءَ، و الناقُوسُ یَقْرَعُه قَسُّ النصاری، حَراجِیجاً بنا تَجِفُ

تیم؛ ج12، ص: 75

: التَّیْمُ: أَن یَسْتَعْبده الهَوَی، و قد تامَه؛ و منه تَیْمُ الله: و هو ذَهابُ العقل من الهَوی، و رجل مُتَیَّم، و قیل: التَّیم ذهاب العقل و فساده؛ و فی قصیدة كعب: مُتَیَّم إِثْرها لم یُفْدَ مَكْبولُ أَی مُعَبَّد مُذَلَّل. و تیَّمَه الحبُّ إِذا اسْتولی علیه. قال الأَصمعی: تَیَّمَتْ فلانةُ فلاناً تُتَیِّمهُ و تامَتْه تَتِیمُه تَیْماً، فهو مُتَیَّم بالنساء و مَتِیمٌ بهنَّ؛ و أَنشد للقِیط بن زُرارة: تامَتْ فؤادَك، لو یَحْزُنْك ما صَنَعَتْ، إِحْدَی نِساء بنی ذُهْلِ بنِ شَیْبانا و قیل: المُتَیَّم المُضَلَّل؛ و منه قیل للفَلاة تَیْماء، لأَنه یُضَلُّ فیها. و أَرض تَیْماءُ: مُضِلَّة مُهْلِكة، و قیل: واسعة. ابن الأَعرابی: التَّیْماء فَلاة واسعة. قال الأَصمعی: التَّیْماء التی لا ماء بها من الأَرَضِین، و نحو ذلك قال أَبو وَجْزة. ابن الأَعرابی: تامَ إِذا عَشِق، و تامَ إِذا تَخَلَّی من الناس. و التَّیم: العبد، و تَیمُ الله منه كما تقولُ عبد الله. و تَیمُ: قبیلةٌ. و بنو تَیمٍ: بطْن من الرِّباب. و بنو تَیْم اللَّاتِ بن ثعلبة: من بكر بن وائل. و أَما قولهم التَّیم فإِنما أَدخلوا اللام علی إِرادة التَّیْمِیِّین، كما قالوا المجوس و الیهود؛ قال جریر: و التَّیْمُ أَلأَمُ مَن یَمْشی، و أَلأَمُهُ تَیمُ بنُ ذُهْلٍ بنُو السُّود المَدانِیس الجوهری: تَیْمُ الله حَیٌّ من بكر یقال لهم اللَّهازم، و هو تَیْمُ الله بن ثعلبة بنِ عُكابةَ. و تَیمُ الله فی النَّمِر ابن قاسِط، و أَصله من قولهم تَیَّمه الحبُّ أَی عَبَّدَه و ذلَّلَهُ، فهو مُتَیَّم، و معنی تَیْمِ الله عبدُ الله. و تَیْمٌ فی قریش: رَهْطُ أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه، و هو تَیْمُ بنُ مُرَّة بن كعب بن لُؤَیِّ بن غالب بن فِهْر بن مالك. و تَیْم بن غالب بن فِهْر أَیضاً فی قریش و هم بنو الأَدْرَمِ، و تَیم بن عبد مَناة ابن أُدِّ بن طابِخَة بن إِلْیاس بن مُضَر، و تَیْم بن قیس بن ثعلبة بن عُكابَة، و تَیْمُ بن شَیْبان بن ثعلبة ابن عُكابَة فی بكر، و تَیْم بن ضَبَّة، و تَیْمُ اللَّاتِ أَیضاً فی ضَبَّة، و تَیْمُ اللَّاتِ أَیضاً فی الخَزْرَج من الأَنْصار و هم تَیْمُ اللَّاتِ بن ثعلبة، و اسمه النجَّار؛ و أَما قول إمرئ القیس: أَقَرَّ حَشا إمْرِئ القیس بن حُجْرٍ بنو تَیْمٍ مَصابیحُ الظَّلامِ فهو بنو تَیْم بن ثعلبة من طَیِّ‌ءٍ. و التِّیمةُ، بالكسر: الشاة تُذْبَح فی المَجاعة، و الإِتْئام ذبحُها، و هو مذكور فی الهمز. و‌كتب سیدُنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لوائل بن حُجْر كتاباً أَمْلَی فیه: فی التِّیعة شاةٌ و التِّیمَةُ لصاحبها، و قیل: التِّیَمةُ الشاة الزائدة علی الأَربعین حتی تبلُغ الفَرِیضة الأُخری، و قیل: هی الشاة تكون لصاحبها فی منزله یَحْتَلِبُها، و لیست بسائمةٍ، و هی من الغنم الرَّبائب؛ قال أَبو عبید: و ربما احتاج صاحبها إِلی لَحْمها فیَذْبَحها فیقال عند ذلك: قد أَتامَ الرجل و أَتامَتِ المرأَة. و‌فی الحدیث: التِّیمةُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 76
لأَهْلها؛ تقول منه: اتَّامَ الرجل یَتَّامُ اتِّیاماً إِذا ذَبَحَ تِیمَته، و هو افْتَعَل؛ قال الحُطَیئة: فما تَتَّامُ جارةُ آلِ لأْیٍ، و لكن یَضْمَنُون لها قِراها یقول: جارتُهم لا تحتاج أَن تَذْبَح تِیمَتَها لأَنهم یَضْمَنون لها كفایتَها من القِری فهی مُسْتَغنیة عن ذبح تِیمَتِها. قال أَبو الهیثم: الاتِّیامُ أَن یَشْتَهیَ القومُ اللحمَ فیذبَحوا شاةً من الغنم، فتلك یقال لها التِّیمة تذبح من غیر مرض، یقول: فجارتُهم لا تَتَّامُ لأَن اللحمَ عندها من عندهم فتكتفی و لا تحتاج أَن تذبح شاتها. قال ابن الأَعرابی: الاتِّیام أَن تُذْبَح الإِبل و الغنم بغیر عِلَّة؛ قال العمانی: یَأْنَفُ للجارة أَن تَتَّاما، و یَعْقِر الكُومَ و یُعْطی حاما أَی یُطْعِم السُّودان من أَولاد حامٍ. و قال أَبو زید: التِّیمةُ الشاة یذبَحُها القومُ فی المَجاعة حین یُصِیب الناسَ الجوعُ. و تَیْماء: موضع؛ و منه قول الأَعشی: و الأَبْلَقُ الفَرْدُ من تَیْماء مَنْزِله و قیل: هو موضع من عَمل دِمَشْق؛ قال جریر: صَبَّحْنَ تَیْماءَ، و الناقُوسُ یَقْرَعُه قَسُّ النصاری، حَراجِیجاً بنا تَجِفُ و الله أَعلم.

فصل الثاء؛ ج12، ص: 76

ثتم؛ ج12، ص: 76

: یقال: ثَتَمَتْ «3» خَرْزها أَفْسَدَتْه‌

ثجم؛ ج12، ص: 76

: الثَّجْمُ: سُرْعة الصرْف عن الشی‌ء. و الإِثْجامُ: سُرْعة المطَر. و أَثْجَمت السماءُ: دام مطرُها، و فی الصحاح: أَثْجَمَت السماء أَیَّاماً ثم أَنْجَمَتْ، و قیل: كلُّ شی‌ء دام، فقد أَثْجَم. الأَصمعی: أَثْجَم المطَرُ و أَغْضَنَ إِذا دام أَیّاماً لا یُقْلِعُ و كثر.

ثدم؛ ج12، ص: 76

: رجُل ثَدْمٌ: عَیِیُّ الحجَّةِ و الكلامِ مع ثِقَل و رَخاوةٍ و قِلَّة فَهْم، و هو أَیضاً الغَلیظ الشِّریِّر الأَحْمق الجافی، و الجمع ثِدام، و الأُنثی ثَدْمة و هی الضخْمة الرِّخْوة؛ عن اللحیانی. و الثِّدامُ: المصْفاة. و إِبْریقٌ مُثَدَّم: وُضِع علیه الثِّدامُ، و حكی یعقوب أَن الثاء فی كل ذلك بدل من الفاء. و رجل فَدْم ثدْم بمعنی واحد.

ثرم؛ ج12، ص: 76

: الثَّرَمُ، بالتحریك: انكِسارُ السِّنِّ من أَصلها، و قیل: هو انكِسار سِنٍّ من الأَسْنان المقدَّمة مثل الثَّنایا و الرَّباعِیات، و قیل: انكِسار الثَّنِیَّة خاصَّة، ثَرِمَ، بالكسر، ثَرَماً و هو أَثْرَمُ و الأُنْثَی ثَرْماء. و ثَرَمه، بالفتح، یَثْرِمه ثرْماً إِذا ضربه علی فِیه فَثَرِمَ، و أَثْرَمَه فانْثَرَمَ. و ثَرَمْتُ ثَنِیَّته فانْثَرَمَتْ، و أَثْرَمَه الله أَی جعله أَثْرَم. أَبو زید: أَثْرَمت الرجل إِثْراماً حتی ثَرِمَ إِذا كَسرت بعض ثَنیَّته. قال: و مثله أَنْتَرْت الكَبْش حتی نَتِر «4» و أَعْوَرْت عینَه، و أَعْضَبْت الكَبْشَ حتی عَضِب إِذا كسرْت قَرْنه. و الثَّرْم: مصدر الأَثْرَم، و قد ثرَمْت الرجل فثَرِم، و ثَرمْت ثَنِیَّته فانْثَرَمَتْ. قال أَبو منصور: و كلُّ كسر ثَرْمٌ و رَثْم و رَتْم. و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یُضَحَّی بالثَّرْماء؛ الثَّرَمُ: سقوط الثَّنِیَّة من
(3). 1 قوله [ثتمت خرزها] هكذا فی الأصل بسكون الراء و فی القاموس بفتحها (4). قوله [و مثله أنترت الكبش حتی نتر إلخ] هكذا فی الأصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 77
الأَسْنان، و قیل: الثنیَّة و الرَّباعیَة، و قیل: هو أَن تُقْلَع السنُّ من أَصلها مطلقاً، و إِنما نَهی عنها لنُقْصان أَكلها. و منه‌الحدیث فی صفة فِرْعَون: أَنه كان أَثْرَم.و الأَثْرَمُ من أَجزاء العَروض: ما اجتمع فیه القَبْض و الخَرْمُ، یكون ذلك فی الطَّویل و المتَقارَب، شبِّه بالأَثْرَم من الناس. و الأَثْرَمان: اللیلُ و النهارُ. و الأَثْرَمان: الدَّهْر و الموْت؛ و أَنشد ثعلب: و لمَّا رأَیتُك تَنْسی الذِّمام، و لا قَدْرَ عندك للمُعْدِمِ، و تَجْفُو الشَّریف إِذا ما أَخَلَّ، و تُدْنی الدَّنیَّ علی الدِّرْهَمِ، وهَبْتُ إِخاءَك للأَعْمَیَیْن، و للأَثْرَمَیْنِ و لم أَظْلِمِ الأَعْمَیان: السَّیلُ و النار. و أَخَلَّ: احتاج، و الخَلَّةُ الحاجة. و الثَّرْمانُ: نَبْت، و هو فیما ذكَر أَبو حنیفة عن بعض الأَعراب شجَر لا ورَق له، ینبُت نبات الحُرُض من غیر ورَق، و إِذا غُمِزَ انْثَمأَ كما یَنْثمِئٌ الحَمْضُ. و هو كثیر الماء و هو حامِضٌ عَفِصٌ تَرْعاه الإِبِل و الغنم و هو أَخْضَر، و نَباته فی أَرُومةٍ، و الشِّتاءُ یُبِیدُه، و لا خَشَبَ له إِنما هو مَرْعیً فقط. و الثَّرْماء: ماء لكِنْدةَ معروف. و ثَرَم: اسم ثنیة تُقابِل موضعاً یقال له الوَشْم، و هو مذكور فی موضعه؛ قال: و الوَشْم قد خَرَجَتْ منه، و قابَلَها من الثَّنایا التی لم أَقْلِها ثَرَمُ

ثرتم؛ ج12، ص: 77

: الثُّرْتُم، بالضم: ما فَضَل من الطعام و الإِدام فی الإِناء، و خصَّ اللحیانی به ما فضَل فی القَصْعة؛ أَنشد أَبو عبید: لا تَحْسَبَنَّ طِعانَ قَیْس بالقَنا و ضِرابَهْم بالبیضِ حَسْوَ الثُّرْتُم

ثرطم؛ ج12، ص: 77

: الطَّرْثَمة و الثَّرْطَمة: الإِطْراق من غضب أَو تكبُّر، و قد ثَرْطَم. و المُثَرْطِمُ: المُتناهی السِّمَن من الدوابِّ، و قیل: هو المُنْتَهی سِمناً من كل شی‌ء، و قد ثَرْطَم.

ثرعم؛ ج12، ص: 77

: ابن الأَعرابی: الثِّرْعامة المرأَة؛ و أَنشد: أَفْلَحَ مَن كانت له ثِرْعامَهْ أَی امرأَة، و قال ابن بری: الثِّرْعامة مِظلَّة الناطور؛ و أَنشد: أفْلَح مَن كانت له ثِرْعامَهْ، یُدخلُ فیها كلَّ یوم هامَهْ

ثطعم؛ ج12، ص: 77

: تَثَطْعَم علی أَصحابه: عَلاهم بكلام، و هی الثَّطْعَمة؛ قال ابن درید: و لیس بثبت.

ثعم؛ ج12، ص: 77

: الثَّعْمُ: النَّزْعُ و الجرُّ. ثعَمه ثَعْماً: جَرَّه و نزَعه. و تثَعَّمَتْه الأَرضُ: أَعْجبته فَذَعَتْه إِلیها و جرَّته لها، علی المثَل، و نحو ذلك كذلك؛ قال الأَزهری: و ما سمعت الثَّعْم فی شی‌ء من كلامهم غیر ما ذكره اللیث؛ و رواه أَبو زید بالنون. و ابنُ الثُّعامة: ابنُ الفاجِرة.

ثغم؛ ج12، ص: 77

: الثَّغام، بالفتح: نَبْت علی شَكْل الحَلِیِّ و هو أَغلظ منه و أَجلُّ عُوداً، یكون فی الجَبل ینبُت أَخضر ثم یبیضّ إِذا یَبِس و له سَنَمة غلیظة، و یقال
لسان العرب، ج‌12، ص: 78
له بالفارسیة دَرْمَنَه إِسْبیذ «1». و لا ینبُت إِلَّا فی قُنَّة سوداء، و هو ینبُت بنَجْد و تِهامة. التهذیب: الثَّغامةُ نَبات ذو ساقٍ جُمَّاحَته مثل هامة الشَّیْخ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه أُتِیَ بأَبی قُحافةَ یوم الفتح و كأَن رأْسه ثَغامةٌ فأَمرهم أَن یغیِّروه؛ قال أَبو عبید: هو نَبْت أَبیض الثَّمر و الزَّهْر یُشَبَّه بیاض الشَّیْب به؛ قال حسان: إِمَّا تَرَیْ رَأْسی تَغَیَّر لونُه شَمَطاً، فأَصبح كالثَّغامِ المُمْحِل و قال الدِّینَورِی: الثَّغام حَلِیُّ الجَبل یكون أَبیضَ. قال أَبو حنیفة: الثَّغام أَرقُّ من الحَلِیِّ و أَدقُّ و أَضعف، و هو یُشْبِهه، و نَبْتُه نَبْت النَّصِیّ ما دام رَطْباً، فإِذا یَبِس ابْیضَّ ابْیِضاضاً شدیداً فشبِّه الشَّیْب به، واحدته ثَغامة، و أَثْغِماء اسم للجمع، و كأَنَّ أَلفَیه بدل من هاء أَثْغِمة. و رأْس ثاغِمٌ إِذا ابیضَّ كله؛ قال المرّار الأَسدی «2»: أَ عَلاقةً أُمَّ الوُلَیِّد، بعد ما أَفْنان رأْسِكَ كالثَّغامِ المُخْلِسِ؟ ابن الأَعرابی: الثَّغامة شجرة تبیضُّ كأَنها الثلج؛ و أَنشد: إِذا رأَیت صَلَعاً فی الهامَهْ، و حَدَباً بعد اعْتِدال القامَهْ و صار رأْسُ الشیخ كالثَّغامَهْ، فایأَسْ من الصحَّة و السَّلامَهْ و المُثاغَمةُ و المُفاغمة: مُلاثَمةُ الرجل امرأَته. و الثَّغِمُ: الضارِی من الكِلاب.

ثكم؛ ج12، ص: 78

: ثَكَمُ الطریق، بالتحریك: وسَطه؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر: لمّا خَشِیت بسُحْرَةٍ إِلْحاحَها، أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِیل اللَّاحِبِ الإِلْحاح: قیامُ الدابة علی أَهله فلم یَبرح، و النَّقِیلُ: الطریق. ابن الأَعرابی: الثُّكْمةُ المَحَجَّة.روی عن أُم سلمة أَنها قالت لعثمان بن عفان، رضی الله عنه: تَوَخَّ حَیث تَوَخَّی صاحباك فإِنهما ثَكَما لك الحقَّ ثَكْماً‌أَی بَیَّناه و أَوضحاه حتی تَبَین كأَنه مَحَجَّة ظاهرة، و الثَّكْمُ: مصدر ثَكَمَ؛ قال القتیبی: أَرادت أُم سلمة أَنهما لَزِما الحقَّ و لم یَظْلما و لا خَرَجا عن المَحَجَّة یمیناً و لا شمالًا؛ و منه‌الحدیث الآخر: أَنَّ أَبا بكر و عُمر ثَكَما الأَمر فلم یَظْلماه؛ قال الأَزهری: أَراد رَكِبا ثَكَم الطریق و هو قَصْده. و ثَكِمَ بالمكان، بالكسر، یَثْكَم إِذا أَقام به، و ثَكِمْت الطریق إِذا لَزِمته. و ثُكامة: اسم بلد.

ثلم؛ ج12، ص: 78

: ثَلَمَ الإِناءَ و السیفَ و نحوَه یَثْلِمُهُ ثَلْماً و ثلَّمه فانْثَلَم و تَثَلّم: كسر حَرْفَه. ابن السكیت: یقال فی الإِناء ثَلْم إِذا انكسر من شَفَتِه شی‌ء، و فی السیف ثَلْم. و الثُّلْمة: الموضع الذی قد انْثَلم، و جمعها ثُلَم، و قد انْثَلَم الحائط و تَثَلَّم؛ و قال الشاعر: بالحَزْن فالصَّمَّان فالمُتَثَلَّمِ «3» و یقال: ثَلَمْت الحائط أَثْلِمُه، بالكسر، ثَلْماً
(1). 1 قوله [درمنه اسبیذ] عبارة شارح القاموس: و اختلف فی ضبطه، فالذی فی نسختنا بكسر الدال و فتح الراء و سكون المیم، و فی بعضها بفتح الدال و تشدید الراء المفتوحة و سكون المیم، و كل هذا خبط، و الصحیح درمنه بفتح الأَول و الثالث و سكون الراء و أصله درمیانه و اسبیذ بالكسر و المعنی فی وسطه أبیض (2). 2 قوله [قال المرار الأسدی] عبارة التكملة: المرار الفقعسی (3). 1 هذا البیت لعنترة من معلقته و صدره: و تحلّ عبلة بالجواء و أهلنا و یروی أیضاً: … المتثلِّم، بكسر اللام.
لسان العرب، ج‌12، ص: 79
فهو مَثْلوم. و الثُّلْمة: الخَلَل فی الحائط و غیره. و ثَلِمَ الشی‌ء، بالكسر، یَثْلَم، فهو أَثْلَم بیِّن الثَّلَم، و ثَلَّمته أَیضاً شُدِّد للكثرة. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن الشُّرْب من ثُلْمة القَدَح‌أَی موضع الكسر، و إِنما نَهی عنه لأَنه لا یَتماسك علیها فَمُ الشارب و ربَّما انصبَّ الماء علی ثوبه و بدنه، و قیل: لأَنَّ موضعها لا یناله التنظیف التامُّ إِذا غُسل الإِناء، و قد جاء‌فی الحدیث: أَنه مَقْعَدُ الشیطان، قال: و لعله أَراد به عدم النظافة. و الثُّلْمة: فُرْجة الجُرْف المكسور. و الثَّلَم فی الوادی، بالتحریك: أَن یَنْثَلِم جُرْفُه، و كذلك هو فی النُّؤْی و الحَوْضِ، قال أَبو منصور: و رأَیت بناحیة الصَّمَّان موضعاً یقال له الثَّلَم، قال: و أَنشدنی أَعرابی: تَرَبَّعَتْ جَوَّ خُوَیّ فالثَّلَمْ و الثَّلْم فی العَرُوض: نوع من الخَرْم و هو یكون فی الطویل و المُتَقارَب. و ثُلِمَ فی مالهِ ثَلْمة إِذا ذهَب منه شی‌ء. و الأَثْلم: التراب و الحجارة كالأَثْلَب، عن الهجری، قال ابن سیدة: لا أَدری أَ لغة أَم بدل، و أَنشد: أَحْلِف لا أُعْطِی الخبیثَ دِرْهَمَا ظُلْماً، و لا أُعطِیه إِلّا الأَثْلَمَا و مُثَلَّم: اسم. و الثَّلْماءُ: موضع. و الثَّلَم: موضع، قال زهیر: هلْ رامَ أَمْ لم یَرِمْ ذو الجِزْعِ فالثَّلَمُ، ذاك الهَوی منك لا دانٍ و لا أَمَمُ أَراد ذاك المَهْوِیّ فوضع المصدر موضع المفعول، و یروی فالسَّلَم. و المُتَثَلَّم: موضع رواه أَهل المدینة فی بیت زهیر: بحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ «1» و روایة غیرهم من أَهل الحجاز: فالمُتَثَلِّمِ. و المُثَلَّم: اسم موضع. و أَبو المُثَلَّم: من شعرائهم.

ثمم؛ ج12، ص: 79

: ابن الأَعرابی: ثُمَّ إِذا حُشی، و ثُمَّ إِذا أُصلِحَ. ابن سیدة: ثَمّ یَثُمُّ، بالضم، ثَمّاً أَصلَح. و ثمَمْت الشی‌ء أَثُمُّه، بالضم، ثَمّاً إِذا أَصلَحته و رمَمْتَه بالثُّمام؛ و منه قیل: ثَمَمْت أُموری إِذا أَصلَحتها و رمَمْتَها. و‌رُوی عن عُرْوة بن الزبیر أَنه ذكر أُحَیْحة بن الجُلاح و قَوْل أَخْوالِه فیه: كنَّا أَهلَ ثُمِّهِ و رُمِّهِ حتی استَوی علی عُمَمِه و عَمَمِه؛ قال أَبو عبید: المحدّثون هكذا یَرْوُونه، بالضم، و وجْهه عندی بالفتح. و الثَّمُّ: إِصلاحُ الشی‌ء و إِحكامُه، و هو و الرَّمُّ بمعنی الإِصلاح، و قیل: هما، بالضم، مصدران كالشكر أَو بمعنی المفعول كالذُّخْر أَی كنَّا أَهل تَرْبِیَتِه و المُتَولِّین لإِصلاح شأْنه، یقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ ثَمّاً؛ و قال هِمْیان بن قُحافة یذكر الإِبل و أَلْبانَها: حتی إِذا ما قضَتِ الحوائجا، و مَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا منها، و ثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا قال: أَراد أَنهم شدُّوها و أَحكَموها، قال: و النَّواشجُ الممتلئة؛ قال أَبو منصور: یعنی بقوله … ثَمُّوا الأَوْطُب النَّواشِجَ أَی فَرشوا لها الثُّمامَ و ظَلَّلوها به، قال: و هكذا سمعت العرب تقول: ثَمَمْت السِّقاء إِذا فَرَشْت له الثُّمام و جعلتَه فوقه لئلا تُصیبه الشمسُ فَیَتَقطَّع لَبَنُه. و الثُّمامُ: نَبْت معروف فی البادیة و لا تَجْهَدُه النَّعَم
(1) صدر هذا البیت: أ مِن أُمِّ أوفی دِمنةٌ لم تكلَّمِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 80
إِلَّا فی الجُدوبة، قال: و هو الثُّمَّةُ أَیضاً، و ربما خفِّف فقیل: الثُّمَة، و الثُّمَةُ: الثُّمامُ. و رجلٌ مِعَمٌّ مِثَمٌّ مِلَمٌّ للذی یُصْلح الأَمْر و یقوم به. ابن شمیل: المِثَمُّ الذی یَرْعَی علی مَن لا راعِیَ له، و یُفْقِرُ مَنْ لا ظهر له، و یَثُمُّ ما عجز عنه الحیُّ من أَمرهم، و إِذا كان الرجل شدیداً یأْتی من وراء الصاغیة و یحمل الزیادة و یردُّ الرِّكاب قیل له: مِثَمٌّ، و إِنه لَمِثَمٌّ لأَسافِل الأَشیاء. و مَثَمُّ الفَرس، بالفتح: منقطَع سُرَّتِه، و المَثَمَّةُ مثله. و ثَمَّ الشی‌ءَ یَثُمه ثَمّاً: جمعه، و أَكثرُ ما یُستعمَل فی الحَشیش. و یقال: هو یَثُمُّه و یقمُّه أَی یَكْنُسُه و یَجمع الجیِّد و الرَّدی‌ء. و رجل مِثَمٌّ و مِقَمٌّ، بكسر المیم، إِذا كان كذلك، و مِثَمَّةٌ و مِقَمَّةٌ أَیضاً، الهاء للمبالغة. و قال أَعرابی: جَعْجَع بی الدهرُ عن ثُمِّه و رُمِّه أَی عن قلیله و كثیره. و الثُّمَّةُ، بالضم: القَبْضة من الحشیش. و ثَمَّ یده بالحشیشِ أَو الأَرضِ: مَسَحها، و ثَمَمْت یدی كذلك. و انْثَمَّ علیه أَی انْثال علیه. و انْثَمَّ جسمُ فلان أَی ذاب مثل انْهَمَّ؛ عن ابن السكیت. أَبو حنیفة: الثُّمُّ لغة فی الثُّمامِ، الواحدة ثُمَّةٌ؛ قال الشاعر: فأَصبح فیه آلُ خَیْمٍ مُنَضَّدٍ، و ثُمٍّ علی عَرْش الخیام غَسیِل و قالوا فی المَثَلِ لنَجاحِ الحاجة: هو علی رأْس الثُّمَّة؛ و قال: لا تَحْسبی أَنَّ یَدی فی غُمَّهْ، فی قَعْر نِحْیٍ أَسْتَثِیرُ جَمَّهْ، أَمسحُها بتُرْبَةٍ أَو ثُمَّهْ و ثَمَّتِ الشاةُ الشی‌ءَ و النَّباتَ بفِیها تَثُمُّه ثَمّا، و هی ثَمُومٌ: قَلَعَتْه بفِیها، و كلَّ ما مرَّت به، و هی شاة ثَمُومٌ. الأُموی: الثَّمُومُ من الغنم التی تَقْلَع الشی‌ء بفیها، یقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ، و العرب تقول للشی‌ء الذی لا یَعسُر تَناوُلُه: هو علی طَرَف الثُّمام، و ذلك أَن الثُّمامَ لا یَطول فیَشُقّ تناوُلُه. أَبو الهیثم: تقول العرب فی التشبیه هو أَبوه علی طَرَف الثُّمَّة إِذا كان یُشْبهه، و بعضهم یقول الثَّمَّة، مفتوحة. قال: و الثُّمَّة الثُّمام إِذا نُزِع فجعل تحت الأَساقی. یقال: ثَمَمْتُ السِّقاء أَثُمُّه إِذا جعلت تحتَه الثُّمَّة، و یقال: ثُمَّ لها أَی اجْمع لها. و ثَمَّ الشی‌ءَ یَثُمُّه و ثَمَّمَهُ: وطِئَه، و الاسم الثُّمُّ، و كذلك ثَمَّ الوَطْأَة. و ثَمَّمَ الكثیرُ: لغة فی ثَمَّمَ «1»، و یقال ذلك علی الثُّمَّة، یضرَب مثلًا فی النجاح. و انْثَمَّ الشیخ انْثِماماً: ولَّی و كَبِرَ و هَرِمَ. و ثَمَّ الطَّعامَ ثَمّاً: أَكلَ جَیِّده. و ما له ثُمٌّ و لا رُمٌّ: فالثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقیهم و آنِیتَهُم، و الرُّمُّ مَرمَّةُ البیت. و ما یملك ثُمّاً و لا رُمّاً أَی قلیلًا و لا كثیراً، لا یُستعمل إِلَّا فی النفی. قال أَبو منصور: الثُّمُّ و الرُّمُّ صحیح من كلام العرب. قال أَبو عمرو: الثُّمُّ الرُّمُّ؛ و أَنشد لأَبی سلمة المحاربی: ثَمَمْت حوائجی و وَذَأْتُ عَمْراً، فبئس مُعَرَّسُ الرَّكْب السِّغاب «2». ثَمَمْت: أَصلحت؛ و منه قولهم: كنَّا أَهل ثُمِّه و رُمِّه. و الثُّمامُ: شجر، واحدته ثُمامة و ثُمَّة؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: لا أَدری كیف ذلك، و به فسر
(1) قوله [و كذلك ثم الوطأة و ثمم الكثیر لغة فی ثمم] هكذا فی الأصل (2) قوله [و وذأت عمراً] فی نسخة: بشراً و هو كذلك فی الصحاح هنا و فی مادة وذأ، و فی الأصل: الشعاب بالشین المعجمة و العین المهملة. و فی الصحاح فی المادتین المذكورتین: السغاب بالسین المهملة و الغین المعجمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 81
قولهم: هو لك علی رأْس الثُّمَّةِ، و بها سمی الرجل ثُمامة. و الثُّمام: نبت ضعیف له خوص أَو شبیه بالخُوص، و ربما حُشِی به و سُدَّ به خَصاص البیوت؛ قال الشاعر یصف ضعیف الثُّمام: و لو أَنّ ما أَبْقَیْت مِنی مُعَلَّقٌ بعُودِ ثُمامٍ، ما تأَوَّدَ عُودُها و‌فی حدیث عمر: اغْزوا و الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِر قبل أَن یصیر ثُماماً ثم رُماماً ثم حُطاماً؛ و الثُّمام: نبت ضعیف قصیر لا یطول، و الرُّمامُ: البالی، و الحُطامُ: المتَكسِّر المُتَفَتِّت؛ المعنی: اغْزُوا و أَنتم تُنْصَرون و تُوفِّرُون غنائمكم قبل أَن یَهِنَ و یَضْعُف و یصیر كالثُّمام. و الثُّمام: ما یَبِس من الأَغْصان التی توضَع تحت النَّضَدِ. و بیتٌ مَثْمومٌ: مُغَطیًّ بالثُّمامِ، و كذلك الوَطْب، و هو علی طَرَف الثُّمام أَی ممكن لا مُحال؛ عن ابن الأَعرابی. الأَزهری: الثُّمامُ أَنواع: فمنها الضَّعَة و منها الجَلیلةُ و منها الغَرَفُ، و هو شبیه بالأَسَل و تُتَّخذ منه المَكانِس و یُظَلَّل به المَزاد فیُبَرِّد الماء. و شاة ثَمومٌ: تأْكل الثُّمامَ، و قد قلنا إِنها التی تقلَع الشی‌ء بفِیها. ابن السكیت: ثَمَّمْتُ العَظْم تَثْمیماً، و ذلك إِذا كان عَنِتاً فأَبَنْتَه. و الثَّمِیمةُ: التّامورةُ المشدودةُ الرأْس، و هی الثِّفالُ و هی الإِبریقُ. و ثَمَّ، بفتح الثاء: إِشارة إِلی المكان؛ قال الله عز و جل: وَ إِذٰا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً؛ قال الزجاج: ثَمَّ یعنی به الجَنَّة، و العامل فی ثَمَّ معنی رَأَیْتَ، المعنی و إِذا رمیت ببصَرك ثَمَّ؛ و قال الفراء: المعنی إِذا رأَیت ما ثَمَّ رأَیت نَعیماً، و قال الزجاج: هذا غلط لأَن ما موصولة بقوله ثمّ علی هذا التفسیر، و لا یجوز إِسقاط الموصول و تَرْكُ الصِّلة، و لكن رأَیت متعدٍّ فی المعنی إِلی ثَمَّ. و أَما قول الله عز و جل: فَأَیْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ، فإِن الزجاج قال أَیضاً: ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب، و لكنه مبنی علی الفتح و لا یجوز أَن یكون ثَمّاً زیدٌ «1»، و إِنما بُنیَ علی الفتح لالتقاء الساكنین. و ثَمَّ فی المكان: إِشارة إِلی مكان مُنْزاحٍ عنك، و إِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها، قال: و لا أَعلم أَحداً شرح ثَمَّ هذا الشرح، و أَما هنا فهو إِشارة إِلی القریب منك. و ثَمَّ: بمعنی هناك و هو للتبعید بمنزلة هنا للتقریب. قال أَبو إِسحاق: ثَمَّ فی الكلام إِشارة بمنزلة هناك زید، و هو المكان البعید منك، و مُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها و بَقِیت علی الفتح لالتقاء الساكنین. و ثَمَّتَ أَیضاً: بمعنی ثَمَّ. و ثُمّ و ثُمَّتَ و ثُمَّتْ، كلها: حرف نَسَق و الفاء فی كل ذلك بدل من الثاء لكثرة الاستعمال. اللیث: ثُمَّ حرف من حروف النَّسَق لا یُشَرِّك ما بعدَها بما قبلها إِلا أَنها تبیّن الآخر من الأَوّل، و أَما قوله: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهٰا زَوْجَهٰا، و الزَّوْج مخلوق قبل الولد، فالمعنی أَن یُجْعَل خلْقُه الزوجَ مردوداً علی واحدةٍ، المعنی خلقها واحدة ثم جعل منها زَوْجَها، و نحو ذلك قال الزجاج، قال: المعنی خلقكم من نفسٍ خلقها واحدة ثُمَّ جَعَلَ مِنْهٰا زَوْجَهٰا أَی خلق منها زوجَها قبلكم؛ قال: و ثُمَّ لا تكون فی العُطوف إِلَّا لشی‌ء بعد شی‌ء، و العرب تزید فی ثُمَّ تاءً تقول فعلت كذا و كذا ثُمَّت فعلت كذا؛ و قال الشاعر: و لقد أَمُرُّ علی اللَّئِیم یَسُبُّنی، فمضَیْت ثُمَّتَ قلت: لا یَعْنِینی و قال الشاعر:
(1) قوله [و لا یجوز أَن یكون ثماً زید] هكذا فی الأصل و لعله و لا یجوز أَن تقول ثماً زید
لسان العرب، ج‌12، ص: 82
ثُمَّتَ یَنْباعُ انْبِیاعَ الشجاعْ و ثُمَّ: حرف عطف یدل علی الترتیب و التراخی.

ثمثم؛ ج12، ص: 82

: الثَّمْثَمُ: الكلب، و قیل: الثَّمْثَمُ كلب الصید. الأَزهری فی الرباعی: العُرْبُجُ و الثَّمْثَمُ كلب الصید. و ثَمْثَمَ الرجلُ عن الشی‌ء و تَثَمْثَم: توقف، و كذلك الثورُ و الحِمارُ؛ قال الأَعشی: فَمَرَّ نَضِیُّ السَّهْمِ تحت لَبانِه، و جالَ علی وَحْشِیِّه لم یُثَمْثِمِ و تكلم فما تَثَمْثَمَ و لا تَلَعْثَم بمعنیً. و ثَمْثَموا الرجل: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابی. و ثَمْثَمَ الرجل إِذا غَطَّی رأْس إِنائه. و یقال: مَثْمِثُوا بنا ساعةً و ثَمْثِموا بنا ساعة و لَثْلِثوا ساعةً و حَفْحِفوا «1». ساعة أَی رَوِّحوا بنا قلیلًا. الثَّمْثام: الذی إِذا أَخذ الشی‌ء كسَره. و یقال: هذا سَیْف لا یُثَمْثَمُ نَصْله أَی لا یُثْنَی إِذا ضُرب به و لا یَرْتَدّ؛ و قال ساعدة: فوَرَّك لَیْناً لا یُثَمْثَمُ نَصْلُه، إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَمِیمُ صَمیمٌ أَی مُصَمِّم فی العَظْم؛ و قول العجاج: مُسْتَرْدِفاً، مِن السَّنام الأَسْنَمِ، حَشاً طویل الفَرْع لم یُثَمْثَمِ أَی لم یكْسَر و لم یُشْدخ بالحَمْل، یعنی سَنامه، و لم یُصِبْه عَمَدٌ فَیَنْهَشِم؛ العَمَدُ: أَن یَنْشَدِخ فَیَنْغَمِر. و ثَمْثَمَ قِرْنَه إِذا قَهَرَه؛ قال: فهو لِحُولانِ القِلاصِ ثَمْثام

ثوم؛ ج12، ص: 82

: قال أَبو حنیفة: الثُّومُ هذه البَقْلة معروف، و هی ببلد العرب كثیرة منها بَرِّیٌّ و منها رِیفِیٌّ، واحدته ثُومةٌ. و الثُّومة: قَبِیعةُ السیْفِ علی التشبیه لأَنها علی شَكْلها. و الثُّوم: لغة فی الفُوم، و هی الحِنْطة. و أُمُّ ثُومةَ: امرأَة؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی الجراح نفسه: فلو أَنَّ عندی أُمَّ ثُومةَ لم یكن علیَّ، لِمُسْتَنِّ الرِّیاح، طریقُ و قد یجوز أَن تكون أُمُّ ثُومةَ هنا السیف لما تقدّم من أَن الثُّومةَ قَبیعةُ السیفِ، و كأَنه یقول: لو كان سیْفی حاضراً لم أُذَلَّ و لم أُهَنْ. و الثِّوَمُ: شجر طیِّب الریح عظام واسع الورَق أَخضر، أَطیب رِیحاً من الآس، یُبْسط فی المجالس كما یُبْسَط الرَّیحان، واحدته ثِوَمةٌ؛ حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: هی الخُنْعُبَة و النُّونَةُ و الثُّومَةُ و الهَزْمةُ و الوَهْدَةُ و القَلْدةُ و الهَرْتَمَةُ و العَرْتَمَةُ و الحِثْرِمةُ؛ قال اللیث: الخُنْعُبَةُ مَشقّ ما بین الشارِبین بحِیال الوتَرَةِ، و الله تعالی أَعلم.

فصل الجیم؛ ج12، ص: 82

جثم؛ ج12، ص: 82

: جثَم الإِنسانُ و الطائرُ و النَّعامةُ و الخِشْف و الأَرْنبُ و الیَرْبوعُ یَجْثِم و یَجْثُم جَثْماً و جثُوماً، فهو جاثِم: لَزِم مكانه فلم یَبْرَح أَی تَلَبَّد بالأَرض، و قیل: هو أَن یَقَعَ علی صدره؛ قال الراجز: إِذا الكُماةُ جَثَمُوا علی الرُّكَبْ، ثَبَجْتَ، یا عَمْرو، ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ قال: و هی بمنزلة البُرُوك للإِبل؛ و منه‌الحدیث: فلزِمها حتی تَجَثَّمَها تَجَثُّمَ الطیر أُنْثاه إِذا عَلاها
(1). 1 قوله [حفحفوا] هكذا هو فی الأصل هنا و فی مادة لثث
لسان العرب، ج‌12، ص: 83
للسِّفاد.و جَثَم فلان بالأَرضَ یَجْثُم جُثوماً: لصِق بها و لَزِمها؛ قال النابغة یصِف رَكَبَ امرأَةٍ: و إِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثماً. مُتَحَیِّراً بمكانه مِلْ‌ءَ الیَدِ اللیث: الجاثِمُ اللَّازِمُ مكانه لا یَبْرح. اللیث: الجاثِمَةُ و اللَّبِدُ الذی لا یَبْرحُ بیتَه؛ یقال: رجل جُثَمةٌ و جَثَّامة للنَّؤوم الذی لا یسافِر. و یقال: إِن العسَل یَجْثُم علی المَعِدة ثم یَقْذِف بالداء، و فی بعض الكلام: إِذا شرِبت العسَل جَثَم علی رأْس المَعِدة ثم قَذف الداء؛ و جمعُ الجاثِمِ جُثوم. و قوله تعالی: فَأَصْبَحُوا فِی دِیٰارِهِمْ جٰاثِمِینَ*؛ أَی أَجساداً مُلْقاةً فی الأَرض؛ و قال أَبو العباس: أَی أَصابهم البلاءُ فبَركوا فیها، و الجاثِمُ: البارِك علی رِجْلیه كما یَجْثِمُ الطیرُ، أی أَصابهم العذابُ فماتوا جاثِمین أی بارِكین. الأَصمعی: جَثَمْت و جَثَوْت واحد. و الجَثُومُ: الأَرْنَبُ لأَنها تَجْثِمُ، و مكانها مَجْثَمٌ. و الجُثامُ و الجاثُومُ: الكابُوس یَجْثِمُ علی الإِنسان، و هو الدَّیَثانیُّ. التهذیب: و یقال للذی یقَع علی الإِنسان و هو نائم جاثُوم و جُثَم و جُثَمة و رازِمٌ و رَكَّاب و جَثَّامة؛ قال: و هو هذا النجت «1» الذی یقَع علی النائم. و جَثَمَ اللیلُ جُثوماً: انتصَف؛ عن ثعلب. و الجَثَمَةُ و الحَثَمة «2». و الجَثوم: الأَكَمَةُ؛ قال تأَبط شرّاً: نَهَضْتُ إلیها من جَثومٍ كأَنَّها عجوزٌ، علیها هِدْمِلٌ ذاتُ خَیْعَلِ و الجَثَّامةُ: البَلِیدُ؛ قال الراعی: مِنْ أَمْرِ ذی بَدَواتٍ لا تَزالُ له بَزْلاءُ، یعیا بها الجَثَّامة اللُّبَدُ و یروی … اللَّبِدُ، بالكسر، و هی أَجود عند أَبی عبید، و الجَثَّامةُ: السید الحلیم: و المُجَثَّمةُ: المَحْبوسةُ. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن المَصْبُورة و المُجَثَّمةِ؛ قال أَبو عبید: المُجَثَّمة التی نهی عنها هی المَصْبورة و هی كل حیوان یُنْصَب و یُرْمَی و یُقْتَل. قال أَبو عبید: و لكن المُجَثَّمة لا تكون إِلَّا من الطیر و الأَرانِب و أَشْباهِها مما یَجْثِمُ بالأَرض أی یَلْزمها، لأَن الطیر تَجْثِم بالأَرض إِذا لَزِمَتْها و لَبَدت علیها، فإِنْ حَبَسَها إنسان قیل: قد جُثِّمتْ، فهی مُجَثَّمة إِذا فُعِل ذلك بها، و هی المحبوسة، فإِذا فَعَلَتْ هی من غیر فِعْل أَحد قیل: جَثَمتْ تَجْثِمُ و تَجْثُمُ جُثُوماً، فهی جاثمة. شمر: المُجَثَّمة هی الشاة التی تُرْمی بالحجارة حتی تموت ثم تؤكل، قال: و الشاة لا تَجْثِم إِنما الجُثوم للطیر و لكنه استُعِیر. و‌روی عن عِكْرمة أَنه قال: المُجَثَّمة الشاة تُرمَی بالنَّبْل حتی تُقْتَل.و جَثَمَ الطِّین و الترابَ و الرَّماد: جَمَعها، و هی الجُثْمة. و الجَثْمُ و الجَثَم: الزَّرْع إِذا ارتفع عن الأَرض شیئاً و استقَلّ نباته، و قد جَثَم یجثِم. قال أَبو حنیفة: الجَثْمُ العِذْقُ إذا عَظُم بُسْرُه، و الجمع جُثُومٌ. و جَثَمَت العُذُوق تَجْثُمُ، بضم الثاء، جُثوماً: عَظُم بُسْرُها شیئاً، و فی التهذیب: إذا عظُمت فلزِمتْ مكانها. و الجُثْمان: الجِسْم؛ و قول الفرزدق:
(1) قوله [و هو هذا النجت] هكذا فی أصل من غیر نقط، و فی نسخة سقیمة من التهذیب: و هو هذا النجت (2) قوله [و الجثمة إلخ] عبارة التكملة: الجثمة و الحثمة، بالتحریك فیهما، و الجثوم الأكمة إِلی آخر ما هنا، و ضبط الأَخیر فیها كصبور و لكن یستفاد من القاموس أَن الأَخیر مضموم الأَول
لسان العرب، ج‌12، ص: 84
و باتَتْ بِجُثْمانِیَّةِ الماءِ نِیبُها، إلی ذاتِ رَحْلٍ كالمآتِمِ حُسَّرا جُثْمانِیَّة الماء: الماءُ نفسُه. و یقال: جُثْمانِیَّة الماءِ وسَطُه و مُجْتَمَعُه و مكانُه؛ و قول رؤبة: و اعْطِفْ علی بازٍ تَراخی مَجْثَمُهْ أی بعد وَكْره. التهذیب: الجُثْمان بمنزلة الجُسْمان جامع لكل شی‌ء ترید به جِسْمه و أَلواحَه. و یقال: ما أَحسن جُثْمان الرجل و جُسْمانه أی جسده؛ قال الممزَّق العَبْدیّ: و قد دعَوْا لیَ أَقْواماً، و قد غَسَلوا، بالسِّدْر و الماءِ، جُثْمانی و أَطْباقی الأَزهری: قال الأَصمعی الجُثْمان الشخص، و الجُسْمانُ الجِسْم؛ قال بِشْر: أَمُونٌ كدُكَّان العِبادیِّ فَوْقَها سَنامٌ كجُثْمان البَنِیَّةِ أَتْلَعا یعنی بالبَنِیَّة الكعبة، و هو شخص و لیس بجَسد؛ قال ابن بری: صوابُ إنْشاده‌أَمُوناً … بالنصب لأَنه منصوب بقوله فكَلَّفْت قبله، و هو: فكَلَّفْت ما عندی، و إن كنتُ عامِداً من الوَجْدِ كالثَّكْلان، بل أَنا أَوْجَعُ و أَتْلَعُ بالرفع لأَنه نعت لسَنام، و الذی فی شِعْره كجُثْمان البَلِیَّة، و هی الناقة تجعل عند قبر المیت؛ شبَّه سَنام ناقته بجُثْمانِها. و یقال: جاءنی بثَرید مثل جُثْمان القَطاة. و الجُثُوم: جبل؛ قال: جَبَل یَزیدُ علی الجِبالِ إذا بدا، بین الرَّبائِع و الجُثُومِ مُقِیمُ

جحم؛ ج12، ص: 84

: أَجْحَم عنه: كَفَّ كأَحْجَم. و أَحْجَم الرجلَ: دَنا أَن یُهْلِكَه. و الجحیمُ: اسم من أَسماء النار. و كلُّ نارٍ عظیمة فی مَهْواةٍ فهی جَحِیمٌ، من قوله تعالی: قٰالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْیٰاناً فَأَلْقُوهُ فِی الْجَحِیمِ. ابن سیدة: الجحیمُ النارُ الشدیدة التأَجُّج كما أَجَّجوا نارَ إبراهیم النبیِّ، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، فهی تَجْحَمُ جُحوماً أی توقَّد توقُّداً، و كذلك الجَحْمةُ و الجُحْمةُ؛ قال ساعدة بن جؤیة: إنْ تأْتِه، فی نَهار الصَّیْفِ، لا تَرَهُ إلَا یُجَمِّع ما یَصْلی من الجُحَمِ و رأَیت جُحْمةَ النارِ أی توقُّدَها. و كلُّ نارٍ تُوقد علی نارٍ جَحِیمٌ، و هی نارٌ جاحِمةٌ؛ و أَنشد الأَصمعی: و ضالةٌ مثلُ الجحِیمِ المُوقَدِ شَبَّه النِّصال و حِدَّتها بالنار؛ و نحو منه قول الهذلی: كأَنّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِیجُ و یقال للنار: جاحِمٌ أَی توقُّد و التهابٌ. و قال بعضهم: هو یَتجاحَمُ أَی یتحرَّق حِرْصاً و بُخْلًا، و هو من الجحِیم، و قد تكرر ذكر الجحیم فی غیر موضع فی الحدیث، و هو اسم من أَسماء جهنم، و أَصله ما اشْتَدَّ لَهَبُه من النار. و الجاحِمُ: المكان الشدید الحرّ؛ قال الأَعشی: یُعِدُّون للهَیْجاء قبلَ لِقائها، غَداةَ احْتِضار البأْس، و الموتُ جاحِمُ و جحَم النارَ: أَوْقَدها. و جَحُمَت نارُكم تَجْحُم جُحوماً: عَظُمت و تأَجَّجَتْ، و جَحِمتْ جَحَماً و جَحْماً و جُحوماً: اضْطَرمَتْ و كثُر جَمْرُها
لسان العرب، ج‌12، ص: 85
و لَهَبُها و تَوقُّدها، و هی جَحیمٌ و جاحِمةٌ. و جَمْرٌ جاحِمٌ: شدید الاشتِعال. و جاحِمُ الحَرْب: مُعْظَمُها، و قیل: شدَّة القَتْل فی مُعْتَركها؛ و أَنشد: حتی إذا ذاق منها جاحِماً بَرَدا و قال الآخر: و الحَرْب لا یَبْقی لجاحِمِها التخیُّل و المِراح و روی المنذری عن أَبی طالب فی قولهم فلان جَحَّامُ و هو یَتجاحَمُ علینا أی یَتضایَقُ، و هو مأْخوذ من جاحِمِ الحَرْب، و هو ضِیقُها و شدّتُها. و الجُحام: داء یُصِیب الإِنسانَ فی عینه فتَرِم، و قیل: هو داء یُصیب الكلب یُكْوی منه بین عینیه. و‌فی الحدیث: كان لِمَیْمُونةَ كلبٌ یقال له مِسْمار فأَخذه داء یقال له الجُحام، فقالت: وارَحْمتا لمِسْمار‌تعنی كلبَها؛ قال ابن الأَثیر: الجُحام داء یأْخذ الكلب فی رأْسه فیُكوَی منه بین عینیه، قال: و قد یُصیبُ الإِنسان أَیضاً. و الجَحْمةُ: العینُ. و جَحْمَتا الإِنسان: عیناه. و جَحْمَتا الأَسدِ: عیناه، بلغة حمیر؛ قال ابن سیدة: بلغة أَهل الیمن خاصَّة: قال: أَیا جَحْمَتا بَكِّی علی أُمِّ مالك، أَكِیلةِ قِلَّوْبٍ بأَعْلی المَذانِب القِلَّوْب: الذئب؛ قال ابن بری: صوابه بما قبله و ما بعده: أُتِیحَ لها القِلَّوْبُ من أَرض قَرْقَری، و قد یَجْلُبُ [یَجْلِبُ الشَّرَّ البَعِیدَ الجَوالِبُ فیا جَحْمَتی بَكِّی علی أُمِّ مالكٍ، أَكِیلةِ قِلِّیبٍ ببعضِ المَذانِب فلم یُبْقِ منها غیرَ نِصفِ عِجانِها، و شُنْتُرةٍ منها، و إحْدی الذَّوائِب و أَجْحَم العینِ: جاحِمها. قال الأَزهری: جَحْمَتا الأَسدِ عیناه، بكل لغة. ابن الأَعرابی: الجُحامُ معروف. و الجُحُمُ: القلیلُو الحیاء. و التَّجْحِیمُ: الاسْتِثبات فی النظر لا تَطْرِف عینه؛ قال: كأَنّ عینیه، إذا ما حَجَّما عینا أَتان تَبْتَغِی أن تُرْطَما و عینٌ جاحِمةٌ: شاخِصةٌ. و جَحَم الرجلُ عینیه كالشاخِص. و جَحَّمنی بعینِه تَجْحیماً: أحدَّ إلیَّ النظر. و الأَجْحَمُ: الشدیدُ حُمْرةِ العینین مع سَعَتِهما، و الأُنثی جَحْماءُ من نِسْوةٍ جُحْمٍ و جَحْمی. قال ابن سیدة: و الجَوْحَمُ الوَرْد الأَحمر، و الأَعْرف تقدیم الحاء. و أجْحَمُ بنُ دِنْدِنَةَ الخُزاعی: أحد سادات العرب، و هو زوج خالدة بنت هشام بن عبد مناف.

جحدم؛ ج12، ص: 85

: جَحْدَم: اسمٌ. و الجَحْدمةُ: الضِّیقُ و سوءُ الخلُق. و الجَحْدَمة: السُّرعة فی عَدْوٍ.

جحرم؛ ج12، ص: 85

: الجَحْرَمة: الضیقُ و سوءُ الخلُق. و رجلٌ جَحْرَمٌ و جُحارِم: سیِّ‌ءُ الخلُق ضَیِّقُه، و هی الجَحْرمة.

جحشم؛ ج12، ص: 85

: بعیرٌ جَحْشَمٌ: مُنْتَفِخ الجَنْبین؛ قال الفَقْعسیّ: نِیطَتْ بِجَوْزِ جَحْشَمٍ كُمَاتِرِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 86
الجوهری: الجَحْشَمُ البعیرُ المُنْتَفِخ الجَنْبَینِ.

جحظم؛ ج12، ص: 86

: رجل جَحْظَمٌ: عظیم العینین من الجَحَظِ، و المیم زائدة، و هو الجَحْظَم. الكسائی: جَحْظَمْت الغلامَ جَحْظَمةً إذا شَدَدْت یَدَیْه علی رُكْبَتَیْه ثم ضَرَبْتَه. ثم سأَلت ابن الأَعرابی عن قوله جَحْظَمْتُ فقال: أَخبرنی به الدُّبَیْرِیّ هاهنا، و أَشار إلی دُكان؛ جَحْظَمَه بالحَبْل: أَوثقه كیفما كان.

جحلم؛ ج12، ص: 86

: جَحْلمه: صَرَعَه؛ قال: هُمْ شَهِدُوا یومَ النِّسارِ المَلْحَمَهْ، و غادَرُوا سَراتَكُمْ مُجَحْلَمَهْ و جَحْلَم الحبلَ: مثل حَمْلَجَه.

جخدم؛ ج12، ص: 86

: الجَخْدَمَةُ: السرعة فی عَدْوٍ؛ ذكره الأَزهری، و فی موضع آخر: السرعةُ فی العمل و المشی، و الله أَعلم.

جدم؛ ج12، ص: 86

: الجَدَمةُ، بالتحریك: القصیرُ من الرجال و النساء و الغنَم، و الجمع جَدَمٌ؛ قال: فما لَیلَی من الهَیْقاتِ طُولًا، و لا لَیْلی من الجَدَمِ القِصارِ و الاسم الجَدَم، علی لفظ الجمع؛ هذه وحدها عن ابن الأَعرابی خاصة؛ و قال الراجز فی الجَدَمَةِ القصیرة من النساء: لَمَّا تَمَشَّیْتُ بُعَیْدَ العَتَمَهْ، سَمِعْتُ من فَوْقِ البُیوتِ كَدَمَه إذا الخَرِیعُ العَنْقَفِیرُ الجَدَمَه، یَؤُرُّها فَحْلٌ شَدیدُ الضَّمْضَمَهْ الكَدَمَة: الحركة، و الخَرِیعُ. الماجِنة، و العَنْقَفِیرُ: السَّلِطة، و الجَدَمة: القصیرةُ؛ قال ابن بری: و یروی … الحُذَمة، بالحاء علی مثال هُمَزة، قال: و الأَوّل هو المَشْهور، و كذلك ذكره أَبو عمرو. و شاةٌ جَدَمَةٌ: رَدِیِئة. و الجَدَمُ: الرُّذالُ من الناس؛ عن ابن الأَعرابی؛ و به فسر قوله: من الجَدَمِ القِصارِ. و الجَدَمَةُ: ما لم یَنْدقَّ من السُّنْبُل و بقی أَنصافاً. و الجَدَمة أیضاً: ما یُغَرْبَلُ و یُعْزَل ثم یُدَقّ فیخرج منه أَنْصافُ سُنْبُلٍ ثم یُدَقّ ثانیةً، فالأُولی القَصَرة، و الثانیة الجَدَمةُ و الجُدامةُ، و قیل للحَبَّة قِشْرَتانِ: فالعُلْیا جَدَمةٌ و السُّفْلی قَصَرة. ابن سیدة: و الجَدَم ضَرْب من التمر. و قال أبو حنیفة: الجُدامِیُّ ضَرْبٌ من التمر بالیمامة، و هو بمنزلة الشُّهْرِیز [الشِّهْرِیز بالبصرة و التَّبِّیّ بالبحرین؛ قال مُلَیْح: بذِی حُبُكٍ مثلِ القُنِیِّ، تَزِینُه جُدامِیَّةٌ من نَخْل خَیْبرَ دُلَّخِ التهذیب: و الجُدامُ أَصْل السَّعَف. و نخلة جُدامِیَّة: كثیرة السَّعَف. و فی نوادر الأَعراب: أَجْدَم النخْلُ و زَبَّب إذا حَمل شِیصاً. و نخل جادِم و جُدامِیّ: مُوقَرٌ. و إجْدَمْ و هِجْدَم علی البدَل كلاهما: من زَجْر الخیل إذا زُجِرت لِتَمْضِیَ. و یقال للفرس: إجْدَمْ و أَقْدِمْ إذا هِیجَ لیَمْضِیَ. و أَقْدِمْ أَجْودها. و أَجْدَمَ الفرسَ: قال له إجْدَمْ، و سنذكر ذلك مستوفی فی هجدم.

جذم؛ ج12، ص: 86

: الجَذْم: القَطْع. جَذَمه یَجْذِمه جَذْماً: قطَعه، فهو جذِیم. و جَذَّمه فانْجَذم و تَجَذَّم. و جَذَب فلانٌ حَبْلَ وصاله و جَذَمه إذا قطَعه؛
لسان العرب، ج‌12، ص: 87
قال البعیث: أ لا أَصْبَحَت خَنْساءُ جاذِمةَ الوَصْلِ و الجَذْمُ: سرعة القَطْع؛ و‌فی حدیث زید بن ثابت: أنه كتب إلی معاویة أن أَهل المدینة طال علیهم الجَذْم و الجَذْبُ‌أی انْقِطاعُ المِیرة عنهم. و الجِذْمة: القِطْعة من الشی‌ء یُقْطع طَرَفُه و یبقی جَذْمُه، و هو أَصله. و الجِذْمة: السَّوْط لأَنه یتقطع ممَّا یُضْرَب به. و الجِذْمة من السَّوْط: ما یُقْطع طرفُه الدَّقِیق و یبقی أَصله؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: یُوشُونَهُنَّ، إذا ما آنَسوا فَزَعاً تحت السَّنَوَّر، بالأَعْقابِ و الجِذَم و رجلٌ مِجْذامٌ و مِجذامةٌ: قاطع للأُمور فَیْصل. قال اللحیانی: رجل مِجْذامة للحرب و السَّیر و الهَوَی أی یقطع هَواه و یَدَعُه. الجوهری: رجل مِجْذامة أی سریع القطع للمَوَدَّة؛ و أَنشد ابن بری: و إنی لبَاقِی الوُدِّ مِجْذامةُ الهَوَی، إذا الإِلف أَبْدَی صَفْحه غیر طائل و الأَجْذَمُ: المقطوع الیَد، و قیل: هو الذی ذهبت أنامِلُه، جَذِمَتْ یَدُه جَذَماً و جَذَمها و أَجْذَمها، و الجَذْمةُ و الجَذَمةُ: موضع الجَذْم منها. و الجِذْمة: القِطعة من الحبل و غیره. و حبل جِذْمٌ مَجْذومٌ: مقطوع؛ قال: هَلَّا تُسَلِّی حاجةٌ عَرَضَتْ عَلَقَ القَرینةِ، حَبْلُها جِذْمُ و الجَذَم: مصدر الأَجْذَم الیَدِ، و هو الذی ذهبت أَصابعِ كفیه. و یقال: ما الذی جَذَّمَ یدَیه و ما الذی أَجْذمه حتی جَذِم. و الجُذام من الدَّاء: معروف لتَجَذُّم الأَصابع و تقطُّعها. و رجل أَجْذَمَ و مُجَذَّم: نَزَل به الجُذام؛ الأَوّل عن كراع؛ غیره: و قد جُذِم الرجل، بضم الجیم، فهو مَجْذوم. قال الجوهری: و لا یقال أَجْذَمَ. و الجاذِمُ: الذی وَلِیَ جَذْمَه. و المُجذَّم: الذی ینزل به ذلك، و الاسم الجُذام. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: من تَعَلَّم القرآن ثم نَسِیه لَقِیَ اللهَ یومَ القیامة و هو أَجْذَم.قال أَبو عبید: الأَجْذَم المَقْطوع الید. یقال: جَذِمَت یدُه تَجْذَمُ جَذَماً إذا انقطعت فَذَهَبت، فإن قَطَعْتها أَنت قلت: جَذَمْتُها أَجْذِمُها جَذْماً؛ قال. و‌فی حدیث علیّ مَنْ نَكَثَ بَیْعَتَه لَقِی الله و هو أَجْذم لیست له ید، فهذا تفسیره؛ و قال المُتَلَمِّسُ.و هل كنتُ إلَّا مِثْلَ قاطِعِ كَفِّه بِكَفٍّ له أُخْری، فأَصْبَحَ أَجْذَما؟ و قال القتیبی: الأَجْذَم فی هذا الحدیث الذی ذهبت أَعضاؤه كلها، قال: و لیست یَدُ الناسِی للقرآن أَولی بالجَذْم من سائر أَعضائه. و یقال: رجل أَجْذَمُ و مَجْذوم و مُجَذَّم إذا تَهافَتَتْ أَطْرافُه من داء الجُذام. قال الأَزهری: و قول القتیبی قریب من الصواب. قال ابن الأَثیر: و قال ابن الأَنباری ردّاً علی ابن قتیبة: لو كان العقاب لا یقَعُ إلَّا بالجارحة التی باشرت المعصیة لَما عُوقب الزانی بالجَلْد و الرَّجْم فی الدنیا، و فی الآخرة بالنار؛ و قال ابن الأَنباری: معنی الحدیث أَنه لَقِیَ اللهَ و هو أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لا لِسانَ له یتكلم به، و لا حجة فی یده. و‌قول علیّ: لیست له ید‌أَی لا حُجَّة له، و قیل: معناه لَقِیَه و هو منقطع السَّبَب، یدلُّ علیه‌قوله: القرآنُ سَبَبٌ بیدِ الله و سَبَبٌ بأَیدیكم، فَمن نَسِیه فقد قَطع
لسان العرب، ج‌12، ص: 88
سَبَبَه؛ و قال الخطابی: معنی الحدیث ما ذهب إلیه ابن الأَعرابی، و هو أن من نَسِیَ القرآن لقی الله تعالی خالیَ الید من الخیر، صِفْرَها من الثواب، فكنی بالید عما تحویه و تشتمل علیه من الخیر، قال ابن الأَثیر: و فی تخصیص حدیث علیّ بذكْر الیَدِ معنی لیس فی حدیث نسیان القرآن، لأَن البَیْعَة تُباشِرُها الید من بین سائر الأَعضاء، و هو أن یَضَع المُبایِعُ یده فی ید الإِمام عند عقد البَیْعة و أَخذِها علیه؛ و منه‌الحدیث: كل خُطْبة لیس فیها شَهادة كالید الجَذْماء‌أی المقطوعة. و‌فی الحدیث أنه قال لمَجْذُوم فی وَفْدِ ثَقیفٍ: ارْجِعْ فقد بایَعْناك؛ المَجْذومُ: الذی أَصابه الجُذام، كأَنه من جُذِمَ فهو مَجْذوم، و إنما ردَّة النبی، صلی الله علیه و سلم، لئلا ینظر أصحابُه إلیه فَیزْدَرُوه و یَرَوْا لأَنفسهم فضْلًا علیه، فیَدْخُلهم العُجْبُ و الزَّهْو، أو لئلا یَحْزَن المَجْذومُ برؤیة النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَصحابه و ما فَضَلوا علیه فیَقِلّ شكره علی بَلاء الله، و قیل: لأَن الجُذام من الأَمراض المُعْدِیة، و كان العرب تتطیَّرُ منه و تَتَجَنَّبُه، فردَّه لذلك، أَو لئلا یَعْرِض لأَحدهم جُذام فیظنَّ أَن ذلك قد أَعْداه، و یَعْضُد ذلك‌حدیثه الآخر: أَنه أَخذ بید مَجْذوم فَوضعها مع یده فی القَصْعة و قال: كُلْ ثِقَةً بالله و تَوكُّلًا علیه، و إنما فَعل ذلك لیُعْلِم الناسَ أَن شیئاً من ذلك لا یكون إلَّا بتقدیر الله عز و جل، و رَدَّ الأَوَّلَ لئلا یَأْثَم فیه الناسُ، فإنَّ یَقِینهم یَقْصُر عن یَقِینه. و‌فی الحدیث: لا تُدِیمُوا النظَر إلی المَجْذومین، لأَنه إذا أَدام النظر إلیه حَقَرَه، و رأَی لنفسه علیه فضلًا، و تأَذَّی به المَنْظور إلیه. و‌فی حدیث ابن عباس: أَربعٌ لا یَجُزْنَ فی البَیْع و لا النكاح: المَجْنونةُ و المَجْذومةُ و البَرْصاءُ و العفْلاء، و الجمع من ذلك جَذْمی مثل حَمْقی و نَوْكَی. و جَذِمَ الرجلُ، بالكسر، جَذَماً: صار أَجْذَمَ، و هو المقطوع الیَدِ. و الجِذْمُ، بالكسر: أَصل الشی‌ء، و قد یفتح. و جِذْمُ كل شی‌ء: أَصلُه، و الجمع أَجْذامٌ و جُذُومٌ. و جِذْمُ الشجرة: أَصلُها، و كذلك من كل شی‌ء. و جِذْمُ القوم: أَصلُهم. و‌فی حدیث حاطِب: لم یكن رجُل من قُرَیْش إلَّا له جِذْمٌ بمكَّة؛ یرید الأَهْلَ و العَشِیرةَ. و جِذْمُ الأَسْنان: مَنابِتُها؛ و قال الحَرِث بن وَعْلة الذُّهْلیُّ: أَلآنَ لمَّا ابیَضَّ مَسْرُبَتی، و عَضِضْتُ منْ نابی علی جِذْمِ أی كَبِرت حتی أَكلْت علی جِذْم نابی. و‌فی حدیث عبد الله بن زید فی الأَذان: أَنه رأَی فی المنام كأَنَّ رجُلًا نزلَ من السماء فعَلا جِذْمَ حائط فأَذَّن؛ الجِذْمُ: الأَصلُ، أَراد بقیَّة حائط أو قِطْعة من حائط. و الجَذْمُ و الخَذْمُ: القَطْعُ. و الانْجِذامُ: الانْقِطاعُ؛ قال النابغة: بانَتْ سُعادُ فأَمسی حَبْلُها انْجَذما، و احْتَلَّتِ الشِّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إضَما «3». و‌فی حدیث قتادة فی قوله تعالی: وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، قال: انْجَذَمَ أَبو سفیان بالعیر‌أی انقطَع بها «4». من الرَّكْب. و سارَ و أَجْذمَ السیرَ: أَسرع فیه؛ قال لبید: صائب الجِذْمةِ من غیر فَشَلْ
(3) فی دیوان النابغة: و أَمسی بدل فأَمسی، و الشَّرع بدل الشِّرع، و الأَجزاع بدل الأجراع (4) قوله [أی انقطع بها إلخ] عبارة النهایة: أی انقطع عن الجادة نحو البحر
لسان العرب، ج‌12، ص: 89
ابن الأَعرابی: الجِذْمة فی بیته الإِسْراعُ، جعله اسماً من الإِجْذام، و جعله الأَصمعی بقیَّة السَّوْط و أَصلَه. اللیث و غیره: الإِجْذامُ السرعةُ فی السّیر. و أَجذم البعیرُ فی سیره أی أَسرع. و رجل مِجْذامُ الرَّكْض فی الحرْب: سریعُ الرَّكْض فیها. و قال اللحیانی: أَجْذَمَ الفرسُ و غیره مما یَعْدُو اشْتَدَّ عَدْوُه. و الإِجْذام: الإِقْلاع عن الشی‌ء «5»؛ قال الربیع بن زیاد: و حَرَّقَ قَیْسٌ عَلیَّ البِلادَ، حَتَّی إذا اضْطَرَمَتْ أَجْذَما و رجل مُجَذَّمٌ: مُجَرّب؛ عن كراع. و الجَذَمةُ: بَلَحاتٌ یَخْرُجْنَ فی قَمِع واحد، فمجموعها یقال له جَذَمةٌ. و الجُذامةُ من الزرع: ما بقی بعد الحَصْد. و جُذْمان: نخلٌ؛ قال قیس بن الخَطِیم: فلا تَقْرَبُوا جُذْمانَ، إِنَّ حَمامَهُ و جَنَّتَه تَأْذی بكم فَتَحَمَّلُوا و قوله‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ بتمر من تَمر الیَمامة فقال: ما هذا؟ فقیل: الجُذامِیُّ، فقال: اللهم بارِكْ فی الجُذامِیّ؛ قال ابن الأَثیر: قیل هو تمر أَحمرُ اللَّوْن، و قد ذكر ابن سیدة فی ترجمة جدم، بالدال الیابسة، شیئاً من هذا. و الجَذْماء: امرأَة من بنی شَیْبان كانت ضَرَّة للبَرْشاء، و هی امرأَة أُخری، فَرَمَت الجَذْماءُ البَرْشاءَ بنار فأَحرقتها فسُمِّیَت البَرْشاءَ، ثم وثَبَتْ علیها البَرْشاءُ فقطعتْ یدَها فسُمِّیت الجَذْماءَ. و بنو جَذیمَة: حیّ من عَبْد القَیْس، و منازلهم البَیْضاءُ بناحیة الخَطِّ من البَحْرین. و جُذامُ: قبیلة من الیَمن تنزل بجبال حِسْمَی، و تَزْعُم نُسَّابُ مُضَرَ أَنهم من مَعَدٍّ؛ قال الكمیت یذكر انتقالهم إِلی الیَمن بنسَبهم: نَعَاءِ جُذاماً غیر موتٍ و لا قَتْلِ، و لكن فِراقاً للدَّعائم و الأَصْلِ ابن سیدة: جُذامٌ حیّ من الیَمنِ، قیل: هم من ولد أَسَد بن خُزَیمة؛ و قول أَبی ذؤیب: كأَن ثِقالَ المُزْن بین تُضارُعٍ و شابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِیجُ أَراد بَرْك من إبل جُذام؛ و خَصَّهم لأَنهم أكثر الناس إبلًا كقول النابغة الجعْدیِّ: فأَصْبَحَتِ الثِّیرانُ غَرْقی، و أَصْبحتْ نِساءُ تمیم یَلْتَقِطْنَ الصَّیاصِیا ذهب إِلی أَن تَمِیماً حاكةٌ، فنِساؤهم یَلْتَقِطْن قُرونَ البَقر المَیْتَة فی السَّیْل. قال سیبویه: إِن قالوا وَلَدَ جُذامٌ كذا و كذا صَرَفته لأَنك قصدْت قَصْدَ الأَب، قال: و إِن قلت هذه جُذامُ فهی كسَدُوسَ. و جَذِیمةُ: قبیلةٌ؛ و النسب إلیها جُذَمِیٌّ، و هو من نادر مَعْدول النسَب. و جَذِیمةُ: مَلِك من ملوك العرب؛ قال الجوهری: جَذِیمةُ الأَبْرَشُ ملِك الحِیرة صاحبُ الزَّبَّاء، و هو جَذیمة بنُ مالك بنِ فَهْم بن دَوْسٍ من الأَزْدِ. الجوهری: جَذیمة قبیلة من عبد القیس ینسَب إلیهم جَذَمِیٌّ، بالتحریك، و كذلك إِلی جَذیمةِ أَسَدٍ. قال سیبویه: و حدّثنی بعضُ من أَثِق به یقول فی بنی جَذیمة جُذَمیّ،
(5). 1 قوله [و الإِجذام الإقلاع عن الشی‌ء] و یطلق علی العزم علی الشی‌ء أیضاً كما فی القاموس و التكملة، فهو من الأَضداد
لسان العرب، ج‌12، ص: 90
بضم الجیم؛ قال أَبو زید: إذا قال سیبویه حدّثنی من أَثق به فإِنما یَعْنِینی. و یقال: ما سَمِعت له جُذْمة أی كلمة؛ قال ابن سیدة: و لیست بالثَّبَت انتهی.

جذعم؛ ج12، ص: 90

: یقال للجَذَع: جَذْعَمٌ و جَذْعَمَة. قال ابن الأَثیر: و‌فی حدیث علیٍّ، كرم الله وجهه: أَسْلَم و الله أَبو بكر و أنا جَذْعَمة، و فی روایة: أَسلمت و أنا جَذْعَمة؛ أَراد: و أنا جَذَعٌ أی حدیثُ السِّنِّ، فزاد فی آخره میماً توكیداً، كما قالوا زُرْقُمٌ و غیره «1» انتهی.

جرم؛ ج12، ص: 90

: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه یَجْرِمُه جَرْماً: قطعه. و شجرة جَرِیمَةٌ: مقطوعة. و جَرَمَ النَّخْلَ و التَّمْرَ یَجْرِمه جَرْماً و جِراماً و جَراماً و اجْتَرَمه: صَرَمَه: عن اللحیانی، فهو جارمٌ، و قوم جُرَّمٌ و جُرَّام، و تمر جَرِیم: مَجْرُوم. و أَجْرَمَ: حان جِرامُه؛ و قول ساعدة بن جؤیة: «2».سَادٍ تَجَرَّمَ فی البَضِیع ثمانِیاً، یَلْوِی بعَیْقاتِ البحار و یَجْنُبُ یقول: قطع ثمانی لیال مقیماً فی البضیع یشرب الماء؛ و الجَرِیم: النَّوَی، واحدته جَرِیمة، و هو الجَرامُ أَیضاً؛ قال ابن سیدة: و لم أَسمع للجَرام بواحد، و قیل: الجَرِیمُ و الجَرامُ، بالفتح، التمر الیابس؛ قال: یَرَی مَجْداً و مَكْرُمَةً و عِزّاً، إذا عَشَّی الصَّدیِقَ جَرِیمَ تمرِ و الجُرامَة: التمر المَجْرُوم، و قیل: هو ما یُجْرَمُ منه بعد ما یُصْرَمُ یُلْقَطُ من الكَرَب؛ و قال الشماخ: مُفِجُّ الحَوامِی عن نُسُورٍ، كأَنَّها نَوَی القَسْبِ تَرَّتْ عن جَرِیم مُلَجْلَجِ «3». أَراد النوی؛ و قیل: الجَرِیم البُؤْرَةُ التی یُرْضَحُ فیها النَّوَی. أَبو عمرو: الجَرام، بالفتح، و الجَرِیمُ هما النوی و هما أَیضاً التمر الیابس؛ ذكرهما ابن السكیت فی باب فَعِیل و فَعالٍ مثل شَحاجٍ و شَحیج و كَهامٍ و كَهِیم و عَقامٍ و عَقِیمٍ و بَجَالٍ و بَجِیل و صَحاحِ الأَدِیم و صَحِیح. قال: و أَما الجِرام، بالكسر، فهو جمع جَرِیم مثل كریم و كرام. یقال: جِلَّةٌ جَرِیمٌ أی عِظامُ الأَجْرام، و الجِلَّة: الإِبلُ المَسانُّ. و‌روی عن أَوْس بن حارثَةَ أنه قال: لا و الذی أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَریمة و النارَ من الوثِیمةِ؛ أَراد بالجریمة النواةَ أَخرج الله تعالی منها النخلة. و الوَثِیمةُ: الحجارة المكسورة. و الجَریمُ: التمر المَصْرُوم. و الجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ و الشعیر، و هی أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّی، و الأَعرفُ الجُدَامَة، بالدال، و كله من القَطْع. و جَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً و اجْتَرَمَه: خَرَصَه و جَرَّه. و الجِرْمةُ: القومُ یَجْتَرِمون النخلَ أی یَصْرِمُون؛ قال إمرؤ القیس: عَلَوْنَ بأَنْطاكِیَّةٍ، فَوْقَ عَقْمَةٍ، كجِرْمةِ نَخْلٍ أو كجَنَّة یَثْرِبِ الجِرْمَةُ: ما جُرِمَ و صُرِمَ من البُسْر، شبه ما علی
(1). 1 قوله [كما قالوا زرقم و غیره] الذی فی النهایة: كما قالوا زرقم و ستهم، و التاء للمبالغة (2). 2 قوله [و قول ساعدة بن جؤیة] أی یصف سحاباً كما فی یاقوت و قبله: أ فعنك لا برق كأنّ ومیضه غاب تشیمه ضرام مثقب قال الأَزهری: ساد أی مهمل، و قال أَبو عمرو: السادی الذی یبیت حیث یمسی. و تجرم أی قطع ثمانیاً فی البضیع و هی جزیرة بالبحر. یلوی بماء البحر: أی یحمله لیمطره ببلده (3). 1 قوله [عن نسور] الذی فی نسخة التهذیب: من، بالمیم
لسان العرب، ج‌12، ص: 91
الهودج من وَشْیٍ و عِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر و الأَصفر، أو بجنة یثرب لأَنها كثیرة النخل، و العَقْمةُ: ضرب من الوَشْیِ. الأَصمعی: الجُرامة، بالضم، ما سقط من التمر إذا جُرِمَ، و قیل: الجُرامة ما الْتُقِطَ من التمر بعد ما یُصْرَمُ یُلْقَط من الكَرَبِ. أَبو عَمْرو: جَرِمَ الرجل «1» إذا صار یأْكل جُرامة النخل بین السَّعَفِ. و یقال: جاء زمنُ الجِرامِ و الجَرام أی صِرامِ النخل. و الجُرَّامُ: الذین یَصْرِمونَ التمر. و‌فی الحدیث: لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ و علی الأَرض عَیْنٌ تَطْرِفُ، یرید تَجَرُّم ذلك القَرْنِ. یقال: تَجَرَّم ذلك القَرْنُ أی انْقَضَی و انْصَرَم، و أصله من الجَرْم القَطْعِ، و یروی بالخاء المعجمة من الخَرْم، و هو القطع. و جَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَی جَزَزْته، و قد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه مثل جَلَمْتُ. و الجُرْمُ: التَّعدِّی، و الجُرْمُ: الذنب، و الجمع أَجْرامٌ و جُرُومٌ، و هو الجَرِیمَةُ، و قد جَرَمَ یَجْرِمُ جَرْماً و اجْتَرَمَ و أَجْرَم، فهو مُجْرِم و جَرِیمٌ. و‌فی الحدیث: أَعظمُ المسلمین فی المسلمین جُرْماً من سأَل عن شی‌ء لم یُجَرَّمْ علیه فَحُرِمَ من أجل مسألته؛ الجُرْم: الذنب. و قولُه تعالی: حَتّٰی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیٰاطِ وَ كَذٰلِكَ نَجْزِی الْمُجْرِمِینَ؛ قال الزجاج: المُجْرِمون هاهنا، و الله أعلم، الكافرون لأَن الذی ذكر من قِصَّتهم التكذیب بآیات الله و الاستكبار عنها. و تَجَرَّم عَلیَّ فُلانٌ أی ادَّعَی ذنباً لم أفعله؛ قال الشاعر: تَعُدُّ عَلیَّ الذَّنْبَ، إِنْ ظَفِرَتْ به، و إِلَّا تَجِدْ ذَنْباً عَلیَّ تَجَرَّم ابن سیدة: تَجَرَّم ادَّعَی علیه الجُرْمَ و إِن لم یُجْرِم؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قد یُعْتَزَی الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم و قالوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قال الشاعر أَنشده ثعلب: و تَرَی اللبیبَ مُحَسَّداً لم یَجْتَرِمْ عِرْضَ الرجالِ، و عِرْضُه مَشْتُومُ و جَرَمَ إلیهم و علیهم جَرِیمة و أَجْرَم: جَنَی جِنایة، و جَرُمَ إذا عَظُمَ جُرْمُه أی أَذنب. أَبو العباس: فلان یَتَجَرَّمُ علینا أی یَتَجَنَّی ما لم نَجْنه؛ و أَنشد: أ لا لا تُبالی حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا قال: معناه تَجَرَّمُوا الذنوب علینا. و الجَرِمَةُ: الجُرْمُ، و كذلك الجَرِیمَةُ؛ قال الشاعر: فإِنَّ مَوْلایَ ذو یُعَیِّرُنی، لا إحْنَةٌ عِنْدَه و لا جَرِمَهْ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و لا مَعْشَرٌ شُوسُ العُیون كأَنَّهم إلیَّ، و لم أجْرِمْ بهم، طالِبُو ذحْلِ قال: أَراد لم أجْرِم إلیهم أَو علیهم فأَبدل الباء مكان إِلی أو علی. و الجُرْم: مصدر الجارِم الذی یَجْرِم نَفْسَه و قومه شَرّاً. و فلان له جَرِیمةٌ إلیَّ أَی جُرْم. و الجارمُ: الجانی. و المُجْرِم: المذنب؛ و قال: و لا الجَارِمُ الجانی علیهم بمُسْلَم
(1). 1 قوله [أبو عمرو جرم الرجل إلخ] عبارة الأزهری: عمرو عن أبیه جرم إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 92
قال: و قوله عز و جل: وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ*، قال الفراء: القُرّاءُ قرؤوا وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ*، و قرأَها یحیی بن وَثَّابٍ و الأَعْمَشُ و لا یُجْرِمَنَّكم، من أَجْرَمْتُ، و كلام العرب بفتح الیاء، و جاء فی التفسیر: و لا یَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أَن تَعْتَدُوا، قال: و سمعت العرب یقولون فلان جَریمَة أَهله أی كاسبهم. و خرج یَجْرِمُ أَهْلَه أی یَكْسبهم، و المعنی فیهما متقارب لا یَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أَن تعتدوا. و جَرَمَ یَجْرِمُ و اجْتَرم: كَسَبَ؛ و أنشد أبو عبیدة للهَیْرُدانِ السَّعْدِیِّ أَحدِ لُصوص بنی سَعْد: طَریدُ عَشِیرةٍ، و رهینُ جُرْمٍ بما جَرَمَتْ یَدی و جنَی لِسانی و هو یَجْرِمُ لأَهله و یَجْتَرِمُ: یَتَكَسَّبُ و یطلب و یَحْتالُ. و جَریمةُ القوم: كاسِبُهم. یقال: فلان جارِمُ أَهْلِهِ و جَریمَتُهم أی كاسبهم؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلیُّ یصف عُقاباً تَرْزُق فَرخَها و تَكْسِبُ له: جَریمَةُ ناهِضٍ فی رأْسِ نِیقٍ، تَری لِعظامِ ما جَمَعَتْ صَلِیبا جَریمَةُ: بمعنی كاسبة، و قال فی التهذیب عن هذا البیت: قال یصف عُقاباً تصید فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طیر أكلته، و بقی عظامه یسیل منها الودك. قال ابن بری: و حكی ثعلب أَن الجَریمة النَّواة. و قال أَبو إسحاق: یقال: أَجْرَمَنی كذا و جَرَمَنی و جَرَمْتُ و أَجْرَمْت بمعنی واحد، و قیل فی قوله تعالی لا یُجْرِمنَّكم: لا یُدْخِلَنَّكم فی الجُرم، كما یقال آثَمْتُه أی أَدخلته فی الإِثم. الأَخفش فی قوله وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ* أی لا یُحِقَّنَّ لكم لأَن قوله: لٰا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّٰارَ، إِنما هو حَقٌّ أَن لهم النار؛ و أَنشد: جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أَن یَغْضَبوا یقول: حَقَّ لها. قال أَبو العباس: أما قوله لا یُحِقَّنَّ لكم فإِنما أَحْقَقْتُ الشی‌ءَ إذا لم یكن حَقّاً فجعلته حقّاً، و إِنما معنی الآیة، و الله أَعلم، فی التفسیر لا یَحْملَنَّكُم و لا یَكْسبَنَّكم، و قیل فی قوله وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ* قال: لا یَحْمِلَنَّكم «1»، و أنشد بیت أبی أَسماء. و الجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، و الجمع القلیل أَجرام؛ قال یزیدُ بن الحَكَمِ الثَّقَفیُّ: و كم مَوْطِنٍ، لَوْلای، طِحْتَ كما هَوی بأَجْرامِه من قُلَّة النِّیقِ مُنْهَوی و جَمَعَ، كأنه صَیَّر كل جزء من جِرْمه جِرْماً، و الكثیر جُرُومٌ و جُرُم؛ قال: ما ذا تقُولُ لأَشْیاخ أُولی جُرُمٍ، سُودِ الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِیبِ التهذیب: و الجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد و جُثْمانه. و أَلقی علیه أَجْرامه؛ عن اللحیانی و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أنه یرید ثَقَلَ جِرْمِه، و جمع علی ما تَقَدَّم فی بیت یزید. و‌فی حدیث علیّ: اتّقُوا الصُّبْحة فإنها مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم؛ قال ثعلب: الجِرْمُ البَدَنُ. و رجل جَریمٌ: عظیم الجِرْم؛ و أَنشد ثعلب: و قد تَزْدَری العینُ الفَتی، و هو عاقِلٌ، و یُؤفَنُ بَعْضُ القومِ، و هو جَریمُ
(1). 1 قوله [و قیل فی قوله وَ لٰا یَجْرِمَنَّكُمْ* قال لا یحملنكم]، هذا القول لیونس كما نص علیه الأَزهری
لسان العرب، ج‌12، ص: 93
و یروی: و هو حزیم، و سنذكره، و الأُنثی جَریمة ذات جِرْم و جِسْم. و إبل جَریمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حكی یعقوب عن أَبی عمرو: جِلَّةٌ جَریمٌ، و فسره فقال: عِظام الأَجْرام یعنی الأَجسام. و الجِرْم: الحَلْقُ؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ: لأَسْتَلّ منه الضِّغْنَ حتی اسْتَلَلْتُه، و قد كانَ ذا ضِغْنٍ یَضِیقُ به الجِرْمُ یقول: هو أمر عظیم لا یُسِیغُه الحَلْقُ. و الجِرْمُ: الصوت، و قیل: جَهارَتُه، و كرهها بعضهم. و جِرْمُ الصوت: جَهارته. و یقال: ما عرفته إِلا بِجِرْم صوته. قال أَبو حاتم: قد أُولِعَتِ العامَّةُ بقولهم فلان صافی الجِرْم أی الصوت أو الحَلْق، و هو خطأٌ. و‌فی حدیث بعضهم: كان حَسَنَ الجِرْم؛ قیل: الجِرْم هنا الصوت، و الجِرْمُ البَدَنُ، و الجِرْم اللَّوْنُ؛ عن ابن الأَعرابی. و جَرِمَ لونُه «1» إذا صفا. و حَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. و سنة مُجَرَّمة: تامَّة، و قد تَجَرَّم. أَبو زید: العامُ المُجَرَّمُ الماضی المُكَمَّلُ؛ و أَنشد ابن بری لعمر بن أَبی ربیعة: و لكنَّ حُمَّی أَضْرَعَتْنی ثلاثَةً مُجَرَّمةً، ثم اسْتَمَرَّتْ بنا غِبَّا ابن هانئ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ و شهر مُجَرَّمٌ و كَریتٌ فیهما، و یوم مُجَرَّمٌ و كَریتٌ، و هو التام، اللیث: جَرَّمْنا هذه السنةَ أی خَرَجْنا منها، و تَجَرَّمَتِ السنةُ أی انقضت، و تَجَرَّمَ اللیلُ ذهب؛ قال لبید: دِمَنٌ، تَجَرَّم، بَعدَ عَهْدِ أَنِیسِها، حِجَجٌ خَلَوْنَ: حَلالُها و حَرامُها أی تَكَمَّل؛ قال الأَزهری: و هذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما مضت صارت مقطوعة من السنة المستقبلة. و جَرَّمْنا القومَ: خرجنا عنهم. و لا جَرَم أی لا بدّ و لا محالة، و قیل: معناه حَقّاً؛ قال أَبو أسماء بن الضَّریبَةِ: و لقد طَعَنْتُ أبا عُیَیْنَةَ طَعْنَةً جَرَمَتْ فَزارةَ، بعدَها، أَن یَغْضَبُوا أی حَقَّتْ لها الغَضَبَ، و قیل: معناه كسَبَتْها الغَضَبَ. قال سیبویه: فأما قوله تعالی: لٰا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّٰارَ، فإِن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها فعل، و معناها لقد حَقَّ أَن لهم النار، و قول المفسرین: معناها حَقّاً أَن لهم النارَ یَدُلُّك علی أَنها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ عَمِلَتْ بعدُ فی أَنّ، و العرب تقول: لا جرم لآتِیَنَّك، لا جَرَم لقد أَحْسَنْتَ، فتراها بمنزلة الیمین، و كذلك فسرها المفسرون حَقّاً أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ، و أصلها من جَرَمْتُ أی كَسَبْتُ الذنبَ؛ و قال الفراء: و لیس قول من قال إِن جَرَمْتُ كقولك حُقِقْتُ أو حَقَقْتُ بشی‌ء، و إِنما لَبَّس علیه قولُ الشاعر: جَرَمَتْ فَزارةُ بعدها أَن یَغْضَبُوا فرفعوا فَزارة و قالوا: نجعل الفعل لفَزارة كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو حُقَّ لها أَن تَغْضَبَ، قال: و فزارة منصوب فی البیت، المعنی جَرَمَتْهُم الطعنةُ الغَضَبَ أی كَسَبَتْهم. و قال غیر الفراء: حقیقة معنی لٰا جَرَمَ أن لا نَفْیٌ هاهنا لَمَّا ظنوا أنه ینفعهم؛ فرُدَّ ذلك علیهم فقیل: لٰا ینفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال:
(1). 1 قوله [و جرم لونه] و كذلك جرم إذا عظم بدنه، و بابهما فرح كما ضبط بالأَصل و التهذیب و التكملة و صوّبه السید مرتضی علی قول المجد: و أَجرم عظم لونه و صفا
لسان العرب، ج‌12، ص: 94
جَرَمَ أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ؛ أی كَسَبَ ذلك العملُ لهم الخُسْرانَ، و كذلك قوله: لٰا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّٰارَ وَ أَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ؛ المعنی لا ینفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم إفْكُهم و كَذِبُهم لهم عذابَ النار أی كَسَبَ بهم عَذابَها. قال الأَزهری: و هذا من أَبْیَن ما قیل فیه. الجوهری: قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت فی الأَصل بمنزلة لا بد و لا محالة، فَجَرتْ علی ذلك و كثرت حتی تَحَوَّلتْ إلی معنی القَسَم و صارت بمنزلة حقّاً، فلذلك یجاب عنها باللام كما یجاب بها عن القسم، أ لا تراهم یقولون لا جَرَم لآتینك؟ قال: و لیس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ بشی‌ء، و إنما لبس علیه الشاعر أَبو أَسماء بقوله: جَرَمْتَ فَزارة؛ و قال أَبو عبیدة: أَحَقّت علیهم الغضَبَ أی أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن یغضبوا، و حَقَّتْ أیضاً: من قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أی حَقّاً؛ قال ابن بری: و هذا القول ردٌّ علی سیبویه و الخلیل لأَنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أی بالغَضَبِ فأسقط الباء، قال: و فی قول الفراء لا یحتاج إلی إسقاط حرف الجرّ فیه لأَن تقدیره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ علیك، قال: و البیت لأَبی أَسماء بن الضَّریبة، و یقال لعَطِیة بن عفیف، و صوابه: و لقد طعنتَ أَبا عُیَیْنة، بفتح التاء، لأَنه یخاطب كُرْزاً العُقَیلیَّ و یَرْثیه؛ و قبل البیت: یا كُرْزُ إنَّك قد قُتِلْتَ بفارسٍ بَطَلٍ، إذا هابَ الكُماةُ و جَبَّبُوا و كان كُرْزٌ قد طعن أبا عیینة، و هو حِصْنُ بن حذیفة بن بَدْر الفَزاریّ. ابن سیدة: و زعم الخلیل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام، یقول الرجل: كان كذا و كذا و فعلوا كذا فتقول: لا جَرَمَ أنهم سیندمون، أو أَنه سیكون كذا و كذا. و قال ثعلب: الفراء و الكسائی یقولان لا جَرَمَ تَبْرِئةٌ. و یقال: لا جَرَم «2» و لا ذا جَرَم و لا أنْ ذا جَرَم و لا عَنْ ذا جَرَم و لا جَرَ، حذفوه لكثرة استعمالهم إیاه. قال الكسائی: من العرب من یقول لا ذا جرم و لا أن ذا جرم و لا عن ذا جرم و لا جَرَ، بلا میم، و ذلك أنه كثر فی الكلام فحذفت المیم، كما قالوا حٰاشَ لِلّٰهِ* و هو فی الأَصل حاشَی، و كما قالوا أَیْشْ و إنما هو أیُّ شی‌ء، و كما قالوا سَوْ تَرَی و إنما هو سوفَ تَرَی. قال الأَزهری: و قد قیل لا صلة فی جَرَم و المعنی كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم؛ و أَنشد ثعلب: یا أُمَّ عَمْرٍو، بَیِّنی لا أو نَعَمْ، إن تَصْرمِی فراحةٌ ممن صَرَمْ، أو تَصِلِی الحَبْلَ فقد رَثَّ و رَمّ قُلْتُ لها: بِینِی فقالت: لا جَرَمْ أنَّ الفِراقَ الیومَ، و الیومُ ظُلَمْ ابن الأَعرابی: لا جَرَ لقد كان كذا و كذا أی حقّاً، و لا ذا جَرَ و لا ذا جَرَم، و العرب تَصِلُ كلامها بذی و ذا و ذو فتكون حَشْواً و لا یُعْتَدُّ بها؛ و أَنشد: إن كِلاباً والِدِی لا ذا جَرَمْ و‌فی حدیث قَیْس بن عاصم: لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها؛ قال ابن الأَثیر: هذه كلمة تَرِدُ بمعنی تحقیق الشی‌ء، و قد اختلف فی تقدیرها فقیل أصلها التبرئة بمعنی لا بُدَّ، و قد استعملت فی معنی حقّاً، و قیل:
(2). 1 قوله [و یقال لا جرم إلخ] زاد الصاغانی: لا جرم بضم فسكون، و لا جرم بوزن كرم، و معنی لا ذا جرم و لا أن ذا جرم أستغفر الله، و الأجرام: متاع الراعی. و الأجرام من السمك: لونان مستدیر بلون و أسود له أجنحة
لسان العرب، ج‌12، ص: 95
جَرَمَ بمعنی كَسَب، و قیل: بمعنی وَجَبَ و حَقَّ و لا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم یبتدأُ بها كقوله تعالی: لٰا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّٰارَ؛ أی لیس الأَمْرُ كما قالوا، ثم ابتدأَ و قال: وَجَبَ لهم النار. و الجَرْمُ: الحَرُّ، فارسی معرَّب. و أَرض جَرْمٌ: حارّة، و قال أَبو حنیفة: دَفِیئةٌ، و الجمع جُرُومٌ، و قال ابن دُرَیْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ توصف بالحرِّ، و هو دخیل. اللیث: الجَرْمُ نَقِیض الصَّرْد؛ یقال: هذه أَرض جَرْمٌ و هذه أَرض صَرْدٌ، و هما دخِیلان «1». فی الحرِّ و البرد. الجوهری: و الجُروُمُ من البلاد خلافُ الصُّرُودِ. و الجَرْمُ: زَورَقٌ من زوارقِ الیَمَن، و الجمع من كل ذلك جُرُومٌ. و المُدّ یُدْعَی بالحجاز: جَرِیماً. یقال: أَعطیته كذا و كذا جَرِیماً من الطعام. و جَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ فی قُضاعة و هو جَرْمُ بنُ زَیَّانَ، و الآخر فی طیِّ‌ء. و بنو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ فی بنی ضَبَّة، و الآخر فی بنی سَعْدٍ. اللیث: جَرْمٌ قبیلة من الیمن، و بَنُو جارِمٍ: قومٌ من العرب؛ و قال: إذا ما رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ إلی رَمْلِها، و الجارمِیُّ عَمِیدُها «2». عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، و قد یثقل، و هو أَیضاً اسم قبیلة.

جرثم؛ ج12، ص: 95

: الجُرْثُومة: الأَصل؛ و جُرْثُومة كل شی‌ء أَصلُه و مُجْتَمَعُه، و قیل: الجُرْثُومة ما اجتمع من التراب فی أُصول الشجر؛ عن اللحیانی. و جُرثومة النمل: قَرْیته. اللیث: الجُرْثومة أصل شجرة یجتمع إلیها التراب. و الجُرْثُومة: التراب الذی تَسْفیه الریحُ، و هی أیضاً ما یَجْمَعُ النَّمْلُ من التراب. و‌فی حدیث ابن الزبیر: لما أَراد أن یهدم الكعبة و یبنیها كانت فی المسجد جَراثیمُ‌أی كان فیها أماكن مرتفعة عن الأَرض مجتمعة من تراب أو طین؛ أَراد أَن أَرض المسجد لم تكن مستویة. و الاجْرِنْثامُ: الاجتماعُ و اللزومُ للموضع. و اجْرَنْثَمَ القومُ إذا اجتمعوا و لزموا موضعاً. و‌فی حدیث خزیمة: و عادَ لها النِّقادُ مُجْرَنْثِماً‌أی مجتمعاً مُتَقَبضاً، و النِّقادُ صغار الغنم، و إنما اجتمعت من الجَدْب لأَنها لم تجد مَرْعیً تنتشر فیه، و إنما لم یقل مُجْرَنْثِمةً لأَن لفظ النِّقادِ لفظ الاسم الواحد كالحِذَارِ و الخِمارِ، و یروی مُتَجَرْثِماً، و هو مُتَفَعْلِلٌ منه، و النون و التاء فیهما زائدتان، و قد اجْرَنْثَمَ و تَجَرْثَم؛ قال نُصَیْبٌ: یَعلُّ بَنِیهِ المَحْض من بَكَراتِها، و لم یُحْتلَبْ زِمْزیرُها المُتَجَرْثِمُ و تَجَرْثَم الرجلُ: اجتمع. و‌روی عن بعضهم: الأَسْدُ جُرْثُومةُ العربِ فمن أَضَلَّ نَسَبه فلیأْتهم؛ هُمْ، بسكون السین، الأَزْدُ فأَبدلوا الزای سیناً، و تَجَرْثَمَ الشی‌ءُ و اجْرَنْثَم إذا اجتمع؛ قال خُلَیْدٌ الیَشْكُریُّ: و كَعْثَباً مُرَكَّناً مُجْرَنْثِما و‌فی الحدیث: تَمِیم بُرْثُمَتُها و جُرْثُمَتُها؛ الجُرثُمة هی الجُرْثُومة، و جمعها جَرَاثِیمُ. و‌فی حدیث علیّ: مَن سَرَّه أن یَتَقَحَّمَ جَراثِیمَ جهنم فلْیَقْضِ فی الجَدِّ.و الجُرْثُومة: الغَلْصَمَةُ. و اجْرَنْثَم الرجلُ و تَجَرْثَمَ إذا سقط من عُلْوٍ إلی سُفْلٍ.
(1). 1 قوله [و هما دخیلان إلخ] عبارة التهذیب: دخیلان مستعملان (2). 2 قوله [إذا ما إلخ] تقدم فی عمد: شمساً بدل حرباً و الجلهمی بدل الجارمیّ، و الذی هناك هو ما فی المحكم
لسان العرب، ج‌12، ص: 96
و تَجَرْثمَ الشی‌ءَ: أخَذ مُعْظَمَه؛ عن نُصَیْرٍ. و جُرْثُمُ: موضع.

جرجم؛ ج12، ص: 96

: جَرْجَمَ الطعامَ: أَكله، علی البَدَل من جَرجَبَ. و جَرْجَمَ الشرابَ: شَرِبه. و جَرْجَمَ البیتَ: هَدَمَه أو قَوَّضَه. و تَهَدّم الحائطُ و تَجَرْجَمَ هو: سقط. و‌فی الحدیث: أنّ جبریل، علیه السلام، أخَذ بعُرْوتها الوُسطَی، یعنی مدائن قَوم لوط، علی نبینا و علیه السلام، ثم أَلْوَی بها فی جَوِّ السماء حتی سمعت الملائكةُ ضَواغِیَ كلابها، ثم جَرْجَمَ بعضها علی بعض‌أی أَسقط. و المُجَرْجَمُ: المَصْرُوعُ؛ قال العجاج: كأَنهم من فائِظٍ مُجَرْجَمِ و جَرْجَمَ الرجلَ: صَرَعه. و تَجَرْجَمَ الوَحْشِیُّ و غیره فی وجاره: تَقَبَّض و سكن، و قد جَرْجَمه الخوفُ. و‌فی حدیث وَهْبٍ قال: قال طالوتُ لداود، علیه السلام: أنت رجل جَرِی‌ءٌ و فی جبالنا هذه جَراجِمةٌ یَحْتَرِبُون الناسَ‌أی لصوص یَسْتَلِبون الناسَ و یَنْتَهبونهم. و الجَراجِمَة: قوم من العجم بالجزیرة. و یقال: الجَراجِمة نَبَطُ الشَّام؛ قال ابن بری: و منه قول أَبی وَجْزة: لو أَنَّ جَمْعَ الرُّومِ و الجَراجِمَا

جردم؛ ج12، ص: 96

: الجَرْدَمَة فی الطعام: مثل الجَرْدَبَة. ابن سیدة: جَرْدَمَ علی الطعام و فی الطعام لغة فی جَرْدَب، و هو أن یستر ما بین یدیه من الطعام بشماله لئلا یتناوله غیره. و قد تقدّم شرحه؛ و قال یعقوب: میمه بدل من باء جَرْدَبَ؛ و أَنشد: هذا غُلامٌ لَهِمٌ مُجَرْدِمُ، لزادِ مَنْ رافَقَه مُزَرْدِمُ و رجل جَرْدَمٌ: كثیر الكلام. و جَرْدَمَ السِّتِّین: جاوَزَها؛ عن ابن الأَعرابی. و جَرْدَمَ ما فی الجَفْنة: أَتَی علیه؛ عنه أَیضاً. و جَرْدَمَ الخُبْزَ: أكله كلَّه. شمر: هو یُجَرْدِمُ ما فی الإِناء أی یأْكله و یُفْنیه. و جَرْدَم إذا أكثر الكلام. و الجَرْدَمَةُ: الإِسراعُ؛ عن كراع.

جرذم؛ ج12، ص: 96

: الجَرْذَمة: السُّرْعة فی المَشْی و العَمَل.

جرزم؛ ج12، ص: 96

: الجَرْزَم و الجِرْزِم «1»؛ كلاهما عن كراع: الخُبْزُ القَفارُ الیابس.

جرسم؛ ج12، ص: 96

: الجُرْسُم: السَّمُّ «2»؛ عن كراع، و قد ذكر بالحاء؛ قال الأَزهری: رأیته مقیداً بخط اللحیانی الجُرْسُم، بالجیم، قال: و هو الصواب. و الجِرْسامُ: البِرسامُ. ابن درید: جِرْسامٌ و جِلْسامٌ الذی تُسمیه العامة بِرْساماً، و الله أَعلم.

جرشم؛ ج12، ص: 96

: جَرْشَمَ الرجلُ: لغة فی جَرْشَبَ. اللیث: جَرْشَم الرجلُ و جَرْشَبَ بمعنی أی انْدَمل بعد المرض و الهُزال. و جَرْشَم: مثل بَرْشَم أی أَحَدَّ النَّظَرَ. و جَرْشَمَ: كَرَّهَ وَجْهَه. غیره: جَرْشَم الرجلُ إذا كان مهزولًا أو مریضاً ثم اندمل، و بعضهم یقول: جَرْشَبَ؛ و أَنشد ابن السكیت لابن الرِّقاع: مُجْرَنْشِماً لعَمایاتٍ تُضِی‌ءُ به، منه الرِّضابُ و منه المُسْبِلُ الهَطِلُ قال: مُجْرَنْشِمٌ مجتمع مُتَقَبِّضٌ، بالجیم، و قد روی بالخاء، و سنذكره، و قد وردت حروف تَعاقب فیها الخاء و الجیم كالزَّلَخَانِ و الزَّلَجانِ،
(1). 1 قوله [الجرزم و الجرزم] كجعفر و زبرج. قاموس (2). 2 قوله [الجرسم السم] عبارة التكملة: الجرسم و الجرسام السم انتهی و ضبط الأَول كقنفذ و الثانی بكسر الجیم كسروال، و لما رأی السید مرتضی اقتصار اللسان علی الأَول كتب علی قول المجد: و الجرسام بالكسر السم، الصواب فیه كقنفذ
لسان العرب، ج‌12، ص: 97
و انْتَجَبْتُ الشی‌ء و انْتَخَبْتُه إذا اخْتَرْتَه. و الجَرْشَمُ من الحیَّات: الخَشِنُ الجِلْد.

جرضم؛ ج12، ص: 97

: ناقة جِرْضِمٌ: ضَخْمة. اللیث: الجُرْضُمُ و الجُراضِمُ من الغنمِ الأَكُول الواسع البطن، و هو الأَكُول جِدّاً، ذا جِسْم كان أو نحیفاً؛ قال الفرزدق: فلما تَصافنَّا الإِداوَةَ أَجْهَشَتْ إلیَّ غُضُونُ العَنْبَرِیِّ الجُراضِمِ ابن درید: جُراضِمٌ و جُرافِضٌ و هو الثَّقِیلُ الوَخِمُ. و الجِرْضَمُّ من الغنم «1»: الكبیرة السمینة، و من الإِبل الضَّخْمة.

جرهم؛ ج12، ص: 97

: جُرْهُم: حیّ من الیَمن نزلوا مكة و تزوج فیهم إسماعیل بن إبراهیم، علیهما السلام، و هم أَصهاره ثم أَلْحَدُوا فی الحرَم فأَبادَهم الله تعالی. و رجل جِرْهامٌ و مُجْرَهِمٌّ: جادٌّ «2». فی أَمْره، و به سمی جُرْهُمٌ. و جِرْهامٌ: من صفات الأَسد. التهذیب: الفراء الجُرْهُمُ الجَرِی‌ءُ فی الحرب و غیرها. و جمل جراهم: عظیم؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة یصف ضَبُعاً: تراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً جُراهِمَةً، لها حِرَةٌ و ثِیلُ عنی بالجُراهِمَةِ الضخمةَ الثقیلةَ، و قوله: لها حِرَةٌ و ثِیل، معناه أن كل ضَبُع خنثی فیما زعموا، و استعار الثِّیلَ لها و إنما هو للبعیر، یقال: بعیر عُرَاهِنٌ و عُراهِمٌ و جُراهِمٌ عظیم؛ و قال عمرو الهُذَلی: فلا تَتَمَنَّنِی و تَمنَّ جِلْفاً جُراهِمَةً هِجَفّاً، كالخَیالِ جُراهِمَة: ضخماً، هِجَفّاً: ثقیلًا طویلًا، كالخیال: لا غَناءَ عنده. و جمَل جُراهِمٌ و ناقة جُراهِمَةٌ أَی ضَخمة.

جزم؛ ج12، ص: 97

: الجَزْمُ: القطع. جَزَمْتُ الشی‌ء أَجْزِمُهُ جَزْماً: قطعته. و جَزَمْتُ الیمین جَزْماً: أَمضیتها، و حلف یمیناً حَتْماً جَزْماً. و كل أمر قطعته قطعاً لا عَوْدَةَ فیه، فقد جَزَمْتَه. و جَزَمْتُ ما بینی و بینه أی قطعته؛ و منه جَزْمُ الحَرْفِ، و هو فی الإِعراب كالسكون فی البناء، تقول جَزَمْتُ الحرف فانْجَزم. اللیث: الجَزْمُ عَزِیمةٌ فی النحو فی الفعل فالحرفُ المَجْزُومُ آخرهُ لا إعراب له. و من القراءة أَن تَجْزِمَ الكلام جَزْماً بوضع الحروف مواضعها فی بیانٍ و مَهَلٍ. و الجَزْمُ: الحرف إذا سكن آخره. المُبرّد: إنما سُمِّیَ الجَزْمُ فی النحو جَزْماً لأَن الجَزْم فی كلام العرب القطع. یقال: افعل ذلك جَزْماً فكأَنه قُطِعَ الإِعرابُ عن الحرف. ابن سیدة: الجَزْمُ إسكان الحرف عن حركته من الإِعراب من ذلك، لقصوره عن حَظِّه منه و انقطاعه عن الحركة و مَدِّ الصوت بها للإِعراب، فإن كان السكون فی موضوع الكلمة و أَوَّلِیَّتها لم یُسَمَّ جَزْماً، لأَنه لم یكن لها حظ فقَصُرَتْ عنه. و‌فی حدیث النخعی: التكبیر جَزْمٌ و التسلیم جَزْمٌ؛ أراد أنهما لا یُمَدَّان و لا یُعْرَبُ آخر حروفهما، و لكن یُسَكَّنُ فیقال: الله أكْبَرْ، إذا وقف علیه، و لا یقال الله أَكْبَرُ فی الوقف. الجوهری: و العرب تسمِّی خَطَّنا هذا جَزْماً. ابن سیدة: و الجَزْمُ هذا الخطُّ المؤَلَّف من حروف المعجم؛ قال أَبو حاتم: سُمِّیَ جَزْماً
(1). 1 قوله [و الجرضم من الغنم إلخ] و كذلك الشیخ الساقط هزالًا و ضبط فی التكملة كقرشبّ و فی القاموس كجعفر (2). 2 قوله [مجرهم جادّ] كذا ضبط مجرهم كمقشعرّ بالأصل و المحكم لكن ضبط فی القاموس كالتكملة بوزن مدحرج
لسان العرب، ج‌12، ص: 98
لأَنه جُزِمَ عن المُسْنَدِ، و هو خَطُّ حِمْیَر فی أَیام مُلْكهم، أی قُطِعَ. و جَزَمَ علی الأَمر و جَزَّمَ: سكت. و جَزَّم عن الشی‌ء: عجز «1». و جَبُنَ. و جَزَّمَ القومُ إذا عجزوا و بَقِیتُ مُجَزِّماً: منقطعاً؛ قال: و لكنِّی مَضَیْتُ و لم أُجَزِّمْ، و كان الصَّبْرُ عادَةَ أَوَّلِینا و الجَزْمُ من الخَطِّ: تسویةُ الحرف. و قَلَمٌ جَزْمٌ: لا حرف له. و جَزَمَ القراءةَ جَزْماً: وضع الحروف مواضعها فی بیان و مَهَلٍ. و جَزَمْت القِربةَ: ملأْتها، و التّجْزیمُ مثله. و سِقاء جازِمٌ و مِجْزَمٌ: ممتلئ؛ قال: جَذْلانَ یَسَّر جُلَّةً مَكْنوزةً، دَسْماءَ بَحْوَنَةً و وَطْباً مِجْزَما و قد جَزَمَهُ جَزْماً: قال صَخْرُ الغَیّ: فلما جَزَمْتُ بها قِرْبَتی، تَیَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أو خَلِیفا و الخَلِیفُ: طریق بین جبلین. و جَزَّمَهُ: كَجَزَمَهُ. و یقال للسِّقاء مِجْزَمٌ، و جمعه مَجازِمُ. و الجَزْمَةُ: الأَكْلَة الواحدة. و جَزَمَ یَجْزِمُ جَزْماً: أكل أكلة تَمَّلأَ عنها؛ عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: جَزَمَ إذا أكل أكلةً فی كل یوم و لیلة. و جَزَم النخلَ یَجْزِمُه جَزْماً و اجْتَزمَه: خَرَصَه و حَزَرَه؛ و قد روی بیت الأَعشی: هو الواهِبُ المائةِ المُصْطَفاةِ، كالنَّخْلِ طافَ بها المُجْتَزِم بالزای، مكان المجترم، بالراء؛ قال الطُّوسی: قلت لأَبی عمرو لم قال طاف بها المُجْتَرِم؟ فتبسم و قال: أَراد أنه یَهَبُها عِشاراً فی بطونها أولادها قد بلغت أن تُنتَج كالنخل التی بلغت أن تُجتَرَمَ أی تُصْرَمَ، فالجارم یطوف بها لصَرْمِها. و یقال: اجْتَزَمْتُ النَّخلةَ اشتریت تمرها فقط. و قال أَبو حنیفة: الاجْتِزامُ شراء النخل إذا أَرْطَبَ. و اجْتَزَمَ فلانٌ حَظِیرةَ فلان إِذا اشتراها، قال: و هی لغة أَهل الیمامة. و اجْتَزَمَ فلان نَخْل فلانٍ فأَجْزَمه إِذا ابتاعه منه فباعه. و جَزَم من نخله جِزْماً أَی نصیباً. ابن الأَعرابی: إِذا باع الثمرة فی أَكمامها بالدراهم فذلك الجَزْمُ. و الجَزْم: شی‌ء یُدْخَلُ فی حَیاء الناقة لتَحْسِبَهُ ولدَها فتَرْأَمَه كالدُّرْجَة. و جَزَّمَ بسَلْحه: أَخرج بعضه و بقی بعضه، و قیل: جَزَّم بسلحه «2». خَذَفَ. و تَجَزَّمَتِ العصا: تَشَقَّقَتْ كَتَهَزَّمَتْ. و الجَزْمُ من الأُمور: الذی یأْتی قبل حینه «3»، و الوَزْمُ الذی یأْتی فی حینه. و الجِزْمةُ، بالكسر، من الماشیة: المائةُ فما زادت، و قیل: هی من العشرة إلی الأَربعین، و قیل: الجِزْمَةُ من الإِبل خاصة نحو الصِّرْمَة. الجوهری: الجِزْمَةُ، بالكسر، الصِّرْمةُ من الإِبل، و الفِرْقةُ من الضأْن. و یقال: جَزَّم البعیرُ فما یَبْرَحُ، و انْجَزَمَ العظمُ إِذا انكسر. الفراء: جَزَمَتِ الإِبلُ إذا رَوِیَتْ
(1). 1 قوله [و جزم عن الشی‌ء عجز] و كذلك جزم بالتخفیف كما فی القاموس و التهذیب (2). 1 قوله [و جزم بسلحه] كذا ضبط بالتثقیل بالأصل و المحكم و التكملة، و مقتضی صنیع القاموس أَنه بالتخفیف (3). 2 قوله [الذی یأتی قبل حینه إلخ] و منه قول شبیل بالتصغیر ابن عذرة بفتح فسكون: إلی أجل یوقت ثم یأتی بجزم أو بوزم باكتمال انتهی. التكملة. و زاد الجوازم: و طاب اللبن المملوءة، و الجزم، بالفتح، إیجاب الشی‌ء؛ یقال: جزم علی فلان كذا و كذا أوجبه، و اجتزمت جزمة من المال، بالكسر، أی أَخذت بعضه و أَبقیت بعضه
لسان العرب، ج‌12، ص: 99
من الماء، و بعیر جازمٌ و إِبل جَوازِمُ.

جسم؛ ج12، ص: 99

: الجِسْمُ: جماعة البَدَنِ أَو الأَعضاء من الناس و الإِبل و الدواب و غیرهم من الأَنواع العظیمة الخَلْق، و استعاره بعض الخطباء للأَعراض فقال یذكر عِلْم القَوافی: لا ما یتعاطاه الآن أَكثر الناس من التَّحَلی باسمه، دون مباشرة جَوْهَره و جِسْمه، و كأَنه إِنما كَنی بذلك عن الحقیقة لأَن جِسْم الشی‌ء حقیقةٌ و اسْمه لیس بحقیقة، أ لا تری أن العَرَض لیس بذی جِسْمٍ و لا جَوْهَرٍ إِنما ذلك كله استعارة و مَثَلٌ؟ و الجمع أَجْسامٌ و جُسومٌ. و الجُسْمانُ: جماعة الجِسْمِ. و الجُسْمانُ: جِسْمُ الرجل. و یقال: إِنه لنَحیفُ الجُسْمان، و جُسمانُ الرجلُ و جُثْمانُه واحد. و رجُل جُسْمانیٌّ و جُثْمانیٌّ إِذا كان ضَخْم الجُثَّة. أَبو زید: الجِسْمُ الجَسَدُ، و كذلك الجُسْمانُ، و الجُثْمانُ الشخص. و قد جَسُمَ الشی‌ءُ أَی عَظُمَ، فهو جَسِیمٌ و جُسام، بالضم. و الجِسامُ، بالكسر: جمع جَسیمٍ. و جَسُمَ الرجلُ و غیره یَجْسُمُ جَسامةً، فهو جَسِیمٌ، و الأُنثی من كل ذلك بالهاء؛ و أَنشد شاهداً علی جُسامٍ: أَنْعَتُ عَیْراً سَهُوَقاً جُساما أَبو عبید: تجَسَّمْتُ فلاناً من بین القوم أَی اخترته كأَنك قصدت جِسْمَه، كما تقول تأَیَّیْتُه أَی قصدت آیَتَه و شخصه. و تَجَسَّمْها ناقةً من الإِبل فانْحَرْها أَی اخْتَرْها؛ و أَنشد: تَجَسَّمَه من بَینِهِنَّ بمُرْهَفٍ، له جالِبٌ، فوق الرِّصاف، عَلِیلُ ابن السكیت: تَجَسَّمْتُ الأَمْرَ إِذا ركبت أَجْسَمَه و جَسِیمَه و مُعْظَمه. قال أَبو سعید: المُرْهَفُ النَّصْلُ الرقیق، و الجالب الذی علیه كالجُلْبَةِ من الدم، عَلیلٌ عُلَّ بالدم مرةً بعد مرة. و تَجَسَّمْتُ الرملَ و الجبل أَی ركبت أَعظمه. و تَجَسَّمْتُ الأَرضَ إِذا أَخذتَ نحوَها تریدها؛ قال الراجز: یُلِجْنَ من أَصواتِ حادٍ شَیْظَمِ، صُلْبٍ عَصاهُ للمَطیّ مِنْهَمِ، لیس یُمانی عُقَبَ التَّجَسُّم أَی لیس یَنْتَظر. و تَجَسَّمَ: من الجِسْم. و التَّجَسُّمُ: ركوب أَجْسمِ الأَمرِ و مُعْظَمِه. قال أَبو تراب: سمِعت أبا مِحْجَنٍ و غیرَه یقول: تَجَسَّمْتُ الأَمر و تَجشَّمْتُهُ إِذا حَمَلْت نفسك علیه؛ و قال عمرو بن جَبَلٍ: تَجَسَّمَ القُرْقُور مَوْجَ الآذیّ و الجُسُم: الأُمور العظام. و الجُسُمُ: الرجال العُقلاء. و الجَسِیمُ: ما ارتفع من الأَرض و علاه الماء؛ و قال الأَخْطَلُ: فما زال یَسْقی بَطْنَ خَبْتٍ و عَرْعَرٍ و أَرْضَهُما، حتی اطْمأَنَّ جَسِیمُها و الأَجْسَمُ: الأَضْخَمُ؛ قال عامر بن الطُّفَیْلِ: لقد عَلِمَ الحَیُّ من عامرٍ بأَنَّ لنا الذِّرْوَةَ الأَجْسَما «1». و بنو جَوْسَم: حَیٌّ قدیم من العرب، و كذلك بنو جاسِمٍ. و جاسِمٌ: موضع بالشام؛ أَنشد ابن بری لعَدیّ بن الرِّقاعِ:
(1). 1 قوله [لقد علم الحی … إلخ] تبع فیه الجوهری، قال الصاغانی: الروایة … ذروة الأَجسم و القافیة مجرورة و بعده: و أَنا المصالیت یوم الوغی إِذا ما العواویر لم تقدم
لسان العرب، ج‌12، ص: 100
لولا الحَیاءُ، و أَنّ رأْسِیَ قد عَفا فیه المَشِیبُ، لزُرْتُ أُمَّ القاسِمِ فكأَنَّها، بین النِّساءِ، أعارها عَیْنَیْهِ أَحْوَرُ من جآذِرِ جاسِمِ و یروی … عاسِم.

جشم؛ ج12، ص: 100

: جَشِمَ الأَمْرَ، بالكسر، یَجْشَمُه جَشْماً و جَشامةً و تَجَشَّمَه: تَكَلَّفَه علی مشقة. و أَجْشَمَنی فلانٌ أَمْراً و جَشَّمَنِیه أی كَلَّفَنی؛ و أَنشد ابن بری للأَعْشی: فما أَجْشَمْتُ من إِتْیانِ قَومٍ، هُمُ الأَعْداءُ و الأَكْبادُ سُودُ و جَشَّمْتُه الأَمرَ تَجْشِیماً؛ و فی حدیث زید بن عمرو ابن نُفَیْلٍ: مَهْما تُجَشِّمْنی فإِنِّی جاشِمُ أَبو تراب: سمعت أَبا مِحْجَنٍ و باهِلیّاً تَجَشَّمْتُ الأَمر و تَجَسَّمْتُه إِذا حملت نفسك علیه؛ و قال عمرو بن جَمیل «1»: تَجَشَّم القُرْقُورُ مَوْجَ الآذیّ ابن السكیت: تَجَشَّمْتُ الأَمْرَ إذا ركبت أَجْسَمه، و تَجَشَّمْتُه إذا تكلفته، و تَجَشَّمْتُ الأَرضَ إذا أخذتَ نحوَها تریدها، و تَجَشَّمْت الرملَ ركبت أَعْظَمَه. أَبو النضر: تَجَشَّمْتُ فلاناً من بین القوم أی قَصَدْتُ قَصْدَه؛ و أَنشد: و بَلَدٍ ناءٍ تَجَشَّمْنا به علی جَفاهُ، و علی أَنقابه أبو بكر فی قولهم: قد تَجَشَّمْتُ كذا و كذا أَی فعلته علی كُرْه و مشقة، و الجُشَمُ: الاسم من هذا الفعل؛ قال المرَّارُ: یَمْشِینَ هَوْناً، و بعد الهَوْنِ مِنْ جُشَمٍ، و مِنْ جَناءِ غَضِیضِ الطَّرْفِ مَسْتُورِ «2». و الجُشَمُ: الجَوْف، و قیل: الصدر و ما اشتمل علیه من الضُّلوع. و جُشَمُ البعیرِ: صَدْرُه و ما غَشِی به القِرْنَ من صَدره و سائر خَلْقه. و یقال: غَتَّه بجُشَمِه إذا أَلقی صدره علیه. و رمی علیه جَشَمَه و جُشمه أی ثِقْلَه. و الجَشِمُ: الغلیظ «3»؛ عن كراع. ابن الأَعرابی: الجُشُمُ السِّمانُ من الرجال؛ و قال أَبو عمرو: الجَشَمُ السِّمَنُ. ابن خالویه: الجُشْمُ دراهم ردیئة، و جمعها جُشُومٌ؛ قال جریر: بَدَا ضَربُ الكِرامِ و ضَرْبُ تَیْمٍ، كضَرْبِ الدُّنْبُلِیَّة و الجُشُوم أَبو زید: ما جَشِمْتُ الیوم ظِلْفاً «4»؛ یقوله القانِصُ إذا لم یَصِدْ و رجع خائباً. و یقال: ما جَشَمْتُ الیوم طعاماً أی ما أَكلت؛ قال: و یقال ذلك عند خیبة كل طالب فیقال: ما جَشَمْتُ الیومَ شیئاً. أَبو عبید: تَجَشَّمْتُ فلاناً من بین القوم أی اخترته؛ و أَنشد: تَجَشَّمْتُه من بَیْنِهِنَّ بمُرْهَفٍ، له جالِبٌ، فوقَ الرِّصافِ، عَلِیلُ
(1). 1 قوله [و قال عمرو بن جمیل] كذا بالأَصل و التهذیب، و الذی تقدم فی جسم: عمرو بن جبل (2). 1 قوله [و من جناء غضیض] كذا بالأَصل جناء بالأَلف، و فی شرح القاموس: جنی (3). 2 قوله [و الجشم الغلیظ إلخ] كذا بالأَصل كالمحكم مضبوطاً بوزن كتف، و الذی فی القاموس: و كأمیر الغلیظ انتهی. قال شارحه: و الذی فی كتاب كراع ككتف (4). 3 قوله [ما جشمت الیوم ظلفاً] و قوله [ما جشمت الیوم طعاماً] ضبط فی الأَصل و نسخة من التهذیب بفتح الجیم و الشین و لم نجد هذه العبارة لغیر التهذیب حتی نستأنس لهذا الضبط
لسان العرب، ج‌12، ص: 101
و قد تقدم أَكثر ذلك فی جسم. ابن الأَعرابی: الجُشُمُ الطِّوالُ الأَعْفارُ. و الأَعْفارُ من قولك رجل عِفْرٌ: داهٍ خبیثٌ. أَبو عمرو: الجَشْمُ الهلاك. و جُشَمُ بن بكر: حیٌّ من مُضَرَ. و جُشَمُ بن هَمْدانَ: حَیّ من الیمَن. و بنو جَوْشَم: حَیّ من جُرْهُم دَرَجُوا. و جُشَمُ: حَیّ من الأَنصار، و هو جُشَمُ بن خَزْرَج؛ و قال الأَغْلَبُ العِجْلیّ: إِنْ سَرَّكَ العزُّ فَجَخْجِخْ بجُشَم و جُشَمُ: فی ثَقِیف، و هو جُشَمُ بن ثَقِیفٍ. و جُشَمُ: حَیٌّ من تَغْلِبَ و هم الأَراقِمُ. التهذیب: و جُشَمُ حَیّ من تَغْلِب، و جُشَمُ فی هَوَازِنَ، و هو جُشَمُ بن مُعاویة بن بكر بن هَوازن.

جعم؛ ج12، ص: 101

: الجَعْماءُ من النساء: التی أُنْكِرَ عَقْلُها هَرَماً، و لا یقال للرجل أَجْعَمُ. و الجَعْماء: الناقة المُسِنَّة، و قیل: هی التی غابت أَسنانُها فی اللِّثَاتِ، و الذكر أَجْعَمُ، و فی الصحاح: و لا یقال للذكر أَجْعَمُ، و كذلك كل دابة ذهبت أَسنانها كلها. و قال ابن الأَعرابی: هی الجَمْعاءُ و الجَعْماءُ. و الجَعْماءُ من النساء: الهَوْجاء البَلْهاءُ. و جَعِمَ الرجلُ لكذا أی خَفَّ له. و قد جَعِمْتُ جَعَماً و أَجْعَمَتِ الأَرضُ: كثر الحَنَكُ علی نباتها فأكله و ألجأَه إلی أُصوله. و أُجْعِمَ الشجر: أُكل وَرَقُه فآل إلی أُصوله؛ قال: عَنْسِیَّة لم تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَمَا و جَعِمَ إِلی اللحم جَعَماً، فهو جَعِمٌ: قَرِمَ و هو مع ذلك أَكُولٌ؛ و قول العجاج: نُوفی لَهُمْ كَیْلَ الإِناءِ الأَعْظَمِ، إِذ جَعِمَ الذُّهْلانِ كلَّ مَجْعَمِ و یقال: جَعامَةً فی المصدر أَیضاً؛ عن ابن بری، و الذُّهْلانِ: ذُهْلُ بن ثَعْلَبَة و هو الأَكبر، و ذُهْلُ ابن شَیْبان بن ثَعْلَبة، أَی حَرَّضَ الذُّهْلان علی قتالنا و قَرِمُوا إِلی الشَّرِّ كما یُقْرَمُ إلی اللحم. و جَعِمَتِ الإِبلُ تَجْعَمُ جَعَماً إِذا لم تجد حَمْضاً و لا عِضاهاً فَتَقْرَمُ إِلیها، فتَقْضَمُ العظامَ و خُرْءَ الكلاب لِشبْه قَرَم یصیبها؛ و یقال: إِن داء الجُعامِ أَكثرُ ما یُصیبها من ذلك. و رجل جَیْعَمٌ: لا یری شیئاً إِلَّا اشتهاه. و جَعِمَ جَعَماً و جَعَمَ: لم یَشْتَهِ الطعامَ، و هو من الأَضداد. و جَعِمَ جَعَماً، فهو جَعِمٌ، و تَجَعَّمَ: طَمعَ. و الجَعَمُ، بالتحریك: الطمع. و الجَعُوم: الطَّمُوع فی غیر مَطْمَعٍ. و الجَعَمُ: غِلَظُ الكلام فی سَعَةِ حَلْقٍ، و الفعل كالفعل، و الصِّفَة كالصفة. و جَعَمَ البَعِیرَ: جعل علی فیه ما یمنعه من الأَكل و العضِّ. و الجِعْمِیُّ: الحریص، و قیل: الحریص مع شهوة. و یقال: فلان جَعِمَ إِلی الفاكهة، و لیس الجَعَمُ القَرَمَ مطلقاً، و یقال: جَعِمَ الرجلُ و جَعَمَ إِذا اشتدَّ حرْصه. و أَجْعَمَتِ الأَرضُ: أُكل نباتُها. و ذكر ابن بری أَن الهَجَرِیّ قال فی نوادره: الجُعامُ داء یصیب الإِبل من النَّدَی بأَرض الشام، یأْخذها لَیٌّ فی بطونها ثم یُصیبها له سُلاحٌ. و قد أَجْعَمَ القومُ إِذا أَصاب إِبلَهُم الجُعامُ. و الجَعُومُ: المرأَة الجائعة. و یقال للدُّبر: الجَعْماءُ و الوَجْعاءُ و الجَهْوةُ و الصُّمارَی.
لسان العرب، ج‌12، ص: 102
و الجِعْمُ: الجُوعُ «1»، و یقال: یا ابن الجَعْماء. و قال ابن الأَعرابی: الجَیْعَمُ الجائع.

جعثم؛ ج12، ص: 102

: الجُعْثُوم: الغُرْمُولُ الضخم. و الجُعْثُمَةُ: اسم. و التَّجَعْثُمُ: انقباض الشی‌ء و دخول بعضه فی بعض. و بنو جُعْثُمَة: حَیّ من الیَمَن؛ قال أَبو ذؤیب: كأَنَّ ارْتِجازَ الجُعْثُمِیَّاتِ، وَسْطَهُم، نَوائِحُ یَشْفَعْنَ البُكا بالأَزامِلِ یعنی بالجُعْثُمِیَّاتِ قِسِیّاً منسوبة إِلی هذا الحیّ. الأَزهری: جُعْثُمةُ حَیّ من أَزدِ السَّراةِ. و قال أَبو نصر: جُعْثُمَةُ من هُذَیْلٍ. الأَزهری: الجِعْثِمُ و الجِعْثِن أُصول الصِّلِّیان.

جعشم؛ ج12، ص: 102

: الجُعْشُمُ: الصغیر «2». البَدَن القلیل لحم الجسد، و قیل: هو المنتفخ الجَنْبَیْنِ الغلیظُهما، و قیل: القصیر الغلیظ مع شدّة، و یقال له جُعْشُمٌ و كُنْدُرٌ؛ و أَنشد: لیس بجُعْشُوشٍ و لا بجُعْشُمِ و جُعْشُمٌ: اسم، و هو جدّ سُراقَةَ بن مالك المُدْلِجِیّ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: یُهْدی ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نَحْوَهُمُ، لا مُنْتَأَی عن حِیاض المَوْتِ و الحُمَم و الجَعْشَمُ: الوَسَطُ؛ قال: و كلّ نَأْآجٍ عُراضٍ جَعْشَمُه قال الفراء: فتح الجیم و الشین فیه أَفصح.

جلم؛ ج12، ص: 102

: جَلَمَ الشی‌ءَ یَجْلِمُه جَلْماً: قطعه. و الجَلَمانِ: المِقْراضانِ، واحدهما جَلَمٌ للذی یُجَزُّ به؛ قال سالم بن وابِصَةَ: داوَیْتُ صَدْراً طویلًا غِمْرُه حَقِداً منه، و قَلَّمْتُ أَظفاراً بلا جَلَمِ و الجَلَمُ: اسم یقع علی الجَلَمَیْنِ كما یقال المِقْراضُ و المِقْراضان و القَلَمُ و القَلَمانِ؛ و أَنشد ابن بری: و لولا أَیادٍ من یَزیدَ تَتابَعَتْ، لَصَبَّحَ فی حافاتِها الجَلَمانِ و قوله: فأَخذت منه بالجَلَمَیْنِ؛ الجَلَمُ: الذی یُجَزُّ به الشعرُ و الصوفُ، و الجَلَمان شَفْرَتاه، و هكذا یقال مُثَنّیً كالمِقَصِّ و المِقَصَّیْنِ. و الجَلْمُ: مصدر جَلَمَ الجَزُور یَجْلِمُها جَلْماً و اجْتَلَمها إِذا أَخذ ما علی عظامها من اللحم. و الجَلَمُ: من سِمات الإِبل «3» شبیه بالجَلَم فی الخَدّ؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علی؛ و أَنشد: هو الفَزارِیُّ الذی فیه عَسَمْ، فی یده نَعْلٌ و أُخْری بالقَدَمْ یَسُوقُ أَشْباهاً عَلَیهِنَّ الجَلَمْ و الجَلَمُ: الهِلالُ لیلة یُهِلُّ «4»؛ شُبِّه بالجَلَمِ. التهذیب: و الجَلَمُ القمر. و جَلْمَة الجَزُورِ و جَلَمَتُها: لحمها أَجْمَعُ، یقال: خذ جُلْمَة الجَزورِ أَی لحمها أَجْمَعَ. و الجَلَمَةُ:
(1). 1 قوله [و الجعم الجوع] ضبط فی الأَصل بالكسر و صرح به شارح القاموس، و ضبط فی نسخة من التهذیب بفتح فسكون لكن مقتضی تفسیره بالمصدر أَنه الجعم محرّكاً (2). 2 قوله [الجعشم الصغیر إلخ] بضم الشین و فتحها كما فی القاموس، و فی التكملة: و الجعشم الطویل مع عظم الجسم (3). 1 قوله [و الجلم من سمات الإِبل إلخ] كذا فی المحكم أَیضاً، و الذی فی التكملة: و الجلم أَی محرّكاً سمة لبنی فزارة فی الفخذ. (4). 2 قوله [لیلة یهل] زاد فی التكملة: الجیلم كصقیل القمر لیلة البدر
لسان العرب، ج‌12، ص: 103
الشاة المسلوخة إِذا ذهبت عنها أَكارعُها و فُضُولُها. الجوهری: و هذه جَلَمَةُ الجَزُور «1»، بالتحریك، أَی لحمها أَجْمَعُ. و جَلَمَةُ الشاة: مَسْلوخَتُها بلا حَشْوٍ و لا قوائم. و جَلَمَ الشَّعَرَ و صوف الشاة بالجَلَمِ یَجْلِمُه جَلْماً: جَزَّه كما تقول قَلَمْتُ الظُّفْر بالقَلَم؛ و أَنشد: لَمَّا أَتَیْتُم و لم تَنْجُوا بمَظْلِمَةٍ، قِیسَ القُلامَةِ مما جَزَّه الجَلَمُ و القَلَمُ، كلٌّ یُرْوی. و یقال للمِقْراضِ المِقْلامُ و القَلَمانُ و الجَلَمانُ، قال: هكذا رواه الكسائی، بضم النون، كأَنه جعله نعتاً علی فَعَلانَ من القَلْمِ و الجَلْم، و جعله اسماً واحداً، كما یقال رجل شحَذَانٌ و أَبَیانٌ. و الجَلَمُ: الذی یُجَزُّ به. و الجُلامَةُ: ما جُزّ. أَبو مالك: جَلْمَةٌ مثل حَلْقَة، و هو أَن یُجْتَلَمَ ما علی الظَّهْر من الشحم و اللحم. و الجُلَّامُ: التُّیُوس المَحْلوقَةُ. و هَنٌ مَجْلومٌ: محلوق؛ قال الفَرَزْدَقُ: أَتَتْه بمَجْلُوم كأَنّ جبِینَه صَلایةُ وَرْسٍ، وسْطُها قد تَفَلَّقا و أَخذ الشی‌ءَ بجُلْمَتِهِ و جَلْمَتِه أَی جماعته. و الجَلَم: الجَدْیُ؛ عن كراع و جمعه جِلامٌ؛ قال الأَعشی: سَواهِمُ جُذْعانُها كالجِلامِ قَدْ أَقْرَحَ القَوْدُ منها النُّسُورا و یروی: قد اقْرَحَ منها القِیادُ النُّسورا قال ابن بری: صواب إِنشاده بالنصب؛ و قبله: و جَأْواءَ تُتْعِبُ أَبْطالَها، كما أَتْعَبَ السابقُون الكَسِیرا و قیل: الجِلامُ غنم من غنم الطائف صغار؛ قال: قُدْنا إِلی هَمْدانَ، من أَرْضِنا، شُعْثَ النَّواصی شُزَّباً كالجِلام أَبو عبید: الجِلامُ شاءُ أَهلِ مكة، واحدتها جَلَمَةٌ؛ و أَنشد: شَواسِفٌ مثْلُ الجِلام قُبّ

جلثم؛ ج12، ص: 103

: جَلْثَمٌ: اسم.

جلحم؛ ج12، ص: 103

: اجْلَحَمَّ القومُ: اجتمعوا، و یقال: استكبروا، قال: نَضْرِبُ جَمْعَیْهِم إِذا اجْلَحَمُّوا

جلخم؛ ج12، ص: 103

: اجْلَخَمَّ الرجلُ: استكبر، و اجْلَخَمَّ القومُ: استكبروا؛ و أَنشد للعجاج: نَضْرِبُ جَمْعَیْهِمْ إِذا اجْلَخَمُّوا، خَوادِباً أَهْوَنُهُنَّ الأَمُّ أَی ضَرَبات خَوادِب، و الخَدْبُ: الضربُ الذی لا یَتمالك، و یروی: … إِذا اجْلَحَمُّوا، و قد تقدم ذكره، و كذلك ذكره ابن السكیت، و أَنشده بالحاء المهملة. و اجْلَخَمَّ القوم اجْلِخْماماً: لغة فی اجْلَحَمُّوا؛ عن كراع، و الحاء المهملة أَعلی.

جلسم؛ ج12، ص: 103

: الجِلْسام: البِرْسام كالجِرْسام، و قد تقدم.
(1). 1 قوله [جلمة الجزور إلخ] بفتح أَو ضم فسكون و بالتحریك كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 104‌

جلعم؛ ج12، ص: 104

: الأَزهری: یقال للناقة الهَرِمَة قِضْعِمٌ و جَلْعَمٌ. ابن الأَعرابی: الجَلْعَمُ القلیلُ الحیاء.

جلهم؛ ج12، ص: 104

: جُلْهُمَتا الوادی: ناحیتاه، و قیل: حافتاه؛ و منه‌حدیث أَبی سُفْیان: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَخَّرَ أَبا سُفْیانَ فی الإِذْنِ و أَدْخَلَ غیرَه من الناس قبله، فقال: ما كِدْتَ تَأْذَنُ لی حتی تَأْذَنَ لحجارة الجُلْهُمَتَیْنِ؛ قال أَبو عبید: أَراد جانبَی الوادی، قال: و المعروف الجَلْهَتان؛ قال أَبو عبید: و لم أَسمع بالجُلْهُمةِ إِلا فی هذا الحدیث و ما جاءت إِلا و لها أَصل؛ و قال شمر: لم أَسمع الجُلْهُمَة إِلا فی هذا الحدیث و حرفاً آخر، قال أَبو زید: یقال هذا جُلْهُمٌ.قال ابن بری: یروی أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له أَنْتَ كما قِیل: كل الصید فی جَوْف الفَرا؛ أَراد، صلی الله علیه و سلم، أَن یَتأَلَّفَه بهذا الكلام و كان من المؤَلَّفَةِ قلوبهم، و هو أَبو سفیان بن الحرث بن عبد المُطَّلِبِ، و كان هجا النبی، صلی الله علیه و سلم، هجاءً قبیحاً؛ قال: و المشهور فی الروایتین الجَلْهَمَتَیْنِ، بفتح الجیم، قال: و لم یَرْوِ أَحدٌ الجُلْهُمَتَیْن، بضم الجیم، إِلا شمر و ابن خالویه، قال: و الدلیل علی أَنه مفتوح قول أَبی عبید: إِنه أَراد الجَلْهَتَیْنِ فزاد المیم، قال: و لو كانت الجیم مضمومة لم تكن المیم زائدة. و قال أَبو هَفَّانَ المِهْزَمِیُّ: جُلْهُمَةُ اسم رجل، بالضم، منقول من الجُلْهمة لطَرَفِ الوادی، قال: و المحدّثون یُخْطئُون و یقولون الجَلْهَمَتَیْن، قال: و الجَلْهَةُ ناحیة الوادی؛ و أَنشد: كأَنَّها و قد بَدا عُوارِضُ، و اللَّیْلُ بین قَنَوَیْنِ رَابِضُ، بِجَلْهَةِ الوادِی قَطاً نواهِضُ و قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الجُلْهُمَةُ فم الوادی، و قیل: جانبه، زیدت فیها المیم كما زیدت فی زُرْقُمٍ و سُتْهُمٍ؛ قال أَبو منصور: العرب زادت المیم فی حروف كثیرة، منها قولهم قَصْمَل الشی‌ءَ إِذا كسره و أَصله قَصَلَ، و جَلْمَطَ شعره إِذا حَلقه و الأَصل جَلَطَ، و فَرْصَمَ الشی‌ء إِذا قطعه و الأَصل فَرَصَ، و الله أَعلم. و جُلْهُمَة، بالضم: اسم رجل. و جُلْهُمُ: اسم امرأَة؛ أَنشد سیبویه للأَسود بن یَعْفُرَ: أَوْدَی ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بصِرْمَتِهِ؛ إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسَی حَیَّةَ الوادی أَراد المرأَة و لذلك لم یَصْرِفْ، قال سیبویه: و العرب یسمون الرجل جُلْهُمَةَ و المرأَة جُلْهُمَ. و الجُلْهُمُ: القارَةُ الضخمة «2»، و حَیٌّ من ربیعة یقال لهم الجَلاهِمُ.

جمم؛ ج12، ص: 104

: الجَمُّ و الجَمَمُ: الكثیر من كل شی‌ء. و مال جَمٌّ: كثیر. و فی التنزیل العزیز: وَ تُحِبُّونَ الْمٰالَ حُبًّا جَمًّا، أَی كثیراً، و كذلك فسره أَبو عبیدة؛ و قال أَبو خِراشٍ الهُذَلیّ: إِنْ تَغْفِرِ، اللَّهُمَّ، تَغْفِرْ جَمّا، و أَیُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟ و قیل: الجَمُّ الكثیر المجتمع، جَمّ یَجِمُّ و یَجُمُّ، و الضم أَعلی، جُمُوماً،قال أَنس: توفی سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و الوَحْیُ أَجَمُّ ما كان لم یَفْتُرْ بعدُ؛ قال شمر: أَجَمُّ ما كان أَكثرُ ما كان و جَمَّ المالُ و غیره إِذا كثر. و جَمُّ الظَّهِیرة: معظمها؛ قال أَبو كَبیر الهذلی:
(2). 1 قوله [القارة الضخمة] كذا بالقاف فی الأصل و التهذیب و التكملة، و تحرّفت فی نسخ القاموس بالفأرة
لسان العرب، ج‌12، ص: 105
و لقَد رَبَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تَواكَلُوا، جَمَّ الظَّهِیرَةِ فی الیَفَاعِ الأَطْوَلِ جَمَّ الشی‌ءُ و اسْتَجَمَّ، كلاهما: كَثُرَ. و جَمُّ الماءِ: مُعْظَمُه إِذا ثاب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا نَزَحْنا جَمَّها عادَتْ بجَمّ و كذلك جُمَّتُه، و جمعها جِمامٌ و جُمُومٌ؛ قال زهیر: فلما وَرَدْنا الماء زُرْقاً جِمامُه، وَضَعْنَ عِصِیَّ الحاضِرِ المُتَخَیِّمِ و قال ساعدة بن جؤَیة: فلما دَنا الإِفْرادُ حَطَّ بشَوْرِه إِلی فَضَلاتٍ مُسْتَحیرٍ جُمُومُها و جَمَّةُ المَرْكَبِ البحریّ: الموضع الذی یجتمع فیه الماء الراشح من حُزوزه، عربیة صحیحة. و ماءٌ جَمٌّ: كثیر: و جمعه جِمَام. و الجَمُوم: البئر الكثیرة الماء. و بئر جَمَّة و جَمُوم: كثیرة الماء؛ و قول النابغة: كتَمْتُكَ لَیلًا بالجَمُومَیْنِ ساهِرا یجوز أَن یَعْنی رَكِیَّتَیْنِ قد غلبت هذه الصفة علیهما، و یجوز أَن یكونا موضعین. و جَمَّتْ تَجِمُّ و تَجُمُّ، و الضم أَكثر: تراجع ماؤها. و أَجَمَّ الماءَ و جَمَّه: تركه یجتمع؛ قال الشاعر: من الغُلْبِ من عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ لِسَقْیٍ، و جُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُها و الجُمَّة: الماء نفسه. و اسْتُجِمَّتْ جُمَّةُ الماء: شُرِبَتْ و اسْتَقَاها الناسُ. و المَجَمُّ: مُسْتَقَرُّ الماء. و أَجَمَّه: أَعطاه جُمَّة الرِّكِیَّة. قال ثعلب: و العرب تقول منا من یُجیرُ و یُجِمُّ، فلم یفسر یُجِمُّ إِلَّا أَن یكون من قولك أَجَمَّه أَعطاه جُمَّة الماء. الأَصمعی: جَمَّتِ البئرُ، فهی تَجُمُّ و تَجِمُّ جُمُوماً إِذا كَثُر ماؤها و اجتمع؛ یقال: جئتها و قد اجتمعت جُمَّتُها و جَمُّها أَی ما جَمَّ منها و ارتفع. التهذیب: جَمَّ الشی‌ءُ یَجُمُّ و یَجِمُّ جُموماً، یقال ذلك فی الماء و السَّیر؛ و قال إمرؤ القیس: یَجِمُّ علی السَّاقَیْنِ، بعد كَلاله، جُمومَ عُیونِ الحِسْیِ بعدَ المُحَیَّضِ أَبو عمرو: یَجِمُّ و یَجُمُّ أَی یكثر. و مَجَمُّ البئر: حیث یَبْلُغ الماءُ و ینتهی إِلیه. و الجَمُّ: ما اجتمع من ماء البئر؛ قال صخر الهذلی: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّه، خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا قال ابن بری: الصُّفْنُ مثل الرُّكْوةِ، و المُدابِرُ صاحبُ الدابر من السهام، و هو ضِدُّ الفائِز، و عَطوفاً الذی تكرّر مرّة بعد مرة. و الجَمَّةُ: المكان الذی یجتمع فیه ماؤه، و الجمع الجِمامُ، و الجُمُومُ، بالضم، المصدرُ. و یقال: جَمَّ الماءُ یَجُمُّ و یَجِمُّ جُموماً إِذا كثر فی البئر و اجتمع بعد ما اسْتُقِیَ ما فیها؛ قال: فَصَبَّحَتْ قَلَیْذَماً هَمُومَا، یَزیدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُومَا قَلَیْذَماً: بئراً غزیرة، هَمُوماً: كثیرة الماء، و مَخْجُ الدلو: أَن تَهُزَّها فی الماء حتی تَمْتَلئ. و الجَمام، بالفتح: الراحة. و جَمَّ الفرسُ یَجِمُّ و یَجُمُّ جَمّاً و جَماماً. و أَجَمَّ: تُرِكَ فلم یُرْكَبْ
لسان العرب، ج‌12، ص: 106
فعَفَا من تَعَبه و ذهب إِعیاؤه، و أَجَمَّه هو. و جَمَّ الفرسُ یَجِمُّ و یَجُمُّ جَماماً: ترك الضِّراب فتَجَمَّع ماؤه. و جِمامُ الفرس و جُمامُه: ما اجتمع من مائه. و أُجِمَّ الفرسُ إِذا تُرِك أَنْ یُرْكَب، علی ما لم یسم فاعله، و جُمَّ و فرس جَمُومٌ إِذا ذهب منه إِحْضارٌ جاءه إِحْضار، و كذلك الأُنثی؛ قال النمر بن تَولَب: جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَی، تَخالُ بَیاضَ غُرَّتِها سِراجَا قوله شائلة الذُّنابی یعنی أَنها ترفع ذَنَبها فی العَدْو. و اسْتَجَمَّ الفرسُ و البئر أَی جَمَّ. و یقال: أَجِمَّ نَفْسَك یوماً أو یومین أَی أَرِحْها؛ و فی الصحاح: أَجْمِمْ نَفْسَك. و یقال: إِنی لأَسْتَجِمُّ قلبی بشی‌ء من اللَّهو لأَقْوَی به علی الحق. و‌فی حدیث طلحة: رَمَی إِلیَّ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بسَفَرْجلة و قال دونكها فإِنها تُجِمُّ الفُؤادَ‌أَی تُریحه، و قیل: تَجْمَعه و تُكَمِّلُ صَلاحَه و نَشاطَه؛ و منه‌حدیث عائشة فی التَّلْبِینَةِ: فإِنها تُجِمُّ فؤادَ المریض، و حدیثُها الآخر: فإِنها مَجَمَّة‌أَی مَظِنَّة الاستراحة. و‌فی حدیث الحُدَیْبیة: و إِلَّا فقد جَمُّوا‌أَی استراحوا و كثروا. و‌فی حدیث أَبی قتادة: فأَتی الناسُ الماءَ جامِّینَ رِواءً‌أَی مُسْتریحین قد رَوُوا من الماء. و‌فی حدیث ابن عباس: لأَصْبَحْنا غَداً حین نَدْخُل علی القوم و بنا جَمامةٌ‌أَی راحة و شِبَعٌ و رِیٌّ. و‌فی حدیث عائشة: بَلَغها أَن الأَحْنف قال شعراً یلومها فیه فقالت: سبحانَ الله لقد اسْتَفْرَغَ حِلْمَ الأَحْنف هِجاؤُه إِیای، أَ لیَ كان یَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهه؟أَرادت أَنه كان حلیماً عن الناس فلما صار إِلیها سَفِه، فكأَنه كان یُجِمُّ سَفَهه لها أَی یُریحُه و یَجْمعه. و منه‌حدیث معاویة: من أَحَبَّ أَن یَسْتَجِمَّ له الناسُ قِیاماً فَلْیَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النار‌أَی یَجْتَمِعون له فی القیام عنده و یَحْبِسون أَنفسَهم علیه، و یروی بالخاء المعجمة، و سنذكره. و المَجَمُّ: الصَّدْر لأَنه مُجْتَمَع لما وعاه من علم و غیره؛ قال تمیم بن مُقْبِلٍ: رَحْبُ المَجَمِّ إِذا ما الأَمر بَیَّته، كالسَّیْفِ لیس به فَلٌّ و لا طَبَعُ ابن الأَعرابی: فلان واسعُ المَجَمِّ إِذا كان واسعَ الصدر رَحْبَ الذراع؛ و أَنشد: رُبَّ ابن عَمٍّ، لیس بابن عَمِّ، بادی الضَّغِین ضَیِّقِ المَجَمِّ و یقال: إِنه لَضَیِّقُ المَجَمِّ إِذا كان ضَیِّقَ الصدر بالأُمور؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و ما كُنْتُ أَخْشی أَنَّ فی الحَدِّ رِیبةً، و إِنْ كانَ مَرْدُودُ السَّلام یَضِیرُ وقَفْنا فقلناها السَّلامُ علیكمُ، فأَنْكَرها ضَیْقُ المَجَمِّ غَیُورُ أَی ضَیِّقُ الصَّدْر. و رجُل رَحْبُ الجَمَمِ: واسع الصدر. و أَجَمَّ العِنَبَ: قَطَعَ كلَّ ما فوق الأَرض من أَغصانه؛ هذه عن أَبی حنیفة. و الجَمامُ و الجِمامُ و الجُمامُ و الجَمَمُ: الكَیْلُ إِلی رأْس المكیال، و قیل: جُمامه طَفافُه [طِفافُه و إِناء جَمَّامٌ: بلغ الكیلُ جُمامَه، و یقال: أَجْمَمْتُ الإِناء «1». و قال أَبو زید: فی الإِناء جَمامُه و جَمُّه.
(1). 1 قوله [و یقال أجممت الإناء] و كذلك جمّمته و جممته مثقلًا و مخففاً كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 107
أَبو العباس فی الفصیح: عنده جِمام القَدَح و جُمام المَكُّوكِ، بالرفع، دَقیقاً. و جَمَمْتُ المكیالَ جَمّاً. الجوهری: جِمامُ المَكُّوك و جُمامُه و جَمامُه و جَمَمُه، بالتحریك، و هو ما علا رأْسَه فوق طَفافه [طِفافه. و جَمَمْتُ المكیالَ و أَجْمَمْتُه، فهو جَمّان إِذا بلغ الكیلُ جُمامَه. و قال الفراء: عندی جِمامُ القَدَحِ ماءً، بالكسر، أَی مِلْؤُه. و جُمامُ المَكُّوك دَقیقاً، بالضم؛ و جَمامُ الفرس، بالفتح لا غیر، و لا یقال جُمام بالضم إِلا فی الدقیق و أَشباهه، و هو ما علا رأْسَه بعد الامتلاء. یقال: أَعْطِنی جُمامَ المَكُّوك إِذا حَطَّ ما یَحْمله رأْسُه فأَعطاه، و جُمْجُمَةٌ جَمَّاءُ، و قد جَمَّ الإِناءَ و أَجَمَّه. التهذیب: یقال أَعْطِه جُمامَ المَكُّوك أَی مَكُّوكاً بغیر رأْس، و اشْتُقَّ ذلك من الشاة الجَمّاء، هكذا رأَیت فی الأَصل، و رأَیت حاشیة صوابه: ما حَمَله رأْسُ المَكُّوكِ. و جَمٌّ: ملك من الملوك الأَوَّلِین. و الجَمِیمُ: النبت الكثیر، و قال أَبو حنیفة: هو أَن یَنْهَضَ و یَنْتَشِرَ، و قد جَمَّم و تَجَمَّمَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ و ذكر وحشاً: یَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ فی النَّدی، و عِذْقَ الخُزامی و النَّصِیَّ المُجَمَّما قال ابن سیدة: هكذا أَنشده أَبو حنیفة علی الخَرْم، لأَنَّ قوله یَقْرِمْ فَعْلُن و حكمه فعولن، و قیل: إِذا ارتفعت البُهْمی عن البارِضِ قلیلًا فهو جَمیم؛ قال ذو الرمة یصف حماراً: «1»: رَعَتْ بارِضَ البُهْمی جَمِیماً و بُسْرَةً، و صَمْعاءَ حتی آنَفَتْها نِصالُها و الجمع من كل ذلك أَجِمَّاءُ. و الجَمِیمَةُ: النَّصِیَّةُ إِذا بلغت نصف شهر فملأَت الفم. و اسْتَجَمَّتِ الأَرضُ: خرج نبتها. و الجَمِیمُ: النبت الذی طال بَعض الطُّول و لم یَتِمَّ؛ و یقال: فی الأَرض جَمِیمٌ حَسنُ النبت قد غَطَّی الأَرضَ و لم یَتِمَّ بَعْدُ. ابن شمیل: جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْمیماً إِذا وفی جَمِیمُها، و جَمَّمَ النَّصِیُّ و الصِّلِّیانُ إِذا صار لهما جُمَّةٌ. و‌فی حدیث خُزیمة: اجْتاحَت جَمِیمَ الیَبِیس؛ الجَمِیمُ: نبت یطول حتی یصیر مثل جُمَّة الشعر. و الجُمَّةُ، بالضم: مُجْتَمَعُ شعر الرأْس و هی أَكثر من الوَفْرَةِ. و‌فی الحدیث: كان لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، جُمَّةٌ جَعْدَةٌ؛ الجُمَّة من شعر الرأْس: ما سَقَط علی المَنْكِبَیْن؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها، حیث بَنی بها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قالت: و قد وَفتْ لی جُمَیْمَةٌ‌أَی كَثُرت؛ و الجُمَیْمَةُ: تصغیر الجُمَّة. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: كأَنما جُمِّمَ شَعَرُه‌أَی جُعل جُمَّةً، و یروی بالحاء و هو مذكور فی موضعه. و‌فی الحدیث: لعن الله المُجَمِّماتِ من النساء؛ هنَّ اللواتی یَتَّخِذْن شعورَهن جُمَّةً تشبهاً بالرجال. ابن سیدة: الجُمَّةُ الشعر، و قیل: الجمة من الشعر أَكثر من اللِّمَّةِ، و قال ابن درید: هو الشعر الكثیر، و الجمع جُمَمٌ و جِمامٌ. و غلام مُجَمَّمٌ: ذو جُمَّة. قال سیبویه: رجل جُمَّانیّ، بالنون، عظیم الجُمَّة طویلها، و هو من نادر النسب، قال: فإِن سمیت بِجُمَّةٍ ثم أَضفت إِلیها لم تقل إِلَّا جُمِّیٌّ. و الجُمَّةُ: القوم یسأَلون فی الحَمالة
(1). 1 قوله [یصف حماراً] المراد الجنس لقوله رعت و آنفتها، و أورد المؤلف كالجوهری هذا البیت كذلك فی غیر موضع، رواه الجوهری فی هذه المادة: رعی و آنفته، قال الصاغانی: الروایة رعت و آنفتها، و قبل البیت: طوال الهوادی و الحوادی كأنها سماحیج قب طار عنها نسالها
لسان العرب، ج‌12، ص: 108
و الدِّیاتِ؛ قال: لَقَدْ كانَ فی لَیْلی عَطاءٌ لجُمَّةٍ، أَناخَتْ بكم تَبْغی الفضائلَ و الرِّفْدا ابن الأَعرابی: هم الجُمَّةُ و البُرْكَةُ؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِیُّ: و جُمَّةٍ تَسْأَلنی أَعْطَیْتُ، و سائِلٍ عن خَبَرٍ لَوَیْتُ، فقُلْتُ: لا أَدْری، و قد دَرَیْتُ و یقال: جاءَ فلان فی جُمَّةٍ عظیمةٍ و جَمَّةٍ عظیمةٍ أَی فی جماعة یسأَلون الدِّیَة، و قیل: فی جَمَّةٍ غلیظة أَی فی جماعة یسأَلون فی حَمالةٍ. و‌فی حدیث أُم زَرْعٍ: مالُ أَبی زَرْعٍ علی الجُمَمِ محبوسٌ؛ الجُمَمُ: جمع جُمَّةٍ و هم القوم یسأَلون فی الدِّیَةِ. یقال: أَجَمَّ یُجِمُّ إِذا أَعْطی الجُمَّةَ. و الجَمَمُ: مصدرُ؛ الشاة الأَجَمِّ: هو الذی لا قرن له. و‌فی حدیث ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْنیَ المَدائن شُرَفاً و المساجدَ جُمّاً، یعنی التی لا شُرَفَ لها، و جُمٌّ: جمع أَجَمَّ، شبَّه الشُّرَفَ بالقُرون. و شاة جَمَّاءُ إِذا لم تكن ذات قَرْن بَیِّنَةُ الجَمَمِ. و كبش أَجَمُّ: لا قَرْنَیْ له، و قد جَمَّ جَمَماً، و مثله فی البَقر الجَلَحُ. و‌فی الحدیث: إِنَّ الله تعالی لَیَدِیَنَّ الجَمَّاءَ من ذات القَرْنِ، و الجَمَّاء: التی لا قَرنَیْ لها، و یَدِیَنَّ أَی یَجْزی. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: أَما أَبو بكر بنُ حَزْم فلو كَتَبْتُ إِلیه اذْبَحْ لأَهل المدینة شاةً لراجعنی فیها: أَ قَرْناء أَم جَمَّاء؟و بُنْیانٌ أَجَمُّ: لا شُرَف له. و الأَجَمُّ: القَصْر الذی لا شُرَفَ له. و امرأَة جَمَّاء المَرافِقِ. و رجل أَجَمُّ: لا رمح معه فی الحرب؛ قال أَوس: وَیْلُمِّهِمْ مَعْشَراً جُمّاً بُیُوتُهُمُ من الرِّماح، و فی المَعْروفِ تَنْكِیرُ و قال الأَعشی: متی تَدْعُهُم لِقِراع الكُماةِ، تأْتِك خَیْلٌ لهم غیرُ جُمّ و قال عنترة: أَ لمْ تَعْلَمْ، لَحاكَ الله أَنی أَجَمُّ إِذا لَقِیتُ ذَوِی الرِّماح و الجَمَمُ: أَن تُسَكِّنَ اللامَ من مُفاعَلَتُنْ فیصیر مَفاعِیلُنْ، ثم تُسْقِطَ الیاء فیبقی مَفاعِلُنْ، ثم تَخْرِمَه فیبقی فاعِلُنْ؛ و بیته: أَنْتَ خَیْرُ مَنْ رَكِبَ المَطایا، و أَكْرَمُهُمْ أَخاً و أَباً و أُمّا و الأَجَمُّ: قُبُلُ المرأَة؛ قال: جارِیَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها، «2». بائِنةُ الرِّجْلِ فما تَضُمُّها، فهی تَمَنَّی عَزَباً یَشُمُّها ابن بری: الأَجَمُّ زَرَدانُ القَرَنْبَی أَی فرجُها. و جَمَّ العظمُ، فهو أَجَمُّ: كثر لحمه. و مَرَةٌ جَمَّاءُ العِظام: كثیرة اللحم علیها؛ قال: یَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرافِقِ مِكْسالِ التهذیب: جُمَّ إِذا مُلِئَ، و جَمَّ إِذا عَلا.
(2). 1 قوله [جاریة أعظمها إلخ] سقط بعد الشطر الأَول: قد سمنتها بالسویق أمها و بعد الثانی: تبیت وسنی و النكاح همها هكذا نص التكملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 109
قال: و الجِمُّ الشیطانُ. و الجِمُّ: الغَوْغاء و السِّفَل. و الجَمَّاء الغَفِیرُ: جماعة الناس. و جاؤوا جَمّاً غَفِیراً، و جَمَّاء الغَفِیر، و الجَمَّاءَ الغَفِیرَ أَی بجماعتهم؛ قال سیبویه: الجَمَّاءُ الغَفِیرُ من الأَسماء التی وضعت موضع الحال و دخلتها الأِلف و اللام كما دخلت فی العِراكِ من قولهم: أَرْسَلَها العِراكَ، و قیل: جاؤوا بجَمَّاء الغفیر أَیضاً. و قال ابن الأَعرابی: الجَمَّاءُ الغفِیرُ الجماعة، و قال: الجَمَّاءُ بَیْضَةُ الرأْس، سمیت بذلك لأَنها جَمَّاء أَی مَلْساءُ، و وصفت بالغفیر لأَنها تَغْفِر أَی تُغَطِّی الرأْسَ؛ قال: و لا أَعرف الجَمَّاءَ فی بَیضة السلاح عن غیره. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: قلت یا رسول الله، كم الرُّسُلُ؟ قال: ثلثمائة و خمسة عشر، و فی روایة: و ثلاثة عشر جَمَّ الغَفِیر؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءت الروایة، قالوا: و الصواب جَمّاً غَفِیراً؛ یقال: جاء القوم جَمّاً غَفِیراً، و الجَمَّاءَ الغَفِیرَ، و جَمَّاءَ غفیراً أَی مجتمعین كثیرین؛ قال: و الذی أُنْكِرَ من الروایة صحیح، فإِنه یقال جاؤوا الجَمَّ الغفیَر ثم حذف الأَلف و اللام و أَضاف من باب صلاة الأُولی و مسجد الجامع، قال: و أَصل الكلمة من الجُمُومِ و الجَمَّةِ، و هو الاجتماع و الكثرة، و الغَفِیرُ من الغَفْر و هو التغطیة و السَّتْر، فجعلت الكلمتان فی موضع الشمول و الإِحاطة، و لم تقل العرب الجَمَّاء إِلَّا موصوفاً، و هو منصوب علی المصدر كطُرّاً و قاطبةً فإنها أَسماء وضعت موضع المصدر. و أَجَمَّ الأَمرُ و الفِراقُ: دنا و حضر، لغة فی أَحَمَّ؛ قال الأَصمعی: ما كان معناه قد حانَ وقوعُه فقد أَجَمَّ، بالجیم، و لم یعرف أَحَمَّ، بالحاء؛ قال: حَیِّیَا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إِن یَكُنْ ذاكما الفِراقُ أَجَمَّا و قال عَدِیّ بن العذیر: فإِنَّ قُرَیْشاً مُهْلِكٌ مَنْ أَطاعَها، تنافسُ دُنْیا قد أَجَمَّ انْصِرامُها و مثله لساعِدَةَ: و لا یُغْنی امْرَأً وَلَدٌ أَجمَّتْ مَنِیَّتُه، و لا مالٌ أَثِیلُ و مثله لزُهَیرٍ: و كنتُ إِذا ما جِئتُ یوماً لحاجةٍ، مَضَتْ و أَجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ لا تَخْلُو یقال: أَجَمَّتِ الحاجةُ إِذا دنت و حانت تُجِمُّ إِجْماماً. و جَمَّ قُدُوم فُلانٍ جُمُوماً أَی دنا و حان. و الجُمُّ: ضرب من صَدَف البحر؛ قال ابن درید: لا أَعلم حقیقتها. و الجُمَّی، مَقْصور: الباقِلَّی؛ حكاه أَبو حنیفة. و الجَمَّاء، بالفتح و المدّ و التشدید: موضع علی ثلاثة أمیال من المدینة تكرَّر ذكره فی الحدیث. و الجَمْجَمةُ: أَن لا یُبَیِّنَ كلامَه من غیر عِیٍّ، و فی التهذیب: أَن لا تُبین كلامك من عِیٍّ؛ و أَنشد اللیث: لعَمْرِی لقد طالَ ما جَمْجَمُوا، فما أَخَّروه و ما قَدَّموا و قیل: هو الكلام الذی لا یُبَیَّنُ من غیر أَن یقید بِعِیٍّ و لا غیره، و التَّجَمْجُمُ مثله. و جَمْجَمَ فی صدره شیئاً: أَخفاه و لم یُبْدِه؛ و قال أَبو الهیثم فی قوله: إِلی مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا یَتَجَمْجَمِ «1».
(1). 1 قوله [إلی مطمئن إلخ] صدره كما فی معلقة زهیر: و من یوف لم یذمم و من یهد قلبه
لسان العرب، ج‌12، ص: 110
یقول: من أَفضی قلبُه إِلی الإِحسان المطمئن الذی لا شبهة فیه لم یَتَجَمْجَمْ لم یشتبه علیه أَمره فیتردّد فیه، و البِرُّ: ضدّ الفُجور. و جَمْجَمَ الرجل و تَجَمْجَمَ إِذا لم یُبَیِّنْ كلامَه. و الجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرأْس المشتملُ علی الدماغ. ابن سیدة: و الجُمْجُمة القِحْفُ، و قیل: العظْم الذی فیه الدماغ، و جمعه جُمْجُمٌ. ابن الأَعرابی: عظام الرأْس كلها جُمْجُمة و أَعلاها الهامةُ، و قال ابن شمیل: الهامة هی الجُمْجُمة جمعاً، و قیل: القِحْفُ القِطْعة من الجُمْجُمة، و شحمة الأُذن خَرْقُ القُرْط أَسْفلَ الأُذن أَجمعَ، و هو ما لانَ من سُفْله. ابن بری: و الجُمْجُمة رؤساء القوم. و جَماجِمُ القوم: ساداتهم، و قیل: جَماجِمُهم القبائلُ التی تَجْمَع البطونَ و یُنسب إِلیها دونهم نحو كلْب بن وَبْرة، إِذا قلت كَلْبِیٌّ استغنیت أَن تَنْسُب إِلی شی‌ء من بطونه، سُمُّوا بذلك تشبیهاً بذلك. و فی التهذیب: و جَماجم العرب رؤساؤهم، و كلُّ بَنی أَبٍ لهم عِزٌّ و شَرَف فهم جُمْجُمة. و الجُمْجُمة: أَربعُ قَبائل، بین كل قبیلتین شأْنٌ. ابن بری: و الجُمْجُمة ستون من الإِبل؛ عن ابن فارس. و الجُمْجُمة: ضرب من المكاییل. و‌فی حدیث عمرو بن أَخْطَبَ أَو عمر بن الخطاب: اسْتَسْقَی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فأَتَیْتُه بجُمْجُمة فیها ماء و فیها شَعْرة فرفعتها و ناولته، فنظر إِلیَّ و قال: اللهم جَمِّلْه؛ قال القُتَیْبیُّ: الجُمْجُمَة قَدَح من خَشَب، و الجمع الجَماجِمُ. و دَیْرُ الجَماجِمِ: موضع؛ قال أَبو عبیدة: سمی دَیْر الجَماجم منه لأَنه یعمل فیها الأَقداح من خشب؛ قال أَبو منصور: تُسَوَّی من الزُّجاج فیقال قِحْفٌ و جُمْجمة؛ و بدَیْرِ الجَماجم كانت وَقْعَةُ ابن الأَشعث مع الحَجاج بالعراق، و قیل: سمی دَیْرَ الجَماجم لأَنه بُنی من جَماجم القَتْلی لكثرة من قتل به. و‌فی حدیث طلحة بن مُصَرِّف: رأَی رجلًا یضحك فقال: إِن هذا لم یشهد الجَماجِمَ؛ یرید وقعة دَیر الجَماجم أَی أَنه لو رأَی كثرة من قتل به من قُرَّاء المسلمین و ساداتهم لم یضحك، و یقال للسادات جَماجم. و‌فی حدیث عمر: إِیتِ الكوفة فإِن بها جُمْجُمةَ العرب‌أَی ساداتها لأَن الجُمْجُمة الرأْس و هو أَشرف الأَعضاء. و الجَماجم: موضع بین الدَهْناء و مُتالِع فی دیار تمیم. و یوم الجَماجمِ: یوم من وقائع العرب فی الإِسلام معروف. و‌فی حدیث یحیی بن محمد: أَنه لم یَزَلْ یری الناسَ یجعلون الجَماجم فی الحَرْث، هی الخشبة التی تكون فی رأْسها سِكَّةُ الحرث. و الجُمْجُمَة: البئر تُحْفَر فی السَّبَخَة. و الجَمْجَمَة: الإِهْلاك؛ عن كراع. و جَمْجَمه أَهلكه؛ قال رؤبة: كم من عِدیً جَمْجَمَهم و جَحْجَبا

جنم؛ ج12، ص: 110

: ابن الأَعرابی: الجَنْمة جماعة الشی‌ء؛ قال الأَزهری: أَصله الجَلْمة فقلبت اللام نوناً، یقال: أَخذت الشی‌ء بجَلْمَته إِذا أَخذته كُلَّه.

جهم؛ ج12، ص: 110

: الجَهْمُ و الجَهِیمُ «1». من الوجوه: الغلیظ المجتمع فی سَماجة، و قد جَهُم جُهُومةً و جَهامةً. و جَهَمَه یَجْهَمُه: استقبله بوجه كریه؛ قال عمرو بن الفَضْفاض الجُهَنیُّ: و لا تَجْهَمِینا، أُمَّ عمرو، فإِنما بنا داءُ ظَبْیٍ لم تَخُنه عَوامِلُه «2».
(1). قوله [و الجهیم] كذا بالأصل و المحكم بوزن أمیر، و فی القاموس الجهم و ككتف (2). قوله [و لا تجهمینا …] كذا بالأصل بالواو، و الذی فی الصحاح: فلا بالفاء، و الذی فی المحكم و التهذیب: لا تجهمینا بالخرم، زاد فی التكملة: الاجتهام الدخول فی مآخیر اللیل، و مثله فی التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 111
داءُ ظبی: أَنه إِذا أَراد أَن یَثِب مكث ساعة ثم وَثَب، و قیل: أَراد أَنه لیس بنا داء كما أَن الظبی لیس به داء؛ قال أَبو عبید: و هذا أَحَبُّ إِلیَّ. و تَجَهَّمَه و تَجَهَّم له: كَجَهِمَه إِذا استقبله بوجه كریه. و‌فی حدیث الدعاء: إِلی من تَكِلُنی إِلی عَدُوٍّ یَتَجَهَّمُنی‌أَی یلقانی بالغِلْظة و الوجه الكریه. و‌فی الحدیث: فتَجَهَّمَنی القومُ.و رجل جَهْمُ الوجه أَی كالِحُ الوجه، تقول منه: جَهَمْتُ الرجلَ و تَجَهَّمْتُه إِذا كلَحْتَ فی وجهه. و قد جَهُم، بالضم، جُهُومةً إِذا صار باسِرَ الوجه. و رجل جَهْمُ الوَجْه و جَهِمُهُ: غلیظُه، و فیه جُهُومة. و یقال للأَسد: جَهْمُ الوَجْهِ. و جَهُمَ الرَّكَبُ: غَلُظ. و رجل جَهْم و جَهِمٌ و جَهُوم: عاجز ضعیف؛ قال: و بَلْدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فیها عَیْهلًا رَسُوما تَجَهَّمُ الجَهُوما أَی تستقبله بما یكره. و الجَهْمَةُ و الجُهْمَة: أَوّلُ مآخیر اللیل، و قیل: هی بقیةُ سَوادٍ من آخره. ابن السكیت: جَهْمَةُ اللیل و جُهْمَته، بالفتح و الضم، و هو أَوَّلُ مآخِیر اللیل، و ذلك ما بین اللیل إِلی قریب من وقت السَّحَر؛ و أَنشد: قد أَغْتَدی لِفِتْیَةٍ أَنْجابِ، و جُهْمَةُ اللیلِ إِلی ذَهابِ و قال الأَسْوَدُ بن یَعْفُر‌و قَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها بجُهْمةٍ، و الدِّیكُ لم یَنْعَب أَبو عبید: مَضی من اللیل جُهْمةٌ و جَهْمة. و الجَهْمَة: القِدْر الضَّخْمة؛ قال الأَفْوَهُ: و مَذانِبٌ ما تُسْتَعارُ، و جَهْمةٌ سَوداءُ، عند نَشِیجِها، لا تُرْفَعُ و الجَهامُ، بالفتح: السحاب «1». الذی لا ماء فیه، و قیل: الذی قد هَراقَ ماءَه مع الریح. و‌فی حدیث طَهْفَةَ: و نَسْتَحیلُ الجَهامَ؛ الجَهامُ: السحاب الذی فرغ ماؤه، و من روی نستخیل، بالخاء المعجمة، أَراد نَتَخَیَّلُ فی السحاب خالًا أَی المطر، و إِن كان جَهاماً لشدّة حاجتنا إِلیه، و من رواه بالحاء أَراد لا ننظر من السحاب فی حال إِلا إِلی جَهام من قلة المطر؛ و منه قول كعب بن أَسَدٍ لُحیَیِّ بن أَخْطَبَ: جِئتَنی بجَهام أَی الذی تَعْرِضُه عَلیَّ من الدِّینِ لا خیر فیه كالجَهامِ الذی لا ماء فیه. و أَبو جَهْمَة اللَّیثیّ: معروف: حكاه ثعلب. و جُهَیْمٌ و جَیْهَمٌ: اسمان. و جُهَیْمة: امرأَة؛ قال: فیا رَبّ عَمِّرْ لی جُهَیْمَةَ أَعْصُراً فمالِكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهانی و بنو جاهِمَة: بطن منهم. و جَیْهَمٌ: موضع بالغَوْرِ كثیر الجن؛ و أَنشد: أَحادیثُ جِنٍّ زُرْنَ جِنّاً بجَیهما

جهرم؛ ج12، ص: 111

: الجَهْرَمِیَّة: ثیابٌ منسوبة من نحو البُسُط و ما یُشْبهها، یقال هی من كَتَّانٍ؛ و قال رؤبة: بل بَلدٍ مِلْ‌ء الفِجاجِ قَتَمُه، لا یُشْتَری كَتَّانُه و جَهْرَمُه جعله اسماً بإِخراج یاء النسبة. قال ابن بری: جَهْرَم
(1). قوله [و الجهام بالفتح السحاب] فی التكملة بعد هذا: یقال أجهمت السماء
لسان العرب، ج‌12، ص: 112
قریة من قُری فارِسَ تنسب إِلیها الثیابُ و البُسُطُ؛ قال الزیادی: و قد یقال للبِساطِ نَفْسِه جَهْرَم.

جهضم؛ ج12، ص: 112

: الجَهْضَمُ: الضَّخْمُ الجنبین، و قیل: الضَّخْم الهامة المستدیرُها، و فی الصحاح: الضَّخْم الهامةِ المُسْتَدِیرُ الوجه، و قیل: هو المُنْتَفِخ الجَنْبین الغلیظُ الوَسَطِ. التهذیب: ابن الأَعرابی الجَهْضَمُ الجَبان. فلان جَهْضَمٌ ماهُ القَلْبِ: نهایةٌ فی الجُبْنِ، و تَجَهْضَمَ الفحلُ علی أَقرانه: علاهم بكَلْكَله. و بعیر جَهْضَمُ الجَنْبَیْنِ: ضخم، و فی التهذیب: رَحْبُ الجَنْبَیْنِ. و الجَهْضَم: الأَسد. و التَّجَهْضُم: كالتَّعَظُّمِ و التَّغَطْرُسِ.

جهنم؛ ج12، ص: 112

: الجِهنّامُ: القَعْرُ البعید. و بئر جَهَنَّمٌ و جِهِنَّامٌ، بكسر الجیم و الهاء: بعیدة القَعْر، و به سمیت جَهَنَّم لبُعْدِ قَعْرِها، و لم یقولوا حِهِنَّام فیها؛ و قال اللحیانی: جِهِنَّام اسم أَعجمی، و جُهُنّام اسم رجل، و جُهُنَّام لقب عمرو بن قَطَنٍ من بنی سعد بن قیس بن ثعلبة، و كان یُهاجِی الأَعشی، و یقال هو اسم تابعته؛ و قال فیه الأَعشی: دَعَوْتُ خَلِیلی مِسْحَلًا، و دَعَوْا له جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِینِ المُذَمَّمِ و تَرْكُه إِجراءَ جهُنَّام یدل علی أَنه أَعجمی، و قیل: هو أَخو هُرَیْرَة التی یَتَغَزّل بها فی شعره: وَدِّعْ هُرَیْرَةَ … الجَوْهری: جَهَنَّم من أَسماء النار التی یعذّب الله بها عباده، نعوذ بالله منها؛ هذه عبارة الجوهری و لو قال: یعذب بها من استحق العذاب من عبیده كان أجود، قال: و هو مُلْحَق بالخماسی، بتشدید الحرف الثالث منه، و لا یُجْرَی للمعرفة و التأْنیث: و یقال: هو فارسی معرّب الأَزهری: فی جَهَنَّم قولان: قال یونس بن حبیب و أَكثر النحویین: جهنم اسم النار التی یعذّب الله بها فی الآخرة، و هی أَعجمیة لا تُجْرَی للتعریف و العُجْمة، و قال آخرون: جَهَنَّم عربیّ سمیت نار الآخرة بها لبُعْد قَعْرِها، و إِنما لم تُجْرَ لِثقَلِ التعریف و ثِقَل التأْنیث، و قیل: هو تعریب كِهِنَّام بالعِبْرانیة؛ قال ابن بری: من جعل جهنَّم عربّیاً احتج بقولهم بئر جِهِنَّام و یكون امتناع صرفها للتأْنیث و التعریف، و من جعل جهنم اسماً أَعجمیّاً احتج بقول الأَعشی: و دَعَوْا له جُهُنَّامَ فلم یصرف، فتكون جهنم علی هذا لا تنصرف للتعریف و العجمة و التأْنیث أَیضاً، و من جعل جُهُنَّام اسماً لتابعة الشاعر المُقاوِم للأَعشی لم تكن فیه حجة لأَنه یكون امتناع صرفه للتأْنیث و التعریف لا للعجمة. و حكی أَبو علیّ عن یونس: أَن جهنم اسم عجمی؛ قال أَبو علیّ: و یقویه امتناع صرف جُهُنَّام فی بیت الأَعشی. و قال ابن خالویه: بئر جِهِنَّامٌ للبعیدة القعر، و منه سمیت جهنم، قال: فهذا یدل أَنها عربیة، و قال ابن خالویه أَیضاً: جُهُنَّامُ، بالضم، للشاعر الذی یُهاجِی الأَعشی، و اسم البئر جِهِنَّام، بالكسر.

جوم؛ ج12، ص: 112

: الجَوْمُ: الرِّعاءُ یكون أَمرهم واحداً. اللیث: الجَوْمُ كأَنها فارسیة، و هم الرُّعاةُ أَمرهم و كلامهم و مجلسهم واحد. و الجَامُ: إِناء من فضة، عربی صحیح؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَنَّ أَلفها واو لأَنها عین. ابن الأَعرابی: الجَامُ الفَاثُور من اللُّجَیْن و یُجْمَع علی أَجْؤُمٍ. قال: و جامَ یَجُومُ مثل حامَ یَحُوم حَوْماً إِذا طلب شیئاً خیراً أَو شرّاً. ابن الأَعرابی: جمعُ الجَامِ جامات، و منهم من یقول جُومٌ. ابن بری: الجَامُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 113
جمع جامَة، و جمعها جاماتٌ، و تصغیرها جُوَیْمة، قال: و هی مؤنثة أَعنی الجام.

جیم؛ ج12، ص: 113

: الجیم: حرف هجاء، و هو حرف مجهور؛ التهذیب: الجیم من الحروف التی تؤنث و یجوز تذكیرها. و قد جَیَّمْتُ جِیماً إِذا كتبتها «1».

جیعم؛ ج12، ص: 113

: الجَیْعَمُ: الجائع.

فصل الحاء المهملة؛ ج12، ص: 113

حبرم؛ ج12، ص: 113

: الأَزهری: من الرباعی «2». المؤلَّفِ المُحَبْرَمُ و هو مَرَقَةُ حَبِّ الرُّمَّان.

حتم؛ ج12، ص: 113

: الحَتْمُ: القضاء؛ قال ابن سیدة: الحَتْمُ إِیجاب القَضاء. و فی التنزیل العزیز كٰانَ عَلیٰ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا؛ و جمعه حُتُومٌ؛ قال أُمَیَّةُ بن أَبی الصَّلْتِ: حَنَانَیْ رَبِّنا، و له عَنَوْنَا، بكَفَّیْهِ المَنایا و الحُتُومُ و فی الصحاح: عِبادُك یُخْطِئونَ، و أَنتَ رَبٌّ بكَفَّیْكَ المَنایا و الحُتومُ و حَتَمْتُ علیه الشی‌ءَ: أَوْجَبْتُ. و‌فی حدیث الوِتْر: الوِتْرُ لیس بحَتْمٍ كصلاة المَكْتوبة؛ الحَتْمُ:؛ اللازم الواجب الذی لا بد من فعله. و حَتَمَ اللهُ الأَمرَ یَحْتِمُه: قضاه. و الحاتِمُ: القاضی، و كانت فی العرب امرأَة مُفَوَّهَةٌ یقال لها صَدُوفُ، قالت: لا أَتَزَوَّج إِلا مَنْ یَرُدُّ علیّ جَوابی، فجاء خاطب فوقف ببابها فقالت: مَنْ أَنتَ؟ فقال: بَشَرٌ وُلِدَ صغیراً و نشأَ كبیراً، قالت: أَین منزلك؟ قال: علی بِساطٍ واسع و بلد شاسِعٍ، قریبُهُ بعیدٌ و بعیدُهُ قریبٌ، فقالت: ما اسْمُكَ؟ قال: مَنْ شاء أَحْدَثَ اسْماً، و لم یكن ذلك علیه حَتْماً، قالت: كأَنه لا حاجة لك، قال: لو لم تكن حاجةٌ لم آتِكِ، و لم أَقِفْ ببابِكِ، و أَصِلْ بأَسبابك، قالت: أَ سِرٌّ حاجتك أَمْ جَهْرٌ؟ قال: سِرٌّ و سَتُعْلَنُ قالت: فأَنتَ خاطب؟ قال: هو ذاك، قالت: قُضِیَتْ، فتزوَّجها. و الحَتْمُ: إِحْكام الأَمرِ. و الحاتِمُ: الغُراب الأَسود؛ و أَنشد لمُرَقِّش السَّدوسی، و قیل هو لخُزَرِ بن لَوْذان: لا یَمْنَعَنَّكَ، من بِغاءِ الخَیْرِ، تَعْقادُ التَّمائِمْ و لقد غَدَوْتُ، و كنتُ لا أَغْدُو، علی واقٍ و حاتِمْ فإِذا الأَشائِمُ كالأَیامِنِ، و الأَیامِنُ كالأَشائِمْ و كذاكَ لا خَیْرٌ، و لا شَرٌّ علی أَحدٍ بدائِمْ قد خُطَّ ذلك فی الزُّبورِ الأَوَّلیَّاتِ القَدائِمْ قال: و الحاتِمُ المَشْؤوم. و الحاتِمُ: الأَسْود من كل شی‌ء. و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءتْ به أَسْحَمَ
(1). زاد فی شرح القاموس: الجیم بالكسر الجمل المغتلم، نقله فی البصائر عن الخلیل، و أنشد: كأنی جیم فی الوغی ذو شكیمة تری البزل فیه راتعات ضوامرا و الجیم: الدیباج، عن أبی عمرو الشیبانی، و به سمی كتابه فی اللغة لحسنه، نقله فی البصائر (2). قوله [من الرباعی إلخ] عبارته: و من الرباعی المؤلف قولهم لمرقة حب الرمان: المحبرم، و منه قول الراجز: لم یعرف السكباج و المحبرما
لسان العرب، ج‌12، ص: 114
أَحْتَمَ‌أَی أَسود. و الحَتَمَةُ، بفتح الحاء «1» و التاء: السواد، و قیل: سُمِّی الغراب الأَسود حاتِماً لأَنه یَحْتِمُ عندهم بالفِراق إِذا نَعَبَ أَی یَحْكم. و الحاتِمُ: الحاكِم الموجِبُ للحُكْم. ابن سیدة: الحاتِمُ غراب البَیْن لأَنه یَحْتِمُ بالفِراق، و هو أَحمر المِنْقار و الرجلین؛ و قال اللحیانی: هو الذی یُولَعُ بنتف ریشه و هو یُتشاءم به؛ قال خُثَیْمُ بن عَدِیٍّ، و قیل الرقَّاص الكَلْبیُّ، یمدح مسعود بن بَحْرٍ، قال ابن بری و هو الصحیح: و لیسَ بهَیَّابٍ، إِذا شدَّ رَحْلَهُ یقولُ: عَدانی الیومَ واقٍ و حاتِمُ و أَنشده الجوهری: و لسْتُ بهیَّابٍ؛ قال ابن بری: و الصحیح‌و لیس بهَیَّابٍ … لأَن قبله: وجَدْتُ أَباكَ الحُرَّ بحْراً بنجْدَةٍ، بَناها له مَجْداً أَشَمُّ قُماقِمُ «2». و لیس بِهَیَّابٍ، إِذا شَدَّ رحلَه یقول: عَدانی الیومَ واقٍ و حاتِمُ و لكنه یَمْضی علی ذاكَ مُقْدِماً، إِذا صَدَّ عن تلك الهَناتِ الخُثارِمُ و قیل: الحاتِمُ الغراب الأَسود لأَنه یَحْتِمُ عندهم بالفِراق؛ قال النابغة: زَعَمَ البَوارِحُ أَن رِحْلَتَنا غَداً، و بِذاكَ تَنْعابُ الغرابِ الأَسودِ قول مُلَیْحٍ الهُذلی: و صَدَّقَ طُوَّافٌ تَنادَوْا بِرَدِّهِمْ لَهامِیمَ غُلْباً، و السَّوامُ المُسَرَّحُ حُتوم ظِباءٍ واجَهَتْنا مَرُوعَة، تَكادُ مَطایانا علیهِنَّ تَطْمَحُ یكون حُتومٌ جمعَ حاتِمٍ كشاهِدٍ و شُهود، و یكون مصدر حَتَمَ. و تَحَتَّم: جعَل الشی‌ء علیه حَتْماً؛ قال لَبید: و یَوْمَ أَتانا حَیُّ عُرْوَةَ و ابنِهِ إِلی فاتِكٍ ذی جُرْأَةٍ قد تَحَتَّما و الحُتامةُ: ما بقی علی المائدة من الطعام أَو ما سقط منه إِذا أُكِلَ، و قیل: الحُتامةُ «3» ما فضل من الطعام علی الطَّبَق الذی یؤكل علیه. و التَّحَتُّم: أَكل الحُتامة و هی فُتات الخبز. و‌فی الحدیث: من أَكل و تَحَتَّم دخل الجنة؛ التَّحَتُّم: أَكل الحُتامة، و هی فُتات الخبز الساقطُ علی الخِوَان. و تَحَتَّم الرجلُ إِذا أَكل شیئاً هَشّاً فی فیه. اللیث: التَّحَتُّم الشی‌ء إِذا أَكلته فكان فی فَمِك هَشّاً. و الحَتَمَةُ: السواد. و الأَحْتَمُ: الأَسود. و التَّحتُّم: الهَشاشةُ. یقال: هو ذو تَحَتُّمٍ، و هو غَضُّ المُتَحَتَّم. و التَّحَتُّم: تَفَتُّتُ الثُّؤْلول إِذا جَفَّ. و التَّحتم: تَكسُّر الزجاج بعضه علی بعضٍ. و الحَتَمَةُ: القارورة المُفَتَّتةُ. و فی نوادر الأَعراب: یقال تَحَتَّمْتُ له بخیر أَی تمنیتُ له خیراً و تَفاءلت له. و یقال: هو الأَخ الحَتْمُ أَی المَحْضُ الحقُّ؛ و قال أَبو خِراشٍ یرثی رجلًا «4»
(1). قوله [و الحتمة بفتح الحاء إلخ] كذا فی النهایة و المحكم مضبوطاً بهذا الضبط أیضاً، و الذی فی القاموس و التكملة: و الحتمة، بالضم، السواد انتهی. و جعلهما الشارح لغتین فیها (2). قوله [الحر] سیأتی فی مادة خثرم بدله الخیر (3). قوله [و قیل الحتامة إلخ] هكذا بالأصل (4). قوله [رجلًا] فی التكملة: یرثی خالد بن زهیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 115
: فواللهِ لا أَنساكَ، ما عِشْتُ، لَیْلَةً، صَفیِّی من الإِخْوانِ و الولدِ الحَتْمِ و حاتِمٌ الطائیُّ: یُضْرَب به المَثَلُ فی الجُود، و هو حاتِمُ بنُ عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَجِ؛ قال الفرزدق: علی حالةٍ لو أَنَّ فی القومِ حاتِماً، علی جودِهِ، ما جادَ بالمالِ، حاتِمِ «1». و إِنما خفضه علی البدل من الهاء فی جودِه؛ و قول الشاعر: و حاتِمُ الطائیُّ وَهَّابُ المِئِی و هو اسم ینصرف، و إِنما تَرَكَ التنوین و جعل بدل كسرة النون لالتقاء الساكنین، حذفَ النون للضرورة؛ قال ابن بری: و هذا الشعر لامرأَة من بنی عقیل تَفْخَرُ بأَخوالها من الیمن، و ذكر أَبو زید أَنه للعامِرِیّة؛ و قبله: حَیْدَةُ خالی و لَقِیطٌ و عَلِی، و حاتِمُ الطائیُّ وَهَّابُ المِئِی و لم یَكُنْ كخالك العَبْدِ الدَّعِی یأْكل أَزْمانَ الهزالِ و السِّنِی هَیَّاب عَیْرٍ مَیْتةٍ غیرِ ذَكِی و تَحْتَمُ: موضع؛ قال السُّلَیْك بن السُّلَكة: بِحَمْدِ الإِلَه و امْرِئٍ هُوَ دَلَّنِی، حَوَیْتُ النِّهابَ من قَضِیبٍ و تَحْتَما

حتلم؛ ج12، ص: 115

: حَتْلَم و حِتْلِم «2»: موضع.

حثم؛ ج12، ص: 115

: الحَثْمةُ: أُكَیْمَةٌ صغیرة سوداء من حجارة. و الحُثُمُ: الطرق «3». العالیة. و الحَثْمَة: أَرْنَبةُ الأَنف. و الحَثْمَةُ: المُهر الصغیر؛ الأَخیرتان عن الهجری، و الجمع من كل ذلك حِثامٌ. و حَثَمَ له حَثْماً أَی أَعطاه. الجوهری: الحَثْمَةُ الأَكَمة الحمراء، و بها سمیت المرأَة حَثْمَةَ. الأَزهری: سمعت العرب تقول للرابیة الحَثَمَة. یقال: انزِل بهاتیك الحَثَمَة، و جمعها حَثَماتٌ، و یجوز حَثْمَة، بسكون الثاء، و منه ابن أَبی حَثْمة. و فی حدیث عمر، رضی الله عنه، ذكر حَثْمَة؛ هی بفتح الحاء و سكون الثاء: موضع بمكة قرب الحَجون. و أَبو حَثْمَةَ: رجل من جُلَساء عمر، رضی الله عنه، كنی بذلك. و حَثَمَ له الشی‌ء یَحْثِمُه حَثْماً و مَحَثَهُ: دلَكه بیده دلْكاً شدیداً؛ قال ابن درید: و لیس بثَبَتٍ.

حثرم؛ ج12، ص: 115

: الحِثْرِمَةُ، بالكسر: الدائرة التی تحت الأَنف. الجوهری: الحِثْرِمَةُ الدائرة فی وسَط الشفة العلیا، و قیل هی الأَرْنبة، كلاهما بكسر الحاء و الراء، و رواه ابن درید بفتحهما، و قد رواه بعضهم بالخاء المعجمة مع الكسر فی الخاء و الراء، قال الجوهری: إِذا طالت الحِثْرِمةُ قلیلًا قیل رجل أَبْظَرُ؛ و قال: كأَنَّما حِثْرِمَةُ ابْنِ غابِنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوسی خاتِنِ قال ابن بری: و حكی ابن درید حِثْرِبَة، بالباء. و قال أَبو حاتم السِّجْزیّ: الخِثْرِمَةُ بالخاء لهذه الدائرة. ابن الأَعرابی: الحِثْرِمةُ بالحاء؛ الأَزهری: هما لغتان، بالحاء و الخاء، فی هذه الكلمة. و رجل حُثارِمٌ: غلیظ الشفة، و الاسم الحَثْرَمَةُ.
(1). قوله [علی جوده إلخ] كذا فی الأصل، و المشهور: علی جوده لضنّ بالماء حاتم (2). قوله [حتلم] كزبرج و جعفر كما فی القاموس (3). قوله [و الحثم الطرق] ضبط فی نسخة من التهذیب بهذا الضبط
لسان العرب، ج‌12، ص: 116‌

حثلم؛ ج12، ص: 116

: الحِثْلِبُ و الحِثْلِمُ: عَكَرُ الدهن أَو السمن فی بعض اللغات.

حجم؛ ج12، ص: 116

: الإِحْجامُ: ضدُّ الإِقْدام. أَحْجَمَ عن الأَمر: كَفَّ أَو نكص هَیْبةً. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَخذَ سَیْفاً یوم أُحُدٍ فقال: من یأْخذ هذا السیف بحَقِّه؟ فأَحْجَم القوم‌أَی نكصوا و تأَخروا و تَهَیَّبوا أَخْذه. و رجل مِحْجام: كثیر النُّكوص. و الحِجامُ: شی‌ء یجعل فی فم البعیر أَو خَطْمِه لئلا یَعَضَّ «1»، و هو بعیر مَحْجُوم، و قد حَجَمه یَحْجُمه حَجْماً إِذا جعل علی فمه حجاماً و ذلك إِذا هاجَ. و‌فی الحدیث عن ابن عمر: و ذكر أَباه فقال: كان یَصیحُ الصَّیْحةَ یكاد مَنْ سمعها یَصْعَقُ كالبعیر المَحْجُوم.و أَما قوله‌فی حدیث حمزة: إِنه خرج یومَ أُحُدٍ كأَنه بعیر مَحْجُوم، و فی روایة: رجل مَحْجوم؛ قال ابن الأَثیر: أَی جسیم، من الحَجْمِ و هو النُّتُوُّ؛ قال ابن سیدة: و ربما قیل فی الشعر فلان یَحْجُم فلاناً عن الأَمر أَی یكفه، و الحَجْمُ: كَفُّكَ إِنساناً عن أَمر یریده. یقال: أَحْجَمَ الرجلُ عن قِرْنِه، و أَحْجَمَ إِذا جَبُنَ و كَفَّ؛ قاله الأَصمعی و غیره، و قال مبتكر الأَعرابی: حَجَمْتُه عن حاجته منعته عنها، و قال غیره: حَجَوْتُه عن حاجته مثله، و حَجَمْتُه عن الشی‌ء أَحْجُمُه أَی كفَفْته عنه. یقال: حَجَمْتُه عن الشی‌ء فأَحْجَمَ أَی كففته فكَفَّ، و هو من النوادر مثل كبَبْتُه فأَكبَّ. قال ابن بری: یقال حَجَمْته عن الشی‌ء فأَحْجَم أَی كففته عنه و أَحْجَمَ هو و كَبَبْتُه و أَكَبَّ هو، و شَنَقْتُ البعیرَ و أَشنَقَ هو إِذا رفع رأْسه، و نَسَلْتُ ریشَ الطائر و أَنْسَلَ هو، و قَشَعَتِ الریحُ الغیمَ و أَقْشَعَ هو، و نَزَفْتُ البئرَ و أَنْزَفَتْ هی، و مَرَیْتُ الناقةَ و أَمْرَتْ هی إِذا دَرَّ لبنُها. و إِحْجام المرأَةِ المولودَ: أَوَّلُ إِرْضاعةٍ تُرْضِعُه، و قد أَحْجَمَتْ له. و حَجَمَ العظمَ یَحْجُمه حَجْماً: عَرَقَهُ. و حَجَمَ ثَدْیُ المرأَة یَحْجُم حُجُوماً: بدا نُهُوده؛ قال الأَعشی: قد حَجَمَ الثَّدْیُ علی نَحْرِها فی مُشْرِقٍ ذی بَهْجةٍ ناضِرِ «2». و هذه اللفظة فی التهذیب بالأَلف فی النثر و النظم: قد أَحْجَمَ الثدیُ علی نحر الجاریة. قال: و حَجَّمَ و بَجَّم إِذا نظر نظراً شدیداً، قال الأَزهری: و حَمَّجَ مثله. و یقال للجاریة إِذا غَطَّی اللحمُ رؤوس عظامها فسمنت: ما یبدو لعِظامها حَجْمٌ؛ الجوهری: حَجْمُ الشی‌ء حَیْدهُ. یقال: لیس لِمِرْفَقِهِ حَجْمٌ أَی نُتُوٌّ. و حَجْم كلِّ شی‌ء: مَلْمَسُه الناتئ تحت یدك، و الجمع حُجُوم. و قال اللحیانی: حَجْمُ العظام أَن یوجد مَسُّ العِظام من وراء الجلد، فَعَبَّرَ عنه تَعْبیرَه عن المصادر؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ هو عنده مصدر أَم اسم. قال اللیث: الحَجْمُ وِجْدانُك مسَّ شی‌ء تحت ثوب، تقول: مَسِسْت [مَسَسْت بطنَ الحُبْلی فوجدت حَجْمَ الصبیِّ فی بطنها. و‌فی الحدیث: لا یَصِف حَجْمَ عظامها؛ قال ابن الأَثیر: أَراد لا یلتصق الثوب ببدنها فَیَحْكی الناتئَ و الناشزَ من عظامها و لحمها، و جعله واصفاً علی التشبیه لأَنه إِذا أَظهره و بیَّنه كان بمنزلة الواصف لها بلسانه. و الحَجْمُ: المَصّ. یقال:
(1). قوله [لئلا یعض] فی المحكم بعده: و قال أبو حنیفة الدینوری هی مخلاة تجعل علی خطمه لئلا یعض (2). قوله [ذی بهجة إلخ] كذا فی المحكم، و فی التكملة: ذی صبح نائر
لسان العرب، ج‌12، ص: 117
حَجَمَ الصبیُّ ثَدی أُمه إِذا مصه. و ما حَجَمَ الصبیُّ ثدی أُمه أَی ما مَصَّه. و ثَدْیٌ مَحْجوم أَی ممصوص. و الحَجَّامُ: المَصَّاص. قال الأَزهری: یقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة، و قد حَجَمَ یَحْجِمُ و یَحْجُم حَجْماً و حاجِمٌ حَجُومٌ و مِحْجَمٌ رَفیقٌ. و المِحْجَمُ و المِحْجَمَةُ: ما یُحْجَم به. قال الأَزهری: المحْجَمَةُ قارُورَتُهُ، و تطرح الهاء فیقال مِحْجَم، و جمعه مَحاجِم؛ قال زهیر: و لم یُهَریقُوا بینهم مِلْ‌ءَ مِحْجمِ و‌فی الحدیث: أَعْلَقَ فیه مِحْجَماً؛ قال ابن الأَثیر: المِحْجَمُ، بالكسر، الآلة التی یجمع فیها دم الحِجامة عند المصّ، قال: و المِحْجَمُ أَیضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ و منه‌الحدیث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَمٍ، و حِرفَتُه و فعلُه الحِجامةُ. و الحَجْمُ: فعل الحاجم و هو الحَجّامُ. و احْتَجَمَ: طلب الحِجامة، و هو مَحْجومٌ، و قد احْتَجَمْتُ من الدم. و‌فی حدیث الصوم: أَفْطَرَ الحاجِمُ و المَحْجومُ؛ ابن الأَثیر: معناه: أَنهما تَعَرَّضا للإِفْطار، أَما المَحْجومُ فللضعف الذی یلحقه من خروج دمه فربما أَعجزه عن الصوم، و أَما الحاجمُ فلا یأْمَنُ أَن یصل إِلی حلقه شی‌ء من الدم فیبلعَهُ أَو من طَعْمِه، قال: و قیل هذا علی سبیل الدعاء علیهما أَی بطل أَجْرُهما فكأَنهما صارا مفطرین،كقَوله: من صام الدَّهْرَ فلا صام و لا أَفطر.و المَحْجمة من العنق: موضع المِحْجمةِ. و أَصل الحَجْمِ المصّ، و قولهم: أَفْرَغُ من حَجَّام ساباطٍ، لأَنه كان تَمُرُّ به الجیوش فیَحْجُمهم نَسیئةً من الكساد حتی یرجعوا فضربوا به المَثَلَ؛ قال ابن درید: الحِجامةُ من الحَجْمِ الذی هو البَداءُ لأَن اللحم یَنْتَبِرُ أَی یرتفع. و الحَوْجَمةُ: الوَرْدُ الأَحمر، و الجمع حَوْجَمٌ.

حدم؛ ج12، ص: 117

: الأَزهری: الحَدْمُ شدة إحماء الشی‌ء بحَرِّ الشمس و النار، تقول: حَدَمَه كذا فاحْتَدَمَ؛ و قال الأَعشی: و إدْلاجُ لَیْلٍ علی غِرَّةٍ، و هاجِرَة حَرُّها محْتَدِمْ الفراء: للنار حَدَمَةٌ و حَمَدَةٌ و هو صوت الالتهاب. و حَدَمةُ النار، بالتحریك: صوت التهابها. و هذا یوم مُحْتَدِمٌ و مُحْتَمِدٌ: شدید الحر. و الاحْتِدامُ: شدة الحر. و قال أَبو زید: احْتَدَمَ یومُنا احْتَمَدَ. ابن سیدة: حَدْمُ النار و الحرِّ و حَدَمُهما شدة احتراقهما و حَمْیُهما. الجوهری: احْتَدَمَت النار التهبت. غیره: احْتَدَمَتِ النارُ و الحرُّ اتقدا. و احْتَدَمَ صدرُ فلان غیظاً و احْتَدَمَ علیَّ غیظاً و تَحَدَّمَ: تَحَرّقَ، و هو علی التشبیه بذلك، و ما أَدْرِی ما أَحْدَمَه. و كل شی‌ء الْتهب فقد احْتَدَمَ. و الحَدَمَةُ: صوت جوف الأَسْود من الحیَّات. الأَزهری: قال أَبو حاتم الحَدَمَةُ من أصوات الحیَّة صوتُ حَفِّه كأَنه دَوِیٌّ یَحْتَدِمُ. و احْتَدَمَتِ القِدْرُ إِذا اشتدّ غَلَیانُها. قال أَبو زید: زَفِیرُ النارِ لَهَبُها و شَهِیقُها و حَدَمُها و حَمَدُها و كَلْحَبَتُها بمعنی واحد. و احْتَدَمَ الشرابُ إِذا غَلَی؛ قال الجعدی یصف الخمر: رُدَّتْ إِلی أَكْلَفِ المَناكِبِ مَرْشومٍ مُقیمٍ فی الطین مُحْتَدِمِ قال الأَزهری: أَنشد أَبو عمرو «1».
(1). قوله [أنشد أبو عمرو إلخ] لیس محل ذكره هنا بل محل مادة د ح م
لسان العرب، ج‌12، ص: 118
قالَتْ: و كیفَ و هو كالمُبَرْتَكِ؟ إنی لطولِ الفَشْلِ فیه أَشْتَكِی، فادْحَمْهُ شیئاً ساعةً ثم ابْرُكِ ابن سیدة: احْتَدَمَ الدمُ إِذا اشتدت حمرته حتی یَسْوَدّ، و حدَمَهُ. الجوهری: قِدْرٌ حُدَمَةٌ سریعة الغَلْی، و هو ضد الصَّلُود. و‌فی حدیث علیّ: یوشِكُ أَن تَغشاكم دَواجی ظُلَلِهِ و احْتِدامُ عِلَلِه‌أَی شدتها، و هو من احْتِدام النار أَی التهابها و شدة حرها. و حُدْمَة: موضع «2» معروف.

حذم؛ ج12، ص: 118

: الحَذْمُ: القطع الوَحِیُّ. حَذَمَه یَحْذِمُه حَذْماً: قطعه قطعاً وَحِیّاً، و قیل: هو القطع ما كان. و سیف حَذِمٌ و حِذْیَمٌ. قاطع. و الحَذْمُ: الإِسراع فی المشی و كأَنه مع هذا یَهْوِی بیدیه إِلی خَلْف، و الفعل كالفعل؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه، لبعض المؤذنین: إذا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ و إذا أَقَمْتَ فاحْذِمْ؛ قال الأَصمعی: الحَذْمُ الحَدْرُ فی الإِقامة و قطع التطویل؛ یرید عَجّلْ إِقامة الصلاة و لا تُطَوِّلها كالأَذان، هكذا رواه الهروی بالحاء المهملة، و ذكره الزمخشری فی الخاء المعجمة، و سیجی‌ء، و قیل: الحَذْم كالنَّتْفِ فی المشی شیبةٌ بمشی الأَرانب. و الحَذْمُ: المشی الخفیف. و كل شی‌ء أَسرعت فیه فقد حَذَمْتَهُ، یقال: حَذَمَ فی قراءته، و الحَمامُ یَحْذِمُ فی طَیَرانِه كذلك. ابن الأَعرابی: الحُذُمُ الأَرانب السراع، و الحُذُمُ أَیضاً اللصوص الحُذَّاقُ. و الأَرنب تَحْذِمُ أَی تسرع، و یقال لها حُذَمَةٌ لُذَمَةٌ، تسبِقُ الجمع بالأَكَمَة؛ حُذمَةٌ إذا عَدَتْ فی الأَكَمَةِ أَسرعت فسبقت مَنْ یطلبها، لُذَمَةٌ: لازمةٌ للعَدْوِ. و یقال: حَذَمَ فی مِشْیَته إِذا قارب الخُطی و أَسرع. و الحُذَمُ: القصیر من الرجال القریب الخَطْو. و قال أَبو عدنان: الحَذَمانُ شی‌ء من الذَّمِیل فوق المشی، قال: و قال لی خالد بن جَنْبة الحَذَمانُ إِبْطاءُ المشی، و هو من حروف الأَضداد، قال: و اشتری فلانٌ عبداً حُذامَ المشی لا خیر فیه. و امرأَة حُذَمَةٌ: قصیرة. و الحُذَمةُ: المرأة القصیرة؛ و قال: إِذا الخَرِیعُ العَنْقَقِیرُ الحُذَمَهْ یَؤُرُّها فحلٌ شدید الصُّمَمَه قال ابن بری: كذا ذكره یعقوب الحُذَمَة، بالحاء، و كذا أَنشده أَبو عمرو الشیبانی فی نوادره بالحاء أَیضاً، و المعروف الجَدَمَةُ، بالجیم مفتوحةً و الدال، و صواب القافیة الأَخیرة الضَّمْضَمَة، قال: و كذا أَنشده أَبو عمرو الشیبانی، و كذا أَنشده ابن السكیت أیضاً و فسره فقال: الضَّمْضَمَةُ الأَخذ الشدید. یقال: أَخذه فَضَمْضَمَهُ أَی كسره؛ قال و أَوَّله: سَمِعتُ من فوق البُیوت كَدَمَهْ، إِذا الخَریعُ العَنْقَفِیرُ الجَدَمَهْ یَؤُرُّها فَحْلٌ شدید الضَّمْضَمَه، أَرّاً بعَتَّارٍ إِذا ما قَدَّمهْ فیها انْفَرَی وَمَّاحُها و خَرَمَهْ، فَطَفِقَتْ تدعو الهَجِینَ ابن الأَمَهْ فما سَمِعْتُ بَعْدَ تِیك النَّأَمَهْ منها، و لا منه هناك، أبْلُمَهْ قال: و الرجز لرِیاحٍ الدبیری.
(2). قوله [و حدمة موضع] عبارة المحكم: و حدمة مضبوطاً بالضم و قیل حدمة مضبوطاً كهمزة موضع، و صرح بذلك كله فی التكملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 119
و الحِذْیَمُ: الحاذق بالشی‌ء. و حُذَمَةُ: اسم فرس. و حَذامِ: مثل قَطامِ. و حَذامِ: اسم امرأة معدولةٌ عن حاذِمَةٍ؛ قال ابن بری: هی بنت العَتِیك بن أَسْلَمَ بن یَذْكُر بن عَنَزَةَ؛ قال وسِیمُ بن طارقٍ، و یقال لجیم بن صَعْب و حَذامِ امرأَته: إِذا قالتْ حَذامِ فَصَدِّقُوها، فإِنَّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ التهذیب: حَذامِ من أَسماء النساء، قال: جَرَّت العربُ حَذامِ فی موضع الرفع لأَنها مصروفةٌ عن حاذِمة، فلما صُرِفَتْ إِلی فَعال كُسِرَتْ لأَنهم وجدوا أَكثر حالات المؤنث إِلی الكسر، كقولك: أَنتِ عَلَیْكِ، و كذلكِ فَجار و فَساقِ، قال: و فیه قول آخر أَنَّ كل شی‌ء عُدِلَ من هذا الضرب عن وجهه یُحْمَلُ علی إِعراب الأَصوات و الحكایاتِ من الزَّجْرِ و نحوه مجروراً، كما یقال فی زَجْر البعیر یاهٍ یاهٍ، ضاعف یاهٍ مرتین؛ قال ذو الرمة: ینادی بِیَهْیاهٍ و یاهٍ، كأَنَّهُ صُوَیْتُ الرُّوَیْعِی ضَلَّ باللیل صاحِبُهْ «1». یقول: سَكَنَ الحَرْفُ الذی قبل الحرف الآخر فحُرِّكَ آخره بكسرةٍ، و إِذا تحرك الحَرْفُ قبل الحرف الآخر و سكن الآخِرُ جَزَمْتَ، كقولك بَجَلْ و أَجَلْ، و أَما حَسْب و جَیْر فإِنك كَسَرْت آخره و حركته بسكون السین و الیاء؛ قال ابن بری: و أَما قول الشاعر: بَصیرٌ بما أَعْیَا النِّطاسِیَّ حِذْیَما فإِنما أَراد ابن حِذْیَمٍ «2»، فحذف ابن. و حَذِیمةُ: بن یَرْبوع بن غَیْظ بن مُرَّة. و حُذَیْمٌ و حِذْیَمٌ: إسمان.

حذلم؛ ج12، ص: 119

: الأَصمعی: حَذْلَمَ سِقاءه إذا ملأَه؛ و أَنشد: بِشابةَ فالقُهْبِ المَزادَ المُحَذْلَما و حَذْلَمَ فَرسَه: أَصلحه. و حَذْلَم العُودَ: بَرَاه و أَحَدَّه. و إِناء مُحَذْلَمٌ: مملوء. و الحُذْلوم: الخفیف السریع. و تَحَذْلَمَ الرجلُ إذا تأَدَّب و ذهب فضول حُمْقه. و حَذْلَم: اسم مشتق منه. و حَذْلَم: اسم رجل. و تمیم ابن حَذْلَم الضَّبّیّ: من التابعین. و الحَذْلَمَةُ: الهَذْلَمةُ، و هو الإِسراع. یقال: مرَّ یَتَحَذْلَمُ إذا مرّ كأَنه یتدحْرج. و حَذْلَمْتُ: دَحْرجت. و ذَحْلَمْتُ، بتقدیم الذال: صرعت. الأَزهری: الحَذْلمةُ السرعة؛ قال الأَزهری: هذا الحرف وجد فی كتاب الجمهرة لابن درید مع حروف غیرها و ما وجدت أَكثرها لأَحد من الثقات.

حرم؛ ج12، ص: 119

: الحِرْمُ، بالكسر، و الحَرامُ: نقیض الحلال، و جمعه حُرُمٌ؛ قال الأَعشی: مَهادی النَّهارِ لجاراتِهِمْ، و باللیل هُنَّ علیهمْ حُرُمْ و قد حَرُمَ علیه الشی‌ء حُرْماً و حَراماً و حَرُمَ الشی‌ءُ، بالضم، حُرْمَةً و حَرَّمَهُ الله علیه و حَرُمَتِ الصلاة علی المرأة حُرُماً و حُرْماً، و حَرِمَتْ علیها
(1). قوله [ینادی بیهیاه و یاه …] أَی ینادی یاهیاه ثم یسكت منتظراً الجواب عن دعوته فإِذا أَبطأ عنه قال یاه (2). قوله [فإِنما أَراد ابن حذیم إلخ] عبارة شرح القاموس: قال ابن السكیت فی شرح الدیوان الطبیب هو حذیم نفسه أو هو ابن حذیم، و إنما حذف ابن اعتماداً علی الشهرة، قال شیخنا: و هل یكون هذا من الحذف مع اللبس أو من الحذف مع أمن اللبس خلاف، و قد بسطه البغدادی فی شرح شواهد الرضی بما فیه كفایة
لسان العرب، ج‌12، ص: 120
حَرَماً و حَراماً: لغة فی حَرُمَت. الأَزهری: حَرُمَت الصلاة علی المرأة تَحْرُمُ حُروماً، و حَرُمَتِ المرأةُ علی زوجها تَحْرُمُ حُرْماً و حَراماً، و حَرُمَ علیه السَّحورُ حُرْماً، و حَرِمَ لغةٌ. و الحَرامُ: ما حَرَّم اللهُ. و المُحَرَّمُ: الحَرامُ. و المَحارِمُ: ما حَرَّم اللهُ. و مَحارِمُ اللیلِ: مَخاوِفُه التی یَحْرُم علی الجَبان أَن یسلكها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مَحارِمُ اللیل لهُنَّ بَهْرَجُ، حین ینام الوَرَعُ المُحَرَّجُ «1». و یروی: محارِمُ اللیل … أَی أَوائله. و أَحْرَمَ الشی‌ء: جَعله حَراماً. و الحَریمُ: ما حُرِّمَ فلم یُمَسَّ. و الحَریمُ: ما كان المُحْرِمون یُلْقونه من الثیاب فلا یَلْبَسونه؛ قال: كَفی حَزَناً كَرِّی علیه كأَنه لَقیً، بین أَیْدی الطائفینَ، حَریمُ الأَزهری: الحَریمُ الذی حَرُمَ مسه فلا یُدْنی منه، و كانت العرب فی الجاهلیة إذا حَجَّت البیت تخلع ثیابها التی علیها إذا دخلوا الحَرَمَ و لم یَلْبسوها ما داموا فی الحَرَم؛ و منه قول الشاعر: لَقیً، بین أَیدی الطائفینَ، حَریمُ و قال المفسرون فی قوله عز و جل: یٰا بَنِی آدَمَ خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ؛كان أَهل الجاهلیة یطوفون بالبیت عُراةً و یقولون: لا نطوف بالبیت فی ثیاب قد أَذْنَبْنا فیها، و كانت المرأة تطوف عُرْیانَةً أَیضاً إِلّا أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُیور؛ و قالت امرأة من العرب: الیومَ یَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ، و ما بَدا منه فلا أُحِلُّهُ تعنی فرجها أَنه یظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذی لبسته، فأَمَرَ اللهُ عز و جل بعد ذكره عُقوبة آدمَ و حوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالاستتار فقال: یٰا بَنِی آدَمَ خُذُوا زِینَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ؛ قال الأَزهری: و التَّعَرِّی و ظهور السوءة مكروه، و ذلك مذ لَدُنْ آدم. و الحَریمُ: ثوب المُحْرم، و كانت العرب تطوف عُراةً و ثیابُهم مطروحةٌ بین أَیدیهم فی الطواف. و‌فی الحدیث: أَن عِیاضَ بن حِمار المُجاشِعیّ كان حِرْمیَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فكان إذا حج طاف فی ثیابه؛ كان أَشراف العرب الذین یتَحَمَّسونَ علی دینهم أَی یتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم یأكل إِلّا طعامَ رجلٍ من الحَرَم، و لم یَطُفْ إلَّا فی ثیابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قریش، فیكون كل واحدٍ منهما حِرْمِیَّ صاحبه، كما یقال كَرِیٌّ للمُكْری و المُكْتَری، قال: و النَّسَبُ فی الناس إِلی الحَرَمِ حِرْمِیّ، بكسر الحاء و سكون الراء. یقال: رجل حِرْمِیّ، فإذا كان فی غیر الناس قالوا ثوب حَرَمِیّ. و حَرَمُ مكة: معروف و هو حَرَمُ الله و حَرَمُ رسوله. و الحَرَمانِ: مكة و المدینةُ، و الجمع أَحْرامٌ. و أَحْرَمَ القومُ: دخلوا فی الحَرَمِ. و رجل حَرامٌ: داخل فی الحَرَمِ، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث، و قد جمعه بعضهم علی حُرُمٍ. و البیت الحَرامُ و المسجد الحَرامُ و البلد الحَرام. و قوم حُرُمٌ و مُحْرِمون. و المُحْرِمُ: الداخل فی الشهر الحَرام، و النَّسَبُ إلی الحَرَم حِرْمِیٌّ،
(1). قوله [المحرج] كذا هو بالأَصل و الصحاح، و فی المحكم؛ المزلج كمعظم
لسان العرب، ج‌12، ص: 121
و الأُنثی حِرْمِیَّة، و هو من المعدول الذی یأتی علی غیر قیاس، قال المبرد: یقال امرأة حِرْمِیَّة و حُرْمِیَّة و أَصله من قولهم: و حُرْمَةُ البیت و حِرْمَةُ البیت؛ قال الأَعشی: لا تأوِیَنَّ لحِرْمِیّ مَرَرْتَ به، یوماً، و إنْ أُلْقِیَ الحِرْمیُّ فی النار و هذا البیت أَورده ابن سیدة فی المحكم، و استشهد به ابن بری فی أَمالیه علی هذه الصورة، و قال: هذا البیت مُصَحَّف، و إِنما هو: لا تَأوِیَنَّ لِجَرْمِیّ ظَفِرْتَ به، یوماً، و إِن أُلْقِیَ الجَرْمیُّ فی النّار الباخِسینَ لِمَرْوانٍ بذی خُشُبٍ، و الدَّاخِلین علی عُثْمان فی الدَّار و شاهد الحِرْمِیَّةِ قول النابغة الذبیانی: كادَتْ تُساقِطُنی رَحْلی و مِیثَرَتی، بذی المَجازِ، و لم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِیَّةٍ قالت، و قد ظَعنوا: هل فی مُخْفِّیكُمُ مَنْ یَشْتَری أَدَما؟ و قال أَبو ذؤیب: لَهُنَّ نَشیجٌ بالنَّشیلِ، كأَنها ضَرائرُ حِرْمیّ تفاحشَ غارُها قال الأَصمعی: أَظنه عَنی به قُرَیْشاً، و ذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر، و قالوا فی الثوب المنسوب إلیه حَرَمِیّ، و ذلك للفرق الذی یحافظون علیه كثیراً و یعتادونه فی مثل هذا. و بلد حَرامٌ و مسجد حَرامٌ و شهر حرام. و الأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثلاثة سَرْدٌ أَی متتابِعة و واحد فَرْدٌ، فالسَّرْدُ ذو القَعْدة و ذو الحِجَّة و المُحَرَّمُ، و الفَرْدُ رَجَبٌ. و فی التنزیل العزیز: مِنْهٰا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ قوله مِنْهٰا، یرید الكثیر، ثم قال: فَلٰا تَظْلِمُوا فِیهِنَّ أَنْفُسَكُمْ لما كانت قلیلة. و المُحَرَّمُ: شهر الله، سَمَّتْه العرب بهذا الاسم لأَنهم كانوا لا یستَحلُّون فیه القتال، و أُضیف إلی الله تعالی إِعظاماً له كما قیل للكعبة بیت الله، و قیل: سمی بذلك لأَنه من الأَشهر الحُرُمِ؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بقوی. الجوهری: من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فیها القتال إِلا حَیّان خَثْعَم و طَیِّ‌ءٌ، فإنهما كانا یستَحِلَّان الشهور، و كان الذین یَنْسؤُون الشهور أَیام المواسم یقولون: حَرّمْنا علیكم القتالَ فی هذه الشهور إلَّا دماء المُحِلِّینَ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة فی هذه الشهور، و جمع المُحَرَّم مَحارِمُ و مَحاریمُ و مُحَرَّماتٌ. الأَزهری: كانت العرب تُسَمِّی شهر رجب الأَصَمَّ و المُحَرَّمَ فی الجاهلیة؛ و أَنشد شمر قول حمید بن ثَوْر: رَعَیْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ، شهورَ جُمادَی كُلَّها و المُحَرَّما قال: و أَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، و قال: قاله ابن الأَعرابی؛ و قال الآخر: أَقَمْنا بها شَهْرَیْ ربیعٍ كِلیهما، و شَهْرَیْ جُمادَی، و اسْتَحَلُّوا المُحَرَّما و‌روی الأَزهری بإِسناده عن أُم بَكْرَةَ: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، خَطَبَ فی صِحَّته فقال: أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهیئته یوم خلق السموات و الأَرض، السَّنَة اثْنٰا عَشَرَ شَهْراً، … مِنْهٰا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالِیاتٌ: ذو القَعْدة و ذو الحِجَّة و المحَرَّمُ،
لسان العرب، ج‌12، ص: 122
و رَجَبُ مُضَرَ الذی بین جُمادَی و شعبان.و المُحَرَّم: أَول الشهور. و حَرَمَ و أَحْرَمَ: دخل فی الشهر الحرام؛ قال: و إذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً، فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ فقوله مُحْرِماً لیس من إِحْرام الحج، و لكنه الداخل فی الشهر الحَرامِ. و الحُرْمُ، بالضم: الإِحْرامُ بالحج. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كنت أُطَیِّبُه، صلی الله علیه و سلم، لحِلِّهِ و لِحُرْمِه‌أَی عند إِحْرامه؛ الأَزهری: المعنی أَنها كانت تُطَیِّبُه إذا اغْتسل و أَراد الإِحْرام و الإِهْلالَ بما یكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة، و كانت تُطَیِّبُه إذا حَلّ من إِحْرامه؛ الحُرْمُ، بضم الحاء و سكون الراء: الإِحْرامُ بالحج، و بالكسر: الرجل المُحْرِمُ؛ یقال: أَنتَ حِلّ و أَنت حِرْمٌ. و الإِحْرامُ: مصدر أَحْرَمَ الرجلُ یُحْرِمُ إِحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة و باشَرَ أَسبابهما و شروطهما من خَلْع المَخِیط، و أَن یجتنب الأَشیاء التی منعه الشرع منها كالطیب و النكاح و الصید و غیر ذلك، و الأَصل فیه المَنْع، فكأَنَّ المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشیاء. و منه‌حدیث الصلاة: تَحْرِیمُها التكبیر، كأَن المصلی بالتكبیر و الدخول فی الصلاة صار ممنوعاً من الكلام و الأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة و أَفعالِها، فقیل للتكبیر تَحْرِیمٌ لمنعه المصلی من ذلك، و إنما سمیت تكبیرَة الإِحْرام أَی الإِحرام بالصلاة. و الحُرْمَةُ: ما لا یَحِلُّ لك انتهاكه، و كذلك المَحْرَمَةُ و المَحْرُمَةُ، بفتح الراء و ضمها؛ یقال: إن لی مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، واحدتها مَحْرَمَةٌ و مَحْرُمَةٌ، یرید أن له حُرُماتٍ. و المَحارِمُ: ما لا یحل استحلاله. و‌فی حدیث الحُدَیْبیة: لا یسألونی خُطَّةً یعَظِّمون فیها حُرُماتِ الله إلا أَعْطیتُهم إِیاها؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ و ظُلُماتٍ؛ یرید حُرْمَةَ الحَرَمِ، و حُرْمَةَ الإِحْرامِ، و حُرْمَةَ الشهر الحرام. و قوله تعالی: ذٰلِكَ وَ مَنْ یُعَظِّمْ حُرُمٰاتِ اللّٰهِ؛ قال الزجاج: هی ما وجب القیامُ به و حَرُمَ التفریطُ فیه، و‌قال مجاهد: الحُرُماتُ مكة و الحج و العُمْرَةُ و ما نَهَی الله من معاصیه كلها، و‌قال عطاء: حُرُماتُ الله معاصی الله.و‌قال اللیث: الحَرَمُ حَرَمُ مكة و ما أَحاط إِلی قریبٍ من الحَرَمِ، قال الأَزهری: الحَرَمُ قد ضُرِبَ علی حُدوده بالمَنار القدیمة التی بَیَّنَ خلیلُ الله، علیه السلام، مشَاعِرَها و كانت قُرَیْش تعرفها فی الجاهلیة و الإِسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، و یعلمون أَن ما دون المَنارِ إِلی مكة من الحَرَمِ و ما وراءها لیس من الحَرَمِ، و لما بعث الله عز و جل محمداً، صلی الله علیه و سلم، أَقرَّ قُرَیْشاً علی ما عرفوه من ذلك، و‌كتب مع ابن مِرْبَعٍ الأَنصاری إلی قریش: أَن قِرُّوا علی مشاعركم فإنكم علی إرْثٍ من إرْثِ إبراهیم، فما كان دون المنار، فهو حَرَم لا یحل صیده و لا یُقْطَع شجره، و ما كان و راء المَنار، فهو من الحِلّ یحِلُّ صیده إذا لم یكن صائده مُحْرِماً.قال: فإِن قال قائل من المُلْحِدین فی قوله تعالی: أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّٰا جَعَلْنٰا حَرَماً آمِناً وَ یُتَخَطَّفُ النّٰاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ؛ كیف یكون حَرَماً آمِناً و قد أُخِیفوا و قُتلوا فی الحَرَمِ؟ فالجواب فیه أَنه عز و جل جعله حَرَماً آمِناً أَمراً و تَعَبُّداً لهم بذلك لا إِخباراً، فمن آمن بذلك كَفَّ عما نُهِی عنه اتباعاً و انتهاءً إِلی ما أُمِرَ به، و من أَلْحَدَ و أَنكر أَمرَ
لسان العرب، ج‌12، ص: 123
الحَرَمِ و حُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ، و من أَقَرَّ و ركب النهیَ فصاد صید الحرم و قتل فیه فهو فاسق و علیه الكفَّارة فیما قَتَلَ من الصید، فإِن عاد فإِن الله ینتقم منه. و أَما المواقیت التی یُهَلُّ منها للحج فهی بعیدة من حدود الحَرَمِ، و هی من الحلّ، و من أَحْرَمَ منها بالحج فی الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام مُحْرِماً عن الرَّفَثِ و ما وراءَه من أَمر النساء، و عن التَّطَیُّبِ بالطیبِ، و عن لُبْس الثوب المَخیط، و عن صید الصید؛ و قال اللیث فی قول الأَعشی: بأَجْیادِ غَرْبیِّ الصَّفا و المُحَرَّمِ قال: المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ. و تقول: أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ و حَرامٌ، و رجل حَرامٌ أَی مُحْرِم، و الجمع حُرُم مثل قَذالٍ و قُذُلٍ، و أَحْرَم بالحج و العمرة لأَنه یَحْرُم علیه ما كان له حَلالًا من قبلُ كالصید و النساء. و أَحْرَمَ الرجلُ إِذا دخل فی الإِحْرام بالإِهلال، و أَحْرَمَ إِذا صار فی حُرَمِه من عهد أَو میثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن یُغار علیه؛ و أَما قول أُحَیْحَة أَنشده ابن الأَعرابی: قَسَماً، ما غیرَ ذی كَذِبٍ، أَن نُبیحَ الخِدْن و الحُرَمَه «2». قال ابن سیدة: فإنی أَحسب الحُرَمَةَ لغة فی الحُرْمَةِ، و أَحسن من ذلك أَن یقول و الحُرُمَة، بضم الراء، فتكون من باب طُلْمة و ظُلُمَةٍ، أَو یكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشی الكسر الكسر أَیضاً فقال: أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها، و قد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إِلَّا أَن قول الأَعشی قد یجوز أَن یَتَوَجَّه علی الوقف كما حكاه سیبویه من قولهم: مررت بالعِدِلْ. و حُرَمُ الرجلِ: عیاله و نساؤه و ما یَحْمِی، و هی المَحارِمُ، واحدتها مَحْرَمَةٌ و مَحْرُمة. و رَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْویجُها؛ قال: و جارةُ البَیْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله، إِلا إِنما مكارِهُ السَّعْیِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَی كما جعلها. و قد تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ و المَحْرَمُ: ذات الرَّحِم فی القرابة أَی لا یَحِلُّ تزویجها، تقول: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ، و هی ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الجوهری: یقال هو ذو رَحِمٍ منها إِذا لم یحل له نكاحُها. و‌فی الحدیث: لا تسافر امرأة إِلا مع ذی مَحْرَمٍ منها، و فی روایة: مع ذی حُرْمَةٍ منها؛ ذو المَحْرَمِ: من لا یحل له نكاحها من الأَقارب كالأَب و الابن و العم و من یجری مجراهم. و الحُرْمَة: الذِّمَّةُ. و أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ إِذا كانت له ذمة؛ قال الراعی: قَتَلوا ابنَ عَفّان الخلیفةَ مُحْرِماً، و دَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا و یروی: … مَخْذولا، و قیل: أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه فی آخر ذی الحِجَّةِ؛ و قال أَبو عمرو: أَی صائماً. و یقال: أَراد لم یُحِلَّ من نفسه شیئاً یوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ.الأَزهری: روی شمر لعُمَرَ أَنه قال الصیام إِحْرامٌ، قال: و إِنما قال الصیامُ إِحْرام لامتناع الصائم مما یَثْلِمُ صیامَه، و یقال للصائم أَیضاً مُحْرِمٌ؛ قال ابن بری: لیس مُحْرِماً فی بیت الراعی من الإِحْرام و لا من الدخول فی الشهر الحَرام، قال: و إِنما هو مثل البیت الذی قبله، و إِنما
(2). قوله [أَن نبیح الخدن] كذا بالأَصل، و الذی فی نسختین من المحكم: أَن نبیح الحصن
لسان العرب، ج‌12، ص: 124
یرید أَن عثمان فی حُرْمةِ الإِسلام و ذِمَّته لم یُحِلَّ من نفسه شیئاً یُوقِعُ به، و یقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به، و منه‌قول الحسن فی الرجل یُحْرِمُ فی الغضب‌أَی یحلف؛ و قال الآخر: قتلوا كِسْری بلیلٍ مُحْرِماً، غادَرُوه لم یُمَتَّعْ بكَفَنْ یرید: قَتَلَ شِیرَوَیْهِ أَباه أَبْرَوَیْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهری: الحُرْمة المَهابة، قال: و إِذا كان بالإِنسان رَحِمٌ و كنا نستحی منه قلنا: له حُرْمَةٌ، قال: و للمسلم علی المسلم حُرْمةٌ و مَهابةٌ. قال أَبو زید: یقال هو حُرْمَتُك و هم ذَوو رَحِمِه و جارُه و مَنْ یَنْصره غائباً و شاهداً و من وجب علیه حَقُّه. و یقال: أَحْرَمْت عن الشی‌ء إِذا أَمسكتَ عنه، و‌ذكر أَبو القاسم الزجاجی عن الیزیدی أَنه قال: سألت عمی عن قول النبی، صلی الله علیه و سلم: كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ، قال: المُحْرِمُ الممسك، معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم و عِرْضِهِ و دَمِهِ؛ و أَنشد لمِسْكین الدارمیّ: أَتتْنی هَناتٌ عن رجالٍ، كأَنها خَنافِسُ لَیْلٍ لیس فیها عَقارِبُ أَحَلُّوا علی عِرضی، و أَحْرَمْتُ عنهُمُ، و فی اللهِ جارٌ لا ینامُ و طالِبُ قال: و أَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنیّ جاهلیّ: لقد طال إِعْراضی و صَفْحی عن التی أُبَلَّغُ عنْكم، و القُلوبُ قُلوبُ و طال انْتِظاری عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ لیَرْجِعَ وُدٌّ، و المَعادُ قریبُ و لستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التی كرِهْتُ، و منها فی القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّی كَفاءةَ فِعْلِكُمْ، فیَشْمَتَ قِتْل أَو یُساءَ حبیبُ و یَظْهَرَ مِنّاً فی المَقالِ و منكُمُ، إِذا ما ارْتَمَیْنا فی المَقال، عُیوبُ و یقال: أَحْرَمْتُ الشی‌ء بمعنی حَرَّمْتُه؛ قال حُمَیْدُ بن ثَوْرٍ: إِلی شَجَرٍ أَلْمَی الظِّلالِ، كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ قال: و الضمیر فی كأنها یعود علی رِكابٍ تقدم ذكرها. و تَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ: تَحَمّی و تَمَنَّعَ. و أَحْرَمَ القومُ إِذا دخلوا فی الشهر الحَرامِ؛ قال زهیر: جَعَلْنَ القَنانَ عن یَمینٍ و حَزْنَهُ، و كم بالقَنانِ من مُحِلّ و مُحْرِمِ و أَحْرَمَ الرجلُ إِذا دخل فی حُرْمة لا تُهْتَكُ؛ و أَنشد بیت زهیر: و كم بالقنانِ من مُحِلّ و مُحْرِمِ أی ممن یَحِلُّ قتالُه و ممن لا یَحِلُّ ذلك منه. و المُحْرِمُ: المُسالمُ؛ عن ابن الأَعرابی، فی قول خِداش بن زهیر: إِذا ما أصابَ الغَیْثُ لم یَرْعَ غَیْثَهمْ، من الناس، إِلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده: أَصاب الغَیْثُ، برفع الغیث، قال ابن سیدة: و أَراها لغة فی صابَ أَو علی حذف المفعول
لسان العرب، ج‌12، ص: 125
كأنه إِذا أَصابَهُم الغَیثُ أَو أَصاب الغیث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ و أَنشده مرة أُخری: إِذا شَرِبوا بالغَیْثِ و المُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، و الكَفیلُ من هذا أُخِذَ. و حُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ و أَهله. و حَرَمُ الرجل و حَریمُه: ما یقاتِلُ عنه و یَحْمیه، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ، و جمع الحَریم حُرُمٌ. و فلان مُحْرِمٌ بنا أَی فی حَریمنا. تقول: فلان له حُرْمَةٌ أَی تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق و ذِمَّةِ. الأَزهری: و الحَریمُ قَصَبَةُ الدارِ، و الحَریمُ فِناءُ المسجد. و حكی عن ابن واصل الكلابی: حَریم الدار ما دخل فیها مما یُغْلَقُ علیه بابُها و ما خرج منها فهو الفِناءُ، قال: و فِناءُ البَدَوِیِّ ما یُدْرِكُهُ حُجْرَتُه و أَطنابُهُ، و هو من الحَضَرِیّ إِذا كانت تحاذیها دار أُخری، ففِناؤُهما حَدُّ ما بینهما. و حَریمُ الدار: ما أُضیف إلیها و كان من حقوقها و مَرافِقها. و حَریمُ البئر: مُلْقی النَّبِیثَة و المَمْشی علی جانبیها و نحو ذلك؛ الصحاح: حَریم البئر و غیرها ما حولها من مَرافقها و حُقوقها. و حَریمُ النهر: مُلْقی طینه و المَمْشی علی حافتیه و نحو ذلك. و‌فی الحدیث: حَریمُ البئر أَربعون ذراعاً، هو الموضع المحیط بها الذی یُلْقی فیه ترابُها أَی أَن البئر التی یحفرها الرجل فی مَواتٍ فَحریمُها لیس لأَحد أَن ینزل فیه و لا ینازعه علیها، و سمی به لأَنه یَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ علی غیره التصرفُ فیه. الأَزهری: الحِرْمُ المنع، و الحِرْمَةُ الحِرْمان، و الحِرْمانُ نَقیضه الإِعطاء و الرَّزْقُ. یقال: مَحْرُومٌ و مَرْزوق. و حَرَمهُ الشی‌ءَ یَحْرِمُهُ و حَرِمَهُ حِرْماناً و حِرْماً «1» و حَریماً و حِرْمَةً و حَرِمَةً و حَریمةً، و أَحْرَمَهُ لغةٌ لیست بالعالیة، كله: منعه العطیّة؛ قال یصف امرأة: و أُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها لتَنْكِحَ فی مَعْشَرٍ آخَرِینا أَی حَرَّمَتْهُم علی نفسها. الأَصمعی: أَحْرَمَتْ قومها أَی حَرَمَتْهُم أَن ینكحوها. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: كل مُسلمٍ عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصیرانِ؛ قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابی یقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَی یُحَرِّمُ أَذاكَ علیه؛ قال الأَزهری: و هذا بمعنی الخبر، أَراد أَنه یَحْرُمُ علی كل واحد منهما أَن یُؤْذی صاحبَهُ لحُرْمة الإِسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه. و یقال: مُسلم مُحْرِمٌ و هو الذی لم یُحِلَّ من نفسه شیئاً یُوقِعُ به، یرید أَن المسلم مُعْتَصِمٌ بالإِسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده و أَراد ماله. و التَّحْرِیمُ: خلاف التَّحْلیل. و رجل مَحْروم: ممنوع من الخیر. و فی التهذیب: المَحْروم الذی حُرِمَ الخیرَ حِرْماناً. و قوله تعالی: فِی أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ؛ قیل: المَحْروم الذی لا یَنْمِی له مال، و قیل أَیضاً: إِنه المُحارِفُ الذی لا یكاد یَكْتَسِبُ. و حَرِیمةُ الربِّ: التی یمنعها من شاء من خلقه. و أَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، و حَرِمَ فی اللُّعبة یحْرَمُ حَرَماً: قُمِرَ و لم یَقْمُرْ هو؛ و أَنشد: و رَمَی بسَهْمِ حَریمةٍ لم یَصْطَدِ و یُخَطُّ خَطٌّ فیدخل فیه غِلمان و تكون عِدَّتُهُمْ فی خارج من الخَطّ فیَدْنو هؤلاء من الخط و یصافحُ
(1). قوله [و حرماً] أی بكسر فسكون، زاد فی المحكم: و حرماً ككتف
لسان العرب، ج‌12، ص: 126
أَحدُهم صاحبَهُ، فإِن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم یضبطه الداخلُ قیل للداخل: حَرِمَ و أَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، و إِن ضبطه الداخلُ فقد حَرِمَ الخارِجُ و أَحْرَمَه الداخِلُ. و حَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ و مَحَكَ. و حَرِمَت المِعْزَی و غیرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً و اسْتحْرَمَتْ: أَرادت الفحل، و ما أَبْیَنَ حِرْمَتَها، و هی حَرْمَی، و جمعها حِرامٌ و حَرامَی، كُسِّرَ علی ما یُكَسَّرُ علیه فَعْلَی التی لها فَعْلانُ نحو عَجْلان و عَجْلَی و غَرْثان و غَرْثی، و الاسم الحَرَمةُ و الحِرمةُ؛ الأَول عن اللحیانی، و كذلك الذِّئْبَةُ و الكلبة و أكثرها فی الغنم، و قد حكی ذلك فی الإِبل. و‌جاء فی بعض الحدیث: الذین تقوم علیهم الساعةُ تُسَلَّطُ علیهم الحِرْمَةُ‌أَی الغُلْمَةُ و یُسْلَبُون الحیاءَ، فاسْتُعْمِل فی ذكور الأَناسِیِّ، و قیل: الاسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً. و الحِرْمَةُ، بالكسر: الغُلْمةُ. قال ابن الأَثیر: و كأنها بغیر الآدمی من الحیوان أَخَصُّ. و قوله‌فی حدیث آدم، علیه السلام: إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ لم یَضْحَكْ؛ هو من قولهم: أَحْرَمَ الرجلُ إِذا دخل فی حُرْمَةٍ لا تهْتَكُ، قال: و لیس من اسْتِحْرام الشاة. الجوهری: و الحِرْمةُ فی الشاء كالضَّبْعَةِ فی النُّوقِ، و الحِنَاء فی النِّعاج، و هو شهوة البِضاع؛ یقال: اسْتَحْرَمَت الشاةُ و كل أُنثی من ذوات الظلف خاصةً إِذا اشتهت الفحل. و قال الأُمَوِیُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ و الكلبةُ إِذا أَرادت الفحل. و شاة حَرْمَی و شیاه حِرامٌ و حَرامَی مثل عِجالٍ و عَجالی، كأَنه لو قیل لمذكَّرِهِ لَقِیل حَرْمانُ، قال ابن بری: فَعْلَی مؤنثة فَعْلان قد تجمع علی فَعالَی و فِعالٍ نحو عَجالَی و عِجالٍ، و أَما شاة حَرْمَی فإنها، و إِن لم یستعمل لها مذكَّر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن قیاس المذكر منه حَرْمانُ، فلذلك قالوا فی جمعه حَرامَی و حِرامٌ، كما قالوا عَجالَی و عِجالٌ. و المُحَرَّمُ من الإِبل مثل العُرْضِیِّ: و هو الذَلُول الوَسَط «1» الصعبُ التَّصَرُّفِ حین تصَرُّفِه. و ناقة مُحَرَّمةٌ: لم تُرَضْ؛ قال الأَزهری: سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظهرِ إِذا كانت صعبةً لم تُرَضْ و لم تُذَلَّلْ، و فی الصحاح: ناقة مُحَرَّمةٌ أَی لم تَتِمَّ ریاضتُها بَعْدُ. و‌فی حدیث عائشة: إِنه أَراد البَداوَة فأَرسل إلیَّ ناقة مُحَرَّمةً؛ هی التی لم تركب و لم تُذَلَّل. و المُحَرَّمُ من الجلود: ما لم یدبغ أَو دُبغ فلم یَتَمَرَّن و لم یبالغ، و جِلد مُحَرَّم: لم تتم دِباغته. و سوط مُحَرَّم: جدید لم یُلَیَّنْ بعدُ؛ قال الأَعشی: تَرَی عینَها صَغْواءَ فی جنبِ غَرْزِها، تُراقِبُ كَفِّی و القَطیعَ المُحَرَّما و فی التهذیب: فی جنب موقها تُحاذر كفِّی؛ أَراد بالقَطیع سوطه. قال الأَزهری: و قد رأَیت العرب یُسَوُّون سیاطَهم من جلود الإِبل التی لم تدبغ، یأخذون الشَّریحة العریضة فیقطعون منها سُیوراً عِراضاً و یدفنونها فی الثَّرَی، فإِذا نَدِیَتْ و لانت جعلوا منها أَربع قُویً، ثم فتلوها ثم علَّقوها من شِعْبَی خشبةٍ یَرْكُزونها فی الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً و قد أَثقلوها حتی تیبس. و قوله تعالی: و حِرْم علی قریة أهلكناها أَنهم لا یرجعون؛روی قَتادةُ عن ابن عباس: معناه واجبٌ علیها إِذا هَلَكَتْ أَن لا ترجع إِلی دُنْیاها؛ و قال أَبو مُعاذٍ النحویّ: بلغنی عن ابن عباس أَنه قرأَها و حَرمَ علی قریة أَی وَجَب علیها،قال: و حُدِّثْت
(1). قوله [و هو الذلول الوسط] ضبطت الطاء فی القاموس بضمة، و فی نسختین من المحكم بكسرها و لعله أقرب للصواب
لسان العرب، ج‌12، ص: 127
عن سعید بن جبیر أَنه قرأَها: و حِرْمٌ علی قریة أَهلكناها؛ فسئل عنها فقال: عَزْمٌ علیها.و قال أَبو إسحاق فی قوله تعالی: وَ حَرٰامٌ عَلیٰ قَرْیَةٍ أَهْلَكْنٰاهٰا؛ یحتاج هذا إِلی تَبْیین فإنه لم یُبَیَّنْ، قال: و هو، و الله أَعلم، أَن الله عز و جل لما قال: فَلٰا كُفْرٰانَ لِسَعْیِهِ وَ إِنّٰا لَهُ كٰاتِبُونَ، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار، فالمعنی حَرٰامٌ عَلیٰ قَرْیَةٍ أَهْلَكْنٰاهٰا أَن یُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، ل أَنَّهُمْ لٰا یَرْجِعُونَ أَی لا یتوبون؛ و‌روی أَیضاً عن ابن عباس أَنه قال فی قوله: و حِرْمٌ علی قریة أَهلكناها، قال: واجبٌ علی قریة أَهلكناها أَنه لا یرجع منهم راجع أَی لا یتوب منهم تائب؛ قال الأَزهری: و هذا یؤید ما قاله الزجاج، و روی الفراء بإِسناده عن ابن عباس: و حِرْمٌ؛ قال الكسائی: أَی واجب، قال ابن بری: إِنما تَأَوَّلَ الكسائی وَ حَرٰامٌ فی الآیة بمعنی واجب، لتسلم له لا من الزیادة فیصیر المعنی عنده واجبٌ عَلیٰ قَرْیَةٍ أَهْلَكْنٰاهٰا أَنَّهُمْ لٰا یَرْجِعُونَ، و من جعل حَراماً بمعنی المنع جعل لا زائدة تقدیره و حَرامٌ علی قریة أَهلكناها أَنهم یرجعون، و تأویل الكسائی هو تأْویل ابن عباس؛ و یقوّی قول الكسائی إِن حَرام فی الآیة بمعنی واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربیّ جاهلیّ: فإِنَّ حَراماً لا أَری الدَّهْرَ باكِیاً علی شَجْوِهِ، إِلَّا بَكَیْتُ علی عَمْرو و قرأ أَهل المدینة وَ حَرٰامٌ، قال الفراء: و حَرامٌ أَفشی فی القراءة. و حَرِیمٌ: أَبو حَیّ. و حَرامٌ: اسم. و فی العرب بُطون ینسبون إِلی آل حَرامٍ «1» بَطْنٌ من بنی تمیم و بَطْنٌ فی جُذام و بطن فی بكر بن وائل. و حَرامٌ: مولی كُلَیْبٍ. و حَریمةُ: رجل من أَنجادهم؛ قال الكَلْحَبَةُ الیَرْبوعیّ: فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها، و قد جَعَلَتْنی من حَریمةَ إِصْبَعا و حَرِمٌ: اسم موضع؛ قال ابن مقبل: حَیِّ دارَ الحَیِّ لا حَیَّ بها، بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ و الحَیْرَمُ: البقر، واحدتها حَیْرَمة؛ قال ابن أَحمر: تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ و حَیْرَما قال الأَصمعی: لم نسمع الحَیْرَمَ إِلا فی شعر ابن أَحمر، و له نظائر مذكورة فی مواضعها. قال ابن جنی: و القولُ فی هذه الكلمة و نحوها وجوبُ قبولها، و ذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر، فإِما أَن یكون شیئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قدیمة لم یُشارَكْ فی سماع ذلك منه، علی حدّ ما قلناه فیمن خالف الجماعة، و هو فصیح كقوله فی الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ و نحو ذلك، و إِما أَن یكون شیئاً ارتجله ابن أَحمر، فإِن الأَعرابی إِذا قَوِیَتْ فصاحتُه و سَمَتْ طبیعتُه تصرَّف و ارتجل ما لم یسبقه أَحد قبله، فقد حكی عن رُؤبَة و أَبیه: أَنهما كانا یَرْتَجِلان أَلفاظاً لم یسمعاها و لا سُبِقا إِلیها، و علی هذا قال أَبو عثمان: ما قِیس علی كلام العَرَب فهو من كلام العرب. ابن الأَعرابی: الحَیْرَمُ البقر، و الحَوْرَمُ المال الكثیر من الصامِتِ و الناطق. و الحِرْمِیَّةُ: سِهام تنسب إِلی الحَرَمِ، و الحَرَمُ قد یكون الحَرامَ، و نظیره زَمَنٌ و زَمانٌ.
(1). قوله [إِلی آل حرام] هذه عبارة المحكم و لیس فیها لفظ آل
لسان العرب، ج‌12، ص: 128
و حَریمٌ الذی فی شعر إمرئ القیس: اسم رجل، و هو حَریمُ بن جُعْفِیّ جَدُّ الشُّوَیْعِر؛ قال ابن بری یعنی قوله: بَلِّغا عَنِّیَ الشُّوَیْعِرَ أَنی، عَمْدَ عَیْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَریما و قد ذكر ذلك فی ترجمة شعر. و الحرَیمةُ: ما فات من كل مَطْموع فیه. و حَرَمَهُ الشی‌ء یَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً، بكسر الراء، و حِرْمَةً و حَریمةً و حِرْماناً و أَحْرَمَهُ أَیضاً إِذا منعه إِیاه؛ و قال یصف امرأة: و نُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لتَنْكِحَ فی مَعْشَرٍ آخَرِینا «2» قال ابن بری: و أَنشد أَبو عبید شاهداً علی أَحْرَمَتْ بیتین متباعد أَحدهما من صاحبه، و هما فی قصیدة تروی لشَقِیق بن السُّلَیْكِ، و تروی لابن أَخی زِرّ ابن حُبَیْشٍ الفقیه القارئ، و خطب امرأَة فردته فقال: و نُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها لتَنكِح فی معشرٍ آخَرینا فإِن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبی، فإِن النِّساءَ یَخُنَّ الأَمینا و طُوفی لتَلْتَقِطی مِثْلَنا، و أُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِینا فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء، إِذا ما نَكَحْتِ و لا بالبَنِینا و زُوِّجْتِ أَشْمَطَ فی غُرْبة، تُجَنُّ الحَلِیلَة منه جُنونا خَلیلَ إماءٍ یُراوِحْنَهُ، و للمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِینا إِذا ما نُقِلْتِ إِلی دارِهِ أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِینا و قَلَّبْتِ طَرْفَكِ فی مارِدٍ، تَظَلُّ الحَمامُ علیه وُكُونا یُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه، إِذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِینا كأَن المَساویكَ فی شِدْقِه، إِذا هُنَّ أُكرِهن، یَقلَعنَ طینا كأَنَّ تَوالیَ أَنْیابِهِ و بین ثَنایاهُ غِسْلًا لَجِینا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُعْلی حیطانُه و تُصَهْرَجُ حتی یَمْلاسَّ فلا یقدر أَحد علی ارتقائه، و الوُكُونُ: جمع واكِنٍ مثل جالس و جُلوسٍ، و هی الجاثِمة، یرید أَن الحمام یقف علیه فلا یُذْعَرُ لارتفاعه، و الغِسْل: الخطْمِیُّ، و اللَّجِینُ: المضروب بالماء، شبَّه ما رَكِبَ أَسنانَه و أَنیابَه من الخضرة بالخِطمیّ المضروب بالماء. و الحَرِمُ، بكسر الراء: الحِرْمانُ؛ قال زهیر: و إِنْ أَتاه خلیلٌ یوم مَسْأَلةٍ یقولُ: لا غائبٌ مالی و لا حَرِمُ و إِنما رَفَعَ یقولُ، و هو جواب الجزاء، علی معنی التقدیم عند سیبویه كأَنه قال: یقول إِن أَتاه خلیل لا غائب، و عند الكوفیین علی إضمار الفاء؛ قال ابن بری:
(2). قوله [و نبئتها] فی التهذیب: و أنبئتها
لسان العرب، ج‌12، ص: 129
الحَرِمُ الممنوع، و قیل: الحَرِمُ الحَرامُ. یقال: حِرْمٌ و حَرِمٌ و حَرامٌ بمعنی. و الحَریمُ: الصدیق؛ یقال: فلان حَریمٌ صَریح أَی صَدیق خالص. قال: و قال العُقَیْلِیُّونَ حَرامُ الله لا أَفعلُ ذلك، و یمینُ الله لا أَفعلُ ذلك، معناهما واحد. قال: و قال أَبو زید یقال للرجل: ما هو بحارِم عَقْلٍ، و ما هو بعادِمِ عقل، معناهما أَن له عقلًا. الأَزهری: و‌فی حدیث بعضهم إِذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْری للكُبْری؛ قال القتیبی: یقول إِذا كان أَمر فیه منفعة لعامَّة الناس و مَضَرَّةٌ علی خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة، مثال ذلك: نَهْرٌ یجری لشِرْب العامة، و فی مَجْراه حائطٌ لرجل و حَمَّامٌ یَضُرُّ به هذا النهر، فلا یُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة، هذا و ما أَشبهه، قال: و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فی الحَرامِ كَفَّارةُ یمینٍ؛ هو أَن یقول حَرامُ الله لا أَفعلُ كما یقول یمینُ اللهِ، و هی لغة العقیلِییّن، قال: و یحتمل أَن یرید تَحْریمَ الزوجة و الجاریة من غیر نیة الطلاق؛ و منه قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا النَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكَ، ثم قال عز و جل: قَدْ فَرَضَ اللّٰهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَیْمٰانِكُمْ؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: آلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من نسائه و حَرَّمَ فجعل الحَرامَ حلالًا، تعنی ما كان حَرّمهُ علی نفسه من نسائه بالإِیلاء عاد فأَحَلَّهُ و جعل فی الیمین الكفارةَ. و‌فی حدیث علیّ «1» فی الرجل یقول لامرأته: أَنتِ علیَّ حَرامٌ، و‌حدیث ابن عباس: من حَرّمَ امرأَته فلیس بشی‌ءٍ، و‌حدیثه الآخر: إِذا حَرَّمَ الرجل امرأَته فهی یمینٌ یُكَفِّرُها.و الإِحْرامُ و التَّحْریمُ بمعنی؛ قال یصف بعیراً: له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ، فما فیه للفُقْرَی و لا الحَجِّ مَزْعَمُ قال ابن بری: الذی رواه ابن وَلَّاد و غیره: له رَبَّة، و قوله مَزْعَم أَی مَطْمع.و قوله تعالی: لِلسّٰائِلِ وَ الْمَحْرُومِ*؛ قال ابن عباس: هو المُحارِف.أَبو عمرو: الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، و الزَّجُومُ التی لا تَرْغُو، و الخَزُوم المنقطعة فی السیر، و الزَّحُوم التی تزاحِمُ علی الحوض. و الحَرامُ: المُحْرِمُ. و الحَرامُ: الشهر الحَرامُ. و حَرام: قبیلة من بنی سُلَیْمٍ؛ قال الفرزدق: فَمَنْ یَكُ خائفاً لأَذاةِ شِعْرِی، فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ و حَرَام أَیضاً: قبیلة من بنی سعد بن بكر. و التَّحْرِیمُ: الصُّعوبة؛ قال رؤبة: دَیَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِیما یقال: هو بعیر مُحَرَّمٌ أَی صعب. و أَعرابیّ مُحَرَّمٌ أَی فصیح لم یخالط الحَضَرَ. و قوله‌فی الحدیث: أَ ما عَلِمْتَ أَن الصورة مُحَرَّمةٌ؟أَی مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ، و‌الحدیث الآخر: حَرَّمْتُ الظلمَ علی نفسی‌أَی تَقَدَّسْتُ عنه و تعالَیْتُ، فهو فی حقه كالشی‌ء المُحَرَّم علی الناس. و‌فی الحدیث الآخر: فهو حَرامٌ بحُرمة الله‌أَی بتحریمه، و قیل: الحُرْمةُ الحق أَی بالحق المانع من تحلیله. و‌حدیث الرضاع: فَتَحَرَّمَ بلبنها‌أَی صار علیها حَراماً. و‌فی حدیث ابن عباس: و ذُكِرَ عنده قولُ علیّ أَو عثمان فی الجمع بین الأَمَتَیْن الأُختین: حَرَّمَتْهُنَّ آیةٌ و أَحَلَّتْهُنَّ آیةٌ، فقال: یُحَرِّمُهُنَّ علیَّ قرابتی
(1). قوله [و فی حدیث علیّ إلخ] عبارة النهایة: و منه حدیث علیّ إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 130
منهن و لا یُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض؛ قال ابن الأَثیر: أَراد ابن عباس أَن یخبر بالعِلَّة التی وقع من أجلها تَحْریمُ الجمع بین الأُختین الحُرَّتَین فقال: لم یقع ذلك بقرابة إِحداهما من الأُخری إِذ لو كان ذلك لم یَحِلَّ وطءُ الثانیة بعد وطء الأُولی كما یجری فی الأُمِّ مع البنت، و لكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ علیه أَن یجمع الأُختَ إِلی الأُخت لأَنها من أَصْهاره، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإِماءَ من حكم الحَرائر لأَنه لا قرابة بین الرجل و بین إمائِه، قال: و الفقهاء علی خلاف ذلك فإنهم لا یجیزون الجمع بین الأُختین فی الحَرائر و الإِماء، فالآیة المُحَرِّمةُ قوله تعالی: وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَیْنَ الْأُخْتَیْنِ إِلّٰا مٰا قَدْ سَلَفَ، و الآیة المُحِلَّةُ قوله تعالی: مٰا مَلَكَتْ أَیْمٰانُكُمْ.

حرجم؛ ج12، ص: 130

: حَرْجَمَ الإِبلَ: رَدَّ بعضَها علی بعض. و حَرْجَمْتُ الإِبل فاحْرَنْجَمَتْ إِذا رَدَدْتَها فارتد بعضها علی بعض و اجْتَمعت؛ قال رؤبة: عایَنَ حَیّاً كالحِراجِ نَعَمُهْ، یكونُ أَقْصی شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ و‌فی حدیث خزیمة: و ذكر السَّنة فقال تَرَكَتْ كذا و كذا و الذِّیخ مُحْرَنْجِماً‌أَی منقبضاً مجتمعاً كالحاً من شدة الجَدْب أَی عَمَّ المَحْلُ حتی نال السِّباعَ و البهائم، و الذِّیخُ: ذكر الضِّباع، و النون فی احْرَنْجَمَ زائدة. الأَصمعی: المُحْرَنْجِمُ المجتمع. اللیث: حَرْجَمْتُ: الإِبل إِذا رددتَ بعضها علی بعض؛ و أَنشد البیت: یكون أَقْصی شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ قال الباهلی: معناه أَن القوم إِذا فاجأَتهم الغارةُ لم یطردوا نَعَمَهُمْ و كان أَقْصی طردِهِمْ لها أَن یُنِیخوها فی مباركها ثم یقاتِلوا عنها، و مَبْرَكُها هو مُحْرَنْجَمُها الذی تَحْرَنْجِمُ فیه و تجتمع و یدنو بعضُها من بعض. الجوهری: احْرَنْجَمَ القومُ ازدحموا. و المُحْرَنْجِمُ: العدد الكثیر؛ و أَنشد: الدار أَقْوَتْ بعد مُحْرَنْجِمِ، من مُعْرِبٍ فیها و من مُعْجِمِ و احْرَنْجَمَ الرجلُ: أَراد الأَمر ثم كَذَّبَ عنه. و احْرَنْجَمَ القومُ: اجتمع بعضهم إِلی بعض. و احْرَنْجَمَت الإِبل: اجتمعت و بركت، اعْرَنزَم و اقْرَنْبَعَ و احْرَنْجَمَ إِذا اجتمع. و قوله‌فی الحدیث: إِن فی بلدنا حَرَاجِمَةً‌أَی لصوصاً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی بعض كتب المتأَخرین، قال: و هو تصحیف و إِنما هو بجیمین، كذا جاء فی كتب الغریب و اللغة إِلّا أَن یكون قد أَثبتها فرواها.

حردم؛ ج12، ص: 130

: الحَرْدَمَةُ: اللجاج.

حرزم؛ ج12، ص: 130

: حَرْزَمَهُ: ملأَه. و حَرْزَمَهُ الله: لعنه. و حَرْزَمٌ: رجل. و حَرْزَمٌ: جمل معروف؛ قال: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ بلِیتِهِ عند وُضوحِ الشَّرْطِ

حرسم؛ ج12، ص: 130

: الحِرْسِمُ: السَّمُّ؛ عن اللحیانی، و قال مرة: سقاه الله الحِرْسِمَ و هو المَوْت. اللحیانی: سقاه الله الحِرْسِمَ و هو السَّمُّ القاتل. و یقال: ما لَهُ سقاه الحِرْسِمَ و كأس الذَّیفَان لم أَسمعه لغیره؛ قال: رأَیته مقیداً بخطه فی كتاب اللحیانی الجِرْسِم، بالجیم، و هو الصواب، و لیس الجِرْسِمُ من هذا الباب هو فی الجیم. أَبو عمرو: الحَراسیمُ و الحَراسِینُ السِّنون المُقْحِطاتُ. ابن الأَعرابی: الحِرْسِمُ الزَّاوِیةُ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 131‌

حرقم؛ ج12، ص: 131

: حَرْقَمٌ: موضع؛ التهذیب: قرئ علی شمر فی شعر الحُطَیْئةِ: فقلتُ له: أَمْسِكْ فَحَسْبُكَ، إِنَّما سأَلْتُكَ صِرْفاً من جیادِ الحَراقِمِ قال: الحَراقِمُ الأَدَمُ و الصُّوف الأَحمر «1».

حرهم؛ ج12، ص: 131

: قال ابن بری: ناقة حُراهِمَةٌ أَی ضخمة؛ قال ساعدة بن جؤَیَّة یصف ضبعاً: تراها، الضَّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً، حُراهِمَةً لها حِرَةٌ و ثِیلُ الضَّبُعُ حُراهِمَةٌ عُراهِمَةٌ.

حزم؛ ج12، ص: 131

: الحَزْمُ: ضبط الإِنسان أَمره و الأَخذ فیه بالثِّقة. حَزُمَ، بالضم، یَحْزُم حَزْماً و حَزامَةً و حُزُومة، و لیست الحُزُومةُ بثبت. و رجل حازمٌ و حَزیمٌ من قوم حَزَمة و حُزَماء و حُزَّمٍ و أَحْزامٍ و حُزَّامٍ: و هو العاقل الممیز ذو الحُنْكةِ. و قال ابن كَثْوَةَ: من أَمثالهم: إِن الوَحَا من طعام الحَزْمَة؛ یضرب عند التَّحَشُّد علی الانْكِماش و حَمْدِ المُنْكَمِشِ. و الحَزْمَةُ: الحَزْمُ. و یقال: تَحَزَّم فی أَمرك أَی اقبله بالحَزْم و الوَثاقة. و‌فی الحدیث: الحَزْمُ سوء الظن؛ الحَزْمُ ضبط الرجل أَمْرَه و الحَذَرُ من فواته. و‌فی حدیث الوِتْر: أَنه قال لأَبی بكر أَخذتَ بالحَزْم.و‌فی الحدیث: ما رأَیتُ من ناقصات عقل و دِینٍ أَذهبَ للُبِّ الحازِمِ من إحداكن‌أَی أَذْهَبَ لعقل الرجل المُحْتَرِزِ فی الأُمور، المستظهر فیها. و‌فی الحدیث: أَنه سُئِلَ ما الحَزْمُ؟ فقال: الحَزْمُ أَن تستشیر أَهل الرأْی و تطیعهم.الأَزهری: أُخِذَ الحَزْمُ فی الأُمور، و هو الأَخذ بالثِّقة، من الحَزْمِ، و هو الشدّ بالحِزامِ و الحبل استیثاقاً من المَحْزوم؛ قال ابن بری: و فی المثل: قد أَحْزِمُ لو أَعْزِمُ أَی قد أَعرف الحَزْمَ و لا أَمضی علیه. و الحَزْمُ: حزْمُكَ الحطب حُزْمةً. و حَزَمَ الشی‌ء یَحْزِمُه حَزْماً: شده. و الحُزْمَةُ: ما حُزِمَ. و المِحْزَمُ و المِحْزَمةُ و الحِزامُ و الحِزامَةُ: اسم ما حُزِمَ به، و الجمع حُزُمٌ. و احْتَزَمَ الرجلُ و تَحَزَّمَ بمعنی، و ذلك إِذا شَدَّ وسطه بحبل. و‌فی الحدیث: نهی أَن یصلی الرجل بغیر حِزامٍ‌أَی من غیر أَن یشُدَّ ثوبه علیه، و إِنما أَمر بذلك لأَنهم قَلَّما یَتَسَرْوَلُونَ، و من لم یكن علیه سَراویلُ، أَو كان علیه إزار، أَو كان جَیْبُه واسعاً و لم یَتَلَبَّبْ أَو لم یشد وسْطه فربما انكشفت عورتُه و بطلت صلاته. و‌فی الحدیث: نهی أَن یصلی الرجلُ حتی یَحْتَزِمَ‌أَی یتَلَبَّبَ و یشد وسطه. و‌فی الحدیث الآخر: أَنه أَمر بالتَّحَزُّمِ فی الصلاة.و‌فی حدیث الصوم: فتَحَزَّمَ المفطرون‌أَی تلَبَّبُوا و شدوا أَوساطهم و عَمِلُوا للصائمین. و الحِزامُ للسَّرْج و الرحْل و الدابةِ و الصبیّ فی مَهْدِه. و فرس نبیلُ المِحْزَمِ. و حِزامُ الدابة معروف، و منه قولهم: جاوَزَ الحِزامُ الطُّبْیَیْنِ. و حَزَمَ الفرسَ: شَدَّ حزامَهُ: قال لبید: حتی تَحَیَّرَتِ الدِّبارُ كأَنها زَلَفٌ، و أُلقِیَ قِتْبُها المَحْزوم تَحَیَّرَت: امتلأَت ماءً. و الدّبارُ: جمع دَبْرةٍ
(1). قوله [و الصوف الأَحمر] هكذا فی الأَصل، و الذی فی التهذیب: و الصرف بالراء و مثله فی التكملة و مقصودهما تفسیر لفظ الصرف المذكور فی البیت بالأَحمر، و قد نطقت بذلك عبارة التكملة و منه یعلم ما فی القاموس من جعله كلا من الأَدم و الصرف الأَحمر معنی للحراقم و ما فی شرحه من تصویب الصوف الأَحمر اغتراراً بنسخة اللسان
لسان العرب، ج‌12، ص: 132
أَو دِبارَة، و هی مَشارَةُ الزرع. و الزَّلَفُ: جمع زَلَفَةٍ و هی مَصْنَعة الماء الممتلئة، و قیل: الزَّلَفَةُ المَحارَةُ أَی كأَنها محار مملوءة. و أَحْزَمهُ: جعل له حِزاماً، و قد تَحَزَّمَ و احْتَزَمَ. و مَحْزِمُ الدابة: ما جری علیه حِزامُها. و الحَزیمُ: موضع الحِزامِ من الصدر و الظهرِ كله ما استدار، یقال: قد شَمَّر و شدَّ حَزیمَهُ؛ و أَنشد: شیخٌ، إِذا حُمِّلَ مَكْروهة، شَدَّ الحَیازِیمَ لها و الحَزِیما و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: اشْدُدْ حَیازیمكَ للمَوْتِ، فإِن المَوْتَ لاقِیكا «1». هی جمع الحَیْزُوم، و هو الصَّدْر، و قیل: وسطه، و هذا الكلام كنایة عن التَّشَمُّرِ للأَمر و الاستعداد له. و الحَزیمُ: الصدر، و الجمع حُزُمٌ و أَحْزِمَةٌ؛ عن كراع. قال ابن سیدة: و الحَزیمُ و الحَیْزُومُ وسط الصدر و ما یُضَمُّ علیه الحِزامُ حیث تلتقی رؤوس الجَوانح فوق الرُّهابةِ بحِیالِ الكاهِل؛ قال الجوهری: و الحَزیمُ مثله. یقال: شددت لهذا الأَمر حَزیمی، و استحسن الأَزهری التفریق بین الحَزیم و الحَیْزُوم و قال: لم أَر لغیر اللیث هذا الفرق. قال ابن سیدة: و الحَیْزوم أَیضاً الصدر، و قیل: الوسط، و قیل: الحیَازیمُ ضلوع الفُؤاد، و قیل: الحَیْزوم ما استدار بالظهر و البطن، و قیل: الحَیْزومانِ ما اكتنف الحُلْقوم من جانب الصدر؛ أَنشد ثعلب: یدافِعُ حَیْزومَیْهِ سُخْنُ صَریحِها، و حلقاً تراه للثُّمالَةِ مُقْنَعا و اشْدُدْ حَیْزومَكَ و حیَازیمك لهذا الأَمر أَی وطِّنْ علیه. و بعیر أَحْزَمُ: عظیم الحَیْزوم، و فی التهذیب: عظیمُ موضعِ الحِزام. و الأَحْزَمُ: هو المَحْزِمُ أَیضاً، یقال: بعیر مُجْفَرُ الأَحْزَمِ؛ قال ابن فَسْوة التمیمی: تَری ظَلِفات الرَّحْل شُمّاً تُبینها بأَحْزَمَ، كالتابوت أَحزَمَ مُجْفَرِ و منه قول ابنة الخُسِّ لأَبیها: اشْتَرِه أَحْزَمَ أَرْقَب. الجوهری: و الحَزَمُ ضدُّ الهَضَمِ، یقال: فرس أَحْزَمُ و هو خلاف الأَهْضَم. و الحُزْمةُ: من الحطب و غیره. و الحَزْمُ: الغلیظ من الأَرض، و قیل: المرتفع و هو أَغْلَظُ و أَرفع من الحَزْنِ، و الجمع حُزومٌ؛ قال لبید: فكأَنَّ ظُعْنَ الحَیِّ، لما أَشْرَفَتْ فی الآلِ، و ارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزومُ، نَخْلٌ كَوارِعُ فی خَلیج مُحَلِّمٍ حَمَلَتْ، فمنها موقَرٌ مَكْمومُ و زعم یعقوب أَن میم حَزْمٍ بدل من نون حَزْنٍ. و الأَحْزَمُ و الحَیْزُوم: كالحَزْم؛ قال: تاللهِ لو لا قُرْزُلٌ، إِذ نَجا، لكانَ مأوی خَدِّكَ الأَحْزَما و رواه بعضهم … الأَحَرَما أَی لقطع رأسك فسقط علی أَخْرَمِ كتفیه. و الحَزْمُ من الأَرض: ما احْتَزَمَ من السیل من نَجَوات الأَرض و الظُّهور، و الجمع
(1). قوله [اشدد حیازیمك إلخ] هذا بیت من الهزج مخزوم كما استشهد به العروضیون علی ذلك و بعده: و لا تجزع من الموت إِذا حل بنادیكا
لسان العرب، ج‌12، ص: 133
الحُزُوم. و الحَزْمُ: ما غَلُظ من الأَرض و كثرت حجارته و أَشرف حتی صار له إِقبال لا تعلوه الإِبلُ و الناس إِلا بالجَهْد، یعلونه من قِبَلِ قُبْلهِ، أَو هو طین و حجارة و حجارته أَغلظ و أَخشن و أكْلَبُ من حجارة الأَكَمَةِ، غیر أَن ظهره عریض طویل ینقاد الفرسخین و الثلاثةَ، و دون ذلك لا تعلوها الإِبل إِلا فی طریق له قُبْل، و قد یكون الحَزْم فی القُفِّ لأَنه جبل و قُفٌّ غیر أَنه لیس بمستطیل مثل الجَبَلِ، و لا یُلْفَی الحَزْمُ إِلا فی خشونة و قُفّ؛ قال المَرَّارُ بن سعید فی حَزمِ الأَنْعَمَیْنِ: بحَزْم الأَنْعَمَیْنِ لهُنَّ حادٍ، مُعَرّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسولُ قال: و هی حُزومٌ عِدَّةٌ، فمنها حَزْما شَعَبْعَبٍ و حَزْمُ خَزازی، و هو الذی ذكره ابن الرِّقاعِ فی شعره: فَقُلْتُ لها: أَنَّی اهْتَدَیْتِ و دونَنا دُلوكٌ، و أَشرافُ الجِبالِ القَواهِرُ و جَیْحانُ جَیْحانُ الجُیوشِ و آلِسٌ، و حَزْمُ خَزازَی و الشُّعوبُ القَواسِرُ و یروی … العَواسِرُ؛ و منها حَزْمُ جَدیدٍ ذكره المرَّار فقال: یقولُ صِحابی، إِذ نَظَرْتُ صَبابةً بحَزْمِ جَدِیدٍ: ما لِطَرْفِك یَطْمَحُ؟ و منها حَزْمُ الأَنْعَمَیْنِ الذی ذكره المرار أَیضاً؛ و سَمَّی الأَخطلُ الحَزْمَ من الأَرض حَیْزُوماً فقال: فَظَلّ بحَیْزُومٍ یفُلُّ نُسورَهُ، و یوجِعُها صَوَّانُهُ و أَعابِلُهْ ابن بری: الحَیزُوم الأَرض الغلیظة؛ عن الیزیدی. و الحَزَمُ: كالغَصَصِ فی الصدر، و قد حَزِمَ یَحْزَمُ حَزَماً. و حَزْمَةُ: اسم فرس معروفة من خیل العرب، قال: و حَزْمَةُ فی قول حَنْظَلَةَ بن فاتِكٍ الأَسَدِیّ: أَعْدَدْتُ حَزْمَةَ، و هی مُقْرَبَةٌ، تُقْفَی بقوتِ عِیالِنا و تُصانُ اسم فرس؛ قال ابن بری: ذكر الكلبیُّ أَن اسمها حَزْمَةُ، قال: و كذا وجدته، بفتح الحاء، بخط من له عِلمٌ؛ و أَنشد لحَنْظَلَة بن فاتِكٍ الأَسدیّ أَیضاً: جَزَتْنی أَمْسِ حَزْمَةُ سَعْیَ صِدْقٍ، و ما أَقْفَیْتُها دون العِیالِ و حَیْزُومُ: اسم فرس جبریل، علیه السلام. و‌فی حدیث بَدْرٍ: أَنه سمع صوته یوم بدر یقول: أَقْدِم حَیْزُومُ؛ أَراد أقْدِمْ یا حَیْزومُ فحذف حرف النداء، و الیاء فیه زائدة؛ قال الجوهری: حَیْزُوم اسم فرس من خیل الملائكة. و حِزامٌ و حازِمٌ: اسمان. و حَزیمةُ: اسم فارس من فرسان العرب. و الحَزیمَتانِ و الزَّبینتانِ من باهِلَةَ بن عَمْرو بن ثَعْلبَة، و هما حَزِیمَةُ و زبینةُ؛ قال أَبو مَعْدانَ الباهلیّ: جاء الحزائِمُ و الزّبائِنُ دُلْدُلًا، لا سابِقینَ و لا مَعَ القُطَّانِ فَعَجِبْتُ من عَوفٍ و ما ذا كُلِّفَتْ، و تَجِی‌ء عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 134‌

حزرم؛ ج12، ص: 134

: قال ابن بری: حَزْرَمٌ جبل؛ قال الشاعر: سَیَسْعَی لزَیدِ اللهِ وافٍ بِذِمَّةٍ، إِذا زالَ عَنْهُمْ حَزْرَمٌ و أَبانُ

حسم؛ ج12، ص: 134

: الحَسْمُ: القطع، حَسَمَهُ یَحْسِمُهُ حَسْماً فانْحَسَمَ: قَطعه. و حَسَمَ العِرْقَ: قطعه ثم كواهُ لئلا یسیل دَمُهُ، و هو الحَسْمُ. و حَسَمَ الداءَ: قطعه بالدواء. و‌فی الحدیث: علیكم بالصوم فإِنه مَحْسَمةٌ للعِرْق و مَذْهَبَةٌ للأَشَرِ‌أَی مقطعة للنكاح؛ و قال الأَزهری: أَی مَجْفَرة مَقْطعة للباهِ. و الحُسامُ: السیف القاطع. و سیف حُسامٌ: قاطع، و كذلك مُدْیَةٌ حُسامٌ كما قالوا مُدْیَةٌ هُذام و جُرازٌ؛ حكاه سیبویه؛ و قول أَبی خِراش الهذلی: و لو لا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَیْبٌ، حُسامَ الحَدِّ مَذْروباً خَشیبا یَعْنی سیفاً حدیدَ الحدِّ، و یروی: حُسامَ السیفِ أَی طَرَفَهُ. و خشیباً أَی مَصْقولًا. و حُسامُ السیف: طرَفُهُ الذی یُضْرَبُ به، سمی بذلك لأَنه یَحْسِمُ «2»، الدم أَی یسبقه فكأَنه یكویه. و الحَسْمُ: المنع. و حَسَمَه الشی‌ءَ یَحْسِمُهُ حَسْماً: منعه إِیاه. و المَحْسُومُ: الذی حُسِمَ رَضاعُه و غِذاؤُه أَی قُطِعَ. و یقال للصبی السَّیِّ‌ء الغذاء: مَحسُومٌ. و تقول: حَسَمَتْه الرَّضاعَ أُمُّه تَحْسِمُهُ حَسْماً، و یقال: أَنا أَحْسِمُ علی فلان الأَمر أَی أَقطعه علیه لا یَظْفَرُ منه بشی‌ء. و‌فی الحدیث: أَنه أُتیَ بسارق فقال اقْطعوه ثم احْسِموه‌أَی اقطعوا یده ثم اكووها لینقطع الدم. و المَحْسومُ: السَّیِّ‌ءُ الغِذاء؛ و من أَمثالهم: وَلْغُ جُرَیّ كان مَحْسوماً؛ یقال عند استكثار الحریص من الشی‌ء، لم یكن یَقْدِرُ علیه فقَدَرَ علیه، أَو عند أَمره بالاستكثار حین قَدَرَ. و الحُسُوم: الشُّؤْمُ. و أَیام حُسومٌ، وصفت بالمصدر: تقطع الخیرَ أَو تمنعه، و قد تضاف، و الصفة أَعلی. و فی التنزیل: سَخَّرَهٰا عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیٰالٍ وَ ثَمٰانِیَةَ أَیّٰامٍ حُسُوماً؛ و قیل: الأَیام الحُسومُ الدائمة فی الشر خاصةً، و علی هذا فسر بعضهم هذه الآیة التی تلوناها، و قیل: هی المُتَوالیةُ؛ قال ابن سیدة: و أُراه المتوالیة فی الشر خاصةً؛ قال الفراء: الحُسومُ التِّباعُ، إِذا تَتابع الشی‌ءُ فلم ینقطع أَولهُ عن آخره قیل له حُسومٌ. و قال ابن عرفة فی قوله: ثَمٰانِیَةَ أَیّٰامٍ حُسُوماً أَی متتابعة؛ قال أَبو منصور: أَراد متتابعة لم یُقطع أَوله عن آخره كما یُتابَعُ الكَیُّ علی المقطوع لیَحْسِمَ دمَهُ أَی یقطعه، ثم قیل لكل شی‌ء تُوبِعَ: حاسِمٌ، و جمعه حُسومٌ مثل شاهِدٍ و شُهودٍ. و یقال: اقطعوه ثم احْسِموهُ أَی اقطعوا عنه الدم بالكی، و الحَسْمُ: كَیُّ العِرْقِ بالنار. و‌فی حدیث سَعْدٍ: أَنه كواه فی أَكْحَلِهِ ثم حَسَمَهُ‌أَی قطع الدم عنه بالكَیّ. الجوهری: یقال اللیالی الحُسُومُ لأَنها تَحْسِمُ الخیر عن أَهلها، قیل: إِنما أُخِذَ من حَسْمِ الداء إِذا كُوِیَ صاحبُه، لأَنه یُحْمَی یُكوی بالمِكْواة ثم یتابَعُ ذلك علیه؛ و قال الزجاج: الذی توجِبُه اللغةُ فی معنی قوله حُسُوماً أَی تَحْسِمُهُمْ حُسوماً أَی تُذْهبهم و تُفْنیهم؛ قال الأَزهری: و هذا كقوله عز و علا: فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا. و قال یونس: الحُسُومُ یورِثُ الحُشومَ، و قال: الحُسومُ الدُّؤوبُ، قال: و الحُشومُ الإِعْیاءُ.
(2). قوله [لأَنه یحسم إلخ] عبارة المحكم: لأَنه یحسم العدو عما یرید من بلوغ عداوته، و قیل: سمی بذلك لأَنه یحسم الدم إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 135
و یقال: هذه لیالی الحُسوم تَحْسِمُ الخیرَ عن أَهلها كما حُسِمَ عن عاد فی قوله عز و جل: ثَمٰانِیَةَ أَیّٰامٍ حُسُوماً أَی شُؤْماً علیهم و نَحْساً. و الحَیْسُمانُ و الحَیْمُسان جمیعاً: الآدَمُ «1»، و به سمی الرجل حَیْسُماناً. و الحَیْسُمانُ: اسم رجل من خزاعة؛ و منه قول الشاعر: و عَرَّدَ عَنّا الحَیْسُمانُ بن حابس الجوهری: و حِسْمَی، بالكسر، أَرض بالبادیة فیها جبال شَواهِقُ مُلسُ الجوانب لا یكاد القَتامُ یفارقها. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لتُخْرِجَنَّكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلی سُنْبُكٍ من الأَرض، قیل: و ما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمی جُذامَ؛ ابن سیدة حِسْمی موضع بالیمن، و قیل: قبیلة جُذامَ. قال ابن الأَعرابی: إِذا لم یَذْكُرْ كُثَیِّرٌ غَیْقَةَ فحِسْمَی، و إِذا ذَكَرَ غَیْقَة فَحَسْنا «2»؛ و أَنشد الجوهری للنابغة: فأَصبَحَ عاقِلًا بجبال حِسْمَی، دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ قال ابن بری: أَی حِسْمی قد أَحاط به القَتامُ كالحزام له. و‌فی الحدیث: فَلَهُ مثل قُورِ حِسْمَی؛ حِسْمی، بالكسر و القصر: اسم بلد جُذام. و القُور: جمع قارةٍ و هی دون الجبل. أَبو عمرو: الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل القاطع للأُمور. و قال ابن الأَعرابی: الحَیْسَمُ الرجل القاطع للأُمور الكیِّس. و قال ثعلب: حِسْمَی و حُسُمٌ و ذو حُسُمٍ و حُسَمٌ و حاسِمٌ مواضع بالبادیة؛ قال النابغة: عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنا فالفَوارِعُ، فجَنْبا أَریكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ و قال مُهَلْهِلٌ: أَ لیْلَتَنا بذی حُسُمٍ أَنِیری، إِذا أَنْتِ انقضیْتِ فلا تَحُوری

حشم؛ ج12، ص: 135

: الحِشْمَةُ: الحَیاءُ و الانْقِباضُ، و قد احْتَشَمَ عنه و منه، و لا یقال احْتَشَمَهُ. قال اللیث: الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخیك فی المَطْعَمِ و طلبِ الحاجةِ؛ تقول: احْتَشَمْتَ و ما الذی أَحْشَمَكَ، و یقال حَشَمَكَ، فأَما قول القائل: و لم یَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ و أَوصل الفعلَ. و الحِشْمَةُ و الحُشْمَةُ: أَن یجلس إلیك الرجل فتؤذِیَهُ و تُسْمِعَهُ ما یَكْرَهُ، حَشَمَه یَحْشِمُهُ و یَحْشُمُه حَشْماً و أَحْشَمَهُ. و حَشَمْتُه: أَخجلته، و أَحْشَمْتُهُ: أَغضبته. قال ابن الأَثیر: مذهب ابن الأَعرابی أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، و حَشَمْتُه أَخجلته، و غیره یقول: حَشَمْتُه و أَحْشَمْتُه أَغضبته، و حَشَمْتُه و أَحْشَمتُه أَیضاً أَخْجَلْتُه. و یقال للمُنْقَبِض عن الطعام: ما الذی حَشَمَكَ و أَحْشَمكَ، من الحِشْمَةِ و هی الاستحیاء. قال أَبو زید: الإِبَةُ الحَیاء، یقال: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَی احتشم. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِیَّةِ، و لكل طاعم حشْمَةٌ فابدؤوه بالیمین، و أَنشد ابن بری لكُثَیِّر فی الاحتِشام بمعنی الاستحیاء: إنِّی، مَتی لم یَكُنْ عَطاؤهما عندی بما قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ
(1). قوله [جمیعاً الآدم] الذی فی المحكم: الضخم الآدم (2). قوله [فحسنا] بالفتح ثم السكون و نون و ألف مقصورة و كتابته بالیاء أولی لأَنه رباعیّ، قال ابن حبیب: حسنی جبل قرب ینبع. و كلام ابن الأَعرابی غامض، لا یُدری إِلی أَی قولٍ قاله كثیّر یعود
لسان العرب، ج‌12، ص: 136
و قال عنترة: و أَری مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَیتُها، فیَصُدُّنی عنها كثیرُ تَحَشُّمِی و قال ساعدة: إِن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ یَزِنْ تَرَهُ یُكْسَی جَمالًا و یُفْسِدْ غیر مُحتَشِم «1». و‌فی الحدیث حدیث علیّ فی السارق: إنی لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له یداً‌أَی أَستحی و أَنقبص. و الحِشْمةُ: الاستحیاء. و هو یَتَحَشَّم المَحارم أَی یتوقاها. و حَشِمَ حَشَماً: غضب. و حَشَمهُ یَحْشِمُه حَشْماً و أَحْشمهُ: أَغضبه؛ و أَنشدوا فی ذلك: لَعَمْرُكَ إِنَّ قُرْصَ أَبی خُبَیْب بطی‌ء النُّضْج، مَحْشوم الأَكیل أَی مُغْضَب، و الاسم الحِشْمة، و هو الاستحیاء و الغضب أَیضاً. و قال الأَصمعی: الحِشْمَةُ إِنما هو بمعنی الغضب لا بمعنی الاستحیاء. و حكی عن بعض فُصَحاء العرب أَنه قال: إِن ذلك لمما یُحْشِمُ بنی فلان أَی یغضبهم، و احْتَشَمْتُ و احْتَشَمْتُ منه بمعنی؛ قال الكمیت: و رأَیتُ الشَّریفَ فی أَعْیُنِ النَّاس وَضِیعاً، و قَلَّ منه احْتِشامی و الاحْتِشامُ: التَّغَضُّبُ. و حَشَمْتُ فلاناً و أَحْشمْتُه أَی أَغضبته. و حُشْمَةُ الرجل و حَشَمُهُ و أَحْشامُهُ: خاصَّتُهُ الذین یغضبون له من عبیدٍ أَو أَهلٍ أَو جِیرةٍ إِذا أصابه أَمر. ابن سیدة: و حكی ابن الأَعرابی أَن الحَشَمَ واحدٌ و جمع، قال: یقال هذا الغلام حَشَمٌ لی، فأُری أَحْشاماً إِنما هو جمع هذا لأَن جمع الجمع و جمع المفرد الذی هو فی معنی الجمع غیر كثیر. و حَشَمُ الرجل أَیضاً: عیاله و قرابته. الأَزهری: و الحَشَمُ خَدَمُ الرجل، و سُمُّوا بذلك لأَنهم یغضبون له. و الحُشْمَةُ، بالضم: القرابة. یقال: فیهم حُشْمَةٌ أَی قرابة. و هؤلاء أَحشامی أَی جیرانی و أَضیافی. و قال أَبو عمرو: قال بعض العرب إنه لمُحْتَشمِ بأمری أَی مُهْتَمّ به. و قال یونس: له الحُشْمةُ الذِّمامُ، و هی الحُشْمُ «2»، قال: و بعضهم یقول الحُشْمَة و الحَشَمُ، و إِنی لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً أَی أَتَذَمَّمُ و أَستحی. ابن الأَعرابی: الحُشُمُ ذوو الحیاء التام، و الحُسُمُ، بالسین، الأَطِبَّاء، و الحشم الاستحیاء «3». و الحُشُمُ: الممالیك. و الحُشُم: الأَتباع، ممالیكَ كانوا أَو أَحراراً. و‌فی حدیث الأَضاحی: فشكَوْا إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن لهم عیالًا و حَشَماً؛ الحَشَمُ، بالتحریك: جماعة الإِنسان اللَّائذون به لخدمته. و الحُشومُ: الإِقبال بعد الهزال؛ حَشَمَ یَحْشِمُ حُشوماً: أَقبل بعد هزال، و رجل حاشِمٌ. و حَشَمَتِ الدوابُّ فی أَول الربیع تَحْشِمُ حَشْماً: و ذلك إِذا أَصابت منه شیئاً فصَلَحَتْ و سَمِنَتْ و عظمت بطونها و حَسُنَتْ. و حَشَمَتِ الدوابُّ: صاحَتْ. و ما حَشَمَ من طعامه شیئاً أَی ما أَكل. و غَدَوْنا نُریغُ الصید فما حَشَمْنا صافراً أَی ما أَصبنا. یونس: تقول العرب الحُسُومُ یورث الحُشُومَ، قال: و الحُسُومُ
(1). قوله [إِن الشباب رداء إِلی آخر البیت] هكذا هو موجود بالأَصل (2). قوله [و هی الحشم] و كذلك قوله بعد [الحشمة و الحشم] كذا هو بضبط الأَصل (3). قوله [و الحشم الاستحیاء] كذا بالأَصل بدون ضبط، و فی نسخة من التهذیب غیر موثوق بها مضبوط بالتحریك، لكن الذی فی القاموس: التحشم الاستحیاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 137
الدُّؤُوب، و الحُشُوم الإِعْیاء؛ و قال فی قول مُزاحم: فَعنَّتْ عُنوناً، و هی صَغْواءُ، ما بها، و لا بالخَوافی الضَّارباتِ، حُشُومُ أَی إِعیاء؛ و قد حُشِم حَشْماً. و قال الأَصمعی: فی یدیه حُشُومٌ أی انقباض، و روی البیت: و لا بالخوافی الخافقاتِ حُشوم و رجل حَشِیمٌ أی مُحْتَشِمٌ.

حصم؛ ج12، ص: 137

: حَصَم بها یَحْصِم حَصْماً: ضرطَ، و خَصَّ بعضهم به الفَرس؛ و أَنشد ابن بری: فباسَتْ أَتانٌ باتَتِ اللیلَ تَحْصِم و الحَصُومُ: الضَّرُوطُ. یقال: حَصَم بها و مَحَصَ بها و حَبَجَ بها و خَبَجَ بها بمعنی واحد. و المِحْصَمَةُ: مِدَقَّةُ الحدید. قال: و الحَصْماءُ الأَتانُ الخَضَّافة، و هی الضَّرَّاطة. و انْحَصَمَ العُودُ: انكسر؛ قال ابن مقبل: و بیاضاً أَحْدثَتْهُ لِمّتی، مثل عِیدانِ الحَصادِ المُنْحَصِمْ

حصرم؛ ج12، ص: 137

: الحِصْرِمُ: أَولُ العِنَب، و لا یزال العنبُ ما دام أَخضر حِصْرِماً. ابن سیدة: الحِصْرِمُ الثَّمر قبل النُّضج. و الحِصْرِمةُ، بالهاء: حبة العِنب حین تنبت؛ عن أبی حنیفة. و قال مرة: إِذا عَقَد حَبُّ العنب فهو حِصْرِمٌ. الأَزهری: الحِصْرِمُ حب العنب إِذا صلب و هو حامض. أَبو زید: الحِصْرِمُ حَشَفُ كلِّ شی‌ء. و الحِصْرِمُ: العَوْدَقُ، و هی الحدیدة التی یُخْرَجُ بها الدَّلْوُ. و رَجل حِصْرِمٌ و مُحَصْرَمٌ: ضَیِّقُ الخُلُقِ بخیل، و قیل: حِصْرِم فاحش و مُحَصْرَمٌ قلیل الخیر. و یقال للرجل الضیق البخیل حِصْرِمٌ و مُحَصْرَمٌ. و عطاء مُحَصْرَمٌ: قلیل. و حَصْرَم قوسه: شد وتَرَها. و الحَصْرَمَةُ: شدة فتل الحبل. و الحَصْرَمةُ: الشُّحُّ. و شاعر مُحَصرَمٌ: أَدرك الجاهلیة و الإِسلام، و هی مذكورة فی الضاد. و حَصْرَمَ القلمَ: بَراهُ. و حَصْرَمَ الإِناءَ: ملأَه؛ عن أبی حنیفة. الأَصمعی: حَصْرَمْتُ القِربة إِذا ملأْتها حتی تضیق. و كل مُضَیَّق مُحَصْرَمٌ. و زُبْدٌ مُحَصْرَمٌ؛ و تَحَصْرَمَ الزُّبْدُ: تفرق فی شدة البرد فلم یجتمع.

حصلم؛ ج12، ص: 137

: الحِصْلِبُ و الحِصْلِمُ: التراب.

حضجم؛ ج12، ص: 137

: الحِضْجِمُ و الحُضاجِمُ: الجافی الغلیظ اللحم؛ و أَنشد: لیس بمِبْطان و لا حُضاجِمِ

حضرم؛ ج12، ص: 137

: الحَضْرَمِیَّةُ: اللُّكْنَةُ. و حَضْرَمَ فی كلامه حَضْرَمةً: لحن، بالحاء، و خالف بالإِعراب عن وجه الصواب. و الحَضْرَمَةُ: الخلط، و شاعر مُحَضْرَمٌ. و حَضْرَمَوْت: موضع بالیمن معروف. و نعل حَضْرَمِیُّ إِذا كان مُلَسَّناً. و یقال لأَهل حَضْرَمَوْتَ: الحَضارِمَةُ، و یقال للعرب الذی یسكنون حَضْرَمَوْتَ من أهل الیمن: الحَضارِمَةُ؛ هكذا ینسبون كما یقولون المَهالِبَة و الصَّقالِبَة. و‌فی حدیث مُصْعَب بن عُمَیْرٍ: أنه كان یمشی فی الحَضْرَمِیّ؛ هو النعل المنسوبة إِلی حَضْرَمَوْتَ المتَّخَذَة بها.

حطم؛ ج12، ص: 137

: الحَطْمُ: الكسر فی أی وجه كان، و قیل: هو كسر الشی‌ء الیابس خاصَّةً كالعَظْم و نحوه. حَطَمهُ یَحْطِمُهُ حَطْماً أی كسره، و حَطَّمَهُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 138
فانْحَطَم و تَحَطَّم. و الحطْمَةُ و الحُطامُ: ما تَحَطَّمَ من ذلك. الأَزهری: الحُطامُ ما تَكّسّرَ من الیَبیس، و التَّحْطیمُ التكسیر. و صَعْدَةٌ حِطَمٌ كما قالوا كِسَرٌ كأَنهم جعلوا كل قطعة منها حِطْمةً؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: ما ذا هُنالِكَ من أسْوانَ مُكْتَئِبٍ، و ساهِفٍ ثَمِلٍ فی صَعْدَةٍ حِطَمِ و حُطامُ البَیْضِ: قِشره؛ قال الطرماح: كأَنَّ حُطامَ قَیْضِ الصَّیْفِ فیه فَراشُ صَمیمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ و الحَطیمُ: ما بقی من نبات عامِ أَوَّلَ لیُبْسِهِ و تَحَطُّمِهِ؛ عن اللحیانی. الأَزهری عن الأَصمعی: إِذا تَكَسَّرَ یَبیسُ البَقْل فهو حُطامٌ. و الحَطْمَةُ و الحُطْمَةُ و الحاطوم: السنة الشدیدة لأَنها تَحْطِمُ كل شی‌ء، و قیل: لا تسمی حاطوماً إِلا فی الجَدْب المتوالی. و أصابتهم حَطْمَةٌ أی سنة و جَدْبٌ: قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِیّ: من حَطْمَةٍ أَقْبَلَتْ حَتَّتْ لنا وَرَقاً نُمارِسُ العُودَ، حتی یَنْبُت الوَرَقُ و‌فی حدیث جعفر: كنا نخرج سنة الحُطْمةِ؛ هی الشدیدة الجَدْبِ. الجوهری: و حَطْمَةُ السیل مثل طَحْمَتِه، و هی دُفعَتُهُ. و الحَطِمُ: المتكسر فی نفسه. و یقال للفرس إِذا تَهَدَّمَ لطول عمره: حَطِمٌ. الأَزهری: فرس حَطِمٌ إِذا هُزِلَ و أَسَنَّ «4» فضعف. الجوهری: و یقال حَطِمَتِ الدابةُ، بالكسر، أی أَسَنَّتْ، و حَطَمَتْهُ السِّنُّ، بالفتح، حَطْماً. و یقال: فلان حَطَمَتْهُ السِّنُّ إِذا أَسَنَّ و ضعف. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها قالت: بعد ما حَطَمْتُموه، تعنی النبی، صلی الله علیه و سلم. یقال: حَطَمَ فلاناً أَهلُه إِذا كَبِرَ فیهم كأَنهم بما حَمَّلُوه من أَثقالهم صَیَّروه شیخاً مَحْطوماً. و حُطامُ الدنیا: كلُّ ما فیها من مال یَفْنی و لا یبقی. و یقال للهاضومِ: حاطُومٌ. و حَطْمَةُ الأَسَد فی المال: عَیْثُه و فَرْسُهُ لأَنه یَحْطِمُه. و أَسد حَطُومٌ: یَحْطِمُ كلَّ شی‌ء یَدُقُّه، و كذلك ریح حَطُومٌ. و لا تَحْطِمْ علینا المَرْتَعَ أَی لا تَرْعَ عندنا فتفسد علینا المَرْعی. و رجل حُطَمَةٌ: كثیر الأَكل. و إِبل حُطَمَةٌ و غنم حُطَمَةٌ: كثیرة تَحْطِمُ الأَرض بخِفافِها و أَظْلافِها و تَحْطِمُ شجرها و بَقْلَها فتأْكله، و یقال للعَكَرةِ من الإِبل حُطَمَةٌ لأَنها تَحْطِمُ كل شی‌ء؛ و قال الأَزهری: لِحَطْمِها الكَلأَ، و كذلك الغنم إِذا كثرت. و نار حُطَمَةٌ: شدیدة. و فی التنزیل: كَلّٰا لَیُنْبَذَنَّ فِی الْحُطَمَةِ؛ الحُطَمَة: اسم من أَسماء النار، نعوذ بالله منها، لأَنها تَحْطِمُ ما تَلْقی، و قیل: الحُطَمَةُ باب من أَبواب جهنم، و كلُّ ذلك من الحَطْمِ الذی هو الكسر و الدق. و‌فی الحدیث: أَن هَرِمَ بن حَیَّان غضب علی رجل فجعل یَتَحَطَّمُ علیه غَیْضاً‌أی یَتَلَظَّی و یتوقَّد؛ مأْخوذاً من الحُطَمَة و هی النار التی تَحْطِمُ كل شی‌ء و تجعله حُطاماً أی مُتَحَطِّماً متكسراً. و رجل حُطَمٌ و حُطُمٌ: لا یشبع لأَنه یَحْطِمُ كل شی‌ء؛ قال: قد لَفَّها اللیلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ
(4). قوله [و أسن] كذا فی الأَصل بالواو و فی التهذیب أو
لسان العرب، ج‌12، ص: 139
و رجل حُطَمٌ و حُطَمَةٌ إِذا كان قلیل الرحمة للماشیة یَهْشِمُ بعضها ببعض. و فی المَثَلِ: شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ «1»؛ ابن الأَثیر: هو العنیفُ برعایة الإِبل فی السَّوْق و الإِیراد و الإِصْدارِ، و یُلْقی بعضها علی بعض و یَعْسِفُها، ضَرَبَهُ مَثَلًا لِوالی السُّوءِ، و یقال أَیضاً حُطَمٌ، بلا هاء. و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: كانت قریش إِذا رأَتْهُ فی حَرْب قالت: احْذَرُوا الحُطَمَ، احذروا القُطَمَ‌و منه قول الحجاج فی خطبته: قد لَفّها اللیلُ بسَوّاق حُطَم أی عَسُوف عنیفٍ. و الحُطَمَةُ: من أَبنیة المبالغة و هو الذی یَكْثُرُ منه الحَطْمُ، و منه سمیت النار الحُطَمَةَ لأَنها تَحْطِمُ كل شی‌ء؛ و منه‌الحدیث: رأَیت جهنم یَحْطِمُ بعضها بعضاً.الأَزهری: الحُطَمةُ هو الراعی الذی لا یُمَكِّنُ رَعِیَّتَهُ من المراتع الخَصیبة و یقبضها و لا یَدَعُها تنتشر فی المَرْعی، و حُطَمٌ إِذا كان عنیفاً كأَنه یَحْطِمُها أَی یكسرها إِذا ساقها أو أَسامها یَعْنُفُ بها؛ و قال ابن بری فی قوله: قد لَفَّها اللیلُ بسَوَّاق حُطَمْ هو للحُطَمِ القَیْسِیّ، و یروی لأَبی زُغْبَة الخَزْرَجیّ یوم أُحُدٍ؛ و فیها: أَنا أَبو زُغْبَةَ أَعْدو بالهَزَمْ، لن تُمْنَعَ المَخْزاةُ إِلَّا بالأَلَمْ یَحْمِی الذِّمار خَزْرَجِیٌّ من جُشَمْ، قد لَفَّها اللیلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ الهَزَمُ: من الاهتزام و هو شدة الصوت، و یجوز أَن یرید الهَزِیمة. و قوله بسواق حطم أَی رجل شدید السوق لها یَحْطِمُها لشدة سوقه، و هذا مثل، و لم یرد إِبلًا یسوقها و إِنما یرید أَنه داهیة متصرف؛ قال: و یروی البیت لرُشَیْد بن رُمَیْضٍ العَنَزِیِّ من أَبیات: باتوا نِیاماً، و ابنُ هِنْدٍ لم یَنَمْ بات یقاسیها غلام كالزَّلَمْ، خَدَلَّجُ السَّاقَیْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ، لیْسَ بِراعی إبِلٍ و لا غَنَمْ، و لا بِجَزَّار علی ظهر وَضَمْ ابن سیدة: و انْحَطَمَ الناسُ علیه تزاحموا؛ و منه‌حدیث سَوْدَةَ: إِنها استأْذَنَتْ أَن تدفع من مِنیً قبل حَطْمةِ الناس‌أَی قبل أَن یزدحموا و یَحْطِمَ بعضهم بعضاً. و‌فی حدیث توبة كعب بن مالك: إِذَنْ یَحْطِمُكم الناسُ‌أی یدوسونكم و یزدحمون علیكم، و منه سمی حَطیمُ مكة، و هو ما بین الركن و الباب، و قیل: هو الحِجْر المُخْرَجُ منها، سمی به لأَن البیت رُفِع و ترك هو مَحْطوماً، و قیل: لأَن العرب كانت تطرح فیه ما طافت به من الثیاب، فبقی حتی حُطِمَ بطول الزمان، فیكون فَعیلًا بمعنی فاعل. و‌فی حدیث الفتح: قال للعبَّاس احبس أَبا سُفْیانَ عند حَطْمِ الجَبَل؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاءت فی كتاب أَبی موسی، و قال: حَطْمُ الجَبَل الموضع الذی حُطِمَ منه أی ثُلِمَ فَبقی منقطعاً، قال: و یحتمل أَن یرید عند مَضِیقِ الجَبَل حیث یَزْحَمُ بعضهم بعضاً، قال: و رواه أَبو نصر الحمیدیّ فی كتابه بالخاء المعجمة، و فسرها فی غریبه فقال:
(1). قوله [و فی المثل شر الرعاء الحطمة] كونه مثلًا لا ینافی كونه حدیثاً و كم من الأَحادیث الصحیحة عدت فی الأَمثال النبویة، قاله ابن الطیب محشی القاموس راداً به علیه و أَقره الشارح
لسان العرب، ج‌12، ص: 140
الخَطْمُ و الخَطْمَةُ أَنف الجبل «1» النادر منه، قال: و الذی جاء فی كتاب البخاری عند حَطْمِ الخَیْلِ، هكذا مضبوطاً، قال: فإِن صَحَّتِ الرِّوایةُ و لم یكن تحریفاً من الكَتَبَةِ فیكون معناه، و الله أَعلم، أَنه یحبسه فی الموضع المتضایق الذی تَتَحَطَّمُ فیه الخَیْلُ أی یدوس بعضها بعضاً فَیَزْحَمُ بعضُها بعضاً فیراها جمیعها و تكثر فی عینه بمرورها فی ذلك الموضع الضیق، و كذلك أَراد بحبسه عند خَطْمِ الجبل، علی ما شرحه الحمیدیّ، فإِن الأَنف النادر من الجبل یُضَیِّقُ الموضع الذی یخرج منه. و قال ابن عباس: الحَطِیمُ الجِدار بمعنی جدار الكعبة. ابن سیدة: الحَطِیمُ حِجْرُ مكة مما یلی المِیزاب، سُمِّیَ بذلك لانْحِطام الناس علیه، و قیل: لأَنهم كانوا یحلفون عنده فی الجاهلیة فیَحْطِمُ الكاذِبَ، و هو ضعیف. الأَزهری: الحَطِیمُ الذی فیه المِرْزابُ، و إِنما سُمی حَطیماً لأَن البیت رفع و ترك ذلك مَحْطوماً. و حَطِمَتْ حَطَماً: هَزِلَتْ. و ماء حاطُومٌ: مُمْرِئٌ. و الحُطَمِیَّةُ: دروع تنسب إِلی رجل كان یعملها،و كان لعلیّ، رضی الله عنه، درع یقال لها الحُطَمِیَّةُ. و‌فی حدیث زواج فاطمة، رضی الله عنها: أَنه قال لعلیّ أَیْنَ دِرْعُكَ الحُطَمِیَّةُ؟ هی التی تَحْطِمُ السیوف‌أی تكسرها، و قیل: هی العریضة الثقیلة، و قیل: هی منسوبة إِلی بطْنٍ من عبد القیس یقال لهم حُطَمَةُ بنُ محاربٍ كانوا یعملون الدروع، قال: و هذا أَشبه الأَقوال. ابن سیدة: و بنو حَطْمَةَ بطنٌ.

حظم؛ ج12، ص: 140

: الأَزهری: قال أبو تراب «2». سمعت بعض بنی سُلَیْمٍ یقول حَمَزَهُ و حمظهُ أی عصره، و جاء به فی باب الظاء و الزای.

حقم؛ ج12، ص: 140

: الحَقْمُ: ضَرْبٌ من الطیر یشبه الحمام، و قیل: هو الحمام یمانیة. و الحَقِیمانِ: مؤخر العینین مما یلی الصدْغَیْنِ.

حكم؛ ج12، ص: 140

: الله سبحانه و تعالی أَحْكَمُ الْحٰاكِمِینَ، و هُوَ الْحَكِیمُ* لَهُ الْحُكْمُ*، سبحانه و تعالی. قال اللیث: الحَكَمُ الله تعالی. الأَزهری: من صفات الله الحَكَمُ و الحَكِیمُ و الحاكِمُ، و معانی هذه الأَسماء متقارِبة، و الله أعلم بما أَراد بها، و علینا الإِیمانُ بأَنها من أَسمائه. ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی الحَكَمُ و الحَكِیمُ و هما بمعنی الحاكِم، و هو القاضی، فَهو فعِیلٌ بمعنی فاعِلٍ، أو هو الذی یُحْكِمُ الأَشیاءَ و یتقنها، فهو فَعِیلٌ بمعنی مُفْعِلٍ، و قیل: الحَكِیمُ ذو الحِكمة، و الحِكْمَةُ عبارة عن معرفة أفضل الأَشیاء بأفضل العلوم. و یقال لمَنْ یُحْسِنُ دقائق الصِّناعات و یُتقنها: حَكِیمٌ، و الحَكِیمُ یجوز أَن یكون بمعنی الحاكِمِ مثل قَدِیر بمعنی قادر و عَلِیمٍ بمعنی عالِمٍ. الجوهری: الحُكْم الحِكْمَةُ من العلم، و الحَكِیمُ العالِم و صاحب الحِكْمَة. و قد حَكُمَ أی صار حَكِیماً؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَب: و أَبْغِض بَغِیضَكَ بُغْضاً رُوَیْداً، إِذا أَنتَ حاوَلْتَ أَن تَحْكُما أَی إِذا حاوَلتَ أَن تكون حَكیِماً. و الحُكْمُ: العِلْمُ و الفقه؛ قال الله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا،
(1). قوله [و الخطمة أنف الجبل] مضبوطة فی نسخة النهایة بالفتح، و فی نسخة الصحاح مضبوطة بالضم (2). قوله [الأزهری قال أبو تراب إلخ] عبارته أهمل اللیث وجوهه و قال أبو تراب إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 141
أَی علماً و فقهاً، هذا لِیَحْیَی بن زَكَرِیَّا؛ و كذلك قوله: الصَّمْتُ حُكْمٌ و قلیلٌ فاعِلُهْ و‌فی الحدیث: إِنَّ من الشعر لحُكْماً‌أی إِن فی الشعر كلاماً نافعاً یمنع من الجهل و السَّفَهِ و یَنهی عنهما، قیل: أَراد بها المواعظ و الأَمثال التی ینتفع الناس بها. و الحُكْمُ: العِلْمُ و الفقه و القضاء بالعدل، و هو مصدر حَكَمَ یَحْكُمُ، و‌یروی: إِن من الشعر لحِكْمَةً، و هو بمعنی الحُكم؛ و منه‌الحدیث: الخِلافةُ فی قُرَیش و الحُكْمُ فی الأَنصار؛ خَصَّهُم بالحُكْمِ لأَن أَكثر فقهاء الصحابة فیهم، منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ و أُبَیّ بن كَعْبٍ و زید بن ثابت و غیرهم. قال اللیث: بلغنی أَنه نهی أَن یُسَمَّی الرجلُ حكِیماً «1»، قال الأَزهری: و قد سَمَّی الناسُ حَكیماً و حَكَماً، قال: و ما علمتُ النَّهی عن التسمیة بهما صَحیحاً. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث أبی شُرَیْحٍ أنه كان یكنی أبا الحَكَمِ فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: إِن الله هو الحَكَمُ، و كناه بأَبی شُرَیْحٍ، و إِنما كَرِه له ذلك لئلا یُشارِكَ الله فی صفته؛ و قد سَمّی الأَعشی القصیدة المُحْكمَةَ حَكِیمَةً فقال: و غَریبَةٍ، تأْتی المُلوكَ، حَكِیمَةٍ، قد قُلْتُها لیُقالَ: من ذا قالَها؟ و‌فی الحدیث فی صفة القرآن: و هو الذِّكْرُ الحَكِیمُ‌أی الحاكِمُ لكم و علیكم، أو هو المُحْكَمُ الذی لا اختلاف فیه و لا اضطراب، فَعِیلٌ بمعنی مُفْعَلٍ، أُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ. و‌فی حدیث ابن عباس: قرأْت المُحْكَمَ علی عَهْدِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ یرید المُفَصَّلَ من القرآن لأَنه لم یُنْسَخْ منه شی‌ء، و قیل: هو ما لم یكن متشابهاً لأَنه أُحْكِمَ بیانُه بنفسه و لم یفتقر إِلی غیره، و العرب تقول: حَكَمْتُ و أَحْكَمْتُ و حَكَّمْتُ بمعنی مَنَعْتُ و رددت، و من هذا قیل للحاكم بین الناس حاكِمٌ، لأَنه یَمْنَعُ الظالم من الظلم. و‌روی المنذری عن أَبی طالب أنه قال فی قولهم: حَكَمَ الله بیننا؛ قال الأَصمعی: أَصل الحكومة رد الرجل عن الظلم، قال: و منه سمیت حَكَمَةُ اللجام لأَنها تَرُدُّ الدابة؟ و منه قول لبید: أَحْكَمَ الجِنْثِیُّ من عَوْراتِها كلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ و الجِنْثِیُّ: السیف؛ المعنی: رَدَّ السیفُ عن عَوْراتِ الدِّرْعِ و هی فُرَجُها كلَّ حِرْباءٍ، و قیل: المعنی أَحْرَزَ الجِنثیُّ و هو الزَّرَّادُ مسامیرها، و معنی الإِحْكامِ حینئذ الإِحْرازُ. قال ابن سیدة: الحُكْمُ القَضاء، و جمعه أَحْكامٌ، لا یكَسَّر علی غیر ذلك، و قد حَكَمَ علیه بالأَمر یَحْكُمُ حُكْماً و حُكومةً و حكم بینهم كذلك. و الحُكْمُ: مصدر قولك حَكَمَ بینهم یَحْكُمُ أی قضی، و حَكَمَ له و حكم علیه. الأَزهری: الحُكْمُ القضاء بالعدل؛ قال النابغة: و احْكمْ كحكْمِ فَتَاةِ الحَیِّ، إِذ نَظَرَتْ إِلی حَمامٍ سِراعٍ وارد الثَّمَدِ «2». و حكی یعقوب عن الرُّواةِ أَن معنی هذا البیت:
(1). قوله [أَن یسمی الرجل حكیماً] كذا بالأَصل، و الذی فی عبارة اللیث التی فی التهذیب: حكماً بالتحریك (2). قوله [حمام سراع] كذا هو فی التهذیب بالسین المهملة و كذلك فی نسخة قدیمة من الصحاح، و قال شارح الدیوان: و یروی أیضاً شراع بالشین المعجمة أَی مجتمعة
لسان العرب، ج‌12، ص: 142
كُنْ حَكِیماً كفتاة الحی أَی إِذا قلت فأَصِبْ كما أَصابت هذه المرأَة، إِذ نظَرَتْ إِلی الحمامِ فأَحْصَتْها و لم تُخْطِئ عددها؛ قال: و یَدُلُّكَ علی أَن معنی احْكُمْ كُنْ حَكِیماً قولُ النَّمر بن تَوْلَب: إِذا أَنتَ حاوَلْتَ أَن تَحْكُما یرید إِذا أَردت أَن تكون حَكِیماً فكن كذا، و لیس من الحُكْمِ فی القضاء فی شی‌ء. و الحاكِم: مُنَفّذُ الحُكْمِ، و الجمع حُكّامٌ، و هو الحَكَمُ. و حاكَمَهُ إِلی الحَكَمِ: دعاه. و‌فی الحدیث: و بكَ حاكَمْتُ‌أَی رَفَعْتُ الحُكمَ إِلیك و لا حُكْمَ إِلا لك، و قیل: بكَ خاصمْتُ فی طلب الحُكْمِ و إِبطالِ من نازَعَنی فی الدِّین، و هی مفاعلة من الحُكْمِ. و حَكَّمُوهُ بینهم: أَمروه أَن یَحكمَ. و یقال: حَكَّمْنا فلاناً فیما بیننا أَی أَجَزْنا حُكْمَهُ بیننا. و حَكَّمَهُ فی الأَمر فاحْتَكَمَ: جاز فیه حُكْمُه، جاء فیه المطاوع علی غیر بابه و القیاس فَتَحَكَّمَ، و الاسم الأُحْكُومَةُ و الحُكُومَةُ؛ قال: و لَمِثْلُ الذی جَمَعْتَ لرَیْبِ الدَّهْرِ یَأْبی حُكومةَ المُقْتالِ یعنی لا یَنْفُذُ حُكومةُ من یَحْتَكِمُ علیك من الأَعداء، و معناه یأْبی حُكومةَ المُحْتَكِم علیك، و هو المُقْتال، فجعل المُحْتَكِمَ المُقْتالَ، و هو المُفْتَعِلُ من القول حاجة منه إِلی القافیة، و یقال: هو كلام مستعمَلٌ، یقال: اقْتَلْ علیَّ أَی احْتَكِمْ، و یقال: حَكَّمْتُه فی مالی إِذا جعلتَ إِلیه الحُكْمَ فیه فاحْتَكَمَ علیّ فی ذلك. و احْتَكَمَ فلانٌ فی مال فلان إِذا جاز فیه حُكْمُهُ. و المُحاكَمَةُ: المخاصمة إِلی الحاكِمِ. و احْتَكَمُوا إِلی الحاكِمِ و تَحاكَمُوا بمعنی. و قولهم فی المثل: فی بیته یُؤْتَی الحَكَمُ؛ الحَكَمُ، بالتحریك: الحاكم؛ و أَنشد ابن بری: أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَیْساً دِماءَنا، و فی الله، إِن لم یَحْكُمُوا، حَكَمٌ عَدْلُ و الحَكَمَةُ: القضاة. و الحَكَمَةُ: المستهزئون. و یقال: حَكَّمْتُ فلاناً أَی أَطلقت یده فیما شاء. و حاكَمْنا فلاناً إِلی الله أَی دعوناه إِلی حُكْمِ الله. و المُحَكَّمُ: الشاری. و المُحَكَّمُ: الذی یُحَكَّمُ فی نفسه. قال الجوهری: و الخَوارِج یُسَمَّوْنَ المُحَكِّمَةَ لإِنكارهم أَمر الحَكَمَیْن و قولِهِمْ: لا حُكْم إِلا لله. قال ابن سیدة: و تحْكِیمُ الحَرُوریَّةِ قولهم لا حُكْمَ إِلا لله و لا حَكَمَ إِلا اللهُ، و كأَن هذا علی السَّلْبِ لأَنهم ینفون الحُكْمَ؛ قال: فكأَنی، و ما أُزَیِّنُ منها، قَعَدِیٌّ یُزَیِّنُ التَّحْكیما «3». و قیل: إِنما بدءُ ذلك فی أَمر علیّ، علیه السلام، و معاوِیةَ. و الحَكَمان: أَبو موسی الأَشعریُّ و عمرو بن العاص. و‌فی الحدیث: إِن الجنة للمُحَكّمین، و یروی بفتح الكاف و كسرها، فالفتح هم الذین یَقَعُون فی ید العدو فیُخَیَّرُونَ بین الشِّرْك و القتل فیختارون القتل؛ قال الجوهری: هم قوم من أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بهم ذلك، حُكِّمُوا و خُیِّروا بین القتل و الكفر، فاختاروا الثَّبات علی الإِسلام مع القتل، قال: و أَما الكسر فهو المُنْصِفُ من نفسه؛ قال ابن الأَثیر: و الأَول الوجه؛ و منه‌حدیث كعب:
(3). قوله [و ما أزین] كذا فی الأَصل، و الذی فی المحكم: مما أزین
لسان العرب، ج‌12، ص: 143
إِن فی الجنة داراً، و وصفها ثم قال: لا یَنْزِلُها إِلا نبی أَو صِدِّیق أَو شَهید أَو مُحَكَّمٌ فی نفسه.و مُحَكَّم الیَمامَةِ رجل قتله خالد بن الولید یوم مُسَیْلِمَةَ. و المُحَكَّمُ، بفتح الكاف «1»، الذی فی شعر طَرَفَةَ إِذ یقول: لیت المُحَكَّمَ و المَوْعُوظَ صوتَكُما تحتَ التُّرابِ، إِذا ما الباطِلُ انْكشفا «2». هو الشیخ المُجَرّبُ المنسوب إِلی الحِكْمة. و الحِكْمَةُ: العدل. و رجل حَكِیمٌ: عدل حكیم. و أَحْكَمَ الأَمر: أَتقنه، و أَحْكَمَتْه التجاربُ علی المَثَل، و هو من ذلك. و یقال للرجل إِذا كان حكیماً: قد أَحْكَمَتْه التجارِبُ. و الحكیم: المتقن للأُمور، و استعمل ثعلب هذا فی فرج المرأَة فقال: المكَثَّفَة من النساء المحكمة الفرج، و هذا طریف جدّاً. الأَزهری: و حَكَمَ الرجلُ یَحْكُمُ حُكْماً إِذا بلغ النهایة فی معناه مدحاً لازماً؛ و قال مرقش: یأْتی الشَّبابُ الأَقْوَرینَ، و لا تَغْبِطْ أَخاك أَن یُقالَ حَكَمْ أَی بلغ النهایة فی معناه. أَبو عدنان: اسْتَحْكَمَ الرجلُ إِذا تناهی عما یضره فی دِینه أَو دُنْیاه؛ قال ذو الرمة: لمُسْتَحْكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ من القوم، لا یَهْوی الكلام اللَّواغِیا و أَحْكَمْتُ الشی‌ء فاسْتَحْكَمَ: صار مُحْكَماً. و احْتَكَمَ الأَمرُ و اسْتَحْكَمَ: وثُقَ. الأَزهری: و قوله تعالی: كِتٰابٌ أُحْكِمَتْ آیٰاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِیمٍ خَبِیرٍ؛ فإِن التفسیر جاء: أُحْكِمَتْ آیٰاتُهُ بالأَمر و النهی و الحلالِ و الحرامِ ثُمَّ فُصِّلَتْ بالوعد و الوعید، قال: و المعنی، و الله أَعلم، أَن آیاته أُحْكِمَتْ و فُصِّلَتْ بجمیع ما یحتاج إِلیه من الدلالة علی توحید الله و تثبیت نبوة الأَنبیاء و شرائع الإِسلام، و الدلیل علی ذلك قول الله عز و جل: مٰا فَرَّطْنٰا فِی الْكِتٰابِ مِنْ شَیْ‌ءٍ؛ و قال بعضهم فی قول الله تعالی: الر تِلْكَ آیٰاتُ الْكِتٰابِ الْحَكِیمِ؛ إِنه فَعِیل بمعنی مُفْعَلٍ، و استدل بقوله عز و جل: الر كِتٰابٌ أُحْكِمَتْ آیٰاتُهُ؛ قال الأَزهری: و هذا إِن شاء الله كما قِیل، و القرآنُ یوضح بعضُه بعضاً، قال: و إِنما جوزنا ذلك و صوبناه لأَن حَكَمْت یكون بمعنی أَحْكَمْتُ فَرُدَّ إِلی الأَصل، و الله أَعلم. و حَكَمَ الشی‌ء و أَحْكَمَهُ، كلاهما: منعه من الفساد.قال الأَزهری: و روینا عن إِبراهیم النخعی أَنه قال: حَكِّم الیَتیم كما تُحكِّمُ ولدك‌أَی امنعه من الفساد و أَصلحه كما تصلح ولدك و كما تمنعه من الفساد، قال: و كل من منعته من شی‌ء فقد حَكَّمْتَه و أحْكَمْتَهُ، قال: و نری أَن حَكَمَة الدابة سمیت بهذا المعنی لأَنها تمنع الدابة من كثیر من الجَهْل. و روی شمرٌ عن أَبی سعید الضّریر أَنه قال فی‌قول النخعی: حَكِّمِ الیَتیم كما تُحكِّمُ ولدك؛ معناه حَكِّمْهُ فی ماله و مِلْكِه إِذا صلح كما تُحكِّمُ ولدك فی مِلْكِه، و لا یكون حَكَّمَ بمعنی أَحْكَمَ لأَنهما ضدان؛
(1). قوله [و المحكم بفتح الكاف إلخ] كذا فی صحاح الجوهری، و غلطه صاحب القاموس و صوب أَنه بكسر الكاف كمحدث، قال ابن الطیب محشیه: و جوز جماعة الوجهین و قالوا هو كالمجرب فإِنه بالكسر الذی جرب الأمور، و بالفتح الذی جربته الحوادث، و كذلك المحكم بالكسر حكم الحوادث و جربها و بالفتح حكمته و جربته، فلا غلط (2). قوله [لیت المحكم إلخ] فی التكملة ما نصه: یقول لیت أَنی و الذی یأمرنی بالحكمة یوم یكشف عنی الباطل و أَدع الصبا تحت التراب، و نصب صوتكما لأَنه أَراد عاذلیّ كفّا صوتكما
لسان العرب، ج‌12، ص: 144
قال الأَزهری: و قول أَبی سعید الضریر لیس بالمرضی. ابن الأَعرابی: حَكَمَ فلانٌ عن الأَمر و الشی‌ء أَی رجع، و أَحْكَمْتُه أَنا أَی رَجَعْتُه، و أَحْكَمه هو عنه رَجَعَهُ؛ قال جریر: أَ بَنی حنیفةَ، أَحْكِمُوا سُفَهاءَكم، إِنی أَخافُ علیكمُ أَن أَغْضَبا أَی رُدُّوهم و كُفُّوهُمْ و امنعوهم من التعرّض لی. قال الأَزهری: جعل ابن الأَعرابی حَكَمَ لازماً كما تری، كما یقال رَجَعْتُه فرَجَع و نَقَصْتُه فنَقَص، قال: و ما سمعت حَكَمَ بمعنی رَجَعَ لغیر ابن الأَعرابی، قال: و هو الثقة المأْمون. و حَكَمَ الرجلَ و حَكَّمَه و أَحْكَمَهُ: منعه مما یرید. و‌فی حدیث ابن عباس: كان الرجل یَرِثُ امرأَةً ذاتَ قرابة فیَعْضُلُها حتی تموتَ أَو تَرُدَّ إِلیه صداقها، فأَحْكَمَ الله عن ذلك و نهی عنه‌أَی مَنَعَ منه. یقال: أَحْكَمْتُ فلاناً أَی منعته، و به سُمِّیَ الحاكمُ لأَنه یمنع الظالم، و قیل: هو من حَكَمْتُ الفَرسَ و أَحْكَمْتُه و حَكَّمْتُه إِذا قَدَعْتَهُ و كَفَفْتَه. و حَكَمْتُ السَّفِیه و أَحْكَمْتُه إِذا أَخذت علی یده؛ و منه قول جریر: أَ بَنی حنیفة، أَحْكِمُوا سُفهاءكم و حَكَمَةُ اللجام: ما أَحاط بحَنَكَی الدابة، و فی الصحاح: بالحَنَك، و فیها العِذاران، سمیت بذلك لأَنها تمنعه من الجری الشدید، مشتق من ذلك، و جمعه حَكَمٌ. و‌فی الحدیث: و أَنا آخذ بحَكَمَة فرسه‌أَی بلجامه. و‌فی الحدیث: ما من آدمیّ إِلا و فی رأْسه حَكَمَةٌ، و‌فی روایة: فی رأْس كل عبد حَكَمَةٌ إِذا هَمَّ بسیئةٍ، فإِن شاء الله تعالی أَن یَقْدَعَه بها قَدَعَه؛ و الحَكَمَةُ: حدیدة فی اللجام تكون علی أَنف الفرس و حَنَكِهِ تمنعه عن مخالفة راكبه، و لما كانت الحَكَمَة تأْخذ بفم الدابة و كان الحَنَكُ متَّصلًا بالرأْس جعلها تمنع من هی فی رأْسه كما تمنع الحَكَمَةُ الدابة. و حَكَمَ الفرسَ حَكْماً و أَحْكَمَهُ بالحَكَمَةِ: جعل للجامه حَكَمَةً، و كانت العرب تتخذها من القِدِّ و الأَبَقِ لأَن قصدهم الشجاعةُ لا الزینة؛ قال زهیر: القائد الخَیْلَ مَنْكوباً دوائرُها، قد أُحْكِمَتْ حَكَمات القِدِّ و الأَبَقا یرید: قد أُحْكِمَتْ بحَكَماتِ القِدِّ و بحَكَماتِ الأَبَقِ، فحذف الحَكَمات و أَقامَ الأَبَقَ مكانها؛ و یروی: مَحْكومَةً حَكَماتِ القِدِّ و الأَبَقا علی اللغتین جمیعاً؛ قال أَبو الحسن: عَدَّی قد أُحْكِمَتْ لأَن فیه معنی قُلِّدَتْ و قُلِّدَتْ متعدّیة إِلی مفعولین. الأَزهری: و فرس مَحْكومةٌ فی رأْسها حَكَمَةٌ؛ و أَنشد: مَحْكومة حَكَمات القِدِّ و الأَبقا و قد رواه غیره: قد أُحْكِمَتْ …، قال: و هذا یدل علی جواز حَكَمْتُ الفرس و أَحْكَمْتُه بمعنی واحد. ابن شمیل: الحَكَمَةُ حَلْقَةٌ تكون فی فم الفرس. و حَكَمَةُ الإِنسان: مقدم وجهه. و رفع الله حَكَمَتَهُ أَی رأْسه و شأْنه. و‌فی حدیث عمر: إِن العبد إِذا تواضع رفع اللهُ حَكَمَتَهُ‌أَی قدره و منزلته. یقال: له عندنا حَكَمَةٌ أَی قدر، و فلان عالی الحَكَمَةِ، و قیل: الحَكَمَةُ من الإِنسان أَسفل
لسان العرب، ج‌12، ص: 145
وجهه، مستعار من موضع حَكَمَةِ اللجام، و رَفْعُها كنایة عن الإِعزاز لأَن من صفة الذَّلیل تنكیسَ رأْسه. و حَكَمة الضائنة: ذَقَنُها. الأَزهری: و‌فی الحدیث: فی أَرْش الجِراحات الحُكومَةُ؛ و معنی الحُكومة فی أَرش الجراحات التی لیس فیها دِیَةٌ معلومة: أَن یُجْرَحَ الإِنسانُ فی موضع فی بَدَنه یُبْقِی شَیْنَهُ و لا یُبْطِلُ العُضْوَ، فیَقْتاس الحاكم أَرْشَهُ بأن یقول: هذا المَجْروح لو كان عبداً غیر مَشینٍ هذا الشَّیْنَ بهذه الجِراحة كانت قیمتُه أَلفَ دِرْهمٍ، و هو مع هذا الشین قیمتُه تِسْعُمائة درهم فقد نقصه الشَّیْنُ عُشْرَ قیمته، فیجب علی الجارح عُشْرُ دِیَتِه فی الحُرِّ لأَن المجروح حُرٌّ، و هذا و ما أَشبهه بمعنی الحكومة التی یستعملها الفقهاء فی أَرش الجراحات، فاعْلَمْه. و قد سَمَّوْا حَكَماً و حُكَیْماً و حَكِیماً و حَكّاماً و حُكْمان. و حَكَمٌ: أَبو حَیّ من الیمن. و‌فی الحدیث: شَفاعَتی لأَهل الكبائر من أُمتی حتی حَكَم و حاءَ؛ و هما قبیلتان جافِیتان من وراء رمل یَبرین.

حلم؛ ج12، ص: 145

: الحُلْمُ و الحُلُم: الرُّؤْیا، و الجمع أَحْلام. یقال: حَلَمَ یَحْلُمُ إِذا رأَی فی المَنام. ابن سیدة: حَلَمَ فی نومه یَحْلُمُ حُلُماً و احْتَلَم و انْحَلَمَ؛ قال بشر بن أَبی خازم: أَ حَقٌّ ما رأَیتَ أَمِ احْتِلامُ؟ و یروی … أَم انْحِلامُ. و تَحَلَّمَ الحُلْمَ: استعمله. و حَلَمَ به و حَلَمَ عنه و تَحَلَّم عنه: رأَی له رُؤْیا أَو رآه فی النوم. و‌فی الحدیث: من تَحَلَّم ما لم یَحْلُمْ كُلِّفَ أَنْ یَعقِدَ بین شَعیرتین، أَی قال إِنه رأَی فی النوم ما لم یَرَهُ. و تَكَلَّفَ حُلُماً: لم یَرَه. یقال: حَلَم، بالفتح، إِذا رأَی، و تَحَلَّم إِذا ادعی الرؤْیا كاذباً، قال: فإِن قیل كَذِبُ الكاذِبِ فی منامِه لا یزید علی كَذبه فی یَقَظَتِه، فلِمَ زادَتْ عُقوبته و وعیده و تَكلیفه عَقْدَ الشعیرتین؟ قیل: قد صح الخَبَرُ أَن الرؤیا الصادقة جُزْءٌ من النُّبُوَّة، و النبوةُ لا تكون إِلَّا وَحْیاً، و الكاذب فی رؤیاه یَدَّعِی أَن الله تعالی أَراه ما لم یُرِهِ، و أَعطاه جزءاً من النبوة و لم یعطه إِیاه، و الكذِبُ علی الله أَعظم فِرْیَةً ممن كذب علی الخلق أَو علی نفسه. و الحُلْمُ: الاحتلام أَیضاً، یجمع علی الأَحْلامِ. و‌فی الحدیث: الرؤیا من الله و الحُلْمُ من الشیطان، و الرؤیا و الحُلْمُ عبارة عما یراه النائم فی نومه من الأَشیاء، و لكن غَلَبت الرؤیا علی ما یراه من الخیر و الشی‌ء الحسن، و غلب الحُلْمُ علی ما یراه من الشر و القبیح؛ و منه قوله: أَضْغٰاثُ أَحْلٰامٍ*، و یُستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر، و تُضَم لامُ الحُلُمِ و تسكن. الجوهری: الحُلُمُ، بالضم، ما یراه النائم. و تقول: حَلَمْتُ بكذا و حَلَمْتُه أَیضاً؛ قال: فَحَلَمْتُها و بنُو رُفَیْدَةَ دونها، لا یَبْعَدَنَّ خَیالُها المَحْلُومُ «1». و یقال: قد حَلَم الرجلُ بالمرأَة إِذا حَلَم فی نومه أَنه یباشرها، قال: و هذا البیت شاهد علیه. و قال ابن خالوَیْه: أَحْلامُ نائمٍ ثِیابٌ غِلاظٌ «2». و الحُلْم و الاحْتِلامُ: الجِماع و نحوه فی النوم، و الاسم الحُلُم. و فی التنزیل العزیز: لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ؛ و الفِعْل
(1). إِن هذا البیت للأَخطل (2). قوله [أحلام نائم ثیاب غلاظ] عبارة الأَساس: و هذه أحلام نائم للأَمانی الكاذبة. و لأَهل المدینة ثیاب غلاظ مخططة تسمی أحلام نائم، قال: تبدلت بعد الخیزران جریدة و بعد ثیاب الخز أحلام نائم یقول: كبرت فاستبدلت بقدّ فی لین الخیزران قدّاً فی یبس الجریدة و بجلد فی لین الخز جلداً فی خشونة هذه الثیاب
لسان العرب، ج‌12، ص: 146
كالفِعْل. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَمر مُعاذاً أَن یأْخذ من كل حالِمٍ دیناراً‌یعنی الجزیة؛ قال أَبو الهیثم: أَراد بالحالِمِ كلَّ من بَلَغَ الحُلُمَ و جری علیه حُكْمُ الرجال، احتَلَمَ أَو لم یَحْتَلِم. و‌فی الحدیث: الغُسْلُ یومَ الجمعة واجب علی كل حالِمٍ إِنما هو علی من بلغ الحُلُم‌أَی بلغ أَن یَحْتَلم أَو احْتَلَم قبل ذلك، و‌فی روایة: مُحْتَلِمٍ‌أَی بالغ مُدْرِك. و الحِلْمُ، بالكسر: الأَناةُ و العقل، و جمعه أَحْلام و حُلُومٌ. و فی التنزیل العزیز: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلٰامُهُمْ بِهٰذٰا؛ قال جریر: هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقوامٍ، فَتُنْذِرَهُم ما جَرَّبَ الناسُ من عَضِّی و تَضْرِیسی؟ قال ابن سیدة: و هذا أَحد ما جُمِعَ من المصادر. و أَحْلامُ القوم: حُلَماؤهم، و رجل حَلِیمٌ من قوم أَحْلامٍ و حُلَماء، و حَلُمَ، بالضم، یحْلُم حِلْماً: صار حَلیماً، و حلُم عنه و تَحَلَّم سواء. و تَحَلَّم: تكلف الحِلْمَ؛ قال: تَحَلَّمْ عن الأَدْنَیْنَ و اسْتَبْقِ وُدَّهم، و لن تستطیعَ الحِلْمَ حتی تَحَلَّما و تَحالَم: أَرَی من نفسه ذلك و لیس به. و الحِلْم: نقیضُ السَّفَه؛ و شاهدُ حَلُمَ الرجُلُ، بالضم، قولُ عبد الله بن قَیْس الرُّقَیَّات: مُجَرَّبُ الحَزْمِ فی الأُمورِ، و إِن خَفَّتْ حُلُومٌ بأَهلِها حَلُمَا و حَلَّمه تَحلیماً: جعله حَلِیماً؛ قال المُخَبَّل السعدی: و رَدُّوا صُدورَ الخَیْل حتی تَنَهْنَهَتْ إِلی ذی النُّهَی، و اسْتَیْدَهُوا للمُحَلِّمِ أَی أَطاعوا الذی یأْمرهم بالحِلْمِ، و قیل «1»: حَلَّمه أَمره بالحِلْمِ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، فی صلاة الجماعة: لِیَلِیَنِّی منكم أُولوا الأَحْلام و النُّهَی‌أَی ذوو الأَلباب و العقول، واحدها حِلْمٌ، بالكسر، و كأَنه من الحِلْم الأَناة و التثبُّت فی الأُمور، و ذلك من شِعار العقلاء. و أَحْلَمَت المرأَةُ إِذا ولدت الحُلَماء. و الحَلِیمُ فی صفة الله عز و جل: معناه الصَّبور، و قال: معناه أَنه الذی لا یسْتَخِفُّهُ عِصْیان العُصاة و لا یستفِزّه الغضب علیهم، و لكنه جعل لكل شی‌ءٍ مِقْداراً، فهو مُنْتَهٍ إِلیه. و قوله تعالی: إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِیمُ الرَّشِیدُ؛ قال الأَزهری: جاء فی التفسیر أَنه كِنایةٌ عن أَنهم قالوا إِنك لأَنتَ السَّفِیهُ الجاهل، و قیل: إِنهم قالوه علی جهة الاستهزاء؛ قال ابن عرفة: هذا من أَشدّ سِباب العرب أَن یقول الرجل لصاحبه إِذا استجهله یا حَلِیمُ أَی أَنت عند نفسك حَلِیمٌ و عند الناس سَفِیهٌ؛ و منه قوله عز و جل: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ؛ أَی بزعمك و عند نفسك و أَنتَ المَهِینُ عندنا. ابن سیدة: الأَحْلامُ الأَجسام، قال: لا أَعرف واحدها. و الحَلَمَةُ: الصغیرة من القِرْدانِ، و قیل: الضخم منها، و قیل: هو آخر أَسنانها، و الجمع الحَلَمُ و هو مثل العَلّ، و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَنْهَی أَن تُنْزَع الحَلَمَةُ عن دابته؛ الحَلَمَةُ، بالتحریك: القرادة الكبیرة. و حَلِمَ البعیرُ حَلَماً، فهو حَلِمٌ: كثر علیه الحَلَمُ، و بعِیر حَلِمٌ: قد أَفسده الحَلَمُ
(1). قوله [أَی أَطاعوا الذی یأمرهم بالحلم و قیل إلخ] هذه عبارة المحكم، و المناسب أَن یقول: أَی أَطاعوا من یعلمهم الحلم كما فی التهذیب، ثم یقول: و قیل حلمه أَمره بالحلم، و علیه فمعنی البیت أَطاعوا الذی یأمرهم بالحلم
لسان العرب، ج‌12، ص: 147
من كثرتها علیه. الأَصمعی: القرادُ أَوّل ما یكونُ صغیراً قَمْقامَةٌ، ثم یصیر حَمْنانةً، ثم یصیر قُراداً، ثم حَلَمَة. و حَلَّمْتُ البعیر: نزعت حَلَمَهُ. و یقال: تَحَلَّمَتِ القِرْبةُ امتلأَت ماء، و حَلَّمْتُها ملأْتها. و عَناقٌ حَلِمة و تِحْلِمَةٌ «2»: قد أَفسد جلدَها الحَلَمُ، و الجمع الحُلَّامُ. و حَلَّمَهُ: نزع عنه الحَلَمَ، و خصصه الأَزهری فقال: و حَلَّمْتُ الإِبل أَخذت عنها الحَلَم، و جماعة تِحْلِمَةٌ تَحالِمُ: قد كثر الحَلَمُ علیها. و الحَلَمُ، بالتحریك: أَن یَفْسُد الإِهابُ فی العمل و یقعَ فیه دود فیَتَثَقَّبَ، تقول منه: حَلِمَ، بالكسر. و الحَلَمَةُ: دودة تكون بین جلد الشاة الأَعلی و جلدها الأَسفل، و قیل: الحَلَمةُ دودة تقع فی الجلد فتأْكله، فإِذا دُبغ وَهَی موضعُ الأَكل فبقی رقیقاً، و الجمع من ذلك كلِّه حَلَمٌ، تقول منه: تَعَیَّب الجلدُ و حَلِمَ الأَدیمُ یَحْلَمُ حَلَماً؛قال الوَلید بن عُقْبَةَ ابن أَبی عُقْبَةَ «3». من أَبیات یَحُضُّ فیها مُعاویة علی قتال علیّ، علیه السلام، و یقول له: أَنتَ تسعی فی إِصلاح أَمر قد تمَّ فسادُه، كهذه المرأَة التی تَدْبُغُ الأَدیم الحَلِمَ الذی وقعت فیه الحَلَمَةُ، فنَقَّبَته و أَفسدته فلا ینتفع به: أَلا أَبْلِغْ معاوِیةَ بنَ حَرْبٍ بأَنَّكَ، من أَخی ثِقَةٍ، مُلِیمُ قطعتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المُعَنَّی، تُهَدِّرُ فی دِمَشْق و ما تَرِیمُ فإنَّكَ و الكتابَ إِلی علیٍ، كدابِغةٍ و قد حَلِمَ الأَدِیمُ لكَ الوَیْلاتُ، أَقْحِمْها علیهم، فخیر الطالِبی التِّرَةِ الغَشُومُ فقَوْمُكُ بالمدینة قد تَرَدَّوْا، فَهُمْ صَرْعی كأَنَّهُمُ الهَشِیمُ فلو كنتَ المُصابَ و كان حَیّاً، تَجَرَّدَ لا أَلَفُّ و لا سَؤُومُ یُهَنِّیكَ الإِمارةَ كلُّ رَكْبٍ من الآفاق، سَیْرُهُمُ الرَّسِیمُ و یروی: یُهَنِّیك الإِمارةَ كلُّ ركبٍ، لإنْضاءِ الفِراقِ بهم رَسِیمُ قال أَبو عبید: الحَلَمُ أَن یقع فی الأَدیم دوابُّ فلم یَخُصَّ الحَلَم؛ قال ابن سیدة: و هذا منه إِغفال. و أَدیم حَلِمٌ و حَلِیم: أَفسده الحَلَمُ قبل أَن یسلخ. و الحَلَمَةُ: رأْس الثَّدْی، و هما حَلَمتان، و حَلَمَتا الثَّدْیَیْن: طَرَفاهما. و الحَلَمَةُ: الثُّؤْلول الذی فی وسط الثَّدْیِ. و تَحَلَّم المالُ: سمن. و تَحَلَّم الصبیُّ و الضَّبُّ و الیَرْبوع و الجُرَذ و القُراد: أَقبل شحمه و سَمن و اكتنز؛ قال أَوس بن حَجَر: لحَیْنَهُمُ لَحْیَ العَصا فطرَدْنَهُمْ إِلی سَنةٍ، قِرْدانُها لم تَحَلَّمِ و یروی: لحَوْنَهم …، و یروی: … جِرْذانها …، و أما أَبو
(2). قوله [و عناق حلمة و تحلمة] كذا هو مضبوط فی المحكم بالرفع علی الوصفیة و بكسر التاء الأُولی من تحلمة و فی التكملة مضبوط بكسر تاء تحلمة و الجر بالإضافة و كذا فیما یأتی من قوله و جماعة تحلمة تحالم (3). قوله [عقبة بن أَبی عقبة] كذا بالأَصل، و الذی فی شرح القاموس: عقبة بن أَبی معیط انتهی. و مثله فی القاموس فی مادة م ع ط
لسان العرب، ج‌12، ص: 148
حنیفة فخص به الإِنسان. و الحَلِیم: الشحم المقبل؛ و أَنشد: فإِن قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَیْعَةً من المُخِّ فی أَنقاءِ كلِّ حَلِیم و قیل: الحَلِیمُ هنا البعیر المُقْبِلُ السِّمَنِ فهو علی هذا صفة؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف له فعلًا إِلَّا مَزیداً. و بعیر حَلِیمٌ أَی سمین. و مُحَلِّم فی قول الأَعشی: و نحن غداةَ العَیْنِ، یومَ فُطَیْمةٍ، مَنَعْنا بنی شَیْبان شُرْبَ مُحَلِّمِ هو نهر یأْخذ من عین هَجَرَ؛ قال لبید یصف ظُعُناً و یشبهها بنخیل كَرَعَتْ فی هذا النهر: عُصَبٌ كَوارِعُ فی خَلیج مُحَلِّمٍ حَمَلَت، فمنها مُوقَرٌ مكْمومُ و قیل: مُحَلِّمٌ نهر بالیمامة؛ قال الشاعر: فَسِیلٌ دنا جَبَّارُه من مُحَلِّمٍ و‌فی حدیث خزیمة و ذكر السنة: و بَضَّت الحَلَمَةُ‌أَی دَرَّتْ حَلَمةُ الثدی و هی رأْسه، و قیل: الحَلَمةُ نبات ینبت فی السهل، و الحدیثُ یحتملهما، و‌فی حدیث مكحول: فی حَلَمَةِ ثدی المرأَة رُبع دِیَتِها.و قَتیلٌ حُلَّامٌ: ذهب باطلًا؛ قال مُهَلْهِلٌ: كلُّ قتیلٍ فی كُلَیْبٍ حُلَّامْ، حتی ینال القَتْلُ آل هَمّامْ و الحُلامُ و الحُلَّامُ: ولد المعز؛ و قال اللحیانی: هو الجَدْیُ و الحَمَلُ الصغیر، یعنی بالحمل الخروفَ. و الحُلَّامُ: الجدی یؤخذ من بطن أُمه؛ قال الأَصمعی: الحُلَّامُ و الحُلَّانُ، بالمیم و النون، صغار الغنم. قال ابن بری: سمی الجدی حُلَّاماً لملازمته الحَلَمَةَ یرضعها؛ قال مُهَلْهِلٌ: كل قتیل فی كلیب حُلَّامْ و یروی: حُلّان؛ و البیتُ الثانی: حتی ینال القتلُ آل شَیْبانْ یقول: كلُّ من قُتِلَ من كُلَیْبٍ ناقصٌ عن الوفاء به إِلا آل همام أَو شیبان. و‌فی حدیث عمر: أَنه قَضی فی الأَرْنَب یقتلُه المُحْرِمُ بحُلَّام، جاء تفسیره فی الحدیث: أَنه هو الجَدْیُ، و قیل: یقع علی الجَدْی و الحَمَل حین تضعه أُمّه، و یروی بالنون، و المیم بدل منها، و قیل: هو الصغیر الذی حَلَّمهُ الرَّضاعُ أَی سَمَّنَهُ فتكون المیم أَصلیة؛ قال أَبو منصور: الأَصل حُلَّان، و هو فُعْلان من التحلیل، فقلبت النونُ میماً. و قال عَرّام: الحُلَّانُ ما بَقَرْتَ عنه بطن أُمه فوجدته قد حَمَّمَ و شَعَّرَ، فإِن لم یكن كذلك فهو غَضِینٌ، و قد أَغْضَنَتِ الناقةُ إِذا فعلت ذلك. و شاة حَلِیمةٌ: سمینة. و یقال: حَلَمْتُ خَیالَ فلانة، فهو مَحْلُومٌ؛ و أَنشد بیت الأَخطل: لا یَبْعَدَنَّ خیالُها المَحْلُوم و الحالُوم، بلغة أَهل مصر: جُبْنٌ لهم. الجوهری: الحالُومُ لبن یغلُط فیصیر شبیهاً بالجبن الرطب و لیس به. ابن سیدة: الحالُومُ ضرب من الأَقِط. و الحَلَمةُ: نبت؛ قال الأَصمعی: هی الحَلَمةُ و الیَنَمة، و قیل: الحَلَمةُ نبات ینبت بنَجْدٍ فی الرمل فی جُعَیْثنة، لها زهر و ورقها أُخَیْشِنٌ علیه شوك كأَنه أَظافیر الإِنسان، تَطْنی الإِبل و تَزِلُّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 149
أَحناكُها، إِذا رعته، من العیدان الیابسة. و الحَلَمَةُ: شجرة السَّعْدان و هی من أَفاضل المَرْعَی، و قال أَبو حنیفة: الحَلَمةُ دون الذراع، لها ورقة غلیظة و أَفْنانٌ و زَهْرَةٌ كزهرة شَقائق النُّعْمانِ إِلا أَنها أَكبر و أَغلظ، و قال الأَصمعی: الحَلَمةُ نبت من العُشْبِ فیه غُبْرَةٌ له مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر الثمرة، و جمعها حَلَمٌ؛ قال أَبو منصور: لیست الحَلَمَةُ من شجر السَّعْدان فی شی‌ء؛ السَّعدانُ بَقْلٌ له حَسَكٌ مستدیر له شوك مستدیر «1»، و الحَلَمةُ لا شوك لها، و هی من الجَنْبةِ معروفة؛ قال الأَزهری: و قد رأَیتها، و یقال للحَلَمَةِ الحَماطةُ، قال: و الحَلَمةُ رأْس الثَّدْیِ فی وسط السَّعْدانة؛ قال أَبو منصور: الحَلَمةُ الهُنَیَّةُ الشاخصة من ثَدْیِ المرأَة و ثُنْدُوَة الرجل، و هی القُراد، و أَما السَّعْدانة فما أَحاطَ بالقُراد مما خالف لونُه لون الثَّدْیِ، و اللَّوْعَةُ السواد حول الحَلَمةِ. و مُحَلِّم: اسم رجل، و من أَسماء الرجل مُحَلِّمٌ، و هو الذی یُعَلّم الحِلْمَ؛ قال الأَعشی: فأَمَّا إِذا جَلَسُوا بالعَشِیّ فأَحْلامُ عادٍ، و أَیْدی هُضُمْ ابن سیدة: و بنو مُحَلَّمٍ و بنو حَلَمَةَ قبیلتان. و حَلِیمةُ: اسم امرأَة. و یوم حَلِیمةَ: یوم معروف أَحد أَیام العرب المشهورة، و هو یوم التقی المُنْذِرُ الأَكبر و الحَرثُ الأَكبر الغَسَّانیّ، و العرب تَضْرِبُ المَثَلَ فی كل أَمر مُتَعالَمٍ مشهور فتقول: ما یَوْمُ حَلِیمةَ بسِسِرٍّ، و قد یضرب مثلًا للرجل النابهِ الذِّكْرِ، و رواه ابن الأَعرابی وحده: ما یوم حَلِیمةَ بشَرّ، قال: و الأَول هو المشهور؛ قال النابغة یصف السیوف: تُوُرِّثْنَ من أَزمان یومِ حَلِیمةٍ إِلی الیوم، قد جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ و قال الكلبی: هی حَلیمةُ بنت الحَرِث بن أَبی شِمْر، وَجَّهَ أَبوها جیشاً إِلی المُنْذِرِ بن ماء السماء، فأَخْرجَتْ حلیمةُ لهم مِرْكَناً فطَیَّبتهم. و أَحْلام نائمٍ: ضرب من الثیاب؛ قال ابن سیدة: و لا أَحقُّها. و الحُلَّامُ: اسم قبائل. و حُلَیْماتٌ، بضم الحاء: موضع، و هُنَّ أَكمات بطن فَلْج؛ و أَنشد: كأَنَّ أَعْناقَ المَطِیِّ البُزْلِ، بین حُلَیْماتٍ و بین الجَبْلِ من آخر اللیل، جُذُوعُ النَّخلِ أَراد أَنها تَمُدُّ أَعناقها من التعب. و حُلَیْمَةُ، علی لفظ التحقیر: موضع؛ قال ابن أَحمر یصف إِبلًا: تَتَبَّعُ أَوضاحاً بسُرَّةِ یَذْبُلٍ، و تَرْعَی هَشِیماً من حُلَیْمةَ بالِیاً و مُحَلِّمٌ: نهر بالبحرین؛ قال الأَخطل: تَسَلسَلَ فیها جَدْوَلٌ من مُحَلِّمٍ، إِذا زَعْزَعَتْها الریحُ كادتْ تُمِیلُها الأَزهری: مُحَلِّمٌ عینٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بالبحرین و ما رأَیت عیناً أَكثر ماء منها، و ماؤها حارّ فی مَنْبَعِه، و إِذا بَرَد فهو ماء عَذْبٌ؛ قال: و أَری مُحَلِّماً اسمَ رجل نُسِبَت العینُ إِلیه، و لهذه العین إِذا جرت فی نهرها خُلُجٌ كثیرة، تسقی نخیل جُؤاثا و عَسَلَّج و قُرَیَّات من قری هَجَرَ.
(1). قوله [له شوك مستدیر] كذا بالأَصل، و عبارة أَبی منصور فی التهذیب: له حسك مستدیر ذو شوك كثیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 150‌

حلسم؛ ج12، ص: 150

: الحِلَّسْمُ: الحریص الذی لا یأْكل ما قدر علیه، و هو الحَلِسُ؛ قال: لیس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلَّسْمِ، عند البیوت، راشِنٍ مِقَمِّ

حلقم؛ ج12، ص: 150

: الحُلْقُوم: الحَلْقُ. ابن سیدة: الحُلْقُومُ مَجْری النَّفَس و السُّعال من الجوف، و هو أَطْباقُ غَراضِیفَ، لیس دونه من ظاهر باطن العُنُقِ إِلَّا جِلْدٌ، و طرفُه الأَسفل فی الرئةِ، و طَرَفُهُ الأَعلی فی أَصل عكَدَةِ اللسان، و منه مخرج النَّفَس و الریح و البُصاق و الصوت، و جمعه حَلاقِمُ و حَلاقیم. التهذیب قال: فی الحُلْقُوم و الحُنجور مَخْرَجُ النَّفَس لا یجری فیه الطعامُ و الشراب المری‌ء «1»، و تمام الذكاة قطع الحُلْقُوم و المَری‌ء و الوَدَجَیْنِ، و قولهم: نزلنا فی مثل حُلْقُوم النَّعامة، إِنما یریدون به الضیق. و الحَلْقَمةُ: قطع الحُلْقُوم. و حَلْقَمَه: ذبحه فقطع حُلْقومَهُ. و حَلْقَمَ التمرُ: كَحَلْقَن، و زعم یعقوب أَنه بدل. الجوهری: الحُلُقوم الحلْقُ. و‌فی حدیث الحسن: قیل له إِن الحجاج یأْمر بالجمعة فی الأَهْواز فقال: یمنع الناسَ فی أَمصارهم و یأْمر بها فی حَلاقیم البلادِ‌أَی فی أَواخرها و أَطرافها، كما أَن حُلْقُومَ الرجل و هو حَلْقُه فی طَرَفه، و المیمُ أَصلیة، و قیل: هو مأْخوذ من الحَلْقِ، و هی و الواوُ زائدتان. و حَلاقیمُ البلاد: نواحیها، واحدُها حُلْقُوم علی القیاس. الأَزهری: رُطَبٌ مُحَلْقِمٌ و مُحَلْقِنٌ و هی الحُلْقامةُ و الحُلقانة، و هی التی بدا فیها النضج من قِبَلِ قِمَعها، فإِذا أَرطبت من قِبَلِ الذَّنَبِ، فهی التَّذْنوبةُ. و‌روی عن أَبی هریرة أَنه قال: لما نزل تحریمُ الخمر كنا نَعْمِدُ إِلی الحُلْقامة، و هی التَّذْنُوبةُ، فنقطع ما ذَنَّبَ منها حتی نَخْلُص إِلی البُسْرِ ثم نَفْتَضِخُه.أَبو عبید: یقال للبُسر إِذا بدا فیه الإِرْطابُ من قِبَلِ ذنبه مُذَنِّبٌ فإِذا بلغ الإِرطابُ نصفَهُ فهو مُجَزِّعٌ، فإِذا بلغ ثلثیه فهو حُلْقان و مُحَلْقِنٌ.

حلكم؛ ج12، ص: 150

: الحُلْكُمُ: الرجل الأَسود، و فیه حَلْكَمةٌ؛ قال هَمَیان: ما منهمُ إِلَّا لَئِیمٌ شُبْرُمُ، أَرْصَعُ لا یُدْعَی لخیرٍ، حُلْكُمُ و هذه الترجمة أَوردها ابن بری فی ترجمة حلك، قال: و أَهمل الجوهری من هذا الفصل الحُلْكُمَ، و هو الأَسود، و المیم زائدة. الفراء: الحُلْكُمُ الأَسود من كل شی‌ء فی باب فُعْلُلٍ.

حمم؛ ج12، ص: 150

: قوله تعالی: حم*؛ الأَزهری: قال بعضهم معناه قضی ما هو كائن، و قال آخرون: هی من الحروف المعجمة، قال: و علیه العَمَلُ. و آلُ حامِیمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحامیم. و‌جاء فی التفسیر عن ابن عباس ثلاثة أَقوال: قال حامیم اسم الله الأَعظم، و قال حامیم قَسَم، و قال حامیم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: و المعنی أَن الر* و حامیم و نون بمنزلة الرَّحْمٰنُ،قال ابن مسعود: آل حامیم دِیباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إِلی حم*؛ قال الكمیت: وَجَدْنا لكم فی آلِ حامِیمَ آیةً، تأَوَّلَها مِنَّا تَقِیٌّ و مُعْرِبُ قال الجوهری: و أَما قول العامة الحَوامِیم فلیس من كلام العرب. قال أَبو عبیدة: الحَوامیم سُوَرٌ فی القرآن علی غیر قیاس؛ و أَنشد:
(1). قوله [لا یجری فیه الطعام و الشراب المری‌ء] كذا هو بالأصل، و عبارة التهذیب: لا یجری فیه الطعام و الشراب یقال له المری‌ء
لسان العرب، ج‌12، ص: 151
و بالطَّواسِین التی قد ثُلِّثَثْ، و بالحَوامِیم التی قد سُبِّعَتْ قال: و الأَولی أَن تجمع بذَواتِ حامیم؛ و أَنشد أَبو عبیدة فی حامیم لشُرَیْحِ بن أَوْفَی العَبْسِیّ: یُذَكِّرُنی حامیمَ، و الرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلَّا تَلا حامِیمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: و أَنشده غیره للأَشْتَرِ النَّخْعِیّ، و الضمیر فی یذكرنی هو لمحمد بن طَلْحَة، و قتله الأَشْتَرُ أَو شُرَیْحٌ. و‌فی حدیث الجهاد: إِذا بُیِّتُّمْ فقولوا حامیم لٰا یُنْصَرُونَ؛ قال ابن الأَثیر: قیل معناه اللهم لا یُنْصَرُون، قال: و یُرِیدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا یُنصروا مجزوماً فكأَنه قال و الله لا یُنصرون، و قیل: إِن السُّوَر التی أَوَّلها حامیم لها شأْن، فَنبَّه أَن ذكرها لشرف منزلتها مما یُسْتَظهَرُ به علی استنزال النصر من الله، و قوله لٰا یُنْصَرُونَ كلام مستأْنف كأَنه حین قال قولوا حامیم، قیل: ما ذا یكون إِذا قلناها؟ فقال: لا یُنصرون. قال أَبو حاتم: قالت العامة فی جمع حم* و طس حَوامیم و طَواسین، قال: و الصواب ذَواتُ طس و ذَواتُ حم* و ذواتُ الم*. و حُمَّ هذا الأَمرُ حَمّاً إِذا قُضِیَ. و حُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَمیل: فَلَیْتَ رجالًا فیكِ قد نذَرُوا دَمِی و حُمُّوا لِقائی، یا بُثَیْنَ، لَقونی فإِنه لم یُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائی. قال ابن سیدة: و التقدیر عندی للِقائی فحذف أَی حُمَّ لهم لِقائی؛ قال: و روایتُنا و هَمُّوا بقتلی. و حَمَّ اللهُ له كذا و أَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَلیُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ فی الشهر الحَلال و حُمَّ الشی‌ءُ و أُحِمَّ أَی قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بری لخَبَّابِ بن غُزَیٍّ: و أَرْمی بنفسی فی فُروجٍ كثیرةٍ، و لیْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ و قال البَعیثُ: أَلا یا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، و للطَّیْرِ مَجْری و الجُنُوب مَصارِعُ و الحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت و قَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أَی قُدِّرَ. و الحِمَمُ. المَنایا، واحدتها حِمَّةٌ. و فی الحدیث ذكر الحِمام كثیراً، و هو الموت؛ و فی شعر ابن رَواحةَ فی غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِیَتْ أَی قضاؤه، و حُمَّةُ المنیة و الفِراق منه: ما قُدِّرَ و قُضِیَ. یقال: عَجِلَتْ بنا و بكم حُمَّةُ الفِراق و حُمَّةُ الموت أَی قَدَرُ الفِراق، و الجمع حُمَمٌ و حِمامٌ، و هذا حَمٌّ لذلك أَی قَدَرٌ؛ قال الأَعشی: تَؤُمُّ سَلَامَةَ ذا فائِشٍ، هو الیومَ حَمٌّ لمیعادها أَی قَدَرٌ، و یروی: هو الیوم حُمَّ لمیعادها أَی قُدِّر له. و نزل به حِمامُه أَی قَدَرُهُ و موتُه. وَ حَمَّ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر یصف بعیره: فلما رآنی قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو یُجْدی علیه التَّلَمُّكُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 152
و قال الفراء: یعنی عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: و یقال حَمَمْتُ ارتحال البعیر أَی عجلته. و حامَّهُ: قارَبه. و أَحَمَّ الشی‌ءُ: دنا و حضر؛ قال زهیر: و كنتُ إِذا ما جِئْتُ یوماً لحاجةٍ مَضَتْ، و أَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ و لزمت، و یروی بالجیم: و أَجَمَّتْ. و قال الأَصمعی: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجیم، تُجِمُّ إِجْماماً إِذا دنَتْ و حانت، و أَنشد بیت زهیر: و أَجَمَّتْ، بالجیم، و لم یعرف أَحَمَّتْ، بالحاء؛ و قال الفراء: أَحَمَّتْ فی بیت زهیر یروی بالحاء و الجیم جمیعاً؛ قال ابن بری: لم یرد بالغَدِ الذی بعد یومه خاصةً و إِنما هو كنایة عما یستأْنف من الزمان، و المعنی أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إِلی حاجة أُخری فما یَخْلو الإِنسان من حاجة. و قال ابن السكیت: أَحَمَّت الحاجةُ و أَجَمَّت إِذا دنت؛ و أَنشد: حَیِّیا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إِن یكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائی: أَحَمَّ الأَمرُ و أَجَمَّ إِذا حان وقته؛ و أَنشد ابن السكیت للَبید: لِتَذودَهُنَّ. و أَیْقَنَتْ، إِن لم تَذُدْ، أَن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها و قال: و كلهم یرویه بالحاء. و قال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: و یقال أَجَمَّ، و قالت الكلابیة: أَحَمَّ رَحِیلُنا فنحن سائرون غداً، و أَجَمَّ رَحیلُنا فنحن سائرون الیوم إِذا عَزَمْنا أَن نسیر من یومنا؛ قال الأَصمعی: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجیم، و إِذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ. و‌فی حدیث أَبی بكر: أَن أَبا الأَعور السُّلَمِیَّ قال له: إِنا جئناك فی غیر مُحِمَّة؛ یقال: أَحَمَّت الحاجة إِذا أَهَمَّتْ و لزمت؛ قال ابن الأَثیر: و قال الزمخشری المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشی‌ءُ إِذا قرب و دنا. و الحَمِیمُ: القریب، و الجمع أَحِمَّاءُ، و قد یكون الحَمِیم للواحد و الجمع و المؤنث بلفظ واحد. و المُحِمُّ: كالحَمِیم؛ قال: لا بأْس أَنی قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَیْلِ مُصِیبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ. و حَمَّنی الأَمرُ و أَحَمَّنی: أَهَمَّنی. و احْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهری: أَحَمَّنی هذا الأَمر و احْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحمیم قریب؛ و أَنشد اللیث: تَعَزَّ علی الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا یُلِمُّ بك احْتِمامُ و احْتَمَّ الرجلُ: لم یَنَمْ من الهم؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: علیها فتیً لم یَجعل النومَ هَمَّهُ و لا یُدْرِكُ الحاجاتِ إِلا حَمِیمُها یعنی الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ. و أَحَمَّ الرجلُ، فهو یُحِمُّ إِحْماماً، و أَمر مُحِمٌّ، و ذلك إِذا أَخذك منه زَمَعٌ و اهتمام. و احْتَمَّتْ عینی: أَرِقتْ من غیر وَجَعٍ. و ما له حُمٌّ و لا سُمٌّ غیرك أَی ما له هَمٌّ غیرُك، و فتحهما لغة، و كذلك ما له حُمٌّ و لا رُمّ، و حَمٌّ و لا رَمٌّ، و ما لك عن ذلك حُمٌّ و لا رُمٌّ، و حَمٌّ و لا رَمٌّ أَی بُدٌّ، و ما له حَمٌّ و لا رَمٌّ أَی قلیل و لا كثیر؛ قال طرفة:
لسان العرب، ج‌12، ص: 153
جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربیعٍ دیمةٌ تَثِمُهْ و حامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زید: یقال أَنا مُحامٌّ علی هذا الأَمر أَی ثابت علیه. و احْتَمَمْتُ: مثل اهتممت. و هو من حُمَّةِ نفسی أَی من حُبَّتها، و قیل: المیم بدل من الباء؛ قال الأَزهری: فلان حُمَّةُ نفسی و حُبَّة نفسی. و الحامَّةُ: العامَّةُ، و هی أَیضاً خاصَّةُ الرجل من أَهله و ولده. یقال: كیف الحامَّةُ و العامة؟ قال اللیث: و الحَمیمُ القریب الذی تَوَدُّه و یَوَدُّكَ، و الحامَّةُ خاصةُ الرجل من أَهله و ولده و ذی قرابته؛ یقال: هؤلاء حامَّتُه أَی أَقرِباؤه. و‌فی الحدیث: اللهمَّ هؤلاء أَهلُ بیتی و حامَّتی أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ و طَهِّرْهم تطهیراً؛ حامَّة الإِنسان: خاصتُه و من یقرب منه؛ و منه‌الحدیث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقیف إِلی حامَّته.و الحَمِیمُ القَرابةُ، یقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ لٰا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً؛ لا یسأَل ذو قرابة عن قرابته، و لكنهم یعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهری: حَمیمكَ قریبك الذی تهتم لأَمره. و حُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ و أَنشد ابن بری للضِّباب بن سُبَیْع: لعَمْری لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، و بَعْضُ البنین حُمَّةٌ و سُعالُ و حَمُّ الشی‌ء: معظمه. و‌فی حدیث عمر: إِذا التقی الزَّحْفانِ و عند حُمَّةِ النَّهْضات‌أَی شدتها و معظمها. و حُمَّةُ كل شی‌ء: معظمه؛ قال ابن الأَثیر: و أَصلها من الحَمِّ الحرارة و من حُمَّة السِّنان.، و هی حِدَّتُه. و أَتیته حَمَّ الظَّهیرةِ أَی فی شدة حرها؛ قال أَبو كَبیر: و لقد ربَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهیرةِ فی الیَفاع الأَطْولِ الأَزهری: ماء مَحْموم و مَجْموم و مَمْكُول و مَسْمول و منقوص و مَثْمود بمعنی واحد. و الحَمِیمُ و الحَمِیمةُ جمیعاً: الماء الحارّ. و شربتُ البارحة حَمیمةً أَی ماء سخناً. و المِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغیر یسخن فیه الماء. و یقال: اشربْ علی ما تَجِدُ من الوجع حُسیً من ماء حَمِیمٍ؛ یرید جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ. و الحَمِیمَةُ: الماء یسخن. یقال: أَحَمُّوا لنا الماء أَی أَسخنوا. و حَمَمْتُ الماء أَی سخنته أَحُمُّ، بالضم. و الحَمِیمةُ أَیضاً: المَحْضُ إِذا سُخِّنَ. و قد أَحَمَّهُ و حَمَّمَه: غسله بالحَمِیم. و كل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ و قول العُكْلِیِّ أَنشده ابن الأَعرابی: و بِتْنَ علی الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، و حارَدْنَ إِلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إِذ لیس لهن ما یأَكلْنَ و لا ما یشربْنَ إِلا أَن یُسَخِّنَّ الماء فیشربنه، و إِنما یُسَخِّنَّهُ لئلا یشربْنه علی غیر مأْكول فیَعْقِرَ أَجوافهن، فلیس لهن غِذاءٌ إِلا الماء الحارُّ، قال: و الحَمائِمُ جمع الحَمِیم الذی هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سیدة: و هذا خطأٌ لأَن فَعِیلًا لا یجمع علی فَعائل، و إِنما هو جمع الحَمِیمَةِ الذی هو الماء الحارُّ، لغة فی الحَمیم، مثل صَحیفةٍ و صَحائف. و‌فی الحدیث أَنه كان یغتسل بالحَمیم، و هو الماء الحارُّ. الجوهری: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنیة؛
لسان العرب، ج‌12، ص: 154
و أَنشد ابن بری لعبید بن القُرْطِ الأَسدیّ و كان له صاحبان دخلا الحَمّامَ و تَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، و كان نهاهما عن دخوله فلم یفعلا: نَهَیْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، و حَمَّامِ سوءٍ ماؤُه یَتَسَعَّرُ و أَنشد أَبو العباس لرجل من مُزَیْنَةَ: خلیلیَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أَری بها مَنْزِلًا إِلا جَدیبَ المُقَیَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعد ما لعِبَت بنا تِهامَةُ فی حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بری: و قد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً فی بیت زعم الجوهری أَنه یصف حَمّاماً و هو قوله: فإِذا دخلْتَ سمعتَ فیها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ فی بیوت هَدادِ قال ابن سیدة: و الحَمَّامُ الدِّیماسُ مشتق من الحَمیم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، و هو أَحد ما جاء من الأَسماء علی فَعّالٍ نحو القَذَّافِ و الجَبَّانِ، و الجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سیبویه: جمعوه بالأَلف و التاء و إِن كان مذكراً حین لم یكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسیر؛ قال أَبو العباس: سألت ابن الأَعرابی عن الحَمِیم فی قول الشاعر: و ساغَ لی الشَّرابُ، و كنتُ قِدْماً أَكادُ أَغَصُّ بالماء الحَمیمِ فقال: الحَمیم الماء البارد؛ قال الأَزهری: فالحَمیم عند ابن الأَعرابی من الأَضداد، یكون الماءَ البارد و یكون الماءَ الحارَّ؛ و أَنشد شمر بیت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدّ، و حَمیم و حكی شمر عن ابن الأَعرابی: الحَمِیم إِن شئت كان ماء حارّاً، و إِن شئت كان جمراً تتبخر به. و الحَمَّةُ: عین ماء فیها ماء حارّ یُسْتَشْفی بالغسل منه؛ قال ابن درید: هی عُیَیْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأَرض یَستشفی بها الأَعِلَّاءُ و المَرْضَی. و‌فی الحدیث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ یأْتیها البُعَداءُ و یتركها القُرَباءُ، فبینا هی كذلك إِذ غار ماؤُها و قد انتفع بها قوم و بقی أَقوام یَتَفَكَّنون‌أَی یتندَّمون. و‌فی حدیث الدجال: أَخبرونی عن حَمَّةِ زُغَرَ‌أَی عینها، و زُغَرُ: موضع بالشام. و اسْتَحَمَّ إِذا اغتسل بالماء الحَمیم، و أَحَمَّ نفسَه إِذا غسلها بالماء الحار. و الاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأَصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأی ماء كان. و‌فی الحدیث: لا یبولَنَّ أَحدُكم فی مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذی یغتسل فیه بالحَمیم، نهی عن ذلك إِذا لم یكن له مَسْلَكٌ یذهب منه البول أَو كان المكان صُلْباً، فیوهم المغتسل أَنه أَصابه منه شی‌ء فیحصل منه الوَسْواسُ؛ و منه‌حدیث ابن مُغَغَّلٍ: أَنه كان یكره البولَ فی المُسْتَحَمِّ.و‌فی الحدیث: أَن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبی، صلی الله علیه و سلم، یَسْتَحِمُّ من فضلها‌أَی یغتسل؛ و قول الحَذْلَمِیّ یصف الإِبل: فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، و بعد ما اسْتَحَمَّ فی حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إِتعابها إِیاه فذلك اسْتحمامه.
لسان العرب، ج‌12، ص: 155
و حَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه و أَوقده. و الحَمِیمُ: المطر الذی یأْتی فی الصیف حین تَسْخُن الأَرض؛ قال الهُذَلیُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أَتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمیة الحَمِیمِ و قال ابن سیدة: الحَمِیم المطر الذی یأْتی بعد أَن یشتد الحر لأَنه حارّ. و الحَمِیمُ: القَیْظ. و الحمیم: العَرَقُ. و اسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، و كذلك الدابة؛ قال الأَعشی: یَصِیدُ النَّحُوصَ و مِسْحَلَها و جَحْشَیْهما، قبل أَن یَسْتَحِم قال الشاعر یصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِیُّ غِرْبانٍ أَراح و أَمطرا و أَنشد ابن بری لأَبی ذؤیب: تأْبَی بدِرَّتها، إِذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إِلا الحَمِیم فإِنه یَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إِذا خرج: طاب حَمِیمُك، فقد یُعْنی به الاستحْمامُ، و هو مذهب أَبی عبید، و قد یُعْنَی به العَرَقُ أَی طاب عرقك، و إِذا دُعِیَ له بطیب عَرَقِه فقد دُعِی له بالصحة لأَن الصحیح یطیب عرقُه. الأَزهری: یقال طاب حَمِیمُك و حِمَّتُكَ للذی یخرج من الحَمَّام أَی طاب عَرَقُك. و الحُمَّی و الحُمَّةُ: علة یسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِیم، و أَما حُمَّی الإِبلِ فبالأَلف خاصة؛ و حُمَّ الرجلُ: أَصابه ذلك، و أَحَمَّهُ الله و هو مَحْمُومٌ، و هو من الشواذ، و قال ابن درید: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سیدة: و لست منها علی ثِقَةٍ، و هی أَحد الحروف التی جاء فیها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، و كأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فیه الحُمَّی كما أَن فُتِنَ جُعِلَتْ فیه الفِتْنةُ، و قال اللحیانی: حُمِمْتُ حَمّاً، و الاسم الحُمَّی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن الحُمَّی مصدر كالبُشْرَی و الرُّجْعَی. و المَحَمَّةُ: أَرض ذات حُمَّی. و أَرض مَحَمَّةٌ: كثیرة الحُمَّی، و قیل: ذات حُمَّی. و‌فی حدیث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أَی ذات حُمَّی، كالمأْسَدَةِ و المَذْأَبَةِ لموضع الأُسود و الذِّئاب.قال ابن سیدة: و حكی الفارسی مُحِمَّةً، و اللغویون لا یعرفون ذلك، غیر أَنهم قالوا: كان من القیاس أَن یقال، و قد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أَی یُحَمُّ علیه الآكلُ، و قیل: كل طعام حُمَّ علیه مَحَمَّةٌ، یقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إِذا كان یُحَمُّ علیه الذی یأْكله، و القیاس أَحَمَّتِ الأَرضُ إِذا صارت ذات حُمَّی كثیرة. و الحُمامُ، بالضم: حُمَّی الإِبل و الدواب، جاء علی عامة ما یجی‌ء علیه الأَدواءُ. یقال: حُمَّ البعیرُ حُماماً، و حُمَّ الرجل حُمَّی شدیدة. الأَزهری عن ابن شمیل: الإِبل إِذا أَكلت النَّدی أَخذها الحُمامُ و القُماحُ، فأَما الحُمامُ فیأْخذها فی جلدها حَرٌّ حتی یُطْلَی جسدُها بالطین، فتدع الرَّتْعَةَ و یَذهَبُ طِرْقها، یكون بها الشهرَ ثم یذهب، و أَما القُماحُ فقد تقدم فی بابه. و یقال: أَخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، و هو المُومُ یأْخذ الناس. و الحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إِهالته من الأَلْیَةِ و الشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: یُهَمُّ فیه القومُ هَمَّ الحَمِّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 156
و قیل: الحَمُّ ما یَبقی من الإِهالة أَی الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أَصواتُها، فی المَعْزاء، صوتُ نَشِیشِ الحَمِّ عند القَلَّاء الأَصمعی: ما أُذیب من الأَلْیَةِ فهو حَمٌّ إِذا لم یبق فیه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: و ما أُذیب من الشحم فهو الصُّهارة و الجَمِیلُ؛ قال الأَزهری: و الصحیح ما قال الأَصمعی، قال: و سمعت العرب تقول لما أُذیب من سنام البعیر حَمّ، و كانوا یسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهری: الحَمُّ ما بقی من الأَلیة بعد الذَّوْب. و حَمَمْتُ الأَلیةَ: أَذبتها. و حَمَّ الشحمةَ یَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و جارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَیْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَی بحَمّ ضُروعُها یقول: تُطْلَی بَحمّ لئلا یرضعها الراعی من بخله. و یقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أَی خذه بأَول ما یسقط به من الكلام. و الحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، و الجمعُ الحُمُّ، و هو الأَسود من كل شی‌ء، و الاسم الحُمَّةُ. یقال: به حُمَّةٌ شدیدة؛ و أَنشد: و قاتمٍ أَحْمَرَ فیه حُمَّةٌ و قال الأَعشی: فأما إِذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدیَ البَیْضِ، حُمُّ و قال النابغة: أَحْوَی أَحَمّ المُقْلَتَیْن مُقَلَّد و رجل أَحَمُّ بیِّن الحَمَم، و أَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، و كُمَیْتٌ أَحَمُّ بیِّن الحُمَّة. قال الأَصمعی: و فی الكُمْتة لونان: یكون الفرس كُمَیْتاً مْدَمّیً، و یكون كُمَیْتاً أَحَمَّ، و أَشدُّ الخیل جُلوداً و حوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سیدة: و الحمَّةُ لون بین الدُّهْمَة و الكُمْتة، یقال: فرس أَحَمُّ بَیِّنُ الحُمَّة، و الأَحَمُّ الأَسْود من كل شی‌ء. و‌فی حدیث قُسّ: الوافد فی اللیل الأَحَمِّ‌أَی الأَسود، و قیل: الأَحَمّ الأَبیض؛ عن الهَجَریّ؛ و أَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجی و قد حَمِمْتُ حَمَماً و احمَوْمَیْتُ و تَحَمَّمْتُ و تَحَمْحَمْتُ؛ قال أَبو كبیر الهُذَلی: أ حَلا و شِدْقاه و خُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم «2». و قال حسان بن ثابت: و قد أَلَّ من أَعضادِه و دَنا له، من الأَرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما و الاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أَن یدی فی غُمَّهْ، فی قَعْرِ نِحْیٍ أَسْتَثِیرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أَو ثُمَهْ عَنَی بالحُمَّة ما رسَب فی أَسفل النِّحیِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن و نحوه، و یروی خُمَّه، و سیأتی ذكرها. و الحَمَّاءُ، علی وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهری: الحَمَّاء سافِلَةُ الإِنسان، و الجمع حُمٌّ.
(2). قوله [كحناء ظهر] كذا بالأَصل، و الذی فی المحكم: كجآء
لسان العرب، ج‌12، ص: 157
و الحِمْحِمُ و الحُماحِمُ جمیعاً: الأَسْود. الجوهری: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشدیدُ السوادِ. و شاةٌ حِمْحِم، بغیر هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَیْساً فی الإِناء الأَعْظَمِ الهَیْسُ، بالسین غیر المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَیْد. و الحُمَمُ: الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ. و الحُمَمُ: الرَّماد و الفَحْم و كلُّ ما احترق من النار. الأَزهری: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، و بها سمی الرجل حُمَمة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِن رجلًا أَوصی بَنیه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِقُونی بالنار، حتی إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقونی، ثم ذَرُّونی فی الریح لعلی أَضِلُّ اللهَ؛ و قال طَرَفَةُ: أَ شَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ و حَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً. و یقال أَیضاً: حَمَّ الماءُ أَی صار حارّاً. و حَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، و هو الفحمُ. و‌فی حدیث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بیهودی مُحَمَّم مَجْلود‌أَی مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ. و‌فی حدیث لقمان بن عاد: خُذی مِنِّی أَخی ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه. و جاریة حُمَمَةٌ: سوداء. و الیَحْموم من كل شی‌ء، یفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سیبویه: و غیر سُفْعٍ مُثَّلٍ یَحامِم باختلاسِ حركةِ المیم الأُولی، حذف الیاء للضرورة كما قال: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا و أَظهر التضعیف للضرورة أَیضاً كما قال: مهْلًا أَ عاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقی أَنی أَجودُ لأَقْوامٍ، و إِنْ ضَنِنوا و الیَحْمومُ: دخان أَسود شدید السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّانی: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ یَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهیمِ قال ابن سیدة: الیَحْمومُ الدخانُ. و قوله تعالی: وَ ظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ، عَنی به الدخان الأَسود، و قیل أَی من نار یُعَذَّبون بها، و دلیل هذا القول قوله عز و جل: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النّٰارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف فی هذا الموضع بشدة السواد، و قیل: الیَحْمومُ سُرادِق أَهل النار، قال اللیث: و الیَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهری: الیَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمی یَحموماً لشدة سواده؛ و قد ذكره الأَعشی فقال: و یأْمُرُ للْیَحْمومِ كلَّ عَشِیَّةٍ بِقَتٍّ و تَعْلیقٍ، فقد كاد یَسْنَقُ و هو یَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ و قال لبید: و الحارِثانِ كلاهما و مُحَرِّقٌ، و التُّبَّعانِ و فارِسُ الیَحْمومِ و الیَحْمومُ: الأَسْود من كل شی‌ء. قال ابن سیدة: و تسمیته بالَیحْمومِ تحتمل وجهین: إِما أَن یكون من الحَمیمِ الذی هو العَرَق، و إِما أَن یكون من
لسان العرب، ج‌12، ص: 158
السَّواد كما سمیت فرس أُخری حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبیها: فرس أَبی حُمَمةُ و ما حُمَمةُ. و الحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، و شفة حَمَّاء، و كذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ. و نبت یَحْمومٌ: أَخضرُ رَیَّانُ أَسودُ. و حَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلی السواد. و حَمَّمَ الفرخُ: طلَع ریشُه، و قیل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بری: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو یَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكیكِ الناهِضِ المُحمِّمِ و حَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سیدة: و حَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعد ما حُلِق؛ و‌فی حدیث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج و اعتمر، أَی اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، و المعنی أَنه كان لا یؤخر العمرة إِلی المُحَرَّمِ، و إِنما كان یخرج إِلی المیقات و یعتمر فی ذی الحِجَّة؛ و منه‌حدیث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء‌أَی سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، و إِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، و یروی بالجیم أَی جُعل جُمَّةً. و حَمَّمَ الغلامُ: بدت لحیته. و حَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشی‌ء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذی وَهَبْتَ زَیداً، بعد ما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زیداً بعد ما كان هَمّ بتطلیق أُمِّه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و حَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، و أَصحابُ الحِفاظِ قلیل و‌روی شمر عن ابن عُیَیْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربیّاً، و كان یقول فی خُطبته: إِن أَقلَّ الناس فی الدنیا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً‌أَی مالًا و متاعاً، و هو من التَّحْمیمِ المُتْعَةِ؛ و قال الأَزهری: قال سفیان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَی مُتْعةً، و منه تَحْمِیم المطلَّقة. و قوله‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف، رضی الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِیاها‌أَی مَتَّعها بها بعد الطلاق، و كانت العرب تسمِّی المُتْعةَ التَّحْمیمَ، و عَدَّاه إِلی مفعولین لأَنه فی معنی أَعطاها إِیاها، و یجوز أَن یكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف و أَوصَل. و ثِیابُ التَّحِمَّة: ما یُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ و منه قوله: فإِنْ تَلْبَسی عَنّی ثیابَ تَحِمَّةٍ، فلن یُفْلِحَ الواشی بك المُتَنَصِّحُ الأَزهری: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ و حمامة أُنثی، و الجمع الحَمام. ابن سیدة: الحَمام من الطیر البَرّیُّ الذی لا یأْلَف البیوت، قال: و هذه التی تكون فی البیوت هی الیَمام. قال الأَصمعی: الیَمام ضرب من الحمام برِّیّ، قال: و أَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْریّ و الفاخِتة و أَشباهِها، واحِدته حَمامة، و هی تقع علی المذكر و المؤنث كالحَیّة و النَّعامة و نحوها، و الجمع حَمائم، و لا یقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَیْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلی أَنه عَنی قطیعین أَو سِرْبین كما قالوا جِمالان؛ و أَما قول العَجَّاج: و رَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، و القاطِناتِ البیت غیرِ الرُّیَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمی
لسان العرب، ج‌12، ص: 159
فإِنما أَراد الحَمام، فحذف المیم و قلب الأَلف یاء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا یجوز أَن یقال فی الحِمار الحِمی، ترید الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقیت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعیف فأَبدل من المیم یاء، كما تقول فی تظنَّنْت تظنَّیْت، و ذلك لثقل التضعیف، و المیم أَیضاً تزید فی الثقل علی حروف كثیرة. و‌روی الأَزهری عن الشافعی: كلُّ ما عَبَّ و هَدَر فهو حَمام، یدخل فیها القَمارِیُّ و الدَّباسِیُّ و الفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غیر مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشیة؛ قال الأَزهری: جعل الشافعی اسم الحَمام واقعاً علی ما عَبَّ و هَدَر لا علی ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فیه الوُرْق الأَهلیة و المُطَوَّقة الوحشیة، و معنی عبّ أَی شرب نَفَساً نَفَساً حتی یَرْوَی، و لم یَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطیر. و الهَدیر: صوت الحمام كله، و جمعُ الحَمامة حَمام و حَمامات و حَمائم، و ربما قالوا حَمام للواحد؛ و أَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، علی شرَك الطریقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِیشَ غادِیةٍ و غادٍ حَمامَیْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا و قال جِرانُ العَوْد: و ذَكَّرَنی الصِّبا، بعد التَّنائی، حَمامةُ أَیْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهری: و الحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت و القَمارِیّ و ساقِ حُرٍّ و القَطا و الوَراشِین و أَشباه ذلك، یقع علی الذكر و الأُنثی، لأَن الهاء إِنما دخلته علی أَنه واحد من جنس لا للتأْنیث، و عند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَیْد بن ثوْرٍ الهلالی: و ما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلَّا حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً و تَرَنُّما و الحَمامة هاهنا: قُمْرِیَّةٌ؛ و قال الأَصمعی فی قول النابغة: و احْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحیّ، إِذ نَظَرتْ إِلی حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ «3» هذه زَرْقاء الیمامة نظرت إِلی قَطاً؛ أَ لا تری إِلی قولها: لَیت الحَمامَ لِیَهْ إِلی حمامَتِیَهْ، و نِصْفَه قَدِیَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِیَهْ قال: و الدَّواجن التی تُسْتَفْرَخ فی البیوت حَمام أَیضاً، و أَما الیَمام فهو الحَمامُ الوحشیّ، و هو ضَرْب من طیر الصحراء، هذا قول الأَصمعی، و كان الكسائی یقول: الحَمام هو البرّیّ، و الیمام هو الذی یأْلف البیوت؛ قال ابن الأَثیر: و‌فی حدیث مرفوع: أَنه كان یُعْجبه النظر إِلی الأُتْرُجِّ و الحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسی: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: و هذا التفسیر لم أَرَهُ لغیره. و حُمَة العقرب، مخففة المیم: سَمُّها، و الهاء عوض؛ قال الجوهری: و سنذكره فی المعتل. ابن الأَعرابی: یقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة و الحُمَةُ، و غیره لا یجیز التشدید، یجعل أَصله حُمْوَةً.
(3). و فی روایة أَخری: … سِراعٍ …
لسان العرب، ج‌12، ص: 160
و الحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال: إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَیْهاء، لا یَقْضی كَراها رقیبها و الحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التی كُنَّا نَقُولُ لها: یا ظَبْیَةً عُطُلًا حُسّانَةَ الجیدِ تُدْنی الحمامةَ منها، و هی لاهِیةٌ، من یانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقیدِ و من ذهب بالحَمامةِ هنا إِلی معنی الطائر فهو وجْهٌ؛ و أَنشد الأَزهری للمُؤَرِّج: كأَنَّ عینیه حَمامتانِ أَی مِرآتانِ. و حَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: و رَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ علی كلِّ إِجْرِیَّائِها، و هو آبِرُ و الحَمامة: خِیار المال. و الحَمامة: سَعْدانة البعیر. و الحَمامة: ساحة القصر النَّقِیَّةُ. و الحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو. و الحَمامة: المرأَة الجمیلة. و الحمامة: حَلْقة الباب. و الحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ. و الحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَمیمة، و قیل: الحَمیمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سیدة: و هو قول كراع. یقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَی كرائمها. و إِبل حامَّةٌ إِذا كانت خیاراً. و حَمَّةُ و حُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَ أَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شمیل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرض، تقودُ فی الأَرض اللیلةَ و اللیلتین و الثلاثَ، و الأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً و سُهولة، و الحجارة تكون مُتدانِیة و متفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع و رؤوس الرجال، و جمعها الحِمامُ، و حجارتها مُتَقَلِّعٌ و لازقٌ بالأَرض، و تنبت نبتاً كذلك لیس بالقلیل و لا بالكثیر. و حَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة یهجو طَریفَ بن عمرو: إِنی، و إِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بنی الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَیِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزیت، و حَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلی التَّهَوُّدِ. و الحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهری: الحُمام السید الشریف، قال: أُراه فی الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر: أَنا ابنُ الأَكرَمینَ أَخو المَعالی، حُمام عَشیرتی و قِوامُ قَیْسِ قال اللحیانی: قال العامری قلت لبعضهم أَ بَقِیَ عندكم شی‌ءٌ؟ فقال: هَمْهامِ و حَمْحامِ و مَحْماحِ و بَحْباح أَی لم یبق شی‌ء. و حِمَّانُ: حَیٌّ من تمیم أَحد حَیَّیْ بنی سعد بن زید مَناةَ؛ قال الجوهری: و حَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل «1». و حَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك الیمن؛ حكاه ابن الأَعرابی، قال: و أَظنه أَسود یذهب إِلی اشتقاقه من الحُمَّة التی هی السواد، و لیس بشی‌ء. و قالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، و جاراه: مالك بن جعفر
(1). قوله [و حمان بالفتح اسم رجل] قال فی التكملة:؛ المشهور فیه كسر الحاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 161
ابن كلاب، و معاویة بن قُشَیْر. و الحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِیر «1». و قد حَمْحَمَ، و قیل: الحَمْحَمة و التَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حین یُقَصِّر فی الصَّهیل و یستعین بنفَسه؛ و قال اللیث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالی، و صَوتُ الفرس دونَ الصَّهیل، یقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً و حَمْحَمَ حَمْحَمَةً؛ قال الأَزهری: كأَنه حكایة صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَی صاحبه الذی كان أَلِفه فاستأْنس إِلیه. و‌فی الحدیث: لا یجی‌ء أَحدُكم یوم القیامة بفرس له حَمْحَمةٌ.الأَزهری: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ و أَراد السِّفادَ. و الحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنیفة: الحِمْحِم و الخِمْخِم واحد. الأَصمعی: الحِمْحِم الأَسْود، و قد یقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الدیارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بری: و حُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، و النَّسبُ إِلیه حُماحِمِیٌّ. و الحَماحِم: رَیْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ. و قال مرة: الحَماحِم بأَطراف الیمن كثیرة و لیست ببَرّیة و تَعْظُم عندهم. و قال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثیرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ یكون أَقل من الذراع. و الحُمْحُمُ و الحِمْحِم جمیعاً: طائر. قال اللحیانی: و زعم الكسائی أَنه سمع أَعرابیّاً من بنی عامر یقول: إِذا قیل لنا أَ بَقِیَ عندكم شی‌ء؟ قلنا: حَمْحامِ. و الیَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلی جانب الحَشَّاك جیفَتُهُ، و رأْسُه دونَهُ الیَحْمُوم و الصُّوَرُ و حَمُومةُ: اسم جبل بالبادیة. و الیَحامیمُ: الجبال السود.

حنم؛ ج12، ص: 161

: الأَزهری: روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الحَنَمة البومة؛ قال أَبو منصور: و لم أَسمع هذا الحرف لغیره، و هو ثِقة.

حنتم؛ ج12، ص: 161

: الحَنْتَم: جِرارٌ خُضْرٌ تَضرب إِلی الحمرة؛ قال طُفَیْلٌ یصف سحاباً: لَه هَیْدبٌ دانٍ كأَن فُروجَه، فُوَیْقَ الحَصی و الأَرْضِ، أَرفاضُ حَنْتَمِ قال ابن بری: و منه قول عَمرو بن شَأْس: رَجَعْتُ إِلی صَدْرٍ كجَرَّةِ حَنْتَمٍ، إِذا قُرِعَتْ صِفْراً من الماء صَلَّتِ و قال النعمان بن عَدِیٍّ: مَنْ مُبْلِغُ الحَسْناء أَنَّ حَلیلَها، بمَیْسانَ، یُسْقی من رُخامٍ و حَنْتَمِ؟ و الحَنْتَمُ: سحاب، و قیل: سحاب سود. و الحَناتم: سَحائب سود لأَن السواد عندهم خضرة؛ قال أَبو ذؤیب: سَقی أُمَّ عمروٍ، كلَّ آخرِ لیلةٍ، حناتمُ سُحْمٌ ماؤُهنَّ ثَجیجُ و الواحدة حَنتمةٌ، و أَصل الحَنْتَمِ الخضرة، و الخضرة قریبة من السواد. و حَنتَمٌ: اسم أَرض؛ قال الراعی: كأَنكَ بالصحْراءِ من فَوقِ حَنْتَم تُناغِیكَ، من تحت الخُدُورِ، الجَآذر و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن الدُّبَّاءِ و الحَنْتَم؛ قال أَبو عبید: هی جِرارٌ حُمْرٌ
(1). قوله [عند الشعیر] أَی عند طلبه، أَفاده شارح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 162
كانت تُحْمَلُ إِلی المدینة فیها الخمرُ؛ قال الأَزهری: و قیل للسحاب حَنْتَم و حَناتم لامتلائها من الماء، شُبِّهَتْ بحَناتم الجِرار المملوءة، و فی النهایة: الحَنْتَمُ جرار مدهونة خضر كانت تُحْمَلُ الخمرُ فیها إِلی المدینة، ثم اتُّسِعَ فیها فقیل للخَزَف كلِّه حَنْتم، واحدتها حَنْتَمةٌ، و إِنما نهی عن الانتباذ فیها لأَنها تُسْرِعُ الشدةُ فیها لأَجل دهنها، و قیل: لأَنها كانت تُعْمل من طین یعجن بالدم و الشعر، فنهی عنها لیُمْتنَع من عملها، و الأَول الوجه. و‌فی حدیث ابن العاص: أَن ابن حَنْتَمَةَ بعَجَتْ له الدنیا مِعاها؛ حَنْتَمَةُ: أُم عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، و هی بنت هاشم بن المغیرة.

حندم؛ ج12، ص: 162

: الحَنْدَمُ: شجر حُمْرُ العُروق؛ قال یصف إِبلًا: حُمْراً و رُمْكاً كعُروقِ الحَنْدَمِ واحدته حَنْدَمَة. و حَنْدَمٌ: اسم. و الحِنْدِمانُ: قبیلة، مَثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی.

حنذم؛ ج12، ص: 162

: الجوهری: الحِنْذِمانُ الجماعة، و یقال الطائفةُ؛ قال الشاعر: و إِنا لزَوَّارُونَ بالمِقْنَبِ العِدی، إِذا حِنْذِمانُ اللُّؤْمِ طابَتْ وِطابُها

حوم؛ ج12، ص: 162

: الحَوْمُ: القَطیع الضخمُ من الإِبل أَكثرُه إِلی الأَلف؛ قال رؤبة: و نَعَماً حَوْماً بها مُؤَبَّلا و قیل: هی الإِبل الكثیرة من غیر أَن یُحَدَّ عددُها. و حَوْمةُ كل شی‌ء: معظمه كالبحر و الحوض و الرمل. و الحَوْمةُ: أَكثر موضع فی البحر ماءً و أَغْمَرُه، و كذلك فی الحوض. و حَوْمَةُ القتال: معظمه و أَشدُّ موضعٍ فیه، و كذلك من الرمل و الماء و غیره؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: حتی إِذا كَرَعْنَ فی الحَوْمِ المَهَقْ و حَوْمةُ الماء: غَمْرَتُهُ؛ عن اللحیانی. و الحَوَمانُ: دَومانُ الطائر یُدَوِّم و یَحُومُ حول الماء. و‌فی حدیث ابن عمر: ما وَلیَ أَحدٌ إِلَّا حامَ علی قرابته‌أَی عطف كفعل الحائم علی الماء، و یروی حامی. و حامَ الطائرُ علی الشی‌ء حَوْماً و حَوَماناً: دَوَّمَ. و الطائرُ یَحُومُ حول الماء و یَلُوبُ إِذا كان یدور حوله من العطش. الجوهری: حامَ الطائر و غیره حول الشی‌ء یَحُومُ حَوْماً و حَوَماناً أَی دار. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم ارْحَمْ بهائمَنا الحائمةَ؛ هی التی تحوم حول الماء أَی تطوف فلا تجد ماءً تَرِدُهُ، و حامَتِ الإِبلُ حول الماء حَوْماً كذلك. و كلُّ من رامَ أَمْراً فقد حامَ علیه حَوْماً و حِیاماً و حُؤُوماً و حَوَماناً. و الحَومُ: اسم للجمع، و قیل: جمع. و كلُّ عطشان حائمٌ. و إِبل حَوائم و حُوَّمٌ: عطاش جِدّاً؛ الأَصمعی: الحوَّمُ من الإِبل العِطاش التی تَحومُ حول الماء؛ و قال الأَصمعی فی قول عَلْقَمة بن عَبدَةَ: كأْسٌ عزیز من الأَعْناب عَتَّقَها، لبَعْضِ أَربابها، حانِیَّةٌ حُومُ قال: الحُومُ الكثیرة، و قال خالد بن كلثوم الحُومُ التی تَحُومُ فی الرأْس أَی تدور، و المُعَتَّقة: التی طال مُكْثُها. و هامَةٌ حائِمةٌ: عَطْشی، و فی التهذیب: قد عَطِشَ دِماغُها.
لسان العرب، ج‌12، ص: 163
و الحَوْمانةُ: مكان غلیظٌ منْقادٌ، و جمعه حَوْمان و حَوامِینُ. و قال أَبو حنیفة: الحَومْانُ من السهل ما أَنبت العَرْفَجَ، و قرئ بخط شَمرٍ لأَبی خَیْرَةَ قال: الحَوْمانُ واحدتها حَوْمانةٌ شقائق بین الجبال، و هی أَطیب الحُزُونة، و لكنها جَلَدٌ لیس فیها إِكام و لا أَبارقُ. و قال أَبو عمرو: ما كان فوق الرمل و دونه حین تَصْعَدُه أَو تَهْبِطُهُ. و‌فی حدیث وَفْد مَذْحِج: كأَنها أَخاشِبُ بالحَوْمان‌أَی الأَرض الغلیظة المنقادة. و الحَوْمانُ: نبات بالبادیة، واحدته حَوْمانةٌ؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع الحَوْمان فی أَسماء النبات لغیر اللیث؛ قال: و أَظنه وَهَماً. و حَامٌ: أَحدُ أَولاد نبیّ الله نوح، علیه السلام، و هو أَبو السُّودان؛ یقال: غلام حامِیٌّ و عَبْدٌ حامِیٌّ. و الحَوْمانُ: موضع؛ قال لبید یصف ثَوْرَ وَحْشٍ: و أَضحی یَقْتَرِی الحَوْمانَ فَرْداً كنَصْلِ السَّیف حُودِثَ بالصِّقالِ الأَزهری: وردتُ رَكِیَّة فی جَوٍّ واسع یلی طَرَفاً من أَطراف الدَّوّ یقال لها رَكِیَّة الحَوْمانة، قال: و لا أَدری الحَوْمان فَوْعال مِن حَمَنَ، أَو فَعْلان من حام.

فصل الخاء المعجمة؛ ج12، ص: 163

ختم؛ ج12، ص: 163

: خَتَمَه یَخْتِمُه خَتْماً و خِتاماً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: طَبَعَه، فهو مَختوم و مُخَتَّمٌ، شُدِّد للمبالغة، و الخاتِمُ الفاعِلُ، و الخَتْم علی القَلْب: أَن لا یَفهَم شیئاً و لا یَخرُج منه شی‌ء كأَنه طبع. و فی التنزیل العزیز: خَتَمَ اللّٰهُ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ؛ هو كقوله: طَبَعَ اللّٰهُ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ*، فلا تَعْقِلُ و لا تَعِی شیئاً؛ قال أَبو إِسحاق: معنی خَتَمَ و طَبَعَ فی اللغة واحدٌ، و هو التغطیة علی الشی‌ء و الاستِیثاقُ من أَن لا یَدخله شی‌ء كما قال جلّ و علا: أَمْ عَلیٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا؛ و فیه: كَلّٰا بَلْ رٰانَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ؛ معناه غَلَبَ و غَطَّی علی قلوبهم مٰا كٰانُوا یَكْسِبُونَ، و قوله عز و جلّ: فَإِنْ یَشَإِ اللّٰهُ یَخْتِمْ عَلیٰ قَلْبِكَ؛قال قتادة: المعنی إِن یشإِ الله یُنْسِكَ ما آتاكَ، و‌قال الزجاج: معناه إِن یشإِ الله یَرْبِطْ علی قلبك بالصبر علی أَذاهم‌و علی قولهم افْتَریٰ عَلَی اللّٰهِ كَذِباً. و الخاتَمُ: ما یُوضَع علی الطیِّنة، و هو اسم مثل العالَمِ. و الخِتامُ: الطِّینُ الذی یُخْتَم به علی الكتاب؛ و قول الأَعشی: و صَهْباء طاف یَهُودِیُّها، و أَبْرَزَها و علیها خَتَمْ أَی علیها طینة مختومة، مِثلُ نَفَضٍ بمعنی مَنْفُوضٍ و قَبَضٍ بمعنی مَقبوضٍ. و الخَتْمُ: المنع. و الخَتْم أَیضاً: حفْظُ ما فی الكتاب بتَعْلِیم الطِّینَة. و‌فی الحدیث: آمین خاتَمُ رب العالمین علی عباده المؤمنین؛ قیل: معناه طَابَعُه، و علامتُه التی تدفَعُ عنهم الأَعراضَ و العاهات، لأَن خاتَمَ الكتاب یَصُونهُ و یمنَعُ الناظرین عما فی باطنه، و تفتح تاؤه و تُكْسَرُ، لُغَتان. و الخَتَمُ و الخاتِمُ و الخاتَمُ و الخاتامُ و الخَیْتامُ: من الحَلْی كأَنه أَوّل وَهْلة خُتِمَ به، فدخل بذلك فی باب الطابَع ثم كثر استعماله لذلك و إِن أُعِدَّ الخاتَمُ لغیر الطَّبْع؛ و أَنشد ابن بری فی الخَیْتام: یا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرَبِ المُنْشَقّ، أَخَذْتِ خَیْتامی بغیر حقّ و یروی: … خاتامِی …؛ قال: و قال آخر:
لسان العرب، ج‌12، ص: 164
أَ تُوعِدُنا بِخَیْتام الأَمِیر قال: و شاهد الخاتام ما أَنشده الفراء لبعض بنی عقیل: لئِن كان ما حُدِّثْته الیومَ صادقاً، أَصُمْ فی نهارِ القَیْظ للشمس بادیا و أَرْكبْ حِماراً بین سَرْجٍ و فَرْوة، و أُعْرِ من الخاتامِ صُغْرَی شِمالِیَا و الجمع خَواتِم و خَواتِیم. و قال سیبویه: الذین قالوا خَواتِیم إِنما جعلوه تكسیر فاعالٍ، و إِن لم یكن فی كلامهم، و هذا دلیل علی أَن سیبویه لم یعرف خاتاماً، و قد تَخَتَّم به: لَبِسَهُ؛ و‌نَهی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، عن التختُّم بالذهب.و‌فی الحدیث: التَّخَتُّم بالیاقوت یَنْفی الفقر؛ یُرید أَنه إِذا ذهَبَ مالُه باع خاتَمَه فوجدَ فیه غِنیً؛ قال ابن الأَثیر: و الأَشبه، إِن صح الحدیث، أَن یكون لخاصَّة فیه. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن لُبْس الخاتَم إِلَّا لذی سلطان‌أَی إِذا لَبسه لغیر حاجة و كان للزِّینة المَحْضَةِ، فكره له ذلك و رخَّصها للسلطان لحاجته إِلیها فی خَتْم الكُتُب. و‌فی الحدیث: أَنه جاءه رجل علیه خاتَمُ شَبَهٍ فقال: ما لی أَجدُ مِنك رَیحَ الأَصنام؟لأَنها كانت تُتّخذُ من الشَّبَه، و‌قال فی خاتَم الحدید: ما لی أَری علیكَ حِلْیَةَ أَهلِ النار؟لأَنه كان من زِیِّ الكفار الذین هم أَصحاب النار. و یقال: فلان خَتَمَ علیك بابَهُ أَعرَض عنك. و خَتَم فلان لكَ بابَه إِذا آثرك علی غیرك. و خَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه إِلی آخره. ابن سیدة. خَتَم الشی‌ء یَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه، و خَتَمَ الله له بخَیر. و خاتِمُ كل شی‌ء و خاتِمَته: عاقبته و آخِرُه. و اخْتَتَمْتُ الشی‌ء: نَقیض افتَتَحْتُه. و خاتِمَةُ السورة: آخرُها؛ و قوله أَنشده الزجاج: إِن الخلیفَة، إِن الله سَرْبَلَه سِرْبالَ مُلْك، به تُرْجی الخَواتِیمُ إِنما جَمَع خاتِماً علی خواتیم اضطراراً. و خِتامُ كل مَشروب: آخرُه. و فی التنزیل العزیز: خِتٰامُهُ مِسْكٌ، أَی آخرُه لأَن آخر ما یَجدونه رائحة المسك، و‌قال عَلْقَمَةُ: أَی خِلْطُه مِسك، أَ لم ترَ إِلی المرأَة تقول للطِّیب خِلْطُه مِسكٌ خِلْطُه كذا؟و‌قال مجاهد: معناه مِزاجُه مسك، قال: و هو قریب من قول عَلْقَمَة؛ و‌قال ابن مسعود: عاقِبتُه طَعْم المِسك، و‌قال الفراء: قرأَ علیّ، علیه السلام، خاتِمُه مِسك؛ و قال: أَ ما رأَیتَ المرأَةَ تقول للعطَّار اجعل لی خاتِمَه مِسكاً، ترید آخرَه؟ قال الفراء: و الخاتِمُ و الخِتام متقاربان فی المعنی، إِلَّا أَن الخاتِمَ الاسمُ، و الخِتام المصدر؛ قال الفرزدق: فبِتْنَ جَنَابَتَیَّ مُصَرَّعاتٍ، و بِتُّ أَفُضُّ أَغلاقَ الخِتامِ و قال: و مثلُ الخاتِم و الخِتام قولك للرجل: هو كریم الطَّابِع و الطِّباع، قال: و تفسیره أَن أَحدهم إِذا شرب وَجَدَ آخر كأْسِه ریحَ المِسك. و خِتامُ الوادی: أَقصاه. و خِتامُ القَوْم و خاتِمُهُم و خاتَمُهُم: آخرُهم؛ عن اللحیانی؛ و محمد، صلی الله علیه و سلم، خاتِمُ الأَنبیاء، علیه و علیهم الصلاة و السلام. التهذیب: و الخاتِم و الخاتَم من أَسماء النبی، صلی الله علیه و سلم. و فی التنزیل العزیز: مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِیِّینَ؛ أَی آخرهم، قال: و قد قرئ و خاتَمَ؛ و قول العَجَّاج: مُبارَكٍ للأَنبیاء خاتِمِ إِنما حمله علی القراءة المشهورة فكسر، و من أَسمائه
لسان العرب، ج‌12، ص: 165
العاقب أَیضاً و معناه آخر الأَنبیاء. و أَعطانی خَتْمی أَی حَسْبی، قال دُرَیْدُ بن الصِّمّة: و إِنی دَعَوْتُ الله، لما كَفَرْتَنی، دُعاءً فأَعطانی علی ماقِطٍ خَتْمِی و هو من ذلك لأَن حَسْبَ الرجل آخرُ طلبه. و خَتَم زَرْعَهُ یَخْتِمُه خَتْماً و خَتَم علیه: سقاه أَولَ سَقْیَةٍ، و هو الخَتْم، و الخِتام اسم له لأَنه إِذا سقی خُتِم بالرَّجاء، و قد خَتَمُوا علی زُروعِهم أَی سَقَوْها و هی كِرابٌ بَعْدُ؛ قال الطائفی: الخِتام أَن تُثار الأَرض بالبَذْر حتی یَصیر البَذْر تحتَها ثم یَسقونها، یقولون خَتَمُوا علیه؛ قال أَبو منصور: و أَصل الخَتْم التغطیة، و خَتْم البذر تغطیتُه، و لذلك قیل للزَّرَّاع كافر لأَنه یُغطّی البذر بالتراب. و الخَتْم: أَفواه خَلایا النَّحْل. و الخَتْم: أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شیئاً رقیقاً أَرقّ من شَمَع القُرْص فَتَطْلیَه به، و الخاتَمُ أَقلُّ وضَحِ القوائم. و فرس مُخَتَّم: بأَشاعِرِه بَیاضٌ خفیٌّ كاللُّمَع دون التخدیم. و خاتَمُ الفَرَسِ الأُنثی: الحلْقَة الدُّنْیا من ظَبْیَتها «2». ابن الأَعرابی: الخُتُمُ فُصُوص مَفاصِل الخَیل، واحدها خِتام و خَتام. و تَختَّم عن الشی‌ء: تَغافَل و سَكَتَ. و المِخْتَم: الجَوْزَةُ التی تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ فَیُنْقَدَ بها، تُسمّی التِّیر بالفارسیة. و جاء مُتَخَتِّماً أَی مُتَعمِّماً و ما أَحسن تَخَتُّمَهُ؛ عن الزجاجی، و الله أَعلم.

خترم؛ ج12، ص: 165

: خَتْرَمَ: صَمَتَ عن عِیٍّ أَو فَزَع.

خثم؛ ج12، ص: 165

: خَثَّم الشی‌ءَ: عَرَّضه. و الخَثَم، بالتحریك: عِرَضُ الأَنف. و الخَثَمُ: عِرَض رأْس الأُذن و نحوها من غیر أَن تَطَرّف، و أُذن خَثْماء، و قد خَثِم خَثَماً، و هو أَخْثَمُ. و أَنف أَخْثَمُ: عریض الأَرْنَبة، و قیل: الخَثَم غلظ الأَنف كلِّه؛ و الأَخْثم: السیف العریض، من قول العجاج: بالموت من حَدِّ الصّفیح الأَخْثم و الأَخْثَم: الجَهازُ المرتفع الغلیظ؛ قال النابغة: و إِذا لمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً، مُتَحَیِّزاً بمكانه مِلْ‌ءَ الید «3». و رَكَبٌ أَخْثَم إِذا كان منبسطاً غلیظاً. و نَعْل مُخَثَّمة: مُعرَّضة بلا رأْس، و قیل: عَریضة. و الخُثْمة: قِصَر فی أَنف الثور. اللیث: ثَوْر أَخثم و بقرة خَثْماء؛ قال الأَعشی: كأَنی و رَحْلی و القُنانَ و نُمْرُقی، علی ظَهْر طاوٍ أَسْفَعِ الخدِّ أَخْثَما و الخُثْمة: غِلَظ و قِصَر و تَفَرْطُحٌ. و ناقة خَثماء، و خَثَمُها: استدارة خُفها و انبساطُه و قِصَر مَناسِمِه، و به یُشبَّه الرَّكَبُ لاكتنازه، قال: و مثله الأَخَثّ. ثعلب: فَرْج أَخْثَم منتفخ حُزُقَّةٌ قصیر السَّمْك خَنّاقٌ ضیق. ابن الأَعرابی: هو الأَبرد للنَّمر، و یقال لأُنثاه الخَیْثَمَة. و خَیْثَم و خَیْثَمَة و خُثامة و أَخْثَم و خُثَیْمٌ، كلها: أَسماء. و قد خَثِم المِعْوَلُ: صار مُفَرْطَحاً؛ و قال الجعدی: رَدّتْ مَعاوِلَه خُثْماً مُفَلّلة، و صادَفَتْ أَخضرَ الجالَیْنِ صَلَّالا
(2). قوله [الحلقة الدنیا من ظبیتها] هكذا هو بالأصل، و هو نص المحكم، و فی نسخة القاموس تحریف له فلیتنبه له (3). فی دیوان النابغة: … أجثم … بدل … أخثم …
لسان العرب، ج‌12، ص: 166‌

خثرم؛ ج12، ص: 166

: الخُثارم، بالضم: الرجل المتطیر؛ قال خُثَیْمُ بن عَدِیّ: و لست بَهیّاب، إِذا شدَّ رَحلَه، یقول: عَدانی الیومَ واقٍ و حاتِمُ و لكنه یَمضی علی ذاك مُقْدِماً، إِذا صَدَّ عن تلك الهَناة الخُثارِمُ قال ابن بری: قال ابن السیرافی هو للرَّقّاص الكلبی، قال: و هو الصحیح؛ و صوابه: و لیس بِهیّاب إِذا شدَّ رَحلَه بدلیل قوله بعده: و لكنه یمضی علی ذاك مُقْدِماً قال: و الضمیر فی و لیس یعود علی رجل خاطبه فی بیت قبله فی فصل حتم، و هو: وجدتُ أَباكَ الخیر بَحْراً بنَجدة، بناها له مَجْداً أَشَمُّ قُماقِمُ و رجل خُثارِم و حُثارم: غلیظ الشفة. و الخِثْرِمة، بالخاء و الحاء: الدائرة تحت الأَنف. و الخِثْرمة: طَرَف الأَرنبة إِذا غلظت؛ رواه أَبو حاتم بالخاء، و روی عن أَبی عبید، بالحاء، حِثْرِمة؛ قال: و هی لغتان الدائرة التی عند الأَنف وسْط الشفة العلیا. و عَمرو بن الخُثارِم البَجَلیُّ.

خثعم؛ ج12، ص: 166

: خَثْعَم: اسمُ جبل، فمن نزله فهم خَثْعَمِیُّونَ. و خَثْعَمٌ: اسم قبیلة أَیضاً، و هو خَثْعَمُ بن أَنمار من الیمن، و یقال: هم من مَعَدٍّ صاروا بالیمن، و قیل: خَثْعَمٌ اسم جمل، سُمی به خَثْعَمٌ. و الخَثْعَمة: تلطّخ الجسد بالدم، و قیل: به سمیت هذه القبیلة لأَنهم نحروا بعیراً فتلطخوا بدمه و تَحالفوا. و الخَثْعَمَةُ: أَن یُدخِل الرجلان إِذا تعاقدا كلُّ واحد منهما إِصبعاً فی مَنْخِر الجَزُور المَنحور، یَتعاقدان علی هذه الحالة، قال قطرب: الخَثْعمة التلطّخ بالدم؛ یقال: خَثعموه فتركوه أَی رَمَّلوه بدمه. و تَخَثْعم القومُ بالدم: تلطّخوا به، و قیل: الخثْعمة أَن یجتمع الناس فیَذبَحوا و یأْكلوا ثم یَجمَعوا الدم ثم یَخلطوا فیه الزعفَران و الطِّیبَ، ثم یَغمِسوا أَیدیهم و یتعاقدوا أَن لا یَتخاذلوا.

خثلم؛ ج12، ص: 166

: خَثْلَم الشی‌ءَ: أَخذه فی خُفْیة. و خَثْلَمٌ:؛ اسم. و الخَثْلَمَةُ: الاختلاط.

خجم؛ ج12، ص: 166

: الخِجامُ: المرأَة الواسِعةُ الهَنِ، و هو سَبٌّ عند العرب، یقولون: یا ابن الخِجام و أَنشد ابن السكیت فی باب صفة النساء من الجماع: بذاك أَشفی النَّیْزَجَ الخِجاما و یقال لها الخُجارِمُ أَیضاً. الأَزهری: النَّیْزَجُ جَهاز المرأَة إِذا نَزا بَظْرُه.

خدم؛ ج12، ص: 166

: الخَدَم: الخُدَّمُ. و الخادِمُ: واحدُ الخَدَمِ، غلاماً كان أَو جاریة؛ قال الشاعر یمدح قوماً: مُخَدَّمون ثِقالٌ فی مَجالسهم، و فی الرِّجال، إِذا رافقتَهم، خَدَمُ و تَخَدَّمْتُ خادِماً أَی اتخذت. و لا بد لمن لم یكن له خادمٌ أَن یَخْتَدِم أَی یَخْدُم نفسه. و‌فی حدیث فاطمة و علیّ، علیهما السلام: اسأَلی أَباكِ خادِماً تَقِیكِ حَرَّ ما أَنتِ فیه؛ الخادِمُ: واحد الخَدَم، و یقع علی الذكر و الأُنثی لإِجرائه مُجری الأَسماء غیر المأْخوذة من الأَفعال كحائض و عاتِق. و‌فی حدیث عبد الرحمن: أَنه طلق امرأَته فَمَتَّعها بخادم سَوداء‌أَی جاریة. و هذه خادِمُنا، بغیر هاء، لوجوبه،
لسان العرب، ج‌12، ص: 167
و هذه خادِمتُنا غداً. ابن سیدة: خَدَمَه یَخْدُمه و یَخدِمه؛ الكسر عن اللحیانی، خَدْمةً، عنه، و خِدْمة، مَهَنَهُ، و قیل: الفتح المصدر، و الكسر الاسم، و الذكر خادم، و الجمع خُدَّام. و الخَدَمُ: اسم للجمع كالعَزَبِ و الرَّوَح، و الأُنثی خادِم و خادِمة، عَرَبیَّتان فصیحتان، و خدَم نفسهَ یَخْدُمُها و یَخْدِمُها كذلك. و حكی اللحیانی: لا بدَّ لمن لم یكن له خادم أَن یَختَدِم أَی یخدُم نَفْسَه. و استخدَمَه فأَخدَمَه: استوهَبَه خادِماً فَوَهَبَه له. و یقال: اخْتَدَمْتُ فلاناً و اسْتَخْدَمْتُه أَی سأَلتُهُ أَن یَخْدُمنی. و قومٌ مُخَدَّمُون أَی مَخْدُومُون، یراد به كثرةُ الخَدَم و الحَشَم. و أَخدمتُ فلاناً: أَعطیتُه خادماً یَخدُمُه، یقع الخادِمُ علی الأَمة و العبد. و رجل مَخْدُوم: له تابعة من الجنّ. و الخَدَمة: السیر الغلیظ المحكمُ مثل الحَلْقة، یُشدّ فی رُسْغ البعیر ثم یُشَدّ إِلیها سَرائحُ نَعْلِها؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: و طایَفْنَ مَشْیاً فی السَّرِیح المُخَدَّم و الجمع خَدَمٌ، و فی التهذیب: خِدامٌ، و قد خَدَّم البعیر. و الخَدَمةُ: الخَلْخالُ. هو من ذلك لأَنه ربما كان من سیور یُرَكَّبُ فیها الذهب و الفضة، و الجمع خِدامٌ، و قد تُسمَّی الساقُ خَدَمَةً حملًا علی الخَلْخال لكونها موضعه، و الجمع خَدَمٌ و خِدامٌ؛ قال: كیف نَوْمِی علی الفراشِ، و لمَّا تَشْمَلِ الشأْمَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشیخَ عن بَنیهِ، و تُبْدی عن خِدامِ العَقِیلَةُ العَذْراءُ أَراد و تُبْدِی عن خِدامٍ العقیلة، و خِدام هاهنا فی نیة عن خِدامها؛ و عدَّی تُبْدِی بعَنْ لأَن فیه معنی تكشف كقوله: تَصُدُّ و تُبْدِی عن أَسیلٍ و تَتَّقِی أَی تكشف عن أَسیلٍ أَو تُسْفِرُ عن أَسیلٍ. و المُخَدَّمُ: موضع الخَدَمَة من البعیر و المرأَة؛ قال طفیل: و فی الظَّاعِنینَ القَلْبُ قد ذَهَبَتْ به أَسیلَةُ مَجْری الدَّمْعِ، رَیَّا المُخَدَّمِ و المُخَدَّمُ من البعیر: ما فوق الكعب. غیره: و المُخَدَّم و المُخَدَّمة موضع الخِدام من الساق. و‌فی الحدیث: لا یحول بیننا و بین خَدَمِ نِسائكم شی‌ءٌ، جمع خَدَمَةٍ، یعنی الخلخال، و یجمع علی خِدامٍ أَیضاً؛ و منه‌الحدیث: كُنَّ یُدْلِجْنَ بالقِرَبِ علی ظهورهن و یَسْقِینَ أَصحابه بادیَةً خِدامُهُنَّ.و‌فی حدیث سلمان: أَنه كان علی حِمار و علیه سَراویلُ و خَدَمَتاه تَذَبْذَبانِ؛ أَراد بخَدَمَتَیْه ساقَیْه لأَنهما موضع الخَدَمتین و هما الخَلْخالانِ، و قیل: أَراد بهما مَخْرَجَ الرجلین من السراویل. أَبو عمرو: الخِدام القیود. و یقال للقید: مِرْمَلٌ و مِحْبَسٌ. ابن سیدة: و المُخَدَّم رِباطُ السَّراویل عند أَسفل رجل السَّراویل. أَبو زید: إِذا ابْیَضَّت أَوْظِفَةُ النعجة فهی حَجْلاءُ و خَدْماءُ، و الخَدْماءُ مثل الحَجْلاء: الشاة البیضاء الأَوْظِفَةِ أَو الوَظیفِ الواحد، و سائرها أَسود، و قیل: هی التی فی ساقها عند موضع الرُّسْغِ بیاض كالخَدَمةِ فی سواد أَو سواد فی بیاض، و كذلك الوُعُولُ مشبّه بالخَدَم من الخلاخیل، و الاسم الخُدْمةُ، بضم الخاء، و یسمون موضع الخَلْخال مُخَدَّماً؛ و قول الأَعشی:
لسان العرب، ج‌12، ص: 168
و لو أَنَّ عِزَّ الناسِ فی رأْس صَخْرَةٍ مُلَمْلَمَةٍ، تُعْیِی الأَرَحَّ المُخَدَّما لأَعطاك ربُّ الناسِ مِفْتاحَ بابِها، و لو لم یكن بابٌ لأَعطاكَ سُلَّمَا یرید وَعْلًا ابْیَضَّتْ أَوْظِفَتُهُ. و فرس مُخَدَّمٌ و أَخْدَمُ: تحجیلُه مستدیر فوق أَشاعره، و قیل: فرس مُخدَّمٌ جاوز البیاضُ أَرساغه أَو بعضها، و قیل: التَّخْدیمُ أَن یَقْصُرَ بیاض التحجیل عن الوَظیف فیستدیر بأَرساغ رجلی الفرس دون یدیه فوق الأَشاعر، فإِن كان بِرجْلٍ واحدة فهو أَرْجَلُ، و قد تسمی حَلْقَةُ القوم خَدَمَةً. و‌فی حدیث خالد بن الولید إِلی مَرازِبةِ فارس: الحمد لله الذی فَضَّ خَدَمَتَكُمْ؛ قال: فَضَّ الله خَدَمَتهم أَی فرق جماعتهم؛ الخَدَمة، بالتحریك: سیر غلیظ مضفور مثل الحَلْقة یشد فی رُسْغِ البعیر، ثم یشد إِلیها سَرائِحُ نعله، فإِذا انْفَضَّتِ الخَدَمَة انْحَلَّت السَّرائِحُ و سقطت النعل، فضرب ذلك مَثَلًا لذهاب ما كانوا علیه و تفَرُّقِهِ، و شَبَّه اجتماع أَمر العَجَمِ و اتساقه بالحلقة المستدیرة، فلهذا قال: فَضَّ خَدَمَتكُم أَی فرقها بعد اجتماعها. و قال أَبو عبید: هذا مَثَلٌ، و أَصل الخَدَمَةِ الحلقةُ المستدیرة المُحْكَمَةُ، و منه قیل للخلاخیل خِدامٌ؛ و أَنشد: كانَ مِنَّا المُطارِدون علی الأُخْری، إِذا أَبْدَتِ العَذَارَی الخِدامَا قال: فَشَبَّهَ خالد اجتماع أَمرهم كان و استیثاقهم بذلك، و لهذا قال: فَضَّ الله خَدَمَتَكُمْ أَی فرقها بعد اجتماعها. و ابن خِدامٍ: شاعر قدیم، و یقال: ابن خِذامٍ، بالذال المعجمة.

خذم؛ ج12، ص: 168

: الخَذَمُ، بالتحریك: سرعة السیر، و ظَلِیْمٌ خَذُومٌ؛ قال الشاعر یصف ظَلیماً: مِزْعٌ یُطَیِّره أَزَفُّ خَذُومُ و قد خَذِمَ الفرسُ خَذَماً فهو خَذِمٌ، و فرس خَذِمٌ: سریع، نعت له لازم، لا یشتق منه فِعْلٌ. و قد خَذَمَ یَخْذِمُ خَذَماناً، و به سُمِّی السیفُ مِخْذَماً. و الخَذْمُ: سرعة القطع. خَذَمَهُ یَخْذِمُه خَذْماً أَی قطعه. و‌فی حدیث عمر: إِذا أَذَّنْتَ فاستَرْسِلْ، و إِذا أَقمت فاخْذِمْ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا أَخرجه الزمخشری و قال: هو اختیار أَبی عبید و معناه التَّرْتیلُ كأَنه یقطع الكلام بعضه من بعض، قال: و غیره یرویه بالحاء المهملة؛ و منه‌الحدیث: أُتیَ عَبد الحَمید و هو أَمیر علی العراق بثلاثة نَفَرٍ قد قطعوا الطریق و خَذَمُوا بالسُّیوف‌أَی قطعوا و ضربوا الناس بها فی الطریق. و‌فی حدیث عبد الملك بن عُمَیْرٍ، بمَواسیَ خَذِمَةٍ‌أَی قاطعة. و‌فی حدیث جابر: فضربا حتی جعلا یَتَخَذَّمانِ الشجرةَ‌أَی یقطعانها. و التَّخْذیمُ: التقطیع؛ و منه قول ابن مقبل: تَخَذَّمَ من أَطرافِه ما تَخَذَّما و قال حمید الأَرْقَطُ: و خَذَّمَ السَّریحَ من أَنْقابِهِ و ثَوْبٌ خَذِمٌ و خَذاویمُ «4» بمنزلة رَعابِیل، و خَذَّمه فتَخَذَّمَ، و تَخَذَّمَهُ هو أَیضاً؛ قال عَدِیّ بن الرِّقاع: عامِیَّة جَرَّتِ الرِّیحُ الذُّیولَ بها، فقد تَخَذَّمها الهِجْرانُ و القِدَمُ
(4). قوله [و خذاویم] هكذا فی الأصل، و صوبه شارح القاموس و خطأ ما فیه و هو خذاریم بالراء، و لكن الذی فی التهذیب و التكملة مثل ما فی القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 169
و خَذِمَ الشی‌ءُ: انقطع؛ قال فی صفة دَلْوٍ: أَ خَذِمَتْ أَم وَذِمَتْ أَمْ ما لَها؟ أَم صادَفَتْ فی قَعْرِها حِبالَها؟ و المِخْذَمُ: السیف القاطع. و سیف خَذِمٌ و خَذُومٌ و مِخْذَمٌ: قاطع. و مِخْذَمٌ و رَسُوبٌ: اسمان لسَیْفَی الحرثِ بن أَبی شَمِرٍ، و علیه قول عَلْقَمَةَ: مظاهِرُ سِرْبالَیْ حَدیدٍ، علیهما عَقِیلا سُیوفٍ: مِخْذَمٌ و رَسُوبُ و الخُذُم: الآذانُ المقطَّعة. و‌فی الحدیث: كأَنكم بالتُّرْكِ و قد جاءتكم علی بَراذِین مُخَذَّمةِ الآذان‌أَی مُقَطَّعَتِها. و أُذن خَذیمةٌ: مقطوعة؛ قال الكَلْحَبة: كأَن مَسِیحَتَیْ وَرِقٍ علیها، نَمَتْ قُرْطَیْهِما أُذُنٌ خَذِیمُ قال ثعلب: شَبَّهَ صَفاءَ جلدها بفضة جعلت فی الأُذن. و یقال: خَذِمَت النعلُ خَذَماً إِذا انقطع شِسْعُها. قال أَبو عمرو: و أَخْذَمْتُها إِذا أَصلحت شِسْعَها. و الخُذامَةُ: القطعة. و الخَذْماءُ من الشاء: التی شُقَّتْ أُذنها عرضاً و لم تَبِنْ. التهذیب: الخَذْمةُ من سِمات الشاء شقُّه من عَرْض الأُذن فتترك الأُذن نائسةً. و نعجة خَذْماءُ: قُطِعَ طَرَفُ أُذنها. و الخَذْمةُ: من سِمات الإِبل مُذْ كان الإِسلام. و خَذَمه الصَّقْرُ «1»: ضربَه بمِخْلَبه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و به فسر قوله: صائب الخَذمة من غیر فَشَلْ قال: و یروی … الجَذْمة …، یعنی بكل ذلك الخَطْفة و الضَّرْبَة. ابن السكیت: الإِخْذامُ الإِقرار بالذُّلِّ و السكون؛ و أَنشد لرجل من بنی أَسد فی أَولیاء دَمٍ رضوا بالدِّیَةِ فقال: شَری الكِرْشُ عن طول النَّجِیِّ أَخاهُمُ بمالٍ، كأَن لم یَسْمعوا شِعْرَ حَذْلَمِ شَرَوْهُ بِحُمْرٍ كالرِّضام، و أَخْذموا علی العار، مَنْ لم یُنْكِرِ العارَ یُخْذِمِ أَی باعوا أَخاهم بإِبل حمر و قبلوا الدیة و لم یطلبوا بدمه. و الخُذُمُ: السَّكاری. و الخَذیمةُ: المرأَة السَّكْری، و الرجل خَذیم. قال الأَزهری: و قرأْت شمر سكت الرجل و أَطِمَ و أَرْطَمَ و أَخْذَم و اخْرَنْبَقَ بمعنی واحد. و رجل خَذِمٌ: سَمْحٌ طَیْبُ النفس كثیر العطاء، و الجمع خَذِمون، و لا یُكَسَّر. و رجل خَذِمُ العطاء أَی سمح. و خِذامٌ: بطن من مُحارب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: خِذامِیَّة آدتْ لها عَجْوَةُ القُری، و تأْكل بالمَأْقوط حَیْساً مُجَعَّدا أَراد عجوة وادی القُری. المُجَعَّدُ: الغلیظُ، رماها بالقبیح. و خِذامُ: اسم فرس حاتم بن حَیَّاش؛ قال: أَقْدِمْ خِذامُ إِنها الأَساوِرهْ، و لا تَهُولَنَّكَ ساقٌ نادِرَهْ و ابن خِذامٍ: رجل جاهلی من الشعراء فی قول إمرئ القیس: عُوجا علی الطَّلَلِ المُحیلِ لأَنَّنا نَبْكی الدیار، كما بَكی ابنُ خِذامِ
(1). قوله [و خذمه الصقر إلخ] هكذا بضبط الأصل و المحكم
لسان العرب، ج‌12، ص: 170
قال ابن خالویه: خِذامٌ منقول من الخِذامِ، و هو الحمار الوحشی، قال: و یقال للحَمام ابن خِذام و ابن شَنَّة «1»، و لأَننا هاهنا بمعنی لَعَلَّنا؛ قال: و مثله قول الآخر: أَرینی جَواداً مات هَزْلًا، لأَنَّنی أَری ما تَرَیْنَ، أَو بخیلًا مُكَرَّما و فی التنزیل العزیز قوله عز و جل: وَ مٰا یُشْعِرُكُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لٰا یُؤْمِنُونَ.

خذلم؛ ج12، ص: 170

: خَذْلَمُ: أَسرع، و الحاء المهملة لغة.

خرم؛ ج12، ص: 170

: الخَرْمُ: مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَةَ یَخْرِمُها، بالكسر، خَرْماً و خَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها و ما خَرَمْتُ منه شیئاً أَی ما نقصت و ما قطعت. و التَّخَرُّمُ و الانْخِرامُ: التشقق. و انْخَرَمَ ثَقْبُه أَی انشق، فإِذا لم ینشق فهو أَخْزَمُ، و الأُنثی خَزْماءُ، و ذلك الموضع منه الخَرَمَةُ: اللیث: خَرِمَ أَنفُه یَخْرَمُ خَرَماً، و هو قطع فی الوَتَرَةِ و فی الناشِرتَیْنِ أَو فی طرف الأَرْنَبة لا یبلغ الجَدْعَ، و النعت أَخْرَمُ و خَرْماءُ، و إِن أَصاب نحو ذلك فی الشفة أَو فی أَعلی قُوف الأُذن فهو خَرْمٌ. و‌فی حدیث زید بن ثابت: فی الخَرَماتِ الثلاثِ من الأَنف الدِّیَة فی كل واحدة منها ثلثها؛ قال ابن الأَثیر: الخَرَماتُ جمع خَرَمَةٍ، و هی بمنزلة الاسم من نعت الأَخْرَمِ، فكأَنه أَراد بالخَرَمات المَخْرُومات، و هی الحُجُبُ الثلاثة: فی الأَنف اثنان خارجان عن الیمین و الیسار، و الثالث الوَتَرَةُ، یعنی أَن الدِّیَة تتعلق بهذه الحجب الثلاثة. و خَرِمَ الرجل خَرَماً فهو مَخْروم و هو أَخْرَمُ: تَخَرَّمَتْ وَتَرَةُ أَنفه و قطعت و هی ما بین مَنْخِرَیْه، و قد خَرَمه یَخْرِمه خَرْماً. و الخَرَمةُ: موضع الخَرْمِ من الأَنف، و قیل: الذی قطع طرف أَنفه لا یبلغ الجَدْعَ. و الخَوْرَمةُ: أَرنبة الإِنسان. و رجل أَخْرَمُ الأُذن كأَخربها: مثقوبها. و الخَرماءُ من الآذان: المُتَخَرِّمةُ. و عنز خَرْماءُ: شُقَّت أُذنها عرضاً. و الأَخْرَمُ: المثقوب الأُذن، و الذی قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طرفه شیئاً لا یبلغ الجَدْعَ، و قد انْخَرَمَ ثَقْبُه. و‌فی الحدیث: رأَیت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یخطب الناس علی ناقة خَرْماء؛ أَصل الخَرْمِ الثقب و الشق. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی أَن یُضَحَّی بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ، یعنی المقطوعة الأُذن، قال ابن الأَثیر: أَراد المقطوعة الأُذن تسمیة للشی‌ء بأَصله، أَو لأَن المُخَرَّمةَ من أَبنیة المبالغة كأَن فیها خُرُوماً و شُقوقاً كثیرة. قال شمر: و الخَرْمُ یكون فی الأُذن و الأَنف جمیعاً، و هو فی الأَنف أَن یُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجل و أَرْنَبَتِه بعد أَن یُقْطَعَ أَعلاها حتی ینفذ إِلی جوف الأَنف. یقال رجل أَخْرَمُ بیِّن الخَرَمِ. و الأَخْرَمُ: الغدیر، و جمعه خُرْمٌ لأَن بعضها یَنْخَرِمُ إِلی بعض؛ قال الشاعر: یُرَجِّعُ بین خُرْمٍ مُفْرَطات، صَوافٍ لم تُكَدِّرْها الدِّلاءُ و الأَخْرَمُ من الشِّعْرِ: ما كان فی صدره وَتِدٌ مجموعُ الحركتینِ فَخُرِمَ أَحدهما و طُرِحَ كقوله: إِنَّ امْرأً قد عاش عِشرِینَ حِجَّةً، إِلی مِثلها یَرْجو الخُلودَ، لجاهِلُ «2».
(1). قوله [و ابن شنة] هكذا بالأصل مضبوط (2). قوله [عشرین حجة] كذا بالأصل، و الذی فی التهذیب و التكملة: تسعین؛ و قوله إِلی مثلها، الذی فی التكملة: إِلی مائة، و قد صحح علیه
لسان العرب، ج‌12، ص: 171
كان تمامه: و إِنَّ امرأً؛ قال الزجاج: من عِلَلِ الطَّویل الخَرْمُ و هو حذف فاء فَعُولُنْ و هو یسمی الثَّلْمَ، قال: و خَرْمُ فَعولُنْ بیته أَثْلَمُ، و خَرْمُ مَفاعِیلن بیته أَعْضَبُ، و یسمی مُتَخَرِّماً لیُفْصَلَ بین اسم مُنْخَرم مَفاعِیلن و بین مُنْخَرِمِ أَخْرَم؛ قال ابن سیدة: الخَرْمُ فی العَروض ذهاب الفاء من فَعولن فیبقی عولُنْ، فینقل فی التقطیع إِلی فَعْلُنْ، قال: و لا یكون الخَرْمُ إِلا فی أَول الجزء فی البیت، و جمعه أَبو إِسحاق علی خُرُوم، قال: فلا أَدری أَ جَعَله اسماً ثم جمعه علی ذلك أَم هو تسمُّح منه. و إِذا أَصاب الرامی بسهمه القِرْطاسَ و لم یَثْقُبْه فقد خَرَمَهُ. و یقال: أَصاب خَوْرَمَته أَی أَنفه. و الخَرْمُ: أَنف الجبل. و الأَخْرمانِ: عظمانِ مُنْخَرِمانِ فی طرف الحَنَك الأَعلی. و أَخْرَما الكتفین: رؤوسهما من قِبَلِ العضدین مما یلی الوابِلة، و قیل: هما طرفا أَسفل الكتفین اللذان اكتنفا كُعْبُرة الكتف، فالكُعْبُرَةُ بین الأَخْرَمَین، و قیل: الأَخْرَمُ مُنْقَطَعُ العَیْرِ حیث یَنْجَدِعُ و هو طرفه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ یذكر فرساً یُدْعی قُرْزُلًا: تالله لو لا قُرْزُلٌ، إِذْ نَجا، لكان مَثْوَی خَدِّكَ الأَخْرَما أَی لقُتِلْتَ فسقط رأْسُكَ عن أَخْرَمِ كتفك. و أَخْرَمُ الكتف: طرف عَیْره. التهذیب: أَخْرَمُ الكتف مَحَزٌّ فی طرف عَیْرِها مما یلی الصَّدَفة، و الجمع الأَخارِمُ. و خُرْمُ الأَكَمَةِ و مَخْرِمُها: مُنْقَطَعُها. و مَخْرِمُ الجبل و السَّیْل: أَنفه. و الخَرْمُ: ما خَرَمَ سَیْلٌ أَو طریقٌ فی قُفّ أَو رأْس جبل، و اسم ذلك الموضع إِذا اتسع مَخْرِمٌ كمَخْرِم العَقَبةِ و مَخْرِم المَسِیلِ. و المَخْرِمُ، بكسر الراء: مُنْقَطَعُ أَنف الجبل، و الجمع المَخارِمُ، و هی أَفواه الفِجاجِ. و المَخارِمُ: الطُّرُق فی الغلظ؛ عن السُّكَّریّ، و قیل: الطُّرُقُ فی الجبالِ و أَفواه الفِجاجِ؛ قال أَبو ذؤیب: به رُجُماتٌ بَیْنَهُنَّ مَخارِمٌ نُهُوجٌ، كَلَبَّات الهَجائِنِ، فِیحُ و‌فی حدیث الهجرة: مَرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِیِّ فحملهما علی جَمَلٍ و بعث معهما دَلیلًا و قال: اسْلُكْ بهما حیثُ تَعْلَمُ من مَخارِمِ الطُّرُق، و هو جمع مَخْرِم، بكسر الراء، و هو الطریق فی الجبل أَو الرمل، و قیل: هو مُنْقَطَعُ أَنف الجبل؛ و قول أَبی كبیر: و إِذا رَمَیْتَ به الفِجاجَ رأَیْتَهُ یَهْوِی مَخارِمَها هُوِیَّ الأَجْدَلِ أَراد فی مَخارِمِها فهو علی هذا ظَرْفٌ كقولهم ذهبتُ الشأْمَ و عَسَلَ الطریقَ الثَّعْلَبُ، و قیل: یَهْوِی هنا فی معنی یَقْطَعُ، فإِذا كان هذا فَمَخارِمَها مفعول صحیح. و ما خَرَمَ الدلیلُ عن الطَّریقِ أَی ما عدل. و مَخارِمُ اللیل: أَوائلُه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مَخارِمُ اللیل لَهُنَّ بَهْرَجُ، حِین ینامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ قال: و یروی‌مَحارِمُ اللیل … أَی ما یَحْرُمُ سُلوكه علی الجَبانِ الهِدانِ، و هو مذكور فی موضعه. و یَمِینٌ ذات مَخارِمَ أَی ذاتُ مَخارِجَ. و یقال: لا خَیرَ فی یَمِینٍ لا مَخارِمَ لها أَی لا مَخارِجَ، مأْخوذ من المَخْرِمِ و هو الثَّنِیَّةُ بین الجبلین. و قال
لسان العرب، ج‌12، ص: 172
أَبو زید: هذه یَمینٌ قد طَلَعَتْ فی المَخارِمِ، و هی الیمین التی تَجْعَلُ لصاحبها مَخْرَجاً. و الخَوْرَمةُ: أَرْنَبةُ الإِنسانِ. ابن سیدة: الخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ الأَنف، و قیل: هی ما بین المَنْخِرَیْنِ. و الخَوْرَمُ: صُخور لها خُرُوقٌ، واحدتها خَوْرَمَةٌ. و الخَوْرَمُ: صخرة فیها خُروق. و الخَرْمُ: أَنف الجبل، و جمعه خُرُومٌ، و منه اشتقاق المَخْرِم. و ضَرْعٌ فیه تَخریمٌ و تَشْریمٌ إِذا وقع فیه حُزُوزٌ. و اخْتُرِمَ فلانٌ عَنَّا: مات و ذهب. و اخْتَرَمَتْهُ المَنِیَّةُ من بین أَصحابه: أَخَذَتْهُ من بینهم. و اخْتَرَمَهُم الدهرُ و تَخَرَّمَهُم أَی اقتطعهم و استأْصلهم. و یقال: خَرَمَتْهُ الخَوارِمُ إِذا مات، كما یقال شَعَبَتْهُ شَعُوبٌ. و‌فی الحدیث: یرید أَن یَنْخَرِمَ ذلك القَرْنُ؛ القَرْنُ: أَهلُ كلِّ زمانٍ، و انْخِرامُهُ: ذهابُهُ و انقضاؤه. و‌فی حدیث ابن الحنفیة: كِدْتُ أَن أَكون السوادَ المُخْتَرَمَ، من اخْتَرَمَهُم الدهرُ و تَخَرَّمهم استأْصلهم. و الخَرْماءُ: رابِیةٌ تَنْهَبِطُ فی وَهْدَةٍ، و هو الأَخرمُ أَیضاً. و أَكَمَةٌ خَرْماءُ: لها جانب لا یمكن منه الصُّعودُ. و ریح خارِمٌ: باردة؛ كذا حكاه أَبو عبید بالراء، و رواه كراع خازِمٌ، بالزای، قال: كأَنها تَخْزِمُ الأَطْراف أَی تنظمها، و سیأْتی ذكره. و الخُرَّمُ: نباتُ الشَّجرِ؛ عن كراع. و عیش خُرَّمٌ: ناعِمٌ، و قیل: هو فارسی معرب؛ قال أَبو نُخَیْلة فی صفة الإِبل: قاظَتْ من الخُرْمِ بقَیْظٍ خُرَّمِ أَراد بقَیْظٍ ناعم كثیر الخَیْرِ؛ و منه یقال: كان عَیْشُنا بها خُرَّماً؛ قاله ابن الأَعرابی. و الخُرْمُ و كاظِمَة «3»: جُبَیْلاتٌ و أُنوفُ جبالٍ؛ و أَما قول جریر: إِنَّ الكَنِیسة كانَ هَدْمُ بنائها نَصْراً، و كان هَزیمةً للأَخْرَمِ فإِنَّ الأَخْرَمَ اسمُ مَلك من مُلوك الرُّوم. و الخَریمُ: الماجِنُ. و الخارِمُ: التارِكُ. و الخارِمُ: المُفْسِدُ. و الخارِمُ: الرِّیحُ الباردةُ. و‌فی حدیث سَعْدٍ: لما شكاه أَهل الكوفة إِلی عُمَرَ فی صلاته قال ما خَرَمتُ من صلاة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، شیئاً‌أَی ما تركْتُ؛ و منه‌الحدیث: لم أَخْرِمْ منه حَرْفاً‌أَی لم أَدَعْ. و الخُرّامُ: الأَحداث المُتَخَرِّمونَ فی المعاصی. و جاء یَتَخَرَّمُ زَنْدُه أَی یَرْكبُنا بالظلم و الحُمْق؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و قال ابن قنان لرجل و هو یَتَوَعَّدُهُ: و الله لئن انْتَحَیْتُ علیك فإِنی أَراك یَتَخَرَّمُ زَنْدُك، و ذلك أَن الزَّنْدَ إِذا تَخَرَّمَ لم یُورِ القادِحُ به ناراً، و إِنما أَراد أَنه لا خَیْرَ فیه كما أَنه لا خیر فی الزَّنْدِ المُتَخَرِّم. و تَخَرَّمَ زَنْدُ فلان أَی سكن غضبُه. و تَخَرَّمَ أَی دانَ بدینِ الخُرَّمِیَّة، و هم أَصحاب التَّناسُخِ و الإِباحةِ. أَبو خیرة: الخَرْوَمانةُ بقلةٌ خبیثةُ الرِّیحِ تنبُتُ فی العَطَنِ «4»، و أَنشد:
(3). قوله [و الخرم و كاظمة إلخ] كذا بالأَصل و مثله فی التكملة، و الذی فی یاقوت: و الخرم فی كاظمة إلخ (4). قوله [تنبت فی العطن] هكذا فی الأَصل و یؤیده ما فی مادة ش ق ذ من الأَصل و المحكم من التعبیر بالإِعطان و صوبه شارح القاموس و خطأ ما فیه و هو تنبت فی القطن و لكن الذی فی التهذیب و التكملة هنا مثل ما فی القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 173
إِلی بیت شِقْذانٍ، كأَنَّ سِبالَهُ و لِحْیَتَهُ فی خَرْوَمانٍ منوِّرِ و فی الحدیث ذِكْرُ خُرَیْمٍ، هو مصغر ثَنِیَّةٌ بین المدینة و الرَّوْحاء، كان علیها طریق رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مُنْصَرَفَهُ من بَدْرٍ. و مَخْرَمَةُ، بالفتح، و مُخَرَّمٌ و خُرَیْمٌ: أَسماء. و خُرْمانُ و أُم خُرْمانَ «1»: موضعان. و الخَرْماءُ: عَیْنٌ بالصَّفْراء كانت لِحَكیم بن نَضْلَةَ الغِفارِیِّ ثم اشْتُرِیَتْ من وَلَدِهِ. و الخَرْماءُ: فَرَسٌ لِبَنی أَبی رَبیعةَ. و الخُرَّمانُ: نبْتٌ. و الخُرْمانُ، بالضم: الكذِبُ؛ یقال: جاء فلان بالخُرْمانِ أَی بالكذب. ابن السكیت: یقال ما نَبَسْتُ فیه بخَرْماءَ، یعنی به الكذب.

خرثم؛ ج12، ص: 173

: خَرْثَمةُ النعل و خِرْثِمَتُها: رأْسها.

خرشم؛ ج12، ص: 173

: الخُرْشُومُ: أَنف الجبل المشرف علی وادٍ أَو قاعٍ، و قیل: هو الجبل العظیم، و قیل: هو ما غَلظ من الأَرض. و خَرْشَمَ الرجلُ: كَرَّه وجهَه. و المُخْرَنْشِمُ: المتعظم المتكبر فی نفسه؛ و قیل: الغضبان المتكبر. ابن الأَعرابی: اخْرَنْشَمَ الرجلُ إِذا انقبض و تقارب خَلْقُ بعضه من بعض؛ و أَنشد: و فَخِذٍ طالت و لم تَخْرَنْشِمِ و المُخْرَنْشِمُ كذلك. و المُخْرَنْشِمُ: المتغیرُ اللونِ الذاهب اللحم الضامر، و هو مذكور فی الحاء؛ قال الأَزهری: أَنا واقف فی هذا الحرف فإِنه روی بالجیم أَیضاً، قال: و قد جاءت حروف تَعاقبَ فیها الخاء و الجیم كالزَّلَخان و الزلَجانِ. و انْتَجَبْتُ الشی‌ءَ و انْتَخَبْتُه إِذا اخترته. و أَرض خِرْشَمَّةٌ: یابسة صلبة، و جبل خِرْشَمٌ كذلك.

خرطم؛ ج12، ص: 173

: الخُرْطومُ: الأَنف، و قیل: مُقَدَّمُ الأَنف، و قیل: ما ضَمَّ الرجل علیه الحَنَكَیْنِ. أَبو زید: الخُرْطومُ و الخَطْمُ الأَنف. و قوله تعالی: سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ؛ فَسَّرهُ ثعلب فقال: یعنی علی الوجه؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه الأَنف و استعاره للإِنسان لأَن فی المُمْكن أَن یُقَبِّحَهُ یوم القیامة فیجعله كخُرْطومِ السَّبع، و قیل: معناه سنجعل له فی الآخرة العَلَم الذی به یُعْرَفُ أَهلُ النار من اسوداد وجوههم؛ و قال الفراء: الخُرْطومُ و إِن خُصَّ بالسِّمَةِ فإِنه فی مَذْهَبِ الوجهِ، لأَن بعضَ الوجه یُؤَدِّی عن بعضٍ؛ و قال أَبو العباس: هو من السِّباع الخَطْمُ و الخُرْطومُ، و من الخنزیر الفِنْطِیسَةُ، و من ذی الجَناح المنْقارُ، و من ذوات الخُفِّ المِشْفَرُ، و من الناس الشَّفَةُ، و من الحافر الجَحافلُ. و الخُرْطُوم للفِیل و هو أَنفه، و یقوم له مقام یده و مَقام عُنُقِهِ؛ قال: و الخُروقُ التی فیه لا تَنْفُذُ و إِنما هو وِعاءٌ إِذا ملأَه الفیلُ من طعام أَو ماء أَوْلَجَهُ فی فِیه، لأَنه قصیر العُنُق لا ینال ماء و لا مَرْعیً، قال: و إِنما صار ولدُ البُخْتِیِّ من البُخْتِیَّةِ جَزُورَ لحمٍ لقصر عُنقه، و لعجزه عن تناول الماء و المَرْعی، قال: و للبَعُوضة خُرْطومٌ و هی شبیهةٌ بالفیل، و حكی ابن بری عن ابن خالَوَیْهِ: فلان خُرْطُمانیٌّ علیه خُفّ قُرْطُمانیٌّ؛ خُرطُمانیٌّ: كبیر الأَنف، و القُرْطُمانیُّ: الخف له مِنْقارٌ. و‌فی حدیث أَبی هریرة و ذكر أَصحاب الدَّجَّالِ قال: خِفافُهُمْ مُخَرْطَمةٌ‌أَی ذات خَراطیِمَ و أُنوفٍ، یعنی أَن صُدورها و رؤوسها مُحَدَّدَةٌ؛ فأَما قوله أَنشده
(1). قوله [و أم خرمان] بضم فسكون كما فی یاقوت و التكملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 174
ابن الأَعرابی: أَصْبَحَ فیه شَبَهٌ من أُمِّه: من عِظَمِ الرأْسِ و من خُرْطُمِّه قال ابن سیدة: قد یكون الخُرْطُمُّ لغةً فی الخُرْطومِ، قال: و یجوز أَن یكون أَراد الخُرْطُمَ فشَدَّدَه للضرورة و حَذَفَ الواو لذلك أَیضاً. و الخَراطِیم للسباع بمنزلة المناقیرِ للطیر. و خَرْطَمَهُ: ضرب خُرْطومَهُ. و خَرْطَمَهُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ. و اخْرَنْطَمَ الرجلُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ و سكت علی غضبه، و قیل: رَفَعَ أَنفَهُ و استكبر. و المُخْرَنْطِمُ: الغضبان المتكبر مع رفع رأْسه؛ و قال جَنْدَل یصف فُحولًا: و هُنَّ یَعْمِینَ من المَلامِجِ بقَرَدٍ مُخْرَنْطمِ المَتَاوِجِ، علی عُیونٍ لجإِ المَلاحِجِ «1». مَلامِجُها: أَفواهها، و القَرَدُ: اللُّغامُ الجَعْدُ، و المَتاوِجُ تَتَتَوَّجُ بالعِمامة أَی صار الزَّبَدُ لها تاجاً، و المَلاحِجُ: مَداخِلُ العین، لجأٌ: قد غابت. و ذو الخُرْطومِ: سیف بعینه؛ عن أَبی علیّ، و أَنشد: تَظَلُّ لذی الخُرْطُومِ فیهِنَّ سَوْرَةٌ، إِذا لم یُدافِعْ بعضَها الضَّیْفُ عن بَعْضِ و من أَسماء الخمر الخُرْطومُ؛ قال العجاج: فغَمَّها حَوْلَیْنِ ثم استَوْدَفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفا و الخُرْطومُ: الخمر السریعةُ الإِسكارِ، و قیل: هو أَول ما یجری من العِنَبِ قبل أَن یُداسَ؛ أَنشد أَبو حنیفة: و فِتْیَة غیر أَنْذالٍ دَلَفْتُ لَهُمْ بذی رِقاعٍ، من الخُرطُومِ، نَشَّاجِ «2». یعنی بذی الرِّقاعِ الزِّقَّ. ابن الأَعرابی: الخُرْطُومُ السُّلافُ الذی سال من غیر عَصْرٍ. و خَراطِیمُ القوم: ساداتهم و مُقَدَّموهُمْ فی الأُمور. و الخُراطِمُ من النساء: التی دخلت فی السن. و الخُرْطُومان: جُشَمُ بن الخَزْرَجِ، و عوف بن الخَزْرَجِ.

خزم؛ ج12، ص: 174

: خَزَمَ الشی‌ءَ یَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. و الخِزامَةُ: بُرَةٌ، حَلقَةٌ تجعل فی أَحد جانِبَیْ مَنْخِرَی البعیر، و قیل: هی حَلقةٌ من شَعَرٍ تجعل فی وَتَرَةِ أَنفه یُشَدُّ بها الزِّمامُ؛ قال اللیث: إِن كانت من صُفْرٍ فهی بُرَة، و إِن كانت من شعر فهی خِزامةٌ، و قال غیره: كل شی‌ء ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ: قال شمر: الخِزامَةُ إِذا كانت من عَقَبٍ فهی ضانَةٌ. و‌فی الحدیث: لا خِزامَ و لا زِمامَ؛ الخِزامُ جمع خِزامةٍ و هی حلقة من شعر تجعل فی أَحد جانِبَیْ مَنْخِرَی البعیر، كانت بنو إِسرائیل تَخزِمُ أُنوفها و تَخْرِقُ تَراقِیَها و نحو ذلك من أَنواع التعذیب، فوضعه الله عن هذه الأُمَّةِ، أَی لا یُفْعَلُ الخِزامُ فی الإِسلام، و‌فی الحدیث: وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عَهْداً و أَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ.و‌فی حدیث أَبی الدرداء: اقْرَأْ علیهم السَّلام و مُرْهُمْ أَن یُعْطوا القرآن بخَزائمهم؛ قال ابن الأَثیر: هی جمع خِزامةٍ، یرید
(1). قوله [لجأ] هكذا بالأَصل بدون ضبط (2). قوله [أنشد أَبو حنیفة و فتیة إلخ] كذا بالأَصل، و عبارة المحكم: أنشد أَبو حنیفة: و كأن ریقتها إِذا نبهتها بعد الرقاد تعل بالخرطوم و قال الراعی‌و فتیة … إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 175
به الانقیادَ لحكم القرآن و إِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِلیهِ، و دخولُ الباء فی خَزائمهم مع كون أَعطی یتعدَّی إِلی مفعولین كقوله أعْطی «1» بیده إِذا انقاد و وَكَلَ أَمْرَهُ إِلی من أطاعه و عَنَا له، قال: و فیها بیانُ ما تضَمَّنَتْ من زیادة المعنی علی معنی الإِعطاء المُجَرَّدِ، و قیل: الباء زائدة، و قیل: یَعْطوا، بفتح الیاء، من عَطا یَعْطُو إِذا تناول، و هو یتعدی إِلی مفعول واحد، و یكون المعنی أَن یأْخذوا القرآن بتمامه و حَقّه كما یُؤخَذُ البعیرُ بِخزامَتِه، قال: و الأَول الوَجْهُ. و المُخَزَّمُ: من نعت النَّعام، قیل له مُخَزَّمٌ لثَقْب فی مِنْقارِهِ، و قد خَزَمَهُ یَخْزِمُهُ خَزْماً و خَزَّمَه. و إِبل خَزْمَی: مُخَزَّمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنها خَزْمَی و لم تُخَزَّمِ و ذلك أَن الناقة إِذا لقِحَتْ رفعت ذَنَبَها و رأْسها، فكأَنَّ الإِبل إِذا فعلت ذلك خَزْمَی أَی مشدودةُ الأُنوف بالخِزامةِ و إِن لم تُخَزَّمْ. و الخَزْماءُ: الناقة المشقوقة المَنْخِرِ. ابن الأَعرابی: الخَزْماءُ الناقة المشقوقة الخِنَّابَةِ و هی المَنْخِرُ، قال: و الزَّخْماءُ المُنْتِنَةُ الرائحة، و كل مثقوب مَخزُومٌ. و خَزَمْتُ الجَرادَ فی العُود: نَظَمْتُهُ. و خَزَمْتُ الكتاب و غیره إِذا ثَقَبْتَهُ، فهو مَخْزُومٌ. ابن الأَعرابی: الخُزُمُ الخَرَّازونَ. و‌فی حدیث حُذَیفة: إِن الله یصنع صانِعَ الخَزَمِ و یصنع كلَّ صَنْعَةٍ؛ یرید أَن الله یخلق الصِّناعة و صانِعها سبحانه و تعالی. قال أَبو عبید: فی قول حُذَیْفَةَ تَكذیبٌ لقول المعتزلة إِن الأَعمال لیست بمخلوقة، و یصدّق قولَ حذیفة قولُ الله تعالی: وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ؛ یعنی نَحْتَهُمْ للأَصنام یعملونها بأَیدیهم، و یرید بصانع الخَزَمِ صانِعَ ما یُتَّخَذُ من الخَزَمِ، و الطیر كلها مَخْزُومَةٌ و مُخَزَّمَةٌ لأَن وَتَراتِ أُنوفِها مثقوبة، و كذلك النَّعامُ؛ قال: و أَرْفَعُ صوتی للنعام المُخَزَّمِ و خِزامةُ النعلِ: السیر الدقیق الذی یَخْزِمُ بین الشِّراكَیْنِ، و شِراك مَخْزُومٌ و مَشْكوكٌ. و تَخَزَّمَ الشوكُ فی رجله: شَكَّها و دخل فیها؛ قال القطامیّ: سَرَی فی جَلِیدِ اللَّیْلِ، حتی كأَنما تَخَزَّمَ بالأَطْراف شَوْكُ العَقارِبِ و خازَمَه الطریقَ: أَخذ فی طریق و أَخذ غیره فی طریق حتی التقیا فی مكان واحد، قال: و هی المُخاصَرَةُ. و المُخازَمَةُ: المعارضةُ فی السیر؛ قال ابن فَسْوَةَ: إِذا هو نَحَّاها عن القَصْدِ خازَمَتْ به الجَوْرَ، حتی یستقیم ضُحَی الغَدِ ذكر ناقته أَن راكبها إِذا جارَ بها عن القصد ذهبَتْ به خلاف الجَوْر حتی تغلبه فتأْخذ علی القَصد؛ و أَما قوله: قطعتُ ما خازَمَ من مُزْوَرِّهِ فمعناه ما عَرَضَ لی منه. و ریح خازِمٌ: باردة؛ عن كراع؛ و أَنشد: تُراوِحُها إِمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ، و إِمَّا صَباً، من آخِرِ اللیْلِ، خازِمُ
(1). قوله [كقوله أعطی إلخ] أَی كدخولها فی قوله أعطی إلخ و قد عبر به فی النهایة
لسان العرب، ج‌12، ص: 176
و الذی حكاه أَبو عبید خارِمٌ، بالراء. و الخَزَمُ، بالتحریك: شجر له لیفٌ تُتَّخذ من لحائه الحبال، الواحدة خَزَمَةٌ؛ و أَنشد قول أُمیَّة: و انْبَعَثَتْ حَرْجَفٌ یَمانِیَةٌ، یَیْبَسُ منها الأَراكُ و الخَزَمُ و قال ساعِدَةُ: أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ و الخَزَمِ و أَنشد ابن بری: مثل رِشاء الخَزَمِ المُبْتَلِّ التهذیب: الخَزَمُ شجر؛ و أَنشد الأَصمعی: فی مِرْفَقَیْهِ تَقارُبٌ، و لَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَة الخَزَمِ أَبو حنیفة: الخَزَمُ شجر مثل شجر الدَّوْمِ سواء، و له أَفنان و بُسْرٌ صغار، یَسْوَدّ إِذا أَیْنَعَ، مُرٌّ عَفِصٌ لا یأْكله الناس و لكن الغرْبان حریصة علیه تَنْتابُهُ، واحدته خَزَمَةٌ. و الخَزَّامُ: بائع الخَزَمِ، و سوق الخَزَّامینَ بالمدینة معروف. و الخَزَمةُ: خُوصُ المُقْل تُعمَلُ منه أَحْفاشُ النساء. و الخُزامَی: نبت طیب الریح، واحدته خُزاماة؛ و قال أَبو حنیفة: الخُزامی عُشْبَةٌ طویلة العیدان صغیرة الورق حمراء الزهرة طیبة الریح، لها نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ، قال: و لم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطیبَ نَفْحَة من نفحة الخُزامَی؛ و أَنشد: لقد طَرَقَتْ أُمُّ الظِّباءِ سَحَابَتِی، و قد جَنَحَتْ للغَوْرِ أُخْری الكواكبِ بریحِ خُزامَی طَلَّةٍ من ثِیابِها، و مِنْ أَرَجٍ من جَیِّدِ المِسْكِ ثاقِبِ و هی خِیرِیُّ البَرِّ؛ قال إمرؤ القیس: كأَن المُدامَ و صَوْبَ الغَمام، و رِیحَ الخُزامَی و نَشْرَ القُطُرْ و الخَزُومَةُ: البقرة، بلغة هُذَیْلٍ؛ قال أَبو دُرَّةَ الهُذَلیّ «1»: إِن یَنْتَسِبْ یُنْسَبْ إِلی عِرْقٍ وَرِبْ: أَهْلِ خَزُوماتٍ و شَحَّاجٍ صَخِبْ و قیل: هی المُسِنَّةُ القصیرة من البقر، و الجمع خَزائمُ و خُزُمٌ و خَزُومٌ، و قیل الخَزُومُ واحد؛ و قوله: أَرْبابُ شاءٍ و خَزُومٍ و نَعَمْ یدل علی أَنه جمع علی حدِّ السَّعَةِ و الاختیار، و إِن كان قد یجوز أَن یكون واحداً؛ و أَنشد ابن بری لابن دارَةَ: یا لعنةَ الله علی أَهْلِ الرَّقَمْ، أَهلِ الوَقِیرِ و الحَمیرِ و الخُزُمْ و الأَخزم: الحَیَّةُ الذكر. و ذكَرٌ أَخْزَمُ: قصیر الوَتَرَةِ، و كَمَرَةٌ خَزْماءُ كذلك؛ قال الأَزهری: الذی ذكره اللیث فی الكَمَرَةِ الخَزْماءِ لا أعرفه، قال: و لم أَسمع الأَخْزَمَ فی اسم الحیَّات، و قد نظرت فی كتب الحیَّات فلم أَر الأَخْزَمَ فیها؛ و قال
(1). قوله [أَبو درة الهذلی] كذا هو بالأَصل بهذا الضبط و بالدال المهملة، و عبارة القاموس فی مادة ذ ر ر: و أَبو ذرة الهذلی الصاهلی شاعر، أَو هو بضم الدال المهملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 177
رجل لبُنَیٍّ له أَعجبه: شِنْشِنَةٌ أَعْرفُها من أَخْزَمِ أَی قَطَران الماء «2» من ذَكر أَخْزَمَ، و قیل: أَخْزَمُ قطعة من جبل. و أَبو أَخْزَمَ: جَدُّ أَبی حاتِمِ طَیِّ‌ءٍ أَو جَدُّ جدّه، و كان له ابن یقال له أَخْزَمُ فمات أَخْزَمُ و ترك بَنین فوثبوا یوماً فی مكان واحد علی جدهم أَبی أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فقال: إِنَّ بَنِیَّ رَمَّلُونی بالدَّمِ، شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ، من یَلْقَ آسادَ الرجالِ یُكْلَمِ كأَنه كان عاقّاً، و الشِّنْشِنةُ: الطبیعة أَی أَنهم أَشبهوا أَباهم فی طبیعته و خُلُقِه. و الخَزْمُ، بالزای، فی الشعر: زیادة حرف فی أَول الجزء أَو حرفین أَو حروف من حروف المعانی نحو الواو و هل و بل، و الخَرْمُ: نقصان؛ قال أَبو إِسحاق: و إِنما جازت هذه الزیادة فی أَوائل الأَبیات كما جاز الخَرْمُ، و هو النقصان فی أَوائل الأَبیات، و إِنما احْتُمِلَتِ الزیادةُ و النقصانُ فی الأَوائل لأَن الوزن إِنما یستبین فی السمع و یظهر عَوارُهُ إِذا ذهبتَ فی البیت، و قال مرة: قال أَصحاب العروض جازت الزیادة فی أَول الأَبیات و لم یُعْتَدَّ بها كما زیدت فی الكلام حروفٌ لا یُعْتَدُّ بها نحو ما فی قوله تعالی: فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ؛ و المعنی فبرحمةٍ من الله، و نحو: لِئَلّٰا یَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتٰابِ، معناه لأَنْ یعلم أَهلُ الكتاب، قال: و أَكثر ما جاء من الخَزْمِ بحروف العطف، فكأَنك إِنما تعطف ببیت علی بیت فإِنما تحتسب بوزن البیت بغیر حروف العطف؛ فالخَزْمُ بالواو كقول إمرئ القیس: و كأَنَّ ثَبِیراً، فی أَفانینِ وَدْقِهِ، كبیرُ أُناسٍ فی بِجادٍ مُزَمَّلِ فالواو زائدة، و قد رویت أَبیات هذه القصیدة بالواو، و الواو أَجود فی الكلام لأَنك إِذا وَصَفْتَ فقلت كأَنه الشمسُ و كأَنه الدُّرُّ كان أَحسن من قولك كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ، بغیر واو، لأَنك أَیضاً إِذا لم تعطف لم یَتَبَیَّنْ أَنك وصفتَه بالصفتین، فلذلك دخل الخَزْمُ؛ و كقوله: و إِذا خَرَجَتْ من غَمْرَةٍ بعد غَمْرَةٍ فالواو زائدة. و قد یأْتی الخَزْمُ فی أَول المِصْراعِ الثانی؛ أَنشد ابن الأَعرابی: بل بُرَیْقاً بِتُّ أَرْقُبُهُ، بَلْ لا یُری إِلا إِذا اعْتَلَما فزاد بَلْ فی أَول المصراع الثانی و إِنما حَقُّه: بل بُرَیْقاً بِتُّ أَرقبه، لا یُری إِلا إِذا اعْتَلَما و ربما اعْتَرَضَ فی حَشْوِ النصف الثانی بین سَببٍ و وَتِدٍ كقول مَطرِ بن أَشْیَمَ: الفَخْرُ أَوَّلُهُ جَهْلٌ، و آخره حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرَتِ الأَقوالُ و الكَلِمُ فإِذا هنا معترضة بین السبب الآخر الذی هو تَفْ و بین الوتد المجموع الذی هو عِلُنْ؛ و قد زادوا الواو فی أَول النصف الثانی فی قوله: كُلَّما رابَكَ مِنِّی رائبٌ، و یَعْلَمُ العالِمُ مِنی ما عَلِمْ
(2). قوله [أَی قطران الماء إلخ] كذا فی الأَصل و التكملة، و عبارة التهذیب: أَی قطرة ماء من ذكری الأَخزم
لسان العرب، ج‌12، ص: 178
و زادوا الباء؛ قال لبید: و الهَبانِیقُ قِیامٌ مَعَهُمْ بكُلِّ مَلْثومٍ، إِذا صُبَّ هَمَل و زادوا یاء أَیضاً؛ قالوا: یا نَفْسِ أَكْلًا و اضْطِجاعاً، یا نَفْسِ لَسْتِ بخالِدَه و الصحیح: یا نفسِ أَكْلًا و اضطجاعاً، نَفْسِ لَسْتِ بخالده و كقوله: یا مَطَرُ بن ناجِیةَ بن ذِرْوَةَ إِننی أُجْفی، و تُغْلَقُ دوننا الأَبْوابُ و قد یكون الخَزْمُ بالفاء كقوله: فَنَرُدّ القِرْنَ بالقِرْنِ صَریعَیْنِ رُدافی فهذا من الهَزَجِ، و قد زید فی أَوله حرف؛ و خَزَمُوا بِبَلْ كقوله: بل لم تَجْزَعُوا یا آل حُجْرٍ مَجْزَعا و قال: هَل تَذَكَّرُونَ إِذْ نُقاتِلكُمْ، إِذ لا یَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ «1» و خَزَمُوا بنَحْنُ قال: نَحْنُ قَتَلْنا سَیِّدَ الخَزْرَجِ سَعْدَ بن عُبادَهْ و نظیر الخَزْمِ الذی فی أَول البیت ما یُلْحِقُونَهُ بعد تمام البناء من التَّعدِّی و المُتَعَدِّی، و الغُلُوّ و الغالی. و الأَخْزَمُ: قطعة من جبل. و خُزام: موضع؛ قال لبید: أَقْوَی فَعُرِّیَ واسِطٌ فبَرامُ، من أَهله، فصُوائِقٌ فَخُزامُ و مَخْزُومٌ: أَبو حَیٍّ من قُرَیْشٍ، و هو مَخْزُوم بن یَقَظَةَ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَیِّ بن غالب. و بِشْرُ بن أَبی خازِمٍ: شاعر من بنی أَسَد.

خشم؛ ج12، ص: 178

: خَشِمَ اللحمُ خَشَماً و أَخْشَمَ: تغیرت رائحته. و الخَیْشُوم من الأَنف: ما فوق نُخْرَتِهِ من القَصَبة و ما تحتها من خَشارِمِ رأْسه، و قیل: الخَیاشِیمُ غَراضیف فی أَقصی الأَنف بینه و بین الدماغ، و قیل: هی عُروق فی باطن الأَنف، و قیل: الخَیْشُومُ أَقصی الأَنف. و الخَشْمُ: كسْر الخَیْشُومِ؛ خَشَمَهُ یَخشِمُهُ خَشْماً: كسر خَیشومَهُ. و خَیاشِیمُ الجبال: أُنوفها؛ و أَنشد ابن بری لذی الرُّمَّة: من ذِرْوَةِ الصَّمَّان خَیْشُومُ قال أَبو حنیفة: و قیل لابنة الخُسِّ أَیُّ البلادِ أَمْرَأُ؟ قالت: خَیاشِیم الحَزَنِ أَو جِواءُ الصَّمَّانِ. و الخَشَمُ و الخُشوم: سَعَةُ الأَنف، خَشِمَ خَشَماً و خُشوماً و هو أَخْشَمُ. و الخَشَمُ: داء یأْخذ فی جوف الأَنف فتتغیر رائحته؛ و الخُشامُ: داء یأْخذ فیه و سُدَّةٌ، و صاحبه مَخْشومٌ. و رجل أَخْشَمُ بَیِّنُ الخَشَمِ: و هو داء یعتری الأَنف. و فلان ظاهر الخَیْشومِ أَی واسع الأَنف؛ و أَنشد: أَخْشَم بادی النَّعْوِ و الخَیْشومِ
(1). قوله [و قال هل تذكرون إلخ] هكذا بالأَصل و فیه سقط یعلم من عبارة شارح القاموس و عبارة صاحب التكملة فإنهما قالا و بهل كقوله هل تذكرون إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 179
و الخَشَمُ: سقوط الخَیاشیم و انسدادُ المُتَنَفِّس و لا یكاد الأَخْشَمُ یَشُمُّ شیئاً. و الخُشامُ: كالخَشَمِ. و فی الأَنف ثلاثة أَعظم فإِذا انكسر منها عظم تَخَشَّمَ الخَیْشومُ فصار مَخشوماً. و الأَخْشَمُ: الذی لا یجد ریح طیب و لا نَتْنٍ. و‌فی الحدیث: لقی الله و هو أَخْشَمُ.و‌فی حدیث عمر: أَن مَرْجانةَ ولِیدتَهُ أَتت بولدِ زِناً، فكان عمرُ یحمله علی عاتقه و یَسْلِتُ خَشَمَهُ؛ الخَشَمُ: ما یسیل من الخَیاشِیم أَی یمسح مُخاطه و ما سال من خَیْشومِه. و رجل مَخْشُوم و مُتَخَشّمٌ و مُخَشَّمٌ، بفتح الشین مشددة: سكران، مشتقّ من الخَیْشُومِ؛ قال الأَعشی: إِذا كان هِنْزَمْنٌ و رُحْتُ مُخَشَّماً و خَشَّمَه الشرابُ: تَثَوَّرَتْ ریحه فی الخَیْشُومِ و خالطت الدماغ فأَسكرته، و الاسم الخُشْمَةُ، و قیل: المُخَشَّمُ السكران الشدید السُّكر من غیر أَن یشتق من الخَیْشُوم. التهذیب: و التَّخَشُّم من السُّكر، و ذلك أَن ریح الشراب تَثُور فی خَیْشُومِ الشارب ثم تخالط الدماغ فیذهب العقل، فیقال: تَخَشَّمَ و خَشَّمَه الشرابُ؛ و أَنشد: فأَرْغَمَ اللهُ الأُنوفَ الرُّغَّمَا، مَجْدوعَها و العَنِتَ المُخَشَّما أَی المكسَّر. و الخُشامُ: العظیم من الأُنوف و إِن لم یكن مُشْرِفاً. و یقال: إِن أَنف فلان لَخُشامٌ إِذا كان عظیماً. و رجل خُشامٌ، بالضم: غلیظ الأَنف، و كذلك الجبَل الذی له أَنف غلیظ. و الخَیْشُومُ: سَلائلُ سُود و نَغَفٌ فی العظم، و السَّلِیلَةُ هَنَةٌ رقیقة كاللحم. و خَیاشِیم الجبال: أُنوفها. و الخُشامُ: العظیم من الجبال؛ و أَنشد: و یَضْحَی به الرَّعْنُ الخُشامُ كأَنَّه، وراء الثَّنایا، شَخْصُ أَكْلَفَ مُرْقِلِ أَبو عمرو: الخُشامُ الطویل من الجبال الذی له أَنف. و ابن الخُشامِ: من فُرسانهم؛ قال مُرَقِّشٌ: أَبَأْتُ، بثَعْلَبَةَ بن الخُشامِ، عَمْرَو بنَ عَوْفٍ فَزاحَ الوَهَلْ

خشرم؛ ج12، ص: 179

: الخَشْرَمُ: جماعة النحل و الزنابیر، لا واحد لها من لفظها؛ قال الشاعر فی صفة كلاب الصید: و كأَنَّها، خَلْفَ الطَّریدةِ، خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ الأَصمعی: الجماعة من النحل یقال لها الثَّوْلُ و الخَشْرَمُ، قال أَبو حنیفة: من أَسماء النحل الخَشْرَمُ، واحدتها خَشْرَمَةٌ. و الخَشْرَمُ أَیضاً: أَمیر النحل. و الخشرَمُ أَیضاً: مأْوی الزنابیر و النحل و بیتُها ذو النَّخاریب. و‌فی الحدیث: لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قبلكم ذراعاً بذراع حتی لو سلكوا خَشْرَم دَبْرٍ لسلكتموه؛ هو مأْوی النحل و الزنابیر و الدَّبْرِ، قال: و قد یطلق علیها أَنفسها؛ و الدَّبْرُ: النحل؛ و قول أَبی كبیر یصف صائداً: یأْوی إِلی عُظْمِ الغَریفِ، و نَبْلُهُ كسَوامِ دَبْر الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ أَضاف الدَّبْرَ إِلی أَمیرها أَو مأْواها، و لا یكون من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه. و خَشارِمُ الرأْس: ما رَقَّ من السِّحاء الذی فی خَیاشیمه، و هو ما فوق نُخْرَتِه إِلی قصَبة أَنفه. و الخَشارِمُ، بالضم: الأَصواتُ، و خَشْرَمَتِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 180
الضَّبُع: صوتت فی أَكلها؛ حكاه ابن الأَعرابی، و قال: سمعت أَعرابیاً یقول: الضبع تُخَشْرِمُ و ذلك صوت أَكلها إِذا أَكلت. ابن شمیل: الخَشْرَمَةُ أَرض حجارتها رَضْراضٌ كأَنها نُثِرَتْ علی وجه الأَرض نَثْراً، فلا تكاد تمشی فیها، حجارتها حُمٌّ، و هو جبل لیس بالشدید الغلیظ، فیه رَخاوة موضوع بالأَرض وضعاً، و هو ما استوی مع الأَرض، و ما تحت هذه الحجارة المُلقاة علی وجه الأَرض أَرضٌ فیها حجارة و طین مختلطة، و هی فی ذلك غلیظة، و قد تنبت البقل و الشجر؛ و قیل: الخَشْرَمَةُ رَضْمٌ من حجارة مَرْكوم بعضُه علی بعضٍ، و الخَشْرَمةُ لا تطول و لا تَعْرُضُ، إِنما هی رَضْمَةٌ و هی مستویة؛ و زاد اللیث علی هذا القول أَنه قال: حجارة الخَشْرَمةِ أَعظمها مثل قامة الرجل تحت التراب، قال: و إِذا كانت الخَشْرَمةُ مستویة مع الأَرض فهی القِفافُ، و إِنما قَفَّفَها كثرةُ حجارتها؛ قال أَبو أَسلم: الخَشْرَمةُ من أَعظم القفِّ، و قال بعضهم: الخَشْرَمُ ما سَفُلَ من الجبل، و هی قُفٌّ و غلظ، و هو جبل غیر أَنه متواضع، و جمعه الخَشارِمُ. ابن سیدة: الخَشارِمَةُ قِفافٌ حجارتها رَضْراضٌ، واحدتها خَشرَمٌ و خَشْرمة. و الخَشْرَمُ: الحجارة الرخوة التی یتخذ منها الجِصُّ؛ و أَنشد ابن بری لأَبی النَّجْمِ: و مُسُكاً من خَشْرَمٍ و مَدَرا و خَشْرَمٌ: اسم. و ابن خَشْرَمٍ: رجل، و هو أَیضاً ابن الخَشْرَمِ.

خشسبرم؛ ج12، ص: 180

: الخَشَسْبَرَمْ: شبیه بالمَرْوِ، و هو من ریاحین البر. قال ابن سیدة: هكذا حكاه أَبو حنیفة بسكون آخره، و عزاه إِلی الأَعراب؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا، قال: و عندی أَنه غیر عربی «1».

خصم؛ ج12، ص: 180

: الخُصومَةُ: الجَدَلُ. خاصَمَه خِصاماً و مُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ یَخْصِمهُ خَصْماً: غلبه بالحجة، و الخُصومَةُ الاسم من التَّخاصُمِ و الاخْتِصامِ. و الخَصْمُ: معروف، و اخْتَصَمَ القومُ و تَخاصَموا، و خَصْمُكَ: الذی یُخاصِمُكَ، و جمعه خُصُومٌ، و قد یكون الخَصْمُ للاثنین و الجمع و المؤنث. و فی التنزیل العزیز: وَ هَلْ أَتٰاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرٰابَ؛ جعله جمعاً لأَنه سمی بالمصدر؛ قال ابن بری: شاهد الخَصْمِ: و خَصْم یَعُدُّونَ الدُّخولَ، كأَنَّهُمْ قرومٌ غَیاری، كلَّ أَزهَرَ مُصْعَبِ و قال ثعلب بن صُعَیْرٍ المازِنیّ: و لَرُبَّ خَصْمٍ قد شَهِدت أَلِدَّةٍ، تَغْلی صُدُورُهُمْ بِهِتْرٍ هاتِرِ قال: و شاهد التثنیة و الجمع و الإِفراد قول ذی الرُّمَّةِ: أَبَرُّ علی الخُصُومِ، فلیس خَصْمٌ و لا خَصْمانِ یَغْلِبُه جِدالا فأَفرد و ثَنّی و جَمع. و قوله عز و جل: هٰذٰانِ خَصْمٰانِ اخْتَصَمُوا فِی رَبِّهِمْ؛قال الزجاج: عَنی المؤمنین و الكافرین، و كل واحد من الفَریقین خَصْمٌ؛ و‌جاء فی التفسیر: أَن الیهود قالوا للمسلمین: دِینُنا و كِتابُنا أَقدم من دینكم و كِتابكم، فأَجابهم المسلمون: بأَننا آمَنَّا بما أُنْزِلَ إِلینا و ما أُنْزِلَ إِلیكم و آمَنَّا
(1). قوله [قال و عندی أَنه غیر عربی] قال شارح القاموس قلت: و هو كما قال و أصله بالفارسیة هكذا خوش سبرم بضم الخاء و سكون الواو و الشین و فتح السین المهملة و سكون الباء العجمیة و فتح الراء و سكون المیم
لسان العرب، ج‌12، ص: 181
بِاللّٰهِ وَ مَلٰائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ و أَنتم كفرتم ببعض، فظهرتْ حُجَّةُ المسلمین.و الخَصِیمُ: كالخَصْمِ، و الجمع خُصَماءُ و خُصْمانٌ. و قوله عز و جل: لٰا تَخَفْ خَصْمٰانِ؛ أَی نحن خَصْمانِ، قال: و الخَصْمُ یصلح للواحد و الجمع و الذكر و الأُنثی لأَنه مصدر خَصَمْتُهُ خَصْماً، كأَنك قلت: هو ذو خَصْم، و قیل للخَصْمَیْنِ خَصْمان لأَخذ كل واحد منهما فی شقّ من الحِجاج و الدَّعْوی. قال: هؤلاء خَصْمی، و هو خصمی. و رجل خَصِمٌ: جَدِلٌ، علی النسب. و فی التنزیل العزیز: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ، و قوله تعالی: یَخَصِّمُونَ، فیمن قرأَ به، لا یخلو «1». من أَحد أَمرین: إِما أَن تكون الخاء مسكنة البَتَّة، فتكون التاء من یختصمون مُخْتَلَسة الحركة، و إِما أَن تكون الصاد مشددة، فتكون الخاءُ مفتوحة بحركة التاء المنقول إِلیها، أَو مكسورة لسكونها و سكون الصاد الأُولی. و حكی ثعلب: خاصِمِ المَرْءَ فی تُراثِ أَبیه أَی تَعَلَّقْ بشی‌ء، فإِن أَصبتَه و إِلَّا لم یضرك الكلام. و خاصَمْتُ فلاناً فَخصَمْتُه أَخْصِمهُ، بالكسر، و لا یقال بالضم، و هو شاذ؛ و منه قرأَ حمزة: و هم یَخْصِمونَ، لأَن ما كان من قولك فاعَلْتُه ففعَلْتُه، فإِن یَفْعِلُ منه یردّ إِلی الضم إِذا لم یكن حرف من حروف الحلق من أَی باب كان من الصحیح، عالَمْتهُ فَعَلَمْتُه أَعْلُمُهُ، بالضم، و فاخَرْته فَفَخَرْته أَفْخَرُه، بالفتح، لأَجل حرف الحلق، و أَما ما كان من المعتل مثل وجدت و بِعتُ و رمیت و خَشِیتُ و سَعَیْتُ فإِن جمیع ذلك یرد إِلی الكسر، إِلَّا ذوات الواو فإِنها ترد إِلی الضم، تقول راضَیْتُهُ فَرَضَوْتُه أَرْضُوهُ، و خاوَفَنی فخُفْتُه أَخُوفهُ، و لیس فی كل شی‌ء یكون ذلك، لا یقال نازعْتُه فنَزعْتُه لأَنهم یستغنون عنه بِغَلَبْتُهُ، و أَما من قرأَ: و هم یَخَصِّمونَ؛ یرید یَخْتَصِمونَ، فیَقْلِبُ التاء صاداً فیدغمه و ینقل حركته إِلی الخاء، و منهم من لا ینقل و یكسر الخاء لاجتماع الساكنین، لأَن الساكن إِذا حُرِّك حُرِّكَ إِلی الكسر، و أَبو عمرو یختلس حركة الخاء اختلاساً، و أَما الجمع بین الساكنین فلحن، و الله أَعلم. و أَخْصَمْتُ فلاناً إِذا لقَّنْته حُجته علی خَصْمِهِ. و الخُصْمُ: الجانب، و الجمع أَخْصامٌ. و الخَصِمُ، بكسر الصاد: الشدید الخُصُومَةِ؛ قال ابن بری: تقول خَصِمَ الرجلُ غیر متعدّ، فهو خَصِمٌ، كما قال سبحانه: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ، و قد یقال خَصِیم؛ قال: و الأَظهر عندی أَنه بمعنی مُخاصِمٍ مثل جَلِیسٍ بمعنی مُجالِسٍ و عَشیِرٍ بمعنی مُعاشرٍ و خَدِینٍ بمعنی مُخادنٍ، قال: و علی ذلك قوله سبحانه و تعالی: لٰا تَكُنْ لِلْخٰائِنِینَ خَصِیماً؛ أَی مُخاصِماً، قال: و لا یصح أَن یُقْرَأَ علی هذا خَصِماً لأَنه غیر مُتَعَدّ، لأَن الخَصِمَ العالم بالخُصومَةِ،
(1). قوله [یخصمون فیمن قرأ به لا یخلو إلخ] فی زاده علی البیضاوی: و فی قوله تعالی یَخِصِّمُونَ سبع قراءات، الأَولی عن حمزة یَخْصِمُونَ بسكون الخاء و تخفیف الصاد، و الثانیة یختصمون علی الأَصل، و الثالثة یَخِصِّمُونَ بفتح الیاء و كسر الخاء و تشدید الصاد أسكنت تاء یختصمون فأدغمت فی الصاد فالتقی ساكنان فكسر أَولهما، و الرابعة بكسر الیاء إِتباعاً للخاء، و الخامسة یَخَصِّمُونَ بفتح الیاء و الخاء و تشدید الصاد المكسورة نقلوا الفتحة الخالصة التی فی تاء یختصمون بكمالها إِلی الخاء فأدغمت فی الصاد فصار یخصمون بإخلاص فتحة الخاء و إِكمالها، و السادسة یَخَصمون بإِخفاء فتحة الخاء و اختلاسها و سرعة التلفظ بها و عدم إِكمال صوتها نقلوا شیئاً من صوت فتحة تاء یختصمون إِلی الخاء تنبیهاً علی أَن الخاء أصلها السكون، و السابعة یَخْصِّمون بفتح الیاء و سكون الخاء و تشدید الصاد المكسورة و النحاة یستشكلون هذه القراءة لاجتماع ساكنین علی غیر حدهما إِذ لم یكن أَول الساكنین حرف مد و لین و إِن كان ثانیهما مدغماً
لسان العرب، ج‌12، ص: 182
و إِن لم یُخاصِمْ، و الخَصیم: الذی یُخاصِمُ غیره. و الخُصْمُ: طرَف الرَّاوِیَةِ الذی بِحِیال العَزْلاءِ فی مُؤَخَّرِها، و طرفها الأَعلی هو العُصْمُ، و الجمع أَخْصامٌ، و قیل: أَخْصامُ المَزادَةِ و خُصُومُها زوایاها. و خُصُومُ السحابة: جوانبها؛ قال الأَخطل یصف سحاباً: إِذا طَعَنَتْ فیه الجَنُوبُ تَحامَلَتْ بأَعْجازِ جَرَّارٍ، تَداعَی خُصومُها أَی تَجاوبَ جوانبها بالرعد، و طَعْنُ الجَنُوب فیه: سَوْقُها إِیاه، و الجَرَّار: الثقیل ذو الماء، تَحاملتْ بأَعجازه: دفعت أَواخرَهُ خُصومُها أَی جوانُبها. و الأَخْصامُ: التی عند الكُلْیَةِ و هی من كل شی‌ءٍ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِیُّ یصف الإِبل: و اهْتَجَمَ العِیدانُ من أَخْصامِها و الأُخْصُومُ: عُرْوَةُ الجُوالِقِ أَو العِدْل. و الخُصْمُ، بالضم: جانب العِدْلِ و زاوِیَتُه؛ یقال للمتاع إِذا وقع فی جانب الوِعاء من خُرْج أَو جُوالِقٍ أَو عَیْبَةٍ: قد وقع فی خُصْمِ الوِعاءِ، و فی زاویة الوعاء؛ و خُصْمُ كلِّ شی‌ء: طرفُه من المَزادَة و الفِراش و غیرهما، و أَما عُصُمُ الرَّوایا فهی الحبال التی تُثْبَتُ فی عُراها و یُشَدُّ بها علی ظهر البعیر، واحدها عِصامٌ. و أَعْصَمْتُ المَزادة إِذا شددتها بالعِصامیْنِ؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی خُصْمِ كل شی‌ء جانبه و ناحیته للطِّرمّاح: تُزَجِّی عِكاكَ الصَّیْفِ أَخْصامُها العُلا، و ما نَزَلَتْ حَوْلَ المَقَرِّ علی عَمْدِ أَخْصامها: فُرَجُها. و قال الأَخطل: تَداعی خُصُومُها. و‌فی الحدیث: قالت له أُمُّ سَلَمَةَ أَراك ساهِمَ الوجْهِ أَ مِنْ عِلَّةٍ؟ قال: لا و لكنَّ السبعةَ الدَّنانیر التی أُتِینا بها أَمْسِ نسیتُها فی خُصْمِ الفِراش فبِتُّ و لم أَقسمها؛ خُصْمُ الفراش: طرفه و جانبه. و خُصْمُ كلِّ شی‌ء: طرفه و جانبه. و الخَصْمَة: من خَرَزِ الرجال یلبسونها إِذا أَرادوا أَن ینازعوا قوماً أَو یدخلوا علی سلطان، قربما كانت تحت فَصِّ الرجل إِذا كانت صغیرة، و تكون فی زِرِّه، و ربما جعلوها فی ذُؤابة السیف. و خَصَمْتُ فلاناً: غلبته فیما خاصَمْتُهُ. و الخُصُومَةُ: مصدر خُصَمْتُه إِذا غلبته فی الخِصام. یقال خَصَمْته خِصاماً و خُصُومَةً. و‌فی حدیث سَهْل بن حُنَیْفٍ یوم صِفِّینَ لما حُكِّمَ الحَكَمان: هذا أَمر لا یُسَدُّ منه خُصْمٌ إِلا انفتح علینا منه خُصْمٌ؛ أَراد الإِخبار عن انتشار الأَمر و شدته و أَنه لا یتهیأ إِصلاحُه و تَلافیه، لأَنه بخلاف ما كانوا علیه من الإِتفاق. و أَخْصامُ العینِ: ما ضُمَّتْ علیه الأَشْفارُ. و السیف یَخْتَصِمُ «2» جَفْنَه إِذا أَكله من حِدَّتِه.

خضم؛ ج12، ص: 182

: الخَضْمُ: الأَكل عامةً، و قیل: هو مَل‌ءُ الفم بالمأكول، و قیل: الخَضْمُ الأَكل بأَقْصی الأَضراس و القَضْمُ بأَدْناها؛ قال أَیْمَنُ بن خُرَیْم یذكر أَهل العراق حین ظهر عبد الملك علی مُصْعَبٍ: رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكل خَضْماً، فقد رَضُوا، أَخیراً من أَكْلِ الخَضْمِ، أَن یأْكلوا القضْمَا و قیل: الخَضْمُ أَكلُ الشی‌ء الرَّطْب خاصة كالقِثَّاء و نحوه، و كلُّ أَكل فی سَعَة و رَغَد خَضْمٌ، و قیل:
(2). قوله [و السیف یختصم] كذا ذكره الجوهری هنا و غلطه صاحب القاموس و صوب أَنه بالضاد المعجمة و أَقره شارحه و عضده بأن الأَزهری أَیضاً ضبطه بالمعجمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 183
الخَضمُ للإِنسان بمنزلة القَضْم من الدَّابّة، خَضِم یَخْضَمُ خَضْماً، و قَضِمَ یَقْضَمُ قَضْماً. و الخُضامُ: ما خُضِمَ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَنه مَرَّ بمَرْوانَ و هو یبنی بُنیاناً له فقال: ابْنوا شدیداً، و أَمِّلُوا بعیداً، و اخْضَمُوا فَسَنَقْضَمُ.الجوهری: خَضِمت الشی‌ءَ، بالكسر، أَخْضَمُه خضْماً؛ قال الأَصمعی: هو الأَكل بجمیع الفم. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: فقام إِلیه بنو أُمیَّة یَخْضَمونَ مال الله خَضْمَ الإِبل نَبْتَةَ الربیع؛ الخَضْمُ: الأَكل بأَقصی الأَضراس و القَضْمُ بأَدْناها، خَضِمَ یَخْضَمُ خَضْماً. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: تأْكلون خَضْماً و نأْكل قَضْماً.و‌فی حدیث المُغِیرَة: بِئس، لعَمْرُ اللهِ، زوج المرأَةِ المسلمة خُضَمَةٌ حُطَمَةٌ‌أَی شدید الخَضْم، و هو من أَبنیة المبالغة. أَبو حنیفة: الخَضِیمة النبت إِذا كان رَطْباً أَخضر، قال: و أَحسبه سُمِّیَ خَضِیمةً لأَن الراعیة تَخْضِمُهُ كیف شاءت. و الخَضِیمةُ من الأَرض: مثل الخُضُلَّة، و هی الناعمة المِنباتُ. و رجلُ مُخْضَمٌ: مُوَسَّعٌ علیه من الدنیا. و خَضَم له من ماله: أَعطاه؛ عن ابن الأَعرابی، و رَدَّ ذلك ثعلب و قال: إِنما هو هَضَمَ. و الخِضَمُّ، علی وزن الهِجَفِّ: السید الحَمُولُ الجَوادُ المِعْطاءُ الكثیر المعروفِ و العطیةِ، و لا توصف به المرأَة، و الجمع خِضَمُّونَ، و لا یُكَسَّرُ. و الخِضَمُّ: البحر لكثرة مائه و خیره، و بحر خِضَمٌّ؛ قال الشاعر: رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافِدات، بَخٍ لكَ بَخّ لبَحْرٍ خِضَمّ و الخِضَمُّ أَیضاً: الجمع الكثیر؛ قال العجاج: فاجْتَمَع الخِضَمُّ و الخِضَمُّ، فَخَطَمُوا أَمْرَهُمُ و زَمُّوا خَطَموا أَمرهم: أَحكموه، و كذلك زَمُّوا، و أَصلها من الخِطام و الزِّمامِ. و الخِضَمُّ: الفرس الضخم العظیم الوَسَطِ. و خَضَمَه یَخْضِمُه خَضْماً: قطعه. و السیفُ یَختَضِمُ العظمَ إِذا قطعه؛ و منه قوله: إِنَّ القُساسِیَّ، الذی یُعْصَی به، یَخْتَضِمُ الدَّارِعَ فی أَثوابه و اخْتَضَمَ الطریقَ إِذا قطعه؛ و أَنشد فی صفة إِبل ضُمّرٍ: ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِیِّ القَضْبِ، تَخْتَضِمُ البِید بغیر تَعْبِ «1». و سیف خِضَمٌّ: قاطع. و الخِضَمُّ: المِسَنُّ لأَنه إِذا شَحَذَ الحدیدَ قَطَعَ؛ قال أَبو وَجْزَة: حَرَّی مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بها، علی خِضَمّ، یُسَقَّی الماءَ، عَجَّاجِ و فی الصحاح: الخِضَمُّ فی قول أَبی وجزة المُسِنُّ من الإِبل؛ قال ابن بری: صوابه المِسَنُّ الذی یُسَنّ علیه الحدیدُ، قال: و كذلك حكاه أَبو عبید عن الأُمَویّ، و ذكر البیت الذی ذكره لأَبی وجزة، و قد أَورده ابن سیدة و غیره و فسره فقال: شبهها بسهم مُوَقَّعٍ قد ماجت الأَصابع فی سَنِّه علی حَجَرٍ خِضَمٍّ یأْكل الحدید، عَجَّاج أَی بصوته عَجِیج، و الحَرَّی: المِرْماة العَطْشَی.
(1). قوله [بغیر تعب] كذا هو مضبوط فی التهذیب و كذا فی التكملة بسكون العین و علیه علامة صح
لسان العرب، ج‌12، ص: 184
الأَصمعی: الخُضُمَّةُ، بالضم و تشدید المیم، عظمة الذراع و هی مستغلظها؛ قال العجاج: خُضُمَّة الذِّراعِ هذا المُخْتَلا و خُضُمَّة الذراع: مُعْظَمُها. و طَعَنَ فی خُضُمَّته أَی فی وسطه. و فلان فی خُضُمَّةِ قومه أَی أَوساطهم. و یقال: إِن الخُضُمَّةَ مُعْظَمُ كل أَمر. و الخَضِیمةُ: حِنْطة تؤخذ فتُنَقَّی و تُطَیَّبُ ثم تجعل فی القدر و یصبّ علیها ماء فتطبخ حتی تَنْضَجَ، و قال أَبو حنیفة: هو الرطْبُ الأَخضر من النبات. و المُخْضِمُ: الماء الذی لا یَبْلُغُ أَن یكون أُجاجاً یشربه المال و لا یشربه الناس. و الخَضَّم: الجمع الكثیر من الناس؛ قال: حَوْلی أُسَیِّدُ و الهُجَیمُ و مازنٌ، و إِذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَیْتیَ خَضَّمُ و خَضَّم: اسم بلد. و الخَضَّمُ، و فی الصحاح خَضَّمٌ علی وزن بَقَّمٍ: اسم العَنْبَر بن عمرو بن تمیم، و قد غلب علی القبیلة، یزعمون أَنهم إِنما سُموا بذلك لكثرة الخَضْمِ، و هو المضغ بالأَضراس لأَنه من أَبنیة الأَفعال دون الأَسماء؛ قال ابن بری: و منه قول طَریف بن مالك العَنْبری: حَوْلی فَوارِسُ من أُسَیِّدَ شَجْعَةٌ، و إِذا نَزَلْتُ فَحَوْلَ بَیتیَ خَضَّمُ و خَضَّمٌ: اسم ماء، زاد الأَزهری: لبنی تمیم، و قال: لو لا الإِلَهُ ما سَكَنَّا خَضَّمَا، و لا ظَلِلْنا بالمَشائی قُیَّمَا و فی الصحاح: بالمَشاء «1» قُیَّما، قال: و هو شاذ علی ما ذكرناه فی بَقَّم. أَبو تراب: قال زائدة القیسیّ خَضَفَ بها و خَضَمَ بها إِذا ضَرط، و قاله عَرَّامٌ؛ و أَنشد للأَغْلَب: إِن قابَلَ العِرْسَ تَشَكّی و خَضَمْ «2». الأَزهری: و حَصَمَ مثله، بالحاء و الصاد. و‌فی حدیث أُم سَلَمَةَ: الدنانیر السبعة نسیتها فی خُضْمِ الفِراش‌أَی جانبه؛ قال ابن الأَثیر: حكاها أَبو موسی عن صاحب التتمة، و قال: الصحیح بالصاد المهملة، و قد تقدم. و‌فی حدیث كعب بن مالك: و ذكر الجمعة فی نقیع یقال له نَقِیعُ الخَضِماتِ «3»، و هو موضع بنواحی المدینة. و الخُضُمَّانِ: موضع.

خضرم؛ ج12، ص: 184

: بئر خِضْرِمٌ: كثیرة الماء. و ماء مُخَضْرَمٌ و خُضارِمٌ: كثیر؛ و خرج العَجَّاج یرید الیَمامة فاستقبله جَریرُ بن الخَطَفی فقال: أَین ترید؟ قال: أُرید الیمامة، قال: تجد بها نَبیذاً خِضْرِماً أَی كثیراً. و الخِضْرِمُ: الكثیر من كل شی‌ء، و كلُّ شی‌ء كثیر واسع خِضْرِمٌ. و الخِضْرِمُ، بالكسر: الجَواد الكثیر العطیة، مشبه بالبحر الخِضْرِمِ، و هو الكثیر الماء، و أَنكر الأَصمعی الخِضْرِمَ فی وصف البحر، و قیل السید الحَمولُ، و الجمع خَضارِمُ و خَضارِمَةٌ، الهاء لتأْنیث الجمع، و خِضْرِمُونَ، و لا توصف به المرأَة. و الخُضارِمُ: كالخِضْرِمِ. و المُتَخَضْرِمُ من الزُّبْد: الذی یتفرق فی البرد و لا یجتمع.
(1). قوله [و فی الصحاح بالمشاء قیما] كذا هو بالأَصل (2). قوله [إِن قابل إلخ] تمامه كما فی التكملة: و إِن تولی مدبراً عنها خضم (3). قوله [الخضمات] كفرحات كما ضبطه السید السمهودی و ضبطه الجلال بالتحریك و ضبطه صاحب القاموس فی تاریخ المدینة بالكسر، أَفاده شارح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 185
و ناقة مُخَضْرَمَةٌ: قُطعَ طرَف أُذنها. و الخَضْرَمةُ: قَطْعُ إِحدی الأُذنین، و هی سِمَةُ الجاهلیة. و خَضْرَمَ الأُذن: قطع من طرفها شیئاً و تركه یَنُوسُ، و قیل قطعها بنصفین، و قیل: المُخَضْرَمَةُ من النوق و الشاء المقطوعة نصف الأُذن؛ و‌فی الحدیث: خَطَبَنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یوم النحر علی ناقة مُخَضْرَمَةٍ، و قیل: المُخَضْرَمَةُ التی قطع طرف أُذنها، و كان أَهل الجاهلیة یُخَضْرِمونَ نَعَمَهُمْ، فلما جاء الإِسلامُ أَمرهم النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یُخَضرِموا من غیر الموضع الذی یُخَضْرِمُ منه أَهل الجاهلیة، و أَصل الخَضْرَمَةِ أَن یجعل الشی‌ء بَیْنَ بَیْنَ، فإِذا قطع بعض الأُذن فهی بین الوافِرَةِ و الناقِصة، و قیل: هی المنتوجة بین النجائب و العُكاظِیَّات، و منه قیل لكل من أَدْرَكَ الجاهلیة و الإِسلام: مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمَتَیْنِ. و امرأَة مُخَضْرَمَةٌ: أَخطأَت خافِضَتُها فأصابت غیر موضع الخَفْضِ. و امرأَة مُخَضْرَمَةٌ أَی مخفوضة. قال إِبراهیم الحربی: خَضْرَمَ أَهل الجاهلیة نَعَمَهُمْ أَی قطعُوا من آذانها فی غیر الموضع الذی خَضْرَمَ فیه أَهلُ الجاهلیة، فكانت خَضْرَمَةُ أَهل الإِسلام بائنة من خَضْرَمَةِ أَهل الجاهلیة. و‌قد جاء فی حدیث: أَن قوماً من بنی تمیم بُیِّتُوا لَیْلًا و سِیقَ نَعَمُهُمْ، فادعوا أَنهم خَضْرَمُوا خَضْرَمَةَ الإِسلام و أَنهم مسلمون، فردوا أَموالهم علیهم، فقیل لهذا المعنی لكل من أَدرك الجاهلیة و الإِسلام: مُخَضْرَمٌ، لأَنه أَدرك الخَضْرَمتَینِ: خضْرمة الجاهلیة و خَضْرمة الإِسلام. و رجل مُخَضْرَمٌ: لم یَخْتَتِنْ. و رجل مُخَضْرَمٌ إِذا كان نصفُ عمره فی الجاهلیة و نصفه فی الإِسلام. و شاعر مُخَضْرَمٌ: أَدرك الجاهلیة و الإِسلام مثل لَبیدٍ و غیره ممن أَدركهما؛ قال الشاعر: إِلی ابنِ حَصانٍ، لم تُخَضْرَمْ جدودُه، كثیرِ الثَّنا و الخِیم و الفَرْعِ و الأَصْلِ قال ابن بری: أَكثر أَهل اللغة علی أَنه مُخَضْرِمٌ، بكسر الراء، لأَن الجاهلیة لما دخلوا فی الإِسلام خَضْرَمُوا آذان إِبلهم لیكون علامة لإِسلامهم إِن أُغِیرَ علیها أَو حُورِبوا. و یقال لمن أَدْرَكَ الجاهلیة و الإِسلام: مُخَضْرِمٌ، و أَما من قال مُخَضْرَمٌ، بفتح الراء، فتأویله عنده أَنه قُطِعَ عن الكفر إِلی الإِسلام. و قال ابن خالویه: خَضْرَمَ خَلَّطَ، و منه المُخَضْرِمُ الذی أَدرك الجاهلیة و الإِسلام. و رجل مُخَضْرَمٌ: أَبوه أَبیض و هو أَسود. و رجل مُخَضْرَمٌ: ناقص الحَسَبِ. و قیل: هو الذی لیس بكریم النسب. و رجل مُخَضْرَمُ النسب أَی دَعِیٌّ، و قد یُتْرَكُ ذكر النسب فیقال: المُخَضْرَمُ الدَّعِیُّ، و قیل: المُخَضْرَمُ فی نسبه المختلط من أَطرافه، و قیل: هو الذی لا یعرف أَبواه، و قیل: هو الذی ولدته السَّراری؛ و قوله: فقلت: أَ ذاكَ السَّهمُ أَهْوَنُ وَقْعَةً علی الخُضْرِ، أَم كَفُّ الهَجینِ المُخَضْرَمِ؟ «1» إِنما هو أَحد هذه الأَشیاء التی ذكرناها فی الحَسَب و النسبِ. و لحم مُخَضْرَم، بفتح الراء: لا یدری أَ من ذكر هو أَم من أُنثی. و طام مُخَضْرَمٌ: حكاه ابن الأَعرابی و لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه الذی لیس بحُلْوٍ و لا مُرّ، و فی التهذیب: بین الثقیل و الخفیف. و ماء مُخَضْرَمٌ: غیر عَذْبٍ؛ عنه أَیضاً. و ماء خُضَرِمٌ؛ عن یعقوب: بین الحلو و المِلْحِ.
(1). قوله [الخضر] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 186
و الخُضَرِمُ، مثال العُلَبِطِ: فَرْخُ الضَّبِّ یكون حِسْلًا ثم خُضَرِماً؛ قال ابن درید: و هو حِسْلٌ ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضرِمٌ ثم ضَبٌّ، و لم یذكر الغَیْداقَ و ذكره أَبو زید. و الخُضارِمةُ: قوم بالشام، و ذلك أَن قوماً من العجم خرجوا فی أَول الإِسلام فتفرقوا فی بلاد العرب، فمن أَقام منهم بالبصرة فهم الأَساوِرَةُ، و من أَقام منهم بالكوفة فهو الأَحامِرةُ، و من أَقام منهم بالشام فهم الخَضارِمةُ، و من أَقام منهم بالجَزیرة فهم الجَراجِمةُ، و من أَقام منهم بالیمن فهم الأَبْناءُ، و من أَقام منهم بالمَوْصِلِ فهم بالمَوْصِلِ فهم الجَرامِقَةُ، و الله أَعلم.

خطم؛ ج12، ص: 186

: الخَطْمُ من كل طائر: مِنْقارُهُ؛ أَنشد ثعلب فی صفة قَطاةٍ: لأَصْهَبَ صَیْفیّ یُشَبَّهُ خَطْمُه، إِذا قَطَرَتْ تَسْقِیه، حَبَّةَ قِلْقِلِ و الخَطْمُ من كل دابة: مُقَدَّمُ أَنفها و فمها نحو الكلب و البعیر، و قیل: الخَطْمُ من السبع بمنزلة الجَحْفَلَةِ من الفرس. ابن الأَعرابی: هو من السبع الخَطْم و الخُرْطومُ، و من الخنزیر الفِنْطِیسةُ، و من ذِی الجناح غیر الصائد المِنْقارُ، و من الصائد المَنْسِرُ؛ و فی التهذیب: الخَطْمُ من البازی و من كل شی‌ء مِنْقارُهُ. أَبو عمرو الشیبانی: الأُنوف یقال لها المَخاطِمُ، واحدها مَخْطِمٌ، بكسر الطاء. و‌فی حدیث كَعْب: یبعث الله من بَقیعِ الغَرْقَدِ سبعین أَلفاً هُمْ خیارُ مَن یَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ‌أَی تنشقّ عن وجهه الأَرضُ، و أَصل الخَطْمِ فی السباع مقادیم أُنوفها و أَفواهها فاستعارها للناس؛ و منه قول كعب بن زُهَیْرٍ: كأَنَّ ما فاتَ عَیْنَیْها و مَذْبَحها، من خَطْمِها و من اللَّحْیَیْنِ، بِرْطیلُ أَی أَنفها. و‌فی الحدیث: لا یصلِّ أَحدُكم و ثوبُهُ علی أَنفه، فإِن ذلك خَطْمُ الشیطان.و‌فی حدیث الدجال: خَبَأتُ لكم خَطْمَ شاةٍ.ابن سیدة: و خَطْمُ الإِنسان و مَخْطِمُهُ و مِخْطَمُهُ أَنفه، و الجمع مَخاطِم. و خَطَمَهُ یَخْطِمُهُ خَطْماً: ضرب مَخْطِمَهُ. و خَطَمَ فلانٌ بالسیف إِذا ضرب حاقَّ وسْطِ أَنفِهِ. و رجل أَخْطَمُ: طویل الأَنف.روی عبد الرحمن بن القاسم عن أَبیه قال: أَوْصی أَبو بكر أَن یكَفَّنَ فی ثوبین كانا علیه و أَن یُجْعَلَ معهما ثوبٌ آخر، فأَرادت عائشة أَن تبتاع له أَثواباً جُدُداً فقال عمر: لا یُكَفَّنُ إِلَّا فیما أَوْصَی به، فقالت عائشة: یا عمر و الله ما وُضِعَتِ الخُطُمُ علی آنُفِنا فبكی عمر و قال: كَفِّنِی أَباك فیما شئت؛ قال شمر: معنی قولها ما وُضِعَت الخُطُمُ علی آنُفِنا أَی ما مَلَكْتَنا بعدُ فتنهانا أَن نصنع ما نرید فی أَملاكنا. و الخُطُمُ: جمع خِطامٍ، و هو الحبل الذی یقاد به البعیر. و یقال للبعیر إِذا غَلَبَ أَن یُخْطَمَ: مَنَعَ خِطامَهُ؛ و قال الأَعشی: أَرادوا نَحْتَ أَثْلَتِنا، و كنا نَمْنَع الخُطُمَا و الخَطْمَةُ: رَعْنُ الجبل «2». و الخِطامُ: الزِّمامُ. و خَطَمْتُ البعیر: زَممْتُهُ. ابن شمیل: الخِطامُ كل حبل یُعَلَّقُ فی حَلْقِ البعیر ثم یُعْقَدُ علی أَنفه، كان من جِلْدٍ أَو صوف أَو لیف أَو قِنَّبٍ، و ما
(2). قوله [و الخطمة رعن الجبل] ضبط فی الأَصل و المحكم و النهایة بفتح الخاء و سكون الطاء، و فی بعض نسخ الصحاح بضم الخاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 187
جعلت لشِفار بعیرك من حبل فهو خِطامٌ، و جمعه الخُطُمُ، یُفْتَلُ من اللِّیف و الشعر و الكَتَّان و غیره، فإِذا ضُفِرَ من الأَدَمِ فهو جَریرٌ، و قیل: الخِطامُ الحبل یجعل فی طرفه حلقة ثم یُقَلَّدُ البعیر ثم یُثَنَّی علی مَخْطِمِه، قال: و خَطَمَهُ بالخِطامِ إِذا عُلِّقَ فی حَلْقِه ثم ثُنِّیَ علی أَنفه و لا یثقب له الأَنف. قال ابن سیدة: و الخِطامُ كلُّ ما وُضِع فی أَنف البعیر لیُقاد به، و الجمع خُطُمٌ. و خَطَمَه بالخِطامِ یَخْطِمُه خَطماً و خَطَّمَه، كلاهما: جعله علی أَنفه، و كذلك إِذا حَزَّ أَنفه حَزّاً غیر عَمِیقٍ لیضع علیه الخِطامَ، و ناقة مَخْطومةٌ، و نوق مُخَطَّمةٌ: شُدِّدَ للكثرة. و‌فی حدیث الزكاة: فَخَطَمَ الأُخری دونها‌أَی وضَعَ الخِطامَ فی رأَسها و أَلقاه إِلیه لیَقُودَها به. قال ابن الأَثیر: خِطام البعیر أَن یأخذ حبلًا من لیف أَو شعر أَو كتان، فیجعل فی أَحد طرفیه حلقة ثم یشد فیه الطرف الآخر حتی یصیر كالحلقة، ثم یقلد البعیر ثم یُثَنَّی علی مُخَطَّمِه، و أَما الذی یجعل فی الأَنف دقیقاً فهو الزِّمامُ؛ و استعار بعض الرُّجَّازِ الخِطامَ فی الحَشَرات فقال: یا عَجَبا، لقد رأَیْتُ عَجَبا: حِمار قَبَّانٍ یَسُوقُ أَرْنَبَا عاقِلَها خاطِمَها أَن تَذْهَبَا فقلت: أَرْدِفْنی فقال: مَرْحَبَا أَراد لئلا تذهب أَو مخافة أَن تذهب؛ و رواه ابن جنی: خاطِمَها زأَمّها أَن تذهبا أَراد زامَّها؛ و قول أَبی النجم: تِلْكُمْ لُجَیْمٌ فمتی تَخْرِنْطِمْ، تَخْطِمْ أُمور قومها و تَخْطِمْ یقال: فلان خاطِمُ أَمر بَنی فلانٍ أَی هو قائدهم و مُدَبِّرُ أَمرهم، أَراد أَنهم القادةُ لعلمهم بالأُمور. و‌فی حدیث شداد بن أَوْسٍ: ما تكلمتُ بكلمة إِلَّا و أَنا أَخْطِمُها‌أَی أَربطها و أَشدُّها، یرید الاحتراز فیما یقوله و الاحتیاط فیما یَلْفِظُ به. و خِطامُ الدَّلوِ: حبلها. و خِطامُ القَوْس: وتَرُها. أَبو حنیفة: خَطَمَ القَوْسَ بالوَتَرِ یَخْطِمُها خَطْماً و خِطاماً علقه علیها، و اسم ذلك المُعَلَّقِ الخِطامُ أَیضاً؛ قال الطِّرِمَّاحُ: یَلْحَسُ الرَّصْفَ، له قَضْبَةٌ، سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطام و استعاره بعض الرُّجَّازِ للدَّلْوِ فقال: إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ فی خِطامِها حَمْراءَ من مَكَّةَ، أَو إِحْرامِها و خَطَمَهُ بالكلام إِذا قَهره و منعه حتی لا یَنْبِسُ و لا یُحِیرُ. و الأَخْطَمُ: الأَسود، و خَطْمُ اللیلِ: أَول إِقباله كما یقال أَنف اللیل؛ و قول الراعی: أَتتنا خُزامَی ذاتُ نَشْرٍ، و حَنْوَةٌ و راحٌ و خَطَّامٌ من المِسْكِ یَنْفَحُ قال الأَصمعی: مسك خَطَّامٌ یَفْعَمُ الخَیاشیم. و‌روی ثعلب عن ابن الأَعرابی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، مرسلًا: أَنه وعد رجلًا أَن یَخْرُجَ إِلیه فأَبطأَ علیه، فلما خرج قال له: شغلنی عنك خَطْمٌ‌أَی خَطْبٌ جلیل، و كأَن المیم فیه بدل من الباء؛ قال ابن الأَثیر: و یحتمل أَن یراد به أَمر خَطَمَه أَی منعه من الخروج. و الخِطامُ: سِمَةٌ دون العینین؛ و قال أَبو علیّ فی التذكرة: الخِطامُ سِمَةٌ علی أَنف البعیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 188
حتی تنبسط علی خَدَّیْهِ. النضر: الخِطامُ سِمَةٌ فی عُرْضِ الوجه إِلی الخد كهیئة الخَطِّ، و ربما وُسِمَ بِخِطامٍ، و ربما وُسِمَ بخِطامَیْنِ. یقال: جمل مَخْطُومُ خِطامٍ و مَخْطُومُ خِطامَیْنِ، علی الإِضافة، و به خِطامٌ و خِطامانِ. و‌فی حدیث حُذیفة بن أَسِیدٍ قال: تخرج الدابة فیقولون قد رأَیناها، ثم تَتَواری حتی تعاقَبَ ناسٌ فی ذلك، ثم تخرج الثانیة فی أَعظم مسجد من مساجدكم، فتأتی المسلمَ فتُسَلِّمُ علیه و تأْتی الكافر فتَخْطِمُه و تَعَرِّفُهُ ذنوبه؛ قال شمر: قوله فَتَخْطِمُهُ، الخَطْمُ الأَثَرُ علی الأَنف كما یُخْطَمُ البعیر بالكَیّ. یقال: خَطَمْتُ البعیر، و هو أَن یُوسَمَ بخَطّ من الأَنف إِلی أَحد خَدَّیْه، و بعیر مَخْطومٌ، و معنی قوله تَخْطِمُه أَی تسِمُه بِسِمَةٍ یُعْرفُ بها؛ و‌فی روایة: تخرج الدابة و معها عَصا موسی و خاتَمُ سلیمان فَتُحَلِّی وجه المؤمن «1». بالعصا و تَخْطِمُ أَنف الكافر بالخاتَمِ‌أَی تسِمُهُ بها، من خَطَمْتُ البعیر إِذا كَوَیْتَهُ خَطّاً من الأَنف إِلی أَحد خدیه، و تسمی تلك السِّمَةُ الخِطام، و معناه أَنها تُؤثِّرُ فی أَنفه سِمَة یُعرف بها، و نحو ذلك قیل فی قوله: سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ. و‌فی حدیث لَقیطٍ فی قیام الساعة و العَرْضِ علی الله: و أَما الكافر فَتَخْطِمُهُ بمثل الحُمَمِ الأَسود‌أَی تصیب خَطْمَه، و هو أَنفه، یعنی تصیبه فتجعل له أَثَراً مثل أَثر الخِطام فتردُّه بصُغْرٍ، و الحُمَمُ: الفحم. و المُخَطَّمُ من الأَنف: موضع الخِطام؛ قال ابن سیدة: لیس علی الفعل لأَنا لم نسمع خَطَّمَ إِلَّا أَنهم توهموا ذلك. و فرس مُخَطَّمٌ: أَخذ البیاضُ من خَطْمِه إِلی حنكه الأَسفل، و القول فیه كالقول فی الأَول. و تزوج علی خِطامٍ أَی تزوج امرأَتین فصارتا كالخطام له. و خَطَمَ الأَدیمَ خَطْماً: خاط حواشِیَهُ؛ عن كراع. و المُخَطَّمُ و المُخَطِّمُ: البُسْرُ الذی فیه خطوط و طرائق؛ الكسر عن كراع؛ و قول ذی الرمة: و إذ حَبَا من أَنفِ رَمْلٍ مَنْخِرُ، خَطَمْنَهُ خَطْماً، و هُنَّ عُسَّرُ قال الأَصمعی: یرید بقوله خَطَمْنَه مَرَرْنَ علی أَنف ذلك الرمل فقَطَعْنَهُ. و الخِطْمِیُّ و الخَطْمِیُّ: ضرب من النبات یُغْسَلُ به. و فی الصحاح: یُغْسَلُ به الرأَسُ؛ قال الأَزهری: هو بفتح الخاء، و من قال خِطْمِیّ، بكسر الخاء، فقد لحن. و‌فی الحدیث: أَنه كان یغسل رأَسه بالخِطْمِیّ و هو جُنُبٌ یَجْتَزِئُ بذلك و لا یصُبُّ علیه الماء‌أَی أَنه كان یَكْتَفی بالماء الذی یَغسل به الخِطْمِیَّ، و ینوی به غُسْلَ الجَنابة، و لا یَسْتَعْمِلُ بعده ماء آخر یخص به الغسل. و قَیْسُ بن الخَطِیم: شاعِرٌ من الأَنصار. و خَطِیمٌ و خِطامٌ و خُطامَةُ: أَسماء. و بنو خُطامَة: بطن من العرب قوم معروفون، و فی التهذیب: حَیٌّ من الأَزْدِ. و خَطْمَةُ: بطن من أَوْسِ اللَّاتِ، و فی الصحاح: و خَطْمَةُ من الأَنصار، و هم بنو عبد الله بن مالك بن أَوْسٍ. و الخَطْمُ و خَطْمةُ: موضعان؛ قال: غداةَ دعا بنی شِجْعٍ، و وَلَّی یَؤُمُّ الخَطْمَ، لا یدعو مُجِیبَا و أَنشد ابن الأَعرابی:
(1). قوله [فتحلی وجه المؤمن] كذا فی الأَصل و التكملة بالحاء، و فی نسختین من النهایة بالجیم، و فی التهذیب: فتجلو
لسان العرب، ج‌12، ص: 189
نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدودِ، لا تَرِدُ الماءَ إِلَّا صِیاما یقول: هی صائمة منه لا تَطْعَمُهُ، قال: و ذلك لأَن النَّعام لا تَرِدُ الماء و لا تطعمه. و ذات الخَطْماء «1»: من مساجد سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین المدینة و تَبوكَ. و خِطامُ الكَلْبِ: من شعرائهم.

خعم؛ ج12، ص: 189

: الخَوْعَمُ: الأَحْمق. و الخَیْعامة: كنایة عن الرجل السَّوْءِ، و قیل: هو نعت سَوْءٍ. و الخَیْعامةُ: المأْبون؛ و الخَیْعَمُ و الخَیْعامةُ و المَجْبُوسُ و الجَبیس و المأْبونُ و المُتَدَثِّرُ و المِثْفَرُ و المِثْفارُ و المَمْسوحُ واحد. و قال أَبو عمرو: الضَّمَجُ هَیَجانُ الخَیْعامَةِ، و هو المأْبون. و‌فی حدیث الصادق: لا یُحِبُّنا، أَهْلَ البیتِ، الخَیْعامةُ؛ قیل: هو المأْبون، و الیاء زائدة و الهاء للمبالغة.

خقم؛ ج12، ص: 189

: خَیْقَم: حكایة صوت؛ و منه قوله: یدعو خَیْقَماً و خَیْقَما «2». قال أَبو منصور: و رأَیت فی دیار بنی تمیم رَكِیَّةً عادِیَّةً تسمی خَیْقَمانَةَ؛ قال: و أَنشدنی بعضهم و نحن نستقی منها: كأَنَّما نُطْفَةُ خَیْقَمانِ صَبیبُ حِنَّاءٍ و زَعْفَرانِ و كان ماء هذه الركیة أَصفر شدید الصفرة.

خلم؛ ج12، ص: 189

: الخِلْمُ، بالكسر: الصَّدیقُ الخالص. و هو خِلْمُ نساءٍ أَی تِبْعُهُنَّ، و الجمع أَخْلامٌ و خُلَماءُ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن خُلَماءَ إِنما هو علی توهم خَلِیم. و المُخالَمَةُ: المُصادقةُ و المُغازَلَةُ. قال أَبو العباس المبرد حكایةً عن البصریین: كانوا لا یعدّون المتفننة حتی یكون لها خِلْمان سوی زوجها. أَبو عمرو: الخِلْمُ شَحْمُ ثَرْبِ الشاة. و قال ابن الأَعرابی فی باب فُعُلٍ: الخُلُمُ شُحوم ثَرْبِ الشاة، و الخُلُمُ الأَصْدِقاءُ، و الأَخْلام الأَصحاب؛ قال الكمیت: إِذا ابتَسَرَ الحَرْبَ أَخْلامُها كِشافاً، و هُیِّجَتِ الأَفْحُلُ و الخِلْمُ: مَرْبِضُ الظبیة أَو كِناسُها لإِلْفِها إِیاه، و هو الأَصل فی ذلك، تتخذه مَأْلَفاً و تَأْوِی إِلیه، و یُسَمَّی الصدیق خِلْماً لأُلْفَتِه، و فلان خِلْمُ فلانٍ. و الأَخْلامُ: مَرابِضُ الغنم. و الخِلْمُ أَیضاً: العظیم.

خلجم؛ ج12، ص: 189

: الخَلْجَمُ و الخَلَیْجَمُ: الجَسیم العظیم، و قیل: هو الطویل المُنْجَذِبُ الخَلْقِ، و قیل: هو الطویل فقط؛ قال رؤبة: خَدْلاء خَلْجَمَة «3».

خمم؛ ج12، ص: 189

: خَمَّ البیتَ و البئرَ یَخُمُّهما خَمّاً و اخْتَمَّهما: كنسهما، و الاخْتِمامُ مثله. و المِخَمَّةُ: المِكنسَةُ. و خُمامَةُ البیتِ و البئر: ما كُسِحَ عنه من التراب فأُلقِیَ بعضُه علی بعضٍ؛ عن اللحیانی. و الخُمامَةُ و القُمامَةُ: الكُناسةُ، و ما یُخَمُّ من تراب البئر. و خُمامةُ المائدة: ما یَنْتَثِرُ من الطعام فیؤكل و یُرْجَی علیه الثواب.
(1). قوله [و ذات الخطماء] كذا بالأَصل و مثله فی المحكم. و عبارة یاقوت: ذات الخطمی موضع فیه مسجد لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، بناه فی مسیره إِلی تبوك من المدینة (2). قوله [یدعو خیقماً … إلخ] أَوله كما فی التكملة: و لم یزل عز تمیم مدعما للناس یدعو خَیقماً و خیقما (3). قوله [خدلاء خلجمة] كذا بالأَصل و شرح القاموس، و الذی فی التهذیب جلالًا خلجمة و ضبط جلالًا بوزن غراب
لسان العرب، ج‌12، ص: 190
و قلب مَخْمومٌ أَی نَقِیٌّ من الغِلِّ و الحسد. و رجل مَخمُومُ القلب: نَقِیٌّ من الغش و الدَّغَلِ، و قیل: نَقِیُّهُ من الدنس. و‌فی الحدیث عن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: خیر الناس المَخْمومُ القلب. قیل: یا رسول الله، و ما المَخْمُومُ القلب؟ قال: الذی لا غش فیه و لا حسد، و‌فی روایة: سُئِلَ أَیُّ الناسِ أَفضلُ؟ قال: الصادقُ اللسانِ المَخْمومُ القلب، و‌فی روایة: ذو القلب المَخْمومِ و اللسان الصادق، و هو من خَمَمْتُ البیت إِذا كنسته؛ و مثله قول مالك: و علی السَّاقی خَمُّ العین أَی كنسها و تنظیفها، و هو السُّمُّ لا یَخِمُّ، و ذلك إِذا كان خالصاً؛ و مَثَلٌ یُضْرَبُ للرجل إِذا ذُكِرَ بخیر و أُثْنِیَ علیه: هو السَّمْنُ لا یَخِمُّ. و الخَمُّ: الثناء الطیب: و فلان یَخُمُّ ثیاب فلان إِذا كان یُثْنِی علیه خیراً. و فی النوادر: یقال خَمَّه بِثَناءٍ حسَنٍ یَخُمُّه، و طَرَّهُ یَطُرُّه طَرّاً، و بَلَّه بثناء حسن و رَشَّه، كلُّ هذا إِذا أَتبعه بقول حسن. و خَمَّ الناقةَ: حلبها. و خَمَّ اللحمُ یَخِمُّ، بالكسر، و یَخُمُّ خَمّاً و خُموماً و هو خَمٌّ و أَخَمَّ: أَنتن أَو تغیرت رائحته. و لحم خامٌّ و مُخِمٌّ أَی منتن. اللیث: اللحم المُخِمُّ الذی قد تغیرت ریحه و لما یفسدْ كفساد الجِیَفِ. و قد خَمَّ اللحمُ یَخِمُّ، بالكسر، إِذا أَنتن و هو شِواءٌ أَو طبیخ. و‌فی حدیث معاویة: من أَحب أَن یَسْتَخِمَّ الناسُ له قیاماً، قال الطحاوی: هو بالخاء المعجمة، یرید أَن تتغیر روائحهم من طول قیامهم عنده، و یروی بالجیم، و قد تقدم؛ قال ابن درید: خَمَّ اللحمُ أَكثر ما یستعمل فی المطبوخ و المَشْویّ، قال: فأَما النِّی‌ءُ فیقال فیه صَلَّ و أَصَلَّ. و قال أَبو عبید فی الأَمثلة: خَمَّ اللحمُ و أَخَمَّ إِذا تغیر و هو شواءٌ أَو قَدیرٌ، و قیل: هو الذی یُنْتِنُ بعد النُّضْج. و إِذا خَبُثَ ریحُ السِّقاء فأَفسد اللبنَ قیل: أَخَمَّ اللبنُ، قال: و خَمَّ مثله؛ و أَنشد الأَزهری: أَخَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمُوم «1». و الخَمِیمُ: اللبن ساعة یُحْلَبُ. و خَمّ اللبنُ و أَخَمَّ: غَیَّره خُبْثُ رائحة السِّقاء، و ربما استعمل الخُمُومُ فی الإِنسان؛ قال ذِرْوَة بن خَجْفَةَ الصَّمُوتی: یا ابن هشامٍ عَصَرَ المظلومِ، إِلیك أَشْكُو جَنَفَ الخُصومِ و شَمَّةً من شارِفٍ مَزْكومِ، قد خَمَّ أَو زاد علی الخُمومِ و أَنشده ابن دُرَیْدٍ بجَرّ شَمَّةٍ و المعروف و شَمَّةً لقوله إِلیك أَشكو؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها إِذا خَمی إِنما أَراد خَمَّ فأَبدل من المیم الأَخیرة یاء، و هذا كقولهم لا أَمْلاه أَی لا أَمَلُّه. و الخَمُّ: تَغَیُّرُ رائحة القُرْصِ إِذا لم یَنْضَجْ. و الخُمُّ: قَفَصُ الدجاج؛ قال ابن سیدة: أَری ذلك لخبث رائحته. و خُمَّ إِذا جُعل فی الخُمِّ و هو حبس الدجاج، و خُمَّ إِذا نُظِّفَ. و الخَمِیمُ: الممدوح. و الخَمِیمُ: الثقیل الروح. و الخَمُّ: البُكاء الشدید، بفتح الخاء. و الخِمامةُ: ریشة فاسدة ردیئة تحت الریش. و الخَمُّ و الاخْتِمامُ: القطع. و اخْتَمَّه: قطعه؛ قال: یا ابْنَ أَخِی، كَیْفَ رأَیْتَ عَمَّكا؟ أَرَدْتَ أَن تَخْتَمَّهُ فاخْتَمَّكا
(1). قوله [أَخم أَو قد … إلخ] الذی فی التهذیب: قد حم أَو قد … إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 191
و خَمَّانُ الناس: خُشارَتُهُمْ، و قیل: جماعتهم. ابن الأَعرابی: خَمَّانُ الناس و نُتَّاشُ الناس و عَوَذُ الناس واحد. و قال اللحیانی: رأَیت خَمَّاناً من الناس أَی ضُعَفاء. و یقال: ذاك رجل من خُمَّانِ الناس و خَمَّانِ الناس، علی فُعْلان و فَعْلان، بالضم و الفتح، أَی من رُذالهم: و خُمّانُ البیت: ردی‌ء متاعه؛ قال ابن درید: هكذا روی عن أَبی الخطاب. و الخِمُّ: البستان الفارغ. و خُمّان: موضع، و قیل: موضع بالشام؛ قال حَسَّان بن ثابت: لِمَنِ الدَّارُ أَوْحَشَتْ بَمغانِ، بین أَعْلی الیَرْمُوكِ فالخَمّانِ «1»؟ و خَمَّانُ الشجر: ردیئه؛ أَنشد ثعلب: رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، تأْكل القَتَّ و خَمَّانَ الشَّجَرْ و الخَمَّانُ أَیضاً من الرِّماح: الضعیف. و خَمٌّ: غَدیرٌ معروف بین مكة و المدینة بالجُحْفةِ، و هو غدیر خَمّ، و قال ابن دُرَیْدٍ: إِنما هو خُمٌّ، بضم الخاء؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ: عَفا و خَلا ممَّنْ عَهِدْتَ به خُمُّ، و شاقَك بالمَسْحاء من سَرِفٍ رَسْمُ و ورد ذكره فی الحدیث، قال ابن الأَثیر: هو موضع بین مكة و المدینة تَصُبُّ فیه عین هناك، و بینهما مسجد سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: و فی الحدیث ذكر خُمّی، بضم الخاء و تشدید المیم المفتوحة، و هی بئر قدیمة كانت بمكة. و إِخْمِیمُ: موضع بمصر. و خُمَّام، علی مثل خُطَّاف: أَبو بطن. قال ابن سیدة: و أَری ابن دُرَیْد إِنما قال خُمام، بالتخفیف. و الخَمْخَمَةُ و التَّخَمْخُمُ: ضرب من الأَكل قبیح، و به سمی الخَمْخامُ، و منه التَّخَمْخُمُ. و الخِمْخِمُ، بالكسر: نبات تُعْلَفُ حَبَّه الإِبلُ؛ قال عَنْتَرَةُ: ما راعَنی إِلا حَمُولَةُ أَهْلِها، وَسْطَ الدِّیارِ، تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ و یقال: هو بالحاء، قال أَبو حنیفة: الخِمْخِمُ و الحِمْحِمُ واحد، و قد تقدم، و هو الشُّقّاری. التهذیب فی ترجمة ثغر: و الثَّغْرُ من خیار العُشْبِ، و لها زَغَبٌ خشن، و كذلك الخِمْخِمُ، و یوضع الثَّغْرُ و الخِمْخِمُ فی العین؛ قال ابن هَرْمَةَ: فكأَنَّما اشْتَمَلَتْ مَواقی عینه، یَوْمَ الفِراقِ، علی یَبِیسِ الخِمْخِمِ و الخَمْخَمَةُ: مثل الخَنْخَنَةِ، و هو أَن یتكلم الرجل كأَنه مَخْنُونٌ من التِّیه و الكِبْر. و ضَرْعٌ خِمْخِمٌ: كثیر اللبن غَزیرُه؛ قال أَبو وَجْزَةَ: و حَبَّبَتْ أَسْقِیَةً عَواكِما، و فَرَّغَتْ أُخْری لها خَماخِما و الخَمْخامُ: رجل من بنی سَدُوس، سُمِّیَ بالخَمْخَمَةِ الخَنْخَنَةِ، و كلُّ ما فی أَسماءِ الشعراء ابن حُمام، بالحاء، إِلا ابن خُمام، و هو ثَعْلَبَةُ بن خُمام بن سَیَّارٍ، فإِنه بالخاء. و الخُمْخُمُ: دُوَیْبَّةٌ فی البحر؛ عن كراع.

خنم؛ ج12، ص: 191

: تَخْنِمُ: اسم موضع؛ قال لبید: و هل یَشْتاقُ مِثْلُك من رُسُومٍ دَوارِسَ، بین تَخْنِمَ و الخِلالِ؟ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی تائه بالزیادة لأَنها لو
(1). و فی روایة: فالصَّمَّان بدل فالخمّان
لسان العرب، ج‌12، ص: 192
كانت أَصلیة لكان فَعْلِلًا، و لیس فی الكلام مثل جَعْفِرٍ.

خندم؛ ج12، ص: 192

: الخِنْدِمانُ: اسم قبیلة: و خِنْدِم: اسم موضع بناحیة مكة. و‌فی حدیث العباس حین أَسَرَهُ أَبو الیَسَرِ یوم بَدْرٍ قال: إِنه لأَعظم فی عینی من الخَنْدَمَةِ؛ قال أَبو موسی: أَظنه جبلًا، قال ابن الأَثیر: هو جبل معروف عند مكة؛ قال ابن بری: كانت به وقعة یوم فتح مكة، و منه یوم الخَنْدَمَةِ، و كان لقیهم خالد بن الوَلید فهَزَمَ المشركین و قَتَلَهم؛ و قال الرَّاعِشُ لامرأَته و كانت لامَتْهُ علی انهزامه: إِنَّكِ لو شاهَدْتِ یومَ الخَنْدَمَهْ، إِذ فَرَّ صَفْوانُ و فَرَّ عِكْرِمَهْ، و لَحِقَتْنا بالسُّیوف المُسْلِمَهْ، یَفْلِقْنَ كلَّ ساعِدٍ و جُمْجُمَهْ ضَرْباً، فلا تُسْمَعُ إِلا غَمْغَمَهْ، لهم نَهِیتٌ، حَوْلَهُ، و حَمْحَمَهْ، لم تَنْطِقِی باللوم أَدنی كَلِمهْ و كان قد قال قبل ذلك: إِن یُقْبِلُوا الیومَ فما بی عِلَّهْ، هذا سِلاحٌ كامِل و أَلَّهْ، و ذو غِرارَیْنِ سَریعُ السِّلَّهْ رأَیت هنا حاشیة أَظنها بخط الشیخ الشاطبی اللغوی صاحبنا، رحمه الله، قال: هذا الرجز نسبه ابن السید البَطَلْیُوسِیّ فی المُثَلَّث للرَّاعِشِ الهُذَلیّ و أَنشده السِّلَّة، بكسر السین، قال: و أَنشده الجوهری فی ترجمة سلل بفتحها، و لم یُسَمِّ الراجز، و ذكر ابن بری هناك أَنه حِماسُ بن قَیْس بن خالد الكنائی، قال: كانت هذه الحاشیة، و كذلك شاهدتُ فی حاشیة المُثَلَّثِ ما مِثاله: كان حِماسُ بن قَیْس ابن خالد أَحَدِ بنی بكر بن كِنانة یُعِدُّ سلاحاً و یصلحه قبل قدوم سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مكة یوم الفتح، فقالت له امرأَته: لما ذا تُعِدُّهُ؟ فقال: لمحمد و أَصحابه و إِنی لأَرجو أَن أُخْدِمَكِ بعضَهُمْ؛ ثم قال: إِن یَلْقَنی الیوم فَما بی علَّه … الأَبیات. و لقیهم خالد و قتل من المشركین أُناساً، ثم انهزموا فخرج حِماسُ بن قَیْس منهزماً، قال: و قیل إِن هذا الرجز لهُرَیْم بن الحَطیم، قاله و هو یحارب بنی جعفر، و كانوا قتلوا أَخاه فحَمَلَ هُرَیْمٌ علی قاتله فقتله، و جعل یَرْتَجِزُ بها، و ذكر ابن هشام فی سِیرة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الرَّاعِشَ و حِماساً و لم یذكر هُریماً، و هذا اختلاف ظاهر.

خوم؛ ج12، ص: 192

: أَرض خامَةٌ أَی وخِیمةٌ؛ حكاه أَبو الجَرَّاحِ، و قد خامَتْ تَخِیمُ خَیَماناً؛ قال ابن سیدة: قال الفراء لا أَعرف ذلك، قال: و هذا الذی قاله الفراء من أَنه لا یعرفه صحیح، إِذ حُكْمُ مثل هذا خامَتْ تَخُومُ خَوَماناً. و الخامةُ: الغَضَّةُ الرِّطْبَةُ من النبات. و‌فی الحدیث: مَثَلُ المؤمن مثل الخامَةِ من الزرع تُمَیِّلُها الریحُ مرة هكذا و مرة هكذا؛ قال الطرماح: إِنما نَحْن مِثْلُ خامةِ زَرْعٍ، فمَتی یَأْنِ یَأْتِ مُحْتَصِدُهْ قال ابن الأَثیر: و هی الطَّاقةُ اللینة، و أَلفها منقلبة عن واو.
لسان العرب، ج‌12، ص: 193‌

خیم؛ ج12، ص: 193

: الخَیْمَةُ: بیت من بیوت الأَعراب مستدیر یبنیه الأَعراب من عیدانِ الشجر؛ قال الشاعر: أَو مَرْخَة خَیَّمَتْ «2». و قیل: و هی ثلاثة أَعواد أَو أَربعة یُلْقَی علیها الثُّمامُ و یُسْتَظَلُّ بها فی الحر، و الجمع خَیْماتٌ و خِیامٌ و خِیَمٌ و خَیْمٌ، و قیل: الخَیْمُ أَعواد تنصب فی القَیْظِ، و تجعل لها عَوَارِضُ، و تُظَلَّلُ بالشجر فتكون أَبرَدَ من الأَخْبِیَةِ، و قیل: هی عیدانٌ یبنی علیها الخِیامُ؛ قال النابغة: فلم یَبْقَ إِلَّا آلُ خَیْمٍ مُنَضَّدٍ، و سُفْعٌ علی آسٍ و نُؤْیٌ مُعَثْلِبُ الآسُ: الرماد. و مُعَثْلِبٌ: مهدوم. و الذی رواه ابن السیرافی علی أَسّ قال: و هو الأَساسُ؛ و یروی عَجُزُهُ أَیضاً: و ثُمٌّ علی عَرْشِ الخِیامِ غَسِیلُ و رواه أَبو عبید للنابغة، و رواه ثعلب لزُهَیرٍ، و قیل: الخَیْمُ ما یبنی من الشجر و السَّعَفِ، یَسْتَظِل به الرجلُ إِذا أَورد إِبله الماء. و خَیَّمَه أَی جعله كالخَیْمَة. و الخَیْمَةُ عند العرب: البیت و المنزل، و سمیت خَیْمَةً لأَن صاحبها یتخذها كالمنزل الأَصلی. ابن الأَعرابی: الخیمة لا تكون إِلا من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ و لا تكون من ثیاب، قال: و أَما المَظَلَّةُ فمن الثیاب و غیرها، و یقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بری: الذی حكاه الجوهری من أَن الخَیْمَةَ بیت تبنیه الأَعراب من عِیدان الشَّجَر هو قول الأَصمعی، و هو أَنه كان یذهب إِلی أَن الخَیْمَةَ إِنما تكون من شجر، فإِن كانت من غیر شجر فهی بیت، و غیره یذهب إِلی أَن الخَیْمَة تكون من الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، و استدل بأن أَصل التَّخْییم الإِقامة، فسُمِّیَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسمیت خَیْمةً؛ قال: و مثلُ بیت النابغة قولُ مُزاحِمٍ: مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا فَبانُوا، و أَمَّا خَیْمُها فَمُقِیمُ قال: و مثله قول زهیر: أَرَبَّتْ به الأَرْواحُ كلَّ عَشِیَّةٍ، فلم یَبْقَ إِلَّا آلُ خَیْمٍ مُنَضَّدِ قال: و شاهد الخِیَمِ قول مُرَقِّشٍ: هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها إِلا الأَثافیَّ و مَبْنَی الخِیَمْ؟ و شاهدُ الخِیامِ قول حَسّان: و مَظْعَن الحَیِّ و مَبْنَی الخِیام و‌فی الحدیث: الشَّهِیدُ فی خَیْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَیْمَةُ: معروفة؛ و منه: خَیَّمَ بالمكان أَی أَقام به و سكنه، و استعارها لِظلِّ رحمة الله و رِضْوانه، و یُصَدِّقُهُ‌الحدیث الآخر: الشهید فی ظِلِّ الله و ظِلِّ عَرْشِه.و‌فی الحدیث: من أَحب أَن یَسْتَخِیمَ له الرجالُ قِیاماً كما یُقامُ بین یدی المُلوك و الأُمراء، و هو من قولهم: خام یَخِیمُ وَ خَیَّمَ یُخَیِّمُ إِذا أَقام بالمكان، و یروی: اسْتَخَمَّ و اسْتَجَمَّ، و قد تقدما. و الخِیامُ أَیضاً: الهَوادِجُ علی التشبیه؛ قال الأَعشی: أَ مِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خیامِكم علی نَبإٍ، إِنّ الأَشافیّ سَائل
(2). قوله [أَو مرخة خیمت] كذا بالأَصل، و الشطرة موجودة بتمامها فی التهذیب و هی: أَو مرخة خیمت فی أَصلها البقر
لسان العرب، ج‌12، ص: 194
و أَخامَ الخَیْمَةَ و أَخْیَمَها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابی. و تَخَیَّم مكانَ كذا: ضَرَب خَیْمَتَهُ. و خَیَّمَ القومُ: دخلوا فی الخَیْمة. و خَیَّمُوا بالمكان: أَقاموا؛ و قال الأَعشی: فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً، و كانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَیْثُ خَیَّمَا و العرب تقول: خَیَّمَ فلان خَیْمَةً إِذا بناها، و تَخَیَّمَ إِذا أَقامَ فیها؛ و قال زهیر: وضَعْنَ عِصِیَّ الحاضِرِ المُتَخَیِّمِ و خَیَّمَت الرائحة الطیِّبةُ بالمكان و الثوب: أَقامت و عَبِقَت به. و خَیِّمَ الوَحْشِیُّ فی كِناسه: أَقامَ فیه فلم یَبْرَحْهُ. و خَیَّمَه: غَطَّاه بشی‌ء كی یَعْبق به؛ و أَنشد: مَعَ الطِّیبِ المُخَیَّم فی الثیاب أَبو عبید: الخِیمُ الشیمَة و الطبیعة و الخُلُق و السجیة. و یقال: خِیم السیف فِرِنْدُه، و الخِیمُ: الأَصل؛ و أَنشد: و مَنْ یَبْتَدِعْ ما لَیْس مِن خِیم نَفْسِه، یَدَعْه و یَغْلِبْه علی النفسِ خِیمُها ابن سیدة: الخِیمُ، بالكسر، الخُلُق، و قیل: سَعة الخُلُق، و قیل: الأَصل فارسی معرَّب لا واحد له من لفظه. و خامَ عنه یَخِیم خَیْماً و خَیَماناً و خُیُوماً و خِیاماً و خَیْمومة: نَكَصَ و جَبُنَ، و كذلك إِذا كاد یكید كیداً فرجع علیه و لم یر فیه ما یحب، و نَكَلَ و نَكَصَ، و كذلك خامُوا فی الحرْب فلم یَظْفَرُوا بخیر و ضعُفوا؛ و أَنشد: رَمَوْنی عن قِسِیِّ الزُّور، حتی أَخامَهُمُ الإِلَهُ بها فَخامُوا و الخَائِمُ: الجَبان. و خامَ عن القِتال یَخِیمُ خَیماً و خام فیه: جَبُن عنه؛ و قول الهذلی جُنادة بن عامر: لعَمْرُك مَا وَنَی ابْنُ أَبی أُنَیْسٍ، و لا خامَ القِتالَ و لا أَضاعا قال ابن جنی: أَراد حرف الجر و حذَفَه أَی خامَ فی القتال، و قال: خامَ جَبُنَ و تَراجع؛ قال ابن سیدة: و هو عندی من معنی الخَیْمَةِ، و ذلك أَن الخَیْمَة تُعطف و تُثْنی علی ما تحتها لتَقیه و تحفظه، فهی من معنی القَصْر و الثَّنْی، و هذا هو معنی خامَ لأَنه انكَسَر و تراجع و انثنی، أَ لا تَراهم قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سیدة: و الخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما یَنْبتُ علی ساقٍ واحدة، و قیل: هی الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، و قیل: هی الشجرة الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابی: الخامة السُّنْبُلة، و جمعها خامٌ. و الخامة: الفُجْلة، و جمعها خام؛ قال أَبو سعید الضریر: إِن كانت محفوظة فلیست من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: و ابن الأَعرابی أَعْرَفُ بكلام العرب من أَبی سعید، و قد جعل الخامة من كلام العرب بمعنیین مختلفین، و الخامُ من الجلود: ما لم یُدْبغ أَو لم یُبالَغْ فی دبغه. و الخامُ: الدِّبْسُ الذی لم تَمسه النار؛ عن أَبی حنیفة، قال: و هو أَفضله. و الخِیمُ: الحَمْضُ. ابن بری: و خِیماءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: و خِیَمٌ: جبل معروف؛ قال جریر: أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَیْ خِیَمْ و خِیمٌ: موضع معروف. و المَخِیمُ: موضعان؛ قال أَبو ذؤیب: ثم انْتَهی بَصَری عنهُمْ، و قَدْ بَلَغُوا بطنَ المَخِیم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا
لسان العرب، ج‌12، ص: 195
قال ابن جنی: المَخِیمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، و عِزَّة باب قَلِقَ. و حكی أَبو حنیفة: خامت الأَرض تَخِیمُ خَیَماناً، و زعم أَنه مقلوب من وَخُمَتْ؛ قال ابن سیدة: و لیس كذلك، إِنما هو فی معناه لا مقلوب عنه. و خِمْتُ رِجْلی خَیْماً إِذا رفعتها؛ و أَنشد ثعلب: رَأَوْا وَقْرَةً فی السّاقِ مِنّی فحاولوا جُبُورِیَ، لما أَن رأَوْنی أُخِیمُها الفراء و ابن الأَعرابی: الإِخامَةُ أَن یصیِب الإِنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ فی رِجْله، فلا یستطیع أَن یُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأَرض فیُبْقِی علیها؛ یقال: إِنه لیُخِیم إِحدی رجْلیه. أَبو عبید: الإِخامَةُ للفرس أَن یرفع إِحدی یدیه أَو إِحدی رجلیه علی طَرَفِ حافره؛ و أَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب أَیضاً: رَأَوْا وَقْرَةً فی السَّاقِ مِنِّی فحاولوا جُبُوریَ، لما أَن رأَوْنی أُخِیمُها

فصل الدال المهملة؛ ج12، ص: 195

دأم؛ ج12، ص: 195

: دَأَمَ الحائطَ علیه دَأَماً: دفعه. قال اللیث: الدَّأْمُ إِذا دفعت حائِطاً فَدَأَمْتَهُ بمرّة واحدة علی شی‌ء فی وَهْدَةٍ، تقول: دَأَمْتُهُ علیه. و دَأَمْتُ الحائط أَی رفعته مثل دعَمْتُهُ. و تَداءَمَتْ علیه الأُمور و الأَهْوالُ و الهمومُ و الأَمواج، بوزن تَفاعَلَتْ، و تَدَأَّمَتْهُ؛ الأَخیرة مُعَدَّاةٌ بغیر حرف: تراكمت علیه و تزاحمت و تَكَسَّرَ بعضُها علی بعض. و تَدَأّمَهُ الماءُ: غمره، و هو تَفَعَّل؛ و أَنشد لرؤبة: كما هَوی فِرْعَوْنُ، إِذْ تَغَمْغَما، تحت ظِلال المَوْجِ، إِذ تَدَأّما الأَصمعی: تَداءَمَهُ الأَمرُ مثل تَداعَمَهُ إِذا تراكم علیه و تكسَّر بعضُه فوق بعض. و تَدَأّمَ الفحلُ الناقةَ أَی تَجَلَّلها. و الدَّأْمُ: ما غَطَّاك من شی‌ء. و جیش مِدْأَمٌ: یَرْكبُ كلَّ شی‌ء. أَبو زید: تَدَأّمْتُ الرجل تَدَؤُّماً إِذا وَثَبْت علیه فركبته. أَبو عبید: و الدَّأْماء البحر، علی فَعْلاء؛ قال الأَفوَهُ الأَوْدیّ: و اللَّیْل كالدَّأَماءِ مُسْتَشْعِرٌ، من دونه، لَوْناً كلَوْنِ السَّدُوس

دجم؛ ج12، ص: 195

: دُجَمُ العِشْقِ و الباطل: غَمَراتُه؛ یقال: انْقَشَعَتْ دُجمُ الأَباطیل. و إِنه لفی دُجَمِ الهَوی أَی فی غَمَراتِهِ و ظُلَمِهِ، الواحدة دُجْمَةٌ. قال الأَزهری: و قد قیل دِجْمَةٌ و دِجَمٌ للعادات. ابن بری: دَجَمَ اللیلُ دُجْمَةً و دَجْماً أَظلم. و الدِّجْمُ: الخُلُق. و یقال: إِنك علی دِجْمٍ كریم أَی خُلُقٍ، و دجملٌ كریم مثله؛ قال رؤبة: و اعْتَلَّ أَدْیانُ الصِّبا و دِجَمُهْ و دِجْمُ الرجل: صاحبه. و دَجِمَ الرجلُ و دُجِمَ: حزن، و الدَّجْمُ من الشی‌ء: الضرب منه؛ و قول رؤبة: و كَلَّ من طُولِ النِّضالِ أَسْهُمُهْ، و اعْتَلَّ أَدْیانُ الصِّبا و دِجَمُهْ قیل فی تفسیره: دِجَمُهُ أَخْدانُه و أَصحابه، الواحد دِجْمٌ؛ قال ابن سیدة: و هذا خطأٌ لأَن فِعْلًا لا یجمع علی فِعَلٍ إِلا أَن یكون إِسماً للجمع، و المعنی أَن الذی كان یتابعنی فی الصِّبا اعْتَلّ علیّ. و تقول العرب: أَ مِنْ هذا الدَّجْمِ أَنت أَی من هذا الضرب. ابن الأَعرابی: الدُّجُومُ واحدهم دِجْمٌ، و هم خاصة
لسان العرب، ج‌12، ص: 196
الخاصة، و مثله قِدْرٌ و قُدور، و الصَّاغِیَةُ و الحُزانة و الحُزابة مثله، و الحُزانة: مَنْ حَزَنَهُ أَمْرُهُ، و الحُزابة: من حَزَبَهُ، و فلان مُداجِمٌ لفلان و مُدامِجٌ له، و ما سمعت له دَجْمَةً و لا دُجْمَةً أَی كلمة. أَبو زید: هو علی تِلك الدُّجْمَةِ و الدُّمْجَةِ أَی الطریق.

دحم؛ ج12، ص: 196

: الدَّحْمُ: الدفع الشدید. ابن الأَعرابی: دَحَمَهُ دَحْماً إِذا دفعه؛ قال رؤبة: ما لم یُبِجْ یَأْجُوجَ رَدْمٌ یَدْحَمُهْ أَی یدفعه؛ و منه سمی الرجل دَحْمانَ و دُحَیْماً. و الدَّحْمُ: النكاح. و دَحَمَ المرأَة یَدْحَمُها دَحْماً: نكحها؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه قیل له أَ نَطَأُ فی الجنة؟ قال: نعم و الذی نفسی بیده دَحْماً دَحْماً، فإِذا قام عنها رَجعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْراً‌قال ابن الأَثیر: هو النكاح و الوطء بدفع و إِزعاج، و انتصابه بفعل مضمر أَی یَدْحَمُونَ دَحْماً یجامعون، و التكریر للتأكید، هو بمنزلة قولهم لقیتهم رجلًا رجلًا، أَی دَحْماً بعد دَحْمٍ. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: و ذكر أَهل الجنة فقال إِنما یَدْحَمُونَهُنَّ دَحْماً.و هو من دِحْمِ فلان أَی من أَصله و شَجَرته؛ عن كراع. و قد سَمّتْ دَحْماً و دُحَیْماً و دَحْمانَ. و دَحْمَةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو النجم: لم یَقْضِ أَن یَمْلِكَنا ابْنُ الدَّحَمَهْ حَرَّكَ احتیاجاً، یعنی یَزیدَ بن المُهَلَّبِ.

دحسم؛ ج12، ص: 196

: اللیث: الدُّحْسُمُ و الدُّماحِسُ الغلیظان. ابن سیدة: الدُّحْسُمُ و الدُّحْمُسُ و الدُّماحِس و الدُّحْسُمانیُّ و الدُّحْمُسانیُّ كل ذلك العظیم مع سواد. الدُّماحِسُ: السیِّ‌ء الخلق. و الدُّحْسُمانیُّ و الدُّحْمُسانیُّ: السمین الحادر فی أُدْمةٍ. الدُّحْسُمان، بالضم: قَلْبُ الدُّحْمُسانِ، و هو الآدَمُ السمین. و‌فی الحدیث: كان یُبایِعُ الناسَ و فیهم رجل دُحْسُمانٌ؛ قال ابن الأَثیر: الدُّحْسُمانُ و الدُّحْمُسانُ الأَسود الغلیظ، و قیل: السمین الصحیح الجسم، و قد یلحق بهما یاء النسب كأحْمَرِیّ.

دحلم؛ ج12، ص: 196

: الدَّحْلَمَةُ: دَهْوَرَتُك الشی‌ء من جبل أَو بئر؛ و أَنشد: كَمْ مِنْ عَدُوّ زال أَو تَدَحْلَمَا، كأَنه فی هُوَّةٍ تَقَحْذَمَا تَدَحْلَمَ إِذا تَهَوَّرَ فی بئر أَو من جبل.

دخم؛ ج12، ص: 196

: الدَّخْمُ: ضرب من النكاح، قیل: هو دَفْعٌ فی إِزعاج، دَخَمَها یَدْخَمُها دَخْماً، و الحاء المهملة لغة.

دخشم؛ ج12، ص: 196

: دَخْشَمٌ: اسم رجل. قال ابن بری: و الدَّخْشَم القصیر؛ قال الراجز: إِذا ثَنَتْ أَسْحَجَ غیر دَخْشَمِ، و أَرْجَفَتْهُ رَجَفانَ الكَرْزَمِ و الكَرْزَمُ و الكَرْزَنُ جمیعاً: الفأْس؛ عن أَبی عمرو.

ددم؛ ج12، ص: 196

: الدُّوادِمُ و الدُّوَدِمُ، علی وزن الهُدَبِدِ: شی‌ء شِبْهُ الدَّمِ یخرج من السَّمُرَةِ، و خاصّته مذكورة فی باب الصُّموغِ؛ قال الأَزهری: هو الحُذالُ. یقال: قد حاضت السَّمُرَةُ إِذا خرج ذلك منها، و قال فی موضع آخر: الدِّمْدِمُ ما یبس من الكلإِ و الشجر، و قیل: هو الدِّنْدِنُ؛ قال ابن بری: قال أَبو زیاد الحُذالُ شی‌ء آخر غیر الدُّوَدِمِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 197
یشبهه، یأكله مَنْ یعرفه و منْ لا یعرفه یظنه دُوَدِماً.

درم؛ ج12، ص: 197

: اللیث: الدَّرَمُ استواء الكعب و عَظْم الحاجِب و نحوه إِذا لم یَنْتَبِرْ فهو أَدْرَمُ، و الفعل دَرِمَ یَدْرَمُ فهو دَرِمٌ. الجوهری: الدَّرَمُ فی الكعب أَن یوازِیَهُ اللحمُ حتی لا یكون له حَجْمٌ. ابن سیدة: دَرِمَ الكعبُ و العُرْقوب و الساق دَرَماً، و هو أَدْرَمُ، استوی. و مكان أَدْرَمُ: مستوٍ، و كعب أَدْرَمُ؛ و أَنشد الجوهری: قامَتْ تُرِیكَ، خَشْیَةً أَن تَصرِمَا، ساقاً بَخَنْداةً، و كَعْباً أَدْرَمَا و مَرافقها دُرْمٌ؛ و‌فی حدیث أَبی هریرة أَن العَجَّاجَ أَنشده: ساقاً بَخَنْداةً و كَعْباً أَدْرَمَا قال: الأَدْرَمُ الذی لا حَجْمَ لعِظامه؛ و منه الأَدْرَمُ الذی لا أَسنان له، و یرید أَن كعبها مستو مع الساق لیس بِناتٍ، فإِن استواءه دلیل السمن، و نُتُوُّهُ دلیلُ الضعف. و دَرِمَ العظمُ: لم یكن له حَجْمٌ. و امرأَة دَرْماء: لا تستبین كُعُوبُها و لا مَرافِقُها؛ و أَنشد ابن بری: و قد أَلهُو، إِذا ما شِئتُ، یَوْماً إِلی دَرْماءَ بَیْضاء الكُعُوبِ و كل ما غطاه الشحمُ و اللحمُ و خفی حَجْمُهُ فقد دَرِمَ. و دَرِمَ المِرْفَقُ یَدْرَمُ دَرَماً. و دِرْع دَرِمَةٌ: ملساء، و قیل: لینة مُتَّسِقة؛ قالت: یا قائدَ الخَیْلِ، و مُجْتابَ الدِّلاصِ الدَّرِمَه شمر: و المُدَرَّمَةُ من الدُّرُوع اللینةُ المستویةُ؛ و أَنشد: هاتِیكَ تَحْمِلُنی و تَحْمِلُ شِكَّتی، و مُفاضَةً تَغْشَی البَنانَ مُدَرَّمَهْ و یقال لها الدَّرِمَةُ. و دَرِمَتْ أَسنانه: تحاتَّتْ، و هو أَدْرَمُ. و الأَدْرَمُ: الذی لا أَسنان له. وَ دَرِمَ البعیرُ دَرَماً، و هو أَدْرَمُ إِذا ذهبت جلدة أَسنانه و دنا وقوعها. و أَدْرَمَ الصبیُّ: تحركت أَسنانه لیَسْتَخْلِفَ أُخَرَ. و أَدْرَمَ الفصیلُ للإِجْذاعِ و الإِثْناءِ، و هو مُدْرِمٌ، و كذلك الأُنثی، إِذا سقطتْ رَواضِعُهُ. أَبو الجَرَّاح العُقَیلیّ: و أَدْرَمَت الإِبلُ للإِجْذاعِ إِذا ذهبت رواضعها و طلع غیرها، و أَفَرَّتْ للإِثْناء، و أَهْضَمَتْ للإِرْباعِ و الإِسْداس جمیعاً؛ و قال أَبو زید مثله، قال: و كذلك الغنم؛ قال شمر: ما أَجودَ ما قال العقیلیّ فی الإِدْرامِ ابن السكیت: و یقال للقَعُود إِذا دَنا وقوعُ سِنِّه فذهب حِدَّةُ السِّنِّ التی ترید أَن تقع: قد دَرِمَ، و هو قَعُودٌ دارِمٌ. ابن الأَعرابی: إِذا أَثْنی الفرسُ أَلقی رواضِعهُ، فیقال أَثنی و أَدْرَمَ للإِثناء، ثم هو رَباعٌ، و یقال: أَهْضَمَ للإِرْباعِ. و قال ابن شمیل: الإِدْرامُ أَن تسقط سِنُّ البعیر لِسِنٍّ نَبَتَتْ، یقال: أَدْرَمَ للإِثْناء و أَدْرَمَ للإِرْباعِ و أَدْرَمَ للإِسْداسِ، فلا یقال أَدْرَمَ للبُزول لأَن البازِلَ لا ینبت إِلا فی مكان لم یكن فیه سِنٌّ قبله. و دَرَمَتِ الدابةُ إِذا دَبَّتْ دَبیباً. و الأَدْرَمُ من العَراقیب: الذی عظمت إِبْرَتُه. و دَرَمَتِ الفأْرة و الأَرنبُ و القُنْفُذُ تَدْرِمُ، بالكسر، دَرْماً و دَرِمَتْ دَرَماً و دَرِماً و دَرَماناً و دَرامةً: قاربت الخَطْوَ فی عَجَلَةٍ؛ و منه سمی دارِمُ بن مالك بن
لسان العرب، ج‌12، ص: 198
حَنظَلَة بن مالك بن زید مَناةَ بن تمیم، و كان یسمی بَحْراً، و ذلك أَن أَباه لما أَتاه قوم فی حَمالَةٍ فقال له: یا بَحْرُ ائْتِنی بخَریطة، فجاءه یَحْمِلُها و هو یَدْرِمُ تحتها من ثقلها و یقارب الخَطْوَ، فقال أَبوه: قد جاءكم یُدارِمُ، فسمِّی دارِماً لذلك. و الدَّرْماءُ: الأَرنب؛ و أَنشد ابن بری: تَمَشَّی بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، كأَنْ بَطْن حُبْلی ذات أَوْنَیْنِ مُتْئِم قال ابن بری: یصف رَوْضَةً كثیرة النبات تمشی بها الأَرنب ساحبةً قُصْبها حتی كأَن بطنها بَطْنُ حبلی، و الأَوْنُ: الثِّقْلُ، و الدَّرِمَةُ و الدَّرَّامَةُ: من أَسماء الأَرنب و القُنفُذ. و الدَّرَّامُ: القنفذ لدَرَمانه. و الدرَمانُ: مِشْیَةُ الأَرنب و الفأْرِ و القُنْفُذِ و ما أَشبهه، و الفعل دَرَمَ یَدْرِمُ. و الدَّرَّامُ: القبیح المِشْیَةِ و الدَّرَامةِ. و الدَّرَّامةُ من النساء: السیئة المشی القصیرةُ مع صغر؛ قال: من البِیضِ، لا دَرَّامَةٌ قَمَلِیَّةٌ، تَبُذُّ نِساء الناس دلًّا و مِیسَمَا و الدَّرُومُ: كالدَّرَّامَةِ، و قیل: الدَّروم التی تجی‌ء و تذهب باللیل. أَبو عمرو: الدَّرُومُ من النُّوق الحسنة المِشْیة. ابن الأَعرابی: و الدَّرِیمُ الغلام الفُرْهُدُ الناعم. و دَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إِذا دَبَّت دَبیباً. و الدَّرْماءُ: نبات سُهْلیٌّ دسْتیّ، لیس بشجر و لا عُشْب، ینبت علی هیئة الكَبِد و هو من الحَمْض؛ قال أَبو حنیفة: لها ورق أَحمر، تقول العرب: كنا فی دَرْماء كأَنها النهار. و قال مُرة: الدَّرْماء ترتفع كأَنها حُمَةٌ، و لها نَوْرٌ أَحمر، ورقها أَخضر، و هی تشبه الحَلَمَة. و قد أَدْرَمَتِ الأَرض. و الدَّارِمُ: شجر شبیه بالغَضَا، و لونه أَسود یَسْتاك به النساء فَیُحَمِّرُ لِثاتهن و شِفاهَهُنَّ تحمیراً شدیداً، و هو حِرِّیف، رواه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: إِنما سَلّ فُؤادی دَرَمٌ بالشَّفَتین و الدَّرِمُ: شجر تتخذ منه حبال لیست بالقَویَّةِ. و دارِمٌ: حیٌّ من بنی تمیم فیهم بیتها و شرفها، و قد قیل: إِنه مشتق من الدَّرَمان الذی هو مقاربة الخطوِ فی المشی، و قد تقدم. و دَرِمٌ، بكسر الراء: اسم رجل من بَنی شَیْبانَ. و فی المثل: أَوْدَی دَرِم، و ذلك أَنه قُتِلَ فلم یُدْرَكْ بثَأْره فصار مثلًا لِما یُدْرَكْ به؛ و قد ذكره الأَعشی فقال: و لم یُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَی له، كما قیل فی الحرب: أَوْدی دَرِمْ أَی لم یَهْلِكْ مَن سعیت له؛ قال أَبو عمرو: هو دَرِمُ بن دبّ «3» بن ذُهْلِ بن شَیْبانَ؛ و قال المؤَرِّج: فُقِدَ كما فُقدَ القارِظ العَنَزِی فصار مثلًا لكل من فُقِدَ؛ قال ابن بری: و قال ابن حبیب كان دَرِمٌ هذا هَرَبَ من النُّعْمانِ فطلبه فأُخِذَ فمات فی أَیدیهم قبل أَن یصلوا به، فقال قائلهم: أَوْدَی دَرِمٌ، فصارت مثلًا. و عِزٌّ أَدْرَمُ إِذا كان سمیناً غیر مهزول؛ قال رؤبة: یَهْوُونَ عن أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما و بنو الأَدْرَمِ: حَیٌّ من قریش، و فی الصحاح: و بنو الأَدْرَمِ قبیلة.
(3). قوله [ابن دب] هو هكذا فی الأَصل بتشدید الباء، و الذی فی التهذیب: درب، براء بعد الدال و بتخفیف الباء
لسان العرب، ج‌12، ص: 199‌

درخم؛ ج12، ص: 199

: الجوهری: الدُّرَخْمِینُ الدّاهیة، بوزن شُرَحْبِیلٍ؛ قال دَلَمٌ و كنیته أَبو زُغْبَةَ العَبْشَمِیّ: أَنْعَتُ من حَیَّاتِ بُهْلٍ كشحین، صِلَّ صَفاً داهیةً دُرَخْمِینْ

دردم؛ ج12، ص: 199

: مَرَةٌ دِرْدِمٌ: تذهب و تجی‌ء باللیل. الجوهری: الدِّرْدِمُ الناقة المسنة.

درعم؛ ج12، ص: 199

: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ، و سیأتی ذكره.

درقم؛ ج12، ص: 199

: الدِّرْقِمُ: الساقط، و قیل: هو من أَسماء الرجال، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی.

درهم؛ ج12، ص: 199

: المُدْرَهِمُّ: الساقط من الكِبَرِ، و قیل: هو الكبیرُ السِّنِّ أَیّاً كان. و قد ادْرَهَمَّ یَدْرَهِمُّ ادْرِهْماماً أَی سقط من الكبر؛ و قال القُلاخُ: أَنا القُلاخُ فی بُغائی مِقْسَما، أَقْسمْتُ لا أَسْأَمُ حتی یَسْأَما، و یَدْرَهِمَّ هَرَماً و أَهْرَما و ادْرَهَمَّ بصرُه: أَظلم. و الدِّرْهَمُ و الدِّرْهِمُ: لغتان، فارِسِیّ مُعَرَّبٌ مُلْحَقٌ ببناء كلامهم، فدِرْهَمٌ كهِجْرَعٍ، و دِرْهِمٌ، بكسر الهاء، كحِفْرِدٍ، و قالوا فی تصغیره دُرَیْهِیم، شاذة، كأَنَّهم حَقَّرُوا دِرْهاماً، و إِن لم یتكلموا به؛ هذا قول سیبویه، و حكی بعضهم دِرْهام، قال الجوهری: و ربما قالوا دِرْهام؛ قال الشاعر: لو أَنَّ عِنْدی مائتی دِرْهامِ، لجاز فی آفاقِها خاتامی «1». و جمع الدِّرْهَمِ دَراهِمُ؛ ابن سیدة: و جاء فی تكسیره الدَّراهِیمُ؛ و زعم سیبویه أَن الدَّراهِیمَ إِنما جاء فی قول الفرزدق: تَنْفِی یَداها الحَصی فی كلِّ هاجِرَةٍ، نَفْیَ الدَّراهِیمِ تَنْقادُ الصَّیاریفِ قال ابن بری: شَبَّهَ خروج الحصی من تحت مَناسِمِها بارتفاع الدراهم عن الأَصابع إِذا نُقِدَتْ. و رجل مُدَرْهَمٌ، و لا فعل له، أَی كثیر الدَّراهِمِ؛ حكاه أَبو زید، قال: و لم یقولوا دُرْهِمَ؛ قال ابن جنی: لكنه إِذا وجد اسم المفعول فالفعل حاصِلٌ. و دَرْهَمَتِ الخُبَّازی: استدارت فصارت علی أَشكال الدَّراهِمِ، اشتقوا من الدراهِمِ فِعْلًا و إِن كان أَعجمیّاً. قال ابن جنی: و أَما قولهم دَرْهَمَتِ الخُبَّازی فلیس من قولهم رجل مُدَرْهَمٌ.

دسم؛ ج12، ص: 199

: الدَّسَمُ: الوَدكُ، و فی التهذیب: كل شی‌ء له ودَكٌ من اللحم و الشحم، و شی‌ء دَسِمٌ و قد دَسِمَ، بالكسر، یَدْسَمُ فهو دَسِمٌ و تَدَسّمَ؛ أَنشد سیبویه لابن مُقْبِلٍ: و قِدْر ككَفِّ القِرْدِ لا مُسْتَعِیرُها یُعارُ، و لا مَنْ یَأْتِها یَتَدَسَّمُ و الدِّسَمُ: الوَضَرُ و الدَّنَسُ؛ قال: لاهُمَّ، إِنَّ عامِرَ بن جَهْمِ أَوْذَمَ حَجّاً فی ثِیابٍ دُسْمِ یعنی أَنه حَجَّ و هو مُتَدَنِّسٌ بالذنوب، و أَوْذَمَ الحَجَّ: أَوجبه. و تَدْسِیم الشی‌ء: جَعْلُ الدَّسَمِ علیه. و ثیاب دُسْمٌ: وَسِخَةٌ. و یقال للرجل إِذا تَدَنَّسَ بمَذامِّ الأَخلاق: إِنه لَدَسِمُ الثوبِ، و هو كقولهم: فلان أَطْلَسُ الثوبِ. و فلان أَدْسَم
(1). قوله [لو أَن عندی إِلخ] فی التكملة ما نصه: هذا الإِنشاد فاسد، و الروایة: لو أَن عندی مائتی درهام لابتعت داراً فی بنی حرام و عشت عیش الملك الهمام و سرت فی الأَرض بلا خاتام
لسان العرب، ج‌12، ص: 200
الثوب و دَنِسُ الثوب إِذا لم یكن زاكیاً؛ و قول رؤبة یصف سَیْحَ ماءٍ: مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما، فَخِمْنَ، إِذْ هَمَّ بأَنْ یَخِیما المُنْفَجِرُ: المُنْفَتِحُ الكثیر الماء، و كَوْكَبُ كلِّ شی‌ء: معظمه، و المَدْسُومُ: المَسْدُودُ، و الدَّسْمُ: حَشْوُ الجوف. و دَسَمَ الشی‌ءَ یَدْسُمُهُ، بالضم، دَسْماً: سَدَّهُ؛ قال رؤبة یصف جُرْحاً: إِذا أَرَدْنا دَسْمَهُ تَنَفَّقا، بناجِشات المَوْتِ، أَو تَمطَّقا و یروی: إِذا أَرادوا دَسْمَهُ، و تَنَفَّقَ: تشقق من جوانبه و عَمِل فی اللحم كهیئة الأَنْفاقِ، الواحد نَفَقٌ، و هو كالسَّرَبِ، و منه اشْتُقَّ نافِقاءُ الیَرْبُوع، و الناجِشاتُ: التی تُظْهِرُ الموتَ و تستخرجه، و ناجِشُ الصَّید: مُسْتَخْرِجُهُ من موضعه، و التَّمَطُّقُ: التَّلَمُّظُ. و الدِّسامُ: ما دُسِمَ به. الجوهری: الدِّسامُ، بالكسر، ما تُسَدُّ به الأُذن و الجرح و نحو ذلك، تقول منه: دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ، بالضم، دَسْماً. و الدِّسامُ: السِّدادُ، و هو ما یُسَد به رأْس القارورة و نحوها. و‌فی بعض الأَحادیث: إِن للشیطان لَعُوقاً و دِساماً؛ الدِّسامُ: ما تسد به الأُذن فلا تَعِی ذِكْراً و لا موعظة، یعنی أَن له سِداداً یمنع به من رؤیة الحق؛ و كل شی‌ء سَدَدْتَهُ فقد دَسَمْتَهُ دَسْماً، یعنی أَن وَساوِسَ الشیطان مهْما وَجَدتْ مَنْفَذاً دخلتْ فیه. و دَسَمَ القارورة دَسْماً: شدَّ رأْسها. و الدُّسْمَةُ: ما یُشَدُّ به خَرْقُ السِّقاء. و‌فی حدیث الحسن فی المُسْتَحاضة: تغتسل من الأُولی إِلی الأُولی و تَدْسُمُ ما تحتها، قال أَی تَسُدّ فَرْجَها و تحتشی من الدِّسامِ السِّدادِ. و الدُّسْمَةُ: غُبْرَةٌ إِلی السواد، دَسِمَ و هو أَدْسَمُ. ابن الأَعرابی: الدُّسْمَةُ السواد، و منه قیل للحَبشیّ: أَبو دُسْمَةَ. و‌فی حدیث عثمان: رأَی صَبِیّاً تأْخذه العینُ جَمالًا، فقال: دَسِّمُوا نُونَتَهُ‌أَی سَوِّدُوها لئلا تصیبه العین، قال: و نُونَتُهُ الدائرة المَلیحةُ التی فی حَنَكه، لتردّ العین عنه. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه خطب و علی رأْسه عمامة دَسْماء‌أَی سوداء؛ و‌فی حدیث آخر: خرج و قد عَصَبَ رأْسه بعمامة دَسِمَةٍ.و‌فی حدیث هند: قالت یوم الفتح لأَبی سُفْیان اقتلوا هذا الدَّسِمَ الأَحْمَشَ‌أَی الأَسود الدنی‌ء. و الدُّسْمَةُ: الرَّدی‌ء من الرجال، و قیل: الدَّنی‌ء من الرجال، و قیل: الدُّسْمَةُ الرَّدی‌ء الرَّذْلُ؛ أَنشد أَبو عمرو لبشیر الفِرَبْریّ: شَنِئْتُ كلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ ابن الأَعرابی: الدَّسِیمُ القلیلُ الذِّكْرِ، و‌فی حدیث أَبی الدَّرْداء: أَ رَضِیتمْ إِن شبعتم عاماً لا تَذْكرون الله إِلا دَسْماً، یرید ذِكْراً قلیلًا، من التَّدْسِیم و هو السواد الذی یُجْعَلُ خلف أُذن الصبیِّ لكیلا تصیبه العین، و لا یكون إِلا قلیلًا؛ و قال الزمخشری: هو من دَسَمَ المطرُ الأَرْضَ إِذا لم یبلغ أَن یَبُلَّ الثَّرَی. و الدَّسِیمُ: القلیل الذكر، و منه‌قوله لا تذكرون الله إِلا دَسْماً؛ قال ابن الأَعرابی: یكون هذا مَدْحاً و یكون ذمّاً، فإِذا كان مدحاً فالذكر حَشْوُ قلوبِهِمْ و أَفواهِهِمْ، و إِن كان ذمّاً فإِنما هم یذكرون الله ذكراً قلیلًا من التَّدْسِیم، قال: و مثله‌أَن رجلًا ذُكِر بین یَدَیْ سیدنا رسول الله،
لسان العرب، ج‌12، ص: 201
صلی الله علیه و سلم، فقال: ذاك رجل لا یَتَوَسَّدُ القرآن؛ یكون هذا أَیضاً مدحاً و ذمّاً، فالمدح أَنه لا ینام اللیل فلا یَتَوَسَّدُ فیكون القرآن مُتَوَسَّداً معه، و الذم أَنه لا یَحْفَطُ من القرآن شیئاً، فإِذا نام لم یَتَوَسَّدْ معه القرآن، قال الأَزهری: و القول هو الأَول، و قیل: معناه لا یذكرون الله إِلا دَسْماً أَی ما لهم هَمٌّ إِلا الأَكل و دَسْم الأَجواف، قال: و نصب دَسْماً علی الخلاف. و دَسَمَ المطرُ الأَرضَ: بَلَّها و لم یُبالِغْ. و یقال: ما أَنت إِلَّا دُسْمَةٌ أَی لا خیر فیه. و یقال للرجل إِذا غَشِیَ جاریَتَهُ: قد دَسَمها. و دَسَم المرأَة دَسْماً: نكحها؛ عن كراع. و دُسْمانُ: موضع. و الدَّیْسَمُ: الثعلب، و قیل: وَلَدُ الثعلب من الكَلْبَة. و الدَّیْسَمُ: ولد الذئْب من الكلبة، و قیل: ولد الدُّبِّ، و قیل: فَرْخُ النحل «2»، و قال ابن الأَعرابی: الدَّیْسَمُ الدُّبُّ؛ و أَنشد: إِذا سَمعَتْ صَوْتَ الوَبِیل، تَشَنَّعَتْ تَشَنُّعَ فُدْسِ الغارِ، أَو دَیْسَمٍ ذَكَر و قال المبرد: الدَّیْسَمُ ولد الكلبة من الذئب، و السَّمْعُ ولد الضبع من الذئب. الجوهری: الدَّیْسَمُ ولد الدُّبِّ، قال: و قلت لأَبی الغَوْث یقال إِنه ولد الذِّئْبِ من الكلبة فقال: ما هو إِلا ولد الدُّبِّ. و دَسَمَ الأَثَرُ: مثل طَسَمَ. و الدَّیْسَمُ: الظُّلْمةُ. و دَیْسَم: اسم؛ أَنشد ابن دُرَیْدٍ: أَخشی علی دَیْسَمَ من بَردِ الثَّرَی، أَبی قَضاءُ الله إِلا ما تَرَی تَرَكَ صَرْفه للضرورة. و سُئِلَ أَبو الفتح صاحِبُ قُطْرُبٍ، و اسم أَبی الفتح دَیْسَم، فقال: الدَّیْسَمُ «3» الذُّرَة. و فی الصحاح: الدَّیْسمَةُ الذرة. و الدَّیْسَمُ: نبات.

دشم؛ ج12، ص: 201

: الدُّشْمَةُ: الرجل الذی لا خیر فیه.

دعم؛ ج12، ص: 201

: دَعَمَ الشی‌ءَ یَدْعَمُه دَعْماً: مال فأَقامه. و الدِّعْمَةُ: ما دَعَمَهُ به. و الدِّعامُ و الدِّعامَةُ: كالدِّعْمَةِ؛ قال: لما رأَیْتُ أَنَّهُ لا قامَهْ، و أَنَّنی ساقٍ علی السَّآمَهْ، نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ اللیث: الدَّعْمُ أَن یمیلَ الشی‌ء فَتَدْعَمَهُ بدِعامٍ كما تَدْعَمُ عُروشَ الكَرْمِ و نحوه، و الدِّعامَةُ: اسم الخشبة التی یُدْعَمُ بها، و المَدْعُومُ: الذی یمیل فتَدْعَمُهُ لیستقیم. و‌فی حدیث أَبی قتادة: فمال حتی كاد ینْجَفِلُ فأَتیته فَدَعَمْتُهُ‌أَی أَسندته؛ قال أَبو حنیفة: الدِّعَمُ و الدَّعائِمُ الخُشُبُ المنصوبة للتعریش، و الواحد كالواحد. ابن شمیل دَعَمَ الرجلُ المرأَة بأَیْره یَدْعَمُها و دَحَمَها، و الدَّعْمُ و الدَّحْمُ: الطعن و إِیلاجُهُ أَجْمَعَ، و یُسَمَّی السیدُ الدِّعامَةَ. و دِعامَةُ العَشیرة: سیدها، علی المَثَلِ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فَتیً ما أَضَلَّتْ به أُمُّهُ، من القَوْمِ، لَیْلةَ لا مُدَّعَمْ لا مُدَّعَم: لا مَلْجَأَ و لا دِعامَة. و الدِّعْمَتانِ و الدِّعامَتان: خشبتا البَكَرَةِ، فإِن كانتا من
(2). قوله [فرخ النحل] بالحاء المهملة كما فی القاموس و التكملة و المحكم (3). قوله [دیسم فقال دیسم إِلخ] هكذا فی الأَصل و مثله فی التهذیب، و عبارة التكلمة: و اسم أَبی الفتح دیسم ما الدیسم؟ فقال إِلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 202
طین فهما زُرْنُوقانِ؛ و أَنشد: لما رأَیتُ أَنَّهُ لا قامَهْ، و أَنَّنی مُوفٍ علی السَّآمَهْ، نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ القامة: البَكَرَةُ، و قیل جمع قائِمٍ كحائكٍ و حاكَةٍ، أَی لا قائمین علی الحوض فَیَسْتَقُونَ منه. أَبو زید: إِذا كانت زَرانِیقُ البئر من خشب فهی دِعَمٌ. و الدَّعْمُ: القوة و المال. یقال: لفلان دَعْمٌ أَی مال كثیر. و الدُّعْمِیُّ: الفرس الذی فی لَبَّتِه بیاض. أَبو عمرو: إِذا كان فی صدر الفرس بیاض فهو أَدْعَمُ، فإِذا كان فی خَواصره فهو مُشَكَّلٌ. و الدُّعْمِیُّ: النَّجّارُ. و الدُّعْمِیُّ: الشدید. یقال للشی الشدید الدِّعامِ: إِنه لدُعْمِیٌّ؛ و أَنشد: أَكْتَدَ دُعْمِیَّ الحَوامی جَسْرَبا و الدِّعامَةُ: عماد البیت الذی یقوم علیه. و قد أَدعَمْتُ إِذا اتكأْت علیها، و هو افْتَعَلْتُ منه. و‌فی الحدیث: لكل شی‌ء دِعامَةٌ.و‌فی حدیث عَنْبَسَةَ: یَدَّعِمُ علی عَصاً له؛ أَصله یَدْتَعِمُ، فأَدغم التاء فی الدال، و منه‌حدیث الزهری: أَنه كان یَدّعِمُ علی عَسْرائه‌أَی یتكئ علی یده؛ العَسْراء تأْنیث الأَعْسَرِ؛ و منه‌حدیث عمر بن عبد العزیز: وصف عمر بن الخطاب فقال: دِعامَةُ الضعیف.و جاریة ذات دَعْمٍ إِذا كانت ذات شحم و لحم. و لا دَعْمَ بفلان إِذا لم تكن به قوة و لا سِمَنٌ؛ و قال: لا دَعْمَ بی، لكِنْ بلَیْلی دَعْمُ، جاریة فی وَرِكَیْها شَحْمُ قال: لا دَعْمَ بی أَی لا سمن بی یَدْعَمُنی أَی یُقَوّینی. و دُعْمِیُّ الطریق: معظمه؛ قال الراجز یصف إِبلًا: و صَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِیّا، تَرْكَبُ من دُعْمِیِّها دُعْمِیّاً دُعْمِیّها: وسطها، دُعْمِیّاً أَی طریقاً موطوءاً. و دُعْمِیٌّ: اسم أَبی حَیّ من ربیعة. و دُعمیٌّ: من إِیادٍ. و دُعْمِیٌّ: من ثَقیفٍ. و دِعامَة و دِعام: اسمان. قال الجوهری: دُعْمِیٌّ قبیلة، و هو دُعْمِیُّ بن جَدیلةَ بن أَسد بن ربیعة بن نِزارِ بن مَعدٍّ.

دعرم؛ ج12، ص: 202

: الدَّعْرَمَةُ: قصر الخَطْوِ، و هو فی ذلك عَجِلٌ. و الدِّعْرِمُ: الردی‌ء البَذیّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِذا الدِّعْرِم الدِّفْناسُ صَوَّی لِقاحَهُ، فإِنَّ لنا ذَوْداً ضِخامَ المَحالِبِ لهُنَّ فِصالٌ لو تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَتْ كُلَیْباً، و قالت: لیْتَنا لابن غالِبِ و الدِّعْرِمُ: القصیر الدَّمیم؛ أَنشد أَبو عَدْنان: قَرَّبَ راعیها القَعُودَ الدِّعْرِمَا و قال: الدِّعْرِمُ القصیر. و الدَّعْرَمَةُ: لُؤْمٌ و خِبٌّ. و قَعُود دِعْرِمٌ أَی تَرَبُوتٌ؛ قال الراجز: مُتَّكِئاً علی القَعود الدِّعْرِمِ قال ابن سیدة: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ‌

دعسم؛ ج12، ص: 202

: دَعْسَمٌ: اسم.

دغم؛ ج12، ص: 202

: دَغَمَ الغیثُ الأَرض یَدْغَمُها و أَدْغَمَها إِذا غشیها و قهرها. و الدَّغْمُ: كَسْرُ الأَنف إِلی باطنه
لسان العرب، ج‌12، ص: 203
هَشْماً. دَغَمَ أَنفه دَغْماً: كسره إِلی باطنه هشماً. و الدُّغْمَةُ و الدَّغَمُ من أَلوان الخیل: أَن یضرب وجْهُه و جَحافِلُهُ إِلی السواد مخالفاً للون سائر جسده، و یكون وجهه مما یلی جَحافله أَشدّ سواداً من سائر جسده، و قد ادْغَامَّ، و فرس أَدْغَمُ، و الأُنثی دَغْماءُ بَیِّنة الدَّغَمِ، و هو الذی یسمیه الأَعاجم دِیزَجْ. و الدَّغْماءُ من النِّعاج: التی اسودت نُخْرتُها، و هی الأَرْنَبَةُ، و حَكَمَتُها و هی الذَّقَنُ. و‌فی الحدیث: أَنه ضَحَّی بكبش أَدْغَمَ؛ هو الذی یكون فیه أَدنی سواد و خصوصاً فی أَرْنَبَته و تحت حَنَكِه؛ و قالوا فی المَثَل: الذِّئْبُ أَدْغَمُ، لأَن الذئب وَلَغَ أَو لم یَلَغْ فالدُّغْمَةُ لازمة له، لأَن الذِّئاب دُغْمٌ، فربما اتُّهِمَ بالوُلوغِ و هو جائع، یضرب هذا مثلًا لمن یُغْبَطُ بما لم یَنَلْه. و الأَدْغَمُ: الأَسود الأَنف، و جمعه الدُّغْمانُ؛ قال أَعرابی: و ضَبَّة الدُّغْمانِ، فی رُوسِ الأَكَمْ، مُخْضَرَّةٌ أَعْیُنُها مثلُ الرَّخَمْ و الدُّغْمانُ، بالضم: الأَسود، و قیل: الأَسود مع عِظَمٍ. و رجل راغِمٌ داغِمٌ: إِتباع، و قد أَرْغَمَهُ الله و أَدْغَمَهُ؛ و قیل: أَرْغَمَهُ الله أَسخطه، و أَدْغَمَه سَوَّدَ وجهَه. و فی الدعاء: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، كلُّ ذلك إِتباع. یقال: فعلت ذلك علی رَغْمِه و دَغْمِه و شَغْمِه، و یقال: شِنَّغْمِه. قال أَبو منصور: و یقال و سِنَّغْمه، بالسین المهملة. و فی النوادر: الدُّغامُ و الشُّوالُ «1» وجع یأْخذ فی الحلَق. و دَغِمَهُم الحَرُّ و البَرْدُ یَدْغَمُهُمْ دَغْماً و دَغَمَهُمْ دَغَماناً: غَشِیَهُمْ، زاد الجوهری: و أَدْغَمَهُمْ أَی غشیهم. و أَدْغَمَهُ الشی‌ءُ: ساءه و أَرْغَمَهُ. و الإِدْغامُ: إِدخال حرف فی حرف. یقال: أَدْغَمْت الحرف و ادَّغَمْته، علی افْتَعَلْتُه. و الإِدْغامُ: إِدخال اللجام فی أَفواه الدَّوابِّ. و أَدْغَمَ الفرسَ اللجامَ: أَدخله فی فیه، و أَدْغَمَ اللِّجامَ فی فمه كذلك؛ قال ساعِدَةُ بن جُؤَیَّةَ: بمُقْرَباتٍ بأَیْدِیهِمْ أَعِنَّتُها خُوصٍ، إِذا فَزِعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجُمِ قال الأَزهری: و إِدغامُ الحرف فی الحرف مأْخوذ من هذا؛ قال بعضهم: و منه اشتقاق الإِدْغامِ فی الحروف، و قیل: بل اشتقاقُ هذا من إِدْغامِ الحُروفِ، و كلاهما لیس بعَتیق، إِنما هو كلام نَحْوِیّ. و أَدْغَمَ الرجلُ: بادر القومَ مَخافَة أَن یسبقوه فأَكل الطعامَ بغیر مَضْغٍ. و دَغَمَ الإِناء دَغْماً: غطاه. و دُغْمان و دُغَیْمٌ: اسمان.

دقم؛ ج12، ص: 203

: الدَّقَمُ: الضَّزَزُ. دَقِمَ دَقَماً و هو أَدْقَمُ: ذهب مُقَدَّمُ فیهِ. و دَقَمَهُ یَدْقُمُهُ و یَدْقِمُهُ دَقْماً و أَدْقَمَهُ، مثل دَمَقَهُ علی القلب، أَی كسَرَ أَسنانه. أَبو زید: دَقَمْتُ فاه و دَمَقْتُهُ دَقْماً و دَمْقاً إِذا كسرت أَسنانه. و الدِّقِمُّ: المكسور الأَسنان، و زعم كراع أَنه من الدق، و المیم زائدة؛ قال ابن سیدة: و هذا قول لا یُلْتَفَتُ إِلیه إِذ قد ثبت دَقَمْتُهُ. و الدَّقْمُ: دفعكَ شیئاً مُفاجأَة، تقول: دَقَمْتُه علیهم دَقْماً. و دَقَمَهُ دَقْماً: دفع فی صدره؛ أَنشد یعقوب: مُمارِسُ الأَقْرانِ دَقْماً دَقْما و دَقَمَتْ علیهم الریحُ و الخیلُ و انْدَقَمَتْ:
(1). قوله [و الشوال] كذا هو بالأَصل و شرح القاموس، و فی نسخة من التهذیب: الشواك
لسان العرب، ج‌12، ص: 204
دخلتْ؛ قال رؤبة: مَرّاً جَنُوباً و شَمالًا تَنْدَقِمْ و الدَّقْمُ: الغم الشدید من الدَّیْنِ و غیره. و المُدْقِمَةُ من النساء: التی یَلْتَهِمُ فَرْجُها كلّ شی‌ء، و قیل: هی التی تَسْمَعُ لفرجها صوتاً عند الجماع. و دُقَیْمٌ و دُقْمان: اسمان.

دكم؛ ج12، ص: 204

: دَكَمَ الشی‌ءَ یَدْكُمُه دَكْماً: كَسر بعضَه فی إِثر بعض، و قیل: الدَّكْمُ دَوْسُ بعضِه علی بعضٍ. الجوهری: دَكَمَ الشی‌ء دَكْماً جمع بعضه علی بعض. و دَكَمَ فاه دَكْماً: دَقَّهُ. و دَكَمَه دَكْماً: زحمه. و دَكَمَهُ دَكْماً و دَقَمَه دَقْماً إِذا دفع فی صدره، و زعم یعقوب أَن كافه بدل من قاف دَقَمَ. و انْدَكَمَ علینا فلانٌ و انْدَقَمَ إِذا انقحم. و رأَیتهم یَتَداكَمُون أَی یتدافعون.

دلم؛ ج12، ص: 204

: الأَدلَمُ: الشدید السواد من الرجال و الأُسْدِ و الحمیر و الجبال و الصَّخرِ فی ملوسة، و قیل: هو الآدَمُ، و قد دَلِمَ دَلَماً. التهذیب: الأَدْلَمُ من الرجال الطویلُ الأَسْودُ، و من الجبل كذلك فی مُلُوسَةِ الصَّخْر غیر جِدّ شدید السواد؛ قال رؤبة یصف فیلًا: كان دَمْخاً ذا الهِضابِ الأَدْلَمَا و قال ابن الأَعرابی: الأَدْلَمُ من الأَلوان الأَدْغَمُ. و قال شمر: رجل أَدْلَمُ و جبل أَدْلَمُ، و قد دَلِمَ دَلَماً، و قد ادْلامَّ الرجلُ و الحمار ادْلِیماماً؛ و قول عنترة: و لقد هَمَمْتُ بِغارةٍ فی لیلةٍ سَوْداءَ حالِكةٍ، كلَوْنِ الأَدْلَمِ قالوا: الأَدْلَمُ هاهنا الأَرَنْدَجُ. و یقال للحیة الأَسود: أَدْلَمُ. و یقال: الأَدْلامُ أَولاد الحیّات، واحدها دُلْمٌ. و من أَمثالهم: أَشدُّ من دَلَمٍ؛ یقال: إِنه یشبه الحیَّة یكون بناحیة الحجاز؛ الدَّلَمُ یشبه الطَّبُّوعَ و لیس بالحیة. و الدَّلْماءُ: لیلة ثلاثین من الشهر لسوادها. و الدَّلامُ: السواد؛ عن السیرافی. و الدَّلامُ: الأَسود؛ قال: و إِیاه عنی سیبویه بقوله: انْعَتْ دَلاماً. و دَلَمٌ: من أَسماء شعرائهم، و هو دَلَمٌ أَبو زُغَیْبٍ، و إِلیه عزا ابن جنی قوله: حتی یقولَ كلُّ رَاهٍ إِذْ راهْ: یا وَیْحَهُ من جَمَلٍ، ما أَشْقاهْ! أَراد إِذْ رَآه، فأَلقی «1» حركة الهمزة علی الهاء و كسرها لالتقاء الساكنین و حذف الهمزة البَتَّة كقراءة من قرأَ: أَنِ ارْضِعیه، بكسر النون و وصل الأَلف، و هو شاذ. و الدَّیْلَمُ: الجماعة الكثیرة من الناس. و الدَّیْلَمُ: الحَبَشِیّ من النمل، یعنی الأَسود، و قیل الدَّیْلَمُ مُجْتَمَعُ النمل و القِرْدانِ فی أَعْقارِ الحِیاض و أَعْطان الإِبل، و قیل هی الجماعة من كل شی‌ء، قال: یُعْطِی الهُنَیْداتِ و یُعْطِی الدَّیْلَمَا اللیث: الدَّیْلَمُ جیلٌ من الناس، و قال غیره: هم من ولد ضَبَّةَ بن أُدٍّ، و كان بعض مُلوك العجم وضَعهم فی تلك الجبال فَرَبَلُوا بها. ابن الأَعرابی: الدَّیْلَم النمل و الدَّیْلَمُ السُّودان. ابن سیدة: و الدّیْلَمُ جِیلٌ من الناس معروف یسمی التُّرْكَ، عن كراع.
(1). 1 قوله «أَراد إذ رآه إِلی قوله البتة» هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌12، ص: 205
و‌فی الحدیث: أَمیرُكم رجل طُوالٌ أَدْلَمُ، الأَدْلمُ الأَسود الطویل، و منه‌الحدیث: فجاء رجل أَدْلَمُ فاستأْذن علی النبی، صلی اللّٰه علیه و سلم، قیل: هو عمر بن الخطاب.و‌فی حدیث مجاهد فی ذكر أَهل النار: لَسَعَتْهم عقارِبُ كأَمثال البِغال الدُّلْمِ‌أَی السود، جمع أَدْلَم. و الدَّیْلَمُ: الإِبل، و أَما قول رؤبة: فی ذی قُدامَی مُرْجَحِنٍّ دیْلَمُه فإِن أَبا عمرو قال: كَثْرَته كَكَثْرةِ النمل، و هو الدَّیْلَمُ، قال: و یقال للجیش الكثیر دَیْلَم، أَراد فی جَیش ذی قُدامَی، و المُرْجَحِنُّ: الثقیل الكثیر. و الدَّیْلَمُ: الأَعداء. و الدیْلَمُ: ماء معروف بأَقاصی البَدْوِ، و فی التهذیب: الدَّیْلَمُ ماءة لبنی عَبْسٍ، و قول عنترة: شَرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَیْنِ، فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِیاضِ الدَّیْلَمِ یُفَسَّرُ بجمیع ذلك، و قیل فیه: عن حِیاض الأَعْداء، و قیل: الدَّیْلَمُ حیاض بالغَوْرِ، و قیل: عن حیاض ماءٍ لبنی عَبْسٍ، و قیل: أَراد بالدَّیْلَمِ بنی ضَبَّة، سُمُّوا دَیْلَماً لدُغْمَةٍ فی أَلوانهم. یقال: هم ضَبَّة لأَنهم أَو عامَّتَهُمْ دُلْمٌ، قال ابن الأَعرابی: سأَل أَبو مُحَلّم بعض الأَعراب عن الدَّیْلَمِ فی هذا البیت فقال: هی حِیاض بالغَوْر، قال: و قد أَورد بها إِبلًا و أَراد بذلك تخطئة الأَصمعی، قال: و الصحیح أَن الدَّیْلَمَ رجل من ضَبَّةَ، و هو الدَّیْلَمُ بن ناسِكِ ابن ضَبَّةَ، و ذلك أَنه لما سار ناسِك إِلی أَرض العراق و أَرض فارِسَ استخلف الدَّیْلَمَ ولَده علی أَرض الحجاز، فقام بأَمر أَبیه و حَوَّضَ الحِیاض و حَمَی الأَحْماء، ثم إِن الدّیْلَمَ لما سار إِلی أَبیه أَوْحَشَتْ داره و بقیت آثاره، فقال عنترة فی ذلك ما قال. و الدُّحْرُضانِ: هما دُحْرُضٌ و وَسِیعٌ ماءان: فدُحْرُضٌ لآل الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ، و وَسِیعٌ لبنی أَنْف النَّاقةِ، و قیل: أَراد عنترة بالبیت أَن عداوتهم كعداوة الدَّیْلَمِ من العدوّ للعرب، و لم یُرِدِ النملَ و لا القِرْدان كما قال: جاؤوا یَجُرُّونَ البُرُودَ جَرّا، صُهْبَ السِّبالِ یَبْتَغُون الشَّرّا أَراد أَن عداوتهم كعداوة الرُّومِ للعرب، و الرُّومُ صُهْبُ السِّبال و أَلوانُ العرب السُّمْرَةُ و الأُدْمَةُ إِلّا قلیلًا. و الدّیْلَمُ: ذَكَر الدُّرّاج، عن كراع. و دَلَمٌ و دُلَمٌ و دُلامٌ و دُلامَةُ و دُلَیْمٌ كلها: أَسماء، قال: إِن دُلَیْماً قد أَلاحَ بعَشِی و قال: أَنْزِلْنی، فلا إِیضاع بی أَراد لا قوة بی علی الإِیضاع. و أَبو دُلامةَ: كنیة رجل. و أَبو دُلامَة: اسم الجبل المُطِلِّ علی الحَجُونِ، و قیل: كان الحَجُون هو الذی یقال له أَبو دُلامَة. و الدّیْلَمُ: الداهیة، أَنشد أَبو زید یصف سَهْماً، و قیل: هو للمَیْدانِ الفَقْعَسِیِّ، و قیل: هو للكُمَیْتِ بن معروف، و یروی لأَبیه: أَنْعَتُ أَعْیاراً رَعَیْنَ كِیرَا، مُسْتَبْطناتٍ قَصَباً ضُمُورَا یَحْمِلْنَ عَنْقاءَ و عَنْقَفِیرَا، و أُمَّ خَشَّافٍ و خَنْشَفیرَا، و الدَّلْوَ و الدَّیْلَمَ و الزَّفیرَا
لسان العرب، ج‌12، ص: 206
و كلها دواهٍ، و أَعْیار النُّصُول هی الناتئة فی وسطها، و رَعْیُهنّ كِیرَ الحَدّادِ كونُهن فی النار ثم رُكِّبْنَ فی قَصَبِ السهام. و الدَّیْلَمُ: الموت، و قال ابن السیرافی: أَراد بالأَعْیارِ حمر الوحش، و كیرٌ: اسم موضع، و أَراد بقوله یَحْمِلْنَ عَنْقاء و عنْقفیرا و نحوها من الدواهی كَمَراً و جَرادینَ تهدی لامرأَة و أَنها تصلح لها، یهجو بذلك سالم بن دارَةَ، و دارةُ أُمُّه، و الذی ذكره أَبو زید من أَنه وصف سهاماً أَقرب و أَبین من هذا. التهذیب: ابن شمیل السَّلامُ شجرة تنبت فی الجبال نسمیها الدَّیْلَمَ.

دلثم؛ ج12، ص: 206

: الدَّلْثَمُ و الدَّلاثِمُ: السریع.

دلخم؛ ج12، ص: 206

: نوم دِلَّخْمٌ: خفیف، و قیل: طویل، و الدِّلَّخم: الداء الشدید، و كل ثقیل دِلَّخْمٌ. یقال: رماه الله بالدِّلَّخْم. ابن شمیل: القِلَّخْمُ و الدِّلَّخْمُ، اللام منهما شدیدة، و هما الجلیل من الجِمال الضَّخمُ العظیمُ؛ و أَنشد: دِلَّخْمَ تِسْعِ حَجِیجٍ دَلَهْمَسَا «1».

دلظم؛ ج12، ص: 206

: الدَّلْظَمُ و الدِّلَظْمُ: الهَرِمَةُ الفانیةُ، و قیل: الدِّلَظْمُ الجمل القوی. و رجل دِلَظْمٌ: شدید قوی.

دلعثم؛ ج12، ص: 206

: الدَّلَعْثَمُ: البطی‌ء من الإِبل، و ربما قالوا دِلِعْثام.

دلقم؛ ج12، ص: 206

: امرأَة دِلْقِمٌ: هَرِمَةٌ، و هی من النُّوق التی تكسرت أَسنانها فهی تمجُّ الماء مثل الدَّلُوقِ؛ و استعمله بعضهم فی المذكر فقال: أَقْمَرُ نَهَّامٌ یُنَزِّی وفْرَتِجْ، لا دِلْقِمُ الأَسنان، بل جَلدٌ فَتِجْ قال الأَصمعی: الدِّلْقِمُ الناقة التی انكسر فُوها و سال مَرْغُها: و یقال: الدِّلْقِمُ التی أَكلت أَسنانها من الكِبَرِ، و المیم زائدة، و قد ذكرت فی القاف.

دلهم؛ ج12، ص: 206

: المُدْلَهِمُّ: الأَسود. و ادْلَهَمَّ اللیلُ و الظلام: كَثُفَ و اسْودّ. و لیلة مُدْلَهِمَّة أَی مظلمة. و أَسود مُدْلَهِمّ: مُبالَغٌ به؛ عن اللحیانی. و فلاة مُدْلَهِمَّةٌ: لا أَعْلام فیها. و دَلْهَمٌ: اسم رجل.

دمم؛ ج12، ص: 206

: دَمَّ الشی‌ءَ یَدُمُّه دَمّاً: طلاه. و الدَّمُّ و الدِّمامُ ما دُمَّ به. و دُمَّ الشی‌ءُ إِذا طُلیَ. و الدِّمامُ، بالكسر: دواء تُطْلی به جبهةُ الصبی و ظاهرُ عینیه، و كل شی‌ء طُلیَ به فهو دِمامٌ؛ و قال یصف سَهْماً: و خَلَّقْتُهُ، حتی إِذا تَمَّ و اسْتَوَی، كمُخَّةِ ساقٍ أَو كمتْنِ إِمامِ، قَرَنْتُ بحِقْوَیْهِ ثلاثاً، فلم یَزِغْ عن القَصْدِ، حتی بُصِّرَتْ بدِمامِ یعنی بالدِّمامِ الغِراءَ الذی یُلَزَقُ به ریشُ السهم، و عَنی بالثلاث الریشات الثلاث التی تُرَكَّبُ علی السهم، و یعنی بالحِقْو مُسْتَدَقَّ السهم مما یلی الریش، و بُصِّرَتْ: یعنی ریش السهم طُلِیَتْ بالبَصِیرةِ، و هی الدم. و الدِّمامُ: الطِّلاءُ بحمرة أَو غیرها؛ قال ابن بری: و قوله فی البیت الأَول و خَلَّقته: مَلَّسْته، و الإِمامُ الخیط الذی یُمَدُّ علیه البناءُ؛ و قال الطِّرِمَّاح فی الدِّمامِ الطِّلاءِ أَیضاً: كلّ مَشْكُوكٍ عَصافِیره، قانئ اللَّوْنِ حَدیث الدِّمام
(1). هذا الشطر مختلّ الوزن
لسان العرب، ج‌12، ص: 207
و قال آخر: من كل حَنْكَلةٍ، كأَنَّ جَبِینها كَبِدٌ تَهَیَّأَ للبِرامِ دِماما و فی كلام الشافعی، رضی الله عنه: و تَطْلی المُعْتَدَّةُ وجهها بالدِّمامِ و تمسحه نهاراً. و الدِّمامُ: الطلاء؛ و منه دَمَمْتُ الثوبَ إِذا طلیته بالصِّبْغِ. و دَمَّ النبتَ: طَیَّنَهُ. و دَمَّ الشی‌ءَ یَدُمُّهُ دَمّاً: طلاه و جَصَّصَهُ. الجوهری: دَمَمْتُ الشی‌ءَ أَدُمُّهُ، بالضم، كذا طلیته بأَیّ صِبْغٍ كان. و المَدْمُومُ: الأَحمر. و قِدْرٌ دَمِیمٌ و مَدْمومةٌ و دمِیمةٌ؛ الأَخیرة عن اللحیانی: مَطْلِیَّةٌ بالطِّحالِ أَو الكَبدِ أَو الدَّمِ. و قال اللحیانی: دَمَمْتُ القِدْرَ أَدُمُّها دَمّاً إِذا طلیتها بالدم أَو بالطِّحال بعد الجَبْرِ، و قد دُمَّت القدر دَمّاً أَی طُیِّنت و جُصِّصَتْ. ابن الأَعرابی: الدَّم نبات، و الدُّمُّ القُدور المَطْلِیَّةُ، و الدُّمُّ القرابة، و الدِّمَمُ التی تُسَد بها خَصاصاتُ البِرامِ من دَمٍ أَو لِبَإٍ. و دَمَّ العینَ الوَجِعةَ یَدُمُّها دَمّاً و دَمَّمها، الأَخیرة عن كراع: طلی ظاهرها بدمامٍ. و دَمَّتِ المرأَة ما حول عینها تَدُمُّهُ دَمّاً إِذا طَلَتْه بصبر أَو زَعْفران. التهذیب: الدَّمُّ الفعل من الدِّمامِ، و هو كل دواء یُلْطَخُ علی ظاهر العین، و قول الشاعر: تَجْلُو، بقادِمَتَیْ حَمامَةِ أَیْكَةٍ، بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ بدِمامِ یعنی النَّؤُور و قد طُلِیَتْ به حتی رشح. و المَدْمُومُ: الممتلئ شَحْماً من البعیر و نحوه. و قد دُمَّ بالشَّحم أَی أُوقِرَ؛ و أَنشد ابن بری للأَخضر بن هُبَیْرَةَ: حتی إِذا دُمَّتْ بِنِیٍّ مُرْتَكِمْ و المدْموم: المتناهی السمن الممتلئ شحماً كأَنه طلی بالشحم؛ قال ذو الرمة یصف الحمار: حتی انْجَلی البَرْدُ عنه، و هو مُحْتَفِرٌ عَرْضَ اللِّوَی زَلِقُ المَتْنَیْنِ مَدْمُومُ و دُمَّ وجهُهُ حُسْناً: كأَنه طُلیَ بذلك، یكون ذلك فی المرأَة و الرجل و الحمار و الثَّوْرِ و الشاة و سائر الدوابِّ، و یقال للشی‌ء السمین: كأَنَّما دُمَّ بالشحم دَمّاً، و قال عَلْقَمَةُ: كأَنه من دَمِ الأَجْواف مَدْمُومُ و دُمَّ البعیر دَمّاً إِذا كثر شحمه و لحمه حتی لا یجد اللامِسُ مَسَّ حَجْم عظم فیه، و دَمَّ السفینة یَدُمُّها دَمّاً: طلاها بالقار. و دَمَّ الصَّدْعَ بالدم و الشعر المُحْرَقِ یَدُمُّه دَمّاً و دَمَّمَهُ بهما، كلاهما: جُمِعا ثم طلی بهما علی الصَّدْعِ. و الدِّمَّةُ: مَرْبِضُ الغنم كأَنه دُمَّ بالبول و البعر أَی طُلیَ به؛ و منه‌حدیث إِبراهیم النخعی: لا بأْس بالصلاة فی دِمَّةِ الغنم؛ قال بعضهم؛ أَراد فی دِمْنَةِ الغنم، فحذف النون و شدد المیم، و فی النهایة: فقلب النون میماً لوقوعها بعد المیم ثم أَدغم، قال أَبو عبید: هكذا سمعت الفَزاریّ یُحَدِّثه، و إِنما هو فی الكلام الدِّمْنَةُ بالنون، و قیل: دِمَّةُ الغنم مَربضُها كأَنه دُمَّ بالبول و البعر أَی أُلْبِسَ و طُلیَ. و دَمَّ الأَرضَ یَدُمُّها دَمّاً: سوّاها. و المِدَمَّةُ: خشبة ذات أَسنان تُدَمُّ بها الأَرضُ بعد الكِرابِ. و یقال للیَرْبُوعِ إِذا سَدَّ فا جُحْرِهِ بنَبِثته: قد دَمَّه یَدُمُّه دَمّاً، و اسم الجُحْرِ الدَّامَّاء، ممدود، و الدُّمَّاءُ و الدُّمَّةُ و الدُّمَمَةُ؛ قال ابن الأَعرابی: و یقال الدُّمَماءُ و القُصَعاء فی جُحْر الیَرْبوع. الجوهری:
لسان العرب، ج‌12، ص: 208
و الدَّامَّاء إِحدی جِحَرَةِ الیَرْبوع مثل الرَّاهِطاء؛ قال ابن بری: أَسماء جِحَرَة الیربوع سبعة: القاصِعاءُ و النافِقاءُ و الراهِطاءُ و الدَّامَّاءُ و العانِقاءُ و الحاثِیاءُ و اللُّغَزُ، و الجمع دَوامُّ علی فَواعِل، و كذلك الدُّمَّةُ و الدُّمَمَةُ أَیضاً علی وزن الحُمَمَةِ. و دَمَّ الیربوعُ جُحْرَهُ أَی كنسه؛ قال الكسائی: لم أَسمع أَحداً یُثَقِّلُ الدَّمَ؛ و یقال منه: قد دَمِیَ الرجلُ أَو أُدْمِیَ. ابن سیدة: و دَمَّ الیَرْبوعُ الجُحْر یَدُمُّهُ دَمّاً غطَّاه و سوَّاه. و الدُّمَمَةُ و الدّامَّاءُ: تراب یجمعه الیربوع و یُخْرِجُهُ من الجُحْر فَیَدُمُّ به بابه أَی یسویه، و قیل هو تراب یَدُمُّ به بعض جِحَرَتهِ كما تُدَمُّ العینُ بالدِّمامِ أَی تُطْلی. و دَمَّ یَدُمُّ دَمّاً: أَسرع. و الدِّمّةُ: القَمْلَةُ الصغیرة أَو النَّمْلةُ. و الدِّمَّةُ: الرجل الحقیر القصیر، كأنه مشتق من ذلك. و رجل دَمِیمٌ: قبیح، و قیل: حقیر، و قوم دِمامٌ، و الأُنثی دَمِیمةٌ، و جمعها دَمائِمُ و دِمامٌ أَیضاً. و ما كان دَمِیماً و لقد دَمَّ و هو یَدِمُّ دَمامةً، و قال الكسائی: دَمَمْتَ بعدی تَدُمُّ دَمامَةً، قال ابن الأَعرابی: الدَّمِیمُ، بالدال، فی قَدِّه، و الذَّمِیمُ فی أَخلاقه؛ و قوله: كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوجهِها، حَسَداً و بَغْیاً: إِنَّه لدَمِیمُ إِنما یعنی به القبیح، و رواه ثعلب لذَمیم، بالذال، من الذَّمِّ الذی هو خلاف المدح، فرُدَّ ذلك علیه. و قد دَمَمْتَ تَدِمُّ و تَدُمُّ و دَمِمْتَ و دُمِمْتَ دَمامة، فی كل ذلك: أَسأْتَ. و أَدْمَمْتَ أَی أَقْبَحْت الفعْلَ. اللیث: یقال أَساء فلان و أَدَمَّ أَی أَقبح، و الفعل اللازم دَمَّ یَدِمُّ. و الدمیم: القبیح. و قد قیل: دَمَمْتَ یا فلان تَدُمُّ، قال: و لیس فی المضاعف مثله. الجوهری: دَمَمْتَ یا فلان تَدِمُّ و تَدُمُّ دَمامة أَی صِرْت دَمیماً؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: و إِنی، علی ما تَزْدَری من دَمَامَتی، إِذا قیسَ ذَرعی بالرِّجال أَطُولُ قال: و قال عثمان بن جنی دَمِیمٌ من دَمُمْتَ علی فَعُلْتَ مثل لَبُبْتَ فأَنت لَبِیبٌ. و‌فی الحدیث: كان بأُسامة دَمامَةٌ، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: قد أَحْسَنَ بنا إِذ لم یكن جارِیةً؛ الدَّمامةُ، بالفتح: القِصَرُ و القُبْحُ؛ و منه‌حدیث المُتْعَةِ: هو قریب من الدَّمامةِ.و‌فی حدیث عمر: لا یُزَوِّجَنَّ أَحدُكم ابْنَتَهُ بدَمیم.و دَمَّ رأْسَه یَدُمُّهُ دَمّاً: ضربه فَشَدَخه و شَجَّهُ. و قال اللحیانی: هو أَن تضربه فتَشْدَخَهُ أَو لا تَشْدَخهُ. و دَمَمْتُ ظهره بآجُرَّةٍ أَدُمُّهُ دَمّاً: ضَرَبته. و دمَّ الرجل فلاناً إِذا عَذَّبه عذاباً تامّاً، و دَمْدَمَ إِذا عذب عذاباً تامًّا. و الدَّیْمومةُ: المفازة لا ماء بها؛ و أَنشد ابن بری لذی الرُّمَّةِ: إِذا التَخَّ الدَّیامیمُ و الدَّیْمُومُ و الدَّیْمومةُ: الفلاة الواسعة. و دَمْدَمْتُ الشی‌ء إِذا أَلْزَقْتَهُ بالأَرض و طحْطحْته. و دَمَّهُمْ یَدُمُّهُمْ دَمّاً: طحنهم فأَهلكهم، و كذلك دَمْدَمَهُمْ و دَمْدَمَ علیهم. و فی التنزیل العزیز: فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ؛ أَی أَهلكهم، قال: دَمْدَمَ أَرْجَفَ؛ و قال ابن الأَنباری: دَمْدَمَ أَی غَضِب. و تَدَمْدَمَ الجرحُ: برأَ؛ قال نصیب:
لسان العرب، ج‌12، ص: 209
و إِن هَواها فی فؤادی لقُرْحَةٌ دَویً، مُنذُ كانت، قد أَبَتْ ما تَدَمدَمُ الدَّمْدَمَةُ: الغَضَب. و دَمْدَمَ علیه: كَلَّمَه مُغْضَباً؛ قال: و تكون الدَّمْدَمَةُ الكلام الذی یُزْعج الرجلَ، إِلَّا أَن أَكثر المفسرین قالوا فی دَمْدَمَ علیهم أَی أَرْجَفَ الأَرضَ بهم؛ و قال أَبو إِسحاق: معنی دَمْدَمَ علیهم أَی أَطبق علیهم العذاب. یقال: دَمَمْتُ علی الشی‌ء «2». أَی أَطبقت علیه، و كذلك دَمَمْت علیه القبر و ما أَشبهه. و یقال للشی‌ء یُدْفَنُ: قد دَمْدَمْتُ علیه أَی سوَّیت علیه، و كذلك یقال: ناقة مَدْمُومة أَی قد أُلبِسَها الشحمُ، فإذا كرّرتَ الإِطْباقَ قلت دَمْدَمْتُ علیه. و الدَّمْدامَةُ: عُشْبة لها ورقة خضراء مُدَوّرة صغیرة، و لها عِرْق و أَصل مثل الجَزَرة أَبیض شدید الحلاوة یأْكله الناس، و یرتفع من وسطها قَصَبة قدر الشبر، فی رأْسها بُرْعُومةٌ مثل بُرْعومة البصل فیها حب، و جمعها دَمْدامٌ؛ حكی ذلك أَبو حنیفة. و الدُّمادِمُ: شی‌ء یشبه القَطِرانَ یسیل من السَّلَمِ و السَّمُرِ أَحمرُ، الواحد دُمَدِمٌ، و هو حَیْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ یعنی شجرَةً. و قال أَبو عمرو: الدِّمْدِمُ أُصول الصِّلِّیانِ المُحِیل فی لغة بنی أَسَد، و هو فی لغة بنی تمیم الدِّنْدِنُ. شمر: أُمُّ الدَّیْدَمِ هی الظبیة؛ و أَنشد: غَرَّاء بَیْضاء كأُمِّ الدَّیْدَمِ و الدُّمَّةُ: لُعْبَةٌ. و الدُّمَّةُ: الطریقة. و الدِّمَّةُ، بالكسر: البعرة. و الدُّمادِم من الأَرض: روابٍ سهلةٌ. و المُدَمَّمُ: المطوی من الكِرارِ؛ قال الشاعر: تَرَبَّعُ بالفَأْوَیْنِ ثم مَصِیرُها إِلی كلِّ كَرّ، من لَصاف، مُدَمَّمِ

دنم؛ ج12، ص: 209

: الدِّنَّامَةُ و الدِّنَّمَةُ: القصیر مثل الدِّنَّابَة و الدِّنَّبة؛ أَنشد یعقوب لأَعرابی یهجو امرأَة: كأَنَّها غُصْنٌ ذَوَی من یَنَمَهْ، تُنْمَی إِلی كلِّ دَنی‌ءٍ دِنَّمَهْ

دندم؛ ج12، ص: 209

: الدِّنْدِمُ: النبت القدیم المسودّ كالدِّنْدِنِ، بلغة بنی أَسَد؛ قال ابن سیدة: و لو لا أَنه قال بلغة بنی أَسد لجَعَلْتُ میم الدِّنْدِمِ بدلًا من نون الدِّنْدِنِ.

دهم؛ ج12، ص: 209

: الدُّهْمَةُ: السواد. و الأَدْهَمُ: الأَسْود، یكون فی الخیل و الإِبل و غیرهما، فَرس أَدْهَمُ و بعیر أَدْهَمُ، قال أَبو ذؤیب: أَ مِنْكِ البَرْقُ أَرْقُبُهُ فهَاجَا، فبتُّ إِخالُهُ دُهْماً خِلاجَا؟ و العرب تقول: ملوك الخیل دُهْمُها، و قد ادْهامَّ، و به دُهْمَةٌ شدیدة. الجوهری: ادْهَمَّ الفرسُ إِدْهِماماً أَی صار أَدْهَمَ، و ادْهامَّ الشی‌ء ادْهیماماً أَی اسوادّ، و ادْهامَّ الزَّرْعُ: عَلاه السواد رِیّاً. و حدیقةٌ دَهْماءُ مُدْهامَّةٌ: خضراء تَضْرِب إِلی السواد من نَعْمَتِها و رِیِّها. و فی التنزیل العزیز: مُدْهٰامَّتٰانِ أَی سوداوان من شدة الخضرة من الریِّ؛ یقول: خَضْراوانِ إِلی السواد من الرِّیّ، و قال الزجاج: یعنی أَنهما خَضْراوان تَضْرِب خُضْرتُهما إِلی السواد، و كل نبت أَخضر فتَمامُ خِصْبِهِ و رِیِّهِ أَن یَضْرِبَ إِلی السواد. و الدُّهْمةُ عند العرب:
(2). قوله [دممت علی الشی‌ء إلخ] كذا بالأَصل، و الذی فی التهذیب: دمدمت علی الشی‌ء و دمدمت علیه القبر. و فی التكملة: إن دمم و دمدم بمعنی واحد
لسان العرب، ج‌12، ص: 210
السواد، و إِنما قیل للجَنَّة مُدْهامَّة لشدة خضرتها. یقال: اسودَّت الخضرة أَی اشتدَّت. و‌فی حدیث قُسّ: و رَوْضة مُدْهامَّة‌أَی شدیدة الخضرة المتناهیة فیها كأَنها سوداء لشدة خضرتها، و العرب تقول لكل أَخضر أَسْودُ، و سمیت قُرَی العراق سواداً لكثرة خضرتها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة نخل: دُهْماً كأَنَّ اللیل فی زُهَائِها، لا تَرْهَبُ الذِّئْبَ علی أَطْلائها یعنی أَنها خُضْرٌ إِلی السواد من الرِّیّ، و أَن اجتماعها یُرِی شُخوصَها سوداً و زُهاؤها شخوصها، و أَطلاؤها أَولادها، یعنی فُسْلانَها، لأَنها نخل لا إِبِلٌ. و الأَدْهَمُ: القید لسواده، و هی الأَداهِمُ، كسَّروه تكسیر الأَسماء و إِن كان فی الأَصل صفة لأَنه غلب غَلَبةَ الاسم؛ قال جریر: هو القَیْنُ و ابن القَیْنِ، لا قَیْنَ مثلُهُ لبَطْحِ المَساحی، أَو لِجَدْلِ الأَداهِمِ أَبو عمرو: إِذا كان القَیدُ من خَشب فهو الأَدْهَمُ و الفَلَقُ. الجوهری: یقال للقید الأَدْهَمُ؛ و قال: أَوعَدَنی، بالسِّجنِ و الأَداهِمِ، رِجْلی، و رِجْلی شَثْنَةُ المَناسِمِ و الدُّهْمَةُ من أَلوان الإِبل: أَن تشتد الوُرْقَةُ حتی یذهب البیاضُ. بَعِیرٌ أَدْهَمُ و ناقة دَهْماءُ إِذا اشتدت وُرْقَتُهُ حتی ذهب البیاض الذی فیه، فإِن زاد علی ذلك حتی اشتد السوادُ فهو جَوْنٌ، و قیل: الأَدْهمُ من الإِبل نحو الأَصفر إِلا أَنه أَقلُّ سواداً، و قالوا: لا آتیك ما حَنَّت الدَّهْماء؛ عن اللحیانی، و قال: هی النَّاقة، لم یزد علی ذلك؛ و قال ابن سیدة: و عندی أَنه من الدُّهْمَةِ التی هی هذا اللون، قال الأَصمعی: إِذا اشتدت وُرْقَةُ البعیر لا یخالطها شی‌ء من البیاض فهو أَدْهَمُ. و ناقة دَهْماءُ و فرس أَدْهَمُ بَهِیمٌ إِذا كان أَسود لا شِیَةَ فیه. و الوطأَةُ الدَّهْماءُ: الجدیدة، و الغَبْراءُ: الدارِسَةُ؛ قال ذو الرُّمَّة: سِوَی وَطْأَةٍ دَهْماءَ، من غیر جَعْدَةٍ، ثَنَی أُخْتَها عن غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ أَراد غیر جَعْدَة. و قال الأَصمعی: أَثَرٌ أَدْهَمُ جَدید، و أَثر أَغْبرُ قَدیم دارِسٌ. و قال غیره: أَثرٌ أَدْهَمُ قدیم دارِس. قال: الوَطْأَة الدَّهْماءُ القدیمة، و الحمراء الجدیدة، فهو علی هذا من الأَضداد؛ قال: و فی كلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أَنت واجدٌ بها أَثَراً منها جَدیداً و أَدْهَمَا و الدَّهْماءُ: لیلة تسع و عشرین. و الدُّهْمُ ثلاث لیال من الشهر لأَنها دُهْمٌ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: لم یمنع ضَوْءَ نُورِها ادْهِمامُ سَجْفِ اللیل المظلمِ؛ الادْهِمامُ: مصدر ادْهَمَّ أَی اسودّ. و الادْهِیمامُ: مصدر ادْهامَّ كالاحْمرار و الاحْمِیرار فی احْمَرَّ و احْمارَّ. و الدَّهْماء من الضأْنِ: الحمراءُ الخالصة الحُمْرةِ. اللیث: الدَّهْمُ الجماعة الكثیرة. و قد دَهَمُونا أَی جاؤونا بمرة جماعة. و دَهَمَهُمْ أَمرٌ إِذا غشیهم فاشِیاً؛ و أَنشد: جِئْنا بدَهْمٍ یَدْهَمُ الدُّهُومَا و فی حدیث بعض العرب و سَبَقَ إِلی عرفات: اللهم اغفر لی من قبل أَن یَدْهَمَك الناسُ! أَی یكثروا علیك؛ قال ابن الأَثیر: و مثل هذا لا یجوز أَن یُسْتَعْمَلَ فی الدعاء إِلَّا لمن یقول بغیر تَكَلُّفٍ. الأَزهری: و لما نزل قوله تعالی: عَلَیْهٰا تِسْعَةَ عَشَرَ؛
لسان العرب، ج‌12، ص: 211
قال أَبو جهل: ما تستطیعون یا مَعشر قُرَیْشٍ، و أَنتم الدَّهْمُ، أَن یَغْلِبَ كلُّ عشرة منكم واحداً منهم أَی و أَنتم العدد الكثیر؛ و جیش دَهْمٌ أَی كثیر. و جاءهم دَهْمٌ من الناس أَی كثیر. و الدَّهْمُ: العدد الكثیر. و منه‌الحدیث: محمد فی الدَّهْمِ بهذا القَوْر، و‌حدیث بَشیر بن سَعْد: فأَدركه الدَّهْمُ عند اللیل، و الجمع الدُّهوم؛ و قال: جئْنا بدَهْمٍ یَدْهَمُ الدُّهُوما مَجْرٍ، كأَنَّ فوقَهُ النُّجوما و دَهِمُوهُمْ و دَهَمُوهُمْ یَدْهَمُونَهُمْ دَهْماً: غَشُوهُمْ؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازِمٍ: فَدَهَمْتُهُمْ دَهْماً بكل طِمِرَّةٍ و مُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَة مِرْجَمِ و كل ما غشیك فقد دَهَمَكَ و دَهِمَكَ دَهْماً؛ أَنشد ثعلب لأَبی محمد الحَذْلَمِیِّ: یا سعدُ عَمَّ الماءَ وِرْدٌ یَدْهَمُهْ، یوم تَلاقَی شاؤُه و نَعَمُهْ ابن السكیت: دَهِمَهم الأَمر یَدْهَمُهُمْ و دَهِمَتْهم الخیل، قال: و قال أَبو عبیدة و دَهَمَهُمْ، بالفتح، یَدْهَمُهُمْ لغة. و أَتتكم الدُّهَیْماءُ؛ یقال: أَراد بالدُّهَیماء السوداء المظلمة، و یقال: أَراد بذلك الداهیة یذهب إِلی الدُّهَیْمِ اسم ناقة، و‌فی حدیث حُذَیْفَةَ: و ذكر الفتنة فقال أَتتكم الدُّهَیْماءُ تَرْمی بالنَّشَفِ ثم التی تلیها ترمی بالرَّضْفِ؛ و‌فی حدیث آخر: حتی ذكرَ فتنة الأَحْلاس ثم فتنة الدُّهَیْماءِ؛ قال أَبو عبیدة: قوله الدُّهَیْماءُ نراه أَراد الدَّهْماء فصَغَّرها، قال شمر: أَراد بالدَّهْماء الفتنة السوداء المظلمة و التصغیر فیها للتعظیم، و منه‌حدیثه الآخر: لتكونَنَّ فیكم أَربع فِتَنٍ الرَّقْطاءُ و المظْلِمةُ و كذا و كذا؛ فالمُظْلِمةُ مثل الدَّهْماءِ، قال: و بعض الناس یذهب بالدُّهَیْماء إِلی الدُّهَیْمِ و هی الداهیة، و قیل للداهیة دُهَیْمٌ أَن ناقة كان یقال لها الدُّهَیْمُ، و غزا قوم من العرب قوماً فَقُتِلَ منهم سبعة إِخْوة فحُمِلوا علی الدُّهَیْمِ، فصارت مثلًا فی كل داهیةٍ. قال شمر: و سمعت ابن الأَعرابی یروی عن المُفَضَّل أَن هؤلاء بنو الزَّبَّان بن مُجالِدٍ، خرجوا فی طلب إِبل لهم فلقیهم كثیف بن زُهَیْرٍ، فضرب أَعناقهم ثم حمل رؤوسهم فی جُوالِقٍ و عَلَّقه فی عُنق ناقة یقال لها الدُّهَیْمُ، و هی ناقة عمرو بن الزَّبَّان، ثم خَلّاها فی الإِبل فراحت علی الزَّبَّان فقال لما رأَی الجُوالِقَ: أَظن بَنِیَّ صادوا بیض نَعام، ثم أَهوی بیده فأَدخلها فی الجُوالِقِ فإِذا رَأْسٌ، فلما رآه قال: آخِرُ البَزِّ علی القَلُوصِ، فذهبت مثلًا، و قیل: أَثقل من حِمْل الدُّهَیْمِ و أَشأَم من الدُّهَیْمِ؛ و قیل فی الدُّهَیمِ: اسم ناقة غزا علیها ستة إِخوة فقُتِلُوا عن آخرهم و حُمِلوا علیها حتی رجعت بهم، فصارت مثلًا فی كل داهیة، و ضربت العرب الدُّهَیْمَ مثلًا فی الشر و الداهیة؛ و قال الراعی یذكر جَوْرَ السعاة: كتبَ الدُّهَیْمُ من العَداءِ لِمُسْرِفٍ عادٍ، یُریدُ مَخانةً و غُلولا و قال الكمیت: أَ هَمْدانُ مَهْلًا لا یُصَبِّح بُیوتَكمْ بِجُرْمِكُمُ حِمْلُ الدُّهَیْمِ، و ما تَزْبی و هذا البیت حجة لما قاله المفضّل. و الدَّهْماء: الجماعة من الناس. الكسائی: یقال
لسان العرب، ج‌12، ص: 212
دَخَلْتُ فی خَمَرِ الناس أَی فی جماعتهم و كثرتهم، و فی دَهْماء الناس أَیضاً مثله؛ و قال: فَقَدْناك فِقْدانَ الربِیع، و لیْتَنا فَدَیْناكَ، من دَهْمائِنا، بأُلوفِ و ما أَدری أَیُّ الدَّهْمِ هو و أَیُّ دَهْمِ الله هو أَی أَیّ خَلْقِ الله. و الدَّهْماءُ: العدد الكثیر. و دَهْماءُ الناس: جماعتهم و كثرتهم. و الدُّهَیْماءُ، تصغیر الدَّهْماء: الداهیة، سمیت بذلك لإِظْلامِها، و الدُّهَیْم أُمّ الدُّهَیْمِ الدَّواهی، و فی المحكم: الداهیة. و‌فی الحدیث: من أَراد أَهل المدینة بدَهْمٍ‌أَی بغائلة من أَمر عظیم یَدْهَمُهُمْ أَی یَفْجَؤُهُمْ. و یقال: هَدَمَهُ و دَهْدَمَه بمعنی واحد؛ قال العجاج: و ما سُؤالُ طَلَلٍ و أَرْسُمِ و النُّؤْیِ، بَعْدَ عَهْدِهِ المُدَهْدَم یعنی الحاجز حول البیت إِذا تهدم؛ و قال: غیر ثَلاثٍ فی المَحَلِّ صُیَّمِ رَوائم، و هُنَّ مثل الرُّؤَّمِ، بعد البِلی، شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَمِ و رَبْعٌ أَدْهَمُ: حدیث العهد بالحَیِّ، و أَرْبُعٌ دُهْمٌ؛ و قال ذو الرمة أَیضاً: أَ لِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتی كأَنَّها بَقِیَّةُ وَحْیٍ فی بُطونِ الصَّحائف؟ الأَزهری: المُتَدَهَّمُ و المُتَدَأّمُ و المُتَدَثِّرُ هو المَجْبوسُ المأْبونُ. و الدَّهْماءُ: القِدْرُ. ابن شمیل: الدَّهْماء السوداء من القُدور، و قد دَهَّمَتْها النارُ. و الدَّهْماء: سَحْنَةُ الرجل. و فَعَلَ به ما أَدْهَمَهُ أَی ساءَه و أَرْغَمَهُ؛ عن ثعلب. و الدَّهْماءُ: عُشْبَة ذات ورق و قُضُبٍ كأَنها القَرْنُوَةُ، و لها نَوْرَةٌ حمراء یُدْبَغُ بها، و مَنْبِتُها قِفافُ الرمل. و قد سَمَّوْا داهِماً و دُهَیْماً و دُهْماناً. و الدُّهَیْم: اسم ناقة، و قد تقدم ذكرها. و دُهْمان: بطن من هُذَیْلٍ؛ قال صَخْرُ الغَیِّ: و رَهْط دُهْمانَ و رَهْطُ عادِیَهْ و الأَدْهَمُ: فرس عَنْتَرَةَ بن مُعاویة «3»، صفة غالبة.

دهثم؛ ج12، ص: 212

: الدَّهْثَمُ: المكان الوَطی‌ءُ السهل الدَّمِثُ. و أَرض دَهْثَمَةٌ و دَهْثَمٌ: سهلة. و رجل دَهْثَم الخُلُقِ: سَهْلُهُ. و امرأَة دَهْثَمَةٌ: سهلة دَمِثَةُ الأَخْلاق؛ قال عمر بن لَجَإٍ: ثم تَنَحَّتْ عن مَقامِ الحُوَّمِ لِعَطَنٍ رابی المَقامِ، دَهْثَمِ و سُمّی الرجل دَهْثَماً بذلك. الأَصمعی: العرب تقول للصَّقْرِ الزَّهْدَمُ، و للبحر الدَّهْثَمُ. و الدَّهْثَمُ: الرجل السَّخِیُّ. و دَهْثَمٌ: اسم.

دهدم؛ ج12، ص: 212

: دَهْدَم الشی‌ءَ: قلَب بعضه علی بعض. و تَدَهْدَمَ الحائطُ و تَجَرْجَمَ: سقط. و یقال: دَهْدَمْتُ البناء إِذا كسرته؛ قال العجاج: و النُّؤیِ، بعد عَهْده، المُدَهْدَمِ

دهقم؛ ج12، ص: 212

: الدَّهْقَمَةُ: الكَیْسُ.

دهكم؛ ج12، ص: 212

: الدَّهْكَمُ: الشیخ الفانی. و التَّدَهْكُمُ: الاقتحام فی الأَمر الشدید. و تَدَهْكَمَ علینا: تَدَرَّأَ.

دوم؛ ج12، ص: 212

: دامَ الشی‌ءُ یَدُومُ و یَدامُ؛ قال: یا مَیّ لا غَرْوَ و لا مَلامَا فی الحُبِّ، إِن الحُبَّ لن یَدامَا
(3). المشهور أَنه عنترة بن شدّاد
لسان العرب، ج‌12، ص: 213
قال كراع: دامَ یَدُومُ فَعِلَ یَفْعُلُ، و لیس بقَوِیّ، دَوْماً و دَواماً و دَیْمومَةً؛ قال أَبو الحسن: فی هذه الكلمة نظر، ذهب أَهل اللغة فی قولهم دِمْتَ تَدُومُ إِلی أَنها نادرة كمِتَّ تَموتُ، و فَضِلَ یَفْضُلُ، و حَضِرَ یَحْضُرُ، و ذهب أَبو بكر إِلی أَنها متركبة فقال: دُمْتَ تَدُومُ كقُلْتَ تَقُولُ، و دِمْتَ تَدامُ كخِفْتَ تَخافُ، ثم تركبت اللغتان فظنّ قوم أَن تَدُومُ علی دِمْتَ، و تَدامُ علی دُمْتَ، ذهاباً إِلی الشذوذ و إِیثاراً له، و الوَجْه ما تقدم من أَن تَدامُ علی دِمْتَ، و تَدُومُ علی دُمْتَ، و ما ذهبوا إِلیه من تَشْذیذ دِمْتَ تَدومُ أَخف مما ذهبوا إِلیه من تَسَوُّغِ دُمْتَ تَدامُ، إِذ الأُولی ذات نظائر، و لم یُعْرَفْ من هذه الأَخیرة إِلَّا كُدْتَ تَكادُ، و تركیب اللغتین باب واسع كَقَنَطَ یَقْنَطُ و رَكَنَ یَرْكَنُ، فیحمله جُهَّالُ أَهل اللغة علی الشذوذ. و أَدامَهُ و اسْتَدامَهُ: تأَنَّی فیه، و قیل: طلب دوَامَهُ، و أَدْومَهُ كذلك. و اسْتَدَمْتُ الأَمر إِذا تأَنَّیْت فیه؛ و أَنشد الجوهری للمَجْنون و اسمه قَیسُ بن مُعاذٍ: و إِنِّی علی لَیْلی لَزارٍ، و إِنَّنی، علی ذاكَ فیما بَیْنَنا، مُسْتَدِیمُها أَی منتظر أَن تُعْتِبَنی بخیر؛ قال ابن بری: و أَنشد ابن خالویه فی مُسْتَدیم بمعنی مُنْتَظِر: تَرَی الشُّعراءَ من صَعِقٍ مُصابٍ بصَكَّتِه، و آخر مُسْتَدِیمِ و أَنشد أَیضاً: إِذا أَوقَعْتُ صاعِقةً عَلَیْهِمْ، رأَوْا أُخْرَی تُحَرِّقُ فاسْتَدامُوا اللیث: اسْتِدامَةُ الأَمرِ الأَناةُ؛ و أَنشد لقَیْسِ ابن زُهَیرٍ: فلا تَعْجَلْ بأَمرِكَ و اسْتَدِمْهُ، فما صَلَّی عَصاكَ كَمُسْتَدِیمِ و تَصْلِیةُ العصا: إِدارتها علی النار لتستقیم، و اسْتدامتها: التَّأَنِّی فیها، أَی ما أَحْكَمَ أَمْرَها كالتَّأَنِّی. و قال شمر: المُسْتَدِیمُ المُبالِغُ فی الأَمر. و اسْتَدِمْ ما عند فلان أَی انتظره و ارْقُبْهُ؛ قال: و معنی البیت ما قام بحاجتك مثلُ من یُعْنی بها و یحب قضاءها. و أَدامه غیرهُ، و المُداومَةُ علی الأَمر: المواظبة علیه. و الدَّیُّومُ: الدائِمُ منه كما قالوا قَیُّوم. و الدِّیمةُ: مطر یكون مع سكون، و قیل: یكون خمسة أَیَّامٍ أَو ستة و قیل: یوماً و لیلة أَو أَكثر، و قال خالد بن جَنْبَةَ: الدِّیمةُ من المطر الذی لا رَعْدَ فیه و لا بَرْقَ تَدُومُ یَوْمَها، و الجمع دِیَمٌ، غُیِّرَت الواو فی الجمع لتَغَیُّرِها فی الواحد. و ما زالت السماءُ دَوْماً دَوماً و دَیْماً دَیْماً، الیاء علی المعاقبة، أَی دائمة المطر؛ و حكی بعضهم: دامَتِ السماءُ تَدِیمُ دَیْماً و دَوَّمَتْ و دیَّمَتْ؛ و قال ابن جنی: هو من الواو لاجتماع العرب طُرّاً علی الدَّوامِ، و هو أَدْوَمُ من كذا، و قال أَیضاً: من التدریج فی اللغة قولهم دِیمةٌ و دِیَمٌ، و استمرار القلب فی العین إِلی الكسرة قبلها «1»، ثم تجاوزوا ذلك لما كثر و شاع إِلی أَن قالوا دَوَّمَتِ السماءُ و دَیَّمَتْ، فأَما دَوَّمَتْ فعلی القیاس، و أَما دَیَّمَتْ فلاستمرار القلب فی دِیمَةٍ و دِیَمٍ؛ أَنشد أَبو زید: هو الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل، إِنْ دَیَّمُوا جادَ، و إِنْ جادُوا وَبَلْ
(1). قوله [إِلی الكسرة قبلها] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 214
و یروی: … دَوَّمُوا … شمر: یقال دِیمةٌ و دِیْمٌ؛ قال الأَغْلَبُ: فَوارِسٌ و حَرْشَفٌ كالدِّیْمِ، لا تَتَأَنَّی حَذَرَ الكُلُومِ روی عن أَبی العَمَیْثَلِ أَنه قال: دِیمَة و جمعها دُیومٌ بمعنی الدِّیمةِ. و أَرض مَدِیمَةٌ و مُدَیَّمَةٌ: أَصابتها الدِّیَمُ، و أَصلها الواو؛ قال ابن سیدة: و أَری الیاء معاقبة؛ قال ابن مقبل: عَقِیلَةُ رَمْلٍ دافعَتْ فی حُقوفِهِ رَخاخَ الثَّرَی، و الأُقْحُوانَ المُدَیَّمَا و سنذكر ذلك فی دیم. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها سئلت: هل كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یُفَضِّلُ بعض الأَیام علی بعض؟ و فی روایة: أَنها ذكرَتْ عَمَل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقالت: كان عَمَلُهُ دِیمَةً؛ شبهتْه بالدِّیمَةِ من المطر فی الدَّوامِ و الاقتصاد. و‌روی عن حُذَیْفَة أَنه ذكر الفتن فقال: إِنها لآتِیَتُكُمْ دِیَماً، یعنی أَنها تملأَ الأَرض مع دَوامٍ؛ و أَنشد: دِیمَةٌ هَطْلاءُ فیها وَطَفٌ، طَبَّقَ الأَرْضَ، تَحَرَّی و تَدُرّ و المُدامُ: المَطر الدائم؛ عن ابن جنی. و المُدامُ و المُدامَةُ: الخمر، سمیت مُدامَةً لأَنه لیس شی‌ء تُستطاع إِدامَةُ شربه إِلا هی، و قیل: لإِدامتها فی الدَّنِّ زماناً حتی سكنتْ بعد ما فارَتْ، و قیل: سُمِّیَتْ مُدامَةً إِذا كانت لا تَنْزِفُ من كثرتها، فهی مُدامَةٌ و مُدامٌ، و قیل: سمیت مُدامَةً لِعتْقها. و كل شی‌ء سكن فقد دامَ؛ و منه قیل للماء الذی یَسْكن فلا یجری: دائِمٌ.و نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، أَن یُبالَ فی الماء الدائم ثم یُتَوضَّأَ منه، و هو الماء الراكد الساكنُ، من دامَ یَدُومُ إِذا طال زمانه. و دامَ الشی‌ءُ: سكن. و كل شی‌ء سكَّنته فقد أَدَمْتَه. و ظلٌّ دَوْمٌ و ماء دَوْمٌ: دائم، وصَفُوهُما بالمصدر. و الدَّأْماءُ: البحر لدَوامِ مائه، و قد قیل: أَصله دَوْماء، فإعْلاله علی هذا شاذ. و دامَ البحرُ یَدُومُ: سكن؛ قال أَبو ذؤیب: فجاء بها ما شِئْتَ من لَطَمِیَّةٍ، تَدُومُ البحارُ فوقها و تَمُوجُ و رواه بعضهم: یَدُومُ الفُراتُ، قال: و هذا غلط لأَن الدُّرَّ لا یكون فی الماء العذب. و الدَّیْمومُ و الدَّیْمومَةُ: الفلاة یَدُومُ السیر فیها لبعدها؛ قال ابن سیدة: و قد ذكرت قول أَبی علیّ أَنها من الدَّوامِ الذی هو السخ «1». و الدَّیْمُومةُ: الأَرض المستویة التی لا أَعلام بها و لا طریق و لا ماء و لا أَنیس و إِن كانت مُكْلِئَةً، و هنَّ الدَّیامِیمُ. یقال: عَلَوْنا دَیْمومةً بعیدة الغَوْرِ، و عَلَوْنا أَرضاً دَیْمومة مُنكَرةً. و قال أَبو عمرو: الدَّیامِیمُ الصَّحاری المُلْسُ المتباعدة الأَطرافِ. و دَوَّمَتِ الكلابُ: أَمعنت فی السیر؛ قال ذو الرمة: حتی إِذا دَوَّمَتْ فی الأَرض راجَعَهُ كِبْرٌ، و لو شاء نَجّی نفسَه الهَرَبُ أَی أَمعنت فیه؛ و قال ابن الأَعرابی: أَدامَتْهُ، و المعنیان مقتربان؛ قال ابن بری: قال الأَصمعی دَوَّمَتْ خطأٌ منه، لا یكون التَّدْویم إِلا فی
(1). قوله: السخَّ، هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 215
السماء دون الأَرض؛ و قال الأَخفش و ابن الأَعرابی: دَوَّمَتْ أَبعدت، و أَصله من دامَ یَدُومُ، و الضمیر فی دَوَّمَ یعود علی الكلاب؛ و قال علیُّ بن حمزة: لو كان التَّدْویمُ لا یكون إِلا فی السماء لم یجز أَن یقال: به دُوامٌ كما یقال به دُوارٌ، و ما قالوا دُومَةُ الجَنْدَلِ و هی مجتمعة مستدیرة. و‌فی حدیث الجاریة المفقودة: فَحَمَلنی علی خافیةٍ ثم دَوَّمَ بی فی السُّكاك‌أَی أَدارنی فی الجوّ. و‌فی حدیث قُسّ و الجارُود: قد دَوَّمُوا العمائم‌أَی أَداروها حول رؤوسهم. و فی التهذیب فی بیت ذی الرمة: حتی إِذا دَوَّمَتْ، قال یصف ثوراً وحشیّاً و یرید به الشمس، قال: و كان ینبغی له أَن یقول دَوَّتْ فدَوَّمَتْ استكراه منه. و قال أَبو الهیثم: ذكر الأَصمعی أَن التَّدْویمَ لا یكون إِلا من الطائر فی السماء، و عاب علی ذی الرمة موضعه؛ و قد قال رؤبة: تَیْماء لا یَنْجو بها من دَوَّما، إِذا عَلاها ذو انْقِباضٍ أَجْذَما أَی أَسرع. و دَوَّمَتِ الشمس فی كَبِد السماء. و دَوَّمَت الشمس: دارت فی السماء. التهذیب: و الشمس لها تَدْویمٌ كأَنها تدور، و منه اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصبی التی تدور كدَوَرانها؛ قال ذو الرمة یصف جُنْدَباً: مُعْرَوْرِیاً رَمَضَ الرَّضْراض یَرْكُضُهُ، و الشَّمْسُ حَیْری لها فی الجَوّ تَدْوِیمُ كأَنها لا تمضی أَی قد رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض، و الرَّمَضُ: شدة الحر، مصدر رَمِضَ یَرمَضُ رَمَضاً، و یركُضُهُ: یضربه برجله، و كذا یفعل الجُندَبُ. قال أَبو الهیثم: معنی قوله و الشمس حَیْری تقف الشمس بالهاجِرَةِ علی المَسیر مقدار ستین فرسخاً «1». تدور علی مكانها. و یقال: تَحَیَّرَ الماء فی الروضة إِذا لم یكن له جهة یمضی فیها فیقول كأَنها مُتَحَیِّرَة لدَوَرانها، قال: و التَّدْویمُ الدَّوَرانُ، قال أَبو بكر: الدائم من حروف الأَضداد، یقال للساكن دائم، و للمتحرِّك دائم. و الظل الدَّوْمُ: الدائم؛ و أَنشد ابن بری للَقِیط بن زُرارَةَ فی یوم جَبَلَة: یا قَوْمِ، قدْ أَحْرَقْتُمونی باللَّوْمْ، و لم أُقاتِلْ عامِراً قبلَ الیَوْمْ شَتَّانَ هذا و العِناقُ و النَّوْم، و المَشْرَبُ البارِدُ و الظِّلُّ الدَّوْم و یروی: … فی الظل الدَّوْم. و دَوَّمَ الطائر إِذا تحرك فی طَیَرانه، و قیل: دَوَّمَ الطائر إِذا سَكَّنَ جناحیه كَطَیَرَانِ الحِدَإِ و الرَّخَم. و دَوَّمَ الطائرُ و استدامَ: حَلَّقَ فی السماء، و قیل: هو أَن یُدَوِّمَ فی السماء فلا یحرك جناحیه، و قیل: أَن یُدَوِّمَ و یحوم؛ قال الفارسی: و قد اختلفوا فی الفرق بین التَّدوِیمِ و التَّدْوِیَةِ فقال بعضهم: التَّدْویمُ فی السماء، و التَّدْوِیَةُ فی الأَرض، و قیل بعكس ذلك، قال: و هو الصحیح، قال جَوَّاسٌ، و قیل هو لعمرو بن مِخْلاةِ الحمارِ: بیَوْمٍ تری الرایات فیه، كأَنها عَوافی طیورٍ مُسْتَدیم و واقِع و یقال: دَوَّم الطائرُ فی السماء إِذا جعل یَدُور، و دَوَّی فی الأَرض، و هو مثل التَّدْویمِ فی السماء. الجوهری: تَدْویمُ الطائر تَحْلِیقُهُ فی طَیَرانِهِ لیرتفع فی السماء، قال: و جعل ذو الرمة التَّدْوِیمَ
(1). قوله [مقدار ستین فرسخاً] عبارة التهذیب مقدار ما تسیر ستین فرسخاً
لسان العرب، ج‌12، ص: 216
فی الأَرض بقوله فی صفة الثور: حتی إِذا دَوَّمَتْ فی الأَرض «1» و أَنكر الأَصمعی ذلك و قال: إِنما یقال دَوَّی فی الأَرض و دَوَّمَ فی السماء، كما قدمنا ذكره، قال: و كان بعضهم یُصَوِّبُ التَّدْویم فی الأَرض و یقول: منه اشتقت الدُّوَّامَةُ، بالضم و التشدید، و هی فَلْكَةٌ یرمیها الصبی بخیط فتُدَوِّمُ علی الأَرض أَی تدور، و غیره یقول: إِنما سُمِّیَت الدُّوَّامَةَ من قولهم دَوَّمْتُ القِدْرَ إِذا سكَّنْتَ غلیانها بالماء لأَنها من سرعة دَورَانها قد سكنتْ و هَدَأَتْ. و التَّدْوامُ: مثل التَّدْویمِ؛ و أَنشد الأَحمر فی نعت الخیل: فَهُنَّ یَعْلُكْنَ حَدائِداتِها، جُنْحَ النَّواصِی نحْوَ أَلْوِیاتها، كالطیر تَبْقی مُتَداوِماتِها قوله تَبْقی أَی تنظر إِلیها أَنت و تَرْقُبُها، و قوله مُتَداوِمات أَی مُدَوِّمات دائرات عائفات علی شی‌ء. و قال بعضهم: تَدْویمُ الكلب إِمعانُهُ فی الهَرَبِ، و قد تقدم. و یقال للطائر إِذا صَفّ جناحیه فی الهواء و سَكَّنهما فلم یحركهما كما تفعل الحِدَأُ و الرَّخَمُ: قد دَوَّمَ الطائر تَدْوِیماً، و سُمِّی تدویماً لسكونه و تركه الخَفَقان بجناحیه. اللیث: التَّدْویمُ تَحْلِیقُ الطائر فی الهواء و دَوَرانه. و دُوَّامة الغلام، برفع الدال و تشدید الواو: و هی التی تلعب بها الصبیان فَتُدار، و الجمع دُوَّامٌ، و قد دَوَّمْتُها. و قال شمر: دُوَّامةٌ الصبی، بالفارسیة، دوابه و هی التی تلعب بها الصبیان تُلَفُّ بسیر أَو خیط ثم تُرْمی علی الأَرض فتَدور؛ قال المُتَلَمِّسُ فی عمرو بن هند: أَ لَك السَّدِیرُ و بارِقٌ، و مَرابِضٌ، و لَكَ الخَوَرْنَقْ، و القَصْرُ ذو الشُّرُفاتِ من سِنْدادَ، و النَّخْلُ المُنَبَّقْ، و القادِسِیَّةُ كلُّها، و البَدْوُ من عانٍ و مُطْلَقْ؟ و تَظَلُّ، فی دُوَّامةِ المولودِ یُظْلَمُها، تَحَرَّقْ فَلَئِنْ بَقیت، لَتَبْلُغَنْ أَرْماحُنا منك المُخَنَّقْ ابن الأَعرابی: دامَ الشی‌ءُ إِذا دار، و دام إِذا وقَف، و دام إِذا تَعِبَ. و دَوَّمَتْ عینُه: دارت حدقتها كأَنها فی فَلْكةٍ، و أَنشد بیت رؤبة: تَیْماء لا یَنْجُو بها من دَوَّمَا و الدُّوامُ: شبه الدُّوارِ فی الرأْس، و قد دِیمَ به و أُدِیمَ إِذا أَخذه دُوارٌ. الأَصمعی: أَخذه دُوَامٌ فی رأْسه مثل الدُّوارِ، و هو دُوارُ الرأْس. الأَصمعی: دَوّمَتِ الخمر شاربها إِذا سكر فدارَ. و‌فی حدیث عائشة: أَنها كانت تَصِفُ من الدُّوامِ سبع تمرات من عَجْوَةٍ فی سبع غَدَواتٍ علی الریق؛ الدُّوامُ، بالضم و التخفیف: الدُّوارُ الذی یَعْرِضُ فی الرأْس. و دَوَّمَ المرقةَ إِذا أَكثر فیها الإِهالة حتی تَدُور فوقها، و مرقة داوِمة نادر، لأَن حق الواو فی هذا أَن تقلب همزة. و دَوَّمَ الشی‌ء: بَلَّةُ، قال ابن أَحمر: هذا الثَّناءُ، و أَجْدِرْ أَن أُصاحِبَهُ و قد یُدَوِّمُ ریقَ الطامِعِ الأَمَلُ
(1). البیت
لسان العرب، ج‌12، ص: 217
أَی یبلُّه؛ قال ابن بری: یقول هذا ثنائی علی النُّعْمان ابن بشیر، و أَجْدر أَن أُصاحبه و لا أُفارقه، و أَملی له یُبْقی ثنائی علیه و یُدَوِّمُ ریقی فی فمی بالثناء علیه. قال الفراء: و التَّدْویمُ أَن یَلُوكَ لسانَه لئلا ییبس ریقُه؛ قال ذو الرُّمَّةِ یصف بعیراً یَهْدِرُ فی شِقْشِقتِه: فی ذات شامٍ تَضْرِبُ المُقَلَّدَا، رَقْشَاءَ تَنْتاخُ اللُّغامَ المُزْبِدَا، دَوَّمَ فیها رِزُّه و أَرْعَدَا قال ابن بری: و قوله فی ذات شامٍ یعنی فی شِقْشِقَةٍ، و شامٌ: جمع شامةٍ، تَضْرب المُقَلَّدَا أَی یخرجها حتی تبلغ صفحة عنقه؛ قال: و تَنْتاخُ عندی مثل قول الراجز: یَنْباعُ من ذِفْرَی غَضُوبٍ حُرَّةٍ علی إِشباع الفتحة، و أَصله تَنْتَخ و تَنْبَعُ، یقال: نَتَخَ الشوكة من رجله إِذا أَخرجها، و المِنْتاخُ: المِنْقاش، و فی شعره تَمْتاخ أَی تخرج، و الماتِخُ: الذی یخرج الماء من البئر. و دَوَّمَ الزعفرانَ: دافَهُ؛ قال اللیث: تَدْوِیمُ الزعفران دَوْفُه و إِدارَتُه فی دَوْفِه؛ و أَنشد: و هُنَّ یَدُفْنَ الزَّعفران المُدَوَّمَا و أَدامَ القِدْرَ و دَوَّمَها إِذا غَلَت فنضحها بالماء البارد لیسكن غَلَیانها؛ و قیل: كَسَرَ غلیانها بشی‌ء و سكَّنَهُ؛ قال: تَفُورُ علینا قِدْرُهُمْ فنُدِیمُها، و نَفْثَؤُها عَنَّا إِذا حَمْیها غلی قوله نُدِیمُها: نُسَكِّنها، و نَفْثَؤُها: نكسرها بالماء؛ و قال جریر: سَعَرْتُ علیكَ الحَربَ تَغلی قُدورُها، فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَیْنِ تُدِیمُها یقال: أَدام القِدْرَ إِذا سكَّن غَلَیانها بأَن لا یُوقدَ تحتها و لا یُنزِلَها، و كذلك دَوَّمَها. و یقال للذی تُسَكَّنُ به القدر: مِدْوامٌ. و قال اللحیانی: الإِدامةُ أَن تترك القدر علی الأَثافیِّ بعد الفراغ، لا ینزلها و لا یوقدها. و المِدْوَمُ و المِدْوامُ: عود أَو غیره یُسَكَّنُ به غلیانها؛ عن اللحیانی. و اسْتَدامَ الرجلُ غریمه: رفَق به، و اسْتَدْماهُ كذلك مقلوب منه؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَنه مقلوب لأَنَّا لم نجد له مصدراً؛ و اسْتَدْمَی مَوَدَّته: ترقبها من ذلك، و إِن لم یقولوا فیه اسْتَدام؛ قال كُثَیِّرٌ: و ما زِلْتُ أَسْتَدْمِی، و ما طَرَّ شارِبی، وِصالَكِ، حتی ضَرَّ نفسی ضَمِیرُها قوله و ما طَرَّ شارِبی جملة فی موضع الحال. و قال ابن كَیْسانَ فی باب كان و أَخواتها: أَما ما دامَ فما وَقتٌ، تقول: قُمْ ما دام زیدٌ قائماً، ترید قُمْ مُدَّةَ قیامه؛ و أَنشد: لَتَقْرَبَنَّ قَرَباً جُلْذِیَّا، ما دام فیهِنَّ فَصِیل حَیَّا أَی مدَّة حیاة فُصْلانها، قال: و أَما صار فی هذا الباب فإِنها علی ضَرْبین: بلوغ فی الحال، و بلوغ فی المكان، كقولك صار زید إِلی عمرو، و صار زید رجلًا، فإِذا كانت فی الحال فهی مثل كان فی بابه، فأَما قولهم ما دام فمعناه الدَّوامُ لأَن ما اسم موصول بدامَ و لا یُسْتَعْمَلُ إِلا ظَرْفاً كما تستعمل المصادر
لسان العرب، ج‌12، ص: 218
ظروفاً، تقول: لا أَجلس ما دُمْتَ قائماً أَی دَوامَ قیامِكَ، كما تقول: ورَدْتُ مَقْدَمَ الحاجّ. و الدَّوْمُ: شجر المُقْلِ، واحدته دَوْمَةٌ، و قیل: الدَّوْمُ شجر معروف ثَمَرُهُ المُقْلُ. و‌فی الحدیث: رأَیت النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو فی ظل دَوْمة؛ قال ابن الأَثیر: هی واحدة الدَّوْمِ و هو ضخام الشجر، و قیل: شجر المُقْلِ. قال أَبو حنیفة: الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ و تَسْمُو و لها خُوصٌ كخُوصِ النحل و تُخرِجُ أَقْناءً كأَقْناء النخلة. قال: و ذكر أَبو زیاد الأَعرابی أَن من العرب من یسمی النَّبْقَ دَوْماً. قال: و قال عُمَارَةُ الدَّوْمُ العظامُ من السِّدْرِ. و قال ابن الأَعرابی: الدَّوْمُ ضِخام الشجر ما كان؛ و قال الشاعر: زَجَرْنَ الهِرَّ تحت ظلال دَوْمٍ، و نَقَّبْنَ العَوارِضَ بالعُیونِ و قال طُفَیْلٌ: أَ ظُعْنٌ بِصَحْراء الغَبیطَینِ أَم نَخْلُ بَدَتْ لك، أَمْ دَومٌ بأَكمامِها حَمْلُ؟ قال أَبو منصور: و الدَّوْمُ شجر یشبه النخل إِلَّا أَنه یُثْمِر المُقْلَ، و له لِیفٌ و خُوص مثل لیف النخل. و دُومَةُ الجَنْدَلِ: موضع، و فی الصحاح: حِصْنٌ، بضم الدال، و یسمیه أَهل الحدیث دَوْمَة، بالفتح، و هو خطأٌ، و كذلك دُوماء الجَنْدَلِ. قال أَبو سعید الضریر: دَوْمَةُ الجَنْدَلِ فی غائط من الأَرض خمسة فراسِخَ، و من قِبَلِ مغربه عین تَثُجُّ فتسقی ما به من النخل و الزرع، قال: و دَوْمَةُ ضاحِیَةٌ بین غائطها هذا، و اسم حصنها مارِدٌ، و سمیت دَوْمَةَ الجَنْدَلِ لأَن حصنها مبنی بالجندل، قال: و الضاحِیةُ من الضَّحْل ما كان بارزاً من هذا الغَوْطِ و العینِ التی فیه، و هذه العین لا تسقی الضاحیة، و قیل: هو دُومة، بضم الدال، قال ابن الأَثیر: و قد وردت فی الحدیث، و تضم دالها و تفتح، و هی موضع؛ و قول لبید یصف بنات الدهر: و أَعْصَفْنَ بالدُّومِیِّ من رأْس حِصْنِهِ، و أَنْزَلْنَ بالأَسباب ربَّ المُشَقَّرِ یعنی أُكَیْدِر، صاحب دُومَةِ الجَنْدَلِ. و‌فی حدیث قصر الصلاة: و ذكر دَوْمِین؛ قال ابن الأَثیر: هی بفتح الدال و كسر المیم، قریة قریبة من حِمْص. و الإِدامَةُ: تَنْقیرُ السهم علی الإِبْهام. و دُوِّمَ السهم: فُتِل بالأَصابع؛ و أَنشد أَبو الهیثم للكمیت: فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً یُعَلِّلُهُ، عند الإِدامَةِ، حتی یَرْنُوَ الطَّرِبُ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: قالت للیَهُود علیكم السامُ الدامُ‌أَی الموت الدائم، فحذفت الیاء لأَجل السام. و دَوْمانُ: اسم رجل. و دَوْمانُ: اسم قبیلة. و یَدُومُ: جبل؛ قال الراعی: و فی یَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُهُ، و ذِرْوة الكَوْر عن مَرْوانَ مُعْتزل و ذو یَدُومَ: نهر من بلاد مُزَیْنَة یدفع بالعقیق؛ قال كُثَیِّرُ عَزَّةَ: عَرَفْتُ الدار قد أَقْوَتْ بِرِئْمٍ إِلی لأْیٍ، فمَدْفَعِ ذی یَدُومِ و أَدام: موضع؛ قال أَبو المُثَلَّمِ: لقد أُجْرِی لمصْرَعِهِ تَلِیدٌ، و ساقَتْهُ المَنِیَّةُ من أَداما
لسان العرب، ج‌12، ص: 219
قال ابن جنی: یكون أَفْعَلَ من دامَ یَدُومُ فلا یصرف كما لا یصرف أَخْزَمُ و أَحمر، و أَصله علی هذا أَدْوَم، قال: و قد یكون من د م ی، و هو مذكور فی موضعه، و الله أَعلم.

دیم؛ ج12، ص: 219

: الدیمةُ: المطر الذی لیس فیه رَعْد و لا برق، أَقله ثلث النهار أَو ثلث اللیل، و أَكثره ما بلغ من العِدَّة، و الجمع دِیَمٌ؛ قال لبید: باتَتْ و أَسْبَلَ والِفٌ من دَیمَةٍ تَرْوی الخَمائِلَ، دائماً تَسْجامُها ثم یُشَبَّه به غیره. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، و سئلت عن عمل سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و عبادته فقالت: كان عملُه دِیمةً؛ الدِّیمةُ المطر الدائم فی سكون، شَبَّهَتْ عمله فی دوامه مع الاقتصاد بدیمة المطر الدائم، قال: و أَصله الواو فانقلبت یاء للكسرة قبلها. و‌فی حدیث حُذَیْفَةَ: و ذكر الفتن فقال إِنها لآتِیَتُكُم دِیَماً دِیَماً‌أَی أَنها تملأُ الأَرض فی دَوامٍ، و دِیَمٌ جمع دِیمَةِ المطر، و قد دَیَّمَت السماءُ تَدْیِیماً؛ قال جَهْم بن سَبَلٍ یمدح رجلًا بالسَّخاء: أَنا الجَواد ابن الجَواد ابن سَبَلْ، إِن دَیَّمُوا جادَ، و إِن جادوا وَبَل «2». و الدَّیامِیمُ: المفاوِزُ. و مفازة دَیْمومَةٌ أَی دائمة البعد. و‌فی حدیث جُهَیْشِ بن أَوْس: و دَیْمومَةٍ سَرْدَحٍ؛ هی الصحراء البعیدة، و هی فَعْلُولة من الدَّوامِ، أَی بعیدة الأَرْجاء یَدُومُ السیر فیها، و یاؤها منقلبة عن واو، و قیل: هی فَیْعُولة من دَمَمْتُ القدر إِذا طلیتها بالرماد أَی أَنها مشتبهة لا عَلَمَ بها لسالكها. و حكی أَبو حنیفة عن الفراء: ما زالت السماء دَیْماً دَیْماً أَی دائمة المطر، قال: و أَراها معاقبة لمكان الخفة، فإِذا كان هذا لم یُعْتَدّ به فی الیاء، و قد روی: دامَتِ السماء تَدیمُ مطرت دِیمةً، فإِن صح هذا الفعل اعتد به فی الیاء. و أَرض مَدیمةٌ و مُدَیَّمةٌ: أَصابتها الدِّیمةُ، و قد ذكر فی دوم؛ قال ابن مقبل: رَبیبةُ رَمْلٍ دافعَتْ فی حُقوفِهِ رَخاخَ الثَّری، و الأُقحُوانَ المُدَیَّما و قال كراع: اسْتَدامَ الرجل إِذا طأْطأَ رأْسه یَقْطُرُ منه الدم، مقلوب عن اسْتَدْمی.

فصل الذال المعجمة؛ ج12، ص: 219

ذأم؛ ج12، ص: 219

: ذَأَمَ الرجلَ یَذْأَمُهُ ذَأْماً: حقَّره و ذَمَّهُ و عابه، و قیل: حقره و طرده، فهو مَذْؤُومٌ، كَذَأَبهُ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: فإِن كُنْتَ لا تَدْعُو إِلی غیر نافِعٍ فذَرْنی، و أَكْرِمْ من بَدَا لك و اذْأَمِ و ذَأَمَهُ ذَأْماً: طرده. و فی التنزیل العزیز: اخْرُجْ مِنْهٰا مَذْؤُماً مَدْحُوراً؛ یكون معناه مذموماً و یكون مطروداً. و‌قال مجاهد: مَذْؤُماً منفیّاً، و مَدْحُوراً مطروداً.و ذأَمَه ذَأْماً: أَخزاه. و الذَّأْمُ: العیب، یُهْمَزُ و لا یهمز. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: قالت للیَهُود علیكم السامُ
(2). قوله [أَنا الجواد ابن الجواد إِلخ] قد تقدم فی المادة قبل هذه هو الجواد. و كذلك الجوهری أَورده فی مادة سبل و قال: إِن سبلًا فیه اسم فرس، و قد تقدم للمؤلف هناك عن ابن بری أَن الشعر لجهم بن سبل و أَن أَبا زیاد الكلابی أَدركه یرعد رأْسه و هو یقول: أَنا الجواد إِلخ انتهی. فظهر من هذا أَن سبلًا لیس اسم فرس بل اسم لوالد جهم القائل هذا الشعر یمدح به نفسه لا رجلًا آخر
لسان العرب، ج‌12، ص: 220
و الذَّأْمُ؛ الذَّأْمُ: العیب، و لا یهمز، و یروی بالدال المهملة، و قد تقدم. أَبو العباس: ذَأَمْتُه عبته، و هو أَكثر من ذَمَمْتُهُ.

ذحلم؛ ج12، ص: 220

: ذَحْلَمَهُ و سَحْتَنَه إِذا ذبحه. و ذَحْلَمَهُ فَتَذَحْلَمَ إِذا دَهْوَرَهُ فَتَدَهْوَرَ. و مرّ یَتَذَحْلَمُ كأَنه یتدحرج؛ قال رؤبة: كأَنَّهُ فی هُوَّةٍ تَذَحْلَما و ذَحْلَمْتُهُ: صرعته و ذلك إِذا ضربته بحجر و نحوه.

ذلم؛ ج12، ص: 220

: التهذیب: ابن الأَعرابی قال الذَّلَمُ مَغِیضُ مَصَبِّ الوادی.

ذمم؛ ج12، ص: 220

: الذَّمُّ: نقیض المدح. ذَمَّهُ یَذُمُّهُ ذَمّاً و مَذَمَّةً، فهو مَذْمُومٌ و ذَمٌّ. و أَذَمَّهُ: وجده ذَمِیماً مَذْمُوماً. و أَذَمَّ بهم: تركهم مَذْمُومینَ فی الناس؛ عن ابن الأَعرابی. و أَذَمَّ به: تهاون. و العرب تقول ذَمَّ یَذُمُّ ذَمّاً، و هو اللوم فی الإِساءة، و الذَّمُّ و المَذموم واحد. و المَذَمَّة: الملامة، قال: و منه التَّذَمُّمُ. و یقال: أَتیت موضع كذا فأَذْمَمْتُهُ أَی وجدته مذموماً. و أَذَمَّ الرجلُ: أَتی بما یُذَمُّ علیه. و تذامَّ القومُ: ذَمَّ بعضُهم بعضاً، و یقال من التَّذَمُّمِ. و قضی مَذَمَّةَ صاحبه أَی أَحسن إِلیه لئلا یُذَمَّ. و اسْتَذَمَّ إِلیه: فعل ما یَذُمُّهُ علیه. و یقال: افعل كذا و كذا و خَلاكَ ذَمٌّ أَی خلاكَ لوم؛ قال ابن السكیت: و لا یقال و خَلاكَ ذنب، و المعنی خلا منك ذَمٌّ أَی لا تُذَمُّ. قال أَبو عمرو بن العلاء: سمعت أَعرابیّاً یقول: لم أَر كالیوم قَطُّ یدخل علیهم مثلُ هذا الرُّطَبِ لا یُذِمُّونَ أَی لا یَتَذَمَّمُونَ و لا تأْخذهم ذمامةٌ حتی یُهْدُوا لِجِیرانهم. و الذَّامُّ، مشدد، و الذامُ مخفف جمیعاً: العیب. و اسْتَذَمَّ الرجلُ إِلی الناس أَی أَتی بما یُذَمُّ علیه. و تَذَمَّمَ أَی استنكف؛ یقال: لو لم أَترك الكذب تأَثُّماً لتركته تَذَمُّماً. و رجل مُذَمَّمٌ أَی مذْمُومٌ جدّاً. و رجل مُذِمٌّ: لا حَراك به. و شی‌ء مُذِمٌّ أَی مَعیب. و الذُّموم: العُیوب؛ أَنشد سیبویه لأُمَیَّةَ بن أَبی الصَّلْتِ: سلامك، رَبَّنا، فی كل فَجْرٍ بَریئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ و بئر ذَمَّةٌ و ذَمیمٌ و ذَمیمةٌ: قلیلة الماء لأَنها تُذَمُّ، و قیل: هی الغَزیرة، فهی من الأَضداد، و الجمع ذِمامٌ؛ قال ذو الرُّمَّة یصف إِبلًا غارتْ عیونها من الكَلالِ: علی حِمْیَرِیّاتٍ، كأَنَّ عُیونَها ذِمامُ الرَّكایا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ أَنْكَزَتها: أَقَلَّتْ ماءَها؛ یقول: غارت أَعینها من التعب فكأَنَّها آبار قلیلة الماء. التهذیب: الذَّمَّةُ البئر القلیلة الماء، و الجمع ذَمٌّ. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، مَرَّ ببئر ذمَّة فنزلنا فیها، سمیت بذلك لأَنها مَذْمومة؛ فأما قول الشاعر: نُرَجِّی نائلًا من سَیْبِ رَبّ، له نُعْمَی، و ذَمَّتُهُ سِجالُ قال ابن سیدة: قد یجوز أَن یعنی به الغزیرة و القلیلة الماء أَی قلیله كثیر. و به ذَمِیمةٌ أَی علة من زَمانَةٍ أَو آفة تمنعه الخروج. و أَذَمَّتْ ركاب القوم إِذْماماً: أَعیت و تخلفت و تأَخرت عن جماعة الإِبل و لم تلحق بها، فهی مُذِمَّةٌ، و أَذَمَّ به بَعیرهُ؛ قال ابن سیدة: أَنشد أَبو العلاء:
لسان العرب، ج‌12، ص: 221
قوم أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ، فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها و‌فی حدیث حَلیمة السَّعْدِیَّةِ: فخرجْتُ علی أَتانی تلك فلقد أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ‌أَی حبستهم لضعفها و انقطاع سیرها؛ و منه‌حدیث المِقْدادِ حین أَحْرَزَ لِقاحَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم: و إِذا فیها فرس أَذَمُّ‌أَی كالٌّ قد أَعیْا فوقف. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضیَ الله عنه: قد طَلَعَ فی طریق مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ و إِنَّ راحلته أَذَمَّتْ‌أَی انقطع سیرها كأَنها حَمَلَت الناس علی ذَمِّها. و رجل ذو مُذَمَّةٍ و مَذِمَّةٍ أَی كلٌّ علی الناس، و إِنه لطویل المَذَمَّةِ، التهذیب: فأَما الذَّمُّ فالاسم منه المَذَمَّةُ، و قال فی موضع آخر: المَذِمَّةُ، بالكسر، من الذِّمامِ و المَذَمَّةُ، بالفتح، من الذَّمِّ. و یقال: أَذهِبْ عنك مَذِمَّتَهُمْ بشی‌ء أَی أَعطهم شیئاً فإِن لهم ذِماماً. قال: و مَذَمَّتهم لغةٌ. و البُخل مَذَمَّةٌ، بالفتح لا غیر، أَی مما یُذَمُّ علیه، و هو خلاف المَحْمَدَةِ. و الذِّمامُ و المَذَمَّةُ: الحق و الحُرْمة، و الجمع أَذِمَّةٌ. و الذِّمَّة: العهد و الكَفالةُ، و جمعها ذِمامٌ. و فلان له ذِمَّة أَی حق. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: ذِمَّتی رَهِینُه وَ أَنَا بِهِ زَعِیمٌ‌أَی ضمانی و عهدی رَهْنٌ فی الوفاء به. و الذِّمامُ و الذِّمامةُ: الحُرْمَةُ؛ قال الأَخطل: فلا تَنْشُدُونا من أَخیكم ذِمامةً، و یُسْلِم أَصْداءَ العَوِیر كَفِیلُها و الذِّمامُ: كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَیَّعَتْها المَذَمَّةُ، و من ذلك یسمی أَهلُ العهد أَهلَ الذِّمَّةِ، و هم الذین یؤدون الجزیة من المشركین كلهم. و رجل ذِمِّیٌّ: معناه رجل له عهد. و الذِّمَّةُ: العهد منسوب إِلی الذِّمَّةِ: قال الجوهری: الذِّمَّةُ أَهل العقد. قال: و قال أَبو عبیدة الذِّمّةُ الأَمان فی‌قوله، علیه السلام: و یسعی بذِمَّتِهِمْ أَدناهم.و قوم ذِمَّةٌ: مُعاهدون أَی ذوو ذِمَّةٍ، و هو الذِّمُّ؛ قال أُسامة الهذلیّ: یُغَرِّدُ بالأَسْحار فی كلِّ سُدْفَةٍ، تَغَرُّدَ مَیَّاحِ النَّدَی المُتَطَرِّب «1». و أَذَمَّ له علیه: أَخَذَ له الذِّمَّة. و الذَّمامَةُ و الذِّمامة: الحق كالذِّمّة؛ قال ذو الرمة: تكُنْ عَوْجةً یَجزِیكما الله عندها بها الأَجْرَ، أَو تُقضی ذِمامةُ صاحب ذِمامة: حُرْمَةٌ و حق. و فی الحدیث ذكر الذِّمَّة و الذِّمامِ، و هما بمعنی العَهْد و الأَمانِ و الضَّمانِ و الحُرْمَةِ و الحق، و سُمِّیَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم فی عهد المسلمین و أَمانهم. و‌فی الحدیث فی دعاء المسافر: اقْلِبْنا بذِمَّةٍ‌أَی ارْدُدْنا إِلی أَهلنا آمنین؛ و منه‌الحدیث: فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة‌أَی أَن لكل أَحد من الله عهداً بالحفظ و الكِلایَةِ، فإِذا أَلْقی بیده إِلی التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ علیه أَو خالف ما أُمِرَ به خَذَلَتْهُ ذِمَّةُ الله تعالی. أَبو عبیدة: الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد له. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، المسلمون تَتَكافأُ دماؤهم و یسعی بذِمَّتهم أَدناهم؛ قال أَبو عبیدة: الذِّمَّةُ الأَمان هاهنا، یقول إِذا أَعْطی الرجلُ من الجیش العدوّ أَماناً جاز ذلك علی جمیع المسلمین، و لیس لهم أَن یُخْفِروه و لا أَن یَنْقُضوا علیه عهده كما أَجاز عمر، رضی الله عنه، أَمان عبدٍ علی أَهل العسكر جمیعهم؛ قال: و منه‌قول سَلْمان ذِمَّةُ المسلمین واحدة؛ فالذِّمَّةُ هی الأَمان، و لهذا سمی المُعاهَدُ ذِمِّیّاً، لأَنه أُعْطیَ
(1). هكذا ورد هذا البیت فی الأصل، و لیس فیه أَیّ شاهد علی شی‌ء مما تقدم من الكلام
لسان العرب، ج‌12، ص: 222
الأَمان علی ذِمَّةِ الجِزْیَة التی تؤخذ منه. و فی التنزیل العزیز: لٰا یَرْقُبُونَ فِی مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لٰا ذِمَّةً؛ قال: الذِّمَّةُ العهد،و الإِلّ الحِلْف؛ عن قتادة. و أَخذتنی منه ذِمامٌ و مَذَمَّةٌ، و للرفیق علی الرفیق ذِمامٌ أَی حق. و أَذَمَّهُ أَی أَجاره. و‌فی حدیث سلمان: قیل له ما یَحِلُّ من ذِمَّتِنا؟أَراد من أَهل ذِمَّتِنا فحذف المضاف. و‌فی الحدیث: لا تشتروا رَقیق أَهل الذمَّة و أَرَضِیهِمْ؛ قال ابن الأَثیر: المعنی أَنهم إِذا كان لهم مَمالیكُ و أَرَضُونَ و حالٌ حسنة ظاهرة كان أَكثر لجِزْیتهم، و هذا علی مذهب من یَرَی أَن الجِزْیة علی قدر الحال، و قیل فی شراء أَرَضِیهْم إِنه كرهه لأَجل الخَراج الذی یلزم الأَرض، لئلا یكون علی المسلم إِذا اشتراها فیكون ذلًّا و صَغاراً. التهذیب: و المُذِمُّ المَذْموم الذَّمِیمُ. و‌فی حدیث یونس: أَن الحوت قاءَهُ رَذِیّاً ذَمّاً‌أَی مَذْموماً شِبْهَ الهالك. ابن الأَعرابی: ذَمْذَمَ الرجل إِذا قَلَّلَ عطیته. و ذُمَّ الرجلُ: هُجِیَ، و ذُمَّ: نُقِص. و‌فی الحدیث: أُرِیَ عبدُ المُطَّلب فی منامه احْفِرْ زمزم لا یُنْزَفُ و لا یُذمُّ؛ قال أَبو بكر: فیه ثلاثة أَقوال: أَحدها لا یعاب من قولك ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه، و الثانی لا تُلْفَی مَذْمومة؛ یقال أَذْمَمْتُه إِذا وجدته مَذْموماً، و الثالث لا یوجد ماؤها قلیلًا ناقصاً من قولك بئر ذَمَّة إِذا كانت قلیلة الماء. و‌فی الحدیث: سأَل النبیَّ «2»، صلی الله علیه و سلم، عما یُذهبُ عنه مَذَمَّةَ الرضاع فقال: غُرَّة عبد أَو أَمَة؛ أَراد بمَذَمَّةِ الرضاع ذِمامَ المرضعة برضاعها. و قال ابن السكیت: قال یونس یقولون أَخذَتنی منه مَذِمَّةٌ و مَذَمَّةٌ. و یقال: أَذهِبْ عنك مَذَمَّةَ الرضاع بشی‌ء تعطیه للظِّئْر، و هی الذِّمامُ الذی لزمك بإِرضاعها ولدك، و قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: المَذَمَّةُ، بالفتح، مَفْعَلة من الذَّمِّ، و بالكسر من الذِّمَّةِ و الذِّمامِ، و قیل: هی بالكسر و الفتح الحقُّ و الحرمة التی یُذَمُّ مُضَیِّعُها، و المراد بمَذَمَّة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع، فكأَنه سأَل: ما یُسْقِطُ عنی حق المُرضعة حتی أَكون قد أَدیته كاملًا؟ و كانوا یستحبون أَن یَهَبُوا للمرضِعة عند فصال الصبی شیئاً سوی أُجرتها. و‌فی الحدیث: خِلال المَكارم كذا و كذا و التَّذَمُّمُ للصاحب؛ هو أَن یحفظ ذِمامَهُ و یَطرح عن نفسه ذَمَّ الناس له إِن لم یحفظه. و‌فی حدیث موسی و الخَضِر، علیهما السلام: أَخَذَتْهُ من صاحبه ذَمامَةٌ‌أَی حیاء و إِشفاق من الذَّمِّ و اللوم. و‌فی حدیث ابن صَیّادٍ: فأَصابتنی منه ذَمامَةٌ.و أَخذتنی منه مَذَمَّة و مَذِمَّة أَی رِقَّةٌ و عار من تلك الحُرْمة. و الذَّمِیمُ: شی‌ء كالبَثْرِ الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ ببیض النمل، یعلو الوجوه و الأُنوف من حَرٍّ أَو جَرَب؛ قال: و تری الذَّمِیم علی مَراسِنِهم، غِبَّ الهِیاجِ، كمازِنِ النملِ و الواحدة ذَمِیمةٌ. و الذَّمِیم: ما یسیل علی أَفخاذ الإِبل و الغنم و ضُرُوعها من أَلبانها. و الذَّمِیمُ: النَّدی، و قیل: هو نَدیً یسقط باللیل علی الشجر فیصیبه التراب فیصیر كقِطَعِ الطین. و‌فی حدیث الشُّؤْم و الطِّیَرَةِ: ذَرُوها ذَمِیمةً‌أَی مَذْمومةً، فَعِیلةٌ بمعنی مفعولةٍ، و إِنما أَمرهم بالتحول عنها إِبطالًا لما وقع فی نفوسهم من أَن المكروه إِنما أَصابهم بسبب سُكْنی الدار، فإِذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم و زال ما خامرهم من الشبهة. و الذَّمِیمُ:
(2). قوله [سأل النبی إِلخ] السائل للنبی هو الحجاج كما فی التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 223
البیاض الذی یكون علی أَنف الجدْی؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: فأَما قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبی زُبَیْدٍ: تَری لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلًا، مثل الذَّمِیمِ علی قُزْمِ الیَعامِیرِ فقد یكون البیاضَ الذی علی أَنف الجَدْی، فأَما أَحمد بن یحیی فذهب إِلی أَن الذَّمِیمَ ما یَنْتَضحُ علی الضروع من الأَلبان، و الیَعامیرُ عنده الجِداء، واحدها یَعْمور، و قُزْمُها صِغارُها، و الذَّمِیمُ: ما یسیل علی أُنوفها من اللبن؛ و أَما ابن دُرَیْدٍ فذهب إِلی أَن الذَّمِیم هاهنا النَّدی، و الیعامیر ضرب من الشجر. ابن الأَعرابی: الذَّمِیمُ و الذَّنینُ ما یسیل من الأَنف. و الذَّمِیمُ: المُخاط و البول الذی یَذِمُّ و یَذِنُّ من قَضیب التَّیْسِ، و كذلك اللبن من أَخلاف الشاة، و أَنشد بیت أَبی زبید. و الذَّمِیمُ أَیضاً: شی‌ء یخرج من مَسامِّ المارِنِ كبیض النمل؛ و قال الحادِرَةُ: و تری الذَّمِیمَ علی مَراسِنِهم، یوم الهیاج، كمازِنِ النَّمل و رواه ابن درید: … كمازن الجَثْلِ، قال: و الجَثْلُ ضرب من النمل كبار؛ و روی: و تری الذَّمیم علی مَناخرهم قال: و الذَّمیم الذی یخرج علی الأَنف من القَشَفِ، و قد ذَمَّ أَنفُه و ذَنَّ. و ماء ذَمیم أَی مكروه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للمَرَّارِ: مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرَّكْضَ تَبْتَغی نَضائِضَ طَرْقٍ، ماؤُهُنَّ ذَمِیمُ قوله مواشِكة مسرعة، یعنی القَطا، و رَكْضُها: ضربها بجناحها، و النَّضائض: بقیة الماء، الواحدة نَضِیضة. و الطَّرْقُ: المَطْروق.

ذیم؛ ج12، ص: 223

: الذَّیْمُ و الذامُ: العیب؛ قال عُوَیْفُ القَوافی: أَلَمَّتْ خُناسُ، و إِلمامُها أَحادیث نَفْسٍ و أَسْقامُها و منها: یَرُدُّ الكَتِیبة مَفْلولةً، بها أَفْنُها و بها ذامُها و قد ذامَهُ یَذیمه ذَیْماً و ذاماً: عابه. و ذِمْتُه أَذیمُه و ذأَمْتُهُ و ذَمَمْتُهُ كله بمعنی؛ عن الأَخفش، فهو مَذیم علی النقص، و مَذْیُومٌ علی التمام، و مَذْؤُومٌ إِذا هَمَزْتَ، و مَذْمومٌ من المضاعف؛ و قیل: الذَّیْمُ و الذامُ الذَّمُّ. و فی المثل: لا تَعْدَمُ الحَسْناءُ ذاماً؛ قال ابن بری: و منه قول أَنَسِ بن نُواسِ المُحارِبیّ: و كُنْتَ مُسَوَّداً فینا حَمیداً، و قد لا تَعْدَمُ الحَسْناء ذاما و‌فی الحدیث: عادت مَحاسنهُ ذاماً؛ الذامُ و الذَّیْمُ العیب، و قد یهمز. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: قالت للیهود علیكم السَّامُ و الذامُ، و قد تقدم ذكره، و الله أَعلم.

فصل الراء المهملة؛ ج12، ص: 223

رأم؛ ج12، ص: 223

: رَئِمتِ الناقةُ ولدها تَرْأَمُهُ رَأْماً و رَأَماناً: عطفتْ علیه و لزمته، و فی التهذیب: رِئْماناً أَحَبَّتْهُ؛ قال: أَم كیف یَنْفَعُ ما تُعْطی العَلُوقُ به رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللبن؟
لسان العرب، ج‌12، ص: 224
و یروی رِئْمانَ و رِئْمانُ، فمن نصب فعلی المصدر، و من رفع فعلی البدل من الهاء. و الناقة رؤوم و رائِمَةٌ و رائِمٌ: عاطفة علی ولدها، و أَرْأَمَها علیه: عَطَّفها فَتَرأّمتْ هی علیه تعطَّفت، و رَأْمُها ولدُها الذی تَرْأَمُ علیه؛ قال أَبو ذؤیب: بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَذِیّ قال ابن سیدة: و عندی أَنه سماه بالمصدر الذی هو فی معنی مفعول كأَنه مَرْؤُوم رَذیّ. و الرُّؤَامُ و الرُّؤَالُ: اللُّعاب. ابن الأَعرابی: الرَّأْمُ الولد. الجوهری: یقال للبَوّ و الولد رَأْمٌ. و قال اللیث: الرَّأْمُ البَوُّ أَو ولد ظُئِرَتْ علیه غیر أُمّه؛ و أَنشد: كأُمهات الرِّئْم أَو مَطافِلا و قد رَئِمَتْه، فهی رائِمٌ و رَؤومٌ. ابن سیدة: و الرَّأْم البَوّ. و كل من لزم شیئاً و أَلِفَهُ و أَحبَّه فقد رَئِمَهُ؛ قال عُبَیْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَة: أَبی اللهُ و الإِسلامُ أَن تَرْأَمَ الخنی نفوسُ رِجالٍ، بالخَنَی لم تُذَلَّلِ ابن السكیت: أَرْأَمْتُهُ علی الأَمر و أَظْأَرته إِذا أَكرهته. و الرَّوائم: الأَثافِیُّ لرِئمانها الرمادَ، و قد رَئِمَتِ الرمادَ، فالرماد كالولد لها. و أَرْأَمْنا الناقة أَی عَطَّفناها علی رَأْمِها. الأَصمعی: إِذا عُطِّفت الناقة علی ولد غیرها فَرَئِمَتْه فهی رائم، فإِن لم تَرْأَمْهُ و لكنها تشَمُّهُ و لا تَدرّ علیه فهی عَلوق. و‌فی حدیث عائشة تصف عمر، رضی الله عنهما: تَرْأَمُهُ و یأْباها، ترید الدنیا‌أَی تَعْطِف علیه كما تَرْأَمُ الأُم ولدها و الناقة حُوارَها فتشمه و تَتَرشَّفُه. و كلُّ من أَحبَّ شیئاً و أَلِفَهُ فقد رَئِمَهُ. و رَئِم الجُرْحُ رَأْماً و رِئْماناً حسناً: التَأَم، و فی المحكم: انضم فُوه للبُرْء؛ و أَرْأَمَهُ إِرآماً: داواه و عالجه حتی رَئِمَ، و فی الصحاح: حتی یبرأَ أَو یلتئم. و أَرْأَمَ الرجلَ علی الشی‌ء: أَكرهه. و رَأَمَ الحبلَ یَرْأَمُه و أَرْأَمَه: فتله فتلًا شدیداً. و الرُّومَةُ، بغیر همز: الغِراء الذی یُلصَقُ به ریش السهم، و حكاها ثعلب مهموزة. الجوهری: الرُّؤمَة الغِراء الذی یلصق به الشی‌ء. و الرِّئْمُ: الخالص من الظِّباء و قیل: هو ولد الظَّبی، و الجمع أَرْآم، و قلبوا فقالوا آرام، و الأُنثی رِئْمَة؛ أَنشد ثعلب: بمثل جِید الرِّئْمة العُطْبُلِّ شدد للضرورة كقوله بعد هذا: ببازلٍ وَجْناء أَو عَیْهَلِّ أَراد أَو عَیْهَلٍ فشدَّد. الأَصمعی: من الظِّباء الآرام و هی البیض الخالصة البیاض، و قال أَبو زید مثله، و هی تسكن الرِّمال. و الرَّؤُوم من الغنم: التی تلحس ثیاب من مرَّ بها. و رَأَمَ القَدَحَ یَرْأَمُهُ رَأْماً و لأَمَهُ: أَصلَحَه كَرأَبَهُ. الشیبانی: رأَمْتُ شَعْب القَدَح إِذا أَصلحته؛ و أَنشد: و قَتْلی بِحِقْفٍ من أُوارَةَ جُدِّعَتْ، صَدَعْنَ قلوباً لم تُرَأّمْ شُعوبها و الرُّئِمُ: الاست؛ عن كراع، حكاها بالأَلف و اللام، و لا نظیر لها إِلَّا الدُّئِل و هی دُوَیْبَّةٌ؛ قال رؤبة: ذَلَّ و أَقْعَتْ بالحَضِیضِ رُئِمُه و رِئام: موضع. و قیل: هی مدینة من مدائن حِمْیر یَحُلُّها أَولادُ أَوْدٍ، قال الأَفْوَه الأَوْدی: إِنَّا بَنُو أَوْدِ الذی بِلِوائه مُنِعَتْ رِئامُ، و قد غَزاها الأَجْدع
لسان العرب، ج‌12، ص: 225‌

ربم؛ ج12، ص: 225

: التهذیب: أَهمله اللیث. قال ابن الأَعرابی: الرِّبَمُ الكَلأُ المتصل.

رتم؛ ج12، ص: 225

: رَتَمَ الشی‌ءَ یَرْتِمُهُ رَتْماً: كسره و دقه. و شی‌ءٌ رتِیمٌ و رَتْمٌ، علی الصفة بالمصدر: مكسور، و خص اللحیانی بالرَّتْم كسر الأَنف. التهذیب: و الرَّتْمُ و الرَّثْمُ، بالتاء و الثاء، واحد. و قد رَتَمَ أَنْفَه و رَثَمَهُ: كسره. و الرَّتْمُ: المَرْتوم. و الرَّتْمُ: الدق و الكسر. یقال: رَتَمَ أَنفه رَتْماً؛ قال أَوْسُ بن حَجَرِ: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَی، مكانَ النَّبیِّ من الكائِبِ و روی بیت أَوس بن حجر بالتاء و الثاء و معناهما واحد. و‌فی حدیث أَبی ذَرٍّ: فی كل شی‌ء صدقة حتی فی بیانك عن الأَرْتَمِ؛ قال ابن الأَثیر: كذا وقع فی الروایة، فإِن كان محفوظاً فلعله من قولهم رَتَمْتُ الشی‌ء إِذا كسرته، و یكون معناه معنی الأَرَتِّ الذی لا یُفْصح الكلام و لا یُفْهِمُه و لا یُبِینُهُ، و إِن كان بالثاء المثلثة فسیأْتی ذكره. و الرُّتامُ: المتكسر؛ قال عنترة: أَ لَسْتم تَغضبون إِذا رأَیتم یمینی وَعْثَةً، و فمی رُتاما؟ وَعْثة: متكسرة. و الرَّتَمَةُ: الخیط یُعْقَدُ علی الإِصبع و الخاتم للعلامة، و فی المحكم: خیط یعقد فی الإِصبع للتَّذَكُّر، و فی الصحاح: خیط یشد فی الإِصبع لتُسْتذكر به الحاجةُ. و ذكره الجوهری الرَّتْمة، و رأَیته فی باقی الأُصول الرَّتَمَةَ. قال ابن بری: قال علی بن حمزة الرَّتَمَةُ هی الرَّتِیمة، بفتح التاء. و‌فی الحدیث: النهی عن شدِّ الرَّتائِم؛ هی جمع رَتِیمةٍ الخیط الذی یشد فی الإِصبع لتستذكر به الحاجة، و الجمع رَتَمٌ، و هی الرَّتِیمة، و جمعها رَتائِم و رِتام. و أَرْتَمَه إِرْتاماً: عقد الرَّتِیمة فی إِصبعه یستذكره حاجته؛ و قال الشاعر: إِذا لم تكن حاجاتُنا فی نُفُوسِكُمْ، فلیس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَّتائم و ارْتَتَمَ بها و تَرَتَّمَ؛ و قول الشاعر: هل یَنْفعَنْكَ الیوم، إِن هَمَّتْ بِهَمْ، كثرةُ ما تُوصی و تَعْقادُ الرَّتَمْ؟ قال ابن بری: الرَّتَمُ هاهنا جمع رَتَمَةٍ و هی الرَّتِیمة، قال: و لیس هو النبات المعروف لأَن الرَّتائِم لا تَخُصُّ شجراً دون شجر، و قیل فی قوله و تَعْقادُ الرَّتَم قال: الرَّتِیمةُ أَن یَعْقد الرجلُ إِذا أَراد سفراً شجرتین أَو غُصْنین یعقدهما غُصْناً علی غصن و یقول: إِن كانت المرأَة علی العهد و لم تَخُنْهُ بقی هذا علی حاله معقوداً و إِلَّا فقد نقضت العهد، و فی المحكم: فإِذا رجع فوجدهما علی ما عقد قال قد وَفَتِ امرأَته، و إِذا لم یجدهما علی ما عقد قال قد نَكَثَتْ، و كذلك قال ابن السكیت فی تفسیر البیت. و الرَّتَمُ، بفتح التاء: شجر، واحدته رَتَمَةٌ. و قال أَبو حنیفة: الرَّتَمُ و الرَّتِیمَةُ نبات من دِقِّ الشجر كأَنه من دقته یشبَّه بالرَّتَمِ؛: قال الراجز: نَظَرْتُ و العَیْنُ مُبِینَةُ التَّهَمْ إِلی سَنا نارٍ، وَقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعْلی عانِدَیْنِ من إِضَمْ و الرَّتَمُ: المَزادة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فتِلْكُ المَكارِمُ لا قِیلُكُمْ، غَداةَ اللِّقاءِ، مَكَرَّ الرَّتَمْ «1».
(1). قوله: تلكُ بالبناء علی الضمّ، لعله أَراد تِلكُمُ المكارمُ فحذف المیم محافظة علی وزن الشعر و أَبقی البناء علی الضم
لسان العرب، ج‌12، ص: 226
ابن الأَعرابی: الرَّتَمُ المَزادة المملوءة ماء. و الرَّتْماءُ: الناقة التی تحمل الرَّتَمَ، و الرَّتَمُ: المحجَّةُ. و الرتَم: الكلام الخفی. و ما رَتَمَ فلان بكلمة أَی ما تكلم بها. و الرَّتَمُ: الحَیاء التام. و الرَّتَمُ: ضرب من النبات. و ما زِلْتُ راتِماً علی هذا الأَمر و راتِباً أَی مقیماً، و زعم یعقوب أَن میمه بدل، و المصدر الرتَمُ. و یَرْتُمٌ: جبل بأَرض بنی سُلَیْمٍ؛ قال: تَلَفَّعَ فیها یَرْتُمٌ و تَعَمَّما

رثم؛ ج12، ص: 226

: الرَّثَمُ و الرُّثْمةُ: بیاض فی طرف أَنف الفرس، و قیل: هو فی جَحْفَلَةِ الفرس العلیا، و قیل: هو كل بیاض قل أَو كثر إِذا أَصاب الجَحْفَلة العلیا إِلی أَن یبلغ المَرْسِنَ، و قیل: هو البیاض فی الأَنف؛ و قد رَثِمَ رَثَماً، فهو رَثِمٌ و أَرْثَمُ، و الأُنثی رَثْماء. قال أَبو عبیدة فی شیات الفرس: إِذا كان بجَحْفَلَةِ الفرس العلیا بیاض فهو أَرْثَمُ، و إِن كان بالسُّفلی بیاض فهو أَلْمظُ، و هی الرُّثْمَةُ و اللُّمظَةُ، الجوهری: و قد ارْثَمَّ الفرس ارْثِماماً صار أَرْثَمَ. و‌فی الحدیث: خیر الخیل الأَرْثَمُ الأَقْرَحُ؛ الأَرْثَمُ الذی أَنفه أَبیض و شفته العلیا. و نعجة رَثْماء: سوداء الأَرْنَبَة و سائرها أَبیض. و رَثَمَ أَنفه وفاه یَرْثِمُهُ رَثْماً، فهو مَرْثُومُ و رَثیم إِذا كسره حتی تَقَطَّرَ منه الدم، و كذلك رَتَمَه، بالتاء. و كل ما لُطِخَ بدم أَو كسر فهو رَثِیم. اللیث: تقول العرب رَثَمْتُ فاه رَثْماً، و الرَّثْمُ تَخْدیش و شق من طرف الأَنف حتی یخرج الدم فیقطر. و‌فی حدیث أَبی ذر: بیانك عن الأَرْثَمِ صدقة؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی لا یُصَحِّح كلامه و لا یُبَیِّنُهُ لآفةٍ فی لسانه، و أَصله من رَثیم الحَصی، و هو ما دُقَّ منه بالأَخْفاف أَو من رَثَمْتُ أَنفه إِذا كسرته فكأَنّ فمه قد كسر فلا یُفْصِحُ فی كلامه، و قد ذكر فی رَتَمَ بالتاء. و رَثَمَتِ المرأَة أَنفها بالطیب: لطَخَتْهُ و طَلَتْهُ، و هو علی التشبیه. و المِرْثَمُ: الأَنف فی بعض اللغات من ذلك. و رَثِمَ مَنْسِمُ البعیر: دَمِیَ. التهذیب: و الرَّثْمُ كسر من طرف مَنْسِمِ البعیر؛ قال ذو الرُّمَّةِ یصف امرأَة: تَثْنی النِّقابَ علی عِرْنِینِ أَرْنَبَة شَمَّاء، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثوم قال الأَصمعی: الرَّثْم أَصله الكسر، فشبه أَنفها مُلَغَّماً بالطیب بأَنف مكسور ملطخ بالدم، كأَنه جعل المسك فی المارِنِ شَبیهاً بالدم فی الأَنف المَرْثوم. و خُفّ مَرْثُوم مثل مَلْثُوم إِذا أَصابته حجارة فَدَمِیَ؛ و قال لبید فی المَنْسِمِ: بِرَثِیمٍ مَعِرٍ دامی الأَظَلّ مَنْسِمٌ رَثِیم: أَدْمَتْهُ الحجارة. و حَصیً رَثِیمٌ و رَثْمٌ إِذا انكسر؛ قال الطَّرماح: رَثِیم الحَصی من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ قال أَبو منصور: و كل كسر ثَرْمٌ و رَتْمٌ و رَثْم؛ و قال الشاعر: لأَصْبَحَ رَثْماً دُقاقَ الحَصی، مكان النبیِّ من الكاثِب «1». و الرَّثِیمةُ: الفأْرة.

رجم؛ ج12، ص: 226

: الرَّجْمُ: القتل، و قد ورد فی القرآن الرَّجْمُ القتل فی غیر موضع من كتاب الله عز و جل، و إِنما قیل للقتل رَجْمٌ لأَنهم كانوا إِذا قتلوا رجلًا رَمَوْهُ
(1). راجع البیت فی مادة رتم
لسان العرب، ج‌12، ص: 227
بالحجارة حتی یقتلوه، ثم قیل لكل قتل رَجْمٌ، و منه رجم الثیِّبَیْنِ إِذا زَنَیا، و أَصله الرمی بالحجارة. ابن سیدة: الرَّجْمُ الرمی بالحجارة. رَجَمَهُ یَرْجُمُهُ رَجْماً، فهو مَرْجُوم و رَجِیمٌ. و الرَّجْمُ: اللعن، و منه الشیطان الرَّجِیمُ أَی المَرْجُومُ بالكَواكب، صُرِفَ إِلی فَعِیلٍ من مَفْعُولٍ، و قیل: رَجِیم ملعون مَرْجوم باللعنة مُبْعَدٌ مطرود، و هو قول أَهل التفسیر، قال: و یكون الرَّجیمُ بمعنی المَشْتُوم المَنْسوب من قوله تعالی: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ؛ أَی لأَسُبَّنَّكَ. و الرَّجْمُ: الهِجْرانُ، و الرَّجْمُ الطَّرْدُ، و الرَّجْمُ الظن، و الرجم السَّب و الشتم. و قوله تعالی، حكایة عن قوم نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِینَ؛ قیل: المعنی من المَرْجومین بالحجارة، و قد تَراجَمُوا و ارْتَجَمُوا؛ عن ابن الأَعرابی و أَنشد: فهی تَرامی بالحَصی ارْتِجامها و الرَّجْمُ: ما رُجِمَ به، و الجمع رُجومٌ. و الرُّجُمُ و الرُّجُوم: النجوم التی یرمی بها. التهذیب: و الرَّجْمُ اسم لما یُرْجَمُ به الشی‌ء المَرْجوم، و جمعه رُجومٌ. قال الله تعالی فی الشُّهُب: وَ جَعَلْنٰاهٰا رُجُوماً لِلشَّیٰاطِینِ؛ أَی جعلناها مَرامی لهم. و تَراجَمُوا بالحجارة أَی تَرامَوْا بها. و‌فی حدیث قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاثٍ: زینةً للسماء، و رُجُوماً لِلشَّیٰاطِینِ، و عَلاماتٍ یُهْتَدی بها؛ قال ابن الأَثیر: الرُّجُومُ جمع رَجْمٍ، و هو مصدر سمی به، و یجوز أَن یكون مصدراً لا جمعاً، و معنی كونها رُجُوماً لِلشَّیٰاطِینِ أَن الشُّهُبَ التی تَنْقَضُّ فی اللیل منفصلةٌ من نار الكواكب و نورِها، لا أَنهم یُرْجَمُونَ بالكواكب أَنفسها، لأَنها ثابتة لا تزول، و ما ذاك إِلا كَقَبسٍ یُؤْخَذُ من نار و النار ثابتة فی مكانها، و قیل: أَراد بالرُّجوم الظُّنون التی تُحْزَرُ و تُظَنُّ؛ و منه قوله تعالی: سَیَقُولُونَ ثَلٰاثَةٌ رٰابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَ یَقُولُونَ خَمْسَةٌ سٰادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَیْبِ؛ و ما یعانیه المُنَجِّمُونَ من الحَدْسِ و الظن و الحُكْمِ علی اتصال النجوم و انفصالها، و إِیاهم عنی بالشیاطین لأَنهم شیاطین الإِنْس، قال: و‌قد جاء فی بعض الأَحادیث: من اقْتَبَسَ باباً من علم النجوم لغیر ما ذكر الله فقد اقتبس شُعْبَةً من السحر، المُنَجِّمُ كاهِنٌ و الكاهن ساحر و الساحر كافر؛ فجعل المُنَجِّمَ الذی یتعلم النجوم للحكم بها و علیها و ینسب التأْثیرات من الخیر و الشر إِلیها كافراً، نعوذ بالله من ذلك. و الرَّجْمُ: القول بالظن و الحَدْسِ، و فی الصحاح: أَن یتكلم الرجل بالظن؛ و منه قوله: رَجْماً بِالْغَیْبِ. و فرس مِرْجَمٌ: یَرْجُمُ الأَرض بحَوافره، و كذلك البعیر، و هو مَدْحٌ، و قیل: هو الثقیل من غیر بُطْء، و قد ارْتَجَمَتِ الإِبل و تَراجَمَتْ. و جاء یَرْجُمُ إِذا مَرَّ یَضْطَرِمُ عَدْوُهُ؛ هذه عن اللحیانی. و راجَمَ عن قومه: ناضَلَ عنهم. و الرِّجامُ: الحجارة، و قیل: هی الحجارة المجتمعة، و قیل: هی كالرِّضام و هی صخور عظام أَمثال الجُزُرِ، و قیل: هی كالقُبور العادِیَّةِ، واحدتها رُجْمةٌ، و الرُّجْمةُ حجارة مرتفعة كانوا یطوفون حولها، و قیل: الرُّجُمُ، بضم الجیم، و الرُّجْمَةُ، بسكون الجیم جمیعاً، الحجارة التی تُنْصَبُ علی القبر، و قیل: هما العلامةُ. و الرُّجْمة و الرَّجْمة: القبر، و الجمع رِجامٌ، و هو الرَّجَمُ، بالتحریك، و الجمع أَرْجامٌ، سمی رَجَماً لما یجمع علیه من الأَحجار؛ و منه قول كَعْب
لسان العرب، ج‌12، ص: 228
بن زُهَیْرٍ: أَنا ابنُ الذی لم یُخْزِنی فی حَیاتِه، و لم أُخْزِه حتی أُغَیَّبَ فی الرَّجَمْ «2». و الرَّجَمُ، بالتحریك: هو القبر نفسه. و الرُّجْمَة، بالضم، واحد الرُّجَمِ و الرِّجامِ، و هی حجارة ضِخامٌ دون الرِّضامِ، و ربما جمعت علی القبر لیُسَنَّمَ؛ و أَنشد ابن بری لابن رُمَیْضٍ العَنْبَرِیّ: یَسِیلُ علی الحاذَیْنِ و السَّتِّ حَیضُها، كما صَبّ فوقَ الرُّجْمةِ الدّمَ ناسِكُ السَّتُّ: لغة فی الاسْتِ. اللیث: الرُّجْمة حجارة مجموعة كأَنها قُبورُ عادٍ و الجمع رِجام. الأَصمعی: الرُّجْمةُ دون الرِّضام و الرضام صخور عِظام تجمع فی مكان. أَبو عمرو: الرِّجامُ الهِضابُ، واحدتها رُجْمة. و رِجامٌ: موضع؛ قال لبید: عَفَتِ الدِّیارُ: مَحَلُّها فَمُقامُها بِمِنیً، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها و الرَّجَمُ و الرِّجامُ: الحجارة المجموعة علی القبور؛ و منه‌قول عبد الله بن مُغَفَّلٍ المُزَنِیّ: لا تَرْجُموا قبری‌أَی لا تجعلوا علیه الرَّجَمَ، و أَراد بذلك تسویة القبر بالأَرض، و أَن لا یكون مُسَنَّماً مرتفعاً كما‌قال الضحاك فی وصیته: ارْمُسُوا قبری رَمْساً؛ و قال أَبو بكر: معنی وصیته لبَنِیه لا تَرْجُمُوا قبری معناه لا تَنُوحُوا عند قبری أَی لا تقولوا عنده كلاماً سَیِّئاً قبیحاً، من الرَّجْم السب و الشتم؛ قال الجوهری: المحدّثون یروونه لا تَرْجُمُوا، مخففاً، و الصحیح تُرَجِّمُوا مشدداً، أَی لا تجعلوا علیه الرَّجَمَ و هی الحجارة، و الرَّجْماتُ: المَنارُ، و هی الحجارة التی تجمع و كان یُطاف حولها تُشَبَّهُ بالبیت؛ و أَنشد: كما طافَ بالرَّجْمَةِ المُرْتَجِمْ و رَجَمَ القبر رَجْماً: عمله، و قیل: رَجَمَه یَرْجُمه رَجْماً وضع علیه الرَّجَم، بالفتح و التحریك، التی هی الحجارة. و الرَّجَمُ أَیضاً: الحُفْرَةُ و البئر و التَّنُّور. أَبو سعید: ارْتَجَمَ الشی‌ءُ و ارْتَجَنَ إِذا ركب بعضُه بعضاً. و الرُّجْمَةُ، بالضم: وِجارُ الضبع. و یقال: صار فلان مُرَجَّماً لا یوقف علی حقیقة أَمره؛ و منه الحدیث المُرَجَّمُ، بالتشدید؛ قال زهیر: و ما هُوَ عنها بالحَدیث المُرَجَّمِ و الرَّجْمُ: القَذْفُ بالغیب و الظنّ؛ قال أَبو العِیال الهُذَلیّ: إِنَّ البَلاءَ، لَدَی المَقاوِسِ، مُخْرِجٌ ما كان من غَیْبٍ، و رَجْمِ ظُنونِ و كلام مُرَجَّمٌ: عن غیر یقین. و فی التنزیل العزیز: لَأَرْجُمَنَّكَ أَی لأَهْجُرَنَّكَ و لأَقولنَّ عنك بالغیب ما تكره. و المَراجمُ: الكلِمُ القَبیحة. و تَراجَموا بینهم بمَراجِمَ: تَرامَوْا. و الرِّجامُ: حجر یشد فی طَرَف الحبل، ثم یُدَلَّی فی البئر فتُخَضْخَض به الحَمْأَة حتی تثور، ثم یُسْتَقَی ذلك الماءُ فتستنقی البئرُ، و هذا كله إِذا كانت البئر بعیدة القعر لا یقدرون علی أَن ینزلوا فَیُنْقُوها، و قیل: هو حجر یشد بعَرْقوَةِ الدَّلو لیكون أَسرع لانْحِدارها؛ قال:
(2). قوله [أَغیب] كذا فی الأصل، و الذی فی التهذیب: تغیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 229
كأَنَّهُما، إِذا عَلَوا وجِیناً و مَقْطَعَ حَرَّةٍ، بَعَثا رِجاما وصف عَیْراً و أَتاناً یقول: كأَنما بعثا حجارة. أَبو عمرو: الرِّجامُ ما یُبْنی علی البئر ثم تُعَرَّضُ علیه الخشبةُ للدلو؛ قال الشماخ: علی رِجامَیْنِ من خُطَّافِ ماتِحَةٍ، تَهْدِی صُدُورَهُما وُرْقٌ مَراقِیلُ الجوهری: الرِّجامُ المِرْجاس، قال: و ربما شُدّ بطرف عَرْقُوَةِ الدلو لیكون أَسرع لانحدارها. و رجل مِرْجَمٌ، بالكسر، أَی شدید كأَنه یُرْجَمُ به مُعادِیه؛ و منه قول جریر: قد عَلِمَتْ أُسَیِّدٌ و خَضَّمُ أَن أَبا حَرْزَمَ شیخ مِرْجَمُ و قال ابن الأَعرابی: دفع رجل رجلًا فقال: لَتَجِدَنِّی ذا مَنْكِبٍ مِزْحَم و رُكْنٍ مِدْعَم و لسان مِرجَم. و المِرْجامُ: الذی تُرْجَمُ به الحجارة. و لسان مِرْجَمٌ إِذا كان قَوَّالًا. و الرِّجامانِ: خشبتان تنصبان علی رأْس البئر یُنْصبُ علیهما القَعْوُ و نحوه من المَساقی. و الرَّجائم: الجبال التی ترمی بالحجارة، واحدتها رَجِیمةٌ؛ قال أَبو طالب: غِفارِیة حَلَّتْ بِبَوْلانَ حَلَّةً فَیَنْبُعَ، أَو حَلَّتْ بَهَضْبِ الرَّجائم و الرَّجْمُ: الإِخْوانُ: عن كراع وحده، واحدهم رَجْمٌ و رَجَمٌ؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. و قال ثعلب: الرَّجْمُ الخَلیل و النَّدِیم. و الرُّجْمَةُ: الدُّكَّانُ الذی تعتمد علیه النخلة الكریمة؛ عن كراع و أَبی حنیفة، قالا: أَبدلوا المیم من الباء، قال: و عندی أَنها لغة كالرُّجْبَةِ. و مَرْجُومٌ: لقب رجل من العرب كان سیِّداً ففاخر رجلًا من قومه إِلی بعض ملوك الحِیرة فقال له: قد رَجَمْتُك بالشرف، فسمی مَرْجُوماً؛ قال لبید: و قَبِیلٌ، من لُكَیْزٍ، شاهِدٌ، رَهْطُ مَرْجُومٍ و رَهْطُ ابن المُعَلّ و روایة من رواه … مَرْحُوم …، بالحاء خطأ، و أَراد ابن المُعَلَّی و هو جَدُّ الجارودِ بن بشیر بن عمرو بن المُعَلَّی. و الرِّجامُ: موضع؛ قال: بمِنیً، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها و التَّرْجُمانُ و التُّرْجُمانُ: المفسِّر، و قد تَرْجَمَهُ و تَرْجَمَ عنه، و هو من المثل الذی لم یذكره سیبویه. قال ابن جنی: أَما تَرْجُمانُ فقد حكیت فیه تُرْجُمان، بضم أَوله، و مثاله فُعْلُلان كعُتْرُفان و دُحْمُسان، و كذلك التاء أَیضاً فیمن فتحها أَصلیة، و إِن لم یكن فی الكلام مثل جَعْفُرٍ لأَنهُ قد یجوز مع الأَلف و النون من الأَمثله ما لولاهما لم یجز، كعُنْفُوان و خِنْذِیان و رَیْهُقان، أَ لا تری أَنه لیس فی الكلام فُعْلُوٌ و لا فِعْلِیٌ و لا فَیْعُلٌ؟ و یقال: قد تَرْجَمَ كلامَه إِذا فسره بلسان آخر؛ و منه التَّرْجَمانُ، و الجمع التَّراجِمُ مثل زَعْفَرانٍ و زَعافِر، و صَحْصحان و صحاصِح؛ قال: و لك أَن تضم التاء لضمة الجیم فتقول تُرْجُمان مثل یَسْرُوع و یُسْروع؛ قال الراجز: و مَنْهل وَرَدْتُه التِقاطا
لسان العرب، ج‌12، ص: 230
لم أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرَّاطا إِلا الحمامَ الوُرْقَ و الغَطاطا، فهُنَّ یُلْغِطْنَ به إِلْغاطا، كالتُّرْجُمان لَقِیَ الأَنْباطا

رحم؛ ج12، ص: 230

: الرَّحْمة: الرِّقَّةُ و التَّعَطُّفُ، و المرْحَمَةُ مثله، و قد رَحِمْتُهُ و تَرَحَّمْتُ علیه. و تَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً. و الرَّحْمَةُ: المغفرة؛ و قوله تعالی فی وصف القرآن: هُدیً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ*؛ أَی فَصَّلْناه هادیاً و ذا رَحْمَةٍ؛ و قوله تعالی: وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ؛ أَی هو رَحْمةٌ لأَنه كان سبب إِیمانهم، رَحِمَهُ رُحْماً و رُحُماً و رَحْمةً و رَحَمَةً؛ حكی الأَخیرة سیبویه، و مَرحَمَةً. و قال الله عز و جل: وَ تَوٰاصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَوٰاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ؛ أَی أَوصی بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعیف و التَّعَطُّف علیه. و تَرَحَّمْتُ علیه أَی قلت رَحْمَةُ الله علیه. و قوله تعالی: إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ؛ فإِنما ذَكَّرَ علی النَّسَبِ و كأَنه اكتفی بذكر الرَّحْمَةِ عن الهاء، و قیل: إِنما ذلك لأَنه تأْنیث غیر حقیقی، و الاسم الرُّحْمی؛ قال الأَزهری: التاء فی قوله إِنَّ رَحْمَتَ أَصلها هاء و إِن كُتِبَتْ تاء. الأَزهری: قال عكرمة فی قوله ابْتِغٰاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهٰا: أَی رِزْقٍ، وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنّٰا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنٰاهٰا مِنْهُ: أَی رِزقاً، وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلّٰا رَحْمَةً: أَی عَطْفاً و صُنعاً، وَ إِذٰا أَذَقْنَا النّٰاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرّٰاءَ: أَی حَیاً و خِصْباً بعد مَجاعَةٍ، و أَراد بالناس الكافرین. و الرَّحَمُوتُ: من الرحمة. و فی المثل: رَهَبُوتٌ خیر من رَحَمُوتٍ أَی لأَنْ تُرْهَبَ خیر من أَن تُرْحَمَ، لم یستعمل علی هذه الصیغة إِلا مُزَوَّجاً. و تَرَحَّم علیه: دعا له بالرَّحْمَةِ. و اسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، و رجل مَرْحومٌ و مُرَحَّمٌ شدّد للمبالغة. و قوله تعالی: وَ أَدْخَلْنٰاهُ فِی رَحْمَتِنٰا؛ قال ابن جنی: هذا مجاز و فیه من الأَوصاف ثلاثة: السَّعَةُ و التشبیه و التوكید، أَما السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد فی أَسماء الجهات و المحالّ اسم هو الرَّحْمةُ، و أَما التشبیه فلأَنه شَبَّه الرَّحْمةَ و إِن لم یصح الدخول فیها بما یجوز الدخول فیه فلذلك وضعها موضعه، و أَما التوكید فلأَنه أَخبر عن العَرَضِ بما یخبر به عن الجَوْهر، و هذا تَغالٍ بالعَرَضِ و تفخیم منه إِذا صُیِّرَ إِلی حَیّز ما یشاهَدُ و یُلْمَسُ و یعاین، أَ لا تری إِلی قول بعضهم فی الترغیب فی الجمیل: و لو رأَیتم المعروف رجلًا لرأَیتموه حسناً جمیلًا؟ كقول الشاعر: و لم أَرَ كالمَعْرُوفِ، أَمّا مَذاقُهُ فحُلْوٌ، و أَما وَجْهه فجمیل فجعل له مذاقاً و جَوْهَراً، و هذا إِنما یكون فی الجواهر، و إِنما یُرَغِّبُ فیه و ینبه علیه و یُعَظِّمُ من قدره بأَن یُصَوِّرَهُ فی النفس علی أَشرف أَحواله و أَنْوَه صفاته، و ذلك بأَن یتخیر شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً متوهَّماً. و قوله تعالی: وَ اللّٰهُ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشٰاءُ؛ معناه یَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من یشاء ممن أَخْبَرَ عز و جل أَنه مُصْطفیً مختارٌ. و الله الرَّحْمٰنُ الرَّحِیمُ*: بنیت الصفة الأُولی علی فَعْلانَ لأَن معناه الكثرة، و ذلك لأَن رحمته وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ‌ءٍ و هُوَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِینَ*، فأَما الرَّحِیمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور علی الله عز و جل،. و الرحیم قد یكون لغیره؛ قال الفارسی: إِنما قیل بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ* فجی‌ء ب الرَّحِیمِ* بعد استغراق الرَّحْمٰنِ* معنی الرحْمَة لتخصیص
لسان العرب، ج‌12، ص: 231
المؤمنین به فی قوله تعالی: وَ كٰانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً، كما قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ، ثم قال: خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ؛ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما فی الإِنسان من وجوه الصِّناعة و وجوه الحكمةِ، و نحوُه كثیر؛ قال الزجاج: الرَّحْمٰنُ* اسم من أَسماء الله عز و جل مذكور فی الكتب الأُوَل، و لم یكونوا یعرفونه من أَسماء الله؛ قال أَبو الحسن: أَراه یعنی أَصحاب الكتب الأُوَلِ، و معناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ التی لا غایة بعدها فی الرَّحْمةِ، لأَن فَعْلان بناء من أَبنیة المبالغة، و رَحِیمٌ فَعِیلٌ بمعنی فاعلٍ كما قالوا سَمِیعٌ بمعنی سامِع و قدیرٌ بمعنی قادر، و كذلك رجل رَحُومٌ و امرأَة رَحُومٌ؛ قال الأَزهری و لا یجوز أَن یقال رَحْمن إِلَّا لله عز و جل، و فَعْلان من أَبنیة ما یُبالَعُ فی وصفه، فالرَّحْمن الذی وسعت رحمته كل شی‌ء، فلا یجوز أَن یقال رَحْمن لغیر الله؛ و حكی الأَزهری عن أَبی العباس فی قوله الرَّحْمٰنُ الرَّحِیمُ*: جمع بینهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانیّ و الرَّحیم عَرَبیّ؛ و أَنشد لجریر: لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا الیَنْبُوتَ ضَمْرانا أَو تَتْركون إِلی القَسَّیْنِ هِجْرَتَكُمْ، و مَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟ و‌قال ابن عباس: هما اسمان رقیقان أَحدهما أَرق من الآخر، ف الرَّحْمٰنُ* الرقیق و الرَّحِیمُ* العاطف علی خلقه بالرزق؛ و‌قال الحسن؛ الرّحْمن اسم ممتنع لا یُسَمّی غیرُ الله به، و قد یقال رجل رَحیم.الجوهری: الرَّحْمن و الرَّحیم اسمان مشتقان من الرَّحْمة، و نظیرهما فی اللغة نَدیمٌ و نَدْمان، و هما بمعنی، و یجوز تكریر الاسمین إِذا اختلف اشتقاقهما علی جهة التوكید كما یقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ، إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالی لا یجوز أَن یُسَمّی به غیره و لا یوصف، أَ لا تری أَنه قال: قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ؟ فعادل به الاسم الذی لا یَشْرَكُهُ فیه غیره، و هما من أَبنیة المبالغة، و رَحمن أَبلغ من رَحِیمٌ، و الرَّحیم یوصف به غیر الله تعالی فیقال رجل رَحِیمٌ، و لا یقال رَحْمن. و كان مُسَیْلِمَةُ الكذاب یقال له رَحْمن الیَمامة، و الرَّحیمُ قد یكون بمعنی المَرْحوم؛ قال عَمَلَّسُ بن عقیلٍ: فأَما إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضَّةً، فإِنك معطوف علیك رَحِیم و الرَّحْمَةُ فی بنی آدم عند العرب: رِقَّةُ القلب و عطفه. و رَحْمَةُ الله: عَطْفُه و إِحسانه و رزقه. و الرُّحْمُ، بالضم: الرحمة. و ما أَقرب رُحْم فلان إِذا كان ذا مَرْحَمةٍ و بِرٍّ أَی ما أَرْحَمَهُ و أَبَرَّهُ. و فی التنزیل: وَ أَقْرَبَ رُحْماً، و قرئت: رُحُماً الأَزهری: یقول أَبرَّ بالوالدین من القتیل الذی قتله الخَضِرُ، و كان الأَبوان مسلمین و الابن كافراً فولد لهما بعدُ بنت فولدت نبیّاً؛ و أَنشد اللیث: أَحْنَی و أَرْحَمُ من أُمٍّ بواحِدِها رُحْماً، و أَشْجَعُ من ذی لِبْدَةٍ ضارِی و قال أَبو إِسحق فی قوله: وَ أَقْرَبَ رُحْماً؛ أَی أَقرب عطفاً و أَمَسَّ بالقرابة. و الرُّحْمُ و الرُّحُمُ فی اللغة: العطف و الرَّحْمةُ؛ و أَنشد: فَلا، و مُنَزِّلِ الفُرْقان، مالَكَ عِندَها ظُلْمُ و كیف بظُلْمِ جارِیةٍ، و منها اللینُ و الرُّحْمُ؟
لسان العرب، ج‌12، ص: 232
و قال العجاج: و لم تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا و قال رؤبة: یا مُنْزِلَ الرُّحْمِ علی إِدْرِیس و قرأَ أَبو عمرو بن العلاء: و أَقْرَبَ رُحُماً، و بالتثقیل، و احتج بقول زهیر یمدح هَرِمَ بن سِنانٍ: و من ضَرِیبتِه التَّقْوی و یَعْصِمُهُ، من سَیِّ‌ء العَثَراتِ، اللهُ و الرُّحُمُ «3». و هو مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ. و أُمُّ رُحْمٍ و أُمّ الرُّحْمِ: مكة. و‌فی حدیث مكة: هی أُمُّ رُحْمٍ‌أَی أَصل الرَّحْمَةِ. و المَرْحُومةُ: من أَسماء مدینة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یذهبون بذلك إِلی مؤمنی أَهلها. و سَمَّی الله الغَیْث رَحْمةً لأَنه برحمته ینزل من السماء. و قوله تعالی حكایة عن ذی القَرْنَیْنِ: هٰذٰا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّی؛ أَراد هذا التمكین الذی قال مٰا مَكَّنِّی فِیهِ رَبِّی خَیْرٌ، أَراد و هذا التمكین الذی آتانی الله حتی أَحكمْتُ السَّدَّ رَحْمَة من ربی. و الرَّحِمُ: رَحِمُ الأُنثی، و هی مؤنثة؛ قال ابن بری: شاهد تأْنیث الرَّحِم قولهم رَحِمٌ مَعْقومَةٌ، و قولُ ابن الرِّقاع: حَرْف تَشَذَّرَ عن رَیَّانَ مُنْغَمِسٍ، مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها الجَمَلا ابن سیدة: الرَّحِمُ و الرِّحْمُ بیت مَنْبِتِ الولد و وعاؤه فی البطن؛ قال عَبید: أَ عاقِرٌ كذات رِحْمٍ، أَم غانِمٌ كمَنْ یخیب؟ قال: كان ینبغی أَن یُعادِلَ بقوله ذات رِحْمٍ نقیضتها فیقول أَ غَیْرُ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، قال: و هكذا أَراد لا مَحالة و لكنه جاء بالبیت علی المسأَلة، و ذلك أَنها لما لم تكن العاقر وَلُوداً صارت، و إِن كانت ذاتِ رِحْمٍ، كأَنها لا رِحْم لها فكأَنه قال: أَ غیرُ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ، و الجمع أَرْحامٌ، لا یكسّر علی غیر ذلك. و امرأَة رَحُومٌ إِذا اشتكت بعد الولادة رَحِمَها، و لم یقیده فی المحكم بالولادة. ابن الأَعرابی: الرَّحَمُ خروج الرَّحِمِ من علة؛ و الجمع رُحُمٌ «4»، و قد رَحِمَتْ رَحَماً و رُحِمتْ رَحْماً، و كذلك العَنْزُ، و كل ذات رَحِمٍ تُرْحَمُ، و ناقة رَحُومٌ كذلك؛ و قال اللحیانی: هی التی تشتكی رَحِمَها بعد الولادة فتموت، و قد رَحُمَتْ رَحامةً و رَحِمَتْ رَحَماً، و هی رَحِمَةٌ، و قیل: هو داء یأْخذها فی رَحِمِها فلا تقبل اللِّقاح؛ و قال اللحیانی: الرُّحامُ أَن تلد الشاة ثم لا یسقط سَلاها. و شاة راحِمٌ: وارمةُ الرَّحِمِ، و عنز راحِمٌ. و یقال: أَعْیَا من یدٍ فی رَحِمٍ، یعنی الصبیَّ؛ قال ابن سیدة: هذا تفسیر ثعلب. و الرَّحِمُ: أَسبابُ القرابة، و أَصلُها الرَّحِمُ التی هی مَنْبِتُ الولد، و هی الرِّحْمُ. الجوهری: الرَّحِمُ القرابة، و الرِّحْمُ، بالكسر، مثلُه؛ قال الأَعشی: إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة یَمَّمْتَها، و وِصالَ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها قال ابن بری: و مثله لقَیْل بن عمرو بن الهُجَیْم: و ذی نَسَب ناءٍ بعید وَصَلتُه، و ذی رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلالها
(3). فی دیوان زهیر: الرَّحِم أَی صلة القرابة بدل الرحُم (4). قوله [و الجمع رحم] أَی جمع الرحوم و قد صرح به شارح القاموس و غیره
لسان العرب، ج‌12، ص: 233
قال: و بهذا البیت سمی بُلَیْلًا؛ و أَنشد ابن سیدة: خُذُوا حِذرَكُم، یا آلَ عِكرِمَ، و اذكروا أَواصِرَنا، و الرِّحْمُ بالغَیْب تُذكَرُ و ذهب سیبویه إِلی أَن هذا مطرد فی كلِّ ما كان ثانِیه من حروف الحَلْقِ، بَكْرِیَّةٌ، و الجمع منهما أَرْحامٌ. و‌فی الحدیث: من مَلَكَ ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهو حُرٌّ؛ قال ابن الأَثیر: ذَوو الرَّحِمِ هم الأَقارب، و یقع علی كل من یجمع بینك و بینه نسَب، و یطلق فی الفرائض علی الأَقارب من جهة النساء، یقال: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم و مُحَرَّم، و هو مَن لا یَحِلّ نكاحه كالأُم و البنت و الأُخت و العمة و الخالة، و الذی ذهب إِلیه أَكثر العلماء من الصحابة و التابعین و أَبو حنیفة و أَصحابُه و أَحمدُ أَن مَنْ مَلك ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ علیه، ذكراً كان أَو أُنثی، قال: و ذهب الشافعی و غیره من الأَئمة و الصحابة و التابعین إِلی أَنه یَعْتِقُ علیه الأَولادُ و الآباءُ و الأُمهاتُ و لا یَعْتِقُ علیه غیرُهم من ذوی قرابته، و ذهب مالك إِلی أَنه یَعْتِقُ علیه الولد و الوالدان و الإِخْوة و لا یَعْتِقُ غیرُهم. و‌فی الحدیث: ثلاث یَنْقُصُ بهنّ العبدُ فی الدنیا و یُدْرِكُ بهنّ فی الآخرة ما هو أَعظم من ذلك: الرُّحْمُ و الحَیاءُ و عِیُّ اللسان؛ الرُّحْمُ، بالضم: الرَّحْمَةُ، یقال: رَحِمَ رُحْماً، و یرید بالنقصان ما یَنال المرءُ بقسوة القلب و وَقاحَة الوَجْه و بَسْطة اللسان التی هی أَضداد تلك الخصال من الزیادة فی الدنیا. و قالوا: جزاك اللهُ خیراً و الرَّحِمُ و الرَّحِمَ، بالرفع و النصب، و جزاك الله شرّاً و القطیعَة، بالنصب لا غیر. و‌فی الحدیث: إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بالعرش تقول: اللهم صِلْ مَنْ وَصَلَنی و اقْطَعْ من قَطَعنی.الأَزهری: الرَّحِمُ القَرابة تَجمَع بَنی أَب. و بینهما رَحِمٌ أَی قرابة قریبة. و قوله عز و جل: وَ اتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِی تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ؛ من نَصب أَراد و اتقوا الأَرحامَ أَن تقطعوها، و مَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون به و بالأَرْحام، و هو قولك: نَشَدْتُكَ بالله و بالرَّحِمِ. و رَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً، فهو رَحِمٌ: ضَیَّعه أَهلُه بعد عینَتِهِ فلم یَدْهُنُوه حتی فسد فلم یَلزم الماء. و الرَّحُوم: الناقةُ التی تشتكی رَحِمَها بعد النِّتاج، و قد رَحُمَتْ، بالضم، رَحامَةً و رَحِمَتْ، بالكسر، رَحَماً. و مَرْحُوم و رُحَیْم: اسمان.

رخم؛ ج12، ص: 233

: أَرْخَمَتِ النَّعامة و الدجاجة علی بیضها و رَخَمَتْ علیه و رَخَمَتْه تَرْخُمُهُ رَخْماً و رَخَماً، و هی مُرْخِمٌ و راخِمٌ و مُرْخِمَةٌ: حَضَنَتْهُ، و رَخَّمَها أَهلُها: أَلزموها إِیاه. و أَلقی علیه رَخْمَتَهُ أَی محبته و مودته. و رَخَمَتِ المرأَةُ ولدها تَرْخُمُهُ و تَرْخَمُهُ رَخْماً: لاعبته. و حكی اللحیانی: رَخِمَه یَرْخَمُهُ رَخْمةً، و إِنه لراخِمٌ له. و أَلْقت علیه رَخَمَها و رَخْمتها أَی عَطْفتها؛ و أَنشد لأَبی النَّجْمِ: مُدَلَّل یَشْتُمنا و نَرْخَمُهْ، أَطْیَبُ شی‌ءٍ نَسْمُهُ و مَلْثَمُهْ و استعاره عمرو ذو الكلب للشاة فقال: یا لَیْتَ شِعْری عنك، و الأَمْرُ عَمَمْ، ما فَعَلَ الیومَ أُوَیْسٌ فی الغَنَمْ؟ صَبَّ لها فی الریح مِرِّیخٌ أَشَمْ؟ فاجتال منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ، حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ
لسان العرب، ج‌12، ص: 234
اجتال لَجْبةً: أَخذ عنزاً ذهب لبنها، وَرْهاء الرَّخَم: رِخْوة كأَنها مجنونة. و الرَّخْمَةُ أَیضاً: قریب من الرَّحْمَةِ؛ یقال: وقعتْ علیه رَخْمته أَی محبته و لینُه و یقال رَخْمان و رَحْمان؛ قال جریر: أَ وَ تَتْركونَ إِلی القَسَّیْنِ هِجْرَتَكُمْ، و مَسْحَكُمْ صُلْبَهُم رَخْمانَ قُرْبانا «1»؟ و رَخِمَهُ رَخْمةً: لغة فی رَحِمَهُ رَحْمةً؛ قال ذو الرمة: كأَنَّها أُمُّ ساجی الطَّرْفِ، أَخْدَرَها مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرخُومُ قال الأَصمعی: مَرْخوم أُلْقِیَتْ علیه رَخْمة أُمه أَی حبها له و أُلْفَتُها إِیاه، و زعم أَبو زید الأَنصاری أَن من أَهل الیمن من یقول رَخِمْتُهُ رَخْمةً بمعنی رَحِمْتُهُ. و یقال: أَلْقی الله علیك رَخْمةَ فلان أَی عطفه و رقته. قال اللحیانی: و سمعت أَعرابیّاً یقول: هو راخِمٌ له. و فی نوادر الأَعراب: مَرَةٌ تَرَخَّم صَبیَّها «2». و علی صبیها و تَرْخَمُهُ و تَرَبَّخُهُ و تَرَبَّخُ علیه إِذا رَحِمَتْهُ. و ارْتَخَمَتِ الناقة فصیلها إِذا رئِمَتْهُ. و الرَّخَمُ: المحبة، یقال: رَخِمَتْهُ أَی عطفتْ علیه. و رخمَتْ بی الغُرُبُ أَی صاحتْ؛ قال أَبو منصور: و منه قوله: مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرْخُومُ و الرَّخَمُ: الإِشفاق. و الرَّخِیم: الحَسَنُ الكلام. و الرَّخامةُ: لین فی المَنْطِق حسن فی النساء. و رَخَمَ الكلامُ و الصوتُ و رَخُمَ رَخامةً، فهو رَخِیمٌ: لانَ و سَهُلَ. و‌فی حدیث مالك بن دینار: بلغنا أَن الله تبارك و تعالی یقول لداود یوم القیامة: یا داود، مَجِّدْنی بذلك الصوت الحسنِ الرَّخِیمِ؛ هو الرقیق الشَّجِیُّ الطیبُ النَّغْمة. و كلام رَخِیمٌ أَی رقیق. و رَخُمَتِ الجاریة رَخامَةً، فهی رَخیمة الصوت و رَخِیمٌ إِذا كانت سهلة المنطق؛ قال قَیْسُ بن ذریح: رَبْعاً لواضِحةِ الجَبین غریرةٍ، كالشمسِ إِذْ طلعت، رَخِیمِ المَنْطِقِ و قد رَخُمَ كلامُها و صوتها، و كذلك رَخَمَ. یقال: هی رخیمة الصوت أَی مَرْخومةُ الصوتِ، یقال ذلك للمرأَة و الخِشْفِ. و التَّرْخِیمُ: التلیین؛ و منه الترخیمُ فی الأَسماء لأَنهم إِنما یحذفون أَواخرها لیُسَهِّلُوا النطق بها، و قیل: التَّرْخیم الحذف؛ و منه تَرْخیم الاسم فی النداء، و هو أَن یحذف من آخره حرف أَو أَكثر، كقولك إِذا نادیت حَرِثاً: یا حَرِ، و مالِكاً: یا مالِ، سمی تَرْخیماً لتلیین المنادی صوته بحذف الحرف؛ قال الأَصمعی: أَخَذَ عنی الخلیل معنی الترْخِیم و ذلك أَنه لقینی فقال لی: ما تُسمی العرب السَّهْل من الكلام؟ فقلت له: العرب تقول جاریة رَخِیمةٌ إِذا كانت سَهْلَةَ المَنْطِقِ؛ فعمل باب التَّرْخیم علی هذا. و الرُّخامُ: حجر أَبیض سهل رِخْوٌ. و الرُّخْمَةُ: بیاض فی رأْس الشاة و غُبْرَةٌ فی وجهها و سائرها أَیّ لون كان، یقال: شاة رَخْماءُ، و یقال: شاة رَخْماءُ إِذا ابیضَّ رأْسها و اسودَّ سائر جسدها، و كذلك المُخَمَّرة، و لا تقل مُرَخَّمَة. و فرس أَرْخَمُ. و الرُّخامی: ضَرب من الخِلْفة؛ قال أَبو حنیفة: هی غبراء الخُضْرةِ لها زَهْرة بیضاء نَقِیَّةٌ، و لها
(1). راجع البیت فی مادة رحم (2). قوله [ترخم صبیها إلخ] كذا ضبط فی نسخة من التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 235
عِرْقٌ أَبیض تحفره الحُمُرُ بحوافرها، و الوحش كله یأْكل ذلك العِرْقَ لحلاوته و طیبه، قال: قال بعض الرُّواةِ تنبت فی الرمل و هی من الجَنْبَةِ؛ قال عَبِید: أَو شَبَبٌ یَحْفِرُ الرُّخامی تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ «1». و الرُّخاءُ: الریح اللینة، و هی الرُّخامی أَیضاً. و الرُّخامی: نبت تَجذُبه السائمة، و هی بَقْلة غبراء تضرب إِلی البیاض، و هی حلوة لها أَصل أَبیض كأَنه العُنْقُرُ، إِذا انْتُزِعَ حَلَب لبناً، و قیل: هو شجر مثل الضَّالِ؛ قال الكمیت: تَعاطی فِراخَ المَكْرِ طَوْراً، و تارةً تُثِیرُ رُخاماها و تَعْلَقُ ضالَها و قال إِمرؤ القیس فی الرُّخامی، و هو نبت، یصف فرساً: إِذا نَحْنُ قُدْناه تَأَوَّدَ مَتْنُهُ، كعِرق الرُّخامی اللَّدْنِ فی الهَطَلانِ و قال مُضَرِّسٌ: أُصُولُ الرُّخامی لا یُفَزَّعُ طائِرُه. و الرُّخامَةُ، بالهاء: نبت؛ حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: و الرَّخَمُ اللبن الغلیظ، و قال فی موضع آخر: الرُّخُمُ كُتَلُ اللِّبإِ. و الرَّخَمَةُ: طائر أَبقع علی شكل النَّسْر خِلْقةً إِلا أَنه مُبَقَّعٌ بسواد و بیاض یقال له الأَنُوقُ، و الجمع رَخَمٌ و رُخْمٌ؛ قال الهذلی: فلَعَمْرُ جَدِّك ذی العَواقِب حَتَّی انْتَ عند جوالِبِ الرُّخْمِ و لعَمْرُ عَرْفِكَ ذی الصُّماحِ، كما عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ و خصَّ اللحیانی بالرَّخَمِ الكثیر؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا إِلَّا أَن یعنی الجنس؛ قال الأَعشی: یا رُخَماً قاظَ علی مَطْلُوبِ، یُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِیبِ و‌فی حدیث الشعبی: و ذكر الرافضة فقال لو كانوا من الطیر لكانوا رَخَماً؛ الرَّخَمُ: نوع من الطیر، واحدته رَخَمةٌ، و هو موصوف بالغَدْر و المُوقِ، و قیل بالقَذَر؛ و منه قولهم: رَخِمَ السّقاءُ إِذا أَنْتن. و الیَرْخُوم: ذكر الرَّخَمِ؛ عن كراع. و ما أَدری أَیُّ تُرْخَمٍ هو، و قد تضم الخاء مع التاء، و قد تفتح التاء و تضم الخاء، أَی أَیُّ الناس هو، مثل جُنْدَبٍ و جُنْدُبٍ و طُحْلَبٍ و طُحْلُبٍ و عُنْصَرٍ و عُنصُرٍ؛ قال ابن بری: تُرْخُمٌ تُفْعُلٌ مثل تُرْتُبٍ، و تُرْخَمٌ مثل تُرْتَبٍ. و رَخْمانُ: موضع. و رَخْمانُ: اسم غارٍ ببلاد هُذَیلٍ فیه رُمِی تأبَّطَ شرّاً بعد قتله؛ قالت أُخته ترثیه «2».نِعْمَ الفتی غادَرْتُمُ بِرَخْمانْ، بثابِتِ بن جابِرِ بن سُفْیانْ، مَنْ یَقتل القِرن و یَرْوی النَّدْمانْ و فی الحدیث ذكر شِعْب الرَّخَمِ بمكة، شرفها الله تعالی. و تُرْخُمٌ: حیّ من حِمْیَر؛ قال الأَعشی: عَجِبتُ لآلِ الحُرْقَتَینِ، كأَنَّما رَأَوْنی نَقِیّاً من إِیادٍ و تُرْخُمِ
(1). فی قصیدة عبید: یرتعی بدل یحفر (2). قوله [أُخته ترثیه] كذا فی الأَصل، و الذی فی التكملة للصاغانی و معجم یاقوت: أُمه
لسان العرب، ج‌12، ص: 236
و رُخامٌ: موضع؛ قال لبید: بمَشارِقِ الجَبَلَیْنِ، أَو بمُحَجَّرٍ، فتَضَمَّنَتْها فَرْدَةٌ فَرُخامُها

ردم؛ ج12، ص: 236

: الرَّدْمُ: سَدُّكَ باباً كلّه أَو ثُلْمَةً أَو مدخلًا أَو نحو ذلك. یقال: رَدَمَ البابَ و الثُّلْمَةَ و نحوَهما یَرْدِمُهُ، بالكسر، رَدْماً سدَّه، و قیل: الرَّدْم أَكثر من السَّدّ، لأَن الرَّدْمَ ما جعل بعضه علی بعض، و الاسم الرَّدْمُ و جمعه رُدُومٌ. و الرَّدْمُ: السَّدُّ الذی بیننا و بین یَأْجوج و مَأْجوج. و فی التنزیل العزیز: أَجْعَلْ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُمْ رَدْماً. و‌فی الحدیث: فُتِح الیومَ من رَدْمِ یأْجوج و مأْجوج مثلُ هذه، و عَقَدَ بیده تسعین، من رَدَمْتُ الثُّلْمَة رَدْماً إِذا سَددتها، و الاسم و المصدر سواء؛ الرَّدْمُ و عَقْدُ التسعین: من مُواضَعات الحُسّاب، و هو أَن یجعل رأَس الإِصبع السَّبابة فی أَصل الإِبهام و یضمها حتی لا یَبین بینهما إِلا خَلَلٌ یسیر. و الرَّدْمُ: ما یسقط من الجدار إِذا انهدم. و كل ما لُفِقَ بعضُه ببعض فقد رُدِمَ. و الرَّدِیمةُ: ثوبان یخاط بعضهما ببعض نحو اللِّفاق و هی الرُّدُومُ، علی توهم طرح الهاء. و الرَّدِیمُ: الثوب الخَلَقُ. و ثوب رَدِیمٌ: خَلَقٌ، و ثیاب رُدُمٌ؛ قال ساعدة الهذلی: یُذْرِینَ دَمْعاً علی الأَشْفارِ مُبْتَدِراً، یَرْفُلْنَ بعد ثِیابِ الخالِ فی الرُّدُمِ و رَدَمْتُ الثوب و رَدَّمْتُه تَرْدِیماً، و هو ثوب رَدیمٌ و مُرَدَّمٌ أَی مرقع. و تَرَدَّمَ الثوبُ أَی أَخْلَقَ و اسْتَرْقَعَ فهو مُتَرَدِّمٌ. و المُتَرَدَّمُ: الموضع الذی یُرَقَّعُ. و یقال: تَرَدَّمَ الرجلُ ثوبه أَی رقعه، یتعدی و لا یتعدی. ابن سیدة: ثوب مُرَدَّمٌ و مُرْتَدَمٌ و مُتَرَدَّمٌ و مُلَدَّمٌ خَلَقٌ مُرَقَّعٌ؛ قال عنترة: هل غادَرَ الشُّعَراءُ من مُتَرَدَّمِ، أَم هل عَرَفْتَ الدارَ بعد تَوَهُّمِ؟ معناه أَی مُسْتَصْلَحٍ؛ و قال ابن سیدة: أَی من كلام یَلْصَقُ بعضُه ببعض و یُلَبَّق أَی قد سبقونا إِلی القول فلم یَدَعُوا مقالًا لقائل. و یقال: صِرتُ بعد الوَشْی و الخَزِّ فی رُدُمٍ، و هی الخُلْقان، بالدال غیر معجمة. ابن الأَعرابی: الأَرْدَمُ المَلَّاحُ، و الجمع الأَرْدمون؛ و أَنشد فی صفة ناقة: و تَهْفُو بهادٍ لها مَیْلَعٍ، كما أَقحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا المَیْلَعُ: المضطرب هكذا و هكذا، و المَیْلَعُ: الخفیف. و تَرَدَّمَتِ الناقةُ: عطفت علی ولدها. و الرَّدِیمُ: لَقَب رجل من فُرْسان العرب، سُمِّی بذلك لعظم خَلقِه، و كان إِذا وقف مَوْقِفاً رَدَمَهُ فلم یجاوز. و تَرَدَّمَ القومُ الأَرض: أَكلوا مَرْتَعَها مرة بعد مرة. و أَرْدَمَتْ علیه الحُمَّی، و هی مُرْدِمٌ: دامت و لم تفارقه. و أَرْدَمَ علیه المرضُ: لزمه. و یقال: وِرْدٌ مُرْدِمٌ و سحاب مُرْدِمٌ. و رَدَمَ البعیرُ و الحمار یَرْدُمُ رَدْماً: ضَرطَ، و الاسم الرُّدامُ، بالضم، و قیل: الرَّدْمُ الضُّراط عامَّةً. و رَدَمَ بها رَدْماً: ضَرطَ. الجوهری: رَدَمَ یَرْدُمُ، بالضم، رُداماً. و الرَّدْمُ: الصوت، و خص به بعضهم صوت القَوْس. و رَدَمَ القوس: صَوَّتها بالإِنْباض؛ قال صَخْر الغَیّ یصف قوساً:
لسان العرب، ج‌12، ص: 237
كأنَّ أُزْبِیَّها إِذا رُدِمَتْ، هَزْمُ بُغاةٍ فی إِثْرِ ما فَقَدُوا رُدِمَتْ: صُوّتت بالإِنْباض، و فی التهذیب: رُدِمَتْ أُنْبض عنها، و الهَزْمُ: الصوت. قال الأَزهری: كأنه مأْخوذ من الرُّدامِ، و هو الضراط. و رجل رَدْمٌ و رُدامٌ: لا خیر فیه. و رَدَمَ الشی‌ءُ یَرْدُمُ رَدْماً: سال؛ هذه عن كراع، و روایة أَبی عبید و ثعلب: رَذَمَ، بالذال المعجمة. و الرَّدْمُ: موضع بتهامة؛ قال أَبو خِراش: فَكَلّا و رَبِّی لا تعودی لِمِثْلِهِ، عَشِیّةَ لاقَتْهُ المَنِیّةُ بالرَّدْمِ حذف النون التی هی علامة رفع الفعل فی قوله تَعُودی للضرورة؛ و نظیره قول الآخر: أَبیتُ أَسْرِی، و تَبِیتی تَدْلُكی جسمك بالجادِیِّ و المِسْكِ الذكی و له نظائر، و نصب عشیة علی المصدر، أَراد عَوْدَ عشیةٍ، و لا یجوز أَن تنتصب علی الظرف لتدافع اجتماع الاستقبال و المضی، لأَن تعودی آتٍ و عشیة لاقَتْهُ ماض؛ هذا معنی قول ابن جنی. و رَدْمان: قبیلة من العرب بالیمن.

رذم؛ ج12، ص: 237

: رَذَمَ أَنفُه یَرْذُمُ و یَرْذِمُ رَذْماً و رَذَماناً: قطر؛ قال كعب بن زهیر: ما لیَ منها، إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، و من أُوَیْسٍ، إِذا ما أَنْفُهُ رَذَما و ناقة راذِمٌ إِذا دفعت باللبن. و الرَّذُومُ: السائل من كل شی‌ء. و قَصعة رَذُومٌ: مَلأَی تصبّب جوانبُها حتی إِن جوانبها لتَنْدی أَو كأنها تَسیلُ دَسَماً لامتلائها، و الجمع رُذُمٌ؛ قال أُمَیَّة بن أَبی الصَّلْتِ یمدح عبد الله بن جُذْعانَ: له داعٍ بمكة مُشْمَعِلٌّ، و آخرُ فَوْقَ دارَتِه ینادی إِلی رُذُمٍ من الشِّیزَی مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ یُلْبَكُ بالشِّهادِ الجوهری: و جِفانٌ رُذُمُ و رَذَمٌ مثل عَمُودٍ و عُمُدٍ و عَمَدٍ، و لا تقل رِذَمٌ، و قد رَذِمَتْ تَرْذَمُ رَذَماً و أَرْذَمَتْ، قال: و قلما یستعمل إِلا بفعل مجاوز مثل أَرْذَمَتْ؛ و قوله: أَعنی ابنَ لَیْلی عبدَ العزیزِ بِبابِ الْیُونِ تَغْدُو جِفانُه رَذَما قال ابن سیدة: كذا رواه الأَصمعی، سماها بالمصدر، و رواه غیره رُذُماً جمع رَذُوم. قال أَبو الهیثم: الرَّذُوم القَطُور من الدَّسَم، و قد رَذَمَ یَرْذِمُ إِذا سال. الجوهری: رَذَمَ الشی‌ءُ سال و هو ممتلئ. و‌فی حدیث عبد الملك بن عمیر: فی قُدور رَذِمة‌أَی مُتَصَبِّبة من الامْتلاء. و الرَّذْمُ: القَطر و السَّیلان. و جَفْنة رَذوم و جِفان رُذُم: كأنها تسیل دسماً لامتلائها. و‌فی حدیث عطاء فی الكیل: لا دَقَّ و لا رَذْم و لا زَلْزَلَة؛ هو أَن یملأَ المِكیال حتی یجاوِز رأْسه. و كِسْر رَذُوم: یسیل وَدَكُه؛ قال: و عاذِلةٍ هَبَّت بَلیلٍ تَلُومُنی، و فی كفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ الأَبحُّ: العظیم الممتلئ من المُخّ، و الجفنة إِذا ملئت شَحماً و لحماً فهی جَفنة رَذُوم، و جِفان رُذُم. ابن
لسان العرب، ج‌12، ص: 238
الأَعرابی: الرُّذُم الجفان الملأَی، و الرُّذُم الأَعضاء المُمِخَّة؛ و أَنشد غیره: لا یملأ الدلْوَ صُبابات الوَذَمْ، إِلّا سِجالٌ رَذَمٌ علی رَذَمْ قال اللیث: الرَّذَم هاهنا الامتلاء، و الرَّذَم الاسم، و الرَّذْم المصدر، و الرَّذْم و الرُّذام الفَسْلُ. و أَرْذم علی الخمسین: زاد.

رزم؛ ج12، ص: 238

: الرَّزَمَةُ، بالتحریك: ضرب من حَنین الناقة علی ولدها حین تَرْأَمُه، و قیل: هو دون الحنین و الحنین أَشد من الرَّزَمَة. و فی المثل: لا خیر فی رَزَمَةٍ لا دِرّةَ فیها؛ ضرب مثلًا لمن یُظهر مودَّة و لا یحقق، و قیل: لا جَدْوَی معها، و قد أَرْزَمت علی ولدها؛ قال أَبو محمد الحَذْلمیّ یصف الإِبل: تُبینُ طِیبَ النفْسِ فی إِرْزامها یقول: تبین فی حَنینها أَنها طیبة النفس فَرِحة. و أَرْزَمت الشاة علی ولَدها: حنَّت. و أَرْزَمت الناقة إِرزاماً، و هو صوت تخرجه من حَلْقها لا تفتح به فاها. و‌فی الحدیث: أَن ناقته تَلَحْلَحَتْ و أَرْزمت‌أَی صوَّتت. و الإِرْزامُ: الصوت لا یفتح به الفم، و قیل فی المثل: رَزَمَةٌ و لا دِرَّةٌ؛ قال: یُضرب لمن یَعِد و لا یفی، و یقال: لا أَفْعل ذلك ما أَرْزمت أُم حائل. و رَزَمَةُ الصبی: صوته. و أَرْزَمَ الرَّعد: اشتد صوته، و قیل: هو صوت غیر شدید، و أَصله من إِرزام الناقة. ابن الأَعرابی: الرَّزَمة الصوت الشدیدُ. وَ رَزَمَةُ السباع: أَصواتها. و الرَّزِیم: الزَّئیر؛ قال: لِأُسُودهنّ علی الطریق رَزِیم و أَنشد ابن بری لشاعر: تركُوا عِمرانَ مُنْجَدِلًا، للسباع حَوْله رَزَمَهْ و الإِرْزامُ: صوت الرعد؛ و أَنشد: و عَشِیَّة مُتَجاوِب إِرْزامُها «3». شبَّه رَزَمَة الرَّعْد بِرَزمة الناقة. و قال اللحیانی: المِرْزَم من الغیث و السحاب الذی لا ینقطع رعدُه، و هو الرَّزِم أَیضاً علی النسب؛ قالت امرأَة من العرب ترثی أَخاها: جاد علی قبرك غَیْثٌ مِن سَماء رَزِمَهْ و أَرزمت الریحُ فی جوفه كذلك. و رَزَمَ البعیرُ یَرْزِمُ و یَرْزُمُ رُزاماً و رُزُوماً: سقط من جوع أَو مرض. و قال اللحیانی: رَزَم البعیرُ و الرجلُ و غیرهما یَرْزُمُ رُزُوماً و رُزاماً إِذا كان لا یقدر علی النهوض رَزاحاً و هُزالًا. و قال مرة: الرَّازم الذی قد سقط فلا یَقدِر أَن یتحرك من مكانه؛ قال: و قیل لابنة الخُسّ: هل یُفلح البازل؟ قالت: نعم و هو رازِم؛ الجوهری: الرَّازِم من الإِبل الثابت علی الأَرض الذی لا یقوم من الهُزال. و رزَمت الناقة تَرْزُمُ و تَرْزِمُ رُزُوماً و رُزاماً، بالضم: قامت من الإِعیاء و الهُزال فلم تتحرك، فهی رازِم، و‌فی حدیث سلیمان بن یَسار: و كان فیهم رجل علی ناقة له رازمٍ‌أَی لا تتحرك من الهُزال. و ناقة رازم: ذات رُزام كامرأَة حائض. و‌فی حدیث خزیمة فی روایة الطبرانی: تركت المخ رِزاماً؛ قال ابن الأَثیر: إِن صحت الروایة فتكون علی حذف المضاف، تقدیره: تركت ذوات المُخِّ
(3). هذا البیت من معلقة لبید و صدره: من كل ساریة، و غادٍ مُدجنٍ
لسان العرب، ج‌12، ص: 239
رِزاماً، و یكون رِزاماً جمع رازِمٍ، و إِبل رَزْمَی. و رَزَمَ الرجل علی قِرْنه إِذا بَرك علیه. و أَسد رَزامَة و رَزامٌ و رُزَمٌ: یَبْرُك علی فَرِیسته؛ قال ساعدة بن جُؤَیة: یخْشَی علیهم من الأَمْلاك نابِخَةً من النَّوابِخِ، مِثْل الحادِرِ الرُّزَمِ قالوا: أَراد الفیل، و الحادِرُ الغلیظ؛ قال ابن بری: الذی فی شعره الخادرُ، بالخاء المعجمة، و هو الأَسد فی خِدْرِهِ، و النَّابِخَة: المُتَجَبِّرُ، و الرُّزَم: الذی قد رَزَم مكانه، و الضمیر فی یخشی یعود علی ابن جُعْشُم فی البیت قبله، و هو: یُهْدِی ابنُ جُعْشُمَ للأَنباء نَحْوَهُمُ، لا مُنْتَأَی عن حِیاضِ الموت و الحُمَمِ و الأَسد یُدْعی رُزَماً لأَنه یَرْزِم علی فریسته. و یقال للثابت القائم علی الأَرض: رُزَم، مثال هُبَعٍ. و یقال: رجلٌ مُرْزِم للثابت علی الأَرض. و الرِّزامُ من الرجال «1». الصَّعْب المُتَشدِّد؛ قال الراجز: أَیا بَنی عَبْدِ مَناف الرِّزام، أَنتم حُماةٌ و أَبوكمُ حام لا تُسلمونی لا یَحلُّ إِسْلام، لا تَمْنَعُونی فضلكمْ بعدَ العام و یروی الرُّزَّام جمع رازِم. اللیث: الرِّزْمة من الثیاب ما شُدَّ فی ثوب واحد، و أَصله فی الإِبل إِذا رعت یوماً خُلَّةً و یوماً حَمْضاً. قال ابن الأَنباری: الرِّزْمَة فی كلام العرب التی فیها ضُروب من الثیاب و أَخلاط، من قولهم رازَمَ فی أَكله إِذا خَلَط بعضاً ببعض. و الرِّزمة: الكارةُ من الثیاب. و قد رَزَّمتها تَرْزِیماً إِذا شددتها رِزَماً. و رَزَمَ الشی‌ء یَرْزِمه و یَرْزُمه رَزْماً و رَزَّمه: جمعه فی ثوب، و هی الرِّزْمة أَیضاً لما بقی فی الجُلَّةِ من التمر، یكون نصفها أَو ثلثها أَو نحو ذلك. و‌فی حدیث عمر: أَنه أَعطی رجلًا جَزائرَ و جعل غرائرَ علیهن فیهن من رِزَمٍ من دقیق؛ قال شمر: الرِّزْمة قدر ثلث الغِرارة أَو ربعها من تمر أَو دقیق؛ قال زبد بن كَثْوة: القَوْسُ قدر ربع الجُلَّة من التمر، قال: و مثلها الرِّزْمة. و رازَمَ بین ضَرْبین من الطعام، و رازَمت الإِبلُ العامَ: رعت حَمْضاً مرَّة و خُلّة مرة أُخری؛ قال الراعی یخاطب ناقته: كُلی الحَمْضَ، عامَ المُقْحِمِینَ، و رازِمی إِلی قابلٍ، ثم اعْذِری بعدَ قابِل معنی قوله ثم اعْذِری بعد قابل أَی أَنْتَجع علیك بعد قابل فلا یكون لك ما تأْكلین، و قیل: اعْذِری إِن لم یكن هنالك كلأٌ، یَهْزَأُ بناقته فی كل ذلك، و قیل رازَمَ بین الشیئین جمع بینهما یكون ذلك فی الأَكل و غیره. و رازَمَتِ الإِبل إِذا خَلَطَت بین مَرْعَیَیْن. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: رازِمُوا بین طعامكم؛ فسره ثعلب فقال: معناه اذكروا الله بین كل لقمتین. و سئل ابن الأَعرابی عن قوله‌فی حدیث عمر إِذا أَكلتم فرازِمُوا، قال: المُرازَمة المُلازَمة و المخالطة، یرید مُوالاة الحمد، قال: معناه اخْلطوا الأَكل بالشكر و قولوا بین اللُّقم الحمد لله؛ و قیل: المرازمة أَن تأْكل اللیّن و الیابس و الحامضَ و الحُلو و الجَشِب
(1). قوله [و الرزام من الرجال] مضبوط فی القاموس ككتاب، و فی التكملة كغراب
لسان العرب، ج‌12، ص: 240
و المَأْدُوم، فكأنه قال: كلوا سائغاً مع جَشب غیر سائغ؛ قال ابن الأَثیر: أَراد اخلطوا أَكلكم لیِّناً مع خَشِن و سائغاً مع جَشِب، و قیل: المُرازمة فی الأَكل المعاقبة، و هو أَن یأْكل یوماً لحماً، و یوماً لَبَناً، و یوماً تمراً، و یوماً خبزاً قَفاراً. و المُرازَمَةُ فی الأَكل: المُوالاة كما یُرازِمُ الرجل بین الجَراد و التمر. و رازَمَ القوم دارَهُمْ: أَطالوا الإِقامة فیها. و رَزَّمَ القومُ تَرْزیماً إِذا ضربوا بأنفسهم لا یَبْرَحون؛ قال أَبو المُثَلَّمِ: مَصالیتُ فی یوم الهِیاجِ مَطاعمٌ، مَضاریبُ فی جَنْبِ الفِئامِ المُرَزِّمِ «1». قال: المُرَزِّمُ الحَذِرُ الذی قد جَرَّب الأَشیاء یَتَرَزَّمُ فی الأَمور و لا یثبت علی أَمر واحد لأَنه حَذِرٌ. و أَكل الرَّزْمَةَ أَی الوَجْبَة. و رَزَمَ الشتاءُ رَزْمَة شدیدة: بَرَدَ، فهو رازِمٌ، و به سمی نَوْءُ المِرْزَمِ. أَبو عبید: المُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرّ المجتمع، الراء قبل الزای، قال: الصواب المُزْرَئِمُّ، الزای قبل الرای، قال: هكذا رواه ابن جَبَلة، و شك أَبو زید فی المقّشَعِرِّ المجتمع أَنه مزْرَئمٌّ أَو مُرْزَئمّ. و المِرْزَمان: نجمان من نجوم المطر، و قد یفرد؛ أَنشد اللحیانی: أَعْدَدْتُ، للمِرْزَم و الذِّراعَیْن، فَرْواً عُكاظِیّاً و أَیَّ خُفَّیْن أَراد: و خُفَّیْنِ أَیَّ خُفَّیْنِ؛ قال ابن كُناسَةَ: المِرْزَمان نجمان و هما مع الشِّعْرَیَیْنِ، فالذِّراعُ المقبوضة هی إِحدی المرْزَمَیْن، و نظم الجَوْزاء أَحَدُ المِرْزَمَیْنِ، و نظمهما كواكب معهما فهما مِرْزَما الشِّعْرَیینِ، و الشِّعْرَیان نجماهما اللذان معهما الذراعان یكونان معهما. الجوهری: و المِرْزَمان مِرْزَما الشِّعْرَیین، و هما نجمان: أَحدهما فی الشِّعْری، و الآخر فی الذراع. و من أَسماء الشمال أُم مِرْزَمٍ، مأْخوذ من رَزَمَةِ الناقة و هو حَنینها إِلی ولدها. و ارْزامَّ الرجلُ ارْزِیماماً إِذا غضب. و رِزامٌ: أَبو حیّ من تمیم و هو رِزامُ بن مالك بن حَنْظَلَةَ بن مالك بن عمرو بن تمیم؛ و قال الحصین بن الحُمَام المُرِّیّ: و لو لا رجالٌ، من رِزامٍ، أَعِزَّةٌ و آلُ سُبَیْعٍ أَو أَسُوءَكَ عَلْقَما أَراد: أَو أَنْ أَسوءَك یا عَلْقَمةُ. و رُزَیْمَةُ: اسم امرأَة؛ قال: أَ لا طَرَقَتْ رُزَیْمةُ بعد وَهْنٍ، تَخَطَّی هَوْلَ أَنْمارٍ و أُسدِ و أَبو رُزْمَةَ و أُمّ مِرْزَمٍ: الریح؛ قال صَخْرُ الغَیّ یعیر أَبا المُثَلَّم ببَرْدِ محله: كأنی أَراه بالحَلاءَة شاتیاً یُقَشِّرُ أَعلی أَنفه أُمُّ مِرْزَمِ قال: یعنی ریح الشَّمال، و ذكره ابن سیدة أَنه الریح و لم یقیده بشَمال و لا غیره، و الحَلاءة: موضع. و رَزْمٌ: موضع؛ و قوله: و خافَتْ من جبالِ السُّغْدِ نَفْسی، و خافتْ من جبال خُوارِ رَزْمِ
(1). قوله [المرزم] كذا هو مضبوط فی الأصل و التكملة كمحدث، و ضبطه شارح القاموس كمعظم
لسان العرب، ج‌12، ص: 241
قیل: إِن خُواراً مضاف إِلی رَزْمٍ، و قیل: أَراد خُوارِزْم فزاد راء لإِقامة الوزن. و فی ترجمة هزم: المِهْزامُ عصا قصیرة، و هی المِرزام؛ و أَنشد: فشامَ فیها مثل مِهْزام العَصا أَو الغضا، و یروی: … مثل مِرْزام …

رسم؛ ج12، ص: 241

: الرَّسْمُ: الأَثَرُ، و قیل: بَقِیَّةُ الأَثَر، و قیل: هو ما لیس له شخص من الآثار، و قیل: هو ما لَصِقَ بالأَرض منها. و رَسْمُ الدار: ما كان من آثارها لاصقاً بالأَرض، و الجمع أَرْسُمٌ و رُسومٌ. و رَسَمَ الغیث الدار: عَفّاها و أَبقی فیها أَثراً لاصقاً بالأَرض؛ قال الحُطَیئَةُ: أَ مِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ و مُصِیفُ، لعَینیك من ماءِ الشُّؤُون وكِیفُ؟ رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذی هو رَسْمٌ، أَراد: أَ من أَن رَسَمَ مُرْبِعٌ و مُصیفٌ داراً. و تَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نظر إِلیه. و تَرَسَّمْتُ أَی نظرت إِلی رُسُوم الدار. و تَرَسَّمْتُ المنزل: تأملت رَسْمَهُ و تَفَرَّسْتُهُ؛ قال ذو الرمة: أَ أَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ، من عَیْنَیْك، مَسْجُومُ؟ و كذلك إِذا نظرت و تفرسْت أَین تحفر أَو تبنی؛ و قال: الله أَسْقاك بآل الجَبّار تَرَسُّم الشیخ و ضَرْب المِنْقار و الرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ و أَنشد ابن بری للأَخْطل: أَ تَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما مُحِیلًا، و نُؤْیاً دارِساً مُتَهَدِّما؟ و الرَّوْسَمُ: خشبة فیها كتاب منقوش یُخْتَمُ بها الطعامُ، و هو بالشین المعجمة أَیضاً. و یقال: الرَّوْسَمُ شی‌ء تجلی به الدنانیر؛ قال كثیِّر: من النَّفَرِ البِیضِ الذین وُجُوهُهُمْ دَنانیرُ شِیفَتْ، من هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ ابن سیدة: الرَّوْسَمُ الطابَعُ، و الشین لغة، قال: و خص بعضهم به الطابَعَ الذی یُطْبَعُ به رأَس الخابیة، و قد جاء فی الشعر: قُرْحة برَوْسَمِ أَی بوجه الفرس. و إِن علیه لرَوْسَماً أَی علامة حسنٍ أَو قُبح؛ قاله خالد بن جبلة، و الجمع الرَّواسِمُ و الرَّواسِیمُ؛ قال أَبو تراب: سمعت عَرَّاماً یقول هو الرَّسْمُ و الرَّشْمُ للأَثر. و رَسَمَ علی كذا و رَشَمَ إِذا كتب. و قال أَبو عمرو: یقال للذی یطبع به رَوْسَمٌ و رَوْشَمٌ و راسُوم و راشُوم مثل رَوْسَمِ الأَكْداسِ و رَوْسَم الأَمیر؛ قال ذو الرمة: و دِمْنة هَیَّجَتْ شَوْقی مَعالِمُها، كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِیمُ و الرَّواسیم: كُتب كانت فی الجاهلیة، و الهِدَمْلاتُ: رِمال معروفة بناحیة الدَّهناء؛ و ناقة رَسُومٌ. و ثوب مُرَسَّمٌ، بالتشدید: مخطَّط؛ و‌فی حدیث زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ بالقَباطِیّ و المَطارِف حتی نزحوها‌أَی حشوها حشواً بالغاً، كأَنه مأْخوذ من الثیاب المُرَسَّمَةِ، و هی المخططة خطوطاً خَفِیَّة. و رَسَمَ فی الأَرض: غاب. و الرَّاسِمُ: الماء الجاری. و ناقة رَسُومٌ: تؤثر فی الأَرض من شدة الوطء. و رَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِیماً: أَثَّرَتْ فی الأَرض من شدة وطئها، و أَرْسَمْتها أَنا؛ فأَما
لسان العرب، ج‌12، ص: 242
قول الهذلی: و المُرْسِمون إِلی عبد العَزیز بها مَعاً و شَتَّی، و من شَفْعٍ و فُرَّادِ إِنما أَراد المُرْسموها فزاد الباء و فصل بها بین الفعل و مفعوله. و الرَّسْمُ: الركِیّةُ تدفنها الأَرض، و الجمع رِسامٌ. و ارْتَسَم الرجل: كَبَّرَ و دعا. و الارْتِسامُ: التكبیر و التَّعَوُّذ؛ قال القطامی: فی ذی جُلُولٍ یُقَضِّی المَوْتَ صاحبُهُ، إِذا الصَّرارِیُّ من أَهواله ارْتَسَما و قال الأَعشی: و قابَلَها الریحُ فی دَنِّها، و صَلَّی علی دَنِّها و ارْتَسَمْ قال أَبو حنیفة: ارْتَسَمَ ختم إِناءَها بالرَّوْسَمِ، قال: و لیس بقوی. و الرَّوْسَبُ و الرَّوْسَمُ: الداهیة. و الرَّسِیمُ من سیر الإِبل: فوق الذَّمیل، و قد رَسَمَ یَرْسِمُ، بالكسر، رَسِیماً، و لا یقال أَرْسَمَ؛ و قول حُمَیْدِ بن ثَوْرٍ: أَجَدَّتْ برِجْلَیْها النَّجاءَ و كَلَّفَتْ بعیرَیْ غلامَیَّ الرَّسِیمَ، فأَرْسَما و فی روایة «2» … كَلَّفَتْ غلامی الرَّسِیم فأَرسما قال أَبو حاتم: إِنما أَراد أَرسم الغلامان بعیریهما و لم یرد أَرْسَمَ البعیرُ. و الرَّسُومُ: الذی یبقی علی السیر یوماً و لیلة. و‌فی الحدیث: لما بلغ كُراع الغَمِیم إِذا الناسُ یَرْسِمُونَ نحوه‌أَی یذهبون إِلیه سراعاً، و الرَّسِیمُ: ضرب من السیر سریع مؤثر فی الأَرض. و الرَّسَمُ: حُسْن المشی. و رَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إِذا امتَثله. و راسِمٌ: اسم.

رشم؛ ج12، ص: 242

: رَشَمَ إِلیه رَشْماً: كتب. و الرَّشْم: خاتم البُر و غیره من الحبوب، و قیل: رَشْمُ كل شی‌ء علامته، رَشَمَهُ یَرْشُمُهُ رَشْماً، و هو وضع الخاتم علی فراء البُر فیبقی أَثره فیه، و هو الرَّوْشَمُ، سوادیة. الجوهری: الروشم اللوح الذی یختم به البَیادر، بالسین و الشین جمیعاً. قال أَبو تراب: سمعت عَرَّاماً یقول الرَّسْمُ و الرَّشْمُ الأَثَرُ. و رَسَمَ علی كذا و رَشَمَ أَی كتب. و یقال للخاتم الذی یختم البُرَّ: الرَّوْشَمُ و الرَّوْسَمُ. و الرَّشْم: مصدر رَشَمْتُ الطعام أَرْشُمُهُ إِذا ختمته. و الرَّوْشَمُ: الطابَعُ، لغة فی الرَوْسَمِ. و قال أَبو حنیفة: ارْتَشَمَ ختم إِناءه بالرَّوْشَم. و الرَّشَمُ، بالتحریك، و الرَّوْشَم: أَوَّل ما یظهر من النبت. یقال: فیه رَشَمٌ من النبات. و أَرْشَمَتِ الأَرضُ: بدا نبتها. و أَرْشَمَتِ المَهاةُ: رأَت الرَّشَمَ فَرَعَتْهُ؛ قال أَبو الأَخْزَر الحمانی: كم من كَعابٍ كالمَهاة المُرْشِمِ و یروی … المُوشِم، بالواو، یعنی التی نبت لها وَشْمٌ من الكَلإِ، و هو أَوّله، یشبَّه بوَشْمِ النساء. و عامٌ أَرْشَمُ: لیس بجَیّد خَصیب. و مكان أَرْشَمُ كأَبْرَشَ إِذا اختلفت أَلوانه. اللحیانی: بِرْذَوْن أَرْشَمُ و أَرْمَشُ مثل الأَبْرَشِ فی لونه؛ قال: و أَرض رَشْماءُ و رَمْشاء مثل البَرْشاء إِذا اختلفت
(2). قوله [و فی روایة كلفت إلخ] كذا هو بالأَصل و لعله غلامی بعیری
لسان العرب، ج‌12، ص: 243
أَلوان عُشْبها. و أَرْشَمَ الشجرُ: أَخرج ثمره كالحمص؛ عن ابن الأَعرابی. و أَرْشَمَ الشجرُ و أَرْمَشَ إِذا أَورق. و الأَرْشَمُ: الذی یتشَمَّمُ الطعام و یحرص علیه؛ قال البَعِیثُ یهجو جَریراً: لَقًی حملتهُ أُمُّه، و هی ضَیْفَةٌ، فجاءَتْ بیَتْنٍ للضِّیافة أَرْشَما و یروی: فجاءت بنَزٍّ للنُّزالة أَرْشَما قال ابن سیدة: و أَنشد أَبو عبید هذا البیت لجریر، قال: و هو غلط. الجوهری: الرَّشَمُ مصدر قولك رَشِمَ الرجلُ، بالكسر، یَرْشَمُ إِذا صار أَرْشَمَ، و هو الذی یتشمَّمُ الطعام و یحرص علیه. و قال ابن السكیت فی قوله أَرْشَما قال: فی لونه بَرَشٌ یشوب لونَه لون آخر یدل علی الریبة، قال: و یروی … من نُزالة أَرْشَما؛ یرید من ماء عبدٍ أَرْشَمَ. و الأَرْشَم: الذی به وَشْمٌ و خطوط. و الأَرْشَمُ: الذی لیس بخالص اللون و لا حُرِّهِ. و الأَرْشَمُ: الشَّرِهُ. و أَرْشَمَ البرقُ: مثل أَوْشَمَ. و غیث أَرْشَم: قلیل مذموم. و رَشَمَ رَشْماً «1». كرَشَنَ إِذا تَشَمَّمَ الطعام و حَرِصَ علیه. و الرَّشْمُ: الذی یكون فی ظاهر الید و الذراع بالسواد؛ عن كراع، و الأَعرف الوَشْمُ، بالواو. اللیث: الرَّشْمُ أَن تُرشمَ ید الكُرْدِیِّ و العِلْجِ كما تُوشَمُ یدُ المرأَة بالنِّیل لكی تُعرف بها، و هی كالوَشْمِ. و الرُّشْمَةُ: سواد فی وجه الضبع مشتق من ذلك، و ضبع رَشْماءُ، و الله أَعلم.

رصم؛ ج12، ص: 243

: ابن الأَعرابی: الرَّصَمُ الدخول فی الشعب الضیق، بالصاد المهملة.

رضم؛ ج12، ص: 243

: رَضَم الشیخُ یَرْضِمُ رَضْماً: ثَقُل عَدْوُه، و كذلك الدابة. و الرَّضَمانُ: تَقارُبُ عَدْو الشیخ. ابن الأَعرابی: یقال إِن عَدْوَكَ لرَضَمان أَی بطی‌ء، و إِن أَكْلَكَ لَسَلَجان، و إِن قضاءك لَلِیَّان. و الرَّضْمَةُ و الرَّضَمَةُ: الصخرة العظیمة مثل الجزُور و لیست بناتئة، و الجمع رَضَمٌ و رِضام؛ و قال ثعلب: الرَّضَمُ و الرِّضامُ صخور عظام یُرْضم بعضها فوق بعض فی الأَبنیة، الواحدة رَضْمة، قال ابن بری: و الجمع رَضَماتٌ؛ و أَنشد ابن السكیت لذی الرمة: من الرَّضَماتِ البِیضِ، غَیَّرَ لَوْنَها بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، و الذَّابلُ الجَزْلُ یعنی بالرَّضَماتِ الأَثافیَّ، و بَناتُ فِراضِ المَرْخ: النیرانُ التی تخرج من الزِّناد، و الذَّابِلُ: الحَطب، و الفراض: جمع فَرْضٍ و هو الحَزُّ. و‌فی الحدیث: لما نزل وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ؛ أَتی رَضْمَةَ جبل فعَلا أَعْلاها؛ هی واحدة الرَّضْم و الرِّضام، و هی دون الهِضاب، و قیل: صُخورٌ بعضها علی بعض. و‌فی حدیث أَنس فی المُرْتد نصرانیّاً: فأَلقَوه بین حجرین و رَضَموا علیه الحجارة.و‌فی حدیث أَبی الطُّفَیْل: لما أَرادت قریش بناء البیت بالخَشَب و كان البِناء الأَوّلُ رَضْماً.و یقال: رَضَمَ علیه الصَّخْرَ یَرْضِم، بالكسر، رَضْماً، و رَضَمَ فلان بَیْتَه بالحجارة. و قال ثعلب: الرَّضْم الحجارة البِیضُ؛ و أَنشد: إِنَّ صُبَیْح ابن الزِّنا قد فأَرا فی الرَّضْم، لا یَتْرُك منه حَجَرا
(1). قوله [و رشم رشماً] هذه عبارة المحكم و هی مضبوطة فیه بهذا الضبط كالأصل، و یخالفه ما تقدم قریباً عن الجوهری و هو الذی فی القاموس و التكملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 244
و رَضَمَ الحجارةَ رَضْماً: جعل بعضها علی بعض. و كلُّ بناء بُنی بصَخْر رَضِیمٌ. و رَضَدْت المَتاع فارْتَضَد و رَضَمْته فارْتَضَمَ إِذا نَضَدتَه. و رَضَمْت الشی‌ءَ فارْتَضَمَ إِذا كسرته فانكسر. و یقال: بنی فلان داره فَرَضَمَ فیها الحجارة رَضْماً؛ و قال لبید: حُفِزَتْ و زایَلَها السَّرابُ، كأَنها أَجْزاعُ بِئشَة أَثْلُها و رِضامُها و الرِّضام: حجارة تجمع، واحدها رَضْمةٌ و رَضْمٌ؛ و أَنشد: یَنْصاحُ مِنْ جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ أَی من حجارة مَرْضُومة، و یقال رَضْمٌ و رَضَمٌ للحجارة المَرْضومة؛ و قال رؤبة: حَدیِدُهُ و قِطْرُهُ و رَضَمُهْ و‌فی الحدیث: حتی رَكَزَ الرَّایةَ فی رَضَمٍ من حجارة.و بعیر مِرْضَمٌ: یرمی بعض الحجر ببعض؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: بكُلِّ مَلْمُومٍ مِرَضٍّ مِرْضَم و رَضَمَ البعیرُ بنفسه رَضْماً: رَمعی بنفسه الأَرض. و رَضَمَ الرجلُ بالمكان: أَقام به. و رَضَم الرجلُ فی بیته أَی سَقَط لا یخرج من بیته، و رَمَأ كذلك، و قد رَضَمَ یَرْضِمُ رُضُوماً. و رَضَمَ به الأَرض إِذا جَلَدَ به الأَرضَ. و برْذَوْنٌ مَرْضُوم العَصب إِذا تَشَنَّجَ عَصَبُه صارت فیه أَمثال العُقَد؛ و أَنشد: مُبَیَّن الأَمْشاشِ مَرْضُوم العَصَبْ جمع المَشَش، و هو انتبار عظم الوَظیف. و یقال: رَضَمَت أَی ثَبَتت. و رَضَمْتُ الأَرْضَ رَضْماً: أَثَرْتها لزرْع أَو نحوه، یمانیة. و رُضام: اسم موضع. و الرُّضَیِّمُ: طائر، قال النضر: یقال طائر رُضَمَة.

رطم؛ ج12، ص: 244

: رَطَمه یَرْطُمُه رَطْماً فارْتَطَم: أَوحَله فی أَمر لا یَخْرُج منه. و ارْتَطَم فی الطین: وقع فیه فتَخَبَّط. و رَطَمْت الشی‌ء فی الوحْل رَطْماً فارْتَطَم هو فیه أَی ارتبك فیه. و ارتَطم علیه الأَمر إِذا لم یَقْدِر علی الخُروج منه. و‌فی حدیث الهجرة: فارْتَطَمتْ بسُراقة فرسُه‌أَی ساخت قَوائمها كما تَسُوخ فی الوَحْل. و‌فی حدیث علیّ: من اتّجر قبل أَن یَتَفَقَّه ارتَطَم فی الرِّبا ثم ارْتَطَم ثم ارْتَطَم‌أَی وقع فیه و ارْتَبَك. و وقع فی رُطمَة و رُطُومة أَی فی أَمر یتخَبَّط فیه. و ارْتَطَمَ فلان فی أَمر لا مخْرج له منه إِلا بغُمّة لزمته. و ارْتَطَمَتْ علیه أُمورُه: عیَّ فیها و سُدَّت علیه مذاهبُه. و رُطِم البعیرُ رَطْماً: احْتَبَس نَجْوه كأُرْطِم. و التَّراطُم: التَّراكُم. و الارتِطام: الازدِحام. و رَطَمَ الرجلُ: نَكَحَ. و رَطَمَها یَرْطُمُها رَطْماً: نكحها یكون فی المرأَة و الأَتان؛ قال: عَیْنا أَتانٍ تَبْتَغِی أَن تُرْطَمَا و رَطَمَ جارِیتَه رَطْماً إِذا جامَعَها فأَدخل ذكره كلّه فیها. و امرأَة مَرْطُومَة: مَرْمِیّة بسوء مُتَّهمَة بشرّ؛ قال صالح بن الأَحنف: فابْرُزْ، كِلانا أُمه لَئیمهْ، بِفِعل كلِّ عاهِرٍ مَرْطُومَهْ و الرَّطُوم من النساء: الواسعةُ الفرْج؛ قال الراجز: یا ابن رَطُومٍ ذاتِ فَرْج عَفْلَق
لسان العرب، ج‌12، ص: 245
و امرأَة رَطُوم: واسعةُ الجَهاز كثیرة الماء. أَبو عمرو: الرَّطُوم الضَّیِّقة الحَیاء من النوق، و هی من النساء الرَّتْقاء، و من الدَّجاج البَیْضاء. قال شمر: أَرْطَمَ الرجلُ و طَرْسَم و أَسبأَ «1». و اصْلَخَمَّ و اخرنْبَق كله إِذا سكت. و الرَّطُوم: الأَحمق. و الراطِم: اللَّازِم للشی‌ء.

رعم؛ ج12، ص: 245

: الرُّعام، بالضم: بالمُخاط، و قیل: مُخاط الخیل و الشاء، و جمعه أَرْعِمَة. و رَعَمَتِ الشاة تَرْعَمُ رُعاماً، و هی رَعُوم، و أَرْعَمَت: هُزلت فسال رُعامُها، و رَعَمَ مخاطُها رُعاماً: سال؛ قال الأَزهری: هو داء یأْخُذُها فی أَنفها فیسیل منه شی‌ء فیقال له الرُّعام، بالضم، و‌فی الحدیث: صَلُّوا فی مُراح الغنم و امسحوا رُعامَها؛ الرُّعام: ما یسیل من أُنوفها. و الرَّعُوم: الشدید الهُزال؛ قال الأَزهری: الرَّعُوم، بالراء، من الشاء التی یسیل مخاطها من الهزال. و یقال: كِسْرٌ رَعِمٌ ذو شحم. و الرِّعْمُ: الشحم؛ قال أَبو وجزة: فیها كُسُورٌ رَعِماتٌ و سُدُف ابن الأَعرابی: الرَّعامُ و الیَعْمُورُ الطَّلِیُّ، و هو العَرِیضُ. و رَعَمَ الشی‌ءَ یَرْعَمُهُ رَعْماً: رَقَبَه و رَعاهُ. و رَعَمَ الشمس یَرْعَمُها: رقب غَیْبوبتها و نظر وُجُوبها منه؛ و هو فی شعر الطِّرِمَّاح أَورده الأَزهری: و مُشِیح، عَدْوُهُ مِتْأَقٌ، یَرْعَمُ الإِیجابَ قبلَ الظَّلام أَی ینتظر وجوب الشمس؛ و أَنشد ابن بری للطرماح یصف عَیْراً: مثل عَیرِ الفَلاة شاخَسَ فاهُ طُولُ شَرْسِ القَطا، و طولُ العِضاض یَرْعَمُ الشمسَ أَنْ تَمِیل بمثل الجَب‌ءِ، جأْبٍ مُقَذَّفٍ بالنِّحاضِ قوله یَرْعَمُ أَی ینظر، و الجَبْ‌ءُ: حفرة فی الصَّفا، و جَأْب: غلیظ، و النِّحاضُ: جمع نَحْضٍ و هو اللحم، و الجَبْ‌ءُ جمعه أَجْباء، و الجأْب جمعه أَجْآب، و الشَّرْسُ: الكِدام. یقال: شَرَسَهُ أَی نحضه، و شاخَسَ فاه: صَیَّرَه مختلفاً طویلًا و قصیراً، و القَطا: موضع الرِّدْفِ؛ یقول: إِن هذا العَیْرَ مما یَعَضُّ أَعجاز هذه الأُتُنِ قد اختلفت أَسنانه، و شبه عینه التی ینظر بها الشمس بحفرة فی حجارة، یعنی شدَّتها و استقامتها. و الرُّعامَی: زیادة الكبد، و الغین أَعلی. و الرُّعامَی و الرُّعامَةُ: شجر لم یُحَلَّ. و رَعُومٌ و رِعْمٌ، كلاهما: اسم امرأَة، و رَعْمان و رُعَیمٌ: اسمان. و رَعْمٌ: اسم موضع.

رغم؛ ج12، ص: 245

: الرَّغْم و الرِّغْم و الرُّغْمُ: الكَرْهُ، و المَرْغَمَةُ مثله.قال النبی، صلی الله علیه و سلم: بُعِثْتُ مَرْغَمَةً؛ المَرْغَمَة: الرُّغْمُ أَی بُعِثْتُ هواناً و ذُلًّا للمشركین، و قد رَغِمَهُ و رَغَمَهُ یَرْغَمُ، و رَغِمَتِ السائمة المَرْعَی تَرْغَمُه و أَنِفَتْه تأْنَفُهُ: كرهَته؛ قال أَبو ذؤیب: و كُنَّ بالرَّوْضِ لا یَرْغَمْنَ واحدةً من عَیْشهنّ، و لا یَدْرِین كیف غدُ و یقال: ما أَرْغَمُ من ذلك شیئاً أَی ما أَنْقِمُه و ما
(1). قوله [و أَسبأ] كذا هو بالأصل و شرح القاموس، و فی نسخة من التهذیب: استبأ
لسان العرب، ج‌12، ص: 246
أَكرهه. و الرُّغْمُ: الذِّلَّة. ابن الأَعرابی: الرَّغْم التراب، و الرَّغْم الذلّ، و الرَّغم القَسر «1». قال: و‌فی الحدیث و إِن رَغَمَ أَنفُه‌أَی ذلّ؛ رواه بفتح الغین؛ و قال ابن شمیل: علی رَغْمِ مَن رَغَمَ، بالفتح أَیضاً. و‌فی حدیث مَعْقِل بن یَسارٍ: رَغِم أَنفی لأَمر الله‌أَی ذَلّ و انقاد. و رَغِمَ أَنفی لله رَغْماً و رَغَمَ یَرْغَمُ و یَرْغُمُ و رَغُمَ؛ الأَخیرة عن الهجری، كله: ذلَّ عن كُرْهٍ، و أَرغَمَه الذُّلُّ. و‌فی الحدیث: إِذا صلی أَحدكم فلیُلْزِمْ جبهته و أَنفه الأَرض حتی یخرج منه الرَّغْمُ؛ معناه حتی یخضع و یَذِلَّ و یخرج منه كِبْرُ الشیطان، و تقول: فعلت ذلك علی الرَّغم من أَنفه. و رَغَمَ فلان، بالفتح، إِذا لم یقدر علی الانتصاف، و هو یَرْغَمُ رَغْماً، و بهذا المعنی رَغِمَ أَنفُه. و المَرْغَمُ و المَرْغِمُ: الأَنف، و هو المَرْسِنُ و المَخْطِمُ و المَعْطِسُ؛ قال الفرزدق یهجو جریراً: تَبْكِی المَراغَةُ بالرَّغامِ علی ابنها، و الناهِقات یَهِجْنَ بالإِعْوالِ و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، قال: رَغِمَ أَنفُه ثلاثاً، قیل: مَنْ یا رسول الله؟ قال: من أَدرك أَبویه أَو أَحدهما حیّاً و لم یدخل الجنة.یقال: أَرْغَم الله أَنْفَه أَی أَلزقه بالرَّغام، و هو التراب؛ هذا هو الأَصل، ثم استعمل فی الذل و العجز عن الانتصاف و الانقیاد علی كُرْهٍ. و‌فی الحدیث: و إِن رَغِمَ أَنف أَبی الدَّرْداء‌أَی و إِن ذَلَّ، و قیل: و إِن كَره. و‌فی حدیث سجدتی السهو: كانتا تَرْغیماً للشیطان.و‌فی حدیث أَسماء: إِن أُمِّی قدِمتْ علیَّ راغِمَةً مشركة أَ فَأَصِلُها؟ قال: نعم؛ لما كان العاجز الذلیل لا یخلو من غضب، قالوا: تَرَغَّمَ إِذا غضب، و راغِمةً أَی غاضبة، ترید أَنها قدِمَتْ علیَّ غَضْبَی لإِسلامی و هجرتی متسخطة لأَمری أَو كارهة مجیئها إِلیَّ لو لا مَسِیسُ الحاجة، و قیل: هاربة من قومها من قوله تعالی: یَجِدْ فِی الْأَرْضِ مُرٰاغَماً كَثِیراً؛ أَی مَهْرباً و مُتَّسَعاً؛ و منه‌الحدیث: إِن السِّقْطَ لیُراغِمُ ربه إِن أَدخل أَبویه النار‌أَی یغاضبه. و‌فی حدیث الشاة المسمومة: فلما أَرْغَمَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَرْغَمَ بِشْرُ بن البَراءِ ما فی فیه‌أَی أَلقی اللقمة من فیه فی التراب. و رَغَّمَ فلان أَنفه: خضع. و أَرْغَمَهُ: حمله علی ما لا یقدر أَن یمتنع منه. و رَغَّمَهُ: قال له رَغْماً و دَغْماً، و هو راغِمٌ داغِمٌ، و لأَفعلنَّ ذلك رَغْمًا و هواناً، نصبه علی إِضمار الفعل المتروك إِظهاره. و رجل راغِمٌ داغِمٌ: إِتباع، و قد أَرْغَمَهُ الله و أَدْغَمَه، و قیل: أَرْغَمَهُ أَسخطه، و أَدْغَمَهُ، بالدال: سَوَّده. و شاة رَغْماء: علی طرف أَنفها بیاض أَو لون یخالف سائر بدنها. و امرأَة مِرْغامة: مغضِبة لبَعْلِها؛ و‌فی الخبر: قال بَیْنا عمر بن الخطاب، رحمه الله، یطوف بالبیت إِذ رأَی رجلًا یطوف و علی عنقه مثل المَهاةِ و هو یقول: عُدْتُ لهذی جَمَلًا ذَلولا، مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهولا، أَعْدِلُها بالكَفِّ أَن تَمِیلا، أَحذَر أَن تسقط أَو تزولا، أَرْجو بذاك نائلًا جَزِیلا فقال له عمر: یا عبد الله من هذه التی وهبت لها حجك؟ قال: امرأَتی، یا أَمیر المؤمنین إِنها حمقاء مِرْغامة، أَكول قامة، ما تَبْقی لها خامة قال: ما لك لا
(1). قوله [و الرغم القسر] كذا هو بالسین المهملة فی الأَصل، و الذی فی التهذیب و التكملة: القشر بالشین المعجمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 247
تطلّقها؟ قال: یا أَمیر المؤمنین، هی حسناء فلا تُفْرَك، و أُم صبیان فلا تُتْرك قال: فشأَنك بها إِذاً.و الرَّغامُ: الثَّرَی. و الرَّغام، بالفتح: التراب، و قیل: التراب اللین و لیس بالدقیق؛ و قال: و لم آتِ البُیوتَ، مُطَنَّباتٍ، بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَّغامِ أَی انفردن، و قیل: الرَّغامُ رمل مختلط بتراب. الأَصمعی: الرَّغامُ من الرمل لیس بالذی یسیل من الید. أَبو عمرو: الرَّغامُ دُقاق التراب، و منه یقال: أَرْغَمْتُه أَی أَهَنْتُهُ و أَلزقته بالتراب. و حكی ابن بری قال: قال أَبو عمرو الرَّغام رمل یَغْشی البصر، و هی الرِّغْمان؛ و أَنشد لنُصَیْب: فلا شكّ أَنّ الحیّ أَدْنَی مَقِیلِهِمْ كُناثِرُ، أَو رِغْمانُ بِیضِ الدَّوائر و الدوائر: ما استدار من الرمل. و أَرْغَمَ الله أَنفه و رَغَّمه: أَلزقه بالرَّغام. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنها سئلت عن المرأَة توضأَتْ و علیها الخِضابُ فقالت: اسْلِتِیهِ و أَرغِمِیه؛ معناه أَهِینِیه و ارمی به عنك فی التراب. و رَغَّمَ الأَنفُ نفسُه: لزق بالرَّغام. و یقال: رَغَمَ أَنفُه إِذا خاس فی التراب. و یقال: رَغمَ فلان أَنفه «2». اللیث: الرُّغامُ ما یسیل من الأَنف من داء أَو غیره؛ قال الأَزهری: هذا تصحیف، و صوابه الرُّعام، بالعین. و قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: من قال الرُّغام فیما یسیل من الأَنف فقد صَحَّفَ، و كان أَبو إِسحاق الزجاج أَخذ هذا الحرف من كتاب اللیث فوضعه فی كتابه و توهم أَنه صحیح، قال: و أَراه عَرَضَ الكتاب علی المبرد و القول ما قاله ثعلب «3». قال ابن سیدة: و الرَّغامُ و الرُّغامُ «4». ما یسیل من الأَنف، و هو المخاط، و الجمع أَرْغِمَةٌ، و خص اللحیانی به الغَنم و الظِّباء. و أَرْغَمَتْ: سال رُغامُها، و قد تقدم فی العین المهملة أَیضاً. و المُراغَمَةُ: الهِجْرانُ و التباعد. و المُراغَمةُ: المغاضبة. و أَرْغَمَ أَهله و راغَمَهُمْ: هجرهم. و راغَم قومه: نَبَذهُم و خرج عنهم و عاداهم. و لم أُبالِ رَغْم أَنفِه «5». أَی و إِن لَصِقَ أَنفُه بالتراب. و التَّرَغُّمُ: التغضُّب، و ربما جاء بالزای؛ قال ابن بری: و منه قول الحُطَیئَةِ: تَری بین لَحْیَیها، إِذا ما تَرَغَّمَتْ، لُغاماً كبیت العَنْكَبُوتِ المُمَدَّدِ و المُراغَمُ: السَّعَةُ و المضطَرَبُ، و قیل: المَذْهب و المَهْرب فی الأَرض، و قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: یَجِدْ فِی الْأَرْضِ مُرٰاغَماً؛ معنی مُرٰاغَماً مُهاجَراً، المعنی یَجِدْ فی الأَرض مُهاجَراً لأَن المُهاجِرَ لقومه و المُراغِمَ بمنزلة واحدة و إِن اختلف اللفظان؛ و أَنشد: إِلی بَلَدٍ غیرِ دانی المَحَل، بعیدِ المُراغَمِ و المُضْطَرَبْ قال: و هو مأْخوذ من الرَّغام و هو التراب، و قیل: مُرٰاغَماً مُضْطَرَباً. و عبد مُراغِمٌ «6». أَی مضطربٌ
(2). قوله [و یقال رغم فلان أَنفه] عبارة التهذیب: و یقال رغم فلان أَنفه و أَرغمه إِذا حمله علی ما لا امتناع له منه (3). قوله [و القول ما قاله ثعلب] یعنی أَنه بالعین المهملة كما یستفاد من التكملة (4). قوله [و الرغام و الرغام إلخ] هما بفتح الراء فی الأَول و ضمها فی الثانی، هكذا بضبط الأصل و المحكم (5). قوله [و لم أَبال رغم أَنفه هو بهذا الضبط فی التهذیب (6). قوله [و عبد مراغم] مضبوط فی نسخة من التهذیب بكسر الغین و قال شارح القاموس بفتح الغین
لسان العرب، ج‌12، ص: 248
علی مَوالیه. و المُراغَمُ: الحصن كالعَصَرِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد للجَعْدِیّ: كَطَوْدٍ یُلاذُ بأَرْكانِهِ، عَزیزِ المُراغَمِ و المَهْرَبِ و أَنشد ابن بری لسالم بن دارة: أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قد حَفَرْت له بئراً تُراغَمُ بین الحَمْضِ و الشَّجَرِ و ما لی عن ذلك مَرْغَمٌ أَی منع و لا دفع. و الرُّغامی: زیادة الكبد مثل الرُّعامی، بالغین و العین المهملة، و قیل: هی قصبة الرِّئة؛ قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْدیّ: شاكَتْ رُغامی قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ هَوْلَ الجَنان، و ما هَمَّتْ بإِدْلاجِ و قال الشَّمَّاخُ یصف الحُمُرَ: یُحَشرِجُها طَوْراً و طَوْراً، كأَنَّما لها بالرُّغامی و الخَیاشِم جارِزُ قال ابن بری: قال ابن درید الرُّغامی قصب الرئَةِ؛ و أَنشد: یَبُلُّ من ماء الرُّغامی لِیتَهُ، كما یَرُبُّ سالئٌ حَمِیتَهُ و الرُّغامی من الأَنف؛ و قال ابن القُوطِیَّة: الرُّغامی الأَنف و ما حوله. و الرُّغامی: نبت، لغة فی الرُّخامی. و التَّرَغُّمُ: الغضب بكلام و غیره و التَّزَغُّم بكلام؛ و قد روی بیت لبید: علی خیر ما یُلْقی به مَن تَرَغَّما و … من تَزَعَّما. و قال المفضل فی قوله فعلته علی رَغْمِه: أَی علی غضبه و مساءته. یقال: أَرْغَمْتُه أَی أَغضبته؛ قال مُرَقِّشٌ: ما دِیننا فی أَنْ غَزا مَلِكٌ، من آل جَفْنَةَ، حازِمٌ مُرْغَمْ معناه مُغْضَب. و‌فی حدیث أَبی هریرة: صَلِّ فی مُراح الغنم و امسح الرُّغامَ عنها؛ قال ابن الأَثیر: كذا رواه بعضهم، بالغین المعجمة، قال: و یجوز أَن یكون أَراد مسح التراب عنها رعایة لها و إِصلاحاً لشأْنها. و رُغَیْم: اسم.

رفم؛ ج12، ص: 248

: التهذیب: ابن الأَعرابی الرَّفَمُ النعیم التام.

رقم؛ ج12، ص: 248

: الرَّقْمُ و التَّرقیمُ: تَعْجیمُ الكتاب. و رَقَمَ الكتاب یَرْقُمُهُ رَقْماً: أَعجمه و بیَّنه. و كتاب مَرْقُوم أَی قد بُیِّنتْ حروفه بعلاماتها من التنقیط. و قوله عز و جل: كِتٰابٌ مَرْقُومٌ*؛ كتاب مكتوب؛ و أَنشد: سأَرْقُم فی الماء القَراحِ إِلیكُم، علی بُعْدِكُمْ، إِن كان للماء راقِمُ أَی سأَكتب. و قولهم: هو یَرْقُمُ فی الماء أَی بلغ من حِذْقه بالأُمور أَن یَرْقُمَ حیث لا یثبت الرَّقْمُ؛ و أَما المؤمن فإِن كتابه یجعل فی عِلِّیِّینَ السماء السابعة، و أَما الكافر فیجعل كتابه فی أَسفل الأَرضین السابعة. و المِرْقَمُ: القَلَمُ. یقولون: طاح مِرْقَمُك أَی أَخطأَ قلمك. الفراء: الرَّقِیمةُ المرأَة العاقلة البَرْزَةُ الفَطِنَةُ. و هو یَرْقُمُ فی الماء؛ یضرب مثلًا للفَطِنِ. و المُرَقِّمُ و المُرَقِّنُ: الكاتب؛ قال:
لسان العرب، ج‌12، ص: 249
دار كَرَقْم الكاتب المُرَقّن و الرَّقْمُ: الكتابة و الختم. و یقال للرجل إِذا أَسرف فی غضبه و لم یقتصد: طَما مِرْقَمُكَ و جاش مرْقَمُكَ و غَلی و طَفَح و فاضَ و ارتفع و قَذَفَ مِرْقَمُكَ. و المَرْقُومُ من الدواب: الذی فی قوائمه خطوط كَیَّاتٍ. و ثور مَرْقُوم القوائم: مُخَطَّطُها بسواد، و كذلك الحمار الوحشی. التهذیب: و المَرْقُومُ من الدواب الذی یكوی علی أَوْظِفَتِهِ كَیّاتٍ صغاراً، فكل واحدة منها رَقْمَةٌ، و ینعت بها الحمار الوحشی لسواد علی قوائمه. و الرَّقْمتانِ: شبه ظُفْرَین فی قوائم الدابة متقابلتین، و قیل: هو ما اكتنف جاعِرتی الحمار من كَیَّة النار. و یقال للنكتتین السوداوین علی عَجُزِ الحمار: الرَّقْمتان، و هما الجاعرتان. و رَقْمتا الحمار و الفرسِ: الأَثَرانِ بباطن أَعضادهما. و‌فی الحدیث: ما أَنتم فی الأُمم إِلا كالرَّقْمة فی ذراع الدابة؛ الرَّقْمَةُ: الهَنَةُ الناتئة فی ذراع الدابة من داخل، و هما رَقمتان فی ذراعیها، و قیل: الرَّقْمتان اللتان فی باطن ذراعی الفرس لا تُنْبِتان الشعر. و یقال للصَّناعِ الحاذقة بالخِرازة: هی تَرْقُمُ الماء و تَرْقُمُ فی الماء، كأَنها تخط فیه. و الرَّقْمُ: خَزّ مُوَشّی. یقال: خَزٌّ رَقْم كما یقال بُرْدٌ وَشْی. و الرَّقْمُ: ضرب من البُرود؛ قال أَبو خراش: تقول: و لو لا أَنت أُنْكِحْتُ سیداً أُزَفُّ إِلیه، أَو حُمِلْتُ علی قَرْمِ لَعَمْری لقد مُلِّكْتِ أَمْرَك حِقْبةً زماناً، فهلا مِسْتِ فی العَقْمِ و الرَّقْمِ و الرَّقْمُ: ضرب مخطط من الوَشْی، و قیل: من الخَزِّ. و‌فی الحدیث: أَتی فاطمة، علیها السلام، فوجد علی بابها ستْراً مُوَشًّی فقال: ما لنا و الدنیا و الرَّقْم؟یرید النقش و الوَشْیَ، و الأَصل فیه الكتابة. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، فی صفة السماء: سَقْف سائر و رَقِیمٌ مائر؛ یرید به وَشْیَ السماء بالنجوم. و رَقَمَ الثوب یَرْقُمُه رَقْماً و رَقَّمهُ: خططه؛ قال حمید: فَرُحْنَ، و قد زایَلنَ كل صَنِیعَةٍ لهنّ، و باشَرنَ السَّدیلَ المُرَقَّما و التاجر یَرْقُمُ ثوبه بسِمَته. و رَقْمُ الثوب: كتابه، و هو فی الأَصل مصدر؛ یقال: رَقَمْتُ الثوب و رَقَّمْتُه تَرْقِیماً مثله. و‌فی الحدیث: كان یزید فی الرَّقْمِ‌أَی ما یكتب علی الثیاب من أَثمانها لتقع المرابحة علیه أَو یغترّ به المشتری، ثم استعمله المحدثون فیمن یكذب و یزید فی حدیثه. ابن شمیل: الأَرْقَمُ حیة بین الحیتین مُرَقَّم بحمرة و سواد و كُدْرَةٍ و بُغْثَةٍ. ابن سیدة: الأَرْقَمُ من الحیّات الذی فیه سواد و بیاض، و الجمع أَراقِمُ، غلب غلبة الأَسماء فكُسِّرَ تكسیرها و لا یوصف به المؤنث، یقال للذكر أَرْقَم، و لا یقال حیة رَقْماء، و لكن رَقْشاء. و الرَّقَمُ و الرُّقْمَةُ: لون الأَرْقَم. و‌قال رجل لعمر، رضی الله عنه: مثلی كمثل الأَرْقَمِ إِن تقتله یَنْقَمْ و إِن تتركه یَلْقمْ.و قال شمر: الأَرقَمُ من الحیات الذی یشبه الجانَّ فی اتقاء الناس من قتله، و هو مع ذلك من أَضعف الحَیّات و أَقلها غضباً، لأَن الأَرْقَمَ و الجانّ یتقی فی قتلهما عقوبة الجن لمن قتلهما، و هو مثل‌قوله: إِن یُقْتَل یَنْقَمْ‌أَی یُثْأرْ به. و قال ابن حبیب: الأَرْقَمُ أَخبث
لسان العرب، ج‌12، ص: 250
الحیات و أَطلبها للناس، و الأَرْقَمُ إِذا جعلته نعتاً قلت أَرْقَشُ، و إِنما الأَرقَمُ اسمه. و‌فی حدیث عمر: هو إِذاً كالأَرْقَمِ‌أَی الحیة التی علی ظهرها رَقْمٌ أَی نقش، و جمعها أَراقِمُ. و الأَراقِمُ: قوم من ربیعة، سُمُّوا الأَراقِمَ تشبیهاً لعیونهم بعیون الأَراقِمِ من الحیات. الجوهری: الأَراقِمُ حی من تَغْلب، و هم جُشَم؛ قال ابن بری: و منه قول مُهَلْهِلٍ: زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ فی جَنْبٍ، و كان الحِباءُ من أَدَم و جَنْبٌ: حیّ من الیمن. ابن سیدة: و الأَراقِمُ بنو بكر و جُشَم و مالك و الحرث و معاویة؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال غیره: إِنما سُمیت الأَراقِمُ بهذا الاسم لأَن ناظراً نظر إِلیهم تحت الدِّثارِ و هم صِغار فقال: كأَنّ أَعینهم أَعین الأَراقِمِ، فَلَجَّ علیهم اللقبُ. و الرَّقِمُ، بكسر القاف: الداهیة و ما لا یُطاق له و لا یُقام به. یقال: وقع فی الرقِمِ، و الرَّقِمِ الرَّقْماءِ إِذا وقع فیما لا یقوم به. الأَصمعی: جاء فلان بالرَّقِمِ الرَّقْماء كقولهم بالداهیة الدَّهْیاء؛ و أَنشد: تَمَرَّسَ بی من حَیْنه و أَنا الرَّقِمْ یرید الداهیة. الجوهری: الرَّقِم، بكسر القاف، الداهیة، و كذلك بنت الرَّقِم؛ قال الراجز: أَرْسَلَها عَلیقَة، و قد عَلِمْ أَن العَلِیقاتِ یلاقِینَ الرَّقِمْ و جاء بالرَّقِمِ و الرَّقْمِ أَی الكثیر. و الرَّقِیمُ: الدَّواة؛ حكاه ابن درید، قال: و لا أَدری ما صحته، و قال ثعلب: هو اللوح، و به فسر قوله تعالی: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ، و قال الزجاج: قیل الرَّقِیمُ اسم الجبل الذی كان فیه الكهف، و قیل: اسم القریة التی كانوا فیها، و الله أَعلم. و قال الفراء: الرّقِیمُ لوحُ رَصاصٍ كتبت فیه أَسماؤهم و أَنسابهم و قصصهم و مِمَّ فَرُّوا؛و سأَل ابن عباس كعباً عن الرَّقِیم فقال: هی القریة التی خرجوا منها، و قیل: الرَّقِیمُ الكتاب؛ و‌ذكر عِكْرِمةُ عن ابن عباس أَنه قال: ما أَدری ما الرَّقِیمُ، أَ كتاب أَم بنیان، یعنی أَصْحٰابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ.و‌حكی ابن بری قال: قال أَبو القاسم الزجاجی فی الرَّقیم خمسة أَقوال: أَحدهما عن ابن عباس أَنه لوح كتب فیه أَسماؤهم، الثانی أَنه الدَّواة بلغة الرُّوم؛ عن مجاهد، الثالث القریة؛ عن كعب، الرابع الوادی، الخامس الكتاب؛ عن الضحاك و قتادة‌و إِلی هذا القول یذهب أَهل اللغة، و هو فَعِیلٌ فی معنی مَفْعول. و‌فی الحدیث: كان یسوی بین الصفوف حتی یَدَعَها مثل القِدْحِ أَو الرَّقِیمِ، الرّقِیمُ: الكتاب، أَی حتی لا تری فیها عِوَجاً كما یُقَوِّم الكاتب سُطوره. و التَّرْقِیمُ: من كلام أَهل دیوان الخراج. و الرَّقْمةُ: الروضة، و الرّقْمتان: روضتان إِحداهما قریب من البصرة، و الأُخری بنَجْدٍ. التهذیب: و الرَّقْمتانِ روضتان بناحیة الصَّمَّانِ؛ و إِیاهما أَراد زهیر بقوله: و دار لها بالرّقْمَتَیْنِ، كأَنّها مَراجیع وَشْمٍ فی نَواشِر مِعْصَمِ و رَقْمةُ الوادی: مجتَمَعُ مائه فیه. و الرَّقْمةُ: جانب الوادی، و قد یقال للرّوْضة. و‌فی الحدیث: صَعِدَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، رَقْمَةً من جبل؛ رَقمةُ الوادی: جانبه، و قیل: مجتمع مائه،
لسان العرب، ج‌12، ص: 251
و قال الفراء: رَقْمَةُ الوادی حیث الماء. و المَرْقُومة: أَرض فیها نُبَذٌ من النبت. و الرَّقَمَةُ: نبات یقال إِنه الخُبّازَی، و قیل: الرَّقَمَةُ من العُشب العظام تنبت متسطحة غَصَنَةً كباراً، و هی من أَول العُشْب خروجاً تنبت فی السهل، و أَول ما یخرج منها تری فیه حُمرة كالعِهْن النافض، و هی قلیلة و لا یكاد المال یأْكلها إِلا من حاجة. و قال أَبو حنیفة: الرَّقَمَةُ من أَحْرار البَقْل، و لم یصفها بأَكثر من هذا، قال: و لا بلغتنی لها حِلْیةٌ. التهذیب: الرَّقَمَةُ نبت معروف یشبه الكَرِشَ. و یوم الرَّقَمِ: یوم لغَطَفان علی بنی عامر؛ الجوهری: و یوم الرَّقَمِ من أَیام العرب، عُقِرَ فیه قُرْزُلٌ فرس طُفَیْلِ بن مالك؛ قال ابن بری: ذكر الجوهری أَنه فرس عامر بن الطُّفَیْلِ؛ قال: و الصحیح أَن قُرْزُلًا فرس طُفَیل بن مالك، شاهده قول الفرزدق: و مِنهنَّ إِذ نَجَّی طُفَیْلَ بن مالكٍ، علی قُرْزُلٍ، رَجْلا رَكوضِ الهَزائِمِ و قوله أَیضاً: و نَجَّی طُفَیْلًا من عُلالَةِ قُرْزُلٍ قَوائمُ، نَجَّی لحمَهُ مُسْتَقِیمها و الرَّقَمِیَّاتُ: سهام تنسب إِلی موضع بالمدینة. ابن سیدة: و الرَّقَمُ موضع تعمل فیه النِّصالُ؛ قال لبید: فرَمَیْتُ القومَ رِشْقاً صائباً، لیس بالعُصْلِ و لا بالمُقْتَعِلّ رَقَمِیَّاتٌ علیها ناهضٌ، تُكلِحُ الأَرْوَقُ منهم و الأَیَلّ أَی علیها ریشُ ناهضٍ، و قد تقدم الناهضُ. و الرّقِیمُ و الرُّقَیْمُ: موضعان. و الرَّقیمُ: فرس حِزام بن وابصة.

ركم؛ ج12، ص: 251

: الرَّكْمُ: جمعك شیئاً فوق شی‌ء حتی تَجْعله رُكاماً مركوماً كركام الرمل و السحاب و نحو ذلك من الشی‌ء المُرْتكِم بعضه علی بعض. رَكَمَ الشی‌ء یَرْكُمُه إِذا جَمَعه و أَلقی بعضه علی بعض، و هو مَرْكُومٌ بعضُه علی بعض. و ارْتَكَمَ الشی‌ءُ و تَراكَمَ إِذا اجتمع. ابن سیدة: الرَّكْمُ إِلقاء بعض الشی‌ء علی بعض و تَنْضیده، رَكَمَه یَرْكُمُهُ رَكْماً فارْتَكَمَ و تَراكَمَ. و شی‌ء رُكامٌ: بعضه علی بعض. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ یَجْعَلُهُ رُكٰاماً؛ یعنی السحاب. ابن الأَعرابی: الرَّكَمُ السحاب المُتَراكِمُ. الجوهری: الرُّكامُ الرمل المُتَراكم، و كذلك السحاب و ما أَشبهه. و‌فی حدیث الاستسقاء: حتی رأَیتُ رُكاماً؛ الرُّكامُ: السحاب المُتراكِمُ بعضه فوق بعض. و قَطِیعٌ رُكامُ: ضَخْمٌ كأَنه قد رُكِمَ بعضُه علی بعض؛ أَنشد ثعلب: و تَحْمِی به حَوْماً رُكاماً و نسوة، علیهن قَزٌّ ناعم و حَریرُ و الرُّكْمةُ: الطین و التراب المجموع. و‌فی الحدیث: فجاء بعُودٍ و جاء ببعرة حتی رَكَموا فصار سواداً.و مُرْتَكَمُ الطریق، بفتح الكاف: جادَّتُهُ و مَحَجَّتُهُ.

رمم؛ ج12، ص: 251

: الرَّمّ: إِصلاح الشی‌ء الذی فسد بعضه من نحو حبل یَبْلی فتَرُمُّهُ أَو دار تَرُمُّ شأْنها مَرَمَّةً. و رَمُّ الأَمر: إِصلاحه بعد انتشاره. الجوهری: رَمَمْتُ الشی‌ء أَرُمُّهُ و أَرِمُّهُ رَمّاً و مَرَمَّةً إِذا أَصلحته. یقال: قد رَمَّ شأْنه و رَمَّهُ أَیضاً بمعنی أَكله. و اسْتَرَمَّ الحائطُ أَی حان له أَن یُرَمَّ إِذا بعد عهده
لسان العرب، ج‌12، ص: 252
بالتطیین. و‌فی حدیث النعمان بن مُقَرِّنٍ: فلینظر إِلی شِسْعه و رَمِّ ما دَثَرَ من سلاحه؛ الرَّمُّ: إِصلاح ما فسد و لَمُّ ما تفرق. ابن سیدة: رَمَّ الشی‌ءَ یَرُمُّهُ رَمّاً أَصلحه، و اسْتَرَمَّ دعا إِلی إِصلاحه. و رَمَّ الحبلُ: تقطع. و الرِّمَّةُ و الرُّمَّةُ: قطعة من الحبْل بالیة، و الجمع رِمَمٌ و رِمام؛ و به سمی غَیْلانُ العدوی الشاعر ذا الرُّمَّةِ لقوله فی أُرجوزته یعنی وَتِداً: لم یَبْقَ منها، أَبَدَ الأَبِیدِ، غیرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سُودِ و غیرُ مَشْجوجِ القَفا مَوتُودِ، فیه بَقایا رُمَّةِ التَّقْلیدِ یعنی ما بقی فی رأْس الوَتِدِ من رُمَّةِ الطُّنُبِ المعقود فیه، و من هذا یقال: أَعطیته الشی‌ء برُمَّتِه أَی بجماعته. و الرُّمَّةُ: الحبل یقلَّد البعیر. قال أَبو بكر فی قولهم أَخذ الشی‌ء برُمَّتِه: فیه قولان: أَحدهما أَن الرُّمَّةَ قطعة حبل یُشَدُّ بها الأَسیر أَو القاتلُ إِذا قِیدَ إِلی القتل للقَوَدِ،و قولُ علیّ یدلّ علی هذا حین سئل عن رجل ذكر أَنه رأَی رجلًا مع امرأَته فقتله فقال: إِن أَقام بَیِّنَةً علی دعواه و جاء بأَربعة یشهدون و إِلا فلْیُعْطَ برُمَّتِهِ، یقول: إِن لم یُقِم البینة قاده أَهله بحبل عنقه إِلی أَولیاء القتیل فیقتل به، و القول الآخر أَخذت الشی‌ء تامّاً كاملًا لم ینقص منه شی‌ء، و أَصله البعیر یشد فی عنقه حبل فیقال أَعطاه البعیر برُمَّته؛ قال الكمیت: وَصْلُ خَرْقاءَ رُمَّةٌ فی الرِّمام قال الجوهری: أَصله أَن رجلًا دفع إِلی رجل بعیراً بحبل فی عنقه فقیل ذلك لكل من دفع شیئاً بجملته؛ و هذا المعنی أَراد الأَعشی بقوله یخاطب خَمَّاراً: فقلتُ له: هذِه، هاتِها بأَدْماءَ فی حَبْل مُقْتادِها و قال ابن الأَثیر فی تفسیر حدیث علیّ: الرُّمَّةُ، بالضم، قطعة حبْل یُشَدُّ بها الأَسیر أَو القاتل الذی یُقاد إِلی القصاص أَی یُسلَّم إِلیهم بالحبل الذی شُدَّ به تمكیناً لهم منه لئلا یَهْرُبَ، ثم اتسعوا فیه حتی قالوا أَخذت الشی‌ء برُمَّتِهِ و بزَغْبَرِهِ و بجُمْلَتِه أَی أَخذته كله لم أَدع منه شیئاً. ابن سیدة: أَخذه برُمَّته أَی بجماعته، و أَخذه برُمَّتِهِ اقتاده بحبله، و أَتیتك بالشی‌ء برُمَّتِهِ أَی كله؛ قال ابن سیدة: و قیل أَصله أَن یُؤْتی بالأَسیر مشدوداً برُمَّتِهِ، و لیس بقوی. التهذیب: و الرُّمَّة من الحبل، بضم الراء، ما بقی منه بعد تقطعه، و جمعها رُمٌّ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، یَذُمُّ الدنیا: و أَسبابُها رِمامٌ‌أَی بالیة، و هی بالكسر جمع رُمَّةٍ، بالضم، و هی قطعة حبل بالیة. و حبل رِمَمٌ و رِمامٌ و أَرْمام: بالٍ، وصفوه بالجمع كأَنهم جعلوا كل جزء واحداً ثم جمعوه. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن الاستنجاء بالرَّوْثِ و الرِّمَّةِ؛ و الرِّمَّةُ، بالكسر: العظام البالیة، و الجمع رِمَمٌ و رِمام؛ قال لبید: و البیت إِن تعرَ منی رِمَّةٌ خَلَقاً، بعد المَماتِ، فإنی كنتُ أَثَّئِرُ و الرمِیمُ: مثل الرِّمَّةِ. قال الله تعالی: قٰالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظٰامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ؛ قال الجوهری: إِنما قال الله تعالی وَ هِیَ رَمِیمٌ لأَن فعیلًا و فَعُولًا قد استوی فیهما المذكر و المؤنث و الجمع، مثل رَسُول و عَدُوٍّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 253
و صَدیقٍ. و قال ابن الأَثیر فی النهی عن الاستنجاءِ بالرِّمَّة قال: یجوز أَن تكون الرِّمَّة جمع الرَّمِیم، و إِنما نهی عنها لأَنها ربما كانت میتة، و هی نجسة، أَو لأَن العظم لا یقوم مقام الحجر لملاسته؛ و عظم رَمِیمٌ و أَعظم رَمائِمُ و رَمِیمٌ أَیضاً؛ قال حاتم أَو غیره، الشك من ابن سیدة: أَما و الذی لا یَعْلَمُ السِّرَّ غَیْرُهُ، و یُحْیی العِظامَ البِیضَ، و هی رَمِیمُ و قد یجوز أَن یعنی بالرَّمِیمِ الجنس فیضع الواحد موضع لفظ الجمع. و الرَّمِیمُ: ما بقی من نبت عام أَول؛ عن اللحیانی، و هو من ذلك. و رَمَّ العظمُ و هو یَرِمُّ، بالكسر، رَمّاً و رَمِیماً و أَرَمَّ: صار رِمَّةً؛ الجوهری: تقول منه رَمَّ العظمُ یَرِمُّ، بالكسر، رِمَّةً أَی بَلِیَ. ابن الأَعرابی: یقال رَمَّتْ عظامه و أَرَمَّتْ إِذا بَلِیَتْ. و‌فی الحدیث: قالوا یا رسول الله، كیف تُعْرَضُ صلاتُنا علیك و قد أَرَمَّتَ؟قال ابن الأَثیر: قال الحربی كذا یرویه المحدثون، قال: و لا أَعرف وجهه، و الصواب أَرَمَّتْ، فتكون التاء لتأْنیث العظام أَو رَمِمْتَ أَی صِرْتَ رَمِیماً، و قال غیره: إِنما هو أَرَمْتَ، بوزن ضَرَبْتَ، و أَصله أَرْمَمْتَ أَی بَلِیتَ، فحذفت إِحدی المیمین كما قالوا أَحَسْتَ فی أَحْسَسْتَ، و قیل: إِنما هو أَرْمَتَّ، بتشدید التاء، علی أَنه أَدغم إِحدی المیمین فی التاء، قال: و هذا قول ساقط، لأَن المیم لا تدغم فی التاء أَبداً، و قیل: یجوز أَن یكون أُرِمْتَ، بضم الهمزة، بوزن أُمِرْتَ، من قولهم: أَرَمَت الإِبل تَأْرمُ إِذا تناولت العلفَ و قلعته من الأَرض؛ قال ابن الأَثیر: أَصل هذه الكلمة من رَمَّ المیتُ و أَرَمَّ إِذا بَلیَ. و الرِّمَّةُ: العظم البالی، و الفعل الماضی من أَرَمَّ للمتكلم و المخاطب أَرْمَمْتُ و أَرْمَمْتَ، بإظهار التضعیف، قال: و كذلك كل فعل مضعَّف فإِنه یظهر فیه التضعیف معهما، تقول فی شَدَّ: شَدَدْتُ، و فی أَعَدَّ: أَعْدَدْتُ، و إِنما ظهر التضعیف لأَن تاء المتكلم و المخاطب متحركة و لا یكون ما قبلها إِلا ساكناً، فإِذا سكن ما قبلها و هی المیم الثانیة التقی ساكنان، فإِن المیم الأُولی سكنت لأَجل الإِدغام، و لا یمكن الجمع بین ساكنین، و لا یجوز تحریك الثانی لأَنه وجب سكونه لأَجل تاء المتكلم و المخاطب، فلم یبق إِلا تحریك الأَول، و حیث حُرِّكَ ظهر التضعیف، و الذی جاء فی هذا الحدیث بالإِدغام، و حیث لم یظهر التضعیف فیه علی ما جاء فی الروایة احتاجوا أَن یُشَدِّدُوا التاء لیكون ما قبلها ساكناً، حیث تعذر تحریك المیم الثانیة، أَو یتركوا القِیاسَ فی التزام سكون ما قبل تاء المتكلم و المخاطب، قال: فإِن صحت الروایة و لم تكن مُحَرَّفَةً فلا یمكن تخریجه إِلا علی لغة بعض العرب، فإِن الخلیل زعم أَن ناساً من بَكْر بن وائلٍ یقولون: رَدَّتُ و رَدَّتَ، و كذلك مع جماعة المؤنث یقولون: رُدَّنَ و مُرَّنَ، یریدون رَدَدْتُ و رَدَدْتَ و ارْدُدْنَ و امْرُرْنَ، قال: كأَنهم قَدَّرُوا الإِدْغامَ قبل دخول التاء و النون، فیكون لفظ الحدیث أَرَمَّتَ، بتشدید المیم و فتح التاء. و الرَّمیمُ: الخَلَقُ البالی من كل شی‌ء. و رَمَّتِ الشاةُ الحشیش تَرُمُّه رَمّاً: أَخذته بشفتها. و شاة رَمُومٌ: تَرُمُّ ما مَرَّتْ به. و رَمَّتِ البهمةُ و ارْتَمَّتْ: تناولت العیدان. و ارْتَمَّتِ الشاة من الأَرض أَی رَمَّتْ و أَكلت. و‌فی الحدیث علیكم بأَلْبان البقر فإنها تَرُمُّ من كل الشجر‌أَی
لسان العرب، ج‌12، ص: 254
تأْكل، و‌فی روایة: تَرْتَمُّ؛ قال ابن شمیل: الرَّمُّ و الارْتِمامُ الأَكل؛ و الرُّمامُ من البَقْلِ، حین یَبْقُلُ، رُمامٌ أَیضاً. الأَزهری: سمعت العرب تقول للذی یَقُشُّ ما سقط من الطعام و أَرْذَله لیأْكله و لا یَتَوَقَّی قَذَرَهُ: فلانٌ رَمَّام قَشَّاش و هو یَتَرَمَّمُ كل رُمامٍ أَی یأْكله. و قال ابن الأَعرابی: رَمَّ فلان ما فی الغَضارَةِ إِذا أَكل ما فیها. و المِرَمَّةُ، بالكسر: شفة البقرة و كلِّ ذات ظِلْفٍ لأَنها بها تأْكل، و المَرَمَّةُ، بالفتح، لغة فیه؛ أَبو العباس: هی الشفة من الإِنسان، و من الظِّلْفِ المِرَمَّة و المِقَمَّة، و من ذوات الخف المِشْفَرُ. و‌فی حدیث الهِرَّة: حَبَسَتْها فلا أَطْعَمَتْها و لا أَرسلتْها تُرَمْرِمُ من خَشاشِ الأَرض‌أَی تأْكل، و أَصلها من رَمَّتِ الشاة و ارْتَمَّتْ من الأَرض إِذا أَكلت، و المِرَمَّةُ من ذوات الظلف، بالكسر و الفتح: كالفَم من الإِنسان. و الرِّمُّ، بالكسر: الثَّری؛ یقال: جاء بالطِّمِّ و الرِّمِّ إِذا جاء بالمال الكثیر؛ و قیل: الطِّمُّ البحر، و الرِّمُّ، بالكسر، الثری، و قیل: الطِّمُّ الرَّطْبُ و الرِّمُّ الیابس، و قیل: الطِّمُّ التُّرْبُ و الرِّمُّ الماء، و قیل: الطِّمُّ ما حمله الماء و الرِّمُّ ما حَمله الریح، و قیل: الرِّمُّ ما علی وجه الأَرض من فُتات الحشیش. و الإِرْمام: آخر ما یبقی من النبت؛ أَنشد ثعلب: تَرْعی سُمَیْراء إِلی إِرْمامِها و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قبل أَن یكون ثُماماً ثم رُماماً؛ الرُّمامُ، بالضم: مبالغة فی الرَّمیم، یرید الهَشِیمَ المتفتت من النبت، و قیل: هو حین تنبت رؤوسه فتُرَمُّ أَی تؤكل. و‌فی حدیث زیاد بن حُدَیْرٍ: حُمِلْتُ علی رِمٍّ من الأَكرْادِ‌أَی جماعة نُزول كالحَیّ من الأَعراب؛ قال أَبو موسی: فكأَنه اسم أَعجمی، قال: و یجوز أَن یكون من الرِّمِّ، و هو الثَّرَی؛ و منه قولهم: جاء بالطِّمِّ و الرِّمِّ. و المَرَمَّةُ: متاع البیت. و من كلامهم السائر: جاء فلان بالطِّمِّ و الرِّمِّ؛ معناه جاء بكل شی‌ء مما یكون فی البر و البحر، أَرادوا بالطِّمِّ البحر، و الأَصل الطَّمُّ، بفتح الطاء، فكسرت الطاء لمعاقبته الرِّمَّ، و الرِّمُّ ما فی البر من النبات و غیره. و ما له ثُمٌ و لا رُمٌّ؛ الثُّمُّ: قُماش الناس أَساقیهم و آنیتهم، و الرُّمُّ مَرَمَّةُ البیت. و ما عَنْ ذلك حُمٌّ و لا رُمٌّ؛ حُمٌّ: مَحال، و رُمٌّ إِتباع. و ما له رُمٌّ غیرُ كذا أَی هَمٌّ. التهذیب: و من كلامهم فی باب النفی: ما له عن ذلك الأَمرِ حَمٌّ و لا رَمٌّ أَی بُدٌّ، و قد یضمَّان، قال اللیث: أَما حَمٌّ فمعناه لیس یحول دونه قضاء، قال: و رَمٌّ صِلَة كقولهم حَسَن بَسَن؛ و قال الفراء: ما له حُمٌّ و لا سُمٌّ أَی ما له هَمٌّ غیرك. و یقال: ما له حُمٌّ و لا رُمٌّ أَی لیس له شی‌ء، و أَما الرُّمُّ فإِن ابن السكیت قال: یقال ما له ثُمٌّ و لا رُمٌّ و ما یملك ثُمّاً و لا رُمّاً، قال: و الثُّمُّ قماش الناس أَساقیهم و آنیتهم، و الرُّمُّ مَرَمَّةُ البیت؛ قال الأَزهری: و الكلام هو هذا لا ما قاله اللیث، قال: و قرأْت بخط شمر‌فی حدیث عُرْوَةَ بن الزبیر حین ذكر أُحَیْحَةَ بن الجُلاح و قول أَخواله فیه: كنا أَهل ثُمِّه و رُمِّه حتی استوی علی عُمُمِّهِ؛ قال: أَبو عبید حدّثوه بضم الثاء و الراء، قال و وجهه عندی ثَمِّه و رَمِّه، بالفتح، قال: و الثَّمُّ إِصلاح الشی‌ء و إِحكامه، و الرَّمُّ الأَكل؛قال شمر: و كان هاشم بن عبدِ مَنافٍ تزوج سَلْمی بنت زید النَّجَّاریّة بعد أُحَیْحَةَ بن الجُلاح فولدت له شَیْبةَ و توفی هاشم و شَبَّ الغلام، فقَدِم المطَّلِب بن عبد مناف فرأَی
لسان العرب، ج‌12، ص: 255
الغلام فانتزعه من أُمِّه و أَرْدَفه راحلته، فلما قدم مكة قال الناس: أَردَفَ المُطَّلِبُ عبدَه، فسمِّی عبدَ المطلب؛ و قالت أُمّه: كنا ذوی ثَمِّهِ و رَمِّه، حتی إِذا قام علی تَمِّهِ، انتزعوه عَنْوَةً من أُمّهِ، و غلب الأَخوالَ حقُّ عَمِّهِ؛ قال أَبو منصور: و‌هذا الحرف رواه الرواة هكذا: ذَوی ثُمِّهِ و رُمِّهِ، و كذلك روی عن عُرْوة و قد أَنكره أَبو عبید، قال: و الصحیح عندی ما جاء فی الحدیث، و الأَصل فیه ما قال ابن السكیت: ما له ثُمٌّ و لا رُمٌّ، فالثُّمُّ قماش البیت، و الرُّمُّ مَرَمَّةُ البیت، كأَنها أَرادت كنا القائمین بأَمره حین ولدَتْه إِلی أَن شَبَّ و قوی، و الله أَعلم. و الرِّمُّ: النَّقْی و المُخُّ، تقول منه: أَرَمَّ العظمُ أَی جری فیه الرِّمُّ؛ و قال: هَجاهُنَّ، لمّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُهُ، و لو كان فی الأَعْراب مات هُزالا و یقال: أَرَمَّ العظمُ، فهو مُرِمٌّ، و أَنْقی، فهو مُنْقٍ إِذا صار فیه رِمٌّ، و هو المخ؛ قال رؤبة: نَعَم و فیها مُخّ كلِّ رِمّ و أَرَمّت الناقة، و هی مُرِمٌّ: و هو أَوَّل السِّمَنِ فی الإِقبال و آخر الشحم فی الهزال. و ناقة مُرِمّ: بها شی‌ء من نِقْیٍ. و یقال للشاة إِذا كانت مهزولة: ما یُرِمُّ منها مَضرَبٌ أَی إِذا كسر عظم من عظامها لم یُصَبْ فیه مُخّ. ابن سیدة: و ما یُرِمّ من الناقة و الشاة مَضْرَبٌ أَی ما یُنْقِی، و المَضْرَبُ: العظم یضرب فیُنْتَقَی ما فیه. و نعجةٌ رَمَّاءُ: بَیضاءُ لا شِیَة فیها. و الرِّمَّةُ: النَّملةُ ذات الجَناحَین، و الرِّمَّة: الأَرَضَة فی بعض اللغات. و أَرَمَّ إِلی اللهو: مالَ؛ عن ابن الأَعرابی: و أَرَمَّ: سكَتَ عامَّةً، و قیل: سكَت من فَرَقٍ. و‌فی الحدیث: فأَرَمَّ القومُ.قال أَبو عبید: أَرَمَّ الرجل إِرْماماً إِذا سكَتَ فهو مُرِمٌّ. و الإِرْمام: السكوت. و أَرَمَّ القومُ أَی سكتوا؛ و قال حُمید الأَرقط: یَرِدْنَ، و اللیلُ مُرِمٌّ طائره، مُرْخیً رِواقاه هُجُودٌ سامِرُه و كلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَی ما ردَّ جواباً. و تَرَمْرَمَ القومُ: تحركوا للكلام و لم یَتَكلَّموا. التهذیب: أَما التَّرَمْرُمُ فهو أَن یحرّك الرجل شفتیه بالكلام. یقال: ما تَرَمْرَمَ فلان بحرف أَی ما نطق؛ و أَنشد: إِذا تَرَمْرَمَ أَغْضَی كلّ جَبَّار و قال أَبو بكر فی قولهم ما تَرَمْرَمَ: معناه ما تحرَّك؛ قال الكمیت: تَكادُ الغُلاةُ الجُلْسُ منهن كلَّما تَرَمْرَمَ، تُلْقِی بالعَسِیبِ قَذالَها الجوهری: و تَرَمْرَمَ إِذا حَرَّك فاه للكلام؛ قال أَوس بن حجر: و مُسْتَعْجِبٍ مِمَّا یَرَی من أَناتِنا، و لو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم یَتَرَمْرَمِ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان لآل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، وَحْشٌ فإِذا خرج، تَعْنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لعِب و جاء و ذهب، فإِذا جاء رَبَضَ و لم یَتَرَمْرَمْ ما دام فی البیت؛ أَی
لسان العرب، ج‌12، ص: 256
سكن و لم یتحرك، و أَكثر ما یستعمل فی النفی. و‌فی الحدیث: أَیّكم المتكلم بكذا و كذا؟ فأَرَمَّ القوم‌أَی سكتوا و لم یُجیبُوا؛ یقال: أَرَمَّ فهو مُرِمٌّ، و‌یروی: فأَزَمَ، بالزای و تخفیف المیم، و هو بمعناه لأَن الأَزْم الإِمساك عن الطعام و الكلام؛ و منه‌الحدیث الآخر: فلما سمعوا بذلك أَرَمُّوا و رَهبُوا‌أَی سكتوا و خافوا. و الرَّمْرامُ: حَشِیش الربیع؛ قال الراجز: فی خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها التهذیب: الرَّمْرامَةُ حشیشة معروفة فی البادیة، و الرَّمْرامُ الكثیر منه، قال: و هو أَیضاً ضرب من الشجر طیب الریح، واحدته رَمْرامَة؛ و قال أَبو حنیفة: الرَّمْرامُ عُشبة شَاكَةُ العِیدانِ و الورق تمنع المس، ترتفع ذراعاً، و ورقها طویل، و لها عرض، و هی شدیدة الخضرة لها زهْرَة صفراء و المواشی تحْرِصُ علیها؛ و قال أَبو زیاد: الرَّمْرامُ نبت أَغبر یأْخذه الناس یسقون منه من العقرب، و فی بعض النسخ: یشفون منه؛ قال الطِّرِمَّاحُ: هل غیر دارٍ بَكَرَتْ رِیحُها، تَسْتَنُّ فی جائل رَمْرامِها؟ و الرُّمَّةُ و الرُّمَةُ، بالثقیل و التخفیف: موضع. و الرُّمَّةُ: قاعٌ عظیم بنجد تَصُبُّ فیه جماعة أَوْدِیَةٍ. أَبو زید: یقال رماه الله بالمُرِمَّاتِ إِذا رَماه بالدواهی؛ قال أَبو مالك: هی المُسْكتات. و مَرْمَرَ إِذا غضب، و رَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنه. و الرُّمَّانُ: معروف فُعْلان فی قول سیبویه قال: سألته «7» عن رُمَّان، فقال: لا أَصرفه و أَحمله علی الأَكثر إِذا لم یكن له معنی یعرف، و هو عند أَبی الحسن فُعَّال یحمله علی ما یجی‌ء فی النبات كثیراً مثل القُلَّام و المُلَّاح و الحُمَّاض، و قول أُم زَرْعٍ: فلقی امرأَة معها ولَدان لها كالفَهْدَیْنِ یلعبان من تحت خصرها برُمَّانَتَیْنِ، فإِنما تَعنی أَنها ذاتُ كَفَلٍ عظیم، فإِذا اسْتَلْقَتْ علی ظهرها نَبَا الكَفَلُ بها من الأَرض حتی یصیر تحتها فجوة یجری فیها الرُّمَّانُ؛ قال ابن الأَثیر: و ذلك أَن ولدیها كان معهما رمانتان، فكان أَحدهما یرمی برُمَّانته إِلی أَخیه، و یرمی أَخوه الأُخری إِلیه من تحت خَصْرها، قال أَبو عبید: و بعض الناس یذهب بالرُّمَّانتین إِلی أَنهم الثَّدْیان، و لیس هذا بموضعه؛ الواحدة رُمَّانةٌ. و الرُّمَّانة أَیضاً: التی فیها علف الفرس. و رُمَّانتان: موضع؛ قال الراعی: علی الدار بالرُّمَّانَتَیْنِ تَعُوجُ صُدُورُ مَهَارَی، سَیْرُهُنَّ وَسِیجُ و رَمِیم: من أَسماء الصَّبا، و به سمیت المرأَةُ؛ قال: رَمَتْنی، و سِتْرُ الله بینی و بینها، عَشِیَّةَ أَحجارِ الكِناسِ، رَمِیمُ أَراد بأَحْجار الكِناس رمل الكِناس. و أَرْمام: موضع. و یَرَمْرَمُ: جبل، و ربما قالوا یَلَمْلَمُ. و فی الحدیث ذكر رُمّ، بضم الراء و تشدید المیم، و هی بئر بمكة من حفر مُرَّة بن كعب.

رنم؛ ج12، ص: 256

: الرَّنِیمُ و التَّرْنِیمُ: تطریب الصوت. و‌فی الحدیث: ما أَذِنَ الله لشی‌ء أَذَنَه لنبیّ حسن التَّرَنُّمِ بالقرآن، و فی روایة: حسن الصوت یتَرَنَّمُ بالقرآن؛ التَّرنُّمُ: التطریب و التغَنِّی و تحسین الصوت بالتلاوة
(7). قوله [قال] أَی سیبویه، و قوله [سألته] یعنی الخلیل، و قد صرح بذلك الجوهری فی مادة ر م ن
لسان العرب، ج‌12، ص: 257
و یطلق علی الحیوان و الجماد، و رَنَّمَ الحَمامُ و المُكَّاء و الجُنْدُبُ؛ قال ذو الرمة: كأنَّ رِجْلَیْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، إِذا تجاوَبَ من بُرْدَیْهِ تَرْنِیمُ و الحمامة تَتَرنَّمُ، و للمكاء فی صوته تَرْنِیمٌ. الجوهری: الرَّنَمُ، بالتحریك، الصوت. و قد رَنِمَ، بالكسر، و تَرَنّمَ إِذا رجّع صوته، و الترنیم مثله؛ و منه قول ذی الرمة: إِذا تجاوَبَ من بُرْدَیْهِ تَرْنِیمُ و تَرَنَّمَ الطائر فی هَدیرِه، و تَرَنَّمَ القوس عند الإِنْباضِ، و تَرَنَّمَ الحمام و القوس و العود، و كل ما اسْتُلِذَّ صوته و سمع منه رَنَمَةٌ حسنة «1» فله تَرْنِیمٌ، و أَنشد بیت ذی الرمة، و قال: أَراد ببردیه جناحیه، و له صَریرٌ یقع فیهما إِذا رَمِضَ فطار و جعله تَرْنِیماً. ابن الأَعرابی: الرُّنُمُ المُغَنِّیات المُجِیدات، قال: و الرُّنُمُ الجواری «2» الكَیِّساتُ. و قوس تَرْنَمُوتٌ لها حَنین عند الرمی. و التَّرْنَموت أَیضاً: تَرَنُّمها عند الإِنْباض؛ قال أَبو تراب: أَنشدنی الغَنَویّ فی القوس: شِرْیانَةٌ تُرْزِم من عُنْتُوتها، تُجاوِبُ القَوْسَ بتَرْنَمُوتِها، تَسْتَخْرِجُ الحَبَّة من تابوتِها یعنی حبة القلب من الجوف، و قوله بِتَرْنَمُوتها أَی بتَرَنُّمها. الجوهری: و التَّرْنَموتُ التَّرَنُّمُ، زادوا فیه الواو و التاء كما زادوا فی ملكوت. الأَصمعی: من نبات السهل الحُرْبُثُ و الرَّنَمَةُ و التَّرِبَةُ؛ قال شمر: رواه المِسْعَریُّ عن أَبی عبید الرَّنَمة، قال: و هو عندنا الرَّتَمة، قال أَبو منصور: الرَّنَمَةُ من دِقِّ النبات معروف، و قال ابن الأَعرابی: الرَّنَمَةُ، بالنون، ضرب من الشجر، قال أَبو منصور: لم یعرف شمر الرَّنَمَةَ فظن أَنه تصحیف و صیره الرَّتَمَةَ، و الرَّتَمُ من الأَشجار الكبار ذوات الساق، و الرَّنَمَةُ من دِقِّ النبات.

رهم؛ ج12، ص: 257

: الرِّهْمةُ، بالكسر: المطر الضعیف الدائم الصغیر القَطْر، و الجمع رِهَمٌ و رِهامٌ، قال أَبو زید: من الدِّیمة الرِّهْمَةُ، و هی أَشد وقعاً من الدیمة و أَسرع ذهاباً. و‌فی حدیث طهفة: و نستحیل الرِّهامَ و هی الأَمطار الضعیفة.و أَرْهَمَتِ السحابة: أَتت بالرِّهام. و أَرْهَمَتِ السماء إِرْهاماً: أَمطرت. و روضة مَرْهُومَةٌ، و لم یقولوا مُرْهَمَةٌ؛ قال ذو الرمة: أَو نَفْحَة من أَعالی حَنْوَةٍ مَعَجَتْ فیها الصَّبا مَوْهِناً، و الرَّوْضُ مَرْهومُ و نزلنا بفلان فكنا فی أَرْهَمِ جانبیه أَی أَخصبهما. و المَرْهَمُ: طِلاء یُطْلی به الجرح، و هو أَلین ما یكون من الدواء، مشتق من الرِّهْمَةِ للینه، و قیل: هو معرب. و الرَّهامُ: ما لا یصید من الطیر، الأَزهری: و الرُّهْم جماعته و به سمیت المرأَة رُهْماً، قال: و قیل الرُّهامُ جمع رُهامةٍ؛ قال الأَزهری: لا أَعرف الرُّهامَ، قال: و أَرجو أَن یكون صحیحاً. و بنو رُهْم: بطن. الجوهری: و رُهْمٌ، بالضم، اسم امرأَة؛ و أَنشد الأَزهری فی ترجمة برعس:
(1). قوله [رنمة حسنة] كذا هو مضبوط فی الأَصل بالتحریك و إِلیه مال شارح القاموس و أَیده بعبارة الأَساس (2). قوله [و الرنم الجواری] كذا هو بالأَصل بالنون، و كتب علیه بالهامش ما نصه: صوابه الرمم
لسان العرب، ج‌12، ص: 258
إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ، فاعْمِدْ بَراعِیسَ أَبوها الرَّاهِمُ قال: و راهِمٌ اسم فحل.

رهسم؛ ج12، ص: 258

: رَهْسَمَ فی كلامه و رَهْسَمَ الخبرَ: أَتی منه بطَرَفٍ و لم یُفْصِح بجمیعه، و رَهْمَسه مثل رَهْسَمَه. و‌أُتیَ الحجاج برجل فقال: أَ من أَهل الرَّسِّ و الرَّهْمَسَةِ أَنت؟كأَنه أَراد المسارَّة فی إِثارة الفتن و شقِّ العَصا بین المسلمین یُرَهْمِسُ و یُرَهْسِمُ إِذا سارَّ و ساوَرَ.

روم؛ ج12، ص: 258

: رام الشی‌ءَ یَرومُهُ رَوْماً و مَراماً: طلبه، و منه رَوْمُ الحركة فی الوقف علی المرفوع و المجرور؛ قال سیبویه: أَما الذین راموا الحركة فإِنه دعاهم إِلی ذلك الحِرْصُ علی أَن یُخرجوها من حالِ ما لزمه إِسكانٌ علی كل حال، و أَن یُعلموا أَن حالها عندهم لیس كحال ما سكن علی كل حال، و ذلك أَراد الذین أَشَمُّوا إِلا أَن هؤلاء أَشد توكیداً؛ قال الجوهری: رَوْمُ الحركة الذی ذكره سیبویه حركة مُخْتَلَسَةٌ مُخْتفاةٌ لضرب من التخفیف، و هی أَكثر من الإِشمام لأَنها تسمع، و هی بِزِنَةِ الحركة و إِن كانت مُخْتلَسة مثل همزة بین بین كما قال: أَ أَن زُمَّ أَجْمالٌ و فارقَ جیرة، و صاح غُراب البَیْنِ: أَنتَ حَزِینُ قوله أَ أَن زم: تقطیعه فعولن، و لا یجوز تسكین العین، و كذلك قوله تعالی: شَهْرُ رَمَضٰانَ، فیمن أَخفی إِنما هو بحركة مختلسة، و لا یجوز أَن تكون الراء الأُولی ساكنة لأَن الهاء قبلها ساكن، فیؤدی إِلی الجمع بین الساكنین فی الوصل من غیر أَن یكون قبلها حرف لین، قال: و هذا غیر موجود فی شی‌ء من لغات العرب، قال: و كذلك قوله تعالی: إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ و أَمَّنْ لٰا یَهِدِّی و یَخِصِّمُونَ، و أَشباه ذلك، قال: و لا مُعْتَبَر بقول القُرَّاء إِن هذا و نحوه مدغم لأَنهم لا یُحَصِّلون هذا الباب، و من جمع بین الساكنین فی موضع لا یصح فیه اختلاس الحركة فهو مخطئ كقراءَة حمزة فی قوله تعالی: فَمَا اسْطٰاعُوا، لأَنَّ سین الاستفعال لا یجوز تحریكها بوجه من الوجوه. قال ابن سیدة: و المَرامُ المَطْلَبُ. ابن الأَعرابی: رَوَّمْتُ فلاناً و رَوَّمْتُ بفلان إِذا جعلته یطلب الشی‌ء. و الرامُ: ضرب من الشجر. و الرَّوْمُ: شَحْمة الأُذن. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه أَوصی رجلًا فی طهارته فقال: تَعَهَّد المَغْفَلَةَ و المَنْشَلَةَ و الرَّوْمَ؛ هو شحمة الأُذن. و الرُّومُ: جیل معروف، واحدهم رُومیّ، یَنْتَمون إِلی عِیصُو بن إِسحاق النبی، علیه السلام. و رُومانُ، بالضم: اسم رجل، قال الفارسی: رُومٌ و رُومِیّ من باب زَنْجِیّ وَ زَنْج؛ قال ابن سیدة: و مثله عندی فارِسیّ و فُرْسٌ، قال: و لیس بین الواحد و الجمع إِلا الیاء المشددة كما قالوا تمرة و تمر، و لم یكن بین الواحد و الجمع إِلا الهاء. قال: و الرُّومَة بغیر همز الغِراء الذی یلصق به ریش السهم؛ قال أَبو عبید: هی بغیر همز، و حكاها ثعلب مهموزة. و رُومة: بئر بالمدینة. و بئر رُومَةَ، بضم الراء: التی حفرها عثمان بناحیة المدینة، و قیل: اشتراها و سَبَّلها. و قال أَبو عمرو: الرُّومِیُّ شِراعُ السفینة الفارغة، و المُرْبعُ شِراع المَلأَی. و رامَةُ: اسم موضع بالبادیة؛ و فیه جاء المثل: تَسْألُنی برامَتَیْنِ سَلْجَما
لسان العرب، ج‌12، ص: 259
و النسبة إِلیهم رامِیّ علی غیر قیاس، قال: و كذلك النسبة إِلی رامَهُرْمُزَ، و هو بلد، و إِن شئت هُرْمُزِیّ؛ قال ابن بری: قال أَبو حنیفة سلجم معرب و أَصله بالشین، قال: و العرب لا تتكلم به إِلا بالسین غیر المعجمة؛ و قیل لرامِیٍّ: لمَ زرعتم السَّلْجَمَ؟ فقال: معاندة لقوله: تَسْأَلُنی برامَتَیْنِ سَلْجَما، یا مَیُّ، لو سأَلتِ شیئاً أَمَما، جاء به الكَرِیُّ أَو تَجَشَّما قال ابن بری عند قول الجوهری و النسبة إِلی رامة رامِیّ علی غیر القیاس، قال: هو علی القیاس، قال: و كذلك النسب إِلی رامَتَیْن رامِیّ، كما یقال فی النسب إِلی الزَّیْدَیْنِ زَیْدِیّ، قال: فقوله رامیّ علی غیر قیاس لا معنی له، قال: و كذلك النسب إِلی رامَهُرْمُز رامِیّ علی القیاس. و رُومَةُ: موضع، بالسریانیة. و رُوَیْمٌ: اسم. و رُومانُ: أَبو قبیلة. و رُوام: موضع، و كذلك رامَةُ؛ قال زهیر: لِمَنْ طَلَلٌ برامَةَ لا یَرِیمُ عفا، و خِلالُهُ حُقُبٌ قَدِیمُ؟ فأَما إِكثارهم من تثنیة رامَةَ فی الشعر فعلی قولهم للبعیر ذو عَثانِینَ، كأَنه قسمها جزئین كما قسم تلك أَجزاء؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی رامَتَیْنِ أَنها تثنیة سمیت بها البلدة للضرورة، لأَنهما لو كانتا أَرْضَین لقیل الرامتین بالأَلف و اللام كقولهم الزیدان، و قد جاء الرامَتان باللام؛ قال كثیِّر: خلیلیّ حُثَّا العِیسَ نُصْبِحْ، و قد بَدَتْ، لنا من جبال الرامَتَیْنِ، مَناكِبُ و رامَهُرْمُزَ: موضع، و قد تقدم فی هذا الفصل ما فیها من اللغات و النسب إِلیها.

ریم؛ ج12، ص: 259

: الرَّیْمُ: البَراحُ، و الفعل رامَ یَرِیمُ إِذا بَرِحَ. یقال: ما یَرِیمُ یفعل ذلك أَی ما یَبْرَحُ. ابن سیدة: یقال ما رِمْتُ أَفعله و ما رِمْتُ المكان و ما رِمْتُ منه. و رَیَّمَ بالمكان: أَقام به. و‌فی الحدیث: أَنه قال للعباس لا تَرِمْ من منزلك غداً أَنت و بَنُوكَ‌أَی لا تَبْرَح، و أَكثر ما یستعمل فی النفی. و‌فی حدیث آخر: فَوَالكَعْبَة ما راموا‌أَی ما برحوا. الجوهری: یقال رامَهُ یَرِیمُهُ رَیْماً أَی بَرِحَهُ. یقال: لا تَرِمْه أَی لا تَبْرَحْهُ؛ و قال ابن أَحمر: فأَلْقَی التِّهامِی منهما بلَطاتِه، و أَحْلَطَ هذا لا أَرِیمُ مكانِیا و یقال: رِمْتُ فلاناً و رِمْتُ من عند فلان بمعنی؛ قال الأَعشی: أَبانا فلا رِمْتَ مِن عندنا، فإِنَّا بخَیْرٍ إِذا لم تَرِمْ أَی لا بَرِحْتَ. و الرَّیْمُ: التباعد، ما یَرِیمُ. قال أَبو العباس: و كان ابن الأَعرابی یقول فی قولهم یا رمْت بكرٍ قد رمت «1»، قال: و غیره لا یقوله إِلا بحرف جَحْدٍ؛ قال و أَنشدنی: هل رامنی أَحدٌ أَراد خَبِیطَتی، أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحتی و جَنابی؟ یرید: هل بَرِحَنی، و غیره ینشده: ما رامنی. و یقال: رَیَّمَ فلان علی فلان إِذا زاد علیه. و الرَّیْمُ: الزیادة و الفضل. یقال: لها رَیمٌ علی هذا أَی فضل؛
(1). قوله [فی قولهم یا رمت بكر قد رمت] كذا هو بالأَصل بهذا الضبط
لسان العرب، ج‌12، ص: 260
قال العجاج: و العَصْر قبلَ هذه العُصُورِ مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِیرِ بالزَّجْرِ و الرَّیْمِ علی المَزْجورِ أَی من زُجِرَ فعلیه الفضل أَبداً لأَنه إِنما یُزْجَرُ عن أَمر قَصَّرَ فیه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی أَیضاً: فَأَقْعِ كما أَقْعَی أَبوكَ علی اسْتِهِ، یَرَی أَن رَیْماً فوقه لا یُعادِلُهْ و الرَّیْمُ: الدَّرجة و الدُّكَّان، یمانیة. و الرَّیْمُ: النصیب یَبقی من الجَزورِ، و قیل: هو عظم یبقی بعد ما یُقْسَمُ لحم الجَزور و المَیْسِر، و قیل: هو عظم یفضل لا یبلغهم جمیعاً فیُعْطاه الجَزَّارُ؛ قال اللحیانی: یؤتی بالجَزور فَیَنْحَرُها صاحبها ثم یجعلها علی وَضَمٍ و قد جَزَّأَها عشرة أَجزاء علی الوركین و الفخذین و العَجُزِ و الكاهلِ و الزَّوْرِ و المَلْحاء و الكتفین، و فیهما العضدان، ثم یَعْمِدُ إِلی الطَّفاطِف و خَرَزِ الرقَبة فیقسمها صاحبها علی تلك الأَجزاء بالسویة، فإِن بقی عظم أَو بَضعة فذلك الرَّیْمُ، ثم ینتظر به الجازر من أَراده فمن فاز قِدْحُه فأَخذه یثبت به، و إِلا فهو للجازر؛ قال شاعر من حَضْرَمَوْتَ: و كنتم كَعَظْمِ الرَّیْمِ، لم یَدْرِ جازِرٌ علی أَیِّ بَدْأَیْ مَقْسِمِ اللحم یُجْعَلُ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده اللحیانی، و روایة یعقوب: یُوضَعُ، قال: و المعروف ما أَنشده اللحیانی، و لم یَرْوِ یُوضع أَحد غیر یعقوب؛ قال ابن بری: البیت لأَوْسِ بن حَجَرٍ من قصیدة عینیة و هو للطِرمَّاحِ الأَجَئیّ من قصیدة لامیة، و قیل: لأَبی شَمِرِ بن حُجْر، قال: و صوابه یُجْعَلُ مكان یوضع، قال: و كذا أَنشده ابن الأَعرابی و غیره؛ و قبله: أَبوكُمْ لئیم غیر حُرّ، و أُمُّكُمْ بُرَیْدَةُ إِن ساءتْكُمُ لا تُبَدَّلُ و الرَّیْمُ: القَبر، و قیل: وسطه؛ قال مالك بن الرَّیْبِ: إِذا مُتُّ فاعتادِی القُبورَ و سَلِّمِی علی الرَّیْم، أُسْقِیتِ الغَمامَ الغَوادِیا و الرَّیْمُ: آخر النهار إِلی اختلاط الظلمة. و یقال: علیك نهار رَیْمٌ أَی علیك نهار طویل. یقال: قد بقی رَیْمٌ من النهار و هی الساعة الطویلة. و رِیمَ بالرجل إِذا قُطِعَ به؛ و قال: و رِیمَ بالسَّاقی الذی كان مَعِی ابن السكیت: و رَیَّمَ فلان بالمكان تَرْیِیماً أَقام به. و رَیَّمَتِ السحابة فأَغْضَنَتْ إِذا دامَت فلم تُقْلِعْ. قال ابن بری: رَیَّمَ زاد فی السیر من الرَّیْم، و هو الزِّیادة و الفضل؛ و علیه قول أَبی الصَّلْتِ: رَیَّمَ فی البَحْرِ للأَعداءِ أَحْوالا قال: و قد یكون رَیَّمَ من الرَّیْمِ و هو آخر النهار، فكأَنه یرید أَدْأَبَ السیر فی ذلك الوقت، كما یقال أَوَّبَ إِذا سار النهار كله، و قد یكون رَیَّمَ من الرَّیْمِ و هو البراح، فكأَنه یرید أَكثر الجَوَلانَ و البَراحَ من موضع إِلی موضع. و الرِّیمُ: الظَّبْیُ الأَبیض الخالص البیاض؛ قال ابن سیدة فی كتابه یضع من ابن السكیت: أَیُّ شی‌ء
لسان العرب، ج‌12، ص: 261
أَذْهَبُ لزَیْن و أَجْلب لغَمْر عین من معادلته فی كتابه الإِصلاح الرَّیْمَ الذی هو القبر و الفضل بالرِّیم الذی هو الظبی، ظنّ التخفیف فیه وضعاً. و الرَّیْمُ: الظِّرابُ و هی الجبال الصغار. و الرَّیْمُ: العلاوة بین الفَوْدَیْنِ، یقال له البرواز. و رَیْمان: موضع. و تِرْیَم: موضع؛ و قال: هَلْ أُسْوَةٌ لِیَ فی رجال صُرِّعُوا، بتِلاعِ تِرْیَمَ، هامُهُم لم تُقْبَرِ؟ أَبو عمرو: و مَرْیَم مَفْعَل من رام یَرِیم. و فی الحدیث ذكر رِیمٍ، بكسر الراء، اسم موضع قریب من المدینة.

فصل الزای؛ ج12، ص: 261

زأم؛ ج12، ص: 261

: زَئِمَ الرجلُ زَأَماً، فهو زَئِمٌ، و ازْدَأَمَ: فَزِع و اشتد ذُعْرُه؛ و زَأَمَهُ هو: ذَعَرَهُ: و رجل زئِمٌ: فَزِعٌ. و رجل مِزْآمٌ: و هو غایة الذُّعْر و الفَزَعِ. و زَئِمَ به إِذا صاح به. و زُئِم أَی ذُعِرَ، علی ما لم یسم فاعله. و أَزْأَمْتُه علی الأَمر أَی أَكرهته، مثل أَذْأَمْتُهُ. و زَأَمَ لی فلان زَأْمةً أَی طرح كلمة لا أَدری أَ حقٌّ هی أَم باطل. و یقال: ما یعصیه زَأْمَةً أَی كلمة. و زأَم الرجل یزأَمُ زَأْماً و زُؤاماً: مات موتاً وَحِیّاً؛ هذه عن اللحیانی. و موت زُؤامٌ: عاجل، و قیل سریع مُجْهِزٌ، و قیل كَریه، و هو أَصح. و قضیت منه زَأْمَتی كَنَهْمَتی أَی حاجتی. ابن شمیل فی كتاب المنطق له: زَئِمْتُ الطعام زَأْماً، قال: و الزَّأَمُ أَن یملأَ بطنه. و قد أَخذ زَأْمَتَهُ أَی حاجته من الشِّبَع و الرِّیِّ. و قد اشتری بنو فلان زَأْمَتَهُمْ من الطعام أَی ما یكفیهم سنتهم. و زَئِمْتُ الیومَ زَأْمَةً أَی أَكلة. و الزَّأْمُ: شدة الأَكل، و فی الصحاح: و الزَّأْمة شدة الأَكل و الشرب؛ و قال: ما الشُّرْبُ إلَّا زأَماتٌ فالصَّدَرْ و أَزْأَمْتُ الجرح بدمه أَی غمزته حتی لزقت جلدته بدمه و یبس الدم علیه، و جرحٌ مُزْأَمٌ؛ قال أَبو منصور: هكذا قال ابن شمیل أَزْأَمْتُ الجرح بالزای، و قال أَبو زید فی كتاب الهمز: أَرْأَمْتُ الجرح إِذا داویته حتی یبرأَ إِرْآماً، بالراء، قال: و الذی قاله ابن شمیل صحیح بمعناه الذی ذهب إِلیه. و قال أَبو زید: أَرْأَمْتُ الرجل علی أَمر لم یكن من شأْنه إِرْآماً إِذا أَكرهته علیه. قال أَبو منصور: و كأَنَّ أَزْأَمَ الجرح، فی قول ابن شمیل، أُخذ من هذا. قال ابن شمیل: و زَأَمَهُ القُرُّ، و هو أَن یملأَ جوفه حتی یَرْعُدَ منه و یأْخذه لذلك قِلٌّ و قِفَّة أَی رِعْدة. و یقال: ما عَصیته زَأْمَةً و لا وَشْمَةً. و الزَّأْمَةُ: الصوت الشدید، و ما سمعت له زَأَمَةً أَی صوتاً. و أَصبحتْ و لیس بها زَأْمَةٌ أَی شدة الریح، عن ابن الأَعرابی، كأَنه أَراد أَصبحت الأَرض أَو البلدة أَو الدار. الفراء: الزُّؤامِیُّ الرجل القَتَّال، من الزُّؤَام و هو الموت.

زجم؛ ج12، ص: 261

: الزَّجْمُ: أَن تسمع شیئاً من الكلمة الخفیة، و ما تكلم بزَجْمَة أَی ما نَبَسَ بكلمة، و ما سمعت له زَجْمَةً و لا زُجْمَةً أَی نَبْسَةً. و سكت فما زَجَمَ بحرف أَی ما نبس. و ما زَجَمَ إِلیَّ كلمة یَزْجُمُ زَجْماً أَی ما كلمنی بكلمة، و ما عصیته زَجْمَةً منه. و زَجَمَ له بشی‌ء ما فهمه. و الزَّجمةُ، بالفتح: الصوت بمنزلة النَّأْمَة. یقال: ما عصیته زَجْمةً و لا نَأْمَةً و لا زَأْمَةً و لا وَشْمَةً أَی ما عصیته فی كلمة. و یقال: ما یعصیه زَجْمَةً
لسان العرب، ج‌12، ص: 262
أَی شیئاً. و الزَّجومُ: القوس لیست بشدیدة الإِرْنانِ. و قوس زَجُوم: ضعیفة الإِرْنان؛ قال أَبو النجم: فظَلَّ یَمْطُو عُطُفاً زَجُوما قال: بات یُعاطی فُرُجاً زَجُوما و یروی: هَمَزی. و قال أَبو حنیفة: قَوْس زجُومٌ حَنُونٌ، و القولان متقاربان. و بعیر أَزْجَمُ: لا یَرْغُو، و قیل: هو الذی لا یفصح بالهَدیر، و قد یقال بالسین. الأَحمر: بعیر أَزْیَمُ و أَسْجَمُ و هو الذی لا یرغو؛ قال شمر: الذی سمعته بعیر أَزْجَمُ، قال: و لیس بین الأَزْیَمِ و الأَزْجَمِ إِلا تحویل الیاء جیماً، و العرب تجعل الجیم مكان الیاء لأَن مخرجهما من شَجْر الفم، و شَجْر الفم الهواء و خرق الفم الذی بین الحنكین. و الزَّجُومُ: الناقة السیئة الخلق التی لا تكاد تَرْأَمُ سَقْبَ غیرها تَرْتابُ بشمه؛ و أَنشد بعضهم: كما ارْتاب فی أَنْفِ الزَّجُوم شَمِیمُها و ربما أُكرهت حتی تَرْأَمَهُ فَتدِرّ علیه؛ قال الكمیت: و لم أُحْلِلْ لصاعِقةٍ و بَرْقٍ، كما دَرَّتْ لحالبها الزَّجُومُ و أَحَلَّتْ إِذا أَصابت «2» الربیع فأَنزلت اللبن؛ یقول: لم أُعطهم من الكُرْه علی ما یریدون كما تَدِرّ الزَّجُوم علی الكره.

زحم؛ ج12، ص: 262

: الزَّحْمُ: أَن یَزْحَمَ القومُ بعضهم بعضاً من كثرة الزحام إِذا ازدحموا. و الزَّحْمةُ: الِّزحامُ. و زَحَمَ القومُ بعضهم بعضاً یَزْحَمُونَهُمْ زَحْماً و زِحاماً: ضایقوهم. و ازْدَحَمُوا وَ تَزاحموا: تضایقوا. و زَحَمْتُهُ و زاحَمْتُهُ، و الأَمواج تَزْدَحِمُ و تَتَزاحَم: تلتطم. و الزِّحْمُ: المزْدَحِمُونَ؛ قال الشاعر: جا بِزَحْم مع زَحْمٍ فازْدَحَم تَزاحُمَ المَوْجِ، إِذا الموج التطم ابن سیدة: جاء بالمصدر علی غیر الفعل. و زاحَمَ فلان الخمسین و زاهَمَاها، بالهاء، إِذا بلغها، و كذلك حَبا لها. و رجل مِزْحَمٌ: كثیر الزِّحام أَو شدیده، و منكب مِزْحَمٌ منه. قال رجل من العرب: لتجدَنَّنی ذا مَنْكِبٍ مِزْحَمٍ و ركنٍ مِدْعَمٍ و رأْسٍ مصدَم و لسان مِرْجَمٍ و وطءٍ مِیثم. قال الأَزهری عن ابن الأَعرابی: و الفیل و الثور ذو القرنین، و فی المحكم: المنكر القرنین، یكنیان بمُزاحِمٍ، و فی المحكم: بأَبی مُزاحِمٍ. و أَبو مُزاحِمٍ: أَول خاقانَ وَلیَ التُّرْكَ و قاتَل العرب. و زَحْمٌ و مُزاحِمٌ: اسمان. و زُحْمٌ: من أَسماء مكة، شرفها الله تعالی و حرسها؛ حكاها ثعلب؛ قال ابن سیدة: و المعروف رُحْم.

زخم؛ ج12، ص: 262

: الزَّخَمَةُ: الرائحة الكریهة، و طعام له زَخَمَةٌ. یقال: أَتانا بطعام فیه زَخَمَةٌ أَی رائحة كریهة. لحم زَخِمٌ دَسِمٌ: خبیث الرائحة، و قیل: هو أَن یكون نَمِساً كثیر الدَّسَمِ فیه زُهُومة، و خص بعضهم به لحوم السباع، قال: لا تكون الزَّخَمَةُ إِلا
(2). قوله [و أَحلت إِذا أَصابت إِلخ] عبارة التهذیب عقب البیت: لم أَحلل من قولك أَحلت الناقة إِذا أَصابت إِلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 263
فی لحوم السباع، و الزَّهَمَةُ فی لحوم الطیر كلها و هی أَطیب من الزَّخَمَة، و قد زَخِمَ زَخَماً، و فیه زَخَمَةٌ. ابن بُزُرْج: أَزْخَمَ و أَشْخَمَ. و الزُّخْمَةُ: نتن العِرْض. و زَخَمَه یَزْخَمُهُ زَخْماً: دفعه دفعاً شدیداً. و الزُّخْمُ: موضع. قال ابن الأَثیر: ورد فی الحدیث ذكر زُخْمٍ، هو بضم الزای و سكون الخاء، جبل قرب مكة. الأَزهری: الخَزْماء الناقة المشقوقة الخِنّابة، و هو المَنْخِرُ، قال: و الزَّخْماء المنتنة الرائحة.

زرم؛ ج12، ص: 263

: الزَّرِمُ من السَّنانیر و الكلاب. ما یبقی جَعْرُه فی دبره. و زَرِمَ الكلب و السِّنَّوْرُ زَرَماً، فهو زَرِمٌ: بقی جَعْرُه فی دبره، و بذلك سمی السِّنَّوْرُ أَزْرَمَ. و زَرِمَ البیعُ إِذا انقطع. و زَرَمَ الشی‌ءَ یَزْرِمُهُ زَرْماً. و أَزْرَمهُ و زَرَّمَه: قطعه؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: إِنی لأَهْواك حُبّاً غیرَ ما كَذِبٍ، و لو نأَیْت سِوانا فی النوَی حِجَجا حُبَّ الضَّریكِ تِلادَ المال زَرَّمهُ فَقْرٌ، و لم یَتَّخِذْ فی الناس مُلْتَحَجا أَراد: قطع عنه الخیر. و زرِمَ دمعُهُ و بولُهُ و حِلْفَتُهُ و كلامه و ازْرَأَمَّ: انقطع. و كل ما انقطع فقد زَرِم. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أُتی بالحسن بن علی، علیهما السلام، فوُضعَ فی حجْره فبال فی حجره فأُخِذَ فقال: لا تُزْرِمُوا ابنی، ثم دعا بماء فصبه علیه؛ قال الأَصمعی: الإِزْرامُ القطع أَی لا تقطعوا علیه بوله. و منه‌حدیث الأَعرابی الذی بال فی المسجد: قال لا تُزْرِمُوه؛ یقال للرجل إِذا قطع بوله: قد أَزْرَمْتَ بولك. و أَزْرَمَهُ غیره أَی قطعه؛ قال عَدِیّ: أَو كماء المَثْمود بعد جِمامٍ، زَرِم الدَّمْعِ لا یَؤُوب نَزُورا قال: فالزَّرِمُ القلیل المنقطع. أَبو عمرو: الزَّرِمُ الناقة التی تقطع بولها قلیلًا قلیلًا، یقال لها إِذا فعلت ذلك: قد أَوزَغَتْ و أَوْشَقَتْ و شلْشَلَتْ و أَنفصت و أَزْرَمَتْ. الجوهری: زَرِمَ البولُ، بالكسر، إِذا انقطع، و كذلك كل شی‌ء ولَّی، و أَزْرَمَهُ غیره. و ازْرَأَمَّ: غضب، فهو مُزْرئِمٌّ؛ ذكره أَبو زید فی كتاب الهمز. و الزَّرْم: الوِلاد. و قد زَرَمَتْ به زَرْماً: ولدته؛ أَنشد ابن بری لأَبی الوَرْدِ الجعدی: أَلا لَعَنَ اللهُ التی زَرَمَتْ به فقد وَلَدَتْ ذا نُمْلَة و غَوائِلِ و الزَّرِیمُ: الذلیل القلیل الرَّهْطِ. ابن الأَعرابی: رجل زَرِمٌ ذلیل قلیل الرهط؛ قال الأَخطل: لو لا بَلاؤُكُمُ فی غیر واحدة، إِذاً لَقُمْتُ مقَام الخائِفِ الزَّرِمِ الأَصمعی: الزَّرِمُ المضیَّق علیه. و یقال للبخیل: زَرِمٌ، و زَرَّمَه غیره، و أَنشد بیت ساعدة بن جؤیة. الأَصمعی: المُزْرَئِمُّ المُنْقَبِضُ، الزای قبل الراء، و قد ازْرَأَمَّ ازْرِئْماماً؛ أَنشد ابن بری للأَخطَل: تُمْذی إِذا سُحِبَتْ من قَبْلِ أَدْرَعِها، و تَزْرَئِمُّ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ قال: و قال آخر فی المُزْرَئِمِّ الساكت:
لسان العرب، ج‌12، ص: 264
أَلْفَیْتُهُ غَضْبان مُزْرَئِمَّا، لا سَبِطَ الكَفِّ و لا خِضَمَّا و الزَّرِمُ: الذی لا یثبت فی مكان؛ قال ساعدة بن جُؤیَّة: مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصَّوْمِ یرقُبُهُ، من المَغارِبِ، مَخْطوفُ الحَشا زَرِمُ و المُزْرَئِمُّ و الزُّرَأْمِیمُ: المتقبض؛ الأَخیرة عن ثعلب. و قال أَبو عبید: و المُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرُّ المجتمع، الراء قبل الزای، قال: الصواب المُزْرَئِمُّ، الزای قبل الراء، قال: هكذا رواه ابن جَبلة و شك أَبو زید فی المُقْشَعِرّ المجتمع أَنه مُزْرَئِمّ أَو مُرْزَئِمّ.

زردم؛ ج12، ص: 264

: زَرْدَمَهُ: خنقه و زَرْدَبَه كذلك. و زَرْدَمَه: عصر حلقه. و الزَّرْدَمَةُ: الغَلْصَمَةُ، و قیل: هی فارسیة، و قیل: الزَّرْدَمَهُ من الإِنسان تحت الحلقوم و اللسانُ مركّب فیها، و قیل: الزَّرْدَمَةُ الابتلاع، و الازدرام الابتلاعُ.

زرقم؛ ج12، ص: 264

: التهذیب فی الرباعی: الأَصمعی و مما زادوا فیه المیم زُرْقُمٌ للرجل الأَزرق. اللیث: إِذا اشتدت زُرْقَة عین المرأَة قیل: إِنها لزَرْقاءُ زُرْقُمٌ. و قال بعض العرب: زرقاء زُرْقُم، بیدیها تَرْقم، تحت القُمْقُم، و المیم زائدة.

ززم؛ ج12، ص: 264

: ابن بری خاصةً قال: ماء زُوَزِمٌ و زُوازِمٌ بین المِلْحِ و العَذْبِ.

زعم؛ ج12، ص: 264

: قال الله تعالی: زَعَمَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ یُبْعَثُوا، و قال تعالی: فَقٰالُوا هٰذٰا لِلّٰهِ بِزَعْمِهِمْ؛ الزَّعْمُ و الزُّعْمُ و الزِّعْمُ، ثلاث لغات: القول، زَعَمَ زَعْماً و زُعْماً و زِعْماً أَی قال، و قیل: هو القول یكون حقّاً و یكون باطلًا، و أَنشد ابن الأَعرابی لأُمَیّةَ فی الزَّعْم الذی هو حق: و إِنی أَذینٌ لكم أَنه سَیُنجِزُكم ربُّكم ما زَعَمْ و قال اللیث: سمعت أَهل العربیة یقولون إِذا قیل ذكر فلان كذا و كذا فإنما یقال ذلك لأَمر یُسْتَیْقَنُ أَنه حق، و إِذا شُكَّ فیه فلم یُدْرَ لعله كذب أَو باطل قیل زَعَمَ فلان، قال: و كذلك تفسر هذه الآیة: فَقٰالُوا هٰذٰا لِلّٰهِ بِزَعْمِهِمْ؛ أَی بقولهم الكذب، و قیل: الزَّعْمُ الظن، و قیل: الكذب، زَعَمَهُ یَزْعُمُهُ، و الزُّعْمُ تمیمیَّة، و الزَّعْمُ حجازیة؛ و أَما قول النابغة: زَعَمَ الهمامُ بأَنَّ فاها بارِدٌ و قوله: زَعَمَ الغُدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً فقد تكون الباء زائدة كقوله: سُود المَحاجِرِ لا یَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ و قد تكون زَعَمَ هاهنا فی معنی شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّی به شهد كقوله تعالی: وَ مٰا شَهِدْنٰا إِلّٰا بِمٰا عَلِمْنٰا. و قالوا: هذا و لا زَعْمَتَكَ و لا زَعَماتِكَ، یذهب إِلی ردّ قوله، قال الأَزهری: الرجل من العرب إِذا حدَّث عمن لا یحقق قوله یقول و لا زَعَماتِه؛ و منه قوله: لقد خَطَّ رومِیٌّ و لا زَعَماتِهِ و زَعَمْتَنی كذا تَزْعُمُنی زَعْماً: ظَنَنْتنی؛ قال أَبو ذؤیب: فإن تَزْعُمِینی كنتُ أَجهلُ فیكُمُ، فإِنی شَرَیْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بالجهل
لسان العرب، ج‌12، ص: 265
و تقول: زَعَمَتْ أَنی لا أُحبها و زَعَمَتْنی لا أُحبها، یجی‌ء فی الشعر، فأَما فی الكلام فأَحسن ذلك أَن یوقع الزَّعْمُ علی أَنَّ دون الاسم. و التَّزَعُّمُ: التَّكَذُّبُ؛ و أَنشد: أَیها الزَّاعِمُ ما تَزَعَّما و تَزاعَمَ القومُ علی كذا تَزاعُماً إِذا تضافروا علیه، قال: و أَصله أَنه صار بعضهم لبعض زَعِیماً؛ و فی قوله مَزاعِمُ أَی لا یوثق به، قال الأَزهری: الزَّعْمُ إِنما هو فی الكلام، یقال: أَمر فیه مَزاعِمُ أَی أَمر غیر مستقیم فیه منازعة بعدُ. قال ابن السكیت: و یقال للأَمر الذی لا یوثق به مَزْعَمٌ أَی یَزْعُمُ هذا أَن كذا و یَزْعُمُ هذا أَنه كذا. قال ابن بری: الزَّعْمُ یأْتی فی كلام العرب علی أَربعة أَوجه، یكون بمعنی الكَفالة و الضَّمان؛ شاهده قول عمر بن أَبی ربیعة: قلت: كَفِّی لك رَهْنٌ بالرِّضی و ازْعُمِی یا هندُ، قالت: قد وَجَب و ازْعُمِی أَی اضمنی؛ و قال النابغة «1» یصف نُوحاً: نُودِیَ: قُمْ و ارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إِنَّ الله مُوفٍ للناس ما زَعَمَا زَعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنی ضَمِنَ، و بمعنی قال، و بمعنی وعَدَ، و یكون بمعنی الوعْد، قال عمرو بن شَأْسٍ: و عاذِلة تَحْشَی الرَّدَی أَن یُصیبَنی، تَرُوحُ و تَغْدُو بالمَلامةِ و القَسَمْ تقول: هَلَكْنا، إِن هَلكتَ و إِنما علی الله أَرْزاقُ العِباد كما زَعَمْ و زَعَمَ هنا بمعنی قال و وعد، و تكون بمعنی القول و الذكر؛ قال أَبو زُبَیْدٍ الطائیّ: یا لَهْفَ نَفْسِیَ إِن كان الذی زَعمُوا حَقّاً و ما ذا یَرُدّ الیوم تَلْهِیفِی إِن كان مَغْنَی وُفُودِ الناس راح بِهِ قومٌ إِلی جَدَثٍ، فی الغار، مَنْجُوفِ؟ المعنی: إِن كان الذی قالوه حقّاً لأَنه سمع من یقول حُمِلَ عثمانُ علی النَّعْش إِلی قبره؛ قال المُثَقّبُ العبدی: و كلامٌ سَیِّ‌ءٌ قد وَقِرَتْ أُذُنی عنه، و ما بی من صَمَمْ فتصامَمْتُ، لكَیْما لا یَرَی جاهلٌ أَنِّی كما كان زَعَمْ و قال الجمیح: أَنتم بَنُو المرأَةِ التی زَعَمَ الناس علیها، فی الغیّ، ما زَعَمُوا و یكون بمعنی الظن؛ قال عُبَیْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود: فذُقْ هَجْرَها قد كنتَ تَزْعُمُ أَنه رَشادٌ، أَلا یا رُبَّما كذَبَ الزَّعْمُ فهذا البیت لا یحتمل سوی الظن، و بیت عمر بن أَبی ربیعة لا یحتمل سوی الضَّمان، و بیت أَبی زُبَیْدٍ لا یحتمل سوی القول، و ما سوی ذلك علی ما فسر. و حكی ابن بری أَیضاً عن ابن خالَوَیْه: الزَّعْمُ یستعمل فیما یُذَمّ كقوله تعالی: زَعَمَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ یُبْعَثُوا؛ حتی قال بعض المفسرین: الزَّعْمُ
(1). هو النابغة الجعدیّ لا النابغة الذبیانی
لسان العرب، ج‌12، ص: 266
أَصله الكذب، قال: و لم یجئ فیما یُحْمَدُ إِلا فی بیتین، و ذكر بیت النابغة الجعدی و ذكر أَنه روی لأُمیة بن أَبی الصَّلْتِ، و ذكر أَیضاً بیت عمرو بن شَأْس و رواه لمُضَرِّسٍ؛ قال أَبو الهیثم: تقول العرب قال إِنه و تقول زَعَمَ أَنه، فكسروا الأَلف مع قال، و فتحوها مع زَعَمَ لأَن زعم فعل واقع بها أَی بالأَلف متعدّ إِلیها، أَ لا تری أَنك تقول زَعَمْتُ عبدَ الله قائماً، و لا تقول قلت زیداً خارجاً إِلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا و متی تقولُنی خارجاً؛ و أَنشد: قال الخَلِیطُ: غَداً تَصَدُّعُنا، فمتی تقول الدارَ تَجْمَعُنا؟ و معناه فمتی تظن و متی تَزْعُمُ. و الزَّعُوم من الإِبل و الغنم: التی یُشَكُّ فی سِمنَها فتُغْبَطُ بالأَیدی، و قیل: الزَّعُوم التی یَزْعُمُ الناس أَن بها نِقْیاً؛ قال الراجز: و بَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فیها عَیْهَلًا رَسُوما، مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما قال ابن بری: و مثله قول الآخر: و إِنَّا من مَوَدَّة آل سَعْدٍ، كمن طَلَبَ الإِهالةَ فی الزَّعُومِ و قال الراجز: إِنَّ قُصاراكَ علی رعُومِ مُخْلِصَةِ العِظامِ، أَو زَعُومِ المُخْلِصَةُ: التی قد خَلَصَ نِقْیُها. و قال الأَصمعی: الزَّعُوم من الغنم التی لا یُدْری أَ بها شحم أَم لا، و منه قیل: فلان مُزاعَم أَی لا یوثق به. و الزَّعوم: القلیلة الشحم و هی الكثیرة الشحم، و هی المُزْعَمَةُ، فمن جعلها القلیلة الشحم فهی المَزْعُومة، و هی التی إِذا أَكلها الناس قالوا لصاحبها توبیخاً: أَزْعَمْتَ أَنها سمینة؛ قال ابن خالویه: لم یجئ أَزْعَمَ فی كلامهم إِلا فی قولهم أَزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إِذا ظُنَّ أَن فی سنامها شحماً. و یقال: أَزْعَمْتُكَ الشی‌ءَ أَی جعلتك به زَعِیماً. و الزَّعِیمُ: الكفیل. زَعَمَ به یَزْعُمُ «2» زَعْماً و زَعامَةً أَی كَفَل. و‌فی الحدیث: الدَّیْن مَقْضِیّ و الزَّعِیمُ غارِم؛ و الزَّعِیمُ: الكفیل، و الغارم: الضامن. و قال الله تعالی: وَ أَنَا بِهِ زَعِیمٌ؛ قالوا جمیعاً: معناه و أَنا به كفیل؛ و منه‌حدیث علی، رضوان الله علیه: ذِمَّتی رَهینة وَ أَنَا بِهِ زَعِیمٌ.و زَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً و زَعامةً أَی كَفَلْتُ. و زَعِیمُ القوم: رئیسهم و سیدهم، و قیل: رئیسهم المتكلم عنهم و مِدْرَهُهُمْ، و الجمع زُعَماء. و الزَّعامة: السِّیادة و الریاسة، و قد زَعُمَ زَعامَةً؛ قال الشاعر: حتی إِذا رَفَعَ اللِّواء رأَیْتَهُ، تحت اللِّواء علی الخَمِیسِ، زَعِیما و الزَّعامَةُ: السلاح، و قیل: الدِّرْع أَو الدُّروع. و زَعامَةُ المال: أَفضله و أَكثره من المیراث و غیره؛ و قول لبید: تَطِیر عَدائِد الأَشراكِ شَفْعاً و وِتْراً، و الزعامَةُ للغلام فسره ابن الأَعرابی فقال: الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع و الرِّیاسة و الشرف، و فسره غیره بأَنه أَفضل المیراث، و قیل: یرید السلاح لأَنهم كانوا إِذا اقتسموا المیراث دفعوا السلاح إِلی الابن دون الابنة، و قوله شفعاً
(2). قوله [زعم به یزعم إلخ] هو بهذا المعنی من باب قتل و نفع كما فی المصباح
لسان العرب، ج‌12، ص: 267
و وِتراً یرید قسمة المیراث لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ. و أَما الزَّعامَةُ و هی السیادة أَو السلاح فلا ینازِع الورثةُ فیها الغلامَ، إِذا هی مخصوصة به. و الزَّعَمُ، بالتحریك: الطمع، زَعِمَ یَزْعَمُ زَعَماً و زَعْماً: طمع؛ قال عنترة: عُلّقْتُها عَرَضاً و أَقْتُلُ قَوْمَها زَعْماً، و ربِّ البیت، لیس بمَزْعَمِ «1». أَی لیس بمطمع؛ قال ابن السكیت: كان حبها عَرَضاً من الأَعراض اعترضنی من غیر أَن أَطلبه، فیقول: عُلِّقْتُها و أَنا أَقتل قومها فكیف أُحبها و أَنا أَقتلهم؟ أَم كیف أَقتلهم و أَنا أُحبها؟ ثم رجع علی نفسه مخاطباً لها فقال: هذا فعل لیس بفعل مثلی؛ و أَزْعَمْتُه أَنا. و یقال: زعَمَ فلان فی غیر مَزْعَمٍ أَی طَمِعَ فی غیر مطمَع؛ قال الشاعر: له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهره، فما فیه للفُقْری و لا الحَجِّ مَزْعَمُ و أَمرٌ مُزْعِمٌ أَی مُطْمِعٌ. و أَزْعَمَه: أَطمعه. و شِواءٌ زَعِمٌ و زَعْمٌ «2»: مُرِشّ كثیر الدَّسَمِ سریع السَّیَلان علی النار. و أَزْعَمَتِ الأَرضُ: طلع أَول نبتها؛ عن ابن الأَعرابی: و زاعِمٌ و زُعَیْم: إِسمان. و المِزْعامة: الحیة. و الزُّعْمُومُ: العَییّ. و الزَّعْمِیُّ: الكاذب «3». و الزَّعْمِیّ: الصادق. و الزَّعْمُ: الكذب؛ قال الكمیت: إِذا الإِكامُ اكتَسَتْ مَآلِیَها، و كان زَعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ یرید السَّراب، و العرب تقول: أَكْذَبُ مِنْ یَلْمَع. و قال شریح: زَعَمُوا كُنْیَةُ الكَذِب. و قال شمر: الزَّعْمُ و التزاعُمُ أَكثر ما یقال فیما یُشك فیه و لا یُحَقَّقُ، و قد یكون الزَّعْمُ بمعنی القول، و روی بیت الجعدی یصف نوحاً، و قد تقدم، فهذا معناه التحقیق؛ قال الكسائی: إِذا قالوا زَعْمَةٌ صادقة لآتینّك، رفعوا، و حِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ، قال: و ینصبون یمیناً صادقةً لأَفعلن. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر أَیوب، علیه السلام، قال: كان إِذا مر برجلین یَتَزاعَمان فیذكران الله كَفَّر عنهما‌أَی یتداعیان شیئاً فیختلفان فیه فیحلفان علیه كان یُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما؛ و قال الزمخشری: معناه أَنهما یتحادثان بالزَّعَماتِ و هی ما لا یوثق به من الأَحادیث، و قوله فیذكران الله أَی علی وجه الاستغفار. و‌فی الحدیث: بئس مَطِیَّةُ الرجل زَعَمُوا؛ معناه أَن الرجل إِذا أَراد المَسیر إِلی بلد و الظَّعْنَ فی حاجة ركب مطیته و سار حتی یقضی إِرْبَهُ، فشبه ما یقدّمه المتكلم أَمام كلامه و یتوصل به إِلی غرضه من قوله زَعَمُوا كذا و كذا بالمطیة التی یُتَوَصَّلُ بها إِلی الحاجة، و إِنما یقال زَعَمُوا فی حدیث لا سند له و لا ثَبَتَ فیه، و إِنما یحكی عن الأَلْسُنِ علی سبیل البلاغ، فذُمَّ من الحدیث ما كان هذا سبیله. و‌فی حدیث المغیرة: زَعِیمُ الأَنْفاس‌أَی موكَّلٌ بالأَنفاس یُصَعِّدُها لغلبة الحسد و الكآبة علیه، أَو أَراد أَنفاس الشرب كأَنه یَتَجَسَّس كلام الناس و یَعِیبهم بما یُسقطهم؛ قال ابن الأَثیر: و الزَّعیمُ هنا
(1). فی معلقة عنترة: زعْماً، لَعَمْرُ أَبیكَ، لیسَ بمَزعَمِ (2). قوله [و شواه زعم و زعم] كذا هو بالأَصل و المحكم بهذا الضبط و بالزای فیهما، و فی شرح القاموس بالراء فی الثانیة و ضبطها مثل الأَولی ككتف (3). قوله [و الزعمی الكاذب إلخ] كذا هو مضبوط فی الأَصل و التكملة بالفتح و یوافقهما إِطلاق القاموس و إِن ضبطه فیه شارحه بالضم
لسان العرب، ج‌12، ص: 268
بمعنی الوكیل.

زغم؛ ج12، ص: 268

: تَزَغَّمَ الجمل: رَدَّدَ رُغاءه فی لَهازِمه، هذا الأَصل، ثم كثر حتی قالوا: تَزَغَّمَ الرجلُ إِذا تَكلم تَكَلُّمَ المُتَغَضِّبِ مع تَغَضُّبٍ. و التَّزَغُّمُ: التغضُّب و تَزَمْزُمُ الشفة فی بَرْطَمَةٍ، و تَزَغَّمت الناقةُ. و قال أَبو عبید: التَّزَغُّمُ التغضّب مع كلام، و قیل مع كلام لا یُفهم، و قال غیره: التَّزَغُّمُ صوت ضعیف؛ قال البَعِیثُ: و قد خَلَّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ من القَطا زَواحِفَ، إِلَّا أَنها تَتَزَغَّمُ و قیل: التَّزَغُّم الغضب بكلام و غیر كلام؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فأَصْبَحْنَ ما ینطِقْنَ إِلا تَزَغُّماً علیَّ، إِذا أَبْكی الوَلیدَ وَلِیدُ یصف جورهنَّ أَی أَنه إِذا أَبكی صَبیٌّ صَبیّاً غضبْنَ علیه تَجَنِّیاً؛ و قال أَبو ذؤیب یصف رجلًا جاء إِلی مكة علی ناقة بین نُوقٍ: فجاء و جاءتْ بینهن، و إِنَّهُ لیَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغَّمُ كالفحل قال الأَصمعی: تَزَغُّمُها صیاحها و حدّتها، و إِنما یمسح ذفراها لیسكنها. و التَّزَغُّمُ: حَنِینٌ خفیّ كحنین الفَصیل؛ قال لبید: فأَبْلغْ بَنی بَكْرٍ، إِذا ما لقیتها، علی خیر ما یُلْقی به من تَزَغَّما و یروی بالراء. التهذیب: و أَما التَّرَغُّمُ، بالراء، فهو التغضّب. و إِن لم یكن معه كلام. و تَزَغَّمَ الفَصیل: حَنَّ حَنیناً خفیفاً. و رجل زُغْمُوم: عَییُّ اللسان. و زُغَیْمٌ: طائر، و قیل بالراء، و زُغْمَة: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و روی البیت الذی فی زغب: علیهنَّ أَطْرافٌ من القوم، لم یكن طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرا و هو بزُغْبة، بالباء، فی روایة ثعلب.

زغلم؛ ج12، ص: 268

: لا یدخلك من ذلك زُغْلُمَةٌ أَی لا یَحِیكَنَّ فی صدرك من ذلك شك و لا وَهْمٌ و لا غیر ذلك. أَبو زید: وقع فی قلبی له زُغْلُمَةٌ، كقولك حَسَكةٌ و ضَغِینةٌ.

زقم؛ ج12، ص: 268

: الأَزهری: الزَّقْمُ الفعل من الزَّقُّوم، و الازْدِقامُ كالابتلاع. ابن سیدة: ازْدَقَمَ الشی‌ءَ و تَزَقَّمَهُ ابتلعه. و التَّزَقُّمُ: التَّلَقُّمُ. قال أَبو عمرو: الزَّقْمُ و اللَّقْمُ واحد، و الفعل زَقَمَ یَزْقُمُ و لَقِمَ یَلْقَمُ. و التَّزَقُّمُ: كثرة شرب اللبن، و الاسم الزَّقَمُ، ابن درید: یقال تَزَقَّمَ فلان اللبن إِذا أَفرط فی شربه. و هو یَزْقُمُ اللُّقَمَ زَقْماً أَی یَلْقَمُها. و زَقَمَ اللحم زَقْماً بلعه. و أَزْقَمْتُه الشی‌ء أَی أَبلعته إِیاه. الجوهری: الزَّقُّوم إِسم طعام لهم فیه تمر و زُبْدٌ، و الزَّقْمُ: أَكله. ابن سیدة: و الزَّقُّومُ طعام أَهل النار، قال‌و بلغنا أَنه لما أُنزلت آیة الزَّقُّومِ: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعٰامُ الْأَثِیمِ؛ لم یعرفه قریش، فقال أَبو جهل: إِن هذا لشجر ما ینبت فی بلادنا فَمَنْ منكم مَنْ یعرف الزَّقُّومَ؟ فقال رجل قدم علیهم من إِفْریقیَةَ: الزّقُّومُ بلغة إِفْریقیَة الزُّبْدُ بالتمر، فقال أَبو جهل: یا جاریة هاتی لنا تمراً و زبداً نَزْدَقِمُه، فجعلوا یأْكلون منه و یقولون: أَ فبهذا یخوفنا محمد فی الآخرة؟ فبیَّنَ الله تبارك و تعالی ذلك فی آیة أُخری
لسان العرب، ج‌12، ص: 269
فقال فی صفتها: إِنَّهٰا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ طَلْعُهٰا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیٰاطِینِ؛ و قال تعالی: وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی الْقُرْآنِ؛ الأَزهری: فافتتن بذكر هذه الشجرة جماعات من مُشْركی مكة فقال أَبو جهل: ما نعرف الزَّقُّومَ إِلَّا أَكل التمر بالزبد؛ فقال لجاریته: زَقِّمِینا. و قال رجل آخر من المشركین: كیف یكون فی النار شجر و النار تأْكل الشجر؟ فأَنزل الله تعالی: وَ مٰا جَعَلْنَا الرُّؤْیَا الَّتِی أَرَیْنٰاكَ إِلّٰا فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی الْقُرْآنِ؛ أَی و ما جعلنا هذه الشجرة إِلَّا فتنة للكفار؛ و كان أَبو جهل ینكر أَن یكون الزَّقُّومُ من كلام العرب، و لما نزلت: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعٰامُ الْأَثِیمِ، قال: یا معشر قریش هل تَدْرُونَ ما شجرةُ الزَّقُّومِ التی یخوفكم بها محمد؟ قالوا: هی العَجْوةُ، فأَنزل الله تعالی: إِنَّهٰا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ طَلْعُهٰا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیٰاطِینِ؛ قال: و للشیاطین فیها ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن یُشْبِه طَلْعُها فی قبحه رؤوس الشیاطین لأَنها موصوفة بالقُبْحِ و إِن كانت غیر مشاهَدة فیقال كأَنه رأْس شیطان إِذا كان قبیحاً، الثانی أَن الشیطان ضرب من الحیات قبیح الوجه و هو ذو العُرْفِ، الثالث أَنه نبت قبیح یسمی رؤوس الشیاطین؛ قال أَبو حنیفة: أَخبرنی أَعرابی من أَزْدِ السَّراة قال: الزَّقُّومُ شجرة غبراء صغیرة الورق مُدَوَّرَتُها لا شوك لها، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لها كَعابر فی سُوقها كثیرة، و لها وُرَیْدٌ ضعیف جدّاً یجْرُسُه النحل، و نَوْرَتُها بیضاء، و رأْس ورقها قبیح جدّاً. و الزَّقُّومُ: كل طعام یَقْتل؛ عن ثعلب. و الزَّقْمَةُ: الطاعون؛ عنه أَیضاً. و‌فی صفة النار: لو أَن قَطْرة من الزَّقُّوم قطرت فی الدنیا …؛ الزَّقُّومُ: ما وصف الله فی كتابه فقال: إِنَّهٰا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِی أَصْلِ الْجَحِیمِ؛ قال: هو فَعُّول من الزَّقْمِ اللَّقْم الشدید و الشرب المفرط. و الزُّلْقُوم، باللام: الحُلْقُوم.

زكم؛ ج12، ص: 269

: الزُّكْمةُ و الزُّكامُ: الأَرض «1»، و قد زُكِم و زَكَمَه الله زَكْماً. و زَكَمَ بنطفته: رمی بها. الجوهری: الزُّكامُ معروف، و زُكِمَ الرجل و أَزْكَمَهُ الله فهو مَزْكُومٌ، بنی علی زُكِمَ. أَبو زید: رجل مَزْكوم و قد أَزْكَمَه الله، و كذلك قال الأَصمعی، قال: و لا یقال أَنت أَزْكَمُ منه، و كذلك كل ما جاء علی فُعِلَ فهو مَفْعُول، لا یقال ما أَزْهاكَ و ما أَزْكَمَكَ. و الزُّكامُ: مأْخوذ من الزَّكْم و الزَّكْب، و هو الملْ‌ء. یقال: زُكِم فلان و مُلئَ بمعنی واحد. و الزُّكْمَةُ: آخر ولد الرجل و المرأَة. و فلان زُكْمَةُ أَبَوَیْه إِذا كان آخر ولدهما. و الزَّكْمةُ، بالفتح: النسل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: زَكْمَةُ عَمَّارٍ بَنُو عَمَّار، مثلُ الحَراقِیص علی حِمار و أَنشده یعقوب: زُكْمَةُ عَمَّارٍ. و هو أَلأَمُ زُكْمة فی الأَرض أَی أَلأَمُ شی‌ء لفَظَهُ شی‌ء، كزُكْبَةٍ. و قال یعقوب: هو أَلأَمُ زُكْمَةٍ، كَزُكْبَةٍ. ابن الأَعرابی: یقال زَكَمَتْ به أُمُّه إِذا ولدته سَرْحاً. و قِرْبَةٌ مَزْكومة: مملوءَة.

زلم؛ ج12، ص: 269

: الزُّلَمُ و الزَّلَمُ: القِدْح لا ریش علیه، و الجمع أَزْلام. الجوهری: الزَّلَمُ، بالتحریك، القِدْحُ؛ قال الشاعر: بات یُقاسِیها غُلامٌ كالزَّلَمْ، لیس بِراعی إِبلٍ و لا غَنَمْ
(1). قوله [الأَرض] یعنی الداء المعروف، فهو یقال له الزكام و الأَرض
لسان العرب، ج‌12، ص: 270
قال: و كذلك الزُّلَمُ، بضم الزای، و الجمع الأَزْلامُ و هی السهام التی كان أَهل الجاهلیة یستقسمون بها. و زَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه و لیَّنه. و زَلَّمَ الرَّحَی: أَدارها و أَخذ من حروفها؛ قال ذو الرمة: تَفُضُّ الحَصَی عن مُجْمِراتٍ وَقِیعَةٍ، كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ «1». شبه خُفَّ البعیر بالرَّحَی أَی قد أَخذت المَناقِرُ و المعاوِلُ من حروفها و سوَّتْها. و زَلَّمْتُ الحجر أَی قطعته و أَصلحته للرَّحَی، قال: و هذا أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، و قیل: كل ما حُذِقَ و أُخذ من حروفه فقد زُلِّم. و یقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ و قِدْحٌ زَلِیمٌ إِذا طُرَّ و أُجِیدَ قَدُّه و صنعته، و عَصاً مُزَلَّمَةٌ، و ما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلٰامِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ؛ قال الأَزهری، رحمه الله: الاستقسام مذكور فی موضعه، و الأَزْلامُ كانت لقریش فی الجاهلیة مكتوب علیها أَمر و نهی و افْعَلْ و لا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ و سُوِّیَتْ و وضعتْ فی الكعبة، یقوم بها سَدَنَةُ البیت، فإذا أَراد رجل سفراً أَو نكاحاً أَتی السادِنَ فقال: أَخْرِج لی زَلَماً، فیخرجه و ینظر إِلیه، فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضی علی ما عزم علیه، و إِن خرج قِدْحُ النهی قعد عما أَراده، و ربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما فی قِرابِه، فإِذا أَراد الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَیْئَةُ یمدح أَبا موسی الأَشعری: لم یَزْجُرِ الطیر، إِن مَرَّتْ به سُنُحاً، و لا یُفِیضُ علی قِسْمٍ بأَزْلامِ و قال طَرَفَةُ: أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً، فأَتی أَغْواهما زَلَمَهْ و یقال: مرَّ بنا فلان یَزْلِم زَلَماناً «2» و یَحْذِم حَذَماناً؛ و قال ابن السكیت فی قوله: … كأَنَّها رَبابِیحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال: الربابیح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح. و المُزَلَّمُ: القصیر الذنب. ابن سیدة: و المُزَلَّمُ من الرجال القصیر الخفیف الظریف، شبه بالقِدْحِ الصغیر. و فرس مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ الخَلْق. و یقال للرجل إِذا كان خفیف الهیئة و للمرأَة التی لیست بطویلة: رجل مُزَلَّمٌ و امرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ. و زَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر جِرمه لذلك. و قالوا: هو العبد زُلْماً؛ عن اللحیانی، و زُلْمَةً و زُلَمَةً و زَلْمَةً و زَلَمَةً أَی قَدُّه قَدُّ العَبد و حَذْوُهُ حَذوُهُ، و قیل: معناه كأَنه یشبه العبد حتی كأَنه هو؛ عن اللحیانی، قال: یقال ذلك فی النكرة و كذلك فی الأَمة، و فی الصحاح: أَی قُدَّ قَدَّ العبد. یقال: هذا العبد زُلْماً یا فتی أَی قَدّاً و حَذْواً، و قیل: معنی كل ذلك حَقّاً. و عطاء مُزَلَّم: قلیل. و زَلَّمْتُ عطاءه: قللته. و المُزَلَّم: الرجل القصیر. ابن الأَعرابی: المُزَلَّمُ و المُزَنَّمُ الصغیر الجُثَّةِ، و المُزَلَّمُ السیِّ‌ء الغذاء. و الزَّلَمَةُ: هَنَةٌ معلقة فی حلق الشاة، فإذا كانت فی الأُذن فهی زَنَمَةٌ، و قد زَنَّمْتُها؛ و أَنشد: بات یُقاسِیها غُلامٌ كالزَّلَمْ
(1). قوله [مجمرات وقیعة] هذا هو الصواب فی اللفظ و الضبط و ما تقدم فی مادة رقد تحریف (2). قوله [یزلم زلماناً] أَی یسرع
لسان العرب، ج‌12، ص: 271
و قال اللیث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزی فی حلوقها متعلقة كالقُرْط و لها زَلَمتان، و إِذا كانت فی الأُذن فهی زَنَمَةٌ، بالنون، و النعت أَزْلَمُ و أَزْنَمُ، و الأُنثی زَلْماء و زَنماء، و المُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن. و المزَلَّمُ و المُزَنَّم من الإِبل: الذی تقطع أُذنه و تترك له زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبید: و إِنما یفعل ذلك بالكِرامِ منها. و شاة زَلْماء: مثل زَنْماء، و الذكر أَزْلَمُ. ابن شمیل: ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَی قطعه، و زَلَم الله أَنفه. و أَزْلامُ البقر: قوائمها، قیل لها أَزْلامٌ للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح. و الزَّلَمُ و الزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛ الأَخیرة عن كراع، و الجمع أَزْلامٌ، و خص بعضهم به أَظلاف البقر. و الزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذی خلف الأَظلاف، و الجمع أَزْلام؛ قال: تَزِلُّ علی الأَرض أَزْلامُهُ، كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ الآزِحَةُ: الكثیرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها زَلَمٌ، و هو القِدْح المَبْرِیّ؛ و قال الأَخْفش: واحد الأَزْلامِ زُلَم و زَلَم. و‌فی حدیث الهجرة: قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، و فی روایة: الأَزْلامَ، و هی القِداح التی كانت فی الجاهلیة، كان الرجل منهم یضعها فی وعاء له، فإِذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل یده فأَخرج منها زُلَماً، فإِن خرج الأَمرُ مضی لشأْنه، و إِن خرج النهی كَفَّ عنه و لم یفعله. و الأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر، و قیل: الدهر الشدید، و قیل: الشدید المرّ، و قیل: هو المتعلق به البَلایا و المَنایا، و قال یعقوب: سمی بذلك لأَن المنایا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل: یا بِشْرُ، لو لم أَكُنْ منكم بمَنزلةٍ، أَلْقَی علیَّ یَدَیْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ و هو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنایا منوطة به، أَخذها من زَنَمَةِ الشاة، و من قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بری: و قال عباس بن مرْداسٍ: إِنی أَرَی لكَ أَكْلًا لا یَقومُ به، من الأَكولة، إِلَّا الأَزْلَمُ الجَذَع قال: و قیل البیت لمالك بن ربیعة العامِرِیّ یقوله لأَبی خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أُبَیّ بن كِلاب، و أَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ الوَعِلُ. و یقال للوعِلِ: مُزَلَّم؛ و قال: لو كان حَیٌّ ناجِیاً لَنَجَا، من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ و قد ذكر أَن الوُعول و الظّباء لا یسقط لها سنّ فهی جُذْعان أَبداً، و إِنما یریدون أَن الدهر علی حال واحدة. و قالوا: أَوْدَی به الأَزْلَمُ الجَذَعُ و الأَزْنَمُ الجَذَعُ أَی أَهلكه الدهر، یقال ذلك لما ولَّی و فات و یُئِسَ منه. و یقال: لا آتیه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَی لا آتیه أَبداً، و معناه أَن الدهر باقٍ علی حاله لا یتغیر علی طول إِناه فهو أَبداً جَذَعٌ لا یُسِنُّ. و الزَّلْماء: الأُرْوِیَّةُ، و قیل: أُنثی الصُّقور؛ كلاهما عن كراع. و زَلَمَ الإِناء: ملأَه؛ هذه عن أَبی حنیفة. و زَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ إِذا ملأته؛ و قال: حابیة كالثَّغَبِ المَزْلوم
لسان العرب، ج‌12، ص: 272
أَبو عمرو: الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ و قال قُحَیْفٌ: یبیتُ مع الأَزْلامِ فی رأْس حالقٍ، و یَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ و فی حدیث سَطِیحٍ: أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ قال ابن الأَثیر: فازْلَمَّ أَی ذهب مسرعاً، و الأَصل فیه ازْلأَمَّ فحذف الهمزة تخفیفاً، و قیل: أَصلها ازْلامَّ كاشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفیفاً، و قیل: ازلَمَّ قبض، و العَنَنُ: الموت أَی عرض له الموت فقبضه. و زُلَیْم و زَلَّامٌ: اسمان. و ازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارتحلوا؛ قال العجاج: و احتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا و المُزْلَئِمُّ: الذاهب الماضی، و قیل: هو المرتفع فی سیر أَو غیره؛ قال كُثَیِّر: تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم مكان التی قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت أَی ذهبت فمضت، و قیل: ارتفعت فی سیرها. و یقال للرجل إِذا نهض فانتصب: قد ازْلأَمَّ. و ازْلأَمَّ النهار إِذا ارتفع. و ازْلأَمَّت الضُّحی: انبسطت. الجوهری: ازْلأَمَّ القومُ ازْلِئماماً أَی ولَّوا سِراعاً. و ازْلأَمَّ الشی‌ءُ: انتصب. و ازْلأَمَّ النهار إِذا ارتفع ضَحاؤه، و قیل فی شَأْوِ العَنَنِ: إِنه اعتراض الموت علی الخَلْقِ.

زلقم؛ ج12، ص: 272

: الزُّلْقُوم: الحلقوم فی بعض اللغات. و الزُّلقوم: خُرْطوم الكلب و السبع. و زَلْقَمَ اللُّقْمَةَ: بلعها. الأَصمعی: مِقَمَّةُ الشاة، و منهم من یقول مَقَمَّة، و هی من الكلب الزُّلْقُوم. قال ابن الأَعرابی: زُلْقُوم الفیل خُرْطومه. ابن بری: الزَّلْقَمةُ الاتساع، و منه سمی البحر زُلْقُماً و قُلْزُماً؛ عن ابن خالوَیْهِ.

زلهم؛ ج12، ص: 272

: المُزْلَهِمُّ: السریع؛ و قال ابن الأَنباری: المُزْلَهِمُّ الخفیف؛ و أَنشد: من المُزْلَهِمِّین الذین كأَنَّهُمْ، إِذا احْتَضَرَ القومُ الخِوانَ، علی وِتْرِ

زمم؛ ج12، ص: 272

: زَمَّ الشی‌ءَ یَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ: شده. و الزِّمامُ: ما زُمَّ به، و الجمع أَزِمَّةٌ. و الزِّمامُ: الحبل الذی یجعل فی البُرَةِ و الخشبة، و قد زمَّ البعیر بالزِّمام. اللیث: الزَّمُّ فعل من الزِّمام، تقول: زَمَمْتُ الناقة أَزُمُّها زَمّاً. ابن السكیت: الزَّمُّ مصدر زَمَمْتُ البعیر إِذا علَّقْت علیه الزِّمام. الجوهری: الزِّمام الخیط الذی یشد فی البُرَةِ أَو فی الخِشاشِ ثم یشد فی طرفه المِقْوَد، و قد یسمی المِقوَد زِماماً. و زِمام النعل: ما یشد به الشِّسْع. تقول: زَمَمْتُ النعل. و زَمَمْتُ البعیر: خَطَمْته. و‌فی الحدیث: لا زِمام و لا خِزام فی الإِسلام؛ أَراد ما كان عُبَّادُ بنی إِسرائیل یفعلونه من زمِّ الأُنوف، و هو أَن یُخْرَق الأَنفُ و یجعل فیه زِمام كزِمام الناقة لیُقاد به؛ و قول الشاعر: یا عَجَباً و قد رأَیتُ عَجَبا: حِمارَ قَبَّانٍ یَسُوق أَرْنبا خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهبا، فقلت: أَرْدِفْنی، فقال: مَرْحَبا أَراد زامَّها فحرك الهمزة ضرورة لاجتماع الساكنین،
لسان العرب، ج‌12، ص: 273
كما جاء فی الشعر اسْوأَدَّتْ. و زُمِّمَ الجِمال، شدد للكثرة؛ و قول أُمّ خَلَفٍ الخَثْعَمِیّة: فلیتَ سِماكِیّاً یَحارُ رَبابُه، یُقادُ إِلی أَهل الغَضَی بزِمامِ إِنما أَرادت مِلْكَ الرِّیحِ السحابَ و صرفها إِیاه. ابن جحوش: حتی كأَنَّ الریح تملك هذا السحاب فتصرفه بزمامٍ منها، و لو أَسقطتْ قولها بزِمام لنقص دعاؤها لأَنها إِذا لم تكُفَّه «3» … أَمكنه أَن ینصرف إِلی غیر تِلْقاء أَهل الغَضی فتذهب شرقاً و غرباً و غیرهما من الجهات، و لیس هنالك زِمامٌ البَتَّةَ إِلّا ضربَ الزِّمام مَثَلًا لمِلْكِ الریح إِیاه، فهو مستعار إِذ الزِّمام المعروف مجسَّمٌ و الریح غیر مجسَّم. و زَمَّ البعیر بأَنفه زَمّاً إِذا رفع رأْسه من أَلَمٍ یجده. و زَمَّ برأْسه زَمّاً: رفعه. و الذئب یأْخذ السَّخْلةَ فیحملها و یذهب بها زامّاً أَی رافعاً بها رأْسه. و فی الصحاح: فذهب بها زامًّا رأْسه أَی رافعاً. یقال: زَمَّها الذئب و ازْدَمَّها بمعنی. و یقال: قد ازْدَمَّ سخلة فذهب بها. و یقال: ازْدَمَّ الشی‌ءَ إِلیه إِذا مدَّه إِلیه. أَبو عبید: الزَّمُّ فعل من التقدم، و قد زَمَّ یَزِمُّ إِذا تقدم، و قیل: إِذا تقدم فی السیر؛ و أَنشد: أَن اخْضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأَنف بازِلُهْ «4». و زَمَّ الرجلُ بأَنفه إِذا شَمَخ و تكبر فهو زامّ. و زَمَّ و زامَّ و ازْدَمَّ كله إِذا تكبر. و قوم زُمَّمٌ أَی شُمَّخٌ بأُنوفهم من الكبر؛ قال العجاج: إِذ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزّ فَدْغَمِ، ذی شُرُفاتٍ دَوْسَرِیّ مِرْجَمِ، شَدَّاخَةٍ تَقْدَحُ هام الزُّمَّمِ و فی شعر: یَقْرَعُ، بالباء. و‌فی الحدیث: أَنه تلا القرآن علی عبد الله بن أُبَیٍّ و هو زامٌّ لا یتكلم‌أَی رافع رأْسه لا یُقْبِلُ علیه. و الزَّمُّ: الكبر؛ و قال الحربی فی تفسیره: رجل زامٌّ أَی فَزِعٌ. و زَمَّ بأَنفه یَزِمُّ زَمّاً: تقدم. و زَمَّت القربةُ زُموماً: امتلأَت. و قالوا: لا و الذی وجهی زَمَمَ بیتِهِ ما كان كذا و كذا أَی قُبالتَه و تُجاهَه؛ قال ابن سیدة: أَراه لا یستعمل إِلا ظرفاً. و أَمْرُ بنی فلان زَمَمٌ أَی هیِّن لم یجاوز القَدْرَ؛ عن اللحیانی، و قیل أَی قَصْدٌ كما یقال أَمَمٌ. و أَمر زَمَمٌ و أَمَمٌ و صَدَدٌ أَی مقارب. و داری من داره زَمَمٌ أَی قریب. و الزُّمَّامُ، مشدّد: العُشبُ المرتفع عن اللُّعاع. و إِزْمِیم: لیلة من لیالی المِحاقِ. و إِزْمِیمٌ: من أَسماء الهلال؛ حكی عن ثعلب. التهذیب: و الإِزْمِیمُ الهلال إِذا دَقَّ فی آخر الشهر و اسْتَقْوس؛ قال: و قال ذو الرُّمَّةِ أَو غیره: قد أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لاهیةً، كأَنما آلُها فی الآلِ إِزْمِیمُ شبَّه شخصها فیما شَخَصَ من الآل بالهلال فی آخر الشهر لضُمْرِها. و إِزْمیم: موضع. و الزَّمْزَمَةُ: تَراطُنُ العُلوج عند الأَكل و هم صُمُوت، لا یستعملون اللسان و لا الشَّفة فی كلامهم، لكنه صوت تدیره فی خیَاشیمها و حلوقها فیَفْهم بعضُها عن بعض. و الزَّمْزَمَة من الصدر إِذا لم یُفْصِح. و زَمْزَمَ العِلْجُ إِذا تكلف الكلام عند الأَكل و هو مطبق فمه؛ قال الجوهری: الزَّمْزَمَةُ كلام
(3). كذا بیاض بالأَصل (4). قوله [أَن اخضر] صدره كما فی الأَساس: خدب الشوی لم یعد فی آل مخلف
لسان العرب، ج‌12، ص: 274
المجوس عند أَكلهم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كتب إِلی أَحد عُمّالِهِ فی أَمر المجوس: و انْهَهُم عن الزمْزَمَة؛ قال: هو كلام یقولونه عند أَكلهم بصوت خفیّ. و‌فی حدیث قَباث بن أَشْیَمَ: و الذی بعثك بالحق ما تحرك به لسانی و لا تَزَمْزَمَتْ به شَفَتایَ؛ الزَّمْزَمَةُ: صوت خفی لا یكاد یُفهم. و من أَمثالهم: حول الصِّلِّیان الزَّمْزَمَةُ؛ و الصِّلِّیانُ من أَفضل المَرْعی، یضرب مثلًا للرجل یَحُوم حول الشی‌ء و لا یُظهر مَرامَه، و أَصل الزَّمْزَمة صوت المَجوسیّ و قد حَجا، یقال: زَمْزَمَ و زَهْزَمَ، و المعنی فی المثل أَن ما تسمع من الأَصوات و الجَلَب لطلب ما یؤكل و یتمتع به. و زَمْزَمَ إِذا حفظ الشی‌ء، و الرَّعْدُ یُزَمْزِمُ ثم یُهَدْهِدُ؛ قال الراجز: یَهِدُّ بین السَّحْرِ و الغَلاصِمِ هَدّاً كهَدِّ الرَّعْدِ ذی الزِّمازِمِ و الزَّمْزَمَةُ: صوت الرعد. ابن سیدة: و زَمْزَمَةُ الرعد تتابُعُ صوته، و قیل: هو أَحسنه صوتاً و أَثْبَتُهُ مطراً. قال أَبو حنیفة: الزَّمْزَمَةُ من الرعد ما لم یَعْلُ و یُفْصِح، و سحاب زمزام. و الزَّمْزَمَةُ: الصوت البعید تسمع له دَوِیّاً. و العصفور یَزِمُّ بصوت له ضعیف، و العظام من الزنابیر یفعلْنَ ذلك. أَبو عبید: و فرس مُزَمْزِمٌ فی صوته إِذا كان یُطَرِّبُ فیه. و زَمازِمُ النار: أَصوات لهبها؛ قال أَبو صَخْرٍ الهذلی: زَمازِمُ فَوَّار مِن النار شاصِب و العرب تحكی عَزیف الجن باللیل فی الفَلَواتِ بزیزِیم؛ قال رؤبة: تسمع للجن به زیزیما و زَمْزَمَ الأَسد: صوَّت. و تَزَمْزَمَتِ الإِبل: هَدَرَتْ. و الزِّمْزِمة، بالكسر: الجماعة من الناس، و قیل: هی الخمسون و نحوها من الناس و الإِبل، و قیل: هی الجماعة ما كانت كالصِّمْصِمَة، و لیس أَحد الحرفین بدلًا من صاحبه، لأَن الأَصمعی قد أَثبتهما جمیعاً و لم یجعل لأَحدهما مَزِیَّةً علی صاحبه، و الجمع زِمْزِمٌ؛ قال: إِذا تَدانی زِمْزِمٌ لزِمْزِمِ، من كل جیش عَتِدٍ عَرَمْرَمِ و حارَ مَوَّارُ العَجاج الأَقْتَمِ، نضرب رأْس الأَبْلَجِ الغَشَمْشَمِ و فی الصحاح: إِذا تَدانی زِمزِمٌ من زِمْزِمِ قال ابن بری: هو لأَبی محمد الفَقْعَسی؛ و فیه: من وَبِراتٍ هَبِراتِ الأَلْحُمِ و قال سیف بن ذی یَزَنَ: قد صَبَّحَتْهُمْ من فارِسٍ عُصَبٌ، هِرْبِذُها مُعْلَمٌ و زِمْزِمُها و الزِّمزِمةُ: القطعة من السباع أَو الجن. و الزِّمْزِمُ و الزِّمْزیمُ: الجماعة. و الزِّمْزیمُ: الجماعة من الإِبل إِذا لم یكن فیها صِغار؛ قال نُصَیْبٌ: یَعُلُّ بَنِیها المَحْض من بَكَرَاتها، و لم یُحْتَلَبْ زِمْزیمها المُتَجَرْثِمُ و یقال: مائة من الإِبل زُمْزُومٌ مثل الجُرْجُور؛ و قال الشاعر: زُمْزُومُها جِلَّتها الكِبارُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 275
و ماء زَمْزَمٌ و زُمازِمٌ: كثیر. و زَمْزَمُ، بالفتح: بئر بمكة. ابن الأَعرابی: هی زَمْزَمُ و زَمَّمُ و زُمَزِمٌ، و هی الشُّباعةُ و هَزْمَةُ المَلَكِ و رَكْضَة جبریل لبئر زَمْزَمَ التی عند الكعبة؛ قال ابن بری: لزَمْزَم اثنا عشر «1» اسماً: زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْیا، الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبریل، هَزْمَةُ جبریل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفیرة عبد المطلب. و یقال: ماء زَمْزَمٌ و زَمْزامٌ و زُوازِمٌ و زُوَزِمٌ إِذا كان بین المِلْحِ و العَذْبِ، و زَمْزَمٌ و زُوَزِمٌ؛ عن ابن خالوَیْهِ، و زَمْزامٌ؛ عن القزّاز، و زاد: و زُمازِمٌ، قال: و قال ابن خالویه الزَّمْزامُ العیكث «2» الرعَّادُ؛ و أَنشد: سَقی أَثْلةً بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ، من الصیف، زَمْزامُ العَشِیِّ صَدُوقُ و زَمْزَمٌ و عَیْطَلٌ: اسمان لناقة، و قد تقدم فی اللام؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: باتَتْ تباری شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا، فهی تُسَمَّی زَمْزماً و عَیْطلا و زُمٌّ، بالضم: موضع؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: كأَنَّ جیادَهُنَّ، برَعْنِ زُمٍّ، جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ و قال الأَعشی: و نَظْرَةَ عینٍ علی غِرَّةٍ محلَّ الخَلیطِ بصَحْراء زُمّ یقول: ما كان هواها إِلا عقوبة؛ قال ابن بری: من قال و نظرةَ بالنصب فلأَنه معطوف علی منصوب فی بیت قبله و هو: و ما كان ذلك إِلَّا الصَّبا، و إِلَّا عِقاب امْرِئٍ قد أَثِمْ قال: و من خفض النظرة، و هی روایة الأَصمعی، فعلی معنی رُبَّ نظرةٍ. و یقال: زُمٌّ بئر بحفائر سعد بن مالك. و أَنشد بیت أَوس بن حَجَرٍ. التهذیب فی النوادر: كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً، و حَبْكَرْتُهُ حَبْكَرةً، و دَبْكَلْتُه دَبْكلةً، و حَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً، و زَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، و صَرْصَرْته و كَرْكَرْتُه إِذا جمعته و رددت أَطراف ما انتشر منه، و كذلك كَبْكَبْته.

زنم؛ ج12، ص: 275

: زَنَمَتا الأُذن: هنتان تلیان الشحمة، و تقابلان الوَتَرَةَ. و زَنَمَتا الفُوقِ و زُنْمتاه «3». و الأَول أَفصح: أَعلاه و حرفاه. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، و هما شَرَجا الفُوق، و هما ما أَشرف من حرفیه. و المُزَنَّمُ و المُزَلَّمُ: الذی تقطع أُذنه و یترك له زَنَمَةٌ. و یقال: المُزَلَّم و المُزَنَّمُ الكریم. و المُزَنَّمُ من الإِبل: المقطوع طرف الأُذن؛ قال أَبو عبید: و إِنما یفعل ذلك بالكرام منها؛ و التَّزْنیمُ: اسم تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبیت. الأَحمر: من السِّمات فی قطع الجلد الرَّعْلة، و هو أَن یُشَقَّ من الأُذن شی‌ء ثم یترك معلَّقاً، و منها الزَّنَمةُ، و هو أَن تَبِین تلك القطعة من الأُذن، و المُفْضاة مثلها. الجوهری: الزَّنَمَةُ شی‌ء یقطع من أُذن البعیر فیترك معلقاً، و إِنما یفعل ذلك بالكِرام من الإِبل. یقال: بعیر زَنِمٌ و أَزْنَمُ و مُزَنَّم و ناقة زَنِمَةٌ و زَنْماء
(1). قوله [لزمزم اثنا عشر إِلخ] هكذا بالأَصل و بهامشه تجاهه ما نصه: كذا رأَیت انتهی. و ذلك لأَن المعدود أَحد عشر (2). قوله [العیكث] كذا هو بالأَصل (3). قوله [و زنمتا الفوق و زنمتاه] كذا هو مضبوط فی الأَصل بضم الزای و سكون النون فی الثانی، و مقتضی القاموس فتح الزای
لسان العرب، ج‌12، ص: 276
و مُزَنَّمَةٌ. و الزَّنَمُ: لغة فی الزَّلَمِ الذی یكون خلف الظِّلْفِ، و‌فی حدیث لقمان: الضائنة الزَّنِمَةُ‌أَی ذات الزَّنَمَةِ، و هی الكریمة، لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها و إِنما یكون ذلك فی المعز؛ قال المُعَلَّی بن حَمّال العبدی: و جاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفایا، یَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوی زَنِیمُ یُفَرِّقُ بینها صَدْعٌ رَباع، له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَریمُ و الخُلْعَةُ: خیار المال. و الزَّنِیمُ: الذی له زَنَمَتان فی حلقه، و قیل: المُزَنَّمُ صغار الإِبل، و یقال: المُزَنَّمُ اسم فحل؛ و قول زهیر: فأَصْبَحَ یَجرِی فیهمُ، من تِلادِكُمْ، مَغانم شَتَّی من إِفالٍ مُزَنَّمِ قال ابن سیدة: هو من باب السِّمام المُزْعِف و الحِجال المُسَجَّف لأَن معنی الجماعة و الجمع سواء، فحمل الصفة علی الجمع، و رواه أَبو عبیدة: من إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِلیه كأَنه من إِضافة الشی‌ء إِلی نفسه. و قوله تعالی: عُتُلٍّ بَعْدَ ذٰلِكَ زَنِیمٍ؛ قیل: موسوم بالشر لأَن قطع الأُذن وَسْمٌ. و زَنَمَتا الشاة و زُنْمتها «4»: هنة معلقة فی حَلْقها تحت لِحْیتها، و خص بعضهم به العنز، و النعت أَزْنَمُ، و الأُنْثی زَلْماء و زَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلیّ یهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن المُنْذِرِ: تَرَكْتَ بنی ماء السماءِ و فِعْلَهُمْ، و أَشْبَهْتَ تَیْساً بالحِجازِ مُزَنَّما و لَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلَّا بصالحٍ، فإِنَّ له عِنْدی یُدِیّاً و أَنْعُما قال: و من كلام بعض فِتْیانِ العرب یَنْشُدُ عَنْزاً فی الحَرَمِ: كأَنَّ زَنَمَتَیْها تَتْوا قُلَیْسِیَّة. اللیث: و زَنَمتا العنز من الأُذن. و الزَّنَمَةُ أَیضاً: اللحمة المُتَدَلِّیَةُ فی الحلق تسمی ملاده «5». و الزَّنِیمُ: ولد العَیْهَرَةِ. و الزَّنِیمُ أَیضاً: الوكیل. و الزُّنْمةُ: شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة. و الزَّنَمةُ: نَبْتَة سُهَیلیة تنبت علی شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق و هی من شر النبات؛ و قال أَبو حنیفة: الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال: و لا أَحفظ لها عنهم صفة. و الأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدهر المعلَّق به البلایا، و قیل: لأَن البلایا مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، و قیل: هو الشدید المرّ، و قد تقدم عامة ذلك فی ترجمة زلم. و یقال: أَوْدی به الأَزْلَمُ الجَذَعُ و الأَزْنَمُ الجَذَعُ؛ قال رؤبة یصف الدهر: أَفْنی القُرونَ و هو باقی زَنَمَهْ و أَصل الزَّنَمَةِ العلامة. و الزَّنِیمُ: الدَّعِیُّ. و المُزَنَّمُ: الدَّعیُّ؛ قال: و لكنَّ قَوْمی یَقْتنون المُزَنَّما أَی یستعبدونه؛ قال أَبو منصور: قوله فی المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِیُّ و إِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكریم الذی جعل له زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ،
(4). قوله [و زنمتها] كذا هو مضبوط فی الأَصل بضم فسكون (5). قوله [تسمی ملاده] كذا هو فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 277
و أَما الدَّعِیُّ فهو الزَّنِیمُ، و فی التنزیل العزیز: عُتُلٍّ بَعْدَ ذٰلِكَ زَنِیمٍ؛ و قال الفراء: الزَّنِیمُ الدَّعِیُّ المُلْصَقُ بالقوم و لیس منهم، و قیل: الزَّنِیمُ الذی یُعْرَفُ بالشر و اللُّؤْم كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها. و الزَّنَمَتانِ: المعلقتان عند حُلوق المِعْزَی، و هو العبد زُنْماً و زَنْمَةَ و زُنْمَةً و زَنَمَةً و زُنَمَةً أَی قَدُّه قَدُّ العبد. و قال اللحیانی: هو العبد زُنْمَةً و زَنْمَةً و زَنَمَةً و زُنَمَةً أَی حَقّاً. و الزَّنِیمُ و المُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ فی قوم لیس منهم لا یحتاج إِلیه فكأَنه فیهم زَنَمَةٌ؛ و منه قول حَسَّان: و أَنت زَنِیمٌ نِیطَ فی آلِ هاشِمٍ، كما نِیطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ و أَنشد ابن بری للخَطِیم التمیمی، جاهلی: زَنِیمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِیادةً، كما زِیدَ فی عَرْضِ الأَدِیمِ الأَكارِعُ وجدت حاشیة صورتها: الأَعْرَفُ أَن هذا البیت لحَسَّان؛ قال: و‌فی الكامل للمبرد روی أَبو عبید و غیره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالی عُتُلٍّ بَعْدَ ذٰلِكَ زَنِیمٍ: ما الزَّنِیمُ؟ قال: هو الدَّعِیُّ المُلْزَقُ، أَ ما سمعت قول حَسَّان بن ثابت: زَنِیمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِیادةً، كما زِیدَ فی عَرْضِ الأَدِیمِ الأَكارِعُ و‌ورد فی الحدیث أَیضاً: الزَّنِیمُ و هو الدَّعِیُّ فی النَّسَب؛ و‌فی حدیث علی و فاطمة، علیهما السلام: بِنْتُ نَبیٍّ لیس بالزَّنِیمِ و زُنّیْمٌ و أَزْنَمُ: بطنان من بنی یَرْبوعٍ. الجوهری: و أَزْنَمُ بطن من بنی یَرْبُوعٍ؛ و قال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّیْبانیّ: فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَیْداً و أَزْنَمَا و قال ابن الأَعرابی: بنو أَزْنَمَ بن عُبَیْد بن ثَعْلبَةَ بن یَرْبُوعٍ، و الإِبل الأَزْنَمِیَّةُ منسوبة إِلیهم؛ و أَنشد: یَتْبَعْنَ قَیْنَیْ أَزْنَمِیٍّ شَرْجَبِ، لا ضَرَع السِّنِّ و لم یُثَلَّبِ یقول: هذه الإِبل تَرْكَبُ قَیْنَیْ هذا البعیر لأَنه قُدَّام الإِبل. و ابن الزُّنَیْمِ، علی لفظ التصغیر: من شعرائهم.

زنكم؛ ج12، ص: 277

: الزَّنْكَمَةُ: الزَّكْمَةُ.

زهم؛ ج12، ص: 277

: الزُّهُومَةُ: ریح لحم سمین منتن. و لحم زَهِمٌ: ذو زُهُومة. الجوهری: الزُّهُومةُ، بالضم، الریح المنتنة. و الزَّهَمُ، بالتحریك: مصدر قولك زَهِمَتْ یدی، بالكسر، من الزُّهومةِ، فهی زَهِمَةٌ أَی دَسِمَةٌ. و الزَّهِمُ: السمین. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: و تَجْأَی الأَرضُ من زَهَمِهِمْ؛ أَراد أَن الأَرض تُنْتِنُ من جِیَفِهِم. و وجدت منه زُهُومةً أَی تَغَیُّراً. و الزُّهْمُ: الریح المنتنة. و الشحم یسمی زُهْماً إِذا كان فیه زُهُومةٌ مثل شحم الوحْشِ. قال الأَزهری: الزُّهومةُ عند العرب كراهة ریح بلا نَتْنٍ أَو تَغَیُّرٍ، و ذلك مثل رائحة لحمٍ غَثٍّ أَو رائحة لحم سَبُعٍ أَو سمكةٍ سَهِكَةٍ من سَمَكِ البحار، و أَما سمك الأَنهار فلا زُهُومة لها. و فی النوادر: یقال: زَهِمْتُ زُهْمَةً و خَضِمْتُ خُضْمَةً و غَذِمْتُ غُذْمةً بمعنی لَقِمْتُ لُقْمَة؛ و قال:
لسان العرب، ج‌12، ص: 278
تَمَلَّئی من ذلك الصَّفِیحِ، ثم ازْهَمِیهِ زَهْمَةً فَرُوحِی قال الأَزهری: و رواه ابن السكیت: أَلا ازْحَمِیهِ زَحْمَةً فَرُوحی عاقبت الحاء الهاء. و الزُّهْمَةُ، بالضم: الشحم؛ قال أَبو النجم یصف الكلب: یَذْكُرُ زُهْمَ الكَفَل المَشْروحا قال ابن بری: أَی یتذكر شحم الكفَلِ عند تَشرِیحه، قال: و لم یصف كلباً كما ذكر الجوهری و إِنما وصف صائداً من بنی تمیم لَقِیَ وَحْشاً؛ و قبله: لاقَتْ تَمِیماً سامعاً لَمُوحَا، صاحبَ أَقْناص بها مَشْبوحَا و من هذا یقال للسمین زَهِمٌ، و خصَّ بعضهم به شَحْم النعام و الخیل. و الزُّهْمُ و الزَّهَمُ: شحم الوحش من غیر أَن یكون فیه زُهُومة، و لكنه اسم له خاص، و قیل: الزُّهْمُ لما لا یَجْتَرُّ من الوحش، و الوَدَكُ لما اجْتَرَّ، و الدَّسَمُ لما أَنبتت الأَرضُ كالسِّمْسِمِ و غیره. و زَهِمَتْ یدُه زَهَماً، فهی زَهِمَةٌ: صارت فیها رائحة الشحم. و الزَّهَمُ: باقی الشحم فی الدابة و غیرها. و الزَّهِمُ: الذی فیه باقی طِرْقٍ، و قیل: هو السمین الكثیر الشحم؛ قال زهیر: القائدُ الخَیْلَ، مَنْكوباً دَوابِرُها، منها الشَّنُونُ، و منها الزاهِقُ الزَّهِمُ و زَهَمَ العَظمُ و أَزْهَمَ: أَمَخَّ. و الزُّهْمُ: الذی یخرج من الزَّباد من تحت ذَنَبه فیما بین الدُّبُر و المَبالِ. أَبو سعید: یقال بینهما مُزاهمةٌ أَی عداوة و مُحاكَّةٌ. و المُزاهَمة: القُرْب. ابن سیدة: و المُزاهَمَةُ المُقاربةُ و المداناة فی السیر و البیع و الشراء و غیر ذلك. و أَزْهَمَ الأَربعین أَو الخمسین أَو غیرها من هذه العُقود: قرب منها و داناها، و قیل: داناها و لَمّا یَبْلُغْها. ابن الأَعرابی: زاحَمَ الأَربعین و زاهَمَها، و فی النوادر: زَهَمْتُ فلاناً عن كذا و كذا أَی زجرته عنه. أَبو عمرو: جمل مُزاهِمٌ. و المُزاهِمَةُ: الفُرُوط العَجِلةُ لا یكاد یدنو منه فرس إِذا جُنِبَ إِلیه، و قد زاهَمَ مُزاهَمَةً و أَزْهَمَ إِزهاماً؛ و أَنشد أَبو عمرو: مُسْتَرْعِفات بخدَبٍّ عَیْهام، مُرَوْدَكِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعام، للسَّابِق التَّالی قلیلِ الإِزْهام أَی لا یكاد یدنو منه الفرس المجنوب لسرعته؛ قال: و المُزاهِمُ الذی لیس منك ببعید و لا قریب؛ و قال: غَرْبُ النَّوَی أَمْسی لها مُزاهِما، من بَعْدِ ما كان لها مُلازِمَا فالمُزاهِمُ: المُفارق هاهنا؛ و أَنشد أَبو عمرو: حَمَلَتْ به سَهواً فَزاهَمَ أَنْفَهُ، عند النِّكاح، فَصِیلُها بمَضِیقِ و المُزاهَمَةُ: المُداناة، مأْخوذ من شَمِّ ریحه. و زَهْمان و زُهْمان: اسم كلب؛ عن الرِّیاشِیِّ. و من أَمثالهم: فی بطن زَهْمان زادُهُ؛ یقال ذلك إِذا اقتسم قوم مالًا أَو جَزُوراً فأَعطوا رجلًا منها حَظَّه أَو أَكل معهم ثم جاء بعد ذلك فقال أَطْعِمونی، أَی قد أَكلت و أَخذتَ حظك، و قیل: یضرب مثلًا للرجل یُدْعَی إِلی الغداء و هو شبعان، قال: و رجل زُهمانیٌّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 279
إِذا كان شبعان؛ و قال ابن كَثْوَةَ: یُضْرَبُ هذا المَثَلُ للرجل یَطْلب الشی‌ء و قد أَخذ نصیبه منه، و ذلك أَن رجلًا نحر جَزوراً فأَعطی زَهْمانَ نصیباً، ثم إِنه عاد لیأْخذ مع الناس فقال له صاحب الجَزُور هذا. و زُهام و زُهْمان: موضعان.

زهدم؛ ج12، ص: 279

: الزَّهْدَمُ و زَهْدَمٌ: الصَّقْرُ، و یقال فَرْخُ البازی، و به سمی الرجل. و زَهْدَمٌ: اسم. و الزَّهْدَمانِ: زهْدَمٌ و كَرْدَمٌ. و زَهْدَمُ: اسم فرس، و فارِسُه یقال له: فارسُ زَهْدَم. قال ابن بری: زَهْدَم اسم لفرس لسُحَیْم بن وَثِیلٍ؛ و فیه یقول ابنه جابر: أَقول لهم بالشِّعْبِ، إِذْ یَیْسِرُونَنی: أَ لم تَعْلَموا أَنی ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ؟ و الزَّهدمانِ: أَخوان من بنی عبسٍ؛ قال ابن الكلبی: هما زَهْدَمٌ و قیس ابْنا حزن بن وَهْبِ بن عُوَیْر بن رَواحة بن رَبِیعةَ بن مازِنِ بن الحَرِثِ بن قُطَیْعَةَ بن عَبْس بن بَغِیضٍ، و هما اللذان أَدركا حاجِبَ بن زُرارَةَ یوم جَبَلَةَ لیَأْسِراه فغَلَبَهُما علیه مالك ذو الرُّقَیْبَةِ القُشَیْرِیّ؛ و فیهما یقول قَیْسُ بن زُهَیْرٍ: جَزانی الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ، و كُنْتُ المَرْءَ یُجْزی بالكَرامَهْ قال أَبو عبیدة: هما زَهْدَمٌ و كَرْدَمٌ؛ قال ابن بری فی الزَّهْدَمانِ: قال أَبو عبید ابْنا جَزْءٍ، و قال علی بن حمزة: ابنا حَزْنٍ. و زَهْدَمٌ: من أَسماء الأَسد.

زهزم؛ ج12، ص: 279

: الزَّهْزَمَةُ: الصوت مثل الزَّمْزَمَةِ؛ قال الأَعشی: له زَهْزَمٌ كالغَنِّ.

زوم؛ ج12، ص: 279

: ابن الأَعرابی: زامَ الرجلُ إِذا مات. و الزَّویمُ: المجتمع من كل شی‌ء.

زیم؛ ج12، ص: 279

: الزیِّمةُ: القطعة من الإِبل أَقلها البعیرانِ و الثلاثةُ و أَكثرها الخمسةَ عَشَرَ و نحوها. و تَزَیَّمَت الإِبلُ و الدواب: تفرقت فصارت زِیَماً؛ قال: و أَصبحتْ بعاشِمٍ و أَعْشَما، تَمْنَعُها الكَثْرَةُ أَن تَزَیَّما و لحم زِیَمٌ: مُتَعَضِّلٌ متفرق لیس بمجتمع فی مكان فیَبْدُنَ؛ قال زهیر: قد عُولِیَتْ، فهی مَرْفُوع جَواشِنُها علی قَوائِمَ عوجٍ، لحمها زِیَمُ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: عَرَكْرَكَةٌ ذات لَحْمٍ زِیَمْ قال: و قال ابن خالویه زِیَمٌ ضیِّق؛ و أَنشد للنابغة: باتَتْ ثَلاثَ لیالٍ ثم واحدةً، بذی المَجازِ، تُراعی مَنْزِلًا زِیَما و تَزَیَّمَ: صار زِیَماً، و قیل فی قول النابغة … منزلًا زِیَماً أَی مُتَفَرِّقَ النبات، و قیل: أَراد تتفرق عنه الناس، و أَراد بثلاث لیالٍ أَیام التَّشْریق ثم نَفَرَت واحدة إِلی ذی المَجازِ؛ قال السیرافی: أَصله فی اللحم فاستعاره؛ و فی خطبة الحجاج: هذا أَوانُ الحَرْبِ فاشْتَدّی زِیَمْ قال: هو اسم ناقة أَو فرس و هو یخاطبها یأْمرها بالعَدْوِ، و حرف النداء محذوف؛ و فی قَصِیدِ كَعْبِ بن زهیر:
لسان العرب، ج‌12، ص: 280
سُمْرُ العُجایاتِ یَتْرُكْنَ الحَصی زِیَماً، لم یَقِهِنَّ رؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِیلُ الزِّیَمُ: المتفرق، یصف شدة وطئها أَنه یُفَرِّقُ الحَصی. و زِیَمُ: اسم فرس جابر بن حُنَیْنٍ «1»؛ قال: و إِیاها عنی الراجز بقوله: هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشتدّی زِیَمْ الجوهری: زِیَمُ اسم فرس لا ینصرف للمعرفة و التأْنیث. و زِیَم: متفرقة. و الزِّیَمُ: الغارة كأَنه یخاطبها. و مررت بمنازل زِیَمٍ أَی متفرقة. و بعیر أَزْیَمُ: لا یَرْغُو. و الأَزْیَمُ: جبل بالمدینة. الأَحمر: بعیر أَزْیَمُ و أَسْجَمُ، و هو الذی لا یَرْغُو. قال شمر: الذی سمعت بعیر أَزْجَمُ، بالزای و الجیم، قال: و لیس بین الأَزْیَمِ و الأَزْجَم إِلَّا تحویل الیاء جیماً، و هی لغة فی تمیم معروفة؛ قال و أَنشدنا أَبو جعفر الهُذَیْمِیّ و كان عالماً: من كلِّ أَزْیَمَ شائِكٍ أَنْیابه، و مُقَصِّفٍ بالهَدْرِ كیف یَصُولُ و یروی: من كل أَزْجَمَ …؛ قال أَبو الهیثم: و العرب تجعل الجیم مكان الیاء لأَن مخرجیهما من شَجْرِ الفم، و شَجْرُ الفم الهواء، و خرق الفم الذی بین الحَنَكَین. ابن الأَعرابی: الزِّیزیمُ صوت الجن باللیل. قال: و میم زیزیم مثل دال زَیْدٍ یجری علیها الإِعراب؛ قال رؤبة: تَسْمَعُ للجِنِّ بها زِیزیما

زیغم؛ ج12، ص: 280

: التهذیب: یقال للعین العَذْبة عین عَیْهَم، و للعین المالحة عین زَیْغَمٌ.

فصل السین المهملة؛ ج12، ص: 280

سأم؛ ج12، ص: 280

: سَئِمَ الشی‌ءَ و سَئِمَ منه و سَئِمْتُ منه أَسْأَمُ سَأَماً و سَأْمَةً و سَآماً و سَآمةً: مَلَّ؛ و رجل سَؤُومٌ و قد أَسْأَمَهُ هو. و‌فی الحدیث: إِن الله لا یَسْأَمُ حتی تَسْأَمُوا.قال ابن الأَثیر: هذا مثل‌قوله لا یَمَلُّ حتی تَمَلُّوا، و هو الروایة المشهورة. و السآمةُ: المَلَلُ و الضَّجَرُ. و‌فی حدیث أُم زَرْعٍ: زَوْجی كَلَیْلِ تِهامة لا قُرٌّ و لا سَآمة‌أَی أَنه طَلْقٌ معتدِل فی خُلُوِّه من أَنواع الأَذی و المكروه بالحر و البرد و الضَّجَر أَی لا یَضْجَرُ منی فَیَمَلّ صحبتی. و‌فی حدیث عائشة: أَن الیهود دخلوا علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقالوا: السَّأْمُ علیك فقالت عائشة: علیكم السَّأْمُ و الذَّأْمُ و اللعنة‌قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة مهموزاً من السَّأْم، و معناه أَنكم تَسْأَمون دِینكم، و المشهور فیه ترك الهمز و یعنون به الموت، و هو مذكور فی موضعه، و الله أَعلم.

سأسم؛ ج12، ص: 280

: السَّأْسَمُ: شجرة یقال لها الشِّیزُ؛ قال أَبو حاتم: هو السَّاسَمُ، غیر مهموز، و سنذكره.

ستهم؛ ج12، ص: 280

: الجوهری: السُّتْهُمُ الأَسْتَهُ، و المیم زائدة.

سجم؛ ج12، ص: 280

: سَجَمَتِ العین الدمع و السحابةُ الماء تَسْجِمُه و تَسْجُمُه سَجْماً و سُجُوماً و سَجَماناً: و هو قَطَران الدمع و سَیَلانه، قلیلًا كان أَو كثیراً، و كذلك الساجِمُ من المطر، و العرب تقول دَمْعٌ ساجِمٌ. و دمع مَسْجوم: سَجَمَتْه العین سَجْماً، و قد أَسْجَمَه و سَجَّمَه. و السَّجَمُ: الدمع. و أَعْیُنٌ سُجُومٌ: سَواجِمُ؛ قال القطامی یصف الإِبل بكثرة أَلبانها: ذَوارِفُ عَیْنَیْها من الحَفْلِ بالضُّحی، سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ
(1). قوله [ابن حنین] هكذا فی الأَصل، و الذی فی القاموس: ابن حبی
لسان العرب، ج‌12، ص: 281
و كذلك عین سَجُوم و سحاب سَجُوم. و انْسَجَمَ الماءُ و الدمع، فهو مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَی انصب. و سَجَّمَتِ السحابة مطرها تَسْجِیماً و تَسْجاماً إِذا صَبَّتْه؛ قال: … دائماً تَسجامها «1» و فی شعر أَبی بكر: فدَمْعُ العین أَهْوَنُه سِجامُ سَجَمَ العینُ و الدمعُ الماءَ یَسْجُمُ سُجُوماً و سِجاماً إِذا سال و انْسَجَمَ. و أَسْجَمَتِ السحابة: دام مطرها كأَثجَمَتْ؛ عن ابن الأَعرابی. و أَرض مَسْجومة أَی ممطورة. و أَسْجَمَتِ السماءُ: صَبَّت مثل أَثْجَمَتْ. و الأَسْجَمُ: الجمل الذی لا یَرْغُو. و بعیر أَسْجَم: لا یرغو، و قد تقدم فی زیم. و السَّجَمُ: شجر له ورق طویل مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذو عرض تشبَّه به المَعابِلُ؛ قال الهذلی یصف وَعِلًا: حتی أُتِیحَ له رامٍ بِمُحْدَلَةٍ جَشْ‌ءٍ، و بِیضٍ نَواحِیهِنَّ كالسَّجَم و قیل: السَّجَمُ هنا ماء السماء، شَبّه الرماح فی بیاضها به. و السَّاجُوم: صِبْغٌ. و ساجوم و السَّاجوم: موضع؛ قال إمرؤ القیس: كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْیاً مُصَوَّرا

سحم؛ ج12، ص: 281

: السَّحَمُ و السُّحام و السُّحْمَةُ: السواد، و قال اللیث: السّحْمَةُ سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ، و كل أَسود أَسْحَمُ. و‌فی حدیث الملاعنة: إِن جاءت به أَسْحَمَ أَحْتَمَ؛ هو الأَسود. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: و عنده امرأَة سَحْماء‌أَی سوداء، و قد سمی بها النساء، و منه شَرِیكُ بن سَحْماء صاحب اللعان؛ و نَصِیٌّ أَسْحَمُ إِذا كان كذلك، و هو مما تبالِغُ به العرب فی صفة النَّصِیّ، كما یقولون صِلِّیانٌ جَعْدٌ و بُهْمَی صَمْعاء، فیبالغون بهما، و السَّحْماء: الاست للونها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَذُبُّ بسَحْماوَیْنِ لم تَتَفَلَّلا، وحَا الذِّئْبِ عن طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلی ثم فسرهما فقال: السَّحْماوان هما القَرْنانِ، و أَنث علی معنی الصِّیصِیَتَیْنِ كأَنه یقول بصِیصِیَتَینِ سَحْماوَیْنِ، و وحا الذئب: صوته؛ و الطَّفْلُ: الظبی الرَّخْصُ، و المَناسِم للإِبلِ فاستعاره للظبی، و مُخْلٍ: أَصاب خَلاءً، و الإِسْحِمانُ: الشدید الأُدْمَةِ «2». و السَّحَمَةُ: كَلأَ یشبه السَّخْبَرَة أَبیض ینبت فی البِراقِ و الإِكامِ بنجد، و لیست بعُشبٍ و لا شجر، و هی أَقرب إِلی الطَّریفة و الصِّلِّیانِ، و الجمع سَحَمٌ؛ قال: و صِلِّیانٍ و حَلِیٍّ و سَحَمْ و قال أَبو حنیفة: السَّحَمُ ینبت نبت النَّصیِّ و الصِّلِّیان و العَنْكَثِ إِلا أَنه یطول فوقها فی السماء، و ربما كان طولُ السَّحَمَةِ طولَ الرجل و أَضخم، و السَّحَمَةُ
(1). قوله [دائماً تسجامها] قطعة من بیت للبید و أَورده الصاغانی بتمامه و هو: باتت و أَسبل واكف من دیمة یروی الخمائل دائماً تسجامها (2). قوله [و الإِسحمان الشدید الأَدمة] كذا هو مضبوط فی المحكم بالكسر فی الهمزة و الحاء، و ضبطه شارح القاموس فی المستدركات بضمهما
لسان العرب، ج‌12، ص: 282
أَغلَظها أَصلًا؛ قال: أَلا ازْحَمِیهِ زَحْمَةً فَرُوحی، و جاوِزِی ذا السَّحَمِ المَجْلُوحِ و قال طَرَفة: خَیرُ ما تَرْعَونَ من شَجَرٍ یابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ ابن السكیت: السَّحَمُ و الصُّفار نبتان؛ و أَنشد للنابغة: إِن العُرَیْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا، ما كان من سَحَمٍ بها و صُفارِ و السَّحْماءِ مثله. و بنو سَحْمَةَ: حیّ. و الأُسْحُمانُ: ضرب من الشجر؛ قال: و لا یَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ تُلْقَی الدَّواهِی حوله، و یَسْلَمُ و إِسْحِمان و الإِسْحِمان: جبل بعینه، بكسر الهمزة و الحاء؛ حكاه سیبویه، و زعم أَبو العباس أَنه الأُسْحُمان، بالضم؛ قال ابن سیدة: و هذا خطأ إِنما الأُسْحُمانُ ضرب من الشجر، و قیل: الإِسْحِمانُ الأَسود «1»، و هذا خطأٌ لأَن الأَسود إِنما هو الأَسْحَمُ؛ الجوهری: الأَسْحَمُ فی قول زهیر: نَجاءٌ مُجِدّ، لَیْس فیه وَتِیرَةٌ، و تَذْبِیبُها عنه بأَسْحَمَ مِذْوَدِ بقَرْنٍ أَسْود؛ و فی قول النابغة: عَفا آیَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مع الصَّبَا، بأَسْحَمَ دانٍ، مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ «2». هو السحاب، و قیل: السحاب الأَسود. و یقال للسحابة السوداء سَحْماء؛ و الأَسْحَمُ فی قول الأَعشی: رَضیعَیْ لِبانِ ثَدْیِ أُمٍّ، تَحالَفَا بأَسْحَمَ داجٍ: عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ یقال: الدَّمُ تُغْمَسُ فیه الید عند التحالف، و یقال: بالرَّحِمِ، و یقال: بسواد حَلَمَة الثَّدْیِ، و یقال: بِزِقِّ الخمر، و یقال: هو اللیل. و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی الله عنه: قال له رجل احْمِلْنی و سُحَیْماً؛ هو تصغیر أَسْحَمَ و أَرادَ به الزِّقَّ لأَنه أَسود، و أَوهمه أَنه اسم رجل. ابن الأَعرابی: أَسْحَمَتِ السماء و أَثْجَمَتْ صَبَّتْ ماءها. ابن الأَعرابی: السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ من الحدید، و جمعها سَحَمٌ؛ و أَنشد لطَرَفَة فی صفة الخیل: مُنْعَلات بالسَّحَمْ قال: و السُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد. و سُحامٌ: موضع. و سُحَیمٌ و سُحامٌ: من أَسماء الكلاب؛ قال لبید: فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ، فضُرِّجَتْ بِدَمٍ، و غُودِرَ فی المَكَرِّ سُحامُها

سخم؛ ج12، ص: 282

: السَّخَمُ: مصدر «3» السَّخِیمَةِ، و السَّخِیمةُ الحِقْدُ و الضَّغِینةُ و المَوْجِدةُ فی النفس؛ و‌فی الحدیث: اللهمّ اسْلُلْ سَخِیمَةَ قلبی، و‌فی حدیث آخر: نعوذ بك من السَّخِیمَةِ؛ و منه‌حدیث الأَحْنَفِ: تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ و السَّخائِمُ‌أَی الحُقُودُ، و هی جمع سَخِیمةٍ. و‌فی حدیث: من سَلَّ
(1). قوله [و قیل الإِسحمان الأَسود إِلخ] هكذا فی المحكم مضبوطاً (2). قوله [صوب الجنوب] الذی فی التكملة ریح الجنوب، و قوله [بأسحم] هكذا هو فی الجوهری و فی دیوان زُهیر و قال الصاغانی: صوابه و أَسحم، بالواو، و رفع أَسحم عطفاً علی ریح (3). قوله [السخم مصدر] هكذا هو مضبوط فی الأَصل بالتحریك، و فی نسخة المحكم بالفتح
لسان العرب، ج‌12، ص: 283
سَخِیمَتَهُ علی طریق من طُرُق المسلمین لعنه الله، یعنی الغائط و النَّجْوَ. و رجل مُسَخَّم: ذو سَخِیمَة، و قد سَخَّمَ بصدره. و السُّخْمَةُ: الغضب، و قد تَسَخَّمَ علیه. و السُّخامُ من الشَّعَرِ و الریش و القطن و الخَزِّ و نحو ذلك: اللیّن الحَسَن؛ قال یصف الثَّلْجَ: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَیادی غُزَّلِ قال ابن بری: الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّی الطُّهَویّ، و صوابه یصف سَراباً لأَن قبله: و الآلُ فی كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ شبه الآل بالقطن لبیاضه، و الأَنجل: الواسع، و یقال: هو من السواد، و قیل: هو من ریش الطائر ما كان لَیِّناً تحت الریش الأَعلی؛ واحدته سُخامَةٌ، بالهاء. و یقال: هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَیِّنَ المَسِّ مثل الخَزِّ. و ریش سُخامٌ أَی لیّن المس رقیق، و قطن سُخامٌ، و لیس هو من السواد؛ و قول بشر بن أَبی خازم: رَأَی دُرَّةً بَیْضاءَ یُحْفِلُ لَونَها سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِیرِ، مُقَصَّبُ السخامُ: كل شی‌ء لیِّن من صوف أَو قطن أَو غیرهما، و أَراد به شعرها. و خَمْر سُخامٌ و سُخامِیَّةٌ: لینة سَلِسةٌ؛ قال الأَعشی: فبِتُّ كأَنی شارِبٌ، بعد هَجْعَةٍ، سُخامِیَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما قال الأَصمعی: لا أَدری إِلی أَیّ شی‌ء نُسِبَتْ؛ و قال أَحمد بن یحیی: هو من المنسوب إِلی نفسه. و حكی ابن الأَعرابی: شرابٌ سُخامٌ و طعام سُخامٌ لیّن مُسْتَرْسل، و قیل: السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ، و السُّخامِیّ من الخمر الذی یضرب إِلی السواد، و الأَول أَعلی؛ قال ابن بری: قال علی بن حمزة لا یقال للخمر إِلَّا سُخامِیَّة؛ قال عَوْفُ بن الخَرِعِ: كأَنی اصْطَبَحْتُ سُخامِیَّةً، تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا و قال أَبو عمرو: السَّخِیمُ الماء الذی لیس بحارٍّ و لا بارد؛ و أَنشد لحمل بن حارث المُحارِبیّ: إِن سَخِیمَ الماء لن یَضِیرا، فاعلم، و لا الحازِر، إِلَّا البُورا و السُّخْمَةُ: السواد. و الأَسْخَمُ: الأَسود. و قد سَخَّمْتُ بصدر فلان إِذا أَغضبته و سللت سَخِیمَتَهُ بالقول اللطیف و التَّرَضِّی. و السُّخامُ، بالضم: سواد القِدْر. و قد سَخَّمَ وجهَه أَی سوّده. و السُّخامُ: الفَحْمُ. و السَّخَم: السواد. و‌روی الأَصمعی عن مُعْتَمِرٍ قال: لقیت حِمْیَرِیّاً آخر فقلت ما معك؟ قال: سُخامٌ؛ قال: و السُّخامُ الفحم، و منه قیل: سَخَّمَ اللهُ وجهه أَی سوّده. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، فی شاهد الزُّور: یُسَخَّم وجهه‌أَی یسوَّد. ابن الأَعرابی: سَخَّمْتُ الماء و أَوْغَرْتُه إِذا سخنته.

سدم؛ ج12، ص: 283

: السَّدَمُ، بالتحریك: النَّدَمُ و الحُزْنُ. و السَّدَمُ: الهَمُّ، و قیل: هَمٌّ مع نَدَمٍ، و قیل: غیظ مع حُزْنٍ، و قد سَدِمَ، بالكسر، فهو سادِمٌ و سَدْمان. تقول: رأَیته سادِماً نادِماً، و رأَیته سَدْمان نَدْمان، و قلما یفرد السَّدَمُ من النَّدَمِ، و رجل سَدِمٌ نَدِمٌ. ابن الأَنباری فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 284
قولهم رجل سادمٌ نادِمٌ: قال قوم السادِمُ معناه المتغیر العقل من الغَمّ، و أَصله من قولهم ماء سُدُمٌ. و میاه سُدْمٌ و أَسْدامٌ إِذا كانت متغیرة؛ قال ذو الرمة: أَواجِنُ أَسْدامٌ و بعضٌ مُعَوَّرٌ و قال قوم: السادِمُ الحزین الذی لا یطیق ذَهاباً و لا مَجیئاً، من قولهم بعیر مُسَدَّمٌ إِذا مُنع عن الضِّراب و ما له هَمٌّ و لا سَدَمٌ إِلَّا ذاك. و السَّدَمُ: الحِرْصُ. و السَّدَمُ: اللَّهَجُ بالشی‌ء. و‌فی الحدیث: من كانت الدنیا هَمَّه و سَدَمَهُ جعل الله فقره بین عینیه؛ السَّدَمُ: الولوع بالشی‌ء و اللَّهَجُ به. و فحل سَدَمٌ و سَدِمٌ مَسْدوم و مُسَدَّمٌ: هائج، و قیل: هو الذی یُرْسَلُ فی الإِبل فَیَهْدِرُ بینها، فإِذا ضَبَعَتْ أُخْرِجَ عنها استهجاناً لنَسْله، و قیل: المَسْدُومُ و المُسَدَّمُ المَمْنوع من الضراب بأَیّ وجه كان. و المُسَدَّمُ: من فحول الإِبل. و السَّدِمُ: الذی یُرْغَبُ عن فِحْلَتِهِ فیحال بینه و بین أُلّافهِ و یُقَیَّدُ إِذا هاج، فیرعی حوالَی الدار، و إِن صال جعل له حِجامٌ یمنعه عن فتح فمه؛ و منه قول الولید بن عقبة: قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّی، تُهَدِّرُ، فی دِمَشْقَ، و ما تَریمُ و قال ابن مقبل: و كلُّ رَباعٍ، أَو سَدیسٍ مُسَدَّمٍ یَمُدُّ بِذِفْری حُرَّةٍ و جِرانِ و یقال للبعیر إِذا دَبِرَ ظهره فأُعْفِیَ من القَتَبِ حتی صلح دَبَرُهُ مُسَدَّمٌ أَیضاً؛ و إِیاه عنی الكُمَیْتُ بقوله: قد أَصْبَحَتْ بك أَحْفاضِی مُسَدَّمَةً، زُهْراً بلا دَبَرٍ فیها، و لا نَقَبِ أَی أَرَحْتَها من التعب فابْیَضَّتْ ظهورها و دَبَرُها و صلحت. و الأَحْفاضُ: جمع حَفَضٍ و هو البعیر الذی یحمل علیه خُرْثِیُّ المتاع و سَقَطُه. و قال أَبو عبیدة: بعیر سَدِمٌ و عاشِق سَدِمٌ إِذا كان شدید العشق. و یقال للناقة الهَرِمَةِ: سَدِمَةٌ و سَدِرَةٌ و سادَّةٌ و كافَّةٌ. الجوهری: و السَّدِمُ الفحل القِطْیَمُّ الهائج؛قال الولید بن عقبة: كالسَّدِم المُعَنَّی؛ و رجل سَدِمٌ أَی مُغْتاظ. و فَنِیقٌ مُسَدَّمٌ: جعل علی فمه الكِعامُ. و السَّدیمُ: الضَّبابُ الرقیق؛ قال: و قد حالَ رُكْنٌ من أُحامِرَ دونَهُ، كأَنَّ ذُراهُ جُلِّلَتْ بسَدیمٍ و سَدَمَ البابَ: ردَّه «1»؛ عن ابن الأَعرابی. و قد سَطَمْتُ الباب و سَدَمْتُهُ إِذا رددته، فهو مَسْطومٌ و مَسْدومٌ. و ماء سَدَمٌ «2» و سَدِمٌ و سُدُمٌ و سُدُومٌ و سَدومٌ: مندفق، و الجمع أَسْدام و سِدام، و قد قیل: الواحد و الجمع فی ذلك سواء. و مُسَدَّمٌ: كسَدِمٍ؛ قال ذو الرمة: و كائِنْ تَخَطَّتْ ناقتی من مَفازَةٍ إِلیك، و من أَحْواضِ ماء مُسَدَّمِ و قوله: ورَّاد أَسْمالِ المِیاهِ السُّدْمِ، فی أُخْرَیَاتِ الغَبَشِ المِغَمِّ
(1). قوله [و سدم الباب رده] هكذا فی الأَصل و المحكم، و الذی فی التهذیب و التكملة و القاموس: ردمه، و صوب شارحه ما فی المحكم (2). قوله [و ماء سدم إِلخ] هذه عبارة المحكم، و لیس فیها الرابع و هو سدوم بالضم بل هو فی الأَصل فقط مضبوط بهذا الضبط، و قد ذكره شارح القاموس أَیضاً فی المستدركات و ضبطه بالضم
لسان العرب، ج‌12، ص: 285
یكون جمع سَدُومٍ كَرَسُول و رُسْل، و الأَصل فیه التثقیل. و رَكِیَّةٌ سُدْمٌ و سُدُمٌ مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ إِذا ادَّفَنَتْ؛ قال أَبو محمد الفقعسی: یَشْرَبْنَ من ماوانَ ماءً مُرّا، و من سَنامٍ مثْلَهُ، أَو شَرّا، سُدْمَ المَساقی المُرْخِیات صُفْرا قال: و مثله فی السُّدْمِ ما أَنشده الفراء: إِذا ما المِیاهُ السُّدْمُ آضَتْ كأَنها، من الأَجْنِ، حِنَّاءٌ مَعاً و صَبِیبُ و قال الأَخطل: حَبَسُوا المَطِیَّ علی قلیلٍ عَهْدُهُ طامٍ یَعِینُ، و غائر مَسْدُوم و السَّدِیمُ: التَّعَب. و السَّدِیم: السَّدر. و السَّدیمُ: الماء المُنْدِفق. و السَّدیمُ: الكثیر الذِّكْرِ، قال: و منه قوله: لا یَذْكرون الله إِلَّا سَدْما قال اللیث: ماء سُدُمٌ و هو الذی وقعت فیه الأَقْمِشَة و الجَوْلانُ حتی یكاد یندفن، و قد سَدَمَ یَسْدُمُ. و یقال: مَنْهَلٌ سَدُوم فی موضع سُدُمٍ؛ و أَنشد: و مَنْهَلًا ورَدْته سَدُوما و سَدُومُ، بفتح السین: مدینة بحِمْص، و یقال لقاضیها: قاضی سَدُومَ، و یقال: هی مدینة من مدائن قوم لوط كان قاضیها یقال له سَدُوم؛ قال الشاعر: كذلك قَومُ لوطٍ حین أَمْسَوْا كعَصْفٍ، فی سَدُومِهِمُ، رَمیمِ الأَزهری: قال أَبو حاتم فی كتاب المُزال و المُفْسَد إِنما هو سَذُوم، بالذال المعجمة، قال: و الدال خطأٌ؛ قال الأَزهری: و هذا عندی هو الصحیح، و قال ابن بری: ذكر ابن قُتَیْبَةَ أَنه سَذُوم، بالذال المعجمة، قال و المشهور بالدال؛ قال: و كذا روی بیت عمرو ابن دَرَّاكٍ العبدی: و إِنی، إِنْ قَطَعْتُ حِبال قَیْسٍ، و خالَفْتُ المُرُونَ علی تَمیمِ «1»، لأَعْظَمُ فَجْرَةً من ابی رِغالٍ، و أَجْوَرُ فی الحُكومة من سَدُومِ قال: و هذا یحتمل وجهین: أَحدهما أَن تحذف مضافاً تقدیره من أَهل سَدُوم، و هم قوم لُوطٍ فیهم مدینتان و هما سَدُوم و عاموراءُ أَهلكهما الله فیما أَهلكه، و الوجه الثانی أَن یكون سَدُوم اسم رجل، قال: و كذا نقل أَهل الأَخبار، قالوا: كان سَدُوم مَلِكاً فسمیت المدینة باسمه، و كان من أَجور الملوك؛ و أَنشد ابن حمزة بیتی عمرو بن درّاكٍ و البیت الثانی: لأَخْسَرُ صَفْقَةً من شیخٍ مَهْوٍ، و أَجْوَرُ فی الحُكومة من سَدُومِ و نسبهما إِلی ابن دَارَةَ، قالهما فی وقعة مسعود بن عمرو القم «2».

سذم؛ ج12، ص: 285

: الأَزهری: أُهملت السین مع التاء و الذال و الظاء فلم یستعمل من جمیع وجوهها شی‌ء فی مُصاص كلام العرب، و أَما قولهم: هذا قضاء سَذُوم، بالذال، فقد تقدم القول فیه إِنه أَعجمی، و كذلك البُسَّذُ لهذا الجوهر لیس بعربی، و كذلك السَّبَذَةُ فارسی.
(1). قوله [و خالفت المرون] هكذا هو بالأَصل (2). قوله [عمرو القم] هكذا هو بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 286‌

سرم؛ ج12، ص: 286

: روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی أَنه سمع أَعرابیّاً یقول: اللهم ارزقنی ضِرْساً طَحوناً و مَعِدَةً هَضُوماً و سُرْماً نَثُوراً؛ قال ابن الأَعرابی: السُّرْمُ أُمُّ سُوَیْدٍ، و قال اللیث: السُّرْمُ باطن طرف الخَوْرانِ. الجوهری: السُّرْمُ مَخْرَجُ الثُّفْل و هو طرَف المِعی المستقیم، كلمة مولَّدة، و‌فی حدیث علیّ: لا یذهب أَمر هذه الأُمة إِلا علی رجل واسع السُّرْم ضخم البُلعُومِ؛ السُرْمُ: الدُبرُ، و البُلعُومُ: الحلق؛ قال ابن الأَثیر: یرید رجلًا عظیماً شدیداً، و منه قولهم إِذا استعظموا الأَمر و استصغروا فاعله: إِنما یفعل هذا من هو أَوسَعُ سُرْماً منك، قال: و یجوز أَن یرید به أَنه كثیر التَّبْذیر و الإِسراف فی الأَموال و الدماء، فوصفه بسعة المَدْخل و المَخْرج. ابن سیدة: السُّرْمُ حرف الخَوران، و الجمع أَسْرامٌ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِیّ: فی عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَسْرامِها و خص بعضهم به ذوات البَراثِنِ من السباع. ابن الأَعرابی: السَّرَمُ وجع العَوَّاء و هو الدُّبُرُ. و جاءت الإِبل مُتَسَرِّمَةً أَی متقطعة. و غُرَّةٌ مُتَسَرِّمَةٌ: غلظت من موضع و دَقَّتْ من آخر. و السُّرْمانُ: ضرب من الزنابیر أَصفر و أَسود و مُجَزَّعٌ، و فی التهذیب: صُفْرٌ، و منها ما هو مُجَزَّعٌ بحمرة و صفرة و هو من أَخبثها، و منها سُودٌ عِظام، و قیل: السِّرْمانُ العظیم من الیَعاسِیب، و الضم لغة. و السِّرْمان: دُوَیْبَّة كالحَجَل. اللیث: السَّرْمُ ضرب من زجر الكلاب، یقال: سَرْماً سَرْماً إِذا هیجته.

سرجم؛ ج12، ص: 286

: السَّرْجَمُ: الطویل مثل السَّلْجَمِ.

سرطم؛ ج12، ص: 286

: السَّرْطَمُ: الطویل؛ قال عَدِیّ بن زید: كربَاعٍ لاحَهُ تَعْداؤه، سَبِطٍ أَكْرُعُهُ، فیه طَرَقْ، أَصْمَعِ الكَعْبَیْنِ، مَهْضومِ الحَشی، سَرْطَمِ اللَّحْیَیْنِ، مَعّاجٍ تَئِقْ و رجل سرْطَمٌ و سُرْطوم و سُراطِمٌ: طویل. و السَّرْطَمُ: البلعوم لسعته. و السَّرْطَم و السِّرْطِمُ: الواسع الحلق السریع البَلْعِ، و قیل: الكثیر الابتلاع مع جسم و خَلْقٍ، و قیل: هو الذی یبتلع كل شی‌ء، و هو ثلاثی عند الخلیل. و السِّرْطِمُ: البَیِّنُ الأَقوال من الرجال فی كلامه، و قیل: هو الذی یبتلع كل شی‌ء، و قد تقدم فی سرط لأَن بعضهم یجعل المیم زائدة.

سسم؛ ج12، ص: 286

: السَّاسَمُ، بالفتح: شجر أَسود.و فی وصیته لعیاش بن أَبی ربیعة: و الأَسود البَهِیم كأَنه من ساسَمٍ؛ قیل: هو شجر أَسود، و قیل: هو الآبَنُوس. قال أَبو حاتم: و الساسَمُ، غیر مهموز، شجر یتخذ منه السهامُ؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ: إِذا شاء طالَعَ مَسْجُورَةً، تَری حَوْلَها النَّبْعَ و السَّاسَما و قال أَبو حنیفة: هو من شجر الجبال و هو من العُتُق التی یتخذ منها القِسِیُّ، قال: و زعم قوم أَنه الآبنوس، و قال آخرون: هو الشِّیزُ، قال: و لیس واحد من هذین یصلح للقِسِیِّ. ابن الأَعرابی: السَّاسَمُ شجرة تُسَوَّی منها الشِّیزی؛ قال الشاعر: ناهَبْتها القومَ علی صُنْتُعٍ أَجْرَبَ، كالقِدْح من السَّاسَم
لسان العرب، ج‌12، ص: 287‌

سطم؛ ج12، ص: 287

: سَطَمَ البابَ: ردّه كَسَدَمَهُ. و السَّطْم و السِّطامُ: حَدّ السیف. و‌فی الحدیث: العرب سِطامُ الناس‌أَی هم فی شوكتهم و حِدَّتهم كالحدّ من السیف. و سُطُمَّةُ البحر و الحسَب و أُسْطُمَّتُهُ و أُسْطُمهُ: وسطه و مجتمعه؛ قال رؤبة: وصَلْتُ من حَنْظَلةَ الأُسْطُمَّا «3». و روی … الأُصْطُمَّا، بالصاد، بمعناه، و الجمع الأَساطِمُ، و الأُطْسُمَّةُ مثله، علی القلب، قال: و تمیم تقول أَساتِم، تعاقب بین الطاء و التاء فیه. و الأُسْطُمُّ: مجتمع البحر. و أُسْطُمَّةُ كلّ شی‌ء: معظمه. و هو فی أُسْطُمَّةِ قومه أَی فی سِرِّهم و خیارهم؛ عن یعقوب، و قیل: فی وسطهم و أَشرافهم، و قال الأَصمعی: هو إِذا كان وسطاً فیهم مُصاصاً. و الإِسطامُ: القطعة من الشی‌ء. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: من قضَیْتُ له بشی‌ء من حق أَخیه فلا یأْخُذَنَّه فإِنما أَقْطَعُ له سِطاماً من النار‌أَی قطعة منها، و‌یروی إِسْطاماً، و هما الحدیدة التی تحرك بها النار و تُسْعَرُ أَی أَقطع له ما یُسْعِرُ به النارَ علی نفسه و یُشْعِلُها، أَو أَقْطعُ له ناراً مُسَعَّرَة، و تقدیره: ذات إِسْطامٍ؛ قال الأَزهری: ما أَدْری أَ عَجَمِیَّةٌ هی أَم أَعجمیة عُرّبَتْ «4»، و یقال للحدیدة التی تُحْرَثُ بها النار سِطامٌ و إِسْطامٌ إِذا فُطِح طرفها. ابن الأَعرابی: یقال لسداد القِنِّینَة العِذامُ «5». و السِّطامُ و العِفاصُ و الصِّمادُ و الصِّبار. ابن الأَعرابی: السُّطُمُ الأُصول. و یقال للدَّرَوَنْد: سِطام. و قد سَطَمْتُ الباب و سَدَمْتُه إِذا رددته، فهو مَسْطوم و مَسْدُوم.

سعم؛ ج12، ص: 287

: السَّعْمُ: سرعة السیر و التمادی فیه. سَعَمَ یَسْعَمُ سَعْماً: أَسرع فی سیره و تَمادَی؛ قال: قلتُ، و لمَّا أَدْرِ ما أَسْماوُهُ: سَعْمُ المَهارَی و السُّری دَواوُهُ «6». و ناقة سَعُومٌ؛ و قال: یَتْبَعْنَ نَظَّارِیَّةً سَعُوما قوله نَظَّاریَّة إِبل منسوبة إِلی بنی النَّظَّارِ قوم من عُكلٍ، و قیل: السَّعْمُ ضرب من سیر الإِبل؛ و قول الشاعر: غَیَّرَ خِلّیك الإِداوَی و النَّجَمْ، و طولُ تَخْوِیدِ المَطیّ و السَّعَمْ حَرَّك العین من السَّعْمِ للضرورة، و كذلك فی النَّجْمِ، و رواه المازنی … و النَّجُمْ علی النقل للوقف، و رواه قوم … النُّجُمْ علی أَنه جمع نَجْم كَسَحْلٍ و سُحُلٍ، و قرأَ بعضهم: و بالنُّجُمِ هم یَهْتدون، و هی قراءة شاذة هذا رجل مسافر معه إِداوَةٌ فیها ماء، فهو ینظر كم بقی معه من الماء و ینظر إِلی النَّجْم لئلا یَضِلَّ. و ناقة سَعُوم: باقیة علی السیر، و الجمع سُعُمٌ؛ قال ابن بری: و من هذا قول أَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیِّ: و هُنَّ، ما لم یَخْفِضِ السِّیاطا، یَسْعَمْنَ سَعْماً یَتْرُكُ الآباطا تَزْدادُ منه الغُضُنُ انْبِساطا
(3). قوله [وصلت من حنظلة] كذا فی الجوهری، و تقدم فی مادة و س ط: وسطت من حنظلة (4). قوله [أَ عجمیة هی أَم أَعجمیة عربت] هكذا هو بالأصل و النهایة، و الذی فی نسخة التهذیب التی بأَیدینا: أَ عربیة محضة أَو معربة (5). قوله [العذام] كذا هو فی الأَصل و التهذیب (6). قوله [أَسماوه] كذا هو بالأصل و المحكم بواو غیر مهموزة فیه و فی قوله دواوه
لسان العرب، ج‌12، ص: 288
یرید الغُضُون. و سَعَمَه و سَعَّمَه: غذاه. و سَعَّمَ إِبله: أَرعاها. و المُسَعَّمُ: الحَسَنُ الغِذاء، و الغین المعجمة لغة.

سعرم؛ ج12، ص: 288

: رجل سُعارِمُ اللحیة: ضخمها.

سغم؛ ج12، ص: 288

: سَغَمَ الرجلَ یَسْغَمُه سَغْماً: أَوصل إِلی قلبه الأَذی و بالغ فی أَذاه. و سَغَّمَ الرجلَ: أَحسن غذاءه. الجوهری: سَغَّمْتُ الطینَ ماءً و الطعامَ دُهْناً رَوَّیته و بالغت فی ذلك؛ المحكم: و كذلك سَغَّم الزرعَ بالماء و المصباحَ بالزیت؛ قال كُثَیِّرٌ: تَسْمَعُ الرَّعْدَ فی المُخِیلةِ منها، مِثْلَ هَزْمِ القُرُومِ فی الأَشْوالِ و تَرَی البَرْقَ عارِضاً مُسْتَطِیلًا، مَرَجَ البُلْقِ جُلْنَ فی الأَجْلالِ أَو مَصابیح راهبٍ فی یَفاعٍ، سَغَّمَ الزیتَ، ساطعاتِ الذُّبالِ أَراد: سَغَّمَ بالزیت، فحذف الجارَّ، و قد یجوز أَن یكون عدَّاها إِلی مفعولین حیث كان فی معنی سَقَّاها، و سَغَّمَ الرجلُ إِبله: أَطعَمَها و جَرَّعها. و سَغَّمَ فصیله إِذا سَمَّنه. و المُسَغَّمُ: الحسَنُ الغذاء مثل المُخَرْفَج. و یقال للغلام الممتلئ البَدَنِ نَعْمَةً: مُفَنَّقٌ و مُفَتَّقٌ و مُسَغَّمٌ و مُثَدَّنٌ. اللیث: فلان یُسَغِّمُ فلاناً؛ و قال رؤبة: وَیْلٌ له، إِن لم تُصِبْه سِلْتِمُهْ من جُرَعِ الغَیْظ الذی تُسَغِّمُهْ قال ابن الأَعرابی: یُسَغِّمُهُ یُرَبِّیه. ابن السكیت فی كتاب الأَلفاظ: یقال رَغْماً له دَغْماً سَغْماً، قال: كله توكید للرغْم، بغیر واوٍ جاء به، و قال فی هذا الكتاب: التَّعْسُ أَن یخِرَّ علی وجهه و النَّكْس أَن یخِرَّ علی رأْسه، و التَّعْسُ الهلاك، و یقال: تَعِس و انْتَكَسَ، و قال اللحیانی: رغْماً له و دَغْماً و سَغْماً، بالواو. و فَعَل ذلك علی رَغْمِهِ و سَغْمِه. و سَغَمَ الرجلُ جاریته: جامعها. و السَّغْمُ: كأَنه رجل لا یحب أَن یُنْزلَ فی المرأَة فیُدْخله الإِدْخالَة ثم یُخْرِجه.

سفم؛ ج12، ص: 288

: سَیْفَمٌ: اسم بلد «1» … ولد.

سقم؛ ج12، ص: 288

: السَّقامُ و السُّقْمُ و السَّقَمُ: المَرَض، لغات مثل حُزْنٍ و حَزَنٍ، و قد سَقِمَ و سَقُمَ سُقْماً و سَقَماً و سَقاماً و سَقامَةً یَسْقُمُ، فهو سَقِم و سَقِیمٌ؛ قال سیبویه: و الجمع سِقامٌ جاؤوا به علی فِعالٍ، یذهب سیبویه إِلی الإِشعار بأَنه كُسِّر تكسیر فاعِلٍ، و أَسْقَمَهُ الداء. و قال إِبراهیم، علیه السلام، فیما قصَّهُ الله فی كتابه: إِنِّی سَقِیمٌ؛ قال بعض المفسرین: معناه إِنی طَعِینٌ أَی أَصابه الطاعون، و قیل: معناه إِنی سأَسْقُمُ فیما أَستقبل إِذا حان الأَجلُ، و هذا من معارض الكلام، كما قال: إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ؛ المعنی إِنك سَتَمُوت و إِنهم سیموتون؛ قال ابن الأَثیر: قیل إِنه استدل بالنظر فی النجوم علی وقت حمَّی كانت تأْتیه، و كان زمانه زمان نُجومٍ، فلذلك نظر فیها، و‌قیل إِن مَلِكَهُمْ أَرسل إِلیه أَن غَداً عِیدُنا فاخْرُجْ معنا، فأَراد التَّخَلُّف عنهم، فنظر إِلی نَجْمٍ فقال: إِن هذا النجم لم یطلع قَطُّ إِلا أَسْقُمُ، و قیل: قال أَراد إِنِّی سَقِیمٌ بما أَری من عبادتكم غیر الله؛ قال ابن الأَثیر: و الصحیح أَنها إِحدی كَذَباتِهِ الثلاث، و الثانیة بل فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ، و الثالثة عن زوجته سارةَ إِنها أُخْتِی، و كلُّها كانت
(1). كذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 289
فی ذات الله و مُكابَدَةً عن دینه، صلی الله علیه و سلم. و المِسقام: كالسَّقِیمِ، و قیل: هو الكثیر السُّقْم، و الأُنثی مِسْقام أَیضاً؛ هذه عن اللحیانی، و أَسْقَمَه الله و سَقَّمَه؛ قال ذو الرمة: هامَ الفُؤادُ بِذكْراها و خامرَها، منها علی عُدَواء الدار، تَسْقِیمُ و أَسْقَمَ الرجُلُ: سَقِمَ أَهْلُه. و السَّقامُ و سَقامٌ: وادٍ بالحجاز؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلیُّ: أَمْسی سَقامٌ خَلاءً لا أَنیسَ به إِلا السِّباعُ، و مَرُّ الریح بالغُرَفِ و یروی: إِلا الثُّمامُ …، و أَبو عمرو یرفع إِلا الثمامُ، و غیره ینصبه. و السَّوْقَمُ: شجر یشبه الخِلافَ و لیس به، و قال أَبو حنیفة: السَّوْقَمُ شجر عظام مثل الأَثأَبِ سواءً، غیر أَنه أَطول طولًا من الأَثْأَبِ و أَقل عرضاً منه، و له ثمرة مثل التین، و إِذا كان أَخضر فإِنما هو حَجَرٌ صَلابةً، فإِذا أَدرك اصْفَرَّ شیئاً و لانَ و حَلا حَلاوَةً شدیدة، و هو طیب الریح یُتَهادی.

سكم؛ ج12، ص: 289

: السَّكْمُ: تَقارُبُ الخَطْو فی ضعف، سَكَمَ یَسْكُمُ سَكْماً. و سَیْكِمُ: اسم امرأَة منه. التهذیب: ابن درید السَّكْمُ فعل مُماتٌ. و السَّیْكَمُ: الذی یقارب خطوه فی ضعف.

سلم؛ ج12، ص: 289

: السَّلامُ و السَّلامَةُ: البراءة. و تَسَلَّمَ منه: تَبَرَّأَ. و قال ابن الأَعرابی: السَّلامة العافیة، و السَّلامةُ شجرة. و قوله تعالی: وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلٰاماً، معناه تَسَلُّماً و براءة لا خیر بیننا و بینكم و لا شر، و لیس علی السَّلام المُسْتَعْمَل فی التحیَّة لأَن الآیة مكیة و لم یُؤْمَرِ المسلمون یومئذ أَن یُسَلِّمُوا علی المشركین، هذا كله قول سیبویه و زعم أَن أَبا ربیعة كان یقول: إِذا لقیتَ فلاناً فقل سَلاماً أَی تَسَلُّماً، قال: و منهم من یقول سَلامٌ أَی أَمری و أَمرك المبارأَة و المُتاركة. قال ابن عرفة: قٰالُوا سَلٰاماً أَی قالوا قولا یتسَلّمون فیه لیس فیه تَعدٍّ و لا مَأْثم، و كانت العرب فی الجاهلیة یُحَیُّونَ بأَن یقول أَحدهم لصاحبه أَنْعِمْ صباحاً، و أَبَیْتَ اللَّعْنَ، و یقولون: سَلامٌ علیكم، فكأَنه علامة المُسالَمَةِ و أَنه لا حَرْب هنالك، ثم جاء اللَّه بالإِسلام فقصروا علی السلام و أَمروا بإِفْشائِهِ، قال أَبو منصور: نَتَسَلَّمُ منكم سلاماً و لا نُجاهلكم، و قیل: قٰالُوا سَلٰاماً أَی سَداداً من القول و قَصْداً لا لَغْو فیه. و قوله: قٰالُوا سَلٰاماً، قال: أَی سَلِّمُوا سَلاماً، و قٰالَ: سَلٰامٌ أَی أَمری سَلامٌ لا أُرید غیر السَّلامَةِ، و قرئت الأَخیرة: قال سِلْمٌ، قال الفراء: و سِلْمٌ و سَلٰامٌ واحد، و قال الزجاج: الأَول منصوب علی سَلِّموا سَلاماً، و الثانی مرفوع علی معنی أَمْری سَلامٌ. و قوله عزّ و جلّ: سَلٰامٌ هِیَ حَتّٰی مَطْلَعِ الْفَجْرِ، أَی لا داء فیها و لا یستطیع الشیطان أَن یصنع فیها شیئاً و قد یجوز أَن یكون السَّلامُ جمع سَلامة. و السَّلامُ: التحیة، قال ابن قتیبة: یجوز أَن یكون السلامُ و السَّلامَةُ لغتین كاللَّذَاذِ و اللَّذاذَةِ، و أَنشد: تُحَیِّی بالسَّلامَةِ أُمُّ بَكْرِ، و هَلْ لَكِ بعد قَومِكِ من سَلامِ؟ قال: و یجوز أَن یكون السَّلامُ جَمع سَلامَةٍ، و قال أَبو الهیثم: السَّلامُ و التحیة معناهما
لسان العرب، ج‌12، ص: 290
واحد، و معناهما السَّلامَةُ من جمیع الآفات. الجوهری: و السِّلْمُ، بالكسر، السَّلامُ، و قال: وقَفْنا فَقُلْنا: إِیه سِلْمٌ! فَسَلَّمَتْ، فما كان إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ قال ابن بری: و الذی رواه القَنانیّ: فقلنا: السَّلام، فاتَّقَتْ من أَسیرِها، و ما كان إِلَّا وَمْؤها بالحَواجِبِ و‌فی حدیث التَّسْلِیم: قل السَّلامُ علیك فإِن علیك السَّلامُ تحیَّة المَوْتَی، قال: هذه إِشارة إِلی ما جَرَتْ به عادتهم فی المَراثی، كانوا یقدّمون ضمیر المیت علی الدعاء له كقوله: علیك سَلامٌ من أَمیرٍ، و بارَكَتْ یَدُ اللَّهِ فی ذاك الأَدِیمِ المُمَزَّقِ و كقول الآخر: علیك سَلامُ اللَّهِ، قَیْسَ بن عاصمٍ، و رَحْمَتُهُ ما شَاءَ أَن یَتَرَحَّما قال: و إِنما فعلوا ذلك لأَن المُسَلِّمَ علی القوم یَتَوَقَّعُ الجواب و أَن یقال له علیك السَّلام، فلما كان المیت لا یُتَوَقَّعُ منه جواب جعلوا السلام علیه كالجواب، و قیل: أَراد بالمَوْتَی كفَّار الجاهلیة، و هذا فی الدعاء بالخیر و المدح، و أَما الشر و الذَّم فیقدم الضمیر كقوله تعالی: وَ إِنَّ عَلَیْكَ لَعْنَتِی، و كقوله: عَلَیْهِمْ دٰائِرَةُ السَّوْءِ*. و السُّنَّة لا تختلف فی تحیة الأَموات و الأَحیْاء، و یشهد له‌الحدیث الصحیح: أَنه كان إِذا دخل القبور قال سَلامٌ علیكم دارَ قَومٍ مؤمنین.و التَّسْلِیمُ: مشتق من السَّلام اسم اللَّه تعالی لسلامته من العیب و النقص، و قیل: معناه أَن اللَّه مُطَّلِعٌ علیكم فلا تَغْفُلوا، و قیل: معناه اسم السَّلامِ علیكَ، إِذ كان اسم اللَّه تعالی یُذْكَرُ علی الأَعمال تَوَقُّعاً لاجتماع معانی الخیرات فیه، و انتفاء عَوارض الفساد عنه، و قیل: معناه سَلِمْتَ منی فاجعلنی أَسْلَمُ منك من السَّلامة بمعنی السَّلام. و یقال: السَّلامُ علیكم، و سَلامٌ علیكم، و سَلامٌ، بحذف علیكم، و لم یرد فی القرآن غالبا إِلَّا مُنَكَّراً كقوله تعالی: سَلٰامٌ عَلَیْكُمْ بِمٰا صَبَرْتُمْ، فأَمَّا فی تَشَهُّدِ الصلاة فیقال فیه مُعَرَّفاً و مُنَكَّراً، و الظاهر الأَكثر من مذهب الشافعی أَنه اختار التنكیر، قال: و أَما فی السَّلام الذی یَخْرُجُ به من الصلاة‌فروی الربیعُ عنه أَنه قال: لا یكفیه إِلَّا مُعَرَّفاً، فإِنه قال: أَقَلُّ ما یكفیه أَن یقول السَّلامُ علیكم، فإِن نقص من هذا حرفاً عاد فسَلَّمَ، و وجهه أَن یكون أَراد بالسَّلام اسم اللَّه، فلم یجز حذف الأَلف و اللام منه، و كانوا یستحسنون أَن یقولوا فی الأَوّل سلامٌ علیكم و فی الآخِر السَّلام علیكم، و تكون الأَلف و اللام للعَهْدِ، یعنی السَّلام الأَول. و‌فی حدیث عِمْرانَ بن حُصَیْنٍ: كان یُسَلَّمُ علیَّ حتی اكْتَوَیْتُ، یعنی أَن الملائكة كانت تُسَلِّمُ علیه فلما اكتوی بسبب مرضه تركوا السَّلامَ علیه، لأَن الكَیَّ یَقْدَحُ فی التَّوَكُّلِ و التَّسْلِیمِ إِلی اللَّه و الصبر علی ما یُبْتَلی به العبدُ و طلبِ الشفاء من عنده، و لیس ذلك قادحاً فی جواز الكَیِّ، و لكنه قادح فی التَّوَكُّلِ، و هی درجة عالیة وراء مباشرة الأَسباب. و السَّلامُ: السَّلامةُ. و السَّلٰامُ: اللَّه عزّ و جلّ، اسم من أَسمائه لسَلامته من النقص و العیب و الفناء، حكاه ابن قُتَیْبَةَ، و قیل: معناه أَنه سَلِمَ مما یَلْحَق الغیر من آفات الغِیَر و الفناء، و أَنه الباقی الدائم الذی تَفْنی الخلق و لا یَفْنی، وَ هُوَ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ*.
لسان العرب، ج‌12، ص: 291
و السَّلامُ فی الأَصل: السَّلامةُ، یقال: سَلِمَ یَسْلَمُ سَلاماً و سَلامةً، و منه قیل للجنة: دٰارُ السَّلٰامِ* لأَنها دار السَّلامةِ من الآفات. و‌روی یحیی بن جابر أَن أَبا بكر قال: السَّلامُ أَمانُ اللَّهِ فی الأَرض.و قوله تعالی: لَهُمْ دٰارُ السَّلٰامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ، قال بعضهم: السَّلامُ هاهنا اللَّه و دلیله السَّلٰامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ، و قال الزجاج: سُمِّیَتْ دارَ السَّلامِ لأَنها دارُ السلامَة الدائمة التی لا تنقَطع و لا تَفْنی و هی دار السَّلامةِ من الموت و الهَرَم و الأَسْقام، و قال أَبو إِسحاق: أَی للمؤمنین دار السلام، و قال: دارُ السَّلامِ الجنةُ لأَنها دارُ اللَّه عزّ و جلّ فأُضیفت إِلیه تفخیماً لها، كما قیل للخلیفة عبد اللَّه، و قد سلَّمَ علیه. و تقول: سَلِمَ فلانٌ من الآفات سَلامةً و سَلَّمَه اللَّه منها. و‌فی الحدیث: ثلاثة كلُّهم ضامن علی اللَّه أَحَدُهم من یَدْخُل بیته بسلامٍ، قال ابن الأَثیر: أَراد أَن یلزم بیته طالباً للسلامة من الفِتَنِ و رغبة فی العُزْلَةِ، و قیل: أَراد أَنه إِذا دخل سَلَّمَ، قال: و الأَول الوجه. و سَلِمَ من الأَمر سَلامةً: نَجا. و قوله عزّ و جلّ: وَ السَّلٰامُ عَلیٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدیٰ، معناه أَن من اتَّبَعَ هُدی اللَّه سَلِمَ من عذابه و سخطه، و الدلیل علی أَنه لیس بسَلامٍ أَنه لیس ابتداء لقاء و خطاب. و السَّلامُ: الاسم من التَّسْلیم. و قوله تعالی: فَقُلْ سَلٰامٌ عَلَیْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلیٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ «2»، ذكر محمد بن یزید أَن السَّلامَ فی لغة العرب أَربعة أَشیاء: فمنها سَلَّمْتُ سَلاما مصدر سَلَّمْتُ، و منها السَّلامُ جمع سَلامة، و منها السَّلامُ اسم من أَسماء اللَّه تعالی، و منها السلامُ شَجَرٌ، و معنی السَّلام الذی هو مصدر سَلَّمْتُ أَنه دعاء للإِنسان بأَن یَسْلَمَ من الآفات فی دینه و نفسه، و تأْویله التخلیص، قال: و تأْویل السَّلام اسم اللَّه أَنه ذو السَّلامِ الذی یملك السلام أَی یخلص من المكروه. ابن الأَعرابی: السَّلام اللَّه، و السَّلامُ السلامةُ، و السَّلامةُ الدعاء. و دارُ السلام: دار اللَّه عزّ و جلّ. و السَّالِمُ فی العَرُوض: كل جزء یجوز فیه الزِّحافُ فَیَسْلَمُ منه كَسَلامةِ الجزء من القَبْض و الكَفِّ و ما أَشبهه. و رجل سَلِیمٌ: سَالِمٌ، و الجمع سُلَماءُ. و قوله تعالی: إِلّٰا مَنْ أَتَی اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ، أَی سلیم من الكفر. و قال أَبو إِسحاق فی قوله عزّ و جلّ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ: و قرئ و رجلًا سالِما لرجل، فمن قرأَ سالماً فهو اسم الفاعل علی سَلِم فهو سالِمٌ، و من قرأَ سِلْماً و سَلْماً فهما مصدران وُصفَ بهما علی معنی و رجلًا ذا سِلمٍ لرجل و ذا سَلْمٍ لرجل، و المعنی أَن من وَحَّدَ اللَّه مَثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا یَشْرَكُه فیه غیره، و مَثَلُ الذی أَشرك اللَّه مَثَلُ صاحب الشُّرَكاء المتشاكِسینَ، و السلامُ: البراءة من العُیوب فی قول أُمَیَّة، و قری‌ء: وَ رَجُلًا سَلَماً، قال ابن بری یعنی قول أُمیة: سَلامَكَ رَبَّنا فی كلِّ فَجرٍ بَرِیئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ الذُّموم: العیوب أَی ما تَلْزَقُ بك و لا تنتسب إِلیك. و سَلَّمَه اللَّه من الأَمر: وقاه إِیاه. ابن بُزُرْج: یقال كنت راعِیَ إِبل فأَسْلَمْتُ عنها أَی تركتها. و كل صنیعة أَو شی‌ء تركته و قد كنت فیه فقد أَسْلَمْت عنه. و قال ابن السِّكِّیت: لا بِذی تَسْلَمُ ما كان كذا و كذا، و للاثنین: لا بِذی تَسْلَمانِ، و للجماعة: لا بِذِی تَسْلَمُونَ، و للمؤنث: لا بِذِی تَسْلَمِینَ، و للجماعة: لا بِذی تَسْلَمْن، و التأْویل: لا و اللَّه الذی یُسَلِّمُكَ ما كان كذا و كذا.
(2). الآیة
لسان العرب، ج‌12، ص: 292
و یقال: لا و سَلامَتِكَ ما كان كذا و كذا. و یقال: اذهب بِذِی تَسْلَمُ یا فتی، و اذهبا بذی تَسْلَمان، أَی اذهب بسَلامَتِك، قال الأَخفش: و قوله ذِی مضاف إِلی تَسْلَمُ، و كذلك قول الأَعشی: بآیةِ یُقْدِمونَ الخَیْلَ زُوراً، كأَنَّ علی سَنابِكِها مُدامَا أَضافَ آیةً إِلی یُقْدِمُون، و هما نادران، لأَنه لیس شی‌ء من الأَسماء یضاف إِلی الفعل غیر أَسماء الزمان كقولك هذا یومَ یُفْعَل أَی یُفْعَل فیه، و حكی سیبویه: لا أَفعل ذلك بذی تَسْلَمُ، قال: أُضیف فیه ذو إِلی الفعل، و كذلك بِذِی تَسْلَمان و بذی تَسْلَمُون، و المعنی لا أَفعل ذلك بِذِی سَلامتك، و ذو هنا الأَمر الذی یُسَلِّمُكَ، و لا یضاف ذو إِلَّا إِلی تَسْلَمُ، كما أَنَّ لَدُنْ لا تنصب إِلا غُدْوَةً. و أَسْلَمَ إِلیه الشی‌ءَ: دفعه. و أَسلَمَ الرجلَ: خذله. و قوله تعالی: فَسَلٰامٌ لَكَ مِنْ أَصْحٰابِ الْیَمِینِ، قال: إِنما وقعت سلامتهم من أَجلك، و قال الزجاج: فَسَلٰامٌ لَكَ مِنْ أَصْحٰابِ الْیَمِینِ، و قد بین ما لأَصحاب الیمین فی أَول السورة، و معنی فَسَلٰامٌ لَكَ أَی أَنك تری فیهم ما تُحِبُّ من السَّلامة و قد علمتَ ما أُعدَّ لهم من الجزاء. و السَّلْمُ: لَدْغُ الحیة. و السلِیمُ: اللَّدِیغُ، فَعیلٌ من السَّلْمِ، و الجمع سَلْمَی، و قد قیل: هو من السَّلامة، و إِنما ذلك علی التفاؤل له بها خلافاً لما یُحْذَر علیه منه، و المَلْدُوغ مَسْلُوم و سَلِیمٌ. و رجل سَلِیم: بمعنی سالِمٍ، و إِنما سُمِّیَ اللَّدِیغُ سَلیما لأَنهم تَطَیَّروا من اللَّدِیغ فقلبوا المعنی، كما قالوا للحَبَشِیّ أَبو البیضاء، و كما قالوا للفلاة مفازة، تفاءلوا بالفوز و هی مَهْلَكة، فتفاءلوا له بالسلامة، و قیل: إِنما سُمِّیَ اللَّدِیغُ سَلِیماً لأَنه مُسْلَمٌ لما به أَو أُسْلِمَ لما به، عن ابن الأَعرابی، قال الأَزهری: قال اللیث السَّلْمُ اللَّدْغُ، قال: و هو من غُدَدِه و ما قاله غیره. و قول ابن الأَعرابی: سَلِیمٌ بمعنی مُسْلَمٍ، كما قالوا مُنْقَعٌ و نَقِیعٌ و مُوتَمٌ و یَتیم و مُسْخَنٌ و سَخِینٌ، و قد یستعار السَّلِیم للجریح، أَنشد ابن الأَعرابی: و طِیرِی بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنهُ سَلِیمُ رِماحٍ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ و قیل: السَّلِیمُ الجَریحُ المُشْفِی علی الهَلَكة، أَنشد ابن الأَعرابی: یَشْكُو، إِذا شُدَّ له حِزامُهُ، شَكْوَی سَلِیمٍ ذَرِبَتْ كِلامُهُ قال: و قد یكون السَّلِیمُ هنا اللَّدِیغَ، و سَمَّی موضع نهش الحیة منه كَلْماً، علی الاستعارة. و‌فی الحدیث: أَنهم مَرُّوا بماء فیه سَلِیمٌ فقالوا: هَلْ فیكم مِنْ راقٍ؟ السَّلِیمُ: اللَّدِیغُ. یقال: سَلَمَتْه الحیة أَی لَدَغَتْه. و السَّلْمُ و السِّلْمُ: الصلح، یفتح و یكسر و یذكر و یؤنث، فأَما قول الأَعشی: أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنفاسَها، و قد تُكْرَهُ الحَرْبُ بعد السَّلِمْ قال ابن سیدة: إِنما هذا علی أَنه وقَفَ فأَلْقَی حركة المیم علی اللام، و قد یجوز أَن یكون أَتْبَعَ الكَسْرَ الكسر، و لا یكون من باب إِبِلٍ عند سیبویه، لأَنه لم یأْت منه عنده غیر إِبلٍ. و السَّلْمُ و السَّلامُ: كالسِّلْمِ، و قد سالَمَهُ مُسالَمَةً و سِلاماً، قال أَبو كبیر الهذلی: هاجُوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كأَنَّهُمْ، لَمَّا أُصِیبُوا، أَهْلُ دِینٍ مُحْتَرِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 293
و السِّلْمُ: المُسَالِمُ. تقول: أَنا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَنی. و قوم سِلْمٌ و سَلْمٌ: مُسالِمونَ، و كذلك امرأَة سِلْمٌ و سَلْمٌ. و تَسالمُوا: تصالحوا. و فلان كذاب لا تَسایَرُ خَیْلاهُ فلا تَسالَمُ خَیْلاهُ أَی لا یصدق فیُقْبَلُ منه، و الخیل إِذا تَسالَمَتْ تَسایَرَتْ لا یَهیج بعضُها بعضاً، و قال رجل من مُحارِبٍ: و لا تَسایَرُ خَیْلاهُ، إِذا الْتَقَیا، و لا یُقَدَّعُ عن بابٍ إِذا وَرَدا و یقال: لا یَصْدُقُ أَثَرهُ یَكْذِبُ من أَین جاز. و قال الفراء: فلان لا یُرَدُّ عن باب و لا یُعَوَّجُ عنه. و السَّلَمُ: الاسْتِسْلامُ. و التَّسالُمُ: التَّصالُحُ. و المُسالَمَةُ: المُصالحة. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیَةِ: أَنه أَخذ ثمانین من أَهل مكة سَلْماً [سِلْماً، قال ابن الأَثیر: یروی بكسر السین و فتحا، و هما لغتان للصلح، و هو المراد فی الحدیث علی ما فسره الحُمَیْدِیُّ فی غریبه، و قال الخطابی: إِنه السَّلَمُ، بفتح السین و اللام، یرید الاسْتسْلامَ و الإِذْعانَ كقوله تعالی: وَ أَلْقَوْا إِلَیْكُمُ السَّلَمَ، أَی الانقیاد، و هو مصدر یقع علی الواحد و الاثنین و الجمع، قال: و هذا هو الأَشبه بالقَضیَّةِ، فإِنهم لم یُؤْخَذوا عن صُلْحٍ، و إِنما أُخِذُوا قَهْراً و أَسْلَمُوا أَنفسهم عَجْزاً، و للأَول وجه، و ذلك أَنهم لم یَجْرِ معهم حَرْبٌ، إِنما لما عجزوا عن دفعهم أَو النجاة منهم رَضُوا أَن یُؤْخَذُوا أَسْری و لا یُقتلوا، فكأَنهم قد صولحوا علی ذلك، فسمی الانقیاد صلحاً، و هو السِّلْمُ، و منه‌كتابه بین قُرَیْشٍ و الأَنصار: و إِن سِلْمَ المؤمنین واحد لا یُسالَمُ مؤمن دون مؤمن‌أَی لا یُصالَحُ واحد دون أَصحابه، و إِنما یقع الصلح بینهم و بین عدوهم باجتماع مَلَئِهِمْ علی ذلك، قال: و من الأَول‌حدیث أَبی قتادة: «1» لآتِینَّكَ برجل سَلَمٍ‌أَی أَسیر لأَنه اسْتَسْلَم و انقاد. و استسلم أَی انقاد «2». و منه‌الحدیث: أَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ، هو من المُسالَمَةِ و ترك الحرب، و یحتمل أَن یكون دعاءً و إِخباراً، إِما دعاءً لها أَن یُسالِمَها اللَّه و لا یأْمر بحربها، أَو أَخبر أَن اللَّه قد سالَمَها و منع من حربها. و السَّلامُ: الاسْتِسْلامُ، و حكی السِّلْمُ و السَّلْمُ الاسْتِسْلامُ و ضد الحرب أَیضاً، قال: أَ نائِل، إِنَّنی سِلْمٌ لأَهْلِكِ، فاقْبَلی سِلمی! و فی التنزیل العزیز: وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ، و قلب سَلِیمٌ أَی سالم. و الإِسْلامُ و الاسْتِسْلامُ: الانقیاد. و الإِسْلامُ من الشریعة: إِظهار الخضوع و إِظهار الشریعة و التزام ما أَتی به النبی، صلی اللّه علیه و سلم، و بذلك یُحْقَنُ الدم و یُسْتَدْفَعُ المكروه، و ما أَحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال: الإِسْلامُ باللسان و الإِیمان بالقلب. التهذیب: و أَما الإِسلام فإِن أَبا بكر محمد بن بشار قال: یقال فلان مُسْلِمٌ و فیه قولان: أَحدهما هو المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه، و الثانی هو المُخْلِصُ للَّه العبادةَ، من قولهم سَلَّمَ الشی‌ءَ لفلان أَی خلصه، و سَلِمَ له الشی‌ءُ أَی خَلَصَ له. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلمون من لسانه و یده، قال الأَزهری: فمعناه
(1). قوله" و من الأول حدیث أَبی قتادة إلخ" كذا هو بالأصل و النهایة و بهذا الضبط. (2). قوله" و استسلم أَی انقاد" كذا بالأصل و هو ساقط من عبارة النهایة. و قوله" و منه الحدیث أَسلم إلخ" كذا بالأصل، و عبارة النهایة: و فیه أَسلم إلخ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 294
أَنه دخل فی باب السَّلامَةِ حتی یَسْلَمَ المؤمنون من بَوائقه. و‌فی الحدیث: المُسْلِمُ أَخو المُسْلِمِ لا یظلمه و لا یُسْلِمُهُ.قال ابن الأَثیر: یقال أَسْلَمَ فلانٌ فلاناً إِذا أَلقاه فی الهَلَكَة و لم یَحْمِهِ من عدوِّه، و هو عامٌّ فی كل مَنْ أَسْلَمَ إِلی شی‌ء، لكن دخله التخصیص و غلب علیه الإِلقاء فی الهَلَكَةِ، و منه‌الحدیث: إِنی وهبت لخالتی غلاماً فقلت لها: لا تُسْلِمیه حَجَّاماً و لا صائغاً و لا قَصَّاباً‌أَی لا تعطیه لمن یعلِّمه إِحدی هذه الصنائع، قال ابن الأَثیر: إِنما كره الحَجَّامَ و القَصَّاب لأَجل النجاسة التی یباشرانها مع تعذر الاحتراز، و أَما الصائغ فیما یدخل صنعته من الغش، و لأَنه یصوغ الذهب و الفضة، و ربما كان عنده آنیةٌ أَو حَلْیٌ للرجال، و هو حرام، و لكثرة الوعد و الكذب فی نجاز ما یُسْتَعْمَلُ عنده. و‌فی الحدیث: ما من آدمی إِلَّا و معه شیطان، قیل: و معك؟ قال: نعم و لكن اللَّه أَعاننی علیه فأَسْلَمَ، و فی روایة: حتی أَسْلَم‌أَی انقاد و كَفَّ عن وَسْوَسَتی، و قیل: دخل فی الإِسْلام فَسَلِمْتُ من شره، و قیل: إِنما هو فأَسْلَمُ، بضم المیم، علی أَنه فعل مستقبل أَی أَسْلَمُ أَنا منه و من شره، و یشهد للأَول‌الحدیث الآخر: كان شیطانُ آدَمَ كافراً و شیطانی مُسْلِماً.و أَما قوله تعالی: قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا، قال الأَزهری: فإِن هذا یحتاج الناس إِلی تَفَهُّمِهِ لیعلموا أَین یَنْفَصِلُ المؤمن من المُسْلِمِ و أَین یستویان، فالإِسلامُ إِظهار الخُضُوعِ و القَبُول لما أَتی به سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، و به یُحْقَنُ الدمُ، فإِن كان مع ذلك الإِظهار اعتقاد و تصدیق بالقلب فذلك الإِیمان الذی هذه صفته، فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّریعة و اسْتَسْلَمَ لدفع المكروه فهو فی الظاهر مُسْلِمٌ و باطنه غیر مُصَدِّقٍ، فذلك الذی یقول أَسلمت، لأَن الإِیمان لا بُدَّ من أَن یكون صاحبه صِدِّیقاً، لأَن الإِیمان التَّصْدیقُ: فالمؤمن مُبْطِنٌ من التصدیق مثل ما یُظْهِرُ، و المُسْلِمُ التامّ الإِسْلامِ مظهر للطاعة مؤمن بها، و المُسْلِمُ الذی أَظهر الإِسلام تَعَوّذاً غیر مؤمن فی الحقیقة إِلَّا أَن حكمه فی الظاهر حكم المُسْلِمِ، قال: و إِنما قلت إِن المؤمن معناه المُصَدِّقُ لأَن الإِیمان مأْخوذ من الأَمانَة، لأَن اللَّه تعالی تَوَلَّی عِلْم السَّرائر و ثَبات العَقْدِ، و جعل ذلك أَمانة ائتمن كلَّ مُسْلِمٍ علی تلك الأَمانة، فمن صَدَّقَ بقلبه ما أَظهره لسانُه فقد أَدَّی الأَمانة و استوجب كریم المآب إِذا مات علیه، و من كان قلبه علی خلاف ما أَظهر بلسانه فقد حمل وِزْرَ الخیانة و اللَّه حسبه، و إِنما قیل للمُصَدِّق مؤمن و قد آمن لأَنه دخل فی حد الأَمانة التی ائتمنه اللَّه علیها، و بالنیة تنفصل الأَعمال الزاكیة من الأَعمال البائرة، أَ لا تری أَن النبی، صلی اللّه علیه و سلم، جعل الصلاة إِیمانا و الوضوء إِیمانا؟ و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنا أَوَّلُ من أَسْلَمَ، یعنی من قومه كقوله تعالی عن موسی: وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ، یعنی مؤمِنی زمانِه، فإِن ابن مسعود لم یكن أَوَّلَ من أَسْلَمَ و إِن كان من السابقین. و‌فی الحدیث: كان یقول إِذا دخل شهر رمضان: اللهم سَلِّمْنی من رمضان و سَلِّم رمضانَ لی و سلمه منی، قوله سَلِّمْنی منه أَی لا یصیبنی فیه ما یحول بینی و بین صومه من مرض أَو غیره، قال: و قوله و سَلِّمْهُ لی هو أَن لا یُغَمَّ علیه الهلالُ فی أَوله و آخره فیلتبسَ علیه الصومُ و الفطرُ، و قوله و سَلِّمْهُ منی أَی بالعصمة من المعاصی فیه. و‌فی حدیث الإِفْكِ: و كان عَلیٌّ مُسَلَّماً فی شأْنها‌أَی سالِما لم یَبْدُ بشی‌ء
لسان العرب، ج‌12، ص: 295
منها، و‌یروی: مُسَلِّماً، بكسر اللام، قال: و الفتح أَشبه لأَنه لم یقل فیها سوءاً. و قوله تعالی: یَحْكُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُوا، فسره ثعلب فقال: كل نبی بُعِثَ بالإِسلام غیر أَن الشرائع تختلف، و قوله عز و جل: وَ اجْعَلْنٰا مُسْلِمَیْنِ لَكَ، أَراد مُخْلِصَیْنِ لك فعدَّاه باللام إِذ كان فی معناه. و كان فلان كافراً ثم تَسَلَّمَ أَی أَسْلَمَ، و كان كافراً ثم هو الیوم مَسْلَمَةٌ یا هذا. و قوله عزّ و جل: ادخلوا فی السَّلْمِ كافَّةً، قال: عَنی به الإِسلامَ و شرائعه كلَّها، و قرأَ أَبو عمرو: ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً، یذهب بمعناها إِلی الإِسلام. و السِّلْمُ: الإِسلامُ، 1 «3» قال الأَحْوصُ: فذادُوا عَدُوَّ السِّلْمِ عن عُقْرِ دارِهِمْ، و أَرْسَوْا عَمُودَ الدِّینِ بعد التَّمایُلِ و مثله قول إمرئ القَیْسِ بن عابِسٍ: فَلَسْتُ مُبَدِّلًا باللَّه رَبّاً، و لا مُسْتَبْدِلًا بالسِّلْم دینا و مثله قول أَخی كِنْدَةَ: دَعَوْتُ عَشِیرتی للسِّلْمِ لَمَّا رَأَیْتُهُمُ تَوَلَّوْا مُدْبِرِینا و السَّلم: الإِسلام. و السَّلْمُ: الاستخذاء و الانقیاد و الاسْتِسْلامُ. و قوله تعالی: و لا تقولوا لمن أَلقی إِلیكم السَّلَمَ لَسْتَ مؤمناً، و قرئت: السَّلٰامَ، بالأَلف، فأَما السلامُ فیجوز أَن یكون من التَّسْلِیم، و یجوز أَن یكون بمعنی السَّلَمِ، و هو الاستِسلامُ و إِلقاء المَقادة إِلی إِرادة المسلمین. و أَخذه سَلَماً: أَسَرَهُ من غیر حرب. و حكی ابن الأَعرابی: أَخذه سَلَماً أَی جاء به منقاداً لم یمتنع، و إِن كان جَریحاً. و تَسَلَّمَه منی: قبضه. و سَلَّمْتُ إِلیه الشی‌ء فَتَسَلَّمَه أَی أَخذه. و التَّسْلِیمُ: بذل الرضا بالحكم. و التَّسْلِیمُ: السَّلامُ. و السَّلَمُ، بالتحریك: السَّلَفُ، و أَسْلَمَ فی الشی‌ء و سَلَّمَ و أَسْلَف بمعنی واحد، و الاسم السَّلَمُ. و كان راعیَ غَنَمٍ ثم أَسلم أَی تركها، كذا جاء، أَسْلَم هنا غیر مُتَعَدٍّ. و‌فی حدیث خُزَیْمَةَ: مَنْ تَسَلَّم فی شی‌ء فلا یَصْرِفْه إِلی غیره.یقال: أَسْلَمَ و سَلَّمَ إِذا أَسْلَفَ و هو أَن تعطی ذهباً و فضة فی سِلْعةٍ معلومة إِلی أَمَدٍ معلوم، فكأَنك قد أَسْلَمْتَ الثمن إِلی صاحب السِّلْعَةِ و سَلَّمْتَهُ إِلیه، و معنی الحدیث أَن یُسْلِفَ مثلا فی بُرٍّ فیعطیه المُسْتَلِف غیرَه من جنس آخر، فلا یجوز له أَن یأْخذه، قال القتیبی: لم أَسمع تَفَعَّل من السَّلَمِ، إِذا دفع، إِلَّا فی هذا. و‌فی حدیث ابن عمر: كان یكره أَن یقال السَّلَمُ بمعنی السَّلَفِ و یقول الإِسْلامُ للَّه عز و جل، كأَنه ضَنَّ بالاسم 1 «4» الذی هو موضع الطاعة و الانقیاد للَّه عز و جل عن أَن یُسَمَّی به غیره، و أَن یستعمل فی غیر طاعة و یذهب به إِلی معنی السَّلَف، قال ابن الأَثیر: و هذا من الإِخْلاصِ باب لطیف المَسْلَكِ. الجوهری: أَسْلَمَ الرجل فی الطعام أَی أَسلف فیه، و أَسْلَمَ أَمره للَّه أَی سَلَّمَ، و أَسْلَمَ أَی دخل فی السِّلْمِ، و هو الاسْتِسْلامُ، و أَسْلَمَ من الإِسْلامِ. و أَسْلَمَه أَی خذله. و السَّلْمُ: الدَّلْوُ التی لها عُرْوَةٌ واحدة، مذكر نحو دلو السَّقَّائین، قال ابن بری: صوابه لها عَرْقُوَةٌ واحدة
(3). قوله و السلم الإسلام أی بالفتح و الكسر كما فی البیضاوی فالذی تحصل أنه بهما بمعنی الاستسلام و الصلح و الإسلام. (4). قوله [كأَنه ضَنَّ بالاسم أی الذی هو السلم و قوله الذی هو موضع الطاعة و الانقیاد لأن السلم اسم من الإسلام بمعنی الإذعان والانقیاد فكره أن یستعمل فی غیر طاعة الله و إن كان یذهب به مستعمله إلی معنی السلف الذی لیس من الاستسلام
لسان العرب، ج‌12، ص: 296
كدلو السقائین، و لیس ثَمَّ دلو لها عُرْوَةٌ واحدة، و الجمع أَسْلُمٌ و سِلامٌ، قال كُثَیِّرُ عَزَّةَ: تُكَفْكِفُ أَعْداداً من الدَّمْعِ رُكِّبَتْ سَوانیها ثم انْدَفَعْنَ بأَسْلُمِ «1» و أَنشد ثعلب فی صفة إِبل سقیت: قابلة ما جاء فی سِلامِها برَشَفِ الذِّناب و التِهامِها و قال الطرمَّاحُ: أَخو قَنَصٍ یَهْفُو، كأَن سَراتَه و رِجلَیْهِ سَلْمٌ بین حَبْلَیْ مُشاطِنِ و فی التهذیب: له عُرْوَةٌ واحدة یمشی بها الساقی مثل دلاءِ أَصحاب الرَّوایا، و حكی اللحیانی فی جمعها أَسالِم، قال ابن سیدة: و هذا نادر. و سَلَمَ الدلوَ یَسْلِمُها سَلْماً: فرغ من عملها و أَحكمها، قال لبید: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلومُ و المَسْلُومُ من الدِّلاء: الذی قد فُرِغ من عمله. و یقال: سَلَمْتُهُ أَسْلِمُهُ فهو مَسْلُومٌ. و سَلَمْتُ الجلد أَسْلِمُهُ، بالكسر، إِذا دبغته بالسَّلَمِ. و السَّلَمُ: نوع من العِضاه و قال أَبو حنیفة: السَّلَمُ سَلِبُ العیدان طولًا، شبه القُضْبانِ، و لیس له خشب و إِن عظُم، و له شوك دُقاقٌ طُوالٌ حادّ إِذا أَصاب رجل الإِنسان، قال: و للسَّلَمِ بَرَمَةٌ صفراء فیها حبة خضراء «2» طیبة الریح، و فیها شی‌ء من مرارة و تَجِدُ بها الظِّباءُ وَجْداً شدیداً، واحدته سَلَمةٌ بفتح اللام، و قد یجمع السَّلَمُ علی أَسْلامٍ، قال رؤبة: كأَنما هَیَّجَ، حین أَطْلَقَا من ذات أَسْلامٍ، عِصِیّاً شِقَقا و‌فی حدیث جریر: بین سَلَمٍ و أَراكٍ، السَّلَمُ: شجر من العِضاه و ورقها القَرَظ الذی یُدْبَغُ به الأَدیمُ، و به سُمِّیَ الرجل سَلْمَةَ، و یجمع علی سَلَماتٍ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یصلی عند سَلَماتٍ فی طریق مكة، قال: و یجوز أَن یكون بكسر اللام جمع سَلِمَةٍ، و هی الحجر. أَبو عمرو: السَّلامُ ضرب من الشجر، الواحدة سَلامَةٌ. و السَّلامُ و السِّلامُ أَیضاً: شجر، قال بِشْرٌ: تَعَرُّضَ جَأْبَةِ المِدْری خَذُولٍ بِصاحَةَ، فی أَسِرَّتهِا السِّلامُ و واحدته سِلامَةٌ. و أَرض مَسْلوماءُ: كثیرة السَّلَمِ. و أَدِیم مَسْلومٌ: مدبوغ بالسَّلَمِ. و الجلد المَسْلومُ: المدبوغ بالسَّلَمِ. شمر: السَّلَمَةُ شجرة ذات شوك یدبغ بورقها و قشرها، و یسمی ورقها القَرَظَ، لها زهرة صفراء فیها حبة خضراء طیبة الریح تؤكل فی الشتاء، و هی فی الصیف تَخْضَرُّ، و قال: كُلِی سَلَم الجَرْداءِ فی كل صَیْفَةٍ، فإِن سأَلونی عَنْكِ كلَّ غَرِیمِ إِذا ما نَجا منها غَرِیمٌ بِخَیْبَةٍ، أَتی مَعِكٌ بالدَّیْنِ غیرُ سَؤومِ الجرداء بلد دون الفَلْجِ ببلاد بنی جَعْدَةَ، و إِذا
(1). قوله" سوانیها" هكذا فی الأَصل، و الوزن مختل، إلا إذا شددت الیاء، و لعل هذا من الجوازات الشعریة. (2). قوله" و للسلم برمة صفراء فیها حبة خضراء إلخ" هكذا فی الأصل، و عبارة المحكم: و للسلم برمة صفراء و هو أطیب البرم ریحا و یدبغ بورقه، و عن ابن الأعرابی: السلمة زهرة صفراء فیها حبة إلخ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 297
دُبغَ الأَدِیمُ بورَقِ السَّلَمِ فهو مَقْروظٌ، و إِذا دُبِغَ بقشر السَّلَمِ فهو مَسْلومٌ، و قال: إِنَّكَ لن تَرْوِیَها، فاذهَبْ و نَمْ، إِن لها رَیّاً كمِعْصالِ السَّلَمْ و السَّلامُ: شجر، قال أَبو حنیفة: زعموا أَن السلام أَبداً أَخضر لا یأْكله شی‌ء و الظِّباء تلزمه تستظل به و لا تَسْتَكِنُّ فیه، و لیس من عِظام الشجر و لا عِضاهِها، قال الطِّرِمَّاح یصف ظَبْیَةً: حَذَراً و السِّرْبُ أَكنافَها مُسْتَظِلٌّ فی أُصول السَّلام واحدته سَلامةٌ. ابن بری: السَّلَمُ شجر، و جمعه سَلامٌ، و روی بیت بِشْرٍ: بِصاحَةَ فی أَسِرَّتِها السَّلامُ قال: من رواه السِّلام، بالكسر، فهو جمع سَلَمة كأَكَمَةٍ و إِكام، و من رواه السَّلام، بفتح السین، فهو جمع سَلامةٍ، و هو نبت آخر غیر السَّلَمَة، و أَنشد بیت الطِّرِمَّاح، قال: و قال إِمرؤ القیس: حُورٌ یُعَلِّلْن العَبیرَ رَوادِعاً كَمَهَا الشَّقائقِ، أَو ظِباء سَلامِ و السَّلامانُ: شجر سُهْلِیٌّ، واحدته سَلامانة. ابن درید: سَلامانُ ضرب من الشجر. و السِّلامُ و السَّلِمُ: الحجارة، واحدتها سَلِمَةٌ. و قال ابن شمیل: السِّلامُ جماعة الحجارة الصغیر منها و الكبیر لا یوحّدونها. و قال أَبو خیرة: السِّلامُ اسم جمع، و قال غیره، هو اسم لكل حجر عریض، و قال: سَلِیمة و سَلِیمٌ مثل سِلامٍ، قال رؤبة: سالمه فوقك السَّلِیمَا «1» التهذیب: و من السَّلام الشجر فهو شجر عظیم، قال: أَحسبه سمی سَلاما لسلامته من الآفات. و السِّلامُ، بكسر السین: الحجارة الصلبة، سمیت بهذا سَلاماً لسلامتها من الرخاوة، قال الشاعر: تَداعَیْنَ باسم الشِّیبِ فی مُتَثَلِّمِ، جوانِبُهُ من بَصرَةٍ و سِلامِ و الواحدة سَلِمَةٌ، قال لبید: خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِیَّ سِلامُها «2» و السَّلِمَةُ: واحدة السَّلِمِ، و هی الحجارة، قال: و أَنشد أَبو عبید فی السَّلِمَةِ: ذاك خَلِیلی و ذُو یُعاتِبُنی، یَرْمِی ورائی بَامْسَهْمِ و امْسَلِمَهْ أَراد و السَّلِمَة، و هی من لغات حِمْیر، قال ابن بری: هو لبُجَیرِ بن عَنَمَة الطائی، قال و صوابه: و إِنَّ مَوْلایَ ذُو یُعاتِبُنی، لا إِحْنَةٌ عِندَه و لا جَرِمَهْ یَنْصُرُنی منك غیرَ مُعْتَذِرٍ، یَرْمِی ورائی بامْسَهْمِ و امْسَلِمَهْ و اسْتَلَمَ الحَجر و اسْتَلأَمَهُ: قَبَّله أَو اعتنقه، و لیس أَصله الهمز، و له نظائر. قال سیبویه: اسْتَلَم من السَّلام لا یدل علی معنی الاتخاذ، و قول العجاج:
(1). قوله" سالمه إلخ" كذا هو بالأصل. (2). قوله" خلقا كما إلخ" صدره: فمدافع الریان عری رسمها المدافع جمع مدفع: أماكن یندفع عنها الماء من الربی. و الریان: جبل. و الوحی: الكتاب و الجمع الوحی. و خلقا منصوب علی الحال و العامل فیه عری. و الضمیر فی سلامها للوحی، یعنی: غیرت رسوم هذه الدیار بالسیول و لم تنمح بطول الزمان فكأَنه كتاب ضمن حجراً: شبه بقاء الآثار لقدم الأیام ببقاء الكتاب فی الحجر، أَفاده الزوزنی.
لسان العرب، ج‌12، ص: 298
بین الصَّفا و الكَعْبَةِ المُسَلَّم قیل فی تفسیره أَراد المُسْتَلَم كأَنه بنی فِعْلَه علی فَعَّلَ. ابن السكیت: اسْتَلأَمْتُ الحجر، و إِنما هو من السِّلام، و هی الحجارة، و كأَن الأَصل اسْتَلمْتُ. و قال غیره: اسْتِلامُ الحجر افْتِعالٌ فی التقدیر مأْخوذ من السِّلام، و هی الحجارة، تقول: اسْتَلَمْتُ الحجر إِذا لمسته من السِّلام كما تقول اكْتَحَلْتُ من الكُحْلِ، قال الأَزهری: و هذا قول القتیبی، قال: و الذی عندی فی استلام الحجر أَنه افْتِعالٌ من السَّلام و هو التحیة، و استلامُه لمسه بالید تَحَرِّیاً لقبول السلام منه تبركاً به، و هذا كما یقال: اقْتَرَأْتُ منه السَّلام، قال: و قد أَمْلی علیَّ أَعرابی كتاباً إِلی بعض أَهالیه فقال فی آخره: اقْتَرِی‌ءْ منی السَّلامَ، قال: و هذا یدل علی صحة هذا القول أَن أَهل الیمن یسمون الرُّكْنَ الأَسوَد المُحیَّا، معناه أَن الناس یُحَیُّونه بالسَّلام، فافهمه. و‌فی حدیث ابن عمر قال: اسْتَقْبَلَ رسول اللّه، صلی اللّه علیه و سلم، الحجر فاسْتَلَمَه ثم وَضع شفتَیْه علیه یبكی طویلًا فالتفت فإِذا هو بعُمَرَ یبكی، فقال: یا عمر، هاهنا تُسْكَبُ العَبَراتُ.و‌روی أَبو الطفیل قال: رأَیت رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، یطوف علی راحلته یستلم بمِحْجَنِه و یُقَبِّل المِحْجَنَ، قال اللیث: اسْتِلامُ الحجر تناوله بالید و بالقُبْلةِ و مَسْحُه بالكف، قال الأَزهری: و هذا صحیح. الجوهری: اسْتَلَمَ الحجر لمسه إِما بالقُبْلَةِ أَو بالید، لا یهمز لأَنه مأْخوذ من السِّلام، و هو الحجر، كما تقول اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ، و بعضهم یهمزه. و السُّلامی: عظامُ الأَصابع فی الید و القَدَم. و سُلامَی البعیر: عظام فِرْسِنِه. قال ابن الأَعرابی: السُّلامی عِظامٌ صِغارٌ علی طول الإِصبع أَو قریب منها، فی كل ید و رجل أَربع سُلامَیاتٍ أَو ثلاث. و‌روی عن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَنه قال: علی كلِّ سُلامَی من أَحدكم صدقةٌ، و یُجْزئ فی ذلك ركعتان یصلیهما من الضحی، قال ابن الأَثیر: السُّلامَی جمع سُلامِیَةٍ و هی الأُنْمُلَةُ من الأَصابع، و قیل: واحده و جمعه سواء، و تجمع علی سُلامَیاتٍ، و هی التی بین كل مَفْصِلَیْنِ من أَصابع الإِنسان، و قیل: السُّلامَی كل عظم مجوف من صِغار العظام. و‌فی حدیث خُزَیْمَةَ فی ذكر السنة: حتی آل السُّلامَی‌أَی رجع إِلیه المخ، قال أَبو عبید: السُّلامی فی الأَصل عظم یكون فی فِرْسِنِ البعیر، و یقال: إِن آخر ما یبقی فیه المخ من البعیر إذا عَجُفَ فی السُّلامَی و فی العین، فإِذا ذهب منهما لم یكن له بَقیَّة بعد، و أَنشد لأَبی مَیْمُون النَّضْرِ بن سَلَمَة العِجْلیّ: لا یَشْتَكِینَ عَمَلًا ما أَنْقَیْن، ما دام مُخٌّ فی سُلامی أَو عَیْن قال: و كأَنَّ معنی‌قوله علی كل سُلامی من أَحدكم صدقةٌ‌أَن علی كل عظم من عِظام ابن آدم صدقه، و الركعتان تجزیان من تلك الصدقة. و قال اللیث: السُّلامی عظام الأَصابع و الأَشاجِع و الأَكارعِ، و هی كَعابِرُ كأَنها كِعابٌ، و الجمع سُلامَیاتٌ، قال ابن شمیل: فی القدم قَصَبُها و سُلامَیاتُها، و قال: عِظام القدم كلها سُلامَیاتٌ، و قَصَبُ عِظام الأَصابع أَیضاً سُلامَیاتٌ، الواحدة سُلامی، و فی كل فِرْسِنٍ ست سُلامَیاتٍ و مَنْسِمان و أَظَلُّ. الجوهری: و یقال للجلدة التی بین العین و الأَنف سالمٌ، و‌قال عبد اللَّه بن عمر فی ابنه سالم:
لسان العرب، ج‌12، ص: 299
یُدیرُونَنی عن سالمٍ و أُریغُهُ، و جِلْدَةُ بینَ العینِ و الأَنفِ سالِمُ قال: و هذا المعنی أَراد عبد المَلِكِ فی جوابه عن كتاب الحَجَّاجِ أَنه عندی كَسَالِمٍ و السلام، قال ابن بری: هذا وهم قبیح أَی جَعْلُهُ سالِماً اسماً للجلدة التی بین العین و الأَنف، و إِنما سالِم ابن ابن عمر، فجعله لمحبته بمنزلة جلدة بین عینه و أَنفه. و السَّلِیمُ من الفرس: ما بین الأَشْعر «1» و بین الصَّحْن من حافره. و الأُسَیْلِمُ: عِرْقٌ فی الید، لم یأْت إِلَّا مُصَغَّراً، و فی التهذیبِ: عِرْقٌ فی الجسد. الجوهری: الأُسَیْلِمُ عِرْقٌ بین الخِنْصِرِ و البِنْصِر. و السُّلَّمُ: واحد السَّلالِیمِ التی یُرْتَقَی علیها، و فی المحكم: السُّلَّمُ الدرجةُ و المِرقاةُ، یذكر و یؤنث، قال ابن مُقْبِلٍ: لا تُحْرِزُ المرْءَ أَحْجاءُ البِلادِ، و لا یُبْنی له فی السَّماواتِ السَّلالِیمُ احتاج فزاد الیاء، قال الزجاج: سمی السُّلَّمُ سُلَّماً لأَنه یُسْلِمُكَ إِلی حیث ترید. و السُّلَّمُ: السبب إِلی الشی‌ء، سمی بهذا الإِسم لأَنه یؤدِّی إِلی غیره كما یؤدِّی السُّلَّمُ الذی یُرْتَقی علیه، قال الجوهری: و ربما سُمّی الغَرْزُ بذلك، قال أَبو الرُّبَیْسِ التَّغْلَبیُّ: مُطارة قَلْبٍ إِن ثَنی الرِّجْلَ رَبُّها بِسُلَّمِ غَرْزٍ فی مُناخٍ یُعاجِلُهْ و قال أَبو بكر بن الأَنباری: سمیت بغداد مدینة السَّلام لقربها من دَجْلَةَ، و كانت دَجْلَةُ تسمی نهر السَّلامِ. و سَلْمی: أَحد جَبَلَیْ طَیِّ‌ءٍ. و السُّلامی: الجَنُوبُ من الریاح، قال ابن هَرْمَةَ: مَرَتْهُ السُّلامی فاسْتَهَلَّ و لم تَكُنْ لتَنْهَضَ إِلَّا بالنُّعامی حَوامِلُهْ و أَبو سَلْمان: ضرب من الوَزَغِ و الجِعْلان. و قال ابن الأَعرابی: أَبو سَلْمانَ كنیة الجُعَلِ، و قیل: هو أَعظم الجِعْلان، و قیل: هو دُوَیْبَةٌ مثل الجُعَلِ له جناحان، و قال كراع: كنیته أَبو جَعْرانَ، بفتح الجیم. و سَلْمان: اسم جبل و اسم رجل. و سالِمٌ: اسم رجل. و سَلامانُ: ماء لبنی شیبان. و سَلامان: بطنان بطن فی قُضاعَةَ و بَطْنٌ فی الأَزْدِ، و فی المحكم: سَلامانُ بطن فی الأَزْدِ و قُضاعَةَ و طیِّ‌ءٍ و قَیْسِ عَیْلانَ. و سَلامانُ بن غَنْمٍ قبیلة اسم غَنْمٍ اسم قبیلة «2». و سُلَیْمٌ قبیلة من قَیْس عَیْلانَ. و هو سُلَیْمُ بن منصور بن عِكْرِمَةَ بن خَصَفَةَ بن قَیْسِ عَیْلانَ. و سُلَیْمٌ أَیضاً: قبیلة فی جُذامَ من الیمن. و بنو سُلَیْمَةَ: بطن من الأَزْدِ. و بنو سَلِیمَةَ: من عبد القیس. قال سیبویه: النسب إِلی سَلِیمَة سَلیمِیٌّ، نادر. و سَلُّومُ: اسم مُرادٍ. و أَسْلَمُ: أَبو قبیلة فی مُرادٍ. و بنو سَلِمَةَ: بطن من الأَنصار، و لیس فی العرب سَلِمَةُ غیرهم، بكسر اللام، و النسبة إِلیهم سَلِمِیٌّ، و النسبة إِلی بنی سُلَیْمٍ و إِلی سَلامَةَ سَلامِیٌّ. و أَبو سلمی، بضم السین: أَبو زُهَیْر بن أَبی سُلْمی، الشاعر المُزَنیّ، علی فُعْلی، و اسمه رَبیعَةُ بن رَباحٍ من بنی مازِنٍ من مُزَیْنَةَ، و لیس فی العرب سُلْمی غیره، لیس سُلْمی من الأَسْلَمِ كالكُبْری من الأَكْبَرِ. و عبد
(1). قوله" الأشعر" كذا بالأصل، و الذی فی خط الصاغانی: و السلیم من الحافر بین الأمعر و الصحن من باطنه. (2). قوله" اسم غنم اسم قبیلة" هكذا بالأصل المعول علیه بأَیدینا.
لسان العرب، ج‌12، ص: 300
اللَّه بن سَلامٍ، بتخفیف اللام، و كذلك سلامُ بن مِشْكَم: رجل كان من الیهود، مخفف، قال الشاعر: فلما تَداعَوْا بأَسْیافِهِمْ، و حانَ الطِّعانُ، دَعَوْنا سَلاما یعنی دَعَوْنا سَلامَ بن مِشْكَمٍ، و أَما القاسم بن سَلّامٍ و محمد بن سَلَّامٍ فاللام فیهما مشددة. و فی حدیث خَیْبَر: ذكر السُّلالِم، هی بضم السین، و قیل: بفتحها، حِصْنٌ من حُصُون خَیْبَرَ، و یقال فیه السُّلالِیمُ أَیضاً. و الأُسْلُومُ: بطون من الیمن. و سَلْمانُ و سُلالِمُ: موضعان. و السَّلامُ: موضع. و دارة السَّلامِ: موضع هنا لك. و ذات السُّلَیْمِ: موضع، قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ: تَحَمَّلْنَ من ذات السُّلَیْمِ، كاَّنها سَفائِنُ یَمٍّ تَنْتَحِیها دَبُورُها و سَلَمِیَّةُ: قریة. و سَلَمِیَّةُ: قبیلة من الأَزْدِ. و سُلَیْمُ بن منصور: قبیلة. و سَلَمَةُ و مَسْلَمَةُ و سَلامٌ و سَلامَةُ و سُلَیْمانُ و سُلَیْمٌ و سَلْمٌ و سَلَّامٌ و سَلَّامَةُ، بالتشدید، و مُسْلِمٌ و سَلْمانُ: أَسماء. و مَسْلَمَةُ: اسمُ مَفْعَلَةٌ من السَّلْمِ. و سَلِمَةُ، بكسر اللام أَیضاً: اسم رجل و سَلْمی: اسم رجل. المحكم: و سَلْمی اسم امرأَة، و ربما سمی بها الرجل. قال ابن جنی: لیس سَلْمانُ من سَلْمی كسَكْرانَ من سَكْری، أَ لا تری أَن فَعْلان الذی یقابله فَعْلی إِنما بابه الصفة كغَضْبان و غَضْبی و عَطْشان و عَطْشی؟ و لیس سَلْمان و سَلْمی بصفتین و لا نكرتین، و إِنما سَلْمان من سَلْمی كقَحْطان من قَحْطی، و لَیْلان من لَیْلی، غیر أَنهما كانا من لفظ واحد فتلاقیا فی عُرْضِ اللغة من غیر قصد و لا إِیثار لتقاوُدِهما، أَ لا تری أَنك لا تقول هذا رجل سَلْمان و لا هذه امرأَة سَلْمی كما تقول هذا رجل سَكْران و هذه امرأَة سَكْری، و هذا رجل غَضْبان و هذه امرأَة غَضْبی، و كذلك لو جاء فی العَلَمِ لَیْلان لكان من لَیْلی كسَلْمان من سَلْمی، و كذلك لو وجد فیه قَحْطی لكان من قَحْطان كسَلْمی من سَلْمان، و قال أَبو العباس: سُلَیْمان تصغیر سَلْمان، و قول الحُطَیْئةِ: جَدْلاءَ مُحْكَمَةٍ من نَسجِ سَلَّامِ «3» كما قال النابغة الذُّبْیانیّ: و نَسْج سُلَیْم كلّ قَضّاء ذائِل أَراد نَسْجَ داود فجعله سُلَیْمانَ ثم غَیَّرَ الاسم فقال سَلَّام و سُلَیْم، و مثل ذلك فی أَشعارهم كثیر، قال ابن بری: و قالوا فی سُلَیْمانَ اسم النبی، صلی اللّه علیه و سلم، سُلَیْمٌ و سَلّام فغیروه ضرورة، و أَنشد بیت النابغة الذُّبْیانی، و أَنشد لآخر: مُضاعَفَة تَخَیَّرَها سُلَیْمٌ، كأَن قَتِیرَها حَدَقُ الجَرادِ و قال الأَسود بن یَعْفُرَ: و دَعا بمُحْكَمَةٍ أَمینٍ سَكُّها، من نَسْجِ داودٍ أَبی سلَّامِ و حكی الرُّؤاسی: كان فلان یُسَمّی محمداً ثم تَمَسْلَم أَی تَسَمَّی مُسْلِماً، الجوهری: و سَلْمَی حَیٌّ من دارم، و قال: تُعَیِّرُنی سَلْمَی، و لیس بقُضأَةٍ، و لو كنتُ من سَلْمَی تَفَرَّعْتُ دارِما
(3). قوله"جدلاء محكمة … إلخ" صدره: فیه الرماح و فیه كل سابغة
لسان العرب، ج‌12، ص: 301
قال: و فی بنی قُشَیْرٍ سَلَمَتان سَلَمَةُ بن قُشَیٍر و هو سَلَمَة الشَّرِّ و أُمُّه لُبَیْنَی بنت كعب بن كلابٍ، و سَلَمَةُ بن قُشَیْرٍ و هو سَلَمَة الخیر و هو ابن القُشَیْرِیَّة، قال ابن سیدة: و السَّلَمَتانِ سَلَمَةُ الخیر و سَلَمَةُ الشرّ، و إِنما قال الشاعر: یا قُرَّةَ بنَ هُبَیْرَةَ بنِ قُشَیْرٍ، یا سیِّدَ السَّلَماتِ، إِنك تظْلمُ لأَنه عناهما و قومَهما. و حكی أَسْلُم اسم رجل، حكاه كراع و قال: سمی بجمع سَلْمٍ، و لم یفسر أَیّ سَلْمٍ یعنی، قال: و عندی أَنه جمع السَّلْمِ الذی هو الدلو العظیمة. و سُلالِمُ: اسم أَرض، قال كعبُ بن زُهَیرٍ: ظَلِیمٌ من التَّسْعاء، حتی كأَنه حَدِیثٌ بِحُمَّی أَسْأَرَتْها سُلالِمُ «1» و سُلَّمٌ فرس زَبَّانَ بن سَیَّارٍ. و السِّلامُ، بالكسر: ماء، قال بشر: كأَنَّ قُتُودِی علی أَحْقَبٍ یُریدُ نَحُوصاً تَؤُمُّ السِّلاما قال ابن بری: المشهور فی شعره … تَدُقُّ السِّلاما، و السِّلامُ، علی هذه الروایة: الحجارة.

سلتم؛ ج12، ص: 301

: السِّلْتِمُ، بالكسر: الداهیة و السنة الصعبة، و أَنشد ابن بری لأَبی الهیثم التَّغْلَبیِّ فی الداهیة: و یَكْفَأُ الشِّعْبَ، إِذا ما أَظْلَمَا، و یَنْثَنی حین یخافُ سِلْتِمَا و أَنشد فی السنة الصعبة: و جاءت سِلْتِمٌ لا رَجْعَ فیها، و لا صَدْعٌ فَتَحْتَلِبَ الرَّعاءُ و السِّلْتِمُ: الغُولُ.

سلجم؛ ج12، ص: 301

: السَّلْجَمُ: الطویل من الخیل. و السَّلْجَمُ: النَّصْلُ الطویل. و السَّلْجَمُ: الدقیق من النِّصال. قال أَبو حنیفة: السَّلْجَمُ من النصال الطویل العریض؛ و قول أَبی ذؤیبٍ: فذاك تِلادُهُ و مُسَلْجَماتٌ نظائِرُ كلِّ خَوَّارٍ بَرُوقِ إِنما عنی سِهاماً مطوَّلات مُعَرَّضات. و یقال للنصال المحددة: سَلاجِمُ و سَلامِجُ؛ قال الراجز: یَغْدُو بكَلْبَیْنِ و قَوْسٍ قارِح، و قَرَنٍ و صِیغَةٍ سَلاجِم و السَّلاجِمُ: سِهامٌ طِوالُ النِّصال. و السَّلْجَمُ: الطویل من الرجال. و رجل سَلْجَمٌ و سُلاجمٌ: طویل، و الجمع فیهما سَلاجِمُ، بالفتح. و جَمَلٌ سَلْجَمٌ و سُلاجِم، بالضم: مُسِنٌّ شدید. و لَحْیٌ سَلْجَمٌ: شدید وافر كَثیفٌ. و رأْس سَلجَمٌ: طویل اللحیین. و بعیر سُلاجِمٌ: عریض. و السَّلْجَم: نبت، و قیل: هو ضرب من البُقُول؛ قال: تَسْأَلُنی برامَتَیْنِ سَلْجَما، لو أَنَّها تَطْلُب شیئاً أَمَمَا و یروی: یا مَیّ، لو سأَلتِ شیئاً أَمَمَا، جاء به الكَرِیُّ أَو تَجَشَّمَا التهذیب: المأْكول یقال له سَلْجَم، و لا یقال له شَلْجَم و لا ثَلْجَم؛ و أَنشد ابن بری لأَبی الزحف:
(1). قوله" ظلیم من التسعاء" الذی فی المحكم: طلیح.
لسان العرب، ج‌12، ص: 302
هذا و رَبِّ الرَّاقِصاتِ الرُّسَّمِ شِعْرِی، و لا أُحسِنُ أَكل السَّلْجَمِ قال: و منهم من یتكلم به بالشین المعجمة، و یروی الرجز بالسین و الشین، قال: و الصواب بالسین المهملة. قال أَبو حنیفة: السَّلْجَمُ معرَّب و أَصله بالشین، و العرب لا تتكلم به إِلا بالسین، قال: و كذا ذكره سیبویه بالسین فی باب عِلَل ما یجعله زائداً فقال: و تُجْعَل السینُ زائدة إِذا كانت فی مثل سَلْجَم.

سلخم؛ ج12، ص: 302

: الأَصمعی: إِنه لَمُطْرَخِمٌّ و مُطْلَخِمّ أَی متكبِّر متعظم، و كذلك مُسْلَخِمّ.

سلطم؛ ج12، ص: 302

: السَّلْطَم و السُّلاطِم: الطویل. و السَّلْطم أَیضاً: الذی یبتلِع كلَّ شی‌ء.

سلعم؛ ج12، ص: 302

: رجل سِلْعام: طویل الأَنف دقیقُه، و قیل: السِّلْعام الواسِع الفَمِ. المُفَضَّل: هو أَخبث من أَبی سِلْعامةَ، و هو الذئب؛ قال الطرمَّاح یصف كِلاباً: مُرْغِنات لأَخْلَجِ الشِّدْق سِلْعامٍ مُمَرٍّ مَفْتولةٍ عَضُدُهْ «1» قوله مُرْغِنات أَی مُصْغِیات لدُعاء كلب أَخْلَجِ الشِّدْقِ واسِعه.

سلغم؛ ج12، ص: 302

: السَّلْغَمُ: الطویل.

سلقم؛ ج12، ص: 302

: السَّلْقَمُ: العظیم من الإِبل، و الجمع سَلاقِم و سَلاقِمَة. و السِّلْقِمَةُ: الذِّئبَةُ «2».

سلهم؛ ج12، ص: 302

: اسلَهَمَّ المریضُ: عُرِف أَثَرُ مَرَضِه فی بدَنهِ، و قیل: المُسْلَهِمُّ الذی قد ذَبَلَ و یَبِس إِمَّا من مَرَض، و إِمَّا من همّ، لا یَنام علی الفراش، یجی‌ء و یذهَب، و فی جوفه مرض قد أَیْبَسَه و غَیَّر لَوْنه، و قد اسْلَهَمَّ اسْلِهْماماً، و قیل: هو الضامر المضطرب من غیر مرض. الأَصمعی: المُسْلَهِمُّ المتغیِّر اللَّوْن، و قال اللیث: هو الذی براه المرض و الدُّؤوب فصار كأَنه مَسْلول. و قال الجوهری فی موضع آخر: اسْلَهَمَّ الشی‌ء اسْلِهْماماً أَی تَغَیَّرَ رِیحُه. و سِلْهِمٌ، بالكسر: اسم رجل، و قال ابن بری: سِلْهِم حیّ من مَذْحجٍ، و الله أَعلم.

سمم؛ ج12، ص: 302

: السَّمُّ و السِّمُّ و السُّمُّ: القاتلُ، و جمعها سِمامٌ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، یذُمُّ الدنیا: غذاؤها سِمام، بالكسر؛ هو جمع السَّمِّ القاتل. و شی‌ءٌ مَسْمُوم: فیه سَمٌّ. و سَمَّتْه الهامَّة: أَصابَتْه بسَمِّها. و سَمَّه أَی سقاه السمَّ. و سَمَّ الطعام: جعل فیه السُّمَّ. و السَّامَّةُ: الموتُ، نادر، و المعروف السَّامُ، بتخفیف المیم بلا هاء. و‌فی حدیث عُمیر بن أَفْصَی: تُورِدُه السَّامَّةَ‌أَی الموت، قال: و الصحیح فی الموت أَنه السَّامُ، بتخفیف المیم. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: قالت للیهود علیكم السَّامُ و الدَّامُ.و أَما السَّامَّةُ، بتشدید المیم، فهی ذواتُ السُّمومِ من الهوامِّ، و منه‌حدیث ابن عباس: اللهم إِنی أَعوذُ بك من كل شیطان و هامَّه، و من كلِّ عَیْنٍ لامَّه، و من شرِّ كل سامَّه.و قال شمر: ما لا یَقْتُل و یَسُمُّ فهی السَّوامُّ، بتشدید المیم، لأَنها تَسُمُّ و لا تبلغ أَن تقتُل مثل الزُّنْبور و العَقْرب و أَشباههما. و‌فی الحدیث: أُعِیذُكُما بكَلِمات الله التامَّه من كل سامَّه.و السَّمُّ: سَمُّ الحیة. و السامَّةُ: الخاصَّة؛
(1). قوله [مرغنات] قد تقدم فی مادة خلج: موعبات و هو خطأ و الصواب ما هنا كما هو فی التكملة (2). قوله [و السلقمة الذئبة] هكذا فی الأَصل مضبوطاً، و الذی فی القاموس: السلقمة الریبة و ضبطه بفتح السین، قال شارحه: هكذا فی النسخ، و الذی فی اللسان السلقمة، بالكسر، الذئبة انتهی. لكن الذی فی القاموس مثله فی المحكم غیر أنه ضبطت فیه بكسر السین كاللسان
لسان العرب، ج‌12، ص: 303
یقال: كیف السَّامَّةُ و العامَّةُ. و السُّمَّةُ: كالسامَّةِ؛ قال رؤبة: و وُصِلَتْ فی الأَقْربینَ سُمَمُهْ و سَمَّه سَمّاً: خصَّه. و سَمَّتِ النِّعْمَةُ أَی خصَّت؛ قال العجاج: هو الذی أَنْعَمَ نُعْمی عَمَّتِ، علی البِلاد، رَبُّنا و سَمَّتِ و فی الصحاح: علی الذین أَسْلَموا و سَمَّتِ أَی بَلَغت الكلَّ. و أَهل المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ و الأَقارب، و أَهلُ المَنْحاة: الذین لیسُوا بالأَقارب. ابن الأَعرابی: المَسَمَّةُ الخاصَّةُ، و المَعَمَّةُ العامَّةُ. و‌فی حدیث ابن المسیّب: كنا نقول إِذا أَصبَحْنا: نعوذُ بالله من شر السامَّة و العامَّة؛ قال ابن الأَثیر: السَّامَّة هاهنا خاصَّة الرجل، یقال: سَمَّ إِذا خَصَّ. و السَّمُّ: الثَّقْبُ. و سَمُّ كلِّ شی‌ء و سُمُّه: خَرْتُه و ثَقْبُه، و الجمع سُمُومٌ، و منه سَمُّ الخِیَاط. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیٰاطِ؛ قال یونس: أَهل العالیة یقولون السُّمُّ و الشُّهْدُ، یَرْفَعُون، و تمیم تفتح السَّمَّ و الشَّهْدَ، قال: و كان أَبو الهیثم یقول هما لغتان سَمٌّ و سُمٌّ لخرق الإِبْرة. و سُمَّةُ المرأَة: صَدْعُها و ما اتَّصل به من رَكَبِها و شُفْرَیْها. و قال الأَصمعی: سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها. و‌فی الحدیث: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰی شِئْتُمْ سِماماً واحداً؛ أَی مَأْتیً واحداً، و هو من سِمام الإِبرة ثَقْبِها، و انْتَصَب علی الظرف، أَی فی سِمام واحد، لكنه ظرف مخصوص، أُجری مُجْری المُبْهَم. و سُمومُ الإِنسانِ و الدابة: مَشَقُّ جِلْده «1». و سُمُوم الإِنسانِ و سِمامُه: فَمُه و مَنْخِرُه و أُذنُه، الواحد سَمٌّ و سُمٌّ؛ قال: و كذلك السُّمُّ القاتل، یضم و یفتح، و یجمع علی سُموم و سِمام. و مَسامُّ الجسد: ثُقَبُه. و مَسامُّ الإِنسان: تَخَلْخُل بشرته و جلْده الذی یبرُزُ عَرقُهُ و بُخار باطنه منها، سمِّیت مَسامَّ لأَن فیها خُروقاً خفیّة و هی السُّموم، و سُمومُ الفَرس: ما رقَّ عن صَلابة العظْم من جانبی قصَبة أَنفه إِلی نَواهِقه، و هی مَجاری دموعه، واحدها سَمٌّ. قال أَبو عبیدة: فی وجه الفرس سُمومٌ، و یستحب عُرْیُ سُمومِه، و یستدلّ به علی العِتْق؛ قال حُمَیْدُ بن ثور یصف الفرَس: طِرْف أَسِیل مَعْقِد البَرِیمِ، عارٍ لَطیف موضع السُّمُومِ و قیل: السَّمَّانِ عِرْقان فی أَنف الفرس. و أَصاب سَمَّ حاجتِه أَی مطلَبَه، و هو بصیر بسَمِّ حاجته كذلك. و سَمَمْت سَمَّك أَی قصدت قَصْدَك. و یقال: أَصبت سَمَّ حاجتك فی وجهها. و السَّمُّ: كل شی‌ء كالوَدَعِ یخرُج من البحر. و السُّمَّةُ و السَّمُّ: الوَدَع المنظومُ و أَشباهُه، یستخرَجُ من البحر یُنْظَم للزینة، و قال اللیث فی جمعه السُّموم، و قد سَمَّه؛ و أَنشد اللیث: علی مُصْلَخِمٍّ ما یكاد جَسِیمُه یَمُدُّ بِعِطْفَیْه الوَضِینَ المُسَمَّما أَراد: وَضِیناً مزیَّناً بالسُّموم. ابن الأَعرابی: یقال لِتَزاویقِ وجهِ السَّقْف سَمَّان، و قال غیره: سَمُّ الوَضِینِ عُرْوَتُه، و كل خَرْق سَمٌّ. و التَّسْمِیمُ:
(1). قوله [مشق جلده] الذی فی المحكم: مشاق
لسان العرب، ج‌12، ص: 304
أَن یتخذ للْوَضینِ عُریً؛ و قال حمید بن ثور: علی كلِّ نابی المَحْزِمَیْنِ تَری له شَراسِیفَ، تَغْتالُ الوَضِینَ المُسَمَّما أَی الذی له ثلاث عُریً و هی سُمُومُه. و قال اللحیانی: السَّمَّانُ الأَصْباغُ التی تُزَوَّقُ بها السقُوف، قال: و لم أَسمع لها بواحدة. و یقال لِلْجُمَّارة: سُمَّة القُلْب. قال أَبو عمرو: یقال لِجُمَّارة النخلة سُمَّة، و جمعها سُمَم، و هی الیَقَقَةُ. و سَمَّ بین القوم یَسُمُّ سَمّاً: أَصْلَح. و سَمَّ شیئاً: أَصلحه. و سَمَمْت الشی‌ءَ أَسُمُّه: أَصلحته. و سَمَمْت بین القوم: أَصْلَحْت؛ قال الكمیت: و تَنْأَی قُعُورُهُمُ فی الأُمُور علی مَنْ یَسُمُّ، و مَن یَسْمُل و سَمَّه سَمّاً: شدَّه. و سَمَمْت القارورةَ و نحوَها و الشی‌ءَ أَسُمُّه سَمّاً: شدَدْتُه، و مثله رَتَوْتُه. و ما له سَمٌّ و لا حَمٌّ، بالفتح، غیرُك و لا سُمٌّ و لا حُمٌّ، بالضم، أَی ما له هَمٌّ غیرك. و فلان یَسُمُّ ذلك الأَمر، بالضم، أَی یَسبُره و ینظُر ما غَوْرُهُ. و السُّمَّةُ: حصیر تُتَّخذ من خوص الغَضف، و جمعها سِمامٌ؛ حكاه أَبو حنیفة. التهذیب: و السُّمَّةُ شِبْه سفرة عریضة تُسَفُّ من الخوص و تبسط تحت النخلة إِذا صُرِمت لیسقُط ما تَناثَر من الرُّطَب و التمر «1» علیهما، قال: و جمعها سُمَمٌ. و سامُّ أَبْرَصَ: ضرب من الوَزَغ. و فی التهذیب: من كبار الوَزَغ، و سامَّا أَبرصَ، و الجمع سَوامُّ أَبْرصَ. و‌فی حدیث عِیاض: مِلْنا إِلی صخرة فإِذا بَیْض، قال: ما هذا؟ قال: بیض السامِّ، یرید سامَّ أَبْرصَ نوع من الوَزَغ. و السَّمُومُ: الریحُ الحارَّة، تؤنث، و قیل: هی الباردة لیلًا كان أَو نهاراً، تكون اسماً و صفة، و الجمع سَمائم. و یومٌ سامٌّ و مُسِمٌّ؛ الأَخیرة قلیلة عن ابن الأَعرابی. أَبو عبیدة: السَّمومُ بالنهار، و قد تكون باللیل، و الحَرُور باللیل، و قد تكون بالنهار؛ یقال منه: سُمَّ یومُنا فهو مَسْمومٌ؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمَّة: هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كانت تصوم فی السفَر حتی أَذْلَقَها السَّمُومُ؛ هو حرُّ النهار. و نَبْتٌ مَسْمُومٌ: أَصابتْه السَّمومُ. و یومٌ مَسْمُومٌ: ذو سَمومٍ؛ قال: و قد عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل، یَسْفَعُنی یوم قُدَیْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم التهذیب: و من دوائر الفرس دائرة السَّمامةِ، و هی التی تكون فی وَسَط العُنُق فی عَرضها، و هی تستحبُّ، قال: و سُمومُ الفَرس أَیضاً كل عظْم فیه مُخٌّ، قال: و السُّمومُ أَیضاً فُروجُ الفَرس، واحدها سَمٌّ، و فُروجُه عَیناه و أُذناه و مَنْخِراه؛ و أَنشد: فنَفَّسْتُ عن سَمَّیْه حتی تَنَفَّسا أَراد عن مَنْخِریه. و سُمومُ السیف: حُزوزٌ فیه یعلَّمُ بها؛ قال الشاعر یمدح الخَوارج: لِطافٌ بَراها الصومُ حتی كأَنَّها سُیوف یَمانٍ، أَخْلَصَتْها سُمُومُها یقول: بَیَّنَت هذه السُّموم عن هذه السیوف أَنها
(1). قوله [و التمر] الذی فی التكملة: و البسر
لسان العرب، ج‌12، ص: 305
عُتُق، قال: و سُموم العُتُق غیر سُموم الحُدْث. و السَّمام، بالفتح: ضَرْب من الطیر نحو السُّمانی، واحدته سَمامَة؛ و فی التهذیب: ضرب من الطیر دون القَطَا فی الخِلْقَة، و فی الصحاح: ضرب من الطیر و الناقة السریعة أَیضاً؛ عن أَبی زید؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی الناقة السریعة: سَمام نَجَتْ منها المَهارَی، و غُودِرَتْ أَراحِیبُها و المَاطِلِیُّ الهَمَلَّعُ و قولهم فی المثَل: كلَّفْتَنی بَیْضَ السَّماسِم؛ فسرَّه فقال: السَّماسِمُ طیر یُشْبه الخُطَّاف، و لم یذكر لها واحداً. قال اللحیانی: یقال فی مثَل إِذا سُئل الرجل ما لا یَجِد و ما لا یكون: كلَّفْتنی سَلَی جَمَلٍ، و كلفتنی بَیْضَ السَّماسِم، و كلفتنی بیض الأَنُوق؛ قال: السَّماسِم طیر مثل الخَطاطیف لا یُقْدَر لها علی بیض. و السَّمامُ: اللواء، علی التشبیه. و سَمامَةُ الرجُلِ و كلِّ شی‌ء و سَماوتُه: شخصُه، و قیل: سَماوتُه أَعلاه. و السَّمامَةُ: الشخص؛ قال أَبو ذؤیب: و عادِیَة تُلْقِی الثِّیابَ كأَنَّما تُزَعْزِعُها، تحت السَّمامةِ، ریحُ و قیل: السَّمامة الطَّلْعة. و السَّمامُ و السَّمْسامُ و السُّماسِم و السُّمْسُمانُ و السُّمْسُمانیُّ، كله: الخفیف اللطیفُ السریعُ من كل شی‌ء، و هی السَّمْسَمةُ. و السَّمْسامةُ: المرأَة الخفیفة اللطیفة. ابن الأَعرابی: سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشی مَشْیاً رفِیقاً. و سَمسَمٌ و سَمْسامٌ: الذِّئب لخِفَّته، و قیل: السَّمْسَم الذئب الصغیر الجسم. و السَّمْسَمَةُ: ضرب من عَدْوِ الثَّعْلب، و سَمْسَمٌ و السَّمْسَمُ جمیعاً من أَسمائه. ابن الأَعرابی: السَّمْسَمُ، بالفتح، الثَّعْلب؛ و أَنشد: فارَقَنی ذَأْلانُه و سَمْسَمُه و السَّمامةُ و السمْسُمة و السِّمْسِمة: دُوَیْبَّة، و قیل: هی النملة الحمراء، و الجمع سَماسِم. اللیث: یقال لدُوَیْبَّة علی خِلْقة الآكِلَة حمراء هی السِّمْسِمة؛ قال الأَزهری: و قد رأَیتها فی البادیة، و هی تَلْسع فتُؤلم إِذا لَسَعَت؛ و قال أَبو خیرة: هی السَّماسِم، و هی هَناتٌ تكون بالبصرة تَعَضُّ عَضّاً شدیداً، لَهُنَّ رؤوس فیها طول إِلی الحمرة أَلوانُها. و سَمْسَم: موضع؛ قال العجاج: یا دارَ سَلْمَی، یا اسْلَمِی ثم اسْلَمِی بسَمْسَمٍ، أَو عن یمین سَمْسَمِ و قال طُفَیل: أَسَفَّ علی الأَفلاجِ أَیمنُ صَوْبهِ، و أَیْسَره یَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ و قال ابن السكیت: هی رَمْلة معروفة؛ و قول البَعِیث: مُدامِنُ جَوعاتٍ، كأَنَّ عُروقَه مَسَارِبُ حَیَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا قال: یعنی السَّمَّ، قال: و من رواه تَسَرَّبْنَ جعل سَمْسَماً رملة، و مساربُ الحیات: آثارها فی السهل إِذا مرَّت، تَسَرَّبُ: تجی‌ء و تذهب، شبَّه عروقه بمَجارِی حَیَّاتٍ لأَنها مُلْتویة. و السِّمْسِمُ: الجُلْجُلانُ؛ قال أَبو حنیفة: هو بالسَّراة و الیَمَنِ كثیر، قال: و هو أَبیض.
لسان العرب، ج‌12، ص: 306
الجوهری: السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ. قال ابن بری: حكی ابن خالویه أَنه یقال لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ، كما قالوا لبائع اللُّؤلؤ لأْآلٌ. و‌فی حدیث أَهل النار: كأَنهم عِیدانُ السَّماسِمِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی فی كتاب مُسْلِمٍ علی اختلاف طُرْقِهِ و نُسَخِه، فإِن صحَّت الروایة فمعناه أَن السَّماسِم جمع سِمْسِم، و عیدانُه تَراها إِذا قُلِعت و تُرِكَتْ لیؤخذ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها محترقة، فشبه بها هؤلاء الذین یخرجون من النار، قال: و طالما تَطَلَّبْتُ معنی هذه اللفظة و سأَلت عنها فلم أَرَ شافیاً و لا أُجِبْتُ فیها بِمُقْنِعٍ، و ما أَشبه ما تكون مُحَرَّفةً، قال: و ربما كانت كأَنهم عیدان السَّاسَمِ، و هو خشب كالآبنوس، و الله أعلم.

سنم؛ ج12، ص: 306

: سَنامُ البعیر و الناقة: أَعلی ظهرها، و الجمع أَسْنِمَة. و‌فی الحدیث: نساء علی رؤوسهن كأَسْنِمة البُخْت؛ هُنَّ اللَّواتی یَتَعَمَّمْنَ بالمَقانِع علی رؤوسهنَّ یُكَبِّرْنَها بها، و هو من شِعار المُغَنِّیات. و سَنِمَ سَنَماً، فهو سَنِمٌ: عَظُمَ سَنامُه، و قد سَنَّمه الكَلأُ و أَسْنمه. و قال اللیث: جمل سَنِمٌ و ناقة سَنِمة ضخْمة السَّنام. و‌فی حدیث لُقْمان: یَهَب المائة البكْرَةَ السَّنِمةَ‌أَی العظیمة السنام. و‌فی حدیث ابن عُمیرٍ: هاتوا بجَزُورٍ سَنِمةٍ، فی غداة شَبِمةٍ.و سنام كل شی‌ء: أَعلاه؛ و فی شعر حسَّان: و إِنَّ سَنامَ المَجْدِ، من آلِ هاشِمٍ، بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ و والدُك العَبْدُ أَی أَعلی المجد؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: قَضی القُضاة أَنها سَنامُها فسَّره فقال: معناه خِیارُها، لأَن السَّنام خِیارُ ما فی البعیر، و سَنَّم الشی‌ءَ: رَفَعَه. و سَنَّم الإِناء إِذا ملأَه حتی صار فوقه كالسَّنام. و مَجْدٌ مُسَنَّم: عظیم. و سَنَّم الشی‌ء و تَسَنَّمه: علاه. و تَسَنَّم الفحلُ الناقة: ركبها وَ قاعَها؛ قال یصف سحاباً: مُتَسَنِّماً سَنِماتِها، مُتَفَجِّساً بالهَدْرِ یَملأُ أَنْفُساً و عیونا و یقال: تَسَنَّم السَّحابُ الأَرض إِذا جادَها. و تسنَّم الفحلُ الناقة إِذا ركب ظهرَها؛ و كذلك كلُّ ما ركبته مُقْبلًا أَو مُدْبِراً فقد تَسَنَّمْته. و أَسْنم الدخانُ أَی ارتفع. و أَسْنَمتِ النارُ: عظُمَ لَهَبُها؛ و قال لبید: مَشْمُولةٍ عُلِثَتْ بِنابتِ عَرْفَجٍ، كدُخان نارٍ ساطعٍ إِسْنامُها و یروی: … أَسنامُها، فمن رواه بالفتح أَراد أَعالِیَها، و من رواه بالكسر فهو مصدر أَسْنَمتْ إِذا ارتفع لَهَبُها إِسْناماً. و أَسْنِمةُ الرمل: ظُهورها المرتفعة من أَثْباجِها. یقال: أَسْنِمة و أَسْنُمة، فمن قال أَسْنُمة جعله اسماً لِرَمْلَةٍ بعینها، و مَن قال أَسْنِمة جعَلَها جمع سَنام و أَسْنِمَةٍ. و أَسْنِمةُ الرمال: حُیودها و أَشرافُها، علی التشبیه بسَنام الناقة. و أَسْنُمةُ: رَمْلة ذات أَسْنِمةٍ؛ و روی بیت زهیر بالوجهین جمیعاً، قال: ضَحَّوا قلیلًا قَفَا كُثْبان أَسْنُمة، [أَسْنِمة و منهمُ بالقَسُومیَّاتِ مُعْتَرَكُ الجوهری: و أَسْنُمة، بفتح الهمزة و ضم النون، أَكَمَة معروفة بقُرب طَخْفَة؛ قال بشْرٌ: أَلا بانَ الخَلِیطُ و لم یُزاروا، و قَلْبُك فی الظَّعائن مُسْتعارُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 307
كأَنَّ ظِباء أَسْنُمةٍ علیها كوانِسُ، قالِصاً عنها المَغارُ یُفَلِّجْن الشِّفاهَ عَنُ [عَنِ اقحُوانٍ حَلاه، غِبَّ ساریةٍ، قِطارُ و المَغارُ: مَكانِسُ الظِّباء. و قوله تعالی: وَ مِزٰاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ؛ قالوا: هُوَ ماء فی الجنة سمِّی بذلك لأَنه یَجْری فوق الغُرَف و القُصور. و تَسْنیمٌ: عَیْنٌ فی الجنة زعموا، و هذا یوجب أَن تكون معرفة و لو كانت معرفة لم تُصْرَف. قال الزجّاج فی قوله تعالی: وَ مِزٰاجُهُ مِنْ تَسْنِیمٍ؛ أَی مِزاجُه من ماء مُتَسَنِّمٍ عَیْناً تأْتیهم من عُلْوٍ تَتَسَنَّم علیهم من الغُرَف؛ الأَزهری: أَی ماء یتنزَّل علیهم من مَعالٍ و ینصبُ عیْناً علی جهتین: إِحداهما أَنْ تَنْوی من تَسْنِیمِ عَیْنٍ فلما نُوِّنَتْ نصبت، و الجهة الأُخری أَنْ تَنْوِیَ من ماء سُنِّم عیناً، كقولك رُفِعَ عیناً، و إِن لم یكن التَّسْنِیمُ اسماً للماء فالعین نكرة و التَّسْنِیمُ معرفة، و إِن كان اسماً للماء فالعین معرفة، فخرجت أَیضاً نصباً، و هذا قول الفراء، قال: و قال الزجاج قولًا یقرُب معناه مما قال الفراء. و‌فی الحدیث: خیرُ الماء الشَّبِمُ‌یعنی البارد، قال القتیبی: السَّنِمُ، بالسین و النون، و هو الماء المرتفع الظاهر علی وجه الأَرض، و یروی بالشین و الباء. و كلُّ شی‌ء علا شیئاً فقد تَسَنَّمَه. الجوهری: و سَنام الأَرض نَحْرُها و وسَطُها. و ماءٌ سَنِمٌ: علی وجه الأَرض. و یقال للشریف سَنِیمٌ مأْخوذ من سنام البعیر، و منه تَسْنِیمُ القُبور. و قَبْرٌ مُسَنَّم إِذا كان مرفوعاً عن الأَرض. و كل شی‌ء علا شیئاً فقد تَسَنَّمه. و تَسْنِیمُ القبرِ: خلاف تَسْطیحهِ. أَبو زید: سَنَّمْت الإِناء تَسْنِیماً إِذا ملأْته ثم حَمَلْت فوقه مثلَ السَّنام من الطعام أَو غیره. و التَّسَنُّم: الأَخذ مُغافَسةً، و تَسَنَّمه الشیب: كثر فیه و انتشر كتَشَنَّمه، و سیذكر فی حرف الشین، و كلاهما عن ابن الأَعرابی، و تَسَنَّمه الشیب و أَوْشَم فیه بمعنی واحد. و یقال: تَسَنَّمْتُ الحائط إِذا علوتَه من عُرْضه. و السَّنَمة: كلُّ شجرة لا تحمِل، و ذلك إِذا جفَّت أَطرافُها و تغیرت. و السَّنَمةُ: رأْس شجرة من دِقِّ الشجر، یكون علی رأْسها كهیئة ما یكون علی رأْس القصَب، إِلَّا أَنه لیِّن تأْكله الإِبل أَكلًا خَضْماً. و السَّنَمُ: جِماعٌ، و أَفضل السَّنَم شجرة تسمَّی الأَسْنامَة، و هی أَعظمُها سَنَمةً؛ قال الأَزهری: السَّنَمةُ تكون للنَّصِیِّ و الصِّلِّیان و الغَضْوَر و السَّنْط و ما أَشبهها. و السَّنَمَةُ أَیضاً: النَّوْرُ، و النَّوْرُ غیر الزَّهْرَة، و الفرْق بینهما أَن الزَّهْرة هی الوَرْدة الوُسْطی، و إِنما تكون السَّنَمَة للطَّریفة دون البَقْل. و سَنَمةُ الصِّلِّیان: أَطرافه التی یُنْسِلُها أَی یُلْقیها؛ قال أَبو حنیفة: زعم بعضُ الرُّواة أَن السَّنَمة ما كان من ثَمر الأَعْشاب شبیهاً بثَمر الإِذْخِر و نحوه، و ما كان كثمر القصَب، و أَن أَفْضل السَّنَمِ سَنَمُ عُشْبَة تسمَّی الأَسْنامَةَ، و الإِبل تأْكلها خَضْماً للینها، و فی بعض النسخ: لیس تأْكله الإِبل خَضْماً. و نبت سَنِمٌ أَی مرتفِع، و هو الذی خرجت سَنَمَتُه، و هو ما یَعْلو رأْسه كالسُّنْبُل؛ قال الراجز: رَعَیْتها أَكرَمَ عُودٍ عُودا: الصِّلَّ و الصِّفْصِلَّ و الیَعْضیدا و الخازِبازِ السَّنِمِ المَجُودا، بحیث یَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودا
لسان العرب، ج‌12، ص: 308
و الأَسْنامة: ضرب من الشجر، و الجمع أَسْنام؛ قال لبید: كدُخانِ نارٍ ساطعٍ أَسْنامُها ابن بری: و أَسْنامٌ شجر؛ و أَنشد: سَباریتَ إِلَّا أَنْ یَری مُتَأَمِّلٌ قَنازِعَ أَسْنامٍ بها و ثَغامِ «2» و سنام: اسم جبل؛ قال النابغة: خَلَتْ بغَزالها، و دَنا علیها أَراكُ الجِزْعِ، أَسْفَلَ من سَنامِ و قال اللیث: سَنام اسم جبل بالبصرة، یقال إِنه یَسیر مع الدَّجال. و الإِسْنامُ: ثَمَرُ الحَلیِّ؛ حكاها السیرافی عن أَبی مالك. المحكم: سَنام اسم جبل، و كذلك سُنَّم. و السُّنَّمُ: البقرة. و یَسْنَمُ: موضع.

سهم؛ ج12، ص: 308

: السَّهْمُ: واحد السِّهام. و السَّهْمُ: النصیب. المحكم: السَّهْم الحظُّ، و الجمع سُهْمان و سُهْمة؛ الأَخیرة كأُخْوة. و فی هذا الأَمر سُهْمة أَی نصیب و حظّ من أَثَر كان لی فیه. و‌فی الحدیث: كان للنبی، صلی الله علیه و سلم، سَهْم من الغنِیمة شَهِد أَو غاب؛ السَّهْم فی الأَصل: واحد السِّهام التی یُضْرَب بها فی المَیْسِر و هی القِداح ثم سُمِّیَ به ما یفوز به الفالِجُ سَهْمُهُ، ثم كثر حتی سمی كل نصیب سَهْماً، و تجمع علی أَسْهُمٍ و سِهام و سُهمان، و منه‌الحدیث: ما أَدری ما السُّهْمانُ.و‌فی حدیث عمر: فلقد رأَیتُنا نَسْتَفِی‌ءُ سُهْمانها، و‌حدیث بُرَیْدَةَ: خرج سَهْمُك‌أَی بالفَلْجِ و الظَّفَرِ. و السَّهْم: القِدْح الذی یُقارَع به، و الجمع سِهام. و اسْتَهَمَ الرجلان: تقارعا. و ساهَمَ القومَ فسهَمَهُمْ سَهْماً: قارعهم فَقَرَعَهُمْ. و ساهَمْتُهُ أَی قارعته فَسَهَمْتُهُ أَسْهَمُه، بالفتح، و أَسْهَمَ بینهم أَی أَقْرَعَ. و اسْتَهَمُوا أَی اقترعوا. و تَساهَمُوا أَی تقارعوا. و فی التنزیل: فَسٰاهَمَ فَكٰانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ؛ یقول: قارَعَ أَهْلَ السفینة فَقُرِعَ. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لرجلین احْتَكما إِلیه فی مواریث قد دَرَسَت: اذهبا فَتَوخَّیا، ثم اسْتَهِما، ثم لیأْخذ كلُّ واحد منكما ما تخرجه القسمةُ بالقُرْعةِ، ثم لِیُحْلِلْ كلُّ واحد منكما صاحبَه فیما أَخَذ و هو لا یَسْتَیْقِنُ أَنه حقه؛ قال ابن الأَثیر: قوله اذهَبا فتَوَخَّیا ثم اسْتَهِما‌أَی اقْتَرِعا یعنی لیظهر سَهْمُ كلِّ واحدٍ منكما. و‌فی حدیث ابن عمر: وقع فی سَهْمِی جاریةٌ، یعنی من المَغْنَم. و السُّهْمَةُ: النصیب. و السَّهْمُ: واحد النَّبْلِ، و هو مَرْكَبُ النَّصْلِ، و الجمع أَسْهُمٌ و سِهامٌ. قال ابن شمیل: السَّهْمُ نفس النَّصْل، و قال: لو التَقَطْت نَصْلًا لقلت ما هذا السَّهْمُ معك، و لو التقطت قِدْحاً لم تقل ما هذا السَّهْمُ معك، و النَّصْلُ السَّهْم العریض الطویل یكون قریباً من فِتْرٍ و المِشْقَص علی النصف من النَّصْل، و لا خیر فیه، یَلْعَبُ به الوِلْدانُ، و هو شر النَّبْلِ و أَحرضه؛ قال: و السَّهْمُ ذو الغِرارَیْنِ و العَیْرِ، قال: و القُطْبَةُ لا تُعَدُّ سَهْماً، و المِرِّیخُ الذی علی رأْسه العظیمة یرمی بها أَهل البصرة بین الهَدَفَیْنِ، و النَّضِیُّ متن القِدْح ما بین الفُوق و النَّصْل. و المُسَهَّمُ: البُرْدُ المخطط؛ قال ابن بری: و منه قول أَوْسٍ: فإِنا رأَینا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً، إِلی الصَّوْنِ، من رَیْطٍ یَمانٍ مُسَهَّمِ
(2). قوله [و أَسنام شجر و أَنشد سباریت إِلخ] عبارة التكملة: أَبو نصر الإسنامة یعنی بالكسر ثمر الحلی، قال ذو الرمة سباریت إِلخ و أَسنام فی البیت مضبوط فیها بالكسر
لسان العرب، ج‌12، ص: 309
و‌فی حدیث جابر: أَنه كان یصلی فی بُرْدٍ مُسَهَّمٍ‌أَی مُخَطَّطٍ فیه وَشْیٌ كالسِّهامِ. و بُرْدٌ مُسَهَّمٌ: مخطط بصور علی شكل السِّهام؛ و قال اللحیانی: إِنما ذلك لوَشْیٍ فیه؛ قال ذو الرُّمَّةِ یصف داراً: كأَنَّها بعد أَحْوالٍ مَضَیْنَ لها، بالأَشْیَمَیْنِ، یَمانٍ فیه تَسْهِیمُ و السَّهْمُ: القِدْحُ الذی یُقارَعُ به. و السَّهْمُ: مقدار ست أَذرع فی معاملات الناس و مِساحاتِهم. و السَّهْمُ: حجر یجعل علی باب البیت الذی یبنی للأَسد لیُصاد فیه، فإِذا دخله وقع الحجر علی الباب فسدَّه. و السُّهْمَةُ، بالضم: القرابة؛ قال عَبِیدٌ: قد یُوصَلُ النازِحُ النَّائی، و قد یُقْطَعُ ذو السُّهْمَةِ القریبُ و قال: بَنی یَثْرَبیٍّ، حَصِّنوا أَیْنُقاتِكُم و أَفْراسَكُمْ من ضَرْبِ أَحْمَرَ مُسْهَمِ و لا أُلْفِیَنْ ذا الشَّفِّ یَطْلُبُ شِفَّهُ، یُداوِیهِ منْكُمْ بالأَدِیم المُسَلَّمِ أَراد بقوله … أَیْنُقاتِكُمْ و أَفْراسكم … نساءهم؛ یقول: لا تُنْكِحُوهُنّ غیر الأَكفاء، و قوله … من ضَرْب أَحْمر مُسْهَمِ یعنی سِفاد رجل من العجم، و قوله … بالأَدیم المُسَلَّمِ أَی یَتَصَحَّحُ بكم. و السُّهام و السَّهامُ: الضُّمْرُ و تَغَیُّر اللون و ذُبولُ الشَّفَتین. سَهَمَ، بالفتح، یَسْهَمُ سُهاماً و سُهوماً و سَهُمَ أَیضاً، بالضم، یَسْهُمُ سُهوماً فیهما و سُهِمَ یُسْهَمُ، فهو مَسْهومٌ إِذا ضَمُرَ: قال العجَّاجُ: فهی كرِعْدِیدِ الكَثِیبِ الأَهْیَمِ و لم یَلُحْها حَزَنٌ علی ابْنِمِ و لا أَبٍ و لا أَخٍ فتَسْهُمِ و‌فی الحدیث: دخل علیَّ ساهِمَ الوَجْهِ‌أَی مُتَغَیِّره. یقال: سَهَمَ لونُهُ یَسْهَمُ إِذا تَغیر عن حالهِ لعارض. و‌فی حدیث أُم سلمة: یا رسول الله، ما لی أَراك ساهِمَ الوَجْهِ؟و‌حدیث ابن عباس فی ذكر الخوارج: مُسَهَّمةٌ وُجُوهُهُمْ؛ و قول عَنْترَة: و الخَیْلُ ساهِمَةُ الوُجُوهِ، كأَنَّما یُسْقی فَوارِسُها نَقِیعَ الحَنْظَلِ فسره ثعلب فقال: إِنما أَراد أَن أَصحاب الخیل تغیرت أَلوانُهم مما بهم من الشدّة، أَ لا تراه قال یُسْقَی فَوارِسُها نَقیعَ الحَنْظَلِ؟ فلو كان السُّهام للخیل أَنْفُسِها لقال كأَنَّما تُسْقَی نَقیعَ الحَنْظَلِ. و فرس ساهِمُ الوَجْه: محمول علی كریهة الجَرْی، و قد سُهِمَ، و أَنشد بیت عنترة: و الخیل ساهِمَةُ الوجوهِ؛ و كذا الرجل إِذا حُمِلُ علی كرِیهةٍ فی الحرب و قد سُهِمَ. و فرس مُسْهَمٌ إِذا كان هجیناً یُعْطَی دون سَهْمِ العَتِیقِ من الغنیمة. و السُّهومُ: العُبوس عُبوسُ الوجهِ من الهمِّ؛ قال: إِن أَكُنْ مُوثَقاً لكِسرَی، أَسیراً فی هُمومٍ و كُرْبَةٍ و سُهومِ رَهْنَ قَیْدٍ، فما وَجَدْتُ بلاءً كإِسارِ الكریم عند اللَّئیمِ و السُّهامُ: داء یأْخذ الإِبل؛ یقال: بعیر مَسْهومٌ و به سُهامٌ، و إِبل مُسَهَّمَةٌ؛ قال أَبو نُخَیْلَةَ: و لم یَقِظْ فی النَّعَمِ المُسَّهَمِ و السَّهام: وَهَجُ الصَّیْفِ و غَبَراتُهُ؛ قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌12، ص: 310
كأَنَّا علی أَولاد أَحْقَبَ لاحَها، و رَمْیُ السَّفَا أَنْفاسَها بسَهامِ و سُهِمَ الرجلُ أَی أَصابه السَّهامُ. و السَّهامُ: لُعاب الشیطان؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازِمٍ: و أَرْض تَعْزِفُ الجِنَّانُ فِیها، فیافِیها یَطِیرُ بها السَّهامُ ابن الأَعرابی: السُّهُمُ غَزْلُ عَیْنِ الشمس، و السُّهُمُ: الحرارة الغالبةُ. و السَّهامُ، بالفتح: حَرُّ السَّمُومِ. و قد سُهِمَ الرجلُ، علی ما لم یُسَمَّ فاعلُه، إِذا أَصابته السَّمُومُ. و السَّهامُ: الریح الحارَّة، واحدها و جمعها سواء؛ قال لبید: و رَمَی دَوابِرَها السَّفَا، و تَهَیَّجَتْ رِیحُ المَصایِفِ سَوْمُها و سَهامُها و السَّهُومُ: العُقابُ. و أَسْهَمَ الرجلُ، فهو مُسْهَمٌ، نادر، إِذا كثر كلامه كأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، و المیم بدل من الباء. و السُّهُمُ و الشُّهُمُ، بالسین و الشین: الرجال العقلاء الحُكماءُ العُمَّالُ. و رجل مُسْهَمُ العقلِ و الجسمِ: كمُسْهَبٍ، و حكی یعقوب أَن میمه بدل، و حكی اللحیانی: رجل مُسْهَمُ العقلِ كمُسْهَبٍ، قال: و هو علی البدل أَیضاً، و كذلك مُسْهَمُ الجسمِ إِذا ذهب جسمُه فی الحُبِّ. و الساهِمَةُ: الناقة الضامرةُ؛ قال ذو الرُّمَّة: أَخا تَنائِفَ أَغْفَی عند ساهِمَةٍ بأَخْلَقِ الدفِّ، فی تَصدیره جُلَبُ یقول: زار الخَیالُ أَخا تَنائِفَ نام عند ناقة ضامرة مهزولة بجنبها قُروحٌ من آثار الحِبال، و الأَخْلَقُ: الأَملس. و إِبل سَواهِمُ إِذا غیرها السفر. و سَهْمُ البیتِ: جائِزُهُ. و سَهْمٌ: قبیلة فی قریش. و سَهْمٌ أَیضاً: فی باهِلَة. و سَهْمٌ و سُهَیمٌ: اسمان. و سَهامٌ: موضع؛ قال أُمیَّةُ بن أَبی عائِذٍ: تَصَیَّفْتُ نَعْمانَ، و اصَّیَفَتْ جُنُوبَ سَهامٍ إِلی سُرْدَدِ

سوم؛ ج12، ص: 310

: السَّوْمُ: عَرْضُ السِّلْعَةِ علی البیع. الجوهری: السَّوْمُ فی المبایعة یقال منه ساوَمْتُهُ سُواماً، و اسْتامَ علیَّ، و تساوَمْنا، المحكم و غیره: سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بها سَوْماً و ساوَمْت و اسْتَمْتُ بها و علیها غالیت، و اسْتَمْتُه إِیاها و علیها غالَیْتُ، و اسْتَمْتُهُ إِیاها سأَلته سَوْمَها، و سامَنیها ذَكَرَ لی سَوْمَها. و إِنه لغالی السِّیمَةِ و السُّومَةِ إِذا كان یُغْلی السَّوْمَ. و یقال: سُمْتُ فلاناً سِلعتی سَوْماً إِذا قلتَ أَ تأْخُذُها بكذا من الثمن؟ و مثل ذلك سُمْتُ بسِلْعتی سَوْماً. و یقال: اسْتَمْتُ علیه بسِلْعتی استِیاماً إِذا كنتَ أَنت تذكر ثمنها. و یقال: اسْتامَ منی بسِلْعتی اسْتِیاماً إِذا كان هو العارض علیك الثَّمَن. و سامنی الرجلُ بسِلْعته سَوْماً: و ذلك حین یذكر لك هو ثمنها، و الاسم من جمیع ذلك السُّومَةُ و السِّیمَةُ. و‌فی الحدیث: نهی أَن یَسومَ الرجلُ علی سَومِ أَخیه؛ المُساوَمَةُ: المجاذبة بین البائع و المشتری علی السِّلْعةِ و فصلُ ثمنها، و المنهی عنه أَن یَتَساوَمَ المتبایعانِ فی السِّلْعَةِ و یتقارَبَ الانعِقادُ فیجی‌ء رجل آخر یرید أَن یشتری تلك السِّلْعَةَ و یخرجها من ید المشتری الأَوَّل بزیادة علی ما اسْتَقَرَّ الأَمرُ علیه بین المُتساوِمَیْنِ و رضیا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة لما فیه من الإِفساد، و مباح فی أَوَّل العَرْضِ و المُساوَمَةِ. و‌فی الحدیث أَیضاً: أَنه، صلی الله
لسان العرب، ج‌12، ص: 311
علیه و سلم، نهی عن السَّوْم قبل طلوع الشمس؛ قال أَبو إِسحاق: السَّوْمُ أَن یُساوِمَ بسِلْعَتِه، و نهی عن ذلك فی ذلك الوقت لأَنه وقت یذكر الله فیه فلا یشتغل بغیره، قال: و یجوز أَن یكون السَّوْمُ من رَعْی الإِبل، لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْی قبل شروق الشمس علیه و هو نَدٍ أَصابها منه داء قتلها، و ذلك معروف عند أَهل المال من العرب. و سُمْتُكَ بَعِیرَك سِیمةً حسنة، و إِنه لغالی السِّیمةِ. و سامَ أَی مَرَّ؛ و قال صخر الهذلی: أُتِیحَ لها أُقَیْدِرُ ذو حَشِیفٍ، إِذا سامَتْ علی المَلَقاتِ ساما و سَوْمُ الریاح: مَرُّها، و سامَتِ الإِبلُ و الریحُ سَوْماً: استمرّت؛ و قول ذی الرُّمَّةِ: و مُسْتامة تُسْتامُ، و هی رَخِیصةٌ، تُباعُ بِصاحاتِ الأَیادی و تُمْسَحُ یعنی أَرضاً تَسُومُ فیها الإِبل، من السَّوْم الذی هو الرَّعْی لا من السَّوْم الذی هو البیع، و تُباعُ: تَمُدُّ فیها الإِبل باعَها، و تَمْسَحُ: من المسح الذی هو القطع، من قول الله عز و جل: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ. الأَصمعی: السَّوْمُ سرعة المَرِّ؛ یقال: سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً؛ و أَنشد بیت الراعی: مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَیْنِ ماهِرَة بالسَّوْمِ، ناطَ یَدَیْها حارِكٌ سَنَدُ و منه قول عبد الله ذی النِّجادَیْنِ یخاطب ناقةَ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: تَعَرَّضی مَدارِجاً و سُومی، تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ و قال غیره: السَّوْمُ سرعة المَرِّ مع قصد الصَّوْب فی السیر. و السَّوَامُ و السائمةُ بمعنی: و هو المال الراعی. و سامَتِ الراعیةُ و الماشیةُ و الغنم تَسُومُ سَوْماً: رعت حیث شاءت، فهی سائِمَةٌ؛ و قوله أَنشده ثعلب: ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَیْدانةٌ غَرْبَةُ العَیْنِ، جِهادُ المَسامْ «3» و فسره فقال: المَسامُ الذی تَسومُهُ أَی تلزمه و لا تَبْرَحُ منه. و السَّوامُ و السائمةُ: الإِبل الراعیة. و أَسامَها هو: أَرعاها، و سَوَّمَها، أَسَمْتُها أَنا: أَخرجتها إِلی الرَّعْیِ؛ قال الله تعالی: فِیهِ تُسِیمُونَ. و السَّوَامُ: كل ما رعی من المال فی الفَلَواتِ إِذا خُلِّیَ و سَوْمَهُ یرعی حیث شاء. و السَّائِمُ: الذاهب علی وجهه حیث شاء. یقال: سامَتِ السائمةُ و أَنا أَسَمْتُها أُسِیمُها إِذا رَعَّیْتَها. ثعلب: أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّیْتَها ترعی. و قال الأَصمعی: السَّوامُ و السائمة كل إِبل تُرْسَلُ ترعی و لا تُعْلَفُ فی الأَصل، و جَمْعُ السَّائم و السائِمة سَوائِمُ. و‌فی الحدیث: فی سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ.و‌فی الحدیث أَیضاً: السائمة جُبَارٌ، یعنی أَن الدابة المُرْسَلَة فی مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كانت جنایتُها هَدَراً. و سامه الأَمرَ سَوْماً: كَلَّفَه إِیاه، و قال الزجاج: أَولاه إِیاه، و أَكثر ما یستعمل فی العذاب و الشر و الظلم. و فی التنزیل: یَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذٰابِ*؛ و قال أَبو إِسحاق: یَسُومُونَكُمْ* یُولُونَكم؛ التهذیب: و السَّوْم من قوله تعالی یَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذٰابِ*
(3). قوله [جهاد المسام] البیت للطرماح كما نسبه إلیه فی مادة جهد، لكنه أبدل هناك المسام بالسنام و هو كذلك فی نسخة من المحكم
لسان العرب، ج‌12، ص: 312
؛ قال اللیث: السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً، و قال شمر: سامُوهم أَرادوهم به، و قیل: عَرَضُوا علیهم، و العرب تقول: عَرَضَ علیَّ سَوْمَ عالَّةٍ؛ قال الكسائی: و هو بمعنی قول العامة عَرْضٌ سابِریٌّ؛ قال شمر: یُضْرَبُ هذا مثلًا لمن یَعْرِضُ علیك ما أَنت عنه غَنیّ، كالرجل یعلم أَنك نزلت دار رجل ضیفاً فَیَعْرِضُ علیك القِری. و سُمْتُه خَسْفاً أَی أَولیته إِیاه و أَردته علیه. و یقال: سُمْتُه حاجةً أَی كلفته إِیاها و جَشَّمْتُه إِیاها، من قوله تعالی: یَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذٰابِ*؛ أَی یُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب. و‌فی حدیث فاطمة: أَنها أَتت النبی، صلی الله علیه و سلم، بِبُرْمةٍ فیها سَخِینَةٌ فأَكل و ما سامنی غَیْرَهُ، و ما أَكل قَطُّ إِلَّا سامنی غَیْرَهُ؛ هو من السَّوْمِ التكلیف، و قیل: معناه عَرَضَ عَلیَّ، من السَّوْمِ و هو طلب الشراء. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَهُ الله الذِّلَّةَ و سِیمَ الخَسْف‌أَی كُلِّفَ و أُلْزِمَ. و السُّومَةُ و السِّیمةُ و السِّیماء و السِّیمِیاءُ: العلامة. و سَوَّمَ الفرسَ: جعل علیه السِّیمة. و قوله عز و جل: حِجٰارَةً مِنْ طِینٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِینَ؛قال الزجاج: روی عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببیاض و حمرة، و قال غیره: مُسَوَّمة بعلامة یعلم بها أَنها لیست من حجارة الدنیا و یعلم بسیماها أَنها مما عَذَّبَ اللهُ بها؛ الجوهری: مُسَوَّمة أَی علیها أَمثال الخواتیم. الجوهری: السُّومة، بالضم، العلامة تجعل علی الشاة و فی الحرب أَیضاً، تقول منه: تَسَوَّمَ. قال أَبو بكر: قولهم علیه سِیما حَسَنَةٌ معناه علامة، و هی مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ، قال: و الأَصل فی سیما وِسْمی فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت فی موضع العین، كما قالوا ما أَطْیَبَهُ و أَیْطَبَه، فصار سِوْمی و جعلت الواو یاء لسكونها و انكسار ما قبلها. و فی التنزیل العزیز: وَ الْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ. قال أَبو زید: الخیل المُسَوَّمة المُرْسَلة و علیها ركبانها، و هو من قولك: سَوَّمْتُ فلاناً إِذا خَلَّیته و سَوْمه أَی و ما یرید، و قیل: الخیل المُسَوَّمة هی التی علیها السِّیما و السُّومةُ و هی العلامة. و قال ابن الأَعرابی: السِّیَمُ العلاماتُ علی صُوف الغنم. و قال تعالی: مِنَ الْمَلٰائِكَةِ مُسَوِّمِینَ؛ قرئَ بفتح الواو، أَراد مُعَلَّمین. و الخَیْلُ المُسَوَّمة: المَرْعِیَّة، و المُسَوَّمَةُ: المُعَلَّمةُ. و قوله تعالی: مُسَوِّمِینَ، قال الأَخفش: یكون مُعَلَّمین و یكون مُرْسَلِینَ من قولك سَوَّم فیها الخیلَ أَی أَرسلها؛ و منه السائمة، و إِنما جاء بالیاء و النون لأَن الخیل سُوِّمَتْ و علیها رُكْبانُها. و‌فی الحدیث: إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِینَ‌أَی مُعَلَّمِینَ. و‌فی الحدیث: قال یوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ‌أَی اعملوا لكم علامة یعرف بها بعضكم بعضاً. و‌فی حدیث الخوارج: سِیماهُمُ التحلیق‌أَی علامتهم، و الأَصل فیها الواو فقلبت لكسرة السین و تمدّ و تقصر، اللیث: سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم علیه بحریرة أَو بشی‌ء یعرف به، قال: و السِّیما یاؤها فی الأَصل واو، و هی العلامة یعرف بها الخیر و الشر. قال الله تعالی: تَعْرِفُهُمْ بِسِیمٰاهُمْ؛ قال: و فیه لغة أُخری السِّیماء بالمد؛ قال الراجز: غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ یافِعاً، له سِیماءُ لا تَشُقُّ علی البَصَرْ «1». تأْنیث سِیما غیرَ مُجْریً. الجوهری: السیما مقصور من الواو، قال تعالی: سِیمٰاهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ؛ قال:
(1). قوله سیماء؛ هكذا فی الأَصل، و الوزن مختل، و لعلَّها سیمیاء كما سوف یأتی فی الصفحة التالیة
لسان العرب، ج‌12، ص: 313
و قد یجی‌ء السِّیما و السِّیمیَا ممدودین؛ و أَنشد لأُسَیْدِ بن عَنْقاء الفَزارِیِّ یمدح عُمَیْلَةَ حین قاسمه مالَه: غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ یافعاً، له سِیمِیاءٌ لا تَشُقُّ علی البَصَرْ كأَنَّ الثُّرَیَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ، و فی جِیدِه الشِّعْرَی، و فی وجهه القَمَر له سِیمیاء لا تشق علی البصر أَی یَفْرَح به من ینظر إِلیه. قال ابن بری: و حكی علیُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِیاشٍ قال: لا یَرْوی بیتَ ابن عنقاء الفزاری: غلام رماه الله بالحسن یافعاً إِلا أَعمی البصیرة لأَن الحُسْنَ مَوْلود، و إِنما هو: رماه الله بالخیر یافعاً قال: حكاه أَبو رِیاشٍ عن أَبی زید. الأَصمعی: السِّیماءُ، ممدودة، السِّیمِیاءُ؛ أَنشد شمر فی باب السِّیما مقصورةً للجَعْدِی: و لهُمْ سِیما، إِذا تُبْصِرُهُمْ، بَیَّنَتْ رِیبةَ من كانَ سَأَلْ و السَّامةُ: الحَفْرُ الذی علی الرَّكِیَّة، و الجمع سِیَمٌ، و قد أَسامَها، و السَّامَةُ: عِرْقٌ فی الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ من المَشْرِقِ إِلی المغرب لم یُخْلِف أَن یكون فیه مَعْدِنُ فضَّة، و الجمع سامٌ، و قیل: السَّامُ عُروق الذهب و الفضة فی الحَجر، و قیل: السَّامُ عُروق الذهب و الفضة، واحدته سامَةٌ، و به سمی سامَةُ بن لُؤَیِّ بن غالب؛ قال قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ: لَوَ انَّكَ تُلْقِی حَنْظَلًا فَوْقَ بَیْضِنا، تَدَحْرَجَ عن ذِی سامِهِ المُتَقارِبِ أَی علی ذی سامه، و عن فیه بمعنی علی، و الهاء فی سامه ترجع إِلی البیض، یعنی البَیْضَ المُمَوَّهَ به أَی البیض الذی له سامٌ؛ قال ثعلب: معناه أَنهم تَراصُّوا فی الحرب حتی لو وقع حَنْظَلٌ علی رؤوسهم علی امِّلاسه و اسْتِواءِ أَجزائه لم ینزل إِلی الأَرض، قال: و قال الأَصمعی و ابن الأَعرابی و غیره: السامُ الذهب و الفضة؛ قال النابغة الذُّبْیانیُّ: كأَنَّ فاها، إِذا تُوَسَّنُ، من طِیبِ رُضابٍ و حُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ فی السَّامِ و الزبیب أَقاحِیُّ كَثِیبٍ، یَنْدَی من الرِّهَمِ قال: فهذا لا یكون إِلا فضة لأَنه إِنما شبه أَسنان الثغر بها فی بیاضها، و الأَعْرَفُ من كل ذلك أَن السَّامَ الذهبُ دون الفضة. أَبو سعید: یقال للفضة بالفارسیة سِیمٌ و بالعربیة سامٌ. و السامُ: المَوْتُ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: فی الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ من كل داء إِلا السَّامَ، قیل: و ما السَّامُ؟ قال: المَوْتُ.و‌فی الحدیث: كانت الیهود إِذا سَلَّموا علی النبی، صلی الله علیه و سلم، قالوا السَّامُ علیكم، و یُظْهرون أَنهم یریدون السلام علیكم، فكان النبی، صلی الله علیه و سلم، یَرُدُّ علیهم فیقول: و علیكم‌أَی و علیكم مثلُ ما دَعَوْتم. و‌فی حدیث عائشة: أَنها سمعت الیهود تقول للنبی، صلی الله علیه و سلم: السَّامُ علیك یا أَبا القاسم، فقالت: علیكم السامُ و الذامُ و اللعنةُ، و لهذا‌قال، علیه السلام: إِذا سلم علیكم أَهل الكتاب فقولوا و علیكم، یعنی الذی یقولون لكم رُدُّوه علیهم؛ قال الخطابی: عامة المُحَدِّثِینَ یَرْوُونَ هذا الحدیث یقولون و علیكم، بإِثبات واو العطف، قال: و كان ابن عیینة یرویه بغیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 314
واو و هو الصواب لأَنه إِذا حذف الواو صار قولهم الذی قالوه بعینه مردوداً علیهم خاصة، و إِذا أَثبت الواو وقع الاشتراك معهم فیما قالوه لأَن الواو تجمع بین الشیئین، و الله أَعلم. و‌فی الحدیث: لكل داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ‌یعنی الموت. و السَّامُ: شجر تعمل منه أَدْقالُ السُّفُنِ؛ هذه عن كراع؛ و أَنشد شمر قول العجاج: و دَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبیُّ صَعْلٌ من السَّامِ و رُبَّانیُّ أَجْرَدُ یقول الدَّقَلُ لا قِشْر علیه، و الصَّعْلُ الدقیق الرأْس، یعنی رأْس الدَّقَل، و السَّام شجر یقول الدَّقَلُ منه، و رُبَّانیٌّ: رأْس المَلَّاحین. و سامَ إِذا رَعی، و سامَ إِذا طَلَبَ، و سامَ إِذا باع، و سامَ إِذا عَذَّبَ. النَّضْرُ: سامَ یَسُوم إِذا مَرَّ. و سامَتِ الناقةُ إِذا مضت، و خلی لها سَومْها أَی وَجْهها. و قال شجاع: یقال سارَ القومُ و ساموا بمعنیً واحد. ابن الأَعرابی: السَّامَةُ الساقةُ، و السَّامَةُ المَوْتَةُ، و السَّامَةُ السَّبِیكةُ من الذَّهب، و السَّامةُ السَّبِیكة من الفضة، و أَما قولهم لا سِیمَّا فإِن تفسیره فی موضعه لأَن ما فیها صلة. و سامَتِ الطیرُ علی الشی‌ء تَسُومُ سَوْماً: حامت، و قیل: كل حَومٍ سَوْمٌ. و خلَّیْتُه و سَوْمَه أَی و ما یرید. و سَوَّمَه: خَلَّاه و سَوْمَه أَی و ما یرید. و من أَمثالهم: عَبْدٌ و سُوِّمَ أَی و خُلِّیَ و ما یرید. و سَوَّمه فی مالی: حَكَّمَه. و سَوَّمْتُ الرجلَ تَسْوِیماً إِذا حَكَّمْتَه فی مالك. و سَوَّمْتُ علی القوم إِذا أَغَرْتَ علیهم فعِثْتَ فیهم. و سَوَّمْتُ فلاناً فی مالی إِذا حَكَّمْتَه فی مالك. و السَّوْمُ: العَرْضُ؛ عن كراع. و السُّوامُ: طائر. و سامٌ: من بنی آدم، قال ابن سیدة: و قضینا علی أَلفه بالواو لأَنها عین. الجوهری: سامٌ أَحد بنی نوح، علیه السلام، و هو أَبو العرب. و سَیُومُ: جبل «2». یقولون، و الله أَعلم: مَنْ حَطَّها من رأْسِ سَیُومَ؟ یریدون شاة مسروقة من هذا الجبل.

سیم؛ ج12، ص: 314

: قوم سُیُوم آمِنُونَ. و‌فی حدیث هجرة الحَبَشَة: قال النجاشی لمن هاجر إِلی أَرضه امْكُثوا فأَنتم سُیُوم بأَرْضی‌أَی آمنون؛ قال ابن الأَثیر كذا جاء تفسیره، قال: هی كلمة حبشیة، و تروی بفتح السین، و قیل: سُیُومٌ جمع سائم أَی تَسُومُون فی بلدی كالغنم السائمة لا یعارضكم أَحد، و الله تعالی أَعلم.

فصل الشین المعجمة؛ ج12، ص: 314

شأم؛ ج12، ص: 314

: الشُّؤْمُ: خلافُ الیُمْنِ. و رجل مَشْؤُوم علی قومه، و الجمع مَشائِیمُ نادر، و حكمه السلامة؛ أَنشد سیبویه للأَحْوص الیَرْبوعی: مَشائِیمُ لیسوا مُصْلحین عَشیرةً، و لا ناعِبٍ إِلَّا بشُؤْمٍ غُرابُها رَدَّ ناعباً علی موضع مصلحین، و موضعه خفض بالباء أَی لیسوا بمصلحین لأَن قولك لیسوا مصلحین و لیسوا بمصلحین معناهما واحد، و قد تَشاءمُوا به. و‌فی الحدیث: إِن كان الشُّؤْم ففی ثلاث؛ معناه إِن كان فیما تكره عاقبته و یخاف ففی هذه الثلاث، و تخصیصه لها لأَنه لما أَبطل مذهب العرب فی التَّطَیُّر بالسَّوانِح
(2). قوله [و سیوم جبل إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس و التكملة: یسوم، بتقدیم الیاء علی السین، و مثلهما فی یاقوت
لسان العرب، ج‌12، ص: 315
و البَوارِح من الطیر و الظباء و نحوها، قال: فإِن كانت لأَحدكم دار یكره سكناها أَو امرأَة یكره صُحْبَتَها أَو فرس یكره ارتباطها فلیفارقها بأَن ینتقل عن الدار و یطلق المرأَة و یبیع الفرس، و قیل: شُؤْمُ الدار ضِیقُها و سوء جارها، و شؤْم المرأَة أَن لا تلد، و شؤم الفرس أَن لا یُنْزی علیها، و الواو فی الشؤم همزة و لكنها خففت فصارت واواً، و غلب علیها التخفیف حتی لم ینطق بها مهموزة، و قد شُئِمَ علیهم و شَؤُمَ و شأَمَهُم، و ما أَشْأَمه، و قد تَشاءَم به. و المَشْأَمة: الشُّؤْمُ. و یقال: شَأَمَ فلانٌ أَصحابه إِذا أَصابهم شُؤْم من قِبَله. الجوهری: یقال: ما أَشْأَمَ فلاناً، و العامَّة تقول ما أَیْشَمَه. و قد شَأَمَ فلان علی قومه یَشْأَمُهم، فهو شائِمٌ إِذا جَرَّ علیهم الشُّؤم، و قد شُئِمَ علیهم فهو مَشْؤُومٌ إِذا صار شُؤماً علیهم. و طائر أَشْأَمُ: جارٍ بالشُّؤْم. و یقال: هذا طائر أَشْأَمُ و طیر أَشْأَمُ، و الجمع الأَشائِمُ، و الأَشائِمُ نقیض الأَیامِنِ؛ و أَنشد أَبو عبیدة: فإِذا الأَشائِمُ كالأَیامِنِ، و الأَیامِنُ كالأَشائِمْ قال أَبو الهیثم: العرب تقول أَشْأَمُ كلِّ امْرئٍ بین لَحْیَیْه؛ قال: أَشْأَمُ فی معنی الشُّؤْم یعنی اللسانَ؛ و أَنشد لزهیر: فَتُنْتَجْ لكم غِلْمانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كأَحْمَرِ عادٍ، ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِم قال: غِلْمانَ أَشْأَمَ أَی غِلْمانَ شُؤْمٍ؛ قال الجوهری: و هو أَفعل بمعنی المصدر لأَنه أَراد غِلْمان شُؤْمٍ فجعل اسم الشُّؤم أَشْأَم كما جعلوا اسم الضَّرِّ الضَّرَّاء، فلهذا لم یقولوا شَأْماء، كما لم یقولوا أَضَرُّ للمذكر إِذا كان لا یقع بین مؤنثه و مذكره فصل لأَنه بمعنی المصدر. و یقولون: قد یُمِنَ فلانٌ علی قومه فهو مَیْمون علیهم، و قد شُئِمَ علیهم فهو مَشْؤُوم علیهم بهمزة واحدة بعدها واو، و قوم مَشائِیمُ و قوم مَیامین. و رجل شَآمٍ و تَهامٍ إِذا نسبت إِلی تِهامةَ و الشأْم، و كذلك رجل یَمانٍ، زادوا أَلفاً فخففوا یاء النسبة. و‌فی الحدیث: إِذا نَشَأَتْ بَحْریةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَیْنٌ غُدَیْقَةٌ؛ تشاءمت: أَخَذتْ نحوَ الشَّأْم. و یقال: تَشاءَمَ الرجل إِذا أَخذ نحو شِماله. و أَشْأَمَ و شاءَمَ إِذا أَتی الشَّأْمَ، و یامَنَ القومُ و أَیْمَنُوا إِذا أَتَوا الیَمَنَ. و‌فی صفة الإِبل: و لا یأْتی خَیْرُها إِلَّا من جانبها الأَشْأَم، یعنی الشِّمال؛ و منه قیل للید الشمال الشُّؤْمی تأْنیثُ الأَشْأَم، یرید بخیرها لَبَنَها لأَنها إِنما تُحْلَبُ و تُرْكَبُ من الجانب الأَیسر. و‌فی حدیث عَدِیٍّ: فیَنْظُرُ أَیْمَنَ منه و أَشْأَمَ فلا یَرَی إِلَّا ما قدَّمَ.و الشُّؤْمی من الیدین: نقیض الیُمْنی، ناقَضُوا بالاسْمَیْنِ حیث تناقضت الجهتان؛ قال القطامِیُّ یصف الكلابَ و الثَّوْرَ: فَخَرَّ علی شُؤْمی یَدَیْهِ، فَذَادَها بأَظْمأَ مِنْ فَرْعِ الذُّؤَابةِ أَسْحُما و الشَّأْمَةُ: خلاف الیَمْنَةِ. و المَشْأَمة: خلاف المَیْمَنَة. و الشَّأْمُ: بلاد تذكر و تؤنث، سمیت بها لأَنها عن مَشْأَمة القبلة؛ قال ابن بری: شاهد التأْنیث قول جَوَّاس بن القَصْطَل: جِئْتُمْ من البلدِ البَعیدِ نِیاطُه، و الشَّأْمُ تُنْكَرُ، كَهْلُها و فَتاها قال: كَهْلُها و فَتاها بدل من الشأْم؛ و شاهد التذكیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 316
قول الآخر: یقولون إِنَّ الشَّأْمَ یَقْتُلُ أَهْلَهُ، فمن لیَ إِنْ لم آتِهِ بخُلُودِ؟ و قال عثمان بن جنی: الشأْم مذكر، و استشهد علیه بهذا البیت، و أَجاز تأْنیثه فی الشعر، ذكر ذلك فی باب الهجاء من الحماسة، قال: و قد جاء الشَّآمُ لغة فی الشَّأْمِ؛ قال المجنون: و خُبِّرْتُ لَیْلی بالشَّآمِ مَریضةً، فأَقْبَلْتُ من مِصْرٍ إِلیها أَعُودُها و قال آخر: أَتَتْنا قُرَیشٌ قَضَّها بقَضِیضِها، و أَهْلُ الشَّآمِ و الحجازِ تَقَصَّفُ و أَما قول الشاعر: أَزْمانُ سَلْمَی لا یَری مِثْلَها الرّاؤُونَ فی شَأْمٍ و لا فی عِراق إِنما نَكَّره لأَنه جعل كل جزء منه شَأْماً، كما احتاج إِلی تنكیر العراق، فجعل كل جزء منه عراقاً، و هی الشَّآمُ، و النسب إِلیها شامِیٌّ، و شَآمٍ علی فَعالٍ و لا تقل شَأْمٍ، و ما جاء فی ضرورة الشعر فمحمول علی أَنه اقتصر من النسبة علی ذكر البلد؛ قال ابن بری: شاهد شآمٍ فی النسبة قول أَبی الدرداء مَیْسَرَةَ: فهاتیكَ النُّجومُ، و هُنَّ خُرْسٌ، یَنُحْنَ علی مُعاویةَ الشَّآمِ و امرأَة شآمیَّةٌ و شآمِیَةٌ مخففة الیاء. و المَشْأَمةُ: المَیسَرة، و كذلك الشَّأْمَةُ، و أَشْأَمَ الرجلُ و القومُ: أَتَوا الشأْمَ أَو ذهبوا إِلیها؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: سَمِعتْ بنا قِیلَ الوُشاةِ، فأَصْبَحَتْ صَرَمَتْ حِبالَكَ فی الخَلِیط المُشْئِم و تَشَأَّم الرجلُ: انتسب إِلی الشأْم مثل تَقَیَّس و تَكَوَّف. و یامِنْ بأَصحابك أَی خذ بهم یَمْنَةً، و شائِمْ بأَصحابك خذ بهم شأْمَةً أَی ذاتَ الشمال أَو خُذْ بهم إِلی الشأْم، و لا یقال تَیامَنْ بهم. و یقال: قَعَدَ فلانٌ یَمْنَةً و قعد فلان شأْمةً و نظرتُ یَمْنَة و شأْمَةً. و یقال: شَأَمْتُ القومَ أَی یَسَرْتُهم. و یقال: تشاءَم أَخَذَ ناحِیةَ الشَّأْم، فإِذا أَردْتَ خُذْ ناحیة الشأْم قلتَ شائِمْ، فإِذا أَردت أَتَی الشأْم قلت أَشْأَم، و كذلك أَیْمَنَ إِذا أَتَی الیَمَنَ، و تَیامَنَ إِذا أَخذ الیَمَن، و یامَنَ إِذا أَخذ ناحیة الیَمَن. و الشِّئْمَةُ. مهموزَةً: الطبیعةُ؛ حكاها أَبو زید و اللحیانی، و قال ابن جنی: قد همز بعضهم الشِّئمة و لم یُعَلِّلْهُ؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی فیه أَن همزه نادر لأَنه لیس هنالك ما یوجبه، و ذكر ابن الأَثیر فی شأْم قال: و‌فی حدیث ابن الحَنْظَلِیَّة: حتی تكونوا كأَنَّكم شأْمةٌ فی الناس؛ قال: الشأْمة الخالُ فی الجَسد معروفة، أَراد كونوا فی أَحسن زِیٍّ و هیئة حتی تَظْهَروا للناس و ینظروا إِلیكم، كما تَظْهَرُ الشأْمة و یُنظر إِلیها دون باقی الجسد.

شبم؛ ج12، ص: 316

: الشَّبَمُ، بالتحریك: البَرْدُ. ابن سیدة: الشَّبَمُ بَرْدُ الماء. یقال: ماءٌ شَبِمٌ و مطر شَبِمٌ و غَداةٌ ذاتُ شَبَمٍ، و قد شَبِمَ الماءُ بالكسر، فهو شَبِمٌ. و ماء شَبِمٌ: بارد. و‌فی حدیث جریر: خیرُ الماء الشَّبِمُ‌أَی البارد، و یروی بالسین و النون، و قد تقدم. و‌فی زواج فاطمة، علیها السلام: دخل علیها النبی، صلی الله علیه و سلم، فی غَداةٍ شَبِمَةٍ؛ و فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 317
قصید كعب بن زهیر: شُجَّتْ بذی شَبمٍ من ماءِ مَحْنِیةٍ صافٍ بأَبْطَحَ، أَضحی و هو مَشْمُول یروی بكسر الباء و فتحها علی الاسم و المصدر؛ و قوله‌و قد شَبَّهُوا العِیرَ أَفْراسَنا، فقد وَجَدُوا مَیْرهم ذا شَبَمْ یقول: لما رأَوا خیلنا مقبلة ظنوها عیراً تحمل إِلیهم مَیْراً، فقد وجدوا ذلك المَیْر بارداً لأَنه كان سَمّاً و سلاحاً، و السَّمُّ و السلاح باردان؛ و قیل: الشَّبَمُ هنا «3». الموت لأَن الحی إِذا مات بَرَد، و العرب تسمی السَّمَّ شَبِماً و الموتَ شَبِماً لبرده، و قیل لابْنةِ الخُسِّ: ما أَطَیبُ الأَشیاء؟ قالت: لحمُ جَزُورٍ سَنِمة، فی غَداةٍ شَبِمَةٍ، بشِفارٍ خَذِمَةٍ، فی قُدورٍ هَزِمَة؛ أَرادت فی غداة باردة، و الشِّفارُ الخَذِمَةُ: القاطعة، و القُدُور الهَزِمَةُ: السریعة الغَلَیان. أَبو عمرو: الشَّبِمُ الذی یَجِدُ البَرْدَ مع الجُوع؛ و أَنشد لحُمَیْدِ بن ثور: بعَیْنَیْ قُطامِیٍّ نَما فوق مَرْقَبٍ، غَذا شَبِماً یَنْقَضُّ بین الهَجارِسِ و بقرة شَبِمَةٌ: سَمِینة؛ عن ثعلب، و المعروف سَنِمةٌ. و الشِّبامُ: عُود یُعَرَّضُ فی شِدْقَی السَّخْلة یُوثَقُ به من قِبَلِ قَفاه لئلا یَرْضَعَ فهو مَشْبُومٌ، و قد شَبَمَها و شَبَّمَها؛ و قال عَدِیٌّ: لیس للمَرْءِ عُصْرَةٌ من وِقاع الدَّهْرِ تُغْنی عنه شِبامَ عَناقِ و أَسَدٌ مُشَبَّمٌ: مَشْدُود الفم. و فی المثل: تَفْرَقُ من صوت الغُرابِ و تَفْتَرِسُ الأَسَدَ المُشَبَّم؛ قال: و أَصلُ هذا المثل أَن امرأَة افْتَرَسَتْ أَسداً مُشَبَّماً و سمعت صوتَ غُرابٍ ففَرِقتْ، فَضُرِبَ ذلك مثلًا لكل من یَفْزَعُ من الشی‌ء الیسیر و هو جَری‌ءٌ علی الجَسِیم. ابن الأَعرابی: یقال لرأْس البُرْقُع الصَّوْقَعَةُ، و لكفِّ عَین البُرْقُعِ الضِّرْسُ، و لخیطه الشِّبامانِ؛ ابن سیدة: و الشِّبامانِ خَیْطانِ فی البُرْقُع تَشُدُّه المرأَة بهما فی قَفاها. و الشَّبامُ، بفتح الشین: نباتٌ یُشَبُّ به لوْنُ الحِنَّاءِ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: علی حین أَن شابَتْ، و رَقَّ لرأْسِها شَبامٌ و حِنَّاءٌ معاً و صَبِیبُ و شَبامٌ: حَیٌّ من الیمن «4». و شبامٌ: حَیٌّ من هَمْدان. و فی الصحاح: الشِّبامُ حیّ من العرب. و شِبامٌ: اسم جَبَلٍ.

شبرم؛ ج12، ص: 317

: الشُّبْرُمُ: ضرب من الشیح، و قیل: هو من العِضِّ و هی شجرة شاكَةٌ، و لها زَهْرة حمراء، و قیل: الشُّبْرُم ضرب من النبات معروف، و قیل: الشُّبْرُم من نبات السهل، له وَرَقٌ طُوالٌ كوَرَقِ الحَرْمَلِ، و له ثمر مثل الحِمَّصِ، واحدته شُبْرُمة
(3). قوله [و قیل الشبم هنا] أَی فی البیت، و لعله روی ذا شبم بكسر الباء أَیضاً لأَنه الذی بمعنی الموت كما فی التكملة (4). قوله [و شبام حی من الیمن] ضبط فی الأصل كنسخة من التهذیب بفتح الشین، و قوله [و شبام حی من همدان] ضبط فی الأصل و المحكم بفتح الشین، و قوله [و فی الصحاح الشبام إِلخ] ضبط فی الأصل كالصحاح بكسر الشین و الذی فی القاموس كالتكملة بكسر الشین فی الجمیع، و أَنشد فی التكملة للحرث بن حلزة: فما ینجیكم منا شبام و لا قطن و لا أَهل الحجون و قال: شبام و قطن جبلان. و قال ابن حبیب: شبام جبل همدان بالیمن، و قال أبو عبیدة: شبام فی قول إِمرئ القیس: أنف كلون دم الغزال معتق من خمر عانة أَو كروم شبام موضع بالشأم، و عانة قریة علی الفرات فوق هیت
لسان العرب، ج‌12، ص: 318
و قیل: الشُبْرُمُ حَبٌّ یُشْبِه الحِمَّصَ؛ قال عنترة: تَسْعَی حَلائِلنا إِلی جُثْمانِهِ، بجَنَی الأَراكِ تَفِیئَةً و الشُّبْرُمِ تفیئة: من الفَیْ‌ءِ؛ قال ابن بری: إِذا كان تَفِیئَةً علی ما ذكره من الفی‌ء فأَصله تَفْیئةً علی تَفْعِلة لأَنه مصدر فَیَّأَتِ الشجرةُ تَفْیِئَة، ثم نقل كسرة الیاء علی الفاء فصارت تَفِیئةً، و هی فی موضع الحال من الأَراك، و قد یحتمل أَن تكون التَّفِیئَةُ بمعنی الحِین، یقال: أَتیته فی تَفِیئة ذلك و إِفَّان ذلك و تَئِفَّةِ ذلك أَی حین ذلك، تَفِیئةٌ علی هذا مقلوبٌ، فأَصله تَئِفَّةِ ذلك لأَن الهمزة فاء الكلمة و الفاء عَینها. و‌فی حدیث أُم سلمة: أَنها شرِبَت الشُّبْرُمَ فقال إِنه حارٌّ جارٌّ، الشُّبْرُم: حَبٌّ یُشْبه الحِمَّصَ یطبخ و یشرب ماؤه للتداوی، و قیل: إِنه نوع من الشیح، قال: و أَخرجَه الزمخشری عن أَسماء بنت عُمَیْس، قال: و لعله حدیث آخر. و الشُّبْرُمُ: البَخیل، و إِن كان طویلًا «1»، قال أَبو حنیفة: و الشُّبْرُمُ شجرة حارَّةٌ تسمو علی ساقٍ كقِعْدَةِ الصبی أَو أَعظم، لها ورق طُوالٌ رُقاقٌ، و هی شدیدة الخُضْرَة، و زعم بعض الأَعراب أَن لها حبّاً صغاراً كَجَماجِم الحُمَّرِ. أَبو زید: فی العضاهِ الشُّبْرُمُ، الواحدة شُبْرُمَة، و هی شجرة شاكة، و لها ثمرة نحو النَّخَر فی لونه و نِبْتَتِه، و لها زَهْرَة حمراء، و النَّخَرُ الحمض. و الشُّبْرُمُ: القصیر من الرجال؛ قال هِمْیانُ: ما منهمُ إِلا لئیمٌ شُبْرُمُ، أَسْحَمُ لا یأْتی بخَیْرٍ حَلْكَمُ و فی التهذیب: أَرْصَعُ لا یُدَعی لعَنزٍ حَلْكَمُ و الحَلْكَمُ: الأَسْوَدُ. الجوهری: الشُّبْرُم البخیلُ أَیضاً؛ و أَنشد بیت همیْان أَیضاً: ما منهمُ إِلَّا لئیم شُبْرُمُ و الشُّبْرُمانُ: نبت أَو موضع؛ و قال یصف حمیراً: تَرْفَعُ فی كل زُقاقٍ قَسْطَلا، فصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهلا أَخْضَرَ طَیْساً زَغْرَبیّاً طَیْسلا و فی الصحاح: شُبْرُمان بغیر ألف و لام. و شُبْرُمةُ: اسم رجل.

شتم؛ ج12، ص: 318

: الشَّتْمُ: قبیح الكلام و لیس فیه قَذْفٌ. و الشَّتْمُ: السَّبُّ، شَتَمَه یَشْتُمُه و یَشْتِمُه شَتْماً، فهو مَشْتُوم، و الأُنثی مَشْتُومة و شَتِیمٌ، بغیر هاء؛ عن اللحیانی: سَبَّهُ، و هی المَشْتَمَةُ و الشَّتِیمة؛ و أَنشد أَبو عبید: لَیْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، و عَفْوُها عَرَقُ السِّقاءِ علی القَعُودِ اللَّاغِبِ یقول: هذه الكلمة و إِن لم تُعَدَّ شَتْماً فإِن العَفْو عنها شدید. و التَّشاتُمُ: التَّسابُّ. و المُشاتَمةُ: المُسابَّةُ؛ و قال سیبویه فی باب ما جَری مَجْری المَثَل: كلُّ شَی‌ءٍ و لا شَتِیمةُ حُرٍّ و شاتَمه فَشَتَمه یَشْتُمه: غَلَبَه بالشَّتْمِ. و رجل شَتَّامةٌ: كثیر الشَّتْمِ. الجوهری: و الشَّتِیمُ الكَریهُ الوجه، و كذلك الأَسَدُ. یقال: فلان شَتِیمُ المُحَیّا، و قد شَتُمَ الرجلُ، بالضم، شَتامَةً؛ و أَنشد ابن بری للمَرَّار الأَسَدِیّ: یُعْطِی الجَزیلَ و لا یُری، فی وَجْهِهِ لخَلِیلِه، مَنٌّ و لا شَتْمُ
(1). قوله: و ان كان طویلًا؛ هكذا فی الأصل، و لعل فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌12، ص: 319
قال: و شاهد شَتامَةً قول الآخر: و هَزِئْن مِنِّی أَن رَأَیْنَ مُوَیْهِناً تَبْدُو علیه شَتامَةُ المَمْلُوكِ و الاشْتِیامُ: رَئیسُ الرُّكّابِ. و الشَّتِیمُ و الشُّتامُ و الشُّتامةُ: القبیح الوجه. و الشُّتامَةُ أَیضاً: السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ. و الشَّتامة: شِدَّةُ الخَلْقِ مع قُبْح وَجْهٍ. و أَسدٌ شَتِیمٌ: عابسٌ. و حمار شَتِیمٌ: و هو الكریه الوجه القبیح. و شُتَیْم و مِشْتَمٌ: اسمان.

شجم؛ ج12، ص: 319

: ابن الأَعرابی: الشُّجُمُ الطِّوال الأَعْفارُ. أَبو عمرو: الشَّجَمُ الهلاك.

شجعم؛ ج12، ص: 319

: الشَّجْعَمُ: الطویل من الأُسْد و غیرها مع عِظَمٍ، و عُنُقٌ شَجْعَمٌ كذلك، علی التمثیل. و حَیَّةٌ شَجْعَم: شدیدة غلیظة، و الشَّجعَم من نعت الحیة الشجاع؛ قال: قد سالَمَ الحَیّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ و الشُّجاعَ الشَّجْعَما قال ابن سیدة: و لم یقض علی هذه المیم بالزیادة إِذ لم یوجب ذلك ثَبْثٌ، و لا تزاد المیم إِلَّا بثَبْتٍ لقلة مجیئها زائدة فی مثله، هذا مذهب سیبویه، و ذهب غیره إِلی أَنه فَعْلَمٌ من الشجاعة.

شحم؛ ج12، ص: 319

: الأَزهری: الشَّحَمُ البَطَرُ. ابن سیدة: الشَّحْمُ جوهر السِّمَنِ، و الجمع شُحُوم، و القطعة منه شَحْمةٌ، و شَحُمَ الإِنسانُ و غیرُهُ. و‌فی الحدیث: لعنَ اللهُ الیهودَ حُرِّمَتْ علیهم الشُّحُومُ فباعوها و أَكلوا أَثمانَها؛ الشَّحْمُ المحرّم علیهم: هو شَحْمُ الكُلی و الكرش و الأَمعاء، و أَما شَحْم الأَلْیَةِ و الظُّهور فلا. و شَحُمَ فهو شَحِیمٌ: صار ذا شَحْم فی بدنه. و قد شَحُم، بالضم، و شَحِمَ شَحَماً، فهو شَحِمٌ: اشْتَهی الشَّحْم، و قیل: أَكل منه كثیراً. و أَشْحَمَ: كثر عنده الشَّحْمُ. ابن السكیت: رجل شَحِیمٌ لحیم أَی سمین. و رجل شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلی الشَّحْمِ و اللَّحْم و هو یشتهیهما. و رجل شاحِمٌ لاحِمٌ: ذو شَحْمٍ و لَحْمٍ علی النَّسب كما قالوا لابِنٌ و تامِرٌ. و شَحَم القومَ یَشْحَمُهم شَحْماً و أَشْحَمَهم: أَطْعَمهم الشَّحْم. و رجل شاحِمٌ لاحِمٌ إِذا أَطْعم الناسَ الشَّحْمَ و اللحم. و رجل شَحَّامٌ: یبیع الشَّحْمَ. و الشَّحَّامُ: الذی یُكْثِرُ إِطْعامَ الناس الشَّحْمَ. و أَشْحَم الرجلُ، فهو مُشْحِم إِذا كَثُرَ عنده الشَّحْم، و كذلك أَلْحَم، فهو مُلْحِمٌ. و شَحِمَتِ الناقة و شَحُمَتْ شُحُوماً: سَمِنَت بعد هُزالٍ، و العرب تسمی سَنام البعیر شَحْماً، و بیاضَ البطن شَحْماً. و شَحْمَةُ الأُذُن: ما لانَ من أَسفلها و هو مُعَلَّقُ القُرْطِ. و‌فی الحدیث: و فیهم من یَبْلُغُ العَرَقُ إِلی شَحْمة أُذنه، هو من ذلك، قال: هو موضع خَرْقِ القُرْطِ، و‌فی حدیث ربیعة فی الرجل: یرفع یدیه إِلی شَحْمة أُذنیه.و شَحْمَةُ العین: مُقْلَتُها، و فی الأَزهری: حَدَقَتُها؛ و یقال: هی الشحمة التی تحت الحَدَقة. و طعام مَشْحوم و خُبزٌ مَشْحُوم: قد جُعِلَ فیه الشَّحْمُ. و شَحْمة الأَرض: دودة بیضاء، و قیل: هی عَظاءَةٌ بیْضاء غیرُ ضَخْمةٍ، و قیل: لیست من العَظاء هی أَطْیَبُ و أَحْسَنُ، و قالوا: شَحْمةُ النَّقا، كما قالوا: بناتُ النَّقا. و فی الصحاح: شَحْمَةُ الأَرض الكَمْأَةُ البیضاءُ. ابن سیدة: و شَحْمَة النخلة الجُمَّارةُ، و شَحْمَةُ الرُّمَّانة الهَنَةُ التی تَفصِلُ بین حَبِّها. و رُمَّانة شَحِمةٌ: غلیظة الشَّحْمَةِ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: كُلُوا الرُّمان بشَحْمِه فإِنه دِباغُ المَعِدَة؛ قیل: هو ما فی جوفه
لسان العرب، ج‌12، ص: 320
سوی الحب، و شَحْمُ الرمانة الأَصفر بین ظَهْرانَیِ الحَبِّ. و عِنَبٌ شَحِمٌ: قلیل الماء غَلِیظُ اللِّحاء. و شَحْمَةُ الحَنْظَل: معروفة. و شَحْمُ الحَنْظَل: ما فی جوفه سوی حبه. و أَبو شَحْمَةَ: رجل.

شخم؛ ج12، ص: 320

: شَخَمَ اللحمُ شُخوماً و شَخِمَ شَخَماً، فهو شَخِمٌ، و أَشْخَمَ إِشْخاماً و شَخَّمَ: تغیرت رائحته، زاد الأَزهری: لا من نَتْنٍ و لكن كراهة. و شَخَم الطعامُ، بالفتح، و شَخِمَ، بالكسر، إِذا فَسَدَ، و شَخَّمَه غیره، و أَشْخَمَ فُوه إِشْخاماً؛ و أَنشد الجوهری: و لِثَةٌ قد ثَتِنَتْ مُشَخَّمَه أَی فاسدة؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده … و لِثَةً، بالنصب، لأَن قبله: لَمّا رأَتْ أَنْیابَهُ مُثَلَّمَهْ و یقال: ثَنِتَ اللحم و ثَتِنَ، قال: و حكی نَثِتَ أَیضاً. و لحم فیه تَشْخِیمٌ إِذا تغیر ریحه. و أَزْخَمَ اللحمُ: مثل أَشْخَم. و أَشْخَمَ اللبنُ: تغیرت رائحته، و شَخَمَ فَمُهُ و شَخَّمَ: تغیرت رائحته أَیضاً، ابن الأَعرابی: الشُّخُم هم المُسْتَدُّو الأُنُوفِ من الروائح الطیبة أَو الخبیثة، قال: و الشُّخُمُ و الشُّحُمُ البِیضُ من الرحال، بالحاء و الخاء جمیعاً. و الشُّجُمُ، بالجیم: الطِّوالُ الأَعْفارُ، و الأَعْفارُ الأَشِدَّاءُ، واحدهم عِفْریٌّ و عِفْرِیَةٌ. و شَخَمَ الرجلُ و أَشْخَمَ: تَهَیَّأَ للبُكاء، و شَعَر أَشْخَمُ: أَبیضُ. و الأَشْخَمُ: الرأْس الذی علا بیاضُ رأْسه سَوادَه. و اشْخامَّ النبْتُ: عَلا بیاضُه خُضْرَتَه. و عامٌ أَشْخَم: لا ماء فیه و لا مَرْعی؛ و حكی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشده: لما رأیتُ العامَ عاماً أَشْخَمَا، كَلَّفْتُ نَفْسی و صِحابی قُحَمَا، و جُهَماً من لَیْلِها و جُهَمَا و روض أَشْخَم: لا نَبْتَ فیه. و فی النوادر: حمار أَطْخَمُ و أَشْخَمُ و أَدْغَمُ بمعنی واحد.

شدقم؛ ج12، ص: 320

: التهذیب فی الرباعی: الشَّدْقَمِیُّ و الشَّدْقَمُ الواسِعُ الشِّدْق، و هو من الحروف التی زادت العرب فیها المیم، مثل زُرْقُمٍ و سُتْهُمٍ و فُسْحُمٍ؛ قال ابن بری: و منه یقال شُداقِمٌ؛ قال الزَّفَیانُ: شُداقِمٍ ذی شِدْقٍ مُهَرَّتِ و‌فی حدیث جابر: حَدَّثَه رجلٌ بشی‌ء فقال ممن سمعتَ هذا؟ فقال: من ابن عباس، قال: من الشَّدْقَمِ؛ هو الواسِع الشِّدْقِ، و یوصف به المِنْطِیقُ البَلِیغُ المُفَوَّه. و شَدْقَمٌ: اسم فحل من فحول إِبل العرب معروف؛ قال الجوهری: شَدْقَمٌ فحل كان للنعمان بن المنذر ینسب إِلیه الشَّدْقمِیَّاتُ من الإِبل؛ قال الكمیت: غُرَیْرِیَّةُ الأَنسابِ أَو شَدْقَمِیَّةٌ، یَصِلْنَ إِلی البِیدِ الفَدافِدِ فَدْفَدا

شذم؛ ج12، ص: 320

: ابن الأَعرابی: یقال للناقة الفَتِیَّةِ السریعة شِمِلَّةٌ و شِمْلالٌ و شَیْذُمانَةٌ. و قال اللیث: الشَّیْذُومان، بضم الذال، و الشیْمَذانُ من أَسماء الذئب؛ قال الطِّرِمَّاحُ: علی حُوَلاءَ یَطْفو السُّخْدُ فیها، فَراها الشَّیْذُمانُ عن الخَبیرِ «2» السُّخْدُ: ماء أَصفر یكون فی الحُوَلاء.
(2). قوله [عن الخبیر] كذا بالأصل، و الذی فی التهذیب: من الحنین انتهی. و لعله عن الجنین بالجیم. زاد فی التكملة: الشذام كسحاب الملح و حمة العقرب و الزنبور
لسان العرب، ج‌12، ص: 321‌

شرم؛ ج12، ص: 321

: الشَّرْمُ و التَّشْرِیمُ: قَطْعُ الأَرْنَبَةِ و ثَفَرِ الناقة، قیل ذلك فیهما خاصة. ناقةٌ شَرْماء و شَرِیمٌ و مَشْرومَةٌ. و رجل أَشْرَمُ بَیِّنُ الشَّرَمِ: مَشْرُومُ الأَنْفِ، و لذلك قیل لأَبْرَهَةَ الأَشْرَمُ. و أُذُنٌ شَرْماءُ و مُشَرَّمَةٌ: قُطِع من أَعلاها شی‌ءٌ یسیر. و‌فی الحدیث: فجاءه بمُصْحَف مُشَرَّمِ الأَطْراف؛ فاستعمل فی أَطراف المصحف كما تری. و الشَّرْمُ: الشَّق، شَرَمَهُ یَشْرِمُه شَرْماً فَشَرِمَ شَرَماً و انْشَرَم و شَرَّمَهُ فَتَشَرَّم. و الشَّرْمُ: مصدر شَرَمَهُ أَی شَقَّه؛ قال أَبو قیس بنُ الأَسْلَتِ یصف الحَبَشَة و الفیلَ عند ورودهم إِلی الكعبة الشریفة: مَحاجِنُهمْ تَحْتَ أَقْرابِه، و قد شَرَمُوا جِلْدَه فانْشَرَم و الشَّارِمُ: السَّهْمُ الذی یَشْرِمُ جانِبَ الغَرَضِ. و التَّشْرِیمُ: التَّشْقِیقُ. و تَشَرَّمَ الشی‌ءُ: تَمَزَّق و تَشَقَّقَ. و الأَشْرَمُ: أَبْرَهَةُ صاحبُ الفیل، سمی بذلك لأَنه جاءه حجر فَشَرَمَ أَنفَه و نَجَّاه الله لیُخْبِرَ قومَه، فسمی الأَشْرَمَ. و‌فی الحَدیث: أَن أَبرهة جاءه حجر فَشَرَم أَنْفَه فسمی الأَشَرمَ.و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه اشتری ناقة فرأَی بها تَشْرِیمَ الظِّئار فَرَدَّها؛ قال أَبو عبید: التَّشْرِیمُ التشقیق، قال أَبو منصور: و معنی تَشْرِیمِ الظِّئار أَنَّ الظئار أَن تُعْطَفَ الناقةُ علی ولد غیرها فتَرْأَمَه. یقال: ظاءرْتُ أُظائِرُ ظِئاراً، قال: و قد شاهدت ظِئارَ العرب الناقةَ علی ولد غیرها، فإِذا أَرادوا ذلك شَدُّوا أَنْفَها و عَیْنَیها ثم حَشَوْا خَوْرانَها بدُرْجةٍ مَحْشُوَّةٍ خِرَقاً و مُشاقَة، ثم خَلُّوا الخَوْرانَ بِخِلالَیْنِ و تُرِكَتْ كذلك یوماً، فَتَظُنُّ أَنها قد مَخِضَتْ للوِلادِ، فإِذا غَمَّها ذلك نَفَّسُوا عنها و نزعوا الدُّرْجَة من خَوْرانِها، و قد هُیِّئَ لها حُوارٌ فَتَرَی أَنها وَلَدَتْهُ فتَذُرُّ علیه. و الخَوْرانُ: مَجْرَی خروج الطعام من الناس و الدواب. و یقال للجلد إِذا تشقق و تمزق: قد تَشَرَّمَ، و لهذا قیل للمشقوقِ الشفة أَشْرَمُ، و هو شبیه بالعَلَم. و‌فی حدیث كعب: أَنه أُتِی عمر بكتاب قد تَشَرَّمَتْ نواحیه فیه التوراة‌أَی تشققت. ابن الأَعرابی: یقال للرجل المشقوق الشفة السُّفْلَی أَفْلَحُ، و فی العُلْیا أَعْلَمُ، و فی الأَنف أَخْرَمُ، و فی الأُذُن أَخْرَبُ، و فی الجَفْن أَشْتَرُ، و یقال فیه كُلِّه أَشْرَمُ. و شَرَمَ الثریدَة یَشْرِمُها شَرْماً: أَكل من نواحیها، و قیل: جَرَفَها. و قَرَّبَ أَعرابی إِلی قوم جَفْنَةً من ثرید فقال: لا تَشرِمُوها و لا تَقْعَرُوها و لا تَصْقَعوها، فقالوا: وَیحَك و من أَین نأْكل؟ فالشَّرْمُ ما تَقَدَّم، و القَعْرُ أَن یأْكل من أَسفلها، و الصقعُ أَن یأْكل من أَعلاها؛ و قول عمرو ذی الكلب: فقلتُ خُذْها لا شَویً و لا شَرَمْ إِنما أَراد و لا شَقٌّ یسیرٌ لا تموت منه، إِنما هو شق بالغ یُهْلِكُك، و أَراد و لا شَرْمٌ، فحرَّك للضرورة. و الشَّرِیمُ و الشَّرُومُ: المرأَة المُفْضاة. و امرأَة شَرِیم: شُقَّ مَسْلكاها فصارا شیئاً واحداً؛ قال: یَوْمُ أَدِیمِ بَقَّةَ الشَّرِیمِ أَفْضَلُ من یَوْم احْلِقِی و قُومِی أَراد الشِّدَّةَ، و هذا مثل تضربه العرب فتقول: لقیت منه یومَ احْلِقِی و قُومی أَی الشدَّةَ، و أَصله أَن یموت زوج المرأَة فَتَحْلِق شعرها و تقوم مع النوائح؛ و بَقَّةُ: اسم امرأَة، یقول: یوم شُرمَ جِلْدُها یعنی الاقْتِضاضَ. و كلُّ شَقٍّ فی جبل أَو صخرة لا
لسان العرب، ج‌12، ص: 322
یَنْفُذُ شَرْمٌ. و الشَّرْمُ: لُجَّة البحر، و قیل: موضع فیه، و قیل: هو أَبْعَدُ قَعْره. الجوهری: و شَرْمٌ من البحر خَلِیجٌ منه. ابن بری: و الشُّروم غَمَراتُ البحر، واحدها شَرْمٌ؛ قال أُمَیَّة یصف جهنم: فَتَسْمُو لا یُغَیِّبُها ضَراءٌ، و لا تَخْبُو فَتَبْرُدُها الشُّرُومُ و عُشْبٌ شَرْمٌ: كثیر یؤْكل من أَعلاه و لا یحتاج إِلی أَوساطه و لا أُصوله؛ و منه قول بعض الرُّوَّادِ: وَجَدْتُ خُشْباً هَرْمَی و عُشْباً شَرْما؛ و الهَرْمَی: التی لیس لها دُخان إِذا أُوقِدَتْ من نَفْسها و قِدَمِها. و شَرَمَ له من ماله أَی أَعطاه قلیلًا. و تَشْرِیمُ الصَّیْدِ: أَن یَنْفَلِتَ جَرِیحاً؛ و قال أَبو كبیر الهُذَلیُّ: وَهِلًا، و قد شَرَعَ الأَسِنَّةَ نَحْوَها، من بینِ مُحْتَقٍّ لها و مُشَرِّمِ «1». مُحْتَقٍّ: قد نَفَذَ السِّنانُ فیه فقتله و لم یُفْلِتْ. و شُرْمَةُ: موضع «2»؛ قال ابن مقبل یصف مَطراً: فأَضْحَی له جُلْبٌ بأَكناف شُرْمَةٍ، أَجَشُّ سِماكِیٌّ من الوبْلِ أفْضَحُ و الشُّرْمَةُ، بالضم: اسم جبل؛ قال أَوْسٌ: و ما فَتِئَتْ خیلٌ كأَنَّ غُبارَها سُرادِقُ یومٍ ذی رِیاحٍ تَرَفَّعُ تَثُوبُ علیهم من أَبانٍ و شُرْمةٍ، و تَرْكَبُ من أَهْلِ القَنانِ و تَفْزَعُ أَبانٌ: جبل، و شُرْمة: موضع، و الفَزَعُ هنا من الإِصْراخِ و الإِغاثَةِ.

شردم؛ ج12، ص: 322

: الشِّرْذِمَةُ القلیل من الناس، و فی التنزیل العزیز: إِنَّ هٰؤُلٰاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِیلُونَ؛ قال ابن بری: حكی الوزیر عن أَبی عمر شِرْذِمَة و شِرْدِمَة، بالذال و الدال، و الله أعلم.

شرذم؛ ج12، ص: 322

: الشِّرْذِمةُ: القِطْعة من الشی‌ء، و الجمع شَراذِمُ؛ قال ساعدة بن جؤیة: فَخَرَّتْ و أَلْقَتْ كلَّ نَعْلٍ شَراذِماً، یَلُوحُ بضاحی الجِلْدِ منها حُدُورُها اللیث: الشِّرْذِمةُ القطعة من السَّفَرْجَلة و نحوها؛ و أَنشد: یُنَفِّرُ النِّیبَ عنها بَیْنَ أَسْوُقِها، لم یَبْقَ من شَرِّها إِلَّا شَراذِیمُ و الشِّرْذِمةُ: القلیل من الناس، و قیل: الجماعةُ من الناس القلیلة. و الشِّرْذمة فی كلام العرب: القلیلُ. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ هٰؤُلٰاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِیلُونَ؛ قال ابن بری: حكی الوزیر عن أَبی عُمَر شِرْذِمة و شِرْدِمة، بالدال و الذال. و ثیاب شراذِمُ أَی أَخْلاق متقطعة. و ثوب شَراذمُ أَی قِطَعٌ؛ و أَنشد ابن بری لراجز: جاء الشِّتاءُ و قَمِیصی أَخْلاقْ، شَراذِمٌ یَضْحَكُ منی التَّوَّاقْ قال: و التَّوَّاق ابنه.
(1). قوله [وهلًا] كذا بالأصل هنا، و فیه فی مادة حقق: هلا (2). قوله [و شرمة موضع] كذا بضبط الأصل بضم فسكون، و الذی فی القاموس و یاقوت: أن اسم الموضع شرمة محركة و اسم الجبل بضم فسكون، و أنشد یاقوت البیت شاهداً علی اسم الجبل
لسان العرب، ج‌12، ص: 323

شظم؛ ج12، ص: 323

: الشَّیْظَمُ و الشَّیْظمِیُّ: الطویل الجَسِیمُ الفَتِیُّ من الناس و الخیل و الإِبل، و الأُنثی شَیْظَمة؛ قال عنترة: و الخَیْلُ تَقْتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً، ما بین شَیْظَمةٍ و أَجْرَدَ شَیْظَمِ و یروی: و آخَرَ شَیْظَمِ. و یقال: الشَّیْظَمِیُّ الفَتِیُّ الجَسِیمُ و الفرسُ الرائعُ، و رجل شَیْظَمٌ و شَیْظَمِیٌّ من رجال شَیاظِمةٍ. الجوهری عن ابن السكیت: الشَّیظَمُ الطویل الشدیدُ؛ قال: و أَنشدنا أَبو عمرو: یُلِحْنَ من أَصْواتِ حادٍ شَیْظَمِ، صُلْبٍ عَصاهُ للمَطِیِّ مِنْهَمِ قال: و كذلك الفرس، و قیل الشَّیْظَمُ من الخیل الطویلُ الظاهرُ العَصَب، و هو من الرجال الطویلُ أَیضاً؛ و‌فی حدیث عمر: یُعَقِّلُهنَّ جَعْدٌ شَیْظَمِیٌّ الشَّیْظَمُ: الطویل، و قیل: الجَسِیم، و الیاء زائدة، و قیل: الشَّیْظَمُ الطَّلْقُ الوجه الهَشُّ الذی لا انْقباضَ له. و الشَّیْظَمُ: المُسِنُّ من القَنافذ. و یقال للأَسد: شَیْظَمٌ و شَیْظَمِیٌّ. و شَیْظَمٌ: اسم، و الله أَعلم.

شعم؛ ج12، ص: 323

: الشَّعْمُ: الإِصْلاحُ بین الناس، و هو حرف غریب. و الشُّعْمُوم و الشُّغْموم، بالعین و الغین: الطویل من الناس و الإِبل، و فی التهذیب: الطویل بغیر تقیید، و زعم یعقوب أَن عینها بدل من غین شُغْموم.

شغم؛ ج12، ص: 323

: رجل شَغِمٌ: حریص. و یقال: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، كل ذلك إِتباع. قال ابن سیدة: و زعم ثعلب أَن شِنَّغْماً مشتق من الرجل الشِّنَّغْم أَی الحریص، فإِن كان ذلك فهو موافق لهذا الباب، قال: و الصحیح أَنه رباعی؛ و ذكر الأَزهری فی ترجمة شنغم: روی عن ابن السكیت رَغْماً له دَغْماً شَغْماً تأْكیداً للرَّغْم بغیر واو، دل الشَّغْمُ علی الشِّنَّغْم، قال: و لا أَعرف الشَّغْمَ. و الشُّغْمُوم: الطویل التامُّ الحَسَنُ من الناس و الإِبل، و قد تقدم فی العین أَیضاً. أَبو عبید: الشغامِیمُ الطِّوال الحِسانُ؛ قال ابن بری: و منه قول ذی الرمة: و اسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِیمُ الشَّغامِیمُ و امرأَة شُغْمُوم و شُغْمُومةٌ و ناقة شُغْمُومٌ؛ قال المَخْرُوع السَّعْدیّ: و تحتَ رَحلی بازلٌ شُغْمُومُ، مُلَمْلَمٌ غارِبُه مَدْمُومُ و الجمع الشَّغامیم. و الشِّغْمِیمُ و الشُّغْمُوم: هو الشابُّ الطویلُ الجَلْدُ. و رجل شُغْمُوم و جمل شُغْمُومٌ، بالغین معجمةً، أَی طویلٌ.

شقم؛ ج12، ص: 323

: الشَّقَمُ: ضرب من النخل، واحدته شَقَمَةٌ. قال أَبو حنیفة الشَّقَمُ جنس من التمر، واحدته شَقَمَةٌ؛ قال ابن بری: قال ابن خالویه الشَّقَمَةُ من النخل البُرْشُومُ.

شكم؛ ج12، ص: 323

: الشُّكْمُ، بالضم: العَطاء، و قیل: الجزاء؛ قال ابن سیدة: و أُری الشُّكْمی لغةً، قال: و لا أَحُقُّها، شكَمَه یَشْكُمه شَكْماً و أَشْكَمه؛ الأَخیرة عن ثعلب. و‌فی الحدیث: أَن أَبا طَیْبة حَجَم رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: اشْكُمُوه‌أَی أَعْطُوه أَجْرَهُ؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌12، ص: 324
أَبْلِغْ قَتادَةَ، غَیْرَ سائِلِه جَزْلَ العَطاءِ و عاجِلَ الشُّكْمِ قال فی تفسیر الحدیث الشُّكْمُ، بالضم، الجَزاءُ، و الشُّكْدُ العَطاء بلا جَزاءٍ، قال: و قیل: هو مثله و أَصله من شَكِیمةِ اللجامِ كأَنها تُمْسِكُ فاه عن القول، قال: و منه‌حدیث عبد الله بن رَباح: أَنه قال للراهب إِنی صائم، فقال: أَ لا أَشْكُمُكَ علی صومك شُكْمةً؟ تُوضع یوم القیامة مائدةٌ و أَول من یأْكل منها الصائمون؛ أَی أَ لا أُبَشِّرُكَ بما تُعْطی علی صَوْمِك. و فی ترجمة شكب: الشُّكْبُ لغةٌ فی الشُّكْمِ، و هو الجزاء، و قیل: العطاء، قال أَبو عبید: سمعت الأُمَوِیَّ یقول: الشُّكْمُ الجزاء، و الشَّكْمُ المصدر، و قال الكسائی: الشُّكْمُ العِوَضُ، و قال الأَصمعی: الشُّكْمُ و الشُّكْدُ العطیة. اللیث: الشُّكْمُ النُّعْمی. یقال: فَعَلَ فلانٌ أَمراً فَشَكَمْتُه أَی أَثَبْتُه: قال الجوهری: الشُّكْمُ بالضم، الجزاء، فإِذا كان العطاء ابتداء فهو الشُّكْدُ، بالدال، تقول منه شَكَمْتُه أَی جزیته. و الشَّكِیمة من اللِّجام: الحدیدة المُعْتَرضة فی الفم. الجوهری: الشكِیمُ و الشَّكِیمةُ فی اللجام الحدیدةُ المُعْتَرِضة فی فم الفرس التی فیها الفأْس؛ قال أَبو دُواد: فهی فَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها مُسْتَجافٌ یَضِلُّ فیه الشَّكِیمُ و الجمع شَكائِمُ و شَكِیمٌ و شُكُمٌ؛ الأَخیرة علی طرح الزائد أَو علی أَنه جمع شكیم الذی هو جمع شَكِیمة، فیكون جمع جمع. و شَكَمَه یَشْكُمُه شَكْماً: وضع الشَّكِیمة فی فیه. و شَكَمْتُ الوالی إِذا رَشَوتَه كأَنك سَدَدْتَ فَمَه بالشَّكِیمة؛ و قال قوم: شَكَمه شَكْماً و شَكِیماً عَضَّه؛ قال جریر: فأَبْقُوا علیكم، و اتَّقُوا نابَ حَیَّةٍ أَصاب ابْنَ حَمْراءِ العِجانِ شَكِیمُها قال: و أَما فأْس اللجام فالحدیدة القائمة فی الشكیمة. و یقال: فلان شدیدُ الشَّكیمة إِذا كان ذا عارضة وَ جِدٍّ. ابن الأَعرابی: الشَّكِیمَةُ قُوَّةُ القلب. ابن السكیت: إِنه لشدیدُ الشَّكِیمةِ إِذا كان شدیدَ النَّفْسِ أَنِفاً أَبِیّاً. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: فما بَرِحَتْ شَكِیمَتُه فی ذات الله‌أَی شِدَّةُ نَفْسِه، هو من ذلك، و أَصله من شكیمة اللجام فإِن قُوَّتَها تدل علی قوة الفرس. و الشكِیمَةُ: الأَنَفَةُ و الانتصار من الظُّلْم، و هو ذو شَكِیمةٍ أَی عارِضةٍ و جِدٍّ، و قیل: هو أَن یكون صارماً حازماً، و فلان ذو شكِیمة إِذا كان لا یَنْقاد؛ قال عَمْرُو بن شاسٍ الأَسَدِیُّ یُخاطِب امرأَته فی ابْنِه عِرار: و إِنَّ عِراراً إِنْ یكن ذا شَكِیمةٍ تَعافِینَها منه، فما أَمْلِكُ الشِّیَمْ و قوله: أَنا ابنُ سَیَّارٍ علی شَكِیمِه، إِن الشِّراكَ قُدَّ من أَدِیِمِه قال: یجوز أَن یكون جمع شَكِیمةٍ كما ذكر فی شَكِیمةِ اللجام، و یجوز أَن یكون لغة فی الشَّكِیمة، فیكون من باب حُقٍّ و حُقَّةٍ، و یجوز أَن یكون أَراد علی شكیمته فحذف الهاء للضرورة؛ و قول أبی صخر الهذلی:
لسان العرب، ج‌12، ص: 325
جَهْم المُحَیَّا عَبُوس باسِل شَرِس، وَرْد قُساقِسة، رِئْبالَة شَكِم قال السُّكَّرِیُّ: شَكِمٌ غَضُوبٌ. و شَكِیمُ القِدْرِ: عُراها؛ قال الراعی: و كانَتْ جَدِیراً أَن یُقَسَّمَ لَحْمها، إِذا ظَلَّ بینَ المَنْزِلَینِ شَكِیمُها و شُكامَةُ و شُكَیْمٌ: اسمان. و مِشْكَمٌ، بالكسر: اسم رجل.

شلم؛ ج12، ص: 325

: الشَّالَمُ و الشَوْلَمُ و الشَّیْلَم؛ الأَخیرة عن كراع: الزُّؤَانُ الذی یكون فی البُرِّ، سَوادِیَّةٌ. ابن الأَعرابی: الشَّیْلَمُ و الزُّؤانُ و السَّعِیعُ، و قال أَبو حنیفة: الشَّیْلَمُ حَبٌّ صِغارٌ مستطیلٌ أَحمر قائم كأَنه فی خِلْقةِ سُوسِ الحِنْطة و لا یُسْكِرُ و لكنه یُمِرُّ الطعام إِمْراراً شدیداً؛ و قال مرة: نباتُ الشَّیْلَم سُطَّاحٌ و هو یذهب علی الأَرض، و ورقته كورقة الخِلاف البَلْخِیِّ شدیدةُ الخُضْرَة رطبةٌ، قال: و الناس یأْكلون ورقه إِذا كان رطباً و هو طیب لا مَرارةَ له و حَبُّه أَعْقَی من الصَّبر. قال أَبو تراب: سمعت السُّلَمِیَّ یقول: لقیت رجلًا یَتَطایر شِلَّمُه و شِنَّمُه أَی شَرارُه من الغضب؛ و أَنشد: إِنْ تَحْمِلِیهِ ساعةً، فَرُبَّما أَطارَ فی حُبِّ رِضاكِ الشِّلَّما الفراء: لم یأْتِ علی فَعَّلٍ اسماً إِلا بَقَّمٌ و عَثَّرُ و نَدَّرُ، و هما موضعان، و شَلَّمُ: بیتُ المَقْدِس، و خَضَّمُ: اسم قریة. الجوهری: شَلَّمُ علی وزن بَقَّمٍ موضع بالشام، و یقال: هو اسم مدینة بیت المقدس بالعِبْرانِیَّة و هو لا ینصرف للعجمة و وزن الفعل؛ قال ابن بری: ذكر ابن خالویه عِدَّةَ أَسماء لبیت المقدس منها شَلَّمُ و شَلَمٌ و شَلِمٌ و أُورِی شَلِم «3»؛ و أَنشد بیت الأَعشی: و قد طُفْتُ للمال آفاقَهُ: عُمانَ فحِمْصَ فأُورِی شَلَمْ و یقال أَیضاً: إِیلِیاءُ و بیتُ المَقْدِس و بیتُ المِكْیاش «4». و دارُ الضَّرْبِ و صَلَمُونُ.

شلجم؛ ج12، ص: 325

: الجوهری: الشَّلْجَمُ نبت معروف؛ قال الراجز: تَسْأَلُنی بِرامَتَین شَلْجَما و یقال: هو بالسین، و قد تقدم فی سلجم.

شمم؛ ج12، ص: 325

: الشَّمُّ: حِسُّ الأَنف، شَمِمْتُه أَشَمُّه و شَمَمْتُه أَشُمُّه شَمّاً و شَمِیماً و تَشَمَّمْتُه و اشْتَمَمْتُه و شَمَّمْتُه؛ قال قَیْس بن ذَرِیح یصف أَینُقاً و سَقْباً: یُشَمِّمْنَهُ لو یَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَهُ، إِذا سُفْنَه یَزْدَدْنَ نَكباً علی نَكْبِ و قال أَبو حنیفة: تَشَمّمَ الشی‌ءَ و اشْتَمَّه أَدناه من أَنفه لیَجْتَذِبَ رائِحَتَه. و أَشَمَّه إِیّاه: جعله یَشُمُّه. و تَشَمَّمْتُ الشی‌ءَ: شَمِمْتُه فی مَهْلَةٍ، و المُشامَّة مُفاعَلة منه، و التَّشامُّ التَّفاعُل. و أَشْمَمْتُ فلاناً الطیب فَشَمَّهُ و اشْتَمَّهُ بمعنی، و منه التَّشَمُّمُ كما تَشَمَّمُ البَهیمةُ إِذا الْتَمَسَت رِعْیاً. و الشَّمُّ:
(3). قوله [و أوری شلم] ضبطت أوری بشكل القلم مفتوحة الراء فی الأصل و النهایة و التكملة، و فی یاقوت بالعبارة مكسورتها، و فی القاموس: شلم كبقم و كتف و جبل انتهی. و فی التكملة: بالأخیرین یروی قول الأَعشی (4). قوله [المكیاش إلخ] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 326
مصدر شَمِمْتُ. و أَشْمِمنی یَدَك أُقَبِّلْها، و هو أَحسن من قولك ناوِلْنی یَدَك؛ و قول عَلْقمة بن عَبْدَةَ: یَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العبیرِ بها، كأَنَّ تَطْیابَها فی الأَنْفِ مَشْمُومُ قیل: یعنی المِسْكَ، و قیل: أَراد أَن رائحتها باقیة فی الأَنف، كما یقال: أَكلت طعاماً هو فی فمی إِلی الآن. و قولهم: یا ابْنَ شامَّةِ الوَذْرَةِ؛ كلمةٌ معناها القَذْفُ. و المَشْمُومُ: المِسْكُ، و أَنشد بیت علقمة أَیضاً. و الشَّمَّاماتُ: ما یُتَشَمَّمُ من الأَرْواح الطَّیّبةِ، اسمٌ كالجَبَّانَةِ. ابن الأَعرابی: شَمَّ إِذا اخْتَبَر، و شَمَّ إِذا تَكَبَّر. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، حین أَراد أَن یَبْرُزَ لعمرو بن وُدٍّ قال: أَخْرُج إِلیه فأُشامُّه قبل اللِّقاء‌أَی أَخْتَبِرُه و أَنْظُرُ ما عنده. یقال: شامَمْتُ فلاناً إِذا قارَبْتَه و تَعَرَّفْتَ ما عنده بالاخْتبار و الكشف، و هی مُفاعَلة من الشَّمّ كأَنك تَشُمُّ ما عنده و یَشُمُّ ما عِنْدَك لتَعْمَلا بمقتَضی ذلك؛ و منه قولهم: شامَمْناهُمْ ثم ناوَشناهُمْ. و الإِشْمامُ: رَوْمُ الحَرْفِ الساكن بحركة خفیة لا یُعتدّ بها و لا تَكْسِرُ وزْناً؛ أَ لا تری أَن سیبویه حین أَنشد: مَتَی أَنامُ لا یُؤَرّقْنِی الكَرِی مجزومَ القاف قال بعد ذلك: و سمعت بعض العرب یُشِمُّها الرفْع كأَنه قال متی أَنامُ غَیْرَ مُؤَرَّقٍ؟ التهذیب: و الإِشمام أَن یُشَمَّ الحرفُ الساكنُ حَرْفاً كقولك فی الضمة هذا العمل و تسكت، فتَجِدُ فی فیك إِشماماً للَّام لم یبلغ أَن یكون واواً، و لا تحریكاً یُعتدّ به، و لكن شَمَّةٌ من ضمَّة خفیفة، و یجوز ذلك فی الكسر و الفتح أَیضاً. الجوهری: و إِشْمامُ الحَرْف أَن تُشِمَّه الضمةَ أَو الكسرةَ، و هو أَقل من رَوْمِ الحركة لأَنه لا یُسمع و إِنما یتبین بحركة الشفة، قال: و لا یُعتدّ بها حركة لضعفها؛ و الحرف الذی فیه الإِشمام ساكن أَو كالساكن مثل قول الشاعر: متی أَنامُ لا یُؤَرِّقْنی الكَرِی لیلًا، و لا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِی قال سیبویه: العرب تُشِمُّ القاف شیئاً من الضمة، و لو اعتددت بحركة الإِشمام لانكسر البیت، و صار تقطیع: رِقُنی الكَری، متفاعلن، و لا یكون ذلك إِلَّا فی الكامل، و هذا البیت من الرجز. و أَشَمَّ الحَجَّامُ الخِتانَ، و الخافضةُ البَظْرَ: أَخذا منهما قلیلًا. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لأُم عطیة: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّی و لا تَنْهَكی فإِنه أَضْوأُ للوجه و أَحْظی لها عند الزوج؛ قوله: و لا تَنْهَكی‌أَی لا تأْخذی من البَظْرِ كثیراً، شبه القطع الیسیر بإِشمام الرائحة، و النَّهْكَ بالمبالغة فیه، أَی اقطعی بعضَ النَّواةِ و لا تستأْصلیها،. و شامَمْتُ العَدُوَّ إِذا دَنَوْتَ منهم حتی یَرَوْكَ و تَراهم. و الشَّمَمُ: الدُّنُوُّ، اسم منه، یقال: شامَمْناهُمْ و ناوَشْناهُم؛ قال الشاعر: و لم یَأْتِ للأَمْرِ الذی حال دُونَهُ رِجالٌ هُمُ أَعداؤُكَ، الدَّهْرَ، من شَمَمْ و‌فی حدیث علی: فأُشامُّهُ‌أَی أَنْظُر ما عنده، و قد تقدم. و المُشامَّةُ: الدُّنُوُّ من العدوِّ حتی یَتَراءی الفریقان. و یقال: شامِمْ فلاناً أَی انْظُرْ ما عنده.
لسان العرب، ج‌12، ص: 327
و شامَمْتُ الرجل إذا قاربته و دنوت منه. و الشَّمَمُ: القُرْبُ؛ و أَنشد أَبو عمرو لعبد الله بن سَمْعانَ التَّغْلَبی: و لم یأْت للأَمر الذی حال دونه رجالٌ همُ أَعداؤُك، الدهرَ، من شَمَمْ و شَمِمْتُ الأَمرَ و شامَمْتُه: وَلِیتُ عَمَله بیدی. و الشَّمَمُ فی الأَنف: ارتفاعُ القَصَبة و حُسْنُها و استواء أَعلاها و انتصابُ الأَرْنبَةِ، و قیل: وُرُود الأَرنبَةِ فی حسن استواء القصبة و ارتفاعها أشدَّ من ارتفاع الذَّلَفِ، و قیل: الشَّمَمُ أن یَطُولَ الأَنف و یَدِقَّ و تَسِیلَ رَوْثَتُه، رجلٌ أَشَمُّ، و إذا وَصَفَ الشاعرُ فقال أَشَمُّ فإنما یعنی سَیِّداً ذا أَنفة. و الشَّمَمُ: طولُ الأَنف و وُرُودٌ من الأَرْنَبةِ. الجوهری: الشَّمَمُ ارتفاعٌ فی قصبة الأَنف مع استواء أعلاه و إِشراف الأَرنبة قلیلًا، فإن كان فیها احْدیدابٌ فهو القَنا، و رجل أَشَمُّ الأَنف. و جبل أَشَمُّ أی طویل الرأْس بَیِّنُ الشَّمَمِ فیهما. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: یَحْسِبُه من لم یتأَمَّلْه أَشَمَّ؛ و منه قول كعب بن زهیر: شُمُّ العَرانِینِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُم جمع أَشَمَّ، و العَرانِینُ: الأُنُوف، و هو كنایة عن الرفعة و العلو و شرف الأَنفس؛ و منه قولهم للمتكبر العالی: شَمَخَ بأَنفه. و شُمُّ الأُنوف: مما یمدح به، و رجل أَشَمُّ و امرأَة شَمَّاء. أَبو عمرو: أَشَمَّ الرجلُ یُشِمُّ إِشْماماً، و هو أن یَمُرَّ رافعاً رأْسَه، و حكی عن بعضهم: عَرَضْتُ علیه كذا و كذا فإذا هو مُشِمٌّ لا یریده. و یقال: بَیْنا هُمْ فی وَجْهِ إذْ أَشَمُّوا أی عَدَلُوا. قال یعقوب: و سمعت الكِلابیَّ یقول أَشَمُّوا إذا جاروا عن وُجُوههم یمیناً و شمالًا، و مَنْكِبٌ أَشَمُّ: مُرْتَفعُ المُشاشَةِ. رجل أَشَمُّ و قد شَمَّ شَمَماً فیهما. و شَمَّاءُ: اسم أَكَمَةٍ؛ و علیه فسر ابنُ كَیْسانَ قول الحرِث بن حِلِّزةَ: بَعْدَ عَهْدٍ لنا ببُرِقةِ شَمَّاءَ، فأَدْنی دِیارِها الخَلْصاءُ و جبل أَشَمُّ: طویلُ الرأْسِ. و الشَّمامُ: جبل له رأْسانِ یُسَمَّیانِ ابْنَیْ شَمامٍ. و بُرْقَةُ شَمَّاءَ: جبل معروف، و شَمَامٌ: اسم جبل؛ قال جریر: عایَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها طَیْرٌ یُغاوِلُ فی شَمامَ وُكُورا و یروی بكسر المیم؛ قال ابن بری: الصحیح أن البیت للأَخطل، قال: و شَمَامٌ جبل بالعالیة؛ قال ابن بری: و قد أَعربه جریر حیث یقول «1»: فإنْ أَصْبَحْتَ تَطْلُبُ ذاك، فانْقُلْ شَماماً و المِقَرَّ إلی وُعالِ وُعالٌ بالسَّوْدِ سَوْدِ باهلَةَ، و المِقَرُّ بظهر البَصْرةِ، قال: و لشَمامٍ هذا الجبل رأْسان یسمَّیان ابْنَیْ شَمامٍ؛ قال لبید: فهل نُبِّئْتَ عن أَخَوَیْنِ داما علی الأَحْداثِ، إلَّا ابْنَیْ شَمامِ؟ قال ابن بری: و روی ابن حمزة هذا البیت: و كلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أَخُوه، لَعَمْرُ أَبیكَ، إِلَّا ابْنَیْ شَمامِ
(1). قوله [و قد أَعربه جریر حیث یقول] أی هاجیاً الفرزدق، و قبله كما فی یاقوت: تبدل یا فرزدق مثل قومی لقومك إن قدرت علی البدال
لسان العرب، ج‌12، ص: 328
أَبو زید: یقال لما یَبْقی علی الكِباسةِ من الرُّطَبِ الشَّماشِمُ. و قَتَبٌ شَمِیمٌ أَی مرتفع؛ و قال خالد ابن الصَّقْعَبِ النَّهْدِی، و یقال هو لهُبَیْرة بن عمرو النهدی: مُلاعِبةُ العِنانِ بغُصْنِ بانٍ إِلی كَتِفَیْنِ، كالقَتَبِ الشَّمِیمِ

شنم؛ ج12، ص: 328

: ابن الأَعرابی: الشَّنْمُ الخَدْشُ. شَنَمه یَشْنمه شَنْماً: جَرَحَه و عَقَره؛ قال الأَخطل: رَكُوب علی السَّوْآتِ قد شَنَم اسْتَهُ مُزاحَمةُ الأَعْداءِ، و النَّخْسُ فی الدُبُرْ و الشُّنُمُ: المُقَطَّعو الآذان. و رَمی فشَنَمَ إذا خَرَقَ طَرَفَ الجِلْدِ. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الماء الشَّنِمُ، یعنی البارد. و قال القُتَیْبیُّ: السَّنِمُ، بالسین و النون، و هو الماء علی وجه الأَرض.

شنغم؛ ج12، ص: 328

: رجل شِنَّغْم: حریص، عن ثعلب، و حكی بعضهم شِنَّعْم، بالعین المهملة، و هو قلیل، و فَعَلَ ذلك عن رَغْمِه و شِنَّغْمِهِ، و قال اللحیانی: فعل ذلك علی رَغْمِه و شِنَّغْمِهِ، ذهب إِلی أَنه إِتباع، و الإِتباع فی غالب الأَمر لا یكون بالواو، و حكی غیره: رَغْماً له و دَغْماً شِنَّغْماً، و كل ذلك إِتباع، قال الأَزهری: هكذا أَقرأَنیه الإِیادیُّ فی نوادره، قال: و قرأْت فی كتاب النوادر لابن هانی‌ء عن أَبی زید: رَغْماً سِنَّغْماً، بالسین و شد النون، و الصواب شِنَّغْماً، و حكی رَغْماً دَغْماً شَغْماً تأْكیداً للرَّغْمِ بغیر واو، دل الشَّغْمُ علی الشِّنَّغْم، قال: و لا أَعرف الشَّغْمَ.

شهم؛ ج12، ص: 328

: الشَّهْمُ: الذَّكِیُّ الفُؤاد المُتَوَقِّدُ، الجَلْدُ، و الجمع شِهام؛ قال: الشَّهْمُ و ابْنُ النَّفَرِ الشِّهامِ و قد شَهُمَ الرجلُ، بالضم، شَهامة و شُهومة إذا كان ذكِیّاً، فهو شَهْمٌ أی جَلْدٌ. و‌فی الحدیث: كان شَهْماً نافذاً فی الأُمور ماضیاً.و الشَّهْمُ: السَّیِّدُ النَّجْدُ النافذُ فی الأُمور، و الجمع شُهومٌ. و فرس شَهْمٌ: سریعٌ نَشِیطٌ قویّ. و شَهَم الفرسَ یَشْهَمُه شَهْماً: زجره. و شَهَم الرجلَ یَشْهَمُه و یَشْهُمه شَهْماً و شُهوماً: أفزعه. و المَشْهوم: الحدیدُ الفؤاد؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً وحشیّاً: طاوی الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ، مُسْتَوْفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهومُ أی مَذْعُور. و المَشْهومُ: كالمَذْعُور سواءً، و قد شَهَمْتُه أَشْهَمُه شَهْماً إِذا ذَعَرْته. و قال الفراء: الشَّهْمُ فی كلام العرب الحَمُول الجَیِّدُ القیام بما حُمِّلَ الذی لا تَلْقاه إلَّا حَمُولًا طَیِّب النّفْس بما حُمِّلَ، و كذلك هو فی غیر الناس. و الشَّهْمُ: حَجَرٌ یجعلونه فی أَعلی بیت یبنونه من حجارة و یجعلون لَحْمَة السَّبُع فی مُؤَخَّرِ البیت، فإذا دخل السبع فتناول اللحمةَ سقط الحجر علی الباب فَسَدَّه، و المعروف السَّهْمُ. و الشَّیْهَمُ: الدُّلْدُلُ. و الشَّیْهَمُ: ما عَظُم شوكه من ذُكور القَنافذ؛ و نحو ذلك قال الأَعشی: لَئِنْ جَدَّ أَسْبابُ العَداوةِ بَیْنَنا، لَتَرْتَحِلَنْ منی علی ظَهْرِ شَیْهَمِ و قال أبو عبیدة فی قوله علی ظهر شیهم: أی علی ذُعْرٍ، و قال ابن الأَعرابی: و هو القُنْفُذُ و الدُّلْدُل و الشَّیْهَمُ. أبو زید: یقال للذكر من القنافذ شَیْهَمٌ. و شَهْمةُ: اسم امرأة؛ قال الحُسَیْنُ بن مُطَیْرٍ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 329
زارَتْك شَهْمةُ، و الظَّلْماءُ داجِیةٌ، و العَیْنُ هاجِعةٌ و الرُّوح مَعْروجُ مَعْروجٌ أراد مَعْروج به. و الشَّهام: السِّعْلاةُ.

شهسفرم؛ ج12، ص: 329

: شاهَسْفَرَم «1»: ریحانُ الملك، قال أبو حنیفة: هی فارسیة دخلت فی كلام العرب؛ قال الأَعشی: و شاهَسْفَرَمْ و الیاسمِینُ و نَرْجِسٌ یُصَبِّحُنا فی كلِّ دَجْنٍ تَغَیَّما

شوم؛ ج12، ص: 329

: بنو شُوَیْم: بَطْنٌ.

شیم؛ ج12، ص: 329

: الشِّیمةُ: الخُلُقُ. و الشِّیمةُ: الطبیعة، و قد تقدم أَن الهمز فیها لُغَیَّة، و هی نادرة. و تَشَیَّم أباه: أشبهه فی شیمتِه؛ عن ابن الأَعرابی. و الشّامة: علامة مخالفة لسائر اللون. و الجمع شاماتٌ و شامٌ. الجوهری: الشَّامُ جمع شامةٍ و هی الخالُ، و هی من الیاء، و ذكر ابن الأَثیر الشامة فی شأَم، بالهمز، و ذكر‌حدیث ابن الحنظلیة قال: حتی تكونوا كأنكم شَأْمة فی الناس، قال: الشأْمةُ الخالُ فی الجسد معروفة، أراد كونوا فی أَحْسن زِیّ و هَیْئةٍ حتی تَظْهروا للناس و یَنْظُروا إلیكم كما تَظْهَرُ الشأْمةُ و یُنْظَرُ إلیها دون باقی الجسد، و قد شِیمَ شَیْماً، و رجل مَشِیمٌ و مَشْیُومٌ و أَشْیَمُ، و الأُنثی شَیْماء. قال بعضهم: رجل مَشْیُوم لا فعل له. اللیث: الأَشْیَمُ من الدواب و من كل شی‌ء الذی به شامة، و الجمع شِیمٌ. قال أبو عبیدة: مما لا یقال له بَهِیمٌ و لا شِیَةَ له الأَبْرَشُ و الأَشْیَمُ، قال: و الأَشْیَمُ أن تكون به شامةٌ أو شامٌ فی جَسده. ابن شمیل: الشامةُ شامةٌ تخالف لون الفرس علی مكان یُكْرَهُ و ربما كانت فی دوائرها. أبو زید: رجل أشْیَمُ بَیِّنُ الشّیمِ «2» الذی به شامة، و لم نعرف له فعلًا. و الشامةُ أیضاً: الأَثَرُ الأَسْودُ فی البدن و فی الأَرض، و الجمع شامٌ؛ قال ذو الرمة: و إنْ لم تَكُونی غَیْرَ شامٍ بقَفْرةٍ، تَجُرُّ بها الأَذْیالَ صَیْفِیَّةٌ كُدْرُ و لم یستعملوا من هذا الأَخیر فعلًا و لا فاعلًا و لا مفعولًا. و شامَ یَشِیمُ إذا ظهرت بجِلْدَته الرَّقْمَةُ السوداء. و یقال: ما له شامةٌ و لا زَهْراءُ یعنی ناقةٌ سوداء و لا بیضاء؛ قال الحرث بن حِلِّزَةَ: و أَتَوْنا یَسْتَرْجِعون، فلم تَرْجِعْ لهم شامةٌ و لا زَهْراءُ و یروی: … فلم تُرْجَعْ. و حكی نفطویه: شأْمة، بالهمز، قال ابن سیدة: و لا أعرف وجه هذا إلا أن یكون نادراً أو یهمزه من یهمز الخأْتم و العأْلم. و الشِّیمُ: السُّودُ. و شِیمُ الإِبل و شُومُها: سُودُها، فأما شِیمٌ فواحدها أشْیَمُ و شَیْماء، و أما شُومٌ فذهب الأَصمعی إلی أنه لا واحد له، و قد یجوز أن یكون جمع أشْیَمَ و شَیْماء، إلَّا أنه آثر إخراج الفاء مضمومة علی الأَصل، فانقلبت الیاء واواً؛ قال أبو ذؤیب یصف خمراً: فما تُشْتَری إلَّا بربْحٍ سِباؤُها، بَناتُ المَخاضِ شُومُها و حِضارُها و یروی: … شِیمُها و حِضارُها، و هو جمع أَشْیَمَ، أی سُودها و بیضها؛ قال ذلك أبو عمرو و الأَصمعی، هكذا سمعتها، قال: و أظنها جمعاً واحدها أشْیَمُ، و قال الأَصمعی: شُومها لا واحد له، و قال عثمان بن
(1). قوله [شاهسفرم] ضبط فی الأَصل كالمحكم بفتح الهاء، و ضبط فی القاموس بكسرها (2). قوله [بین الشیم] كذا بالأَصل، و الذی فی التهذیب: بین الشام
لسان العرب، ج‌12، ص: 330
جنی: یجوز أن یكون لما جمعه علی فُعْلٍ أَبقی ضمة الفاء فانقلبت الیاء واواً، و یكون واحده علی هذا أَشْیَم، قال: و نظیر هذه الكلمة عائِطٌ و عِیطٌ و عُوطٌ؛ قال: و مثله قول عُقْفانَ بن قیس بن عاصم: سَواءٌ علیكم شُومُها و هجانُها، و إن كان فیها واضحُ اللَّوْنِ یَبْرُقُ ابن الأَعرابی: الشامة الناقةُ السوداء، و جمعها شامٌ. و الشِّیمُ: الإِبلُ السُّودُ، و الحِضارُ: البِیضُ، یكون للواحد و الجمع علی حدّ ناقةٌ هِجانٌ و نُوق هِجانٌ و دِرْع دِلاصٌ و دُروع دِلاصٌ. و شامَ السَّحابَ و البرقَ شَیْماً: نظر إلیه أین یَقْصِدُ و أین یُمْطر، و قیل: هو النظر إلیهما من بعید، و قد یكون الشَّیْمُ النظرَ إلی النار؛ قال ابن مقبل: و لو تُشْتَری منه لباعَ ثِیابَهُ بنَبْحةِ كلْبٍ، أو بنارٍ یَشِیمُها و شِمْتُ مَخایِلَ الشی‌ء إذا تَطَلَّعْتَ نحوها ببصرك منتظراً له. و شِمْتُ البَرْقَ إذا نَظَرْت إلی سحابته أین تمطر. و تَشَیَّمه الضِّرامُ أی دخله؛ و قال ساعدة ابن جُؤَیَّةَ: أ فَعَنْكَ لا بَرْقٌ، كأَنَّ وَمِیضَهُ غابٌ تَشَیَّمهُ ضِرامٌ مُثْقَبُ و یروی: … تَسَنَّمه …، یرید أ فَمِنْكَ لا بَرْقٌ، و مُثْقَبٌ: مُوقَدٌ؛ یقال: أثْقَبْتُ النارَ أوْقَدْتُها. و انْشامَ الرجل إذا صار منظوراً إلیه. و الانْشِیامُ فی الشی‌ء: الدخولُ فیه. و شامَ السیفَ شَیْماً: سلَّه و أغمده، و هو من الأَضداد، و شك أبو عبید فی شِمْتُه بمعنی سللْته، قال شمر: و لا أَعْرِفُه أنا؛ و قال الفرزدق فی السَّلِّ یصف السیوفَ: إذا هی شِیمَتْ فالقوائِمُ تحتها، و إنْ لم تُشَمْ یوماً عَلَتْها القوائمُ قال: أراد سُلَّتْ، و القوائم: مقابضُ السیوف؛ قال ابن بری: و شاهدُ شِمْتُ السیف أغْمَدْتُه قول الفرزدق: بأَیدِی رجالٍ لم یَشیموا سیوفَهُم، و لم تَكْثُرِ القَتْلی بها حین سُلَّتِ قال: الواو فی قوله و لم واو الحال أی لم یغمدوها و القَتْلی بها لم تكثر، و إنما یُغْمِدونها بعد أن تكثر القتلی بها؛ و قال الطِّرِمَّاحُ: و قد كنتُ شِمْتُ السیفَ بعد اسْتِلالِه، و حاذَرْتُ، یومَ الوَعْدِ، ما قیل فی الوعْدِ و قال آخر: إذا ما رآنی مُقْبِلًا شامَ نَبْلَهُ، و یَرْمِی إذا أَدْبَرْتُ عنه بأَسْهُمِ و‌فی حدیث أبی بكر، رضی الله عنه: شُكِیَ إلیه خالد بن الولید فقال: لا أَشِیمُ سَیْفاً سَلَّه اللهُ علی المشركین‌أی لا أُغْمِدُه. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: قال لأَبی بكر لما أراد أن یخرج إلی أهل الرِّدَّة و قد شَهَرَ سیفَه: شِمْ سَیْفَك و لا تفْجَعْنا بنَفْسِك.و أصل الشَّیْمِ النظرُ إلی البرق، و من شأْنه أنه كما یَخْفِقُ یخفی من غیر تَلَبُّثٍ و لا یُشامُ إلَّا خافقاً و خافیاً، فَشُبِّه بهما السَّلُّ و الإِغْمادُ. و شامَ یَشِیمُ شَیْماً و شُیُوماً إذا حَقَّقَ الحَمْلَة فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 331
الحرب. و شامَ أبا عُمَیْرٍ إذا نال من البِكْرِ مُرادَه. و شامَ الشی‌ءَ فی الشی‌ء: أدخله و خَبَأَه؛ قال الراعی: بمُعْتَصِبٍ من لحمِ بِكْرٍ سَمِینةٍ، و قد شامَ رَبَّاتُ العِجافِ المَناقِیا أی خَبَأْنَها و أدخلنها البیوت خشیة الأَضیاف. و انْشام الشی‌ءُ فی الشی‌ء و تَشَیَّم فیه و تَشَیَّمه: دخل فیه؛ و أنشد بیت ساعدة بن جؤیَّة: غابٌ تَشَیَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ «1». قال: و روی … تَسَنَّمه … أی علاه و رَكِبَه أراد: أ عنك البرق؛ قال ابن سیدة: هذا تفسیر أبی عبید، قال: و الصواب عندی أنه أراد أ عنك بَرْقٌ، لأَن ساعدة لم یقل أ فَعَنْكَ لا البرق، معرفاً بالأَلف و اللام، إنما قال أ فعنك لا برق، منكراً، فالحكم أن یفسر بالنكرة. و شام إذا دخَل. أبو زید: شِمْ فی الفَرسِ ساقَكَ أَی ارْكلها بساقِكَ و أمِرَّها. أبو مالك: شِمْ أدْخِلْ و ذلك إذا أَدخَلَ رجله فی بطنها یضربها. و تَشَیَّمه الشَّیْبُ: كثر فیه و انتشر؛ عن ابن الأَعرابی. و الشِّیامُ: حُفْرةٌ أو أرضٌ رِخْوَةٌ. ابن الأَعرابی: الشِّیامُ، بالكسر، الفأْر. الكسائی: رجل مَشِیمٌ و مَشُومٌ و مَشْیُوم من الشامة. و الشِّیامُ: الترابُ عامَّةً؛ قال الطرماح: كَمْ به من مَكْ‌ءٍ وَحْشیَّةٍ، قِیضَ فی مُنْتَثَلٍ أو شیام «2». مُنْتَثَل: مكان كان محفوراً فاندفن ثم نظف. و قال الخلیل: شِیامٌ حفرة، و قیل: أرض رِخْوة التراب. و قال الأَصمعی: الشِّیام الكِناسُ، سمی بذلك لانْشِیامه فیه أی دخوله. الأَصمعی: الشِّیمةُ التراب یُحْفَر من الأَرض. و شامَ یَشِیمُ إذا غَبَّرَ رجلیه من الشِّیام، و هو التراب. قال أبو سعید: سمعت أبا عمرو ینشد بیت الطرماح أو شَیام، بفتح الشین، و قال: هی الأَرض السهلة؛ قال أبو سعید: و هو عندی شِیام، بكسر الشین، و هو الكِناسُ، سمی شِیاماً لأَن الوحش یَنْشامُ فیه أی یدخل، قال: و المُنْتَثَلُ الذی كان اندفَن فاحتاج الثورُ إلی انْتِثاله أی استخراج ترابه، و الشِّیامُ الذی لم یَنْدَفِنْ و لا یحتاج إلی انْتِثاله فهو یَنْشامُ فیه، كما یقال لِباسٌ لما یُلْبَسُ. و یقال: حَفَرَ فشَیَّمَ، قال: و الشَّیَمُ كل أرض لم یُحْفَرْ فیها قَبْلُ فالحفرُ علی الحافر فیها أَشَدُّ؛ و قال الطرماح یصف ثوراً: غاصَ، حتی استَباثَ من شَیَمِ الأَرْضِ سفاةً، من دُونها ثَأَدُهْ «3». التهذیب: المَشِیمَةُ هی للمرأَة التی فیها الوَلَدُ، و الجمع مَشِیمٌ و مَشایِمُ؛ قال جریر: و ذاك الفَحْلُ جاء بِشرِّ نَجْلٍ خَبیثاتِ المَثابِرِ و المَشِیمِ ابن الأَعرابی: یقال لما یكون فیه الولد المَشِیمَةُ و الكِیسُ و الحَوْرانُ «4» و القَمِیصُ. الجوهری: و الشِّیمُ ضرب من السمك؛ و قال:
(1). روی هذا البیت سابقاً فی هذه المادة (2). قوله [من مك‌ء إلخ] كذا بالأَصل كالتكملة بهمزة بعد الكاف، و الذی فی الصحاح و التهذیب: من مكو بواو بدلها و لعله روی بهما إذ كل منهما صحیح، و قبله كما فی التكلمة: منزل كان لنا مرة وطناً نحتله كل عام (3). قوله [غاص] وقع فی التهذیب بالصاد المهملة كما فی الأَصل، و فی التكلمة بالطاء المهملة و كل صحیح (4). قوله [و الحوران] كذا بالأَصل و التهذیب بالحاء المهملة.
لسان العرب، ج‌12، ص: 332
قُلْ لِطَغامِ الأَزْدِ: لا تَبْطَرُوا بالشِّیمِ و الجِرِّیثِ. و الكَنْعَدِ و المَشِیمةُ: الغِرْسُ، و أصله مَفْعِلةٌ فسكنت الیاء، و الجمع مَشایِمُ مثلُ مَعایشَ؛ قال ابن بری: و یجمع أیضاً مَشِیماً؛ و أنشد بیت جریر: خبیثات المثابر و المشیم و قوم شُیُومٌ: آمِنُونَ، حَبَشِیَّةٌ. و من كلام النجاشی لقریش: اذهبوا فأَنتم شُیُومٌ بأَرْضِی. و بَنُو أَشْیَمَ: قبیلة. و الأَشْیَمُ و شَیْمانُ: اسمان. و مَطَرُ بن أَشْیَمَ: من شعرائهم. و صِلةُ بن أشْیَمَ: رجلٌ من التابعین؛ و قول بلال مؤذن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: ألا لَیْتَ شِعْرِی هل أَبِیتَنَّ لیلةً بوادٍ، و حَوْلی إذْخِرٌ و جَلیلُ؟ و هَلْ أرِدَنْ یوماً مِیاهَ مَجَنَّةٍ؟ و هل یَبْدُوَنْ لی شامَةٌ و طَفِیلُ؟ هما جبلان مُشْرِفانِ، و قیل: عینان، و الأَول أكثر. و مَجَنَّةُ: موضع قریب من مكة كانت تُقام به سُوقٌ فی الجاهلیة، و قال بعضهم: إنه شابة بالباء «1»، و هو جبل حجازی. و الأَشْیَمان: موضعان. فصل الصاد المهملة‌

فصل الصاد المهملة؛ ج12، ص: 332

صأم؛ ج12، ص: 332

: صَئِمَ من الشراب صأْماً «2». كصَئِبَ إذا أكثرَ شُرْبَهُ، و كذلك قَئِبَ و ذَئِجَ. أَبو عمرو: فَأَمْتُ و صَأَبْتُ إذا رَوِیتَ من الماء. و قال أَبو السَّمَیْدَع: فأَمْتُ فی الشَّراب و صَأَمْتُ إذا كَرَعْتَ فیه نَفَساً.

صتم؛ ج12، ص: 332

: الصَّتْمُ، بالتسكین، و الصَّتَمُ، بالفتح، من كل شی‌ء: ما عَظُمَ و اشتدّ. و الأُنثی صَتْمَة و صَتَمةٌ. و رجل صَتْمٌ و جمل صَتْمٌ: ضَخْمٌ شدید، و ناقة صَتَمة كذلك. و عبد صَتْمٌ، بالتسكین: غلیظ شدید، و الجمع صُتْمٌ، بالضم. و حكی ابن السكیت: عبد صَتَمٌ، بالتحریك، أی غلیظ شدید، و جمل صَتَمٌ أَیضاً و ناقة صَتَمةٌ، قال: و لم یعرفه ثعلب إلَّا بالتسكین؛ قال: و أَنشدنا ابن الأَعرابی: و مُنْتَظری صَتْماً فقال: رَأَیْتُه نَحِیفاً، و قد أَجْری عن الرجل الصَّتْمِ و صَتَّمَ الشی‌ءَ: أَحْكَمَه و أَتَمَّهُ. أبو عمرو: صَتَّمْتُ الشی‌ءَ فهو مُصَتَّمُ و صَتْمٌ أی محكم تامٌّ. و شی‌ء صَتْمٌ أی محكم تام. و التَّصْتِیمُ: التكمیل. و أَلْف مُصَتَّم: مُتَمَّمٌ. و أَلْف صَتْمٌ أی تامٌّ. و مال صَتْمٌ: تام، و أموال صُتْمٌ. و‌فی حدیث ابن صَیَّادٍ: أنه وزن تسعین فقال صَتْماً فإذا هی مائة؛ الصَّتْمُ: التام، یقال أعطیته ألفاً صَتْماً أی تامّاً كاملًا. و عَبْد صَتْمٌ أی غلیظ شدید، و جمل صَتْمٌ و ناقة صَتْمَةٌ. و قال اللیث: الصَّتْمُ من كل شی‌ء
(1). قوله [و قال بعضهم إنه شابة بالباء] هو الذی صوّبه فی التكملة و زاد فیها: أول ما تخرج الخضرة فی الیبیس هو التشیم، و یقال تشیمه الشیب و اشتام فیه أی دخل، و شم ما بین كذا إلی كذا أی قدّره، و الشام الفرق من الناس انتهی. و مثله فی القاموس (2). قوله [صئم من الشراب صأماً] ضبط المصدر فی الأَصل بسكون الهمزة، و فی المحكم بفتحها و هو الموافق لقوله كصئب لأنه من باب فرح كما فی القاموس و غیره و لاحتمال أن المیم مبدلة من الباء، و أما قول المجد صئم كعلم فلیس نصاً فی سكون همزة المصدر
لسان العرب، ج‌12، ص: 333
ما عَظُمَ و اشتد، و جمل صَتْمٌ و بیت صَتْمٌ، و أعطیته أَلفاً صَتْماً و مُصَتَّماً؛ قال زهیر: صحیحات أَلفٍ بعد ألفٍ مُصَتَّمِ «1». ابن السكیت: یقال للرجل الذی قد أَسَنَّ و لم یَنْقُصْ: فلانٌ و الله بَشَرٌ من الرجال، و فلان صَتْمٌ من الرجال، و فلان صُمُلٌّ من الرجال قد بلغ أقصی الكهولة. و الصَّتْمُ من الخیل: الذی شَخَصَتْ مَحانی ضلوعه حتی تساوت بمَنْكِبِه و عَرُضَتْ صَهْوَتُه. و الحروف الصُّتْمُ: التی لیست من حروف الحلق. قال ابن سیدة: و لذلك معنی لیس من غرض هذا الكتاب. قال الجوهری: الحروف الصُّتْمُ ما عدا الذُّلْقَ. و الصَّتِیمةُ: الصخرة الصُّلْبة. و الأُصْتُمُّةُ: معظم الشی‌ء، تمیمیة، التاء فیها بدل من الطاء. و فلانٌ فی أُصْتُمَّةِ قومِه: مثل أُصْطُمَّتهم. التهذیب: و الأَصاتِمُ جمع الأُصْطُمَّة بلغة تمیم، جمعوها بالتاء كراهة تفخیم أصاطِمَ فَرَدُّوا الطاء إلی التاء «2».

صحم؛ ج12، ص: 333

: الأَصْحَمُ و الصُّحْمَةُ: سواد إلی الصُّفْرة، و قیل: هی لون من الغُبْرة إلی سواد قلیل، و قیل: هی حمرة و بیاضٌ، و قیل: صفرة فی بیاض، الذَّكَر أَصْحَمُ و الأُنثی علی القیاس، و بلدة صَحْماءُ: ذات اغْبِرارٍ؛ و أَنشد یصف حماراً: أوَ اصْحَمَ حامٍ جَرامِیزَه، حَزابِیَةٍ حَیَدی بالدِّحالْ «3». قال ابن بری: أو اصْحَم فی موضع خفض معطوف علی ما تقدم، و هو: كأَنی و رَحْلی، إذا زُعْتُها، علی جَمَزی جازِئٍ بالرِّمالْ و قال: قال الأَصمعی لم أَسمع فَعَلی فی مذكر إلَّا فی هذا الحرف فقط، قال: و قد جاء فی حرفین آخرین و هما: حَیَدی، فی البیت الآخر، و دَلَظی للشدید الدَّفْع؛ و قال لبید فی نعت الحمیر: و صُحْمٍ صِیامٍ بین صَمْدٍ و رِجْلَةٍ و قال شمر فی باب الفَیافی: الغَبْراءُ و الصَّحْماءُ فی ألوانها بین الغُبْرةِ و الصُّحْمة؛ و قال الطرمّاح یصف فَلاةً: و صَحْماءَ أَشْباهِ الحَزابیِّ، ما یُری بها سارِبٌ غیرُ القَطا المُتَراطِنِ أبو عمرو: الأَصْحَمُ الأَسْوَدُ الحالِكُ، و إذا أَخَذَتِ البَقْلَةُ رِیَّها و اشْتَدَّتْ خُضْرَتُها قیل اصْحامّتْ. فهی مُصْحامَّة؛ قال الجوهری: اصْحامَّتِ البَقلَةُ اصْفارَّتْ، و اصْحامَّ النَّبتُ اشتدّت خُضْرته؛ و قال أبو حنیفة: اصْحامَّ النبتُ خالَطَ سَوادَ خُضْرته صُفْرَةٌ، و اصْحامَّتِ الأَرض تغیر نبتها و أَدْبَرَ مَطرُها، و كذلك الزرع إذا تغیر لونه فی أَوَّل التَّیَبُّسِ أو ضَرَبه شی‌ءٌ من القُرِّ. و اصْحامَّت الأَرضُ: تغیر لون زرعها للحصاد، و اصْحامَّ الحَبُّ كذلك. و حَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ و هی حانِئَةٌ إذا اخْضَرَّتْ و الْتَفَّ نَبْتُها، قال: و إذا أَدبر المطر و تغیر نبتها قیل اصْحامَّت، فهی مُصْحامَّة. و الصَّحْماءُ: بقلة لیست بشدیدة الخضرة. و أَصْحَمَةُ: اسم رجل.
(1). فی روایة أخری: … عُلالةُ ألف؛ و فی روایة الدیوان: صحیحات مالٍ طالعات بمُخرمِ (2). زاد فی التكملة: و هامة صتام بالضم، قال رؤبة: و بریها عن هامة صتام فی جانبیها الشیب كالثغام و الصتمة أی بفتح فسكون كالصتیمة، و تصتم إذا عدا عدواً شدیداً (3). قوله [أو أصحم] كذا بالأَصل بأو، و أنشده فی الصحاح مرة بأو و مرة بالواو
لسان العرب، ج‌12، ص: 334‌

صدم؛ ج12، ص: 334

: الصَّدْمُ: ضَرْبُ الشی‌ء الصُّلْب بشی‌ء مثله. و صَدَمَه صَدْماً: ضَرَبه بجسده. و صادَمَهُ فتَصادَما و اصطَدَما، و صَدَمَه یَصدِمُه صَدْماً، و صَدَمَهُم أَمْرٌ: أَصابهم. و التَّصادُمُ: التَّزاحُمُ. و الرَّجُلانِ یَعْدُوانِ فیَتَصادَمانِ أَی یَصْدِمُ هذا ذاك و ذاك هذا، و الجَیْشانِ یَتَصادَمان. قال الأَزهری: و اصطِدامُ السفینتین إِذا ضربتْ كلُّ واحدة صاحِبَتَها إذا مَرَّتا فوق الماء بحَمْوَتِهما، و السفینتان فی البحر تتَصادَمانِ و تَصْطَدِمان إذا ضرب بعضُهما بعضاً، و الفارسان یَتَصادمان أَیضاً. و‌فی الحدیث: الصَّبْرُ عند الصَّدْمةِ الأُولی‌أی عند فَوْرة المصِیبة و حَمْوَتِها؛ قال شمر: یقول من صَبَرَ تلك الساعة و تَلَقَّاها بالرِّضا فله الأَجر؛ قال الجوهری: معناه أَن كل ذی مَرْزِئةٍ قُصاراه الصبرُ و لكنه إنما یُحْمَدُ عند حِدَّتِها. و رجل مِصْدَمٌ: مِحْرَبٌ. و الصَّدِمَتان، بكسر الدال: جانبا الجَبِینَینِ. و الصَّدمَةُ: النَّزَعةُ. و رجل أَصْدَمُ إذا كان أَنْزَع. أبو زید: فی الرأْس الصَّدِمَتان، بكسر الدال، و هما الجبینان. و‌فی حدیث مسیره إلی بَدْرٍ: حتی أَفْتَقَ من الصَّدِمَتَیْنِ، یعنی من جانبی الوادی، سمِّیتا بذلك كأَنهما لتقابلهما تَتَصادَمانِ، أو لأَنَّ كل واحدة منهما تَصْدِمُ من یَمُرُّ بها و یُقابلها. و الصُّدامُ: داء یأْخذ فی رؤوس الدواب؛ قال الجوهری: الصِّدامُ، بالكسر، داء یأْخذ رؤوسَ الدواب، قال: و العامَّة تضمه، قال: و هو القیاس، قال ابن شمیل: الصُّدامُ داء یأْخذ الإِبل فتَخْمَصُ بُطُونُها و تَدَعُ الماء و هی عِطاشٌ أَیاماً حتی تَبْرأَ أو تموت، یقال منه: جمل مَصْدُوم و إبل مُصَدَّمَةٌ، و بعضهم یقول: الصُّدامُ ثِقَلٌ یأخذ الإِنسان فی رأْسه، و هو الخُشامُ. أبو العباس عن ابن الأَعرابی: الصَّدْمُ الدَّفْعُ، و یقال: لا أَفْعَلُ الأَمرین صَدْمَةً واحدة أی دَفْعَةً واحدة.و قال عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ و كتب إلی الحجاج: إنی وَلَّیْتُكَ العراقین صَدْمةً واحدة أی دَفْعَةَ واحدةً.و صِدامٌ: اسْمُ فرس لَقِیط بن زُرارَةَ. و صِدامٌ: فرس معروف؛ قال ابن بری: و أَنشد الهَرَویُّ فی فصل نَقَصَ قول الشاعر: و ما اتَّخَدْتُ صِداماً للمُكوثِ بها، و ما انْتَقَشْناكَ إلَّا للوَصَرَّاتِ و قال الأَزهری: لا أَدری صِدامٌ أو صِرامٌ. و صِدامٌ و مِصْدَمٌ: اسمان.

صذم؛ ج12، ص: 334

: التهذیب: قال أبو حاتم یقال هذا قَضاءُ صَذُومَ، بالذال المعجمة، و لا یقال سَدُوم.

صرم؛ ج12، ص: 334

: الصَّرْمُ: القَطْعُ البائنُ، و عم بعضهم به القطع أیَّ نَوْعٍ كان، صَرَمَه یَصْرِمُه صَرْماً و صُرْماً فانْصَرَم، و قد قالوا صَرَمَ الحبلُ نَفْسُه؛ قال كعب بن زهیر: و كنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ قال سیبویه: و قالوا للصارِمِ صَرِیم كما قالوا ضَرِیبُ قِداحٍ للضارب، و صَرَّمَه فَتَصَرَّم، و قیل: الصَّرم المصدر، و الصُّرْمُ الاسم. و صَرَمَه صَرْماً: قطع كلامه. التهذیب: الصَّرْمُ الهِجْرانُ فی موضعه. و‌فی الحدیث: لا یَحِلُّ لمسلم أن یُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ‌أی یَهْجُرَه و یقطع مُكالمتَه. اللیث: الصَّرْمُ دخیل، و الصَّرْمُ القَطْع البائن للحبل و العِذْقِ، و نحو ذلك الصِّرامُ، و قد صَرَمَ العِذْقَ عن النخلة.
لسان العرب، ج‌12، ص: 335
و الصُّرْمُ: اسم للقطیعة، و فِعْلُه الصَّرْمُ، و المُصارمةُ بین الاثنین. الجوهری: و الانْصِرامُ الانقطاع، و التصارُمُ التقاطع، و التَّصَرُّم التَّقَطُّعُ. و تَصَرَّمَ أی تَجَلّد. و تَصْرِیمُ الحبال: تقطیعها شُدِّدَ للكثرة. الجوهری: صَرَمْتُ الشی‌ءَ صَرْماً قطعته. یقال: صَرَمْتُ أُذُنَه و صَلَمْتُ بمعنیً. و‌فی حدیث الجُشَمِیِّ: فتَجْدَعُها و تقول هذه صُرُمٌ؛ هی جمع صَرِیمٍ، و هو الذی صُرِمَتْ أُذُنُه أی قُطِعَتْ؛ و منه‌حدیث عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إن الدنیا قد أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ «4» أی بانقطاع و انقضاء. و سیفٌ صارِمٌ و صَرُومٌ بَیِّنُ الصَّرامَةِ و الصُّرُومَةِ: قاطع لا ینثنی. و الصارمُ: السیف القاطع. و أَمر صَریمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ما زالَ فی الحُوَلاءِ شَزْراً رائغاً، عِنْدَ الصَّرِیمِ، كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ و صَرَمَ وَصْلَه یَصْرِمُه صَرْماً و صُرْماً علی المَثَل، و رجل صارِمٌ و صَرَّامٌ و صَرُومٌ؛ قال لبید: فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه، و لَخَیْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها و یروی: و لَشَرٌّ …؛ و أنشد ابن الأَعرابی: صرمْتَ و لم تَصْرِمْ، و أنتَ صَرُومُ، و كیفَ تَصابی مَنْ یُقالُ حَلِیمُ؟ یعنی أنك صَرُومٌ و لم تَصْرِمْ إلا بعد ما صُرِمْتَ؛ هذا قول ابن الأَعرابی، و قال غیره: قوله و لم تَصْرِمْ و أَنت صَرُومُ أَی و أَنت قَوِیٌّ علی الصَّرْمِ. و الصَّرِیمَةُ: العزیمة علی الشی‌ء و قَطْعُ الأَمر. و الصَّریمةُ: إِحْكامُك أَمْراً و عَزْمُكَ علیه. و قوله عز و جل: إِنْ كُنْتُمْ صٰارِمِینَ؛ أی عازمین علی صَرْم النخل. و یقال: فلان ماضی الصَّریمة و العَزِیمة؛ قال أَبو الهیثم: الصَّرِیمَةُ و العزیمة واحد، و هی الحاجة التی عَزَمْتَ علیها؛ و أَنشد: و طَوَی الفُؤادَ علی قَضاءِ صَرِیمةٍ حَذَّاءَ، و اتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِیلا و قَضاءُ الشی‌ء: إِحكامه و الفَراغُ منه. و قَضَیْتُ الصلاة إذا فَرَغْتَ منها. و یقال: طَوی فلانٌ فُؤَاده علی عَزیمةٍ، و طَوی كَشْحَه علی عَداوة أی لم یظهرها. و رجل صارِمٌ أی ماضٍ فی كل أمر. المحكم و غیره: رجل صارِمٌ جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، و قد صَرُمَ بالضم، صَرامَةً. و الصَّرامَةُ: المُسْتَبِدُّ برأْیه المُنْقَطِعُ عن المُشاورة. و صَرامِ: من أَسماء الحرب «5»؛ قال الكمیت: جَرَّدَ السَّیْفَ تارَتَیْنِ من الدَّهْرِ، علی حِینِ دَرَّةٍ من صَرامِ و قال الجَعْدِیُّ و اسمه قیس بن عبد الله و كنیته أبو لیلی: أَلا أَبْلِغْ بنی شَیْبانَ عَنِّی: فقد حَلَبَتْ صُرامُ لكم صَراها و فی الأَلفاظ لابن السكیت: صُرامُ داهیةٌ، و أَنشد بیت الكمیت: علی حین دَرَّةٍ من صُرامِ
(4). قوله [و قد أَدبرت بصرم] هكذا فی الأَصل، و الذی فی النهایة: … قد آذنت بصرم (5). قوله [و صرام من أَسماء الحرب] قال فی القاموس: و كغراب الحرب كصرام كقطام انتهی. و لذلك تركنا صراح فی البیت الأَول بالفتح و فی الثانی بالضم تبعاً للأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 336
و الصَّیْرَمُ: الرأْی المحكمُ. و الصَّرامُ و الصِّرامُ: جَدادُ النخل. و صَرَمَ النخلَ و الشجرَ و الزرع یَصْرِمُه صَرْماً و اصْطَرَمه: جَزَّه. و اصْطِرامُ النخل: اجْتِرامُه؛ قال طَرَفَةُ: أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِیفُ به، فإذا ما جَزَّ نَصْطَرِمُهْ و الصَّریمُ: الكُدْسُ المَصْروُم من الزَّرْع. و نَخْلٌ صَریمٌ: مَصْروُمٌ. و صِرامُ النخل و صَرامُه: أوانُ إِدراكه. و أَصْرَمَ النخلُ: حان وقتُ صِرامِه. و الصُّرامَةُ: ما صُرِمَ من النخل؛ عن اللحیانی. و‌فی حدیث ابن عباس: لما كان حِینُ یُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عبدَ الله بن رَواحة إلی خَیْبَر؛ قال ابن الأَثیر: المشهور فی الروایة فتح الراء أی حِینُ یُقْطَعُ ثمر النخل و یُجَذُّ. و الصِّرامُ: قَطْعُ الثمرة و اجتناؤها من النخلة؛ یقال: هذا وقتُ الصِّرامِ و الجَذاذِ،قال: و یروی حینُ یُصْرِمُ النخلُ، بكسر الراء، و هو من قولك أَصْرَمَ النخلُ إذا جاء وقتُ صِرامه. قال: و قد یطلق الصِّرامُ علی النخل نفسه لأَنه یُصْرَمُ. و منه‌الحدیث: لنا من دِفْئِهم و صِرامِهم‌أی نخلهم. و الصَّریمُ و الصَّریمةُ: القِطعة المنقطعة من معظم الرمل، یقال: أَفْعی صَریمةٍ. و صَریمةٌ من غَضیً و سَلَمٍ أی جماعةٌ منه. قال ابن بری: و یقال فی المثل: بالصَّرائِمِ اعْفُرْ، یضرب مثلًا عند ذكر رجل بَلَغَكَ أنه وقع فی شَرّ لا أَخْطَأَه. المحكم: و صَریمةٌ من غَضیً و سَلَمٍ و أَرْطیً و نخلٍ أی قطعةٌ و جماعة منه، و صِرْمَةٌ من أَرْطیً و سَمُرٍ كذلك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كان فی وَصِیَّتِه إنْ تُوُفِّیتُ و فی یدی صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها سُنَّةُ ثَمْغَ؛ قال ابن عیینة: الصِّرْمةُ هی قطعة من النخل خفیفة، و یقال للقطعة من الإِبل صِرْمةٌ إذا كانت خفیفة، و صاحبها مُصْرِمٌ، و ثَمْغٌ: مالٌ لعمر، رضی الله عنه، وقفه، أَی سبیلُها سبیلُ تلك. و الصَّریمَةُ: الأَرضُ المحصودُ زرعُها. و الصَّریمُ: الصبحُ لانقطاعه عن اللیل. و الصَّریم: اللیلُ لانقطاعه عن النهار، و القطعة منه صَریمٌ و صَریمةٌ؛ الأُولی عن ثعلب. قال تعالی: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِیمِ؛ أی احترقت فصارتْ سوداءَ مثلَ اللیل؛ و قال الفراء: یرید كاللیل المُسْوَدِّ، و یقال فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِیمِ أی كالشی‌ء المصروم الذی ذهب ما فیه، و قال قتادة: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِیمِ، قال: كأَنها صُرِمَتْ، و قیل: الصریم أرضٌ سوداء لا تنبت شیئاً. الجوهری: الصَّرِیمُ المَجْذُوذُ المقطوع، و أَصبحت كالصَّریمِ أی احْتَرقت و اسْوادَّتْ، و قیل: الصَّریمُ هنا الشی‌ء المَصْرومُ الذی لا شی‌ء فیه، و قیل: الأَرضُ المحصودة، و یقال للیل و النهار الأَصْرَمانِ لأَن كل واحد منهما یَنْصَرِمُ عن صاحبه. و الصَّریم: اللیل. و الصَّرِیمُ: النهارُ یَنْصَرِمُ اللیل من النهار و النهارُ من اللیل. الجوهری: الصَّریمُ اللیل المظلم؛ قال النابغة: أو تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لا كِفاءَ له، كاللیلِ یَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ قوله تزجروا فعل منصوب معطوف علی ما قبله؛ و هو: إنی لأَخْشی علیكم أن یكون لَكُمْ، من أجْلِ بَغْضائكم، یومٌ كأَیَّامِ و المُكْفَهِرّ: الجیش العظیم، لا كِفاء له أی لا
لسان العرب، ج‌12، ص: 337
نظیر له، و قیل فی قوله یخلط أصراماً بأَصرام أی یخلط كل حَیّ بقبیلته خوفاً من الإِغارة علیه، فیخلط، علی هذا، من صفة الجیش دون اللیل؛ قال ابن بری: و قول زهیر: غَدَوْتُ علیه، غَدْوَة، فتركتُه قُعُوداً، لدیه بالصَّریم، عَواذِلُهْ «1». قال ابن السكیت: أَراد بالصَّریم اللیل. و الصریم: الصبح و هو من الأَضداد. و الأَصْرَمانِ: اللیلُ و النهار لأَن كل واحد منهما انْصَرَمَ عن صاحبه؛ و قال بِشْرُ بن أبی خازم فی الصریم بمعنی الصبح یصف ثوراً: فبات یقولُ: أَصْبِحْ، لیلُ، حَتَّی تَكَشَّفَ عن صَریمتِه الظَّلامُ قال الأَصمعی و أبو عمرو و ابن الأَعرابی: تَكَشَّفَ عن صریمته أی عن رملته التی هو فیها یعنی الثور؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو عمرو: تَطاوَلَ لَیْلُكَ الجَوْنُ البَهِیمُ، فما یَنْجابُ، عن لیلٍ، صَریمُ و یروی بیت بشر: تَكَشَّفَ عن صَریمَیْهِ قال: و صَریماه أَوَّلُه و آخره. و قال الأَصمعی: الصَّریمةُ من الرمل قطعة ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عن سائر الرمال، و تُجْمَعُ الصَّرائمَ. و یقال: جاء فلانٌ صَریمَ سَحْرٍ إذا جاء یائساً خائباً؛ و قال الشاعر: أَ یَدْهَبُ ما جَمَعْتُ صَریمَ سَحْرٍ طَلیفاً؟ إنَّ ذا لَهُوَ العَجِیبُ أی أ یَذْهَبُ ما جمعتُ و أنا یائس منه. الجوهری: الصُّرامُ، بالضم، آخر اللبن بعد التَّغْزیر إذا احتاج إلیه الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ و قال بشر: ألَا أَبْلِغْ بنی سَعْدٍ، رَسُولًا، و مَوْلاهُمْ، فقد حُلِبَتْ صُرامُ یقول: بلَغ العُذْرُ آخرَه، و هو مثل؛ قال الجوهری: هذا قول أبی عبیدة، قال: و قال الأَصمعی الصُّرامُ اسم من أَسماء الحرب و الداهیة؛ و أنشد اللحیانی للكمیت: مآشیرُ ما كان الرَّخاءُ، حُسافَةٌ إذا الحرب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ و قال ابن بری فی قول بشر: فقد حُلِبَتْ صُرامُ یرید الناقة الصَّرِمَةَ التی لا لبن لها، قال: و هذا مثل ضربه و جعَل الاسمَ معرفة یرید الداهیة؛ قال: و یقوّی قولَ الأَصمعی قولُ الكمیت: إذا الحرب سمَّاها صرامَ الملقب و تفسیر بیت الكمیت قال: یقول هم مآشیر ما كانوا فی رخاء و خِصْبٍ، و هم حُسافةٌ ما كانوا فی حرب، و الحسافة ما تناثر من التمر الفاسد. و الصَّریمةُ: القِطْعة من النخل و من الإِبل أیضاً. و الصِّرْمَةُ: القِطْعة من السحاب. و الصِّرْمَة: القطعة من الإِبل، قیل: هی ما بین العشرین إلی الثلاثین، و قیل: ما بین الثلاثین إلی الخمسین و الأَربعین، فإذا بلغت الستین فهی الصِّدْعَة، و قیل: ما بین العشرة إلی الأَربعین، و قیل: ما بین عشرة إلی بِضْع عَشْرةَ. و‌فی كتابه لعمرو بن مُرَّةَ: فی التَّبِعَةِ و الصُّرَیْمةِ شاتان ان اجتمعتا، و إن تَفرّقتا فشاةٌ
(1). روایة دیوان زهیر: بَكَرتُ علیه، غُدوةً، فرأَیتُه
لسان العرب، ج‌12، ص: 338
شاةٌ؛ الصُّرَیْمة تصغیر الصِّرْمَةِ و هی القطیع من الإِبل و الغنم، قیل: هی من العشرین إلی الثلاثین و الأَربعین كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها فیَقْطَعُها صاحبُها عن مُعظَمِ إبله و غنمه، و المراد بها فی الحدیث من مائة و إحدی و عشرین شاةً إلی المائتین إذا اجتمعت ففیها شاتان، فإن كانت لرجلین و فُرِّق بینهما فعلی كل واحد منهما شاةٌ؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: قال لمولاه أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَیْمةِ و الغُنَیْمة، یعنی فی الحِمی و المَرْعی، یرید صاحب الإِبل القلیلة و الغنم القلیلة. و الصِّرْمَةُ: القطعة من السحاب، و الجمع صِرَمٌ؛ قال النابغة: و هَبَّتِ الریحُ، من تلْقاءِ ذی أُرْكٍ، تُزْجی مع اللیلِ، من صُرَّادِها، صِرَما «1». و الصُّرَّادُ: غیم رقیق لا ماء فیه، جمع صارِدٍ. و أَصْرَمَ الرجلُ: افتقر. و رجل مُصْرِمٌ: قلیل المال من ذلك. و الأَصْرَمُ: كالمُصْرِم؛ قال: و لقد مَرَرْتُ علی قَطیعٍ هالكٍ من مالِ أصْرَمَ ذی عِیالٍ مُصْرِمِ یعنی بالقطیع هنا السَّوْطَ؛ أ لا تراه یقول بعد هذا: من بَعْدِ ما اعْتَلَّتْ علیَّ مَطِیَّتی، فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِی یقول: أزحت علتها بضربی لها. و یقال: أصرم الرجلُ إصْراماً فهو مصْرِمٌ إذا ساءت حاله و فیه تَماسُك، و الأَصل فیه: أنه بقیت له صِرْمة من المال أی قطعة؛ و قول أبی سَهْمٍ الهُذَلی: أَبوكَ الذی لم یُدْعَ من وُلْدِ غیرِه، و أنتَ به من سائرِ الناس مُصْرِمُ مُصْرِمٌ، یقول: لیس لك أب غیره و لم یَدْعُ هو غیركَ؛ یمدحه و یُذَكِّره بالبِرِّ. و یقال: كَلأٌ تَیْجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ أی أنه كثیر فإذا رآه القلیلُ المال تأَسف أن لا تكون له إبل كثیرة یُرْعِیها فیه. و المِصْرَمُ، بالكسر: مِنْجَلُ المَغازِلیّ. و الصِّرْمُ، بالكسر: الأَبیاتُ المُجْتَمِعةُ المنقطعة من الناس، و الصِّرْم أَیضاً: الجماعة من ذلك. و الصِّرْمُ: الفِرْقة من الناس لیسوا بالكثیر، و الجمع أَصْرامٌ و أَصاریمُ و صُرْمانٌ؛ الأَخیرة عن سیبویه؛ قال الطرماح: یا دارُ أَقْوَتْ بعد أَصرامِها عاماً، و ما یُبْكِیكَ من عامِها و ذكر الجوهری فی جمعه أَصارِمَ؛ قال ابن بری: صوابه أَصاریم؛ و منه قول ذی الرمة: و انْعَدَلَتْ عنه الأَصاریمُ و‌فی حدیث أبی ذر: و كان یُغِیرُ علی الصِّرمِ فی عَمایة الصبح؛ الصِّرْمُ: الجماعةُ ینزلون بإبلهم ناحیةً علی ماء. و‌فی حدیث المرأَة صاحبةِ الماء: أنهم كانوا یُغِیرُونَ علی مَنْ حَوْلَهم و لا یُغِیرُون علی الصِّرْمِ الذی هی فیه.و ناقة مُصَرَّمةٌ: مقطوعة الطُّبْیَیْنِ، و صَرْماءُ: قلیلة اللبن لأَن غُزْرَها انقطع. التهذیب: و ناقة مُصَرَّمةٌ و ذلك أن یُصَرَّمَ طُبْیُها فیُقْرَحَ عَمْداً حتی یَفْسُدَ الإِحْلیلُ فلا یخرج اللبن فَیَیْبَس و ذلك أقوی لها، و قیل: ناقة مُصَرَّمةٌ و هی التی صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها، و ربما صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوی؛ قال الأَزهری: و منه قول عنترة: لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ «2».
(1). فی دیوان النابغة: … ذی أُرُل بدل … ذی أُرُك (2). صدر البیت: هَلْ تُبلِغَنِّی دارَها شدنیَّةٌ
لسان العرب، ج‌12، ص: 339
قال الجوهری: و كان أَبو عمرو یقول و قد تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ من انقطاع اللبن، و ذلك أن یُصِیبَ الضَّرْعَ شی‌ءٌ فیُكْوَی بالنار فلا یخرج منه لبن أبداً؛ و منه‌حدیث ابن عباس: لا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء؛ یعنی المقطوعة الضُّروع. و الصَّرْماءُ: الفلاة من الأَرض. الجوهری: و الصَّرْماء المفازة التی لا ماء فیها. و فَلاة صرماء: لا ماء بها، قال: و هو من ذلك «1». و الأَصْرمانِ: الذئب و الغُرابُ لانْصِرامِهِما و انقطاعهما عن الناس؛ قال المَرَّارُ: علی صَرْماءَ فیها أصْرَماها، و حِرِّیتُ الفَلاةِ بها مَلِیلُ أی هو مَلیل، قال: كأَنه علی مَلَّةٍ من القَلَق، قال ابن بری: مَلِیلٌ مَلَّتْه الشمس أی أَحرقته؛ و منه خُبْزةٌ مَلِیلٌ. و تركته بوَحْشِ الأَصْرَمَیْنِ؛ حكاه اللحیانی و لم یفسره، قال ابن سیدة: و عندی أنه یعنی الفلاة. و الصِّرْمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ. و الصَّریمُ: العُودُ یُعَرَّضُ علی فَمِ الجَدْی أو الفَصِیل ثم یُشَدُّ إلی رأْسه لئلا یَرْضَعَ. و الصَّیْرَمُ: الوَجْبَةُ. و أكلَ الصَّیْرَمَ أی الوَجْبَةَ، و هی الأَكْلَةُ الواحِدةُ فی الیوم؛ یقال: فلان یأْكل الصَّیْرَمَ إذا كان یأْكل الوَجْبة فی الیوم و اللیلة، و قال یعقوب: هی أَكْلَة عند الضحی إلی مثلها من الغَدِ، و قال أبو عبیدة: هی الصَّیْلَمُ أیضاً و هی الحَرْزَمُ «2»؛ و أنشد: و إنْ تُصِبْكَ صَیْلَمُ الصیَّالمِ، لَیْلًا إلی لَیْلٍ، فعَیشُ ناعِمِ و‌فی الحدیث: فی هذه الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أربع و بقیت واحدةٌ و هی الصَّیْرَمُ؛ و كأَنها بمنزلة الصَّیْلَم، و هی الداهیة التی تستأْصل كل شی‌ء كأَنها فتنة قَطَّاعة، و هی من الصَّرْمِ القَطْعِ، و الیاء زائدة. و الصَّرُومُ: الناقةُ التی لا تَرِدُّ النَّضِیحَ حتی یَخْلُوَ لها، تَنْصَرِمُ عن الإِبل، و یقال لها القَذُورُ و الكَنُوفُ و العَضادُ و الصَّدُوفُ و الآزِیَةُ، بالزای. المُفَضَّلُ عن أبیه: و صَرَمَ شَهْراً بمعنی مكث. و الصَّرْمُ: الجِلْدُ، فارسی معرّب. و بنو صُرَیْمٍ: حَیٌّ. و صِرْمَةُ و صُرَیْم و أَصْرَمُ: أسماء. و‌فی الحدیث: أنه غَیَّر اسم أصْرَمَ فجعله زُرْعةَ، كَرِهَهُ لما فیه من معنی القطع، و سماه زُرْعةَ لأَنه من الزَّرْع النباتِ.

صطم؛ ج12، ص: 339

: الأُصْطُمَّةُ و الأُصْطُمُّ: لغة فی الأُسْطُمَّة و الأُسْطُمِّ فی جمیع ما تَصَرَّفَ منه.

صطخم؛ ج12، ص: 339

: المُصْطَخِمُ: المُنْتَصِبُ القائم، و فی التهذیب: المُصْلَخِمُّ، بتشدید المیم، قال: و المُصْطَخِمُ فی معناه غیر أنها مخففة المیم. و اصْطَخَمْتُ فأَنا مُصْطَخِمٌ إذا انتصبت قائماً. الأَزهری: المُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ من ضَخَم و هو ثلاثی، قال: و لم أجد لصخم ذكراً فی كلام العرب، و كان فی الأَصل مُصْتَخِم فقلبت التاء طاء كالمُصْطَخِبِ من الصَّخَبِ، و ذكره الأَزهری أیضاً فی الرباعی؛ قال: و أنشد أبو العباس: یوماً یَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً، كأَنَّ ضاحِیَهُ بالنارِ مَمْلُولُ قال: مُصْطَخِمٌ ساكت قائم كأَنه غضبان.
(1). قوله [قال و هو من ذلك] لیس من قول الجوهری كما یتوهم، بل هو من كلام ابن سیدة فی المحكم، و أول عبارته: و فلاة صرماء إلخ (2). قوله [و هی الحرزم] كذا بهذا الضبط فی التهذیب و لم نجده بهذا المعنی فیما بأیدینا من الكتب
لسان العرب، ج‌12، ص: 340

صطكم؛ ج12، ص: 340

: الأُصْطُكْمةُ: خُبْزة المَلَّةِ.

صقم؛ ج12، ص: 340

: أهمله اللیث. ابن الأَعرابی: الصَّیْقَمُ المُنْتِنُ الرائحة.

صكم؛ ج12، ص: 340

: صَكَمَه صَكْماً: ضربه و دفعه. و صَكَمَهُ صَكْمَةً: صَدَمه. اللیث: الصَّكْمَةُ صَدْمة شدیدة بحجر أو نحو حجر، و العرب تقول: صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْر، و صواكِمُ الدهر: ما یصیب من نوائبه. و صَكَمَ الفرسُ یَصْكُمُ: عَضَّ علی اللجام ثم مَدَّ رأْسَه كأَنه یرید أن یغالبه. الأَصمعی: صَكَمْتُه و لَكَمْتُه و صَكَكْتُه و دَكَكْتُه و لَكَكْتُه كله إذا دَفَعْتَه.

صلم؛ ج12، ص: 340

: صَلَمَ الشی‌ءَ صَلْماً: قطعه من أصله، و قیل: الصَّلْمُ قطع الأُذن و الأَنف من أَصلهما. صَلَمهما یَصْلِمُهما صَلْماً و صَلَّمَهُما إذا اسْتَأْصَلَهما، و أُذُنٌ صَلْماء لِرِقَّةِ شَحْمتها. و عبد مُصَلَّم و أَصْلَمُ: مقطوعُ الأُذن. و رجل أَصْلَمُ إذا كان مُسْتَأْصَل الأُذنین. و رجل مُصَلَّم الأُذنین إذا اقْتُطِعَتا من أُصولهما. و یقال للظَّلیم مُصَلَّمُ الأُذنین كأَنه مْسْتَأْصَلُ الأُذنین خِلْقةً. و الظَّلِیمُ مُصَلَّم، وُصِفَ بذلك لصغر أُذنیه و قِصَرِهِما؛ قال زهیر: أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَیْنِ أجْنَی، له، بالسِّیِّ، تَنُّومٌ و آءُ «1». و‌فی حدیث ابن الزبیر لما قُتل أخوه مُصْعَبٌ: أَسْلَمَه النَّعامُ المُصَلَّمُ الآذانِ أَهلُ العراقِ؛ یقال للنعام مُصَلَّمٌ لأَنها لا آذانَ لها ظاهرةً. و الصَّلْمُ: القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ؛ فإذا أُطلق علی الناس فإنما یراد به الذلیلُ المُهانُ كقوله: فإنْ أَنْتُمُ لم تَثْأَرُوا و اتَّدَیْتُمُ، فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّمِ و الأَصْلَمُ من الشِّعْر: ضَرْبٌ من المدید و السریع علی التشبیه. التهذیب: و الأَصْلَم المُصَلَّمُ من الشِّعْر و هو ضرب من السریع یجوز فی قافیته فَعْلُن فَعْلُن كقوله: لیس علی طُولِ الحیاةِ نَدَمْ، و مِنْ وَراءِ الموتِ ما یُعْلَمْ و الصَّیْلَمُ: الداهیة لأَنها تَصْطَلِمُ، و یُسَمَّی السیفُ صَیْلَماً؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: غَضِبَتْ تَمیمٌ أن تَقَتَّلَ عامِرٌ، یَوْمَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّیْلَمِ قال ابن بری: و یروی … فأُعْقِبُوا بالصَّیْلَم أی كانت عاقبتُهم الصَّیْلَمَ؛ قال ابن بری: و شاهدُ الصَّیْلَمِ الداهیةِ قول الراجز: دَسُّوا فَلِیقاً ثم دَسُّوا الصَّیْلَما و فی حدیث ابن عمر: فیكون الصَّیْلَمُ بینی و بینه‌أی القطیعة المُنْكَرة. و الصَّیْلَمُ: الداهیة، و الیاء زائدة. و‌فی حدیث ابن عمرو: اخرُجُوا یا أَهلَ مكة قبل الصَّیْلَمِ كأَنِّی به أُفَیْحِجَ أُفَیْدِعَ یَهْدِمُ الكَعْبةَ.التهذیب فی ترجمة صنم قال: و الصَّنَمَة الداهیة، قال الأَزهری: أصلها صَلَمة. و أمر صَیْلَم: شدید مُستأْصِل، و هو الصَّیْلَمیَّة. و الصَّیْلَم: الأَمر المُسْتأْصِلُ، و وقعة صَیْلَمَة من ذلك. و الاصْطِلامُ: الاسْتِئْصالُ. و اصْطُلِمَ القوم: أُبیدوا. و الاصْطِلامُ إذا أُبید قَومٌ من أَصلهم قیل اصْطُلِمُوا. و‌فی حدیث الفتن: و تُصْطَلَمُون فی الثالثة؛ الاصْطِلامُ افْتِعالٌ من الصَّلْمِ القطع.
(1). فی دیوان زهیر: أصَكّ …، و هو المتقارب العرقوبین، بدل‌أسَكّ … و هو القصیر الأذن الصغیرها
لسان العرب، ج‌12، ص: 341
و‌فی حدیث الهَدْیِ و الضحایا: و لا المُصْطَلَمَةُ أَطْباؤُها.و‌حدیث عاتكة: لئن عدْتُم لیَصْطَلِمَنَّكم.و الصَّیْلَمُ: الأَكْلَةُ الواحدة كل یوم. و هو یأْكل الصَّیْلَم: و هی أَكْلَةٌ فی الضُّحَی، كما تقول: هو یأْكل الصَّیْرَمَ؛ حكاهما جمیعاً یعقوب. و الصَّلامَةُ و الصِّلامَةُ و الصُّلامةُ: الفِرْقةُ من الناس. و الصُّلاماتُ و الصِّلاماتُ: الجماعات و الفِرَقُ. و‌فی حدیث ابن مسعود: و ذَكَرَ فِتَناً فقال یكون الناسُ صُلاماتٍ [صِلاماتٍ یَضْربُ بعضُهم رقابَ بعض؛ قال أبو عبید: قوله صُلامات [صِلامات یعنی الفِرَق من الناس یكونون طوائفَ فتجْتَمع كلُّ فرقة علی حِیالها تُقاتل أُخری، و كلُّ جماعة فهی صُلامَةٌ و صِلامَةٌ؛ قال ابن الأَعرابی: صَلامَةٌ بفتح الصادِ؛ و أَنشد أبو الجَرَّاح: صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ، لا ضَرَعٌ فیها و لا مُذَكِّی و الصَّلامَةُ: القوم المُسْتَوُون فی السِّنِّ و الشجاعةِ و السَّخاء. و الصَّلَّام و الصُّلَّامُ: لُبُّ نَوَی النَّبِقِ. التهذیب: الصُّلَّامُ الذی فی داخل نَواةِ النَّبِقَةِ یؤكل، و هو الأُلْبُوبُ.

صلخم؛ ج12، ص: 341

: بعیر صِلَّخْم صِلَّخْدٌ و صَلْخَمٌ مثل سَلْهَبٍ و مُصْلَخِمٌّ، كل ذلك: جَسِیمٌ شدیدٌ ماضٍ؛ و أَنشد: و أَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَمِ و قال آخر: إن تسْأَلِینی: كیفَ أَنْتَ؟ فإنَّنِی صَبُورٌ علی الأَعداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَم و الصَّلَخْدَمُ: خماسی أَصله من الصَّلْخم و الصَّلْخد، و یقال: بل هو كلمة خماسیة أصلیة فاشتبهت الحروف و المعنی واحد؛ قال الفرَّاء: و من نادر كلامهم: مُسْتَرْعِلات لِصِلَّلْخم سامی یرید لِصِلَّخْم فزاد لاماً؛ و قال أبو نخیلة: لِبَلْخَ مَخْشیّ الشذا مُصْلَخْمِمِ فضاعف المیم كما تری. أبو عمرو: المُصلَخِمُّ و المُصْلَخِدُّ المُنْتَصِبُ القائم، و المُصْطَخِمُ خفیف المیم فی معناهما؛ و قال رؤبة: إذا اصْلَخَمَّ لم یُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ أی غضب، قاله شمر، و قال غیره: انتصب. و جبل صِلَّخْمٌ و مُصْلَخِمٌّ: صُلْبٌ ممتنع؛ قال الشاعر: عن صائلٍ عاسٍ إذا ما اصْلَخْمَما و‌فی الحدیث: عُرِضَتِ الأَمانةُ علی الجبال الصُّمِّ الصَّلاخِمِ‌أی الصِّلابِ المانعةِ، الواحدُ صَلْخَمٌ؛ قال: و رَأْس عِزّ راسِیاً صِلَّخْمَا و المُصْلَخِمُّ: الغَضْبان. و اصْلَخَمَّ اصْلِخْماماً إذا انتصب قائماً. و قال الباهلی: المُصْلَخِمُّ المُسْتَكبر؛ قال ذو الرمة یصف حمیراً: فظَلَّتْ بمَلْقَی واجِفٍ جَزِع المَعَی قِیاماً، تُفالی مُصْلَخِمّاً أمِیرَها أی مستكبراً لا یحركها و لا ینظر إلیها. و قال: المُصْلَخِمُّ و المُطْلَخِمُّ و المُطْرَخِمُّ واحد.

صلخدم؛ ج12، ص: 341

: الصَّلَخْدَمُ: الجمل الماضی الشدید، و قیل: المیم زائدة. و الصَّلَخْدمُ: الصُّلْبُ القَوِیُّ؛ و أَنشد الأَزهری فی الخُماسِیّ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 342
إن تسْأَلِینی: كیف أنت؟ فإنَّنی صَبُورٌ علی الأَعداء جَلْدٌ صَلَخْدَم قال: و الصَّلَخْدَمُ خماسی أَصله من الصَّلْخَمِ و الصَّلْخَدِ، قال: و یقال بل هو كلمة خُماسیة أَصلیة فاشْتَبَهتِ الحروفُ و المعنی واحد.

صلدم؛ ج12، ص: 342

: الصِّلْدِمُ و الصُّلادِمُ: الشدید الحافرِ، و قیل الصِّلْدِم القویّ الشدید من الحافر، و الأُنثی صِلْدِمَة و صُلادِمَةٌ، و عمَّ به بعضهم و هو ثلاثی عند الخلیل، و جمعه صَلادِمُ. الجوهری: فرس صِلْدِمٌ، بالكسر، صُلْبٌ شدید، و الأُنثی صِلْدِمَة. و رأْسٌ صِلْدِمٌ و صُلادِمٌ، بالضم: صُلب؛ و أَنشد ابن السكیت: من كلِّ كَوْماءِ السَّنامِ فاطمِ، تَشْحَی، بمُسْتَنِّ الذَّنوبِ الرَّاذِمِ، شِدْقَیْنِ فی رأْسٍ لها صُلادِمِ و الجمع صَلادِمُ، بالفتح. و الصِّلْدامُ: الشدید كالصِّلْدِمِ؛ قال جریر: فلو مالَ مَیْلٌ من تَمِیمٍ عَلَیْكُمُ، لأَمَّكَ صِلْدامٌ من العِیسِ قارِحُ

صلقم؛ ج12، ص: 342

: الصَّلْقَمَةُ: تصادُمُ الأَنْیابِ؛ و أنشد اللیث: أَصْلَقَه العِزِّ بنابٍ فاصْلَقمْ و یقال: المیم زائدة. و الصَّلْقَمُ: الذی یَقرعُ بعضَها ببعض. و صَلْقَمَ: قَرَعَ بعض أَنیابه ببعض؛ قال كُراع: الأَصل الصَّلْق، و المیم زائدة، و الصحیح أنه رباعی. و الصَّلْقَمُ و الصِّلْقِمُ: الضَّخْمُ من الإِبل، و قیل: هو البعیر الشدید العضِّ و الفَكِّ، و الجمع صَلاقِمُ و صَلاقِمةٌ، الهاء لتأْنیث الجماعة؛ قال طَرَفَةُ: جَمادٌ بها البَسْباسُ، یُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المَخاضِ و الصَّلاقِمةَ الحُمْرا التهذیب: و الصِّلْقامُ الضَّخْمُ من الإِبل؛ و أَنشد: یَعْلُو صَلاقیمَ العِظامِ صِلْقِمُه أی جِسْمُه العظیم. و الصَّلْقَمُ: الشدید؛ عن اللحیانی. و المُصْلَقِمُّ: الصُّلْبُ الشدید، و قیل: الشدید الأَكْلِ. و المُصْلَقِمُّ أَیضاً: المرأَة الكبیرة، أَزالوا الهاء كما أَزالوها من مُتْئِمٍ و نحوها. أَبو عمرو: الصِّلْقِمُ العجوز الكبیرة؛ و أَنشد لخُلَیْدٍ الیَشْكُرِیّ: فتلك لا تُشْبِه أُخْری صِلْقِما، صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كِرْزِما

صلهم؛ ج12، ص: 342

: الصِّلْهامُ: من صفات الأَسد «1». و اصْلَهَمَّ الشی‌ءُ: صَلُبَ و اشْتَدَّ.

صمم؛ ج12، ص: 342

: الصَّمَمُ: انْسِدادُ الأُذن و ثِقَلُ السمع. صَمَّ یَصَمُّ و صَمِمَ، بإظهار التضعیف نادرٌ، صَمّاً و صمَماً و أَصَمَّ و أَصَمَّهُ اللهُ فصَمَّ و أَصَمَّ أیضاً بمعنی صَمَّ؛ قال الكمیت: أَ شَیْخاً، كالوَلیدِ، برَسْمِ دارٍ تُسائِلُ ما أَصَمَّ عن السُّؤالِ؟ یقول تُسائِلُ شیئاً قد أَصَمَّ عن السؤال، و یروی: أَ أَشْیَبَ كالولید …، قال ابن بری: نَصَبَ أَشْیَبَ علی الحال أی أَشائباً تُسائِلُ رَسْمَ دارٍ كما یفعل الولیدُ،
(1). قوله [من صفات الأَسد] و یقال رجل صلهام بكسر الصاد أیضاً جری‌ء كما فی التكملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 343
و قیل: إنَّ ما صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ؛ و أَنشد ابن بری هنا لابن أَحمر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتی تَحَجَّی بآخِرِنا، و تَنْسی أَوَّلِینا یدعو علیها أی لا جعلها الله تدعو إلَّا أصَمَّ. یقال: نادیت فلاناً فأَصْمَمْتُه أی أَصَبْتُه أَصَمَّ، و قوله تَحَجَّی بآخِرنا: تَسْبقُ إلیهم باللَّوْمِ و تَدَعُ الأَوَّلینَ و أَصْمَمْتُه: وَجَدْتُه أَصَمَّ. و رجل أَصَمُّ، و الجمع صُمٌّ و صُمَّانٌ؛ قال الجُلَیْحُ: یَدْعُو بها القَوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ و أَصَمَّه الداءُ و تَصامَّ عنه و تَصامَّه: أَراه أَنه أَصَمُّ و لیس به. و تَصامَّ عن الحدیث و تَصامَّه: أَری صاحِبَه الصَّمَمَ عنه؛ قال: تَصامَمْتُه حتی أَتانی نَعِیُّهُ، و أُفْزِعَ منه مُخْطئٌ و مُصیبُ و قوله أنشده ثعلب: و مَنْهَلٍ أَعْوَرِ إحْدی العَیْنَیْن، بَصیرِ أُخْری و أَصَمَّ الأُذُنَیْن قد تقدم تفسیره فی ترجمة عور. و‌فی حدیث الإِیمانِ: الصُّمَّ البُكْمَ «1» رُؤوسَ الناسِ، جَمْعُ الأَصَمِّ و هو الذی لا یَسْمَعُ، و أَراد به الذی لا یَهْتَدی و لا یَقْبَلُ الحَقَّ من صَمَمِ العَقل لا صَمَمِ الأُذن؛ و قوله أنشده ثعلب أیضاً: قُلْ ما بَدا لَكَ من زُورٍ و من كَذِبٍ حِلْمی أَصَمُّ و أُذْنی غَیرُ صَمَّاءِ استعار الصَّمَم للحلم و لیس بحقیقة؛ و قوله أنشده هو أیضاً: أجَلْ لا، و لكنْ أنتَ أَلأَمُ من مَشی، و أَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَلیلِ فسره فقال: یعنی الأَرض، و صَلِیلُها صَوْتُ دُخولِ الماء فیها. ابن الأَعرابی: یقال أَسْأَلُ من صَمَّاءَ، یعنی الأَرضَ. و الصَّمَّاءُ من الأَرض: الغلیظةُ. و أَصَمَّه: وَجَدَه أَصَمَّ؛ و به فسر ثعلبٌ قولَ ابن أَحمر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتی تَحَجَّی بآخِرِنا، و تَنْسی أَوَّلِینا أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لا یَسْمَعون عذْلَها علی وجه الدُّعاء. و یقال: نادیته فأَصْمَمْتُه أی صادَفْتُه أَصَمَّ. و‌فی حدیث جابر بن سَمُرَةَ: ثم تكلم النبی، صلی الله علیه و سلم، بكلمةٍ أصَمَّنِیها الناسُ‌أی شغَلونی عن سماعها فكأَنهم جعلونی أَصَمَّ. و‌فی الحدیث: الفِتْنةُ الصَّمَّاءُ العَمْیاء؛ هی التی لا سبیل إلی تسكینها لتناهیها فی ذهابها لأَن الأَصَمَّ لا یسمع الاستغاثة و لا یُقْلِعُ عما یَفْعَلُه، و قیل: هی كالحیة الصَّمَّاء التی لا تَقْبَلُ الرُّقی؛ و منه‌الحدیث: و الفاجِرُ كالأَرْزَةِ صَمَّاءَ‌أی مُكْتَنزةً لا تَخَلْخُلَ فیها. اللیث: الصَّمَمُ فی الأُذُنِ ذهابُ سَمْعِها، فی القَناة اكْتِنازُ جَوفِها، و فی الحجر صَلابَتُه، و فی الأَمر شدَّتُه. و یقال: أُذُنٌ صَمَّاءُ و قَناة صَمَّاءُ و حَجَرٌ أَصَمُّ و فِتْنَةٌ صَمَّاءُ؛ قال الله تعالی فی صفة الكافرین: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لٰا یَعْقِلُونَ؛ التهذیب: یقول القائلُ كیف جعلَهم الله صُمّاً و هم یسمعون، و بُكْماً و هم ناطقون، و عُمْیاً و هم یُبْصِرون؟ و الجواب فی ذلك أن سَمْعَهُم لَمَّا لم یَنْفَعْهم لأَنهم
(1). قوله [الصم البكم] بالنصب مفعول بالفعل قبله، و هو كما فی النهایة: و أن تری الحفاة العراة الصم إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 344
لم یَعُوا به ما سَمِعوا، و بَصَرَهُم لما لم یُجْدِ علیهم لأَنهم لم یَعْتَبِروا بما عایَنُوه من قُدْرة الله و خَلْقِه الدالِّ علی أنه واحد لا شریك له، و نُطْقَهم لما لم یُغْنِ عنهم شیئاً إذ لم یؤمنوا به إیماناً یَنْفَعهم، كانوا بمنزلة من لا یَسْمَع و لا یُبْصِرُ و لا یَعی؛ و نَحْوٌ منه قول الشاعر: أصَمُّ عَمَّا ساءَه سَمِیعُ یقول: یَتَصامَمُ عما یَسُوءُه و إن سَمِعَه فكان كأَنه لم یَسْمَعْ، فهو سمیع ذو سَمْعٍ أَصَمُّ فی تغابیه عما أُرید به. و صَوْتٌ مُصِمٌّ: یُصِمُّ الصِّماخَ. و یقال لصِمامِ القارُورة: صِمَّةٌ. و صَمَّ رأْسَ القارورةَ یَصُمُّه صَمّاً و أَصَمَّه: سَدَّه و شَدَّه، و صِمامُها: سِدادُها و شِدادُها. و الصِّمامُ: ما أُدْخِلَ فی فم القارورة، و العِفاصُ ما شُدَّ علیه، و كذلك صِمامَتُها؛ عن ابن الأَعرابی. و صَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إِذا شَدَدْتَ رَأْسَها. الجوهری: تقول صَمَمْتُ القارورة أَی سَدَدْتُها. و أَصْمَمْتُ القارورة أَی جعلت لها صِماماً. و‌فی حدیث الوطء: فی صِمامٍ واحد‌أَی فی مَسْلَكٍ واحدٍ؛ الصِّمامُ: ما تُسَدُّ به الفُرْجةُ فسمی به الفَرْجُ، و یجوز أَن یكون فی موضعِ صِمامٍ علی حذف المضاف، و یروی بالسین، و قد تقدم. و یقال: صَمَّه بالعصا یَصُمُّه صَمّاً إِذا ضَرَبه بها و قد صَمَّه بحجر. قال ابن الأَعرابی: صُمَّ إِذا ضُرِب ضَرْباً شدیداً. و صَمَّ الجُرْحَ یَصُمُّه صَمّاً: سَدَّةُ و ضَمَّدَه بالدواء و الأَكُولِ. و داهیةٌ صَمَّاءُ: مُنْسَدَّة شدیدة. و یقال للداهیة الشدیدةِ: صَمَّاءُ و صَمامِ؛ قال العجاج: صَمَّاءُ لا یُبْرِئُها من الصَّمَمْ حَوادثُ الدَّهْرِ، و لا طُولُ القِدَمْ و یقال للنذیر إِذا أَنْذَر قوماً من بعید و أَلْمَعَ لهم بثوبه: لَمَع بهم لَمْعَ الأَصَمّ، و ذلك أَنه لما كَثُر إِلماعُه بثوبه كان كأَنه لا یَسْمَعُ الجوابَ فهو یُدِیمُ اللَّمْعَ؛ و من ذلك قولُ بِشْر: أَشارَ بهم لَمْعَ الأَصَمّ، فأَقْبَلُوا عَرانِینَ لا یَأْتِیه لِلنَّصْرِ مُجْلِبُ أَی لا یأْتیه مُعِینٌ من غیر قومه، و إِذا كان المُعینُ من قومه لم یكن مُجْلِباً. و الصَّمَّاءُ: الداهیةُ. و فتنةٌ صَمَّاءُ: شدیدة، و رجل أَصَمُّ بَیّنُ الصَّمَمِ فیهن، و قولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنیها، و قیل: لَصَمَمِها إِذا عَطِشَت؛ قال: رِدِی رِدِی وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا، كُدْرِیَّةٍ أَعْجَبها بردُ الما و الأَصَمُّ: رَجَبٌ لعدم سماع السلاح فیه، و كان أَهلُ الجاهلیة یُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ الله الأَصَمَّ؛ قال الخلیل: إِنما سمی بذلك لأَنه كان لا یُسْمَع فیه صوتُ مستغیثٍ و لا حركةُ قتالٍ و لا قَعْقَعةُ سلاح، لأَنه من الأَشهر الحُرُم، فلم یكن یُسْمع فیه یا لَفُلانٍ و لا یا صَبَاحاه؛ و‌فی الحدیث: شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ رَجَبٌ؛ سمی أَصَمَّ لأَنه كان لا یُسمع فیه صوت السلاح لكونه شهراً حراماً، قال: و وصف بالأَصم مجازاً و المراد به الإِنسان الذی یدخل فیه، كما قیل لیلٌ نائمٌ، و إنما النائم مَنْ فی اللیل، فكأَنَّ الإِنسانَ فی شهر رجَبٍ أَصَمَّ عن صَوْتِ السلاح، و كذلك مُنْصِلُ الأَلِّ؛ قال: یا رُبَّ ذی خالٍ و ذی عَمّ عَمَمْ قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ فی الشَّهْرِ الأَصَمْ و الأَصَمُّ من الحیاتِ: ما لا یَقْبَلُ الرُّقْیَةَ كأَنه
لسان العرب، ج‌12، ص: 345
قد صَمَّ عن سَماعِها، و قد یستعمل فی العقرب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قَرَّطَكِ اللهُ، علی الأُذْنَیْنِ، عَقارباً صُمّاً و أَرْقَمَیْنِ و رجل أَصَمُّ: لا یُطْمَعُ فیه و لا یُرَدُّ عن هَواه كأَنه یُنادَی فلا یَسْمَعُ. و صَمَّ صَداه أی هَلَك. و العرب تقول: أَصَمَّ اللهُ صَدَی فلانٍ أی أَهلكه، و الصَّدَی: الصَّوْتُ الذی یَرُدُّه الجبلُ إذا رَفَع فیه الإِنسانُ صَوْتَه؛ قال إِمرؤ القیس: صَمَّ صَدَاها و عَفا رَسْمُها، و اسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِق السائِلِ و منه قولهم: صَمِّی ابْنَةَ الجَبَل مهما یُقَلْ تَقُلْ؛ یریدون بابْنةِ الجبل الصَّدَی. و من أَمثالهم: أَصَمُّ علی جَمُوحٍ «2»؛ یُضْرَبُ مثلًا للرجل الذی هذه الصفة صفته؛ قال: فأَبْلِغْ بَنی أَسَدٍ آیةً، إذا جئتَ سَیِّدَهم و المَسُودَا فأُوصِیكمُ بطِعانِ الكُماةِ، فَقَدْ تَعْلَمُونَ بأَنْ لا خُلُودَا و ضَرْبِ الجَماجِمِ ضَرْبَ الأَصَمِّ حَنْظَلَ شابَةَ، یَجْنی هَبِیدَا و یقال: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إذا تابَعَ الضرْبَ و بالَغَ فیه، و ذلك أن الأَصَمَّ إذا بالَغَ یَظُنُّ أنه مُقَصِّرٌ فلا یُقْلِعُ. و یقال: دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إذا بالغ به فی النداء؛ و قال الراجز یصف فَلاةً: یُدْعَی بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ و دَهْرٌ أَصَمُّ: كأَنَّه یُشْكی إلیه فلا یَسْمَع. و قولُهم: صَمِّی صَمامِ؛ یُضْرَب للرجل یأْتی الداهِیةَ أی اخْرَسی یا صَمامِ. الجوهری: و یقال للداهیة: صَمِّی صَمامِ، مثل قَطامِ، و هی الداهیة أی زِیدی؛ و أَنشد ابن بری للأَسْود بن یَعْفُر: فَرَّتْ یَهُودُ و أَسْلَمَتْ جِیرانُها، صَمِّی، لِمَا فَعَلَتْ یَهُودُ، صَمَامِ و یقال: صَمِّی ابنةَ الجبل، یعنی الصَّدَی؛ یضرب أَیضاً مثلًا للداهیة الشدیدة كأَنه قیل له اخْرَسِی یا داهیة، و لذلك قیل للحیَّةِ التی لا تُجِیبُ الرَّاقِیَ صَمّاءُ، لأَن الرُّقی لا تنفعها؛ و العرب تقول للحرب إذا اشتدَّت و سُفِك فیها الدِّماءُ الكثیرةُ: صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم؛ یریدون أَن الدماء لما سُفِكت و كثرت اسْتَنْقَعَتْ فی المَعْرَكة، فلو وقعت حصاةٌ علی الأَرض لم یُسمع لها صوت لأَنها لا تقع إلا فی نَجِیعٍ، و هذا المعنی أَراد إِمرؤ القیس بقوله صَمِّی ابنةَ الجبلِ، و یقال: أَراد الصَّدَی. قال ابن بری: قوله حَصاةٌ بدمٍ یَنبغی أن یكون حصاة بدمی، بالیاء؛ و بیتُ إِمرئ القیس بكماله هو: بُدِّلْتُ من وائلٍ و كِنْدةَ عَدْوانَ و فَهْماً، صَمِّی ابنةَ الجَبَلِ قَوْمٌ یُحاجُون بالبِهامِ و طنِسوان قِصار، كهَیْئةِ الحَجَلِ المحكم: صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أی أن الدم كثر حتی أُلْقیت فیه الحَصاةُ فلم یُسْمَع لها صوت؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لسَدُوسَ بنت ضباب:
(2). قوله [و من أَمثالهم أَصم علی جموح إلخ] المناسب أن یذكر بعد قوله: كأنه ینادی فلا یسمع كما هی عبارة المحكم
لسان العرب، ج‌12، ص: 346
إنِّی إلی كلِّ أَیْسارٍ و نادِبةٍ أَدْعُو حُبَیْشاً، كما تُدْعی ابنة الجَبلِ أی أُنَوِّهُ كما یُنَوَّهُ بابنةِ الجبل، و هی الحیَّة، و هی الداهیة العظیمة. یقال: صَمِّی صَمامِ، و صَمِّی ابْنةَ الجبل. و الصَّمَّاءُ: الداهیةُ؛ و قال: صَمَّاءُ لا یُبْرِئُها طُولُ الصَّمَمْ أی داهیةٌ عارُها باقٍ لا تُبْرِئها الحوادثُ. و قال الأَصمعی فی كتابه فی الأَمثال قال: صَمِّی ابنةَ الجبل، یقال ذلك عند الأَمر یُسْتَفْظَعُ. و یقال: صَمَّ یَصَمُّ صَمَماً؛ و قال أَبو الهیثم: یزعمون أنهم یریدون بابنة الجبل الصَّدَی؛ و قال الكمیت: إذا لَقِیَ السَّفِیرَ بها، و قالا لها: صَمِّی ابْنَةَ الجبلِ، السّفِیرُ یقول: إذا لَقِی السفِیرُ السَّفِیرَ و قالا لهذه الداهیة صَمِّی ابنةَ الجبل، قال: و یقال إنها صخرة، قال: و یقال صَمِّی صَمامِ؛ و هذا مَثَلٌ إذا أتی بداهیةٍ. و یقال: صَمَامِ صَمَامِ، و ذلك یُحْمَل علی معنیین: علی معنی تَصامُّوا و اسْكُتوا، و علی معنی احْمِلُوا علی العدُوّ، و الأَصَمُّ صفة غالبة؛ قال: جاؤوا بِزُورَیْهمْ و جئْنا بالأَصَمْ و كانوا جاؤوا بِبعیرین فعَقَلوهما و قالوا: لا نَفِرُّ حتی یَفِرَّ هذان. و الأَصَمُّ أیضاً: عبدُ الله بنُ رِبْعِیٍّ الدُّبَیْریّ؛ ذكره ابن الأَعرابی. و الصَّمَمُ فی الحَجَر: الشِّدَّةُ، و فی القَناةِ الاكتِنازُ. و حَجرٌ أَصَمُّ: صُلْبٌ مُصْمَتٌ. و‌فی الحدیث: أنه نَهَی عن اشْتِمال الصّمَّاءِ؛ قال: هو أن یَتجلَّلَ الرجلُ بثوبْهِ و لا یرفعَ منه جانباً، و إنما قیل لها صَمَّاء لأَنه إذا اشْتَمل بها سَدَّ علی یدیه و رجلیه المَنافذَ كلَّها، كأَنَّها لا تَصِل إلی شی‌ء و لا یَصِل إلیها شی‌ءٌ كالصخرة الصَّمّاء التی لیس فیها خَرْقٌ و لا صَدْع؛ قال أبو عبید: اشْتِمال الصَّمَّاءِ أن تُجلِّلَ جَسَدَك بتوبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْراب بأَكْسیَتِهم، و هو أن یرُدَّ الكِساءَ من قِبَلِ یمینِه علی یدهِ الیسری و عاتِقِه الأَیسر، ثم یَرُدَّه ثانیةً من خلفِه علی یده الیمنی و عاتِقِه الأَیمن فیُغَطِّیَهما جمیعاً، و ذكر أَبو عبید أَن الفُقهاء یقولون: هو أن یشتمل بثوبٍ واحدٍ و یَتغَطَّی به لیس علیه غیره، ثم یرفعه من أحد جانبیه فیَضَعَه علی منكبیه فیَبْدُوَ منه فَرْجُه، فإذا قلت اشْتَمل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنك قلت اشْتَملَ الشِّمْلةَ التی تُعْرَف بهذا الاسم، لأَن الصمّاء ضَرْبٌ من الاشتمال. و الصَّمَّانُ و الصَّمَّانةُ: أرضٌ صُلْبة ذات حجارة إلی جَنْب رَمْل، و قیل: الصّمَّان موضعٌ إلی جنب رملِ عالِجٍ. و الصَّمّانُ: موضعٌ بِعالِجٍ منه، و قیل: الصَّمَّانُ أرضٌ غلیظة دون الجبل. قال الأَزهری: و قد شَتَوْتُ الصَّمّانَ شَتْوَتَیْن، و هی أرض فیها غِلَظٌ و ارْتفاعٌ، و فیها قِیعانٌ واسعةٌ و خَبَارَی تُنْبِت السِّدْر، عَذِیَةٌ و رِیاضٌ مُعْشِبةٌ، و إذا أَخصبت الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جمیعُها، و كانت الصَّمَّانُ فی قدیم الدَّهْرِ لبنی حنظلة، و الحَزْنُ لبنی یَرْبُوع، و الدَّهْناءُ لجَماعتهم، و الصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء. و صَمَّه بالعصا: ضَرَبَه بها. و صَمَّه بحجرٍ و صَمَّ رأْسَه بالعصا و الحجر و نحوه صَمّاً: ضربه. و الصِّمَّةُ: الشجاعُ، و جَمْعُه صِمَمٌ. و رجل صِمَّةٌ: شجاع. و الصِّمُّ و الصِّمَّةُ، بالكسر: من أَسماء الأَسد لشجاعته. الجوهری: الصِّمُّ، بالكسر، من أسماء الأَسدِ و الداهیةِ. و الصِّمَّةُ: الرجلُ الشجاع، و الذكرُ من الحیات، و جمعه صِمَمٌ؛ و منه سمی
لسان العرب، ج‌12، ص: 347
دُرَیْدُ بن الصِّمَّة؛ و قول جریر: سَعَرْتُ عَلَیْكَ الحَرْبَ تَغْلی قُدُورُها، فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَیْن تُدِیمُها «1». أَراد بالصِّمَّتین أَبا دُرَیْدٍ و عَمَّه مالِكاً. و صَمَّمَ أَی عَضَّ و نَیَّب فلم یُرْسِلْ ما عَضّ. و صَمَّمَ الحَیّةُ فی عَضَّتِه: نَیَّبَ؛ قال المُتَلمِّس: فأَطْرَقَ إِطْراقَ الشُّجاعِ، و لو رَأَی مَساغاً لِنابَیْه الشُّجاعُ لَصَمَّما و أَنشده بعض المتأَخرین من النحویین: لِناباه؛ قال الأَزهری: هكذا أَنشده الفراء لناباه علی اللغة القدیمة لبعض العرب «2». و الصَّمِیمُ: العَظْمُ الذی به قِوامُ العُضْو كصَمیم الوَظِیف و صَمیمِ الرأْس؛ و به یقال للرجل: هو من صَمِیم قومه إذا كان من خالِصِهم، و لذلك قیل فی ضِدِّه وَشِیظٌ لأَن الوَشِیظَ أَصغرُ منه؛ و أَنشد الكسائی: بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، یوم تأَلَّبَتْ علینا تَمیمٌ من شَظیً و صَمِیمِ و صَمِیمُ كلِّ شی‌ء: بُنْكه و خالِصهُ. یقال: هو فی صَمیم قَوْمِه. و صَمیمُ الحرِّ و البرد: شدّتُه. و صَمیمُ القیظِ: أَشدُّه حرّاً. و صَمیمُ الشتاء: أَشدُّه برْداً؛ قال خُفَاف بن نُدْبَةَ: و إنْ تَكُ خَیْلی قد أُصِیبَ صَمِیمُها، فعَمْداً علی عَیْنٍ تَیَمَّمْتُ مالكا قال أَبو عبید: و كان صَمیمَ خیلهِ یومئذ معاویة أخو خَنْساء، قتله دُرَیْدٌ و هاشم ابْنا حرملةَ المُرِّیانِ؛ قال ابن بری: و صواب إِنشاده: إن تكُ خیلی …، بغیر واو علی الخرم لأَنه أَول القصیدة. و رجل صَمِیمٌ: مَحْضٌ، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنتُ. و التَّصْمیمُ: المُضِیُّ فی الأَمر. أَبو بكر: صَمَّمَ فلانٌ علی كذا أَی مَضَی علی رأْیه بعد إِرادته. و صَمَّمَ فی السیر و غیره أی مَضَی؛ قال حُمَید بن ثَوْر: و حَصْحَصَ فی صُمِّ القَنَا ثَفِناتِهِ، و ناءَ بِسَلْمَی نَوْءةً ثم صَمَّما و یقال للضارب بالسیف إذا أَصابَ العظم فأَنْفذ الضریبة: قد صَمَّمَ، فهو مُصَمِّم، فإذا أَصاب المَفْصِل، فهو مُطَبِّقٌ؛ و أَنشد أَبو عبید: یُصَمِّمُ أَحْیاناً و حِیناً یُطَبِّقُ أَراد أَنه یَضْرِب مرَّةً صَمِیمَ العظم و مَرَّةً یُصِیب المَفْصِل. و المُصَمِّمُ من السُّیوف: الذی یَمُرُّ فی العِظام، و قد صَمَّمَ و صَمْصَمَ. و صَمَّمَ السیفُ إذا مضی فی العظم و قطَعَه، و أما إذا أَصاب المَفْصِلَ و قطعه فیقال طَبَّقَ؛ قال الشاعر یصف سیفاً: یُصَمِّم أَحْیاناً و حیناً یُطَبِّق و سیفٌ صَمْصامٌ و صَمْصامةٌ: صارِمٌ لا یَنْثَنی؛ و قوله أَنشده ثعلب: صَمْصامَةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ إنما ذَكَّرَه علی معنی الصَّمْصامِ أَو السَّیْفِ. و‌فی حدیث أَبی ذر: لو وَضَعْتم الصَّمْصامةَ علی رَقبَتی؛ هی السیف القاطع، و الجمع صَماصِم. و‌فی حدیث قُسّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم‌أَی جعلوها لهم بمنزلة
(1). قوله [سعرت علیك … إلخ] قال الصاغانی فی التكملة: الروایة‌سعرنا … (2). أی أَنه منصوب بالفتحة المقدرة علی الأَلف للتعذر
لسان العرب، ج‌12، ص: 348
الأَرْدِیة لحَمْلِهم لها و حَمْلِ حَمائِلها علی عَواتِقهم. و قال اللیث: الصَّمْصامَةُ اسمٌ للسیفِ القاطع و اللیلِ. الجوهری: الصَّمْصامُ و الصَّمْصامةُ السیفُ الصارِمُ الذی لا یَنْثنی؛ و الصَّمْصامةُ: اسمُ سیفِ عَمْرو بن معدیكرب، سَمَّاه بذلك و قال حین وَهَبَه: خَلیلٌ لمْ أَخُنْهُ و لم یَخُنِّی، علی الصَّمْصامةِ السَّیْفِ السَّلامُ قال ابن بری صواب إِنشاده: علی الصَّمْصامةِ أَم سَیْفی سَلامِی «1». و بعده: خَلیلٌ لَمْ أَهَبْهُ من قِلاهُ، و لكنَّ المَواهِبَ فی الكِرامِ «2». حَبَوْتُ به كَریماً من قُرَیْشٍ، فَسُرَّ به و صِینَ عن اللِّئامِ یقول عمرو هذه الأَبیاتَ لما أَهْدَی صَمْصامتَه لسَعِید ابن العاص؛ قال: و من العرب من یجعل صَمْصامة غیرَ مُنوّن معرفةً للسَّیْف فلا یَصْرِفه إذا سَمَّی به سیْفاً بعینه كقول القائل: تَصْمیمَ صَمْصامةَ حینَ صَمَّما و رجلٌ صَمَمٌ و صِمْصِمٌ و صَمْصامٌ و صَمْصامةٌ و صُمَصِمٌ و صُماصِمٌ: مُصَمِّمٌ، و كذلك الفَرَسُ، الذكرُ و الأُنثی فیه سواءٌ، و قیل: هو الشدیدُ الصُّلْبُ، و قیل: هو المجتمعُ الخَلْق. أَبو عبید: الصِّمْصِمُ، بالكسر، الغلیظُ من الرجال؛ و قولُ عَبْد مَناف بن رِبْع الهُذَلیّ: و لقد أَتاكم ما یَصُوبُ سُیوفَنا، بَعدَ الهَوادةِ، كلُّ أَحْمَرَ صِمْصِم قال: صِمْصِم غلیظ شدید. ابن الأَعرابی: الصَّمْصَمُ البخیلُ النهایةُ فی البُخْل. و الصِّمْصِمُ من الرجال: القصیر الغلیظ، و یقال: هو الجری‌ءُ الماضی. و الصِّمْصِةُ: الجماعةُ من الناس كالزِّمْزِمةِ؛ قال: و حالَ دُونی من الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ، كانوا الأُنُوفَ و كانوا الأَكرمِینَ أَبا و یروی: … زِمْزِمة، قال: و لیس أَحدُ الحرفین بدلًا من صاحبه لأَن الأَصمعی قد أَثبتهما جمیعاً و لم یجعل لأَحدِهما مَزِیَّةً علی صاحبِه، و الجمع صِمْصِمٌ. النضر: الصِّمْصِمةُ الأَكمَةُ الغلیظة التی كادت حجارتها أَن تكونُ مُنْتَصِبة. أَبو عبیدة: من صِفات الخیل الصَّمَمُ، و الأُنثی صَمَمةٌ، و هو الشدیدُ الأَسْرِ المعْصُوبُ؛ قال الجعدی: و غارةٍ، تَقْطَعُ الفَیافیَ، قَد حارَبْتُ فیها بِصلْدِمٍ صَمَمِ أَبو عمرو الشیبانی: و المُصَمِّمُ الجملُ الشدیدُ؛ و أَنشد: حَمَّلْتُ أَثْقالی مُصَمِّماتِها و الصَّمّاءُ من النُّوقِ: اللَّاقِحُ، و إبِلٌ صُمٌّ؛ قال المَعْلُوطُ القُرَیْعیُّ: و كانَ أَوابِیها و صُمُّ مَخاضِها، و شافِعةٌ أُمُّ الفِصالِ رَفُودُ و الصُّمَیْماءُ: نباتٌ شِبْه الغَرَزِ یَنْبت بنَجْدٍ فی القِیعان.
(1). قوله [أَم سیفی] كذا بالأَصل و التكملة بیاء بعد الفاء (2). قوله [من قلاه] الذی فی التكملة: عن قلاه. و قوله [فی الكرام] الذی فیها: للكرام
لسان العرب، ج‌12، ص: 349‌

صنم؛ ج12، ص: 349

: الصَّنَمُ: معروفٌ واحدُ الأَصْنامِ، یقال: إنه معرَّب شَمَنْ، و هو الوَثَن؛ قال ابن سیده: و هو یُنْحَتُ من خَشَبٍ و یُصَاغُ من فضة و نُحاسٍ، و الجمع أَصنام، و قد تكرر فی الحدیث ذكرُ الصَّنَمِ و الأَصنام، و هو ما اتُّخِذَ إِلهاً من دون الله، و قیل: هو ما كان له جسمٌ أَو صورة، فإن لم یكن له جسم أَو صورة فهو وَثَن. و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی: الصَّنَمةُ و النَّصَمةُ الصُّورةُ التی تُعْبَد. و فی التنزیل العزیز: وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنٰامَ؛ قال ابن عرفة: ما تخذوه من آلهةٍ فكان غیرَ صُورةٍ فهو وَثَنٌ، فإذا كان له صورة فهو صَنَمٌ، و قیل: الفرق بین الوَثَن و الصنمِ أَن الوَثَنَ ما كان له جُثَّة من خشب أَو حجر أَو فضة یُنْحَت و یُعْبَد، و الصنم الصورة بلا جثة، و من العرب من جعل الوَثَنَ المنصوبَ صنماً، و‌روی عن الحسن أَنه قال: لم یكن حیٌّ من أَحْیاءِ العرب إلا و لها صنمٌ یعبدونها یسمونها أُنثی بنی فلان «1»؛ و منه قول الله عز و جل: إِنْ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلّٰا إِنٰاثاً؛ و الإِناث كل شی‌ء لیس فیه روح مثل الخَشبة و الحجارة، قال: و الصَّنَمةُ الداهیةُ؛ قال الأَزهری: أَصلها صَلَمة. و بنو صُنَیْم: بطنٌ.

صهم؛ ج12، ص: 349

: الصَّیْهَمُ: الشدیدُ؛ قال: فغَدَا علی الرُّكْبانِ، غَیرَ مُهَلِّلٍ بِهِراوةٍ، شَكِسُ الخَلِیقةِ صَیْهَمُ و الصِّهْمِیمُ: السیدُ الشریف من الناس، و من الإِبلِ الكریمُ. و الصِّهْمیمُ: الخالصُ فی الخیرِ و الشَّرِّ مثلُ الصَّمِیم؛ قال الجوهری: و الهاء عندی زائدة؛ و أَنشد أَبو عبید للمُخَیِّس: إنَّ تَمِیماً خُلِقَتْ مَلْموما مثلَ الصَّفا، لا تَشْتَكی الكُلومَا قَوْماً تَری واحِدَهم صِهْمِیما، لا راحِمَ الناسِ و لا مَرْحوما قال ابن بری: صوابه أَن یقول و أَنشد أَبو عبیدة للمُخَیِّس الأَعرجیِّ، قال: كذا قال أَبو عبیدة فی كتاب المجاز فی سورة الفرقان عند قوله عز و جل: وَ أَعْتَدْنٰا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّٰاعَةِ سَعِیراً؛ فالسعیرُ مُذَكَّر ثم أَنَّثه فقال: إِذٰا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ سَمِعُوا لَهٰا؛ و كذلك قوله: إنّ تمیماً خُلِقَتْ مَلْموما فجمعَ و هو یرید أَبا الحیّ؛ ثم قال فی الآخر: لا راحِمَ الناسِ و لا مَرْحُوما قال: و هذا الرجز فی رجز رؤبة أَیضاً؛ قال ابن بری: و هو المشهور. الجوهری: و الصِّهْمیمُ السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ من الإِبل. و الصِّهْمیم: من نَعْت الإِبل فی سُوء الخُلُقِ؛ قال رؤبة: و خَبْط صِهْمیمِ الیَدَیْنِ عَیْدَه و الصِّیَهْمُ: الجملُ الضخمُ. و الصِّیَهْمُ: الذی یَرْفع رأْسَه، و قیل: هو العظیمُ الغلیظُ، و قیل: هو الجَیِّدُ البَضْعةِ، و قیل: هو القصیرُ، مَثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی، و قال بعضهم: الصِّیَهْمُ الشدیدُ من الإِبل، و كلُّ صُلْبٍ شدیدٍ فهو صِیَهْمٌ و صِیَمٌّ و كأَنَّ الصِّهْمیمَ منه؛ و قال مُزاحِم: حتی اتَّقَیْتَ صِیَهْماً لا تُوَرِّعُه، مِثْلَ اتِّقاءِ القَعُودِ القَرْمَ بالذَّنَبِ
(1). قوله: و لها صنم یعبدونها: لعلَّه أنث الضمیر العائد إلی الحیّ لأَنه فی معنی القبیلة. و أنث الضمیر العائد إلی الصنم لأَنه فی معنی الصورة
لسان العرب، ج‌12، ص: 350
و الصِّهْمیمُ من الرجال: الشجاعُ الذی یَرْكَبُ رأْسَه لا یَثْنِیه شی‌ء عمَّا یُرید و یَهْوَی. و الصِّهْمِیمُ من الإِبل: الشدیدُ النَّفْس الممتنعُ السیِّ‌ءُ الخُلقِ، و قیل: هو الذی لا یَرْغُو، و سئلَ رجل من أَهل البادیة عن الصِّهْمیمِ فقال: هو الذی یَزُمُّ بأَنْفِه و یَخْبِطُ بیدَیْه و یَرْكُض برجلیه؛ قال ابن مُقبِل: و قَرَّبوا كلَّ صِهْمیمٍ مَناكِبهُ، إذا تَدَاكأَ منه دَفْعُه شَنَفا قال یعقوب: مَناكِبُه نواحیه، و تَداكأ تدافع، و تَدافعُهُ سَیْرُه. و رجل صِیَهْمٌ و امرأَة صِیَهْمةٌ: و هو الضَّخْمُ و الضخمةُ. و رجلٌ صِیَهْمٌ: ضخمٌ؛ قال ابن أَحمر: و مَلَّ صِیَهْمٌ ذو كَرادِیس لم یَكُنْ أَلُوفاً، و لا صَبّاً خِلافَ الرَّكائِبِ ابن الأَعرابی: إذا أَعطیت الكاهنَ أُجْرتَه فهو الحُلْوان و الصِّهْمیمُ.

صهتم؛ ج12، ص: 350

: الأَزهری فی الرباعی: ابن السكیت رجل صَهْتمٌ شدیدٌ عسِرٌ لا یرتَدُّ وجْهُه، و هو مِثْلُ الصِّهْمیم؛ و أَنشد غیره: فعَدا علی الرُّكْبانِ، غیرَ مُهَلِّلٍ بِهراوةٍ، سَلِسِ الخَلِیقةِ، صَهْتَمُ «2». كذا وجدته مضبوطاً فی التهذیب.

صوم؛ ج12، ص: 350

: الصَّوْمُ: تَرْكُ الطعامِ و الشَّرابِ و النِّكاحِ و الكلامِ، صامَ یَصُوم صَوْماً و صِیاماً و اصْطامَ، و رجل صائمٌ و صَوْمٌ من قومٍ صُوَّامٍ و صُیّامٍ و صُوَّمٍ، بالتشدید، و صُیَّم، قلبوا الواو لقربها من الطرف؛ و صِیَّمٍ؛ عن سیبویه، كسروا لمكان الیاء، و صِیَامٍ و صَیَامی، الأَخیر نادر، و صَوْمٍ و هو اسمٌ للجمع، و قیل: هو جمعُ صائمٍ. و قوله عز و جل: إِنِّی نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً؛قیل: معناه صَمْتاً، و یُقوِّیه قولهُ تعالی: فَلَنْ أُكَلِّمَ الْیَوْمَ إِنْسِیًّا. و‌فی الحدیث: قال النبی، صلی الله علیه و سلم، قال الله تعالی كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلّا الصَّومَ فإنه لی؛ قال أَبو عبید: إنما خص الله تبارك و تعالی الصَّومَ بأَنه له و هو یَجْزِی به، و إنْ كانت أَعمالُ البِرِّ كلُّها له و هو یَجْزِی بها، لأَن الصَّوْمَ لیس یَظْهَرُ من ابنِ آدمَ بلسانٍ و لا فِعْلٍ فتَكْتُبه الحَفَظَةُ، إنما هو نِیَّةٌ فی القلب و إمْساكٌ عن حركة المَطْعَم و المَشْرَب، یقول الله تعالی: فأنا أَتوَلَّی جزاءه علی ما أُحِبُّ من التضعیف و لیس علی كتابٍ كُتِبَ له، و لهذا‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: لیس فی الصوم رِیاءٌ، قال: و‌قال سفیان بن عُیَیْنة: الصَّوْمُ هُو الصَّبْرُ، یَصْبِرُ الإِنسانُ علی الطعام و الشراب و النكاح، ثم قرأ: إِنَّمٰا یُوَفَّی الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسٰابٍ.و‌قوله فی الحدیث: صَوْمُكُمْ یومَ تَصُومون‌أَی أَن الخَطأَ موضوع عن الناس فیما كان سبیلُه الاجتهادَ، فَلو أنَّ قوماً اجتهدُوا فلم یَرَوا الهِلال إلا بعدَ الثلاثین و لم یُفْطِروا حتی اسْتَوْفَوا العددَ، ثم ثَبَت أَن الشهرَ كان تِسْعاً و عشرین فإن صَوْمَهم و فطْرهم ماضٍ و لا شی‌ء علیهم من إثْم أَو قضاءٍ، و كذلك فی الحج إذا أَخطؤُوا یومَ عَرفة و العید فلا شی‌ء علیهم. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عمَّنْ یَصُومُ الدهرَ فقال: لا صامَ و لا أَفْطَرَ‌أَی لم یَصُمْ و لم یُفْطِرْ كقوله تعالی: فَلٰا صَدَّقَ وَ لٰا صَلّٰی؛ و هو
(2). قوله [فعدا علی الركبان إلخ] أنشده فی المادة التی قبل هذه: فغدا بالغین المعجمة و شكس بالشین المعجمة و الكاف تبعاً للمحكم، و أنشده الأَزهری هنا فعدا بالعین المهملة و سلس بسین مهملة فلام، ثم قال: أراد غیر مهلل سلس انتهی. و أنشده الصاغانی فی التكملة كالتهذیب لكن علی أن صهتماً اسم رجل
لسان العرب، ج‌12، ص: 351
إحْباطٌ لأَجْرِه علی صَوْمِه حیث خالف السنَّةَ، و قیل: هو دُعاءٌ علیه كراهِیةً لصنیعهِ. و‌فی الحدیث: فإنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَو شاتَمه فَلْیَقُلْ إنی صائمٌ؛ معناه أن یَرُدَّه بذلك عن نفسه لیَنْكَفَّ، و قیل: هو أَن یقول ذلك فی نفسه و یُذَكِّرَها به فلا یَخُوضَ معه و لا یُكافِئَه علی شَتْمِه فَیُفْسِدَ صَوْمَه و یُحْبِطَ أَجْرَه. و‌فی الحدیث: إذا دُعِیَ أَحدُكم إلی طعام و هو صائمٌ فَلْیَقُلْ إنی صائم؛ یُعَرِّفُهم بذلك لئلا یُكْرِهُوه علی الأَكل أَو لئلا تَضِیقَ صدورُهم بامتناعه من الأَكل. و‌فی الحدیث: مَنْ مات و هو صائمٌ فلْیَصُمْ عنه وَلیُّه.قال ابن الأَثیر: قال بظاهرِه قومٌ من أَصحاب الحدیث، و به قال الشافعی فی القدیم، و حَمَلَه أَكثرُ الفقهاء علی الكفَّارة و عَبَّر عنها بالصوم إذ كانت تُلازِمُه. و یقال: رجلٌ صَوْمٌ و رجُلانِ صَوْمٌ و قوم صَوْمٌ و امرأَة صَوْمٌ، لا یثنی و لا یجمع لأَنه نعت بالمصدر، و تلخیصه رجلٌ ذو صَوْمٍ و قوْم ذو صوم و امرأَة ذاتُ صَوْمٍ. و رجل صَوَّامٌ قَوَّامٌ إذا كان یَصُوم النهارَ و یقومُ اللیلَ، و رجالٌ و نِساءٌ صُوَّمٌ و صُیَّمٌ و صُوَّامٌ و صُیَّامٌ. قال أَبو زید: أَقمتُ بالبصرة صَوْمَینِ أی رَمضانینِ. و قال الجوهری: رجل صَوْمانُ أی صائمٌ. و صامَ الفرسُ صَوْماً أی قام علی غیر اعْتلافٍ. المحكم: و صامَ الفرَسُ علی آرِیِّه صَوْماً و صِیاماً إذا لم یَعْتَلِفْ، و قیل: الصائمُ من الخیل القائمُ الساكنُ الذی لا یَطْعَم شیئاً؛ قال النابغة الذُّبیانی: خَیْلٌ صِیامٌ و خیلٌ غیرُ صائمةٍ، تحتَ العَجاجِ، و أُخری تَعْلُكُ اللُّجُما الأَزهری فی ترجمة صون: الصائِنُ من الخیل القائمُ علی طرَفِ حافِره من الحَفاء، و أما الصائمُ فهو القائمُ علی قوائمه الأَربع من غیر حَفاء. التهذیب: الصَّوْمُ فی اللغة الإِمساكُ عن الشی‌ء و التَّرْكُ له، و قیل للصائم صائمٌ لإِمْساكِه عن المَطْعَم و المَشْرَب و المَنْكَح، و قیل للصامت صائم لإِمساكه عن الكلام، و قیل للفرس صائم لإِمساكه عن العَلَفِ مع قیامِه. و الصَّوْمُ: تَرْكُ الأَكل. قال الخلیل: و الصَّوْمُ قیامٌ بلا عمل. قال أَبو عبیدة: كلُّ مُمْسكٍ عن طعامٍ أَو كلامٍ أَو سیرٍ فهو صائمٌ. و الصَّوْمُ: البِیعةُ. و مَصامُ الفرسِ و مَصامَتُه: مَقامُه و مَوْقِفُه؛ و قال إمرؤ القیس: كأنَّ الثُّرَیّا عُلِّقَتْ فی مَصامِها، بأمْراسِ كَتَّانٍ إلی صُمِّ جَنْدَلِ و مَصَامُ النَّجْمِ: مُعَلَّقُه. و صامَتِ الریحُ: رَكَدَتْ. و الصَّوْمُ: رُكُودُ الریحِ. و صامَ النهارُ صَوماً إذا اعْتَدَلَ و قامَ قائمُ الظهیرة؛ قال إمرؤ القیس.فدَعْها، و سَلِّ الهَمَّ عنْكَ بِجَسْرةٍ ذَمُولٍ، إذا صامَ النهارُ، و هَجَّرا و صامَت الشمسُ: استوت. التهذیب: و صامَت الشمسُ عند انتصاف النهار إذا قامت و لم تَبْرَحْ مكانَها. و بَكْرةٌ صائمةٌ إذا قامت فلم تَدُرْ؛ قال الراجز: شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ، و البَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمهْ یعنی التی لا تَدُورُ. و صامَ النَّعامُ إذا رَمَی بِذَرْقِه و هو صَوْمُه. المحكم: صامَ النعامُ صَوْماً أَلْقَی ما فی بطنه. و الصَّوْمُ: عُرَّةُ النَّعامِ، و هو ما یَرْمی به من دُبُرِه. و صامَ الرجلُ إذا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ، و هو شجرٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و الصَّوْمُ: شجرٌ علی
لسان العرب، ج‌12، ص: 352
شَكْل شخص الإِنسانِ كرِیهُ المَنْظَر جِدّاً، یقال لِثَمرِه رؤُوس الشیاطین، یُعْنی بالشیاطین الحَیّاتُ، و لیس له وَرَقٌ؛ و قال أَبو حنیفة: للصَّوْم هَدَبٌ و لا تَنْتَشِرُ أَفْنانُه ینْبُتُ نباتَ الأَثْل و لا یَطُولُ طُولَه، و أكثرُ مَنابِته بلادُ بنی شَبابة؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: مُوَكَّلٌ بشُدوفِ الصَّوْمِ یَرْقُبُها، من المَناظِر، مَخْطوفُ الحَشَا زَرِمُ شُدُوفُه: شُخوصُه، یقول: یَرْقُبها من الرُّعْبِ یَحْسَبُها ناساً، واحدتُه صَوْمة. الجوهری: الصَّوْمُ شجرٌ فی لغة هُذَیْل، قال ابن بری: یعنی قول ساعدة: موكَّل بشدوف الصوم یبصرها، من المعازب، مخطوفُ الحَشَا زَرِمُ و فسره فقال: من المَعازب من حیث یَعْزُبُ عنه الشی‌ء أَی یتباعد، و مخطوفُ الحَشا: ضامِرُه، و زَرِم: لا یَثْبُتُ فی مكان، و الشُّدُوفُ: الأَشخاص، واحدها شَدَفٌ. قال ابن بری: و صَوامٌ جَبَلٌ؛ قال الشاعر: بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ، كأَنَّ جَدِیلَه بقَیْدُومِ رعْنٍ مِنْ صَوامٍ مُمَنَّع

صیم؛ ج12، ص: 352

: الصِّیَمُّ: الصُّلْبُ الشدید المجتمعُ الخَلْقِ، و الله تعالی أَعلم.

فصل الظاء المعجمة؛ ج12، ص: 352

ضبثم؛ ج12، ص: 352

: ضَبْثَمٌ: من أَسماء الأَسد.

ضبرم؛ ج12، ص: 352

: الضُّبارِمُ، بالضم: الشدیدُ الخَلْق من الأُسْد. الضُّبارِمُ و الضُّبارِمةُ: الأَسد الوَثیق. و الضُّبارِمُ و الضُّبارِمةُ: الجری‌ءُ علی الأَعْداء، و هو ثلاثی عند الخلیل. ابن السكیت: یقال للأَسد ضُبارِمٌ و ضُبارِك، و هما من الرجال الشجاع.

ضثم؛ ج12، ص: 352

: الضَّیْثَمُ: من أَسماء الأَسد، فَیْعَل من ضَثَم. الجوهری: الضَّیْثَمُ الأَسدُ مثل الضَّیْغَم، أُبدِلَ غَیْنُه ثاءً، و فی أَصحاب الاشتقاق مَنْ یقول: هو الضَّبْثمُ، بالباء. قال أَبو منصور: لم أَسمع ضَیْثَم فی أَسماء الأَسد، بالیاء، و قد سمعت ضَبْثَم، بالباء، و المیم زائدة، أصله من الضَّبْث، و هو القَبْضُ علی الشی‌ء، هذا هو الصحیح.

ضجم؛ ج12، ص: 352

: الضَّجَمُ: العِوَجُ: اللیث: الضَّجَم عِوَجٌ فی الأَنف یَمیل إلی أحد شِقَّیه. الجوهری: الضَّجَمُ أَن یمیلَ الأَنفُ إلی أَحد جانبی الوجْه. و الضَّجَمُ أَیضاً: اعْوِجاجُ أَحد المَنْكِبَین. و المُتَضاجِمُ: المعْوَجُّ الفم؛ و قال الأَخطل: جزَی الله عَنَّا الأَعْوَرَیْنِ مَلامةً، وَ فَرْوَة ثَفْرَ النَّوْرةِ المُتَضاجِمِ و فَرْوةُ: اسمُ رجل. المحكم: الضَّجَمُ عِوَجٌ فی خَطْم الظَّلِیم، و ربما كان مع الأَنفِ أَیضاً فی الفَمِ و فی العُنُق مَیَلٌ یُسمّی ضَجَماً، و النعتُ أَضْجَمُ و ضَجماءُ. و الضَّجَمُ: عِوجٌ فی الفمِ و مَیَلٌ فی الشِّدْق، و قد یكون عِوَجاً فی الشفةِ و الذقَنِ و العُنُق إلی أَحد شِقَّیْه، ضَجِمَ ضَجَماً و هو أَضْجَم؛ و قد یكون الضَّجَم عِوَجاً فی البئر و الجراحة كقول العجاج: عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّی مَنْ سَبَرْ یَصِف الجِراحات فشبَّهها فی سَعتِها بالآبار المُعْوَجَّة الجِیلان؛ و قال القطامی یصف جراحة:
لسان العرب، ج‌12، ص: 353
إذا الطَّبِیبُ بِمِحْرافَیْه عالَجَها، زادَتْ علی النَّفْرِ أَو تحْریكِه ضَجَما النَّفْرُ: الوَرَم، و قیل: خروجُ الدم. و قَلیبٌ أضْجَمُ إذا كان فی جالِها عِوَجٌ. و قالوا: الأَسماء تَضاجَمُ أی تختلفُ، و هو مما تقدّم. و تضاجَمَ الأَمرُ بینهم إذا اختلف. ابن الأَعرابی: الضَّجِمُ و الجُراضِمةُ من الرجال الكثیرُ الأَكلِ، و هو الجُرامِضةُ أَیضاً. و الضُّجْمةُ: دُوَیْبَّة مُنْتِنة الرائحة تَلْسَع. و ضُبَیْعةُ أَضْجَمَ: قبیلةٌ من العرب نُسِبَت إلی رجل منهم، و قیل: قبیلةٌ فی ربیعةَ معروفة. قال ابن الأَعرابی: أَضْجَمُ هو ضُبَیْعة بن قیس بن ثعلبة، فجعل أَضجم هو ضُبَیْعة نفْسه، فعلی هذا لا تصح إضافة ضُبَیعة إلیه لأَن الشی‌ء لا یُضاف إلی نفْسه، قال: و عندی أَن اسمَه ضُبَیعة و لقبه أَضْجَم، و كلا الاسمین مفرد، و المفرد إذا لُقِّبَ بالمفرد أُضیف إلیه كقولك قَیْسُ قُفَّة و نحوه، فعلی هذا تصح الإِضافة.

ضجعم؛ ج12، ص: 353

: ضَجْعَمٌ: أَبو بَطْنٍ من العرب. قال ابن سیدة: ضَجْعَمٌ من وَلدِ سَلِیح و أَولاده الضَّجاعِمة كانوا مُلوكاً بالشام، زادوا الهاء لمعنی النسب كأنهم أَرادوا الضَّجْعَمِیُّون.

ضخم؛ ج12، ص: 353

: الضَّخْمُ: الغلیظُ من كل شی‌ءٍ. و الضُّخامُ، بالضم: العظیمُ من كل شی‌ء، و قیل: هو العظیمُ الجِرْم الكثیرُ اللحْمِ، و الجمع ضِخامٌ، بالكسر، و الأُنثی ضَخْمة، و الجمع ضَخْماتٌ، ساكنة الخاء لأَنه صفة، و إنما یُحَرَّك إذا كان اسماً مثل جَفَنات و تَمَرات. و فی التهذیب: و الأَسماء تُجْمَع علی فَعَلات نحو شَرْبة و شَرَبات و قَرْیة و قَرَیات و تمرة و تَمَرات، و بناتُ الواو فی الأَسماء تُجْمع علی فعْلات نحو جَوْزة و جَوْزات، لأَنه إن ثُقِّل صارت الواو أَلِفاً، فتُرِكَت الواو علی حالِها كراهة الالتباس، قال: و یُسْتعار فیقال أَمرٌ ضَخْمٌ و شأنٌ ضَخْمٌ. و طریقٌ ضَخْمٌ: واسعٌ؛ عن اللحیانی. و قد ضَخُمَ الشی‌ءُ ضِخَماً و ضَخامةً و هذا أَضخم منه، و قد شُدِّد فی الشعر لأَنهم إذا وقفوا علی اسم شدَّدُوا آخره إذا كان ما قبله متحركاً كالأَضْخَمّ و الضِّخَمّ و الإِضْخَمّ؛ قال ابن سیدة: فأَما ما أَنشده سیبویه من قول رؤبة: ضَخْم یُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمّا فعلی أَنه وَقَفَ علی الأَضْخَمِّ، بالتشدید، كلغة من قال رأیت الحَجَرْ، و هذا محمدْ و عامِرْ و جَعْفَرْ، ثم احتاج فأَجراه فی الوصل مُجْراه فی الوقف، و إنما اعْتَدَّ به سیبویه ضرورةً لأَن أَفْعَلًا مُشدَّداً عَدَمٌ فی الصفات و الأَسماء، و أَما قوله: و یرْوی … الإِضْخَمَّا فلیس مُوَجهاً علی الضرورة، لأَن إفْعَلًّا موجودٌ فی الصفات و قد أَثبته هو فقال: إرْزَبٌّ صفةٌ، مع أَنه لو وَجَّهَه علی الضرورة لتَناقَضَ، لأَنه قد أَثبت أَن إفْعَلًا مخفَّفاً عدَمٌ فی الصفات، و لا یَتَوَجَّه هذا علی الضرورة، إلَّا أَن تُثْبِت إفْعَلًا مخففاً فی الصفات، و ذلك ما قد نَفاه هو، و كذلك قوله: و یُرْوی الضِّخَمّا، لا یتوجه علی الضرورة، لأَن فِعَلًا موجودٌ فی الصفة و قد أَثبته هو فقال: و الصِّفةٌ خِدَبٌّ، مع أَنه لو وجهه علی الضرورة لَتناقَضَ، لأَن هذا إنما یتجه علی أَن فی الصفات فِعَلًا، و قد نفاه أَیضاً إلّا فی المعتلِّ و هو قولهم: مكانٌ سِویً، فثبت من ذلك أَن الشاعر لو قال الإِضْخَمّا و الضِّخَمّا كان أَحْسَنَ، لأَنهما لا یَتَّجِهان علی الضرورة، لكن سیبویه أشعَرك أَنه قد سَمِعه علی هذه الوجوه الثلاثة، قال:
لسان العرب، ج‌12، ص: 354
و الأَضْخَمُّ، بالفتح، عندی فی هذا البیت علی أَفْعَلَ المُقْتضِیةِ للمُفاضَلة، و أَن اللامَ فیها عَقِیبُ مِنْ، و ذلك أَذْهَبُ فی المدح، و لذلك احتمل الضرورة لأَن أَخَوَیْه لا مُفاضَلَة فیهما. قال ابن سیدة: و أَما قولُ أَهلِ اللغة شی‌ءٌ أَضخَمُ فالذی أَتَصَوَّرُه فی ذلك أَنهم لم یَشْعُروا بالمُفاضلةِ فی هذا البیت، فجعلوه من باب أَحْمَر، قال: و یدلُّك علی المُفاضَلة أَنهم لم یَجِیئُوا به فی بیت و لا مَثَلٍ مُجَرَّداً من اللام فیما علمناه من مشهور أَشعارهم، علی أَن الذی حكاه أَهل اللغة لا یمتنع، فإن قلت: فإن للشاعر أَن یقول الأَضْخَمَ مخففاً، قیل: لا یكون ذلك لأَن القطعة من مَكْشوفِ مَشْطورِ السریع، و الشَّطْرُ علی ما قُلْتَ أَنت من الضرب الثانی منه و ذلك مُسَدَّسٌ؛ و بیته: هاجَ الْهَوَی رَسْمٌ بذاتِ الغَضی، مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ فإن قلت: فإن هذا قد یجوز علی أَن تَطْوی مفعولن و تنقُلَه فی التقطیع إلی فاعلن، قیل: لا یجوز ذلك فی هذا الضرب لأَنه لا یجتمع فیه الطی و الكشف، و قول الأَخفش فی ضِخَمّا: و هذا أَشدُّ لأَنه حرك الخاء و ثقل المیم، یرید أَنه غیَّر بناء ضَخْم، و هذا التحریف كثیرٌ عنهم فاشٍ مع الضرورة فی استعمالهم؛ أ لا تری أنهم قالوا فی قول الزَّفَیان: بِسَبْحَلِ الدَّفَّیْنِ عَیْسَجُور أَراد سِبَحْل كقول المرأة لِبِنْتِها: سِبَحْلة رِبَحْلة تَنْمی نَباتَ النَّخْلة. و هذا البیت الذی أَنشده سیبویه لرؤبة أورده ابنُ سیدة و الجوهریُّ و غیرُهما: ضَخْمٌ یُحِبُّ الخُلُق الأَضْخمَّا قال ابن بری: و صوابه ضَخْماً، بالنصب، لأَن قبله: ثمَّتَ حیثُ حَیَّةٌ أَصَمَّا و الأُضْخُومةُ: عُظَّامةُ المرأةِ و هی الثوب تَشُدُّه المرأة علی عجیزتها لتُظَنَّ أَنها عَجْزاء. و المِضْخَمُ: الشدیدُ الصَّدْمِ و الضَّرْبِ. و المِضْخَمُ: السَّیِّدُ الضخم الشریفُ. و الضِّخَمَّةُ: العَرِیضةُ الأَرِیضةُ الناعِمةُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لعائذ بن سعد العَنْبریّ یَصِفُ وِرْدَ إبِله: حُمْراً، كأَنَّ خاضِباً منها خَضَبْ ذُرَی ضِخَمَّاتٍ، كأَشْباه الرُّطَبْ و بنو عَبْدِ بن ضَخْمٍ: قبیلةٌ من العرَبِ العارِبة دَرَجُوا.

ضرم؛ ج12، ص: 354

: الضَّرَمُ: مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَماً. و ضَرِمَت النارُ و تَضَرَّمَتْ و اضْطَرَمَت: اشْتَعَلَتْ و الْتَهَبَتْ، و اضْطَرَمَ مَشِیبهُ كما قالوا اشْتَعَلَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد: و فی الْفَتی، بَعْدَ المَشِیب المُضْطَرِمْ، مَنافِعٌ و مَلْبَسٌ لِمَنْ سَلِمْ و هو علی المثل. و أَضْرَمْتُ النارَ فاضْطَرَمَتْ و ضَرَّمْتها فضَرِمَتْ و تَضرَّمَتْ: شُدِّدَ للمبالغة؛ قال زهیر: و تَضْرَ، إذا ضَرَّیْتُموها فَتضْرَم «3». و اسْتَضْرَمْتُها: أَوْقَدْتُها؛ و أَنشد ابن درید: حِرْمِیَّةٌ لم یَخْتَبِزْ أَهْلُها فَثّاً، و لم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا
(3). و صدر البیت: متی تبعثوها تبعثوها ذمیمةً
لسان العرب، ج‌12، ص: 355
اللیث: و الضَّرِیمُ اسمٌ للحَریق؛ و أَنشد: شَدّاً كما تُشَیِّعُ الضَّرِیما شَبَّهَ حفیفَ شدِّه بحَفیفِ النارِ إذا شَیَّعْتَها بالحطَبِ أی أَلْقَیْتَ علیها ما تُذَكِّیها به؛ روی ذلك عن الأَصمعی. و‌فی حدیث الأُخدود: فأمَرَ بالأَخادِیدِ و أَضْرَمَ فیها النِّیرانَ، و قیل: الضَّریم كُلُّ شی‌ءٍ أَضْرَمْتَ به النار. التهذیب: الضَّرَمُ من الحطب ما التهبَ سریعاً، و الواحدةُ ضَرَمَةٌ. و الضِّرامُ: ما دَقَّ من الحَطَبِ و لم یكن جَزْلًا تُثْقَبُ به النارُ، الواحد ضَرَمٌ و ضَرَمَةٌ؛ و منه قول الشاعر و نسبه ابن بری لأَبی مریم: أَرَی خَلَلَ الرَّمادِ وَمِیضَ جَمْرٍ، أُحاذِرُ أَن یَشِبَّ له ضِرَامُ الجوهری؛: الضِّرامُ اشتِعالُ النارِ فی الحَلْفاءِ و نحْوها. و الضِّرامُ أَیضاً: دُقاق الحَطبِ الذی یُسْرعُ اشْتِعالُ النار فیه؛ و أَنشد ابن بری فیه: و لكِنْ بِهاتِیكِ البِقاعِ فأَوْقدِی بجَزْلٍ، إذا أَوْقَدْتِ، لا بِضرامِ «1». و الضَّرَمةُ: السَّعَفةُ و الشِّیحةُ فی طَرَفِها نارٌ. و الضِّرامُ و الضِّرامةُ: ما اشْتَعَلَ من الحَطَب، و قیل: الضِّرامُ جمعُ ضِرَامةٍ. و الضِّرامُ أَیضاً من الحطب: ما ضَعُفَ و لانَ كالعرْفَج فما دُونَه، و الجَزْل: ما غلُظ و اشْتَدّ كالرِّمْثِ فما فَوْقَه، و قیل: الضِّرامُ من الحطب كلُّ ما لم یكن له جَمْرٌ، و الجَزْلُ ما كان له جَمْرٌ. و الضَّرَمةُ: الجَمرةُ، و قیل: هی النارُ نفسُها، و قیل: هی ما دَقَّ من الحَطَب. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: و الله لَوَدَّ مُعاویةُ أَنه ما بَقِیَ مِنْ بنی هاشمٍ نافِخُ ضَرَمةٍ؛ هی بالتحریك النارُ، و هذا یقال عند المُبالَغة فی الهلاك لأَن الكبیر و الصغیر یَنْفُخانِ النار. و أَضْرَمَ النارَ إذا أَوْقدَها. و ما بالدارِ نافخُ ضَرَمةٍ أی ما بها أَحدٌ، و الجمعُ ضَرَمٌ؛ قال طُفَیْل: كأَنَّ، علی أَعْرافِهِ و لجامِهِ، سَنَا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ مُتَلَهِّب قال ثعلب: یقول مِنْ خِفَّةِ الجَرْی كأَنَّه یَضْطَرِمُ مِثْلَ النار. و قال ابن الأَعرابی: هو أَشْقَرُ؛ و أَنشد ابن بری للمُتَلَمِّس: و قَدْ أَلاحَ سُهَیْلٌ، بَعْدَ ما هَجَعُوا، كأَنَّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: قال قَیْسُ ابنُ أَبی حازم كان یخرج إلینا و كأَنَّ لِحْیَتهُ ضِرامُ عَرْفَجٍ؛ الضِّرامُ: لَهَبُ النارِ شُبِّهتْ به لأَنه كان یَخْضِبُها بالحِنَّاء. و الضَّرَمُ: شدَّةُ العَدْوِ. و یقال: فرسٌ ضَرِمٌ شدیدُ العَدْوِ؛ و منه قوله: ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ و الضَّرْیَمُ: الحَریقُ نَفْسُه؛ عن أَبی حنیفة. و الضَّرَمُ: غضَبُ الجوع. و ضَرِمَ علیه ضَرَماً و تَضَرَّمَ: تَحَرَّقَ. و ضَرِمَ الشی‌ءُ، بالكسر: اشتدّ حرُّه. یقال: ضَرِمَ الرجلُ إذا اشتدّ جوعُه. أَبو زید: ضَرِمَ فلانٌ فی الطَّعامِ ضَرَماً إذا جَدَّ فی أَكْله لا یَدْفَع منه شیئاً. و یقال: ضَرِمَ علیه و تَضَرَّمَ إذا احْتَدَّ غَضَباً. و تضَرَّمَ علیه: غَضِبَ. ابن شمیل: المُضْطَرِمُ المُغْتَلِمُ من الجمال تراه
(1). قوله [و لكن بهاتیك البقاع] أنشده فی الأَساس: و لكن بهذاك الیفاع، بمثناة تحتیة ففاء
لسان العرب، ج‌12، ص: 356
كأَنه حُسْحِسَ بالنار، و قد أَضْرَمَتْه الغُلْمةُ. و ضَرِمَ الفَرسُ فی عَدْوِه ضَرَماً، فهو ضارِمٌ، و اضْطَرمَ: و ذلك فوق الإِلْهابِ. و ضَرِمَ الأَسَدُ إذا اشْتدَّ حَرُّ جوْفِه من الجوع، و كذلك كلُّ شی‌ء اشْتَدَّ جُوعُه من اللَّواحِم. و الضَّرِمُ: الجائعُ. و اسْتَضْرَمَتِ الحَبّةُ: سَمِنَتْ و بَلَغَتْ أن تُشْوی. و الضِّرْمُ و الضَّرِمُ: فَرْخُ العُقابِ؛ هاتانِ عن اللحیانی. و الضَّرْم و الضُّرْمُ: ضَرْبانِ من الشجر. قال أَبو حنیفة: الضُّرْمُ شجرٌ طَیِّبُ الرِّیح، و كذلك دخانُه طَیِّبٌ. و قال مرّة: الضُّرْمُ شجرٌ أَغبرُ الوَرَق وَرَقُه شبیهٌ بورَق الشِّیح، و له ثمر أَشْباهُ البَلُّوط، حُمْرٌ إلی السَّواد، و له وَرْدٌ أَبیض صغیرٌ كثیرُ العسَلِ. و الضِّرامةُ: شجرُ البُطْم. و الضِّرْیَمُ: ضَرْبٌ من الصَّمْغ. و الضِّرامُ: ما اتَّسَعَ من الأَرض؛ عن ابن الأَعرابی.

ضرزم؛ ج12، ص: 356

: الضَّرْزَمةُ: شِدَّةُ العَضِّ و التصمیم علیه. و أَفْعی ضِرْزِمٌ: شدیدةُ العَضِّ؛ و أَنشد فیه: یُباشِرُ الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ و أَنشد أَیضاً الجوهری للْمُساوِر بن هِنْدٍ العَبْسِیَّ: یا رِیَّها یَوْمَ تُلاقی أَسْلَما، یَوْمَ تُلاقی الشَّیْظَمَ المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراه أَهْضَما، عِنْدَ كِرامٍ لم یكنْ مُكَرَّما تَحْسِبُ فی الأُذْنَیْنِ منه صَمَما، قد سالَمَ الحَیَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ و الشُّجاعَ الشَّجْعَما، و ذاتَ قَرْنَیْنِ ضَمُوزاً ضِرْزِما هَوَّمَ فی رِجْلَیْهِ حینَ هَوَّما، ثم اغتَدَیْنَ و غَدا مُسَلَّما قوله: ذاتَ قرنین، أَفْعی لها قرنانِ من جِلْدها. و الضَّمُوزُ: الساكنة. و ناقة ضِرْزِمٌ و ضَرْزَمٌ؛ الأَخیرة عن یعقوب، و ضِمْرِزٌ: مُسِنَّة و هی فوق العَوْزَمِ، و قیل: كبیرة قلیلة اللبن. أَبو عبید: یقال للناقة التی قد أَسَنَّتْ و فیها بقیةٌ من شَباب الضِّرْزِمُ. ابن السكیت: الضِّرْزِمُ من النوق القلیلةُ اللبن مثل ضِمْرِزٍ، قال: و نُری أَنه من قولهم رجل ضِرِزٌّ إذا كان بخیلًا، و المیم زائدة؛ و قال غیره: الضِّمْرِزُ الناقةُ القویة، و أَما الضِّرْزِمُ فالمُسِنَّة و فیها بقیةُ شَباب؛ قال المُزَرِّدُ أَخُو الشّماخِ: قَذِیفَةُ شَیْطانٍ رَجیم رَمی بها، فصارَتْ ضَواةً فی لَهازِمِ ضِرْزِم و كان قد هَجا كعبَ بن زهیر فزَجَره قَوْمُه فقال: كیف أَردّ الهجاء و قد صارت القَصِیدَةُ ضَواةً فی لَهازِمِ نابٍ؟ لأَنها كبیرةُ السِّنِّ لا یُرْجی بُرْؤُها كما یُرْجی بُرْؤُ الصغیر.

ضرسم؛ ج12، ص: 356

: ابن الأَعرابی: الضِّرْسامَةُ الرِّخْوُ اللئیم. و رجل ضِرْسامةٌ: نعتُ سَوْءٍ من الفَسالَة و نحوها. و ضِرْسامٌ: اسم ماء؛ قال النمر بنُ تَوْلَبٍ: أَرْمی بها بَلَداً تَرْمیهِ عن بَلَدٍ، حتی أُنِیخَتْ علی أَحْواضِ ضِرْسامِ

ضرضم؛ ج12، ص: 356

: ابن الأَعرابی: الضَّرْضَمُ ذَكَرُ السباع، و قال فی موضع آخر: من غریب أسماء الأَسد الضَّرْضَمُ، و كنیته أَبو العباس.
لسان العرب، ج‌12، ص: 357‌

ضرطم؛ ج12، ص: 357

: التهذیب فی الرباعی: الضُّراطِمیُّ من الأَرْكابِ الضَّخمُ الجافی، و أَنشد لجریر: تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِیّ، كأَنَّ علی مَشافِرِه صُبابا و قال: مَتاعٌ هَدَّارُ المَشافِر یَهْدِرُ مِشْفَرُه لاغْتِلامِها؛ و رواه ابن شمیل: تُنازِعُ زَوْجَها بعُمارِطِیّ، كأَنَّ علی مَشافِرِه جُبابا و قال: عُمارِطیُّها فَرْجُها.

ضرغم؛ ج12، ص: 357

: الضَّرْغَمُ و الضِّرْغامُ و الضِّرْغامةُ: الأَسد. و رجل ضِرْغامةٌ: شُجاعٌ، فإما أَن یكون شُبِّه بالأَسد، و إِما أَن یكون ذلك أَصلًا فیه؛ و أَنشد سیبویه: فَتی الناسِ لا یَخْفی علیهم مكانهُ، و ضِرْغامةٌ إنْ هَمَّ بالأَمْر أَوْقَعا قال: و الأَسْبَقُ أَنه علی التشبیه. و فَحْلٌ ضِرْغامة: علی التشبیه بالأَسد. قیل لابْنةِ الخُسِّ: أَیُّ الفُحولِ أَحمدُ؟ فقالت: أَحمرُ ضِرْغامَة شدید الزَّئیر قلیلُ الهَدیر. و الضَّرْغَمَةُ و التَّضَرْغمُ: انتخابُ الأَبطالِ فی الحرب، و ضَرْغَم الأَبطالُ بعضُها بعضاً فی الحرب. اللیث: تَضَرْغَمتِ الأَبطالُ فی ضَرْغَمَتِها بحیث تأْتخذُ فی المعْركةِ، و أَنشد: و قَوْمی، إنْ سأَلْتَ، بنُو علیّ، متی تَرَهُم بضَرْغَمَةٍ تَفِرُّ «1». و‌فی حدیث قُسّ: و الأَسد الضِّرْغام؛ هو الضاری الشدیدُ المِقْدام من الأُسود. و فی نوادر الأَعراب: ضِرْغامةٌ من طِینٍ و ثَوِیطَةٌ و لَبِیخَةٌ و لِیخَةٌ و هو الوَحَلُ.

ضغم؛ ج12، ص: 357

: الضَّغْم: العَضُّ غیر النَّهْشِ. ضَغَم به یَضْغَم ضَغْماً و ضَغَمَه: عَضَّ عَضّاً دون النَّهْشِ، و قیل: هو أَن یملأَ فمَه مما أَهْوی إلیه؛ و أَنشد سیبویه: و قد جَعَلَتْ نفسی تطیبُ لضَغْمَةٍ، لضَغْمِهِماها یَقْرَعُ العَظْمَ نابُها قیل: هو العَضُّ ما كان. و‌فی حدیث عُتْبة بن عبدِ العُزَّی: فعَدا علیه الأَسدُ فأَخذ برأْسِه فضَغَمه ضَغْمةً؛ الضَّغْمُ: العضُّ الشدید، و منه سمی الأَسدُ ضَیْغماً، بزیادة الیاء؛ و منه‌حدیث عُمَر و العَجوز: أَعاذكم اللهُ من جَرْحِ الدَّهْرِ و ضَغْمِ الفَقْرِ‌أَی عَضِّه. و الضُّغامَةُ: ما ضَغَمْتَه ثم لَفَظْتَه من فیكَ. و الضَّیْغَم: الذی یَعَضُّ، و الیاء زائدة. و الضَّیْغَم و الضَّیْغَمِیُّ: الأَسد مشتق من ذلك، و قیل: هو الواسع الشِّدْقِ منها؛ قال كعب: من ضَیْغَمٍ من ضِراءِ الأُسْدِ مخْدَرُه، ببطْنِ عَثَّرَ غِیلٌ دونه غِیلُ «2». و ضَیْغَمٌ: من شعرائهم؛ قال ابن جنی: هو ضَیْغَم الأَسَدِیُّ.

ضمم؛ ج12، ص: 357

: الضَّمُّ: ضَمُّكَ الشی‌ءَ إلی الشی‌ء، و قیل: قَبْضُ الشی‌ء إلی الشی‌ء، و ضَمَّه إلیه یَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ و تَضامَّ. تقول: ضَمَمْتُ هذا إلی هذا، فأَنا ضامٌّ و هو مَضْموم. الجوهری: ضمَمْتُ الشی‌ءَ إلی الشی‌ء فانْضَمَّ إلیه و ضامَّهُ. و‌فی حدیث عمر: یا هُنَیُّ ضُمَّ جَناحَك عن الناس‌أَی أَلِنْ جانِبَك لهم و ارْفُقْ
(1). قوله [بنو علی] حیّ من كنانة و النسبة إلیهم علیون لا علویون كذا بهامش التهذیب (2). روایة قصیدة كعب: من خادرِ من لیوثِ الأَرض، مَسكِنُه، من بطن عثَّرَ غِیلٌ دونَه غِیل
لسان العرب، ج‌12، ص: 358
بهم. و‌فی حدیث زُبَیْبٍ العَنْبَرِیّ: أَعْدِنی علی رجُلٍ من جُنْدِك ضَمَّ منی ما حَرَّمَ اللهُ و رسولهُ‌أی أَخذَ من مالی و ضَمَّه إلی مالِه. و ضامَّ الشی‌ءُ الشی‌ءَ: انْضَمَّ معه. و تَضامَّ القومُ إذا انضَمَّ بعضُهم إلی بعض. و‌فی حدیث الرؤیة: لا تَضامُّون فی رؤیته، یعنی رؤیة الله عز و جل، أَی یَنْضَمُّ بعضُكم إلی بعضٍ، فیقولَ واحدٌ لآخر أَرِنِیه كما تَفعلون عند النظر إلی الهلال، و‌یروی: لا تُضامُّونَ، علی صیغة ما لم یسم فاعله. قال ابن سیدة: و لم أرَ ضامّ متعدیاً إلّا فیه، و‌یروی: تُضامُونَ، من الضَّیْم، و هو مذكور فی موضعه؛ قال ابن الأَثیر: یروی هذا الحدیث بالتشدید و التخفیف، فالتشدید معناه لا یَنْضَمُّ بعضكم إلی بعض و تَزْدحمون وقتَ النظر إلیه، قال: و یجوز ضم التاء و فتحها علی تُفاعَلون و تَفاعَلون، و معنی التخفیف لا یَنالكم ضَیمٌ فی رؤْیته فیراه بعضُكم دون بعض. و الضَّیْمُ: الظُّلْم؛ فأما قول أبی ذؤیب: فألْفَی القومَ قد شَرِبُوا، فَضَمُّوا، أمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِیفُ أَراد أنهم اجتمعوا و ضَمُّوا إلیهم دوابهَّم و رِحالَهُم، فحذف المفعول و حَذْفُه كثیر. و اضْطَمَمْتُ الشی‌ءَ: ضَمَمْتُه إلی نفسی، و اضْطَمَّ فلانٌ شیئاً إلی نفسه، و قال الأَزهری فی آخر الضاد و الطاء و المیم: و أما الاضْطِمام فهو افْتِعالٌ من الضّمِّ. و‌فی الحدیث: كان نبی الله، صلی الله علیه و سلم، إذا اضْطَمَّ علیه الناس أَعْنَقَ‌أی ازْدحموا، و هو افْتَعَلَ من الضم، فقلبت التاء طاء و لأَجل لفظة الضاد. و‌فی حدیث أبی هریرة: فدنا الناسُ و اضْطَمَّ بعضهم إلی بعض.و اضْطَمَّتْ علیه الضُّلُوعُ أی اشْتَملت. و الضُّمامُ: كلُّ ما ضُمَّ به شی‌ءٌ إلی شی‌ء و أَصْبَحَ مُنْضَمّاً أَی ضامِراً كأَنه ضُمَّ بعضُه إلی بعض. و ضامَمْتُ الرجلَ: أقمت معه فی أَمر واحد مُنْضَمّاً إلیه. و الإِضْمامَةُ: جماعةٌ من الناس لیس أَصلهم واحداً و لكنهم لَفیفٌ، و الجمع الأَضامِیمُ؛ و أَنشد: حَیٌّ أَضامِیمُ و أَكْوارُ نَعَمْ و یقال للفرس: سَبَّاقُ الأَضامِیمِ أَی الجماعات؛ قال ابن بری: و منه قول ذی الرمة: و الحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهنَّ الأَضامِیمُ و فی كتابه لوائل بن حُجْرٍ: و من زنی من ثَیِّبٍ فضَرِّجُوه بالأَضامیم؛ یرید الرَّجْمَ، و الأَضامِیمُ: الحجارةُ، واحدتها إضْمامةٌ. قال: و قد یُشَبَّه بها الجماعاتُ المختلفةُ من الناس. و‌فی حدیث یحیی بن خالد: لنا أَضامیمُ من هاهنا و هاهنا‌أَی جماعاتٌ لیس أَصلهم واحداً كأَنَّ بعضَهم ضُمَّ إلی بعض. و الإِضْمامة من الكُتب: ما ضُمَّ بعضُه إلی بعض. الجوهری: الإِضْمامَةُ من الكُتُب الإِضْبارة، و الجمع الأَضامِیمُ. یقال: جاء فلان بإضمامَةٍ من كُتُبٍ. و‌فی حدیث أَبی الیَسَرِ: ضِمامةٌ من صُحُفٍ‌أَی حُزْمَةٌ، و هی لغة فی الإِضمامة. و الضِّمُّ و الضِّمامُ: الداهیة الشدیدة. قال أَبو منصور: العرب تقول للداهیة صَمِّی صَمامِ، بالصاد، قال: و أَحسب اللیثَ رآه فی بعض الصُّحُفِ فصحَّفه و غیَّر بناءه، و الضَّمْضَمُ مثله. و قال أَبو حنیفة: إذا سَلَكَ الوادی بین أكمتین طویلتین سمی ذلك الموضعُ الموضِعَ المَضْمومَ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 359
و الضُّماضِمُ: من أَسماء الأَسد. و أَسَدٌ ضُماضِمٌ: یضُمُّ كلَّ شی‌ء، و ضَمْضَمَتُه: صَوْتُه، و ضَمْضَمٌ: من أَسمائه. و ضَمْضَمٌ: اسم رجل. و رجل ضُمَضِمٌ و ضُماضِمٌ: جری‌ءٌ ماضٍ. و ضَمْضَمَ الرجلُ إذا شَجَّعَ قَلْبَه. و الضُّماضِمُ: الأَكُولُ النَّهِمُ المُسْتأْثِرُ، و قیل: الكثیر الأَكل الذی لا یشبع. و ضَمَّ علی المال و ضَمْضَمَ: أَخَذَه كُلَّه. الأُمَوِیُّ: یقال للرجل البخیل الضِّرزُّ، بتشدید الزای، و الضُّماضِمُ و العَضَمَّرُ كُلُّه من صفة البخیل، قال: و هو الصُّوَتِنُ علی فُعَلِنٍ أَیضاً. ابن الأَعرابی: الضَّمْضَمُ الجَسیمُ الشُّجاعُ، بالضاد، و الصَّمْصَمُ البخیل النهایة فی البُخْل، بالصاد. و‌روی عن الحسن أنه قال: خَباثِ كلَّ عِیدانِكِ قد مَضِضْنا فوَجَدْنا عاقبته مُرّاً؛ یخاطب الدنیا. و الضُّمَضِمُ: الغَضْبانُ، و الله أَعلم.

ضوم؛ ج12، ص: 359

: ضُمْتُه: كضِمْتُه أَی ظَلَمْته، و سنذكره فی الیاء أَیضاً.

ضیم؛ ج12، ص: 359

: الضَّیْمُ الظُّلْمُ. و ضامه حَقَّه ضَیْماً: نَقَصه إیاه. قال اللیث: یقال ضَامَه فی الأَمر و ضامَهُ فی حقه یَضِیمُه ضَیْماً، و هو الانتقاصُ، و اسْتَضامَه فهو مَضِیمٌ مُسْتَضامٌ أَی مَظْلُوم، و قد جُمعَ المصدرُ من هذا فقیل فیه ضُیُومٌ؛ قال المُثَقِّبُ العبدی: و نَحْمی علی الثَّغْرِ المَخُوفِ، و نَتَّقِی بغارَتِنا كَیْدَ العِدی و ضُیُومَها و یقال: ما ضِمْتُ أَحداً و ما ضُمْتُ أَی ما ضامَنی أَحدٌ. و المَضِیمُ: المَظْلُوم. الجوهری: و قد ضِمْتُ أَی ظُلِمْتُ، علی ما لم یسم فاعله، و فیه ثلاث لغات: ضِیمَ الرجلُ و ضُیِمَ و ضُومَ كما قیل فی بِیعَ؛ قال الشاعر: و إنی علی المَوْلی، و إن قَلَّ نَفْعُه، دَفُوعٌ، إذا ما ضُمتُ، غَیْرُ صَبورِ و فی حدیث الرؤیة،و قد قیل له، علیه السلام: أَ نَری رَبَّنا یا رسولَ الله؟ فقال: أَ تُضامُونَ فی رؤیة الشمس فی غیر سَحابٍ؟ قالوا: لا، قال: فإنكم لا تضامُونَ فی رؤیته، و روی تُضارُونَ و تُضارُّونَ، و قد تقدم. التهذیب: تضامُون و تُضامُّون، بالتشدید و التخفیف، التشدیدُ من الضَّمِّ و معناه تُزاحَمُون، و التخفیف من الضَّیْم لا یَظْلِمُ بعضُكم بعضاً. و الضِّیمُ، بالكسرِ: ناحیةُ الجَبَل و الأَكَمةِ. و ضِیمٌ: جَبَلٌ فی بلاد هُذَیْلٍ؛ قال أَبو جُنْدَب: و غَرَّبْتُ الدعاءَ، و أَیْنَ مِنِّی أُناسٌ بین مَرِّ و ذی یَدُومِ؟ و حَیٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها، لدی قُرَّانَ حتی بَطْنِ ضِیمِ مَرِّ، بالخفض، و المَناقِبُ: طریقُ الطائف من مكة. و ضِیمٌ: جَبَلٌ. و الضِّیمُ: وادٍ فی السَّراةِ؛ قال ساعدةُ بن جُؤیَّةَ: فما ضَرَبٌ بَیْضاءُ یَسْقِی ذَنُوبَها دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فضِیمُها الجوهری: الضِّیمُ، بالكسر، ناحیةُ الجَبَل فی قول الهُذَلی، و أَنشد البیت. قال ابن بری: ذَنوبها نصیبها. و دُفاقٌ: وادٍ، و كذلك عُرْوانُ و ضِیمٌ.

ضیثم؛ ج12، ص: 359

: الضَّیْثَمُ: الشدیدُ، و به سمی الرَّجُلُ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 360‌

فصل الطاء المهملة؛ ج12، ص: 360

طحم؛ ج12، ص: 360

: طَحْمَةُ السیلِ و طُحْمَتُه، بفتح الطاء و ضمها: دُفَّاعُ مُعْظَمِه، و قیل: دُفْعَتُه الأُولی و مُعْظَمُه، و كذلك طُحْمَة اللیلِ؛ و أَنشد ابن بری لعُمارة بنِ عُقَیْلٍ: أَجالتْ حَصاهُنَّ الدَّوادی، و حَیَّضَتْ علیهنَّ حَیْضاتُ السُّیول الطَّواحِمِ. و أَتَتْنا طُحْمةٌ من الناس و طَحْمةٌ أَی جماعة، و فی المحكم: أَی دُفْعَةٌ، و هم أكثر من القادِیةَ، و القادِیَةُ أَوَّلُ من یطرأْ علیك، و قیل: طُحْمَةُ الناس جَماعتُهم. و طَحْمَةُ الفِتْنة: جَوْلَةُ الناسِ عندها. و رجل طُحَمة مثال هُمَزة: شدیدُ العِراكِ. و قوس طَحُومٌ: سریعة السهم. الأَصمعی: الطَّحُوم و الطَّحُورُ الدَّفُوعُ. و قوس طَحُومٌ و طَحُورٌ بمعنی واحد. و الطَّحْمَةُ: ضَرْبٌ من النبت، و هی الطَّحْماءُ؛ و قال أَبو حنیفة: الطَّحْمَةُ من الحَمْض و هی عریضة الورق كثیرة الماء. و الطَّحْماءُ: نَبْتةٌ سُهْلِیَّةٌ حَمْضِیَّةٌ، قال: و الطَّحْماء أَیضاً النَّجِیل، و هو خَیْر الحَمْض كُلِّه، و لیس له حَطبٌ و لا خَشَبٌ إنما یَنْبُتُ نباتاً تأْكله الإِبل. الأَزهری: الطَّحْماء نبت معروف.

طحرم؛ ج12، ص: 360

: ما علیه طِحْرِمَة أَی خِرْقة كطِحْرِیةٍ. و ما فی السماء طِحْرِمَةٌ كطِحْرِیةٍ أَی لَطْخٌ من غَیْمٍ. و طَحْرَمَ السِّقاءَ: مَلأَه. طَحْرَمْتُ السِّقاءَ و طَحْمَرْتُه بمعنیً أَی مَلأْتُه، و كذلك القوس إذا وَتَّرْتَها.

طحلم؛ ج12، ص: 360

: ماءٌ طُحْلُوم: آجِنٌ.

طخم؛ ج12، ص: 360

: الأَطْخَمُ: مُقَدَّمُ الخُرْطومِ فی الإِنسان و الدابة؛ و أَنشد: و ما أَنْتُمُ إلا ظَرابیُّ قَصَّةٍ تَفاسَی، و تَسْتَنْشِی بآنُفِها الطُّخْمِ «3». قال: یعنی لَطْخاً من قَذَرٍ. و الطُّخْمَةُ: سوادٌ فی مُقَدَّمِ الأَنف و مُقَدَّمِ الخَطْمِ. و كَبْشٌ أَطْخَمُ: أَسْوَدُ الرأْسِ و سائره أَكْدَرُ: و لَحْمٌ أَطْخَمُ و طَخِیمٌ: جافٌّ یَضْرِبُ لَوْنُه إلی السواد، و قد اطْخَمَّ. و الأَطْخَمُ: كالأَدْغَمِ، و قیل: هو لغة فی الأَدْغَمِ. ابن السكیت: یقال أَطْخَمُ أَخْضَرُ أَدْغَمُ، و هو الدَّیْزَجُ. و فَرَسٌ أَطْخَمُ: لغة فی الأَدْغَمِ. و طَخَمَ الرجلُ و طَخُمَ: تَكَبَّرَ. و الطَّخْمَةُ: جماعة المَعَزِ. التهذیب: الطُّخُومُ بمعنی التُّخومِ، و هی الحُدودُ بین الأَرَضِینَ، قلبت التاء طاء لقرب مخرجیهما.

طرم؛ ج12، ص: 360

: الطِّرْمُ، بالكسر: العسَلُ عامة، و قیل: الطِّرْمُ و الطَّرْمُ و الطِّرْیَمُ العسَلُ إذا امتَلأَتِ البیوتُ خاصةً. و الطَّرْمُ و الطِّرْمُ: الشَّهْدُ، و قیل: الزُّبْدُ؛ قال الشاعر یصف النساء: فمِنْهُنَّ مَنْ یُلْفَی كصابٍ و عَلْقَمٍ، و منهنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قد شِیبَ بالطِّرْمِ أَنشده الأَزهری و قال: الصواب: و منهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قد شِیبَ بالطِّرْم و حكی عن ابن الأَعرابی قال: یقال للنَّحْل إذا مَلأَ
(3). قوله [و ما أنتم إلا ظرابیّ قصة إلخ] أنشده الجوهری فی مادة ظرب: و هل أنتم إلا ظرابیّ مذحج
لسان العرب، ج‌12، ص: 361
أَبْنِیَتَه من العَسَلِ: قد خَتَمَ، فإذا سَوَّی علیه قیل: قد طَرِمَ، و لذلك قیل للشَّهْدِ طَرْمٌ و طِرْمٌ. و الطَّرَمُ: سَیَلانُ الطِّرْمِ من الخَلِیَّةِ، و هو الشَّهْدُ؛ قال ابن بری: شاهد الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشاعر: و قد كنتِ مُزْجاةً زماناً بخَلَّةٍ، فأَصبَحتِ لا تَرْضَینَ بالزَّغدِ و الطِّرْمِ قال: و الزَّغْدُ الزُّبْدُ؛ و أَنشد لآخر: فأُتینا بزَغْبَدٍ و حَتِیّ، بعد طِرْمٍ و تامِكٍ و ثُمالِ قال: الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ، و الحَتِیُّ سَویقُ المُقْلِ، و التامِكُ السَّنامُ، و الثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ. و الطِّرْیَمُ: السحابُ الكثیفُ؛ قال رؤبة: فاضْطَرَّه السَّیْلُ بوادٍ مُرْمِثِ فی مُكْفَهِرِّ الطِّرْیَمِ الشَّرَنْبَثِ قال ابن بری: و لم یجئ الطِّرْیَمُ السحابُ إلا فی رجز رؤبة؛ عن ابن خالویه، قال: و الطِّرْیَمُ العسلُ أَیضاً. و الطِّرْیَمُ: الطویلُ؛ حكاه سیبویه. و مَرَّ طِرْیَمٌ من اللیل أی وقتٌ؛ عن اللحیانی. و الطُّرْمَةُ و الطُّرْمُ: الكانون. و الطُّرامةُ: الرِّیق الیابسُ علی الفم من العطش، و قیل: هو ما یجِفُّ علی فم الرجل من الریق من غیر أَن یُقید بالعطش. و الطُّرامَةُ، بالضم أَیضاً: الخُضْرَة تَرْكَبُ علی الأَسنان و هو أشَفُّ من القَلَح، و قد أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً؛ قال: إنی قَنِیتُ خَنِینَها، إذْ أَعْرَضَتْ، و نَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرام و قال اللحیانی: الطُّرامَةُ بَقِیَّةُ الطعام بین الأَسنان. و اطَّرَمَ فُوه: تغیَّر. و الطُّرْمَة و الطَّرْمَة و الطِّرْمَةُ: نُتُوءٌ فی وسط الشفة العُلیا، و هی فی السُّفْلی التُّرْفَةُ، فإذا جمعوا قالوا طُرْمتین، فغَلَّبوا لفظ الطُّرْمة علی التُّرْفَة. و الطُّرْمَةُ: بَثْرَةٌ تخرج فی وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَی. و الطَّرْمة، بفتح الطاء: الكبد. و الطارِمَةُ: بیتٌ من خَشَب كالقبة، و هو دخیل أَعجمی مُعَرَّبٌ. و قال فی ترجمة طرن: طَرْیَنُوا و طَرْیَمُوا إذا اخْتَلَطوا من السُّكْر. ابن بری: الطَّرْمُ اسم موضع؛ قال الأَعز بن مأْنوس: طَرَقَتْ فُطَیْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ، بالطَّرْم باتَ خیالُها یَسْرِی و رأَیت حاشیة بخط الشیخ رضیّ الدین الشاطبی رحمه الله قال: الطَّرْمُ، بفتح أَوله و إسكان ثانیه، مدینة وَهْشُوذانَ الذی هَزَمَه عَضُدُ الدولة فَنَّاخُسْرو؛ قال: قاله أَبو عبید البكری فی مُعْجم ما اسْتَعْجَمَ.

طرثم؛ ج12، ص: 361

: الطَّرْثَمَةُ و الثَّرْطَمَةُ: الإِطْراق من غَضبٍ أَو تَكَبُّرٍ.

طرحم؛ ج12، ص: 361

: الطُّرْحُومُ نحو الطُّرْموحِ: و هو الطویلُ؛ قال ابن درید: أحسبه مقلوباً.

طرخم؛ ج12، ص: 361

: الاطْرِخمامُ: الاضطجاع. و المُطْرَخِمُّ: المُضْطجِعُ، و قیل: الغضبان المُتَطاوِلُ، و قیل: المُتَكَبِّرُ، و قیل: المُنْتَفِخ من التُّخَمَة. و اطْرَخَمَّ اللیلُ: اسْوَدَّ كاطْرَهَمَّ. و اطْرَخَمَّ أَی شَمَخَ بأَنفه و تعَظَّمَ اطْرِخْماماً، و اطْرَخَمَّ الرجلُ، و هو عَظَمَةُ الأَحْمَق؛ و أَنشد: و الأَزْدُ دعْوی النُّوكِ، و اطْرَخَمُّوا
لسان العرب، ج‌12، ص: 362
یقول: ادَّعَوا النُّوك ثم تَعَظَّمُوا. الأَصمعی: إنه لمُطْرَخِمُّ و مُطْلَخِمٌّ أَی متكبر مُتَعَظِّمٌ، و كذلك مُسْلَخِمٌّ. و اطْرَخَمَّ الرجلُ إذا كلَّ بَصَرُه. و شابٌّ مُطْرَخِمٌّ أَی حَسَنٌ تامٌّ؛ قال العجاج: و جامِعِ القُطْرَیْنِ مُطْرَخِمِّ، بَیَّضَ عَیْنَیْه العَمَی المُعَمِّی قال ابن بری: الرجز لرؤبة؛ و بعده: من نَحَمانِ حَسَدٍ نِحَمِّ أَی رُبَّ جامع قُطْرَیه عَنِّی مُتَكبر علیَّ بَیَّضَ عینیه حَسَدُهُ فهو یَنْحِمُ. و شَبابٌ مُطْرَهِمٌّ و مُطْرَخِمٌّ بمعنی واحد.

طرسم؛ ج12، ص: 362

: طَرْسَمَ اللیلُ و طَرْمَسَ: أَظلم، و یقال بالشین المعجمة. و طَرْسَم الطریقُ: مثل طَمَسَ و دَرَسَ. و طَرْسم الرجلُ: سكت من فَزَع. الأَصمعی: طَرْسَمَ طَرْسَمَةً و بَلْسَمَ بَلْسَمة إذا فَرِقَ أَطْرَقَ و سَكَتَ. و یقال للرجل إذا نَكَصَ هارباً: قد سَرْطَم و طَرْمَسَ. الجوهری: طَرْسَمَ الرجلُ أَطْرَق، و طَلْسَمَ مثلُه.

طرشم؛ ج12، ص: 362

: طَرْشَمَ و طَرْمَشَ: أَظلم، و السین أَعلی.

طرغم؛ ج12، ص: 362

: المُطْرَغِمُّ: المتكبر. و اطْرَغَمَّ إذا تكبر. و الاطْرِغْمامُ: التكبر؛ و أَنشد: أَوْدَحَ لَمَّا أَن رَأَی الجَدَّ حَكَمْ، و كنتُ لا أنْصِفُه إلا اطْرَغَمْ و الإِیداحُ: الإِقرارُ بالباطل، قال الأَزهری: و اطْرَخَمَّ مثل اطْرَغَمَّ.

طرهم؛ ج12، ص: 362

: المُطْرَهِمُّ: الشَّبابُ المعتدل التام؛ قال ابن أَحمر: أُرَجِّی شَباباً مُطْرَهِمّاً و صِحَّةً، و كیفَ رجاءُ المَرءْ ما لیس لاقِیا؟ و المُطْرَهِمُّ: الشابُّ الحَسَنُ، و قیل: الطویل الحَسن، قال ابن بری: یرید أَن الإِنسان یَأْمُلُ أَن یَبْقَی شبابُه و صِحَّتُه، و هذا ما لا یصح لأَحد، فعجب من تَأْمِیلهِ ذلك. و شَبابٌ مُطْرَهِمٌّ و مُطْرَخِمٌّ بمعنی واحد. و المُطْرَهِمُّ: المتكبر. و اطْرَهَمَّ اللیلُ: اسْوَدَّ، و قد فسر یعقوبُ به قول ابن أَحمر: أرجِّی شباباً مطرهمّاً وَ صِحَّةً قال: و لا وجه له إلا أَن یعنی به اسوداد الشعر. ابن الأَعرابی: المُطْرَهِمُّ المُمْتَلئ الحَسَنُ. الأَصمعی: هو المُتْرَفُ الطویلُ، و قد اطْرَهَمَّ اطْرِهْماماً و اطْرَخَمَّ. و المُطْرَهِمُّ: فَحْلُ الضِّرابِ.

طسم؛ ج12، ص: 362

: طَسَمَ الشی‌ءُ و الطریقُ و طَمَسَ یَطْسِمُ طُسُوماً: دَرَسَ. و طَسَمَ الطریقُ: مثل طَمَسَ، علی القلب؛ و أَنشد ابن بری لعمر بن أَبی ربیعة: رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ فانْصَرَمَا من حَبِیبٍ هاجَ لی سَقَما كِدْتُ أَقْضِی، إذْ رأَیْتُ لَه مَنْزِلًا بالخَیْفِ قد طَسَمَا و جاء به العجاج متعدِّیاً؛ فقال: و رَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، من عَهْدِ إبراهیمَ لَمَّا یُطْسَمِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 363
یعنی بالأَثَر المُقَسَّم مَقامَ إبراهیم، علیه السلام؛ و قوله: ما أَنا بالغادِی و أَكْبَرُ هَمِّه جَمامِیسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ فسره أَبو حنیفة فقال: الطُّسُومُ هنا الطَّامِسَةُ أَی فَوْقَهُنَّ أَرضٌ طامِسَةٌ تُحْوِجُ إلی التَّفْتِیش و التَّوَسُّم. و طَسِمَ الرجلُ: اتَّخَمَ، قَیْسِیَّةٌ. و الطَّسَمُ: الظَّلامُ، و الغَسَمُ و الطَّسَمُ عند الإِمْساء، و فی السماء غَسَمٌ من سحاب و أَغْسامٌ و أَطْسامٌ من سَحابٍ. و فی نوادر الأَعراب: رأَیته فی طُسَامِ الغبار و طَسَامِه و طَسَّامه و طَیْسانِه، یرید فی كثیره. و أُطْسُمَّةُ الشی‌ء: مُعْظَمُه و مُجْتَمَعُه؛ حكاه السیرافی و لم یذكر سیبویه إِلا أُسْطُمَّة. و أُسْطُمَّةُ الحَسَب: وَسَطُه و مُجْتَمَعُه، قال: و الأُطْسُمَّةُ مثلُه علی القلب. قال العُمَانِیُّ الرَّاجِزُ، و اسمه محمد بن ذُؤَیْبٍ الفُقَیْمِیُّ لَقَّبَهُ بالعُمَانیّ دُكَیْنٌ الراجزُ لما نظر إلیه مُصْفَرَّ الوجهِ مَطْحُولًا، فقال: مَن هذا العُمانِیُّ؟ فلزمه ذلك، لأَن عُمَانَ وبِئَةٌ و أَهْلُها صُفْرٌ مَطْحُولُونَ، یُخاطب به العُمانِیُّ الرَّشیدَ: ما قاسِمٌ دونَ مَدَی ابْنِ أُمِّهِ، و قَدْ رَضِیناهُ فقُمْ فَسَمِّهِ یا لَیْتَها قد خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ، حتَّی یَعُودَ المُلْكُ فی أُطْسُمِّهِ أَی فی أَهله و حَقِّه، و قال ابن خالویه: الرجز لجریر قاله فی سلیمان بن عبد الملك و عبد العزیز، و هو: إِن الإِمامَ بعدَه ابنُ أُمِّهِ، ثم ابْنُهُ وَلِیُّ عَهْدِ عَمِّه قد رَضِیَ الناسُ به فَسَمِّهِ، یا لَیْتَها قد خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ حتی یَعُودَ المُلْكُ فی أُسْطُمِّه، أَبْرِزْ لنا یَمینَه من كُمِّهِ و الطَّواسیمُ و الطَّواسینُ: سُوَرٌ فی القرآنِ جُمِعَتْ علی غیر قیاس؛ و أَنشد أَبو عبیدة: حَلَفْتُ بالسَّبْعِ اللَّواتَی طُوِّلَتْ، و بِمِئینٍ بَعْدَها قَدْ أُمْئیتْ، و بمَثَانٍ ثُنِّیَتْ و كُرّرَتْ، و بالطَّواسیم التی قَدْ ثُلِّثَتْ و بالْحَوامِیمِ التی قَدْ سُبّعَتْ، و بالمُفَصَّلِ اللَّواتی فُصِّلَتْ قال: و الصواب أَن تُجْمَعَ بذوات و تضافَ إلی واحد فیقال: ذواتُ طسم*، و ذواتُ حم*. و طَسْمٌ: حیّ من العرب انْقَرَضُوا. الجوهری: طَسْمٌ قبیلة من عاد كانوا فانقرضوا، و‌فی حدیث مكة: و سُكَّانها طَسْمٌ و جَدِیسٌ، و هما قوم من أَهل الزمان الأَوّل، و قیل: طَسْمٌ حَیٌّ من عادٍ، و الله أَعلم.

طعم؛ ج12، ص: 363

: الطَّعامُ: اسمٌ جامعٌ لكل ما یُؤكَلُ، و قد طَعِمَ یَطْعَمُ طُعْماً، فهو طاعِمٌ إذا أَكَلَ أَو ذاقَ، مثال غَنِمَ یَغْنَمُ غُنْماً، فهو غانِمٌ. و فی التنزیل: فَإِذٰا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا. و یقال: فلان قَلَّ طُعْمُه أَی أَكْلُه. و یقال: طَعِمَ یَطْعَمُ مَطْعَماً و إنه لَطَیّبُ المَطْعَمِ كقولك طَیِّبُ المَأْكَلِ. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال فی زمزم: إنها طَعَامُ طُعْمٍ و شِفاءُ سُقْمٍ‌أَی یَشْبَعُ الإِنسانُ إذا شَرب ماءَها كما
لسان العرب، ج‌12، ص: 364
یَشْبَعُ من الطعام. و یقال: إنِّی طاعِمٌ عن طَعامِكُمْ أَی مُسْتَغْنٍ عن طَعامكم. و یقال: هذا الطَّعامُ طَعامُ طُعْمٍ أَی یَطْعَمُ مَنْ أَكله أَی یَشْبَعُ، وله جُزْءٌ من الطَّعامِ ما لا جُزْءَ له. و ما یَطْعَم آكِلُ هذا الطعام أَی ما یَشْبَعُ، و أَطْعَمْته الطعام. و قوله تعالی: أُحِلَّ لَكُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَ طَعٰامُهُ مَتٰاعاً لَكُمْ وَ لِلسَّیّٰارَةِ؛ قال ابن سیدة: اختلف فی طعام البحر فقال بعضهم: هو ما نَضَب عنه الماء فأُخِذَ بغیر صید فهو طَعامُه، و قال آخرون: طعامُه كُلُّ ما سُقِی بمائه فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عن مائه؛ كلُّ هذا عن أَبی إِسحاق الزجاج، و الجمع أَطْعِمَةٌ، و أَطْعِماتٌ جمع الجمع، و قد طَعِمَه طَعْماً و طَعاماً و أَطْعَم غیرَه، و أَهلُ الحجاز إذا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا به البُرَّ خاصةً، و‌فی حدیث أَبی سعید: كنا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ علی عهدِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، صاعاً من طَعامٍ أَو صاعاً من شعیر؛ قیل: أَراد به البُرَّ، و قیل: التمر، و هو أَشبه لأَن البُرَّ كان عندهم قلیلًا لا یَتَّسِعُ لإِخراج زكاة الفطر؛ و قال الخلیل: العالی فی كلام العرب أَن الطَّعامَ هو البُرُّ خاصة. و‌فی حدیث المُصَرَّاةِ: مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخیر النظرین، إنْ شاء أَمْسَكها، و إن شاء رَدَّها و رَدَّ معها صاعاً من طَعامٍ لا سَمْراء.قال ابن الأَثیر: الطَّعامُ عامٌّ فی كلِّ ما یُقْتات من الحنطة و الشعیر و التمر و غیر ذلك، و حیث اسْتَثْنی منه السَّمْراء، و هی الحنطة، فقد أَطْلَق الصاعَ فیما عداها من الأَطعمة، إلَّا أَن العلماء خَصُّوه بالتمر لأَمرین: أَحدهما أَنه كان الغالبَ علی أَطْعمتهم، و الثانی أَن مُعْظَم روایات هذا الحدیث إنما‌جاءت صاعاً من تمر، و فی بعضها قال صاعاً من طعام، ثم أَعقبه بالاستثناء‌فقال لا سَمْراء، حتی إن الفقهاء قد ترَدَّدُوا فیما لو أَخرج بدل التمر زبیباً أَو قوتاً آخر، فمنهم من تَبِعَ التَّوقِیفَ، و منهم من رآه فی معناه إجراءً له مُجْری صَدَقةِ الفطر، و هذا الصاعُ الذی أَمَرَ برَدِّه مع المُصَرّاة هو بدل عن اللبن الذی كان فی الضَّرْع عند العَقْد، و إِنما لم یَجِبْ رَدُّ عینِ اللبنِ أَو مثلِه أَو قیمته لأَنَّ عینَ اللبن لا تَبْقی غالباً، و إن بقیت فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع فی الضَّرْعِ بعد العقد إلی تمام الحَلْب، و أَما المِثْلِیَّةُ فلأَن القَدْرَ إذا لم یكن معلوماً بمِعْیار الشرعِ كانت المُقابلةُ من باب الربا، و إنما قُدِّرَ من التمر دون النَّقْد لفَقْدِه عندهم غالباً، و لأَن التمر یُشارك اللبنَ فی المالِیَّة و القُوتِیَّة، و لهذا المعنی نص الشافعی، رضی الله عنه، أَنه لو رَدَّ المُصَرَّاة بعَیْبٍ آخرَ سوی التَّصْرِیَةِ رَدَّ معها صاعاً من تمر لأَجل اللبن. و قولُه تعالی: مٰا أُرِیدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ مٰا أُرِیدُ أَنْ یُطْعِمُونِ؛ معناه ما أُریدُ أَن یَرْزُقُوا أَحداً من عبادی و لا یُطْعِمُوه لأَنی أَنا الرَّزَّاقُ المُطْعمُ. و رجل طاعِمٌ: حَسَنُ الحال فی المَطْعمِ؛ قال الحُطَیْئَةُ: دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْیَتِها، و اقْعُدْ فإنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسی و رجل طاعِمٌ و طَعِمٌ علی النَّسَبِ؛ عن سیبویه، كما قالوا نَهِرٌ. و الطَّعْمُ: الأَكْلُ. و الطُّعْم: ما أُكِلَ. و روی الباهِلیُّ عن الأَصمعی: الطُّعْم الطَّعام، و الطَّعْمُ الشَّهْوةُ، و هو الذَّوْقُ؛ و أَنشد لأَبی خراش الهُذَلی: أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قد تَعْلَمِینَه، وَ أُوثِرُ غَیْری مِنْ عِیالِك بالطُّعْم أَی بالطعامِ، و یروی: … شُجاعَ البَطْنِ …، حَیَّةٌ
لسان العرب، ج‌12، ص: 365
یُذْكَرُ أَنها فی البَطْنِ و تُسَمَّی الصَّفَر، تُؤْذی الإِنسانَ إذا جاع؛ ثم أَنشد قول أَبی خِراش فی الطَّعْمِ الشَّهْوة: و أَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فأَنْتَهی، إذا الزادُ أَمْسی للمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ ذا طَعْمٍ أَی ذا شَهْوَةٍ، فأَراد بالأَول الطعامَ، و بالثانی ما یُشْتَهی منه؛ قال ابن بری: كَنَی عن شِدَّةِ الجُوع بشُجاعِ البَطْنِ الذی هو مثل الشُّجاع. و رجل ذو طَعْمٍ أَی ذو عَقْلٍ و حَزْمٍ؛ و أَنشد: فلا تَأْمُری، یا أُمَّ أَسماءَ، بالتی تُجِرُّ الفَتی ذا الطَّعْمِ أَن یتَكَلَّما أَی تُخْرِسُ، و أَصله من الإِجْرارِ، و هو أَن یُجْعَلَ فی فَمِ الفَصیل خشَبةٌ تمنعه من الرَّضاعِ. و یقال: ما بفلان طَعْمٌ و لا نَویصٌ أَی لیس له عَقْل و لا به حَراكٌ. قال أَبو بكر: قولُهم لیس لما یَفْعَلُ فلانٌ طَعْمٌ، معناه لیس له لَذَّة و لا مَنْزِلَةٌ من القلب، و قال فی قوله للمُزَلَّجِ ذا طَعْم فی بیت أَبی خِراش: معناه ذا منزلة من القلب، و المُزَلَّجُ البخیلُ، و قال ابن بَرِّی: المُزَلَّجُ من الرجال الدونُ الذی لیس بكامل؛ و أَنشد: أَلا ما لِنَفْسٍ لا تموتُ فَیَنْقَضِی شَقاها، و لا تَحْیا حَیاةً لها طَعْمُ معناه لها حلاوةٌ و منزلة من القلب. و لیس بذی طَعْم أَی لیس له عقْلٌ و لا نفْسٌ. و الطَّعْمُ: ما یُشْتَهی. یقال: لیس له طَعْم و ما فلانٌ بذی طَعْمٍ إذا كان غَثّاً. و‌فی حدیث بدرٍ: ما قَتَلْنا أَحداً به طَعْمٌ، ما قَتَلْنا إلّا عجائزَ صُلْعاً؛ هذه استعارة أَی قَتَلْنا من لا اعْتِدادَ به و لا مَعْرفةَ و لا قَدْرَ، و یجوز فیه فتح الطاء و ضمها لأَن الشی‌ء إذا لم یكن فیه طُعم و لا له طَعْم فلا جَدوی فیه للآكل و لا منفَعة. و الطُّعْمُ أَیضاً: الحَبُّ الذی یُلْقی للطیر، و أَما سیبویه فسَوَّی بین الاسم و المصدر فقال: طَعِمَ طُعْماً و أَصاب طُعْمَه، كلاهما بضم أَوّله. و الطُّعْمة: المَأْكَلة، و الجمع طُعَمٌ؛ قال النابغة: مُشَمِّرینَ علی خُوصٍ مُزَمَّمةٍ، نَرْجُو الإِلَه، و نَرْجُو البِرَّ و الطُّعَما و یقال: جعَلَ السلطانُ ناحیةَ كذا طُعْمةً لفلان أَی مَأْكَلَةً له. و‌فی حدیث أَبی بكر: إن الله تعالی إذا أَطْعَمَ نبیّاً طُعْمةً ثم قَبَضَه جعَلَها للذی یَقومُ بعده!؛ الطُّعْمةُ، بالضَّم: شبْهُ الرِّزْق، یریدُ به ما كان له من الفَیْ‌ء و غیره، و جَمْعُها طُعَمٌ. و منه‌حدیثُ میراثِ الجَدّ: إن السدسَ الآخرَ طُعْمةٌ له‌أَی أَنه زیادة علی حقّه. و یقال فلانٌ تُجْبَی له الطُّعَمُ أَی الخَراجُ و الإِتاواتُ؛ قال زهیر: مما یُیَسَّرُ أَحیاناً له الطُّعَمُ «4». و‌قال الحسن فی حدیثه: القِتالُ ثلاثةٌ: قِتالٌ علی كذا و قتالٌ لكذا و قِتالٌ علی كَسْبِ هذه الطُّعْمةِ، یعنی الفَیْ‌ءَ و الخَراجَ. و الطُّعْمة و الطِّعْمة، بالضم و الكسر: وَجْهُ المَكْسَبِ. یقال: فلانٌ طَیِّب الطُّعْمة [الطِّعْمة و خبیثُ الطُّعمة [الطِّعْمة إذا كان رَدی‌ءَ الكَسْبِ، و هی بالكسر خاصَّةً حالةُ الأَكل؛ و منه‌حدیث عُمَر ابن أَبی سَلَمَة: فما زالَتْ تلك طِعْمَتی بعدُ‌أَی حالتی فی الأَكل. أَبو عبید: فلان حسَنُ الطِّعْمةِ و الشِّرْبةِ، بالكسر. و الطُّعْمَةُ: الدَّعْوَةُ إلی الطعام.
(4). قوله [قال زهیر مما ییسر إِلخ] صدره كما فی التكملة: ینزع إمة أقوام ذوی حسب
لسان العرب، ج‌12، ص: 366
و الطِّعْمَةُ: السِّیرَةُ فی الأَكل، و هی أَیضاً الكِسْبَةُ، و حكی اللحیانی: إنه لخبیث الطِّعْمَةِ أَی السِّیرةِ، و لم یقل خبیثُ السّیرة فی طَعامٍ و لا غیره. و یقال: فلانٌ طَیِّبُ الطَّعْمَةِ و فلان خبیثُ الطِّعْمَةِ إذا كان من عادته أَنْ لا یأْكل إلا حَلالًا أَو حراماً. و اسْتَطْعَمَه: سأَله أَن یُطْعِمه. و‌فی الحدیث: إذا اسْتَطْعَمَكُمُ الإِمامُ فأَطْعِمُوه‌أَی إذا أُرْتِجَ علیه فی قراءة الصلاةِ و اسْتَفْتَحكُم فافْتَحُوا علیه و لَقِّنُوهُ، و هو من باب التمثیل تشبیهاً بالطعام، كأَنهم یُدْخِلُون القراءة فی فیه كما یُدْخَلُ الطعامُ؛ و منه قولهم: فاسْتَطْعَمْتُه الحدیثَ أَی طلبت منه أن یُحَدِّثَنی و أَن یُذِیقَنی حدیثه، و أَما ما ورد‌فی الحدیث: طعامُ الواحدِ یكفی الاثنین، و طعامُ الاثنین یكفی الأَربعة، فیعنی شِبَعُ الواحد قُوتُ الإِثنین و شِبَعُ الاثنین قوتُ الأَربعة؛ و مثلُه‌قول عمر، رضی الله عنه، عامَ الرَّمادةِ: لقد هَمَمْتُ أَن أُنزِلَ علی أَهلِ كلِّ بیت مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لا یَهْلِكُ علی نصفِ بَطْنه.و رجل مِطْعَمٌ: شَدیدُ الأَكل، و امرأةٌ مِطْعَمة نادرٌ و لا نظیر له إلَّا مِصَكَّة. و رجل مُطْعَمٌ، بضم المیم: مرزوق. و رجل مِطْعامٌ: یُطْعِمُ الناسَ و یَقْرِیهم كثیراً، و امرأَة مِطْعامٌ، بغیر هاء. و الطَّعْم، بالفتح: ما یُؤَدِّیه. الذَّوْقُ. یقال: طَعْمُه مُرٌّ. و طَعْمُ كلِّ شی‌ءٍ: حَلاوتُه و مَرارتُه و ما بینهما، یكون ذلك فی الطعام و الشراب، و الجمع طُعُومٌ. و طَعِمَه طَعْماً و تَطَعَّمَه: ذاقَه فوجد طَعْمَهُ. و فی التنزیل: إِنَّ اللّٰهَ مُبْتَلِیكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی؛ أَی مَن لم یَذُقْه. یقال: طَعِمَ فلانٌ الطَّعامَ یَطْعَمه طَعْماً إذا أَكله بمُقَدَّمِ فیه و لم یُسْرِفْ فیه، و طَعِمَ منه إذا ذاقَ منه، و إذا جعلتَه بمعنی الذَّوْقِ جاز فیما یُؤْكل و یُشْرَبُ. و الطعام: اسم لما یؤْكل، و الشراب: اسم لما یُشْرَبُ؛ و قال أَبو إسحاق: معنی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ أَی لم یَتَطَعَّمْ به. قال اللیث: طَعْمُ كلِّ شی‌ءٍ یُؤْكلُ ذَوْقُه، جَعَلَ ذواقَ الماء طَعْماً و نَهاهم أَن یأْخذوا منه إلّا غَرْفَةً و كان فیها رِیُّهم و رِیُّ دوابهم؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار، غَدَاةَ لَقُونا، فكانوا نَعَاما نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدودِ، لا تَطْعَمُ الماءَ إلا صِیَاما یقول: هی صائمة منه لا تَطْعَمُه، قال: و ذلك لأَن النَّعامَ لا تَرِدُ الماءَ و لا تَطْعَمُه؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة فی الكِلابِ: إذا وَرَدْنَ الحَكَرَ الصَّغیرَ فلا تَطْعَمْه؛ أَی لا تَشْرَبه. و فی المثل: تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَی ذُقْ تَشَهَّ؛ قال الجوهری: قولهم تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَی ذُقْ حتی تَسْتَفِیقَ أَی تشْتَهِیَ و تأْكلَ. قال ابن بری: معناه ذق الطَّعامَ فإنه یدعوك إلی أَكْلِه، قال: فهذا مَثَلٌ لمن یُحْجِمُ عن الأَمْرِ فیقال له: ادْخُلْ فی أَوَّلِه یدعُوك ذلك إلی دُخولِكَ فی آخِرِه؛ قاله عَطاءُ بن مُصْعَب. و الطَّعْمُ: الأَكْلُ بالثنایا. و یقال: إن فلاناً لحَسَنُ الطَّعْمِ و إنه لیَطْعَمُ طَعْماً حسناً. و اطَّعَمَ الشی‌ءُ: أَخَذَ طَعْماً. و لبنٌ مُطِّعِمٌ و مُطَعِّمٌ: أَخَذَ طَعْمَ السِّقَاء. و فی التهذیب: قال أَبو حاتم یقال لبنٌ مُطَعِّم، و هو الذی أَخَذَ فی السِّقاء طَعْماً و طِیباً، و هو ما دام فی العُلْبة مَحْضٌ و إن تغیر، و لا یأخُذُ اللبنُ طَعْماً و لا یُطَعِّمُ فی العُلْبةِ و الإِناء أَبداً، و لكن یتغَیَّرُ طَعْمُه فی الإِنْقاعِ. و اطَّعَمَتِ الشجرة، علی افْتَعلَتْ: أَدْرَكَتْ ثمرَتُها، یعنی أَخذَت
لسان العرب، ج‌12، ص: 367
طَعْماً و طابتْ. و أَطْعَمَتْ: أَدْرَكَتْ أَن تُثْمِرَ. و یقال: فی بُستانِ فلانٍ من الشجر المُطْعِمِ كذا أَی من الشجر المُثْمِر الذی یُؤْكلُ ثمرُه. و‌فی الحدیث: نَهی عن بیع الثّمرةِ حتی تُطْعِمَ.یقال: أَطْعَمَتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ و أَطْعَمَتِ الثمرةُ إِذا أَدرَكتْ أَی صارت ذاتَ طَعْمٍ و شیئاً یُؤْكل منها، و‌روی: حتی تُطْعَم‌أَی تُؤْكلَ، و لا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ. و‌فی حدیث الدَّجّال: أَخْبِرُونی عن نخلِ بَیْسانَ هل أَطْعَمَ‌أَی هل أَثْمَرَ؟ و‌فی حدیث ابن مسعود: كرِجْرِجةِ الماء لا تُطْعِمُ‌أَی لا طَعْمَ لها، و‌یروی: لا تَطَّعِمُ، بالتشدید، تَفْتَعِلُ من الطَّعْمِ. و قال النَّضْرُ: أَطْعَمْتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ به غُصْناً من غیر شجره، و قد أَطْعَمْتُه فطَعِمَ أَی وصَلْتُه به فقَبِلَ الوَصْلَ. و یقال للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فمه فی فمِ أُنْثاه: قد طاعَمَها و قد تطاعَما؛ و منه قول الشاعر: لم أُعْطِها بِیَدٍ، إِذْ بتُّ أَرْشُفُها، إِلَّا تَطاوُلَ غُصْنِ الجِیدِ بالجِیدِ كما تَطاعَمَ، فی خَضْراءَ ناعمةٍ، مُطَوَّقانِ أَصاخَا بعد تَغْریدِ و هو التَّطاعُم و المُطاعَمةُ، و اطَّعَمَتِ البُسْرَةُ أَی صار لها طَعْمٌ و أَخذَتِ الطَّعْمَ، و هو افتعَلَ من الطَّعْم مثلُ اطَّلَبَ من الطَّلَب، و اطَّرَدَ من الطَّرْدِ. و المُطْعِمةُ: الغَلْصَمة؛ قال أَبو زید: أَخذَ فلانٌ بِمُطْعِمَة فلان إِذا أَخذَ بحَلْقِه یَعْصِرُه و لا یقولونها إِلا عند الخَنْقِ و القِتالِ. و المُطْعِمةُ: المِخْلَبُ الذی تَخْطَفُ به الطیرُ اللحمَ. و المُطْعِمةُ: القوْسُ التی تُطْعِمُ الصیدَ؛ قال ذو الرمة: و فی الشِّمالِ من الشِّرْیانِ مُطْعَمةٌ كَبْداءٌ، فی عَجْسِها عَطْفٌ و تَقْویمُ كَبْداءُ: عریضةُ الكَبِدِ، و هو ما فوقَ المَقْبِضِ بِشِبْرٍ؛ و صواب إِنشاده: فی عُودِها عَطْفٌ «1» یعنی موضع السِّیَتَیْنِ و سائرُه مُقوَّم، البیتُ بفتح العین، و رواه ابن الأَعرابی بكسر العین، و قال: إِنها تُطْعِمُ صاحبَها الصَّیْدَ. و قوسٌ مُطْعِمةٌ: یُصادُ بها الصیدُ و یَكْثُر الضِّرابُ عنها. و یقال: فلانٌ مُطْعَمٌ للصَّیْدِ و مُطْعَمُ الصَّیْدِ إِذا كان مرزوقاً منه؛ و منه قول إمرئ القیس: مُطْعَمٌ للصَّیْدِ، لیسَ له غیْرَها كَسْبٌ، علی كِبَرِهْ و قال ذو الرمة: و مُطْعَمُ الصیدِ هَبَّالٌ لِبُغْیتِه و أَنشد محمد بن حبیب: رَمَتْنی، یومَ ذاتِ الغِمِّ، سلمَی بسَهْمٍ مُطْعَمٍ للصَّیْدِ لامِی فقلتُ لها: أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبی، و رُبَّتَ رَمْیةٍ من غیر رامی و یقال: إِنك مُطْعَمٌ مَوَدَّتی أَی مرزوقٌ مودَّتی؛ و قال الكمیت:
(1). قوله [و صواب إنشاده‌فی عودها … إلخ] عبارة التكملة: و الروایة فی عودها، فإن العطف و التقویم لا یكونان فی العجز و قد أخذه من كتاب ابن فارس و البیت لذی الرمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 368
بَلی إِنَّ الغَوانی مُطْعَماتٌ مَوَدَّتَنا، و إِن وَخَطَ القَتِیرُ أَی نُحِبُّهُنَّ و إِن شِبْنا. و یقال: إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ أَی مُتَتابِعُ الخَلْق. و یقال: هذا رجل لا یَطَّعِمُ، بتثقیل الطاء، أَی لا یَتأَدَّبُ و لا یَنْجَعُ فیه ما یُصْلِحه و لا یَعْقِلُ. و المُطَّعِمُ و المُطَعِّمُ من الإِبل: الذی تَجِدُ فی لَحْمه طَعْمَ الشَّحْمِ من سِمَنِه، و قیل: هی التی جَری فیها المُخُّ قلیلًا. و كُلُّ شی‌ء وُجِدَ طَعْمُه فقد اطَّعَم. و طَعَّمَ العظمُ: أَمَخَّ؛ أَنشد ثعلب: وَ هُمْ تَرَكُوكُمْ لا یُطَعِّمُ عَظْمُكُم هُزالًا، و كان العَظْمُ قبلُ قَصِیدا و مُخٌّ طَعُومٌ: یُوجَدُ طَعْمُ السِّمَن فیه. و قال أَبو سعید: یقالُ لَكَ غَثُّ هذا و طَعُومُه أَی غَثُّه و سَمِینُه. و شاةٌ طَعُومٌ و طَعِیم: فیها بعض الشَّحْم، و كذلك الناقةُ. و جَزورٌ طَعُومٌ: سَمِینَةٌ، و قال الفراء: جَزُورٌ طَعُومٌ و طَعِیمٌ إِذا كانت بین الغَثَّةِ و السَّمِینَةِ. و الطَّعُومَةُ: الشاةُ تُحْبَسُ لتُؤكَلَ. و مُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ: جَحافِلُه، و قیل: ما تحتَ مَرْسِنِه إِلی أَطراف جَحافِله؛ قال الأَصمعی: یُسْتَحَبُّ من الفرس أَن یَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه. و الطُّعْمُ: القُدْرة. یقال: طَعِمْتُ علیه أَی قَدَرْتُ علیه، و أَطْعَمْتُ عَیْنَه قَذیً فَطَعِمَتْهُ و اسْتَطْعَمْتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ جَرْیَه؛ و أَنشد أَبو عبیدة: تَدارَكهُ سَعْیٌ و رَكْضُ طِمِرَّةٍ سَبُوحٍ، إِذا اسْتَطْعَمْتَها الجَرْیَ تَسْبَحُ و المُطْعِمتانِ من رِجْل كلِّ طائرٍ: هما الإِصْبَعانِ المُتَقَدّمتانِ المُتقابلَتانِ. و المُطْعِمَةُ من الجَوارحِ: هی الإِصْبَعُ الغَلِیظَةُ المُتَقَدِّمَةُ، و اطَّرَدَ هذا الاسمُ فی الطیر كُلِّها. و طُعْمَةُ و طِعْمَةُ و طُعَیْمَةُ و مُطْعِمٌ، كُلُّها: أَسماء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كَسانیَ ثَوْبَیْ طُعْمةَ المَوْتُ، إِنما التُّراثُ، و إِنْ عَزَّ الحَبیبُ، الغَنائِمُ

طغم؛ ج12، ص: 368

: الطَّغامُ و الطَّغامةُ: أَرْذالُ الطَّیْرِ و السِّباعِ، الواحِدةُ طَغامةٌ للذكر و الأُنثی مثلُ نَعامةٍ و نَعامٍ، و لا یُنْطَق منه بِفعْلٍ و لا یُعْرَفُ له اشتقاقٌ، و هُما أَیضاً أَرْذالُ الناسِ و أَوغادُهم؛ أَنشد أَبو العباس: إِذا كان اللَّبِیبُ كَذا جَهُولًا، فما فَضْلُ اللبِیب علی الطَّغامِ؟ الواحدُ و الجمعُ فی ذلك سواء. و یقال: هذا طَغامة من الطَّغامِ، الواحدُ و الجمعُ سَواءٌ؛ قال الشاعر: و كُنْتُ، إِذا هَمَمْتُ بفِعْلِ أَمرٍ، یُخالِفُنی الطَّغامَةُ و الطَّغامُ قال الأَزهری: و سمعت العَرب تقول للرجل الأَحْمَقِ طَغامةٌ و دَغامة، و الجَمعُ الطَّغامُ. و‌قولُ عَلیٍّ، رضی الله عنه، لأَهْل العِراق: یا طَغامَ الأَحْلامِ‌إِنما هو من باب إِشْفَی المِرْفَقِ، و ذلك أَن الطَّغام لما كان ضعیفاً استجاز أَن یصفهم به كأَنه قال یا ضِعافَ الأَحْلامِ و یا طاشَةَ الأَحْلامِ؛ معناه مَنْ لا عَقْلَ له و لا مَعْرِفةَ، و قیل: هم أَوْغادُ الناسِ و أَرذالُهم، و مِثْلُه كثیر؛ أَنشد أَبو علیّ: مِئْبَرة العُرْقُوب إِشْفی المِرْفَقِ لما كان الإِشْفی دَقیقاً حادّاً استَجازَ أَن یَصِفَها به
لسان العرب، ج‌12، ص: 369
كأَنه قال: دَقیقة المرفق أَو حادَّة المِرْفَقِ، و كذلك كلُّ جَوْهر فیه معنی الفعل یجوز فیه مثلُ هذا.

طلم؛ ج12، ص: 369

: الطُّلْمة، بالضم: الخُبْزةُ و هی التی تُسَمِّیها الناس المَلَّةَ، و إِنما المَلَّةُ اسمُ الحُفْرةِ نفْسِها، فأَما التی یُمَلُّ فیها فهی الطُّلْمةُ و الخُبْزَةُ و المَلیلُ. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه رأی رَجُلًا یُعالِجُ طُلْمةً لأَصحابه فی سَفَرٍ و قد عَرِقَ من حَرِّ النارِ فتأَذَّی فقال: لا تَمَسُّه النارُ أَبداً، و فی روایة: لا تَطْعَمُه النارُ بعدَها.و التَّطْلیمُ: ضَرْبُكَ الخُبْزَةَ، و قال ابن الأَثیر: الطُّلْمَةُ هی الخُبْزةُ تُجْعَل فی المَلَّة، و هی الرَّمادُ الحارُّ. و أَصلُ الطَّلْمِ: الضرْبُ ببَسْطِ الكَفِّ، و قیل: الطُّلْمةُ صفیحةٌ من حجارة كالطابَقِ یُخْبَزُ علیها، و قد طَلَمها یَطْلِمها و طَلَّمها. و طَلَّمَ العَرَقَ عن جَبینه: مسحَه؛ قال حسانُ بن ثابت: تَظَلُّ جِیادُنا مُتَمَطِّراتٍ، یُطَلِّمُهنَّ بالخُمُرِ النساءُ قال ابن الأَثیر: و المشهور فی الروایة‌تُلَطِّمُهنَّ …، و هو بمعناه، و مَثَلُ العربِ: إِن دونَ الطُّلْمةِ خَرْطَ قَتادِ هَوْبَر؛ قال: و هَوْبَر مكانٌ؛ و أَنشد شمر: تَكَلَّفْ ما بَدا لَكَ غیرَ طُلْمٍ، فَفیما دونَه خَرْطُ القَتادِ و الطُّلْمُ: جمعُ الطُّلْمةِ. و الطُّلَّامُ: التَّنَوُّمُ و هو حَبُّ الشاهْدانِج. و الطَّلَمُ: وسَخُ الأَسنانِ من تَرْكِ السِّواك، و الله أَعلم.

طلحم؛ ج12، ص: 369

: طِلْحام: موضع.

طلخم؛ ج12، ص: 369

: اطْلَخَمَّ اللیلُ و السحابُ: أَظْلَمَ و تَراكَمَ مثل اطْرَخَمَّ. الجوهری: اطْلَخَمَّ اللیلُ أَی اسْحَنْكَك. و أُمورٌ مُطْلَخِمَّاتٌ: شِدادٌ. و اطْلَخَمَّ الرجلُ: تَكَبَّر. و المُطْلَخِمُّ: المتكبِّرُ. الأَصمعی: إِنه لَمُطْرَخِمٌّ و مُطْلَخِمٌّ أَی متكبِّرٌ مُتعظِّم، و كذلك مُسْلَخِمٌّ. و الطُّلْخُومُ: العظیمُ الخَلْقِ. و الطِّلْخامُ: الفیلُ الأُنثی. و طِلْخام: موضع؛ قال لبید: فصُوائِقٌ، إن أَیْمَنَتْ، فمَظِنَّةٌ، منها وِحافُ القَهْرِ أو طِلْخامُها «2». و حكی عن ثعلب أنه كان یقول: هو بالحاء المهملة؛ و رأَیت حاشیةً بخط الشیخ رضیّ الدین الشاطبیّ: طِلْحام، بكسر أَوله و الحاء المهملة، و قال الخلیل: هو بالخاء المعجمة أرضٌ، و قیل: اسمُ وادٍ؛ قال ابن مُقْبِل: بَیْضُ النَّعامِ برَعْمٍ دونَ مَسْكَنِها، و بالمَذانِبِ من طِلْخامَ مَرْكومُ «3». قال أبو حاتم: لم یُصْرَفْ لأَنه اسم لشی‌ء مؤنَّث، قال: و لو كان اسم وادٍ لانْصَرَفَ، قال: هو من مُعْجَم ما اسْتَعْجَم. و الطُّلْخومُ: الماءُ الآجِنُ.

طلسم؛ ج12، ص: 369

: طَلْسَمَ الرجلُ: كَرَّه وجْهَه و قَطَّبَه، و كذلك طَلْمَسَ و طَرْمَسَ.
(2). قوله [وحاف القهر] أنشده فی التكملة فی مادّة ق ه ر بالراء المهملة، و یاقوت فی ق ه ز بالزای (3). قوله [بیض النعام …] الذی فی یاقوت: بیض الأنوق …، و قوله [و بالمذانب …] الذی فیه: و بالأبارق …
لسان العرب، ج‌12، ص: 370‌

طمم؛ ج12، ص: 370

: طَمَّ الماءُ یَطِمُّ طَمّاً و طُمُوماً: عَلا و غَمَر. و كلُّ ما كَثُرَ و عَلا حتی غَلَب فقد طَمَّ یطِمُّ. و طَمَّ الشی‌ءَ یَطُمُّه طَمّاً: غَمَره. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تُطَمُّ امْرأَةٌ أو صبیٌّ تَسْمَعُ كلامَكم‌أی لا تُراعُ و لا تُغْلَب بكلِمة تَسْمَعُها من الرَّفَثِ، و أَصله من طَمَّ الشی‌ءُ إذا عَظُمَ. و طَمَّ الماءُ إذا كَثُرَ، و هو طامٌّ. و الطامَّةُ: الداهیة تَغْلِب ما سِواها. و طَمَّ الإِناءَ طَمّاً: مَلأَه حتی عَلا الكیلُ أصبارَه. و جاء السیلُ فطَمَّ رَكیّة آل فلان إذا دفَنها و سوّاها؛ و أنشد ابن بری للراجز: فصَبَّحَتْ، و الطیرُ لم تَكَلَّمِ، خابِیةً طُمَّتْ بِسَیْلٍ مُفْعَمِ و یقال للشی‌ء الذی یَكثُر حتی یَعْلو: قد طَمَّ و هو یَطِمُّ طَمّاً. و جاء السیلُ فطَمَّ كلَّ شی‌ء أی علاه، و من ثمَّ قیل: فوق كلِّ شی‌ء طامَّةٌ، و منه سُمِّیت القیامة طامّة. و قال الفراء فی قوله عز و جل: فَإِذٰا جٰاءَتِ الطَّامَّةُ؛ قال: هی القیامةُ تَطُمُّ علی كل شی‌ء، و یقال تَطِمُّ؛ و قال الزجاج: الطامّةُ هی الصَّیْحةُ التی تَطِمُّ علی كل شی‌ء. و‌فی حدیث أبی بَكْرٍ و النَّسَّابة: ما مِنْ طامّةٍ إلا و فوقها طامَّةٌ‌أی ما مِنْ أمرٍ عظیمٍ إلَّا و فوْقه ما هو أعظم منه، و ما مِن داهیةٍ إلا و فَوْقها داهیةٌ. و جاء بالطِّمِّ و الرِّمِّ: الطِّمُّ الماء، و قیل: ما علی وجْههِ من الغُثاء و نحوه، و قیل: الطِّمُّ و الرِّمُّ ورق الشجر و ما تَحاتَّ منه، و قیل: هو الثری، و قیل: بالطِّمِّ و الرِّمِّ أی الرَّطْبِ و الیابس. و الطَّمُّ: طَمُّ البئر بالتراب، و هو الكَبْس و طَمَّ الشی‌ء بالتراب طَمّاً: كَبَسه. و طَمَّ البئرَ یَطِمُّها و یَطُمُّها؛ عن ابن الأَعرابی: یعنی كبَسَها. و طَمَّ رأْسَه یَطُمُّه طَمّاً: جَزَّه أو غَضَّ منه. الجوهری: طَمَّ شَعَره أی جَزَّه، و طَمَّ شعَره أَیضاً طُموماً إذا عَقَصَه، فهو شَعَرٌ مَطمومٌ. و أَطَمَّ شَعَرُه أی حان له أن یُطَمَّ أی یُجَزَّ، و اسْتَطَمَّ مثله. و‌فی حدیث حُذَیفة: خَرَج و قد طَمَّ شعَرَه‌أی جَزَّه و استأْصَله. و‌فی حدیث سلمان: أنه رُؤی مَطموم الرأْس.و‌فی الحدیث الآخر: و عنده رجلٌ مَطموم الشعَر.قال أَبو نصر: یقال للطائر إذا وقَعَ علی غُصْن قد طَمَّمَ تَطمِیماً، و قیل: الطِّمُّ البَحْرُ و الرِّمُّ الثری. و الطَّمُّ، بالفتح: هو البحر فكُسِرت الطاء لیزدَوج مع الرِّمّ. و یقال: جاء بالطِّمّ و الرِّمّ أی بالمال الكثیر، و إنما كَسَرُوا الطِّمَّ إتباعاً للرِّمّ، فإذا أفرَدوا الطَّمَّ فتحوه. الأَصمعی: جاءهم الطِّمُّ و الرِّمُّ إذا أتاهم الأَمر الكثیر، قال: و لم نعرف أصلهما، قال: و كذلك جاء بالضِّحّ و الرِّیح مثله. و‌روی ابن الكلبی عن أبیه قال: إنما سُمِّی البحرُ الطِّمَّ لأَنه طَمَّ علی ما فیه، و الرِّمُّ ما علی ظهر الأَرض من فُتاتِها، أرادوا الكثرة من كل شی‌ء. و قال أبو طالب: جاء بالطِّمِّ و الرِّمِّ معناه جاء بالكثیر و القلیل. و الطِّمُّ: الماء الكثیر، و الرِّمُّ: ما كان بالِیاً مثل العَظم و ما یُتَقمَّمُ. و قال ابن الكلبی: سُمِّیت الأَرضُ رِمّاً لأَنها تَرِمُّ. و الطُّمّة: الشی‌ء من الكَلإِ، و أَكثر ما یُوصَف به الیَبیسُ. و الطِّمُّ: الكِبْسُ «1». و طُمَّةُ الناسِ: جماعَتُهم و وَسَطهم. و یقال: لقیته فی طُمّة القوم أی فی مُجْتَمعهم. و الطَّمَّةُ: الضَّلالُ و الحَیرةُ. و الطُّمَّةُ: القَذَرُ.
(1). قوله [و الطم الكبس] بكسر أولهما و الباء موحدة ساكنة أی التراب الذی یطم و یكبس به نحو البئر. و فی القاموس: الكیس أی بالمثناة التحتیة بوزن سید
لسان العرب، ج‌12، ص: 371
و طَمَّ الفرَسُ و الإِنسانُ یَطُمُّ و یَطِمُّ طَمِیماً: خَفَّ و أَسرعَ، و قیل: ذهب علی وجه الأَرض، و قیل: ذهب أَیّاً كان. الأَصمعی: طَمَّ البعیرُ یَطُمُّ طُموماً إذا مرَّ یَعْدو عَدْواً سَهْلًا؛ و قال عمر بن لجإ: حَوَّزَها، من بُرَقِ الغَمِیمِ، أهْدَأُ یَمْشِی مِشْیَةَ الظَّلیمِ بالحَوْزِ و الرِّفْقِ و بالطَّمِیمِ قال: حَوَّزَ إبله وجَّهَها نحو الماء فی أوّل لیلة. و الرجلُ یَطُمُّ و یَطِمُّ فی سَیره طَمِیماً: و هو مَضاؤُه و خِفّتُه، و یَطِمُّ رأْسُه طَمّاً. و الطَّمِیمُ: الفرسُ المُسْرع. و مَرَّ یَطِمُّ، بالكسر، طَمیماً أی یَعدو عَدْواً سَهْلًا. و فرس طَمومٌ: سریعة. و یقال للفرس الجواد طِمٌّ؛ قال أبو النجم یصف فرساً: أَلصَقَ من رِیشٍ علی غِرائِه، و الطِّمُّ كالسَّامی إلی ارْتِقائه، یَقْرَعُه بالزَّجْرِ أو إشْلائِه قالوا: یجوز أن یكون سماه طِمّاً لِطَمیم عَدْوِه، و یجوز أن یكون شَبَّهه بالبحر كما یقال للفرس بَحْرٌ و غَرْبٌ و سَكْبٌ. و الطِّمُّ: العَدَد الكثیر. و طَمِیمُ الناس: أخْلاطُهم و كثرتهم. و طَمِمٌ صُلْبٌ: كذا جاء فی شعْر عدیّ بن زید، بفكّ التضعیف؛ قال ابن سیدة: لا أدری أ للشِّعْر أم هو من باب لَحِحَتْ عَینُه و أَلِلَ السِّقاءُ؛ قال: تَعْدو علی الجَهْدِ مَغْلولًا مَناسِمُها، بعد الكَلالِ، كَعَدْو القارِح الطَّمِمِ و الطَّمْطَمةُ: العُجْمة. و الطِّمْطِمُ و الطِّمْطِمیُّ و الطُّماطِم و الطُّمْطُمانیُّ: هو الأَعجَم الذی لا یُفْصِح. و رجلٌ طِمطِمٌ، بالكسر، أی فی لسانه عُجْمة لا یُفْصِح؛ و منه قول الشاعر: حِزَقٌ یَمانِیةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ و فی لسانه طُمْطُمانِیَّةٌ، و الأُنثی طِمْطِمِیَّةٌ و طُمْطُمانِیَّةٌ، و هی الطَّمْطَمةُ أیضاً. و‌فی صفة قریش: لیس فیهم طُمطُمانِیَّةُ حِمْیرَ؛ شَبَّه كلام حِمْیر لما فیه من الأَلفاظ المُنْكَرة بكلام العُجْم. یقال: أَعْجَم طِمْطِمیٌّ، و قد طَمْطَم فی كلامه. و الطِّمْطِمُ: ضرْب من الضأْن لها آذانٌ صِغارٌ و أغباب كأَغباب البقر تكون بناحیة الیمن. و الطِّمطام: النارُ الكبیرة. ابن الأَعرابی: طَمْطَمَ إذا سَبَحَ فی الطَّمْطام، و هو وَسَطُ البحر. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قیل له: هل نفَعَ أبا طالب قرابَتُه منكَ؟ قال: بلی و إنه لَفی ضَحضاحٍ من نارٍ، و لوْلایَ لكان فی الطَّمْطامِ‌أی فی وَسَط النار. و طَمْطامُ البحر: وسَطه؛ استعارَه هاهنا لمُعْظَم النار حیث استعار لیَسیرها الضَّحْضاح، و هو الماء القلیل الذی یَبْلغ الكعبین. أبو زید: یقال إذا نصَحْتَ الرجلَ فأَبی إلا اسْتِبْداداً برأْیه: دَعْه یترمَّع فی طُمَّتِه و یُبْدِع فی خُرْئِه. التهذیب فی الرباعی: أبو تراب الطَّماطِمُ العُجْم؛ و أنشد للأَفوه الأَوْدِیّ: كالأَسْودِ الحَبَشِیِّ الحَمْسِ یَتْبَعُه سُودٌ طَماطِمُ، فی آذانِها النُّطَفُ قال الفراء: سمعت المفضَّل یقول: سأَلت رجلًا من أَعلم الناس عن قول عنترة: تَأْوی له قُلُصُ النَّعامِ، كما أَوَتْ حِزَقٌ یَمانِیَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ فقال: یكون بالیمن من السحاب ما لا یكون لغیره
لسان العرب، ج‌12، ص: 372
من البُلدان فی السماء، قال: و ربما نشأَت سَحابةٌ فی وسَط السماء فیُسْمَع صَوْتُ الرعْدِ فیها كأَنه من جمیع السماء فیجتمع إلیه السَّحابُ من كل جانب، فالحِزَقُ الیَمانِیةُ تلك السَّحائبُ. و الأَعْجَمُ الطِّمْطِمُ: صَوْتُ الرَّعْدِ؛ و قال أبو عمرو فی قول ابن مقبل یصف ناقة: باتَتْ علی ثَفِنٍ لأْمٍ مَراكِزُه، جافی به مُسْتَعِدَّاتٌ أطامِیمُ ثَفِنٍ لأْمٍ: مُسْتَوِیات، مَراكِزهُ: مفاصله، و أَراد بالمُستَعِدّاتِ القوائِمَ، و قال: أَطامیمُ نَشِیطةٌ لا واحدَ لها، و قال غیره: أطامیم تَطِمُّ فی السیر أَی تُسرِع.

طنم؛ ج12، ص: 372

: أهمله اللیث. ابن الأَعرابی: الطَّنَمةُ صَوْتُ العُودِ المُطْربُ.

طهم؛ ج12، ص: 372

: المُطَهَّمُ من الناس و الخیلِ: الحَسَنُ التامُّ كلُّ شی‌ء منه علی حدته فهو بارِعُ الجمالِ. فرسٌ مُطَهَّم و رجل مُطَهَّم. و المُطَهَّم أَیضاً: القلیلُ لَحْم الوَجْه؛ عن كراع. و وَجْهٌ مُطَهَّمٌ أی مُجْتَمِعٌ مُدَوَّرٌ. و المُطَهَّمُ: المُنْتَفِخُ الوجهِ ضِدٌّ، و قیل: المُطَهَّمُ السمینُ الفاحشُ. و‌وصَف علیٌّ، علیه السلام، سَیِّدَنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: لم یكن بالمُطَهَّمِ و لا بالمُكَلْثَمِ؛ قال ابن سیدة: هو یحتمل أن یُفسَّرَ بالوجوه الثلاثة، و فی الصحاح: أی لم یكن بالمُدَوَّرِ الوجْه و لا بالمُوَجَّنِ و لكنه مَسْنُونُ الوجْهِ. الأَزهری: سئل أَبو العباس عن تفسیر المُطَهَّم فی هذا الحدیث فقال: المُطَهَّم مُخْتَلَفٌ فیه، فقالت طائفة: هو الذی كلُّ عُضْوٍ منه حسَنٌ علی حِدته، و قالت طائفة المُطَهَّمُ السمینُ الفاحِشُ السِّمَنِ، فقد تَمَّ النفْیُ فی قوله لم یكن بالمُطَهَّم و هذا مَدْحٌ، و من قال إنه النَّحافةُ فقد تَمَّ النفی فی هذا لأَن أُمَّ مَعْبَدٍ وصَفَتْه بأَنه لم تَعِبْه نُحْلةٌ و لم تَشِنْه ثُجْلة أی انتفاخُ بَطنٍ، قال: و أما من قال التَّطْهِیمُ الضِّخَمُ فقد صح النَّفْی، فكأَنه قال لم یكن بالضَّخْم، قال: و هكذا‌وصفه علیٌّ، رِضْوانُ الله علیه، فقال: كان بادناً مُتماسِكاً؛ قال ابن الأَثیر: لم یكن بالمُطَهَّمِ، و هو المُنْتَفِخُ الوَجهِ، و قیل: الفاحشُ السِّمَنِ، و قیل: النحیفُ الجِسْمِ، و هو من الأَضداد. اللحیانی: ما أَدْرِی أیُّ الطُّهْمِ هو و أَیُّ الدُّهْمِ هو بمعنی واحد أیْ أیُّ الناسِ هو. و قال أَبو سعید: الطُّهْمَةُ و الصُّهْمَةُ فی اللون أن تُجاوِزَ سُمْرَتُه إلی السواد، و وَجْهٌ مُطهَّمٌ إذا كان كذلك؛ قال أبو سعید: و التَّطهِیمُ النِّفارُ فی قول ذی الرمة: تِلْكَ التی أَشْبَهَتْ خَرْقاءَ جِلْوَتُها، یَوْمَ النَّقا، بَهْجَةٌ منها و تَطْهِیمُ قال: التَّطْهِیمُ فی هذا البیت النِّفارُ، قال: و مِن هذا یقال فلانٌ یَتَطَهَّمُ عَنّا أی یَسْتَوْحِشُ، و الخیلُ المُطَهَّمَةُ فإنها المُقَرَّبة المُكرَّمةُ العزیزةُ الأَنْفُسِ، و منه یقال: ما لك تَطَهَّمُ عن طَعامنا أی تَرْبَأُ بنَفْسِك عنه؛ و قولُ أَبی النجم: أَخْطِمُ أَنفَ الطَّامِحِ المُطَهَّمِ أراد الرجلَ الكریمَ الحسَبِ؛ و قال الباهلی فی قول طُفَیْل: و فینا رِباطُ الخَیْلِ كلُّ مُطَهَّمٍ رَجِیلٍ، كسِرْحانِ الغَضَی المُتَأَوِّبِ قال: المُطَهَّمُ الناعِمُ الحسَنُ، و الرَّجیلُ الشدیدُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 373
المشْی. و یقال: تَطَهَّمْتُ الطعام إذا كرِهْتَه. و طَهْمان: اسمُ رجلٍ، و الله أَعلم.

طوم؛ ج12، ص: 373

: طُومٌ: اسمٌ للمنِیَّةِ؛ قالت الخنساء: إنْ كانَ صَخْرٌ تَوَلَّی فالشَّماتُ بِكُمْ، و كَیْفَ یَشْمَتُ من كانَتْ له طُومُ؟ و قد فُسِّر هذا البیت بأَنه القَبْرُ أیضاً‌

طیم؛ ج12، ص: 373

: طامَهُ الله علی الخَیر یَطِیمُه طَیْماً: جَبَله. یقال: ما أحْسَنَ ما طامَه اللهُ. و طانَه یَطِینُه أی جَبَله، و منه الطِّیماءُ، و هی الجِبِلَّة، و الطِّیماءُ الطبیعةُ. یقال: الشِّعْر مِنْ طِیمائِه أی من سُوسِه؛ حكاها الفارسی عن أبی زید، قال: و لا أَقول إنها بدلٌ من نون طانَ لأَنهم لم یقولوا طِیناء.

فصل الظاء المعجمة؛ ج12، ص: 373

ظأم؛ ج12، ص: 373

: الظَّأْمُ: السِّلْفُ، لغةٌ فی الظَّأْبِ، و قد تَظاءَما و ظأَمَه. و قد ظاءَبَنی مُظاءبةً و ظاءَمنی إذا تَزوّجْتَ أنت امرأَةً و تزوّج هو أُخْتَها. و ظَأْمُ التَّیْسِ: صَوْتُه و لَبْلَبَتُه كَظَأْبه. الجوهری: الظَّأْمُ الكلامُ و الجَلَبَةُ مثل الظَّأْبِ.

ظلم؛ ج12، ص: 373

: الظُّلْمُ: وَضْع الشی‌ء فی غیر موضِعه. و من أمثال العرب فی الشَّبه: مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم؛ قال الأَصمعی: ما ظَلَم أی ما وضع الشَّبَه فی غیر مَوْضعه و فی المثل: من اسْترْعَی الذِّئْبَ فقد ظلمَ. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: لَزِموا الطَّرِیق فلم یَظْلِمُوه‌أی لم یَعْدِلوا عنه؛ یقال: أَخَذَ فی طریقٍ فما ظَلَم یَمِیناً و لا شِمالًا؛ و منه‌حدیث أُمِّ سَلمَة: أن أبا بكرٍ و عُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه‌أی لم یَعْدِلا عنه؛ و أصل الظُّلم الجَوْرُ و مُجاوَزَة الحدِّ، و منه‌حدیث الوُضُوء: فمن زاد أو نَقَصَ فقد أساء و ظَلَمَ‌أی أَساءَ الأَدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ و التَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ، و ظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب بتَرْدادِ المَرّات فی الوُضوء. و فی التنزیل العزیز: الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمٰانَهُمْ بِظُلْمٍ؛قال ابن عباس و جماعةُ أهل التفسیر: لم یَخْلِطوا إیمانهم بِشِرْكٍ، و رُوِی ذلك عن حُذَیْفة و ابنِ مَسْعود و سَلمانَ، و تأَوّلوا فیه قولَ الله عز و جل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ.و الظُّلْم: المَیْلُ عن القَصد، و العرب تَقُول: الْزَمْ هذا الصَّوْبَ و لا تَظْلِمْ عنه أی لا تَجُرْ عنه. و قوله عزَّ و جل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ؛ یعنی أن الله تعالی هو المُحْیی المُمِیتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شریك له، فإذا أُشْرِك به غیره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ، لأَنه جَعل النعمةَ لغیر ربِّها. یقال: ظَلَمَه یَظْلِمُهُ ظَلْماً و ظُلْماً و مَظْلِمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقیقیٌّ، و الظُّلمُ الاسمُ یقوم مَقام المصدر، و هو ظالمٌ و ظَلوم؛ قال ضَیْغَمٌ الأَسدِیُّ: إذا هُوَ لمْ یَخَفْنی فی ابن عَمِّی، و إنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ و قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ لٰا یَظْلِمُ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ؛ أرادَ لا یَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ، و عَدَّاه إلی مفعولین لأَنه فی معنی یَسْلُبُهم، و قد یكون مِثْقالَ ذرّة فی موضع المصدر أی ظُلْماً حقیراً كمِثْقال الذرّة؛ و قوله عز و جل: فَظَلَمُوا بِهٰا*؛ أی بالآیات التی جاءَتهم، و عدّاه بالباء لأَنه فی معنی كَفَرُوا بها، و الظُّلمُ الاسمُ، و ظَلَمه حقَّه و تَظَلَّمه إیاه؛ قال أبو زُبَیْد الطائیّ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 374
و أُعْطِیَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ، و أَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِیعاً مُؤَرِّبا و قال: تَظَلَّمَ مَالی هَكَذَا و لَوَی یَدِی، لَوَی یَدَه اللهُ الذی هو غالِبُهْ و تَظَلَّم منه: شَكا مِنْ ظُلْمِه. و تَظَلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّلْمَ علی نَفْسِه؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أنشد: كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَیَّ تَظَلَّمَتْ، و إذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ قال ابن سیدة: هذا قولُ ابن الأَعرابی، قال: و لا أَدْری كیف ذلك، إنما التَّظَلُّمُ هاهنا تَشَكِّی الظُّلْم منه، لأَنها إذا غَضِبَت علیه لم یَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلی ذاتِها. و المُتَظَلِّمُ: الذی یَشْكو رَجُلًا ظَلَمَهُ. و المُتَظَلِّمُ أیضاً: الظالِمُ؛ و منه قول الشاعر: نَقِرُّ و نَأْبَی نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أی نَأْبَی كِبْرَ الظالم. و تَظَلَّمَنی فلانٌ أی ظَلَمَنی مالی؛ قال ابن بری: شاهده قول الجعدی: و ما یَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْیَطِ المُتَظَلِّمِ قال: و قال رافِعُ بن هُرَیْم، و قیل هُرَیْمُ بنُ رافع، و الأَول أَصح: فهَلَّا غَیْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ، إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِینا أی ظالِمِینَ. و یقال: تَظَلَّمَ فُلانٌ إلی الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْلیماً أی أَنْصَفَه مِنْ ظالِمه و أَعانَه علیه؛ ثعلب عن ابن الأَعرابی أنه أَنشد عنه: إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَیْنَ مالَه، تَظَلَّمَ حَتَّی یُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ قال: أی أَغارَ علی الناس حتی یَكْثُرَ مالُه. قال أبو منصور: جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأَنه إذا أَغارَ علی الناس فقد ظَلَمَهم؛ قال: و أَنْشَدَنا لجابر الثعلبیّ: و عَمْرُو بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِینَه بِشَنْعاءَ تَنْهَی نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ قال أبو منصور: یرید نَخْوةَ الظالم. و الظَّلَمةُ: المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ یقال: ما ظَلَمَك عن كذا، أی ما مَنَعك، و قیل: الظَّلَمةُ فی المُعامَلة. قال المُؤَرِّجُ: سمعت أَعرابیّاً یقول لصاحبه: أَظْلَمی و أَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَی الأَظْلَمُ مِنَّا. و یقال: ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أی صبَر علی الظُّلْم؛ قال كُثَیّر: مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَیْكَ تَجُدْ بِها یَدَاكَ، و إنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ و اظَّلَمَ و انْظَلَم: احْتَملَ الظُّلْمَ. و ظَلَّمه: أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلی الظُّلْم؛ قال: أَمْسَتْ تُظَلِّمُنی، و لَسْتُ بِظالمٍ، و تُنْبِهُنی نَبْهاً، و لَسْتُ بِنائمِ و الظُّلامةُ: ما تُظْلَمُهُ، و هی المَظْلِمَةُ. قال سیبویه: أما المَظْلِمةُ فهی اسم ما أُخِذَ منك. و أَردْتُ ظِلامَهُ و مُظالَمتَه أی ظُلمه؛ قال: و لَوْ أَنِّی أَمُوتُ أَصابَ ذُلًّا، و سَامَتْه عَشِیرتُه الظِّلامَا و الظُّلامةُ و الظَّلِیمةُ و المَظْلِمةُ: ما تَطْلُبه عند
لسان العرب، ج‌12، ص: 375
الظّالم، و هو اسْمُ ما أُخِذَ منك. التهذیب: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التی تَطْلُبها عند الظَّالم؛ یقال: أَخَذَها مِنه ظُلامةً. و یقال: ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم، معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطیبِ نَفْسِه و هو قادرٌ علی الامتناع منه، و هو افتعال، و أَصله اظْتَلم فقُلِبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فیها؛ و أَنشد ابن بری لمالك بن حَریم: مَتَی تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكیَّ و صارِماً و أَنْفاً حَمِیّاً، تَجْتَنِبْك المَظَالِمُ و تَظالَمَ القومُ: ظلَمَ بعضُهم بعضاً. و یقال: أَظْلَمُ من حَیَّةٍ لأَنها تأْتی الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه. و یقولون: ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ؛ و قال رجل لأَبی الجَرَّاحِ: أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه، فقال أَبو الجَرَّاحِ: ما ظَلَمك أَن تَقِی‌ءَ؛ و قول الشاعر: قالَتْ له مَیٌّ بِأَعْلی ذِی سَلَمْ: أ لا تَزُورُنا، إنِ الشِّعْبُ أَلَمّ؟ قالَ: بَلی یا مَیُّ، و الیَوْمُ ظَلَمْ قال الفرّاء: هم یقولون معنی قوله … و الیَوْمُ ظَلَم أی حَقّاً، و هو مَثَلٌ؛ قال: و رأَیت أنه لا یَمْنَعُنی یومٌ فیه عِلّةٌ تَمْنع. قال أبو منصور: و كان ابن الأَعرابی یقول فی قوله … و الیوْمُ ظَلَم حقّاً یقیناً، قال: و أُراه قولَ المُفَضَّل، قال: و هو شبیه بقول من قال فی لا جرم أی حَقّاً یُقیمه مُقامَ الیمین، و للعرب أَلفاظ تشبهها و ذلك فی الأَیمان كقولهم: عَوْضُ لا أَفْعلُ ذلك، و جَیْرِ لا أَفْعلُ ذلك، و قوله عز و جل: آتَتْ أُكُلَهٰا وَ لَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَیْئاً؛ أی لم تَنْقُصْ منه شیئاً. و قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ مٰا ظَلَمُونٰا وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ*، قال: ما نَقَصُونا شَیْئاً بما فعلوا و لكن نَقَصُوا أنفسَهم. و الظِّلِّیمُ، بالتشدید: الكثیرُ الظُّلْم. و تَظَالَمتِ المِعْزَی: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ و أَخْصَبَتْ؛ و منه قول السّاجع: و تَظالَمَتْ مِعْزاها. و وَجَدْنا أَرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أی تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط و الشِّبَع. و الظَّلِیمةُ و الظَّلِیمُ: اللبَنُ یُشْرَبُ منه قبل أن یَرُوبَ و یَخْرُجَ زُبْدُه؛ قال: و قائِلةٍ: ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِی و هل یَخْفَی علی العَكِدِ الظَّلِیمُ؟ و فی المثل: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ و أنشد ثعلب: و صاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْنی شَكاتُه ظَلَمْتُ، و فی ظَلْمِی له عامِداً أَجْرُ قال: هذا سِقاءٌ سَقَی منه قبل أن یَخْرُجَ زُبْدُه. و ظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَی منه قبل أن یَرُوبَ و یُخْرَجَ زُبْدُه. و ظَلَمْتُ سِقائِی: سَقَیْتُهم إیَّاه قَبْلَ أن یَرُوبَ؛ و أنشد البیت الذی أَنشده ثعلب: ظَلَمْتُ، و فی ظَلْمِی له عامداً أَجْرُ قال الأَزهری: هكذا سمعت العرب تنشده: … و فی ظَلْمِی …، بِنَصْب الظاء، قال: و الظُّلْمُ الاسم و الظُّلْمُ العملُ. و ظَلَمَ القوْمَ: سَقاهم الظَّلِیمةَ. و قالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء. التهذیب: العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن یُخْرَجَ زُبْدُه؛ و قال أبو عبید: إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن یَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 376
و الظَّلِیمةُ، قال: و یقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إِدْراكِهِ؛ قال أَبو منصور: هكذا رُوِیَ لنا هذا الحرفُ عن أبی عبید ظَلَمْتُ القومَ، و هو وَهَمٌ. و روی المنذری عن أبی الهیثم و أبی العباس أحمد بن یحیی أنهما قالا: یقال ظَلَمْتُ السقَاءَ و ظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَیْتَه قبل إدراكه و إخراجِ زُبْدَتِه. و قال ابن السكیت: ظَلَمتُ وَطْبی القومَ أی سَقَیْتُه قبل رُؤُوبه. و المَظْلُوم: اللبنُ یُشْرَبُ قبل أن یَبْلُغَ الرُّؤُوبَ. الفراء: یقال ظَلَم الوَادِی إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم یكن نالَهُ فیما خَلا و لا بَلَغَه قبل ذلك؛ قال: و أَنشدنی بعضهم یصف سیلًا: یَكادُ یَطْلُع ظُلْماً ثم یَمْنَعُه عن الشَّواهِقِ، فالوادی به شَرِقُ و قال ابن السكیت فی قول النابغة یصف سیلًا: إلَّا الأَوارِیَّ لأْیاً ما أُبَیِّنُها، و النُّؤْیُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قال: النُّؤْیُ الحاجزُ حولَ البیت من تراب، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة، یعنی أرضاً مَرُّوا بها فی بَرِّیَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فیه إبِلَهُمْ و لیست بمَوْضِع تَحْویضٍ. یقال: ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه فی موضع لا تُعْمَلُ فیه الحِیاض. قال: و أَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشی‌ء فی غیر موضعه؛ و منه قول ابن مقبل: عَادَ الأَذِلَّةُ فی دارٍ، و كانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلَّامُونَ للجُزُرِ أی وَضَعوا النحر فی غیر موضعه. و ظُلِمَت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَیْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ علی غیر ضَبَعَةٍ. و كُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ، و أَنشد بیت ابن مقبل: هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلَّامُون للجُزُر و ظَلَم الحِمارُ الأَتانَ إذا كامَها و قد حَمَلَتْ، فهو یَظْلِمُها ظَلْماً؛ و أَنشد أبو عمرو یصف أُتُناً: أَبَنَّ عقَاقاً ثم یَرْمَحْنَ ظَلْمَةً إباءً، و فیه صَوْلَةٌ و ذَمِیلُ و ظَلَم الأَرضَ: حَفَرَها و لم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك، و قیل: هو أن یَحْفِرَها فی غیر موضع الحَفْرِ؛ قال یصف رجلًا قُتِلَ فی مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له فی غیر موضع حَفْرٍ: ألا للهِ من مِرْدَی حُروبٍ، حَواه بَیْنَ حِضْنَیْه الظَّلِیمُ أی الموضع المظلوم. و ظَلَم السَّیلُ الأَرضَ إذا خَدَّدَ فیها فی غیر موضع تَخْدِیدٍ؛ و أَنشد للحُوَیْدِرَة: ظَلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِیصَةٍ، فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَیْدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنی الإِقْلاعِ، مُفْعَلٌ بمعنی الإِفْعالِ، قال و مثله كثیر مُقامٌ بمعنی الإِقامةِ. و قال الباهلی فی كتابه: و أَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ. و‌فی الحدیث: إذا أَتَیْتُمْ علی مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّیْرَ.قال أبو منصور: المَظْلُومُ البَلَدُ الذی لم یُصِبْهُ الغَیْثُ و لا رِعْیَ فیه لِلرِّكابِ، و الإِغْذاذُ الإِسْراعُ. و الأَرضُ المَظْلومة: التی لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ، و ذلك الترابُ الظَّلِیمُ، و سُمِّیَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِیماً لهذا المعنی؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌12، ص: 377
فأَصْبَحَ فی غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ، علی العَیْشِ، مَرْدُودٍ علیها ظَلِیمُها یعنی حُفْرَةَ القبر یُرَدُّ تُرابها علیه بعد دفن المیت فیها. و قالوا: لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطریقِ أَی احْذَرْ أَن تَحِیدَ عنه و تَجُورَ فَتَظْلِمَه. و السَّخِیُّ یُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما فی طَوْقِهِ، أَو طُلِبَ منه ما لا یجدُه، أَو سُئِلَ ما لا یُسْأَلُ مثلُه، فهو مُظَّلِمٌ و هو یَظَّلِمُ و ینظلم؛ أَنشد سیبویه قول زهیر: هو الجَوادُ الذی یُعْطِیكَ نائِله عَفْواً، و یُظْلَمُ أَحْیاناً فیَظَّلِمُ أَی یُطْلَبُ منه فی غیر موضع الطَّلَب، و هو عنده یَفْتعِلُ، و یروی … یَظْطَلِمُ، و رواه الأَصمعی … یَنْظَلِمُ. الجوهری: ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِیماً إذا نسبته إلی الظُّلْمِ فانْظَلَم أَی احتمل الظُّلْم؛ و أَنشد بیت زهیر: و یُظْلَم أَحیاناً فَیَنْظَلِمُ و یروی … فیَظَّلِمُ أَی یَتَكَلَّفُ، و فی افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ: من العرب من یقلب التاء طاء ثم یُظْهِر الطاء و الظاء جمیعاً فیقول اظْطَلَمَ، و منهم من یدغم الظاء فی الطاء فیقول اطَّلَمَ و هو أَكثر اللغات، و منهم من یكره أَن یدغم الأَصلی فی الزائد فیقول اظَّلَم، قال: و أَما اضْطَجَع ففیه لغتان مذكورتان فی موضعهما. قال ابن بری: جَعْلُ الجوهری انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ، بالتشدید، وَهَمٌ، و إنما انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه، بالتخفیف كما قال زهیر: و یُظْلَم أَحْیاناً فیَنْظَلِمُ قال: و أَما ظَلَّمْتُه، بالتشدید، فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ، و ظَلَم حَقَّه یَتَعَدَّی إلی مفعول واحد، و إنما یتعدّی إلی مفعولین فی مثل ظَلَمنی حَقِّی حَمْلًا علی معنی سَلَبَنی حَقِّی؛ و مثله قوله تعالی: وَ لٰا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا*؛ و یجوز أَن یكون فَتِیلًا* واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَی ظُلْماً مِقْدارَ فَتِیلٍ. و بیتٌ مُظَلَّمٌ: مُزَوَّقٌ كأَنَّ النَّصارَی وَضَعَتْ فیه أَشیاء فی غیر مواضعها. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، دُعِیَ إلی طعام فإذا البیتُ مُظَلَّمٌ فانصرف، صلی الله علیه و سلم، و لم یدخل؛ حكاه الهروی فی الغریبین؛ قال ابن الأَثیر: هو المُزَوَّقُ، و قیل: هو المُمَوَّهُ بالذهب و الفضة، قال: و قال الهَرَوِیُّ أَنكره الأَزهری بهذا المعنی، و قال الزمخشری: هو من الظَّلْمِ و هو مُوهَةُ الذهب، و منه قیل للماء الجاری علی الثَّغْرِ ظَلْمٌ. و یقال: أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ علیه كالماء الرقیق من شدَّة بَرِیقه؛ و منه قول الشاعر: إذا ما اجْتَلَی الرَّانی إلیها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَنایاها أَضاءَ و أَظْلَما قال: أَضاء أَی أَصاب ضوءاً، أَظْلَم أصاب ظَلْماً. و الظُّلْمَة و الظُّلُمَة، بضم اللام: ذهاب النور، و هی خلاف النور، و جمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ و ظُلُماتٌ و ظُلَماتٌ و ظُلْمات؛ قال الراجز: یَجْلُو بعَیْنَیْهِ دُجَی الظُّلُماتِ قال ابن بری: ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة، بإسكان اللام، فأَما ظُلُمة فإنما یكون جمعها بالأَلف و التاء، و رأیت هنا
لسان العرب، ج‌12، ص: 378
حاشیة بخط سیدنا رضیّ الدین الشاطبی رحمه الله قال: قال الخطیب أَبو زكریا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ، و یقال فی جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ، و یجوز مُهَجات، بالفتح، و مُهْجاتٌ، بالتسكین، و هو أَضعفها؛ قال: و الناس یأْلَفُون مُهَجات، بالفتح، كأَنهم یجعلونه جمع مُهَجٍ، فیكون الفتح عندهم أَحسن من الضم. و الظَّلْماءُ: الظُّلْمة ربما وصف بها فیقال لیلةٌ ظَلْماء أَی مُظْلِمة. و الظَّلامُ: اسم یَجْمَع ذلك كالسَّوادِ و لا یُجْمعُ، یَجْری مجری المصدر، كما لا تجمع نظائره نحو السواد و البیاض، و تجمع الظُّلْمة ظُلَماً و ظُلُمات. ابن سیدة: و قیل الظَّلام أَوّل اللیل و إن كان مُقْمِراً، یقال: أَتیته ظَلاماً أی لیلًا؛ قال سیبویه: لا یستعمل إلا ظرفاً. و أتیته مع الظَّلام أی عند اللیل. و لیلةٌ ظَلْمةٌ، علی طرحِ الزائد، و ظَلْماءُ كلتاهما: شدیدة الظُّلْمة. و حكی ابن الأَعرابی: لیلٌ ظَلْماءُ؛ و قال ابن سیدة: و هو غریب و عندی أَنه وضع اللیل موضع اللیلة، كما حكی لیلٌ قَمْراءُ أَی لیلة، قال: و ظَلْماءُ أَسْهلُ من قَمْراء. و أَظْلَم اللیلُ: اسْوَدَّ. و قالوا: ما أَظْلَمه و ما أَضوأَه، و هو شاذ. و ظَلِمَ اللیلُ، بالكسر، و أَظْلَم بمعنیً؛ عن الفراء. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذٰا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قٰامُوا. و ظَلِمَ و أَظْلَمَ؛ حكاهما أَبو إسحاق و قال الفراء: فیه لغتان أَظْلَم و ظَلِمَ، بغیر أَلِف. و الثلاثُ الظُّلَمُ: أَوّلُ الشَّهْر بعدَ اللیالی الدُّرَعِ؛ قال أَبو عبید: فی لیالی الشهر بعد الثلاثِ البِیضِ ثلاثٌ دُرَعٌ و ثلاثٌ ظُلَمٌ، قال: و الواحدة من الدُّرَعِ و الظُّلَم دَرْعاءُ و ظَلْماءُ. و قال أَبو الهیثم و أَبو العباس المبرد: واحدةُ الدُّرَعِ و الظُّلَم دُرْعةٌ و ظُلْمة؛ قال أَبو منصور: و هذا الذی قالاه هو القیاس الصحیح. الجوهری: یقال لثلاث لیال من لیالی الشهر اللائی یَلِینَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإِظْلامِها علی غیر قیاس، لأَن قیاسه ظُلْمٌ، بالتسكین، لأَنَّ واحدتها ظَلْماء. و أَظْلَم القومُ: دخلوا فی الظَّلام، و فی التنزیل العزیز: فَإِذٰا هُمْ مُظْلِمُونَ. و قوله عزَّ و جل: یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَی النُّورِ*؛ أَی یخرجهم من ظُلُمات الضَّلالة إلی نور الهُدَی لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غیر بَیِّنٍ. و لیلة ظَلْماءُ، و یوم مُظْلِمٌ: شدید الشَّرِّ؛ أَنشد سیبویه: فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَیْنا و أَنتمُ، لكان لكم یومٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ و أَمْرٌ مُظْلِم: لا یُدرَی من أَینَ یُؤْتَی له؛ عن أَبی زید. و حكی اللحیانی: أَمرٌ مِظْلامٌ و یوم مِظْلامٌ فی هذا المعنی؛ و أَنشد: أُولِمْتَ، یا خِنَّوْتُ، شَرَّ إیلام فی یومِ نَحْسٍ ذی عَجاجٍ مِظْلام و العرب تقول للیوم الذی تَلقَی فیه شِدَّةً یومٌ مُظلِمٌ، حتی إنهم لیقولون یومٌ ذو كَواكِبَ أَی اشتَدّت ظُلْمته حتی صار كاللیل؛ قال: بَنی أَسَدٍ، هل تَعْلَمونَ بَلاءَنا، إذا كان یومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ؟ و ظُلُماتُ البحر: شدائِدُه. و شَعرٌ مُظْلِم: شدیدُ السَّوادِ. و نَبْتٌ مُظلِمٌ: ناضِرٌ یَضْرِبُ إلی السَّوادِ من خُضْرَتِه؛ قال: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ، و مُظلِماً لیسَ علی دَمالِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 379
و تكلَّمَ فأَظْلَمَ علینا البیتُ أَی سَمِعنا ما نَكْرَه، و فی التهذیب: و أَظْلَم فلانٌ علینا البیت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه. قال أَبو منصور: أَظْلمَ یكون لازماً و واقِعاً، قال: و كذلك أَضاءَ یكون بالمعنیین: أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً، و أَضاء للناسِ بمعنی ضاءَ، و أَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ و أَضاءَ. و لقیتُه أَدنَی ظَلَمٍ، بالتحریك، یعنی حین اخْتَلطَ الظلامُ، و قیل: معناه لقیته أَوّلَ كلِّ شی‌ء، و قیل: أَدنَی ظَلَمٍ القریبُ، و قال ثعلب: هو منك أَدنَی ذی ظَلَمٍ، و رأَیتُه أَدنَی ظَلَمٍ الشَّخْصُ، قال: و إنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِیتُه إذا كان أَوّلَ شی‌ءٍ سَدَّ بَصَرَك بلیل أَو نهار، قال: و مثله لقیته أَوّلَ وَهْلةٍ و أَوّلَ صَوْكٍ و بَوْكٍ؛ الجوهری: لقِیتُه أَوّلَ ذی ظُلْمةٍ أَی أَوّلَ شی‌ءٍ یَسُدُّ بَصَرَكَ فی الرؤیة، قال: و لا یُشْتَقُّ منه فِعْلٌ. و الظَّلَمُ: الجَبَل، و جمعه ظُلُومٌ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِیُّ: تَعامَسُ حتی یَحْسبَ الناسُ أَنَّها، إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّیوفِ، ظُلُومُ و قَدِمَ فلانٌ و الیومُ ظَلَم؛ عن كراع، أَی قدِمَ حقّاً؛ قال: إنَّ الفراقَ الیومَ و الیومُ ظَلَمْ و قیل: معناه و الیومُ ظَلَمنا، و قیل: ظَلَم هاهنا وَضَع الشی‌ءَ فی غیر موضعه. و الظَّلْمُ: الثَّلْج. و الظَّلْمُ: الماءُ الذی یجری و یَظهَرُ علی الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّیقِ كالفِرِنْد، حتی یُتَخیَّلَ لك فیه سوادٌ من شِدَّةِ البریق و الصَّفاء؛ قال كعب بن زهیر: تَجْلو غَواربَ ذی ظَلْمٍ، إذا ابتسمَتْ، كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ و قال الآخر: إلی شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنایا بماءِ الظَّلْمِ، طَیِّبَةِ الرُّضابِ قال: یحتمل أَن یكون المعنی بماء الثَّلْج. قال شمر: الظَّلْمُ بیاضُ الأَسنان كأَنه یعلوه سَوادٌ، و الغُروبُ ماءُ الأَسنان. الجوهری: الظَّلْمُ، بالفتح، ماءُ الأَسْنان و بَریقُها، و هو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البیاض كفِرِنْد السَّیْف؛ قال یزید بن ضَبَّةَ: بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ، و ثغْرٍ نائرِ الظلْمِ و قیل: الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان و شِدَّة بیاضها، و الجمع ظُلُوم؛ قال: إذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ، و تبسَّمَتْ ثنایا لها كالبَرْقِ، غُرٌّ ظُلُومُها و أَظْلَم: نَظَرَ إلی الأَسنان فرأَی الظَّلْمَ؛ قال: إذا ما اجْتَلی الرَّانی إلیها بعَیْنِه غُرُوبَ ثنایاها، أَنارَ و أَظْلَما «2». و الظَّلِیمُ: الذكَرُ من النعامِ، و الجمع أَظْلِمةٌ و ظُلْمانٌ و ظِلْمانٌ، قیل: سمی به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فیُدْحِی فی غیر موضع تَدْحِیَةٍ؛ حكاه ابن درید، قال: و هذا ما لا یُؤْخذُ. و‌فی حدیث قُسّ: و مَهْمَهٍ فیه ظُلْمانٌ؛ هو جمع ظَلِیم. و الظَّلِیمانِ: نجمان. و المُظَلَّمُ من الطیر: الرَّخَمُ و الغِرْبانُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حَمَتْهُ عِتاقُ الطیرِ كلَّ مُظَلَّم، من الطیرِ، حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ
(2) … أضاء … بدل … أنار …
لسان العرب، ج‌12، ص: 380
و الظِّلَّامُ: عُشْبة تُرْعَی؛ أَنشد أَبو حنیفة: رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلًا، عَمِیماً من الظِّلَّامِ، و الهَیْثَمِ الجَعْدِ ابن الأَعرابی: و من غریب الشجر الظِّلَمُ، واحدتها ظِلَمةٌ، و هو الظِّلَّامُ و الظِّلامُ و الظالِمُ؛ قال الأَصمعی: هو شجر له عَسالِیجُ طِوالٌ و تَنْبَسِطُ حتی تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سمیت ظِلاماً. و أَظْلَمُ: موضع؛ قال ابن بری: أَظْلمُ اسم جبل؛ قال أَبو وجزة: یَزِیفُ یمانِیه لأَجْراعِ بِیشَةٍ، و یَعْلو شآمِیهِ شَرَوْرَی و أَظْلَما و كَهْفُ الظُّلم: رجل معروف من العرب. و ظَلِیمٌ و نَعامَةُ: موضعان بنَجْدٍ. و ظَلَمٌ: موضع. و الظَّلِیمُ: فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِیكٍ الأَسدیّ، و فیه یقول: نصَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِیمِ و صَعْدَةً شُراعِیَّةً فی كفِّ حَرَّان ثائِر

ظنم؛ ج12، ص: 380

: قال الأَزهری: أَما ظَنَم فالناسُ أَهملوه إلا ما رَوَی ثعلبٌ عن ابن الأَعرابی: الظَّنَمةُ الشَّرْبةُ من اللبن الذی لم تُخْرَجْ زُبْدَتُه؛ قال أَبو منصور: أَصلها ظَلَمة.

ظهم؛ ج12، ص: 380

: شی‌ء ظَهْمٌ: خَلَق. و‌فی الحدیث: قال كنا عندَ عبد الله بن عمرو فسُئِلَ أَیُّ المَدینتین تُفْتَحُ أَوَّلَ: قُسْطنْطِینیَّةُ أَو رُومِیَّة؟ فدعا بصندوقٍ ظَهْمٍ، قال: و الظَّهْمُ الخَلَقُ، قال: فأَخْرَجَ كتاباً فنظر فیه و قال: كنا عند النبی، صلی الله علیه و سلم، نَكْتُبُ ما قال، فسُئِل أَیُّ المدینتین تُفْتَح أَوَّلَ: قُسْطنْطِینیَّةُ أَو رُومیَّة؟ فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: مدینةُ ابنِ هِرَقْلَ تُفْتَح أَوّلَ یعنی القُسْطَنْطِینیَّةَ؛ قال الأَزهری: كذا جاء مفسراً فی الحدیث، قال: و لم أَسمعْه إلا فی هذا الحدیث.

ظوم؛ ج12، ص: 380

: الظَّوْمُ: صوتُ التَّیْسِ عند الهِیاجِ، و زعم یعقوبُ أَن میمه بدل من باء الظابِ.

فصل العین المهملة؛ ج12، ص: 30

عبم؛ ج12، ص: 380

: العَبَامُ و العَباماءُ: الغلیظُ الخِلْقةِ فی حُمْقٍ، و قیل: هو العَیِیُّ الأَحْمَقُ؛ قال أَوْسُ بنُ حجَر یذْكُرُ أَزْمةً فی سنة شدیدة البَرْد: و شُبِّهَ الهَیْدَبُ العَبَامُ من الأَقْوامِ سَقْباً مُجَلَّلًا فَرَعا و قد عَبُمَ یَعْبُم عَبامَةً. و یقال للرجل العظیم الجسمِ: عِبَمٌّ و هُدَبِدٌ. و العُبُمُ: جماعةُ عَبامٍ، و هو الذی لا عقلَ له و لا أَدبَ و لا شجاعةَ و لا رأسَ مال، و هو عِبَمٌّ و عَبامَاءُ. و العَبامُ: الفَدْمُ العَیِیُّ الثقیل. و العَبامُ: الماءُ الكثیر «1» الغلیظُ.

عبثم؛ ج12، ص: 380

: عَبْثَمٌ: اسم.

عتم؛ ج12، ص: 380

: عَتَم الرجلُ عن الشی‌ء یَعْتِمُ و عَتَّم: كَفَّ عنه بعد المُضِیِّ فیه؛ قال الأَزهری: و أَكثر ما یقال عَتَّم تَعْتِیماً، و قیل: عَتَّم احْتَبَسَ عن فِعْل الشی‌ء یریده. و عتَم عن الشی‌ء یَعْتِمُ و أَعْتَم و عَتَّم: أَبْطأَ، و الاسم العَتَمُ: و عَتَم قِراهُ: أَخَّره. و قِرًی عاتِمٌ و مُعَتِّمٌ: بطی‌ءٌ مُمْسٍ، و قد عَتَم
(1). قوله [و العبام الماء الكثیر] ضبطه فی المحكم كسحاب، و فی التكملة بخط المؤلف: ماء عبام و عطاء عبام كثیر، و ضبطه بالضم بوزن غراب
لسان العرب، ج‌12، ص: 381
قِرَاه. و أَعْتَمه صاحبُه و عَتَّمه أَی أَخَّره. و یقال: فلانٌ عاتِمُ القِرَی؛ قال الشاعر: فلما رأیْنا أَنه عاتِمُ القِرَی بَخِیلٌ، ذَكَرْنا لیلةَ الهَضْمِ كَرْدَما قال ابن بری: و یقال جاءنا ضَیْفٌ عاتِمٌ إذا جاء ذلك الوقتَ؛ قال الراجز: یَبْنی العُلی و یَبْتَنی المَكارِما، أَقْراهُ للضَّیْفِ یؤُوب عاتِمَا و أَعْتَمْتَ حاجَتك أَی أَخَّرْتَها. و قد عَتَمَتْ حاجتُك، و لغةٌ أُخری: أَعْتَمَتْ حاجتُك أَی أَبْطأَتْ؛ و أَنشد قوله: مَعاتِیمُ القِرَی، سُرُفٌ إذا ما أَجَنَّتْ طَخْیَةُ اللیلِ البَهِیمِ و قال الطِّرِمّاحُ یمدح رجلًا: متی یَعِدْ یُنْجِزْ، و لا یَكْتَبِلْ منه العَطایا طُولُ إِعْتامِها و أَنشد ثعلب لشاعر یهجو قوماً: إذا غابَ عنْكُمْ أَسوَدُ العَینِ كُنْتُمُ كِراماً، و أَنْتمْ، ما أَقامَ، أَلائِمُ تحَدَّث رُكْبانُ الحَجِیجِ بلُؤْمِكمْ، و یَقْرِی به الضَّیْفَ اللِّقاحُ العَواتِمُ یقول: لا تكونون كراماً حتی یَغِیبَ عنكم هذا الجبلُ الذی یقال له أَسْوَدُ العَینِ و هو لا یَغِیبُ أَبداً، و قوله: یقری به الضیفَ اللقاحُ العواتم، معناه أَن أَهل البادیة یتَشاغَلون بذكر لُؤْمِكُمْ عن حَلْبِ لِقاحِهم حتی یُمْسُوا، فإذا طَرَقَهم الضیفُ صادفَ الأَلْبانَ بحالها لم تُحْلَبْ فنال حاجَته، فكان لُؤمُكم قِری الأَضیافِ. قال ابن الأَعرابی: العُتُم یكون فَعالُهم مَدْحاً و یكون ذَمّاً جمعُ عاتِمٍ و عَتُومٍ، فإذا كان مَدْحاً فهو الذی یَقْری ضِیفانَه اللیلَ و النهارَ، و إذا كان ذَمّاً فهو الذی لا یَحْلُب لبَنَ إبِله مُمْسِیاً حتی ییْأَسَ من الضیف. و حكی ابن بری؛ العَتَمةُ الإِبْطاءُ أَیضاً؛ قال عمرو بن الإِطْنابة: و جِلاداً إنْ نَشِطْت لهُ عاجِلًا لیسَتْ له عَتَمه و حمَل علیه فما عَتَّمَ أَی ما نَكَلَ و لا أَبْطأَ. و ضرَبَ فلانٌ فلاناً فما عَتَّم و لا عَتَّبَ و لا كَذَّبَ أَی لم یَتَمَكَّثْ و لم یتَباطأْ فی ضرْبه إیاه. و‌فی حدیث عمر: نَهی عن الحَریرِ إلا هكذا و هكذا فما عَتَّمْنا‌أَنه یَعْنی الأَعْلامَ أَی أَبْطأْنا عن معرفةِ ما عَنی و أَراد؛ قال ابن بری: شاهدُه قولُ الشاعر: فمَرَّ نَضِیُّ السَّهمِ تحتَ لَبانِه، و جالَ علی وَحْشِیِّه لم یُعَتِّمِ قال الجوهری: و العامَّةُ تقولُ ضرَبَهُ فما عَتَّبَ. و‌فی الحدیث فی صفة نَخْلٍ: أَنَّ سَلْمانَ غرَس كذا و كذا وَدِیَّةً و النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، یُناوِلُه و هو یَغْرِسُ فما عَتَّمَتْ منها وَدِیَّةٌ‌أَی ما لَبِثَتْ أَن عَلِقَتْ. و عَتَمَتِ الإِبلُ تَعْتِمُ و تَعْتُمُ و أَعْتَمَتْ و اسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً و هو من الإِبْطاء و التَّأَخُّرِ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِیُّ: فیها ضَویً قد رُدَّ من إِعْتامِها و العَتَمَةُ: ثلثُ اللیلِ الأَولُ بعد غَیْبوبةِ الشَّفَقِ. أَعْتَم الرجلُ: صار فی ذلك الوقت. و یقال: أَعْتَمنا من العَتَمَةِ كما یقال أَصْبَحْنا من الصُّبْحِ. و أَعْتَم
لسان العرب، ج‌12، ص: 382
القومُ و عَتَّمُوا تَعْتِیماً: ساروا فی ذلك الوقت، أَو أَوْرَدُوا أو أَصْدَروا، أَو عَمِلوا أَیَّ عَمَلٍ كان، و قیل: العَتَمةُ وقتُ صلاةِ العشاء الأَخیرةِ، سمیت بذلك لاسْتِعْتامِ نَعَمِها، و قیل: لِتَأخُّر وقتِها. ابن الأَعرابی: عَتَم اللیلُ و أَعْتَم إذا مَرَّ قِطْعةٌ من اللیل، و قال: إذا ذَهب النهارُ و جاء اللیل فقد جَنَح اللیلُ. و‌فی الحدیث: لا یَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ علی اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ؛ فإن اسْمها فی كتاب الله العِشاءُ، و إنما یُعْتَمُ بحِلابِ الإِبل؛ قوله: إنما یُعْتَمُ بِحلابِ الإِبل، معناه لا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فإن الأَعرابَ الذین یَحْلُبُونَ إبلَهم إذا أَعْتَموا أَی دخلوا فی وقت العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة، و سَمَّاها اللهُ عز و جل فی كتابه صلاةَ العشاء، فسَمُّوها كما سَمَّاها اللهُ لا كما سماها الأَعرابُ، فنهاهم عن الاقتداء بهم، و یُستحَبُّ لهم التَّمَسُّكُ بالاسم الناطق به لسانُ الشریعةِ، و قیل: أراد لا یَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هذا فَتُؤَخِّروا صلاتكم و لكن صَلُّوها إذا حانَ وقْتُها. و عَتَمةُ اللیلِ: ظلامُ أَوَّلهِ عند سقوطِ نور الشفقِ. یقال: عَتَم اللیلُ یَعْتِمُ. و قد أَعْتَم الناسُ إذا دَخَلوا فی وقت العَتَمة، و أَهلُ البادِیة یُرِیحون نَعَمَهم بُعَیْدَ المَغْرِب و یُنِیخُونَها فی مُراحِها ساعةً یَسْتَفِیقونها، فإذا أَفاقَت و ذلك بعد مَرِّ قطعة من اللیلِ أَثارُوها و حَلَبوها، و تلك الساعةُ تُسَمَّی عَتَمةً، و سمعتهم یقولون: اسْتَعْتِمُوا نَعَمَكم حتی تُفِیقَ ثم احْتَلِبوها. و‌فی حدیث أَبی ذَرّ: و اللِّقاحُ قد رُوِّحَتْ و حُلِبتْ عَتَمتُها‌أَی حُلِبَتْ ما كانت تُحْلَبُ وقتَ العَتَمةِ، و هم یُسَمُّون الحِلاب عَتَمةً باسم الوقت. و یقال: قَعَدَ فلان عندنا قَدْرَ عَتَمة الحَلائبِ أَی احْتَبَس قدر احْتِباسها للإِفاقَةِ. و أَصلُ العَتْمِ فی كلام العرب المُكْثُ و الاحْتِباسُ. قال ابن سیدة: و العَتَمةُ بقِیَّةُ اللبنِ تُفیقُ بها النَّعَمُ فی تلك الساعةِ. یقال: حَلَبْنا عَتَمةً. و عَتَمةُ اللیلُ: ظَلامُه. و قوله: طَیْفٌ أَلَمّ بذِی سَلَمْ، یَسْرِی عَتَمْ بینَ الخِیَمْ، یجوز أَن یكون علی حذف الهاء كقولهم هو أَبو عُذْرِها؛ و قوله: أَلا لیتَ شِعْرِی هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِیادِی علی الهِجْرانِ أَم هو یائِسُ؟ قد یكون من البُطْءِ أَی یَسْری بطِیئاً، و قد عَتَم اللیلُ یَعْتِمُ. و عَتَمَةُ الإِبلِ: رُجوعُها من المَرْعی بعد ما تُمْسی. و ناقةٌ عَتُومٌ: و هی التی لا تَزالُ تَعَشَّی حتی تَذْهَبَ ساعةٌ من اللیل و لا تُحْلَبُ إلا بعد ذلك الوقت؛ قال الراعی: أُدِرُّ النَّسا كیْلا تَدِرَّ عَتُومُها و العَتُومُ: الناقةُ التی لا تَدِرُّ إلا عَتَمَةً. قال ابن بری: قال ثعلب العَتُومة الناقةُ الغزیرةُ الدَّرّ؛ و أَنشد لعامر بن الطُّفَیْلِ: سُودٌ صَناعِیَةٌ، إذا ما أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومَتُهمْ، و لَمَّا تُحْلَبِ صُلْعٌ صَلامعةٌ، كأَنَّ أُنُوفَهُمْ بَعَرٌ یُنَظِّمهُ الوَلِیدُ بِمَلْعَب لا یَخْطُبونَ إلی الكرامِ بنَاتِهمْ، و تَشِیبُ أَیِّمُهُمْ و لما تُخْطَبِ و یروی: یُنَظّمُه وَلیدٌ یَلْعَبُ سُودٌ صَناعِیَةٌ: یَصْنعونَ المالَ و یُسَمّنُونَه،
لسان العرب، ج‌12، ص: 383
و الصَّلامِعَةُ: الدِّقاقُ الرُّؤُوس. قال الأَزهری: العَتُوم ناقةٌ غَزِیرَةٌ یُؤخَّرُ حِلابُها إلی آخر اللیل. و قیل: ما قَمْراءُ أَرْبَع «1»؟ فقیل: عَتَمةُ رُبَع أَی قَدْر ما یَحْتَبِسُ فی عشَائه؛ قال أَبو زید الأَنصاری: العرب تَقول للقَمَرِ إذا كان ابن لَیْلَةٍ: عَتَمَةُ سُخَیْلة حَلَّ أَهلُها برُمَیْلة أَی قَدْرُ احْتِباسِ القَمَرِ إذا كان ابن لیلة، ثم غُروبِه قدْر عَتَمةِ سَخْلَةٍ یَرْضَعُ أُمَّه، ثم یَحْتَبِسُ قلیلًا، ثم یعودُ لرَضاعِ أُمِّه، و ذلك أَن یُفَوِّقَ السِّخْلُ أمَّه فُواقاً بعدَ فُواقٍ یَقْرُبُ و لا یَطولُ، و إذا كان القمرُ ابنَ لَیْلَتَیْن قیل له: حدیثُ أَمَتَیْن بكَذِبٍ و مَیْنٍ، و ذلك أَن حَدِیثَهما لا یَطولُ لشُغْلِهما بمَهْنَةِ أَهْلِهما، و إذا كان ابنَ ثلاث قیل: حدِیثُ فَتَیاتٍ غیرِ مُؤْتَلفاتٍ، و إذا كان ابنَ أَرْبَع قیل: عَتَمةُ رُبَع غیر جائع و لا مُرْضَع؛ أَرادوا أَن قدرَ احتباسِ القَمَرِ طالعاً ثم غُروبه قدرُ فُواقِ هذا الرُّبَعِ أَو فُواق أُمِّه. و قال ابن الأَعرابی: عَتَمَةُ أُمِّ الرُّبَع، و إذا كان ابنَ خَمْسٍ قیل: حدیثٌ و أُنْس، و یقال: عَشاءُ خَلفاتٍ قُعْسٍ، و إذا كان ابنَ سِت قیل: سِرْ و بِتْ، و إذا كان ابنَ سَبْع قیل: دُلْجَةُ الضَّبُعُ، و إذا كان ابنَ ثَمان قیل: قَمَرٌ إضْحِیان، و إذا كان ابنَ تِسْع قیل: یُلْقَطُ فیه الجِزْعُ، و إذا كان ابنَ عَشْر قیل له: مُخَنِّقُ الفَجْر؛ و قول الأَعشی: نُجُومَ الشِّتاء العَاتماتِ الغَوامِضا یعنی بالعاتماتِ التی تُظْلِمُ من الغَبَرة التی فی السماء، و ذلك فی الجَدْب لأَن نجومَ الشِّتاء أَشدُّ إضاءةً لنَقاء السماء. و ضَیْفٌ عاتِمٌ: مُقِیمٌ. و عَتَّمَ الطائرُ إذا رَفْرَفَ علی رَأْسِكَ و لم یَبْعُدْ، و هی بالغین و الیاء أَعلی. و عَتَم عَتْماً: نَتَفَ؛ عن كراع. و العُتْم و العُتُم: شجر الزیتون البَرِّی الذی لا یَحْمِلُ شیئاً، و قیل: هو ما یَنْبتُ منه بالجبال. و‌فی حدیث أَبی زَیْدٍ الغَافِقیِّ: الأَسْوِكَةُ ثلاثةٌ أَراكٌ فإن لم یكنْ فَعَتَمٌ أَو بُطْمٌ؛ العَتَمُ، بالتحریك: الزَّیْتونُ، و قیل: شی‌ء یُشْبِههُ یَنْبُت بالسَّراة؛ و قال ساعدةُ بن جُؤَیَّة الهُذَلیُّ: من فَوْقِه شُعَبٌ قُرٌّ، و أَسْفَلُه جَی‌ءٌ تَنَطَّقَ بالظَّیَّانِ و العَتَم و ثَمَرُه الزَّغْبَجُ، و الجَیْ‌ءُ: الماءُ الذی یَخْرُجُ من الدُّور فیجتمع فی موضع واحد، و منه أُخِذَ هذه الْجَیْئَةُ المعروفة؛ و قال أمیة: تِلْكُمْ طَرُوقَتُه، و اللهُ یَرْفَعها، فیها العَذاةُ، و فیها یَنْبُتُ العَتَمُ و قال الجَعْدِیّ: تَسْتَنُّ بالضِّرْوِ من بَراقِشَ أَوْ هَیْلانَ، أو ناضِرٍ منَ العُتُم و قوله: ارْمِ علی قَوْسِكَ ما لم تَنْهَزِمُ، رَمْیَ المَضَاءِ و جَوادِ بنِ عُتُمْ یجوز فی عُتُمٍ أَن یكون اسم رجل و أَن یكون اسم فرسٍ.

عثم؛ ج12، ص: 383

: العَثْمُ: إِساءَةُ الجَبْر حتی یبقی فیه أَوَدٌ كهیئة المَشَشِ. عَثَمَ العظمُ یَعْثِمُ عَثْماً و عَثِمَ عَثَماً، فهو عَثِمٌ: ساء جَبْرُه و بقی فیه أَوَدٌ فلم یَسْتَوِ.
(1). قوله [ما قمراء أربع] كذا فی الصحاح و القاموس، و الذی فی المحكم: ما قمر أربع، بغیر مد
لسان العرب، ج‌12، ص: 384
و عَثَمَ العظمُ المكسورُ إذا انجَبر علی غیر استواء، و عَثَمْتُه أَنا، یتعدّی و لا یتعدّی. و عَثَمه یَعْثِمُه عَثْماً و عَثَّمه، كلاهما: جَبَره، و خص بعضُهم به جَبْرَ الید علی غیر استواء. یقال: عَثَمَتْ یدُه تَعْثِمُ و عَثَمْتُها أنا إذا جَبرْتَها علی غیر استواء. و قال الفراء: تَعْثُم، بضم الثاء، و تَعْثُل مثله؛ قال ابن جنی: هذا و نحوه من باب فَعَلَ و فعَلْتُه شاذٌّ عن القیاس، و إن كان مطرداً فی الاستعمال، إلا أن له عندی وجهاً لأَجله جاز، و هو أَن كل فاعل غیرَ القدیم سبحانه فإنما الفِعْلُ فیه شی‌ءٌ أُعِیرَه و أُعْطِیَه و أُقدِرَ علیه، فهو و إن كان فاعِلًا فإنه لما كان مُعاناً مُقْدَراً صار كأَنَّ فعله لغیره، أ لا تری إلی قوله سبحانه: وَ مٰا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ؟ قال: و قد قال بعضُ الناس إن الفعلَ لله و إن العبدَ مُكْتَسِبٌ، قال: و إن كان هذا خطأ عندنا فإنه قولٌ لقوم، فلما كان قولُهم عَثَم العظمُ و عَثَمْتُه أنَّ غیره أعانه «1»، و إنْ جری لفظُ الفعل له تجاوَزَتِ العربُ ذلك إلی أن أَظهرت هناك فِعْلًا بلفظ الأَوَّلِ مُتَعدِّیاً، لأَنه قد كان فاعِلُه فی وقت فعلِه إیاه، إنما هو مُشاءٌ إلیه أَو مُعانٌ علیه، فخَرج اللفظان لما ذكرنا خُروجاً واحداً، فاعْرِفْه، و ربما استعمل فی السیف علی التشبیه؛ قال: فقد یُقْطَعُ السیفُ الیَمانی و جَفْنُه شَباریقَ أَعشارٍ عُثِمْنَ علی كَسْرِ قال ابن شمیل: العَثْمُ فی الكَسْر و الجُرْحِ تَدانی العَظمِ حتی هَمَّ أَن یَجْبُر و لم یجْبُرْ بعدُ كما ینبغی. یقال: أَ جَبَر عظمُ البعیر؟ فیقال: لا، و لكنه عَثَم و لم یجْبُر. و قد عَثَم الجرحُ: و هو أَن یَكْنُبَ و یَجْلُبَ و لم یَبرأْ بعدُ. و‌فی حدیث النَّخَعی: فی الأَعضاء إذا انجبرَتْ علی غیر عَثْمٍ صُلحٌ، و إذا انجبرتْ علی عَثْمٍ الدِّیةُ.یقال: عَثَمْت یَدَه فعَثَمَتْ إذا جَبرتَها علی غیر استواء و بقی فیها شی‌ءٌ لم یَنحَكِمْ، و مثله من البناء رَجَعْتُه فرَجَع و وقَفْته فوَقَفَ، و رواه بعضهم عَثَلَ، باللام، و هو بمعناه؛ و أَما قول عمرو بن الإِطنابَةِ لأُحیحة بن الجُلاحِ: فِیمَ تَبْغِی ظُلْمَنا و لِمَه فی وُسوقٍ عَثْمةٍ قَنِمه؟ فإن ثعلباً قال: عَثْمة فاسدة و أَظن أَنها ناقصة مشتق من العَثْمِ، و هو ما قدَّمْنا من أَن یجْبَر العَظمُ علی غیر استواء، و إن شئتَ قلتَ إن أَصل العَثْمِ الذی هو جَبر العظمِ الفسادُ أَیضاً، لأَن ذلك النوعَ من الجبْر فسادٌ فی العظم و نقصانٌ عن قوّته التی كان علیها أَو عن شكله. ابن الأَعرابی: العُثُم جمع عاثِمٍ و هم المُجَبِّرون، عَثَمَه إذا جَبَرَه. و حكی ابن الأَعرابی عن بعض العرب: إنی لأَعثِم شیئاً من الرَّجَز أَی أَنتِفُ. و العَیْثومُ: الضخم الشدید من كل شی‌ء. و جمل عَیْثُومٌ: ضَخم شدید؛ و أَنشد لعلقمة بن عَبْدة: یَهْدی بها أَكلَفُ الخَدَّینِ مُخْتَبَرٌ، من الجِمالِ، كثیرُ اللحمِ عَیْثُومُ و العَیْثُوم: الفیلُ، و كذلك الأُنثی؛ قال الأَخطل: و مُلَحَّبٍ خَضِلِ النَّباتِ، كأَنما وَطِئَتْ علیه، بخُفِّها، العَیْثومُ مُلَحَّبٌ: مُجَرَّحٌ؛ و قال الشاعر: و قد أَسِیرُ أَمامَ الحَیِّ تَحْمِلُنی و الفَضْلَتَینِ كِنازُ اللحمِ عَیثُومُ
(1). قوله [أن غیره أعانه] هكذا فی الأَصل، و لعل فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌12، ص: 385
و جمعه عَیاثِمُ. و قال الغَنویُّ: العَیْثوم الأُنثی من الفِیَلة؛ و أَنشد الأَخطل: ترَكُوا أُسامة فی اللِّقاءِ، كأَنَّما وَطِئَتْ علیه بخُفِّها العَیْثُومُ و العَیْثُوم أَیضاً: الضَّبُعُ. و بعیر عَیْثَمٌ: ضخم طویل. و امرأة عَیثَمةٌ: طویلة. و بعیر عَثَمْثَم: قویّ طویل فی غِلَظ، و قیل: شدید عظیم، و كذلك الأَسد. و ناقةٌ عَثَمْثمة: شدیدة عَلِیَّة، و قیل: شدیدة عظیمة، و الذكر عَثَمْثم. و العَثَمْثَم من الإِبل: الطویلُ فی غِلظٍ، و الجمع عَثَمْثمات؛ و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَن نابغةَ بنی جَعدة امتدحه فقال یصف جملًا: أَتاكَ أَبو لَیلی یَجُوبُ به الدُّجی، دُجی اللیلِ، جَوَّابُ الفَلاةِ عَثَمْثَمُ هو الجمَل القویُّ الشدید. و بَغْل عَثَمْثم: قویّ. و العَثَمْثم: الأَسدُ، و یقال ذلك من شدة وطئه؛ و قال: خُبَعْثِنٌ مِشْیَتُه عَثَمْثَمُ و مَنكِبٌ عَثَمْثمٌ: شدید؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إلی ذراع مَنْكِبٍ عَثَمْثمِ و العَیْثامُ: الدُّلبُ، واحدتُه عَیثامةٌ، و هی شجرة بیضاء تَطولُ جدَّاً، و قیل: العَیْثامُ شجر. أَبو عمرو: العُثْمانُ الجانُّ فی أَبواب الحیّات، و العُثمان فَرْخ الثُّعبان، و قیل: فَرْخ الحیة ما كانت، و كنیة الثُّعبان أَبو عثمان؛ حكاه علی بن حمزة، و به كُنِّیَ «2». الحَنَشُ أَبا عُثمان. و العُثْمان فَرْخ الحُباری. و عُثمانُ و العَثَّامُ و عَثَّامةُ و عَثْمةُ: أَسماء؛ و قال سیبویه: لا یُكَسَّر عُثمانُ لأَنك إن كَسَّرْته أَوجبت فی تحقیره عُثَیْمِین، و إنما تقول عُثمانون فتُسلِّم كما یجب له فی التحقیر عُثَیمان، و إنما وجب له فی التحقیر ذلك لأَنا لم نسمعهم قالوا عَثامِینُ، فحملنا تحقیره علی باب غَضْبان لأَن أَكثر ما جاءَت فی آخره الأَلف و النون إنما هو علی باب غَضبان. و عُثمانُ: قبیلة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَلقَتْ إلیه، علی جَهْدٍ، كَلاكِلَها سَعدُ بنُ بَكْرٍ، و من عُثمانَ من وَشَلا و عَثَمتِ المرأَةُ المَزادةَ و أَعْثَمَتْها إذا خرَزَتْها خَرْزاً غیر مُحْكَمٍ؛ و فی المثل: إلا أَكُنْ صَنَعاً فإنی أَعْتَثِمْ أَی إن لم أَكن حاذِقاً فإنی أَعمل علی قدر معرفتی و یقال: خُذْ هذا فاعْتَثِمْ به أَی فاستَعِنْ به. و قال ابن الفرَج: سمعتُ جماعةً من قَیْس یقولون: فلان یَعْثِمُ و یَعْثِنُ أَی یَجْتَهِدُ فی الأَمر و یُعْمِل نفْسَه فیه. و یقال: العُثمان فَرْخ الحُباری.

عثلم؛ ج12، ص: 385

: عَثْلَمةُ: موضع.

عجم؛ ج12، ص: 385

: العُجْمُ و العَجَمُ: خِلافُ العُرْبِ و العَرَبِ، یَعْتَقِبُ هذانِ المِثالانِ كثیراً، یقال عَجَمِیٌّ و جمعه عَجَمٌ، و خلافه عَرَبیّ و جمعه عَرَبٌ، و رجل أَعْجَم و قوم أعْجَمُ؛ قال: سَلُّومُ، لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأَعْجَمِ فی الرُّومِ أَو فارِسَ، أَو فی الدَّیْلَمِ، إذاً لَزُرناكِ و لو بسُلَّمِ و قول أَبی النَّجْم:
(2). قوله [و به كنی إلخ] هو فی أصله المنقول منه مرتب بقوله: فرخ الحیة ما كانت، و ما بینهما اعتراض؛ من كلام التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 386
و طَالَما و طَالَما و طالَما غَلَبْتُ عاداً، و غَلَبْتُ الأَعْجَما إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إیاه بعادٍ، و عادٌ لفظ مفرد و إِن كان معناه الجمعَ، و قد یُرِیدُ الأَعْجَمِینَ، و إِنما أَراد أَبو النجم بهذا الجَمْعَ أَی غلبتُ الناسَ كُلَّهم، و إن كان الأَعْجَمُ لیسوا ممن عارَضَ أَبو النجم، لأَن أَبا النجم عربی و العَجَم غیر عرب، و لم یجعل الأَلف فی قوله و طالما الأَخیرةَ تأْسیساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت علیه طال و ما جمیعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة، و هو قد جعلهما هنا كلمة واحدة، و كان القیاسُ أَن یجعلها هاهنا تأْسیساً لأَن ما هاهنا تَصْحَبُ الفعلَ كثیراً. و العَجَمُ: جمع العَجمیّ، و كذلك العَرَبُ جمع العَرَبیّ، و نَحْوٌ من هذا جَمْعُهم الیهودیَّ و المجوسیَّ الیهودَ و المجوس. و العُجْمُ: جمع الأَعْجَمِ الذی لا یُفْصِحُ، و یجوز أَن یكون العُجْمُ جمعَ العَجَم، فكأَنه جمع الجمع، و كذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ. یقال: هؤلاء العُجْمُ و العُرْبُ؛ قال ذو الرمة: و لا یَری مِثْلَها عُجْمٌ و لا عَرَبُ فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف علیه العَرَبَ. قال أَبو إسحاق: الأَعْجَمُ الذی لا یُفْصِحُ و لا یُبَیِّنُ كلامَه و إِن كانَ عَرَبیَّ النَّسبِ كزیادٍ الأَعْجَمِ؛ قال الشاعر: مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه، مُنْتَهی كلِّ أَعْجَمٍ و فَصِیح و الأُنثی عَجْماءُ، و كذلك الأَعْجَمیُّ، فأَما العَجَمیُّ فالذی من جنس العَجَم، أَفْصَحَ أَو لم یُفْصِحْ، و الجمع عَجَمٌ كَعَرَبیّ و عَرَبٍ و عَرَكیّ و عَرَكٍ و نَبَطیّ و نَبَطٍ و خَوَلیّ و خَوَلٍ و خَزَریّ و خَزَرٍ. و رجل أَعْجَمیٌّ و أَعْجَمُ إذا كان فی لسانه عُجْمة، و إن أَفْصَحَ بالعجمیة، و كلامٌ أَعْجَمُ و أَعْجَمیٌّ بَیِّنُ العُجْمة. و فی التنزیل: لِسٰانُ الَّذِی یُلْحِدُونَ إِلَیْهِ أَعْجَمِیٌّ؛ و جمعه بالواو و النون، تقول: أَحْمَرِیٌّ و أَحْمَرُونَ و أَعْجَمِیٌّ و أَعْجَموُن علی حَدِّ أَشْعَثِیّ و أَشْعَثِینَ و أَشْعَریّ و أَشْعَرِینَ؛ و علیه قوله عز و جل: وَ لَوْ نَزَّلْنٰاهُ عَلیٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِینَ؛ و أَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ، و الأَعْجَمُ الذی یُجْمَعُ علی عُجْمٍ یَنْطَلِقُ علی ما یَعْقِلُ و ما لا یَعْقِل، قال الشاعر: یَقُولُ الخَنا و أَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً، إلی ربِّنا، صَوْتُ الحِمارِ الیُجَدَّعُ و یقال: رَجُلانِ أعْجمانِ، و یُنْسَبُ إلی الأَعْجَمِ الذی فی لسانه عُجْمةٌ فیقال: لسانٌ أَعْجَمیٌّ و كِتابٌ أَعْجَمیٌّ، و لا یقال رجل أَعجمیٌّ فتَنسبُه إلی نفسه إلَّا أَن یكون أَعْجَمُ و أَعْجَمِیٌّ بمعنیً مثل دَوَّارٍ و دَوَّاریّ و جَمَلٍ قَعْسَرٍ و قَعْسَریّ، هذا إذا ورَدَ ورُوداً لا یُمْكِنُ رَدُّه. و قال ثعلب: أَفْصَحَ الأَعْجَمِیٌّ؛ قال أَبو سهل: أَی تكلم بالعربیة بعد أَن كان أَعْجَمِیّاً، فعلی هذا یقال رجل أَعْجَمِیٌّ، و الذی أَراده الجوهری بقوله: و لا یقال رجل أَعْجَمِیٌّ، إنما أَراد به الأَعْجَمَ الذی فی لسانه حُبْسَةٌ و إن كان عربیّاً؛ و أَما قولُ ابنِ مَیَّادَةَ، و قیل هو لمِلْحَة الجَرْمیّ: كأَنَّ قُرادَیْ صَدْرِه طَبَعَتْهما، بطینٍ من الجَوْلان، كُتَّابُ أَعْجَمِ فلم یُرِدْ به العَجَمَ و إنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ
لسان العرب، ج‌12، ص: 387
أَعجَمَ، و هو مَلِكُ الروم. و قوله عَزَّ و جَلَّ: ءَ أَعْجَمِیٌّ وَ عَرَبِیٌّ، بالاستفهام؛ جاء فی التفسیر: أَ یكون هذا الرسولُ عربیّاً و الكتابُ أَعجمی. قال الأَزهری: و معناه أَن الله عز و جل قال: وَ لَوْ جَعَلْنٰاهُ قُرْآناً أَعْجَمِیًّا لَقٰالُوا هَلَّا فُصِّلَتْ آیاتُه عَرَبِیَّةً مُفَصَّلةَ الآی كأَن التَّفْصِیل للسان العَرَب، ثم ابتدأَ فقال: ءَ أَعْجَمِیٌّ وَ عَرَبِیٌّ، حكایةً عنهم كأَنهم یَعْجبون فیقولون كتابٌ أَعجمیّ و نبیّ عربی، كیف یكون هذا؟ فكان أَشد لتكذیبهم، قال أَبو الحسن: و یُقرأ ءَ أَعْجَمِیٌّ، بهمزتین، و آعجمی بهمزة واحدة بعدها همزة مخففة تشبه الأَلف، و لا یجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأَن بعدها عیناً و هی ساكنة، و یُقرأُ أَعْجَمیٌّ، بهمزة واحدة و العین مفتوحة؛ قال الفراء: و قراءة الحسن بغیر استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة، و جاء فی التفسیر أَن المعنی لو جعلناه قرآناً أَعجمیّاً لقالوا هَلّا بُیِّنَتْ آیاته، أَ قرآنٌ و نَبیٌّ عَربی، و من قرأَ آعجمی بهمزة و أَلف فإنه منسوب إلی اللسان الأَعجمی، تقول: هذا رجل أَعْجمیٌّ إذا كان لا یُفْصِحُ، كان من العَجَمِ أَو من العَرَب. و رجل عَجَمِیٌّ إذا كان من الأَعاجِم، فَصِیحاً كان أَو غیر فصیح، و الأَجْوَدُ فی القراءةِ آعْجَمیٌّ، بهمزة و أَلف علی جهة النسبة إلی الأَعْجَمِ، أ لا تَری قَوْلَه: وَ لَوْ جَعَلْنٰاهُ قُرْآناً أَعْجَمِیًّا؟ و لم یقرأْه أحد عَجَمِیّاً؛ و أَما قراءة الحسن: أَ عَجَمِیٌّ و عربی، بهمزة واحدة و فتح العین، فعلی معنی هَلَّا بُیِّنَتْ آیاتُه فَجُعِلَ بعضُه بیاناً للعَجَم و بعضُه بیاناً للعرب. قال: و كل هذه الوجوه الأَربعة سائغةٌ فی العربیة و التفسیر. و أَعْجَمْتُ الكتابَ: ذَهَبْتُ به إلی العُجْمَةِ، و قالوا: حروفُ المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلی المُعْجَم، فإن سأَل سائل فقال: ما معنی حروف المعجم؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غیر وصف لها؟ فالجواب أَنَّ المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا یجوز أَن یكون صفة لحروفٍ هذه من وجهین: أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غیر مضافة إلی المُعْجَم لكانت نكرة و المُعْجَم كما تری معرفة و محال وصف النكرة بالمعرفة، و الآخر أَن الحروفَ مضافةٌ و محال إضافة الموصوف إلی صفته، و العلة فی امتناع ذلك أَن الصفة هی الموصوف علی قول النحویین فی المعنی، و إضافةُ الشی‌ء إلی نفسه غیر جائزة، و إذا كانت الصفةُ هی الموصوف عندهم فی المعنی لم تجز إضافة الحروف إلی المعجم، لأَنه غیر مستقیم إضافةُ الشی‌ءِ إلی نفسه، قال: و إنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ فی الإِضافة إنما هو التخصیصُ و التعریفُ، و الشی‌ء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان معرفة بنفسه لما احتیج إلی إضافته، إنما یضاف إلی غیره لیُعَرِّفَه، و ذهب محمد بن یزید إلی أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإِعجام كما تقول أَدْخَلْتُه مُدْخَلًا و أَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَی إدخالًا و إخراجاً. و حكی الأَخفش أَن بعضهم قَرَأَ: و من یُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أَی من إكْرامٍ، فكأَنهم قالوا فی هذا الإِعْجام، فهذا أَسَدُّ و أَصْوَبُ من أن یُذْهَب إلی أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولی و مسجد الجامع، لأَن معنی ذلك صلاة الساعةِ الأُولی أَو الفَریضةِ الأُولی و مسجد الیوم الجامع، فالأُولی غیرُ الصلاةِ فی المَعنی و الجامعُ غیرُ المسجد فی المعنی، و إنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما و أُقیما مُقامَهما، و لیس كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه لیس معناه حروفَ الكلامِ المعجم و لا حروف اللفظِ المعجم، إنما المعنی أَن الحروفَ هی المعجمةُ فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلی المصدر، كقولهم هذه مَطِیَّةُ رُكُوبٍ أَی من شأْنها أَن
لسان العرب، ج‌12، ص: 388
تُرْكَب، و هذا سَهْمُ نِضالٍ أَی من شأْنه أَن یُناضَلَ به، و كذلكَ حروفُ المعجم أَی من شأْنها أَن تُعجَم، فإن قیل إن جمیع الحروف لیس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها، أَ لا تری أَنَّ الأَلفَ و الحاء و الدالَ و نحوها لیس معجماً فكیف استجازوا تسمیةَ جمیعِ هذه الحروفِ حُروفَ المعجم؟ قیل: إنما سُمّیت بذلك لأَن الشكل الواحدَ إذا اختلفتْ أَصواتُه، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها و ترَكْتَ بعضَها، فقد علم أَن هذا المتروكَ بغیر إعجام هو غیرُ ذلك الذی مِنْ عادته أَن یُعْجَمَ، فقد ارتفع أَیضاً بما فعَلُوا الإِشكالُ و الاسْتِبْهامُ عنهما جمیعاً، و لا فرقَ بین أَن یزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ علیه، أَو ما یقوم مَقامَ الإِعجام فی الإِیضاحِ و البیان، أَ لا تری أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجیمَ بواحدةٍ من أَسفلَ و الخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ و تركتَ الحاءَ غُفْلًا فقد عُلِمَ بإِغْفالها أَنها لیست بواحدةٍ من الحرفین الآخَرَیْن، أَعنی الجیمَ و الخاء؟ و كذلك الدالُ و الذالُ و الصادُ و سائرُ الحروف، فلما اسْتَمَرَّ البیانُ فی جمیعها جاز تسمیتُها حروفَ المعجم. و سئل أَبو العباس عن حروف المعجم: لِمَ سُمِّیَت مُعْجَماً؟ فقال: أَما أَبو عمرو الشَّیْبانیُّ فیقول أَعْجَمْتُ أَبهمت، و قال: و العَجَمِیُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا یتبین كلامُه، قال: و أَما الفراء فیقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف، قال: و یقال قُفْلٌ مُعْجَم و أَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ، قال: و سمعت أَبا الهَیْثَم یقول مُعجمُ الخَطِّ هو الذی أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط، تقول: أَعْجَمْتُ الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً، و لا یقال عَجَمْتُه، إنما یقال عَجَمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه. و قال اللیث: المعجم الحروفُ المُقَطَّعَةُ، سُمِّیت مُعْجَماً لأَنها أَعجمیة، قال: و إذا قلت كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجیمَه تنقیطُه لِكَیْ تسْتبِینَ عُجْمَتُه و تَضِحَ، قال الأَزهری: و الذی قاله أَبو العباس و أَبو الهَیْثم أَبْینُ و أَوْضَحُ. و‌فی حدیث عطاء: سُئل عن رجل لَهَزَ رجلًا فقَطَعَ بعضَ لسانه فعَجَمَ كلامَه فقال: یُعْرَضُ كلامُه علی المُعْجَم، فما نقَصَ كلامُه منها قُسِمَت علیه الدِّیةُ؛ قال ابن الأَثیر: حروف المعجم حروف أ ب ت ث، سمیت بذلك من التَّعْجیم، و هو إزالة العُجْمة بالنقط. و أَعْجَمْت الكتاب: خلافُ قولك أَعْرَبْتُه؛ قال رؤبة «1»: الشِّعرُ صَعْبٌ و طَویلٌ سُلَّمُهْ، إذا ارْتَقَی فیه الذی لا یَعْلَمُهْ، زَلَّتْ به إلی الحَضِیضِ قَدَمُهْ، و الشِّعْرُ لا یَسْطِیعُه مَنْ یَظْلِمُهْ، یُریدُ أَنْ یُعْرِبَه فَیُعجِمُهْ معناه یرید أَن یُبیِّنَه فَیَجْعَلُه مُشْكِلًا لا بَیانَ له، و قیل: یأْتی به أَعْجَمِیّاً أَی یَلْحَنُ فیه؛ قال الفراء: رَفَعَه علی المُخالفة لأَنه یرید أَن یُعْربَه و لا یُریدُ أَن یُعْجِمه؛ و قال الأَخفش: لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن یقول یرید أَن یعربه فیقَعُ مَوْقعَ الإِعْجام، فلما وضع قوله فیُعْجِمُه موضعَ قوله فیقعُ رَفعَه؛ و أَنشد الفراء: الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ، مِنْ مُعْرِبٍ فیها و مِنْ مُعْجِمِ و العَجْمُ: النَّقْطُ بالسواد مثل التاء علیه نُقْطتان. یقال: أَعْجَمْتُ الحرفَ، و التَّعْجِیمُ مِثْلُه، و لا یقال عَجَمْتُ. و حُروفُ المعجم: هی الحُروفُ
(1). قوله [قال رؤبة] تبع فیه الجوهری، و قال الصاغانی: الشعر للحطیئة
لسان العرب، ج‌12، ص: 389
المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم. و معنی حروفِ المعجم أَی حروف الخَطِّ المُعْجَم، كما تقول مسجد الجامعِ أَی مسجد الیوم الجامعِ، و صلاةُ الأُولی أَی صلاة الساعةِ الأُولی؛ قال ابن بری: و الصحیح ما ذهب إلیه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر؛ و تقول أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَماً و أَكْرَمتُه مُكْرَماً، و المعنی عنده حروفُ الإِعْجامِ أَی التی من شأْنها أَن تُعْجَم؛ و منه قوله: سَهْمُ نِضالٍ أَی من شأْنه أَنْ یُتَناضَلَ به. و أَعْجَم الكتابَ و عَجَّمَه: نَقَطَه؛ قال ابن جنی: أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه. قال ابن سیدة: و هو عنده علی السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ و إن كان أَصْلُها الإِثْباتَ فقد تجی‌ء للسلب، كقولهم أَشْكَیْتُ زیداً أَی زُلْتُ له عَمَّا یَشكُوه، و كقوله تعالی: إِنَّ السّٰاعَةَ آتِیَةٌ أَكٰادُ أُخْفِیهٰا؛ تأْویله، و الله أَعلم، عند أَهل النظر أَكاد أُظْهرها، و تلخیصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِیل خَفاءَها أَی سَتْرَها. و قالوا: عَجَّمْتُ الكتابَ، فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَیضاً كما جاءت أَفْعَلْت، و له نظائر منها ما تقدّم و منها ما سیأْتی، و حُروفُ المُعْجَم منه. و كتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط؛ سُمِّی مُعْجَماً لأَن شُكول النَّقْط فیها عُجمةٌ لا بیانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بیانَ لها، و إن كانت أُصولًا للكلام كله. و‌فی حدیث ابن مسعود: ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً یَنْطِقُ علی لسان عُمَر‌أَی ما كنا نَكْنی و نُوَرّی. و كلُّ مَنْ لم یُفْصح بشی‌ء فقد أَعْجَمه. و اسْتَعْجم علیه الكلامُ: اسْتَبْهَم. و الأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ. و العَجْماء و المُسْتَعجِمُ: كلُّ بهیمةٍ. و‌فی الحدیث: العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ‌أَی لا دِیةَ فیه و لا قَودَ؛ أَراد بالعَجْماء البهیمة، سُمِّیت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ، قال: و كلُّ مَن لا یقدِرُ علی الكلام فهو أَعجم و مُسْتَعْجِمٌ. و منه‌الحدیث: بعدَدِ كل فصیح و أَعْجَم؛ قیل: أَراد بعدد كل آدَمِیّ و بهیمةٍ، و معنی‌قوله العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ‌أَی البهیمة تنفلت فتصیبُ إنساناً فی انْفِلاتها، فذلك هَدَرٌ، و هو معنی الجُبار. و یقال: قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ علیه ما یَقْرؤه إذا الْتَبَسَ علیه فلم یَتَهیَّأْ له أَن یَمضِی فیه. و صلاةُ النهارِ عَجماءُ لإِخْفاء القراءة فیها، و معناه أَنه لا یُسْمَعُ فیها قراءةٌ. و اسْتَعْجَمَتْ علی المُصَلِّی قِراءته إذا لم تَحضُرْه. و استعجم الرجل: سكَت. و استَعجمت علیه قراءتُه: انقطعت فلم یَقْدِرْ علی القراءة من نعاس. و منه‌حدیث عبد الله: إذا كانَ أحدكُم یُصلِّی فاسْتعجَمَتْ علیه قِراءتُه فَلْیُتِمَّ، أَی أُرْتِجَ علیه فلم یقدِرْ أَن یقرأَ كأَنه صارَ به عُجْمةٌ، و كذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها؛ قال إِمرؤ القیس: صَمَّ صَداها و عَفا رَسْمُها، و اسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنی سكتَتْ؛ و قول علقمة یَصف فرساً: سُلَّاءَةٌ كعَصا النَّهْدِیّ غُلَّ لها ذُو فَیْئةٍ، من نَوَی قُرَّانَ، معجومُ قال ابن السكیت: معنی قوله غُلَّ لها أَی أُدخِلَ لها إدخالًا فی باطن الحافرِ فی موضع النُّسور، و شَبَّه النُّسورَ بِنَوَی قُرَّانَ لأَنها صِلابٌ، و قوله ذُو فَیئَة یقول له رُجوعٌ و لا یكون ذلك إلا من صَلابتِه، و هو أَن یَطعَمَ البعیرُ النَّوَی ثم یُفَتَّ بَعرُه فیُخْرَجَ منه النَّوَی فیُعلَفَه مَرَّةً أُخری، و لا یكون ذلك إلا من صَلابته، و قوله مَعْجوم یرید أَنه نَوی الفَم و هو أَجود ما یكون من النَّوی لأَنه أَصْلَبُ من نَوی النبیذِ المطبوخ. و‌فی حدیث أُمّ سلمة: نهانا النبی،
لسان العرب، ج‌12، ص: 390
صلی الله علیه و سلم، أَن نَعْجُمَ النَّوَی طَبخاً، و هو أَن نُبالِغَ فی طَبْخِه و نُضْجه یَتَفتَّتَ النَّوَی و تَفْسُدَ قُوّتُه التی یَصْلُحُ معها للغنم، و قیل: المعنی أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتی لا یَبلُغَ الطَّبخ النوی و لا یُؤثِّرَ فیه تأْثیرَ مَنْ یَعْجُمُه أَی یَلُوكُه و یَعَضُّه، لأَن ذلك یُفْسِد طعمَ السُّلافةِ، أَو لأَنه قُوتُ الدَّواجِن فلا یُنْضَجُ لئلا تذهب قُوَّتُه‌و خَطَب الحَجَّاجُ یوماً فقال: إِن أَمیرَ المؤمنینَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِیدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَنی أَمَرّها عُوداً؛ یرید أَنه قد رازَها بأَضْراسِه لیَخْبُرَ صَلابتَها؛ قال النابغة: فَظَلَّ یَعْجُمُ أَعْلی الرَّوْق مُنْقَبِضاً «2». أَی یَعَضُّ أَعْلی قَرْنِه و هو یقاتله. و العَجْمُ: عَضٌّ شدیدٌ بالأَضراس دُون الثّنایا. و عَجَم الشی‌ءَ یَعْجُمُه عَجْماً و عُجوماً: عَضّه لیَعْلَم صلابَتَه من خَوَرِه، و قیل: لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة؛ قال أَبو ذؤیب: و كنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافِها، حتی اسْتدَقَّ نُحولُها یقول: رَكِبَتْنی المصائبُ و عجَمَتْنی كما عَجَمتِ الإِبلُ العِظامَ. و العُجامةُ: ما عَجَمْتَه. و كانوا یَعْجُمون القِدْح بین الضِّرْسَیْن إذا كان معروفاً بالفَوْز لیُؤثِّرُوا فیه أثَراً یَعْرفونه به. و عَجمَ الرجلَ: رَازَه، علی المَثَل. و العَجْمِیُّ من الرجالِ: المُمیِّزُ العاقلُ. و عَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه. و رجل صُلْبُ المَعْجَمِ و المَعْجَمةِ: عزیزُ النفْس إذا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عزیزاً صُلْباً. و‌فی حدیث طلحة: قال لعمر لقد جَرَّسَتْكَ الأُمور «3». و عَجَمَتْك البَلایَا‌أَی خَبَرَتْك، من العَجْم العَضّ، یقال: عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه، و عَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَ صُلْبٌ أَم رخْوٌ. و ناقةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ أَی ذاتُ صَبْرٍ و صلابةٍ و شِدّةٍ علی الدَّعْك؛ و أَنشد بیت المَرَّار: جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ، و نُوقٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً، و حُولُ و قال غیره: ذاتُ مَعْجَمةٍ أَی ذاتُ سِمَنٍ، و أَنكره شمر. قال الجوهری: أی ذاتُ سِمَن و قُوةٍ و بَقِیَّةٍ علی السَّیر. قال ابن بری: رجلٌ صُلْبُ المَعْجَم للذی إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً، من قولك عُودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، و كذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتی اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ قَویَّةً علی قَطْع الفَلاة، قال: و لا یُراد بها السِّمَنُ كما قال الجوهری؛ و شاهده قول المتلمس: جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة، تَهْوی بكَلْكَلِها و الرأْس مَعْكومُ و العَجُومُ: الناقةُ القوِیَّةُ علی السفَر. و الثَّوْرُ یَعْجُمُ قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ یَبْلُوه. و عَجم السَّیْفَ: هزَّه للتَّجْرِبة. و یقال: ما عَجَمَتْكَ عَینی مُذْ كذا أَی ما أَخَذَتْك. و یقول الرجلُ للرجل: طالَ عهدِی بك و ما عَجَمَتْك عینی. و رأَیتُ فلاناً فجعلَتْ عینی تعْجُمه أَی كأَنها لا تَعْرِفُه و لا تَمْضِی فی معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد لأَبی حَیَّة النُّمَیْری: كتَحْبیر الكِتابِ بكفِّ، یَوْماً، یَهُودِیٍّ یُقارِبُ أَو یَزِیلُ علی أَن البَصیرَ بها، إذا ما أَعادَ الطَّرْفَ، یَعْجُم أَو یَفیلُ
(2). تمام البیت: فی حالك اللَّونِ صَدْقٍ، غیر ذی أودِ (3). قوله [لقد جرستك الأَمور] الذی فی النهایة: لقد جرستك الدهور و عجمتك الأُمور
لسان العرب، ج‌12، ص: 391
أَی یَعْرف أَو یَشُكُّ، قال أَبو داود السِّنْحیُّ: رآنی أَعرابی فقال لی: تَعْجُمُك عَیْنی أَی یُخَیَّلُ إلیّ أَنّی رَأَیْتُك، قال: و نَظَرْتُ فی الكتاب فعَجَمْتُ أَی لم أَقِفْ علی حُروفه، و أَنشد بیت أَبی حَیَّة: یَعْجُم أو یَفیل. و یقال: لقد عَجَمونی و لَفَظُونی إذا عَرَفُوك؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لِجُبَیْهاءَ الأَسلمیّ: فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفَی الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ قال: و المُعَجَّمُ الذی أُكِلَ حتی لم یَبْقَ منه إلا القلیلُ، و الطُّنُبُ أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه. و العَجْمُ: صِغارُ الإِبل و فَتایاها، و الجمعُ عُجومٌ. قال ابن الأَعرابی: بنَاتُ اللَّبونِ و الحِقاقُ و الجِذاعُ من عُجومِ الإِبل فإذا أَثْنَتْ فهی من جِلَّتِها، یستوی فیه الذكرُ و الأُنثی، و الإِبلُ تُسَمَّی عَواجمَ و عاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ؛ و منه قوله: و كنتُ كعَظْم العاجِمات. و قال أَبو عبیدة: فحلٌ أَعْجمُ یَهْدِرُ فی شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهی فی شِدْقه و لا یَخْرُج الصوتُ منها، و هم یَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ فی الشَّوْلِ لأَنه لا یكون إلا مِئْناثاً، و الإِبلُ العَجَمُ: التی تَعْجُم العِضاهَ و القَتادَ و الشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض. و العَواجِمُ: الأَسنانُ. و عَجَمْتُ عُودَه أَی بَلَوْتُ أَمْرَه و خَبَرْتُ حالَه؛ و قال: أَبَی عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً، و كَفَّاكَ إلا نائِلًا حینَ تُسْأَلُ و العَجَمُ، بالتحریك: النَّوَی نَوی التمرِ و النَّبِقِ، الواحدةُ عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ و قَصَب. یقال: لیس هذا الرُّمَّان عَجَم؛ قال یعقوب: و العامّة تقوله عَجْمٌ، بالتسكین، و هو العُجام أَیضاً؛ قال رؤبة و وصف أُتُناً: فی أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ و قال أبو حنیفة: العَجَمةُ حبّة العِنب حتی تنبُت، قال ابن سیدة: و الصحیح الأَول، و كلُّ ما كان فی جوف مأْكولٍ كالزبیب و ما أَشبهه عَجَمٌ؛ قال أَبو ذؤیب یصف مَتْلَفاً: مُسْتوقدٌ فی حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره، كأَنه عَجَمٌ بالبِیدِ مَرْضُوخُ و العَجَمةُ، بالتحریك: النخلةُ تنبُت من النَّواة. و عُجْمةُ الرملِ: كَثرته، و قیل: آخِره، و قیل: عُجْمتُه، و عِجْمتُه ما تعقَّد منه. و رملةٌ عَجْماءُ: لا شجرَ فیها؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: حتی صَعِدْنا إحدی عُجْمَتَی بدرٍ؛ العُجْمةُ، بالضم: المتراكم من الرمل المُشرف علی ما حَوْله. و العَجَمات: صُخورٌ تَنبت فی الأَودیة؛ قال أَبو دُواد: عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْزَلَه مِنَ العَجَماتِ، بارِدْ یصف رِیقَ جاریة بالعذوبة. و العَجَماتُ: الصُّخور الصِّلاب. و عَجْمُ الذَّنَب و عُجْمُه جمیعاً: عَجْبُه، و هو أَصله، و هو العُصْعُص، و زعم اللحیانی أَن میمَهما بدلٌ من الباء فی عَجْبٍ و عُجْب. و الأَعجَم من الموج: الذی لا یتنفَّسُ أَی لا یَنضَح الماءَ و لا یُسمعَ له صوت. و بابٌ مُعْجَم أَی مُقْفَل. أَبو عمرو: العَجَمْجَمةُ من النوق الشدیدة مثل العَثَمْثَمة؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌12، ص: 392
باتَ یُباری وَرِشاتٍ كالقَطا، عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَی الوَرِشاتُ: الخِفافُ، و الخُشُفُ: الماضیةُ فی سیرها باللیل. و بنو أَعجَمَ و بنو عَجْمانَ: بَطنان.

عجرم؛ ج12، ص: 392

: العُجْرُمةُ و العِجْرِمةُ: شجرة من العِضاه غلیظة عظیمة، لها عُقَدٌ كعُقَد الكِعاب تُتَّخذ منها القِسِیُّ. و قال أَبو حنیفة: العُجْرمةُ و النَّشَمةُ شی‌ءٌ واحد، و الجمع عُجْرُمٌ و عِجْرِمٌ؛ قال العجاج و وصفَ المطایا: نَواحِلًا مِثلَ قِسِیِّ العِجْرِمِ و هی العُجرومة، و عَجْرَمَتُها غِلظ عُقَدِها. و قال أَبو حنیفة: المُعَجرَم القضیب الكثیر العُقَد، و كلُّ مُعقَّد مُعَجرَم. و العِجْرِم: دویبّة صُلبة كأَنها مَقْطوطةٌ تكون فی الشجر و تأْكل الحشیش. و العَجاریم من الدابّة: مُجتَمع عُقَد ما بین فخذیه و أَصل ذكَره. و العُجْرُم: أَصل الذكرَ، و إِنه لَمُعَجرَمٌ إذا كان غلیظ الأَصل. و العُجارِم: الذكرَ، و قیل: أَصله، و قد یوصف به. و ذكَرٌ مُعَجْرَمٌ: غلیظ الأَصل؛ قال رؤبة: یُنْبی بشَرْخَی رَحْلِه مُعَجْرَمُهْ، كأَنما یَسْفِیه حادٍ یَنْهَمُهْ و مُعَجرمَ البعیر: سَنامه. و العَجْرَمة: مَشْیٌ فیه شِدَّة و تَقارُب؛ و قال رجل من بنی ضَبَّة یوم الجمل: هذا عَلِیٌّ ذو لَظیً و هَمْهَمهْ، یُعَجْرِمُ المَشیَ إلینا عَجْرَمَهْ، كاللَّیث یحْمِی شِبلَه فی الأَجَمَهْ قال ابن درید: العَجْرَمة العدْوُ الشدید؛ و أَنشد: أَو سِید عادِیةٍ یُعَجْرِمُ عَجْرَمهْ و رجل عَجرَم و عُجرُم و عُجارِم: شدید. الجوهری: و العُجارِم، بالضم، الرجل الشدید، قال: و ربما كُنیَ به عن الذكَر؛ و أَنشد ابن بری لجریر: تُنادی بجُنْحِ اللیل: یا آلَ دارِمِ، و قد سَلَخُوا جِلدَ اسْتِها بالعُجارِمِ و العِجْرِم، بالكسر: الرجل القصیر الغلیظ الشدید. و بعیر عُجرُم: شدید، و قیل: كلُّ شدید عُجْرُم. و ناقة مُعَجرَمة: شدیدة؛ قال أَبو النجم: مُعَجْرَماتٍ بُزَّلًا سَغابلا و العَجرَمة من الإِبل: مائة أَو مائتان، و قیل: ما بین الخمسین إلی المائة. و العَجرَمة: الإِسراع. قال ابن بری: العَجرَمة إسراعٌ فی مُقاربة خَطوٍ؛ قال عمرو بن معدیكرب، و یقال الأَسعَر بن حُمران: أَمّا إذا یَعدُو فثَعْلَبُ جَرْیةٍ، أَو ذِئبُ عادِیةٍ یُعَجْرِمُ عَجْرَمَهْ الأَزهری: عجوزٌ عِكرِشةٌ و عَجْرَمةٌ و عَضَمَّزةٌ و قَلَمَّزةٌ و هی اللئیمة القصیرة. و عَجْرَمة: اسم رجل.

عجهم؛ ج12، ص: 392

: ابن الأَعرابی: العُجْهومُ طائرٌ من طیر الماء كأَن مِنقارَه جَلَمُ الخَیَّاط.

عدم؛ ج12، ص: 392

: العَدَمُ و العُدْمُ و العُدُمُ: فِقدان الشی‌ءِ و ذهابه، و غلبَ علی فَقْد المال و قِلَّته، عَدِمَه یَعْدَمُه عُدْماً و عَدَماً، فهو عَدِمٌ، و أَعدَم إذا افتقرَ، و أَعدَمَه غیرُه. و العَدَمُ: الفقرُ، و كذلك العُدْم، إذا ضَمَمْتَ أَوَّله خَفَّفت فقلت العُدْم، و إن فتحتَ أَوَّله ثَقَّلْت فقُلت العَدَم، و كذلك الجُحْد و الجَحَد
لسان العرب، ج‌12، ص: 393
و الصُّلْب و الصَّلَب و الرُّشْد و الرَّشَد و الحُزْن و الحَزَن. و رجلٌ عَدیمٌ: لا عقلَ له. و أَعدَمَنی الشی‌ءُ: لم أَجِدْه؛ قال لبید: و لقَدْ أَغْدُو، و ما یَعْدِمُنی صاحِبٌ غیرُ طَویلِ المُحْتَبَل یعنی فرساً أَی ما یَفْقِدُنی فرسی، یقول: لیس معی أَحدٌ غیرُ نَفْسی و فرَسی، و المُحتَبلُ: موضع الحبل فوق العُرْقوب، و طولُ ذلك الموضع عیْبٌ، و ما یُعْدِمُنی أَی لا أَعدَمُه. و ما یَعْدَمُنی هذا الأَمرُ أَی ما یَعْدُونی. و أَعْدَمَ إعْداماً و عُدْماً: افتقر و صار ذا عُدْمٍ؛ عن كراع، فهو عَدیمٌ و مُعدِمٌ لا مالَ له، قال: و نظیره أَحضَر الرجلُ إحضاراً و حُضْراً، و أَیسَرَ إیساراً و یُسْراً، و أَعسَرَ إعساراً و عُسْراً، و أَنذَرَ إنذاراً و نُذْراً، و أَقبَلَ إقبالًا و قُبْلًا، و أَدْبرَ إدْباراً و دُبْراً، و أَفحَشَ إفحاشاً و فُحْشاً، و أَهجَرَ إهجاراً و هُجْراً، و أَنْكَرَ إنكاراً و نُكْراً؛ قال: و قیل بل الفُعْلُ من ذلك كلِّه الاسمُ و الإِفعالُ المصدر؛ قال ابن سیدة: و هو الصحیح لأَن فُعْلًا لیس مصدر أَفعَل. و العَدیمُ: الفقیر الذی لا مالَ له، و جمعه عُدَماء. و‌فی الحدیث: مَنْ یُقْرِضُ غیرَ عدیمٍ و لا ظَلومٍ؛ العَدیمُ: الذی لا شی‌ء عنده، فعِیلٌ بمعنی فاعل. و أَعدَمَه: مَنَعه. و یقول الرجل لحبیبه: عَدِمْتُ فَقْدَك و لا عَدِمتُ فضلَك و لا أَعدَمنی الله فضلَك أَی لا أَذهبَ عنی فضلَك. و یقال: عَدِمتُ فلاناً و أَعدَمنِیه اللهُ؛ و قال أَبو الهیثم فی معنی قول الشاعر: و لیسَ مانِعَ ذی قُرْبی و لا رَحِمٍ، یَوْماً، و لا مُعْدِماً من خابِطٍ وَرَقا قال: معناه أَنه لا یفتقر من سائلٍ یسأله ماله فیكون كخابطٍ وَرَقاً؛ قال الأَزهری: و یجوز أَن یكون معناه و لا مانعاً من خابطٍ وَرَقاً أَعْدَمْتُه أَی مَنعتُه طَلِبتَه. و یقال: إنه لعَدِیمُ المعروفِ و إنها لعدیمةُ المعروف؛ و أَنشد‌إنی وَجدْتُ سُبَیْعَة ابْنَة خالدٍ، عند الجَزورِ، عَدِیمةَ المَعْروفِ و یقال: فلانٌ یَكسِبُ المَعْدومَ إذا كان مَجْدوداً یكسِبُ ما یُحْرَمُه غیرُه. و یقال: هو آكَلُكُم للمَأْدُومِ و أَكْسَبُكم للمعدوم و أَعْطاكم للمحروم؛ قال الشاعر یصف ذئباً: كَسُوب له المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ، مُحالِفُه الإِقْتارُ ما یتمَوَّلُ أَی یَكسِبُ المعدومَ وحدَه و لا یتموَّلُ. و‌فی حدیث المَبْعث: قالت له خدیجةُ كلا إنك تَكْسِبُ المعدومَ و تَحْمِلُ الكَلَّ؛ هو من المَجْدُودِ الذی یَكْسِبُ ما یُحْرَمُه غیرُه، و قیل: أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشی‌ءَ المعدومَ الذی لا یَجِدونَه مما یحتاجون إلیه، و قیل: أَرادت بالمعدوم الفقیرَ الذی صارَ من شدَّة حاجته كالمعدوم نفْسِه، فیكون تَكْسِبُ علی التأْویل الأَولِ متعدِّیاً إلی مفعول واحد هو المعدومُ، كقولك كَسَبْتُ مالًا، و علی التأْویل الثانی و الثالث یكون متعدِّیاً إلی مفعولین؛ تقول: كَسَبْتُ زیداً مالًا أَی أَعطیتُه، فمعنی الثانی تُعْطی الناسَ الشی‌ءَ المعدومَ عندهم فحذف المفعول الأَول، و معنی الثالث تعطی الفقراءَ المالَ فیكون المحذوفُ المفعولَ الثانی. و عَدُمَ یَعْدُمُ عَدامةً إذا حَمُقَ، فهو عَدِیمٌ أَحْمقُ. و أَرض عَدْماءُ: بیضاءُ. و شاةٌ عَدْماءُ: بیضاء الرأْسِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 394
و سائرُها مُخالِفٌ لذلك. و العَدائمُ: نوع من الرُّطَب یكون بالمدینة یجی‌ءُ آخرَ الرُّطَب. و عَدْمٌ: وادٍ بحَضْرَمَوْتَ كانوا یزرعون علیه فغاضَ ماؤه قُبَیْلَ الإِسلامِ فهو كذلك إلی الیوم. و عُدامةُ: ماءٌ لبنی جُشَم؛ قال ابن بری: و هی طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ للعرب؛ قال الراجز: لما رأَیْتُ أَنه لا قامَهْ، و أَنه یَوْمُك من عُدامَهْ «4».

عذم؛ ج12، ص: 394

: عَذَمَ یَعْذِمُ عَذْماً: عَضَّ. و فرسٌ عَذِمٌ و عَذُومٌ: عَضُوضٌ. و العَذْمُ: العَضُّ و الأَكْلُ بجَفاء. یقال: فرسٌ عَذومٌ للذی یَعْذِمُ بأَسْنانِه أَی یَكْدِمُ. قال ابن بری: العَذْمُ بالشَّفةِ و العضُّ بالأَسنان. و عذَمَه بلسانه یَعْذِمُه عَذْماً: لامَه و عنَّفَه. و العَذْمُ: الأَخذُ باللِّسان و اللَّوْمُ. و العُذُمُ: اللَّوَّامُون و المُعاتِبون؛ قال أَبو خِراش: یعُودُ علی ذی الجَهْلِ بالحِلْمِ و النُّهَی، و لم یكُ فَحّاشاً علی الجارِ ذا عَذْمِ و العَذِیمةُ: المَلامةُ، و الجمعُ العذائمُ؛ قال: یَظَلُّ مَنْ جاراه فی عَذَائِمِ، مِن عُنْفُوانِ جَرْیه العُفاهِمِ یقال: كانَ هذا فی عُفاهِمِ شَبابهِ أَی فی أَوَّله. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان یُرائی فلا یَمُرُّ بقومٍ إلا عَذَمُوه‌أَی أَخذوُه بأَلسنتِهم، و أَصلُ العَذْمِ العضُّ؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: كالنابِ الضَّرُوسِ تَعْذِم بفِیها و تَخْبِطُ بیدِها.و‌فی حدیث عبد الله بن عمرو بن العاص: فأَقْبلَ علیَّ أَبی فعَذَمَنی و عضَّنی بلِسانه.قال الأَزهری: العُذَّامُ شجرٌ من الحَمْض یَنْتمی، و انْتِماؤه انْشِداخُ وَرقِه إذا مَسَسْتَه و له ورقٌ نحوُ ورقِ القاقُلِّ. و العَذَمُ: نبتٌ؛ قال القطامی: فی عَثْعَثٍ یُنْبِتُ الحَوْذانَ و العَذَما و حكاه أَبو عبیدة بالغین المعجمة، و هو تصحیف. و العَذائمُ: شجرٌ من الحمْض، الواحدة عُذامةٌ. و عَذَّامٌ: اسم رجل. و العُذَامُ: مكانٌ. و موتٌ عَذَمْذَمٌ: لا یُبْقی شیئاً. و عَذَمَه عن نفْسِه: دَفَعه، و كذلك أَعْذَمه. و العَذْمُ: المَنْعُ؛ یقال: لأَعْذِمَنَّكَ عن ذلك، قال: و المرأَة تَعْذِمُ الرجلَ إذا أَرْبَع لها بالكلامِ أَی تَشْتِمه إذا سأَلها المكروهَ، و هو الإِرباعُ. و العُذُمُ: البراغیثُ، واحدها عَذومٌ «5».

عرم؛ ج12، ص: 394

: عُرامُ الجیشِ: حَدُّهم و شِدَّتُهم و كَثرَتُهم؛ قال سلامة بن جندل: و إنا كالحَصی عَدداً، و إنا بَنُو الحَرْبِ التی فیها عُرامُ و قال آخر: و لیلةِ هَوْلٍ قد سَرَیْتُ، و فِتْیَةٍ هَدَیْتُ، و جَمْعٍ ذی عُرامٍ مُلادِسِ و العَرَمة: جمعُ عارمٍ. یقال: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ. و لیلٌ عارمٌ: شدیدُ البردِ نهایةٌ فی البرْدِ
(4). زاد فی التكملة: و یقولون قد عدّموه أی بتشدید الدال أی قالوا إنه مجنون. و قول العامة من المتكلمین: وجد فانعدم خطأ و الصواب وجد فعدم أی مبنیین للمجهول (5). قوله [واحدها عذوم] و یقال فی واحدها عذام كشداد كما فی التكملة و القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 395
نَهارُه و لیلُه، و الجمع عُرَّمٌ؛ قال: و لیلةٍ من اللَّیالی العُرَّمِ، بینَ الذِّراعینِ و بین المِرْزَمِ، تَهُمُّ فیها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ یعنی من شدة بردها. و عَرَمَ الإِنسانُ یَعْرُمُ و یَعْرِمُ و عَرِمَ و عَرُمَ عَرامةً، بالفتح و عُراماً: اشتدَّ؛ قال وعْلةُ الجَرْمیُّ، و قیل هو لابن الدِّنَّبة الثَّقَفی: أَ لم تعْلَمُوا أَنی تُخافُ عَرَامَتی، و أَنَّ قَناتی لا تَلِینُ علی الكَسْرِ؟ و هو عارمٌ و عَرِمٌ: اشتَدَّ؛ و أَنشد: إنی امْرُؤٌ یَذُبُّ عن مَحارمی، بَسْطةُ كَفّ و لِسانٍ عارِمِ و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: علی حین فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ و اعْتِرامٍ من الفِتَنِ‌أَی اشتدادٍ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَن رجلًا قال له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُنی فقطعَ منها‌أَی خاصَمْتُ و فاتَنْتُ، و صبیٌّ عارمٌ بیِّنُ العُرامِ، بالضم، أَی شَرِسٌ؛ قال شَبِیب بنُ البَرْصاء: كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ و إیفارْ، دَبَّتْ علیها عارماتُ الأَنْبارْ أَی خَبیثاتُها، و یروی: … ذَرِبات … و‌فی حدیث عاقر الناقة: فانبَعثَ لها رجلٌ عارِمٌ‌أَی خبیثٌ شِرِّیرٌ. و العُرَامُ: الشِّدَّةُ و القُوَّةُ و الشَّراسةُ. و عَرَمنا الصبیُّ و عَرَمَ علینا و عَرُمَ یَعْرِمُ و یَعْرُمُ عَرامةً و عُراماً: أَشِرَ. و قیل: مَرِحَ و بَطِرَ، و قیل: فسَدَ. ابن الأَعرابی: العَرِمُ الجاهلُ، و قد عَرَمَ یَعْرُمُ و عَرُمَ و عَرِمَ. و قال الفراء: العُرامِیُّ من العُرامِ و هو الجَهْلُ. و العُرامُ: الأَذی؛ قال حُمَیْدُ بنُ ثور الهِلالیُّ: حَمَی ظِلَّها شَكْسُ الخَلِیقَةِ حائطٌ، عَلَیْها عُرامُ الطائِفینَ شَفِیقُ و العَرَمُ: اللَّحْم؛ قاله الفراء: إنَّ جزُورَكم لَطَیِّبُ العَرَمةِ أَی طَیّبُ اللَّحْم. و عُرامُ العظم، بالضم: عُراقُهُ. و عَرَمَهُ یَعْرِمُه و یَعْرُمه عَرْماً: تَعَرَّقه، و تَعَرَّمَه: تَعَرَّقَه و نَزَع ما علیه من اللحم، و العُرامُ و العُراقُ واحد، و یقال: أَعْرَمُ من كَلْبٍ علی عُرامٍ. و فی الصحاح: العُرامُ، بالضم، العُراقُ من العَظْمِ و الشجر. و عَرَمَتِ الإِبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه. و عَرِمَ العَظْمُ عَرَماً: قَتِرَ. و عُرَامُ الشجرة: قِشْرُها؛ قال: و تَقَنَّعی بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، و بالثُّمامِ و عُرامِ العَوْسَجِ و خص الأَزهری به العَوْسَجَ فقال: یقال لقُشور العَوْسَج العُرامُ، و أَنشد الرجزَ. و عَرَمَ الصبیُّ أُمَّه عَرْماً: رَضَعها، و اعْتَرم ثَدْیَها: مَصَّه. و اعْتَرَمَتْ هِیَ: تَبَغَّتْ من یَعْرُمُها؛ قال: و لا تُلْفَیَنَّ كأمِّ الغُلامِ، إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ یقول: إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هی فحلبت ثَدْیَها، و ربما رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فیها؛ و قال ابن الأَعرابی: إنما یقال هذا للمتكلف ما لیس من شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام «1». الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من یَمُصُّ ثَدْیَها مَصَّتْه هی؛ قال الأَزهری: و معناه
(1). قوله [أراد بذات الغلام إلخ] هذه عبارة الأَزهری لإِنشاده له كذات الغلام و أنشده فی المحكم كأم الغلام
لسان العرب، ج‌12، ص: 396
لا تكن كمن یَهْجُو نَفْسَه إذا لم یَجِدْ من یَهْجُوه. و العَرَمُ و العُرْمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ و بیاضٍ فی أَیِّ شی‌ء كان، و قیل: تَنْقِیطٌ بهما من غیر أَن یَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ؛ عن السیرافی، الذكرُ أَعْرَمُ و الأُنثی عَرْماءُ، و قد غَلَبَتِ العَرْماءُ علی الحیة الرَّقْشاءِ؛ قال مَعْقِلٌ الهُذَلیُّ: أَبا مَعْقِلٍ، لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتی رُؤُوسَ الأَفاعی فی مَراصِدِها العُرْمِ الأَصمعی: الحَیَّةُ العَرْماءُ التی فیها نُقَطٌ سودٌ و بیضٌ، و‌یروی عن معاذ بن جبل: أَنه ضَحَّی بكبشٍ أَعْرَمَ، و هو الأَبیض الذی فیه نُقَطٌ سُود. قال ثعلب: العَرِمُ من كل شی‌ء ذُو لَوْنَیْنِ، قال: و النَّمِرُ ذو عَرَمٍ. و بَیْضُ القَطا عُرْمٌ؛ و قول أَبی وَجْزَةَ السَّعْدِیِّ: ما زِلْنَ یَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً، غَیْرَ أَزْواجِ عنی بَیْضَ القَطا لأَنها كذلك. و العَرَمُ و العُرْمةُ: بَیاضٌ بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ و المِعْزَی، و الصفةُ كالصفة، و كذلك إذا كان فی أُذُنها نُقَطٌ سُود، و الاسمُ العَرَمُ. و قطیعٌ أَعْرَمُ بَیِّنُ العَرَمِ إذا كان ضَأْناً و مِعْزًی؛ و قال یصف امرأَة راعیة: حَیَّاكة وَسْطَ القَطِیعِ الأَعْرَمِ و الأَعْرَمُ: الأَبْرَشُ، و الأُنثی عَرْماءُ. و دَهْرٌ أَعْرَمُ: مُتَلَوِّنٌ. و یقال للأَبْرَصِ: الأَعْرَمُ و الأَبْقَعُ. و العَرَمَةُ: الأَنْبارُ من الحِنْطة و الشعیر. و العَرَمُ و العَرَمَةُ: الكُدْسُ المَدُوسُ الذی لم یُذَرَّ یجعل كهیئة الأَزَجِ ثم یُذَرَّی، و حَصَرَه ابنُ برِّی فقال الكُدْسُ من الحنطة فی الجَرِینِ و البَیْدَرِ. قال ابن بری: ذهب بعضُهم إلی أَنه لا یقال إِلا عَرْمَةٌ، و الصحیح عَرَمة، بدلیل جمعهم له علی عَرَمٍ، فأَما حَلْقَةٌ و حَلَقٌ فشاذ و لا یقاس علیه؛ قال الراجز: تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّریقِ الفازِرِ، دَقَّ الدِّیاسِ عَرَمَ الأَنادِرِ و العَرَمَةُ و العَرِمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولی عن كراع، و فی الصحاح: العَرِمُ المُسَنَّاة لا واحد لها من لفظها، و یقال: واحدها عَرِمَةٌ؛ أَنشد ابن بری للجَعْدِیِّ: مِنْ سَبإِ الحاضِرین مَأْرِبَ، إذْ شَرَّدَ مِنْ دُون سَیْلهِ العَرِما قال: و هی العَرم، بفتح الراء و كسرها، و كذلك واحدها و هو العَرِمَةُ [العَرَمَةُ، قال: و العَرِمَةُ من أَرض الرَّبابِ. و العَرِمَةُ: سُدٌّ یُعْتَرَضُ به الوادی، و الجمع عَرِمٌ، و قیل: العَرِمُ جمعٌ لا واحد له. و قال أَبو حنیفة: العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنی فی أَوْساط الأَوْدِیَةِ. و العَرِمُ أَیضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قال الأَزهری: و من أَسماء الفأْر البِرُّ و الثُّعْبَةُ و العَرِمُ. و العَرِمُ: السَّیْلُ الذی لا یُطاق؛ و منه قوله تعالی: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ؛ قیل: أَضافه إلی المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، و قیل: إلی الفأرِ الذی بَثَق السِّكْرَ علیهم. قال الأَزهری: و هو الذی یقال له الخُلْد، و له حَدِیثٌ، و قیل: العَرِمُ اسم وادٍ، و قیل: العَرِمُ المطر الشدید، و كان قومُ سَبأَ فی نِعْمةٍ و نَعْمَةٍ و جِنانٍ كثیرة، و كانت المرأَة منهم تَخْرُجُ و علی رأسها الزَّبیلُ فتَعْتَمِلُ بیدیها و تسیر بین ظَهْرانَی الشَّجَر المُثْمِر فیَسْقُط فی زَبیلِها ما تحتاج
لسان العرب، ج‌12، ص: 397
إِلیه من ثمار الشجر، فلم یَشْكُروا نِعْمَة الله فبَعَثَ اللهُ علیهم جُرَذاً، و كان لهم سِكْرٌ فیه أَبوابٌ یَفْتَحون ما یَحْتاجُونَ إِلیه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتی بَثَقَ علیهم السِكر فغَرَّقَ جِنانَهم. و العُرامُ: وسَخُ القِدْرِ. و العَرَمُ: وَسَخُ القِدْرِ. و رجل أَعْرَمُ أَقْلَفُ: لم یُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ هنالك. أَبو عمرو: العَرَامِینُ القُلْفانُ من الرجال. و العَرْمَةُ: بَیْضَة السِّلاح. و العُرْمانُ: المَزارِعُ، واحدها عَرِیمٌ و أَعْرَمُ، و الأَولُ أَسْوَغُ فی القیاس لأَن فُعْلاناً لا یجمع علیه أَفْعَلُ إِلا صِفةً. و جَیْشٌ عَرَمْرَمٌ: كثیر، و قیل: هو الكثیر من كل شی‌ء. و العَرَمْرَمُ: الشدیدُ؛ قال: أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها بها نَعَماً حَوْماً و عِزّاً عَرَمْرَما و عُرامُ الجَیْشِ: كَثْرَتُه. و رجل عَرَمْرَمٌ: شدیدُ العُجْمةِ؛ عن كراع. و العَرِیمُ: الدَّاهِیَةُ. الأَزهری: العُرْمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم أَعْرَمُ، و فی كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ و عُرْمانٍ؛ العُرْمانُ: المَزارِعُ، و قیل: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، و قیل عَرِیمٌ؛ قال الأَزهری: و نُونُ العُرْمانِ و العَرامینِ لیست بأَصلیة. یقال: رجل أَعْرَمُ و رجال عُرْمانٌ ثم عَرامینُ جمعُ الجمع، قال: و سمعت العرب تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِینُ، و القِعْدانُ جمعُ القَعودِ، و القَعادینُ نظیرُ العَرامِینِ. و العَرِمُ و المِعْذار: ما یُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابن الأَعرابی: العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلی جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قال رؤبة: و عارِض العِرْض و أَعْناق العَرَمْ قال الأَزهری: العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، و عارِضُ الیمامة یقابلها، قال: و قد نزلتُ بها. و عارِمةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهری: عارِمةُ أَرضٌ معروفة؛ قال الراعی: أَ لم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّیارا، عن الحَیِّ المُفارِقِ أَیْنَ سارا؟ و العُرَیْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لبنی فَزارةَ؛ و أَنشد الجوهری لبِشْر بن أَبی خازم: إِنَّ العُرَیْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سَحَمٍ بها و صَفارِ قال ابن بری: هو للنابغة الذُّبْیانی و لیس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهری، و یروی: إِنَّ الدُّمَیْنَةَ …، و هی ماءٌ لبنی فَزارة. و العَرَمةُ، بالتحریك: مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابن بری: حاذَرْنَ رَمْلَ أَیْلةَ الدَّهاسا، و بَطْنَ لُبْنی بَلَداً حِرْماسا، و العَرَماتِ دُسْتُها دِیاسا ابن الأَعرابی: عَرْمی و اللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك، و غَرْمی و حَرْمی، ثلاث لغات بمعنی أَمَا و اللهِ؛ و أَنشد: عَرْمی و جَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم، كعَداوةٍ یَجِدونَها تَغلی و قال بعض النَّمِریِّین: یُجْعَلُ فی كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ دَمالٍ، فقیل له: ما العَرَمةُ؟ فقال: جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَین حِمْلَ بقرتین. قال ابن بری: و عارِمٌ سِجْنٌ؛ قال كثیِّر:
لسان العرب، ج‌12، ص: 398
تُحَدِّثُ مَنْ لاقَیْت أَنَّكَ عائذٌ، بل العائذُ المَظْلومُ فی سِجْنِ عارِمِ و أَبو عُرامٍ: كُنْیةُ كَثیبٍ بالجِفار، و قد سَمَّوْا عارِماً و عَرَّاماً. و عَرْمان: أَبو قبیلة.

عرتم؛ ج12، ص: 398

: العَرْتَمةُ: مُقَدَّمُ الأَنْفِ. قال یعقوب: یقال كانَ ذلك علی رَغْم عَرْتَمتِه أَی علی رَغْم أَنْفِه، و هی العَرْتَبةُ، بالباء، و المیمُ أَكثرُ، قال: و ربما جاء بالثاء، و لیس بالعالی، و قیل: العَرْتمةُ طرَفُ الأَنف. اللیث العَرْتَمةُ ما بین وَتَرةِ الأَنف و الشَّفةِ. أَبو عمرو: یقال للدائرة التی عند الأَنف وَسَطَ الشفةِ العُلْیا العَرْتَمةُ، و العَرْتَبَةُ لغة فیها؛ الأَزهری عن ابن الأَعرابی: هی الخُنْعبة و النُّونةُ و الثُّومةُ و الهَزْمةُ و الوَهْدَةُ و القَلْدةُ و الهَرْتَمةُ و العَرْتَمةُ و الحِثْرِمَةُ.

عرجم؛ ج12، ص: 398

: فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه قضی فی الظُّفُرِ إِذا اعْرَنْجَمَ بِقَلُوصٍ؛ جاء تفسیره فی الحدیث إِذا فَسَد؛ قال الزمخشری: و لا نعرف حقیقته و لم یثبت عند أَهل اللغة سماعاً، و الذی یُؤدی إِلیه الاجتهادُ أن یكون معناه جَسا و غَلُظَ، و ذكر له أَوجُهاً و اشتقاقاتٍ بعیدةً، و قیل: إِنه احْرَنْجَمَ، بالحاء، أَی تقَبَّضَ، فحرَّفَه الرُّواة. الأَزهری: العُرْجومُ و العُلْجومُ الناقةُ الشدیدة.

عردم؛ ج12، ص: 398

: العِرْدامُ و العَرْدَمُ: العِذْقُ الذی فیه الشماریخُ، و أَصلُه فی النخلة. و العُرْدُمانُ: الغلیظُ الشدیدُ الرقبة؛ قال رؤبة: و یَعْتَلی الرأْسَ القُمُدَّ عَرْدَمُهْ «1». عَرْدَمُه: عُنُقُه الشدید. و العَرْدَمُ: الضخْمُ التارُّ الغلیظُ القلیلُ اللحمِ، و العَرْدُ مثلُه. و العَرْدَمُ: الغُرْمُولُ الطویلُ الثخینُ المُتْمَهِلُّ. و العَرْدمةُ: الشدّةُ و الصلابةُ؛ یقال: إِنه لَعَرْدَمُ القَصَرةِ؛ قال العجاج: نَحْمی حُمَیَّاها بعَرْدٍ عَرْدَمِ قال: إِذا قلت للعَرْدِ عَرْدَم فهو أَشدُّ من العَرْد، كما یقال للبَلِید بَلْدَم فهو أَبلدُ و أَشَدُّ.

عرزم؛ ج12، ص: 398

: العَرْزَمُ و العِرْزامُ: القوِیُّ الشدیدُ المجتمعُ من كلِّ شی‌ء. و اعْرَنْزَمَ و اقْرَنْبَعَ و احْرَنْجَمَ: تَجَمَّعَ و تقَبَّض؛ قال العجاج: رُكِّبَ منه الرأْسُ فی مُعْرَنْزِمِ و أَنفٌ مُعْرَنْزِمٌ: غلیظ مجتمع؛ و كذلك اللِّهْزِمةُ. و حَیَّةٌ عِرْزِمٌ: قدیمةٌ؛ و أَنشد الأَزهری: و ذاتَ قَرْنَیْنِ زَحُوفاً عِرْزِما الأَزهری: إِذا غَلُظت الأَرنبة قیل: اعْرَنْزَمَتْ. و اعْرنْزمَ الرجلُ: عَظُمَت أَرْنَبتُه أَو لِهْزِمتُه. و الاعْرِنْزامُ: الاجتماعُ: قال نَهارُ بن تَوْسِعةَ: و مِنْ مُتَرِبٍ دَعْدَعْتُ بالسَّیفِ مالَه فَذَلَّ، و قِدْماً كانَ مُعْرَنْزِمَ الكَرْدِ و اعْرَنْزَمَ الشی‌ءُ: اشتدَّ و صَلُبَ. و‌فی حدیث النخعی: لا تَجْعَلُوا فی قَبْری لَبِناً عَرْزَمِیّاً؛ عَرْزمُ: جَبّانةٌ بالكوفة نُسِبَ اللبِنُ إِلیها، و إِنما كَرِهَه لأَنها موضعُ أَحْداثِ الناسِ و یختلط لَبِنُه بالنَّجاسات.

عرصم؛ ج12، ص: 398

: العِرْصَمُّ و العِرْصامُ: القویُّ الشدیدُ البَضْعةِ، و قیل: هو الضَّئِیلُ الجِسْم، ضِدٌّ، و قیل: هو
(1). قوله [و یعتلی إلخ] صدره كما فی التكملة: و عندنا ضرب یمر معصمه
لسان العرب، ج‌12، ص: 399
اللئیمُ. و العَرْصَمُ: النشِیطُ. و العَرْصَمُ: الأَكولُ. و العُرْصومُ: البخیل.

عركم؛ ج12، ص: 399

: عُرْكُم: اسم‌

عرهم؛ ج12، ص: 399

: العُراهِمُ: الغلیظُ من الإِبل؛ قال: فَقَرَّبُوا كلَّ وَأًی عُراهِمِ مِنَ الجِمالِ الجِلَّةِ العَیاهِمِ أَنشد ابن بری لأَبی وجزة: و فارَقَتْ ذا لِبَدٍ عُراهِما و جَمْعُه عَراهِمُ؛ قال ذو الرمة: الهِیم العَراهیم. و العُرْهومُ: الشیخُ العظیم؛ قال أَبو وجزة: و یَرْجِعُونَ المُرْدَ و العَراهِما الفراء: جَملٌ عُراهِمٌ مثل جُراهِمٍ. و ناقة عُراهِمةٌ أَی ضَخْمة. الجوهری: العُراهِمُ و العُراهِمةُ نعتٌ للمذكر و المؤنث، و أَنشد الرجز الذی أَوردناه أَوّلًا. الأَزهری: العُراهِمُ التارُّ الناعِمُ من كل شی‌ء؛ و أَنشد: و قَصَباً عُفاهِماً عُرْهوما و العُرْهومُ: الشدیدُ و كذلك العُلْكوم. الفراء: بعیرٌ عُراهِنٌ و عُراهِمٌ و جُرَاهِمٌ عظیمٌ، و ناقةٌ عُرْهومٌ: حسَنةُ اللونِ و الجسمِ؛ قال أَبو النجم: أَتْلَعَ فی بَهْجَتِه عُرْهوما ابن سیدة: العُرْهومُ من الإِبل الحسنةُ فی لَوْنِها و جِسْمِها. و العُرْهومُ من الخیل: الحسنةُ العظیمةُ، و قیل: العُراهِمةُ و العُراهِمُ نعتٌ للمذكر دون المؤنث.

عزم؛ ج12، ص: 399

: العَزْمُ: الجِدُّ. عَزَمَ علی الأَمر یَعْزِمُ عَزْماً و مَعْزَماً و مَعْزِماً و عُزْماً و عَزِیماً و عَزِیمةً و عَزْمَةً و اعْتَزَمَه و اعْتَزمَ علیه: أَراد فِعْلَه. و قال اللیث: العَزْمُ ما عَقَد علیه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ فاعِلُه؛ و قول الكمیت: یَرْمی بها فَیُصِیبُ النَّبْلُ حاجَته طَوْراً، و یُخْطِئُ أَحْیاناً فیَعْتَزِمُ قال: یَعودُ فی الرَّمْی فَیَعْتَزِمُ علی الصواب فیَحْتَشِدُ فیه، و إِن شئت قلت یَعْتزِمُ علی الخطإِ فَیَلِجُ فیه إن كان هَجاهُ. و تَعَزَّم: كعَزَم؛ قال أَبو صخر الهذلی: فأَعْرَضنَ، لَمَّا شِبْتُ، عَنی تَعَزُّماً، و هَلْ لِیَ ذَنْبٌ فی اللَّیالی الذُّواهِبِ؟ قال ابن بری: و یقال عَزَمْتُ علی الأَمر و عَزَمْتُه؛ قال الأَسْود بن عُمارة النَّوْفَلیُّ.خَلِیلَیَّ منْ سُعْدَی، أَلِمَّا فسَلِّمَا علی مَرْیَمٍ، لا یُبْعِدُ اللهُ مَرْیَمَا و قُولا لها: هذا الفراقُ عَزَمْتِه فهلْ مَوْعِدٌ قَبْل الفِراقِ فیُعْلَما؟ و‌فی الحدیث: قال لأَبی بَكْرٍ مَتی تُوتِرُ؟ فقال: أَوَّلَ اللیلِ، و قال لِعُمَر: متی تُوتِرُ؟ قال: مِن آخرِ اللیلِ، فقال لأَبی بَكرٍ: أَخَذْتَ بالحَزْم، و قال لِعُمَر: أَخَذْتَ بالعَزْمِ؛ أَراد أَن أَبا بكرٍ حَذِرَ فَوات الوِتْرِ بالنَّوْم فاحْتاطَ و قدَّمَه، و أَن عُمَر وَثِقَ بالقوّةِ علی قیام اللیل فأَخَّرَه، و لا خَیرَ فی عَزْمٍ بغیر حَزْمٍ، فإِن القُوَّة إِذا لم یكن معها حَذَرٌ أَوْرَطَتْ صاحبَها. و عَزَمَ الأَمرُ: عُزِمَ علیه. و فی التنزیل: فَإِذٰا عَزَمَ الْأَمْرُ؛ و قد یكون أَراد عَزَمَ أَرْبابُ الأَمْرِ؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌12، ص: 400
هو فاعل معناه المفعول، و إنما یُعْزَمُ الأَمرُ و لا یَعْزِم، و العَزْمُ للإِنسان لا لِلأَمرِ، و هذا كقولهم هَلكَ الرجلُ، و إنما أُهْلِك. و قال الزجاج فی قوله فَإِذٰا عَزَمَ الْأَمْرُ: فإذا جَدَّ الأَمرُ و لَزِمَ فَرْضُ القتال، قال: هذا معناه، و العرب تقول عَزَمْتُ الأَمرَ و عَزَمْتُ علیه؛ قال الله تعالی: وَ إِنْ عَزَمُوا الطَّلٰاقَ فَإِنَّ اللّٰهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ. و تقول: ما لِفلان عَزِیمةٌ أی لا یَثْبُت علی أمرٍ یَعْزِم علیه. و‌فی الحدیث: أنه، صلی الله علیه و سلم، قال: خَیرُ الأُمُورِ عَوازِمُها‌أی فَرائِضُها التی عَزَمَ اللهُ علیك بِفِعْلِها، و المعنی ذواتُ عَزْمِها التی فیه عَزْمٌ، و قیل: معناه خیرُ الأُمورِ ما وَكَّدْتَ رَأْیَك و عَزْمَك و نِیَّتَك علیه وَ وَفَیْتَ بعهد الله فیه. و‌روی عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الله یُحِبُّ أن تُؤتَی رُخَصُه كما یُحِبُّ أن تُؤتَی عَزائِمُه؛ قال أبو منصور: عَزائِمُه فَرائِضُه التی أَوْجَبَها الله و أَمَرنا بها. و العَزْمِیُّ من الرجال: المُوفی بالعهد. و‌فی حدیث الزكاة: عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ اللهِ‌أی حَقٌّ مِنْ حُقوقِ الله و واجبٌ مِنْ واجباته. قال ابن شمیل فی قوله تعالی: كُونُوا قِرَدَةً*؛ هذا أَمرٌ عَزْمٌ، و فی قوله تعالی: كُونُوا رَبّٰانِیِّینَ؛ هذا فرْضٌ و حُكْمٌ. و‌فی حدیث أُمّ سَلَمة: فَعزَمَ اللهُ لی‌أی خَلَقَ لی قُوَّة و صبْراً. و عَزَم علیه لیَفْعَلنَّ: أَقسَمَ. و عَزَمْتُ علیكَ أی أَمَرْتُك أمراً جِدّاً، و هی العَزْمَةُ. و‌فی حدیث عُمر: اشْتدَّتِ العزائمُ؛ یرید عَزَماتِ الأُمراء علی الناس فی الغَزْو إلی الأَقطار البعیدة و أَخْذَهُم بها. و العزائمُ: الرُّقَی. و عَزَمَ الرَّاقی: كأَنه أَقْسَمَ علی الدَّاء. و عَزَمَ الحَوَّاءُ إذا اسْتَخْرَجَ الحیّة كأَنه یُقْسِم علیها. و عزائمُ السُّجودِ: ما عُزِمَ علی قارئ آیات السجود أن یَسْجُدَ لله فیها. و‌فی حدیث سجود القرآن: لیستْ سَجْدَةُ صادٍ من عزائِمِ السُّجودِ.و عزائمُ القُرآنِ: الآیاتُ التی تُقْرأُ علی ذوی الآفاتِ لما یُرْجی من البُرْءِ بها. و العَزِیمةُ مِنَ الرُّقَی: التی یُعزَمُ بها علی الجِنّ و الأَرواحِ. و أُولُو العَزْمِ من الرُّسُلِ: الذینَ عَزَمُوا علی أَمرِ الله فیما عَهِدَ إلیهم، و جاء فی التفسیر: أن أُولی العَزْمِ نُوحٌ «2» و إبراهیمُ و موسی، علیهم السلام، و محمّدٌ، صلی الله علیه و سلم، مِنْ أُولی العَزْم أَیضاً. و فی التنزیل: فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ، و‌فی الحدیث: لیَعْزِم المَسأَلة‌أی یَجِدَّ فیها و یَقْطَعها. و العَزْمُ: الصَّبْرُ. و قوله تعالی فی قصة آدمَ: فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً؛ قیل: العَزْمُ و العَزِیمةُ هنا الصَّبرُ أی لم نَجِدْ له صَبْراً، و قیل: لم نَجِدْ له صَرِیمةً و لا حَزْماً فیما فَعَلَ، و الصَّرِیمةُ و العَزِیمةُ واحدةٌ، و هی الحاجة التی قد عَزَمْتَ علی فِعْلِها. یقال: طَوَی فلانٌ فُؤادَه علی عَزِیمةِ أمرٍ إذا أَسرَّها فی فُؤادِه، و العربُ تقولُ: ما لَه مَعْزِمٌ و لا مَعْزَمٌ و لا عَزِیمةٌ و لا عَزْمٌ و لا عُزْمانٌ، و قیل فی قوله لم نَجِدْ له عَزْماً أی رَأْیاً مَعْزوماً علیه، و العَزِیمُ و العزیمةُ واحدٌ. یقال: إنَّ رأْیَه لَذُو عَزِیمٍ. و العَزْمُ: الصَّبْرُ فی لغة هذیل، یقولون: ما لی عنك عَزْمٌ أی صَبْرٌ. و‌فی حدیث سَعْدٍ: فلما أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لذلك‌أی احْتَمَلْناه و صبَرْنا علیه، و هو افْتَعَلْنا من العَزْم. و العَزِیمُ: العَدْوُ الشدید؛ قال ربیعة بن مَقْرُومٍ الضَّبّیُّ: لولا أُكَفْكِفُه لكادَ، إذا جَری منه العَزِیمُ، یَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ
(2). قوله [نوح إلخ] قد أَسقط المؤلف من عددهم علی هذا القول سیدنا عیسی علیه الصلاة و السلام كما فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 401
و الاعْتِزامُ: لزُومُ القَصدِ فی الحُضْر و المَشْی و غیرهما؛ قال رؤبة: إذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ فی انْتِهاضِ و الفَرسُ إذا وُصِفَ بالاعْتِزامِ فمعناه تَجْلِیحُه فی حُضْرِه غیر مُجِیبٍ لراكبِه إذا كَبَحَه؛ و منه قول رؤبة: مُعْتَزِم التَّجْلِیحِ مَلَّاخ المَلَق و اعْتَزَمَ الفَرَسُ فی الجَرْیِ: مَرَّ فیه جامِحاً. و اعْتَزَمَ الرجلُ الطریقَ یَعْتَزِمُه: مَضَی فیه و لم یَنْثَنِ؛ قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ: مُعْتَزِماً للطُّرُقِ النَّواشِطِ و النَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ و أُمُّ العِزْم و أُمُّ عِزْمَةَ و عِزْمةُ: الاسْتُ. و قال الأَشْعَث لعَمْرو بن مَعْدیكربَ: أمَا و اللهِ لئِن دَنَوْتَ لأُضْرِطَنَّكَ قال: كلَّا، و الله إنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعَةٌ؛ أراد بالعَزُومِ اسْته أی صَبُورٌ مُجِدّةٌ صحیحةُ العَقْدِ، یرید أَنها ذاتُ عَزْمٍ و صرامةٍ و حَزْمٍ و قُوَّةٍ، و لَیْسَتْ بِواهِیةٍ فتَضْرطَ، و إنما أراد نَفْسَه، و قوله مُفَزَّعَةٌ بها تَنْزِل الأَفزاعُ فتجْلِیها. و یقال: كَذَبَتْه أُمُّ عِزْمَة. و العَزُومُ و العَوْزَمُ و العَوْزَمَةُ: الناقةُ المُسِنَّةُ و فیها بَقِیَّةُ شَبابٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی للمَرَّارِ الأَسَدِیِّ: فأَمَّا كلُّ عَوْزَمةٍ و بَكرٍ، فمِمَّا یَسْتَعِینُ به السَّبِیلُ و قیل: ناقة عَوْزَمٌ أَكِلَتْ أَسْنانُها من الكِبَر، و قیل: هی الهَرِمَةُ الدِّلْقِمُ. و‌فی حدیث أَنجَشةَ: قال له رُوَیْدَكَ سَوْقاً بالعَوازِمِ؛ العَوازِمُ: جمعُ عَوْزَمٍ و هی الناقةُ المُسِنَّة و فیها بَقِیَّةٌ، كَنَی بها عن النِّساء كما كَنَی عنهنّ بالقواریر، و یجوز أن یكون أَرادَ النُّوق نفسَها لضَعفها. و العَوْزَم: العجوز؛ و أَنشد الفراء: لقدْ غَدَوْتُ خَلَقَ الأَثوابِ، أَحمِلُ عِدْلَینِ من التُّرابِ لعَوْزَمٍ و صِبْیةٍ سِغابِ، فآكِلٌ و لاحِسٌ و آبِی و العُزُمُ: العجائز، واحدتهنّ عَزُومٌ. و العَزْمِیُّ: بَیّاع الثَّجیر. و العُزُمُ: ثَجِیر الزَّبیب، واحدها عَزْمٌ. و عُزْمةُ الرجل: أُسرَتُه و قبیلته، و جماعتها العُزَمُ. و العَزَمة: المصحِّحون للموَدَّة.

عزهم؛ ج12، ص: 401

: هذه ترجمة تحتاج إلی نظر هل هی بالزای أو بالراء، فإننی لم أر فیها إلا بعض ما رأَیته فی عرهم، و الله أعلم.

عسم؛ ج12، ص: 401

: العَسَمُ: یُبْسٌ فی المِرْفق و الرُّسغ تَعوَجُّ منه الیدُ و القدَمُ. و‌فی الحدیث: فی العبد الأَعْسَمِ إذا أُعتِقَ؛ قال إمرؤ القیس: به عَسَمٌ یَبْتغِی أَرْنَبا «1». عَسِمَ عَسَماً و هو أَعسمُ، و الأُنثی عَسماء، و العسَم: انتشار رُسغ الید من الإِنسان، و قیل: العَسَمُ یُبسُ الرُّسغِ. و العَسْمُ: الخُبز الیابسُ، و الجمع عُسُومٌ؛ قال أُمیّة بن أبی الصلت فی صفة أهل الجنة: و لا یَتنازَعُونَ عِنانَ شِرْكٍ، و لا أَقواتُ أهلِهِمُ العُسُومُ و قیل: العُسومُ كِسَر الخُبز الیابس القاحِل، و قیل:
(1). صدر البیت: مُرسَّعةٌ بین أرساغِه
لسان العرب، ج‌12، ص: 402
العُسومُ القِلَّة. و ما ذاقَ من الطعام إلا عَسْمةً أی أَكلةً. و عَسَمَ یَعْسِمُ عَسْماً و عُسوماً: كَسَب. و العَسْمُ: الاكتِساب. و الاعتِسام: الاكتِساب. و العَسْمِیُّ: الكَسوبُ علی عیاله. و العَسَمِیُّ: المُصِلح «1» لأُموره، و هو المُعوَجُّ أَیضاً. و العَسْمِیُّ: المُخاتِل. و أَعسَم غیره: أعطاه. و العَسْمُ: الطمَع. و عَسَمَ یَعْسِمُ عَسْماً: طَمِعَ. و یقال: هذا الأَمر لا یُعْسَمُ فیه؛ قال العجاج: استَسْلَموا كَرْهاً و لم یُسالِموا، و هالَهُمْ مِنكَ إیادٌ داهِمُ، كالبَحْرِ لا یَعسِمُ فیه عاسِمُ أی لا یَطمع فیه طامِع أن یُغالِبه و یَقْهَره؛ و قال شمر فی قول الراجز: بئرٌ عَضُوضٌ لیس فیها مَعْسَمُ أی لیس فیها مَطمعٌ. و ما لك فی فلان مَعْسَمٌ أی مَطمعٌ؛ و قال ابن بری فی قول ساعدة الهذلی: أَمْ فی الخُلودِ و لا باللهِ مِن عَسَمِ أی من مَطمع، و یروی: … عَشَمِ، بالشین المعجمة، و قیل: العَسْمُ المصدر، و العِسْم الاسم. و ما فی قِدْحِكَ مَعسَمٌ أی مَغْمَزٌ. و یقال: ما عَسَمْتُ بمثله أی ما بَلِلْتُ بمثله. و عسَمَ الرجل یَعسِمُ عَسْماً: رَكِبَ رَأْسَه فی الحرْب و اقتحم و رَمی نفسه وَسْطها غیر مُكترثٍ، زاد الجوهری: رمی نفسه وسْط القوم، فی حرب كان أو غیر حرب. و العُسُم: الكادُّون علی العِیال، واحدهم عَسُوم و عاسِم. و عسَمتْ عینه تَعسِمُ: ذرَفَتْ، و قیل: انطبقت أجفانُها بعضُها علی بعض؛ قال ذو الرمة: و نِقْضٍ كرِئْمِ الرَّمْلِ ناجٍ زَجَرْتُه، إذا العَینُ كادَتْ من كَری اللیلِ تَعسِمُ أی تُغَمِّضُ، و قیل: تَذْرِفُ؛ و قال الآخر: كِلْنا علیها بالقَفِیزِ الأَعْظَمِ تِسعینَ كُرّاً، كلُّه لم یُعْسَمِ أی لم یُطفَّفْ و لم یُنْقَص. قال المُفضَّل: و یقال للإِبل و الغنم و الناس إذا جُهِدوا عَسَمتْهُم شدَّة الزمان، قال: و العَسْمُ الانتِقاصُ. و حمارٌ أَعسَمُ: دقیقُ القوائم. و فلانٌ یَعْسِمُ أی یَجتهد فی الأَمر و یُعْمِلُ نفسَه فیه. و یقال: ما عَسَمْتُ هذا الثوبَ أی لم أجهَدْه و لم أَنهَكْه. و اعتَسَمْتُه إذا أَعْطیتَه ما یَطمع منك. و الاعتِسامُ: أن تَضَعَ الشاءُ و یأْتی الراعی فیُلقی إلی كُلِّ واحدةٍ ولدَها. و العَسُومُ: الناقة الكثیرة الأَولاد. و بنو عَسامة «2»: قبیلةٌ. و عاسمٌ: موضع. و عُسامة: اسم.

عسجم؛ ج12، ص: 402

: العَسْجَمة: الخِفَّة و السُّرْعة.

عسطم؛ ج12، ص: 402

: عَسْطَمَ الشی‌ءَ: خَلَطَه.

عشم؛ ج12، ص: 402

: العَشْمُ و العَشَمُ: الطمَعُ؛ قال ساعدة بن جُؤیّة الهذلی: أمْ هلْ ترَی أَصَلاتِ العَیْشِ نافِعةً أَمْ فی الخُلودِ، و لا باللهِ مِنْ عَشَمِ؟ و عَشِمَ عَشَماً و تَعشَّم: یَبِس. و رجلٌ عَشَمةٌ:
(1). قوله [و العسمی المصلح إلخ] ضبط فی الأَصل بفتح السین، لكن ضبط فی التكملة بإسكانها و هی أوثق، و مثل ما فیها فی التهذیب. و قوله [و هو المعوج أیضاً] بفتح الواو و مخففة فی الأَصل و التكملة. و فی القاموس: و هو المعوج ضد بكسر الواو مشددة (2). قوله [و بنو عسامة] ضبط بفتح العین فی الأَصل و المحكم، و بضمها فی القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 403
یابس من الهُزال، و زعم یعقوب أن مِیمها بدل من باء عَشَبة. و شیخٌ عَشَمةٌ و عجوز عَشَمةٌ: كبیرٌ هرِمٌ یابس، و قیل: هو الذی تَقارَبَ خَطْوهُ و انحنی ظهرهُ كعَشَبةٍ. و العَشَمُ: الشُّیوخ. و‌فی حدیث المغیرة: أن امرأَةً شَكتْ إلیه بعلها فقالت: فَرِّق بینی و بینه فوالله ما هو إلا عَشَمةٌ من العَشَم.و‌فی حدیث عمر: أَنه وقَفَتْ علیه امرأَةٌ عَشَمةٌ بأَهدامٍ لها‌أی عجوزٌ قَحِلة یابسة. و العَشَمةُ، بالتحریك: النابُ الكبیرةُ. و العَشَم: الخبز الیابس، القطعة منه عَشَمةٌ. و عَشِمَ الخبزُ یَعْشَمُ عَشَماً و عُشوماً: یَبس و خَنِزَ. و خُبزٌ عَیْشَمٌ و عاشِمٌ: یابس خَنِزٌ. و قال الأَزهری: لا أعرف العاشِمَ فی باب الخُبز. و العُسوم، بالسین المهملة: كِسَر الخُبز الیابسة، و قد مضی. و‌فی الحدیث: إنَّ بلدَتنا باردة عَشَمةٌ‌أی یابسة، و هو من عشِمَ الخُبزُ إذا یَبس و تكرَّج، و قیل: العَیْشَمُ الخُبز الفاسد، اسم لا صفة. و العُشُمُ: ضرب من الشجر، واحدة عاشِم و عَشِم. و شجر أَعشَمُ: أَصابته الهَبْوةُ فیبس. و أَرضَ عَشماء: بها شُجَیرٌ أَعشَم. و نبتٌ أَعشم: بالغٌ؛ قال: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إذا خَما، صَوْتُ أَفاعٍ فی خَشِیّ أَعشَما و رواه ابن الأَعرابی: أَغشَما، و سیأْتی ذكره. و العَیشُوم: ما هاجَ من النبت أی یبس. و العَیشوم: ما یَبس من الحُمَّاض، الواحدة عَیْشومة؛ و قال الأَزهری: هو نبتٌ غیر الحُمّاض، و هو من الخُلَّة یُشبه الثُّدَّاء، و الثُّدَّاءُ و المُصاصُ و المُصّاخُ: الذی یقال له بالفارسیة غورناس. و العَیشومُ أیضاً: نبت دُقاق طُوال یُشبه الأَسَل تُتَّخذ منه الحُصُرُ المُصبَّغة الدِّقاقُ، و قیل: إن مَنبِته الرمل. و العَیْشوم: شجر له صوت مع الریح؛ قال ذو الرمة: للجِنِّ باللیل فی حافاتِها زَجَلٌ، كما تَناوَحَ یومَ الریحِ عَیْشومُ و‌فی الحدیث: أنه صلی فی مسجدٍ بمنیً فیه عَیشومةٌ؛ قال: هی نبت ذقیق طویلٌ مُحدَّدُ الأَطراف كأَنه الأَسَل تُتَّخذ منه الحُصُر الدِّقاقُ، و یقال: إن ذلك المسجد یقال له مسجدُ العَیْشومة، فیه عَیْشومة خَضْراء أبداً، فی الجَدْب و الخِصب، و الیاء زائدة. و‌فی الحدیث: لو ضَرَبكَ فلانٌ بأُمْصوخةِ عَیْشومةٍ لقتَلك.و یقال: العَیْشومةُ، بالهاء، شجرة ضخمةُ الأَصلِ تَنْبُتُ نِبْتةَ السَّخْبَرِ، فیها عیدانٌ طِوالٌ كأَنه السَّعفُ الصِّغارُ یُطِیف بأَصْلها، و لها حُبْلةٌ أی ثمرةٌ فی أَطراف عُودها تُشْبه ثمرَ السَّخْبر لیس فیها حَبٌّ. و قال أبو حنیفة: العَیْشومُ من الرَّبْل و مما یُسْتَخْلف، و هو شبیه بالثُّدَّاء إلا أنه أضخم. و عاشم: نَقاً بِعالِج.

عشرم؛ ج12، ص: 403

: الأَزهری: العَشَرَّبُ و العَشَرَّمُ: الشَّهْمُ الماضی. ابن سیدة: أَسدٌ عَشَرَّمٌ كعَشَرَّب، و رجل عُشارِمٌ كعُشارب.

عصم؛ ج12، ص: 403

: العِصْمة فی كلام العرب: المَنْعُ. و عِصْمةُ الله عَبْدَه: أن یَعْصِمَه مما یُوبِقُه. عَصَمه یَعْصِمُه عَصْماً: منَعَه و وَقَاه. و فی التنزیل: لٰا عٰاصِمَ الْیَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ إِلّٰا مَنْ رَحِمَ؛ أی لا مَعْصومَ إلا المَرْحومُ، و قیل: هو علی النَسب أی ذا عِصْمةٍ، و ذو العِصْمةِ یكون مفعولًا كما یكون فاعلًا، فمِن هنا قیل: إن معناه لا مَعْصومَ، و إذا كان ذلك فلیس المُستثنی هنا من غیر نوع الأَوَّل بل هو من نوعِه، و قیل: إِلّٰا مَنْ رَحِمَ مُستثنیً لیس من نوع الأَوَّل، و هو مذهب سیبویه، و الاسمُ العِصْمةُ؛: قال الفراء:
لسان العرب، ج‌12، ص: 404
مِنَ فی موضع نصبٍ لأَن المعصومَ خلافُ العاصِم، و المَرْحومُ مَعصومٌ، فكان نصْبُه بمنزلة قوله تعالی: مٰا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبٰاعَ الظَّنِّ، قال: و لو جعلتَ عاصِماً فی تأْویل المَعْصوم أی لا مَعْصومَ الیومَ من أَمْرِ الله جازَ رفْعُ مِنَ، قال: و لا تُنْكِرَنَّ أن یُخَرَّجَ المفعولُ «3» علی الفاعِل، أَ لا تری قولَه عز و جل: خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ؟ معناه مَدْفوق؛ و قال الأَخفش: لٰا عٰاصِمَ الْیَوْمَ یجوز أَن یكون لا ذا عِصمةٍ أی لا مَعْصومَ، و یكون إِلّٰا مَنْ رَحِمَ رفْعاً بدلًا مِنْ لٰا عٰاصِمَ، قال أبو العباس: و هذا خَلْفٌ من الكلام لا یكون الفاعلُ فی تأْویل المفعول إلا شاذّاً فی كلامهم، و المرحومُ معصومٌ، و الأَوَّل عاصمٌ، و مِنَ نَصْبٌ بالاستثناء المنقطع، قال: و هذا الذی قاله الأَخفش یجوز فی الشذوذ، و قال الزجاج فی قوله تعالی: سَآوِی إِلیٰ جَبَلٍ یَعْصِمُنِی مِنَ الْمٰاءِ، أی یمنعُنی من الماء، و المعنی مِنْ تَغْرِیقِ الماء، قٰالَ: لٰا عٰاصِمَ الْیَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ إِلّٰا مَنْ رَحِمَ، هذا استثناء لیس من الأَول، و موضعُ مِنَ نصبٌ، المعنی لكنْ مَنْ رَحِمَ اللهُ فإنه معصوم، قال: و قالوا یجوز أن یكون عٰاصِمَ فی معنی مَعْصُوم، و یكون معنی لٰا عٰاصِمَ لا ذا عِصْمةٍ، و یكون مِنَ فی موضع رفعٍ، و یكون المعنی لا مَعْصومَ إلا المرحوم؛ قال الأَزهری: و الحُذَّاقُ من النحویین اتفقوا علی أن قولَه لٰا عٰاصِمَ بمعنی لا مانِعَ، و أنه فاعلٌ لا مفعول، و أنَّ مِنَ نَصْبٌ علی الانقطاع. و اعْتَصَمَ فلانٌ بالله إذا امتنع به. و العِصْمة: الحِفْظُ. یقال: عَصَمْتُه فانْعَصَمَ. و اعْتَصَمْتُ بالله إذا امتنعْتَ بلُطْفِه من المَعْصِیة. و عَصَمه الطعامُ: منَعه من الجوع. و هذا طعامٌ یَعْصِمُ أی یمنع من الجوع. و اعْتَصَمَ به و اسْتَعْصَمَ: امتنعَ و أبَی؛ قال الله عز و جل حكایةً عن امرأَة العزیز حین راودَتْه عن نفْسِه: فَاسْتَعْصَمَ، أی تَأَبَّی علیها و لم یُجِبها إلی ما طلبَتْ؛ قال الأَزهری: العرب تقول أَعْصَمْتُ بمعنی اعْتَصَمْت؛ و منه قولُ أوس بن حجر: فأَشْرَط فیها نفْسَه و هْو مُعْصِمٌ، و أَلْقی بأَسْبابٍ له و تَوَكَّلا أی و هو مُعْتَصِمٌ بالحبْل الذی دَلَّاه. و‌فی الحدیث: مَنْ كانت عِصْمتُه شَهادةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ‌أی ما یَعْصِمُه من المَهالِك یوم القیامة؛ العصْمَةُ: المَنَعةُ. و العاصمُ: المانعُ الحامی. و الاعْتِصامُ: الامْتِساكُ بالشی‌ء، افْتِعالٌ منه؛ و منه شِعْرُ أَبی طالب: ثِمالُ الیتامَی عِصْمةٌ للأَرامِل أی یَمْنعُهم من الضَّیاعِ و الحاجةِ. و‌فی الحدیث: فقد عَصَمُوا مِنِّی دِماءَهم و أَمْوالَهم.و‌فی حدیث الإِفْكِ: فعَصَمها الله بالوَرَعِ.و‌فی حدیث عُمَر: و عِصْمة أَبْنائِنا إذا شَتَوْنا‌أی یمتنعون به من شِدَّة السَّنة و الجَدْب. و عَصَمَ إلیه: اعتصم به. و أَعْصَمَه: هَیَّأ له شیئاً یعْتَصِمُ به. و أَعْصمَ بالفرَسِ: امْتَسكَ بعُرْفِه، و كذلك البعیرُ إذا امْتَسَكَ بحَبْلٍ مِنْ حِبالهِ؛ قال طُفیل: إذا ما غَزَا لم یُسْقِط الرَّوْعُ رُمْحَه، و لم یَشْهَدِ الهَیْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ ألْوَث: ضعیف، و یروی: كذا ما غَدَا … و أَعصمَ الرجلُ: لم یَثْبُت علی الخیل. و أَعْصَمْتُ فلاناً إذا هَیَّأْتَ له فی الرَّحْلِ أو السَّرْج ما یَعْتَصِمُ به لئلا یَسقُط. و أَعصم إذا تشدَّد و اسْتَمْسَكَ بشی‌ءٍ من
(3). قوله [یخرج المفعول إلخ] كذا بالأَصل و التهذیب، و المناسب العكس كما یدل علیه سابق الكلام و لاحقه
لسان العرب، ج‌12، ص: 405
أَن یَصْرَعَه فرَسُه أو راحلته؛ قال الجَحّاف بن حكیم: و التَّغْلَبیّ علی الجَوادِ غَنِیمة، كِفْل الفُروسةِ دائِم الإِعْصامِ و العِصْمةُ: القِلادةُ، و الجمعُ عِصَمٌ، و جمعُ الجمعِ أَعْصام، و هی العُصْمةُ «1» أیضاً، و جمعُها أَعْصام؛ عن كراع، و أُراه علی حذف الزائد، و الجمعُ الأَعْصِمةُ. قال اللیث: أَعْصامُ الكِلابِ عَذَباتُها التی فی أَعناقِها، الواحدة عُصْمةٌ، و یقال عِصامٌ؛ قال لبید: حتی إذا یَئِسَ الرُّماةُ، و أَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجِنَ قافِلًا أَعْصامُها قال ابن شمیل: الذَّنَبُ بهُلْبِه و عَسِیبه یُسمَّی العِصامَ، بالصاد. قال ابن بری: قال الجوهری فی جمع العُصْمةِ القِلادةِ أَعْصام، و قوله ذلك لا یَصحُّ، لأَنه لا یُجْمَعُ فُعْلةٌ علی أَفْعال، و الصواب قول من قال: إنَّ واحدَته عِصْمة، ثم جُمِعَت علی عِصَمٍ، ثم جُمِع عِصَمٌ علی أَعْصام، فتكون بمنزلة شِیعة و شِیَع و أَشْیاع، قال: و قد قیل إن واحدَ الأَعْصام عِصْمٌ مثلُ عِدْلٍ و أَعْدالٍ، قال: و هذا الأَشْبهُ فیه، و قیل: بل هی جمعُ عُصُمٍ، و عُصُمٌ جمعُ عِصامٍ، فیكون جمعَ الجمع، و الصحیح هو الأَول. و أَعْصَمَ الرجلُ بصاحبِه إعْصاماً إذا لَزِمَه، و كذلك أَخْلَدَ به إخْلاداً. و فی التنزیل: وَ لٰا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ؛ و جاء ذلك فی حدیث الحُدَیْبیة جمع عِصْمة، و الكَوافِر: النساءُ الكَفَرَةُ، قال ابن عرفة: أی بِعَقْدِ نِكاحِهنَّ. یقال: بیدهِ عِصْمةُ النِّكاح أی عُقْدةُ النِّكاح؛ قال عروة بن الورد: إذاً لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمِّ وَهْبٍ، علی ما كان مِنْ حَسَكِ الصُّدُورِ قال الزجاج: أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ. و كلُّ ما أَمْسَك شیئاً فقد عَصَمَه؛ تقول: إذا كفَرْتَ فقد زالتِ العِصْمةُ. و یقال للراكب إذا تقَحَّمَ به بَعِیرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه لئلا یُصْرعَ: قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ. و قال ابن المظفَّر: أَعْصَمَ إذا لجأَ إلی الشی‌ء و أَعْصَم به. و قوله: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ؛ أی تمَسَّكوا بعهدِ الله، و كذلك فی قوله: وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللّٰهِ أی مَنْ یَتمسَّكْ بحَبْلهِ و عَهْدِه. و الأَعْصَمُ: الوَعِلُ، و عُصْمتُه بَیاضٌ شِبْهُ زَمَعةِ الشاةِ فی رِجْل الوَعِلِ فی موضع الزَّمَعةِ من الشَّاء، قال: و یقال للغُراب أَعْصَمُ إذا كان ذلك منه أبیض. قال الأَزهری: و الذی قاله اللیث فی نعت الوَعِل إنه شِبْه الزَّمَعة تكون فی الشاءِ مُحالٌ، و إنما عُصْمةُ الأَوْعالِ بَیاضٌ فی أَذْرُعِها لا فی أوْظِفَتِها، و الزَّمَعةُ إنما تكون فی الأَوْظِفة، قال: و الذی یُغیِّرُه اللیثُ من تفسیر الحروف أَكثرُ مما یُغیِّره من صُوَرِها، فكُنْ علی حذَرٍ من تفسیره كما تكون علی حذرٍ من تصحیفه. قال ابن سیدة: و الأَعْصمُ من الظِّباءِ و الوُعولِ الذی فی ذِراعِه بیاضٌ، و فی التهذیب: فی ذِراعَیْه بیاض، و قال أبو عبیدة: الذی بإِحْدی یدیه بیاضٌ، و الوُعولُ عُصْمٌ. و‌فی حدیث أبی سفیان: فتَناوَلْتُ القَوْسَ و النَّبْلَ لأَرْمیَ ظَبْیةً عَصْماءَ نَرُدُّ بها قرَمَنا.و قد عَصِمَ عَصَماً، و الاسم العُصْمةُ. و العَصْماءُ من المعَز: البیضاءُ الیدین أو الیدِ و سائرُها
(1). قوله [و هی العصمة] هذا الضبط تبع لما فی بعض نسخ الصحاح، و صرح به المجد و لكن ضبط فی الأَصل و نسختی المحكم و التهذیب العصمة بالتحریك، و كذا قوله الواحدة عصمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 406
أَسودُ أَو أَحْمرُ. و غرابٌ أَعْصَمُ: و فی أحد جَناحَیْه رِیشةٌ بیضاء، و قیل: هو الذی إِحْدی رِجْلَیْه بیضاءُ، و قیل: هو الأَبیضُ. و الغرابُ الأَعْصَمُ: الذی فی جَناحِه ریشةٌ بیضاءُ لأَن جَناح الطائر بمنزلة الیدِ له، و یقال هذا كقولهم الأَبْلَق العقوق و بَیْض الأَنُوق لكل شی‌ء یَعِزُّ وُجودُه. و‌فی الحدیث: المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم، قیل: یا رسولَ الله، و ما الغُرابُ الأَعْصَمُ؟ قال: الذی إحْدی رِجْلَیْه بَیْضاء؛ یقول: إنها عزیزةٌ لا تُوجَد كما لا یُوجَد الغُراب الأَعْصَم. و‌فی الحدیث: أنه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فقال: لا یدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إلا مِثْلُ الغُرابِ الأَعْصم؛ قال ابن الأَثیر: هو الأَبْیضُ الجَناحین، و قیل: الأَبیض الرِّجْلین، أراد قِلَّةَ مَنْ یدخل الجنةَ من النساء. و قال الأَزهری: قال أبو عبید الغراب الأَعْصمُ هو الأَبیضُ الیدین، و منه قیل للوُعول عُصْم، و الأُنثی منهن عَصْماء، و الذكر أَعْصَمُ، لبیاض فی أیدیها، قال: و هذا الوصف فی الغِرْبانِ عزیزٌ لا یكاد یُوجد، و إنما أَرْجُلُها حُمْرٌ، قال: و أما هذا الأَبْیضُ البطنِ و الظَّهْرِ فهو الأَبْقعُ، و ذلك كثیر. و‌فی الحدیث: عائِشةُ فی النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ فی الغربْان؛ قال ابن الأَثیر: و أصل العُصْمة البَیاضُ یكونُ فی یَدَی الفَرسِ و الظَّبْی و الوَعِل. قال الأَزهری: و قد ذكر ابن قتیبة‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لا یدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلَّا مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم، فیما رَدَّ علی أبی عبید و قال: اضطرب قول أبی عبید لأَنه زعم أن الأَعْصمَ هو الأَبیضُ الیدین، ثم قال بعدُ: و هذا الوصف فی الغِرْبان عزیزٌ لا یكاد یوجد، و إنما أَرْجلُها حمرٌ، فذكر مَرَّةً الیدین و مرّة الأَرْجُلَ؛ قال الأَزهری: و قد جاء هذا الحرف مفسَّراً فی خبر آخرَ‌رواه عن خزیمة، قال: بَیْنا نحنُ مع عَمْرِو بن العاص فعَدَلَ و عَدَلْنا معَه حتی دخلْنا شِعْباً فإذا نحنُ بِغرْبانٍ و فیها غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ و الرِّجْلَین، فقال عَمْروٌ: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا یدخلُ الجنةَ منَ النساءِ إلَّا قَدْرُ هذا الغُرابِ فی هؤلاء الغِربْان؛ قال الأَزهری: فقد بان فی هذا الحدیث أن معنی‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: إلّا مِثْلُ الغُراب الأَعْصم، أنه أراد أحمرَ الرِّجْلَین لقِلَّتِه فی الغِربانِ، لأَن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ و البُقْعُ. و‌روی عن ابن شمیل أنه قال: الغُرابُ الأَعْصمُ الأَبیضُ الجناحین، و الصواب ما جاء فی الحدیث المُفسِّر، قال: و العرب تجعل البیاضَ حُمْرةً فیقولون للمرأَة البیضاء اللَّوْنِ حَمْراء، و لذلك قیل للأَعاجم حُمْر لغلبة البیاض علی أَلوانهم، و أما العُصْمةُ فهی البیاضُ بِذِراعِ الغَزالِ و الوَعِلِ. یقال: أَعْصَمُ بَیِّن العَصَمِ، و الاسم العُصْمةُ. قال ابن الأَعرابی: العُصْمةُ مِنْ ذوات الظِّلْفِ فی الیدین، و من الغُرابِ فی السَّاقَیْن، و قد تكون العُصْمة فی الخیل؛ قال غَیْلان الرَّبَعیّ: قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأَطْباء مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ و خَلْج الأَنْساء أراد موضعَ عُصْمتِها. قال أبو عبیدة فی العُصْمةِ فی الخیل قال: إذا كان البیاضُ بیدیه دونَ رِجْلَیْه فهو أَعْصمُ، فإذا كان بإحْدی یدیه دون الأُخری قَلَّ أو كثُرَ قیل: أَعْصمُ الیُمنی أو الیسری، و قال ابن شمیل: الأَعْصمُ الذی یُصِیبُ البیاض إحْدی یدیه فوق الرُّسْغ، و قال الأَصمعی: إذا ابْیضَّت الیدُ فهو أَعْصمُ. و قال ابن المظفر: العُصْمةُ بَیاضٌ فی الرُّسْغ، و إذا كان بإحْدی یَدَی الفرَس بَیاضٌ قلَّ أو كثُرَ فهو أَعْصمُ الیُمْنی أو الیُسْری، و إن كان بیدیه
لسان العرب، ج‌12، ص: 407
جمیعاً فهو أعْصمُ الیدین، إلَّا أن یكون بوجهِه وضَحٌ فهو مُحجَّلٌ ذهبَ عنه العَصَمُ، و إن كان بوجهه وَضَحٌ و بإِحْدی یدیه بیاضٌ فهو أَعصم، لا یُوقِعُ علیه وَضَحُ الوجْهِ اسمَ التحجیلِ إذا كان البیاض بیدٍ واحدةٍ. و العصِیمُ: العَرَقُ؛ قال الأَزهری: قال ابن المُظفر العَصِیمُ الصَّدَأُ من العَرَقِ و الهِناءِ و الدَّرَنِ و الوسَخِ و البول إذا یَبِسَ علی فَخذِ الناقة حتی یبقی كالطَّرِیق خُثورةً؛ و أنشد: و أَضْحی عَنْ مَواسِمِهِمْ قَتِیلًا، بِلَبَّتِه سرائحُ كالعَصِیمِ و العَصِیمُ: الوَبَرُ؛ قال: رَعَتْ بین ذِی سَقْفٍ إلی حَشِّ حِقْفَةٍ مِنَ الرَّمْلِ، حتی طارَ عنها عَصِیمُها و العَصِیمُ و العُصْمُ و العُصُمُ: بقیَّةُ كلِّ شی‌ء و أثَرُه من القَطِران و الخِضابِ و غیرهما؛ قال ابن بری: شاهده قول الشاعر: كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ یَوْمٍ رَجیعاً بالمَغابِنِ كالعَصِیمِ و الرَّجِیعُ: العرَق؛ و قال لبید: بِخَطیرةٍ تُوفی الجَدِیلَ سَریحةٍ، مِثْل المَشُوف هَنأْتَهُ بِعَصِیمِ و قال ابن بری: العَصِیمُ أیضاً وَرقُ الشجر؛ قال الفرزدق: تَعَلَّقْت، مِنْ شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِیمُها بِعُوجِ الشَّبا، مُسْتَفْلِكاتِ المَجامع شَهْباء: شجرةٌ بیضاء من الجَدْب، و الشَّبَا: الشَّوْكُ، و مُسْتَفْلِكاتٌ: مُسْتَدیراتٌ، و المَجامعُ: أُصولُ الشَّوْكِ. و قالت امرأَة من العرب لجارتِها: أَعْطِینی عُصْمَ حِنَائِكِ أی ما سَلَتِّ منه بعد ما اخْتَضَبْتِ به؛ و أنشد الأَصمعی: یَصْفَرُّ لِلْیُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ، مِنْ عَرَقِ النَّضْح، عَصِیمُ الدَّرْسِ أَثَرُ الخِضاب فی أثر الجَرَب «1». و العُصْمُ: أثرُ كلِّ شی‌ء من وَرْسٍ أو زَعْفَرانٍ أو نحوه. و عَصَمَ یَعْصِمُ عَصْماً: اكْتَسَبَ. و عِصامُ المَحْمِل: شِكالُه. قال اللیث: عصاما المَحْمِلِ شِكالُه و قَیْدُه الذی یُشَدُّ فی طرف العارِضَیْن فی أَعلاهما، و قال الأَزهری: عِصاما المَحْمِلِ كعِصامَی المَزَادَتیْن. و العِصامُ: رِباطُ القِرْبةِ و سَیْرُها الذی تُحْمَل به؛ قال الشاعر قیل هو لإمرئ القیس، و قیل لِتأَبَّط شرّاً و هو الصحیح: و قِرْبة أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامها علی كاهلٍ مِنِّی ذَلولٍ مُرَحَّلِ و عصامُ القِرْبةِ و الدَّلْوِ و الإِداوة: حَبْلٌ تُشدُّ به. و عَصمَ القِرْبةَ و أَعْصَمَها: جعلَ لها عِصاماً، و أَعْصَمَها: شَدَّها بالعِصام. و كلُّ شی‌ءٍ عُصِمَ به شی‌ءٌ عِصامٌ، و الجمعُ أَعْصِمةٌ و عُصُمٌ. و حكی أبو زید فی جمع العِصامِ عِصام، فهو علی هذا من باب دِلاصٍ و هِجانٍ. قال الأَزهری: و المحفوظُ من العرب فی عُصُمِ المَزادِ أنها الحبالُ التی تُنْشَبُ فی خُرَبِ الرَّوایَا و تُشَدُّ بها إذا عُكِمَتْ علی ظَهْر البعیر ثم یُرْوَی علیها بالرِّواء الواحدُ، عِصامٌ، و أما الوِكاءُ فهو الشریطُ الدقیقُ أو السَّیْرُ الوثیقُ یُوكَی به فَمُ القِرْبة و المَزادةِ، و هذا كُلُّه صحیحٌ
(1). قوله: أثر الخضاب إلخ هو تفسیر لعصیم الدرس فی البیت السابق
لسان العرب، ج‌12، ص: 408
لا ارْتِیابَ فیه. و قال اللیث: كُلُّ حَبْلٍ یُعْصَمُ به شی‌ءٌ فهو عِصامُه. و‌فی الحدیث: فإذا جَدُّ بنی عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقیَّدٌ بِعُصُم؛ العُصُمُ: جمعُ عِصامٍ و هو رباطُ كلِّ شی‌ء، أراد أن خِصْبَ بلادِه قد حَبَسه بفِنائه فهو لا یُبْعِدُ فی طلب المَرْعَی، فصار بمنزلة المُقَیَّد الذی لا یَبْرحُ مَكانَه، و مثله قول قَیلةَ فی الدَّهْناءِ: إنها مُقَیَّدُ الجمَل أی یكونُ فیها كالمُقیَّدِ لا یَنْزِعُ إلی غیرِها من البلاد. و عِصامُ الوعاءِ: عُرْوتُه التی یُعلَّقُ بها. و عِصامُ المَزادةِ: طریقةُ طَرَفِها. قال اللیث: العُصُمُ طرائقُ طَرَفِ المَزادة عند الكُلْیة، و الواحد عِصامٌ؛ قال الأَزهری: و هذا من أَغالیطِ اللیث و غُدَدِه. و العِضامُ، بالضاد المعجمة، عَسِیبُ البعیر و هو ذَنَبُه العَظْمُ لا الهُلْبُ، و سیذكر، و هو لُغَتانِ بالصاد و الضاد. و قال ابن سیدة: عِصامُ الذَّنَبِ مُسْتدَقُّ طرفِه. و المِعْصَمُ: مَوْضِعُ السِّوارِ من الیَدِ؛ قال: فالیَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّها و حَدِیثُها، و غَداً لِغَیْرِكَ كَفُّها و المِعْصَمُ و ربما جعلوا المِعْصَم الیَد، و هما مَعْصَمانِ؛ و منه أیضاً قول الأَعشی: فأَرَتْكَ كَفّاً فی الخِضابِ و مِعْصَماً مِلْ‌ءَ الجِبارَهْ و العَیْصومُ: الكثیرُ الأَكلِ، الذَّكرُ و الأُنثی فیه سواء؛ قال: أُرْجِدَ رَأْسُ شَیْخةٍ عَیْصُومِ و یروی … عَیْضُوم، بالضاد المعجمة. قال الأَزهریّ: العَیْصومُ من النِّساء الكثیرةُ الأَكْلِ الطَّویلةُ النَّوْم المُدَمْدِمةُ إذا انْتَبهتْ. و رجلٌ عَیْصُومٌ و عَیْصامٌ إذا كان أَكُولًا. و العَصُومُ، بالصادِ: الناقةُ الكثیرةُ الأَكْلِ. و روی عن المؤرِّج أنه قال: العِصامُ الكُحْلُ فی بعض اللغات. و قد اعْتَصَمتِ الجاریةُ إذا اكْتَحَلتْ، قال الأَزهری: و لا أعرف راویَه، فإن صحت الروایةُ عنه فهو ثقةٌ مأْمونٌ. و قولهم: ما وَراءَك یا عِصامُ؛ هو اسم حاجِب النُّعمان بن المُنْذِر، و هو عِصامُ بن شَهْبَر الجَرْمِیّ؛ و فی المثل: كُنْ عِصامِیّاً و لا تَكُنْ عِظامیّاً؛ یُرِیدون به قوله: نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما و صَیَّرَتْه مَلِكاً هُماما، وَ عَلَّمَتْه الكَرَّ و الإِقْدامَا و فی ترجمة عصب: رَوَی بعضُ المُحَدِّثین أن جبریلَ جاء یومَ بَدْرٍ علی فرسٍ أُنثی و قد عَصَمَ ثَنِیَّتَه الغُبارُ‌أی لَزِقَ به؛ قال الأَزهری: فإن لم یكن غَلطاً من المُحدِّث فهی لغة فی عصب، و الباءُ و المیمُ یَتعاقبانِ فی حروف كثیرة لقرب مَخرجَیْهما، یقال: ضرْبة لازِبٍ و لازِمٍ، و سَبَدَ رأْسه و سَمَدَه. و العواصِمُ: بِلادٌ، و قَصَبتُها أَنْطاكِیةُ. و قد سَمَّوْا عِصْمةَ و عُصَیْمةَ و عاصِماً و عُصَیْماً و مَعْصوماً و عِصاماً. و عِصْمةُ: اسمُ امرأَة؛ أنشد ثعلب: أَ لَمْ تَعْلَمِی، یا عِصْمَ، كَیْفَ حَفِیظَتی، إذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَیْه المَجادِحُ؟ و أَبو عاصمٍ: كُنْیة السَّویقِ.

عضم؛ ج12، ص: 408

: العَضْمُ فی القَوْسِ: المَعْجِس، و هو مَقْبِضُ القَوْسِ، و العَضْمُ و العَجْسُ و المَقْبِضُ كُلُّه بمعنیً واحدٍ، و الجمعِ عِضامٌ؛ أنشد أبو حنیفة:
لسان العرب، ج‌12، ص: 409
زاد صَبِیَّاها علی التَّمامِ، و عَضْمُها زاد علی العِضَامِ و العَضْمُ: خَشبةٌ ذاتُ أَصابع تُذَرَّی بها الحِنْطةُ؛ قال الأَزهری: و العَضْمُ الحِفْراة التی یُذَرَّی بها؛ قال ابن بری: العَضْمُ أصابعُ المِذْرَی. و عَضْمُ الفدّانِ: لَوْحُه العریضُ الذی فی رأْسِه الحدیدةُ التی تَشُقُّ الأَرض، و الجمعُ أَعْضِمةٌ و عُضُمٌ، كلاهما نادرٌ، و عندی أَنهم كَسَّرُوا العَضْمَ الذی هو الخشبةُ و عَضْمَ الفَدّانِ علی عِضامٍ، كما كَسَّرُوا علیه عَضْمَ القَوْسِ، ثم كَسَّرُوا عِضاماً علی أعْضِمة و عُضُمٍ كما كَسَّروا مِثالًا علی أَمْثِلَةٍ و مُثُلٍ، و الظاءُ فی كل ذلك لغةٌ؛ حكاه أبو حنیفة بعد أن قَدَّمَ الضَّاد. و قال ثعلب: العَضْمُ شی‌ءٌ من الفخ، و لم یُبَیِّنْ أَیٌّ شی‌ءٍ هو منه، قال: و لم أَسمعه عن ابن الأَعرابی؛ قال: و قد جاء فی شعر الطِّرمَّاح، و لم ینشد البیت. و العَضْمُ: عَسِیبُ الفَرس، أصْلُ ذنَبهِ، و هی العُكْوةُ. و العِضَامُ: عَسِیبُ البعیرِ و هو ذَنَبُه العظم لا الهُلْبُ، و الجمع القلیلُ أَعْضِمةٌ، و الجمع عُضُمٌ. قال الجوهری: و العَضْمُ عَسِیبُ البعیرِ. و العَضْمُ: خَطٌّ فی الجَبَل یُخالفُ سائِرَ لَونه؛ و قول الشاعر: رُبَّ عَضْمٍ رَأَیْتُ فی وَسْطِ ضَهْرٍ قال: الضَّهْرُ البُقْعةُ من الجبل یُخالِفُ لونُها سائرَ لونه، قال: و قوله‌رُبَّ عَضْمٍ … أراد أنه رأَی عُوداً فی ذلك الموضع فقَطَعه و عَمِلَ به قَوْساً. و العَضُومُ: الناقةُ الصُّلْبَةُ فی بدنِها القَوِیَّةُ علی السَّفَر. و العَصُومُ، بالصاد المُهْمَلة: الكثیرةُ الأَكلِ. و امرأَةٌ عَیْضُومٌ: كثیرةُ الأَكلِ؛ عن كراع؛ قال: أُرْجِدَ رأْسُ شَیْخةٍ عَیْضُومِ و الصاد أَعْلی؛ قال أبو منصور: هذا تصحیف قبیح، و الصوابُ العَیْصُومُ، بالصاد؛ كذلك رواه أبو العباس أحمد بن یحیی عن ابن الأَعرابی، و قال فی موضع آخر: هی العَصُومُ للمرأَة إذا كَثُرَ أَكْلُها، و إِنما قیل لها عَصُومٌ و عَیْصُومٌ لأَن كثرةَ أَكْلِها تَعْصِمها من الهُزالِ و تُقَوِّیها، و الله أَعلم.

عطم؛ ج12، ص: 409

: ابن الأَعرابی: العُطْمُ الصُّوفُ المنفوشُ. و العُطُمُ: الهَلْكَی، واحدُهم عَطِیمٌ و عاطِمٌ.

عظم؛ ج12، ص: 409

: مِنْ صِفاتِ الله عزَّ و جلَّ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ*، و یُسبِّح العبدُ رَبَّه فیقول: سبحان رَبِّی العظیم؛ العَظِیمُ: الذی جاوَزَ قدْرُهُ و جلَّ عن حدودِ العُقول حتی لا تُتَصَوَّر الإِحاطةُ بِكُنْهِه و حَقِیقتهِ. و العِظَمُ فی صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ و العرضِ و العمْق، و الله تعالی جلَّ عن ذلك.قال النبی، صلی الله علیه و سلم: أمَّا الرُّكوعُ فعظِّمُوا فیه الربَّ‌أی اجْعلُوه فی أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ، و عَظمةُ اللهِ سبحانه لا تُكَیَّفُ و لا تُحدُّ و لا تُمثَّل بشی‌ء، و یجبُ علی العبادِ أن یَعْلَمُوا أنه عظیمٌ كما وصَفَ نفْسه و فَوْقَ ذلك بلا كَیفِیَّةٍ و لا تَحْدیدٍ.قال اللیث: العَظمةُ التَّعَظُّمُ و النَّخْوةُ و الزَّهْوُ؛ قال الأَزهری: و لا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصَفَها به اللیثُ، و إذا وُصِفَ العبدُ بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأَن العظمة فی الحقیقة لله عز و جل، و أما عَظَمَةُ العبدِ فكِبْرُه المذمومُ و تَجَبُّره. و‌فی الحدیث: مَنْ تَعَظَّمَ فی نفسه لَقِیَ الله، تَبارَك و تعالی، غَضْبانَ؛ التَّعَظُّمُ فی النفس: هو الكبرُ و الزَّهْوُ و النّخْوةُ. و العَظَمَةُ و العَظَمُوتُ: الكبرُ. و عَظَمَةُ اللسان: ما عَظُمَ منه و غَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ، و عَكَدَتُه
لسان العرب، ج‌12، ص: 410
أصْلُه. و العِظَمُ: خلافُ الصِّغَر. عَظُمَ یَعْظُم عِظَماً و عَظامةً: كَبُرَ، و هو عظیمٌ و عُظامٌ. و عَظَّمَ الأَمرَ: كَبَّره. و أَعْظَمَه و اسْتَعْظَمَه: رآه عَظیماً. و تَعاظَمَه: عَظُمَ علیه. و أَمرٌ لا یَتَعاظَمُه شی‌ءٌ: لا یَعْظُم بالإِضافة إلیه، و سَیْلٌ لا یَتَعاظَمُه شی‌ءٌ كذلك. و أَصابنا مطرٌ لا یَتعاظَمُه شی‌ءٌ أی لا یَعْظُمُ عِنده شی‌ء. و‌فی الحدیث: قال الله تعالی: لا یَتَعاظَمُنی ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ؛ أی لا یَعْظُمُ علیَّ و عِندِی. و أَعْظَمَنی ما قُلْتَ لی أی هالَنی و عَظُمَ علیَّ. و یقال: ما یُعْظِمُنی أن أفْعلَ ذلك أی ما یَهُولُنی. و أَعْظَمَ الأَمرُ فهو مُعْظِمٌ: صارَ عَظِیماً. و رَماه بمُعْظَمٍ أی بعظیم. و اسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إذا أَنْكرتْه. و یقال: لا یتَعاظَمُنی ما أتیتُ إلیك من عَظِیم النَّیْل و العَطِیَّةِ، و سمعتُ خبراً فأَعْظَمْتُه. وَ وَصَفَ الله عذابَ النَّارِ فقال: عَذٰابٌ عَظِیمٌ*؛ و كذلك العَذاب فی الدُّنْیا. و وَصَف كَیْدَ النِّساء فقال: إِنَّ كَیْدَكُنَّ عَظِیمٌ. و رجلٌ عَظِیمٌ فی المَجْدِ و الرَّأْی علی المَثلِ، و قد تَعظَّمَ و اسْتَعظَمَ. و لِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أی حُرْمةٌ یُعظَّمُ لهَا، و له مَعاظِمُ مِثْلُه؛ و قال مُرقِّش: و الخالُ له مَعاظِمٌ و حُرَمْ «2». و إنَّه لَعَظِیمُ المَعاظِم أی عظیمُ الحُرْمة. و یقال: تَعاظَمَنی الأَمرُ و تَعاظَمْتُه إذا اسْتَعْظَمْتَه، و هذا كما یقال: تَهَیَّبَنی الشی‌ءُ و تهَیَّبْتُه. و اسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ و تكبَّرَ، و الاسم العُظْمُ. و عُظْمُ الشی‌ء: وَسَطُه. و قال اللحیانی: عُظْمُ الأَمرِ و عَظْمُه مُعْظَمُه. و جاء فی عُظْمِ النَّاسِ و عَظْمِهم أی فی مُعْظَمِهم. و‌فی حدیث ابن سیرین: جَلَسْتُ إلی مَجْلِسٍ فیه عُظْمٌ من الأَنْصارِ‌أی جماعةٌ كبیرةٌ منهم. و اسْتَعظَم الشی‌ءَ: أخذ مُعظَمَه. و عَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُها. و قال اللحیانی: العظَمةُ من الساعد ما یَلی المِرْفقَ الذی فیه العَضَلةُ، قال: و الساعد نِصفْان: فنِصْفٌ عَظَمةٌ، و نِصفٌ أَسَلةٌ، فالعَظَمةُ ما یَلی المِرْفقَ من مُسْتَغْلَظ الذِّراعِ و فیه العَضَلةُ، و الأَسَلةُ ما یَلی الكفَّ. و العُظمةُ و العِظامةُ و العُظَّامةُ، بالتشدید، و الإِعْظامةُ و العظیمةُ: ثَوْبٌ تُعظِّمُ به المرأَةُ عجیزتَها؛ و قال الفراء: العُظْمةُ شی‌ءٌ تُعَظِّمُ به المرأة رِدْفَها من مِرْفَقةٍ و غیرِها، و هذا فی كلامِ بنی أَسَدٍ، و غیرُهم یقول: العِظامَةُ، بكسر العین؛ و قوله: و إنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذی عَظِیمةٍ، و إلَّا فإنِّی لا إخالُكَ ناجِیا أَراد من أَمرٍ ذی داهیةٍ عَظِیمةٍ. و العَظْمُ: الذی علیه اللحمُ من قَصَبِ الحیوانِ، و الجمع أَعْظُمٌ و عِظامٌ و عِظامةٌ، الهاء لتأْنیث الجمع كالفِحالةِ؛ قال: وَیْلٌ لِبُعْرانِ أبی نَعامهْ منْكَ، و منْ شَفْرَتِك الهُدامهْ إذا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ، ثم نَثرْتَ الفَرْثَ و العِظامهْ و قیل: العِظامةُ واحدةُ العِظام، و منه الفِحالةُ و الذِّكارةُ و الحِجارةُ، و النِّقادةُ جمعُ النَّقَد، و الجِمالةُ جمعُ الجمل؛ قال الله عز و جل: جِمالاتٌ صُفْرٌ؛ هی جمعُ جِمالةٍ و جِمالٍ. و عَظَّمَ الشاةَ: قَطَّعها عَظْماً عَظْماً. و عَظَمَه عظْماً: ضَرَبَ عِظامَه. و عَظمَ الكلْبَ عَظْماً و أَعْظَمه إیَّاه:
(2). تمام البیت كما فی التكملة: فنحن أخوالك عمرك و الخال له معاظم و حرم
لسان العرب، ج‌12، ص: 411
أطْعمَه. و فی التنزیل: فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظٰاماً فَكَسَوْنَا الْعِظٰامَ لَحْماً؛ و یُقرَأُ: فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً؛ قال الأَزهری: التوحید و الجمعُ هنا جائزانِ لأَنه یُعْلَم أن الإِنسانَ ذو عِظامٍ، فإذا وُحِّدَ فلأَنه یَدُلُّ علی الجمع و لأَن معه اللحمَ، و لَفظُه لَفظُ الواحد، و قد یجوز من التوحید إذا كان فی الكلام دلیلٌ علی الجمع ما هو أَشدُّ من هذا؛ قال الراجز: فی حَلْقِكم عَظْمٌ و قد شَجینا یرید فی حُلوقكم عِظامٌ. و قال عز و جل: قٰالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظٰامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ؛ قال العِظام و هی جمعٌ ثم قال رمیمٌ فَوحَّدَ، و فیه قولان: أَحدُهما أن العِظامَ و إن كانت جمعاً فبناؤها بناء الواحد لأَنها علی بناء جدارٍ و كِتاب و جِراب و ما أشبهها فوَحَّدَ النَّعْت للفظ؛ قال الشاعر: یا عَمْروُ جِیرانُكمُ باكِرُ، فالقَلْبُ لا لاهٍ و لا صابِرُ و الجِیرانُ جمعٌ و الباكِرُ نعتٌ للواحد، و جاز ذلك لأَن الجیرانَ لم یُبْنَ بناءَ الجمع و هو علی بناءِ عِرْفانٍ و سِرْحانٍ و ما أَشْبهه، و القول الثانی أن الرَّمِیمَ فعیلٌ بمعنی مَرْمومٍ، و ذلك أن الإِبلَ تَرُمُّ العِظامَ أی تَقْضَمُها و تأْكُلها، فهی رَمَّةٌ و مَرْمومةٌ و رَمِیمٌ، و یجوز أن یكون رَمِیمٌ من رَمَّ العَظْمُ إذا بَلِیَ یَرِمُّ. فهو رَامٌّ و رَمِیمٌ أی بالٍ. و عَظْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبةٌ لهم یَطْرَحُون باللیل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن أصابَه فقد غلبَ أصحابَه فیقولون: عُظَیْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّیْلَهْ، لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَیْلَهْ و‌فی حدیث: بَیْنا هو یَلْعَبُ مع الصِّبْیانِ و هو صَغیرٌ بِعَظْمِ وَضَّاحٍ مَرَّ علیه یَهُودِیٌّ فقال له لَتَقْتُلَنَّ صَنادِیدَ هذه القَرْیةِ؛ هی اللُّعْبةُ المذكورةُ و كانوا إذا أَصابَه واحدٌ منهم غلَبَ أَصْحابَه، و كانوا إذا غَلَبَ واحدٌ من الفَرِیقین ركِبَ أصْحابُه الفریقَ الآخَرَ من المَوْضِعِ الذی یَجِدُونه فیه إلی المَوْضِعِ الذی رَمَوْا به منه. و عَظْمُ الفَدّانِ: لَوْحُه العَریضُ الذی فی رأْسِه الحدیدةُ التی تُشَقُّ بها الأَرضُ، و الضاد لغة. و العَظْم: خَشَبُ الرَّحْلِ بلا أَنْساعٍ و لا أَداةٍ، و هو عَظْمُ الرَّحْلِ. و قولهم فی التعجب: عَظُمَ البَطْنُ بَطْنُك و عَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك، بتخفیف الظاء، و عُظْمَ البطنُ بطنُك، بسكون الظاء و یَنْقُلون ضَمَّتها إلی العَیْن، بمعنی عَظُمَ، و إنما یكون النَّقْلُ فیما یكون مَدْحاً أو ذَمّاً، و كلُّ ما حَسُنَ أن یكون علی مذهب نِعْمَ و بِئْسَ صحَّ تخفیفُه و نَقْلُ حركة وَسَطِه إلی أوّله، و ما لم یَحْسُنْ لم یُنْقَل و إن جاز تخفیفه، تقول حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك و حَسْنَ الوَجْهُ وَجْهُك و حُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ، و لا یجوز أن تقول قد حُسْنَ وجْهُك لأَنه لا یصلح فیه نِعْمَ، و یجوز أن تُخَفِّفَه فتقولَ قد حَسْنَ وَجْهُك، فقِس علیه. و أَعْظَمَ الأَمْرَ و عَظَّمَه: فَخَّمه. و التَّعْظیمُ: التَّبْجیلُ. و العَظیمةُ و المُعْظَمةُ: النازلةُ الشدیدةُ و المُلِمَّةُ إذا أَعْضَلَتْ. و العَظَمَةُ: الكِبْریاءُ. و ذو عُظْمٍ: عُرْضٌ من أَعْراضِ خَیْبَر فیه عیونٌ جاریة و نخیلٌ عامرة. و عَظَماتُ القَوْمِ: سادتُهم و ذو شَرَفِهم. و عُظْمُ الشی‌ء و مُعْظَمُه: جُلُّه و أكْثَرهُ. و عُظْمُ الشی‌ء: أكْبَرُه. و‌فی الحدیث: أنه كان یُحَدِّثُ لَیْلةً عن بَنی إسرائیلَ
لسان العرب، ج‌12، ص: 412
لا یَقُومُ فیها إلا إلی عُظْمِ صلاةٍ؛ كأَنه أراد لا یقومُ إلا إلی الفَریضةِ؛ و منه‌الحدیث: فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذلك إلی ابنِ الدُّخْشُمِ‌أی مُعْظَمَه. و‌فی حدیث رُقَیْقَةَ: انْظُرُوا رَجُلًا طُوالًا عُظاماً‌أی عَظِیماً بالغاً، و الفُعالُ من أَبنیة المبالغة، و أَبلغ منه فُعَّال بالتشدید.

عظلم؛ ج12، ص: 412

: العِظْلِمُ: عُصارةُ بعضِ الشجرِ. قال الأَزهری: عُصارةُ شجر لونُه كالنِّیلِ أَخْضر إلی الكُدْرة. و العِظْلِمُ: صِبْغٌ أَحمرُ، و قیل: هو الوَسْمَةُ. قال أبو حنیفة: العِظْلِمُ شُجَیْرَةٌ من الرِّبَّة تَنْبُتُ أخیراً و تَدُومُ خُضْرتُها؛ قال: و أخبرنی بعضُ الأَعراب أن العِظْلِمَ هُو الوَسْمةُ الذكَرُ، قال: و بَلَغنی هذا فی خبَرٍ‌عن الزهری أنه ذُكِرَ عنده الخِضابُ الأَسْودُ فقال: و ما بأْسٌ به، هأَنذا أَخْضِبُ بالعِظْلِم؛ و قال مرة: أخبرنی أعرابیٌّ مِنْ أَهل السَّراة قال العِظْلِمةُ شجرة ترتفع علی ساقٍ نحو الذراع، و لها فُروعٌ فی أطرافها كنَوْرِ الكُزْبَرةِ، و هی شجرةٌ غَبْراءُ. و لَیْلٌ عِظْلِمٌ: مُظْلِمٌ، علی التشبیهِ؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: و لَیْل عِظْلِم عَرَّضْتُ نَفْسِی، و كُنْتُ مُشَیَّعاً رَحْبَ الذِّراعِ

عفهم؛ ج12، ص: 412

: العُفاهِمُ: القَوِیّةُ الجَلْدةُ من النوق. و عَدْوٌ عفاهِمٌ: شدیدٌ؛ قال غیلان یَصِفُ أوّل شبابه و قُوَّتَه: یَظَلُّ مَنْ جاراه فی عَذائِم مِنْ عُنْفُوانِ جَرْیهِ العُفاهِم و عُفاهِمُ الشَّبابِ: أَوَّلُه، قال: و العُفاهِمُ مَنْ جَعل الجماعةَ عَفاهیمَ فإنه جعلَ المَدَّةَ فی آخرِها مكانَ الأَلف التی ألقاها من وَسَطِها. و قال شمر: عُنْفُوان كُلِّ شی‌ءٍ أَوَّلُه، و كذلك عُفاهِمُه. و سَیْلٌ عُفاهِمٌ أی كثیرُ الماء. الفراء: عَیْشٌ عُفاهِمٌ أی مُخْصِبٌ. أبو زید: عیشٌ عُفاهِمٌ أی واسعٌ و كذلك الدَّغْفَلِیُّ. الأَزهری فی ترجمة عرهم: العُرْهُومُ و العُراهِمُ التارُّ الناعِمُ من كلِّ شی‌ءٍ؛ و أنشد: و قَصَباً عُفاهِماً عُرْهُوما

عقم؛ ج12، ص: 412

: العَقْمُ و العُقْمُ، بالفتح و الضم: هَزْمةٌ تقعُ فی الرَّحِم فلا تَقْبَلُ الولدَ. عَقِمَتِ الرَّحِمُ عَقْماً و عُقِمَتْ عُقْماً و عَقْماً و عَقَماً و عَقَمَها اللهُ یَعْقِمُها عَقْماً و رَحِمٌ عَقِیمٌ و عَقِیمةٌ مَعْقومةٌ، و الجمعُ عَقائمُ و عُقُمٌ، و ما كانت عَقِیماً و لقد عُقِمَت، فهی مَعْقومةٌ، و عَقُمَت إذا لم تَحْمِلْ فهی عَقِیمٌ و عَقُرَتْ، بفتح العین و ضَمِّ القاف. و حكی ابن الأَعرابی: امرأَةٌ عقیمٌ، بغیر هاءٍ، لا تَلِدُ من نِسْوةٍ عَقائم، و زاد اللحیانی: من نسوةٍ عُقْمٍ؛ قال أبو دَهْبلٍ یمدح عبدَ الله بنَ الأَزْرق المخزومیّ، و قیل هو للحزین اللیثی: نَزْر الكلامِ منَ الحَیاءِ، تَخالُه ضَمِناً، و لیس بِجِسْمِه سُقْمُ مُتَهَلِّل بِنَعَمْ، بلا مُتباعِد، سِیّانِ منه الوَفْرُ و العُدْمُ عُقِمَ النِّساءُ فلن یَلِدْنَ شَبیهَه، إن النِّساءَ بمثْلِه عُقْمُ قال ابن بری: الفصیح عَقَمَ اللهُ رحِمَها و عُقِمَت المرأَة، و من قال عَقُمَتْ أو عَقِمَتْ قال أَعْقَمَها اللهُ و عَقَمَها مثل أَحْزَنْتُه و حَزَنْتُه؛ و أنشد فی العُقْمِ المَصْدر للمُخَبَّل السَّعْدیّ: عُقِمَتْ فَناعَمَ نَبْتَه العُقْمُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 413
و‌فی الحدیث: سَوْداءُ وَلُودٌ خیرٌ من حَسناءَ عَقیم.قال ابن الأَثیر: و المرأَةُ عَقیمٌ و مَعْقومةٌ، و الرجلُ عَقِیمٌ و مَعْقومٌ. و فی كلام الحاضرة: الرجالُ عندَهُ بُكْم، و النِّساءُ بمثلِه عُقْم. و یقال للمرأة مَعْقومةُ الرَّحِم كأَنها مَسْدودتُها. و یقال: عُقِمَت المرأَة تُعْقَم عَقْماً و عَقِمَتْ تَعْقَمُ عَقَماً و عَقُمتْ تَعْقُم عُقْماً، و أَعقمَ اللهُ رَحِمَها فعُقِمتْ، علی ما لم یسمّ فاعله. و رَحِمٌ معقومةٌ أی مسدودة لا تلد و مصدره العَقْم؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: تَلوِی بعِذْقِ خِصابٍ كلما خَطَرَتْ عن فَرْج مَعْقومةٍ لم تَتَّبِعْ رُبَعا و رجلٌ عَقیمٌ و عَقامٌ: لا یُولَد له، و الجمع عُقَماء و عِقامٌ و عَقْمی. و امرأة عَقامٌ و رجل عَقامٌ إذا كانا سیِّئَی الخُلُق، و ما كان عَقاماً و لقد عَقُم: تَخَلَّقه؛ و أنشد أبو عمرو: و أنتَ عَقامٌ لا یُصابُ له هَویً، و ذو هِمَّةٍ فی المال، و هو مُضَیّعُ و یقال للمرأة العَقِیم من سُوءِ الخُلُق: عَقُمَتْ. و الدنیا عَقیمٌ أی لا ترُدُّ علی صاحبها خیراً، و یومُ القیامة یومٌ عقِیم لأَنه لا یومَ بعدَه؛ فأما‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: العقلُ عَقْلان، فأَما عقل صاحب الدنیا فعَقیمٌ، و أما عقلُ صاحب الآخرة فمُثْمِرٌ، فالعقیمُ هاهنا الذی لا یَنفعُ و لا یرُدُّ خیراً علی المثَل. و الریحُ العقیمُ فی كتاب الله: هی الدَّبورُ؛ قال الله تعالی: وَ فِی عٰادٍ إِذْ أَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ؛ قال أبو إسحاق: الریحُ العقیمُ التی لا یكون معها لَقَحٌ أی لا تأْتی بمطر إنما هی ریحُ الإِهلاك، و قیل: هی لا تُلقِحُ الشجر و لا تُنشِئُ سَحاباً و لا تَحْمِل مَطراً، عادَلوا بها ضدَّها، و هو قولهم: رِیحٌ لاقِحٌ أی أنها تُلْقِح الشجرَ و تُنشِئُ السَّحاب، و جاؤوا بها علی حذف الزائد و له نظائر كثیرة. و یقال: المُلْكُ عَقیمٌ لا ینفع فیه نسَبٌ لأَن الأَبَ یقتُلُ ابنَه علی المُلْك. و قال ثعلب: معناه أنه یقتل أباه و أَخاه و عَمَّه فی ذلك. و العَقْمُ: القَطْعُ، و منه قیل: المُلك عَقیمٌ لأَنه تُقطعُ فیه الأَرحام بالقتل و العُقوق. و‌فی الحدیث: الیمینُ الفاجرة التی یُقْتَطعُ بها مالُ المُسلمِ تَعْقِمُ الرَّحِم؛ یرید أنها تَقْطع الصِّلة و المعروفَ بین الناس. قال ابن الأَثیر: و یجوز أن یحمل علی ظاهره. و حرب عَقامٌ و عُقام و عَقیم: شدیدة لا یَلوِی فیها أَحدٌ علی أحد یَكْثُر فیها القتلُ و تَبقی النساء أَیامی، و یومٌ عَقیمٌ و عُقام و عَقام كذلك. و داءٌ عَقام و عُقام: لا یَبرأُ، و الضمُّ أَفْصحُ؛ قالت لیلی: شَفاها منَ الداءِ العُقامِ الذی بها غُلامٌ، إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها قال الجوهری: العَقامُ الداءُ الذی لا یُبرَأُ منه، و قیاسه الضم إلا أن المسموع هو الفتح. ابن الأَعرابی: یقال فلان ذو عُقْمِیَّاتٍ إذا كان یُلَوِّی بخَصْمِه. و العَقامُ: اسمُ حیةٍ تسكن البحْر، و یقال: إن الأَسودَ من الحیّات یأْتی شطَّ البحر فیَصْفِر فتخرج إلیه العقامُ فیتَلاوَیان ثم یَفْترِقان، فیذهبُ هذا فی البرِّ و ترجع العَقامُ إلی البحر. و ناقةٌ عَقامٌ: بازلٌ شدیدة؛ و أنشد ابن الأَعرابی: و إن أَجْدَی أَظَلَّاها و مَرَّتْ لِمَنْهَلِها عَقامٌ خَنْشَلِیلُ «3». أجدَی: منْ جَدِیّة الدَّمِ.
(3). قوله [لمنهلها] كذا فی الأَصل تبعاً للمحكم، و الذی فی مادة جدی منه: لمنهبها، بالباء
لسان العرب، ج‌12، ص: 414
و المَعاقِمُ: فِقَرٌ بین الفَریدة و العَجْب فی مُؤخَّر الصُّلب؛ قال خُفافٌ: و خَیْلٍ تَنادَی لا هَوادَةَ بَیْنها، شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ أی لیس برَهِلٍ. و الاعْتقامُ: الدُّخول فی الأَمر. و‌فی حدیث ابن مسعود حین ذكر القیامة و أَنّ اللهَ یَظهر للخَلْق قال: فیَخِرُّ المسلمون سُجوداً لربِّ العالمین و تُعْقَمُ أصلابُ المنافقین، و قیل: المشركین، فلا یَسجدون أی تَیْبَس مَفاصِلُهم و تصیر مَشدودةً، فتبقی أصلابُهم طَبَقاً واحداً أی تُعْقَد و یدخلُ بعضها فی بعض فلا یستطیعون السجود. و یقال: عُقِمَتْ مَفاصِلُ یَدَیه و رجلیْه إذا یَبِستْ. و المَعاقِمُ: المفاصل. و المَعاقِمُ من الخیل: المفاصل، واحدُها مَعْقِمٌ، فالرُّسْغ عند الحافر مَعْقِمٌ، و الرُّكْبة مَعْقِم، و العُرْقوب مَعْقِم، و سُمِّیت المفاصل مَعاقِمَ لأَن بعضها مُنْطبقٌ علی بعض. و الاعتِقام: أن یَحْفِروا البئر حتی إذا دَنَوْا من الماء حَفَروا بئراً صغیرة فی وَسَطها حتی یَصِلوا إلی الماء فیَذُوقوه، فإن كان عَذْباً وَسَّعوها و حفَروا بقیَّتَها، و إن لم یكن عَذْباً تركوها؛ قال العجاج یصف ثوراً: بسَلْهَبَیْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا، إذا انتَحی مُعْتَقِماً أو لجَّفا أی بقَرْنَین طویلین أی عَوَّجَ جِرابَ البئر یَمْنةً و یَسْرة. و الاعتِقامُ: المُضِیُّ فی الحفر سُفْلًا. قال ابن بری: و یأْتی یَعْتَقِمُ بمعنی یَقهَر؛ قال رؤبة بن العجاج: یَعْتَقِمُ الأَجدالَ و الخُصوما و قول الشاعر ربیعة بن مقروم الضَّبِّیِّ: و ماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ تَعَقَّمُ فی جَوانِبه السِّباعُ أی تحْتَفِر، و یقال: ترَدَّدُ. و عاقَمْت فلاناً إذا خاصمْته. و العَقْمُ: المِرْطُ الأَحمر، و قیل: هو كلُّ ثوب أحمر. و العَقْمُ: ضرْب من الوَشْی، الواحدة عَقْمةٌ و یقال عِقْمة؛ و أنشد ابن بری لعلقمة بن عبَدة: عَقْماً و رَقْماً یَكادُ الطیرُ یَتْبَعُه، كأَنه من دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ و قال اللحیانی: العقْمةُ ضرْبٌ من ثیاب الهوادج مُوَشّیً، قال: و بعضهم یقول هی ضُروب من اللبن بیضٌ و حُمْر، و قیل: العِقْمة جمع عَقْمٍ كشَیخٍ و شِیخةٍ، و إنما قیل للوَشْی عِقْمة لأَن الصانع كان یعمَلُ، فإذا أَراد أن یَشِیَ بغیر ذلك اللون لَواه فأَغمَضه و أَظهر ما یُرید عمله. و كلام عُقْمِیٌّ: قدیمٌ قد دَرَسَ؛ عن ثعلب. و العُقِمِیُّ من الكلام: غریبُ الغریب و العُقْمِیُّ [العِقْمِیُّ: كلام عَقیم لا یُشتقُّ منه فِعْل. و یقال: إنه لَعالِمٌ بعُقْمِیِّ الكلام و عُقْبیّ الكلام و هو غامض الكلام الذی لا یعرفه الناس، و هو مثل النوادر. و قال أَبو عمرو: سأَلت رجلًا من هُذَیل عن حرف غریب فقال: هذا كلام عُقْمِیٌّ، یعنی أنه من كلام الجاهلیّة لا یُعرَفُ الیومَ، و قیل: عُقْمِیُّ الكلام أی قدیمُ الكلام. و كلامٌ عُقْمِیٌّ و عِقْمِیٌّ أَی غامضٌ. و العُقْمیُّ: الرجلُ القدیمُ «1» الكرمِ و الشرفِ. و التَّعاقُمُ: الوِرْدُ مرةً بعدَ مرةٍ، و قیل: المیم فیه بدل من باء التعاقُبِ. و المَعْقِمُ أَیضاً: عُقْدَةٌ فی التِّبْن.
(1). قوله [و العقمیّ الرجل القدیم إلخ] ضبط فی الأَصل بالضم و به صرح فی القاموس، و ضبط فی التهذیب و التكملة بالفتح
لسان العرب، ج‌12، ص: 415‌

عكم؛ ج12، ص: 415

: عَكَمَ المتاعَ یَعْكِمُه عَكْماً: شدَّه بثوب، و هو أَن یبسُطَه و یجعلَ فیه المتاعَ و یَشُدَّه و یُسَمَّی حینئذ عِكْماً. و العِكامُ: ما عُكِمَ به، و هو الحَبْلُ الذی یُعْكَمُ علیه. و العِكْمُ: عِكْمُ الثِّیابِ «1» الذی تُشَدُّ به العَكَمةُ، و الجمع عُكُمٌ. و العِكْمُ: كالعِكام. و‌فی حدیث أبی رَیْحانَة: أنه نَهی عن المُعاكَمةِ، و فَسَّرها الطحاویّ بضم الشی‌ء إلی الشی‌ء. یقال: عَكَمْتُ الثِّیابَ إذا شددْت بعضَها إلی بعض، یریدُ بها أن یجتمعَ الرجُلانِ أو المرأَتانِ عاریَیْنِ لا حاجزَ بین بَدَنَیْهِما؛ و منه‌الحدیث الآخر: لا یُفْضی الرجلُ إلی الرجلِ و لا المرأَةُ إِلی المرأَةِ.و العِكْمُ: العِدْلُ ما دامَ فیه المتاعُ. و العِكْمانِ: عِدْلانِ یُشَدّانِ علی جانبی الهَوْدَجِ بثوبٍ، و جمعُ كلِّ ذلك أَعْكامٌ، لا یُكَسَّرُ إلَّا علیه. و من أمثالهم قولهم: هُما كعِكْمَی العَیْرِ؛ یقال للرجلین یَتَساوَیانِ فی الشَّرَف؛ و یروی هذا المثل عن هَرِم بن سِنانٍ أنه قاله لعلقمةَ و عامر حین تَنافَرا إلیه فلم یُنَفِّر واحداً منهما علی صاحِبه. و‌فی حدیث أُمِّ زرعٍ: عُكُومُها رَداحٌ و بَیتُها فَیَّاحٌ؛ أبو عبید: العُكومُ الأَحْمالُ و الأَعْدالُ التی فیها الأَوْعِیة من صُنوفِ الأَطْعِمة و المتاع، واحدُها عِكْمٌ، بالكسر. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: نُفاضةٌ كنُفاضةِ العِكْم.قال: و سمعت العرب تقول لخَدَمِهم یوم الظَّعْن اعْتَكِموا؛ و قد اعْتَكَمُوا إذا سَوَّوُا الأَعْدالَ لیشُدُّوها علی الحَمُولةِ. و قال الأَزهری: كلُّ عِدْلٍ عِكْمٌ، و جمعهُ أَعْكامٌ و عُكومٌ. و قال الفراء: یقول الرجلُ لصاحبه اعْكُمْنی و أَعْكِمْنی، فمعنی اعْكُمْنی أَی اعْكُمْ لی و یجوز بكسر الكاف، و أَما أَعْكِمْنی بقطْع الأَلف فمعناه أَعِنِّی علی العَكْم، و مثله احْلُبْنی أَی احْلُبْ لی، و أَحْلِبْنی أی أَعِنِّی علی الحَلْب. و عَكَمْتُ الرجلَ العِكْمَ إذا عَكَمْتَه له، مثل قولك حَلَبْتُه الناقةَ أی حلَبتُها له. و العِكْمُ: الكارةُ، و الجمعُ عُكومٌ. و وقعَ المُصْطَرِعانِ عِكْمَیْ عَیْرٍ و كعِكْمَیْ عَیْرٍ: وَقَعا مَعاً لم یَصْرعْ أحدُهما صاحِبَه. و أَعْكَمَه العِكْمَ: أَعانَه علیه. و عَكَمَ البعیرَ یَعْكِمهُ عَكْماً: شدَّ علیه العِكْمَ. و رجلٌ مُعَكَّمٌ صُلْبُ: اللحمِ كثیرُ المَفاصِلِ، شُبِّهَ بالعِكْم. و عَكَمَ البعیرَ یَعْكِمُه عَكْماً: شَدَّ فاهُ، و العِكامُ ما شُدَّ به، و الجمع عُكُمٌ. و العِكْمُ: النَّمَطُ تجعله المرأَةُ كالوِعاء تَدَّخِرُ فیه مَتاعَها؛ قال مُزَرِّد: و لَمَّا غَدَتْ أُمّی تُحَیِّی بَناتِها، أَغَرْتُ علی العِكْمِ الذی كان یُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَیْنِ عَجْوَةً إلی صاعِ سَمْنٍ، وَسْطَهُ یَتَرَیَّعُ و‌فی حدیث أبی هریرة: و سَیَجِدُ أَحدُكم امرأَتَه قد مَلأَت عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ؛ و العِكْمُ: داخلُ الجَنْبِ علی المَثَل بالعِكْمِ النَّمَطِ؛ قال الحُطَیْئة: نَدِمْتُ علی لِسانٍ كان مِنِّی، وَدِدْتُ بِأَنَّه فی جَوْفِ عِكْمِ و یروی: فَلَیْتَ بأَنَّه …، و فَلَیْتَ بَیانَه. و عَكْمة البَطْنِ: زاویتُه كالهَزْمةِ، و خصَّ بعضُهم به الجَحْدَ فقالوا: ما بَقِیَ فی بَطْن الدابَّة هَزْمةٌ و لا عَكْمةٌ إلَّا امْتلأَت؛ و أَنشد: حتی إذا ما بَلَّتِ العُكُوما مِن قَصَبِ الأَجْوافِ و الهُزُوما
(1). قوله [و العكم عكم الثیاب إلخ] هی عبارة التهذیب و التكملة، و بقیتها: و العكمتان بالتحریك تشدان من جانبی الهودج بثوب
لسان العرب، ج‌12، ص: 416
و الجمعُ عُكُومٌ كصَخْرةٍ و صُخُور. و عَكَمَه عن زِیارته یَعْكِمهُ عَكْماً: صَرَفَه عن زِیارتهِ. و العَكُوم: المُنْصَرَفُ. و ما عِنْدَه عَكُومٌ أی مَصْرِفٌ. و عُكِمَ عن زِیارتِنا یُعْكَمُ أَیضاً: رُدَّ؛ قال الشاعر: و لاحَتْه من بَعْدِ الجُزوءِ ظَماءةٌ و لم یكُ عنْ وِرْدِ المِیاهِ عَكُومُ و عكَمَ علیه یَعْكِمُ: كَرَّ؛ قال لبید: فجالَ و لم یَعْكِمْ لوِرْدٍ مُقَلِّصٍ أی هَرَب و لم یَكُرَّ. و قال شمر: یكونُ عَكَم فی هذا البیت بمعنی انْتَظَر كأَنه قال فجالَ و لم یَنْتظِرْ؛ و أَنشد بیت أبی كبیر الهُذَلیّ: أَ زُهَیْرَ، هل عَنْ شَیْبةٍ مِنْ مَعْكِمِ، أم لا خُلودَ لِبازلٍ مُتَكَرِّمِ؟ أراد زُهَیْرَة ابنتَه، و استشهد به الجوهری فقال: هل عن شَیْبةٍ من مَعْكِم أی مَعْدِل و مَصْرف. و عَكَمَ یَعْكِمُ: انْتَظَر. و ما عَكَمَ عن شَتْمی أی ما تأَخَّرَ. و العَكْمُ: الانْتظارُ؛ قال أَوس: فَجالَ و لم یَعْكِمْ، و شَیَّعَ أَمْرَه بمُنْقَطَعِ الغَضْراءِ شدٌّ مُؤالِف أی لم ینتظر؛ یقول: هرَب و لم یَكُرّ. و‌فی الحدیث: ما عَكَمَ، یعنی أبا بكر، رضی الله عنه، حین عُرِضَ علیه الإِسْلامُ أی ما تَحبَّسَ و ما انْتظرَ و لا عدَلَ. و العِكْمُ: بَكَرَةُ البئر؛ و أنشد: و عُنُقٍ مِثْل عَمُود السَّیْسَبِ، رُكِّبَ فی زَوْرٍ وَثِیقِ المَشْعَبِ كالعِكْمِ بَیْنَ القامتَیْنِ المُنْشَبِ و عَكَّمَتِ الإِبلُ تَعْكِیماً: سَمِنتْ و حَمَلتْ شَحْماً علی شَحْمٍ. و رجل مِعْكَمٌ، بالكسرة: مُكْتنِزُ اللَّحْمِ. ابن الأَعرابی: یقال للغلام الشابِلِ و الشابِنِ المُنَعَّمِ مُعَكَّمٌ و مُكَنَّلٌ و مُصَدَّرٌ و كُلْثُومٌ و حِضَجْرٌ.

عكرم؛ ج12، ص: 416

: عِكْرِمةُ، معرفة: الأُنْثی من الطیر الذی یقال له ساقُ حُرّ، و قیل: العِكْرِمةُ الحَمامةُ الأُنثی. و عِكْرِمةُ: اسمُ رجل و هو منه؛ فأَما قوله: خذوا حِذْرَكُمْ، یا آلَ عِكرِمَ، و اذكُروا أَواصِرَنا، و الرِّحْمُ بالغَیْبِ تُذْكَرُ فإنه رَخَّم و حَذَف الهاء فی غیر النداء اضطراراً. الجوهری: عِكْرِمةُ أبو قَبیلةٍ و هو عِكْرمة بن حَصَفَة بن قیس عَیْلان.

عكسم؛ ج12، ص: 416

: العُكْسومُ: الحِمارُ، حِمْیَرِیَّة.

علم؛ ج12، ص: 416

: من صفات الله عز و جل العَلِیم و العالِمُ و العَلَّامُ؛ قال الله عز و جل: وَ هُوَ الْخَلّٰاقُ الْعَلِیمُ، و قال: عٰالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهٰادَةِ*، و قال: عَلّٰامُ الْغُیُوبِ*، فهو اللهُ العالمُ بما كان و ما یكونُ قَبْلَ كَوْنِه، و بِمَا یكونُ و لَمَّا یكُنْ بعْدُ قَبْل أن یكون، لم یَزَل عالِماً و لا یَزالُ عالماً بما كان و ما یكون، و لا یخفی علیه خافیةٌ فی الأَرض و لا فی السماء سبحانه و تعالی، أحاطَ عِلْمُه بجمیع الأَشیاء باطِنِها و ظاهرِها دقیقِها و جلیلِها علی أتمّ الإِمْكان. و عَلیمٌ، فَعِیلٌ: من أبنیة المبالغة. و یجوز أن یقال للإِنسان الذی عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِیم، كما قال یوسف للمَلِك: إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ. و قال الله عز و جل: إِنَّمٰا یَخْشَی اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ: فأَخبر عز و جل أن مِنْ عبادِه مَنْ یخشاه، و أنهم هم العُلمَاء، و كذلك‌صفة یوسف، علیه السلام: كان علیماً بأَمْرِ رَبِّهِ و أَنه
لسان العرب، ج‌12، ص: 417
واحد لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ إلی ما عَلَّمه الله مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحٰادِیثِ* الذی كان یَقْضِی به علی الغیب، فكان علیماً بما عَلَّمه اللهُ.و‌روی الأَزهری عن سعد بن زید عن أبی عبد الرحمن المُقْری فی قوله تعالی: وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمٰا عَلَّمْنٰاهُ، قال: لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه، فقلت: یا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا؟ قال: من ابن عُیَیْنةَ، قلتُ: حَسْبی.و‌روی عن ابن مسعود أنه قال: لیس العلم بكثرة الحدیث و لكن العِلْم بالخَشْیة؛ قال الأَزهری: و یؤید ما قاله قولُ الله عز و جل: إِنَّمٰا یَخْشَی اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ. و‌قال بعضهم: العالمُ الذی یَعْملُ بما یَعْلَم، قال: و هذا یؤید قول ابن عیینة. و العِلْمُ: نقیضُ الجهل، عَلِم عِلْماً و عَلُمَ هو نَفْسُه، و رجل عالمٌ و عَلِیمٌ من قومٍ عُلماءَ فیهما جمیعاً. قال سیبویه: یقول عُلَماء من لا یقول إلّا عالِماً. قال ابن جنی: لمَّا كان العِلْم قد یكون الوصف به بعدَ المُزاوَلة له و طُولِ المُلابسةِ صار كأنه غریزةٌ، و لم یكن علی أول دخوله فیه، و لو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً، فلما خرج بالغریزة إلی باب فَعُل صار عالمٌ فی المعنی كعَلیمٍ، فكُسِّرَ تَكْسیرَه، ثم حملُوا علیه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء، و صار عُلَماء كَحُلَماء لأَن العِلمَ محْلَمةٌ لصاحبه، و علی ذلك جاء عنهم فاحشٌ و فُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ من ضروب الجهل و نقیضاً للحِلْم، قال ابن بری: و جمعُ عالمٍ عُلماءُ، و یقال عُلّام أیضاً؛ قال یزید بن الحَكَم: و مُسْتَرِقُ القَصائدِ و المُضاهِی، سَواءٌ عند عُلّام الرِّجالِ و عَلّامٌ و عَلّامةٌ إذا بالغت فی وصفه بالعِلْم أی عالم جِداً، و الهاء للمبالغة، كأنهم یریدون داهیةً من قوم عَلّامِین، و عُلّام من قوم عُلّامین؛ هذه عن اللحیانی. و عَلِمْتُ الشی‌ءَ أَعْلَمُه عِلْماً: عَرَفْتُه. قال ابن بری: و تقول عَلِمَ و فَقِهَ أَی تَعَلَّم و تَفَقَّه، و عَلُم و فَقُه أی سادَ العلماءَ و الفُقَهاءَ. و العَلّامُ و العَلّامةُ: النَّسَّابةُ و هو من العِلْم. قال ابن جنی: رجل عَلّامةٌ و امرأة عَلّامة، لم تلحق الهاء لتأْنیث الموصوفِ بما هی فیه، و إنما لَحِقَتْ لإِعْلام السامع أن هذا الموصوفَ بما هی فیه قد بلَغ الغایةَ و النهایةَ، فجعل تأْنیث الصفة أَمارةً لما أُریدَ من تأْنیث الغایة و المُبالغَةِ، و سواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفة مُذَكَّراً أو مؤنثاً، یدل علی ذلك أن الهاء لو كانت فی نحو امرأة عَلّامة و فَرُوقة و نحوه إنما لَحِقت لأَن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ فی المُذكَّر فیقال رجل فَروقٌ، كما أن الهاء فی قائمة و ظَریفة لَمَّا لَحِقَتْ لتأْنیث الموصوف حُذِفت مع تذكیره فی نحو رجل قائم و ظریف و كریم، و هذا واضح. و قوله تعالی: إِلیٰ یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ* الذی لا یَعْلَمُه إلا الله، و هو یوم القیامة. و عَلَّمه العِلْم و أَعْلَمه إیاه فتعلَّمه، و فرق سیبویه بینهما فقال: عَلِمْتُ كأَذِنْت، و أَعْلَمْت كآذَنْت، و عَلَّمْته الشی‌ءَ فتَعلَّم، و لیس التشدیدُ هنا للتكثیر. و‌فی حدیث ابن مسعود: إنك غُلَیِّمٌ مُعَلَّم‌أی مُلْهَمٌ للصوابِ و الخیرِ كقوله تعالی: مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ أی له مَنْ یُعَلِّمُه. و یقالُ: تَعلَّمْ فی موضع اعْلَمْ. و‌فی حدیث الدجال: تَعَلَّمُوا أن رَبَّكم لیس بأَعور‌بمعنی اعْلَمُوا، و كذلك‌الحدیث الآخر: تَعَلَّمُوا أنه لیس یَرَی أحدٌ منكم رَبَّه حتی یموت، كل هذا بمعنی اعْلَمُوا؛ و قال عمرو بن معدیكرب: تَعَلَّمْ أنَّ خیْرَ الناسِ طُرّاً قَتِیلٌ بَیْنَ أحْجارِ الكُلاب
لسان العرب، ج‌12، ص: 418
قال ابن بری: البیت لمعدیكرِب بن الحرث بن عمرو بن حُجْر آكل المُرار الكِنْدی المعروف بغَلْفاء یَرْثی أخاه شُرَحْبِیل، و لیس هو لعمرو بن معدیكرب الزُّبَیدی؛ و بعده: تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ، و أسْلَمَهُ جَعاسِیسُ الرِّباب قال: و لا یستعمل تَعَلَّمْ بمعنی اعْلَمْ إلا فی الأَمر؛ قال: و منه قول قیس بن زهیر: تَعَلَّمْ أنَّ خَیْرَ الناسِ مَیْتاً و قول الحرث بن وَعْلة: فَتَعَلَّمِی أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُمْ قال: و اسْتُغْنی عن تَعَلَّمْتُ بعلمت. قال ابن السكیت: تَعَلَّمْتُ أن فلاناً خارج بمنزلة عَلِمْتُ. و تعالَمَهُ الجمیعُ أی عَلِمُوه. و عالَمَهُ فَعَلَمَه یَعْلُمُه، بالضم: غلبه بالعِلْم أی كان أعْلَم منه. و حكی اللحیانی: ما كنت أُرانی أَن أَعْلُمَه؛ قال الأَزهری: و كذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر فی یَفْعلُ فإنه فی باب المغالبة یرجع إلی الرفع مثل ضارَبْتُه فضربته أضْرُبُه. و عَلِمَ بالشی‌ء: شَعَرَ. یقال: ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أی ما شَعَرْت. و یقال: اسْتَعْلِمْ لی خَبَر فلان و أَعْلِمْنِیه حتی أَعْلَمَه، و اسْتَعْلَمَنی الخبرَ فأعْلَمْتُه إیاه. و عَلِمَ الأَمرَ و تَعَلَّمَه: أَتقنه. و قال یعقوب: إذا قیل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ، و إذا قیل لك تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ؛ و أنشد: تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَیْرَ إلّا عَلی مُتَطَیِّرٍ، و هی الثُّبُور و عَلِمْتُ یتعدی إلی مفعولین، و لذلك أَجازوا عَلِمْتُنی كما قالوا ظَنَنْتُنی و رأَیْتُنی و حسِبْتُنی. تقول: عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلًا، و یجوز أن تقول عَلِمْتُ الشی‌ء بمعنی عَرَفْته و خَبَرْته. و عَلِمَ الرَّجُلَ: خَبَرَه، و أَحبّ أن یَعْلَمَه أی یَخْبُرَه. و فی التنزیل: وَ آخَرِینَ مِنْ دُونِهِمْ لٰا تَعْلَمُونَهُمُ اللّٰهُ یَعْلَمُهُمْ. و أحب أن یَعْلَمه أی أن یَعْلَمَ ما هو. و أما قوله عز و جل: وَ مٰا یُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّٰی یَقُولٰا إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلٰا تَكْفُرْ. قال الأَزهری: تكلم أهل التفسیر فی هذه الآیة قدیماً و حدیثاً، قال: و أبْیَنُ الوجوه التی تأوَّلوا أن الملَكین كانا یُعَلِّمانِ الناسَ و غیرهم ما یُسْأَلانِ عنه، و یأْمران باجتناب ما حرم علیهم و طاعةِ الله فیما أُمِروا به و نُهُوا عنه، و فی ذلك حِكْمةٌ لأَن سائلًا لو سأل: ما الزنا و ما اللواط؟ لوجب أن یُوقَف علیه و یعلم أنه حرام، فكذلك مجازُ إعلام المَلَكین الناسَ السحرَ و أمْرِهِما السائلَ باجتنابه بعد الإِعلام. و ذكر عن ابن الأَعرابی أنه قال: تَعَلَّمْ بمعنی اعْلَمْ، قال: و منه قوله تعالی وَ مٰا یُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ، قال: و معناه أن الساحر یأتی الملكین فیقول: أخْبرانی عما نَهَی اللهُ عنه حتی أنتهی، فیقولان: نَهَی عن الزنا، فَیَسْتَوْصِفُهما الزنا فیَصِفانِه فیقول: و عمَّا ذا؟ فیقولان: و عن اللواط، ثم یقول: و عَمَّا ذا؟ فیقولان: و عن السحر، فیقول: و ما السحر؟ فیقولان: هو كذا، فیحفظه و ینصرف، فیخالف فیكفر، فهذا معنی یُعَلِّمٰانِ إنما هو یُعْلِمان، و لا یكون تعلیم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً، و لا تَعَلُّمُه إذا كان علی معنی الوقوف علیه لیجتنبه كفراً، كما أن من عرف الزنا لم یأْثم بأنه عَرَفه إنما یأْثم بالعمل. و قوله تعالی: الرَّحْمٰنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ؛ قیل فی تفسیره: إنه جلَّ ذكرُه یَسَّرَه لأَن یُذْكَر، و أما قوله عَلَّمَهُ الْبَیٰانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذی فیه
لسان العرب، ج‌12، ص: 419
بَیانُ كل شی‌ء، و یكون معنی قوله عَلَّمَهُ الْبَیٰانَ جعله ممیَّزاً، یعنی الإِنسان، حتی انفصل من جمیع الحیوان. و الأَیَّامُ المَعْلُوماتُ: عَشْرُ ذی الحِجَّة آخِرُها یومُ النَّحْر، و قد تقدم تعلیلها فی ذكر الأَیام المعدودات، و أورده الجوهری منكراً فقال: و الأَیام المعلوماتُ عَشْرٌ من ذی الحجة و لا یُعْجِبنی. و لقِیَه أَدْنَی عِلْمٍ أی قبلَ كل شی‌ء. و العَلَمُ و العَلَمة و العُلْمة: الشَّقُّ فی الشَّفة العُلْیا، و قیل: فی أحد جانبیها، و قیل: هو أَن تنشقَّ فتَبینَ. عَلِمَ عَلَماً، فهو أَعْلَمُ، و عَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً: شَقَقْتُ شَفَتَه العُلیا، و هو الأَعْلمُ. و یقال للبعیر أَعْلَمُ لِعَلَمٍ فی مِشْفَرِه الأَعلی، و إن كان الشق فی الشفة السفلی فهو أَفْلَحُ، و فی الأَنف أَخْرَمُ، و فی الأُذُن أَخْرَبُ، و فی الجَفْن أَشْتَرُ، و یقال فیه كلِّه أَشْرَم. و‌فی حدیث سهیل بن عمرو: أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ؛ قال ابن السكیت: العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً، و الشفة عَلْماء. و العَلَمُ: الشَّقُّ فی الشفة العُلْیا، و المرأَة عَلْماء. و عَلَمَه یَعْلُمُه و یَعْلِمُه عَلْماً: وَسَمَهُ. و عَلَّمَ نَفسَه و أَعْلَمَها: وَسَمَها بِسِیما الحَرْبِ. و رجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ فی الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها، و أَعْلَمَ حمزةُ یومَ بدر؛ و منه قوله: فَتَعَرَّفونی، إنَّنی أنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحِی، فی الحوادِثِ، مُعلِمُ و أَعْلَمَ الفارِسُ: جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان، فهو مُعْلِمٌ؛ قال الأَخطل: ما زالَ فینا رِباطُ الخَیْلِ مُعْلِمَةً، و فی كُلَیْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ و العارِ مُعْلِمَةً، بكسر اللام. و أَعْلَم الفَرَسَ: عَلَّقَ علیه صُوفاً أحمر أو أبیض فی الحرب. و یقال عَلَمْتُ عِمَّتی أَعْلِمُها عَلْماً، و ذلك إذا لُثْتَها علی رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك؛ قال الشاعر: و لُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشیَّةً دُبَیْرِیَّةً، یَعْلِمْنَ فی لوْثها عَلْما و قَدَحٌ مُعْلَمٌ: فیه عَلامةٌ؛ و منه قول عنترة: رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ و العَلامةُ: السِّمَةُ، و الجمع عَلامٌ، و هو من الجمع الذی لا یفارق واحده إلَّا بإلقاء الهاء؛ قال عامر بن الطفیل: عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما بِسَلْمَی، أو عَرَفْت بها عَلاما و المَعْلَمُ مكانُها. و فی التنزیل فی صفة عیسی، صلوات الله علی نبینا و علیه: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّٰاعَةِ، و هی قراءة أكثر القرّاء، و قرأَ بعضهم: و إنه لَعَلَمٌ للساعة؛ المعنی أن ظهور عیسی و نزوله إلی الأَرض عَلامةٌ تدل علی اقتراب الساعة. و یقال لِما یُبْنَی فی جَوادِّ الطریق من المنازل یستدل بها علی الطریق: أَعْلامٌ، واحدها عَلَمٌ. و المَعْلَمُ: ما جُعِلَ عَلامةً و عَلَماً للطُّرُق و الحدود مثل أَعلام الحَرَم و معالِمِه المضروبة علیه. و‌فی الحدیث: تكون الأَرض یوم القیامة كقُرْصَة النَّقیِّ لیس فیها مَعْلَمٌ لأَحد، هو من ذلك، و قیل: المَعْلَمُ الأَثر. و العَلَمُ: المَنارُ. قال ابن سیدة: و العَلامةُ و العَلَم الفصلُ یكون بین الأَرْضَیْنِ. و العَلامة و العَلَمُ: شی‌ء یُنْصَب فی الفَلَوات تهتدی به الضالَّةُ. و بین القوم أُعْلُومةٌ: كعَلامةٍ؛ عن أبی العَمَیْثَل الأَعرابی. و قوله تعالی: وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 420
كَالْأَعْلٰامِ؛ قالوا: الأَعْلامُ الجِبال. و العَلَمُ: العَلامةُ. و العَلَمُ: الجبل الطویل. و قال اللحیانی: العَلَمُ الجبل فلم یَخُصَّ الطویلَ؛ قال جریر: إذا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم، حَتَّی تناهَیْنَ بنا إلی الحَكَم خَلِیفةِ الحجَّاجِ غَیْرِ المُتَّهَم، فی ضِئْضِئِ المَجْدِ و بُؤْبُؤِ الكَرَم و‌فی الحدیث: لَیَنْزِلَنَّ إلی جَنْبِ عَلَم، و الجمع أَعْلامٌ و عِلامٌ؛ قال: قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ، و اللَّیْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوِّضُ قال كراع: نظیره جَبَلٌ و أَجْبالٌ و جِبالٌ، و جَمَلٌ و أَجْمال و جِمال، و قَلَمٌ و أَقلام و قِلام. و اعْتَلَمَ البَرْقُ: لَمَعَ فی العَلَمِ؛ قال: بَلْ بُرَیْقاً بِتُّ أَرْقُبُه، بَلْ لا یُری إلَّا إذا اعْتَلَمَا خَزَمَ فی أَوَّل النصف الثانی؛ و حكمه: لا یُرَی إلا إذا اعْتَلَما و العَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، و عَلَمهُ رَقْمُه فی أطرافه. و قد أَعْلَمَه: جَعَلَ فیه عَلامةً و جعَلَ له عَلَماً. و أَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ، فهو مُعْلِمٌ، و الثوبُ مُعْلَمٌ. و العَلَمُ: الرایة التی تجتمع إلیها الجُنْدُ، و قیل: هو الذی یُعْقَد علی الرمح؛ فأَما قول أَبی صخر الهذلی: یَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً، و أَمَّا إذا یَخْفی مِنَ ارْضٍ عَلامُها فإن ابن جنی قال فیه: ینبغی أن یحمل علی أَنه أَراد عَلَمُها، فأَشبع الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله: و مِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ یرید بمُنْتزَح. و أَعلامُ القومِ: ساداتهم، علی المثل، الواحدُ كالواحد. و مَعْلَمُ الطریق: دَلالتُه، و كذلك مَعْلَم الدِّین علی المثل. و مَعْلَم كلِّ شی‌ء: مظِنَّتُه، و فلان مَعلَمٌ للخیر كذلك، و كله راجع إلی الوَسْم و العِلْم، و أَعلَمْتُ علی موضع كذا من الكتاب عَلامةً. و المَعْلَمُ: الأَثرُ یُستَدَلُّ به علی الطریق، و جمعه المَعالِمُ. و العالَمُون: أصناف الخَلْق. و العالَمُ: الخَلْق كلُّه، و قیل: هو ما احتواه بطنُ الفَلك؛ قال العجاج: فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ جاء به مع قوله: یا دارَ سَلْمی یا اسْلَمی ثمَّ اسْلَمی فأَسَّسَ هذا البیت و سائر أبیات القصیدة غیر مؤسَّس، فعابَ رؤبةُ علی أبیه ذلك، فقیل له: قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما فی هذه، إن أَباك كان یهمز العالمَ و الخاتمَ، یذهب إلی أَن الهمز هاهنا یخرجه من التأْسیس إذ لا یكون التأْسیس إلا بالأَلف الهوائیة. و حكی اللحیانی عنهم: بَأْزٌ، بالهمز، و هذا أَیضاً من ذلك. و قد حكی بعضهم: قَوْقَأَتِ الدجاجةُ و حلَّأْتُ السَّویقَ و رَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها و لَبَّأَ الرجلُ بالحج، و هو كله شاذ لأَنه لا أصل له فی الهمز، و لا واحد للعالَم من لفظه لأَن عالَماً جمع أَشیاء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ اسماً لواحد منها صار جمعاً لأَشیاء متفقة، و الجمع عالَمُون، و لا یجمع شی‌ء علی فاعَلٍ بالواو و النون إلا هذا، و قیل: جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم. و فی التنزیل: الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ*؛قال ابن عباس: رَبِّ الجن و الإِنس، و‌قال قتادة: رب الخلق كلهم.
لسان العرب، ج‌12، ص: 421
قال الأَزهری: الدلیل علی صحة قول ابن عباس قوله عز و جل: تَبٰارَكَ الَّذِی نَزَّلَ الْفُرْقٰانَ عَلیٰ عَبْدِهِ لِیَكُونَ لِلْعٰالَمِینَ نَذِیراً؛ و لیس النبی، صلی الله علیه و سلم، نذیراً للبهائم و لا للملائكة و هم كلهم خَلق الله، و إنما بُعث محمد، صلی الله علیه و سلم، نذیراً للجن و الإِنس. و‌روی عن وهب بن منبه أنه قال: لله تعالی ثمانیة عشر ألفَ عالَم، الدنیا منها عالَمٌ واحد، و ما العُمران فی الخراب إلا كفُسْطاطٍ فی صحراء؛ و قال الزجاج: معنی العالمِینَ كل ما خَلق الله، كما قال: وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَیْ‌ءٍ، و هو جمع عالَمٍ، قال: و لا واحد لعالَمٍ من لفظه لأَن عالَماً جمع أشیاء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشیاء متفقة. قال الأَزهری: فهذه جملة ما قیل فی تفسیر العالَم، و هو اسم بنی علی مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ و طابَعٌ و دانَقٌ. و العُلامُ: الباشِق؛ قال الأَزهری: و هو ضرب من الجوارح، قال: و أما العُلَّامُ، بالتشدید، فقد روی عن ابن الأَعرابی أَنه الحِنَّاءُ، و هو الصحیح، و حكاهما جمیعاً كراع بالتخفیف؛ و أما قول زهیر فیمن رواه كذا: حتی إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها طارَتْ، و فی كَفِّه من ریشِها بِتَكُ فإن ابن جنی روی عن أبی بكر محمد بن الحسن عن أبی الحسین أحمد بن سلیمان المعبدی عن ابن أُخت أَبی الوزیر عن ابن الأَعرابی قال: العُلام هنا الصَّقْر، قال: و هذا من طَریف الروایة و غریب اللغة. قال ابن بری: لیس أَحد یقول إن العُلَّامَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلَّا الطائی؛ قال: … یَشْغَلُها عن حاجةِ الحَیِّ عُلَّامٌ و تَحجِیلُ و أَورد ابن بری هذا البیت «2» مستشهداً به علی الباشق بالتخفیف. و العُلامِیُّ: الرجل الخفیف الذكیُّ مأْخوذ من العُلام. و العَیْلَمُ: البئر الكثیرة الماء؛ قال الشاعر: من العَیالِمِ الخُسُف و‌فی حدیث الحجاج: قال لحافر البئر أَ خَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ؛ یقال: أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَیْلَماً أی كثیرة الماء و هو دون الخَسْفِ، و قیل: العَیْلَم المِلْحة من الرَّكایا، و قیل: هی الواسعة، و ربما سُبَّ الرجلُ فقیل: یا ابن العَیْلَمِ یذهبون إلی سَعَتِها. و العَیْلَم: البحر. و العَیْلَم: الماء الذی علیه الأَرض، و قیل: العَیْلَمُ الماء الذی عَلَتْه الأَرضُ یعنی المُنْدَفِن؛ حكاه كراع. و العَیْلَمُ: التَّارُّ الناعِمْ. و العَیْلَمُ: الضِّفدَع؛ عن الفارسی. و العَیْلامُ: الضِّبْعانُ و هو ذكر الضِّباع، و الیاء و الأَلف زائدتان. و‌فی خبر إبراهیم، علی نبینا و علیه السلام: أنه یَحْمِلُ أَباه لیَجوزَ به الصراطَ فینظر إلیه فإذا هو عَیْلامٌ أَمْدَرُ؛ هو ذكر الضِّباع. و عُلَیْمٌ: اسم رجل و هو أبو بطن، و قیل: هو عُلَیم بن جَناب الكلبی. و عَلَّامٌ و أَعلَمُ و عبد الأَعلم: أسماء؛ قال ابن درید: و لا أَدری إلی أی شی‌ء نسب عبد الأَعلم. و قولهم: عَلْماءِ بنو فلان، یریدون علی الماء فیحذفون اللام تخفیفاً. و قال شمر فی كتاب السلاح: العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع؛ قال: و لم أَسمعه إلا فی بیت زهیر بن جناب: جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحی لی، و قِدْماً كانَ یُنْحِی القُوَی علی أَمْثالی
(2). قوله [و أورد ابن بری هذا البیت] أی قول زهیر: حتی إذا ما هوت … إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 422
و تَصَدَّی لِیَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْوَعَ بَیْنَ العَلْماءِ و السِّرْبالِ یُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ فی اللُّجَّةِ و العُصْمَ فی رُؤُوسِ الجِبالِ و قد ذكر ذلك فی ترجمة عله.

علجم؛ ج12، ص: 422

: العَلْجَمُ: الغدیر الكثیر الماء. و العُلْجومُ: الماء الغَمْر الكثیر؛ قال ابن مقبل: و أَظهَرَ فی غُلَّانِ رَقْدٍ و سَیْلُهُ عَلاجِیمُ، لا ضَحْلٌ و لا مُتَضَحْضِح و العُلْجُومُ: الضِّفدَع عامَّة، و قیل: هو الذَّكَرُ منها؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: فما انجَلی الصُّبْحُ حتی بَیَّنَتْ غَلَلًا، بَیْنَ الأَشاءِ جَرَتْ فیه العَلاجِیمُ و قیل: العُلْجُوم البَطُّ الذَّكَر، و عمَّ به بعضهم ذكَرَ البطّ و أُنثاه؛ أَنشد الأَزهری: حتی إذا بَلَغَ الحَوْماتُ أَكْرُعَها، و خالَطَتْ مُسْتَنِیماتِ العَلاجِیمِ و العُلْجُم و العُلْجوم جمیعاً: الشدید السواد. و العُلْجُوم: الظُّلْمة المتراكمة، و خصصها الجوهری فقال: ظلمة اللیل؛ أنشد ابن بری لذی الرمة: أو مُزْنَة فارِق یَجْلُو غَوَارِبَها تَبَوُّجُ البَرْقِ، و الظَّلْماءُ عُلْجومُ و العُلْجُوم: التَّامُّ المُسِنُّ من الوحش، و منه قیل للناقة المسنة عُلْجُوم. و العُلْجُومُ: موج البحر و العُلْجُومُ: الأَجَمَةُ. و العُلْجُومُ: البستان الكثیر النخل، و هو الظُّلْمة الشدیدة. و العُلْجُومُ: الظَّبْیُ الآدَمُ. و العُلْجُومُ من الإِبل: الشدیدةُ. و قال الأَزهری: العُرْجُوم و العُلْجُومُ الناقة الشدیدة. و قال الكلابی: العَلاجِیمُ شِدادُ الإِبل و خِیارُها. و العُلْجومُ: الأَتانُ الكثیرة اللحم. و العَلاجِیمُ من الظِّباء: الوادِقَةُ المُرِیدة للسِّفاد، واحدها عُلْجومٌ. و العَلاجِیمُ: الطِّوال؛ قال أَبو ذؤیب: إذا ما العَلاجِیمُ الخَلاجِیمُ نَكَّلوا، و طالَ عَلیهِمْ ضَرْسُها و سُعارُها و أَراد الخَلاجِمَ فأَشبع الكسرة فنشأَت بعدها یاء. أَبو عمرو: العَلاجِیمُ طِوالُ الإِبل و الحُمُرِ؛ قال الراعی: فَعُجْنَ عَلَیْنا مِن عَلاجیِمَ جلَّةٍ، لِحَاجَتِنا مِنْها رَتُوكٌ و فاسِجُ یعنی إبِلًا ضِخاماً. و العُلْجُومُ: الجماعة من الناس. و رَمْلٌ مُعْلَنْجِمٌ: متراكبٌ؛ قال أَبو نُخَیلة: كأَنَّ رَمْلًا غیرَ ذِی تَهَیُّمِ، مِنْ عالِجٍ و رَمْلِها المُعْلَنْجِمِ، بِمُلْتَقَی عَثاعِثٍ و مَأْكِمِ

علذم؛ ج12، ص: 422

: العَلْذَمِیُّ من الرجال: الحریصُ الذی یأْكل ما قَدَر علیه.

علقم؛ ج12، ص: 422

: العَلْقَمُ: شجر الحَنْظَل، و القطعة منه عَلْقَمَةٌ، و كُلُّ مُرّ عَلْقَمٌ، و قیل: هو الحنظل بعینه أَعنی ثمرته، الواحدة منها عَلْقَمَةٌ. و قال الأَزهری: هو شَحْمُ الحنظل، و لذلك یقال لكل شی‌ء فیه مرارة شدیدة: كأَنه العَلْقَم. ابن الأَعرابی: العَلْقَمَة النَّبِقة المُرَّةُ، و هی الحَزْرة. و العَلْقَمة: المَرارة. و عَلْقَمَ طعامَه: أَمَرَّه كأَنه جعل فیه العَلْقَم. و طعام فیه عَلْقَمَةٌ أی مرارة. و الْعَلْقَمُ: أشدُّ الماء مرارة. و قال ابن درید: العَلْقَمةُ اختلاط الماء و خُثُورَتُه. الجوهری: العَلْقَمُ شجر مر. و عَلْقَمَةُ بن عَبَدَة الشاعر، و هو الفَحْلُ، و عَلْقَمَةُ الخَصِیُّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 423
و هما جمیعاً من رَبیعةِ الجُوعِ، و أَما عَلْقَمةُ بن عُلاثَة فهو من بنی جعفر.

علكم؛ ج12، ص: 423

: العُلْكُمُ و العُلْكُوم و العُلاكِمُ و المُعَلْكَمُ: الشدیدُ الصُّلْبُ من الإِبل و غیرها، و الأَنثی عُلْكُومٌ؛ قال لبید: بَكَرَتْ بها جُرَشِیَّةٌ مَقْطُورَةٌ تُرْوِی المَحاجِرَ، بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بری: المَحاجِر الحَدِیقة؛ و أنشد ابن بری لمالك العُلَیْمی: حَتَّی تَری الْبُوَیْزِلَ الْعُلْكُوما مِنْها تُوَلِّی العِرَكَ الحَیْزُوما و قال العِرَك، یرید العِرَاك. و یقال: ناقة عُلاكِمَةٌ؛ قال أَبو الأَسود العجلی: عُلاكِمَة مِثْل الفَنیقِ شِمِلَّة، و حافِزَة فی ذلك المِحْلَبِ الجَبْلِ و الجَبْلُ: الضَّخْمُ؛ و فی قصید كعب یصف الناقة: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ، فی دَفِّها سَعَةٌ، قُدَّامَها مِیلُ العُلْكُومُ: القویَّة الصُّلبة، و العَلْكَمُ: الرَّجُل الضَّخْم، و قیل: ناقة عُلْكُومٌ غلیظة الخَلْقِ مُوَثَّفة، و قیل: الجسیمة السمینة، و عَلْكَمَتُها: عِظَمُ سَنامها. أبو عبید: العَلاكِمُ العِظام من الإِبل. و العَلْكَمةُ: عِظَمُ السَّنام. و رجل مُعَلْكَمٌ: كثیر اللحم. و عَلْكَمٌ: اسم رجل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أنشد عن ابن قَنان: یُمْسِی بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلی، و نِسْوَتُه و عَلْكَمٌ مِثْل فَحْلِ الضأْن فُرْفُورُ «3». و عَلْكَمٌ: اسم ناقة؛ قال الشاعر: أَقُولُ و النَّاقَةُ بی تَقَحَّمُ: وَیْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها یا عَلْكَمُ الجوهری: العُلْكُومُ الشدید من الإِبل مثل العُلْجُوم، الذكرُ و الأُنثی فیه سواء.

علهم؛ ج12، ص: 423

: الأَزهری: الْعِلْهَمُّ الضَّخْم العظیم من الإِبل و غیرها؛ و أنشد: لَقَدْ غَدَوْتُ طَارِداً و قانِصاً أَقُودُ عِلْهَمّاً أَشَقَّ شاخِصا أُمْرِجَ فی مَرْجٍ و فی فَصافِصا و نَهَرٍ تَری لَهُ بَصابِصا حَتَّی نَشا مُصامِصاً دُلامِصا قال: و یجوز عِلَّهْمٌ، بتشدید اللام.

عمم؛ ج12، ص: 423

: العَمُّ: أَخو الأَب. و الجمع أَعْمام و عُمُوم و عُمُومة مثل بُعُولة؛ قال سیبویه: أَدخلوا فیه الهاء لتحقیق التأْنیث، و نظیره الفُحُولة و البُعُولة. و حكی ابن الأَعرابی فی أَدنی العدد: أَعُمٌّ، و أَعْمُمُونَ، بإظهار التضعیف: جمع الجمع، و كان الحكم أَعُمُّونَ لكن هكذا حكاه؛ و أَنشد: تَرَوَّح بالعَشِیِّ بِكُلِّ خِرْقٍ كَرِیم الأَعْمُمِینَ و كُلِّ خالِ و قول أَبی ذؤیب: و قُلْتُ: تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمّ، و مَطْلَبَ شُلَّةٍ و هی الطَّرُوحُ أراد: ابن عمك، یرید ابن عمه خالد بن زهیر، و نَكَّره لأَن خَبَرهما قد عُرِف، و رواه الأَخفش بن عمرو؛ و قال: یعنی ابن عویمر الذی یقول فیه خالد: أ لم تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَیْمِرٍ، و أنْتَ صَفِیُّ نَفْسِهِ و سَجِیرُها
(3). قوله [یمسی إلخ] كذا فی الأَصل، و تقدم فی مادة فرر: یمشی بالشین المعجمة، و علیكم بدل قوله و علكم، و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌12، ص: 424
، و الأُنثی عَمَّةٌ، و المصدر العُمُومة. و ما كُنْتَ عَمّاً و لقد عَمَمْتَ عُمُومةً. و رجل مُعِمٌّ و مُعَمٌّ: كریم الأَعْمام. و اسْتَعَمَّ الرجلَ عَمّاً: اتَّخذه عَمّاً. و تَعَمَّمَه: دَعاه عَمّاً، و مثله تَخَوَّلَ خالًا. و العرب تقول: رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ «1» إذا كان كریم الأَعْمام و الأَخْوال كثیرَهم؛ قال إمرؤ القیس: بِجِیدٍ مُعَمّ فی العَشِیرةِ مُخْوَلِ قال اللیث: و یقال فیه مِعَمٌّ مِخْوَلٌ، قال الأَزهری: و لم أسمعه لغیر اللیث و لكن یقال: مِعَمٌّ مِلَمٌّ إذا كان یَعُمُّ الناسَ ببرِّه و فضله، و یَلُمُّهم أی یصلح أمرهم و یجمعهم. و تَعَمَّمَتْه النساءُ: دَعَوْنَه عَمّاً، كما تقول تَأَخَّاه و تَأَبَّاه و تَبَنَّاه؛ أنشد ابن الأَعرابی: عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ الیَرابِیعِ بَیْتَها عَلَیَّ، و قالَتْ لی: بِلَیْلٍ تَعَمَّمِ؟ معناه أنها لما رأَت الشیبَ قالت لا تَأْتِنا خِلْماً و لكن ائتنا عَمّاً. و هما ابنا عَمّ: تُفْرِدُ العَمَّ و لا تُثَنِّیه لأَنك إنما ترید أن كل واحد منهما مضاف إلی هذه القرابة، كما تقول فی حد الكنیة أبوَا زید، إنما ترید أَن كل واحد منهما مضاف إلی هذه الكنیة، هذا كلام سیبویه. و یقال: هما ابْنا عَمّ و لا یقال هما ابْنا خالٍ، و یقال: هما ابْنا خالة و لا یقال ابْنا عَمَّةٍ، و یقال: هما ابْنا عَمّ لَحّ و هما ابْنا خالة لَحّاً، و لا یقال هما ابْنا عَمَّةٍ لَحّاً و لا ابْنا خالٍ لَحّاً لأَنهما مفترقان، قال: لأَنهما رجل و امرأَة؛ و أَنشد: فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعاً، و إنیَ مِنْ نَزْعٍ سِوی ذاك طَیِّب قال ابن بری: یقال ابْنا عَمّ لأَن كل واحد منهما یقول لصاحبه یا ابنَ عَمِّی، و كذلك ابْنا خالةٍ لأَن كل واحد منهما یقول لصاحبه یا ابْنَ خالتی، و لا یصح أَن یقال هما ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما یقول لصاحبه یا ابْنَ خالی و الآخر یقول له یا ابْن عَمَّتی، فاختلفا، و لا یصح أَن یقال هما ابنا عَمَّةٍ لأَن أحدهما یقول لصاحبه یا ابن عَمَّتی و الآخر یقول له یا ابنَ خالی. و بینی و بین فلان عُمُومة كما یقال أُبُوَّةٌ و خُؤُولةٌ. و تقول: یا ابْنَ عَمِّی و یا ابنَ عَمِّ و یا ابنَ عَمَّ، ثلاث لغات، و یا ابنَ عَمِ، بالتخفیف؛ و قول أَبی النجم: یا ابْنَةَ عَمَّا، لا تَلُومی و اهْجَعِی، لا تُسْمِعِینی مِنْكِ لَوْماً و اسْمَعِی أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة؛ و هكذا قال الجوهری عَمّاهُ؛ قال ابن بری: صوابه عَمَّاهُ، بتسكین الهاء؛ و أَما الذی ورد‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: استأْذَنتِ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فی دخول أبی القُعَیْس علیها فقال: ائْذَنی له فإنَّه عَمُّجِ، فإنه یرید عَمُّك من الرضاعة، فأَبدل كاف الخطاب جیماً، و هی لغة قوم من الیمن؛ قال الخطابی: إنما جاء هذا من بعض النَّقَلة، فإن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان لا یتكلم إلَّا باللغة العالیة؛ قال ابن الأَثیر: و لیس كذلك فإنه قد تكلم بكثیر من لغات العرب منها‌قوله: لَیْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِیامُ فی امْسَفَرِ‌و غیر ذلك. و العِمامةُ: من لباس الرأْس معروفة، و ربما كُنِیَ بها عن البَیْضة أَو المِغْفَر، و الجمع عَمائِمُ و عِمامٌ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، قال: و العرب تقول لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم، فإما أن یكون جَمْع عِمامَة جمع التكسیر، و إما أن یكون من باب طَلْحةٍ و طَلْحٍ، و قد اعْتَمَّ بها و تَعَمَّمَ بمعنی؛ و قوله أَنشده ثعلب:
(1). قوله [رجل معم مخول] كذا ضبط فی الأصول بفتح العین و الواو منهما، و فی القاموس أنهما كمحسن و مكرم أی بكسر السین و فتح الراء
لسان العرب، ج‌12، ص: 425
إذا كَشَفَ الیَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ، فلا یَرْتَدِی مِثْلی و لا یَتَعَمَّمُ قیل: معناه أَلْبَسُ ثِیابَ الحرب و لا أَتجمل، و قیل: معناه لیس یَرْتَدی أَحد بالسیف كارتدائی و لا یَعْتَمُّ بالبیضة كاعْتِمامی. و عَمَّمْتُه: أَلبسته العِمامةَ، و هو حَسَنُ العِمَّةِ أی التَّعَمُّمِ؛ قال ذو الرمة: و اعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِیمُ و أَرْخَی عِمامتَه: أَمِنَ و تَرَفَّهَ لأَن الرجل إنما یُرْخی عِمامَتَه عند الرخاء؛ و أَنشد ثعلب: أَلْقی عَصاهُ و أَرْخی من عِمامَته و قال: ضَیْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّیْبُ؟ قال: أَجَلْ قال: أَراد و قلت الشیب هذا الذی حَلَّ. و عُمِّمَ الرجلُ: سُوِّدَ لأَن تیجان العرب العَمائم، فكلما قیل فی العجم تُوِّجَ من التاج قیل فی العرب عُمِّمَ؛ قال العجاج: وَ فیهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ و العرب تقول للرجل إذا سُوِّد: قد عُمِّمَ، و كانوا إذا سَوَّدُوا رجلًا عَمَّمُوه عِمامةً حمراء؛ و منه قول الشاعر: رَأَیْتُكَ هَرَّیْتَ العِمامةَ بَعْدَ ما رَأَیْتُكَ دَهْراً فاصِعاً لا تَعَصَّب «1». و كانت الفُرْسُ تُتَوِّجُ ملوكها فیقال له مُتَوَّج. و شاةٌ مُعَمَّمةٌ: بیضاء الرأْس. و فرَسٌ مُعَمَّمٌ: أَبیض الهامَةِ دون العنق، و قیل: هو من الخیل الذی ابیضَّتْ ناصیتُه كلها ثم انحدر البیاض إلی مَنْبِت الناصیة و ما حولها من القَوْنَس. و من شِیاتِ الخیل أَدْرَعُ مُعَمَّم: و هو الذی یكون بیاضه فی هامته دون عنقه. و المُعَمَّمُ من الخیل و غیرها: الذی ابیضَّ أُذناه و منیت ناصیته و ما حولها دون سائر جسده؛ و كذلك شاةٌ مُعَمَّمة: فی هامَتِها بیاض. و العامَّةُ: عِیدانٌ مشدودة تُرْكَبُ فی البحر و یُعْبَرُ علیها، و خَفَّفَ ابن الأَعرابی المیم من هذا الحرف فقال: عامَةٌ مثل هامَة الرأْس و قامةَ العَلَق و هو الصحیح. و العَمِیمُ: الطویل من الرجال و النبات، و منه‌حدیث الرؤیا: فأَتینا علی رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ‌أی وافیة النبات طویلته، و كلُّ ما اجتمع و كَثُرَ عَمِیمٌ، و الجمع عُمُمٌ؛ قال الجعدی یصف سفینة نوح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: یَرْفَعُ، بالقارِ و الحَدیدِ مِنَ الْجَوْزِ، طِوالًا جُذُوعُها، عُمُما و الاسم من كل ذلك العَمَمُ. و العَمِیمُ یَبِیسُ البُهْمی. و یقال: اعْتَمَّ النبتُ اعْتِماماً إذا التفَّ و طال. و نبت عَمِیمٌ؛ قال الأَعشی: مُؤَزَّرٌ بِعَمِیمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ و اعْتَمَّ النبتُ: اكْتَهَلَ. و یقال للنبات إذا طال: قد اعْتَمَّ. و شی‌ء عَمِیمٌ أی تام، و الجمع عُمُمٌ مثل سَریر و سُرُر. و جاریة عَمِیمَةٌ و عَمَّاءُ: طویلة تامةُ القَوامِ و الخَلْقِ،، و الذكر أَعَمُّ. و نخلة عَمِیمةٌ: طویلة، و الجمع عُمٌّ؛ قال سیبویه: أَلزموه التخفیف إذ كانوا یخففون غیر المعتل، و نظیرهُ بونٌ، و كان یجب عُمُم كَسُرُر لأَنه لا یشبه الفعل. و نخلةٌ عُمٌّ؛ عن اللحیانی: إما أَن یكون فُعْلًا و هی أَقل، و إما أَن یكون فُعُلًا أصلها عُمُمٌ، فسكنت المیم و أُدغمت، و نظیرها علی هذا ناقة عُلُطٌ و قوس فُرُجٌ و هو باب
(1). قوله [رأیتك] البیت قبله كما فی الأَساس: أیا قوم هل أخبرتم أو سمعتم بما احتال مذ ضمّ المواریث مصعب لسان العرب، ج‌12، ص: 426
إلی السَّعَة. و یقال: نخلة عَمِیمٌ و نخل عُمٌّ إذا كانت طِوالًا؛ قال: عُمٌّ كَوارِعُ فی خَلِیج مُحَلِّم و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه اختَصم إلیه رجلان فی نخل غَرَسَه أحدهما فی غیر حقه من الأَرض، قال الراوی: فلقد رأَیت النخل یُضرب فی أُصولها بالفُؤُوس و إنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ؛ قال أَبو عبید: العُمُّ التامة فی طولها و التفافها؛ و أَنشد للبید یصف نخلًا: سُحُقٌ یُمَتِّعُها الصَّفا، و سَرِیُّهُ عُمٌّ نَواعِمُ، بَیْنهنّ كُرُومُ و‌فی الحدیث: أَكْرِموا عَمَّتَكم النخلة؛ سماها عَمَّة للمشاكلة فی أنها إذا قطع رأْسها یَبِستْ كما إذا قطع رأْس الإِنسان مات، و قیل: لأَن النخل خلق من فَضْلةِ طینة آدم علیه السلام. ابن الأَعرابی: عُمَّ إذا طُوِّلَ، و عَمَّ إذا طال. و نبْتٌ یَعْمومٌ: طویل؛ قال: و لقَدْ رَعَیْتُ رِیاضَهُنَّ یُوَیْفِعاً، و عُصَیْرُ طَرَّ شُوَیرِبی یَعْمومُ و العَمَمُ: عِظَم الخَلْق فی الناس و غیرهم. و العَمَم: الجسم التامُّ. یقال: إن جِسمه لعَمَمٌ و إنه لعَممُ الجسم. و جِسم عَمَم: تامٌّ. و أَمر عَمَم: تامٌّ عامٌّ و هو من ذلك؛ قال عمرو ذو الكلب الهذلی: یا لیتَ شِعْری عَنْك، و الأَمرُ عَمَمْ، ما فَعَل الیومَ أُوَیْسٌ فی الغَنَمْ؟ و مَنْكِب عَمَمٌ: طویل؛ قال عمرو بن شاس: فإنَّ عِراراً إنْ یَكُنْ غَیرَ واضِحٍ، فإنی أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِب العَمَمْ و یقال: اسْتَوی فلان علی عَمَمِه و عُمُمِه؛ یریدون به تمام جسمه و شبابه و ماله؛ و منه‌حدیث عروة بن الزبیر حین ذكر أُحَیحة بن الجُلاح و قول أَخواله فیه: كُنَّا أَهلَ ثُمِّه و رُمِّه، حتی إذا استوی علی عُمُمِّه، شدّد للازدواج، أَراد علی طوله و اعتدال شبابه؛ یقال للنبت إذا طال: قد اعتَمَّ، و یجوز عُمُمِه، بالتخفیف، و عَمَمِه، بالفتح و التخفیف، فأَما بالضم فهو صفة بمعنی العَمِیم أو جمع عَمِیم كسَریر و سُرُر، و المعنی حتی إذا استوی علی قَدّه التامّ أَو علی عظامه و أَعضائه التامة، و أما التشدیدة فیه عند من شدّده فإنها التی تزاد فی الوقف نحو قولهم: هذا عمرّ و فرجّ، فأُجری الوصل مجری الوقف؛ قال ابن الأَثیر: و فیه نظر، و أما من رواه بالفتح و التخفیف فهو مصدر وصف به؛ و منه قولهم: مَنْكِب عَمَمٌ؛ و منه‌حدیث لقمان: یَهَبُ البقرة العَمِیمة‌أی التامة الخَلق. و عَمَّهُم الأَمرُ یَعُمُّهم عُموماً: شَمِلهم، یقال: عَمَّهُمْ بالعطیَّة. و العامّةُ: خلاف الخاصَّة؛ قال ثعلب: سمیت بذلك لأَنها تَعُمُّ بالشر. و العَمَمُ: العامَّةُ اسم للجمع؛ قال رؤبة: أنتَ رَبِیعُ الأَقرَبِینَ و العَمَمْ و یقال: رجلٌ عُمِّیٌّ و رجل قُصْرِیٌّ، فالعُمِّیُّ العامُّ، و القُصْرِیُّ الخاصُّ. و‌فی الحدیث: كان إذا أَوی إلی منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة أَجزاء: جزءاً لله، و جزءاً لأَهله، و جزءاً لنفسه، ثم جزءاً جزَّأَه بینه و بین الناس فیردّ ذلك علی العامة بالخاصّة، أَراد أَن العامة كانت لا تصل إلیه فی هذا الوقت، فكانت الخاصَّة تخبر العامَّة بما سمعت منه، فكأَنه أوصل الفوائد إلی العامّة بالخاصّة، و قیل: إن الباء بمعنی مِنْ، أَی یجعل وقت العامّة بعد وقت الخاصّة و بدلًا منهم كقول الأَعشی
لسان العرب، ج‌12، ص: 427
: علی أَنها، إذْ رَأَتْنی أُقادُ، قالتْ بما قد أَراهُ بَصِیرا أَی هذا العَشا مكان ذاك الإِبصار و بدل منه. و‌فی حدیث عطاء: إذا توَضَّأْت و لم تَعْمُمْ فتَیَمَّمْ‌أَی إذا لم یكن فی الماء وضوء تامٌّ فتَیمَّمْ، و أَصله من العُموم. و رجل مِعَمٌّ: یَعُمُّ القوم بخیره. و قال كراع: رجل مُعِمٌّ یَعُمُّ الناس بمعروفه أَی یجمعهم، و كذلك مُلِمٌّ یَلُمُّهم أَی یجمعهم، و لا یكاد یوجد فَعَلَ فهو مُفْعِل غیرهما. و یقال: قد عَمَّمْناك أَمْرَنا أَی أَلزمناك، قال: و المُعَمَّم السید الذی یُقلِّده القومُ أُمُورَهم و یلجأُ إلیه العَوامُّ؛ قال أَبو ذؤیب: و مِنْ خَیرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الْمُعَمِّمُ خِیرٌ و زَنْدٌ وَرِی و العَمَمُ من الرجال: الكافی الذی یَعُمُّهم بالخیر؛ قال الكمیت: بَحْرٌ، جَریرُ بنُ شِقّ من أُرومَتهِ، و خالدٌ من بَنِیهِ المِدْرَهُ العَمَمُ ابن الأَعرابی: خَلْقٌ عَمَمٌ أَی تامٌّ، و العَمَمُ فی الطول و التمام؛ قال أَبو النجم: و قَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه الأَصمعی فی سِنِّ البقر إذا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قیل: قد اعتَمَّ عَمَمٌ، فإذا أَسَنَّ فهو فارِضٌ، قال: و هو أَرْخٌ، و الجمع آراخ، ثم جَذَعٌ، ثم ثَنِیٌّ، ثم رَباعٌ، ثم سدَسٌ، ثم التَّمَمُ و التَّمَمةُ، و إذا أَحالَ و فُصِلَ فهو دَبَبٌ، و الأُنثی دَبَبةٌ، ثم شَبَبٌ و الأُنثی شَبَبةٌ. و عَمْعَمَ الرجلُ إذا كَثُرَ جیشُه بعد قِلَّة. و من أَمثالهم: عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِس؛ یضرب مثلًا للحَدَث یَحْدُث ببلدة ثم یتعداها إلی سائر البلدان. و‌فی الحدیث: سألت ربی أَن لا یُهْلِكَ أُمتی بسَنةٍ بِعامَّةٍ‌أَی بقحط عامّ یَعُمُّ جمیعَهم، و الباء فی بِعامَّةٍ زائدة فی قوله تعالی: وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ؛ و یجوز أَن لا تكون زائدة، و قد أَبدل عامَّة من سنَةٍ بإعادة الجارِّ، و منه قوله تعالی: قٰالَ (الْمَلَأُ) الَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا (مِنْ قَوْمِهِ) لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ. و‌فی الحدیث: بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً: كذا و كذا و خُوَیْصَّة أَحدِكم و أَمرَ العامَّةِ؛ أَراد بالعامّة القیامة لأَنها تَعُمُّ الناسَ بالموت أَی بادروا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم و القیامةَ. و العَمُّ: الجماعة، و قیل: الجماعة من الحَیّ؛ قال مُرَقِّش: لا یُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ و الغاراتِ، إذْ قال الخَمیسُ نَعَمْ و العَدْوَ بَینَ المجْلِسَیْنِ، إذا آدَ العَشِیُّ و تَنادَی العَمّ تَنادَوْا: تَجالَسوا فی النادی، و هو المجلس؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یُرِیغُ إلیه العَمُّ حاجةَ واحِدٍ، فَأُبْنا بحاجاتٍ و لَیْسَ بِذی مالِ قال: العَمُّ هنا الخَلق الكثیر، أَراد الحجرَ الأَسود فی ركن البیت، یقول: الخلق إنما حاجتهم أَن یَحُجُّوا ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات، و ذلك معنی قوله فأُبْنا بحاجات أَی بالحج؛ هذا قول ابن الأَعرابی، و الجمع العَماعِم. قال الفارسی: لیس بجمع له و لكنه من باب سِبَطْرٍ و لأآلٍ. و الأَعَمُّ: الجماعة أَیضاً؛ حكاه الفارسی عن أَبی زید قال: و لیس فی الكلام أَفْعَلُ یدل علی الجمع غیر هذا إلا أَن یكون اسم جنس كالأَرْوَی و الأَمَرِّ الذی هو الأَمعاء؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌12، ص: 428
ثُمَّ رَمانی لا أَكُونَنْ ذَبِیحةً، وَ قَدْ كَثُرَتْ بَیْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ قال أَبو الفتح: لم یأْت فی الجمع المُكَسَّر شی‌ء علی أَفْعلَ معتلًّا و لا صحیحاً إلا الأَعَمّ فیما أَنشده أَبو زید من قول الشاعر: ثم رآنی لا أكونن ذبیحة البیت بخط الأَرزنی رآنی؛ قال ابن جنی: و رواه الفراء بَیْنَ الأَعُمِّ، جمع عَمّ بمنزلة صَكّ و أصُكّ و ضَبّ و أَضُبّ. و العَمُّ: العُشُبُ؛ كُلُّهُ عن ثعلب؛ و أَنشد: یَرُوحُ فی العَمِّ و یَجْنی الأُبْلُما و العُمِّیَّةُ، مثال العُبِّیَّةِ: الكِبْرُ: و هو من عَمِیمهم أی صَمِیمِهم. و العَماعِمُ: الجَماعات المتفرقون؛ قال لبید: لِكَیْلا یَكُونَ السَّنْدَرِیُّ نَدِیدَتی، و أَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عماعِما السَّندَرِیُّ: شاعر كان مع عَلْقمة بن عُلاثة، و كان لبید مع عامر بن الطفیل فَدُعِی لبید إلی مهاجاته فأَبی، و معنی قوله أی أَجعل أَقواماً مجتمعین فرقاً؛ و هذا كما قال أَبو قیس بن الأَسلت: ثُمَّ تَجَلَّتْ، و لَنا غایةٌ، مِنْ بَیْنِ جَمْعٍ غَیْرِ جُمَّاعِ و عَمَّمَ اللَّبنُ: أَرْغَی كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة. و یقال للبن إذا أَرْغَی حین یُحْلَب: مُعَمِّمٌ و مُعْتَمٌّ، و جاء بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ. و مُعْتَمٌّ: اسم رجل؛ قال عروة: أَ یَهْلِكُ مُعْتَمٌّ و زَیْدٌ، و لَمْ أُقِمْ عَلی نَدَبٍ یَوْماً، و لی نَفْسُ مُخْطِرِ؟ قال ابن بری: مُعْتَمٌّ و زید قبیلتان، و المُخْطِرُ: المُعَرِّضُ نفسه للهلاك، یقول: أَ تهلك هاتان القبیلتان و لم أُخاطر بنفسی للحرب و أَنا أَصلح لذلك؟ و قوله تعالی: عَمَّ یَتَسٰاءَلُونَ؛ أَصله عَنْ ما یتساءلون، فأُدغمت النون فی المیم لقرب مخرجیهما و شددت، و حذفت الأَلف فرقاً بین الاستفهام و الخبر فی هذا الباب، و الخبرُ كقولك: عما أَمرتك به، المعنی عن الذی أمرتك به. و‌فی حدیث جابر: فَعَمَّ ذلك‌أَی لِمَ فَعَلْتَه و عن أَیِّ شی‌ء كان، و أَصله عَنْ ما فسقطت أَلف ما و أُدغمت النون فی المیم كقوله تعالی: عَمَّ یَتَسٰاءَلُونَ؛ و أَما قول ذی الرمة: بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ لِحاجٍ، و إمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ قال الفراء: ما صِلَةٌ و العین مبدلة من أَلف أَنْ، المعنی بَرَاهُنَّ أَنْ هُنَّ إمَّا بوادئ، و هی لغة تمیم، یقولون عَنْ هُنَّ؛ و أَما قول الآخر یخاطب امرأة اسمها عَمَّی: فَقِعْدَكِ، عَمَّی، اللهَ هَلَّا نَعَیْتِهِ إلی أَهْلِ حَیّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا؟ عَمَّی: اسم امرأة، و أَراد یا عَمَّی، و قِعْدَكِ و اللهَ یمینان؛ و قال المسیَّب بن عَلَس یصف ناقة: وَ لَها، إذا لَحِقَتْ ثَمائِلُها، جَوْزٌ أعَمُّ و مِشْفَرٌ خَفِقُ مِشْفَرٌ خفِقٌ أَهْدَلُ یضطرب، و الجَوْزُ الأَعَمُّ: الغلیظ التام، و الجَوْزُ: الوَسَطُ. و العَمُّ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَقْسَمْتُ أُشْكِیك مِنْ أَیْنٍ وَ مِنْ وَصَبٍ، حَتَّی تَرَی مَعْشَراً بالعَمِّ أَزْوَالا «2».
(2). قوله [بالعم] كذا فی الأَصل تبعاً للمحكم، و أورده یاقوت قریة فی عین حلب و أنطاكیة، و ضبطها بكسر العین و كذا فی التكملة
لسان العرب، ج‌12، ص: 429
و كذلك عَمَّان؛ قال مُلَیْح: وَ مِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتی خَطَرَتْ لَنا بِشَرْقِیِّ عَمَّانَ، الثَّری فالمُعَرَّفُ و كذلك عُمَان، بالتخفیف. و العَمُّ: مُرَّة بن مالك بن حَنْظَلة، و هم العَمِّیُّون. و عَمٌّ: اسم بلد. یقال: رجل عَمِّیٌّ؛ قال رَبْعان: إذا كُنْتَ عَمِّیّاً فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ، و إلَّا فَكُنْ، إنْ شِئْتَ، أَیْرَ حِمارِ و النسبة إلی عَمّ عَمَوِیٌّ كأَنه منسوب إلی عَمیً؛ قاله الأَخفش.

عنم؛ ج12، ص: 429

: العَنَمُ: شجر لَیِّنُ الأَغصان لَطِیفُها یُشَبَّهُ به البَنان كأَنه بَنان العَذاری، واحدتها عَنَمةٌ، و هو مما یستاك به، و قیل: العَنَمُ أَغصان تنبت فی سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانها حُمْرُ اللون، و قیل: هو ضرب من الشجر له نَوْرٌ أَحمر تشبَّه به الأَصابع المخضوبة؛ قال النابغة: بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأَنَّ بَنانَهُ عَنَمٌ علی أَغصانه لم یَعْقِدِ قال الجوهری: هذا یدل علی أَنه نَبْتٌ لا دُودٌ. و بَنَان مُعَنَّمٌ أَی مخضوب. قال ابن بری: و قیل العَنَم ثمر العَوْسَج، یكون أَحمر ثم یسودّ إذا نَضِجَ و عَقَد، و لهذا قال النابغة: … لم یَعْقِدْ؛ یرید لم یُدْرِك بعد. و قال أَبو عمرو: العَنَم الزُّعْرُور؛ و قد ورد‌فی حدیث خزیمة: و أَخلَفَ الخُزَامَی و أَیْنَعَتِ العَنَمَةُ؛ و قیل: هو أَطراف الخَرُّوب الشامی؛ قال: فَلَمْ أَسْمَعْ بِمُرْضِعَةٍ أَمالَتْ لَهاةَ الطِّفْلِ بالعَنَمِ المَسُوكِ قال ابن الأَعرابی: العَنَم شجرة حجازیة، لها ثمرة حمْراء یُشَبَّه بها البَنان المخضوب. و العَنَم أَیضاً: شَوْك الطَّلْح. و قال أَبو حنیفة: العَنَمُ شجرة صغیرة تنبت فی جوف السَّمُرة لها ثمر أَحمر. و عن الأَعْراب القُدُم: العَنَمُ شجرة صغیرة خضراء لها زَهْر شدید الحمرة. و قال مرَّة: العَنَمُ الخیوط التی یتعلق بها الكَرْم فی تَعارِیشه، و الواحدة من كل ذلك عَنَمةٌ. و بَنانٌ مُعْنَمٌ: مشبَّه بالعَنَم؛ قال رؤبة: وَ هْیَ تُرِیكَ مِعْضَداً و مِعْصَما عَبْلًا، و أَطرافَ بَنانٍ مُعْنَما وَضَعَ الجمعَ موضع الواحد، أَراد: و طَرَف بَنان مُعْنَمَا. و بَنَانٌ مُعَنَّم: مخضوب؛ حكاه ابن جنی؛ و قال رؤبة: یُبْدِینَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمُه و العَنَمُ و العَنَمةُ: ضرب من الوَزَغ، و قیل: العَنَم كالعَظَایَةِ إلا أَنها أَشد بیاضاً منها و أحسن. قال الأَزهری: الذی قیل فی تفسیر العَنَم إنه الوَزَغُ و شوك الطَّلْح غیر صحیح، و نَسَبَ ذلك إلی اللیث و أَنه هو الذی فسر ذلك علی هذه الصورة. و قال ابن الأَعرابی فی موضِع: العَنَمُ یشبه العُنَّاب، الواحدة عَنَمَة، قال: و العَنَم الشَّجَر الحُمْر. و قال أَبو عمرو: أَعْنَم إذا رعی العَنَم، و هو شجر یحمل ثمراً أَحمر مثل العُنَّاب. و العَنْمَةُ: الشَّقَّة فی شفة الإِنسان. و العَنْمِیُّ: الحَسَنُ الوجه المُشْرَبُ حُمْرَةً. و قال ابن درید فی كتاب النوادر: العَنَمُ واحدتها عَنَمَة، و هی أَغصان تنبت فی سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانه، أَحمر اللون یتفرق أَعالی نوره بأَربَعِ فرق كأَنه فَنَنٌ من أَراكة، یخرجن فی الشتاء و القیظ. و عَیْنَمٌ: موضع. و العَیْنُوم: الضِّفْدَعُ الذكر.
لسان العرب، ج‌12، ص: 430‌

عندم؛ ج12، ص: 430

: العَنْدَمُ: دَمُ الأَخَوَیْنِ. و قیل: هو الأَیْدَعُ. و قال محارب العَنْدَم صِبْغ الداربرنیان «1». و قال أَبو عمرو: العَنْدَمُ شجر أَحمر. و قال بعضهم: العَنْدَمُ دمُ الغَزال بِلِحاء الأَرْطی یطبخان جمیعاً حتی ینعقدا فتختضب به الجواری؛ و قال الأَصمعی فی قول الأَعشی: سُخامِیَّة حمراء تُحْسَبُ عَنْدَما قال: هو صِبْغٌ زعم أَهل البحرین أَن جواریهم یختضبن به. الجوهری: العَنْدَمُ البَقَّمُ، و قیل: دم الأَخوین؛ قال الشاعر: أَما وَ دِماءٍ مائراتٍ تَخالُها، علی قُنَّةِ العُزَّی و بالنَّسْرِ، عَنْدَما

عهم؛ ج12، ص: 430

: العَهَمانُ: التحیُّر و التردّد؛ عن كراع. و العَیْهَمُ: السُّرْعة قوله [و العیهم السرعة] كذا فی الأَصل و المحكم. و ناقة عَیْهَمٌ: سریعة؛ قال الأَعشی: و كَوْرٍ عِلافیّ و قِطْعٍ و نُمْرُقٍ، و وَجْناءَ مِرْقالِ الهَواجِرِ عَیْهَمِ و ناقةٌ عَیْهامَةٌ: ماضیة. و جَمَلٌ عَیْهَمٌ و عَیْهامٌ و عُیاهِم: ماض سریع، و هو مثال لم یذكره سیبویه. قال ابن جنی: أَما عُیاهِم فحاكیه صاحب العین، و هو مجهول، قال: و ذاكرت أَبا علی، رحمه الله، یوماً بهذا الكتاب فأَساء ثناءه، فقلت له: إن تصنیفه أَصح و أَمثل من تصنیف الجمهرة، فقال: أَ رأَیت الساعة لو صَنَّف إنسان لغة بالتركیة تصنیفاً جیداً، أَ كانت تُعدُّ عربیة؟ و قال كراع: و لا نظیر لعُیاهِم، و الأُنثی عَیْهَمٌ و عَیْهَمَة و عَیْهومٌ و عَیْهامةٌ. و قد عَیْهَمَتْ، و عَیْهَمَتُها: سُرعَتُها، و جمعها عَیاهِیمُ؛ قال ذو الرمة: هَیْهاتَ خَرْقاءُ، إلَّا أَن یُقَرِّبَها ذو العَرْشِ و الشَّعْشعاناتُ العَیاهِیمُ و قیل: العَیْهامةُ و العَیْهَمةُ الطویلةُ العنق الضَّخْمةُ الرأْس. و العَیاهِم: نجائب الإِبل. و العَیاهِمُ: الشِّدادُ من الإِبل، الواحد عَیْهَمٌ و عَیْهُومٌ. و العَیْهَمُ: الشدید، و جَمَلٌ عَیْهامٌ كذلك، و العَیْهَمُ مِنَ النوق: الشدیدة. و العَیْهَمِیُّ: الضخم الطویل. و یقال للفیل الذكر: عَیْهَمٌ. و عَیْهَمانُ: اسم. و عَیْهَمٌ: اسم موضع، و قیل: عَیْهَمٌ اسم موضع بالغَوْرِ من تهامة؛ قالت امرأَة من العرب ضربها أَهلها فی هَویً لها: أَلا لَیْتَ یَحیی، یَوْمَ عَیْهَمَ، زارَنا، و إنْ نَهِلَتْ مِنَّا السِّیاطُ و عَلَّتِ و قال البُغَیْتُ الجُهَنِیُّ، و البغیت بباء موحدة مضمومة و غین معجمة و تاء مثناة: وَ نَحْنُ وقَعْنا فی مُزَیْنَةَ وَقْعَةً، غَداةَ التَقَیْنا بَیْنَ غَیْقٍ فَعَیْهَما و قال العجاج: و للشآمِینَ طَریقُ المُشْئِمِ، و للْعِراقیِّ ثَنایا عَیْهَمِ كأنَّ عَیْهَماً اسم جبل بعینه. و العَیْهَمانُ: الرجل الذی لا یُدْلِجُ ینام علی ظَهْرِ الطریق؛ و قال: و قد أُثیرُ العَیْهَمانَ الراقِدا و العَیْهُومُ: الأَدیمُ الأَملس؛ و أَنشد لأَبی دُواد: فَتَعَفَّتْ بَعْدَ الرَّبابِ زَماناً، فَهْیَ قَفْرٌ، كأَنها عَیْهُومُ
(1). قوله [الداربرنیان] هو هكذا فی التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 431
و قیل: شَبَّه الدار فی دُرُوسها بالعَیْهَم من الإِبل، و هو الذی أَنضاه السیر حتی بَلَّاه كما قال حمید بن ثور: عَفَتْ مِثْلَ ما یَعْفُو الطَّلِیحُ، و أَصْبَحَتْ بها كِبْرِیاءُ الصَّعْبِ، و هی رَكُوب و یقال للعین العَذْبة: عَیْن عَیْهَم، و للعین المالحة: عَیْن زَیْغَم «1».

عوم؛ ج12، ص: 431

: العامُ: الحَوْلُ یأْتی علی شَتْوَة و صَیْفَة، و الجمع أَعْوامٌ، لا یكسَّرُ علی غیر ذلك، و عامٌ أَعْوَمُ علی المبالغة. قال ابن سیدة: و أُراه فی الجدب كأَنه طال علیهم لجَدْبه و امتناع خِصْبه، و كذلك أَعْوامٌ عُوَّمٌ و كان قیاسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل، و لكن كذا یلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ، و قیل: أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر و شُغْل شاغل و شَیْبٌ شائبٌ و موْتٌ مائتٌ، یذهبون فی كل ذلك إلی المبالغة، فواحدها علی هذا عائمٌ؛ قال العجاج: من مَرِّ أَعوام السِّنینَ العُوَّم من الجوهری: و هو فی التقدیر جمع عائم إلا أَنه لا یفرد بالذكر لأَنه لیس باسم، و إنما هو توكید، قال ابن بری: صواب إنشاد هذا الشعر: و مَرّ أَعوام …؛ و قبله: كأَنَّها بَعْدَ رِیاحِ الأَنجُمِ و بعده: تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْیٍ مُعْجَمِ و عامٌ مُعِیمٌ: كأعْوَم؛ عن اللحیانی. و قالوا: ناقة بازِلُ عامٍ و بازِلُ عامِها؛ قال أَبو محمد الحَذْلمی: قامَ إلی حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ، أَو سَدیسِ عامِها ابن السكیت: یقال لقیته عاماً أَوّلَ، و لا تقل عام الأَوّل. و عاوَمَهُ مُعاوَمَةً و عِواماً: استأْجره للعامِ؛ عن اللحیانی. و عامله مُعاوَمَةً أَی للعام. و قال اللحیانی: المُعَاوَمَةُ أن تبیع زرع عامِك بما یخرج من قابل. قال اللحیانی: و المُعاومة أَن یَحِلَّ دَیْنُك علی رجل فتزیده فی الأَجل و یزیدك فی الدَّین، قال: و یقال هو أَن تبیع زرعك بما یخرج من قابل فی أرض المشتری. و حكی الأَزهری عن أَبی عبید قال: أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً و مُسانَهَةً و عاملته مُعاوَمَةً، كما تقول مشاهرةً و مُساناةً أَیضاً، و المُعاوَمَةُ المنهیُّ عنها أَن تبیع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامین أَو ثلاثة. و‌فی الحدیث: نهی عن بیع النخل مُعاومةً، و هو أَن تبیع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتین أَو ثلاثاً فما فوق ذلك. و یقال: عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة و لم تحْمِلْ أُخری، و هی مُفاعَلة من العام السَّنةِ، و كذلك سانَهَتْ حَمَلتْ عاماً و عاماً لا. و رَسْمٌ عامِیٌّ: أَتی علیه عام؛ قال: مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِیُّ و لقِیتُه ذاتَ العُوَیمِ أَی لدُنْ ثلاث سنِین مضت أو أَربع. قال الأَزهری: قال أَبو زید یقال جاورت بنی فلان ذاتَ العُوَیمِ، و معناه العامَ الثالثَ مما مضی فصاعداً إلی ما بلغ العشر. ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَتیته ذاتَ الزُّمَینِ و ذاتَ العُوَیم أَی منذ ثلاثة أَزمان و أَعوام، و قال فی موضع آخر: هو كقولك لَقِیتُه مُذْ سُنَیَّاتٍ، و إنما أُنِّث فقیل ذات العُوَیم و ذات الزُّمَین لأَنهم ذهبوا به إلی المرّة و الأَتْیَةِ الواحدة. قال الجوهری: و قولهم لقِیتُه ذات العُوَیم و ذلك إذا لقیته بین الأَعوام، كما یقال لقیته ذات الزُّمَین و ذات مَرَّةٍ. و عَوَّمَ الكَرْمُ تَعویماً: كثر
(1). قوله [زیغم] هكذا فی الأَصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 432
حَمْله عاماً و قَلَّ آخر. و عاوَمتِ النخلةُ: حَمَلتْ عاماً و لم تحْمِل آخر. و حكی الأَزهری عن النضر: عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً و لم یحمل عاماً. و شَحْمٌ مُعَوِّم أَی شحم عامٍ بعد عام. قال الأَزهری: و شَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام؛ قال أَبو وجزة السعدی: تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِیفُ قد ظاهَرْنَ نَیّاً مُعَوِّما أَی شَحْماً مُعَوِّماً؛ و قول العُجیر السَّلولی: رَأَتنی تَحادبتُ الغَداةَ، و مَنْ یَكُن فَتیً عامَ عامَ الماءِ، فَهْوَ كَبِیرُ فسره ثعلب فقال: العرب تكرّر الأَوقات فیقولون أَتیتك یومَ یومَ قُمْت، و یومَ یومَ تقوم. و العَوْمُ: السِّباحة، یقال: العَوْمُ لا یُنْسی. و‌فی الحدیث: عَلِّموا صِبْیانكم العَوْم، هو السِّباحة. و عامَ فی الماء عَوْماً: سَبَح. و رجل عَوَّام: ماهر بالسِّباحة؛ و سَیرُ الإِبل و السفینة عَوْمٌ أَیضاً؛ قال الراجز: و هُنَّ بالدَّو یَعُمْنَ عَوْما قال ابن سیدة: و عامَتِ الإِبلُ فی سیرها علی المثل. و فرَس عَوَّامٌ: جَواد كما قیل سابح. و سَفِینٌ عُوَّمٌ: عائمة؛ قال: إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ: صاحِبْ، قَوِّمِ بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِینِ العُوَّمِ «2». و عامَتِ النجومْ عَوْماً: جرَتْ، و أَصل ذلك فی الماء. و العُومةُ، بالضم: دُوَیبّة تَسبَح فی الماء كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ، و الجمع عُوَمٌ؛ قال الراجز یصف ناقة: قد تَرِدُ النِّهْیَ تَنَزَّی عُوَمُه، فتَسْتَبِیحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه، حَتی یَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه و العَوّام، بالتشدید: الفرس السابح فی جَرْیه. قال اللیث: یسمی الفرس السابح عَوّاماً یعوم فی جریه و یَسْبَح. و حكی الأَزهری عن أَبی عمرو: العامَةُ المِعْبَر الصغیر یكون فی الأَنهار، و جمعه عاماتٌ. قال ابن سیدة: و العامَةُ هَنَةٌ تتخذ من أَغصان الشجر و نحوه، یُعْبَر علیها النهر، و هی تموج فوق الماء، و الجمع عامٌ و عُومٌ. الجوهری: العامَةُ الطَّوْف الذی یُرْكَب فی الماء. و العامَةُ و العُوَّام: هامةُ الراكب إذا بدا لك رأْسه فی الصحراء و هو یسیر، و قیل: لا یسمی رأْسه عامَةً حتی یكون علیه عِمامة. و نبْتٌ عامِیٌّ أَی یابس أَتی علیه عام؛ و‌فی حدیث الاستسقاء: سِوَی الحَنْظَلِ العامِیِّ و العِلهِزِ الفَسْلِ و هو منسوب إلی العام لأَنه یتخذ فی عام الجَدْب كما قالوا للجدب السَّنَة. و العامَةُ: كَوْرُ العمامة؛ و قال: و عامةٍ عَوَّمَها فی الهامه و التَّعْوِیمُ: وضع الحَصَد قُبْضةً قُبضة، فإذا اجتمع فهی عامةٌ، و الجمع عامٌ. و العُومَةُ: ضرب من الحیَّات بعُمان؛ قال أُمیة: المُسْبِح الخُشْبَ فوقَ الماء سَخَّرَها، فی الیَمِّ جِرْیَتُها كأَنَّها عُوَمُ و العَوَّامُ، بالتشدید: رجلٌ. و عُوَامٌ. موضع. و عائم: صَنَم كان لهم.

عیم؛ ج12، ص: 432

: العَیْمةُ: شَهُوة اللبَن. عامَ الرجلُ إلی اللَّبَن یَعامُ و یَعِیمُ عَیْماً و عَیْمةً: اشتهاه. قال اللیث: یقال عِمْتُ عَیْمة و عَیَماً شدیداً، قال: و كل شی‌ء من نحو هذا مما یكون مصدراً لِفَعْلان و فَعْلی، فإذا
(2). قوله: صاحبْ قوم: هكذا فی الأَصل، و لعلها صاحِ مرخم صاحب
لسان العرب، ج‌12، ص: 433
أَنَّثْتَ المصدر فخَفِّفْ، و إذا حَذَفت الهاء فثَقِّل نحو الحَیْرة و الحَیَر، و الرَّغْبة و الرَّغَب، و الرَّهبة و الرَّهَب، و كذلك ما أَشبهه من ذواته. و فی الدعاء علی الإِنسان: ما له آمَ و عامَ؛ فمعنی آمَ هَلَكَت امرأَتُه، و عامَ هَلَكتْ ماشیتُه فاشتاق إلی اللبن. و عامَ القومُ إذا قَلَّ لَبَنُهم. و قال اللحیانی: عامَ فقَدَ اللبنَ، فلم یزد علی ذلك. و رجل عَیمانُ أَیمانُ: ذهبت إبلُه و ماتت امرأته. قال ابن بری: و حكی أَبو زید عن الطفیل بن یزید امرأةٌ عَیْمی أَیْمَی، و هذا یَقْضِی بأَن المرأة التی مات زوجها و لا مال لها عَیْمَی أَیمی. و امرأَة عَیْمی و جمعها عِیامٌ و عَیامی كعطشان و عطاش؛ و أَنشد ابن بری للجعدی: كذلك یُضرَبُ الثَّوْرُ المُعَنَّی لیَشْرَبَ وارِدُ البَقَر العِیام و أَعامَ القومُ: هَلَكتْ إبلُهم فلم یجدوا لَبناً. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه كان یتعوَّذ من العَیْمة و الغَیْمة و الأَیمة؛ العَیْمةُ: شدّة الشَّهوة لِلَّبن حتی لا یُصْبَر عنه، و الأَیمة: طول العُزْبة، و العَیْمُ و الغَیْمُ: العَطش؛ و قال أَبو المثلم الهذلی: تَقول: أَری أُبَیْنِیك اشْرَهَفُّوا، فَهُم شُعْثٌ رُؤُوسُهُم عِیامُ قال الأَزهری: أَراد أَنهم عِیامٌ إلی شرب اللبن شدیدة شهوتُهم له. و العَیْمةُ أَیضاً: شدّة العطش؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمی: تُشْفی بها العَیْمةُ مِنْ سَقامِها و العِیمةُ من المَتاع: خِیرَتُه. قال الأَزهری: عِیمةُ كلِّ شی‌ء، بالكسر، خِیارُه، و جمعها عِیَمٌ. و قد اعْتامَ یَعْتامُ اعْتِیاماً و اعْتانَ یَعْتانُ اعْتِیاناً إذا اختار؛ و قال الطرماح یمدح رجلًا وصفه بالجود: مَبْسوطة یَسْتَنُّ أَوراقُها عَلی موالیها و مُعْتامِها و اعْتَامَ الرَّجلُ: أَخَذَ العِیمةَ. و‌فی حدیث عمر: إذا وقَفَ الرجلُ عَلَیك غَنَمَهُ فلا تَعْتَمْه‌أَی لا تَخْتَر غنمه و لا تأْخذ منه خِیارَها. و‌فی الحدیث فی صدقة الغنم: یَعْتَامُها صاحِبُها شاةً شاةً‌أَی یختارها، و منه‌حدیث علیّ: بَلَغنی أَنك تُنْفِق مالَ الله فیمن تَعْتَامُ من عشیرتك، و‌حدیثه الآخر: رسوله المُجْتَبَی من خلائقه و المُعْتَامُ لِشَرْع حقائقه، و التاء فی هذه الأَحادیث كلها تاء الافتعال. و اعْتَامَ الشی‌ءَ: اختاره؛ قال طرفة: أَرَی المَوْتَ یَعْتَامُ الكِرامَ، و یَصْطَفِی عَقِیلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدِّدِ قال الجوهری: أَعامَهُ اللهُ تَرَكَه بغیر لبن. و أَعامنا بَنُو فلان أَی أَخذوا حَلائِبَنا حتی بقینا عَیَامَی نشتهی اللبن، و أَصابتنا سَنةٌ أَعامَتْنَا، و منه قالوا: عامٌ مُعِیمٌ شدید العَیْمةِ؛ و قال الكمیت: بِعامٍ یَقُولُ لَهُ المُؤْلِفُون: هَذا المُعِیمُ لَنَا المُرْجِلُ و إذا اشتهی الرجل اللبن قیل: قد اشتهی فلان اللبن، فإذا أَفْرَطَتْ شهوتُه جدّاً قیل: قد عَامَ إلی اللبن، و كذلك القَرَمُ إلی اللَّحْم، و الوَحَمُ. قال الأَزهری: و روی عن المؤرج أَنه قال طاب العَیَامُ أَی طاب النهارُ، و طاب الشَّرْق أَی الشمس، و طاب الهَوِیمُ أَی اللیل.

عیثم؛ ج12، ص: 433

: عَیْثَمٌ: اسم.

فصل الغین المعجمة؛ ج12، ص: 433

غتم؛ ج12، ص: 433

: الغُتْمةُ: عُجْمة فی المنطق. و رَجلٌ أَغْتَمُ و غَتْمِیٌّ: لا یُفْصِح شیئاً. و امرأَة غَتْماء و قومٌ
لسان العرب، ج‌12، ص: 434
غُتْمٌ و أَغْتام. و لبنٌ غُتْمِیٌّ: ثخین لا یسمع له صوت إذا صُبَّ؛ عن ابن الأَعرابی. الغُتْمُ: قِطَعُ اللَّبَنِ الثِّخانُ؛ و منه قیل للثقیل الروح: غُتْمِیٌّ. و الغَتْمُ: شدة الحَرِّ و الأَخذِ بالنَّفس؛ قال الراجز: حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ، و غَتْمُ نَجْمٍ غَیْرِ مُسْتَقِلِّ أَی غیر مرتفع لِثَبات الحَرِّ المنسوب إلیه، و إنما یشتد الحر عند طلوع الشِّعْرَی التی فی الجَوْزاء، و یقال للذی یجد الحَرَّ و هو جائع: مَغْتُومٌ. و أَغْتَمَ فلان الزیارة: أَكْثَرَها حتی یُمَلَّ. و قالوا: كان العَجَّاجُ یُغْتِمُ الشِّعْر أَی یُكْثر إغْبابَه. و غَتَمَ الطعامُ: تَجَمَّع؛ عن الهَجَری. و وقع فلان فی أَحواض غُتَیْم أَی وقع فی الموت، لغة فی غُثَیْمٍ؛ عن ابن الأَعرابی. و حكی اللحیانی: وَرَدَ حَوْضَ غُتَیمٍ أَی مات، قال: و الغُتَیْمُ الموت فأَدخل علیه الأَلف و اللام؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرفها عن غیره، و الله أَعلم.

غثم؛ ج12، ص: 434

: الغَثَمُ و الغُثْمة: شبیه بالوُرْقة. و الأَغْثَمُ: الأَوْرَقُ. و الغُثْمة: أَن یَغْلِب بیاضُ الشَّعَر سوادَه، غَثِمَ غَثَماً و هو أَغْثمُ؛ قال رجل من فزارة: إِمَّا تَرَیْ شَیْباً عَلانی أَغْثَمُه، لَهْزَمَ خَدَّیَّ به مُلَهْزِمُه و غَثَمَ له من المال غَثْمةً إذا دفَع له دُفْعة، و مثله قَثَمَ و غَذَمَ. و غَثَمَ له من العَطِیَّة: أَعطاه من المال قطعة جَیِّدة، و زعم قوم أَن ثاءه بدل من ذال غَذَم. الفراء: هی الغَثِمَةُ و الْقِبَةُ و الفَحِثُ. ابن الأَعرابی: الغُثْمُ القِبَاتُ التی تؤكل. أَبو مالك: إنَّه لَنَبْتٌ مَغْثُومٌ و مُغَثْمَرٌ أَی مُخَلَّطٌ لیس بجَیِّد. و قد غَثَمْتُه و غَثْمَرْتُه إذا خلطت كل شی‌ء. و الغَثِیمةُ: طعام یطبخ و یُجْعل فیه جرادٌ، و هی الغَبِیثَةُ. وَ وَقع فی أَحواض غُثَیْمٍ أَی فی الموت، لغة فی غُتَیْم، و قد تقدم. قال أَبو عمر الزاهد: یقال للرجل إذا مات وَرَدَ حیَاضَ غُثَیْمٍ. و قال ابن درید: غُتَیْم، و قال ابن الأَعرابی: قُتَیْم. و غَثِیمٌ و غُثَیْمٌ: اسمان.

غذم؛ ج12، ص: 434

: الغَذْمُ: أَكل الرَّطْب اللَّیِّن. و الغَذْمُ أَیضاً: الأَكل السَّهْلُ. و الغَذْمُ: الأَكل بِجَفَاءٍ و شدّة نَهَمٍ. و قد غَذِمَه، بالكسر، و غَذِمَ و غَذَمَ یَغْذُمُ غَذْماً و اغْتَذم: أَكَلَ بنَهْمةٍ، و قیل: أَكل بِجفاء. و‌فی حدیث أَبی ذر: أَنه قال علیكم معاشر قریش بِدُنْیاكُمْ فاغْذَمُوها؛ هو شدة الأَكل بِجَفاء و شدّة نَهَمٍ. و رجل غُذَمٌ: كثیر الأَكل. و بِئْرٌ غُذَمةٌ: كثیرة الماء، و ذاتُ غَذِیمةٍ مثله. و تَغَذَّمَ الشی‌ءَ: مَضَغَه؛ قال أَبو ذؤیب یصف السحاب: تَغَذَّمْنَ فی جانِبَیْهِ الخَبیرَ لَمَّا وَهَی مُزْنُهُ و اسْتُبیحا و هو یَتَغَذَّمُ كُلَّ شی‌ء إذا كان كثیر الأَكل. و اغْتَذَمَ الفصیلُ ما فی ضَرْع أُمه أَی شَرِبَ جمیعَ ما فیه. و یقال للحُوَارِ إذا امْتَكَّ ما فی الضَّرْع: قد غَذمه و اغْتَذَمَه. و‌فی الحدیث: كان رجل یرائی فلا یمر بقوم إلا غَذَموه‌أَی أَخذوه بأَلسنتهم، هكذا ذكره بعض المتأَخرین بالغین المعجمة، و الصحیح أَنه بالعین المهملة، و أَصله العَضُّ، و قد تقدم، و اتفق علیه أَرباب اللغة، و الغریب و لا شك أَنه وَهَمٌ منه. و أَصابوا من معروفه غُذَماً: و هو شی‌ء بعد شی‌ء. و الغُذْمَةُ: الجُرْعة؛ حكاه أَبو حنیفة. و غَذَم له من
لسان العرب، ج‌12، ص: 435
ماله شیئاً: أَعطاه منه شیئاً كثیراً مثل غَثَمَ؛ قال شُقْران مولی سَلامان من قُضَاعة: ثِقَال الجِفَانِ و الحُلُوم، رَحَاهُمُ رَحَی الماء، یكْتالُونَ كَیلًا غَذَمْذما یعنی جُزَافاً، و تكریره یدل علی التكثیر. الأَصمعی: إذا أَكْثَرَ من العطیة قیل غَذَمَ له و غَثَمَ له و قَذَمَ له. و الغُذَم: الكثیر من اللبن، واحدته غُذْمةٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو الفقعسی: قَدْ تَرَكَتْ فَصِیلَها مُكَرَّما ممَّا غَذَتْهُ غُذَماً فَغُذَما الجوهری: و الغُذَامةُ، بالضم، شی‌ء من اللبن. و وقعوا فی غُذْمةٍ من الأَرض و غَذِیمَةٍ أی فی واقعة مُنْكَرَة من البقل و العُشْب. و غَذَموا بها غُذْمةً و غَذیمةً: أَصابوها. و كُلُّ ما أَمْكَن من المَرْتَع فهو غَذِیمةٌ؛ و أَنشد: وَ جَعَلَتْ لا تَجِدُ الْغَذَائما إلا لَوِیّاً وَ دَوِیلًا قاشِمَا قال النضر: هو سَیِّدٌ مُتَغَذِّمٌ لا یُمْنَع من كل ما أَراد و لا یتعاظمه شی‌ء. و الغَذائمُ: البحور، الواحدة غَذِیمةٌ. و الغذِیمة: أَوَّل سِمَنِ الإِبل فی المَرْعَی. و أَلْقِ فی غَذِیمةِ فلان ما شئت أَی فی رُحْب صدره. و ما سَمِعَ له غَذْمةً أی كلمة. و تَغَذَّم البعیرُ بزَبَده: تَلَمَّظَ به و أَلقاه من فیه. و الغَذِیمةُ: كُلُّ كَلإٍ و كل شی‌ء یَرْكَبُ بعضُه بعضاً؛ و یقال: هی بَقْلة تنبت بعد سیر الناس من الدار. قال أَبو مالك: الغَذَائم كل متراكِبٍ بعضُه علی بعض. و الغَذَمُ، بالتحریك: نَبْت، واحدته غَذَمةٌ؛ قال القطامی: كأَنَّها بَیْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها فی عَثعَثٍ یُنْبتُ الحَوْذانَ و الغَذَما و الغَذِیمةُ: الأَرض تُنْبِتُ الغَذَمَ. یقال: حَلُّوا فی غَذیمةٍ مُنْكَرَة. و الغُذَّامُ: ضرب من الحَمْض، واحدته غُذَّامة. ابن بری: الغُذَّامُ لغة فی الغَذَمِ؛ قال رؤبة: مِنْ زَغَف الغُذَّامِ و الهَشِیما و الغُذَّامُ أَشهر من الغَذَم.

غذرم؛ ج12، ص: 435

: تَغَذْرَم الشی‌ءَ: أَكله. و تَغَذْرَمها: حلف بها، یعنی الیمین فأَضمرها لمكان العلم بها. و یقال: تَغَذْرَمَ فلانٌ یَمِیناً إذا حلف بها و لم یَتَتَعْتَعْ؛ و أَنشد: تَغَذْرَمَها فی ثَأْوَةٍ مِنْ شِیاهِهِ، فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّیاهُ القلائِلُ و الثَّأْوَةُ: المهزولة من الغنم. و غَذْرَمْتُ الشی‌ءَ و غَذْمَرْتُه إذا بعته جِزافاً. و ماءٌ غُذارِمٌ: كثیر. و الغَذْرَمَةُ: كیلٌ فیه زیادة علی الوفاء. و كیل غُذارِمٌ أَی جُزافٌ؛ قال أَبو جندب الهذلی: فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لا تُصِیبَهُ، فَتُوفِیَهُ بالصَّاعِ كَیْلًا غُذارِما و الغُذارِمُ: الكثیر من الماء. قال ابن بری: أَراد فیا لَهْفَ، و الهاء فی تصیبه و توفیه تعود علی مذكور قبل البیت، و هو: فَرَّ زُهَیْرٌ خِیفَةً مِنْ عِقابِنا، فَلَیْتَكَ لم تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما و الغُذارِمُ: الكثیر من الماء مثل الغُذامِر. و‌فی الحدیث: أَن علیّاً، رضی الله عنه، لما طلب إلیه أَهل الطائف أَن یكتب لهم الأَمان علی تحلیل الربا و الخمر فامتنع قاموا و لَهُمْ تَغَذْمُرٌ و بَرْبَرَةٌ «1»؛ و قال الراعی: تَبصَّرْتُهُمْ، حَتَّی إذا حالَ بَیْنَهُمْ رُكامٌ وَ حادٍ ذو غَذامِیرَ صَیْدَحُ
(1). التغذمر: الغضب و سوء اللفظ و التخلیط بالكلام و كذلك البربرة (النهایة)
لسان العرب، ج‌12، ص: 436
و أَجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنی غَذْرَمَ إذا كال فأَكثر. أَبو زید: إنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ و مُغَذْرَمٌ و مَغْثُومٌ أَی مُخَلَّط لیس بجید.

غرم؛ ج12، ص: 436

: غَرِمَ یَغرَمُ غُرْماً و غَرامةً، و أغرَمَه و غَرَّمَه. و الغُرْمُ: الدَّیْنُ. و رَجُلٌ غارمٌ: علیه دَیْنٌ. و‌فی الحدیث: لا تَحِلُّ المسأَلة إلَّا لِذِی غُرمٍ مُفْظِعٍ‌أَی ذی حاجة لازمة من غَرامة مُثْقِلة. و‌فی الحدیث: أعوذ بك من المَأْثَم و المَغْرَمِ، و هو مصدر وضع موضع الاسم، و یرید به مَغْرَمَ الذنوب و المعاصی، و قیل: المَغْرَم كالغُرْم، و هو الدَّیْن، و یرید به ما اسْتُدِین فیما یكرهه الله أَو فیما یجوز ثم عجز عن أَدائه، فأَما دین احتاج إلیه و هو قادر علی أَدائه فلا یستعاذ منه. و قوله عز و جل: وَ الْغٰارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ؛ قال الزجاج: الغارمون هم الذین لَزِمَهم الدَّیْنُ فی الحَمالة، و قیل: هم الذین لزمهم الدین فی غیر معصیة. و الغَرامةُ: ما یلزم أَداؤه، و كذلك المَغْرَمُ و الغُرْمُ، و قد غَرِمَ الدِّیةَ، و أَنشد ابن بری فی الغَرامة للشاعر: دار ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها، تَقْضی بها عَنْكَ الغَرامه و الغَرِیم: الذی له الدَّیْن و الذی علیه الدین جمیعاً، و الجمع غُرَماء؛ قال كثیر: قَضی كلُّ ذِی دَیْنٍ فَوَفَّی غَرِیمَه، و عَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّیً غرِیمُها و الغَرِیمان: سَواءٌ، المُغْرِمُ و الغارِمُ. و یقال: خُذْ مِنْ غَرِیمِ السُّوء ما سَنَحَ. و‌فی الحدیث: الدَّیْنُ مَقْضیٌّ و الزَّعِیمُ غارِمٌ لأَنه لازم لما زَعَم‌أَی كَفَل أَو الكفیل لازم لأَداء ما كَفَّله مُغْرِمُه. و‌فی حدیث آخر: الزَّعِیم غارِمٌ؛ الزَّعِیم الكفیل، و الغارِم الذی یلتزم ما ضَمِنه و تكَفَّل به. و‌فی الحدیث فی الثَّمر المُعَلَّق: فمن خرج بشی‌ء منه فعلیه غَرامةُ مِثْلَیْه و العقوبة؛ قال ابن الأَثیر: قیل كان هذا فی صدر الإِسلام ثم نُسخ، فإنه لا واجب علی مُتْلِف الشی‌ء أَكثر من مثله، و قیل: هو علی سبیل الوعید لینتهی عنه؛ و منه‌الحدیث الآخر: فی ضالَّةِ الإِبل المكتومة غَرامَتُها و مِثْلُها معها.و‌فی حدیث أشراط الساعة: و الزكاة مَغْرَماً‌أی یَرَی رَبُّ المال أن إخراج زكاته غَرامةٌ یَغرَمُها. و أَما ما حكاه ثعلب‌فی خبر من أَنه لما قعد بعض قریش لقضاء دینه أَتاه الغُرَّامُ فقضاهم دَیْنَه؛ قال ابن سیدة: فالظاهر أَنه جمع غَرِیمٍ، و هذا عزیز لأن فَعِیلًا لا یجمع علی فُعَّال، إنما فُعَّال جمع فاعل، قال: و عندی أن غُرَّاماً جمع مُغَرِّم علی طرح الزائد، كأَنه جمع فاعل من قولك غَرَمَه أَی غَرَّمَه، و إن لم یكن ذلك مقولًا، قال: و قد یجوز أن یكون غارمٌ علی النسب أی ذو إغرام أو تَغْریم، فیكون غُرَّامٌ جمعاً له، قال: و لم یقل ثعلب فی ذلك شیئاً. و‌فی حدیث جابر: فاشْتَدَّ علیه بَعْضُ غُرَّامِه فی التَّقاضی؛ قال ابن الأَثیر: جمع غَرِیم كالغُرَماء و هم أصحاب الدین، قال: و هو جمع غریب، و قد تكرر ذلك فی الحدیث مفرداً و مجموعاً و تصریفاً. و غُرِّمَ السحابُ: أَمطَرَ؛ قال أَبو ذؤیب یصف سحاباً: وَهَی خَرْجُهُ و اسْتُجِیلَ الرَّبابُ مِنْهُ، و غُرِّمَ ماءً صَرِیحا و الغَرامُ: اللازم من العذاب و الشرُّ الدائم و البَلاءُ و الحُبُّ و العشق و ما لا یستطاع أَن یُتَفَصَّی منه؛ و قال الزجاج: هو أَشدُّ العذاب فی اللغة، قال الله، عز و جل: إِنَّ عَذٰابَهٰا كٰانَ غَرٰاماً؛ و قال الطرماح:
لسان العرب، ج‌12، ص: 437
وَ یَوْمُ النِّسارِ وَ یَوْمُ الجِفارِ كانا عَذاباً، و كانا غَراما و قوله عز و جل: إِنَّ عَذٰابَهٰا كٰانَ غَرٰاماً؛ أی مُلِحّاً دائماً ملازماً؛ و قال أبو عبیدة: أی هلاكاً و لِزاماً لهم، قال: و منه رَجُلٌ مُعْرَمٌ، من الغُرْم أَو الدَّیْن. و الغَرام: الوَلُوعُ. و قد أُغْرِم بالشی‌ء أی أُولِع به؛ و قال الأَعشی: إنْ یُعاقِبْ یَكُنْ غَراماً، و إن یُعْطِ جَزِیلًا فإنَّه لا یُبالی و‌فی حدیث معاذ: ضَرَبَهُمُ الله بِذُلٍّ مُغْرَمٍ‌أی لازم دائم. یقال: فلان مُغْرَمٌ بكذا أی لازم له مُولَعٌ به. اللیث: الغُرْمُ أَداء شی‌ء یلزم مثل كفالة یَغْرَمها، و الغَرِیمُ: المُلْزَم ذلك. و أَغْرَمْتُه و غَرَّمْته بمعنی. و رجل مُغْرَمٌ: مُولَعٌ بعشق النساء و غیرهن. و فلان مُغْرَمٌ بكذا أی مُبتَلیً به. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: فَمَنِ اللَّهِجُ باللذَّة السَّلِسُ القِیاد للشهوة أَو المُغْرَمُ بالجَمْع و الادِّخار؟و العرب تقول: إن فلاناً لمُغْرَمٌ بالنساء إذا كان مُولَعاً بهنَّ. و إنی بك لَمُغْرَمٌ إذا لم یصبر عنه. قال: و نُرَی أن الغَرِیم إنما سمی غَرِیماً لأَنه یطلب حَقَّه و یُلِحُّ حتی یقبضه. و یقال للذی له المال یطلبه ممن له علیه المال: غَرِیمٌ، و للذی علیه المال: غَرِیمٌ. و‌فی الحدیث: الرَّهْنُ لمن رَهَنَه له غُنْمُه و علیه غُرْمُه‌أی علیه أَداء ما رهن به و فَكاكُه. ابن الأَعرابی: الغَرْمی المرأَة المُغاضِبة. و قال أَبو عمرو: غَرْمی كلمة تقولها العرب فی معنی الیمین. یقال: غَرْمی و جَدِّك كما یقال أَما و جَدّك؛ و أَنشد: غَرْمی و جَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ، كَعَداوَةٍ یَجِدُونها بَعْدِی

غرطم؛ ج12، ص: 437

: الغُرْطُمانیُّ: الفتیُّ الحَسَنُ، و أَصله فی الخیل.

غرقم؛ ج12، ص: 437

: أبو عمرو: الغَرْقَمُ الحَشَفَةُ؛ و أَنشد: بِعَیْنَیْكَ وَغْفٌ، إذ رَأَیتَ ابنَ مَرْثَدٍ یُقَسْبِرُها بِغَرْقَمٍ تَتَزَبَّدُ إذا انْتَشَرَتْ حَسِبتَها ذاتَ هَضْبَةٍ، تَرَمَّزُ فی أَلْغادِها و تَرَدَّدُ

غسم؛ ج12، ص: 437

: الغَسَمُ: السواد كالغَسَف؛ عن كراع. و قال النضر: الغَسَمُ اختلاط الظُّلْمة؛ و أَنشد لساعدة بن جؤیة: فظَلَّ یَرْقُبُه، حَتَّی إذا دَمَسَتْ ذَاتُ العِشاء بأَسْدَافٍ مِنَ الغَسَمِ و قال رؤبة: مُخْتَلِطاً غُبارُه و غَسَمُه و أَنشد ابن سیدة بیت الهذلی «2».فَظَلَّ یَرْقُبه، حتی إذا دَمَسَتْ ذاتُ الأَصِیلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ قال: یعنی ظُلْمة اللیل. و لیل غاسِمٌ: مُظْلِم؛ و قال رؤبة أَیضاً: عن أَیِّدٍ مِنْ عِزِّكم لا یَغْسِمُه و الغَسَم و الطَّسَم عند الإِمساء، و فی السماء غُسَمٌ من سحاب و أَغْسامٌ، و مثله أَطْسامٌ من سحاب و دُسَمٌ و أَدْسام، و طُلَسٌ من سحاب، و قد أَغْسَمْنا فی آخر العَشِیِّ.

غشم؛ ج12، ص: 437

: الْغَشْمُ: الظُّلْم و الغَصْبُ، غَشَمَهُم یَغْشِمُهم غَشْماً. و رجل غاشِمٌ و غَشَّامٌ و غَشُومٌ، و كذلك الأُنثی؛ قال:
(2). قوله [و أنشد ابن سیدة] كذا فی الأَصل و لیس فی المحكم شی‌ء من هذا البیت، بل الذی أنشده كذلك هو الأَزهری و إنشاده الأَول للجوهری
لسان العرب، ج‌12، ص: 438
لَلَوْلا قَاسِمٌ و یَدَا بَسِیلٍ لَقَدْ جَرَّتْ عَلَیْكَ یَدٌ غَشُومُ و الحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غیر الجانی. و الغَشَمْشَمُ: الجری‌ء الماضی، و قیل: الغَشَمْشَمُ و المِغْشَمُ من الرجال الذی یَرْكَبُ رأْسَه لا یَثْنیه شی‌ء عما یرید و یَهْوَی من شجاعته؛ قال أبو كبیر: وَ لَقَدْ سَرَیْتُ علی الظَّلام بِمِغْشَمٍ جَلْدٍ من الفِتْیانِ، غَیْرِ مُثَقَّل و إنه لذو غَشَمْشَمَة. و وِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فلم تُثْنَ عن وجهها؛ و قال ابن أَحمر فی ذلك: هُبارِیَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحی، إذا أَرْزَمَتْ جاءت بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ قال: موعدها الضحی لأَن هبوب الریح یبتدئ من طلوع الشمس. و الغَشُوم: الذی یَخْبِطُ الناس و یأْخذ كل ما قدر علیه، و الأَصل فیه من غشم الحاطب، و هو أن یحتطب لیلًا فیقطع كل ما قدر علیه بلا نظر و لا فكر؛ و أَنشد: و قُلْتُ: تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلَا، كما یَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّیْلِ حاطِبُ و یقال: ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ؛ قال القُحَیف بن عمیر: لَقَدْ لَقِیَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، وَ هِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما إذا ما غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِیَّةً، هَتَكْنا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دما قال ابن بری: هذا البیت الأَخیر سرقه بَشَّار، و كذلك الغَشُوم؛ قال الشاعر: قَتَلْنا ناجِیاً بِقَتیلِ عَمْرٍو، و جَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ بنصب التِّرَة، و كذلك أَنشده ابن جنی. و ناقة غَشَمْشَمَةٌ: عَزِیزة النَّفْس؛ قال حُمید بن ثور: جَهُول، و كان الجَهْلُ مِنْها سَجِیَّةً، غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِینَ زَهُوق یقول: تُزْهِقُ قائدَها أی تَسْبقه من نشاطها، فَعُولٌ بمعنی مُفْعِل، و هو نادر. و الأَغْشَمُ: الیابس القدیم من النَّبْت؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إذا خَما، صَوْتُ أَفَاعٍ فی خَشِیٍّ أَغْشَما و یروی … أَعشما، و هو البالغ، و قد ذكر فی موضعه. و غاشِمٌ و غُشَیْمٌ و غَیْشَمٌ و غَشَّامٌ: أَسماء.

غشرم؛ ج12، ص: 438

: تَغَشْرَمَ البِیدَ: رَكِبَها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یُصافِحُ البِیدَ علی التَّغَشْرُمِ و غُشارِمٌ: جرِی‌ءٌ ماضٍ كَعُشارِم، و قد تقدم فی حرف العین المهملة.

غضرم؛ ج12، ص: 438

: الغَضْرَمُ [الغَضْرِمُ الغِضْرَمُ الغِضْرِمُ: ما تَشَقَّق من قُلاعِ الطین الأَحمر الحُرِّ. و مكانٌ غَضْرَمٌ و غُضارِمٌ: كثیر النَّبْت و الماء. و الغَضْرَم: المكان الكثیر التراب اللَّیِّن اللَّزِجُ الغلیظُ. و الغَضْرَمُ: المكانُ كالكَذَّانِ الرِّخْوِ و الجَصِّ؛ و أَنشد: یَقْعَفْنَ قاعاً كَفَرَاشِ الغَضْرَم و قال رؤبة: مِنَّا إذا اصْطَكَّ تَشَظَّی غَضْرَمُه قال: فإذا یَبِسَ الغَضْرَمُ فهو القِلْفِع.
لسان العرب، ج‌12، ص: 439‌

غطم؛ ج12، ص: 439

: الغِطَمُّ: البحر العظیم الكثیر الماء. و رَجُلٌ غِطَمٌّ: واسع الخُلُق. و جَمْعٌ غِطَمٌّ و بَحْر غِطَمٌّ مثال هِجَفّ. و غَطَمْطَمٌ غُطامِطٌ: كثیر الماء كثیر الالتطام إذا تلاطمت أَمواجه. و الغَطْمَطَةُ: الْتِطامُ الأَمواج، و جمعه غَطامِطُ. و غَطامِطُه كثیرةٌ: أَصواتُ أَمواجه إذا تلاطمت، و ذلك أَنك تسمع نَغْمَةً شِبْه غَطْ و نَغْمَةً شِبْهَ مَطْ، و لم یبلغ أَن یكون بَیّناً فصحیاً كذلك، غیر أنه أَشبه به منه بغیره، فلو ضاعَفْتَ واحدةً من النغمتین قلت غطغط أَو قلت مطمط لم یكن فی ذلك دلیل علی حكایة الصوتین، فلما أَلَّفْتَ بینهما فقلت غَطْمَط استوعب المعنی فصار بمعنی المضاعف فتمّ و حسن؛ و قال رؤبة: سَالَتْ نَواحِیهِ إلی الأَوْساطِ سَیْلًا، كَسَیْلِ الزَّبَد الغَطْماطِ و أَنشد الفراء: عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بهِ عَنَطْنَطَه، لِلْماءِ فَوْقَ مَتْنَتَیْهِ غَطْمَطَه ابن شمیل: غُطَامِطُ البحرِ لُجُّه حین یَزْخَرُ، و هو مُعْظَمُه: و عَدَدٌ غِطْیَمٌّ: كثیر؛ قال رؤبة: وسط مِنْ حَنْظَلَةَ الأُسْطُمَّا، و العَدَدَ الغُطامِطَ الغِطْیَمَّا «1». و الغَطْمَطِیطُ: الصوت؛ و أَنشد: بَطِی‌ءٌ ضِفَنٌّ، إذا ما مَشَی سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِیطا قال أَبو عبید: الهَزَجُ و التَّغَطْمُطُ الصوت.

غلم؛ ج12، ص: 439

: الغُلْمةُ، بالضم: شهوة الضِّرَاب. غَلِمَ الرجلُ و غیرهُ، بالكسر، یَغْلِمُ [یَغْلَمُ غلْماً و اغْتَلَمَ اغْتِلاماً إذا هاجَ، و فی المحكم: إذا غُلبَ شهوةً، و كذلك الجاریة. و الغِلِّیمُ، بالتشدید: الشدید الغُلْمة، و رجل غَلِمٌ و غِلِّیمٌ و مِغْلِیمٌ، و الأُنثی غَلِمة و مِغْلِیمةٌ و مِغْلِیمٌ و غِلِّیمةٌ و غِلِّیمٌ؛ قال: یا عَمْرُو لو كُنتَ فَتًی كَریما، أَو كُنْتَ ممَّنْ یمنع الحَرِیما، أو كان رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِیما نِكْتَ به جاریةً هَضِیما، نَیْكَ أَخیها أُخْتَكَ الغِلِّیما و‌فی الحدیث: خَیْرُ النساء الغَلِمةُ علی زوجها؛ الغُلْمةُ: هَیَجان شهوة النكاح من المرأَة و الرجل و غیرهما. یقال: غَلِمَ غُلْمةً و اغْتَلَمَ اغتلاماً، و بَعِیرٌ غِلِّیمٌ كذلك. التهذیب: و المِغْلِیمُ سواء فیه الذكر و الأُنثی، و قد أَغْلَمهُ الشی‌ءُ. و قالوا: أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ الخَلِفةِ؛ یریدون أَغْلم الأَلبان لمن شربه. و قالوا: شُرْبُ لبن الإِیَّل مَغلَمةٌ أی أَنه تشتدُّ عنه الغُلْمة؛ قال جریر: أَ جِعْثِنُ قَدْ لاقَیْتِ عِمرانَ شارِباً، عَلی الحَبَّةِ الخَضْراءِ، أَلْبانَ إیَّلِ و‌فی حدیث تمیم و الجَسَّاسة: فصادفنا البحر حین اغْتَلَم‌أی هاج و اضطربت أَمواجه. و الاغْتِلام: مجاوزة الحدّ. و فی نسخة المحكم: و الاغْتِلامُ مجاوزة الإِنسان حَدَّ ما أُمر به من خیر أَو شر، و هو من هذا، لأَن الاغتلام فی الشهوة مجاوزة القدر فیها. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: قال تَجَهَّزوا لقتال المارِقِین المُغْتَلمین.و قال الكسائی: الاغْتلام أن یتجاوز الإِنسان حدّ ما أُمر به من الخیر و المباح،
(1). قوله [وسط] كذا فی الأَصل هنا كالتهذیب، و تقدم فی مادة وسط بلفظ وسطت، و فی مادة سطم وصلت
لسان العرب، ج‌12، ص: 440
أی الذین جاوزوا الحد. و‌فی حدیث علی: تَجَهَّزوا لقتال المارقین المُغْتَلمین‌أی الذین تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدین و طاعة الإِمام و بَغَوْا علیه و طَغَوْا؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: إذا اغْتَلَمَتْ علیكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء.قال أَبو العباس: یقول إذا جاوزت حَدَّها الذی لا یُسْكِرُ إلی حدها الذی یسكر، و كذلك المغتلمون فی حدیث علی. ابن الأَعرابی: الغُلُمُ المحبوسون، قال: و یقال فلان غُلامُ الناس و إن كان كَهْلًا، كقولك فلان فَتی العَسْكَر و إن كان شیخاً؛ و أَنشد: سَیْراً تری منه غُلامَ الناس مُقَنَّعاً، و ما بهِ مِنْ باس، إلا بَقایا هَوْجَلِ النُّعاس و الغُلامُ معروف. ابن سیدة: الغُلامُ الطَّارُّ الشارب، و قیل: هو من حین یولد إلی أَن یشیب، و الجمع أَغْلِمَةٌ و غِلْمَةٌ و غِلْمانٌ، و منهم من استغنی بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ، و تصغیر الغِلْمة أُغَیْلِمَةٌ علی غیر مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة، و إن لم یقولوه، كما قالوا أُصَیْبِیَة فی تصغیر صِبْیَة، و بعضهم یقول غُلَیْمة علی القیاس، قال ابن بری: و بعضهم یقول صُبَیَّة أَیضاً؛ قال رؤبة: صُبَیَّة علی الدُّخانِ رُمْكا و‌فی حدیث ابن عباس: بَعثَنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أُغَیْلِمَة بنی عبد المطلب من جَمْعٍ بلَیْلٍ؛ هو تصغیر أَغْلِمة جمع غُلام فی القیاس؛ قال ابن الأَثیر: و لم یرد فی جمعه أَغْلِمة، و إنما قالوا غِلْمَة، و مثله أُصَیْبِیَة تصغیر صِبْیَة، و یرید بالأُغَیْلمة الصِّبْیان، و لذلك صغرهم، و الأُنثی غُلامةٌ؛ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَیمی یصف فرساً: أَعانَ علی مِراس الحَرْب زَغْفٌ، مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ و مُطَّرِدُ الكُعوب و مَشْرَفِیٌّ من الأُولی، مَضَارِبُه حُسامُ و مُركضَةٌ صَرِیحِیٌّ أَبُوها، یُهانُ لها الغُلامةُ و الغُلامُ و هو بَیِّنُ الغُلُومة و الغُلُومیَّة و الغُلامِیَّة، و تصغیره غُلَیِّم، و العرب یقولون للكهل غُلامٌ نَجیبٌ، و هو فاشٍ فی كلامهم؛ و قوله أَنشده ثعلب: تَنَحَّ، یا عَسیفُ، عَنْ مَقامِها و طَرِّحِ الدَّلْوَ إلی غُلامِها قال: غُلامُها صاحِبُها. و الغَیْلَمُ: المرأَة الحَسْناء، و قیل: الغَیْلَمُ الجاریة المُغْتَلِمَة؛ قال عیاض الهذلی: مَعِی صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان، شَدِیدٌ عَلی قِرْنِهِ مِحْطَمُ و قال الشاعر: من المُدَّعِینَ إذا نُوكِرُوا، تُنِیفُ إلی صوته الغَیلَمُ اللیث: الغَیلَمُ و الغَیْلَمِیُّ الشابُّ العظیم المَفْرِق الكثیر الشعر. المحكم: و الغَیْلَمُ و الغَیلَمِیُّ الشاب الكثیر الشعر العریض مَفْرِقِ الرأْس. و الغَیْلَمُ: السُّلَحْفاة، و قیل: ذكَرُها. و الغَیْلَمُ أَیضاً: الضِّفْدَع. و الغَیْلَمُ: مَنْبَعُ الماء فی البئر. و الغَیْلَمُ: المِدْری؛ قال: یُشَذِّبُ بالسَّیْفِ أَقْرانَهُ، كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَیْلَمُ قال الأَزهری: قوله الغَیْلم المِدْری لیس بصحیح، و دل استشهاده بالبیت علی تصحیفه. قال: و أَنشدنی غیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 441
واحد بیت الهذلی: و یَحْمِی المُضافَ إذا ما دَعا، إذا فَرَّ ذو اللِّمِّةِ الغَیْلَمُ قال: هكذا أنشدنیه الإِیادی عن شمر عن أبی عبید و قال: الغَیْلَمُ العظیم، قال: و أَنشدنیه غیره: كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَیْلَمُ بالفاء، قال: و هكذا أَنشده ابن الأَعرابی فی روایة أَبی العباس عنه، قال: و الفَیْلَمُ المُشْط، و الغَیْلَمُ: موضعٌ فی شعر عَنترة؛ قال: كیْفَ المَزارُ، و قد تَرَبَّعَ أَهْلُها بعُنَیْزَتَیْنِ، و أَهْلُنا بالغَیْلَم؟

غلصم؛ ج12، ص: 441

: الغَلْصَمَةُ: رأْس الحُلْقوم بشواربه و حَرْقدته، و هو الموضع الناتئ فی الحَلْق، و الجمع الغَلاصِمُ، و قیل: الغَلْصَمةُ اللَّحم الذی بین الرأْس و العُنُق، و قیل: مُتَّصَلُ الحلقوم بالحلق إذا ازْدَرَدَ الآكلُ لُقْمَته فَزَلَّتْ عن الحلقوم، و قیل: هی العُجرةُ التی علی مُلْتَقَی اللَّهاةِ و المَرِی‌ءِ. و غَلْصَمَه أی قَطَع غَلْصَمَتَه. و یقال: غَلْصَمْتُ فلاناً إذا أخذت بحَلْقِه؛ قال العجاج: فالأُسْدُ مِنْ مُغَلْصَمٍ و خُرْسِ و استعار أبو نُخَیْلة الغَلاصِمَ للنَّخْل فقال، أَنشده أَبو حنیفة: صَفَا بُسْرُها، و اخْضَرَّتِ العُشْبُ بَعْدَ ما عَلاها اغْبِرارٌ لانْضِمامِ الغَلاصِمِ أدامَ لهَا العَصْرَیْنِ رِیّاً، و لم یَكُنْ كَمَنْ ضَنَّ عَن عُمْرانِها بالدَّراهِمِ و الغَلْصَمَةُ: الجماعةُ، و هم أَیضاً السادةُ؛ قال: و هِنْدٌ غادةٌ غَیْداءُ فی غَلْصَمةٍ غُلْبِ یجوز أن یعنی به الجماعة و أن یعنی به السادة؛ و قول الفرزدق: فما أنتَ من قَیْسٍ فَتَنْبَح دُونَها، و لا من تَمِیمٍ فی اللَّها و الغلاصِم عَنَی أَعالیَهم و جِلَّتَهم. ابن السكیت: إنه لفی غَلْصَمَةٍ من قومه أی فی شَرَفٍ و عَدَدٍ؛ قال أَبو النجم: أَبی لُجَیْمٌ، و اسْمُهُ مل‌ءُ الفَمِ، فی غَلْصَمِ الهامِ و هامِ الغَلْصَمِ و قال الأَصمعی: أراد أَنه فی مُعْظَم قومه و شرَفِهم، و الغَلْصَمةُ: أَصلُ اللسان، أخبر أَنه فی قَومٍ عِظام الهامِ، و هذا مما یوصف به الرجلُ الشدیدُ الشریفُ؛ و ذكر المُنذری أَن أَبا الهیثم أَنشده للأَغلب: كانَتْ تَمِیمُ مَعْشَراً ذَوِی كَرَم، غَلْصَمةً مِنَ الغَلاصِمِ العُظَم قال: غَلْصَمَةً جماعة لأَن الغَلْصمة مجتمعة بما حولها؛ و قال‌غَداةَ عَهِدْتُهُنَّ مُغَلْصَماتٍ، لَهُنَّ بِكُلِّ مَحْنِیَة نَحِیمُ مُغَلْصَماتٍ: مشدودات الأَعناق.

غمم؛ ج12، ص: 441

: الغمُّ: واحد الغُمُومِ. و الغَمُّ و الغُمَّةُ: الكَرْبُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی؛ قال العجاج: بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاس إذ تُكُمُّوا بغُمَّةٍ، لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا تُكُمُّوا أی غُطُّوا بالغَمِّ؛ و قال الآخر: لا تَحْسَبَنْ أن یَدِی فی غُمَّه، فی قَعْرِ نِحْیّ أَسْتَثِیرُ حَمَّه
لسان العرب، ج‌12، ص: 442
و الغَمَّاءُ: كالغَمِّ. و قد غَمَّه الأَمرُ یَغُمُّه غَمّاً فاغْتَمَّ و انْغَمَّ؛ حكاها سیبویه بعد اغْتَمَّ، قال: و هی عربیة. و یقال: ما أَغَمَّك إلیَّ و ما أَغَمَّكَ لی و ما أَغَمَّك علیَّ. و إنه لَفِی غُمَّةٍ من أمره أی لَبْسٍ و لم یَهْتَدِ له. و أَمْرُهُ علیه غُمَّةٌ أی لَبْسٌ. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ لٰا یَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَیْكُمْ غُمَّةً؛ قال أَبو عبید: مجازها ظُلْمة و ضیقٌ و هَمٌّ، و قیل: أی مُغَطّیً مستوراً. و الغُمَّی: الشدیدة من شدائد الدهر؛ قال ابن مقبل: خَروج مِنَ الغُمَّی إذا صُكَّ صَكَّةً بَدا، و العُیُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ و أمْرٌ غُمَّةٌ أی مُبْهَمٌ ملتبس؛ قال طرفة: لَعَمْری و ما أَمْرِی علیَّ بِغُمَّةٍ نَهارِی، و ما لَیْلی علیَّ بِسَرْمَدِ و یقال: إنهم لفی غُمَّی من أمرهم إذا كانوا فی أمر ملتبس؛ قال الشاعر: و أَضْرِبُ فی الغُمَّی إذا كَثُرَ الوَغَی، و أَهْضِمُ إنْ أَضْحی المَراضِیعُ جُوَّعا قال ابن حمزة: إذا قَصَرْتَ الغُمَّی ضَمَمْتَ أَولها، و إذا فتحْت أَولها مددت، قال: و الأَكثر علی أَنه یجوز القصر و المدّ فی الأَوَّل «2» قال مغلس: حُبِسْتُ بِغَمَّی غَمْرةٍ فَتَركْتُها، و قد أَتْرُك الغَمّی إذا ضاق بابُها و الغُمَّةُ: قَعْرُ النِّحْی و غیره. و غُمَّ علیه الخَبَرُ، علی ما لم یسم فاعله، أی اسْتَعجم مثال أُغْمِیَ. و غُمَّ الهِلال علی الناس غَمّاً: سَترَه الغَیمُ و غیره فلم یُرَ. و لیلةُ غَمَّاءَ: آخر لیلة من الشهر، سمیت بذلك لأَنه غُمَّ علیهم أمرُها أی سُتِرَ فلم یُدْرَ أَ مِن المقبل هی أم من الماضی؛ قال: لیلةُ غُمَّی طامِسٌ هِلالُها، «3» أَوْغَلتُها و مُكْرَهٌ إیغالُها و هی لیلةُ الغُمَّی. و صُمْنا للغُمَّی و للغَمَّی، بالفتح و الضم، إذ غُمَّ علیهم الهلال فی اللیلة التی یرون أن فیها استهلاله. و صُمْنا للغَمَّاء، بالفتح و المد. و صُمْنا للغُمِّیَّة و للغُمَّة كل ذلك إذا صاموا علی غیر رؤیة. و‌فی الحدیث: أنه قال صوموا لرؤیته و أَفطروا لرؤیته فإن غُمَّ علیكم فأَكملوا العدة؛ قال شمر: یقال غُمَّ علینا الهلال غَمّاً فهو مَغْموم إذا حال دون رؤیة الهلال غَیْمٌ رَقِیق، من غَمَمْت الشی‌ء إذا غَطَّیته، و فی غُمَّ ضمیر الهلال، قال: و یجوز أن یكون غُمَّ مسنداً إلی الظرف أی فإن كنتم مَغْموماً علیكم فأَكملوا، و ترك ذكر الهلال للاستغناء عنه. و‌فی حدیث وائل بن حجر: و لا غُمَّةَ فی فرائض الله‌أی لا تُسْتَرُ و لا تُخفَی فرائضه، و إنما تُظْهَر و تُعْلن و یُجْهَر بها؛ و قال أَبو دواد: و لها قُرْحَةٌ تَلأْلأ كالشِّعْرَی، أَضاءَتْ و غُمَّ عنها النُّجومُ یقول: غَطَّی السحابُ غیرَها من النجوم؛ و قال جریر: إذا نَجْمٌ تعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ، و لَیْسَتْ بالمُحاقِ و لا الغُمومِ قال: و الغُمُومُ من النجوم صغارها الخفیة. قال الأَزهری: و‌روی هذا الحدیث فإن غُمِّیَ علیكم
(2). قوله [فی الأَول] كذا فی الأصل، و لعله فی الثانی إذ هو الذی یجوز فیه القصر و المد (3). قوله [لیلة غمی إلخ] أورده الجوهری شاهداً علی ما بعده و هو المناسب
لسان العرب، ج‌12، ص: 443
و أُغْمِیَ علیكم، و سنذكرهما فی المعتل. أَبو عبید: لیلةٌ غَمَّی، بالفتح مثال كَسْلی، و لیلةٌ غَمَّةٌ إذا كان علی السماء غَمْیٌ مثال رَمْیٍ و غَمٌّ و هو أن یُغَمَّ علیهم الهلال. قال الأَزهری: فمعنی غُمَّ و أُغْمِیَ و غُمِّیَ واحد، و الغَمُّ و الغَمْیُ بمعنی واحد. و‌فی حدیث عائشة: لما نُزِلَ برسول الله، صلی الله علیه و سلم، طَفِقَ یطرح خَمِیصةً علی وجهه فإذا اغتَمَّ كشفها‌أی إذا احتبس نَفَسُه عن الخروج، و هو افتعل من الغَمِّ التغطیة و الستر. و غَمَّ القمرُ النجوم: بَهَرَها و كاد یستر ضوءَها. و غَمَّ یومُنا، بالفتح، یَغُمُّ غَمّاً و غُموماً من الغَمِّ. و یومٌ غامٌّ و غَمٌّ و مِغَمٌّ: ذو غَمّ؛ قال: فی أُخْرَیاتِ الغَبَشِ المِغَمِّ و قیل: هو إذا كان یأْخذ بالنَّفَس من شدة الحر. و أَغَمَّ یومُنا مثله. و لیلة غَمَّة و لیل غَمٌّ أی غامَّةٌ، وصف بالمصدر كما تقول ماءٌ غَوْرٌ و أَمرٌ غامٌّ. و رجل مَغْموم: مُغْتَمٌّ من قولهم غُمَّ علینا الهلالُ، فهو مَغْموم إذا التبس. و الغِمامةُ، بالكسر: خَریطةٌ یجعل فیها فم البعیر یُمْنَعُ بها الطعام، غَمَّهُ یَغُمُّه غَمّاً، و الجمع الغَمائم. و الغِمامة: ما تُشَدُّ به عینا الناقة أو خَطْمُها. أَبو عبید: الغِمامة ثوب یُشَدُّ به أَنف الناقة إذا ظُئِرَتْ علی حُوار غیرها، و جمعها غَمائم؛ قال القطامی: إذا رَأْسٌ رأَیْتُ به طِماحاً، شَدَدْتُ له الغَمائِمَ و الصِّقاعا اللیث: الغِمامةُ شِبْه فِدامٍ أو كِعامٍ. و یقال: غَمَمْتُ الحمار و الدَّابة غَمّاً، فهو مَغْمُومٌ إذا أَلقَمْتَ فاه و منخریه؛ الغِمامة، بالكسر: و هی كالكِعام، و قال غیره: إذا أَلقمت فاه مِخْلاةً أو ما أشبهها یمنعه من الاعتلاف، و اسم ما یُغَمُّ به غِمامة. التهذیب: شمر الغِمَّةُ، بكسر الغین، اللِّبْسة؛ تقول: اللِّباسُ و الزِّیُّ و القِشْرة و الهَیْئة و الغِمَّة واحد. و الغِمامةُ: القُلْفة، علی التشبیه. و رُطَبٌ مَغْمومٌ: جعل فی الجَرَّة و سُتِر ثم غُطِّی حتی أَرْطَب. و غَمَّ الشی‌ءَ یَغُمُّه: علاه؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال النمر بن تولب: أُنُفٌ یَغُمٌّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها و بحرٌ مُغَمِّمٌ: كثیر الماء، و كذلك الرَّكِیَّة؛ قال ابن الأَعرابی: هی التی تَمْلأُ كلَّ شی‌ء و تُغَرِّقه؛ و أَنشد: قَرِیحةُ حِسیٍ من شُرَیْح مُغَمِّم و غَمَمْتُه: غَطَّیته فانغَمَّ؛ قال أَوس یرثی ابنه شریحاً: و قدْ رامَ بَحْری قَبْلَ ذلك طامِیاً، مِنَ الشُّعَراءِ، كُلُّ عَوْدٍ و مُفْحِمِ علی حِینَ أَنْ جَدَّ الذَّكاءُ و أَدْرَكتْ قَریحةُ حِسْیٍ مِن شُرَیْحٍ مُغَمَّم یرید: رام الشعراء بحری بعد ما ذَكِیتُ، و الذَّكاء انتهاء السنّ و استحكامه، و قوله‌قَریحةُ حِسْیٍ من شریح … یرید أَن ابنه شریحاً قد قال الشعر، و قَریحةُ الماء: أَول خروجه من البئر، و الذی فی شعره مغمم، بكسر المیم، یرید الغامر المغطی؛ شبه شعر ابنه شریح بماء غامر لا ینقطع، و لم یَرْث ابنه فی هذه القصة كما ذكر، و إنما افتخر بنفسه و بولده و نصرة قومه فی یوم السُّوبان. و غَیم مُغَمِّم: كثیر الماء. و الغَمامة، بالفتح: السحابة، و الجمع غَمام و غَمائم؛ و أَنشد ابن بری للحطیئة یمدح سعید بن العاص: إذا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبیعُنا، و نُسْقی الغَمامَ الغُرَّ حِینَ تَؤُوبُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 444
فوصف الغمام بالغُرّ و هو جمع غَرّاء. و قد أَغَمَّتِ السماءُ أی تغیرت. و حَبُّ الغَمام: البَرَد. و سحاب أَغَمُّ: لا فُرْجة فیه. و قال ابن عرفة فی قوله تعالی: وَ ظَلَّلْنٰا عَلَیْهِمُ الْغَمٰامَ؛ الغَمام الغَیْم الأَبیض و إنما سمی غماماً لأَنه یَغُمُّ السماء أی یسترها، و سمی الغَمّ غَمّاً لاشتماله علی القلب. و قوله عز و جل: فَأَثٰابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ؛ أَراد غمّاً متصلًا، فالغم الأَول الجِراح و القتل، و الثانی ما أُلقی إلیهم من قبل النبی، صلی الله علیه و سلم، فأَنساهم الغم الأَول. و‌فی حدیث عائشة: عَتَبُوا علی عثمان موضع الغَمامة المُحْماة؛ هی السحابة و جمعها الغَمام، و أرادت بها العُشب و الكَلأَ الذی حماه، فسمته بالغمامة كما یسمی بالسماء، أرادت أَنه حَمی الكَلأَ و هو حق جمیع الناس. و الغَمَمُ: أَن یَسیل الشَّعر حتی یضیق الوجه و القفا، و رجل أَغَمّ و جبهة غَمّاء؛ قال هدبة بن الخشرم: فلا تَنْكِحی، إنْ فَرَّقَ الدهرُ بیننا، أَغَمَّ القَفا و الوَجْهِ، لیس بأَنْزَعا و یقال: رجل أَغَمّ الوجه و أَغَمّ القفا. و‌فی حدیث المعراج فی روایة ابن مسعود: كنا نسیر فی أَرض غُمَّة «1»؛ الغُمّةُ: الضیقة. و الغَمّاء من النواصی: كالفاشِغة، و تكره الغَمّاء من نواصی الخیل و هی المُفرطة فی كثرة الشعَر. و الغَمِیم: النبات الأَخضر تحت الیابس. و فی الصحاح: الغَمِیم الغَمِیس و هو الكلأُ تحت الیَبِیس. و فی النوادر: اعتَمَّ الكلأُ و اغْتَمَّ. و أَرض مُعِمّة و مُغِمّة و مُعْلَوْلِیة و مُغْلَوْلِیَة، و أَرض عَمْیاء و كَمْهاءُ كل هذا فی كثرة النبات و التفافه. و الغُمام: الزُّكام. و رجل مَغْموم: مَزْكوم. و الغَمِیمُ: اللبن یسخن حتی یغلظ. و الغَمِیم: موضع بالحجاز، و منه كُراع الغَمِیم و بُرَق الغَمیم؛ قال: حَوَّزَها مِن بُرَق الغَمِیمِ، أَهْدَأُ یَمْشِی مِشْیةَ الظَّلِیمِ و الغَمْغَمةُ و التَّغَمْغُم: الكلام الذی الذی لا یُبَین، و قیل هما أَصوات الثیران عند الذُّعْر و أَصوات الأَبطال فی الوَغی عند القتال؛ قال إمرؤ القیس: و ظَلَّ لِثیرانِ الصَّرِیم غَماغِمٌ، یُداعِسُها بالسَّمْهَریِّ المُعَلَّب و أورد الأَزهری هنا بیتاً نسبه لعلقمة و هو: و ظلَّ لثیرانِ الصَّریمِ غماغِمٌ، إذا دَعَسُوها بالنَّضِیِّ المُعَلَّب و قال الراعی: یَفْلِقْن كلَّ ساعِد و جُمْجُمه ضَرباً، فلا تَسمع إلا غَمْغَمَه و‌فی صفة قریش: لیس فیهم غَمْغمةُ قُضاعة؛ الغَمغمة و التَّغَمْغم: كلام غیر بیِّن؛ قاله رجل من العرب لمعاویة، قال: من هم؟ قال: قومك من قریش؛ و جعله عبد مناف بن ربع الهذلی للقِسِیّ فقال: و للقِسِیِّ أَزامِیلٌ و غَمْغمةٌ، حِسَّ الجَنُوبِ تَسوقُ الماء و البَرَدا و قال عنترة: فی حَوْمةِ المَوْتِ التی لا تَشْتَكی غَمَراتِها الأَبْطالُ، غیرَ تَغَمْغُمِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إذا المُرْضِعاتُ، بعد أَوّل هَجْعةٍ، سَمِعْتَ علی ثُدِیِّهنّ غَماغِما فسره فقال: معناه أَن أَلبانهن قلیلة، فالرَّضیع یُغَمْغِم
(1). قوله [فی أرض غمة] ضبطت الغمة بضم الغین و شد المیم كما تری فی غیر نسخة من النهایة
لسان العرب، ج‌12، ص: 445
و یبكی علی الثَّدی إذا رَضِعه طلباً للبن، فإما أَن تكون الغمغمة فی بكاء الأَطفال و تَصویتهم أَصلًا، و إما أَن تكون استعارة. و تَغَمْغَمَ الغریقُ تحت الماء: صوَّت، و فی التهذیب إذا تداكَأَت فوقه الأَمواج؛ و أَنشد: من خَرَّ فی قَمْقامِنا تَقَمْقَما، كما هَوَی فِرعونُ، إذْ تَغَمْغَما تحتَ ظِلال المَوْجِ، إذْ تَدَأّما أی صار فی دَأْماء البحر.

غنم؛ ج12، ص: 445

: الغَنَم: الشاء لا واحد له من لفظه، و قد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ؛ قال الشاعر: هُمَا سَیِّدانا یَزْعُمانِ، و إنَّما یَسُودانِنا إن یَسَّرَتْ غَنماهُما قال ابن سیدة: و عندی أَنهم ثنوه علی إرادة القَطِیعین أو السِّرْبین؛ تقول العرب: تَرُوح علی فلان غَنمانِ أی قطیعان لكل قَطِیع راع علی حدة؛ و منه‌حدیث عمر: أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً و لا تُعطوها من أَبقت له غَنمَیْنِ‌أی من أَبقت له قِطعةً واحدة لا یُقَطَّعُ مثلها فتكون قِطْعتین لقلتها، فلا تُعطوا من له قطعتان منها، و أَراد بالسَّنة الجَدْب؛ قال: و كذلك تروح علی فلان إبلان: إبل هاهنا و إبل هاهنا، و الجمع أَغْنام و غُنوم، و كسَّره أَبو جندب الهذلی أَخو خِراش علی أَغانِم فقال من قصیدة یذكر فیها فِرار زُهیر بن الأَغرّ اللحیانی: فَرَّ زُهَیْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا، فَلَیْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما منها: إلی صلح الفَیْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ، أُجَمِّعُ منهم جامِلًا و أَغانِما قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد و أَغانیم فاضطر فحذف كما قال: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا و غَنَم مُغْنَمةٌ و مُغَنَّمَة: كثیرة. و فی التهذیب عن الكسائی: غنم مُغَنِّمة و مُغَنَّمَة أی مُجتمعة. و قال أَبو زید: غنم مُغَنَّمة و إبل مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع، و هو اسم مؤنث موضوع للجنس، یقع علی الذكور و علی الإِناث و علیهما جمیعاً، فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَیْمة، لأَن أَسماء الجموع التی لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغیر الآدمیین فالتأْنیث لها لازم، یقال: له خمس من الغنم ذكور فیؤنث العدد و إن عنیت الكِباش إذا كان یلیه من الغنم لأَن العدد یجری فی تذكیره و تأْنیثه علی اللفظ لا علی المعنی، و الإِبل كالغنم فی جمیع ما ذكرنا، و تقول: هذه غنم لفظ الجماعة، فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة. و تَغَنَّم غَنَماً: اتخذها. و‌فی الحدیث: السَّكِینةُ فی أَهل الغَنَم؛ قیل: أراد بهم أَهل الیمن لأَن أَكثرهم أَهل غنم بخلاف مُضر و رَبیعة لأَنهم أَصحاب إبل. و العرب تقول: لا آتیك غَنَمَ الفِزْرِ أَی حتی یجتمع غنم الفزر، فأَقاموا الغنم مقام الدهر و نصبوه هو علی الظرف، و هذا اتساع. و الغُنْم: الفَوْز بالشی‌ء من غیر مشقة. و الاغتِنام: انتهاز الغُنم. و الغُنم و الغَنِیمة و المَغْنم: الفی‌ء. یقال: غَنِمَ القَوم غُنْماً، بالضم. و‌فی الحدیث: الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه و علیه غُرْمه؛ غُنْمه: زیادته و نَماؤه و فاضل قیمته؛ و قول ساعدة بن جُؤیة: و أَلزمَهَا من مَعْشَرٍ یُبْغِضُونها، نَوافِلُ تأْتیها به و غُنومُ یجوز أَن یكون كسَّر غُنْماً علی غُنوم. و غَنِم الشی‌ءَ غُنْماً: فاز به. و تَغَنَّمه و اغْتَنَمه: عدّه غَنِیمة، و فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 446
المحكم: انتهز غُنْمه. و أَغْنَمه الشی‌ءَ: جعله له غَنِیمة. و غَنَّمته تَغْنِیماً إذا نفَّلته. قال الأَزهری: الغَنِیمة ما أَوجَف علیه المسلمون بخیلهم و ركابهم من أَموال المشركین، و یجب الخمس لمن قَسَمه الله له، و یُقسَم أَربعةُ أخماسها بین المُوجِفین: للفارس ثلاثة أَسهم و للراجل سهم واحد، و أَما الفَی‌ء فهو ما أَفاء الله من أَموال المشركین علی المسلمین بلا حرب و لا إیجاف علیه، مثل جِزیة الرؤوس و ما صُولحوا علیه فیجب فیه الخمس أَیضاً لمن قسمه الله، و الباقی یصرف فیما یَسُد الثغور من خیل و سلاح و عُدّة و فی أَرزاق أَهل الفی‌ء و أَرزاق القضاة و من غیرهم و من یجری مَجراهم، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الغنیمة و المَغنم و الغنائم، و هو ما أُصیب من أَموال أهل الحرب و أَوجَف علیه المسلمون الخیل و الركاب. یقال: غَنِمت أَغْنَم غُنماً و غَنیمة، و الغنائم جمعها. و المَغانم: جمع مَغْنم، و الغنم، بالضم، الاسم، و بالفتح المصدر. و یقال فلان یتغنم الأَمر أی یَحرِص علیه كما یحرص علی الغنیمة. و الغانم: آخذ الغنیمة، و الجمع الغانمون. و‌فی الحدیث الصوم فی الشتاء الغنیمة الباردة؛ سماه غنیمة لما فیه من الأَجر و الثواب. و غُناماك و غُنْمك أن تفعل كذا أی قُصاراك و مَبْلَغ جُهدك و الذی تتغنمه كما یقال حُماداك، و معناه كله غایتك و آخر أَمرك. و بنو غَنْم: قبیلة من تَغْلِب و هو غَنم بن تغلب بن وائل. و یَغْنَم: أبو بطن. و غنّام و غانم و غُنَیم: أَسماءٌ. و غَنَّامة: اسم امرأَة. و غَنّام: اسم بعیر؛ و قال: یا صاح، ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام خَشِیتُ أَن تَظْهَرَ فیه أَوْرام مِن عَوْلَكَیْنِ غَلَبا بالإِبْلام

غهم؛ ج12، ص: 446

: الغَیْهَمُ: كالغَیْهَب؛ عن اللحیانی.

غیم؛ ج12، ص: 446

: الغَیْم: السحاب، و قیل: هو أَن لا تری شمساً من شدة الدَّجْن، و جمعه غُیوم و غِیام؛ قال أَبو حیة النمیری: یَلُوحُ بها المُذَلَّقُ مِذْرَیاه، خُروجَ النجمِ من صَلَعِ الغِیام و قد غامَت السماء و أَغامَت و أَغْیَمت و تَغَیَّمَت و غَیَّمت، كله بمعنی. و أَغیَم القومُ إذا أصابهم غَیْم. و یوم غَیُوم: ذو غَیم، حُكی عن ثعلب. و الغَیم: العطش و حرّ الجوف؛ و أَنشد: ما زالتِ الدَّلْوُ لها تَعُودُ، حتی أَفاقَ غَیْمُها المَجْهُودُ قال ابن بری: الهاء فی قوله لها تعود علی بئر تقدم ذكرها، قال: و یجوز أَن تعود علی الإِبل أَی ما زالت تعود فی البئر لأَجلها. أَبو عبید: و الغَیْمة العطش، و هو الغَیْم. أَبو عمرو: الغیم و الغَیْن العطش، و قد غام یَغِیم و غان یَغِین. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یتعوذ من العَیْمة و الغَیْمة و الأَیْمة؛ فالعَیْمة: شدّة الشهوة للبن، و الغَیمة شدّة العطش، و الأَیمة العُزْبة. و قد غام إلی الماء یَغِیم غَیْمة و غَیَماناً و مَغِیماً؛ عن ابن الأَعرابی، فهو غَیْمان، و المرأَة غَیْمَی؛ و قال رَبیعة بن مقروم الضبی یصف أُتُناً: فَظَلَّتْ صَوافِنَ، خُزْرَ العُیون إلی الشمس مِن رَهْبةٍ أَن تَغِیما و الذی فی شعره: فظلت صَوادیَ … أَی عطاشاً. و شجر غَیْم: أَشِبٌ مُلتفّ كغَین. و غَیَّمَ الطائرُ إذا رفرف علی رأْسك و لم یُبعد؛ عن ثعلب، بالغین و الیاء عن ابن الأَعرابی. و الغِیام: اسم موضع؛ قال لبید:
لسان العرب، ج‌12، ص: 447
بَكَتْنا أَرْضُنا لما ظَعَنّا، و حَیَّتْنا سُفَیْرَةُ و الغِیام و غَیَّمَ اللیلُ تغییماً إذا جاء مِثْلَ الغَیم. و روی الأَزهری عن ابن السكیت قال: قال عجرمة الأَسدی ما طَلعت الثریا و لا باءت إلا بعاهة فیُزكَم الناس و یُبْطَنُون و یُصیبهم مرض، و أَكثر ما یكون ذلك فی الإِبل فإنها تُقْلَب و یأْخذها عَتَهٌ. و الغیم: شُعبة من القُلاب. یقال: بعیر مَغْیُوم، و لا یكاد المغیوم یموت، فأَما المَقْلوب فلا یكاد یُفْرِقُ، و ذلك یُعرف بمَنْخِره، فإذا تنفس منخِره فهو مقلوب، و إذا كان ساكن النَفَس فهو مغیوم.

فصل الفاء؛ ج12، ص: 447

فأم؛ ج12، ص: 447

: الفِئامُ: وِطاء یكون للمَشاجر، و قیل: هو الهَوْدَج الذی قد وُسِّع أسفله بشی‌ء زید فیه؛ و قیل: هو عِكْم مثل الجُوالِق صغیر الفم یُغَطَّی به مَرْكب المرأَة، یجعل واحد من هذا الجانب و آخر من هذا الجانب؛ قال لبید: و أَرْبَدُ فارِسُ الهَیْجا، إذا ما تَقَعَّرتِ المَشاجِرُ بالفِئام «2» و الجمع فُؤُوم. و فی التهذیب: الجمع فُؤُمٌ علی وزن فُعُم مثل خِمار و خُمُر. و فَأّمَ الهَوْدجَ و أَفْأَمَه: وسَّعَ أسفَلَه؛ قال زهیر: علی كُلِّ قَیْنیٍّ قَشِیبٍ مُفَأّم و یروی: … و مُفْأَم. و هودج مُفَأّم، علی مُفَعَّل: وُطِّئ بالفِئام. و التفئیم: توسیع الدَّلو. یقال: أَفْأَمْتُ الدلو و أَفْعَمْتُه إذا ملأْته. و مزادةٌ مُفَأّمة إذا وُسّعت بجلد ثالث بین الجلدین كالراویة و الشَّعِیب، و كذلك الدلو المُفَأّمَةُ. الجوهری: أفْأمت الرحلَ و القتب إذا وسَّعته و زدت فیه، و فأّمته تفئیماً مثله، و رَحْل مُفْأم و مُفَأّم؛ و أنشد بیت زهیر أیضاً: ظَهَرْنَ من السُّوبانِ، ثم جَزَعْنَه علی كل قَینیٍّ قشیب و مُفْأَم و قال رؤبة: عَبْلًا تَری فی خَلْقه تفئیما ضِخَماً و سَعة. أبو عمرو: فَأَمْتُ و صَأَمْتُ إذا رَوِیتَ من الماء. و قال أَبو عمرو: التَّفاؤمُ أن تملأَ الماشیة أفواهها من العُشب. ابن الأَعرابی: فَأَم البعیرُ إذا ملأَ فاه من العشب؛ و أنشد: ظَلَّتْ برَمْلِ عالجٍ تَسَنَّمُهْ، فی صِلِّیانٍ و نَصِیٍّ تَفْأَمُهْ و قال أبو تراب: سمعت أبا السَّمَیْدع یقول فَأَمت فی الشراب و صَأَمت إذا كرعت فیه نَفَساً؛ قال أبو منصور: كأَنه من أَفْأَمْت الإِناء إذا أَفْعَمْته و ملأَته. و الأَفْآم: فُروغُ الدلو الأَربعة التی بین أطراف العَراقی؛ حكاها ثعلب؛ و أنشد فی صفة دلو: كأنَّ، تَحتَ الكَیْلِ مِنْ أَفآمها، شَقْراءَ خَیْلٍ شُدَّ مِن حِزامها و بعیر مُفأَم و مُفَأّم: سمین واسع الجوف. و یقال للبعیر إذا امتلأَ شحماً: قد فُئِم حاركه، و هو مُفْأَم. و الفِئام: الجماعة من الناس؛ قال: كأنَّ مَجامِعَ الرَّبَلاتِ منها فِئامٌ یَنْهَضُون إلی فِئام و فی التهذیب: فئام مجلبون إلی فئام
(2). قوله [و أربد إلخ] تقدم فی مادة شجر محرفاً و ما هنا هو الصواب.
لسان العرب، ج‌12، ص: 448
قال الجوهری: لا واحد له من لفظه. یقال: عند فلان فِئام من الناس، و العامة تقول فِیام، بلا همز، و هی الجماعة. و‌فی الحدیث: یكون الرجل علی الفِئام من الناس؛ هو مهموز الجماعة الكثیرة. و فی ترجمة فعم: سقاء مُفْعَم و مُفْأَم أی مملوء.

فجم؛ ج12، ص: 448

: الفَجَم: غِلَظ فی الشدق. رجل أفْجم، یمانیة. و فَجْمة الوادی و فُجْمَته: مُتَّسَعه، و قد انْفَجَم و تَفَجَّم. و فُجُومة: حیّ من العرب. و ضُبَیْعةُ أفْجَم: قبیلة.

فجرم؛ ج12، ص: 448

: الفِجْرِمُ: الجَوز الذی یؤكل، و قد جاء فی بعض كلام ذی الرمة.

فحم؛ ج12، ص: 448

: الفَحْم و الفَحَم، معروف مثل نَهْر و نَهَر: الجمر الطافئ. و فی المثل: لو كنت أنْفُخ فی فَحَم أی لو كنت أعمل فی عائدة؛ قال الأَغلب العجلی: هل غَیْرُ غارٍ هَدَّ غاراً فانْهَدَمْ؟ قد قاتَلُوا لو یَنْفُخُون فی فَحَمْ، و صَبَروا لو صَبَرُوا علی أَمَمْ یقول: لو كان قتالهم یغنی شیئاً و لكنه لا یغنی، فكان كالذی ینفخ ناراً و لا فحم و لا حطب فلا تتقد النار؛ یضرب هذا المثل للرجل یمارس أمراً لا یُجدی علیه، واحدته فَحْمة و فَحَمة. و الفَحِیم: كالفَحْم؛ قال إمرؤ القیس: و إذْ هِیَ سَوْداءُ مثل الفَحِیم، تُغَشِّی المَطانِبَ و المَنْكِبا و قد یجوز أن یكون الفَحِیم جمع فَحْم كعبْد و عَبِید، و إن قلّ ذلك فی الأَجناس، و نظیر مَعْز و مَعِیز و ضَأْن و ضَئِین. و فَحْمة اللیل: أوّله، و قیل: أشدّ سواد فی أوّله، و قیل: أشدّه سواداً، و قیل: فحمته ما بین غروب الشمس إلی نوم الناس، سمیت بذلك لحرّها لأَن أوّل اللیل أَحرّ من آخره و لا تكون الفحمة فی الشتاء، و جمعها فِحام و فُحوم مثل مَأْنة و مُؤون؛ قال كثیِّر: تُنازِعُ أشْرافَ الإِكامِ مَطِیَّتی، مِن اللیل، شَیحاناً شَدِیداً فُحومُها و یجوز أن یكون فُحومها سوادها كأنه مصدر فَحُم. و الفَحْمة: الشراب فی جمیع هذه الأَوقات المذكورة. الأَزهری: و لا یقال للشراب فحمة كما یقال لِلجاشِرِیَّةِ و الصَّبُوح و الغَبُوق و القَیْل. و أَفْحِمُوا عنكم من اللیل و فَحِّمُوا أی لا تسیروا حتی تذهب فَحمته، و التفحیم مثله. و انطلقنا فَحْمةَ السَّحَر أی حینه. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: ضُموا فَواشِیَكم حتی تذهب فحمة الشتاء؛ و الفَواشی: ما انتشر من المال و الإِبل و الغنم و غیرها. و فَحْمة العِشاء: شدة سواد اللیل و ظلمتِه، و إنما یكون ذلك فی أوّله حتی إذا سكن فَوْرُه قَلَّت ظُلمته. قال ابن بری: حكی حمزة بن الحسن الأَصبهانی أن أبا المفضل قال: أخبرنا أبو معمر عبد الوارث قال كنا بباب بكر بن حبیب فقال عیسی بن عمر فی عرض كلام له قَحْمة العِشاء، فقلنا: لعله فحمة العشاء، فقال: هی قحمة، بالقاف، لا یختلف فیها، فدخلنا علی بكر بن حبیب فحكیناها له فقال: هی فحمة العشاء، بالفاء لا غیر، أی فَورته. و‌فی الحدیث: اكْفِتوا صبیانكم حتی تذهب فحمة العشاء؛ هی إقباله و أول سواده، قال: و یقال للظُّلمة التی بین صلاتی العشاء الفحمة، و التی بین العتمة و الغداة العَسْعَسَةُ. و یقال: فَحِّموا عن العشاء؛ یقول: لا تَسِیروا فی أوله حین تَفُور الظُّلمة و لكن امْهَلوا حتی تَسْكن و تَعتدل الظلمة ثم سیروا؛ و قال لَبید:
لسان العرب، ج‌12، ص: 449
و اضْبِطِ اللیلَ، إذا طالَ السُّری و تَدَجَّی بَعْدَ فَوْرٍ، و اعْتَدَلْ و جاءنا فَحْمةَ ابن جُمَیْرٍ إذا جاء نصف اللیل؛ أَنشد ابن الكلبی: عِنْدَ دَیْجورِ فَحْمةِ ابن جُمَیْرٍ طَرَقَتْنا، و اللیلُ داجٍ بَهِیمُ و الفاحِمُ من كل شی‌ء: الأَسود بَیِّن الفُحومة، و یُبالَغ فیه فیقال: أَسود فاحم. و شَعر فَحِیم: أَسود، و قد فَحُم فُحوماً. و شعر فاحِم و قد فَحُم فُحُومة: و هو الأَسود الحسن؛ و أَنشد: مُبَتَّلة هَیْفاء رُؤْد شَبابُها، لَها مُقْلَتا رِیمٍ و أَسْودُ فاحِمُ و فَحَّم وجهه تفحیماً: سوَّده. و المُفْحَم: العَییُّ. و المفْحَم: الذی لا یقول الشعر. و أفْحَمه الهمُّ أو غیره: منعه من قول الشعر. و هاجاه فأَفْحَمه: صادفه مُفْحَماً. و كلَّمه فَفَحَم: لم یُطق جواباً. و كلمته حتی أَفْحَمْته إذا أَسكتَّه فی خصومة أو غیرها. و أَفْحَمْته أی وجدته مُفْحَماً لا یقول الشعر. یقال: هاجَیْناكم فما أَفْحَمْناكم. قال ابن بری: یقال هاجیته فأَفْحَمْته بمعنی أَسكتُّه، قال: و یجی‌ء أَفحمته بمعنی صادفته مُفحَماً، تقول: هَجَوته فأَفحمته أی صادفته مفحماً، قال: و لا یجوز فی هذا هاجیته لأَن المهاجاة تكون من اثنین، و إذا صادفه مُفْحَماً لم یكن منه هجاء، فإذا قلت فما أَفحمناكم بمعنی ما أَسكتناكم جاز‌كقول عمرو بن معدیكرب: و هاجیناكم فما أفحمناكم … أی فما أَسكتناكم عن الجواب. و‌فی حدیث عائشة مع زینب بنت جحش: فلم أَلبث أن أَفْحَمْتها‌أی أَسكتُّها. و شاعر مُفْحَم: لا یجیب مُهاجِیه؛ و قول الأَخطل: و انزِعْ إلَیْكَ، فإنَّنی لا جاهلٌ بَكِمٌ، و لا أنا، إنْ نَطَقْتُ، فَحُوم قال ابن سیدة: قیل فی تفسیره فَحُوم مُفْحَم، قال: و لا أدری ما هذا إلّا أن یكون توهّم حذف الزیادة فجعله كرَكُوب و حَلُوب، أو یكون أراد به فاعلًا من فَحَم إذا لم یُطق جواباً، قال: و یقال للذی لا یتكلم أصلًا فاحِم. و فَحَم الصبیُّ، بالفتح، یَفْحَم، و فَحِمَ فَحْماً و فُحاماً و فُحوماً و فُحِمَ و أُفْحِمَ كل ذلك إذا بكی حتی ینقطع نفَسُه و صوته. اللیث: كلمنی فلان فأَفْحَمته إذا لم یُطق جوابك؛ قال أبو منصور: كأَنه شبه بالذی یبكی حتی ینقطع نفَسه. و فَحَم الكبشُ و فَحِمَ، فهو فاحِم و فَحِمٌ: صاح. و ثَغا الكبْشُ حتی فَحِمَ أی صار فی صوته بحُوحة.

فخم؛ ج12، ص: 449

: فَخُم الشی‌ءُ یَفْخُم فَخامة و هو فَخْم: عَبُلَ، و الأُنثی فَخْمة. و فَخُم الرجل، بالضم، فَخامة أی ضَخُم. و رجل فَخْم أی عظیم القدر. و فَخَّمه و تَفَخَّمه: أجَلَّه و عظَّمه؛ قال كثیر عزة: فأنْتَ، إذا عُدَّ المَكارم، بَیْنَه و بَینَ ابنِ حَرْبٍ ذِی النُّهی المُتَفَخِّم و التَّفْخِیم: التعظیم. و فَخَّم الكلام: عظَّمه. و منطق فَخْم: جَزْل، علی المثل، و كذلك حسَبٌ فَخْم؛ قال: دَعْ ذا و بَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا فَخْماً، و سَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا و‌روی فی حدیث أبی هالة: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان فَخْماً مُفَخَّماً‌أَی عظیماً مُعَظَّماً فی الصدور و العیون، و لم تكن خِلْقته فی جسمه الضخامة، و قیل: الفَخامة فی وجهه نُبْلُه و امْتِلاؤه مع الجمال و المهابة. و أتیْنا فلاناً فَفَخَّمْناه أی عَظَّمْناه و رفعنا من شأْنه؛ قال رؤبة:
لسان العرب، ج‌12، ص: 450
نَحْمَدُ مَوْلانا الأَجَلَّ الأَفْخَما و الفَیْخَمانُ: الرئیس المُعظَّم الذی یُصدَر عن رأْیه و لا یُقطع أمرٌ دونه. أبو عبید: الفَخامة فی الوجه نُبله و امْتِلاؤه. و رجل فَخْم: كثیر لحم الوَجْنَتین. و التفخیم فی الحروف ضد الإِمالة. و ألف التفخیم: هی التی تجدها بین الأَلف و الواو كقولك سلام علیكم و قامَ زید، و علی هذا كتبوا الصلوة و الزكوة و الحیوة، كل ذلك بالواو لأَن الأَلف مالت نحو الواو، و هذا كما كتبوا إحدیهما و سویهن بالیاء لمكان إمالة الفتحة قبل الأَلف إلی الكسرة.

فدم؛ ج12، ص: 450

: الفَدْم من الناس: العَیِیُّ عن الحجة و الكلام مع ثقل و رخاوة و قلة فهم، و هو أیضاً الغلیظ السمین الأَحمق الجافی، و الثاء لغة فیه، و حكی یعقوب أن الثاءَ بدل من الفاء، و الجمع فِدام، و الأُنثی فَدْمَة و ثَدْمة، و قد فَدُمَ فَدامة و فُدومة؛ قال اللیث: و الجمع فُدْم «1». و المُفْدَم من الثیاب: المُشْبَع حمرة، و قیل: هو الذی لیست حُمرته شدیدة. و أَحْمر فَدْم: مشبع. قال شمر: و المُفَدَّمة من الثیاب المُشْبَعة حمرة؛ قال أبو خراش الهذلی: و لا بَطَلًا إذا الكُماةُ تَزَیَّنُوا، لَدَی غَمَراتِ المَوْتِ، بالحالِكِ الفَدْمِ یقول: كأنَّما تزینوا فی الحرب بالدّم الحالك. و الفَدْم: الثقیلُ من الدم، و المُفَدَّم مأْخوذ منه. و ثوب فَدْم إذا أُشبع صَبْغُه. و ثوب فَدْم، ساكنة الدال، إذا كان مصبوغاً بحمرة مشبعاً. و صِبْغ مُفْدَم أی خاثِر مُشْبَع. قال ابن بری: و الفَدم الدم؛ قال الشاعر: أَقولُ لكامِلٍ فی الحَرْب لَمَّا جَری بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ و‌فی الحدیث: أنه نهی عن الثوب المُفْدَم؛ هو المشبع حمرة كأنه الذی لا یُقدر علی الزیادة علیه لتناهی حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ؛ و منه‌حدیث علی: نهانی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أن أَقرأَ و أنا راكع أو أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم.و‌فی حدیث عروة: أنه كره المُفْدَم للمُحرم و لم یرَ بالمُضَرَّج بأْساً؛ المُضَرَّج: دون المُفْدَم، و بعده المُوَرَّد. و‌فی حدیث أبی ذرّ: أن الله ضَرَبَ النصاری بِذلّ مُفْدَم‌أی شدید مشبع، فاستعاره من الذوات للمعانی. و الفَدْم: الدم؛ و منه قیل للثقیل: فَدْم تشبیهاً به. و الفِدامُ: شی‌ء تشدُّه العجم علی أفواهها عند السَّقْی، الواحدة فِدامَة، و أما الفِدام فإنه مِصْفاة الكوز و الإِبریق و نحوه، و سُقاةُ الأَعاجم المجوس إذا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم، فالساقی مُفَدَّم، و الإِبریق الذی یُسقی منه الشِّرْب مُفَدَّم. و الفَدَّام: شی‌ء تمسح به الأَعاجم عند السقی، واحدته فَدَّامة؛ قال العجاج: كأَنَّ ذا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّفَ مِن أَعْنابه ما قَطَّفا یرید صاحب فَدَّامة، تقول منه: فَدَّمْت الآنیة تَفدِیماً. و المُفَدَّمات: الأَباریق و الدنان. و الفِدامُ و الثِّدامُ: المِصْفاة. و الفِدام: ما یوضع فی فم الإِبریق، و الفَدَّام بالفتح و التشدید مثله، قال: و كذلك الخرقة التی یَشدّ بها المجوسی فمه. و إبریق مُفْدَم و مَفدُوم و مُفَدَّم: علیه فِدام، الثاء عند یعقوب بدل من الفاء. و الفَدامُ: لغة فی الفِدام. و فَدَّم الإِبریقَ: وضع علی فمه الفِدَام؛ قال عنترة:
(1). قوله [و الجمع فدم] كذا ضبط بالأصل. و وقع فی نسخة التهذیب مضبوطاً بشكل القلم أیضاً ككتب
لسان العرب، ج‌12، ص: 451
بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ، قُرِنَتْ بأَزْهَر فی الشِّمال مُفَدَّمِ و قال أبو الهِندی: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها رِقابُ بَناتِ الماء أفْزَعَها الرَّعْدُ عدَّی مُفَدَّمة إلی مفعولین لأَن المعنی ملبسة أو مكسوّة. و فَدَم فاه و علی فیه بالفِدام یَفْدِم فَدْماً و فَدَّم: وضعه علیه و غطَّاه؛ و منه رجل فَدْمٌ أی عَییّ ثقیل بَیِّن الفَدامة و الفُدومة. و‌فی الحدیث: إنكم مَدْعُوُّون یوم القیامة مُفَدَّمة أفواهُكُم بالفِدام؛ هو ما یشد علی فم الإِبریق و الكوز من خرقة لتصفیة الشَّراب الذی فیه أی أنهم یُمنعون الكلام بأَفواههم حتی تتكلم جوارحهم و جلودهم، فشبه ذلك بالفدام، و قیل: كان سُقاة الأَعاجم إذا سَقَوْا فَدَّموا أفواههم أی غَطَّوْها، و فی التهذیب: حتی تكلم أفخاذهم. قال أبو عبید: و بعضهم یقول الفَدَّام، قال: و وجه الكلام الجید الفِدام. و‌فی الحدیث أیضاً: یُحشر الناس یوم القیامة علیهم الفِدام؛ و الفِدام هنا یكون واحداً و جمعاً، فإذا كان واحداً كان اسماً دالًا علی الجنس، و إذا كان جمعاً كان كَكِرام و ظِراف. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: الحلم فِدام السفیه‌أی الحلم عنه یُغَطِّی فاه و یُسْكته عن سفهه. و الفِدام: الغِمامة. و فَدَّم البعیرَ: شدَّد علی فیه الفِدامة.

فدغم؛ ج12، ص: 451

: الفَدْغم، بالغین معجمة: اللَّحِیم الجسیم الطویل فی عِظَم، زاد التهذیب: من الرجال؛ قال ذو الرمة: إلی كلِّ مَشْبوحِ الذِّراعَیْنِ، تُتَّقَی به الحَرْب، شَعْشاعٍ و أبْیَضَ فَدْغَمِ قال ابن بری: صواب إنشاده: لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعین …، أی لهذه الإِبل كل عریض الذراعین یحمیها و یمنعها من الإِغارة علیها، و الأُنثی بالهاء، و الجمع فَداغِمة نادر لأَنه لیس هنا سبب من الأَسباب التی تلحق الهاء لها. و خَدٌّ فَدْغَم أی حسن ممتلئ؛ قال الكمیت: و أَدْنَیْنَ البُرُودَ علی خُدودٍ یُزَیِّنّ الفَداغِمَ بالأَسِیلِ

فرم؛ ج12، ص: 451

: الفَرْمُ و الفِرامُ: ما تَتَضَیَّقُ به المرأَة من دواء. و مَرَةٌ فَرْماءُ و مُسْتَفْرِمة: و هی التی تجعل الدواء فی فرجها لیضیق. التهذیب: التفریب و التفریم، بالباء و المیم، تَضْییق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبیب. یقال: اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت، فهی مستَفرمة، و ربما تتعالج بحب الزبیب تُضیِّق به متاعها. و‌كتب عبد الملك بن مروان إلی الحجاج لما شكا منه أَنس بن مالك: یا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبیب، و هو مما یُسْتَفْرَم به؛ یرید أنها تُعالج به فرجها لیَضیق و یَسْتَحْصِف، و قیل: إنما كتب إلیه بذلك لأَن فی نساء ثَقِیف سَعةً فهنَّ یفعلن ذلك یَسْتَضِقن به. و‌فی الحدیث: أن الحسین بن علی، علیهما السلام، قال لرجل علیك بِفِرام أُمك؛ سئل عنه ثعلب فقال: كانت أُمه ثقفیة، و فی أَحْراح نساء ثقیف سعة، و لذلك یُعالِجن بالزبیب و غیره. و‌فی حدیث الحسن، علیه السلام: حتی لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأَمة؛ و هو بالتحریك ما تعالج به المرأَة فرجها لیَضِیق، و قیل: هی خرقة الحیض. أبو زید: الفِرامة الخِرقة التی تحملها المرأة فی فرجها، و اللجمة: الخرقة التی تشدها من أَسفلها إلی سرتها، و قیل: الفِرام أن تحیض المرأَة و تحتشی بالخرقة و قد افترمت؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌12، ص: 452
وجَدْتُكَ فیها كأُمِّ الغُلام، مَتی ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الجوهری: الفَرْمة، بالتسكین، و الفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها لیضیق؛ و قول إمرئ القیس: یَحْمِلْنَنا و الأَسَلَ النَّواهِلا مُسْتَفْرِمات بالحصَی حَوافِلا یقول: من شدة جریها یدخل الحصی فی فروجها. و‌فی حدیث أَنس: أَیامُ التشریق أیامُ لَهْو و فِرام؛ قال ابن الأَثیر: هو كنایة عن المجامعة، و أَصله من الفَرْم، و هو تضییق المرأَة فرجها بالأَشیاء العَفِصة، و قد اسْتَفْرمت أی احتشت بذلك. و المَفارِم: الخِرق تتخذ للحیض لا واحد لها. و المُفْرَم: المملوء بالماء و غیره، هذلیة؛ قال البریق الهذلی: و حَیٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ شَهِدْتُ، و شِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أی مملوء بالناس. أبو عبید: المُفْرَم من الحیاض المملوء بالماء، فی لغة هذیل؛ و أنشد: حِیاضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه یقال: أفْرَمْت الحوض و أَفْعمته و أَفأَمْتُه إذا ملأْته. الجوهری: أَفْرَمْتُ الإِناء ملأْته، بلغة هذیل. و الفِرْمَی: اسم موضع لیس بعربی صحیح. الجوهری: و فَرَما، بالتحریك، موضع؛ قال سلیك بن السُّلَكة یرثی فرساً له نَفَق فی هذا الموضع: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا تَحَمَّلَ صُحْبَتی أُصُلًا مَحارُ «2». عَلا فَرَماءَ عَالِیةً شَواه، كأَنَّ بَیاضَ غُرَّتِهِ خِمارُ یقول: عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء؛ قال ابن بری: من زعم أن الشاعر رثی فرسه فی هذا البیت لم یروه إلا عالیةً شَواه لأَنه إذا مات انتفخ و علت قوائمه، و من زعم أنه لم یمت و إنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه یرویه عالیةٌ شواه و عالیةً، بالرفع و النصب، قال: و صواب إنشاده‌علی قَرَماء …، بالقاف، قال: و كذلك هو فی كتاب سیبویه، و هو المعروف عند أهل اللغة، قال ثعلب: قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق و هو علی ظهره قد رفع قوائمه، و رواه‌عالیةً شواه … لا غیر، و النحَّام: اسم فرسه و هو من النُّحْمة و هی الصوت. قال ابن بری: یقال لیس فی كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف و هی: فَرَماء و جَنَفاء و جَسَداء، و هی أَسماء مواضع، فشاهد فَرَماء بیت سلیك بن السلكة هذا؛ و شاهد جَنَفاء قول الشاعر: رَحَلْت إلَیْكَ من جَنَفاء، حتَّی أَنَخْتُ فِناء بَیْتك بالمَطالی و شاهد جَسَداء قول لبید: فَبِتْنا حَیْثُ أَمْسَیْنا ثَلاثاً، علی جَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ قال: و زاد الفراء ثَأَداء و سَحَناء، لغة فی الثَّأْداء و السَّحْناء، و زاد ابن القوطیة نَفَساء، لغة فی النَّفْساء. قال: و مما جاء فیه فَعْلاء و فَعَلاء ثَأَداء و ثَأْداء و سَحَناء و سَحْناء و امرأَة نَفْساء و نَفَساء، لغة فی النُّفَساء. قال ابن كیسان: أما ثَأَداء و السَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما یسوغ التحریك فی مثل النهر و الشَعَر، قال: و فَرماء لیست فیه هذه العلة، قال: و أَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة، قال: و نظیرها الجَمَزی فی باب القصر، و حكی علی بن حمزة عن ابن حبیب أنه قال: لا أَعلم قَرَماء، بالقاف، و لا أَعلمه
(2). قوله [تحمل] فی التكملة: تروح
لسان العرب، ج‌12، ص: 453
إلا فرَماء بالفاء، و هی بمصر؛ و أنشد قول الشاعر: سَتُحْبِطُ حائِطَیْ فَرَماء منِّی قَصائدُ لا أُرِیدُ بها عِتابا و قال ابن خالویه: الفَرَما، بالفاء، مقصور لا غیر، و هی مدینة بقرب مصر، سمیت بأَخی الإِسكندر، و اسمه فرَما، و كان الفرما كافراً، و هی قریة إسماعیل بن إبراهیم، علیه السلام.

فرجم؛ ج12، ص: 453

: افْرَنْجَم الحَمَلُ كافْرَنْبج: شُوِی فَیبِست أَعالیه.

فرزم؛ ج12، ص: 453

: الفُرْزُم: سِنْدان الحدّاد. قال: و الفُرْزُوم خشبة الحذَّاء، و منهم من یقول: قُرزوم، بالقاف. الجوهری: الفُرْزُوم خشبة مدوَّرة یَحْذو علیها الحَذَّاء، و أَهل المدینة یسمونها الجَبْأَة، قال: كذا قرأْته علی أبی سعید، قال: و حكاه أیضاً ابن كیسان عن ثعلب، قال و هو فی كتاب ابن درید بالقاف، قال: و سأَلت عنه فی البادیة فلم یُعرف، و حكی ابن بری قال: قال ابن خالویه الفُرزوم، بالفاء خشبة الحذَّاء، و بالقاف سندان الحدَّاد.

فرصم؛ ج12، ص: 453

: الفِرْصِمُ: من أَسماء الأَسد.

فرضم؛ ج12، ص: 453

: الفِرْضِم من الإِبل: الضخمة الثقیلة. و فِرْضِم: اسم قبیلة، و إبل فِرْضِمِیَّة منسوبة إلیه.

فرطم؛ ج12، ص: 453

: الفُرطُومة: منقار «1». الخف إذا كان طویلًا محدد الرأْس، و خف مُفَرْطم. الجوهری: الفُرْطوم طرَف الخُف كالمِنْقار، و خِفاف مُفَرْطمة. و‌فی الحدیث: إن شیعة الدجال شواربهم طویلة و خفافهم مفرطمة؛ قال ابن الأَثیر: الفُرطومة حكاها ابن الأَعرابی بالقاف. ابن الأَعرابی قال: قال أَعرابی جاءنا فلان فی نِخافَیْنِ مُقَرْطَمَیْنِ أی لهما مِنقاران، و النِّخافُ: الخف، رواه بالقاف، قال: و هو أصح مما رواه اللیث بالفاء.

فرقم؛ ج12، ص: 453

: أبو عمرو: الفَرْقَمُ حَشَفة الرجل؛ و أَنشد: مَشْعُوفةٍ بِرَهْزِ حَكِّ الفَرْقَم «2». قال: و رواه بعضهم … القِرْقِم، قال: و أنا لا أعرفها.

فسحم؛ ج12، ص: 453

: الجوهری: الفُسْحُم، بالضم، الواسع الصدر، و المیم زائدة.

فصم؛ ج12، ص: 453

: الفَصْم: الكسر من غیر بینونة. فَصَمه یَفْصِمُه فَصْماً فانْفَصَم: كسره من غیر أن یبین، و تَفَصَّم مثله، و فَصَّمه فَتَفَصَّم. و خَلْخال أفْصَمُ: مُتَفَصِّم؛ عن الهجری، و أنشد لعمارة بن راشد: و أمَّا الأُلی یَسْكُنَّ غَوْرَ تِهامةٍ، فَكُلُّ كَعابٍ تَتْرُكُ الحِجلَ أَفْصَما و فُصِم جانبُ البیتِ: انهدمَ. و الانفِصامُ: الانقطاع. و فی التنزیل العزیز: لَا انْفِصٰامَ لَهٰا؛ أی لا انقطاع لها، و قیل: لا انكسار لها. و‌فی الحدیث فی صفة الجنة: دُرَّةٌ بَیْضاءُ لیس فیها فَصْم و لا وَصْم.قال أبو عبید: الفَصم، بالفاء، أن ینصدع الشی‌ء من غیر أن یَبِین، من فَصَمت الشی‌ء أَفْصِمه فَصْماً إذا فعلت ذلك به، فهو مَفصُوم؛ قال ذو الرمة یذكر غزالًا شبهه بدُمْلُج فضة: كأنَّه دُمْلُجٌ مِن فِضَّةٍ نَبَهٌ، فی مَلْعَبٍ مِن جواری الحَیِّ، مَفْصُومُ شبه الغزال و هو نائم بدملج فضة قد طُرح و نُسِی، و كل شی‌ء سقط من إنسان فنسیه و لم یهتد له فهو نَبَهٌ، و هو الخُرت و الخُرات «3». و الناس كلهم یقولون
(1). قوله [الفرطومة منقار] تبع فی ذلك التهذیب و النهایة، و الذی فی القاموس: الفرطوم بلا هاء (2). قوله [مشعوفة إلخ] قبله كما فی التكملة: و أمه أكالة للقمقم (3). قوله [و هو الخرت و الخرات إلی قوله و إنما جعله إلخ] كذا بالأصل و لینظر ما مناسبته هنا
لسان العرب، ج‌12، ص: 454
خُرت و هو خَرق النصاب، و إنما جعله مفصوماً لتثنیه و انحنائه إذا نام، و لم یقل مقصوم، بالقاف، فیكون بائناً باثنین، قال ابن بری: قیل فی نبه إنه المشهور، و قیل النفیس الضالّ الموجود عن غفلة لا عن طلب، و قیل: هو المنسی. الفراء: فأْس فَصیم «1». و هی الضخمة، و فأْس فِنْدَأْیةٌ لها خُرت، و هو خرق النصاب، قال: و أما القصم، بالقاف، فأَن ینكسر الشی‌ء فیبین. و‌فی حدیث أبی بكر: إنی وجدت فی ظهری انْفِصاماً‌أی انصداعاً، و یروی بالقاف، و هو قریب منه. و‌فی الحدیث: استَغْنُوا عن الناس و لو عن فِصْمة السواك‌أی ما انكسر منه، و یروی بالقاف. و أَفْصَم الفحلُ إذا جَفر؛ و منه قیل: كل فحل یُفْصِم إلا الإِنسان أی ینقطع عن الضراب. و انفصم المطر: انقطع و أَقْلَع. و أَفصم المطرُ و أَفْصی إذا أَقلَع و انكشف، و أَفْصَمَت عنه الحُمَّی. و‌فی حدیث عائشة، رضوان الله علیها: أنها قالت رأیت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَنْزِل علیه فی الیوم الشدید البرْدِ فَیُفْصِم الوَحْیُ عنه و إِنَّ جَبِینَه لیَتَفصَّد عرَقاً؛ فیُفْصِم أی یُقلِع عنه. و‌فی بعض الحدیث: فیُفصم عنی و قد وَعَیْت‌یعنی الوَحْی أی یُقلع.

فطم؛ ج12، ص: 454

: فَطَم العُودَ فَطْماً: قطعه. و فَطَمَ الصبیَّ یَفْطِمه فَطْماً، فهو فطیم: فصَلَه من الرضاع. و غلام فَطِیم و مَفْطُوم و فطَمَتْه أُمه تَفْطِمه: فصَلته عن رضاعها. الجوهری: فِطام الصبی فِصاله عن أُمه، فطَمَت الأُم ولدها و فُطِم الصبی و هو فَطِیم، و كذلك غیر الصبی من المَراضِع، و الأُنثی فَطِیم و فَطِیمة. و‌فی حدیث امرأَة رافع لما أَسلم و لم تُسْلِم: فقال ابنتی و هی فَطِیم‌أی مَفْطُومة، و فعیل یقع علی الذكر و الأُنثی، فلهذا لم تلحقه الهاء، و جمع الفَطِیم فُطُم مثل سَرِیر و سُرُر؛ قال: و إن أَغارَ، فلم یَحْلو بِطائِلةٍ فی لَیْلةٍ من حَمِیر ساوَرَ الفُطُما و‌فی حدیث ابن سیرین: بلغه أن ابن عبد العزیز أَقْرَعَ بین الفُطُم فقال: ما أَری هذا إلا من الاسْتِقْسام بالأَزْلام؛ جمع فَطِیم من اللبن أی مَفْطُوم. قال ابن الأَثیر: و جمع فَعِیل فی الصفات علی فُعُل قلیل فی العربیة، و ما جاء منه شُبِّه بالأَسماء كنَذِیر و نُذُر، فأما فعیل بمعنی مفعول فلم یرد إلا قلیلًا نحو عَقِیم و عُقُم و فَطِیم و فُطُم، و أراد بالحدیث الإِقْراع بین ذَرارِیِّ المسلمین فی العَطاء، و إنما أَنكره لأَن الإِقراع لتفضیل بعضهم علی بعض فی الفرض، و الاسم الفِطام، و كل دابة تُفْطَم؛ قال اللحیانی: فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه، فلم یَخُص من أی نوع هو؛ و فَطَمْت فلاناً عن عادته، و أَصل الفَطْم القطع. و فَطَم الصبیَّ: فصله عن ثدی أُمه و رَضاعها. و الفَطِیمة: الشاة إذا فُطِمت. و أَفْطَمَت السَّخلة: حان أن تُفْطَم؛ عن ابن الأَعرابی، فإذا فُطِمت فهی فاطِمٌ و مَفْطُومة و فَطِیمةً؛ عنه أیضاً، قال: و ذلك لشهرین من یوم ولادها. و تَفاطَم الناس إذا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بعد الفِطام فدفع هذا بَهْمَه إلی هذا و هذا بهْمَه إلی هذا، و إذا كانت الشاة تُرْضِع كل بَهْمة فهی المُشْفِع. ابن الأَعرابی قال: إذا تناولت أولاد الشیاه العیدان قیل رَمَّت و ارتَمَّت، فإذا أَكلت قیل بَهْمة سامع «2». حتی یدنو فطامها، فإذا دنا فطامها قیل أَفْطَمَت البَهمة، فإذا فُطمت فهی فاطم و مَفْطومة و فطیم، و ذلك لشهرین من یوم فطامها
(1). قوله [فأس فصیم] كذا فی الأصل و القاموس، و الذی فی التهذیب و التكملة: فیصم أی كصیقل (2). قوله [بهمة سامع] كذا فی الأصل علی هذه الصورة
لسان العرب، ج‌12، ص: 455
فلا یزال علیها اسم الفطام حتی تَسْتَجْفِر. و الفاطم من الإِبل: التی یُفْطَم ولدها عنها. و ناقة فاطِم إذا بلَغ حُوارها سنة فَفُطِم؛ قال الشاعر: مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ، تَشْحَی، بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ، شِدْقَیْنِ فی رأْسٍ لها صُلادِمِ و لأَفطِمَنَّك عن هذا الشی‌ء أی لأَقطَعنَّ عنه طَمَعَكَ. و فاطِمةُ: من أسماء النساء. التهذیب: و تسمی المرأَة فاطِمة و فِطاماً و فَطِیمة. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَعطَی علیّاً حُلّةً سِیَراء و قال شَقِّقها خُمُراً بین الفواطِم؛ قال القتیبی: إحداهن سیّدة النساء فاطِمةُ بنت سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم و علیها، زَوْجُ علی، علیه السلام، و الثانیة فاطِمةُ بنت أَسد بن هاشم أُم علی بن أبی طالب، علیه السلام، و كانت أَسلمت و هی أوّل هاشمیة ولَدت لهاشمیّ، قال: و لا أَعرف الثالثة؛ قال ابن الأَثیر: هی فاطمة بنت حمزة عمِّه، سید الشهداء، رضی الله عنهما؛ و قال الأَزهری: الثالثة فاطمة بنتُ عُتْبة بن ربیعة، و كانت هاجرت و بایعت النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: و أَراه أَراد فاطمة بنت حمزة لأَنها من أهل البیت، قال ابن بری: و الفواطم اللاتی وَلَدن النبی، صلی الله علیه و سلم، قُرشیة و قَیْسِیَّتان و یَمانِیَتانِ و أَزْدِیَّة و خُزاعِیَّةٌ.و قیل للحسن و الحسین: ابنا الفواطم، فاطمةُ أُمهما، و فاطمة بنت أَسَد جدّتهما، و فاطمةُ بنت عبد الله بن عمرو بن عِمْران بن مَخْزُوم جدَّةُ النبی، صلی الله علیه و سلم، لأَبیه.و فَطَمْتُ الحبل: قَطَعْته. و فُطَیْمةُ: موضع.

فعم؛ ج12، ص: 455

: الفَعْمُ و الأَفْعَم: الممْتلئ، و قیل: الفائض امتلاء. و ساعدٌ فَعْمٌ، فَعُمَ یَفْعُمُ فَعامة و فُعومة فهو فَعْم: ممتلئ. و وَجْه فَعْم و جاریة فَعْمة، و افْعَوْعَمَ، قال كعب یصف نهراً: مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِیِّ مُنْبَعِقٌ، كأَن فیه أَكُفَّ القَوْمِ تَصْطَفِقُ و‌فی صفته، صلی اللّه علیه و سلم: كان فَعْمَ الأَوصال‌أَی ممتلئ الأَعضاء، و فی قصید كعب: ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَیَّدُها أَی ممتلئة الساق. و‌فی حدیث أُسامة: و أَنَّهم أَحاطوا لیلًا بحاضِرِ فَعْمٍ‌أَی حَیّ مُمْتَلِی‌ءٍ بأَهله. و فَعَمَه یَفْعَمُه و أَفْعَمَه: ملأَه و بالغ فی مَلْئِه، و أَنشد: فَصَبَّحَتْ و الطیرُ لم تَكَلَّمِ، جابیةً طُمَّتْ بِسَیْلٍ مُفْعَمِ و أَفْعَمْت البیت برائحة العُود فافْعَوْعَم، و أَفعم المَسَكُ البیتَ: ملأَه بریحه. و أَفعم البیتَ طِیباً: مَلأَه، علی المثل. و افْعَوْعَم هو امتلأَ. و‌فی الحدیث: لو أَنَّ امرأَة من الحُور العِین أَشْرَفَتْ لأَفْعَمَت ما بین السماء و الأَرض رِیحَ المِسك‌أَی ملأَت، و یروی بالغین. و فَعَمَتْه رائحةُ الطیب و أَفْعَمَتْه: ملأَت أَنفَه، و الأَعرف فَغَمتْه، بالغین المعجمة، فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی لكثیر: أَتِیٌّ و مَفْعُومٌ حَثِیثٌ، كأَنه غُرُوبُ السَّوانی أَتْرَعَتها النَّواضِحُ فإِنه زعم أَنه لم یسمع مَفْعُوم إِلا فی هذا البیت، قال: و هو من أَفْعَمْت، و نظیره قول لبید: الناطِق المَبرُوز و المَخْتُوم و هو من أَبرزت، و مثله المَضْعُوف من أَضْعَفْت. الأَزهری: و نَهَر مَفْعُوم أَی ممتلئ. و یقال: سِقاء مُفْعَم و مُفْأَم أَی مملوء، و أَنشد أَبو سهل فی أَشعار
لسان العرب، ج‌12، ص: 456
الفصیح فی باب المشدّد بیتاً آخر جاء به شاهداً علی الضِّحِّ و هو: أَبْیَض أَبرزَه للضِّحِّ راقبهُ، مُقَلَّد قُضُبَ الرَّیْحانِ مَفعومُ أَی ممتلئ لَحْماً. و فَعُمَت المرأَة فَعامة و فُعُومة و هی فَعْمة: اسْتَوی خَلْقها و غَلُظَ ساقها، و ساعدٌ فَعْمٌ، قال: بساعدٍ فَعْمٍ و كَفٍّ خاضِب و مُخَلْخَل فَعْمٌ، قال: فَعْمٌ مُخَلْخَلُها، وَعْثٌ مُؤزَّرُها، عَذْبٌ مُقَبَّلُها، طَعْمُ السَّدَا فُوها السَّدا هاهنا: البلح الأَخضر، واحدته سَداة، و قیل: هو العسَل من قولهم سَدَتِ النحل تَسْدُو سَداً. الجوهری: أَفْعَمْتُ الرجلَ مَلأْته غضباً، و حكی الأَزهری عن أَبی تراب قال: سمعت واقفاً السَّلمَی یقول أَفْعَمْت الرجل و أَفْغَمْته إِذا ملأْته غضباً أَو فرحاً.

فغم؛ ج12، ص: 456

: فَغَم الوَرْدُ یَفْغَم فُغُوماً: انفتح، و كذلك تَفَغَّم أی تفتح. و فَغَمت الرَّائحةُ السُّدَّة: فتَحتْها. و انْفَغَمَ الزُّكام و افْتَغَم: انفرج. و فَغَمةُ الطیب: رائحتُه. فَغمَتْه تَفْغَمُه فَغْماً و فُغُوماً: سدَّت خَیاشِیمه. و‌فی الحدیث: لو أنَّ امرأة من الحور العین أشْرَفَتْ لأَفْغَمَتْ ما بین السماء و الأَرض بریح المسك‌أی لملأَتْ؛ قال الأَزهری: الروایة لأَفعمت، بالعین، قال: و هو الصواب. یقال: فَعَمْت الإِناءَ فهو مفعوم إذا ملأَته، و قد مرَّ تفسیره. و الریحُ الطَّیبة تَفْغَمُ المزكوم؛ قال الشاعر: نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُوما و وجدت فَغْمة الطیب و فَغْوَته أی ریحه. و الفَغَم، بفتح الغین: الأَنف؛ عن كراع، كأنه إنما سمی بذلك لأَن الریح تَفْغَمه. أبو زید: بَهَظْته أَخذت بفُقْمه و بفُغْمِه؛ قال شمر: أَراد بفُقْمه فمَه و بفُغْمِه أَنفه. و الفَغَم، بالتحریك: الحِرص. و فَغِمَ بالشی‌ء فَغَماً فهو فَغِم: لَهِجَ به و أُولِعَ به و حَرَص علیه؛ قال الأَعشی: تَؤُمُّ دِیارَ بنی عامِرٍ، و أَنْتَ بآلِ عقِیل فَغِم قال ابن حبیب: یرید عامر بن صَعْصَعة و عَقِیل بن كعب بن عامر بن صعصعة. و كلْبٌ فَغِمٌ: حریصٌ علی الصید؛ قال إمرؤ القیس: فیُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ، سَمِیعٌ بَصِیرٌ طَلوبٌ نَكِرْ ابن السكیت: یقال ما أشدَّ فَغَمَ هذا الكلب بالصید، و هو ضراوته و دُرْبَته. و الفُغْمُ: الفَم أَجمع، و یحرك فیقال فُغُمٌ. و فَغَمه أی قَبَّله؛ قال الأَغلب العجلی: بَعْدَ شَمِیمِ شاغِفٍ و فَغْمِ و كذا المُفاغَمة؛ قال هُدْبة بن خَشْرَم: متی تقولُ القُلُصَ الرَّواسِما، یُدْنِینَ أُمَّ قاسِمٍ و قاسِما أ لا تَرَیْنَ الدَّمْعَ مِنی ساجما حِذارَ دارٍ مِنْكِ أن تُلائِما؟ و الله لا یَشْفِی الفُؤادَ الهائما، تَماحُكُ اللَّبَّاتِ و المآكِما و فی روایة: نَفْثُ الرُّقَی و عَقْدُك التَّمائِما، و لا اللِّزامُ دُون أن تُفاغِما
لسان العرب، ج‌12، ص: 457
و لا الفِغامُ دون أن تُفاقِما، و تَرْكَبَ القَوائمُ القوائما و فَغِمَ بالمكان فَغَماً: أَقام به و لزِمَه. و أَخذ بفُغْم الرجل أی بذقنه و لحیته كفُقْمه. و‌فی الحدیث: كلوا الوَغْم و اطرحوا الفَغْم؛ قال ابن الأَثیر: الوَغْم ما تساقط من الطعام، و الفَغْم ما یَعْلَقُ بین الأَسنان، أی كلوا فُتات الطعام و ارموا ما یخرجه الخِلال، قال: و قیل هو بالعكس.

فقم؛ ج12، ص: 457

: الفَقَمُ فی الفم: أن تدخل الأَسنان العلیا إلی الفم، و قیل: الفَقَم اختلافه، و هو أن یخرج أسفل اللَّحْی و یدخل أعلاه، فَقِمَ یَفْقَم فَقَماً و هو أَفْقَم، ثم كثر حتی صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم، و قیل: الفَقَم فی الفَم أن تتقدم الثنایا السفلی فلا تقع علیها العلیا إذا ضم الرجل فاه. و قال أبو عمرو: الفَقَمُ أن یطول اللحی الأَسفل و یَقْصُر الأَعلی. و یقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْیة صاحبه و ذَقَنه: أخذ بفُقْمه. و فَقَمْت الرجل فَقْماً، و هو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه. أبو زید: بهظته أَخذت بفُقْمه و بفُغْمه؛ قال شمر: أراد بفُقمه فمه و بفُغْمه أنفه، قال: و الفُقْمانِ هما اللَّحْیان. و‌فی الحدیث: من حفظ ما بین فُقْمَیْهِ دخل الجنة‌أی ما بین لَحییه؛ و الفُقم، بالضم: اللحی، و‌فی روایة: من حفظ ما بین فُقْمَیْه و رجلیه دخل الجنة؛ یرید من حفظ لسانه و فرجه. اللیث: الفَقَمُ رَدَّة فی الذقن، و النعت أفْقَمُ. و‌فی حدیث موسی، علیه السلام: لما صارت عصاه حیة وضعت فُقماً لها أَسفل و فُقْماً لها فوق.و‌فی حدیث الملاعنة: فأَخذت بفُقْمَیْه‌أی بلحییه. و فَقِمَ الرجلُ فَقَماً: رجع ذقَنُه إلی فمه. و فَقِمَ أَیضاً: كثر ماله. و فَقِمَ الإِناءُ: امتلأَ ماء. و یقال: فَقِمَ الشی‌ء اتسع، و الفَقَمُ الامتلاء. یقال: أَصاب من الماء حتی فَقِم؛ عن أبی زید. و الأَمر الأَفْقَمُ: الأَعوج المخالف. و أمرٌ مُتَفاقِم، و تَفاقَمَ الأَمر أی عَظُم. و فَقُمَ الأَمرُ فُقوماً: عظم، و فَقِمَ أیضاً فَقَماً. و فَقِمَ الأَمرُ یَفقَمُ فَقَماً و فُقُوماً و تَفاقَم: لم یَجْر علی استواء، مشتق من ذلك. و فَقِمَ الرجلُ فَقَماً: بَطِرَ، و هو من ذلك لأَن البَطَر خروج عن الاستقامة و الاستواء؛ قال رؤبة: فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه و تَحْسِمُهْ، من دائِه، حتی اسْتَقامَ فَقَمُهْ «3». التهذیب: و إن قیل فَقَم الأَمرُ كان صواباً؛ و أنشد: فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما، فإنّ الأَمرَ قد فَقَما أبو تراب: سمعت عَرّاماً یقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان یعلو الخصوم، و رجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله. و‌فی حدیث المغیرة یصف امرأَة: فَقْماءَ سَلْفَعٍ؛ الفَقْماءُ: المائلةُ الحَنَك، و قیل: هو تقدم الثنایا السُّفلی حتی لا تقع علیها العُلیا. و الفَقْم و الفُقْم: طَرَف خَطْم الكلب و نحوه، و قیل: ذقن الإِنسان و لَحْییه، و قیل: هما فمه. التهذیب: و ربما سَمَّوْا ذقن الإِنسان فَقْماً و فُقْماً. و المُفاقمة: البُضْع، و فی الصحاح: البِضاعُ؛ قال الشاعر: و لا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما و هذا الرجز للأَغلب العجلی، و قد تقدم فی فَغَم. و فَقَم المرأَةَ: نكحها. و فَقِمَ مالُهُ فَقَماً: نَفِدَ و نَفِقَ. و فُقَیْم: بطن فی كنانة، النسب إلیه فُقَمِیٌّ نادِرٌ؛ حكاه سیبویه، و فی الصحاح: و النسبة إلیهم فُقَمِیٌّ
(3). قوله [ترأمه] كذا بالأصل بمیم، و فی المحكم ترأبه بالباء، و المعنی واحد
لسان العرب، ج‌12، ص: 458
مثل هُذَلیٍّ، و هم نَسَأَةُ الشهور. و فُقَیْمٌ أیضاً فی بنی دارم النسب إلیه فُقَیْمِیّ علی القیاس. و أَفْقَمُ: اسم.

فلم؛ ج12، ص: 458

: الفَیْلَمُ: العَظیم الضخْمُ الجُثَّة من الرجال، و منه تَفَیْلَقَ الغلام و تَفَیْلَم بمعنی واحد. یقال: رأَیت رجلًا فَیْلَماً أی عظیماً. و رأَیت فَیْلَماً من الأَمر أی عظیماً. و الفَیْلم: الأَمر العظیم، و الیاء زائدة، و الفَیْلَمانی منسوب إلیه بزیادة الأَلف و النون للمبالغة. و‌فی الحدیث عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الدجال فقال: أَقْمَرُ فَیْلَمٌ هِجان، و فی روایة: رأَیته فَیْلَمانِیّاً.و الفَیْلَمُ: المُشط الكبیر، و قیل: المشط؛ قال الشاعر: كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَیْلَمُ و الفَیْلم: الجُمّة العَظِیمة. و الفَیْلَمُ: الجبان. و یقال: فَیْلَمانیٌّ كما یقال دُحْسُمانیٌّ. و الفَیْلم: العظیم؛ و قال البریق الهذلی: و یَحْمِی المُضافَ إذا ما دَعا، إذا فَرَّ ذو اللِّمّةِ الفَیْلَمُ و یقال: الفَیلم الرجل العظیم الجُمَّة؛ و قال: یُفَرِّقُ بالسیفِ أَقْرانَه، كما فَرَّقَ اللِّمّةَ الفیلم قال ابن بری: و هذا البیت الذی أنشده لبریق الهذلی یروی علی روایتین، قال: و هو لعیاض بن خویلد الهذلی؛ و رواه الأَصمعی: یُشَذِّبُ بالسیف أَقرانه، إذا فر ذو اللمة الفیلم قال: و لیس الفیلم فی البیت الثانی شاهداً علی الرجل العظیم الجمة كما ذكر إنما ذلك علی من رواه: كما فَرَّ ذو اللمة الفیلم قال: و قد قیل إن الفیلم من الرجال الضخم، و أما الفیلم فی البیت علی من رواه: كما فرَّق اللمة الفیلم فهو المشط. قال ابن خالویه: یقال رأیت فَیْلماً یُسرِّح فَیْلَمه بِفَیْلَمٍ أی رأَیت رجلًا ضَخماً یسرح جُمة كبیرة بالمشط. قال ابن بری: و أَنشد الأَصمعی لسیف بن ذی یزن فی صفة الفُرْس الذین جاء بهم معه إلی الیمن: قَد صَبَّحَتْهُم مِن فارِسٍ عُصَبٌ، هِرْبِذُها مُعْلَمٌ و زِمْزِمها بِیضٌ طِوالُ الأَیْدِی مَرازبةٌ، كُلُّ عَظیمِ الرُّؤُوسِ فَیْلَمُها هَزُّوا بناتِ الرِّیاحِ نَحْوَهُم، أَعْوَجُها طَامِحٌ و أَقْوَمُها بناتُ الریاح: النَّشاب. و الفَیْلَم: المشط بلغة أهل الیمن، و كل هؤلاء یُعَظِّمُ مُشْطَه. و الفَیْلَمُ: المرأَة الواسعة الجَهاز. و بِئرٌ فَیْلَمٌ: واسِعة؛ عن كراع، و قیل: واسعة الفم، و كل واسع فَیْلم؛ عن ابن الأَعرابی.

فلقم؛ ج12، ص: 458

: الجوهری: الفَلْقَم الواسع.

فلهم؛ ج12، ص: 458

: الفَلْهَم: فرج المرأَة الضخْم الطویل الإِسْكَتَیْنِ القبیح. الأَصمعی: الفَلهم من جهاز النساء ما كان منفرجاً. أبو عمرو: الفلهم الفرج؛ و أنشد: یا ابنَ التی فَلْهَمُها مِثْلُ فَمِه، كالحَفْر قام وِرْدُه بأَسْلُمِه الحَفْر هنا: البئر التی لم تُطو. و أَسْلُم: جمع سَلْم الدلو، و أراد أن فلهمها أَبخر مثل فمه. و‌فی الحدیث: أن قوماً افتقدوا سِخابَ فتاتهم فاتَّهموا امرأَة فجاءت
لسان العرب، ج‌12، ص: 459
عجوز ففتشت فلهمها‌أی فرجها؛ قال ابن الأَثیر: و ذكره بعضهم فی القاف. و بِئر فَلْهم: واسعة الجَوْفِ.

فمم؛ ج12، ص: 459

: فُمَّ: لغة فی ثُمَّ، و قیل: فاء فمّ بدل من ثاء ثمّ. یقال: رأَیت عَمراً فُمَّ زیداً و ثم زیداً بمعنی واحد. التهذیب: الفراء قبَّلها فی فُمّها و ثُمِّها. الفراء: یقال هذا فَمٌ، مفتوح الفاء مخفف المیم، و كذلك فی النصب و الخفض رأَیت فَماً و مررتُ بفَمٍ، و منهم من یقول هذا فُمٌ و مررت بفُمٍ و رأَیت فُماً، فیضم الفاء فی كل حال كما یفتحها فی كل حال؛ و أما بتشدید المیم فإنه یجوز فی الشعر كما قال محمد بن ذؤیب العُمانی الفُقَیْمی: یا لَیْتَها قد خَرَجَتْ مِن فُمِّه، حتَّی یَعُودَ المُلْكُ فی أُسْطُمِّه قال: و لو قال من فَمِّه، بفتح الفاء، لجاز؛ و أما فُو و فی و فا فإنما یقال فی الإِضافة إلا أن العجاج قال: خالَط مِن سَلْمَی خَیاشِیمَ و فا قال: و ربما قالوا ذلك فی غیر الإِضافة و هو قلیل. قال اللیث: أما فو و فا و فی فإن أَصل بنائها الفَوْه، حذفت الهاء من آخرها و حملت الواو علی الرفع و النصب و الجر فاجترّت الواو صروف النحو إلی نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء، و إنما یستحسنون هذا اللفظ فی الإِضافة، فأما إذا لم تُضَف فإن المیم تجعل عماداً للفاء لأَن الیاء و الواو و الأَلف یسقطن مع التنوین فكرهوا أن یكون اسم بحرف مغلق، فعمدت الفاء بالمیم، إلا أن الشاعر قد یضطر إلی إفراد ذلك بلا میم فیجوز له فی القافیة كقولك: خالط من سلمی خیاشیم و فا الجوهری: الفم أَصله فَوْه نقصت منه الهاء فلم تحتمل الواو الإِعراب لسكونها فعوض منها المیم، فإذا صغَّرت أو جمَعْت رددته إلی أَصله و قلت فُوَیْه و أَفْواه، و لا تقل أَفماء، فإذا نسبت إلیه قلت فَمِیٌّ، و إن شئت فَمَوِیٌّ یجمع بین العوض و بین الحرف الذی عوّض منه، كما قالوا فی التثنیة فَمَوانِ، قال: و إنما أَجازوا ذلك لأَن هناك حرفاً آخر محذوفاً و هو الهاء، كأَنهم جعلوا المیم فی هذه الحال عوضاً عنها لا عن الواو؛ و أنشد الأَخفش للفرزدق: هُما نَفَثا فی فیَّ مِن فَمَوَیْهما، علی النابِحِ العاوی، أَشَدَّ رِجامِ قوله أَشد رجام أی أَشدَّ نَفْث، قال: و حق هذا أن یكون جماعة لأَن كل شیئین من شیئین جماعة فی كلام العرب، كقوله تعالی: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمٰا؛ إلا أنه یجی‌ء فی الشعر ما لا یجی‌ء فی الكلام، قال: و فیه لغات: یقال هذا فَمٌ و رأَیت فَماً و مررت بِفَمٍ، بفتح الفاء علی كل حال، و منهم من یضم الفاء علی كل حال، و منهم من یكسر الفاء علی كل حال، و منهم من یعربه فی مكانین، یقول: رأَیت فَماً و هذا فُمٌ و مررت بِفِمٍ. قال الفراء: فُمَّ و ثُمَّ من حروف النسق. التهذیب: الفراء أَلقَیْتُ علی الأَدیم دَبْغةً، و الدَّبْغة أن تُلقی علیه فَماً من دباغ خفیفة أی فَماً من دِباغ أی نَفْساً، و دَبَغْتُه نَفْساً و یجمع أَنْفُساً كأَنْفُس الناس و هی المرة.

فهم؛ ج12، ص: 459

: الفَهْمُ: معرفتك الشی‌ء بالقلب. فَهِمَه فَهْماً و فَهَماً و فَهامة: عَلِمَه؛ الأَخیرة عن سیبویه. و فَهِمْت الشی‌ء: عَقَلتُه و عرَفْته. و فَهَّمْت فلاناً و أَفْهَمْته، و تَفَهَّم الكلام: فَهِمه شیئاً بعد شی‌ء. و رجل فَهِمٌ: سریع الفَهْم، و یقال: فَهْمٌ و فَهَمٌ. و أَفْهَمه الأَمرَ و فَهَّمه إیاه: جعله یَفْهَمُه. و اسْتَفْهَمه: سأَله أن یُفَهِّمَه. و قد اسْتعفْهَمَنی الشی‌ءَ فأَفْهَمْته و فَهَّمْته تفهیماً.لسان العرب، ج‌12، ص: 460‌و فَهْم: قبیلة أبو حی، و هو فَهْم بن عَمرو بن قَیْسِ ابن عَیْلان.

فوم؛ ج12، ص: 460

: الفُومُ: الزَّرع أو الحِنْطة، و أَزْدُ الشَّراة یُسمون السُّنْبُل فُوماً، الواحدة فُومة؛ قال: و قالَ رَبِیئُهم لَمّا أَتانا بِكَفِّه فُومةٌ أوْ فُومَتانِ و الهاء فی قوله بكفه غیر مشبعة. و قال بعضهم: الفُومُ الحِمَّص لغة شامیة، و بائِعُه فامِیٌّ مُغَیَّر عن فُومِیّ، لأَنَهم قد یُغیِّرون فی النسب كما قالوا فی السَّهْل و الدَّهْر سُهْلیٌّ و دُهْرِیٌّ. و الفُوم: الخبز أیضاً. یقال: فَوِّموا لنا أی اخْتَبِزُوا؛ و قال الفراء: هی لغة قدیمة، و قیل: الفُوم لغة فی الثُّوم. قال ابن سیدة: أُراه علی البدل. قال ابن جنی: ذهب بعض أَهل التفسیر فی قوله عز و جل: وَ فُومِهٰا وَ عَدَسِهٰا، إلی أنه أراد الثُّوم، فالفاء علی هذا عنده بدل من الثاء، قال: و الصواب عندنا أن الفُوم الحِنطة و ما یُخْتَبَز من الحبُوب. یقال: فَوَّمْت الخبز و اختبزته، و لیست الفاء علی هذا بدلًا من الثاء، و جمعوا الجمع فقالوا فُومانٌ؛ حكاه ابن جنی، قال: و الضمة فی فُوم غیر الضمة فی فُومان، كما أن الكسرة التی فی دِلاصٍ و هِجانٍ غیر الكسرة التی فیها للواحد و الأَلف غیر الأَلف. التهذیب: قال الفراء فی قوله تعالی وَ فُومِهٰا، قال: الفُوم مما یذكرون لغة قدیمة و هی الحنطة و الخبز جمیعاً. و قال بعضهم: سمعنا العرب من أهل هذه اللغة یقولون فَوّمُوا لنا، بالتشدید، یریدون اختبزوا؛ قال: و هی فی قراءة عبد الله و ثُومها، بالثاء، قال: و كأنه أَشبه المعنیین بالصواب لأَنه مع ما یشاكله من العدس و البصل، و العرب تبدل الفاء ثاء فیقولونَ جَدَفٌ و جَدَثٌ للقبر، و وقع فی عافُور شَرٍّ و عاثُورِ شر. و قال الزجاج: الفوم الحنْطة، و یقال الحبوب، لا اختلاف بین أهل اللغة أن الفُوم الحِنطة، و سائرُ الحبوب التی تختبز یلحقها اسم الفُوم، قال: و من قال الفُوم هاهنا الثُّوم فإن هذا لا یعرف، و محال أن یطلب القوم طعاماً لا بُرَّ فیه، و هو أصل الغذاء، و هذا یقطع هذا القول، و قال اللحیانی: هو الثُّوم و الفُوم للحنطة. قال أبو منصور: فإن قرأَها ابن مسعود بالثاء فمعناه الفوم و هو الحنطة. الجوهری: یقال هو الحنطة؛ و أَنشد الأَخفش لأَبی مِحْجَن الثَّقَفی: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُنی كأَغْنی واحِدٍ نَزَلَ المَدِینةَ عن زِراعةِ فُومِ و قال أُمیّة فی جمع الفُوم: كانت لهم جَنّةٌ إذ ذاك ظاهِرةٌ، فیها الفَرادِیسُ و الفُومانُ و البَصَلُ و یروی: الفَرارِیسُ؛ قال أبو الإِصبع: الفَرارِیسُ البصل. و قال ابن درید: الفُومة السُّنبلة، قال: و الفامِیُّ السُّكری «4». قال أبو منصور: ما أُراه عربیّاً محضاً. و قَطَّعُوا الشاة فُوماً فُوماً أی قِطَعاً قِطَعاً. و الفَیُّوم: من أَرض مصر قتل بها مروان بن محمد آخر ملوك بنی أُمیة.

فیم؛ ج12، ص: 460

: الفَیامُ و الفِیامُ: الجماعة من الناس و غیرهم، قال: و لو لا الفَیام لقلت إن الفِیام مخفف من الفِئام.

فصل القاف؛ ج12، ص: 460

قأم؛ ج12، ص: 460

: قَئِمَ من الشراب قَأَماً: ارْتوی؛ عن أبی حنیفة.

قتم؛ ج12، ص: 460

: القُتْمة: سواد لیس بشدید، قَتَمَ یَقْتِم قَتامةً فهو قاتِمٌ و قَتِم قَتَماً و هو أَقتَمُ؛ أنشد سیبویه:
(4). قوله [السكری] كذا فی شرح القاموس، و الذی فی الأَصل السین علیها ضمة و ما بعد الكاف غیر واضح
لسان العرب، ج‌12، ص: 461
سیُصْبِحُ فَوقی أَقتَمُ الرِّیش واقِعاً بِقالِیقَلا أَوْ مِن وَراء دَبِیلِ «1» التهذیب: الأَقتم الذی یعلوه سواد لیس بالشدید و لكنه كسواد ظهر البازی، و أَنشد: كما انقَضَّ بازٍ أَقتَمُ اللَّوْن كاسِرُ و المصدر القُتْمة. و سنة قَتْماء: شاحبة. و قَتَم وجهه قُتوماً: تغَیَّر. و أَسودُ قاتِمٌ و قاتِنٌ، بالنون، مُبالَغ فیه كحالِكٍ، حكاه یعقوب فی الإِبدال، و قیل: إِنه لغة و لیس ببدل. و القاتمُ: الأَحمر، و قیل: هو الذی فیه حمرة و غُبرة، و هو القُتْمة، و قد اقتَمَّ اقتِماماً، و بازٍ أَقتمُ الریشِ. و مكانٌ قاتِم الأَعماق: مُغْبَرُّ النَّواحی. و القَتَمُ و القَتامُ: الغُبار، و حكی یعقوب فیه القَتان، و هو لغة فیه، و قد قَتَمَ یَقْتِمُ قُتوماً إِذا ضرب إِلی السواد، و أَنشد: و قاتِم الأَعماقِ خاوی المُخْتَرَق و أَنشد ابن الأَعرابی: و قَتْلِ الكُماةِ و تَمْتِیعِهم بِطَعْنِ الأَسِنَّة تَحْتَ القَتَمْ و قال الأَصمعی: إِذا كانت فیه غُبرة و حمرة فهو قاتِم، و فیه قُتْمةٌ، جاء به فی الثیاب و أَلوانها. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: قال لابنه عبد اللّٰه یوم صِفِّین انظُر أَین تری علیّاً؟ قال: أَراه فی تلك الكَتِیبة القَتْماء، فقال: للّٰه درّ ابن عمَر و ابن مالك! فقال له: أَیْ أَبَهْ فما یَمْنَعُك إِذ غَبَطْتَهم أَن تَرجِع؟ فقال: یا بنی أَنا أَبو عبد اللّٰه إِذا حككت قَرْحة دَمَّیْتُها، القَتْماء: الغبراء من القَتام، و تَدْمِیةُ القَرْحة مَثَلٌ أَی إِذا قصدت غایةً تَقصَّیْتُها، و ابن عمر: هو عبد اللّٰه، و ابن مالك: هو سعد بن أَبی وقاص، و كانا ممن تخلف عن الفریقین. أَبو عمرو: أَحمر قاتِمٌ شدید الحُمرة، و أَنشد: كُوماً جِلاداً عِند جَلْدٍ قاتِم و أَقتَم الیومُ: اشتدَّ قَتَمُه، عن أَبی علی. و القَتَمُ: ریح ذاتُ غُبار كریهة. و قُتَیْمٌ: من أَسماء الموت. و القَتَمةُ: رائحة كریهة، و هی ضد الخَمْطة، و الخَمْطة تُسْتَحَبُّ و القَتَمة تُكره. قال الأَزهری: أَری الذی أَراده ابن المظفر القَنَمة، بالنون، یقال: قَنِمَ السِّقاء یَقْنَمُ إِذا أَرْوَحَ، و أَما القَتَمةُ، بالتاء، فهی فی اللون الذی یضرب إِلی السواد، و القَنَمةُ، بالنون: الرائحة الكریهة.

قثم؛ ج12، ص: 461

: قَثَمَ الشی‌ء یَقْثِمه قَثْماً و اقتَثَمه: جَمَعه و اجترفه. و یقال: قَثام أی اقْثِم، مطرد عند سیبویه و موقوف عند أبی العباس. و رجل قَثُومٌ: جَمّاع لعیاله. و القُثَمُ و القَثوم: الجَموع للخیر. و یقال فی الشر أَیضاً: قَثَم و اقْتَثَم. و یقال: إنه لقَثُوم للطعام و غیره؛ و أنشد: لأَصْبَحَ بَطْنُ مَكةَ مُقْشَعِرًّا، كأَنَّ الأَرضَ لیس بها هِشامُ یَظَلُّ كأَنه أَثناءَ سَرْطٍ، و فَوْقَ جِفانِه شَحْمٌ رُكامُ «2». فللكُبَراء أَكْلٌ حیثُ شاؤوا، و للصُّغَراء أَكْلٌ و اقْتِثامُ قال ابن بری: یعنی هشام بن المغیرة، قال: و الاقتِثام التَّزْلِیلُ. و قَثَم له من العطاء قَثْماً: أكثَر،
(1). 1 قوله «واقعاً» كذا فی الأصل تبعاً لابن سیدة، و الذی فی معجم یاقوت فی غیر موضع: كاسراً. (2). قوله [كأنه أثناء إلخ] كذا بالأصل و لینظر خبر كأنّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 462
و قیل: قَثَم له أعطاه دُفعة من المال جیِّدة مثل قَذَمَ و غَذَمَ و غَثَمَ. و قُثَم: اسم رجل مشتق منه، و هو معدول عن قاثِم و هو المُعطی. و یقال للرجل إذا كان كثیر العَطاء: مائحٌ قُثَمُ؛ و قال: ماحَ البِلادَ لنا فی أوَّلِیَّتِنا، علی حَسودِ الأَعادِی، مائحٌ قُثَمُ و رجل قُثَم و قُذَم إذا كان مِعطاء. و قَثَم مالًا إذا كَسبَه. و قَثامِ: اسم للغنیمة إذا كانت كثیرة. و قد اقْتَثَم مالًا كثیراً إذا أَخذه. و‌فی حدیث المبعث: أَنت قُثَم، أَنت المُقَفَّی، أَنت الحاشر؛ هذه أَسماء النبی سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و‌فی الحدیث: أَتانی ملَك فقال أَنت قُثَم و خَلْقُك قَیّم؛ القُثَمُ: المجتمع الخلق، و قیل: الجامع الكامل، و قیل: الجَموع للخیر، و به سمی الرجل قُثَم، و قیل: قُثم معدول عن قاثم، و هو الكثیر العطاء. و یقال للذِّیخ قُثُمُ، و اسم فِعله القُثْمة، و قد قَثَم یَقْثم قَثْماً و قُثْمة. و القَثم: لَطْخُ الجَعْر و نحوه. و قَثامِ: من أَسماء الضّبُع، سمیت به لالتطاخها بالجعر؛ قال سیبویه: سمیت به لأَنها تَقْثِم أی تُقطِّع. و قُثَمُ: الذكَر من الضِّباع، و كلاهما معدول عن فاعل و فاعلة، و الأُنثی قَثامِ مثل حَذامِ، سمیت الضَّبُع بذلك لتلطخها بجَعْرها. و القُثْمة: الغُبرة. و قَثُم قَثْماً و قَثامة: اغْبَرّ. و یقال للأَمة: یا قَثامِ، كما یقال لها: یا ذَفارِ. قال ابن بری: سمی الذكر من الضِّبْعان قُثَم لبُطئه فی مشیه، و كذلك الأُنثی. یقال: هو یَقْثُم فی مشیه، و یقال: هو یَقْثِمُ أی یَكْسِب، و لذلك سمی أبا كاسب، و هذا هو الصحیح.

قحم؛ ج12، ص: 462

: القَحْم: الكبیر المُسنّ، و قیل: القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر؛ قال رؤبة: رأَینَ قَحْماً شابَ و اقْلَحَمّا، طالَ علیه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا و الأُنثی قَحْمة، و زعم یعقوب أن میمها بدل من باء قَحْبٍ. و القَحومُ: كالقَحْم. و القَحْمة: المسنة من الغنم و غیرها كالقَحْبة، و الاسم القَحامة و القُحومة، و هی من المصادر التی لیست لها أَفعال. قال أبو عمرو: القَحْم الكبیر من الإِبل و لو شبه به الرجل كان جائزاً؛ و القَحْرُ مثله. و قال أبو العمیثل: القَحْمُ الذی قد أَقحَمَتْه السِّنُّ، تراه قد هَرِمَ من غیر أوان الهَرَم؛ قال الراجز: إنی، و إنْ قالوا كَبیرٌ قَحْمُ، عِندی حُداءٌ زَجَلٌ و نَهْمُ و النَّهْم: زَجر الإِبل. الجوهری: شیخ قَحْمٌ أی هِمٌّ مثل قَحْل. و‌فی حدیث ابن عُمر: ابْغِنی خادماً لا یكون قَحْماً فانِیاً و لا صغیراً ضَرَعاً؛ القَحْم: الشیخُ الهِمُّ الكبیر. و قَحَمَ الرَّجُلُ فی الأَمرِ یَقْحُم قُحوماً و اقتَحَمَ و انْقَحَم، و هما أَفصح: رَمَی بنفسه فیه من غیر رَوِیَّةٍ، و قیل: رَمی بنفسه فی نهر أو وَهْدةٍ أو فی أَمر من غیر دُرْبةٍ، و قیل: إنما جاءت قَحَمَ فی الشِّعر وحده. و‌فی الحدیث: أَقْحِمْ یا ابنَ سیفِ الله.قال الأَزهری: و فی الكلام العام اقْتَحَم. و تَقْحِیمُ النفْسِ فی الشی‌ء: إدخالها فیه من غیر رَویَّة. و‌فی حدیث عائشة: أَقبلت زَیْنبُ تَقَحَّمُ لها‌أی تَتَعرَّضُ لشتمها و تدخل علیها فیه كأنها أَقبلت تشتُمها من غیر رویّة و لا تثَبُّت. و‌فی الحدیث: أنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار و أَنتم تقْتَحِمُون فیها‌أی تقَعُونَ فیها. یقال: اقْتَحَم الإِنسانُ الأَمرَ العظیم و تقَحَّمَه؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: مَنْ سَرَّه أن
لسان العرب، ج‌12، ص: 463
یتَقَحَّم جرَاثِیمَ جهنم فلْیَقْضِ فی الجَدِّ‌أی یرمی بنفسه فی مَعاظِم عذابها. و‌فی حدیث ابن مسعود: مَنْ لَقِیَ الله لا یُشرك به شیئاً غَفر له المُقْحِماتِ‌أی الذنوبَ العِظامِ التی تُقْحِمُ أَصحابها فی النار أی تُلقیهم فیها. و فی التنزیل: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ؛ ثم فسر اقْتِحامَها فقال: فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ، و قرئ: فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعٰامٌ، و معنی فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أی فلا هو اقتحم العقبة، و العرب إذا نفت بلا فِعْلًا كررتها كقوله: فَلٰا صَدَّقَ وَ لٰا صَلّٰی، و لم یكررها هاهنا لأَنه أَضمر لها فعلًا دل علیه سیاق الكلام كأَنه قال: فلا أَمن و لا اقْتَحَمَ العقبة، و الدلیل علیه قوله: ثُمَّ كٰانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا. و اقتحمَ النجمُ إذا غاب و سَقط؛ قال ابن أَحمر: أُراقِبُ النجمَ كأَنی مُولَع، بحیْثُ یَجْری النجمُ حتی یقْتَحِم أی یسقط؛ و قال جریر فی التقدم: همُ الحامِلونَ الخَیلَ حتی تقَحَّمَت قَرابِیسُها، و ازدادَ مَوجاً لُبُودها و القُحَمُ: الأُمور العِظام التی لا یَركبها كل أَحد. و للخصومة قُحَم أَی أَنها تَقْحَمُ بصاحبها علی ما لا یریده. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: أَنه وكَّلَ عبدَ الله بن جعفر بالخُصومة، و قال: إن للخُصومةِ قُحَماً، و هی الأُمور العظام الشاقة، واحدتها قُحْمةٌ، قال أَبو زید الكلابی: القُحَم المَهالك؛ قال أَبو عبید: و أَصله من التَّقَحُّم، و منه قُحْمة الأَعْراب، و هو كله مذكور فی هذا الفصل؛ و قال ذو الرمة یصف الإِبل و شدة ما تلقی من السیر حتی تُجْهِض أَولادها: یُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو یَلْتَزمْنها، علی قُحَمٍ، بینَ الفَلا و المَناهِل و قال شمر: كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة و الحروب و الدیون فهی قُحَم؛ و أَنشد لرؤْبة: مِنْ قُحَمِ الدَّیْنِ و زُهْدِ الأَرْفاد قال: قُحَمُ الدین كثرته و مَشقَّته؛ قال ساعدة بن جؤیة: و الشَّیْبُ داءٌ نَحِیسٌ، لا دواءَ له للمَرءِ كان صَحیحاً صائِبَ القُحَمِ یقول: إذا تقَحَّمَ فی أَمر لم یَطِش و لم یُخْطِئ؛ قال: و قال ابن الأَعرابی فی قوله: قومٌ إذا حارَبوا، فی حَرْبِهم قُحَمُ قال: إقدام و جُرأَة و تقَحُّم، و قال فی‌قوله: مَن سرَّه أَن یتَقَحَّم جَراثِیمَ جهنم؛ قال شمر: التَّقحُّم التقدُّم و الوُقوعُ فی أُهْوِیّة و شدّة بغیر رویة و لا تثبت؛ و قال العجاج: إذا كُلِی و اقْتُحِمَ المَكْلِیُّ یقول: صُرِعَ الذی أُصِیبت كُلْیَتُه. و قُحَمُ الطریق: ما صَعُبَ منها. و اقْتَحَم المنزل: هَجَمه. و اقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها من غیر أَن یُرْسَلَ فیها. الأَزهری: المَقاحِیمُ من الإِبل التی تَقْتَحِم فتَضْرب الشول من غیر إرسال فیها، و الواحد مِقْحام؛ قال الأَزهری: هذا من نعت الفُحول. و الإِقْحامُ: الإِرْسال فی عجلة. و بعیر مُقْحَم: یذهب فی المفازة من غیر مُسِیم و لا سائق؛ قال ذو الرمة: أو مُقْحَم أَضْعفَ الإِبْطانَ حادِجُه، بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان و القتَبُ قال: شبَّه به جَناحَی الظلیم. و أَعْرابی مُقْحَم: نشأَ فی البَدْو و الفَلوَات لم یُزایِلها. و قَحَم المنازل: طَواها؛ و قول عائذ بن منقذ العَنْبری أَنشده ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌12، ص: 464
تُقَحِّم الرَّاعی إذا الراعی أَكَبُّ فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل و لكن تَطوی فتُقَحِّمُه منزلًا منزلًا یصف إبلًا؛ و قوله: مُقَحِّم الرَّاعی ظَنُونَ الشِّرْبِ یعنی أَنه یقتحم منزلًا بعد منزل یَطْوِیه فلا ینزل فیه، و قوله ظَنونَ الشِّرب أی لا یدری أَ به ماء أم لا. و القُحْمة: الانْقِحام فی السیر؛ قال: لمَّا رأَیتُ العامَ عاماً أَسْحَما، كَلَّفْتُ نفْسی و صِحابی قُحَما و المُقْحَم، بفتح الحاء: البعیر الذی یُرْبِعُ و یُثْنی فی سنة واحدة فیَقتحِم سناً علی سن قبل وقتها، و لا یكون ذلك إلا لابن الهَرِمَیْن أَو السَّیِّ‌ءِ الغذاء. الأَزهری: البعیر إذا أَلقَی سِنَّیْه فی عام واحد فهو مُقْحَم، قال: و ذلك لا یكون إلَّا لابن الهَرِمَین؛ و أَنشد ابن بری لعمرو بن لجإٍ: و كنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمی، كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ و عنی بالكَبداء مَحالة عظیمة الوَسَط. و أُقْحِمَ البعیر: قُدِّم إلی سن لم یبلغها كأَن یكون فی جِرْم رَباعٍ و هو ثَنِیٌّ فیقال رَباعٌ لعِظَمِه، أَو یكون فی جرم ثنیّ و هو جَذَعٌ فیقال ثنی لذلك أَیضاً، و قیل: المُقْحَم الحِقُّ و فوق الحِقِّ مما لم یَبْزُل. و قُحْمة الأَعراب: أن تصیبهم السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها علیهم أو تقَحُّمُهم بلاد الریف. و قَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم علیهم و قد أَقْحَموا و أُقْحِموا؛ الأُولی عن ثعلب، و قُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الریف هرباً من الجدب. و أَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ و فی الحَضر: أَدْخَلَتْهم إیاه. و كلُّ ما أَدْخلتَه شیئاً فقد أَقْحَمْتَه إیاه و أَقْحَمْتَه فیه؛ و قال: فی كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد یُقْحِمُها، ما یُشْتَرَی الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ الجوهری: القُحْمة السنة الشدیدة. یقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا أَصابهم قَحْط. و‌فی الحدیث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بنی جَعْدة‌أی أَخرجَته من البادیة و أَدخَلتْه الحضَر. و القُحمة: ركوب الإِثْم؛ عن ثعلب. و القُحمة، بالضم: المهلكة. و أَسودُ قاحِمٌ: شدید السواد كفاحم. و التَّقْحِیمُ: رَمیُ الفرسِ فارسَه علی وجهه؛ قال: یُقَحِّمُ الفارِسَ لو لا قَبْقَبُهْ و یقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، و ذلك إذا ندَّت به فلم یَضْبِطْ رأْسَها و ربما طَوَّحت به فی وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز: أَقولُ، و الناقةُ بی تقَحَّمُ، و أَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ: ویْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، یا عَلْكَمُ؟ یقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا یَضْبِطُ رأْسها إنها إذا سَمَّی أُمَّها وقفت. و عَلْكَم: اسم ناقة. و أَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم، و اقْتَحم النهر أَیضاً: دخَله. و‌فی حدیث عمر: أَنه دخلَ علیه و عنده غُلَیِّمٌ أَسْودُ یَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه تقَحَّمَتْ بی الناقةُ اللیلةَ‌أَی أَلَقَتْنی. و القُحْمةُ: الوَرْطةُ و المَهْلكة. و قَحَمَ إلیه یَقْحَم: دَنا. و القُحَمُ: ثلاث لیال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ فی دُنُوِّه إلی الشمس. و اقْتَحمَتْه عینی: ازْدَرَتْه، قال: و قد یكون الذی تَقْحَمُه عینُك فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه و حُسنه نحو أَن یكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو جَذَعاً.
لسان العرب، ج‌12، ص: 465
و‌فی حدیث أُم معبد فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا تَقْتَحِمهُ عَین من قِصَر‌أی لا تتجاوَزُه إلی غیره احتقاراً له. و كل شی‌ء ازْدَرَیْتَه فقد اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العینُ و لا تَزْدَرِیه لقِصَرِه. و فلان مُقْحَمٌ أی ضعیف. و كلُّ شی‌ء نُسِبَ إلی الضعف فهو مُقْحَم؛ و منه قول النابغة الجَعْدی: عَلَوْنا و سُدنا سُودَداً غیرَ مُقْحَمِ قال: و أَصل هذا و شبهه من المُقحم الذی یتحوَّل من سنّ إلی سنّ فی سنة واحدة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: من الناسِ أَقْوامٌ، إذا صادَفوا الغِنی توَلَّوْا، و قالوا للصَّدیقِ و قَحَّمُوا فسره فقال: أَغْلَظُوا علیه و جَفَوه.

قحدم؛ ج12، ص: 465

: القَحْدَمةُ و القَمَحْدُوةُ و القَحْدُوةُ «3»: الهَنةُ الناشزة فوق القفا، و هی بین الذُّؤابة و القفا مُنحدرة عن الهامة، إذا استلقی الرجل أَصابت الأَرض من رأْسه؛ قال: فإن یُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحورِهم، و إنْ یُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالی القَماحِدِ «4». الأَزهری: أَبو عمرو تقَحْدَمَ الرجلُ فی أَمره تقَحْدُماً إذا تشدد، فهو مُتَقَحْدِمٌ؛ و قَحْدَم: اسم رجل مأْخوذ منه.

قحذم؛ ج12، ص: 465

: تقَحْذَم الرجل: وقع مُنْصَرِعاً. و تقَحْذَم البیتَ: دخَله. و القَحْذَمةُ و التَّقَحْذُم: الهُوِیّ علی الرأْس؛ قال: كَمْ مِن عدوّ زالَ أو تَدَحْلَما، كأَنَّه فی هُوَّةٍ تقَحْذَما تَدَحْلَم إذا تَدَهْوَرَ فی بئر أَو من جبَلٍ.

قحزم؛ ج12، ص: 465

: قَحْزَمَ الرجلَ: صرَفَه عن الشی‌ء.

قخم؛ ج12، ص: 465

: القَیْخَمُ: الضَّخم العظیم؛ قال العجاج: و شَرَفاً ضَخْماً و عِزّاً قَیْخَما و القَیْخمان: كبیر القَریة و رأْسُها؛ قال العجاج: أَو قَیْخَمانِ القَرْیةِ الكبیر

قدم؛ ج12، ص: 465

: فی أَسماء اللّه تعالی المُقَدِّم: هو الذی یُقَدِّم الأَشیاءَ و یضعها فی مواضعها، فمن استحق التَّقدیم قدَّمه. و القَدِیم، علی الإِطلاق: اللّه عز و جل. و القِدَمُ: العِتْقُ مصدر القَدِیم. و القِدَمُ: نَقِیضُ الحُدوث، قَدُمَ یَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و تَقادَمَ، و هو قَدِیم، و الجمع قُدَماء و قُدَامی. و شی‌ءٌ قُدامٌ: كقَدِیم. و‌فی حدیث ابن مسعود: فسَلَّم علیه و هو یُصلِّی فلم یَرُدَّ علیه، قال: فأَخذنی ما قَدُم و ما حَدُثَ‌أَی الحزن و الكآبَة، یرید أَنه عاوَدَتْه أَحْزانه القدیمة و اتَّصَلَت بالحَدِیثة، و قیل: معناه غَلَب علیّ التفَكُّر فی أَحوالی القدیمة و الحدیثة، أَیُّها كان سبباً لترك ردِّه السلام علیّ. و القَدَمُ و القُدْمةُ: السابقة فی الأَمر. یقال: لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَی أَثرَةٌ حَسنَة. قال ابن بری: القَدَمُ التَّقَدُّم، قال الشاعر: و إِنْ یَكُ قَوْمٌ قد أُصِیبُوا، فإِنهم بَنَوْا لكُمُ خَیرَ البَنِیَّة و القَدَمْ و قال أُمیة بن أَبی الصلت: عَرَفْتُ أَن لا یَفُوتَ اللَّهَ ذُو قَدَمٍ، و أَنَّه من أَمِیرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ و قال عبد اللَّه بن هَمّام السَّلُولی: و نسْتَعِینُ، إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ، بِحَدٍّ ثابتِ القَدَمِ
(3). قوله [و القحدوة] كذا بالأَصل مضبوطاً، و فی شرح القاموس: و المقحدوة بزیادة میم قبل القاف (4). قوله [فان یقبلوا … إلخ] تقدم فی قمحد: أتی به هنا شاهداً علی التفسیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 466
و قال جریر: أَ بَنِی أُسَیْدٍ، قد وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً، و لیس لكمْ قُدَیْمٌ یُعْلَمُ و‌فی حدیث عمر: إِنَّا علی مَنازِلنا من كتاب اللَّه و قِسْمةِ رَسوله و الرَّجلُ و قَدَمُه و الرجل و بَلاؤه‌أَی أَفْعاله و تقَدُّمُه فی الإسلام و سَبْقُه. و فی التنزیل العزیز: وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ، أَی سابِقَ خیر و أَثراً حسناً، قال الأَخفش: هو التقدیم كأَنه قدم خیراً و كان له فیه تقدیم، و كذلك القُدْمة، بالضم و التسكین، قال سیبویه: رجل قَدَمٌ و امرأة قَدَمةٌ یعنی أَن لهما قدَم صدق فی الخیر، قیل: و قَدَمُ الصدقِ المنزلة الرفیعةُ و السابقة، و المعنی أَنه قد سبق لهم عند الله خیر، قال: و للكافر قَدم شر، قال ذو الرمة: و أَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَیْتِ ذُؤابَةٍ، لهم قَدَمٌ مَعْروفةٌ و مَفَاخِرُ قالوا: القَدَمُ و السابقة ما تقَدَّموا فیه غیرهم. و‌روی عن أَحمد بن یحیی: قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ، القدَم كل ما قَدَّمْت من خیر.و تَقَدَّمَتْ فیه لفلان قَدَمٌ أَی تقَدُّمٌ فی الخیر.ابن قتیبة: أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ یعنی عملًا صالحاً قدّموه.أَبو زید: رجل قَدَمٌ و امرأَة قَدَمٌ من رجال و نساء قَدَمٍ، و هم ذوو القَدَم. و جاء فی تفسیر قَدَمَ صِدْقٍ: شفاعةَ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، یوم القیامة. و قُدّام: نقیض وراء، و هما یؤنثان و یصغران بالهاء: قَدَیْدِمةٌ و قُدَیْدِیمة وَ وُرَیِّئة، و هما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعی فی التصغیر، قال القطامی،قُدَیْدِمةُ التَّجْرِیبِ و الحِلْمِ أَنَّنی أَرَی غَفَلاتِ العَیْشِ قبْلَ التَّجَارِبِ قال ابن بری: من كسر أَن استأْنف، و من فتح فعلی المفعول له. و تقول: لقیته قُدَیْدِیمةَ ذلك و وُرَیِّئةَ ذلك. قال اللحیانی: قال الكسائی قُدّام مؤنثة و إن ذكرت جاز، و قد قیل فی تصغیره قُدَیْدیم، و هذا یقوی ما حكاه الكسائی من تذكیرها، و هی أَیضاً القُدّامُ و القَیْدامُ و القَیْدُوم، عن كراع. و القُدُم: المُضیّ أَمَام أَمامَ، و هو یمشی القُدُمَ و القُدَمِیَّةَ «1» و الیَقْدُمِیَّة و التَّقْدُمِیَّةَ إِذا مَضی فی الحرب. و مضی القومُ التَّقْدُمِیَّةَ إِذا تَقَدّموا، قال سیبویه: التاء زائدة، و قال: ما ذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْقَلِ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبینَ التَّقْدُمِیْیَةَ بالمُهَنَّدةِ الصَّفائِحْ التهذیب: یقال مشی فلان القُدَمِیَّةَ و التَّقْدُمِیّةَ إِذا تقدّم فی الشرف و الفضل و لم یتأَخر عن غیره فی الإِفْضال علی الناس. و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: إِن ابن أَبی العاص مشی القُدَمیة و إِن ابن الزبیر لَوَی ذَنَبه، أَراد أَن أَحدهما سَما إِلی مَعالی الأُمور فحازها، و أَن الآخر قَصَّر عما سما له منها، قال أَبو عبید فی قوله مشی القُدَمِیّة: قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر، قال أَبو عبید: إِنما هو مثل و لم یرد المشی بعینه، و لكنه أَراد به ركب معالی الأُمور، قال ابن الأَثیر: و فی روایة الیقدمیة، قال: و الذی جاء فی روایة البخاری القُدَمِیّة، و معناها أَنه تَقدّم فی الشرف و الفضل علی أَصحابه، قال: و الذی جاء فی كتب الغریب الیَقْدُمِیّة و التَّقْدُمِیّة، بالیاء و التاء، و هما زائدتان و معناهما التقدّم، و رواه الأَزهری
(1). قوله" و القدمیة" ضبطت الدال فی الأصل و المحكم بالفتح، و فیما بأیدینا من نسخ القاموس الطبع بالضم.لسان العرب، ج‌12، ص: 467
بالیاء المعجمة من تحت، و الجوهری بالتاء المعجمة من فوق، قال: و قیل إِن الیقدمیة بالیاء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته و أَفعاله. و التُّقْدُمةُ و التُّقْدُمِیّةُ: أَول تقدم الخیل، عن السیرافی. و قَدَمَهم یَقْدُمُهم قَدْماً و قُدُوماً و قَدِمَهم، كلاهما: صار أَمامهم. و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنی، قال لبید: فَمَضَی و قَدَّمَها و كانت عادةً مِنه، إِذا هِی عَرَّدَتْ، إِقْدامُها أَی یُقدِّمُها، قالوا: أَنث الإِقْدام لأَنه فی معنی التقْدِمة، و قیل: لأَنه فی معنی العادة و هی خبر كان، و خبر كان هو اسمها فی المعنی، و مثله قولهم: ما جاءت، حاجتُك، فأَنث ما حیث كانت فی المعنی الحاجة. و تَقَدّم: كَقَدَّمَ. و قدَّمَ و اسْتَقْدَم: تَقدَّم. التهذیب: و یقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه. الجوهری قَدَم، بالفتح، یَقْدُم قُدوماً أَی تقدّم، و منه قوله تعالی: یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النّٰارَ، أَی یَتقدَّمُهم إلی النار و مصدره القَدْمُ. یقال: قَدَمَ یَقْدُم و تَقَدَّمَ یتقَدَّمُ و أَقدَمَ یُقْدِم و اسْتَقْدَم یَسْتَقْدِم بمعنی واحد. و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ، و قری‌ء لا تَقَدَّمُوا، قال الزجاج: معناه إِذا أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذی أُمرتم أَن تفعلوه فیه، و‌جاء فی التفسیر: أَن رجلًا ذَبح یوم النحر قبل الصلاة، فتقدّم قبل الوقت فأَنزل اللَّه الآیة و أَعْلَمَ أَن ذلك غیر جائز.و قال الزجاج فی قوله وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْكُمْ: فی طاعة اللَّه، و الْمُسْتَأْخِرِینَ: فیها. و القَدَمةُ من الغنم: التی تكون أَمام الغنم فی الرعی. و قوله تعالی: وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِینَ، یعنی من یتقدم من الناس علی صاحبه فی الموت و من یتأَخر منهم فیه، و قیل: عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ من الأُمم و عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِینَ، و قال ثعلب: معناه من یأْتی منكم أَولًا إِلی المسجد و من یأْتی متأَخراً. و قَدَّمَ بین یدیه أَی تَقدَّم. و قوله عز و جل: لٰا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ، و لا تَقَدَّموا، فسره ثعلب فقال: من قرأَ تُقَدِّمُوا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه، و من قرأَ لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله، و قال الزجاج: تقدموا و تَقدَّموا بمعنی. و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ: زجر للفرس و أَمر له بالتقَدُّم. و‌فی حدیث بدر: إِقْدُمْ حَیْزُوم، بالكسر، و الصواب فتح الهمزة، كأنه یُؤمر بالإِقدام و هو التقدم فی الحرب. و الإِقْدام: الشجاعة. قال: و قد تكسر الهمزة من إِقْدم، و یكون أَمراً بالتقدُّم لا غیر، و الصحیح الفتح من أَقْدَم. و قَیْدُوم كلِّ شی‌ء و قَیْدامُه: أَوله، قال تمیم بن مقبل: مُسامِیةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثیلةٍ، إِذا كان قَیْدامُ المَجَرَّة أَقْوَدا و قیْدُومُ الجبل و قُدَیْدِیمَتُه: أَنف یتقدَّم منه، قال الشاعر: بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ، كأَن جَدِیلَه بقَیْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ مُمَنَّعِ و صَوام: اسم جبل، و قول رؤبة بن العجاج: أَحْقَبَ یَحْذُو رَهَقَی قَیْدُوما أَی أَتاناً یمشی قُدُماً. و قَیْدُوم كل شی‌ء: مُقدَّمه و صدره. و قیدوم كُل شی‌ءٍ: ما تقدم منه، قال أَبو حیة: تحَجَّرَ الطیرَ مِن قَیْدُومِها البَرَدُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 468
أَی من قَیْدُومِ هذه السحابة. و قیدوم كُل شی‌ء: مقدمه و صدره. و قُدُم: نقیض أُخُر، بمنزلة قُبُل و دُبُر. و رجل قُدُم: یقتحم الأُمور و الأَشیاء یتقدم الناس و یمشی فی الحروب قُدُماً. و رجل قُدُمٌ و قَدَمٌ: شجاع، و الأُنثی قَدَمة. ابن شمیل: رجل قَدَمٌ و امرأَة قَدَمٌ إِذا كانا جریئین. و‌فی حدیث علی، رضی اللَّه عنه: غیر نَكِلٍ فی قَدَم و لا واهناً فی عَزْم‌أَی فی تقدم، و قد یكون القَدَم بمعنی التقدم. و‌فی الحدیث: طُوبَی لعبد مُغْبَرٍّ قُدُمٍ فی سبیل اللَّه!رجل قُدُم، بضمتین، أَی شجاع، و معنی قُدُمٍ أَی لم یُعَرِّج. و‌فی حدیث علی: نظر قُدُماً أَمامه‌أَی لم یُعرِّج و لم ینثن، و قد تسكن الدال. یقال: قَدَم، بالفتح، یَقْدَمُ قُدْماً أَی تَقدّم. و‌فی حدیث شیبة بن عثمان: فقال النبی، صلی اللّه علیه و سلم: قُدْماً هَا‌أَی تقدموا، و‌ها تنبیه، یحرضهم علی القتال. و القَدْمُ: الشرف القدیم، علی مثال فَعْل. ابن شمیل: لفلان عند فلان قَدَمٌ أَی ید و معروف و صنیعة، و قد قَدَم و قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنی كما یقال استجاب و أَجاب. و رجل مِقْدام و مِقْدامةٌ: مُقْدِم كثیر الإِقْدام علی العدوّ جری‌ء فی الحرب، الأَخیرة عن اللحیانی. و رجال مَقادِیمُ و الاسم منه القُدْمة، أَنشد ابن الأَعرابی: تراه علی الخَیلِ ذا قُدْمةٍ، إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها و رجل قَدِمٌ، بكسر الدال، أَی مُتَقدِّم، أَنشد أَبو عمرو لجریر: أَ سُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّنی قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِیاضُ، جَسُورُ و یقال: ضُرِب فَركِبَ مَقادِیمَه إِذا وقَع علی وجهه، واحدها مُقْدِم. و فی المثل: اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك، یعنی سَرْجَك أَی سبقَ ما كان غیرُه أَحَقَّ به. و یقال: هو جَری‌ء المُقْدَم، بضم المیم و فتح الدال، أَی هو جری‌ء عند الإِقدام. و القُدْمُ: المُضِیُّ و هو الإِقدْام. یقال: أقْدَمَ فلان علی قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم علیه بجراءة صدره. و أَقْدَمَ علی الأَمر إِقداماً، و الإِقْدامُ: ضدّ الإِحجام. و مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم: مُتَقَدِّموهم. التهذیب: مُقَدِّمة الجیش، بكسر الدال، أَوله الذین یتقدمون الجیش، و أَنشد ابن بری للأَعشی: هُمُ ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُراقِر، مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّی توَلَّت و قیل: إِنه یجوز مُقدَّمة بفتح الدال. و مُقدِّمة الجیش: هی من قَدَّم بمعنی تَقدَّم، و منه قولهم: المُقدِّمة و النَّتیجة، قال البطلیوسی: و لو فتحت الدال لم یكن لحناً لأَن غیره قدَّمه، و قال لبید فی قَدَّم بمعنی تَقدَّم: قَدَّمُوا إِذ قیلَ: قَیْسٌ قَدِّمُوا و ارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ! أَراد: یا قیس، و یروی: قَدَّمُوا إِذ قال قَیْسٌ قَدِّمُوا و قال آخر: إِن نَطق القوم فأَنت صُیّاب، أَو سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب، أَو قَدَّموا یَوْماً فأَنتَ وَجَّاب و قال الأَحوص: فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ، و لكِنّی سَأَمْضِی مُقَدِّما
لسان العرب، ج‌12، ص: 469
و‌فی كتاب معاویة إِلی مَلك الروم: لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِلیك‌أَی الجماعة التی تتقَدَّمُ الجیش، من قَدَّم بمعنی تَقَدَّمَ، و قد استعیر لكل شی‌ء فقیل: مُقَدِّمة الكتاب و مُقدِّمة الكلام، بكسر الدال، قال: و قد تفتح. و مُقَدِّمةُ الإِبل و الخیل و مُقَدَّمتهما، الأَخیرة عن ثعلب: أَول ما یُنْتَج منهما و یَلْقَح، و قیل: مُقَدِّمةُ كل شی‌ء أَوله، و مُقَدَّم كل شی‌ء نقیض مؤخره. و یقال: ضَرب مُقدَّم وجهه. و مُقْدِم العین: ما وَلِیَ الأَنف، بكسر الدال، كَمُؤْخِرها ما یلی الصدغ، و قال أَبو عبید: هو مُقدَّم العین و قال بعض المحررین: لم یسمع المُقدَّمُ إِلا فی مُقدَّم العین، و كذلك لم یسمع فی نقیضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العین، و هو ما یلی الصدغ. و یقال: ضرب مُقدَّم رأْسه و مؤخَّره. و المُقَدِّمة: ما استقبلك من الجبهة و الجبین. و المُقَدِّمة: الناصیة و الجَبهة. و مَقادِیم وجهه: ما استقبلت منه، واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم، الأَخیرة عن اللحیانی. قال ابن سیدة: فإِذا كان مَقادِیم جمع مُقْدِم فهو شاذ، و إِذا كان جمع مُقَدِّم فالیاء عوض. و امْتَشَطت المرأَةُ المُقدِّمةَ، بكسر الدال لا غیر: و هو ضرب من الامتشاط، قال: أَراه من قُدّام رأْسها. و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه، بكسر الدال مخففة، و مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه، بفتح الدال المشددة: أَمام الواسط، و كذلك هذه اللغات كلها فی آخرة الرحل، و قال: كأَنَّ، مِن آخِرها إِلقادِمِ، مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ المَخارِمِ أَراد من آخرها إلی القادم فحذف إِحدی اللامین الأُولی. قال أَبو منصور: العرب تقول آخِرة الرحل و واسِطُه و لا تقول قادمته. و‌فی الحدیث: إِن ذِفْراها لتكاد تُصیب قادِمةَ الرَّحل، هی الخشبة التی فی مُقَدِّمة كَوْر البعیر بمنزلة قَرَبوس السرج. و قَیْدُوم الرحل: قادِمتُه. و قادِم الإِنسان: رأْسه، و الجمع القَوادِمُ، و هی المَقَادِم، و أَكثر ما یتكلم به جمعاً، و قیل: لا یكاد یتكلم بالواحد منه. و القادِمتَانِ و القادِمان: الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف الناقة. و قادِم الأَطْباء و الضُّروع: الخلفان المتقدمان من أَخلاف البقرة و الناقة، و إِنما یقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران، إِلا أَن طرفة استعاره للشاة فقال: مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها، و ضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ و لیس لهما آخِران، و للناقة قَادِمان و آخران، الواحد قادم و آخر، و كذلك البقرة و قادِماها خِلفاها اللذان یلیان السرة، و آخراها الخلفان اللذان یلیان مؤخرها. و قَوادِمُ ریش الطائر: ضد خَوافِیها، الواحدة قَادِمَة و خافِیة. ابن سیدة: و القَوادِمُ أَربع رِیشات فی مُقَدَّم الجناح، الواحدة قَادِمَة، و هی القُدَامَی، و المناكب اللواتی بعدهن إِلی أَسفل الجناح، و الخَوافی ما بعد المناكب، و الأَباهر من بعد الخوافی، و قیل: قَوَادِم الطیر مَقادِیم ریشه، و هی عشر فی كل جناح. ابن الأَنباری: قُدَامَی الریش المُقَدَّم، قال رؤبة: خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافی، مِن القُدَامَی لا مِن الخَوافی «2» و من أَمثالهم: ما جَعل القَوادِم كالخَوافی: قال ابن بری: القُدامَی تكون واحداً كشُكاعَی و تكون جمعا كسُكارَی، قال القطامی: و قد عَلمت شُیوخُهمُ القُدامی و هذا البیت أَورده الأَزهری مستشهداً به علی القُدَامَی
(2). أنشده فی غدف: ركِّب فی جناحك الغدافی من القُدَامَی و من الخوافی
لسان العرب، ج‌12، ص: 470
بمعنی القدماء، و سیأتی. و المِقْدام: ضرب من النخل، قال أَبو حنیفة، هو أَبكر نخل عُمان، سمیت بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ. و القَدَمُ: الرِّجل، أُنثی، و الجمع أَقْدَام لم یجاوزوا به هذا البناء. ابن السكیت: القَدَمُ و الرِّجل أُنثیان، و تصغیرهما قُدَیْمَة و رُجَیلة، و یجمعان أَرجُلًا و أَقْدَاماً. اللیث: القَدَمُ من لدن الرُّسْغ ما یطأُ علیه الإِنسان، قال ابن بری: و قد یجمع قَدَم علی قُدَام، قال جریر: و أُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدَامِ و خَیْضَفُ و خیضف: فیعل من الخَضْف و هو الضُّراط. و قوله تعالی: رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلّٰانٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا،جاء فی التفسیر: أَنه یعنی ابن آدم قابیل، الذی قتل أَخاه، و إِبلیس، و معنی نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا أَی یكونان فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ. و‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: كلُّ دم و مالٍ و مَأْثُرة كانت فی الجاهلیة فهی تحت قَدَمَیَّ هاتین، أَراد أَنی قد أَهدرت ذلك كله، قال ابن الأَثیر: أَراد إِخفاءها و إِعدامها و إِذلال أَمر الجاهلیة و نقض سُنَّتها، و منه‌الحدیث: ثلاثة فی المَنْسَی تحت قَدَمِ الرحمن‌أَی أَنهم مَنسیون متروكون غیر مذكورین بخیر. و‌فی أَسمائه، صلی اللَّه علیه و سلم: أَنا الحاشر الذی یُحشَر الناسُ علی قَدَمِی‌أَی علی أَثَرِی. و‌فی حدیث مواقیت الصلاة: كان قَدْرُ صلاته الظهر فی الصیف ثلاثة أَقْدَام إِلی خمسة أَقْدَام، قال ابن الأَثیر: أَقْدَامُ الظل التی تُعرف بها أَوقات الصلاة هی قَدَمُ كل إِنسان علی قدر قامته، و هذا أَمر یختلف باختلاف الأَقالیم و البلاد، لأَن سبب طول الظل و قصره هو انحطاط الشمس و ارتفاعها إِلی سمت الرؤوس، فكلما كانت أَعلی و إِلی محاذاة الرؤوس فی مجراها أَقرب كان الظل أَقصر، و ینعكس الأَمر بالعكس، و لذلك تری ظل الشتاء فی البلاد الشمالیة أَبداً أَطول من ظل الصیف فی كل موضع منها، و كانت صلاته، صلی اللَّه علیه و سلم، بمكة و المدینة و هما من الإِقلیم الثانی، و یذكر أَن الظل فیهما عند الاعتدال فی آذار و أَیلول ثلاثة أَقْدَام و بعض قدم، فیشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلی أَن یصیر الظل خمسة أَقدام أَو خمسة و شیئاً، و یكون فی الشتاء أَول الوقت خمسة أقدام و آخره سبعة أَو سبعة و شیئاً، فینزل هذا الحدیث علی هذا التقدیر فی ذلك الإِقلیم دون سائر الأَقالیم. قال ابن سیدة: و أَما ما جاء‌فی حدیث صفة النار من أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: لا تسكن جهنم حتی یضع اللَّه فیها قَدَمه، فإِنه‌روی عن الحسن و أَصحابه أَنه قال: حتی یجعل اللَّه فیها الذین قَدَّمهم لها من شرار خلقه، فهم قَدَمُ اللَّه للنار كما أَن المسلمین قَدَمُه إِلی الجنة.و القَدَمُ: كل ما قَدَّمت من خیر أَو شر و تَقَدَّمتْ لفلان فیه قَدَمٌ أَی تَقَدُّمٌ من خیر أَو شر، و قیل: وضع القَدَم علی الشی‌ء مثل للرَّدْع و القَمْع، فكأَنه قال یأْتیها أَمر اللَّه فیكفها عن طلب المزید، و قیل: أَراد به تسكین فَوْرَتها كما یقال للأَمر ترید إِبطاله: وَضَعْتُه تحت قَدَمِی، و قیل: حتی یضع اللَّه فیها قدمه، إِنه متروك علی ظاهره و یُؤمَن به و لا یُفسر و لا یُكیَّف. ابن بری: یقال هو یضع قدماً علی قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض، قال الراجز: قد كان عَهْدِی ببَنی قَیْس، و هُمْ لا یَضَعُون قَدَماً علی قَدَمْ، و لا یَحُلُّوَن بِإِلٍّ فی الحَرَمْ یقول: عهدی بهم أَعزاء لا یَتَوَقَّوْن و لا یَطلبون السَّهل، و قیل: لا یكونون تِباعاً لقوم، قال:
لسان العرب، ج‌12، ص: 471
و هذا أَحسن القولین، و قوله: و لا یحلون بإِلٍّ أَی لا ینزلون بجوار أَحد یأْخذون منه إِلًّا و ذمَّة. و القُدُوم: الرجوع من السفر، قَدِمَ من سفره یَقْدَمُ قُدُوماً و مَقْدَماً، بفتح الدال، فهو قَادِم: آب، و الجمع قُدُمٌ و قُدَّام، تقول: وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً، و هو مصدر، أَی وقت مَقْدَم الحاج. و یقال: قَدِمَ فلان من سفره یَقْدَمُ قُدُوما. و قَدِمَ فلان علی الأَمر إِذا أَقْدَمَ علیه، و منه قول الأَعشی: فَكَمْ ما تَرَینَ امْرءاً راشِداً، تَبَیَّنَ ثم انتهی، إِذْ قَدِمَ و قَدِمَ فلان إِلی أَمر كذا و كذا أَی قصد له، و منه قوله تعالی: وَ قَدِمْنٰا إِلیٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ، قال الزجاج و الفراء: معنی قَدِمْنٰا عَمَدنا و قصَدنا، كما تقول قام فلان یفعل كذا، ترید قصد إِلی كذا و لا ترید قام من القیام علی الرِّجلین. و القُدَائِمُ: القَدِیم من الأَشیاء، همزته زائدة. و یقال: قِدْماً كان كذا و كذا، و هو اسم من القِدَم، جعل اسماً من أَسماء الزمان. و القُدامَی: القُدَماء، قال القطامی: و قد عَلِمَتْ شُیُوخُهُمُ القُدَامَی، إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر. و مضی قُدُماً، بضم الدال: لم یُعرّج و لم یَنثن، و قال یصف امرأَة فاجرة: تَمضِی، إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ، قُدُما، كأنَّها هَدَمٌ فی الجَفْرِ مُنْقاضُ یقول: إِذا زُجِرَت عن قبیح أَسرعت إِلیه و وقعت فیه كما یقع الهَدَمُ فی البئر بإِسراع، و هذا البیت أَنشده ابن السیرافی عن ابن درید مع أَبیات و هی: قد رابَنی مِنْكِ، یا أَسماء، إِعْراضُ فَدامَ مِنَّا لكمْ مَقْتٌ و إِبْغاضُ إِن تُبْغِضِینی، فما أَحْبَبْتُ غانِیةً یرُوضُها من لِئامِ الناس رَوَّاضُ تمضی، إِذا زُجِرَت عن سوأَة، قُدُماً، كأنها هَدَمٌ فی الجفر منقاضُ قُل لِلغَوانی: أَما فِیكُنَّ فاتكةٌ، تَعْلُو اللَّئِیم بِضَرْبٍ فیه إِمحاضُ؟ و القُدَّام: القادمون من سفر. و القُدَّام: الملِك، قال مهلهل: إِنا لَنضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ، ضَرْبَ القُدارِ نَقِیعَةَ القُدَّامِ و قیل: القُدَّام هاهنا جمع قادم من سفر. و قال ابن القطاع: القِدِّیمُ الملِك، و فی حدیث الطُّفَیْل بن عمرو: فَفینا الشِّعر و المَلِكُ القُدَامُ أَی القَدِیمُ المُتَقَدِّم مثل طویل و طُوالٍ. أَبو عمرو: القُدَّامُ و القِدِّیم الذی یتَقدَّم الناس بشرف. و یقال: القُدَّام رئیس الجیش. و القَدُوم: التی یُنحَت بها، مخفف أُنثی، قال ابن السكیت: و لا تقل قدُّوم، بالتشدید، قال مرقش: یا بِنْتَ عَجْلانَ، ما أَصبرَنی علی خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدوم و أَنشد الفراء: فقُلتُ: أَعِیرانی القَدُومَ لعَلَّنی أَخُطُّ بها قَبْراً لأِبیَضَ ماجِدِ و الجمع قَدائِمُ و قُدُمٌ، قال الأَعشی: أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنودَ حَوْلَین تَضرب فیه القُدُمْ
لسان العرب، ج‌12، ص: 472
و قیل: قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ و قَلائِصَ، قال ابن بری: من نصب الجنود جعله مفعولًا لأَقام أَی أَقام الجنود بهذا البلد حولین، و من خفضه فعلی الإِضافة علی معنی ملكُ الجنودِ و قائد الجنود، قال: و قَدَائِمُ جمع قَدُوم لا قُدُم، قال: و كذلك قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص، قال: و هذا مذهب سیبویه و جمیع النحویین. و قَدُوم: ثنیة بالسَّراة، و قیل: قَدُوم قریة بالشام، قال: و قد یقال بالأَلف و اللام. و قوله: اخْتَتن إبراهیم بقَدُوم أَی هنالك. ابن شمیل‌فی قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: أَوّل من اختتن إِبراهیم بالقَدوم، قال: قطعه بها، فقیل له: یقولون قَدُوم قریة بالشام، فلم یعرفه و ثبت علی قوله، و یروی بغیر أَلف و لام، و قیل: القَدوم، بالتخفیف و التشدید، قدوم النجار. و‌فی الحدیث: أَن زوج فُرَیْعة قتل بطرَف القدوم، هو بالتخفیف و بالتشدید موضع علی ستة أَمیال من المدینة. الصحاح: القدوم اسم موضع. و‌فی حدیث أَبی هریرة: قال له أَبان بن سعید وَبْرٌ تَدَلی من قَدومِ ضَأْنٍ، قیل: هی ثنیة أَو جبل بالسَّراة من أَرض دَوْس، و قیل: القَدُوم ما تقدَّم من الشاة و هو رأْسُها، و إِنما أَراد احتِقاره و صِغَر قَدْره. قال ابن بری: و فی هذا الفصل أَبو قُدَامَة، و هو جبل یُشْرف علی المُعَرَّف. ابن سیدة: و قَدُومی، «1» مقصور، موضع بالجزیرة أَو ببابل. و بنو قَدَم: «2» حیّ. و قُدَم: حیّ منهم. و قُدَم: موضع بالیمن، سمی باسم أَبی هذه القبیلة، و الثیاب القُدَمِیَّة منسوبة إلیه. شمر عن ابن الأَعرابی: القَدْم، بالقاف، ضرب من الثیاب حُمر، قال: و أَقرأَنی بیت عنترة: و بِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ الضُّلوعِ، كَطُرَّة القَدْمِ لا یرویه إِلا القَدْم، قال: و الفَدْم، بالفاء، هذا علی ما جاء و ذاك علی ما جاء. و قَادِم و قُدَامَة و مُقَدَّم و مِقْدَام و مُقْدِم: أَسماء. و قَدَمُ: اسم امرأَة. و قَدَامِ: اسم فرس عُروة بن سِنان. و قَدامِ: اسم كلبة، و قال: و تَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ، و قدْ أَوفی اللَّحاقَ، و حانَ مَصْرَعُهُ و یقْدُم، بالیاء: اسم رجل، و هو یَقْدُمُ بن عَنَزَة بن أَسد بن رَبیعة بن نِزار. ابن شمیل: و یقال قَدِمَة من الحَرّة و قَدِمٌ و صَدِمةٌ و صَدِمٌ ما غَلُظ من الحرَّة، و اللَّه أَعلم.

قذم؛ ج12، ص: 472

: قَذِمَ من الماء قُذْمَةً أَی جَرِعَ جُرْعة؛ قال أَبو النجم: یَقْذَمْنَ جَرْعاً یَقْصَعُ الغَلائِلا و قَذَمَ له من العطاء یَقْذِمُ قَذْمَاً: أَكثر مثل قَثَم و غَذَمَ و غَثَمَ إِذا أَكثر. و رجل قُذَمٌ، مثل قُثَمٍ، و مُنْقَذِم: كثیر العطاء؛ حكاه ابن الأَعرابی. و رجل قِذَمٌّ، مثل خِضَمٍّ، إِذا كان سیِّداً یعطی الكثیر من المال و یأْخذ الكثیر. النضر: القِذَمُّ السید الرغیب الخُلُق الواسع البلدة. و القُذُم و القُثُم: الأَسخِیاءُ. و القَذِیمَةُ: قِطعة من المال یعطیها الرجل، و جمعها قَذَائِم. و القِذَمُّ، علی وزن الهِجَفِّ: الرجل الشدید، و قیل: الشدید
(1). قوله" و قَدُومَی" هذا الضبط لابن سیدة و تبعه المجد فقال: كهیولی، و قال یاقوت: بفتح أوله و ثانیه و سكون الواو. (2). قوله" و بنو قدم" ضبط فی الأصل و المحكم بفتحتین و فی القاموس فی معانی القدم محركة و حیّ، قال شارحه: و بنو قَدَم حیّ، و عبارة التكملة نقلًا عن ابن درید: و بنو قَدَم حیّ من العرب و موضع بالیمن، سمی باسم هذه القبیلة نسبت إلیها الثیاب القَدَمِیَّة، و ضبط فیها قدم بضم ففتح.
لسان العرب، ج‌12، ص: 473
السریع. و قد انْقَذَمَ أَی أَسرع. و بئر قِذَمٌّ؛ عن كراع، و قُذَامٌ و قَذُوم: كثیرة الماء؛ قال: قد صَبَّحَتْ قَلَیْذَماً قَذُوما و كذلك فرج المرأَة؛ قال ابن خالویه: القُذام هَنُ المرأَة؛ قال جریر: إِذا ما الفَعْلُ نادَمَهُنَّ یوماً، علی الفِعِّیل، و انفَتَحَ القُذَامُ و یروی: … و افتخَّ القُذام. و یقال: القُذام الواسع. یقال: جَفْر قُذام أَی واسع الفم كثیر الماء یَقْذِم بالماء أَی یدفعه. و قالوا: امرأَة قُذُم فوصفوا به الجملة؛ قال جریر: و أَنتُم بنو الخَوَّارِ یُعرفُ ضَربُكم، و أُمُّكُمُ فُجٌّ قُذَامٌ و خَیْضَفُ ابن الأَعرابی: القُذُم الآبار الخُسُف، واحدها قَذُوم.

قذحم؛ ج12، ص: 473

: النضر: ذهبوا قِذَّحْرةً و قِذَّحْمَةً، بالراء و المیم، إِذا ذهبوا فی كل وجه.

قرم؛ ج12، ص: 473

: القَرَمُ، بالتحریك: شدّة الشهوة إِلی اللحم، قَرِمَ إِلی اللحم، و فی المحكم: قَرِمَ یَقْرَمُ قَرَماً، فهو قَرِمٌ: اشتهاه، ثم كثر حتی قالوا مثلًا بذلك: قَرِمْتُ إِلی لقائك. و‌فی الحدیث: كان یتعوّذ من القَرَم، و هو شدة شهوة اللحم حتی لا یُصبَر عنه. یقال: قَرِمت إِلی اللحم. و حكی بعضهم فیه: قَرِمْتُه. و‌فی حدیث الضحیة: هذا یومٌ اللحمُ فیه مَقْرُوم، قال: هكذا جاء فی روایة، و قیل: تقدیره مَقْرومٌ إِلیه فحذف الجارّ. و‌فی حدیث جابر: قَرِمنا إِلی اللحم فاشتریت بدرهم لحماً.و القَرْمُ: الفحل الذی یترك من الركوب و العمل و یُودَع للفِحْلة، و الجمع قُروم؛ قال: یا ابْن قُروم لَسْنَ بالأَحْفاضِ و قیل: هو الذی لم یمسه الحَبْل. و الأَقْرَمُ: كالقَرْم. و أَقْرَمَه: جَعله قَرْماً و أَكرمه عن المهْنة، فهو مُقْرَم، و منه قیل للسید قَرْمٌ مُقْرَم تشبیهاً بذلك. قال الجوهری: و أَما الذی‌فی الحدیث: كالبعیر الأَقْرَم، فلغة مجهولة. و اسْتَقْرَمَ البَكرُ قبل أَناه، و فی المحكم: و اسْتَقْرَمَ البكر صار قَرْماً. و القَرْمُ من الرجال: السید المعظم، علی المثل بذلك. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَنا أَبو حسن القَرْم‌أَی المُقْرَم فی الرأْی؛ و القَرْم: فحل الإِبل، أَی أَنا فیهم بمنزلة الفحل فی الإِبل؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی و‌أَكثر الروایات القوم، بالواو، قال: و لا معنی له و إِنما هو بالراء أَی المقدَّم فی المعرفة و تَجارِب الأُمور. ابن السكیت: أَقْرَمْتُ الفحل، فهو مُقْرَم، و هو أَن یُودَع للفحلة من الحمل و الركوب، و هو القَرْم أَیضاً. و‌فی حدیث رواه دُكَین بن سعید قال: أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم، عمر أَن یُزوِّد النُّعمان بن مُقرِّن المُزَنی و أَصحابه ففتح غُرفة له فیها تمر كالبعیر الأَقْرَمِ؛ قال أَبو عبید: قال أَبو عمرو لا أَعرف الأَقْرَم و لكنی أَعرف المُقْرَم، و هو البعیر المُكْرَم الذی لا یحمل علیه و لا یذلل، و لكن یكون للفحلة و الضراب، قال: و إِنما سمی السید الرئیس من الرجال المُقْرَم لأَنه شبه بالمُقْرَم من الإِبل لعِظَم شأْنه و كَرَمه عندهم؛ قال أَوس: إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذرا حَدُّ نابِه، تَخَمَّطَ فِینا نابُ آخَرَ مُقْرَم أَراد: إِذا هلَك منا سید خلفه آخر. قال الزمخشری: قَرِمَ البعیر، فهو قَرِمٌ إِذا اسْتَقْرَمَ أَی صار قَرْماً. و قد أَقْرَمَه صاحبه، فهو مُقْرَم إِذا تركه للفِحْلة، و فَعِلَ و أَفْعَلَ یلتقیان كوَجِلَ و أَوْجَلَ و تَبِعَ و أَتْبَعَ فی الفعل، و خَشِنٍ و أَخْشَنَ و كَدِرٍ و أَكْدَرَ فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 474
الاسم، قال: و أَما المَقْرُوم من الإِبل فهو الذی به قُرْمَةٌ، و هی سِمةٌ تكون فوق الأَنف تُسلخ منها جِلدة ثم تُجمع فوق أَنفه فتلك القُرْمَة؛ یقال منه: قَرَمْتُ البعیر أَقْرِمُه. و یقال للقُرْمة أَیضاً القِرَام، و مثله فی الجسد الجُرْفة. اللیث: هی القُرْمَة و القَرْمَة لغتان، و تلك الجلدة التی قطعْتَها هی القُرَامَة، و ربما قَرَمُوا من كِرْكِرَته و أُذنه قُرَامَات یُتَبَلَّغ بها فی القحط. المحكم: و قَرَمَ البعیرَ یَقْرِمُه قَرْماً قطع من أَنفه جلدة لا تبین و جَمعَها علیه للسِّمة، و اسم ذلك الموضع القِرَام و القُرْمَة و قیل: القُرْمَة اسم ذلك الفعل. و القَرْمَة و القُرَامَة: الجلدة المقطوعة منه، فإِن كان مثلُ ذلك الوسْم فی الجسم بعد الأُذن و العنق فهی الجُرْفة. و ناقة قَرْمَاء: بها قَرْم فی أَنفها؛ عن ابن الأَعرابی. ابن الأَعرابی: فی السِّمات القَرْمة، و هی سِمة علی الأَنف لیست بحَزٍّ، و لكنها جَرْفة للجلد ثم یترك كالبعرة، فإِذا حُزَّ الأَنف حَزّاً فذلك الفَقْر. یقال: بعیر مَفْقُور و مَقْرُوم و مَجْرُوف؛ و منه ابن مَقْرُومٍ الشاعر. و قَرَمَ الشی‌ءَ قَرْماً: قَشَره. و القُرَامَة من الخبز: ما تقشَّر منه، و قیل: ما یَلتزِق منه فی التنور، و كل ما قَشَرْته عن الخبز فهو القُرَامَة. و ما فی حَسَبِه قُرَامَة أَی وَصْم، و هما العیب. و قَرَمَه قَرْماً: عابَه. و القَرْمُ: الأَكل ما كان. ابن السكیت: قَرَمَ یَقْرِمُ قَرْماً إِذا أَكل أَكلًا ضعیفاً. و یقال: هو یَتَقَرَّمُ تَقَرُّم البَهْمة. و قَرَمَتِ البَهمة تَقْرِمُ قَرْماً و قُروماً و قَرَمَاناً و تَقَرَّمَتْ: و ذلك فی أَول ما تأْكل، و هو أدنی التناوُل، و كذلك الفَصیل و الصبی فی أَول أَكله. و قَرَّمَه هو: علَّمه ذلك؛ و منه قول الأَعرابیة لیعقوب تذكر له تَرْبِیة البَهْم: و نحن فی كل ذلك نُقَرِّمُهُ و نعلمه. أَبو زید: یقال للصبی أَوّل ما یأْكل قد قَرَمَ یَقْرِمُ قَرْماً و قُرُوماً. الفراء: السخلة تَقْرِمُ قَرْماً إِذا تعلمت الأَكل؛ قال عدی: فَظِباءُ الرَّوْضِ یَقْرِمْنَ الثَّمَرْ و یقال: قَرَمَ الصبیُّ و البَهْمُ قَرْماً و قُروماً، و هو أَكل ضعیف فی أَول ما یأْكل، و تَقَرَّمَ مثله. و قَرَّمَ القِدْحَ: عَجَمَه؛ قال: خَرَجْنَ حَرِیراتٍ و أَبْدَیْنَ مِجْلَداً، و دارَتْ علیهن المُقَرَّمَةُ الصُّفْر یعنی أَنهن سُبِین و اقْتُسمن بالقِداح التی هی صفتها، و أَراد مَجالِد فَوضع الواحد موضع الجمع. و القِرَامُ: ثوب من صوف ملوّن فیه أَلوان من العِهن، و هو صفیق یتخذ سِتراً، و قیل: هو الستر الرقیق، و الجمع قُرُم، و هو المِقْرَمَة، و قیل: المِقْرَمَةُ مَحْبِس الفِراش. و قَرَّمَه بالمِقْرَمَة: حبسَه بها. و القِرَام: ستر فیه رَقْم و نقُوش، و كذلك المِقْرَمُ و المِقْرَمَة؛ و قال یصف داراً: علی ظَهْرِ جَرْعاء العَجُوز، كأَنهَّا دَوائِرُ رَقْمٍ فی سَراةِ قِرَامِ و‌فی حدیث عائشة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دخل علیها و علی الباب قِرَامٌ فیه تَماثِیلُ، و فی روایة: و علی الباب قِرَامُ سِترٍ؛ هو الستر الرقیق فإِذا خیط فصار كالبیت فهو كِلَّةٌ؛ و أَنشد بیت لبید یصف الهودج: مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ یُظِلُّ عِصِیَّه زَوْجٌ، علیه كِلَّةٌ و قِرَامُها و قیل: القِرَام ثوب من صوف غلیظ جدّاً یُفرش فی الهودج ثم یجعل فی قواعد الهودج أَو الغَبِیط، و قیل: هو الصَّفِیق من صوف ذی أَلوان، و الإِضافة فیه كقولك ثوبُ قمیصٍ، و قیل: القِرَام الستر الرقِیقُ وراء الستر الغلیظ، و لذلك أَضاف؛ و قوله‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌12، ص: 475
الأَحنف بلغه أَن رجلًا یغتابه فقال: عُثَیْثةٌ تَقْرِمُ جِلْداً أَمْلَسا أَی تَقْرِض، و قد ذكرته فی موضعه. و القَرْمُ: ضرب من الشجر؛ حكاه ابن درید، قال: و لا أَدری أَ عربی هو أَم دخیل. و قال أَبو حنیفة: القُرْم، بالضم، شجر ینبت فی جَوف ماء البحر، و هو یشبه شجر الدُّلْب فی غِلَظِ سُوقه و بیاض قشره، و ورقه مثل ورق اللوز و الأَراك، و ثمرُه مثل ثمر الصَّوْمَر، و ماء البحر عدوّ كل شی‌ء من الشجر إِلَّا القُرْم و الكَنْدَلی، فإِنهما ینبتان به. و قَارِمٌ و مَقْرُومٌ و قُرَیْمٌ: أَسماء. و بنو قُرَیْمٍ: حی. و قَرْمَانُ: موضع، و كذلك قَرَمَاء؛ أَنشد سیبویه: علا قَرَمَاءَ عالِیةً شَواه، كأَنَّ بَیاضَ غُرَّتِه خِمارُ قیل: هی عَقَبة، و قد ذكر ذلك فی فرم مستوفی. و قال ابن الأَعرابی: هی قَرْمَاء بسكون الراء، و كذلك أَنشد البیت علی قَرْمَاء ساكنة و قال: هی أَكَمة معروفة، قال: و قیل قَرْمَاء هنا ناقة بها قَرْمٌ فی أَنفها أَی وَسْم، قال: و لا أَدری وجهه و لا یعطیه معنی البیت. ابن الأَنباری فی كتاب المقصور و الممدود: جاء علی فَعَلاء یقال له سَحَناء أَی هَیئة، و له ثَأَداءُ أَی أَمَة، و قَرَماء اسم أَرض، و أَنشد البیت و قال: كتبت عنه بالقاف، و كان عندنا فَرَماء لأَرض بمصر، قال: فلا أَدری قَرَماء أَرض بنجد و فَرَماء بمصر. و مَقْرُوم: اسم جبل؛ و روی بیت رؤبة: و رَعْنِ مَقْرُومٍ تَسامی أَرَمُهْ و القَرَمُ: الجِداء الصغار. و القَرَمُ: صِغار الإِبل، و القَزَمُ، بالزای: صغار الغنم و هی الحَذَف.

قردم؛ ج12، ص: 475

: القُرْدُمانیُّ و القُرْدُمانِیَّة: سِلاح مُعدّ كانت الفُرس و الأَكاسرة تدّخره فی خزائنها، أَصله بالفارسیة كَرْدَمانِدْ، معناه عُمِلَ و بَقِی؛ قال الأَزهری: هكذا حكاه أَبو عبید عن الأَصمعی؛ و قال ابن الأَعرابی: أَراه فارسیّاً؛ و أَنشد للبید: فَخْمةً ذَفْراءَ تُرْتی بالعُری قُرْدُمَانِیّاً و تَرْكاً كالبَصَلْ قال: القُرْدُمَانِیّة الدُّروع الغلیظة مثل الثوب الكُرْدُوانی. و یقال: القُرْدُمانیُّ ضرب من الدروع. الجوهری: القُرْدُمانی، مقصور، دواء و هو كَرَوْیاء رومی. قال ابن بری: كَرَوْیا مثل زكریا؛ و قال ابن منصور الجَوالیقی: هو ممدود كرویاء، بفتح الراء و سكون الواو و تخفیف الیاء. قال أَبو عبیدة: القُرْدُمانیّ قباء محشوّ یتخذ للحرب، فارسی معرب یقال له كَبْر بالرومیة أَو بالنبطیة، و أَنشد بیت لبید. و یقال: القُرْدُمانیّ ضرب من الدروع، و یقال: هو المِغْفَر، و قال بعضهم: إِذا كان للبیضة مِغفر فهی قُرْدُمَانِیَة؛ قال: و هذا هو الصحیح لأَنه قال بعد البیت: أَحْكَمَ الجِنْثِیُّ مِن عَوْراتِها كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِه صَلْ قال: فدل علی أَنها الدرع، و قیل: القُرْدُمان أَصل للحدید و ما یعمل منه بالفارسیة، و قیل: بل هو بلد یعمل فیه الحدید؛ عن السیرافی.

قردحم؛ ج12، ص: 475

: قِرْدَحْمَة: موضع. الفراء: ذهبوا شَعالِیل بِقِرْدَحْمَةٍ أَی تفرقوا. قال ابن بری: و فی الغریب المصنف بِقِرْدَحْمَةَ غیر مصروف. و حكی اللحیانی فی نوادره: ذهب القوم بِقِنْدَحْرةٍ و قِنْذَحْرةٍ و قِدَّحْرة و قِذَّحْرةٍ إِذا تفرقوا.

قرزم؛ ج12، ص: 475

: القُرْزُومُ: سِندان الحدّاد، و الفاء أَعلی. قال ابن بری: قال ابن القطاع و هو أَیضاً الإِزْمِیل،
لسان العرب، ج‌12، ص: 476
و یسمی عبدُ القیس المِرْطَ و المِئزر قُرْزُوماً؛ قال ابن درید: و أَحسبه معرباً. و رجل مُقَرْزَم: قصیر مجتمع. و المُقَرْزَم: القصیر النسب؛ قال الطرماح: إِلی الأَبطالِ من سَبَإٍ تَنَمَّتْ مَناسِبُ منه غَیْرُ مُقَرْزَمات أَی غیر لَئیمات من القُرْزُوم. و القِرْزَام: الشاعر الدُّون. یقال: هو یُقَرْزِم الشِّعر؛ و أَنشد ابن بری للقطامی: إِنَّ رِزاماً عَرَّها قِرْزَامُها، قُلْفٌ علی زِبابِها كِمامُها ابن الأَعرابی: القُرْزُوم، بالقاف، الخشبة التی یحذو علیها الحَذّاء، و جمعها القَرَازِیم. قال ابن السكیت: القُرْزُوم و الفُرْزُوم كأَنهما لغتان، قال الجوهری: ذكر ابن درید أَن القُرْزُوم، بالقاف مضمومة، لوح الإِسكاف المدوّر و تشبه به كِرْكِرة البعیر، قال: و هو بالفاء أَعلی.

قرسم؛ ج12، ص: 476

: قَرْسَمَ الرجلُ: سكت؛ عن ثعلب، قال: و لستُ منه علی ثقة.

قرشم؛ ج12، ص: 476

: قَرْشَمَ الشی‌ءَ: جمعه. و القُرْشُوم: شجرة زعمت العرب أَنها تنبت القِرْدان لأَنها مأْوی القِرْدان، و فی المحكم: شجرة یأْوی إِلیها القِردان، و یقال لها أُم قُرَاشِمَاء، بالمد. و قُرَاشِمَی، مقصور: اسم بلد. و القِرْشَامُ و القُرْشُومُ و القُرَاشِم: القُراد العظیم، و فی المحكم: القُراد الضخم؛ قال الطرماح: و قد لوی أَنْفَه بِمِشْفَرِها طِلْحُ قَرَاشِیمَ شاحِبٌ جسَدُه و القُرَاشِم: الخَشن المَسِّ. و القُرْشُوم: الصغیر الجسم. و القِرْشَمُّ: الصُّلْب الشدید.

قرصم؛ ج12، ص: 476

: قَرْصَمَ الشی‌ءَ: كسرَه.

قرضم؛ ج12، ص: 476

: هو یُقَرْضِم كل شی‌ء أَی یأْخذه. و رجل قُراضِمٌ و قِرْضِم: یُقَرضمُ كل شی‌ء. و القِرْضِمُ: قشر الرمَّان و هو یدبغ به. و قَرْضَمْت الشی‌ء: قَطَعْته، و الأَصل قَرَضْتُه. و قِرْضِمٌ: أَبو قبیلة من مهرة بن حیدان. و قِرْضِمٌ اسم؛ قال ذو الرمة یصف إِبلًا: مَهارِیسَ مِثْلَ الهَضْبِ یَنْمی فُحولُها إِلی السِّرِّ من أذْوادِ رَهْطِ بنِ قِرْضِم قال أَبو منصور: و المیم فیه زائدة؛ قال ابن بری: القِرْضِم السمینة من الإِبل.

قرطم؛ ج12، ص: 476

: القُرْطُمُ و القِرْطِمُ و القُرْطُمُّ و القِرْطِمُّ: حب العُصْفُر، و فی التهذیب: ثَمَر العصفر. و‌فی الحدیث: فتَلْتَقِطُ المنافقین لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ؛ هو بالكسر و الضم حب العصفر، و قد جعله ابن جنی ثلاثیّاً و جعل المیم زائدة كما ذكرناه فی حرف الطاء فی ترجمة قرط. الأَزهری: قُرْمُوطُ الغَضَی زهره الأَحمر یحكی لونُه لونَ نَوْر الرمان أَوَّل ما یخرج. و القُرْطم [القِرْطم: شجر یشبه الراء، یكون بجبلی جهینة الأَشْعَرِ و الأَجْرَدِ و تكون عنه الصَّربَةُ، و كل ما فی القرطم عن الهجری. و القِرْطِمَتانِ: الهُنَیَّتانِ اللتان عن جانبی أَنف الحمامة؛ عن أَبی حاتم، قال: أُراه علی التشبیه. و قَرْطَمَ الشی‌ء: قطَعه. ابن السكیت: القُرْطُمَانیُّ الفتی الحسن الوجه من الرجال؛ و أَنشد: القُرْطُمَانِیّ الوأَی الطِّوَلَّا ابن الأَعرابی قال: قال أَعرابی جاءنا فلان فی نِخافَیْن مُقَرْطَمَیْنِ أَی لهما مِنقاران، و النِّخافُ الخُفّ، رواه بالقاف، و رواه اللیث: خُفٌّ مُفَرْطَمٌ، بالفاء، قال: و هو أَصح مما رواه اللیث بالفاء.
لسان العرب، ج‌12، ص: 477‌

قرعم؛ ج12، ص: 477

: قال ابن بری: القِرْعِم التمر.

قرقم؛ ج12، ص: 477

: القَرْقَمَةُ: ثیابُ كتانٍ بیض. و المُقَرْقَم: البطی‌ء الشباب الذی لا یَشِبُّ، و تسمیه الفرس شِیرَزْدَهْ، و قیل: السیِّ‌ء الغِذاء، و قد قَرْقَمَه؛ قال الراجز: أَشْكُو إِلی اللهِ عِیالًا دَرْدَقا، مُقَرْقَمِینَ و عَجُوزاً سَمْلَقا و قُرْقِمَ الصبی إِذا أُسِی‌ء غِذاؤه. قال ابن بری: قال ابن الأَعرابی هو بالسین غیر المعجمة أَحب إِلی من الشین معجمة، قال: و رواه أَبو عبید و كراع شملقا بالشین المعجمة، قال: و ردّه علی بن حمزة و قال هو بالسین المهملة، و فسره بأَن قال: العجوز السَّمْلَق هی التی لا خیر عندها مأْخوذ من السَّمْلَق و هی الأَرض التی لا نبات بها، قال: و أَما أَبو عبید فإِنه فسره بأَنها السیئة الخُلُق، و ذلك بالشین المعجمة. و حكی عمرو عن أَبیه: شَمْلق و سَمْلق، بالشین و السین؛ و حكی عنه أَیضاً شَمَلَّق و سَمَلَّق، و‌فی بعض الخبر: ما قَرْقَمَنی إِلا الكَرَمُ‌أَی إِنما جئت ضاوِیاً لكَرَم آبائی و سَخائهم بطعامهم عن بطونهم. و فی المحكم: القِرْقِم الحَشَفة؛ قال الأَزهری: و لا أَعرفه؛ أَنشد أَبو عمرو لابن سعد المعنی: بِعَیْنَیْكَ وَغْفٌ، إِذْ رَأَیتَ ابن مَرْثَدٍ یُقَسْبِرُها بِفِرْقِمٍ یَتَرَبَّدُ و یروی: … یَتَزَبَّدُ.

قرهم؛ ج12، ص: 477

: القَرْهَمُ من الثّیران: كالقَرْهَب، و هو المسنُّ الضَّخم؛ قال كراع: القَرْهَم المسن؛ قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ عمّ به أَم أَراد الخصوص، و قال مرة: القَرْهَمُ أَیضاً من المعَز ذاتُ الشعر، و زعم أَن المیم فی كل ذلك بدل من الباء. و القَرْهَمُ من الإِبل: الضخم الشدید. و القَرْهَم: السید كالقَرْهَب؛ عن اللحیانی، و زعم أَن المیم بدل من باء قرهب و لیس بشی‌ء. الأَزهری فی أَثناء كلامه علی القَهْرَمان: أَبو زید یقال قَهْرَمان و قَرْهَمان مقلوب.

قزم؛ ج12، ص: 477

: القَزَمُ، بالتحریك: الدَّناءَة و القَماءةُ. و‌فی الحدیث: أَنه كان یتعَوَّذ من القَزَم: هو اللُّؤم و الشحُّ، و یروی بالراء، و قد تقدم. و القَزَمُ: اللئیم الدَّنی‌ء الصغیر الجُثة الذی لا غناء عنده، الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء لأَنه فی الأَصل مصدر، تقول العرب: رجل قَزَمٌ و امرأَة قَزَمٌ، و هو ذو قَزَم، و لغة أُخری رجل قَزَم و رجُلان قَزَمَان و رجال أَقْزَامٌ و امرأَة قَزَمَةٌ و امرأَتان قَزَمَتَانِ و نِساء قَزَمَات، و قیل: الجمع أَقْزَام و قَزَامَی و قُزُمٌ. و‌فی الحدیث عن علی، علیه السلام، فی ذمّ أهل الشام: جُفاة طَغامٌ عَبیدٌ أَقْزامٌ؛ هو جمع قَزَمٍ. و القِزامُ: اللِّئام؛ و قال: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ، تِلْكَ أَفْعالُ القِزَامِ الوَكَعَهْ و قد قَزِمَ قَزَماً فهو قَزِمٌ و قُزُمٌ، و الأُنثی قَزِمَة و قُزُمَة. و شاة قَزَمَة: ردیئة صغیرة. و غنم قَزَم أَی رُذال لا خیر فیها، و إِن شئت غنم أَقْزَام، و كذلك رُذالُ الإِبل و غیرها. و القَزَمُ: أَردأُ المال. و قَزَمُ المالِ: صغاره و ردیئه. قال بعضهم: القَزَمُ فی الناس صِغر الأَخلاق، و فی المال صغر الجسم. و رجل قَزَمَة: قصیر، و كذلك الأُنثی، و الاسم القَزَم. و القَزَمُ: رذال الناس و سَفِلَتُهم؛ قال زیاد بن منقذ: و هُمْ، إِذا الخَیْلُ جالُوا فی كَواثِبِها، فَوارِسُ الخیلِ، لا مِیلٌ و لا قَزَمُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 478
و یقال للرذال من الأَشیاء: قَزَم، و الجمع قُزُمٌ؛ و أَنشد: لا بَخَلٌ خالَطَه و لا قَزَم و القَزَمُ: صِغار الغنم و هی الحَذَف. و سُودَدٌ أَقْزَمُ: لیس بقدیم؛ قال العجاج: و السُّودَدُ العادیُّ غَیرُ الأَقْزَم و قَزَمَه قَزْماً: عابه كَقَرَمَه. و التَّقَزُّمُ: اقتحام الأُمور بِشدَّة. و القُزَامُ: الموت؛ عن كراع. و قُزْمَانُ: اسم رجل. و قُزْمَانُ: موضع.

قسم؛ ج12، ص: 478

: القَسْمُ: مصدر قَسَمَ الشی‌ءَ یَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَمَ، و الموضع مَقْسِم مثال مجلس. و قَسَّمَه: جزَّأَه، و هی القِسْمَةُ. و القِسْم، بالكسر: النصیب و الحَظُّ، و الجمع أَقْسَام، و هو القَسِیم، و الجمع أَقْسِماء و أَقَاسِیمُ، الأَخیرة جمع الجمع. یقال: هذا قِسْمُك و هذا قِسْمِی. و الأَقاسِیمُ: الحُظُوظ المقسومة بین العباد، و الواحدة أُقْسُومَة مثل أُظفُور «3». و أَظافِیر، و قیل: الأَقَاسِیمُ جمع الأَقْسَام، و الأَقْسَام جمع القِسْم. الجوهری: القِسْم، بالكسر، الحظ و النصیب من الخیر مثل طَحَنْت طِحْناً، و الطِّحْنُ الدَّقیق. و قوله عز و جل: فَالْمُقَسِّمٰاتِ أَمْراً؛ هی الملائكة تُقَسِّم ما وُكِّلت به. و المِقْسَمُ و المَقْسَم: كالقِسْم؛ التهذیب: كتب عن أَبی الهیثم أَنه أَنشد: فَما لكَ إِلَّا مِقْسَمٌ لیس فائِتاً به أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما «4» قال: القِسْم و المِقْسَم و القَسِیم نصیب الإِنسان من الشی‌ء. یقال: قَسَمْت الشی‌ء بین الشركاء و أَعطیت كل شریك مِقْسَمه و قِسْمه و قَسِیمه، و سمی مِقْسم بهذا و هو اسم رجل. و حصاة القَسْم: حصاة تلقی فی إِناء ثم یصب فیها من الماء قدر ما یَغمر الحصاة ثم یتعاطونها، و ذلك إِذا كانوا فی سفَر و لا ماء معهم إِلا شی‌ء یسیر فیقسمونه هكذا. اللیث: كانوا إِذا قَلَّ علیهم الماء فی الفلَوات عَمدوا إِلی قَعْب فأَلقوا حصاة فی أَسفله، ثم صَبُّوا علیه من الماء قدر ما یغمرها و قُسِمَ الماء بینهم علی ذلك، و تسمی تلك الحصاةُ المَقْلَةَ. و تَقَسَّمُوا الشی‌ء و اقْتَسَمُوه و تَقَاسَمُوه: قَسَمُوه بینهم. و اسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور علی مِقدار حُظوظهم منها. الزجاج فی قوله تعالی: وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلٰامِ، قال: موضع أَن رفع، المعنی: و حُرّم علیكم الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ و الأَزْلام: سِهام كانت لأَهل الجاهلیة مكتوب علی بعضها: أَمَرَنی ربِّی، و علی بعضها: نَهانی ربی، فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح، فإِن خَرج السهم الذی علیه أَمرنی ربی مضی لحاجته، و إِن خرج الذی علیه نهانی ربی لم یمض فی أَمره، فأَعلم الله عز و جل أَن ذلك حَرام؛ قال الأَزهری: و معنی قوله عز و جل وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلٰامِ أَی تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم لكم من أَحد الأَمرین، و مما یبین ذلك أَنَّ الأَزلام التی كانوا یستقسمون بها غیر قداح المیسر، ما‌روی عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِی، و هو ابن أَخی سُراقة بن جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة یقول: جاءتنا رُسُل كفار قریش یجعلون لنا فی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و أَبی بكرٍ دیة كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما، قال: فبینا أَنا جالس فی مجلس قومی بنی مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام علی رؤوسنا فقال: یا سراقة، إِنی رأَیت آنفاً أَسْوِدةً
(3). قوله [مثل أظفور] فی التكملة: مثل أُظفورة، بزیادة هاء التأنیث (4). قوله [… فاستأخرن أو تقدما] فی الأساس بدله: … فاعجل به أو تأخرا
لسان العرب، ج‌12، ص: 479
بالساحل لا أُراها إِلا محمداً و أَصحابه، قال: فعرفت أَنهم هم، فقلت: إِنهم لیسوا بهم و لكنك رأَیت فلاناً و فلاناً انطلقوا بُغاة، قال: ثم لَبِثْت فی المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بیتی و أَمرت جاریتی أَن تخرج لی فرسی و تحبِسها من وراء أَكَمَة، قال: ثم أَخذت رمحی فخرجت به من ظهر البیت، فخفَضْت عالِیةَ الرُّمح و خَطَطْت برمحی فی الأَرض حتی أَتیت فرسی فركبتها و رفَعْتها تُقَرِّب بی حتی رأَیت أَسودتهما، فلما دنوت منهم حیث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بی فرسی فخَرَرت عنها، أَهویت بیدی إِلی كِنانتی فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاسْتَقْسَمْتُ بها أَضِیرُهم أَم لا، فخرج الذی أَكره أَن لا أَضِیرَهم، فعَصَیْت الأَزلام و ركبت فرسی فرَفَعتها تُقَرِّب بی، حتی إِذا دنوت منهم عَثَرت بی فرسی و خَرَرْت عنها، قال: ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلی أَن ساخت یدا فرسی فی الأَرض، فلما بلغتا الركبتین خَرَرت عنها ثم زجرتها، فنهضت فلم تَكد تَخْرج یداها، فلما استوت قائمة إِذا لأَثرِ یَدَیها عُثان ساطع فی السماء مثل الدُّخان؛ قال معمر، أَحد رواة الحدیث: قلت لأَبی عمرو بن العلاء ما العُثان؟ فسكت ساعة ثم قال لی: هو الدخان من غیرنا، و قال: ثم ركبت فرسی حتی أَتیتهم و وقع فی نفسی حین لَقِیت ما لقیت من الحبس عنهم أَن سیظهر أَمرُ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، قال: فقلت له إِن قومك جعلوا لی الدیة و أَخبرتهم بأَخبار سفرهم و ما یرید الناس منهم، و عَرَضت علیهم الزاد و المتاع فلم یَرْزَؤُونی شیئاً و لم یسأَلونی إِلا قالوا أَخْفِ عنا، قال: فسأَلت أَن یكتب كتاب مُوادَعة آمَنُ به، قال: فأَمرَ عامرَ بن فُهَیْرَةَ مولی أَبی بكر فكتبه لی فی رُقعة من أَدیم ثم مضی؛ قال الأَزهری: فهذا الحدیث یبین لك أَن الأَزلام قِداحُ الأَمر و النهی لا قِداح المَیْسر، قال: و قد قال المؤَرّج و جماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح المیسر، قال: و هو وهَم. و اسْتَقْسَمَ أَی طلب القَسْم بالأَزلام. و‌فی حدیث الفتح: دخل البیت فرأَی إِبراهیم و إِسماعیلَ بأَیدیهما الأَزلام فقال: قاتَلَهم الله و الله لقد علِموا أَنهما لم یَسْتَقْسِمَا بها قطُّ؛ الاسْتِقْسَام: طلب القِسم الذی قُسِم له و قُدِّر مما لم یُقسَم و لم یُقَدَّر، و هو استِفعال منه، و كانوا إِذا أَراد أَحدهم سفَراً أَو تزویجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام، و هی القداح، و كان علی بعضها مكتوب أَمَرَنی ربِّی، و علی الآخر نهانی ربی، و علی الآخر غُفْل، فإِن خرج أَمرنی مَضی لشأْنه، و إِن خرج نهانی أَمسك، و إِن خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها و ضرب بها أُخری إِلی أَن یخرج الأَمر أَو النهی، و قد تكرّر فی الحدیث. و قَاسَمْتُه المال: أَخذت منه قِسْمَك و أَخذ قِسْمه. و قَسِیمُك: الذی یُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالًا بینك و بینه، و الجمع أَقسِماء و قُسَماء. و هذا قَسِیم هذا أَی شَطْرُه. و یقال: هذه الأَرض قَسیمة هذه الأَرض أَی عُزِلت عنها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَنا قَسِیم النار؛ قال القتیبی: أَراد أَن الناس فریقان: فریق معی و هم علی هُدی، و فریق علیّ و هم علی ضَلال كالخوارج، فأنا قسیم النار نصف فی الجنة معی و نصف علیّ فی النار. و قَسِیم: فعیل فی معنی مُقاسِم مُفاعِل، كالسَّمیر و الجلیس و الزَّمیل؛ قیل: أَراد بهم الخوارج، و قیل: كل من قاتله. و تَقَاسَما المال و اقْتَسَمَاه، و الاسم القِسْمَة مؤَنثة. و إِنما قال تعالی: فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ، بعد قوله تعالی: وَ إِذٰا حَضَرَ الْقِسْمَةَ، لأَنها فی معنی المیراث و المال فذكَّر علی ذلك. و القَسَّام: الذی یَقْسِم الدور و الأَرض بین الشركاء فیها، و فی المحكم: الذی یَقسِم الأَشیاء بین الناس؛ قال لبید:
لسان العرب، ج‌12، ص: 480
فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِیكُ، فإِنما قَسَمَ المَعِیشةَ بیننا قَسَّامُها «1» عنی بالملیك الله عز و جل. اللیث: یقال قَسَمْت الشی‌ء بینهم قَسْماً و قِسْمة. و القِسْمة: مصدر الاقْتِسام. و‌فی حدیث قراءة الفاتحة: قَسَمْت الصلاة بینی و بین عبدی نصفین؛ أَراد بالصلاة هاهنا القراءة تسمیة للشی‌ء ببعضه، و قد جاءت مفسرة فی الحدیث، و هذه القِسْمة فی المعنی لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء و نصفها مَسْأَلة و دُعاء، و انتهاء الثناء عند قوله: إِیّٰاكَ نَعْبُدُ، و كذلك قال فی إِیّٰاكَ نَسْتَعِینُ: هذه الآیة بینی و بین عبدی. و القُسَامَة: ما یَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال لیكون أَجْراً له. و‌فی الحدیث: إِیاكم و القُسَامَة، بالضم؛ هی ما یأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته لنفسه كما یأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً، كتواضُعهم أَن یأْخذوا من كل أَلف شیئاً معیناً، و ذلك حرام؛ قال الخطابی: لیس فی هذا تحریم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم، و إِنما هو فیمن وَلِیَ أَمر قوم فإِذا قسم بین أَصحابه شیئاً أَمسك منه لنفسه نصیباً یستأْثر به علیهم، و قد جاء‌فی روایة أُخری: الرجل یكون علی الفِئام من الناس فیأْخذ من حَظّ هذا و حظ هذا.و أَما القِسَامَةُ، بالكسر، فهی صنعة القَسَّام كالجُزارة و الجِزارة و البُشارة و البِشارة. و القُسَامَةُ: الصَّدقة لأَنها تُقسم علی الضعفاء. و‌فی الحدیث عن وابِصة: مثَلُ الذی یأْكل القُسَامَة كمثل جَدْیٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً؛ قال ابن الأَثیر: جاء تفسیرها فی الحدیث أَنها الصدقة، قال: و الأَصل الأَوَّل. ابن سیدة: و عنده قَسْمٌ یَقْسِمه أَی عَطاء، و لا یجمع، و هو من القِسْمة. و قَسَمَهم الدَّهر یَقْسِمُهُم فتَقَسَّموا أَی فَرَّقهم فتَفَرَّقوا، و قَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا و قِسماً هنا. و نَویً قَسُومٌ: مُفَرِّقة مُبَعِّدة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ و انقَلَبَتْ بها نَویً، یَوْم سُلَّانِ البَتِیلِ، قَسُوم «2». أَی مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له. و التَّقْسِیم: التفریق؛ و قول الشاعر یذكر قِدْراً: تُقَسِّمُ ما فیها، فإِنْ هِی قَسَّمَتْ فَذاكَ، و إِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْری قال أَبو عمرو: قَسَّمَت عَمَّت فی القَسْم، و أَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابن الأَعرابی: القَسَامَةُ الهُدنة بین العدو و المسلِمین، و جمعها قَسَامَات، و القَسَم الرَّأْی، و قیل: الشكُّ، و قیل: القَدَرُ؛ و أَنشد ابن بری فی القَسْم الشَّكِّ لعدی بن زید: ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْمُ فأَعدَتْه، و الخَبِیرُ خبِیرُ و قَسَمَ أَمرَه قَسْماً: قَدَّره و نَظَر فیه كیف یفعل، و قیل: قَسَمَ أَمرَه لم یدر كیف یَصنع فیه. یقال: هو یَقْسِمُ أَمره قَسْماً أَی یُقَدِّره و یُدَبِّره ینظر كیف یعمل فیه؛ قال لبید: فَقُولا له إِن كان یَقْسِمُ أَمْرَه: أَ لَمَّا یَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ و یقال: قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَیَّل فیه أَن یفعله أَو لا یفعله. أَبو سعید: یقال تركت فلاناً یَقْتَسِم أَی یفكر و یُرَوِّی بین أَمرین، و فی موضع آخر: تركت فلاناً یَسْتَقْسِم بمعناه. و یقال: فلان جَیِّد القَسْمِ
(1). روایة المعلقة: فاقنع بما قسم الملیكُ، فإنما قسم الخلائقَ بیننا عَلامُها (2). قوله [و انقلبت] كذا فی الأصل، و الذی فی المحكم: و انفلتت
لسان العرب، ج‌12، ص: 481
أَی جیِّد الرأْی. و رجل مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم. و القَسَمُ، بالتحریك: الیمین، و كذلك المُقْسَمُ، و هو المصدر مثل المُخْرَج، و الجمع أَقْسَام. و قد أَقْسَمَ بالله و اسْتَقْسَمَه به و قَاسَمَه: حلَف له. و تَقَاسَمَ القومُ: تحالفوا. و فی التنزیل: قٰالُوا تَقٰاسَمُوا بِاللّٰهِ. و أَقْسَمْت: حلفت، و أَصله من القَسامة.ابن عرفة فی قوله تعالی: كَمٰا أَنْزَلْنٰا عَلَی الْمُقْتَسِمِینَ؛ هم الذین تَقاسَمُوا و تَحالَفُوا علی كَیْدِ الرسول، صلی الله علیه و سلم؛ قال ابن عباس: هم الیهود و النصاری الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ آمنوا ببعضه و كفروا ببعضه.وَ قٰاسَمَهُمٰا أَی حلَفَ لهما. و القَسامة: الذین یحلفون علی حَقِّهم و یأْخذون. و‌فی الحدیث: نحن نازِلُون بخَیْفِ بنی كِنانة حیث تَقَاسَمُوا علی الكفر؛ تَقَاسَمُوا: من القَسَم الیمین أَی تحالفوا، یرید لمَّا تعاهدت قریش علی مُقاطعة بنی هاشم و ترك مُخالطتهم. ابن سیدة: و القَسامة الجماعة یُقْسِمُون علی الشی‌ء أَو یُشهدون، و یَمِینُ القَسامةِ منسوبة إِلیهم. و‌فی حدیثٍ: الأَیْمانُ تُقْسَمُ علی أَوْلیاء الدمِ.أَبو زید: جاءت قَسَامَةُ الرجلِ، سمی بالمصدر. و قَتل فلان فلاناً بالقَسَامَة أَی بالیمین. و جاءت قَسامة من بنی فلان، و أَصله الیمین ثم جُعِل قَوْماً. و المُقْسَمُ: القَسَمُ. و المُقْسَمُ: المَوْضِع الذی حلف فیه. و المُقْسِم: الرجل الحالف، أَقْسَمَ یُقْسِمُ إِقْساماً. قال الأَزهری: و تفسیر القَسَامَة فی الدم أَن یُقْتل رجل فلا تشهد علی قتل القاتل إِیاه بینة عادلة كاملة، فیجی‌ء أَولیاء المقتول فیدّعون قِبَل رجل أَنه قتله و یُدْلُون بِلَوْث من البینة غیر كاملة، و ذلك أَن یُوجد المُدَّعی علیه مُتلَطِّخاً بدم القتیل فی الحال التی وُجد فیها و لم یشهد رجل عدل أَو امرأَة ثقة أَن فلاناً قتله، أَو یوجد القتیل فی دار القاتل و قد كان بینهما عداوة ظاهرة قبل ذلك، فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلی قلب من سمعه أَن دعوی الأَولیاء صحیحة فَیُستَحْلَفُ أَولیاءُ القتیل خمسین یمیناً أَن فلاناً الذی ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما شَرَكه فی دمه أَحد، فإِذا حلفوا خمسین یمیناً استحقوا دیة قتیلهم، فإِن أَبَوْا أَن یحلفوا مع اللوث الذی أَدلوا به حلف المُدَّعی علیه و بَرِئ، و إِن نكل المدّعی علیه عن الیمین خیر ورثة القتیل بین قتله أَو أَخذ الدیة من مال المدّعی علیه، و هذا جمیعه قول الشافعی. و القَسامةُ: اسم من الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع المصدر، ثم یقال للذین یُقْسِمونَ قَسَامة، و إِن لم یكن لوث من بینة حلف المدَّعی علیه خمسین یمیناً و برئ، و قیل: یحلف یمیناً واحدة. و‌فی الحدیث: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر فی قَسَامة معهم رجل من غیرهم فقال: رُدُّوا الأَیمان علی أَجالدِهم؛ قال ابن الأَثیر: القَسَامة، بالفتح، الیمین كالقسَم، و حقیقتها أَن یُقْسِم من أَولیاء الدم خمسون نفراً علی استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتیلًا بین قوم و لم یُعرف قاتله، فإِن لم یكونوا خمسین أَقسم الموجودون خمسین یمیناً، و لا یكون فیهم صبی و لا امرأَة و لا مجنون و لا عبد، أَو یُقسم بها المتهمون علی نفی القتل عنهم، فإِن حلف المدعون استحقوا الدیة، و إِن حلف المتهَمون لم تلزمهم الدیة، و قد أَقْسَمَ یُقْسِمُ قَسَماً و قَسَامَة، و قد جاءت علی بِناء الغَرامة و الحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذی یوجد فیه القتیل؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: القَسامة توجب العَقْل‌أَی تُوجب الدّیة لا القَوَد. و‌فی حدیث الحسن: القَسامةُ جاهِلِیّة‌أَی كان أَهل الجاهلیة یَدِینُون بها و قد قرّرها الإِسلام، و‌فی روایة: القَتْلُ بالقَسَامة جاهِلیةٌ‌أَی أَن أَهل الجاهلیة كانوا یقتُلُون بها أَو أَن
لسان العرب، ج‌12، ص: 482
القتل بها من أَعمال الجاهلیة، كأَنه إِنكار لذلك و اسْتِعْظام. و القَسامُ: الجَمال و الحُسن؛ قال بشر بن أَبی خازم: یُسَنُّ علی مَراغِمِها القَسَامُ و فلان قَسِیمُ الوَجْهِ و مُقَسَّمُ الوجهِ؛ و قال باعث بن صُرَیْم الیَشْكُری، و یقال هو كعب بن أَرْقَمَ الیشكری قاله فی امرأَته و هو الصحیح: و یَوْماً تُوافِینا بَوجْهٍ مُقَسَّمٍ، كأَنْ ظَبْیة تَعْطُو إِلی وارِق السَّلَمْ و یَوْماً تُرِیدُ مالَنا مع مالها، فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا و لم تَنَمْ نَظَلُّ كأَنَّا فی خُصومِ غَرامةٍ، تُسَمِّعُ جِیرانی التَّأَلِّیَ و القَسَمْ فَقُلْتُ لها: إِنْ لا تَناهَی، فإِنَّنی أَخو النُّكْر حتی تَقْرَعی السِّنَّ من نَدَمْ و هذا البیت فی التهذیب أَنشده أَبو زید: كأَنْ ظبیة تعطو إِلی ناضِرِ السَّلم و قال: قال أَبو زید: سمعت بعض العرب ینشده: كأَنْ ظبیةٌ …؛ یرید كأَنها ظبیة فأَضمر الكنایة؛ و قول الربیع بن أَبی الحُقَیْق: بأَحْسَنَ منها، و قامَتْ تریك وجَهاً كأَنَّ عَلَیْه قَسَاما أَی حُسْناً. و‌فی حدیث أُم معبد: قَسِیمٌ وَسِیم؛ القَسامةُ: الحسن. و رجل مُقَسَّم الوجهِ أَی جمیل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال. و یقال لحُرِّ الوجه: قَسِمة، بكسر السین، و جمعها قَسِماتٌ. و رجل مُقَسَّمٌ و قَسِیم، و الأُنثی قَسِیمَة، و قد قَسُمَ. أَبو عبید: القَسَام و القَسَامَة الحُسْن. و قال اللیث: القَسِیمَة المرأَة الجمیلة؛ و أَما قول الشاعر «3»: و كأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِیمَةٍ سَبَقَتْ عَوارِضَها إِلیكَ مِن الفَمِ فقیل: هی طلوع الفجر، و قیل: هو وقت تَغَیر الأَفواه، و ذلك فی وقت السحر، قال: و سمی السحر قَسِیمَة لأَنه یَقْسِم بین اللیل و النهار، و قد قیل فی هذا البیت إِنه الیمین، و قیل: امرأَة حسَنة الوجه، و قیل: موضع، و قیل: هو جُؤْنة العَطَّار؛ قال ابن سیدة: و المعروف عن ابن الأَعرابی فی جُؤْنة العطار قَسِمَة، فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَشبع للضرورة، قال: و القَسِیمَة السُّوقُ؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یُفسِّر به قول عنترة؛ قال ابن سیدة: و هو عندی مما یجوز أَن یُفسَّر به؛ و قول العجاج: الحمدُ للهِ العَلِیّ الأَعْظَمِ، باری السَّماواتِ بِغَیْرِ سُلَّمِ و رَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، مِن عَهْد إِبراهیمَ لَمَّا یُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن، یعنی مَقام إِبراهیم، علیه السلام، كأَنه قُسِّم أَی حُسِّن؛ و قال أَبو میمون یصف فرساً: كلِّ طَوِیلِ السّاقِ حُرِّ الخدّیْن، مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِیتِ الشِّدْقَیْن و وَشْیٌ مُقَسَّمٌ أَی مُحَسَّنٌ. و شی‌ء قَسَامِیٌّ: منسوب إِلی القَسَام، و خفف القطامی یاء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ و شآمٍ، فقال: إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَیْنِ تَراهُما مُتَقابلینِ قَسَامِیاً و هِجانا أَراد أُبوّة والدین. و القَسِمَةُ: الحُسن. و القَسِمَةُ: الوجهُ، و قیل: ما أَقبل علیك منه، و قیل: قَسِمَةُ
(3). قوله [الشاعر] هو عنترة
لسان العرب، ج‌12، ص: 483
الوجه ما خَرج من الشعر. و قیل: الأَنفُ و ناحِیتاه، و قیل: وسَطه، و قیل: أَعلی الوَجْنة، و قیل: ما بین الوَجْنتین و الأَنف، تكسر سینها و تفتح، و قیل: القَسِمَة أَعالی الوجه، و قیل: القَسِمَات مَجارِی الدموع، و الوجوه، واحدتها قَسِمَةٌ. و یقال من هذا: رجل قَسِیم و مُقَسَّم إِذا كان جمیلًا. ابن سیدة: و المُقْسَم موضع القَسَم؛ قال زهیر: فتُجْمَعُ أَیْمُنٌ مِنَّا و مِنْكُم بمُقْسَمَةٍ تَمُورُ بها الدِّماء و قیل: القَسِمَاتُ مجاری الدموع؛ قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبی: و إِنِّی أُراخیكم علی مَطِّ سَعْیِكم، كما فی بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلَّا سَعَیْتُمْ سَعْیَ عُصْبةِ مازِنٍ، و ما لعَلائی فی الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِیراً علی قَسِمَاتِهِم، و إِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها، و بَعضُ الرِّجالِ فی الحُروب غُثاءُ و قیل: القَسِمَةُ ما بین العینین؛ روی ذلك عن ابن الأَعرابی، و به فسر قوله … دنانیراً علی قَسِمَاتهم؛ و قال أَیضاً: القَسِمَةُ و القَسَمَةُ ما فوق الحاجب، و فتح السین لغة فی ذلك كله. أَبو الهیثم: القَسَامِیُّ الذی یكون بین شیئین. و القَسَامِیّ: الحَسَن، من القَسَامَة. و القَسَامِیُّ: الذی یَطوی الثیاب أَول طَیّها حتی تتكسر علی طیه؛ قال رؤبة: طاوِینَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب، طَیَّ القَسَامِیِّ بُرودَ العَصّاب و رأَیت فی حاشیة: القَسَّامُ المِیزان، و قیل: الخَیّاطُ. و فرس قَسَامِیٌّ أَی إِذا قَرَحَ [قَرِحَ من جانب واحد و هو، من آخرَ، رَباعٍ؛ و أَنشد الجَعْدی یصف فرساً: أَشَقَّ قَسَامِیّاً رَباعِیَ جانِبٍ، و قارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا و فرس قَسَامِیٌّ: منسوب إِلی قَسَام فرس لبنی جَعْدة؛ و فیه یقول الجعدی: أَغَرّ قَسَامِیّ كُمَیْت مُحَجَّل، خَلا یده الیُمْنی فتَحْجِیلُه خَسا أَی فَرْدٌ. و قال ابن خالویه: اسم الفرس قَسَامَة، بالهاء؛ و أَما قول النابغة یصف ظبیة: تَسَفُّ برِیرَه، و تَرُودُ فیه إِلی دُبُر النهارِ من القَسَامِ قیل: القَسَامَة شدّة الحرّ، و قیل: إِن القَسَام أَول وقت الهاجرة، قال الأَزهری: و لا أَدری ما صحته، و قیل: القَسَام وقت ذُرور الشمس، و هی تكون حینئذ أَحسن ما تكون و أَتمّ ما تكون مَرْآةً، و أَصل القَسَام الحُسن؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصواب عندی؛ و قول ذی الرمة: لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ یُبْلی جِدّةً أَبداً، و لا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ یقول: إِنی ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثیرة، یعنی حالاتِ شبابه، حالًا واحداً و أَمراً واحداً، یعنی الكِبَر و الشیب؛ قال ابن بری: یقول كنت لغِرّتی أَحسب أَن الإِنسان لا یَهرم، و أَن الثوبَ الجدید لا یَخْلُق، و أَن الشَّعْب الواحد الممتنع لا یَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فیتفرق بعد اجتماع و یحصل متفرقاً فی تلك الشُّعَبِ «1». و القَسُومِیَّات: مواضع؛ قال زهیر:
(1). قوله: و أن الشعب إلخ؛ هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 484
ضَحَّوْا قَلیلًا قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ، و مِنْهُمُ بالقَسُومِیّاتِ مُعْتَرَكُ «1». و قاسِمٌ و قَسِیمٌ و قُسَیْمٌ و قَسَّام و مِقْسَم و مُقَسِّم: أَسماء. و القَسْم: موضع معروف. و المُقْسِم: أَرض؛ قال الأَخطل: مُنْقَضِبِین انْقِضابَ الخیل، سَعْیُهُم بَین الشقیق و عَیْن المُقْسِمِ البَصِر و أَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدی: أَنا القُلاخُ فی بُغائی مِقْسَما، أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّی تَسْأَما فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه.

قشم؛ ج12، ص: 484

: القَشْم: الأَكل، و قیل: شِدة الأَكل و خَلْطُه، قَشَمَ یَقْشِمُ قَشْماً. و القُشَامُ: اسم لما یؤْكل مشتق من القشْمِ. و القُشَامَة: ردی‌ء التمر؛ عن أَبی حنیفة. و القُشَام و القُشَامةُ: ما وقع علی المائدة و نحوها مما لا خیر فیه أَو ما بقی فیها من ذلك. ابن الأَعرابی: القُشَامةُ ما یَبْقَی من الطعام علی الخِوان. و قَشَمْت أَقْشِمُ قَشْماً: نفَیته. و قَشَمْت الطعام قَشْماً إِذا نفَیتَ الرَّدی‌ء منه. و ما أَصابت الإِبلُ مَقْشَماً أَی شیئاً ترعاه. و قَشَمَ الرجلُ قَشْماً: مات؛ قال أَبو وجزة: قَشَمَتْ فجَرَّ برِجلها أَصحابُها، و حَثَوْا علی حَفْصٍ لها و عِماد أَی ماتت فدفنوها مع مَتاع بیتها. و قَشَمَ فی بیته قشُماً: دخل. و القِشْمُ و القَشْمُ: اللحم المحمرُّ من شدة النُّضج. و القَشْمُ، بالكسر: الجسم؛ عن یعقوب فی بعض نسخه من الإِصلاح؛ و أَنشد، ابن الأَعرابی: طَبیخُ نُحازٍ أَو طَبیخُ أمِیهةٍ، دَقِیقُ العِظامِ سَیِّ‌ءُ القِشْمِ أَمْلَطُ یقول: كانت أُمه به حاملًا و بها نُحاز أَی سعال أَو جُدَرِیٌّ فجاءت به ضاوِیاً. و یقال: أَری صبیكم مُخْتَلًّا قد ذهب قِشْمه أَی لحمه و شَحْمه. و القَشَمُ و القَشْمُ: البُسْر الأَبیض الذی یؤْكل قبل أَن یُدرك و هو حُلو. و القُشَامُ: أَن یَنتَقِض البلح قبل أَن یصیر بُسْراً. و قال الأَصمعی: فإِذا انْتقض البُسر قبل أَن یصیر بلحاً قیل قد أَصابه القُشَامُ. ابن الأَعرابی: یقال للبسرة إِذا ابیضَّت فأُكلت طیبة هی القَشِیمَة. و یقال: أَصاب الثمرَ القُشَامُ، هو بالضم، أَن ینتقض ثمر النخل قبل أَن یصیر بلحاً. و قَشَمَ الخُوصَ یَقْشِمُه قَشْماً: شقه لِیَسُفَّه. و إِنه لقبیح القِشْمِ أَی الهیئة و قالوا: الكرَم من قِشْمِه أَی من طَبعه و أَصله. و القِشْمُ: المَسِیل الضیِّقُ فی الوادی. و قال أَبو حنیفة: القَشْمُ، بالفتح، مسیل الماء فی الروض، و جمعه قُشُوم. و قُشَام: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّ قَلُوصِی تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذی بشَرْقِیِّ سَلْمَی، یَوْمَ جَنْبِ قُشَامِ و قُشَامٌ فی قول الراجز: یا لَیْتَ أَنَّی و قُشَاماً نَلْتَقی، وَ هْو علی ظَهْر البعیر الأَوْرقِ اسم رجل راعٍ. أَبو تراب عن مُدرك: یقال لفلان قوم یَقْمشون له و یَهْمِشون له بمعنی یجمعون له، و الله أَعلم.

قشعم؛ ج12، ص: 484

: القُشْعُوم: الصغیر الجسم، و به سمی القُراد، و هو القُرْشوم و القِرْشامُ. و القَشْعَمُ و القِشْعامُ: المُسِنُّ من الرجال و النُّسور و الرخَم لطول عمره،
(1). قوله [ضحوا قلیلًا إلخ] أنشده فی التكملة و معجم یاقوت: و عرسوا ساعة فی كثب أسنمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 485
و هو صفة، و الأُنثی قَشْعَم؛ قال الشاعر: ترَكْتُ أَباكَ قد أَطْلَی، و مالَتْ علیه القَشْعَمَانِ من النُّسور و قیل: هو الضخم المسن من كل شی‌ء. قال أَبو زید: كل شی‌ء یكون ضخماً فهو قَشْعَمٌ؛ و أَنشد: و قِصَعٌ تُكْسَی ثُمالًا قَشْعَما و الثُّمال: الرَّغْوة. و أُمُّ قَشْعَم: الحَرب، و قیل: المنیَّة، و قیل: الضبع، و قیل: العنكبوت، و قیل: الذِّلة؛ و بكل فسر قول زهیر: فشَدّ و لم یُفْزِعْ بُیوتاً كثِیرةً، لدَی حیثُ أَلقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ الأَزهری: الشیخ الكبیر یقال له قَشْعم، القاف مفتوحة و المیم خفیفة، فإِذا ثقلت المیم كسرت القاف، و كذلك بناء الرباعی المنبسط إذا ثُقل آخره كُسِر أَوله؛ و أَنشد للعجاج: إِذْ زَعَمَتْ رَبِیعةُ القِشْعَمُّ قال ابن سیدة: القِشْعَمُّ مثل القَشْعم. و قَشْعَم: من أَسماء الأَسد، و كان ربیعة بن نزار یسمی القَشْعَم؛ قال طرفة: و الجَوْزُ مِن رَبیعةَ القَشَعْمِ أَراد القَشْعَم فوقف، و أَلقی حركة المیم علی العین، كما قالوا البَكِرْ، ثم أَوقعوا القَشْعم علی القبیلة؛ قال: إِذ زعمت ربیعةُ القَشْعَمُّ شدَّد ضرورة و أَجری الوصل مجری الوقف.

قصم؛ ج12، ص: 485

: القَصْمُ: دَقُّ الشی‌ء. یقال للظالم: قَصَمَ الله ظهره. ابن سیدة: القَصْمُ كسر الشی‌ء الشدید حتی یَبین. قَصَمَه یَقْصِمُهُ قَصْماً فانْقَصَمَ و تَقَصَّمَ: كسَره كسْراً فیه بَیْنونة. و رجل قَصِمٌ أَی سریع الانْقِصام هَیَّابٌ ضعیف. و قُصَمُ مثل قُثَم: یَحْطِم ما لقی؛ قال ابن بری: صوابه قُصَمٌ مثل قُثَمٍ تَصْرِفُهما لأَنهما صِفتانِ، و إِنما العدل یكون فی الأَسماء لا غیر. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه قال فی أَهل الجنة یُرْفَعُ أَهلُ الغُرَفِ إِلی غُرَفِهم فی دُرَّة بَیْضاء لیس فیها قَصْمٌ و لا فَصْمٌ؛ أَبو عبیدة: القَصْمُ، بالقاف، هو أَن ینكسر الشی‌ء فیَبین، یقال منه: قَصَمْت الشی‌ء إِذا كسرتَه حتی یبین، و منه قیل: فلان أَقْصَمُ الثَّنِیَّة إذا كان منكسرها، و أَما الفَصْمُ، بالفاء، فهو أَن یَنْصَدِعَ الشی‌ء من غیر أَن یَبِین. و‌فی الحدیث: الفاجرُ كالأَرْزَةِ صمَّاءُ مُعْتدِلة حتی یَقْصِمها الله.و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: و لا قَصَمُوا له قَناة، و یروی بالفاء. و‌فی حدیث كعب: وجدت انْقِصاماً فی ظهری، و یروی بالفاء، و قد تقدما. و رمح قَصِمٌ: منكسر، و قناة قَصِمَةٌ كذلك، و قد قَصِمَ. و قَصِمَتْ سِنُّه قَصَماً و هی قَصْماء: انشقت عَرْضاً و رجل أَقْصَمُ الثنیة إِذا كان منكسرها من النصف بیّن القَصَمِ، و الأَقْصَمُ أَعمُّ و أَعرف من الأَقصف، و هو الذی انقصمت ثنیته من النصف. یقال: جاءتكمُ القَصْمَاء، تذهب به إِلی تأْنیث الثنیة. قال بعض الأَعراب لرجل أَقْصَمِ الثنیةِ: جاءتكم القَصْمَاء، ذهب إِلی سِنِّه فأَنثها. و القَصْمَاء من المعز: التی انكسر قرناها من طرفیهما إِلی المُشاشة، و قال ابن درید: القَصْمَاء، من المعز المكسورة القرنِ الخارجِ، و العَضْباء المكسورة القرن الداخل، و هو المُشاش. و القَصْمُ فی عَروض الوافر: حذف الأَول و إِسكان الخامس، فیبقی الجزء فاعِیلٌ، فینقل فی التقطیع إِلی مَفْعولن، و ذلك علی التشبیه بقَصْم السن أَو القَرْن. و قَصْمُ السواكِ و قَصْمَتُه و قِصْمَتُه الكسرة منه،
لسان العرب، ج‌12، ص: 486
و‌فی الحدیث: اسْتَغْنُوا عن الناس و لو عن قِصْمَةِ السواكِ.و القصمة، بكسر القاف، أَی الكسرة منه إِذا استیك به، و یروی بالفاء. و قَصَمَه یَقْصِمُه قَصْماً: أَهلكه. و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ كَمْ قَصَمْنٰا مِنْ قَرْیَةٍ؛ كَمْ فی موضع نصب ب قَصَمْنٰا، و معنی قَصَمْنٰا أَهلكنا و أَذهبنا. و یقال: قَصَمَ الله عُمُر الكافر أَی أَذهبه. و القاصِمةُ: اسم مدینة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ قال ابن سیدة: أَری ذلك لأَنها قَصَمت الكفر أَی أَذْهَبته. و القَصْمة، بالفتح: مَرْقاة الدرجة مثل القَصْفة. و‌فی الحدیث: إِن الشمس لتَطْلُعُ من جهنم بین قَرْنَیْ شیطان فما ترتفع فی السماء من قَصْمة إِلا فُتحَ لها باب من النار، فإِذا اشتدَّت الظهیرة فُتحت الأَبواب كلها.و سمیت المرقاة قَصْمَة لأَنها كسرة من القَصْم الكسر. و كلُّ شی‌ء كَسَرْته فقد قَصَمْته. و أَقْصامُ المَرْعی: أُصُوله و لا یكون إِلا من الطَّریفة، الواحد قِصْمٌ. و القَصْمُ: العتیق من القطن؛ عن أَبی حنیفة. و القَصِیمَة: ما سهل من الأَرض و كثر شجره. و القَصِیمةُ: مَنْبِت الغَضی و الأَرْطَی و السَّلَم؛ و هی رملة؛ قال لبید: و كتِیبة الأَحْلافِ قد لاقَیْتُهمْ، حیثُ اسْتَفاضَ دَكادِكٌ و قَصِیمُ و قال بشر فی مفرده: و باكَرَه عِندَ الشُّروقِ مُكَلَّبٌ أَزَلُّ، كسِرْحانِ القَصِیمةِ، أَغْبَرُ قال: و قال أُنَیْف بن جَبَلة: و لقدْ شَهِدْتُ الخَیْلَ یَحْمِلُ شِكَّتی عَتِدٌ، كسِرْحانِ القَصِیمَة، مُنْهِب اللیث: القَصِیمَةُ من الرمل ما أَنبت الغَضَی و هی القَصَائِمُ. أَبو عبید: القَصَائِمُ من الرمال ما أَنبت العِضاه. قال أَبو منصور: و قول اللیث فی القَصِیمَة ما یُنبت الغضی هو الصواب. و القَصِیمُ: موضع معروف یَشُقُّه طَرِیقُ بَطْن فَلْجٍ؛ و أَنشد ابن السكیت: یا رِیَّها الیومَ علی مُبِینِ، علی مُبینٍ جَرِدِ القَصِیمِ مُبِین: اسم بئر. و القَصِیم: نَبْت. و الأَجارِدُ من الأَرض: ما لا یُنبت؛ و قال: أَفْرِغْ لِشَوْلٍ و عِشارٍ كُومِ باتَتْ تُعَشَّی اللَّیلَ بالقَصِیم، لبَابة من هَمِقٍ عَیْشُوم الریاشی: أَنشدنی الأَصمعی فی النون مع المیم: یَطْعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ، تحْتَ الذُّنابَی فی مكانٍ سُخْنِ قال: و یسمی هذا السناد. قال الفراء: سمی الدال و الجیم الإِجادة، رواه عن الخلیل؛ و قال الشاعر یصف صَیّاداً: و أَشْعَثَ أَعْلی ماله كِفَفٌ له، بفَرْشِ فَلاة، بَیْنَهُنَّ قَصِیمُ الفَرْش مَنابت العُرْفُط. ابن الأَعرابی: فَرْشٌ من عُرفط، و قَصِیمَةٌ من غَضیً، و أَیْكَةٌ من أَثْل، و غالٌّ من سَلَم، و سَلِیلٌ من سَمُرٍ للجماعة منها. و قال أَبو حنیفة: القَصِیمُ، بغیر هاء، أَجَمة الغضی، و جمعها قَصَائِم و قُصْم. و القَصِیمَةُ: الغَیْضة. و القَیْصُوم: ما طال من العشب، و هو كالقَیْعُون؛ عن كراع. و القَیْصُوم: من نبات السهل؛ قال أَبو حنیفة: القَیْصُوم من الذكور و من الأَمْرار، و هو طیب الرائحة من رَیاحین البر، و ورقه هَدَب، و له
لسان العرب، ج‌12، ص: 487
نَوْرَة صفراء و هی تَنْهض علی ساق و تطول؛ قال جریر: نَبتَتْ بمَنْبِتِه فطابَ لشمِّها، و نَأَتْ عن الجَثْجاثِ و القَیْصُوم و قال الشاعر: بلادٌ بها القَیْصُومُ و الشِّیحُ و الغَضَی أَبو زید: قَصَم راجعاً و كصَمَ راجعاً إذا رجع من حیث جاء و لم یُتِمَّ إلی حیث قصَد.

قصلم؛ ج12، ص: 487

: التهذیب فَحل قِصْلامٌ عَضُوضٌ؛ و أَنشد شمر: سوی زِجاجاتِ مُعِیدٍ قِصْلام قال: و المُعِید الفحل الذی أَعاد الضِّراب فی الإِبل مرّة بعد أُخری.

قضم؛ ج12، ص: 487

: قَضِمَ الفرسُ یَقْضَمُ و خَضِمَ الإِنسانُ یَخْضَم، و هو كقَضْم الفرس، و القَضْمُ بأَطراف الأَسنان و الخَضْمُ بأَقصَی الأَضراس؛ و أَنشد لأَیمن بن خُرَیْم الأَسدی یذكر أهل العراق حین ظهر عبد الملك علی مصعب: رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكْلَ خَضْماً، و قد رَضُوا أَخیراً مِنَ اكْلِ الخَضْمِ أَن یأْكلوا القَضْما و یدل علی هذا‌قول أَبی ذر: اخْضَمُوا فإنا سنَقْضَمُ.ابن سیدة: القَضْمُ أَكل بأَطراف الأَسنان و الأَضراس، و قیل: هو أَكل الشی‌ء الیابس، قَضِمَ یَقْضَم قَضْماً، و الخَضْم: الأَكل بجمیع الفم، و قیل: هو أَكل الشی‌ء الرَّطْب، و القَضْمُ دون ذلك. و قولهم: یُبْلَغُ الخَضْم بالقَضْم أَی أَن الشَّبْعة قد تُبْلَغ بالأَكل بأَطراف الفم، و معناه أن الغایةَ البعیدة قد تُدْرَك بالرِّفق؛ قال الشاعر: تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثیاب جَدِیدَها، و بالقَضْمِ حتی تُدْرِكَ الخَضْمَ بالقَضْمِ و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: ابْنُوا شَدِیداً و أَمِّلُوا بعیداً و اخْضَمُوا فإنا سنَقْضَم؛ القَضْمُ: الأَكل بأطراف الأَسنان. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: تأْكلون خَضْماً و نأْكل قَضْماً.و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فأَخَذتِ السواكَ فقَضِمَتْه و طَیَّبَتْه‌أی مَضَغَتْه بأَسنانها و لَیَّنَتْه. و القَضِیم: شعیر الدابة. و قَضِمت الدابةُ شعیرَها، بالكسر، تَقْضَمُهُ قَضْماً: أكلته. و أَقْضَمْته أنا إیاه أی علفتها القضِیم. و قال اللیث: القَضْم أَكل دونٌ كما تَقْضَمُ الدابةُ الشعیر، و اسمه القَضِیم، و قد أَقْضَمْته قَضِیماً. قال ابن بری: یقال قَضِمَ الرجلُ الدابةَ شعیرَها فیعدِّیه إلی مفعولین، كما تقول كسا زید ثوباً و كسوته ثوباً؛ و استعار عدیّ بن زید القَضْمَ للنار فقال: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقها تَقْضَمُ الهِنْدِیَّ و الغارا و القَضِیمُ: ما قَضِمتْه. و ما للقوم قَضِیمٌ و قَضامٌ و قُضْمَة و مَقْضَمٌ أی ما یُقْضَمُ علیه؛ و منه قول بعض العرب و قد قدم علیه ابن عم له بمكة فقال: إن هذه بلادَ مَقْضَم و لیست ببلاد مَخْضَم. و ما ذقت قَضَاماً أَی شیئاً. و أَتتهم قَضِیمَة أی مِیرة قلیلة. و القِضْمُ: ما ادَّرَعَتْه الإِبل و الغنم من بقیة الحلْی. و القَضَمُ: انصداع فی السن، و قیل: تَثَلُّمٌ و تَكسُّر فی أَطراف الأَسنان و تفَلُّلٌ و اسوداد، قَضِمَ قَضَماً، فهو قَضِمٌ و أَقْضَم، و الأُنثی قَضْمَاء. و قد قَضِمَ فوه إذا انكسر، و نَقِدَ مثله. و القَضِم، بكسر الضاد: السیف الذی طال علیه الدهر فتكسر حدُّه، و فی المحكم: و سیف قَضِمٌ طال علیه الدهر فتكسر حَدُّه. و فی مضاربه قَضَم، بالتحریك، أی تكسر، و الفعل كالفعل؛ قال راشد بن شهاب الیشكری:
لسان العرب، ج‌12، ص: 488
فلا تُوعِدَنِّی، إنَّنی إنْ تُلاقِنی مَعِی مَشْرَفِیٌّ فی مَضارِبهِ قَضَمْ قال ابن بری: و رواه ابن قتیبة قَصَم، بصاد غیر معجمة؛ و یروی صدره: مَتی تَلْقَنی تَلْقَ امْرأً ذا شَكِیمةٍ و القَضِیم: الجلد الأَبیض یكتب فیه، و قیل: هی الصحیفة البیضاء، و قیل: النِّطع، و قیل: هو العَیبة، و قیل: هو الأَدیم ما كان، و قیل: هو حصیر منسوج خیوطه سیُور بلغة أهل الحجاز؛ قال النابغة: كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُیولَها علیه قَضِیمٌ، نَمَّقَتْه الصَّوانِعُ و الجمع من كل ذلك أَقضِمةٌ و قُضُم، فأَما القَضَمُ فاسم للجمع عند سیبویه. و‌فی حدیث الزهری: قُبض رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و القرآن فی العُسُب و القُضُم؛ هی الجلود البیض، واحدها قَضِیم، و یجمع أَیضاً علی قَضَم، بفتحتین، كأَدَمٍ و أَدِیمٍ؛ و منه‌الحدیث: أنه دخل علی عائشة، رضی الله عنها، و هی تلعب ببنت مُقَضِّمة؛ هی لُعبة تتخذ من جلود بیض، و یقال لها بنت قُضَّامَة، بالضم و التشدید؛ قال ابن بری: و لعبة أهل المدینة اسمها بنت قُضَّامَة، بضم القاف غیر مصروف، تعمل من جلود بیض. و القَضِیم: النطع الأَبیض، و قیل: من صحف بیض من القَضِیمَة و هی الصحیفة البیضاء. ابن سیدة: و القَضِیمة الصحیفة البیضاء كالقَضِیم؛ عن اللحیانی، قال: و جمعها قُضُم كصحیفة و صحف، و قَضَمٌ أَیضاً، قال: و عندی أَن قَضَماً اسم لجمع قَضِیمة كما كان اسماً لجمع قضیم؛ و قال أَبو عبید فی القَضِیم بمعنی الجلد الأَبیض: كأَنَّ ما أبْقَتِ الرَّوامِسُ منه، و السِّنُونَ الذَّواهِبُ الأُوَلُ، قَرْعُ قَضِیمٍ غَلا صَوانِعُه، فی یَمَنِیِّ العَیَّاب، أَو كِلَلُ غلا أی تأَنَّق فی صنعه. اللیث: و القَضِیم الفضة؛ و أَنشد: و ثُدِیٌّ ناهِداتٌ، و بَیاضٌ كالقَضِیمِ قال الأَزهری: القَضِیم هاهنا الرَّق الأَبیض الذی یكتب فیه، قال: و لا أَعرف القضیم بمعنی الفضة فلا أَدری ما قول اللیث هذا. و القُضَامُ و القَضَاضِیمُ: النخل التی تطول حتی یَخِفّ ثمرها، واحدتها قُضَّامَة و قُضامةٌ. و القُضَّام: من نجیل السباخ؛ قال أَبو حنیفة: هو من الحمض، و قال مرة: هو نبت یشبه الخِذْراف، فإذا جفّ ابیضَّ، و له وریقة صغیرة. و‌فی حدیث علی: كانت قریش إذا رأَته قالت احذروا الحُطَمَ احذروا القُضَمَ‌أی الذی یَقْضَمُ الناس فیُهْلِكُهم.

قضعم؛ ج12، ص: 488

: القَضْعَم و القَعْضَم: هو الشیخ المسن الذاهب الأَسنان. ابن بری: القَضْعَم الأَدْرد؛ قال خلید الیشكری: دِرْحایة البطنِ یُناغی القَضْعَمَا الأَزهری: یقال للناقة الهرمة قِضْعم و جِلْعِم.

قطم؛ ج12، ص: 488

: القَطَمُ، بالتحریك: شهوة اللحم و الضِّراب و النكاح قَطِمَ یَقْطَم قَطَماً فهو قَطِمٌ بیِّن القَطَم أی اهتاجَ و أَراد الضراب و هو شدة اغتلامه، و رجل قَطِم: شَهْوان للحم. و قَطِمَ الصقْر إلی اللحم: اشتهاه، و قیل: كل مُشتهٍ شیئاً قَطِمٌ، و الجمع قُطُمٌ. و القَطِمُ: الغضبان. و فحل قَطِمٌ و قِطَمٌّ و قِطْیَمٌّ: ضَؤُولٌ؛ و أَنشد: یَسوقُ قَرْماً قَطِماً قِطْیَمّا «2».
(2). قوله [قرماً] كذا فی النسخة المنقولة مما فی وقف السلطان الأَشرف، و الذی فی التهذیب: قطماً
لسان العرب، ج‌12، ص: 489
و القُطامِیُّ: الصَّقْر، و یفتح. و صَقر قَطَام و قَطامِیٌّ و قُطامِیٌّ: لَحِمٌ، قیس یفتحون و سائر العرب یضمون و قد غلب علیه اسماً، و هو مأْخوذ من القَطِم و هو المشتهی اللحْم و غیره. اللیث: القطامی من أَسماء الشاهین؛ و قوله أَنشده ثعلب: تأَمَّلُ ما تقولُ، و كُنتَ قِدْماً قَطامِیّاً تَأَمُّلُه قَلِیلُ فسره فقال: معناه كنت مرّة «1». تركب رأْسك فی الأُمور فی حداثتك، فالیوم قد كَبِرت و شِخت و تركت ذلك؛ و قول أُم خالد الخثعمیة فی جَحْوش العُقَیلی: فَلَیْتَ سِماكِیّاً یَحارُ رَبابُه، یُقادُ إلی أَهلِ الغَضی بزِمامِ لِیَشْرَبَ منه جَحْوشٌ، و یَشیمُه بِعَیْنَیْ قَطامِیّ أَغَرَّ شآمِی إنما أَرادت بعینی رجل كأَنهما عینا قطامی، و إنما وجهناه علی هذا لأَن الرجل نوع و القطامی نوع آخر سواه، فمحال أن ینظر نوع بعین نوع، أ لا تری أَن الرجل لا ینظر بعینی حمار و كذلك الحمار لا ینظر بعینی رجل؟ هذا ممتنع فی الأَنواع، فافهم. و مِقْطَمُ البازی: مِخْلبه. و قَطَم الشی‌ء یَقطِمُه قَطْماً: عَضَّه بأَطراف أَسنانه أو ذاقه. الفراء: قَطَمْتُ الشی‌ء بأَطراف أَسنانی أَقْطِمُهُ إذا تناولته. و قال غیره: قَطَمَ یَقْطِمُ إذا عضَّ بمقدَّم الأَسنان؛ قال أَبو وجزة: و خائفٍ لَحِمٍ شاكاً بَراثنُه، كأَنه قَاطِمٌ وَقْفَینِ مِن عاجِ ابن السكیت: القَطْم العض بأَطراف الأَسنان. یقال: اقْطِمْ هذا العود فانظر ما طعمه. و الخمر قُطامیّ، بالضم لا غیر، أی طریّ «2». و قطم الشی‌ء یقطمه قطماً: عضه بأطراف أسنانه أو ذاقه؛ قال أَبو وجزة: و إذا قَطَمْتَهمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً و قَواضِیَ الذِّیفانِ فیما تَقْطِمُ و الذِّیفان: السم، بكسر الذال: و القَطْمُ: تناول الحشیش بأَدنی الفم. و القُطَامَة: ما قُطم بالفم ثم أُلقی. و قَطَمَ الفَصِیلُ النبتَ: أخذه بمقدّم فیه قبل أن یستحكم أكله. و قَطَمَ الشی‌ءَ قطماً: قطَعَه. و قَطَّمَ الشاربُ: ذاق الشراب فكَرِهه و زَوَی وجهَه و قَطَّبَ. و القُطامی، بالضم: من شعرائهم من تَغْلِب و اسمه عُمیر بن شُیَیْم. و قطام: من أسماء النساء. ابن سیدة: و قَطَامِ و قَطَامُ اسم امرأة، و أَهل الحجاز یبنونه علی الكسر فی كل حال، و أَهل نجد یُجرونه مُجری ما لا ینصرف، و قد ذكرناه فی رَقاشِ أَیضاً. و ابن أُمّ قَطَامِ: من ملوك كندة. و قُطَامَةُ: اسم. و القُطَمِیّاتُ: مواضع؛ قال عبید: أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ، فالقُطَمِیَّاتُ فالذَّنُوبُ و قُطْمان: اسم جبل؛ قال المخبل السعدی: و لَما رأَتْ قُطْمَانَ منْ عَن شِمالِها، رأَت بَعْضَ ما تَهْوَی و قَرَّتْ عُیونُها و المُقَطَّم: جبل بمصر، صانها الله تعالی.

قعم؛ ج12، ص: 489

: قُعِمَ الرجل و أُقْعِمَ: أَصابه طاعون أَو داء فمات من ساعته. و أَقْعَمَتْه الحیةُ: لدغته فمات من ساعته. و القَعَمُ: ردّة مَیَلٍ فی الأَنف و طمأْنینة فی
(1). قوله [كنت مرة] كذا فی الأَصل و المحكم بالراء (2). قوله أی طری؛ لعله یعود إلی العود لا إلی الخمر
لسان العرب، ج‌12، ص: 490
وسطه، و قیل: هو ضِخَم الأَرنبة و نُتوءُها و انخفاض القصبة فی الوجه، و هو أَحسن من الخَنَس و الفَطَس، قَعِمَ قَعَماً، فهو أَقْعَم، و الأُنثی قَعْمَاء. و حكی ابن بری عن ابن الأَعرابی: القَعَمُ كالخَنَس أَو أَحسن منه. و یقال: فی فمه قَعَمٌ أی عَوَجٌ، و فی أَسنانه قَعَم: و هو دخول أَعلاها إلی فمه. و خُفٌّ أَقْعَمُ و مُقْعَمٌ و مُقَعَّمٌ: متطامن الوسط مرتفع الأَنف؛ قال: عَلَیَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ، مُشْتَبها الآنُفِ مُقْعَمَانِ و القَیْعَمُ: السِّنَّور. و القَعْمُ: صُیاح السنور. الأَصمعی: لك قُعْمَةُ هذا المال و قُمْعَتُه أی خِیاره و أَجْوَدُه.

قعضم؛ ج12، ص: 490

: العَعْضَمُ و القِعْضِمُ: الشیخ المسنّ الذاهب الأَسنان.

ققم؛ ج12، ص: 490

: رجل قَیْقَمٌ: واسع الخُلُق؛ عن كراع.

قلم؛ ج12، ص: 490

: القَلَم: الذی یُكتب به، و الجمع أَقْلام و قِلام. قال ابن بری: و جمع أَقْلام أَقَالِیم؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنَّنی، حِینَ آتِیها لتُخْبِرَنی و ما تُبَیّنُ لی شَیْئاً بِتَكْلِیمِ، صَحِیفةٌ كُتِبَتْ سِرّاً إلی رَجُلٍ، لم یَدْرِ ما خُطَّ فیها بالأَقَالِیم و المِقْلَمَة: وعاء الأَقْلام. قال ابن سیدة: و القَلَمُ الذی فی التنزیل لا أعرف كَیفیته؛ قال أَبو زید: سمعت أعرابیّاً مُحرِماً یقول: سَبَقَ القَضاءُ و جَفَّتِ الأَقْلامُ و القَلَمُ: الزَّلَمُ. و القَلَم: السَّهْم الذی یُجال بین القوم فی القِمار، و جمعهما أَقْلام. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كُنْتَ لَدَیْهِمْ إِذْ یُلْقُونَ أَقْلٰامَهُمْ أَیُّهُمْ یَكْفُلُ مَرْیَمَ؛ قیل: معناه سهامهم، و قیل: أَقْلامهم التی كانوا یكتبون بها التوراة؛ قال الزجاج: الأَقْلام هاهنا القِداح، و هی قِداح جعلوا علیها علامات یعرفون بها من یكفل مریم علی جهة القرعة، و إنما قیل للسهم القَلَم لأَنه یُقْلم أی یُبْری. و كلُّ ما قطَعت منه شیئاً بعد شی‌ء فقد قَلَمْته؛ من ذلك القلم الذی یكتب به، و إنما سمی قَلَماً لأَنه قلِمَ مرة بعد مرة، و من هذا قیل: قَلَمت أَظفاری. و قَلَمت الشی‌ء: بَرَیْته و فیه عالَ قلمُ زكریا؛ هو هاهنا القِدْح و السهم الذی یُتقارَع به، سمی بذلك لأَنه یُبری كبَرْی القلم. و یقال للمِقْراض: المِقْلامُ. و القَلَمُ: الجَلَمُ. و القَلَمانِ: الجَلَمانِ لا یفرد له واحد؛ و أَنشد ابن بری: لعَمْرِیَ لو یُعْطِی الأَمیرُ علی اللِّحَی، لأُلْفِیتُ قد أَیْسَرْتُ مُنْذُ زَمانِ إذا كشَفَتْنی لِحْیَتی من عِصابةٍ، لهُمُ عندَه ألفٌ و لی مائتانِ لهَا دِرْهَمُ الرحمنِ فی كلِّ جُمعةٍ، و آخَرُ للِخَناء یَبْتَدِرانِ إذا نُشِرتْ فی یَوْمِ عِیدٍ رأَیْتِها، علی النَّحْرِ، مِرْماتیْنِ كالقَفَدانِ و لوْ لا أَیادٍ مِنْ یَزِیدَ تتابَعتْ، لَصَبَّحَ فی حافاتِها القَلمانِ و المِقْلَم: قَضِیب الجمل و التیس و الثور، و قیل: هو طرَفه. شمر: المِقْلم طَرف قضیب البعیر، و فی طرفه حَجَنةٌ فتلك الحَجَنة المِقْلم، و جمعه مَقَالِمُ. و المِقْلَمة: وعاء قضیب البعیر. و مَقَالِم الرمح: كُعوبه؛ قال: و عادِلًا مارِناً صُمّاً مَقَالِمُه، فیه سِنانٌ حَلِیفُ الحَدِّ مَطْرُورُ
لسان العرب، ج‌12، ص: 491
و یروی: و عاملًا. و قَلَم الظُّفُر و الحافر و العُود یَقْلِمُه قَلْماً و قَلَّمَه: قطَعه بالقَلَمَیْن، و اسم ما قُطِع منه القُلامة. اللیث: القَلْم قطع الظفر بالقلمین، و هو واحد كله. و القُلامة: هی المَقْلومة عن طرف الظفر؛ و أَنشد: لَمَّا أَتَیْتُم فلم تَنْجُوا بِمَظْلِمةٍ، قِیسَ القُلامةِ مما جَزَّه القَلَمُ قال الجوهری: قَلَمْت ظُفری و قَلَّمت أظفاری، شدد للكثرة. و یقال للضعیف: مَقْلُوم الظفر و كَلِیل الظفر. و القَلَمُ: طول أَیْمةِ المرأَة. و امرأَة مُقَلَّمة أی أَیّم. و‌فی الحدیث: اجتاز النبی، صلی الله علیه و سلم، بنسوة فقال أَظنُّكُنَّ مُقَلَّماتٍ‌أی لیس علیكن حافظ؛ قال ابن الأَثیر: كذا قال ابن الأَعرابی فی نوادره، قال ابن الأَعرابی و خَطَب رجل إلی نسوة فلم یُزَوِّجنَه، فقال: أَظنكنّ مُقَلَّماتٍ أی لیس لكنّ رجل و لا أحد یدفع عنكن. ابن الأَعرابی: القَلَمة العُزّاب من الرجال، الواحد قَالِمٌ. و نساء مُقَلَّمات: بغیر أَزواج. و أَلفٌ مُقَلَّمَةٌ: یعنی الكَتِیبة الشاكَّة فی السلاح. و القُلَّام، بالتشدید: ضرب من الحَمْض، یذكر و یؤنث، و قیل: هی القاقُلَّی. التهذیب: القُلَّام القاقُلی؛ قال لبید: مَسْجُورةً متجاوِراً قُلَّامها و قال أَبو حنیفة: قال شُبَیل بن عَزْرة القُلَّام مثل الأَشنان إلا أَن القلام أَعظم، قال: و قال غیره ورقه كورق الحُرْف؛ و أَنشد: أَتوْنی بِقُلَّامٍ فَقالوا: تَعَشَّهُ و هل یأْكُلُ القُلَّامَ إلا الأَباعِرُ؟ و الإِقْلِیمُ: واحد أَقَالِیم الأَرض السبعة. و أَقَالِیمُ الأَرضِ: أَقْسامها، واحدها إِقْلِیم؛ قال ابن درید: لا أَحسب الإِقْلِیم عربیّاً؛ قال الأَزهری: و أَحسبه عربیّاً. و أَهل الحِساب یزعمون أَن الدُّنیا سبعة أَقَالِیم كل إقْلِیم معلوم، كأَنه سمی إِقْلِیماً لأَنه مَقْلوم من الإِقلِیم الذی یُتاخِمه أی مقطوع. و إِقْلِیم: موضع بمصر؛ عن اللحیانی. و أَبو قَلَمُون: ضرب من ثِیاب الروم یتلوّن ألواناً للعیون. قال ابن بری: قَلَمُون، فَعَلُول، مثل قَرَبُوسٍ. و قال الأَزهری: قَلَمون ثوب یُتراءی إذا طلعت الشمس علیه بأَلوان شتی. و قال بعضهم: أَبو قَلَمُون طائر یُتراءی بأَلوان شتی یشبَّه الثوب به.

قلحم؛ ج12، ص: 491

: القِلْحَمُّ: المُسِنُّ الضَّخْم من كل شی‌ء، و قیل: هو من الرجال الكبیر المسن مثل القِلْعَمِّ، و هو ملحق بجِرْدَحْلٍ، بزیادة میم؛ قال رؤبة بن العجاج: قد كنتُ قَبْلَ الكِبَر القِلْحَمِّ، و قَبْلَ نَخْصِ العَضَل الزِّیَمِّ و قال آخر: أَنا ابنُ أَوْسٍ حَیَّةً أَصَمّا، لا ضَرَعَ السِّنِّ و لا قِلْحَمَّا و القِلْحَمُّ: الذی یَتَضَعْضَعُ لحمه. و القِلَحْمُ علی مثال سِبَطْرٍ. الیابس الجلد؛ عن كراع. و قِلْحَمٌّ ذكره الجوهری فی هذا الباب مختصراً ثم قال: و قد ذكرناه فی باب الحاء لأَن المیم زائدة؛ قال ابن بری: صواب قِلْحَمّ أَن یذكر فی باب قلحم لأَن فی آخره میمین: إحداهما أَصلیة، و الأُخری زائدة للإِلحاق لأَنه یقال للمسن قِلْحَمٌّ، فالمیم الأَخیرة فی قلحمّ زائدة للإِلحاق كما كانت الباء الثانیة فی جَلْبَبَ زائدة للإِلحاق بدَحْرَجَ، و أُتی باللام فی قِلحمّ لأَنه یقال رجل قَحْل و قَحْم للمسن فركب اللفظ منهما،
لسان العرب، ج‌12، ص: 492
و كذلك فی الفعل قالوا: اقْلَحَمَّ؛ و أَنشد ابن بری: رأَیْنَ قَحْماً شابَ و اقْلَحَمَّا، طالَ علیهِ الدَّهْرُ فاسْلَهَمَّا

قلحذم؛ ج12، ص: 492

: الأَزهری: القَلَحْذَم: الخفیف السریع.

قلخم؛ ج12، ص: 492

: ابن شمیل: القِلَّخْمُ و الدِّلَّخْم اللام منهما شدیدة، و هما الجلیل من الجمال الضخْم العظیم.

قلدم؛ ج12، ص: 492

: ماء قَلَیْدَمٌ: كثیر.

قلذم؛ ج12، ص: 492

: القَلَیْذَمُ: البئر الغزیرة الكثیرة الماء، و قد تقدَّم بالدال المهملة؛ قال: إنَّ لنا قَلَیْذَماً قَذُوما، یَزِیدُهُ مَخْجُ الدِّلا جُمُوما و یروی: قَدْ صَبَّحَتْ قَلَیْذَماً قَذُوما، و یروی: … قُلَیْزِماً …، اشْتَقَّه من بحر القُلْزُم فصغره علی جهة المدح، و هو مذكور فی موضعه.

قلزم؛ ج12، ص: 492

: القَلْزَمَةُ: ابْتِلاع الشی‌ء، و فی المحكم. الابتلاع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لا ذِی قَلازِمَ عِندَ الحِیاض، إذا ما الشَّریبُ أَرادَ الشَّریبا فأَما اشتقاقه من القَلْز الذی هو الشرب الشدید فبعید. یقال: تَقَلْزمَه إذا ابتلعه و الْتَهَمَه، و بحر القُلْزُم مشتق منه، و به سمی القُلْزُم لالتهامه من ركبه، و هو المكان الذی غرق فیه فرعون و آلُه؛ قال ابن خالویه: القُلْزُم مقلوب من الزُّلقُم و هو البحر. و الزَّلْقمةُ: الاتساع؛ و قوله: قد صَبَّحَتْ قُلَیْزِماً قذوما إنما أَخذه من بحر القلزم شبه البئر فی غُزرها به و صغرها علی جهة المدح كقول أَوس: فُوَیْقَ جُبَیْلٍ شامِخِ الرأسِ لم یكن لِیُدْرِكَه، حتَّی یَكِلَّ و یَعْملا «3».

قلعم؛ ج12، ص: 492

: القِلْعَمُّ: الشیخ الكبیر المسن الهَرِم مثل القلْحَمِّ. ابن الأَعرابی: القَلْعَمُ العجوز المسنة. الأَزهری: القَلْعَمَةُ المُسِنة من الإِبل، قال: و الحاء أصوب اللغتین. و اقْلَعَمَّ الرجل: أَسنَّ، و كذلك البعیر. القِلْعَمُّ و القِلْعَمُ: الطویل، و التخفیف عن كراع. و قِلْعَمٌ: من أَسماء الرجال، مثَّل به سیبویه و فسره السیرافی. و القَلْعَمُ و القُمْعُلُ القَدَحُ الضخم؛ قال ابن بری: و هو أیضاً اسم جبل.

قلقم؛ ج12، ص: 492

: القَلْقَمُ: الواسِعُ من الفُروج.

قلهم؛ ج12، ص: 492

: القَلْهَم: الفَرج الواسِع. و‌فی الحدیث: أَن قوماً افتَقَدُوا سِخابَ فَتاتِهم، فاتهموا امرأَة، فجاءت عجوز ففتشَت قَلْهَمَها‌أی فرجها؛ التفسیر للهروی فی الغریبین و روایته قَلْهَمَها، بالقاف، و المعروف فَلْهَمَها، بالفاء، و قد تقدّم. قال ابن الأَثیر: و الصحیح أنه بالفاء، و قد تقدَّم. و قَلْهَمٌ: اسم. و القَلْهَمَةُ: السُّرعةُ‌

قلهذم؛ ج12، ص: 492

: القَلَهْذَم: القصیر. و القَلَهْذَم: البحر الكثیر الماء. و بحر قَلَهْذَمٌ: كثیر الماء. الجوهری: القَلَهْذَم الخفیف.

قلهزم؛ ج12، ص: 492

: التهذیب: القَلَهْزَم الرجل المُرتَبِعُ الجسم الذی لیس بفَرِجِ الرَّأْی و لا طَریر فی المَنطق، و لیس من عِظَم رأْسه و لا صِغره. و یقال: بل هو
(3). قوله [فویق جبیل إلی آخر البیت] ما بعده موجود فی النسخة التی كانت فی قف السلطان الأَشرف و هی العمدة، و تقدم فی مادة ق ص م: باتت تعشی اللیل بالقصیم لبابة من همق عیشوم و فی المحكم و التهذیب: لبایة، بلام مضمومة و مثناة تحتیة، و فسرها فی التهذیب فقال: اللبایة شجر الأَمطی، و فیه: عیشوم، بالعین، و فی المحكم: هیشوم، بالهاء بدل العین
لسان العرب، ج‌12، ص: 493
ضَخْم الرأْس و اللِّهْزِمَتَینِ. ابن سیدة: القَلَهْزم الضَّیِّق الخُلُق المِلْحاح، و قیل: هو القصیر؛ قال عیاض بن درّة: و ما یَجْعَلُ السَّاطِی السَّبُوحَ عِنانَه إلی المُجْنَحِ الجاذِی الأَنُوحِ القَلَهْزَمِ المُجْنَحُ: المائل الخِلقة، و الجاذِی الخَلْقِ: الذی لم یَطل خَلْقُه. و الأَنُوحُ: القصیر من الخیل. قال ابن بری فی مختصر العین: القَلَهْزَم الضیِّق الخُلُق؛ و قال حمید بن ثور: جِلادَ تخاطَتْها الرِّعاء، فأُهْمِلَتْ، و آلَفْنَ رَجَّافاً جُرازاً قَلَهْزَما جِلادٌ: غِلاظ من الإِبل، و جُرازٌ: شدید الأَكل، و رَجَّافٌ: یَرْجُف رأْسه. و قَلَهْزَمٌ: قصیر غلیظ. و امرأة قَلَهْزَمَة: قصیرة جدّاً. و القَلَهْزَمُ من الخیل: الجَعْدُ الخَلْق. الأَصمعی: إذا صَغُر خَلقه و جَعُد قیل له قَلَهْزَم، و نحو ذلك قال اللیث.

قمم؛ ج12، ص: 493

: قَمَّ الشی‌ءَ قَمّاً: كنسه، حجازیة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أنه قدم مكة فكان یطوف فی سِكَكِها فیمر بالقوم فیقول: قُمُّوا فِناءكم، حتی مرّ بدار أَبی سفیان فقال: قُمُّوا فِناءكم فقال: نعم یا أَمیر المؤمنین حتی یجی‌ء مُهَّانُنا الآن، ثم مرَّ به فلم یَصنع شیئاً، ثم مرَّ ثالثاً فلم یصنع شیئاً، فوضع الدِّرَّة بین أُذنیه ضرباً، فجاءت هند فقالت: و اللهِ لَرُبَّ یومٍ لو ضربته لاقْشَعَرَّ بطن مكة، فقال: أَجل.و المِقَمَّة: المِكْنَسة. و القُمَامَة: الكُناسة، و الجمع قُمَام. و قال اللحیانی: قُمَامَة البیت ما كُسِح منه فأُلقی بعضه علی بعض. اللیث القَمُّ ما یُقَمُّ من قُمامات القُماش و یكنس. یقال: قَمَّ بیته یَقُمُّه قَمّاً إذا كنسه. و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: أَنها قَمَّتِ البیت حتی اغبرّت ثیابها‌أی كنسته. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَنه كتب یسأَلهم عن المُحاقَلة، فقیل: إنهم كانوا یشترطون لرب الماء قُمَامة الجُرُن‌أی الكُساحة، و الجُرُن: جمع جَرِین و هو البَیْدَر. و یقال: أَلقِ قُمَامة بیتك علی الطریق أی كُناسة بیتك. و تَقَمَّمَ أی تتبع القُمامَ فی الكُناسات. قال ابن بری: و القُمَّةُ، بالضم، المَزْبَلة؛ قال أَوْس بن مَغْراء: قالوا: فما حالُ مِسْكِینٍ؟ فَقُلْت لهم: أَضحی كَقُمَّةِ دارٍ بَیْنَ أَنْداء و قَمَّ ما علی المائدة یَقُمُّه قَمّاً: أَكله فلم یَدَع منه شیئاً. و‌فی الحدیث: أَن جماعة من الصحابة كانوا یَقُمُّون شواربهم‌أی یَسْتأْصِلونها قَصّاً، تشبیهاً بقَمِّ البیت و كنسه. و فی مثل لهم: أَدْرِكی القُوَیْمَّة لا تأْكله الهوَیْمَّة؛ یعنی الصبی الذی یأكل البعر و القَصَب و هو لا یعرفه، یقول لأُمه: أَدركیه لا تأْكُلُه الهامَّةُ أَی الحیة؛ و فی التهذیب: أَراد بالقُوَیْمَّة الصبی الصغیر یلقُط ما تقع علیه یده، فربما وقعت یده علی هامَّة من الهَوامِّ فتَلْسَعُه. و قَمَّتِ الشاةُ تَقُمُّ قَمّاً إذا ارْتَمَّت من الأَرض. و اقْتَمَّت الشی‌ء: طلبَتْه لتأْكله، و فی الصحاح: إذا أَكلت من المِقَمَّة، ثم یستعار فیقال: اقْتَمَّ الرجل ما علی الخِوان إذا أكله كله، و قَمَّه فهو رجل مِقَمّ. و المِقَمَّةُ: مِرَمَّة الشاة تَلُفُّ بها ما أَصابت علی وجه الأَرض و تأكله. ابن الأَعرابی: للغَنم مَقامُّ، واحدتها مِقَمَّةٌ، و للخیل الجَحافِلُ، و هی الشفة للإِنسان. الأَصمعی: یقال مِقَمَّة و مِرَمَّة لفم الشاة، قال: و من العرب من یقول مَقَمَّة و مَرَمَّة، قال: و هی من الكلب الزُّلْقُوم، و من السباع الخَطْمُ. و المِقَمَّةُ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 494
مِقَمَّةُ الثور. ابن سیدة: و المِقَمَّة و المَقَمَّةُ الشَّفة، و قیل: هی من ذوات الظِّلف خاصة، سمیت بذلك لأَنها تَقْتَمُّ به ما تأْكله أی تَطلبه. و القَمِیمُ: ما بقی من نبات عام أَوّل؛ عن اللحیانی. و یقال لیبیس البقل: القَمِیم، و قیل: القَمِیم حُطام الطَّرِیفة و ما جَمعتْه الریح من یَبیسها، و الجمع أَقِمَّة. و القَمِیم: السویق؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد: تُعَلَّلُ بالنَّبیذةِ حین تُمْسی، و بالمَعْوِ المُكَمَّمِ و القَمِیم «1». و قَمَّ الفحلُ الإِبل یَقُمُّها قَمًّا و أَقَمَّها إقْمَاماً: اشتمل علیها و ضرَبها كلها فأَلقحها، و كذلك تَقَمَّمها و اقْتَمَّها حتی قَمَّتْ تَقِمُّ و تَقُمُّ قُموماً، و إنه لَمِقَمُّ ضِرابٍ؛ قال: إذا كَثُرَتْ رَجْعاً، تَقَمَّمَ حَوْلَها مِقَمُّ ضِرابٍ للطَّرُوقة مِغْسَلُ و تَقَمَّم الفحلُ الناقةَ إذا علاها و هی باركة لیضْرِبها، و كذلك الرجل یعلو قِرْنَه؛ قال العجاج: یَقْتَسِرُ الأَقْرانَ بالتَّقَمُّمِ و یقال: شد الفرسُ علی الحِجْر فَتَقَمَّمَها أَی تَسَنَّمها. و جاء القَومُ القِمَّة أی جمیعاً، دخلت الأَلف و اللام فیه كما دخلت فی الجَمَّاء الغَفیر. و القِمَّةُ: أعلی الرأْسِ و أَعلی كلِّ شی‌ء. و قِمَّةُ النخلة: رأْسها. و تَقَمَّمَها: ارتقی فیها حتی یبلغ رأسَها. و قِمَّةُ كل شی‌ء: أَعلاه و وسطه. و تَقْمِیم النجم: أَن یتوسط السماء فتراه علی قِمَّة الرأس. و القِمَّة، بالكسر: القامةُ؛ عن اللحیانی. و هو حَسن القِمَّة أَی اللِّبْسةِ و الشخص و الهیئة، و قیل: القِمَّة شَخْص الإِنسان ما دام قائماً، و قیل: ما دام راكباً. یقال: أَلقی علیه قِمَّتَه أی بدنه. و یقال: فلان حَسَنُ القامةِ و القِمَّةِ و القُومِیّةِ بمعنی. یقال: إنه لحسن القِمَّةِ علی الرَّحْل. و‌فی الحدیث: أَنه حَضّ علی الصدقة فقام رجل صغیر القِمَّة؛ القِمَّةُ، بالكسر: شخص الإِنسان إذا كان قائماً، و هی القامةُ. و القِمَّةُ أیضاً: وسط الرأْس. و القِمَّة: رأْس الإِنسان؛ و أَنشد: ضَخْم الفَرِیسةِ لو أَبْصَرْت قِمَّتَه، بَیْنَ الرِّجالِ، إذاً شَبَّهْتَه الجَبَلا الأَصمعی: القِمّةُ قِمَّة الرأْس و هو أَعلاه. یقال: صار القَمر علی قِمَّة الرأْس إذا صار علی حِیال وسط الرأْس؛ و أَنشد: علی قِمَّةِ الرأس ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ و القِمَّة و القُمَامَةُ: جماعة القَوْم. و تَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ: علاها. و القَمْقَامُ و القُمَاقِمُ من الرجال: السیّد الكثیر الخیر الواسع الفضل. و یقال: سید قُمَاقِمٌ، بالضم، لكثرة خیره؛ و أَنشد ابن بری: أَوْرَثَها القُمَاقِمُ القُمَاقِما و وقع فی قَمْقَام من الأَمر أی وقع فی أَمر عظیم كبیر. و القَمْقَامُ: الماء الكثیر. و قَمْقَام البحر: مُعْظَمه لاجتماع مائه، و قیل: هو البحر كله، و البحر القَمْقام أَیضاً؛ قال الفرزدق: و غَرِقْت حینَ وَقَعْت فی القَمْقَام و القَمْقام: البحر. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: یَحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجَرُ، و القَمْقامُ المُسَخَّر: هو البحر «2». و القَمْقَامُ: العدد الكثیر، و القُمْقُمَانُ مثله. و عدد قَمْقَامٌ و قُمَاقِمٌ و قُمْقُمَانٌ؛ الأَخیرة عن ثعلب: كثیر؛ و أَنشد للعجاج:
(1). قوله [بالنبیذة] كذا فی الأَصل و المحكم هنا، و الذی فی المحكم فی كمم و فی معو: بالنهیدة؛ و فسر النهیدة بالزبدة (2). فی النهایة: المثعنجر بكسر الجیم، و المسجِر بدل المسخر
لسان العرب، ج‌12، ص: 495
له نَواحٍ و له أُسْطُمُّ، و قُمْقُمَانُ عَدَدٍ قُمْقُمُّ هو من قَمْقَامٍ العدَدِ الكثیر؛ قال رَكَّاضُ بن أَبَّاقٍ: من نَوْفَلٍ فی الحَسَبِ القَمْقَامِ و قال رؤبة: من خَرَّ فی قَمْقَامِنا تَقَمْقَمَا أَی من خَرَّ فی عددنا غُمِر و غُلِب كما یُغْمر الواقع فی البحر الغَمْر. و القَمْقَام: صِغار القِرْدانِ و ضرب من القمل شدید التشبُّث بأُصول الشعر، واحدتها قَمْقَامَة، و قیل: هی القُراد أوَّل ما یكون صغیراً لا یكاد یری من صغره؛ و قوله: و عَطَّنَ الذِّبَّانُ فی قَمْقَامِها لم یفسره ثعلب؛ قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن یعنی الكثیر أَو یعنی القِرْدان. ابن الأَعرابی: قَمَّ إذا جَمع و قَمَّ إذا جَفَّ. و قَمْقَمَ الله عَصَبَه أَی جَفَّفَ عصَبه. و قَمْقَمَ الله عصبه أَی سلَّط الله علیه القَمْقام، و قیل: قَمْقَمَ الله عصَبه أی جَمعه و قَبَضه، و قال ثعلب: شدَّده، و یقال ذلك فی الشتم. و القُمْقُمُ: الجَرَّة؛ عن كراع. و القُمْقُم: ضرب من الأَوانی؛ قال عنترة: و كأَنَّ رُبّاً أَو كحِیلًا مُعْقَداً حَشَّ القیانُ به جوانِبَ قُمْقُمِ «1». و القُمْقُمُ: ما یُسْتَقی به من نحاس، و قال أَبو عبید: القُمْقُم بالرُّومیة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لأَن أَشْربَ قُمْقُماً أَحْرَقَ ما أَحرَقَ أَحبُّ إلیّ من أن أَشرب نبیذَ جَرّ؛ القُمْقُم: ما یسخن فیه الماء من نحاس و غیره، و یكون ضیّق الرأْس، أَراد شرب ما یكون فیه من الماء الحارّ؛ و منه‌الحدیث: كما یَغْلی المِرْجَلُ بالقُمْقُم؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رُوی، و‌رواه بعضهم: كما یَغْلی المِرْجَلُ القُمْقُم، قال: و هو أَبین إن ساعدته صحة الروایة. و القُمْقُم: الحُلْقوم. و قُمَیْقِمٌ: ماء ینزله من خرج من عانةَ یرید سِنْجارَ؛ قال القطامی: حَلَّتْ جَنُوبُ قُمَیْقِماً بِرِهانِها، فَمَتی الخَلاصُ بِذِی الرِّهانِ المُغْلَق؟ و فی المثل: علی هذا دارَ القُمْقُم أی إلی هذا صار معنی الخبر، یُضرب للرجل إذا كان خبیراً بالأَمر، و كذلك قولهم: علی یَدیَّ دارَ الحدیثُ، و الجمع قَمَاقِمُ. و القِمْقِم: البُسْر الیابس، بالكسر، و قیل: هو ما یبس من البُسر إذا سقط اخضرّ و لانَ؛ قال مَعدان بن عبید: و أَمةٍ أَكَّالةٍ للقِمْقِم

قنم؛ ج12، ص: 495

: قَنِمَ الطَّعامُ و اللحمُ و الثَّرِید و الدُّهن و الرُّطب یَقْنَم قَنَماً، فهو قَنِمٌ و أَقْنَمُ: فَسَد و تغیرت رائحته؛ و أَنشد: و قد قَنِمَتْ من صَرِّها و احْتِلابها أَنامِلُ كَفَّیْها، و لَلْوَطْبُ أَقْنَمُ و الاسم: القَنَمةُ؛ قال سیبویه: جعلوه اسماً للرائحة. التهذیب: و یقال فیه قَنَمَةٌ و نَمَقَةٌ إذا أَرْوَح و أَنْتَن. الجوهری: القَنَمة، بالتحریك، خُبْث ریح الأَدهان و الزیت و نحو ذلك. و قَنِمت یدی من الزیت قَنَماً، فهی قَنِمة: اتَّسخت. و القَنَمُ فی الخیل و الإِبل: أَن یُصیب الشعرَ النَّدی ثم یصیبه الغُبار فیركبه لذلك وَسَخ. و بقرة قَنِمَة: متغیرة الرائحة؛ حكاه
(1). قوله [القیان] هذا ما فی الأَصل و ابن سیدة، و الذی فی المعلقات: الوقود
لسان العرب، ج‌12، ص: 496
ثعلب. و قد قَنِمَ سِقاؤه، بالكسر، قَنَماً أی تَمِهَ. و قَنِمَ الجَوْزُ، فهو قَانِم أی فاسد. و الأَقَانِیمُ: الأُصول، واحدها أُقْنُوم؛ قال الجوهری: و أَحسبها رومیة.

قهم؛ ج12، ص: 496

: القَهِمُ: القلیل الأَكل من مرض أَو غیره. و قد أَقْهَمَ عن الطعام و أَقْهی أی أَمْسَكَ و صار لا یشتهیه، و قَهِیَ لبعض بنی أَسد. و حكی ابن الأَعرابی: أَقْهَمَ عن الشراب و الماء تركه. و یقال للقلیل الطُّعْم: قد أَقْهَی و أَقْهَمَ. و قال أَبو زید فی نوادره: المُقْهِمُ الذی لا یَطْعَمُ من مرض أَو غیره، و قیل: الذی لا یشتهی الطعام من مرض أَو غیره. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَقْهَمَ فلان إلی الطعام إقْهَاماً إذا اشتهاه، و أَقْهَمَ عن الطعام إذا لم یَشتَهِه؛ و أَنشد فی الشهوة: و هْو إلی الزّادِ شَدِیدُ الإِقْهَامْ و أَقْهَمَتِ الإِبلُ عن الماء إذا لم تُرِدْهُ؛ و أَنشد لجَهْم بن سَبَل: و لو أَنّ لُؤْمَ ابْنَیْ سُلَیمانَ فی الغَضی أَو الصِّلِّیانِ، لم تَذُقْه الأَباعِرُ أَو الحَمْضِ لاقْوَرَّتْ، أَو الماءِ أَقْهَمَتْ عن الماء، حِمْضِیَّاتُهُنَّ الكَناعِرُ قال الأَزهری: من جعل الإِقْهام شهوة ذهب به إلی الهَقِمِ، و هو الجائع، ثم قلبه فقال قَهِم، ثم بَنی الإِقْهام منه. و قال أَبو حنیفة: أَقْهَمَتِ الحُمُرُ عن الیبیس إذا تَرَكَتْهُ بعد فِقدان الرَّطْب، و أَقْهَمَ الرجلُ عنك إذا كَرِهَك، و أَقْهَمَتِ السماءُ إذا انقَشَعَ الغَیمُ عنها.

قهرم؛ ج12، ص: 496

: القَهْرَمَان: هو المُسَیْطِرُ الحَفِیظ علی من تحت یدیه؛ قال: مَجْداً و عِزّاً قَهْرَمَاناً قَبْقَبا قال سیبویه: هو فارسی. و القُهْرُمَان: لغة فی القَهْرمان؛ عن اللحیانی. و تُرْجُمان و تَرْجُمان: لغتان. قال أَبو زید: یقال قَهْرَمَانٌ و قَرْهَمانٌ مقلوب. ابن بری: القَهْرَمَان من أُمناء الملك و خاصته، فارسی معرب. و‌فی الحدیث: كتَب إلی قَهرمانِه، هو كالخازِن و الوكیل الحافظ لا تحت یده و القائم بأُمور الرجل بلغة الفرس.

قهقم؛ ج12، ص: 496

: القِهْقَمُّ: الذی یبتلع كل شی‌ء. الأَزهری: القَهْقَم الفحل الضخم المغتلم. أَبو عمرو: القَهْقَبُّ و القَهْقَمُّ الجمل الضخم.

قوم؛ ج12، ص: 496

: القِیَامُ: نقیض الجلوس، قَامَ یَقُومُ قَوْماً و قِیاماً و قَوْمَة و قَامَةً، و القَوْمَةُ المرة الواحدة. قال ابن الأَعرابی: قال عبد لرجل أَراد أن یشتریه: لا تشترنی فإنی إذا جعت أَبغضت قَوْماً، و إذا شبِعت أَحببت نَوْماً، أی أَبغضت قیاماً من موضعی؛ قال: قد صُمْتُ رَبِّی، فَتَقَبَّلْ صامتی، و قُمْتُ لَیْلی، فتقَبَّل قَامَتی أَدْعُوك یا ربِّ من النارِ التی أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ فی القِیامةِ و قال بعضهم: إنما أَراد قَوْمَتی و صَوْمَتی فأَبدل من الواو أَلفاً، و جاء بهذه الأَبیات مؤسَّسة و غیر مؤسسة، و أَراد من خوف النار التی أَعددت؛ و أَورد ابن بری هذا الرجز شاهداً علی القَوْمة فقال: قد قمت لیلی، فتقبَّل قَوْمَتی، و صمت یومی، فتقبَّل صَوْمَتی و رجل قائم من رجال قُوَّمٍ و قُیَّمٍ و قِیَّمٍ و قُیَّامٍ و قِیَّامٍ. و قَوْمٌ: قیل هو اسم للجمع، و قیل: جمع. التهذیب: و نساء قُیَّمٌ و قَائِمَات أَعرف.
لسان العرب، ج‌12، ص: 497
و القَامَةُ: جمع قَائِم؛ عن كراع. قال ابن بری رحمه الله: قد ترتجل العرب لفظة قام بین یدی الجمل فیصیر كاللغو؛ و معنی القِیام العَزْمُ كقول العمانی الراجز للرشید عند ما همَّ بأَن یعهد إلی ابنه قاسم: قُل للإِمامِ المُقْتَدَی بأَمِّه: ما قاسِمٌ دُونَ مَدَی ابنِ أُمِّه، فَقَدْ رَضِیناهُ فَقُمْ فسَمِّه أی فاعْزِمْ و نُصَّ علیه؛ و كقول النابغة الذبیانی: نُبِّئتُ حِصْناً و حَیّاً مِن بَنی أَسَدٍ قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غیرُ مَقْروبِ أَی عَزَموا فقالوا؛ و كقول حسان بن ثابت: علاما قامَ یَشْتُمُنی لَئِیمٌ، كخِنْزِیرٍ تَمَرَّغَ فی رَمادِ «2». معناه علام یعزم علی شتمی؛ و كقول الآخر: لَدَی بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائِما و منه قوله تعالی: وَ أَنَّهُ لَمّٰا قٰامَ عَبْدُ اللّٰهِ یَدْعُوهُ؛ أی لما عزم. و قوله تعالی: إِذْ قٰامُوا فَقٰالُوا رَبُّنٰا رَبُّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛ أی عزَموا فقالوا، قال: و قد یجی‌ء القیام بمعنی المحافظة و الإِصلاح؛ و منه قوله تعالی: الرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَی النِّسٰاءِ، و قوله تعالی: إِلّٰا مٰا دُمْتَ عَلَیْهِ قٰائِماً؛ أی ملازماً محافظاً. و یجی‌ء القیام بمعنی الوقوف و الثبات. یقال للماشی: قف لی أی تحبَّس مكانَك حتی آتیك، و كذلك قُم لی بمعنی قف لی، و علیه فسروا قوله سبحانه: وَ إِذٰا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قٰامُوا؛ قال أهل اللغة و التفسیر: قٰامُوا هنا بمعنی وقَفُوا و ثبتوا فی مكانهم غیر متقدّمین و لا متأَخرین، و منه التَّوَقُّف فی الأَمر و هو الوقُوف عنده من غیر مُجاوَزة له؛ و منه‌الحدیث: المؤمن وَقَّافٌ متَأَنّ، و علی ذلك قول الأَعشی: كانت وَصاةٌ و حاجاتٌ لها كَفَفُ، لَوْ أَنَّ صَحْبَكَ، إذْ نادَیْتَهم، وقَفُوا أی ثبتوا و لم یتقدَّموا؛ و منه قول هُدبة یصف فلاة لا یُهتدی فیها: یَظَلُّ بها الهادی یُقلِّبُ طَرْفَه، یَعَضُّ علی إبْهامِه، و هو واقِفُ أَی ثابت بمكانه لا یتقدَّم و لا یتأَخر؛ قال: و منه قول مزاحم: أَ تَعْرِفُ بالغَرَّیْنِ داراً تَأبَّدَتْ، منَ الحَیِّ، و استَنَّتْ عَلیها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِیاً لی لُبانةً، و لا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال: فثبت بهذا ما تقدم فی تفسیر الآیة. قال: و منه قَامَتِ الدابة إذا وقفت عن السیر. و قَامَ عندهم الحق أی ثبت و لم یبرح؛ و منه قولهم: أَقَامَ بالمكان هو بمعنی الثبات. و یقال: قَامَ الماء إذا ثبت متحیراً لا یجد مَنْفَذاً، و إذا جَمد أیضاً؛ قال: و علیه فسر بیت أبی الطیب: و كذا الكَریمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ، سالَ النُّضارُ بها و قَامَ الماء أی ثبت متحیراً جامداً. و قَامَت السُّوق إذا نفَقت، و نامت إذا كسدت. و سُوق قَائِمَة: نافِقة. و سُوق نائِمة: كاسِدة. و قَاوَمْتُه قِوَاماً: قُمْت معه، صحَّت الواو فی قِوام لصحتها فی قاوَم. و القَوْمَةُ: ما بین الركعتین من القِیام. قال أَبو الدُّقَیْش: أُصلی الغَداة قَوْمَتَیْنِ، و المغرب ثلاث قَوْمات، و كذلك قال فی الصلاة.
(2). قوله [علاما] ثبتت ألف ما فی الإِستفهام مجرورة بعلی فی الأَصل، و علیها فالجزء موفور و إن كان الأَكثر حذفها حینئذ
لسان العرب، ج‌12، ص: 498
و المَقَام: موضع القدمین؛ قال: هذا مَقَامُ قَدَمَی رَباحِ، غُدْوَةَ حتَّی دَلَكَتْ بَراحِ و یروی: … بِراحِ. و المُقَامُ و المُقَامَةُ: الموضع الذی تُقیم فیه. و المُقَامَة، بالضم: الإِقامة. و المَقَامَة، بالفتح: المجلس و الجماعة من الناس، قال: و أما المَقامُ و المُقامُ فقد یكون كل واحد منهما بمعنی الإِقامة، و قد یكون بمعنی موضع القِیام، لأَنك إذا جعلته من قام یَقُوم فمفتوح، و إن جعلته من أقام یُقِیمُ فَمضْموم، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم المیم، لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ و هذا مُدَحْرَجُنا. و قوله تعالی: لا مَقَامَ لكم، أی لا موضع لكم، و قُرئ لٰا مُقٰامَ لَكُمْ، بالضم، أی لا إقامة لكم. و حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقٰاماً؛ أَی موضعاً؛ و قول لبید: عَفَتِ الدِّیارُ: مَحلُّها فَمُقامُها بِمنیً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها یعنی الإِقامة. و قوله عزَّ و جل: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّٰاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقٰامٍ كَرِیمٍ؛ قیل: المَقَامُ الكریم هو المِنْبَر، و قیل: المنزلة الحسَنة. و قَامَتِ المرأَة تَنُوح أَی جعَلت تنوح، و قد یُعْنی به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِیامٌ؛ قال لبید: قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح و قوله: یَوْمُ أَدِیمِ بَقَّةَ الشَّرِیمِ أَفضَلُ من یومِ احْلِقِی و قُومِی إنما أَراد الشدّة فكنی عنه باحْلِقی و قُومِی، لأَن المرأَة إذا مات حَمِیمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها و قامَت تَنُوح علیه. و قولهم: ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدی و قُومِی أی ضَرْبَ أمة، سمیت بذلك لقُعودها و قِیامها فی خدمة موالیها، و كأنَّ هذا جعل اسماً، و إن كان فِعْلًا، لكونه من عادتها كما قال: إن الله ینهاكم عن قِیلٍ و قالٍ. و أَقَامَ بالمكان إِقَاماً و إقَامةً و مُقَاماً و قَامَةً؛ الأَخیرة عن كراع: لَبِثَ. قال ابن سیدة: و عندی أن قَامَة اسم كالطّاعةِ و الطّاقَةِ. التهذیب: أَقَمْتُ إِقَامَةً، فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالی: وَ إِقٰامَ الصَّلٰاةِ وَ إِیتٰاءَ الزَّكٰاةِ*. الجوهری: و أَقَامَ بالمكان إِقَامَةً، و الهاء عوض عن عین الفعل لأَن أصلَه إقْواماً، و أَقَامَه من موضعه. و أَقَامَ الشی‌ء: أَدامَه، من قوله تعالی: وَ یُقِیمُونَ الصَّلٰاةَ*، و قوله تعالی: وَ إِنَّهٰا لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ؛ أراد إن مدینة قوم لوط لبطریق بیِّن واضح؛ هذا قول الزجاج. و الاسْتِقَامَةُ: الاعْتدالُ، یقال: اسْتَقَامَ له الأَمر. و قوله تعالی: فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ أی فی التَّوَجُّه إلیه دون الآلهةِ. و قَامَ الشی‌ءُ و اسْتَقَامَ: اعْتدَل و استوی. و قوله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا*؛ معنی قوله اسْتَقٰامُوا* عملوا بطاعته و لَزِموا سُنة نبیه، صلی الله علیه و سلم. و‌قال الأَسود بن مالك: ثُمَّ اسْتَقٰامُوا* لم یشركوا به شیئاً، و‌قال قتادة: اسْتَقٰامُوا* علی طاعة الله؛ قال كعب بن زهیر: فَهُمْ صَرفُوكم، حینَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَی، بأَسْیافِهِمْ حَتَّی اسْتَقَمْتُمْ علی القِیَمْ قال: القِیَمُ الاسْتِقامةُ. و‌فی الحدیث: قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ؛ فسر علی وجهین: قیل هو الاسْتقامة علی الطاعة، و قیل هو ترك الشِّرك. أَبو زید: أَقَمْتُ الشی‌ء و قَوَّمْته فَقامَ بمعنی اسْتقام، قال: و الاسْتِقامة اعتدال الشی‌ء و اسْتِواؤه. و اسْتَقامَ فلان بفلان أی مدَحه و أَثنی علیه. و قَامَ مِیزانُ النهار إذا انْتَصفَ،
لسان العرب، ج‌12، ص: 499
و قام قائمُ الظَّهِیرة؛ قال الراجز: و قَامَ مِیزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ و القَوامُ: العَدْل؛ قال تعالی: وَ كٰانَ بَیْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً؛ و قوله تعالی: إِنَّ هٰذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ؛ قال الزجاج: معناه للحالة التی هی أَقْوَمُ الحالاتِ و هی تَوْحِیدُ الله، و شهادةُ أن لا إله إلا الله، و الإِیمانُ برُسُله، و العمل بطاعته. و قَوَّمَه هو؛ و استعمل أبو إسحاق ذلك فی الشِّعر فقال: اسْتَقَامَ الشِّعر اتَّزَنَ. و قَوَّمَ دَرْأَه: أَزال عِوَجَه؛ عن اللحیانی، و كذلك أَقَامَه؛ قال: أَقِیمُوا، بَنی النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم، و إلا تُقِیموا، صاغِرِینَ، الرُّؤوسا عدَّی أَقِیمُوا بعن لأَن فیه معنی نَحُّوا أَو أَزیلُوا، و أَما قوله: و إلَّا تُقِیموا صاغرین الرُّؤوسا فقد یجوز أَن یُعْنی به عُنی بأَقِیموا أی و إلا تُقیموا رؤوسكم عنا صاغرین، فالرُّؤوسُ علی هذا مفعول بتُقیموا، و إن شئت جعلت أَقیموا هنا غیر متعدّ بعن فلم یكن هنالك حرف و لا حذف، و الرُّؤوسا حینئذ منصوب علی التشبیه بالمفعول. أَبو الهیثم: القَامَةُ جماعة الناس. و القَامَةُ أیضاً: قامةُ الرجل. و قَامَةُ الإِنسان و قَیْمَتُه و قَوْمَتُه و قُومِیَّتُه و قَوامُه: شَطاطُه؛ قال العجاج: أَ ما تَرَینی الیَوْمَ ذا رَثِیَّهْ، فَقَدْ أَرُوحُ غیرَ ذی رَذِیَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِیَّهْ و صَرَعَه من قَیْمَتِه و قَوْمَتِه و قَامَته بمعنی واحد؛ حكاه اللحیانی عن الكسائی. و رجل قَوِیمٌ و قَوَّامٌ: حَسَنُ القامة، و جمعهما قِوَامٌ. و قَوَام الرجل: قامته و حُسْنُ طُوله، و القُومِیَّةُ مثله؛ و أنشد ابن بری رجز العجاج: أَیامَ كنتَ حسَنَ القُومِیَّهْ، صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِیَّهْ و القَوَامُ: حُسْنُ الطُّول. یقال: هو حسن القَامَةِ و القُومِیَّة و القِمّةِ. الجوهری: و قَامَةُ الإِنسان قد تُجمَع علی قاماتٍ و قِیَمٍ مِثْل تاراتٍ و تِیَر، قال: و هو مقصور قیام و لحقه التغییر لأَجل حرف العلة و فارق رَحَبة و رِحاباً حیث لم یقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِیَمٌ و تِیَرٌ. و القُومِیَّةُ: القَوام أَو القامةُ. الأَصمعی: فلان حسن القامةِ و القِمّة و القُومیَّة بمعنی واحد؛ و أَنشد: فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِیّ و یقال: فلان ذُو قُومِیَّةٍ علی ماله و أَمْره. و تقول: هذا الأَمر لا قُومِیَّة له أی لا قِوامَ له. و القُومُ: القصدُ؛ قال رؤبة: و اتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما و قَاوَمَه فی المُصارَعة و غیرها. و تَقَاوَمُوا فی الحرب أی قام بعضهم لبعض. و قِوَامُ الأَمر، بالكسر: نِظامُه و عِماده. أَبو عبیدة: هو قِوَامُ أهل بیته و قِیامُ أهل بیته، و هو الذی یُقیم شأْنهم من قوله تعالی: وَ لٰا تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ الَّتِی جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ قِیٰاماً. و قال الزجاج: قرئت جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ قِیٰاماً و قِیَماً. و یقال: هذا قِوامُ الأَمر و مِلاكُه الذی یَقوم به؛ قال لبید: أَ فَتِلْكَ أمْ وَحْشِیّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ، و هادِیةُ الصِّوارِ قوامُها؟ قال: و قد یفتح، و معنی الآیة أی التی جعلَها الله لكم قِیاماً تُقِیمكم فتَقُومون بها قِیاماً، و من قرأَ قِیَماً فهو راجع إلی هذا، و المعنی جعلها الله قِیمةَ
لسان العرب، ج‌12، ص: 500
الأَشیاء فبها تَقُوم أُمورُكم؛ و قال الفراء: الَّتِی جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ قِیٰاماً یعنی التی بها تَقُومون قیاماً و قِواماً، و قرأَ نافع المدنی قیَماً، قال: و المعنی واحد. و دِینارٌ قائِم إذا كان مثقالًا سَواء لا یَرْجح، و هو عند الصیارفة ناقص حتی یَرْجَح بشی‌ء فیسمی مَیّالًا، و الجمع قُوَّمٌ و قِیَّمٌ. و قَوَّمَ السِّلْعة و اسْتَقَامَها: قَدَّرها. و‌فی حدیث عبد الله بن عباس: إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به، و إذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسیئة فلا خیر فیه فهو مكروه؛ قال أَبو عبید: قوله إذا اسْتَقَمْتَ‌یعنی قوَّمت، و هذا كلام أهل مكة، یقولون: استَقَمْتُ المَتاع أی قَوَّمْته، و هما بمعنی، قال: و معنی الحدیث أن یدفَعَ الرجلُ إلی الرجل الثوب فیقوّمه مثلًا بثلاثین درهماً، ثم یقول: بعه فما زاد علیها فلك، فإن باعه بأكثر من ثلاثین بالنقد فهو جائز، و یأْخذ ما زاد علی الثلاثین، و إن باعه بالنسیئة بأَكثر مما یبیعه بالنقد فالبیع مردود و لا یجوز؛ قال أَبو عبید: و هذا عند من یقول بالرأْی لا یجوز لأَنها إجارة مجهولة، و هی عندنا معلومة جائزة، لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قلیل أو كثیر فالوقت یأْتی علیه، قال: و قال سفیان بن عیینة بعد ما روی هذا الحدیث یَسْتَقِیمه بعشرة نقداً فیبیعه بخمسة عشر نسیئة، فیقول: أُعْطِی صاحب الثوب من عندی عشرة فتكون الخمسة عشر لی، فهذا الذی كره. قال إسحاق: قلت لأَحمد‌قول ابن عباس إذا اسْتَقَمْتَ بنقد فبعت بنقد، الحدیث، قال: لأَنه یتعجل شیئاً و یذهب عَناؤه باطلًا، قال إسحاق: كما قال قلت فما المُسْتَقِیم؟ قال: الرجل یدفع إلی الرجل الثوب فیقول بعه بكذا، فما ازْدَدْتَ فهو لك، قلت: فمن یدفع الثوب إلی الرجل فیقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأْس، قال إسحاق كما قال. و القِیمَةُ: واحدة القِیَم، و أَصله الواو لأَنه یقوم مقام الشی‌ء. و القِیمة: ثمن الشی‌ء بالتَّقْوِیم. تقول: تَقَاوَمُوه فیما بینهم، و إذا انْقادَ الشی‌ء و استمرّت طریقته فقد اسْتَقَامَ لوجه. و یقال: كم قَامَتْ ناقتُك أی كم بلغت. و قد قَامَتِ الأَمةُ مائة دینار أی بلغ قیمتها مائة دینار، و كم قَامَتْ أَمَتُك أی بلغت. و الاسْتِقَامة: التقویم، لقول أهل مكة اسْتَقَمْتُ المتاع أی قوَّمته. و‌فی الحدیث: قالوا یا رسول الله لو قَوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو المُقَوِّم، أی لو سَعَّرْت لنا، و هو من قیمة الشی‌ء، أی حَدَّدْت لنا قیمتها. و یقال: قَامَتْ بفلان دابتُهُ إذا كلَّتْ و أَعْیَتْ فلم تَسِر. و قَامَتِ الدابة: وَقَفَت. و‌فی الحدیث: حین قَامَ قَائِمُ الظهیرة‌أی قیام الشمس وقت الزوال من قولهم قَامَت به دابته أی وقفت، و المعنی أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلی أن تزول، فیحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت و هی سائرة لكن سیراً لا یظهر له أثر سریع كما یظهر قبل الزوال و بعده، و یقال لذلك الوقوف المشاهد: قَامَ قَائِم الظهیرة، و القَائِمُ قَائِمُ الظهیرة. و یقال: قَامَ میزان النهار فهو قَائِم أی اعْتَدَل. ابن سیدة: و قَامَ قَائِم الظهیرة إذا قامت الشمس و عقَلَ الظلُّ، و هو من القیام. و عَیْنٌ قَائِمَة: ذهب بصرها و حدَقَتها صحیحة سالمة. و القَائِم بالدِّین: المُسْتَمْسِك به الثابت علیه. و‌فی الحدیث: إنَّ حكیم بن حِزام قال: بایعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أن لا أخِرَّ إلا قَائِماً؛ قال له النبی، صلی الله علیه و سلم: أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قَائِماً‌أی لسنا ندعوك و لا نبایعك إلا قَائِماً أی علی الحق؛ قال أبو عبید: معناه بایعت أن لا أموت إلا ثابتاً علی الإِسلام و التمسُّك به. و كلُّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 501
من ثبت علی شی‌ء و تمسك به فهو قَائِم علیه. و قال تعالی: لَیْسُوا سَوٰاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ أُمَّةٌ قٰائِمَةٌ؛ إنما هو من المُواظبة علی الدین و القیام به؛ الفراء: القَائِم المتمسك بدینه، ثم ذكر هذا الحدیث. و قال الفراء: أُمَّةٌ قٰائِمَةٌ أی متمسكة بدینها. و قوله عز و جل: لٰا یُؤَدِّهِ إِلَیْكَ إِلّٰا مٰا دُمْتَ عَلَیْهِ قٰائِماً؛ أی مُواظِباً مُلازِماً، و منه قیل فی الكلام للخلیفة: هو القائِمُ بالأَمر، و كذلك فلان قَائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به. قال ابن بری: و القَائِمُ علی الشی‌ء الثابت علیه، و علیه قوله تعالی: مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ أُمَّةٌ قٰائِمَةٌ؛ أی مواظِبة علی الدین ثابتة. یقال: قَامَ فلان علی الشی‌ء إذا ثبت علیه و تمسك به؛ و منه‌الحدیث: اسْتَقِیموا لقُریش ما اسْتَقَامُوا لكم، فإنْ لم یَفْعَلوا فضَعُوا سیُوفَكم علی عَواتِقكم فأَبِیدُوا خضْراءهم، أی دُوموا لهم فی الطاعة و اثْبُتوا علیها ما داموا علی الدین و ثبتوا علی الإِسلام. یقال: قَامَ و اسْتَقَامَ كما یقال أَجابَ و اسْتجابَ؛ قال الخطابی: الخَوارِج و من یَری رأْیهم یتأَوَّلونه علی الخُروج علی الأَئمة و یحملون قوله ما اسْتَقَامُوا لكم علی العدل فی السِّیرة، و إنما الاسْتِقَامَة هاهنا الإِقامة علی الإِسلام، و دلیله‌فی حدیث آخر: سیَلِیكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود و تَشْمَئِزُّ منهم القلوب، قالوا: یا رسول الله، أَ فلا نُقاتلهم؟ قال: لا ما أَقَامُوا الصلاة، و‌حدیثه الآخر: الأَئمة من قریش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها و فُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها؛ و منه‌الحدیث: لو لم تَكِلْه لقَامَ لكم‌أی دام و ثبت، و‌الحدیث الآخر: لو تَرَكَتْه ما زال قَائِماً، و‌الحدیث الآخر: ما زال یُقِیمُ لها أُدْمَها.و قَائِمُ السیف: مَقْبِضُه، و ما سوی ذلك فهو قَائِمَة نحو قَائِمَةِ الخِوان و السریر و الدابة. و قَوَائِم الخِوان و نحوها: ما قامت علیه. الجوهری: قَائِمُ السیف و قَائِمَتُه مَقْبِضه. و القَائِمَةُ: واحدة قَوَائِم الدَّوابّ. و قَوَائِم الدابة: أربَعُها، و قد یستعار ذلك فی الإِنسان؛ و قول الفرزدق یصف السیوف: إذا هِیَ شِیمتْ فالقَوَائِمُ تَحْتها، و إنْ لمْ تُشَمْ یَوْماً علَتْها القَوَائِمُ أَراد سُلَّت. و القَوَائِم: مقَابِض السیوف. و القُوَام: داءٌ یأْخذ الغنم فی قوائمها تقوم منه. ابن السكیت: ما فَعل قُوام كان یَعتری هذه الدابة، بالضم، إذا كان یقوم فلا یَنْبَعث. الكسائی: القُوَام داءٌ یأْخذ الشاة فی قوائمها تقوم منه؛ و قَوَّمْتُ الغنم: أَصابها ذلك فقامت. و قَامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم و أَقرانِهم و أَطاقوهم. و فلان لا یَقُوم بهذا الأَمر أی لا یُطِیق علیه، و إذا لم یُطِق الإِنسان شیئاً قیل: ما قَامَ به. اللیث: القَامَةُ مِقدار كهیئة رجل یبنی علی شَفِیر البئر یوضع علیه عود البَكْرة، و الجمع القِیَم، و كذلك كل شی‌ء فوق سطح و نحوه فهو قَامَة؛ قال الأَزهری: الذی قاله اللیث فی تفسیر القامة غیر صحیح، و القَامَة عند العرب البكرة التی یستقی بها الماء من البئر، و روی عن أبی زید أنه قال: النَّعامة الخشبة المعترضة علی زُرْنُوقی البئر ثم تعلق القامة، و هی البَكْرة من النعامة. ابن سیدة: و القامةُ البكرة یُستقَی علیها، و قیل: البكرة و ما علیها بأَداتِها، و قیل: هی جُملة أَعْوادها؛ قال الشاعر: لَمّا رأَیْتُ أَنَّها لا قامَهْ، و أَنَّنی مُوفٍ علی السَّآمَهْ، نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ و الجمع قِیَمٌ مثل تارةٍ و تِیَرٍ، و قَامٌ؛ قال الطِّرِمّاح: و مشَی تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سَحْلٍ فوقَ أَعوادِ قَامِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 502
و قال الراجز: یا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ یَدْهَمُه، یَوْمَ تَلاقی شاؤُه و نَعَمُهْ، و اخْتَلَفَتْ أَمْراسُه و قِیَمُهْ و قال ابن بری فی قول الشاعر: لَمّا رأَیت أَنها لا قَامَه قال: قال أَبو علیّ ذهب ثعلب إلی أَن قَامَة فی البیت جمع قَائِم مثل بائِع و باعةٍ، كأَنه أَراد لا قائمین علی هذا الحوض یَسْقُون منه، قال: و مثله فیما ذهب إلیه الأَصمعی: و قَامَتی رَبِیعةُ بنُ كَعْبِ، حَسبُكَ أَخلاقُهمُ و حَسْبی أی رَبِیعة قائمون بأَمری؛ قال: و قال عدیّ بن زید: و إنِّی لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ و إنِّی لابنُ قَامَاتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقَامَاتِ الذین یقومون بالأُمور و الأَحداث؛ و مما یشهد بصحة قول ثعلب أن القَامَة جمع قائم لا البكرة قوله: نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه و الدِّعامة إنما تكون للبكرة، فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة و لا زعزعةَ لها؛ قال ابن بری: و شاهد القَامَة للبكرة قول الراجز: إنْ تَسْلَمِ القَامَةُ و المَنِینُ، تُمْسِ و كلُّ حائِمٍ عَطُونُ و قال قیس بن ثُمامة الأَرْحبی فی قَامٍ جمع قامةِ البئر: قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزی لها مَرَطَی، كأَن هادَیها قَامٌ علی بِیرِ و المِقْوَم: الخَشَبة التی یُمْسكها الحرّاث. و‌قوله فی الحدیث: إنه أَذِنَ فی قَطْع المسَدِ و القائمَتینِ من شجر الحَرَم، یرید قائمتی الرَّحْل اللتین تكونان فی مُقَدَّمِه و مُؤَخَّره. و قَیِّمُ الأَمر: مُقِیمهُ. و أمرٌ قَیِّمٌ: مُسْتقِیم. و‌فی الحدیث: أتانی مَلَك فقال: أَنت قُثَمٌ و خُلُقُكَ قَیِّم‌أی مُسْتَقِیم حسَن. و‌فی الحدیث: ذٰلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ أی المستقیم الذی لا زَیْغ فیه و لا مَیْل عن الحق.و قوله تعالی: فِیهٰا كُتُبٌ قَیِّمَةٌ؛ أَی مستقیمة تُبیّن الحقّ من الباطل علی اسْتِواء و بُرْهان؛ عن الزجاج. و قوله تعالی: وَ ذٰلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ؛ أَی دین الأُمةِ القیّمة بالحق، و یجوز أَن یكن دین المِلة المستقیمة؛ قال الجوهری: إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنیفیة. و القَیِّمُ: السیّد و سائسُ الأَمر. و قَیِّمُ القَوْم: الذی یُقَوِّمُهم و یَسُوس أَمرهم. و‌فی الحدیث: ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَیِّمَتُهُم امرأة.و قَیِّمُ المرأَةِ: زوجها فی بعض اللغات. و قال أَبو الفتح ابن جنی فی كتابه الموسوم بالمُغْرِب. یروی أَن جاریتین من بنی جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوین من بنی أَبی بكر ابن كلاب فلم تَرْضَیاهما فقالت إحداهما: أَلا یا ابْنَةَ الأَخْیار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَیِّنا هَجْمَتاهُما أُسَیْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه و آخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما یَشِینانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ یَمْشِیا بِها، و نَخْزَی إذَا ما قِیلَ: مَنْ قَیِّماهُما؟ قَیِّمَاهما: بَعْلاهُما، ثنت الهَجّمتین لأَنها أَرادت القِطْعَتَین أَو القَطیعَیْنِ. و‌فی الحدیث: حتی یكون لخمسین امرأَة قَیِّمٌ واحد؛ قَیِّمُ المرأَةِ: زوجها لأَنه
لسان العرب، ج‌12، ص: 503
یَقُوم بأَمرها و ما تحتاج إلیه. و قام بأَمر كذا. و قام الرجلُ علی المرأَة: مانَها. و إنه لَقَوّام علیها: مائنٌ لها. و فی التنزیل العزیز: الرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَی النِّسٰاءِ؛ و لیس یراد هاهنا، و الله أَعلم، القِیام الذی هو المُثُولُ و التَّنَصُّب و ضدّ القُعود، إنما هو من قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، و الله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِیُّون بشؤونهن، و كذلك قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذٰا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلٰاةِ؛ أَی إذا هَمَمْتم بالصلاة و تَوَجّهْتم إلیها بالعِنایة و كنتم غیر متطهرین فافعلوا كذا، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان علی طُهر و أَراد الصلاة لم یلزمه غَسْل شی‌ء من أعضائه، لا مرتَّباً و لا مُخیراً فیه، فیصیر هذا كقوله: وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا؛ و قال هذا، أَعنی قوله إِذٰا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلٰاةِ فافعلوا كذا، و هو یرید إذا قمتم و لستم علی طهارة، فحذف ذلك للدلالة علیه، و هو أَحد الاختصارات التی فی القرآن و هو كثیر جدّاً؛ و منه قول طرفة: إذا مُتُّ فانْعِینِی بما أَنا أَهْلُه، و شُقِّی عَلَیَّ الجَیْبَ، یا ابنةَ مَعْبَدِ تأْویله: فإن مت قبلك، لا بدّ أَن یكون الكلام مَعْقوداً علی هذا لأَنه معلوم أَنه لا یكلفها نَعْیَه و البُكاء علیه بعد موتها، إذ التكلیفُ لا یصح إلا مع القدرة، و المیت لا قدرة فیه بل لا حَیاة عنده، و هذا واضح. و أَقامَ الصلاة إِقَامةً و إِقَاماً؛ فإِقَامةً علی العوض، و إِقَاماً بغیر عوض. و فی التنزیل: وَ أَقٰامَ الصَّلٰاةَ*. و من كلام العرب: ما أَدری أَ أَذَّنَ أَو أَقَامَ؛ یعنون أَنهم لم یَعْتَدّوا أَذانَه أَذاناً و لا إقامَته إقامةً، لأَنه لم یُوفِّ ذلك حقَّه، فلما وَنَی فیه لم یُثبت له شیئاً منه إذ قالوها بأَو، و لو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة. و قالوا: قَیِّمُ المسجد و قَیِّمُ الحَمَّام. قال ثعلب: قال ابن ماسَوَیْهِ ینبغی للرجل أَن یكون فی الشتاء كقَیِّم الحَمَّام، و أَما الصیف فهو حَمَّام كله و جمع قَیِّم عند كراع قَامَة. قال ابن سیدة: و عندی أَن قَامَة إنما هو جمع قَائِم علی ما یكثر فی هذا الضرب. و المِلَّة القَیِّمة: المُعتدلة، و الأُمّة القَیِّمة كذلك. و فی التنزیل: وَ ذٰلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ؛ أی الأُمَّة القیمة. و قال أَبو العباس و المبرد: هاهنا مضمر، أَراد ذلك دِینُ الملَّةِ القیمة، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛ و قال الفراء: هذا مما أُضیف إلی نفسه لاختلاف لفظیه؛ قال الأَزهری: و القول ما قالا، و قیل: الهاء فی القَیِّمَة للمبالغة، و دین قَیِّمٌ كذلك. و فی التنزیل العزیز: دیناً قَیِّماً مِلَّةَ إبراهیم. و قال اللحیانی و قد قُرئ دِیناً قِیَماً أی مستقیماً. قال أَبو إسحاق: القَیِّمُ هو المُسْتَقیم، و القِیَمُ: مصدر كالصِّغَر و الكِبَر إلا أَنه لم یُقل قِوَمٌ مثل قوله: لٰا یَبْغُونَ عَنْهٰا حِوَلًا؛ لأَن قِیَماً من قولك قَامَ قِیَماً، و قَامَ كان فی الأَصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فصار قام فاعتل قِیَم، و أَما حِوَلٌ فهو علی أَنه جار علی غیر فِعْل؛ و قال الزجاج: قِیَماً مصدر كالصغر و الكبر، و كذلك دین قَوِیم و قِوَامٌ. و یقال: رمح قَوِیمٌ و قَوَامٌ قَوِیمٌ أَی مستقیم؛ و أَنشد ابن بری لكعب بن زهیر: فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِینَ جُرْتم عن الهُدَی بأَسْیافهم، حتَّی اسْتَقَمْتُمْ علی القِیَمْ «3». و قال حسان: و أَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِیكِ، أُرْسِلْتَ حَقّاً بِدِینٍ قِیَمْ قال: إلا أنّ القِیَمَ مصدر بمعنی الاستقامة. و الله
(3). قوله [ضربوكم حین جرتم] تقدم فی هذه المادة تبعاً للأَصل: صرفوكم حین جزتم، و لعله مروی بهما
لسان العرب، ج‌12، ص: 504
تعالی القَیُّوم و القَیَّامُ. ابن الأَعرابی: القَیُّوم و القَیَّام و المُدبِّر واحد. و قال الزجاج: القَیُّوم و القَیَّام فی صفة الله تعالی و أَسمائه الحسنی القائم بتدبیر أَمر خَلقه فی إنشائهم و رَزْقهم و علمه بأَمْكِنتهم. قال الله تعالی: وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلّٰا عَلَی اللّٰهِ رِزْقُهٰا وَ یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا. و قال الفراء: صورة القَیُّوم من الفِعل الفَیْعُول، و صورة القَیَّام الفَیْعال، و هما جمیعاً مدح، قال: و أَهل الحجاز أَكثر شی‌ء قولًا للفَیْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ، یقولون الصَّیَّاغ. و قال الفراء فی القَیِّم: هو من الفعل فَعِیل، أَصله قَوِیم، و كذلك سَیّد سَوِید و جَیِّد جَوِید بوزن ظَرِیف و كَرِیم، و كان یلزمهم أَن یجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم یسقطوها لسكونها و سكون التی بعدها، فلما فعلوا ذلك صارت سَیْد علی فَعْل، فزادوا یاء علی الیاء لیكمل بناء الحرف؛ و قال سیبویه: قَیِّم وزنه فَیْعِل و أَصله قَیْوِم، فلما اجتمعت الیاء و الواو و السابق ساكن أَبدلوا من الواو یاء و أَدغموا فیها الیاء التی قبلها، فصارتا یاء مشدّدة، و كذلك قال فی سیّد و جیّد و میّت و هیّن و لیّن. قال الفراء: لیس فی أَبنیة العرب فَیْعِل، و الحَیّ كان فی الأَصل حَیْواً، فلما اجتمعت الیاء و الواو و السابق ساكن جعلتا یاء مشدّدة. و‌قال مجاهد: الْقَیُّومُ* القائم علی كل شی‌ء، و‌قال قتادة: الْقَیُّومُ* القائم علی خلقه بآجالهم و أَعمالهم و أَرزاقهم.و‌قال الكلبی: الْقَیُّومُ* الذی لا بَدِی‌ء له.و‌قال أَبو عبیدة: الْقَیُّومُ* القائم علی الأَشیاء.الجوهری: و قرأَ عمر الحیُّ القَیَّام، و هو لغة، و الْحَیُّ الْقَیُّومُ* أَی القائم بأَمر خلقه فی إنشائهم و رزقهم و علمه بمُسْتَقرِّهم و مستودعهم. و‌فی حدیث الدعاء: و لكَ الحمد أَنت قَیَّام السماواتِ و الأَرض، و فی روایة: قَیِّم، و فی أُخری: قَیُّوم، و هی من أبنیة المبالغة، و معناها القَیّام بأُمور الخلق و تدبیر العالم فی جمیع أَحواله، و أَصلها من الواو قَیْوامٌ و قَیْوَمٌ و قَیْوُومٌ، بوزن فَیْعالٍ و فَیْعَلٍ و فَیْعُول. و الْقَیُّومُ*: من أَسماء الله المعدودة، و هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغیره، و هو مع ذلك یقوم به كل موجود حتی لا یُتَصوَّر وجود شی‌ء و لا دوام وجوده إلا به. و القِوَامُ من العیش «1»: ما یُقیمك. و‌فی حدیث المسألة: أَو لذی فَقْرٍ مُدْقِع حتی یُصِیب قِوَاماً من عیش‌أَی ما یقوم بحاجته الضروریة. و قِوَامُ العیش: عماده الذی یقوم به. و قِوَامُ الجِسم: تمامه. و قِوَام كل شی‌ء: ما استقام به؛ قال العجاج: رأْسُ قِوَامِ الدِّینِ و ابنُ رَأْس و إِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً و بقی بعض قیل: منها هامِد و منها قائم. الجوهری: و قَوَّمْتُ الشی‌ء، فهو قَوِیم أی مستقیم، و قولهم ما أَقْوَمَه شاذ، قال ابن بری: یعنی كان قیاسه أَن یقال فیه ما أَشدَّ تَقْویمه لأَن تقویمه زائد علی الثلاثة، و إنما جاز ذلك لقولهم قَویم، كما قالوا ما أَشدَّه و ما أَفقَره و هو من اشتدّ و افتقر لقولهم شدید و فقیر. قال: و یقال ما زِلت أُقَاوِمُ فلاناً فی هذا الأَمر أی أُنازِله. و‌فی الحدیث: مَن جالَسه أَو قَاوَمَه فی حاجة صابَره.قال ابن الأَثیر: قَاوَمَه فاعَله من القِیام أَی إذا قامَ معه لیقضی حاجتَه صبَر علیه إلی أن یقضِیها. و‌فی الحدیث: تَسْویةُ الصفّ من إِقَامَة الصلاة‌أی من تمامها و كمالها، قال: فأَمّا قوله قد قَامَتِ الصلاة فمعناه
(1). قوله [و القِوَام من العیش] ضبط القوام فی الأَصل بالكسر و اقتصر علیه فی المصباح، و نصه: و القِوَام، بالكسر، ما یقیم الإِنسان من القوت، و قال أیضاً فی عماد الأَمر و ملاكه أنه بالفتح و الكسر، و قال صاحب القاموس: القوام كسحاب ما یعاش به، و بالكسر، نظام الأَمر و عماده
لسان العرب، ج‌12، ص: 505
قامَ أَهلُها أَو حان قِیامهم. و‌فی حدیث عمر: فی العین القَائِمَة ثُلُث الدیة؛ هی الباقیة فی موضعها صحیحة و إنما ذهب نظرُها و إبصارُها. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: رُبَّ قَائِمٍ مَشكورٌ له و نائمٍ مَغْفورٌ له‌أَی رُبَّ مُتَهَجِّد یَستغفر لأَخیه النائم فیُشكر له فِعله و یُغفر للنائم بدعائه. و فلان أَقْوَمُ كلاماً من فلان أَی أَعدَلُ كلاماً. و القَوْمُ: الجماعة من الرجال و النساء جمیعاً، و قیل: هو للرجال خاصة دون النساء، و یُقوِّی ذلك قوله تعالی: لٰا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسیٰ أَنْ یَكُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَ لٰا نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ عَسیٰ أَنْ یَكُنَّ خَیْراً مِنْهُنَّ؛ أَی رجال من رجال و لا نساء من نِساء، فلو كانت النساء من القوم لم یقل وَ لٰا نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ؛ و كذلك قول زهیر: و ما أَدرِی، و سوفَ إخالُ أَدری، أَ قَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟ و قَوْمُ كل رجل: شِیعته و عشیرته. و روی عن أَبی العباس: النَّفَرُ و القَوْم و الرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء. و‌فی الحدیث: إن نَسَّانی الشیطان شیئاً من صلاتی فلیُسبِّح القَوْمُ و لیُصَفِّقِ النساء؛ قال ابن الأَثیر: القَوْم فی الأَصل مصدر قام ثم غلب علی الرجال دون النساء، و لذلك قابلهن به، و سموا بذلك لأَنهم قَوّٰامُونَ عَلَی النِّسٰاءِ بالأُمور التی لیس للنساء أَن یقمن بها. الجوهری: القَوْم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه، قال: و ربما دخل النساء فیه علی سبیل التبع لأَن قوم كل نبی رجال و نساء، و القَوْم یذكر و یؤَنث، لأَن أَسماء الجموع التی لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدمیین تذكر و تؤنث مثل رهط و نفر و قَوْم، قال تعالی: وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ، فذكَّر، و قال تعالی: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ، فأَنَّث؛ قال: فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فیها الهاء و قلت قُوَیْم و رُهَیْط و نُفَیر، و إنما یلحَقُ التأْنیثُ فعله، و یدخل الهاء فیما یكون لغیر الآدمیین مثل الإِبل و الغنم لأَن التأنیث لازم له، و أَما جمع التكسیر مثل جمال و مساجد، و إن ذكر و أُنث، فإنما ترید الجمع إذا ذكرت، و ترید الجماعة إذا أَنثت. ابن سیدة: و قوله تعالی: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِینَ، إِنما أَنَّثَ علی معنی كذبت جماعة قوم نوح، و قال الْمُرْسَلِینَ، و إن كانوا كذبوا نوحاً وحده، لأَن من كذب رسولًا واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة و خالفها، لأَن كل رسول یأْمر بتصدیق جمیع الرسل، و جائز أَن یكون كذبت جماعة الرسل، و حكی ثعلب: أَن العرب تقول یا أَیها القَوْم كفُّوا عنا و كُفّ عنا، علی اللفظ و علی المعنی. و قال مرة: المخاطب واحد، و المعنی الجمع، و الجمع أَقْوام و أَقَاوِم و أَقَایِم؛ كلاهما علی الحذف؛ قال أَبو صخر الهذلی أَنشده یعقوب: فإنْ یَعْذِرِ القَلبُ العَشِیَّةَ فی الصِّبا فُؤادَكَ، لا یَعْذِرْكَ فیه الأَقَاوِمُ و یروی: … الأَقایِمُ، و عنی بالقلب العقل؛ و أَنشد ابن بری لخُزَز بن لَوْذان: مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لَأْیٍ، حَیْثُ كانَ مِن الأَقَاوِمْ و قوله تعالی: فَقَدْ وَكَّلْنٰا بِهٰا قَوْماً لَیْسُوا بِهٰا بِكٰافِرِینَ؛ قال الزجاج: قیل عنی بالقَوْم هنا الأَنبیاء، علیهم السلام، الذین جری ذكرهم، آمنوا بما أَتی به النبی، صلی الله علیه و سلم، فی وقت مَبْعثهم؛ و قیل: عنی به من آمن من أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَتباعه، و قیل: یُعنی به الملائكة فجعل القوم من الملائكة
لسان العرب، ج‌12، ص: 506
كما جعل النفر من الجن حین قال عز و جل: قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ، و قوله تعالی: یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَكُمْ؛قال الزجاج: جاء فی التفسیر: إن تولی العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة، و جاء: إن تَوَلَّی أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدینة، و جاء أیضاً: یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَكُمْ من أهل فارس، و قیل: المعنی إِنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً أَطْوَعَ له منكم. قال ابن بری: و یقال قوم من الجنّ و ناسٌ من الجنّ و قَوْمٌ من الملائكة؛ قال أُمیة: و فیها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ، مَلائِكُ ذُلِّلوا، و هُمُ صِعابُ و المَقامُ و المَقَامَة: المجلس. و مَقَامَات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بری: فأَیِّی ما و أَیُّكَ كان شَرّاً فَقِیدَ إلی المَقَامَةِ لا یَراها و یقال للجماعة یجتمعون فی مَجْلِسٍ: مَقَامَة؛ و منه قول لبید: و مَقَامَةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ، لدَی بابِ الحَصِیرِ، قِیامُ الحَصِیر: المَلِك هاهنا، و الجمع مَقَامَات؛ أَنشد ابن بری لزهیر: و فیهِمْ مَقَامَاتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ، و أَنْدِیةٌ یَنْتابُها القَوْلُ و الفِعْلُ و مَقَامَاتُ الناسِ: مَجالِسهم أیضاً. و المَقَامَة و المَقَام: الموضع الذی تَقُوم فیه. و المَقَامَةُ: السّادةُ. و كل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قَامَ بك. أَبو زید فی نوادره: قَامَ بی ظَهْری أَی أَوْجَعَنی، و قَامَت بی عینای. و یومُ القِیامة: یومُ البَعْث؛ و فی التهذیب: القِیامة یوم البعث یَقُوم فیه الخَلْق بین یدی الحیّ القیوم. و فی الحدیث ذكر یوم القِیامة فی غیر موضع، قیل: أَصله مصدر قَامَ الخَلق من قُبورهم قِیَامَةً، و قیل: هو تعریب قِیَمْثَا «2»، و هو بالسریانیة بهذا المعنی. ابن سیدة: و یوم القِیَامة یوم الجمعة؛ و منه‌قول كعب: أَ تَظْلِم رجُلًا یوم القیامة؟و مَضَتْ قُوَیْمَةٌ من اللیلِ أَی ساعةٌ أَو قِطْعة، و لم یَجِدْه أَبو عبید، و كذلك مضَی قُوَیْمٌ من اللیلِ، بغیر هاء، أَی وَقْت غیرُ محدود.

فصل الكاف؛ ج12، ص: 506

كتم؛ ج12، ص: 506

: الكِتْمانُ: نَقِیض الإِعْلانِ، كَتَمَ الشی‌ءَ یَكْتُمُه كَتْماً و كِتْمَاناً و اكْتَتَمَه و كَتَّمَه؛ قال أَبو النجم: و كانَ فی المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ، لَیْثاً علی الدَّاهِیة المُكَتَّمَهْ و كَتَمَه إیاه؛ قال النابغة: كَتَمْتُكَ لَیْلًا بالجَمُومَینِ ساهِراً، و همَّیْن: هَمّاً مُسْتَكِنّاً، و ظاهرا أَحادِیثَ نَفْسٍ تشْتَكی ما یَرِیبُها، و وِرْدَ هُمُومٍ لا یَجِدْنَ مَصادِرا و كَاتَمَه إیاه: ككَتَمَه؛ قال: تَعَلَّمْ، و لوْ كَاتَمْتُه الناسَ، أَنَّنی علیْكَ، و لم أَظْلِمْ بذلكَ، عاتِبُ و قوله: … و لم أَظلم بذلك …، اعتراض بین أَنّ و خبرِها، و الاسم الكِتْمَةُ. و حكی اللحیانی: إنه لحَسن الكِتْمَةِ.
(2). قوله [تعریب قیمثا] كذا ضبط فی نسخة صحیحة من النهایة، و فی أخری بفتح القاف و المیم و سكون المثناة بینهما. و وقع فی التهذیب بدل المثلثة یاء مثناة و لم یضبط
لسان العرب، ج‌12، ص: 507
و رجل كُتَمَة، مثال هُمَزة، إذا كان یَكْتُمُ سِرَّه. و كَاتَمَنِی سِرَّه: كتَمه عنی. و یقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه: قد كَتَمَ الرَّبْوَ؛ قال بشر: كأَنَّ حَفِیفَ مَنْخِرِه، إذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ، كِیرٌ مُسْتَعارُ یقول: مَنْخِره واسع لا یَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غیره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِیق مَخْرَجه، و كَتَمَه عنه و كَتَمَه إیاه؛ أَنشد ثعلب: مُرَّةٌ، كالذُّعافِ، أَكْتُمُها النَّاسَ علی حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ و رجل كَاتِمٌ للسر و كَتُومٌ. و سِرٌّ كَاتِمٌ أَی مَكْتُومٌ؛ عن كراع. و مُكَتَّمٌ، بالتشدید: بُولِغ فی كِتْمانه. و اسْتَكْتَمه الخَبَر و السِّرَّ: سأَله كَتْمَه. و ناقة كَتُوم و مِكتَامٌ: لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح و لا یُعلَم بحملها، كَتَمَتْ تَكْتُمُ كُتُوماً؛ قال الشاعر فی وصف فحل: فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ، إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتَامْ ابن الأَعرابی: الكَتِیمُ الجَمل الذی لا یَرغو. و الكَتِیمُ: القَوْسُ التی لا تَنشَقُّ. و سحاب مَكْتُومٌ «1»: لا رَعْد فیه. و الكَتُوم أَیضاً: الناقة التی لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها، و الجمع كُتُمٌ؛ قال الأَعشی: كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ، و كانتْ بَقِیَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ و قال آخر: كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ و قال الطِّرِمّاح: قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ «2». و ناقة كَتُوم: لا تَرْغُو إذا رُكِبت. و الكَتُومُ و الكَاتِمُ من القِسِیِّ: التی لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ، و ربما جاءت فی الشعر كَاتِمَةً، و قیل: هی التی لا شَق فیها، و قیل: هی التی لا صَدْعَ فی نَبْعِها، و قیل: هی التی لا صدع فیها كانت من نَبْع أو غیره؛ و قال أَوس بن حجر: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها، و لا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قوله … طِلاعُ الكَفِّ … أی مِلْ‌ءٌ الكف، قال: و مثله‌قول الحسن أَحَبُّ إلیَّ من طِلاع الأَرض ذهباً.و‌فی الحدیث: أَنه كان اسم قَوْسِ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الكَتُومَ؛ سمیت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمی عنها، و قد كَتَمْت كُتُوماً. أَبو عمرو: كَتَمَتِ المَزادةُ تَكْتُمُ كُتُوماً إذا ذهب مَرَحُها و سَیَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب، و هی مَزادة كَتُوم. و سِقاءٌ كَتِیم، و كَتَمَ السِّقاءُ یَكْتُمُ كِتْمَاناً و كُتُوماً: أَمسك ما فیه من اللبن و الشراب، و ذلك حین تذهب عِینته ثم یدهن السقاءُ بعد ذلك، فإذا أَرادوا أن یستقوا فیه سرَّبوه، و التسریب: أن یصُبُّوا فیه الماءَ بعد الدهن حتی یَكْتُمَ خَرْزُه و یسكن الماء ثم یستقی فیه. و خَرْز كَتِیم: لا یَنْضَح الماء و لا یخرج ما فیه. و الكَاتِم: الخارِز، من الجامع لابن القَزاز، و أَنشد فیه: و سالَتْ دُموعُ العَینِ ثم تَحَدَّرَتْ، و للهِ دَمْعٌ ساكِبٌ و نَمُومُ
(1). قوله [و سحاب مكتوم] كذا فی الأَصل و قد استدركها شارح القاموس علی المجد، و الذی فی الصحاح و الأَساس: مكتتم (2). قوله [عبر أسفار …] هو بالعین المهملة و وقع فی هلع بالمعجمة كما وقع هنا فی الأَصل و هو تصحیف
لسان العرب، ج‌12، ص: 508
فما شَبَّهَتْ إلَّا مَزادة كَاتِمٍ وَهَتْ، أَو وَهَی مِنْ بَیْنِهنَّ كَتُومُ و هو كله من الكَتم لأَن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها، و حكی كراع: لا تسأَلونی عن كَتْمةٍ، بسكون التاء، أی كلمة. و رجل أَكْتَمُ: عظیم البطن، و قیل: شبعان. و الكَتَمُ، بالتحریك: نبات یخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود. الأَزهری: الكَتَم نبت فیه حُمرة. و‌روی عن أَبی بكر، رضی الله عنه، أَنه كان یَخْتَضِب بالحِنَّاء و الكَتَم، و فی روایة: یصبُغ بالحِنَاء و الكَتَم؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت: و شَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلْب [بالجُلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: یشبه أَن یراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء، فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود و قد صح النهی عن السواد، قال: و لعل الحدیث بالحناء أَو الكَتم علی التخییر، و لكن الروایات علی اختلافها بالحناء و الكتم. و قال أَبو عبید: الكَتَّم، مشدد التاء، و المشهور التخفیف. و قال أَبو حنیفة: یُشَبَّب الحناء بالكتم لیشتدّ لونه، قال: و لا ینبت الكتم إلَّا فی الشواهق و لذلك یَقِلُّ. و قال مرة: الكتم نبات لا یَسْمُو صُعُداً و ینبت فی أَصعب الصخر فیَتَدلَّی تَدَلِّیاً خِیطاناً لِطافاً، و هو أَخضر و ورقه كورق الآس أَو أصغر؛ قال الهذلی و وصف وعلًا: ثم یَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له، بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِیمٍ و مِن كَتَمِ و‌فی حدیث فاطمة بنت المنذر: كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإِحرام و نَدَّهِنُ بالمَكْتُومة؛ قال ابن الأَثیر: هی دُهن من أَدْهان العرب أَحمر یجعل فیه الزعفران، و قیل: یجعل فیه الكَتَم، و هو نبت یخلط مع الوسْمة و یصبغ به الشعر أَسود، و قیل: هو الوَسْمة. و الأَكْثَم: العظیم البطن. و الأَكثم: الشبعان، بالثاء المثلثة، و یقال ذلك فیهما بالتاء المثناة أَیضاً و سیأْتی ذكره. و مَكْتُوم و كَتِیمٌ و كُتَیْمَة: أَسماء؛ قال: و أَیَّمْتَ مِنَّا التی لم تَلِدْ كُتَیْمَ بَنِیك، و كنتَ الحلیلا «1». أَراد كتیمة فرخم فی غیر النداء اضطراراً.و ابنُ أُم مَكْتُوم: مؤذن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان یؤذن بعد بلال لأَنه كان أَعمی فكان یقتدی ببلال.و‌فی حدیث زمزم: أَن عبد المطلب رأَی فی المنام قیل: احْفِر تُكْتَمَ بین الفَرْث و الدم؛ تُكْتَمُ: اسم بئر زمزم، سمیت بذلك لأَنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتی أَظهرها عبد المطلب. و بنو كُتَامَة: حی من حِمْیَر صاروا إلی بَرْبَر حین افتتحها افریقس الملك، و قیل: كُتَامَة قبیلة من البربر. و كُتْمان، بالضم: موضع، و قیل: اسم جبل؛ قال ابن مقبل: قد صَرَّحَ السَّیرُ عن كُتْمانَ، و ابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِیّةِ الذُّقُنِ و كُتْمانُ: اسم ناقة.

كثم؛ ج12، ص: 508

: الكَثَمة: المرأَة الرَّیَّا من شراب أَو غیره. وَ وَطْبٌ أَكْثَم أَی مملوء، و أَنشد: مُذَمَّمةٌ یُمْسِی و یُصْبِحُ وَطْبُها حَراماً علی مُعتَرِّها، و هو أَكْثَمُ
(1). قوله [و أیمت] هذا ما فی الأَصل، و وقع فی نسخة المحكم التی بأیدینا: و أَیتمت، من الیتم
لسان العرب، ج‌12، ص: 509
و كَثَمَ آثارَهُم یَكْثِمُها كَثْماً: اقتَصَّها. و الكَثْم أَكل القِثَّاء و نحوه مما تدخله فی فیك ثم تكسره، كَثَمَه یَكْثِمُه كَثْماً. و أَكْثَمَ الرجلُ فی منزله: توارَی فیه و تَغَیَّب، عن ابن الأَعرابی. و الأَكْثَمُ: العظیم البطن، و فی الصحاح: الواسع البطن. و الأَكْثَم: الشبعان، و یقال ذلك فیهما بالتاء أَیضاً، و قد تقدم: عن ثعلب. و یقال: إِنه لأَیْهَمُ أَكْثَمُ، الأَیهم: الأَعمی. ابن بری: یقال رجل أَكْثَمُ إذا امتلأَ بطنه من الشبع، و أَنشد ابن الأَعرابی: فَبات یُسَوِّی بَرْكَها و سَنامَها، كأَنْ لم یَجُعْ منْ قَبْلِها و هو أَكْثَمُ و طریق أَكْثَمُ: واسع. و كَثَمُ الطریق: وجْهُه و ظاهِره. و یقال: انْكَثَمُوا عن وجه كذا أَی انصرفوا عنه. و الكَثَم: القرب كالكَثَب، و قیل: المیم بدل من الباء. یقال: هو یرمی من كَثَمٍ و كَثَبٍ أَی قُرْب و تَمَكُّن. و أَكْثَمَ قربتَهُ: مَلأَها. و كَثَمَه عن الأَمر: صَرَفه عنه. و حمأَةٌ كَاثِمَةٌ «1» و كَثِمَةٌ: غلیظة. و أَكْثَمُ: من أَسماء الرجال. و أَكْثَمُ بن صَیفِیٍّ: أحد حكام العرب‌

كثحم؛ ج12، ص: 509

: رجل كُثْحُمُ اللِّحْیَةِ، و لحیة كُثْحُمَةٌ: و هی التی كَثُفَت و قَصُرَت و جَعُدت، و مثلها الكَثَّة.

كثعم؛ ج12، ص: 509

: الكَعْثَمُ و الكَثْعَم: الرَّكَبُ الناتئ الضَّخم كالكَعْثَبِ. و امرأَة كَعْثَمِ و كَثْعَمٌ إذا عظُم ذلك منها كَكَعْثَبٍ و كَثْعَبٍ. و كَثْعَمٌ: الأَسد أَو النَّمر أَو الفَهْد.

كحم؛ ج12، ص: 509

: الكَحْمُ: لغة فی الكَحْب، و هو الحِصْرِم، واحدته كَحْمَة، یمانیة.

كحثم؛ ج12، ص: 509

: رجل كُحْثُمُ اللِّحْیَةِ: كثیفها. و لحیة كُحْثُمَة: قَصُرت و كثُفت و جعدت، و قد تقدم فی كثحم.

كخم؛ ج12، ص: 509

: الإِكْخَام: لغة فی الإِكْماخ. و مُلْكٌ كَیْخَمٌ: عظیم عریض، و كذلك سُلطان كَیْخَم. قال اللیث: الكَیْخَم یوصف به المُلك و السلطان؛ و أَنشد: قُبَّةَ إسْلامٍ و مُلْكاً كَیْخَما و الكَخْمُ: المَنع و الدَّفع. و قال أَبو عمرو: الكَخْمُ دفعك إنساناً عن موضعه. تقول: كخَمْتُه كَخْماً إذا دفعته؛ و قال المَرَّار: إنی أَنا المَرَّارُ غَیْرُ الوَخْمِ، و قد كَخَمْتُ القومَ أَیَّ كَخْمِ أی دفَعْتهم و منَعْتُهم، و منه قیل للملك: كَیْخم.

كدم؛ ج12، ص: 509

: الكَدْم: تَمَشْمُشُ العَظم و تَعَرُّقُه، و قیل: هو العَض بأَدنی الفم كما یَكْدُمُ [یَكْدِمُ الحِمار، و قیل: هو العَض عامة، كَدَمَهُ یَكْدُمُه و یَكْدِمُه كَدْماً، و كذلك إذا أَثَّرْت فیه بحدیدة؛ و قال طرفة: سَقَتْهُ إیاةُ الشمسِ إلَّا لِثاتِه أُسِفَّ، وَ لَمْ تَكْدِمْ [تَكْدُمْ علیه، بإثْمِدِ و إنه لَكَدَّامٌ و كَدُوم أی عَضُوض. و الكَدْم و الكَدَمُ؛ الأُولی عن اللحیانی: أَثَرُ العض، و جمعه كُدُوم. و الكَدْم: اسم أَثر الكَدْم. یقال: به كُدُومٌ. و المُكَدَّمُ، بالتشدید: المُعضَّض. و حمار مُكَدَّم: معضض. و تَكَادَمَ الفرسانِ: كَدَم أَحدهما صاحبه. و الكُدَامَةُ: ما یُكْدَم من الشی‌ء أی یُعض فیُكْسَر، و قیل: هو بقیة كل شی‌ء
(1). قوله" و حمأة كَاثِمَة" كذا فی الأَصل بالحاء، و الذی فی المجد و تكملة الصاغانی و تهذیب الأَزهری: و كمأة بالكاف، و اغتر السید مرتضی بما فی نسخة اللسان فخطَّأ المجد.
لسان العرب، ج‌12، ص: 510
أُكِل، و العرب تقول: بَقِی من مَرْعانا كُدَامَة أی بقیة تَكْدمها المالُ بأَسنانها و لا تَشبع منه. و‌فی حدیث العرنیین: فلقد رأَیتهم یَكْدِمُون الأَرض بأَفواههم‌أی یقبضون علیها و یَعَضُّونها، و الدواب تُكادِمُ الحشیشَ بأَفواهها إذا لم تَسْتَمْكِنْ منه. و الكُدَم: الكثیر الكَدْم، و قد یستعمل فی عَض الجَراد و أَكلها للنبات. و الكُدَمُ: من أَحْناش الأَرض. قال ابن سیدة: أُراه سمی بذلك لعضه. و الكُدَم و المِكْدَم: الشدید القِتال. و رجل مُكَدَّمٌ إذا لقی قِتالًا فأَثَّرت فیه الجراح. و كَدَمَ الصیْدَ كَدْماً إذا جدَّ فی طلبه حتی یغلبه. و كَدَمْتُ الصیدَ أَی طرَدْته. و یقال للرجل إذا طلب حاجة لا یُطلب مثلها: لقد كَدَمْتَ فی غیر مَكْدَمٍ [مَكْدِمٍ. و الكُدْمَة، بضم الكاف: الشدید الأَكل؛ و أَنشد أَبو عمرو: یا أَیُّها الحَرْشَف ذُو الأَكْلِ الكُدَمْ و الحَرْشفُ: الجراد. و كَدَمْتَ غیر مَكْدَم أی طلبت غیر مَطْلَب. و ما بالبعیر كَدْمَة أی أُثْرة و لا وَسْمٌ، و الأُثرة أن یُسْحَی باطن الخفّ بحدیدة. و فَنِیقٌ مُكْدَمٌ أی فحل غلیظ، و قیل: صُلْب؛ قال بشر: لَوْ لا تُسَلِّی الهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرةٍ عَیْرانةٍ، مثلِ الفَنِیقِ المُكْدَم ابن الأَعرابی: نعجة كَدِمَةٌ غلیظة كثیرة اللحم؛ و قول رؤبة: كأَنَّه شَلَّالُ عاناتٍ كُدُمْ قال: حمار كَدِمٌ غلیظ شدید، و الجمع كُدُم. و عَیر مُكْدَم: غلیظ شدید. و قَدَحٌ مُكْدَم: زُجاجه غلیظ. و أَسِیر مُكْدَم: مصفود مشدود بالصِّفاد؛ هذه الثلاثة عن اللحیانی. و فحل مُكَدَّم و مُكْدَم إذا كان قویّاً قد نُیِّب فیه. و أُكْدِم الأَسیر إذا اسْتُوثِق منه. و كِساء مُكْدَم: شدید الفتل، و كذلك الحبْ. و الكَدَمَة، بفتح الدال: الحركة؛ عن كراع و لیست بصحیحة؛ و أَنشد ابن بری فی ذلك: لَمَّا تَمَشَّیْتُ بُعَیْدَ العَتَمَهْ، سَمعتُ مِن فَوْق البُیوتِ كَدَمَهْ و قد ذكر ذلك فی حذم. و الكُدَام: ریح یأْخذ الإِنسان فی بعض جسده فیسخنون خِرقة ثم یضعونها علی المكان الذی یشتكی. و كَدَمُ السَّمُرِ: ضرب من الجَنادب. و كِدَامٌ و مُكَدَّمٌ و كُدَیْمٌ: أَسماء.

كرم؛ ج12، ص: 510

: الكَریم: من صفات الله و أَسمائه، و هو الكثیر الخیر الجَوادُ المُعطِی الذی لا یَنْفَدُ عَطاؤه، و هو الكریم المطلق. و الكَرِیم: الجامع لأَنواع الخیر و الشرَف و الفضائل. و الكَریم. اسم جامع لكل ما یُحْمَد، فالله عز و جل كریم حمید الفِعال و رب العرش الكریم العظیم. ابن سیدة: الكَرَم نقیض اللُّؤْم یكون فی الرجل بنفسه، و إن لم یكن له آباء، و یستعمل فی الخیل و الإِبل و الشجر و غیرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، و أَصله فی الناس قال ابن الأَعرابی: كَرَمُ الفرَس أن یَرِقَّ جلده و یَلِین شعره و تَطِیب رائحته. و قد كَرُمَ الرجل و غیره، بالضم، كَرَماً و كَرَامَة، فهو كَرِیم و كَرِیمَةٌ و كِرْمَةٌ و مَكْرَم و مَكْرَمَة «2». و كُرَامٌ و كُرَّامٌ و كُرَّامَةٌ، و جمع الكَرِیم كُرَماء و كِرام، و جمع الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سیبویه: لا یُكَسَّر كُرَّام
(2). قوله [و مَكْرَم و مَكْرَمَة] ضبط فی الأَصل و المحكم بفتح أولهما و هو مقتضی إطلاق المجد، و قال السید مرتضی فیهما بالضم
لسان العرب، ج‌12، ص: 511
استغنوا عن تكسیره بالواو و النون؛ و إنه لكَرِیم من كَرَائِم قومه، علی غیر قیاس؛ حكی ذلك أَبو زید. و إنه لَكَرِیمة من كَرائم قومه، و هذا علی القیاس. اللیث: یقال رجل كَرِیم و قوم كَرَمٌ كما قالوا أَدیمٌ و أَدَمٌ و عَمُود و عَمَدٌ، و نسوة كَرَائِم. ابن سیدة و غیره: و رجل كَرَمٌ: كریم، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث، تقول: امرأَة كَرمٌ و نسوة كَرَمٌ لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعید بن مسحوح «1» الشیبانی: كذا ذكره السیرافی، و ذكر أَیضاً أنه لرجل من تَیْم اللّات بن ثعلبة، اسمه عیسی، و كان یُلَوَّمُ فی نُصرة أَبی بلال مرداس بن أُدَیَّةَ، و أَنه منعته الشفقة علی بناته، و ذكر المبرد فی أَخبار الخوارج أَنه لأَبی خالد القَنانی فقال: و من طَریف أَخبار الخوارج قول قَطَرِیِّ بن الفُجاءة المازِنی لأَبی خالد القَنانی: أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ، وَ ما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَ تَزْعُم أَنَّ الخارِجیَّ علی الهُدَی، و أنتَ مُقِیمٌ بَینَ راضٍ و جاحِدِ؟ فكتب إلیه أَبو خالد: لَقدْ زادَ الحَیاةَ إلیَّ حُبّاً بَناتی، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مخافةَ أنْ یَرَیْنَ البُؤسَ بَعْدِی، و أنْ یَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ و أنْ یَعْرَیْنَ، إنْ كُسِیَ الجَوارِی، فَتَنْبُو العینُ عَن كَرَمٍ عِجافِ و لَوْ لا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْری، و فی الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا، و صارَ الحیُّ بَعدَك فی اخْتِلافِ؟ قال أَبو منصور: و النحویون ینكرون ما قال اللیث، إنما یقال رجل كَرِیم و قوم كِرَام كما یقال صغیر و صغار و كبیر و كِبار، و لكن یقال رجل كَرَمٌ و رجال كَرَمٌ أی ذوو كَرَم، و نساء كَرَمٌ أی ذوات كرَم، كما یقال رجل عَدْل و قوم عدل، و رجل دَنَفٌ و حَرَضٌ، و قوم حَرَضٌ و دَنَفٌ. و قال أَبو عبید: رجل كَرِیم و كُرَامٌ و كُرَّامٌ بمعنی واحد، قال: و كُرَام، بالتخفیف، أبلغ فی الوصف و أكثر من كریم، و كُرَّام، بالتشدید، أَبلغ من كُرَام، و مثله ظَرِیف و ظُراف و ظُرَّاف، و الجمع الكُرَّامُون. و قال الجوهری: الكُرَام، بالضم، مثل الكَرِیم فإذا أفرط فی الكرم قلت كُرَّام، بالتشدید، و التَّكْرِیمُ و الإِكْرَامُ بمعنی، و الاسم منه الكَرَامَة؛ قال ابن بری: و قال أَبو المُثَلم: و مَنْ لا یُكَرِّمْ نفْسَه لا یُكَرَّم «2». ابن سیدة: قال سیبویه و مما جاء من المصادر علی إضمار الفعل المتروك إظهاره و لكنه فی معنی التعجب قولك كَرَماً و صَلَفاً، كأَنه یقول أَكْرَمَك الله و أَدام لك كَرَماً، و لكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلًا من قولك أَكْرِمْ به و أَصْلِف، و مما یخص به النداء قولهم یا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجی، و قد حكی فی غیر النداء فقیل رجل مَكْرَمَان؛ عن أَبی العمیثل الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و قد حكاها أَیضاً أَبو حاتم. و یقال للرجل یا مَكرَمَان، بفتح الراء، نقیض قولك یا مَلأَمان من اللُّؤْم و الكَرَم. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن رجلًا أَهدی إلیه راویة خمر فقال: إن الله حَرَّمها، فقال الرجل: أَ فلا أُكارِمُ بها یَهودَ؟ فقال: إن الذی حرَّمها حرَّم أن یُكارَم بها؛ المُكارَمَةُ: أَن تُهْدِیَ لإِنسانٍ شیئاً
(1). قوله [مسحوح] كذا فی الأَصل بمهملات و فی شرح القاموس بمعجمات (2). هذا الشطر لزهیر من معلقته
لسان العرب، ج‌12، ص: 512
لیكافِئَك علیه، و هی مُفاعَلة من الكَرَم، و أَراد بقوله أُكَارِمُ بها یهود أی أُهْدیها إلیهم لیُثِیبونی علیها؛ و منه قول دكین: یا عُمَرَ الخَیراتِ و المَكارِمِ، إنِّی امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ، أَطْلُبُ دَیْنی من أَخٍ مُكارِمِ أراد من أَخٍ یُكافِئنی علی مَدْحی إیاه، یقول: لا أَطلب جائزته بغیر وَسِیلة. و كَارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته فی الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمُه، بالضم، إذا غلبته فیه. و الكَرِیم: الصَّفُوح. و كَارَمَنِی فكَرَمْته أَكْرُمُه: كنت أَكْرَمَ منه. و أَكْرَمَ الرجلَ و كَرَّمَه: أَعْظَمه و نزَّهه. و رجل مِكْرَام: مُكْرِمٌ و هذا بناء یخص الكثیر. الجوهری: أَكْرَمْتُ الرجل أُكْرِمُه، و أَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتین فحذفوا الثانیة، ثم أَتبعوا باقی حروف المضارعة الهمزة، و كذلك یفعلون، أ لا تراهم حذفوا الواو من یَعِد استثقالًا لوقوعها بین یاء و كسرة ثم أَسقطوا مع الأَلف و التاء و النون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن یرده إلی أَصله كما قال: فإنه أَهل لأَن یُؤَكْرَما فأَخرجه علی الأَصل. و یقال فی التعجب: ما أَكْرَمَه لی، و هو شاذ لا یطرد فی الرباعی؛ قال الأَخفش: و قرأَ بعضهم و مَن یُهِن اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أی إكْرام، و هو مصدر مثل مُخْرَج و مُدْخَل. و له علیَّ كَرَامَةٌ أَی عَزازة. و اسْتَكْرَمَ الشی‌ءَ: طلَبه كَرِیماً أَو وجده كذلك. و لا أَفْعلُ ذلك و لا حُبّاً و لا كُرْماً و لا كُرْمَةً و لا كَرَامَةً كل ذلك لا تُظهر له فعلًا. و قال اللحیانی: أَفْعَلُ ذلك و كَرَامَةً لك و كُرْمَی لك و كُرْمَةً لك و كُرْماً لك، و كُرْمةَ عَیْن و نَعِیمَ عین و نَعْمَةَ عَینٍ و نُعامَی عَینٍ «1». و یقال: نَعَمْ و حُبّاً و كَرَامةً؛ قال ابن السكیت: نَعَمْ و حُبّاً و كُرْمَاناً، بالضم، و حُبّاً و كُرْمَة. و حكی عن زیاد بن أَبی زیاد: لیس ذلك لهم و لا كُرْمَة. و تَكَرَّمَ عن الشی‌ء و تَكَارَمَ: تَنزَّه. اللیث: تَكَرَّمَ فلان عما یَشِینه إذا تَنزَّه و أَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، و الكَرَامَةُ: اسم یوضع للإِكرام «2»، كما وضعت الطَّاعةُ موضع الإِطاعة، و الغارةُ موضع الإِغارة. و المُكَرَّمُ: الرجل الكَرِیم علی كل أَحد. و یقال: كَرُمَ الشی‌ءُ الكَرِیمُ كَرَماً، و كَرُمَ فلان علینا كَرَامةً. و التَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ و قال المتلمس: تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِیلَ، و لنْ تَرَی أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ یتَكَرَّمَا و المَكْرُمةُ و المَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، و فی الصحاح: واحدة المَكَارِمِ و لا نظیر له إلَّا مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها لازمة إلا هذین؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّانی: مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو الیَوْم الیَمِی، لیَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ و یروی: نَعَمْ أَخُو الهَیْجاء فی الیوم الیمی و قال جمیل: بُثَیْنَ الْزَمی لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه، علی كَثرةِ الواشِینَ، أَیُّ مَعُونِ قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمَةٍ و مَعُونٌ جمع
(1). قوله [و نعامی عین] زاد فی التهذیب قبلها: و نعم عین أی بالضم، و بعدها: نعام عین أی بالفتح (2). قوله [یوضع للإِكرام] كذا بالأَصل، و الذی فی التهذیب: یوضع موضع الإِكرام
لسان العرب، ج‌12، ص: 513
مَعُونةٍ. و الأُكْرُومَة: المَكْرُمةُ. و الأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب. و أَكْرَمَ الرجل: أَتی بأَولاد كِرام. و استَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً كریماً. و فی المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ یقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدی كَرِیمته و هو بها ضَنِین فصَبرَ لی لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، و بعضهم رواه: إذا أَخذت من عبدی كَرِیمتَیْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم یرید أهله، قال: و بعضهم یقول یرید عینه، قال: و من رواه كریمتیه فهما العینان، یرید جارحتیه أی الكریمتین علیه. و كل شی‌ء یَكْرُمُ علیك فهو كَرِیمُكَ و كَرِیمَتُك. قال شمر: و كلُّ شی‌ء یَكْرُمُ علیك فهو كَرِیمُك و كَرِیمَتُك. و الكَرِیمَةُ: الرجل الحَسِیب؛ یقال: هو كَرِیمَة قومه؛ و أَنشد: و أَرَی كَرِیمَكَ لا كَرِیمَةَ دُونَه، و أَری بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ «1». أَراد من یَكْرمُ علیك لا تدَّخر عنه شیئاً یَكْرُم علیك. و أَما‌قوله، صلی الله علیه و سلم: خیر الناس یومئذ مُؤمن بین كَرِیمَین، فقال قائل: هما الجهاد و الحج، و قیل: بین فرسین یغزو علیهما، و قیل: بین أَبوین مؤْمنین كریمین، و قیل: بین أَب مُؤْمن هو أَصله و ابن مؤْمن هو فرعه، فهو بین مؤمنین هما طَرَفاه و هو مؤْمن. و الكَرِیم: الذی كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشی‌ءٍ من مخالفة ربه. و یقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه و كَرَمٌ آباؤُه. و‌فی حدیث آخر: أَنه أَكْرَم جریر بن عبد الله لمّا ورد علیه فبَسط له رداءَه و عممه بیده، و قال: إذا أَتاكم كَرِیمَةُ قوم فأَكْرِمُوه‌أی كَرِیمُ قوم و شَریفُهم، و الهاء للمبالغة؛ قال صخر: أَبی الفَخْرَ أَنِّی قد أَصابُوا كَرِیمَتِی، و أنْ لیسَ إهْداء الخَنَی مِنْ شِمالِیا یعنی بقوله كَرِیمَتِی أَخاه معاویة بن عمرو. و أَرض مَكْرَمَةٌ «2» و كَرَمٌ: كریمة طیبة، و قیل: هی المَعْدُونة المُثارة، و أَرْضان كَرَم و أَرَضُون كَرَم. و الكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة؛ قال: و سمعت العرب تقول للبقعة الطیبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهری: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جیدة للنبات. قال الكسائی: المَكْرُمُ المَكْرُمَة، قال: و لم یجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا یُقاس علیهما: مَكْرُمٌ و مَعُون. و قال الفراء: هو جمع مَكْرُمَة و مَعُونة، قال: و عنده أَنَّ مفْعُلًا لیس من أَبنیة الكلام، و یقولون للرجل الكَریم مَكْرَمَان إذا وصفوه بالسخاء و سعة الصدر. و فی التنزیل العزیز: إِنِّی أُلْقِیَ إِلَیَّ كِتٰابٌ كَرِیمٌ؛ قال بعضهم: معناه حسن ما فیه، ثم بینت ما فیه فقالت: إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمٰانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ أَلّٰا تَعْلُوا عَلَیَّ وَ أْتُونِی مُسْلِمِینَ؛ و قیل: أُلْقِیَ إِلَیَّ كِتٰابٌ كَرِیمٌ، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كریم، و قیل: كِتٰابٌ كَرِیمٌ أی مَخْتُوم. و قوله تعالی: لٰا بٰارِدٍ وَ لٰا كَرِیمٍ؛ قال الفراء: العرب تجعل الكَرِیم تابعاً لكل شی‌ء نَفَتْ عنه فعلًا تَنْوِی به الذَّم. یقال: أَ سَمِین هذا؟ فیقال: ما هو بسَمِین و لا كَرِیم و ما هذه الدار بواسعة و لا كریمة. و قال: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِیمٌ فِی كِتٰابٍ مَكْنُونٍ؛ أَی قرآن یُحمد ما فیه من الهُدی و البیان و العلم و الحِكمة.
(1). قوله [منقع الأجواد] كذا بالأَصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: منقعاً لجوادی، و ضبط الجواد فیها بالضم و هو العطش (2). قوله [و أرض مَكْرَمَة] ضبطت الراء فی الأَصل و الصحاح بالفتح و فی القاموس بالضم و قال شارحه: هی بالضم و الفتح
لسان العرب، ج‌12، ص: 514
و قوله تعالی: وَ قُلْ لَهُمٰا قَوْلًا كَرِیماً؛ أَی سهلًا لیِّناً. و قوله تعالی: وَ أَعْتَدْنٰا لَهٰا رِزْقاً كَرِیماً؛ أی كثیراً. و قوله تعالی: وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِیماً؛ قالوا: حسَناً و هو الجنة. و قوله: هٰذَا الَّذِی كَرَّمْتَ عَلَیَّ؛ أی فضَّلْت. و قوله: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِیمِ؛ أَی العظیم. و قوله: فَإِنَّ رَبِّی غَنِیٌّ كَرِیمٌ؛ أی عظیم مُفْضِل. و الكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمَة؛ قال: إذا مُتُّ فادْفِنِّی إلی جَنْبِ كَرْمَةٍ تُرَوِّی عِظامی، بَعْدَ مَوْتی، عُرُوقُها و قیل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، و جمعها كُرُوم. و یقال: هذه البلدة إنما هی كَرْمَة و نخلة، یُعنَی بذلك الكثرة. و تقول العرب: هی أَكثر الأَرض سَمْنة و عَسَلة، قال: و إذا جادَت السماءُ بالقَطْر قیل: كَرَّمَت. و‌فی حدیث أَبی هریرة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: لا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهری: و تفسیر هذا، و الله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقیقی هو من صفة الله تعالی، ثم هو من صفة مَنْ آمن به و أَسلم لأَمره، و هو مصدر یُقام مُقام الموصوف فیقال: رجل كَرَمٌ و رجلان كَرَمٌ و رجال كَرَمٌ و امرأَة كَرَمٌ، لا یثنی و لا یجمع و لا یؤَنث لأَنه مصدر أُقیمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، و هم یریدون كَرَم شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند الیَنْع و كَثُرَ من خیره فی كل حال و أَنه لا شوك فیه یُؤْذی القاطف، فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن تسمیته بهذا الاسم لأَنه یعتصر منه المسكر المنهی عن شربه، و أَنه یغیر عقل شاربه و یورث شربُه العدواة و البَغْضاء و تبذیر المال فی غیر حقه، و قال: الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: یسمی الكَرْمُ كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ علی السخاء و الكَرَم و تأْمر بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذی یتولد منه، فكره النبی، صلی الله علیه و سلم، أن یسمی أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم و جعل المؤْمن أَوْلی بهذا الاسم الحَسن؛ و أَنشد: و الخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَی من الكَرَمِ و كذلك سمیت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها یَرْتاح للعَطاء أَی یَخِفُّ؛ و قال الزمخشری: أَراد أن یقرّر و یسدِّد ما فی قوله عز و جل: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ، بطریقة أَنِیقة و مَسْلَكٍ لَطِیف، و لیس الغرض حقیقة النهی عن تسمیة العنب كَرْماً، و لكن الإِشارة إلی أَن المسلم التقی جدیر بأَن لا یُشارَك فیما سماه الله به؛ و قوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَی إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم. و‌فی الحدیث: إنَّ الكَرِیمَ ابنَ الكریمِ ابنِ الكریم یُوسُفُ بن یعقوب بن إسحاق‌لأَنه اجتمع له شَرَف النبوة و العِلم و الجَمال و العِفَّة و كَرَم الأَخلاق و العَدل و رِیاسة الدنیا و الدین، فهو نبیٌّ ابن نبیّ ابن نبیٍّ ابن نبی رابع أربعة فی النبوة. و یقال للكَرْم: الجَفْنةُ و الحَبَلةُ و الزَّرَجُون. و قوله‌فی حدیث الزكاة: و اتَّقِ كَرَائِمَ أَموالهم‌أی نَفائِسها التی تتعلَّق بها نفْسُ مالكها، و یَخْتَصُّها لها حیث هی جامعة للكمال المُمكِن فی حقّها، و واحدتها كَرِیمة؛ و منه‌الحدیث: و غَزْوٌ تُنْفَقُ فیه الكَرِیمَةُ‌أی العزیزة علی صاحبها. و الكَرْمُ: القِلادة من الذهب و الفضة، و قیل: الكَرْم نوع من الصِّیاغة التی تُصاغُ فی المَخانِق، و جمعه كُرُوم؛ قال: تُباهِی بصَوْغ من كُرُوم و فضَّة یقال: رأَیت فی عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛
لسان العرب، ج‌12، ص: 515
قال الشاعر: و نَحْراً عَلیْه الدُّر تُزْهِی كُرُومُه تَرائبَ لا شُقْراً، یُعَبْنَ، و لا كُهْبا و أَنشد ابن بری لجریر: لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَی، عَدُوسُ السُّرَی لا یَقْبَلُ الكَرْمَ جِیدُها ثالبة الشوء: مشققة القدمین؛ و أَنشد أَیضاً له فی أُم البَعِیث: إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ طُرُوقاً، و أَطرافُ التَّوادی كُرُومُها و الكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِیِّ و هو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب. و قال ابن السكیت: الكَرْم شی‌ء یُصاغ من فضة یُلبس فی القلائد؛ و أَنشد غیره تقویة لهذا: فیا أَیُّها الظَّبْیُ المُحَلَّی لَبانُه بكَرْمَیْنِ: كَرْمَیْ فِضّةٍ و فَرِیدِ و قال آخر: تُباهِی بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ و فِضّةٍ، مُعَطَّفَة یَكْسونَها قَصَباً خَدْلا و‌فی حدیث أُم زرع: كَرِیم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً فی السِّرِّ؛ أَطْلَقَت كَرِیماً علی المرأَة و لم تقُل كرِیمة الخلّ ذهاباً به إلی الشخص. و‌فی الحدیث: و لا یُجلس علی تَكْرِمَتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمَةُ: الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِیر مما یُعدّ لإِكرامه، و هی تَفْعِلة من الكرامة. و الكَرْمَةُ: رأْس الفخذ المستدیر كأَنه جَوْزة و موضعها الذی تدور فیه من الوَرِك القَلْتُ؛ و قال فی صفة فرس: أُمِرَّتْ عُزَیْزاه، و نِیطَتْ كُرُومُه إلی كَفَلٍ رابٍ و صُلْبٍ مُوَثَّقِ و كَرَّمَ المَطَرُ و كُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَیب یصف سحاباً: وَهَی خَرْجُه و اسْتُجِیلَ الرَّبابُ مِنْه، و كُرِّمَ ماءً صَرِیحا و رواه بعضهم: … و غُرِّم ماء صَرِیحا؛ قال أَبو حنیفة: زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ و إنما هو و كُرِّم ماء صَریحا؛ و قال أَیضاً: یقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم، و الناس علی غُرِّم، و هو أشبه بقوله: وَهَی خَرْجُه. الجوهری: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغیث. و الكَرَامَةُ: الطَّبَق الذی یوضع علی رأْس الحُبّ و القِدْر. و یقال: حَمَلَ إلیه الكرامةَ، و هو مثل النُّزُل، قال: و سأَلت عنه فی البادیة فلم یُعرف. و كَرْمان و كِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بری: و كَرْمَانُ اسم بلد، بفتح الكاف، و قد أُولِعت العامة بكسرها، قال: و قد كسرها الجوهری فی فصل رحب فقال یَحكی قول نَصر بن سَیَّار: أَ رَحُبَكُمُ الدُّخولُ فی طاعة الكِرْمَانیّ؟ و الكَرْمةُ: موضع أیضاً؛ قال ابن سیدة: فأَما قول أَبی خِراش: و أَیْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِیَّةٌ، و ما عِشْتُ عَیْشاً مثْلَ عَیْشِكَ بالكَرْمِ قیل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جنی: و هذا بعید لأَن مثل هذا إنما یسوغ فی الأَجناس المخلوقات نحو بُسْرَة و بُسْر لا فی الأَعلام، و لكنه حذف الهاء للضرورة و أَجْراه مُجْری ما لا هاء فیه؛ التهذیب: قال أَبو ذؤیب «3» فی الكُرْم:
(3). قوله [أبو ذؤیب إلخ] انفرد الأزهری بنسبة البیت لأبی ذؤیب، إذ الذی فی معجم یاقوت و المحكم و التكملة أنه لأبی خراش
لسان العرب، ج‌12، ص: 516
و أَیقنتُ أَن الجود منك سجیة، و ما عشتُ عیشاً مثل عیشكَ بالكُرْم قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شمیل: یقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان العامَ، و ذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: و لا یَكْرُم الحَب حتی یكون كثیر العَصْف یعنی التِّبْن و الورق. و الكُرْمةُ: مُنْقَطَع الیمامة فی الدَّهناء؛ عن ابن الأَعرابی.

كرتم؛ ج12، ص: 516

: الكِرْتِیمُ: الفَأْس العَظیمة لها رأْس واحد، و قیل: هی نحو المِطْرقة. و الكُرْتُوم: الصَّفا من الحجارة، و حَرَّةُ بنی عُذرة تُدعَی كُرْتُوم؛ و أَنشد: أَسْقاكِ كلُّ رائِحٍ هَزِیمِ، یَتْرُكُ سَیْلًا جارِحَ الكُلُومِ، و ناقِعاً بالصَّفْصَفِ الكُرْتُومِ

كردم؛ ج12، ص: 516

: الكَرْدَمُ و الكُرْدُوم: الرجل القصیر الضَّخم. و الكَرْدَمَةُ: عَدْوُ القَصیر. و كَرْدَمَ الحِمارُ و كَرْدَحَ إذا عَدا علی جنب واحد. و الكَرْدَمَة: الشدّ المتثاقل، و قیل: هو دُوَیْن الكَرْدَحَة و هی الإِسراع. و تَكَرْدَمَ فی مِشْیته: عدا مِن فَزَع. و الكَرْدَمَة: عَدْوُ البغل، و قیل الإِسراع. الأَزهری: الكَرْمحة و الكرْبَحة فی العَدْو دون الكَرْدَمَة و لا یُكَرْدِم إلا الحمار و البغل. ابن الأَعرابی: الكَرْدَم الشجاع؛ و أَنشد: و لو رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَما أی لهرب. و یقال: كَرْدَمْتُ القَومَ إذا جمعتَهم و عَبَّأْتَهم فهم مُكَرْدَمون؛ قال: إذا فَزِعُوا یَسْعَی إلی الرَّوْعِ مِنْهُمُ، بِجُرْدِ القَنا، سَبْعون أَلفاً مُكَرْدَما قال: و قول ابن عتاب تسعون ألفاً مُكَرْدَما أی مُجْتمِعاً. و كَرْدَمَ الرجلُ إذا عَدا فأَمْعَن، و هی الكَرْدَمة. و المُكَرْدِمُ: النَّفُور. و المُكَرْدِم أَیضاً: المُتَذَلِّل المُتَصاغر. و قال المبرد: كَرْدَمَ ضَرط؛ و أَنشد: و لَو رَآنا كردمٌ لكردما، كَرْدَمةَ العَیْرِ أَحَسَّ ضَیْغَما و كَرْدَم: اسم رجل؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: و لما رأَیْنا أَنه عاتِمُ القِرَی بَخیلٌ، ذَكَرْنا لَیْلَة الهَضْب كَرْدَما

كرزم؛ ج12، ص: 516

: رجل مُكَرْزَم: قصیر مُجْتَمِع. قال ابن بری: الكَرْزَمُ القَصیر الأَنف؛ قال خلید الیشكری: فتِلْكَ لا تُشبِه أُخْرَی صِلْقِما صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كَرْزَما و الكَرْزَم: فأْس مَفْلُولة الحدّ، و قیل: التی لها حدّ كالكَرْزَنِ، و هی الكِرْزِیمُ أَیضاً؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: ما ذا یَرِیبُكَ من خِلّ عَلِقْتُ به؟ إنَّ الدُّهُورَ عَلَینا ذاتُ كِرْزِیمِ «1». أی تَنْحَتُنا بالنَّوائب و الهُموم كما یُنْحت الخشب بهذه القَدُوم، و الجمع الكَرازِم، و قیل: هو الكَرْزَن؛ و قال جریر فی الكَرازِم الفُؤوس یهجو الفرزدق: عَنِیفٌ بِهَزِّ السیفِ قَیْنُ مُجاشِعٍ، رفِیقٌ بِأخْراتِ الفُؤوس الكَرازِم و أنشد الجوهری لجریر: و أَوْرَثَكَ القَیْنُ العَلاةَ و مِرْجَلًا، و تَقْوِیمَ إصْلاحِ الفُؤوس الكَرازِمِ «2».
(1). قوله [من خل] فی التكملة و الأزهری: من خلم أی بالكسر أَیضاً و هو الصدیق (2). قوله [و تقویم إصلاح الفؤوس …] كذا بالأَصل، و الذی فی دیوان جریر و فی الصحاح للجوهری: و إصلاح أخرات الفؤوس …
لسان العرب، ج‌12، ص: 517
و الكَرْزَمُ و الكَرْزَنُ: الفأْس. و الكِرْزِم: الشدّة من شدائد الدهر، و هی الكَرَازِم علی القیاس، و یحتمل أن یكون قوله: إن الدهور علینا ذات كِرْزِیم أَراد به الشدة، فكَرَازِیمُ إذاً جمع علی القیاس. و الكَرْزَمَةُ: أَكل نِصف النهار. قال ابن الأَعرابی: لم أَسمعه لغیر اللیث. و كَرْزَمٌ: اسم. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول للرجل القصیر كَرْزَم، یصغر كُرَیْزِماً. ابن الأَعرابی: الكَرْزَمُ الكثیر «1» الأَكل.

كرشم؛ ج12، ص: 517

: الكَرْشَمَةُ: الأَرض الغلیظة. و قَبَّحَ اللهُ كَرْشَمَتَه أَی وجهه. و الكُرْشُوم: القَبِیح الوجه. و كِرْشِم: اسم رجل، و هو مذكور فی موضعه، لأَن یعقوب زعم أن میمه زائدة اشتقه من الكَرِش.

كركم؛ ج12، ص: 517

: الكُرْكُمُ: نَبْت. و ثَوب مُكَرْكَمٌ: مَصبوغ بالكُرْكُم، و هو شبیه بالوَرْس، قال: و الكُرْكُم تسمیه العرب الزَّعْفَران؛ و أَنشد: قامَ علی المَركُوِّ ساقٍ یُفْعِمُهْ، یَرُدُّ فیه سُؤْرَه و یَثْلِمُهْ مُخْتَلِطاً عِشْرِقُه و كُرْكُمُهْ، فَرِیحُه یَدْعُو علی مَنْ یَظْلِمُهْ یصف عروساً ضعُف عن السقی فاستعان بعِرْسِه. و‌فی الحدیث: فعادَ لَوْنُه كأَنه كُرْكُمة، قال اللیث: هو الزعفران. قال: و الكُرْكُمَانِیُّ دواء منسوب إلی الكُرْكُم و هو نَبْت شبیه بالكَمُّون یُخْلَط بالأَدْوِیة؛ و توهَّم الشاعر أَنه الكمون فقال: غَیْباً أُرَجِّیهِ ظُنونَ الأَظْننِ أَمانیَ الكُرْكُمِ، إذْ قال اسْقِنی و هذا كما تقول أَمانی الكمون. ابن سیدة: و الكركم الزعفران، القطعة منه كُرْكُمة، بالضم، و به سمی دَواء الكركم، و قیل: هو فارسی؛ أَنشد أَبو حنیفة للبَعِیث یصف قَطاً: سَماوِیّةٌ كدْرٌ، كأَنَّ عُیونها یُذافُ بِه وَرْسٌ حَدِیثٌ و كُرْكُمُ قال ابن بری: و قال ابن حمزة الكُرْكُم عُروق صفر معروفة و لیس من أَسماء الزعفران؛ و قال الأَغلب: فبَصُرَتْ بِعَزَبٍ مُلَوَّمِ، فأَخَذَتْ من رادِنٍ و كُرْكُمِ و‌فی الحدیث: بینا هو و جبریل یَتَحادثانِ تغَیَّر وجه جبریل حتی عاد كأَنه كُرْكُمَة؛ قال ابن الأَثیر: هی واحدة الكُرْكُم و هو الزعفران، و قیل: العصفر، و قیل: شی‌ء كالورس، و هو فارسی معرب، قال الزمخشری: المیم مزیدة لقولهم للأَحمر كُرْكٌ.فی الحدیث حین ذكر سعد بن معاذ: فَعادَ و لونُه كالكُرْكُمة، و زعم السیرافی أَن الكُرْكُم و الكُرْكُمان الرِّزْقُ بالفارسیة؛ و أَنشد: كُلُّ امرِئٍ مُشَمِّرٌ لِشانِه، لِرِزْقِه الغادِی و كُرْكُمَانِه و بیت الاستشهاد فی التهذیب: رَیْحانه الغادی و كُرْكُمَانه قال الأَزهری: و رأَیت فی نسخة الكُرْكُم اسم العِلْك.

كزم؛ ج12، ص: 517

: كَزِمَ الرجُل كَزَماً، فهو كَزِمٌ: هاب التقَدُّمَ علی الشی‌ء ما كان. و فی النوادر: أَكْزَمْتُ عن الطعام و أَقْهَمْتُ و أَزْهَمْت إذا أكثر منه حتی لا یشتهی أَن یعود فیه. و رجل كَزْمان و زَهْمان
(1). قوله [الكَرْزَمُ الكثیر إلخ] هكذا ضبط فی التكملة و التهذیب و ضبطه المجد بالضم
لسان العرب، ج‌12، ص: 518
و قَهْمان و دَقْیان. و الكَزَمُ: قِصَر فی الأَنف قبیح و قصر فی الأَصابع شدید. و الكَزَمُ فی الأُذن و الأَنف و الشفة و اللَّحْی و الید و الفم و القدم: القِصَرُ و التَّقَلُّص و الاجتماع. تقول: أَنْفٌ أَكْزَمُ و ید كَزْماء. و العرب تقول للرجل البخیل: أَكْزَمُ الیدِ، و قد كَزَّمَ العَملُ و القُرُّ بنانَه؛ قال أَبو المُثَلَّمِ: بها یَدَعُ القُرُّ البنَانَ مُكَزَّماً، و كان أَسِیلًا قَبْلَها لم یُكَزَّمِ مُكَزَّم: مُقَفَّع. و رجل أَكْزَمُ الأَنف: قصیره، و قیل: لا یكون الكَزَمُ قِصَر الأُذن إلا من الخیل، و قیل: الكَزَمُ قصر الأَنف كله و انفتاح المَنْخِرَیْنِ. و الكَزَمُ: خروج الذقن مع الشفة السفلی و دخول الشفة العلیا، كَزِمَ كَزَماً و هو أَكْزَم. و یقال كَزَمَ فلان یَكْزِمُ كَزْماً إذا ضم فاه و سكت، فإن ضم فاه عن الطعام قیل: أَزَمَ یأْزِمُ. و وصف عون بن عبد الله رجلًا یُذَمّ فقال: إن أُفِیضَ فی الخیر كَزَمَ و ضَعُف و اسْتَسْلَم أی إن تكلم الناس فی خیر سكت فلم یُفِض معهم فیه كأَنه ضم فاه فلم یَنطِق. و یقال: كَزَمَ الشی‌ءَ الصُّلْبَ كَزْماً إذا عضه عضّاً شدیداً. و كَزَمَ الشی‌ءَ یَكْزِمُه كَزْماً: كسره بمقدّم فیه. الجوهری: كَزَمَ شیئاً بمقدم فیه أی كسره و استخرج ما فیه لیأْكله. و الكَزَمُ: غِلَظُ الجَحْفلة و قصرها. یقال: فرس أَكْزَمُ بیِّن الكَزَم. و العَیْرُ یَكْزِمُ من الحَدَج: یكسر فیأْكل. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أنه كان یتعوذ من الكَزَم و القَزَمِ؛ فالكَزَمُ، بالتحریك: شدة الأَكل، و المصدر ساكن من قولك كَزَمَ فلان الشی‌ء بفیه كَزْماً إذا كسره، و الاسم الكَزَمُ. و قد كَزَمَ الشی‌ء بفیه یَكْزِمُه كَزْماً إذا كسره و ضمّ فمه علیه، و قیل: الكَزَمُ البخل. یقال: هو أَكْزَمُ البنانِ أی قصیرها، كما یقال جَعْدُ الكَفِّ. ابن الأَعرابی: الكَزَمُ أن یرید الرجل الصدقة و المعروف فلا یَقْدِر علی دینار و لا درهم. و‌فی حدیث علی فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لم یكن بالكَزِّ و لا المُنْكَزِم؛ فالكَزُّ: المُعَبِّس فی وجوه السائلین، و المُنْكَزِم: الصغیرُ الكفّ الصغیر القَدَم؛ و قولُ ساعِدةَ بن جُؤیَّةَ: أُتِیحَ لها شَثْنُ البَنانِ مُكَزَّمٌ، أَخُو حُزَنٍ قد وقَّرَتْه كُلُومُها عنی بالمُكَزَّم الذی أَكلت أَظفارَه الصخْرُ. و الكَزُوم من الإِبل: الهَرِمة من النوق التی لم یبق فی فیها ناب، و قیل: و لا سن من الهَرَم، نعت لها خاصة دون البعیر. و یقال: من یشتری ناقة كَزوُماً، و قیل: هی المسنَّة فقط؛ قال الشاعر: لا قَرَّبَ اللهُ محَلَّ الفَیْلَمِ، و الدِّلقِمِ النابِ الكَزُومِ الضِّرْزِم و كُزَیْم و كُزْمان: اسمان.

كسم؛ ج12، ص: 518

: ابن الأَعرابی: الكَسْمُ الكَدُّ علی العیال من حرام أَو حلال، و قال: كَسَمَ و كَسَبَ واحد. و الكَسْم: البَقیة تَبْقی فی یدك من الشی‌ء الیابس. و الكَسْمُ: فَتُّك الشی‌ء بیدك و لا یكون إلا من شی‌ء یابس، كَسَمَه یَكْسِمُه كَسْماً؛ و قول الشاعر: و حامِل القِدْر أَبو یَكْسُوم یقال: جاء یَحْمِل القِدْر إذا جاء بالشر. و الكَیْسُوم: الكثیر من الحشیش، و لُمْعة أُكْسُوم و كَیْسُوم؛ أَنشد أبو حنیفة: باتَتْ تُعَشَّی الحَمْضَ بالقَصِیمِ، و مِنْ حَلیّ وَسْطَه كَیْسُومِ الأَصمعی: الأَكَاسِمُ اللُّمَعُ من النبت المتراكبة.
لسان العرب، ج‌12، ص: 519
یقال: لُمْعةٌ أُكْسُومٌ أَی مُتراكِمة؛ و أَنشد: أَكَاسِماً للِطَّرْفِ فیها مُتَّسَعْ، و لِلأَیُولِ الآیلِ الطَّبّ فَنَعْ و قال غیره: روضة أُكْسُومٌ و یَكْسُوم أَی نَدِیَّة كثیرة، و أَبو یَكْسُوم من ذلك: صاحب الفیل؛ قال لبید: لو كان حَیٌّ فی الحیاة مُخَلَّداً، فی الدَّهْر، أَلْفاه أَبو یَكْسُوم و كَیْسُوم، فَیْعُول: منه. و خَیْل أَكَاسِمُ أَی كثیرة یكاد یركب بعضها بعضاً. وَ كَیْسَمٌ: أَبو بطن من العرب مشتق من ذلك. و كَیْسُومٌ: اسم و هو أَیضاً موضع، مُعَرَّب. و یَكْسُوم: اسم أَعجمی. و یَكْسُوم: موضع.

كسعم؛ ج12، ص: 519

: الكُعْسُوم: الحِمار، بالحِمْیریة. و یقال: بل الكُسْعُوم، و الأَصل فیه الكُسْعة، و المیم زائدة، و جمع الكُسْعُوم كَسَاعِیم، سمیت كُسْعُوماً لأَنها تُكْسَع مِن خَلْفِها.

كشم؛ ج12، ص: 519

: كَشَمَ أَنفَه: دَقَّه؛ عن اللحیانی. و كَشَمَ أَنفَه یَكْشِمُهُ كَشْماً: جَدَعه. و الكَشْم: قَطْع الأَنف باستئصال. و أَنْفٌ أَكْشَم و كَشِمٌ: مقطوع من أصله، و قد كَشِمَ كَشَماً. و حَنَكٌ أَكْشَم: كالأَكَسِّ. و أُذُنٌ كَشْمَاء: لم یُبِنِ القطعُ منها شیئاً، و هی كالصَّلْماء، و الاسم الكَشْمَة «2». و الكَشَم: نقصان الخَلْق و الحَسَب. و الأَكْشَم: الناقص الخَلْق، و رجل أَكْشَم بَیِّن الكَشَم، و قد یكون ذلك النقصان أَیضاً فی الحَسَب. ابن سیدة: الأَكْشَم الناقص فی جسمه و حَسَبه؛ قال حسان بن ثابت یهجو ابنه الذی كان من الأَسلمیة: غلامٌ أتاه اللُّؤم مِنْ نَحْوِ خاله، له جانبٌ وافٍ و آخَرُ أَكْشَمُ أی أَبوه حُرٌّ و أُمُّه أَمَة، فقالت امرأَته تناقضه: غلام أَتاه اللُّؤمُ من نَحْو عَمِّه، و أَفضَلُ أَعْراقِ ابْنِ حَسَّانَ أَسْلَمُ و كَشَمَ القِثَّاءَ و الجَزَر: أَكله أَكلًا عنیفاً. و الكَشْمُ: اسم الفَهْد، و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال: الأَكْشَم الفَهْد، و الأُنثی كَشْمَاء، و الجمع كُشْمٌ. و كَیْشَم: اسم.

كصم؛ ج12، ص: 519

: الكَصْمُ: العَضُّ. و كَصَمَه كَصْماً: دفَعه بشدّة أَو ضربه بیده. و كَصَمَ یَكْصِمُ «3» كَصْماً: نَكَص و ولَّی مدبراً؛ و أَنشد بعض الرواة لعَدِیّ: و أَمَرْناهُ به من بَیْنِها، بَعْدَ ما انْصاعَ مُصِرّاً أو كَصَمْ أی دَفَع بشدّة، و قیل: عَضَّ، و قیل: نكص. قال أبو نصر: كَصَمَ كُصُوماً إذا وَلَّی و أَدبرَ. و روی أَبو تراب عن أبی سعید: قَصَم راجعاً و كَصَمَ راجعاً إذا رجع من حیث شاء و لم یتِمَّ إلی حیث قَصَد، و أَنشد بیت عدیّ. و المُكَاصَمَة: كنایة عن النكاح، و الله أَعلم.

كظم؛ ج12، ص: 519

: اللیث: كَظَمَ الرَّجُلُ غیظَه إذا اجترعه. كَظَمَه یَكْظِمُه كَظْماً: ردَّه و حبَسَه، فهو رجل كَظِیمٌ، و الغیظ مَكْظُوم. و فی التنزیل العزیز: وَ الْكٰاظِمِینَ الْغَیْظَ؛ فسره ثعلب فقال: یعنی الحابسین الغیظ لا یُجازُون علیه، و قال الزجاج: معناه أُعِدَّتِ الجنة للذین جری ذكرهم و للذین یَكْظِمُون الغیظ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: ما
(2). قوله [و الاسم الكَشْمَة] كذا ضبط فی الأَصل، و بالتحریك ضبط فی المحكم (3). قوله [و كَصَمَ یَكْصِمُ] ضبط فی الأَصل كما تری فهو من باب ضرب و أطلق فی القاموس
لسان العرب، ج‌12، ص: 520
من جُرْعة یَتَجَرَّعُها الإِنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غیظ فی الله عز و جل.و یقال: كَظَمْت الغیظ أَكْظِمُه كَظْماً إذا أَمسكت علی ما فی نفسك منه. و‌فی الحدیث: من كَظَمَ غیظاً فله كذا و كذا؛ كَظْمُ الغیظ: تجرُّعُه و احتمال سببه و الصبر علیه. و‌فی الحدیث: إذا تثاءب أَحدكم فلیَكْظِمْ ما استطاع‌أی لیحبسْه مهما أَمكنه. و منه‌حدیث عبد المطلب: له فَخْرٌ یَكْظِم علیه‌أی لا یُبْدیه و یظهره، و هو حَسَبُه. و یقال: كَظَمَ البعیرُ علی جِرَّته إذا ردَّدها فی حلقه. و كَظَمَ البعیرُ یَكْظِمُ كُظُوماً إذا أَمسك عن الجِرّة، فهو كَاظِمٌ. و كَظَمَ البعیرُ إذا لم یَجْتَرَّ؛ قال الراعی: فأَفَضْنَ بعد كُظومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذی الأَبارِقِ، إذ رَعَیْنَ حَقِیلا ابن الأَنباری فی قوله: فأَفضن بعد كُظُومِهِنَّ بجِرّة أی دفعت الإِبل بجرتّها بعد كظومها، قال: و الكَاظِم منها العطشان الیابس الجوف، قال: و الأَصل فی الكَظْم الإِمساك علی غیظ و غمّ، و الجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ، و قوله: من ذی الأَبارق … معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع، و حَقِیل: اسم موضع. ابن سیدة: كَظَمَ البعیر جِرَّته ازْذَرَدَها و كفّ عن الاجترار. و ناقة كَظُوم و نوق كُظُوم: لا تجتَرُّ، كَظَمَتْ تَكْظِمُ كُظُوماً، و إبل كُظُوم. تقول: أری الإِبل كُظُوماً لا تجترّ؛ قال ابن بری: شاهد الكُظُوم جمع كَاظِم قول المِلْقَطی: فهُنَّ كُظُومٌ ما یُفِضْنَ بجِرَّةٍ، لَهُنَّ بمُسْتَنِّ اللُّغام صَرِیف و الكَظَم: مَخْرَج النفس. یقال: كَظَمَنِی فلان و أَخذ بكَظَمِی. أَبو زید: یقال أَخذت بكِظام الأَمر أی بالثقة، و أَخذ بكَظَمِهِ أی بحلقه؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال: أَخذت بكَظَمِهِ أی بمَخْرجَ نَفَسه، و الجمع كِظَام. و‌فی الحدیث: لعلَّ الله یصلح أَمر هذه الأُمة و لا یؤخذ بأَكْظَامها؛ هی جمع كَظَم، بالتحریك، و هو مخرج النفَس من الحلق؛ و منه‌حدیث النخعی: له التوبة ما لم یؤخذ بكَظَمِهِ‌أی عند خروج نفْسه و انقطاع نَفَسه. و أَخَذَ الأَمرُ بكَظَمِه إذا غمَّه؛ و قول أَبی خِراش: و كلُّ امرئ یوماً إلی الله صائر قضاءً، إذا ما كان یؤخذ بالكَظْم أَراد الكَظَم فاضطرّ، و قد دفع ذلك سیبویه فقال: أ لا تری أَن الذین یقولون فی فَخِذ فَخْذ و فی كَبِد كَبْد لا یقولون فی جَمَل جَمْل؟ و رجل مَكْظُومٌ و كَظِیمٌ: مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه. و فی التنزیل العزیز: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِیمٌ*. و الكُظُوم: السُّكوت. و قوم كُظَّمٌ أی ساكنون؛ قال العجاج: و رَبِّ أَسرابِ حَجِیجٍ كُظَّمِ عنِ اللَّغا، و رَفَثِ التَّكَلُّمِ و قد كُظِمَ و كَظَمَ علی غیظه یَكْظِمُ كَظْماً، فهو كَاظِمٌ و كَظِیم: سكت. و فلان لا یَكْظِمُ علی جِرَّتِه أی لا یسكت علی ما فی جوفه حتی یتكلم به؛ و قول زیاد بن عُلْبة الهذلی: كَظِیمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَیَّا، عَدیلةَ حُسْنِ خَلْقٍ فی تَمامِ عَنی أَنَّ خَلخالها لا یُسْمع له صوت لامتلائه. و الكَظِیمُ: غَلَق الباب. و كَظَمَ البابَ یَكْظِمُهُ كَظْماً: قام علیه فأَغلقَه بنفسه أو بغیر نفسه. و فی التهذیب: كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمُهُ إذا قُمت علیه
لسان العرب، ج‌12، ص: 521
فسددته بنفسك أو سددته بشی‌ء غیرك. و كلُّ ما سُدَّ من مَجْری ماء أو باب أو طَریق كَظْمٌ، كأَنه سمی بالمصدر. و الكِظَامَةُ و السِّدادةُ: ما سُدَّ به. و الكِظَامَةُ: القَناة التی تكون فی حوائط الأَعناب، و قیل: الكِظَامَة رَكایا الكَرْم و قد أَفضی بعضُها إلی بعض و تَناسقَت كأنها نهر. و كَظَمُوا الكِظَامَة: جَدَروها بجَدْرَین، و الجَدْر طِین حافَتِها، و قیل: الكِظَامَة بئر إلی جنبها بئر، و بینهما مجری فی بطن الوادی، و فی المحكم: بطن الأَرض أینما كانت، و هی الكَظِیمَة. غیره: و الكِظَامَة قَناة فی باطن الأَرض یجری فیها الماء. و‌فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَتی كِظَامَةَ قوم فتوضَّأَ منها و مسَح علی خُفَّیْه؛ الكِظَامَةُ: كالقَناة، و جمعها كَظَائِم. قال أَبو عبیدة: سأَلت الأَصمعی عنها و أهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا: هی آبار متناسقة تُحْفَر و یُباعَد ما بینها، ثم یُخْرق ما بین كل بئرین بقناة تؤَدِّی الماء من الأُولی إلی التی تلیها تحت الأَرض فتجتمع میاهها جاریة، ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ علی وجه الأَرض، و فی التهذیب: حتی یجتمع الماء إلی آخرهن، و إنما ذلك من عَوَزِ الماء لیبقی فی كل بئر ما یحتاج إلیه أَهلُها للشرب و سَقْیِ الأَرض، ثم یخرج فضلها إلی التی تلیها، فهذا معروف عند أهل الحجاز، و قیل: الكِظَامَةُ السِقایة. و‌فی حدیث عبد الله بن عَمْرو: إذا رأَیت مكة قد بُعِجَتْ كَظَائِمَ و ساوی بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأَمر قد أَظَلَّك؛ و قال أَبو إسحق: هی الكَظِیمَة و الكِظَامَةُ معناه أی حُفِرت قَنَوات. و‌فی حدیث آخر: أنه أَتی كِظَامَةَ قوم فبال؛ قال ابن الأَثیر: و قیل أَراد بالكِظَامَة فی هذا الحدیث الكُناسة. و الكِظَامَةُ من المرأة: مخرج البول. و الكِظَامَةُ: فَمُ الوادی الذی یخرج منه الماء؛ حكاه ثعلب. و الكِظَامَةُ: أَعلی الوادی بحیث ینقطع و الكِظَامَةُ: سیر یُوصَل بطرَف القَوْس العربیة ثم یُدار بطرَف السِّیةِ العُلیا. و الكِظَامَة: سیر مَضفْور موصول بوتر القوس العربیة ثم یدار بطرف السیة. و الكِظَامَة: حبل یَكْظِمُون به خَطْمَ البعیر. و الكِظَامَةُ: العَقَب الذی علی رؤُوس القُذَذ العلیا من السهم، و قیل: ما یلی حَقْو السَّهم، و هو مُسْتَدَقُّه مما یلی الرِّیش، و قیل: هو موضع الریش؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: تَشُدُّ علی حَزّ الكِظَامَة بالكُظْر «1». و قال أَبو حنیفة: الكِظَامَة العَقَبُ الذی یُدْرَج علی أَذناب الریش یَضْبِطها علی أَیِّ نَحوٍ ما كان التركیب، كلاهما عبر فیه بلفظ الواحد عن الجمع. و الكِظَامَةُ: حبْل یُشدُّ به أَنف البعیر، و قد كَظَمُوه بها. و كِظَامُةُ المِیزان: مسمارُه الذی یدور فیه اللسان، و قیل: هی الحلقة التی یجتمع فیها خیوط المیزان فی طَرَفی الحدیدة من المیزان. و كَاظِمَةُ مَعرفة: موضع؛ قال إمرؤُ القیس: إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبی، أَو كَقَطا كَاظِمَةَ النّاهِلِ و قول الفرزدق: فَیا لَیْتَ دارِی بالمدِینة أَصْبَحَتْ بأَعفارِ فَلْجٍ، أو بسِیفِ الكَوَاظِمِ فإنه أَراد كَاظِمَةَ و ما حَولها فجمع لذلك. الأَزهری: و كَاظِمَةُ جَوٌّ علی سِیفِ البحر من البصرة علی مرحلتین، و فیها رَكایا كثیرة و ماؤُها شَرُوب؛ قال: و أَنشدنی
(1). قوله [بالكظر] كذا ضبط فی الأَصل، و الذی فی القاموس: الكظر بالضم محز القوس تقع فیه حلقة الوتر، و الكظر بالكسر عقبة تشد فی أصل فوق السهم
لسان العرب، ج‌12، ص: 522
أَعرابی من بنی كُلَیْب بن یَرْبوع: ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً، و أَن تَسْكُنَّ كَاظِمَةَ البُحورِ و فی بعض الحدیث ذكر كَاظِمَة، و هو اسم موضع، و قیل: بئر عُرِف الموضع بها.

كعم؛ ج12، ص: 522

: الكِعامُ: شی‌ء یُجعل علی فم البعیر. كَعَمَ البعیر یَكْعَمُه كَعْماً، فهو مَكْعُوم و كَعِیم: شدَّ فاه، و قیل: شدَّ فاه فی هِیاجه لئلا یَعَضَّ أَو یأْكل. و الكِعَامُ: ما كَعَمَه به، و الجمع كُعُمٌ. و‌فی الحدیث: دخل إخوةُ یوسف، علیهم السلام، مصر و قد كَعَمُوا أَفواهَ إبلهم.و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: فهم بین خائفٍ مَقْمُوع و ساكت مَكْعُوم؛ قال ابن بری: و قد یجعل علی فم الكلب لئلا ینبح؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: مَرَرْنا علیه و هْوَ یَكْعَمُ كَلْبَه؛ دَعِ الكَلبَ یَنبَحْ، إنما الكلبُ نابحُ و قال آخر: و تَكْعَمُ كلبَ الحیِّ مِن خَشْیةِ القِری، و نارُكَ كالعَذْراء مِن دونها سِتْرُ و كَعَمَه الخوفُ: أمسك فاه، علی المثَل؛ قال ذو الرمة: بَیْنَ الرَّجا و الرجا مِن جَنْبِ واصِیةٍ یَهْماءُ، خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ و هذا علی المثل؛ یقول: قد سَدّ الخوف فمَه فمنعه من الكلام. و المُكَاعَمَةُ: التقْبیل. و كَعَمَ المرأَةَ یَكْعَمُها كَعْماً و كُعُوماً: قَبَّلها، و كذلك كَاعَمَها. و‌فی الحدیث: أنه، صلی الله علیه و سلم، نَهی عن المُكاعَمَة و المُكامَعةِ؛ و المُكَاعَمَة: هو أن یَلْثِمَ الرجلُ صاحَبَه و یَضَع فمَه علی فَمِه كالتقبیل، أُخِذَ من كَعْمِ البعیر فجعل النبی، صلی الله علیه و سلم، لَثْمه إیاه بمنزلة الكِعام، و المُكاعَمة مُفاعلة منه. و الكِعْمُ: وِعاء تُوعی فیه السلاح و غیرها، و الجمع كِعَام. و المُكَاعَمَة: مُضاجعةُ الرجل صاحبه فی الثوب، و هو منه، و قد نهی عنه. و كَعَمْتُ الوعاءَ: سددت رأْسه. و كُعُوم الطریق: أَفواهُه؛ و أَنشد: ألا نامَ الخَلِیُّ و بِتُّ حِلْساً، بظَهْرِ الغَیْبِ، سُدَّ به الكُعُومُ قال: باتَ هذا الشاعرُ حِلْساً لما یحفظ و یرعی كأَنه حِلْس قد سُدَّ به كُعُوم الطریق و هی أَفواهه. و كَیْعُومٌ: اسم.

كعثم؛ ج12، ص: 522

: الكَعْثَمُ و الكَثْعَمُ: الرَّكَب الناتئ الضخم كالكَعْثَب. و امرأَة كَعْثَمٌ و كَثْعمٌ إذا عَظُمَ ذلك منها ككَعْثَب و كَثْعَبٍ.

كعسم؛ ج12، ص: 522

: الكَعْسَم و الكُعْسُوم: الحِمار، حمیریة، كلاهما كالعُكْسوم. و كَعْسَمَ الرجلُ و كَعْسَبَ: أَدْبَرَ هارباً.

كلم؛ ج12، ص: 522

: القرآنُ: كَلَامُ الله و كَلِمُ الله و كَلِمَاتُه و كَلِمَته، و كلامُ الله لا یُحدّ و لا یُعدّ، و هو غیر مخلوق، تعالی الله عما یقول المُفْتَرُون علُوّاً كبیراً. و‌فی الحدیث: أَعوذ بِكَلِمَاتِ الله التامّاتِ؛ قیل: هی القرآن؛ قال ابن الأَثیر: إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا یجوز أَن یكون فی شی‌ء من كلامه نَقْص أَو عَیْب كما یكون فی كلام الناس، و قیل: معنی التمام هاهنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها و تحفظه من الآفات و تَكْفِیه. و‌فی الحدیث: سبحان الله عَدَد كَلِمَاتِه؛ كَلِمَاتُ الله أی كلامُه، و هو صِفتُه و صِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد، فذِكر العدد هاهنا مجاز بمعنی المبالغة
لسان العرب، ج‌12، ص: 523
فی الكثرة، و قیل: یحتمل أَن یرید عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور علی ذلك، و نَصْبُ عدد علی المصدر؛ و‌فی حدیث النساء: اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكَلِمَة الله؛ قیل: هی قوله تعالی: فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِیحٌ بِإِحْسٰانٍ، و قیل: هی إباحةُ الله الزواج و إذنه فیه. ابن سیدة: الكَلَام القَوْل، معروف، و قیل: الكَلَام ما كان مُكْتَفِیاً بنفسه و هو الجملة، و القول ما لم یكن مكتفیاً بنفسه، و هو الجُزْء من الجملة؛ قال سیبویه: اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت فی الكلام علی أَن یُحكی بها ما كان كلاماً لا قولًا، و مِن أَدلّ الدلیل علی الفرق بین الكَلَام و القول إجماعُ الناس علی أَن یقولوا القُرآن كلام الله و لا یقولوا القرآن قول الله، و ذلك أَنّ هذا موضع ضیِّق متحجر لا یمكن تحریفه و لا یسوغ تبدیل شی‌ء من حروفه، فَعُبِّر لذلك عنه بالكَلَام الذی لا یكون إلا أَصواتاً تامة مفیدة؛ قال أَبو الحسن: ثم إنهم قد یتوسعون فیضعون كل واحد منهما موضع الآخر؛ و مما یدل علی أَن الكلام هو الجمل المتركبة فی الحقیقة قول كثیِّر: لَوْ یَسْمَعُونَ كما سَمِعتُ كَلَامَها، خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً و سُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِی و لا تُحْزِنُ و لا تَتملَّك قلب السامع، و إنما ذلك فیما طال من الكلام و أَمْتَع سامِعِیه لعُذوبة مُسْتَمَعِه و رِقَّة حواشیه، و قد قال سیبویه: هذا باب أَقل ما یكون علیه الكَلِم، فدكر هناك حرف العطف و فاءه و لام الابتداء و همزة الاستفهام و غیر ذلك مما هو علی حرف واحد، و سمی كل واحدة من ذلك كَلِمَة. الجوهری: الكَلَام اسم جنس یقع علی القلیل و الكثیر، و الكَلِمُ لا یكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كَلِمَة مثل نَبِقة و نَبِق، و لهذا قال سیبویه: هذا باب علم ما الكلِمُ من العربیة، و لم یقل ما الكلام لأَنه أَراد نفس ثلاثة أَشیاء: الاسم و الفِعْل و الحَرف، فجاء بما لا یكون إلا جمعاً و ترك ما یمكن أن یقع علی الواحد و الجماعة، و تمیم تقول: هی كِلْمَة، بكسر الكاف، و حكی الفراء فیها ثلاث لُغات: كَلِمَة و كِلْمَة و كَلْمَة، مثل كَبِدٍ و كِبْدٍ و كَبْدٍ، و وَرِقٍ و وِرْقٍ و وَرْقٍ، و قد یستعمل الكَلَام فی غیر الإِنسان؛ قال: فَصَبَّحَتْ، و الطَّیْرُ لَمْ تَكَلَّمِ، جابِیةً حُفَّتْ بِسَیْلٍ مُفْعَمِ «2». و كأَنّ الكلام فی هذا الاتساع إنما هو محمول علی القول، أَ لا تری إلی قلة الكلام هنا و كثرة القول؟ و الكِلْمَة: لغةٌ تَمیمِیَّةٌ، و الكَلِمَة: اللفظة، حجازیةٌ، و جمعها كَلِمٌ، تذكر و تؤنث. یقال: هو الكَلِمُ و هی الكَلِمُ. التهذیب: و الجمع فی لغة تمیم الكِلَمُ؛ قال رؤبة: لا یَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ و قول سیبویه: هذا باب الوقف فی أَواخر الكَلِم المتحركة فی الوصل، یجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكَلِم حینئذ مؤنثة، و یجوز أن تكون من نعت الأَواخر، فإذا كان ذلك فلیس فی كلام سیبویه هنا دلیل علی تأْنیث الكَلِم بل یحتمل الأَمرین جمیعاً؛ فأَما قول مزاحم العُقَیلیّ: لَظَلّ رَهِیناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه تَحَلُّبُ جَدْوَی و الكَلام الطَّرائِف فوصفه بالجمع، فإنما ذلك وصف علی المعنی كما حكی أَبو الحسن عنهم من قولهم: ذهب به الدِّینار الحُمْرُ
(2). قوله [مفعم] ضبط فی الأَصل و المحكم هنا بصیغة اسم المفعول و به أیضاً ضبط فی مادة فعم من الصحاح
لسان العرب، ج‌12، ص: 524
و الدِّرْهَمُ البِیضُ؛ و كما قال: تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا فأَعادَ الضمیر علی معنی الجنسیة لا علی لفظ الواحد، لما كانت الضبع هنا جنساً، و هی الكِلْمَة، تمیمیة و جمعها كِلْم، و لم یقولوا كِلَماً علی اطراد فِعَلٍ فی جمع فِعْلة. و أما ابن جنی فقال: بنو تمیم یقولون كِلْمَة و كِلَم كَكِسْرَة و كِسَر. و قوله تعالی: وَ إِذِ ابْتَلیٰ إِبْرٰاهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ؛ قال ثعلب: هی الخِصال العشر التی فی البدن و الرأْس. و قوله تعالی: فَتَلَقّٰی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ؛ قال أَبو إسحاق: الكَلِمات، و الله أَعلم، اعْتِراف آدم و حواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا. قال أَبو منصور: و الكلمة تقع علی الحرف الواحد من حروف الهجاء، و تقع علی لفظة مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنیً، و تقع علی قصیدة بكمالها و خطبة بأَسْرها. یقال: قال الشاعر فی كَلِمته أَی فی قصیدته. قال الجوهری: الكَلِمَة القصیدة بطُولها. و تَكَلَّمَ الرجل تَكَلُّماً و تِكِلَّاماً و كَلَّمَه كِلَّاماً، جاؤوا به علی مُوازَنَة الأَفْعال، و كَالَمَه: ناطَقَه. و كَلِیمُك: الذی یُكالِمُك. و فی التهذیب: الذی تُكَلِّمه و یُكَلِّمُك یقال: كَلَّمْتُه تَكلِیماً و كِلَّاماً مثل كَذَّبْته تَكْذیباً و كِذَّاباً. و تَكَلَّمْت كَلِمَةً و بكَلِمة. و ما أَجد مُتَكَلَّماً، بفتح اللام، أی موضع كلام. و كَالَمْتُهُ إذا حادثته، و تَكَالَمْنا بعد التَّهاجُر. و یقال: كانا مُتَصارِمَیْن فأَصبحا یَتَكَالَمَانِ و لا تقل یَتَكَلَّمانِ. ابن سیدة: تَكَالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ كل واحد منهما صاحِبَه، و لا یقال تَكَلَّما. و قال أَحمد بن یحیی فی قوله تعالی: وَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسیٰ تَكْلِیماً؛ لو جاءت كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسیٰ مجردة لاحتمل ما قلنا و ما قالوا، یعنی المعتزلة، فلما جاء تَكْلِیماً خرج الشك الذی كان یدخل فی الكلام، و خرج الاحتمال للشَّیْئین، و العرب تقول إذا وُكِّد الكلامُ لم یجز أن یكون التوكید لغواً، و التوكیدُ بالمصدر دخل لإِخراج الشك. و قوله تعالی: وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِیَةً فِی عَقِبِهِ؛ قال الزجاج: عنی بالكَلِمَة هنا كَلِمَة التوحید، و هی لا إله إلا الله، جَعلَها باقِیةً فی عَقِب إبراهیم لا یزال من ولده من یوحِّد الله عز و جل. و رجل تِكْلامٌ و تِكْلامة و تِكِلَّامةٌ و كِلِّمانیٌّ: جَیِّدُ الكلام فَصِیح حَسن الكلامِ مِنْطِیقٌ. و قال ثعلب: رجل كِلِّمَانِیٌّ كثیر الكلام، فعبر عنه بالكثرة، قال: و الأُنثی كِلِّمَانِیَّةٌ، قال: و لا نظیر لِكِلِّمانیّ و لا لِتِكِلَّامةٍ. قال أَبو الحسن: وله عندی نظیر و هو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثیر الكلام. و الكَلْمُ: الجُرْح، و الجمع كُلُوم و كِلامٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَشْكُو، إذا شُدَّ له حِزامُه، شَكْوَی سَلِیم ذَرِبَتْ كِلامُه سمی موضع نَهْشة الحیة من السلیم كَلْماً، و إنما حقیقته الجُرْحُ، و قد یكون السَّلِیم هنا الجَرِیحَ، فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار. و كَلَمَه یَكْلِمُه «1» كَلْماً و كَلَّمَه كَلْماً: جرحه، و أَنا كَالِمٌ و رجل مَكْلُوم و كَلِیم؛ قال: علیها الشَّیخُ كالأَسَد الكَلِیمِ و الكَلِیمُ، فالجرُّ علی قولك
(1). قوله [و كلمه یكلمه] قال فی المصباح: و كَلمَهُ یَكْلمُهُ من باب قتل و من باب ضرب لغة انتهی. و علی الأَخیرة اقتصر المجد. و قوله [و كَلَّمَه كَلْماً جرحه] كذا فی الأَصل و أصل العبارة للمحكم و لیس فیها كلماً
لسان العرب، ج‌12، ص: 525
علیها الشیخ كالأَسدِ الكلیم إذا جُرِح فَحَمِی أَنْفاً، و الرفع علی قولك علیها الشیخُ الكلِیمُ كالأَسد، و الجمع كَلْمَی. و قوله تعالی: أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ؛ قرئت: تَكْلِمُهم و تُكَلِّمُهُمْ، ف تَكْلِمُهم: تجرحهم و تَسِمهُم، و تُكَلِّمُهُمْ: من الكلام، و قیل: تَكْلِمُهُم و تُكَلِّمُهُمْ سواء كما تقول تَجْرحهُم و تُجَرِّحهم، قال الفراء: اجتمع القراء علی تشدید تُكَلِّمُهُمْ و هو من الكلام، و قال أَبو حاتم: قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم و فسر تَجْرحهُم، و الكِلام: الجراح، و كذلك إن شدد تُكَلِّمُهُمْ فذلك المعنی تُجَرِّحهم، و فسر فقیل: تَسِمهُم فی وجوههم، تَسِمُ المؤمن بنقطة بیضاء فیبیضُّ وجهه، و تَسِم الكافر بنقطة سوداء فیسودّ وجهه. و التَّكْلِیمُ: التَّجْرِیح؛ قال عنترة: إذ لا أَزال علی رِحالةِ سابِحٍ نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَلَّمِ و‌فی الحدیث: ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمْهم الدنیا من حسناتهم شیئاً‌أی لم تؤثِّر فیهم و لم تَقْدح فی أَدیانهم، و أَصل الكَلْم الجُرْح. و‌فی الحدیث: إنا نَقُوم علی المَرْضی و نُداوی الكَلْمَی؛ جمع كَلِیم و هو الجَریح، فعیل بمعنی مفعول، و قد تكرر ذكره اسماً و فعلًا مفرداً و مجموعاً. و فی التهذیب فی ترجمة مسح فی قوله عز و جل: بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ؛ قال أَبو منصور: سمی الله ابتداء أَمره كَلِمَة لأَنه أَلْقَی إلیها الكَلِمَة ثم كَوَّن الكَلِمَة بشَراً، و معنی الكَلِمَة معنی الولد، و المعنی یُبَشِّرُك بولد اسمه المسیح؛ و قال الجوهری: و عیسی، علیه السلام، كَلِمَة الله لأَنه لما انتُفع به فی الدّین كما انتُفع بكلامه سمی به كما یقال فلان سَیْفُ الله و أَسَدُ الله. و الكُلام: أَرض غَلیظة صَلیبة أو طین یابس، قال ابن درید: و لا أَدری ما صحته، و الله أَعلم.

كلثم؛ ج12، ص: 525

: الكُلْثُوم: الفِیلُ، و هو الزَّنْدَبِیل و الكُلْثُوم: الكثیر لحم الخدّین و الوجه. و الكَلْثمة: اجتماع لحم الوجه. و جاریة مُكَلْثَمة: حسنَة دوائر الوجه ذات وجنتین فاتَتْهما سُهولة الخدَّین و لم تلزمهما جُهومة القُبْح. و وجه مُكَلْثَمٌ: مُستدیر كثیر اللحم و فیه كالجَوْز من اللحم، و قیل: هو المُتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، و قیل: هو نحو الجَهْم غیر أَنه أَضیق منه و أَملَح، و المصدر الكَلْثَمَة. قال شمر: قال أَبو عبید فی صفة النبی، صلی الله علیه و سلم: إنه لم یكن بالمُكَلْثَم؛ قال: معناه أَنه لم یكن مستدیر الوجه و لكنه كان أَسِیلًا، صلی الله علیه و سلم. و قال شمر: المُكَلْثَمُ من الوجوه القَصِیرُ الحنكِ الدّانی الجَبهة المستدیر الوجه؛ و فی النهایة لابن الأَثیر: مستدیر الوجهِ مع خفة اللحم، قال: و لا تكون الكَلْثَمَة إلَّا مع كثرة اللحم؛ و قال شَبِیب بن البَرْصاء یَصِف أَخلاف ناقة: و أَخْلافٌ مُكَلْثَمَةٌ و ثَجْرُ صیَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمَة لغلَظها و عِظَمها. و كُلْثُوم: رجل. و أُمّ كُلْثُوم: امرأَة.

كلحم؛ ج12، ص: 525

: الكِلْحِمُ و الكِلْمِحُ: التراب؛ كلاهما عن كراع و اللحیانی. و حكی اللحیانی: بفیه الكِلْحِمُ و الكِلْمِحُ، فاستعمل فی الدعاء، كقولك و أَنت تدعو علیه: التُّرْب له.

كلدم؛ ج12، ص: 525

: الكُلْدُوم: كالكُرْدُوم.

كلذم؛ ج12، ص: 525

: الكَلْذَمُ: الصُّلْب.

كلسم؛ ج12، ص: 525

: الكَلْسَمةُ: الذَّهاب فی سُرْعة، و هی الكَلْمسة أَیضاً، تقول: كَلْمَسَ الرجلُ و كَلْسَمَ إذا ذهب ابن الأَعرابی: یقال كَلْسَمَ فلان إذا تمادی كَسَلًا عن قضاء الحُقوق.
لسان العرب، ج‌12، ص: 526‌

كلشم؛ ج12، ص: 526

: الكَلْشَمَة: الذهاب فی سرعة، و السین المهملة أَعلی، و قد ذكر.

كلصم؛ ج12، ص: 526

: التهذیب: ابن السكیت بَلْصَمَ الرجُلُ و كَلْصَمَ إذا فرّ.

كمم؛ ج12، ص: 526

: الكُمُّ: كمُّ القَمِیص. ابن سیدة: الكُمُّ من الثوب مَدْخَل الید و مَخْرَجُها، و الجمع أَكْمَام، لا یكسَّر علی غیر ذلك، و زاد الجوهری فی جمعه كِمَمَة مثل حُبّ و حِبَبةٍ. و أَكَمَّ القَمیص: جعل له كُمَّین. و كُمُّ السبُع: غِشاء مَخالِبه. و قال أَبو حنیفة: كَمَّ الكَبائس یَكُمُّها كَمّاً و كَمَّمَها جعلها فی أَغْطِیة تُكِنُّها كما تُجعل العَناقید فی الأَغْطِیة إلی حین صِرامها، و اسم ذلك الغِطاء الكِمَام، و الكُمُّ للطَّلْعِ «1». و قد كُمَّتِ النَّخلة، علی صیغة ما لم یسم فاعله، كَمّاً و كُمُوماً. و كُمُّ كل نَوْر: وِعاؤه، و الجمع أَكْمَام و أَكَامِیم، و هو الكِمَام، و جمعه أَكِمَّةٌ. التهذیب: الكُمُّ كُمُّ الطلع، و لكل شجرة مُثمرة كُمٌّ، و هو بُرْعُومته. و كِمامُ العُذوق: التی تجعل علیها، واحدها كُمٌّ. و أَما قول الله تعالی: وَ النَّخْلُ ذٰاتُ الْأَكْمٰامِ،فإن الحسن قال: أَراد سَبائبَ من لِیف تزینت بها.و الكُمَّةُ: كلُّ ظَرْف غطَّیت به شیئاً و أَلْبسته إیاه فصار له كالغِلاف، و من ذلك أَكْمَام الزرع غُلُفها التی یَخرج منها. و قال الزجاج فی قوله: ذٰاتُ الْأَكْمٰامِ، قال: عنی بالأَكْمَام ما غَطَّی. و كل شجرة تخرج ما هو مُكَمَّم فهی ذات أَكْمَام. و أَكْمَامُ النخلة: ما غَطی جُمّارَها من السَّعَف و اللیف و الجِذْع. و كلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكْمَام، فالطَّلْعة كُمُّها قشرها، و من هذا قیل للقَلَنْسُوة كُمَّة لأَنها تُغَطِّی الرأْس، و من هذا كُمّا القمیص لأَنهما یغطیان الیدین؛ و قال شمر فی قول الفرزدق: یُعَلِّقُ لَمّا أَعْجَبَتْه أَتانُه، بأَرْآدِ، لَحْیَیْها جِیادَ الكَمائِمِ یرید جمع الكِمَامة التی یجعلها علی مَنْخِرها لئلا یُؤْذیها الذُّباب. الجوهری: و الكِمّ، بالكسر، و الكِمامة وِعاءُ الطلع و غِطاءُ النَّور، و الجمع كِمام و أَكِمَّة و أَكْمَام؛ قال الشماخ: قَضَیْتَ أُموراً ثم غادرتَ بَعدها بَوائِجَ فی أَكْمَامِها، لم تُفَتَّقِ و قال الطرماح: تَظَلُّ بالأَكْمَامِ مَحْفُوفةً، تَرْمُقُها أَعْیُنُ حُرّاسِها و الأَكامِیمُ أَیضاً؛ قال ذو الرمة: لما تَعالَتْ من البُهْمَی ذوائِبُها، بالصَّیْفِ، و انضَرَجَتْ عنه الأَكَامِیمُ «2». و كُمَّتِ النخلة، فهی مَكْمُومة؛ قال لبید یصف نخیلًا: عُصَبٌ كَوارِعُ فی خلیجِ مُحَلِّمٍ، حَمَلَت، فمنها مُوقَرٌ مَكْمُومُ و‌فی الحدیث: حتی یَیْبَس فی أَكْمَامه، جمع كِمّ، و هو غِلافُ الثمر و الحب قبل أَن یظهر. و كُمَّ الفَصِیل «3» إذا أُشْفِقَ علیه فسُتِر حتی یَقْوَی؛ قال العجاج: بَل لو شَهِدْتَ الناسَ إذْ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ، لو لم تُفَرَّج غُمُّوا
(1). قوله [و الكُمُّ للطلع] ضبط فی الأَصل و المحكم و التهذیب بالضم ككُمّ القمیص، و قال فی المصباح و القاموس و النهایة: كِمّ الطلع و كل نور بالكسر (2). قوله [لما تعالت] تقدم فی مادة ضرج: مما (3). قوله [و كم الفصیل] كذا بالصاد فی الأَصل، و فی بیت ابن مقبل الآتی و الذی فی الصحاح و القاموس: بالسین، و بها فی المحكم أیضاً فی بیت طفیل الآتی و یاقوت فی بیت ابن مقبل: كالفسیل المكمم
لسان العرب، ج‌12، ص: 527
و تُكُمُّوا أَی أُغمِیَ علیهم و غُطُّوا. و أَكَمَّتْ و كَمَّمَت أَی أَخرجت كِمامها. قال ابن بری: و یقال كُمِّمَ الفَصِیل أَیضاً؛ قال ابن مقبل: أَ مِنْ ظُعُنٍ هَبَّتْ بِلَیْل فأَصْبَحَتْ بِصَوْعةَ تُحْدَی، كالفَصِیل المُكَمَّمِ و المِكَمُّ: الشَّوْفُ الذی تُسَوَّی به الأَرض من بعد الحرث. و الكُمُّ: القِشرة أَسفل السَّفاة یكون فیها الحَبة. و الكُمَّة: القُلْفة. و الكُمَّة: القَلَنسوة، و فی الصحاح: الكُمَّة القلنسوة المدوَّرة لأَنها تغطی الرأْس. و‌یروی عن عمر، رضی الله عنه: أَنه رأَی جاریة مُتَكَمْكِمة فسأَل عنها فقالوا: أَمةُ آل فلان، فضرَبها بالدِّرّة و قال: یا لَكْعاء أَ تَشَبَّهِین بالحَرائر؟ أَرادوا مُتَكَمِّمة فضاعَفوا، و أَصله من الكُمَّة و هی القَلَنْسُوة فشبه قِناعها بها. قال ابن الأَثیر: كَمْكَمْتُ الشی‌ءَ إِذا أَخفیته. و تَكَمْكَمَ فی ثوبه تلَفَّف فیه، و قیل: أَراد مُتَكَمِّمة من الكُمَّة القلنسوة. و‌فی الحدیث: كانت كِمامُ أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بُطْحاً، و فی روایة: أَكِمَّةُ، قال: هما جمع كثرة و قِلة للكُمَّة القلنسوة، یعنی أَنها كانت مُنْبطحة غیر منتصبة. و إِنه لحَسن الكِمَّةِ أَی التكمُّم، كما تقول: إِنه لحسن الجِلسة، و كَمَّ الشی‌ءَ یَكُمُّه كَمّاً: طیَّنه و سَدَّه؛ قال الأَخطل یصف خمراً: كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوالٍ بِطِینَتِها، حتی اشْتَراها عِبادِیٌّ بدِینارِ و هذا البیت أَورده الجوهری و أَورد عجزَه: حتی إِذا صَرَّحتْ مِن بَعْدِ تَهْدارِ و كذلك كَمَّمَه؛ قال طُفیل: أَ شاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفْرِ أبَنْبَمِ أَجَلْ بَكَراً مثْلَ الفَسِیلِ المُكَمَّمِ و تَكَمَّمَه و تَكَمَّاه: ككَمَّه؛ الأَخیرة علی تحویل التضعیف؛ قال الراجز: بل لو رأَیتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ، لو لم تُفَرَّجْ غُمُّوا «1». قیل: أَراد تُكُمِّمُوا من كَمَّمْت الشی‌ء إِذا سَترْته، فأَبدل المیم الأَخیرة یاء، فصار فی التقدیر تُكُمِّیُوا. ابن شمیل عن الیمامی: كَمَمْتُ الأَرض كَمّاً، و ذلك إِذا أَثارُوها ثم عَفَّوا آثارَ السِّنِّ فی الأَرض بالخشبة العریضة التی تُزَلِّقها، فیقال: أَرض مَكْمُومَة. الأَصمعی: كَمَمْتُ رأْسَ الدَّنِّ أَی سَدَدْته. و المِغَمَّة و المِكَمَّة: شی‌ءٌ یُوضع علی أَنفِ الحِمار كالكِیس، و كذلك الغِمامةُ و الكِمَامَةُ. و الكِمامُ: ما سُدَّ به. و الكِمَام، بالكسر، و الكِمَامَة: شی‌ءٌ یُسدُّ به فم البعیر و الفرس لئلا یَعَض. و كَمَّه: جعل علی فیه الكِمام، تقول منه: بعیر مَكْموم أَی مَحْجُوم. و‌فی حدیث النُّعمان بن مُقَرِّن أَنه قال یوم نهاوَنْدَ: أَلا إِنی هازٌّ لكم الرَّایة فإِذا هزَزْتُها فلْیَثِب الرِّجالُ إِلی أَكِمَّةِ خُیولها و یُقَرِّطُوها أَعِنَّتها؛ أَراد بأَكِمَّة الخیول مَخالِیَها المعلقة علی رؤوسها و فیها عَلَفُها یأْمرهم بأَن یَنزِعوها من رؤوسها و یُلْجِموها بلُجُمِها، و ذلك تَقْرِیطها، واحدها كِمَام، و هو من كِمَام البعیر الذی یُكَمُّ به فمُه لئلا یعض. و كَمَمْتُ الشی‌ءَ: غَطَّیته. یقال: كَمَمْتُ الحُبَّ إِذا سدَدْت رأْسَهُ. و كَمَّمَ النخلةَ: غطَّاها لتُرْطِب؛ قال: تَعَلَّلُ بالنَّهِیدة حینَ تُمْسی، و بالمَعْوِ المُكَمَّمِ و القَمِیمِ القَمِیمُ: السویق. و المَكْمُوم من العُذُوق: ما غُطِّی
(1). قوله [بل لو رأیت الناس إلخ] عبارة المحكم بعد البیت: تكموا من الثلاثی المعتل وزنه تفعلوا من تكمیته إذا قصدته و عمدته و لیس من هذا الباب، و قیل أراد تكمموا إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 528
بالزُّبْلانِ عند الإِرطاب لیبقی ثمرها عضّاً و لا یفسدها الطیر و الحُرور؛ و منه قول لبید: حَمَلتْ فمِنْها مُوقَرٌ مَكْمُومُ ابن الأَعرابی: كُمَّ إِذا غُطِّی، و كُمَّ إِذا قَتَل «2». الشُّجْعان؛ أَنشد الفراء: بل لو شهدتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا قوله تُكُمُّوا أَی أُلبِسوا غُمَّةً كُمُّوا بها. و الكَمُّ: قَمْعُ الشی‌ء و ستره، و منه كَمَمْتُ الشهادةَ إِذا قمَعْتَها و سَترْتها، و الغُمَّة ما غَطَّاك من شی‌ء؛ المعنی بل لو «3». شهدت الأَصل تكَمَّمْت مثل تَقَمَّیْتُ، الأَصل تَقَمَّمْتُ. و الكَمْكَمَةُ: التَّغَطی بالثیاب. و تَكَمْكَمَ فی ثیابه: تغَطَّی بها. و رجل كَمْكَام: غلیظ كثیر اللحم. و امرأَة كَمْكَامَةٌ و مُتَكَمْكِمَة: غلیظة كثیرة اللحم. و الكَمكَامُ: فِرْفُ شجر الضِّرْو، و قیل: لِحاؤُها و هو من أَفواه الطیب. و الكَمكَام: المجتمع الخَلق. و كَمْ: اسم، و هو سؤَال عن عدد، و هی تَعمل فی الخبر عَملَ رُبَّ، إِلَّا أَن معنی كَم التكثیر و معنی ربّ التقلیل و التكثیر، و هی مغنیة عن الكلام الكثیر المتناهی فی البُعد و الطول، و ذلك أَنك إِذا قلت: كَمْ مالُك؟ أَغناك ذلك عن قولك: أَ عَشَرة مالُك أَم عِشرون أَم ثلاثون أَم مائة أَم أَلف؟ فلو ذهبت تَسْتَوعب الأَعداد لم تبلغ ذلك أَبداً لأَنه غیر مُتَناهٍ، فلما قلت كَمْ، أَغنتك هذه اللفظة الواحدة عن الإِطالة غیر المُحاط بآخرها و لا المُسْتَدْركة. التهذیب: كَمْ حرف مسأَلة عن عدد و خبر، و تكون خبراً بمعنی رُبَّ، فإِن عُنِی بها رُبَّ جَرَّت ما بعدها، و إِن عُنی بها رُبَّمَا رفَعَت، و إِن تبعها فعل رَافع ما بعدها انتصبت، قال: و یقال إِنها فی الأَصل من تأْلیف كاف التشبیه ضُمت إِلی ما، ثم قُصِرت ما فأُسكنت المیم، فإِذا عنیت بكم غیر المسأَلة عن العدد، قلت: كمْ هذا الشی‌ءُ الذی معك؟ فهو مجیبك: كذا و كذا. و قال الفراء: كَمْ و كأَیِّن لغتان و تصحبها مِن، فإِذا أَلقیت من، كان فی الاسم النكرة النصب و الخفض، من ذلك قول العرب: كَمْ رجلٍ كریمٍ قد رأَیتَ، و كَمْ جَیْشاً جَرَّاراً قد هَزَمْتَ، فهذان وجهان یُنصبان و یُخفضان، و الفعل فی المعنی واقع، فإِن كان الفعل لیس بواقع و كان للاسم جاز النصب أَیضاً و الخفض، و جاز أَن تُعمل الفعل فترفع فی النكرة فتقول كَمْ رجلٌ كریم قد أَتانی، ترفعه بفعله، و تُعمل فیه الفعل إِن كان واقعاً علیه فتقول: كَمْ جیشاً جراراً قد هَزَمْت، فتنصبه بهَزمْت؛ و أَنشدونا: كَمْ عَمَّة لكَ یا جَریرُ و خالة فَدْعاء، قد حَلَبَتْ عَلیَّ عِشاری رفعاً و نصباً و خفضاً، فمن نصب قال: كان أَصل كم الاستفهام و ما بعدها من النكرة مُفَسِّر كتفسیر العدد فتركناها فی الخبر علی ما كانت علیه فی الاستفهام فنصبنا ما بعد كَمْ من النكرات كما تقول عندی كذا و كذا درهماً، و من خفض قال: طالت صحبة من النكرة فی كَمْ فلما حذفناها أَعملنا إِرادَتَها؛ و أَما من رفع فأَعمَل الفعل الآخر و نوی تقدیم الفعل كأَنه قال: كم قد أَتانی رجل كریم. الجوهری: كَمْ اسم ناقص مبهم مبنیّ علی السكون، و له موضعان: الاستفهام و الخبر، تقول إِذا استفهمت: كَمْ رجلًا عندك؟ نصبت ما بعده علی التمییز، و تقول إِذا أَخبرت: كَمْ درهمٍ أنفقت، ترید التكثیر، و خفضت ما بعده كما تخفض برب لأَنه فی التكثیر نقیض رب فی التقلیل، و إِن شئت نصبت،
(2). قوله [و كم إذا قتل] كذا ضبط فی نسخة التهذیب (3). قوله [المعنی بل لو إلخ] كذا بالأصل و فیه سقط ظاهر، و لعل الأصل: المعنی بل لو شهدت الناس إذ تكمیوا أی غطوا و ستروا الأصل تكممت إلخ كما یؤخذ من سابق الكلام
لسان العرب، ج‌12، ص: 529
و إِن جعلته اسماً تامّاً شددت آخره و صرفته، فقلت: أَكثرت من الكَمِّ، و هو الكَمِّیَّةُ.

كنم؛ ج12، ص: 529

: التهذیب: أَهمل اللیث نكم و كنم و استعملهما ابن الأَعرابی فیما رواه ثعلب عنه، قال: النَّكْمةُ المُصیبة الفادِحة. و الكَنْمَةُ: الجِراحة.

كهم؛ ج12، ص: 529

: كَهُمَ الرجلُ و كَهَمَ یَكْهَمُ كَهَامَةً، فهو كَهَامٌ و كَهِیمٌ، و تكَهَّمَ: بَطُؤَ عن النُّصرة و الحرب؛ قال مِلْحة الجرمی: إِذا ما رَمی أَصْحابَه بِجَنیبِه، سُری اللَّیلةِ الظلماء، لم یَتَكَهَّمِ «1». و فَرَس كَهَام: بِطی‌ء عن الغایة. و رجل كَهَام و كَهِیم: ثقیل مُسِنٌّ دَثور لا غَناء عنده، و قوم كَهَامٌ أَیضاً. و سیف كَهَام و كَهِیم: لا یقطع، كَلِیل عن الضربة.و فی مَقتل أَبی جهل: إِن سیفك كَهَامٌ‌أَی كَلیل لا یقطع. و لسان كَهِیمٌ: كَلیل عن البلاغة، و فی التهذیب: لسان كَهَامٌ. الجوهری: لسان كَهَام عَیِیٌّ. و یقال: أَكْهَمَ بَصَرُه إِذا كَلَّ و رَقَّ. و كَهَّمَتْه الشدائدُ: نكَّصَتْه عن الإِقدام و جبَّنَتْه. و كَیْهَمٌ: اسم. و قوله‌فی حدیث أُسامة: فجعل یتَكهَّمُ بهم؛ التَّكَهُّم: التعرُّض للشر و الاقتحام به، و ربما یَجْری مَجری السُّخریة، و لعله إِن كان محفوظاً مقلوب من التَّهَكُّم، و هو الاستهزاء. الأَزهری فی ترجمة كهكه: الكَهْكاهةُ المُتَهَیِّب، قال: و كَهْكَامَة، بالمیم، مثل كَهْكاهةٍ المُتَهیِّبُ، و كذلك كَهْكَمٌ، قال: و أَصله كَهامٌ فزیدت الكاف؛ و أَنشد: یا رُبَّ شَیْخٍ مِن عَدِیٍّ كَهْكَمِ «2». و أَنشد اللیث قول أَبی العیال الهذلی: و لا كَهْكَامَةٌ بَرَمٌ، إِذا ما اشتَدَّتِ الحِقَبُ و رواه أَبو عبید: و لا كَهكَاهةٌ برم بالهاء، و سیأْتی ذكره. ابن الأَعرابی: الكَهْكَمُ و الكَهْكَبُ الباذِنجان.

كوم؛ ج12، ص: 529

: الكَوَمُ: العِظَم فی كل شی‌ء، و قد غلَب علی السَّنام؛ سَنام أَكْوَمُ: عَظیم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و عَجُزٌ خَلْفَ السَّنامِ الأَكْوَمِ و بَعیر أَكْوَمُ، و الجمع كُوم؛ قال الشاعر: رِقابٌ كالمَواجن خاظِیاتٌ، و أَسْتاهٌ علی الأَكْوارِ كُومُ و الكُومُ: القِطعة من الإِبل. و ناقة كَوْمَاء: عَظیمة السَّنام طویلته. و الكَوَمُ: عِظَم فی السنام. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی فی نَعَم الصَّدَقة ناقةً كَوْمَاء، و هی الضخمة السنام، أَی مُشْرِفَةَ السَّنام عالِیتَه؛ و منه‌الحدیث: فیأْتی منه بناقَتَینِ كَوْمَاوَینِ، قلب الهمزة فی التثنیة واواً. و جبَل أَكْوَمُ: مُرتفِع؛ قال ذو الرمة: و ما زالَ فَوْقَ الأَكْوَمِ الفَرْدِ واقِفاً عَلَیْهِنَّ، حتی فارَقَ الأَرضَ نُورُها و منه‌الحدیث: أَنّ قوماً من المُوَحِّدین یُحْبَسُون یوم القِیامة علی الكَوْمِ إِلی أَن یُهَذَّبُوا؛ هی بالفتح المَواضع المشرفة، واحدتها كَوْمَة، و یُهَذَّبوا أَی یُنَقَّوا من المَآثم؛ و منه‌الحدیث: یَجِی‌ء یومَ القیامة
(1). قوله [بجنیبه] كذا بالأصل مضبوطاً، و الذی فی نسخة المحكم: بحنیبه، بالحاء المهملة بدل الجیم (2). قوله [من عدیّ] كذا فی الأصل و التهذیب، و الذی فی التكملة علی إصلاح بدل علی لكیز بصیغة التصغیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 530
علی كَوْمٍ فوقَ الناسِ؛ و منه‌حدیث الحث علی الصدقة: حتی رأَیتُ كَوْمَیْنِ مِن طَعام و ثِیاب.و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَنه أُتیَ بالمال فَكَوَّمَ كَوْمةً من ذهب و كَوْمَة من فِضة و قال: یا حَمْراء احْمَرِّی، و یا بَیْضاء ابْیَضِّی، غُرِّی غیری‌هذا جَنایَ و خِیارُه فیه، إِذْ كلُّ جانٍ یَدُه إِلی فیه، أَی جَمَعَ من كل واحد منهما صُبرة و رَفَعها و عَلَّاها، و بعضهم یضم الكاف، و قیل: هو بالضم اسم لما كُوِّم، و بالفتح اسم الفَعْلة الواحدة. و الكَوْم: الفَرْج الكبیر. و كَامَها كَوْماً: نَكَحها، و قیل: الكَوْم یكون للإِنسان و الفَرس. و یقال للفرس فی السِّفاد: كَامَ یَكُوم كَوْماً، یقال: كَامَ الفرَسُ أُنثاه یَكُومُها كَوْماً إِذا نَزا علیها. و‌فی الحدیث: أَفضل الصدَقَةِ رِباطٌ فی سبیل الله لا یُمْنَعُ كَوْمُه؛ الكَوم، بالفتح: الضراب، و أَصل الكَوْم من الارتفاع و العلو، و كذلك كل ذی حافر من بغل أَو حمار. الأَصمعی: یقال للحمار باكَها و للفرس كَامَها، و قال ابن الأَعرابی: كَامَ الحِمارُ أَیضاً. و امرأَة مُكَامَة: منكوحة، علی غیر قیاس، و قد استعمله بعضهم فی العُقْربان. یقال: كَامَ كَوْماً؛ قال إِیاس بن الأرت: كأَنَّ مَرْعی أُمِّكُمْ، إِذْ غَدَتْ، عَقْرَبةٌ یَكُومُها عُقْربان یَكُومُها: یَنْكِحها. و كَوَّمَ الشی‌ءَ: جمعه و رفعه. و كَوَّمَ المَتاع: أَلقی بعضه فوق بعض. و قد كَوَّمَ الرجل ثیابه فی ثوب واحد إِذا جمعها فیه. یقال: كَوَّمْت كُومَةً، بالضم، إِذا جمعت قِطعة من تراب و رفعت رأْسها، و هو فی الكلام بمنزلة قولك صُبْرة من طعام. و الكُومَة: الصُّبرة من الطعام و غیره. ابن شمیل: الكُومَة تراب مجتمع طوله فی السماء ذراعان و ثلث و یكون من الحجارة و الرمل، و الجمع الكُومُ. و الأَكْومانِ: ما تحت الثُّنْدُوَتَیْنِ. و الكِیمِیاءُ معروف مثل السِّیمِیاء. و فی الحدیث ذكر كُوم عَلْقام، و فی روایة: كُوم عَلْقَماء، هو بضم الكاف، موضع بأَسفل دیار مصر، صانها الله تعالی. و كُومَةُ: اسم امرأَة. التهذیب: هنا الاكْتِیَام القُعود علی أَطْراف الأَصابع، تقول: اكتَمْتُ له و تَطالَلْتُ له، و رأَیته مُكْتَاماً علی أَطراف أَصابع رجلیه.

فصل اللام؛ ج12، ص: 530

لأم؛ ج12، ص: 530

: اللُّؤْم: ضد العِتْقِ و الكَرَمِ. و اللَّئِیمُ: الدَّنی‌ءُ الأَصلِ الشحیحُ النفس، و قد لَؤُمَ الرجلُ، بالضم، یَلْؤُمُ لُؤْماً، علی فُعْلٍ، و مَلأَمةً علی مَفْعَلةٍ، و لآمةً علی فَعالةٍ، فهو لَئِیمٌ من قوم لِئَامٍ و لُؤَماءَ، و مَلأَمانُ؛ و قد جاء فی الشعر أَلائِمُ علی غیر قیاس؛ قال: إِذا زالَ عنكمْ أَسْودُ العینِ كنتُمُ كِراماً، و أَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ و أَسْودُ العین: جبل معروف، و الأُنثی مَلأَمَانَةٌ. و قالوا فی النِّداء: یا مَلأَمَانُ خلاف قولك یا مَكْرَمانُ. و یقال للرجل إِذا سُبَّ: یا لُؤْمانُ و یا مَلأَمَانُ و یا مَلأَمُ. و أَلْأَمَ: أَظْهَرَ خصالَ اللُّؤْم. و یقال: قد أَلْأَمَ الرجلُ إِلْآماً إِذا صنع ما یدعوه الناس علیه لَئیماً، فهو مُلْئِمٌ. و أَلْأَمَ: ولَدَ اللِّئامَ؛ هذه عن ابن الأَعرابی، و اسْتَلْأَمَ أَصْهاراً «1». لِئاماً،
(1). قوله [و اسْتَلْأَمَ أصهاراً لئاماً] هكذا فی الأَصل، و عبارة القاموس: و استلأَم أصهاراً اتخذهم لئاماً
لسان العرب، ج‌12، ص: 531
و اسْتَلْأَمَ أَباً إِذا كان له أَبٌ سوءٌ لئیمٌ و لَأَّمَه: نسبَه «1». إِلی اللُّؤْمِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یرومُ أَذَی الأَحرارِ كلُّ مُلأَّمٍ، و یَنْطِقُ بالعَوْراء مَن كانَ مُعْوِرا و المِلأَمُ و المِلآمُ: الذی یُعْذِرُ اللِّئامَ. و المُلْئِمُ: الذی یأْتی اللِّئام. و المُلْئِمُ: الرجل اللَّئیم. و المِلأَمُ و المِلْآمُ علی مِفْعَل و مِفْعال: الذی یقوم یُعْذِرُ اللئام. و اللَّأْم: الاتفاقُ: و قد تَلَاءَمَ القومُ و الْتَأَمُوا: اجتمعوا و اتَّفقوا. و تَلاءَمَ الشیئان إِذا اجتمعا و اتصلا. و یقال: الْتَأَمَ الفَرِیقان و الرجلان إِذا تَصالحا و اجتمعا؛ و منه قول الأَعشی: یَظُنُّ الناسُ بالمَلِكین أَنَّهما قد الْتَأَمَا فإِنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهما، فإِنَّ الأَمْرَ قد فَقِما و هذا طعامٌ یُلائِمُنِی أَی یوافقنی، و لا تقل یُلاوِمنی. و‌فی حدیث ابن أُمّ مكتوم: لی قائدٌ لا یُلائِمُنِی‌أَی یُوافِقنی و یُساعدنی، و قد تخفف الهمزة فتصیر یاء، و‌یروی یُلاوِمنی، بالواو، و لا أَصل له، و هو تحریف من الرُّواة، لأَن المُلاوَمة مُفاعَلة من اللَّوْم. و‌فی حدیث أَبی ذر: مَن لا یَمَسكم من مملوكِیكم فأَطْعِموه مما تأْكلون؛ قال ابن الأَثیر: هكذا یروی بالیاء منقلبة عن الهمزة، و الأَصل لاءَمكم. و لَأَمَ الشی‌ءَ لَأْماً و لاءَمَه و لَأَّمَه و أَلْأَمَه: أَصلحه فالْتَأَمَ و تَلأَّمَ. و اللِّئْمُ: الصلح، مهموز. و لاءَمْت بین الفریقین إِذا أَصلحت بینهما. و شی‌ء لأْمٌ أَی مُلْتئِم. و لَاءَمْت بین القوم مُلاءَمَةً إِذا أَصلحتَ و جمعت، و إِذا اتَّفق الشیئان فقد التَأَمَا؛ و منه قولهم: هذا طعامٌ لا یُلائِمُنی، و لا تقل یُلاوِمُنی، فإِنما هذا من اللَّوْم. و اللِّئْم: الصُّلح و الاتفاقُ بین الناس؛ و أَنشد ثعلب: إِذا دُعِیَتْ یَوْماً نُمَیْرُ بنُ غالب، رأَیت وُجوهاً قد تَبَیَّنَ لِیمُها و لیَّن الهمز كما یُلَیَّنُ فی اللِّیام جمع اللَّئیم. و اللِّئْم: فِعْلٌ من الملاءَمة، و معناه الصلح. و لَاءَمَنِیَ الأَمرُ: وافقنی. و ریشٌ لُؤَامٌ: یُلائم بعضُه بعضاً، و هو ما كان بَطْنُ القُذَّة منه یلی ظَهْرَ الأُخری، و هو أَجود ما یكون، فإِذا التقی بَطْنان أَو ظَهْران فهو لُغاب و لَغْب؛ و قال أَوْس بن حَجَر: یُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكبٍ ظُهارٍ لُؤامٍ، فهو أَعْجَفُ شاسِفُ و سهم لَأْمٌ: علیه ریشٌ لُؤامٌ؛ و منه قول إِمْرِئِ القیس: نَطْعَنهم سُلْكَی و مَخْلوجةً، لَفْتَكَ لَأْمَیْنِ علی نابِل و یروی: كَرَّكَ لأْمَیْنِ … و لَأَمْتُ السهم، مثل فَعَلْت: جعلت له لُؤاماً. و اللُّؤامُ: القُذَذُ الملتَئِمة، و هی التی یلی بطنُ القُذّة منها ظهرَ الأُخری، و هو أَجود ما یكون و لَأَمَ السهمَ لَأْماً: جعل علیه ریشاً لُؤاماً. و الْتَأَمَ الجرحُ الْتِئَاماً إِذا بَرَأَ و التَحَمَ. اللیث: أَلْأَمْتُ الجُرحَ بالدَّواء و أَلْأَمْتُ القُمْقُم إِذا سدَدْت صُدوعَه، و لَأَمْت الجرحَ و الصَّدْعَ إِذا سددته فالْتَأَمَ. و‌فی حدیث جابر: أَنه أَمر الشَّجَرَتَین فجاءتا، فلما كانتا بالمَنْصَفِ لأَم بینهما.یقال: لَأَمَ و لَاءَمَ بین الشیئین إِذا جمع بینهما و وافق. و تَلاءَمَ الشیئان و الْتَأَما بمعنی. و فلانٌ لِئْمُ فلانٍ و لِئَامُه أَی مثلُه و شِبهه، و الجمع أَلآمٌ و لِئَامٌ؛ عن ابن
(1). [و لَأَّمَه نسبه إلخ] عبارة شرح القاموس: و رجل مُلَأَّمٌ كمُعَظَّم منسوب إلی اللؤم و كذا مِلْآم، و أنشد ابن الأَعرابی: یروم أذی الأَحرار كلّ ملأَم
لسان العرب، ج‌12، ص: 532
الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ نَقْعُد العامَ لا نَجْنی علی أَحدٍ مُجَنَّدِینَ، و هذا الناسُ أَلآمُ؟ و قالوا: لو لا الوِئام هلك اللِّئَام؛ قیل: معناه الأَمثال، و قیل: المتلائمون. و‌فی حدیث عمر: أَن شابَّة زُوِّجت شیخاً فقتلته، فقال: أَیها الناس، لیَنْكِح الرجلُ لُمَتَه من النساء، و لتَنْكِح المرأَةُ لُمَتها من الرجال‌أَی شكله و تِرْبَه و مثلَه، و الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه؛ و أَنشد ابن بری: فإِن نَعْبُرْ فإِنَّ لنا لُماتٍ، و إِن نَغْبُرْ فنحنُ علی نُدورِ أَی سنموت لا محالة. و قوله لُمَات أَی أَشباهاً. و اللُّمَة أَیضاً: الجماعة من الرجال ما بین الثلاثة إِلی العشرة. و اللِّئْمُ: السیْف؛ قال: و لِئْمُك ذُو زِرَّیْنِ مَصْقولُ و اللَّأْمُ: الشدید من كل شی‌ء. و اللَّأْمَةُ و اللُّؤْمَةُ: متاع الرجل من الأَشِلّةِ و الوَلایا؛ قال عدیّ بن زید: حتی تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَناویرِ، شَكْل العِهْنِ فی اللُّؤَمِ و اللَّأْمَةُ: الدرع، و جمعها لُؤَم، مِثل فُعَل، و هذا علی غیر قیاس. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: كان یُحرِّضُ أَصحابَه یقول تَجَلْبَبُوا السكِینةَ و أَكمِلُوا اللُّؤَمَ؛ هو جمع لَأْمة علی غیر قیاس فكأَنَّ واحدَته لُؤْمة. و اسْتَلْأَمَ لأْمَتَه و تلأَّمَها؛ الأَخیرة عن أَبی عبیدة: لَبِسَها. و جاء مُلَأَّماً علیه لَأْمَةٌ؛ قال: و عَنْتَرة الفَلْحاء جاء مُلَأَّماً، كأَنَّكَ فِنْدٌ مِن عَمایةَ أَسْودُ «2» قال الفَلْحاء فأَنَّث حملًا له علی لفظ عنترة لمكان الهاء، أَ لا تری أَنه لما استغنی عن ذلك ردّه إِلی التذكیر فقال كأَنَّك؟ و اللَّأْمَةُ: السّلاح؛ كلها عن ابن الأَعرابی. و قد اسْتَلْأَمَ الرجلُ إِذا لبِس ما عنده من عُدّةٍ رُمْحٍ و بیضة و مِغْفَر و سیف و نَبْل؛ قال عنترة: إِن تُغْدِفی دُونی القِناعَ، فإِنَّنی طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ الجوهری: اللَّأْم جمع لَأْمَة و هی الدرع، و یجمع أَیضاً علی لُؤَم مثل نُغَر، علی غیر قیاس أَنه جمع لُؤْمَة. غیره: اسْتَلْأَمَ الرجلُ لبِس اللأْمة. و المُلأَّم، بالتشدید: المُدَرَّع. و‌فی الحدیث: لما انصرف النبی، صلی الله علیه و سلم، من الخَنْدقِ و وضَع لَأْمته أَتاه جبریلُ، علیه السلام، فأَمره بالخروج إِلی بنی قُرَیْظة؛ اللَّأْمة، مهموزةً: الدرعُ، و قیل: السلاح. و لَأْمَةُ الحرب: أَداتها، و قد یترك الهمز تخفیفاً. و یقال للسیف لَأْمَة و للرمح لَأْمَة، و إِنما سمّی لَأْمةً لأَنها تُلائم الجسد و تلازمه؛ و قال بعضهم: اللَّأْمة الدرع الحصِینة، سمیت لَأْمة لإِحْكامِها و جودة حلَقِها؛ قال ابن أَبی الحُقَیق فجعل اللَّأْمَة البَیْضَ: بفَیْلَقٍ تُسْقِطُ الأَحْبالَ رؤیتُها، مُسْتَلْئِمِی البَیْضِ من فوق السَّرابِیل و قال الأَعشی فجعل اللَّأْمَة السلاح كله: وقُوفاً بما كان من لَأْمَةٍ، و هنَّ صِیامٌ یَلُكْنَ اللُّجُم و قال غیره فجعل اللَّأْمة الدرع و فروجها بین یدیها و من خلفها: كأَنَّ فُروجَ اللَّأَمةِ السَّرْد شَكَّها، علی نفسِه، عَبْلُ الذِّراعَیْن مُخْدِرُ و اسْتَلْأَمَ الحَجَر: من المُلاءَمة، عنه أَیضاً، و أَما یعقوب فقال: هو من السِّلام، و هو مذكور فی موضعه.
(2). قوله [كأنك] تقدم له فی مادة فلح: كأنه
لسان العرب، ج‌12، ص: 533
و اللُّؤْمَة: جماعة أَداةِ الفدَّان؛ قاله أَبو حنیفة، و قال مرة: هی جماع آلة الفدّان حدیدها و عیدانها. الجوهری: اللُّؤْمَة جماعةُ أَداة الفدّان، و كل ما یبخل به الإِنسان لحسنه من متاع البیت. ابن الأَعرابی: اللُّؤْمَة السِّنَّة التی تحرث بها الأَرض، فإِذا كانت علی الفدّان فهی العِیانُ، و جمعها عُیُنٌ. قال ابن بری: اللُّؤْمَة السِّكَّة؛ قال: كالثَّوْرِ تحت اللُّؤْمَةِ المُكَبِّس أَی المُطأْطئ الرأْس. و لَأْم: اسم رجل؛ قال: إِلی أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لَأْم، لیَقْضِیَ حاجَتی فِیمنْ قَضاها فما وَطِئَ الحصی مثلُ ابن سُعْدی، و لا لَبس النِّعالَ و لا احْتَذاها

لبم؛ ج12، ص: 533

: ابن الأَعرابی قال: اللَّبْمُ «1». اختلاج الكتف.

لتم؛ ج12، ص: 533

: اللَّتْم: الطَّعْن فی النحر مثل اللَّتْب. لَتَمَ مَنْحر البعیر بالشَّفْرة، و فی مَنْحرِه لَتْماً: طَعَنه. و لَتَمَ نحره: كلطَمَ خَدَّه. الأَزهری: سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول لَتَمَ فلان بشَفْرَتِه فی لَبَّة بعیره إِذا طعن فیها بها. قال أَبو تراب: قال ابن شمیل یقال خُذ الشَّفْرة فالْتُب بها فی لَبَّة الجزور و الْتُم بها بمعنی واحد، و قد لَتَمَ فی لَبَّتها و لَتَبَ بالشفرة إِذا طعن بها فیها. و لَتَمَ الشی‌ءَ بیده: ضَرَبه. و لَتَمَتِ الحجارةُ رِجْلَ الماشی: عَقَرتْها. و لاتِمٌ و مِلْتَم و لُتَیْم: أَسماء. و مُلاتِمات: اسم أَبی قبیلة من الأَزد، فإِذا سئلوا عن نَسبِهم قالوا نحن بنو مُلاتَم، بفتح التاء.

لثم؛ ج12، ص: 533

: اللِّثَامُ: رَدُّ المرأَة قِناعَها علی أَنفها و ردُّ الرجل عمامَته علی أَنفه، و قد لَثَمَتْ تَلْثِمُ «2»، و قیل: اللِّثَامُ علی الأَنف و اللِّفامُ علی الأَرْنبة. أَبو زید قال: تمیم تقول تَلَثَّمَت علی الفم، و غیرهم یقول تَلَفَّمَت؛ قال الفراء: إِذا كان علی الفم فهو اللِّثام، و إِذا كان علی الأَنف فهو اللِّفام. و یقال من اللِّثَام: لَثَمْتُ أَلْثِمُ، فإِذا أَراد التقبیل قلت: لَثِمْتُ أَلْثَمُ؛ قال الشاعر: فلَثِمْتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها، و لَثِمْتُ من شَفَتَیْهِ أَطْیَبَ مَلْثَم و لَثِمْتُ فاها، بالكسر، إِذا قبَّلتها، و ربما جاء بالفتح؛ قال ابن كیسان: سمعت المبرد ینشد قول جَمِیل: فلَثَمْتُ فاها آخِذاً بقرونِها، شُرْبَ النَّزِیف ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَج بالفتح، و یروی البیت لعمر بن أَبی ربیعة، أَبو زید: تمیم تقول تَلَثَّمَت علی الفم، و غیرهم یقول تَلَفَّمَت، فإِذا كان علی طرف الأَنف فهو اللِّفام، و إِذا كان علی الفم فهو اللِّثَام. قال الفراء: اللِّثَام ما كان علی الفم من النقاب، و اللِّفام ما كان علی الأَرْنبة. و‌فی حدیث مكحول: أَنه كَرِهَ التَّلَثُّم من الغبار فی الغَزْوِ، و هو شدُّ الفم باللثام، و إِنما كرهه رغبة فی زیادة الثواب بما یناله من الغبار فی سبیل الله. و المَلْثَم: الأَنف و ما حوله و إِنها لحسنَةُ اللِّثْمَةِ: من اللِّثام؛ و قول الحَذْلمیّ: و تَكْشِف النُّقْبةَ عن لِثَامِها لم یفسر ثعلب اللِّثام، قال «3»: و عندی أَنه جلدها؛ و قول الأَخطل:
(1). قوله [اللبم] ضبط فی الأصل بالفتح، و هو الذی فی نوادر ابن الأعرابی، و ضبطه المجد بالتحریك (2). قوله [و قد لَثَمَتْ تَلْثِمُ] هكذا ضبط فی الصحاح و المحكم أیضاً، و مقتضی إطلاق القاموس أنه من باب قتل، و فی المصباح: و لَثِمَتِ المرأة من باب تعب لَثْماً مثل فلس. و تَلَثَّمَتْ و الْتَثَمَتْ شدت اللثام. (3). قوله [قال] أی ابن سیدة
لسان العرب، ج‌12، ص: 534
آلَت إِلی النِّصف من كَلْفاء أَتْأَقَها عِلْجٌ، و لَثَّمَها بالجَفْنِ و الغارِ إِنما أَراد أَنه صیّر الجفنَ و الغارَ لهذه الخابیة كاللِّثام. و لَثِمَها و لَثَمَها یَلْثِمُها و یَلْثُمُها لَثْماً: قبّلها. الجوهری: و اللُّثْم، بالضم، جمع لاثِمٍ. و اللَّثْم: القُبْلة. یقال: لَثَمَت المرأَةُ تَلْثِمُ لَثْماً و الْتَثَمَت و تَلَثَّمَت إِذا شدَّت اللِّثامَ، و هی حسنَة اللِّثْمَة. و خُفٌّ مَلْثُوم و مُلَثَّم: جرحته الحجارة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَرْمِی الصُّوَی بمُجْمَراتٍ سُمْرِ مُلَثَّماتٍ، كمَرادِی الصَّخْرِ الجوهری: لَثَمَ البعیر الحجارة بخُفِّه یَلْثِمُها إِذا كسرَها. و خفٌّ مِلْثَم: یَصُكّ الحجارة. و یقال أَیضاً: لَثَمَتِ الحجارةُ خُفَّ البعیر إِذا أَصابته و أَدْمته.

لجم؛ ج12، ص: 534

: لِجامُ الدابة: معروف، و قال سیبویه: هو فارسی معرب، و الجمع أَلْجِمَة و لُجُم و لُجْم، و قد أَلْجَمَ الفرس. و‌فی الحدیث: من سُئل عما یَعْلَمُه فكَتَمَه أَلْجَمَه اللهُ بلِجَامٍ من نار یوم القیامة، قال المُمْسِك عن الكلام مُمَثَّل بمن أَلْجَمَ نَفْسَه بلِجام، و المراد بالعلم ما یلزمه تعلیمه و یتعیّن علیه، كمن یری رجلًا حدیثَ عَهْدٍ بالإِسلام و لا یُحْسِن الصلاةَ و قد حضر وقتُها فیقول عَلِّمُونی كیف أُصَلِّی، و كم جاء مُسْتَفْتِیاً فی حلال أَو حرام فإِنه یلزم فی هذا و أَمثاله تعریف الجواب. و مَن مَنَعَه استحق الوعید؛ و منه‌الحدیث: یَبْلُغ العَرَقُ منهم ما یُلْجِمُهم‌أَی یَصِل إِلی أَفواههم فیصیر لهم بمنزلة اللِّجام یمنعهم عن الكلام، یعنی فی المحشر یوم القیامة. و المُلَجَّم: موضع اللِّجام، و إِن لم یقولوا لَجَّمْتُه كأَنهم توهموا ذلك و استأْنفوا هذه الصیغة؛ أَنشد ثعلب: و قد خاضَ أَعْدائی من الإِثْمِ حَوْمةً یغِیبون فیها، أَو تَنال المحزّما «1». و لَجَمَةُ الدابةِ: موقع اللِّجام من وجهها. و اللِّجام: حبْلٌ أَو عصاً تُدْخَل فی فم الدابة و تُلْزق إِلی قفاه. و جاء و قد لفَظ لِجامَه أَی جاء و هو مجهود من العطش و الإِعْیاء، كما یقال: جاء و قد قَرَضَ رِباطَه. و اللِّجامُ: ضربٌ من سِمات الإِبل یكون من الخدین إِلی صَفْقَی العنق، و الجمع كالجمع. یقال: أَلْجَمْتُ الدابةَ، و القیاس علی الآخر مَلجوم، قال: و لم یسمع، و أحسن منه أَن یقال بهِ سمَةُ لِجَام. و تَلَجَّمَتِ المرأَةُ إِذا استثْفَرت لمحیضها. و اللِّجَامُ: ما تشدُّه الحائض. و‌فی حدیث المُسْتحاضة: تَلَجَّمِی‌أَی شُدِّی لجاماً، و هو شبیه بقوله: اسْتثْفِری أَی اجعلی موضع خروج الدم عِصابةً تمنع الدم، تشبیهاً بوضع اللجام فی فم الدابة. و لجَمَةُ الوادی: فُوَّهَتُه. و اللُّجْمَة: العلَمُ من أَعلام الأَرض. و اللَّجَم: الصمْدُ المرتفع. أَبو عمرو: اللُّجْمَةُ الجَبل المسطَّح لیس بالضخم. و اللُّجَم: دُوَیْبَّة؛ قال عدی بن زید: له مَنْخِرٌ مثْلُ جُحْر اللُّجَمْ «2». یصف فرساً، و قیل: هی دویبة أَصغر من العَظایة. و قال ابن بری: اللُّجَم دابة أَكبر من شحمة الأَرض و دون الحِرْباء؛ قال أَدهم بن أَبی الزعراء: لا یَهْتدِی الغرابُ فیها و اللُّجَم و قیل: هو الوَزَغ؛ التهذیب: و منه قول الأَخطل:
(1). قوله [حومة] هكذا فی الأصل. و فی المحكم: خوضة. و قوله [المحزما] هكذا فی الأصل أیضاً و لا شاهد فیه. و فی المحكم: الملحما، و فیه الشاهد (2). قوله [له منخر إلخ] هذه روایة المحكم، و الذی فی التكملة: له ذنب مثل ذیل العروس إلی سبة مثل جحر اللُّجَم و سبة بالفتح فی خط المؤلف، و كذا فی التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 535
و مَرَّت علی الأَلْجَامِ، أَلْجَامِ حامرٍ، یُثِرْن قَطاً لو لا سُراهن هُجَّدا «1» أَراد جمع لُجْمَةِ الوادی و هی ناحیة منه؛ و قال رؤبة: إِذا ارتمت أَصحانه و لُجَمُهْ قال ابن الأَعرابی: واحدتها لُجْمَة و هی نواحیه. ابن بری: قال ابن خالویه اللُّجَم العاطوسُ و هی سمكة فی البحر و العرب تتشاءم بها؛ و أَنشد لرؤبة: و لا أُحِبُّ اللُّجَمَ العاطوسا و اللَّجَمُ: الشُّؤْم. و اللَّجَم: ما یُتَطَیَّرُ منه، واحدته لَجَمَة. و مُلْجَم: اسم رجل. و بنو لُجَیم: بطن.

لحم؛ ج12، ص: 535

: اللَّحْم و اللَّحَم، مخفف و مثقل لغتان: معروف، یجوز أَن یكون اللحَمُ لغة فیه، و یجوز أَن یكون فُتح لمكان حرف الحلق؛ و قول العجاج: و لم یَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَیاعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم علی المصدر، و الجمع أَلْحُمٌ و لُحُوم و لِحَامٌ و لُحْمَان، و اللَّحْمة أَخصُّ منه، و اللَّحْمة: الطائفة منه؛ و قال أَبو الغول الطُّهَوی یهجو قوماً: رَأَیْتُكمُ، بنی الخَذْوَاء، لَمّا دَنا الأَضْحَی و صَلَّلتِ اللِّحَامُ، توَلَّیْتُمْ بِوُدِّكُمُ، و قُلْتم: لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ یقول: لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عنی. و لَحْمُ الشی‌ء: لُبُّه حتی قالوا لَحْمُ الثَّمرِ للُبِّه. و أَلْحَمَ الزرعُ: صار فیه القمحُ، كأَنّ ذلك لَحْمُه. ابن الأَعرابی: اسْتَلْحَمَ الزرعُ و استَكَّ و ازدَجَّ أَی الْتَفَّ، و هو الطِّهْلئ، قال أَبو منصور: معناه التفَّ. الأَزهری: ابن السكیت رجلٌ شَحِیمٌ لَحِیمٌ أَی سَمِین، و رجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلی اللحْم و الشَّحْمِ یَشْتهِیهما، و لَحِمَ، بالكسر: اشتهی اللَّحْم. و رجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان یبیع الشحمَ و اللحم، و لَحُمَ الرجلُ و شَحُمَ فی بدنه، و إِذا أَكل كثیراً فلَحُم علیه قیل: لَحُمَ و شَحُم. و رجل لَحِیمٌ و لَحِمٌ: كثیر لَحْم الجسد، و قد لَحُمَ لَحَامةً و لَحِمَ؛ الأَخیرة عن اللحیانی: كُثرَ لحم بدنهِ. و‌قول عائشة، رضی الله عنها: فلما عَلِقْت اللَّحْمَ سَبَقنی‌أَی سَمِنْت فثقُلت. و رجل لَحِمٌ: أَكول للَّحم و قَرِمٌ إِلیه، و قیل: هو الذی أَكل منه كثیراً فشكا منه، و الفعل كالفعل. و اللَّحَّامُ: الذی یبیع اللحم. و رجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم، و كذلك مُشْحِم. و‌فی قول عمر: اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر، و‌فی روایة: إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر.یقال: رجل لَحِمٌ و مُلْحِمٌ و لاحِمٌ و لَحِیمٌ، فاللَّحِمُ: الذی یُكْثِر أَكلَه، و المُلْحِم: الذی یكثر عنده اللحم أَو یُطْعِمه، و اللَّاحِمُ: الذی یكون عنده لحمٌ، و اللّحِیمُ: الكثیرُ لحمِ الجسد. الأَصمعی: أَلْحَمْتُ القومَ، بالأَلف، أَطعمتهم اللحمَ؛ و قال مالك بن نُوَیْرة یصف ضبعاً: و تَظَلُّ تَنْشِطُنی و تُلْحِمُ أَجْرِیاً، وسْطَ العَرِینِ، و لیسَ حَیٌّ یَمنعُ قال: جعل مأْواها لها عَرِیناً. و قال غیر الأَصمعی: لَحَمْتُ القومَ، بغیر أَلف؛ قال شمر: و هو القیاس. و بیْتٌ لَحِمٌ: كثیر اللحْم؛ و قال الأَصمعی فی قول الراجز یصف الخیل: نُطْعِمُها اللَّحْمَ، إِذا عَزَّ الشَّجَرْ، و الخیْلُ فی إِطْعامِها اللَّحْمَ ضَرَرْ
(1). قوله [و مرت إلخ] فی التكملة بخط المؤلف: عوامد للأَلْجَام أَلْجَام حامر یثرن قطاً لو لا سراهن هجدا
لسان العرب، ج‌12، ص: 536
قال: أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمی اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ علی اللبن. و قال ابن الأَعرابی: كانوا إِذا أَجْدَبوا و قلَّ اللبنُ یَبَّسُوا اللحمَ و حمَلوه فی أَسفارهم و أَطعَموه الخیلَ، و أَنكر ما قال الأَصمعی و قال: إِذا لم یكن الشجرُ لم یكن اللبنُ. و أَما‌قوله، علیه السلام: إِن اللهَ یُبْغِضُ البیتَ اللَّحِمَ و أَهلَه، فإِنه أَراد الذی تؤْكل فیه لُحومُ الناس أَخْذاً. و‌فی حدیث آخر: یُبْغِضُ أَهلَ البیت اللَّحِمِین.و سأَل رجل سفیان الثوریّ: أَ رأَیت هذا الحدیث إِن الله تبارك و تعالی لَیُبْغِضُ أَهلَ البیت اللَّحِمِین؟ أَ هُم الذین یُكِثرون أَكل اللحْم؟ فقال سفیان: هم الذین یكثرون أَكلَ لحومِ الناس.و أَما‌قوله لیُبْغِضُ البیتَ اللَّحِمَ و أَهلَه‌قیل: هم الذین یأْكلون لحوم الناس بالغِیبة، و قیل: هم الذین یكثرون أَكل اللحم و یُدْمِنُونه، قال: و هو أَشبَهُ. و فلانٌ یأْكل لُحومَ الناس أَی یغتابهم؛ و منه قوله: و إِذا أَمْكَنَه لَحْمِی رَتَعْ و‌فی الحدیث: إِنَّ أَرْبَی الربا استِطالةُ الرجل فی عِرْضِ أَخیه.و لَحِمَ الصقرُ و نحوُه لَحَماً: اشتهی اللحْم. و بازٍ لَحِمٌ: یأْكل اللحمَ أَو یشتهیه، و كذلك لاحِمٌ، و الجمع لَوَاحِمُ، و مُلْحِمٌ: مُطْعِم للَّحم، و مُلْحَمٌ: یُطْعَم اللحمَ. و رجل مُلْحَمٌ أَی مُطْعَم للصید مَرزوق منه. و لَحْمَةُ البازی و لُحْمَته: ما یُطْعَمُه مما یَصِیده، یضم و یفتح، و قیل: لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ یُطْرَح إِلیه أَو یصیده؛ أَنشد ثعلب: مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه و أَلْحَمْتُ الطیرَ إِلحَاماً. و بازٍ لَحِمٌ: یأْكل اللحم لأَن أَكله لَحْمٌ؛ قال الأَعشی: تدَلَّی حَثیثاً كأَنَّ الصِّوارَ یَتْبَعُه أَزرَقِیٌّ لَحِمْ و لُحْمَةُ الأَسد: ما یُلْحَمُه، و الفتح لغة. و لَحَمَ القومَ یَلحَمُهم لَحْماً، بالفتح، و أَلْحَمَهم: أَطعمهم اللحمَ، فهو لَاحِمٌ؛ قال الجوهری و لا تقل أَلحَمْتُ، و الأَصمعی یقوله. و أَلْحَمَ الرجلُ: كثُر فی بیته اللحم، و أَلْحَمُوا: كثُر عندهم اللحم. و لَحَمَ العَظمَ یَلْحُمُه و یَلْحَمُه لَحْماً: نزع عنه اللحم؛ قال: و عامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ، یُدعی أَبا السَّمْحِ و قِرْضابٌ سُمُهْ، مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ یَلحُمُهْ و رجل لَاحِمٌ و لَحِیمٌ: ذو لحمٍ علی النسب مثل تامر و لابن، و لَحَّام: بائع اللحم. و لَحِمَت الناقة و لَحُمَتْ لَحَامَةً و لُحُوماً فیهما، فهی لَحِیمَةٌ: كثر لحمُها. و لُحْمة جلدة الرأْس و غیرها: ما بَطَن مما یلی اللحم. و شجَّة مُتَلَاحِمَة: أَخذت فی اللحم و لم تبلُغ السِّمْحاق، و لا فعل لها. الأَزهری: شجّة مُتَلاحِمَة إِذا بلغت اللحم. و یقال: تَلاحَمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت فی اللحم، و تَلَاحَمَت أَیضاً إِذا بَرأَتْ و التَحمتْ. و قال شمر: قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التی تَشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحَمُ بعد شَقِّها، فلا یجوز فیها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم. قال: و تَتَلاحَمُ من یومِها و من غَدٍ. قال ابن الأَثیر فی حدیث: الشِّجاج المتلاحِمة هی التی أَخذتْ فی اللحم، قال: و قد تكون التی برأَتْ و التحَمتْ. و امرأَة مُتلاحِمة: ضیِّقةُ مَلاقی لحم الفَرْج و هی مآزِم الفَرج. و المُتلاحِمة من النساء: الرَّتقاء؛ قال أَبو سعید: إِنما یقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً یمنع من الجماع، قال: و لا یصح مُتلاحِمة. و‌فی حدیث عمر: قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك؟ قال: إِنها كانت مُتَلَاحِمَة، قال: إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ؛ قیل: هی الضیِّقة المَلاقی، و قیل: هی التی بها رَتَقٌ. و الْتَحَمَ الجرحُ للبُرْء.
لسان العرب، ج‌12، ص: 537
و أَلْحَمَه عِرْضَ فلان: سَبَعهُ إِیّاه، و هو علی المثل. و یقال: أَلْحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه، و أَلْحَمْتُه سَیفی. و لُحِمَ الرجلُ، فهو لَحِیمٌ، و أُلْحِمَ: قُتِل. و‌فی حدیث أُسامة: أَنه لَحَمَ رجلًا من العَدُوِّ‌أَی قتَله، و قیل: قَرُب منه حتی لَزِق به، من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق، و قیل: لَحَمَه أَی ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه. و اللَّحِیمُ: القَتیلُ؛ قال ساعدة بن جؤیة أَورده ابن سیدة: و لكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به، فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِیمُ و أَورده الجوهری: فقالوا: تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به، و لا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحِیمُ قال ابن بری صواب إِنشاده: فقال «2» تركناه؛ و قبله: و جاء خَلِیلاه إِلیها كِلاهُما یُفِیض دُموعاً، غَرْبُهُنّ سَجُومُ و اسْتُلحِمَ: رُوهِقَ فی القتال. و استُلْحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ فی القتال؛ أَنشد ابن بری للعُجَیر السَّلولی: و مُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِید المَوالی، نِیلَ ما كان یَجْمَعُ و المُلْحَم: الذی أُسِر و ظَفِر به أَعداؤُه؛ قال العجاج: إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ و المَلْحَمَة: الوَقْعةُ العظیمة القتل، و قیل: موضع القتال. و أَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتی صاروا لحماً. و أُلْحِمَ الرجلُ إِلْحَاماً و اسْتُلحِمَ اسْتِلْحَاماً إِذا نَشِب فی الحرب فلم یَجِدْ مَخْلَصاً، و أَلْحَمَه غیرُه فیها، و أَلْحَمَه القتالُ. و‌فی حدیث جعفر الطیّار، علیه السلام، یوم مُؤْتةَ: أَنه أَخذ الرایة بعد قتْل زیدٍ فقاتَلَ بها حتی أَلْحَمَه القتالُ فنزَلَ و عَقَرَ فرَسَه؛ و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه، فی صفة الغُزاة: و منهم مَن أَلْحَمَه القتالُ؛ و منه‌حدیث سُهیل: لا یُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حین یُلْحِم بعضُهم بعضاً‌أَی تشتَبكُ الحرب بینهم و یلزم بعضهم بعضاً. و‌فی الحدیث: الیوم یومُ المَلْحَمَة، و‌فی حدیث آخر: و یُجْمَعون للمَلْحَمَة؛ هی الحرب و موضعُ القتال، و الجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس و اختلاطِهم فیها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدی، و قیل: هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلی فیها، و أَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمْتُ. و المَلْحَمَة: القتالُ فی الفتنة، ابن الأَعرابی: المَلْحَمَة حیث یُقاطِعون لُحومَهم بالسیوف؛ قال ابن بری: شاهد المَلْحَمَة قول الشاعر: بمَلْحَمَةٍ لا یَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِیفاً، و یمْشی الذئبُ فیها مع النَّسْر و المَلْحَمَة: الحربُ ذات القتل الشدید. و المَلْحَمَة: الوَقعة العظیمة فی الفتنة. و فی قولهم نَبیُّ المَلْحَمَة قولان: أَحدهما نبیُّ القتال و هو كقوله‌فی الحدیث الآخر بُعِثْت بالسیف، و الثانی نبیُّ الصلاح و تأْلیفِ الناس كان یُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة. و قد لَحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه و أَصلحَه؛ قال ذلك الأَزهری عن شمر. و لَحِمَ بالمكان «3» یَلْحَمُ لَحْماً: نَشِب بالمكان. و أَلْحَمَ بالمكان: أَقامَ؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: لَزِم الأَرض، و أَنشد: إِذا افْتَقَرا لم یُلْحِمَا خَشْیةَ الرَّدی، و لم یَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَیاهُما
(2). قوله [فقال إلخ] كذا بالأَصل و لعله فقالا كما یدل علیه قوله و جاء خلیلاه (3). قوله [و لَحِمَ بالمكان] قال فی التكملة بالكسر، و فی القاموس كعلم، و لم یتعرضا للمصدر، و ضبط فی المحكم بالتحریك
لسان العرب، ج‌12، ص: 538
و أَلْحَمَ الدابةُ إِذا وقف فلم یَبرح و احتاج إِلی الضرب. و‌فی الحدیث: أَنه قال لرجل صُمْ یوماً فی الشهر، قال: إِنی أَجد قوَّةً، قال: فصُمْ یومین، قال: إِنی أَجد قوَّة، قال: فصُم ثلاثة أَیام فی الشهر، و أَلْحَمَ عند الثالثة‌أَی وقَف عندها فلم یَزِدْه علیها، من أَلْحَمَ بالمكان إِذا أَقام فلم یبرح. و أَلْحَمَ الرجلَ: غَمَّه. و لَحَمَ الشی‌ءَ یَلْحُمُه لَحْماً و أَلْحَمَه فالْتَحَمَ: لأَمَه. و اللِّحَامُ: ما یُلأَم به و یُلْحَم به الصَّدْعُ. و لاحَمَ الشی‌ءَ بالشی‌ء: أَلْزَقَه به، و الْتَحَمَ الصَّدْعُ و الْتَأَم بمعنی واحد. و المُلْحَم: الدَّعِیُّ المُلْزَقُ بالقوم لیس منهم؛ قال الشاعر: حتی إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم و لَحْمةُ النَّسَبِ: الشابِكُ منه. الأَزهری: لَحْمةُ النسب، بالفتح، و لُحْمةُ الصید ما یُصاد به، بالضم. و اللُّحْمَةُ، بالضم: القرابة. و لَحْمَةُ الثوب و لُحْمَتُه: ما سُدِّی بین السَّدَیَیْن، یضم و یفتح، و قد لَحَمَ الثوب یَلْحَمُه و أَلْحَمُه. ابن الأَعرابی: لَحْمَة الثوب و لَحْمَة النَّسب، بالفتح. قال الأَزهری: و لُحْمَةُ الثوب الأَعْلی «1» و لَحْمَتهُ، و السَّدَی الأَسفل من الثوب؛ و أَنشد ابن بری: سَتاهُ قَزٌّ و حَرِیرٌ لَحْمَتُهْ و أَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ. و فی المثل: أَلْحِمْ ما أَسْدَیْتَ أَی تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان. و‌فی الحدیث: الوَلاءُ لُحْمَةٌ كلُحْمَةِ النسب، و فی روایة: كلُحْمَةِ الثوب.قال ابن الأَثیر: قد اختلف فی ضم اللّحْمَة و فتحها فقیل: هی فی النسب بالضم، و فی الثوب بالضم و الفتح، و قیل: الثوب بالفتح وحده، و قیل: النسب و الثوب بالفتح، فأَما بالضم فهو ما یُصاد به الصیدُ، قال: و معنی الحدیث المُخالَطةُ فی الوَلاءِ و أَنها تَجْرِی مَجْرَی النسب فی المِیراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَی الثوب حتی یَصِیرا كالشی‌ء الواحد، لما بینهما من المُداخَلة الشدیدة. و‌فی حدیث الحجاج و المطر: صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار‌أَی أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه فی بعض و اتَّصل. قال أَبو سعید: و یقال هذا الكلام لَحِیمُ هذا الكلامِ و طَریدُه أَی وَفْقُه و شَكْلُه. و استَلْحَمَ الطریقُ: اتَّسَعَ. و اسْتَلْحَمَ الرجلُ الطریقَ: رَكِبَ أَوْسَعَه و اتَّبَعَه؛ قال رؤبة: و مَن أَرَیْناهُ الطریقَ استَلْحَمَا و قال إمرؤ القیس: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ علی أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِیرٌ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ: اتَّبَعَ. و‌فی حدیث أُسامة: فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ‌أَی تَبِعَنا یقال: استَلْحَمَ الطَّریدةَ و الطریقَ أَی تَبع. و أَلْحَم بَیْنَ بنی فلان شرّاً: جناه لهم. و أَلْحَمَه بصَرَه: حَدَّدَه نحوَه و رَماه به. و حَبْلٌ مُلاحَمٌ: شدیدُ الفتل؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: مُلاحَمُ الغارةِ لم یُغْتَلَبْ و المُلْحَم: جنس من الثیاب. و أَبو اللَّحَّام: كنیة أَحد فُرْسان العرب.

لحجم؛ ج12، ص: 538

: طریقٌ لَحْجَمٌ: واسعٌ واضح؛ حكاه اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و أَری حاءَه بدلًا من هاء لَهْجَم.

لحسم؛ ج12، ص: 538

: التهذیب فی النوادر: اللَّهاسِمُ و اللَّحاسِمُ مَجارِی الأَوْدِیة الضیّقةُ، واحدها لُهْسُم و لُحْسُم، و هی اللَّخافیقُ.

لخم؛ ج12، ص: 538

: اللَّخْم: القَطْعُ. و قد لَخَمَ الشی‌ءَ لَخْماً: قطَعه. و لَخُمَ الرجلُ: كثُر لَحْمُ وجهه و غلُظ. و بالرجل لَخْمةٌ أَی ثِقَلُ نَفْسٍ و فَتْرةٌ. و اللَّخَمَةُ:
(1). أی الأَعلی من الثوب
لسان العرب، ج‌12، ص: 539
العَقَبة التی من المَتْن. و اللُّخَمَة: كلُّ ما یُتطیَّرُ منه. و اللِّخَامُ: اللِّطامُ. یقال: لاخَمَه و لامَخَه أَی لطَمَه. و اللُّخْمُ، بالضم «1»: ضَرْبٌ من سمك البحر، قال رؤبة: كَثیرة حیتانُه و لُخُمهْ قال: و الجَمَل سمكة تكون فی البحر؛ و رواه ابن الأَعرابی: و اعْتَلَجَتْ جِمالُه و لُخُمهْ قال: و لا یكون الجَمَل فی العَذْب، و قیل: هو سمك ضخم، قیل: لا یمرّ بشی‌ء إِلا قطعه، و هو یأْكل الناس، و یقال له الكَوْسَج. و‌فی حدیث عكرمة: اللُّخُمُ حَلالٌ؛ هو ضَرْبٌ من سمك البحر، و یقال له القِرْشُ؛ و قال المُخبَّل یصف دُرّة و غوَّاصاً: بِلَبانهِ زَیْتٌ و أَخْرَجها منْ ذی غَوارِبَ، وَسْطَه اللُّخُم و لَخْمٌ: حَیٌّ من جُذام؛ قال ابن سیدة: لَخْم حیٌّ من الیمن، و منهم كانت ملوك العرب فی الجاهلیة و هم آلُ عمرو بن عَدیّ بن نصر اللَّخْمِیّ. قال أَبو منصور: مُلوك لَخْمٍ كانوا نزلوا الحیرة، و هم آل المُنْذِر.

لخجم؛ ج12، ص: 539

: اللَّخْجَمُ: البعیرُ المُجْفَر الجنبین، و فی التهذیب: اللَّخْجَم البعیرُ الواسع الجوف.

لدم؛ ج12، ص: 539

: اللَّدْمُ: ضرْبُ المرأَةِ صَدْرَها. لَدَمَت المرأَة وجهَها: ضربته. و لَدَمَتْ خُبْزَ المَلَّة إِذا ضربته. و‌فی حدیث الزبیر یوم أُحُد: فخرجْتُ أَسْعَی إِلیها، یعنی أُمَّه، فأَدْرَكْتُها قبل أَنْ تَنْتَهِیَ إِلی القَتْلی فلَدَمَتْ فی صَدْری و كانت امرأَة جَلْدةً، أَی ضربَتْ و دفعت. ابن سیدة: لَدَمَتِ المرأَةُ صدْرَها تَلْدِمُه لَدْماً ضربته، و الْتَدَمَتْ هی. و اللَّدْمُ: ضرْبُ خُبْزِ الملّة إِذا أَخرجته منها و ضَرْبُ غیرهِ أَیضاً. و اللَّدْمُ: صوتُ الشی‌ء یَقعُ فی الأَرض من الحَجر و نحوه و لیس بالشدید؛ قال ابن مقبل: و للفُؤادِ وَجِیبٌ تَحْتَ أَبْهَرِه، لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَیْبِ بالحَجَرِ و قیل: اللَّدْمُ اللَّطْم و الضربُ بشی‌ء ثقیل یُسْمَعُ وَقْعُه. و الْتَدَمَ النساءُ إِذا ضربْنَ وُجوهَهُنَّ فی المآتم. و اللَّدْمُ: الضرْبُ، و التِدامُ النساء من هذا، و اللَّدْمُ و اللّطْمُ واحدٌ. و الالْتِدَامُ: الاضْطراب. و الْتِدَامُ النساء: ضَرْبهُنّ صُدورَهنّ و وجوهَهن فی النِّیاحة. و رجل مِلْدَمٌ: أَحمقُ ضخم ثقیل كثیر اللحم. و فَدْمٌ لَدْمٌ: إِتباع. و یقال: فلان فَدْمٌ ثَدْمٌ لَدْمٌ بمعنی واحد. و‌روی عن علیّ، علیه السلام، أَن الحسن قال له فی مَخْرجِه إِلی العراق: إِنه غیر صواب، فقال: و الله لا أَكون مثلَ الضَّبُع تسمع اللَّدْمَ فتخرُجُ فتُصاد، و ذلك أَن الصَّیّاد یجی‌ء إِلی جحرها فیضرب بحجَر أَو بیدِه، فتخرج و تَحْسبه شیئاً تَصِیده لتأْخذَه فیأْخذها، و هی من أَحمق الدَّوابّ؛ أَراد أَنی لا أُخْدَع كما تُخْدعُ الضبع باللَّدْم، و یُسمَّی الضرْبُ لَدْماً. و لَدَمْتُ أَلْدِمُ لَدْماً، فأَنا لادِمٌ، و قوم لَدَمٌ مثل خادِمٍ و خَدَمٍ. و أُمُّ مِلْدَم: الحُمَّی، اللیث: أُمّ مِلدَم كنیة الحُمَّی، و العرب تقول: قالت الحمی أَنا أُمُّ مِلْدَم آكُل اللحم و أَمَصُّ الدمَ، قال: و یقال
(1). قوله [و اللخم بالضمّ إلخ] عبارة الصحاح: و اللخم و اللخم بالضم ضرب إلخ و الأَولی بضمتین
لسان العرب، ج‌12، ص: 540
لها أُمّ الهِبْرِزِیّ. و أَلْدَمَت علیه الحُمّی أَی دامَتْ. و‌فی الحدیث: جاءت أُمُّ مِلْدَمٍ تستأْذن؛ هی الحُمَّی، و المیم الأُولی مكسورة زائدة، و بعضهم یقولها بالذال المعجمة. و اللَّدِیمُ: الثوب الخلَق. و ثوب لَدِیم و مُلَدَّم: خَلَقٌ. و لَدَمَه: رَقَعَه. الأَصمعی: المُلَدَّم و المُرَدَّمُ من الثیاب المُرقَّعُ، و هو اللَّدیم. و لَدَمْت الثوب لَدْماً و لَدَّمتُه تَلْدِیماً أَی رَقَّعْتُه، فهو مُلَدَّم و لَدِیمٌ أَی مُرَقَّع مُصْلَح. و اللِّدامُ: مثل الرِّقاع یُلْدَمُ به الخفّ و غیره. و تَلَدَّمَ الثوبُ أَی أَخْلَق و اسْتَرْقَع. و تَلَدَّمَ الرجلُ ثوبَه أَی رَقعَه، یتعدَّی و لا یتعدی، مثل تَرَدَّم. و اللَّدَمُ، بالتحریك: الحُرَمُ فی القَرابات. و یقال: إِنما سمیت الحُرْمَةُ اللَّدَمَ لأَنها تَلْدِمُ القَرابةَ أَی تُصْلِح و تَصِل؛ تقول العرب: اللَّدَمُ اللَّدَمُ إِذا أَرادت توكید المُحالفة أَی حُرْمَتُنا حُرْمَتُكم و بیتنا بیتُكم لا فرق بیننا. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن الأَنصار لما أَرادوا أَن یُبایعوه فی بَیْعَةِ العَقَبة بمكة قال أَبو الهیثم بن التَّیِّهان: یا رسول الله، إن بینَنا و بینَ القَوم حِبالًا و نحنُ قاطِعوها، فنخشی إنِ اللهُ أَعَزَّك و أَظْهَرَكَ أَن ترجع إِلی قومك، فتبسَّم النبی، صلی الله علیه و سلم، و قال: بل الدَّمُ الدَّمُ و الهَدَمُ الهَدَمُ أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُم و أُسالمُ مَنْ سالَمْتُم و رواه بعضهم: بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ و الهَدَمُ الهَدَمُ، قال: فمن رواه بل الدَّم الدّم و الهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابی قال: العرب تقول: دَمِی دَمُك و هَدَمِی هَدَمُك فی النُّصْرة أَی إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ؛ قال: و أَنشد العقیلیّ: دَماً طَیِّباً یا حَبَّذا أَنتَ من دَمِ قال أَبو منصور: و قال الفراء العرب تدخل الأَلف و اللام اللتین للتعریف علی الاسم فتقومان مقام الإِضافة كقول الله عز و جل: فَأَمّٰا مَنْ طَغیٰ وَ آثَرَ الْحَیٰاةَ الدُّنْیٰا فَإِنَّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأْویٰ؛ أَی الجحیم مأْواه، و كذلك قوله: وَ أَمّٰا مَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَویٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْویٰ؛ المعنی فإِن الجنة مأْواه؛ و قال الزجاج؛ معناه فإِن الجنة هی المأْوی له، قال: و كذلك هذا فی كل اسم، یدلان علی مثل هذا الإِضمار فعلی قول الفراء‌قوله الدَّمُ الدَّمُ‌أَی دمكم دمی و هَدَمكم هَدَمی؛ و قال ابن الأَثیر‌فی روایة: الدَّمُ الدَّمُ، قال: هو أَن یهدر دَم القتیل، المعنی إِن طلِب دمُكم فقد طُلب دمی، فدمی و دمُكم شی‌ء واحد، و أَما‌من رواه بل اللَّدَم اللَّدَم و الهَدَم الهَدَم‌فإِن ابن الأَعرابی أَیضاً قال: اللَّدَم الحُرَم جمع لادِمٍ و الهدَم القَبر، فالمعنی حُرَمكم حُرَمی و أُقْبَرُ حیث تُقْبَرون؛ و هذا كقوله: المَحْیا مَحْیاكم و المَمات مماتُكم لا أُفارقكم. و ذكر القتیبی أَن أَبا عبیدة قال فی معنی هذا الكلام: حُرْمَتی مع حُرْمَتِكم و بَیْتی مع بیتكم؛ و أَنشد: ثم الْحَقی بهَدَمِی و لَدَمِی أَی بأَصْلی و موضعی. و اللَّدَمُ: الحُرَمُ جمع لادِم، سُمِّی نساءُ الرجل و حُرَمُه لَدَماً لأَنهن یَلْتَدِمْنَ علیه إِذا مات. و‌فی حدیث عائشة: قُبِض رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و هو فی حَجْری ثم وضَعْت رأْسَه علی وِسادَةٍ و قُمْتُ أَلْتَدِمُ مع النِّساء و أَضْرِب وَجْهی.و المِلْدَمُ و المِلْدَامُ: حَجَرٌ یُرْضَخُ به النوی، و هو المِرْضاخُ أَیضاً. قال ابن بری عند قول الجوهری سُمِّیَت الحُرْمة اللَّدَمَ قال: صوابه أَن یقول سمیت الحُرَمُ اللَّدَم لأَن اللَّدَم جمعُ لادِمٍ. و لَدْمَانُ: ماء معروف. و مُلادِمٌ: اسم؛ و فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 541
ترجمة دعع فی التهذیب قال: قرأْت بخط شمر للطِّرمَّاح: لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاعْ قال: اللَّدْمُ اللَّعْقُ.

لذم؛ ج12، ص: 541

: لَذِمَ بالمكان، بالكسر، لَذْماً و أَلْذَمَ: ثَبَت و لَزِمَه و أَقام. و أَلذَمْتُ فلاناً بفلان إِلذاماً. و رجلٌ لُذَمَةٌ: لازمٌ للبیت، یطرد علی هذا بابٌ فیما زعم ابن درید فی كتابه الموسوم بالجمهرة، قال ابن سیدة: و هو عندی موقوف. و یقال للأَرْنب: حُذَمةٌ لُذَمة تَسبق الجَمْع بالأَكَمةِ؛ فحُذَمةٌ: حدیدة، و قیل: حُذَمة إِذا عَدَتْ أَسرعت، و لُذَمة: ثابتةُ العَدْو لازمة له، و قیل: إِتباع. و اللُّذَمةُ: اللازم للشی‌ء لا یفارقه. و اللُّذُومُ: لُزُومُ الخیر أَو الشر. و لَذِمَه الشی‌ءُ: أَعجَبه، و هو فی شعر الهذلی. و لَذِمَ بالشی‌ء لَذَماً: لَهِجَ به و أَلذَمَه إِیَّاه و به و أَلهَجَه به؛ و أَنشد: ثَبْت اللِّقاء فی الحروبِ مُلْذَما و أَنشد أَبو عمرو لأَبی الوَرْد الجعْدیّ: لَذِمْتَ أَبا حَسَّانَ أَنْبارَ مَعْشَرٍ جَنافَی علیكم، یَطْلُبون الغَوائلا و أُلْذِمَ به أَی أُولِعَ به، فهو مُلْذَم به. و رجل لَذُومٌ و لَذِمٌ و مِلْذَمٌ: مُولَع بالشی‌ء؛ قال: قَصْرَ عَزِیز بالأَكالِ مِلْذَمِ اللیث: اللَّذِمُ المُولَع بالشی‌ء، و قد لَذِمَ لَذَماً. و یقال للشجاعِ: مِلْذَمٌ لعَلَثِه بالقتال، و للذّئب مِلْذَم لعَلَثِه بالفَرْسِ. و لَذِمَ به لَذَماً؛ عَلِقَه؛ و أَما ما أَنشده من قول الشاعر: زعم ابن سیِّئةِ البنان بأَنَّنی لَذِمٌ لآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ فقد یكون العَلِقَ و علی العَلِق، استشهد به ابن الأَعرابی، و قد یكون اللَّهِجَ الحَرِیص، و المعنیان مُقتربان. و یقال: أَلْذِمْ لفلانٍ كَرامتَك أَی أَدِمْها له. و أُمُّ مِلْذم: كنیة الحُمَّی؛ قال ابن الأَثیر: بعضهم یقولها بالذال المعجمة.

لزم؛ ج12، ص: 541

: اللُّزومُ: معروف. و الفِعل لَزِمَ یَلْزَمُ، و الفاعل لازِمٌ و المفعول به ملزومٌ، لَزِمَ الشی‌ءَ یَلْزَمُه لَزْماً و لُزوماً و لازَمَهُ مُلازَمَةً و لِزاماً و الْتَزَمَه و أَلْزَمَه إِیَّاه فالْتَزَمَه. و رجل لُزَمَةٌ: یَلْزَم الشی‌ء فلا یفارِقه. و اللِّزَامُ: الفَیْصل جدّاً. و قوله عز و جل: قُلْ مٰا یَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّی لَوْ لٰا دُعٰاؤُكُمْ؛ أَی ما یصنع بكم ربی لو لا دعاؤه إِیَّاكم إِلی الإِسلام، فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ یَكُونُ لِزٰاماً؛ أَی عذاباً لازماً لكم؛ قال الزجاج: قال أَبو عبیدة فَیْصلًا، قال: و‌جاء فی التفسیر عن الجماعة أَنه یعنی یومَ بدر و ما نزل بهم فیه، فإِنه لُوزِمَ بین القَتْلی لِزَاماً‌أَی فُصل؛ و أَنشد أَبو عبیدة لصخر الغَیّ: فإِمَّا یَنْجُوَا من حَتْفِ أَرْضٍ، فقد لَقِیا حُتوفَهما لِزاماً و تأْویل هذا أَن الحَتْف إِذا كان مُقَدَّراً فهو لازِمٌ، إِن نجا من حَتْفِ مكانٍ لقیه الحَتْفُ فی مكان آخر لِزاماً؛ و أَنشد ابن بری: لا زِلْتَ مُحْتَمِلًا علیَّ ضَغِینَةً، حتی المَماتِ یكون منك لِزاماً و قرئَ لَزاماً، و تأْویله فسوف یَلْزمُكم تكذیبكم لَزاماً و تَلْزمُكم به العقوبة و لا تُعْطَوْن التوبة،
لسان العرب، ج‌12، ص: 542
و یدخل فی هذا یومُ بدر و غیره مما یَلْزَمُهم من العذاب. و اللِّزام: مصدر لَازَمَ. و اللَّزَام، بفتح اللام: مصدر لَزِمَ كالسَّلام بمعنی سَلِمَ، و قد قرئ بهما جمیعاً، فمن كسر أَوقعه مُوقَع مُلازِم، و من فتح أَوقعه موقع لازِم. و فی حدیث أَشراط الساعة ذكرُ اللِّزام، و فسِّر بأَنه یوم بدر، و هو فی اللغة المُلازَمة للشی‌ء و الدوامُ علیه، و هو أَیضاً الفَصْل فی القضیة، قال: فكأَنه من الأَضداد. و اللِّزامُ: الموتُ و الحسابُ. و قوله تعالی: وَ لَوْ لٰا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكٰانَ لِزٰاماً؛ معناه لكان العذاب لازِماً لهم فأَخّرَهم إِلی یوم القیامة. و اللَّزَمُ: فَصْلُ الشی‌ء، من قوله لَكٰانَ لِزٰاماً فَیْصَلًا، و قال غیره: هو من اللُّزومِ. الجوهری: لَزِمْت به و لَازَمْتُه. و اللِّزامُ: المُلازِمُ؛ قال أَبو ذؤیب: فلم یرَ غیرَ عادیةٍ لِزاماً، كما یَتَفَجَّر الحوضُ اللَّقِیفُ و العادیةُ: القوم یَعْدُون علی أَرجلهم أَی فحَمْلَتُهم لِزامٌ كأَنهم لَزِمُوه لا یفارقون ما هم فیه، و اللَّقیفُ: المُتهوِّر من أَسفله. و الالْتِزَامُ: الاعتِناقُ. قال الكسائی: تقول سَبَبْتُه سُبَّةً تكون لَزَامِ، مثل قَطامِ أَی لازمة. و حكی ثعلب: لأَضْرِبَنَّك ضَرْبةً تكون لَزَامِ، كما یقال دَراكِ و نَظارِ، أَی ضربة یُذكر بها فتكون له لِزَاماً أَی لازِمةً. و المِلْزَم، بالكسر: خشبتان مشدودٌ أَوساطُهما بحدیدة تُجْعَل فی طرفها قُنّاحة فتَلْزَم ما فیها لُزوماً شدیداً، تكون مع الصَّیاقِلة و الأَبَّارِین. و صار الشی‌ءُ ضربةَ لازِمٍ، كلازِبٍ، و الباء أَعلی؛ قال كُثیّر فی محمد بن الحنفیة و هو فی حبس ابن الزبیر: سَمِیُّ النبیِّ المُصْطَفی و ابنُ عَمِّه، و فَكّاك أَغْلالٍ و نَفّاع غارِمِ أَبی فهو لا یَشْرِی هُدیً بضَلالةٍ، و لا یَتَّقی فی الله لَوْمةَ لائمِ و نحنُ، بحَمْدِ اللهِ، نَتْلُو كِتابَه حُلولًا بهذا الخَیْفِ، خَیْفِ المَحارِم بحیثُ الحمامُ آمِنُ الرَّوْعِ ساكِنٌ، و حیثُ العَدُوُّ كالصَّدیقِ المُلازِم فما وَرِقُ الدُّنْیا بِباقٍ لأَهْلهِ، و ما شِدَّةُ البَلْوَی بضَرْبةِ لازِم تُحَدِّثُ مَن لاقَیْت أَنك عائذٌ، بَل العائذُ المظلوم فی سِجْنِ عادِم و المُلازِمُ: المُغالِقُ. و لازِم: فرس وُثَیل بن عوف.

لسم؛ ج12، ص: 542

: أَلْسَمَه حُجَّتُه: أَلزَمَه كما یُلْسَم ولَدُ المنتوجة ضرْعَها. و قال ابن شمیل: الإِلْسامُ إِلْقامُ الفصیلِ الضرعَ أَوَّلَ ما یُولد. و یقال: أَلْسَمْته إِلْساماً، فهو مُلْسَمٌ. و یقال: أَلْسَمْتُه حُجَّتَه إِلْسَاماً أَی لَقَّنْتُه إِیاها؛ و أَنشد: لا یُلْسَمَنَّ أَبا عِمْرانَ حُجَّتَه، فلا تكونَنْ له عَوْناً علی عُمرا ابن الأَعرابی: اللَّسْم السكوتُ حیاءً لا عَقْلًا.

لضم؛ ج12، ص: 542

: التهذیب: اللَّضْمُ العُنْفُ و الإِلْحاحُ علی الرجل، یقال: لَضَمْتُه أَلْضِمُه لَضْماً أَی عَنُفْتُ علیه و أَلْحَحْت؛ و أَنشد: مَنَنْتَ بِنائلٍ و لَضَمْتَ أُخْری بِرَدٍّ، ما كذا فِعْلُ الكِرام قال أَبو منصور: و لم أَسمع لضم لغیر اللیث.

لطم؛ ج12، ص: 542

: اللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ و صَفْحةَ الجسد ببَسْط الید، و فی المحكم: بالكفّ مفتوحة، لَطَمَه یَلْطِمُه لَطْماً و لَاطَمَه مُلاطَمةً و لِطَاماً. و المَلْطِمانِ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 543
الخدّان؛ قال: نابی المَعَدَّیْنِ أَسِیل مَلْطِمُه «2». و هما المَلْطَمانِ نادر. ابن حبیب: المَلاطِمُ الخدود، واحدها مَلْطَمٌ؛ و أَنشد: خَصِمُون نَفّاعُون بِیضُ المَلاطِم ابن الأَعرابی: اللَّطْمُ إِیضاحُ الحمرة. و اللَّطْمُ: الضرب علی الوجه بباطن الراحة. و فی المثل: لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْنی؛ قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن لیست بكف‌ءٍ لها. اللیث: اللَّطِیمُ، بلا فِعْلٍ، من الخیل الذی یأْخذ خدَّیه بیاضٌ. و قال أَبو عبیدة: إِذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّی وجهه إِلی أَحد الخدّین فهو لَطِیمٌ، و قیل: اللَّطِیمُ من الخیل الذی سالت غُرّتُه فی أَحد شِقّی وجهه، یقال منه: لُطِمَ الفرس، علی ما لم یسمّ فاعله، فهو لَطِیمٌ؛ عن الأَصمعی. و اللَّطِیمُ من الخیل: الأَبیضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ، و الجمع لُطُمٌ، و الأُنثی لَطِیمٌ أَیضاً، و هو من باب مُدَرْهم أَی لا فِعْل له، و قیل: اللَّطیمُ الذی غُرّته فی أَحد شِقّی وجهه إِلی أَحد الخدّین فی موضع اللَّطْمة، و قیل: لا یكون لَطیماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ و أَفشاها حتی تُصِیبَ عینیه أَو إِحداهما، أَو تُصِیبَ خَدّیه أَو أَحدَهما. و خَدٌّ مُلَطَّمٌ: شُدِّد للكثرة. و اللَّطیمُ من خَیْلِ الحَلْبة: هو التاسع من سوابق الخیل، و ذلك أَنه یُلْطَم وجهُه فلا یدخل السُّرادِق. و اللَّطِیمُ: الصغیرُ من الإِبل الذی یُفْصَل عند طلوع سُهَیْل، و ذلك أَن صاحبه یأْخذ بأُذُنِه ثم یَلْطِمه عند طلوع سهیل و یستقبله به و یَحْلِف أَن لا یذوق قطرة لَبَن بعد یومه ذلك، ثم یَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها و یَفْصِله منها، و لهذا قالت العرب: إِذا طلع سُهیلْ، بَرَدَ اللیلْ، و امتنع القَیْلْ، و للفصیل الوَیْلْ؛ و ذلك لأَنه یُفْصَل عند طلوعه. الجوهری: اللَّطِیمُ فَصیلٌ إِذا طلع سهیل أَخذه الراعی و قال له: أَ تَری سهیلًا؟ و الله لا تذوق عندی قطرة ثم لَطَمَه و نَحّاه. ابن الأَعرابی: اللَّطِیمُ الفصیل إِذا قَوِی علی الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَیْنِ الشمس، ثم یقال اغْرُبْ، فیصیر ذلك الفصیلُ مؤدَّباً و یسمی لَطِیماً. و اللَّطِیمُ: الذی یموت أَبواه. و العَجِیُّ: الذی تموت أُمُّه. و الیتیمُ: الذی یموت أَبوه. و اللَّطِیم و اللَّطِیمةُ: المِسْكُ؛ الأُولی عن كراع، قال الفارسی: قال ابن درید هی كل ضربٍ من الطِّیب یُحمل علی الصُّدْغ من المَلْطِم الذی هو الخدّ، و كان یستحسنها، و قال: ما قالها إِلَّا بطالع سعد. و اللَّطِیمةُ: وِعاءُ المِسْك، و قیل: هی العیر تحمله، و قیل: سُوقُه، و قیل: كلُّ سُوقٍ یُجْلب إِلیها غیرُ ما یؤكل من حُرِّ الطِّیب و المتاعِ غیر المِیرة لَطِیمةٌ، و المیرة لما یؤكل؛ ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد: إِذا اصْطَكَّتْ بضَیْقٍ حُجْرتاها، تَلاقِی العَسْجَدِیَّةِ و اللَّطِیمِ قال: العَسْجَدِیّة إِبل منسوبة إِلی سُوق یكون فیها العَسْجد و هو الذهب؛ و قال ابن بری: العسجدیة التی تَحْمِل الذهب، و اللَّطِیمُ: منسوب إِلی سُوق یكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِیمَ، و هو جمع اللَّطِیمَة، و هی العیرُ التی تحمل المسك. ابن السكیت: اللَّطِیمَة عِیرٌ فیها طِیبٌ، و العسجدیةِ ركابُ المُلوكِ التی تحمل الدِّقَّ، و الدِّقُّ الكثیر الثمن الذی لیس بجافٍ. الجوهری: اللَّطِیمةُ العیرُ تحمل الطِّیبَ و بَزَّ التِّجار، و ربما قیل لسُوقِ العَطَّارِین لَطِیمَةٌ؛
(2). قوله [نابی] كذا فی الأَصل و شرح القاموس بالباء، و الذی فی المحكم: نائی
لسان العرب، ج‌12، ص: 544
قال ذو الرمة یَصف أَرطأة تَكنَّسَ فیها الثور الوحشی: كأَنَّها بیتُ عَطَّارٍ یُضَمِّنُه لَطَائِمَ المِسْكِ، یَحْویها و تُنْتَهَبُ قال أَبو عمرو: اللَّطِیمَةُ قِطْعةُ مِسْك، و یقال فارة مِسْك؛ قال الشاعر فی اللَّطِیمَة المسك: فقلت: أَ عَطَّاراً نَری فی رِحالِنا؟ و ما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائِمُ و قال آخر فی مثله: عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائِمُ و‌فی حدیث بدر: قال أَبو جهل یا قومِ اللَّطِیمَة اللَّطِیمَةَ‌أَی أَدْرِكوها، و هی منصوبة بإِضمار هذا الفعل. و اللَّطِیمَة: الجِمالُ التی تحمل العِطْرَ و البَزَّ غیر المِیرة. و لَطَائِمُ المِسْك: أَوْعِیتُه. ابن الأَعرابی: اللَّطیمةُ سُوقُ الإِبل، و اللَّطیمة و الزَّوْمَلةُ من العِیر التی علیها أَحمالها، قال: و یقال اللَّطیمةُ و العِیرُ و الزَّوْملة، و هی العیر التی كان علیها «1» حِمْل أَو لم یكن، و لا تسمی لَطِیمَةً و لا زَوْملة حتی تكون علیها أَحمالها؛ و قول أَبی ذؤیب: فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِیَّةٍ، تَدُورُ البحارُ فوقَها و تَمُوجُ إِنما عنی دُرَّة. و قوله: ما شئت من لَطَمِیّة، فی موضع الحال. و تَلَطَّمَ وجهُه: ارْبَدّ. و المُلَطَّم: اللئیم. و لَطَّمَ الكتاب: ختَمه؛ و قوله: لا یُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُیوتِنا، و نَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْكِیم یقول: لا یُظْلَم فینا فیُلْطَم و لكن نأْخذ الحق منه بالعدل علیه. اللیث: اللَّطِیمَة سُوق فیها أَوْعیةٌ من العِطْر و نحوه من البِیاعات؛ و أَنشد: یَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِیمة بائعُ و قال فی قول ذی الرمة: لَطَائِم المِسْكِ یَحْوِیها و تُنْتَهَبُ یعنی أَوْعِیَة المسك. أَبو سعید: اللَّطِیمَة العَنْبَرةُ التی لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتی نَشِبَت رائحتها، و هی اللَّطَمِیَّة، و یقال: بالةٌ لَطَمِیّةٌ؛ و منه قول أَبی ذؤیب: كأَنَّ علیها بالةً لَطَمِیَّةً، لها من خِلالِ الدَّأْیَتینِ أَرِیجُ أَراد بالبالة الرائحة و الشَّمّة، مأْخوذ من بَلْوته أَی شَمَمْته، و أَصلها بَلوة، فقدَّم الواو و صیرها أَلفاً كقولهم قاعَ و قَعا. و یقال: أَعْطِنی لَطِیمَةً من مِسك أَی قطعة. و اللَّطِیمَة فی قول النابغة «2»: هی الغوالی المُعَنْبَرة، و لا تسمی لَطِیمة حتی تكون مخلوطة بغیرها. الفراء: اللَّطِیمَة سُوق العطّارین، و اللَّطِیمَة العِیرُ تحمل البُرَّ و الطِّیبَ. أَبو عمرو: اللَّطِیمَةُ سُوقٌ فیها بَزٌّ و طِیب. و لاطَمَه فتَلاطَمَا؛ و الْتَطَمَتِ الأَمْواجُ: ضرب بعضها بعضاً؛ و فی حدیث حسّان: یُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ أَی یَنْفُضْن ما علیها من الغُبار، فاستعار له اللَّطْم، و روی‌یُطَلِّمُهنّ …، و هو الضرب بالكف.

لعم؛ ج12، ص: 544

: انفرد بها الأَزهری و قال: لم أَسمع فیه شیئاً غیر حرف واحد وجدته لابن الأَعرابی، قال: اللَّعَمُ اللُّعابُ، بالعین، قال: و یقال لم یتَلعْثَمْ فی كذا و لم یَتَلَعْلَمْ فی كذا أَی لم یتمكَّث و لم ینتظر.
(1). قوله [و هی العیر التی كان علیها إلخ] كذا فی الأَصل، و عبارة التهذیب: و هی العیر كان علیها حمل أو لم یكن (2). قوله [و اللَّطِیمَة فی قول النابغة إلخ] عبارة التهذیب: و اللَّطِیمَة فی قول النابغة السوق، سمیت لَطِیمَة لتصافق الأَیدی فیها، قال: و أما لَطَائِم المسك فی قول ذی الرمة فهی الغوالی إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 545‌

لعثم؛ ج12، ص: 545

: تَلَعْثَمَ عن الأَمر: نَكَل و تمكَّث و تأَنَّی و تبصَّر، و قیل: التَّلَعْثُم الانتظار. و ما تَلَعْثَمَ عن شی‌ء أَی ما تأَخَّر و لا كذَّب. و قرأَ فما تَلَعْثَمَ و ما تَلَعْذَمَ أَی ما توقَّف و لا تمكَّث و لا تردّد، و قیل: ما تَلَعْثَمَ أَی لم یُبْطِئ بالجواب. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ما عرَضْتُ الإِسْلامَ علی أَحَدٍ إِلا كانت فیه كَبْوةٌ إِلا أَن أَبا بكر ما تَلَعْثَمَ!أَی أَجاب من ساعتِه أَوَّلَ ما دعوته و لم ینتظر و لم یتمكَّث و صدَّق بالإِسلام و لم یتوقَّف. و‌فی حدیث لقمان بن عاد أَنه قال فی أَحدِ إِخْوتِه: فلیسَت فیه لَعْثَمَةٌ إِلا أَنه ابن أَمَةٍ؛ أَراد أَنه لا توقُّفَ عن ذِكْرِ مَناقبه إِلا عند ذكر صَراحةِ نَسبِه فإِنه یُعاب بهُجْنته. و یقال: سأَلته عن شی‌ء فلم یَتَلَعْثَمْ و لم یتَلَعْذَمْ و لم یَتَتَمْتَمْ و لم یتمرَّغ و لم یتفكَّر أَی لم یتوقف حتی أَجابنی.

لعذم؛ ج12، ص: 545

: قرأَ فما تَلَعْذَمَ أَی ما تردَّد كتلَعْثَم، و زعم یعقوب أَن الذال بدل من التاء، و قد تقدم.

لعظم؛ ج12، ص: 545

: الجوهری: یقال لَعْمَظْتُ اللحمَ أَی انتهَسْته عن العظم، قال: و ربما قالوا لَعْظَمْتُه علی القلب.

لغم؛ ج12، ص: 545

: لَغِمَ لَغَماً و لَغْماً: و هو استِخْبارُه عن الشی‌ء لا یستیقنه و إِخبارُه عنه غیر مستیقن أَیضاً. و لَغَمْتُ أَلْغَمُ لَغْماً إِذا أَخبَرْت صاحبك بشی‌ء لا تستیقنه. وَ لَغَمَ لَغْماً: كنَغَم نَغْماً. و قال ابن الأَعرابی: قلت لأَعرابی مَتی المَسِیر؟ فقال: تَلَغَّموا بیومِ السبْت، یعنی ذكَروه، و اشتقاقه من أَنهم حرَّكوا مَلاغِمَهم به. و اللَّغِیمُ: السِّرّ. و اللُّغَامُ و المَرْغُ: اللُّعاب للإِنسان. و لُغَام البعیر: زَبَدُه. و اللُّغَامُ: زَبَدُ أَفواهِ الإِبل، و الرُّوالُ للفرس. ابن سیدة: و اللُّغَام من البعیر بمنزلة البُزاقِ أَو اللُّعاب من الإِنسان. و لَغَمَ البعیرُ یَلْغَمُ لُغَامه لَغْماً إِذا رمی به. و‌فی حدیث ابن عُمر: و أَنا تحت ناقة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یُصِیبُنی لُغَامُها؛ لُغامُ الدابة: لُعابُها و زبدُها الذی یخرج من فیها معه، و قیل: هو الزَّبَدُ وحده، سمی بالمَلاغِم، و هی ما حَوْلَ الفَم مما یَبْلُغه اللسان و یَصِل إِلیه؛ و منه‌الحدیث: یَستعمِل مَلاغِمَهُ؛ هو جمع مَلْغَم؛ و منه‌حدیث عمرو بن خارجة: و ناقة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تَقْصَع بِجِرّتها و یَسِیل لُغَامُها بین كَتِفَیَّ.و المَلْغَمُ: الفمُ و الأَنْف و ما حولهما. و قال الكلابی: المَلاغِمُ من كل شی‌ء الفم و الأَنف و الأَشْداق، و ذلك أَنها تُلَغَّم بالطیب، و من الإِبل بالزَّبَدِ و اللُّغامِ. و المَلْغَمُ و المَلاغِم: ما حول الفم الذی یبلغه اللسان، و یشبه أَن یكون مَفْعَلًا من لُغامِ البعیر، سمی بذلك لأَنه موضع اللُّغامِ. الأَصمعی: مَلاغِمُ المرأَة ما حول فمها. الكسائی: لَغَمْت أَلْغَمُ لَغْماً. و یقال: لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها إِذا قبَّلْت مَلْغَمها؛ و قال: خَشَّمَ منها مَلْغَمُ المَلْغومِ بشَمَّةٍ من شارِفٍ مَزْكومِ قدْ خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمومِ، لیسَ بمَعْشوقٍ و لا مَرْؤُومِ خَشَّم منها أَی نتُن منها مَلْغُومُها بشَمَّة شارف. و تَلَغَّمْت بالطِّیب إِذا جعلته فی المَلاغِم؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: تَزْدَج بالجادِیّ أَو تَلَغَّمُهْ «3». و قد تلَغَّمَتِ المرأَةُ بالزعفران و الطِّیب؛ و أَنشد:
(3). قوله [تزدج إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 546
مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع و لُغِمَ فلانٌ بالطِّیب، فهو مَلْغُوم إِذا جعل الطِّیب علی مَلاغِمه. و المَلْغَم: طرف أَنفه. و تلَغَّمَتِ المرأَة بالطیب تَلَغُّماً: وضَعَتْه علی مَلاغمها. و كلُّ جوهر ذوّاب كالذهب و نحوه خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ، و قد أُلْغِمَ فالْتَغَمَ. و الغنَمُ تَتَلَغَّمُ بالعُشْب و بالشِّرْب تَبُلُّ مَشافِرَها. و اللَّغَم: الإِرْجافُ الحادُّ.

لغذم؛ ج12، ص: 546

: تَلَغْذَمَ الرجلُ: اشتدَّ كلامه. اللیث: المُتَلَغْذِم الشدید الأَكل.

لفم؛ ج12، ص: 546

: اللِّفَام: النقاب علی طرف الأَنف، و قد لَفَمَ و تَلَفَّمَ. و لَفَمَتِ المرأَة فاها بِلِفامِها: نَقَّبَته. و لَفَمَتْ و تَلَفَّمَت و الْتَفَمَت إِذا شدَّت اللِّفام. أَبو زید: تمیم تقول تلَثَّمت علی الفم، و غیرهم یقول تَلَفَّمَت. قال الفراء: یقال من اللِّفَام لَفَمْت أَلْفِمُ، فإِذا كان علی طرف الأَنف فهو اللِّفَام، و إِذا كان علی الفم فهو اللِّثام. الجوهری: قال الأَصمعی إِذا كان النِّقاب علی الفم فهو اللِّثام و اللِّفام، كما قالوا الدَّفَئِیُّ و الدَّثَئِیُّ؛ قال الشاعر: یُضِی‌ءُ لنا كالبَدْر تحت غَمامةٍ، و قد زلَّ عن غُرّ الثَّنایا لِفامُها و قال أَبو زید: تَلَفَّمْت تَلَفُّماً إِذا أَخذت عمامة فجعلتها علی فیك شِبْه النقاب و لم تبلغ بها أَرنبة الأَنف و لا مارِنَه، قال: و بنو تمیم تقول فی هذا المعنی: تلَثَّمت تلَثُّماً، قال: و إِذا انتهی إِلی الأَنف فغشِیَه أَو بعضه فهو النقاب.

لقم؛ ج12، ص: 546

: اللَّقْمُ: سُرعة الأَكل و المُبادرةُ إِلیه. لَقِمَه لَقْماً و الْتَقَمَه و أَلْقَمَه إِیاه، و لَقِمْت اللُّقْمةَ أَلْقَمُها لَقْماً إِذا أَخَذْتَها بِفِیك، و أَلْقَمْتُ غیری لُقْمةً فلَقِمَها. و الْتَقَمْت اللُّقْمةَ أَلْتَقِمُها الْتِقَاماً إِذا ابْتَلَعْتها فی مُهْلة، و لَقَّمْتها غیری تَلْقِیماً. و فی المثل: سَبَّه فكأَنما أَلْقَمَ فاه حَجَراً. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَلْقَمَ عینَه خَصاصةَ الباب‌أَی جعل الشَّقَّ الذی فی الباب یُحاذی عینَه فكأَنه جعله للعین كاللُّقمة للفم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فهو كالأَرْقم إِن یُتْرك یَلْقَم‌أَی إِن تَتْرُكه یأْكلك. یقال: لَقِمْتُ الطعامَ أَلْقَمُه و تَلَقَّمْتُه و الْتَقَمْتُه. و رجُل تِلْقَام و تِلْقَامَة: كبیر اللُّقَم، و فی المحكم: عظیم اللُّقَم، و تِلْقَامَة من المُثُل التی لم یذكرها صاحب الكتاب. و اللَّقْمَة و اللُّقْمَة: ما تُهیِّئه لِلّقم؛ الأُولی عن اللحیانی. التهذیب: و اللُّقْمَة اسم لما یُهیِّئه الإِنسان للالتقام، و اللَّقْمَةُ أَكلُها بمرّة، تقول: أَكلت لُقْمَة بلَقْمَتَیْنِ، و أَكلت لُقْمَتَیْنِ بلَقْمَة، و أَلْقَمْت فلاناً حجَراً. و لَقَّمَ البعیرَ إِذا لم یأْكل حتی یُناوِلَه بیده. ابن شمیل: أَلْقَمَ البعیرُ عَدْواً بینا هو یمشی إِذْ عَدا فذلك الإِلْقَام، و قد أَلْقَمَ عَدْواً و أَلْقَمْتُ عَدْواً. و اللَّقَمُ، بالتحریك: وسط الطریق؛ و أَنشد ابن بری للكمیت: و عبدُ الرحِیمِ جماعُ الأُمور، إِلیه انتَهی اللَّقَمُ المُعْمَلُ و لَقَمُ الطریق و لُقَمُه؛ الأَخیرة عن كراع: مَتْنُه و وسطه؛ و قال الشاعر یصف الأَسد: غابَتْ حَلِیلتُه و أَخْطأَ صَیْده، فله علی لَقَمِ الطریقِ زَئِیر «1». و اللَّقْمُ، بالتسكین: مصدر قولك لَقَمَ الطریقَ و غیر الطریق، بالفتح، یَلْقُمُه، بالضم، لَقْماً: سدَّ فمه. و لَقَمَ الطریقَ و غیرَ الطریق یَلْقُمُه لَقْماً:
(1). هذا البیت لبشار بن بُرد
لسان العرب، ج‌12، ص: 547
سدَّ فمه. و اللَّقَمُ، محرَّك: مُعْظم الطریق. اللیث: لَقَمُ الطریق مُنْفَرَجُه، تقول: علیك بلَقَمِ الطریق فالْزَمْه. و لُقْمَانُ: صاحب النُّسور تنسبه الشعراءُ إلی عاد؛ و قال: تَراه یُطوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً لیأْكل رأْسَ لُقْمَانَ بنِ عادِ قال ابن بری: قیل إن هذا البیت لأَبی المهوش الأَسَدیّ، و قیل: لیزید بن عمرو بن الصَّعِق، و هو الصحیح؛ و قبله: إذا ما ماتَ مَیْتٌ من تَمیمٍ فسَرَّك أَن یَعِیش، فجِئْ بِزادِ بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بتَمْرٍ، أَو الشی‌ء المُلَفَّفِ فی البِجادِ و قال أَوس بن غَلْفاء یردّ علیه: فإنَّكَ، فی هِجاء بنی تَمیمٍ، كمُزْدادِ الغَرامِ إلی الغَرامِ هُمُ ضَرَبوكَ أُمَّ الرأْسِ، حتی بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ من العِظام و همْ ترَكوكَ أَسْلَح مِن حُبارَی رأَت صَقْراً، و أَشْرَدَ من نَعامِ ابن سیدة: و لُقْمَان اسم؛ فأَما لُقْمَان الذی أَثنی علیه الله تعالی فی كتابه فقیل فی التفسیر: إنه كان نبیّاً، و قیل: كان حكیماً لقول الله تعالی: وَ لَقَدْ آتَیْنٰا لُقْمٰانَ الْحِكْمَةَ؛ و قیل: كان رجلًا صالحاً، و قیل: كان خَیّاطاً، و قیل: كان نجّاراً، و قیل: كان راعیاً؛ و‌روی فی التفسیر أَن إنساناً وقف علیه و هو فی مجلسه قال: أَ لَسْتَ الذی كنتَ ترعی معی فی مكان كذا و كذا؟ قال: بلی، فقال: فما بَلَغَ بك ما أری؟ قال: صِدْقُ الحدیث و أَداءُ الأَمانةِ و الصَّمْتُ عما لا یَعْنِینی، و قیل: كان حَبَشِیّاً غلیظ المَشافر مشقَّق الرجلین؛ هذا كله قول الزجاج، و لیس یضرّه ذلك عند الله عز و جل لأَن الله شرّفه بالحِكْمة. و لُقَیم: اسم، یجوز أَن یكون تصغیر لُقْمَان علی تصغیر الترخیم، و یجوز أَن یكون تصغیر اللّقم؛ قال ابن بری: لُقَیم اسم رجل؛ قال الشاعر: لُقَیم بن لُقْمانَ من أُخْتِه، و كان ابنَ أُخْتٍ له و ابْنَما

لكم؛ ج12، ص: 547

: اللَّكْم: الضرب بالید مجموعة، و قیل: هو اللَّكْزُ فی الصدر و الدفْعُ، لَكَمَه یَلْكُمُه لَكْماً؛ أَنشد الأَصمعی: كأَن صوتَ ضَرْعِها تَشاجُلُ «1». هاتِیك هاتا حَتنا تكایِلُ، لَدْمُ العُجا تَلْكُمُها الجَنادِلُ و المُلَكَّة: القُرْصة المضروبة بالید. و خُفٌّ مِلْكَم و مُلَكَّم و لَكَّام: صُلْب شدید یكسر الحجارة؛ أَنشد ثعلب: ستأتِیك منها، إن عَمَرْتَ، عِصابةٌ و خُفَّانِ لَكَّامَانِ للقِلَعِ الكُبْدِ قال ابن سیدة: هذا شعر للصّ یتهزّأُ بمسروقه. و یقال: جاءنا فلانٌ فی نِخافَیْنِ مُلَكَّمَیْنِ أَی فی خُفَّیْنِ مُرقَّعَیْن. و المُلَكَّم: الذی فی جانبه رِقاعٌ یَلْكُم بها الأَرض. و جَبَلُ اللُّكَامِ: معروف؛ التهذیب: جبَل لُكامٍ معروف بناحیة الشأْم. الجوهری: اللُّكّام، بالتشدید، جبل بالشأْم. و مُلْكُومٌ: اسم ماء بمكة، شرفها الله تعالی.

لمم؛ ج12، ص: 547

: اللَّمُّ: الجمع الكثیر الشدید. و اللَّمُّ: مصدر لَمَّ الشی‌ء یَلُمُّه لَمّاً جمعه و أصلحه. و لَمَّ اللهُ
(1). قوله: تشاجل: هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 548
شَعَثَه یَلُمُّه لَمّاً: جمعَ ما تفرّق من أُموره و أَصلحه. و فی الدعاء: لَمَّ اللهُ شعثَك أی جمع اللهُ لك ما یُذْهب شعثك؛ قال ابن سیدة: أی جمعَ مُتَفَرِّقَك و قارَبَ بین شَتِیت أَمرِك. و‌فی الحدیث: اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا، و‌فی حدیث آخر: و تَلُمّ بها شَعَثی؛ هو من اللَّمّ الجمع أَی اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا. و رجُل مِلَمٌّ: یَلُمُّ القوم أی یجمعهم. و تقول: هو الذی یَلُمّ أَهل بیته و عشیرَته و یجمعهم؛ قال رؤبة: فابْسُط علینا كَنَفَیْ مِلَمّ أَی مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَی یَلُمُّ أَمرَنا. و رجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ إذا كان یُصْلِح أُمور الناس و یَعُمّ الناس بمعروفه. و قولهم: إنّ دارَكُما لَمُومةٌ أَی تَلُمُّ الناس و تَرُبُّهم و تَجْمعهم؛ قال فَدَكیّ بن أَعْبد یمدح علقمة بن سیف: لأَحَبَّنی حُبَّ الصَّبیّ، و لَمَّنی لَمَّ الهَدِیّ إلی الكریمِ الماجِدِ «1». ابن شمیل: لُمَّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن یصحبه فقد أَصاب لُمّةً، و الواحد لُمَّة و الجمع لُمَّة. و كلُّ مَن لقِیَ فی سفره ممن یُؤنِسُه أَو یُرْفِدُه لُمَّة. و‌فی الحدیث: لا تسافروا حتی تُصیبوا لُمَّة «2».أَی رُفْقة. و‌فی حدیث فاطمة، رضوان الله علیها، أَنها خرجت فی لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَیْلَها إلی أَبی بكر فعاتبته، أَی فی جماعة من نسائها؛ قال ابن الأَثیر: قیل هی ما بین الثلاثة إلی العشرة، و قیل: اللُّمَّة المِثْلُ فی السن و التِّرْبُ؛ قال الجوهری: الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، و هو مما أَخذت عینه كَسَهٍ و مَهٍ، و أَصلها فُعْلة من المُلاءمة و هی المُوافقة. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: ألا و إنّ معاویة قادَ لُمَّة من الغواة‌أی جماعة. قال: و أما لُمَة الرجل مثله فهو مخفف. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أن شابة زُوِّجَت شیخاً فقتَلتْه فقال: أیها الناس لِیتزوَّج كلٌّ منكم لُمَتَه من النساء و لتَنْكح المرأةُ لُمَتَها من الرجال‌أی شكله و تِرْبَه و قِرْنَه فی السِّن. و یقال: لك فیه لُمَةٌ أی أُسْوة؛ قال الشاعر: فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُمَاتٌ، و إن نَغْبُرْ فنحن علی نُدورِ و قال ابن الأَعرابی: لُمَات أَی أَشباه و أَمثال، و قوله: … فنحن علی ندور أی سنموت لا بدّ من ذلك. و قوله عز و جل: وَ تَأْكُلُونَ التُّرٰاثَ أَكْلًا لَمًّا؛ قال ابن عرفة: أَكلًا شدیداً؛ قال ابن سیدة: و هو عندی من هذا الباب، كأنه أَكلٌ یجمع التُّراث و یستأْصله، و الآكلُ یَلُمُّ الثَّریدَ فیجعله لُقَماً؛ قال الله عز و جل: وَ تَأْكُلُونَ التُّرٰاثَ أَكْلًا لَمًّا؛ قال الفراء: أی شدیداً، و قال الزجاج: أی تأْكلون تُراث الیتامی لَمّاً أی تَلُمُّون بجمیعه. و فی الصحاح: أَكْلًا لَمًّا أی نَصِیبَه و نصیب صاحبه. قال أبو عبیدة: یقال لَمَمْتُه أَجمعَ حتی أتیت علی آخره. و‌فی حدیث المغیرة: تأْكل لَمّاً و تُوسِع ذَمّاً‌أی تأْكل كثیراً مجتمعاً. و روی الفراء عن الزهری أنه قرأَ: و إنَّ كُلًا لَمّاً، مُنَوَّنٌ، لَیُوَفِّیَنَّهُمْ؛ قال: یجعل اللَّمَّ شدیداً كقوله تعالی: وَ تَأْكُلُونَ التُّرٰاثَ أَكْلًا لَمًّا؛ قال الزجاج: أراد و إن كلًا لیُوَفِّینهم جَمْعاً لأَن معنی اللّمّ الجمع، تقول:
(1). قوله [لأَحبنی] أَنشده الجوهری: و أحبنی (2). قوله [حتی تصیبوا لُمة] ضبط لُمة فی الأَحادیث بالتشدید كما هو مقتضی سیاقها فی هذه المادة، لكن ابن الأَثیر ضبطها بالتخفیف و هو مقتضی قوله: قال الجوهری الهاء عوض إلخ و كذا قوله یقال لك فیه لمة إلخ البیت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأَم
لسان العرب، ج‌12، ص: 549
لَمَمْت الشی‌ء أَلُمُّه إذا جمعته. الجوهری: و إنَّ كلًا لَمًّا لیوفینهم، بالتشدید؛ قال الفراء: أصله لممّا، فلما كثرت فیها المِیماتُ حذفت منها واحد، و قرأَ الزهری: لَمّاً، بالتنوین، أی جمیعاً؛ قال الجوهری: و یحتمل أن یكون أن صلة لمن من، فحذفت منها إحدی المیمات؛ قال ابن بری: صوابه أن یقول و یحتمل أن یكون أصله لَمِن مَن، قال: و علیه یصح الكلام؛ یرید أن لَمّاً فی قراءة الزهری أصلها لَمِنْ مَن فحذفت المیم، قال: و قولُ من قال لَمّا بمعنی إلَّا، فلیس یعرف فی اللغة. قال ابن بری: و حكی سیبویه نَشدْتُك الله لَمّا فَعَلْت بمعنی إلّا فعلت، و قرئ: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَیْهٰا حٰافِظٌ؛ أی ما كل نفس إلا علیها حافظ، و إن كل نفس لعلیها «1». حافظ. و ورد‌فی الحدیث: أنْشُدك الله لَمّا فعلت كذا، و تخفف المیم و تكونُ ما زائدة، و قرئ بهما لما علیها حافظ. و الإِلْمامُ و اللَّمَمُ: مُقاربَةُ الذنب، و قیل: اللَّمَم ما دون الكبائر من الذنوب. و فی التنزیل العزیز: الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ. و أَلَمَّ الرجلُ: من اللَّمَمِ و هو صغار الذنوب؛ و قال أمیّة: إنْ تَغْفِر، اللَّهمَّ، تَغْفِرْ جَمّا و أَیُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا؟ و یقال: هو مقارَبة المعصیة من غیر مواقعة. و قال الأَخفش: اللَّمَمُ المُقارَبُ من الذنوب؛ قال ابن بری: الشعر لأُمیَّة بن أَبی الصّلْت؛ قال: و ذكر عبد الرحمن عن عمه عن یعقوب عن مسلم بن أَبی طرفة الهذلیّ قال: مر أَبو خِراش یسعی بین الصفا و المروة و هو یقول: لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا، أَتَمَّه اللهُ، و قد أَتَمَّا إن تغفر، اللهم، تغفر جمّاً و أیُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا؟ قال أبو إسحاق: قیل اللَّمَمُ نحو القُبْلة و النظْرة و ما أَشبهها؛ و ذكر الجوهری فی فصل نول: إن اللَّمَم التقبیلُ فی قول وَضّاح الیَمَن: فما نَوّلَتْ حتی تَضَرَّعْتُ عندَها، و أنْبأتُها ما رَخّصَ اللهُ فی اللَّمَمْ و قیل: إِلَّا اللَّمَمَ: إلّا أن یكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب، قال: و یدلّ علیه قوله تعالی: إِنَّ رَبَّكَ وٰاسِعُ الْمَغْفِرَةِ؛ غیر أن اللَّمَم أن یكونَ الإِنسان قد أَلَمَّ بالمعصیة و لم یُصِرَّ علیها، و إنما الإِلْمَامُ فی اللغة یوجب أنك تأْتی فی الوقت و لا تُقیم علی الشی‌ء، فهذا معنی اللَّمَم؛ قال أبو منصور: و یدل علی صاحب قوله قولُ العرب: أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْمَاماً و ما تَزورُنا إلَّا لِمَاماً؛ قال أبو عبید: معناه الأَحیانَ علی غیر مُواظبة، و قال الفراء فی قوله إِلَّا اللَّمَمَ: یقول إلّا المُتقاربَ من الذنوب الصغیرة، قال: و سمعت بعض العرب یقول: ضربته ما لَمَم القتلِ؛ یریدون ضرباً مُتقارِباً للقتل، قال: و سمعت آخر یقول: أَلَمَّ یفعل كذا فی معنی كاد یفعل، قال: و ذكر الكلبی أنها النَّظْرةُ من غیر تعمُّد، فهی لَمَمٌ و هی مغفورة، فإن أَعادَ النظرَ فلیس بلَمَمٍ، و هو ذنب. و قال ابن الأَعرابی: اللَّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة. و قال أبو زید: كان ذلك منذ شهرین أو لَمَمِهما، و مُذ شهر و لَمَمِه أو قِرابِ شهر. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: و إن مما یُنْبِتُ
(1). قوله [و إن كل نفس لعلیها حافظ] هكذا فی الأَصل و هو إنما یناسب قراءة لما بالتخفیف
لسان العرب، ج‌12، ص: 550
الربیعُ ما یَقْتُلُ حَبَطاً أو یُلِمُّ؛ قال أبو عبید: معناه أو یقرب من القتل؛ و منه‌الحدیث الآخر فی صفة الجنة: فلو لا أنه شی‌ء قضاه اللهُ لأَلَمَّ أن یذهب بصرُه، یعنی لِما یری فیها، أی لَقَرُب أن یذهب بصره. و قال أبو زید: فی أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا و كذا، و هو الذی قارَب أن یَحمِل. و‌فی حدیث الإِفْكِ: و إن كنتِ أَلْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِی الله، أی قارَبْتِ، و قیل: اللَّمَمُ مُقارَبةُ المعصیة من غیر إِیقاعِ فِعْلٍ، و قیل: هو من اللَّمَم صغار الذنوب. و‌فی حدیث أبی العالیة: إن اللَّمَم ما بین الحَدَّین حدِّ الدنیا و حدِّ الآخرة‌أی صغارُ الذنوب التی لیس علیها حَدٌّ فی الدنیا و لا فی الآخرة، و الإِلْمَامُ: النزولُ. و قد أَلَمَّ أَی نزل به. ابن سیدة: لَمَّ به و أَلَمَّ و الْتَمَّ نزل. و أَلَمَّ به: زارَه غِبّاً. اللیث: الإِلْمَامُ الزیارةُ غِبّا، و الفعل أَلْمَمْتُ به و أَلْمَمْتُ علیه. و یقال: فلانٌ یزورنا لِمَاماً أی فی الأَحایِین. قال ابن بری: اللِّمَامُ اللِّقاءُ الیسیرُ، واحدتها لَمَّة؛ عن أبی عمرو. و‌فی حدیث جمیلة: أنها كانت تحت أَوس بن الصامت و كان رجلًا به لَمَمٌ، فإذا اشْتَدَّ لَمَمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار؛ قال ابن الأَثیر: اللَّمَمُ هاهنا الإِلْمامُ بالنساء و شدة الحرص علیهن، و لیس من الجنون، فإنه لو ظاهر فی تلك الحال لم یلزمه شی‌ء. و غلام مُلِمٌّ: قارَب البلوغَ و الاحتلامَ. و نَخْلةٌ مُلِمٌّ و مُلِمَّة: قارَبتِ الإِرْطابَ. و قال أَبو حنیفة: هی التی قاربت أن تُثْمِرَ. و المُلِمَّة: النازلة الشدیدة من شدائد الدهر و نوازِل الدنیا؛ و أما قول عقیل بن أبی طالب: أُعِیذُه من حادِثات اللَّمَّهْ فیقال: هو الدهر. و یقال: الشدة، و وافَق الرجَزَ من غیر قصد؛ و بعده: و من مُریدٍ هَمَّه و غَمَّهْ و أنشد الفراء: علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها تُدِیلُنا اللَّمَّةَ من لَمَّاتِها، فتَسْتَرِیحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها قال ابن بری و حكی أن قوماً من العرب یخفضون بلعل، و أنشد: لعلَّ أَبی المِغْوارِ منكَ قریبُ و جَمَلٌ مَلْمُومٌ و مُلَمْلَم: مجتمع، و كذلك الرجل، و رجل مُلَمْلَم: و هو المجموع بعضه إلی بعض. و حجَر مُلَمْلَم: مُدَمْلَك صُلْب مستدیر، و قد لَمْلَمَه إذا أَدارَه. و حكی عن أعرابی: جعلنا نُلَمْلِمُ مِثْلَ القطا الكُدْرِیّ من الثرید، و كذلك الطین، و هی اللَّمْلَمَة. ابن شمیل: ناقة مُلَمْلَمَة، و هی المُدارة الغلیظة الكثیرة اللحم المعتدلة الخلق. و كَتیبة مَلْمُومَة و مُلَمْلَمَة: مجتمعة، و حجر مَلْموم و طین مَلْموم؛ قال أبو النجم یصف هامة جمل: مَلْمُومة لَمًّا كظهر الجُنْبُل و مُلَمْلَمَة الفیلِ: خُرْطومُه. و‌فی حدیث سوید بن غَفلة: أتانا مُصدِّقُ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، فأَتاه رجل بناقة مُلَمْلَمَة فأَبی أَن یأْخذَها؛ قال: هی المُسْتدِیرة سِمَناً، من اللَّمّ الضمّ و الجمع؛ قال ابن الأَثیر: و إنما ردّها لأَنه نُهِی أن یؤخذ فی الزكاة خیارُ المال. و قَدح مَلْمُوم: مستدیر؛ عن أبی حنیفة. و جَیْش لَمْلَمٌ: كثیر مجتمع، و حَیٌّ لَمْلَمٌ كذلك، قال ابن أَحمر: منْ دُونِهم، إن جِئْتَهم سَمَراً، حَیٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَسكَر
لسان العرب، ج‌12، ص: 551
و كتیبة مُلَمْلَمَة و مَلْمُومَة أیضاً أی مجتمعة مضموم بعضها إلی بعض. و صخرة مَلْمُومة و مُلَمْلَمَة أی مستدیرة صلبة. و اللِّمَّة: شعر الرأْس، بالكسر، إذا كان فوق الوَفْرة، و فی الصحاح؛ یُجاوِز شحمة الأُذن، فإذا بلغت المنكبین فهی جُمّة. و اللِّمَّة: الوَفْرة، و قیل: فوقَها، و قیل: إذا أَلَمَّ الشعرُ بالمنكب فهو لِمَّة، و قیل: إذا جاوزَ شحمة الأُذن، و قیل: هو دون الجُمّة، و قیل: أَكثرُ منها، و الجمع لِمَمٌ و لِمَامٌ؛ قال ابن مُفَرِّغ: شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق منهم فی وُجوهٍ مع اللِّمَامِ الجِعاد و‌فی الحدیث: ما رأَیتُ ذا لِمَّةٍ أَحسَن من رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ اللِّمَّةُ من شعر الرأْس: دون الجُمّة، سمِّیت بذلك لأَنها أَلمّت بالمنكبین، فإذا زادت فهی الجُمّة. و‌فی حدیث رِمْثة: فإذا رجل له لِمَّةٌ؛ یعنی النبی، صلی الله علیه و سلم. و ذو اللِّمَّة: فرس سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و ذو اللِّمَّة أیضاً: فرس عُكاشة بن مِحْصَن. و لِمَّةُ الوتِدِ: ما تشَعَّثَ منه؛ و فی التهذیب: ما تشَعّث من رأْس المَوتود بالفِهْر؛ قال: و أَشْعَثَ فی الدارِ ذی لِمَّةٍ یُطیلُ الحُفوفَ، و لا یَقْمَلُ و شعر مُلَمَّم و مُلَمْلَمٌ: مَدهون؛ قال: و ما التَّصابی للعُیونِ الحُلَّمِ بعدَ ابْیِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ العُیون هنا سادةُ القوم، و لذلك قال الحُلَّم و لم یقل الحالِمة. و اللَّمَّةُ: الشی‌ء المجتمع. و اللَّمَّة و اللَّمَم، كلاهما: الطائف من الجن. و رجل مَلمُوم: به لَمَم، و ملموس و ممسُوس أی به لَمَم و مَسٌّ، و هو من الجنون. و اللَّمَمُ: الجنون، و قیل طرَفٌ من الجنون یُلِمُّ بالإِنسان، و هكذا كلُّ ما ألمَّ بالإِنسان طَرَف منه؛ و قال عُجَیر السلولیّ: و خالَطَ مِثْل اللحم و احتَلَّ قَیْدَه، بحیث تَلاقَی عامِر و سَلولُ و إذا قیل: بفلان لَمّةٌ، فمعناه أن الجن تَلُمّ الأَحْیان «2». و‌فی حدیث بُرَیدة: أن امرأة أَتت النبی، صلی الله علیه و سلم، فشكت إلیه لَمَماً بابنتِها؛ قال شمر: هو طرَف من الجنون یُلِمُّ بالإِنسان أی یقرب منه و یعتریه، فوصف لها الشُّونِیزَ و قال: سیَنْفَع من كل شی‌ء إلَّا السامَ و هو الموت. و یقال: أَصابتْ فلاناً من الجن لَمَّةٌ، و هو المسُّ و الشی‌ءُ القلیل؛ قال ابن مقبل: فإذا و ذلك، یا كُبَیْشةُ، لم یكن إلّا كَلِمَّة حالِمٍ بخَیالٍ قال ابن بری: قوله فإذا و ذلك مبتدأ، و الواو زائدة؛ قال: كذا ذكره الأَخفش و لم یكن خبرُه: و أنشد ابن بری لحباب بن عمّار السُّحَیمی: بَنو حَنیفة حَیٌّ حین تُبْغِضُهم، كأنَّهم جِنَّةٌ أو مَسَّهم لَمَمُ و اللَّامَّةُ: ما تَخافه من مَسٍّ أو فزَع. و اللامَّة: العین المُصیبة و لیس لها فعل، هو من باب دارِعٍ. و قال ثعلب: اللامَّة ما أَلمَّ بك و نظَر إلیك؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بشی‌ء. و العَین اللامَّة: التی تُصیب بسوء. یقال: أُعِیذُه من كلِّ هامّةٍ و لامَّة. و‌فی حدیث ابن عباس قال: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یُعَوِّذ الحسن و الحسین، و‌فی روایة:
(2). قوله: تلم الأحیان؛ هكذا فی الأصل، و لعله أراد تلمّ به بعض الأَحیان
لسان العرب، ج‌12، ص: 552
أنه عَوَّذ ابنیه، قال: و كان أبوكم إبراهیمُ یُعَوِّذ إسحاق و یعقوب بهؤلاء الكلمات: أُعِیذُكُما بكلمة الله التامّة من كل شیطان و هامّة، و فی روایة: من شرِّ كل سامّة، و من كل عین لامَّة؛ قال أبو عبید: قال لامَّة و لم یقل مُلِمَّة، و أصلها من أَلْمَمْت بالشی‌ء تأْتیه و تُلِمّ به لیُزاوِج قوله من شرِّ كل سامّة، و قیل: لأَنه لم یُرَد طریقُ الفعل، و لكن یُراد أنها ذاتُ لَمَمٍ فقیل علی هذا لامَّة كما قال النابغة: كِلِینی لِهَمٍّ، یا أُمَیْمة، ناصِب و لو أراد الفعل لقال مُنْصِب. و قال اللیث: العینُ اللامَّة هی العین التی تُصیب الإِنسان، و لا یقولون لَمَّتْه العینُ و لكن حمل علی النسب بذی و ذات. و‌فی حدیث ابن مسعود قال: لابن آدم لَمَّتَان: لَمّة من المَلَك، و لَمّة من الشیطان، فأما لَمَّة الملك فاتِّعادٌ بالخیر و تَصْدیق بالحق و تطییب بالنفس، و أما لَمَّةُ الشیطان فاتِّعادٌ بالشرّ و تكذیب بالحق و تخبیث بالنفس.و‌فی الحدیث: فأما لَمَّة الملَك فیَحْمَد اللهَ علیها و یتعوَّذ من لَمَّة الشیطان؛ قال شمر: اللَّمَّة الهَمّة و الخَطرة تقع فی القلب؛ قال ابن الأَثیر: أراد إلمامَ المَلَك أو الشیطان به و القربَ منه، فما كان من خَطَرات الخیر فهو من المَلك، و ما كان من خطرات الشرّ فهو من الشیطان. و اللَّمَّة: كالخطرة و الزَّوْرة و الأَتْیة؛ قال أَوس بن حجر: و كان، إذا ما الْتَمَّ منها بحاجةٍ، یراجعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا یعنی داهیةً، جعل تُماضِر، اسم امرأة، داهیة. قال: و الْتَمَّ من اللَّمّة أی زار، و قیل فی قوله للشیطان لَمَّةٌ أی دُنُوٌّ، و كذلك للمَلك لَمَّة أی دُنوّ. و یَلَمْلَم و أَلَمْلَم علی البدل: جبل، و قیل: موضع، و قال ابن جنی: هو مِیقاتٌ، و فی الصحاح: مِیقاتُ أهل الیمن. قال ابن سیدة؛ و لا أدری ما عَنی بهذا اللهم إلّا أن یكون المیقات هنا مَعْلَماً من مَعالِم الحج، التهذیب: هو میقات أهل الیمن للإِحرام بالحج موضع بعینه. التهذیب: و أما لَمَّا، مُرْسَلة الأَلِف مشدَّدة المیم غیر منوّنة، فلها معانٍ فی كلام العرب: أحدها أنها تكون بمعنی الحین إذا ابتدئ بها، أو كانت معطوفة بواو أو فاءٍ و أُجِیبت بفعل یكون جوابها كقولك: لَمَّا جاء القوم قاتَلْناهم أی حینَ جاؤُوا كقول الله عز و جل: وَ لَمّٰا وَرَدَ مٰاءَ مَدْیَنَ، و قال: فَلَمّٰا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قٰالَ یٰا بُنَیَّ؛ معناه كله حین؛ و قد یقدّم الجوابُ علیها فیقال: اسْتَعَدَّ القومُ لقتال العَدُوِّ لَمَّا أَحَسُّوا بهم أی حین أَحَسُّوا بهم، و تكون لمّا بمعنی لم الجازمة؛ قال الله عز و جل: بَلْ لَمّٰا یَذُوقُوا عَذٰابِ؛ أی لم یذوقوه، و تكون بمعنی إلَّا فی قولك: سأَلتكَ لَمَّا فعلت، بمعنی إلا فعلت، و هی لغة هذیل بمعنی إلا إذا أُجیب بها إن التی هی جَحْد كقوله عزَّ و جل: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَیْهٰا حٰافِظٌ، فیمن قرأَ به، معناه ما كل نفس إلا علیها حافظ؛ و مثله قوله تعالی: وَ إِنْ كُلٌّ لَمّٰا جَمِیعٌ لَدَیْنٰا مُحْضَرُونَ؛ شدّدها عاصم، و المعنی ما كلّ إلا جمیع لدینا. و قال الفراء: لَمَّا إذا وُضِعت فی معنی إلا فكأَنها لمْ ضُمَّت إلیها ما، فصارا جمیعاً بمعنی إن التی تكون جَحداً، فضموا إلیها لا فصارا جمیعاً حرفاً واحداً و خرجا من حدّ الجحد، و كذلك لَمَّا؛ قال: و مثل ذلك قولهم: لو لا، إنما هی لَوْ و لا جُمِعتا، فخرجت لَوْ مِنْ حدِّها و لا من الجحد إذ جُمِعتا فصُیِّرتا حرفاً؛ قال: و كان الكسائی یقول لا أَعرفَ وَجْهَ لَمَّا بالتشدید؛ قال أبو منصور: و مما یدُلُّك علی أن لَمَّا
لسان العرب، ج‌12، ص: 553
تكون بمعنی إلا مع أن التی تكون جحداً قولُ الله عز و جل: إِنْ كُلٌّ إِلّٰا كَذَّبَ الرُّسُلَ؛ و هی قراءة قُرّاء الأَمْصار؛ و قال الفراء: و هی فی قراءة عبد الله: إن كلُّهم لَمَّا كذّب الرسلَ، قال: و المعنی واحد. و قال الخلیل: لَمَّا تكون انتِظاراً لشی‌ء متوقَّع، و قد تكون انقطاعةً لشی‌ء قد مضی؛ قال أَبو منصور: و هذا كقولك: لَمَّا غابَ قُمْتُ. قال الكسائی: لَمَّا تكون جحداً فی مكان، و تكون وقتاً فی مكان، و تكون انتظاراً لشی‌ء متوقَّع فی مكان، و تكون بمعنی إلا فی مكان، تقول: بالله لَمَّا قمتَ عنا، بمعنی إلا قمتَ عنا؛ و أما قوله عز و جل: وَ إِنَّ كُلًّا لَمّٰا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ، فإنها قرئت مخففة و مشددة، فمن خفّفها جعل ما صلةً، المعنی و إن كلًّا لیوفینهم ربُّك أَعمالَهم، و اللام فی لَمَّا لام إنّ، و ما زائدة مؤكدة لم تُغیِّر المعنی و لا العملَ؛ و قال الفراء فی لما هاهنا، بالتخفیف، قولًا آخر جعل ما اسْماً للناس، كما جاز فی قوله تعالی: فَانْكِحُوا مٰا طٰابَ لَكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ؛ أن تكون بمعنی مَن طابَ لكم؛ المعنی و إن كلًّا لَما لیوفِّینَهم، و أما اللام التی فی قوله لَیُوَفِّیَنَّهُمْ فإنها لامٌ دخلت علی نیة یمینٍ فیما بین ما و بین صلتها، كما تقول هذا مَنْ لَیذْهبَنّ، و عندی مَنْ لَغیرُه خیْرٌ منه؛ و مثله قوله عز و جل: وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَّ؛ و أما مَن شدَّد لمّا من قوله لَمّٰا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ فإن الزجاج جعلها بمعنی إلا، و أما الفراء فإنه زعم أن معناه لَمَنْ ما، ثم قلبت النون میماً فاجتمعت ثلاث میمات، فحذفت إحداهنّ و هی الوسطی فبقیت لمَّا؛ قال الزجاج: و هذا القول لیس بشی‌ء أیضاً لأَن مَنْ «1» … لا یجوز حذفها لأَنها اسم علی حرفین، قال: و زعم المازنی أنّ لَمَّا أصلها لمَا، خفیفة، ثم شدِّدت المیم؛ قال الزجاج: و هذا القول لیس بشی‌ء أَیضاً لأَن الحروف نحو رُبَّ و ما أَشبهها یخفف، و لا یثَقّل ما كان خفیفاً فهذا منتقض، قال: و هذا جمیع ما قالوه فی لمَّا مشدّدة، و ما و لَما مخففتان مذكورتان فی موضعهما. ابن سیدة: و مِن خَفیفِه لَمْ و هو حرف جازم یُنْفَی به ما قد مضی، و إن لم یقع بَعْدَه إلا بلفظ الآتی. التهذیب: و أما لَمْ فإنه لا یلیها إلا الفعل الغابِرُ و هی تَجْزِمُه كقولك: لَمْ یفعلْ و لَمْ یسمعْ؛ قال الله تعالی: لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ؛ قال اللیث: لَمْ عزیمةُ فِعْلٍ قد مضی، فلمّا جُعِلَ الفعل معها علی جهة الفعل الغابر جُزِمَ، و ذلك قولك: لَمْ یخرُجْ زیدٌ إنما معناه لا خرَجَ زید، فاستقبحوا هذا اللفظ فی الكلام فحمَلوا الفعل علی بناء الغابر، فإذا أُعِیدَت لا و لا مرّتین أو أَكثرَ حَسُنَ حینئذ، لقول الله عز و جل: فَلٰا صَدَّقَ وَ لٰا صَلّٰی؛ أی لَمْ یُصَدِّق و لَمْ یُصَلِّ، قال: و إذا لم یُعد لا فهو فی المنطق قبیح، و قد جاء؛ قال أمیة: و أیُّ عَبدٍ لك لا أَلَمَّا؟ أی لم یُلِمَّ. الجوهری: لمْ حرفُ نفی لِما مضی، تقول: لَمْ یفعلْ ذاك، ترید أنه لم یكن ذلك الفعل منه فیما مضی من الزمان، و هی جازمة، و حروف الجزم: لَمْ و لَمَّا و أَلَمْ و أَلَمّا؛ قال سیبویه: لم نفیٌ لقولك هو یفعل إذا كان فی حال الفعل، و لَمَّا نفْیٌ لقولك قد فعل، یقول الرجلُ: قد ماتَ فلانٌ، فتقول: لَمَّا و لَمْ یَمُتْ، و لَمَّا أَصله لم أُدخل علیه ما، و هو یقع موقع لم، تقول: أَتیتُك و لَمَّا أَصِلْ إلیك أی و لم أَصِلْ إلیك، قال: و قد یتغیر معناه عن معنی لم فتكون جواباً و سبباً لِما وقَع و لِما لم یَقع، تقول: ضربته لَمَّا ذهبَ و لمّا لم یذهبْ، و قد یُخْتَزَلُ الفعل بعده تقول: قاربْتُ المكانَ و لَمَّا، ترید و لمَّا أَدخُلْه؛ و أنشد ابن بری:
(1). هكذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 554
فجئتُ قُبورَهم بَدْأً و لَمَّا، فنادَیْتُ القُبورَ فلم تُجِبْنَه البَدْءُ: السیِّدُ أی سُدْتُ بعد موتهم، و قوله: و لَمَّا أی و لمّا أَكن سیِّداً، قال: و لا یجوز أن یُخْتَزَلَ الفعلُ بعد لمْ. و قال الزجاج: لَمَّا جوابٌ لقول القائل قد فعلَ فلانٌ، فجوابه: لمّا یفعلْ، و إذا قال فَعل فجوابه: لم یَفعلْ، و إذا قال لقد فعل فجوابه: ما فعل، كأَنه قال: و الله لقد فعل فقال المجیب و الله ما فعل، و إذا قال: هو یفعل، یرید ما یُسْتَقْبَل، فجوابه: لَن یفعلَ و لا یفعلُ، قال: و هذا مذهب النحویین. قال: و لِمَ، بالكسر، حرف یستفهم به، تقول: لِمَ ذهبتَ؟ و لك أن تدخل علیه ما ثم تحذف منه الأَلف، قال الله تعالی: عَفَا اللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ؟ و لك أن تدخل علیها الهاء فی الوقف فتقول لِمَهْ؛ و قول زیاد الأَعْجم؛یا عَجَبا و الدَّهرُ جَمٌّ عَجَبُهْ، مِنْ عَنَزِیٍّ سبَّنی لم أَضْرِبُهْ فإنه لما وقف علی الهاء نقل حركتها إلی ما قبلها، و المشهور فی البیت الأَول: عَجِبْتُ و الدهرُ كثیرٌ عَجَبُهْ قال ابن بری: قولُ الجوهری لِمَ حرفٌ یستفهم به، تقول لِمَ ذهبتَ؟ و لك أن تدخل علیه ما، قال: و هذا كلام فاسد لأَن ما هی موجودة فی لِمَ، و اللام هی الداخلة علیها، و حذفت أَلفها فرقاً بین الاستفهامیّة و الخبریة، و أما أَلَمْ فالأَصل فیها لَمْ، أُدْخِل علیها أَلفُ الاستفهام، قال: و أما لِمَ فإنها ما التی تكون استفهاماً وُصِلَت بلام، و سنذكرها مع معانی اللامات و وجوهها، إن شاء الله تعالی.

لهم؛ ج12، ص: 554

: اللَّهْمُ: الابْتِلاعُ. اللیث: یقال لَهِمْتُ الشی‌ءَ و قَلَّما یقال إِلا الْتَهَمْت، و هو ابتلاعُكه بمرّة، قال جریر: ما یُلْقَ فی أَشْداقِه تَلَهَّما «2» و لَهِمَ الشی‌ءَ لَهْماً و لَهَماً و تَلَهَّمَه و الْتَهَمَه: ابْتَلعَه بمرّة. و رجل لَهِمٌ و لُهَمٌ و لَهُومٌ: أَكولٌ. و المِلْهَمُ: الكثیرُ الأَكْلِ. و الْتَهَمَ الفصیلُ ما فی الضرع: اسْتَوْفاه. و لَهِمَ الماءَ لَهْماً: جرَعه، قال: جابَ لها لُقْمانُ، فی قِلاتِها، ماءً نَقُوعاً لِصَدَی هاماتِها، تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها و جَیْشٌ لُهامٌ: كثیر یَلْتَهِم كلّ شی‌ء و یَغْتَمِر مَنْ دخل فیه أَی یُغَیِّبُه و یَسْتَغْرِقُه. و اللُّهَامُ: الجیش الكثیر كأَنه یَلْتَهِم كلّ شی‌ء. و اللُّهَیْمُ و أُمُّ اللُّهَیم: الحمَّی، «3» كلاهما علی التشبیه بالمَنِیَّة. قال شمر: أُمُّ اللُّهَیْم كنیة الموت لأَنه یَلْتَهِم كلّ أَحد. و اللُّهَیْمُ: الداهیة، و كذلك أُمُّ اللُّهَیْم، و أَنشد ابن بری: لَقُوا أُمَّ اللُّهَیْم، فجَهَّزَتْهم غَشُوم الوِرْدِ نَكْنِیها المَنونا و اللِّهَمُّ من الرجال: الرَّغِیبُ الرأْی الكافی العظیمُ، و قیل: هو الجوادُ، و الجمع لِهَمُّون، و لا توصَف به النساء. و فرسٌ لِهَمٌّ، علی لفظ ما تقدم، و لِهْمِیمٌ و لُهْمُومٌ: جَوادٌ سابق یجری أَمام الخیل لالْتِهامِه الأَرض، و الجمع لَهامِیمُ. الجوهری: اللُّهْمومُ
(2). قوله" قال جریر‌ما یلق … إلخ" عبارة التهذیب: قال جریر: كذاك اللیث یَلْتَهِمُ الذبابا و قال آخر: ما یلق … إلخ. و فی التكملة: قال رؤبة یصف أسداً ما یلق إلخ. (3). قوله" و اللُّهَیم و أم اللُّهَیم الحمی" عبارة المحكم: و اللُّهَیْم و أم اللُّهَیْم المنیة لأَنها تلتهم كل أحد، و اللُّهَیْم و أم اللُّهَیْم الحمی كلاهما إلخ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 555
الجوادُ من الناس و الخیل، و قال: لا تَحْسَبنَّ بَیاضاً فِیَّ مَنْقَصةً، إِنّ اللَّهامِیمَ فی أَقرابِها بَلَق و فرس لِهَمٌّ، مثل هِجَفٍّ: سَبّاق كأَنه یَلْتَهِم الأَرض. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و أَنتم لَهامِیمُ العرب، جمع لُهْمومٍ الجواد من الناس و الخیلِ، و حكی سیبویه لِهْمِم و هو ملحق بزِهْلِقٍ، و لذلك لم یُدْغَم، و علیه وُجِّه قولُ غَیْلان: شَأْو مُدِلّ سابِق اللَّهامِمِ قال: ظهر فی الجمع لأَنَّ مِثلَ واحد هذا لا یُدْغَم. و اللُّهْمومُ من الأَحْراحِ: الواسعُ. و ناقة لُهْمُومٌ: غَزیرة القَطْرِ «1». و اللُّهُومُ من النوق: الغزیرةُ اللبن. و إِبِلٌ لَهَامِیمُ إِذا كانت غزیرة، واحدها لُهْمُومٌ، و كذلك إِذا كانت كثیرةَ المشی، و أَنشد الراعی: لَهَامِیمُ فی الخَرْقِ البَعیدِ نِیاطُه و اللِّهَمُّ: العظیم. و رجل لِهَمٌّ: كثیر العطاء، مثل خِضمّ. و عدَدٌ لُهْمُومٌ: كثیر، و كذلك جیش لُهْمُومٌ. و جمل لِهْمِیمٌ: عظیم الجوف. و بَحْرٌ لِهَمٌّ: كثیر الماء. و أَلْهَمَه اللَّهُ خَیْراً: لَقَّنَه إِیّاه. و اسْتَلْهَمَه إِیّاه: سأَله أَن یُلْهِمَه إِیّاه. و الإِلْهَامُ: ما یُلْقی فی الرُّوعِ. و یَسْتَلْهِمُ اللَّهَ الرَّشادَ، و أَلْهَمَ اللَّهُ فلاناً. و‌فی الحدیث: أَسأَلك رحمةً من عندك تُلْهِمُنی بها رُشْدی، الإِلْهَامُ أَن یُلْقِیَ اللَّهُ فی النفس أَمراً یَبْعَثُه «2» علی الفعل أَو الترك، و هو نوع من الوَحْی، یَخُصُّ اللَّهُ به مَنْ یشاء مِن عباده. و اللِّهْمُ: المُسِنُّ من كل شی‌ء، و قیل: اللِّهْمُ الثور المُسِنّ، و الجمع من كل ذلك لُهومٌ، قال صخرُ الغیّ یصف وَعِلًا: بها كان طِفْلًا، ثم أَسْدَسَ فاسْتَوی، فأَصبَحَ لِهْماً فی لُهومٍ قَراهِبِ و قول العجاج: لاهُمَّ لا أَدْرِی، و أَنْتَ الداری، كلُّ امْری‌ءٍ مِنْكَ علی مِقْدارِ یرید اللَّهُمَّ، و المیم المشددة فی آخره عوض من یاء النداء لأَنّ معناه یا اللَّه. ابن الأَعرابی: الهُلُمُ ظِباء الجبال، و یقال لها اللُّهُم، واحدها لِهْمٌ، و یقال فی الجمع لُهومٌ أَیضاً، قال: و یقال له الجُولان و الثَّیاتِل و الأَبدانُ و العَنَبانُ و البَغابِغ. ابن الأَعرابی: إِذا كَبِرَ الوَعِلُ فهو لِهْمٌ، و جمعُه لُهُومٌ، و قال غیره: یقال ذلك لبقر الوحش أَیضاً، و أَنشد: فأَصبح لِهْماً فی لُهومٍ قراهب و مَلْهَمٌ: أَرض: قال طرفة: یَظَلُّ نِساءُ الحَیِّ یَعْكُفْنَ حَوْلَه، یَقُلْنَ عَسِیبٌ من سَرارةِ مَلْهَمَا و قد ذكره التهذیب فی الرباعی، و سنذكره فی فصل المیم.

لهجم؛ ج12، ص: 555

طریقٌ لَهْجَمٌ و لَهْمج: موطوءٌ بَیّنٌ مُذلّل مُنقاد واسع قد أَثر فیه السابلةُ حتی اسْتَتَبَّ، و كأَن المیم فیه زائدة و الأَصل فیه لهج و قد تَلَهْجَم، و یكون تَلَهْجُمُ الطریق سَعتَه و اعتیادَ المارّة إیاه. الفراء: طریقٌ لَهْجَمٌ و طریق مُذنَّبٌ و طریق مُوقَّعٌ أی مُذلَّل. و تَلَهْجَمَ لَحْیَا البعیرِ إذا تحرَّكا؛ قال حمید بن ثور الهلالیّ:
(1). قوله" غزیرة القطر" عبارة المحكم: و ناقة لُهْمُوم غزیرة، و رجل لهم و لُهْمُوم غزیر الخیر، و سحابة لُهْمُوم غزیرة القطر. (2). قوله: یبعثه أی یبعث المُلهَمَ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 556
كأَنّ وَحَی الصِّردانِ فی جَوفِ ضالةٍ تَلَهْجُمُ لَحْیَیه، إذا ما تَلَهْجَمَا یقول: كأَنّ تَلَهْجُمَ لَحْیَیْ هذا البعیر وَحَی الصِّرْدانِ، قال: و هذا یحتمل أن تكون المیم فیه زائدة، و أَصله من اللَّهَج، و هو الوُلوعُ. و التَّلَهْجُمُ: الوُلوعُ بالشی‌ء. و اللَّهْجَمُ: العُسُّ الضخم؛ و أنشد أبو زید: ناقةُ شیخٍ للإِلهِ راهِبِ، تَصُفُّ فی ثَلاثةِ المَحالِبِ: فی اللَّهْجَمَیْنِ و الْهنِ المُقارِبِ یعنی بالمُقارِب العُسَّ بین العُسَّینِ.

لهذم؛ ج12، ص: 556

: سیفٌ لَهْذمٌ: حادٌّ، و كذلك السِّنان و النابُ. و لَهْذَمَ الشی‌ء: قطَعه. و اللَّهاذِمةُ: اللُّصوص؛ قال ابن سیدة: و أَصله من ذلك و لا أَعرف له واحداً إلا أن یكون واحده مُلَهْذِماً، و تكون الهاء لتأْنیث الجمع. و قال بعضهم: اللَّهْذَمَةُ فی كلِّ شی‌ء قاطعٍ. غیره: و یقال اللُّصوصُ لَهَاذِمةٌ و قَراضِبةٌ، من لَهْذَمْتُه و قَرْضَبْتُه إذا قطعته. اللیث: اللَّهْذَمُ كلُّ شی‌ء من سِنانٍ أو سَیْفٍ قاطِع، و لَهْذَمَتُه فِعْلُه. و التَّلَهْذُمُ: الأَكْلُ؛ قال سُبَیْع: لَو لا الإِلهُ و لو لا حَزْمُ طالبِها تَلَهْذَمُوها، كما نالُوا من العِیرِ

لهزم؛ ج12، ص: 556

: الأَزهری: اللِّهْزِمَتانِ مَضِیغتان عَلیَّتان فی أصل الحَنكین فی أَسفل الشِّدْقَیْن، و فی المحكم: مضیغتان فی أَصل الحَنكِ، و قیل: عند مُنْحَنَی اللَّحْیَین أسفل من الأُذُنین و هما معظم اللَّحْیَیْن، و قیل: هما ما تحت الأُذنین من أعلی اللحیین و الخدَّین، و قیل: هما مجتمع اللحم بین الماضغ و الأُذُن من اللَّحْی. و‌فی حدیث أبی بكر، رضی الله عنه، و النَّسَّابة: أَ مِنْ هامِها أو لَهَازِمها‌أی من أَشرافها أَنت أَو من أَوساطها؛ و اللَّهَازِمُ: أُصولُ الحنكین، واحدتُها لِهْزِمة، بالكسر، فاستعارها لِوَسط النسب و القبیلةِ. و‌فی حدیث الزكاة: ثم یأْخذ بِلِهْزِمَتَیه؛ یعنی شِدْقَیْهِ، و قیل: هما عَظْمان ناتئانِ فی اللحیین تحت الأَذنین، و قیل: هما مضیغتان عَلِیّتان تحتهما، و الجمع اللَّهَازم؛ قال: یا خازِ بازِ أرْسِل اللَّهَازِما، إنّی أخافُ أن تكونَ لازِما و قال آخر: أَزوحٌ أَنوحٌ ما یَهَشُّ إلی النَّدَی، قَرَی ما قَرَی للضِّرْس بینَ اللَّهَازِمِ و لَهْزَمَه: أَصابَ لِهْزِمَته. و لَهْزَمَ الشیبُ خَدَّیْهِ أی خالَطَهُما؛ و أنشد أبو زید لأَحد بنی فَزارة: إمَّا تَرَیْ شَیْباً عَلانی أَغْثَمُهْ، لَهْزَمَ خَدَّیَّ به مُلَهْزِمُهْ و لَهَزَه الشیبُ و لَهْزَمَه بمعنی. و اللَّهَازِمُ عِجْلٌ، و تَیْم اللَّات، و قَیْس بن ثعلبة، و عَنَزة. الجوهری: و تَیْم الله بن ثَعْلبة بن عُكابةَ یقال لَهُم اللَّهَازِم، و هم حُلَفاءُ بنی عِجْلٍ، قال ابن بری: و منه قول الفرزدق: و قد ماتَ بِسْطامُ بنُ قَیْسٍ و عامِرٌ.، و ماتَ أبو غَسَّانَ شیخُ اللَّهَازِمِ

لهسم؛ ج12، ص: 556

: لَهْسَمَ ما علی المائدة: أَكَلَه أَجمَعَ. و فی النوادر: اللَّهَاسِمُ و اللَّحاسِمُ مجاری الأَوْدیة الضیِّقة، واحدُها لُهْسُمٌ و لُحْسُمٌ، و هی اللّخافِیقُ.
لسان العرب، ج‌12، ص: 557‌

لوم؛ ج12، ص: 557

: اللّومُ و اللّوْماءُ و اللّوْمَی و اللَّائِمَة: العَدْلُ. لَامَه علی كذا یَلُومُه لَوْماً و مَلاماً و ملامةً و لَوْمةً، فهو مَلُوم و مَلِیمٌ: استحقَّ اللَّوْمَ؛ حكاها سیبویه، قال: و إنما عدلوا إلی الیاء و الكسرة استثقالًا للواو مع الضَّمَّة. و أَلامَه و لَوَّمَه و أَلَمْتُه: بمعنی لُمْتُه؛ قال مَعْقِل بن خُوَیلد الهذلیّ: حَمِدْتُ اللهَ أن أَمسَی رَبِیعٌ، بدارِ الهُونِ، مَلْحِیّاً مُلامَا قال أبو عبیدة: لُمْتُ الرجلَ و أَلَمْتُه بمعنی واحد، و أنشد بیت مَعْقِل أیضاً؛ و قال عنترة: ربِذٍ یَداه بالقِداح إذا شَتَا، هتّاكِ غایاتِ التِّجارِ مُلَوِّمِ أی یُكْرَم كَرَماً یُلامُ من أَجله، و لَوَّمَه شدّد للمبالغة. و اللُّوَّمُ: جمع اللَّائِم مثل راكِعٍ و رُكَّعٍ. و قوم لُوَّامٌ و لُوَّمٌ و لُیَّمٌ: غُیِّرت الواوُ لقربها من الطرف. و أَلامَ الرجلُ: أَتی ما یُلامُ علیه. قال سیبویه: أَلَامَ صارَ ذا لائمة. و لَامَه: أخبر بأمره. و اسْتلامَ الرجلُ إلی الناس أی استَذَمَّ. و استَلامَ إلیهم: أَتی إلیهم ما یَلُومُونه علیه؛ قال القطامی: فمنْ یكن اسْتَلامَ إلی نَوِیٍّ، فقد أَكْرَمْتَ، یا زُفَر، المتاعا التهذیب: أَلامَ الرجلُ، فهو مُلیم إذا أَتی ذَنْباً یُلامُ علیه، قال الله تعالی: فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَ هُوَ مُلِیمٌ. و فی النوادر: لَامَنی فلانٌ فالْتَمْتُ، و مَعّضَنی فامْتَعَضْت، و عَذَلَنی فاعْتَذَلْتُ، و حَضَّنی فاحْتَضَضت، و أَمَرنی فأْتَمَرْت إذا قَبِلَ قولَه منه. و رجل لُومَة: یَلُومُه الناس. و لُوَمَة: یَلُومُ الناس مثل هُزْأَة و هُزَأَة. و رجل لُوَمَة: لَوّام، یطرّد علیه بابٌ «1» … و لاوَمْتُه: لُمْته و لامَنی. و تَلاوَمَ الرجُلان: لامَ كلُّ واحد منهما صاحبَه. و جاءَ بلَوْمَةٍ أی ما یُلامُ علیه. و المُلاوَمَة: أن تَلُوم رجلًا و یَلُومَك. و تَلاوَمُوا: لام بعضهم بعضاً؛ و‌فی الحدیث: فتَلاوَموا بینهم‌أی لامكَ بعضُهم بعضاً، و هی مُفاعلة من لامَه یَلومه لَوماً إذا عذَلَه و عنَّفَه. و‌فی حدیث ابن عباس: فتَلاوَمْنا.و تَلَوَّمَ فی الأَمر: تمكَّث و انتظر. و لی فیه لُومةٌ أَی تَلَوُّم، ابن بزرج: التَّلَوُّمُ التَّنَظُّر للأَمر تُریده. و التَّلَوُّم: الانتظار و التلبُّثُ. و‌فی حدیث عمرو بن سَلَمة الجَرْمیّ: و كانت العرب تَلَوّمُ بإسلامهم الفتح‌أی تنتظر، و أراد تَتَلَوّم فحذف إحدی التاءین تخفیفاً، و هو كثیر فی كلامهم. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: إذا أجْنَبَ فی السفَر تَلَوَّمَ ما بینه و بین آخر الوقت‌أی انتظر و تَلَوّمَ علی الأَمر یُریده. و تَلَوَّمَ علی لُوامَته أی حاجته. و یقال: قضی القومُ لُواماتٍ لهم و هی الحاجات، واحدتها لُوَامة. و‌فی الحدیث: بِئسَ، لَعَمْرُ اللهِ، عَمَلُ الشیخ المتوسِّم و الشابِّ المُتَلَوِّم‌أی المتعرِّض للأَئمةِ فی الفعل السیّ‌ء، و یجوز أن یكون من اللُّومَة و هی الحاجة أی المنتظر لقضائها. و لِیمَ بالرجل: قُطع. و اللَّوْمةُ: الشَّهْدة. و اللامةُ و اللامُ، بغیر همز، و اللَّوْمُ: الهَوْلُ؛ و أنشد للمتلمس: و یكادُ من لامٍ یَطیرُ فُؤادُها و اللامُ: الشدید من كل شی‌ء؛ قال ابن سیدة: و أُراه قد تقدم فی الهمز، قال أبو الدقیش: اللامُ القُرْبُ، و قال أَبو خیرة: اللامُ من قول القائل لامٍ، كما یقول الصائتُ أیا أیا إذا سمعت الناقة ذلك طارت من حِدّة قلبها؛ قال: و قول أبی الدقیش أَوفقُ لمعنی المتنكّس فی البیت لأَنه قال:
(1). هكذا بیاض بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 558
و یكادُ من لامٍ یطیرُ فؤادُها، إذ مَرّ مُكّاءُ الضُّحی المُتَنَكِّسُ قال أبو منصور: و حكی ابن الأَعرابی أنه قال اللامُ الشخص فی بیت المتلمس. یقال: رأَیت لامَه أی شخصه. ابن الأَعرابی: اللَّوَمُ كثرة اللَّوْم. قال الفراء: و من العرب من یقول المَلِیم بمعنی المَلوم؛ قال أبو منصور: من قال مَلِیم بناه علی لِیمَ. و اللائِمةُ: المَلامة، و كذلك اللَّوْمی، علی فَعْلی. یقال: ما زلت أَتَجَرّعُ منك اللَّوَائِمَ. و المَلاوِم: جمع المَلامة. و اللّامةُ: الأَمر یُلام علیه. یقال: لامَ فلانٌ غیرَ مُلیم. و فی المثل: رُبَّ لائم مُلیم؛ قالته أُم عُمَیر بن سلمی الحنفی تخاطب ولدها عُمَیراً، و كان أسلم أخاه لرجل كلابیٍّ له علیه دَمٌ فقتله، فعاتبته أُمُّه فی ذلك و قالت: تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فیها، و من یَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما قال ابن بری: و عُذْره الذی اعتذر به أن الكلابیّ التجأَ إلی قبر سلمی أَبی عمیر، فقال لها عمیر: قَتَلْنا أَخانا للوَفاءِ بِجارِنا، و كان أَبونا قد تُجِیرُ مَقابِرُهْ و قال لبید: سَفَهاً عَذَلْتَ، و لُمْتَ غیرَ مُلیم، و هَداك قبلَ الیومِ غیرُ حَكیم و لامُ الإِنسان: شخصُه، غیر مهموز؛ قال الراجز: مَهْرِیّة تَخظُر فی زِمامِها، لم یُبْقِ منها السَّیْرُ غیرَ لامِها و قوله‌فی حدیث ابن أُم مكتوم: و لی قائد لا یُلاوِمُنی؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی روایة بالواو، و أَصله الهمز من المُلاءمة و هی المُوافقة؛ یقال: هو یُلائمُنی بالهمز ثم یُخَفَّف فیصیر یاء، قال: و أما الواو فلا وجه لها إلا أن تكون یُفاعِلنی من اللَّوْم و لا معنی له فی هذا الحدیث. و‌قول عمر فی حدیثه: لوْ ما أَبقَیْتَ‌أی هلَّا أَبقیت، و هی حرف من حروف المعانی معناها التحضیض كقوله تعالی: لَوْ مٰا تَأْتِینٰا بِالْمَلٰائِكَةِ. و اللام: حرف هجاء و هو حرف مجهور، یكون أَصلًا و بدلًا و زائداً؛ قال ابن سیدة: و إنما قضیت علی أن عینها منقلبة عن واو لما تقدم فی أخواتها مما عینه أَلف؛ قال الأَزهری: قال النحویون لَوّمْت لاماً أی كتبته كما یقال كَوَّفْت كافاً. قال الأَزهری فی باب لَفیف حرف اللام قال: نبدأ بالحروف التی جاءت لمعانٍ من باب اللام لحاجة الناس إلی معرفتها، فمنها اللام التی توصل بها الأَسماء و الأَفعال، و لها فیها معانٍ كثیرة: فمنها لامُ المِلْك كقولك: هذا المالُ لزید، و هذا الفرس لمحَمد، و من النحویین من یسمِّیها لامَ الإِضافة، سمّیت لامَ المِلْك لأَنك إذا قلت إن هذا لِزید عُلِمَ أنه مِلْكُه، فإذا اتصلت هذه اللام بالمَكْنیِّ عنه نُصِبَت كقولك: هذا المالُ له و لنا و لَك و لها و لهما و لهم، و إنما فتحت مع الكنایات لأَن هذه اللامَ فی الأَصل مفتوحة، و إنما كسرت مع الأَسماء لیُفْصَل بین لام القسم و بین لام الإِضافة، أ لا تری أنك لو قلت إنّ هذا المالَ لِزیدٍ عُلِم أنه مِلكه؟ و لو قلت إن هذا لَزیدٌ عُلم أن المشار إلیه هو زید فكُسِرت لیُفرق بینهما، و إذا قلت: المالُ لَك، فتحت لأَن اللبس قد زال، قال: و هذا قول الخلیل و یونس و البصریین. [لام كی]: كقولك جئتُ لِتقومَ یا هذا، سمّیت لامَ كَیْ لأَن معناها جئتُ لكی تقوم، و معناه معنی لام الإِضافة أیضاً، و كذلك كُسِرت لأَن المعنی جئتُ لقیامك. و قال الفراء فی
لسان العرب، ج‌12، ص: 559
قوله عز و جل: رَبَّنٰا لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِكَ؛ هی لام كَیْ، المعنی یا ربّ أَعْطیْتهم ما أَعطَیتَهم لِیضِلُّوا عن سبیلك؛ و قال أبو العباس أحمد بن یحیی: الاختیار أن تكون هذه اللام و ما أَشبهها بتأْویل الخفض، المعنی آتیتَهم ما آتیتَهم لضلالهم، و كذلك قوله: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِیَكُونَ لَهُمْ؛ معناه لكونه لأَنه قد آلت الحال إلی ذلك، قال: و العرب تقول لامُ كی فی معنی لام الخفض، و لام الخفض فی معنی لام كَی لِتقارُب المعنی؛ قال الله تعالی: یَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ؛ المعنی لإِعْراضِكم «2». عنهم و هم لم یَحْلِفوا لكی تُعْرِضوا، و إنما حلفوا لإِعراضِهم عنهم؛ و أنشد: سَمَوْتَ، و لم تَكُن أَهلًا لتَسْمو، و لكِنَّ المُضَیَّعَ قد یُصابُ أَراد: ما كنتَ أَهلا للسُمُوِّ. و قال أبو حاتم فی قوله تعالی: لِیَجْزِیَهُمُ اللّٰهُ أَحْسَنَ مٰا كٰانُوا یَعْمَلُونَ؛ اللام فی لِیَجْزِیَهُمُ لامُ الیمین كأنه قال لَیَجْزِیَنّهم الله، فحذف النون، و كسروا اللام و كانت مفتوحة، فأَشبهت فی اللفظ لامَ كی فنصبوا بها كما نصبوا بلام كی، و كذلك قال فی قوله تعالی: لِیَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ؛ المعنی لَیَغْفِرنَّ اللهُ لك؛ قال ابن الأَنباری: هذا الذی قاله أبو حاتم غلط لأَنَّ لامَ القسم لا تُكسَر و لا ینصب بها، و لو جاز أن یكون معنی لِیَجْزِیَهُمُ اللّٰهُ* لَیَجْزیَنَّهم الله لقُلْنا: و الله لیقومَ زید، بتأْویل و الله لَیَقُومَنَّ زید، و هذا معدوم فی كلام العرب، و احتج بأن العرب تقول فی التعجب: أَظْرِفْ بزَیْدٍ، فیجزمونه لشبَهِه بلفظ الأَمر، و لیس هذا بمنزلة ذلك لأَن التعجب عدل إلی لفظ الأَمر، و لام الیمین لم توجد مكسورة قط فی حال ظهور الیمین و لا فی حال إضمارها؛ و احتج مَن احتج لأَبی حاتم بقوله: إذا هو آلی حِلْفةً قلتُ مِثْلَها، لِتُغْنِیَ عنِّی ذا أَتی بِك أَجْمَعا قال: أَراد لَتُغْنِیَنَّ، فأَسقط النون و كسر اللام؛ قال أَبو بكر: و هذه روایة غیر معروفة و إنما رواه الرواة: إذا هو آلی حِلْفَةً قلتُ مِثلَها، لِتُغْنِنَّ عنِّی ذا أَتی بِك أَجمَعا قال: الفراء: أصله لِتُغْنِیَنّ فأسكن الیاء علی لغة الذین یقولون رأیت قاضٍ و رامٍ، فلما سكنت سقطت لسكونها و سكون النون الأَولی، قال: و من العرب من یقول اقْضِنَّ یا رجل، و ابْكِنَّ یا رجل، و الكلام الجید: اقْضِیَنَّ و ابْكِیَنَّ؛ و أَنشد: یا عَمْرُو، أَحْسِنْ نَوالَ الله بالرَّشَدِ، و اقْرَأ سلاماً علی الأَنقاءِ و الثَّمدِ و ابْكِنَّ عَیْشاً تَوَلَّی بعد جِدَّتِه، طابَتْ أَصائِلُه فی ذلك البَلدِ قال أبو منصور: و القول ما قال ابن الأَنباری. قال أبو بكر: سأَلت أبا العباس عن اللام فی قوله عز و جل: لِیَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ، قال: هی لام كَیْ، معناها إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لكی یجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة فی الفتح، فلما انضم إلی المغفرة شی‌ءٌ حادثٌ واقعٌ حسُنَ معنی كی، و كذلك قوله: لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ*، هی لامُ كی تتصل بقوله: لٰا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقٰالُ ذَرَّةٍ، إلی قوله: فِی كِتٰابٍ مُبِینٍ أَحصاه علیهم لكیْ یَجْزِیَ المُحْسِنَ بإحسانه و المُسِی‌ءَ بإساءَته. [لام الأَمر]: و هو كقولك لِیَضْرِبْ زیدٌ عمراً؛ و قال أبو إسحاق: أَصلها نَصْبٌ، و إنما كسرت لیفرق بینها و بین لام التوكید و لا یبالَی بشَبهِها بلام
(2). قوله [یحلفون لكم لترضوا عنهم؛ المعنی لإعراضكم إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 560
الجر، لأَن لام الجر لا تقع فی الأَفعال، و تقعُ لامُ التوكید فی الأَفعال، أ لا تری أنك لو قلت لِیضْرِبْ، و أنت تأْمُر، لأَشبَهَ لامَ التوكید إذا قلت إنك لَتَضْرِبُ زیداً؟ و هذه اللام فی الأَمر أَكثر ما اسْتُعْملت فی غیر المخاطب، و هی تجزم الفعل، فإن جاءَت للمخاطب لم یُنْكَر. قال الله تعالی: فَبِذٰلِكَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ؛ أكثرُ القُرّاء قرؤُوا: فَلْیَفْرَحُوا، بالیاء. و روی عن زید بن ثابت أنه قرأَ: فبذلك فلْتَفْرَحوا؛ یرید أَصحاب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، هُوَ خَیْرٌ مِمّٰا یَجْمَعُونَ؛ أی مما یجمع الكُفَّار؛ و قَوَّی قراءةَ زید قراءةُ أُبیّ فبذلك فافْرَحوا، و هو البِناء الذی خُلق للأَمر إذا واجَهْتَ به؛ قال الفراء: و كان الكسائی یَعیب قولَهم فلْتَفْرَحوا لأَنه وجده قلیلًا فجعله عَیْباً؛ قال أبو منصور: و قراءة یعقوب الحضرمی بالتاء فلْتَفرَحوا، و هی جائزة. قال الجوهری: لامُ الأَمْرِ تأْمُر بها الغائبَ، و ربما أَمرُوا بها المخاطَبَ، و قرئ: فبذلك فلْتَفْرَحوا، بالتاء؛ قال: و قد یجوز حَذْفُ لامِ الأَمر فی الشعر فتعمل مضْمرة كقول مُتمِّم بن نُوَیْرة: علی مِثْلِ أَصحابِ البَعوضةِ فاخْمُشِی [فاخْمِشِی، لكِ الوَیْلُ حُرَّ الوَجْهِ أو یَبكِ من بَكی أراد: لِیَبْكِ، فحذف اللام، قال: و كذلك لامُ أَمرِ المُواجَهِ؛ قال الشاعر: قلتُ لبَوَّابٍ لَدَیْه دارُها: تِئْذَنْ، فإنی حَمْؤها و جارُها أراد: لِتَأْذَن، فحذف اللامَ و كسرَ التاءَ علی لغة من یقول أَنتَ تِعْلَمُ؛ قال الأَزهری: اللام التی للأَمْرِ فی تأْویل الجزاء، من ذلك قولُه عز و جل: اتَّبِعُوا سَبِیلَنٰا وَ لْنَحْمِلْ خَطٰایٰاكُمْ؛ قال الفراء: هو أَمر فیه تأْویلُ جَزاء كما أَن قوله: ادْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لٰا یَحْطِمَنَّكُمْ، نهیٌ فی تأْویل الجزاء، و هو كثیر فی كلام العرب؛ و أَنشد: فقلتُ: ادْعی و أدْعُ، فإنَّ أنْدَی لِصَوْتٍ أن یُنادیَ داعِیانِ أی ادْعِی و لأَدْعُ، فكأَنه قال: إن دَعَوْتِ دَعَوْتُ، و نحو ذلك. قال الزجاج: و زاد فقال: یُقْرأُ قوله وَ لْنَحْمِلْ خَطٰایٰاكُمْ، بسكون اللام و كسرها، و هو أَمر فی تأْویل الشرط، المعنی إِن تتَّبعوا سَبیلَنا حمَلْنا خطایاكم. [لام التوكید]: و هی تتصل بالأَسماء و الأَفعال التی هی جواباتُ القسم و جَوابُ إنَّ، فالأَسماء كقولك: إن زیداً لَكَریمٌ و إنّ عمراً لَشُجاعٌ، و الأَفعال كقولك: إنه لَیَذُبُّ عنك و إنه لیَرْغَبُ فی الصلاح، و فی القسَم: و اللّهِ لأُصَلِّیَنَّ و ربِّی لأَصُومَنَّ، و قال اللّه تعالی: وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَّ؛ أی مِمّنْ أَظهر الإِیمانَ لَمَنْ یُبَطِّئُ عن القتال؛ قال الزجاج: اللامُ الأُولی التی فی قوله لَمَنْ لامُ إنّ، و اللام التی فی قوله لَیُبَطِّئَنَّ لامُ القسَم، و مَنْ موصولة بالجالب للقسم، كأَنّ هذا لو كان كلاماً لقلت: إنّ منكم لَمنْ أَحْلِف بالله و اللّه لیُبَطِّئنّ، قال: و النحویون مُجْمِعون علی أنّ ما و مَنْ و الذی لا یوصَلْنَ بالأَمر و النهی إلا بما یضمر معها من ذكر الخبر، و أَن لامَ القسَمِ إِذا جاءت مع هذه الحروف فلفظ القَسم و ما أَشبَه لفظَه مضمرٌ معها. قال الجوهری: أما لامُ التوكید فعلی خمسة أَضرب، منها لامُ الابتداء كقولك لَزیدٌ أَفضل من عمرٍو، و منها اللام التی تدخل فی خبر إنّ المشددة و المخففة كقوله عز و جل: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصٰادِ، و قوله عز من قائلٍ: وَ إِنْ كٰانَتْ لَكَبِیرَةً؛ و منها التی تكون جواباً لِلَوْ و لَوْ لا كقوله تعالی: لَوْ لٰا أَنْتُمْ لَكُنّٰا مُؤْمِنِینَ، و قوله تعالی: لَوْ تَزَیَّلُوا
لسان العرب، ج‌12، ص: 561
لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ كَفَرُوا؛ و منها التی فی الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالی: لَیُسْجَنَنَّ وَ لَیَكُوناً مِنَ الصّٰاغِرِینَ؛ و منها لام جواب القسم، و جمیعُ لاماتِ التوكید تصلح أَن تكون جواباً للقسم كقوله تعالی: وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَّ؛ فاللام الأُولی للتوكید و الثانیة جواب، لأَنّ المُقْسَم جُمْلةٌ توصل بأخری، و هی المُقْسَم علیه لتؤكَّدَ الثانیةُ بالأُولی، و یربطون بین الجملتین بحروف یسمیها النحویون جوابَ القسَم، و هی إنَّ المكسورة المشددة و اللام المعترض بها، و هما بمعنی واحد كقولك: و الله إنّ زیداً خَیْرٌ منك، و و اللّه لَزَیْدٌ خیرٌ منك، و قولك: و الله لیَقومَنّ زیدٌ، إذا أدخلوا لام القسم علی فعل مستقبل أَدخلوا فی آخره النون شدیدة أَو خفیفة لتأْكید الاستقبال و إِخراجه عن الحال، لا بدَّ من ذلك؛ و منها إن الخفیفة المكسورة و ما، و هما بمعنی كقولك: و اللّه ما فعَلتُ، و و اللّه إنْ فعلتُ، بمعنی؛ و منها لا كقولك: و اللّهِ لا أفعَلُ، لا یتصل الحَلِف بالمحلوف إلا بأَحد هذه الحروف الخمسة، و قد تحذف و هی مُرادةٌ. قال الجوهری: و اللام من حروف الزیادات، و هی علی ضربین: متحركة و ساكنة، فأَما الساكنة فعلی ضربین: أَحدهما لام التعریف و لسُكونِها أُدْخِلَتْ علیها ألفُ الوصل لیصح الابتداء بها، فإِذا اتصلت بما قبلها سقَطت الأَلفُ كقولك الرجُل، و الثانی لامُ الأَمرِ إِذا ابْتَدَأتَها كانت مكسورة، و إِن أَدخلت علیها حرفاً من حروف العطف جاز فیها الكسرُ و التسكین كقوله تعالی: وَ لْیَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِیلِ؛ و أما اللاماتُ المتحركة فهی ثلاثٌ: لامُ الأَمر و لامُ التوكید و لامُ الإِضافة. و قال فی أَثناء الترجمة: فأَما لامُ الإِضافةِ فعلی ثمانیة أضْرُبٍ: منها لامُ المِلْك كقولك المالُ لِزیدٍ، و منها لامُ الاختصاص كقولك أخ لِزیدٍ، و منها لام الاستغاثة كقولك الحرث بن حِلِّزة: یا لَلرِّجالِ لیَوْمِ الأَرْبِعاء، أما یَنْفَكُّ یُحْدِث لی بعد النُّهَی طَرَبا؟ و اللامان جمیعاً للجرّ، و لكنهم فتحوا الأُولی و كسروا الثانیة لیفرقوا بین المستغاثِ به و المستغاثَ له، و قد یحذفون المستغاث به و یُبْقُون المستغاثَ له، یقولون: یا لِلْماءِ، یریدون یا قومِ لِلْماء أَی للماء أَدعوكم، فإن عطفتَ علی المستغاثِ به بلامٍ أخری كسرتها لأَنك قد أمِنْتَ اللبس بالعطف كقول الشاعر: یا لَلرِّجالِ و لِلشُّبَّانِ للعَجَبِ قال ابن بری: صواب إنشاده: یا لَلْكُهُولِ و لِلشُّبَّانِ للعجب و البیت بكماله: یَبْكِیكَ ناءٍ بَعِیدُ الدارِ مُغْتَرِبٌ، یا لَلْكهول و للشبّان للعجب و قول مُهَلْهِل بن ربیعة و اسمه عدیّ: یا لَبَكْرٍ أنشِروا لی كُلَیْباً، یا لبَكرٍ أیْنَ أینَ الفِرارُ؟ استغاثة. و قال بعضهم: أَصله یا آلَ بكْرٍ فخفف بحذف الهمزة كما قال جریر یخاطب بِشْر بن مَرْوانَ لما هجاه سُراقةُ البارِقیّ: قد كان حَقّاً أَن نقولَ لبارِقٍ: یا آلَ بارِقَ، فِیمَ سُبَّ جَرِیرُ؟ و منها لام التعجب مفتوحة كقولك یا لَلْعَجَبِ، و المعنی یا عجبُ احْضُرْ فهذا أوانُك، و منها لامُ العلَّة بمعنی كَیْ كقوله تعالی: لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَی النّٰاسِ؛ و ضَرَبْتُه لِیتَأدَّب أَی لِكَیْ یتَأدَّبَ لأَجل
لسان العرب، ج‌12، ص: 562
التأدُّبِ، و منها لامُ العاقبة كقول الشاعر: فلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالِداتُ سِخالَها، كما لِخَرابِ الدُّورِ تُبْنَی المَساكِنُ «1». أی عاقبته ذلك؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: أموالُنا لِذَوِی المِیراثِ نَجْمَعُها، و دُورُنا لِخَرابِ الدَّهْر نَبْنِیها و هم لم یَبْنُوها للخراب و لكن مآلُها إلی ذلك؛ قال: و مثلُه ما قاله شُتَیْم بن خُوَیْلِد الفَزاریّ یرثی أَولاد خالِدَة الفَزارِیَّةِ، و هم كُرْدم و كُرَیْدِم و مُعَرِّض: لا یُبْعِد اللّهُ رَبُّ البِلادِ و المِلْح ما ولَدَتْ خالِدَهْ «2». فأُقْسِمُ لو قَتَلوا خالدا، لكُنْتُ لهم حَیَّةً راصِدَهْ فإن یَكُنِ الموْتُ أفْناهُمُ، فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ و لم تَلِدْهم أمُّهم للموت، و إنما مآلُهم و عاقبتُهم الموتُ؛ قال ابن بری: و قیل إن هذا الشعر لِسِمَاك أَخی مالك بن عمرو العاملیّ، و كان مُعْتَقَلا هو و أخوه مالك عند بعض ملوك غسّان فقال: فأبْلِغْ قُضاعةَ، إن جِئْتَهم، و خُصَّ سَراةَ بَنی ساعِدَهْ و أبْلِغْ نِزاراً علی نأْیِها، بأَنَّ الرِّماحَ هی الهائدَهْ فأُقسِمُ لو قَتَلوا مالِكاً، لكنتُ لهم حَیَّةً راصِدَهْ برَأسِ سَبیلٍ علی مَرْقَبٍ، و یوْماً علی طُرُقٍ وارِدَهْ فأُمَّ سِمَاكٍ فلا تَجْزَعِی، فلِلْمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ ثم قُتِل سِماكٌ فقالت أمُّ سماك لأَخیه مالِكٍ: قبَّح الله الحیاة بعد سماك فاخْرُج فی الطلب بأخیك، فخرج فلَقِیَ قاتِلَ أَخیه فی نَفَرٍ یَسیرٍ فقتله. قال و فی التنزیل العزیز: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِیَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً؛ و لم یلتقطوه لذلك و إنما مآله العداوَة، و فیه: رَبَّنٰا لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِكَ؛ و لم یُؤْتِهم الزِّینةَ و الأَموالَ للضلال و إِنما مآله الضلال، قال: و مثله: إِنِّی أَرٰانِی أَعْصِرُ خَمْراً؛ و معلوم أَنه لم یَعْصِر الخمرَ، فسماه خَمراً لأَنَّ مآله إلی ذلك، قال: و منها لام الجَحْد بعد ما كان و لم یكن و لا تَصْحَب إلا النفی كقوله تعالی: وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِیُعَذِّبَهُمْ، أی لأَن یُعذِّبهم، و منها لامُ التاریخ كقولهم: كَتَبْتُ لِثلاث خَلَوْن أی بَعْد ثلاث؛ قال الراعی: حتّی وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ جُدّاً، تَعَاوَره الرِّیاحُ، وَبِیلا البائصُ: البعید الشاقُّ، و الجُدّ: البئرْ و أَرادَ ماءَ جُدٍّ، قال: و منها اللامات التی تؤكَّد بها حروفُ المجازاة و یُجاب بلام أُخری توكیداً كقولك: لئنْ فَعَلْتَ كذا لَتَنْدَمَنَّ، و لئن صَبَرْتَ لَترْبحنَّ. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذْ أَخَذَ اللّٰهُ مِیثٰاقَ النَّبِیِّینَ لَمٰا آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتٰابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ [الآیة]؛ روی المنذری عن أبی طالب النحوی أَنه قال: المعنی فی قوله لَمٰا آتَیْتُكُمْ لَمَهْما آتیتكم
(1). قوله [لخراب الدور] الذی فی القاموس و الجوهری: لخراب الدهر (2). قوله [رب البلاد] تقدم فی مادة ملح: رب العباد
لسان العرب، ج‌12، ص: 563
أَی أَیُّ كِتابٍ آتیتُكم لتُؤمنُنَّ به و لَتَنْصُرُنَّه، قال: و قال أحمد بن یحیی قال الأَخفش: اللام التی فی لَمَا اسم «1». و الذی بعدها صلةٌ لها، و اللام التی فی لتؤمِنُنّ به و لتنصرنَّه لامُ القسم كأَنه قال و اللّه لتؤْمنن، یُؤَكّدُ فی أَول الكلام و فی آخره، و تكون من زائدة؛ و قال أَبو العباس: هذا كله غلط، اللام التی تدخل فی أَوائل الخبر تُجاب بجوابات الأَیمان، تقول: لَمَنْ قامَ لآتِینَّه، و إذا وقع فی جوابها ما و لا عُلِم أَن اللام لیست بتوكید، لأَنك تضَع مكانها ما و لا و لیست كالأُولی و هی جواب للأُولی، قال: و أَما قوله مِنْ كِتٰابٍ فأَسْقط من، فهذا غلطٌ لأَنّ من التی تدخل و تخرج لا تقع إِلَّا مواقع الأَسماء، و هذا خبرٌ، و لا تقع فی الخبر إِنما تقع فی الجَحْد و الاستفهام و الجزاء، و هو جعل لَمٰا بمنزلة لَعَبْدُ اللّهِ و اللّهِ لَقائمٌ فلم یجعله جزاء، قال: و من اللامات التی تصحب إنْ: فمرّةً تكون بمعنی إِلَّا، و مرةً تكون صلة و توكیداً كقول اللّه عز و جل: إِنْ كٰانَ وَعْدُ رَبِّنٰا لَمَفْعُولًا؛ فمَنْ جعل إنْ جحداً جعل اللام بمنزلة إلّا، المعنی ما كان وعدُ ربِّنا إِلا مفعولًا، و من جعل إن بمعنی قد جعل اللام تأكیداً، المعنی قد كان وعدُ ربنا لمفعولًا؛ و مثله قوله تعالی: إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِینِ، یجوز فیها المعنیان؛ التهذیب: [لامُ التعجب و لام الاستغاثة] روی المنذری عن المبرد أنه قال: إذا اسْتُغِیث بواحدٍ أو بجماعة فاللام مفتوحة، تقول: یا لَلرجالِ یا لَلْقوم یا لزید، قال: و كذلك إذا كنت تدعوهم، فأَما لام المدعوِّ إلیه فإِنها تُكسَر، تقول: یا لَلرِّجال لِلْعجب؛ قال الشاعر: تَكَنَّفَنی الوُشاةُ فأزْعَجونی، فیا لَلنّاسِ لِلْواشی المُطاعِ و تقول: یا للعجب إذا دعوت إلیه كأَنك قلت یا لَلنَّاس لِلعجب، و لا یجوز أَن تقول یا لَزیدٍ و هو مُقْبل علیك، إِنما تقول ذلك للبعید، كما لا یجوز أَن تقول یا قَوْماه و هم مُقبِلون، قال: فإن قلت یا لَزیدٍ و لِعَمْرو كسرْتَ اللام فی عَمْرو، و هو مدعوٌ، لأَنك إِنما فتحت اللام فی زید للفصل بین المدعوّ و المدعوّ إلیه، فلما عطفت علی زید استَغْنَیْتَ عن الفصل لأَن المعطوف علیه مثل حاله؛ و قد تقدم قوله: یا لَلكهولِ و لِلشُّبّانِ لِلعجب و العرب تقول: یا لَلْعَضِیهةِ و یا لَلأَفیكة و یا لَلبَهیتة، و فی اللام التی فیها وجهان: فإِن أردت الاستغاثة نصبتها، و إِن أَردت أَن تدعو إلیها بمعنی التعجب منه كسرتها، كأَنك أَردت: یا أَیها الرجلُ اعْجَبْ لِلْعَضیهة، و یا أیها الناس اعْجَبوا للأَفیكة. و قال ابن الأَنباری: لامُ الاستغاثة مفتوحة، و هی فی الأَصل لام خفْضٍ إِلا أَن الاستعمال فیها قد كثر مع یا، فجُعِلا حرفاً واحداً؛ و أَنشد: یا لَبَكرٍ أنشِروا لی كُلَیباً قال: و الدلیل علی أَنهم جعلوا اللام مع یا حرفاً واحداً قول الفرزدق: فخَیرٌ نَحْنُ عند الناس منكمْ، إذا الداعی المُثَوِّبُ قال: یا لا و قولهم: لِم فعلتَ، معناه لأَیِّ شی‌ء فعلته؟ و الأَصل فیه لِما فعلت فجعلوا ما فی الاستفهام مع الخافض حرفاً واحداً و اكتفَوْا بفتحة المیم من الألف فأسْقطوها، و كذلك قالوا: عَلامَ تركتَ و عَمَّ تُعْرِض و إلامَ تنظر و حَتَّامَ عَناؤُك؟ و أنشد: فحَتَّامَ حَتَّام العَناءُ المُطَوَّل و فی التنزیل العزیز: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ؛ أراد لأَی علَّة
(1). قوله [اللام التی فی لما اسم إلخ] هكذا بالأصل، و لعل فیه سقطاً، و الأصل اللام التی فی لما موطئة و ما اسم موصول و الذی بعدها إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 564
و بأیِّ حُجّة، و فیه لغات: یقال لِمَ فعلتَ، و لِمْ فعلتَ، و لِما فعلت، و لِمَهْ فعلت، بإدخال الهاء للسكت؛ و أنشد: یا فَقْعَسِیُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟ لو خافَك اللهُ علیه حَرَّمَهْ قال: و من اللامات لامُ التعقیب للإِضافة و هی تدخل مع الفعل الذی معناه الاسم كقولك: فلانٌ عابرُ الرُّؤْیا و عابرٌ لِلرؤْیا، و فلان راهِبُ رَبِّه و راهبٌ لرَبِّه. و فی التنزیل العزیز: لِلَّذِینَ هُمْ لِرَبِّهِمْ یَرْهَبُونَ، و فیه: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْیٰا تَعْبُرُونَ؛ قال أبو العباس ثعلب: إنما دخلت اللام تَعْقِیباً للإِضافة، المعنی هُمْ راهبون لربهم و راهِبُو ربِّهم، ثم أَدخلوا اللام علی هذا، و المعنی لأَنها عَقَّبت للإِضافة، قال: و تجی‌ء اللام بمعنی إلی و بمعنی أَجْل، قال الله تعالی: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحیٰ لَهٰا؛ أی أَوحی إلیها، و قال تعالی: وَ هُمْ لَهٰا سٰابِقُونَ؛ أی و هم إلیها سابقون، و قیل فی قوله تعالی: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً؛ أی خَرُّوا من أَجلِه سُجَّداً كقولك أَكرمت فلاناً لك أی من أَجْلِك. و قوله تعالی: فَلِذٰلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَمٰا أُمِرْتَ؛ معناه فإلی ذلك فادْعُ؛ قاله الزجاج و غیره. و‌روی المنذری عن أبی العباس أنه سئل عن قوله عز و جل: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهٰا؛ أی علیها «2».جعل اللام بمعنی علی؛ و قال ابن السكیت فی قوله: فلما تَفَرَّقْنا، كأنِّی و مالِكاً لطولِ اجْتماعٍ لم نَبِتْ لَیْلةً مَعا قال: معنی لطول اجتماع أی مع طول اجتماع، تقول: إذا مضی شی‌ء فكأنه لم یكن، قال: و تجی‌ء اللام بمعنی بَعْد؛ و منه قوله: حتی وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِص أی بعْد خِمْسٍ؛ و منه قولهم: لثلاث خَلَوْن من الشهر أی بعد ثلاث، قال: و من اللامات لام التعریف التی تصحبها الأَلف كقولك: القومُ خارجون و الناس طاعنون الحمارَ و الفرس و ما أشبهها، و منها اللام الأَصلیة كقولك: لَحْمٌ لَعِسٌ لَوْمٌ و ما أَشبهها، و منها اللام الزائدة فی الأَسماء و فی الأَفعال كقولك: فَعْمَلٌ لِلْفَعْم، و هو الممتلئ، و ناقة عَنْسَل للعَنْس الصُّلبة، و فی الأَفعال كقولك قَصْمَله أی كسره، و الأَصل قَصَمه، و قد زادوها فی ذاك فقالوا ذلك، و فی أُولاك فقالوا أُولالِك، و أما اللام التی فی لَقد فإنها دخلت تأْكیداً لِقَدْ فاتصلت بها كأَنها منها، و كذلك اللام التی فی لَما مخفّفة. قال الأَزهری: و من اللَّاماتِ ما رَوی ابنُ هانِئٍ عن أبی زید یقال: الیَضْرِبُك و رأَیت الیَضْرِبُك، یُرید الذی یضرِبُك، و هذا الوَضَع الشعرَ، یرید الذی وضَع الشعر؛ قال: و أَنشدنی المُفضَّل: یقولُ الخَنا و ابْغَضُ العُجْمِ ناطِقاً، إلی ربِّنا، صَوتُ الحمارِ الیُجَدَّعُ یرید الذی یُجدَّع؛ و قال أیضاً: أَخِفْنَ اطِّنائی إن سَكَتُّ، و إنَّنی لَفی شُغُلٍ عن ذَحْلِها الیُتَتَبَّعُ «3». یرید: الذی یُتتبَّع؛ و قال أبو عبید فی قول مُتمِّم: و عَمْراً و حوناً بالمُشَقَّرِ ألْمَعا «4». قال: یعنی اللَّذَیْنِ معاً فأَدْخل علیه الأَلف و اللام صِلةً، و العرب تقول: هو الحِصْنُ أن یُرامَ، و هو العَزیز أن یُضَامَ، و الكریمُ أن یُشتَمَ؛ معناه
(2). قوله [فلها أی علیها] هكذا بالأصل، و لعل فیه سقطاً، و الأصل: فقال أی علیها (3). قوله [أخفن اطنائی … إلخ] هكذا فی الأَصل هنا، و فیه فی مادة تبع: … اطنانی إن شكین …، و ذحلی بدل ذحلها (4). قوله [و حوناً] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 565
هو أَحْصَنُ من أن یُرامَ، و أعزُّ من أن یُضامَ، و أَكرمُ من أن یُشْتَم، و كذلك هو البَخِیلُ أن یُرْغَبَ إلیه أی هو أَبْخلُ من أَن یُرْغَبَ إلیه، و هو الشُّجاع أن یَثْبُتَ له قِرْنٌ. و یقال: هو صَدْقُ المُبْتَذَلِ أی صَدْقٌ عند الابتِذال، و هو فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة. و قال ابن الأَنباری: العرب تُدْخِل الأَلف و اللام علی الفِعْل المستقبل علی جهة الاختصاص و الحكایة؛ و أنشد للفرزدق: ما أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَی حْكُومَتُه، و لا الأَصِیلِ، و لا ذِی الرَّأْی و الجَدَلِ و أَنشد أَیضاً: أَخفِنَ اطِّنائی إن سكتُّ، و إننی لفی شغل عن ذحلها الیُتَتَبَّع فأَدخل الأَلف و اللام علی یُتتبّع، و هو فعلٌ مستقبل لِما وَصَفْنا، قال: و یدخلون الأَلف و اللام علی أَمْسِ و أُلی، قال: و دخولها علی المَحْكِیّات لا یُقاس علیه؛ و أَنشد: و إنِّی جَلَسْتُ الیومَ و الأَمْسِ قَبْلَه بِبابِك، حتی كادت الشمسُ تَغْرُبُ فأَدخلهما علی أَمْسِ و تركها علی كسرها، و أَصل أَمْسِ أَمرٌ من الإِمْساء، و سمی الوقتُ بالأَمرِ و لم یُغیَّر لفظُه، و الله أَعلم.

فصل المیم؛ ج12، ص: 565

مرهم؛ ج12، ص: 565

: اللیث: هو أَلْیَنُ ما یكون من الدواء الذی یُضَمَّدُ به الجرحُ، یقال: مَرْهَمْتُ الجُرْحَ.

ملهم؛ ج12، ص: 565

: التهذیب فی الرباعی: مَلْهَم قَرْیة بالیمامة؛ قال ابن بری: هی لبَنی یَشْكُرَ و أَخلاطٍ من بَكْرِ وائل. و المِلْهَمُ: الكثیرُ الأَكْلِ. الجوهری فی ترجمة لهم: و مَلْهَم، بالفتح، موضع و هی أرض كثیرة النخل؛ قال جریر و شبَّه ما علی الهوادج من الرَّقْم بالبُسْر الیانِع لحمرته و صُفْرته: كأنَّ حُمولَ الحَیِّ زُلْنَ بِیانِعٍ من الوارِدِ البَطْحاءِ من نَخْلِ مَلْهَما و یومُ مَلْهم: حَرْبٌ لبنی تمیم و حنیفة. ابن سیدة: و مَلْهَم أَرض؛ قال طرفة: یَظَلُّ نِساءُ الحَیّ یَعْكُفْنَ حَوْله، یَقُلْنَ عَسِیبٌ من سَرارَةِ مَلْهَمَا و مَلْهَم و قُرّانُ: قریتان من قُرَی الیمامة معروفتان.

مهم؛ ج12، ص: 565

: النهایة لابن الأَثیر: و فی حدیث سَطیح: أزْرَقُ مَهْمُ النابِ صَرّارُ الأُذُنْ. قال أی حدید الناب؛ قال الأَزهری: هكذا روی، قال و أَظنه مَهْوُ الناب، بالواو. یقال: سَیْفٌ مَهْوٌ أی حدیدٌ ماضٍ، قال: و أَورده الزمخشری أزْرَقُ مُمْهی النابِ، و قال: المُمْهی المُحَدَّدُ، من أَمْهَیْتُ الحَدیدةَ إذا حَدَّدْتَها، شبَّه بَعیرَه بالنَّمِر لزُرْقة عینیه و سرعة سیره. و‌فی حدیث زید بن عَمْرو؛ مَهْما تُجَشِّمْنی تَجَشَّمْتُ؛ قال ابن الأَثیر: مَهْمَا حرف من حروف الشرط التی یُجازَی بها، تقول: مَهْمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قیل إن أَصلها مَامَا فقلبت الأَلف الأُولی هاء، و قد تكرر فی الحدیث.

مهیم؛ ج12، ص: 565

: فی الحدیث: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی علی عبد الرحمن بن عَوف وضَراً من صُفْرةٍ فقال: مَهْیَمْ؟ قال: قد تَزَوَّجْتُ امرأَة من الأَنصار علی نَواةٍ من ذهَبٍ، فقال: أَوْلِمْ و لو بشاةٍ؛ أبو عبید: قوله مَهْیَمْ، كلمة یمانیة معناها ما أَمْرُك و ما هذا الذی أَری بكَ و نحو هذا من الكلام؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌12، ص: 566
و لا أَعلم علی وزن مَهْیَمْ كلمةً غیر مَرْیَمْ. الجوهری: مَهْیَمْ كلمة یستفهم بها، معناها ما حالُك و ما شأْنُك. و‌فی حدیث الدجال: فأخَذَ بِلَجَفَتَیِ البابِ فقال: مَهْیَمْ‌أی ما أمْرُكم و شأْنُكم؟ و‌فی حدیث لَقیط: فیَسْتَوی جالِساً فیقول رَبِّ مَهْیَمْ.

موم؛ ج12، ص: 566

: المَوْماةُ: المَفازةُ الواسعة المَلْساء، و قیل: هی الفلاة التی لا ماءَ بها و لا أَنِیسَ بها، قال: و هی جماع أَسماء الفَلَوات؛ یقال: عَلَوْنا مَوْماةً، و أرضٌ مَوْماةٌ؛ قال سیبویه: هی «1» … و لا یجعلها بمنزلة تَمَسْكَن لأَن ما جاء هكذا و الأَول من نفس الحرف هو الكلام الكثیر، یعنی نحو الشَّوْشاةِ و الدَّوْداةِ، و الجمع مَوامٍ، و حكاها ابن جنی مَیامٍ؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی فی ذلك أنها مُعاقَبة لغیر علّة إلا طلبَ الخفَّة. التهذیب: و المَوامِی الجماعةُ، و المَوامِی مثلُ السَّباسِب، و قال أبو خَیْرة: هی المَوْماءُ و المَوْماةُ، و بعضهم یقول: الهَوْمةُ و الهَوْماةُ، و هو اسم یقع علی جمیع الفَلَواتِ. و قال المبرد: یقال لها المَوْماةُ و البَوْباةُ، بالباء و المیم. و المُومُ: الحُمَّی مع البِرْسامِ، و قیل: المُومُ البِرْسامُ؛ یقال منه: مِیمَ الرجلُ، فهو مَمُومٌ. و رجل مَمُومٌ و قد مِیمَ یُمَامُ مُوماً و مَوْماً، من المُومِ، و لا یكون یَمُومُ لأَنه مفعولٌ به مثل بُرْسِمَ؛ قال ذو الرمة یصف صائداً: إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً منْ سَنابِكِها، أَو كانَ صاحِبَ أَرضٍ، أَو به المُومُ فالأَرض: الزُّكامُ، و المُومُ: البِرْسامُ، و المُومُ: الجُدَرِیُّ الكثیرُ المُتراكِبُ. و قال اللیث: قیل المُومُ أشدُّ الجُدَرِیّ یكون صاحبَ أرضٍ أو به المُومُ، و معناه أن الصیّاد یُذْهِبُ نَفَسَه إلی السماء و یَفْغَر إلیها أبداً لئلا یَجِد الوحشُ نفسَه فَینْفُرَ [فَینْفِرَ، و شُبِّهَ بالمُبَرْسَم أو المزكومِ لأَن البِرْسامَ مُفْغِر، و الزكام مُفْغِر. و المُومُ، بالفارسیة: الجُدَرِیّ الذی یكون كله قُرْحة واحدة، و قیل هو بالعربیة. ابن بری: المُومُ الحُمَّی؛ قال مُلَیح الهذلی: بهِ مِن هَواكِ الیومَ، قد تَعْلَمِینَه، جَوًی مثلُ مُومِ الرِّبْع یَبرِی و یَلعَجُ و‌فی حدیث العُرَنِیِّین: و قد وقع بالمدینة المُومُ؛ هو البِرْسامُ مع الحُمَّی، و قیل: هو بَثْرٌ أَصغَرُ من الجُدَرِیّ. و المُومُ: الشَّمَعُ، معرَّب، واحدته مُومَة؛ عن ثعلب، قال الأَزهری؛ و أَصله فارسی. و‌فی صفة الجنة: وَ أَنْهٰارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی من مُومِ العسَلِ؛ المُومُ: الشَّمَعُ، معرّب. و المِیمُ: حرفُ هجاءٍ، و هو حرف مجهور یكون أصلًا و بدلًا و زائداً؛ و قول ذی الرمة: كأَنَّها عَیْنَها منها، و قد ضَمَرَتْ و ضَمَّها السَّیْر فی بعضِ الأَضامِیمُ قیل له: من أَین عرفت المِیمَ؟ قال: و الله ما أَعرفها إلّا أَنی خرجت إلی البادیة فكتب رجلٌ حرفاً، فسأَلتُه عنه فقال هذا المِیمُ، فشبَّهتُ به عینَ الناقة. و قد مَوَّمَها: عَمِلَها. قال الخلیل: المیمُ حرف هجاءٍ من حروف المعجم لو قصرت فی اضطرار الشعر جاز؛ قال الراجز: تخال منه الأَرْسُمَ الرَّواسِما كافاً و مِیمَیْنِ و سِیناً طاسِما و زعم الخلیل أَنه رأَی یمانیّاً سئل عن هجائه فقال: بابا مِمْ مِمْ، قال: و أَصاب الحكایة علی اللفظ، و لكن الذین مدُّوا أَحسنوا الحكایة بالمَدَّة، قال: و المِیمانِ هما بمنزلة النُّونَیْنِ من الجَلَمَیْنِ. قال: و كان
(1). كذا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 567
الخلیل یُسَمِّی المِیمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بها أَطْبَقْت، قال: و المیم من الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هی التی فی حَیِّزَیْنِ: حَیِّز الفاء، و الآخر حیِّز اللام، و جعلها فی التأْلیف الحرفَ الثالث للفاء و الباء، و هی آخر الحروف من الحیِّز الأَول، قال: و هذا الحیِّز شفویٌّ. النهایة لابن الأَثیر: و فی كتابه لوائل بن حُجْر: مَنْ زنی مِمْ بِكْرٍ و مَنْ زَنی مِمْ ثَیِّب أَی مِنْ بِكْرٍ و مِنْ ثَیِّب، فقلب النون مِیماً، أَما مع بِكْر فلأَنَّ النون إِذا سكنت قبل الباء فإِنها تقلب میماً فی النطق نحو عَنْبر و شَنْباء، و أَما مع غیر الباء فإِنها لغة یمانیة، كما یبدلون المیم من لام التعریف. و مَامةُ: اسم؛ و منه كعب بن مَامَة الإِیادِیّ؛ قال: أَرضٌ تخیَّرَها لِطِیبِ مَقیلِها كعبُ بنُ مَامَةَ، و ابنُ أُمِّ دُوادِ قال ابن سیدة: قضینا علی أَلف مَامَةَ أَنها واو لكونها عَیْناً، و حكی أَبو علی فی التذكرة عن أَبی العباس: مَامَة من قولهم أَمْرٌ مُوَامٌ؛ كذا حكاه بالتخفیف، قال: و هو عنده فُعَال، قال: فإِذا صحّت هذه الحكایة لم یُحْتَجْ إِلی الاستدلال علی مادة الكلمة. و مَامَةُ: اسم أُمّ عمرو بن مَامَةَ.

فصل النون؛ ج12، ص: 567

نأم؛ ج12، ص: 567

: النّأْمةُ، بالتسكین: الصوتُ. نَأَمَ الرجلُ یَنْئِمُ و یَنْأَمُ نَئِیماً، و هو كالأَنِینِ، و قیل: هو كالزَّحِیر، و قیل: هو الصوت الضعیف الخفیّ أَیّاً كان. و نَأَمَ الأَسدُ یَنْئِمُ نَئِیماً: و هو دون الزَّئِیر، و سمعت نَئِیمَ الأَسَد. قال ابن الأَعرابی: نَأَمَ الظبی یَنْئِمُ، و أَصله فی الأَسد؛ و أَنشد: أَلا إِنَّ سَلْمَی مُغْزِلٌ بتَبالةٍ، تُراعی غَزالًا بالضُّحَی غیرَ نَوْأَمِ مَتی تَسْتَثِرْه من مَنامٍ یَنامُه لِتُرْضِعَه، یَنْئِمْ إِلیها و یَبْغُمِ و النَّئِیمُ: صوت البُوم؛ قال الشاعر: إِلَّا نَئِیمَ البُومِ و الضُّوَعا و یقال: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه، مهموزة مخففة المیم، و هو من النَّئِیم الصوت الضعیف أَی نَغْمَتَه و صوتَه. و یقال: نامَّتَه، بتشدید المیم، فیجعل من المضاعف، و هو ما یَنِمُّ علیه مِن حركتِه یُدْعی بذلك علی الإِنسان. و النَّئِیمُ: صوتٌ فیه ضعف كالأَنینِ. یقال: نَأَمَ یَنْئِمُ. و النَّأْمَةُ و النَّئِیمُ: صَوتُ القوس؛ قال أَوس: إِذا ما تَعاطَوْها سَمِعْتَ لِصَوْتِها، إِذا أَنْبَضوا فیها، نَئِیماً و أَزْمَلا و نَأَمَتِ القوسُ نَئِیماً؛ و قول الشاعر: و سَماع مُدْجِنة تُعَلِّلُنا، حتی نَؤُوبَ، تَنَؤُّمَ العُجْمِ رواه ابن الأَعرابی: تَنَؤُّم، مهموز، علی أَنه من النَّئیم، و قال: یرید صیاحَ الدِّیَكة كأَنه قال: وقت تَنَؤُّمِ العُجْم، و إِنما سمَّی الدِّیَكة عُجْماً لأَن كل حیوان غیر الإِنسان أَعْجم، و رواه غیره: تَناوُمَ العُجْم، فالعُجْمُ علی هذه الروایةِ ملوك العجَم، و التَّناوُم: من النَّوْم، و ذلك أَن ملوك العجم كانت تَناوَمُ علی اللّهْو، و جاء بالمصدر علی هذه الروایة فی البیت علی غیر الفعل. و النَّأْمَةُ: الحركة.

نتم؛ ج12، ص: 567

: الانْتِتَامُ: الانْفِجارُ بالقبیح و السبِّ. و انْتَتَمَ فلانٌ علی فلانٍ بقولِ سوءٍ أَی انفَجَرَ بالقول القبیح،
لسان العرب، ج‌12، ص: 568
كأَنه افْتَعَل من نَتَم، كما تقول مِنْ نَتَل انتَتَل، و مِن نَتَقَ انتَتَقَ، علی افتعل؛ و أَنشد أَبو عمرو لمنظور الأَسدی: قد انْتَتَمَتْ علَیَّ بقَوْلِ سُوءٍ بُهَیْصِلةٌ، لها وَجْهٌ ذَمِیمُ حَلیلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِیلٍ، مُزَوْزِكَةٌ، لها حَسَبٌ لَئِیمُ یقال: ضَئیلٌ بَئِیلٌ أَی قَبیح، و المُزَوْزِكة: التی إِذا مشَتْ أَسْرَعت و حركت أَلْیَتَیْها، قال أَبو منصور: لا أَدری انتَثَمتْ، بالثاء، أَو انْتَتَمَتْ، بتاءَین، قال: و الأَقرب أَنه مِن نَثَمَ یَنْثِمُ لأَنه أَشبه بالصواب، قال: و لا أَعرفُ واحداً منهما. و قال الأَصمعی: امرأَة وَأْنَةٌ إِذا كانت مقاربة الخَلْق.

نثم؛ ج12، ص: 568

: لم أَرَ فیها غیرَ ما قال أَبو منصور فی ترجمة نتم قبلها: لا أَدری انْتَثَمَتْ، بالثاء، أَو انتَتَمتْ، بتاءَین، فی قول الشاعر: قد انتَتمتْ علیَّ بقول سوءٍ بُهَیْصِلةٌ، لها وجه ذمیم قال: و الأَقرب أَنه من نَثَمَ یَنْثِمُ لأَنه أَشبه بالصواب، قال: و لا أَعرف واحداً منهما.

نجم؛ ج12، ص: 568

: نَجَمَ الشی‌ءُ یَنْجُمُ، بالضم، نُجوماً: طَلَعَ و ظهر. و نَجَمَ النباتُ و النابُ و القَرْنُ و الكوكبُ و غیرُ ذلك: طلَعَ. قال الله تعالی: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدٰانِ. و‌فی الحدیث: هذا إِبَّانُ نُجومِه‌أَی وقتُ ظهورِه، یعنی النبیّ، صلی الله علیه و سلم. یقال: نَجَمَ النبتُ یَنْجُمُ إِذا طلع. و كلُّ ما طلع و ظهر فقد نَجَمَ. و قد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا یقوم علی ساقٍ، كما خُصَّ القائمُ علی الساق منه بالشجر. و‌فی حدیث حُذَیفة: سِراجٌ من النارِ یَظْهَرُ فی أَكتافِهم حتی یَنْجُم فی صُدورِهم.و النَّجْمُ من النباتِ: كلُّ ما نبتَ علی وجه الأَرض و نَجَمَ علی غیرِ ساقٍ و تسطَّح فلم یَنْهَض، و الشجرُ كلُّ ما له ساقٌ: و معنی سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما. قال أَبو إِسحاق: قد قیل إِن النَّجْمَ یُراد به النجومُ، قال: و جائز أَن یكون النَّجْمُ هاهنا ما نبت علی وجه الأَرض و ما طلع من نُجومِ السماء. و یقال لكل ما طلع: قد نَجَمَ، و النَّجِیمُ منه الطَّرِیُّ حین نَجَمَ فنبَت؛ قال ذو الرمة: یُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَیْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا، منها نَجِیمٌ و عارِدُ و النُّجُومُ: ما نَجَمَ من العروق أَیامَ الربیع، تری رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً. ابن الأَعرابی: النَّجْمَةُ شجرةٌ، و النَّجْمَةُ الكَلِمةُ، و النَّجْمَةُ نَبْتةٌ صغیرة، و جمعها نَجْمٌ، فما كان له ساقٌ فهو شجر، و ما لم یكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ. أَبو عبید: السَّرادِیحُ أَماكنُ لیِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ و النَّصِیَّ، قال: و النَّجَمَة شجرة تنبت ممتدة علی وجه الأَرض، و قال شمر: النَّجَمَة هاهنا، بالفتح «2»، قال: و قد رأَیتها فی البادیة و فسرها غیر واحد منهم، و هی الثَّیِّلَةُ، و هی شجرة خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حین یخرج صِغاراً، قال: و أَما النَّجْمَةُ فهو شی‌ءٌ ینبت فی أُصول النخلة، و فی الصحاح: ضرْبٌ من النبت؛ و أَنشد للحرث بن ظالم المُرّیّ یهجو النعمان: أَ خُصْیَیْ حِمارٍ ظَلَّ یَكْدِمُ نَجْمَةً، أَ تُؤْكَلُ جاراتی و جارُك سالمُ؟ و النَّجْمُ هنا: نَبْتٌ بعینه، واحدُه نَجْمَةٌ «3» و هو
(2). قوله [بالفتح] هكذا فی التهذیب مع ضبطه بالتحریك، و عبارة الصاغانی: بفتح الجیم (3). قوله [واحده نَجْمَة و هو الثَّیِّلُ] تقدم ضبطه عن شمر بالتحریك و ضبط ما ینبت فی أصول النخل بالفتح. و نقل الصاغانی عن الدینوری أنه لا فرق بینهما
لسان العرب، ج‌12، ص: 569
الثَّیِّلُ. قال أَبو عمرو الشیبانی: الثَّیِّل یقال له النَّجْم، الواحدة نَجْمَة. و قال أَبو حنیفة: الثَّیِّلُ و النَّجْمَة و العكْرِشُ كله شی‌ءٌ واحد. قال: و إِنما قال ذلك لأَن الحمارَ إِذا أَراد أَن یَقْلَع النَّجْمةَ من الأَرض و كَدَمَها ارْتَدَّتْ خُصْیتاه إِلی مؤخَّرِه. قال الأَزهری: النَّجْمَةُ لها قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً. و قال أَبو نصر: الثَّیِّلُ الذی ینبت علی شُطُوطِ الأَنهارِ و جمعه نَجْمٌ؛ و مثلُ البیت فی كون النَّجْم فیه هو الثَّیِّل قولُ زهیر: مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه ریحُ خَرِیقٌ، لِضاحی مائه حُبُكُ و‌فی حدیث جریر: بینَ نَخْلةٍ و ضالةٍ و نَجْمَةٍ و أَثْلةٍ؛ النَّجْمَةُ: أَخصُّ من النجم و كأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ و نَبْت. و فی التنزیل العزیز: وَ النَّجْمِ إِذٰا هَویٰ؛ قال أَبو إِسحاق: أَقْسَمَ الله تعالی بالنجم، و جاء فی التفسیر أَنه الثُّرَیّا، و كذلك سمتها العرب. و منه قول ساجعهم: طَلَع النَّجْم غُدَیَّهْ، و ابْتَغَی الراعی شُكَیَّهْ؛ و قال: فباتت تَعُدُّ النَّجْم فی مُسْتَحِیرة، سریعٍ بأَیدی الآكِلینَ جُمودُها أَراد الثُّرَیا. قال: و جاء فی التفسیر أَیضاً أَن النَّجْم نُزول القرآن نَجْماً بعد نَجْمٍ، و كان تَنزل منه الآیةُ و الآیتان، و قال أَهل اللغة: النَّجْمُ بمعنی النُّجوم، و النُّجُوم تَجمع الكواكب كلها. ابن سیدة: و النَّجْمُ الكوكب، و قد خصّ الثرَیا فصار لها علماً، و هو من باب الصَّعِق، و كذلك قال سیبویه فی ترجمة هذا الباب: هذا باب یكون فیه الشی‌ءُ غالباً علیه اسمٌ، یكون لكل مَنْ كان من أُمَّتِه أَو كان فی صِفتِه من الأَسماء التی تدخلها الأَلف و اللام، و تكون نَكِرتُه الجامعةَ لما ذكرتْ من المعانی ثم مثَّل بالصَّعِق و النَّجمِ، و الجمع أَنْجُمٌ و أَنْجَامٌ؛ قال الطرماح: و تجْتَلی غُرَّة مَجْهولِها بالرَّأْیِ منه، قبلَ أَنْجَامِها و نُجُومٌ و نُجُمٌ، و من الشاذ قراءَةُ مَنْ قرأَ: و علاماتٍ و بالنُّجُم؛ و قال الراجز: إِن الفَقیرَ بینَنا قاضٍ حَكَمْ، أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ النُّجُمْ و قال الأَخطل: كلَمْعِ أَیْدی مَثاكِیلٍ مُسَلِّبةٍ، یَنْدُبْنَ ضَرْس بَناتِ الدَّهرِ و الخُطُبِ و ذهب ابن جنی إِلی أَنه جمع فَعْلًا علی فُعْل ثم ثَقَّل، و قد یجوز أَن یكون حذف الواو تخفیفاً، فقد قرئَ: و بالنُّجُم هُمْ یَهْتَدون، قال: و هی قراءة الحسن و هی تحتمل التوجیهین. و النَّجْمُ: الثُّرَیَّا، و هو اسم لها علم مثل زید و عمرو، فإِذا قالوا طلع النَّجْمُ یریدون الثرَیا، و إِن أَخرجت منه الأَلف و اللام تنَكَّرَ؛ قال ابن بری: و منه قول المرار: و یومٌ، مِن النَّجْم، مُسْتَوْقِد یَسوقُ إِلی الموت نُورَ الظُّبا أَراد بالنَّجْم الثرَیا؛ و قال ابن یعفر: وُلِدْتُ بِحادِی النَّجْمِ یَتْلُو قَرِینَه، و بالقَلْبِ قَلْبِ العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ و قال أَبو ذؤیب: فوَرَدْنَ و العَیُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا یَتَتلَّع و قال الأَخطل: فهلَّا زَجَرْتِ الطیرَ لَیْلةَ جِئتِه بضِیقةَ، بین النَّجْمِ و الدَّبَرانِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 570
و قال الراعی: فباتت تَعُدُّ النَّجْمَ فی مُسْتَحیرةٍ، سَریعٍ بأَیدی الآكِلینَ جُمودُها قوله: تعدّ النَّجْم، یرید الثریَّا لأَن فیها ستة أَنجم ظاهرة یتخللها نجوم صغار خفیة. و‌فی الحدیث: إِذا طلع النَّجْمُ ارتفعت العاهةُ، و‌فی روایة: ما طلعَ النَّجْمُ و فی الأَرض من العاهة شی‌ءٌ، و‌فی روایة: ما طلعَ النَّجْمُ قَط و فی الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت؛ النَّجْمُ فی الأَصل: اسمٌ لكل واحد من كواكب السماء، و هو بالثریَّا أَخصُّ، فإِذا أُطلق فإِنما یراد به هی، و هی المرادة فی هذا الحدیث، و أَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح، و ذلك فی العَشْرِ الأَوْسَط من أَیَّارَ، و سقوطُها مع الصبح فی العَشْر الأَوسط من تِشْرِینَ الآخِرِ، و العرب تزعم أَن بین طلوعها و غروبها أَمْراضاً و وَباءً و عاهاتٍ فی الناس و الإِبلِ و الثِّمارِ، و مُدَّةُ مغیبِها بحیث لا تُبْصَر فی اللیل نَیِّفٌ و خمسون لیلةً لأَنها تخفی بقربها من الشمس قبلها و بعدها، فإِذا بعدت عنها ظهرت فی الشَّرْق وقت الصبح؛ قال الحربی: إِنما أَراد بهذا الحدیث أَرضَ الحجاز لأَن فی أَیَّارَ یقع الحَصادُ بها و تُدْرِك الثمارُ، و حینئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ علیها من العاهة؛ قال القتیبی: أَحْسَبُ أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خاصة. و المُنَجِّمُ و المُتَنَجِّمُ: الذی ینظر فی النُّجوم یَحْسُب مَواقِیتَها و سیرَها. قال ابن سیدة: فأَما قول بعض أَهل اللغة: یقوله النَّجَّامون، فأُراه مُولَّداً. قال ابن بری: و ابنُ خالویه یقول فی كثیر من كلامه و قال النَّجَّامُونَ و لا یقول المُنَجِّمون، قال: و هذا یدل علی أَن فعله ثلاثی. و تَنَجَّمَ: رعی النُّجومَ من سَهَرٍ. و نُجُومُ الأَشیاء: وظائفُها. التهذیب: و النُّجُومُ وظائفُ الأَشیاء، و كلُّ وظیفةٍ نَجْمٌ. و النَّجْمُ: الوقتُ المضروب، و به سمی المُنَجِّم. و نَجَّمْتُ المالَ إِذا أَدَّیته نُجوماً؛ قال زهیر فی دیاتٍ جُعِلت نُجوماً علی العاقلة: یُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً، و لم یُهَرِیقُوا بینَهم مِل‌ءَ مِحْجَمِ و‌فی حدیث سعد: و اللهِ لا أَزیدُك علی أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ؛ تَنْجِیمُ الدَّینِ: هو أَن یُقَدَّرَ عطاؤه فی أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً، و منه تَنْجِیمُ المُكاتَب و نُجُومُ الكتابةِ، و أَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر و مساقِطَها مَواقیتَ حُلولِ دُیونِها و غیرها، فتقول إِذا طلع النَّجْمُ: حلَّ علیك ما لی أَی الثریّا، و كذلك باقی المنازل، فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالی الأَهِلّةَ مَواقیتَ لِمَا یحتاجون إِلیه من معرفة أَوقات الحج و الصوم و مَحِلِّ الدُّیون، و سَمَّوْها نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القدیم الذی عرفوه و احْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه و كتبوا فی ذُكورِ حقوقِهم علی الناس مُؤَجَّلة. و قوله عز و جل: فَلٰا أُقْسِمُ بِمَوٰاقِعِ النُّجُومِ؛ عنَی نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلی سماء الدنیا جملة واحدة، ثم أُنزل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، آیةً آیةً، و كان بین أَول ما نزل منه و آخره عشرون سنةً. و نَجَّمَ علیه الدّیةَ: قطَّعها علیه نَجْماً نجماً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم و یقال: جعلت ما لی علی فلان نُجوماً مُنَجَّمةً یؤدی كلَّ نَجْمٍ فی شهر كذا، و قد جعل فلانٌ ما لَه علی فلان نُجوماً معدودة یؤدِّی عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً، و قد نَجَّمَها علیه تَنْجِیماً. نظر فی النُّجوم:
لسان العرب، ج‌12، ص: 571
فَكَّر فی أَمر ینظر كیف یُدَبِّره. و قوله عز و جل مُخْبِراً عن إِبراهیم، علیه السلام: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ فَقٰالَ إِنِّی سَقِیمٌ؛ قیل: معناه فیما نَجَمَ له من الرأْی. و قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: النُّجُومُ جمع نَجْم و هو ما نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن یخرج معهم إِلی عِیدِهم، و نَظَرَ هاهنا: تَفكّر لیُدَبِّرَ حُجَّة فقال: إِنِّی سَقِیمٌ، أَی منْ كُفْرِكم. و‌قال أَبو إِسحاق: إِنه قال لقومه و قد رأَی نَجْماً إِنِّی سَقِیمٌ، أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه مُدْبِرین فِراراً من عَدْوَی الطاعون.قال اللیث: یقال للإِنسان إِذا تفكر فی أَمر لینظر كیف یُدبِّره: نظر فی النُّجوم، قال: و هكذا جاء عن الحسن فی تفسیر هذه الآیة أَی تفكّر ما الذی یَصْرِفُهم عنه إِذا كلَّفوه الخروج معهم. و المِنْجَم: الكعب و العرقوبُ و كل ما نَتأَ. و المِنْجَم أَیضاً: الذی یُدَقّ به الوتد. و یقال: ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ مما یطلبون أَی مَخْرج. و لیس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَی أَصلٌ، و لیس لهذا الحدیث نَجْم أَی لیس له أَصلٌ. و المَنْجَمُ: الطریق الواضح؛ قال البعیث: لها فی أَقاصِی الأَرضِ شأْوٌ و مَنْجَمُ و قول ابن لَجَإٍ: فصَبَّحَتْ، و الشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ قال: معناه لم تُرِدْ أن تبلغ الجُدّة، و هی جُدّة الصبح طریقتُه الحمراء. و المَنْجَمُ: مَنْجَمُ النهار حین یَنْجُمُ. و نَجَمَ الخارجیّ، و نَجَمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَی نَبَعت. و فلانٌ مَنْجَمُ الباطل و الضلالة أَی معدنُه. و المَنْجِمان و المِنْجَمانِ: عظمان شاخِصان فی بواطن الكعبین یُقْبِل أَحدُهما علی الآخر إِذا صُفَّت القدمان. و مِنْجَما الرجْل: كَعْباها. و المِنْجَم، بكسر المیم، من المیزان: الحدیدة المعترضة التی فیها اللسان. و أَنْجَمَ المطرُ: أَقْلَع، و أَنْجَمَت عنه الحُمّی كذلك، و كذلك أَفْصَمَ و أَفْصَی. و أَنْجَمَتِ السماءُ: أَقْشَعَتْ، و أَنْجَمَ البَرْد؛ و قال: أَنْجَمَتْ قُرَّةُ السماء، و كانت قد أَقامَتْ بكُلْبة و قِطارِ و ضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتی قتله أَی ما أَقْلَع، و قیل: كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ. و النِّجامُ: موضع؛ قال معقل بن خُویلِد: نَزِیعاً مُحْلِباً من أَهلِ لِفْتٍ لِحَیٍّ بین أَثْلةَ و النِّجامِ

نحم؛ ج12، ص: 571

: النَّحِیمُ: الزَّحِیرُ و التنحْنُح. و‌فی الحدیث: دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَیم‌أَی صوتاً. و النَّحِیمُ: صوتٌ یخرج من الجوف، و رجل نَحِمٌ، و ربما سمی نُعَیْمٌ النَّحَّامَ. نَحَمَ یَنْحِمُ، بالكسر، نَحْماً و نَحِیماً و نَحَمَاناً، فهو نَحَّام، و هو فوق الزَّحیر، و قیل: هو مثل الزحیر: قال رؤبة: من نَحَمَانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر و نحوه و إِلا فلا وجه له؛ و قال ساعدة بن جؤیة: و شَرْحَب نَحْرُه دامٍ و صَفْحَتُه، یَصِیحُ مثلَ صِیاحِ النَّسْرِ مُنْتَحَم و أَنشد ابن بری: ما لَك لا تَنْحِمُ یا فلاحُ، إِنَّ النَّحِیمَ للسُّقاةِ راحُ و أَنشده أَبو عمرو: ما لك لا تَنْحِمُ یا فلاحه، إِن النَّحِیم للسُّقاة راحه «1».
(1). قوله [یا فلاحه] فی التهذیب: یا رواحه
لسان العرب، ج‌12، ص: 572
و فَلاحة: اسم رجل. و رجل نَحَّام: بَخِیل إِذا طُلِبت إِلیه حاجة كثر سُعالُه عندها؛ قال طرفة: أَرَی قَبْرَ نَحّامٍ بَخیلٍ بماله، كقَبْرِ غَوِیٍّ فی البَطالةِ مُفْسِد و قد نَحَمَ نَحِیماً. ابن الأَعرابی: النَّحْمَة السَّعْلة، و تكون الزحیرةَ. و النَّحِیمُ: صوتُ الفَهْدِ و نحوه من السباع، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر، و نَحَمَ الفَهْدُ یَنْحِمُ نَحِیماً و نحوه من السباع كذلك، و كذلك النَّئِیمُ، و هو صوت شدید. و نَحَمَ السَّوَّاقُ «1» و العاملُ یَنْحَمُ و یَنْحِمُ نَحِیماً إِذا استراح إِلی شِبْه أَنینٍ یُخرِجه من صدره. و النَّحِیمُ: صوت من صَدْر الفرس. و النُّحَامُ: طائر أَحمر علی خلقة الإِوَزِّ، واحدته نُحَامَة، و قیل: یقال له بالفارسیة سُرْخ آوی؛ قال ابن بری: ذكره ابن خالویه النُّحام الطائر، بضم النون. و النَّحَّامُ: فرس لبعض فُرْسان العرب؛ قال ابن سیدة: أُراه السُلَیْكَ بن السُّلَكة السَّعْدیّ عن الأَصمعی فی كتاب الفرس؛ قال: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ، لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتی أُصُلًا، مَحارُ و النَّحَّامُ: اسمُ فارس من فرسانهم.

نخم؛ ج12، ص: 572

: النُّخَامةُ، بالضم: النُّخاعةُ. نَخِمَ الرجلُ نَخَماً و نَخْماً و تَنَخَّمَ: دفع بشی‌ء من صَدْرِه أَو أَنفِه، و اسم ذلك الشی‌ء النُّخامةُ، و هی النُّخاعةُ. و تَنَخَّمَ أَی نَخَع. و نَخْمَةُ الرجل: حِسُّه، و الحاء المهملة فیه لغة. و النَّخَمُ: الإِعْیاء، و قال غیره النَّخْمَةُ ضربٌ من خُشامِ الأَنفِ و هو ضِیقٌ فی نفسه. یقال: هو یَنْخَمُ نَخْماً. قال أَبو منصور: و قال غیره النُّخَامَةُ ما یُلْقِیه الرجلُ من خَراشیِّ صدره، و النُّخاعةُ ما ینزِل من النُّخاعِ إِذْ مادّتُه من الدماغ «2». اللیث: النُّخَامَةُ ما یخرج من الخَیْشوم عند التَّنَخُّمِ. اللیث: النَّخْمُ اللَّعِبُ و الغِناءُ. قال أَبو منصور: هذا صحیح. ابن الأَعرابی: النَّخْمُ أَجودُ الغِناء؛ و منه‌حدیث الشعبی: أَنه اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنْبارِ و بین أَیدیهم ناجودٌ فغنَّی نَاخِمُهم‌أَی مُغنِّیهم: أَلا فاسْقِیانی قبل جَیْش أَبی بَكْرِ «3» أَی غَنَّی مُغَنِّیهم بهذا. ابن الأَعرابی: النَّخْمَةُ النخاعة. و النَّخْمَةُ: اللَّطْمةُ.

ندم؛ ج12، ص: 572

: نَدِمَ علی الشی‌ء و نَدِمَ علی ما فعل نَدَماً و نَدَامةً و تَنَدَّمَ: أَسِفَ. و رجل نادِمٌ سادِمٌ و نَدْمانُ سَدْمانُ أَی نادِمٌ مُهْتمٌّ. و‌فی الحدیث: النَّدَمُ تَوْبةٌ، و قوم نُدَّامٌ سُدَّامٌ و نِدامٌ سِدامٌ و نَدَامَی سَدامی. و النَّدِیمُ: الشَّرِیبُ الذی یُنادِمه، و هو نَدْمانُه أَیضاً. و نَادَمَنی فلانٌ علی الشراب. فهو نَدِیمِی و نَدْمَانی؛ قال النُّعْمان بن نَضْلةَ العدویّ، و یقال للنعمان بن عَدِیٍّ و كان عُمَرُ اسْتَعْمَلَهم علی مَیْسانَ: فإِن كنتَ نَدْمانی فبالأَكْبَرِ اسْقِنی، و لا تَسْقِنی بالأَصْغَر المُتَثَلِّمِ لعلّ أَمیرَ المؤمنینَ یَسُوءُه تَنَادُمُنَا فی الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ قال: و مثله للبُرْجِ بن مُسْهِرٍ: و نَدْمانٍ یَزِیدُ الكأْسَ طِیباً، سقیْتُ إِذا تَغَوَّرتِ النُّجومُ
(1). قوله [نحم السواق] فی التهذیب: الساقی (2). قوله [إذ مادته من الدماغ] فی التهذیب: الذی مادته (3). قوله [ألا فاسقیانی] فی النهایة: سقیانی
لسان العرب، ج‌12، ص: 573
قال: و شاهدُ نَدیمٍ قولُ البُرَیْق الهذلی: زُرنا أَبا زیدٍ، و لا حیَّ مِثْله، و كان أَبو زیدٍ أَخی و نَدِیمی و جمعُ النَّدِیم نِدامٌ، و جمع النِّدامِ نَدامَی. و‌فی الحدیث: مَرْحَباً بالقوم غیرَ خَزایا و لا نَدامی‌أَی نادِمِینَ، فأَخرجه علی مذهبهم فی الإِتباع بِخَزایا، لأَن النَّدامی جمع نَدْمانٍ، و هو النَّدِیمُ الذی یُرافِقُك و یُشارِبُك. و یقال فی النَّدَم: نَدْمان أَیضاً، فلا یكون إِتْباعاً لِخَزایا، بل جمعاً برأْسه، و المرأَة نَدْمانةٌ، و النسوة نَدامَی. و یقال: المُنادَمةُ مقلوبةٌ من المُدامَنةِ، لأَنه یُدْمِنُ شُرْبَ الشراب مع نَدِیمه، لأَن القلب فی كلامهم كثیر كالقِسیِّ من القُوُوسِ، و جَذَب و جَبَذَ، و ما أَطْیَبَه و أَیْطَبَه، و خَنِزَ اللحمُ و خَزِنَ، و واحِدٌ و حادٍ. و نادَمَ الرجل مُنادَمةً و نِداماً: جالَسه علی الشراب. و النَّدِیمُ: المُنادِمُ، و الجمع نُدَماءُ، و كذلك النَّدْمانُ، و الجمع نَدامی و نِدامٌ، و لا یجمع بالواو و النون، و إِن أَدخلت الهاء فی مؤنثه؛ قال أَبو الحسن: إِنما ذلك لأَن الغالب علی فَعْلانَ أَن یكون أُنثاه بالأَلف نحو رَیَّان و رَیَّا و سَكْرانَ و سَكْرَی، و أَما بابُ نَدْمانةٍ و سَیْفانةٍ فیمن أَخَذه من السیف و مَوْتانةٍ فعزیزٌ بالإِضافة إلی فَعْلان الذی أُنثاه فَعْلی، و الأُنثی نَدْمَانَةٌ، و قد یكون النَّدْمان واحداً و جمعاً؛ و قول أَبی محمد الحذْلمیِّ: فذاكَ بعدَ ذاكَ من نِدَامِها فسره ثعلب فقال: نِدامُها سَقْیُها. و النَیْدَمانُ: نبت. و النَّدَبُ و النَّدَمُ: الأَثرُ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِیاكم و رَضاع السَّوْء فإِنه لا بُدَّ من أَنْ یَنْتَدِمَ یوماً مّا‌أَی یظهر أَثرُه. و النَّدَم: الأَثَر، و هو مثل النَّدَب، و الباء و المیم یتبادلان، و ذكره الزمخشری بسكون الدال من النَّدْمِ، و هو الغَمّ اللازم إِذ یَنْدَم صاحبُه لما یَعْثر علیه من سوء آثاره. و یقال: خُذْ ما انْتَدَمَ و انتَدَب و أَوْهَف أَی خُذْ ما تَیسَّر. و التَّنَدُّم: أَن یَتَّبع الإِنسان أَمراً نَدَماً. یقال: التقَدُّم قبل التنَدُّم؛ و هذا‌یروی عن أَكثم بن صَیفی أَنه قال: إِن أَردتَ المُحاجَزة فقبْل المُناجزة؛ قال أَبو عبید: معناه انجُ بنفسك قبل لِقاء من لا قِوامَ لك به، قال: و قال الذی قتلَ محمدَ بن طلحة بن عبید الله یوم الجمَل: یُذَكِّرُنی حامیمَ، و الرُّمْحُ شاجرٌ، فهلَّا تَلا حامیمَ قبلَ التقدُّم و أَنْدَمَه اللهُ فنَدِمَ. و یقال: الیَمین حِنْثٌ أَو مَنْدَمة؛ قال لبید: و إِلا فما بالمَوْتِ ضُرٌّ لأَهْلِه، و لم یُبْقِ هذا الأَمرُ فی العَیْش مَنْدَما

نسم؛ ج12، ص: 573

: النَّسَمُ و النَّسَمَةُ: نفَسُ الروح. و ما بها نَسَمَة أَی نفَس. یقال: ما بها ذو نَسَمٍ أَی ذو رُوح، و الجمع نَسَمٌ. و النَّسِیمُ: ابتداءُ كلِّ ریحٍ قبل أَن تَقْوی؛ عن أَبی حنیفة. و تَنَسَّمَ: تنفَّس، یمانیة. و النَّسَمُ و النَّسِیمُ: نفَس الرِّیح إِذا كان ضعیفاً، و قیل: النَّسِیم من الریاح التی یجی‌ء منها نفس ضعیف، و الجمع منها أَنْسَامٌ؛ قال یصف الإِبل: و جَعَلَتْ تَنْضَحُ من أَنْسَامِها، نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ فی حَمَّامِها أَنْسَامُها: روائح عَرَقِها؛ یقول: لها ریح طیبة. و النَّسِیمُ: الریح الطیبة. یقال: نسَمت الریحُ نَسِیماً
لسان العرب، ج‌12، ص: 574
و نَسَماناً. و النَّیْسَمُ: كالنسیم، نَسَمَ یَنْسِمُ نَسْماً و نَسِیماً و نَسَماناً. و تَنَسَّمَ النسیمَ: تَشمَّمه. و تَنَسَّمَ منه علْماً: علی المثل، و الشین لغة عن یعقوب، و سیأْتی ذكرها، و لیست إِحداهما بدلًا من أُختها لأَن لكل واحد منهما وجهاً، فأَما تَنَسَّمت فكأَنه من النَّسیم كقولك اسْتَرْوَحتُ خَبراً، فمعناه أَنه تَلطَّف فی التِماس العلم منه شیئاً فشیئاً كهُبوب النسیم، و أَما تنَشَّمت فمن قولهم نَشَّم فی الأَمر أَی بَدأَ و لم یُوغِل فیه أَی ابتدأْت بطَرَفٍ من العلم من عنده و لم أَتمكَّن فیه. التهذیب: و نَسیم الریح هُبوبها. قال ابن شمیل: النَّسِیم من الریاح الرُّویدُ، قال: و تَنَسَّمَتْ ریحُها بشی‌ء من نَسیمٍ أَی هبَّت هبوباً رُویداً ذات نَسیمٍ، و هو الرُّوَید. و قال أَبو عبید: النَّسِیم من الریاح التی تجی‌ء بنفَسٍ ضعیف. و النَّسَمُ: جمع نَسَمَة، و هو النَّفَس و الرَّبْوُ. و‌فی الحدیث: تَنكَّبُوا الغُبارَ فإِن منه تكون النَّسَمةُ؛ قیل: النَّسَمَة هاهنا الرَّبْوُ، و لا یزال صاحب هذه العلة یتنَفَّس نفساً ضعیفاً؛ قال ابن الأَثیر: النَّسَمَةُ فی الحدیث، بالتحریك، النفَس، واحد الأَنفاس، أَراد تَواترَ النفَس و الرَّبوَ و النَّهیجَ، فسمیت العلة نَسَمَة لاستراحة صاحبِها إِلی تنفسِه، فإِن صاحب الرَّبوِ لا یزال یتنفَّس كثیراً. و یقال: تَنَسَّمَتِ الریحُ و تَنَسَّمْتُها أَنا؛ قال الشاعر: فإِن الصَّبا رِیحٌ إِذا ما تَنَسَّمَتْ علی كِبْدِ مَخْزونٍ، تجَلَّتْ هُمومُها و إِذا تَنَسَّمَ العلیلُ و المحزون هبوبَ الریح الطیِّبة وجَد لها خَفّاً و فرَحاً. و نَسِیمُ الریح: أَوَّلها حین تُقْبل بلینٍ قبل أَن تشتدّ. و‌فی حدیث مرفوع أَنه قال: بُعِثْت فی نَسَمِ الساعة، و فی تفسیره قولان: أَحدهما بُعِثْت فی ضَعْفِ هُبوبها و أَول أَشراطها و هو قول ابن الأَعرابی، قال: و النَّسَم أَولُ هبوب الریح، و قیل: هو جمع نَسَمَةٍ أَی بُعِثت فی ذوی أَرواح خلقهم الله تعالی فی وقت اقتراب الساعة كأَنه قال فی آخر النَّشْ‌ءِ من بنی آدم. و قال الجوهری: أَی حین ابتدأَت و أَقبَلت أَوائِلُها. و تَنَسَّمَ المكانُ بالطِّیب: أَرِجَ؛ قال سَهْم بن إِیاس الهذلی: إِذا ما مَشَتْ یَوْماً بوادٍ تَنَسَّمَتْ مَجالِسُها بالمَنْدَلیِّ المُكَلَّلِ و ما بها ذو نَسیم أَی ذو رُوح. و النَّسَم و المَنْسَمُ من النَّسیم. و المَنْسِم، بكسر السین: طرف خفّ البعیر و النعامة و الفیل و الحافر، و قیل: مَنْسِما البعیر ظُفْراه اللذان فی یدیه، و قیل: هو للناقة كالظفر للإِنسان؛ قال الكسائی: هو مشتق من الفعل، یقال: نَسَمَ به یَنْسِمُ نَسْماً. قال الأَصمعی: و قالوا مَنسِمُ النعامة كما قالوا للبعیر. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: وَطِئَتْهم بالمَناسِم، جمع مَنْسِم، أَی بأَخفافِها؛ قال ابن الأَثیر: و قد تطلق علی مَفاصل الإِنسان اتساعاً؛ و منه‌الحدیث: علی كل مَنسِمٍ من الإِنسان صَدقةٌ‌أَی كل مَفْصِل. و نَسَمَ به یَنْسِمُ نَسْماً: ضرب؛ و استعاره بعض الشعراء للظَّبْی فقال: تَذُبُّ بسَحْماوَیْنِ لم یَتَفَلَّلا، وَحی الذِّئبِ عن طَفْلٍ مَنَاسِمُه مُخْلی و نَسِمَ نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه. و النَّسَمَةُ: الإِنسان، و الجمع نَسَمٌ و نَسَمَاتٌ؛ قال الأَعشی: بأَعْظَمَ منه تُقیً فی الحِساب، إِذا النَّسَمَاتُ نَقَضْنَ الغُبارا و تَنَسَّمَ أَی تَنَفَّسَ. و‌فی الحدیث: لمَّا تَنَسَّموا رَوْحَ
لسان العرب، ج‌12، ص: 575
الحیاة‌أَی وَجدوا نَسیمَها. و التَّنَسُّم: طلبُ النسیم و اسْتِنشاقه. و النَّسَمَةُ فی العِتْق: المملوك، ذكراً كان أَو أُنثی. ابن خالویه: تَنَسَّمْت منه و تَنشَّمْت بمعنی. و كان فی بنی أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فیهم، و كان یقال له المُنَسِّم أَی یُحْیی النَّسَمات؛ و منه قول الكمیت: و منَّا ابنُ كُوزٍ، و المُنَسِّمُ قَبْله، و فارِسُ یوم الفَیْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ و المُنَسِّمُ: مُحْیی النَّسَمات. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقی اللهُ عز و جل بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار؛ قال خالد: النَّسَمَةُ النَّفْسُ و الروحُ. و كلُّ دابة فی جوفها رُوح فهی نَسَمَةٌ. و النَّسَمُ: الرُّوح، و كذلك النَّسِیمُ؛ قال الأَغلب: ضَرْبَ القُدارِ نَقیعةَ القِدِّیمِ، یَفْرُقُ بینَ النَّفْسِ و النَّسِیمِ قال أَبو منصور: أَراد بالنفْس هاهنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا الرُّوحَ، و أَراد بالنَّسِیم الروحَ، قال: و معنی‌قوله، علیه السلام: مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً‌أَی من أَعتق ذا نَسَمةٍ، و قال ابن الأَثیر: أَی مَنْ أَعْتَقَ ذا رُوح؛ و كلُّ دابَّةٍ فیها رُوحٌ فهی نَسَمَةٌ، و إِنما یرید الناس. و‌فی حدیث علی: و الذی فَلَقَ الحَبَّةَ و بَرأَ النَّسَمَةَ‌أَی خَلَقَ ذاتَ الروح، و كثیراً ما كان یقولها إِذا اجتهد فی یمینه. و قال ابن شمیل: النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة. و‌فی الحدیث عن البراء بن عازب قال: جاء أَعرابی إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: عَلِّمْنی عملًا یُدْخِلُنی الجنة، قال: لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمَةَ و فُكَّ الرقبةَ، قال: أَ وَ لیسا واحداً؟ قال: لا، عِتْقُ النَّسَمَةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها، و فك الرقبة أَن تُعینَ فی ثمنها، و المِنْحة الوَكوف، و أَبقِ علی ذی الرحم «1» الظالم، فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ، و اسْقِ الظمْآنَ، و أْمُرْ بالمعروف و انْهَ عن المنكر، فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَیرٍ.و یقال: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْیَیْتَها أَو أَعْتَقْتها. و قال بعضهم: النَّسَمَة الخَلْقُ، یكون ذلك للصغیر و الكبیر و الدوابِّ و غیرها و لكل من كان فی جوفِه رُوحٌ حتی قالوا للطیر؛ و أَنشد شمر: یا زُفَرُ القَیْسِیّ ذو الأَنْف الأَشَمّ هَیَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ قال: النَّسَمُ هاهنا طیرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا یَسْتَبینُها الإِنسان من خفَّتِها و سرعتِها، قال: و هی فوق الخَطاطیف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قال: و النَّسَمُ كالنفَس، و منه یقال: نَاسَمْتُ فلاناً أَی وجَدْت ریحَه و وَجدَ رِیحی؛ و أَنشد: لا یَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ أَی ذو نفَسٍ، و نَاسَمَه أَی شامَّه؛ قال ابن بری: و جاء فی شعر الحرث بن خالد بن العاص: عُلَّتْ به الأَنْیابُ و النَّسَمُ یرید به الأَنفَ الذی یُتَنَسَّمُ به. و نَسَمَ الشی‌ءُ و نَسِمَ نَسَماً: تغیَّر، و خص بعضهم به الدُّهن. و النَّسَمُ: ریحُ اللبَن و الدسَم. و النَّسَمُ: أَثر الطریق الدارِس. و النَّیْسَمُ: الطریق المُستقیم، لغة فی النَّیْسَب. و‌فی حدیث عمرو بن العاص و إِسلامِه قال: لقد
(1). قوله [و المنحة الوكوف و أَبقِ علی ذی الرحم] كذا بالأَصل، و لعله و أعط المنحة الوكوف و أبق إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 576
اسْتقام المَنْسِمُ و إِن الرجل لَنَبیٌّ، فأَسْلَمَ.یقال: قد استَقامَ المَنْسِمُ أَی تَبَیَّنَ الطریقُ. و یقال: رأَیت مَنْسِماً من الأَمر أَعْرِفُ به وَجْهَه أَی أَثراً منه و علامة؛ قال أَوْس بن حَجَر: لَعَمْرِی لقد بَیَّنْت یومَ سُوَیْقةٍ لِمَنْ كان ذا رأْیٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ أَی بوجهِ بیانٍ، قال: و الأَصل فیه مَنْسِما خُفِّ البعیر، و هما كالظُّفرین فی مُقدَّمه بهما یُسْتبان أَثرُ البعیر الضالّ، و لكل خُفٍّ مَنْسِمان، و لِخُفِّ الفِیل مَنْسِمٌ. و قال أَبو مالك: المَنْسِمُ الطریق؛ و أَنشد للأَحْوَص: و إِن أَظْلَمَتْ یوماً علی الناسِ غَسْمةٌ، أَضَاءَ بكُم، یا آل مَرْوانَ، مَنْسِمُ یعنی الطریق، و الغَسْمة: الظُّلْمة. ابن السكیت: النَّیْسَمُ ما وجدتَ من الآثار فی الطریق، و لیست بِجادّة بَیّنَةٍ؛ قال الراجز: باتَتْ علی نَیْسَمِ خَلٍّ جازع، وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع و المَنْسِمُ: المَذْهب و الوجهُ منه. یقال: أَین مَنْسِمُك أَی أَین مذهبُك و مُتوجَّهُك. و من أَین مَنْسِمُك أَی من أَین وِجْهتُك. و حكی ابن بری: أَین مَنْسِمُك أَی بیتُك. و الناسِمُ: المریضُ الذی قد أَشفی علی الموت. یقال: فلان یَنْسِمُ كنَسْم الریح الضعیف؛ و قال المرّار: یمْشِینَ رَهْواً، و بعد الجَهْدِ من نَسَمٍ، و من حَیاءِ غَضِیضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ ابن الأَعرابی: النَّسِیم العرَقُ. و النَّسْمَة العرْقة فی الحمّام و غیره، و یجمع النَّسَم بمعنی الخَلْق أَنَاسِم. و یقال: ما فی الأَنَاسِم مثلُه، كأَنَّه جمع النَّسَم أَنْسَاماً، ثم أَنَاسِمُ جمعُ الجمع.

نشم؛ ج12، ص: 576

: النَّشَمُ، بالتحریك: شجر جبلیّ تتخذ منه القسیّ، و هو من عُتُق العِیدان؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: یأْوی إِلی مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ شُمٍّ، بِهِنّ فُروعُ القانِ و النَّشَم واحدتُه نَشَمَةٌ. الأَصمعی: من أَشجار الجبال النَّبْع و النَّشَمُ و غیره تتَّخذ من النَّشَم القِسِیُّ؛ و منه قول إمرئ القیس: عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ، غَیْرِ باناتٍ علی وتَرِهْ و النَّشَمُ أَیضاً: مثل النَّمَش علی القلب؛ یقال منه: نَشِمَ، بالكسر، فهو ثورٌ نَشِمٌ إِذا كان فیه نقط بیض و نقط سود. و نَشَّمَ اللحمُ تَنْشِیماً: تغیَّر و ابتدأَتْ فیه رائحةٌ كریهة، و قیل: تغیرت ریحُه و لم یبلغ النَّتْنَ، و فی التهذیب: إِذا تغیرت ریحُه لا من نَتْنٍ و لكن كَراهةً. یقال: یَدِی من الجُبْنِ و نحوِه نَشِمَةٌ. و المُنَشِّمُ: الذی قد ابتدأَ یتغیَّر؛ و أَنشد: و قد أُصاحِبُ فِتْیاناً شَرابُهُمُ خُضْرُ المَزاد، و لَحْمٌ فیه تَنْشِیمُ قال: خضر المَزادِ الفَظُّ و هو ماءُ الكَرِش. و یقال: إِن الماء بَقِی فی الأَداوی فاخْضَرَّت من القِدَم. و تَنَشَّمْتُ منه علْماً إِذا استفَدْت منه علماً. و نَشَّمَ القومُ فی الأَمر تَنْشِیماً: نَشَبوا فیه و أَخذوا فیه. قال: و لا یكون ذلك إِلا فی الشرّ؛ و منه قولهم: نَشَّمَ الناسُ فی عُثْمان. و نَشَّمَ فی الأَمر: ابتدأَ فیه؛ عن اللحیانی، هكذا قال فیه، و لم یقل به. و نَشَّمَه و نَشَّمَ فیه: نال منه و طَعَن علیه. و قال أَبو عبید‌فی حدیث مَقْتل عثمان: لما
لسان العرب، ج‌12، ص: 577
نَشَّمَ الناسُ فی أَمره؛ قال: معناه طعنوا فیه و نالوا منه، أَصلُه من تَنْشِیم اللحم أَوَّلَ ما یُنْتِن. و تَنَشَّمَ فی الشی‌ء و نَشَّمَ فیه إذا ابتدأَ فیه؛ قال الشاعر: قد أَغْتَدی، و اللیلُ فی جَرِیمه، مُعَسْكِراً فی الغُرِّ من نجُومِه و الصُّبْحُ قد نَشَّمَ فی أَدیمِه، یَدُعُّه بِضَفَّتَیْ حَیْزُومِه، دَعَّ الرَّبِیب لحْیَتَیْ یَتِیمِه قال: نَشَّم فی أَدیمِه یرید تَبدَّی فی أَول الصبح، قال: و أَدیمُ اللیل سواده، و جریمُه: نفسه. و التَّنْشِیم: الابتداءُ فی كل شی‌ء. و فی النوادر: نَشَمْتُ فی الأَمر و نَشَّمْت و نَشَّبْت أی ابتدأْت. و نَشَّمَتِ الأَرضُ: نَزَّتْ بالماء. و المَنْشِم: حبُّ «2» من العِطْر شاقٌّ الدَّقّ. و المَنْشَم و المَنْشِم: شی‌ء یكون فی سنبل العِطر یُسَمِّیه العطّارون رَوْقاً، و هو سَمُّ ساعةٍ، و قال بعضهم: هی ثمرة سوداء مُنْتِنَة، و قد أَكثرت الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ فی أَشعارهم؛ قال الأَعشی: أَرانی و عَمْراً بیننا دَقُّ مَنْشِمٍ، فلم یبق إلا أَن أُجَنَّ و یَكْلَبَا و مَنْشِمُ، بكسر الشین: امرأَة عطّارة من هَمْدان كانوا إذا تطیَّبوا من ریحها اشتدَّت الحرب فصارت مثلًا فی الشرّ؛ قال زهیر: تَدارَكْتُمُ عَبْساً و ذُبْیانَ، بعد ما تَفانَوْا، و دَقُّوا بینهم عِطْرَ مَنْشِمِ صرفه للشِّعر. و قال أَبو عمرو بن العلاء: هو من ابتداء الشرّ، و لم یكن یذهب إلی أَن مَنْشِمَ امرأَةٌ كما یقول غیره؛ و قال ابن الكلبی فی عِطْرِ مَنْشِم: مَنْشِمُ امرأَةٌ من حِمْیَر، و كانت تبیع الطیب، فكانوا إذا تطیبوا بطیبِها اشتدَّت حربُهم فصارت مثلًا فی الشرّ؛ قال الجوهری: مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت بمكة عطّارة، و كانت خُزاعةُ و جُرْهُم إذا أَرادوا القتال تطیَّبوا من طیبها، و كانوا إذا فعلوا ذلك كَثُرَ القَتْلی فیما بینهم فكان یقال: أَشْأَمُ من عِطْرِ مَنْشِم، فصار مثلًا: قال: و یقال هو حبُّ بَلَسانٍ. و حكی ابن بری قال: یقال عطرُ مَنْشَم و مَنْشِم، قال: و قال أَبو عمرو مَنْشَمٌ الشرُّ بعینه، قال: و زعم آخرون أَنه شی‌ء من قُرون السُّنْبُل یقال له البَیْش، و هو سَمُّ ساعةٍ؛ قال: و قال الأَصمعی هو اسم امرأَة عطَّارة كانوا إذا قصدوا الحرب غَمَسوا أَیْدِیَهم فی طِیبها، و تحالفوا علیه بأَن یسْتَمِیتُوا فی الحرب و لا یُوَلُّوا أو یُقْتَلوا، قال: و قال أَبو عمرو الشَّیْبانی: مَنْشِم امرأَة عطارة تبیع الحَنُوط، و هی من خُزاعة، قال: و قال هشامٌ الكَلْبیُّ من قال مَنْشِم، بكسر الشین، فهی مَنْشِم بنت الوَجیه من حِمْیر، و كانت تبیع العِطْرَ، و یتشاءمون بعطرها، و من قال مَنْشَم، بفتح الشین، فهی امرأَة كانت تَنْتجع العربَ تبیعُهم عِطرها، فأَغار علیها قومٌ من العرب فأَخذوا عِطْرَها، فبلغ ذلك قومَها فاستأْصلوا كلَّ مَنْ شَمُّوا علیه ریحَ عطرها؛ و قال الكلبی: هی امرأَة من جُرهُم، و كانت جُرْهُم إذا خرجت لقتال خُزاعة خرجت معهم فطیَّبتهم، فلا یتطیب بطیبها أَحد إِلا قاتلَ حتی یُقتل أَو یجرح، و قیل: مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت صنعت طیباً تُطَیِّب به زوجها، ثم إنها صادقت رجلًا و طیّبته بطیبِها، فلقِیَه زوجُها فشمَّ ریحَ طیبها علیه فقتَله، فاقتتل الحیّانِ من أَجله.
(2). قوله [و المنشم حب إلخ] هو كمجلس و مقعد
لسان العرب، ج‌12، ص: 578‌

نصم؛ ج12، ص: 578

: ابن الأَعرابی: الصَّنَمةُ «1» و النَّصَمةُ الصورةُ التی تُعْبَدُ.

نضم؛ ج12، ص: 578

: أَهمله اللیث، و روی أَبو العباس عن عمرو عن أَبیه: النَّضْمُ الحنطةُ الحادرةُ السمینة، واحدتها نَضْمَةٌ، و هو صحیح.

نطم؛ ج12، ص: 578

: أَهمله اللیث، ابن الأَعرابی: النَّطْمَةُ النَّقْرةُ من الدِّیك و غیره، و هی النَّطْبَةُ بالباء أَیضاً.

نظم؛ ج12، ص: 578

: النَّظْمُ: التأْلیفُ، نَظَمَه یَنْظِمُه نَظْماً و نِظاماً و نَظَّمَه فانْتَظَمَ و تَنَظَّمَ. و نَظَمْتُ اللؤْلؤَ أی جمعته فی السِّلْك، و التَّنْظِیمُ مثله، و منه نَظَمْتُ الشِّعر و نَظَّمْته، و نَظَمَ الأَمرَ علی المثَل. و كلُّ شی‌ء قَرَنْتَه بآخر أو ضَمَمْتَ بعضَه إلی بعض، فقد نَظَمْته. و النَّظْمُ: المَنْظومُ، وصف بالمصدر. و النَّظْمُ: ما نظَمْته من لؤلؤٍ و خرزٍ و غیرهما، واحدته نَظْمَة. و نَظْم الحَنْظل: حبُّه فی صِیصائه. و النِّظَامُ: ما نَظَمْتَ فیه الشی‌ء من خیط و غیره، و كلُّ شعبةٍ منه و أَصْلٍ نِظامٌ. و نِظامُ كل أَمر: مِلاكُه، و الجمع أَنْظِمَة و أَناظِیمُ و نُظُمٌ. اللیث: النَّظْمُ نَظمُك الخرزَ بعضَه إلی بعض فی نِظامٍ واحد، كذلك هو فی كل شی‌ء حتی یقال: لیس لأَمره نِظامٌ أی لا تستقیم طریقتُه. و النِّظامُ: الخیطُ الذی یُنْظمُ به اللؤلؤُ، و كلُّ خیطٍ یُنْظَم به لؤلؤ أو غیرهُ فهو نِظامٌ، و جمعه نُظُمٌ؛ و قال: مِثْل الفَرِیدِ الذی یَجری متی النُّظُم و فعلُك النَّظْمُ و التَّنْظِیمُ. و نَظْمٌ من لؤلؤٍ، قال: و هو فی الأَصل مصدر، و الانْتِظام: الاتِّساق. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: و آیات تَتابعُ كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه؛ النِّظام: العِقْدُ من الجوهر و الخرز و نحوهما، و سِلْكُه خَیْطُه. و النِّظامُ: الهَدیَةُ و السِّیرة. و لیس لأَمرهم نِظامٌ أی لیس له هَدْیٌ و لا مُتَعَلَّق و لا استقامة. و ما زالَ علی نِظامٍ واحد أی عادةٍ. و تَنَاظَمَتِ الصُّخورُ: تلاصَقَت. و النِّظَامَان من الضبِّ: كُشْیَتان مَنْظومتانِ من جانبی كُلْیَتَیْه طویلتان. و نِظَامَا الضبَّةِ و إِنْظَاماها: كُشْیَتاها، و هما خیْطانِ مُنْتَظِمانِ بَیْضاً، یَبْتَدَّان جانبیها من ذَنَبها إلی أُذُنها. و یقال: فی بطنها إنْظامان من بَیْضٍ، و كذلك إِنْظاما السمكة. و حكی عن أَبی زید: أُنْظُومَتَا الضبِّ و السمكةِ، و قد نَظَمَت و نَظَّمَت و أَنْظَمَت، و هی نَاظِمٌ و مُنَظِّمٌ و مُنْظِم، و ذلك حین تمتلئ من أَصل ذنبها إلی أُذنِها بَیْضاً. و یقال: نَظَّمَت الضبَّةُ بیضها تَنْظِیماً فی بطنها، و نَظَمَها نَظْماً، و كذلك الدجاجة أَنْظَمَت إذا صار فی بطنها بَیْضٌ. و الأَنْظَامُ: نفس البیض المُنَظَّم كأَنه منظوم فی سلك. و الإِنْظَامُ من الخرز: «2» خیطٌ قد نُظِمَ خَرزاً، و كذلك أَنَاظِیمُ مَكْنِ الضبَّة. و یقال: جاءنا نَظْمٌ من جرادٍ، و هو الكثیر. و نِظامُ الرمل و أَنْظَامَتُه: ضَفِرتُه، و هی ما تعقَّد منه. و نَظَمَ الحبْلَ: شَكّه و عَقَدَه. و نَظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ یَنْظِمُه: شَكّه و ضَفَرَه. و النَّظَائِمُ: شَكائِكُ الحَبْلِ و خَلَلُه. و طعَنَه بالرُّمح فانْتَظَمَه أَی اخْتَلَّه. و انْتَظَم ساقیه و جانبیه كما قالوا اخْتَلَّ فؤادَه أی ضمها بالسِّنان؛ و قد روی:
(1). قوله [الصنمة] هو فی الأَصل بهذا الضبط، و فی القاموس و التكملة بفتح فسكون (2). قوله [و الإِنْظَام من الخرز] ضبط فی الأَصل و التكملة بالكسر، و فی القاموس بالفتح
لسان العرب، ج‌12، ص: 579
لما انْتَظَمْتُ فُؤادَه بالمِطْرِد و الروایة المشهورة: اخْتَلَلْتُ فُؤادَه؛ قال أَبو زید: الانْتِظَامُ للجانِبَین و الاخْتلالُ للفؤاد و الكبد. و‌قال الحسن فی بعض مواعظه: یا ابنَ آدم علیكَ بنَصیبك من الآخرة، فإنه یأْتی بك علی نصیبك من الدنیا فیَنْتَظِمُهُ لك انْتِظَاماً ثم یزولُ معك حیثما زُلْتَ.و انْتَظَمَ الصیدَ إذا طعنه أو رماه حتی یُنْفِذَه، و قیل: لا یقال انْتَظَمَه حتی یَجْمَعَ رَمْیَتَین بسهم أو رمح. و النَّظْمُ: الثُّریّا، علی التشبیه بالنظْمِ من اللؤلؤ؛ قال أَبو ذؤیب: فوَرَدْن، و العَیُّوقُ مَقْعَدَ رابئ الضُّرَباء فوق النَّظْمِ، لا یَتَتَلَّع و رواه بعضهم: فوق النجم …، و هما الثریا معاً. و النَّظْمُ أَیضاً: الدّبَرانُ الذی یلی الثُّریا. ابن الأَعرابی: النَّظْمةُ كواكبُ الثُّریا. الجوهری: یقال لثلاثة كواكبَ من الجَوْزاء نَظْمٌ. و نَظْم: موضعٌ. و النظْمُ: ماءٌ بنجد. و النَّظِیمُ: موضعٌ؛ قال ابن هَرْمة: فإنَّ الغَیْثَ قد وَهِیَتْ كُلاهُ ببَطْحاء السَّیالة، فالنَّظِیمِ ابن شمیل: النَّظِیمُ شِعْبٌ فیه غُدُرٌ أو قِلاتٌ مُتواصلة بعضها قریب من بعض، فالشِّعْبُ حینئذ نَظِیمٌ لأَنه نَظَم ذلك الماء، و الجماعةُ النُّظُمُ. و قال غیره: النَّظِیمُ من الرُّكِیِّ ما تناسق فُقُرُهُ علی نسق واحد.

نعم؛ ج12، ص: 579

: النَّعِیمُ و النُّعْمَی و النَّعْمَاء و النِّعْمَة، كله: الخَفْض و الدَّعةُ و المالُ، و هو ضد البَأْساء و البُؤْسی. و قوله عز و جل: وَ مَنْ یُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْهُ؛ یعنی فی هذا الموضع حُجَجَ الله الدالَّةَ علی أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم. و قوله تعالی: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ؛ أی تُسْأَلون یوم القیامة عن كل ما استمتعتم به فی الدنیا، و جمعُ النِّعْمَةِ نِعَمٌ و أَنْعُمٌ كشِدَّةٍ و أَشُدّ؛ حكاه سیبویه؛ و قال النابغة: فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ، فإنَّ له عندی یُدِیّاً و أَنْعُما و النُّعْم، بالضم: خلافُ البُؤْس. یقال: یومٌ نُعْمٌ و یومٌ بؤْسٌ، و الجمع أَنْعُمٌ و أَبْؤُسٌ. و نَعُمَ الشی‌ءُ نُعُومَةً أی صار ناعِما لَیِّناً، و كذلك نَعِمَ یَنْعَمُ مثل حَذِرَ یَحْذَر، و فیه لغة ثالثة مركبة بینهما: نَعِمَ یَنْعُمُ مثل فَضِلَ یَفْضُلُ، و لغة رابعة: نَعِمَ یَنْعِمُ، بالكسر فیهما، و هو شاذ. و التَّنَعُّم: الترفُّه، و الاسم النَّعْمَة. و نَعِمَ الرجل یَنْعَمُ نَعْمَةً، فهو نَعِمٌ بیّن المَنْعَم، و یجوز تَنَعَّمَ، فهو نَاعِمٌ، و نَعِمَ یَنْعُمُ؛ قال ابن جنی: نَعِمَ فی الأَصل ماضی یَنْعَمُ، و یَنْعُمُ فی الأَصل مضارعُ نَعُمَ، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من یقول نَعِمَ لغة من یقول یَنْعُمُ، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة، فإن قلت: فكان یجب، علی هذا، أَن یستضیف من یقول نَعُمَ مضارعَ من یقول نَعِمَ فیتركب من هذا لغةٌ ثالثة و هی نَعُمَ یَنْعَمُ، قیل: منع من هذا أَن فَعُل لا یختلف مضارعُه أَبداً، و لیس كذلك نَعِمَ، فإن نَعِمَ قد یأْتی فیه یَنْعِمُ و یَنْعَمُ، فاحتمل خِلاف مضارعِه، و فَعُل لا یحتمل مضارعُه الخلافَ، فإن قلت: فما بالهُم كسروا عینَ یَنْعِمُ و لیس فی ماضیه إلا نَعِمَ و نَعُمَ و كلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل و فَعُل لیس له حَظٌّ فی باب یَفْعِل؟ قیل: هذا طریقُه غیر طریق ما قبله، فإما أن یكون یَنْعِمُ، بكسر العین، جاء علی ماضٍ وزنه فعَل غیر أَنهم لم یَنْطِقوا به استغناءً عنه بنَعِم و نَعُم، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن وَذَرَ
لسان العرب، ج‌12، ص: 580
و وَدَعَ، و كما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسیر لَمْحةٍ، أَو یكون فَعِل فی هذا داخلًا علی فَعُل، أَعنی أَن تُكسَر عینُ مضارع نَعُمَ كما ضُمَّت عینُ مضارع فَعِل، و كذلك تَنَعَّمَ و تَنَاعَمَ و نَاعَمَ و نَعَّمَه و نَاعَمَه. و نَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. و النَّعْمَةُ، بالفتح: التَّنْعِیمُ. یقال: نَعَّمَه الله و نَاعَمَه فتَنَعَّمَ. و‌فی الحدیث: كیف أَنْعَمُ و صاحبُ القَرْنِ قد الْتَقَمه؟أی كیف أَتَنَعَّمُ، من النَّعْمة، بالفتح، و هی المسرّة و الفرح و الترفُّه. و‌فی حدیث أَبی مریم: دخلتُ علی معاویة فقال: ما أَنْعَمَنا بك؟أَی ما الذی أَعْمَلَكَ إلینا و أَقْدَمَك علینا، و إنما یقال ذلك لمن یُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذی أَسرّنا و أَفرَحَنا و أَقَرَّ أَعیُنَنا بلقائك و رؤیتك. و النَّاعِمَةُ و المُنَاعِمَةُ و المُنَعَّمَةُ: الحَسنةُ العیشِ و الغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ و منه‌الحدیث: إنها لَطَیْرٌ نَاعِمةٌ‌أی سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال و قوله: ما أَنْعَمَ العَیْشَ، لو أَنَّ الفَتی حَجَرٌ، تنْبُو الحوادِثُ عنه، و هو مَلْمومُ إنما هو علی النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِمَ العیشُ، و نظیره ما حكاه سیبویه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتین و أَحْنَكُ البَعیرین فی أَنه استعمل منه فعل التعجب، و إن لم یك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ. و رجل مِنْعَامٌ أی مِفْضالٌ. و نَبْتٌ نَاعِمٌ و مُنَاعِمٌ و مُتنَاعِمٌ سواء؛ قال الأَعشی: و تَضْحَك عن غُرِّ الثَّنایا، كأَنه ذری أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتَنَاعِمُ و التَّنْعِیمَةُ: شجرةٌ نَاعِمَةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، و لا تنبت إلا علی ماء، و لا ثمرَ لها و هی خضراء غلیظةُ الساقِ. و ثوبٌ نَاعِمٌ: لیِّنٌ؛ و منه قول بعض الوُصَّاف: و علیهم الثیابُ النَّاعِمَةُ؛ و قال: و نَحْمی بها حَوْماً رُكاماً و نِسْوَةً، علیهنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ و حَریرُ و كلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك. و النِّعْمَةُ: الیدُ البَیْضاء الصاحلة و الصَّنیعةُ و المِنَّة و ما أُنْعِم به علیك. و نِعْمَةُ الله، بكسر النون: مَنُّه و ما أَعطاه الله العبدَ مما لا یُمْكن غیره أَن یُعْطیَه إیاه كالسَّمْع و البصَر، و الجمعُ منهما نِعَمٌ و أَنْعُمٌ؛ قال ابن جنی: جاء ذلك علی حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ و أَذْؤب و نِطْع و أَنْطُع، و مثله كثیر، و نِعِماتٌ و نِعَمَاتٌ، الإِتباعُ لأَهل الحجاز، و حكاه اللحیانی قال: و قرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِی فی البَحْرِ بنِعَمات الله، بفتح العین و كسرِها، قال: و یجوز بِنِعْمات الله، بإسكان العین، فأَما الكسرُ «1» فعلی مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، و مَنْ قرأَ بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات، و هو أَكثر فی الكلام من نِعِمات الله، بالكسر. و قوله عز و جل: وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظٰاهِرَةً وَ بٰاطِنَةً «2». قال الجوهری: و النُّعْمَی كالنِّعْمة، فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء، و النَّعِیمُ مثلُه. و فلانٌ واسعُ النِّعْمَةِ أی واسعُ المالِ. و قرأَ بعضهم: و أَسْبَغَ علیكم نِعْمَةً، فمن قرأَ نِعَمَهُ أَراد جمیعَ ما أَنعم به علیهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن عباس «3» نِعَمَهُ، و هو وَجْهٌ جیِّد لأَنه قد قال شٰاكِراً لِأَنْعُمِهِ، فهذا جمع النِّعْم و هو دلیل علی أَن نِعَمَه جائز، و مَنْ قرأَ نِعْمَةً أَراد ما أُعطوه من
(1). قوله [فأما الكسر إلخ] عبارة التهذیب: فأما الكسر فعلی من جمع كسرة كسرات، و من أسكن فهو أجود الأَوجه علی من جمع الكسرة كسرات و من قرأ إلخ (2). قوله و قوله عز و جل وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظٰاهِرَةً وَ بٰاطِنَةً إلی قوله [و قرأ بعضهم] هكذا فی الأَصل بتوسیط عبارة الجوهری بینهما (3). قوله [قرأها ابن عباس إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 581
توحیده؛ هذا قول الزجاج، و أَنْعَمَها اللهُ علیه و أَنْعَمَ بها علیه؛قال ابن عباس: النِّعْمَةُ الظاهرةُ الإِسلامُ، و الباطنةُ سَتْرُ الذنوب.و قوله تعالی: وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِی أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَیْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ أَمْسِكْ عَلَیْكَ زَوْجَكَ؛ قال الزجاج: معنی إنْعَامِ الله علیه هِدایتُه إلی الإِسلام، و معنی إنْعَامِ النبی، صلی الله علیه و سلم، علیه إعْتاقُه إیاه من الرِّقِّ. و قوله تعالی: وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ؛ فسره ثعلب فقال: اذْكُر الإِسلامَ و اذكر ما أَبْلاكَ به ربُّك. و قوله تعالی: مٰا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ؛ یقول: ما أَنت بإنْعامِ الله علیك و حَمْدِكَ إیاه علی نِعْمتِه بمجنون. و قوله تعالی: یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّٰهِ ثُمَّ یُنْكِرُونَهٰا؛ قال الزجاج: معناه یعرفون أَن أمرَ النبی، صلی الله علیه و سلم، حقٌّ ثم یُنْكِرون ذلك. و النِّعْمَةُ، بالكسر: اسمٌ من أَنْعَمَ اللهُ علیه یُنْعِمُ إنْعَاماً و نِعْمَةً، أُقیم الاسمُ مُقامَ الإِنْعَام، كقولك: أَنْفَقْتُ علیه إنْفاقاً و نَفَقَةً بمعنی واحد. و أَنْعَمَ: أَفْضل و زاد. و‌فی الحدیث: إن أَهلَ الجنة لیَتراءوْنَ أَهلَ عِلِّیِّین كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّیَّ فی أُفُقِ السماء، و إنَّ أبا بكر و عُمَر منهم و أَنْعَمَا!أی زادا و فَضَلا، رضی الله عنهما. و یقال: قد أَحْسَنْتَ إلیَّ و أَنْعَمْتَ أی زدت علیَّ الإِحسانَ، و قیل: معناه صارا إلی النعیم و دخَلا فیه كما یقال أَشْمَلَ إذا دخل فی الشِّمالِ، و معنی قولهم: أَنْعَمْتَ علی فلانٍ أی أَصَرْتَ إلیه نِعْمةً. و تقول: أَنْعَمَ اللهُ علیك، من النِّعْمة. و أَنْعَمَ اللهُ صَباحَك، من النُّعُومةِ. و قولهُم: عِمْ صباحاً كلمةُ تحیّةٍ، كأَنه محذوف من نَعِمَ یَنْعِمُ، بالكسر، كما تقول: كُلْ من أَكلَ یأْكلُ، فحذف منه الأَلف و النونَ استخفافاً. و نَعِمَ اللهُ بك عَیْناً، و نَعَمَ، و نَعِمَك اللهُ عَیْناً، و أَنْعَمَ اللهُ بك عَیْناً: أَقرَّ بك عینَ من تحبّه، و فی الصحاح: أی أَقرَّ اللهُ عینَك بمن تحبُّه؛ أَنشد ثعلب: أَنْعَمَ اللهُ بالرسولِ و بالمُرْسِلِ، و الحاملِ الرسالَة عَیْنا الرسولُ هنا: الرسالةُ، و لا یكون الرسولَ لأَنه قد قال و الحامل الرسالة، و حاملُ الرسالةِ هو الرسولُ، فإن لم یُقَل هذا دخل فی القسمة تداخُلٌ، و هو عیب. قال الجوهری: و نَعِمَ اللهُ بكَ عَیْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ نُزْهةً. و‌فی حدیث مطرّف: لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَیْناً فإن الله لا یَنْعَمُ بأَحدٍ عَیْناً، و لكن قل أَنْعَمَ اللهُ بك عَیْناً؛ قال الزمخشری: الذی منَع منه مُطرّفٌ صحیحٌ فصیحٌ فی كلامهم، و عَیْناً نصبٌ علی التمییز من الكاف، و الباء للتعدیة، و المعنی نَعَّمَكَ اللهُ عَیْناً أی نَعَّمَ عینَك و أَقَرَّها، و قد یحذفون الجارّ و یُوصِلون الفعل فیقولون نَعِمَك اللهُ عَیْناً، و أَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَیْناً فالباء فیه زائدة لأَن الهمزة كافیة فی التعدیة، تقول: نَعِمَ زیدٌ عیناً و أَنْعَمَه اللهُ عیناً، و یجوز أَن یكون من أَنْعَمَ إذا دخل فی النَّعیم فیُعدَّی بالباء، قال: و لعل مُطرِّفاً خُیِّلَ إلیه أَنَّ انتصاب الممیِّز فی هذا الكلام عن الفاعل فاستعظمه، تعالی اللهُ أن یوصف بالحواس علوّاً كبیراً، كما یقولون نَعِمْتُ بهذا الأَمرِ عَیْناً، و الباء للتعدیة، فحَسِبَ أن الأَمر فی نَعِمَ اللهُ بك عیناً كذلك، و نزلوا منزلًا یَنْعِمُهم و یَنْعَمُهم بمعنی واحد؛ عن ثعلب، أی یُقِرُّ أَعْیُنَهم و یَحْمَدونه، و زاد اللحیانی: و یَنْعُمُهم عیناً، و زاد الأَزهری: و یُنْعمُهم، و قال أَربع لغات. و نُعْمةُ العین: قُرَّتُها، و العرب تقول: نَعْمَ و نُعْمَ عینٍ و نُعْمَةَ عینٍ و نَعْمَةَ عینٍ و نِعْمَةَ عینٍ و نُعْمَی عینٍ و نَعَامَ عینٍ و نُعامَ [نِعامَ عینٍ و نَعامةَ عینٍ و نَعِیمَ عینٍ و نُعَامَی عینٍ
لسان العرب، ج‌12، ص: 582
أی أفعلُ ذلك كرامةً لك و إِنْعَاماً بعَینِك و ما أَشبهه؛ قال سیبویه: نصبوا كلَّ ذلك علی إضمار الفعل المتروك إظهارهُ. و‌فی الحدیث: إذا سَمِعتَ قولًا حسَناً فَرُوَیْداً بصاحبه، فإن وافقَ قولٌ عَملًا فنَعْمَ و نُعْمَةَ عینٍ آخِه و أَوْدِدْه‌أی إذا سمعت رجُلًا یتكلّم فی العلم بما تستحسنه فهو كالداعی لك إلی مودّتِه و إخائه، فلا تَعْجَلْ حتی تختبر فعلَه، فإن رأَیته حسنَ العمل فأَجِبْه إلی إخائه و مودّتهِ، و قل له نَعْمَ و نُعْمَة عین أَی قُرَّةَ عینٍ، یعنی أُقِرُّ عینَك بطاعتك و اتّباع أمرك. و نَعِمَ العُودُ: اخضرَّ و نَضَرَ؛ أنشد سیبویه: و اعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ و من قِدَمٍ، لا یَنْعَمُ العُودُ حتی یَنْعَم الورَقُ «4». و قال الفرزدق: و كُوم تَنْعَمُ الأَضیْاف عَیْناً، و تُصْبِحُ فی مَبارِكِها ثِقالا یُرْوَی الأَضیافُ و الأَضیافَ، فمن قال الأَضیافُ، بالرفع، أراد تَنْعَم الأَضیافُ عیناً بهن لأَنهم یشربون من أَلبانِها، و من قال تَنْعَمُ الأَضیافَ، فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضیافِ عیناً، فحذفَ و أَوصل فنَصب الأَضیافَ أی أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضیافِ كسُرورِ الأَضیافِ بها، لأَنها قد جرت منهم علی عادة مأْلوفة معروفة فهی تأْنَسُ بالعادة، و قیل: إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان، فهی لذلك لا تخاف أن تُعْقَر و لا تُنْحَر، و لو كانت قلیلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عیناً لأَنها كانت تخاف العَقْرَ و النحر. و حكی اللحیانی: یا نُعْمَ عَیْنی أَی یا قُرَّة عینی؛ و أَنشد عن الكسائی: صَبَّحكَ اللهُ بخَیْرٍ باكرِ، بنُعْمِ عینٍ و شَبابٍ فاخِرِ قال: و نَعْمَةُ العیش حُسْنُه و غَضارَتُه، و المذكر منه نَعْمٌ، و یجمع أَنْعُماً. و النَّعَامَةُ: معروفةٌ، هذا الطائرُ، تكون للذكر و الأُنثی، و الجمع نَعَامَاتٌ و نَعائِمُ و نَعامٌ، و قد یقع النَّعَامُ علی الواحد؛ قال أبو كَثْوة: ولَّی نَعامُ بنی صَفْوانَ زَوْزَأَةً، لَمَّا رأَی أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا و النَّعَامُ أَیضاً، بغیر هاء، الذكرُ منها الظلیمُ، و النَّعامةُ الأُنثی. قال الأَزهری: و جائز أَن یقال للذكر نَعامة بالهاء، و قیل النَّعام اسمُ جنس مثل حَمامٍ و حَمامةٍ و جرادٍ و جرادةٍ، و العرب تقول: أَصَمُّ مِن نَعَامةٍ، و ذلك أنها لا تَلْوی علی شی‌ء إذا جفَلت، و یقولون: أَشمُّ مِن هَیْق لأَنه یَشُمّ الریح؛ قال الراجز: أَشمُّ من هَیْقٍ و أَهْدَی من جَمَلْ و یقولون: أَمْوَقُ من نعامةٍ و أَشْرَدُ من نَعامةٍ؛ و مُوقها: تركُها بیضَها و حَضْنُها بیضَ غیرها، و یقولون: أَجبن من نَعامةٍ و أَعْدی من نَعامةٍ. و یقال: ركب فلانٌ جَناحَیْ نَعامةٍ إذا جدَّ فی أَمره. و یقال للمُنْهزِمین: أَضْحَوْا نَعاماً؛ و منه قول بشر: فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار فكانوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا و تقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعین: خَفَّتْ نَعامَتُهم و شالَتْ نَعامَتُهم، و خَفَّتْ نَعَامَتُهم أَی استَمر بهم السیرُ. و یقال للعَذارَی: كأنهن بَیْضُ نَعَامٍ. و یقال للفَرَس: له ساقا نَعَامةٍ لِقِصَرِ ساقَیْه،
(4). قوله [من لحو] فی المحكم: من لحق، و اللحق الضمر
لسان العرب، ج‌12، ص: 583
و له جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها. و من أَمثالهم: مَن یَجْمع بین الأَرْوَی و النَّعام؟ و ذلك أن مَساكنَ الأَرْوَی شَعَفُ الجبال و مساكن النعام السُّهولةُ، فهما لا یجتمعان أَبداً. و یقال لمن یُكْثِرُ عِلَلَه علیك: ما أَنت إلا نَعامةٌ؛ یَعْنون قوله: و مِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَی بعیراً، تُعاظِمُه إذا ما قیل: طِیری و إنْ قیل: احْمِلی، قالت: فإنِّی من الطَّیْر المُرِبَّة بالوُكور و یقولون للذی یَرْجِع خائباً: جاء كالنَّعامة، لأَن الأَعراب یقولون إن النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَینِ فقطعوا أُذُنیها فجاءت بلا أُذُنین؛ و فی ذلك یقول بعضهم: أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ من بَیْتِها لتُصاغَ أُذْناها بغیر أَذِینِ فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها، فانْتَهَتْ هَیْماءَ لَیْسَتْ من ذوات قُرونِ و من أَمثالهم: أنْتَ كصاحبة النَّعامة، و كان من قصتها أَنها وجَدتْ نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها و ربَطتْها بخِمارِها إلی شجرة، ثم دنَتْ من الحیّ فهتَفَتْ: من كان یحُفُّنا و یَرُفُّنا فلْیَتَّرِكْ و قَوَّضَتْ بَیْتَها لتَحْمِل علی النَّعامةِ، فانتَهتْ إلیها و قد أَساغَتْ غُصَّتَها و أَفْلَتَتْ، و بَقِیَت المرأَةُ لا صَیْدَها أَحْرَزَتْ و لا نصیبَها من الحیّ حَفِظتْ؛ یقال ذلك عند المَزْریَةِ علی من یَثق بغیر الثِّقةِ. و النَّعَامة: الخشبة المعترضة علی الزُّرنُوقَیْنِ تُعَلَّق منهما القامة، و هی البَكَرة، فإن كان الزَّرانیق من خَشَبٍ فهی دِعَمٌ؛ و قال أَبو الولید الكِلابی: إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان، قال: و المعترضة علیهما هی العَجَلة و الغَرْب مُعَلَّقٌ بها، قال الأَزهری: و تكون النَّعامتانِ خَشَبتین یُضَمُّ طرَفاهما الأَعْلیان و یُرْكَز طرفاهما الأَسفلان فی الأَرض، أحدهما من هذا الجانب، و الآخر من ذاك الجنب، یُصْقَعان بحَبْل یُمدّ طرفا الحبل إلی وتِدَیْنِ مُثْبَتیْنِ فی الأَرض أو حجرین ضخمین، و تُعَلَّقُ القامة بین شُعْبتی النَّعامتین، و النَّعامتانِ: المَنارتانِ اللتان علیهما الخشبة المعترِضة؛ و قال اللحیانی: النَّعامتان الخشبتان اللتان علی زُرْنوقَی البئر، الواحدة نَعامة، و قیل: النَّعامة خشبة تجعل علی فم البئر تَقوم علیها السَّواقی. و النَّعامة: صخرة ناشزة فی البئر. و النَّعامة: كلُّ بناء كالظُّلَّة، أو عَلَم یُهْتَدَی به من أَعلام المفاوز، و قیل: كل بناء علی الجبل كالظُّلَّة و العَلَم، و الجمع نَعامٌ؛ قال أَبو ذؤیب یصف طرق المفازة: بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجالُ، تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا «1». و روی الجوهری عجزه: تُلْقِی النَّفائِضُ فیه السَّریحا قال: و النَّفائضُ من الإِبل؛ و قال آخر: لا شی‌ءَ فی رَیْدِها إلا نَعامَتُها، منها هَزِیمٌ و منها قائمٌ باقِی و المشهور من شعره: لا ظِلَّ فی رَیْدِها و شرحه ابن بری فقال: النَّعَامة ما نُصب من خشب یَسْتَظِلُّ به الربیئة، و الهَزیم: المتكسر؛ و بعد هذا البیت:
(1). قوله [بناها] هكذا بتأنیث الضمیر فی الأَصل و مثله فی المحكم هنا، و الذی فی مادة نفض تذكیره، و مثله فی الصحاح فی هذه المادة و تلك
لسان العرب، ج‌12، ص: 584
بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبی، و ما كَسِلوا حتی نَمَیْتُ إلیها قَبْلَ إشْراق و النَّعَامة: الجِلْدة التی تغطی الدماغ، و النَّعَامة من الفرس: دماغُه. و النَّعَامة: باطن القدم. و النَّعَامة: الطریق. و النَّعَامة: جماعة القوم. و شالَتْ نَعَامَتُهم: تفرقت كَلِمَتُهم و ذهب عزُّهم و دَرَسَتْ طریقتُهم و ولَّوْا، و قیل: تَحَوَّلوا عن دارهم، و قیل: قَلَّ خَیْرُهم و ولَّتْ أُمورُهم؛ قال ذو الإِصْبَع العَدْوانیّ: أَزْرَی بنا أَننا شالَتْ نَعَامَتُنا، فخالنی دونه بل خِلْتُه دونی و یقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا: قد شالت نعامتهم. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَنَ: أتی هِرَقْلًا و قد شالَتْ نَعامَتُهم: النعامة الجماعة أَی تفرقوا؛ و أَنشد ابن بری لأَبی الصَّلْت الثَّقَفِیِّ: اشْرَبْ هنِیئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم، و أَسْبِلِ الیَوْمَ فی بُرْدَیْكَ إسْبالا و أَنشد لآخر: إنی قَضَیْتُ قضاءً غیرَ ذی جَنَفٍ، لَمَّا سَمِعْتُ و لمّا جاءَنی الخَبَرُ أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه، و عَضَّه حَیَّةٌ من قَومِهِ ذَكَرُ و النَّعامة: الظُّلْمة. و النَّعامة: الجهل، یقال: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قال المَرّار الفَقْعَسِیّ: و لو أَنیّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ نَعامتُه، و أَبْغَضَ ما أَقولُ اللحیانی: یقال للإِنسان إنه لخَفیفُ النعامة إذا كان ضعیف العقل. و أَراكةٌ نَعامةٌ: طویلة. و ابن النعامة: الطریق، و قیل: عِرْقٌ فی الرِّجْل؛ قال الأَزهری: قال الفراء سمعته من العرب، و قیل: ابن النَّعامة عَظْم الساق، و قیل: صدر القدم، و قیل: ما تحت القدم؛ قال عنترة: فیكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ و رَحْلُه، و ابنُ النَّعَامةِ، عند ذلك، مَرْكَبِی فُسِّر بكل ذلك، و قیل: ابن النَّعامة فَرَسُه، و قیل: رِجْلاه؛ قال الأَزهری: زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله: و ابن النعامة، یوم ذلك، مَرْكَبی و ابن النَعامة: الساقی الذی یكون علی البئر. و النعامة: الرجْل. و النعامة: الساق. و النَّعامة: الفَیْجُ المستعجِل. و النَّعامة: الفَرَح. و النَّعامة: الإِكرام. و النَّعامة: المحَجَّة الواضحة. قال أَبو عبیدة فی قوله: و ابن النَّعامة، عند ذلك، مركبی قال: هو اسم لشدة الحَرْب و لیس ثَمَّ امرأَة، و إنما ذلك كقولهم: به داء الظَّبْی، و جاؤوا علی بَكْرة أَبیهم، و لیس ثم داء و لا بَكرة. قال ابن بری: و هذا البیت، أَعنی فیكون مركبكِ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسیّ؛ و قبله: كذَبَ العَتیقُ و ماءُ شَنّ بارِدٍ، إنْ كنتِ سائلَتی غَبُوقاً فاذْهَبی لا تَذْكُرِی مُهْرِی و ما أَطعَمْتُه، فیكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ إنی لأَخْشَی أن تقولَ حَلیلَتی: هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ إن الرجالَ لَهمْ إلَیْكِ وسیلَةٌ، إنْ یأْخذوكِ تَكَحِّلی و تَخَضِّبی و یكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ و رَحلهُ، و ابنُ النَّعامة، یوم ذلك، مَرْكَبِی
لسان العرب، ج‌12، ص: 585
و قال: هكذا ذكره ابن خالویه و أَبو محمد الأَسود، و قال: ابنُ النَّعامة فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسی، و النَّعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد، قال: و تروی الأَبیات أَیضا لعنترة، قال: و النَّعامة خَطٌّ فی باطن الرِّجْل، و رأَیت أبا الفرج الأَصبهانی قد شرح هذا البیت فی كتابه «1»، و إن لم یكن الغرض فی هذا الكتاب النقل عنه لكنه أَقرب إلی الصحة لأَنه قال: إن نهایة غرض الرجال منكِ إذا أَخذوك الكُحْل و الخِضابُ للتمتع بك، و متی أَخذوك أَنت حملوك علی الرحل و القَعود و أَسَرونی أَنا، فیكون القَعود مَرْكَبك و یكون ابن النَّعامة مَرْكَبی أَنا، و قال: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذی یمشی فیه، و هذا أَقرب إلی التفسیر من كونه یصف المرأَة برُكوب القَعود و یصف نفسه بركوب الفرس، اللهم إلا أَن یكون راكب الفرس منهزماً مولیاً هارباً، و لیس فی ذلك من الفخر ما یقوله عن نفسه، فأَیُّ حالة أَسوأُ من إسلام حلیلته و هرَبه عنها راكباً أو راجلًا؟ فكونُه یَسْتَهوِل أَخْذَها و حملَها و أَسْرَه هو و مشیَه هو الأَمر الذی یَحْذَرُه و یَسْتهوِله. و النَّعَم: واحد الأَنْعَام و هی المال الراعیة؛ قال ابن سیدة: النَّعَم الإِبل و الشاء، یذكر و یؤنث، و النَّعْم لغة فیه؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: و أَشْطانُ النَّعَامِ مُرَكَّزاتٌ، و حَوْمُ النَّعْمِ و الحَلَقُ الحُلول و الجمع أَنعَامٌ، و أَنَاعِیمُ جمع الجمع؛ قال ذو الرمة: دانی له القیدُ فی دَیْمومةٍ قُذُفٍ قَیْنَیْهِ، و انْحَسَرَتْ عنه الأَناعِیمُ و قال ابن الأَعرابی: النعم الإِبل خاصة، و الأَنعام الإِبل و البقر و الغنم. و قوله تعالی: فَجَزٰاءٌ مِثْلُ مٰا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ یَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ؛ قال: ینظر إلی الذی قُتل ما هو فتؤخذ قیمته دراهم فیُتصدق بها؛ قال الأَزهری: دخل فی النعم هاهنا الإِبلُ و البقرُ و الغنم. و قوله عز و جل: وَ الَّذِینَ كَفَرُوا یَتَمَتَّعُونَ وَ یَأْكُلُونَ كَمٰا تَأْكُلُ الْأَنْعٰامُ؛ قال ثعلب: لا یذكرون الله تعالی علی طعامهم و لا یُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك، و أما قول الله عز و جَل: وَ إِنَّ لَكُمْ فِی الْأَنْعٰامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیكُمْ مِمّٰا فِی بُطُونِهِ؛ فإن الفراء قال: الأَنْعام هاهنا بمعنی النَّعَم، و النَّعَم تذكر و تؤنث، و لذلك قال الله عز و جل: مِمّٰا فِی بُطُونِهِ، و قال فی موضع آخر: مِمّٰا فِی بُطُونِهٰا، و قال الفراء: النَّعَم ذكر لا یؤَنث، و یجمع علی نُعْمانٍ مثل حَمَل و حُمْلانٍ، و العرب إذا أَفردت النَّعَم لم یریدوا بها إلا الإِبل، فإذا قالوا الأَنْعَام أَرادوا بها الإِبل و البقر و الغنم، قال الله عز و جل: وَ مِنَ الْأَنْعٰامِ حَمُولَةً وَ فَرْشاً كُلُوا مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ «2» ثم قال: ثَمٰانِیَةَ أَزْوٰاجٍ؛ أی خلق منها ثمانیة أَزواج، و كان الكسائی یقول فی قوله تعالی: نُسْقِیكُمْ مِمّٰا فِی بُطُونِهِ؛ قال: أَراد فی بطون ما ذكرنا؛ و مثله قوله: مِثْل الفراخ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ أی حواصل ما ذكرنا؛ و قال آخر فی تذكیر النَّعَم: فی كلّ عامٍ نَعَمٌ یَحْوونَهُ، یُلْقِحُه قَوْمٌ و یَنْتِجونَهُ و من العرب من یقول للإِبل إذا ذُكِرت «3» الأَنْعَام و الأَنَاعِیم. و النُّعامی، بالضم علی فُعالی: من أَسماء ریح الجنوب لأَنها أَبلُّ الریاح و أَرْطَبُها؛ قال أَبو ذؤیب:
(1). قوله [فی كتابه] هو الأَغانی كما بهامش الأَصل (2). الآیة (3). قوله [إذا ذكرت] الذی فی التهذیب: كثرت
لسان العرب، ج‌12، ص: 586
مَرَتْه النُّعَامَی فلم یَعْتَرِفْ، خِلافَ النُّعَامَی من الشَّأْمِ، ریحا و روی اللحیانی عن أَبی صَفْوان قال: هی ریح تجی‌ء بین الجنوب و الصَّبا. و النَّعَامُ و النَّعَائِمُ: من منازل القمر ثمانیةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ، و أَربعة واردٌ؛ قال الجوهری: كأنها سریر مُعْوجّ؛ قال ابن سیدة: أَربعةٌ فی المجرّة و تسمی الواردةَ و أَربعة خارجة تسمَّی الصادرةَ. قال الأَزهری: النَعَائِمُ منزلةٌ من منازل القمر، و العرب تسمّیها النَّعامَ الصادرَ، و هی أَربعة كواكب مُربَّعة فی طرف المَجَرَّة و هی شامیّة، و یقال لها النَّعَام؛ أَنشد ثعلب: باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه، إلا المُقِیمَ علی الدّوَی المُتَأَفِّنِ النَّعَامُ هاهنا: النَّعَائِمُ من النجوم، و قد ذكر مستوفی فی ترجمة بیض. و نُعَامَاكَ: بمعنی قُصاراكَ. و أَنْعَمَ أن یُحْسِنَ أَو یُسِی‌ءَ: زاد. و أَنْعَمَ فیه: بالَغ؛ قال: سَمِین الضَّواحی لم تَؤَرِّقْه، لَیْلةً، و أَنْعَمَ، أبكارُ الهُمومِ و عُونُها الضَّواحی: ما بدا من جَسدِه، لم تُؤرّقْه لیلةً أَبكارُ الهموم و عُونُها، و أَنْعَمَ أی و زاد علی هذه الصفة، و أَبكار الهموم: ما فجَأَك، و عُونُها: ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ، و حَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت قبلها. و فَعَل كذا و أَنْعَمَ أی زاد. و‌فی حدیث صلاة الظهر: فأَبردَ بالظُّهْرِ و أَنْعَمَ‌أی أَطال الإِبْرادَ و أَخَّر الصلاة؛ و منه قولهم: أَنْعَمَ النظرَ فی الشی‌ءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فیه؛ و قوله: فوَرَدَتْ و الشمسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذلك أَیضاً أَی لم تُبالِغْ فی الطلوع. و نِعْمَ: ضدُّ بِئْسَ و لا تَعْمَل من الأَسماء إلا فیما فیه الأَلفُ و اللام أو ما أُضیف إلی ما فیه الأَلف و اللام، و هو مع ذلك دالٌّ علی معنی الجنس. قال أَبو إسحاق: إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زیدٌ أو نِعْمَ رجلًا زیدٌ، فقد قلتَ: استحقّ زیدٌ المدحَ الذی یكون فی سائر جنسه، فلم یجُزْ إذا كانت تَسْتَوْفی مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل فی غیر لفظ جنسٍ. و حكی سیبویه: أَن من العرب من یقول نَعْمَ الرجلُ فی نِعْمَ، كان أصله نَعِم ثم خفَّف بإسكان الكسرة علی لغة بكر بن وائل، و لا تدخل عند سیبویه إلا علی ما فیه الأَلف و اللام مُظْهَراً أو مضمراً، كقولك نِعْم الرجل زید فهذا هو المُظهَر، و نِعْمَ رجلًا زیدٌ فهذا هو المضمر. و قال ثعلب حكایةً عن العرب: نِعْم بزیدٍ رجلًا و نِعْمَ زیدٌ رجلًا، و حكی أَیضاً: مررْت بقومٍ نِعْم قوماً، و نِعْمَ بهم قوماً، و نَعِمُوا قوماً، و لا یتصل بها الضمیر عند سیبویه أَعنی أَنَّك لا تقول الزیدان نِعْما رجلین، و لا الزیدون نِعْموا رجالًا؛ قال الأَزهری: إذا كان مع نِعْم و بِئْسَ اسمُ جنس بغیر أَلف و لام فهو نصبٌ أَبداً، و إن كانت فیه الأَلفُ و اللامُ فهو رفعٌ أَبداً، و ذلك قولك نِعْم رجلًا زیدٌ و نِعْم الرجلُ زیدٌ، و نَصَبتَ رجلًا علی التمییز، و لا تَعْملُ نِعْم و بئْس فی اسمٍ علمٍ، إنما تَعْمَلانِ فی اسم منكورٍ دالّ علی جنس، أو اسم فیه أَلف و لامٌ تدلّ علی جنس. الجوهری: نِعْم و بئس فِعْلان ماضیان لا یتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنی الماضی، فنِعْم مدحٌ و بئسَ ذمٌّ، و فیهما أَربع لغات: نَعِمَ بفتح أَوله و كسر ثانیه، ثم تقول: نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ، ثم تطرح الكسرة الثانیة فتقول: نِعْمَ
لسان العرب، ج‌12، ص: 587
بكسر النون و سكون العین، و لك أَن تطرح الكسرة من الثانی و تترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول: نَعْم الرجلُ بفتح النون و سكون العین، و تقول: نِعْمَ الرجلُ زیدٌ و نِعْمَ المرأَةُ هندٌ، و إن شئت قلت: نِعْمَتِ المرأَةُ هند، فالرجل فاعلُ نِعْمَ، و زیدٌ یرتفع من وجهین: أَحدهما أَن یكون مبتدأ قدِّم علیه خبرُه، و الثانی أن یكون خبر مبتدإٍ محذوفٍ، و ذلك أَنَّك لمّا قلت نِعْم الرجل، قیل لك: مَنْ هو؟ أو قدَّرت أَنه قیل لك ذلك فقلت: هو زید و حذفت هو علی عادة العرب فی حذف المبتدإ، و الخبر إذا عرف المحذوف هو زید، و إذا قلت نِعْم رجلًا فقد أَضمرت فی نِعْمَ الرجلَ بالأَلف و اللام مرفوعاً و فسّرته بقولك رجلًا، لأَن فاعِلَ نِعْم و بِئْسَ لا یكون إلا معرفة بالأَلف و اللام أو ما یضاف إلی ما فیه الأَلف و اللام، و یراد به تعریف الجنس لا تعریفُ العهد، أو نكرةً منصوبة و لا یلیها علَمٌ و لا غیره و لا یتصل بهما الضمیرُ، لا تقول نِعْمَ زیدٌ و لا الزیدون نِعْموا، و إن أَدخلت علی نِعْم ما قلت: نِعِمّٰا یَعِظُكُمْ بِهِ، تجمع بین الساكنین، و إن شئت حركت العین بالكسر، و إن شئت فتحت النون مع كسر العین، و تقول غَسَلْت غَسْلًا نِعِمَّا، تكتفی بما مع نِعْم عن صلته أی نِعْم ما غَسَلْته، و قالوا: إن فعلتَ ذلك فَبِها و نِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة فی الوقف و الوصل لأَنها تاء تأْنیث، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَتِ الفَعْلةُ أو الخَصْلة. و‌فی الحدیث: مَن توضَّأَ یومَ الجمعة فبها و نِعْمَتْ، و مَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل؛ قال ابن الأَثیر: أَی و نِعْمَت الفَعْلةُ و الخَصْلةُ هی، فحذف المخصوص بالمدح، و الباء فی فبها متعلقة بفعل مضمر أی فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة، یعنی الوضوءَ، یُنالُ الفضلُ، و قیل: هو راجع إلی السُّنَّة أی فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذلك. قال الجوهری: تاءُ نِعْمَتْ ثابتةٌ فی الوقف؛ قال ذو الرمة: أَو حُرَّة عَیْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة دَعائمَ الزَّوْرِ، نِعْمَتْ زَوْرَقُ البَلدِ و قالوا: نَعِمَ القومُ، كقولك نِعْم القومُ؛ قال طرفة: ما أَقَلَّتْ قَدَمایَ إنَّهُمُ نَعِمَ السَّاعون فی الأَمْرِ المُبِرّ هكذا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون و كسر العین، جاؤوا به علی الأَصل و لم یكثر استعماله علیه، و قد روی نِعِمَ، بكسرتین علی الإِتباع. و دقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أی نِعْمَ الدقُّ. قال الأَزهری: و دقَقْت دواءً فأَنْعَمْت دَقَّه أی بالَغْت و زِدت. و یقال: نَاعِمْ حَبْلَك و غیرهَ أَی أَحْكِمْه. و یقال: إنه رجل نِعِمّا الرجلُ و إنه لَنَعِیمٌ. و تَنَعَّمَه بالمكان: طلَبه. و یقال: أَتیتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْنی أی وافقتنی و أَقمتُ بها. و تَنَعَّمَ: مَشَی حافیاً، قیل: هو مشتق من النَّعَامَة التی هی الطریق و لیس بقویّ. و قال اللحیانی: تَنَعَّمَ الرجلُ قدمیه أی ابتذَلَهما. و أَنْعَمَ القومَ و نَعَّمَهم: أتاهم مُتَنَعِّماً علی قدمیه حافیاً علی غیر دابّة؛ قال: تَنَعَّمَها من بَعْدِ یومٍ و لیلةٍ، فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ و هو بَطِینُ و أَنْعَمَ الرجلُ إذا شیَّع صَدیقَه حافیاً خطوات. و قوله تعالی: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقٰاتِ فَنِعِمّٰا هِیَ، و مثلُه: إِنَّ اللّٰهَ نِعِمّٰا یَعِظُكُمْ بِهِ؛ قرأَ أَبو جعفر و شیبة و نافع و عاصم و أَبو عمرو فنِعْمَّا، بكسر النون و جزم العین و تشدید المیم، و قرأَ حمزة و الكسائی فنَعِمَّا، بفتح النون و كسر العین، و‌ذكر
لسان العرب، ج‌12، ص: 588
أَبو عبیدة «4» حدیث النبی، صلی علیه و سلم، حین قال لعمرو بن العاص: نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح، و أَنه یختار هذه القراءة لأَجل هذه الروایة؛ قال ابن الأَثیر: أَصله نِعْمَ ما فأَدْغم و شدَّد، و ما غیرُ موصوفةٍ و لا موصولةٍ كأَنه قال نِعْمَ شیئاً المالُ، و الباء زائدة مثل زیادتها فی: كَفیٰ بِاللّٰهِ حَسِیباً* و منه‌الحدیث: نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح؛ قال ابن الأَثیر: و فی نِعْمَ لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النون و سكون العین، ثم فتح النون و كسر العین، ثم كسرُهما؛ و قال الزجاج: النحویون لا یجیزون مع إدغام المیم تسكینَ العین و یقولون إن هذه الروایة فی نِعْمَّا لیست بمضبوطة، و روی عن عاصم أَنه قرأَ فَنِعِمّٰا، بكسر النون و العین، و أَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه فی هذا كسرةٌ خفیفةٌ مُخْتَلَسة، و الأَصل فی نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات، و ما فی تأْویل الشی‌ء فی نِعِمّا، المعنی نِعْمَ الشی‌ءُ؛ قال الأَزهری: إذا قلت نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل، فالمعنی نِعْمَ شیئاً و بئس شیئاً فعَل، و كذلك قوله: إِنَّ اللّٰهَ نِعِمّٰا یَعِظُكُمْ بِهِ؛ معناه نِعْمَ شیئاً یَعِظكم به. و النُّعْمان: الدم، و لذلك قیل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. و شقائقُ النُّعْمانِ: نباتٌ أَحمرُ یُشبَّه بالدم. و نُعْمَانُ بنُ المنذر: مَلكُ العرب نُسب إِلیه الشَّقیق لأَنه حَماه؛ قال أَبو عبیدة: إن العرب كانت تُسَمِّی مُلوكَ الحیرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم. أَبو عمرو: من أَسماء الروضةِ الناعِمةُ و الواضِعةُ و الناصِفةُ و الغَلْباء و اللَّفّاءُ. الفراء: قالت الدُّبَیْرِیّة حُقْتُ المَشْرَبةَ و نَعَمْتُها «5» و مَصَلْتها «6» أی كَنسْتها، و هی المِحْوَقةُ. و المِنْعَمُ و المِصْوَلُ: المِكْنَسة. و أُنَیْعِمُ و الأُنَیْعِمُ و نَاعِمَةُ و نَعْمَانُ، كلها: مواضع؛ قال ابن بری: و قول الراعی: صبا صَبْوةً مَن لَجَّ و هو لَجُوجُ، و زایَلَه بالأَنْعَمینِ حُدوجُ الأَنْعَمِین: اسم موضع. قال ابن سیدة: و الأَنْعَمَان موضعٌ؛ قال أَبو ذؤیب، و أَنشد ما نسبه ابن بری إلی الراعی: صبا صبوةً بَلْ لجَّ، و هو لجوجُ، و زالت له بالأَنعمین حدوجُ و هما نَعْمَانَانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بمكة و هو نَعْمانُ الأَكبرُ و هو وادی عرفة، و نَعْمَانُ الغَرْقَد بالمدینة و هو نَعْمانُ الأَصغرُ. و نَعْمَانُ: اسم جبل بین مكة و الطائف. و‌فی حدیث ابن جبیر: خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا و مَسحَ ظهرَ آدمَ، علیه السلام، بِنَعْمَان السَّحابِ؛ نَعْمَانُ: جبل بقرب عرفة و أَضافه إلی السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه. و نَعْمَانُ، بالفتح: وادٍ فی طریق الطائف یخرج إلی عرفات؛ قال عبد الله بن نُمَیر الثَّقَفِیّ: تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أنْ مَشَتْ به زَیْنَبٌ فی نِسْوةٍ عَطرات و یقال له نَعْمانُ الأَراكِ؛ و قال خُلَیْد: أَمَا و الرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ، و مَن صَلَّی بِنَعْمانِ الأَراكِ و التَّنْعِیمُ: مكانٌ بین مكة و المدینة، و فی التهذیب: بقرب من مكة. و مُسافِر بن نِعْمَة بن كُرَیر:
(4). قوله [و ذكر أَبو عبیدة] هكذا فی الأَصل بالتاء، و فی التهذیب و زاده علی البیضاوی أبو عبید بدونها (5). قوله [و نَعَمْتُها] كذا بالأَصل بالتخفیف، و فی الصاغانی بالتشدید (6). قوله [و مصلتها] كذا بالأَصل و التهذیب، و لعلها وصلتها كما یدل علیه قوله بعد و المصول
لسان العرب، ج‌12، ص: 589
من شُعرائهم؛ حكاه ابن الأَعرابی. و نَاعِمٌ و نُعَیْمٌ و مُنَعَّم و أَنْعُمُ و نُعْمِیّ «1» و نُعْمانُ و نُعَیمانُ و تَنْعُمُ، كلهن: أَسماءٌ. و التَّنَاعِمُ: بَطْنٌ من العرب ینسبون إلی تَنْعُم بن عَتِیك. و بَنو نَعامٍ: بطنٌ. و نَعامٌ: موضع. یقال: فلانٌ من أَهل بِرْكٍ و نَعامٍ، و هما موضعان من أطراف الیَمن. و النَّعامةُ: فرسٌ مشهورة فارسُها الحرث بن عبّاد؛ و فیها یقول: قَرِّبا مَرْبِطِ النَّعامةِ مِنّی، لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِیالِ أی بَعْدَ حِیالٍ. و النَّعَامَةُ أَیضاً: فرسُ مُسافِع بن عبد العُزّی. و ناعِمَةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً یقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن یذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فسمی العُقّارُ لذلك عُقّار ناعِمةَ؛ رواه ابن سیدة عن أبی حنیفة. و یَنْعَمُ: حَیٌّ من الیمن. و نَعَمْ و نَعِمْ: كقولك بَلی، إلا أن نَعَمْ فی جواب الواجب، و هی موقوفة الآخِر لأَنها حرف جاء لمعنی، و فی التنزیل: فَهَلْ وَجَدْتُمْ مٰا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قٰالُوا نَعَمْ؛ قال الأَزهری: إنما یُجاب به الاستفهامُ الذی لا جَحْدَ فیه، قال: و قد یكون نَعَمْ تَصْدیقاً و یكون عِدَةً، و ربما ناقَضَ بَلی إذا قال: لیس لك عندی ودِیعةٌ، فتقول: نَعَمْ تَصْدیقٌ له و بَلی تكذیبٌ. و‌فی حدیث قتادة عن رجل من خثْعَم قال: دَفَعتُ إلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو بِمِنًی فقلت: أنتَ الذی تزعُم أنك نَبیٌّ؟ فقال: نَعِمْ، و كسر العین؛ هی لغة فی نَعَمْ، بالفتح التی للجواب، و قد قرئَ بهما.و قال أَبو عثمان النَّهْدیّ: أمرَنا أمیرُ المؤمنین عمرُ، رضی الله عنه، بأمر فقلنا: نَعَمْ، فقال: لا تقولوا نَعَمْ و قولوا نَعِمْ، بكسر العین. و قال بعضُ ولد الزبیر: ما كنت أَسمع أشیاخَ قرَیش یقولون إلَّا نَعِمْ، بكسر العین. و‌فی حدیث أبی سُفیان حین أَراد الخروج إلی أُحد: كتبَ علی سَهمٍ نَعَمْ، و علی آخر لا، و أَجالهما عند هُبَل، فخرج سهمُ نَعَمْ فخرج إلی أُحُد، فلما قال لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ، و قال عمر: اللهُ أَعلی و أَجلُّ، قال أَبو سفیان: أَنْعَمَتْ فَعالِ عنها‌أی اترك ذِكرَها فقد صدقت فی فَتْواها، و أَنعَمَتْ أَی أَجابت بنَعَمْ؛ و قول الطائی: تقول إنْ قلتُمُ لا: لا مُسَلِّمةً لأَمرِكُمْ، و نَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما قال ابن جنی: لا عیب فیه كما یَظنُّ قومٌ لأَنه لم یُقِرَّ نَعَمْ علی مكانها من الحرفیة، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها، فیكون علی حد قولك قلتُ خَیراً أو قلت ضَیراً، و یجوز أن یكون قلتم نَعَما علی موضعه من الحرفیة، فیفتح للإِطلاق، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنین بالفتح، فقال: قُمَ اللیلَ و بِعَ الثوبَ؛ و اشتقَّ ابنُ جنی نَعَمْ من النِّعْمة، و ذلك أن نَعَمْ أَشرفُ الجوابین و أَسرُّهما للنفْس و أَجلَبُهما للحَمْد، و لا بضِدِّها؛ أ لا تری إلی قوله: و إذا قلتَ نَعَمْ، فاصْبِرْ لها بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ الخُلْف ذَمْ و قول الآخر أَنشده الفارسی: أبی جُودُه لا البُخْلَ [البُخْلِ و اسْتَعْجَلتْ به نَعَمْ من فَتیً لا یَمْنَع الجُوع قاتِله «2».
(1). قوله [و مُنَعَّم] هكذا ضبط فی الأَصل و المحكم، و قال القاموس كمحدّث، و ضبط فی الصاغانی كمكرم. و قوله [و أَنْعم] قال فی القاموس بضم العین، و ضبط فی المحكم بفتحها. و قوله [و نعمی] قال فی القاموس كحُبْلَی و ضبط فی الأَصل و المحكم ككُرْسِیّ (2). قوله [لا یمنع الجوع قاتله] هكذا فی الأَصل و الصحاح، و فی المحكم: الجوس قاتله، و الجوس الجوع. و الذی فی مغنی اللبیب: لا یمنع الجود قاتله، و كتب علیه الدسوقی ما نصه: قوله لا یمنع الجود، فاعل یمنع عائد علی الممدوح؛ و الجود مفعول ثان؛ و قاتله مفعول أول، و یحتمل أن الجود فاعل یمنع أی جوده لا یحرم قاتله أی فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا یحرم ذلك الشخص بل یصله انتهی. تقریر دردیر
لسان العرب، ج‌12، ص: 590
یروی بنصب البخل و جرِّه، فمن نصبه فعلی ضربین: أحدهما أن یكون بدلًا من لا لأَن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبی جودُه البخلَ، و الآخر أن تكون لا زائدة، و الوجه الأَول أعنی البدلَ أَحْسَن، لأَنه قد ذكر بعدها نَعَمْ، و نَعمْ لا تزاد، فكذلك ینبغی أَن تكون لا هاهنا غیر زائدة، و الوجه الآخر علی الزیادة صحیح، و مَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إلیه، لأَنَّ لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَیضاً، أ لا تری أَنه لو قال لك الإِنسان: لا تُطْعِمْ و لا تأْتِ المَكارمَ و لا تَقْرِ الضَّیْفَ، فقلتَ أَنت: لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرین جمیعاً أُضیفَت إلی البُخْل لما فی ذلك من التخصیص الفاصل بین الضدّین. و نَعَّمَ الرجلَ: قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالًا، كما قالوا بَجَّلْتُه أی قلت له بَجَلْ أی حَسْبُك؛ حكاه ابن جنی. و أَنْعَمَ له أی قال له نعَمْ. و نَعَامَة: لَقَبُ بَیْهَسٍ؛ و النَّعَامَةُ: اسم فرس فی قول لبید: تَكاثرَ قُرْزُلٌ و الجَوْنُ فیها، و تَحْجُل و النَّعَامةُ و الخَبالُ «3». و أَبو نَعَامَة: كنیة قَطَریّ بن الفُجاءةِ، و یكنی أَبا محمد أَیضاً؛ قال ابن بری: أَبو نَعَامَة كُنْیَتُه فی الحرب، و أَبو محمد كُنیته فی السِّلم. و نُعْم، بالضم: اسم امرأَة.

نغم؛ ج12، ص: 590

: النَّغْمةُ: جَرْسُ الكلمة و حُسْن الصوت فی القراءة و غیرها، و هو حسَنُ النَّغْمَةِ، و الجمع نَغْمٌ؛ قال ساعدة بن جُؤَیّة: وَ لو انَّها ضَحِكت فتُسمِعَ نَغْمَها رَعِشَ المَفاصِلِ، صُلْبُه مُتَحنِّبُ و كذلك نَغَمٌ. قال ابن سیدة: هذا قول اللغویین، قال: و عندی أَن النَّغَم اسمٌ للجمع كما حكاه سیبویه من أَن حَلَقاً و فَلَكاً اسمٌ لجمع حَلْقةٍ و فَلْكةٍ لا جمعٌ لهما، و قد یكون نَغَمٌ متحركاً من نَغْمٍ. و قد تنَغَّم بالغِناء و نحوه. و إنه لَیَتَنَغَّم بشی‌ء و یتَنسَّمُ بشی‌ء و یَنسِمُ بشی‌ء أی یتكلم به. و النَّغَم: الكلام الخفیّ. و النَّغْمَةُ: الكلام الحسن، و قیل: هو الكلام الخفیّ، نَغَمَ یَنْغَمُ و یَنْغِمُ؛ قال: و أُری الضمةَ لغةً، نَغْماً. و سكت فلان فما نَغَمَ بحرف و ما تَنَغَّمَ مثله، و ما نَغَمَ بكلمة. و نَغَمَ فی الشراب: شَرب منه قلیلًا كنَغَب؛ حكاه أَبو حنیفة، و قد یكون بدلًا. و النُّغْمَةُ: كالنُّغْبة؛ عنه أیضاً.

نقم؛ ج12، ص: 590

: النَّقِمَةُ و النَّقْمَةُ: المكافأَة بالعقوبة، و الجمع نَقِمٌ و نِقَمٌ، فنَقِمٌ لنَقِمَة، و نِقَمٌ لنِقْمةٍ، و أَما ابن جنی فقال: نَقِمَة و نِقَمٌ، قال: و كان القیاس أن یقولوا فی جمعِ نَقِمَة نَقِم علی جمع كَلِمة و كَلِمٍ فعدلوا عنه إلی أَن فتحوا المكسورَ و كسروا المفتوح. قال ابن سیدة: و قد علمنا أَن من شرط الجمع بِخَلع الهاء أَن لا یُغَیَّر من صیغة الحروف شی‌ء و لا یُزاد علی طرح الهاء نحو تَمْرة و تَمْر، و قد بیَّنَّا ذلك جمیعه فیما حكاه هو من مَعِدةٍ و مِعَدٍ. اللیث: یقال لم أَرْض منه حتی نَقِمْت و انْتَقَمْت إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع. ابن الأَعرابی: النِّقْمَةُ العقوبة، و النِّقْمَةُ الإِنكار. و قوله تعالی: هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّٰا؛ أَی هل تُنْكِرون. قال الأَزهری: یقال النَّقْمَةُ و النِّقْمَةُ العقوبة؛ و منه‌قول علیّ بن أَبی طالب، كرم الله وجهه: ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّی، بازِل عامَیْنِ فَتِیّ سِنِّی
(3). قوله [و تحجل و الخبال] هكذا فی الأَصل و الصحاح، و فی القاموس فی مادة خبل بالموحدة، و أما اسم فرس لبید المذكور فی قوله: تكاثر قرزل و الجون فیها و عجلی و النَّعَامَة و الخیال فبالمثناة التحتیة، و وهم الجوهری كما وهم فی عجلی و جعلها تحجل
لسان العرب، ج‌12، ص: 591
و‌فی الحدیث: أنه ما انْتَقَمَ لنفسِه قَطّ إلا أن تُنتَهَكَ مَحارِمُ الله‌أَی ما عاقبَ أَحداً علی مكروهٍ أتاه من قِبَله، و قد تكرر فی الحدیث. الجوهری: نَقَمْتُ علی الرجل أَنْقِمُ، بالكسر، فأَنا نَاقِمٌ إذا عَتَبْت علیه. یقال: ما نَقِمْتُ منه إلا الإِحسانَ. قال الكسائی: و نَقِمْت، بالكسر، لغة. و نَقِمَ من فلانٍ الإِحسانَ إذا جعله مما یُؤَدِّیه إلی كُفر النعمة. و‌فی حدیث الزكاة: ما یَنْقَمُ ابنُ جَمیلٍ إلا أَنه كان فَقیراً فأَغناه الله‌أَی ما یَنْقَمُ شیئاً من مَنْع الزكاة إلا أن یَكفر النِّعْمة فكأَنَّ غناه أَدَّاه إلی كُفْرِ نِعْمةِ الله. و نَقَمْتُ الأَمرَ و نَقِمْتُه إذا كَرهته. و انْتَقَمَ اللهُ منه أی عاقَبَه، و الاسم منه النَّقْمَةُ، و الجمع نَقِمَات و نَقِمٌ مثل كَلِمةٍ و كلِمات و كَلِمٍ، و إن شئتَ سكّنت القاف و نقلت حركتَها إلی النون فقلت نِقْمَة، و الجمع نِقَمٌ مثل نِعْمة و نِعَم؛ و قد نَقَمَ منه یَنْقِمُ و نَقِمَ نَقَماً. و انْتَقَمَ و نَقِمَ الشی‌ءَ و نَقَمَه: أَنكره. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلّٰا أَنْ یُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ؛ قال: و معنی نَقَمْت بالَغْت فی كراهة الشی‌ء؛ و أَنشد ابن قیس الرُّقیّات: ما نَقِمُوا [نَقَمُوا من بَنی أُمَیَّةَ إلا أَنهم یَحْلُمون، إنْ غَضِبوا یُروی بالفتح و الكسر: نَقَمُوا و نَقِمُوا. قال ابن بری: یقال نَقَمْتُ نَقْماً و نُقوماً و نَقِمَةً و نِقْمةً، و نَقِمْتُ: بالَغْتُ فی كراهة الشی‌ء. و فی أَسماء الله عز و جل: المُنْتَقِم، هو البالغ فی العقوبة لمنْ شاءَ، و هو مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ یَنْقِمُ إذا بَلَغَتْ به الكراهةُ حدَّ السَّخَطِ. و ضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إذا ضرَبه عَدُوٌّ له. و فی التنزیل العزیز: قُلْ یٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّٰا إِلّٰا أَنْ آمَنّٰا بِاللّٰهِ؛ قال أَبو إسحاق: یقال نَقَمْتُ علی الرجل أَنْقِمُ و نَقِمْتُ علیه أَنْقَمُ، قال: و الأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِمُ، و هو الأَكثر فی القراءة. و یقال: نَقِمَ فلانٌ وَتْرَه أی انْتَقَم. قال أَبو سعید: معنی قول القائل فی المثل: مَثَلی مَثَلُ الأَرْقَم، إن یُقْتَلْ یَنْقَمْ، و إن یُتْرَك یَلْقَمْ؛ قوله إن یُقْتَلْ یَنْقَمْ أی یُثْأَر به، قال: و الأَرْقَمُ الذی یُشْبه الجانّ، و الناسُ یَتَّقونَ قَتْلَه لشَبهه بالجانّ، و الأَرْقَم مع ذلك من أَضعف الحیّات و أَقلِّها عَضّاً. قال ابن الأَثیر: و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فهو كالأَرْقَمِ إن یُقْتَلْ یَنْقَمْ‌أی إن قتَلَه كان له من یَنْتَقِمُ منه، قال: و الأَرْقَمُ الحیّة، كانوا فی الجاهلیة یزعمون أن الجِنَّ تَطْلُبُ بثأْرِ الجانِّ، و هی الحیّة الدقیقة، فربما مات قاتِلُه، و ربما أَصابه خَبَلٌ. و إنه لمَیْمُونُ النَّقِیمَةِ إذا كان مُظَفَّراً بما یُحاوِل، و قال یعقوب: میمه بدل من باء نَقِیبةٍ. یقال: فلانٌ مَیْمونُ العریكةِ و النقیبة و النَّقِیمَةِ و الطَّبیعة بمعنی واحد. و النَّاقِمُ: ضَرْبٌ من تمرِ عُمانَ، و فی التهذیب: و نَاقِمٌ تمرٌ بعُمانَ. و النَّاقِمِیَّةُ: هی رَقاشِ بنتُ عامرٍ. و بنو النَّاقِمِیَّةِ: بَطْنٌ من عبد القیس؛ قال أَبو عبید: أَنشدنا الفراء عن المُفَضَّل لسعد بن زید مَناةَ: أَجَدَّ فِراقُ النَّاقِمِیَّةِ غُدْوةً، أم البَیْنُ یَحْلَوْ لی لِمَنْ هو مُولَعُ؟ لقد كنتُ أَهْوَی النَّاقِمِیَّةِ حِقْبةً، فقد جَعَلَتْ آسانُ بَیْنٍ تَقَطَّعُ التهذیب: و نَاقِم حَیٌّ من الیمن؛ قال «1».
(1). قوله [و نَاقِم حی من الیمن قال إلخ] [كذا بالأَصل، و عبارة التهذیب: یقال لم أرض منه حتی نقمت و انتقمت إذا كافأته عقوبة بما صنع، و قال یقود إلخ
لسان العرب، ج‌12، ص: 592
یَقودُ بأَرسان الجِیادِ سَراتُنا، لِیَنْقِمنَ وتراً أَو لیدفَعْنَ مَدفَعا و نَاقِمٌ: لقبُ عامر بن سعد بن عدیّ بن جَدَّانَ بنِ جَدِیلَةَ. و نَقَمَی: اسمُ موضع.

نكم؛ ج12، ص: 592

: أَهمل اللیث نَكَم و كَنم، و استعملهما ابن الأَعرابی فیما رواه ثعلب عنه قال: النَّكْمَة المُصیبة الفادِحةُ، و الكَنْمة الجِراحةُ.

نمم؛ ج12، ص: 592

: النَّمُّ: التوریشُ و الإِغْراءُ و رَفْع الحدیثِ علی وجه الإِشاعةِ و الإِفْسادِ، و قیل: تَزْیینُ الكلام بالكذب، و الفعلُ نَمَّ یَنِمُّ و یَنُمُّ، و الأَصل الضم، و نَمَّ به و علیه نَمّاً و نَمِیمَةً و نَمِیماً، و قیل: النَّمِیمُ جمعُ نَمِیَمةٍ بعدَ أن یكون اسماً. التهذیب: النَّمِیمةُ و النَّمِیمُ هما الاسم، و النعتُ نَمَّامٌ؛ و أَنشد ثعلب فی تعدیة نَمَّ بِعلی: و نَمَّ علیك الكاشِحُونَ، و قَبْلَ ذا علیك الهَوَی قد نَمَّ، لو نَفَعَ النَّمُّ و رجل نَمُومٌ و نَمَّامٌ و مِنَمٌّ و نَمٌّ أَی قَتّاتٌ من قومٍ نَمِّین و أَنِمَّاءَ و نُمَّ، و صرَّح اللحیانی بأَنَّ نُمّاً جمع نَمُومٍ، و هو القیاس، و امرأَة نَمَّة. قال أَبو بكر: قال أَبو العباس النَّمَّام معناه فی كلام العرب الذی لا یُمْسِك الأَحادیثَ و لم یَحْفَظْها، من قولهم جُلودٌ نَمَّةٌ إذا كانت لا تُمْسِك الماءَ. یقال: نَمَّ فلانٌ یَنِمُّ نَمّاً إذا ضیَّعَ الأَحادیثَ و لم یحفظها؛ و أَنشد الفراء: بَكَتْ من حدیثٍ نَمَّه و أَشاعَه، و لَصَّقَه واشٍ من القومِ واضِعُ و یقال للنَّمَّام: القَتّاتُ، یقال: قَتَّ إذا مشی بالنَّمیمة. و یقال للنَّمّام قَسّاسٌ و دَرَّاجٌ و غَمّازٌ و هَمّازٌ و مائسٌ و مِمْآسٌ، و قد ماسَ من القوم و نَمِلَ. الجوهری: نَمَّ الحدیثَ یَنِمُّه و یَنُمُّه نَمّاً أی قَتَّه، و الاسم النَّمِیمَةُ، و قد تكرر فی الحدیث ذكرُ النَّمِیمَةِ، و هو نَقْلُ الحدیث من قومٍ إلی قوم علی جهة الإِفْسادِ و الشَّرِّ. و نَمَّ الحدیثَ: نقَلَه. و نَمَّ الحدیث: إذا ظهر، فهو متعدّ و لازمٌ. و النَّمِیمَةُ: صوتُ الكتابةِ و الكتابةُ، و قیل: هو وَسْواسُ هَمْسِ الكلام؛ قال أَبو ذؤَیب: فشَربْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسّاً دُونَه شرف الحجاب، و ریبُ قَرْعٍ یَقْرع و نَمِیمة من قانِصٍ مُتَلَبّبٍ، فی كفِّه جَشْ‌ءٌ أَجَشّ و أَقْطَعُ قال الأَصمعی: معناه أَنه سمع ما نَمَّ علی القانص. و قال غیره: النَّمِیمَةُ الصوت الخفیّ من حركة شی‌ء أَو وَطْءِ قدَمٍ، و قال الأَصمعی: أَراد به صوت وَتَرٍ أو ریحاً اسْتَرْوَحَته الحُمُرُ، و أَنكر: و هَماهِماً من قانِصٍ، قال: لأَنه أَشد خَتْلًا فی القَنِیص من أَن یُهَمْهِمَ للوحش؛ أ لا تری لقول رؤبة: فباتَ و النَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ فی الزَّرْبِ، لو یُمْضَعُ شَرْیاً ما بَصَقْ و الفَشَقُ: الانتشار. و النَّامَّة: حیاة النَّفْسِ. و‌فی الحدیث: لا تُمَثِّلوا بنَامَّةِ الله‌أی بخَلْق الله، و نامیةِ الله أَیضاً؛ هذه الأَخیرة علی البدل. و النَّمِیمَة: الهَمس و الحركة. و أَسكت الله نَامَّته أی جَرْسَه، و ما یَنِمُّ علیه من حَرَكته؛ قال: و قد یهمز فیجعل من النَّئِیم. و سَمِعْتُ نَامَّتَه و نَمَّتَه أی حِسَّه، و الأَعرفُ فی ذلك نأْمَتَه. و نَمَّ الشی‌ءُ: سَطَعتْ رائحتُه. و النَّمَّام: نبت طیِّب الریح، صفة غالبة. و نَمْنَمَت الریحُ الترابَ: خَطَّتْه و تَرَكَتْ علیه أَثراً شِبْه الكتابة، و هو النِّمْنِمُ و النِّمْنِیمُ؛ قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌12، ص: 593
فَیْفٌ علیها لذَیْلِ الریحِ نِمْنِیمُ و النَّمْنَمَةُ: خُطوطٌ متقارِبة قِصارٌ شِبْهُ ما تُنَمْنِمُ الریحُ دُقاقَ التراب، و لكل وَشْیٍ نَمْنَمةٌ. و كتابٌ مُنَمْنَمٌ: مُنقَّش. و نَمْنَمَ الشی‌ءَ نَمْنَمَةً أی رَقَّشه و زَخْرفه. و ثوبٌ مُنَمْنَمٌ: مرقوم مُوَشّیً. و النِّمْنِمُ و النُّمْنُمُ: البیاض الذی علی أَظْفارِ الأَحداثِ، واحدته نِمْنِمَةٌ، بالكسر، و نُمْنُمَةٌ؛ قال رؤبة یصف قوساً رُصِّع مَقْبِضُها بسُیورٍ مُنَمْنَمةٍ: رصْعاً كَساها شِیَةً نَمِیما أی نقَشها. ابن الأَعرابی: النَّمَّة اللُّمْعة من بیاضٍ فی سوادٍ و سوادٍ فی بیاضٍ. و النِّمَّةُ: القَمْلة. و‌فی حدیث سُوَیْد بن غَفَلة: أُتی بناقةٍ مُنَمْنَمَةٍ‌أَی سَمِینةٍ مُلْتَفَّة. و النبتُ المُنَمْنَمُ: المُلْتَفّ المجتمِع. و النِّمَّةُ: النَّمْلة فی بعض اللغات. و النُّمِّیُّ: فلوس الرَّصاص، رومیة؛ قال أَوس بن حجر: و قارَفَت، و هی لم تَجْرَبْ، و باعَ لها، مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّیِّ، سِفْسِیرُ واحدته نُمِّیَّة، و نسب الجوهری هذا البیت للنابغة یصف فرساً «1». و النُّمِّیُّ: الضَّنْجةُ. و النُّمِّیُّ: العَیْبُ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد لمِسْكینٍ الدارِمیِّ: و لو شِئْتُ أَبْدَیْتُ نُمِّیَّهم، و أَدخلْتُ تحت الثِّیابِ الإِبَرْ قال ابن بری: قال الوزیر المَغْرِبیّ أَراد بالنُّمِّیّ هنا العیبَ و أَصله الرَّصاصُ. جعله فی العیب بمنزلة الرَّصاص فی الفِضَّة. التهذیب: النُّمِّیُّ الفَلْسُ بالرومیة، بالضم. و قال بعضهم: ما كان من الدراهم فیه رَصاصٌ أَو نحاس فهو نُمِّیٌّ، قال: و كانت بالحِیرة علی عهد النُّعمانِ بن المنذر. و ما بها نُمِّیٌّ أَی ما بها أَحدٌ. و النُّمِّیَّةُ: الطبیعة؛ قال الطرماح: بلا خَدَبٍ و لا خَوَرٍ، إذا ما بَدَتْ نُمِّیَّةُ الخُدْبِ النُّفاةِ و نُمِّیُّ الرجلِ: نُحاسُه و طَبْعُه؛ قال أَبو وجزة: و لو لا غیرهُ لكشَفْتُ عنه، و عن نُمِّیَّةِ الطَّبْعِ اللَّعینِ

نهم؛ ج12، ص: 593

: النَّهْمَةُ: بلوغُ الهِمَّة فی الشی‌ء. ابن سیدة: النَّهَمُ، بالتحریك، و النَّهَامَةُ: إفراطُ الشهوةِ فی الطعام و أَن لا تَمْتَلِئَ عینُ الآكل و لا تَشْبَعَ، و قد نَهِمَ فی الطعام، بالكسر، یَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا یَشْبَعُ. و رجل نَهِمٌ و نَهِیمٌ و مَنْهُومٌ، و قیل: المَنْهُومُ الرَّغیب الذی یَمْتَلِئُ بطنُه و لا تنتهی نفْسُه، و قد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهُوم أی مُولَع به، و أَنكرها بعضهم. و النَّهْمَة: الحاجة، و قیل: بلوغُ الهِمَّةِ و الشهوةِ فی الشی‌ء. و‌فی الحدیث: إذا قَضی أَحدُكم نَهْمَتَه من سَفَرِه فلْیُعَجِّل إلی أَهله.و رجل مَنْهُومٌ بكذا أی مُولَعٌ به. و‌فی الحدیث: مَنْهومانِ لا یَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، و مَنْهومٌ بالعِلمِ، و‌فی روایة: طالبُ عِلمٍ و طالبُ دنیا.الأَزهری: النَّهِیمُ شِبْهُ الأَنِینِ و الطَّحیرِ و النَّحیمِ؛ و أَنشد: ما لَكَ لا تَنْهِمُ یا فَلَّاحُ؟ إنَّ النَّهِیمَ للسُّقاةِ راحُ و نَهَمَنی فلانٌ أی زَجَرنی. و نَهَمَ یَنْهِم، بالكسر، نَهِیماً: و هو صوتٌ كأَنه زحیرٌ، و قیل: هو صوتٌ فوق الزَّئیرِ، و قیل: نَهَمَ یَنْهِمُ لغة فی نَحمَ یَنْحِم أی زحَرَ. و النَّهْمُ و النَّهِیم: صوتٌ و تَوَعُّدٌ و زَجْرٌ، و قد
(1). قوله [یصف فرساً] فی التكملة ما نصه: هذا غلط، و لیس یصف فرساً و إنما یصف ناقة، و قبل البیت: هل تبلغینهم حرف مصرمة أجد الفقار و إدلاج و تهدیر قد عریت نصف حول أشهراً جدداً یسفی علی رحلها بالحیرة المور و البیت لأَوس بن حجر لا للنابغة
لسان العرب، ج‌12، ص: 594
نَهَمَ یَنْهِمُ. و نَهْمَةُ الرجلِ و الأَسدِ: نأْمَتُهما، و قال بعضهم: نَهْمَةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه. و النَّهَّامُ: الأَسدُ لصوته. یقال: نَهَمَ یَنْهِمُ نَهِیماً. و النَّاهِمُ: الصارخُ. و النَّهِیمُ، مثلُ النَّحیمِ و مثلُ النَّئیمِ: و هو صوتُ الأَسد و الفیلِ. یقال: نَهَمَ الفیلُ یَنْهِمُ نَهْماً و نَهِیماً؛ و أَنشد ابن بری: إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ و النَّهِیما، أَبأْت منها هَرَباً عَزِیما الإِباءُ: الفِرارُ. و النَّهْم، بالتسكین: مصدر قولك نَهَمْتُ الإِبلَ أَنْهَمُها، بالفتح فیهما، نَهْماً و نَهِیماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ فی سیرها؛ و منه قول زیاد المِلقطی: یا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصانی أَنْهَمُهْ أی أَزْجرهُ. و‌فی حدیث إسلام عمر، رضی الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّی ظنَّ أَنی إنما تَبِعْتُه لأُوذِیَه، فنَهَمَنی و قال: ما جاء بكَ هذه الساعةَ؟أی زَجَرَنی و صاحَ بی. و‌فی حدیث عمر أَیضاً، رضی الله عنه: قیل له إن خالدَ بن الولید نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ‌أی زجَرَه فانْزَجَرَ. و نَهَم الإِبل یَنْهِمُها و یَنْهَمُها نَهْماً و نَهِیماً و نَهْمَةً؛ الأَخیرة عن سیبویه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضیَ. و المِنْهَامُ من الإِبل: التی تُطیع علی النَّهْم، و هو الزجرُ، و إبلٌ مَنَاهِیمُ: تُطیع علی النَّهْمِ أی الزجرِ؛ قال: أَلا انْهِمَاها، إنها مَنَاهِیمْ، و إنما یَنْهِمُها القومُ الهیمْ، و إننا مَناجِدٌ مَتاهیمْ و النَّهْمُ: زجرُك الإِبلَ تَصِیحُ بها لتَمْضیَ. نَهَمَ الإِبلَ یَنْهِمُها و یَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ فی سیرها. قال أَبو عبید: الوَئیدُ الصوتُ، و النَّهِیمُ مثلُه. و النِّهَامِیُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه یَنْهَمُ [یَنْهِمُ «1» أی یدعو. و النِّهامِیُّ: الحدَّادُ؛ و أَنشد: نَفْخَ النِّهَامِیِّ بالكِیرَیْن فی اللَّهَب و أَنشد ابن بری للأَعشی: سأَدْفعُ عن أَعراضِكم و أُعِیرُكم لِساناً، كمِقْراضِ النِّهَامِیِّ، مِلْحَبا و قال الأَسود بن یعفر: و فاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا سِناناً، كنِبراسِ النِّهَامِیِّ، مِنْجَلا مِنْجَلًا: واسعَ الجرح، و أَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، و قیل: النِّهَامِیُّ النَّجّارُ، و الفتح فی كل ذلك «2» لغة؛ عن ابن الأَعرابی. النضر: النِّهَامِیُّ الطریقُ المَهْیَعُ الجَدَدُ، و هو النَّهَّامُ أَیضاً. و المَنْهَمَةُ: موضع النَّجْر. و طریقٌ نِهَامِیٌّ و نَهَّامٌ: بیِّنٌ واضحٌ. و النَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصی و نحوه. و نَهَمَ الحَصی و نحوَه یَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة: و الهُوجُ یُدْرینَ الحَصی المَهْجوما، یَنْهَمْنَ فی الدار الحَصی المَنْهُوما لأَن السائق قد یَخْذِفُ بالحصی و نحوه، و هو النَّهْم. و النُّهَامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، و قیل: هو البُومُ، و قیل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح فی بُومة تَصِیح: تَبِیتُ إذا ما دَعاها النُّهَام تُجِدُّ، و تَحْسِبها مازِحهْ یعنی أَنها تُجِدّ فی صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. و قال أَبو سعید: جمع النُّهامِ نُهُمٌ، قال: و هو ذكَرُ
(1). قوله [لأنه یَنْهِمُ] ضبط فی الصاغانی بالفتح و الكسر و كتب علیه معاً إشارة إلی صحتهما (2). قوله [و الفتح فی كل ذلك إلخ] الذی فی القاموس أنه بمعنی الحدّاد و النجار و الطریق مثلث، و بمعنی الراهب بالكسر و الضم
لسان العرب، ج‌12، ص: 595
البُومِ؛ قال: و أَنشد ابن بری فی النُّهَامِ ذكرِ البوم لعدیّ بن زید: یُؤْنِسُ فیها صَوْتُ النُّهَامِ، إذا جاوَبَها بالعَشِیِّ قاصِبُها ابن سیدة: و قیل سُمِّیَ البومُ بذلك لأَنه یَنْهِمُ باللیل و لیس هذا الاشتقاق بقَویّ؛ قال الطرماح: فتَلاقَتْه فلاثَتْ به لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهَامْ و الجمع نُهُمٌ. و نُهْمٌ: صنمٌ، و به سمی الرجل عَبدَ نُهْمٍ. و نِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، و هو أَبو بطنٍ منهم. و نُهْمٌ: اسمُ شیطانٍ، و‌وفد علی النبی، صلی الله علیه و سلم، حیٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فقالوا: بنو نُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ شیطان، أنتم بنو عبد الله.و نِهْمٌ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْدانی ثم النِّهْمِیّ.

نوم؛ ج12، ص: 595

: النَّوْم: معروف. ابن سیدة: النَّوْمُ النُّعاسُ. نامَ یَنَامُ نَوْماً و نِیاماً؛ عن سیبویه، و الاسمُ النِّیمَةُ، و هو نَائِمٌ إذا رَقَدَ. و‌فی الحدیث: أَنه قال فیما یَحْكی عن ربِّه أَنْزَلْتُ علیكَ كتاباً لا یَغْسِلُه الماءُ تَقْرَؤُه نَائِماً و یَقْظانَ‌أی تَقرؤه حِفْظاً فی كل حال عن قلبك أی فی حالتی النوم و الیقظة؛ أراد أنه لا یُمْحی أَبداً بل هو محفوظ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ، لٰا یَأْتِیهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ، وَ لٰا مِنْ خَلْفِهِ، و كانت الكتُبُ المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً، و إنما یُعْتَمَد فی حِفْظِها علی الصُّحُف، بخِلافِ القرآن فإنَّ حُفّاظَه أَضْعافُ صُحُفِه، و قیل: أَراد تقرؤه فی یُسْرٍ و سُهولة. و‌فی حدیث عِمْرانَ بن حُصَیْن: صَلِّ قَائِماً، فإن لم تَسْتَطِعْ فقاعِداً، فإن لم تَسْتَطِعْ فنَائِماً؛ أَراد به الاضْطِجاعَ، و یدل علیه‌الحدیث الآخر: فإن لم تستطع فعلی جَنْبٍ، و قیل: نائماً تصحیف، و إنَّما أَراد فإیماءً أَی بالإِشارة كالصلاة عند التحام القتال و علی ظهر الدابة. و‌فی حدیثه الآخر: من صلی نَائِماً فله نِصْفُ أَجْرِ القاعد؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی لا أَعلم أَنی سمعت صلاةَ النائم إلا فی هذا الحدیث، قال: و لا أَحفظ عن أحدٍ من أَهل العلم أَنه رَخَّصَ فی صلاةِ التطوع نائماً كما رَخَّص فیها قاعداً، قال: فإن صحت هذه الروایة و لم یكن أَحد الرُّواةِ أَدْرَجَه فی الحدیث و قاسَه علی صلاةِ القاعِد و صلاةِ المریضِ إذا لم یَقْدِرْ علی القُعودِ، فتكون صلاةُ المتطوِّع القادرِ نائماً جائزةً، و الله أَعلم، هكذا قال فی مَعالم السُّنن، قال: و عاد قال فی أَعلام السُّنَّة: كنتُ تأَوْلت الحدیثَ فی كتاب المَعالم علی أن المراد به صلاةُ التطوع، إلا أن قوله نائماً یُفْسِد هذا التأْویل لأَن المُضطجع لا یصَلی التطوُّعَ كما یصلی القاعدُ، قال: فرأَیت الآنَ أن المراد به المریضُ المُفْتَرِضُ الذی یمكنه أن یَتحامَلَ فیقعُد مع مَشَقَّة، فجعَل أَجْرَه ضِعْفَ أَجْرهِ إذا صلَّی نائماً ترغیباً له فی القعود مع جواز صلاته نائماً، و كذلك جعل صلاتَه إذا تحامَل و قامَ مع مشقةٍ ضِعْفَ صلاتِه إذا صلی قاعداً مع الجواز؛ و قوله: تاللهِ ما زیدٌ بنَامَ صاحبُه، و لا مُخالِطِ اللِّیانِ جانِبُهْ قیل: إن نَامَ صاحبُه علمٌ اسم رجل، و إذا كان كذلك جَری مَجْری بَنی شابَ قَرناها؛ فإن قلت: فإن قوله: و لا مخالط اللیان جانبه لیس علماً و إنما هو صفة و هو معطوف علی نامَ صاحبهُ، فیجب أَن یكون قوله نَامَ صاحبُه صفةً أَیضاً؛ قیل:
لسان العرب، ج‌12، ص: 596
قد تكون فی الجُمَل إذا سُمِّیَ بها معانی الأَفعال؛ أ لا تری أن قوله: شابَ قَرْناها تُصَرُّ و تُحْلَبُ هو اسم عَلم و فیه مع ذلك معنی الذمّ؟ و إذا كان ذلك جاز أن یكون قوله: و لا مُخالِطِ اللِّیانِ جانِبُه معطوفاً علی ما فی قوله نام صاحبه من معنی الفعل. و ما له نِیمةُ لیلةٍ؛ عن اللحیانی، قال ابن سیدة: أُراه یعنی ما یُنام علیه لیلةً واحدة. و رجلٌ نَائِمٌ و نَؤُومٌ و نُوَمَةٌ و نُوَمٌ؛ الأَخیرة عن سیبویه، من قومٍ نِیامٍ و نُوَّمٍ، علی الأَصل، و نُیَّمٍ، علی اللفظ، قلبوا الواو یاءً لقربها من الطرَف، و نِیَّم، عن سیبویه، كسروا لِمكان الیاء، و نُوَّامٍ و نُیَّامٍ، الأَخیرة نادرة لبعدها من الطرف؛ قال: ألا طَرَقَتْنا مَیَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ، فما أَرَّقَ النُّیَّامَ إلا سَلامُها قال ابن سیدة: كذا سمع من أبی الغمر. و نَوْم: اسم للجمع عند سیبویه، و جمعٌ عند غیره، و قد یكون النَّوْم للواحد. و‌فی حدیث عبد الله بن جعفر: قال للحسین و رأَی ناقته قائمةً علی زِمامِها بالعَرْج و كان مریضاً: أَیها النَّوْمُ أَیها النَّوْمُ فظن أَنه نائم فإذا هو مُثْبَتٌ وَجعاً، أَراد أیها النائم فوضَع المصدرَ موضعَه، كما یقال رجل صَوْمٌ أی صائم. التهذیب: رجل نَوْمٌ و قومٌ نَوْمٌ و امرأَة نَوْمٌ و رجل نَوْمانُ كثیرُ النوْم. و رجل نُوَمَةٌ، بالتحریك: یَنامُ كثیراً. و رجل نُوَمَةٌ إذا كان خامِلَ الذِّكْر. و فی الحدیث‌حدیث علیّ، كرَّم الله وجهه: أَنه ذكر آخرَ الزمان و الفِتَنَ ثم قال: إنما یَنْجو من شرّ ذلك الزمان كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ أُولئك مصابیحُ العُلماء؛ قال أَبو عبید: النُّوَمَة، بوزن الهُمَزة، الخاملُ الذِّكْرِ الغامض فی الناس الذی لا یَعْرِفُ الشَّرَّ و لا أَهلَه و لا یُؤْبَهُ له. و‌عن ابن عباس أَنه قال لعلیّ: ما النُّوَمَةُ؟ فقال: الذی یَسْكُت فی الفتنة فلا یَبْدو منه شی‌ء، و قال ابن المبارَك: هو الغافلُ عن الشرِّ، و قیل: هو العاجزُ عن الأُمور، و قیل: هو الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ فی الناس. و یقال للذی لا یُؤْبَهُ له نُومةٌ، بالتسكین. و قوله‌فی حدیث سلمة: فنَوَّمُوا، هو مبالغة فی نامُوا. و امرأَة نَائِمَةٌ من نِسْوة نُوَّمٍ، عند سیبویه؛ قال ابن سیدة: و أَكثرُ هذا الجمع فی فاعِلٍ دون فاعلةٍ. و امرأَة نَؤُومُ الضُّحی: نائمتُها، قال: و إنما حقیقتُه نَائِمَةٌ بالضُّحی أو فی الضحی. و اسْتَنَام و تَنَاوَمَ: طلب النَّوْم. و اسْتَنَامَ الرجلُ: بمعنی تَناوَم شهوة للنوم؛ و أَنشد للعجاج: إذا اسْتَنَامَ راعَه النَّجِیُّ و اسْتَنَامَ أَیضاً إذا سَكَن. و یقال: أَخذه نُوَامٌ، و هو مثلُ السُّبات یكون من داءٍ به. و نَامَ الرجلُ إذا تواضَع لله. و إنه لَحَسنُ النِّیمةِ أی النَّوْم. و المَنَامُ و المَنَامةُ: موضع النوم؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و فی التنزیل العزیز: إِذْ یُرِیكَهُمُ اللّٰهُ فِی مَنٰامِكَ قَلِیلًا؛ و قیل: هو هنا العَینُ لأَن النَّوْم هنالك یكون، و قال اللیث: أی فی عینِك؛ و‌قال الزجاج: روی عن الحسن أَن معناها فی عینك التی تَنامُ بها، قال: و كثیر من أهل النحو ذهبوا إلی هذا، و معناه عندهم إِذْ یُرِیكَهُمُ اللّٰهُ فی موضع منامك أی فی عینِك، ثم حذف الموضعَ و أَقام المَنامَ مُقامَه، قال: و هذا مذهبٌ حسن، و لكن‌قد جاء فی التفسیر أن النبی، صلی الله علیه و سلم، رآهم فی النَّوْم قلیلًا و قَصَّ الرُّؤْیا
لسان العرب، ج‌12، ص: 597
علی أَصْحابه فقالوا صَدَقتْ رؤْیاك یا رسول الله، قال: و هذا المذهبُ أَسْوَغ فی العربیة لأَنه قد جاء: وَ إِذْ یُرِیكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَیْتُمْ فِی أَعْیُنِكُمْ قَلِیلًا وَ یُقَلِّلُكُمْ فِی أَعْیُنِهِمْ؛ فدل بها أَنَّ هذه رؤْیة الالتقاء و أَن تلك رؤْیة النَّوْم. الجوهری: تقول نِمْت، و أَصله نَوِمْت بكسر الواو، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنین و نُقِلتْ حركتُها إِلی ما قبلها، و كان حقُّ النون أَن تُضَمَّ لتَدُلَّ علی الواو الساقطة كما ضَمَمْت القاف فی قلت، إِلا أَنهم كسروها فَرْقاً بین المضموم و المفتوح؛ قال ابن بری: قوله و كانَ حَقُّ النون أَن تُضَمَّ لتدلَّ علی الواو الساقطة وَهَمٌ، لأَن المُراعی إِنما هو حركة الواو التی هی الكسرةُ دون الواو بمنزلة خِفْت، و أَصله خَوِفْت فنُقِلت حركة الواو، و هی الكسرة، إِلی الخاء، و حُذفت الواو لالتقاء الساكنین، فأَما قُلت فإِنما ضُمَّت القاف أَیضاً لحركة الواو، و هی الضمة، و كان الأَصل فیها قَوَلْت، نُقِلتْ إِلی قوُلت، ثم نقِلت الضمة إلی القاف و حُذِفَت الواو لالتقاء الساكنین، قال الجوهری: و أَما كِلْتُ فإِنما كسروها لتدل علی الیاء الساقطة، قال ابن بری: و هذا وَهَمٌ أَیضاً و إِنما كسروها للكسرة التی علی الیاء أَیضاً، لا للیاء، و أَصلها كَیِلْت مُغَیَّرة عن كَیَلْتُ، و ذلك عند اتصال الضمیر بها أَعنی التاء، علی ما بُیِّن فی التصریف، و قال: و لا یصح أَن یكون كالَ فَعِل لقولهم فی المضارع یَكیلُ، و فَعِلَ یَفْعِلُ إِنما جاء فی أَفعال معدودة، قال الجوهری: و أَما علی مذهب الكسائی فالقیاسُ مستمرٌّ لأَنه یقول: أَصلُ قال قَوُلَ، بضم الواو. قال ابن بری: لم یذهب الكسائی و لا غیرُه إِلی أَنَّ أَصلَ قال قَوُل، لأَن قال مُتَعدٍّ و فَعُل لا یَتعدَّی و اسم الفاعل منه قائلٌ، و لو كان فَعُل لوجب أَن یكون اسم الفاعل منه فَعیل، و إِنما ذلك إِذا اتصلت بیاء المتكلم أَو المخاطب نحو قُلْت، علی ما تقدم، و كذلك كِلْت؛ قال الجوهری: و أَصل كالَ كَیِلَ، بكسر الیاء، و الأَمر منه نَمْ، بفتح النون، بِناءً علی المستقبل لأَن الواو المنقلبة أَلفاً سقطت لاجتماع الساكنین. و أَخَذه نُوَامٌ، بالضم، إِذا جعَل النَّوْمُ یَعْترِیه. و تَناوَمَ: أَری من نفْسه أَنه نائمٌ و لیس به، و قد یكون النَّوْم یُعْنی به المَنامُ. الأَزهری: المَنامُ مصدر نَامَ یَنَامُ نَوْماً و مَنَاماً، و أَنَمْتُه و نَوَّمْتُه بمعنیً، و قد أَنَامَه و نَوَّمَه. و یقال فی النداء خاصة: یا نَوْمانُ أَی یا كثیر النَّوْم، قال: و لا تَقُل رجل نَوْمانُ لأَنه یختص بالنداء. و‌فی حدیث حذیفة و غزوة الخَنْدق: فلما أَصْبَحتْ قالت: قُمْ یا نَوْمانُ؛ هو الكثیر النَّوْم، قال: و أَكثر ما یستعمل فی النداء. قال ابن جنی: و فی المثَل أَصْبِحْ نَوْمانُ، فأَصْبِحْ علی هذا من قولك أَصْبَحَ الرجلُ إِذا دخل فی الصُّبح، و روایة سیبویه أَصْبِحْ لیْلُ لِتَزُلْ حتی یُعاقِبَك الإِصباح؛ قال الأَعشی: یقولون: أَصْبِحْ لیْلُ، و اللیلُ عاتِم و ربما قالوا: یا نَوْمُ، یُسَمُّون بالمصدر. و أَصابَ الثَّأْرَ المُنِیم أَی الثأْر الذی فیه وَفاءُ طِلْبتِه. و فلان لا یَنَامُ و لا یُنِیمُ أَی لا یَدَعُ أَحداً یَنام؛ قالت الخنساء: كما مِنْ هاشمٍ أَقرَرْت عَیْنی، و كانَتْ لا تَنَامُ و لا تُنِیمُ و قوله: تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها و نَهْلا، و خَلْفَ ذِیادِها عَطَنٌ مُنِیمُ معناه تسكُن إِلیها فتُنِیمُها. و نَاوَمَنِی فنُمْتُه أَی كنتُ أَشدَّ نَوْماً منه. و نُمْتُ الرجلَ، بالضم، إِذا
لسان العرب، ج‌12، ص: 598
غَلَبْتَه بالنَّوْم، لأَنك تقول نَاوَمَه فنَامَه یَنُومُه. و نَامَ الخَلخالُ إِذا انقَطعَ صوتُه من امتلاء الساق، تشبیهاً بالنائم من الإِنسان و غیره، كما یقال اسْتَیْقَظَ إِذا صَوَّت؛ قال طُرَیح: نَامَتْ خَلاخِلُها و جالَ وِشاحُها، و جَری الإِزارُ علی كثِیبٍ أَهْیَلِ فاسْتَیْقَظَتْ منها قَلائدُها التی عُقِدَت علی جِیدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ و قولهم: نامَ هَمُّه، معناه لم یكن له هَمٌّ؛ حكاه ثعلب. و رجل نُوَمٌ و نُوَمَةٌ و نَوِیمٌ: مُغفَّل، و نُوَمَةٌ: خاملٌ، و كله من النَّوْم، كأَنه نائمٌ لغَفْلَتِه و خُموله. الجوهری: رجل نُومة، بالضم ساكنة الواو، أَی لا یُؤْبَه له. و رجل نُوَمَةٌ، بفتح الواو: نَؤُوم، و هو الكثیر النَّوْم، إِنه لَحَسنُ النِّیمة، بالكسر. و‌فی حدیث بِلالٍ و الأَذان: أَلا إِن العبدَ نَام؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالنَّوْمِ الغفلةَ عن وقت الأَذانِ، قال: یقال نامَ فلانٌ عن حاجتی إِذا غفَل عنها و لم یَقُمْ بها، و قیل: معناه أَنه قد عادَ لِنَوْمِه إِذا كان علیه بَعْدُ وقتٌ من اللیل، فأَراد أَن یُعْلِمَ الناس بذلك لئلا یَنْزَعِجوا من نَوْمِهم بسماعِ أَذانهِ. و كلُّ شی‌ءٍ سكَنَ فقد نامَ. و ما نَامَتِ السماءُ اللَّیلةَ مطراً، و هو مثل بذلك، و كذلك البَرْق؛ قال ساعدة بن جُؤَیّة: حتی شآها كَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتَ اضْطِراباً، و باتَ اللَّیْلُ لم یَنَم و مُسْتَنَامُ الماء: حیث یَنْقَع ثم یَنشَفُ؛ هكذا قال أَبو حنیفة یَنْقَع، و المعروف یَسْتَنْقِع، كأَنَّ الماءَ یَنامُ هنالك. و نَامَ الماءُ إِذا دامَ و قامَ، و مَنامُه حیث یَقُوم. و المَنامَةُ: ثوبٌ یُنامُ فیه، و هو القَطیفةُ؛ قال الكمیت: علیه المَنَامَةُ ذاتُ الفُضول، من القِهْزِ، و القَرْطَفُ المُخْمَلُ و قال آخر: لكلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ أَصِیرُ أَی متقارِب. و لیلٌ نَائِمٌ أَی یُنامُ فیه، كقولهم یومٌ عاصفٌ و همٌّ ناصبٌ، و هو فاعلٌ بمعنی مفعول فیه. و المَنَامَةُ: القَطِیفةُ، و هی النِّیمُ؛ و قول تأَبَّط شَرّاً: نِیاف القُرطِ غَرَّاء الثَّنایا، تَعَرَّضُ للشَّبابِ و نِعمَ نِیمُ قیل: عَنی بالنِّیمِ القَطِیفةَ، و قیل: عنی به الضجیع؛ قال ابن سیدة: و حكی المفسر أَن العرب تقول هو نِیمُ المرأَةِ و هی نِیمُهُ. و المَنَامَةُ: الدُّكّانُ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم الله وجهه: دخل علیّ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و أَنا علی المَنَامَةِ؛ قال یحتمل أَن یكون الدُّكّانَ و أَن یكون القطیفةَ؛ حكاه الهرویّ فی الغریبین. و قال ابن الأَثیر: المَنَامَةُ هاهنا الدُّكَّانُ التی یُنامُ علیها، و فی غیر هذا هی القطیفة، و المیم الأُولی زائدة. و نَامَ الثوبُ و الفَرْوُ یَنَامُ نَوْماً: أَخْلَقَ و انْقَطَعَ. و نَامَت السُّوقُ و حَمُقت: كسَدَت. و نَامَت الریحُ: سكَنَت، كما قالوا: ماتَتْ. و نَامَ البحرُ: هدَأَ؛ حكاه الفارسی. و نَامَتِ النارُ: هَمَدَت، كلُّه من النَّوْم الذی هو ضدُّ الیَقظة. و نَامَتِ الشاةُ و غیرُها من الحیوان إِذا ماتَتْ. و‌فی حدیث علیّ أَنه حَثَّ علی قِتال الخوارج فقال: إِذا رأَیتُموهم فأَنِیمُوهم‌أَی اقْتُلوهم. و‌فی حدیث غزوة الفتح: فما أَشْرَفَ لهم یومئذ أَحدٌ إِلا أَنَامُوه‌أَی قَتلوه. یقال: نَامَتِ الشاةُ و غیرُها إِذا ماتت. و النَّائِمَةُ: المَیِّتَةُ. و النَّامِیَةُ: الجُثّةُ. و اسْتَنَامَ إِلی
لسان العرب، ج‌12، ص: 599
الشی‌ء: اسْتَأْنَسَ به. و استَنَامَ فلانٌ إِلی فلان إِذا أَنِسَ به و اطْمَأَنَّ إِلیه و سكَن، فهو مُسْتَنِیمٌ إِلیه. ابن بری: و اسْتَنَامَ بمعنی نامَ؛ قال حُمید بن ثَوْر: فقامَتْ بأَثْناءٍ من اللَّیْلِ ساعةً سَراها الدَّواهی، و اسْتَنَامَ الخَرائدُ أَی نام الخرائد. و النَّامَةُ: قاعةُ الفَرْج. و النِّیمُ: الفَرْوُ، و قیل: الفَرْوُ القصیرُ إِلی الصَّدْر، و قیل له نِیمٌ أَی نِصفُ فَرْوٍ، بالفارسیة؛ قال رؤبة: و قد أَری ذاك فلَنْ یَدُوما، یُكْسَیْنَ من لِینِ الشَّبابِ نِیمَا و فُسِّر أَنه الفَرْوُ، و نَسبَ ابن برّی هذا الرجزَ لأَبی النَّجْم، و قیل: النِّیم فَرْوٌ یُسَوَّی من جُلود الأَرانِب، و هو غالی الثمن؛ و فی الصحاح: النِّیم الفَرْوُ الخَلَقُ. و النِّیم: كلُّ لَیِّنٍ من ثوبٍ أَو عَیْشٍ. و النِّیم: الدَّرَجُ الذی فی الرمال إِذا جَرَت علیه الریح؛ قال ذو الرمة: حتی انْجَلی اللیلُ عنَّا فی مُلَمَّعة مِثْلِ الأَدیمِ، لها من هَبْوَةٍ نِیمُ «3». قال ابن بری: من فتح المیم أَراد یَلْمَع فیها السَّرابُ، و مَنْ كسَر أَراد تَلْمَعُ بالسراب، قال: و فُسِّر النِّیمُ فی هذا البیت بالفَرْوِ؛ و أَنشد ابن بری للمرّار بن سعید: فی لَیْلةٍ من لیالی القُرِّ شاتِیة، لا یُدْفِئُ الشیخَ من صُرّداها النِّیمُ و أَنشد لعمرو بن الأَیْهَم «4»: نَعِّمانی بشَرْبةٍ من طِلاءٍ، نِعْمَت النِّیمُ من شَبا الزَّمْهَریرِ قال ابن بری: و یروی هذا البیت أَیضاً: كأَنَّ فِداءَها، إِذ جَرَّدوه و طافوا حَوْلَه، سُلَكٌ ینِیمُ قال: و ذكره ابن وَلَّادٍ فی المقصور فی باب الفاء: سُلَك یَتیمُ. و النِّیمُ: النِّعْمةُ التامّةُ. و النِّیم: ضربٌ من العِضاهِ. و النِّیمُ و الكَتَمُ: شجرتان من العِضاه. و النِّیمُ: شجر تُعْمَل منه القِداحُ. قال أَبو حنیفة: النِّیمُ شجرٌ له شوك لیِّنٌ و ورَقٌ صِغارٌ، و له حبٌّ كثیر متفرق أَمثال الحِمَّص حامِضٌ، فإِذا أَیْنَع اسْوَدَّ و حَلا، و هو یؤكل، و مَنابِتُه الجبالُ؛ قال ساعدة بن جُؤیّة الهذلی و وَصَف وَعِلًا فی شاهق: ثم یَنُوش إِذا آدَ النهارُ له، بعدَ التَّرَقُّبِ من نِیمٍ و من كَتَم و قال بعضهم: نامَ إِلیه بمعنی هو مُستْنیِم إِلیه. و یقال: فلانٌ نِیمِی إِذا كنت تأْنَسُ به و تسْكُن إِلیه؛ و روی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشده: فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّنی غیرُ نَائِم إِلی مُستَقِلٍّ بالخِیانةِ أَنْیَبا قال: غیر نَائِم أَی غیرُ واثقٍ به، و الأَنْیبُ: الغلیظُ الناب، یخاطب ذئباً. و النِّیمُ، بالفارسیة: نِصْفُ الشی‌ء، و منه قولُهم للقُبَّة الصغیرة: نِیمُ خائجة أَی نصفُ بَیْضةٍ، و البیضة عندهم خایاه، فأُعربت فقیل خائجة. و نَوَّمان: نَبْتٌ؛ عن السیرافی، و هذه التراجِمُ كلّها أَعنی نوم و نیم ذكرها ابن سیدة فی ترجمة نوم، قال: و إِنما قضینا علی یاء النِّیم فی وجوهها كلها بالواو لوجود [ن و م] و عدم [ن ی م]، و قد ترجم الجوهری نیم، و ترجمها أَیضاً ابن بری.
(3). قوله [حتی انجلی إلخ] كذا فی الصحاح، و فی التكملة ما نصه: یجلی بها اللیل عنا فی ملمعةٍ و یروی: یجلو بها اللیل عنها … (4). قوله [ابن الأیهم] فی التكملة فی مادة هیم: ما نصه: و أعشی بنی تغلب اسمه عمرو بن الأهیم
لسان العرب، ج‌12، ص: 600‌

فصل الهاء؛ ج12، ص: 600

هبرم؛ ج12، ص: 600

: الهَبْرَمةُ: كثرةُ الكلام.

هتم؛ ج12، ص: 600

: هَتَمَ فاه یَهْتِمُه هَتْماً: أَلْقی مُقدَّم أَسنانه. و الهَتَمُ: انكسارُ الثنایا من أُصولها خاصة، و قیل: من أَطرْافِها، هَتِمَ هَتَماً و هو أَهْتَم بیِّن الهَتَم و هَتْمَاء. و الهَتْمَاءُ من المِعْزی: التی انكسرت ثَنِیَّتُها. و أَهْتَمْتُه إِهْتَاماً إِذا كَسَرْت أَسنانه، و أَقْصَمْتُه إِذا كَسَرْتَ بعض سِنِّه، و أَشْتَرْتُه فی العیْنِ، حتی قَصِم و هَتِمَ و شَتِر، و ضربه فهَتَمَ فاه. و تَهَتَّمَتْ أَسنانُه أَی تكسَّرَت. و‌فی الحدیث: أَن أَبا عبیدة كان أَهْتَمَ الثنایا انقلعت ثنایاه یوم أُحُد لما جَذَب بها الزَّرَدَتَین اللتین نَشِبتا فی خدّ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم.و‌فی الحدیث: نَهی أَن یُضَحَّی بِهَتْمَاءَ؛ هی التی انكسرت ثنایاها من أَصلها و انقلعت. و تَهَتَّمَ الشی‌ءُ: تكسّر؛ قال جریر: إِن الأَراقِمَ لن یَنال قَدیمَها كلْبٌ عَوی، مُتَهَتِّمُ الأَسنان و الهُتَامَة: ما تكَسّر من الشی‌ء. و الهَیْتَم: شجرة من شجر الحَمْض جَعْدة؛ حكی ذلك أَبو حنیفة و قال: ذُكر ذلك عن شُبَیْل بن عَزْرة و كان راویةً؛ و أَنشد لرجل من بنی یربوع: رَعَتْ بِقِران الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلًا عَمِیماً من الظِّلَّامِ، و الهَیْتَمِ الجَعْدِ «1». و الأَهْتَم: لقب سِنان بن سُمَیّ بن سنان بن خالد بن مِنْقَر لأَنه هُتِمَتْ ثَنِیَّتُه یوم الكُلاب. و هَاتِمٌ و هُتَیْمٌ: اسمان؛ قال ابن سیدة: و أُری هُتَیْماً تصغیر ترخیم.

هتلم؛ ج12، ص: 600

: الهَتْلَمَة: الكَلام الخَفِیّ. و الهَتْمَلة: كالهَتْلَمة. و هَتْلَمَ الرجلان: تكلَّما بكلام یسِرَّانه عن غیرهما، و هی الهَتْمَلة.

هثم؛ ج12، ص: 600

: هَثَمَ الشی‌ءَ یَهْثِمُه: دَقَّه حتی انْسَحَقَ. و هَثَمَ له من مالِه: كما تقول قَثَم؛ حكاه ابن الأَعرابی. و قال ابن الأَعرابی: الهُثُم القِیزانُ المُنْهالة. و الهَیْثَم: الصَّقْر، و قیل: فَرْخ النَّسْر، و قیل: هو فرخ العُقاب، و منه سمی الرجل هَیْثَماً، و قیل: هو صید العُقاب؛ قال: تُنازِعُ كَفَّاه العِنانَ، كأَنَّه مُوَلَّعةٌ فَتْخاءُ تَطْلُب هَیْثَمَا و الهَیْثَم: الكَثیب السَّهَل، و قیل: الكَثیب الأَحْمر، و قیل: الهَیْثَم رملة حمراء؛ قال الطرماح یصف قِداحاً أُجِیلَتْ فخرج لها صوت: خُوارُ غِزْلانٍ لدی هَیْثَمٍ، تَذَكَّرَتْ فِیقةَ ارْآمِها و الهَیْثَم: ضرب من الشجر. و الهیْثَمة: بَقْلة من النَّجیل. و الهَیْثَم: ضرب من الحِبَّة؛ عن الزجاجی. و هَیْثَم: اسم، و الله أَعلم.

هجم؛ ج12، ص: 600

: هَجَم علی القوم یَهْجُمُ هُجُوماً: انتهی إِلیهم بَغْتة، و هَجَمَ علیه الخَیْلَ و هَجَمَ بها. اللیث: یقال: هَجَمْنا الخَیْلَ، قال: و لم أَسمعهم یقولون أَهْجَمْنا، و‌استعاره علیٌّ، كرَّم الله وجهه، للعِلْم فقال: هَجَمَ بهم العِلْمُ علی حقائق الأُمور فباشَرُوا رَوْحَ الیقین.و هَجَمَ علیهم: دخل، و قیل: دخل بغیر إِذن. و هَجَمَ غَیْرَه علیهم و هو هَجُومٌ: أَدْخله؛ أَنشد سیبویه: هَجُومٌ علینا نَفْسَه، غیرَ أَنَّه متی یُرْمَ فی عَیْنَیه، بالشَّبْح، یَنْهَض «2».
(1). قوله [بقران] كذا فی الأَصل و المحكم، و الذی فی تكملة الصاغانی: بقرار (2). قوله [هَجُوم علینا] فی المحكم: هجوم علیها
لسان العرب، ج‌12، ص: 601
یعنی الظلیم. الجوهری و غیره: و هَجَمْتُ أَنا علی الشی‌ء بَغْتةً أَهْجُمُ هُجُوماً و هَجَمْتُ غَیْری، یتعدَّی و لا یتعدی. و هَجَمَ الشتاءُ: دَخَل. ابن سیدة: و هَجَمَ البیتَ یَهْجِمُه هَجْماً هَدَمه. و بیت مَهْجُومٌ: حُلَّتْ أَطْنابُه فانْضَمَّتْ سِقابُه أَی أَعْمِدتُه، و كذلك إِذا وَقَع؛ قال علقمة بن عبدة: صَعْلٌ كأَنَّ جناحَیْه و جُؤْجُؤَه بَیْتٌ، أَطافَتْ به خَرْقاءُ، مَهْجُوم الخَرْقاء هاهنا: الریح. و هُجِمَ البیتُ إِذا قُوِّض. و لما قُتِل بِسْطامُ بن قیس لم یَبْقَ بیت فی ربیعة إِلا هُجِمَ أَی قُوِّض. و الهَجْم: الهَدْم. و هَجَمَ البیتُ و انْهَجَمَ: انْهَدَم. و انْهَجَمَ الخِباءُ: سَقَط. و الهَجُوم: الریحُ التی تشتدّ حتی تَقْلَع البیوتَ و الثُّمامَ. و ریح هَجُومٌ: تَقْلَعُ البیوتَ و الثُّمامَ. و الریحُ تَهْجُمُ الترابَ علی الموضع. تَجْرُفه فتلقیه علیه؛: قال ذو الرمة یصف عَجاجاً جَفَلَ من موضعه فهَجَمَتْه الریحُ علی هذه الدار: أَوْدی بها كلُّ عَرَّاصٍ أَلَثَّ بها، و جافِلٌ من عَجاجِ الصَّیْف مَهْجُوم و هَجَمَتْ عینُه تَهْجُمُ هَجْماً و هُجُوماً: غارت. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه قال لعبد الله بن عمرو حین ذكَر قیامه باللیل و صیامَه بالنهار: إِنك إِذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عیناكَ‌أَی غارَتا و دخَلَتا فی موضعهما؛ قال أَبو عبید: و منه هَجَمْتُ علی القوم إِذا دخلت علیهم، و كذلك هَجَمَ علیهم البیتُ إِذا سقط علیهم. و انْهَجَمَتْ عینُه: دمَعَت. قال شمر: لم أَسمع انْهَجَمَتْ عینُه بمعنی دمَعَت إِلا هاهنا، قال: و هو بمعنی غارَتْ، معروفٌ. و هَجَمَ ما فی ضرع الناقة یَهْجُمُه هَجْماً و اهْتَجَمَه: حَلَبه؛ و هَجَمْتُ ما فی ضرعها إِذا حَلبْت كلَّ ما فیه؛ و أَنشد لرؤْبة: إِذا التَقَتْ أَرْبَعُ أَیْدٍ تَهْجُمُهْ، حَفَّ حَفِیفَ الغیْثِ جادَتْ دِیَمُهْ قال: و منه قول غَیْلان بن حُرَیْث: و امْتاح منی حَلَباتِ الهَاجِمِ و هَجَمَ الناقة نَفْسَها و أَهْجَمَها: حَلَبها. و الهَجِیمَةُ: اللبنُ قبل أَن یُمْخَض، و قیل: هو الخاثرُ من أَلبْان الشاءِ، و قیل: هو اللبن الذی یُحْقَنُ فی السِّقاء الجدید ثم یُشْرَب و لا یُمْخَض، و قیل هو ما لم یَرُبْ أَی یَخْثُر و قد الْهَاجَّ لأَن یَروبَ؛ قال أَبو منصور: و هذا هو الصواب. قال أَبو الجرّاح: إِذا ثَخُنَ اللبنُ و خَثُر فهو الهَجِیمَةُ. ابن الأَعرابی: الهَجِیمَةُ ما حَلَبْته من اللبن فی الإِناء، فإِذا سكَنتْ رَغْوتُه حَوَّلْتَه إِلی السِّقاء. و هاجِرةٌ هَجُومٌ: تَحْلُب العرَقَ؛ و أَنشد ابن السكیت: و العِیسُ تَهْجُمُها الحَرورُ كأَنَّها أَی تَحْلُب عرَقَها؛ و منه هَجَمَ النَّاقَةَ إِذا حَطَّ ما فی ضرعها من اللبن. یقال: تَحَمَّمَ فإِنَّ الحَمَّام هَجُومٌ، أَی مُعَرِّقٌ یُسِیل العَرَقَ. و الهَجْمُ: العَرَقُ، قال: و قد هَجَمَتْه الهَواجِر. و انْهَجَمَ العرَقُ: سالَ. و الهَجْم و الهَجَمُ؛ الأَخیرة عن كراع: القَدَحُ الضَّخْم یُحْلب فیه، و الجمع أَهْجَامٌ؛ قال الشاعر: كانت إِذا حالِبُ الظَّلْماء أَسْمَعَها، جاءت إِلی حالِبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ فَتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً و هی وادِعةٌ، حتی تكادَ شِفاه الهَجْمِ تَنْثَلِمُ ابن الأَعرابی: هو القدَحُ و الهَجَمُ و العَسْفُ و الأَجَمُّ
لسان العرب، ج‌12، ص: 602
و العَتادُ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: إِذا أُنِیخَتْ و الْتَقَوْا بالأَهْجَامْ، أَوْفَت لهم كَیْلًا سَریع الإِعْذامْ الأَصمعی: یقال هَجَمٌ و هَجْمٌ للقَدَحِ؛ قال الراجز: ناقةُ شیخٍ للإِلهِ راهِبِ، تَصُفُّ فی ثلاثةِ المَحالِبِ: فی الهَجَمَیْنِ، و الْهَنِ المُقارِبِ قال: الهَجَمُ العُسُّ الضخم أَی تجمع بین مِحْلَبَیْنِ أَو ثلاثة ناقة صَفوفٌ تجمع بین المحالب، قال: و الفَرَق أَربعةُ أَرباع؛ و أَنشد: تَرْفِد بعدَ الصَّفِّ فی فُرْقانِ جمع الفَرَق و هو أَربعة أَرباعٍ، و الهنُ المُقارِبُ: الذی بین العُسَّین. و الهَجْمةُ: القطْعة الضَّخْمة من الإِبل، و قیل: هی ما بین الثلاثین و المائة؛ و مما یَدلّك علی كثرتها قوله: هَلْ لكِ، و العارِضُ منكِ عائِضُ، فی هَجْمَةٍ یُسْئِرُ منها القابِضُ؟ «1». و قیل: الهَجْمَةُ أَوَّلُها الأَرْبَعون إِلی ما زادت، و قیل: هی ما بین السَّبْعِین إِلی دُوَیْن المائة، و قیل: هی ما بین السبعین إِلی المائة؛ قال المعْلُوط: أَ عاذِل، ما یُدْریك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ فَدِیدُ؟ و قیل: هی ما بین التِّسعین إِلی المائة، و قیل: ما بین الستِّین إِلی المائة؛ و أَنشد الأَزهری: بهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَیْنَ الحاسِدِ و قال أَبو حاتم: إِذا بلغت الإِبلُ سِتِّین فهی عَجْرمة، ثم هی هَجْمَةٌ حتی تبلغ المائة، و قیل: الهَجْمَة من الإِبل أَولها الأَربعون إِلی ما زادَت، و الهُنَیدَةُ المائة فقط. و‌فی حدیث إِسلام أَبی ذر: فَضَمَمْنا صِرْمتَه إِلی صِرْمَتِنا فكانت لنا هَجْمَةٌ؛ الهَجْمَةُ من الإِبل: قریبٌ من المائة؛ و استعار بعضُ الشُّعراء الهَجْمَةَ للنَّخْل مُحاجِیاً بذلك فقال: إِلی اللهِ أَشْكُو هَجْمَةً عَرَبیَّةً، أَضَرَّ بها مَرُّ السِّنینَ الغوابِرِ فأَضْحَتْ رَوایا تَحْمِل الطِّینَ، بعد ما تكونُ ثِمالَ المُقْتِرِینَ المَفاقِرِ و الهَجْمَةُ: النَّعْجةُ الهَرِمة. و هَجَمَ الشی‌ءُ: سَكنَ و أَطْرَق؛ قال ابن مقبل: حتی اسْتَبَنتُ الهُدی، و البیدُ هَاجِمَةٌ، یَخشَعْنَ فی الآلِ غُلْفاً أَو یُصَلِّینا و الاهْتِجَامُ: آخر اللیل. و الهَجْمُ: السَّوْق الشدید؛ قال رؤبة: و اللیلُ یَنْجُو و النهارُ یَهْجُمُهْ و هَجَمَ الرجلَ و غیره یَهْجُمُه هَجْماً: ساقه و طرَده. و یقال: هَجَمَ الفحلُ آتُنَه أَی طَرَدَها؛ قال الشاعر: وَرَدْتِ و أَرْدافُ النُّجومِ كأَنها، و قد غارَ تالیها، هجا أُتْن هاجِم «2». و الهَجَائِمُ: الطرائدُ. و الهَاجِمُ أَیضاً: الساكن المُطْرِقُ. و هَجْمَةُ الشِّتاءِ: شِدَّةُ بَرْدِه. و هَجْمَة الصیْفِ: حَرُّه؛ و قولُ أَبی محمد الحذلَمِیّ أَنشده ثعلب: فاهْتَجَمَ العیدانُ من أَخْصامها
(1). قوله [هل لك إلخ] صدره كما فی مادة عرض: یا لیل أسقاك البریق الوامض هل لك إلخ و هو لأَبی محمد الفقعسی یخاطب امرأة یرغبها فی أن تنكحه، و المعنی: هل لك فی هجمة یبقی منها سائقها لكثرتها علیه، و العارض أی المعطی فی نكاحك عرضاً، و عائض أی آخذ عوضاً منك بالتزویج (2). قوله [هجا أتن] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 603
غَمامةً تَبْرُقَ من غَمامِها، و تُذْهِبُ العَیْمَة من عِیامِها لم یفسر ثعلب اهْتَجَمَ؛ قال ابن سیدة: قد یجوز أَن یكون شَرِبَت كأَنَّ هذه الإِبل وَرَدَتْ بعد رَعْیها العیدانَ فشربت علیها، و یروی: و اهْتَمَجَ العیدانُ …، من قولهم هَمَجَت الإِبلُ من الماء. و قال الأَزهری فی تفسیر هذا الرجز: اهْتَجَمَ أَی احْتَلب، و أَراد بأَخْصامِها جَوانِبَ ضَرْعِها. و الهَیْجُمانةُ: الدُّرّةُ و هی الوَنِیِّةُ. و هَیجُمانةُ: اسمُ امرأَةٍ، و هی بنت العَنْبَرِ بن عمرو بن تمیم. و الهَیْجُمانُ: اسم رجل. و الهَجْمُ: ماءٌ لبنی فَزارة، و یقال إِنه من حفرِ عادٍ. و فی النوادر: أَهْجَمَ اللهُ عن فلانٍ المرضَ فهَجَمَ المرضُ عنه أَی أَقْلَعَ و فَتَر. و ابْنا هُجَیْمَةَ: فارِسان من العرب؛ قال: و ساقَ ابْنَیْ هُجَیْمَةَ یَوْمَ غَولٍ، إِلی أَسْیافِنا، قَدَرُ الحِمامِ و بَنُو الهُجَیم: بَطْنانِ: الهُجَیم بن عمرو بن تمیم، و الهُجَیْم بن علی بن سودٍ من الأَزْدِ.

هجدم؛ ج12، ص: 603

: هِجْدَمْ: زجر للفَرَس، و قال كراع: إِنما هو هِجْدُمّ. بكسر الهاء و سكون الجیم و ضمّ الدال و شدّ المیم، و بعضهم یُخَفّف المیمَ. و إِجْدَمُ و هِجْدَمْ علی البدل كلاهما: من زجر الخیل إِذا زُجَرت لتمضِی؛ قال اللیث: الهِجْدَمُ لغة فی إِجْدَمْ فی إِقْدامِك الفَرس و زَجرِكَه. یقال: أَوَّلُ مَن ركبَ الفرسَ ابنُ آدمَ القاتِلُ حَمَلَ علی أَخیه فزَجرَ فرساً و قال: هِجِ الدَّمَ، فلما كثر علی الأَلسنة اقتصر علی هِجْدَمْ و إِجْدَمْ.

هدم؛ ج12، ص: 603

: الهَدْمُ: نَقِیضُ البناء، هَدَمَه یَهْدِمُه هَدْماً و هَدَّمَه فانْهَدَمَ و تَهَدَّمَ و هَدَّمُوا بُیوتهم، شُدِّدَ للكثرة. ابن الأَعرابی: الهَدْمُ قَلْعُ المَدَرِ، یعنی البیوت، و هو فِعْلٌ مُجاوزٌ، و الفِعلُ اللازم منه الانْهِدامُ. و یقال: هَدَمَه و دَهْدَمَه بمعنی واحد؛ قال العجاج: و ما سُؤالُ طَلَلٍ و أَرْسُمِ، و النُّؤْیِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ یعنی الحاجرَ حولَ البیت إِذا تَهَدَّم. و الهَدَمُ، بالتحریك: ما تَهدَّم من نواحی البئر فسقط فی جَوْفِها؛ قال یصف امرأَة فاجرةً: تَمْضی، إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ، قُدُماً، كأَنها هَدَمٌ فی الجَفْرِ مُنْقاضُ و الأَهْدَمَانِ: أَن یَنْهارَ علیكَ بناءٌ أَو تقعَ فی بئرٍ أَو أُهْوِیَّة. و قوله‌فی الحدیث: اللهمّ إِنی أَعوذُ بك منَ الأَهْدَمَیْنِ؛ قیل فی تفسیره: هو أَن یَنْهَدِمَ علی الرجل بناءٌ أَو یقعَ فی بئرٍ؛ حكاه الهرویّ فی الغریبین، قال ابن سیدة: و لا أَدری ما حقیقتُه؛ قال ابن الأَثیر: هو أَن ینهارَ علیه بناءٌ أو یقعَ فی بئرٍ أَو أُهْوِیّة. و الأَهْدَمُ. أَفْعَلُ من الهَدَم: و هو ما تَهَدَّمَ من نواحی البئر فسقط فیها. و‌فی حدیث الشهداء: و صاحبُ الهَدَمِ شهیدٌ؛ الهَدَمُ، بالتحریك: البناءُ المَهْدُومُ، فَعَلٌ بمعنی مفعول، و بالسكون الفِعْلُ نفْسُه؛ و منه‌الحدیث: مَن هَدَمَ بُنْیانَ رَبِّه فهو مَلْعونٌ‌أَی مَنْ قَتَلَ النَّفْسَ المُحرَّمة لأَنها بُنیانُ اللهِ و تَرْكِیبُه. و قالوا: دَمُنا دَمُكم و هَدَمُنا هَدَمُكم أَی نحن شی‌ءٌ واحدٌ فی النُّصْرة تَغْضَبون لنا و نغْضَبُ لكم. و‌فی الحدیث. أَن أَبا الهیثم بن التَّیِّهان قال لرسولِ الله، صلی الله علیه و سلم: إِن بیننا و بین القومِ حبالًا و نحن قاطِعوها فنخشَی إِنِ اللهُ أَعَزَّك و أَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلی
لسان العرب، ج‌12، ص: 604
قومِك، فتبسَّم النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، ثم قال: بل الدَّمُ الدَّمُ و الهَدَمُ الهَدَمُ، أَنا منكم و أَنتم منی؛ یُروی بسكون الدال و فتحها، فالهَدَم، بالتحریك: القَبْرُ یعنی أُقْبَرُ حیث تُقْبَرون، و قیل: هو المنزلُ أَی منزِلُكم مَنزِلی،كحدیثه الآخر: المَحْیا مَحْیاكم و المماتُ مماتُكم‌أَی لا أُفارِقُكم. و الهَدْم، بالسكون و بالفتح أَیضاً: هو إِهدارُ دَمِ القتیلِ؛ یقال: دِماؤهم بینهم هَدْمٌ أَی مُهْدَرةٌ، و المعنی إِن طُلِب دَمُكم فقد طُلِبَ دَمی، و إِن أُهْدِرَ دَمُكم فقد أُهْدِرَ دَمی لاستِحكام الأُلْفة بیننا، و هو قولٌ معروف، و العرب تقول: دَمی دَمُك و هَدَمِی هَدَمُك، و ذلك عند المُعاهَدةِ و النُّصْرة. و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: العربُ تقول دَمی دمُك و هَدَمِی هَدَمُك؛ هكذا رواه بالفتح، قال: و هذا فی النُّصْرة، و الظُّلْم تقول: إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ؛ قال و أَنشدنی العُقَیلی: دَماً طَیِّباً یا حَبَّذا أَنت من دَمِ و كان أَبو عبیدة یقول: هو الهَدَمُ الهَدَمُ و اللَّدَمُ اللَّدَمُ أَی حُرْمتی مع حُرْمتِكم و بَیتی مع بَیْتِكم؛ و أَنشد: ثم الْحَقی بِهَدَمی و لَدَمی أَی بأَصلی و مَوْضِعی. و أَصل الهَدَم ما انْهَدَم. یقال: هَدَمْت هَدْماً، و المَهْدومُ هَدَمٌ، و سمی منزلُ الرجل هَدَماً لانْهِدامِه، و قال غیره: یجوز أَن یُسمَّی القبرُ هَدَماً لأَنه یُحْفَر تُرابُه ثم یُرَدُّ، تُرابه فیه، فهو هَدَمٌ، فكأَنه قال: مَقْبَرِی مَقْبَرُكم أَی لا أَزالُ معكم حتی أَموتَ عندكم. و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه قال فی الحِلْف: دَمی دمُك إِن قَتَلنی إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمی كما تَطْلُبُ بدَمِ ولِیِّك أَی ابن عَمِّك و أَخِیك، و هَدَمی هَدَمُك أَی مَنْ هَدَمَ لی عِزّاً و شَرَفاً فقد هَدَمه منك. و كلُّ من قَتل ولِیِّی، فقد قَتل ولِیَّك، و مَنْ أَراد هَدْمَك فقد قصَدنی بذلك. قال الأَزهری: و من رواه الدَّمُ الدَّمُ و الهَدْمُ الهَدْمُ، فهو علی قول الحَلِیف تَطْلُب بدَمی و أَنا أَطلبُ بدَمِك. و ما هَدَمْتَ من الدِّماء هَدَمْتُ أَی ما عَفَوْتَ عنه و أَهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه و تركتُه. و یقال: إِنهم إِذا احْتَلَفوا قالوا هَدَمی هَدَمُك و دَمی دَمُك و تَرِثُنی و أَرِثُك، ثم نسَخ الله بآیات المَواریثِ ما كانوا یَشْترِطونه من المِیراث فی الحِلْف و الهِدْمُ، بالكسر: الثوبُ الخلَقُ المُرَقَّعُ، و قیل: هو الكِساءُ الذی ضُوعِفت رِقاعُه، و خصَّ ابنُ الأَعرابی به الكِساءَ البالیَ من الصوفِ دون الثوبِ، و الجمع أَهْدَامٌ و هِدَمٌ؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة، و هی نادرة؛ و قال أَوس بن حجر: و ذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها، تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا قال ابن بری: صوابه و ذاتُ، بالرفع، لأَنه معطوف علی فاعل قبله؛ و هو: لِیُبْكِكَ الشَّرْبُ و المُدامةُ و الفِتْیانُ، طُرّاً، و طامِعٌ طَمِعا و أَنشد ابن بری لأَبی دُواد: هَرَقْتُ فی صُفْنِه ماءً لِیَشْرَبَه فی داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدَامِ و‌فی حدیث عُمر: وقَفَتْ علیه عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدَامٍ؛ الأَهْدامُ: الأَخْلاقُ من الثیاب. و هَدَمْتُ الثوب إِذا رَقَعته. و‌فی حدیث علیّ: لبِسْنا أَهْدَام البِلی، و روی عن الصَّمُوتیِّ الكلابی‌و ذكرَ حِبَّةَ الأَرض فقال: تَنْحَلُّ فیأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ
لسان العرب، ج‌12، ص: 605
فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ. و شیخٌ هِدْمٌ: علی التشبیه بالثوب. أَبو عبید: الهِدْمُ الشیخ الذی قد انْحَطَم مثل الهِمِّ. و العجوزُ المُتَهدِّمة: الفانیةُ الهَرِمة. و تَهَدَّم علیه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه. و خُفٌّ هِدْمٌ و مُهَدَّمٌ: مثل الثوب؛ قال: عَلیَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ، مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ أَبو سعید: هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه و رَدَّمَه إِذا رَقَّعه؛ رواه ابنُ الفَرج عنه. و عجوز مُتَهَدِّمةٌ: هَرِمةٌ فانیةٌ، و نابٌ مُتَهَدِّمَة كذلك. و الهَدَمُ: ما بقی من نباتِ عامِ أَوّلَ، و ذلك لِقِدَمِه. و هَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ هَدَماً و هَدَمةً، فهی هَدِمَةٌ من إِبلٍ هَدَامَی و هَدِمَةٍ، و تَهَدَّمَت و أَهْدَمت و هی مُهْدِم، كلاهما، إذا اشتدَّت ضبَعَتُها فیاسَرت الفحلَ و لم تُعاسِرْه. و قال بعضهم: الهَدِمةُ الناقة التی تقع من شدة الضَّبَعةِ؛ قال زید بن تُرْكِیٍّ الدُّبَیری: یُوشِكُ أَن یُوجسَ فی الأَوْجاسِ فیها هَدِیمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ، إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ قال ابن جنی: فیه ثلاث روایات، إِحداها: فیها هَدِیمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ و یكون الهَدِیم هُنا فحلًا و أَضافه إِلی الضَّبَع لأَنه یَهْدَمُ إِذا ضَبِعَتْ، و هَوَّاس: من نعت هدیم؛ الروایة الثانیة: هَوَّاسِ، بالخفض علی الجِوار؛ الروایة الثالثة: فیها هَدِیمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ و هو الصحیح لأَن الهَوَسَ یكون فی النُّوق، و علیه یصحُّ استِشْهادُ الجوهریّ لأَنه جعل الهَدِیمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ، و یكون هِواسِ بدلًا من ضبَع، و الضَّبَعُ و الهِواسُ واحدٌ. و هَدیمُ فی هذه الأَوجه فاعلٌ لیُوجِسَ فی البیت الذی قبله أَی یُسْرِع أَن یَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها؛ و أَول الأُرجوزة: مِزْیدُ، یا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ الشُّمْسِ، بل زادُوا علی الشِّماسِ و فلانٌ یَتَهَدَّمُ علیكَ غَضَباً: مَثَلٌ بذلك. و تَهَدَّمَ علیه: تَوَعَّدَه. و دِماؤهم هَدْمٌ بینهم، بالتسكین، و هَدَمٌ، بالتحریك، أَی هدَرٌ، و ذلك إِذا لم یودوا قاتلَه «3». علیّ بن حمزة: هَدْمٌ، بسكون الدال. و تَهَادَمَ القومُ: تهادَرُوا. و الهُدَامُ: الدُّوارُ یُصِیبُ الإِنسان فی البحر؛ و هُدِم الرجلُ: أَصابه ذلك. و الهَدْمُ: أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه؛ عن ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: من كانت الدنیا هَدَمَه و سَدَمَه‌أَی بُغْیَتَه و شَهْوَتَه. قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم، و المحفوظ هَمَّه و سَدَمَه، و الله أَعلم. و رجلٌ هَدِمٌ: أَحمقُ مُخنَّث. و ذو مَهْدَمٍ و مِهْدَمٍ: قَیْلٌ من أَقیال حِمْیر. و المَهْدُومُ من اللبَن: الرَّثِیئةُ. و فی التهذیب: المَهْدُومَةُ الرَّثیئة من اللبن؛ قال الشاعر: شَفَیْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه بمَهْدُومَةٍ، تُنْبی ضُلوعَ الشَّراسِف قال: المَهْدُومَةُ هی الرثیئةُ. قال شهاب: إِذا حُلِب الحَلیبُ علی الحَقِین جاءت رثیئةٌ مُذَكَّرة طیِّبة، لا فَلَقٌ و لا مُمْذَقِرّة سَمْهَجَةٌ لیّنة. و الهَدْمةُ: الدُّفْعةُ من المال. و یقال: هذا شی‌ءٌ
(3). قوله [إذا لم یودوا قاتله] كذا بالأصل، و لعله یؤذوا أو نحو ذلك
لسان العرب، ج‌12، ص: 606
مُهَنْدَمٌ أَی مُصْلَح علی مقدار، و هو معرَّب، و أَصله بالفارسیة أَنْدام، مثل مُهَنْدِس و أَصله انْدازه. و‌فی الحدیث: كلْ مما یَلیك و إِیاك و الهَذْمَ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم بالذال المعجمة، و هو سُرْعةُ الأَكل، و الهَیْدَامُ: الأَكولُ؛ قال أَبو موسی: أَظنّ الصحیحَ بالدال المهملة یُرید به الأَكلَ من جوانب القَصْعَةِ دون وَسَطِها، و هو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحی البئر. و الهَدْمَةُ: المَطرةُ الخفیفة. و أَرض مَهْدُومَةٌ أَی مَمْطورةٌ.

هذم؛ ج12، ص: 606

: هَذَمَ الشی‌ءَ یَهْذِمُه هَذْماً: غیّبه أَجمع؛ قال رؤبة: كلاهما فی فَلَكٍ یَسْتَلْحِمُهْ، و اللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَیْنِ یَهْذِمُهْ یعنی تَغَیُّبَ القمرِ و نُقصانَه؛ و قال الأَزهری: كلاهما یعنی اللیل و النهار، فی فلك یَسْتَلْحِمه أَی یأْخذ قَصْدَه و یَرْكَبُه. و اللِّهْبُ: المَهْواةُ بین الشیئین، یعنی به ما بین الخافِقَین، و هما المَغْرِبانِ؛ و قال أَبو عمرو: أَراد بالخافِقَین المَشْرِقَ و المغربَ، یَهْذِمُه: یُغَیِّبُه أَجمعَ؛ و قال شمر: یَهْذِمُه فیأْكله و یُوعیه؛ و قال اللیث: أَراد بقوله یَهْذِمُه نُقْصانَ القَمر. و الهَذْمُ: القَطْعُ. و الهَذْمُ: الأَكلُ، كلُّ ذلك فی سُرْعةٍ. و هَذَمَ یَهْذِمُ هَذْماً: و هی سُرْعة الأَكل و القطعِ. و‌فی الحدیث: كلْ مما یَلِیكَ و إِیاكَ و الهَذْمَ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم بالذال المعجمة، و هو سرعة الأَكل. و الهَیْذَامُ: الأَكولُ؛ قال أَبو موسی: أَظنُّ الصحیح بالدال المهملة، یُرید به الأَكلَ من جوانب القَصْعة دون وَسَطِها، و هو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحی البئر. و سیْفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَمٌ و هُذام: قاطعٌ حدیدٌ. و سِنانُ هُذَامٌ: حدیدٌ. و مُدیة هُذَامٌ: كما قالوا سیفٌ جُرازٌ، و مُدْیة جُرازٌ؛ قال ابن سیدة: هذا قول سیبویه، قال: و حكی غیره شَفْرةٌ هُذَمَة و هُذَامَةٌ؛ و أَنشد: وَیْلٌ لبُعْرانِ بنی نَعَامَهْ منْكَ، و من شَفْرتِك الهُذَامَهْ و سِكِّینٌ هَذُومٌ: تَهْذِمُ اللحمَ أَی تُسْرِع قطْعه فتأْكله، و سِكِّین هُذامٌ و مُوسیً هُذامٌ. و الهَیْذَام من الرجال: الأَكول، و هو أَیضاً الشُّجاعُ. و هَیْذَامٌ: اسمُ رجل. و سعدُ هُذَیْمٍ: أَبو قبیلة.

هذرم؛ ج12، ص: 606

: الهَذْرَمَةُ كالهَذْرَبةِ، و الهَذْرَمةُ: كثرةُ الكلامِ. و رجل هُذَارِمٌ و هُذارِمَةٌ: كثیرُ الكلام. و هَذْرَمَ الرجلُ فی كلامِه هَذْرَمَةً إِذا خلَّط فیه، و یقال للتخلیط الهَذْرَمَةُ، و یقال: هو السرعة فی القراءة و الكلامِ و المشْی، و‌أَخرج الهروی فی حدیث أَبی هریرة: و قد أَصْبَحْتُم تُهَذْرِمُون الدنیا، فقال أَی تتوسعون بها، و منه هَذْرَمَةُ الكلام، و هو الإِكثار و التوسُّع فیه. ابن شمیل: یقال للمرأَة إِنها لَهَذْرَمَی الصَّخَبِ أَی كثیرةُ الصَّخَب. ابن السیكت: إِذا أَسرَع الرجلُ فی الكلام و لم یُتَعْتِعْ فیه قیل هَذْرَمَ هَذْرَمَةً. و‌قال ابن عباس: لأَنْ أَقرأَ القرآنَ فی ثلاثٍ أَحبُّ إِلیَّ من أَن أَقرأَه فی لیلةٍ هَذْرَمَةً، و‌فی روایة: قیل له اقرإِ القرآنَ فی ثلاثٍ، فقال: لأَنْ أَقرأَ البقرة فی لیلة فأَدَّبَّرَها أَحبُّ إِلیَّ من أَن أَقرأَ كما تقول هَذْرَمَةً؛ الهَذْرَمَة: السُّرْعةُ فی القِراءة. یقال: هَذْرَمَ وِرْدَه أَی هَذّه، و كذلك فی الكلامِ؛ قال أَبو النَّجْم یذُمّ رجلًا: و كانَ فی المَجْلِسِ جَمَّ الهَذْرَمَهْ، لَیْناً علی الدّاهیةِ المُكَتَّمَهْ
لسان العرب، ج‌12، ص: 607
و هَذْرَمَ السَّیْفُ إذا قَطَع.

هذلم؛ ج12، ص: 607

: الهَذْلَمَةُ: مَشْیٌ فی سُرْعةٍ. و الهَذْلَمَةُ: مِشْیَةٌ فیها قَرْمَطةٌ و تَقارُبٌ؛ قال: قد هَذْلَمَ السارِقُ بعدَ العَتَمَهْ، نحوَ بُیوتِ الحَیِّ، أَیَّ هَذْلَمَهْ و الهَذْمَلَةُ: كالهَذْلَمَةِ.

هرم؛ ج12، ص: 607

: الهَرَم: أقْصی الكِبَر، هَرِمَ، بالكسر، یَهْرَمُ هَرَماً و مَهْرَماً و قد أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ، من رجال هَرِمِینَ و هَرْمَی، كُسِّر علی فَعْلی لأَنه من الأَسماء التی یُصابُون بها و هم لها كارهون، فطابَقَ بابَ فَعِیلٍ الذی بمعنی مفعول نحو قَتْلی و أسْرَی، فكُسِّرَ علی ما كُسِّرَ علیه ذلك، و الأُنثی هَرِمَةٌ من نِسْوةٍ هَرِمَاتٍ و هَرْمَی، و قد أَهْرَمَه الدهرُ و هَرَّمَه؛ قال: إذا لیلةٌ هَرَّمَتْ یَوْمَها، أَتَی بعد ذلك یومٌ فَتی و المَهْرَمَةُ: الهَرَمُ. و‌فی الحدیث: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمَةٌ‌أی مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قال القُتَیبیّ: هذه الكلمة جاریةٌ علی أَلْسِنة الناس، قال: و لَسْتُ أَدرِی أَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه. و فلان یَتَهَارَم: یُرِی من نفْسِه أنه هَرِمٌ و لیس به. و‌فی الحدیث: إنَّ الله لَمْ یَضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جعل الهَرَمَ دَاءً تشبیهاً به لأَن الموت یتعَقَّبُه كالأَدْواءِ. و ابنُ هِرْمَة: آخرُ «1» وَلَد الشیخ و العجوز، و علی مثاله ابنُ عِجْزة. و یقال: وُلِدَ لِهِرْمَةٍ. و ما عنده هُرْمَانَةٌ و لا مَهْرَمٌ أَی مَطْمعٌ. و قَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد للجعدی: جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه الخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ و لا هَرِمُ «2». و الهَرْمُ، بالتسكین: ضربٌ من الحَمْض فیه ملوحةٌ، و هو أَذلُّه و أَشدُّه انْبِساطاً علی الأَرض و اسْتِبْطاحاً؛ قال زهیر: و وَطِئْتَنا وَطْأً علی حَنَقٍ، وَطْأَ المُقَیَّدِ یابسَ الهَرْمِ واحدتُه هَرْمَةٌ، و هی التی یقال لها حَیْهَلة. و فی المثل: أَذلُّ من هَرْمَة، و قیل: هی البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، و قیل: هو شجر؛ عنه أیضاً. و یقال للبعیر إذا صار قَحْداً هَرِمٌ، و الأُنثی هَرِمَةٌ. قال الأَصمعی: و الكَزُوم الهَرِمَةُ.و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یتعوَّذُ من الهَرَمِ.و‌فی الحدیث: اللهم إنی أَعوذ بك من الأَهْرَمَیْنِ: البناء و البئر؛ قال: هكذا روی بالراء، و المشهور الأَهْدَمَیْنِ، بالدال، و قد تقدم. و بعیرٌ هَارِمٌ و إِبلٌ هَوَارِمُ: تَرْعَی الهَرْمَ، و قیل: هی التی تأْكل الهَرْمَ فتَبْیَضُّ منه عَثانِینُها و شعرُ وجْهِها؛ قال: أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِیبُ و إنك لا تَدْرِی علامَ یُنْزأُ هَرِمُك و إنك لا تدری بمَنْ یُولَع هَرِمُك؛ حكاه یعقوب و لم یفسره. الجوهری: یقال إنك لا تَدْرِی علامَ یُنْزَأُ هَرِمُك و لا تدری بِمَ یُولَع هَرِمُك أَی نفْسُك و عقْلُك. الأَزهری: سمعت غیر واحد من العرب یقول: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِیماً إذا قَطَّعْتَه قِطَعاً صغاراً
(1). قوله [هِرْمَة آخر إلخ] هو بهذا الضبط فی الأصل و المحكم و التهذیب، و صوّبه شارح القاموس، و فی الصاغانی: قال اللیث ابن هرمة بالفتح (2). قوله [جوز إلخ] هكذا فی الأصل و المحكم و التهذیب، و تقدم فی مادتی خرس و نقس محرفاً عما هنا
لسان العرب، ج‌12، ص: 608
مثل الحُزّة و الوَذْرَة، و لحمٌ مُهَرَّمٌ. و هَرِمٌ و هَرَمِیٌّ و هِرْمٌ و هَرْمَةُ و هُرَیْمٌ و هَرَّام، كلها: أَسماءٌ. و یقال: ما له هُرْمَانٌ؛ و الهُرْمَانُ، بالضم: العَقْلُ و الرأْی. و ابن هَرْمَةَ: شاعرٌ. و هَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبی حارثةَ المُرِّیّ: من بنی مُرّة بن عوف بن سعد بن دِینارٍ؛ و هو صاحب زهیر الذی یقول فیه: إن البَخیلَ مَلُومٌ حیثُ كان، و لكنَّ الجَوادَ، علی عِلَّاتِه، هَرِمُ و أَما هَرِمُ بن قُطْبةَ بن سَیَّارٍ فمن بنی فَزارة، و هو الذی تَنافَرَ إلیه عامرٌ و عَلْقَمةُ و الهَرَمانِ: بناءان بمصر، حرسها الله تعالی.

هرتم؛ ج12، ص: 608

: الهَرْتَمَةُ: العَرْتَمةُ، و هی الدائرة التی وسَطَ الشفةِ العلیا. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: هی الخُنْعُبةُ و النُّونةُ و الثُّومةُ و الهَزْمةُ و الوَهْدةُ و القَلْدةُ و الهَرْتَمَةُ و العَرْتَمَةُ و الحِثْرِمة. و قال اللیث: الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ ما بین الشارِبَین بحِیالِ الوَتَرةِ.

هرثم؛ ج12، ص: 608

: الهَرْثَمَةُ: مُقَدَّمُ الأَنف، و هی أَیضاً الوترةُ التی بین مَنْخِرَی الكلبِ. و هَرْثَمَةُ: من أَسماء الأَسد، و فی الصحاح: الهَرْثَمَةُ الأَسدُ، و به سمی الرجل هَرْثَمَةً.

هردم؛ ج12، ص: 608

: الهِرْدَمَّة: العجوز؛ عن كراع، كالهِرْدَبّةِ.

هرشم؛ ج12، ص: 608

: الهِرْشَمَّةُ: الغزیرةُ من الغنَم، و خص بعضهم به المَعَزَ. و یقال للناقة الخَوَّارةِ هِرْشَمَّة. و الهِرْشَمُّ، بكسر الهاء و تشدید المیم: الحجرُ الرِّخْوُ، و فی المحكم: الرِّخْوُ النَّخِرُ من الجبال اللّیِّن المَحْفَر. قال أَبو زید: یقال للجبَل اللیِّن المَحْفَرِ هِرْشَمٌّ؛ و أَنشد: هِرْشَمَّة فی جَبلٍ هِرْشَمِّ، تَبْذُلُ للجارِ و لابْنِ العَمِّ و جبلٌ هِرْشَمٌّ: رقیقٌ كثیر الماء، و قیل: هو الحجر الصُّلْبُ، ضدٌّ؛ قال: عادیة الجُول طَمُوح الجَمِّ، جِیبَتْ بحَرْفِ حَجرٍ هِرْشَمِّ فالهِرْشَمُّ هاهنا: الصُّلْبُ لأَن البئر لا تُجابُ إلا بحجرٍ صُلْبٍ، و یروی: جُوبَ لها بجَبَلٍ؛ قال ثعلب: معناه رِخْوٌ غَزِیرٌ أَی فی جَبَلٍ.

هزم؛ ج12، ص: 608

: الهَزْمُ: غَمْزك الشی‌ء تَهْزِمُه بیَدِك فیَنْهَزِمُ فی جوفه كما تَغْمِزُ القَناةَ فتَنْهَزِم، و كذلك القِربةُ تَنْهَزِمُ فی جوفها، و هَزَمَ الشی‌ءَ یَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ: غمَزه بیده فصارت فیه وَقْرةٌ كما یُفْعل بالقِثّاء و نحوه، و كلُّ موضعٍ مُنْهَزِمٍ منه هَزْمَةٌ، و الجمع هَزْمٌ و هُزُومٌ. و هُزُومُ الجوفِ: مواضعُ الطعامِ و الشرابِ لتَطامُنِها؛ قال: حتی إذا ما بَلَّت العُكوما، من قَصَبِ الأَجْوافِ و الهُزُوما و الهَزْمَةُ: ما تَطامَن من الأَرض. اللیث: الهَزْم ما اطْمَأَنَّ من الأَرض. و‌فی الحدیث: إذا عَرَّسْتُمْ فاجتنبوا هَزْمَ الأَرضِ فإنها مأوَی الهوامِّ؛ هو ما تَهَزَّمَ منها أَی تَشَقَّقَ، قال: و یجوز أَن یكون جمعَ هَزْمَةٍ، و هو المُتطامِنُ من الأَرض، و الجمع هُزُومٌ؛ قال: كأَنَّها بالخَبْتِ ذی الهُزُومِ، و قد تدَلَّی قائدُ النُّجومِ، نَوَّاحةٌ تَبْكِی علی حَمیمِ و‌جاء فی الحدیث فی زمزم: إنها هَزْمَةُ جبریلَ، علیه السلام، أَی ضربَ برجلِه فانخفض المكان فنبَعَ الماءُ، و قیل: معناه أَنه هَزَمَ الأَرضَ أی كسَر وجهَها عن عینِها حتی فاضت بالماء الرَّواء. و بئرٌ
لسان العرب، ج‌12، ص: 609
هَزِیمَة إذا خُسِفَت و كُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، و من هذا أُخذ هَزِیمَةُ الفَرسِ، و هو تصبُّبُ عرَقِه عند شدَّة جَرْیِه؛ قال الجعدی: فلمَّا جرَی الماءُ الحَمِیمُ، و أُدْركتْ هَزِیمَتُه الأُولی التی كنتُ أَطلُبُ و كلُّ نُقْرةٍ فی الجسد هَزْمَةٌ، و الجمع كالجمع. و الهَزْمَةُ: النُّقْرةُ فی الصَّدْر، و فی التُّفَّاحة إذا غمزْتَها بیدِك و نحو ذلك. و‌فی حدیث المغیرة: مَخْزونُ الهَزْمَةِ، یعنی الوَهْدةَ التی فی أَعلی الصدر و تحت العُنُقِ أَی أَن الموضع منه حَزْنٌ خَشِنٌ، أَو یرید ثِقَلَ الصدر من الحُزْنِ و الكآبةِ. و هَزَمَ البئرَ: حفَرَها. و الهَزِیمَةُ: الرَّكِیَّةُ، و قیل: الركیَّة التی خُسِفَتْ و قُطع حجرُها ففاض ماؤها. و الهَزَائِمُ: البِئارُ الكثیرةُ الماء، و ذلك لتَطامُنِها؛ قال الطرمَّاح بن عدیّ: أَنا الطِّرِمّاحُ و عَمِّی حاتمُ، وَسْمی شَكِیٌّ و لسانی عارِمُ، كالبَحْرِ حِینَ تَنْكَدُ الهَزَائِمُ وسْمِی: من السِّمَة، و شَكِیٌّ أَی مُوجِعٌ، و تَنْكَدُ أَی یَقِلُّ ماؤها، و أَراد بالهَزَائِم آباراً كثیرةَ المِیاه. و هُزُومُ اللیل: صُدوعه للصُّبْحِ؛ و أَنشد للفرزدق: و سَوْداء من لیل التِّمامِ اعْتَسَفْتُها إلی أَن تَجَلَّی، عن بیاضٍ، هُزومُها ابن الأَعرابی: هی الخُنْعُبة و النُّونة و الثُّومةُ و الهَزْمَةُ و الوَهْدَةُ و القَلْدة و الهَرتمةُ و العَرْتَمةُ و الحِثْرِمة؛ قال اللیث: الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بین الشاربَیْن بِحِیال الوتَرةِ. و هَزَمَه هَزْماً: ضربه فدخل ما بین وَرِكَیْه و خرجت سُرَّتُه. و الهَزْمَةُ و الهَزَمُ و الاهْتِزام و التهزُّم: الصوت. و اهْتِزَامُ الفرَس: صوتُ جَرْیِه؛ قال إمرؤ القیس: علی الذَّبل جَیّاشٌ، كأَنَّ اهْتِزَامَه، إذا جاشَ فیه حَمْیُه، غَلْیُ مِرْجَلِ و هَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً و تَهَزَّمَت: صوَّتَت؛ عن أَبی حنیفة. و هَزِیمُ الرعدِ: صوتُه، تَهَزَّمَ الرعدُ تَهَزُّماً. و الهَزِیمُ و المُتَهَزِّمُ: الرعدُ الذی له صوتٌ شبیهٌ بالتكسُّرِ. و تَهَزَّمَتِ السحابةُ بالماء و اهْتَزَمَت: تشقَّقَت مع صوت عنه؛ قال: كانت إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَا، قامت إلی حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ أَی تَهْتَزِم بالحلَب لكثرته؛ و أَورد الأَزهری هذا البیت شاهداً علی جاء فلانٌ یَهْتَزِمُ أَی یُسْرِع، و فسره فقال: جاءت حالبَ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ أَی جاءت إلیه مُسْرِعةً. الأَصمعی: السحابُ المُتَهَزِّمُ و الهَزِیمُ و هو الذی لِرَعْدِه صوتٌ، یقال منه: سمعت هَزْمَةَ الرَّعْدِ، قال الأَصمعی: كأَنه صوت فیه تشقُّقٌ. و الهَزِیمُ من الخَیْلِ: الشدیدُ الصوتِ؛ قال النَّجاشیّ: و نَجَّی ابن حَرْب سابحٌ ذو عُلالةٍ، أَجَشُّ هَزِیمٌ، و الرِّماحُ دَوانی و قال ابن أُمِّ الحكم: أَجَشّ هَزیم جَرْیُه ذو عُلالةٍ، و ذلك خیرٌ فی العَناجِیج صالحُ و فرسٌ هَزِمُ الصوتِ: یُشَبَّه صوتُه بصوت الرعد. و فرسٌ هَزِیمٌ: یتشقَّق بالجَرْیِ: و الهَزِیمُ: صوتُ جَرْیِ الفرس. و قِدْرٌ هَزِمَةٌ: شدیدةُ الغَلَیانِ یُسْمَع لها صوتٌ، و قیل لابنة الخُسِّ: ما أَطْیبُ شی‌ء؟ قالت: لحمُ جزورٍ سَنِمَة، فی غداة شَبِمَه،
لسان العرب، ج‌12، ص: 610
بِشِفارٍ خَذِمَه، فی قُدُورٍ هَزِمَه. و‌فی حدیث ابن عمر: فی قِدْرٍ هَزِمة، من الهَزِیم و هو صوتُ الرعد، یرید صوتَ غَلَیانِها. و قوس هَزُومٌ: بَیِّنة الهَزَمِ مُرِنّة؛ قال عمرو ذو الكَلْب: و فی الیمینِ شَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ و تَهَزَّمَتِ العَصا و انْهَزَمَت: تشقَّقت مع صوتٍ، و كذلك القوسُ؛ قال: ارْمِ علی قَوْسك ما لم تَنْهَزِم، رَمْیَ المَضاءِ و جوادِ بنِ عُتُمْ و قَصبٌ متَهَزِّمٌ و مُهَزَّمٌ أَی قد كُسِّرَ و شُقِّق. و تَهَزَّمَتِ القِرْبَةُ: یَبِست و تكسَّرت فصوّتت. و الهُزُومُ: الكُسورُ فی القِربة و غیرها، واحدها هَزْم و هَزْمَةٌ. و الهَزِیمَةُ فی القتال: الكَسْرُ و الفَلُّ، هَزَمَه یَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ، و هُزِمَ القومُ فی الحرب، و الاسم الهَزِیمَة و الهِزِّیمَی، و هَزَمْتُ الجیشَ هَزْماً و هَزِیمَةً فانْهَزَمُوا؛ و قول قَیْس بن عَیْزارةَ الهُذلی: و حُبِسْنَ فی هَزْمِ الضَّریعِ، فكلُّها حَدْباءُ بادیةُ الضُّلوعِ حَرودُ إنما عنی بهَزْمِه یَبِیسَه المتكسِّرَ، فإما أَن یكون ذلك واحداً، و إما أَن یكون جمیعاً. و هَزمُ الضَّریعِ: ما تكسّر منه. و الهَزْم: ما تكسّرَ من الضریع و غیره. و التَّهَزُّمُ: التكسُّرُ. و تَهَزَّمَ السّقاء إذا یَبِس فتكسّر یقال: سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ و مُهَزَّمٌ إذا كان بعضُه قد ثُنِیَ علی بعض مع جَفافٍ. الأَصمعی: الاهْتِزَام من شَیْئَینِ، یقال للقِرْبة إذا یَبِسَت و تكسّرت: تَهَزَّمَت، و منه الهَزِیمة فی القتال، إنما هو كسرٌ، و الاهْتِزَامُ من الصوت، یقال: سمعت هَزِیمَ الرعد. و غَیْثٌ هَزِیمٌ: لا یَسْتَمْسِك كأنه مُنْهَزِمٌ عن سحابة؛ قال: هَزِیمٌ كأَنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ به، تَحامَیْنَ أَنهاراً فَهُنَّ ضَوارِح و الهَزِمُ من الغیث: كالهَزِیم؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تأْوِی إلی دِفْ‌ءِ أَرْطاةٍ، إذا عَطَفَتْ أَلْقَتْ بَوانِیَها عن غَیِّثٍ هَزِمِ قوله: … عن غَیِّث هَزِم، یعنی غزارتَها و كثرة حلَبها. و غیثٌ هَزِمٌ: مُتَهَزِّم مُتَبعِّق لا یستَمْسك كأَنه متهزِّم عن مائه، و كذلك هَزِیمُ السحاب؛ و قال یزید بن مُفرّغ: سَقا هَزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُری مَنازِلَها من مَسْرُقانَ و سُرَّقا «3». و هَزَمَ له حقَّه: كهَضَمه، و هو من الكسر. و أَصابتهم هَازِمَة من هَوَازِم الدَّهر أعنی داهیة كاسر. و قال أَبو إسحاق فی قوله عز و جل: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللّٰهِ؛ معناه كسَروهم و رَدُّوهم. و أَصل الهَزْم كَسْر الشی‌ء و ثَنْیُ بعضه علی بعض. و هُزِمْتُ علیك: عُطِفت؛ قال أَبو بدر السُّلَمی: هُزِمْتُ علیكِ الیومَ، یا ابنةَ مالكٍ، فجُودِی علینا بالنَّوالِ و أَنْعِمی قال أَبو عمرو: و هو حرف غریب صحیح. و الهَزَائِم: العَجائف من الدوابّ، واحدتها هَزِیمَة. و قال غیره: هی الهِزَمُ أَیضاً، واحدتها هِزْمَة. ابن السكیت: الهَزِیمُ السحاب المُتشقِّق بالمطر، و الهَزْمُ سحابٌ رقیق یَعترِض و لیس فیه ماء. و اهْتَزَمَ الشاةَ: ذبحها؛ قال أَبّاقٌ الدُّبَیری: إنی لأَخْشَی، وَیْحَكمْ، أَن تُحْرَموا فاهْتَزِموا من قبلِ أَنْ تَنَدَّموا «4».
(3). قوله [من مسرقان و سرقا] هكذا فی الأصل و المحكم، و فی التكملة ما نصه: و الإنشاد مداخل، و الروایة: من مسرقان فشرقا، ثم قال: فشرقا أی أخذ جانب الشرق (4). قوله [فاعتزموا من قبل إلخ] فی التهذیب و التكملة: فاهتزموها قبل
لسان العرب، ج‌12، ص: 611
و اهْتزَمتُ الشاةَ: ذبحتُها. أَبو عمرو: من أَمثال العرب فی انتِهاز الفُرَص: اهْتزِموا ذبیحتَكم ما دام بها طِرْقٌ؛ یقول: إذْبَحوها ما دامت سَمینةً قبل هُزالِها. و الاهْتِزَامُ: المُبادرة إلی الأَمر و الإِسراع. و جاء فلان یَهْتَزِمُ أَی یُسرِع كأَنه یُبادِر شیئاً. ابن الأَعرابی: هَزَمَه أَی قَتَله، و أَنْقَزَه مثله. و الهَزَم: المَسانُّ من المِعْزی، واحدتها هَزَمَةٌ؛ عن الشیبانی. و المِهْزَام: عُود یُجْعل فی رأْسه نارٌ تَلعَب به صبیان الأَعراب، و هو لُعبة لهم؛ قال جریر یهجو البَعیث و یُعَرِّض بأُمه: كانت مُجَرِّئة تَروزُ بكَفِّها كَمَرَ العبید، و تَلْعبُ المِهْزَامَا أَی تلعب بالمهزام، فحذف الجارَّ و أَوصلَ الفعلَ، و قد یجوز أَن تَجْعل المِهزامَ اسماً لِلُّعبة، فیكون المِهْزَام هنا مصدراً لِتَلعب، كما حكی من قولهم: قعَد القُرْفصاء. الأَزهری: المِهزَام لعبة لهم یَلعبونها، یُغَطّی رأْسُ أَحدِهم ثم یُلطَم، و‌فی روایة: ثم تُضْرب استُه، و یقال له: مَنْ لَطَمك؟ قال ابن الأَثیر: و هی العمیضا «1»؛ و قال ابن الفرج: المِهْزَام عصاً قصیرة، و هی المِرْزام؛ و أَنشد: فشامَ فیها مثلَ مِهْزَامِ العَصا أَو الغَضی «2»، و یروی: … مثل مِرْزام … و‌فی الحدیث: أول جُمُعةٍ جُمِّعتْ فی الإِسلام بالمدینة فی هَزْم بنی بَیاضة؛ قال ابن الأَثیر: هو موضع بالمدینة. و بنو الهُزَم: بَطن. و الهَیْزَم: لغة فی الهَیْصَم، و هو الصُّلب الشدید. و هَیْزَمٌ و مِهْزَمٌ و مُهَزَّم و مِهْزَام و هَزَّام، كلها: أَسماء.

هسم؛ ج12، ص: 611

: هَسَمَ الشی‌ءَ یَهْسِمُه هَسْماً: كَسَره. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الهُسُم الكاوُون. قال أَبو منصور: كأَنَّ الأَصلَ الحُسُم، و هم الذین یُتابعون الكیَّ مرة بعد أُخری، ثم قلبت الحاء هاء.

هشم؛ ج12، ص: 611

: الهَشْمُ: كَسْرُك الشی‌ء الأَجْوَف و الیابس، و قیل: هو كسْرُ العظام و الرأْس من بین سائر الجسد، و قیل: هو كسْر الوجه، و قیل: هو كسر الأَنف؛ هذه عن اللحیانی، تقول: هَشَمْتُ أَنفَه إذا كسرت القَصَبة، و قیل: هو كسْر القَیْض، و قال اللحیانی مرة: الهَشْم فی كل شی‌ء، هَشَمَه یَهْشِمُه هَشْماً، فهو مَهْشُوم و هَشِیم، و هَشَّمَه و قد انْهَشَمَ و تَهَشَّمَ. و‌فی حدیث أُحُد: جُرِحَ وجهُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و هُشِمَت البیضةُ علی رأْسه؛ الهَشْم: الكسْرُ، و البَیضةُ: الخَوْذةُ. و هَشَمَ الثرِیدَ؛ و منه هَاشِمُ بن عبد مَناف أَبو عبد المطلب جدّ النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یُسمَّی عَمْراً و هو أَول من ثرَد الثَّریدَ و هَشَمَه فسُمّی هَاشِماً؛ فقالت فیه ابنتُه «3» عَمرو العُلا هَشَمَ الثَّریدَ لِقَومه، و رِجالُ مكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجاف و قال ابن بری: الشعر لابن الزِّبَعْری؛ و أَنشد لآخر: أَوْسَعَهُم رَفْدُ قُصَیّ شَحْما، و لَبَناً مَحْضاً و خُبزاً هَشْما و قول أَبی خِراش الهذلی: فلا و أَبی، لا تَأْكُلُ الطیرُ مِثْلَه، طَویل النِّجاد، غیر هارٍ و لا هَشْمِ أَراد مَهْشومٍ، و قد یكون غیرَ ذی هَشْم. و الهَاشِمَة: شَجَّةٌ تَهشِم العَظم، و قیل: الهَاشِمَة من الشِّجاج التی
(1). قوله [العمیضا] هكذا فی الأصل (2). قوله [أو الغضی] عبارة التكملة: العصا أو الغضی علی الشك (3). قوله [فقالت فیه ابنته] كذا بالأَصل و المحكم، و فی التهذیب ما نصه: و فیه یقول مطرود الخزاعی.
لسان العرب، ج‌12، ص: 612
هَشَمتِ العَظم و لم یَتبایَنْ فَراشُه، و قیل: هی التی هَشَمت العظمَ فنُقِش و أُخْرِج فَراشُه فتَباینَ فَراشُه و الریحُ تَهْشِم الیَبیسَ من الشجر: تَكْسِرُه. یقال: هَشَمَتْه. و الهَشیم: النبت الیابس المُتكسِّر، و الشجرةُ البالیة یأْخذها الحاطب كیف یشاء. و فی التنزیل العزیز: فَأَصْبَحَ هَشِیماً؛ و قیل: هو یابس كلِّ كَلإٍ إلَّا یابسَ البُهْمی فإنه عَرِبٌ لا هَشیم، و قیل: هو الیابس من كل شی‌ء. و الهَشِیمَةُ: الشجرة الیابسة البالیة، و الجمع هَشِیمٌ. و ما فلانٌ إلَّا هَشِیمَةُ كَرْمٍ أَی لا یَمْنع شیئاً، و هو مثَلٌ بذلك، و أَصله من الهَشِیمَة من الشجر یأْخذها الحاطب كیف یشاء. و یقال للرجل الجَواد السَّمْح: ما فلانٌ إلا هَشِیمَةُ كَرْمٍ و الهَشِیمةُ: الأَرضُ التی یَبِسَ شجرُها حتی اسوَدَّ غیر أَنها قائمةٌ علی یُبْسها. و الهَشِیم: الذی بَقی من عامِ أَوَّل. ابن شمیل: أَرض هَشِیمَةٌ، و هی التی یَبِس شجرُها، قائماً كان أَو مُتَهَشِّماً. و إن الأَرض البالیة تَهَشَّمُ أَی تكسَّرُ إذا وَطِئْتَ علیها نَفْسِها لا شَجرِها، و شجرُها أَیضاً إذا یَبِسَ یَتَهَشَّم أَی یتكسَّر. و كلأٌ هَیْشُومٌ: هَشٌّ لَیِّنٌ. و فی التنزیل العزیز: فَكٰانُوا كَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ؛ قال: الهَشِیم ما یَبِس من الوَرَقِ و تكسر و تحطَّم، فكانوا كالهَشِیم الذی یَجمَعُه صاحبُ الحَظِیرة أَی قد بلغ الغایةَ فی الیُبس حتی بلَغ أَن یُجْمَع. أَبو قتیبة: اللحیانی یقال للنبت الذی بقی من عام أَوّلَ هذا نَبْتٌ عامیٌّ و هَشِیمٌ و حَطِیمٌ، و قال فی ترجمة حظر: الهَشِیم ما یَبِس من الحَظِرات فارْفَتّ و تكسَّر، المعنی أَنهم بادُوا و هلَكوا فصاروا كیبیس الشجر إذا تحطّم. و قال العراقی: معنی قوله كَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ الذی یَحْظُر علی هَشیمه، أَراد أَنه حَظَر حِظاراً رَطباً علی حِظارٍ قدیمٍ قد یَبِسَ. و تَهَشَّمَ الشجرُ تَهَشُّماً إذا تكسَّر من یُبْسِه. و صارت الأَرض هَشِیماً أَی صار ما علیها من النبات و الشجر قد یَبِس و تكسَّر. و قال أَبو حنیفة: انْهَشَمَتِ الإِبلُ فتَهَشَّمَتْ خارتْ و ضعُفت. و تَهَشَّمَ الرجلَ: استعطفه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حُلْوَ الشَّمائل مِكْراماً خَلیقَتُه، إذا تَهَشَّمْته للنائل اخْتالا «1». و رجل هَشِیمٌ: ضعیف البدن. و تَهَشَّمَ علیه فلان إذا تعطَّف. أَبو عمرو بن العلاء: تَهَشَّمْتُه للمعروف و تهضَّمْتُه إذا طلَبْتَه عنده. أَبو زید: تَهَشَّمْتُ فلاناً أَی ترَضَّیْتُه؛ و أَنشد: إذا أَغْضَبْتُكمْ فتَهَشَّمُونِی، و لا تَسْتَعْتِبونی بالوَعید أَی تَرَضَّوْنی. و تقول: اهْتَشَمْتُ نفسی لفلانٍ و اهْتَضَمْتُها له إذا رَضِیتَ منه بودن النَّصفَة. و هَشَمَ الرجلَ: أكْرَمه و عظَّمه. و هَشَمَ الناقةَ هَشْماً: حلَبها؛ و قال ابن الأَعرابی: هو الحَلْب بالكف كلها. و یقال: هَشَمْتُ ما فی ضَرْع الناقة و اهْتَشَمْت أَی احتلبْت. و الهُشُم: الجِبال الرِّخْوة. و الهُشُمُ: الحَلَّابون اللبنَ الحُذَّاقُ، واحدهم هَاشِمٌ. قال أَبو حنیفة: و من بواطِن الأَرض المُنْبِتة الهُشُومَ، واحدها هَشْم، و هو ما تَصوَّب من لینِ ورقه. ابن شمیل: الهَشوم من الأَرض المكان المُتَنَقّر منها المتصوّب من غِیطانها فی لین الأَرض و بُطونِها. و كلُّ غائطٍ یكون وطِیئاً فهو هَشْم. ابن شمیل: الهُشُومُ ما تَطامَن من الأَرض، واحدها هَشْم. أَبو عمرو:
(1). قوله [اختالا] كذا بالأصل و التهذیب و التكملة، و فی المحكم: احتالا، بالمهملة بدل المعجمة
لسان العرب، ج‌12، ص: 613
الهَشْمُ الأَرضُ المُجْدِبة. و‌قال قتادة فی قوله تعالی: وَ تَرَی الْأَرْضَ هٰامِدَةً، قال: تَراها غبراءَ مُتَهَشّمَةً، قال أَبو منصور: و إِنما تَتَهَشَّمُ الأَرضُ إِذا طال عَهْدُها بالمطر، فإِذا مُطِرتْ ذهَب تَهَشُّمُها، و أَنشد شمر لابن سَماعةَ الذُّهْلیّ فی تَهَشُّمِ الأَرض: و أَخْلَفَ أَنْواءٌ، ففی وجهِ أَرْضِها قُشَعْرِیرةٌ من جِلْدِها و تَهَشُّمُ قال ابن شمیل: أَرضٌ جَرْباء لم یُصِبْها مطر و لا نبتٌ تَراها مُتَهَشِّمَةً، الأَزهری: أَنشد المبرّد لابن میّادة قولَ ابن عثمان بن حبّان المُرِّیّ فی فِتْنة محمد بن عبد اللّه بن حسن، و كان أَشار علیه بأَن یَعْتزِل القومَ فلم یفعل فقُتِل، فقال ابن میّادة: أَمَرْتُكَ، یا رِیاحُ، بأَمرِ حَزْمٍ فقُلْت: هَشِیمَةٌ من أَهْل نَجْدِ نَهیْتُك عن رجالٍ من قُرَیْشٍ، علی مَحْبوكةِ الأَصْلابِ جُردِ و وَجْداً مّا وَجَدتُ علی رِیاحٍ، و ما أَغْنَیْت شیئاً غیَر وَجْدِی قال: قوله هَشِیمَة تأْویله ضَعْف، و أَصلُ الهَشِیم النبتُ إِذا وَلّی و جفَّ فأَذْرَتْه الریحُ، قال اللّٰه عز و جل: فَأَصْبَحَ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیٰاحُ. و ناقةٌ مِهْشَامٌ: سریعةُ الهُزالِ، و ناقة مِشْیاطٌ: سریعةُ السِّمَنِ. و الهَشَمَةُ: الأُرْوِیّة، و جمعها هَشَمَاتٌ. و یقال للرجل الهَرِم: إِنه لَهَشمُ أَهْشامٍ. و هِشَامٌ و هَاشِمٌ و هُشَیم و هَیْشَم و هَیْشَمَانُ، كلها: أَسماء، و الأَصل فیها كلها الهَشْم، و هو الكسْر. و الهَشْمُ أَیضاً: الحَلْبُ. و مُهَشَّمَةُ: موضع، أَنشد ثعلب: یا رُبَّ بَیْضاءَ علی مُهَشَّمَهْ، أَعْجَبها أَكلُ البَعیرِ الیَنَمهْ أَعْجَبها أَی حملَها علی التعجب.

هصم؛ ج12، ص: 613

: الهَصْمُ: الكَسْرُ. نابٌ هَیْصَمٌ: یَكْسِر كلَّ شی‌ء. و أَسَدٌ هَیْصَمٌ: من الهَصْمِ، و هو الكسْر، و قیل: سمّی به لشدته، و قیل: الهَیْصَم اسمٌ للأَسد، و الهَیْصَمُ من الرجال: القویّ. الأَصمعی: الهَیْصَمُ الغلیظُ الشدیدُ الصُّلْبُ؛ و أَنشد: أَهْوَنُ عَیْبِ المَرْءِ، إِن تَكلَّما، ثَنِیّةٌ تَتْرُكُ ناباً هَیْصَمَا و الهَصَمْصَمُ: الأَسدُ لشدّتِه و صَوْلَتِه، و قال غیره: أُخِذ من الهَصْمِ، و هو الكَسْرُ. یقال هَصَمَه و هَزَمَه إذا كسَره. و الهَیْصَمُ: حجرٌ أَمْلَسُ یُتّخذ من الحِقاقُ، و أَكثرُ ما یَتكلَّم به بنو تمیم، و ربما قلبت فیه الصاد زایاً. و هَیْصَمٌ: رجل.

هضم؛ ج12، ص: 613

: هضَم الدواءُ الطعامَ یَهْضِمُه هَضْماً: نَهَكَه. و الهَضَّامُ و الهَضُوم و الهَاضُومُ: كلُّ دَواءٍ هَضَمَ طعاماً كالجُوارِشْنِ «2»، و هذا طعامٌ سریعُ الانْهِضامِ و بَطی‌ءُ الانْهِضامِ. و هَضَمَه یَهْضِمُه هَضْماً و اهْتَضَمَه و تَهَضَّمَه: ظَلمه و غصَبه و قهرَه، و الاسم الهَضِیمَةُ. و رجل هَضِیمٌ مُهْتَضَمٌ: مَظْلومٌ. و هَضَمَه حقَّه هَضْماً: نقصَه. و هَضَمَ له من حقِّه یَهْضِمُ هَضْماً: تركَ له منه شیئاً عن طِیبةِ نَفْسٍ. یقال: هَضَمْت له من حَظِّی طائفةً أَی تركتُه. و یقال: هَضَمَ له من حظِّه إذا كسَر له منه. أَبو عبید: المُتَهَضَّمُ و الهَضِیمُ جمیعاً المظلومُ. و الهَضِیمَةُ: أَن یَتَهَضَّمَك القومُ شیئاً أَی یظلموك. و هَضَمَ الشی‌ءَ یَهْضِمُه هَضْماً، فهو مَهْضُومٌ و هَضِیمٌ: كسَره. و هَضَمَ له من مالِه یَهْضِمُ هَضْماً: كسَر و أَعطی. و الهَضَّامُ: المُنْفِقُ لِمالِه، و هو الهَضُوم أَیضاً،
(2). قوله [كالجوارشن] ضبط فی بعض نسخ النهایة بضم الجیم، و فی بعض آخر منها بالفتح و كذا المحكم.
لسان العرب، ج‌12، ص: 614
و الجمع هُضُمٌ؛ قال زیاد بن مُنْقِذ: یا حَبَّذا، حینَ تُمْسی الرِّیحُ بارِدةً، وادی أُشَیّ و فِتْیانٌ به هُضُمُ و یدٌ هَضُومٌ: تَجُود بما لدَیْها تُلْقِیه فما تُبْقِیه، و الجمع كالجمع؛ قال الأَعشی: فأَمّا إذا قَعَدُوا فی النَّدِیّ، فأَحْلامُ عادٍ و أَیْدٍ هُضُمْ و رجلٌ أَهْضَمُ الكَشْحَیْنِ أی مُنْضَمُّهُما. و الهَضَمُ: خَمَصُ البطونِ و لُطْفُ الكَشْحِ. و الهَضَمُ فی الإِنسان: قلة انْجِفارِ الجَنْبَین و لَطافَتُهما، و رجل أَهْضَمُ بیِّن الهَضَم و امرأَة هَضْمَاءُ و هَضِیمٌ، و كذلك بطنٌ هَضِیمٌ و مَهْضُومٌ و أَهْضَمُ؛ قال طرفة: و لا خَیرَ فیه غیرَ أَنَّ له غِنیً، و أن له كَشْحاً، إذا قامَ، أَهْضَمَا و الهَضِیمُ: اللَّطیف. و الهَضِیمُ: النَّضِیجُ. و الهَضَمُ، بالتحریك: انضِمامُ الجَنْبینِ، و هو فی الفرس عیبٌ. یقال: لا یَسْبِقُ أَهْضَمُ من غایة بعیدةٍ أبداً. و الهَضَمُ: استقامةُ الضلوع و دخولُ أَعالِیها، و هو من عیوب الخیل التی تكون خِلْقةً، قال النابغة الجعدی: خِیطَ علی زَفْرَةٍ فتَمَّ، و لمْ یَرْجِع إلی دِقَّةٍ و لا هَضَمِ یقول: إن هذا الفرسَ لِسَعةِ جوفهِ و إجْفارِ مَحْزِمهِ كأَنه زفَرَ، فلما اغْترَقَ نفَسُه بُنِیَ علی ذلك فلزِمته تلك الزَّفْرة، فصِیغَ علیها لا یُفارِقُها؛ و مثله قول الآخر: بُنِیَتْ مَعاقِمُها علی مُطَوائها أی كأَنها تَمَطَّت، فلما تناءَت أَطرافُها و رحُبَت شَحْوَتها صِیغَت علی ذلك، و فرسٌ أَهْضَمُ، قال الأَصمعی: لم یَسْبِقْ فی الحَلْبة قَطّ أَهْضَمُ، و إنما الفرسُ بعُنُقهِ و بَطْنهِ، و الأُنثی هَضْمَاءُ. و الهَضِیمُ من النساء: اللطیفةُ الكَشْحَینِ، و كَشْحٌ مَهْضُومٌ؛ و أَنشد ابن بری لابن أحمر: هُضُمٌ إذا حُبَّ الفُتارُ، و هُمْ نُصُرٌ، و إذا ما استُبْطِئَ النَّصْرُ و رأَیت هنا جُزازة مُلْصقَة فی الكتاب فیها: هذا وَهَمٌ من الشیخ لأَن هُضُماً هنا جمعُ هَضُومٍ الجَوادُ المِتْلافُ لمالهِ، بدلیل قوله نُصُر جمع نَصِیر، قال: و كلاهما من أَوصاف المذكر؛ قال: و مثله قول زیاد بن مُنقِذ: و حَبَّذا، حین تُمْسی الریحُ بارِدةً، وادی أُشَیٍّ و فِتْیانٌ به هُضُمُ و قد تقدم، و قوله: … حین تمسی الریح باردة مثلُ قوله … إذا حُبَّ الفُتارُ، یعنی أَنهم یَجُودون فی وقت الجَدْب و ضیقِ العیشِ، و أَضْیَقُ ما كان عیشُهم فی زمن الشتاء، و هذا بیِّنٌ لا خفاء به؛ قال: و أما شاهدُ الهَضِیم اللطیفةِ الكَشحین من النساء فقول إمرئ القیس: إذا قلتُ: هاتی نَوِّلِینی، تَمایَلَتْ علیَّ هَضِیم الكَشحِ، رَیَّا المُخَلخَلِ و‌فی الحدیث: أن امرأَة رأَت سَعْداً مُتَجَرِّداً و هو أمیرُ الكوفةِ، فقالت: إن أَمیرَكم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحینِ‌أی مُنْضَمُّهما؛ الهَضَمُ، بالتحریك: انضمامُ الجنبینِ، و أصلُ الهَضْمِ الكسر. و هَضْمُ الطعامِ: خِفَّتُه. و الهَضْمُ: التواضُعُ. و‌فی حدیث الحسن: و ذكَر أَبا بكرٍ فقال: و الله إنه لَخَیْرُهم و لكن المؤْمِن یَهْضِمُ نفْسَه‌أی یَضعُ من قَدْرهِ تَواضُعاً. و قوله عز و جل: وَ نَخْلٍ طَلْعُهٰا هَضِیمٌ؛ أَی مُنْهَضِمٌ مُنْضَمٌّ فی جوف الجُفِّ، و قال الفراء: هَضِیمٌ ما دام فی كَوافیرهِ. و الهَضِیمُ: اللَّیِّنُ. و قال ابن
لسان العرب، ج‌12، ص: 615
الأَعرابی: طَلْعُهٰا هَضِیمٌ، قال: مَرِی‌ءٌ، و قیل: ناعِمٌ، و قیل: هَضِیمٌ مُنْهَضِم مُدْرِك، و قال الزجاج: الهَضِیم الداخلُ بعضُه فی بعض، و قیل: هو مما قیل إن رُطَبَه بغیر نَویً، و قیل: الهَضِیمُ الذی یتَهَشَّم تَهَشُّماً، و یقال للطلع هَضِیم ما لم یخرج من كُفُرّاهُ لدخول بعضه فی بعض. و قال الأَثْرَمُ: یقال للطعام الذی یُعْمَل فی وَفاةِ الرجل الهَضِیمَة، و الجمع الهَضَائِم. و الهَاضِمُ: الشادخُ لما فیه رخاوةٌ أو لینٌ. قال ابن سیدة: الهَاضِمُ ما فیه رخاوةٌ أو لینٌ، صفة غالبة، و قد هَضَمَه فانْهَضَمَ كالقَصَبة المَهْضومة، و قصبَةٌ مَهْضُومَةٌ و مُهَضَّمَةٌ و هَضِیم: للتی یُزْمَرُ بها. و مِزْمارٌ مُهَضَّمٌ لأَنه، فیما یقال، أَكْسارٌ یُضمّ بعضها إلی بعض؛ قال لبید یصف نهیق الحمار: یُرَجِّعُ فی الصُّوَی بمُهَضَّماتٍ، یَجُبْنَ الصَّدْرَ من قَصَبِ العَوالی شبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقهِ بمُهَضَّماتِ المَزامیر؛ قال عنترة: بَرَكَتْ علی ماءِ الرِّداعِ، كأَنما بركتْ علی قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّم و أَنشد ثعلب لمالك بن نُوَیرَةَ: كأَن هَضِیماً من سَرارٍ مُعَیَّناً، تَعاوَرَه أَجْوافُها مَطْلَع الفَجْرِ و الهَضْمُ و الهِضْمُ، بالكسر: المطمئنُّ من الأَرض، و قیل: بَطْنُ الوادی، و قیل: غَمْضٌ، و ربما أَنْبَتَ، و الجمع أَهْضَامٌ و هُضُومٌ؛ قال: حتی إذا الوَحْش فی أَهْضَامِ مَوْرِدِها تغَیَّبَتْ، رابَها من خِیفةٍ رِیَبُ و نحوَ ذلك قال اللیث فی أَهْضَامٍ من الأَرض. أَبو عمرو: الهِضْمُ ما تَطامَن من الأَرض، و جمعه أَهْضَامٌ؛ و منه قولهم فی التحذیر من الأَمر المَخُوف: اللیلَ و أَهْضامَ الوادی؛ یقول: فاحْذَرْ فإنك لا تدری لعلَّ هناك مَن لا یُؤْمَن اغْتِیالُه. و‌فی الحدیث: العَدُوُّ بأَهْضَامِ الغِیطانِ؛ هی جمع هِضْمٍ، بالكسر، و هو المطمئن من الأَرض، و قیل: هی أَسافلُ الأَوْدِیةِ من الهَضْمِ الكسرِ، لأَنها مَكاسِرُ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم الله وجهه: صَرْعَی بأَثناء هذا النَّهرِ و أَهْضَامِ هذا الغائِطِ. المؤرّج: الأَهْضَامُ الغُیوبُ، واحدها هِضْمٌ [هَضْمٌ، و هو ما غیَّبها عن الناظر. ابن شمیل: مَسْقِطُ الجَبل و هو ما هَضَمَ علیه أی دَنا من السهلِ من أَصلهِ، و ما هَضَمَ علیه أی ما دنا منه. و یقال: هَضَمَ فلانٌ علی فلانٍ أی هَبَطَ علیه، و ما شَعَرُوا بنا حتی هَضَمْنا علیهم. و قال ابن السكیت: هو الهِضْمُ، بكسر الهاء، فی غُیوبِ الأَرض. و تَهَضَّمْت للقوم تَهَضُّماً إذا انْقَدتَ لهم و تَقاصَرْت. و رجل أَهْضَمُ: غلیظُ الثنایا. و أَهْضَمَ المُهْرُ للإِرْباع: دَنا منه، و كذلك الفَصیل، و كذلك الناقةُ و البَهْمةُ، إلّا أَنه فی الفَصِیل و البَهْمة الإِرْباعُ و الإِسداسُ جمیعاً. الجوهری: و أَهْضَمَتِ الإِبلُ للإِجْذاعِ و للإِسْداسِ جمیعاً إذا ذهبت رَواضِعُها و طلعَ غیرُها، قال: و كذلك الغنم. یقال: أَهْضَمت و أَدْرَمَت و أَفَرَّتْ. و المَهْضُومَةُ: ضَرْبٌ من الطِّیبِ یخلط بالمِسْكِ و البانِ. و الأَهْضَامُ: الطیبُ، و قیل: البَخورُ، و قیل: هو كلُّ شی‌ء یُتبخر به غیر العود و اللُّبْنی، واحدها هِضْم و هَضْمٌ و هَضْمَةٌ، علی توهُّم حذف الزائد؛ قال الشاعر: كأَنَّ ریحَ خُزاماها و حَنْوَتِها، باللیل، ریحُ یَلَنْجوجٍ و أَهْضَامِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 616
و قال الأَعشی: و إذا ما الدُّخانُ شُبّه بالآنُفِ، یوماً، بشَتْوةٍ أَهْضَاما یعنی من شدَّة الزمان؛ و أَنشد فی الأَهْضَامِ البَخورِ للعجاج: كأَنَّ ریحَ جَوْفِها المَزْبورِ مَثْواةُ عَطَّارین بالعُطورِ أَهْضَامِها و المِسْكِ و القَفُّورِ القَفُّورُ القَفُّورُ: الكافورُ، و قیل: نَبْتٌ. قال أَبو منصور: أُراه یصف حُفْرة حفرها الثور الوحشی فكَنَسَ فیها، شَبّه رائحة بَعرِها برائحة هذه العُطور. و أَهْضَامُ تَبالةَ: ما اطمأَنَّ من الأَرض بین جِبالها؛ قال لبید: فالضَّیْفُ و الجارُ الجَنِیبُ، كأَنما هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضَامُها و تَبالةُ: بلدٌ مُخْضِبٌ معروف. و أَهْضَامُ تَبالة: قُراها. و بنو مُهَضَّمَة: حیٌّ.

هطم؛ ج12، ص: 616

: النهایة لابن الأَثیر‌فی حدیث أَبی هریرة فی شَرابِ أَهل الجنة: إذا شَرِبوا منه هَطَمَ طعامَهم؛ الهَطْمُ: سرعةُ الهَضْم، و أَصله الحَطْمُ، و هو الكسرُ، فقلبت الحاءُ هاءً.

هقم؛ ج12، ص: 616

: الهَقِمُ: الشدیدُ الجوعِ و الأَكل، و قد هَقِمَ، بالكسر، هَقَماً، و قیل: الهَقَمُ أن یُكْثِرَ من الطعام فلا یَتَّخِم. و الهِقَمُّ، مثل الهِجَفّ: الرجلُ الكثیر الأَكل. و تَهَقَّمَ الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً عِظاماً مُتتابعة. و الهِقَمُّ: البحر. و بحرٌ هِقَمٌّ و هَیْقَمٌ: واسعٌ بعیدُ القعرِ. و الهَیْقَمُ: حكایة صوتِ اضطرابِ البحر؛ قال: و لم یَزَلْ عِزُّ تَمِیمٍ مِدْعَما، كالبحرِ یَدْعُو هَیْقَماً فهَیْقَما و الهَیْقَمُ و الهَیْقَمَانِیُّ: الظَّلیمُ الطویلُ؛ قال ابن سیدة: و أَظن الضمَّ فی قاف الهیْقامانیّ لغةً، الأَزهری: قال بعضهم الهَیْقمانیُّ الطویلُ من كلّ شی‌ء؛ و أَنشد للفقعسی: منَ الهَیْقَمانیَّاتِ هَیْقٌ، كأَنه من السِّنْدِ ذو كَبْلَیْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ و ذكره الأَزهری فی الرباعی أَیضاً، شبَّه هذا الشاعرُ الظَّلیمَ برجل سِنْدیّ أفلت من وَثاقٍ. و یقال: الهَیْقَمُ الرَّغیبُ من كل شی‌ء. و یقال فی الهَیْقَمِ الظلیمِ: إنه الهَیْقُ، و المیم زائدة. و الهَیْقَمُ: صوتُ ابْتِلاع اللُّقمة. ابن الأَعرابی: الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإِبل الماء؛ قال الأَزهری: جعله جمع هَیْقَم و هو حكایةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كما قال رؤبة: للناس یَدْعُو هَیْقَماً و هَیقَما، كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما و قیل فی قوله: للناس یدعو هیقماً و هیقما إنه شبَّهه بفَحْلٍ و ضربَه مثَلًا. و هَیْقَم: حكایة هَدیره، و مَنْ رواه: كالبحر یدعو هیقماً و هیقما أَراد حكایة أَمْواجِه؛ و قال أَبو عمرو فی قول رؤبة: یَكْفِیه مِحْرابَ العِدی تهَقُّمُهْ «1». قال: و هو قَهْرُه مَنْ یُحارِبُه، قال: و أَصله من الجائع الهَقِم؛ و قوله: من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه قال: تَهَقُّمُه حِرْصُه و جوعُه.
(1). قوله [یكفیه إلخ] صدره كما فی التكملة: أحمس ورّاد شجاع مقدمه والورّاد: الذی یرد حومة القتال یغشاها و یأتیها، و مقدمه: إقدامه، و المحراب: البصیر بالحرب
لسان العرب، ج‌12، ص: 617‌

هكم؛ ج12، ص: 617

: الهَكِمُ: المُتَقحِّم علی ما لا یَعنیه الذی یتعرَّض للناس بشرِّه؛ و أَنشد: تَهَكَّمَ حَرْبٌ علی جارِنا، و أَلْقی علیه له كَلْكَلا و قد تَهَكَّمَ علی الأَمرِ و تَهَكَّمَ بنا: زَری علینا و عَبِثَ بنا. و تَهَكَّمَ له و هَكَّمَه: غَنَّاه. و التَهَكُّمُ: التكبُّرُ. و المُسْتَهْكِمُ: المُتكبِّرُ. و المُتَهَكِّمُ: المتكبِّرُ، و هو أَیضاً الذی یتهدَّمُ علیك من الغیْظ و الحُمْق. و تَهَكَّمَ علیه إِذا اشتد غضبُه. و التَهَكُّم: التبَخْتُر بطَراً. و التَهَكُّم: السیْلُ الذی لا یُطاق. و التَهَكُّم: تهوُّرُ البئر. و تَهَكَّمَتِ البئرُ: تهدَّمَت. و التَهَكُّم: الطَّعْنُ المُدارَك. و تَهَكَّمْتُ: تَغَنَّیْتُ. و هَكَّمْتُ غیری تَهْكِیماً: غنَّیْتُه، و ذلك إِذا انْبرَیْتَ تُغَنِّی له بصوت. و التَّهَكُّم: الاستهزاء. و‌فی حدیث أُسامة: فخرجت فی أَثرِ رجل منهم جَعَلَ یَتَهَكَّمُ بی أَی یستهزئ و یستخفّ.و‌فی حدیث عبد الله بن أَبی حَدْرَدٍ: و هو یمشی القَهْقَری و یقول هَلُمَّ إِلی الجنة، یَتَهَكَّمُ بنا.و‌قول سُكَیْنة لهِشام: یا أَحْوَلُ لقد أَصبحتَ تَتَهَكَّمُ بنا.و حكی ابن بری عن أَبی عمرو: التَهَكُّم حدیثُ الرجلِ فی نفسِه؛ و أَنشد لزیادٍ المِلْقَطیّ: یا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصانی أَنْهَمُهْ أُفْهِمُه، لو كان عَنِّی یَفْهَمُهْ مِنْ ذكر لیلی دَلَّهم تَهَكُّمُهْ، و الدَّهْرُ یَغْتالُ الفَتی و یَعْجُمُهْ و قال: التَهَكُّمُ الوقوعُ فی القوم؛ و أَنشد لِنَهِیك بن قَعْنَب: تَهَكَّمْتُما حَوْلَیْنِ ثم نَزَعْتُما، فلا إِنْ عَلا كَعْباكُما بالتَّهَكُّمِ و إِن زائدة بعد لا التی للدعاء.

هلم؛ ج12، ص: 617

: الهَلِیمُ: اللاصِقُ من كل شی‌ء؛ عن كراع. و الهَلامُ «1»: طعامٌ یُتَّخَذ من لحمِ عِجْلةٍ بِجِلدِها. و الهُلُمُ: ظِباءُ الجبال، و یقال لها اللُّهُمُ، واحدها لِهْمٌ، و یقال فی الجمع لُهُومٌ. و الهِلِّمَانُ: الشی‌ءُ الكثیر، و قیل: هو الخیر الكثیر؛ قال ابن جنی: إِنما هو الهِلِمَّانُ علی مثال فِرِكَّان. أَبو عمرو: الهِلِمَّانُ الكثیر من كل شی‌ء؛ و أَنشد لكَثِیر المُحارِبیّ: قد مَنَعَتْنی البُّرَّ و هی تَلْحانْ، و هو كثیرٌ عندها هِلِمَّانْ، و هی تُخَنْذِی بالمَقالِ البَنْبانْ الخَنْذاةُ: القول القبیحُ، و البَنْبانُ: الردی‌ء من المَنْطق. و الهَیْلَمَان: المالُ الكثیر، و تقول: جاءنا بالهَیْل و الهَیْلَمانِ إِذا جاء بالمال الكثیر، و الهَیْلَمان، بفتح اللام و ضمها. قال أَبو زید فی باب كثرة المال و الخیر یَقْدَم به الغائبُ أَو یكون له: جاء فلانٌ بالهَیْل و الهَیْلَمان، بفتح اللام. و هَلُمَّ: بمعنی أَقْبِل، و هذه الكلمة تركیبیَّة من‌ها التی للتنبیه، و من لُمَّ، و لكنها قد استعملت استعمال الكلمة المفردة البسیطة؛ قال الزجاج: زعم سیبویه أَن هَلُمَّ‌ها ضمت إِلیها لُمّ و جُعِلتا كالكلمة الواحدة، و أَكثرُ اللغات أَن یقال هَلُمَّ للواحد و الاثنین و الجماعة، و بذلك نزل القرآن: هَلُمَّ إِلَیْنٰا و هَلُمَّ شُهَدٰاءَكُمُ؛ و قال سیبویه: هَلُمَّ فی لغة أَهل الحجاز یكون للواحد و الاثنین و الجمع و الذكر و الأُنثی بلفظٍ واحد، و أَهلُ نَجْدٍ یُصَرِّفُونَها، و أَما فی لغة بنی تمیم و أَهل
(1). قوله [و الهلام] قال فی القاموس: كغراب، و ضبط فی الأصل و فی نسخة من التكملة یوثق بضبطها بفتح الهاء و مثلها المحكم و التهذیب
لسان العرب، ج‌12، ص: 618
نجد فإِنهم یُجْرونه مُجْرَی قولك رُدَّ، یقولون للواحد هَلُمَّ كقولك رُدَّ، و للاثنین هَلُمَّا كقولك رُدَّا، و للجمع هَلُمُّوا كقولك رُدُّوا، و للأُنثی هَلُمِّی كقولك رُدِّی، و للثِّنْتَینِ كالاثْنَیْنِ، و لجماعة النساء هَلْمُمْنَ كقولك ارْدُدْنَ، و الأَوَّل أَفصَح. قال الأَزهری: فُتحت هَلُمَّ أَنها مُدْغَمة كما فُتحت رُدَّ فی الأَمر فلا یجوز فیها هَلُمُّ، بالضم، كما یجوز رُدُّ لأَنها لا تتصرَّف، قال: و معنی قوله تعالی: هَلُمَّ شُهَدٰاءَكُمُ، أَی هاتوا شُهداءكم و قَرِّبوا شهداءكم. الجوهری: هَلُمَّ یا رجل، بفتح المیم، بمعنی تعال؛ قال الخلیل: أَصله لُمّ من قولهم لَمَّ اللهُ شَعْثه أَی جمعه، كأَنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلینا أَی اقْرُب، و‌ها للتنبیه، و إِنما حذفت أَلِفُها لكثرة الاستعمال و جُعِلا اسماً واحداً، قال ابن سیدة: زعم الخلیل أَنها لُمَّ لَحِقتها الهاء للتنبیه فی اللغتین جمیعاً، قال و لا تدخل النون الخفیفة و لا الثقیلةُ علیها، لأَنها لیست بفعل و إِنما هی اسمٌ للفعل، یرید أَن النون الثقیلة إِنما تدخلُ الأَفعال دون الأَسماء، و أَما فی لغة بنی تمیم فتدخلها الخفیفةُ و الثقیلة لأَنهم قد أَجْرَوْها مُجْرَی الفعل، و لها تعلیلٌ. الأَزهری: هَلُمَّ بمعنی أَعْطِ، یَدُلّ علیه ما‌رُوِی عن عائشة، رضی الله عنها، أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یأْتیها فیقول: هل من شی‌ءٍ؟ فتقول: لا، فیقول: إِنی صائِمٌ؛ قالت: ثم أَتانی یوماً فقال: هل من شی‌ء؟ قلت: حَیْسَةٌ، فقال: هَلُمِّیها‌أَی هاتِیها أَعْطِینیها. و قال اللیث: هَلُمَّ كلمةُ دَعْوةٍ إِلی شی‌ءٍ، الواحدُ و الاثنان و الجمع و التأْنیث و التذكیر سواءٌ، إلَّا فی لغة بنی سَعْدٍ فإِنهم یحملونه علی تصریف الفعل، تقول هَلُمَّ هَلُمَّا هَلُمُّوا، و نحو ذلك قال ابن السكیت، قال: و إِذا قال: هَلُمَّ إِلی كذا، قلت: إِلامَ أَهَلُمُّ؟ و إِذا قال لك هَلُمَّ كذا و كذا، قلت: لا أَهَلُمُّه، بفتح الأَلف و الهاء، أَی لا أُعْطیكَه. و‌روی أَبو هریرة عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لیُذادَنَّ رجالٌ عن حَوْضی فأُنادیهم أَلا هَلُمَّ أَلا هَلُمَّ فیقال: إِنهم قد بَدَّلوا، فأَقول فسُحْقاً‌قال اللحیانی: و من العرب من یقول هَلَمَّ، فینصب اللام، قال: و من قال هَلُمِّی و هَلُمُّوا فكذلك قال ابن سیدة، و لست من الأَخیرة علی ثِقَةٍ، و قد هَلْمَمْتُ فما ذا. و هَلْمَمْتُ بالرجل: قلتُ له هَلُمَّ. قال ابن جنی: هَلْمَمْتُ كصَعْرَرْتَ و شَملَلْتَ، و أَصله قبْلُ غیرُ هذا، إِنما هو أَوَّلُ‌ها للتنبیه لَحِقَت مثل اللام، و خُلِطت‌ها بلُمَّ توكیداً للمعنی بشدة الاتصال، فحذفت الأَلف لذلك، و لأَنَّ لامَ لُمَّ فی الأَصل ساكنةٌ، أَ لا تری أَن تقدیرها أَوَّلُ أُلْمَمْ، و كذلك یقولها أَهل الحجاز، ثم زال هذا كله بقولهم هَلْمَمْتُ فصارت كأَنها فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان، و تُنُوسِیَت حالُ التركیب. و حكی اللحیانی: من كان عنده شی‌ء فلْیُهَلِمَّه أَی فلیُؤْتِه. قال الأَزهری: و رأَیت من العرب مَن یدعو الرجل إِلی طعامه فیقول: هَلُمَّ لك، و مثله قوله عز و جل: هَیْتَ لَكَ؛ قال المبرَّد: بنو تمیم یجعلون هَلُمَّ فِعلًا صحیحاً و یجعلون الهاء زائدة فیقولون هَلُمَّ یا رجل، و للاثنین هَلُمَّا، و للجمع هَلُمُّوا، و للنساء هَلْمُمْنَ لأَن المعنی الْمُمْنَ، و الهاء زائدة، قال: و معنی هَلُمَّ زیداً هاتِ زیداً. و قال ابن الأَنباری: یقال للنساء هَلُمْنَ و هَلْمُمْنَ. و حكی أَبو عمرو عن العرب: هَلُمِّینَ یا نِسوة، قال: و الحجةُ لأَصحاب هذه اللغة أَن أَصل هَلُمَّ التصرفُ من أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً، فَعمِلوا علی الأَصل و لم یلتفتوا إِلی الزیادة، و إِذا قال الرجل للرجل هَلُمَّ، فأَراد أَن یقول لا أَفعل، قال: لا
لسان العرب، ج‌12، ص: 619
أُهَلِمُّ و لا أُهَلُمُّ و لا أُهَلَمُّ و لا أَهَلُمُّ، قال: و معنی هَلُمَّ أَقْبِلْ، و أَصله أُمَّ أَی اقصِدْ، فضمّوا هل إِلی أُمَّ و جعلوهما حرفاً واحداً، و أَزالوا أُمَّ عن التصریف، و حوَّلوا ضمة همزة أُمَّ إِلی اللام و أَسقطوا الهمزة، فاتصلت المیم باللام، و هذا مذهب الفراء. یقال للرجلین و للرجال و للمؤنث هَلُمَّ، وُحِّدَ هَلُمَّ لأَنه مُزالٌ عن تصرُّف الفعل و شُبِّه بالأَدوات كقولهم صَهْ و مَهْ و إِیهٍ و إِیهاً، و كل حرف من هذه لا یُثنَّی و لا یجمع و لا یؤنث، قال: و قد یوصل هَلُمَّ باللام فیقال: هَلُمَّ لك و هَلُمَّ لكما، كما قالوا هَیْت لك، و إِذا أَدخلت علیه النون الثقیلة قلت: هَلُمَّنَّ یا رجل، و للمرأَة: هَلُمِّنَّ، بكسر المیم، و فی التثنیة هَلُمّان، للمؤنث و المذكر جمیعاً، و هَلُمُّنَّ یا رجال، بضم المیم، و هَلْمُمْنانِّ یا نسوة، و إِذا قیل لك هَلُمَّ إِلی كذا و كذا، قلت: إِلامَ أَهَلُمُّ، مفتوحة الأَلف و الهاء، كأَنك قلت إِلامَ أَلُمُّ، فترَكْتَ الهاء علی ما كانت علیه، و إِذا قیل هَلُمَّ كذا و كذا، قلت: لا أَهَلُمُّه أَی لا أُعطیه؛ قال ابن بری: حقُّ هذا أَن یذكر فی فصل لَمَمَ لأَن الهاء زائدة، و أَصله هالُمّ.

هلدم؛ ج12، ص: 619

: الهِلْدِمُ: اللِّبْدُ الغلیظُ الجافی؛ قال: علیه من لِبْدِ الزَّمانِ هِلْدِمُهْ «2». لِبْد الزمان: یعنی الشیبَ. و الهِلْدِمُ: العجوزُ.

هلقم؛ ج12، ص: 619

: الهِلْقَامَةُ و الهِلِقَّامَةُ: الأَكول. و الهِلْقَامُ: الطویل، و قیل: الضخمُ الطویلُ، و فی التهذیب: الفرسُ الطویلُ؛ قال مُدْرِك بن حِصْن، و قیل هو لِخذَام الأَسدی، قال و هو الصحیح: أَبْناء كلّ نَجِیبة لنَجِیبة، و مُقَلِّصٍ بشَلِیله هِلْقامِ یقول: هو طویل یُقلِّص عنه شَلیلُه لطوله، و الشَّلِیلُ: الدِّرْعُ. و الهِلْقَامُ: السیّد الضخم القائم بالحَمالات، و كذلك الهِلْقَمُّ؛ قال: فإِنْ خَطِیبُ مَجْلِسٍ أَرَمَّا بِخُطْبةٍ، كنتُ لها هِلْقَمّا «3». بالحَمالاتِ لها لِهَمّا و الهِلْقِمُ و الهِلْقامُ: الواسعُ الشِّدْقَیْن من الإِبل خاصة، و ربما استُعْمِل لغیرها. و بحرٌ هِلْقِمٌ: كأَنه یَلْتَهِم ما طُرِح فیه. و هَلْقَمَ الشی‌ءَ: ابْتَلَعه. و الهِلْقَمُّ: المُبْتَلِع. و رجل هُلَقِمٌ و جُرَضِمٌ: كثیر الأَكل؛ قال: باتَتْ بلَیْلٍ ساهِد، و قد سَهِدْ هُلَقِمٌ یأْكل أَطْرافَ النُّجُدْ و هِلْقامٌ و هِلْقَامَةٌ كذلك. و الهِلْقَامُ: الأَسد. و هِلْقَامٌ: اسم رجل.

همم؛ ج12، ص: 619

: الهَمُّ: الحُزْن، و جمعه هُمُومٌ، و هَمَّه الأَمرُ هَمّاً و مَهَمَّةً و أَهَمَّه فاهْتَمَّ و اهْتَمَّ به. و لا هَمَامِ لی: مبنیة علی الكسر مثل قَطامِ أَی لا أَهُمُّ. و یقال: لا مَهَمّةَ لی، بالفتح، و لا هَمامِ، أَی لا أَهُمّ بذلك و لا أَفْعَلُه؛ قال الكمیت یمدح أَهل البیت: إِن أَمُتْ لا أَمُتْ، و نَفْسِیَ نَفْسانِ من الشَّكِّ فی عَمیً أَو تَعامِ عادِلًا غیرَهم من الناسِ طُرّاً بِهِمُ، لا هَمامِ لی لا هَمامِ أَی لا أَهُمُّ بذلك، و هو مبنی علی الكسر مثل قَطامِ؛ یقول: لا أَعْدِل بهم أَحداً، قال: و مثلُ قوله لا
(2). قوله [علیه إلخ] صدره كما فی التكملة: فجاء عود خندفیّ قشعمه (3). قوله [أرما] كذا فی الأَصل و التكملة، و فی المحكم و التهذیب ألما. و قوله [بخطبة] كذا فی الأَصل، و فی التكملة و المحكم: بخطة. و قوله [لها] كذا بالأَصل و المحكم و التهذیب، و فی التكملة: له
لسان العرب، ج‌12، ص: 620
هَمامِ قراءةُ من قرأَ: لا مَساسِ؛ قال ابن جنی: هو الحكایة كأَنه قال مَساسِ فقال لا مَساسِ، و كذلك قال فی هَمامِ إِنه علی الحكایة لأَنه لا یبنی علی الكسر، و هو یرید به الخبر. و أَهَمَّنی الأَمرُ إِذا أَقْلَقَك و حَزَنَك. و الاهْتِمَامُ: الاغتمامُ، و اهْتَمَّ له بأَمرِه. قال أَبو عبید فی باب قلّة اهتِمامِ الرجلِ بشأْن صاحِبه: هَمُّك ما هَمَّك، و یقال: هَمُّك ما أَهَمَّك؛ جعلَ ما نَفْیاً فی قوله ما أَهَمَّك أَی لم یُهِمَّك هَمُّك، و یقال: معنی ما أَهَمَّكَ أَی ما أَحْزَنَك، و قیل: ما أَقْلَقَك، و قیل: ما أَذابَك. و الهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَمِ. و المُهِمَّاتُ من الأُمور: الشدائِدُ المُحْرِقةُ. و هَمَّه السُّقْمُ یَهُمُّه هَمّاً أَذابَه و أَذْهَبَ لَحمه. و هَمَّنی المرضُ: أَذابَنی. و هَمَّ الشحمَ یَهُمُّه هَمّاً: أَذابَه؛ و انْهَمَّ هو. و الهَامُومُ: ما أُذِیبَ من السنام؛ قال العجاج یصف بَعیرَه: و انْهَمَّ هَامُومُ السَّدِیفِ الهاری عن جَرَزٍ منه و جَوْزٍ عاری «1». أَی ذهب سِمَنُه. و الهَامُومُ من الشحمِ: كثیرُ الإِهالةِ. و الهَامُومُ: ما یَسیل من الشَّحْمةِ إِذا شُوِیَت، و كلُّ شی‌ء ذائبٍ یُسمَّی هَامُوماً. ابن الأَعرابی: هُمَّ إِذا أُغْلِیَ، و هَمَّ إِذا غَلی. اللیث: الانْهِمامُ فی ذَوَبانِ الشی‌ء و اسْتِرْخائه بعد جُمودِه و صَلابتِه مثل الثلج إِذا ذابَ، تقول: انْهَمَّ. و انْهَمَّتِ البقُولُ إِذا طُبِخَتْ فی القدر. و هَمَّتِ الشمسُ الثلجَ: أَذابَتْه. و هَمَّ الغُزْرُ الناقةَ یَهُمُّها هَمّاً: جَهَدَها كأَنه أَذابَها. و انْهَمَّ الشحمُ و البَرَدُ: ذابا؛ قال: یَضْحَكْن عنْ كالبَرَد المُنْهَمِّ، تحتَ عَرَانِینِ أُنوفٍ شُمِّ و الهُمَامُ: ما ذابَ منه، و قیل: كلُّ مُذابٍ مَهْمُومٌ؛ و قوله: یُهَمُّ فیها القوْمُ هَمَّ الحَمِّ معناه یَسیل عرقهم حتی كأَنهم یَذُوبون. و هُمامُ الثلج: ما سالَ منْ مائِه إِذا ذابَ؛ و قال أَبو وجزة: نواصح بین حَمَّاوَیْنِ أَحْصَنَتا مُمَنَّعاً، كهُمَامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ أَراد بالنواصح الثَّنایا. و یقال: هَمَّ اللبَنَ فی الصحْنِ إِذ حَلَبَه، و انْهَمَّ العرَقُ فی جَبینِه إِذا سالَ؛ و قال الراعی فی الهَمَاهِمِ بمعنی الهُموم: طَرَقا، فتِلكَ هَماهِمِی أَقْرِیهِما قُلُصاً لَواقحَ كالقِسیِّ و حُولا و هَمَّ بالشی‌ءَ یَهمُّ هَمّاً: نواه و أَرادَه و عزَم علیه.و سئل ثعلب عن قوله عز و جل: وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا لَوْ لٰا أَنْ رَأیٰ بُرْهٰانَ رَبِّهِ؛ قال: هَمَّتْ زَلِیخا بالمعصیة مُصِرّةً علی ذلك، و هَمَّ یوسفُ، علیه السلام، بالمعصیة و لم یأْتِها و لم یُصِرَّ علیها، فَبَیْن الهَمَّتَیْن فَرْقٌ.قال أَبو حاتم: و قرأْتُ غریبَ القرآن علی أَبی عبیدة فلما أَتیتُ علی قولِه: وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا «2» قال أَبو عبیدة: هذا علی التقدیم و التأْخیر كأَنه أَراد: و لقد هَمَّت به، و لو لا أَنْ رَأَی بُرْهانَ ربّه لَهَمَّ بها. و قوله عز و جل: وَ هَمُّوا بِمٰا لَمْ یَنٰالُوا؛كان طائفةٌ عَزَمُوا علی أَن یغْتالُوا سیّدنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فی سفَرٍ وقَفُوا له علی طریقِه، فلما بَلغهم أَمَرَ بتَنْحیَتِهم عن طریقِه و سَمّاهم رجلًا رجلًا؛ و فی
(1). قوله [الهاری] أنشده فی مادة جرز: الواری، و كذا المحكم و التهذیب (2). الآیة
لسان العرب، ج‌12، ص: 621
حدیث سَطِیح: شَمِّرْ فإِنّك ماضی الهَمِّ شِمِّیرُ أَی إِذَا عَزمت علی أَمرٍ أَمْضَیْتَه. و الهَمُّ: ما همّ به فی نَفْسِه، تقول: أَهَمَّنِی هذا الأَمرُ. و الهَمَّةُ و الهِمَّةُ: ما هَمَّ به من أَمر لیفعله. و تقول: إِنه لَعظیمُ الهَمّ و إِنه لَصغیرُ الهِمَّة، و إِنه لَبَعیدُ الهِمَّةِ و الهَمَّةِ، بالفتح. و الهُمَامُ: الملكُ العظیم الهِمّة، و‌فی حدیث قُسٍّ: أَیها الملكُ الهُمَامُ، أَی العظیمُ الهِمَّة. ابن سیدة: الهُمَام اسمٌ من أَسماء الملك لِعِظمِ هِمّته، و قیل: لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لا یُرَدُّ عنه بل یَنْفُذ كما أَراد، و قیل: الهُمَامُ السیِّدُ الشجاعُ السَّخیّ و لا یكون ذلك فی النساء. و الهُمَامُ: الأَسدُ، علی التشبیه، و ما یَكادُ و لا یَهُمُّ كَوْداً و لا مَكادَةً و هَمّاً و لا مَهَمَّةً. و الهَمَّةُ و الهِمَّةُ: الهَوی. و هذا رجلٌ هَمُّك من رجلٍ و هِمَّتُك من رجل أَی حسْبُك. و الهِمُّ، بالكسر: الشیخ الكبیرُ البالی، و جمعه أَهْمامٌ. و حكی كراع: شیخٌ هِمَّةٌ، بالهاء، و الأُنثی هِمَّةٌ بیِّنة الهَمَامَةِ، و الجمع هِمَّات و هَمَائِمُ، علی غیر قیاس، و المصدر الهُمُومَةُ و الهَمَامَةُ، و قد انْهَمَّ، و قد یكون الهِمُّ و الهِمَّةُ من الإِبل؛ قال: و نابٌ هِمَّةٌ لا خَیْرَ فیها، مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِی ابن السكیت: الهَمُّ من الحُزْن، و الهَمُّ مَصْدَرُ هَمَّ الشَّحمَ یَهُمُّه إِذا أَذابَه. و الهَمُّ: مصدر هَمَمْت بالشی‌ء هَمّاً. و الهِمُّ: الشیخ البالی؛ قال الشاعر: و ما أَنا بالهِمِّ الكبیرِ و لا الطِّفْلِ و‌فی الحدیث: أَنه أُتِیَ برجل هِمٍّ؛ الهِمُّ، بالكسر: الكبیرُ الفانی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كان یأْمرُ جُیُوشه أَن لا یَقْتُلوا هِمّاً و لا امرأَةً؛ و فی شعر حُمید: فحَمَّلَ الهِمَّ كِنازاً جَلْعَدا «1» و الهَامَّةُ: الدابّةُ. و نِعْمَ الهامَّةُ هذا: یعنی الفرسَ؛ و قال ابن الأَعرابی: ما رأَیتُ هامَّةً أَحسنَ منه، یقال ذلك للفرس و البعیر و لا یقال لغیرهما. و یقال للدابّة: نِعْمَ الهَامَّةُ هذا، و ما رأَیت هامَّةً أَكْرمَ من هذه الدابّة، یعنی الفرس، المیمُ مشدَّدة. و الهَمِیمُ: الدَّبِیبُ. و قد هَمَمْتُ أَهِمُّ، بالكسر، هَمِیماً. و الهَمِیمُ: دوابُّ هوامِّ الأَرض. و الهوامُّ: ما كان من خَشاش الأَرض نحو العقارب و ما أَشبهها، الواحدة هَامَّة، لأَنها تَهِمُّ أَی تَدِبّ، و هَمِیمُها دبِیبُها؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة الهذلیّ یصف سیفاً: تَری أَثْرَهُ فی صَفْحَتَیْه، كأَنه مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِیمُ و قد هَمَّتْ تَهِمُّ، و لا یقع هذا الاسم إِلَّا علی المَخُوف من الأَحْناش. و‌روی ابن عباس عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان یُعَوِّذ الحسنَ و الحسَینَ فیقول: أُعیذُكُما بكلمات الله التامَّة، من شرّ كل شیطانٍ و هَامَّة، و من شرِّ كل عین لامّة، و یقول: هكذا كان إِبراهیمُ یعوّذ إِسمعیل و إِسحق، علیهم السلام؛ قال شمر: هامَّة واحدة الهَوَامِّ، و الهَوَامُّ: الحیَّاتُ و كلُّ ذی سَمٍّ یَقْتُلُ سَمُّه، و أَما ما لا یَقْتُلُ و یَسُمُّ فهو السَّوامُّ، مشدَّدة المیم، لأَنها تَسُمُّ و لا تبلُغ أَن تَقتل مثل الزُّنْبورِ و العقرب و أَشباهِها، قال: و منها القَوامُّ، و هی أَمثال القَنافِذ و الفأْرِ و الیَرابیع و الخَنافِس، فهذه لیست بهَوامَّ و لا
(1). قوله [كنازاً إلخ] تقدم هذا البیت فی مادة جلعد بلفظ كباراً و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌12، ص: 622
سَوامَّ، و الواحدة من هذه كلها هامَّة و سامّة و قامّة. و قال ابن بُزُرْج: الهامَّة الحیّةُ و السامّة العقربُ. یقال للحیة: قد هَمَّتِ الرجلَ، و للعقرب: قد سمَّتْه، و تقع الهَامَّة علی غیر ذواتِ السّمّ القاتِل، أَ لا تری‌أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لكعب بن عُجْرة: أَ یُؤْذِیكَ هَوامُّ رأْسِك؟أَراد بها القَمْل، سمّاها هَوامَّ لأَنها تَدِبُّ فی الرأْس و تَهِمُّ فیه. و فی التهذیب: و تقع الهوامُّ علی غیر ما یَدِبُّ من الحیوان، و إِن لم یَقْتُلْ كالحَشَرات. ابن الأَعرابی: هُمَّ لنَفْسِك و لا تَهُمَّ لهؤلاء أَی اطْلُبْ لها و احْتَل. الفراء: ذهبْتُ أَتَهَمَّمُه أَنْظر أَینَ هو، و روی عنه أَیضاً: ذهبتُ أَتَهَمَّمُه أَی أَطلُبه. و تَهَمَّمَ الشی‌ءَ: طلَبه. و الهَمِیمَةُ: المطرُ الضعیف، و قیل: الهَمِیمَةُ من المطر الشی‌ءُ الهیِّنُ، و التَّهْمِیمُ نحوُه؛ قال ذو الرمة: مَهْطولة من ریاض الخُرْج هیَّجها، مِن لَفِّ سارِیَةٍ لَوْثاءَ، تَهْمِیمُ «1» و الهَمِیمَةُ: مطرٌ لیّنٌ دُقاقُ القَطْر. و الهَمُومُ: البئر الكثیرة الماء؛ و قال: إِنَّ لنا قَلَیْذَماً هَمُوما، یَزیدُه مَخْجُ الدِّلا جُموما و سحابة هَمُومٌ: صَبوبٌ للمطر. و الهَمِیمَةُ من اللبَن: ما حُقِن فی السِّقاء الجدید ثم شُرب و لم یُمْخَض. و تَهَمَّمَ رأْسَه: فَلاه. و هَمَّمَت المرأَةُ فی رأْس الصبی: و ذلك إِذا نوَّمَتْه بصوت تُرَقِّقُه له. و یقال: هو یَتَهَمَّمُ رأْسَه أَی یَفْلِیه. و هَمَّمَت المرأَةُ فی رأْس الرجل: فلَّتْه. و هو من هُمَّانِهِم أَی خُشارَتهم كقولك من خُمَّانِهم. و هَمَّام: اسم رجل. و الهَمْهَمَة: الكلام الخفیّ، و قیل: الهَمْهَمَة تَرَدُّد الزَّئیر فی الصَّدْر من الهمّ و الحَزَن، و قیل: الهَمْهَمَة تَرْدید الصوت فی الصدر؛ أَنشد ابن بری لرجل قاله یوم الفتح یخاطب امرأَته: إِنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمهْ، إِذْ فَرَّ صَفْوان و فَرَّ عِكْرِمَهْ، و أَبو یَزیدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَهْ، و اسْتَقْبَلَتْهُم بالسیوف المُسْلِمَهْ، یَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ و جُمْجُمَهْ ضَرْباً، فما تَسْمع إِلا غَمْغَمهْ، لهُمْ نَهیتٌ خَلْفَنا و هَمْهَمَهْ، لَمْ تَنْطِقی باللَّوْم أَدنی كلِمَهْ «2» و أَنشد هذا الرجز هنا الحَنْدَمة، بالحاء المهملة، و أَنشده فی ترجمة خندم بالخاء المعجمة. و الهَمْهَمَة: نحوُ أَصوات البقر و الفِیَلَة و أَشباه ذلك. و الهَمَاهِم: من أَصوات الرعد نحو الزَّمازِم. و هَمْهَمَ الرَّعْدُ إِذا سمعتَ له دَوِیّاً. و هَمْهَمَ الأَسدُ، و هَمْهَمَ الرجلُ إِذا لم یُبَیِّن كلامه. و الهَمْهَمَة: الصوت الخفیّ، و قیل: هو صوت معه بحَحٌ. و یقال للقصَب إِذا هزَّته الریح: إِنه لَهُمْهوم. قال ابن بری: الهُمْهُوم المُصَوِّت؛ قال رؤبة: هزّ الریاحِ القَصَبَ الهُمْهُوما و قیل: الهَمْهَمَةُ تردید الصوت فی الصدر. و‌فی حدیث ظبْیان: خرج فی الظُّلمة فسَمِع هَمْهَمَةً‌أَی كلاماً خفیّاً لا یُفْهَم، قال: و أَصل الهَمْهَمَة صوت البقرة. و قَصَبٌ هُمْهُوم: مُصوِّت عند تَهْزیز الریح. و عَكَرٌ هُمْهُوم: كثیر الأَصوات: قال الحَكَم
(1). قوله [من لف] كذا فی الأَصل و المحكم، و فی التهذیب: من لفح، و فی التكملة: من صوب (2). روایة هذه الأَبیات فی مادة خندم تختلف عما هی علیه هنا
لسان العرب، ج‌12، ص: 623
الخُضْریّ و أَنشده ابن بری مستشهداً به علی الهُمْهوم الكثیر: جاءَ یَسوقُ العَكَرَ الهُمْهوما السَّجْوَرِیُّ لا رَعی مُسِیما و الهُمْهومة و الهَمْهامة: العَكَرة العظیمة. و حِمار هِمْهیم: یُهَمْهِم فی صوته یُردِّد النهیق فی صدره؛ قال ذو الرمة یصف الحمار و الأُتُن: خَلَّی لها سَرْبَ أُولاها و هَیَّجها، مِن خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَینِ هِمْهیمُ و الهِمْهِیم: الأَسد، و قد هَمْهَمَ. قال اللحیانی: و سمع الكسائی رجلًا من بنی عامر یقول إِذا قیل لنا أَ بَقِیَ عندكم شی‌ء؟ قلنا: هَمْهامْ و هَمْهامِ یا هذا، أَی لم یَبْقَ شی‌ء؛ قال: أَوْلَمْتَ، یا خِنَّوْتُ، شَرَّ إِیلامْ، فی یومِ نَحْسٍ ذی عجاجٍ مِظْلامْ ما كان إِلّا كاصْطِفاقِ الأَقْدامْ، حتی أَتیناهم فقالوا: هَمْهَامْ أَی لم یبق شی‌ء. قال ابن بری: رواه ابن خالویه خِنَّوْت علی مثال سِنَّوْرٍ، قال: و سأَلت عنه أَبا عُمر الزاهد فقال: هو الخَسیس. و قال ابن جنی: هَمْهَامِ و حَمْحامِ و مَحْماحِ اسم لفتیً مثل سَرْعانِ [سِرْعانِ و وَشْكان و غیرهما من أَسماء الأَفعال التی استُعْمِلت فی الخبر. و جاء‌فی الحدیث: أَحبُّ الأَسماء إِلی الله عبدُ الله و هَمَّامٌ.و‌فی روایة: أَصدقُ الأَسماء حارثة و هَمَّام، و هو فَعَّال من هَمَّ بالأَمر یَهُمُّ إِذا عزَم علیه، و إِنما كان أَصدَقها لأَنه ما من أَحد إِلا و هو یَهُمّ بأَمرٍ، رَشِدَ أَم غَوِیَ. أَبو عمرو: الهَموم الناقة الحسَنة المِشْیة، و القِرْواحُ التی تَعافُ الشُّربَ مع الكِبار، فإِذا جاءت الدَّهْداهُ شرِبت معهنّ، و هی الصغار. و الهَمُوم: الناقة تُهَمِّم الأَرضَ بفیها و ترتَع أَدنی شی‌ء تجده، قال: و منه قول ابنة الخسّ: خیرُ النوق الهَموم الرَّموم التی كأَنَّ عَینَیْها عَیْنا محموم. و قوله‌فی الحدیث فی أَولاد المشركین: هُمْ من آبائهم، و فی روایة: هم منهم، أَی حكمُهم حكم آبائهم و أَهلِهم.

هنم؛ ج12، ص: 623

: الهَنَمُ: ضربٌ من التمر، و قیل: التمر كله؛ و أَنشد أَبو حاتم عن أَبی زید: ما لَكَ لا تُطْعِمُنا من الهَنَمْ، و قد أَتاكَ التَّمْرُ فی الشهر الأَصَمّ؟ و یروی: و قد أَتَتْك العِیرُ … و الهِنَّمَة مثال الهِلَّعة: الخَرَز الذی تؤَخِّذ به النساءُ أَزواجَهنّ. حكی اللحیانی عن العامریة أَنهنَّ یقلن: أَخَّذْتُه بالهِنَّمَه، باللیل زَوج و بالنهار أَمَه؛ و من أَسماء خَرَز الأَعراب العَطْفة و الفَطْسة و الكَحْلة و الصَّرْفة و السَّلْوانة و الهَبْرة و القَبَل و القَبْلة؛ قال ابن بری: و یقال هَیْنُوم أَیضاً؛ قال ذو الرمة: ذاتَ الشَّمائلِ و الأَیْمانِ هَیْنوم «1» و هَانَمَه بحَدیثٍ: ناجاه. الأَزهری: الهَیْنَمَة الصوت، و هو شِبْه قراءة غیر بیِّنة؛ و أَنشد لرؤبة: لم یَسْمَعِ الرَّكْبُ بها رَجْعَ الكِلَمْ، إِلَّا وَساوِیسَ هَیانِیمِ الهَنَم و‌فی حدیث إِسلام عمر، رضی الله عنه: قال ما هذه الهَیْنَمَةُ؟قال أَبو عبیدة: الهَیْنَمَة الكلام الخفی لا یُفْهَم، و الیاء زائدة؛ و أَنشد قول الكمیت: و لا أَشهَدُ الهُجْرَ و القائِلیهِ، إِذا هُمْ بِهَیْنَمةٍ هَتْمَلُوا و‌فی حدیث الطفَیل بن عَمرو: هَیْنَمَ فی المَقام‌أَی
(1). صدره كما فی التكملة: هنا و هنا و من هنا لهن بها
لسان العرب، ج‌12، ص: 624
قرأَ فیه قراءة خفیّة؛ و قال اللیث فی قوله: ألا یا قَیْلُ، وَیحَكَ قُمْ فهَیْنِمْ أی فادعُ الله. و الهِنَّمة: الدَّندَنة. و یقال للرجل الضعیف: هِنَّمة. و الهَیْنَم و الهَیْنَمَة و الهَیْنَام و الهَیْنُوم و الهَیْنَمَان، كله: الكلام الخفی، و قیل: الصوت الخفی، و قد هَیْنَمَ. و المُهَیْنِمُ: النَّمَّام. و بنو هِنَّامٍ: حیٌّ من الجن، و قد جاء فی الشعر الفصیح.

هندم؛ ج12، ص: 624

: الأَزهری: الهِندامُ الحسَن القَدِّ، معرَّب.

هوم؛ ج12، ص: 624

: الهَوْم و التَّهَوُّم و التَّهْوِیم: النوم الخفیف؛ قال الفرزدق یصف صائداً: عاری الأَشاجِع مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ، ما تَطْعَمُ العَینُ نَوْماً غیر تَهْوِیم و هَوَّم الرجلُ إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس، و هَوَّمَ القومُ و تَهوَّمُوا كذلك، و قد هَوَّمْنا. أَبو عبید: إذا كان النوم قلیلًا فهو التَّهْوِیم. و‌فی حدیث رُقَیقة: فبَینا أَنا نائمة أَو مُهَوِّمةٌ؛ التَّهْوِیم: أَولُ النوم و هو دون النوم الشدید. و الهَامَةُ: رأْس كل شی‌ء من الرُّوحانیین؛ عن اللیث؛ قال الأَزهری: أراد اللیث بالرُّوحانیین ذوی الأَجسام القائمة بما جعَل اللهُ فیها من الأَرْواح؛ و قال ابن شمیل: الرُّوحانیون هم الملائكة و الجنّ التی لیس لها أَجسام تُری، قال: و هذا القول هو الصحیح عندنا. الجوهری: الهَامَة الرأْس، و الجمع هَامٌ، و قیل: الهَامَة ما بین حَرْفَی الرأْس، و قیل: هی وسَطُ الرأْس و مُعظمه من كل شی‌ء، و قیل: من ذوات الأَرواح خاصة. أَبو زید: الهَامَة أَعلی الرأْس و فیه الناصیة و القُصَّة، و هما ما أقَبَل علی الجبهة من شعر الرأْس، و فیه المَفْرَق، و هو فَرْق الرأْسِ بین الجَبینین إلی الدائرة، و كانت العرب تزعُم أن رُوح القتیل الذی لم یُدْرَك بثأْره تصیرُ هامَة فتَزْقو عند قبره، تقول: اسقُونی اسقُونی فإذا أُدْرِك بثأْره طارت؛ و هذا المعنی أَراد جریر بقوله: و مِنَّا الذی أَبكی صُدَیَّ بن مالكٍ، و نَفَّرَ طَیراً عن جُعادةَ وُقَّعا یقول: قُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطیرُ عن قبره. و أَزْقَیْت هامَة فلان إذا قتلته؛ قال: فإنْ تَكُ هَامَة بِهَراةَ تَزْقُو، فقد أَزْقَیْتُ بالمَرْوَیْنِ هاما و كانوا یقولون: إن القتیل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقونی اسقُونی حتی یُقتل قاتِلُه؛ و منه قول ذی الإِصبع: یا عَمْرُو، إنْ لا تَدَعْ شَتْمِی و مَنْقَصَتی، أَضْرِبْك حتی تقولَ الهامةُ: اسقونی یرید أَقْتُلْك. و یقال: هذا هامةُ الیومِ أو غدٍ، أی یموت الیومَ أو غدٍ؛ قال كُثَیِّر: و كلُّ خلیلٍ رانی‌ءٍ فهو قائلٌ مِنَ اجْلِكَ: هذا هامَةُ الیومِ أو غد و‌فی الحدیث: و تَرَكَت المَطِیَّ هاماً؛ قیل: هو جمع هَامَة من عظام المیت التی تصیرُ هامةً، أَو هو جمع هَائِمٍ و هو الذاهب علی وجهه؛ یرید أَن الإِبل من قلة المَرْعَی ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ علی وجهها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم قال: لا عَدْوَ و لا هَامَةَ و لا صَفَرَ؛ الهامَة: الرأْس و اسمُ طائر، و هو المراد فی الحدیث، و قیل: هی البومة. أَبو عبیدة: أما الهَامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَی، و قیل أَرواحهم، تصیر هَامَةً فتطیر، و قیل: كانوا یسمون ذلك الطائرَ الذی یخرج من هامَة المیت الصَّدَی، فنَفاه الإِسلامُ و نهاهم عنه؛
لسان العرب، ج‌12، ص: 625
ذكره الهرویّ و غیره فی الهاء و الواو، و ذكره الجوهری فی الهاء و الیاء؛ و أَنشد أَبو عبیدة: سُلِّطَ الموتُ و المَنونُ علیهمْ، فَلَهُمْ فی صَدَی المقابِرِ هامُ و قال لبید: فلیس الناسُ بَعْدَكَ فی نَقیرٍ، و لا هُمْ غیرُ أَصْداءٍ و هامِ ابن الأَعرابی: معنی‌قوله لا هامَةَ و لا صفَر؛ كانوا یتشاءمون بهما، معناه لا تتشاءموا. و یقال: أصبَحَ فلانٌ هَامَةً إذا مات. و بناتُ الهَامِ: مُخُّ الدِّماغ؛ قال الراعی: یُزِیلُ بَناتِ الهَام عن سَكِناتِها، و ما یَلْقَهُ منْ ساعدٍ فهو طائحُ و الهامَةُ: تمیمٌ، تشبیهاً بذلك؛ عن ابن الأَعرابی. و هَامَةُ القومِ: سیِّدُهم و رئیسُهم؛ و أَنشد ابن بری للطرماح: و نحن أَجازَت بالأُقَیْصِر هامُنا طُهَیَّةَ، یومَ الفارِعَیْنِ، بلا عَقْدِ و قال ذو الرمة: لنا الهَامَةُ الكُبْری التی كلُّ هَامةٍ، و إن عُظِمت، منها أَذَلُّ و أَصْغَرُ و‌فی حدیث أبی بكر و النسَّابةِ: أَ مِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها؟أی مِنْ أَشْرافِها أَنت أو من أَوْساطِها، فشبّه الأَشْرافَ بالهامِ، و هو جمع هامةِ الرأْس. و الهامةُ: جماعةُ الناس، و الجمع من كل ذلك هامٌ؛ قال جُرَیْبة بن أَشْیم: و لَقَلَّ لی، مما جَعَلْتُ، مَطِیَّةٌ فی الهامِ أَرْكَبُها، إذا ما رُكِّبُوا یعنی بذلك البَلِیَّةَ، و هی الناقةُ تُعْقَل عند قبر صاحِبها تَبْلی، و كان أهلُ الجاهلیة یزعمون أَن صاحَبها یركبُها یوم القیامة و لا یمشی إلی المحشر. و الهَامَة مِن طیرِ اللیلِ: طائرٌ صغیر یأْلَفُ المَقابِرَ، و قیل: هو الصَّدی، و الجمع هامٌ؛ قال ذو الرمة: قد أَعْسِفُ النازحَ المجهول مَعْسِفُه فی ظِلِّ أَخْضَرَ یَدْعُو هامَه البُومُ ابن سیدة: و الهَامَةُ طائرٌ یخرج من رأْس المیّت إذا بَلِیَ، و الجمع أَیضاً هَامٌ. و یقال: إنما أَنتَ مِن الهَامِ. و یقال للفرس هَامَةٌ، بتخفیف المیم، و أَنكرها ابن السكیت و قال: إنما هی الهَامَّة، بالتشدید. ابن الأَثیر‌فی الحدیث: اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فإنها مأْوَی الهَوامِّ؛ قال: هكذا جاء فی روایة و المشهور هَزْم الأَرض، بالزای، و قد تقدم؛ و قال الخطابی: لسْتُ أَدْری ما هَوْمُ الأَرض، و قال غیره: هَوْمُ الأَرض بطنٌ منها فی بعض اللغات. و الهامةُ: موضعٌ مِن دُونِ مِصر، حماها الله تعالی: قال: مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا و هامَةُ: اسمُ حائطٍ بالمدینة؛ أَنشد أَبو حنیفة: من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبت لِسَقْیٍ، و جُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها الهَوْمَاةُ: الفَلاة، و بعضهم یقول الهَوْمَة و الهَوْمَاةُ، و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة قال: و‌فی حدیث صفوانَ: كنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی سفر إذ ناداه أَعرابیّ بصوتٍ جَهْوَریّ یا محمد، فأَجابه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بنَحْوٍ من صوتِه: هاؤُمْ، بمعنی تعالَ و بمعنی خُذْ، و یقال للجماعة كقوله عز و جل: هٰاؤُمُ اقْرَؤُا كِتٰابِیَهْ، و إنما رفَع صوتَه، صلی الله علیه و سلم، من طریق الشَّفقة علیه لئلا یَحْبَطَ عملُه، من قوله عز و جل:
لسان العرب، ج‌12، ص: 626
لٰا تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیِّ؛ فعَذَره بجَهْلِه و رَفع النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، صوتَه حتی كانَ مثلَ صوتِه أو فوقَه لفَرْطِ رأْفتِه به، صلی الله علیه و سلم، و لا أَعْدَمَنا رأْفَتَه و رحمتَه یومَ ضَرورتِنا إلی شفاعتِه و فاقَتنا إلی رحمته، إنه رؤوف رحیم.

هیم؛ ج12، ص: 626

: هامَتِ الناقةُ تَهِیمُ: ذهَبَت علی وجهِها لرَعْیٍ كهَمَتْ، و قیل: هو مقلوب عنه. و الهُیامُ: كالجنون، و فی التهذیب: كالجنون من العشق. ابن شمیل: الهُیامُ نحو الدُّوارِ جنونٌ یأْخذ البعیرَ حتی یَهْلِك، یقال: بعیرٌ مَهْیُومٌ. و الهَیمُ: داءٌ یأْخذ الإِبلَ فی رؤوسها. و الهَائِمُ: المتحیِّرُ. و‌فی حدیث عكرمة: كان علیٌّ أَعْلَمَ بالمُهَیِّماتِ؛ یقال: هَامَ فی الأَمر یَهِیمُ إذا تحیّر فیه، و‌یروی المُهَیْمِنات، و هو أَیضاً الذاهبُ علی وجهه عِشْقاً، هَامَ بها هَیْماً و هُیُوماً و هِیاماً و هَیَماناً و تَهْیَاماً، و هو بناءٌ موضوعٌ للتكثیر؛ قال أَبو الأَخْزر الحُمّانی: فقد تَناهَیْتُ عن التَّهْیام قال سیبویه: هذا بابُ ما تُكَثِّرُ فیه المصدرَ من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائدَ و تبنیه بناءً آخر، كما أَنك قلت فی فَعَلت فَعَّلْت حین كَثَّرت الفعل، ثم ذكرَ المصادرَ التی جاءت علی التَّفْعال كالتَّهْذار و نحوها، و لیس شی‌ءٌ من هذا مصدرَ فَعَلْت، و لكن لما أردت التكثیر بنیت المصدرَ علی هذا كما بنیت فَعَلْت علی فَعَّلْت؛ و قول كُثَیر: و إنِّی، و تَهْیامِی بعَزَّةَ، بَعْدَ ما تَخَلَّیْتُ مِمَّا بَیْنَنا و تَخَلَّتِ قال ابن جنی: سأَلت أَبا علیّ فقلت له: ما موضعُ تَهْیامی من الإِعراب؟ فأَفْتَی بأَنه مرفوع بالابتداء، و خبرُه قولُه بِعَزّة، و جعل الجملة التی هی تَهْیامِی بعزّة اعتراضاً بین إنّ و خبرِها لأَن فی هذا أَضْرُباً من التشدید للكلام، كما تقول: إنّك، فاعْلَم، رجلُ سَوْءٍ و إنه، و الحقَّ أَقولُ، جَمِیلُ المَذْهَب، و هذا الفصلُ و الاعتراض الجاری مَجْری التوكید كثیرٌ فی كلامهم، قال: و إذا جازَ الاعتراض بین الفعل و الفاعل فی نحو قوله: و قد أَدْرَكَتْنی، و الحَوادِثُ جَمّةٌ، أَسِنّةُ قَوْمٍ لا ضِعافٍ، و لا عُزْلِ كانَ الاعتراضُ بین اسم إنّ و خبرها أَسْوَغَ، و قد یحتمل بیتُ كُثَیّر أَیضاً تأْویلًا آخرَ غیر ما ذهب إلیه أَبو علیّ، و هو أَن یكون تَهْیامِی فی موضع جرّ علی أَنه أَقْسَم به كقولك: إنّی، و حُبِّك، لَضنِینٌ بك، قال ابن جنی: و عَرَضْتُ هذا الجوابَ علی أَبی علیّ فتقبَّله، و یجوز أن یكون تَهْیامی أَیضاً مُرْتَفِعاً بالابتداء، و الباء متعلقة فیه بنفس المصدر الذی هو التَّهْیامُ، و الخبر محذوف كأَنّه قال و تَهْیامِی بعزّة كائنٌ أو واقعٌ علی ما یُقَدَّر فی هذا و نحوه، و قد هَیَّمَه الحُبُّ؛ قال أَبو صخر: فهل لَكَ طَبٌّ نافعٌ من عَلاقةٍ تُهَیِّمُنی بین الحَشا و التَّرائِب؟ و الاسم الهُیامُ. و رجل هَیْمانُ: مُحِبٌّ شدیدُ الوَجْدِ. ابن السكیت: الهَیْمُ مصدرُ هَامَ یَهِیمُ هَیْماً و هَیَماناً إذا أَحَبَّ المرأَةَ. و الهُیَّامُ: العُشّاقُ. و الهُیَّامُ: المُوَسْوِسُون، و رجل هَائِمٌ و هَیُومٌ. و الهُیُومُ: أَن یذهبَ علی وَجْهِه، و قد هَامَ یَهِیمُ هُیاماً. و اسْتُهِیمَ فُؤادُه، فهو مُسْتَهامُ الفُؤاد أی مُذْهَبُه. و الهَیْمُ: هَیَمانُ العاشق و الشاعرِ إذا خلا فی الصحراء. و قوله عزّ و جلّ: فِی كُلِّ وٰادٍ یَهِیمُونَ؛ قال بعضهم: هو وادِی الصَّحراء
لسان العرب، ج‌12، ص: 627
یَخْلو فیه العاشقُ و الشاعرُ؛ و یقال: هو وادی الكلام، و الله أَعلم. الجوهری: هَامَ علی وَجْهِه یَهِیمُ هَیْماً و هَیَماناً ذهبَ من العِشْقِ و غیره. و قلبٌ مُسْتَهَامٌ أَی هائمٌ. و الهُیامُ: داء یأْخذ الإِبلَ فتَهِیم فی الأَرضِ لا ترعی، یقال: ناقة هَیْمَاء؛ قال كُثَیّر: فلا یَحْسَب الواشون أَنّ صَبابَتی، بِعَزَّةَ، كانت غَمْرَةً فتَجَلَّتِ و إِنِّیَ قد أَبْلَلْتُ من دَنَفٍ بها كما أَدْنَفَتْ هَیْمَاءُ، ثم اسْتَبَلَّتِ و قالوا: هِمْ لنَفْسِك و لا تَهِمْ لهؤلاء أَی اطْلُبْ لها و اهْتَمَّ و احْتَلْ. و فلان لا یَهْتامُ لنفسِه أَی لا یَحْتالُ؛ قال الأَخطل: فاهْتَمْ لنَفْسِك، یا جُمَیعُ، و لا تكنْ لَبنی قُرَیْبَةَ و البطونِ تَهِیمُ «2». و الهُیامُ، بالضم: أَشدُّ العطش؛ أَنشد ابن بری: یَهِیمُ، و لیس اللهُ شافٍ هُیامَه، بِغَرّاءَ، ما غَنَّی الحَمامُ و أَنْجَدا و شافٍ: فی موضع نصب خبر لیس، و إِن شئت جعلتَه خبرَ اللهِ و فی لیس ضمیرُ الشأْن. و قد هَامَ الرجلُ هُیَاماً، فهو هَائِمٌ و أَهْیَمُ، و الأُنثی هَائِمَةٌ و هَیْمَاءُ، و هَیْمَانُ، عن سیبویه، و الأَنثی هَیْمَی، و الجمع هِیَامٌ. و رجل مَهْیُومٌ و أَهْیَمُ: شدیدُ العَطشِ، و الأُنثی هَیْماءُ. الجوهری و غیره: و الهِیامُ، بالكسر، الإِبلُ العِطاشُ، الواحد هَیْمَان. الأَزهری: الهَیْمَانُ العَطْشانُ، قال: و هو من الداء مَهْیُومٌ. و‌فی حدیث الاستسقاء: إِذا اغْبَرَّت أَرضُنا و هَامَت دوابُّنا‌أَی عَطِشت، و قد هَامَت تَهِیمُ هَیَماً، بالتحریك. و ناقةً هَیْمَی: مثل عَطْشان و عَطْشَی. و قومٌ هِیمٌ أَیِ عِطاشٌ، و قد هَامُوا هُیاماً. و قوله عز و جل: فَشٰارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ، هی الإِبلُ العِطاش، و یقال: الرَّمْلُ؛قال ابن عباس: هَیَامُ الأَرض، و قیل: هَیَامُ الرَّمْل، و قال الفراء: شُرْبَ الْهِیمِ، قال: الهِیمُ الإِبلُ التی یُصیبها داءٌ فلا تَرْوَی من الماء، واحدُها أَهْیَمُ، و الأُنثی هَیْمَاء، قال: و من العرب من یقول هَائِمٌ، و الأُنثی هَیْمَاء، قال: و من العرب من یقول هَائِمٌ، و الأُنثی هَائِمَة، ثم یجمعونه علی هِیمٍ، كما قالوا عائطٌ و عِیطٌ و حائل و حُول، و هی فی معنی حائلٍ إِلا أَن الضمة تُرِكت فی الهِیم لئلا تصیرَ الیاءُ واواً، و یقال: إِن الهِیم الرَّمْلُ. یقول عز و جل: یَشْرَبُ أَهلُ النار كما تشربُ السِّهْلةُ؛ و‌قال ابن عباس: شُرْبَ الْهِیمِ، قال: هَیامُ الأَرض؛ الهَیامُ: بالفتح: ترابٌ یخالِطُه رَمْلٌ یَنْشَفُ الماءَ نَشْفاً، و فی تقدیره وجهان: أَحدهما أَن الهِیم جَمعُ هَیَامٍ، جُمِعَ علی فُعُلٍ ثم خفِّف و كُسرت الهاءُ لأَجل الیاء، و الثانی أَن تذهب إِلی المعنی و أَن المراد الرِّمال الهِیم، و هی التی لا تَرْوَی. یقال: رَمْلٌ أَهْیَمُ؛ و منه‌حدیث الخندق: فعادتْ كَثِیباً أَهْیَمَ؛ قال: هكذا جاء فی روایة، و‌المعروف أَهْیَل، و قد تقدم. أَبو الجراح: الهُیَامُ داءٌ یُصِیبُ الإِبل من ماءٍ تشرَبُه. یقال: بعیرٌ هَیْمانُ و ناقةٌ هَیْمَی، و جمعُه هِیامٌ. و الهُیَامُ و الهِیامُ: داءٌ یصیب الإِبل عن بعضِ المِیاه بتهامةَ یُصیبها منه مثلُ الحُمَّی؛ و قال الهَجَریّ: هو داءٌ یصیبُها عن شرب النَّجْلِ إِذا كثر طُحْلُبُه و اكْتَنَفت الذِّیَّانُ به، بعیرٌ مَهْیُومٌ و هَیْمَانُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أَن رجلًا باعَ منه إِبلًا هِیماً‌أَی مراضاً، جمع أَهْیَم، و هو الذی أَصابه الهُیَامُ، و هو داء یُكْسِبُها العطشَ؛ و قال بعضهم: الهِیمُ الإِبلُ الظِّماءُ، و قیل: هی المراضُ
(2). قوله [لبنی قریبة] ضبط فی الأصل بضم القاف و فتح الراء، و ضبط فی التكملة بفتح القاف و كسر الراء
لسان العرب، ج‌12، ص: 628
التی تَمَصُّ الماء مَصّاً و لا تَرْوی. الأَصمعی: الهُیَامُ للإِبل داءٌ شَبیهٌ بالحُمَّی تَسْخُن علیه جُلودُها، و قیل: إِنها لا تَرْوَی إِذا كانت كذلك. و مفازةٌ هَیْمَاءُ: لا ماءَ بها، و فی الصحاح: الهَیْمَاءُ المفازة لا ماءَ بها. و الهَیَام، بالفتح، من الرمل: ما كان تُراباً دُقاقاً یابِساً، و قیل: هو التراب أَو الرملُ الذی لا یَتمالك أَن یسیل من الیَدِ لِلِینِه، و الجمع هِیمٌ مثل قَذالٍ و قُذُل؛ و منه قول لبید: یَجتابُ أَصْلًا قالِصاً مُتَنبِّذاً، بِعُجوب أَنْقاءٍ یَمیلُ هَیامُها الهَیامُ: الرمل الذی یَنْهارُ. و التَّهَیُّمُ: مِشْیةٌ حسنةٌ؛ قال أَبو عمرو: التَّهیمُ أَحسَنُ المشیِ؛ و أَنشد لِخُلَید الیَشْكُرِیّ: أَحسَن مَن یَمْشِی كذا تَهَیُّما و الهُیَیْمَاء: موضع، و هو ماءٌ لبنی مُجاشِع، یُمَدّ و یُقْصر؛ قال الشاعر مُجَمِّع بن هلال: و عاثِرة، یومَ الهُیَیْمَا، رأَیتُها و قد ضمَّها مِن داخلِ الحبّ مَجْزَع قال ابن بری: هُیَیْمَا قومٌ من بنی مجاشع، قال: و السماع عند ابن القطاع. و هُیَیْما: ماء لبنی مُجاشع، یمدّ و یقصر. الأَزهری قال: قال عمارةُ: الیَهْماءُ الفلاةُ التی لا ماءَ فیها، و یقال لها هَیْمَاءُ. و‌فی الحدیث: فدُفِنَ فی هَیامٍ من الأَرض.و لَیْلٌ أَهْیَمُ: لا نُجوم فیه.

فصل الواو؛ ج12، ص: 628

وأم؛ ج12، ص: 628

: ابن الأَعرابی: المُوَاءَمَةُ المُوافقةُ. وَاءَمَه وِئَاماً و مُوَاءَمةً: وافقَه. و وَاءَمْتُه مُوَاءَمَةً و وِئَاماً: و هی المُوافَقة أَن تفعل كما یفعل. و‌فی حدیث الغِیبَةِ: إِنه لَیُوَائِمُ‌أَی یُوافِق؛ و قال أَبو زید: هو إِذا اتَّبَع أَثَره و فعَل فِعْلَه، قال: و من أَمثالهم فی المُیاسَرة: لو لا الوِئامُ لهلَك الإِنسانُ؛ قال السیرافی: المعنی أَن الإِنسانَ لو لا نظرُه إِلی غیره ممن یفعلُ الخیرَ و اقتداؤه به لهَلَك، و إِنما یعیشُ الناسُ بعضُهم مع بعض لأَن الصغیرَ یقتدی بالكبیر و الجاهلِ بالعالِم، و یروی: لهلَك اللِّئامُ أَی لو لا أَنه یَجِد شَكْلًا یَتَأَسَّی به و یفعل فِعْلَه لهلَك. و قال أَبو عبید: الوِئامُ المُباهاةُ، یقول: إِن اللِّئامَ لیسوا یأْتون الجَمِیلَ من الأُمور علی أَنها أَخلاقُهم، و إنما یفعلونها مُباهاةً و تشبیهاً بأهل الكَرَم، فلو لا ذلك لهَلكوا، و أَما غیر أَبی عبید من علمائنا فیُفَسِّرون الوِئام المُوافَقةَ، و قال: لو لا الوِئَام، هلَك الأَنام؛ یقولون: لو لا مُوافقةُ الناس بعضِهم بعضاً فی الصُّحْبةِ و العِشْرة لكانت الهَلَكةُ، قال: و لا أَحْسَبُ الأَصْلَ كان إِلا هذا، قال ابن بری: و ورد أَیضاً لو لا الوِئَام، هلكت جُذام. و یقال: فلانةُ تُوَائِمُ صواحِباتها إِذا تَكلَّفَت ما یَتَكلَّفْن من الزینة؛ و قال المرَّار: یَتَوَاءَمْنَ بِنَوماتِ الضُّحی، حَسَنات الدَّلِّ و الأُنْسِ الخَفِرْ و المُوَأَّمُ: العظیم الرأْسِ؛ قال ابن سیدة: أُراه مقلوباً عن المُؤَوَّمِ، و هو مذكور فی موضعه. و التَّوْأَمُ: أَصلُه وَوْأَمٌ، و كذلك التَّوْلَج أَصلُه وَوْلَجٌ، و هو الكِناسُ، و أَصل ذلك من الوِئَام و هو الوِفاقُ، و قد ذكر فی فصل التاء متقدِّماً؛ قال الأَزهری: و أَعَدْتُ ذِكْرَه فی هذه الترجمة لأُعَرِّفَك أَن التاء مبدلةٌ من الواو، و أَنه وَوْأَمٌ. اللیث: المُوَاءَمَةُ المُباراةُ. و یَوْأَمٌ: قبیلةٌ من الحَبشِ أَو جِنْسٌ منه؛ عن ابن
لسان العرب، ج‌12، ص: 629
الأَعرابی؛ و أَنشد: و أَنتُم قَبیلةٌ من یَوْأَمْ، جاءت بِكُمْ سَفینةٌ من الیَمْ أَراد من یوأَمٍ و الیمِّ فخفَّف، و قوله … من یَوْأَم أَی أَنكم سُودانٌ فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ. قال ابن بری: و حكی حمزة عن یعقوب أَنه یقال للبُعْد ابن یَوْأَمٍ؛ و أَنشد: و إِنَّ الذی كَلَّفْتَنی أَن أَرُدَّه مع ابن عِبادٍ، أَو بأَرضِ ابن یَوْأَما علی كل نَأْیِ المَحْزِمَیْنِ، تری له شَراسِیفَ تَغْتالُ الوَضِینَ المُسمَّما

وتم؛ ج12، ص: 629

: الوَتْمةُ: السیر الشدید.

وثم؛ ج12، ص: 629

: التهذیب: الفراء: الوَثْمُ الضَّرْبُ، و فی الصحاح: الدّقُّ و الكَسرُ. و المَطرُ یَثِمُ الأَرض وَثْماً: یَضْرِبُها؛ قال طرفة: جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها، لِرَبیعٍ، دِیمة تَثِمُهْ فأَما قوله: فسقَی بلادَك، غیرَ مُفْسِدِها، صَوبُ الرَّبیع و دِیمةٌ تَثِم فإِنه علی إِرادة التعدِّی، أَرادَ تَثِمُها فحذف، و معناه أَی تؤثّر فی الأَرض. وَ وَثَمَتِ الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً و وِثَاماً: أَدْمَتْه. و قال المزنی: وَجَدْتُ كَلأً كَثِیفاً وَثِیمَةً؛ قال: الوَثِیمَةُ جماعةٌ من الحَشِیش أَو الطعامِ. یقال: ثِمْ لها أَی اجْمَعْ لها. و الوَثِیمُ: المُكتنزُ اللحمِ، و قد وَثُمَ یَوْثُمُ وثَامةً. و یقال: وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ بحافِره یَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها. و وَثَمَ الشی‌ءَ وَثْماً: كسَره و دَقَّه. و‌فی الحدیث: أَنه كان لا یَثِمُ التَّكْبیرَ‌أَی لا یكسِره بل یأْتی به تامّاً. و الوَثْمُ الكسرُ و الدَّقُّ أَی یُتِمُّ لَفْظه علی جهة التعظیم مع مُطابَقةِ اللِّسانِ و القلبِ. و وَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً و ثِمَةً: رَجَمَها و دَقَّها، و كذلك وَثْمُ الحجارة. و المُوَاثَمَةُ فی العَدْوِ: و المُضابَرةُ كأَنه یرمی بنفسه؛ و أَنشد: و فی الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُوَاثِمُ وَ وَثَمَ یَثِمُ أَی عَدا. و خُفٌّ مِیثَمٌ: شدیدُ الوطءِ، و كأَنه یَثِمُ الأَرضَ أَی یَدُقُّها؛ قال عنترة: خَطَّارة، غِبَّ السُّری، زَیَّافةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بكلّ خُفٍّ مِیثَمِ ابن السكیت: الوَثِیمَةُ الجماعةُ من الحشیش أَو الطعامِ. و قولهم: لا و الذی أَخرجَ النارَ من الوَثِیمَةِ أَی من الصخرة. و الوَثِیمَةُ: الحجرُ، و قیل: الحجر المكسور. و حكی ثعلب: أَنه سمع رجلًا یَحْلِف لرجل و هو یقول: و الذی أَخْرج العَذْقَ من الجَرِیمَةِ و النارَ من الوَثِیمَةِ؛ و الجَریمةُ: النواة؛ و قال ابن خالویه: الجَریمةُ التَّمْرةُ لأَنها مجرومة من النخلة فسَمَّی النَّواةَ جَریمةً باسم سبَبِها لأَن النَّواةَ، من الجَریمة، و الوَثِیمَةُ: حجرُ القَدَّاحة، قال و ذكر ابن سیدة قال: الوَثِیمَةُ الحجارةُ، یكون فی معنی فاعِلةٍ لأَنها تَثِمُ، و فی معنی مفعولة لأَنها تُوثَم. و‌ذكر محمد بن السائب الكلبی: أَنَّ أَوْسَ بن حارثة عاشَ دَهْراً و لیس له ولدٌ إِلا مالِك، و كان لأَخیه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد: عُمر و عَوْفٌ و جُشَمٌ و الحرث و كعْب، فلما حضره الموتُ قال له قومُه: قد كنا نأْمرُك بالتزویج فی شبابك حتی حضرك الموت، فقال أَوْسٌ: لم یَهْلِكْ هالِك، مَن ترَك مالِك، و إِن كان الخَزْرَجُ ذا عدد، و لیس لِمالكٍ، وَلَد، فلعلَّ الذی استخرج النخلة من الجریمة، و النارَ من الوَثِیمة، أَن یجعلَ لمالكٍ نَسْلًا، و رجالًا بُسْلًا.
لسان العرب، ج‌12، ص: 630

وجم؛ ج12، ص: 630

: الوُجومُ: السكوتُ علی غَیْظٍ، أَبو عبید: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتی یُمْسِك عن الطعام «1». فهو الوَاجِمُ، و الوَاجِمُ: الذی اشتدَّ حُزْنه حتی أَمْسَك عن الكلام. یقال: ما لی أَراكَ وَاجِماً؛ و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه لَقِیَ طَلْحةَ فقال: ما لی أَراك وَاجِماً؟أَی مُهْتَمّاً. و الوَاجِمُ: الذی أَسْكتَه الهمُّ و عَلَتْه الكآبةُ، و قیل: الوُجُومُ الحُزْنُ. و یقال: لم أَجِمْ عنه أَی لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً. و الوَاجِمُ و الوَجِمُ: العَبوسُ المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن، و قد وَجَمَ یَجِمُ وَجْماً و وُجُوماً و أَجَمَ علی البدل؛ حكاها سیبویه. و وَجَمَ الشی‌ءَ وَجْماً و وُجُوماً: كرِهَه. و وَجَمَ الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، یمانیة. و رجلٌ وَجَمٌ: ردی‌ءٌ. و أَوْجَمُ الرملِ: مُعْظمُه؛ قال رؤبة: و الحِجْرُ و الصَّمّانُ یَحْبُو أَوْجَمُه و وَجْمةُ: اسمُ موضع؛ قال كثیِّر: أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ إِلی وَجْمَةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابن الأَعرابی: الوَجَمُ جبل صغیر مثل الإِرَم. ابن شمیل: الوَجَمُ حجارةٌ «2». مركومةٌ بعضُها فوق بعض علی رؤوس القُورِ و الأِكام، و هی أَغلظُ و أَطولُ فی السماء من الأُرومِ، قال: و حجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّیرة و الأَمَرَة، لو اجتمع علی حجرٍ أَلفُ رجل لم یُحَرِّكوه، و هی أَیضاً من صَنْعة عاد، و أَصلُ الوَجَمِ مُستدِیرٌ و أَعلاهُ مُحدَّد، و الجماعة الوُجُوم؛ قال رؤبة: و هامة كالصَّمْدِ بین الأَصْمادْ، أَو وَجَمِ العادِیّ بین الأَجْمادْ الجوهری: و الوَجَمُ، بالتحریك، واحد الأَوْجَامِ، و هی علاماتٌ و أَبْنِیةٌ یُهْتَدی بها فی الصَّحارَی. ابن الأَعرابی: بیتٌ وَجْمٌ و وَجَمٌ، و الأَوْجَامُ: البیوتُ و هی العِظامُ منها؛ قال رؤبة: لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ، و أَرْمُلِ الدَّهْنا و صَمّانِ الوَجَمْ قال: و الوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، و یُجمع أَوْجَاماً؛ و قال رؤبة: كأَنَّ أَوْجَاماً و صَخْراً صاخِرا و یومٌ وَجِیمٌ أَی شدیدُ الحرِّ، و هو بالحاء أَیضاً، و یقال: یكون ذلك وَجَمَة أَی مَسَبَّةً. و الوَجْمَةُ مثل الوَجْبة: و هی الأَكْلة الواحدة.

وحم؛ ج12، ص: 630

: وَحِمَت المرأَة تَوْحَمُ وَحَماً إِذا اشتَهت شیئاً علی حَبَلِها، و هی تَحِمُ، و الاسم الوِحَامُ و الوَحَام، و لیس الوِحَامُ إِلا فی شَهْوة الحَبَل خاصَّة. و قد وَحَّمْنَاها تَوْحِیماً: أَطْعَمناها ما تَشْتهیه. و یقال أَیضاً: وَحَّمْنَا لها أَی ذَبَحنا. و امرأَة وَحْمَی: بیِّنة الوِحامِ. و فی المثل فی الشَّهْوان: وَحْمَی و لا حَبَل أَی أَنه لا یُذْكر له شی‌ءٌ إِلا اشتهاه. و‌فی حدیث المَوْلِد: فجعلَتْ آمنةُ أُمُّ النبی، صلی الله علیه و سلم، تَوْحَمُ‌أَی تَشْتهی اشْتِهاءَ الحامِل. و قال أَبو عبیدة: فی المثل وَحْمَی فأَمّا حَبَل فلا؛ یقال ذلك لمن یطلب ما لا حاجة له فیه من حِرْصِه لأَن الوَحْمی التی تَوْحَمُ فتشتهی كلَّ شی‌ء علی حبَلِها، فیقال هذا یشتهی كما تشتهی الحُبْلی و لیس به حَبَلٌ، قال: و قیل لِحُبْلی ما تشتهی؛ فقالت: التمرةَ و واهاً بِیَهْ و أَنا وَحْمی للدِّكَة أَی للوَدَك؛ الوَحَمُ: شدَّةُ شهوةِ الحُبْلی لشی‌ءٍ تأْكله، ثم یقال لكل مَن أَفْرَطَت شهوتُه فی شی‌ء: قد وَحِمَ یَوْحَمُ وَحَماً
(1). قوله [عن الطعام] فی التهذیب: عن الكلام (2). قوله [الوَجَم حجارة] هو بالفتح و التحریك
لسان العرب، ج‌12، ص: 631
و نسوةٌ وِحَامٌ و وَحَامَی. و الوِحَامُ من الدوابِّ: أَن تَسْتَصعِب عند الحَمْل، و قد وَحِمَت، بالكسر، قال: و الوَحَمُ فی الدَّوابّ إِذا حَملَت و استَعْصتْ؛ و أَنشد: قد رابَه عِصْیانُها و وِحَامُها التهذیب: أَما قول اللیث الوِحَامُ فی الدوابّ استعصاؤُها إِذا حمَلتْ فهو غلَطٌ و إِنما غَرَّه قولُ لبید یصف عَیْراً و أُتُنَه: قد رابه عصیانها و وِحَامها یظن أَنه لما عطف قولَه و وِحَامُها علی عصیانُها أَنهما شی‌ءٌ واحد، و المعنی فی قوله وِحَامُها شهوةُ الأُتُنِ للعَیر، أَراد أَنها تَرْمَحُه مرَّةً و تستعصی علیه مع شهوتها لضِرابِه إِیاها، فقد رابَه ذلك منها حین أَظهرت شیئین متضادَّین. و الوَحَمُ: اسمُ الشی‌ء المُشتَهی؛ قال: أَزْمان لَیلی عامَ لَیلی وَحَمِی أَی شَهْوتی كما یكون الشی‌ء شهوةَ الحُبْلی، لا تُریدُ غیرَه و لا تَرْضی منه ببدَلٍ، فجعل شهوته للِّقاء لَیلًا وَحَماً، و أَصلُ الوَحَمِ للحُبْلی. و وَحَّمَ المرأَةَ و وَحَّمَ لها: ذبَح لها ما تَشهَّت. و الوَحَمُ: شهوةُ النكاح؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كتَمَ الحُبَّ فأَخْفاه، كما تَكْتُم البِكْرُ من الناسِ الوَحَمْ و قیل: الوَحَمُ الشهوةُ فی كل شی‌ء. و وَحَمْتُ وَحْمَه: قصدتُ قصدَه. و التَّوْحِیمُ: أَن یَنْطُفَ الماءُ من عُودِ النَّوامی إِذا كُسِرَ. و یومٌ وَحِیمٌ: حارٌّ؛ عن كراع.

وخم؛ ج12، ص: 631

: الوَخْمُ.، بالتسكین، و الوَخِمُ، بكسر الخاء، و الوَخِیمُ: الثقیلُ من الرجال البَیِّن الوَخامةِ و الوُخومةِ، و الجمع وَخَامی و وِخامٌ و أَوْخَامٌ، و قد وَخُمَ وَخَامةً و وُخُوماً. و‌فی حدیث أُمِّ زرع: لا مَخافةَ و لا وَخَامَةَ‌أَی لا ثِقَلَ فیها. یقال: وَخُمَ الطعامُ إِذا ثَقُل فلم یُستَمْرَأْ، فهو وَخِیمٌ، قال: و قد تكونُ الوَخَامَةُ فی المعانی، یقال: هذا الأَمرُ وَخِیمُ العاقِبة أَی ثقیلٌ ردی‌ءٌ. و أَرض وَخَامٌ و وَخِیمٌ و وَخْمَةٌ و وَخِمَةٌ و وَخِیمَةٌ و مُوخِمَةٌ: لا یَنْجَعُ كلأُها، و كذلك الوَبِیلُ. و طعامٌ وَخِیمٌ: غیرُ مُوافق، و قد وَخُمَ وَخَامةً. و توَخَّمَه و استَوْخَمَه: لم یَستَمْرِئْه و لا حَمِدَ مغَبَّتَه. و استَوْخَمْتُ الطعامَ و تَوَخَّمْتُه إِذا استَوْبلْته؛ قال زهیر: قضَوْا ما قضَوْا من أَمرِهم، ثم أَوْرَدُوا إِلی كَلإٍ مُستَوْبَلٍ مُتَوَخَّمِ و منه اشتُقَّت التُّخَمَةُ. و شی‌ءٌ وَخِمٌ أَی وَبی‌ءٌ. و بَلْدةٌ وَخِمَةٌ و وَخِیمَةٌ إِذا لم یُوافِق سكَنُها، و قد اسْتَوْخَمْتُها. و التُّخَمَة، بالتحریك: الذی یُصِیبك من الطعام إِذا استوْخمْتَه، تاؤه مبدلة من واو. و‌فی حدیث العُرَنِیِّین: و اسْتَوْخَمُوا المدینة‌أَی استثقلوها و لم یُوافِق هواؤها أَبدانَهُ، و‌فی حدیث آخر: فاسْتَوْخَمْنا هذه الأَرضَ.و وَخِمَ الرجلُ، بالكسر، أَی اتَّخَمَ؛ قال سیبویه: و الجمع تُخَمٌ، و قد تَخَمَ یَتْخِمُ و تَخِمَ و اتَّخَمَ یَتَّخِمُ. و أَتْخَمَه الطعامُ، علی أَفْعَله، و أَصله أَوْخَمَه، و أَصل التُّخَمَة وُخَمةٌ، فحُوِّلت الواوُ تاءً، كما قالوا تُقاةٌ، و أَصلها وُقاةٌ، و تَوْلَج و أَصلُه وَوْلَج. و طعامٌ مَتْخَمَةٌ، بالفتح: یُتَّخَمُ منه، و أَصله مَوْخَمة لأَنهم توهَّموا التاءَ أَصلیة لكثرة الاستعمال. و وَاخَمَنی فوَخَمْتُه أَخِمُه: كنتُ أَشدَّ تُخَمةً منه، و قد اتَّخَمْتُ من الطعامِ و عن الطعام، و الاسم التُّخَمَة، بالتحریك، كما مضی فی وُكَلةٍ و تُكَلةٍ، و الجمع تُخَمَاتٌ و تُخَمٌ،
لسان العرب، ج‌12، ص: 632
و العامَّة تقول التُّخْمَة، بالتسكین؛ و قد جاء ذلك فی شعر أَنشده ابن الأَعرابی: و إِذا المِعْدَةُ جاشَتْ، فارْمِها بالمَنْجَنیقِ بِثلاثٍ مِنْ نَبیذٍ، لیسَ بالحُلْوِ الرَّقیقِ تَهْضِمُ التُّخْمَةَ هَضْماً، حین تَجْری فی العُروقِ و الوَخَمُ: داءٌ كالباسورِ، و ربما خرج فی حَیاءِ الناقة عند الولادة فقُطِع، وَخِمَت الناقةُ، فهی وَخِمَةٌ إِذا كان بها ذلك، قال: و یسمی ذلك الباسورُ الوَذَمَ.

وذم؛ ج12، ص: 632

: أَوْذَمَ الشی‌ءَ: أَوْجَبه. و أَوْذَمَ علی نَفْسِه حَجّاً أَو سَفَراً: أَوْجَبه. و أَوْذَمَ الیمینَ و وَذَّمَها و أَبْدَعها أَی أَوْجبها؛ قال الراجز: لا هُمَّ، إِن عامرَ بن جَهْمِ أَوْذَمَ حَجّاً فی ثِیابٍ دُسْمِ أَی مُتَلطِّخة بالذنوب، یعنی أَحْرم بالحج و هو مُدَنَّسٌ بالذنوب. أَبو عمرو: الوَذِیمَةُ الهَدْیُ، و جمعها الوَذَائِمُ. و قد أَوْذَمَ الهَدْیَ إِذا عَلَّق علیه سَیراً أَو شیئاً یُعَلَّم به فیُعْلَم أَنه هَدْیٌ فلا یُعْرَض له. ابن سیدة: الوَذِیمَة الهدِیَّة. الجوهری: الوَذِیمَةُ الهدِیَّة إِلی بیت الله الحرام، و الجمع الوَذَائِمُ، و هی الأَموالُ التی نُذِرَتْ فیها النُّذورُ؛ قال الشاعر: فإِن كنتُ لم أَذْكُرك، و القومُ بعضُهم غَضابَی علی بعضٍ، فمالی وَذَائِمُ أَی مالی كلُّه فی سبیل الله. و الوَذَمُ: الفَضْلُ و الزیادةُ، و قد وَذَّمَ. و الوَذَمةُ: زیادةٌ فی حیاء الناقة و الشاة كالثُّؤْلول تمنعها من الولَد، و الجمعُ وَذَمٌ و وِذَامٌ. و وَذَّمَها: قطع ذلك منها و عالجَها منه. الأَصمعی: المُوَذَّمَةُ من النُّوق التی یخرج فی حیائها لحمٌ مثل الثَّآلیل فیُقطَع ذلك منها؛ قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول لأَشْباهِ الثَّآلیل تخرُج فی حیاء الناقة فلا تَلْقَح معها إِذا ضرَبها الفحلُ الوَذَم، فیَعْمِدُ رجل رفیقٌ و یأْخذ مِبْضعاً لطیفاً و یُدْخِلُ یدَه فی حیائها فیقطع الوَذَمَ فیقال: قد وَذَّمَها تَوْذِیماً، و الذی فعل ذلك مُوَذِّمٌ، ثم یَضْرِبُها الفحلُ بعد التَّوْذِیمِ فتَلْقَحُ. و امرأَة وَذْمَاء و فرسٌ وَذْمَاء: و هی العاقرُ، و قیل: الوَذَمَةُ فی حیاء الناقةِ زیادةٌ فی اللحم تَنبتُ فی أَعلی الحیاء عند قَرْءِ الناقةِ فلا تَلْقحُ الناقةُ إِذا ضربَها الفحل، و قد تقدم ذلك فی الوَخم أَیضاً. و یقال للمصیر أَیضاً: وَذَمٌ، و الوَذَمُ: الحُزَّة من الكَرِشِ و الكَبِد و المَصارِین المقطوعة تُعْقَد و تُلْوَی ثم تُرْمی فی القِدْر، و الجمع أَوْذُمٌ و أَوْذَامٌ و وُذُومٌ و أَوَاذِمُ؛ الأَخیرة جمع أَوْذُمٍ، و لیس بجمع أَوْذَامٍ، إِذ لو كان ذلك لثبتت الیاء، و هی الوَذَمَة و الجمع وِذَامٌ. أَبو زید و أَبو عبیدة: الوَذَمَةُ قُرْنةُ الكَرِش، و هی زاویةٌ فی الكرش شِبْه الخریطة، قال: و قُرْنةُ الرحمِ المكانُ الذی ینتهی إِلیه الماءُ فی الرحم. و الوِذَامُ: الكَرِشُ و الأَمْعاءُ، الواحدة وَذَمَةٌ مثل ثمَرةٍ و ثِمارٍ. و قال ابن خالویه: الوَذَمُ قطعةُ كرشٍ تُطْبَخُ بالماء؛ قال الشاعر: و ما كان إِلا نِصْفُ وَذْمٍ مُرَمَّدٍ أَتانا، و قد حُبَّتْ إِلینا المَضاجِعُ و‌فی حدیث علی بن أَبی طالب، علیه السلام: لئِنْ وَلِیتُ بنی أُمیَّة لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصّابِ الوِذَامَ التَّرِبةَ، و فی روایة: التِّرابَ الوَذِمَةَ؛ قال الأَصمعی: سأَلنی شعبة عن هذا الحرف فقلت: لیس
لسان العرب، ج‌12، ص: 633
هو هكذا، إِنما نَفْض القصّاب الوِذَامَ التَّرِبة، و التَّرِبةُ التی قد سقطت فی التراب فتتَرَّبَت، فالقصّاب یَنْفُضها، و أَراد بالوِذَامِ الحُزَزَ من الكَرِش و الكبِد الساقطةَ فی التُّراب و القصّاب یُبالغُ فی نَفْضِها، قال: و من هذا قیل لسیُور الدِّلاء الوَذمُ لأَنها مقدَّدةٌ طِوال، قال: و التِّراب التی سقطت فی التُّراب فتتَرَّبَت، و واحدةُ الوِذَامِ وَذَمةٌ، و هی الكرش لأَنها معلَّقة، و قیل: هی غیرُ الكرش أَیضاً من البطون. أَبو سعید: الكُروشُ كلها تسمَّی تَرِبةً لأَنها یحصل فیها التُّرابُ من المَرْتَع، و الوَذَمَة التی أَخمل باطنُها، و الكروشُ وَذَمَةٌ لأَنها مُخْمَلةٌ، و یقال لِخَمْلِها الوَذَمُ، فمعنی‌قوله لئنْ وَلِیتُهم‌لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ و لأُطَیِّبَنَّهم بعد الخَبَث. و كلُّ سیر قَدَدْتَه مُستطیلًا وَذَمٌ. و الوَذَمَةُ: السیرُ الذی بین آذانِ الدَّلْوِ و عَراقِیها تُشَدُّ بها، و قیل: هو السیر الذی تُشدُّ به العَراقی فی العُری، و قیل: هو الخیط الذی بین العُری التی فی سُعْنَتها و بین العَراقی، و الجمع وَذَمٌ، و جمع الجمع أَوْذَامٌ. وَ وَذَّمَها: جعل لها أَوْذَاماً. و أَوْذَمَها: شَدَّ وَذَمها. و دَلْوٌ مَوْذُومَةٌ: ذات وَذَمٍ. و العرب تقول للدلو إِذا انقطع سیورُ آذانِها: قد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ، فإِذا شدّوها إِلیها قالوا: أَوْذَمْتُها. و وَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ، فهی وَذِمَةٌ: انقطع وَذَمُها؛ قال یصف الدلو: أَ خَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ ما لَها، أَم غالَها فی بئرِها ما غالَها؟ و قال: أَرْسَلْتُ دَلْوی فأَتانی مُتْرَعا، لا وَذِماً جاءَ، و لا مُقَنَّعا ذكَّر علی إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب. و‌فی حدیث عائشة تَصِفُ أَباها، رضی الله عنهما: و أَوْذَمَ السِّقاءَ‌أَی شَدَّه بالوَذَمةِ، و‌فی روایة أُخری: و أَوْذَمَ العَطِلَة، تُرید الدلو التی كانت مُعَطَّلة عن الاستقاء لعدم عُراها و انقطاع سُیورِها. و وَذِمَ الوَذَمُ نفسُه: انقطع. و وَذَّمَ علی الخَمْسینَ تَوْذِیماً و أَوْذَمَ: زادَ علیها. و وَذَّمَ مالَه: قطَّعه، و الوَذِیمَةُ: ما وَذَّمَه منه أَی قطَّعه؛ قال: إِن لم أَكُنْ أَهْواك، و القومُ بَعضهمْ غِضابٌ علی بعضٍ، فما لی وَذَائِمُ و التَّوْذِیمُ: أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة. و وَذِیمَةُ الكلب: قِطعة تكون فی عنُقِه؛ عن ثعلب. و‌روی عن أَبی هریرة أَنه سُئِل عن صَیْدِ الكلب فقال: إِذا وَذَّمْتَه و أَرْسَلْتَه و ذكَرْتَ اسْمَ الله فكُلْ ما أَمْسَكَ علیك ما لم یأْكلْ؛ و تَوْذِیمُ الكلب: أَن یُشد فی عنقه سیرٌ یُعْلَم به أَنه مُعلَّم مُؤدَّب، أَراد بِتَوْذِیمهِ أَن لا یَطْلُب الصید بغیر إِرسالٍ و لا تَسْمیةٍ، مأْخوذٌ من الوَذَمِ السُّیورِ التی تُقدُّ طِوالًا. و‌فی الحدیث: أُریتُ الشَّیطانَ فوضعتُ یدی علی وَذَمَتِه؛ قال ابن الأَثیر: الوَذَمَةُ، بالتحریك، سیرٌ یُقدُّ طُولًا، و جمعه وِذَامٌ، و تُعمل منه قلادة توضع فی أَعناق الكلاب لتُرْبطَ فیها، فشبّه الشَّیطانَ بالكلب، و أَراد تَمكُّنه منه كما یَتمكَّنُ القابضُ علی قِلادة الكلب. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فرَبَط كُمَّیْه بوَذَمَةٍ‌أَی سَیْرٍ.

ورم؛ ج12، ص: 633

: الوَرَمُ: أَخْذُ الأَورام النُّتوء و الانتفاخ، و قد وَرِمَ جلدُه، و فی المحكم: وَرِمَ یَرِمُ، بالكسر، نادر، و قیاسه یَوْرَم، قال: و لم نسمع به، و تَوَرَّمَ مثلُه، و وَرَّمْتُه أَنا تَوْرِیماً. و‌فی الحدیث: أَنه قام حتی تَوَرَّمَت قَدَماه‌أَی انْتَفَخَت من طُول قیامه فی صلاة اللیل. و أَوْرَمَت
لسان العرب، ج‌12، ص: 634
الناقةُ: وَرِمَ ضَرْعُها. و المَوْرِمُ: مَنْبِتُ الأَضْراسِ. و أَوْرَمَ بالرجلِ و أَوْرَمَه: أَسْمَعه ما یَغْضَبُ له، و هو من ذلك، و فعَلَ به ما أَوْرَمَه أَی ساءَه و أَغْضَبه. و وَرِمَ أَنْفُه أَی غَضِب؛ و منه قول الشاعر: و لا یُهاجُ إِذا ما أَنفُه وَرِما و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: وَلَّیْتُ أُمورَكم خَیْرَكُم فكُلُّكم وَرِمَ أَنفُه علی أَن یكون له الأَمْرُ من دُونِه‌أَی امتلأَ و انتفخ من ذلك غضَباً، و خصَّ الأَنْفَ بالذِّكر لأَنه موضعُ الأَنَفَةِ و الكِبْرِ، كما یقال شَمخَ بأَنفِه. و وَرَّمَ فلانٌ بأَنفِه تَوْرِیماً إِذا شَمَخَ بأَنْفِه و تجبَّر. و أَوْرَمَتِ الناقةُ إِذا وَرِمَ ضَرْعُها. و المُوَرَّمُ: الضخمُ من الرجال؛ قال طرفة: له شَرْبَتانِ بالعشیِّ و أَرْبَعٌ من اللیلِ، حتی عادَ صَخْداً مُوَرَّما و قد یكون المُنَفَّخَ أَی صَخْداً منَفَّخاً. و وَرِمَ النَّبْتُ وَرَماً، و هو وَارِمٌ: سَمِنَ و طال؛ قال الجعدیّ: فتَمَطَّی زَمْخَریٌّ وَارِمٌ من رَبیعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ و الأَوْرَم: الجماعة؛ قال البُرَیق: بأَلْبٍ أَلُوبٍ و حَرَّابةٍ، لدی مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمُ یقال: ما أَدْری أَیُّ الأَوْرَمِ هو، و خصَّ یعقوب به الجَحْدَ.

ورغم؛ ج12، ص: 634

: ساعِدٌ وَرْغَمِیٌّ: ممتلئٌ رَیَّان؛ و قول أَبی صخر: و باتَ وِسادی وَرْغَمِیٌّ یَزینُه جَبائرُ دُرٍّ، و البَنانُ المُخَضَّبُ قال: و لا یكون الواو فی وَرْغَمِیٍّ إِلَّا أَصلًا لأَنها أَوَّل، و الواو لا تزاد أَوَّلًا البتة.

وزم؛ ج12، ص: 634

: وَزَمَه بفِیه وَزْماً: عضَّه، و قیل: عَضَّه عَضَّةً خفیفةً. و الوَزْمُ: قضاء الدَّین. و الوَزْمُ: جمعُ الشی‌ء القلیل إِلی مثْلِه. و الوَزْمَةُ: الأَكْلةُ الواحدةُ فی الیوم إِلی مثلِها من الغد، یقال: هو یأْكل وَزْمةً و بَزْمةً إِذا كان یأْكلُ وَجْبةً فی الیوم و اللیلة، و قد وَزَّمَ نفْسَه. ابن بری: الوَزِیمُ الوَجْبةُ الشدیدة؛ قال أُمیَّة: أَلا یا وَیْحَهمْ مِن حَرِّ نارٍ كصَرْخةِ أَرْبَعینَ لها وَزِیمُ و الوَزِیمُ: اللحمُ المُقطَّع. و الوَزِیمَةُ القطعةُ من اللحْم، و الجمع وَزِیمٌ. و الوَزْمُ و الوَزِیمَةُ و الوَزِیمُ: الحُزْمةُ من البَقْلِ. و الوَزِیمةُ: الخُوصةُ التی یُشدُّ بها. و الوَزِیمُ: ما جُمع من البَقْلة؛ حكاه الجوهری عن أَبی سعید عن أَبی الأَزهر عن بُنْدارٍ؛ و أَنشد: و جاؤُوا ثائرینَ، فلم یَؤُوبوا بأَبْلُمة تُشَدُّ علی وَزِیمِ و یروی: … علی بَزیم. و یقال: هو الطَّلْعُ یُشَقُّ لِیُلْقَح ثم یُشدُّ بخُوصةٍ، و الواحدة وَزِیمَةٌ. و قال اللیث: الوَزْمُ و الوَزِیمُ دَسْتَجَةٌ من بَقْلٍ. و الوَزِیمُ: ما انْمارَ من لحمِ الفَخِذین، واحدتُه وَزِیمَةٌ. و الوَزِیمُ: العَضَلُ، و فی التهذیب: لحمُ العَضَلِ. و رجل وَزَّامٌ: ذو عَضلٍ و كثرةِ لحمٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فقامَ وَزَّامٌ شَدیدٌ مَحْزِمُه، لم یَلْقَ بُؤْساً لَحْمُه و لا دَمُهْ و رجلٌ وَزِیمٌ إِذا كان مُكْتَنِزَ اللحمِ. و یقال: رجلٌ ذو وَزِیم إِذا تَعضَّل لحْمُه و اشتدَّ؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌12، ص: 635
إِنْ سَرَّكَ الرِّیُّ أَخا تَمیمِ، فاعْجَل بعِلْجَیْنِ ذَوَیْ وَزِیمِ بفارِسِیٍّ و أَخٍ للرُّومِ، كلاهُما كالجَمَلِ المَخْزُومِ و یروی: … المَحْجوم؛ یقول إِذا اختلَف لِساناهُما لم یَفْهَم أَحدُهما كلام صاحبِه فلم یَشْتَغِلا عن عَمَلهِما؛ و هذا الرجز «3». أَورده الجوهری: إِن كنتَ ساقِیّ أَخا تَمیمِ قال ابن بری: هو سافی، بالفاء، و یروی جابیَّ، بالجیم، أَی یَجْبی الماء فی الحوض، قال: و هو المشهور، و یروی‌بِدَیْلمِیّ … مكان فارسیّ. ابن الأَعرابی: الجرادُ إِذا جُفِّف و هو مطبوخ فهو الوَزِیمة. و الوَزِیمُ: اللحمُ المُجَفَّف. و الوَزِیمَةُ: ما تَجْمَعُه أَو تجعلُه العُقابُ فی وَكْرِها من اللحم. و الوَزیمةُ من الضِّباب: أَن یُطْبَخ لحمُها ثم یُیَبَّس ثم یُدقّ فیُقْمَح أَو یُبْكَل بدَسَم؛ قال ابن سیدة: هكذا حكاه أَهل اللغة فجعلوا العَرَض خَبَراً عن الجوهر، و الصواب الوَزِیمُ لحمٌ یُفْعَل به كذا؛ قال أَبو سعید: سمعت الكِلابیّ یقول الوَزْمَةُ من الضِّباب أَن یُطْبَخ لحمُها ثم یُیَبَّس ثم یُدقّ فیؤكل، قال: و هی من الجراد أَیضاً. ابن درید: الوَزْمُ جَمْعُك الشی‌ءَ القلیلَ إِلی مثله، و الوَزیمُ ما یَبْقَی من المَرَق و نحوه فی القِدْر، و قیل: باقی كلِّ شی‌ء وَزِیمٌ؛ و قوله: فتُشْبِعُ مَجْلسَ الحَیَّیْنِ لَحماً، و تُلْقی للإِماءِ مِنَ الوَزِیمِ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون ما انْمازَ من لَحْمِ الفَخِذِ، و أَن یكون العَضَل، و أَن یكون اللحمَ الباقیَ الذی یَفْضُل عن العیال. اللیث: یقال اللحمُ «4». یَتزیَّم و یَتَزَیَّب إِذا صار زِیَماً، و هو شدّة اكتنازه و انضمام بعضه إلی بعض؛ و قال سلامة بن جندل یصف فرساً: رَقاقُها ضَرِمٌ، و جَرْیُها خَذِمٌ، و لحمُها زِیَمٌ، و البَطْنُ مَقبوبُ و ناقةٌ وَزْماءُ: كثیرة اللحم؛ قال قیس بن الخَطیم: مَن لا یَزالُ یَكُبُّ كلَّ ثَقیلةٍ وَزْماءَ، غیرَ مُحاوِل الإِتْرافِ و المتَوَزِّم: الشدیدُ الوَطء. و الوَزْمُ من الأُمور: الذی یأْتی فی حِینهِ، و قد تقدم مع ذكر الجَزْم الذی هو الأَمرُ الآتی قبل حِینهِ. و وُزِمَ فلانٌ وَزْمَةً فی ماله إِذا ذهب شی‌ء من ماله؛ عن اللحیانی.

وسم؛ ج12، ص: 635

: الوَسْمُ: أَثرُ الكَیّ، و الجمع وُسُومٌ؛ أَنشد ثعلب: ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّریمِ و صِلِّیانٍ كسِبالِ الرُّومِ، تَرْشَحُ إِلَّا موضِعَ الوُسُومِ یقول: ترشح أَبدانُها كلها إِلا «5» … و قد وَسَمَه وَسْماً و سِمَةً إِذا أَثَّر فیه بسِمةٍ و كیٍّ، و الهاء عوض عن الواو. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَسِمُ إِبلَ الصدقةِ‌أَی یُعلِّم علیها بالكیّ. و اتَّسَمَ الرجلُ إِذا جعل لنفسه سِمَةً یُعْرَف بها، و أَصلُ الیاء واوٌ. و السِّمَةُ
(3). قوله [و هذا الرجز إلخ] فی التكملة بعد إِیراده ما فی الجوهری ما نصه و الإنشاد مغیر من وجوه، و الروایة: إن كنت جاب یا أبا تمیم فجئ بسان لهم علكوم معاود مختلف الأَروم و جئ بعبدین ذوی وزیم بفارسیّ و أَخ للرّوم كلاهما كالجمل المحجوم ركب بعد الجهد و النحیم غرباً علی صیاحة دموم و الرجز لابن محمد الفقعسی. أراد بقوله: جاب جابیاً أی جامعاً للماء فی الجابیة و هی الحوض (4). قوله [اللیث یقال اللحم إلی قوله و ناقة وزماء] هكذا فی الأَصل (5). كذا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 636
و الوِسَامُ: ما وُسِم به البعیرُ من ضُروبِ الصُّوَر. و المِیسَمُ: المِكْواة أَو الشی‌ءُ الذی یُوسَم به الدوابّ، و الجمع مَوَاسِمُ و مَیَاسِمُ، الأَخیرة مُعاقبة؛ قال الجوهری: أَصل الیاء واو، فإِن شئت قلت فی جمعه مَیاسِمُ علی اللفظ، و إِن شئت مَوَاسِم علی الأَصل. قال ابن بری: المِیسَمُ اسم للآلة التی یُوسَم بها، و اسْمٌ لأَثَرِ الوَسْمِ أَیضاً كقول الشاعر: و لو غیرُ أَخْوالی أرادُوا نَقِیصَتی، جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِین مِیسَما فلیس یرید جعلت لهم حَدیدةً و إِنما یرید جعلت أَثَر وَسْمٍ. و‌فی الحدیث: و فی یده المِیسَمُ؛ هی الحدیدة التی یُكْوَی بها، و أَصلُه مِوْسَمٌ، فقُلبت الواوُ یاءً لكسرة المیم. اللیث: الوَسْمُ أَثرُ كیّةٍ، تقول مَوْسُومٌ أَی قد وُسِمَ بِسِمةٍ یُعرفُ بها، إِمّا كیّةٌ، و إِمّا قطعٌ فی أُذنٍ أو قَرْمةٌ تكون علامةً له. و فی التنزیل العزیز: سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ. و إِن فلاناً لدوابِّه مِیسَمٌ، و مِیسَمُها أَثرُ الجَمالِ و العِتْقِ، و إِنها لَوَسِیمَةُ قَسیمةٌ. شمر: دِرْعٌ مَوْسُومَةٌ و هی المُزَیَّنة بالشِّبَةِ فی أَسفلِها. و قوله‌فی الحدیث: علی كلِّ مِیسَمٍ من الإِنسان صَدقةٌ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة فإِن كان محفوظاً فالمرادُ به أَن علی كلّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع الله صدقةً، قال: هكذا فُسِّرَ. و‌فی الحدیث: بئْسَ، لَعَمْرُ الله، عَمَلُ الشیخ المُتَوَسِّم و الشابِّ المُتَلَوِّمِ؛ المُتَوَسِّم: المُتَحَلِّی بِسمَةِ الشیوخ، و فلانٌ مَوْسُومٌ بالخیر. و قد تَوَسَّمْت فیه الخیر أَی تفرَّسْت. و الوَسْمِیُّ: مطرُ أَوَّلِ الربیع، و هو بعدَ الخریف لأَنه یَسِمُ الأَرض بالنبات فیُصَیِّر فیها أَثراً فی أَوَّل السنة. و أَرضٌ مَوْسُومَةٌ: أَصابها الوَسْمِیُّ، و هو مطرٌ یكون بعد الخَرَفیّ فی البَرْدِ، ثم یَتْبَعه الوَلْیُ فی صَمیم الشّتاء، ثم یَتْبَعه الرِّبْعیّ. الأَصمعی: أَوَّلُ ما یَبْدُو المطرُ فی إِقْبالِ الربیع ثم الصَّیْفِ ثم الحمیمِ. ابن الأَعرابی: نُجومُ الوَسْمیّ أَوَّلُها فروعُ الدَّلْو المؤخَّر، ثم الحوتُ ثم الشَّرَطانِ ثم البُطَیْن ثم النَّجْم، و هو آخِرُ الصَّرْفة یَسْقُط فی آخر الشتاء. الجوهری: الوَسْمِیُّ مطرُ الربیع الأَوَّلُ لأَنه یَسِمُ الأَرض بالنبات، نُسب إِلی الوسْم. و توَسَّمَ الرجلُ: طلبَ كلأَ الوَسْمِیّ؛ و أَنشد: و أَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم، غُدْوةً، علی وِجْهَةٍ من ظاعِنٍ مُتَوَسِّم ابن سیدة: و قد وُسِمَت الأَرض؛ و قول أَبی صخر الهُذَلیّ: یَتْلُونَ مُرْتَجِزاً له نَجْمٌ جَوْنٌ تحیَّر بَرْقُه، یَسْمِی أَراد یَسِمُ الأَرضَ بالنبات فقَلَب. و حكی ثعلب: أَسَمْتُه بمعنی وَسَمْتُه، فهمزتُه علی هذا بدلٌ من واوٍ. و أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَی لا تُجاوِزَنَّ قَدْرَك. و صدَقَنی وَسْمَ قِدْحِه: كصَدَقَنی سِنَّ بَكْرِه. و مَوْسِمُ الحجّ و السُّوقِ: مُجْتَمعُهما؛ قال اللحیانی: ذُو مَجاز مَوْسِمٌ، و إِنما سُمّیت هذه كلُّها مَوَاسِمَ لاجتماع الناس و الأَسْواق فیها «1». و وَسَّمُوا: شَهِدوا المَوْسِمَ. اللیث: مَوْسِمُ الحجّ سُمِّیَ مَوْسِماً لأَنه مَعْلَم یُجْتَمع إِلیه، و كذلك كانت مَواسِمُ أَسْواقِ العرب فی الجاهلیة. قال ابن السكیت: كل مَجْمَع من الناس كثیر هو مَوْسِمٌ. و منه مَوْسِمُ مِنیً. و یقال: وَسَّمْنا مَوْسمَنا أَی شَهِدْناه، و كذلك
(1). قوله [و الأَسواق فیها] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 637
عرَّفْنا أی شهدنا عَرَفَة. و عَیَّدَ القومُ إذا شَهِدُوا عِیدَهم؛ و قول الشاعر: حِیاضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَوَاسِمُ یرید أَهل المَواسِم، و یقال أَراد الإِبلَ المَوْسومة. و وَسَّمَ الناسُ تَوْسِیماً: شَهِدُوا المَوْسِمَ كما یقال فی العیدِ عَیَّدوا. و‌فی الحدیث: أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنینَ یَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَوَاسِم؛ هی جمع مَوْسِم و هو الوقتُ الذی یجتمع فیه الحاجُّ كلَّ سَنةٍ، كأَنَّه وُسِمَ بذلك الوَسْم، و هو مَفْعِلٌ منه اسمٌ للزمان لأَنه مَعْلَمٌ لهم. و تَوَسَّمَ فیه الشی‌ءَ: تَخَیَّلَه. یقال: تَوَسَّمْتُ فی فلان خیراً أی رأَیت فیه أَثراً منه. و تَوَسَّمْتُ فیه الخیر أی تَفَرَّسْتُ، مأْخذه من الوَسْمِ أی عرَفْت فیه سِمَتَه و علامتَه. و الوَسْمَةُ، أهل الحجاز یُثَقِّلونها و غیرهم یُخَفِّفُها، كلاهما شجرٌ له ورقٌ یُخْتَضَبُ به، و قیل: هو العِظْلِمُ. اللیث: الوَسْمُ و الوَسْمةُ شجرةٌ ورقها خِضابٌ؛ قال أَبو منصور: كلام العرب الوَسِمةُ، بكسر السین، قاله الفراء و غیره من النحویین. الجوهری: الوَسِمةُ، بكسر السین، العِظْلِمُ یُخْتَضَب به، و تسكینها لغة، قال: و لا تقل وُسْمةٌ، بضم الواو، و إذا أَمرْت منه قلت: تَوَسَّمَ. و‌فی حدیث الحسن و الحسین، علیهما السلام: أَنهما كانا یَخْضِبان بالوَسْمَة؛ قیل: هی نبتٌ، و قیل: شجرٌ بالیمن یُخْتَضَبُ بوَرقه الشعرُ أَسودُ. و المِیسَمُ و الوَسَامَةُ: أَثر الحُسْنِ؛ و قال ابن كُلْثوم: خَلَطْنَ بمِیسَمٍ حَسَباً و دینا ابن الأَعرابی: الوَسِیمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ. و‌فی الحدیث: تُنْكَح المرأَة لمِیسَمِها‌أَی لحُسْنها من الوَسامةِ، و قد وَسُمَ فهو وَسِیم، و المرأَةُ وَسِیمَةٌ؛ قال: و حكمها فی البناء حكم مِیساعٍ، فهی مِفْعَلٌ من الوَسامةِ. و المِیسَمُ: الجمالُ. یقال: امرأَة ذات مِیسَمٍ إذا كان علیها أثرُ الجمال. و فلانٌ وَسِیمٌ أَی حَسَنُ الوجه و السِّیما. و قومٌ وِسَامٌ و نسوةٌ وِسَامٌ أَیضاً: مثل ظَریفةً و ظِرافٍ و صَبیحةٍ و صِباحٍ. و وَسُمَ الرجلُ، بالضم، وَسَامَةً و وَسَاماً، بحذف الهاء، مثل جمُل جَمالًا، فهو وَسِیمٌ؛ قال الكمیت یمدح الحُسین بن علی، علیهما السلام: و تُطِیلُ المُرَزَّآتُ المَقالِیتُ إلیه القُعودَ بعد القیام یَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ، علیه عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً و الوِسَام و الوِسَامُ معطوفٌ علی السَّرْوِ. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: وَسِیمٌ قَسِیمٌ؛ الوَسَامَةُ: الحُسْنُ الوَضی‌ءُ الثابتُ، و الأُنثی وَسِیمَةٌ؛ قال: لهِنّك مِنْ عَبْسِیّةٍ لَوَسِیمَةٌ علی هَنواتٍ كاذبٍ مَن یقولها أراد «1» … و وَاسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه بالحُسن. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قال لِحَفْصة لا یَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك أَوْسَمَ مِنْكِ‌أی أَحْسَنَ، یَعنی عائشة، و الضَّرَّةُ تسمی جارة. و أَسماءُ: اسمُ امرأَةٍ مشتقٌّ من الوَسامةِ، و همزته مبدلة من واوٍ؛ قال ابن سیدة: و إنما قالوا ذلك أَن سیبویه ذكر أَسْمَاء فی الترخیم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء، فقال أَبو العباس: لم یكن یجب أَن یذكر هذا الاسم مع سكْران من حیثُ كان
(1). بیاض بالأَصل بقد خمس كلمات
لسان العرب، ج‌12، ص: 638
وزْنه أَفْعالًا لأَنه جمعُ اسمٍ، قال: و إنما مُنِع الصَّرْف فی العلم المذكر من حیثُ غلَبت علیه تسمیة المؤنث له فلحِق عنده بباب سُعادَ و زَیْنَب، فقوَّی أَبو بكر قول سیبویه إنه فی الأَصل وَسْماء، ثم قلبت واوه همزة، و إن كانت مفتوحة، حَمْلًا علی باب أحدٍ و أَناةٍ، و إنما شَجُع أبو بكر علی ارتكاب هذا القول لأَن سیبویه شرع له ذلك، و ذلك أَنه لما رآه قد جعله فَعْلاء و عدم تركیب [ی س م] تَطَلَّب لذلك وَجْهاً، فذهب إلی البلد، و قیاسُ قولِ سیبویه أن لا ینصرفَ، و أَسْمَاءُ نكرةٌ لا معرفة لأَنه عنده فَعْلاء، و أما علی غیر مذهب سیبویه فإنها تَنصرفُ نكرةً و معرفةً لأَنها أَفعال كأَثمار، و مذهبُ سیبویه و أَبی بكر فیها أَشبَهُ بمعنی أَسماء النساء، و ذلك لأَنها عندهما من الوَسَامةِ، و هی الحُسْنُ، فهذا أَشبَهُ فی تسمیةِ النساء من معنی كونها جمعَ اسمٍ، قال: و ینبغی لسیبویه أن یعتقِدَ مَذهبَ أبی بكر، إذ لیس معنی هذا التركیب علی ظاهره، و إن كان سیبویه یتأَوّل عَیْنَ سیّد علی أَنها یاء، و إن عُدم هذا التركیب لأَنه [س ی د] فكذلك یتوهم أسماء من [أ س م] و إن عدم هذا التركیب إلا هاهنا. و الوَسْمُ: الورَعُ، و الشین لغة؛ قال ابن سیدة: و لست منها علی ثقة.

وشم؛ ج12، ص: 638

: ابن شمیل: الوُسُومُ و الوُشُومُ العلاماتُ. ابن سیدة: الوَشْمُ ما تجعله المرأَة علی ذراعِها بالإِبْرَةِ ثم تَحْشُوه بالنَّؤُور، و هو دُخان الشحم، و الجمع وُشُومٌ و وِشَامٌ؛ قال لبید: كِفَفٌ تَعَرَّضُ فوْقَهُنَّ وِشَامُها و یروی: … تُعَرَّض …، و قد وَشَمَتْ ذِراعَها وَشْماً و وَشَّمَتْه، و كذلك الثَّغْرُ؛ أنشد ثعلب: ذَكَرْتُ من فاطمةَ التبَسُّما، غَداةَ تَجْلو واضحاً مُوَشَّما، عَذْباً لها تُجْری علیه البُرْشُما و یروی: عَذْب اللَّها … و البُرْشُمُ: البُرْقع. و وَشَمَ الیدَ وَشْماً: غَرَزها بإبْرة ثم ذَرَّ علیها النَّؤُور، و هو النِّیلجُ. و الأَشْمُ أَیضاً: الوَشْمُ. و اسْتَوْشَمَه: سأَله أَن یَشِمَه. و اسْتَوْشَمَت المرأَةُ: أَرادت الوَشْمَ أو طَلَبَتْه. و‌فی الحدیث: لُعِنت الوَاشِمَةُ و المُسْتَوْشِمَةُ، و بعضهم یرویه: المُوتَشِمَةُ؛ قال أَبو عبید: الوَشْمُ فی الید و ذلك أَن المرأَة كانت تَغْرِزُ ظهرَ كفِّها و مِعْصَمَها بإبْرةٍ أو بمِسلَّة حتی تُؤثر فیه، ثم تَحشوه بالكُحل أو النِّیل أَو بالنَّؤُور، و النَّؤُورُ دخانُ الشحم، فیَزْرَقُّ أَثره أو یَخْضَرُّ. و‌فی حدیث أَبی بكر لما استَخْلف عمر، رضی الله عنهما: أَشرَف من كَنیفٍ، و أَسماءُ بنتُ عُمَیس مَوْشُومَة الیدِ مُمْسِكَتُه‌أی منقوشة الید بالحِنَّاء. ابن شمیل: یقال فلانٌ أَعظمُ فی نفسِه من المُتَّشِمَة، و هذا مَثَل، و المُتَّشِمةُ: امرأَةٌ وَشَمَت اسْتَها لیكون أَحسَن لها. و قال الباهلی: فی أمثالهم لَهُو أَخْیَل فی نفسه من الوَاشِمَة. قال أَبو منصور: و المُتَّشِمَةُ فی الأَصل مُوتَشِمة، و هو مثلُ المُتَّصل، أَصله مُوتَصِل. و وُشُوم الظبْیة و المَهاة: خطوطٌ فی الذِّراعین؛ و قال النابغة: أو ذو وُشُومٍ بِحَوْضَی و‌فی الحدیث: أَن داود، علیه السلام، وَشَمَ خطیئتَه فی كفِّه فما رَفع إلی فیه طعاماً و لا شراباً حتی بَشَرَه بدُموعه؛ معناه نقَشها فی كَفِّه نَقْشَ الوَشْمِ. و الوَشْم: الشی‌ءُ تراه من النبات فی أَول ما ینبت. و أَوْشَمت الأَرضُ إذا رأَیت فیها شیئاً من النبات. و أَوْشَمت السماءُ: بدا منها بَرْقٌ؛ قال:
لسان العرب، ج‌12، ص: 639
حتی إذا ما أَوْشَمَ الرَّواعِدُ و منه قیل: أَوْشَمَ النبتُ إذا أَبصَرْتَ أَوَّله. و أَوْشَمَ البرْق: لمَعَ لَمْعاً خفیفاً؛ قال أَبو زید: هو أَوَّلُ البرق حین یَبرُقُ؛ قال الشاعر: یا مَن یَری لِبارِقٍ قد أَوْشَمَا و قال اللیث: أَوْشَمَتِ الأَرضُ إذا ظهر شی‌ء من نباتها؛ و أَوْشَمَ فلان فی ذلك الأَمر إِیشَاماً إذا نظر فیه؛ قال أَبو محمد الفَقْعسیّ: إنَّ لها رِیّاً إذا ما أَوْشَما و أَوْشَمَ یَفْعل ذلك أی أَخذ؛ قال الراجز: أَوْشَمَ یَذْری وابِلًا رَوِیّا و أَوْشَمَتِ المرأَةُ: بدأَ ثدْیُها یَنتَأُ كما یُوشِم البرقُ. و أَوْشَمَ فیه الشیبُ: كثُر و انتشر؛ عن ابن الأَعرابی. و أَوْشَمَ الكرْمُ: ابتدأَ یُلوِّن؛ عن أَبی حنیفة. و قال مرة: أَوْشَمَ تَمَّ نُضْجُه. و أَوْشَمَت الأَعنابُ إذا لانَتْ و طابت؛ و قوله: أقولُ و فی الأَكْفانِ أَبْیَضُ ماجِدٌ كغُصْنِ الأَراكِ وجهُه، حین وَشَّما یروی: وَشَّمَ و وَسَّمَ، فوَشَّمَ بدا ورقه، و وَسَّم حسُن. و ما أَصابَتْنا العامَ وَشْمَةٌ أی قطرة مطر. و یقال: بیننا وَشِیمَةٌ أی كلام شرّ أو عداوة. و ما عصاه وَشْمَةً أی طَرْفة عَینٍ. و ما عصَیْتُه وَشْمَةً أی كلمة. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: و الله ما كتَمْتُ وَشْمَة‌أی كلمة حكاها. و الوَشْمُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: رَدَدْتُهُمُ بالوَشْمِ تَدْمی لِثاتُهُمْ علی شُعَبِ الأَكوار، مِیلَ العَمائم أی انصَرفوا خَزایا مائلةً أَعناقُهم فعمائمهم قد مالت، قال: تَدْمی لِثاتُهم من الحَرَض، كما یقولون: جاءنا تَضِبُّ لِثاتُه. و الوَشْمُ: بلد ذو نخل، به قبائل من رَبیعة و مُضَر دون الیمامة قریب منها، یقال له وَشْمُ الیمامة. و الوُشُوم: موضع؛ و الوَشْمُ فی قول جریر: عَفَتْ قَرْقَری و الوَشْمُ، حتی تنَكَّرَتْ أوارِیُّها، و الخَیْلُ مِیلُ الدَّعائمِ زعم أَبو عثمان عن الحرمازیّ أَنه ثمانون قریة، و ذكر ابن الأَثیر فی ترجمة لثه‌فی حدیث ابن عمر قال: لعنَ الوَاشِمَة؛ قال نافع: الوَشْمُ فی اللِّثة، اللِّثة بالكسر و التخفیف، عُمور الأَسنان و هو مَغارِزُها، و المعروف الآن فی الوَشْم أَنه علی الجِلد و الشِّفاه، و الله أَعلم.

وصم؛ ج12، ص: 639

: الوَصْمُ: الصَّدْعُ فی العُود من غیر بَیْنونةٍ. یقال: بهذه القَناة وَصْمٌ. و قد وَصَمْتُ الشی‌ءَ إذا شَدَدته بسرعة. وَصَمَه وَصْماً: صَدَعه. و الوَصْمُ: العیب فی الحَسَب، و جمعه وُصُومٌ؛ قال: أری المالَ یَغْشی ذا الوُصُومِ فلا تُری، و یُدْعی من الأَشْراف أن كان غانیا و رجل مَوْصُومُ الحسَبِ إذا كان مَعیباً. و وَصَمَ الشی‌ء: عابه. و الوَصْمَةُ: العیب فی الكلام؛ و منه‌قول خالد بن صفوان لرجل: رَحِم اللهُ أَباك فما رأَیت رجلًا أَسْكَنَ فَوْراً، و لا أَبعَد غَوْراً، و لا آخَذَ بذَنَبِ حُجّةٍ، و لا أَعلمَ بوَصْمَةٍ و لا أُبْنةٍ فی كلام منه؛ الأُبْنة: العیب فی الكلام كالوَصْمة، و هو مذكور فی موضعه. و الوَصَمُ: المرَضُ. أَبو عبید: الوَصْمُ العیب یكون فی الإِنسان و فی كل شی‌ء و الوَصْمُ: العیب و العار، یقال: ما فی فلانٍ وَصْمَة أی عیبٌ؛ قال الشاعر: فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ، فإنما دَلَفْنا إلی جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ
لسان العرب، ج‌12، ص: 640
الفراء: الوَصْم العیب. و قَناةٌ فیها وَصْمٌ أی صَدع فی أُنبوبها. و الوَصْمَةُ: الفَتْرة فی الجسد. و وَصَّمَتْه الحُمَّی فتَوَصَّمَ: آلَمَتْه فتأَلَّم؛ أَنشد ثعلب لأَبی محمد الفقعسی: لم یَلْقَ بُؤْساً لحمُه و لا دَمُهْ، و لم تَبِتْ حُمَّی به تُوَصِّمُهْ و لم یُجَشَّئْ عن طعامٍ یُبْشِمُهْ، تَدُقُّ مِدْماكَ الطَّوِیِّ قَدَمُهْ و وَصَّمَه: فتَّره و كسَّله؛ قال لبید: و إذا رُمْتَ رَحِیلًا فارْتَحِلْ، و اعْصِ ما یأْمرُ تَوْصِیمُ الكَسِلْ الجوهری: التَّوْصِیمُ فی الجسد كالتَّكْسیر و الفَتْرة و الكسَل. و‌فی الحدیث: و إن نامَ حتی یُصْبِحَ أصبَح ثقیلًا مُوَصَّماً؛ الوَصْمُ: الفَترة و الكسَل و التوانی. و‌فی حدیث فارِعة أُخت أُمیَّة: قالت له هل تجدُ شیئاً؟ قال: لا إلا تَوْصِیماً فی جسدی، و یروی: إلا تَوْصِیباً، بالباء، و قد تقدم ذكره. و فی كتاب وائل بن حُجْر: لا تَوْصِیم فی الدِّین أی لا تَفْتُروا فی إقامةِ الحُدود و لا تُحابوا فیها.

وضم؛ ج12، ص: 640

: الوَضَم: كلُّ شی‌ء یوضع علیه اللحمُ من خشبٍ أو بارِیةٍ یُوقی به من الأَرض؛ قال أَبو زُغْبة الخزرجی، و قیل: هو للحُطَم القیسیّ، و قیل: هو لرُشَید بن رُمَیض العَنزیّ: لستُ بِراعی إبلٍ و لا غَنَمْ، و لا بِجَزَّارٍ علی ظَهْرِ وَضَمْ و مثله قول الآخر: و فِتْیان صِدْقٍ حسان الوُجوهِ، لا یجدونَ لشی‌ءٍ أَلَمْ من آل المُغیرةِ لا یَشْهدون، عند المَجازِرِ، لَحْمَ الوَضَمْ و الجمع أَوْضَامٌ. و فی المثل: إِنَّ العَیْنَ تُدْنی الرجالَ من أَكفانها و الإِبل من أَوْضَامِها. و أَوْضَمَ اللحمَ و أَوْضَمَ له: وضَعَه علی الوَضَم. و وَضَمَه یَضِمُه وَضْماً: عَمِلَ له وَضَماً، و فی الصحاح: وضَعَه علی الوَضَم. و ترَكَهم لَحْماً علی وَضَم: أَوْقَع بهم فذَلَّلَهم و أَوْجَعهم. و الوَضَمُ: ما وُضع علیه الطعام فأُكِل؛ قال رؤبة: دَقّاً كدَقِّ الوَضَم المَرْفُوشِ و‌فی حدیث عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، أَنه قال: إنما النساء لَحْمٌ علی وَضَمٍ إلَّا ما ذُبَّ عنه؛ قال أَبو عبید: قال الأَصمعی الوَضَمُ الخشبة أو الباریة التی یوضعُ علیها اللحمُ، یقول: فهنَّ فی الضَّعْفِ مثل ذلك اللحمِ لا یمتنعُ من أَحد إلَّا أَن یُذَبَّ عنه و یُدْفَعَ؛ قال أَبو منصور: إنما خص اللحمَ الذی علی الوَضَم و شبَّه النساءَ به لأَن من عادة العرب فی بادیتها إذا نُحر بعیرٌ لجماعة الحیّ یقتسمونه أن یَقْلَعُوا شجراً كثیراً، و یوضمَ بعضُه علی بعض، و یُعَضَّی اللحمُ و یوضعَ علیه، ثم یُلْقی لحمُه عن عُراقِه و یُقَطَّع علی الوَضَمِ هَبْراً للقَسْمِ، و تُؤجَّج نارٌ، فإذا سقطَ جَمْرُها اشْتَوی من شاءَ من الحیّ شِواءَةً بعد أُخری علی جَمْرِ النار، لا یُمْنع أَحدٌ من ذلك، فإذا وَقعَت فیه المَقاسِمُ و حازَ كلُّ شَریكٍ فی الجَزورِ مَقْسِمَه حَوَّله عن الوَضَمِ إلی بیتِه و لم یَعْرض له أَحد، فشبَّه النساءَ و قلَّةَ امتِناعِهِنَّ علی طُلَّابِهِنَّ باللحم ما دام علی الوَضَمِ. قال الكسائی: إذا عَمِلْت له وَضَماً قلت وَضَمْتُه أَضِمُه، فإذا وضَعْتَ اللحمَ علیه قلت أَوْضَمْتُه. و الوَضِیمَةُ: طعامُ المَأْتَم، و الوَضِیمَةُ، مثل
لسان العرب، ج‌12، ص: 641
الوَثیمةِ: الكلأُ المجتمع. و الوَضِیمَةُ: القومُ ینزلون علی القوم و هم قلیل فیُحْسِنون إلیهم و یُكْرِمونهم. الجوهری: قال ابن الأَعرابی الوَضْمَةُ و الوَضِیمَةُ صِرْمٌ من الناس یكون فیه مائتا إنْسانٍ أو ثلاثمائةٍ. و الوَضِیمَةُ: القومُ یقلّ عددُهم فینزلون علی قوم؛ قال ابن بری: و منه قول ابن أَبَّاق الدُّبَیْریّ: أَتَتْنی من بنی كعْبِ بنِ عَمْرٍو وَضِیمَتُهم لكَیْما یسأَلونی و وَضَمَ بنو فلانٍ علی بنی فلانٍ إذا حَلُّوا علیهم. و وَضَمَ القومُ وُضُوماً: تجمَّعوا و تقارَبوا. و القومُ وَضْمَةٌ واحدة، بالتسكین، أی جماعة متقاربة. و هم فی وَضْمَةٍ من الناس أی جماعة. و إنّ فی جَفِیرِه لَوَضْمةً من نَبْل أی جماعة. و اسْتَوْضَمْتُ الرجلَ إذا ظَلمتَه و اسْتَضَمْتَه. و تَوَضَّمَ الرجلُ المرأَةَ إذا وقع علیها. و قال أَبو الخطاب الأَخفش: الوَضِیمُ ما بین الوُسْطی و البِنْصر. و الأَوْضَمُ: موضع.

وطم؛ ج12، ص: 641

: وَطَمَ السِّتْرَ: أَرْخاه. و وَطِمَ الرجلُ وَطْماً و وُطِمَ: احْتَبَسَ نَجْوُه، و قد ذكر فی الهمز فی ترجمة أَطم.

وظم؛ ج12، ص: 641

: التهذیب: ابن الأَعرابی الوَظْمَةُ التُّهَمة.

وعم؛ ج12، ص: 641

: ذكر الأَزهری عن یونس بن حبیب أَنه قال: یقال وَعَمْتُ الدار أَعِمُ وَعْماً أی قلت لها انْعِمی؛ و أَنشد: عِما طَلَلَیْ جُمْلٍ علی النَّأْیِ و اسْلَما و قال الجوهری: وَعَمَ الدارَ قال لها عِمِی صَباحاً؛ قال یونس: و سئل أَبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة: و عِمِی صَباحاً دارَ عَبْلَة و اسْلَمی فقال: هو كما یَعْمِی المطرُ و یَعْمی البحرُ بزَبَدِه، و أَراد كثرةَ الدعاء لها بالاسْتِسْقاء؛ قال الأَزهری: إن كان من عَمی یَعْمی إذا سال فحقّه أن یُرْوی و اعْمِی صَباحاً فیكون أَمْراً من عَمی یَعْمی إذا سال أو رَمی، قال: و الذی سمعناه و حَفِظْناه فی تفسیر عِمْ صَباحاً أَن معناه انْعِمْ صَباحاً، كذلك روی عن ابن الأَعرابی، قال: و یقال انْعِمْ صَباحاً و عِمْ صباحاً بمعنی واحد؛ قال الأَزهری: كأَنه لما كثر هذا الحرف فی كلامهم حذفوا بعضَ حُروفه لمَعرفةِ المُخاطَب به، و هذا كقولهم: لاهُمَّ، و تمامُ الكلام اللَّهم، و كقولك: لهِنَّك، و الأَصل لله إنك. قال ابن سیدة: وَعَمَ بالخَبَر وَعْماً أَخْبَرَ به و لم یَحُقَّه، و الغین المعجمة أَعلی. و الوَعْم: خُطَّةٌ فی الجبل تُخالف سائر لَونه، و الجمع وِعَامٌ.

وغم؛ ج12، ص: 641

: الوَغْمُ: القَهْرُ. و الوَغْمُ: الذَّحْلُ و التِّرَة. و الأَوْغَامُ: التِّراتُ؛ و أَنشد ابن بری لخَدیج بن حَبیب: و یا ملِكٌ یُسابِقُنا بوَغْمٍ، إذا مَلِكٌ طلَبْناه بوَتْرِ و قال رؤبة: یَمْطُو بنا من یَطْلُبُ الوُغوما و‌فی حدیث علیّ: و إنّ بنی تمیم لم یُسْبَقُوا بوَغْمٍ فی جاهلیةٍ و لا إسْلامٍ؛ الوَغْمُ: التِّرَةُ. و الوَغْمُ: الحِقْدُ الثابتُ فی الصدورِ، و جَمعه أَوْغَامٌ؛ قال: لا تَكُ نَوّاماً علی الأَوْغَامِ و الوَغْمُ: الشَّحْناء و السَّخیمةُ. و وَغِمَ علیه، بالكسر، أی حَقَدَ، و قد وَغِمَ صدرُه یَوْغَمُ وَغْماً و وَغَماً، و وَغَمَ و أَوْغَمَه هو. و رجلٌ وَغْمٌ:
لسان العرب، ج‌12، ص: 642
حَقُودٌ. و تَوَغَّمَ إذا اغتاظ. و الوَغْمُ: القِتالُ و تَوَغَّمَ القومُ و تَوَاغَمُوا: تَقاتَلوا، و قیل: تَناظروا شَزْراً فی القتال. و تَوَغَّمَت الأَبطالُ فی الحرْب إذا تَناظَرت شَزْراً. و وَغَمَ به وَغْماً: أَخْبَره بخَبرٍ لم یُحَقِّقْه. و وَغَمْتُ بالخبَر أَغِمُ وَغْماً إذا أَخْبَرْت به من غیر أن تَسْتَیْقِنَه أَیضاً، مثل لَغَمْتُه، بالغین معجمة. التهذیب عن أَبی زید: الوَغْمُ أن تُخْبِرَ عن الإِنسان بالخَبر من وَراء وَراء لا تَحُقُّه. الكسائی: إذا جَهِلَ الخبرَ قال غَبَیْتُ عنه، فإن أَخْبَره بشی‌ء لا یستیقنه قال وَغَمْتُ أَغِمُ وَغْماً. و وَغَمَ إلی الشی‌ء: ذهَب وَهْمُه إلیه كوَهَم. و ذهب إلیه وَغْمِی أی وَهْمی؛ كلُّ ذلك عن ابن الأَعرابی. ابن نجدة عن أَبی زید: الوَغْمُ النَّفَسُ؛ قال أَبو تراب: سمعت أَبا الجَهْم الجعفریّ یقول: سمعت منه نَغْمَةً و وَغْمَةً عَرَفْتُها، قال: و الوَغْمُ النَّغْمةُ؛ و أَنشد: سمِعْتُ وَغْماً منْكَ یا با الهَیْثَمِ، فقلتُ: لَبَّیْهِ، و لم أَهْتَمِ قال: لم أَهْتَمْ و لم أَعْتَمْ أی لم أُبطئ. و‌قوله فی الحدیث: كلُوا الوَغْمَ و اطرَحوا الفَغْمَ؛ قال ابن الأَثیر: الوَغْم ما تَساقَط من الطعام، و قیل: ما أَخرجَه الخِلال، و الفَغْمُ ما أَخْرَجْتَه بطرفِ لسانِك من أَسنانك، و هو مذكور فی موضعه.

وقم؛ ج12، ص: 642

: الوَقْمُ: جَذْبُكَ العِنانَ. وَقَمَ الدابَّةَ وَقْماً: جَذبَ عِنانَها لتَكُفَّ. و وَقَمَ الرجلَ وَقْماً و وَقَّمَه: أَذلَّه و قهَره، و قیل: رَدَّه أَقبح الردّ؛ و أَنشد الجوهری: به أَقِمُ الشُّجاعَ، له حُصاصٌ من القَطِمِینَ، إذْ فَرَّ اللُّیوثُ و القَطِمُ: الهائجُ. وَقَمْتُ الرجل عن حاجته: رَدَدْتُه أَقْبَحَ الردِّ. و وَقَمَه الأَمرُ وَقْماً: حَزَنَه أَشدَّ الحُزْنِ. و المَوْقُوم و المَوكوم: الشدید الحُزْنِ، و قد وَقَمَه الأَمرُ و وَكَمَهُ. الأَصمعی: المَوْقُومُ إذا رَدَدْتَه عن حاجتِه أشدَّ الردّ؛ و أَنشد: أَجاز مِنّا جائزٌ لم یُوقَم و یقال: قِمْه عن هواه أی ردَّه. ابن السكیت: إنك لَتَوَقَّمُنی بالكلام أی تَرْكَبُنی و تَتَوثَّبُ علیّ، قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول التَّوَقُّمُ التَّهدُّدُ و الزجرُ. الجوهری: الوَقْمُ كسْرُ الرجُل و تذلیله. یقال: وَقَمَ الله العَدوَّ إذا أَذَلَّه، و وُقِمَت الأَرض أی وُطِئت و أُكِلَ نَباتُها، قال: و ربما قالوا وُكِمَت، بالكاف، و كذلك المَوْكومُ. و الوِقَامُ: السیفُ، و قیل: السوطُ، و قیل: العصا، و قیل: الحَبْلُ؛ قال أَبو زید: رواه ابن درید فی كتابه؛ التهذیب: و أما قول الأَعشی: بَناها من الشَّتْوِیِّ رامٍ یُعِدُّها، لِقَتْلِ الهَوادِی، داجنٌ بالتَّوَقُّمِ قال: معناه أنه معتادٌ للتَّوَلُّج فی قُتْرَتِه. و تَوَقَّمْت الصیدَ: قَتَلْتُه. و فلانٌ یَتَوَقَّمُ كلامی أی یَتَحَفَّظُه و یَعِیه. و وَاقِمٌ: أُطُمٌ من آطامِ المدینة. و حَرَّةُ وَاقِمٍ: معروفةٌ مضافة إلیه، و قد ورد ذكرُها فی الحدیث؛ قال الشاعر: لَوَ انَّ الرَّدی یَزْوَرُّ عن ذی مَهابةٍ، لَهابَ خُضَیْراً یومَ أَغْلَقَ وَاقِما و هو رجل من خَزرج یقال له خُضَیر الكتائب؛ قال ابن بری: و ذكر بعضهم أَنه حُضَیر، بالحاء المهملة لا غیر، و رأَیت هنا حاشیة بخط الشیخ رضیّ الدین
لسان العرب، ج‌12، ص: 643
الشاطبیّ النحویّ، رحمه الله، قال: لیس حُضَیر من الخزرج، و إنما هو أَوْسِیّ أَشْهَلیّ، و حاؤه فی أَوله مهملة، قال: لا أَعلم فیها خلافاً، و الله أَعلم.

وكم؛ ج12، ص: 643

: وَكَمَ الرجلَ وكْماً: ردَّه عن حاجته أَشدَّ الردِّ. و وَكِمَ من الشی‌ء: جَزِعَ و اغْتَمَّ له منه. الكسائی: المَوْقومُ و المَوْكُومُ الشدیدُ الحُزْنِ. و وَقَمه الأَمرُ وَ وَكَمَه أی حَزَنه. و وُكِمَت الأَرضُ: وُطِئت و أُكِلَت و رُعِیَت فلم یَبْقَ فیها ما یَحْبِس الناس. ابن الأَعرابی: الوَكْمَةُ الغَیْظةُ المُشْبَعةُ «2» و الوَمْكةُ الفُسْحةُ.

ولم؛ ج12، ص: 643

: الوَلْمُ و الوَلَمُ: حِزامُ السَّرْج و الرَّحْل. و الوَلْمُ: الحَبْلُ الذی یُشَدُّ من التصْدیر إلی السِّناف لئلا یَقْلَقا. و الوَلْمُ: القَیْدُ. و الوَلِیمَةُ: طعامُ العُرس و الإِمْلاكِ، و قیل: هی كلُّ طعامٍ صُنِع لعُرْسٍ و غیره، و قد أَوْلَمَ. قال أَبو عبید: سمعت أَبا زید یقول: یسمَّی الطعامُ الذی یُصْنَع عند العُرس الوَلِیمَةَ، و الذی عند الإِمْلاكِ النَّقیعةَ؛ و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لعبد الرحمن بن عوف و قد جمع إلیه أَهلَه: أَوْلِمْ و لو بشاةٍ‌أَی اصْنَع وَلیمةً، و أصل هذا كلِّه من الاجتماع، و تكرَّر ذكرها فی الحدیث. و‌فی الحدیث: ما أَوْلَمَ علی أَحد من نسائه ما أَوْلَمَ علی زینبَ، رضی الله عنها.أَبو العباس: الوَلْمَةُ تمامُ الشی‌ء و اجتِماعُه. و أَوْلَمَ الرجلُ إذا اجتمعَ خَلْقُه و عقلُه. أَبو زید: رجلٌ وَیْلُمِّه داهیةٌ أَیُّ داهیةٍ. و قال ابن الأَعرابی:؛ إنه لَوَیْلُمِّه من الرجال مثلُه، و الأَصل فیه وَیْلٌ لأُمِّه، ثم أُضیف وَیْلٌ إلی الأُم.

ونم؛ ج12، ص: 643

: الوَنِیمُ: خُرْءُ الذباب، وَنَمَ الذُّبابُ وَنْماً و وَنِیماً و ذَقَطَ. الجوهری: وَنِیمُ الذباب سَلْحه؛ و أَنشد الأَصمعی للفرزدق: لقد وَنَمَ الذُّبابُ علیه، حتی كأَنَّ وَنِیمَه نُقَطُ المِدادِ

وهم؛ ج12، ص: 643

: الوَهْمُ: من خَطَراتِ القلب، و الجمع أَوْهامٌ، و للقلب وَهْمٌ. و تَوَهَّمَ الشی‌ءَ: تخیَّله و تمثَّلَه، كان فی الوجود أَو لم یكن. و قال: تَوهَّمْتُ الشی‌ءَ و تفَرَّسْتُه و تَوسَّمْتُه و تَبَیَّنْتُه بمعنی واحد؛ قال زهیر فی معنی التَوَهُّم: فَلأْیاً عَرَفْتُ الدار بعدَ تَوهُّمِ «3». و الله عز و جل لا تُدْرِكُه أَوْهامُ العِبادِ. و یقال: تَوَهَّمْت فیَّ كذا و كذا. و أَوْهَمْت الشی‌ء إذا أَغفَلْته. و یقال: وَهِمْتُ فی كذا و كذا أی غلِطْتُ. ثعلب: و أَوْهَمْتُ الشی‌ءَ تركتُه كلَّه أُوهِمُ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه صلَّی فأَوْهَمَ فی صلاتِه، فقیل: كأَنك أَوْهَمْت فی صلاتِك، فقال: كیف لا أُوهِمُ و رُفغُ أَحدِكم بین ظُفُره و أَنْمُلَتِه؟ أی أَسقَط من صلاته شیئاً. الأَصمعی: أَوْهَمَ إذا أَسقَط، وَ وَهِمَ إذا غَلِط. و‌فی الحدیث: أنه سجَد للوَهَمِ و هو جالس‌أی للغلط. و‌أَورد ابنُ الأَثیر بعضَ هذا الحدیث أَیضاً فقال: قیل له كأَنك وَهِمْتَ، قال: و كیف لا أَیهَمُ؟ قال: هذا علی لغة بعضهم، الأَصلُ أَوْهَمُ بالفتح و الواوِ، فكُسِرت الهمزةُ لأَنَّ قوماً من العرب یكسِرون مُسْتقبَل فَعِل فیقولون إعْلَمُ و تِعْلَم، فلما كسر همزة أوْهَمُ انقلبت الواوُ یاءً. و وَهَمَ إلیه یَهِمُ وَهْماً: ذَهب وهْمُه إلیه. و وَهَمَ فی
(2). قوله [الغیظة المشبعة] هذا ما بالأَصل و التهذیب و التكملة و فیها جمیعها المشبعة بالشین المعجمة كالقاموس (3). صدر البیت: وقَفْتُ بها من بعدِ عشرین حِجَّةً
لسان العرب، ج‌12، ص: 644
الصلاة وَهْماً و وَهِمَ، كلاهما: سَهَا. و وَهِمْتُ فی الصلاة: سَهَوْتُ فأَنا أَوْهَمُ. الفراء: أَوْهَمْتُ شیئاً و وَهَمْتُه، فإذا ذهب وَهْمُك إلی الشی‌ء قلت وَهَمْت إلی كذا و كذا أَهِمُ وَهْماً. و‌فی الحدیث: أَنه وَهَمَ فی تزویج میمونةَ‌أی ذهَب وَهْمُه. و وَهَمْت إلی الشی‌ءِ إذا ذهب قلبُك إلیه و أَنت ترید غیرَهُ أَهِمُ وَهْماً. الجوهری: وَهَمْتُ فی الشی‌ء، بالفتح، أَهِمُ وَهْماً إذا ذهَبَ وَهْمُك إلیه و أَنت ترید غیره، و توَهَّمْتُ أی ظننت، و أَوْهَمْتُ غیری إیهَاماً، و التَّوْهِیمُ مثلُه؛ و أَنشد ابن بری لحُمید الأَرْقط یصف صَقْراً: بَعِید تَوْهِیم الوِقاع و النَّظَرْ وَ وَهِمَ، بكسر الهاء: غَلِط و سَهَا. و أَوْهَمَ من الحساب كذا: أَسقط، و كذلك فی الكلام و الكتاب. و قال ابن الأَعرابی: أَوْهَمَ و وَهِمَ و وَهَمَ سواء؛ و أَنشد: فإن أَخْطَأْتُ أَو أَوْهَمْتُ شیئاً، فقد یَهِمُ المُصافی بالحَبیبِ قوله شیئاً منصوب علی المصدر؛ و قال الزِّبْرِقان بن بَدْر: فبِتِلك أَقْضی الهَمَّ إذ وَهِمَتْ به نَفْسی، و لستُ بِنَأْنإٍ عَوّارِ شمر: أَوْهَمَ و وَهِمَ وَ وَهَمَ بمعنی، قال: و لا أَری الصحیح إلَّا هذا. الجوهری: أَوْهَمْتُ الشی‌ءَ إذا تركته كلَّه. یقال: أَوْهَمَ من الحساب مائةً أی أَسقَط، و أَوْهَمَ من صلاته ركعةً، و قال أبو عبید: أَوْهَمْتُ أَسقطتُ من الحساب شیئاً، فلم یُعَدِّ أَوْهَمْتُ. و أَوْهَمَ الرجلُ فی كتابه و كلامه إذا أَسقَط. و وَهِمْتُ فی الحساب و غیره أَوْهَمُ وَهَماً إذا غَلِطت فیه و سَهَوْت. و یقال: لا وَهْمَ من كذا أی لا بُدَّ منه. و التُّهَمَةُ: أصلها الوُهَمةُ من الوَهْم، و یقال اتَّهَمْتُه افتِعال منه. یقال: اتَّهَمْتُ فلاناً، علی بناء افتعَلْت، أی أَدخلتُ علیه التُّهَمة. الجوهری: اتَّهَمْتُ فلاناً بكذا، و الاسم التُّهَمَةُ، بالتحریك، و أَصل التاء فیه واوٌ علی ما ذكر فی وَكلَ. ابن سیدة: التُّهَمَةُ الظنُّ، تاؤه مبدلةٌ من واوٍ كما أبدلوها فی تُخَمةٍ؛ سیبویه: الجمع تُهَمٌ، و استدل علی أَنه جمع مكسر بقول العرب: هی التُّهَمُ، و لم یقولوا هو التُّهمُ، كما قالوا هو الرُّطَبُ، حیث لم یجعلوا الرُّطَبَ تكسیراً، إنما هو من باب شَعیرة و شَعیر. و اتَّهَمَ الرجلَ و أَتْهَمَه و أَوْهَمَه: أَدخلَ علیه التُّهمةَ أی ما یُتَّهَم علیه، و اتَّهَمَ هو، فهو مُتَّهِمٌ و تَهِیمٌ؛ و أَنشد أَبو یعقوب: هُما سَقیانی السُّمَّ من غیرِ بِغضةٍ، علی غیرِ جُرْمٍ فی إناءِ تَهِیمِ و أَتْهَمَ الرجُل، علی أَفْعَل، إذا صارت به الرِّیبةُ. أبو زید: یقال للرجل إذا اتَّهَمْتَه: أَتْهَمْتُ إتْهَاماً، مثل أَدْوَأْتُ إدْواءً. و‌فی الحدیث: أَنه حُبس فی تُهْمةٍ؛ التُّهْمةُ: فُعْلةٌ من الوَهْم، و التاء بدل من الواو و قد تفتح الهاء. و اتَّهَمْتُه: ظننتُ فیه ما نُسب إلیه. و الوَهْمُ: الطریق الواسع، و قال اللیث: الوَهْمُ الطریقُ الواضح الذی یَرِدُ المَوارِدَ و یَصْدُرُ المَصادِرَ؛ قال لبید یصف بعیرَه و بعیرَ صاحبه: ثم أَصْدَرْناهُما فی واردٍ صادرٍ، وَهْمٍ صُواهُ، كالمُثُلْ
لسان العرب، ج‌12، ص: 645
أَراد بالوَهْمِ طریقاً واسعاً؛ قال ذو الرمة یصف ناقته: كأَنها جَمَلٌ وَهْمٌ، و ما بَقِیتْ إِلَّا النَّحیزةُ و الأَلْواحُ و العَصَبُ أَراد بالوَهْم جملًا ضَخْماً، و الأُنثی وَهْمَةٌ؛ قال الكمیت: یَجْتابُ أَرْدِیَةَ السَّرابِ، و تارةً قُمُصَ الظّلامِ، بوَهْمةٍ شِمْلالِ و الوَهْم: العظیمُ من الرجال و الجمالِ، و قیل: هو من الإِبل الذَّلولُ المُنْقادُ مع ضِخَمٍ و قوّةٍ، و الجمع أَوْهَامٌ و وُهُومٌ و وُهُمٌ. و قال اللیث: الوَهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ.

ویم؛ ج12، ص: 645

: قال فی ترجمة وأَم: ابن الأَعرابی الوَأْمةُ المُوافقَةُ، و الوَیْمَةُ التُّهْمَةُ، و الله أَعلم.

فصل الیاء المثناة من تحتها؛ ج12، ص: 645

یتم؛ ج12، ص: 645

: الیُتْمُ: الانفرادُ؛ عن یعقوب. و الیَتِیم: الفَرْدُ. و الیُتْمُ و الیَتَمُ: فِقْدانُ الأَب. و قال ابن السكیت: الیُتْمُ فی الناس من قِبَل الأَب، و فی البهائم من قِبَل الأُم، و لا یقال لمن فَقَد الأُمَّ من الناس یَتِیمٌ، و لكن منقطع. قال ابن بری: الیَتِیمُ الذی یموت أَبوه، و العَجِیُّ الذی تموت أُمه، و اللَّطیم الذی یموتُ أَبَواه. و قال ابن خالویه: ینبغی أَن یكون الیُتْمُ فی الطیر من قِبَل الأَب و الأُمِّ لأَنهما كِلَیْهِما یَزُقَّانِ فِراخَهما، و قد یَتِمَ الصبیُّ، بالكسر، یَیْتَمُ یُتْماً و یَتْماً، بالتسكین فیهما. و یقال: یَتَمَ و یَتِمَ و أَیْتَمَه اللهُ، و هو یَتِیمٌ حتی یبلغَ الحُلُم. اللیث: الیَتِیمُ الذی مات أَبوه فهو یَتِیمٌ حتی یبلغَ، فإِذا بلغ زال عنه اسمُ الیُتْم، و الجمع أَیْتَامٌ و یَتَامَی و یَتَمَةٌ، فأَما یَتَامَی فعلی باب أَساری، أَدخلوه فی باب ما یكرهون لأَن فَعالی نظیرُه فَعْلی، و أَما أَیْتَام فإِنه كُسِّر علی أَفعالٍ كما كَسَّرُوا فاعلًا علیه حین قالوا شاهد و أَشْهاد، و نظیرُه شریفٌ و أَشْراف و نَصِیرٌ و أَنْصارٌ، و أَما یَتَمَةٌ فعلی یَتَمَ فهو یَاتِمٌ، و إِن لم یسمع «4». الجوهری یَتَّمَهم الله تَیْتِیماً جعلهم أَیْتَاماً؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانیّ و اسمه شَهْل بن شَیْبان: بضَرْبٍ فیه تَأْیِیمُ، و تَیْتِیمٌ و إِرْنانُ قال المفضل: أَصل الیُتْم الغفْلةُ، و سمی الیَتِیمُ یَتِیماً لأَنه یُتَغافَلُ عن بَرِّه. و قال أَبو عمرو: الیُتْم الإِبطاء، و منه أُخذ الیَتیم لأَن البِرَّ یُبْطِئُ عنه. ابن شمیل: هو فی مَیْتَمةٍ أَی فی یَتامی، و هذا جمع علی مَفْعَلةٍ كما یقال مَشْیَخة للشُّیوخ و مَسْیَفَة للسُّیوف. و قال أَبو سعید: یقال للمرأة یَتِیمةٌ لا یزول عنها اسمُ الیُتْمِ أَبداً؛ و أَنشدوا: و ینْكِح الأَرامِل الیَتَامَی و قال أَبو عبیدة: تُدْعی یَتِیمَةً ما لم تَتزوج، فإِذا تَزوَّجت زال عنها اسمُ الیُتْم؛ و كان المُفَضَّل ینشد: أَ فاطِمَ، إِنی هالكٌ فتثَبَّتی، و لا تَجْزَعی، كلُّ النساء یَتیمُ و فی التنزیل العزیز: وَ آتُوا الْیَتٰامیٰ أَمْوٰالَهُمْ؛ أَی أَعطوهم أَموالَهُم إِذا آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً، و سُمُّوا یَتَامَی بعد أَن أُونِسَ منهم الرُّشْدُ بالاسم الأَول الذی كان لهم قبل إِیناسِه منهم، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الیُتْم و الیَتِیمِ و الیَتیمة و الأَیْتام و الیتامی و ما تصرّف منه. و الیُتْمُ فی الناس: فَقدُ
(4). قولهم: و إن لم یسمع؛ هكذا فی الأصل، و لعلّ فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌12، ص: 646
الصبیّ أَباه قبل البلوغ، و فی الدوابّ: فَقْدُ الأُمّ، و أصلُ الیُتْم، بالضم و الفتح، الانفرادُ، و قیل: الغفْلةُ، و الأُنثی یَتیمةٌ، و إذا بَلَغا زال عنهما اسمُ الیُتْم حقیقةً، و قد یطلق علیهما مجازاً بعد البلوغ كما‌كانوا یُسَمُّون النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو كبیرٌ یَتِیمَ أَبی طالب لأَنه رَبَّاه بعد موتِ أَبیه.و‌فی الحدیث: تُسْتأْمَرُ الیَتِیمَة فی نَفْسها، فإِن سَكَتَتْ فهو إِذْنُها؛ أَراد بالیَتِیمَة البِكْرَ البالغةَ التی مات أَبوها قبل بلوغِها فلَزِمَها اسم الیُتْمِ، فدُعِیت به و هی بالغةٌ مجازاً. و‌فی حدیث الشعبی: أَن امرأَة جاءَت إِلیه فقالت إِنی امرأَةٌ یَتِیمَةٌ، فضَحِك أَصحابُه فقال: النساءُ كلُّهنّ یَتَامَی‌أَی ضَعائفُ. و حكی ابن الأَعرابی: صَبیٌّ یَتْمانُ؛ و أَنشد لأَبی العارِم الكلابیّ: فَبِتُّ أُشَوِّی صِبْیَتی و حَلیلتی طَرِیّاً، و جَرْوُ الذِّئب یَتْمَانُ جائعُ قال ابن سیدة: و أَحْرِ بیَتَامَی أَن یكون جمعَ یَتْمَانَ أَیضاً. و أَیْتَمَتِ المرأَةُ و هی مُوتِمٌ: صار ولدُها یَتیماً أَو أَولادُها یَتَامَی، و جمعها مَیَاتِیمُ؛ عن اللحیانی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قالت له بنتُ خُفَافٍ الغِفاریّ: إِنَّی امرأَةٌ مُوتِمةٌ تُوُفِّی زَوْجِی و تَركَهم.و قالوا: الحَرْبُ مَیْتَمَةٌ یَیْتَمُ فیها البَنونَ، و قالوا: لا یحا «1» … الفصیل عن أُمّه فإِن الذِّئْب عالمٌ بمكان الفَصِیل الیَتِیم. و الیَتَمُ: الغَفْلةُ. و یَتِمَ یَتَماً: قصَّر و فَتَر؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و لا یَیْتَمُ الدَّهْرُ المُواصِل بینَه عن الفَهِّ، حتی یَسْتَدِیر فیَضْرَعا و الیَتَمُ: الإِبْطاءُ و یقال: فی سیره یَتَمٌ؛ بالتحریك، أَی إِبْطاءٌ؛ و قال عمرو بن شاس: و إِلا فسِیرِی مثْلَ ما سارَ راكِبٌ تَیَمَّمَ خِمْساً، لیس فی سَیْرِه یَتَمْ یروی أَمَم. و الیَتَمُ أَیضاً: الحاجةُ؛ قال عِمْران بن حِطّان: و فِرَّ عنِّی من الدُّنْیا و عِیشَتها، فلا یكنْ لك فی حاجاتها یَتَمُ و یَتِمَ من هذا الأَمر یَتَماً: انْفَلَت. و كلُّ شی‌ء مُفْرَدٍ بغیر نَظیرِه فهو یَتِیمٌ. یقال: دُرّةٌ یَتِیمَةٌ. الأَصمعی: الیَتِیمُ الرَّمْلةُ المُنْفردة، قال: و كلُّ مُنْفردٍ و منفردةٍ عند العرب یَتِیمٌ و یَتِیمَةٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی أَیضاً البیت الذی أَنشده المفضل: و لا تَجْزَعی، كلُّ النساء یَتِیمُ و قال: أَی كلُّ مُنْفردٍ یَتِیمٌ. قال: و یقول الناس إِنّی صَحَّفت و إِنما یُصَحَّف من الصعب إِلی الهیّنِ لا من الهیّن إِلی الصعب «2». ابن الأَعرابی: المَیْتَمُ المُفْرَدُ «3». من كل شی‌ء.

یسم؛ ج12، ص: 646

: الیاسِمِینُ و الیاسَمِینُ: معروف، فارسیٌّ معرَّب، قد جری فی كلام العرب؛ قال الأَعشی: و شاهِسْفَرَمْ و الیَاسِمینُ و نَرْجِسٌ یُصَبِّحُنا فی كلُّ دَجْنٍ تَغَیَّما فمن قال یَاسِمُونَ جعل واحدَه یَاسِماً، فكأَنه فی التقدیر یَاسِمَة لأَنّهم ذهبوا إِلی تأْنیث الرَّیْحانة و الزَّهْرة، فجمعوه علی هجاءَیْن، و من قال یاسِمینُ فرفع النون جعَله واحداً و أَعرب نُونَه، و قد جاء
(1). كذا بیاض بالأَصل (2). هذه الجملة من [قال و یقول الناس] لا تتعلق بما قبلها و لا بما بعدها (3). قوله [المَیْتَم المفرد] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌12، ص: 647
الیَاسِمُ فی الشعر فهذا دلیل علی زیادة یائِه و نونِه؛ قال أَبو النجم: منْ یاسِمٍ بِیضٍ و وَرْدٍ أَحْمَرا یَخْرُج من أَكْمامِه مُعَصْفَرا قال ابن بری: یَاسِمٌ جمعُ یَاسِمَةٍ، فلهذا قال بِیض، و یروی: … و وَرْدٍ أَزْهرا. الجوهری: بعض العرب یقول شَمِمْت الیَاسِمِینَ و هذا یَاسِمُونَ، فیُجْرِیه مُجْری الجمع كما هو مقول فی نَصیبینَ؛ و أَنشد ابن بری لعمر بن أَبی ربیعة: إِنَّ لی عندَ كلِّ نَفْحةِ بُسْتانٍ منَ الوَرْدِ، أَو منَ الیاسِمِینَا نَظْرةً و التفاتَةً لكِ، أَرْجُو أَنْ تكُونِی حَلَلْتِ فیما یَلِینَا التهذیب: یَسُومُ اسمُ جبلٍ صخرهُ مَلْساء؛ قال أَبو وجزة: و سِرْنا بمَطْلُولٍ من اللَّهْوِ لَیِّنٍ، یَحُطّ إِلی السَّهْلِ الیَسُومِیّ أَعْصَما و قیل: یَسُوم جبل بعینه؛ قالت لیلی الأَخیلِیَّة: لن تَسْتطِیعَ بأَن تُحَوِّلَ عِزّهُمْ، حتی تُحَوِّلَ ذا الهِضابِ یَسُومَا و یقولون: الله أَعلم مَنْ حَطَّها منْ رأْسِ یَسُومَ؛ یریدون شاةً مسروقةً «1». فی هذا الجبل.

یلم؛ ج12، ص: 647

: ما سَمِعْتُ له أَیْلَمَةً أَی حركةً؛ و أَنشد ابن بری: فما سَمِعْتُ بعدَ تِلك النَّأَمَهْ مِنها، و لا منه هُناكَ أَیْلَمَهْ قال أَبو علی: و هی أَفْعَلَة دون فَیْعَلة، و ذلك لأَن زیادةَ الهمزة أَوّلًا كثیر و لأَن أَفْعَلة أَكثر من فَیْعَلة. الجوهری: یَلَمْلَم لغة فی أَلَمْلَم، و هو میقاتُ أَهل الیمن. قال ابن بری: قال أَبو علی یَلَمْلَم فَعَلْعَل، الیاءُ فاءُ الكلمة و اللام عینها و المیم لامها.

یمم؛ ج12، ص: 647

: اللیث: الیَمُّ البحرُ الذی لا یُدْرَكُ قَعْرُه و لا شَطَّاه، و یقال: الیَمُّ لُجَّتُه. و قال الزجاج: الیَمُّ البحرُ، و كذلك هو فی الكتاب، الأَول لا یُثَنَّی و لا یُكَسَّر و لا یُجْمَع جمعَ السلامة، و زَعَم بعضُهم أَنها لغة سُرْیانیة فعرّبته العرب، و أَصله یَمَّا، و یَقَع اسمُ الیَمّ علی ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، و علی النهر الكبیر العَذْب الماء، و أُمِرَتْ أُمُّ موسی حینَ وَلَدَتْه و خافتْ علیه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه فی تابوت ثم تَقْذِفَه فی الیَمِّ، و هو نَهَرُ النیل بمصر، حماها الله تعالی، و ماؤه عَذْبٌ. قال الله عز و جل: فَلْیُلْقِهِ الْیَمُّ بِالسّٰاحِلِ؛ فَجَعل له ساحِلًا، و هذا كله دلیلٌ علی بطلان قول اللیث إِنه البحر الذی لا یُدْرَكُ قَعْرُه و لا شَطَّاه. و‌فی الحدیث: ما الدنیا فی الآخرة إِلا مِثْلُ ما یَجْعَلُ أَحدُكم إِصْبَعه فی الیَمِّ فلْیَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؛ الیَمُّ: البحرُ. و یُمَّ الرجلُ، فهو مَیْمُومٌ إِذا طُرِح فی البحر، و فی المحكم: إِذا غَرِقَ فی الیَمِّ. و یُمَّ الساحلُ یَمّاً: غَطَّاه الیَمُّ و طَما علیه فغلَب علیه. ابن بری: و الیَمُّ الحیَّةُ. و الیَمَامُ: طائرٌ، قیل: هو أَعمُّ من الحَمام، و قیل: هو ضربٌ منه، و قیل: الیَمَامُ الذی یَسْتَفْرِخُ،
(1). قوله [شاة مسروقة إلخ] عبارة المیدانی: أصله أن رجلًا نذر أن یذبح شاة فمر بیَسُوم و هو جبل فرأی فیه راعیاً فقال: أ تبیعنی شاة من غنمك؟ قال: نعم، فأنزل شاة فاشتراها و أمر بذبحها عنه ثم ولی، فذبحها الراعی عن نفسه و سمعه ابن الرجل یقول ذلك فقال لأَبیه: سمعت الراعی یقول كذا، فقال: یا بُنَیَّ الله أعلم إلخ. یضرب مثلًا فی النیة و الضمیر، و مثله لیاقوت
لسان العرب، ج‌12، ص: 648
و الحَمامُ هو البرِّی الذی لا یأْلفُ البیوت. و قیل: الیَمَامُ البری من الحَمام الذی لا طَوْقَ له. و الحَمامُ: كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْریّ و الدُّبْسی و الفاخِتَةِ؛ و لما فسر ابن درید قوله: صُبَّة كالیَمَامِ تَهْوی سِراعاً، و عَدِیٌّ كمثْلِ سَیرِ الطریقِ قال: الیَمَامُ طائرٌ، فلا أَدری أَ عَنی هذا النوعَ من الطیر أَمْ نوعاً آخر. الجوهری: الیَمَامُ الحَمامُ الوَحْشیّ، الواحدة یَمَامةٌ؛ قال الكسائی: هی التی تأْلفُ البیوت. و الیَامُومُ: فرخُ الحمامةِ كأَنه من الیمامةِ، و قیل: فرخُ النعامة. و أَما التَّیَمُّمُ الذی هو التَّوَخِّی، فالیاء فیه بدلٌ من الهمزة، و قد تقدم. الجوهری: الیَمَامَةُ اسمُ جاریة زَرْقاء كانت تُبْصِرُ الراكب من مسیرةِ ثلاثة أَیام، یقال: أَبْصَرُ من زَرْقاء الیَمَامَةِ. و الیَمَامَةُ: القَرْیَةُ التی قصَبتُها حَجْرٌ كان اسمُها فیما خلا جَوّاً، و فی الصحاح: كان اسمُها الجَوَّ فسُمِّیت باسم هذه الجاریة لكثرة ما أُضیفَ إِلیها، و قیل: جوُّ الیَمَامَة، و النِّسْبةُ إِلی الیمامةِ یَمَامِیٌّ. و فی الحدیث ذكر الیَمَامَةِ، و هی الصُّقْعُ المعروف شرْقیَّ الحِجاز، و مدینتُها العُظْمی حَجْرُ الیَمَامَة، قال: و إِنما سُمِّی الیَمَامَةَ باسم امرأَة كانت فیه تسْكُنه اسمها یَمَامَة صُلِبَت علی بابه. و قولُ العرب: اجتَمعت الیَمَامَةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ الیمامةِ ثم حُذف المضاف فأُنِّث الفعلُ فصار اجتمَعت الیمامةُ، ثم أُعید المحذوف فأُقرَّ التأْنیث الذی هو الفرع بذاته، فقیل: اجتمعت أَهلُ الیمامةِ. و قالوا: هو یَمَامَتی و یَمَامِی كأَمامی. ابن بری: و یَمَامَةُ كلِّ شی‌ء قَطَنُه، یقال: الْحَقْ بیَمَامَتِك؛ قال الشاعر: فقُلْ جابَتی لَبَّیْكَ و اسْمَعْ یَمَامَتِی، و أَلْیِنْ فِراشی، إِنْ كَبِرْتُ، و مَطعَمی

ینم؛ ج12، ص: 648

: الیَنَمَةُ: عُشبةٌ طَیِّبةٌ. و الیَنَمَةُ: عشبةٌ إِذا رَعَتْها الماشیةُ كثُرَ رغوةُ أَلْبانها فی قِلَّة. ابن سیدة: الیَنَمَةُ نَبْتةٌ من أَحْرار البقول تَنْبت فی السَّهل و دَكادِكِ الأَرض، لها ورقٌ طِوالٌ لطافٌ محَدَّبُ الأَطرافِ، علیه وبَرٌ أَغْبَرُ كأَنه قطع الفِراءِ، و زَهْرَتُها مثلُ سُنْبلةِ الشعیر و حبُّها صغیرٌ. و قال أَبو حنیفة: الیَنَمةُ لیس لها زهرٌ، و فیها حبٌّ كثیر، یَسْمَن علیها الإِبلُ و لا تَغْزُرُ، قال: و من كلام العرب: قالت الیَنَمَةُ أَنا الیَنَمه، أَغْبُقُ الصبیَّ بعد العَتَمه، و أَكُبُّ الثُّمالَ فوق الأَكَمَه؛ تقول: دَرِّی یُعَجّل للصبی و ذلك أَن الصبیّ لا یَصْبر، و الجمع یَنَمٌ، قال مُرَقِّش و وصف ثورَ وحش: بات بغَیْثٍ مُعْشِبٍ نبْتُه، مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُه و الیَنَمْ و یقال: یَنَمَةٌ خذْواء إِذا استَرْخی ورقها عند تمامه؛ قال الراجز: أَعْجَبَها أَكْلُ البعیر الیَنَمَهْ

یهم؛ ج12، ص: 648

: الیَهْمَاءُ: مفازةٌ لا ماء فیها و لا یُسْمع فیها صوتٌ. و قال عُمارة: الفَلاة التی لا ماء فیها و لا عَلَمَ فیها و لا یُهتدَی لطُرُقِها؛ و فی حدیث قُسٍّ: كلُّ یَهْمَاء یَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها، أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا و یقال لها هَیْماء. و لیلٌ أَیْهَمُ: لا نجُومَ فیه. و الیَهْمَاء: فلاةٌ مَلْساء لیس بها نبتٌ. و الأَیْهَمُ: البلدُ الذی لا عَلَم به. و الیَهْمَاءُ: العَمْیاء، سمیت به لِعَمَی مَن یَسْلُكها كما قیل للسَّیْلِ و البعیر الهائج
لسان العرب، ج‌12، ص: 649
الأَیْهَمَانِ، لأَنهما یَتَجَرْثَمانِ كلَّ شی‌ء كتَجَرْثُم الأَعْمی، و یقال لهما الأَعْمَیان. و الیَهْمَاءُ: التی لا مَرْتَع بها، أَرضٌ یَهْمَاء. و الیَهْمَاءُ: الأَرضُ التی لا أَثر فیها و لا طَرِیقَ و لا عَلَمَ، و قیل هی الأَرض التی لا یُهتَدی فیها لطریقٍ، و هی أَكثر استعمالًا من الهَیْماء، و لیس لها مذَكَّر من نوعها. و قد حكی ابن جنی: بَرٌّ أَیْهَمُ، فإِذا كان ذلك فلها مُذكَّر. و الأَیْهَمُ من الرجال: الجری‌ء الذی لا یُستطاعُ دَفْعُه. و فی التهذیب: الشجاعُ الذی لا یَنْحاشُ لشی‌ء، و قیل: الأَیْهَمُ الذی لا یَعی شیئاً و لا یحفظُه، و قیل: هو الثَّبْتُ العِناد جهلًا لا یَزِیغُ إِلی حجّةٍ و لا یَتَّهِمُ رأْیَه إِعجاباً. و الأَیْهَمُ: الأَصَمُّ، و قیل: الأَعْمی. الأَزهری: و الأَیْهَمُ من الناس الأَصمُّ الذی لا یَسمع، بیِّنُ الیَهَمِ؛ و أَنشد: كأَنی أُنادی أَو أُكَلِّمُ أَیْهَمَا و سَنَةٌ یَهْمَاء: ذات جُدوبةٍ. و سِنون یُهْمٌ: لا كلأَ فیها و لا ماءَ و لا شجر. أَبو زید: سَنةٌ یَهْمَاءُ شدیدةٌ عَسِرَةٌ لا فَرَحَ فیها. و الأَیْهَمُ: المُصابُ فی عقله. و الأَیْهَمُ: الرجلُ الذی لا عقلَ له و لا فَهْمَ؛ قال العجاج: إِلَّا تَضالِیلُ الفُؤادِ الأَیْهَمِ أَراد الأَهْیم فقلبه؛ و قال رؤبة: كأَنما تَغْریدُه بعد العَتَمْ مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ، أَوحادٍ نَهَمْ أَو راجزٌ فیه لَجاجٌ و یَهَمْ أَی لا یَعْقِل. و الأَیْهَمانِ عند أَهل الحَضَر: السیلُ و الحریقُ، و عند الأَعراب: الحریقُ و الجملُ الهائجُ، لأَنه إِذا هاجَ لم یُستَطَعْ دَفْعُه بمنزلة الأَیهَمِ من الرجال و إِنما سمی أَیْهَمَ لأَنه لیسَ مما یُسْتطاعُ دَفْعُه، و لا یَنْطِق فیُكلَّم أَو یُسْتَعْتَب، و لهذا قیل للفلاة التی لا یُهْتَدَی بها للطریق: یَهْمَاء، و البَرُّ أَیْهَم؛ قال الأَعشی: و یَهْمَاء باللیل عَطْشَی الفَلاةِ، یُؤْنِسُنی صَوْتُ فَیّادِها قال ابن جنی: لیس أَیْهَم و یَهْمَاء كأَدْهَم و دَهْماء لأَمْرَین: أَحدهما أَن الأَیْهَمَ الجملُ الهائجُ أَو السیلُ و الیَهْمَاءُ الفلاة، و الآخر: أَن أَیْهَم لو كان مذكر یَهْماء لوجب أَن یأْتی فیهما یُهْمٌ مثل دُهْمٍ و لم یسمع ذلك، فعُلم لذلك أَن هذا تَلاقٍ بین اللفظ، و أَن أَیْهَم لا مؤنَّث له، و أَن یَهْمَاء لا مذكَّر له. و الأَیْهَمانِ عند أَهل الأَمْصارِ: السیلُ و الحَریقُ لأَنه لا یُهْتَدی فیهما كیف العملُ كما لا یُهْتَدی فی الیَهْمَاءِ، و السَّیلُ و الجملُ الهائجُ الصَّؤُولُ یُتعوَّذُ منهما، و هُما الأَعْمَیانِ، یقال: نَعُوذ بالله من الأَیْهَمَیْنِ، و هما البعیرُ المُغْتَلِم الهائجُ و السیلُ. و‌فی الحدیث: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یَتعوَّذُ من الأَیْهَمَیْنِ، قال: و هما السیلُ و الحریق. أَبو زید: أَنت أَشدُّ و أَشجعُ من الأَیْهَمَیْنِ، و هما الجملُ و السَّیْلُ، و لا یقال لأَحدِهما أَیْهَم. و الأَیْهَمُ: الشامخُ من الجبالِ. و الأَیْهَمُ من الجبال: الصَّعْبُ الطویلُ الذی لا یُرْتَقَی، و قیل: هو الذی لا نبات فیه. و أَیْهَم: اسمٌ. و جبلةُ بن الأَیْهم: آخرُ ملوك غسّان.

یوم؛ ج12، ص: 649

: الیَوْمُ: معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلی غروبها، و الجمع أَیَّامٌ، لا یكسَّر إِلا علی ذلك، و أَصله أَیْوامٌ فأُدْغم و لم یستعملوا فیه جمعَ الكثرة. و قوله عز و جل: وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیّٰامِ اللّٰهِ؛ المعنی ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التی أَنْعَمَ فیها علیهم و بِنِقَمِ الله
لسان العرب، ج‌12، ص: 650
التی انْتَقَم فیها من نوحٍ و عادٍ و ثمودَ. و قال الفراء: معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ و ثمود و غیرِهم من العذاب و بالعفو عن آخرین، و هو فی المعنی كقولك: خُذْهُم بالشدّة و اللِّین. و قال مجاهد فی قوله: لٰا یَرْجُونَ أَیّٰامَ اللّٰهِ، قال: نِعَمَه، و‌روی عن أُبیّ بن كعب عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی قوله وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیّٰامِ اللّٰهِ، قال: أَیَّامُه نِعَمُه؛ و قال شمر فی قولهم: یَوْماهُ: یَوْمُ نَدیً، و یَوْمُ طِعان و یَوْمَاه: یَوْم نُعْمٍ و یَوْمُ بُؤْسٍ، فالیَوْمُ هاهنا بمعنی الدَّهْر أَی هو دَهْرَه كذلك. و الأَیَّام فی أَصلِ البِناء أَیْوامٌ، و لكن العرب إِذا وَجَدُوا فی كلمة یاءً و واواً فی موضع. و الأُولی منهما ساكنةٌ، أَدْغَموا إِحداهما فی الأُخری و جعلوا الیاء هی الغالبةَ، كانت قبلَ الواو أَو بعدَها، إِلَّا فی كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَی مثل الفُتُوّة و الهُوّة. و قال ابن كیسان و سُئل عن أَیَّامٍ: لمَ ذهبَتِ الواوُ؟ فأَجاب: أَن كلّ یاءٍ و واوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصیر یاءً فی ذلك الموضع، و تُدْغَم إِحداهما فی الأُخری، من ذلك أَیَّامٌ أَصلها أَیْوامٌ، و مثلُها سیّدٌ و میّت، الأَصلُ سَیْوِدٌ و مَیْوِت، فأكثر الكلام علی هذا إِلا حرفین صَیْوِب و حَیْوة، و لو أَعلُّوهما لقالوا صَیِّب و حیّة، و أَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَیْتُه لَیّاً و شَوَیْتُه شَیّاً، و الأَصل شَوْیاً و لَوْیاً. و سئل أَبو العباس أَحمد بن یحیی عن قول العرب الیَوْم الیَوْم، فقال: یریدون الیَوْم الیَوِمَ، ثم خفّفوا الواو فقالوا الیَوْم الیَوْم، و قالوا: أَنا الیَوْمَ أَفعلُ كذا، لا یریدون یوماً بعینه و لكنهم یریدون الوقتَ الحاضرَ؛ حكاه سیبویه؛ و منه قوله عز و جل: الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ؛ و قیل: معنی الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ أَی فَرَضْتُ ما تحتاجون إِلیه فی دِینِكم، و ذلك حسَنٌ جائز، فأَما أَن یكونَ دِینُ الله فی وقتٍ من الأَوقات غیرَ كامل فلا. و قالوا: الیَوْمُ یَوْمُك، یریدون التشنیعَ و تعظیم الأَمر. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: السائبة و الصدَقةُ لیَوْمِهما‌أَی لیومِ القیامة، یعنی یُراد بهما ثوابُ ذلك الیوم. و‌فی حدیث عبد المَلِك: قال للحجاج سِرْ إِلی العِراق غِرارَ النوم طویل الیَوْم؛ یقال ذلك لِمَنْ جَدَّ فی عَملِه یومَه، و قد یُرادُ بالیوم الوقتُ مطلقاً؛ و منه‌الحدیث: تلك أَیَّامُ الهَرْج‌أَی وقتُه، و لا یختص بالنهارِ دون اللیل. و الیَوْمُ الأَیْوَمُ: آخرُ یوم فی الشهر. و یَوْمٌ أَیْوَمُ و یَوِمٌ و وَوِمٌ؛ الأَخیرة نادرة لأَن القیاس لا یوجبُ قلب الیاءِ واواً، كلُّه: طویلٌ شدیدٌ هائلٌ. و یومٌ ذو أَیَاوِیمَ كذلك؛ و قوله: مَرْوانُ یا مَرْوانُ للیومِ الیَمِی و رواه ابن جنی: مروان مروان أَخُو الیوم الیَمِی و قال: أَراد أَخو الیومِ السهْلِ الیومُ الصعبُ، فقال: یومٌ أَیْوَمُ و یَوِمٌ كأَشْعَث و شَعِث، فقُلب فصار یَمِو، فانقلبت العینُ لانكسار ما قبلها طرَفاً، و وجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو الیَوْمِ الیَوْمُ كما یقال عند الشدة و الأَمرِ العظیم الیَوْمُ الیَوْمُ، فقُلب فصار الیَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلی فَعِل كما أَنشده أَبو زید من قوله: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا، مُذْ خَمْسة و خَمِسون عدَدا یرید خَمْسون، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت یاءً فصار الیَمِی؛ قال ابن جنی: و یجوز فیه عندی وجه
لسان العرب، ج‌12، ص: 651
ثالث لم یُقَلْ به، و هو أَن یكون أَصله علی ما قیل فی المذهب الثانی أَخُو الیَوْم الیَوْم ثم قلب فصار الیَمْوُ، ثم نقلت الضمّةُ إِلی المیم علی حد قولك هذا بَكُر، فصار الیَمُو، فلما وقعت الواو طرفاً بعد ضمة فی الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً، ثم من الواو یاءً فصارت الیَمِی كأَحْقٍ و أَدْلٍ، و قال غیره: هو فَعِلٌ أَی الشدید؛ و قیل: أَراد الیَوْم الیَوْم كقوله: إِنَّ مع الیَوْمِ أَخاه غَدْوَا فالیَمِی، علی القول الأَول، نعتٌ، و علی القول الثانی اسمٌ مرفوع بالابتداء، و كلاهما مقلوب، و ربما عبروا عن الشدة بالیَوْم، یقال یومٌ أَیْوَم، كما یقال لَیْلة لیلاءُ، قال أَبو الأَخزر الحمّانی: نِعْمَ أَخو الهَیْجاءِ فی الیومِ الیَمِی، لیَوْمِ رَوْعٍ أَو فَعالِ مُكْرمِ هو مقلوب منه، أَخَّر الواوَ و قدَّمَ المیمَ، ثم قلبت الواوُ یاءً حیث صارت طرَفاً كما قالوا أَدْلٍ فی جمع دَلْوٍ. و الیَوْمُ: الكوْنُ. یقال: نِعْمَ الأَخُ فلانٌ فی الیَوْم إِذا نزلَ بنا أَی فی الكائنة من الكوْنِ إِذا حدَثتْ، و أَنشد: نعم أَخو الهیجاء فی الیَوْم الیَمِی قال: أَراد أَن یشتقَّ من الاسم نعتاً فكان حدُّه أَن یقول فی الیَوْم الیَوْم فقلَبه، كما قالوا القِسیّ و الأَیْنُق، و تقول العرب للیومِ الشدیدِ: یومٌ ذو أَیّامٍ و یومٌ ذو أَیایِیمَ، لطولِ شرِّه علی أَهله. الأَخفش فی قوله تعالی: أُسِّسَ عَلَی التَّقْویٰ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ، أَی من أَوَّل الأَیّام، كما تقول لَقِیتُ كلَّ رجلٍ تُرید كلَّ الرجال. و یَاوَمْتُ الرجلَ مُیَاوَمَةً و یِوَاماً أَی عاملتُه أَو استأْجَرْته الیومَ، الأَخیرة عن اللحیانی، و عاملتُه مُیَاوَمَةً: كما تقول مُشاهرةً، و لقیتُه یَوْمَ یَوْمَ، حكاه سیبویه و قال: من العرب من یَبْنِیه، و منهم من یُضِیفُه إِلا فی حدّ الحال أَو الظرف. ابن السكیت: العرب تقول الأَیَّام فی معنی الوقائع، یقال: هو عالمٌ بأَیَّام العرب، یرید وقائعَها، و أَنشد: وقائعُ فی مُضَرٍ تِسْعةٌ، و فی وائلٍ كانتِ العاشِرهْ فقال: تِسْعة و كان ینبغی أَن یقول تِسْع لأَن الوَقیعة أُنثی، و لكنه ذهب إِلی الأَیّام. و قال شمر: جاءت الأَیَّام بمعنی الوقائع و النِّعم. و قال: إِنما خصُّوا الأَیّام دون ذكر اللیالی فی الوقائع لأَنَّ حُروبهم كانت نهاراً، و إِذا كانت لیلًا ذكرُوها كقوله: لیَلة العُرْقوبِ، حتی غامرَتْ جَعْفَر یُدْعی و رَهْط ابن شَكَل و أَما قول عمرو بن كلثوم: و أَیَّام لنا غُرّ طِوال فإِنه یرید أَیّامَ الوقائع التی نُصِروا فیها علی أَعدائهم، و قوله: شَرَّ یَوْمَیْها و أَغْواه لها رَكِبَتْ عَنْزُ بِحِدْجٍ جَمَلا أَراد شَرَّ أَیّام دَهْرِها، كأَنه قال: شَرّ یَوْمَیْ دَهْرِها الشَّرَّیْنِ، و هذا كما یقال إِن فی الشَّرِّ خِیاراً، و قد تقدم هذا البیت مع بقیّة الأَبیات و قصةُ عَنْز
لسان العرب، ج‌12، ص: 652
مُسْتَوْفاة فی موضعها. و یامٌ و خارفٌ: قبیلتان من الیمن. و یامٌ: حَیٌّ من هَمْدانَ. و یامٌ: اسمُ ولدِ نوح، علیه السلام، الذی غَرِق بالطُّوفانِ. قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَلفه بالواو لأَنها عین مع وجود «ی و م».

الجزء الثالث عشر‌

اشارة

ن‌

حرف النون؛ ج13، ص: 3

ن؛ ج13، ص: 3

: النونُ من الحروف المَجْهورةِ، و من الحُروف الذُّلقْ، و الراءُ و اللامُ و النون فی حَیِّز واحد.

فصل الألف؛ ج13، ص: 3

أبن؛ ج13، ص: 3

: أَبَنَ الرجلَ یأْبُنُه و یأْبِنُه أَبْناً: اتَّهمَه و عابَه، و قال اللحیانی: أَبَنْتُه بخَیر و بشرٍّ آبُنُه و آبِنُه أَبْناً، و هو مأْبون بخیر أَو بشرٍّ؛ فإذا أَضرَبْت عن الخیر و الشرّ قلت: هو مأْبُونٌ لم یكن إلا الشرّ، و كذلك ظَنَّه یظُنُّه. اللیث: یقال فلان یُؤْبَنُ بخیر و بشَرّ أَی یُزَنُّ به، فهو مأْبونٌ. أَبو عمرو: یقال فلان یُؤْبَنُ بخیر و یُؤْبَنُ بشرّ، فإذا قلت یُؤْبَنُ مُجَرَّداً فهو فی الشرّ لا غیرُ. و‌فی حدیث ابن أَبی هالة فی صفة مجلس النبی، صلی الله علیه و سلم: مجلِسُه مجلسُ حِلْمٍ و حیَاءٍ لا تُرْفَعُ فیه الأَصْواتُ و لا تُؤْبَنُ فیه الحُرَمُ‌أَی لا تُذْكَر فیه النساءُ بقَبیح، و یُصانُ مجلسُه عن الرَّفَث و ما یَقْبُحُ ذِكْرُه. یقال: أَبَنْتُ الرجلَ آبُنُه إذا رَمَیْتَه بِخَلَّةِ سَوْء، فهو مأْبُونٌ، و هو مأْخوذ من الأُبَن، و هی العُقَدُ تكونُ فی القِسیّ تُفْسِدُها و تُعابُ بها. الجوهری: أَبَنَه بشرٍّ یَأْبُنُه و یأْبِنه اتَّهَمَه به. و فلانٌ یُؤْبَنُ بكذا أی یُذْكَرُ بقبیح. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن الشِّعْر إذا أُبِنَتْ فیه النساءُ؛ قال شمر: أَبَنْتُ الرجلَ بكذا و كذا إذا أَزْنَنْته به. و قال ابن الأَعرابی: أَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه و آبُنُه إذا رَمَیْتَه بقبیح و قَذَفْتَه بسوء، فهو مأْبُونٌ، و قوله: لا تُؤْبَنُ فیه الحُرَمُ أَی لا تُرْمی بسُوء و لا تُعابُ و لا یُذْكَرُ منها القبیحُ و ما لا یَنْبَغی مما یُسْتَحی منه. و‌فی حدیث الإِفْك: أَشِیروا علیَّ فی أُناسٍ أَبَنُوا أَهْلی‌أَی اتَّهَموها. و الأَبْنُ: التهمَةُ. و‌فی حدیث أَبی الدَّرداء: إن نُؤْبَنْ بما لیس فینا فرُبَّما زُكِّینا بما لیس فینا؛ و منه‌حدیث أَبی سعید: ما كُنَّا نأْبِنُه بِرُقْیة‌أَی ما كُنَّا نَعْلم أَنه یَرْقی فنَعیبَه بذلك: و‌فی حدیث أَبی ذرٍّ: أَنه دَخَل علی عُثْمان بن عَفَّانَ فما سَبَّه و لا أَبَنه‌أَی ما عابَه، و قیل: هو أَنَّبه، بتقدیم النون علی الباء، من التأْنیب اللَّومِ و التَّوبیخ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 4
و أَبَّنَ الرجلَ: كأَبَنَه. و آبَنَ الرجلَ و أَبَّنَه، كلاهما: عابَه فی وجهه و عَیَّره. و الأُبْنة، بالضم: العُقْدة فی العُود أَو فی العَصا، و جمْعُها أُبَنٌ؛ قال الأَعشی: قَضیبَ سَرَاءٍ كثیر الأُبَنْ «2» قال ابن سیدة: و هو أَیضاً مَخْرَج الغُصْن فی القَوْس. و الأُبْنة: العَیْبُ فی الخَشَب و العُود، و أَصلُه من ذلك. و یقال: لیس فی حَسَبِ فلانٍ أُبْنةٌ، كقولك: لیس فیه وَصْمةٌ. و الأُبْنةُ: العَیْبُ فی الكلام، و قد تَقدَّم قولُ خالِد بن صَفْوانَ فی الأُبْنة و الوَصْمة؛ و قول رؤبة: و امْدَحْ بِلالًا غیر ما مُؤَبَّنِ، ترَاهُ كالبازی انْتَمَی للْمَوْكِنِ انْتَمی: تَعَلَّی. قال ابن الأَعرابی: مُؤَبَّنٌ مَعیبٌ، و خالَفَه غیره، و قیل: غیر هالكٍ أَی غیر مَبْكیٍّ؛ و منه قول لبید: قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ، «3» و أَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ، و مِدْرهَ الكَتیبةِ الرَّداحِ. و قیل للمَجْبوس: مأْبونٌ لأَنه یُزَنُّ بالعیب القبیح، و كأَنَّ أَصلَه من أُبْنة العَصا لأَنها عیبٌ فیها. و أُبْنة البعیرِ: غَلْصَمتُه؛ قال ذو الرُّمّة یصف عَیْراً و سَحیلَه: تُغَنِّیه من بین الصَّبیَّیْن أُبْنةٌ نَهُومٌ، إذا ما ارتَدَّ فیها سَحِیلُها. تُغَنِّیه یعنی العَیْر من بین الصَّبیَّیْن، و هما طرَفا اللَّحْی. و الأُبْنةُ: العُقْدةُ، و عنی بها هاهنا الغَلْصمة، و النَّهُومُ: الذی یَنْحِطُ أَی یَزْفر، یقال: نَهَمَ و نأَم فیها فی الأُبنة، و السَّحِیلُ: الصَّوْتُ. و یقال: بینهم أُبَنٌ أَی عداواتٌ. و إبَّانُ كلِّ شی‌ء، بالكسر و التشدید: وقْتُه و حِینُه الذی یكون فیه. یقال: جِئْتُه علی إبَّانِ ذلك أَی علی زمنه. و أَخَذَ الشی‌ءَ بإبَّانِهِ أَی بزمانه، و قیل: بأَوَّله. یقال: أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ، و إبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار، و إبّانَ الحرِّ و البرد أَی أَتانا فی ذلك الوقت، و یقال: كل الفواكه فی إبّانِها أَی فی وَقْتها؛ قال الراجز: أَیَّان تقْضی حاجتی أَیّانا، أَ ما تَری لِنُجْحها إبّانا؟ و‌فی حدیث المبعث: هذا إبّانُ نجومه‌أَی وقت ظهوره، و النون أَصلیة فیكون فِعَّالًا، و قیل: هی زائدة، و هو فِعْلانُ من أَبَّ الشی‌ءُ إذا تهَیَّأَ للذَّهاب، و من كلام سیبویه فی قولهم یا لَلْعجَب أَی یا عجب تعالَ فإِنه من إبّانِكَ و أَحْیانِك. و أَبَّنَ الرجلَ تأْبیناً و أَبَّله: مَدَحه بعد موته و بكاه؛ قال مُتمِّم بن نُوَیرة: لعَمری و ما دَهری بتأْبین هالكٍ، و لا جَزِعاً ممّا أَصابَ فأَوْجعَا. و قال ثعلب: هو إذا ذكَرْتَه بعد موته بخیر؛ و قال مرة: هو إذا ذكرته بعد الموت. و قال شمر: التَّأْبینُ الثَّناءُ علی الرجل فی الموت و الحیاة؛ قال ابن سیدة: و قد جاء فی الشعر مدْحاً للحَیّ، و هو قول الراعی: فرَفَّعَ أَصحابی المَطِیَّ و أَبَّنُوا هُنَیْدَة، فاشتاقَ العُیونُ اللَّوامِح.
(2). قوله [كثیر الأُبَن] فی التكملة ما نصه: و الروایة قلیل الأُبَن، و هو الصواب لأَن كثرة الأُبن عیب، و صدر البیت: سلاجم كالنحل أنحی لها. (3). قوله [قوما تجوبان إلخ] هكذا فی الأَصل، و تقدم فی مادة نوح: تنوحان.
لسان العرب، ج‌13، ص: 5
قال: مَدحَها فاشْتاقوا أَن یَنْظروا إلیها فأَسْرعوا السیرَ إلیها شَوْقاً منهم أَن ینظروا منها. و أَبَنْتُ الشی‌ء: رَقَبْتُه؛ و قال أَوسٌ یصف الحمار: یقولُ له الراؤُونَ: هذاكَ راكِبٌ یُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علیاءَ واقِفُ و حكی ابن بری قال: روی ابنُ الأَعرابی یُوَبِّر، قال: و معنی یُوَبِّر شخصاً أَی ینظر إلیه لیَسْتَبینَه. و یقال: إنه لَیُوَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه، و قیل لمادح المیت مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثار فعاله و صنائعه. و التَّأْبینُ: اقتِفار الأَثر. الجوهری: التأْبینُ أَن تقْفو أَثَرَ الشی‌ء. و أَبَّنَ الأَثر: و هو أَن یَقْتَفِره فلا یَضِح له و لا ینفَلِت منه. و التأْبین: أَن یُفْصَدَ العِرْقُ و یُؤْخَذ دَمُه فیُشوی و یُؤكل؛ عن كراع. ابن الأَعرابی: الأَبِنُ، غیر ممدود الأَلف علی فَعِلٍ من الطعام و الشراب، الغلیظ الثَّخین. و أَبَنُ الأَرض: نبتٌ یخرُج فی رؤُوس الإِكام، له أَصل و لا یَطول، و كأَنه شَعَر یُؤْكل و هو سریع الخُروج سریع الهَیْج؛ عن أَبی حنیفة. و أَبانانِ: جبلان فی البادیة، و قیل: هما جَبَلان أَحدهما أَسود و الآخر أَبْیض، فالأَبیَض لبنی أَسد، و الأَسود لبنی فَزارة، بینهما نهرٌ یقال له الرُّمَةُ، بتخفیف المیم، و بینهما نحو من ثلاثة أَمیال و هو اسم علم لهما؛ قال بِشْر یصف الظعائن: یَؤُمُّ بها الحُداةُ مِیاهَ نَخْلٍ، و فیها عن أَبانَیْنِ ازْوِرارُ و إنما قیل: أَبانانِ و أَبانٌ أَحدهما، و الآخر مُتالِعٌ، كما یقال القَمَران؛ قال لبید: دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ و أَبانِ، فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبانِ قال ابن جنی: و أَما قولهم للجبَلین المُتقابلین أَبانانِ، فإنَّ أَبانانِ اسم علم لهما بمنزلة زیدٍ و خالد، قال: فإن قلت كیف جاز أَن یكون بعض التثنیة علماً و إنما عامَّتُها نكرات؟ أَ لا تری أَن رجُلین و غُلامَین كلُّ واحد منهما نكرة غیر علم فما بال أَبانَین صارا علماً؟ و الجواب: أَن زیدین لیسا فی كل وقت مُصْطحِبَین مقترنین بل كل واحد منهما یُجامِع صاحبَه و یُفارِقه، فلما اصطحَبا مرة و افترقا أُخری لم یُمْكِن أَن یُخَصَّا باسمٍ علم یُفیدُهما من غیرِهما، لأَنهما شیئان، كلُّ واحد منهما بائنٌ من صاحِبه، و أَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لا یُفارق واحدٌ منهما صاحبَه، فجَرَیا لاتِّصال بعضِهما ببعض مَجْری المسمَّی الواحد نحو بَكْرٍ و قاسِمٍ، فكما خُصَّ كلُّ واحدٍ من الأَعلام باسم یُفیدُه من أُمَّتِه، كذلك خُصَّ هذان الجَبَلان باسم یُفیدهما من سائر الجبال، لأَنهما قد جَرَیا مجری الجبل الواحد، فكما أَن ثَبیراً و یَذْبُل لمَّا كان كل واحد منهما جبلًا واحداً متصلة أَجزاؤُه خُصَّ باسم لا یُشارَك فیه، فكذلك أَبانانِ لمَّا لم یفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجَبَل الواحد، خُصّا باسمٍ علم كما خُصَّ یَذْبُل و یَرَمْرَمُ و شمَامِ كلُّ واحد منها باسم علم؛ قال مُهَلهِل: أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ فی جَنْبٍ، و كان الخِباءُ من أَدَمِ لَوْ بأَبانَیْنِ جاء یَخْطُبها رُمِّلَ، ما أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ الجوهری: و تقول هذان أَبانان حَسَنَینِ، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكرة وصفت به معرفة، لأَن الأَماكن لا تزولُ فصارا كالشی‌ء الواحد، و خالَف الحیوانَ، إذا قلت هذان زیدان حسَنان، ترفع النعت هاهنا لأَنه
لسان العرب، ج‌13، ص: 6
نكرةٌ وُصِفت بها نكرة؛ قال ابن بری: قول الجوهری تنصب النعت لأَنه نكرة وصفت به معرفة، قال: یعنی بالوصف هنا الحال. قال ابن سیدة: و إنما فرقوا بین أَبانَین و عَرَفاتٍ و بین زَیدَینِ و زَیدین من قِبَل أَنهم لم یجعلوا التثنیة و الجمع علماً لرجُلینِ و لا لرِجال بأَعیانِهم، و جعلوا الاسم الواحد علَماً لشی‌ء بعینه، كأَنهم قالوا إذا قلنا ائْتِ بزَیْدٍ إنما نرید هات هذا الشخص الذی یسیرُ إلیه، و لم یقولوا إذا قلنا جاء زیدانِ فإنما نعنی شخصین بأَعیانهما قد عُرِفا قبل ذلك و أُثْبِتا، و لكنهم قالوا إذا قلنا جاء زید بن فلان و زیدُ بن فلانٍ فإنما نعنی شیئین بأَعیانهما، فكأَنهم قالوا إذا قلنا ائتِ أَبانَیْنِ فإنما نعنی هذینِ الجبلَینِ بأَعیانهما اللذین یسیر إلیهما، أَ لا تری أَنهم لم یقولوا امْرُرْ بأَبانِ كذا و أَبانِ كذا؟ لم یفرّقوا بینهما لأَنهم جعلوا أَبانَیْنِ اسماً لهما یُعْرَفانِ به بأَعیانهما، و لیس هذا فی الأَناسیِّ و لا فی الدوابّ، إنما یكون هذا فی الأَماكنِ و الجبال و ما أَشبه ذلك، من قِبَل أَنّ الأَماكِنَ لا تزول فیصیرُ كل واحدٍ من الجبلَینِ داخلًا عندهم فی مثل ما دخل فیه صاحبُه من الحال و الثَّباتِ و الخِصبِ و القَحْطِ، و لا یُشارُ إلی واحدٍ منهما بتعریفٍ دون الآخر فصارا كالواحد الذی لا یُزایِله منه شی‌ءٌ حیث كان فی الأَناسیّ و الدوابّ و الإِنسانانِ و الدّابتان لا یَثْبُتانِ أَبداً، یزولانِ و یتصرّفان و یُشارُ إلی أَحدِهما و الآخرُ عنه غائبٌ، و قد یُفرَد فیقال أَبانٌ؛ قال إمرؤ القیس: كان أَباناً، فی أَفانِینِ وَدْقِه، كبیرُ أُناسٍ فی بِجادٍ مُزَمَّلِ «1». و أَبانٌ: اسم رجلٍ. و قوله‌فی الحدیث: من كذا و كذا إلی عَدَنِ أَبْیَنَ، أَبْیَنُ بوزن أَحْمر، قریةٌ علی جانب البحر ناحیةَ الیمن، و قیل: هو اسمُ مدینة عدَن. و‌فی حدیث أُسامة: قال له رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لمّا أَرسَله إلی الرُّوم: أَغِرْ علی أُبْنَی صباحاً؛ هی، بضمّ الهمزة و القصر، اسمُ موضعٍ من فِلَسْطینَ بین عَسْقَلانَ و الرَّمْلة، و یقال لها یُبْنَی، بالیاء، و الله أَعلم.

أتن؛ ج13، ص: 6

: الأَتانُ: الحِمارةُ، و الجمع آتُنٌ مثل عَناقٍ و أَعْنُقٍ و أُتْنٌ و أُتُنٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و ما أُبَیِّنُ منهمُ، غیرَ أَنَّهمُ هُمُ الذین غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ و إنما قال غَذَت من خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إنما یَرْضَع من خَلْف. و المَأْتوناءُ: الأُتُنُ اسمٌ للجمع مثل المَعْیوراء. و‌فی حدیث ابن عباس: جئتُ علی حمارٍ أَتانٍ؛ الحمارُ یقع علی الذكر و الأُنثی، و الأَتانُ و الحِمارةُ الأُنثی خاصة، و إنما اسْتَدْرَكَ الحمارَ بالأَتانِ لیُعلَم أَن الأُنثَی من الحُمُرِ لا تقطع الصلاة، فكذلك لا تقطعُها المرأَة، و لا یقال فیها أَتانة. قال ابن الأَثیر: و قد جاء‌فی بعض الحدیث و اسْتَأْتَنَ الرجلُ‌اشْتَری أَتاناً و اتَّخَذَها لنفسه؛ و أَنشد ابن بری: بَسَأْتَ، یا عَمْرُو، بأَمرٍ مؤتِنِ و اسْتَأْتَنَ الناسُ و لَمْ تَسْتَأْتِنِ و اسْتَأْتَنَ الحمارُ: صارَ أَتاناً. و قولهم: كان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَی صارَ أَتاناً؛ یضرب للرجل یَهُون بعد العِزِّ. ابن شمیل: الأَتان قاعدةُ الفَوْدَجِ، قال أَبو وهب «2».: الحَمَائِرُ هی القواعدُ و الأُتن، الواحدةُ حِمارةٌ و أَتانٌ. و الأَتانُ: المرأَةُ الرَّعناء، علی التشبیه
(1). فی روایة أخری: كأنّ كبیراً، بدل أباناً (2). قوله [قال أبو وهب] كذا فی الأَصل و التهذیب. و فی الصاغانی: أبو مرهب بدل أبو وهب
لسان العرب، ج‌13، ص: 7
بالأَتانِ، و قیل لِفَقیه العربِ: هل یجوزُ للرجل أَنْ یتزوَّج بأَتان؟ قال: نعم؛ حكاه الفارسی فی التذكرة. و الأَتانُ: الصخرةُ تكون فی الماء؛ قال الأَعشی: بِناجیةٍ، كأَتانِ الثَّمیل، تُقَضِّی السُّرَی بَعْدَ أَیْنٍ عَسِیرَا أَی تُصْبِحُ عاسِراً بذَنَبِها تَخْطُرُ به مِراحاً و نشاطاً. و قال ابن شمیل: أَتانُ الثَّمیل الصخرةُ فی باطن المَسیلِ الضَّخْمةُ التی لا یرفعُها شی‌ءٌ و لا یُحرّكُها و لا یأْخذُ فیها، طولُها قامةٌ فی عَرْضِ مثْلِه. أَبو الدُّقَیْش: القواعِدُ و الأُتُنُ المرتفعةُ من الأَرض. و أَتانُ الضَّحْلِ: الصخرة العظیمةُ تكون فی الماء، و قیل: هی الصخرةُ التی بین أَسْفلِ طیِّ البئرِ، فهی تلی الماءَ. و الأَتانُ: الصخرةُ الضخمةُ المُلَمْلَمةُ، فإذا كانت فی الماء الضَّحْضاحِ قیل: أَتانُ الضَّحْلِ، و تُشَبَّه بها الناقةُ فی صَلَابَتِها؛ و قال كعب بن زهیر: عَیْرانةٌ كأَتان الضَّحل ناجِیةٌ، إذا ترَقَّصَ بالقُورِ العَساقِیلُ و قال الأَخطل: بِحُرّةٍ، كأَتانِ الضَّحْلِ، أَضْمَرَها، بعد الرَّبالةِ، تَرْحالی و تَسْیاری. و قال أَوس: عَیرانةٌ، كأَتانِ الضَّحْلِ، صَلَّبها أَكلُ السَّوادیّ رَضُّوهُ بِمِرْضاح. ابن سیدة: و أَتانُ الضَّحلِ صخرةٌ تكون علی فَمِ الرَّكِیِّ، فیركبُها الطُّحْلُبُ حتی تَمْلاسَّ فتكون أَشَدَّ ملاسةً من غیرها، و قیل: هی الصخرةُ بعضُها غامِرٌ و بعضُها ظاهِرٌ. و الأَتانُ: مقامُ المُسْتَقی علی فَمِ البئر، و هو صخرةٌ. و الأَتانُ و الإِتانُ: مقامُ الرَّكیّة. و أَتَنَ یأْتِنُ أَتْناً: خَطَبَ فی غَضَب. و أَتَنَ الرجلُ یأْتِنُ أَتَناناً إذا قارَبَ الخَطْوَ فی غَضَب، و أَتَلَ كذلك، و قال فی مصدره: الأَتَنانُ و الأَتَلانُ. و أَتَنَ بالمكانِ یأْتِنُ أَتْناً و أُتوناً: ثَبَتَ و أَقامَ به؛ قال أَباقٌ الدُّبَیریّ: أَتَنْتُ لها و لم أَزَلْ فی خِبائها مُقیماً، إلی أَنْ أَنْجَزَت خُلّتی وَعْدی. و الأَتْنُ: أَنْ تخْرجَ رجْلا الصبیّ قَبْل رأْسِه، لغة فی الیَتْنِ؛ حكاه ابن الأَعرابی، و قیل: هو الذی یُولَدُ مَنْكوساً، فهو مرةً اسمٌ للوِلادِ، و مرّةً اسمٌ للولَدِ. و المُوتَنُ: المنكوسُ، من الیَتْنِ. و الأَتُّونُ، بالتشدید: المَوْقِدُ، و العامّة تخفِّفه، و الجمع الأَتاتین، و یقال: هو مُولَّد؛ قال ابن خالویه: الأَتُونُ، مخفف من الأَتُّون، و الأَتُّونُ: أُخْدُودُ الجَبّارِ و الجصَّاص، و أَتُون الحمّامِ، قال: و لا أَحسبه عربیّاً. و جمعه أُتُنٌ. قال الفراء: هی الأَتاتینُ؛ قال ابن جنی: كأَنه زاد علی عین أَتُونٍ عیناً أُخری، فصار فعُول مخفف العین إلی فعّول مشدّد العین فیُصوّره حینئذ علی أَتّونٍ فقال فیه أَتانین كسَفّودٍ و سَفافید و كَلّوب و كَلالیبَ؛ قال الفراء: و هذا كما جمعوا قُسًّا قَساوِسةً، أَرادوا أَن یجمعوه علی مثال مهالِبة، فكثرت السِّینات و أَبدلوا إحداهنَّ واواً، قال: و ربما شدّدوا الجمعَ و لم یُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ و أَتاتِینَ.

أثن؛ ج13، ص: 7

: الأُثْنةُ: منبِتُ الطَّلْحِ، و قیل: هی القِطْعةُ من الطَّلْح و الأَثْلِ. یقال: هبَطْنا أُثْنةً من طلحٍ و من أَثْلٍ. ابن الأَعرابی: عِیصٌ من سِدْرٍ، و أُثْنةٌ من طلحٍ، و سلِیلٌ من سَمُر. و یقال للشی‌ء الأَصِیل: أَثِینٌ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 8‌

أجن؛ ج13، ص: 8

: الآجِنُ: الماءُ المتغیّرُ الطعمِ و اللونِ، أَجَنَ الماءُ یأْجِنُ و یأْجُن أَجْناً و أُجوناً؛ قال أَبو محمد الفقعسی: و مَنْهل فیه العُرابُ مَیْتُ «1».، كأَنه من الأُجونِ زَیْتُ، سَقَیْتُ منه القومَ و اسْتَقَیْتُ و أَجِنَ یأْجَنُ أَجَناً فهو أَجِنٌ، علی فَعِلٍ، و أَجُنَ، بضم الجیم، هذه عن ثعلب، إذا تغیَّر غیر أَنه شَروبٌ، و خص ثعلب به تغیُّرَ رائحته، و ماءٌ أَجِنٌ و آجِنٌ و أَجِینٌ، و الجمع أُجونٌ؛ قال ابن سیدة: و أَظنه جمعَ أَجْنٍ أَو أَجِنٍ. اللیث: الأَجْنُ أُجونُ الماءِ، و هو أَن یَغْشاه العِرْمِضُ و الورقُ؛ قال العجاج: علیه، من سافِی الرِّیاحِ الخُطَّطِ، أَجْنٌ كنِیِّ اللَّحْمِ لم یُشَیَّطِ. و قال علقمة بن عَبَدة: فأَوْرَدَها ماءً كأَنَّ جِمامَه، من الأَجْنِ، حِنَّاءٌ معاً و صَبِیبُ و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: ارْتوَی من آجِنٍ؛ هو الماءُ المتغیِّرُ الطعمِ و اللونِ. و‌فی حدیث الحسن، علیه السلام: أَنه كان لا یَری بأْساً بالوُضوء من الماء الآجنِ.و الإِجّانَةُ و الإِنْجانةُ و الأَجّانةُ؛ الأَخیرة طائیة عن اللحیانی: المِرْكَنُ، و أَفصحُها إجّانةٌ واحدة الأَجاجینِ، و هو بالفارسیة إِكَّانه؛ قال الجوهری: و لا تقل إنْجانة. و المِئْجَنةُ: مِدقَّةُ القَصّارِ، و ترْكُ الهمز أَعلی لقولهم فی جمعها مَواجن؛ قال ابن بری: المِئْجَنةُ الخشبةُ التی یَدُقُّ بها القصّارُ، و الجمعُ مآجِنُ، و أَجَنَ القصّار الثوبَ أَی دَقَّه. و الأُجْنةُ، بالضم: لغة فی الوُجْنةِ، و هی واحدة الوُجَنات. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَن امرأَته سأَلته أَن یَكْسُوَها جِلْباباً فقال: إنی أَخشی أَن تَدَعی جِلْبابَ الله الذی جَلْبَبَكِ، قالت: و ما هو؟ قال: بیتُك، قالت: أَجَنَّك [أَجِنَّك من أَصحابِ محمدٍ تقول هذا؟ترید أَ مِنْ أَجلِ أَنك، فحذفت مِنْ و اللامَ و الهمزة و حرَّكت الجیم بالفتح و الكسره و الفتحُ أَكثر، و للعرب فی الحذف بابٌ واسع كقوله تعالی: لٰكِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی، تقدیره لكنی أَنا هو اللهُ ربی، و الله أَعلم.

أحن؛ ج13، ص: 8

: الإِحْنةُ: الحقْدُ فی الصدر، و أَحِنَ علیه أَحَناً و إحْنةً و أَحَنَ، الفتحُ عن كراع، و قد آحَنَهُ. التهذیب: و قد أَحَنْتُ إلیه آحَنُ أَحْناً و آحَنْتُه مُؤَاحنةً من الإِحْنةِ، و ربما قالوا حِنة؛ قال الأَزهری: حِنَة لیس من كلام العرب، و أَنكر الأَصمعی و الفراء حِنَةً. ابن الفرج: أَحِنَ علیه و وَحِنَ من الإِحْنة. و یقال: فی صدره علیَّ إِحْنةٌ أَی حِقْدٌ، و لا تقل حِنَة، و الجمع إِحَنٌ و إِحْناتٌ. و‌فی الحدیث: و فی صدره علیَّ إحْنةٌ.و‌فی حدیث مازِنٍ: و فی قلُوبِكم البغضاء و الإِحَنُ.و أَما‌حدیث معاویة: لقد منَعتْنی القدرةُ من ذوی الحِناتِ، فهی جمع حِنَةٍ و هی لغة قلیلة فی الإِحْنة، و قد جاءت‌فی بعض طُرُق حدیث حارثة بن مُضَرِّب فی الحُدود: ما بینی و بین العرب حِنَةٌ.و‌فی الحدیث: لا یجوز شهادةُ ذی الظِّنَّةِ و الحِنَةِ؛ هو من العداوة؛ و‌فیه: إِلَّا رجل بینه و بین أَخیه حِنَةٌ، و قد أَحِنْتُ علیه، بالكسر؛ قال الأُقَیْبل القَینیّ: متی ما یَسُؤْ ظَنُّ امرِئٍ بِصَدِیقِه، یُصَدِّقْ بلاغاتٍ یَجِئْهُ یَقِینُها
(1). قوله: العراب؛ هكذا فی الأَصل، و لم نجد هذه اللفظة فیما لدینا من المعاجم، و لعلها الغراب
لسان العرب، ج‌13، ص: 9
إذا كان فی صَدْرِ ابنِ عمِّكَ إِحْنةٌ، فلا تسْتَثِرْها سوفَ یَبْدُو دَفِینُها یقول: لا تطلبُ من عدوِّك كشْفَ ما فی قلبه لك فإنه سیظهر لك ما یخفیه قلبُه علی مرِّ الزمان؛ و قیل: قَبْل قوله إذا كان فی صدر ابن عمك إحنة: إذا صَفْحةُ المعروفِ وَلَّتْكَ جانِباً، فخُذْ صَفْوَها لا یَخْتَلِطْ بك طِینُهاً و المُؤاحَنةُ: المُعاداة؛ قال ابن بری: و یقال آحَنْتُه مُؤاحَنةً.

أخن؛ ج13، ص: 9

: الآخِنیُّ: ثیابٌ مُخَطَّطةٌ؛ قال العجاج: علیه كَتَّانٌ و آخِنِیُّ و الآخِنیَّةُ: القِسِیُّ؛ قال الأَعشی: مَنَعتْ قِیاسُ الآخِنیَّةِ رأْسَه بسِهامِ یَثْرِبَ أَو سِهامِ الوادی أَضافَ الشی‌ءَ إلی نفسه لأَن القِیاسَ هی الآخِنیَّة، أَو یكون علی أَنه أَراد قِیاسَ القوّاسة الآخنیَّة، و یروی: … أَو سِهامِ بلادِ. أَبو مالك: الآخِنِیُّ أَكْسِیَةٌ سُودٌ لیِّنةٌ یَلبَسُها النصاری؛ قال البعیث: فكَرَّ علینا ثمَّ ظلَّ یجُرُّها، كما جَرَّ ثوبَ الآخِنِیِّ المقدَّس و قال أَبو خراش: كأَن المُلاءَ المَحْض خَلْفَ كُراعِه، إذا ما تَمَطَّی الآخِنِیُّ المُخَذَّمُ.

أدن؛ ج13، ص: 9

: المُؤْدَنُ من الناس: القصیرُ العنُقِ الضَّیِّقُ المَنْكِبین مع قِصَر الأَلواحِ و الیدین، و قیل: هو الذی یولد ضاوِیاً. و المُؤْدَنة: طُوَیِّرةٌ صغیرةٌ قصیرةُ العنُق نحو القُبَّرة. ابن بری: المُؤدَنُ الفاحشُ القِصَر؛ قال رِبْعِیّ الدُّبَیری: لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْیَرَّا، قالت: أُرید العَتْعَتَ الذِّفِرّا

أذن؛ ج13، ص: 9

: أَذِنَ بالشی‌ء إذْناً و أَذَناً و أَذانةً: عَلِم. و فی التنزیل العزیز: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ؛ أَی كونوا علی عِلْمٍ. و آذَنَه الأَمرَ و آذَنه به: أَعْلَمَه، و قد قُرئ: فآذِنوا بحربٍ من الله؛ معناه أَی أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم یترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله و رسوله. و یقال: قد آذَنْتُه بكذا و كذا، أُوذِنُه إیذاناً و إذْناً إذا أَعْلَمْته، و من قرأَ فَأْذَنُوا أَی فانْصِتُوا. و یقال: أَذِنْتُ لفلانٍ فی أَمر كذا و كذا آذَنُ له إِذْناً، بكسر الهمزة و جزمِ الذال، و اسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً. و أَذَّنْتُ: أَكْثرْتُ الإِعْلامَ بالشی‌ء. و الأَذانُ: الإِعْلامُ. و آذَنْتُكَ بالشی‌ء: أَعْلمتُكه. و آذَنْتُه: أَعْلَمتُه. قال الله عز و جل: فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلیٰ سَوٰاءٍ؛ قال الشاعر: آذَنَتْنا ببَیْنِها أَسْماءُ و أَذِنَ به إِذْناً: عَلِمَ به. و حكی أَبو عبید عن الأَصمعی: كونوا علی إِذْنِهِ أَی علی عِلْمٍ به. و یقال: أَذِنَ فلانٌ یأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ. و قوله عز و جل: وَ أَذٰانٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النّٰاسِ؛ أَی إعْلامٌ. و الأَذانُ: اسمٌ یقوم مقامَ الإِیذانِ، و هو المصدر الحقیقی. و قوله عز و جل: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّكُمْ؛ معناه و إِذ عَلِمَ ربُّكم، و قوله عز و جل: وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلّٰا بِإِذْنِ اللّٰهِ؛ معناه بِعلْمِ الله، و الإِذْنُ هاهنا لا یكون إلَّا من الله، لأَن الله تعالی و تقدَّس لا یأْمر بالفحشاء من السحْرِ و ما شاكَلَه. و یقال: فَعلْتُ كذا و كذا بإِذْنِه أَی فعلْتُ بعِلْمِه، و یكون بإِذْنِه
لسان العرب، ج‌13، ص: 10
بأَمره. و قال قومٌ: الأَذینُ المكانُ یأْتیه الأَذانُ من كلِّ ناحیةٍ؛ و أَنشدوا: طَهُورُ الحَصَی كانت أَذیناً، و لم تكُنْ بها رِیبةٌ، مما یُخافُ، تَریبُ قال ابن بری: الأَذِینُ فی البیت بمعنی المُؤْذَنِ، مثل عَقِیدٍ بمعنی مُعْقَدٍ، قال: و أَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً علی الأَذِینِ بمعنی الأَذانِ؛ قال ابن سیدة: و بیت إمرئ القیس: و إنی أَذِینٌ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً، بسَیْرٍ ترَی فیه الفُرانِقَ أَزْوَرَا «1». أَذینٌ فیه: بمعنی مُؤْذِنٍ، كما قالوا أَلیم و وَجیع بمعنی مُؤْلِم و مُوجِع. و الأَذِین: الكفیل. و روی أَبو عبیدة بیت إمرئ القیس هذا و قال: أَذِینٌ أَی زَعیم. و فَعَلَه بإِذْنی و أَذَنی أَی بِعلْمی. و أَذِنَ له فی الشی‌ءِ إِذْناً: أَباحَهُ له. و اسْتَأْذَنَه: طَلَب منه الإِذْنَ. و أَذِنَ له علیه: أَخَذَ له منه الإِذْنَ. یقال: ائْذَنْ لی علی الأَمیر؛ و قال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث: و إنی إذا ضَنَّ الأَمِیرُ بإِذْنِه علی الإِذْنِ من نفْسی، إذا شئتُ، قادِرُ و قول الشاعر: قلتُ لبَوَّابٍ لَدَیْهِ دارُها تِیذَنْ، فإنی حَمْؤُها و جارُها. قال أَبو جعفر: أَراد لِتأْذَنْ، و جائز فی الشِّعر حذفُ اللام و كسرُ التاء علی لغة مَن یقولُ أَنتَ تِعْلَم، و قرئ: فبذلك فَلْتِفْرَحوا. و الآذِنُ: الحاجِبُ؛ و قال: تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَی و أَذِنَ له أَذَناً: اسْتَمَعَ؛ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ: إن یَسْمَعُوا رِیبةً طارُوا بها فَرَحاً منّی، و ما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَیْراً ذُكِرْتُ به، و إنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنوا قال ابن سیدة: و أَذِنَ إلیه أَذَناً استمع. و‌فی الحدیث: ما أَذِنَ اللهُ لشی‌ءٍ كأَذَنِهِ لِنَبیٍّ یَتَغَنَّی بالقرآن؛ قال أَبو عبید: یعنی ما استمَعَ اللهُ لشی‌ء كاستِماعِهِ لِنَبیٍّ یتغنَّی بالقرآن أَی یتْلوه یَجْهَرُ به. یقال: أَذِنْتُ للشی‌ء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له؛ قال عدیّ: أَیُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، إنَّ همِّی فی سماعٍ و أَذَنْ و قوله عز و جل: وَ أَذِنَتْ لِرَبِّهٰا وَ حُقَّتْ*؛ أَی اسْتَمعَتْ. و أَذِنَ إلیهِ أَذَناً: استمع إلیه مُعْجباً؛ و أَنشد ابن بری لعمرو بن الأَهْیَم: فلَمَّا أَنْ تسَایَرْنا قَلیلًا، أَذِنَّ إلی الحدیثِ، فهُنَّ صُورُ و قال عدیّ: فی سَماعٍ یَأْذَنُ الشَّیخُ له، و حدیثٍ مثْل ماذِیٍّ مُشار و آذَنَنی الشی‌ءُ: أَعْجَبَنِی فاستَمعْتُ له؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلا و أَبیك خَیْر منْك، إنی لَیُؤْذِنُنی التَّحَمْحُمُ و الصَّهِیلُ و أَذِنَ للَّهْو: اسْتَمع و مالَ.
(1). فی روایة أخری: و إنی زعیمٌ
لسان العرب، ج‌13، ص: 11
و الأُذْنُ و الأُذُنُ، یخفَّف و یُثَقَّل: من الحواسّ أُنثی، و الذی حكاه سیبویه أُذْن، بالضم، و الجمع آذانٌ لا یُكسَّر علی غیر ذلك، و تصغیرها أُذَیْنة، و لو سَمَّیْت بها رجلًا ثم صغَّرْته قلت أُذَیْن، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنیث عنه بالنقل إلی المذكر، فأَما قولهم أُذَیْنة فی الاسم العلم فإنما سمی به مصغَّراً. و رجل أُذْنٌ و أُذُنٌ: مُسْتَمِع لما یُقال له قابلٌ له؛ وصَفُو به كما قال: مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَی المِرْفَق فوصف به لأَن فی مِئْبَرةٍ و أَشْفی معنی الحِدَّة. قال أَبو علی: قال أَبو زید رجل أُذُنٌ و رجال أُذُنٌ، فأُذُنٌ للواحد و الجمع فی ذلك سواء إذا كان یسمع مقالَ كلّ أَحد. قال ابن بری: و یقال رجل أُذُنٌ و امرأَة أُذُنٌ، و لا یثنی و لا یجمع، قال: و إنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْویلًا و تشنیعاً كما قالوا للمرأَة: ما أَنتِ إلا بُطَین. و فی التنزیل العزیز: وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَكُمْ؛ أَكثرُ القرّاء یقرؤون قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَكُمْ، و معناه و تفْسیرُه أَن فی المُنافِقینَ من كان یَعیب النبی، صلی الله علیه و سلم، و یقول: إن بَلَغَه عنی شی‌ء حَلَفْت له و قَبِلَ منی لأَنه أُذُنٌ، فأَعْلَمه الله تعالی أَنه أُذُنُ خیرٍ لا أُذُنُ شرٍّ. و قوله تعالی: أُذُنُ خَیْرٍ لَكُمْ، أَی مُسْتَمِعُ خیرٍ لكم، ثم بیّن ممن یَقْبَل فقال تعالی: یُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ؛ أَی یسمع ما أَنزَلَ الله علیه فیصدِّق به و یصدِّق المؤمنین فیما یخبرونه به. و قوله‌فی حدیث زید بن أَرْقَم: هذا الذی أَوْفَی الله بأُذُنِه‌أَی أَظهرَ صِدْقَه فی إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه. و رجل أُذانِیّ و آذَنُ: عظیمُ الأُذُنَیْنِ طویلُهما، و كذلك هو من الإِبلِ و الغنم، و نَعْجةٌ أَذْناءُ و كَبْشٌ آذَنُ. و‌فی حدیث أَنس: أَنه قال له یا ذا الأُذُنَیْنِ؛ قالَ ابن الأَثیر: قیل معناه الحضُّ علی حُسْنِ الاستِماعِ و الوَعْی لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ، و مَنْ خلَق الله له أُذُنَیْنِ فأَغْفَلَ الاستِماع و لم یُحْسِن الوَعْیَ لم یُعْذَرْ، و قیل: إن هذا القول من جملة مَزْحه، صلی الله علیه و سلم، و لَطیف أَخلاقه كما‌قال للمرأَة عن زوجها: أَ ذاك الذی فی عینِه بیاضٌ؟و أَذَنَه أَذْناً، فهو مأْذونٌ: أَصاب أُذُنَه، علی ما یَطَّرِد فی الأَعضاء. و أَذَّنَه: كأَذَنَه أَی ضرَب أُذُنَه، و من كلامهم: لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم یُؤَذَّنُ؛ الجابهُ: الواردُ، و قیل: هو الذی یَرِدُ الماء و لیست علیه قامةٌ و لا أَداةٌ، و الجَوْزةُ: السَّقْیة من الماء، یَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن یَسْقوه ماءً لأَهله و ماشیتِه سَقَوْه سقْیةً واحدة، ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه لیس عندهم أَكثرُ من ذلك. و أُذِنَ: شكا أُذُنَه؛ و أُذُنُ القلبِ و السهمِ و النَّصْلِ كلُّه علی التشبیه، و لذلك قال بعض المُحاجِین: ما ذُو ثلاث آذان یَسْبِقُ الخَیْل بالرَّدَیان؟ یعنی السَّهمَ. و قال أَبو حنیفة: إذا رُكِّبت القُذَذُ علی السهم فهی آذانُه. و أُذُنُ كلّ شی‌ء مَقْبِضُه، كأُذُنِ الكوز و الدَّلْو علی التشبیه، و كلُّه مؤنث. و أُذُنُ العَرفج و الثُّمام: ما یُخَدُّ منه فیَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ، و ذلك لكونه علی شكل الأُذُنِ. و آذانُ الكیزانِ: عُراها، واحدَتها أُذُنٌ. و أُذَیْنةُ: اسم رَجُلٍ، لیست مُحَقَّرة علی أُذُن فی التسمیة، إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء و إنما سُمّیَ بها مُحَقَّرة من العُضْو، و قیل: أُذَیْنة اسمُ ملِك من ملوك الیمن. و بنو أُذُنٍ: بطنٌ من هوازن. و أُذُن النَّعْل: ما أَطافَ منها بالقِبال. و أَذَّنْتُها: جعلتُ لها أُذُناً. و أَذَّنْتُ الصبیَّ: عرَكْتُ أُذُنَه. و أُذُنُ الحمارِ: نبتٌ له ورق
لسان العرب، ج‌13، ص: 12
عَرْضُه مثل الشِّبْر، و له أَصل یؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد، و فیه حلاوة؛ عن أَبی حنیفة. و الأَذانُ و الأَذِینُ و التَّأْذِینُ: النّداءُ إلی الصلاة، و هو الإِعْلام بها و بوقتها. قال سیبویه: و قالوا أَذَّنْت و آذَنْتُ، فمن العرب من یجعلهما بمعنیً، و منهم من یقول أَذَّنْت للتصویت بإعْلانٍ، و آذَنْتُ أَعلمْت. و قوله عز و جل: وَ أَذِّنْ فِی النّٰاسِ بِالْحَجِّ؛روی أَنَّ أَذان إبراهیم، علیه السلام، بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادی: أَیّها الناس، أَجیبُوا الله، یا عباد الله، أَطیعوا الله، یا عباد الله، اتقوا الله، فوَقَرَتْ فی قلب كل مؤمن و مؤمنة و أَسْمَعَ ما بین السماء و الأَرض، فأَجابه مَن فی الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج، فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهیم، علیه السلام.و‌روی أَن أَذانه بالحجّ كان: یا أَیها الناس كتب علیكم الحجّ.و الأَذِینُ: المُؤذِّنُ؛ قال الحُصَینُ بن بُكَیْر الرَّبَعیّ یصف حمارَ وحش: شَدَّ علی أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً، و ما نادَی أَذِینُ المَدَرَهْ السَّحْقُ: الطَّرْدُ. و المِئْذنةُ: موضعُ الأَذانِ للصلاة. و قال اللحیانی: هی المنارةُ، یعنی الصَّومعةَ. أَبو زید: یقال للمنارة المِئْذَنة و المُؤْذَنة؛ قال الشاعر: سَمِعْتُ للأَذانِ فی المِئْذَنَهْ و أَذانُ الصلاة: معروف، و الأَذِینُ مثله؛ قال الراجز: حتی إذا نُودِیَ بالأَذِین و قد أذَّنَ أَذاناً و أَذَّنَ المُؤذِّن تأْذیناً؛ و قال جریر یهجو الأَخطل: إنّ الذی حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً، جعلَ الخِلافةَ و النُّبوَّةَ فینا مُضَرٌ أَبی و أَبو الملوكِ، فهل لكم، یا خُزْرَ تَغْلِبَ، من أَبٍ كأَبِینا؟ هذا ابنُ عمِّی فی دِمَشْقَ خلیفةٌ، لو شِئْتُ ساقَكمُ إلیّ قَطینا إنّ الفَرَزْدَقَ، إذ تَحَنَّفَ كارِهاً، أَضْحَی لِتَغْلِبَ و الصَّلِیبِ خَدِینا و لقد جَزِعْتُ علی النَّصاری، بعد ما لَقِیَ الصَّلیبُ من العذاب معِینا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً، أَو تسْمَعون من الأَذانِ أَذِینا؟ و یروی هذا البیت: هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذینا؟ ابن بری: و الأَذِینُ هاهنا بمعنی الأَذانِ أَیضاً. قال: و قیل الأَذینُ هنا المُؤَذِّن، قال: و الأَذینُ أیضاً المُؤذّن للصلاة؛ و أَنشد رجز الحُصَین بن بُكَیر الرَّبعی: سَحْقاً، و ما نادَی أَذینُ المَدَرَهْ و الأَذانُ: اسمُ التأْذین، كالعذاب اسم التّعذیب. قال ابن الأَثیر: و قد ورد فی الحدیث ذكر الأَذان، و هو الإِعلام بالشی‌ء؛ یقال منه: آذَنَ یُؤْذِن إیذاناً، و أَذّنَ یُؤذّن تأْذِیناً، و المشدّدُ مخصوصٌ فی الاستعمال بإعلام وقت الصلاة. و الأَذانُ: الإِقامةُ. و یقال: أَذَّنْتُ فلاناً تأْذیناً أَی رَدَدْتُه، قال: و هذا حرفٌ غریب؛ قال ابن بری: شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق: و حتی علا فی سُور كلِّ مدینةٍ مُنادٍ یُنادِی، فَوْقَها، بأَذان و‌فی الحدیث: أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فَحَمدوا
لسان العرب، ج‌13، ص: 13
فقال، علیه السلام: قرِّسُوا الماء فی الشِّنانِ و صُبُّوه علیهم فیما بین الأَذانَیْن؛ أَراد بهما أَذانَ الفجر و الإِقامَة؛ التَّقْریسُ: التَّبْریدُ، و الشِّنان: القِرَبْ الخُلْقانُ. و‌فی الحدیث: بین كلّ أَذانَیْن صلاةٌ؛ یرید بها السُّنَن الرواتبَ التی تُصلَّی بین الأَذانِ و الإِقامةِ قبل الفرض. و أَذَّنَ الرجلَ: ردَّه و لم یَسْقِه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَی رَدَّنا فلم یَسْقِنا؛ قال ابن سیدة: و هذا هو المعروف، و قیل: أَذَّنه نَقَر أُذُنَه، و هو مذكور فی موضعه. و تَأَذَّنَ لَیَفعَلنَّ أَی أَقسَم. و تَأَذَّنْ أَی اعْلم كما تقول تَعَلَّم أَی اعْلَم؛ قال: فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّیْد غرّةً، و إلّا تُضَیِّعْها فإنك قاتِلُهْ و قوله عز و جل: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ؛ قیل: تَأَذَّن تأَلَّی، و قیل: تأَذَّنَ أَعْلَم؛ هذا قول الزجاج. اللیث: تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا و كذا یراد به إیجابُ الفعل، و قد آذَنَ و تأَذَّنَ بمعنًی، كما یقال: أَیْقَن و تَیَقَّنَ. و یقال: تأَذَّنَ الأَمیرُ فی الناس إذا نادی فیهم، یكون فی التهدید و النَّهیْ، أَی تقدَّم و أَعْلمَ. و المُؤْذِنُ: مثل الذاوی، و هو العودُ الذی جَفَّ و فیه رطوبةٌ. و آذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ یجِفّ، فتَری بعضَه رطْباً و بعضه قد جَفّ؛ قال الراعی: و حارَبَتِ الهَیْفُ الشَّمالَ و آذَنَتْ مَذانِبُ، منها اللَّدْنُ و المُتَصَوِّحُ التهذیب: و الأَذَنُ التِّبْنُ، واحدته أَذَنةٌ. و قال ابن شُمیل: یقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإِبلُ أَذَنةً شدیدة أَی شَهْوةً شدیدة. و الأَذَنَةُ: خُوصةُ الثُّمامِ، یقال: أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه. ابن شمیل: أَذِنْتُ لحدیث فلان أَی اشتهیته، و أَذِنْتُ لرائحة الطعام أَی اشتهیته، و هذا طعامٌ لا أَذَنة له أَی لا شهوة لریحه، و أَذَّن بإرسالِ إبلِه أَی تكلمّ به، و أَذَّنُوا عنِّی أَوَّلها أَی أَرسلوا أَوَّلها، و جاء فلانٌ ناشراً أُذُنَیْه أَی طامعاً، و وجدت فلاناً لابساً أُذُنَیْه أَی مُتغافلًا. ابن سیدة: و إِذَنْ جوابٌ و جزاءٌ، و تأْویلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جری، و قالوا: ذَنْ لا أَفعلَ، فحذفوا همزة إذَنْ، و إذا وقفت علی إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً، و إنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه فی الوقف و من نون التوكید لأَن حالَهما فی ذلك حالُ النون التی هی علَمُ الصرف، و إن كانت نونُ إذنْ أصلًا و تانِك النونانِ زائدتین، فإنْ قلت: فإذا كانت النون فی إذَنْ أَصلًا و قد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجیز فی نحو حَسَن و رَسَن و نحو ذلك مما نونه أَصل فیقال فیه حسا و رسَا؟ فالجواب: إن ذلك لا یجوز فی غیر إذَنْ مما نونه أَصلٌ، و إن كان ذلك قد جاء فی إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ، فالنون فیها بعضُ حرفٍ، فجاز ذلك فی نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكید و نون الصرف، و أَما النونُ فی حَسَن و رَسَن و نحوهما فهی أَصلٌ من اسم متمكن یجری علیه الإِعرابُ، فالنون فی ذلك كالدال من زیدٍ و الراء من نكیرٍ، و نونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكید و نونَ الصرف ساكنتان، فهی لهذا و لِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإِسم المتمكن. الجوهری: إذنْ حرفُ مُكافأَة و جوابٍ، إن قدَّمْتَها علی الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غیر؛ و أَنشد ابن بری هنا
لسان العرب، ج‌13، ص: 14
لسَلْمی بن عونة الضبِّیّ، قال: و قیل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّیّ: ارْدُدْ حِمارَكَ لا یَنْزِعْ سوِیَّتَه، إذَنْ یُرَدَّ و قیدُ العَیْرِ مَكْروبُ قال الجوهری: إذا قال لك قائلٌ اللیلةَ أَزورُكَ، قلتَ: إذَنْ أُكْرمَك، و إن أَخَّرْتها أَلْغَیْتَ قلتَ: أُكْرِمُكَ إذنْ، فإن كان الفعلُ الذی بعدها فعلَ الحال لم تعمل، لأَن الحال لا تعمل فیه العواملُ الناصبة، و إذا وقفتَ علی إذَنْ قلت إذا، كما تقول زیدَا، و إن وسَّطتها و جعلتَ الفعل بعدها معتمداً علی ما قبلها أَلْغَیْتَ أَیضاً، كقولك: أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها فی عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ فی عوامل الأَسماء، و إن أَدخلت علیها حرفَ عطفٍ كالواو و الفاء فأَنتَ بالخیارِ، إن شئت أَلغَیْتَ و إن شئت أَعملْتَ.

أرن؛ ج13، ص: 14

: الأَرَنُ: النشاطُ، أَرِنَ یأْرَنُ أَرَناً و إِراناً و أَرِیناً؛ أَنشد ثعلب للحَذْلمیّ: مَتی یُنازِعْهُنَّ فی الأَرِینِ، یَذْرَعْنَ أَو یُعْطِینَ بالماعونِ و هو أَرِنٌ و أَرُونٌ، مثل مَرِحٍ و مروحٍ؛ قال حُمید الأَرْقَط: أقَبَّ میفاءٍ علی الرُّزون، حدّ الرَّبیع أَرِنٍ أَرُونِ و الجمع آرانٌ. التهذیب: الأَرَنُ البطَرُ، و جمعه آرانٌ. و الإِرانُ: النَّشاطُ؛ و أَنشد ابن بری لابن أَحمر یصف ثَوْراً: فانْقَضَّ مُنْحَدِباً، كأَنَّ إرانَه قَبَسٌ تَقَطَّع دون كفِّ المُوقِد و جمعه أُرُنٌ. و أَرِنَ البعیرُ، بالكسر، یأْرَنُ أَرَناً إذا مَرِحَ مَرَحاً، فهو أَرِنٌ أَی نشیطٌ. و الإِرانُ: الثورُ، و جمعه أُرُنٌ. غیره: الإِرانُ الثورُ الوحشیُّ لأَنه یُؤارِنُ البقرةَ أَی یطلبُها؛ قال الشاعر: و كم من إرانٍ قد سَلَبْتُ مقِیلَه، إذا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه و آرَنَ الثورُ البقرةَ مُؤارَنَةً و إراناً: طلبَها، و به سُمِّی الرجل إراناً، و شاةُ إرانٍ: الثورُ لذلك؛ قال لبید: فكأَنها هی، بعدَ غِبِّ كلالِها أَو أَسْفعِ الخَدَّیْنِ، شاةُ إرانِ و قیل: إرانٌ موضعٌ ینسب إلیه البقرُ كما قالوا: لیْثُ خفیَّةٍ و جنُّ عَبْقَر. و المِئْرانُ: كِناسُ الثورِ الوحشیّ، و جمعُه المیَارینُ و المآرینُ. الجوهری: الإِرانُ كِناسُ الوحش؛ قال الشاعر: كأَنه تَیْسُ إرانِ مُنْبَتِلْ أَی مُنْبَتّ؛ و شاهد الجمع قول جریر: قد بُدِّلَتْ ساكن الآرام بَعْدهم، و الباقِر الخِیس یَنْحینَ المَآرِینا و قال سُؤْرُ الذِّئب: قَطَعْتُها، إذا المَها تَجَوَّفَتْ، مآرِناً إلی ذُراها أَهْدَفَتْ. و الإِرانُ: الجنازةُ، و جمعه أُرُنٌ. و قال أَبو عبید: الإِرانُ خشبٌ یُشدُّ بعضه إلی بعض تُحْمَل فیه الموتی؛ قال الأَعشی: أثَّرَتْ فی جَناجِنٍ كإرانِ المَیتِ عُولِینَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ لسان العرب، ج‌13، ص: 15‌و قیل: الإِران تابوت الموتی. أَبو عمرو: الإِرانُ تابوتُ خشب؛ قال طرفة: أَمُونٍ كأَلواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها علی لاحبٍ، كأَنه ظَهْرُ بُرْجُدِ ابن سیدة: الإِرانُ سریر المیت؛ و قول الراجز: إذا ظُبَیُّ الكُنُساتِ انْغَلَّا تحتَ الإِرانِ، سَلَبَتْه الظِّلَّا یجوز أَن یعنی به شجرةً شِبْه النعْش، و أَن یعنی به النشاط أَی أَن هذه المرأَة سریعة خفیفة، و ذلك فیهن مذموم. و الأُرْنةُ: الجُبن الرَّطْب، و جمعها أُرَنٌ، و قیل: حبٌّ یُلقی فی اللبن فینتفخُ و یسمّی ذلك البیاضُ الأُرْنةَ؛ و أَنشد: هِدانٌ كشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج و حكی الأُرنی أَیضاً «2». و الأُرانی: الجُبن الرَّطبُ، علی وزن فُعالی، و جمعه أَرانیّ. قال: و یقال للرجل إنما أَنتَ كالأُرْنةِ و كالأُرْنی. و الأُرانی: حبُّ بقْلٍ یُطرَح فی اللبن فیُجبِّنُه؛ و قول ابن أَحمر: و تَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه قیل: یعنی السَّرابَ و الشمس؛ عن ابن الأَعرابی. و قال ثعلب: یعنی شعرَ رأْسه، و فی التهذیب: و تقنَّع الحرباء أُرْتَته، بتاءَین، قال: و هی الشَّعرات التی فی رأْسه. و قوله: هِدانٌ نَوَّامٌ لا یُصلِّی و لا یُبكِّر لحاجته و قد تَهَدَّن، و یقال: هو مَهْدونٌ؛ قال: و لم یُعَوَّدْ نَوْمةَ المَهْدُونِ الجوهری: و أُرْنةُ الحِرباء، بالضم، موضعه من العود إذا انتصب علیه؛ و أَنشد بیت ابن أَحمر: و تَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه مُتَشاوِساً لِوَریدِهِ نَقْرُ و كنی بالأُرْنة عن السَّراب لأَنه أَبیض، و یروی: … أُرْبَته، بالباء، و أُرْبَتُه: قِلادته، و أَراد سَلْخَه لأَن الحِرْباء یُسْلَخ كما یُسلخ الحیّة، فإذا سُلخ بقی فی عُنُقِهِ منه شی‌ء كأَنه قلادة، و قیل: الأُرْنة ما لُفَّ علی الرأْس. و الأَرُون: السّمُّ، و قیل: هو دماغُ الفیل و هو سمٌّ؛ أَنشد ثعلب: و أَنتَ الغَیْثُ ینفعُ ما یَلیه، و أَنتَ السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَی خالطه دماغُ الفیل، و جمعه أُرُنٌ. و قال ابن الأَعرابی: هو حبُّ بقْلةٍ یقال له الأُرانی، و الأُرانی أُصول ثمر الضَّعة؛ و قال أَبو حنیفة: هی جناتُها. و الأَرانیةُ: ما یطول ساقُه من شجر الحَمْض و غیره، و فی نسخة: ما لا یطول ساقُه من شجر الحمض و غیره. و‌فی حدیث اسْتسقاء عمر، رضی الله عنه: حتی رأَیت الأَرِینةَ تأْكلها صغارُ الإِبل؛ الأَرینةُ: نبتٌ معروف یُشْبه الخِطمیّ، و قد‌روی هذا الحدیث: حتی رأَیْتُ الأَرْنبةَ.قال شمر: قال بعضهم: سأَلت الأَصمعی عن الأَرینة فقال: نبتٌ، قال: و هی عندی الأَرْنبة، قال: و سمعت فی الفصیح من أَعراب سَعْد بن بكر ببطن مُرٍّ قال: و رأَیتُه نباتاً یُشبَّه بالخطمیّ عریض الورق. قال شمر: و سمعت غیره من أَعراب كنانة یقولون: هو الأَرِین، و قالت أَعرابیَّة من بطن مُرٍّ: هی الأَرینةُ، و هی خِطْمِیُّنا و غَسولُ الرأْس؛ قال أَبو منصور: و الذی
(2). قوله [و حكی الأَرنی أیضاً] هكذا فی الأَصل هنا و فیما بعد مع نقط النون، و فی القاموس بالباء مضبوطاً بضم الهمزة و فتح الراء و الباء
لسان العرب، ج‌13، ص: 16
حكاه شمر صحیحٌ و الذی روی عن الأَصمعی أَنه الأَرْنَبة من الأَرانب غیرُ صحیح، و شمر مُتْقِن، و قد عُنِیَ بهذا الحرف و سأَل عنه غیرَ واحدٍ من الأَعراب حتی أَحكمه، و الرُّواة ربما صحَّفوا و غیَّروا، قال: و لم أَسمع الأَرینةَ فی باب النبات من واحد و لا رأَیته فی نُبوت البادیة، قال: و هو خطأ عندی، قال: و أحسب القتیبی ذكرَ عن الأَصمعی أَیضاً الأَرْنبة، و هو غیر صحیح، و حكی ابن بری: الأَرین، علی فَعِیل، نبتٌ بالحجاز له ورق كالخِیریّ، قال: و یقال أَرَنَ یأْرُنُ أُروناً دنا للحج. النهایة: و‌فی حدیث الذبیحة أَرِنْ أَو اعْجَلْ ما أَنَهَر الدمَ؛ قال ابن الأَثیر: هذه اللفظة قد اختُلف فی ضبطها و معناها، قال الخطابی: هذا حرف طال ما اسْتَثْبَتُّ فیه الرُّواةَ و سأَلتُ عنه أَهلَ العلم فلم أَجدْ عند واحد منهم شیئاً یُقْطعُ بصحته، و قد طلبت له مَخْرَجاً فرأَیته یتجه لوجوه: أَحدها أَن یكون من قولهم أَرانَ القوم فهم مُرینون إذا هلكت مواشیهم، فیكون معناه أَهلِكْها ذَبحاً و أَزْهِقْ نفْسَها بكل ما أَنْهَرَ الدمَ غیر السنّ و الظفر، علی ما رواه أَبو داود فی السُّنن، بفتح الهمزة و كسر الراء و سكون النون، و الثانی أَن یكون إئْرَنْ، بوزن اعْرَبْ، من أَرِنَ یأْرَنُ إذا نَشِط و خَفَّ، یقول: خِفَّ و اعْجَلْ لئلا تقتُلَها خَنْقاً، و ذلك أَن غیر الحدید لا یمورُ فی الذكاة مَوْرَه، و الثالث أَن یكون بمعنی أَدِمِ الحَزَّ و لا تَفْتُرْ من قولك رَنَوْتُ النظرَ إلی الشی‌ء إذا أَدَمْتَه، أَو یكون أَراد أَدِمِ النظرَ إلیه و راعِه ببصرِك لئلا یَزلَّ عن المذبح، و تكون الكلمة بكسر الهمزة «3». و النون و سكون الراء بوزن ارْمِ. قال الزمخشری: كلُّ مَن علاكَ و غَلَبكَ فقد رانَ بك. و رِینَ بفلان: ذهبَ به الموتُ و أَرانَ القومُ إذا رِینَ بمواشیهم أَی هلكت و صاروا ذَوی رَیْنٍ فی مواشیهم، فمعنی أَرِنْ أَی صِرْ ذا رَیْنٍ فی ذبیحتك، قال: و یجوز أَن یكون أَرانَ تَعْدِیةَ رانَ أَی أَزْهِقْ نَفْسَها؛ و منه‌حدیث الشعبی: اجتمع جوارٍ فأَرِنَّ‌أَی نَشِطْنَ، من الأَرَنِ النَّشاطِ. و‌ذكر ابن الأَثیر فی حدیث عبد الرحمن النخعی: لو كان رأْیُ الناسِ مثلَ رأْیك ما أُدِّیَ الأَرْیانُ، و هو الخراجُ و الإِتاوةُ، و هو اسم واحدٌ كالشیْطان. قال الخطابی: الأَشْبَهُ بكلام العرب أَن یكون الأُرْبانَ، بضم الهمزة و الباء المعجمة بواحدة، و هو الزیادة علی الحقّ، یقال فیه أُرْبانٌ و عُرْبانٌ، فإن كانت معجمة باثنتین فهو من التأْریة لأَنه شی‌ء قُرّر علی الناس و أُلْزِموه.

أزن؛ ج13، ص: 16

: الأَزَنِیّة: لغةٌ فی الیَزَنِیّة یعنی الرماحَ، و الیاء أَصل. یقال: رُمْحٌ أَزَنیٌّ و یَزَنِیٌّ، منسوب إلی ذی یَزن أَحد ملوك الأَذْواءِ من الیَمن، و بعضهم یقول یَزانیٌّ و أَزانیّ.

أسن؛ ج13، ص: 16

: الآسِنُ من الماء: مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ یأْسِنُ و یأْسُنُ أَسْناً و أُسوناً و أَسِنَ، بالكسر، یأْسَنُ أَسَناً: تغیَّر غیر أَنه شروبٌ، و فی نسخة: تغیَّرت ریحُه، و میاهٌ آسانٌ؛ قال عوْفُ بن الخَرِع: و تشْربُ آسانَ الحِیاضِ تَسوفُها، و لوْ ورَدَتْ ماءَ المُرَیرةِ آجِما أَرادَ آجِناً، فقلبَ و أَبدلَ. التهذیب: أَسَنَ الماءُ یأْسِنُ أَسْناً و أُسوناً، و هو الذی لا یشربه أَحدٌ من نَتْنِه. قال الله تعالی: مِنْ مٰاءٍ غَیْرِ آسِنٍ؛ قال
(3). قوله [و تكون الكلمة بكسر الهمزة إلخ] كذا فی الأَصل و النهایة و تأمله مع قولهما قبل من قولك رنوت النظر إلخ، فإن مقتضی ذلك أن یكون بضم الهمزة و النون مع سكون الراء بوزن اغز إلا أن یكون ورد یائیاً أیضاً
لسان العرب، ج‌13، ص: 17
الفراء: غیر متغیّرٍ و آجِنٍ، و‌روی الأَعمش عن شَقِیق قال: قال رجل یقال له نَهیك بن سنان: یا أَبا عبد الرحمن، أَ یاءً تجدُ هذه الآیة أَم أَلفاً من ماءٍ غیرِ آسِنٍ؟ قال عبد الله: و قد علمتُ القرآنَ كله غیر هذه، قال: إنی أَقرأُ المفصَّل فی ركعة واحدة، فقال عبد الله: كهذِّ الشِّعْر، قال الشیخ: أَراد غیرَ آسِنٍ أَم یاسِنٍ، و هی لغة لبعض العرب. و‌فی حدیث عمر: أَن قَبیصةَ بن جابر أَتاه فقال: إِنِّی دَمَّیْتُ ظَبیاً و أَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فمات؛ قال أَبو عبید: قوله فأَسِنَ فمات یعنی دِیرَ به فأَخذه دُوارٌ، و هو الغَشْیُ، و لهذا قیل للرجل إذا دخل بِئراً فاشتدَّت علیه ریحُها حتی یُصیبَه دُوارٌ فیسقط: قد أَسِنَ؛ و قال زهیر: یُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِلُه، یمیدُ فی الرُّمْحِ مَیْدَ المائحِ الأَسِنِ قال أَبو منصور: هو الیَسِنُ و الأَسِنُ؛ قال: سمعته من غیر واحد من العرب مثلَ الیَزَنِیِّ و الأَزَنِیّ، و الیَلَنْدَدِ و الأَلَنْدَدِ، و یروی الوَسِن. قال ابن بری: أَسِنَ الرجلُ من ریح البئر، بالكسر، لا غیر. قال: و الذی فی شعره یمیل فی الرمح مثلَ المائح، و أَورده الجوهری: قد أَترك القرن، و صوابه یغادر القرن، و كذا فی شعره لأَنه من صفة الممدوح؛ و قبله: أَ لَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ كیفَ فَضَّلَه، ما یُشْتَری فیه حَمْدُ الناسِ بالثَّمن؟ قال: و إنّما غلَّط الجوهریَّ قولُ الآخر: قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِرْصاد و أَسِنَ الرجلُ أَسَناً، فهو أَسِنٌ، و أَسِنَ یأْسَنُ و وَسِنَ: غُشِیَ علیه من خُبْث ریحِ البئر. و أَسِنَ لا غیر: استدارَ رأْسُه من ریح تُصیبه. أَبو زید: ركیّة مُوسِنةٌ یَوْسَنُ فیها الإِنسانُ وَسَناً، و هو غَشْیٌ یأْخذه، و بعضهم یهمز فیقول أَسِن. الجوهری: أَسِنَ الرجلُ إذا دخل البئر فأَصابته ریحٌ مُنْتِنة من ریح البئر أَو غیر ذلك فغُشِیَ علیه أَو دار رأْسُه، و أَنشد بیت زهیر أَیضاً. و تأَسَّنَ الماءُ: تغیّر. و تأَّسَّنَ علیّ فلانٌ تأَسناً: اعْتَلَّ و أَبْطَأَ، و یروی تأَسَّرَ، بالراء. و تأَسَّنَ عَهْدُ فلان و وُدُّه إذا تغیَّر؛ قال رؤبة: راجَعَه عهداً عن التأّسُّن التهذیب: و الأَسینةُ سَیْرٌ واحد من سُیور تُضْفَر جمیعُها فتُجعل نِسعاً أَو عِناناً، و كلُّ قُوَّة من قُوَی الوَتَر أَسِینةٌ، و الجمع أَسائِنُ. و الأُسونُ: و هی الآسانُ «1». أَیضاً. الجوهری: الأُسُن جمع الآسان، و هی طاقات النِّسْع و الحَبْل؛ عن أَبی عمرو؛ و أَنشد الفراء لسعد بن زید مناة: لقد كنتُ أَهْوَی الناقِمیَّة حِقْبةً، و قد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ قال ابن بری: جعل قُوَی الوصْلِ بمنزلة قُوی الحبْل، و صواب قول الجوهری أَن یقول: و الآسان جمع الأُسُن، و الأُسُنُ جمع أَسینة، و تجمع أَسینة أَیضاً علی أَسائنَ فتصیر مثل سفینة و سُفُن و سَفائنَ، و قیل: الواحد إسْنٌ، و الجمع أُسُونٌ و آسانٌ؛ قال: و كذا فسر بیت الطرماح: كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً، كإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذی الأُسونِ
(1). قوله [و الأَسون و هی الآسان أیضاً] هذه الجملة لیست من عبارة التهذیب و هما جمعان لآسن كحمل لا لأَسینة
لسان العرب، ج‌13، ص: 18
و یقال: أَعطِنی إسْناً من عَقَبٍ. و الإِسْنُ: العَقَبةُ، و الجمعُ أُسونٌ؛ و منه قوله: و لا أَخا طریدةٍ و إسْنِ و أَسَنَ الرجلُ لأَخیه یأْسِنُه و یأْسُنُه إذا كسَعَه برجلِه. أَبو عمرو: الأَسْنُ لُعْبة لهم یسمونها الضَّبْطَة و المَسَّة. و آسانُ الرجل: مَذاهبُه و أَخلاقُه؛ قال ضابئٌ البُرْجُمِیّ فی الآسانِ الأَخلاق: و قائلةٍ لا یُبْعِدُ اللهُ ضابئاً، و لا تبْعَدَنْ آسانه و شمائله و الآسانُ و الإِسانُ: الآثار القدیمةُ. و الأُسُن: بقیَّة الشحم القدیم. و سَمِنت علی أُسُنٍ أَی علی أَثارة شحم قدیم كان قبل ذلك. و قال یعقوب: الأُسُنُ الشحمُ القدیم و الجمع آسانٌ. الفراء: إذا أَبقیتَ من شحم الناقة و لحمها بقیةً فاسمُها الأُسُنُ و العُسُنُ، و جمعها آسانٌ و أَعْسانٌ. یقال: سَمِنَت ناقتُه عن أُسُنٍ أَی عن شحمٍ قدیم. و آسانُ الثّیابِ: ما تقطَّع منها و بَلِیَ. یقال: ما بقی من الثوب إلا آسانٌ أَی بقایا، و الواحد أُسُنٌ؛ قال الشاعر: یا أَخَوَیْنا من تَمیمٍ، عَرِّجا نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ كآسانِ الخَلَقْ. و هو علی آسانٍ من أَبیه أَی مَشابِهَ، واحدُها أُسُنٌ كعُسُنٍ. و قد تأَسَّنَ أَباه إذا تَقَیّله. أَبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أَباه إذا أَخذ أَخْلاقَه؛ قال اللحیانی: إذا نزَعَ إلیه فی الشَّبَه. یقال: هو علی آسانٍ من أَبیه أَی علی شَمائلَ من أَبیه و أَخْلاقٍ من أَبیه، واحدُها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ و أَخلاق؛ قال ابن بری: شاهد تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قول بشیر الفریری: تأَسَّنَ زیدٌ فِعْلَ عَمْرو و خالدٍ، أُبُوّة صِدْقٍ من فریرٍ و بُحْتُر. و قال ابن الأَعرابی: الأُسُنُ الشبَهُ، و جمعُه آسانٌ؛ و أَنشد: تعْرِفُ، فی أَوْجُهِها البَشائِرِ، آسانَ كلِّ أَفِقٍ مُشاجِرِ. و‌فی حدیث العباس فی موت النبی، صلی الله علیه و سلم: قال لعُمَرَ خَلِّ بیننا و بین صاحبنا فإنه یأْسَنُ كما یأْسَنُ الناسُ أَی یتغیَّر، و ذلك أَن عمر كان قد قال: إن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لم یَمُتْ و لكنه صَعِقَ كما صَعِقَ موسی، و منعهم عن دَفْنِه.و ما أَسَنَ لذلك یأْسُنُ أَسْناً أَی ما فَطَنَ. و التأَسُّنُ: التوهُّم و النِّسْیانُ. و أَسَنَ الشی‌ءَ: أَثْبَتَه. و المآسِنُ: منابتُ العَرْفجِ. و أُسُنٌ: ماءٌ لبنی تمیم؛ قال ابن مقبل: قالت سُلَیْمَی ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ: لا خَیْرَ فی العَیْشِ بعدَ الشَّیْبِ و الكِبَر و‌روی عن ابن عمر: أَنه كان فی بیتِه المیْسُوسَنُ، فقال: أَخْرِجُوه فإنه رِجْسٌ؛ قال شمر: قال البكراوی المَیْسُوسَنُ شی‌ء تجعله النساء فی الغِسْلة لرؤوسهن.

أشن؛ ج13، ص: 18

: الأُشْنةُ: شی‌ءٌ من الطیب أَبیضُ كأَنه مقشورٌ. قال ابن بری: الأُشْنُ شی‌ء من العطر أبیضُ دقیق كأَنه مقشورٌ من عِرْقٍ؛ قال أَبو منصور: ما أُراه عربیّاً. و الأُشنانُ و الإِشْنانُ من الحمض: معروف الذی یُغْسَل به الأَیْدِی، و الضم أَعلی. و الأَوْشَنُ: الذی یُزیّن الرجلَ و یقعد معه علی مائدته یأْكل طعامَه، و الله أَعلم.

أضن؛ ج13، ص: 18

: إضانٌ: اسم موضع؛ قال تمیم بن مقبل: تأَمَّلْ خلِیلی، هل تَرَی من ظَعائنٍ تَحَمَّلْنَ بالعَلْیاءِ فوقَ إضانِ؟ و یروی بالطاء و الظاء.
لسان العرب، ج‌13، ص: 19‌

أطن؛ ج13، ص: 19

: إطانٌ: اسم موضع؛ و أَنشد بیت ابن مقبل: تأَمل خلیلی، هل تری من ظعائن تحملن بالعلیاء فوق إطان؟ و یروی … إظان بالظاء المعجمة.

أطربن؛ ج13، ص: 19

: الأَطْرَبونُ من الرُّومِ: الرئیسُ منهم، و قیل: المُقدَّم فی الحرب؛ قال عبد الله بن سَبْرة الحَرَشیّ: فإن یكن أطْرَبونُ الرُّومِ قَطَّعها، فإن فیها، بحَمْدِ الله، مُنْتَفَعا قال ابن جنی: هی خماسیة كَعَضْرَفوط.

أظن؛ ج13، ص: 19

: إظانٌ: اسم موضع؛ قال تمیم بن مقبل: تأَمل خلیلی، هل تری من ظعائن تحملن بالعلیاء فوق إظان؟ و یروی بالضاد و بالطاء، و قد تقدم.

أفن؛ ج13، ص: 19

: أَفَنَ الناقةَ و الشاةَ یأْفِنُها أَفْناً: حلَبها فی غیر حینها، و قیل: هو استخراجُ جمیع ما فی ضرعها. و أَفَنْتُ الإِبلَ إذا حلَبْتَ كلَّ ما فی ضرعها. و أَفَنَ الحالبُ إذا لم یدَعْ فی الضَّرْع شیئاً. و الأَفْنُ: الحَلْب خلاف التَّحْیین، و هو أَن تَحْلُبَها أَنَّی شئتَ من غیر وقت معلوم؛ قال المُخبَّل: إذا أُفِنَتْ أَرْوَی عِیالَك أَفْنُها، و إن حُیّنَت أَرْبی علی الوَطْبِ حِینُها. و قیل: هو أَن یحتَلِبها فی كل وقت. و التَّحْیِینُ: أَن تُحْلَب كل یوم و لیلة مرة واحدة. قال أَبو منصور: و مِن هذا قیل للأَحمق مأْفونٌ، كأَنه نُزِع عنه عقلُه كلُّه. و أَفِنَت الناقةُ، بالكسر: قلَّ لبنُها، فهی أَفِنةٌ مقصورة، و قیل: الأَفْنُ أَن تُحْلَبَ الناقةُ و الشاةُ فی غیر وقت حَلْبِها فیفسدها ذلك. و الأَفْنُ: النقصُ. و المُتأَفِّنُ المُتنقِّص. و‌فی حدیث علیّ: إیّاكَ و مُشاوَرَةَ النساء فإن رأْیَهنّ إلی أَفْنٍ؛ الأَفْنُ: النقصُ. و رجل أَفینٌ و مأْفونٌ أَی ناقصُ العقلِ. و‌فی حدیث عائشة: قالت للیهود علیكم اللعنةُ و السامُ و الأَفْنُ؛ و الأَفْنُ: نقصُ اللبَنِ. و أَفَنَ الفصیلُ ما فی ضرع أُمِّه إذا شرِبَه كلَّه. و المأْفونُ و المأْفوكُ جمیعاً من الرجال: الذی لا زَوْرَ له و لا صَیُّورَ أَی لا رأْیَ له یُرْجَعُ إلیه. و الأَفَنُ، بالتحریك: ضعفُ الرأْی، و قد أَفِنَ الرجلُ، بالكسر، و أُفِنَ، فهو مأْفونٌ و أَفینٌ. و رجل مأْفونٌ: ضعیفُ العقلِ و الرأْیِ، و قیل: هو المُتمدِّحُ بما لیس عنده، و الأَول أَصح، و قد أفِنَ أَفْناً و أَفَناً. و الأَفینُ: كالمأْفونِ؛ و منه قولهم فی أَمثال العرب: كثرةُ الرِّقین تُعَفِّی علی أَفْنِ الأَفِین أَی تُغطِّی حُمْقَ الأَحْمَق. و أَفَنَه الله یأْفِنُه أَفْناً، فهو مأْفونٌ. و یقال: ما فی فلان آفِنةٌ أَی خصلة تأْفِنُ عقلَه؛ قال الكمیت یمدح زیاد بن مَعْقِل الأَسدیّ: ما حَوَّلَتْك عن اسْمِ الصِّدْقِ آفِنَةٌ من العُیوبِ، ما یبری بالسیب «1». یقول: ما حَوَّلَتْك عن الزیادة خَصلةٌ تنْقُصُك، و كان اسمه زِیاداً. أَبو زید: أُفِنَ الطعامُ یُؤْفَنُ أَفْناً، و هو مأْفونٌ، للذی یُعْجِبُك و لا خیر فیه. و الجَوْزُ المأْفونُ: الحَشَف. و من أَمثال العرب: البِطْنةُ تأْفِنُ الفِطْنَة؛ یرید أَن الشِّبَعَ و الامْتِلاءَ یُضْعف الفِطنةَ أَی الشَّبْعان لا یكون فَطِناً عاقلًا. و أَخذَ الشی‌ءَ بإِفّانِه أَی بزمانه و أَوَّله، و قد یكون فِعْلاناً. و جاءَه علی إفَّان ذلك أَی إبّانه و علی حِینه.
(1). هكذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 20
قال ابن بری: إفَّانٌ فِعْلانٌ، و النون زائدة، بدلیل قولهم أَتیتُه علی إِفّانِ ذلك و أَفَفِ ذلك. قال: و الأَفینُ الفَصیل، ذكراً كان أَو أُنثی. و الأَفانی: نبتٌ، و قال ابن الأَعرابی: هو شجر بیض؛ و أَنشد: كأَنّ الأَفانی سَبیبٌ لها، إذا التَفَّ تحتَ عَناصی الوَبَرْ و قال أَبو حنیفة: الأَفانی من العُشْب و هو غبراء لها زهرة حمراء و هی طیِّبةٌ تكثر و لها كلأ یابس، و قیل: الأَفانی شی‌ء ینبت كأَنه حَمْضةٌ یُشَبَّه بفراخ القَطا حین یُشَوِّك تبدَأُ بقلةً ثم تصیر شجرة خضراء غبراء؛ قال النابغة فی وصف حَمِیر: توالِبُ تَرْفَعُ الأَذْنابَ عنها، شَرَی أَسْتاههنَّ من الأَفانی و زاد أَبو المكارم: أَن الصبْیان یجعلونها كالخواتم فی أَیدیهم، و أَنها إذا یَبِسَت و ابیضَّتْ شَوَّكت، و شوْكَها الحَماطُ، و هو لا یقع فی شراب إلّا رِیحَ مَنْ شرِبه؛ و قال أَبو السَّمْح: هی من الجَنْبة شجرة صغیرة، مجتمع ورقها كالكُبَّة، غُبَیراء مَلِیسٌ ورقها، و عیدانها شِبْه الزَّغَب، لها شُوَیكٌ لا تكاد تستَبینُه، فإذا وقع علی جلد الإِنسان وجَدَه كأَنه حریقُ نار، و ربما شَرِیَ منه الجلدُ و سال منه الدم. التهذیب: و الأَفانی نبت أَصفر و أَحمر، واحدته أَفانِیة. الجوهری: و الأَفانی نبتٌ ما دام رَطْباً، فإذا یبس فهو الحَماطُ، واحدتها أَفانیة مثل یمانیةٍ، و یقال: هو عِنَب الثعلب، ذكره الجوهری فی فصل فنی، و ذكره اللغوی فی فصل أَفن، قال ابن بری: و هو غلط.

أقن؛ ج13، ص: 20

: الأُقْنةُ: الحُفرة فی الأَرض، و قیل: فی الجبل، و قیل: هی شبه حفرة تكون فی ظهور القِفاف و أَعالی الجبال، ضیِّقةُ الرأْس، قعْرُها قدر قامة أَو قامتین خِلْقةً، و ربما كانت مَهْواة بین شَقَّین. قال ابن الكلبی: بیوت العرب ستة: قُبَّةٌ من أَدَمٍ، و مِظَلَّة من شعَر، و خِباءٌ من صوفٍ، و بجاد من وَبَر، و خیمة من شجر، و أُقْنة من حجر، و جمعها أُقَنٌ. ابن الأَعرابی: أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطیرَ من وُقْنَتِه، و هی مَحْضِنُه، و كذلك یُوقَنُ إذا اصطاد الحمام من مَحاضِنها فی رؤُوس الجبال. و التَّوَقُّن: التَّوَقُّل فی الجبل، و هو الصعود فیه. أَبو عبیدة: الوُقْنةُ و الأُقْنةُ و الوُكْنةُ موضع الطائر فی الجبل، و الجمع الأُقَنات و الوُقَنات و الوُكَنات؛ قال الطرماح: فی شَناظِی أُقَنٍ، بینَها عُرَّةُ الطیرِ كصَوم النَّعامِ الجوهری: الأُقْنةُ بیت یُبْنی من حجر، و الجمع أُقَنٌ مثل رُكْبة و رُكَب، و أَنشد بیت الطرماح.

ألن؛ ج13، ص: 20

: فرس أَلِنٌ: مجتمع بعضه علی بعض؛ قال المرّار الفقعسی: أَلِنٌ إذْ خَرَجَتْ سَلَّتُه، وهِلًا تَمْسَحُه، ما یَسْتَقِرّ.

ألبن؛ ج13، ص: 20

: قال ابن الأَثیر: أَلْبُونُ، بالباء الموحدة، مدینة بالیمن زعموا أَنها ذاتُ البئر المُعطَّلة و القصر المَشید، قال: و قد تفتح الباء.

ألین؛ ج13، ص: 20

: فی الحدیث ذكر حصین أَلْیُون؛ هو بفتح الهمزة و سكون اللام و ضم الیاء، اسم مدینة مصر قدیماً فتحها المسلمون و سمَّوْها الفُسْطاطَ؛ ذكره ابن الأَثیر،
لسان العرب، ج‌13، ص: 21
قال: و أَلْبُونُ، بالباء الموحدة، مدینةٌ بالیمن، و قد تقدم ذكرها، و الله أَعلم.

أمن؛ ج13، ص: 21

: الأَمانُ و الأَمانةُ بمعنی. و قد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، و آمَنْتُ غیری من الأَمْن و الأَمان. و الأَمْنُ: ضدُّ الخوف. و الأَمانةُ: ضدُّ الخِیانة. و الإِیمانُ: ضدُّ الكفر. و الإِیمان: بمعنی التصدیق، ضدُّه التكذیب. یقال: آمَنَ به قومٌ و كذَّب به قومٌ، فأَما آمَنْتُه المتعدی فهو ضدُّ أَخَفْتُه. و فی التنزیل العزیز: وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ. ابن سیدة: الأَمْنُ نقیض الخوف، أَمِن فلانٌ یأْمَنُ أَمْناً و أَمَناً؛ حكی هذه الزجاج، و أَمَنةً و أَماناً فهو أَمِنٌ. و الأَمَنةُ: الأَمْنُ؛ و منه: أَمَنَةً نُعٰاساً، و إذ یَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه، نصَب أَمَنَةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر؛ قال ذلك الزجاج. و‌فی حدیث نزول المسیح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: و تقع الأَمَنةُ فی الأَرض‌أَی الأَمْنُ، یرید أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا یخاف أَحدٌ من الناس و الحیوان. و‌فی الحدیث: النُّجومُ أَمَنةُ السماء، فإذا ذهبت النجومُ أَتی السماءَ ما تُوعَد، و أَنا أَمَنةٌ لأَصحابی فإذا ذهبتُ أَتی أَصحابی ما یُوعَدون، و أَصحابی أَمَنةٌ لأُمَّتی فإذا ذهبَ أصحابی أَتی الأُمَّةَ ما تُوعَد؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها و ذهابَها یوم القیامة. و ذهابُ النجوم: تكوِیرُها و انكِدارُها و إعْدامُها، و أَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بینهم من الفِتَن، و كذلك أَراد بوعْد الأُمّة، و الإِشارةُ فی الجملة إلی مجی‌ء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخیر، فإنه لما كان بین الناس كان یُبَیِّن لهم ما یختلفون فیه، فلما تُوفِّی جالت الآراءُ و اختلفت الأَهْواء، فكان الصَّحابةُ یُسْنِدونَ الأَمرَ إلی الرسول فی قول أَو فعل أَو دلالة حال، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ و قَویَت الظُّلَمُ، و كذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم؛ قال ابن الأَثیر: و الأَمَنةُ فی هذا الحدیث جمع أَمینٍ و هو الحافظ. و قوله عز و جل: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً؛ قال أَبو إسحق: أَراد ذا أَمْنٍ، فهو آمِنٌ و أَمِنٌ و أَمِین؛ عن اللحیانی، و رجل أَمِن و أَمین بمعنی واحد. و فی التنزیل العزیز: وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ؛ أَی الآمِن، یعنی مكة، و هو من الأَمْنِ؛ و قوله: أَ لم تعْلمِی، یا أَسْمَ، ویحَكِ أَننی حلَفْتُ یمیناً لا أَخونُ یَمینی قال ابن سیدة: إنما یرید آمنِی. ابن السكیت: و الأَمینُ المؤتمِن. و الأَمین: المؤتَمَن، من الأَضداد؛ و أَنشد ابن اللیث أَیضاً: لا أَخونُ یَمِینی أَی الذی یأْتَمِنُنی. الجوهری: و قد یقال الأَمینُ المأْمونُ كما قال الشاعر: لا أَخون أَمینی … أَی مأْمونِی. و قوله عز و جل: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقٰامٍ أَمِینٍ؛ أَی قد أَمِنُوا فیه الغِیَرَ. و أَنتَ فی آمِنٍ أَی فی أَمْنٍ كالفاتح. و قال أَبو زیاد: أَنت فی أَمْنٍ من ذلك أَی فی أَمانٍ. و رجل أُمَنَةٌ: یأْمَنُ كلَّ أَحد، و قیل: یأْمَنُه الناسُ و لا یخافون غائلَته؛ و أُمَنَةٌ أَیضاً: موثوقٌ به مأْمونٌ، و كان قیاسُه أُمْنةً، أَ لا تری أَنه لم یعبَّر عنه هاهنا إلا بمفعول؟ اللحیانی: یقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إیماناً أَی ما وَثِقْت، و الإِیمانُ عنده الثِّقةُ. و رجل أَمَنةٌ، بالفتح: للذی یُصَدِّق بكل ما یسمع و لا یُكَذِّب بشی‌ء. و رجل أَمَنةٌ أَیضاً إذا كان یطمئنّ إلی كل واحد و یَثِقُ بكل أَحد، و كذلك الأُمَنَةُ، مثال الهُمَزة. و یقال: آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إیماناً، فأَمِنَ یأْمَنُ، و العدُوُّ مُؤْمَنٌ، و أَمِنْتُه علی كذا و أْتَمَنْتُه بمعنًی، و قرئ: ما لَك لا تأَمَننا علی یوسف، بین الإِدغامِ و الإِظهارِ؛ قال الأَخفش: و الإِدغامُ أَحسنُ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 22
و تقول: اؤتُمِن فلانٌ، علی ما لم یُسمَّ فاعلُه، فإن ابتدأْت به صیَّرْت الهمزة الثانیة واواً، لأَن كلَّ كلمة اجتمع فی أَولها هَمزتانِ و كانت الأُخری منهما ساكنة، فلك أَن تُصَیِّرها واواً إذا كانت الأُولی مضمومة، أَو یاءً إن كانت الأُولی مكسورة نحو إیتَمَنه، أَو أَلفاً إن كانت الأُولی مفتوحة نحو آمَنُ. و‌حدیث ابن عمر: أَنه دخل علیه ابنُه فقال: إنّی لا إیمَنُ أَن یكون بین الناسِ قتالٌ‌أَی لا آمَنُ، فجاء به علی لغة من یكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو یِعْلَم و نِعْلم، فانقلبت الأَلف یاء للكسرة قبلها. و اسْتأْمَنَ إلیه: دخل فی أَمانِه، و قد أَمَّنَه و آمَنَه. و قرأَ أَبو جعفر المدنیّ: لستَ مُؤَمَّناً أَی لا نُؤَمِّنك. و المَأْمَنُ: موضعُ الأَمْنِ. و الأَمِنُ: المستجیرُ لیَأْمَنَ علی نفسه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ و بِرْ، وَ سَحِّ أَیْمانٍ قَلیلاتِ الأَشرْ أَی لا إجارة، أَحْسِبُوه: أَعطُوه ما یَكْفیه، و قرئَ فی سورة براءة: إنهم لا إِیمانَ لهم؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا و أَمَّنُوا المسلمین لم یَفُوا و غَدَروا، و الإِیمانُ هاهنا الإِجارةُ. و الأَمانةُ و الأَمَنةُ: نقیضُ الخیانة لأَنه یُؤْمَنُ أَذاه، و قد أَمِنَه و أَمَّنَه و أْتَمَنَهُ و اتَّمَنه؛ عن ثعلب، و هی نادرة، و عُذْرُ مَن قال ذلك أَن لفظه إذا لم یُدْغم یصیر إلی صورة ما أَصلُه حرفُ لین، فذلك قولهم فی افْتَعَل من الأَكل إیتَكَلَ، و من الإِزْرةِ إیتَزَرَ، فأَشْبه حینئذٍ إیتَعَدَ فی لغة من لم یُبْدِل الفاء یاء، فقال اتَّمَنَ لقول غیره إیتَمَنَ، و أَجود اللغتین إقرارُ الهمزة، كأَن تقول ائتمن، و قد یُقَدِّر مثلُ هذا فی قولهم اتَّهَلَ، و اسْتَأْمَنه كذلك. و تقول: اسْتَأْمَننی فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إیماناً. و‌فی الحدیث: المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ؛ مُؤْتَمَنُ القوم: الذی یثِقون إلیه و یتخذونه أَمِیناً حافظاً، تقول: اؤتُمِنَ الرجل، فهو مُؤْتَمَن، یعنی أَن المؤذِّنَ أَمینُ الناسِ علی صلاتهم و صیامهم. و‌فی الحدیث: المَجالِسُ بالأَمانةِ؛ هذا ندْبٌ إِلی تركِ إعادةِ ما یَجْرِی فی المجلس من قولٍ أَو فعلٍ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه، و الأَمانةُ تقع علی الطاعة و العبادة و الودیعة و الثِّقةِ و الأَمان، و قد جاء فی كل منها حدیث. و‌فی الحدیث: الأَمانةُ غِنًی‌أَی سبب الغنی، و معناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه. و‌فی حدیث أَشْراطِ الساعة: و الأَمانة مَغْنَماً‌أَی یری مَن فی یده أَمانةٌ أَن الخِیانَة فیها غَنیمةٌ قد غَنِمها. و‌فی الحدیث: الزَّرعُ أَمانةٌ و التاجِرُ فاجرٌ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التی تقع فی التِّجارة من التَّزَیُّدِ فی القول و الحَلِف و غیر ذلك. و یقال: ما كان فلانٌ أَمیناً و لقد أَمُنَ یأْمُنُ أَمانةً. و رجلٌ أَمینٌ و أُمّانٌ أَی له دینٌ، و قیل: مأْمونٌ به ثِقَةٌ؛ قال الأَعشی: و لَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الأُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ، بالضم و التشدید: هو الأَمینُ، و قیل: هو ذو الدِّین و الفضل، و قال بعضهم: الأُمّان الذی لا یكتب لأَنه أُمِّیٌّ، و قال بعضهم: الأُمّان الزرّاع؛ و قول ابن السكیت: شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْی یُدْعی المَشُوَّ، طعْمُه كالشَّرْی الأَزهری: قرأْت فی نوادر الأَعراب أَعطیت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالی، و لم یفسّر؛ قال أَبو منصور: كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالی و مِنْ خالص دَواءِ المَشْی. ابن
لسان العرب، ج‌13، ص: 23
سیدة: ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك و إِمْنَك أَی دِینَكَ و خُلُقَكَ. و آمَنَ بالشی‌ء: صَدَّقَ و أَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره. الجوهری: أَصل آمَنَ أَأْمَنَ، بهمزتین، لُیِّنَت الثانیة، و منه المُهَیْمِن، و أَصله مُؤَأْمِن، لُیِّنَتْ الثانیةُ و قلبت یاء و قلبت الأُولی هاء، قال ابن بری: قوله بهمزتین لُیِّنَتْ الثانیة، صوابه أَن یقول أُبدلت الثانیة؛ و أَما ما ذكره فی مُهَیْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُیِّنَتْ الهمزةُ الثانیة و قلبت یاءً لا یصحُّ، لأَنها ساكنة، و إنما تخفیفها أَن تقلب أَلفاً لا غیر، قال: فثبت بهذا أَن مُهَیْمِناً منْ هَیْمَنَ فهو مُهَیْمِنٌ لا غیر. و حدَّ الزجاجُ الإِیمانَ فقال: الإِیمانُ إظهارُ الخضوع و القبولِ للشَّریعة و لِما أَتَی به النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، و اعتقادُه و تصدیقُه بالقلب، فمن كان علی هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غیر مُرْتابٍ و لا شاكٍّ، و هو الذی یری أَن أَداء الفرائض واجبٌ علیه لا یدخله فی ذلك ریبٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا؛ أَی بمُصدِّقٍ. و الإِیمانُ: التصدیقُ. التهذیب: و أَما الإِیمانُ فهو مصدر آمَنَ یُؤْمِنُ إیماناً، فهو مُؤْمِنٌ. و اتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَویّین و غیرهم أَن الإِیمانَ معناه التصدیق. قال الله تعالی: قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا «2» قال: و هذا موضع یحتاج الناس إلی تَفْهیمه و أَین یَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم و أَیْنَ یَسْتَویانِ، و الإِسْلامُ إظهارُ الخضوع و القبول لما أَتی به النبی، صلی الله علیه و سلم، و به یُحْقَنُ الدَّمُ، فإن كان مع ذلك الإِظْهارِ اعتِقادٌ و تصدیق بالقلب، فذلك الإِیمانُ الذی یقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ، و هو المؤمنُ بالله و رسوله غیر مُرْتابٍ و لا شاكٍّ، و هو الذی یری أَن أَداء الفرائض واجبٌ علیه، و أَن الجِهادَ بنفسِه و ماله واجبٌ علیه لا یدخله فی ذلك رَیْبٌ فهو المؤمنُ و هو المسلمُ حقّاً، كما قال الله عز و جل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتٰابُوا وَ جٰاهَدُوا بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصّٰادِقُونَ؛ أَی أُولئك الذین قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشریعة و اسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو فی الظاهر مُسْلمٌ و باطِنُه غیرُ مصدِّقٍ، فذلك الذی یقول أَسْلَمْتُ لأَن الإِیمان لا بدّ من أَن یكون صاحبُه صِدِّیقاً، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله، أَو قال قائل آمَنْتُ بكذا و كذا فمعناه صَدَّقْت، فأَخْرج الله هؤلاء من الإِیمان فقال: وَ لَمّٰا یَدْخُلِ الْإِیمٰانُ فِی قُلُوبِكُمْ؛ أَی لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصدیق مثلَ ما یُظْهِرُ، و المسلمُ التامُّ الإِسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها، و المسلمُ الذی أَظهر الإِسلامَ تعوُّذاً غیرُ مؤمنٍ فی الحقیقة، إلّا أَن حُكْمَه فی الظاهر حكمُ المسلمین. و قال الله تعالی حكایة عن إخْوة یوسف لأَبیهم: مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا وَ لَوْ كُنّٰا صٰادِقِینَ؛ لم یختلف أَهل التفسیر أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا، و الأَصلُ فی الإِیمان الدخولُ فی صِدْقِ الأَمانةِ التی ائْتَمَنه الله علیها، فإذا اعتقد التصدیقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّی الأَمانةَ و هو مؤمنٌ، و من لم یعتقد التصدیق بقلبه فهو غیر مؤدٍّ للأَمانة التی ائتمنه الله علیها، و هو مُنافِقٌ، و مَن زعم أَن الإِیمان هو إظهار القول دون التصدیقِ بالقلب فإنه لا یخلو من وجهین أَحدهما أَن یكون مُنافِقاً یَنْضَحُ عن المنافقین تأْییداً لهم، أَو یكون جاهلًا لا یعلم ما یقول و ما یُقالُ له، أَخْرَجَه الجَهلُ و اللَّجاجُ إِلی عِنادِ الحقِّ و تَرْكِ قبولِ الصَّوابِ، أَعاذنا الله من هذه الصفة و جعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم، أَو جَهِل
(2). الآیة
لسان العرب، ج‌13، ص: 24
فتعلّم ممن عَلِمَ، و سلَّمَنا من آفات أَهل الزَّیْغ و البِدَع بمنِّه و كرمه. و فی قول الله عز و جل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتٰابُوا وَ جٰاهَدُوا بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصّٰادِقُونَ؛ ما یُبَیّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة، و أَن مَن لم یتضمّنْ هذه الصفة فلیس بمؤمنٍ، لأَن إنما فی كلام العرب تجی‌ء لِتَثْبیتِ شی‌ءٍ و نَفْیِ ما خالَفَه، و لا قوّةَ إلا بالله. و أَما قوله عز و جل: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولًا؛ فقد‌روی عن ابن عباس و سعید بن جبیر أَنهما قالا: الأَمانةُ هاهنا الفرائضُ التی افْتَرَضَها الله تعالی علی عباده؛ و‌قال ابن عمر: عُرِضَت علی آدمَ الطاعةُ و المعصیةُ و عُرِّفَ ثوابَ الطاعة و عِقَابَ المعْصیة، قال: و الذی عندی فیه أَن الأَمانة هاهنا النِّیّةُ التی یعتقدها الإِنسان فیما یُظْهِره باللّسان من الإِیمان و یؤَدِّیه من جمیع الفرائض فی الظاهر، لأَن الله عز و جل ائْتَمَنَه علیها و لم یُظْهِر علیها أَحداً من خَلْقِه، فمن أَضْمر من التوحید و التصدیق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّی الأَمانةَ، و من أَضمَر التكذیبَ و هو مُصَدِّقٌ باللسان فی الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ و لم یؤدِّها، و كلُّ مَنْ خان فیما اؤتُمِنَ علیه فهو حامِلٌ، و الإِنسان فی قوله: وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ؛ هو الكافر الشاكُّ الذی لا یُصدِّق، و هو الظَّلُوم الجهُولُ، یَدُلُّك علی ذلك قوله: لِیُعَذِّبَ اللّٰهُ الْمُنٰافِقِینَ وَ الْمُنٰافِقٰاتِ وَ الْمُشْرِكِینَ وَ الْمُشْرِكٰاتِ وَ یَتُوبَ اللّٰهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً.و‌فی حدیث ابن عباس قال، صلی الله علیه و سلم: الإِیمانُ أَمانةٌ و لا دِینَ لِمَنْ لا أَمانةَ له.و‌فی حدیث آخر: لا إیمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له.و قوله عز و جل: فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِیهٰا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ؛ قال ثعلب: المؤمِنُ بالقلب و المُسلِمُ باللسان، قال الزجاج: صفةُ المؤمن بالله أَن یكون راجیاً ثوابَه خاشیاً عقابه. و قوله تعالی: یُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ؛ قال ثعلب: یُصَدِّق اللهَ و یُصدق المؤمنین، و أَدخل اللام للإِضافة، فأَما‌قول بعضهم: لا تجِدُه مؤمناً حتی تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب‌أَی مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه. و‌فی حدیث أَنس: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ، و المسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه و یَدِه، و المُهاجِرُ من هَجَر السُّوءَ، و الذی نفسی بیده لا یدخلُ رجلٌ الجنة لا یَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه.و‌فی الحدیث عن ابن عمر قال: أَتی رجلٌ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، و قال: مَنِ المُهاجرُ؟ فقال: مَنْ هجَر السیئاتِ، قال: فمَن المؤمنُ؟ قال: من ائْتَمَنه الناس علی أَموالِهم و أَنفسهم، قال: فَمَن المُسلِم؟ قال: مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه و یده، قال: فمَن المجاهدُ؟ قال: مَنْ جاهدَ نفسَه.قال النضر: و قالوا للخلیل ما الإِیمانُ؟ قال: الطُّمأْنینةُ، قال: و قالوا للخلیل تقول أَنا مؤمنٌ، قال: لا أَقوله، و هذا تزكیة. ابن الأَنباری: رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله و رسوله. و آمَنْت بالشی‌ء إذا صَدَّقْت به؛ و قال الشاعر: و مِنْ قَبْل آمَنَّا، و قد كانَ قَوْمُنا یُصلّون للأَوثانِ قبلُ، محمدا معناه و من قبلُ آمَنَّا محمداً أَی صدَّقناه، قال: و المُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة. و قوله عز و جل فی قصة موسی، علیه السلام: وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنین بأَنّك لا تُرَی فی الدنیا. و‌فی الحدیث: نَهْرانِ مؤمنانِ و نَهْرانِ كافرانِ: أَما المؤمنانِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 25
فالنیلُ و الفراتُ، و أَما الكافران فدِجْلةُ و نهْرُ بَلْخ، جعلهما مؤمنَیْن علی التشبیه لأَنهما یفیضانِ علی الأَرضِ فیَسقِیانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ، و جعل الآخَرَیْنِ كافِرَیْن لأَنهما لا یسقِیانِ و لا یُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة و كُلفةٍ، فهذان فی الخیرِ و النفعِ كالمُؤْمِنَیْنِ، و هذان فی قلَّة النفع كالكافِرَین. و‌فی الحدیث: لا یَزْنی الزانی و هو مُؤْمِنٌ؛ قیل: معناه النَّهْی و إن كان فی صورة الخبر، و الأَصلُ حذْفُ الیاء من یَزْنی أَی لا یَزْنِ المؤمنُ و لا یَسْرِقْ و لا یَشْرَبْ، فإن هذه الأَفعال لا تلیقُ بالمؤمنین، و قیل: هو وعیدٌ یُقْصَدُ به الرَّدْع،كقوله علیه السلام: لا إیمانَ لمنْ لا أمانة له، و‌المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه و یدِه، و قیل: معناه لا یَزْنی و هو كاملُ الإِیمانِ، و قیل: معناه أَن الهوی یُغطِّی الإِیمانَ، فصاحِبُ الهَوی لا یَزنی إلّا هواه و لا ینْظُر إلی إیمانه الناهی له عن ارتكابِ الفاحشة، فكأَنَّ الإِیمانَ فی تلك الحالة قد انْعَدم، قال: و‌قال ابن عباس، رضی الله عنهما: الإِیمانُ نَزِهٌ، فإِذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه؛ و منه‌الحدیث: إذا زَنَی الرجلُ خرجَ منه الإِیمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ، فإِذا أَقْلَع رجَع إلیه الإِیمانُ، قال: و كلُّ هذا محمول علی المجاز و نَفْی الكمالِ دون الحقیقة و رفع الإِیمان و إِبْطالِه. و‌فی حدیث الجاریة: أَعْتِقْها فإنها مُؤمِنةٌ؛ إنما حكَمَ بإیمانِها بمُجرَّد سُؤاله إیاها: أَین الله؟ و إشارَتِها إلی السماء، و بقوله لها: مَنْ أَنا؟ فأَشارت إلیه و إلی السماء، یعنی أَنْتَ رسولُ الله، و هذا القدر لا یكفی فی ثبوت الإِسلام و الإِیمان دون الإِقرار بالشهادَتَیْن و التبرِّی من سائر الأَدیان، و إنما حكم علیه السلام بذلك لأَنه رأی منها أَمارة الإِسلام و كوْنَها بین المسلمین و تحت رِقِّ المُسْلِم، و هذا القدر یكفی علَماً لذلك، فإن الكافر إذا عُرِضَ علیه الإِسلامُ لم یُقْتَصَرْ منه علی قوله إنی مُسْلِمٌ حتی یَصِفَ الإِسلامَ بكماله و شرائِطه، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه فی الكفر و الإِیمان فقال إنی مُسْلِم قَبِلْناه، فإذا كان علیه أَمارةُ الإِسلامِ من هَیْئَةٍ و شارةٍ و دارٍ كان قبولُ قوله أَولی، بل یُحْكَمُ علیه بالإِسلام و إنْ لم یَقُلْ شیئاً. و‌فی حدیث عُقْبة بن عامر: أَسْلم الناسُ و آمَنَ عمرُو بن العاص؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلی جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السیف و أنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً فی إیمانه، و هذا من العامّ الذی یُرادُ به الخاصّ. و‌فی الحدیث: ما مِنْ نبیٍّ إلَّا أُعْطِیَ منَ الآیاتِ ما مثلُه آمَنَ علیه البَشَرُ، و إنما كان الذی أُوتِیتُهُ وحْیاً أَوْحاهُ اللهُ إِلیَّ‌أَی آمَنوا عند مُعایَنة ما آتاهم من الآیاتِ و المُعْجِزات، و أَراد بالوَحْیِ إعْجازَ القرآن الذی خُصَّ به، فإنه لیس شی‌ء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن. و‌فی الحدیث: مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فلیس مِنَّا؛ قال ابن الأَثیر: یشبه أَن تكون الكراهةُ فیه لأَجل أَنه أُمِر أَن یُحْلَفَ بأَسماءِ الله و صفاتِه، و الأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه، فنُهُوا عنها من أَجل التسویة بینها و بین أَسماء الله، كما نُهوا أَن یحلِفوا بآبائهم. و إذا قال الحالفُ: و أَمانةِ الله، كانت یمیناً عند أَبی حنیفة، و الشافعیُّ لا یعدُّها یمیناً. و‌فی الحدیث: أَسْتَوْدِعُ الله دینَكَ و أَمانتَكَ‌أَی أَهلك و مَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم، و مالَكَ الذی تُودِعُه و تستَحْفِظُه أَمِینَك و وكِیلَكَ. و الأَمینُ: القویُّ لأَنه یُوثَقُ بقوَّتِه. و ناقةٌ أَمون: أَمینةٌ وثِیقةُ الخَلْقِ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعیفةً، و هی التی أُمِنتْ العِثَارَ و الإِعْیاءَ، و الجمع أُمُنٌ، قال: و هذا فعولٌ جاء فی موضع
لسان العرب، ج‌13، ص: 26
مَفْعولةٍ، كما یقال: ناقة عَضوبٌ و حَلوبٌ. و آمِنُ المالِ: ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن یُنْحَرَ، عنَی بالمال الإِبلَ، و قیل: هو الشریفُ من أَیِّ مالٍ كانَ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن یُبْذَل؛ قال الحُوَیْدرة: و نَقِی بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا، و نُجِرُّ فی الهَیْجا الرِّماحَ و ندَّعی. قولُه: و نَقِی بآمِنِ مالِنا «3». أَی و نَقِی بخالِصِ مالِنا، نَدَّعی ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا فی الحرب. و آمِنُ الحِلْم: وَثِیقُه الذی قد أَمِنَ اخْتِلاله و انْحِلاله؛ قال: و الخَمْرُ لَیْسَتْ منْ أَخیكَ، و لكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ و یروی: … تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَی بتامِّه. التهذیب: و الْمُؤْمِنُ مِن أَسماءِ الله تعالی الذی وَحَّدَ نفسَه بقوله: وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ، و بقوله: شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ، و قیل: الْمُؤْمِنُ فی صفة الله الذی آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه، و قیل: الْمُؤْمِنُ الذی آمَنَ أَوْلیاءَه عذابَه، قال: قال ابن الأَعرابی قال المنذری سمعت أَبا العباس یقول: المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ، یذهب إلی أَنَّ الله تعالی یُصدّق عبادَه المسلمین یومَ القیامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبلیغ رُسُلِهم، فیقولون: ما جاءنا مِنْ رسولٍ و لا نذیر، و یكذِّبون أَنبیاءَهم، و یُؤْتَی بأُمَّة محمد فیُسْأَلون عن ذلك فیُصدِّقونَ الماضِینَ فیصدِّقُهم الله، و یصدِّقهم النبیُّ محمد، صلی الله علیه و سلم، و هو قوله تعالی: فَكَیْفَ إِذٰا … جِئْنٰا بِكَ عَلیٰ هٰؤُلٰاءِ شَهِیداً، و قوله: وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ؛ أَی یصدِّقُ المؤْمنین؛ و قیل: الْمُؤْمِنُ الذی یَصْدُق عبادَه، ما وَعَدَهم، و كلُّ هذه الصفات لله عز و جل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إلیه عبادَه من توحید، و كأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه و ما وَعَدَنا من البَعْثِ و الجنَّةِ لمن آمَنَ به، و النارِ لمن كفرَ به، فإنه مصدِّقٌ وعْدَه لا شریك له. قال ابن الأَثیر: فی أَسماء الله تعالی الْمُؤْمِنُ، هو الذی یَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإِیمانِ التصدیقِ، أَو یُؤْمِنُهم فی القیامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف. المحكم: الْمُؤْمِنُ اللهُ تعالی یُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه، و هو الْمُهَیْمِنُ؛ قال الفارسی: الهاءُ بدلٌ من الهمزة و الیاء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج؛ و قال ثعلب: هو الْمُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه، و الْمُهَیْمِنُ الشاهدُ علی الشی‌ء القائمُ علیه. و الإِیمانُ: الثِّقَةُ. و ما آمنَ أَن یَجِدَ صَحابةً أَی ما وَثِقَ، و قیل: معناه ما كادَ. و المأْمونةُ من النساء: المُسْتراد لمثلها. قال ثعلب: فی الحدیث الذی‌جاء ما آمَنَ بی مَن باتَ شَبْعانَ و جارُه جائعٌ؛ معنی ما آمَنَ بی شدیدٌ أَی ینبغی له أَن یُواسیَه. و آمینَ و أَمینَ: كلمةٌ تقال فی إثْرِ الدُّعاء؛ قال الفارسی: هی جملةٌ مركَّبة من فعلٍ و اسم، معناه اللهم اسْتَجِبْ لی، قال: و دلیلُ ذلك‌أَن موسی، علیه السلام، لما دعا علی فرعون و أَتباعه فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلیٰ أَمْوٰالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ، قال هارون، علیه السلام: آمِینَ، فطبَّق الجملة بالجملة، و قیل: معنی آمینَ كذلك یكونُ، و یقال: أَمَّنَ الإِمامُ تأْمیناً إذا قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمین، و أَمَّنَ فلانٌ تأْمیناً. الزجاج فی قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمینَ: فیه لغتان: تقول العرب أَمِینَ بِقَصْرِ الأَلف، و آمینَ بالمد، و المدُّ أَكثرُ، و أَنشد فی لغة مَنْ قَصَر:
(3). قوله [و نقی بآمن مالنا] ضبط فی الأَصل بكسر المیم، و علیه جری شارح القاموس حیث قال هو كصاحب، و ضبط فی متن القاموس و التكملة بفتح المیم
لسان العرب، ج‌13، ص: 27
تباعَدَ منِّی فُطْحُلٌ، إذ سأَلتُه أَمینَ، فزادَ اللهُ ما بیْننا بُعْدا و روی ثعلب فُطْحُل، بضم الفاء و الحاء، أَرادَ زادَ اللهُ ما بیننا بُعْداً أَمین؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: سَقَی الله حَیّاً بین صارةَ و الحِمَی، حِمَی فَیْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِینَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إلیهمُ بِخَیْرٍ، و وَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ و قال عُمَر بن أَبی ربیعة فی لغة مَنْ مدَّ آمینَ: یا ربِّ لا تَسْلُبَنِّی حُبَّها أَبَداً، و یرْحمُ اللهُ عَبْداً قال: آمِینا قال: و معناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ، و قیل: هو إیجابٌ ربِّ افْعَلْ قال: و هما موضوعان فی موضع اسْمِ الاستحابةِ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ، قال: و حقُّهما من الإِعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غیرَ مشتقین من فعلٍ، إلا أَن النون فُتِحت فیهما لالتقاء الساكنین و لم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الیاء، كما فتحوا أَینَ و كیفَ، و تشدیدُ المیم خطأٌ، و هو مبنیٌّ علی الفتح مثل أَینَ و كیف لاجتماع الساكنین. قال ابن جنی: قال أَحمد بن یحیی قولهم آمِینَ هو علی إشْباع فتحةِ الهمزة، و نشأَت بعدها أَلفٌ، قال: فأَما قول أَبی العباس إنَّ آمِینَ بمنزلة عاصِینَ فإنما یریدُ به أَن المیم خفیفة كصادِ عاصِینَ، لا یُریدُ به حقیقةَ الجمع، و كیف ذلك و قد حكی عن الحسن، رحمه الله، أَنه قال: آمین اسمٌ من أَسماء الله عز و جل، و أَین لك فی اعتقاد معنی الجمع مع هذا التفسیر؟ و قال مجاهد: آمین اسم من أَسماء الله؛ قال الأَزهری: و لیس یصح كما قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة یا الله و أَضمر اسْتَجِبْ لی، قال: و لو كان كما قال لرُفِعَ إذا أُجْرِی و لم یكن منصوباً. و‌روی الأَزهری عن حُمَیْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة فی قوله تعالی: وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلٰاةِ، قالت: غُشِیَ علی عبد الرحمن بن عوفٍ غَشیةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فیها، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلی المسجد تسْتَعین بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعینَ به من الصَّبْرِ و الصَّلاةِ، فلما أَفاقَ قال: أَ غُشِیَ علیَّ؟ قالوا: نعمْ، قال: صدَقْتُمْ، إنه أَتانی مَلَكانِ فی غَشْیَتِی فقالا: انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلی العزیز الأَمین، قال: فانطَلَقا بی، فلقِیَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال: و أَین تُرِیدانِ به؟ قالا: نحاكمه إلی العزیز الأَمین، قال: فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ و هم فی بطون أُمَّهاتهم، و سَیُمَتِّعُ الله به نبیَّه ما شاء الله، قال: فعاش شهراً ثم ماتَ.و التَّأْمینُ: قولُ آمینَ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: آمین خاتَمُ ربِّ العالمین علی عباده المؤمنین؛ قال أَبو بكر: معناه أَنه طابَعُ الله علی عبادِه لأَنه یَدْفعُ به عنهم الآفات و البَلایا، فكان كخاتَم الكتاب الذی یَصُونه و یمنع من فسادِه و إِظهارِ ما فیه لمن یكره علمه به و وُقوفَه علی ما فیه. و‌عن أَبی هریرة أَنه قال: آمینَ درجةٌ فی الجنَّة؛ قال أَبو بكر: معناه أَنها كلمةٌ یكتَسِبُ بها قائلُها درجةً فی الجنة. و‌فی حدیث بلال: لا تسْبِقْنی بآمینَ؛ قال ابن الأَثیر: یشبه أَن یكون بلالٌ كان یقرأُ الفاتحةَ فی السَّكتةِ الأُولی من سكْتَتَی الإِمام، فربما یبقی علیه منها شی‌ءٌ و رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قد فرَغ من قراءتِها، فاسْتَمْهَلَه بلال فی التأْمینِ بِقَدْرِ ما یُتِمُّ فیه قراءةَ بقیَّةِ السورة حتی یَنَالَ بركةَ موافَقتِه فی التّأْمین.
لسان العرب، ج‌13، ص: 28‌

أنن؛ ج13، ص: 28

: أَنَّ الرجلُ من الوجع یَئِنُّ أَنیناً، قال ذو الرمة: یَشْكو الخِشاشَ و مَجْری النَّسْعَتَین، كما أَنَّ المرِیضُ، إلی عُوَّادِه، الوَصِبُ و الأُنانُ، بالضم: مثل الأَنینِ؛ و قال المغیرة بن حَبْناء یخاطب أَخاه صخراً: أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً و حِرْصاً، و عند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا و ذكر السیرافی أَن أُناناً هنا مثل خُفافٍ و لیس بمصدر فیكون مثل زَحّار فی كونه صفة، قال: و الصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر، قال: و كذلك التأْنانُ؛ و قال: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خیراً من التَّأْنانِ و المَسائِلِ «1». و عِدَةِ العامِ و عامٍ قابِلِ مَلْقوحةً فی بَطْنِ نابٍ حائلِ. ملقوحة: منصوبةٌ بالعِدَة، و هی بمعنی مُلْقَحَةً، و المعنی أَنها عِدةٌ لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا یكون فیه سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سیدة: أَنَّ الرجلُ یَئِنُّ أَنّاً و أَنیناً و أُناناً و أَنَّةً تأَوَّه. التهذیب: أَنَّ الرجلُ یَئِنُّ أَنیناً و أَنَتَ یأْنِتُ أَنیتاً و نأَتَ یَنْئِتُ نَئِیتاً بمعنی واحد. و رجل أَنّانٌ و أُنانٌ و أُنَنةٌ: كثیرُ الأَنین، و قیل: الأُنَنةُ الكثیرُ الكلام و البَثِّ و الشَّكْوَی، و لا یشتقّ منه فعل، و إذا أَمرت قلت: إینِنْ لأَن الهمزتین إذا التَقَتا فسكنت الأَخیرة اجتمعوا علی تَلْیینِها، فأَما فی الأَمر الثانی فإنه إذا سكنت الهمزة بقی النونُ مع الهمزة و ذهبت الهمزة الأُولی. و یقال للمرأَة: إنِّی، كما یقال للرجل اقْرِرْ، و للمرأَة قِرِّی، و امرأَة أنّانةٌ كذلك. و‌فی بعض وصایا العرب: لا تَتّخِذْها حَنَّانةً و لا مَنّانةً و لا أَنّانةً.و ما له حانَّةٌ و لا آنّةٌ أَی ما لَه ناقةٌ و لا شاةٌ، و قیل: الحانّةُ الناقةُ و الآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب. و أَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنیناً: أَلانت صوتَها و مَدّته؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد قول رؤبة: تِئِنُّ حینَ تجْذِبُ المَخْطوما، أَنین عَبْرَی أَسْلَمت حَمیما. و الأُنَنُ: طائرٌ یَضْرِبُ إلی السَّواد، له طَوْقٌ كهیئة طَوْق الدُّبْسِیّ، أَحْمَرُ الرِّجْلین و المِنْقار، و قیل: هو الوَرَشان، و قیل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، و صوتُه أَنِینٌ: أُوهْ أُوهْ. و إنَّه لَمِئنّةٌ أَن یفعل ذلك أَی خَلیقٌ، و قیل: مَخْلَقة من ذلك، و كذلك الإِثنان و الجمع و المؤنث، و قد یجوز أَن یكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فعلی هذا ثلاثیٌّ. و أَتاه علی مَئِنّةِ ذلك أَی حینهِ و رُبّانِه. و‌فی حدیث ابن مسعود: إنّ طُولَ الصلاةِ و قِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل‌أَی بیانٌ منه. أَبو زید: إنّه لَمَئِنّةٌ أَن یفعل ذلك، و أَنتما و إنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنی إنّه لخَلیق أَن یفعل ذلك؛ قال الشاعر: و مَنْزِل مِنْ هَوَی جُمْلٍ نَزَلْتُ به، مَئِنّة مِنْ مَراصیدِ المَئِنّاتِ به تجاوزت عن أُولی و كائِده، إنّی كذلك رَكّابُ الحَشِیّات. أَول حكایة «2». أَبو عمرو: الأَنّةُ و المَئِنّة و العَدْقةُ
(1). قوله [إنا وجدنا … إلخ] صوّب الصاغانی زیادة مشطور بین المشطورین و هو: بین الرسیسین و بین عاقل (2). قوله [أول حكایة] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 29
و الشَّوْزَب واحد؛ و قال دُكَیْن: یَسْقِی علی درّاجةٍ خَرُوسِ، مَعْصُوبةٍ بینَ رَكایا شُوسِ، مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ یقال: مكان من هلاكِ النفوس، و قولُه مكان من هلاك النفوس تفسیرٌ لِمَئِنّةٍ، قال: و كلُّ ذلك علی أَنه بمنزلة مَظِنَّة، و الخَروسُ: البَكْرةُ التی لیست بصافیة الصوتِ، و الجَروسُ، بالجیم: التی لها صوت. قال أَبو عبید: قال الأَصمعی سأَلنی شعبة عن مَئِنَّة فقلت: هو كقولك عَلامة و خَلیق، قال أَبو زید: هو كقولك مَخْلَقة و مَجْدَرة؛ قال أبو عبید: یعنی أَن هذا مما یُعْرَف به فِقْهُ الرجل و یُسْتَدَلُّ به علیه، قال: و كلُّ شی‌ءٍ دلَّكَ علی شی‌ءٍ فهو مَئِنّةٌ له؛ و أَنشد للمرّار: فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا: عَرِّسوا من غَیْر تَمْئِنَةٍ لغیر مُعَرِّسِ قال أَبو منصور: و الذی رواه أَبو عبید عن الأَصمعی و أَبی زید فی تفسیر المَئِنّة صحیحٌ، و أمّا احْتِجاجُه برأْیه ببَیْت المرار فی التَّمْئِنَة للمَئِنَّة فهو غلط و سهوٌ، لأَن المیمَ فی التَّمْئِنة أَصلیةٌ، و هی فی مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ لیست بأَصلیة، و سیأْتی تفسیر ذلك فی ترجمة مأَن. اللحیانی: هو مَئِنَّةٌ أَن یفعل ذلك و مَظِنَّة أَن یفعل ذلك؛ و أَنشد: إنَّ اكتِحالًا بالنَّقِیّ الأَمْلَجِ، و نَظَراً فی الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأَعْوجِ فكأَن مَئِنّةً، عند اللحیانی، مبدلٌ الهمزةُ فیها من الظاء فی المَظِنَّة، لأَنه ذكر حروفاً تُعاقِب فیها الظاءُ الهمزةَ، منها قولُهم: بیتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ و الظَّهَرةِ. و قد أَفَرَ و ظَفَر أَی وثَب. و أَنَّ الماءَ یؤُنُّه أنّاً إذا صبَّه. و فی كلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَی صُبَّه و أَغْلِه؛ حكاه ابن درید، قال: و كان ابن الكلبی یرویه أُزّ ماءً و یزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحیفٌ. قال الخلیل فیما روی عنه اللیث: إنَّ الثقیلةُ تكون منصوبةَ الأَلفِ، و تكونُ مكسورةَ الأَلف، و هی التی تَنْصِبُ الأَسماء، قال: و إذا كانت مُبتَدأَةً لیس قبلها شی‌ءٌ یُعْتمد علیه، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام قدیم و مَضَی، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ یُعْتمد علیها كُسِرَتْ الأَلفُ، و فیما سوی ذلك تُنْصَب الأَلف. و قال الفراء فی إنَّ: إذا جاءت بعد القول و ما تصرّف من القول و كانت حكایةً لم یَقَعْ علیها القولُ و ما تصرَّف منه فهی مكسورة، و إن كانت تفسیراً للقول نَصَبَتْها و ذلك مثل قول الله عز و جل: وَ لٰا یَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّٰهِ جَمِیعاً؛ و كذلك المعنی استئنافٌ كأَنه قال: یا محمد إن العزَّة لله جمیعاً، و كذلك: وَ قَوْلِهِمْ إِنّٰا قَتَلْنَا الْمَسِیحَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول علی الحكایة، قال: و أَما قوله تعالی: مٰا قُلْتُ لَهُمْ إِلّٰا مٰا أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا و ما قد وقع علیها القولُ فنصبَها و موضعُها نصبٌ، و مثله فی الكلام: قد قلت لك كلاماً حسَناً أَنَّ أَباكَ شریفٌ و أَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام و الكلامُ منصوبٌ، و لو أَردْتَ تكریرَ القول علیها كسَرْتَها، قال: و قد تكون إنَّ بعد القول مفتوحةً إذا كان القول یُرافِعُها، منْ ذلك أَن تقول: قولُ عبد الله مُذُ الیومِ أَن الناس خارجون، كما تقول: قولُكَ مُذ الیومِ كلامٌ لا یُفْهم. و قال اللیث: إذا وقعت إنَّ علی الأَسماء و الصفات فهی مشدّدة، و إذا
لسان العرب، ج‌13، ص: 30
وقعت علی فعلٍ أَو حرفٍ لا یتمكن فی صِفةٍ أَو تصریفٍ فخفِّفْها، تقول: بلغنی أَن قد كان كذا و كذا، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل، و لو لا قَدْ لم تحسن علی حال من الفعل حتی تعتمد علی ما أَو علی الهاء كقولك إنما كان زید غائباً، و بلَغنی أَنه كان أَخو بكر غَنِیّاً، قال: و كذلك بلغنی أَنه كان كذا و كذا، تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ، و من ذلك قولك: إنْ رُبَّ رجل، فتخفف، فإذا اعتمدَتْ قلت: إنه رُبَّ رجل، شدَّدْت و هی مع الصفات مشدّدة إنَّ لك و إنَّ فیها و إنَّ بك و أَشباهها، قال: و للعرب لغتان فی إنَّ المشدَّدة: إحداهما التثقیل، و الأُخری التخفیف، فأَما مَن خفَّف فإنه یرفع بها إلا أَنَّ ناساً من أَهل الحجاز یخفِّفون و ینصبون علی توهُّم الثقیلة، و قرئَ: و أنْ كلًّا لما لیُوفّینّهم؛ خففوا و نصبوا؛ و أَنشد الفراء فی تخفیفها مع المضمر: فلوْ أَنْكِ فی یَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِنی فِراقَك، لم أَبْخَلْ، و أَنتِ صدیقُ و أَنشد القول الآخر: لقد عَلِمَ الضَّیفُ و المُرْمِلون، إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ و هَبَّتْ شمالا، بأَنَّكَ ربیعٌ و غَیْثٌ مریع، و قِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا قال أَبو عبید: قال الكسائی فی قوله عز و جل: وَ إِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُوا فِی الْكِتٰابِ لَفِی شِقٰاقٍ بَعِیدٍ؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التی استقبلتها فی قوله لَفی، و كذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شی‌ءٌ یقع علیه فإنه منصوب، إلا ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره، فإن كان قبل انَّ إلا فهی مكسورة علی كل حال، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز و جل: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ إِلّٰا إِنَّهُمْ لَیَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ؛ فهذه تُكْسر و إن لم تستقبلها لامٌ، و كذلك إذا كانت جواباً لیَمین كقولك: و الله إنه لقائمٌ، فإذا لم تأْتِ باللام فهی نصبٌ: و اللهِ أَنَّكَ قائم، قال: هكذا سمعته من العرب، قال: و النحویون یكسرون و إن لم تستقبلها اللامُ. و قال أَبو طالب النحوی فیما روی عنه المنذری: أَهل البصرة غیر سیبویه و ذَوِیه یقولون العرب تُخَفِّف أَنَّ الشدیدة و تُعْمِلها؛ و أَنشدوا: و وَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر، كأَنْ ثَدْیَیْه حُقَّانِ أَراد كأَنَّ فخفَّف و أَعْمَلَ، قال: و قال الفراء لم نسمع العربَ تخفِّف أَنَّ و تُعْمِلها إلا مع المَكْنیّ لأَنه لا یتبیَّن فیه إعراب، فأَما فی الظاهر فلا، و لكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا، و أَما من خفَّف و إنْ كلًّا لمَا لیُوَفِّیَنَّهم، فإنهم نصبوا كُلًّا بِ لَیُوَفِّیَنَّهُمْ كأَنه قال: و إنْ لیُوفِّینَّهم كُلًّا، قال: و لو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك، تقول: إنْ زیدٌ لقائمٌ. ابن سیدة: إنَّ حرف تأْكید. و قوله عز و جل: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ، أَخبر أَبو علی أَن أَبا إسحق ذهب فیه إلی أَنَّ إنَّ هنا بمعنی نَعَمْ، و هذان مرفوعٌ بالابتداء، و أَنَّ اللامَ فی لَساحران داخلةٌ علی غیر ضرورة، و أَن تقدیره نَعَمْ هذان هما ساحِران، و حكی عن أَبی إسحق أَنه قال: هذا هو الذی عندی فیه، و الله أَعلم. قال ابن سیدة: و قد بیَّن أَبو علیٍّ فسادَ ذلك فغَنِینا نحن عن إیضاحه هنا. و فی التهذیب: و أَما قول الله عز و جل: إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ، فإنَّ أبا إسحق النحوی اسْتَقْصی ما قال فیه النحویون فحَكَیْت كلامه. قال: قرأَ المدنیُّون و الكوفیون إلا عاصماً: إنَّ هذان لَساحِران، و روی عن عاصم أَنه قرأَ: إِنْ هٰذٰانِ، بتخفیف إنْ، و روی عن الخلیل: إِنْ هٰذٰانِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 31
لَسٰاحِرٰانِ، قال: و قرأَ أَبو عمرو إنّ هذین لساحران، بتشدید إنّ و نصْبِ هذین، قال أَبو إسحق: و الحجةُ فی إنّ هذان لساحِران، بالتشدید و الرفع، أَن أَبا عبیدة روی عن أَبی الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ، یجعلون أَلفَ الاثنین فی الرفع و النصب و الخفض علی لفظ واحد، یقولون: رأَیت الزیدان، و روی أَهلُ الكوفة و الكسائی و الفراء: أَنها لغة لبنی الحرث بن كعب، قال: و قال النحویون القُدَماء: هاهنا هاءٌ مضمرة، المعنی: إنه هذانِ لساحِران، قال: و قال بعضهم إنّ فی معنی نعَمْ كما تقدم؛ و أَنشدوا لابن قیس الرُّقَیَّات: بَكَرَتْ علیَّ عواذِلی یَلْحَیْنَنِی و أَلومُهُنَّهْ و یَقُلْنَ: شَیْبٌ قدْ علّاكَ، و قد كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ. أَی إنه قد كان كما تَقُلْن؛ قال أَبو عبید: و هذا اختصارٌ من كلام العرب یُكتفی منه بالضمیر لأَنه قد عُلِم معناه؛ و قال الفراء فی هذا: إنهم زادوا فیها النونَ فی التثنیة و تركوها علی حالها فی الرفع و النصب و الجر، كما فعَلوا فی الذین فقالوا الَّذِی، فی الرفع و النصب و الجر، قال: فهذا جمیع ما قال النحویون فی الآیة؛ قال أَبو إسحق: و أَجودُها عندی أَن إنّ وقعت موقع نَعَمْ، و أَن اللام وَقَعتْ موقِعَها، و أَنّ المعنی نعَمْ هذان لهما ساحران، قال: و الذی یلی هذا فی الجَوْدَة مذهبُ بنی كنانة و بَلْحَرِث بن كعب، فأَما قراءةُ أَبی عمرو فلا أُجیزُها لأَنها خلافُ المصحف، قال: و أَستحسن قراءةَ عاصم و الخلیل إِنْ هٰذٰانِ لَسٰاحِرٰانِ. و قال غیرُه: العرب تجعل الكلام مختصراً ما بعْدَه علی إنَّه، و المراد إنه لكذلك، و إنه علی ما تقول، قال: و أَما قول الأَخفش إنَّه بمعنی نَعَمْ فإنما یُراد تأْویله لیس أَنه موضوع فی اللغة لذلك، قال: و هذه الهاء أُدْخِلت للسكوت. و‌فی حدیث فَضالة بن شَریك: أَنه لقِیَ ابنَ الزبیر فقال: إنّ ناقتی قد نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْنی، فقال: ارْقَعْها بجِلدٍ و اخْصِفْها بهُلْبٍ و سِرْ بها البَرْدَین، فقال فَضالةُ: إنما أَتَیْتُك مُسْتَحْمِلًا لا مُسْتَوْصِفاً، لا حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْنی إِلیك فقال ابن الزبیر: إنّ و راكِبَها‌أَی نعَمْ مع راكبها. و‌فی حدیث لَقیط بن عامر: و یقول رَبُّكَ عز و جل و إنه‌أَی و إنه كذلك، أَو إنه علی ما تقول، و قیل: إنَّ بمعنی نعم و الهاء للوقف، فأَما قوله عز و جل: إِنّٰا كُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلَقْنٰاهُ بِقَدَرٍ، و إِنّٰا نَحْنُ نُحْیِی وَ نُمِیتُ، و نحو ذلك فأَصله إنَّنا و لكن حُذِفَت إحدی النُّونَین من إنَّ تخفیفاً، و ینبغی أَن تكونَ الثانیةَ منهما لأَنها طرَفٌ، و هی أَضعف، و من العرب من یُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها فی هَرَقْت، فتقول: لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قال سیبویه: و لیس كلُّ العرب تتكلم بها؛ قال الشاعر: أَلا یا سَنا بَرْقٍ علی قُنَنِ الحِمَی، لَهِنّكَ من بَرْقٍ علیَّ كریم و حِكی ابن الأَعرابی: هِنّك و واهِنّك، و ذلك علی البدل أَیضاً. التهذیب فی إنّما: قال النحویون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل، و معنی إنما إثباتٌ لما یذكر بعدها و نفیٌ لما سواه كقوله: و إنما یُدافعُ عن أَحسابهم أَنا و مِثْلی المعنی: ما یُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلی، و أَنَّ: كإن فی التأْكید، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء و لا تُبْدَل همزتُها هاءً، و لذلك قال سیبویه: و لیس أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، و أَنَّ
لسان العرب، ج‌13، ص: 32
كالاسْمِ، و لا تدخل اللامُ مع المفتوحة؛ فأَما قراءة سعید بن جُبیَر: إلَّا أَنهم لیأْكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزیادتها فی قوله: لَهِنَّك فی الدنیا لبَاقیةُ العُمْرِ الجوهری: إنَّ و أَنَّ حرفان ینصبان الأَسماءَ و یرفعان الأَخبارَ، فالمكسورةُ منهما یُؤكَّدُ بها الخبرُ، و المفتوحة و ما بعدها فی تأْویل المصدر، و قد یُخَفَّفان، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ و إن شئت لم تُعْمِلْ، و قد تُزادُ علی أَنَّ كافُ التشبیه، تقول: كأَنه شمسٌ، و قد تخفف أَیضاً فلا تعْمَل شیئاً؛ قال: كأَنْ ورِیداهُ رِشاءَا خُلُب و یروی: كأَنْ ورِیدَیْهِ …؛ و قال آخر: و وَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ، كأَنْ ثَدْیاه حُقَّانِ و یروی … ثَدْیَیْه …، علی الإِعمال، و كذلك إذا حذفْتَها، فإن شئت نصبت، و إن شئت رفعت، قال طرفة: أَلا أَیُّهَذا الزاجِرِی أَحْضُرَ الوغَی، و أَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هل أَنتَ مُخْلدی؟ یروی بالنصب علی الإِعمال، و الرفْعُ أَجود. قال الله تعالی: قُلْ أَ فَغَیْرَ اللّٰهِ تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ أَیُّهَا الْجٰاهِلُونَ، قال النحویون: كأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ علیها كافُ التشبیه، و هی حرفُ تشبیه، و العربُ تنصب به الاسمَ و ترفع خبرَه، و قال الكسائی: قد تكون كأَنَّ بمعنی الجحد كقولك كأَنك أمیرُنا فتأْمُرُنا، معناه لستَ أَمیرَنا، قال: و كأَنَّ أُخری بمعنی التَّمَنِّی كقولك كأَنك بی قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِیدَه، معناه لَیْتَنی قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجیدَه، و لذلك نُصِب فأُجیدَه، و قیل: تجی‌ء كأَنَّ بمعنی العلم و الظنِّ كقولك كأَنَّ الله یفعل ما یشاء، و كأَنك خارجٌ؛ و قال أَبو سعید: سمعت العرب تُنشِد هذا البیت: و یومٍ تُوافینا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ، كأَنْ ظَبْیَةً تَعْطُو إلی ناضِرِ السَّلَمْ و كأَنْ ظَبْیَةٍ و كأَنْ ظَبْیَةٌ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْیَةً فخفف و أَعْمَل، و مَنْ خفَض أَراد كظَبْیَةٍ، و مَن رفع أَراد كأَنها ظبْیَةٌ فخفَّفَ و أَعْمَل مع إضمارِ الكِنایة؛ الجرار عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشد: كأمَّا یحْتَطِبْنَ علی قَتادٍ، و یَسْتَضْحِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ. قال: یرید كأَنما فقال كأَمَّا، و الله أَعلم. و إنِّی و إنَّنی بمعنًی، و كذلك كأَنِّی و كأَنَّنی و لكنِّی و لكنّنی لأَنه كثُر استعمالهم لهذه الحروف، و هم قد یَسْتَثْقِلون التضعیف فحذفوا النون التی تَلی الیاء، و كذلك لَعَلِّی و لَعَلَّنی لأَن اللام قریبة من النون، و إن زِدْتَ علی إنَّ ما صارَ للتَّعیین كقوله تعالی: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ، لأَنه یُوجِبُ إثْباتَ الحكم للمذكور و نَفْیَه عما عداه. و أَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل فی معنی مصدرٍ فتَنْصِبُه، تقول: أُرید أن تقومَ، و المعنی أُرید قیامَك، فإن دخلت علی فعل ماضٍ كانت معه بمعنی مصدرٍ قد وقَع، إلا أَنها لا تَعْمَل، تقول: أَعْجَبَنی أَن قُمْتَ و المعنی أَعجبنی قیامُك الذی مضی، و أَن قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل، تقول: بَلَغَنی أَنْ زیدٌ خارجٌ؛ و فی التنزیل العزیز: وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهٰا؛ قال ابن بری: قوله فلا
لسان العرب، ج‌13، ص: 33
تعمل یریدُ فی اللفظ، و أَما فی التقدیر فهی عاملةٌ، و اسمها مقدَّرٌ فی النیَّة تقدیره: أَنه تِلْكُمْ الجنة. ابن سیدة: و لا أَفعل كذا ما أَنَّ فی السماء نجْماً؛ حكاه یعقوب و لا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ، إلا أَن یكون علی توهُّم الفعل كأَنه قال: ما ثبت أَنَّ فی السماء نجْماً، أَو ما وُجد أَنَّ فی السماء نجْماً. و حكی اللحیانی: ما أَنَّ ذلك الجَبَل مكانَه، و ما أَنَّ حِراءً مكانَه، و لم یفسّره و قال فی موضع آخر: و قالوا لا أَفْعَله ما أَنَّ فی السماء نجْمٌ، و ما عَنَّ فی السماء نجْمٌ أَی ما عَرَضَ، و ما أَنَّ فی الفُرات قَطْرةٌ أَی ما كان فی الفُراتِ قطرةٌ، قال: و قد یُنْصَب، و لا أَفْعَله ما أَنَّ فی السماء سماءً، قال اللحیانی: ما كانَ و إنما فسره علی المعنی. و كأَنَّ: حرفُ تشْبیهٍ إنما هو أَنَّ دخلت علیها الكاف؛ قال ابن جنی: إن سأَل سائلٌ فقال: ما وَجْهُ دخول الكاف هاهنا و كیف أَصلُ وضْعِها و ترتیبها؟ فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زیداً عمرٌو إنما هو إنَّ زیداً كعمْرو، فالكاف هنا تشبیهٌ صریحٌ، و هی متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت: إنَّ زیداً كائنٌ كعمْرو، و إنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبیه الذی علیه عقَدُوا الجملةَ، فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة و قدّموها إلی أَوَّلها لإِفراطِ عنایَتهم بالتشبیه، فلما أَدخلوها علی إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ، لأَنَّ المكسورة لا یتقدَّمُها حرفُ الجر و لا تقع إلَّا أَولًا أَبداً، و بقِی معنی التشبیه الذی كانَ فیها، و هی مُتوسِّطة بحالِه فیها، و هی متقدّمة، و ذلك قولهم: كأَنَّ زیداً عمرٌو، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً بفعلٍ و لا بشی‌ءٍ فی معنی الفعل، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذی یمكن أَن تتعلَّق فیه بمحذوف، و تقدمت إلی أَوَّل الجملة، و زالت عن الموضع الذی كانت فیه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعانی الأَفعال، و لیست هنا زائدةً لأَن معنی التشبیه موجودٌ فیها، و إن كانت قد تقدَّمت و أُزِیلت عن مكانها، و إذا كانت غیر زائدة فقد بَقی النظرُ فی أنَّ التی دخلت علیها هل هی مجرورة بها أَو غیر مجرورة؛ قال ابن سیدة: فأَقوی الأَمرین علیها عندی أَن تكون أنَّ فی قولك كأَنك زیدٌ مجرورة بالكاف، و إن قلت إنَّ الكافَ فی كأَنَّ الآن لیست متعلقة بفعل فلیس ذلك بمانعٍ من الجرِّ فیها، أَ لا تری أَن الكاف فی قوله تعالی: لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ‌ءٌ، لیست متعلقة بفعل و هی مع ذلك جارّة؟ و یُؤَكِّد عندك أَیضاً هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما یفْتحونها بعد العَوامِل الجارّة و غیرها، و ذلك قولهم: عجِبتُ مِن أَنك قائم، و أَظنُّ أَنك منطلق، و بلغَنی أَنك كریمٌ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ الأَسماء كذلك فتحت أَیضاً فی كأَنك قائم، لأَن قبلها عاملًا قد جرَّها؛ و أَما قول الراجز: فبادَ حتی لَكأَنْ لمْ یَسْكُنِ، فالیومَ أَبْكی و مَتی لمْ یُبْكنِی «3». فإنه أَكَّد الحرف باللام؛ و قوله: كأَنَّ دَریئةً، لمّا التَقَیْنا لنَصْل السیفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ معنی التشبیه فی كأَنَّ فی الظرف الزَّمانیّ الذی هو لما التَقَیْنا، و جاز ذلك فی كأَنَّ لما فیها من معنی التشبیه، و قد تُخَفَّف أَنْ و یُرْفع ما بعدها؛ قال الشاعر: أَنْ تقْرآنِ علی أَسْماءَ، وَیحَكُما منِّی السلامَ، و أَنْ لا تُعْلِما أَحَدا
(3). قوله [لكأن لم یسكن] هكذا فی الأَصل بسین قبل الكاف
لسان العرب، ج‌13، ص: 34
قال ابن جنی: سأَلت أَبا علیّ، رحمه الله تعالی، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟ فقال: أَراد النون الثقیلة أَی أَنكما تقْرآن؛ قال أَبو علی: و أَوْلی أَنْ المخففة من الثقیلة الفعل بلا عِوَض ضرورة، قال: و هذا علی كل حال و إن كان فیه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفیون، قال: و قرأْت علی محمد بن الحسن عن أَحمد بن یحیی فی تفسیر أَنْ تقْرآنِ، قال: شبَّه أَنْ بما فلم یُعْمِلها فی صِلَتها، و هذا مذهب البَغْدادیّین، قال: و فی هذا بُعْدٌ، و ذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالًا أَبداً، إنما هی للمُضیّ أَو الاستقبال نحو سَرَّنی أَن قام، و یُسرُّنی أَن تقوم، و لا تقول سَرَّنی أَن یقوم، و هو فی حال قیام، و ما إذا وُصِلت بالفعل و كانت مصدراً فهی للحال أَبداً نحو قولك: ما تقومُ حسَنٌ أَی قیامُك الذی أَنت علیه حسن، فیَبْعُد تشبیهُ واحدةٍ منهما بالأُخری، و وُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ صاحبتها، و من العرب من یَنصب بها مخففة، و تكون أَنْ فی موضع أَجْل. غیره: و أَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنی لعلّ، و حكی سیبویه: إئتِ السوقَ أَنك تشتری لنا سَویقاً أَی لعلك، و علیه وُجِّه قوله تعالی: وَ مٰا یُشْعِرُكُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لٰا یُؤْمِنُونَ؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم، قال الفارسی: فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال: هو كقول الإِنسان إنَّ فلاناً یَقْرأُ فلا یَفْهم، فتقول أَنتَ: و ما یُدْریك أَنه لا یَفْهَمُ «1». و فی قراءة أُبَیٍّ: لعلها إذا جاءَت لا یؤْمنون؛ قال ابن بری: و قال حُطائِط بن یعْفُر، و یقال هو لدُرید: أَرینی جَواداً مات هَزْلًا، لأَنَّنی أَری ما تَرَیْنَ، أَو بَخیلًا مُخَلَّدا و قال الجوهری: أَنشده أَبو زید لحاتم قال: و هو الصحیح، قال: و قد وجدته فی شعر مَعْن بن أَوس المُزَنی؛ و قال عدی بن زید: أَ عاذِلَ، ما یُدریكِ أَنَّ مَنِیَّتی إلی ساعةٍ فی الیوم، أَو فی ضُحی الغَدِ؟ أَی لعل منیتی؛ و یروی بیت جریر: هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا نری العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِیامِ قال: و یدُلك علی صحة ما ذكرت فی أَنَّ فی بیت عدیّ قوله سبحانه: وَ مٰا یُدْرِیكَ لَعَلَّهُ یَزَّكّٰی، و ما یُدْریك لعل الساعةَ تكون قریباً. و قال ابن سیدة: و تُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عیناً فتقول: علمتُ عَنَّكَ منطلق. و قوله‌فی الحدیث: قال المهاجرون یا رسول الله، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا، إنهم آوَوْنا و فَعَلوا بنا و فَعَلوا، فقال: تَعْرفون ذلك لهم؟ قالوا: نعم، قال: فإنَّ ذلك؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء مقطوع الخبر و معناه إنَّ اعترافكم بصنیعهم مُكافأَةٌ منكم لهم؛ و منه‌حدیثه الآخر: من أُزِلَّتْ إلیه نِعمةٌ فلیُكافِئْ بها، فإن لم یجِدْ فَلیُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ ذلك؛ و منه‌الحدیث: أَنه قال لابن عمر فی سیاق كلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ الله، إنَّ عبد الله، قال: و هذا و أَمثاله من اختصاراتهم البلیغة و كلامهم الفصیح. و أَنَّی: كلمة معناها كیف و أَین. التهذیب: و أَما إنْ الخفیفةُ فإنّ المنذری روی عن ابن الزَّیْدی عن أَبی زید أَنه قال: إنْ تقع فی موضع من القرآن مَوْضعَ ما، ضَرْبُ قوله: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ إِلّٰا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ؛ معناه: ما مِن أَهل الكتاب، و مثله: لَاتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا إِنْ كُنّٰا فٰاعِلِینَ؛
(1). قوله [إن فلاناً یقرأ فلا یفهم فتقول أنت و ما یدریك أَنه لا یفهم] هكذا فی الأَصل المعوَّل علیه بیدنا بثبوت لا فی الكلمتین
لسان العرب، ج‌13، ص: 35
أَی ما كنا فاعلین، قال: و تجی‌ء إنْ فی موضع لَقَدْ، ضَرْبُ قوله تعالی: إِنْ كٰانَ وَعْدُ رَبِّنٰا لَمَفْعُولًا؛ المعنی: لقَدْ كان من غیر شكٍّ من القوم، و مثله: وَ إِنْ كٰادُوا لَیَفْتِنُونَكَ، وَ إِنْ كٰادُوا لَیَسْتَفِزُّونَكَ؛ و تجی‌ء إنْ بمعنی إذْ، ضَرْبُ قوله: اتَّقُوا اللّٰهَ وَ ذَرُوا مٰا بَقِیَ مِنَ الرِّبٰا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ؛ المعنی إذْ كنتم مُؤْمنین، و كذلك قوله تعالی: فَرُدُّوهُ إِلَی اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ؛ معناه إذْ كنتم، قال: و أَنْ بفتح الأَلف و تخفیف النون قد تكون فی موضع إذْ أَیضاً، و إنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا، من ذلك قوله عز و جل: لٰا تَتَّخِذُوا آبٰاءَكُمْ وَ إِخْوٰانَكُمْ أَوْلِیٰاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا؛ مَنْ خَفضَها جعلَها فی موضع إذا، و مَنْ فتحها جعلها فی موضع إذْ علی الواجب؛ و منه قوله تعالی: وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهٰا لِلنَّبِیِّ؛ من خفضها جعلها فی موضع إذا، و من نصبها ففی إذ. ابن الأَعرابی فی قوله تعالی: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْریٰ؛ قال: إنْ فی معنی قَدْ، و قال أَبو العباس: العرب تقول إنْ قام زید بمعنی قد قام زید، قال: و قال الكسائی سمعتهم یقولونه فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فقالوا: نُرِیدُ قد قام زید و لا نُرِیدُ ما قام زید. و قال الفراء: إن الخفیفةُ أُمُّ الجزاء، و العرب تُجازِی بحروف الاستفهام كلها و تَجْزمُ بها الفعلین الشرطَ و الجزاءَ إلَّا الأَلِفَ و هَلْ فإنهما یَرْفعَانِ ما یلیهما. و سئل ثعلبٌ: إذا قال الرجل لامرأَته إن دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، متی تَطْلُق؟ فقال: إذا فَعَلَتْهما جمیعاً، قیل له: لِمَ؟ قال: لأَنه قد جاء بشرطین، قیل له: فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ؟ فقال: هذه مسأَلةُ محال لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن یَحْمَرّ، قیل له: فإن قال أَنت طالِقٌ إذا احْمَرَّ البُسْرُ؟ قال: هذا شرط صحیح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ، قال الأَزهری: و قال الشافعی فیما أُثْبِت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم یَحْنَثْ حتی یُعْلَم أَنه لا یُطَلِّقُها بموته أَو بموتِها، قال: و هو قول الكوفیین، و لو قال إذا لم أُطَلِّقْك و متی ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق، فسكتَ مدَّةً یمكنه فیها الطّلاق، طَلُقَت؛ قال ابن سیدة: إنْ بمعنی ما فی النفی و یُوصل بها ما زائدة؛ قال زهیر: ما إنْ یَكادُ یُخلِّیهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ قال ابن بری: و قد تزاد إنْ بعد ما الظرفیة كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ القُرَیْعیّ أَنشده سیبویه: و رجِّ الفتی للْخَیْر، ما إنْ رأَیْتَه علی السِّنِّ خیراً لا یَزالُ یَزِیدُ و قال ابن سیدة: إنما دخَلت إنْ علی ما، و إن كانت ما هاهنا مصدریةً، لِشَبَهَها لفظاً بما النافیة التی تُؤكَّد بأَنْ، و شَبَهُ اللفظ بینهما یُصَیِّر ما المصدریةَ إلی أَنها كأَنها ما التی معناها النفیُ، أَ لا تری أَنك لو لم تَجْذِب إحداهما إلی أَنها كأَنها بمعنی الأُخری لم یجز لك إلحاقُ إنْ بها؟ قال سیبویه: و قولُهم افْعَل كذا و كذا إمّا لا، أَلْزَموها ما عوضاً، و هذا أَحْری إذ كانوا یقولون آثِراً ما، فیُلْزمون ما، شبَّهوها بما یَلْزَم من النونات فی لأَفعلنّ، و اللامِ فی إِنْ كان لَیَفْعل، و إن كان لیْس مِثْلَه، و إنَّما هو شاذ، و یكونُ الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ. و‌فی حدیث بیع الثمر: إمّا لا فلا تبَایَعُوا حتی یَبْدُوَ صلَاحُه؛ قال ابن الأَثیر: هذه كلمة تَرِدُ فی
لسان العرب، ج‌13، ص: 36
المُحاورَات كثیراً، و قد جاءَت فی غیر موضع من الحدیث، و أَصلها إنْ و ما و لا، فأُدْغِمت النونُ فی المیم، و ما زائدةٌ فی اللفظ لا حُكمَ لها، و قد أَمالت العربُ لا إمالةً خفیفةً، و العوامُّ یُشْبِعون إمالَتها فتَصیرُ أَلفُها یاءً، و هی خطأٌ، و معناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْیَكن هذا، و أَما إنْ المكسورة فهو حرفُ الجزاء، یُوقِع الثانیَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك: إنْ تأْتنی آتِك، و إن جِئْتنی أَكْرَمْتُك، و تكون بمعنی ما فی النفی كقوله تعالی: إِنِ الْكٰافِرُونَ إِلّٰا فِی غُرُورٍ؛ و رُبَّما جُمِع بینهما للتأْكید كما قال الأَغْلَبُ العِجْلیُّ: ما إنْ رَأَینا مَلِكاً أَغارا أَكْثَرَ منه قِرَةً و قَارا قال ابن بری: إنْ هنا زائدةٌ و لیست نفیاً كما ذكر، قال: و قد تكون فی جواب القسم، تقول: و الله إنْ فعلتُ أَی ما فعلت، قال: و أَنْ قد تكون بمعنی أَی كقوله تعالی: وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا؛ قال: و أَن قد تكون صِلةً لِلَمَّا كقوله تعالی: فَلَمّٰا أَنْ جٰاءَ الْبَشِیرُ؛ و قد تكون زائدةً كقوله تعالی: وَ مٰا لَهُمْ أَلّٰا یُعَذِّبَهُمُ اللّٰهُ؛ یرید و ما لهُم لا یعذِّبُهُم الله؛ قال ابن بری: قول الجوهری إنَّها تكونُ صلةً لِلَمّا و قد تكون زائدةً، قال: هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هی الزائدةُ، و لو كانت زائدةً فی الآیة لم تَنْصِب الفعلَ، قال: و قد تكونُ زائدةً مع ما كقولك: ما إنْ یقُومُ زید، و قد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد من أَنْ یدخُلَ اللامُ فی خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشدید كقوله تعالی: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَیْهٰا حٰافِظٌ؛ و إنْ زیدٌ لأَخوك، لئلا یلتبس بإنْ التی بمعنی ما للنفی. قال ابن بری: اللامُ هنا دخلت فرقاً بین النفی و الإِیجاب، و إنْ هذه لا یكون لها اسمٌ و لا خبر، فقولُه دخلت اللامُ فی خبرها لا معنی له، و قد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفعول فی نحو إنْ ضربت لزَیداً، و مع الفاعل فی قولك إن قام لزیدٌ، و حكی ابن جنی عن قطرب أَن طَیِّئاً تقول: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، یریدون إنْ، فیُبْدِلون، و تكون زائدةً مع النافیة. و حكی ثعلب: أَعْطِه إنْ شاء أَی إذا شاء، و لا تُعْطِه إنْ شاءَ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه. و أَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن فی معنی أَنَّ، قال سیبویه: و قولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَك إنما هی أَنْ ضُمّت إلیها ما، و هی ما للتوكید، و لَزِمَت كراهیة أَن یُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل، كما كانت الهاءُ و الأَلفُ عوضاً فی الزّنادقةِ و الیَمانی من الیاء؛ فأَما قول الشاعر: تعَرَّضَتْ لی بمكانٍ حِلِّ، تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فی الطِّوَلِّ، تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلًا لی فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلًا أَی أَنْ قَتَلَتْنی، فأَبدل العینَ مكان الهمزة، و هذه عَنْعنةُ تمیمٍ، و هی مذكورة فی موضعها، و یجوز أَنْ یكون أَراد الحكایة كأَنه حكی النصبَ الذی كان معتاداً فی قولها فی بابه أَی كانت تقول قَتْلًا قَتْلًا أَی أَنا أَقْتُلُه قَتْلًا، ثم حكی ما كانت تَلَفَّظُ به؛ و قوله: إنی زَعیمٌ یا نُوَیْقَةُ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح، أَنْ تَهْبِطینَ بلادَ قَوْمٍ یَرْتَعُون من الطِّلاح. قال ثعلب: قال الفراء هذه أَن الدائرةُ یلیها الماضی
لسان العرب، ج‌13، ص: 37
و الدائم فتَبْطُل عنهما، فلما وَلِیها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضی و الدائم، و تكون زائدة مع لما التی بمعنی حین، و تكون بمعنی أَی نحو قوله: وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا؛ قال بعضهم: لا یجوز الوقوف علیها لأَنها تأْتی لیُعبَّر بها و بما بعدها عن معنی الفعل الذی قبل، فالكلامُ شدیدُ الحاجةِ إلی ما بعدها لیُفَسَّر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ علیها، و رأَیت فی بعض نسخ المحكم و أَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، و حكی ثعلب أیضاً: أَعْطِه إلا أَن یشاءَ أَی لا تُعْطِه إذا شاء، و لا تُعْطِه إلا أَن یشاءَ، معناه إذا شاء فأَعْطِه. و‌فی حدیث رُكوبِ الهَدْیِ: قال له ارْكَبْها، قال: إنها بَدنةٌ، فكرر علیه القولَ فقال: ارْكَبْها و إنْ‌أَی و إن كانت بَدنةً. التهذیب: للعرب فی أَنا لغاتٌ، و أَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ علیها قلت أَنا بوزن عَنَا، و إذا مضَیْتَ علیها قلت أَنَ فعلتُ ذلك، بوزن عَنَ فَعَلْتُ، تحرّك النون فی الوصل، و هی ساكنة منْ مثلِه فی الأَسماء غیر المتمكنة مثل مَنْ و كَمْ إذا تحرَّك ما قبلها، و من العرب من یقول أَنا فعلت ذلك فیُثْبِتُ الأَلفَ فی الوصل و لا یُنوِّن، و منهم مَن یُسَكِّنُ النونَ، و هی قلیلة، فیقول: أَنْ قلتُ ذلك، و قُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولی آنَ قلتُه؛ قال عدیّ: یا لَیْتَ شِعْری آنَ ذُو عَجَّةٍ، مَتی أَرَی شَرْباً حَوالَیْ أَصیصْ؟ و قال العُدَیْل فیمن یُثْبِت الأَلفَ: أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغانی، أَنا العَدْلُ المُبَیّنُ، فاعْرِفونی و أَنا لا تَثنیةَ له من لفظه إلا بنَحْن، و یصلح نحنُ فی التثنیة و الجمع، فإن قیل: لم ثَنَّوا أَنْت فقالوا أَنْتُما و لم یُثَنُّوا أَنا؟ فقیل: لمَّا لم تُجِزْ أَنا و أَنا لرجلٍ آخرَ لم یُثَنُّوا، و أَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجیز أَن تقول لرجل أَنتَ و أَنتَ لآخرَ معه، فلذلك ثُنِّیَ، و أَما إنِّی فتَثْنیتُه إنَّا، و كان فی الأَصل إنَّنا فكثُرت النوناتُ فحُذِفت إحداها، و قیل إنَّا، و قوله عز و جل: إِنّٰا أَوْ إِیّٰاكُمْ «1» المعنی إنَّنا أَو إنَّكم، فعطف إیاكم علی الاسم فی قوله إنَّا علی النون و الأَلف كما تقول إنی و إیَّاك، معناه إنی و إنك، فافْهمه؛ و قال: إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَیْنا بَعْدَكم، فحَمَلْت بَرَّةَ و احْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنیةُ إِنی فی البیت. قال الجوهری: و أَما قولهم أَنا فهو اسمٌ مكنیٌّ، و هو للمتكَلِّم وحْدَه، و إنما یُبْنی علی الفتح فرقاً بینه و بین أَن التی هی حرفٌ ناصب للفعل، و الأَلفُ الأَخیرةُ إنما هی لبیان الحركة فی الوقف، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا فی لغة ردیئةٍ كما قال: أَنا سَیْفُ العَشیرةِ، فاعْرفونی جمیعاً، قد تَذَرَّیْتُ السَّنامَا و اعلم أَنه قد یُوصل بها تاءُ الخطاب فیَصیرانِ كالشی‌ء الواحد من غیر أَن تكون مضافة إلیه، تقول: أَنت، و تكسر للمؤَنث، و أَنْتُم و أَنْتُنَّ، و قد تدخلُ علیه كافُ التشبیه فتقول: أَنتَ كأَنا و أَنا كأَنتَ؛ حكی ذلك عن العرب، و كافُ التشبیه لا تتَّصِلُ بالمضمر، و إنما تتصل بالمُظهر، تقول: أَنتَ كزیدٍ، و لا تقول: أَنت كِی، إلا أَن الضمیر المُنْفَصل عندهم كان بمنزلة المُظْهَر، فلذلك حَسُنَ و فارقَ المُتَّصِل. قال ابن سیدة: و أَنَ اسم المتكلم، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ
(1). الآیة
لسان العرب، ج‌13، ص: 38
أَلفاً للسكوت، مَرْویّ عن قطرب أَنه قال: فی أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، و أَنا فعلْتُ، و آنَ فَعلتُ، و أَنْ فعلت، و أَنَهْ فعلت؛ حكی ذلك عنه ابن جنی، قال: و فیه ضعف كما تری، قال ابن جنی: یجوز الهاء فی أَنَهْ بدلًا من الأَلف فی أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف و الهاء قِبَلَه، فهی بدل من الأَلف، و یجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبیان الحركة كما أُلحقت الأَلف، و لا تكون بدلًا منها بل قائمة بنفسها كالتی فی كتابِیَة و حسابِیَة، و رأَیت فی نسخة من المحكم عن الأَلف التی تلحق فی أَنا للسكوت: و قد تحذفُ و إثباتُها أَحْسَنُ. و أَنْتَ: ضمیرُ المخاطَب، الاسمُ أَنْ و التاء علامةُ المخاطَب، و الأُنثی أَنْتِ، و تقول فی التثنیة أَنْتُما، قال ابن سیدة: و لیس بتثنیةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنیتَه لوجب أَن تقول فی أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ یَدُلُّ علی التثنیة كما صیغَ هذان و هاتان و كُما مِنْ ضرَبْتُكما و هُما، یدلُّ علی التثنیة و هو غیرُ مُثَنًّی، علی حدّ زید و زیدان. و یقال: رجل أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَی بلیغ.

أنبجن؛ ج13، ص: 38

: فی الحدیث: ائْتُونی بأَنْبِجانِیَّةِ أَبی جَهْمٍ؛ قال ابن الأَثیر: المحفوظُ بكسر الباء، و یروی بفتحها، یقال: كساءٌ أَنْبِجانیّ، منسوب إلی مَنْبِج المدینة المعروفة، و هی مكسورة الباء ففُتحَت فی النسب، و أُبدلت المیمُ همزة، و قیل: إنها منسوبة إلی موضع اسمه أَنْبِجان، قال: و هو أَشبه لأَن الأَولَ فیه تعسُّف، و هو كِساءٌ من الصُّوف له خَمَلٌ و لا علمَ له، و هی من أَدْوَنِ الثیاب الغلیظة، و إنما بَعثَ الخمیصةَ إلی أَبی جَهْمٍ لأَنه كان أَهْدَی للنبی، صلی الله علیه و سلم، خمیصةً ذاتَ أَعلامٍ، فلما شَغَلَتْه فی الصلاة قال: رُدُّوها علیه و أْتُونی بأَنْبِجانیَّته، و إنما طَلَبها منه لئلا یُؤَثِّرَ رَدُّ الهدیَّةِ فی قلْبِه، و الهمزة فیها زائدةٌ، فی قول.

أنتن؛ ج13، ص: 38

: الأَزهری: سمعت بعض بنی سُلَیم یقول كما انْتنی «2». یقولُ انْتَظِرْنی فی مكانك.

أهن؛ ج13، ص: 38

: الإِهانُ: عُرْجُونُ الثَّمرةِ، و الجمع آهِنَة و أُهُنٌ. اللیث: هو العُرْجونُ، یعنی ما فوق الشماریخ، و یجمع أُهُناً، و العددُ ثلاثةُ آهِنةٍ؛ قال الأَزهری: و أَنشدنی أَعرابی: مَنَحْتَنی، یا أَكرمَ الفِتْیان، جَبّارةً لیستْ من العَیْدان حتی إذا ما قلتُ أَلآنَ الآن، دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحان، بِمِخْلَبٍ، یَخْتَذِمُ الإِهان و أَنشد ابن بری للمغیرة بن حَبْناء: فما بَیْنَ الرَّدَی و الأَمْن إلا كما بینَ الإِهانِ إلی العَسِیب.

أون؛ ج13، ص: 38

: الأَوْنُ: الدَّعَةُ و السكینةُ و الرِّفْقُ. أُنْتُ بالشی‌ء أَوْناً و أُنْتُ علیه، كلاهما: رَفَقْت. و أُنْتُ فی السیر أَوْناً إذا اتّدَعْت و لم تَعْجَل. و أُنْتُ أَوْناً: تَرَفّهْت و توَدَّعْت: و بینی و بین مكة عشرُ لیالٍ آیناتٌ أَی وادعاتٌ، الیاءُ قبل النون. ابن الأَعرابی: آنَ یَؤُونُ أَوْناً إذا اسْتَراحَ؛ و أَنشد: غَیَّر، یا بنتَ الحُلَیْسِ، لَوْنی مَرُّ اللَّیالی، و اخْتِلافُ الجَوْنِ، و سَفَرٌ كانَ قلیلَ الأَوْنِ أَبو زید: أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً، و هی الرَّفاهیة و الدَّعَةُ، و هو آئنٌ مثال فاعِلٍ أَی وادعٌ رافِهٌ. و یقال: أُنْ
(2). قوله [كما انتنی] هكذا بضبط الأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 39
علی نفسك أَی ارْفُقْ بها فی السیر و اتَّدِعْ، و تقول له أَیضاً إذا طاشَ: أُنْ علی نفسِك أَی اتَّدِعْ. و یقال: أَوِّنْ علی قَدْرِك أَی اتَّئِدْ علی نحوِك، و قد أَوَّنَ تأْویناً. و الأَوْنُ: المَشْیُ الرُّوَیْدُ، مبدل من الهَوْنِ. ابن السكیت: أَوِّنُوا فی سَیْرِكم أَی اقْتَصِدوا، من الأَوْنِ و هو الرِّفْقُ. و قد أَوَّنْتُ أَی اقْتَصَدْتُ. و یقال: رِبْعٌ آئنٌ خیرٌ من عَبٍّ حَصْحاصٍ. و تأَوَّنَ فی الأَمر: تَلَبَّث. و الأَوْنُ: الإِعیاءُ و التَّعَبُ كالأَیْنِ. و الأَوْنُ: الجمَل. و الأَوْنانِ: الخاصِرتان و العِدْلان یُعْكَمانِ و جانِبا الخُرج. و قال ابن الأَعرابی: الأَوْنُ العِدْل و الخُرْجُ یُجْعل فیه الزادُ؛ و أَنشد: و لا أَتَحَرَّی وُدَّ مَنْ لا یَوَدُّنی، و لا أَقْتَفی بالأَوْنِ دُونَ رَفِیقی. و فسره ثعلب بأَنه الرِّفْقُ و الدَّعَةُ هنا. الجوهری: الأَوْنُ أَحدُ جانِبَی الخُرج. و هذا خُرْجٌ ذو أَوْنَین: و هما كالعِدْلَیْنِ؛ قال ابن بری: و قال ذو الرمة و هو من أَبیات المعانی: و خَیْفاء أَلْقَی اللیثُ فیها ذِراعَه، فَسَرَّتْ و ساءتْ كلَّ ماشٍ و مُصْرِمِ تَمَشَّی بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، كأَنْ بطنُ حُبْلی ذاتِ أَوْنَینِ مُتْئِمِ. خَیْفاء: یعنی أَرضاً مختلفة أَلوان النباتِ قد مُطِرت بِنَوْءِ الأَسدِ، فسَرَّت مَنْ له ماشِیةٌ و ساءَت مَنْ كان مُصْرِماً لا إبِلَ له، و الدَّرْماءُ: الأَرْنَب، یقول: سَمِنَت حتی سَحَبَت قُصْبَها كأَنّ بَطْنَها بطنُ حُبْلی مُتْئِمٍ. و یقال: آنَ یَؤُونُ إذا استراح. و خُرْجٌ ذو أَوْنَینِ إذا احْتَشی جَنْباه بالمَتاعِ. و الأَوانُ: العِدْلُ. و الأَوانانِ: العِدْلانِ كالأَوْنَینِ؛ قال الراعی: تَبِیتُ، و رِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها، عَصاها اسْتُها حتی یكلَّ قَعودُها قال ابن بری: و قد قیل الأَوانُ عَمُودٌ من أَعْمِدة الخِباء. قال الراعی: و أَنشد البیت، قال الأَصمعی: أقامَ اسْتَها مُقامَ العَصا، تدفعُ البعیرَ باسْتِها لیس معها عصاً، فهی تُحرِّك اسْتَها علی البعیرِ، فقولُه عصاها اسْتُها أَی تُحرِّك حِمارَها باسْتِها، و قیل: الأَوانانِ اللِّجامانِ، و قیل: إناءَانِ مَمْلُوءَانِ علی الرَّحْل. و أَوَّنَ الرجلُ و تَأَوَّنَ: أَكَلَ وَ شَرِبَ حتی صارت خاصِرتاه كالأَوْنَیْنِ. ابن الأَعرابی: شرِبَ حتی أَوَّنَ و حتی عَدَّنَ و حتی كأَنَّه طِرافٌ. و أَوَّنَ الحِمارُ إذا أَكلَ و شربَ و امْتَلأَ بطنُه و امتدَّت خاصِرتاه فصار مثل الأَوْن. و أَوَّنَت الأَتانُ: أَقْرَبَت؛ قال رؤبة: وَسْوَسَ یَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ سِرّاً، و قد أَوَّنَ تأْوِینَ العُقُقْ. التهذیب: وصفَ أُتُناً وردت الماء فشَرِبت حتی امتلأَت خَواصِرُها، فصار الماءُ مثلَ الأَوْنَیْنِ إذا عُدلا علی الدابة. و التَّأَوُّنُ: امْتِلاءُ البَطْنِ، و یُریدُ جمعَ العَقوقِ، و هی الحاملُ مثل رسول و رُسُل. و الأَوْنُ: التَّكَلُّفُ للنَّفَقة. و المَؤُونة عند أَبی علیّ مَفْعُلةٌ، و قد ذكرنا أَنها فَعُولة من مأَنْت. و الأَوانُ و الإِوانُ: الحِینُ، و لم یُعلَّ الإِوانُ لأَنه لیس بمصدر. اللیث: الأَوانُ الحینُ و الزمانُ، تقول: جاء أَوانُ البَردِ؛ قال العجاج: هذا أَوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ
لسان العرب، ج‌13، ص: 40
الكسائی قال: أَبو جامع هذا إوانُ ذلك، و الكلامُ الفتحُ أَوانٌ. و قال أَبو عمرو: أَتَیتُه آئِنةً بعد آئنةٍ «1». بمعنی آوِنة؛ و أَما قول أَبی زید: طَلَبُوا صُلْحَنا، و لاتَ أَوانٍ، فأَجَبْنا: أَن لیس حینَ بقاء. فإن أَبا العباس ذهب إلی أَن كسرة أَوان لیس إعراباً و لا عَلَماً للجرّ، و لا أَن التنوین الذی بعدها هو التابع لحركات الإِعراب، و إنما تقدیره أَنّ أَوانٍ بمنزلة إذ فی أَنَّ حُكْمَه أَن یُضاف إلی الجملة نحو قولك جئت أَوانَ قام زید، و أَوانَ الحَجّاجُ أَمیرٌ أَی إذ ذاكَ كذلك، فلما حذف المضافَ إلیه أَوانَ عَوّض من المضاف إلیه تنویناً، و النون عنده كانت فی التقدیر ساكنة كسكون ذال إذْ، فلما لَقِیها التنوینُ ساكناً كُسِرت النون لالتقاء الساكنین كما كُسِرت الذالُ من إِذْ لالتقاء الساكنین، و جمع الأَوان آوِنةٌ مثل زمان و أَزْمِنة، و أَما سیبویه فقال: أَوان و أَوانات، جمعوه بالتاء حین لم یُكسَّر هذا علی شُهْرةٍ آوِنةً، و قد آنَ یَئینُ؛ قال سیبویه: هو فَعَلَ یَفْعِل، یَحْمِله علی الأَوان؛ و الأَوْنُ الأَوان یقال: قد آنَ أَوْنُك أَی أَوانك. قال یعقوب: یقال فلانٌ یصنعُ ذلك الأَمر آوِنةً إذا كان یَصْنعه مراراً و یدَعه مراراً؛ قال أَبو زُبید: حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ، آوِنةً، أُعْطِیهمُ الجَهْدَ مِنِّی، بَلْهَ ما أَسَعُ و‌فی الحدیث: مَرَّ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، برجُل یَحْتَلِب شاةً آوِنةً فقال دعْ داعِیَ اللبن؛ یعنی أَنه یحْتَلِبها مرة بعد أُخری، و داعی اللبن هو ما یتركه الحالبُ منه فی الضرع و لا یَسْتَقْصیه لیجتمع اللبنُ فی الضَّرع إلیه، و قیل: إنّ آوِنة جمع أَوانٍ و هو الحین و الزمان؛ و منه‌الحدیث: هذا أَوانُ قطَعَتْ أَبْهَری.و الأَوانُ: السَّلاحِفُ؛ عن كراع، قال: و لم أَسمع لها بواحد؛ قال الراجز: و بَیَّتُوا الأَوانَ فی الطِّیّاتِ الطِّیّات: المنازِلُ. و الإِوانُ و الإِیوانُ: الصُّفَّةُ العظیمة، و فی المحكم: شِبْهُ أَزَجٍ غیر مسْدود الوجه، و هو أَعجمی، و منه إیوانُ كِسْری؛ قال الشاعر: إیوان كِسْری ذی القِری و الرَّیحان. و جماعة الإِوان أُوُنٌ مثل خِوان و خُوُن، و جماعة الإِیوان أَواوِینُ و إیواناتٌ مثل دِیوان و دَواوین، لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل من إحدی الواوَین یاء؛ و أَنشد: شَطَّتْ نَوی مَنْ أَهْلُه بالإِیوان. و جماعةُ إیوانِ اللِّجامِ إیواناتٌ. و الإِوانُ: من أَعْمِدة الخباء؛ قال: كلُّ شی‌ءٍ عَمَدْتَ به شیئاً فهو إوان له؛ و أَنشد بیت الراعی أَیضاً: تبیتُ و رِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها. أَی رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تعتمد علیهما. و الإِوانةُ: ركیَّةٌ معروفة؛ عن الهجریّ، قال: هی بالعُرْف قرب وَشْحی و الوَرْكاء و الدَّخول؛ و أَنشد: فإنَّ علی الإِوانةِ، من عُقَیْلٍ، فتیً، كِلْتا الیَدَین له یَمینُ.

أین؛ ج13، ص: 40

: آنَ الشی‌ءُ أَیناً: حانَ، لغة فی أَنی، و لیس بمقلوب عنه لوجود المصدر؛ و قال: أَ لَمَّا یَئِنْ لی أَنْ تُجَلَّی عمایَتی، و أُقْصِرَ عن لیْلی؟ بَلی قد أَنی لِیا
(1). قوله [آئنة بعد آئنة] هكذا بالهمز فی التكملة، و فی القاموس بالیاء
لسان العرب، ج‌13، ص: 41
فجاء باللغتین جمیعاً. و قالوا: آنَ أَیْنُك و إینُك و آن آنُك أَی حانَ حینُك، و آنَ لك أَن تفعل كذا یَئینُ أَیْناً؛ عن أَبی زید، أَی حانَ، مثل أَنی لك، قال: و هو مقلوبٌ منه. و قالوا: الآن فجعلوه اسماً لزمان الحال، ثم وصفوا للتوسُّع فقالوا: أَنا الآنَ أَفعل كذا و كذا، و الأَلف و اللام فیه زائدة لأَنَّ الاسمَ معرفة بغیرهما، و إنما هو معرفة بلام أُخری مقدَّرة غیر هذه الظاهرة. ابن سیدة: قال ابن جنی قوله عز و جل: قٰالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ؛ الذی یدل علی أَن اللام فی الآن زائدة أَنها لا تخلو من أَن تكونَ للتعریف كما یظنُّ مخالفُنا، أَو تكون زائدة لغیر التعریف كما نقول نحن، فالذی یدل علی أَنها لغیر التعریف أَنَّا اعتبرنا جمیعَ ما لامُه للتعریف، فإذا إسقاطُ لامِه جائز فیه، و ذلك نحو رجل و الرجل و غلام و الغلام، و لم یقولوا افْعَلْه آنَ كما قالوا افعَلْه الآنَ، فدل هذا علی أَن اللامَ فیه لیست للتعریف بل هی زائدة كما یُزاد غیرُها من الحروف، قال: فإذا ثَبتَ أَنها زائدةٌ فقد وجب النظرُ فیما یُعَرَّف به الآن فلن یخلو من أَحد وجوه التعریف الخمسة: إما لأَنه من الأَسماء المُضْمَرة أَو من الأَسماء الأَعلام، أَو من الأَسماء المُبْهَمة، أَو من الأَسماء المضافة، أو من الأَسماء المُعَرَّفة باللام، فمُحالٌ أَن تكون من الأَسماء المضمرة لأَنها معروفة محدودة و لیست الآن كذلك، و مُحالٌ أَن تكون من الأَسماء الأَعْلام لأَن تلك تخُصُّ الواحد بعَیْنه، و الآن تقعَ علی كلِّ وقتٍ حاضر لا یَخُصُّ بعضَ ذلك دون بعض، و لم یَقُلْ أَحدٌ إن الآن من الأَسماء الأَعلام، و مُحالٌ أَیضاً أن تكون من أَسماء الإِشارة لأَن جمیع أَسماء الإِشارة لا تجد فی واحدٍ منها لامَ التعریف، و ذلك نحو هذا و هذه و ذلك و تلك و هؤلاء و ما أَشْبَهَ ذلك، و ذهب أَبو إسحق إلی أَن الآن إنما تَعَرُّفه بالإِشارة، و أَنه إنما بُنِیَ لما كانت الأَلف و اللام فیه لغیر عهد متقدم، إنما تقولُ الآن كذا و كذا لمن لم یتقدم لك معه ذِكْر الوقت الحاضر، فأَما فساد كونه من أَسماء الإِشارة فقد تقدم ذِكرُه، و أَما ما اعْتَلَّ به من أَنه إنما بُنیَ لأَن الأَلف و اللام فیه لغیر عهدٍ متقَدِّمٍ ففاسدٌ أَیضاً، لأَنا قد نجد الأَلف و اللام فی كثیر من الأَسماء علی غیر تقدُّم عهْد، و تلك الأَسماء مع كون اللام فیها مَعارف، و ذلك قولك یا أَیها الرجلُ، و نظَرْتُ إلی هذا الغلام، قال: فقد بطلَ بما ذكَرْنا أَن یكون الآنَ من الأَسماء المشار بها، و محالٌ أَیضاً أَن تكون من الأَسماء المتعَرِّفة بالإِضافة لأَننا لا نشاهد بعده اسماً هو مضاف إلیه، فإذا بَطَلَت و اسْتَحالت الأَوجه الأَربعة المقَدَّم ذكرُها لم یَبْقَ إلا أَن یكون معرَّفاً باللام نحو الرجل و الغلام، و قد دلت الدلالةُ علی أَن الآن لیس مُعَرَّفاً باللام الظاهرة التی فیه، لأَنه لو كان مَعرَّفاً بها لجازَ سُقوطُها منه، فلزومُ هذه اللام للآن دلیلٌ علی أَنها لیست للتعریف، و إذا كان مُعَرَّفاً باللام لا محالَةَ، و استَحال أَن تكونَ اللام فیه هی التی عَرَّفَتْه، وجب أَن یكون مُعَرَّفاً بلام أُخری غیر هذه الظاهرة التی فیه بمنزلة أَمْسِ فی أَنه تَعَرَّف بلام مرادة، و القول فیهما واحدٌ، و لذلك بنیا لتضمُّنهما معنی حرف التعریف؛ قال ابن جنی: و هذا رأْیُ أَبی علی و عنه أَخَذْتُه، و هو الصوابُ، قال سیبویه: و قالوا الآن آنُكَ، كذا قرأْناه فی كتاب سیبویه بنصب الآنَ و رفعِ آنُك، و كذا الآنَ حدُّ الزمانَیْن، هكذا قرأْناه أَیضاً بالنصب، و قال ابن جنی: اللام فی قولهم الآنَ حَدُّ الزمانین بمنزلتها فی قولك الرجلُ أَفضلُ من المرأَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 42
أَی هذا الجنسُ أَفضلُ من هذا الجنس، فكذلك الآن، إذا رَفَعَه جَعَلَه جنسَ هذا المُسْتَعْمَلِ فی قولهم كنتُ الآن عنده، فهذا معنی كُنتُ فی هذا الوقت الحاضر بعْضُه، و قد تَصَرَّمَتْ أَجزاءٌ منه عنده، و بُنیت الآن لتَضَمُّنها معنی الحرف. و قال أَبو عمرو: أَتَیْتُه آئِنَةً بعد آئِنَةٍ بمعنی آوِنةٍ. الجوهری: الآن اسمٌ للوقت الذی أَنت فیه، و هو ظَرْف غیر مُتَمَكِّنٍ، وَقَع مَعْرِفةً و لم تدخُل علیه الأَلفُ و اللامُ للتعریف، لأَنَّه لَیْس له ما یَشْرَكُه، و ربَّما فَتَحوا اللامَ و حَذَفوا الهمْزَتَیْنِ؛ و أَنشد الأَخفش: و قد كُنْتَ تُخْفِی حُبَّ سَمْراءَ حِقْبَةً، فَبُحْ، لانَ منْها، بالذی أَنتَ بائِحُ قال ابن بری: قولُه حَذَفوا الهمزَتَین یعنی الهمزةَ التی بَعْد اللامِ نَقَلَ حركتها علی اللامِ و حَذَفها، و لمَّا تَحَرَّكَت اللامُ سَقَطَتْ همزةُ الوَصْلِ الداخلةُ علی اللام؛ و قال جریر: أَلانَ و قد نَزَعْت إلی نُمَیْرٍ، فهذا حینَ صِرْت لَهُمْ عَذابا. قال: و مثْلُ البیتِ الأَوَّل قولُ الآخَر: أَلا یا هِنْدُ، هِنْدَ بَنی عُمَیْرٍ، أَ رَثٌّ، لانَ، وَصْلُكِ أَم حَدیدُ؟ و قال أَبو المِنْهالِ: حَدَبْدَبَی بَدَبْدَبَی منْكُمْ، لانْ، إنَّ بَنی فَزارَةَ بنِ ذُبیانْ قد طرقَتْ ناقَتُهُمْ بإنْسانْ مُشَنَّإٍ، سُبْحان رَبِّی الرحمنْ أَنا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْیانْ، لیس علیَّ حَسَبی بِضُؤْلانْ. التهذیب: الفراء الآن حرفٌ بُنِیَ علی الأَلف و اللام و لم یُخْلَعا منه، و تُرِك علی مَذْهَب الصفةِ لأَنَّه صفةٌ فی المعنی و اللفظ كما رأَیتهم فَعَلوا بالذی و الذین، فَتَرَكوهما علی مذهب الأَداةِ و الأَلفُ و اللامُ لهما غیر مفارِقَةٍ؛ و منه قول الشاعر: فإِن الأُلاء یعلمونك منهم، كعلم مظنول ما دمت أَشعرا «2». فأَدْخلَ الأَلف و اللام علی أُولاء، ثم تَرَكَها مخفوضةً فی موضع النصب كما كانت قبل أَن تدخُلَها الأَلف و اللام؛ و مثله قوله: و إنِّی حُبِسْتُ الیومَ و الأَمْسِ قَبْلَه بِبابِكَ، حتی كادَتِ الشمسُ تَغْربُ فأَدخَلَ الأَلفَ و اللام علی أَمْسِ ثم تركه مخفوضاً علی جهة الأُلاء؛ و مثله قوله: و جُنَّ الخازِبازِ به جُنوناً فمثلُ الآن بأَنها كانت منصوبة قبل أَن تُدْخِلَ علیها الأَلفَ و اللام، ثم أَدْخَلْتَهما فلم یُغَیِّراها، قال: و أَصلُ الآن إنما كان أَوَان، فحُذِفَت منها الأَلف و غُیِّرت واوُها إلی الأَلف كما قالوا فی الرّاح الرَّیاح؛ قال أَنشد أَبو القَمْقام: كأَنَّ مكاكِیَّ الجِواءِ غُدَیَّةً، نَشاوَی تَساقَوْا بالرَّیاحِ المُفَلْفَلِ فجعل الرَّیاحَ و الأَوانَ مرَّة علی جهة فَعَلٍ، و مرة علی جهة فَعالٍ، كما قالوا زَمَن و زَمان، قالوا: و إن شئت جعلتَ الآن أَصلها من قولِه آنَ لك أَن تفعلَ، أَدخَلْتَ علیها الأَلفَ و اللام ثم تركتَها علی مذهب فَعَلَ، فأَتاها النصبُ مِنْ نَصْبِ فعَل، و هو وجهٌ
(2). قوله [فان الألاء إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 43
جیّد كما قالوا: نَهی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عن قِیلَ و قالَ، فكانتا كالاسمین و هما منصوبتان، و لو خَفَضْتَهما علی أَنهما أُخْرِجتا من نیّة الفعل إلی نیّة الأَسماء كان صواباً؛ قال الأَزهری: سمعت العرب یقولون: مِنْ شُبَّ إلی دُبَّ، و بعضٌ: من شُبٍّ إلی دُبٍّ، و معناه فعَل مُذْ كان صغیراً إلی أَن دَبّ كبیراً. و قال الخلیل: الآن مبنیٌّ علی الفتح، تقول نحنُ من الآنَ نَصِیرُ إلیك، فتفتح الآنَ لأَنَّ الأَلفَ و اللام إنما یدخُلانِ لعَهْدٍ، و الآنَ لم تعْهَدْه قبل هذا الوقت، فدخلت الأَلف و اللام للإِشارة إلی الوقت، و المعنی نحنُ من هذا الوقت نفعلُ؛ فلما تضمَّنَت معنی هذا وجَب أَن تكون موقوفةً، ففُتِحَت لالتقاء الساكنین و هما الأَلف و النون. قال أَبو منصور: و أَنكر الزجاجُ ما قال الفراء أَنَّ الآنَ إنما كان فی الأَصل آن، و أَن الأَلف و اللام دخلتا علی جهة الحكایة و قال: ما كان علی جهة الحكایة نحو قولك قام، إذا سَمَّیْتَ به شیئاً، فجعلتَه مبنیّاً علی الفتح لم تدخُلْه الأَلفُ و اللام، و ذكر قولَ الخلیل: الآنَ مبنیٌّ علی الفتح، و ذهب إلیه و هو قول سیبویه. و قال الزجاج فی قوله عز و جل: الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ؛ فیه ثلاثُ لُغاتٍ: قٰالُوا الْآنَ، بالهمز و اللام ساكنة، و قالوا أَلانَ، متحركة اللام بغیر همز و تُفْصَل، قالوا مِنْ لانَ، و لغة ثالثة قالوا لانَ جئتَ بالحقّ، قال: و الآنَ منصوبةُ النون فی جمیع الحالات و إن كان قبلها حرفٌ خافضٌ كقولك من الآنَ، و ذكر ابن الأَنباری الآن فقال: و انتصابُ الآن بالمضمر، و علامةُ النصب فیه فتحُ النون، و أَصلُه الأَوانُ فأُسقِطَت الأَلف التی بعد الواو و جُعِلَت الواوُ أَلفاً لانفتاح ما قبلها، قال: و قیل أَصله آنَ لك أَن تفعلَ، فسُمِّی الوقتُ بالفعل الماضی و تُرِك آخرُه علی الفتح، قال: و یقال علی هذا الجواب أَنا لا أُكلِّمُك مِنَ الآنَ یا هذا، و علی الجواب الأَول من الآنِ؛ و أَنشد ابن صخر: كأَنهما ملآنِ لم یَتَغَیَّرا، و قد مَرَّ للدارَین مِن بعدِنا عَصْرُ و قال ابن شمیل: هذا أَوانُ الآنَ تَعْلم، و ما جئتُ إلَّا أَوانَ الآنَ أَی ما جئت إلا الآن، بنصب الآن فیهما. و‌سأَل رجلٌ ابنَ عمر عن عثمان قال: أَنشُدك اللهَ هل تعْلم أَنه فرَّ یوم أُحُد و غاب عن بدرٍ و عن بَیْعةِ الرّضوان؟ فقال ابنُ عمر: أَما فِرارُه یوم أُحُد فإن الله عز و جل یقول: وَ لَقَدْ عَفَا اللّٰهُ عَنْهُمْ؛ و أَما غَیْبَتُه عن بدرٍ فإنه كانت عنده بنتُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و كانت مریضةً و ذكر عُذْرَه فی ذلك ثم قال: اذهبْ بهذه تَلآنَ مَعَك؛ قال أَبو عبید: قال الأُمَویّ قوله تَلآنَ یرید الآن، و هی لغة معروفة، یزیدون التاءَ فی الآن و فی حینٍ و یحذفون الهمزة الأُولی، یقال: تَلآن و تَحین؛ قال أَبو وجزة: العاطِفون تحینَ ما من عاطِفٍ، و المُطْعِمونَ زمانَ ما من مُطْعِم. و قال آخر: و صَلَّیْنا كما زَعَمَت تَلانا. قال: و كان الكسائی و الأَحمر و غیرُهما یذهبون إلی أَن الروایة العاطفونَة فیقول: جعل الهاء صلةً و هو وسط الكلام، و هذا لیس یُوجد إلا علی السكت، قال: فحَدَّثتُ به الأُمَویَّ فأَنكره، قال أَبو عبید: و هو عندی علی ما قال الأُمَویُّ و لا حجة لمن احتج
لسان العرب، ج‌13، ص: 44
بالكتاب فی قوله: وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ، لأَن التاء منفصلةٌ من حین لأَنهم كتبوا مثلها منفصلًا أَیضاً مما لا ینبغی أَن یُفْصَل كقوله: یٰا وَیْلَتَنٰا مٰا لِهٰذَا الْكِتٰابِ، و اللامُ منفصلة من هذا. قال أَبو منصور: و النحویون علی أَن التاء فی قوله تعالی وَ لٰاتَ حِینَ فی الأَصل هاءٌ، و إنما هی وَلاهْ فصارت تاءً للمرورِ علیها كالتاءَاتِ المؤَنثة، و أَقاوِیلُهم مذكورة فی ترجمة لا بما فیه الكفایة. قال أَبو زید: سمعت العرب تقول مررت بزیدِ اللَّانَ، ثقَّلَ اللامَ و كسر الدال و أَدْغم التنوین فی اللام. و قوله‌فی حدیث أَبی ذر: أَ ما آن للرجل أَن یَعْرف مَنزِله‌أَی أَما حانَ و قرُبَ، تقول منه: آنَ یَئینُ أَیْناً، و هو مثل أَنَی یَأْنی أَناً، مقلوبٌ منه. و آنَ أَیْناً: أَعیا. أَبو زید: الأَیْنُ الإِعْیاء و التعب. قال أَبو زید: لا یُبْنی منه فِعْلٌ و قد خُولِفَ فیه، و قال أَبو عبیدة: لا فِعْل لِلأَین الذی هو الإِعیاء. ابن الأَعرابی: آنَ یَئِینُ أَیْناً من الإِعیاء؛ و أَنشد: إنَّا و رَبِّ القُلُص الضَّوامِرِ إنا أَی أَعْیَینا. اللیث: و لا یشتَقُّ منه فِعْل إلَّا فی الشِّعْر؛ و فی قصید كعب بن زهیر: فیها علی الأَیْنِ إِرْقالٌ و تَبْغیلُ الأَیْنُ: الإِعیاء و التعب. ابن السكیت: الأَیْنُ و الأَیْمُ الذَّكَر من الحیات، و قیل: الأَینُ الحیَّةُ مثل الأَیمِ، نونه بدلٌ من اللام. قال أَبو خیرة: الأُیونُ و الأُیومُ جماعة. قال اللحیانی: و الأَینُ و الأَیم أَیضاً الرجل و الحِمل. و أَیْنَ: سُؤَالٌ عن مكانٍ، و هی مُغْنیة عن الكلام الكثیر و التطویل، و ذلك أَنك إذا قلت أَیْنَ بَیْتُك أَغناك ذلك عن ذِكْر الأَماكن كلها، و هو اسمٌ لأَنك تقول من أَینَ؛ قال اللحیانی: هی مُؤَنثة و إن شئت ذكَّرْت، و كذلك كلُّ ما جعله الكتابُ اسماً من الأَدوات و الصِّفات، التأْنیثُ فیه أَعْرَفُ و التذكیرُ جائز؛ فأَما قول حُمَید بن ثور الهلالی: و أَسماء، ما أَسماءُ لَیْلَةَ أَدْلَجَتْ إِلَیَّ، و أَصحابی بأَیْنَ و أَیْنَما. فإنه جعل أَینَ علماً للبُقْعة مجرداً من معنی الاستفهام، فمنَعَها الصرف للتعریف و التأْنیث كأُنَی، فتكونُ الفتحةُ فی آخر أَین علی هذا فتحةَ الجرِّ و إعراباً مثلها فی مررْتُ بأَحْمَدَ، و تكون ما علی هذا زائدةً و أَینَ و حدها هی الاسم، فهذا وجهٌ، قال: و یجوز أَن یكون ركَّب أَینَ مع ما، فلما فعل ذلك فتح الأُولی منها كفتحة الیاء من حَیَّهَلْ لما ضُمَّ حَیَّ إلی هَلْ، و الفتحةُ فی النون علی هذا حادثةٌ للتركیب و لیست بالتی كانت فی أَیْنَ، و هی استفهام، لأَن حركة التركیب خَلَفَتْها و نابَتْ عنها، و إذا كانت فتحةُ التركیب تؤَثر فی حركة الإِعراب فتزیلُها إلیها نحو قولك هذه خمسةٌ، فتُعْرِب ثم تقول هذه خمْسةَ عشَر فتخلُف فتحةُ التركیب ضمةَ الإِعراب علی قوة حركة الإِعراب، كان إبدالُ حركة البناء من حركة البناء أَحری بالجواز و أَقرَبَ فی القیاس. الجوهری: إذا قلتَ أَین زید فإنما تسأَلُ عن مكانه. اللیث: الأَینُ وقتٌ من الأَمْكِنة «1». تقول: أَینَ فلانٌ فیكون منتصباً فی الحالات كلها ما لم تَدْخُلْه الأَلف و اللام. و قال الزجاج: أَینَ و كیف حرفان یُسْتَفْهَم بهما، و كان حقُّهما أَن یكونا مَوْقوفَین، فحُرِّكا لاجتماع الساكنین و نُصِبا و لم یُخْفَضا من أَجل الیاء، لأَن الكسرة مع الیاء تَثْقُل و الفتحةُ أَخفُّ. و قال الأَخفش
(1). قوله [الأَین وقت من الأَمكنة] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 45
فی قوله تعالی: وَ لٰا یُفْلِحُ السّٰاحِرُ حَیْثُ أَتیٰ، فی حرف ابن مسعود أَینَ أَتی، قال: و تقول العرب جئتُك من أَینَ لا تَعْلَم؛ قال أَبو العباس: أَما ما حكی عن العرب جئتُك من أَین لا تعْلم فإنما هو جواب مَنْ لم یفهم فاستفهم، كما یقول قائل أَینَ الماءُ و العُشْب. و‌فی حدیث خطبة العید: قال أَبو سعید و قلت أَیْنَ الابتداءُ بالصلاة أَی أَینَ تذْهَب، ثم قال: الابْتِداءُ بالصلاة قبل الخطبة، و فی روایة: أَین الابتداء بالصلاة‌أَی أَینَ یَذْهَبُ الإِبتداءُ بالصلاة، قال: و الأَول أَقوی. و أَیّانَ: معناه أَیُّ حینٍ، و هو سُؤَالٌ عن زمانٍ مثل متی. و فی التنزیل العزیز: أَیّٰانَ مُرْسٰاهٰا*. ابن سیدة: أَیَّان بمعنی مَتی فینبغی أَن تكون شرطاً، قال: و لم یذكرها أَصحابنا فی الظروف المشروط بها نحو مَتی و أَینَ و أَیٌّ و حِینَ، هذا هو الوجه، و قد یمكن أَن یكون فیها معنی الشرط و لم یكن شرطاً صحیحاً كإِذا فی غالب الأَمر؛ قال ساعدة بن جؤیة یهجو امرأَة شبَّه حِرَها بفُوق السهم: نفاثِیّة أَیّانَ ما شاءَ أَهلُها، رَوِی فُوقُها فی الحُصِّ لم یَتَغَیّب. و حكی الزجاج فیه إیَّانَ، بكسر الهمزة. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا یَشْعُرُونَ أَیّٰانَ یُبْعَثُونَ*؛ أَی لا یعلمون متی البَعْث؛ قال الفراء: قرأَ أَبو عبد الرحمن السُّلَمی إیّانَ یُبْعَثون، بكسر الأَلف، و هی لغة لبعض العرب، یقولون متی إوانُ ذلك، و الكلام أَوان. قال أَبو منصور: و لا یجوز أَن تقولَ أَیّانَ فعلت هذا. و قوله عز و جل: یَسْئَلُونَ أَیّٰانَ یَوْمُ الدِّینِ، لا یكون إلا استفهاماً عن الوقت الذی لم یجئ. و الأَیْنُ: شجرٌ حجازی، واحدته أَینةٌ؛ قالت الخنساء: تذَكَّرْتُ صَخْراً، أَنْ تَغَنَّتْ حمامةٌ هَتُوفٌ علی غُصنٍ من الأَیْنِ تَسْجَعُ و الأَواینُ: بلد؛ قال مالك بن خالد الهُذلیّ: هَیْهاتَ ناسٌ من أُناسٍ دیارُهم دُفاقٌ، و دارُ الآخَرینَ الأَوایِنُ قال: و قد یجوز أَن یكون واواً.

فصل الباء الموحدة؛ ج13، ص: 45

ببن؛ ج13، ص: 45

: التهذیب فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لَئِنْ عِشْتُ إلی قابل لأُلْحِقَنَّ آخر الناس بأَوَّلهم حتی یكونوا بَبّاناً واحداً؛ قال أَبو عبید: قال ابن مَهدیّ یعنی شیئاً واحداً، قال: و ذلك الذی أَرادَ عمرُ، قال: و لا أَحسب الكلمة عربیة و لم أَسمعها إلا فی هذا الحدیث؛ قال ابن بری: بَبّانٌ هو فَعّالٌ لا فَعْلانٌ، قال: و قد نص علی هذا أَبو علیّ فی التذكرة، قال: و لم تُحْمل الكلمة علی أَن فاءَها و عینَها و لامَها من موضع واحد، و ذكره الجوهری فی فصل ببب.النهایة فی حدیث عمر أَیضاً: لو لا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ الناس بَبّاناً واحداً ما فُتِحَت علیّ قریةٌ إلّا قَسَمْتُها‌أَی أَتركُهم شیئاً واحداً، لأَنَّه إذا قَسَمَ البلادَ المفتوحةَ علی الغانِمینَ بقیَ مَنْ لم یحضُر الغنیمةَ، و من یَجِی‌ء بعدُ من المسلمین بغیر شی‌ء منها، فلذلك تركها لتكون بینهم جمیعهم؛ قال أَبو عبید: و لا أَحسبه عربیّاً، و قال أَبو سعید الضَّریر: لیس فی كلام العرب بَبّان، قال: و الصحیحُ عندنا بَیّاناً واحداً، قال: و العربُ إذا ذَكَرت مَنْ لا یُعْرف قالوا هذا هیّان بن بَیّان، و معنی الحدیث: لأُسَوِّیَنَّ بینهم فی العَطاء حتی یكونوا شیئاً واحداً لا فَضْلَ لأَحدٍ علی غیره؛ قال ابن الأَثیر: قال الأَزهری
لسان العرب، ج‌13، ص: 46
لیس الأَمرُ كما ظنَّ، قال: و هذا حدیث مشهور رواه أهل الإِتقان، و كأَنَّها لغة یمانیة و لم تَفْشُ فی كلام مَعدٍّ، و هو البأْجُ بمعنی واحد. قال أَبو الهیثم: الكواكبُ البابانیات هی التی لا یَنْزِل بها شمسٌ و لا قمرٌ، إنَّما یُهْتَدی بها فی البرّ و البحر، و هی شامیّة، و مهبُّ الشَّمالِ منها، أَولُها القطب، و هو كوكبٌ لا یزولُ، و الجَدْیُ و الفَرْقَدان، و هو بین القطب «1». و فیه بناتُ نَعْشٍ الصُّغْری.

بثن؛ ج13، ص: 46

: البَثْنَةُ و البِثْنَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ اللَّینة، و قیل: الرَّملة، و الفتح أَعلی؛ و أَنشد ابن بَری لجمیل: بَدَتْ بَدْوةً لمَّا اسْتَقَلَّت حُمولُها بِبَثْنةَ، بین الجُرْفِ و الحاج و النُّجْلِ. و بها سمیت المرأَة بَثْنة، و بتصغیرها سمیت بُثَیْنة. و البَثَنِیّةُ: الزُّبْدةُ. و البَثَنِیَّةُ: ضَرْبٌ من الحنطة. و البَثَنِیَّةُ: بلادٌ بالشأْم. و‌قول خالد بن الولید لمَّا عَزَلَه عمرُ عن الشام حین خطَبَ الناسَ فقال: إنَّ عُمَر اسْتَعْمَلنی علی الشام و هو له مُهِمٌّ، فلما أَلْقَی الشامُ بَوانِیَه و صارَ بَثَنِیَّةً و عسلًا عزَلنی و استعمل غیری؛ فیه قولان: قیل البَثَنِیَّة حِنْطَةٌ منسوبةٌ إلی بلدة معروفةٍ بالشام من أَرض دِمَشق، قال ابن الأَثیر: و هی ناحیة من رُسْتاقِ دِمشق یُقال لها البَثَنِیَّة، و الآخر أَنه أَراد البَثَنِیَّة الناعمة من الرملة اللَّینة یقال لها بَثْنة، و تصغیرها بُثَیْنَة، فأَراد خالدٌ أَن الشأْم لمَّا سكن و ذهبت شَوْكَتُه، و صار لیّناً لا مكْروهَ فیه، خِصْباً كالحِنْطة و العسلِ، عزلنی، قال: و البَثْنةُ الزُّبْدة الناعمة أَی لما صار زُبْدة ناعمة و عسلًا صِرْفَیْن لأَنها صارت تجبی أَموالها من غیر تعب، قال: و ینبغی أَن یكون بُثَیْنةُ اسم المرأَة تصغیرَها أَعنی الزبدة فقال جمیل: أُحِبُّكَ أَنْ نَزَلْتَ جِبال حِسْمَی، و أَنْ ناسَبْتَ بَثْنةَ من قریبٍ «2». البَثْنةُ هاهنا: الزبدةُ. و البَثْنةُ: النَّعْمةُ فی النِّعْمةِ. و البَثْنَةُ: الرَّملةُ اللَّیِّنة. و البَثْنةُ: المرأَةُ الحَسْناء البضّة؛ قال الأَزهری: قرأْتُ بخط شمر و تقییده: البِثْنة، بكسر الباء، الأَرض اللینة، و جمعُها بِثَنٌ؛ و یقال: هی الأَرض الطیبة، و قیل: البُثُنُ الریاض؛ و أَنشد قول الكمیت: مباؤكَ فی البُثُنِ النَّاعِمَاْتِ عَیْناً، إذا رَوَّحَ المؤْصِل یقول: رِیاضُك تَنْعَمُ أَعْیُنَ الناسِ أَی تُقِرُّ عیونَهم إذا أَراحَ الراعی نَعَمَه أَصیلًا، و المَباءُ و المَباءةُ: المنزلُ. قال الغنوی: بَثَنِیَّةُ الشام حنطةٌ أَو حبّة مُدَحْرجَةٌ، قال: و لم أَجد حَبّةً أَفضلَ منها؛ و قال ابن رُوَیشد الثقفی: فأَدْخَلْتُها لا حِنْطةً بَثَنِیَّةً تُقَابِلُ أَطْرافَ البیوتِ، و لا حُرْفا قال: بَثَنِیّة منسوبةٌ إلی قریة بالشام بین دمشق و أَذْرِعات، و قال أَبو الغوث: كلُّ حِنْطَةٍ تَنْبُت فی الأَرض السَّهْلة فهی بَثَنیَّة خلاف الجبَلیَّة، فجعله من الأَول.

بحن؛ ج13، ص: 46

: بَحْنةُ: نخلةٌ معروفة. و بنات بَحْنَةَ: ضربٌ من النخل طِوالٌ، و بها سمِّی ابنُ بُحَینة. و ابنُ بَحْنَة: السوطُ تَشْبیهاً بذلك؛ قال أَبو منصور: قیل للسوط ابنُ بَحْنةَ لأَنه یُسَوّی من قُلوس العراجین. و بَحْنَةُ: اسمُ امرأَةٍ نُسِبَ إلیها نَخْلاتٌ كُنَّ عند بیتها كانت تقول: هُنَّ بناتی، فقیل: بناتُ بَحْنةَ. قال ابن بری: حكی أَبو سهل عن التمیمی
(1). قوله [و هو بین القطب] كذا فی الأَصل (2). هنا جمیل یخاطب أخا بثینة لا بثینة نفسها
لسان العرب، ج‌13، ص: 47
فی قولهم بنت بحْنة أَن البَحْنة نخلة معروفة بالمدینة، و بها سمیت المرأَة بَحْنة، و الجمع بنات بَحْنٍ. المحكم: و بَحْنةُ و بُحَیْنَةُ اسمُ امرأَتین؛ عن أَبی حنیفة. و البَحْونُ: رملٌ متراكبٌ؛ قال: من رَمْلِ تُرْنَی ذی الرُّكامِ البَحْون و رجل بَحْوَنٌ و بَحْوَنةٌ: عظیمُ البطن. و البَحْوَنةُ: القِرْبةُ الواسعةُ البطن؛ أَنشد ابن بری للأَسود بن یَعْفُر: جَذْلان یَسَّرَ جُلَّةً مكنوزةً، حَبْناءَ بَحْوَنةً و وَطْباً مِجْزَما «3». أَبو عمرو: البَحْنانةُ الجُلَّة العظیمةُ البَحْرانیة التی یُحْملُ فیها الكَنْعَد المالحُ، و هی البَحْوَنةُ أَیضاً، و یقال للجُلَّة العظیمة البَحْناء. و‌فی الحدیث: إذا كان یومُ القیامة تخرجُ بَحْنانةٌ من جهنم فتلْقُطُ المنافقین لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ؛ البَحْنانةُ: الشرارةُ من النار. و دلْوٌ بَحْوَنیٌّ: عظیمٌ كثیرُ الأَخْذِ للماء. و جُلَّة بَحْوَنةٌ: عظیمةٌ، قال: و كذلك الدلو العظیم. و البَحْوَنُ: ضربٌ من التمر؛ حكاه ابن درید، قال: فلا أَدری ما حقیقتُه. و بَحْوَن و بَحْوَنةُ: اسمان.

بخن؛ ج13، ص: 47

: رجل بَخْنٌ: طویلٌ مثل مَخْن؛ قال ابن سیدة: و أُراه بدلًا. ابن بری: بَخَنَ، فهو باخِنٌ، طال؛: قال الشاعر: فی باخِنٍ منْ نهارِ الصیف مُحْتَدِم التهذیب: و یقال للناقة إذا تمدَّدَت للحالب قد ابْخَأَنَّت، و یقال للمیت أَیضاً ابْخَأَنَّ؛ قال الراجز فترك الهمزة: مُرِبَّة [مُرَبَّة بالنَّقْرِ و الإِبْساسِ، و لابْخِنانِ الدَّرِّ و النُّعاسِ یقال: قد ابْخأَنَّتْ و ابْخانَّت، مهموز و غیر مهموز.

بخدن؛ ج13، ص: 47

: امرأَة بَخْدَنٌ: رَخصةٌ ناعمة تارَّةً. و بَخْدَن و بِخْدِن و البِخْدِنُ، كلُّ ذلك: اسمُ امرأَة؛ قال: یا دارَ عَفْراءَ و دارَ البِخْدِنِ.

بدن؛ ج13، ص: 47

: بَدَنُ الإِنسان: جسدُه. و البدنُ من الجسدِ: ما سِوَی الرأْس و الشَّوَی، و قیل: هو العضوُ؛ عن كراع، و خص مَرّةً به أَعضاءَ الجَزور، و الجمع أَبْدانٌ. و حكی اللحیانی: إِنها لحَسنةُ الأَبدانِ؛ قال أَبو الحسن: كأَنهم جعلوا كل جُزْءٍ منها بَدَناً ثم جمعوه علی هذا؛ قال حُمَید بن ثور الهلالی: إنّ سُلَیْمی واضِحٌ لَبَّاتُها، لَیِّنة الأَبدانِ من تحتِ السُّبَجْ. و رجل بادنٌ: سمین جسیم، و الأُنثی بادنٌ و بادنةٌ، و الجمعُ بُدْنٌ و بُدَّنٌ؛ أَنشد ثعلب: فلا تَرْهَبی أَن یَقْطَع النَّأْیُ بیننا، و لَمّا یُلَوِّحْ بُدْنَهُنَّ شُروبُ و قال زهیر: غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمَّراً خُدُجاً، من بَعْدِ ما جَنَّبوها بُدَّناً عُقُقا و قد بَدُنَتْ و بَدَنَتْ تَبْدُن بَدْناً و بُدْناً و بَداناً و بدانةً؛ قال: و انْضَمَّ بُدْنُ الشیخ و اسمَأَلَّا إنما عنی بالبُدن هنا الجوهرَ الذی هو الشحم، لا یكون إلا علی هذا لأَنك إن جعلت البُدْنَ عرَضاً جعلته محلًّا للعرض. و المُبَدَّنُ و المُبَدّنةُ: كالبادِنِ و البادنةِ، إلا أَن المُبَدَّنةَ صیغةُ مفعول. و المِبْدانُ:
(3). قوله [جذلان] روایة ابن سیدة: ریان
لسان العرب، ج‌13، ص: 48
الشَّكورُ السَّریعُ السَّمَن؛ قال: و إنی لَمِبْدانٌ، إذا القومُ أَخْمصُوا، وفیٌّ، إذا اشتدَّ الزَّمانُ، شحُوب. و بَدَّنَ الرجلُ: أَسَنَّ و ضعف. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا تُبادرونی بالركوع و لا بالسجودِ، فإنه مهْما أَسْبِقكم به إذا ركعتُ تُدْرِكونی إذا رَفَعْتُ، و مهما أَسْبقْكم إذا سجدت تُدْرِكونی إذا رفعتُ، إنی قد بَدُنْتُ؛ هكذا روی بالتخفیف بَدُنْت؛ قال الأُموی: إنما هو بَدَّنْت، بالتشدید، یعنی كَبِرْتُ و أَسْنَنْتُ، و التخفیفُ من البدانة، و هی كثرةُ اللحم، و بَدُنْتُ أَی سَمِنْتُ و ضَخُمْتُ. و یقال: بَدَّنَ الرجلُ تَبْدیناً إذا أَسَنَّ؛ قال حُمَید الأَرقط: و كنْتُ خِلْتُ الشَّیْبَ و التَّبْدینا و الهَمَّ مما یُذْهِلُ القَرینا قال: و أَما قولُه قد بَدُنْتُ فلیس له معنیً إلا كثرة اللحم و لم یكن، صلی الله علیه و سلم، سَمیناً. قال ابن الأَثیر: و‌قد جاء فی صفته فی حدیث ابن أَبی هالةَ: بادِنٌ مُتمَاسِك؛ و البادنُ: الضخمُ، فلما قال بادِنٌ أَرْدَفَه بمُتماسِكٍ و هو الذی یُمْسِكُ بعضُ أَعْضائِه بعضاً، فهو مُعْتَدِلُ الخَلْقِ؛ و منه‌الحدیث: أَ تُحِبُّ أَنّ رجلًا بادِناً فی یوم حارٍّ غَسَلَ ما تَحتَ إزارِه ثم أَعْطاكَه فشَرِبْتَه؟و بَدَنَ الرجلُ، بالفتح، یَبْدُنُ بُدْناً و بَدانةً، فهو بادِنٌ إذا ضخُمَ، و كذلك بَدُنَ، بالضم، یَبْدُن بَدانةً. و رجل بادِنٌ و مُبَدَّنٌ و امرأَة مُبَدَّنةٌ: و هما السَّمینانِ. و المُبَدِّنُ: المُسِنُّ. أَبو زید: بَدُنَت المرأَةُ و بَدَنَت بُدْناً؛ قال أَبو منصور و غیره: بُدْناً و بَدانةً علی فَعالة، قال الجوهری: و امرأَةٌ بادِنٌ أَیضاً و بَدین. و رجل بَدَنٌ: مُسِنٌّ كبیر؛ قال الأَسود بن یعفر: هل لِشَبابٍ فاتَ من مَطْلَبِ، أَمْ ما بكاءُ البَدَنِ الأَشْیَبِ؟ و البَدَنُ: الوعِلُ المُسِنُّ؛ قال یصفَ وعِلًا و كَلْبة: قد قُلْتُ لما بَدَتِ العُقابُ، و ضَمّها و البَدَنَ الحِقابُ: جِدِّی لكلِّ عاملٍ ثَوابُ، و الرأْسُ و الأَكْرُعُ و الإِهابُ. العُقابُ: اسمُ كلبة، و الحِقابُ: جبل بعینه، و البَدَنُ: المُسِنُّ من الوُعول؛ یقول: اصْطادی هذا التیْسَ و أَجعلُ ثوابَك الرأْسَ و الأَكْرُعَ و الإِهابَ، و بیتُ الاستشهاد أَورده الجوهری: قد ضمَّها، و صوابه و ضمَّها كما أَوردناه؛ ذكره ابن بری، و الجمع أَبْدُنٌ؛ قال كُثَیّر عزّة: كأَنّ قُتودَ الرَّحْلِ منها تُبِینُها قُرونٌ تَحَنَّتْ فی جَماجِمِ أَبْدُنِ و بُدونٌ، نادر؛ عن ابن الأَعرابی. و البَدنةُ من الإِبلِ و البقر: كالأُضْحِیَة من الغنم تُهْدَی إلی مكة، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء؛ الجوهری: البَدْنةُ ناقةٌ أَو بقرةٌ تُنْحَرُ بمكة، سُمِّیت بذلك لأَنهم كانوا یُسَمِّنونَها، و الجمع بُدُنٌ و بُدْنٌ، و لا یقال فی الجمع بَدَنٌ، و إن كانوا قد قالوا خَشَبٌ و أَجَمٌ و رَخَمٌ و أَكَمٌ، استثناه اللحیانی من هذه. و قال أَبو بكر فی قولهم قد ساقَ بَدَنةً: یجوز أَن تكون سُمِّیَتْ بَدَنةً لِعِظَمِها و ضَخامتِها، و یقال: سمِّیت بدَنةً لسِنِّها. و البُدْنُ: السِّمَنُ و الاكتنازُ، و كذلك البُدُن مثل عُسْر و عُسُر؛ قال شَبیب بن البَرْصاء:
لسان العرب، ج‌13، ص: 49
كأَنها، من بُدُنٍ و إیفارْ، دَبَّت علیها ذَرِباتُ الأَنبارْ و روی: من سِمَنٍ و إیغار. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه أُتِیَ ببَدَناتٍ خَمْسٍ فطَفِقْنَ یَزْدَلِفْنَ إِلیه بأَیَّتِهِنَّ یَبْدأُ؛ البَدَنةُ، بالهاء، تقع علی الناقة و البقرة و البعیر الذَّكر مما یجوز فی الهدْی و الأَضاحی، و هی بالبُدْن أَشْبَه، و لا تقع علی الشاة، سمِّیت بَدَنةً لِعِظَمِها و سِمَنِها، و جمع البَدَنةِ البُدْن. و فی التنزیل العزیز: وَ الْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا لَكُمْ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ؛ قال الزجاج: بَدَنة و بُدْن، و إنما سُمِّیت بَدَنةً لأَنها تَبْدُنُ أَی تَسْمَنُ. و‌فی حدیث الشعبی: قیل له إن أَهلَ العِراق یقولون إِذا أَعْتَقَ الرجلُ أَمَتَه ثم تَزوَّجها كان كمَنْ یَرْكَبُ بدَنتَه؛ أَی مَنْ أَعْتَقَ أَمتَه فقد جعلها مُحرَّرة لله، فهی بمنزلة البَدَنةِ التی تُهْدَی إلی بیت الله فی الحجّ فلا تُرْكبُ إلا عن ضرورةٍ، فإذا تزَوَّجَ أَمتَه المُعْتَقة كان كمن قد رَكِبَ بدَنتَه المُهْداةَ. و البَدَنُ: شِبْهُ دِرْعٍ إلا أَنه قصیر قدر ما یكون علی الجسد فقط قصیر الكُمَّینِ. ابن سیدة: البَدَنُ الدِّرعُ القصیرة علی قدر الجسد، و قیل: هی الدرع عامَّة، و به فسر ثعلب قوله تعالی: فَالْیَوْمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ؛ قال: بِدِرْعِك، و ذلك أَنهم شكُّوا فی غَرَقِه فأَمرَ اللهُ عز و جل البحرَ أَن یَقْذِفَه علی دَكَّةٍ فی البحر بِبَدنه أَی بِدرْعِهِ، فاستیقنوا حینئذ أَنه قد غَرِقَ؛ الجوهری: قالوا بجَسَدٍ لا رُوحَ فیه، قال الأَخفش: و قولُ مَن قالَ بِدرْعِك فلیس بشی‌ء، و الجمع أَبْدانٌ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهَه: لما خطَب فاطمةَ، رضوانُ الله علیها، قیل: ما عندكَ؟ قال: فَرَسی و بَدَنی؛ البَدَنُ: الدِّرْع من الزَّرَدِ، و قیل: هی القصیرةُ منها. و‌فی حدیث سَطیح: أَبْیَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ و البَدَنِ‌أَی واسعُ الدِّرْعِ؛ یرید كثرةَ العطاء. و‌فی حدیث مَسْح الخُفَّین: فأَخْرجَ یدَه من تحتِ بدَنِه؛ اسْتعارَ البَدَنَ هاهنا للجُبَّةِ الصغیرةِ تشبیهاً بالدِّرع، و یحتمل أَن یرید من أَسفَل بدَنِ الجُبَّة، و یشهد له ما جاء فی الروایة الأُخری: فأَخرجَ یده من تحتِ البَدَنِ. و بدَنُ الرجلِ: نَسَبُه و حسبُه؛ قال: لها بدَنٌ عاسٍ، و نارٌ كریمةٌ بمُعْتَركِ الآریّ، بین الضَّرائِم.

بذن؛ ج13، ص: 49

: قال ابن شمیل فی المَنْطِق: بأْذَنَ فلانٌ من الشرّ بأْذَنةً، و هی المُبَأْذَنةُ، مصدر، و یقال: أَ نائِلًا تریدُ و مُعَتْرَسةً، أَراد بالمُعَترسة الاسم یرید به الفعلَ مثل المُجاهَدة «1».

بذبن؛ ج13، ص: 49

: باذَبِینُ: رسولٌ كان للحجاج؛ أَنشد ثعلب لرجل من بنی كلاب: أَقولُ لصاحبی و جَرَی سَنیحٌ، و آخرُ بارِحٌ مِن عنْ یَمینی و قد جَعَلَتْ بَوائقُ من أُمورٍ تُوَقِّعُ دونَه، و تَكُفُّ دُونی: نشدْتُك هلْ یَسُرُّك أَنّ سَرْجی و سَرْجَك فوقَ بَغْلٍ باذَبِینی؟ قال: نسبه إلی هذا الرجل الذی كان رسولًا للحجاج.

برن؛ ج13، ص: 49

: البَرْنیُّ: ضرْبٌ من التمر أَصْفَرُ مُدَوّر، و هو أَجود التمر، واحدتُه بَرْنِیّةٌ؛ قال أَبو حنیفة: أَصله فارسی، قال: إنما هو بارِنیّ، فالبار الحَمْلُ، و نِیّ تعظیمٌ و مبالغة؛ و قول الراجز: خالی عُوَیْفٌ و أَبو عَلِجِّ، المُطْعِمانِ اللحْمَ بالعَشِجِّ
(1). قوله: و یقال أ نائلًا إلخ؛ فلا علاقة له بمادة بأذن
لسان العرب، ج‌13، ص: 50
و بالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ، یُقْلَعُ بالوَدِّ و بالصِّیصِجِّ فإنه أَراد: أَبو علیّ و بالعشیّ و البرنیّ و الصِّیصِیّ، فأَبدل من الیاء المشددة جیماً. التهذیب: البَرْنِیُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب بصُفْرة كثیر اللِّحاء عَذْب الحَلاوة. یقال: نخلةٌ بَرْنِیَّة و نخلٌ بَرْنِیٌّ؛ قال الراجز: بَرْنِیّ عَیْدانٍ قَلیل قشْرُهْ ابن الأَعرابی: البَرْنِیُّ الدِّیَكةُ، و قیل: البَرَانیُّ، بلغة أَهل العراق، الدِّیَكةُ الصِّغارُ حین تُدْرِك، واحدتُها بَرْنِیّة. و البَرْنِیَّةُ: شبْهُ فخّارةٍ ضخمةٍ خَضْراء، و ربما كانت من القَواریرِ الثِّخانِ الواسعةِ الأَفْواه. غیره: و البَرْنیَّة إناءٌ من خَزَفٍ. و یَبْرینُ: موضع، یقال: رملُ یَبْرینَ؛ قال ابن بری: حقُّ یَبْرینَ أَنْ یُذْكَر فی فصل بَرَی من باب المعتل لأَنّ یبرینَ مثل یَرْمینَ، قال: و الدلیل علی صحة ذلك قولهم یَبْرونَ فی الرفع و یبرین فی النصب و الجر، و هذا قاطعٌ بزیادة النون؛ قال: و لا یجوز أَن یكون یَبْرین فَعْلینَ، لأَنه لم یأْتِ له نظیرٌ، و إنما فی الكلام فِعْلینٌ مثلُ غِسْلینٍ، قال: و هذا مذهب أَبی العباس، أَعنی أَن یَبْرین مثلُ یَرْمین، قال: و هو الصحیح.

برثن؛ ج13، ص: 50

: البُرْثُنُ: مِخْلَبُ الأَسَد، و قیل: هو للسبُع كالإِصْبَع للإِنسان، و قیل: البُرْثُنُ الكَفُّ بكمالها مع الأَصابع. اللیث: البَراثِن أَظْفار مَخالِب الأَسَد، یقال: كأَنّ بَراثِنَه الأَشافی. و قال أَبو زید: البُرْثُن مِثْلُ الإِصْبع، و المِخْلَبُ ظُفُر البُرْثُن؛ قال إمرؤ القیس: و تَری الضّبَّ خفیفاً ماهِراً، رَافعاً بُرْثُنَه ما یَنْعَفِرْ و المشهور فی شعر إمرئ القیس: ثانیاً برثنه، یصف مطراً كثیراً أَخرجَ الضَّبَّ من جُحْره، فعامَ فی الماء ماهراً فی سباحَته یَبْسُطُ بَراثْنه و یَثْنیها فی سِباحَته، و قولُه ما یَنْعَفِر أَی لا یُصِیبُ بَراثنَه الترابُ، و هو العَفَرُ، و البَراثن للسباع كلها، و هی من السباعِ و الطیر بمَنْزلة الأَصابع من الإِنسان؛ و قد تُستعارُ البَراثِنُ لأَصابع الإِنسان كما قال ساعدةُ ابنُ جؤیّة یَذْكُرُ النَّحْلَ و مُشْتَار العَسَلِ: حتَّی أُشِبَّ لها، و طال أَبابُها، ذو رُجْلَةٍ شَتْنُ البَراثِنِ جَحْنَبُ و الجَحْنَب: القَصیر، و لیس یَهْجوه و إنما أَراد أَنه مُجْتَمِعُ الخَلْق. و‌فی حدیث القبائِلِ: سُئِلَ عن مُضَرَ فقال: تَمیمٌ بُرْثُمَتُها و جُرْثُمَتُها؛ قال الخطابی: إنما هو بُرْثُنَتُها، بالنون، أَی مَخالِبُها، یرید شَوْكَتها و قُوَّتَها، و المیمُ و النونُ یتَعاقبان، فیجوز أَن تكونَ المیمُ لغةً، و یجوز أَن تكونَ بدلًا لازْدِواج الكلام فی الجُرْثومة كما قال الغَدایا و العَشایا. و البُرْثُن لما لم یَكنْ من سِباعِ الطیر مثلُ الغراب و الحمام، و قد یكونُ للضَّبِّ و الفأْر و الیَرْبوع. و بُرْثُنُ: قبیلة؛ أَنشد سیبویه لقَیْسِ بنِ المُلَوَّح: لَخُطَّابُ لَیْلی، یالَ بُرْثُنَ منكُمُ، أَدَلُّ و أَمْضَی من سُلَیكِ المَقانِبِ غیره: بُرْثُن حَیٌّ من بنی أَسد؛ قال: و قال قُرّانٌ الأَسَدیّ: لَزُوّارُ لَیْلی، منكُمُ آلَ بُرْثُن، علی الهَوْلِ أَمْضَی من سُلَیْكِ المَقانِب تَزُورُونَها و لا أَزورُ نِساءَكم، أَ لَهْفی لأَولاد الإِماءِ الحَواطِب
لسان العرب، ج‌13، ص: 51
قال: و المشهور فی الروایة الأَوّلُ، جَعَلَ اهتِداءَهم لِفَسادِ زوجتِه كاهْتِداء سُلَیْكِ بن السُّلَكةِ فی سَیْره فی الفَلَوات. و فی النهایة لابن الأَثیر: بَرْثان، بفتح الباء و سكون الراء، واد فی طریق رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إلی بدر، قال: و قیل فی ضبطه غیرُ ذلك.

برذن؛ ج13، ص: 51

: البِرْذَوْنُ: الدابة، معروف، و سَیْرَتُه البَرْذَنَةُ، و الأُنثی بِرْذَوْنَةٌ، قال: رأَیتُكَ، إذْ جالَتْ بكَ الخَیْلُ جَوْلةً، و أَنتَ علی بِرْذَوْنةٍ غیر طائلِ و جَمْعُه بَراذینُ. و البراذین من الخَیْلِ: ما كان من غیر نِتاج العِرابِ. و بَرذَنَ الفرسُ: مَشَی مشیَ البَراذینِ. و بَرْذَنَ الرجلُ: ثَقُلَ؛ قال ابن درید: و أَحسِبُ أَن البرْذَوْن مشتقّ من ذلك، قال: و هذا لیس بشی‌ء، و حكی عن المؤرّج أَنه قال: سأَلتُ فلاناً عن كذا و كذا فبَرْذَنَ لی أَی أَعْیا و لم یُجِبْ فیه.

برزن؛ ج13، ص: 51

: البِرْزینُ، بالكسر: إناء من قِشْرِ الطَّلْع یُشْرَب فیه، فارسیّ مُعرّب، و هی التَّلْتَلة. و قال أَبو حنیفة: البِرْزِینُ قِشْرُ الطَّلْعةِ یُتَّخَذ من نصفه تَلْتَلةٌ؛ و أَنشد لعَدیّ بن زید: إنَّما لِقْحَتُنا باطیةٌ، جَوْنةٌ یَتْبَعُها بِرْزِینُها فإِذا ما حارَدتْ أَو بَكَأَتْ، فُكَّ عن حاجِبِ أُخْری طینُها و فی التهذیب: إنما لِقْحتُنا خابیةٌ شَبَّه خابیتَه بلِقْحةٍ جَوْنةٍ أَی سوداءَ، فإِذا قلّ ما فیها أَو انْقَطَعَ فُتِحَتْ أُخری، قال: و صوابُ برْزینٍ أَن یُذْكَر فی فصل برَز، لأَنّ وَزْنه فِعْلینٌ مثل غِسْلین، قال: و الجوهری جعل وزنه فِعْلیلًا. النَّضْر: البِرزین كُوز یُحْمَلُ به الشَّرابُ من الخابِیة. الجوهری: البِرْزینُ، بالكسر، التَّلْتَلةُ، و هی مِشْرَبة تُتّخذ من قِشر الطَّلعة.

بركن؛ ج13، ص: 51

: التهذیب فی الرباعی: الفراء یقال للكساء الأَسود بَرْكان و لا یقال بَرَنكان.

برهن؛ ج13، ص: 51

: التهذیب: قال الله عز و جل: قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ*؛ البُرْهان الحُجّة الفاصلة البیّنة، یقال: بَرْهَنَ یُبَرْهِنُ بَرْهَنةً إذا جاء بحُجّةٍ قاطعة لِلَدَد الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ. الزجاج: یقال للذی لا یبرهن حقیقته إنما أَنت متمنٍّ، فجعلَ یُبَرْهن بمعنی یُبَیِّن، و جَمْعُ البرهانِ براهینُ. و قد بَرْهَنَ علیه: أَقام الحجّة. و‌فی الحدیث: الصَّدَقةُ بُرْهانٌ؛ البُرْهانُ: الحجّةُ و الدلیل أَی أَنها حُجَّةٌ لطالب الأَجْر من أَجل أَنَّها فَرْضٌ یُجازِی اللهُ به و علیه، و قیل: هی دَلیلٌ علی صحة إیمان صاحبها لطیب نَفْسه بإخْراجها، و ذلك لعَلاقةٍ مّا بین النفْسِ و المال.

برهمن؛ ج13، ص: 51

: البُرَهْمِنُ: العالِم، بالسُّمَنیَّة. التهذیب: البُرَهْمِنُ بالسُّمَنِیّة عالِمُهم و عابِدُهم.

بزن؛ ج13، ص: 51

: الأَبْزَنُ: شی‌ءٌ یُتَّخَذ من الصُّفْر للماء و له جَوْف، و قد أَهْمله اللیث؛ و جاء فی شعرٍ قدیم: قال أَبو دُوادٍ الإِیادیّ یصف فرساً وَصَفه بانتفاخ جَنْبَیْه: أَجْوَفُ الجَوْفِ، فهو منه هواءٌ، مثل ما جافَ، أَبْزَناً، نَجَّارُ أَصله آبْزَنَ فجعله الأَبْزَنَ حَوْض من نُحاسٍ یَسْتَنْقعُ فیه الرجلُ، و هو مُعَرّب، و جعَل صانِعَه نجّاراً جافَ أَبَزْناً وسَّع جوفَه لتجویده إیّاه. ابن بری: الأَبْزَنُ شی‌ء یَعْمَله النّجار مثل التابوت؛
لسان العرب، ج‌13، ص: 52
و أَنشد بیت أَبی دُواد: مِثل ما جاف أَبزناً نجّارُ أَبو عمرو الشّیْبانی: یقال إبْزِیمٌ و إبْزِینٌ و یُجْمَع أَبازینَ؛ قال أَبو دواد فی صفة الخیل: إنْ لَم تَلِطْنی بهمْ حقّاً، أَتَیْتُكُمُ حُوّاً و كُمْتاً تَعادَی كالسّراحین من كلّ جَرْداءَ قد طارَتْ عقیقتُها، و كلّ أَجْرَدَ مُسْتَرْخِی الأَبازِینِ جمعُ إبْزِین، و یقال للقُفْل أَیضاً الإِبْزیمَ لأَنّ الإِبْزِیم إفْعیل من بَزَمَ إذا عَضَّ، و یقال أَیضاً إبْزین، بالنون. الجوهری: البُزْیونُ، بالضمّ، السُّنْدُس؛ قال ابن بری: هو رَقیقُ الدیباج، قال: و الإِبْزین لغةٌ فی الإِبزیم؛ و أَنشد: و كلّ أَجردَ مُسْترْخی الأَبازینِ

بسن؛ ج13، ص: 52

: الباسِنةُ: كالْجُوالِقِ غَلیظٌ یُتَّخذُ من مُشاقةِ الكَتَّان أَغْلظُ ما یَكونُ، و منهم من یَهْمِزها. و قال الفراء: البأْسِنةُ كِساء مَخیطٌ یُجْعلُ فیه طعام، و الجمعُ البَآسِنُ. و البآسِنةُ: اسم لآلات الصُّنَّاع، قال: و لیس بَعَرَبیّ مَحْضٍ. و‌فی حدیث ابن عباس: نَزَل آدمُ، علیه السلامُ، من الجَنة بالباسِنةِ، التفسیرُ للهرَویّ؛ قال ابن الأَثیر: قیل إنها آلاتُ الصُّنَّاع، و قیل: إنها سِكّةُ الحَرْث، قال: و لیس بعربی محض. ابن بری: البَواسِنُ جمعُ باسِنةٍ سِلال الفُقّاع، قال: حكاه ابنُ دَرَسْتَوَیْه عن النَّضْر بنِ شُمَیْل. و حَسَنٌ بَسَنٌ إتْباعٌ. ابن الأَعرابی: أَبْسَنَ الرجلُ إذا حَسُنَتْ سَحْنَتُه. و بَیْسانُ: موضع بنواحی الشام؛ قال أَبو دُواد: نَخَلاتٌ من نَخْلِ بَیْسانَ أَینَعْنَ جمیعاً، و نَبْتُهنَّ تُؤامُ

بصن؛ ج13، ص: 52

: بُصان: اسمُ رَبیعٍ الآخِرِ فی الجاهلیة؛ هكذا حكاه قُطْربٌ علی شَكْل غُرابٍ، قال: و الجمع أَبْصِنَةٌ و بِصْنانٌ كأَغْربةٍ و غِرْبانٍ، و أَما غیرُه من اللغویِّین فإنما هو عندهم وَبُصان، علی مثال سَبُعان، و وَبِصان، علی مِثال شَقِرانٍ، قال: و هو الصحیح، قال أَبو إسحق: سُمّی بذلك لِوبیص السلاح فیه أَی بَریقه. التهذیب: بَصَنَّی «2». قریة فیها السُّتور البَصَنِّیّة، و لیست بعربیة.

بطن؛ ج13، ص: 52

: البَطْنُ من الإِنسان و سائِر الحیوان: معروفٌ خلاف الظَّهْر، مذكَّر، و حكی أَبو عبیدة أَن تأْنیثه لغةٌ؛ قال ابن بری: شاهدُ التذكیر فیه قولُ میّةَ بنتِ ضِرار: یَطْوی، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه، بَطْناً، من الزادِ الخبیثِ، خَمیصا و قد ذَكرْنا فی ترجمة ظهر فی حرف الراء وجهَ الرفع و النصب فیما حكاه سیبویه من قولِ العرب: ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه و ظهرُه، و ضُرِبَ زیدٌ البطنُ و الظهرُ. و جمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ و بُطُونٌ و بُطْنانٌ؛ التهذیب: و هی ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلی العَشْرِ، و بُطونٌ كثیرة لِما فوْقَ العَشْرِ، و تصغیرُ البَطْنِ بُطَیْنٌ. و البِطْنةُ: امتلاءُ البَطْنِ من الطعام، و هی الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَیضاً. بَطِنَ یَبْطَنُ بَطَناً و بِطْنةً و بَطُنَ و هو بَطینٌ، و ذلك إذا عَظُمَ بطْنُه. و یقال: ثَقُلَتْ علیه البِطْنةُ، و هی
(2). قوله [بصنی] كذا ضبط فی الأَصل و هو موافق لقول القاموس: و بصنی محركة مشددة النون إلخ. و الذی فی یاقوت: إنه بفتح الباء و كسر الصاد و تشدید النون
لسان العرب، ج‌13، ص: 53
الكِظَّة، و هی أَن یَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شدیداً. و یقال: لیس للبِطْنةِ خیرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ. و من أَمثالهم: البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ و منه قول الشاعر: یا بَنی المُنْذرِ بن عَبْدانَ، و البِطنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما و یقال: مات فلانٌ بالبَطَنِ. الجوهری: و بُطِنَ الرجلُ، علی ما لم یسمَّ فاعله، اشْتَكَی بَطْنَه. و بَطِن، بالكسر، یَبْطَن بَطَناً: عَظُم بَطْنُه من الشِّبَعِ؛ قال القُلاخ: و لم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ، و لم تُصِبْه نَعْسَةٌ علی غَدَنْ و الغَدَنُ: الإِسْتِرخاءُ و الفَتْرة. و‌فی الحدیث: المَبْطونُ شهیدٌ‌أَی الذی یموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء و نحوه؛ و منه‌الحدیث: أَنَّ امرأَةً ماتت فی بَطَن، و قیل: أَراد به هاهنا النِّفاسَ، قال: و هو أَظهر لأَن البخاریّ ترْجَم علیه باب الصلاة علی النُّفَساء. و قوله‌فی الحدیث: تَغْدُو خِماصاً و تَرُوحُ بِطاناً‌أَی ممتَلِئةَ البُطونِ. و‌فی حدیث موسی و شعیبٍ، علی نبیّنا و علیهما الصلاة و السلام، و عَوْد غَنَمِه: حُفَّلًا بِطاناً؛ و منه‌حدیث علیّ، علیه السلام: أَبِیتُ مِبْطاناً و حَوْلی بُطونٌ غَرْثی؛ المِبْطان: الكثیرُ الأَكل و العظیمُ البطنِ. و‌فی صفة علی، علیه السلام: البَطِینُ الأَنْزَعُ‌أَی العظیمُ البطْنِ. و رجلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له إلَّا بَطْنُه، و قیل: هو الرَّغیب الذی لا تَنْتَهِی نفسُه من الأَكل، و قیل: هو الذی لا یَزَالُ عظیمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل، و قالوا: كِیسٌ بَطینٌ أَی مَلآنُ، علی المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص: فأَصْدَرْتُ منها عَیْبةً ذاتَ حُلَّةٍ، و كِیسُ أَبی الجارُودِ غَیْرُ بَطینِ و رجل مِبْطانٌ: كثیرُ الأَكل لا یَهُمُّه إلا بَطْنُه، و بَطینٌ: عظیمُ البَطْنِ، و مُبَطَّنٌ: ضامِر البَطْنِ خَمیصُه، قال: و هذا علی السَّلْب كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، و الأُنثی مُبَطَّنةٌ، و مَبْطونٌ: یَشْتَكی بَطْنَه؛ قال ذو الرمة: رَخِیمات الكلامِ مُبَطَّنات، جَواعِل فی البُرَی قَصَباً خِدالا و من أَمثالهم: الذئب یُغْبَط بِذی بَطْنه؛ قال أَبو عبید: و ذلك أَنه لا یُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما یُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه علی الناس و الماشِیَةِ، و لعلَّه یكونُ مَجْهوداً من الجوع؛ و أَنشد: و مَنْ یَسْكُنِ البَحْرَیْنِ یَعْظُمْ طِحالُه، و یُغْبَطُ ما فی بَطْنه و هْو جائعُ و‌فی صفة عیسی، علی نبینا و علیه أَفضل الصلاة و السلام: فإذا رجُل مُبَطَّنٌ مثلُ السَّیف؛ المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْن، و یقال للذی لا یَزالُ ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ، فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ فمعناه أَنه خَمیص البَطْن؛ قال مُتمّم بن نُوَیرة: فَتًی غَیْرَ مِبْطانِ العَشِیَّةِ أَرْوعا و من أَمثال العرب التی تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ: التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ، و أَما قول الراعی یصف إبلًا و حالبها: إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها، بمَیْثاءَ، مِبْطان الضُّحی غیر أَرْوعا مِبْطانُ الضُّحی: یعنی راعیاً یُبادِر الصَّبوح فیشرَبُ حتی یَمیلَ من اللَّبَن. و البَطینُ: الذی لا یَهُمُّه إلا
لسان العرب، ج‌13، ص: 54
بَطْنُه. و المَبْطُونُ: العَلیل البَطْنِ. و المِبْطانُ: الذی لا یزالُ ضخْمَ البطنِ. و البَطَنُ: داءُ البَطْن. و یقال: بَطَنَه الداءُ و هو یَبْطُنُه، إذا دَخَله، بُطوناً. و رجل مَبْطونٌ: یَشْتَكی بَطْنَه. و‌فی حدیث عطاء: بَطَنتْ بك الحُمَّی‌أَی أَثَّرَت فی باطنك. یقال: بَطَنَه الداءُ یبطُنه. و‌فی الحدیث: رجل ارْتَبَطَ فرَساً لِیَسْتبْطِنَها‌أَی یَطْلُبَ ما فی بطنها من النِّتاج. و بَطَنَه یبْطُنُه بَطْناً و بَطَنَ له، كِلاهما: ضرَب بَطْنَه. و ضرَب فلانٌ البعیرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن؛ قال الشاعر: إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ، تحتَ قُصَیْراهُ و دُون الجُلَّهْ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَیرٌ لَهْ أَراد فابطُنْه فزاد لاماً، و قیل: بَطَنَه و بَطَن له مثل شَكَره و شَكَرَ له و نصَحَه و نصحَ له، قال ابن بری: و إنما أَسكن النون للإِدغام فی اللام؛ یقول: إذا ضربت بعیراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه فی موضع لا یَضُرُّ به الضربُ، فإنّ ضرْبَه فی ذلك الموضع من بطْنه خیر له من غیره. و أَلقَی الرجلُ ذا بَطْنه: كنایة عن الرَّجیع. و أَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها: یعنی مَزْقَها إذا باضت. و نثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً: كَثُر ولدُها. و أَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَی وَلَدَت. و‌فی حدیث القاسم بن أَبی بَرَّةَ: أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة: الخِتانِ و الاستِحدادِ و غَسْلِ البَطِنةِ و نَتْفِ الإِبْطِ و تقلیم الأَظفار و قصِّ الشارب و الاستِنْثار؛ قال بعضهم: البَطِنة هی الدبُر، هكذا رواها بَطِنة، بفتح الباء و كسر الطاء؛ قال شمر: و الانتِضاحُ «1». الاسْتِنجاءُ بالماء. و البَطْنُ: دون القبیلة، و قیل: هو دون الفَخِذِ و فوق العِمارة، مُذَكَّر، و الجمع أَبْطُنٌ و بُطُونٌ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: كَتَب علی كلِّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال: البَطْنُ ما دون القبیلة و فوق الفخِذ، أَی كَتَب علیهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّیات فبَیَّن ما علی كل قوم منها؛ فأَما قوله: و إنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ، و أَنتَ بری‌ءٌ من قبَائِلِها العَشْر فإنه أَنّث علی معنی القبیلة و أَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر. و فرسٌ مُبَطَّنٌ: أَبیضُ البَطْنِ و الظهر كالثوب المُبطَّن و لَوْنُ سائرِه ما كان. و البَطْنُ من كل شی‌ء: جَوْفُه، و الجمع كالجمع. و‌فی صفة القرآن العزیز: لكل آیة منها ظَهْرٌ و بطْن؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بیانُه، و بالبَطْن ما احتیج إلی تفسیره كالباطِن خلاف الظاهر، و الجمع بَواطِنُ؛ و قوله: و سُفْعاً ضِیاهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت ظواهِرُها سُوداً، و باطِنُها حُمْرا أَراد: و بواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع، و لذلك استَجاز أَن یقول حُمْراً، و قد بَطُنَ یَبْطُنُ. و الباطِنُ: من أَسماء الله عز و جل. و فی التنزیل العزیز: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ؛ و تأْویلُه ما‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی تَمْجید الربّ: اللهمّ أَنتَ الظاهِر فلیس فوقَك شی‌ءٌ، و أَنت الباطِنُ فلیس دونَك شی‌ء، و قیل: معناه أَنه علِمَ السرائرَ و الخفیَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ، و قیل: الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق
(1). قوله [و الانتضاح] هكذا بدون ذكره فی الحدیث
لسان العرب، ج‌13، ص: 55
و أَوْهامِهم فلا یُدرِكُه بَصَر و لا یُحیطُ به وَهْم، و قیل: هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن. یقال: بَطَنْتُ الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه. و قوله تعالی: وَ ذَرُوا ظٰاهِرَ الْإِثْمِ وَ بٰاطِنَهُ؛ فسره ثعلب فقال: ظاهرُه المُخالَّة و باطنُه الزِّنا، و هو مذكور فی موضعه. و الباطِنةُ: خلافُ الظاهرة. و البِطانةُ: خلافُ الظِّهارة. و بِطانةُ الرجل: خاصَّتُه، و فی الصحاح: بِطانةُ الرجل وَلیجتُه. و أَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً. و أَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك. و‌فی الحدیث: ما بَعَثَ الله من نبیّ و لا استَخْلَفَ من خلیفة إلا كانت له بِطانتانِ!؛ بِطانةُ الرجل: صاحبُ سِرِّه و داخِلةُ أَمره الذی یُشاوِرُه فی أَحواله. و‌قوله فی حدیث الاستسقاء: و جاء أَهلُ البِطانةِ یَضِجُّون؛ البِطانةُ: الخارجُ من المدینة. و النِّعْمة الباطنةُ: الخاصَّةُ، و الظاهرةُ: العامَّةُ. و یقال: بَطْنُ الراحةِ و ظَهْرُ الكَفّ. و یقال: باطنُ الإِبْط، و لا یقال بطْن الإِبْط. و باطِنُ الخُفّ: الذی تَلیه الرجْلُ. و‌فی حدیث النَّخَعی: أَنه كان یُبَطِّنُ لِحْیتَه و یأْخُذُ من جَوانِبها؛ قال شمر: معنی یُبَطِّن لحیتَه أَی یأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك و الذَّقَنِ، و الله أَعلم. و أَفْرَشَنی ظَهْر أَمرِه و بَطْنَه أَی سِرَّه و علانِیَتَه، و بَطَنَ خبرَه یَبْطُنُه، و أَفرَشَنی بَطْنَ أَمره و ظَهْرَه، و وَقَف علی دَخْلَته. و بَطَن فلانٌ بفلان یَبْطُنُ به بُطوناً و بطانة إذا كان خاصّاً به داخلًافی أَمره، و قیل: بَطَنَ به دخل فی أَمره. و بَطَنتُ بفلان: صِرْتُ من خواصِّه. و إنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَی ذو علمٍ بداخلةِ أَمره. و یقال: أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دونی أَی جَعلْتَه أَخَصَّ بك منی، و هو مُبَطَّنٌ إذا أَدخَله فی أَمره و خُصَّ به دون غیره و صار من أَهل دَخْلَتِه. و فی التنزیل العزیز: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تَتَّخِذُوا بِطٰانَةً مِنْ دُونِكُمْ؛ قال الزجاج: البِطانة الدُّخَلاء الذین یُنْبَسط إلیهم و یُسْتَبْطَنونَ؛ یقال: فلان بِطانةٌ لفلان أَی مُداخِلٌ له مُؤانِس، و المعنی أَن المؤمنین نُهوا أَن یَتَّخِذوا المنافقین خاصَّتَهم و أَن یُفْضُوا إلیهم أَسرارَهم. و یقال: أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَی أَخبَرُ بباطِنِه. و تبَطَّنْت الأَمرَ: عَلِمت باطنَه. و بَطَنْت الوادی: دَخَلْته. و بَطَنْت هذا الأَمرَ: عَرَفْت باطنَه، و منه الْبٰاطِنُ فی صفة الله عز و جل. و البطانةُ: السریرةُ. و باطِنةُ الكُورة: وَسَطُها، و ظاهرتُها: ما تنَحَّی منها. و الباطنةُ من البَصْرةِ و الكوفة: مُجْتَمَعُ الدُّور و الأَسواقِ فی قَصَبتها، و الضاحیةُ: ما تنَحَّی عن المساكن و كان بارزاً. و بَطْنُ الأَرض و باطنُها: ما غَمَض منها و اطمأَنّ. و البَطْنُ من الأَرض: الغامضُ الداخلُ، و الجمعُ القلیل أَبْطِنةٌ، نادرٌ، و الكثیر بُطْنان؛ و قال أَبو حنیفة: البُطْنانُ من الأَرض واحدٌ كالبَطْن. و أَتی فلانٌ الوادی فتَبَطَّنه أَی دخل بطنَه. ابن شمیل: بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ فی بطون الأَرض سَهْلِها و حَزْنها و ریاضها، و هی قَرار الماء و مستَنْقَعُه، و هی البواطنُ و البُطون. و یقال: أَخذ فلانٌ باطناً من الأَرض و هی أَبطأُ جفوفاً من غیرها. و تبطَّنْتُ الوادی: دخلْت بطْنه و جَوَّلْت فیه. و بُطْنانُ الجنة: وسَطُها. و‌فی الحدیث: ینادی مُنادٍ من بُطْنانُ العرش‌أَی من وسَطه، و قیل: من أَصله، و قیل: البُطْنان جمع بطن، و هو الغامض من الأَرض، یرید من دواخل العرش؛ و منه‌كلام علی، علیه السلام، فی الاستسقاء: تَرْوَی به القِیعانُ و تسیل به البُطْنان.و البُطْنُ: مسایلُ الماء فی الغَلْظ، واحدها باطنٌ؛ و قول مُلَیْح:
لسان العرب، ج‌13، ص: 56
مُنِیرٌ تَجُوزُ العِیسُ من بَطِناتِه نَوًی، مثل أَنْواءِ الرَّضیخِ المُفَلَّق قال: بَطِناتُه مَحاجُّه. و البَطْنُ: الجانب الطویلُ من الریش، و الجمع بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ و ظُهْرانٍ و عَبْدٍ و عُبْدانٍ. و البَطْنُ: الشِّقُّ الأَطولُ من الریشة، و جمعها بُطْنان. و البُطْنانُ أَیضاً من الریش: ما كان بطنُ القُذَّة منه یَلی بطنَ الأُخری، و قیل: البُطْنانُ ما كان من تحت العَسیب، و ظُهْرانُه ما كان فوق العسیب؛ و قال أَبو حنیفة: البُطْنانُ من الریش الذی یَلی الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شیئاً أَو جَثَمَ علی بَیْضه أَو فِراخه، و الظُّهارُ و الظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسیب الریشة. و یقال: راشَ سهمَه بظُهْرانٍ و لم یَرِشْه ببُطْنانٍ، لأَنَّ ظُهْرانَ الریش أَوفَی و أَتَمُّ، و بُطْنانُ الریش قِصار، و واحدُ البُطْنانِ بَطْنٌ، و واحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، و العَسِیبُ قَضیبُ الریش فی وسَطِه. و أَبْطَن الرجل كَشْحَه سَیفَه و لسیفه: جعله بطانتَه. و أَبطنَ السیفَ كشْحَه إذا جعله تحت خَصْره. و بطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر: جعله تحته. و بِطانةُ الثوب: خلافُ ظِهارته. و بطَّنَ فلان ثوبه تبطیناً: جعل له بطانةً، و لِحافٌ مَبْطُونٌ و مُبَطَّن، و هی البِطانة و الظِّهارة. قال الله عز و جل: بَطٰائِنُهٰا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ. و قال الفراء فی قوله تعالی: مُتَّكِئِینَ عَلیٰ فُرُشٍ بَطٰائِنُهٰا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ؛ قال: قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً و الظهارةُ بطانةً، و ذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد یكونُ وجهاً، قال: و قد تقول العربُ هذا ظهرُ السماء و هذا بطنُ السماء لظاهرها الذی تراه. و قال غیر الفراء: البِطانةُ ما بطَنَ من الثوب و كان من شأْن الناس إخْفاؤه، و الظهارة ما ظَهَرَ و كان من شأْن الناس إبداؤه. قال: و إنما یجوز ما قال الفراء فی ذی الوجهین المتساویین إذا وَلِیَ كلُّ واحد منهما قوْماً، كحائطٍ یلی أَحد صَفْحَیْه قوماً، و الصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرین، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ لمن یلیه، و كلُّ واحدٍ من الوجهین ظَهْر و بَطْن، و كذلك وجْها الجبل و ما شاكلَه، فأَما الثوبُ فلا یجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً و لا ظِهارتُه بِطانةً، و یجوز أَن یُجْعَل ما یَلینا من وجه السماء و الكواكِب ظهْراً و بطْناً، و كذلك ما یَلینا من سُقوف البیت. أَبو عبیدة: فی باطِن وظِیفَیِ الفرس أَبْطَنانِ، و هما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتی انغَمَسا فی عَصَب الوَظیف. الجوهری: الأَبْطَنُ فی ذِراع الفرسِ عِرْق فی باطنها، و هما أَبْطَنانِ. و الأَبْطَنانِ: عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِیفَی الذراعَینِ حتی یَنْغَمِسا فی الكَفَّین. و البِطانُ: الحزامُ الذی یَلی البَطْنَ. و البِطانُ: حِزامُ الرَّحْل و القَتَب، و قیل: هو للبعیر كالحِزام للدابة، و الجمع أَبطِنةٌ و بُطُن. و بَطَنَه یَبْطُنُه و أَبْطَنَه: شَدَّ بِطانه. قال ابن الأَعرابی وحده: أَبْطَنْتُ البعیر و لا یقال بَطَنْتُه، بغیر أَلف؛ قال ذو الرمة یصف الظلیم: أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإِبْطانَ حادجُه، بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ و القَتَبُ شَبَّه الظَّلیمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَی؛ فشبَّه استِرْخاء «2». عِكْمَیْه باسترخاء جَناحَیِ الظَّلیم، و قد أَنكر أَبو الهیثم بَطَنْت، و قال: لا یجوز إلا أَبْطَنت، و احتجَّ ببیت ذی الرمة. قال الأَزهری: و بَطَنْتُ لغةٌ أَیضاً.
(2). قوله [فشبه استرخاء إلخ] كذا بالأَصل و التهذیب أیضاً، و لعلها مقلوبة، و الأَصل: فشبه استرخاء جناحی الظلیم باسترخاء عكمیه
لسان العرب، ج‌13، ص: 57
و البِطانُ للقَتَب خاصة، و جمعه أَبْطِنة، و الحزامُ للسَّرْج. ابن شمیل: یقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعیرِ و واضَعَه حتی یتَّضِع أَی حتی یَسْترْخی علی بَطْنه و یتمكن الحِمْل منه. الجوهری: البِطانُ للقَتَب الحزامُ الذی یجعل تحت بطن البعیر. یقال: التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا اشتدَّ، و هو بمنزلة التَّصدیر للرحْل، یقال منه: أَبْطَنْتُ البعیرَ إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه. و إنه لعریضُ البِطانِ أَی رَخِیُّ البالِ. و قال أَبو عبید فی باب البخیل، یموتُ و مالُه وافِرٌ لم یُنْفق منه شیئاً: مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم یتَغَضْغَضْ منها شی‌ء، و مثله: مات فلانٌ و هو عریضُ البِطانِ أَی مالُه جَمٌّ لم یَذهَبْ منه شی‌ءٌ؛ قال أَبو عبید: و یُضْرَب هذا المثلُ فی أَمر الدِّین أَی خرَجَ من الدنیا سلیماً لم یَثْلِمْ دینَه شی‌ءٌ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص فی عبد الرحمن بن عَوف لما مات: هنیئاً لك خرَجْتَ من الدنیا بِبِطْنَتِكَ لم یتَغَضْغَضْ منها شی‌ء؛ ضرَبَ البطْنةَ مثلًا فی أَمر الدین، و تغضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، قال: و قد یكون ذمَّاً و لم یُرِدْ به هنا إلْا المَدْحَ. و رجل بَطِنٌ: كثیرُ المال. و البَطِنُ: الأَشِرُ. و البِطْنةُ: الأَشَرُ. و فی المَثَل: البِطْنةُ تُذْهِبُ الفِطْنةَ، و قد بَطِنَ. و شأْوٌ بَطِینٌ: واسعٌ. و البَطین: البعید، یقال: شأْوٌ بطین أَی بعید؛ و أَنشد: و بَصْبَصْنَ، بین أَدانی الغَضَا و بین عُنَیْزةَ، شأْواً بَطِیناً قال: و‌فی حدیث سلیمان بن صُرَد: الشَّوْطُ بَطِینٌ‌أَی بعید. و تبطَّن الرجلُ جاریتَه إذا باشَرها و لمَسَها، و قیل: تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه فیها؛ قال إمرؤُ القیس: كأَنِّی لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ، و لم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ و قال شمر: تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها فی قوله: إذا أَخُو لذَّةِ الدنیا تبطَّنها و یقال: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه أَوْدع نطفتَه بطونها؛ و منه قول الكمیت: فلما رأَی الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ، و صَرَّتَها فی الفجر كالكاعِب الفُضُلْ، و خَبَّ السَّفا، و اسْتبطن الفحلُ، و التقتْ بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ صرَّتُها: جماعة كواكبها، و الجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء. و قال عمرو بن بَحْر: لیس من حَیَوانٍ یتبطَّنُ طَروقتَه غیرُ الإِنسان و التمساح، قال: و البهائم تأْتی إناثها من ورائها، و الطیرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدبر، قال أَبو منصور: و قول ذی الرمة تبطَّنَها أَی علا بطْنَها لیُجامِعَها. و اسْتبطنْتُ الشی‌ءَ و تبَطَّنْتُ الكلأَ: جَوَّلتُ فیه. و ابْتَطنْتُ الناقةَ عشرةَ أَبطن أَی نَتجْتُها عشرَ مرات. و رجل بَطِین الكُرْز إذا كان یَخبَأُ زادَه فی السفر و یأْكل زادَ صاحبه؛ و قال رؤبة یذم رجلًا: أَو كُرَّزٌ یمشی بَطینَ الكُرْزِ و البُطَیْن: نجم من نجوم السماء من منازل القمر بین الشرَطَیْن و الثُّرَیَّا، جاء مصغَّراً عن العرب، و هو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستویة التثلیث كأَنها أَثافی، و هو بطن الحمَل، و صُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثیرة علی صورة الحَمَل، و الشرَطان قَرْناه، و البُطَیْن بَطنُه، و الثریا أَلیتُه، و العرب تزعُم أَن البُطَین لا نَوْء له إلا الریحُ. و البَطینُ: فرس معروف من
لسان العرب، ج‌13، ص: 58
خیل العرب، و كذلك البِطان، و هو ابن البَطین «1». و البَطین: رجل من الخَوارج. و البُطَین الحِمْضیّ: من شُعَرائهم.

بعكن؛ ج13، ص: 58

: رَمْلة بَعْكنةٌ: غلیظة تشتدُّ علی الماشی فیها.

بغدن؛ ج13، ص: 58

: بَغْداذ و بَغْذاد و بَغْذاذ و بَغْدانُ، بالنون، و بَغْدینُ و مَغْدان: مدینة السلام، معرّب، تذكَّر و تؤَنث؛ و أَنشد الكسائی: فیا لیلةً خُرْسَ الدَّجاجِ طویلةً بِبَغْدانَ، ما كادَتْ عن الصبح تَنْجَلی قال: یعنی خرساً دَجاجُها.

بقن؛ ج13، ص: 58

: الأَزهری: أَما بقن فإن اللیث أَهمله، و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَبْقَن إذا أَخصَبَ جَنابُه و اخضرَّت نِعالُه. و النِّعالُ: الأَرضون الصُّلبة.

بلن؛ ج13، ص: 58

: فی الحدیث: ستَفْتَحون بلاداً فیها بَلَّاناتٌ‌أَی حمّامات؛ قال ابن الأَثیر: الأَصل بَلّالات، فأَبدل اللام نوناً.

بلسن؛ ج13، ص: 58

: البُلْسُن: العَدَس، یمانیة؛ قال الشاعر: و هل كانت الأَعرابُ تَعْرِف بُلْسُنا الجوهری: البُلْسُن، بالضم، حَبٌّ كالعدس و لیس به.

بلهن؛ ج13، ص: 58

: البُلَهْنِیة و الرُّفَهْنِیة: سَعَة العیش، و كذلك الرُّفَغْنِیة. یقال: هو فی بُلَهْنِیة من العیش أَی فی سَعة و رَفاغِیة، و هو مُلْحق بالخماسی بأَلف فی آخره، و إنما صارت یاءً لكسرة ما قبلها؛ قال ابن بری: بُلَهْنِیة حقها أَن تُذْكر فی بله فی حرف الهاء لأَنها مُشتقة من البَلَه أَی عَیْش أَبْلَه قد غَفَل «2». و النونُ و الیاءُ فیه زائدتان للإِلحاق بخُبَعْثِنةٍ، و الإِلحاق هو بالیاء فی الأَصل، فأَما أَلف مِعْزًی فإنها بدل من یاء الإِلحاق.

بنن؛ ج13، ص: 58

: البَنَّة: الریح الطیِّبة كرائحة التُّفّاح و نحوها، و جمعُها بِنانٌ، تقول: أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّةً طیِّبة من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل. قال سیبویه: جعلوه اسماً للرائحة الطیبة كالخَمْطة. و‌فی الحدیث: إن للمدینة بَنَّةً؛ البَنَّة: الریح الطیِّبة، قال: و قد یُطلق علی المكروهة. و البَنَّة: ریحُ مَرابِضِ الغنم و الظباء و البقر، و ربما سمیت مرابضُ الغنم بَنَّة؛ قال: أَتانی عن أَبی أَنَسٍ وعیدٌ، و مَعْصُوبٌ تَخُبُّ به الرِّكابُ وعیدٌ تَخْدُجُ الأَرآمُ منه، و تَكره بَنَّةَ الغَنمِ الذِّئابُ و رواه ابن درید: تُخْدِجُ أَی تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً. و قوله: معصوبٌ كتابٌ أَی هو وعید لا یكونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لا تُخْدِجُ أَبداً، و الذئاب لا تكره بَنَّة الغنم أَبداً. الأَصمعی فیما روی عنه أَبو حاتم: البَنَّة تقال فی الرائحة الطیّبة و غیر الطّیبة، و الجمع بِنانٌ؛ قال ذو الرمة یصف الثورَ الوحشیّ: أَبَنَّ بها عوْدُ المَباءَةِ، طَیِّبٌ نسیمَ البِنانِ فی الكِناسِ المُظَلَّلِ قوله: عَود المباءَة أَی ثَوْر قدیم الكِناس، و إنما نَصَب النسیمَ لَمَّا نَوَّنَ الطیِّبَ، و كان من حقه الإِضافةُ فضارع قولَهم هو ضاربٌ زیداً، و منه قوله تعالی: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفٰاتاً أَحْیٰاءً وَ أَمْوٰاتاً؛ أَی كِفاتَ أَحیاءٍ و أَمواتٍ، یقول: أَرِجَتْ ریحُ مباءتنا مما أَصاب أَبعارَه من المطر. و البَنَّة أَیضاً: الرائحة المُنْتِنة، قال: و الجمع من كل ذلك بِنانٌ،
(1). قوله [و هو ابن البطین] عبارة القاموس: و هو أبو البطین (2). قوله [قد غفل] عبارة القاموس: و عیش أبله ناعم كأن صاحبه غافل عن الطوارق
لسان العرب، ج‌13، ص: 59
قال ابن بری: و زعم أَبو عبید أَن البَنَّة الرائحة الطیّبة فقط، قال: و لیس بصحیح بدلیل‌قول علیّ، علیه السلام، للأَشْعث بن قَیْس حین خطَب إلیه ابْنَتَه: قُمْ لعنك الله حائكاً فَلَكَأَنِّی أَجِدُ منكَ بَنَّةَ الغَزْلِ، و فی روایة قال له الأَشْعثُ بنُ قَیْس: ما أَحْسِبُكَ عَرَفْتنی یا أَمیر المؤْمنین، قال: بلی و إنی لأَجِدُ بَنَّة الغزل منك‌أَی ریح الغزل، رماه بالحیاكة، قیل: كان أَبو الأَشْعث یُولَع بالنِّساجة. و البِنُّ: الموضعُ المُنتِنُ الرائحة. الجوهری: البَنَّةُ الرائحة، كریهةً كانت أَو طیبةً. و كِناسٌ مُبِنٌّ أَی ذو بَنَّةٍ، و هی رائحة بَعْر الظِّباء. التهذیب: و‌روی شمر فی كتابه أَن عمر، رضی الله عنه، سأَل رجلًا قَدِمَ من الثَّغْر فقال: هل شَرِبَ الجَیْشُ فی البُنیات الصغار «1».؟ قال: لا، إن القوم لَیُؤْتَوْنَ بالإِناء فیَتداولُونه حتی یشربوه كلُّهم؛ قال بعضهم: البُنیات هاهنا الأَقداحُ الصِّغار. و الإِبْنانُ: اللُّزومُ. و أَبْنَنْتُ بالمكان إِبْناناً إذا أَقمْت به. ابن سیدة: و بَنَّ بالمكان یَبِنُّ بَنّاً و أَبَنَّ أَقام به؛ قال ذو الرمة: أَبَنَّ بها عَوْدُ المباءةِ طَیِّبٌ و أَبی الأَصمعی إلا أَبَنَّ. و أَبَنّتِ السحابةُ: دامَتْ و لزِمَتْ. و یقال: رأَیت حیّاً مُبِنًّا بمكان كذا أَی مقیماً. و التبنینُ: التثبیت فی الأَمر. و البَنِینُ: المتثبِّت العاقل. و‌فی حدیث شریح: قال له أَعرابیّ و أَراد أَن یَعْجَل علیه بالحكومة.تَبَنَّن، أَی تثَبَّتْ، من قولهم أَبَنَّ بالمكان إذا أَقام فیه؛ و قوله: بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً یجوز أَن یكون اللازمَ اللازق، و یجوز أَن یكون من البَنَّة التی هی الرائحة المنتنة، فإما أَن یكون علی الفعل، و إما أَن یكون علی النسب. و البَنان: الأَصابع: و قیل: أَطرافها، واحدتها بَناتةٌ؛ و أَنشد ابن بری لعباس بن مرداس: أَلا لیتَنی قطَّعتُ منه بَنانَه، و لاقَیْتُه یَقْظان فی البیتِ حادِرا و‌فی حدیث جابر و قتْل أَبیه یومَ أُحُد: ما عَرَفْتُه إلا ببَنانه.و البَنانُ فی قوله تعالی: بَلیٰ قٰادِرِینَ عَلیٰ أَنْ نُسَوِّیَ بَنٰانَهُ؛ یعنی شَواهُ؛ قال الفارسی: نَجْعلُها كخُفّ البعیر فلا ینتفع بها فی صناعة؛ فأَما ما أَنشده سیبویه من قوله: قد جَعَلَت مَیٌّ، علی الطِّرارِ، خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ فإنه أَضاف إلی المفرد بحسب إضافة الجنس، یعنی بالمفرد أَنه لم یكسَّر علیه واحدُ الجمع، إنما هو كسِدْرة و سِدَر، و جمعُ القلة بناناتٌ. قال: و ربما استعاروا بناءَ أَكثر العدد لأَقله؛ و قال: خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار یرید خمساً من البَنان. و یقال: بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن كل جمع بینه و بین واحده الهاءُ فإِنه یُوَحِّد و یذكَّرُ. و قوله عز و جل: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنٰاقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنٰانٍ؛ قال أَبو إسحق: البَنانُ هاهنا جمیعُ أَعضاء البدن، و حكی الأَزهری عن الزجاج قال: واحدُ البنان بَنانة، قال: و معناه هاهنا الأَصابعُ و غیرُها من جمیع الأَعضاء، قال: و إنما اشتقاقُ البنان من قولهم أَبَنَّ بالمكان، و البَنانُ به یُعْتَمل كلُّ ما یكون للإِقامة و الحیاة. اللیث: البنان أَطرافُ الأَصابع من الیدین و الرجلین، قال: و البَنان
(1). قوله [فی البنیات الصغار] و قوله [البنیات هاهنا الأَقداح إلخ] هكذا بالتاء آخره فی الأَصل و نسخة من النهایة. و أورد الحدیث فی مادة بنی و فی نسخة منها بنون آخره
لسان العرب، ج‌13، ص: 60
فی كتاب الله هو الشَّوی، و هی الأَیدی و الأَرجُل، قال: و البنانة الإِصْبَعُ الواحدة؛ و أَنشد: لاهُمَّ أَكْرَمْتَ بنی كنانهْ، لیس لحیٍّ فوقَهم بَنانهْ أَی لیس لأَحدٍ علیهم فضل قِیسَ إِصبعٍ. أَبو الهیثم قال: البَنانة الإِصبعُ كلُّها، قال: و تقال للعُقدة العُلیا من الإِصبع؛ و أَنشد: یُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطرَّفُ و المُطرَّفُ: الذی طُرِّفَ بالحنّاء، قال: و كل مَفْصِل بَنانة. و بُنانةُ، بالضم: اسمُ امرأَة كانت تحتَ سَعْد بن لُؤَیّ بن غالبِ بن فِهْرٍ، و یُنسَبُ ولدُه إلیها و هم رَهْط ثابت البُنانیّ. ابن سیدة: و بُنانةُ حیٌّ من العرب، و فی الحدیث ذكرُ بُنانة، و هی بضم الباء و تخفیف النون الأُولی مَحِلة من المَحالّ القدیمة بالبَصرة. و البَنانة و البُنانة: الرَّوْضة المُعْشِبة. أَبو عمرو: البَنْبَنة صوتُ الفُحْشِ و القَذَع. قال ابن الأَعرابی: بَنْبَنَ الرجلُ إذا تكلَّم بكلام الفحش، و هی البَنْبنة؛ و أَنشد أَبو عمرو لكثیر المحاربیّ: قد مَنَعَتْنی البُرَّ و هی تَلْحانْ، و هو كَثیرٌ عندَها هِلِمّانْ، و هی تُخَنْذی بالمَقالِ البَنْبانْ قال: البَنْبانُ الردی‌ء من المنطق و البِنُّ: الطِّرْق من الشحم یقال للدابة إِذا سَمِنتْ: ركِبَها طِرْقٌ علی طِرْقٍ «2» الفراء فی قولهم بَلْ بمعنی الاستدراك: تقول بَلْ و اللّهِ لا آتیكَ و بَنْ و اللّه، یجعلون اللام فیها نوناً، قال: و هی لغة بنی سعد و لغة كلب، قال: و سمعت الباهِلِیین یقولون لا بَنْ بمعنی لا بَلْ، قال: و من خَفیفِ هذا الباب بَنْ و لا بَنْ لغةٌ فی بَلْ و لا بَلْ، و قیل: هو علی البدل؛ قال ابن سیدة: بَلْ كلمة استدراكٍ و إِعلامٍ بالإِضْراب عن الأَولِ، و قولهم: قام زید بَلْ عَمْروٌ و بَنْ عَمْروٌ، فإن النون بدلٌ من اللام، أَ لا تری إلی كثرة استعمال بَلْ و قلَّة استعمال بَنْ و الحُكْمُ علی الأَكثر لا الأَقلِّ؟ قال: هذا هو الظاهر من أَمره قال ابن جنی: و لسْتُ أَدفعُ مع هذا أَن یكون بَنْ لغةً قائمة بنفسها، قال: و مما ضوعف من فائِه و لامِه بَنْبان، غیر مصروف، موضع؛ عن ثعلب؛ و أَنشد شمر: فصار ثنَاها فی تمیمٍ و غیرِهم، عَشِیَّة یأْتیها بِبَنْبانَ عِیرُها یعنی ماءً لبنی تمیم یقال له بَنْبان؛ و فی دیار تمیم ماءٌ یقال له بَنْبان ذكره الحُطیئة فقال: مُقِیمٌ علی بَنْبانَ یَمْنَعُ ماءَه، و ماءَ وَسِیعٍ ماءَ عَطْشان مُرْمل یعنی الزِّبْرِقان أَنه حَلَّأَه عن الماء.

بهكن؛ ج13، ص: 60

: إمرأَة بَهْكنةٌ و بُهاكِنة: تارّة غضَّة و هی ذات شَبابٍ بَهْكَنٍ أَی غَضٍّ، و ربما قالوا بَهْكَل؛ قال السَّلولیّ: بُهاكِنةٌ غَضَّةٌ بَضَّة، بَرُودُ الثَّنایا خِلافَ الكَری التهذیب: جاریة بَهْكَنةٌ تارّة غَریضة، و هُنَّ البَهْكَناتُ و البَهاكِن. ابن الأَعرابی: البَهْكَنةُ الجاریةُ الخفیفةُ الروح الطیِّبة الرائحةِ الملیحةُ الحلوة.

بهنن؛ ج13، ص: 60

: البَهْنانةُ: الضحَّاكة المُتهلِّلة؛ قال الشاعر: یا رُبَّ بَهْنانةٍ مُخَبَّأَةٍ، تَفْتَرُّ عن ناصعٍ من البَرَد
(2). قوله [ركبها طرق علی طرق] هكذا بالأَصل، و فی التكملة بعد هذه العبارة: و بنّ علی بنّ و هی المناسبة للاستشهاد فلعلها ساقطة من الأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 61
و قیل: البَهْنانةُ الطیِّبةُ الریح، و قیل: الطیِّبة الرائحة الحسَنة الخُلقِ السَّمْحة لزَوْجِها، و فی الصحاح: الطیِّبة النفَس و الأَرَجِ، و قیل: هی اللیِّنة فی عملها و مَنْطقها. و‌فی حدیث الأَنصار: ابْهَنُوا منها آخِرَ الدهر‌أَی افرَحوا و طیبُوا نفْساً بصُحْبَتی، من قولهم امرأَةٌ بَهْنانةٌ أَی ضاحكة طیّبة النفَس و الأَرَج؛ فأَما قول عاهان بن كعب بن عمرو بن سعد أَنشده ابن الأَعرابی: أَلا قالتْ بَهانِ، و لمْ تأَبَّقْ: نَعِمْتَ و لا یَلیقُ بكَ النَّعیمُ بَنونَ و هَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ، صَفایا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ فإنه یقال بَهانِ أَراد بَهْنانةً، قال: و عندی أَنه اسم علم كحَذامِ و قَطامِ، و قوله: لم تَأَبَّقْ أَی لم تأْنفْ، و قیل: لم تأَبَّقْ لم تفِرّ، مأْخوذ من أَباقِ العبدِ، و هذا البیت أَورده الجوهری منسوباً لعامانَ بالمیم، و لم یُنبِّه علیه ابن بری بل أَقرّه علی اسمه و زاد فی نسَبه، و هو عاهان بالهاء كما أَورده ابن سیدة، و ذكره أَیضاً فی عوه و قال: هو علی هذا فَعْلانُ و فاعال فیمن جعله من عَهنَ؛ و أَورده الجوهری: كبِرْتَ و لا یلیق بك النعیم و صوابه نَعِمتَ كما أَورده ابن سیدة و غیره. و بُسُّ: اسمُ موضع كثیر النخل. الجوهری: و بَهانِ اسمُ امرأَة مثل قَطامِ. و‌فی حدیث هَوازن: أَنهم خرجوا بدُرَیْد بن الصّمّة یتَبَهّنون به؛ قال ابن الأَثیر: قیل إن الراوی غَلِطَ و إنما هو یَتَبَهْنَسون، و التَّبَهنُسُ كالتَّبَخْتر فی المشی، و هی مِشْیة الأَسد أَیضاً، و قیل: إنما هو تصحیفُ یتَیمَّنُون به، من الیُمْنِ ضِدّ الشُّؤْم. و الباهِینُ: ضرْبٌ من التمر؛ عن أَبی حنیفة. و قال مُرة: أَخبرنی بعضُ أَعراب عُمانَ أَنَّ بهَجَر نخلة یقال لها الباهینُ، لا یزال علیها السَّنةَ كلَّها طلعٌ جدیدٌ و كبائسُ مُبْسِرة و أُخَرُ مُرْطِبة و مُتْمِرة. الأَزهری عن أَبی یوسف: البَیْهَنُ النَّسْتَرَنُ من الرّیاحِین، و البَهْنَوِیُّ من الإِبلِ: ما بین الكِرْمانیّة و العربیّة، و هو دَخِیل فی العربیة.

بون؛ ج13، ص: 61

: البَوْنُ و البُونُ: مسافةُ ما بین الشیئین؛ قال كُثیِّر عزَّة: إذا جاوَزوا معروفَه أَسْلَمْتُهُمْ إلی غمرةٍ … ینظرُ القومُ بُونَها «1». و قد بانَ صاحبُه بَوْناً. و البِوانُ، بكسر الباء: «2». عمود من أَعْمِدة الخِباء، و الجمع أَبْوِنةٌ و بُونٌ، بالضم، و بُوَنٌ، و أَباها سیبویه. و البُونُ: موضعٌ؛ قال ابن درید: لا أَدری ما صحتُه. الجوهری: البانُ ضربٌ من الشجر، واحدتها بانةٌ؛ قال إمرؤُ القیس: بَرَهْرهةٌ رُؤْدةٌ رَخْصةٌ، كخُرْعوبةِ البانةِ المنفطِرْ و منه دُهْنُ البانِ، و ذكره ابن سیدة فی بَیَنَ و علله، و سنذكره هناك. و‌فی حدیث خالد: فلما أَلْقی الشامُ بَوانِیَه عزلَنی و استعمل غیری‌أَی خیرَه و ما فیه من السَّعة و النّعْمة. و یقال: أَلقی عَصاه و أَلقی بَوانِیَه. قال ابن الأَثیر: البَوانی فی الأَصل أَضْلاعُ الصدْرِ، و قیل: الأَكتافُ و القوائمُ، الواحدة بانیة، قال: و منْ حقِّ هذه الكلمة أَن تجی‌ء فی باب الباء و النون و الیاء، قال: و ذكرناها فی هذا الباب حملًا علی ظاهرها، فإنها لم ترد حیث وردت إلا مجموعة. و‌فی
(1). قوله [إلی غمرة إلخ] هكذا فیه بیاض بالأَصل (2). قوله [بكسر الباء] عبارة التكملة: و البوان بالضم عمود الخیمة لغة فی البوان بالكسر، عن الفراء
لسان العرب، ج‌13، ص: 62
حدیث علیّ: أَلقَت السماءُ بَرْكَ بَوانیها؛ یریدُ ما فیها من المطر. و البُوَیْن: موضع؛ قال مَعْقِل بن خوَیلد: لعَمْری لقد نادی المُنادی فراعَنی، غَداةَ البُوَیْنِ، من قریب فأَسْمَعا و بُوانات: موضع؛ قال مَعْن بن أَوس: سَرَتْ من بُواناتٍ فبَوْنٍ فأَصْبَحَتْ بقَوْرانَ، قَورانِ الرِّصاف تُواكِله و قال الجوهری: بُوانةُ، بالضم، اسمُ موضع؛ قال الشاعر: لقد لَقِیَتْ شَوْلٌ، بجَنْبَیْ بُوانةٍ، نَصِیّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما و قال وضَّاح الیمن: أَیا نَخْلَتَیْ وادِی بُوانةَ حَبَّذا، إذا نامَ حُرَّاسُ النخیلِ، جَناكما قال: و ربما جاء بحذف الهاء؛ قال الزَّفَیان: ما ذا تَذَكَّرْتُ من الأَظْعان، طَوالِعاً من نحوِ ذی بُوانِ قال: و أَما الذی ببلاد فارس فهو شِعْب بَوَّان، بالفتح و التشدید؛ قال محمد بن المكرَّم: یقال إنه من أَطْیب بقاع الأَرض و أَحسَن أَماكِنِها؛ و إیّاه عَنی أَبو الطّیب المتنَبِّی بقوله: یَقول بشِعْبِ بَوَّانٍ حِصانی: أَ عَنْ هذا یُسارُ إلی الطِّعانِ؟ أَبوكُمْ آدَمٌ سَنَّ المَعاصی، و عَلَّمكُمْ مُفارَقةَ الجِنانِ و‌فی حدیث النذْر: أَن رجلًا نَذَرَ أَن یَنْحَر إبلًا بِبُوانَةَ؛ قال ابن الأَثیر: هی بضم الباء، و قیل: بفتحها، هَضْبةٌ من وَراء یَنبُع. ابن الأَعرابی: البَوْنة البنت الصغیرة. و البَوْنة: الفصیلة. و البَوْنة: الفراق.

بین؛ ج13، ص: 62

: البَیْنُ فی كلام العرب جاء علی وجْهَین: یكون البَینُ الفُرْقةَ، و یكون الوَصْلَ، بانَ یَبِینُ بَیْناً و بَیْنُونةً، و هو من الأَضداد؛ و شاهدُ البَین الوَصل قول الشاعر: لقد فَرَّقَ الواشِینَ بینی و بینَها، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عینی و عینُها و قال قیسُ بن ذَریح: لَعَمْرُك لو لا البَیْنُ لا یُقْطَعُ الهَوی، و لو لا الهوی ما حَنَّ لِلبَیْنِ آلِفُ فالبَینُ هنا الوَصْلُ؛ و أَنشد أَبو عمرو فی رفع بین قول الشاعر: كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعیدٍ بینُ جالَیْها جَرُورِ و أَنشد أَیضاً: و یُشْرِقُ بَیْنُ اللِّیتِ منها إلی الصُّقْل قال ابن سیدة: و یكون البَینُ اسماً و ظَرْفاً مُتمكِّناً. و فی التنزیل العزیز: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْ مٰا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ؛ قرئَ بَیْنَكُمْ بالرفع و النصب، فالرفع علی الفعل أَی تقَطَّع وَصْلُكم، و النصبُ علی الحذف، یریدُ ما بینكم، قرأَ نافع و حفصٌ عن عاصم و الكسائی بَیْنَكُمْ نصباً، و قرأَ ابن كَثیر و أَبو عَمْروٍ و ابنُ عامر و حمزة بینُكم رفعاً، و قال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بینُكم أَی وَصْلُكم، و من قرأَ بَیْنَكُمْ فإن أَبا العباس روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: معناه تقطَّع الذی كانَ بینَكم؛ و قال الزجاج فیمَنْ فتَحَ المعنی: لقد تقطَّع ما كنتم فیه من الشَّركة بینَكم، و رُوی عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع
لسان العرب، ج‌13، ص: 63
ما بینَكم، و اعتمد الفراءُ و غیرُه من النحویین قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بَیْنَكُمْ*، و كان أَبو حاتم یُنْكِر هذه القراءةَ و یقول: من قرأَ بَیْنَكُمْ لم یُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بینَكم، قال: و لا یجوز حذفُ الموصول و بقاء الصلةِ، لا تُجیزُ العربُ إنّ قامَ زیدٌ بمعنی إنّ الذی قام زیدٌ، قال أَبو منصور: و هذا الذی قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل فی كتابه قوماً مشركین فقال: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادیٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ مٰا خَوَّلْنٰاكُمْ وَرٰاءَ ظُهُورِكُمْ وَ مٰا نَریٰ مَعَكُمْ شُفَعٰاءَكُمُ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِیكُمْ شُرَكٰاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بینكم أَی فیما بینَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَی من ذِكْر الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سیدة: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرین: أَحدُهما أَن یكونَ الفاعلُ مضمَراً أَی لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بینَكم، و الآخرُ ما كان یراهُ الأَخفشُ من أَن یكونَ بینكم، و إن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غیرَ أَنه أُقِرّتْ علیه نَصْبةُ الظرف، و إن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إیاه ظرفاً، إلا أَن استعمالَ الجملة التی هی صفةٌ للمبتدإ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً، لأَنه لیس یَلزمُ أَن یكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك فی الفاعل، أَ لا تری إلی قولهم: تسمعُ بالمُعَیْدِیِّ خیرٌ من أَن تراه؛ أَی سماعُك به خیرٌ من رؤْیتك إیاه. و قد بانَ الحیُّ بَیْناً و بَیْنونةً؛ و أَنشد ثعلب: فهاجَ جوًی فی القَلْب ضَمَّنه الهَوَی بِبَیْنُونةٍ، یَنْأَی بها مَنْ یُوادِعُ و المُبایَنة: المُفارَقَة. و تَبایَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. و غُرابُ البَین: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة: ظَعَنَ الذین فِراقَهم أَتَوَقَّعُ، و جَرَی ببَیْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْیَیْ رأْسِه جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ و قال أَبو الغَوث: غرابُ البَیْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ و الرِّجْلینِ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه یَحْتِمُ بالفراق. و تقول: ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه و فَصَلَه، فهو مُبِینٌ. و‌فی حدیث الشُّرْب: أَبِنِ القَدَحَ عن فیك‌أَی افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا یَسْقُط فیه شی‌ءٌ من الرِّیق، و هو من البَینِ البُعْد و الفِراق. و‌فی الحدیث فی صفته، صلی الله علیه و سلم: لیس بالطویل البائِن‌أَی المُفْرِطِ طُولًا الذی بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال، و بانَ الشی‌ءُ بَیْناً و بُیوناً. و حكی الفارسیُّ عن أَبی زید: طَلَبَ إلی أَبَوَیْه البائنةَ، و ذلك إذا طَلَب إلیهما أَن یُبِیناهُ بمال فیكونَ له علی حِدَةٍ، و لا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوین أَو أَحدِهما، و لا تكونُ من غیرهما، و قد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتی بانَ هو بذلك یَبینُ بُیُوناً. و‌فی حدیث الشَّعْبی قال: سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشیرٍ یقول: سمعتُ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، و طَلَبَتْ عَمْرةُ إلی بشیر بن سعدٍ أَن یُنْحِلَنی نَحْلًا من ماله و أَن یَنْطلِقَ بی إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فیُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غیرُه؟ قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذی أَبَنتَ هذا؟ فقال: لا، قال: فإنی لا أَشهَدُ علی هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ علی هذا غیری، اعْدِلوا بین أَولادكم فی النِّحْل [النُّحْل كما تُحِبُّون أَن یَعْدلوا بینكم فی البرِّ و اللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَی هل أَعْطَیْتَ كلَّ واحدٍ مالًا تُبِینُه به أَی تُفْرِدُه، و الاسم البائنةُ. و‌فی حدیث الصدیق: قال لعائشة،
لسان العرب، ج‌13، ص: 64
رضی الله عنهما: إنی كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل‌أَی أَعطیتُكِ. و حكی الفارسی عن أَبی زید: بانَ و بانَه؛ و أَنشد: كأَنَّ عَیْنَیَّ، و قد بانُونی، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ و تبَایَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، و كذلك فی الشركة إذا انفصلا. و بانَت المرأَةُ عن الرجل، و هی بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق. و تَطْلیقةٌ بائنة، بالهاء لا غیر، و هی فاعلة بمعنی مفعولة، أَی تَطْلیقةٌ «1». ذاتُ بَیْنونةٍ، و مثله: عِیشةٌ راضیةٌ أَی ذاتُ رِضاً. و‌فی حدیث ابن مسعود فیمن طَلق امرأَتَه ثمانیَ تَطْلِیقاتٍ: فقیل له إنها قد بانَتْ منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها‌أَی انفصلت عنه و وقع علیها طلاقُه. و الطَّلاقُ البائِنُ: هو الذی لا یَمْلِك الزوجُ فیه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جدیدٍ، و قد تكرر ذكرها فی الحدیث. و یقال: بانَتْ یدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِینُ بُیوناً، و بانَ الخلِیطُ یَبینُ بَیْناً و بَیْنونةً؛ قال الطرماح: أَ آذَنَ الثاوی بِبَیْنُونة ابن شمیل: یقال للجاریة إذا تزوَّجت قد بانَت، و هُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ. و بَیَّن فلانٌ بِنْتَه و أَبانَها إذا زوَّجَها و صارت إلی زوجها، و بانَت هی إذا تزوجت، و كأَنه من البئر البعیدة أَی بَعُدَتْ عن بیت أَبیها. و‌فی الحدیث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتی یَبِنَّ أَو یَمُتْنَ؛ یَبِنَّ، بفتح الیاء، أَی یتزوَّجْنَ. و‌فی الحدیث الآخر: حتی بانُوا أَو ماتوا.و بئرٌ بَیُونٌ: واسعةُ ما بین الجالَیْنِ؛ و قال أَبو مالك: هی التی لا یُصیبُها رِشاؤُها، و ذلك لأَن جِرابَ البئر مستقیم، و قیل: البَیُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّیِّقَة الأَسْفَل؛ و أَنشد أَبو علی الفارسی: إِنَّك لو دَعَوْتَنی، و دُونی زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَیُونِ، لقُلْتُ: لَبَّیْه لمنْ یَدْعونی فجعلها زَوْراءَ، و هی التی فی جِرابِها عَوَجٌ، و المَنْزَعُ: الموضعُ الذی یَصْعَدُ فیه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ. و قال بعضهم: بئرٌ بَیُونٌ و هی التی یُبِینُ المُسْتَقی الحبل فی جِرابِها لِعَوَجٍ فی جُولها؛ قال جریر یصف خیلًا و صَهِیلَها: یَشْنِفْنَ للنظرِ البعید، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل فی ركایا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحیها لِعَوَجٍ فیها إرنانها ذوات «2». الأَذنِ و النَّشاطِ منها، أَراد أَن فی صهیلِها خُشْنة و غِلَظاً كأَنها تَصْهَل فی بئرٍ دَحُول، و ذلك أَغْلَظُ لِصَهیلِها. قال ابن بری، رحمه الله: البیت للفرزدق لا لجریر، قال: و الذی فی شعره یَصْهَلْنَ. و البائنةُ: البئرُ البعیدةُ القعر الواسعة، و البَیونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِینُ عن جرابِها كثیراً. و أَبانَ الدَّلوَ عن طَیِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا یُصیبَها فتنخرق؛ قال: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بی مَنینُها، لم تَرَ قَبْلی ماتِحاً یُبینُها و تقول: هو بَیْنی و بَیْنَه، و لا یُعْطَفُ علیه إلا
(1). قوله [و هی فاعلة بمعنی مفعولة أی تطلیقة إلخ] هكذا بالأَصل، و لعل فیه سقطاً (2). قوله [إرنانها ذوات إلخ] كذا بالأَصل. و فی التكملة: و البیت للفرزدق یهجو جریراً، و الروایة إرنانها أی كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ. و قول الصاغانی: و الروایة إرنانها یعنی بكسر الهمزة و سكون الراء و بالنون كما هنا بخلاف روایة الجوهری فإنها أذنابها، و قد عزا الجوهری هذا البیت لجریر كما هنا فقد رد علیه الصاغانی من وجهین
لسان العرب، ج‌13، ص: 65
بالواو لأَنه لا یكون إلا من اثنین، و قالوا: بَیْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده سیبویه: فبَیْنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ، و زِناد راعِ إنما أَراد بَیْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ، فإِن قیل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذی هو بَیْن، و قد علمنا أَن هذا الظرفَ لا یضاف من الأَسماء إلا لما یدلُّ علی أَكثر من الواحد أَو ما عُطف علیه غیره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بینَ القومِ و المالُ بین زیدٍ و عمرو، و قولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، و الجملة لا یُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن هاهنا واسطة محذوفةٌ و تقدیر الكلام بینَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَی أَتانا بین أَوقات رَقْبَتِنا إیاه، و الجُمَلُ مما یُضافُ إلیها أَسماءُ الزمان نحو أَتیتك زمنَ الحجاجُ أَمیرٌ، و أَوانَ الخلیفةُ عبدُ المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذی هو أَوقاتٌ و وَلیَ الظرف الذی كان مضافاً إلی المحذوف الجملة التی أُقیمت مُقامَ المضاف إلیها كقوله تعالی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ؛ أَی أَهلَ القریة، و كان الأَصمعیُّ یَخْفِضُ بعدَ بَیْنا إذا صلَح فی موضعه بَیْنَ و یُنشِد قول أَبی ذؤیب بالكسر: بَیْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ و رَوْغِه، یوماً، أُتِیحَ له جَرِی‌ءٌ سَلْفَعُ و غیرُه یرفعُ ما بعدَ بَیْنا و بَیْنَما علی الابتداء و الخبر، و الذی یُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه و بخفْضِها «1». قال ابن بری: و مثلُه فی جواز الرفع و الخفض بعدها قولُ الآخر: كُنْ كیفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ، لا مَزْحَلٌ عنه و لا فَوْتُ بَیْنا غِنَی بیتٍ و بَهْجَتِهِ، زالَ الغِنَی و تَقَوَّضَ البیتُ قال ابن بری: و قد تأْتی إذْ فی جواب بینا كما قال حُمَیْد الأَرقط: بَیْنا الفَتی یَخْبِطُ فی غَیْساتِه، إذ انْتَمَی الدَّهْرُ إلی عِفْراتِه و قال آخر: بیْنا كذلك، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ تَسْبی و تَقْتُل، حتی یَسْأَمَ الناسُ و قال القطامی: فبَیْنا عُمَیْرٌ طامحُ الطَّرف یَبْتَغی عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر قال ابن بری: و هذا الذی قلناه یدلُّ علی فسادِ قول من یقول إنَّ إذ لا تكون إلا فی جواب بَیْنما بزیادة ما، و هذه بعدَ بَیْنا كما تری؛ و مما یدل علی فساد هذا القول أَنه قد جاء بَیْنما و لیس فی جوابها إذ كقول ابن هَرْمة فی باب النَّسیبِ من الحَماسةِ: بینما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ سِراعاً، و العِیسُ تَهْوی هُوِیّا خطَرَتْ خَطْرةٌ علی القلبِ من ذكراكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِیّاً و مثله قول الأَعشی: بَیْنَما المرءُ كالرُّدَیْنیّ ذی الجُبَّةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِیفِ، رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حتی عادَ من بَعْدِ مَشْیِه التَّدْلیفِ و مثله قول أَبی دواد: بَیْنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ رائعُ حَتْفٍ لم یَخْشَ منه انْبِعاقَهْ و‌فی الحدیث: بَیْنا نحن عند رسولِ الله، صلی الله
(1). قوله: [و الذی ینشد إلی و بخفضها؛ هكذا فی الأَصل، و لعل فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌13، ص: 66
علیه و سلم، إذ جاءه رجلٌ؛ أَصلُ بَیْنا بَیْنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، و یقال بَیْنا و بَیْنما، و هما ظرفا زمانٍ بمعنی المفاجأَة، و یُضافان إلی جملة من فعلٍ و فاعلٍ و مبتدإٍ و خبر، و یحْتاجان إلی جواب یَتِمُّ به المعنی، قال: و الأَفصَح فی جوابهما أَن لا یكون فیه إذا و إذا، و قد جاءا فی الجواب كثیراً، تقول: بَینا زیدٌ جالسٌ دخَل علیه عمرٌو، و إذ دخَل علیه، و إذا دخل علیه؛ و منه قول الحُرَقة بنت النُّعمان: بَیْنا نَسوسُ الناسَ، و الأَمرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فیهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ و أَما قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه جعلنا بینَهم من العذاب ما یُوبِقُهم أَی یُهْلِكهم؛ و قال الفراء: معناه جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ أَی تواصُلهم فی الدنیا مَوْبِقاً لهم یوم القیامة أَی هُلْكاً، و تكون بَیْن صفة بمنزلة وسَط و خِلال. الجوهری: و بَیْن بمعنی وسْط، تقول: جلستُ بینَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفیف، و هو ظرفٌ، و إن جعلته اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بینُكم، برفع النون، كما قال أَبو خِراش الهُذلی یصف عُقاباً: فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ، فصادَفَ بینَ عَینَیْه الجَبُوبا الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهری فی أَثناء هذه الترجمة: روی عن أَبی الهیثم أَنه قال الكواكب البَبانیات «1». هی التی لا یَنزِلها شمسٌ و لا قمرٌ إنما یُهْتَدی بها فی البرِّ و البحر، و هی شامیة، و مَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها القُطْب و هو كوكبٌ لا یَزول، و الجدْی و الفَرْقَدان، و هو بَیْنَ القُطب، و فیه بَنات نعْشٍ الصغری، و قال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد یقول إذا كان الاسم الذی یجی‌ء بعد بَیْنا اسماً حقیقیّاً رفَعته بالابتداء، و إن كان اسماً مصدریّاً خفضْتَه، و یكون بَیْنا فی هذا الحال بمعنی بینَ، قال: فسأَلت أَحمد بن یحیی عنه و لم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من الفصحاء من یرفع الاسم الذی بعد بَینا و إن كان مصدریّاً فیُلحقه بالاسم الحقیقی؛ و أَنشد بیتاً للخلیل بن أَحمد: بَینا غِنَی بیتٍ و بَهْجَتِه، ذهَبَ الغِنی و تَقَوَّضَ البَیْتُ و جائز: و بهْجَتُه، قال: و أَما بَیْنما فالاسمُ الذی بعده مرفوعٌ، و كذلك المصدر. ابن سیدة: و بَیْنا و بینما من حروف الابتداء، و لیست الأَلف فی بَیْنا بصلةٍ، و بَینا فعْلی أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، و بینما بَین زِیدت علیه ما، و المعنی واحد، و هذا الشی‌ء بَینَ بَینَ أَی بَیْنَ الجیِّد و الرَّدی‌ء، و هما اسمان جُعِلا واحداً و بُنیا علی الفتح، و الهمزة المخفَّفة تسمّی همزة بَیْنَ بَیْنَ؛ و قالوا: بَین بَین، یریدون التَّوَسُّط كما قال عَبید بن الأَبرص: نَحْمی حَقیقَتَنا، و بعض القَوْم یَسْقُطُ بَینَ بَیْنا و كما یقولون: همزة بَین بَین أَی أَنها همزةٌ بَیْنَ الهمزةِ و بین حرف اللین، و هو الحرف الذی منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهی بین الهمزة و الأَلف مثل سأَل، و إن كانت مكسورة فهی بین الهمزة و الیاء مثل سَئِمَ، و إن كانت مضمومةً فهی بین الهمزة و الواو مثل لَؤُم، إلا أَنها لیس لها تمكینُ الهمزة المحققة، و لا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلًا لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها و إن كانت قد قرُبَت من الساكن و لم یكن لها تَمْكین الهمزةِ المحقَّقة فهی
(1). وردت فی مادة بین [البابانیات] تبعاً للأَصل، و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌13، ص: 67
متحرِّكة فی الحقیقة، فالمفتوحة نحو قولك فی سأَل سأَلَ، و المكسورةُ نحو قولك فی سَئِمَ سَئِمَ، و المضمومة نحو قولك فی لؤُم لؤُم، و معنی قول سیبویه بَیْنَ بَیْنَ أَنها ضعیفة لیس لها تمكینُ المحقَّقة و لا خُلوصُ الحرف الذی منه حركتُها، قال الجوهری: و سمیت بَینَ بینَ لضَعْفِها؛ و أَنشد بیت عبید بن الأَبرص: و بعض القومِ یسقط بین بینا أَی یتساقط ضَعیفاً غیر معتدٍّ به؛ قال ابن بری: قال السیرافی كأَنه قال بَینَ هؤلاء و هؤلاء، كأَنه رجلٌ یدخل بینَ فریقین فی أَمرٍ من الأُمور فیسقُطُ و لا یُذْكَر فیه؛ قال الشیخ: و یجوز عندی أَن یرید بینَ الدخول فی الحرب و التأَخر عنها، كما یقال: فلان یُقَدِّم رِجْلًا و یُؤَخر أُخری. و لَقِیتُه بُعَیدات بَیْنٍ إذا لقِیتَه بعدَ حینٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم أَتیته؛ و قوله: و ما خِفْتُ حتی بَیَّنَ الشربُ و الأَذی بِقانِئِه، إِنِّی من الحیِّ أَبْیَنُ أَی بائن. و البَیانُ: ما بُیِّنَ به الشی‌ءُ من الدلالة و غیرِها. و بانَ الشی‌ءُ بَیاناً: اتَّضَح، فهو بَیِّنٌ، و الجمع أَبْیِناءُ، مثل هَیِّنٍ و أَهْیِناء، و كذلك أَبانَ الشی‌ءُ فهو مُبینٌ؛ قال الشاعر: لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِی جلدِها، لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ قال ابن بری عند قول الجوهری و الجمع أَبْیِناء مثل هیِّن و أَهْیِناء، قال: صوابه مثل هیِّنٍ و أَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ. و أَبَنْتُه أَنا أَی أَوْضَحْتُه. و استَبانَ الشی‌ءُ: ظهَر. و استَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. و تَبَیَّنَ الشی‌ءُ: ظَهَر، و تَبیَّنْتهُ أَنا، تتعدَّی هذه الثلاثةُ و لا تتعدّی. و قالوا: بانَ الشی‌ءُ و اسْتَبانَ و تَبیَّن و أَبانَ و بَیَّنَ بمعنی واحد؛ و منه قوله تعالی: آیٰاتٍ مُبَیِّنٰاتٍ*، بكسر الیاء و تشدیدها، بمعنی مُتبیِّنات، و من قرأَ مُبَیَّنات بفتح الیاء فالمعنی أَن الله بَیَّنَها. و فی المثل: قد بَیَّنَ الصبحُ لذِی عینَین أَی تَبَیَّن؛ و قال ابن ذَریح: و للحُبِّ آیاتٌ تُبَیَّنُ للفَتی شُحوباً، و تَعْری من یَدَیه الأَشاحم «1». قال ابن سیدة: هكذا أَنشده ثعلب، و یروی: تُبَیِّن بالفتی شُحوب. و التَّبْیینُ: الإِیضاح. و التَّبْیین أَیضاً: الوُضوحُ؛ قال النابغة: إلَّا الأَوارِیّ لأْیاً ما أُبَیِّنُها، و النُّؤْیُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد یعنی أَتَبیَّنُها. و التِّبْیان: مصدرٌ، و هو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجی‌ء علی التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار و التَّكْرار و التَّوْكاف، و لم یجی‌ءْ بالكسر إلا حرفان و هما التِّبْیان و التِّلقاء. و منه‌حدیث آدم و موسی، علی نبینا محمد و علیهما الصلاة و السلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فیها تِبْیانُ كلِّ شی‌ءٍ‌أَی كشْفُه و إیضاحُه، و هو مصدر قلیل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح. و قوله عز و جل: وَ هُوَ فِی الْخِصٰامِ غَیْرُ مُبِینٍ؛ یرید النساء أَی الأُنثی لا تكاد تَسْتَوفی الحجةَ و لا تُبینُ، و قیل فی التفسیر: إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا علیها، و قد قیل: إنه یعنی به الأَصنام، و الأَوّل أَجود. و قوله عز و جل: لٰا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُیُوتِهِنَّ وَ لٰا یَخْرُجْنَ إِلّٰا أَنْ یَأْتِینَ بِفٰاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ؛ أَی ظاهرة مُتَبیِّنة. قال ثعلب: یقول إذا طلَّقها لم یحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بیته، و لا أَن یُخْرجها هو إلا بحَدٍّ
(1). قوله [الأَشاحم] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 68
یُقام علیها، و لا تَبینُ عن الموضع الذی طُلِّقت فیه حتی تنقضی العدّة ثم تخرُج حیث شاءت، و بِنْتُه أَنا و أَبَنتُه و اسْتَبنْتُه و بَیَّنْتُه؛ و روی بیت ذی الرمة: تُبَیِّنُ نِسْبةَ المَرَئِیّ لُؤْماً، كما بَیَّنْتَ فی الأَدَم العَوارا أَی تُبَیِّنُها، و رواه علیّ بن حمزة: تُبیِّن نِسبةُ …، بالرفع، علی قوله قد بَیَّنَ الصبحُ لذی عَینین. و یقال: بانَ الحقُّ یَبینُ بَیاناً، فهو بائنٌ، و أَبانَ یُبینُ إبانة، فهو مُبینٌ، بمعناه. و منه قوله تعالی: حم وَ الْكِتٰابِ الْمُبِینِ*؛ أَی و الكتاب البَیِّن، و قیل: معنی الْمُبِینِ* الذی أَبانَ طُرُقَ الهدی من طرق الضلالة و أَبان كلَّ ما تحتاج إلیه الأُمّة؛ و قال الزجاج: بانَ الشی‌ءُ و أَبانَ بمعنی واحد. و یقال: بانَ الشی‌ءُ و أَبَنتُه، فمعنی مُبین أَنه مُبینٌ خیرَه و برَكَته، أَو مُبین الحقَّ من الباطل و الحلالَ من الحرام، و مُبینٌ أَن نُبُوَّةَ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حقٌّ، و مُبین قِصَصَ الأَنبیاء. قال أَبو منصور: و یكون المستبین أَیضاً بمعنی المُبین. قال أَبو منصور: و الاسْتِبانةُ یكون واقعاً. یقال: اسْتَبنتُ الشی‌ءَ إذا تأَملتَه حتی تَبیَّن لك. قال الله عز و جل: وَ كَذٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآیٰاتِ وَ لِتَسْتَبِینَ سَبِیلُ الْمُجْرِمِینَ؛ المعنی وَ لِتَسْتَبِینَ أَنت یا محمد سبیلَ المجرمین أَی لتزدادَ استِبانة، و إِذا بانَ سبیلُ المجرمین فقد بان سبیل المؤمنین، و أَكثرُ القراء قرؤُوا: وَ لِتَسْتَبِینَ سَبِیلُ الْمُجْرِمِینَ؛ و الاسْتبانة حینئذٍ یكون غیر واقع. و یقال: تبَیَّنْت الأَمر أَی تأَمَّلته و توسَّمْتُه، و قد تبیَّنَ الأَمرُ یكون لازِماً و واقِعاً، و كذلك بَیَّنْته فبَیَّن أَی تَبَیَّن، لازمٌ و متعدّ. و قوله عز و جل: وَ نَزَّلْنٰا عَلَیْكَ الْكِتٰابَ تِبْیٰاناً لِكُلِّ شَیْ‌ءٍ؛ أَی بُیِّن لك فیه كلُّ ما تحتاج إلیه أَنت و أُمتُك من أَمر الدِّین، و هذا من اللفظ العامِّ الذی أُرید به الخاصُّ، و العرب تقول: بَیَّنْت الشی‌ءَ تَبْییناً و تِبْیاناً، بكسر التاء، و تِفْعالٌ بكسر التاء یكون اسماً، فأَما المصدر فإِنه یجی‌ء علی تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب و التَّصْداق و ما أَشبهه، و فی المصادر حرفان نادران: و هما تِلْقاء الشی‌ء و التِّبْیان، قال: و لا یقاس علیهما. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: أَلا إنَّ التَّبیین من الله و العَجَلة من الشیطان فتبیَّنُوا؛ قال أَبو عبید: قال الكسائی و غیره التَّبْیین التثبُّتُ فی الأَمر و التَّأَنی فیه، و قرئ قوله عز و جل: إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ فَتَبَیَّنُوا، و قرئ: فتثبَّتوا، و المعنیان متقاربان. و قوله عز و جل: إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا، و فتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهین جمیعاً. و قال سیبویه فی قوله: الْكِتٰابِ الْمُبِینِ*، قال: و هو التِّبیان، و لیس علی الفعل إنما هو بناءٌ علی حدة، و لو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بیَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت. و قال كراع: التِّبیان مصدرٌ و لا نظیر له إلا التِّلقاء، و هو مذكور فی موضعه. و بینهما بَینٌ أَی بُعْد، لغة فی بَوْنٍ، و الواو أَعلی، و قد بانَه بَیْناً. و البَیانُ: الفصاحة و اللَّسَن، و كلامٌ بیِّن فَصیح. و البَیان: الإِفصاح مع ذكاء. و البَیِّن من الرجال: الفصیح. ابن شمیل: البَیِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصیح الظریف العالی الكلام القلیل الرتَج. و فلانٌ أَبْیَن من فلان أَی أَفصح منه و أَوضح كلاماً. و رجل بَیِّنٌ: فصیح، و الجمع أَبْیِناء، صحَّت الیاء لسكون ما قبلها؛ و أَنشد شمر: قد یَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبیُّ، و یَلْتَئی علی البَیِّنِ السَّفّاكِ، و هو خَطیبُ قوله یَلتئی أَی یُبْطئ، من اللأْی و هو الإِبطاء. و حكی اللحیانی فی جمعه أَبْیان و بُیَناء، فأَما أَبْیان
لسان العرب، ج‌13، ص: 69
فكمیِّت و أَموات، قال سیبویه: شَبَّهوا فَیْعِلًا بفاعل حین قالوا شاهد و أَشهاد، قال: و مثله، یعنی میِّتاً و أَمواتاً، قیِّل و أَقیال و كَیِّس و أَكیاس، و أَما بُیِّناء فنادر، و الأَقیَس فی ذلك جمعُه بالواو، و هو قول سیبویه.روی ابنُ عباس عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِنّ من البیان لسِحْراً و إِنّ من الشِّعر لحِكَماً؛ قال: البَیان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، و هو من الفَهْم و ذكاءِ القلْب مع اللَّسَن، و أَصلُه الكَشْفُ و الظهورُ، و قیل: معناه إِن الرجُلَ یكونُ علیه الحقُّ، و هو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فیَقْلِبُ الحقَّ بِبَیانِه إلی نَفْسِه، لأَن معنی السِّحْر قَلْبُ الشی‌ءِ فی عَیْنِ الإِنسانِ و لیس بِقَلْبِ الأَعیانِ، و قیل: معناه إِنه یَبْلُغ من بَیانِ ذی الفصاحة أَنه یَمْدَح الإِنسانَ فیُصدَّق فیه حتی یَصْرِفَ القلوبَ إلی قولِه و حُبِّه، ثم یذُمّه فیُصدّق فیه حتی یَصْرِفَ القلوبَ إلی قوله و بُغْضِهِ، فكأَنه سَحَرَ السامعین بذلك، و هو وَجْهُ‌قوله: إِن من البیانِ لسِحْراً.و‌فی الحدیث عن أَبی أُمامة: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: الحیاءُ و العِیُّ شُعْبتان من الإِیمانِ، و البَذاءُ و البیانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ و هو الفُحْشُ فظاهر، و أَما البیانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق فی النُّطْق و التفاصُحَ و إظهارَ التقدُّم فیه علی الناس و كأَنه نوعٌ من العُجْب و الكِبْرِ، و لذلك قال‌فی روایة أُخْری: البَذاءُ و بعضُ البیان، لأَنه لیس كلُّ البیانِ مذموماً. و قال الزجاج فی قوله تعالی: خَلَقَ الْإِنْسٰانَ عَلَّمَهُ الْبَیٰانَ؛ قیل إِنه عنی بالإِنسان هاهنا النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، عَلَّمَهُ الْبَیٰانَ أَی علَّمه القرآنَ الذی فیه بیانُ كلِّ شی‌ء، و قیل: الإِنسانُ هنا آدمُ، علیه السلام، و یجوز فی اللغة أَن یكون الإِنسانُ اسماً لجنس الناس جمیعاً، و یكون علی هذا علَّمَه البیانَ جعَله ممیِّزاً حتی انفصل الإِنسانُ ببیَانِه و تمییزه من جمیع الحیوان. و یقال: بَیْنَ الرجُلَین بَیْنٌ بَعیدٌ و بَوْنٌ بعید؛ قال أَبو مالك: البَیْنُ الفصلُ «2». بین الشیئین، یكون إمّا حَزْناً أَو بقُرْبه رَمْلٌ، و بینَهما شی‌ءٌ لیس بحَزنٍ و لا سهلٍ. و البَوْنُ: الفضلُ و المزیّةُ. یقال: بانه یَبونُه و یَبینُه، و الواوُ أَفصحُ، فأَما فی البُعْد فیقال: إن بینهما لَبَیْناً لا غیر. و قوله‌فی الحدیث: أَولُ ما یُبِینُ علی أَحدِكم فَخِذُه‌أَی یُعْرب و یَشهد علیه. و نخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافیرَ و امتدّت عراجِینُها و طالت؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد لحَبیب القُشَیْری: من كل بائنةٍ تَبینُ عُذوقَها عنها، و حاضنةٍ لها مِیقارِ قوله: تَبینُ عذوقَها یعنی أَنها تَبین عذوقَها عن نفسها. و البائنُ و البائنةُ من القِسِیِّ: التی بانتْ من وتَرِها، و هی ضد البانِیة، إلا أَنها عیب، و الباناةُ مقلوبةٌ عن البانِیة. الجوهری: البائنةُ القوسُ التی بانت عن وَتَرِها كثیراً، و أَما التی قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتی كادت تلْصَق به فهی البانیةُ، بتقدیم النون؛ قال: و كلاهما عیب. و الباناةُ: النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّریّ عن أَبی الخطاب. و للناقة حالِبانِ: أَحدُهما یُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَیمن، و الآخرُ یحلُب من الجانب الأَیْسر، و الذی یَحْلُب یسمَّی المُسْتَعْلی و المُعَلِّی، و الذی یُمْسِك یسمَّی البائنَ. و البَیْنُ: الفراق. التهذیب: و من أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ، و قیل: أَعلمُ، أَی مَنْ وَلِیَ أَمْراً و مارَسَه فهو أَعلم به ممن لم یُمارِسْه، قال:
(2). قوله [البین الفصل إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 70
و البائن الذی یقومُ علی یمین الناقة إذا حلبَها، و الجمع البُیَّنُ، و قیل: البائنُ و المُسْتَعْلی هما الحالبان اللذان یَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، و الآخر مُحْلِب، و المُعینُ هو المُحْلِب، و البائن عن یمین الناقة یُمْسِك العُلْبةَ، و المُسْتَعْلی الذی عن شِمالها، و هو الحالبُ یَرْفع البائنُ العُلْبةَ إلیه؛ قال الكمیت: یُبَشِّرُ مُسْتعلِیاً بائنٌ، من الحالبَیْنِ، بأَن لا غِرارا قال الجوهری: و البائنُ الذی یأْتی الحلوبةَ من قِبَل شمالها، و المُعَلِّی الذی یأْتی من قِبل یمینها. و البِینُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطریق، و قیل: هو ارتفاعٌ فی غِلَظٍ، و قیل: هو الفصل بین الأَرْضَیْن. و البِینُ أَیضاً: الناحیةُ، قال الباهلی: المِیلُ قدرُ ما یُدْرِكُ بصره من الأَرض، و فَصْلٌ بَیْنَ كلّ أَرْضَیْن یقال له بِینٌ، قال: و هی التُّخومُ، و الجمعُ بُیونٌ؛ قال ابن مُقْبِل یُخاطِبُ الخیالَ: لَمْ تَسْرِ لَیْلی و لم تَطْرُقْ لحاجتِها، من أَهلِ رَیْمانَ، إلا حاجةً فینا بِسَرْوِ حِمْیَر أَبْوالُ البِغالِ به، أَنَّی تَسَدَّیْتَ وَهْناً ذلكَ البِینا «1». و مَن كسَر التاءَ و الكافَ ذهَب بالتأْنیث إلی ابنة البكریّ صاحبة الخیال، قال: و التذكیر أَصْوَبُ. و یقال: سِرْنا میلًا أَی قدر مدّ البَصَرِ، و هو البِینُ. و بِینٌ: موضعٌ قریب من الحیرة. و مُبِینٌ: موضع أَیضاً، و قیل: اسمُ ماءٍ؛ قال حَنْظلةُ بن مصبح: یا رِیَّها الیومَ علی مُبِینِ، علی مبینٍ جَرَدِ القَصیمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ، و فَحْلَها أَسود كالظَّلیمِ جمع بین النون و المیم، و هذا هو الإِكْفاء؛ قال الجوهری: و هو جائز للمطْبوع علی قُبْحِه، یقول: یا رِیَّ ناقتی علی هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء و هو تعجُّب. و بَیْنونةُ: موضع؛ قال: یا رِیحَ بَیْنونةَ لا تَذْمِینا، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِینا «2». و هُما بَیْنونَتانِ بَیْنونةُ القُصْوَی و بَینونة الدُّنیا، و كِلْتاهما فی شِقِّ بنی سعدٍ بَیْنَ عُمانَ و یَبْرِین. التهذیب: بَیْنونة موضعٌ بینَ عُمان و البحرَیْن وبی‌ءٌ. و عَدَنُ أَبْیَنَ و إِبْیَن: موضعٌ، و حكی السیرافی: عَدَن أَبْیَن، و قال: أَبْیَن موضع، و مثَّل سیبویه بأَبْیَن و لم یُفَسِّرْهُ، و قیل: عَدَن أَبْیَن اسمُ قریةٍ علی سیفِ البحر ناحیةَ الیمن. الجوهری: أَبْیَنُ اسمُ رجلٍ ینسب إلیه عَدَن، یقال: عَدَنُ أَبْیَنَ. و البانُ: شجرٌ یَسْمُو و یَطُول فی اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، و ورَقُه أَیضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، و لیس لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زیاد: من العِضاه البانُ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شدیدُ الخُضْرة، و ینبت فی الهِضَبِ، و ثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبیاء إلا أَن خُضْرَتَها شدیدةٌ، و لها حبٌّ و من ذلك الحبِّ یُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ. التهذیب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِیه الطِّیب، ثم یُعْتَصر دُهْنها طِیباً، و جمعها البانُ، و لاسْتِواءِ نباتِها و نباتِ أَفنانِها و طُولِها و نَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاریةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقیل: كأَنها بانةٌ، و كأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قیس بن الخَطیم:
(1). قوله [بسرو] قال الصاغانی، و الروایة: من سرو حمیر لا غیر (2). قوله [بألوان] فی یاقوت: بأرواح
لسان العرب، ج‌13، ص: 71
حَوْراءَ جَیداء یُسْتَضاءُ بها، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سیدة: قَضَینا علی أَلف البانِ بالیاء، و إن كانت عیناً لغلبةِ (ب ی ن) علی (ب و ن).

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج13، ص: 71

تأن؛ ج13، ص: 71

: أَنشد ابن الأَعرابی: أَ غَرَّكَ یا مَوْصولُ، منها ثُمالةٌ و بَقْلٌ بأَكنافِ الغُرَیِّ تُؤَانُ قال: أَراد تُؤَامُ فأَبدل، هذا قوله، قال: و أَحسن منه أَن یكون وَضْعاً لا بدلًا، قال: و لم نسمع هذا إلا فی هذا البیت، و قوله: یا موصولُ إِما أَن یكون شَبَّهه بالموصول من الهوامّ، و إما أَن یكون اسمَ رجل. و حكی ابن بری قال: تتَاءَنَ الرجلُ الصیدَ إذا جاءَه من هنا مرّةً و من هنا مرة أُخری، و هو ضرْبٌ من الخدیعة؛ قال أَبو غالب المَعْنِیّ: تتَاءَنَ لی بالأَمرِ من كل جانبٍ لیَصْرِفَنی عمّا أُرِیدُ كَنود.

تبن؛ ج13، ص: 71

: التِّبْنُ: عَصیفة الزَّرْع من البُرِّ و نحوه معروف، واحدته تِبْنة، و التَّبْنُ: لغة فیه. و التَّبْنُ، بالفتح: مصدر تَبَنَ الدابةَ یَتْبِنُها تَبْناً عَلَفَها التِّبْنَ. و رجل تَبّانٌ: یَبیع التِّبْنَ، و إن جعلتَه فَعْلانَ من التَّبّ لم تصْرِفْه. و التِّبْنُ، بكسر التاء و سكون الباء: أَعظم الأَقْداحِ یكادُ یُرْوی العشرین، و قیل: هو الغلیظ الذی لم یُتَنَوَّق فی صَنْعَتِه. قال ابن بری و غیره: ترتیبُ الأَقداحِ الغُمَر، ثم القَعْب یُرْوی الرجل، ثم القَدَحُ یُرْوی الرَّجلین، ثم العُسُّ یُروی الثلاثةَ و الأَربعة، ثم الرَّفْد، ثم الصَّحْن مقارب التِّبْنِ. قال ابن بری: و ذكر حمزة الأَصفهانی بعد الصَّحْن ثم المعْلَق، ثم العُلْبة، ثم الجَنْبَة، ثم الحَوْأَبةُ، قال: و هی أَنْكَرُها، قال: و نسب هذه الفروق إلی الأَصمعی. و‌فی حدیث عمرو بن معدیكرب: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَن.و التَّبَانةُ: الطَّبانةُ و الفِطْنة و الذَّكاءُ. و تَبِنَ له تَبَناً و تَبانةً و تَبانِیَةً: طَبِنَ، و قیل: التَّبَانةُ فی الشر، و الطَّبَانةُ فی الخیر. و‌فی حدیث سالم بن عبد الله قال: كنا نقول فی الحامل المتوفَّی عنها زوجُها إِنه یُنْفَقُ علیها من جمیع المال حتی تَبَّنْتُم ما تَبَّنْتُم؛ قال عبد الله: أُراها خَلَّطْتُم، و قال أَبو عبیدة: هو من التَّبانة و الطَّبانةِ، و معناهما شدَّةُ الفِطْنةِ و دِقَّةُ النظر، و معنی قول سالم تَبَّنْتُمْ أَی أَدْقَقْتُمْ النظر فقُلْتُم إنه یُنْفَقُ علیها من نصیبها. و قال اللیث: طَبِنَ له، بالطاء، فی الشرِّ، و تَبِنَ له فی الخیر؛ فجعَل الطَّبانة فی الخَدیعةِ و الاغْتِیال، و التَّبانةَ فی الخیر؛ قال أَبو منصور: هما عند الأَئمة واحدٌ، و العرب تُبْدِلُ الطاءَ تاءً لقُرْب مَخرَجِهما، قالوا: مَتَّ و مَطَّ إذا مَدَّ، و طَرَّ و تَرَّ إذا سقط، و مثله كثیر فی الكلام. و قال ابن شمیل: التَّبَنُ إنما هو اللُّؤْمُ و الدِّقَّة، و الطَّبَنُ العِلْمُ بالأُمور و الدَّهاءُ و الفِطنة؛ قال أَبو منصور: و هذا ضدُّ الأَول. و روی عن الهوازنی أَنه قال: اللهم اشْغَلْ عنا أَتبانَ الشعراء، قال: و هو فِطْنَتهم لما لا یُفطَنُ له. الجوهری: و تَبِنَ الرجلُ، بالكسر، یَتْبَنُ تَبَناً، بالتحریك، أَی صارَ فَطِناً؛ فهو تَبِنٌ أَی فَطِنٌ دقیقُ النظر فی الأُمور، و قد تَبَّنَ تَتْبیناً إذا أَدَقَّ النظرَ. قال أَبو عبید: و‌فی الحدیث أَن الرجلَ لَیَتكلَّم بالكلمةِ یُتَبِّنُ فیها یَهْوِی بها فی النار؛ قال أَبو عبید: هو عندی إِغْماضُ الكلام و تَدقیقُه فی الجدلِ و الخصومات
لسان العرب، ج‌13، ص: 72
فی الدِّین؛ و منه‌حدیث مُعاذٍ: إِیاكم و مُغَمَّضاتِ [مُغَمِّضاتِ «1». الأُمور.و رجل تَبِنٌ بَطِنٌ: دقیقُ النظر فی الأُمور فَطِنٌ كالطَّبِن، و زعم یعقوب أَن التاء بدل. قال ابن بری: قال أَبو سعید السیرافی تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه، ذكَره عند قول سیبویه. و بَطِنَ بَطَناً، فهو بَطِنٌ، و تَبِنَ تَبَناً فهو تَبِنٌ، فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ، قال: و قد یجوز أَن یرید سیبویه بتَبِنَ «2» امتَلأَ بطنُه لأَنه ذكره بعده، و بَطِنَ بَطَناً، و هذا لا یكون إلا الفطنة، قال: و التَّبِنُ الذی یَعْبَثُ بیدِه فی كل شی‌ء. و قوله‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: إنه كان یَلْبَسُ رداءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ‌أَی یُشْبه لونه لونَ التِّبْنِ. و التُّبَّان، بالضم و التشدید: سَراویلُ صغیرٌ مقدارُ شبْر یستر العورة المغلَّظة فقط، یكون للملَّاحینَ. و‌فی حدیث عمّار: أَنه صلی فی تُبّانٍ فقال إنی مَمْثونٌ‌أَی یشتكی مَثانَتَه، و قیل: التُّبّانُ شِبْهُ السَّراویلِ الصغیر. و‌فی حدیث عمر: صلی رجل فی تُبّانٍ و قمیص، تذكِّره العرب، و الجمع التَّبابِین. و تُبْنَی: موضع؛ قال كثیِّر عزة: عَفا رابغٌ من أَهلِه فالظَّواهِرُ، فأَكنافُ تُبْنَی قد عَفَتْ، فالأَصافِرُ.

ترن؛ ج13، ص: 72

: تُرْنَی: المرأَةُ الفاجرة، فیمن جعلها فُعْلی، و قد قیل: إِنها تُفْعَل من الرُّنُوّ، و هو مذكور فی موضعه؛ قال أَبو ذؤَیب: فإِنَّ ابنَ تُرْنَی، إذا جِئْتُكم، یُدافِعُ عَنِّیَ قولًا بَرِیحا قوله: قولًا بریحا أَی یسمعنی بمُشْتَقِّه «3» قال ابن بری: قال أَبو العباس الأَحْوَل ابن تُرْنَی اللئیمُ، و كذا قال فی ابن فَرْتَنَی. قال ثعلب: ابن تُرْنَی و ابن فَرْتَنَی أَی ابن أَمة. ابن الأَعرابی: العرب تقول للأَمةِ تُرْنَی و فَرْتَنَی، و تقول لولد البَغیّ: ابن تُرْنَی و ابن فَرْتَنَی؛ قال صخر الغی: فإنَّ ابنَ تُرْنَی، إذا جِئتُكم، أَراه یُدافِعُ قوْلًا عنیفاً أَی قولًا غیر حسَنٍ؛ و قال عمروٌ ذو الكلب: تمَنّانی ابنُ تُرْنَی أَن یَرانی، فغیْری ما یُمَنَّی من الرِّجالِ. قال أَبو منصور: یحتمل أَن یكون تُرْنَی مأْخوذاً من رُنِیَتْ تُرْنَی إذا أُدیمَ النظرُ إلیها.

تعهن؛ ج13، ص: 72

: فی الحدیث: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بِتُعُهِّنَ و هو قائلٌ السُّقْیا؛ قال أَبو موسی: هو بضم التاء و العین و تشدید الهاء، موضعٌ فیما بین مكة و المدینة، قال: و منهم من یَكْسِر التاء، قال: و أَصحاب الحدیث یقولونه بكسر التاء و سكون العین.

تفن؛ ج13، ص: 72

: ابن الأَعرابی: التَّفْنُ الوَسَخُ. قال ابن بری: تَفَنَ الشی‌ءَ طَرَدَه؛ و منه‌الحدیث: حمَلَ فلانٌ علی الكتیبة فجعل یَتْفِنها‌أَی یَطْرُدها، و‌یروی یَثْفِنُها‌أَی یَطْرُدها أَیضاً.

تقن؛ ج13، ص: 72

: التِّقْنُ: تُرْنوقُ البئرِ و الدِّمَن، و هو الطینُ الرقیقُ یُخالطه حَمْأَة یخرُج من البئر، و قد تتَقَّنَتْ، و استعمله بعضُ الأَوائل فی تكَدُّر الدم و مُتكدِّره.
(1). قوله [و مغمضات] هكذا ضبط فی بعض نسخ النهایة، و فی بعض آخر كمؤمنات و علیه القاموس و شرحه (2). قوله [و قد یجوز أن یرید سیبویه بتبن إلخ] هكذا فیما بأیدینا من النسخ. (3). قوله [بمشتقه] أی بخصامه؛ كذا فی بعض النسخ، و فی بعض آخر: بمشقة منه.
لسان العرب، ج‌13، ص: 73
و التِّقْنةُ: رُسابة الماء و خُثارتُه. اللیث: التِّقْنُ رُسابةُ الماء فی الرَّبیع، و هو الذی یجی‌ءُ به الماءُ من الخُثورةِ. و التِّقْنُ: الطِّینُ الذی یذهَب عنه الماء فیتشقَّقُ. و تَقَّنُوا أَرْضَهم: أَرْسَلوا فیها الماءَ الخاثرَ لتجُودَ. و التَّقْنُ: بقیَّةُ الماءِ الكدِرِ فی الحوض. و یقال: زَرَعْنا فی تِقْنِ أَرضٍ طیِّبة أَو خبیثةٍ فی تُرْبَتِها. و التِّقْنُ: الطبیعةُ. و الفَصاحةُ من تِقْنِه أَی من سُوسِه و طَبْعِه. و أَتْقَنَ الشی‌ءَ: أَحْكَمَه، و إتْقانُه إِحْكامُه. و الإِتْقانُ: الإِحكامُ للأَشیاء. و فی التنزیل العزیز: صُنْعَ اللّٰهِ الَّذِی أَتْقَنَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ. و رجل تِقْنٌ و تَقِن: مُتْقِنٌ للأَشیاء حاذِقٌ. و رجل تِقْنٌ: و هو الحاضرُ المَنْطِق و الجواب. و تِقْنٌ: رجلٌ من عادٍ. و ابنُ تِقْنٍ: رجلٌ. و تِقْنٌ: اسم رجل كان جیِّدَ الرَّمی، یُضْرَب به المثل، و لم یكن یَسْقُط له سَهْم؛ و أَنشد فقال: لأَكْلةٌ من أَقِطٍ و سَمْنِ، و شَرْبتانِ من عَكیِّ الضأْنِ، أَلْیَنُ مَسّاً فی حَوایا البَطْنِ من یَثرَبیّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ، یَرْمی بها أَرْمی من ابن تِقْنِ قال أَبو منصور: الأَصل فی التِّقْن ابنُ تِقْنٍ هذا، ثم قیل لكل حاذق بالأَشیاء تِقْنٌ، و منه یقال: أَتْقَنَ فلانٌ عمَله إذا أَحْكَمَه؛ و أَنشد شمر لسلیمان بن ربیعة بن دَبّاب «4». بن عامر بن ثعلبة بن السیِّد: أَهلكن طَسماً، و بَعْدَهمُ غَذِیّ بهم و ذا جُدون «5» و أَهْلُ جاشٍ، و أَهلُ مَأْرِب، و حیّ لقن و التُّقون و الیُسْر كالعسر، و الغنی كالعدم، و الحیاة كالمنون فجمعه علی تُقونٍ لأَنه أَراد تِقْناً، و مَن انتسب إلیه. و التُّقونُ: من بَنی تِقْن بن عاد، منهم عُمر بن تِقْن، و كعْب بنِ تِقْن، و به ضُرب المثل فقیل: أَرْمی من ابن تِقْن.

تكن؛ ج13، ص: 73

: الأَزهری: و تُكْنَی من أَسماء النساء فی قول العجاج: خَیال تُكْنَی و خَیال تُكْتمَا قال: أَحسبه من كُنیَتْ تُكْنَی و كُتِمَتْ تُكْتَم.

تلن؛ ج13، ص: 73

: التَّلُونةُ «6». و التُّلُنَّةُ: الحاجةُ. و ما فیه تُلُنَّةٌ و تَلونةٌ أَی حَبْسٌ و لا تَرْدادٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و یقال: لنا قِبَلك تَلُنَّةٌ و تُلُنَّةٌ أَیضاً، بفتح التاء و ضمها. و قال أَبو عبید: لنا فیه تَلونةٌ أَی حاجةٌ. أَبو حبان: التُّلانةُ الحاجةُ، و هی التَّلونةُ و التَّلُونُ؛ و أَنشد: فقلتُ لها: لا تَجْزَعی أَنَّ حاجَتی، بِجزْعِ الغَضَا، قد كاد یُقْضی تَلونُها. قال: و قال أَبو رُغَیْبة هی التُّلُنَّةُ. و یقال: لنا تُلُنَّاتٌ نَقْضِیها أَی حاجاتٌ. و یقال: متی لم نَقْضِ التُّلُنَّة أَخَذَتْنا اللُّثُنَّة؛ و اللُّثُنَّة، بتقدیم اللام: القُنْفُذُ. و التَّلُونةُ: الإِقامةُ؛ و أَنشد: فإِنَّكم لسْتمْ بِدارِ تَلُونةٍ، و لكنَّما أَنْتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ. و شَرْحُ هند الأَحامس مذكورٌ فی موضعه؛ و هذا البیت أَورده الأَزهری عن ابن الأَعرابی:
(4). قوله [ابن دباب] كذا فی الأَصل، و الذی فی مادة د ب ب من شرح القاموس: و دباب بن عبد الله بن عامر بن الحرث بن سعد بن تیم بن مرة من رهط أَبی بكر الصدیق و ابنه الحویرث بن دباب و آخرون انتهی. و فی نسخة من التهذیب ابن ریان (5). قوله [أهلكن إلخ] كذا فی الأَصل و التهذیب. (6). قوله [التلونة] هی و التلون مضبوطان فی التكملة و التهذیب بفتح التاء فی جمیع المعانی الآتیة و ضبطا فی القاموس بضمها
لسان العرب، ج‌13، ص: 74
فإِنكم لَسْتُم بدارِ تُلونةٍ، و لكِنَّكم أَنتم بدارِ الأَحامِسِ. یقال: لَقِیَ هِنْدَ الأَحامِسِ إذا مات. الفراء: لی فیهم تُلُنَّةٌ و تَلُنَّةٌ و تَلُونَةٌ، علی فَعولةٍ، أَی مُكْثٌ و لُبْثٌ. و یقال: ما هذه الدارُ بدارِ تُلُنَّةٍ و تَلُنَّةٍ أَی إقامةٍ و لُبْثٍ. الأَحمر: تَلانَ فی معنی الآنَ؛ و أَنشد لِجَمیل بن معمر فقال: نَوِّلی قبْلَ نأْیِ داری، جُمانا، و صِلِینا، كما زَعَمْتِ، تَلانا إنَّ خَیْرَ المُواصِلینَ، صَفَاءً، مَنْ یُوافی خلیلَه حَیْثُ كانا. و قد ذكره فی فصل الهمزة. و‌فی حدیث ابن عمر و سؤالِه عن عثمان و فِرارِه یوم أُحُدٍ و غَیْبَتِه عن بَدْرٍ و بَیْعةِ الرضوان و ذكْرِ عُذْرِه و قوله: اذْهَبْ بهذا تَلانَ معَك؛ یُرید الآن، و قد تقدم ذكره.

تمن؛ ج13، ص: 74

: تَیْمَن: اسمُ موضع؛ قال عبدة بن الطبیب: سَمَوْتُ له بالرَّكْبِ، حتی وجَدْتُه بتَیْمَنَ یَبْكِیه الحمامُ المُغَرِّدُ و ترَكَ صرفه لما عنی به البُقْعة. و‌فی حدیث سالمٍ سَبَلانَ قال: سمعت عائشة، رضی الله تعالی عنها، و هی بمكان من تَمَنِّ بسفْح هرْشی، بفتح التاء و المیم و كسر النون المشددة، اسم ثنِیّة هَرْشی بین مكة و المدینة.

تنن؛ ج13، ص: 74

: التِّنُّ، بالكسر: التِّرْبُ و الحِتْنُ، و قیل: الشِّبْه، و قیل: الصاحب، و الجمع أَتْنان. یقال: صِبْوةٌ أَتنانٌ. ابن الأَعرابی: هو سِنُّه و تِنُّه و حِتْنُه، و هم أَسنان و أَتنان و أَتراب إذا كان سِنُّهم واحداً، و هما تِنّان، قال ابن السكیت: هما مستویان فی عَقْلٍ أَو ضَعْف أَو شِدّة أَو مروءَة. قال ابن بری: جمع تِنٍّ أَتنان و تَنِین؛ عن الفراء؛ و أَنشد فقال: فأَصبح مبصراً نهاره، و أَقصر ما یعدّ له التَّنِینا «1». و‌فی حدیث عمار: إنَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تِنِّی و تِرْبی؛ تِنُّ الرجل: مثله فی السّنِّ. و التَّنُّ و التِّنُّ: الصبیّ الذی قصَعَه المرضُ فلا یَشِبّ، و قد أَتَنَّه المرضُ. أَبو زید: یقال أَتَنَّه المرضُ إذا قصَعَه فلم یَلحقْ بأَتنانِه أَی بأَقرانه، فهو لا یَشِبّ، قال: و التِّنُّ الشخصُ و المِثال. و تَنَّ بالمكان: أَقام؛ عن ثعلب. و التِّنِّینُ: ضرْب من الحیّات من أَعظمها كأَكبر ما یكون منها، و ربما بعث الله عز و جل سحابةً فاحتملته، و ذلك فیما یقال، و الله أَعلم، أَن دوابّ البحر یشكونه إلی الله تعالی فیرْفَعُه عنها؛ قال أَبو منصور: و أَخبرنی شیخ من ثِقاتِ الغُزاة أَنه كان نازلًا علی سِیف بَحْرِ الشام، فنظر هو و جماعة أَهل العَسْكر إلی سحابةٍ انقَسَمت فی البحر ثم ارتفعت، و نظرنا إلی ذَنَبِ التِّنِّین یَضطرب فی هَیْدب السحابة، و هَبَّت بها الریحُ و نحن نَنظر إلیها إلی أَن غابت السحابةُ عن أَبصارِنا. و‌جاء فی بعض الأَخبار: أَن السحابة تحمل التِّنّین إلی بلاد یَأْجوج و مَأْجوج فتَطرحه فیها، و أَنهم یجتمعون علی لحمِه فیأْكلونه.و التِّنّینُ: نجمٌ، و هو علی التشبیه بالحیّة. اللیث: التِّنّین نجمٌ من نجوم السماء، و قیل: لیس بكوكب، و لكنه بیاضٌ خفیٌّ یكون جسَده فی ستة بروج من السماء؛ و ذنَبهُ دقیق أَسود فیه التِواء، یكون فی البرج السابع من رأْسه، و هو یَنتقل كتَنقُّل الكواكب الجواری، و اسمه بالفارسیة
(1). قوله [فأصبح] كذا فی النسخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 75
فی حساب النجوم هُشْتُنْبُر «1». و هو من النُّحوس؛ قال ابن بری: و تُسمِّیه الفُرس الجوزهر، و قال: هو مما یُعدُّ من النحوس؛ قال محمد بن المكرم: الذی علیه المُنجِّمون فی هذا أَن الجوزهر الذی هو رأْس التِّنِّین یُعدُّ مع السُّعود، و الذنَب یُعد مع النحوس. الجوهری: و التِّنّین موضع فی السماء. ابن الأَعرابی: تَنْتَن الرجلُ إذا ترك أَصدقاءه و صاحب غیرهم. أَبو الهیثم فیما قرئ بخطه: سَیْفٌ كَهامٌ و دَدانٌ و متنن «2». أَی كِلیلٌ، و سیف كَهِیم مثله، و كلُّ متنن مذموم.

تهن؛ ج13، ص: 75

: الأَزهری: أَهمله اللیث. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: تَهِنَ یَتْهَنُ تَهَناً، فهو تَهِنٌ إذا نام. و‌فی حدیث بلال حین أَذَّنَ قبل الوقت: أَلا إن العبدَ تَهِنَ، أَی نامَ، و قیل: النون بدل فیه من المیم، یقال: تَهِمَ یَتْهَمُ إذا نام، المعنی أَنه أَشكَل علیه وقتُ الأَذان و تحَیَّر فیه، فكأَنه قد نام.

تون؛ ج13، ص: 75

: التهذیب: أَبو عمرو التَّتاوُن احْتیال و خدیعة. و الرجل یَتتاوَنُ الصیدَ إذا جاءه مرة عن یمینه و مرة عن شماله؛ و أَنشد: تَتاوَن لی فی الأَمر من كلِّ جانبٍ، لِیَصْرِفَنی عمّا أُریدُ كَنُود. و قال ابن الأَعرابی: التُّونُ «3». الخَزَفة التی یُلعب علیها بالكُجّة؛ قال الأَزهری: و لم أَرَ هذا الحرف لغیره، قال: و أَنا واقفٌ فیه إنه بالنون أَو بالزای.

تین؛ ج13، ص: 75

: التِّینُ: الذی یُؤكل، و فی المحكم: و التینُ شجر البَلَس، و قیل: هو البَلَس نفْسُه، واحدته تِینة؛ قال أَبو حنیفة: أَجناسُه كثیرة بَرِّیّة و ریفیّة و سُهْلیّة و جبَلِیّة، و هو كثیر بأَرض العرب، قال: و أَخبرنی رجل من أَعراب السَّراة، و هم أَهلُ تینٍ، قال: التِّینُ بالسراة كثیرٌ جدّاً مُباح، قال: و تأْكله رَطباً و تُزَبِّبه فتَدَّخِرُه، و قد یُكسَّر علی التِّین. و التینةُ: الدُّبُرُ. و التین: جبَل بالشأْم؛ و قال أَبو حنیفة: هو جبل فی بلاد غَطَفان، و لیس قول من قال هو جبل بالشأْم بشی‌ء، لأَنه لیس بالشأْم جبل یقال له التِّین، ثم قال: و أَین الشأْم من بلاد غَطَفان؛ قال النابغة یصف سَحائب لا ماءَ فیها فقال: صُهْب الشمال أَتَینَ التِّینَ عن عُرُضٍ، یُزْجِینَ غَیْماً قلیلًا ماؤُه شَبِما. و إیّاه عَنی الحَذْلمِیُّ بقوله: تَرْعی إلی جُدٍّ لها مَكِین، أَكْنافَ خَوٍّ فبِراقِ التِّین. و التِّینةُ: مُوَیهة فی أَصل هذا الجبل؛ هكذا حكاه أَبو حنیفة، مُوَیهة كأَنه تصغیرُ الماء. و قوله عز و جل: وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ؛ قیل: التِّینِ دِمَشق، و الزَّیْتُونِ بیتُ المَقْدس، و قیل: التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ جَبَلان، و قیل: جَبَلان بالشأْم، و قیل: مَسجِدان بالشام، و قیل: التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ هو الذی نَعرفه.قال ابن عباس: هو تِینُكم هذا و زَیتونكم؛ قال الفراء: و سمعت رجلًا من أَهل الشأْم، و كان صاحبَ تفسیر، قال: التین جبالُ ما بین حُلوان إلی هَمَذان، و الزیتونُ جبال الشأْم.و طُورُ تَیْنا و تَیْناء و تِیناء كَسِیناء. و التِّینانُ: الذئبُ؛ قال الأَخطل:
(1). قوله [هشتنبر] كذا ضبط فی القاموس، و ضبط فی التكملة بفتح الهاء و التاء و الباء (2). قوله [و متنن] لم نقف علی ضبطه (3). قوله [التون الخزفة] كذا بالأَصل و التكملة و التهذیب، و الذی فی القاموس: الخرقة
لسان العرب، ج‌13، ص: 76
یَعْتَفْنَه عند تِینانٍ، یُدَمِّنُه بادی العُواءِ ضَئیل الشَّخْصِ مُكتَسِب. و قیل: جاء الأَخطل بحرْفَیْن لم یجئْ بهما غیرُه، و هما التِّینانُ الذئبُ و العَیْثومُ أُنْثی الفِیَلةِ. و‌فی حدیث ابن مسعود: تانِ كالمرّتانِ؛ قال أَبو موسی: هكذا ورد فی الروایة، و هو خطأٌ، و المراد به خَصْلَتانِ مَرَّتانِ، و الصواب أَن یقال: تانِكَ المرَّتانِ، و تَصِل الكافَ بالنون، و هی للخطاب أَی تانِك الخَصْلَتانِ اللَّتانِ أَذْكُرُهما لكَ، و مَنْ قَرَنَها بالمرَّتیْن احتاج أَن یَجُرَّهما، و یقول كالمرَّتَیْن، و معناه هاتانِ الخَصْلَتان كخَصْلَتَیْن مَرَّتَیْن، و الكافُ فیها للتشبیه.

فصل الثاء المثلثة؛ ج13، ص: 76

ثأن؛ ج13، ص: 76

: التهذیب: التثاؤُن الاحْتیال و الخَدیعةُ؛ یقال: تَثاءَنَ للصید إذا خادَعَه: جاءه مرَّة عن یمینِه، و مرة عن شمالِه. و یقال: تَثاءنْت له لأَصْرِفَه عن رأْیِه أَی خادَعْتُه و احْتَلْتُ له؛ و أَنشد: تَثَاءَنَ لی فی الأَمْرِ من كلِّ جانِبٍ، لِیَصْرِفَنی عما أُریدُ كَنُودُ.

ثبن؛ ج13، ص: 76

: الثُّبْنة و الثِّبانُ: الموضعُ الذی تَحْمِلُ فیه من الثوب إذا تلَحَّفْتَ بالثوب أَو توَشَّحْتَ به، ثم ثنَیْتَ بین یدیك بعضَه فجعلتَ فیه شیئاً، و قد اثْتَبَنْتُ فی ثوبی، و ثَبَنْتُ أَثْبِنُ ثَبْناً و ثِباناً و تَثَبَّنْتُ إذا جَعَلْتَ فی الوعاء شیئاً و حملتُه بین یدیك. و ثَبَنْتُ الثوبَ أَثِبْنُه ثَبْناً و ثِباناً إذا ثَنَیْتَ طرَفَه و خِطْتَه مثل خَبَنْته. قال: و الثِّبانُ، بالكسر، وعاءٌ نحو أَن تَعْطِفَ ذَیْلَ قَمیصِك فتجعلَ فیه شیئاً تحمله، تقول منه: تَثَبَّنْت الشی‌ءَ إذا جعلتَه فیه و حملتَه بین یدیك، و كذلك إذا لَفَفْتَ علیه حُجْزةَ سَراویلِك من قُدَّام، و الاسم منه الثُّبْنةُ. و قال ابن الأَعرابی: واحدُ الثُّبانِ «1». ثُبْنةٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: إذا مَرَّ أَحدكم بحائطٍ فلْیأْكُلْ منه و لا یَتخِذْ ثِباناً؛ قال أَبو عمرو: الثِّبانُ الوِعاءُ الذی یُحْمَل فیه الشی‌ءُ و یوضعُ بین یدَی الإِنسان، فإن حملتَه بین یدیك فهو ثِبانٌ، و قد ثَبَنْتُ ثِباناً، و إن جعلتَه فی حِضْنِك فهو خُبْنةٌ، یعنی بالحدیث المضْطرَّ الجائعَ یَمُرُّ بحائطٍ فیأْكل من ثمَرِ نَخْلِه ما یَرُدُّ جَوْعَته. و قال ابن الأَعرابی و أَبو زید: الثُّبانُ واحدتها ثُبْنةٌ، و هی الحُجْزة تُحْمَل فیها الفاكهةُ و غیرها؛ قال الفرزدق: و لا نَثَرَ الجانی ثِباناً أَمامَها، و لا انْتَقَلَتْ من رَهْنِه سَیْل مِذْنَب. قال أَبو سعید: لیس الثِّبانُ بالوِعاء، و لكن ما جُعل فیه من التمر فاحتُمل فی وعاء أَو غیره، فهو ثِبانٌ، و قد یَحْمِل الرجلُ فی كُمِّه فیكون ثِبانَه. و یقال: قَدِمَ فلانٌ بِثبانٍ فی ثوبه. قال الأَزهری: و لا أَدری ما هو الثِّبانُ، قال: وَ ثَبَنَه فی ثوبه، قال: و لا تكون ثُبْنةٌ إلا ما حَمَل قُدَّامَه و كان قلیلًا، فإذا كثُر فقد خرج من حدّ الثِّبانِ، و الثِّبانُ طرَفُ الرداءِ حین تَثْبِنُه. و المَثْبَنةُ: كِیسٌ تَضَعُ فیه المرأَة مِرْآتَها و أَداتَها، یمانیة. و ثَبِنةُ: موضعٌ.

ثتن؛ ج13، ص: 76

: التهذیب: ثَتِنَ ثَتَناً إذا أَنْتَنَ مثل ثَنِتَ؛ قال الشاعر:
(1). قوله [واحد الثبان إلخ] عبارة شرح القاموس: الثبان، بالضم، جمع ثبنة إلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 77
و ثَتِنٌ لَثاتُه تِئْبابةٌ. تئْبایةٌ أَی یأْبی كلَّ شی‌ء. و یقال: ثَتِنَتْ لِثَتُه؛ قال الراجز: لَمَّا رأَتْ أَنْیابَه مُثَلَّمَهْ، و لِثةً قد ثَتِنَتْ مُشَخَّمهْ.

ثجن؛ ج13، ص: 77

: الثَّجْنُ و الثَّجَنُ: طریقٌ فی غلظ من الأَرض، یمانیة، و لیست بثَبْتٍ.

ثخن؛ ج13، ص: 77

: ثَخُنَ الشی‌ءُ ثُخونةً و ثَخانةً و ثِخَناً، فهو ثَخِینٌ: كثُفَ و غُلظ و صلُبَ. و حكی اللحیانی عن الأَحمر: ثَخُنَ و ثَخَنَ. و ثوب ثخینٌ: جیّدُ النَّسْج و السَّدی كثیرُ اللُّحْمةِ. و رجل ثَخینٌ: حَلیمٌ رَزِینٌ ثَقیلٌ فی مجلسه. و رجل ثَخینُ السِّلاحِ أَی شاكٍ. و الثَّخَنةُ و الثَّخَنُ: الثِّقْلةُ؛ قال العجاج: حتی یَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجاً. و قد أَثْخَنَه و أَثْقَله. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی إِذٰا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ؛ قال أَبو العباس: معناه غلَبْتُموهم و كثُر فیهم الجِراحُ فأَعْطَوْا بأَیدیهم. ابن الأَعرابی: أَثخَنَ إذا غلَبَ و قهَرَ. أَبو زید: یقال أَثْخَنْتُ فلاناً معرفةً و رَصَّنْتُه معرفةً، نحوُ الإِثْخان، و اسْتَثْخَنَ الرجلُ: ثقُلَ من نَومٍ أَو إعْیاءٍ. و أَثْخَنَ فی العَدُوِّ: بالَغَ. و أَثْخَنَتْه الجِراحةُ: أَوْهَنَتْه. و یقال: أَثْخَنَ فلانٌ فی الأَرض قَتْلًا إذا أَكثره. و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: حَتّٰی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ؛ معناه حتی یُبالِغَ فی قَتْلِ أَعدائه، و یجوز أَن یكون حتی یتمكن فی الأَرض. و الإِثْخانُ فی كلّ شی‌ء: قُوَّتُه و شدَّتُه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، فی قوله تعالی: حَتّٰی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ ثم أَحَلَّ لهم الغنائمَ؛ قال: الإِثْخانُ فی الشی‌ء المبالغةُ فیه و الإِكثارُ منه. یقال: قد أَثْخَنَه المرضُ إذا اشتدَّ قُوَّتُه علیه و وَهَنَه، و المراد به هاهنا المبالغةُ فی قَتْل الكفار، و أَثْخَنَه الهَمُّ. و یقال: اسْتُثْخِنَ من المرض و الإِعْیاءِ إذا غلَبَه الإِعْیاءُ رالمرضُ، و كذلك اسْتُثْخن فی النَّوْم. و‌فی حدیث أَبی جهل: و كان قد أُثْخِنَ‌أَی أُثْقِلَ بالجراح. و‌فی حدیث علیّ، كرّم الله وجهه: أَوْطأَكم إِثخانُ الجِراحةِ.و‌فی حدیث عائشة و زینب: لم أَنْشَبْها حتی أَثْخَنْتُ علیها‌أَی بالَغْتُ فی جَوابِها و أَفْحَمْتها؛ و قولُ الأَعشی: علیه سِلاحُ امْرِئٍ حازِمٍ، تَمهَّلَ فی الحربِ حتی اثَّخَنْ. أَصله اثْتَخَنَ فأَدْغم؛ قال ابن بری: اثَّخَنَ فی البیت افْتَعَلَ من الثَّخانة أَی بالَغ فی أَخذ العُدَّة، و لیس هو من الإِثْخانِ فی القَتْل.

ثدن؛ ج13، ص: 77

: ثَدِنَ اللحمُ، بالكسر: تغیَّرت رائحتُه. و الثَّدِنُ: الرجلُ الكثیر اللحم، و كذلك المُثَدَّن، بالتشدید؛ قال ابن الزبیر یفضِّل محمد بن مَرْوان علی عبد العزیز: لا تَجْعَلَنَّ مُثَدَّناً ذا سُرَّةٍ، ضَخْماً سُرادقُه، وطی‌ءَ المَركب كأَغَرَّ یَتَّخِذ السُّیوفَ سُرادِقاً، یَمْشی برائشِه كمَشْیِ الأَنْكَبِ. و ثَدِنَ الرجلُ ثَدَناً: كثُر لحمُه و ثقُل. و رجل مُثَدَّنٌ: كثیر اللحم مُسترْخٍ؛ قال: فازتْ حَلیلةُ نَوْدلٍ بِهَبَنْقَعٍ رِخْو العِظام، مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَی. و قد ثُدِّنَ تَثْدیناً. و امرأَة مُثَدَّنة: لَحیمة فی سماجةٍ، و قیل: مسمَّنة؛ و به فسر ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌13، ص: 78
قول الشاعر: لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتی، فی المَصانیعِ، لا یَنِینَ اطِّلاعا. قال ابن سیدة: و قال كراع إن الثاء فی مُثَدَّنٍ بدل من الفاء فی مُفَدَّن، مشتق من الفَدَن، و هو القَصْر، قال: و هذا ضعیف لأَنا لم نسمع مُفَدَّناً، و قال: قال ابن جنی هو من الثُّنْدُوةِ، مقلوبٌ منه. قال: و هذا لیس بشی‌ء. و امرأَةٌ ثَدِنة: ناقصةُ الخَلْق؛ عنه. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، أَنه ذكر الخوارج فقال: فیهم رجل مُثدَّن الیَدِ‌أَی تُشْبه یدُه ثَدْیَ المرأَة، كأَنه كان فی الأَصل مُثَنَّد الید فقُلب، و فی التهذیب و النهایة: مَثْدُونُ الید أَی صغیرُ الید مجتمعها، و قال أَبو عبید: إن كان كما قیل إنه من الثُّنْدُوة تشبیهاً له به فی القِصَر و الاجتماع، فالقیاس أَن یقال مُثَنَّد، إلا أَن یكون مقلوباً، و‌فی روایة: مُثْدَن الید؛ قال ابن بری: مُثْدَن اسم المفعول من أَثدَنْتُ الشی‌ء إذا قصَّرْته. و المُثْدَن و المَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، و قیل: مُثْدَن الید معناه مُخْدَج الید، و‌یروی: مُوتَن الید، بالتاء، من أَیْتَنَت المرأَة إذا وَلدَت یَتْناً، و هو أَن تخرُج رِجلا الولد فی الأَول، و قیل: المُثْدَن مقلوب ثند، یرید أَنه یُشْبه ثُندوة الثَّدْی، و هی رأْسه، فقدم الدال علی النون مثل جذب و جبذ، و الله أَعلم.

ثرن؛ ج13، ص: 78

: التهذیب: ابن الأَعرابی ثَرِنَ الرجلُ إذا آذی صَدیقَه أَو جارَه.

ثفن؛ ج13، ص: 78

: الثَّفِنةُ من البعیر و الناقة: الرُّكْبة و ما مَسَّ الأَرضَ من كِرْكِرتِه و سَعْداناتِه و أُصول أَفخاذه، و فی الصحاح: هو ما یقع علی الأَرض من أَعضائه إذا استناخ و غلُظ كالرُّكْبَتین و غیرهما، و قیل: هو كل ما وَلِیَ الأَرض من كل ذی أَربعٍ إذا بَرَك أَو رَبَض، و الجمع ثَفِنٌ و ثَفِناتٌ، و الكِرْكِرةُ إحدی الثَّفِنات و هی خَمْسٌ بها؛ قال العجاج: خَوَی علی مُسْتَویاتٍ خَمْسِ: كِرْكِرةٍ و ثَفِناتٍ مُلْسِ. قال ذو الرمة فجعل الكِرْكِرة من الثَّفِنات: كأَنَّ مُخَوَّاها، علی ثَفِناتِها، مُعَرَّسُ خَمْسٍ من قَطاً مُتجاوِر. وقَعْنَ اثنتَینِ و اثنتَینِ و فَرْدةً، جرائداً هی الوسطی لتغلیس حائر «2» كذا بالأَصل. قال الشاعر یصف ناقة: ذات انْتِباذٍ عن الحادی إذا بَرَكَت، خَوَّتْ علی ثَفِناتٍ مُحْزَئِلّات. و قال عمر بن أَبی ربیعة یصف أَربعَ رَواحِلَ و بُروكَها: علی قلَوصَینِ مِن رِكابِهم، و عَنْتَرِیسَین فیهما شَجَعُ كأَنَّما غادَرَتْ كَلاكِلُها، و الثَّفِناتُ الخِفافُ، إذ وَقَعُوا مَوْقِعَ عشرینَ من قَطاً زُمَرٍ، وَقعْنَ خمساً خمسا معاً شِبَعُ. قال ابن السكیت: الثَّفینةُ مَوْصِل الفخذ فی الساق من باطِنٍ و مَوْصل الوَظیف فی الذراع، فشبَّه آبارَ كراكِرها و ثَفِناتها بمَجاثِم القَطا، و إنما أَراد خِفَّةَ بُروكِهن. و ثَفَنَتْه الناقةُ تَثْفِنُه، بالكسر، ثَفْناً: ضربَتْه بثَفِناتها، قال: و لیس الثَّفِناتُ مما یخُصُّ البعیر دون غیره من الحیوان، و إنما الثَّفِناتُ من كل
(2). قوله [جرائداً إلخ]
لسان العرب، ج‌13، ص: 79
ذی أَربع ما یُصیب الأَرضَ منه إذا بَرك، و یحصل فیه غِلظٌ من أَثر البُروك، فالرُّكبتان من الثَّفِنات، و كذلك المِرْفَقان و كِركرة البعیر أیضاً، و إنما سمیت ثفِنات لأَنها تَغْلُظُ فی الأَغلب من مباشرة الأَرض وقتَ البُروك، و منه ثَفِنتْ یدُه إذا غَلُظت من العمل. و‌فی حدیث أَنَس: أَنه كان عند ثَفِنة ناقةِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عامَ حَجَّة الوداع.و‌فی حدیث ابن عباس فی ذكر الخوارج و أَیدیهم كأَنها ثَفِنُ الإِبل؛ هو جمع ثَفِنة. و الثَّفِنةُ من الإِبل: التی تَضْرِب بثَفِناتها عند الحلب، و هی أَیسر أَمراً من الضَّجُور. و الثَّفِنةُ: رُكْبةُ الإِنسان، و قیل لعبد الله بن وهب الراسبی رئیس الخوارج ذو الثَّفِنات لكثرة صلاتِه، و لأَنَّ طولَ السجود كان أَثَّرَ فی ثَفِناته. و‌فی حدیث أَبی الدرداء، رضی الله عنه: رأَی رجُلًا بین عینَیْه مثْل ثَفِنة البعیر، فقال: لو لم تكن هذه كان خیراً؛ یعنی كان علی جَبْهته أَثر السجود، و إنما كرِهها خوفاً من الریاء بها، و قیل: الثَّفِنةُ مُجْتَمع الساق و الفخذ، و قیل: الثَّفِناتُ من الإِبل ما تقدم، و من الخیل مَوْصِل الفخذ فی الساقین من باطنِها؛ و قول أُمیَّة بن أَبی عائذ: فذلك یومٌ لَنْ تُری أُمُّ نافِعٍ علی مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْدة قَنْدَل. قال: یجوز أَن یكون أَراد بمُثْفَن عظیمَ الثَّفِنات أَو الشدیدَها، یعنی حماراً، فاستَعار له الثَّفِنات، و إنما هی للبعیر. و ثَفِنَتا الجُلَّة: حافَتا أَسفلِها من التمر؛ عن أَبی حنیفة. و ثُفْنُ المَزادة: جوانبُها المخروزة. و ثَفَنَه ثَفْناً: دفعَه و ضربَه. و ثَفِنَت یدُه، بالكسر، تَثْفَنُ ثَفَناً: غَلُظت من العمل، و أَثْفَنَ العملُ یدَه. و الثَّفِنةُ: العددُ و الجماعةُ من الناس.قال ابن الأَعرابی فی حدیث له: إن فی الحِرْمازِ الیومَ الثَّفِنةَ أُثْفِیَة من أَثافی الناس صُلْبة؛ ابن الأَعرابی: الثفن الثقل، و قال غیره: الثَّفْنُ الدَّفْعُ. و قد ثَفَنَه ثَفْناً إذا دفعه. و‌فی حدیث بعضهم: فحمَل علی الكَتیبةِ فجعل یَثْفِنُها‌أَی یَطْردُها؛ قال الهروی: و یجوز أَن یكون یَفُنُّها، و الفَنُّ الطَّرْدُ. و ثافَنْتُ الرجلَ مُثافنةً أَی صاحَبْتُه لا یخفی علیّ شی‌ءٌ من أَمره، و ذلك أَن تَصْحَبه حتی تَعْلَمَ أَمرَه. و ثَفَنَ الشی‌ءَ یَثْفِنُه ثَفْناً: لَزِمَه. و رجل مِثْفَنٌ لِخَصْمِه: مُلازِمٌ له؛ قال رؤبة فی معناه: أَ لَیْسَ مَلْوِیّ المَلاوَی مِثْفَن. و ثافَنَ الرجلَ إذا باطَنَه و لَزِمَه حتی یَعْرِفَ دَخْلَته. و المُثافِنُ: المواظِب. و یقال: ثافَنْتُ فلاناً إذا حابَبْتَه تُحادِثُه و تُلازِمُه و تُكَلِّمُه. قال أَبو عبید: المُثافِنُ و المُثابِر و المُواظِب واحدٌ. و ثافَنْت فلاناً: جالسْته، و یقال: اشْتِقاقُه من الأَوَّل كأَنك أَلْصَقْتَ ثَفِنَةَ رُكْبَتِك بثَفِنةِ ركْبَتِهِ، و یقال أَیضاً ثافَنْتُ الرجلَ علی الشی‌ء إذا أَعَنْتَه علیه. و جاء یَثْفِنُ یَثْفُنُ أَی یَطْرُد شیئاً من خَلْفِه قد كاد یَلْحقُه. و مَرَّ یَثْفِنُهم و یَثْفُنُهم ثَفْناً أَی یَتْبَعُهم.

ثكن؛ ج13، ص: 79

: الثُّكْنةُ: الجماعةُ من الناس و البهائم، و خص بعضهم به الجماعة من الطیر، قال: الثُّكْنةُ السِّرْبُ من الحَمام و غیره؛ قال الأَعشی یصف صَقراً: یُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِیَّةً، لِیُدْرِكَها فی حَمامٍ ثُكَنْ. أَی فی حَمام مجتمعة. و الثُّكْنةُ: القِلادةُ. و الثُّكْنةُ: الإِرةُ و هی بئرُ النارِ. و الثُّكْنةُ: القبْرُ. و الثُّكْنةُ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 80
المحجّةُ. و ثُكْنةُ الذئبِ أَیضاً: جمعُها ثُكَنٌ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: عاقِدینَ النارَ فی ثُكَنِ الأَذْنابِ منها كَیْ تَهیجَ البُحورَا. و ثُكْنُ الطریقِ: سَنَنُه و محجَّتُه. و یقال: خَلِّ عن ثُكْنِ الطریق أَی عن سُجْحِه. و ثُكَنُ الجُنْدِ: مَراكِزُهم، واحدتها ثُكْنة، فارسیة. و الثُّكْنةُ: الرایةُ و العلامةُ، و جمعها ثُكَنٌ. و‌فی الحدیث: یُحْشَرُ الناسُ یومَ القیامةِ علی ثُكَنِهم؛ فسّره ابن الأَعرابی فقال: علی رایاتهم و مُجْتَمَعهم علی لِواء صاحبِهم؛ حكاه الهروی فی الغَریبین، و قیل: علی رایاتهم فی الخیر و الشر، و قیل: علی ما ماتوا علیه من الخیر و الشر، و قیل: علی ما ماتوا علیه فأُدْخِلوا قبورَهم من الخیر و الشر. اللیث: الثُّكَنُ مَراكِزُ الأَجْنادِ علی رایاتهم و مجتمعُهم علی لواء صاحبهم و عَلَمِهِم، و إن لم یكن هناك عَلَمٌ و لا لِواء، و واحدتُها ثُكْنةٌ. و‌فی حدیث علیّ، كرّم الله وجهه: یَدْخل البیتَ المعمورَ كلَّ یوم سبعون أَلفَ ملك علی ثُكَنِهم‌أَی بالرایات و العلامات؛ و قال طرفة: و هانئاً هانئاً فی الحیّ مُومِسةً ناطَت سِخاباً، و ناطت فوقَه ثُكَناً. و یقال للعُهون التی تُعَلَّق فی أَعناق الإِبل: ثُكَن. و الثُّكْنة: حفرة علی قدر ما یُواریه. و الأُثْكُونُ للعِذق بشماریخه: لغة فی الأُثْكول، قال: و عسی أَن یكون بدلًا. و ثَكَنٌ: جبل معروف، و قیل: جبل حجازی، بفتح الثاء و الكاف؛ قال عبد المسیح ابن أُخت سَطیح فی معناه: تَلُفُّه فی الریح بَوْغاءُ الدِّمَنْ، كأَنَّما حُثْحِثَ من حِضْنَی ثَكَنْ.

ثمن؛ ج13، ص: 80

: الثُّمُن و الثُّمْن من الأَجزاء: معروف، یطِّرد ذلك عند بعضهم فی هذه الكسور، و هی الأَثمان. أَبو عبید: الثُّمُنُ و الثَّمینُ واحدٌ، و هو جزء من الثمانیة؛ و أَنشد أَبو الجراح لیزید بن الطَّثَرِیَّة فقال: و أَلْقَیْتُ سَهْمِی وَسْطَهم حین أَوْخَشُوا، فما صارَ لی فی القَسْمِ إلا ثَمینُها. أَوْخَشُوا: رَدُّوا سِهامَهم فی الرِّبابةِ مرة بعد مرة. و ثَمَنَهم یَثْمُنُهم، بالضم، ثَمْناً: أَخذ ثمْنَ أَموالهم. و الثَّمانیةُ من العدد: معروف أَیضاً، قال: ثَمانٍ عن لفظ یَمانٍ، و لیس بنَسبٍ، و قد جاء فی الشعر غیر مصروف؛ حكاه سیبویه عن أَبی الخطاب؛ و أَنشد لابن مَیَّادة: یَخْدُو ثمانیَ مُولَعاً بِلِقاحها، حتی هَمَمْنَ بزَیْغةِ الإِرْتاج. قال ابن سیدة: و لم یَصْرِفْ ثَمانیَ لشبَهِها بجَوارِیَ لَفْظاً لا معنی؛ أَ لا تری أَن أَبا عثمان قال فی قول الراجز: و لاعب بالعشیّ بینَها، كفِعْل الهِرّ یَحْتَرِشُ العَظایا فأَبْعَدَه الإِله و لا یُؤتَّی، و لا یُشْفَی من المَرضِ الشِّفایا «1». إنه شبَّه أَلفَ النَّصْبِ فی العظَایا و الشِّفایا بهاء التأْنیث فی نحو عَظایة و صَلایة، یرید أَنه صحَّح الیاء و إن كانت طَرَفاً، لأَنه شبَّه الأَلف التی تحدُث عن فتحة النصب بهاء التأْنیث فی نحو عَظایة و عَبایة، فكما أَنَّ الهاء فیها
(1). قوله [و لاعب إلخ] البیتین هكذا فی الأَصل الذی بأیدینا و الأَول ناقص
لسان العرب، ج‌13، ص: 81
صحَّحت الیاءَ قبلها، فكذلك أَلفُ النصب الذی فی العَظایا و الشّفایا صحَّحت الیاء قبلها، قال: هذا قول ابن جنی، قال: و قال أَبو علیّ الفارسی أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ؛ قال ابن جنی: فقلت له: فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ للنسب؟ فقال: لأَنها لیست بجمع مكسر كصحارٍ، قلت له: نعم و لو لم تكن للنسب للزمتها الهاءُ البتَّة نحو عَتاهیة و كراهِیة و سَباهیة، فقال: نعم هو كذلك، و حكی ثعلب ثمانٌ فی حدّ الرفع؛ قال: لها ثَنایا أَرْبَعٌ حِسانُ، و أَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ. و قد أَنكروا ذلك و قالوا: هذا خطأ. الجوهری: ثمانیةُ رجالٍ و ثمانی نِسْوة، و هو فی الأَصل منسوب إلی الثُّمُن لأَنه الجزء الذی صیَّر السبعةَ ثمانیةً، فهو ثُمُنها، ثم فتحوا أَوله لأَنهم یغیِّرون فی النسب كما قالوا دُهْریٌّ و سُهْلیٌّ، و حذفوا منه إحدی یاءَی النسب، و عَوَّضوا منها الأَلِفَ كما فعلوا فی المنسوب إلی الیمن، فثَبَتتْ یاؤُه عند الإِضافة، كما ثبتت یاءُ القاضی، فتقول ثمانی نِسْوةٍ و ثمانی مائة، كما تقول قاضی عبد الله، و تسقُط مع التنوین عند الرفع و الجر، و تثبُت عند النصب لأَنه لیس بجمع، فیَجری مَجْری جَوارٍ و سَوارٍ فی ترك الصرف، و ما جاء فی الشعر غیرَ مصروفٍ فهو علی توهّم أَنه جمع؛ قال ابن بری یعنی بذلك قولَ ابن مَیّادة: یَحْدو ثمانِیَ مُولَعاً بلِقاحِها. قال: و قولهم الثوبُ سَبْعٌ فی ثمانٍ، كان حقُّه أَن یقال ثمانیة لأَن الطُّول یُذْرَع بالذراع و هی مؤنثة، و العَرْضُ یُشْبَر بالشِّبر و هو مذكَّر، و إنما أَنثه لمَّا لم یأْت بذكر الأَشبار، و هذا كقولهم: صُمْنا من الشهر خَمْساً، و إنما یرید بالصَّوْم الأَیام دون اللیالی، و لو ذكَر الأَیام لم یَجِدْ بُدّاً من التذكیر، و إن صغَّرت الثمانیةَ فأَنت بالخیار، إن شئت حذَفْت الأَلِف و هو أَحسَن فقلت ثُمَیْنِیة، و إن شئت حذفت الیاء فقلت ثُمَیِّنة، قُلِبت الأَلف یاء و أُدغمت فیها یاء التصغیر، و لك أَن تعوّض فیهما. و ثَمَنَهم یَثْمِنُهم، بالكسر، ثَمْناً: كان لهم ثامِناً. التهذیب: هُنَّ ثمانِیَ عَشْرة امرأَة، و مررت بثمانیَ عشرة امرأَة: قال أَبو منصور: و قول الأَعشی: و لقد شَرِبْتُ ثَمانیاً و ثمانیا، و ثمانِ عَشْرةَ و اثنَتَین و أَرْبَعا. قال: و وجْه الكلام بثمانِ عشْرة، بكسر النون، لتدل الكسرةُ علی الیاء و تَرْكِ فتحة الیاء علی لغة من یقول رأَیت القاضی، كما قال الشاعر: كأَنَّ أَیدیهنّ بالقاع القَرِق. و قال الجوهری: إنما حذف الیاء فی قوله و ثمانِ عشْرة علی لغة من یقول طِوالُ الأَیْدِ، كما قال مُضرِّس بن رِبْعیٍّ الأَسَدیّ: فَطِرْتُ بِمُنْصُلی فی یَعْمَلاتٍ، دَوامِی الأَیْدِ یَخْبِطْنَ السَّریحا. قال شمر: ثَمَّنْت الشی‌ء إذا جمعته، فهو مُثَمَّن. و كساء ذو ثمانٍ: عُمِل من ثمانِ جِزّات؛ قال الشاعر فی معناه: سَیَكْفیكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمانٍ، خَصیفٌ تُبْرِمِین له جُفالا. و أَثَمَنَ القومُ: صاروا ثمانیة. و شی‌ء مُثَمَّنٌ: جعل له ثمانیة أَركان. و المُثَمَّن من العَروض: ما بُنِیَ علی ثمانیة أَجزاء. و الثِّمْنُ: اللیلة الثامنة من أَظماء الإِبل. و أَثمَنَ الرجلُ إذا ورَدت إبلُه ثِمْناً، و هو ظِم‌ءٌ من أَظمائها. و الثمانونَ من العدد: معروفٌ،
لسان العرب، ج‌13، ص: 82
و هو من الأَسماء التی قد یوصف بها؛ أَنشد سیبویه قول الأَعشی: لئن كنتُ فی جُبٍّ ثمانینَ قامةً، و رُقِّیت أَسْبابَ السماءِ بسُلَّم. وصف بالثمانین و إن كان اسماً لأَنه فی معنی طویل. الجوهری: و قولهم هو أَحمقُ من صاحب ضأْنٍ ثمانین، و ذلك أَن أَعرابیّاً بَشَّرَ كِسْری ببُشْری سُرَّ بها، فقال: اسْأَلنی ما شئتَ، فقال: أَسأَلُك ضأْناً ثمانین؛ قال ابن بری: الذی رواه أَبو عبیدة أَحمقُ من طالب ضأْن ثمانین، و فسره بما ذكره الجوهری، قال: و الذی رواه ابن حبیب أَحمقُ من راعی ضأْنٍ ثمانین، و فسره بأَنَّ الضأْنَ تَنْفِرُ من كل شی‌ء فیَحتاج كلَّ وقت إلی جمعها، قال: و خالف الجاحظُ الروایتین قال: و إنما هو أَشْقی من راعی ضأْن ثمانین، و ذكر فی تفسیره لأَن الإِبل تتَعشَّی و تربِضُ حَجْرةً تجْتَرُّ، و أَن الضأْن یحتاج راعیها إلی حِفْظها و منعها من الانتشار و من السِّباع الطالبة لها، لأَنها لا تَبرُك كبُروكِ الإِبل فیستریح راعیها، و لهذا یتحكَّمُ صاحب الإِبل علی راعیها ما لا یتحكَّم صاحبُ الضأْن علی راعیها، لأَن شَرْطَ صاحب الإِبل علی الراعی أَن علیك أَن تَلوطَ حَوْضَها و ترُدَّ نادَّها، ثم یَدُك مبسوطةٌ فی الرِّسْل ما لم تَنْهَكْ حَلَباً أَو تَضُرَّ بنَسْلٍ، فیقول: قد الْتزَمْتُ شرْطك علی أَن لا تذكر أُمّی بخیر و لا شرٍّ، و لك حَذْفی بالعصا عند غضَبِك، أَصَبْت أَم أَخْطَأْت، و لی مَقعدی من النار و موضع یَدِی من الحارّ و القارّ، و أَما ابن خالویه فقال فی قولهم أَحمقُ من طالب ضأْنٍ ثمانین: إنه رجل قضی للنبی، صلی الله علیه و سلم، حاجَته فقال: ائتِنی المدینةَ، فجاءه فقال: أَیُّما أَحبُّ إلیك: ثمانون من الضأْنِ أَم أَسأَل الله أَن یجعلك معی فی الجنة؟ فقال: بل ثمانون من الضأْن، فقال: أَعطوه إیاها، ثم قال: إن صاحبةَ موسی كانت أَعقلَ منك، و ذلك أَن عجوزاً دلَّتْه علی عظام یوسف، علیه السلام، فقال لها موسی، علیه السلام: أَیُّما أَحبُّ إلیكِ أَن أَسأَل الله أَن تكونی معی فی الجنة أَم مائةٌ من الغنم؟ فقالت: بل الجنة.و الثَّمانی: موضعٌ به هضَبات؛ قال ابن سیدة: أُراها ثمانیةً؛ قال رؤبة: أَو أَخْدَرِیّاً بالثمانی سُوقُها و ثَمینةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤیّة: بأَصْدَقَ بأْساً من خلیلِ ثَمینةٍ و أَمْضَی، إِذا ما أَفْلَط القائمَ الیدُ. و الثَّمَنُ: ما تستحقّ به الشی‌ءَ. و الثَّمَنُ: ثمنُ البیعِ، و ثمَنُ كلّ شی‌ء قیمتُه. و شی‌ء ثَمینٌ أَی مرتفعُ الثَّمَن. قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ لٰا تَشْتَرُوا بِآیٰاتِی ثَمَناً قَلِیلًا*؛ قال: كل ما كان فی القرآن من هذا الذی قد نُصِب فیه الثَّمَنُ و أُدخلت الباء فی المَبِیع أَو المُشْتَرَی فإِن ذلك أَكثر ما یأْتی فی الشَّیئین لا یكونان ثَمَناً معلوماً مثل الدنانیر و الدراهم، فمن ذلك اشتریت ثوباً بكساء، أَیهما شئت تجعله ثمناً لصاحبه لأَنه لیس من الأَثمان، و ما كان لیس من الأَثمان مثل الرَّقِیق و الدُّور و جمیعِ العروض فهو علی هذا، فإذا جئت إلی الدراهم و الدنانیر وضعت الباء فی الثَّمَن، كما قال فی سورة یوسف: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرٰاهِمَ، لأَن الدراهم ثمن أَبداً، و الباء إنما تدخل فی الأَثْمانِ، و كذلك قوله: لٰا تَشْتَرُوا بِآیٰاتِی ثَمَناً قَلِیلًا*، و اشْتَرَوُا الْحَیٰاةَ الدُّنْیٰا بِالْآخِرَةِ و الْعَذٰابَ بِالْمَغْفِرَةِ؛ فأَدْخِل الباءَ فی أَیِّ هذین شئت حتی تصیر إلی الدراهم و الدنانیر فإنك تُدْخِل الباء فیهن مع العروض، فإذا اشتریت أَحدَ هذین،
لسان العرب، ج‌13، ص: 83
یعنی الدنانیرَ و الدراهم، بصاحبه أَدخلت الباء فی أَیّهما شئت، لأَن كل واحد منهما فی هذا الموضع مَبِیعٌ و ثَمَنٌ، فإذا أَحْبَبْت أَن تعرف فَرْقَ ما بین العُروض و الدراهم، فإنك تعلم أَنَّ مَنِ اشتری عبداً بأَلف دینار أَو أَلفِ درهم معلومة ثم وجد به عیباً فردّه لم یكن علی المشتری أَن یأْخذ أَلْفَه بعینها، و لكن أَلْفاً، و لو اشتری عبداً بجاریة ثم وجد به عیباً لم یرجع بجاریة أُخری مثلها، و ذلك دلیل علی أَن العُروض لیست بأَثمان. و‌فی حدیث بناء المسجد: ثامِنُونی بحائِطِكُم‌أَی قَرِّرُوا مَعی ثَمَنَه و بِیعُونِیهِ بالثَّمَنِ. یقال: ثامَنْتُ الرجلَ فی المَبیع أُثامِنُه إذا قاوَلْتَه فی ثَمَنِه و ساوَمْتَه علی بَیْعِه و اشْتِرائِه. و قولُه تعالی: وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا؛ قیل معناه قبلوا علی ذلك الرُّشی و قامت لهم رِیاسةٌ، و الجمع أَثْمانٌ و أَثْمُنٌ، لا یُتَجاوَزُ به أَدْنی العدد؛ قال زهیرفی ذلك: مَنْ لا یُذابُ له شَحْمُ السَّدِیفِ إذا زارَ الشِّتاءُ، و عَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ. و من روی أَثْمَن البُدُنِ، بالفتح، أَراد أَكثَرها ثَمَناً و أَنَّث علی المعنی، و من رواه بالضم، فهو جمع ثَمَن مثل زَمَنٍ و أَزْمُنٍ، و یروی: شحمُ النَّصیبِ؛ یرید نصیبه من اللحم لأَنه لا یَدَّخِرُ له منه نَصیباً، و إنما یُطْعِمُه، و قد أَثْمَنَ له سلعته و أَثْمَنَهُ. قال الكسائی: و أَثْمَنْتُ الرجلَ متاعَه و أَثْمَنْتُ له بمعنی واحدٍ. و المِثْمَنَة: المِخْلاةُ؛ حكاها اللحیانی عن ابن سنبل العُقَیْلی. و الثَّمانی: نَبْتٌ؛ لم یَحْكِه غیرُ أَبی عبید. الجوهری: ثمانیة اسم موضع «2».

ثنن؛ ج13، ص: 83

: الثِّنُّ، بالكسر: یَبِیسُ الحَلِیِّ و البُهْمَی و الحَمْض إذا كثر و رَكِبَ بعضُه بعضاً، و قیل: هو ما اسْوَدَّ من جمیع العِیدانِ و لا یكون من بَقْلٍ و لا عُشْبٍ. و قال ابن درید: الثِّنُّ حُطامُ الیَبِیس؛ و أَنشد: فظَلْنَ یَخْبِطْنَ هَشِیم الثِّنِّ، بَعْدَ عَمِیمِ الرَّوْضةِ المُغِنِّ. الأَصمعی: إذا تَكَسَّرَ الیَبِیسُ فهو حُطامٌ، فإذا ارتكب بعضُه علی بعضٍ فهو الثِّنُّ، فإذا اسوَدَّ من القِدَمِ فهو الدِّنْدِنُ. و قال ثعلب: الثِّنُّ الكَلأُ؛ و أَنشد الباهلی: یا أَیُّها الفَصِیلُ ذَا المُعَنِّی، إنَّكَ دَرْمانُ فصَمِّتْ عَنِّی، تَكْفی اللَّقُوحَ أَكْلةٌ من ثِنِّ، و لَمْ تَكُنْ آثَرَ عِندِی مِنِّی و لَمْ تَقُمْ فی المَأْتَمِ المُرِنِّ. یقول: إذا شرب الأَضیافُ لَبَنَها عَلَفَها الثِّنَّ فعادَ لَبَنُها، و صَمِّت أَی اصْمُتْ، قال ابن بری: الشعر للأَخوص بن عبد الله الرِّیاحی، و الأَخوص بخاء معجمة، و اسمه زید بنُ عمرو بن قیس بن عَتّاب بن هرمی بن ریاح. ابن الأَعرابی: الثِّنانُ النّباتُ الكثیر المُلْتَفُّ. و قال: ثَنْثَنَ إذا رَعَی الثِّنَّ، و نَثْنَثَ إذا عَرِقَ عَرَقاً كثیراً. الجوهری: الثُّنّة الشَّعَراتُ التی فی مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدَّابَّةِ التی أُسْبِلَتْ علی أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرْضَ، و الجمع الثُّنَنُ؛ و أَنشد ابن بری للأَغلب العجلی: فبِتُّ أَمْریها و أَدنو للثُّنَنْ، بِقاسِحِ الجلْدِ مَتینٍ كالرِّسَنْ.
(2). قوله [ثمانیة اسم موضع] فی التكملة: هی تصحیف، و الصواب ثمینة علی فعیلة مثال دثینة
لسان العرب، ج‌13، ص: 84
و الثُّنَّة من الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، و هی شعرات مُدَلّاةٌ مُشْرِفات من خَلْف؛ قال: و أَنشد الأَصمعی لربیعة بن جُشَم رجل من النَّمِر بن قاسِط، قال: و هو الذی یَخْلط بشعرِه شعرَ إمرئ القیس، و قیل هو لإمرئ القیس: لَها ثُنَنٌ كخَوافی العُقَاب، سُودٌ یَفِینَ، إذا تَزْبَئِرّ. قوله: یَفِین، غیر مهموز، أَی یَكْثُرن. یقال: وَفَی شَعرُه، یقول: لَیْست بمُنْجَردة لا شعر علیها. و‌فی حدیث فتح نُهاوَنْد: و بلَغَ الدمُ ثُنَنَ الخَیْل؛ قال: الثُّنَنُ شعَرات فی مُؤَخَّر الحافر من الیَدِ و الرِّجْل. و ثَنَّن الفرسُ: رَفَع ثُنَّتَه أَن یَمَسَّ الأَرض فی جَرْیه من خِفَّتِه. قال أَبو عبید: فی وَظِیفَی الفرس ثُنَّتان، و هو الشعر الذی یكون علی مُؤخَّر الرُّسْغ، فإن لم یكن ثَمَّ شعرٌ فهو أَمْرَدُ و أَمْرَطُ. ابن الأَعرابی: الثُّنَّة من الإِنسان ما دون السرّة فوق العانة أَسفل البطن، و من الدوابِّ الشعر الذی علی مؤخَّر الحافِر فی الرُّسْغ. قال: و ثَنَّنَ الفرسُ إذا رَكِبَه الثقیلُ حتی تُصِیبَ ثُنَّتُه الأَرض، و قیل: الثُّنَّةُ شعرُ العانة. و‌فی الحدیث: أَن آمِنةَ قالت لمَّا حملت بالنبیّ، صلی الله علیه و سلم، و اللهِ ما وَجَدْتُه فی قَطَنٍ و لا ثُنَّة و ما وَجَدته إلّا علی ظهر كَبِدی؛ القَطَنُ: أَسفل الظَّهر، و الثُّنَّة: أَسفل البطن. و‌فی مَقْتَل حمزة سیّد الشهداء، رضی الله عنه: أَن وَحْشیاً قال سَدَّدْتُ حَرْبَتی یوم أُحُدٍ لثُنَّته فما أَخطأْتُها، و هذان الحدیثان «1». یُقَوِّیان قول اللیث فی الثُّنَّة. و‌فی حدیث فارِعَة أُخْت أُمَیَّة: فشَقَّ ما بین صَدْره إلی ثُنَّتِه.و ثُنانُ: بُقْعة؛ عن ثعلب.

فصل الجیم؛ ج13، ص: 84

جأن؛ ج13، ص: 84

: الجُؤنة: سَلَّة مُسْتَدیرة مُغَشَّاة أَدَماً یجعل فیها الطِّیبُ و الثِّیاب.

جبن؛ ج13، ص: 84

: الجَبانُ من الرِّجالِ: الذی یَهاب التقدُّمَ علی كلّ شی‌ء، لَیْلًا كان أَو نهاراً؛ سیبویه: و الجمع جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِیل لأَنه مثلُه فی العِدَّة و الزیادة، و تكرّر فی الحدیث ذِكر الجُبْن و الجَبان، و هو ضِدُّ الشَّجاعة و الشُّجاع، و الأُنثی جَبان مثل حَصان و رَزَانٍ و جَبانةٌ، و نِساء جَباناتٌ. و قد جَبَنَ یَجْبُن و جَبُنَ جُبْناً و جُبُناً و جَبانةً و أَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إیّاه. قال عمرو بن معدیكرب، و كان قد زار رئیس بنی سلیم فأَعطاه عشرین أَلف دِرهم و سَیْفاً و فَرَساً و غُلاماً خبَّازاً و ثِیاباً و طِیباً: لله دَرُّكم یا بنی سلیم قاتَلْتُها فما أَجْبَنْتُها، و سأَلتُها فما أَبخَلْتها، و هاجَیْتُها فما أَفحَمْتُها. و حكی سیبویه: و هو یُجَبَّن أَی یرمی بذلك و یقال له. و جَبَّنَه تَجْبِیناً: نسبَه إلی الجُبْن. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، احْتَضَنَ أَحَدَ ابْنَی ابنتِه و هو یقول: و الله إنكم لَتُجَبِّنُون و تُبَخِّلون و تُجَهِّلون، و إنكم لَمِنْ رَیْحان الله.یقال: جَبَّنْتُ الرجل و بَخَّلْته و جهَّلْته إذا نسبْتَه إلی الجُبْنِ و البُخْلِ و الجَهْل، و أَجْبَنْته و أَبْخَلْته و أَجْهَلْته إذا وجَدْته بَخِیلًا جَباناً جاهلًا، یرید أَن الولد لما صار سبَباً لجُبْن الأَب عن الجِهاد و إنفاق المال و الافْتتان به، كان كأَنه نسبَه إلی هذه الخِلال و رماه بها. و كانت العرب تقول: الولد مَجْهَلَة مَجْبَنة مَبْخَلة. الجوهری: یقال الولد مَجْبَنة مَبْخَلة
(1). قوله [و هذان الحدیثان إلخ] هكذا فی الأَصل بدون تقدم نسبة إلی اللیث
لسان العرب، ج‌13، ص: 85
لأَنه یُحَب البقاءُ و المالُ لأَجله. و تَجَبَّنَ الرجلُ: غلُظ. ابن الأَعرابی: المفضل قال العرب تقول فلانٌ جبانُ الكَلْبِ إذا كان نِهایةً فی السَّخاءِ؛ و أَنشد: و أَجْبَنُ من صافرٍ كَلْبُهم، و إن قَذَفَتْه حصاةٌ أَضافا. قَذَفَتْه: أَصابتْه. أَضافَ أَی أَشْفَق وَ فَرَّ. اللیث: اجْتَبَنْتُه حَسِبْتُه جَباناً. و الجَبِینُ: فوق الصدْغ، و هُما جَبِینان عن یمین الجبهة و شِمالها. ابن سیدة: و الجَبِینان حَرْفان مُكْتَنِفا الجَبْهة من جانِبَیْها فیما بین الحاجِبَیْن مُصْعِداً إلی قُصاصِ الشعر، و قیل: هما ما بین القُصاصِ إلی الحِجاجَیْن، و قیل: حروف الجبهة ما بین الصُّدغین مُتَّصِلًا عدا الناصِیة، كلُّ ذلك جَبِینٌ واحدٌ، قال: و بعض یقول هُما جَبینان، قال الأَزهری: و علی هذا كلامُ العرب. و الجَبْهَتان: الجَبِینان. قال اللحیانی: و الجَبِینُ مذكَّر لا غیر، و الجمع أَجْبُنٌ و أَجْبِنةٌ و جُبُن. و الجُبْن و الجُبُن و الجُبُنُّ مثقّل: الذی یؤكَل، و الواحدة من كل ذلك بالهاء «1». جُبُنَّة. و تَجَبَّن اللَّبَنُ: صار كالجُبْن. قال الأَزهری: و هكذا قال أَبو عبید فی قوله كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً، بتشدید النون. غیره: اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إذا اتَّخَذَه جُبْناً. الجوهری: الجُبْن هذا الذی یُؤكَل، و الجُبْنة أَخص منه، و الجُبْنُ أَیضاً: صِفة الجَبان. و الجُبُن، بضم الجیم و الباء: لغة فیهما. و بعضهم یقول: جُبُنٌّ و جُبُنَّة، بالضم و التشدید. و قد جَبَن الرجل، فهو جَبان، و جَبُنَ أَیضاً، بالضم، فهو جَبین. و الجَبَّان و الجَبَّانة، بالتشدید: الصحراء، و تسمی بهما المقابر لأَنها تكون فی الصحراء تسمیة للشی‌ء بموضعه. و قال أَبو حنیفة: الجَبابِینُ كِرامُ المَنابِت، و هی مستویة فی ارتفاع، الواحدة جَبَّانة. و الجَبَّان: ما استوی من الأَرض فی ارتفاع، و یكون كَریمَ المَنْبت. و قال ابن شمیل: الجَبَّانة ما استوی من الأَرض و مَلُسَ و لا شجر فیه، و فیه آكامٌ و جِلاهٌ و قد تكون مستویة لا آكامَ فیها و لا جِلاهَ، و لا تكون الجَبَّانة فی الرَّمْل و لا فی الجَبَل، و قد تكون فی القِفاف و الشَّقائق. و كلُّ صحراءَ جَبَّانة.

جبرن؛ ج13، ص: 85

: جِبْرینُ جَبْرینُ و جِبْریل و جَبْرَئیل، كله: اسم روح القُدس، علیه السلام.

جحن؛ ج13، ص: 85

: الكسائی: الجَحِنُ السَّیِّ‌ءُ الغِذاء، و قد أَجْحَنَتْه أُمُّه. و صبیٌّ جَحِنُ الغِذاء، و قد جَحِن، بالكسر، یَجْحَن جَحَناً و أَجْحَنَتْه؛ أَساءَت غِذاءه، و قال الأَصمعی فی المُجْحَن مثله. و الجَحِن: البَطِی‌ءُ الشباب؛ و قول الشمّاخ: و قد عَرِقَتْ مَغابنُها و جادَتْ بِدِرَّتِها قِرَی جَحِنٍ قَتِینِ. قال ابن سیدة: أَراد قُراداً جعلَه جَحِناً لسوء غذائه، یعنی أَنها عَرِقَتْ فصار عَرَقُها قِرًی للقُراد، و هذا البیت ذكره ابن بری بمفرده فی ترجمة حجن، بالحاء قبل الجیم، قال: و الجَحِنُ المرأَةُ القلیلةُ الطُّعْم، و أَورد البیت، و قد أَورده الأَزهری و ابن سیدة و الجوهری هنا علی ما ذكرناه، فإما أَن یكون ابن بری صَحَّفه أَو وجد له وجهاً فیما ذكره، قال: و الأُنثی جَحِنة و جَحْنة؛ و أَنشد ثعلب: كَواحِدةِ الأُدْحِیِّ لا مُشْمَعِلَّةٌ، و لا جَحْنة، تحتَ الثِّیاب، جَشُوبُ. و قد جَحِنَ جَحَناً و جَحانة. الأَزهری: و مَثَلٌ من
(1). قوله [و الواحدة من كل ذلك بالهاء] هذه عبارة ابن سیدة. و قوله [جبنة] هذه عبارة الأَزهری
لسان العرب، ج‌13، ص: 86
الأَمْثال: عَجَبٌ من أَن یجی‌ء من جَحِنٍ خَیْرٌ، قال ابن سیدة و قول النمر بن تولب: فأَنْبَتها نَباتاً غیر جَحْن. إنما هو علی تخفیف جَحِنٍ. و نَبْت جَحِن: زَمیرٌ صغیر مُعَطَّش. و كلُّ نبت ضعف فهو جَحِنٌ. و المُجْحَن، بضم المیم، من النبات: القصیرُ القلیل الماء. ابن الأَعرابی: یقال جَحَنَ و أَجْحَن و جَحَّنَ و حَجَنَ و أَحْجَنَ و حَجَّنَ و جَحَدَ و أَجْحَدَ و جَحَّد كله معناه إذا ضیَّق علی عیاله فَقْراً أَو بخلًا. الأَزهری: یقال جُحَیْناءُ قلبی و لُوَیحاءُ قلبی و لُوَیْذاء قلبی، یعنی ما لزِم القلب. و جَیْحون و جَیْحان: اسم نهر جاء فیهما حدیث؛ قال ابن الأَثیر: ورد فی الحدیث سَیْحان و جَیْحان، قال: هما نهران بالعواصم عند أَرض المِصّیصة و طَرَسوس. الجوهری: جَیْحون نهر بَلْخ، و هو فَیْعول. و جَیْحان: نهر بالشام؛ قال ابن بری: یحتمل أَن یكون وزنُ جَیْحون فَعْلون مثل زَیتون و حَمْدون.

جحشن؛ ج13، ص: 86

: جَحْشَنٌ: اسم.

جخن؛ ج13، ص: 86

: الأَصمعی: الجُخُنَّةُ الردیئة عند الجماع من النساء؛ و أَنشد: سأُنذِرُ نَفْسی وَصْلَ كلِّ جُخُنَّةٍ قِضافٍ، كبِرْذَوْنِ الشَّعیر الفُرافِر.

جدن؛ ج13، ص: 86

: جَدَنٌ: موضع. و ذو جَدَنٍ: قَیْلٌ من أَقیال حِمْیر، و قیل: من مَقاوِلة الیَمَن، و فی التهذیب: اسم ملك من ملوك حِمْیَر؛ قال الأَصمعی: و أَنشد أَبو عمرو بن العلاء الكلابی: لو أَنَّنی كنتُ من عادٍ و من إِرَمٍ غَذِیَّ بَهْم و لُقْماناً و ذا جَدَنِ. ابن الأَعرابی: أَجْدَنَ الرجلُ إذا استغنی بعد فقر.

جرن؛ ج13، ص: 86

: الجِرانُ: باطن العُنُق، و قیل: مُقدَّم العنق من مذبح البعیر إلی منحره، فإذا برَك البعیرُ و مدّ عنُقَه علی الأَرض قیل: أَلقی جِرانَه بالأَرض. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: حتی ضرَب الحقُّ بجِرانِه، أَرادت أَن الحقَّ استقام و قَرَّ فی قَراره، كما أَن البعیر إذا بَرَك و استراح مدّ جِرانَه علی الأَرض أَی عُنُقَه. الجوهری: جِرانُ البعیر مقدَّم عُنقه من مذبحه إلی منحره، و الجمع جُرُنٌ، و كذلك من الفرس. و‌فی الحدیث: أَن ناقتَه، علیه السلام، تَلَحْلحَتْ عند بیت أَبی أَیوب و أَرْزَمتْ و وَضَعتْ جِرانَها؛ الجِران: باطن العُنق. اللحیانی: أَلقی فلانٌ علی فلان أَجْرانه و أَجرامَه و شَراشِره، الواحد جِرْمٌ و جِرْنٌ، إنما سمعتُ فی الكلام أَلقی علیه جِرانَه، و هو باطن العُنق، و قیل: الجِران هی جلدة تَضْطرب علی باطِن العنق من ثُغْرة النحر إلی منتهی العُنق فی الرأْس؛ قال: فَقَدَّ سَراتَها و البَرْكَ منها، فخَرَّتْ للیَدَیْنِ و للجِرانِ. و الجمع أَجْرِنة و جُرنٌ. و‌فی الحدیث: فإذا جملان یَصْرفان فدَنا منهما فوَضَعا جُرُنهما علی الأَرض؛ و استعار الشاعر الجِران للإِنسان؛ أَنشد سیبویه: مَتی تَرَ عَیْنَیْ مالكٍ و جِرانَه و جَنْبَیه، تَعْلمْ أَنه غیرُ ثائرِ. و قول طرَفة فی وصف ناقة: و أَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْیٍ مُنَضَّدِ. إنما عظَّم صدرَها فجعل كلَّ جزء منه جِراناً كما حكاه سیبویه من قولهم للبعیر ذو عَثانین. و جِران الذكَر: باطنُه، و الجمع أَجرِنةٌ و جُرُنٌ. و جَرَنَ الثوبُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 87
و الأَدیمُ یَجْرُن جُروناً، فهو جارِن و جَرین: لان و انسحق، و كذلك الجلد و الدرع و الكتاب إذا درَس، و أَدِیم جارِن؛ و قال لبید یصف غَرْبَ السانیة: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه، قَلِقُ المَحالةِ جارِنٌ مَسْلومُ. قال ابن بری یصف جِلداً عُمل منه دَلوٌ. و الجارِنُ: اللیِّن، و المَسْلوم: المدبوغ بالسَّلَم. قال الأَزهری: و كلُّ سِقاءٍ قد أَخلَق أَو ثوب فقد جَرَن جُروناً، فهو جارِن. و جَرَن فلانٌ علی العَذْلِ و مَرَن و مَرَد بمعنی واحد. و یقال للرجل و الدابة إذا تعَوَّد الأَمرَ و مَرَن علیه: قد جَرَنَ یَجْرُن جُروناً؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: سَلاجِم یَثْرِبَ الأُولی، علیها بیَثْرِبَ كرَّةٌ بعد الجُرونِ. أَی بعد المُرون. و الجارِنة: اللیِّنة من الدروع. أَبو عمرو: الجارِنة المارِنة. و كلُّ ما مَرَن فقد جَرَن؛ قال لبید یصف الدروع: و جَوارِن بیض، و كلّ طِمرَّةٍ یَعْدُو علیها القَرَّتَیْن غُلام. یعنی دُروعاً لیِّنة. و الجارِن: الطریق الدارِس. و الجَرَنُ: الأَرض الغلیظة؛ و أَنشد أَبو عمرو لأَبی حبیبة الشیبانی: تَدَكَّلَتْ بَعْدی و أَلْهَتْها الطُّبَنْ، و نحنُ نَغْدو فی الخَبار و الجَرَنْ و یقال: هو مبدل من الجَرَل. و جَرَنَت یدُه علی العمل جُروناً: مرنَت. و الجارِن من المتاع: ما قد اسْتُمْتِع به و بَلْیَ. و سِقاءٌ جارِن: یَبِس و غلُظ من العمل. و سَوْطٌ مُجَرَّن: قد مَرَن قَدُّه. و الجَرین: موضع البُرّ، و قد یكون للتمر و العنب، و الجمع أَجرِنة و جُرُن، بضمتین، و قد أَجرَن العنبَ. و الجَرینُ: بَیْدَر الحَرْث یُجْدَر أَو یُحْظَر علیه. و الجُرْنُ و الجَرین: موضع التمر الذی یُجَفَّف فیه. و‌فی حدیث الحدود: لا قَطْعَ فی ثمر حتی یُؤْوِیَهُ الجَرینُ؛ هو موضع تجفیف الثمر، و هو له كالبَیدر للحنطة، و‌فی حدیث أُبَیّ مع الغول: أَنه كان له جُرُنٌ من تمر.و‌فی حدیث ابن سیرین فی المُحاقَلة: كانوا یشترطُون قُمامةَ الجُرُنِ، و قیل: الجَرینُ موضع البَیْدر بلغة الیمن. قال: و عامَّتُهم یَكسِر الجیمَ، و جمعه جُرُنٌ. و الجَرینُ: الطِّحْنُ، بلغة هُذیل؛ و قال شاعرهم: و لِسَوْطِه زَجَلٌ، إذا آنَسْتَه جَرَّ الرَّحی بجَرینِها المَطْحونِ. الجَرین: ما طَحَنتَه، و قد جُرِنَ الحبُّ جَرْناً شدیداً. و الجُرْنُ: حجر منقور یُصبُّ فیه الماء فیُتوضأُ به، و تسمیه أَهلُ المدینة المِهْراسَ الذی یُتَطهَّر منه. و الجارِنُ: ولدُ الحیة من الأَفاعی. التهذیب: الجارن ما لانَ من أَولاد الأَفاعی. قال ابن سیدة: و الجِرْنُ الجسم، لغة فی الجِرْم زعموا؛ قال: و قد تكون نونه بدلًا من میم جِرْم، و الجمع أَجْران، قال: و هذا مما یقوی أَن النون غیر بدل لأَنه لا یكاد یُتصرَّف فی البدل هذا التصرف. و أَلقی علیه أَجرانَه و جِرانه أَی أَثقاله. و جِرانُ العَوْدِ: لقَب لبعض شعراء العرب؛ قال الجوهری: هو من نُمیر و اسمه المُسْتورِد «2». و إنما لقِّب بذلك لقوله یخاطب امرأَتیه:
(2). قوله [و اسمه المستورد] غلطه الصاغانی حیث قال و إنما اسم جران العود عامر بن الحرث بن كلفة أی بالضم، و قیل كلفة بالفتح
لسان العرب، ج‌13، ص: 88
خُذا حَذَراً، یا جارَتَیَّ، فإنَّنی رأَیتُ جِرانَ العَوْدِ قد كاد یَصْلَحُ. أَراد بِجران العَوْد سوطاً قدَّه من جِران عَوْدٍ نَحَره و هو أَصلب ما یكون. الأَزهری: و رأَیت العرب تسوِّی سیاطها من جُرُن الجِمال البُزْل لصَلابتِها، و إنما حذَّر امرأَتیه سوطَه لنُشوزهما علیه، و كان قد اتخذ من جلد البعیر سوْطاً لیضرب به نساءَه. و جَیرُون: باب من أَبواب دمشق، صانها الله عز و جل. و الجِرْیانُ: لغة فی الجِرْیال، و هو صِبْغ أَحمر. و المجرین «1».: المیت؛ عن كراع. و سفَر مِجْرَنٌ: بعید؛ قال رؤبة: بعد أَطاوِیحِ السِّفار المِجْرن قال ابن سیدة: و لم أَجد له اشتقاقاً.

جرشن؛ ج13، ص: 88

: النهایة لابن الأَثیر: أَهدی رجل من العراق إلی ابن عُمر جَوارِشْنَ، قال: هو نوع من الأَدویة المركبة یقوِّی المعدة و یهضِم الطعام، قال: و لیست اللفظة بعربیة.

جرعن؛ ج13، ص: 88

: اجْرَعَنَّ الرجلُ: صُرع عن دابَّته و امتدَّ علی وجه الأَرض، و ضرَبْته حتی اجْرَعنّ.

جزن؛ ج13، ص: 88

: المؤرج: حطَبٌ جَزْن و جَزْل، و جمعه أَجْزُن و أَجْزُل، و هو الخشب الغلاظ؛ قال جَزْءُ بنُ الحَرِث: حَمَی دُونَه بالشَّوكِ و التفَّ دُونه، من السِّدْر، سُوقٌ ذاتُ هَول و أَجزُن.

جشن؛ ج13، ص: 88

: الجَشن: الغلیظ؛ عن كراع، زاد غیره: أَو ما هو فی معناه. و الجُشْنةُ: طائرةٌ سوداءُ تعَشِّش بالحصی. و الجَوْشَنُ: الصدرُ، و قیل: ما عَرُض من وسط الصدر. و جَوْشَنُ الجَرادة: صدرها. و جَوْشَنُ اللیل: وسَطه و صَدْره. و الجوْشَن: اسم الحدید الذی یُلبَس من السلاح؛ قال ذو الرمة یصف ثوراً طَعَن كِلاباً بِرَوْقَیْه فی صدرها: فكَرَّ یَمْشُق طَعْناً فی جَواشِنِها، كأَنه، الأَجْرَ فی الإِقبالِ، یَحْتَسِبُ. الجوهری: و الجَوْشَن الدِّرْع و اسم الرجل، و قیل: الجوْشَن من السلاح زَرَدٌ یُلبَسه الصدرُ و الحَیزوم. و مضی جَوْشَنٌ من اللیل أَی قطعة، لغة فی جَوْش، فإن كان مزیداً منه فحكمه أَن یكون معه؛ قال ابن أَحمر یصف سحابة: یُضی‌ء صَبیرُها، فی ذی خَبِیٍّ، جَواشِن لَیْلها بِیناً فبِینا. و البِینُ: القطعة من الأَرض. ابن الأَعرابی: المَجْشونةُ المرأَة الكثیرة العمل النشیطة. و جَواشِن التُّمام: بقایاه؛ قال: كِرامٌ إذا لم یَبْقَ إلَّا جَواشِن الثمامِ، و من شَرّ الثُّمام جَواشِنُه.

جعن؛ ج13، ص: 88

: جَعْوَنةُ: من أَسماء العرب. و رجل جَعْوَنة إذا كان قصیراً سمیناً. و قال ابن درید: الجَعْنُ فعل مُمات، و هو التقبّض، قال: و منه اشتقاق جَعْوَنة، و قد وجدت حاشیة قال أَبو جعفر النحاس فی كتاب الإِشتقاق له: جَعْونةُ اسم رجل مشتق من الجَعْن، و هو وَجَعُ الجسد و تكسُّره، قال: و یجوز أَن یكون مشتقاً من الجَعْو، و هو جمع الشی‌ء، و تكون النون زائدة.

جعثن؛ ج13، ص: 88

: الأَزهری: الجِعْثِنُ أُرومة الشجر بما علیها من الأَغصان إذا قطعت. ابن سیدة: الجِعْثِنةُ أُرومة كل
(1). قوله [و المجرین] هكذا فی الأَصل بدون ضبط
لسان العرب، ج‌13، ص: 89
شجرة تَبقی علی الشتاء، و الجمع جِعْثِن؛ قال: تَقْفِزُ بی الجِعْثِنَ، یا مُرَّةُ زِدْها قَعْبا. و یروی: تُقَفِّز الجِعْثِنَ بی …، و منهم من یقول للواحد جِعْثِنٌ، و الجمع الجَعاثِن. قال أَبو حنیفة: الجِعْثِنُ أَصل كل شجرة إلا شجرةً لها خشبة؛ و أَنشد: تَری الجِعْثنَ العامِیَّ تُذْری أُصولَه مَناسِمُ أَخْفافِ المَطِیِّ الرَّواتِكِ. الأَزهری: كل شجرة تبقی أُرومتُها فی الشتاء من عِظام الشجر و صغارها فلها جِعْثِنٌ فی الأَرض، و بعد ما یُنزَع فهو جِعْثن حتی یقال لأُصول الشوك جِعْثن. و فرس مُجَعْثَنُ الخَلْق: شبِّه بأَصل الشجرة فی كِدْنتِه و غلَظه؛ قال ابن بری فی معناه: كانَ لَنا، و هو فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ، مُجَعْثَنُ الخَلْق یَطیرُ زَغَبُهْ. و رجل جِعْثِنةٌ: جَبان ثقیل؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فیا فتًی ما قَتَلْتُمْ غیرَ جِعْثِنةٍ، و لا عَنِیفٍ بِكَرِّ الخیل فی الوادی. و الجِعْثِمُ و الجِعْثِنُ، بالكسر: أُصولُ الصِّلِّیان؛ و أَنشد للطرماح فقال: أَو كمَجْلوحِ جِعْثنٍ بلَّهُ القطرُ، فأَضحی مُوَدِّسَ الأَعراضِ. و‌فی حدیث طَهْفةَ: و یَبِسَ الجِعْثنُ؛ هو أَصلُ النبات، و قیل: أَصل الصِّلِّیان خاصة، و قال أَبو زیاد: الجِعْثِنةُ أَصلُ كلِّ شجرة قد ذَهبَتْ سوی العِضاهِ، و أَنشد بیت الطرمّاح. و تَجَعْثنَ الرجلُ إذا تَجَمَّعَ و تقَبَّضَ. و یقال لأَرُومة الصِّلِّیان: جِعْثِنةٌ؛ قال الطرمّاح: و مَوْضع مَشْكوكین أَلقَتْهما معاً، كوَطْأَة ظَبْیِ القُفِّ بین الجَعاثِن. و جِعْثِنة: شاعر معروف. قال ابن الأَعرابی: هو جِعْثِنة بن جَوَّاسٍ الرِّبْعی. الأَزهری: جِعْثِن من أَسماء النساء، و عَیَّنه الجوهری فقال: جعثْن أُختُ الفرزدق.

جعفلن؛ ج13، ص: 89

: الجَعْفَلین: أُسْقُفُّ النصاری و كبیرُهم.

جفن؛ ج13، ص: 89

: الجَفْنُ: جَفْنُ العَین، و فی المحكم: الجَفْنُ غطاءُ العین من أَعلی و أَسفل، و الجمع أَجْفُنٌ و أَجفان و جُفونٌ. و الجَفْنُ: غِمْدُ السیف. و جَفْنُ السیف: غِمده؛ و قول حذیفة بن أَنس الهذلی: نَجا سالمٌ، و النفسُ منه بشِدْقِه، و لم یَنْجُ إلا جَفْنَ سیفٍ و مِئْزَرا. نصبَ جَفْنَ سیف علی الاستثناء المنقطع كأَنه قال نجا و لم یَنْجُ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد و لم ینج إلا بجفن سیف، ثم حذَف و أَوْصَل، و قد حكی بالكسر؛ قال ابن درید: و لا أَدری ما صحتُه، و‌فی حدیث الخوارج: سُلُّوا سیوفكم من جُفونها؛ قال: جفونُ السیوف أَغمادُها، واحدها جَفْنٌ، و قد تكرر فی الحدیث. و الجَفْنة: معروفة، أَعظمُ ما یكونُ من القِصاع، و الجمع جِفانٌ و جِفَنٌ؛ عن سیبویه، كهَضْبةٍ و هِضَب، و العدد جفَنات، بالتحریك، لأَن ثانیَ فَعْلةٍ یُحَرَّك فی الجمع إذا كان اسماً، إلا أَن یكون یاءً أَو واواً فیُسَكَّنُ حینئذ. و فی الصحاح: الجَفْنة كالقَصْعة. و جَفَنَ الجَزورَ: اتخذ منها طعاماً. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه انكسَرتْ قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها، و هو من ذلك لأَنه یمْلأُ منها الجِفانَ، و قیل: معنی جَفَنَها أَی نَحرَها و طبَخَها و اتخذ منها
لسان العرب، ج‌13، ص: 90
طعاماً و جعل لَحمها فی الجفان و دعا علیها الناسَ حتی أَكلوها. و الجَفْنة: ضرْبٌ من العنب. و الجَفْنة: الكَرْم، و قیل: الأَصلُ من أُصول الكَرْم، و قیل: قضیب من قُضْبانه، و قیل: ورَقُه، و الجمع من ذلك جَفْنٌ؛ قال الأَخطل یصف خابیة خمر: آلَتْ إلی النصف من كَلْفاءَ أَتْأَقها عِلْجٌ، و كتَّمَها بالجَفْنِ و الغار. و قیل: الجَفْن اسمٌ مفرد، و هو أَصل الكَرْم، و قیل: الجَفْن نفس الكرم بلغة أَهل الیمن، و فی الصحاح: قُضْبان الكَرْم؛ و قول النمر بن تولب: سُقَیَّةُ بین أَنْهارٍ عِذابٍ، و زَرْعٍ نابِتٍ و كُرومِ جَفْنِ. أَراد: و جَفْنِ كرومٍ، فقَلَب. و الجَفْنُ «1». هاهنا: الكَرْمُ و أَضافه إلی نفسه. و جَفن الكرمُ و تَجَفَّن: صار له أَصلٌ. ابن الأَعرابی: الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذی فیه الماء، و یسمی الخمر ماءَ الجَفْنِ، و السحابُ جَفْنَ الماء؛ و قال الشاعر یصف ریقَ امرأَةٍ و شبَّهه بالخمر: تُحْسی الضجیعَ ماءَ جفْنٍ شابَه، صَبیحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج. قال الأَزهری: أَراد بماء الجَفْنِ الخمرَ. و الجَفْنُ: أَصلُ العنبِ شیبَ أَی مُزِجَ بماءٍ باردٍ. ابن الأَعرابی: الجَفْنةُ الكَرْمة، و الجَفْنةُ الخمرةُ. و قال اللحیانی: لُبُّ الخُبْزِ ما بین جَفْنَیه. و جَفْنا الرغیفِ: وَجْهاه من فوق و من تحت. و الجَفْنُ: شجرٌ طَیِّبُ الریح؛ عن أَبی حنیفة، و به فسر بیت الأَخطل المتقدم. قال: و هذا الجَفْنُ غیر الجَفْنِ من الكَرْمِ، ذلك ما ارْتَقی من الحَبَلة فی الشجرة فسُمِّیت الجَفْنَ لتجفُّنِه فیها، و الجَفْنُ أَیضاً من الأَحرارِ: نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحة، و إذا یَبِسَتْ تقبَّضَت و اجتمعت، و لها حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، و أَكثر مَنْبِتها الإِكامُ، و هی تبقی سِنین یابسة، و أَكثرُ راعیتِها الحُمُر و المِعْزَی، قال: و قال بعض الأَعراب: هی صُلْبة صغیرة مثل العَیْشوم، و لها عِیدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار، و ورقُها أَخضر أَغْبَرُ، و نَباتُها فی غَلْظِ الأَرض، و هی أَسْرَعُ البَقْلِ نباتاً إذا مُطِرَتْ و أَسرعُها هَیْجاً. و جَفَنَ نفسَه عن الشی‌ء: ظَلَفَها؛ قال: وَفَّرَ مالَ اللهِ فینا، و جَفَنْ نفْساً عن الدُّنیا، و للدنیا زِیَنْ. قال الأَصمعی: الجَفْنُ ظَلْفُ النفس عن الشی‌ء الدنی‌ء. یقال: جَفَنَ الرجلُ نفسَه عن كذا جَفْناً ظَلَفَها و مَنَعَها. و قال أَبو سعید: لا أَعرف الجَفْنَ بمعنی ظَلْفِ النفس. و التَّجْفینُ: كثرةُ الجماع. قال: و قال أَعرابی: أَضْوانی دوامُ التجفینِ. و أَجْفَنَ إذا أَكْثَر الجماعَ؛ و أَنشد أَحمد البُسْتیّ: یا رُبَّ شَیخ فیهم عِنِّینْ عن الطِّعانِ و عن التَّجفینْ. قال أَحمد فی قوله و عن التَّجْفین: هو الجِفانُ التی یطعم فیها. قال أَبو منصور: و التَّجْفین فی هذا البیت من الجِفانِ و الإِطعام فیها خطأٌ فی هذا الموضع، إنما التَّجفینُ هاهنا كثرةُ الجماع، قال: رواه أَبو العباس عن ابن الأَعرابی. و الجَفْنةُ: الرجلُ الكریم. و‌فی الحدیث: أَنه قیل له أَنت كذا و أَنتَ كذا و أَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء؛ كانت العربُ تدعو السیدَ المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه یضَعُها و یُطْعِم
(1). قوله [و الجفن] لعله أو الجفن
لسان العرب، ج‌13، ص: 91
الناسَ فیها، فسُمِّیَ باسمها، و الغَرّاء: البیضاء أَی أَنها مَمْلُوءةٌ بالشحم و الدُّهْن. و‌فی حدیث أَبی قتادة: نادِیا جَفْنَةَ الرَّكْبِ‌أَی الذی یُطْعِمُهم و یُشْبِعُهم، و قیل: أَراد یا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فحذف المضافَ للعِلْم بأَن الجَفْنةَ لا تُنادی و لا تُجیبُ. و جَفْنةُ: قبیلةٌ من الأَزْد، و فی الصحاح: قبیلةٌ من الیمن. و آلُ جَفْنةَ: مُلوكٌ من أَهل الیمن كانوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ و فیهم یقول حَسَّان بن ثابت: أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِیهمُ، قَبْر ابن مارِیةَ الكَریمِ المِفْضَل. و أَراد بقوله عند قبر أَبیهم أَنهم فی مساكن آبائهم و رِباعِهم التی كانوا ورِثُوها عنهم. و جُفَیْنةُ: اسمُ خَمَّارٍ. و فی المثل: عند جُفَیْنةَ الخبرُ الیقین؛ كذا رواه أَبو عبید و ابن السكیت. قال ابن السكیت: و لا تقُل جُهَیْنة، و قال أَبو عبید فی كتاب الأَمثال: هذا قول الأَصمعی، و أَما هشام بن محمد الكلبی فإِنه أَخبر أَنه جُهَیْنة؛ و كان من حدیثه: أَن حُصَیْنَ بنَ عمرو بنِ مُعاویة بن عمرو بن كلاب خرج و معه رجلٌ من جُهَیْنةَ یقال له الأَخْنَسُ، فنزَلا منزلًا، فقام الجُهَنِیُّ إلی الكلابیِّ و كانا فاتِكَیْنِ فقَتله و أَخذ مالَه، و كانت صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ معاویة تَبْكِیه فی المَواسِم، فقال الأَخْنس: كصَخْرةَ إذ تُسائل فی مراح و فی جَرْمٍ، و عِلْمُهما ظُنونُ «1». تُسائلُ عن حُصَیْنٍ كلَّ ركْبٍ، و عند جُهَیْنةَ الخبرُ الیَقینُ. قال ابن بری: رواه أَبو سهل عن خصیل، و كان ابنُ الكلبی بهذا النوع من العلم أَكبرَ من الأَصمعی؛ قال ابن بری: صخرةُ أُخْتُه، قال: و هی صُخَیرة بالتصغیر أَكثرُ، و مراح: حیّ من قضاعة، و كان أَبو عبید یرویه حُفَیْنة، بالحاء غیر معجمة؛ قال ابن خالویه: لیس أَحد من العلماء یقول و عند حُفَیْنة بالحاء إلا أَبو عبید، و سائرُ الناس یقول جُفَیْنة و جُهَیْنة، قال: و الأَكثرُ علی جُفَیْنة؛ قال: و كان من حدیث جُفَیْنة فیما حدَّث به أَبو عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: كان یهودیٌّ من أَهل تَیْماءَ خمَّار یقال له جُفَیْنة جارَ النبیِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، و كان لبنی سَهْمٍ جارٌ یهودیٌّ خمَّار أَیضاً یقال له غُصَین، و كان رجلٌ غَطَفانیٌّ أَتی جُفَیْنة فشَرِبَ عنده فنازَعه أَو نازع رجلًا عنده فقتلَه و خَفِیَ أَمرُه، و كانت له أُختٌ تسأَل عنه فمرّت یوماً علی غُصَیْن و عنده أَخوها، و هو أَخو المقتول، فسأَلته عن أَخیها علی عادتها، فقال غُصَین: تُسائل عن أَخیها كلَّ رَكْب، و عند جُفینةَ الخبرُ الیقینُ. فلما سمع أَخوها و كان غُصَیْنٌ لا یدْرِی أَنه أَخوها ذهب إِلی جُفَیْنة فسأَله عنه فناكَره فقَتله، ثم إن بنی صِرْمة شَدُّوا علی غُصَین فقتلوه لأَنه كان سببَ قَتْل جُفَینة، و مضی قومُه إلی حُصین بن الحُمام فشَكَوْا إلیه ذلك فقال: قتلتم یهودیَّنا و جارَنا فقتلنا یهودیَّكم و جارَكم، فأَبَوْا و وقع بینهم قتالٌ شدید.و الجَفْنُ: اسمُ موضعٍ.

جلن؛ ج13، ص: 91

: التهذیب: اللیث جَلَنْ حكایةُ صوتِ بابٍ ذی مِصْراعَیْن، فیُرَدُّ أَحدهما فیقول جَلَنْ، و یُرَدُّ الآخرُ فیقول بَلَقْ؛ و أَنشد: فتَسْمَع فی الحالَیْن منه جَلَنْ بَلَقْ.
(1). قوله [و فی جرم] كذا فی النسخ، و الذی فی المیدانی: و أنمار بدل و فی جرم
لسان العرب، ج‌13، ص: 92
و قد ترجم علیه فی حرف القاف جلنبلق.

جمن؛ ج13، ص: 92

: الجُمانُ: هَنَواتٌ تُتَّخَذُ علی أَشكال اللؤلؤ من فضَّة، فارسی معرب، واحدته جُمانة؛ و توهَّمَه لبیدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِیِّ فقال یصف بقرة: و تُضِی‌ء فی وَجْهِ الظَّلامِ، مُنِیرةً، كجُمانةِ البَحْریِّ سُلَّ نِظامُها. الجوهری: الجُمانةُ حبّة تُعْمَل من الفِضّة كالدُّرّة؛ قال ابن سیدة: و به سمیت المرأَة، و ربما سمیت الدُّرّة جُمانةً. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: یَتَحَدَّرُ منه العَرَقُ مِثْل الجُمان،قال: هو اللؤلؤُ الصِّغارُ، و قیل: حَبٌّ یُتَّخذ من الفضة أَمثال اللؤلؤ. و‌فی حدیث المسیح، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: إذا رفَع رأْسَه تحدَّر منه جُمانُ اللؤلؤ.و الجُمانُ: سَفیفةٌ من أَدَمٍ یُنْسَج فیها الخَرَزُ من كل لون تَتَوَشَّحُ به المرأَة؛ قال ذو الرمة: أَسِیلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ، و ما جَرَی علیه الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ. و قیل: الجُمانُ خَرز یُبَیَّضُ بماء الفضة. و جُمانٌ: اسمُ جملِ العجّاج؛ قال: أَمْسَی جُمانٌ كالرَّهینِ مُضْرعا و الجُمُن: اسم جبل؛ قال تمیم بن مُقْبِل: فقلت للقوم قد زالَتْ حَمائلُهم فَرْجَ الحَزِیزِ من القَرْعاءِ فالجُمُن «2».

جنن؛ ج13، ص: 92

: جَنَّ الشی‌ءَ یَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. و كلُّ شی‌ء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك. و جَنَّه اللیلُ یَجُنُّه جَنّاً و جُنوناً و جَنَّ علیه یَجُنُّ، بالضم، جُنوناً و أَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بری: شاهدُ جَنَّه قول الهذلی: و ماء ورَدْتُ علی جِفْنِه، و قد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ و‌فی الحدیث: جَنَّ علیه اللیلُ‌أَی ستَره، و به سمی الجِنُّ لاسْتِتارِهم و اخْتِفائهم عن الأَبصار، و منه سمی الجَنینُ لاسْتِتارِه فی بطنِ أُمِّه. و جِنُّ اللیل و جُنونُه و جَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه و ادْلِهْمامُه، و قیل: اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلی: حتی یَجی‌ء، و جِنُّ اللیل یُوغِلُه، و الشَّوْكُ فی وَضَحِ الرِّجْلَیْن مَرْكوزُ. و یروی: … و جُنْحُ اللیل …؛ و قال درید بن الصِمَّة بن دنیان «3» و قیل هو لِخُفافِ بن نُدْبة: و لو لا جَنانُ اللیلِ أَدْرَكَ خَیْلُنا، بذی الرِّمْثِ و الأَرْطَی، عیاضَ بنَ ناشب فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَیْرِ لِداتِه، ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب. و یروی: و لو لا جُنونُ اللیل … أَی ما سَتَر من ظلمته. و عیاضُ بن جَبَل: من بنی ثعلبة بن سعد. و قال المبرد: عیاض بن ناشب فزاری، و یروی: … أَدرَك رَكْضُنا؛ قال ابن بری: و مثله لسَلامة بن جندل: و لو لا جَنانُ اللیلِ ما آبَ عامرٌ إِلی جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ. و حكی عن ثعلب: الجَنانُ اللیلُ. الزجاج فی قوله عز و جل: فَلَمّٰا جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ رَأیٰ كَوْكَباً؛ یقال جَنَّ علیه اللیلُ و أَجَنَّه اللیلُ إذا أَظلم حتی یَسْتُرَه بظُلْمته. و یقال لكل ما سَتر: جنَّ و أَجنَّ. و یقال: جنَّه اللیلُ، و الاختیارُ جَنَّ علیه اللیلُ
(2). قوله [من القرعاء] كذا فی النسخ، و الذی فی معجم یاقوت: إلی القرعاء (3). قوله [دنیان] كذا فی النسخ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 93
و أَجَنَّه اللیل: قال ذلك أَبو إسحاق. و اسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشی‌ء. و جَنَّ المَیّتَ جَنّاً و أَجَنَّه: ستَره؛ قال و قول الأَعشی: و لا شَمْطاءَ لم یَتْرُك شَفاها لها من تِسْعةٍ، إِلّا جَنینا. فسره ابن درید فقال: یعنی مَدْفوناً أَی قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا. و الجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه المیت. و الجَنَنُ أَیضاً: الكفَنُ لذلك. و أَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال: ما إنْ أُبالی، إذا ما مُتُّ، ما فعَلوا: أَ أَحسنوا جَنَنی أَم لم یُجِنُّونی؟ أَبو عبیدة: جَنَنْتُه فی القبر و أَجْنَنْتُه أَی وارَیتُه، و قد أَجنَّه إذا قبَره؛ قال الأَعشی: و هالِك أَهلٍ یُجِنُّونَه، كآخَرَ فی أَهْلِه لم یُجَنُّ. و الجَنینُ: المقبورُ. و قال ابن بری: و الجَنَنُ المیت؛ قال كُثَیّر: و یا حَبَّذا الموتُ الكریهُ لِحُبِّها و یا حَبَّذا العیْشُ المُجمّلُ و الجَنَنْ قال ابن بری: الجَنَنُ هاهنا یحتمل أَن یراد به المیتُ و القبرُ. و‌فی الحدیث: وَلیَ دَفْنَ سَیّدِنا رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، و إِجْنانَه علیٌّ و العباسُ،أَی دَفْنه و سَتْرَه. و یقال للقبر الجَنَنُ، و یجمع علی أَجْنانٍ؛ و منه‌حدیث علی، رضی الله عنه: جُعِل لهم من الصفیح أَجْنانٌ.و الجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره فی الصدر، و قیل: لِوَعْیه الأَشْیاء و جَمْعِه لها، و قیل: الجَنانُ رُوعُ القلب، و ذلك أَذْهَبُ فی الخَفاءِ، و ربما سمّی الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم یُجِنُّه. و قال ابن درید: سمّیت الرُّوح جَناناً لأَن الجسم یُجِنُّها فأَنَّث الروح، و الجمع أَجْنانٌ؛ عن ابن جنی. و یقال: ما یستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. و أَجَنَّ عنه و اسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: و سمی القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛ و أَنشد لِعَدِیّ: كلُّ حیّ تَقودُه كفُّ هادٍ جِنَّ عینٍ تُعْشِیه ما هو لاقی. الهادی هاهنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابی: جِنَّ عینٍ أَی ما جُنَّ عن العین فلم تَرَه، یقول: المَنیَّةُ مستورةٌ عنه حتی یقع فیها؛ قال الأَزهری: الهادی القَدَرُ هاهنا جعله هادیاً لأَنه تقدّم المنیَّة و سبَقها، و نصبَ جِنَّ عینٍ بفعله أَوْقَعَه علیه؛ و أَنشد: و لا جِنَّ بالبَغْضاءِ و النَّظَرِ الشَّزْرِ «1». و یروی: و لا جَنَّ، معناهما و لا سَتْر. و الهادی: المتقدّم، أَراد أَن القَدَر سابقُ المنیَّةِ المقدَّرة؛ و أَما قول موسی بن جابر الحَنفیّ: فما نَفَرتْ جِنِّی و لا فُلَّ مِبْرَدی، و لا أَصْبَحَتْ طَیْری من الخَوْفِ وُقَّعا. فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، و بالمِبْرَدِ اللسانَ. و الجَنینُ: الولدُ ما دام فی بطن أُمّه لاسْتِتاره فیه، و جمعُه أَجِنَّةٌ و أَجْنُنٌ، بإظهار التضعیف، و قد جَنَّ الجنینُ فی الرحم یَجِنُّ جَنّاً و أَجَنَّتْه الحاملُ؛ و قول الفرزدق: إذا غابَ نَصْرانِیُّه فی جَنِینِها، أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم. عنی بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، و یروی: إذا غاب نَصْرانیه فی جنیفها، یعنی بالنَّصْرانیّ، ذكَر
(1). قوله [و لا جن إلخ] صدره كما فی تكملة الصاغانی: تحدثنی عیناك ما القلب كاتم
لسان العرب، ج‌13، ص: 94
الفاعل لها من النصاری، و بجَنِیفِها: حِرَها، و إنما جعله جَنیفاً لأَنه جزءٌ منها، و هی جَنیفة، و قد أَجَنَّت المرأَة ولداً؛ و قوله أَنشد ابن الأَعرابی: و جَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ. یعنی الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، یقول: وردَت هذه الإِبلُ الماءَ فكسَحَتْه حتی لم تدعْ منه شیئاً لِقِلَّتِه. یقال: جهَرَ البئرَ نزحَها. و المِجَنُّ: الوِشاحُ. و المِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سیدة: و أُری اللحیانی قد حكی فیه المِجَنَّة و جعله سیبویه فِعَلًّا، و سنذكره، و الجمع المَجانُّ، بالفتح. و‌فی حدیث السرقة: القَطْعُ فی ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ لأَنه یُواری حاملَه أَی یَسْتُره، و المیم زائدة: و‌فی حدیث علی، كرَّم الله وجهَه: كتب إلیَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال ابن الأَثیر: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلًا لمن كان لصاحبه علی مودَّة أَو رعایةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سیدة: و قَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَی أَسقَط الحیاءَ و فعَل ما شاءَ. و قلَبَ أَیضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه و استبدَّ به؛ قال الفرزدق: كیف ترانی قالِباً مِجَنِّی؟ أَقْلِبُ أَمْری ظَهْرَه للبَطْنِ. و‌فی حدیث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، یعنی التُّرْكَ. و الجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح و اسْتَتَرْتَ به منه. و الجُنَّةُ: السُّتْرة، و الجمع الجُنَنُ. یقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَی اسْتَتَر بسُتْرة، و قیل: كلُّ مستورٍ جَنِینٌ، حتی إنهم لیقولون حِقْدٌ جَنینٌ و ضِغْنٌ جَنینٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یُزَمِّلونَ جَنِینَ الضِّغْن بینهمُ، و الضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو فی وجْهِه كَلَفُ یُزَمِّلون: یَسْتُرون و یُخْفُون، و الجَنینُ: المَسْتُورُ فی نفوسهم، یقول: فهم یَجْتَهِدون فی سَتْرِه و لیس یَسْتَتِرُ، و قوله الضِّغْنُ أَسْوَدُ، یقول: هو بیِّنٌ ظاهرٌ فی وجوههم. و یقال: ما علیَّ جَنَنٌ إلا ما تَری أَی ما علیَّ شی‌ءٌ یُوارینی، و فی الصحاح: ما علیَّ جَنانٌ إلّا ما تَری أَی ثوبٌ یُوارِینی. و الاجْتِنان؛ الاسْتِتار. و المَجَنَّة: الموضعُ الذی یُسْتَتر فیه. شمر: الجَنانُ الأَمر الخفی؛ و أَنشد: اللهُ یَعْلَمُ أَصحابی و قولَهمُ إذ یَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا. أَی یَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. و أَجْنَنْتُ الشی‌ء فی صدری أَی أَكْنَنْتُه. و‌فی الحدیث: تُجِنُّ بَنانَه‌أَی تُغَطِّیه و تَسْتُره. و الجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، و كل ما وَقاك جُنَّةٌ. و الجُنَّةُ: خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّی رأْسَها ما قبَلَ منه و ما دَبَرَ غیرَ وسَطِه، و تغطِّی الوَجْهَ و حَلْیَ الصدر، و فیها عَیْنانِ مَجُوبتانِ مثل عیْنَی البُرْقُع. و‌فی الحدیث: الصومُ جُنَّةٌ‌أَی یَقی صاحبَه ما یؤذِیه من الشهوات. و الجُنَّةُ: الوِقایةُ. و‌فی الحدیث الإِمامُ جُنَّةٌ، لأَنه یَقِی المأْمومَ الزَّلَلَ و السَّهْوَ. و‌فی حدیث الصدقة: كمِثْل رجُلین علیهما جُنَّتانِ من حدیدٍ‌أَی وِقایَتانِ، و یروی بالباء الموحدة، تَثْنِیة جُبَّةِ اللباس. و جِنُّ الناس و جَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فیهم یَسْتَتِر بهم؛ قال ابن أَحمر: جَنانُ المُسْلِمین أَوَدُّ مَسّاً و لو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا. و روی: و إن لاقَیْت أَسْلَم أَو غفارا.
لسان العرب، ج‌13، ص: 95
قال الرِّیاشی فی معنی بیت ابن أَحمر: قوله … أَوَدُّ مَسّاً أَی أَسهل لك، یقول: إذا نزلت المدینة فهو خیرٌ لك من جِوار أَقارِبك، و قد أَورد بعضهم هذا البیت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابی: جَنانُهم جماعتُهم و سَوادُهم، و جَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من شی‌ء، یقول: أَكون بین المسلمین خیرٌ لی، قال: و أَسْلَمُ و غفار خیرُ الناس جِواراً؛ و قال الراعی یصف العَیْرَ: و هابَ جَنان مَسْحورٍ تردَّی به الحَلْفاء، و أْتَزَر ائْتِزارا. قال: جنانه عینه و ما واراه. و الجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سیدة: الجِنُّ نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار و لأَنهم اسْتَجَنُّوا من الناس فلا یُرَوْن، و الجمع جِنانٌ، و هم الجِنَّة. و فی التنزیل العزیز: وَ لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ؛ قالوا: الجِنَّةُ هاهنا الملائكةُ عند قوم من العرب، و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ جَعَلُوا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً، قال: یقال الجِنَّةُ هاهنا الملائكة، یقول: جعلوا بین الله و بین خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، وَ لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ أَن الذین قالوا هذا القولَ مُحْضَرون فی النار. و الجِنِّیُّ: منسوبٌ إلی الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. و الجِنَّةُ: الجِنُّ؛ و منه قوله تعالی: مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّٰاسِ أَجْمَعِینَ*؛ قال الزجاج: التأْویلُ عندی قوله تعالی: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ مَلِكِ النّٰاسِ إِلٰهِ النّٰاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوٰاسِ الْخَنّٰاسِ الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّٰاسِ مِنَ الْجِنَّةِ، الذی هو من الجِن، و الناس معطوف علی الوَسْوَاس، المعنی من شر الوسواس و من شر الناس. الجوهری: الجِنُّ خلاف الإِنسِ، و الواحد جنِّیٌّ، سمیت بذلك لأَنها تخفی و لا تُرَی. جُنَّ الرجلُ جُنوناً و أَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، و لا تقل مُجَنٌّ؛ و أَنشد ابن بری: رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَیَّةُ شاحِباً، علی نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها، فقالت: من أَیِّ الناسِ أَنتَ و مَن تكن؟ فإِنك مَوْلی أُسْرةٍ لا یَدِینُها و قال مُدرك بن حُصین: كأَنَّ سُهَیْلًا رامَها، و كأَنها حَلیلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها. و قوله: ویَحَكِ یا جِنِّیَّ، هل بَدا لكِ أَن تَرْجِعِی عَقْلی، فقد أَنَی لكِ؟ إِنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّیَّة إمَّا فی جمالها، و إما فی تلَوُّنِها و ابتِدالها؛ و لا تكون الجِنِّیَّة هنا منسوبةً إلی الجِنِّ الذی هو خلاف الإِنس حقیقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسیٌّ، و الإِنسیُّ لا یَتعشَّقُ جنِّیَّة؛ و قول بدر بن عامر: و لقد نطَقْتُ قَوافِیاً إنْسِیّةً، و لقد نَطقْتُ قَوافِیَ التَّجْنینِ. أَراد بالإِنْسِیَّة التی تقولها الإِنْسُ، و أَراد بالتَّجْنینِ ما تقولُه الجِنُّ؛ و قال السكری: أَراد الغریبَ الوَحْشِیّ. اللیث: الجِنَّةُ الجُنونُ أَیضاً. و فی التنزیل العزیز: أَمْ بِهِ جِنَّةٌ؛ و الاسمُ و المصدرُ علی صورة واحدة، و یقال: به جِنَّةٌ و جنونٌ و مَجَنَّة؛ و أَنشد: من الدَّارِمیّینَ الذین دِماؤُهم شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة و الخَبْل. و الجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، و قد جُنَّ جَنّاً و جُنوناً و اسْتُجِنَّ؛ قال مُلَیح الهُذَلیّ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 96
فلمْ أَرَ مِثْلی یُسْتَجَنُّ صَبابةً، من البَیْن، أَو یَبْكی إلی غیر واصِلِ. و تَجَنَّن علیه و تَجانَّ و تجانَنَ: أَرَی من نفسِه أَنه مجنونٌ. و أَجَنَّه الله، فهو مجنون، علی غیر قیاس، و ذلك لأَنهم یقولون جُنَّ، فبُنی المفعولُ من أَجنَّه الله علی هذا، و قالوا: ما أَجنَّه؛ قال سیبویه: وقع التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، و إن كان كالخُلُق لأَنه لیس بلون فی الجسد و لا بِخِلْقة فیه، و إنما هو من نقْصان العقل. و قال ثعلب: جُنَّ الرجلُ و ما أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صیغة فِعل المفعول، و إنما التعجب من صیغة فِعْل الفاعل؛ قال ابن سیدة: و هذا و نحوُه شاذٌّ. قال الجوهری: و قولهم فی المَجْنون ما أَجَنَّه شاذٌّ لا یقاس علیه، لأَنه لا یقال فی المضروب ما أَضْرَبَه، و لا فی المَسْؤول ما أَسْأَلَه. و الجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ منه الواوُ؛ قال یصف الناقة: مِثْل النَّعامةِ كانت، و هی سائمةٌ، أَذْناءَ حتی زَهاها الحَیْنُ و الجُنُنُ جاءت لِتَشْرِیَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه، و الدَّهْرُ فیه رَباحُ البَیْع و الغَبَنُ فقیل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ إلی الصِّماخِ، فلا قَرْنٌ و لا أُذُنُ. و المَجَنَّةُ: الجُنُونُ. و المَجَنَّةُ: الجِنُّ. و أَرضُ مَجَنَّةٌ: كثیرةُ الجِنِّ؛ و قوله: علی ما أَنَّها هَزِئت و قالت هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قریب. أَجَنَّ: وقع فی مَجَنَّة، و قوله هَنُون، أَراد یا هنون، و قوله … مَنْشاذا قریب، أَرادت أَنه صغیرُ السِّنّ تَهْزَأ به، و ما زائدة أَی علی أَنها هَزِئَت. ابن الأَعرابی: باتَ فلانٌ ضَیْفَ جِنٍّ أَی بمكان خالٍ لا أَنیس به؛ قال الأَخطل فی معناه: و بِتْنا كأَنَّا ضَیْفُ جِنٍّ بِلَیْلة. و الجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. و الجانُّ: الجنُّ، و هو اسم جمع كالجامِل و الباقِر. و فی التنزیل العزیز: لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لٰا جَانٌّ*. و قرأَ عمرو بن عبید: فیومئذ لا یُسْأَل عن ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم و لا جأَنٌّ، بتحریك الأَلف و قَلْبِها همزةً، قال: و هذا علی قراءة أَیوب السَّخْتِیالی: و لا الضَّأَلِّین، و علی ما حكاه أَبو زید عن أَبی الأَصبغ و غیره: شأَبَّة و مأَدَّة؛ و قول الراجز: خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا «2». و قوله: و جلَّه حتی ابْیَأَضَّ مَلْبَبُهْ و علی ما أَنشده أَبو علی لكُثیّر: و أَنتَ، ابنَ لَیْلَی، خَیْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً، إذا ما احْمأَرَّت بالعَبِیطِ العَوامِلُ. و قول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِیّ: قد كنتُ عندَك حَوْلًا لا تُرَوِّعُنی فیه رَوائع من إنْسٍ و لا جانی. إنما أَراد من إنسٍ و لا جانٍّ فأَبدل النونَ الثانیة یاءً؛ و قال ابن جنی: بل حذف النونَ الثانیة تخفیفاً. و قال أَبو إسحق فی قوله تعالی: أَ تَجْعَلُ فِیهٰا مَنْ یُفْسِدُ فِیهٰا وَ یَسْفِكُ الدِّمٰاءَ؛روی أَن خَلْقاً یقال لهم الجانُّ كانوا فی الأَرض فأَفسَدوا فیها و سفَكوا الدِّماء فبعث
(2). قوله [خاطمها إلخ] ذكر فی الصحاح: یا عجباً و قد رأیت عجبا حمار قبان یسوق أرنبا خاطمها زأَّمها أن تذهبا فقلت أردفنی فقال مرحبا
لسان العرب، ج‌13، ص: 97
اللهُ ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، و قیل: إِن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: یا رَبَّنا أَ تَجْعَلُ فِیهٰا مَنْ یُفْسِدُ فِیهٰا.أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، و جمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ و حِیطانٍ، قال الشاعر: فیها تَعَرَّفُ جِنَّانُها مَشارِبها داثِرات أُجُنْ. و قال الخَطَفَی جَدّ جریر یصف إبلًا: یَرْفَعْنَ باللیل، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ و هاماً رُجَّفا. و‌فی حدیث زید بن مقبل: جِنَّان الجبال‌أَی یأْمرون بالفَساد من شیاطین الإِنس أَو من الجنِّ. و الجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن ذبائح الجِنّ،قال: هو أَن یَبْنِیَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من بِنائها ذَبح ذَبیحةً، و كانوا یقولون إذا فُعل ذلك لا یَضُرُّ أَهلَها الجِنُّ. و‌فی حدیث ماعزٍ: أَنه، صلی الله علیه و سلم: سأَل أَهلَه عنه فقال: أَ یَشْتَكی أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. و‌فی حدیث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ فی كلِّ شی‌ء جُنَّ‌أَی أُعْجِبَ بنفسِه حتی یصیر كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ و قال القتیبی: و أَحْسِبُ قولَ الشَّنْفَری من هذا: فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ. و‌فی الحدیث: اللهم إنی أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ‌أَی من الإِعْجابِ به، و یؤكِّد هذا‌حدیثُه الآخر: أَنه رأَی قوماً مجتمعین علی إنسان فقال: ما هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذی یَضْرِبُ بِمَنْكِبَیه و ینظرُ فی عِطْفَیْه و یتَمَطَّی فی مِشْیَتِه.و‌فی حدیث فَضالة: كان یَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم فی الصلاة من الخَصاصةِ حتی یقولَ الأَعْرابُ مجانین أَو مَجانُون؛ المَجانِینُ: جمعُ تكسیرٍ لمَجْنونٍ، و أَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَیاطُون فی شیاطین، و قد قرئ: و اتَّبَعُوا ما تَتْلُو الشَّیاطون. و یقال: ضلَّ ضَلالَه و جُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر: هَبَّتْ له رِیحٌ فجُنَّ جُنونَه، لمَّا أَتاه نَسِیمُها یَتَوَجَّسُ. و الجانُّ: ضرْبٌ من الحیَّاتِ أَكحَلُ العَیْنَین یَضْرِب إلی الصُّفْرة لا یؤذی، و هو كثیر فی بیوت الناس. سیبویه: و الجمعُ جِنَّانٌ؛ و أَنشد بیت الخَطَفَی جدّ جریر یصف إبلًا: أَعناقَ جِنَّانٍ و هاماً رُجَّفا، و عَنَقاً بعدَ الرَّسیم خَیْطَفا. و‌فی الحدیث: أَنه نهَی عن قَتْلِ الجِنَّانِ،قال: هی الحیَّاتُ التی تكون فی البیوت، واحدها جانٌّ، و هو الدقیقُ الخفیف: التهذیب فی قوله تعالی: تَهْتَزُّ كَأَنَّهٰا جَانٌّ*، قال: الجانُّ حیَّةٌ بیضاء. أَبو عمرو: الجانُّ حیَّةٌ، و جمعُه جَوانُّ، قال الزجاج: المعنی أَن العصا صارت تتحرَّكُ كما یتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفیفةً، قال: و كانت فی صورة ثُعْبانٍ، و هو العظیم من الحیَّاتِ، و نحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها فی عِظَمِها بالثعْبانِ و فی خِفَّتِها بالجانِّ، و لذلك قال تعالی مرَّة: فَإِذٰا هِیَ ثُعْبٰانٌ*، و مرَّة: كَأَنَّهٰا جَانٌّ*؛ و الجانُّ: الشیطانُ أَیضاً. و‌فی حدیث زمزم: أَن فیها جِنَّاناً كثیرةً‌أَی حیَّاتٍ، و كان أَهلُ الجاهلیَّة یسمّون الملائكةُ، علیهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العیون؛ قال الأَعشی یذكر سلیمان، علیه السلام: و سَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً، قِیاماً لَدَیْهِ یَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 98
و قد قیل فی قوله عز و جل: إِلّٰا إِبْلِیسَ كٰانَ مِنَ الْجِنِّ؛ إنه عَنی الملائكة، قال أَبو إسحق: فی سِیاق الآیة دلیلٌ علی أَن إِبلیس أُمِرَ بالسجود مع الملائكة، قال: و أَكثرُ ما جاء فی التفسیر أَن إِبلیس من غیر الملائكة، و قد ذكر الله تعالی ذلك فقال: كٰانَ مِنَ الْجِنِّ؛ و قیل أَیضاً: إن إبلیس من الجنّ بمنزلة آدمَ من الإِنس، و قد قیل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا خُزَّانَ الأَرض، و قیل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كیف استَثْنَی مع ذكْر الملائكة فقال: فَسَجَدُوا إِلّٰا إِبْلِیسَ*، كیف وقع الاستثناء و هو لیس من الأَول؟ فالجواب فی هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنی مع أَنه لم یَسْجُد، و الدلیلُ علی ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدی و إخْوتی فأَطاعونی إلا عَبْدی، و كذلك قوله تعالی: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِی إِلّٰا رَبَّ الْعٰالَمِینَ، فرب العالمین لیس من الأَول، لا یقدر أَحد أَن یعرف من معنی الكلام غیر هذا؛ قال: و یَصْلُحُ الوقفُ علی قوله رَبَّ الْعٰالَمِینَ لأَنه رأْسُ آیةٍ، و لا یحسُن أَن ما بعده صفةٌ له و هو فی موضع نصب. و لا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَی لا خَفاءِ؛ قال الهذلی: و لا جِنَّ بالبَغْضاءِ و النَّظَرِ الشَّزْرِ فأَما قول الهذلی: أَجِنِّی، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَیْبٌ، أَبِیتُ كأَننی أُكْوَی بجَمْر. فقیل: أَراد بجِدِّی، و ذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر علی ما تقدم، و إنما عبر عنه بجنِّی لأَن الجِدَّ مما یُلابِسُ الفِكْرَ و یُجِنُّه القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له و مُنْطویة علیه.و قالت امرأَة عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ قال أَبو عبید: قال الكسائی و غیره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ، و العرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما یقال فعلتُ ذلك أَجْلَك و إِجْلَك، بمعنی مِن أَجْلِك، قال: و قولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف و اللام و أُلْقِیَت فتحةُ الهمزة علی الجیم كما قال الله عز و جل: لٰكِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی؛ یقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّی فحذف الأَلف، و التقی نُونانِ فجاء التشدید، كما قال الشاعر أَنشده الكسائی: لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِیّة لَوَسیمةٌ علی هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ یَقُولُها أَراد لله إنَّك، فحذف إحدی اللامَینِ من لله، و حذَفَ الأَلف من إنَّك، كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل و الهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبید فی قول عدی بن زید: أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم، فوقَ مَن أَحْكی بصُلْبٍ و إزار. الأَزهری قال: و یقال إجْل و هو أَحبُّ إلی، أَراد من أجل؛ و یروی: فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار. أَراد بالصلْب الحَسَبَ، و بالإِزارِ العِفَّةَ، و قیل: فی قولهم أَجِنَّك كذا أَی من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف و اللام اختصاراً، و نقلوا كسرة اللام إلی الجیم؛ قال الشاعر: أَجِنَّكِ عنْدی أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم، و أَنكِ ذاتُ الخالِ و الحِبَراتِ. و جِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، و قیل: جِدَّتُه و نشاطُه. و یقال: كان ذلك فی جِنِّ صِباه أَی فی حَدَاثَتِه، و كذلك جِنُّ كلِّ شی‌ء أَوَّلُ شِدّاته، و جنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله
لسان العرب، ج‌13، ص: 99
لا یَنْفُخُ التَّقْریبُ منه الأَبْهَرا، إذا عَرَتْه جِنُّه و أَبْطَرا. قد یجوز أَن یكون جُنونَ مَرَحِه، و قد یكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع المُسْتَتِر عن العَین أَی كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه و یُقوِّیه قولُه عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا یؤَنَّث إنما هو كجُنونه، و تقول: افْعَلْ ذلك الأَمرَ بجِنِّ ذلك و حِدْثانِه و جِدِّه؛ بجِنِّه أَی بحِدْثانِه؛ قال المتنخل الهذلی: كالسُّحُل البیضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ أَرْوَی بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَی، و لا یُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ. یرید الغیثَ الذی ذكره قبل هذا البیت، یقول: سقی هذا الغیثُ سَلْمی بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغیُّره، ثم نهی نفسَه أَن یُنْصِبَه حُبُّ من هو مَلِقٌ. یقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا ینْصِبْكَ صَرْمُه. و یقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه و اتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ ضِراسِها أَی بحِدْثانِ نتاجِها. و جِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه و نَوْرُه، و قد تجنَّنَتْ الأَرضُ و جُنَّتْ جُنوناً؛ قال: كُوم تَظاهرَ نِیُّها لمّا رَعَتْ رَوْضاً بِعَیْهَمَ و الحِمَی مَجْنوناً و قیل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ و اكْتَهل. و قال أَبو حنیفة: نخلة مَجْنونة إذا طالت؛ و أَنشد: یا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِینْ عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِینْ تَنْفُضُ ما فی السُّحُقِ المَجانِینْ. قال ابن بری: یعنی بخارفِ المساكین الریحَ الشدیدةَ التی تنفُض لهم التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ و مثله قول الآخر: أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَری عِیالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِیلَ جُوَّعاً؟ الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشی‌ء مُعْجِبٍ؛ و قال الهذلی: أَ لَمَّا یَسْلم الجِیرانُ منهم، و قد جُنَّ العِضاهُ من العَمیم. و مرَرْتُ علی أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: و هی التی تُهال من عشبها و قد ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. و یقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛ قال ابن أَحمر: تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواری، و جُنَّ الخازِبازِ به جُنونا. جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه فی طَیَرانِه؛ و قال بعضهم: الخازِبازِ نَبْتٌ، و قیل: هو ذُبابٌ. و جنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. و جُنَّ الذُّبابُ أَی كثُرَ صوته. و جُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم: و طالَ جنُّ السَّنامِ الأَمْیَلِ. أَراد تُمُوكَ السَّنامِ و طولَه. و جُنَّ النبتُ جُنوناً أَی طالَ و الْتَفَّ و خرج زهره؛ و قوله: و جُنَّ الخازِبازِ به جُنونا. یحتمل هذین الوجهین. أَبو خیرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم یَرْعَها أَحدٌ. و فی التهذیب: شمر عن ابن الأَعرابی: یقال للنخل المرتفع طولًا مجنونٌ، و للنبتِ الملتَفّ الكثیف الذی قد تأَزَّرَ بعضُه فی بعض مجنونٌ. و الجَنَّةُ: البُسْتانُ، و منه الجَنّات، و العربُ تسمِّی النخیلَ جنَّةً؛ قال زهیر: كأَنَّ عینیَّ فی غَرْبَیْ مُقَتَّلةٍ، من النَّواضِح، تَسْقی جَنَّةً سُحُقاً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 100
و الجَنَّةُ: الحَدیقةُ ذات الشجر و النخل، و جمعها جِنان، و فیها تخصیص، و یقال للنخل و غیرها. و قال أَبو علی فی التذكرة: لا تكون الجَنَّة فی كلام العرب إلا و فیها نخلٌ و عنبٌ، فإن لم یكن فیها ذلك و كانت ذات شجر فهی حدیقة و لیست بجَنَّةٍ، و قد ورد ذكرُ الجَنَّة فی القرآن العزیز و الحدیث الكریم فی غیر موضع. و الجَنَّةُ: هی دارُ النعیم فی الدار الآخرة، من الاجْتنان، و هو السَّتْر لتَكاثُفِ أَشْجارِها و تظلیلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: و سمیت بالجَنَّة و هی المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّه جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها و إظْلالِها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی و زعمَ أَنه للبید: دَرَی بالیَسَارَی جَنَّةً عَبْقَرِیَّةً، مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم. قال: یعنی بالجَنَّة إبلًا كالبُسْتان، و مُسطَّعة: من السِّطاع و هی سِمةٌ فی العنق، و قد تقدم. قال ابن سیدة: و عندی أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه قد وصف بعبقریة أَی إبلًا مثل الجِنة فی حِدَّتها و نفارها، علی أَنه لا یبعد الأَول، و إن وصفها بالعبقریة، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن یَصِفَها بالعبقریّة، قال: و قد یجوز أَن یعنی به ما أَخرج الربیعُ من أَلوانِها و أَوبارها و جمیل شارَتِها، و قد قیل: كلُّ جَیِّدٍ عَبْقَرِیٌّ، فإذا كان ذلك فجائز أَن یوصَف به الجِنَّة و أَن یوصف به الجَنَّة. و الجِنِّیَّة: ثیاب معروفة «1». و الجِنِّیّةُ: مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ علی خِلْقة الطَّیْلَسان تَلْبَسُها النساء. و مَجَنَّةُ: موضعٌ؛ قال فی الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع علی أَمیال من مكة؛ و كان بِلالٌ یتمثَّل بقول الشاعر: أَلا لیْتَ شِعْری هل أَبِیتَنَّ لیلةً بمكةَ حَوْلی إِذْخِرٌ و جَلیلُ؟ و هل أَرِدَنْ یوماً مِیاهَ مَجَنَّةٍ؟ و هل یَبْدُوَنْ لی شامةٌ و طَفیلُ؟ و كذلك مِجَنَّة؛ و قال أَبو ذؤَیب: فوافَی بها عُسْفانَ، ثم أَتی بها مِجَنَّة، تَصْفُو فی القِلال و لا تَغْلی. قال ابن جنی: یحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَین: أَحدهما أَن یكون مَفْعَلة من الجُنون كأَنها سمیت بذلك لشی‌ء یتصل بالجِنِّ أَو بالجَنَّة أَعنی البُسْتان أَو ما هذا سَبیلُه، و الآخر أَن یكون فَعَلَّةً من مَجَنَ یَمْجُن كأَنها سمِّیت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَیِّ الأَمرَینِ وقعت التسمیة فذلك أَمرٌ طریقه الخبر، و كذلك الجُنَیْنة؛ قال: مما یَضُمُّ إلی عِمْرانَ حاطِبُه، من الجُنَیْنَةِ، جَزْلًا غیرَ مَوْزون. و‌قال ابن عباس، رضی الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ و ذو المَجاز و عُكاظ أَسواقاً فی الجاهلیَّة.و الاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. و الجَناجِنُ: عِظامُ الصدر، و قیل: رؤُوسُ الأَضْلاع، یكون ذلك للناس و غیرهم؛ قال الأَسَقَرُ الجُعْفِیّ: لكن قَعِیدةَ بَیْتِنا مَجْفُوَّةٌ، بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها و لها غِنا. و قال الأَعشی: أَثَّرَتْ فی جَناجِنٍ، كإِران المَیْت، عُولِینَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.
(1). قوله [و الجنیة ثیاب معروفة] كذا فی التهذیب. و قوله [و الجنیة مطرف إلخ] كذا فی المحكم بهذا الضبط فیهما. و فی القاموس: والجنینة مطرف كالطیلسان انتهی. أی لسفینة كما فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌13، ص: 101
واحدها جِنْجِنٌ و جَنْجَنٌ، و حكاه الفارسی بالهاء و غیر الهاء: جِنْجِن و جِنْجِنة؛ قال الجوهری: و قد یفتح؛ قال رؤبة: و من عَجارِیهنَّ كلُّ جِنْجِن. و قیل: واحدها جُنْجون، و قیل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما یلی قَصَّ الصَّدْرِ و عَظْمَ الصُّلْب. و المَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التی یُسْتَقی علیها، نذكره فی منجن فإِن الجوهری ذكره هنا، و ردَّه علیه ابنُ الأَعرابی و قال: حقُّه أَن یذكر فی منجن لأَنه رباعی، و سنذكره هناك.

جهن؛ ج13، ص: 101

: الجَهْنُ: غِلَظُ الوجه. و جُهَینة: أَبو قبیلة من العرب منه. و فی المثل: و عند جُهَینة الخبرُ الیقین، و هی قبیلة؛ قال الشاعر: تنادَوْا یالَ بُهْثةَ، إذ رَأَوْنا، فقلنا: أَحْسِنی مَلأً جُهَیْنا. و قال ابن الأَعرابی و الأَصمعی: و عند جُفَیْنة …، و قد ذكرناه فی جفن، قال قطرب: جاریةٌ جُهانةٌ أَی شابّة، و كأَنَّ جُهَیْنة ترخیمٌ من جُهانة. قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: جُهَیْنة تصغیر جُهْنة، و هی مثل جُهْمة اللیلِ، أُبدلت المیم نوناً، و هی القِطْعةُ من سواد نِصْف اللیل، فإِذا كانت بین العِشاءَین فهی الفَحْمة و القَسْوَرة. و جَیْهانُ: اسم.

جهمن؛ ج13، ص: 101

: جَهْمَن: اسم.

جون؛ ج13، ص: 101

: الجَوْنُ: الأَسْوَدُ الیَحْمُومیُّ، و الأُنثی جَوْنة. ابن سیدة: الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، و قیل: هو النباتُ الذی یَضْرِب إلی السواد من شدّة خُضْرتِه؛ قال جُبَیْهاءُ الأَشجعیّ: فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِیجُه، و الثامِرُ المُتناوِحُ. القَسْوَرُ: نبتٌ، و بَجَّها عسالیجُه أَی أَنها تكاد تَنْفَتِق من السِّمَن. و الجونُ أَیضاً: الأَحمَرُ الخالصُ. و الجَوْنُ: الأَبیض، و الجمع من كل ذلك جُون، بالضم، و نظیرُه ورْدٌ و وُرْدٌ. و یقال: كلُّ بعیرٍ جَوْنٌ من بعیدٍ، و كلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ یُخالِط حمرة كلون القطا؛ قال الفرزدق: و جَوْن علیه الجِصُّ فیه مَریضةٌ، تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ و الموتُ حاضِرُه. یعنی الأَبیضَ هاهنا، یَصِفُ قَصْرَه الأَبیض؛ قال ابن بری: قوله فیه مریضة یعنی امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعیم و ثقَّل جِسْمَها و كسَّلَها، و قوله: تَطَلَّعُ منها النفس أَی من أَجلِها تخرجُ النفسُ، و الموتُ حاضرُه أَی حاضرُ الجَوْن؛ قال: و أَنشد ابن بری شاهداً علی الجَوْن الأَبیض قولَ لبید: جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده، و خَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم. قال: الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش، و هو یوصَفُ بالبیاض؛ قال: و أَنشد أَبو علی شاهداً علی الجَوْن الأَبیض قول الشاعر: فبِتْنا نُعِیدُ المَشْرَفِیَّةَ فیهمُ، و نُبْدِئ حتی أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا قال: و شاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر: تقولُ خَلیلَتی، لمَّا رأَتنی شَرِیحاً، بین مُبْیَضٍّ، و جَوْنِ. و قال لبید: جَوْن دجُوجِیّ و خَرْق مُعَسِّف
لسان العرب، ج‌13، ص: 102
و ذهب ابن درید وحْدَه إلی أَن الجَوْن یكون الأَحْمَرَ أَیضاً، و أَنشد: فی جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ. ابن سیدة: و الجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت، قال: و قد یكون لبَیاضِها و صَفائِها، و هی جَوْنة بیّنة الجُونةِ فیهما.و عُرِضَت علی الحجَّاج دِرْعٌ، و كانت صافیةً، فجعل لا یَری صَفاءها، فقال له أُنَیْسٌ الجَرْمِیّ، و كان فَصِیحاً: إن الشمسَ لَجَوْنةٌ، یعنی أَنها شدیدةُ البریقِ و الصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بیاضَ الدِّرع؛ و أَنشد الأَصمعی: غیَّرَ، یا بِنْتَ الحُلَیْسِ، لَوْنی طُولُ اللَّیالی و اخْتِلافُ الجَوْنِ، و سَفَرٌ كانَ قلِیلَ الأَوْنِ یرید النهار؛ و قال آخر: یُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِیبا. و هو من الأَضدادِ. و الجُونةُ فی الخَیْل: مثل الغُبْسة و الوُرْدة، و ربما هُمز. و الجَوْنةُ: عین الشمس، و إنما سُمّیَت جَوْنةً عند مغیبها لأَنها تَسْوَدُّ حین تغیب؛ قال الشاعر: یُبادر الجونة أَن تغیبا. قال ابن بری: الشعر للخَطیم الضَّبابیّ «2». و صواب إنشاده بكماله كما قال: لا تَسْقِه حَزْراً و لا حَلیبا، إن لم تَجِدْه سابحاً یَعْبوبا، ذا مَیْعةٍ یَلْتَهِمُ الجَبُوبا، یترك صَوَّان الصُّوَی رَكوبا «3» بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِیبا، یَتْرك فی آثارِهِ لهُوبا یُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا، و حاجبَ الجَوْنة أَن یَغِیبا، كالذِّئْب یَتْلُو طَمَعاً قریبا «4» یَصِفُ فرساً یقول: لا تَسْقِه شیئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فیه هذه الخصالَ، و الحَزْرُ: الحازِرُ من اللبن و هو الذی أَخذ شیئاً من الحُموضة، و السابحُ: الشدیدُ العَدْوِ، و الیَعْبوبُ: الكثیرُ الجَرْی، و المَیْعةُ: النَّشاطُ و الحدَّة، و یَلْتَهم: یَبْتلع، و الجَبوبُ: وجهُ الأَرض، و یقال ظاهرُ الأَرض، و الصَّوَّانُ: الصُّمُّ من الحجارة، الواحدة صَوَّانة، و الصُّوَی: الأَعْلامُ، و الرَّكوبُ: المذلَّلُ، و عنی بالزالِقات حَوافِرَه، و اللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ و قوله: یبادر الأَثْآرَ أن تؤوبا. الأَوْبُ: الرجوع، یقول: یبادر أَثْآرَ الذین یطلبُهم لیُدْرِكَهم قبل أَن یرجعوا إلی قومِهم، و یبادر ذلك قبْل مغیب الشمس، و شبَّه الفرسَ فی عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ فی شی‌ء یَصِیده عن قُرْبٍ فقد تناهی طمَعُه، و یقال للشمس جَوْنة بیّنة الجُونةِ. و‌فی حدیث أَنس: جئت إلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و علیه بُردةٌ جَوْنِیَّة؛ منسوبة إلی الجَوْن، و هو من الأَلوان، و یقع علی الأَسْود و الأَبیض، و قیل: الیاء للمبالغة كما یقال فی الأَحْمر أَحْمَرِیٌّ، و قیل: هی منسوبة إلی بنی الجَوْنِ، قبیلة من الأَزْد. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لما قَدِم الشأْم أَقْبَل علی جَمَلٍ علیه جِلْدُ كَبْشٍ جُونیٍّ‌أَی أَسْود؛ قال الخطابی: الكَبْشُ الجُونِیّ هو الأَسود الذی أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا
(2). قوله [للخطیم الضبابی] فی الصاغانی للأَجلح بن قاسط الضبابی (3). قوله [الصوی] روایة التكملة: الحصی (4). قوله [كالذئب إلخ] بعده كما فی التكملة: علی هرامیت تری العجیبا أن تدعو الشیخ فلا یجیبا.
لسان العرب، ج‌13، ص: 103
جُونِیّ، بالضم، كما قالوا فی الدَّهْری دُهْرِیّ، قال ابن الأَثیر: و فی هذا نظر إلا أَن تكون الروایةُ كذلك. و الجُونِیّ: ضربٌ من القَطا، و هی أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونیَّةٌ بكُدْرِیَّتَیْن، و هنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة و القوادمِ، قصارُ الأَذناب، و أَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِیّ، و فی الصحاح: سُودُ البُطونِ و الأَجْنِحة، و هو أَكبرُ من الكُدْرِیّ، و لَبانُ الجُونِیَّة أَبیضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ و أَسْودُ، و ظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ، و هو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِیَّة، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِیشاً تَعْلوه صُفْرةٌ. و الجُونِیَّة: غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت فی حَلْقِها. قال أَبو حاتم: و وجدت بخط الأَصمعی عن العرب: قَطاً جُؤنیٌّ، مهموز؛ قال ابن سیدة: و هو عندی علی توهم حركة الجیم مُلْقاة علی الواو، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة، و إذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فیها الهمزُ و تركُه فی لغة لیست بتلك الفاشِیة، و قد قرأَ أَبو عمرو: عاداً لُّولَی، و قرأَ ابن كثیر: فاسْتَغْلَظَ فاستوی علی سُؤْقِه، و هذا النَّسَب إنما هو إلی الجمع، و هو نادِرٌ، و إذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ، و قد مَرَّ تفسیر الجُونیِّ من القَطا فی ترجمة كدر. و الجُونةُ: جُونةُ العطَّارِ، و ربما هُمِزَ، و الجمع جُوَنٌ، بفتح الواو؛ و قال ابن بری: الهمز فی جؤْنة و جُؤَنٍ هو الأَصل، و الواوُ فیها منقلبةٌ عن الهمزة فی لغة من خفَّفها، قال: و الجُوَن أَیضاً جمعُ جُونةٍ للآكام؛ قال القُلاخ: علی مَصامیدٍ كأَمثالِ الجُون. قال: و المصامیدُ مثل المَقاحید و هی الباقیاتُ اللبن. یقال: ناقة مِصْمادٌ و مِقْحادٌ. و الجُونةُ: سُلَیْلَةٌ مُسْتدیرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارین، و الجمع جُوَن، و هی مذكورة فی الهمزة، و كان الفارسیُّ یَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة؛ و كان یقول فی قول الأَعشی یَصِف نساءً تَصَدَّین للرجال حالِیاتٍ: إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ، و كان المِصاعُ بما فی الجُوَنْ. ما قاله إلّا بطالع سعد، قال: و لذلك ذكرته هنا. و‌فی حدیثه، صلی الله علیه و سلم: فوجدتُ لِیَدِه بَرْداً و ریحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ؛ الجُونة، بالضم: التی یُعدُّ فیها الطیبُ و یُحْرز. ابن الأَعرابی: الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غیره: الجَوْنةُ الخابیةُ مطلیَّة بالقار: قال الأَعشی: فقُمْنا، و لمَّا یَصِحْ دِیكُنا، إلی جَوْنةٍ عند حَدَّادِها. و یقال: لا أَفعله حتی تَبْیضَّ جُونةُ القار؛ هذا إذا أَردت سوادَه، و جَوْنةُ القار إذا أَردت الخابیة، و یقال للخابیة جَوْنة، و للدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة، و للعرَق جَوْنٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لماتحٍ قال لماتِحٍ فی البئر: إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها، إن امِّصارَ الدَّلْو لا یضُرُّها أَ هْیَ جُوَیْنٌ لاقِها فبِرَّها، أَنتَ بخَیْرٍ إن وُقِیتَ شرَّها فأَجابه: وُدِّی أُوَقَّی خیرَها و شرّها. قال: معناه علی ودّی فأَضمر الصِّفَة و أَعْمَلَها «1». و قوله: أَ هی جوین، أراد أخی و كان اسمه جُوَیناً، و كل أَخ یقال له جُوَیْن و جَوْن. سلمة عن الفراء:
(1). قوله [فأَضمر الصفة و أعملها] هكذا فی الأَصل و التهذیب، و لعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم یكن فی العبارة تحریف
لسان العرب، ج‌13، ص: 104
الجَوْنان طرَفا القَوْس. و الجَوْنُ: اسمُ فرس فی شعر لبید: تَكاثَرَ قُرْزُلٌ، و الجَوْنُ فیها، و عَجْلی و النَّعامةُ و الخَیالُ. و أَبو الجَوْن: كُنْیة النَّمِرِ؛ قال القَتَّال الكلابیّ: و لی صاحِبٌ فی الغار هَدَّكَ صاحِباً، أَبو الجَوْن، إلا أَنه لا یُعَلَّل. و ابنة الجَوْن: نائحة من كِنْدةَ كانت فی الجاهلیة؛ قال المُثَقَّب العَبْدی: نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ علی هالِكٍ، تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ. قال ابن بری: و قد ذكرها المعرّی فی قصیدته التی رَثی فیها الشریف الظاهر المُوسَوِیّ فقال: من شاعر للبَیْن قال قصیدةً، یَرْثی الشَّرِیفَ علی رَوِیّ القافِ جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن یَصْدَحُ دائباً، و یَمیسُ فی بُرْدِ الجُوَیْن الضَّافی عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْیةَ عادیاً، أَیّ امْرِئٍ نَطِقٍ و أَیّ قَوافِ بُنِیَت علی الإِیطاءِ، سالمةً من الإِقْواءِ و الإِكْفاءِ و الإِصْرافِ. و الجَوْنانِ: مُعاویة و حسَّان بن الجَوْن الكِنْدِیّان؛ و إیَّاهما عنی جریرٌ بقوله: أَ لم تَشْهَد الجَوْنَین و الشِّعْبَ و الغَضی، و شَدَّاتِ قَیْسٍ، یومَ دَیْر الجَماجِم؟ ابن الأَعرابی: التَّجَوُّن تَبْییضُ بابِ العَرُوس. و التَّجوُّنُ: تَسْویدُ باب المیت. و الأَجْؤُن: أَرض معروفة؛ قال رؤبة: بَیْنَ نَقَی المُلْقَی وَ بَیْنَ الأَجْؤُنِ «1».

فصل الحاء المهملة؛ ج13، ص: 104

حبن؛ ج13، ص: 104

: الحَبَنُ: داءٌ یأْخذ فی البطن فیعظُم منه و یَرِمُ، و قد حَبِنَ، بالكسر، یَحْبَنُ حَبَناً، و حُبِن حَبْناً و به حَبَنٌ. و رجل أَحْبَنُ، و الأَحْبَنُ: الذی به السِّقْیُ. و الحَبَنُ: أَن یكون السِّقْیُ فی شَحْم البطن فیعظم البطن لذلك، و امرأَةٌ حَبْناء. و یقال لمن سَقَی بطنُه: قد حَبِنَ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَحْبَنَ أَصاب امرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النخل؛ الأَحْبَنُ: المُسْتَسْقی، من الحَبَن، بالتحریك، و هو عِظَمُ البطن؛ و منه‌الحدیث: تَجَشّأَ رجلٌ فی مجلسٍ، فقال له رجلٌ: دَعَوْتَ علی هذا الطعامِ أَحداً؟ قال: لا، قال: فجعله الله حَبَناً و قُداداً؛ القُدادُ وجعُ البَطْن. و‌فی حدیث عروة: أَن وَفْدَ أَهل النار یرجعون زُبّاً حُبْناً؛ الحُبْنُ: جمعُ الأَحْبَنِ؛ و فی شعر جَنْدَل الطُّهَویّ: و عُرّ عَدْوَی من شُغافٍ و حَبَنْ قال: الحَبَنُ الماءُ الأَصْفَرُ. و الحَبْناءُ من النِّساء: الضخمةُ البطنِ تشبیهاً بتلك. و حَبِنَ علیه: امتلأَ جوفُه غضباً. الأَزهری: و فی نوادر الأَعراب قال: رأَیت فلاناً مُحْبَئِنّاً و مُقْطَئِرّاً و مُصْمَعِدّاً أَی ممتلِئاً غضباً. و الحِبْنُ: ما یَعْتَری فی الجسد فیقِیحُ و یَرِمُ، و جمعُه حُبونٌ. و الحِبْنُ: الدُّمَّلُ، و سمِّی الحِبْنُ دُمَّلًا علی جهة التفاؤل، و كذلك سمّی السِّحْر طَبّاً. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه رخَّصَ فی دمِ الحُبونِ،و هی الدَّمامِیل، واحدُها حِبْنٌ
(1). قوله [بین إلخ] صدره كما فی التكملة: دار كرقم الكاتب المرقن. و ضبط فیها دار بالرفع و قال فیها فتهمز الواو لأَن الضمة علیها تستثقل
لسان العرب، ج‌13، ص: 105
و حِبْنةٌ، بالكسر، أَی أَن دَمَها معفُوٌّ عنه إذا كان فی الثوب حالةَ الصلاة. قال ابن بُزُرْج: یقال فی أَدْعیة من القوم یَتَداعَوْن بها صَبَّ الله علیكَ أُمَّ حُبَیْنٍ ماخِضاً، یَعْنونَ الدمامیلَ. و الحِبْنُ و الحِبْنةُ: كالدُّمَّل. و قَدَمٌ حَبْناءُ: كثیرة لحمِ البَخَصةِ حتی كأَنها وَرِمةٌ. و الحِبْنُ: القِرْدُ؛ عن كراع. و حَمامةٌ حَبْناءُ: لا تَبیضُ. و ابن حَبْناءَ: شاعرٌ معروف، سمّی بذلك. و أُمُّ حُبَیْنٍ: دُوَیْبَّة علی خِلْقةِ الحِرْباء عریضةُ الصدر عظیمةُ البطن، و قیل: هی أُنثی الحِرْباء. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه رأَی بلالًا و قد خرج بطنُه فقال: أُمُّ حُبَیْنٍ، تَشْبیهاً له بها، و هذا من مَزْحِه، صلی الله علیه و سلم، أَراد ضِخَمَ بطنِه؛ قال أَبو لیْلی: أُمُّ حُبَیْنٍ دُوَیْبَّة علی قدر الخُنْفُساء یلعب بها الصبیان و یقولون لها: أُمَّ حُبَیْنٍ، انْشُرِی بُرْدَیْكِ، إنَّ الأَمیرَ والجٌ علیكِ، و مُوجِع بسَوْطِه جَنْبَیْكِ فتنْشُر جَناحَیْها؛ قال رجل من الجنّ فیما رواه ثعلب: و أُمّ حُبَیْنٍ قد رَحَلْتِ لحاجةٍ برَحْلٍ عِلافِیٍّ، و أَحْقَبْتِ مِزْوَداً. و هُما أُمَّا حُبَیْنٍ، و هنّ أُمَّهاتُ حُبَیْنٍ، بإفراد المضاف إلیه؛ و قول جریر: یقولُ المُجْتَلون عَروس تَیْم سَویً أُمُّ الحُبَیْنِ و رأْسُ فیل. إنما أَراد أُمّ حُبَیْن، و هی معرفة، فزاد اللام فیها ضرورة لإِقامة الوزن، و أَراد سواء فقصر ضرورة أَیضاً. و یقال لها أَیضاً حُبَیْنة؛ و أَنْشد ابن بری: طَلَعْتُ علی الحَرْبِیّ یَكْوی حُبَیْنةً بسَبْعةِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ. الجوهری: أُمُّ حُبَیْنٍ دُوَیْبَّة، و هی مَعْرِفة مثل ابن عِرْس و أُسامةَ و ابن آوی و سامِّ أَبْرَصَ و ابن قِتْرة إلا أَنه تعریفُ جنسٍ، و ربما أُدْخِل علیه الأَلفُ و اللام، ثم لا تكون بحذف الأَلف و اللام منها نكرةً، و هو شاذٌّ؛ و أَورد بیت جریر أَیضاً: شَوی أُمِّ الحُبَیْنِ و رأْسُ فِیل. و قال ابن بری فی تفسیره: یقول: شَواها شَوی أُمِّ الحُبَیْنِ و رأْسُها رأْسُ فِیل، قال: و أُمُّ حُبَیْنٍ و أُمُّ الحُبَیْن مما تَعاقَب علیه تعریفُ العلمیة و تعریفُ اللام، و مثله غُدْوة و الغُدْوة، و فَیْنة و الفَیْنة، و هی دابَّة علی قدر كف الإِنسان؛ و قال ابن السكیت: هی أَعْرَضُ من الغَطاء و فی رأْسِها عِرَضٌ؛ و قال ابن زیاد: هی دابَّة غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ و هی بقدر الضِّفْدَعة التی لیست بضَخْمة، فإذا طَرَدها الصِّبْیان قالوا لها: أُمَّ الحُبَیْنِ، انْشُرِی بُرْدَیكِ، إن الأَمیرَ ناظرٌ إلیكِ. فیطردونها حتی یُدْرِكها الإِعْیاء، فحینئذ تقف علی رِجْلَیْها منتصبةً و تَنْشُر لها جَناحَیْن أَغْبَرَیْن علی مِثْلِ لَوْنها، و إذا زادُوا فی طَرْدِها نشرت أَجنحة كُنَّ تحت ذَیْنِك الجناحین لم یُرَ أَحسَنُ لوناً منهن، ما بین أَصْفَرَ و أَحْمَرَ و أَخْضَرَ و أَبْیَضَ و هنَّ طرائقُ بعضُهن فوق بعض كثیرة جدّاً، و هی فی الرِّقَّة علی قدرِ أَجْنِحة الفَراشِ، فإذا رآها الصبیان قد فعلت ذلك تركوها، و لا یوجد لها ولد و لا فَرْخ؛ قال ابن حمزة: الصحیح عندی أَن هذه الصفة صفة أُمّ عُوَیْفٍ؛ قال ابن السكیت: أُمُّ
لسان العرب، ج‌13، ص: 106
عُوَیْفٍ دابَّةٌ صغیرةٌ ضخمةُ الرأْسِ مخضرَّة، لها ذنبٌ و لها أَربعةُ أَجْنِحةٍ، منها جناحان أَخْضَران، إذا رأَت الإِنسان قامت علی ذنبها و نشَرت جَناحَیْها؛ قال الآخر: یا أُمَّ عَوْفٍ انْشُری بُرْدَیْكِ، إنَّ الأَمیرَ واقفٌ علیكِ، و ضاربٌ بالسَّوْطِ مَنْكِبَیْكِ و یروی: … أُمَّ عُوَیْفٍ …، قال: و هذه الأَسماء «1». التی تُكْتبُ بها هذه المعارف و أُضیفت إلیها غیر معرِّفة لها؛ قال الطرماح: كأُمّ حُبَیْنٍ لم ترَ الناسُ غیرَها، و غابَتْ حُبَیْنٌ حینَ غابَتْ بنُو سَعْد. و مثله لأَبی العلاء المعرِّی: یَتَكَنَّی أبا الوَفاءِ رجالٌ ما وجَدنا الوَفاءَ إلَّا طَرِیحا و أَبو جَعْدة ذُؤالةُ، مَن جَعْدةُ؟ لا زال حاملًا تَتْرِیحَا و ابنَ عِرْس عَرَفْتُ، و ابنَ بَریحٍ، ثم عِرْساً جَهِلْته و بَریحا. و أَما ابنُ مَخاضٍ و ابنُ لَبُونٍ فنكرتان یتعرَّفان بالأَلف و اللام تعریف جنس. و‌فی حدیث عقبة: أَتِمُّوا صلاتكم و لا تصلُّوا صلاة أُمِّ حُبَیْنٍ؛ قال ابن الأَثیر: هی دُوَیْبَّة كالحِرْباء عظیمةُ البطنِ، إذا مَشَتْ تُطَأْطِئ رأْسَها كثیراً و ترفعُه لعِظَم بطنها، فهی تقعُ علی رأْسها و تقومُ، فشبَّه بها صلاتَهم فی السجود مثل‌الحدیث الآخر: فی نَقْرة الغراب.و الحَبْنُ: الدِّفْلی «2». و قال أَبو حنیفة: الحَبْنُ شجرة الدِّفْلی، أَخْبر بذلك بعضُ أَعراب عُمانَ. و الحُبَیْنُ و حَبَوْنَنٌ و حِبَوْنَنٌ: أَسماء. و حَبَوْنَن: اسمُ واد؛ عن السیرافی، و قیل: هو اسم موضع بالبحرین، و روی ثعلب: حَبَوْنَی، بأَلف غیر منونة؛ و أَنشد: خَلِیلَیَّ، لا تسْتَعْجِلا و تَبَیَّنا بِوادِی حَبَوْنَی، هل لهنَّ زَوالُ؟ و لا تَیْأَسا من رحمةِ الله، و ادْعُوَا بوادِی حَبَوْنَی أَن تَهُبَّ شَمالُ. قال: و الأَصل حَبَوْنَنٌ، و هو المعروف، و إنما أَبدل النون أَلفاً لضرورة الشعر فأَعلَّه؛ قال وَعْلة الجرمی: و لقد صَبَحتُكُم ببَطْنِ حَبَوْنَنٍ، و علَیَّ إن شاء الإِلهُ ثَناءُ. و قال أَبو الأَخْزَر الحُمَّانی: بالثِّنْیِ من بِئْشةَ أَو حَبَوْنَن و أَنشد ابن خالویه: سَقی أَثْلَةٌ بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ، من الصَّیفِ، زَمْزامُ العشِیّ صَدُوق.

حتن؛ ج13، ص: 106

: الحَتْنُ و الحِتْنُ: المِثْلُ و القِرْنُ و المُساوِی. و یقال: هما حَتْنانِ و حِتْنانِ أَی سِیَّانِ، و ذلك إذا تَساویا فی الرَّمْی. و تَحاتَنُوا: تساوَوْا. و‌فی الحدیث: أَ فَحِتْنُه فلانٌ؛ الحِتْنُ الحَتْنُ، بالكسر و الفتح: المِثْلُ و القِرْنُ. و المُحاتَنةُ: المُساواةُ، و كلُّ اثْنَیْنِ لا یَتخالفانِ فهما حَتْنانِ، و هما حَتْنان و تِرْبان مُسْتَوِیان، و هم أَحْتانٌ أَتْنانٌ. و المحاتَنةُ: المسُاواةُ. و التَّحاتُنُ: التساوِی و التَّبارِی. و القوم حَتَنی و حَتْنی أَی مُسْتَوونَ أَو مُتشابِهُون؛ الأَخیرة عن ثعلب. و وقَعَت النَّبْلُ حَتَنَی أَی
(1). قوله [و هذه الأَسماء إلخ] هكذا فی الأَصل و لم نعثر علیها فی المحكم و لا التهذیب و الصحاح (2). قوله [و الحبن الدفلی] فی القاموس: و الحبن بالفتح شجر الدفلی، و ضبط فی التكملة و المحكم بالتحریك
لسان العرب، ج‌13، ص: 107
متساویة. و تحاتَنَ الرَّجُلان: تَرامَیا فكان رَمْیهُما واحداً، و الاسم الحَتْنی؛ و فی المثل: الحَتَنَی لا خیرَ فی سَهْم زَلَجْ. و هو رجز. و الزالج من السهام: الذی مَرَّ علی وجه الأَرض حتی وقَع فی الهدَف و لم یُصب القرطاس، و هو مثَلٌ فی تتمیم الإِحسان و مُوالاتِه. و وقَعَت السِّهامُ فی الهدَف حَتَنَی أَی مُتقاربة المَواقع و مُتساویَتَها؛ أَنشد الأَصمعی: كأَنَّ صَوْتَ ضَرْعِها تُساجِلُ، هاتِیك هاتا حَتَنَی تُكایِلُ، لَدْمُ العُجَی تَلْكُمُها الجَنادِلُ. و الحَتَنُ: متابعةُ السِّهام المُقَرْطِسَة أَی التی تُصِیب القِرْطاس؛ قال الشاعر: و‌هل غَرَضٌ یبقی علی حَتَن النَّبْل؟ و حَتِنَ الحَرُّ: اشتدَّ. و یومٌ حاتِنٌ: استوی أَوَّله و آخرُه فی الحرّ. و تحاتَنَ الدمعُ: وقَعَ دَمْعَتَیْن دَمعَتَیْن، و قیل: تتابَع مُتساویاً؛ قال الطِّرماح: كأَنَّ العُیونَ المُرْسَلاتِ، عَشِیَّةً، شَآبیبُ دَمْعِ العَبْرَة المُتَحاتِن. و الحَتَنُ: من قولك تحاتَنَت دُموعُه إذا تتابَعَت. و تحاتَنَت الخِصال فی النِّصال: وقعت فی أَصل القرطاس علی تقَارُبٍ أَو تساوٍ. الأَزهری: الخَصْلةُ كل رَمِیَّةٍ لَزِمَت القرطاس من غیر أَن تُصیبَه، قال: إذا وقعت خَصَلاتٌ فی أَصل القِرْطاس قیل تَحاتَنَت أَی تتابَعَت، قال: و أَهلُ النِّضَال یحسبون كل خَصْلَتَیْن مُقَرْطِسةً، قال: و إذا تصارَع الرَّجُلان فصُرع أَحدُهما وَثَبَ ثم قال: الحَتَنَی لا خَیْرَ فی سَهْمٍ زَلَج. و قوله الحَتَنَی أَی عاوِدِ الصِّراع، و الزّالجُ: السَّهمُ الذی یقع بالأَرض ثم یُصِیبُ القِرْطاسَ، قال: و التَّحاتُنُ التَّبارِی؛ قال النَّابغة یصف الرِّیاح و اختلافَها: شَمال تُجاذِبْها الجَنُوبُ بعَرْضِها، و نَزْعُ الصَّبَا مُورَ الدَّبُورِ یُحاتِنُ. و المُحْتَتِنُ: الشی‌ءُ المستوی لا یخالف بعضُه بعضاً، و قد احْتَتَنَ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ، تحتَ الصَّقِیعِ، جَرْشُ أُفْعُوانِ. فإنه قال: یعنی اثنین اثنین، قال ابن سیدة: و لا أَعرف كیف هذا إنما معناه عندی المُحْتَتِنُ أَی المستوی، ثم حذف تاء مُفْتَعل فبقی المُحْتَن، ثم أَشبع الفتحة فقال المُحْتان كقوله: و مِن عَیْبِ الرِّجالِ بمُنتزَاحِ. أَراد بمنتَزَحٍ فأَشْبَع. و احْتَتَنَ الشَّی‌ءُ: استَوی؛ قال الطِّرماح: تِلْكَ أَحْسابُنا، إذا احْتَتَنَ الخَصْلُ، و مُدَّ المَدَی مَدَی الأَعْراضِ. احْتَتَنَ الخَصْلُ أَی استوی إصابةُ المُتَناضِلَیْن. و الخَصْلةُ: الإِصابةُ. و یقال: فلان سِنُّ فلانٍ و تِنُّه و حِتْنُه إذا كان لِدَتَه علی سِنِّه. و جئْ به من حَتْنِك أَی من حیث كان. و حَوْتَنان: موضعٌ، و قیل: حَوْتَنانان وادِیانِ فی بلاد قَیْس كلُّ واحد منهما یقال له حَوْتَنان؛ و قد ذكرهما تمیم بن مقبل فقال: ثم اسْتَغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من حَوْتَنانَیْن، لا مِلْح و لا زَنَن. و لا زَنَن أَی لا ضیِّق قلیل. و یقال: رمی القومُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 108
فوقعت سِهامُهم حَتَنَی أَی مستویة لم یَفْضُل واحدٌ منهم أَصحابَه. ابن الأَعرابی: رمی فأَحْتَن إذا وقعت سِهامُه كلُّها فی موضع واحد.

حثن؛ ج13، ص: 108

: الحَثَنُ: حِصْرِمُ العِنَب، و قیل: هو إذا كان الحبُّ كرؤُوس الذَّرِّ، واحدتُه بالهاء. و حُثُنٌ: موضعٌ جاءَ فی شعر هذیل، و هو موضع معروف ببلادهم؛ قال قیس بن خویلد الهذلی: أَری حُثُناً أَمْسَی ذَلیلًا كأَنه تُراثٌ، و خَلَّاه الصِّعاب الصَّعاتِر.

حجن؛ ج13، ص: 108

: حَجَنَ العُودَ یَحْجِنُه حَجْناً و حَجَّنَه: عطَفَه. و الحَجَنُ و الحُجْنةُ و التحَجُّن: اعْوجاج الشی‌ء، و فی التهذیب: اعوِجاجُ الشی‌ء الأَحْجَنِ. و المِحْجَنُ و المِحْجَنَةُ: العَصَا المُعْوَجَّةُ. الجوهری: المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَسْتَلِم الرُّكْنَ بمِحْجَنَهِ؛ المِحْجَنُ: عَصاً مُعَقَّفة الرأْس كالصَّوْلجان، قال: و المیم زائدة، و كلُّ معطوف مُعْوجّ كذلك؛ قال ابن مقبل: قد صَرَّح السَّیْرُ عن كُتْمانَ، و ابتُذِلَت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِیَّةِ الذُّقُنِ. أَراد: و ابتُذِلَت المَحَاجِنُ، و أَنَّثَ الوَقْعَ لإِضافته إلی المَحاجِن. و فلانٌ لا یَرْكُضُ المِحْجَن أَی لا غَنَاءَ عنده، و أَصل ذلك أَن یُدْخَلَ مِحْجَن بین رِجْلَی البعیر، فإنْ كان البعیرُ بَلیداً لم یَرْكُض ذلك المِحْجَنَ، و إن كان ذَكِیّاً رَكَض المِحْجَن و مضَی. و الاحْتِجانُ: الفعلُ بالمِحْجَن. و الصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ. و صقرٌ أَحْجَنُ المَخالِب: مُعَوَجُّها. و مِحْجَنُ الطائِرِ: مِنْقَارُه لاعْوِجاجِهِ. و التَّحْجِینُ: سِمةٌ مُعْوَجَّة، اسْمٌ كالتَّنْبیتِ و التَّمْتین. و یقال: حَجَنْت البعیرَ فأَنا أَحْجِنُه، و هو بَعِیرٌ مَحْجون إذا وُسِمَ بِسِمَة المِحْجَن، و هو خَطٌّ فی طرَفِهِ عَقْفة مثل مِحْجَنِ العصا. و أُذُنٌ حجناء: مائلةُ أَحد الطرَفین من قِبَل الجبهة سُفْلًا، و قیل: هی التی أَقْبَل أَطراف إحداهما علی الأُخری قِبَل الجَبْهة، و كلُّ ذلك مع اعْوِجاج. الأَزهری: الحُجْنةُ مصدرٌ كالحَجَن، و هو الشعرُ الذی جُعودته فی أَطرافه. قال ابن سیدة: و شعر حَجِنٌ و أَحْجَنُ مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ، فی أَطْرافه شی‌ءٌ من جُعودةٍ و تكسُّرٍ. و قیل: مُعَقّف متداخلٌ بعضه فی بعض. قال أَبو زید: الأَحْجَنُ الشعَرُ الرَّجِلُ. و الحُجْنةُ: الرَّجَلُ. و السَّبِطُ: الذی لیست فیه حُجْنة. قال الأَزهری: و من الأُنوف أَحْجَنُ. و أَنْف أَحْجَنُ: مُقْبِل الرَّوْثةِ نحوَ الفمِ، زاد الأَزهری: و استأْخرت ناشِزتاه قُبْحاً. و الحُجْنةُ: موضع أَصابه اعْوِجاجٌ من العصا. و المِحْجَن: عصاً فی طرَفها عُقَّافة، و الفعل بها الاحْتِجان. ابن سیدة: الحُجْنةُ موضعُ الاعْوِجاج. و حُجْنةُ المِغْزَل، بالضم: هی المُنْعَقِفةُ فی رأْسه. و‌فی الحدیث: توضَع الرحِمُ یومَ القیامة لها حُجْنةٌ كحُجْنةِ المِغْزَل‌أَی صِنّارتِه المُعْوَجَّة فی رأْسه التی یُعَلَّق بها الخیطُ یفتل للغَزْل، و كلُّ مُتَعَقِّفٍ أَحْجَنُ. و الحُجْنةُ: ما اختَزَنْتَ من شی‌ء و اخْتَصَصْتَ به نفسك؛ الأَزهری: و من ذلك یقال للرجل إذا اختصَّ بشی‌ء لنفسه قد احْتَجَنه لنفسه دون أَصحابه. و الاحْتِجانُ: جمعُ الشی‌ء و ضمُّه إلیك، و هو افْتِعال من المِحْجَن. و‌فی الحدیث: ما أَقْطَعَك العَقیقَ لتَحْتَجنَه‌أَی تتملَّكه دون الناس. و احْتَجَن الشی‌ءَ: احْتَوَی علیه. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَن: و احْتَجَنّاه دون غیرنا.و احْتَجَنَ علیه: حَجَر. و حَجِنَ علیه حَجَناً: ضَنَّ. و حَجِنَ به: كحَجِیَ به، و هو نحو الأَول. و حَجِنَ
لسان العرب، ج‌13، ص: 109
بالدار: أَقام. و حُجْنَةُ الثُّمامِ و حَجَنَتُه: خُوصتُه. و أَحْجَنَ الثُّمامُ: خرجت حُجْنَتُه، و هی خوصه. و‌فی حدیث أُصَیْل حین قَدِمَ من مكة: فسأَله رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: تركتُها قد أَحْجَنَ ثُمامُها و أَعْذَقَ إذْخِرُها و أَمْشَرَ سَلَمُها، فقال: یا أُصَیْل، دَعِ القلوبَ تَقِرُّ، أَی بدا وَرَقُه «3». و الثُّمام نبت معروف. و الحَجَنُ: قَصَدٌ ینبُت فی أَعراض عِیدان الثُّمام و الضِّعةِ. و الحَجَنُ: القُضْبانُ القِصَارُ التی فیها العنب، واحدتُه حَجَنة. و إنه لمِحْجَنُ مالٍ: یَصْلُح المالُ علی یدیه و یُحْسِن رِعْیَته و القیامَ علیه؛ قال نافع بن لقیط الأَسدی: قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَیْخاً أَعْجَفا، مِحْجَنَ مالٍ أَینَمَا تَصَرَّفا. و احْتِجانُ المالِ: إصْلاحُه و جَمْعُه و ضَمُّ ما انتشر منه. و احْتِجانُ مالِ غیرِك: اقتِطاعُه و سَرِقتُه. و صاحبُ المِحْجَن فی الجاهلیة: رجلٌ كان معه محجَن، و كان یقْعُد فی جادَّة الطریق فیأْخذ بمحْجنِه الشی‌ء بعد الشی‌ء من أَثاث المارَّة، فإن عُثِرَ علیه اعْتَلَّ بأَنه تعلق بمحْجنه، و قد ورد‌فی الحدیث: كان یَسْرِقُ الحاجَّ بمحْجَنِه. فإِذا فُطِنَ به قال تعلَّق بمِحْجَنی، و الجمع مَحاجِنُ. و‌فی حدیث القیامة: و جَعلَت المَحاجِنُ تُمْسِكُ رجالًا.و حَجَنْت الشی‌ءَ و احْتَجَنْتُه إذا جَذَبْتَه بالمِحْجَنِ إلی نَفْسِك؛ و منه قولُ قیس بن عاصم فی وصیَّتِه: علیكم بالمال و احْتِجانِه، و هو ضمُّكَه إلی نفْسِك و إِمساكُكَ إیاه. و حَجَنَه عن الشی‌ء: صَدَّه و صَرَفه؛ قال: و لا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوی، إذا لم یَزَعْه من هَوَی النَّفْسِ حاجِنُ و الغَزْوَةُ الحَجُونُ: التی تُظهر غیرها ثم تخالف إلی غیر ذلك الموضع و یُقْصَدُ إلیها، و یقال: هی البعیدة قال الأَعشی: و لا بُدَّ من غَزوةٍ، فی الرَّبیع، حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكورا. و یقال: سِرْنا عقَبةً حَجُوناً أَی بعیدةً طویلة. و الحَجُونُ: موضعٌ بمكة ناحیة من البیت؛ قال الأَعشی: فما أَنتَ من أَهل الحَجُونِ و لا الصَّفا، و لا لك حَقُّ الشِّرْبِ فی ماء زَمْزَم. قال الجوهری: الحَجونُ، بفتح الحاء، جبلٌ بمكة و هی مَقْبُرة. و قال عمرو بن الحرث بن مُضاض بن عمرو یتأَسَّف علی البیت، و قیل هو للحرث الجُرْهمی: كأَنْ لم یكن بین الحَجونِ إلی الصَّفا أَنِیسٌ، و لم یَسْمُر بمكَّة سامِرُ بَلی نحن كُنّا أَهلَها، فأَبادَنا صُروفُ اللیالی و الجُدودُ العواثِرُ. و‌فی الحدیث: أَنه كان علی الحَجُون كَئیباً.و قال ابن الأَثیر: الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مما یَلی شِعْب الجَزَّارین بمكة، و قیل: هو موضع بمكة فیه اعْوِجاج، قال: و المشهور الأَوَّل، و هو بفتح الحاء. و الحَوْجَنُ، بالنون: الوَرْدُ الأَحمر؛ عن كراع. و قد سمَّوْا حَجْناً و حُجَیْناً و حَجْناءَ و أَحْجَنَ، و هو أَبو بَطْنٍ منهم، و مِحْجَناً، و هو مِحْجَن بن عُطارِد العَنْبَریّ شاعر معروف؛ و ذكر ابن بری فی هذه الترجمة ما صورته: و الحَجِنُ المرأَةُ القلیلةُ الطَّعْم؛ قال الشمّاخ: و قد عَرِقَتْ مَغابِنُها، و جادَتْ بِدرَّتِها قِرَی حَجِنٍ قَتِینِ. قال: و القَتِینُ مثل الحَجِین أَیضاً، أَراد بالحَجِن
(3). الضمیر عائد إلی الثمام
لسان العرب، ج‌13، ص: 110
قُراداً، و جعل عَرَق هذه الناقة قُوتاً له، و هذا البیت بعینه ذكره الأَزهری و ابن سیدة فی ترجمة جحن، بالجیم قبل الحاء، فإِما أَن یكون الشیخ ابن بری وجد له وجهاً فنقله أَو وَهم فیه.

حذن؛ ج13، ص: 110

: الحُذُنَّتان: الأُذُنان، بالضم و التشدید؛ قال جریر: یا ابنَ التی حُذُنَّتاها باعُ. و تُفْرَد فیقال: حُذُنَّة. و رجل حُذُنَّة و حُذُنٌّ: صغیر الأُذنین خفیفُ الرأْسِ. و حُذْنُ الرجُلِ و حُذْلُه: حُجْزَتُه. و‌فی الحدیث: مَن دخَل حائطاً فلْیأْكُلْ منه غیرَ آخذٍ فی حُذْنِه شیئاً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و هو مثل الحُذْل، باللام، و هو طرفُ الإِزار أَو حُجْزةُ القمیص و طرَفُه. و الحَوْذانةُ: بَقْلة من بُقول الریاض؛ قال الأَزهری: رأَیتُها فی رِیاض الصَّمّان و قِیعانِها، و لها نَوْر أَصفرُ رائحتُه طیبة، و تجمع الحَوْذانَ.

حرن؛ ج13، ص: 110

: حَرَنتِ الدابةُ تَحْرُن حِراناً و حُراناً و حَرُنَتْ، لغتان، و هی حَرونٌ: و هی التی إِذا استُدِرَّ جَرْیُها وقَفَتْ، و إنما ذلك فی ذوات الحوافر خاصَّة، و نظیرُه فی الإِبل اللِّجانُ و الخِلاءُ، و استعمل أَبو عبید الحِرانَ فی الناقة. و‌فی الحدیث: ما خَلأَت و لا حَرَنَتْ و لكن حَبَسَها حابِسُ الفِیل.و فرس حَرُونٌ من خَیْل حُرُنٍ: لا یَنْقادُ، إِذا اشتدّ به الجَرْیُ وَقَف. و قد حَرَنَ یَحْرُنُ حُرُوناً و حَرُنَ، بالضم أَیضاً: صار حَرُوناً، و الاسم الحِرانُ. و الحَرُونُ: اسم فرس كان لباهِلَة، إلیه تنسب الخیل الحَرُونِیَّة. و الحَرُونُ: اسم فرس مُسْلم بن عمروٍ الباهلیِّ فی الإِسلام كان یُسابِق الخیلَ، فإِذا اسْتُدرَّ جَرْیه وقَف حتی تكادَ تسْبِقُه، ثم یجری فیسبِقها، و فی الصحاح: حَرون اسمُ فرسِ أَبی صالح مُسْلم بن عمروٍ الباهلی والد قُتَیْبة؛ قال الشاعر: إذا ما قُریش خلا مُلْكُها، فإِنَّ الخِلافةَ فی باهِلَهْ لِرَبِّ الحَرونِ أَبی صالح، و ما ذاك بالسُّنَّة العادلَهْ. و قال الأَصمعی: هو من نَسْل أَعوج، و هو الحَرون بن الأَثاثیّ بن الخُزَز بن ذی الصُّوفة بن أَعْوج، قال: و كان یسبِق الخیلَ ثمَ یَحْرُن حتی تَلْحَقَه، فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثم حرَن ثم سبَقَها، و قیل: الحَرونُ فرسُ عُقبة بن مُدْلِجٍ، و منه قیل لحبیب بن المهلَّب أَو محمد بن المُهلَّب الحَرُون، لأَنه كان یَحْرُنُ فی الحرب فلا یبرح، استعیر ذلك له و إِنما أَصله فی الخیل، و قال اللحیانی: حَرَنَت الناقةُ قامت فلم تَبْرَحْ، و خَلأَت بركَتْ فلم تَقُمْ؛ و الحَرونُ فی قول الشماخ: و ما أَرْوَی، و إِن كَرُمَتْ علینا، بأَدْنَی من مُوَقَّفةٍ حَرونِ. هی التی لا تبرح أَعلی الجَبل من الصَّیْد. و یقال: حَرَن فی البیع إذا لم یَزِد و لم یَنْقُص. و المَحارینُ من النَّحْل: اللَّواتی یَلْصَقْنَ بالخَلِیَّة حتی یُنْتزَعْنَ بالمَحابِض؛ و قال ابن مقبل: كأَنَّ أَصْواتَها، من حیث نسمَعُها، نَبْضُ المَحابضِ یَنْزِعْنَ المَحارِینا. قال ابن بری: الهاءُ فی أَصواتها تعودُ علی النَّواقیس فی بیتٍ قَبْله، و المَحابضُ: عِیدانٌ یُشارُ بها العسلُ، قال: و المَحارینُ جمع مِحْرانٍ، و هو ما حَرُنَ علی الشَّهْد من النحل فلا یَبْرَح عنه؛ الأَزهری: المَحارینُ ما یموتُ من النحل فی عسله، و قال غیره: المَحارینُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 111
من العسل ما لَزِقَ بالخلِیَّة فعَسُر نَزْعُه، أُخذ من قولك حَرُن بالمكان حُرونة إذا لزمه فلم یُفارِقْه، و كأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِیارُه؛ قال الراعی: كِناس تَنوفةٍ ظَلَّت إِلیها هِجانُ الوَحْشِ حارنةً حُرونا. و قال الأَصمعی فی قوله حارنة: متأَخرة، و غیره یقول: لازِمة. و المَحارینُ: الشِّهادُ، و هی أَیضاً حَبّات القُطن، واحدتُها مِحْرانٌ، و قد تقدم شرح بیت ابن مقبل: یَخْلِجْنَ المَحارینا. و حَرّان: اسم بلد، و هو فَعّال، و یجوز أَن یكون فَعْلانَ، و النسبة إِلیه حَرْنانیٌّ، كما قالوا مَنانیّ فی النسبة إلی مانی، و القیاس مانَوِیّ، و حَرّانی علی ما علیه العامة. و حُرَینٌ: اسمٌ. و بنو حِرْنَة: بُطَین «1».

حردن؛ ج13، ص: 111

: الحِرْدَوْنُ: دُوَیْبَّة تُشبِه الحِرْباءَ تكون بناحیة مصرَ، حماها الله تعالی، و هی ملیحةٌ مُوشَّاة بأَلوانٍ و نُقَط، قال: و له نِزْكانِ كما أَنَّ للضَّبِّ نِزْكَیْن.

حرذن؛ ج13، ص: 111

: الحِرْذَوْنُ: العَظَاءَةُ، مَثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی عن ثعلب، و هی غیر التی تقدمت فی الدال المهملة. و الحِرْذَوْنُ من الإِبل: الذی یُرْكَبُ حتی لا تَبقی فیه بقیَّة. الجوهری: الحِرْذَوْنُ دُوَیْبَّة، بكسر الحاء، و یقال: هو ذكرُ الضَّبِّ.

حرسن؛ ج13، ص: 111

: الحُرْسُونُ: البعیرُ المهزول؛ عن الهجری؛ و أَنشد لعَمّار بن البَوْلانِیّة الكلبی: و تابع غیر متبوع، حَلائلُه یُزْجِینَ أَقْعِدَةً حُدْباً حَراسِینا. و القصیدةُ التی فیها هذا البیت مجرورةُ القوافی؛ و أَولها: وَدَّعْتُ نَجْداً، و ما قلْبی بمَحْزونِ، وداعَ مَنْ قد سَلا عنها إلی حینِ. الأَزهری عن أَبی عمرو: إبِلٌ حَراسِینُ عِجافٌ مجهودة؛ و قال: یا أُمَّ عَمْروٍ، ما هداكِ لِفِتْیةٍ و خُوصٍ حَراسینٍ شَدیدٍ لُغوبُها أَبو عمرو: الحراسیمُ و الحراسینُ السِّنون المُقْحِطات.

حرشن؛ ج13، ص: 111

: حَرْشَنٌ: اسم. و الحُرْشونُ: جنسٌ من القطن لا ینْتَفِشُ و لا تُدَیّثُه المَطارِقُ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: كما تَطایَر مَنْدُوفُ الحَراشینِ. و الحُرْشونُ: حَسَكةٌ صغیرة صُلْبة تتعلَّق بصوف الشاة، و أَنشد البیت أَیضاً.

حزن؛ ج13، ص: 111

: الحُزْنُ و الحَزَنُ: نقیضُ الفرَح، و هو خلافُ السُّرور. قال الأَخفش: و المثالان یَعْتَقِبان هذا الضَّرْبَ باطِّرادٍ، و الجمعُ أَحْزانٌ، لا یكسَّر علی غیر ذلك، و قد حَزِنَ، بالكسر، حَزَناً و تحازَنَ و تحَزَّن. و رجل حَزْنانٌ و مِحْزانٌ: شدید الحُزْنِ. و حَزَنَه الأَمرُ یَحْزُنُه حُزْناً و أَحْزَنَه، فهو مَحْزونٌ و مُحْزَنٌ و حَزِینٌ و حَزِنٌ؛ الأَخیرة علی النَّسب، من قوم حِزانٍ و حُزَناءَ. الجوهری: حَزَنَه لغةُ قریش، و أَحْزَنه لغةُ تمیم، و قد قرئ بهما. و‌فی الحدیث: أَنه كان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّی‌أَی أَوْقَعه فی الحُزْن، و یروی بالباء، و قد تقدم فی موضعه، و احْتزَنَ و تحَزَّنَ بمعنی؛ قال العجاج: بَكَیْتُ و المُحْتَزَن البَكِیُّ، و إِنما یأْتی الصِّبا الصّبِیُّ. و فلانٌ یقرأُ بالتَّحْزین إذا أَرَقَّ صَوْتَه. و قال سیبویه:
(1). قوله [و بنو حرنة بطین] كذا فی الأَصل و المحكم بكسر فسكون، و فی القاموس و التكملة بكسر الحاء و الراء و شد النون
لسان العرب، ج‌13، ص: 112
أَحْزَنَه جعله حَزِیناً، و حَزَنَه جعلَ فیه حُزْناً، كأَفْتَنَه جعله فاتِناً، و فَتَنه جعلَ فیه فِتنَة. و عامُ الحُزْنِ «2».العامُ الذی ماتت فیه خدیجةُ، رضی الله عنها، و أَبو طالب فسمّاه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عامَ الحُزْنِ؛ حكی ذلك ثعلب عن ابن الأَعرابی، قال: و ماتا قَبْل الهِجرة بثلاث سنین.اللیث: للعرب فی الحُزْن لغتانِ، إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا، و إذا ضَمُّوا خَفَّفوا؛ یقال: أَصابَه حَزَنٌ شدید و حُزْنٌ شدید؛ أَبو عمرو: إذا جاء الحزَن منصوباً فتَحوه، و إذا جاء مرفوعاً أَو مكسوراً ضموا الحاء كقول الله عز و جل: وَ ابْیَضَّتْ عَیْنٰاهُ مِنَ الْحُزْنِ؛ أَی أَنه فی موضع خفض، و قال فی موضع آخر: تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً؛ أَی أَنه فی موضع نصب. و قال: أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّٰهِ، ضمُّوا الحاء هاهنا؛ قال: و فی استعمال الفعل منه لغتان: تقول حَزَنَنی یَحْزُنُنی حُزْناً فأَنا مَحْزونٌ، و یقولون أَحْزَنَنی فأَنا مُحْزَنٌ و هو مُحْزِنٌ، و یقولون: صوْتٌ مُحْزِنٌ و أَمرٌ مُحْزِن، و لا یقولون صوت حازنٌ. و قال غیره: اللغة العالیة حَزَنه یَحْزُنه، و أَكثر القرَّاء قرؤوا: وَ لٰا یَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ، و كذلك قوله: قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُكَ الَّذِی یَقُولُونَ؛ و أَما الفعل اللازم فإِنه یقال فیه حَزِنَ یَحْزَنُ حَزَناً لا غیر. أَبو زید: لا یقولون قد حَزَنَه الأَمْرُ، و یقولون یَحْزُنُه، فإذا قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالأَلف. و‌فی حدیث ابن عمر حین ذَكَر الغَزْوَ و ذَكَر مَنْ یَغْزو و لا نِیَّةَ له فقال: إن الشیطانَ یُحَزِّنُه‌أَی یُوَسْوِس إلیه و یُندِّمُه و یقول له لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ و مالَكَ؟ فیقع فی الحُزْنِ و یبْطلُ أَجْرُه. و قوله تعالی: وَ قٰالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ؛ قالوا فیه: الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ و العَشاءِ، و قیل: هو كُلُّ ما یَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ، فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّة كلَّ الأَحْزانِ. و الحُزَانةُ، بالضم و التخفیف: عیال الرجل الذین یَتَجَزَّنُ بأَمْرهم و لهم. اللیث: یقول الرجلُ لصاحبه كیف حَشَمُك و حُزانَتُك أَی كیف مَنْ تَتَحَزَّن بأَمْرِهم. و فی قلبه علیك حُزانةٌ أَی فِتْنةٌ «3». قال: و تسمی سَفَنْجقانِیَّةُ العرب علی العجم فی أَول قُدومهم الذی اسْتَحَقُّوا به من الدُّورِ و الضیاع ما اسْتَحَقوا حُزانةً. قال ابن سیدة: و الحُزانةُ قَدْمةُ العربِ علی العجم فی أَوّل قدومهم الذی اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحقُّوا من الدُّورِ و الضِّیاع؛ قال الأَزهری: و هذا كله بتخفیف الزای علی فُعَالة. و السَّفَنْجَقانیَّة: شَرْطٌ كان للعرب علی العجم بِخُراسان إذا أَخذوا بلداً صُلْحاً أَن یكونوا إذا مرَّ بهم الجیوش أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن یُنْزلوهم و یَقْرُوهم، ثم یُزَوِّدوهم إلی ناحیةٍ أُخری. و الحَزْنُ: بلادٌ للعَربِ. قال ابن سیدة: و الحَزْنُ ما غلُظَ من الأَرض، و الجمع حُزُونٌ و فیها حُزُونةٌ؛ و قوله: الحَزْنُ باباً و العَقورُ كَلْباً. أَجری فیه الاسم مُجْری الصفة، لأَن قوله الحَزْنُ باباً بمنزلة قوله الوَعْر باباً و المُمْتَنِع باباً. و قد حَزُنَ المكانُ حُزونةً، جاؤوا به علی بناء ضِدِّه و هو قولهم: مكانٌ سَهْلٌ و قد سَهُل سُهولة. و‌فی حدیث ابن المُسَیَّب: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَراد أَن یُغَیِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ و یُسَمِّیَه سَهْلًا
(2). قوله [و عام الحزن] ضبط فی الأَصل و القاموس بضم فسكون و صرح بذلك شارح القاموس، و ضبط فی المحكم بالتحریك (3). قوله [حزانة أی فتنة] ضبط فی الأَصل بضم الحاء و فی المحكم بفتحها
لسان العرب، ج‌13، ص: 113
فأَبی، و قال: لا أُغیِّر اسماً سَمَّانی به أَبی، قال: فما زالت فینا تلك الحُزونةُ بَعْدُ.و الحَزْنُ: المكانُ الغلیظ، و هو الخَشِنُ. و الحُزونةُ: الخُشونة؛ و منه‌حدیث المغیرة: مَحْزون اللِّهْزِمة‌أَی خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ من الكآبة. و منه‌حدیث الشعبی: أَحْزَنَ بنا المنزلُ‌أَی صار ذا حُزونةٍ كأَخْصَبَ و أَجْدَبَ، و یجوز أَن یكون من قولهم أَحْزَنَ و أَسْهَلَ إذا رَكِبَ الحَزْنَ و السَّهْلَ، كأَنَّ المنزلَ أَرْكَبَهم الحُزونةَ حیث نَزلوا فیه. قال أَبو حنیفة: الحَزْنُ حَزْنُ بنی یربوعٍ، و هو قُفٌّ غلیظ مَسِیرُ ثلاثِ لیالٍ فی مِثْلِها، و هی بعیدةٌ من المیاه فلیس تَرْعاها الشاءُ و لا الحُمُر، فلیس فیها دِمَنٌ و لا أَرْواث. و بعیرٌ حَزْنِیٌّ: یَرْعَی الحَزْنَ من الأَرض. و الحَزْنةُ: لغة فی الحَزْنِ؛ و قولُ أَبی ذؤیب یصف مطراً: فَحَطَّ، من الحُزَنِ، المُغْفِراتِ، و الطَّیْرُ تَلْثَقُ حتی تَصِیحا. قال الأَصمعی: الحُزَنُ الجبال الغلاظُ، الواحدة حُزْنة مثل صُبْرةٍ و صُبَر، و المُغْفِراتُ: ذواتُ الأَغفار، و الغُفْرُ: وَلَدُ الأُرْویة، و المُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ، و من رواه فأَنزلَ من حُزَنِ المُغْفِراتِ حذف التنوین لالتقاء الساكنین، و تَلْثَق حتی تصیحا أَی ممَّا بها من الماء؛ و مثله قول المتنخل الهذلی: و أَكْسُوا الحُلَّة الشَّوْكاءَ خِدْنی، و بَعْضُ الخَیْرِ فی حُزَنٍ وِراطِ «1». و الحَزْنُ من الدوابِّ: ما خَشُنَ، صفةٌ، و الأُنْثَی حَزْنةٌ؛ و الحَزْنُ: قبیلةٌ من غَسَّانَ و هم الذین ذكرهم الأَخطل فی قوله: تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان، إذْ حَضروا، و الحَزْنُ: كَیْفَ قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ؟ و أَورده الجوهری: كیف قراه الغلمة الجشر؛ قال ابن بری: الصواب كیف قَراك كما أَورده غیره أَی الصُّبْرُ تسأَل عُمَیْر بنَ الحُباب، و كان قد قُتِل، فتقول له بعد موته: كیف قَراكَ الغِلمةُ الجشَر، و إنما قالوا له ذلك لأَنه كان یقول لهم: إنما أَنتم جَشَرٌ، و الجَشَرُ: الذین یَبِیتون مع إبلهم فی موضع رَعْیِها و لا یرجعون إِلی بیوتهم. و الحَزْنُ: بلادُ بنی یربوعٍ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و ما لِیَ ذَنْبٌ، إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ بِنَفْحةِ حَزْنِیٍّ من النَّبْتِ أَخضرا. قال هذا رجل اتُّهم بِسَرَق بَعِیر فقال: لیس هُوَ عندی إنَّما نَزَع إلی الحَزْن الذی هو هذا البَلَد، یقول: جاءت الجَنُوبُ بریحِ البَقْلِ فنَزَع إلیها؛ و الحَزْنُ فی قول الأَعشی: ما رَوْضَةٌ، مِنْ رِیاضِ الحَزْن، مُعْشِبَةٌ خَضْراءَ جادَ علیها مُسْبِلٌ هَطِلُ. موضعٌ معروف كانت تَرْعَی فیه إِبِلُ المُلوك، و هو من أَرض بنی أَسَدٍ. قال الأَزهری: فی بلاد العَرب حَزْنانِ: أَحدهما حَزْن بنی یَرْبوعٍ، و هو مَرْبَعٌ من مَرابعِ العرَب فیه ریاضٌ و قِیعانٌ، و كانت العرب تقول مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ و تَشَتَّی الصَّمَّانَ و تَقَیَّظَ الشَّرَفَ فقد أَخْصَبَ، و الحَزْنُ الآخرُ ما بین زُبالة فما فوق ذلك مُصْعِداً فی بلاد نَجْد، و فیه غِلَظٌ و ارتفاعٌ، و كان أَبو عمرو یقول: الحَزْنُ و الحَزْمُ الغَلیظُ من الأَرض، و قال غیره: الحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزم من السَّیْل من
(1). قوله [و بعض الخیر] أنشده فی مادة شوك: و بعض القوم
لسان العرب، ج‌13، ص: 114
نَجَوات المُتُون و الظُّهور، و الجمع الحُزُوم. و الحَزْنُ: ما غَلُظ من الأَرض فی ارْتفاعٍ، و قد ذُكِرَ الحَزْم فی مكانه. قال ابن شمیل: أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها و جِبالُها و قَواقِیها و خَشِنُها و رَضْمُها، و لا تُعَدُّ أَرضٌ طَیِّبَةٌ، و إن جَلُدَتْ، حَزْناً، و جمعُها حُزُون، قال: و یقال حَزْنَةٌ و حَزْن. و أَحْزَن الرجلُ إذا صار فی الحَزْن. قال: و یقال للحَزْن حُزُن لُغَتان؛ و أَنشد قول ابنِ مُقْبل: مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ، و مُصْطَافُهُ فی الوُعُولِ الحُزُنْ. الحُزُن: جمع حَزْن. و حُزَن: جبل؛ و روی بیت أَبی ذؤیب المتقدّم: فأَنْزَلَ من حُزَن المُغْفِرات. و رواه بعضهم من حُزُن، بضم الحاء و الزای. و الحَزُون: الشاة السیِّئة الخُلق. و الحَزینُ: اسم شاعر، و هو الحزین الكِنانیُّ، و اسمه عمرو بن عبد وُهَیب، و هو القائل فی عبد الله بن عبد الملك و وفَد إلیه إلی مصر و هو والیها یمدحُه فی أَبیات من جملتها: لمَّا وقَفْت علیهم فی الجُموع ضُحًی، و قد تَعَرَّضَتِ الحُجَّابُ و الخَدَمُ، حَیَّیْتُه بسَلامٍ و هو مُرْتَفِقٌ، و ضَجَّةُ القَوْمِ عند الباب تَزْدَحِمُ فی كَفِّه خَیزُرانٌ رِیحُه عَبِق، فی كَفِّ أَرْوَعَ فی عِرْنِینِه شَمَمُ یُغْضِی حَیاءً و یُغْضَی من مَهابَتِهِ، فما یُكَلَّمُ إلَّا حین یَبْتَسِمُ «1» و هو القائل أَیضاً یهجو إنساناً بالبُخل: كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ، فلیس بین یدیه و النَّدَی عَمَلُ، یَرَی التَّیَمُّمَ فی بَرٍّ و فی بَحَرٍ، مخافةً أَنْ یُری فی كَفِّه بَلَلُ.

حزبن؛ ج13، ص: 114

: الحَیْزَبونُ: العجوز من النساء؛ قال القطامی: إذا حَیْزَبونٌ تُوقِدُ النار، بعدَ ما تَلفَّعتِ الظَّلْماء من كلِّ جانِبِ و ناقة حَیزَبون: شَهْمة حَدیدة؛ و به فسَّر ثعلب قول الحذلمیّ یصف إِبِلًا: تَلْبِطُ فیها كلُّ حَیْزَبونِ قال الفراء: أَنشدنی أَبو القمقام: یَذْهَب منها كلُّ حَیزَبونِ مانِعة بغیرها زَبونِ الحَیزَبون: العجوز. و الحَیزَبون: السیئة الخلق، و هو هاهنا السیئة الخُلق أَیضاً.

حسن؛ ج13، ص: 114

: الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح و نقیضه. الأَزهری: الحُسْن نَعْت لما حَسُن؛ حَسُنَ و حَسَن یَحْسُن حُسْناً فیهما، فهو حاسِنٌ و حَسَن؛ قال الجوهری: و الجمع مَحاسِن، علی غیر قیاس، كأَنه جمع مَحْسَن. و حكی اللحیانی: احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً، فهذا فی المستقبل، و إنه لَحَسَن، یرید فِعْل الحال، و جمع الحَسَن حِسان. الجوهری: تقول قد حَسُن الشی‌ءُ، و إن شئت خَفَّفْت الضمة فقلت: حَسْنَ الشی‌ءُ، و لا یجوز أَن تنقُل الضمة إلی الحاء لأَنه خبَرٌ، و إنما یجوز النقْل إذا كان بمعنی المدح أَو الذَّم لأَنه یُشبَّه فی جواز النَّقْل بنِعْم و بِئْس، و ذلك أَن الأَصل فیهما نَعِم و بَئِس، فسُكِّن ثانیهما و نقِلتْ حركته إلی ما قبله، فكذلك كلُّ ما كان فی معناهما؛ قال سهم بن
(1). روی البیتان الأَخیران للفرزدق من قصیدته فی مدح زین العابدین: هذا الذی تعرف البطحاء وطأته.
لسان العرب، ج‌13، ص: 115
حنظلة الغَنَوی: لم یَمْنَعِ الناسُ مِنِّی ما أَردتُ، و ما أُعْطِیهمُ ما أَرادوا، حُسْنَ ذا أَدَبا. أَراد: حَسُن هذا أَدَباً، فخفَّف و نقَل. و رجل حَسَنٌ بَسَن: إتباع له، و امرأَة حَسَنة، و قالوا: امرأَة حَسْناء و لم یقولوا رجل أَحْسَن، قال ثعلب: و كان ینبغی أَن یقال لأَنَّ القیاس یوجب ذلك، و هو اسم أُنِّث من غیر تَذْكیر، كما قالوا غلام أَمرَد و لم یقولوا جاریة مَرْداء، فهو تذكیر من غیر تأْنیث. و الحُسّان، بالضم: أَحسَن من الحَسَن. قال ابن سیدة: و رجل حُسَان، مخفَّف، كحَسَن، و حُسّان، و الجمع حُسّانونَ؛ قال سیبویه: و لا یُكَسَّر، استغْنَوْا عنه بالواو و النون، و الأُنثی حَسَنة، و الجمع حِسان كالمذكر و حُسّانة؛ قال الشماخ: دارَ الفَتاةِ التی كُنّا نقول لها: یا ظَبْیةً عُطُلًا حُسّانةَ الجِیدِ. و الجمع حُسّانات، قال سیبویه: إنما نصب دارَ بإضمار أَعنی، و یروی بالرفع. قال ابن بری: حَسِین و حُسَان و حُسّان مثل كَبیر و كُبَار و كُبَّار و عَجیب و عُجاب و عُجَّاب و ظریف و ظُراف و ظُرَّاف؛ و قال ذو الإِصبع: كأَنَّا یَوْمَ قُرَّی إِنَّما نَقْتُل إیّانا قِیاماً بینهم كلُّ فَتًی أَبْیَضَ حُسّانا. و أَصل قولهم شی‌ء حَسَن حَسِین لأَنه من حَسُن یَحْسُن كما قالوا عَظُم فهو عَظِیم، و كَرُم فهو كریم، كذلك حَسُن فهو حَسِین، إلا أَنه جاء نادراً، ثم قلب الفَعِیل فُعالًا ثم فُعّالًا إذا بُولِغَ فی نَعْته فقالوا حَسَنٌ و حُسَان و حُسّان، و كذلك كریم و كُرام و كُرّام، و جمع الحَسْناء من النساء حِسانٌ و لا نظیر لها إلا عَجْفاء و عِجاف، و لا یقال للذكر أَحْسَن، إنما تقول هو الأَحْسن علی إرادة التفضیل، و الجمع الأَحاسِن. و أَحاسِنُ القوم: حِسانهم. و‌فی الحدیث: أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً، و هی الحُسْنَی. و الحاسِنُ: القَمَر. و حسَّنْتُ الشی‌ءَ تحْسیناً: زَیَّنتُه، و أَحسَنْتُ إلیه و به، و روی الأَزهری عن أَبی الهیثم أَنه قال فی قوله تعالی فی قصة یوسف، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی إِذْ أَخْرَجَنِی مِنَ السِّجْنِ؛ أَی قد أَحسن إلی. و العرب تقول: أَحسَنْتُ بفلانٍ و أَسأْتُ بفلانٍ أَی أَحسنت إلیه و أَسأْت إلیه. و تقول: أَحْسِنْ بنا أَی أَحسِنْ إلینا و لا تُسِئْ بنا؛ قال كُثیِّر: أَسِیئی بنا أَو أَحْسِنِی، لا مَلومةٌ لَدَیْنا، و لا مَقْلِیَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ. و قوله تعالی: وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنیٰ؛ قیل أَراد الجنّة، و كذلك قوله تعالی: لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنیٰ وَ زِیٰادَةٌ؛ فالحُسْنی هی الجنّة، و الزِّیادة النظر إلی وجه الله تعالی. ابن سیدة: و الحُسْنی هنا الجنّة، و عندی أَنها المُجازاة الحُسْنی. و الحُسْنی: ضدُّ السُّوأَی. و قوله تعالی: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً. قال أَبو حاتم: قرأَ الأَخفش و قولوا للناس حُسْنی، فقلت: هذا لا یجوز، لأَن حُسْنی مثل فُعْلی، و هذا لا یجوز إلا بالأَلف و اللام؛ قال ابن سیدة: هذا نصُّ لفظه، و قال قال ابن جنی: هذا عندی غیرُ لازم لأَبی الحسن، لأَن حُسْنی هنا غیر صفة، و إنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غیره: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً، و مثله فی الفِعْل و الفِعْلی: الذِّكْرُ و الذِّكْری، و كلاهما مصدر، و من الأَول البُؤسُ و البُؤسی و النُّعْم و النُّعْمی، و لا یُسْتَوْحَش مِنْ
لسان العرب، ج‌13، ص: 116
تشبیه حُسْنی بذِكری لاختلاف الحركات، فسیبویه قد عَمل مثلَ هذا فقال: و مثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلَّا أَن هذا مُسَكَّن الأَوْسَط، یعنی النَّضْرَ، و الجمع الحُسْنَیات «1». و الحُسَنُ، لا یسقط منهما الأَلف و اللام لأَنها مُعاقبة، فأَما قراءة من قرأَ: و قولوا للناس حُسْنی، فزعم الفارسی أَنه اسم المصدر، و معنی قوله: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً، أَی قولًا ذا حُسْنٍ و الخِطاب للیهود أَی اصْدُقوا فی صفة محمد، صلی الله علیه و سلم. و روی الأَزهری عن أَحمد بن یحیی أَنه قال: قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه یرید قولًا حَسَناً، قال: و الأُخری مصدر حَسُنَ یَحسُن حُسْناً، قال: و نحن نذهب إِلی أَن الحَسَن شی‌ءٌ من الحُسْن، و الحُسْن شی‌ءٌ من الكل، و یجوز هذا و هذا، قال: و اخْتار أَبو حاتم حُسْناً، و قال الزجاج: من قرأَ حُسْناً بالتنوین ففیه قولان أَحدهما و قولوا للناس قولًا ذا حُسْنٍ، قال: و زعم الأَخفش أَنه یجوز أَن یكون حُسْناً فی معنی حَسَناً، قال: و من قرأَ حُسْنی فهو خطأ لا یجوز أَن یقرأَ به، و قوله تعالی: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنٰا إِلّٰا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ؛ فسره ثعلب فقال: الحُسْنَیان الموتُ أَو الغَلَبة، یعنی الظفَر أَو الشهادة، و أَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَین، و قوله تعالی: وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ؛ أَی باستقامة و سُلوك الطریق الذی درَج السابقون علیه، و قوله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُ فِی الدُّنْیٰا حَسَنَةً؛ یعنی إِبراهیم، صلوات الله علی نبینا و علیه، آتَیناه لِسانَ صِدْقٍ، و قوله تعالی: إِنَّ الْحَسَنٰاتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئٰاتِ؛ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بینها. و الحَسَنةُ: ضدُّ السیِّئة. و فی التنزیل العزیز: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا؛ و الجمع حَسَنات و لا یُكسَّر. و المَحاسنُ فی الأَعمال: ضدُّ المَساوی. و قوله تعالی: إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ*؛ الذین یُحْسِنون التأْویلَ. و یقال: إِنه كان یَنْصر الضعیف و یُعین المظلوم و یَعُود المریض، فذلك إِحْسانه. و قوله تعالی: وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ*؛ أَی یدفعون بالكلام الحَسَن ما وردَ علیهم من سَیِّ‌ءِ غیرهم. و قال أَبو إِسحق فی قوله عز و جل: ثُمَّ آتَیْنٰا مُوسَی الْكِتٰابَ تَمٰاماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ؛ قال: یكون تماماً علی المُحْسِن، المعنی تماماً من الله علی المُحْسِنین، و یكون تَمٰاماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ علی الذی أَحْسَنه موسی من طاعة الله و اتِّباع أَمره، و قال: یُجْعل الذی فی معنی ما یرید تماماً علی ما أَحْسَنَ موسی. و قوله تعالی: وَ لٰا تَقْرَبُوا مٰالَ الْیَتِیمِ إِلّٰا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ*؛ قیل: هو أَن یأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه و سَدَّ جَوعَتَه. و قوله عز و جل: وَ مَنْ یُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَی اللّٰهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ؛ فسره ثعلب فقال: هو الذی یَتَّبع الرسول. و قوله عز و جل: أَحْسَنَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلَقَهُ؛ أَحْسَنَ یعنی حَسَّنَ، یقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شی‌ءٍ، نصب خلْقَه علی البدل، و من قرأَ خَلَقَهُ فهو فِعْلٌ. و قوله تعالی: وَ لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنیٰ، تأْنیث الأَحسن. یقال: الاسم الأَحْسَن و الأَسماء الحُسْنی؛ و لو قیل فی غیر القرآن الحُسْن لَجاز؛ و مثله قوله تعالی: لِنُرِیَكَ مِنْ آیٰاتِنَا الْكُبْریٰ؛ لأَن الجماعة مؤَنثة. و قوله تعالی: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَیْهِ حُسْناً؛ أَی یفعل بهما ما یَحْسُنُ حُسْناً. و قوله تعالی: اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مٰا أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ؛ أَی اتَّبعوا القرآن، و دلیله قوله: نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ، و قوله تعالی: رَبَّنٰا آتِنٰا فِی الدُّنْیٰا حَسَنَةً؛ أَی نِعْمةً، و یقال حُظوظاً حسَنة. و قوله تعالی: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ، أَی نِعْمة، و قوله: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ، أَی غَنیمة و خِصب،
(1). قوله [و الجمع الحسنیات] عبارة ابن سیدة بعد أن ساق جمیع ما تقدم: و قیل الحسنی العاقبة و الجمع إلخ فهو راجع لقوله وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنیٰ
لسان العرب، ج‌13، ص: 117
وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَیِّئَةٌ، أَی مَحْلٌ. و قوله تعالی: وَ أْمُرْ قَوْمَكَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهٰا؛ أَی یعملوا بحَسَنِها، و یجوز أَن یكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم، و الصبرُ أَحسَنُ من القِصاص و العَفْوُ أَحسَنُ. و المَحاسِنُ: المواضع الحسَنة من البَدن. یقال: فلانة كثیرة المَحاسِن؛ قال الأَزهری: لا تكاد العرب توحِّد المَحاسِن، و قال بعضهم: واحدها مَحْسَن؛ قال ابن سیدة: و لیس هذا بالقویِّ و لا بذلك المعروف، إِنما المَحاسِنُ عند النحویین و جمهور اللغویین جمعٌ لا واحد له، و لذلك قال سیبویه: إِذا نسبْتَ إِلی محاسن قلت مَحاسِنیّ، فلو كان له واحد لرَدَّه إِلیه فی النسب، و إِنما یقال إِن واحدَه حَسَن علی المسامحة، و مثله المَفاقِر و المَشابِه و المَلامِح و اللیالی. و وجه مُحَسَّن: حَسَنٌ، و حسَّنه الله، لیس من باب مُدَرْهَم و مفؤود كما ذهب إِلیه بعضهم فیما ذُكِر. و طَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم، بالفتح: یَحْسُن به. و الإِحْسانُ: ضدُّ الإِساءة. و رجل مُحْسِن و مِحسان؛ الأَخیرة عن سیبویه، قال: و لا یقال ما أَحسَنَه؛ أَبو الحسن: یعنی منْ هذه، لأَن هذه الصیغة قد اقتضت عنده التكثیر فأَغْنَتْ عن صیغة التعجب. و یقال: أَحْسِنْ یا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَی لا تزال مُحْسِناً. و‌فسر النبی، صلی الله علیه و سلم، الإِحسانَ حین سأَله جبریل، صلوات الله علیهما و سلامه، فقال: هو أَن تَعْبُدَ الله كأَنك تراه، فإن لم تكن تراه فإِنه یَراك، و هو تأْویلُ قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسٰانِ؛ و أَراد بالإِحسان الإِخْلاص، و هو شرطٌ فی صحة الإِیمان و الإِسلام معاً، و ذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة و جاء بالعمل من غیر إِخْلاص لم یكن مُحْسِناً، و إِن كان إِیمانُه صحیحاً، و قیل: أَراد بالإِحسان الإِشارةَ إِلی المُراقبة و حُسْن الطاعة، فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، و قد أَشار إِلیه فی الحدیث‌بقوله: فإن لم تكن تراه فإِنه یراك، و قوله عز و جل: هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلَّا الْإِحْسٰانُ؛ أَی ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن فی الدُّنیا إِلا أَن یُحْسَنَ إِلیه فی الآخرة. و أَحسَنَ به الظنَّ: نقیضُ أَساءَه، و الفرق بین الإِحسان و الإِنعام أَن الإِحسانَ یكون لنفسِ الإِنسان و لغیره، تقول: أَحْسَنْتُ إِلی نفسی، و الإِنعامُ لا یكون إِلا لغیره. و كتابُ التَّحاسین: خلاف المَشْق، و نحوُ هذا یُجْعَل مصدراً ثم یجمع كالتَّكاذِیب و التَّكالیف، و لیس الجمعُ فی المصدر بفاشٍ، و لكنهم یُجْرُون بعضه مُجْری الأَسماء ثم یجمعونه. و التَّحاسینُ: جمعُ التَّحْسِین، اسم بُنِیَ علی تَفْعیل، و مثلُه تَكالیفُ الأُمور، و تَقاصیبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه. و هو یُحْسِنُ الشی‌ءَ أَی یَعْمَله، و یَسْتَحْسِنُ الشی‌ءَ أَی یَعُدُّه حَسَناً. و یقال: إِنی أُحاسِنُ بك الناسَ. و فی النوادر: حُسَیْناؤُه أَن یفعل كذا، و حُسَیْناه مِثْلُه، و كذلك غُنَیْماؤه و حُمَیْداؤه أَی جُهْدُه و غایتُه. و حَسَّان: اسم رجل، إِن جعلته فعَّالًا من الحُسْنِ أَجْرَیْتَه، و إِن جَعَلْتَه فَعْلَانَ من الحَسِّ و هو القَتْل أَو الحِسِّ بالشی‌ء لم تُجْرِه؛ قال ابن سیدة: و قد ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ، و قال: ذكر بعض النحویین أَنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ، قال: و لیس بشی‌ء. قال الجوهری: و تصغیرُ فعَّالٍ حُسَیْسِین، و تصغیرُ فَعْلانَ حُسَیْسان. قال ابن سیدة: و حَسَنٌ و حُسَیْن یقالانِ باللام فی التسمیة علی إِرادة الصفة، و قال قال سیبویه: أَما الذین قالوا الحَسَن، فی اسم الرجل، فإنما أَرادوا أَن یجعلوا الرجلَ هو الشی‌ءَ بعینه و لم یَجْعلوه سُمِّیَ بذلك،
لسان العرب، ج‌13، ص: 118
و لكنهم جعلوه كأَنه وصفٌ له غَلَب علیه، و من قال حَسَن فلم یُدْخِل فیه الأَلفَ و اللامَ فهو یُجْریه مُجْرَی زیدٍ. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: كنا عند النبی، صلی الله علیه و سلم، فی لیلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ و عندَه الحَسَنُ و الحُسَیْنُ، رضی الله عنهما، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ الله علیها، و هی تُنادِیهما: یا حَسَنانِ یا حُسَیْنانِ فقال: الْحَقا بأُمّكما؛ غَلَّبَت أَحدَ الاسمین علی الآخر كما قالوا العُمَران لأَبی بكر و عمر، رضی الله عنهما، و القَمَران للشمس و القمر؛ قال أَبو منصور: و یحتمل أَن یكون كقولهم الجَلَمانُ للجَلَم، و القَلَمانُ للمِقْلامِ، و هو المِقْراضُ، و قال: هكذا روی سلمة عن الفراء، بضم النون فیهما جمیعاً، كأَنه جعل الاسمین اسماً واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإِعراب. و ذكر الكلبی أَن فی طیِّ‌ء بَطْنَیْن یقال لهما الحسَن و الحُسَیْن. و الحَسَنُ: اسمُ رملة لبنی سَعْد؛ و قال الأَزهری: الحَسَنُ نَقاً فی دیار بنی تمیم معروف، و جاء فی الشعر الحَسَنانُ، یرید الحَسَنَ و هو هذا الرملُ بعینه؛ قال الجوهری: قُتِل بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قیْس بنِ خالدٍ الشَّیْبانیِّ، یَوْمَ النَّقَا، قتَله عاصِمُ بن خَلِیفةَ الضَّبِّی، قال: و هما جَبَلانِ أَو نَقَوانِ، یقال لأَحد هذین الجَبَلَیْن الحَسَن؛ قال عبد الله بن عَنَمة الضَّبّیّ فی الحَسَن یَرْثِی بِسْطَامَ بنَ قَیْس: لأُمِّ الأَرضِ وَیْلٌ ما أَجَنَّتْ، بحیثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبیلُ. و‌فی حدیث أَبی رَجاء العُطارِدِیِّ: و قیل له ما تَذْكُر؟ فقال: أَذْكُرُ مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَیْسٍ علی الحَسَنِ؛ هو بفتحتین: جَبَل معروف من رمل، و كان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً و ثمانِیاً و عشرین سَنَةً، و إِذا ثنّیت قلت الحَسَنانِ؛ و أَنشد ابن سیدة فی الحَسَنین لشَمْعَلة بن الأَخْضَر الضَّبِّیّ: و یوْمَ شَقیقةِ الحَسَنَیْنِ لاقَتْ بَنُو شَیْبان آجالًا قِصارا شَكَكْنا بالأَسِنَّة، و هْیَ زُورٌ، صِماخَیْ كَبْشِهم حتی اسْتَدارا فَخَرَّ علی الأَلاءةِ لم یُوَسَّدْ، و قد كان الدِّماءُ له خِمارا قوله: و هی زُورٌ یعنی الخیلَ، و أَنشد فیه ابنُ بری لجریر: أَبَتْ عیْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا، و أَنْكَرْتَ الأَصادِقَ و البِلادا و أَنشد الجوهری فی حُسَیْن جبل: تَركْنَا، بالنَّواصِف من حُسَیْنٍ، نساءَ الحیِّ یَلْقُطْنَ الجُمانا. فحُسَیْنٌ هاهنا: جبلٌ. ابن الأَعرابی: یقال أَحْسَنَ الرجلُ إِذا جلس علی الحَسَنِ، و هو الكثیبُ النَّقِیّ العالی، قال: و به سمی الغلام حَسَناً. و الحُسَیْنُ: الجبَلُ العالی، و به سمی الغلام حُسَیْناً. و الحَسَنانِ: جبلانِ، أَحدُهما بإِزاء الآخر. و حَسْنَی: موضع. قال ابن الأَعرابی: إِذا ذكَر كُثیِّر غَیْقةَ فمعها حَسْنَی، و قال ثعلب: إِنما هو حِسْیٌ، و إِذا لم یذكر غیْقةَ فحِسْمَی. و حكی الأَزهری عن علی بن حمزة: الحَسَنُ شجر الأَلاء مُصْطفّاً بكَثیب رمْلٍ، فالحسَنُ هو الشجرُ، سمی بذلك لِحُسْنِه و نُسِبَ الكثیبُ إِلیه فقیل نَقا الحَسَنِ، و قیل: الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ شاهقٌ لیس به صَدْعٌ، و الحَسَنُ جمعُه؛ قال أَبو صعْتَرة البَوْلانِیُّ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 119
فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ به حَسَنُ الجُودِیّ، و اللیلُ دامِسُ. و یروی: به جَنْبَتا الجُودِیِّ …، و الجودِیُّ وادٍ، و أَعلاه بأَجَأَ فی شواهِقها، و أَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ، و یُسَمِّی الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز المَلقَة.

حشن؛ ج13، ص: 119

: الحَشَنُ: الوسَخُ؛ قال: بِرُغَثاوَیْهِ مُبِیناً حَشَنُه و الحَشَنُ أَیضاً: اللَّزِجُ من دَسَمِ البدَنِ، و قیل: هو الوسخُ الذی یتَراكَبُ فی داخل الوَطْبِ، و قد حشِنَ السقاء یَحْشَنُ حَشَناً، فهو حَشِنٌ: أَنْتَنَ، و أَحْشَنْتُه أَنا إِحْشاناً إِذا أَكْثَرْتَ استِعْمالَه بِحَقْنِ اللبن فیه، و لم تَتَعَهَّدْه بالغَسْل، و لا بما یُنَظِّفُه من الوَضَر و الدَّرَن، فأَرْوَحَ و تغیَّر باطنُه و لَزِق به وَسَخُ اللَّبَنِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و إِن أَتاها ذُو فِلاقٍ و حَشَنْ، تُعارِض الكَلْبَ، إِذا الكلبُ رَشَنْ. یعنی وَطْباً تَفَلَّقَ لبنُه و وَسِخَ فَمُه. و حُشِنَ عن الوطبِ: كَثُر وَسَخُ اللَّبن علیه فقُشِر عنه؛ هذه روایة ثعلب، و أَما ابن الأَعرابی فرواه: حُشِرَ. و‌فی حدیث أَبی الهیثم بن التَّیِّهان: مِنْ حِشَانةٍ‌أَی سِقاءٍ مُتغیِّر الریح. و الحِشْنةُ: الحِقْدُ؛ أَنشد الأُمَوِیّ: أَلا لا أَرَی ذا حِشْنةٍ فی فؤادِه یُجَمْجِمُها، إِلَّا سیَبْدُو دَفینُها. و قال شمر: و لا أَعرف الحِشْنةَ، قال: و أُراه مأْخوذاً من حَشِنَ السِّقاء إِذا لَزِق به وَضَرُ اللبَنِ. و المُحْشَئنُّ: الغَضْبان، و الخاء لغة. قال ابن بری: و التَّحَشُّن الاكتساب؛ و أَنشد لأَبِی مَسْلَمَة المُحاربیِّ: تَحشّنْتُ فی تلك البلاد لعلّنی بعاقبةٍ أُغْنی الضعیفَ الحَزَوَّرا. قال: و قال غیره التَّحَشُّنُ التوسُّخ. و الحَشَنُ الوسَخُ، قال: و لم یذكره الجوهری فی هذا الفصل. و فی الحدیث ذكرُ حُشَّانٍ، و هو بضم الحاء و تشدید الشین، أُطُمٌ من آطام المدینة علی طریقِ قُبورِ الشُّهداء.

حصن؛ ج13، ص: 119

: حَصُنَ المكانُ یَحْصُنُ حَصانةً، فهو حَصِین: مَنُع، و أَحْصَنَه صاحبُه و حَصَّنه. و الحِصْنُ: كلُّ موضع حَصِین لا یُوصَل إِلی ما فی جَوْفِه، و الجمع حُصونٌ. و حِصْنٌ حَصِینٌ: من الحَصانة. و حَصَّنْتُ القریة إِذا بنیتَ حولَها، و تَحَصَّنَ العَدُوُّ. و‌فی حدیث الأَشعث: تَحَصَّنَ فی مِحْصَنٍ «2». المِحْصَنُ: القصرُ و الحِصْنُ. و تَحَصَّنَ إِذا دخل الحِصْنَ و احْتَمی به. و درْعٌ حَصِین و حَصِینة: مُحْكمَة؛ قال ابن أَحمر: همُ كانوا الیَدَ الیُمْنی، و كانوا قِوامَ الظَّهْرِ و الدِّرعَ الحَصِینا. و یروی: … الیدَ العُلْیا …، و یروی: … الوُثْقَی …؛ قال الأَعشی: و كلُّ دِلاصٍ، كالأَضاةِ، حَصِینةٍ، تری فَضْلَها عن رَبِّها یَتَذَبْذَبُ «3». و قال شمر: الحَصِینة من الدروع الأَمینة المُتدانیة الحِلَق التی لا یَحِیكُ فیها السِّلاح؛ قال عَنْترة العَبْسیُّ: فَلَقَّی أَلَّتی بَدَناً حَصِیناً، و عَطْعَطَ ما أَعَدَّ من السِّهام. و قال الله تعالی فی قصة داود، علی نبینا و علیه الصلاة
(2). قوله [فی محصن] كذا ضبط فی الأَصل، و قال شارح القاموس كمنبر، و الذی فی بعض نسخ النهایة كمقعد (3). قوله [عن ربها] كذا فی الأَصل، و فی التهذیب و المحكم عن ریعها
لسان العرب، ج‌13، ص: 120
و السلام: وَ عَلَّمْنٰاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ؛ قال الفراء: قُرئ لِیُحْصِنَكم و لِتُحْصِنَكُمْ و لنحصنكم، فمن قرأَ لیُحْصِنكم فالتذكیر لِلَّبُوس، و من قرأَ لِتُحْصِنَكُمْ ذهب إِلی الصنعة، و إِن شئت جعلته للدرع لأَنها هی اللبوسُ و هی مؤنثة، و معنی لیُحْصِنَكم لیمنعكم و یُحْرِزَكم، و من قرأَ لِنُحْصِنَكم، بالنون، فمعنی لنُحْصِنَكم نحنُ، الفعلُ لله عز و جل. و امرأَة حَصانٌ، بفتح الحاء: عفیفة بَیِّنة الحَصانةِ و الحُصْنِ و متزوّجَةٌ أَیضاً من نسوة حُصُنٍ و حَصاناتٍ، و حاصِنٌ من نِسْوَةٍ حَواصِنَ و حاصِنات، و قد حَصُنَت تَحْصُنُ حِصْناً و حُصْناً و حَصْناً إِذا عَفَّتْ عن الرِّیبة، فهی حَصانٌ؛ أَنشد ابن بری: الحُصْنُ أَدْنی، لو تآیَیْتهِ، مِنْ حَثْیِكِ التُّرْبَ علی الرَّاكِبِ. و حَصَّنَت المرأَةُ نفسَها و تَحَصَّنَتْ و أَحْصَنَها و حَصَّنها و أَحْصَنَت نفسها. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا. و قال شمر: امرأَة حَصانٌ و حاصِنٌ و هی العفیفة، و أَنشد: و حاصِن منْ حاصِنات مُلْسِ مِنَ الأَذَی، و من قِرافِ الوَقْسِ. و فی الصحاح: فهی حاصِنٌ و حَصانٌ و حَصْناء أَیضاً بَیِّنة الحَصانةِ. و المُحْصَنةُ: التی أَحصنها زوجها، و هن المُحْصَنات، فالمعنی أَنهن أُحْصِنَّ بأَزْواجِهنَّ. و المُحْصَنات: العَفائِفُ من النساء. و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی أَنه قال: كلامُ العرب كلُّه علی أَفْعَلَ فهو مُفْعِل إِلا ثلاثة أَحرف: أَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ، و أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ، و أَسْهَبَ فی كلامِهِ فهو مُسْهَب؛ زاد ابن سیدة: و أَسْهَمَ فهو مُسْهَم. و فی الحدیث ذِكْرُ الإِحْصان و المُحْصَناتِ فی غیر موضع، و أَصل الإِحْصانِ المنعُ، و المرأَة تكون مُحْصَنة بالإِسلام و العَفافِ و الحریّة و التزویج. یقال: أَحْصَنَت المرأَة، فهی مُحْصَنة و مُحْصِنَة، و كذلك الرجل. و المُحْصَنُ، بالفتح: یكون بمعنی الفاعل و المفعول؛ و فی شعر حسَّان یُثْنی علی عائشة، رضی الله عنها: حَصَانٌ رَازانٌ ما تُزَنُّ بِریبةٍ، و تُصْبِحُ غَرْثَی من لُحومِ الغَوافِل. و كلُّ امرأَةٍ عفیفةٍ مُحْصَنةٌ و مُحْصِنَةٌ، و كلُّ امرأَة متزوِّجة مُحْصَنةٌ، بالفتح لا غیر؛ و قال: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهم، تلك أَفْعالُ القِزام الوَكَعهْ أَی زَوَّجُوا. و الوَكَعة: جمع أَوْكَعَ. یقال: عبدٌ أَوْكَعُ، و كان قیاسُهُ وُكع، فشُبِّه بفاعِل فجُمِع جَمْعَه، كما قالوا أَعْزَل و عُزَّل كأَنه جمع عازِل؛ و قال أَبو عبید: أَجمع القرَّاء علی نصب الصاد فی الحرف الأَول من النساء، فلم یختلفوا فی فتح هذه لأَن تأْویلها ذوات الأَزواج یُسْبَیْنَ فیُحِلُّهنَّ السِّباء لِمَنْ وطِئها من المالِكین لها، و تنقطع العِصْمةُ بینهنَّ و بین أَزواجهن بأَن یَحِضْنَ حیضة و یَطْهُرْنَ منها، فأَما سوی الحرف الأَول فالقُرَّاءُ مختلفون: فمنهم من یكسر الصاد، و منهم من یفتحها، فمَنْ نَصَبَ ذَهَبَ إِلی ذوات الأَزواج اللاتی قد أَحْصَنَهُنَّ أَزواجُهن، و مَنْ كسَر ذهبَ إِلی أَنهن أَسْلَمْنَ فأَحْصَنَّ أَنفسهن فهنَّ مُحْصِنات. قال الفراء: وَ الْمُحْصَنٰاتُ مِنَ النِّسٰاءِ، بِنَصْب الصاد، أَكثر فی كلام العرب. و أَحْصَنَتْ المرأَةُ: عَفَّت، و أَحْصَنَها زَوْجُها، فهی مُحْصَنة و مُحْصِنة. و رجل مُحْصَنٌ: متزوِّج،
لسان العرب، ج‌13، ص: 121
و قد أَحْصَنَه التزوّجُ. و حكی ابن الأَعرابی: أَحْصَنَ الرجلُ تزوجَ، فهو مُحصَن، بفتح الصاد فیهما نادر. قال الأَزهری: و أَما قوله تعالی: فَإِذٰا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَیْنَ بِفٰاحِشَةٍ فَعَلَیْهِنَّ نِصْفُ مٰا عَلَی الْمُحْصَنٰاتِ مِنَ الْعَذٰابِ؛فإن ابن مسعود قرأَ: فإذا أَحْصَنَّ، و قال: إِحْصانُ الأَمةِ إِسلامُها، و‌كان ابن عباس یقرؤها: فَإِذٰا أُحْصِنَّ، علی ما لم یسمَّ فاعله، و یفسره: فإِذا أُحْصِنَّ بِزَوْجٍ، و كان لا یرَی علی الأَمة حدّاً ما لم تزوّج، و كان ابن مسعود یری علیها نِصْفَ حدّ الحرَّة إِذا أَسلمت و إِن لم تزوّج، و بقوله یقولُ فقهاء الأَمصار، و هو الصواب. و قرأَ ابن كثیر و نافع و أَبو عمرو و عبد الله بن عامر و یعقوب: فَإِذٰا أُحْصِنَّ، بضم الأَلف، و قرأَ حفص عن عاصم مثلَه، و أَما أَبو بكر عن عاصم فقد فتح الأَلف، و قرأَ حمزة و الكسائی فإِذا أَحْصَنَّ، بفتح الأَلف، و قالَ شمر: أَصلُ الحَصانةِ المنعُ، و لذلك قیل: مَدِینةَ حَصینة و دِرْعٌ حَصِینة؛ و أَنشد یونس: زَوْجٌ حصان حُصْنُها لم یُعْقَم. و قال: حُصْنُها تَحْصِینُها نفسَها. و قال الزجاج فی قوله تعالی: مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسٰافِحِینَ*؛ قال: مُتَزَوِّجین غیر زُناةٍ، قال: و الإِحْصانُ إِحْصانُ الفرج و هو إِعْفافُه؛ و منه قوله تعالی: أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا*؛ أَی أَعفَّتْه. قال الأَزهری: و الأَمة إِذا زُوِّجَتْ جازَ أَن یقال قد أُحْصِنَت لأَن تزویجها قد أَحْصَنَها، و كذلك إِذا أُعْتِقَتْ فهی مُحْصَنة، لأَن عِتْقَها قد أَعَفَّها، و كذلك إِذا أَسْلَمت فإِن إِسْلامَها إِحْصانٌ لها. قال سیبویه: و قالوا بناءٌ حَصِینٌ و امرأَة حَصَان، فَرقوا بین البِنَاء و المرأَةِ حین أَرادُوا أَن یخبروا أَن البناء مُحْرِز لمن لجأَ إِلیه، و أَن المرأَة مُحْرِزة لفَرْجها. و الحِصَانُ: الفحلُ من الخیل، و الجمع حُصُنٌ. قال ابن جنی: قولهم فرَسٌ حِصانٌ بَیِّنُ التحصُّن هو مُشْتَقٌّ من الحَصانةِ لأَنه مُحْرِز لفارسه، كما قالوا فی الأُنثی حِجْر، و هو من حَجَر علیه أَی منعه. و تَحَصَّنَ الفَرسُ: صارَ حِصاناً. و قال الأَزهری: تَحَصَّنَ إِذا تَكَلَّف ذلك، و خَیْلُ العرب حُصونها. قال الأَزهری: و هُمْ إِلی الیوم یُسَمُّونها حُصوناً ذُكورَها و إِناثَها، و سئل بعض الحُكَّام عن رجلٍ جعل مالًا له فی الحُصونِ فقال: اشْتَرُوا خَیْلًا و احْمِلوا علیها فی سبیل الله؛ ذهب إِلی قول الجعفی: و لقد عَلِمْتُ علی تَوَقِّی الرَّدَی أَن الحُصونَ الخَیْلُ، لا مَدَرُ القُری. و قیل: سُمِّیَ الفرسُ حِصاناً لأَنه ضُنَّ بمائه فلم یُنْزَ إِلا علی كریمة، ثم كثُر ذلك حتی سَمَّوا كلَّ ذَكَر من الخیل حِصاناً، و العرب تسمی السِّلاحَ كلَّه حِصْناً؛ و جعل ساعِدةُ الهذلیّ النّصالَ أَحْصِنة فقال: و أَحْصِنةٌ ثُجْرُ الظُّباتِ كأَنَّها، إِذا لم یُغَیِّبْها الجفیرُ، جَحِیمُ. الثُّجْرُ: العراضُ، و یروی: و أَحصَنه ثجرُ الظبات … أَی أَحْرَزَه؛ و قول زهیر: و ما أَدْرِی، و سَوْفَ إِخالُ أَدْرِی، أَ قومٌ آلُ حِصْنٍ أَم نِساءُ یرید حِصْنَ بنَ حُذَیْفَةَ الفزاریَّ. و الحَواصِنُ من النساء: الحَبالی؛ قال: تُبِیل الحَواصِنُ أَبْوالَها و المِحْصَنُ «4».: القُفْلُ. و المِحْصَنُ أَیضاً: المِكْتلةُ
(4). زاد فی المحكم: و أَحصنت المرأَة حملت و كذلك الأَتان، قال رؤبة: قد أَحصنت مثل دعامیص الرفق أَجنة فی مستكنات الحلق عدّاه لما كان معناه حملت، و المحصن القفل إِلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 122
التی هی الزَّبیلُ، و لا یقال مِحْصَنة. و الحِصْنُ: الهِلالُ. و حُصَیْنٌ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَقول، إِذا ما أَقلعَ الغَیْثُ عَنْهُمُ: أَ مَا عَیْشُنا یومَ الحُصَیْن بعائد؟ و الثعلبُ یُكْنی أَبا الحِصْنِ. قال الجوهری: و أَبو الحُصَیْن كنیة الثعلب؛ أَنشد ابن بری: لله دَرُّ أَبی الحُصَیْنِ لقدْ بَدَتْ منه مَكایِدُ حُوَّلِیٍّ قُلَّبِ. قال: و یقال له أَبو الهِجْرِس و أَبو الحِنْبِص. و الحِصْنانِ: موضعٌ، النسب إِلیه حِصْنیٌّ كراهیة اجتماع إِعرابین، و هو قول سیبویه، و قال بعضهم: كراهیة اجتماع النونین، قال الجوهری: و حِصْنانِ بلد. قال الیَزِیدیُّ: سأَلنی و الكسائیَّ المهدیُّ عن النِّسْبة إِلی البحرین و إِلی حِصْنَین لِمَ قالوا حِصْنِیٌّ و بَحْرانِیٌّ فقال الكسائی: كرهوا أَن یقولوا حِصْنانیٌّ لاجتماع النونین، و قلتُ أَنا: كرهوا أَن یقولوا بَحْرِیٌّ فیُشْبه النِّسبةَ إِلی البَحْر. و بنو حِصْنٍ: حَیٌّ. و الحِصْنُ: ثَعْلبة بن عُكابَة و تَیْم اللاتِ و ذُهْل. و مِحْصَن: اسمٌ. و دارةُ مِحْصَن: موضعٌ؛ عن كراع. و حُصَیْنٌ: أَبو الراعی عُبَیْدُ بنُ حُصَیْنٍ النُّمَیْریّ الشاعر. و قد سمَّت العربُ حِصْناً و حَصِیناً.

حضن؛ ج13، ص: 122

: الحِضْنُ: ما دون الإِبْط إِلی الكَشح، و قیل: هو الصدر و العَضُدان و ما بینهما، و الجمع أَحْضانٌ؛ و منه الاحْتِضانُ، و هو احتمالُك الشی‌ءَ و جعلُه فی حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله فی أَحد شِقَّیْها. و‌فی الحدیث: أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَی ابْنَتِه‌أَی حامِلًا له فی حِضْنه. و الحِضْنُ: الجَنْبُ، و هما حِضْنانِ. و‌فی حدیث أُسیدِ بن حُضَیر: أَنه قال لعامر بن الطُّفَیل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ حِضْنَیْك.و المُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ قال الأَعشی: عَرِیضة بُوصٍ، إِذا أَدْبَرَتْ، هَضِیم الحَشا، شَخْتة المُحْتَضَنْ البُوصُ: العَجُزُ. و حِضْنُ الضبُع: وِجارُه؛ قال الكمیت: كما خَامَرَتْ فی حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ، لَدَی الحَبْلِ، حتی غالَ أَوْسٌ عِیالَها. قال ابن بری: حِضْنُها الموضعُ الذی تُصاد فیه، و لَدی الحَبْل أَی عند الحَبْل الذی تصادُ به، و یروی: لِذِی الحَبْلِ أَی لصاحب الحَبْل، و یروی عالَ، بعین غیر معجمة، لأَنه یُحْكی أَن الضَّبُعَ إِذا ماتَتْ أَطْعَمَ الذِّئْبُ جِراءَها، و مَنْ روی غالَ، بالغین المعجمة، فمعناه أَكَلَ جراءَها. و حَضَنَ الصبیَّ یَحْضُنُه حَضْناً و حَضانةً [حِضانةً «1».: جعله فی حِضْنِه و حِضْنا المَفازه: شِقَّاها، و الفلاة ناحیتاها؛ قال: أَجَزْتُ حِضْنَیْها هِبَلًّا وغْما. و حِضْنا اللیل: جانباه «2». و حِضْنُ الجبل: ما یُطیف به، و حِضْنُه و حُضْنُه أَیضاً: أَصْلُه. الأَزهری: حِضْنا الجبل ناحیتاه. و حضْنا الرجل: جَنْباه. و حِضْنا الشی‌ء: جانباه. و نواحی كل شی‌ء أَحْضانُه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: عَلَیْكُم
(1). قوله [و حضانة] هو بفتح الحاء و كسرها كما فی المصباح (2). قوله [و حضنا اللیل جانباه] زاد فی المحكم: و الجمع حضون؛ قال: و أَزمعت رحلة ماضی الهموم أَطعن من ظلمات حضونا. و حضن الجبل إِلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 123
بالحِضْنَیْنِ؛ یرید بجَنْبَتَی العَسْكَر؛ و فی حدیث سَطِیح: كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَیْ ثَكَنْ. و حَضَنَ الطائرُ أَیضاً بَیْضَه و علی بیضِه یَحْضُنُ حَضْناً و حِضانةً و حِضاناً و حُضوناً: رَجَنَ علیه للتَّفْرِیخِ؛ قال الجوهری: حَضَنَ الطائرُ بَیْضَه إِذا ضَمَّه إِلی نفسه تحت جناحیه، و كذلك المرأَة إِذا حَضَنَتْ ولدها. و حمامةٌ حاضِنٌ، بغیر هاء، و اسم المكان المِحْضَن «1». و المِحْضَنةُ: المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من الطین. و الحَضانةُ: مصدرُ الحاضِنِ و الحاضنة. و المَحاضنُ: المواضعُ التی تَحْضُن فیها الحمامة علی بیضها، و الواحدُ مِحْضَن. و حضَنَ الصبیَّ یَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه. و الحاضِنُ و الحاضِنةُ: المُوَكَّلانِ بالصبیِّ یَحْفَظانِهِ و یُرَبِّیانه. و‌فی حدیث عروة بن الزبیر: عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا العلم حتی إِذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ‌أَی مُرَبِّینَ و كافِلینَ، و حُضّانٌ: جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّی و الكافِلَ یَضُمُّ الطِّفْلَ إِلی حِضْنِه، و به سمیت الحاضنةُ، و هی التی تُرَبِّی الطفلَ. و الحَضانة، بالفتح: فِعلُها. و نخلةٌ حاضِنةٌ: خَرَجَتْ كَبائِسُها و فارَقتْ كَوافیرَها و قَصُرَت عَراجینُها؛ حكی ذلك أَبو حنیفة؛ و أَنشد لحبیب القشیری: من كل بائنةٍ تُبِینُ عُذُوقَها عنها، و حاضِنة لها مِیقار. و قال كراع: الحاضِنةُ النخلةُ القصیرةُ العُذوقِ فهی بائِنة. اللیث: احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دونی و احْتَضَنَنی منه و حَضَنَنی أَی أَخْرَجَنی منه فی ناحیة. و‌فی الحدیث عن الأَنصارِ یوم السَّقیفة حیث أَرادوا أَن یكون لهم شركةٌ فی الخلافة: فقالوا لأَبی بكر، رضی الله عنه، أَ تُریدونَ أَن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ‌أَی تُخرِجونا. یقال: حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر حَضْناً و حَضانةً إِذا نَحَّیْتَه عنه و اسْتَبدَدْتَ به و انفردت به دونه كأَنه جعلَه فی حِضْنٍ منه أَی جانبٍ. و حَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه، بالضم، أَی حَبَسْتُه عنها، و احتَضَنته عن كذا مثله، و الاسم الحَضْنُ. قال ابن سیدة: و حَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ یَحْضُنُه حَضْناً و حَضانةً و احْتَضَنه خَزَلَه دونه و منَعَه منه؛ و منه‌حدیث عمر أَیضاً یومَ أَتی سَقِیفةَ بنی ساعدة للبَیْعة قال: فإذا إِخواننا من الأَنصار یُریدون أَن یَخْتَزِلوا الأَمرَ دونَنا و یَحْضُنونا عنه؛ هكذا رواه ابن جَبَلَةَ و عَلیُّ بن عبد العزیز عن أَبی عُبید، بفتح الیاء، و هذا خلاف ما رواه اللیث، لأَن اللیث جعل هذا الكلام للأَنصار، و جاء به أَبو عُبید لعُمَر، و هو الصحیح و علیه الروایات التی دار الحدیثُ علیها. الكسائی: حضَنْتُ فلاناً عما یُرِید أَحْضُنُه حَضْناً و حَضانةً و احتَضَنْتُه إِذا منَعْتَه عما یرید. قال الأَزهری: قال اللیث یقال أَحْضَنَنی مِنْ هذا الأَمر أَی أَخرَجنی منه، و الصواب حضَنَنی. و‌فی حدیث ابن مسعود حین أَوْصَی فقال: و لا تُحْضَنُ زَیْنَبُ عن ذلك، یعنی امرأَتَه، أَی لا تُحْجَبُ عن النظرِ فی وصِیَّتِه و إِنْفاذِها، و قیل: معنی لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه و لا یُقطَعُ أَمرٌ دُونها. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة نُعَیْم أَتَتْ رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فقالت: إِن نُعَیْماً یُریدُ أَن یَحْضُنَنی أَمرَ ابنتی، فقال: لا تَحْضُنْها و شاوِرْها.و حَضَنَ عنّا هدِیَّتَه یَحْضُنها حَضْناً: كَفَّها و صَرَفها؛ و قال اللحیانی: حقیقتُه صَرَفَ معروفَه و هدِیَّته عن جیرانِه و معارِفه إِلی غیرهم، و حكی: ما حُضِنَت عنه المروءةُ إِلی غیره أَی ما صُرِفَت.
(1). قوله [و اسم المكان المحضن] ضبط فی الأَصل و المحكم كمنبر، و قال فی القاموس: و اسم المكان كمقعد و منزل
لسان العرب، ج‌13، ص: 124
و أَحْضَنَ بالرَّجُلِ إِحْضاناً و أَحضَنَه: أَزْرَی به. و أَحْضَنْتُ الرجلَ: أَبْذَیتُ به. و الحِضانُ: أَن تَقْصُرَ إِحدی طُبْیَتَیِ العَنْزِ و تَطولَ الأُخری جدّاً، فهی حَضُونٌ بَیِّنة الحِضان، بالكسر. و الحَضُون من الإِبلِ و الغنم و النساء: الشَّطُورُ، و هی التی أَحدُ خِلْفَیها أَو ثَدْیَیها أَكبرُ من الآخر، و قد حَضُنَت حِضاناً. و الحَضونُ من الإِبلِ و المِعْزَی: التی قد ذهب أَحدُ طُبْیَیها، و الاسمُ الحِضانُ؛ هذا قول أَبی عبید، استعمل الطُّبْیَ مكان الخِلْف. و الحِضانُ: أَن تكونَ إِحدی الخُصْیَتَینِ أَعظَمَ من الأُخری، و رجلٌ حَضونٌ إِذا كان كذلك. و الحَضون من الفروجِ: الذی أَحدُ شُفْرَیه أَعظم من الآخر. و أَخذَ فلانٌ حقَّه علی حَضْنِه أَی قَسْراً. و الأَعنُزُ الحضَنِیَّةُ: ضرْبٌ شدیدُ السوادِ، و ضربٌ شدیدُ الحُمْرة. قال اللیث: كأَنها نُسِبَت إِلی حَضَن، و هو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف؛ و منه‌حدیث عِمْرانَ بن حُصَینٍ: لَأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِیّاً فی أَعنُزٍ حضَنِیّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتی یُدْرِكَنی أَجَلی، أَحَبُّ إِلیَّ من أَن أَرمیَ فی أَحدِ الصَّفَّینِ بسهم، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ.و الحَضَنُ: العاجُ، فی بعض اللغات. الأَزهری: الحضَنُ نابُ الفِیل؛ و ینشد فی ذلك: تبَسَّمَت عن وَمِیضِ البَرْقِ كاشِرةً، و أَبرَزَتْ عن هِجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ. و یقال للأَثافیِّ: سُفْعٌ [حواضِنُ أَی جَواثِم؛ و قال النابغة: و‌سُفْعٌ علی ما بینَهُنَّ حَواضِن یعنی الأَثافیَّ و الرَّمادَ. و حَضَنٌ: اسمُ جبل فی أَعالی نجد. و فی المثل السائر: أَنْجَدَ منْ رأَی حَضَناً أَی مَن عایَنَ هذا الجَبَلَ فقد دَخل فی ناحیة نجدٍ. و حَضَنٌ: قبیلةٌ؛ أَنشد سیبویه: فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ و عَمْروٍ، و ما حَضَنٌ و عَمروٌ و الجِیادا «1». و حَضَنٌ: اسم رجل؛ قال: یا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون قال ابن بری: و حُضَینٌ هو الحُضَینُ بن المُنذِرِ أَحد بنی عمرو بن شَیبان بن ذُهْلٍ؛ و قال أَبو الیقظان: هو حُضَیْنُ بن المنذر بن الحرث بن وَعلَة بن المُجالِدِ بن یَثْرَبیّ بن رَیّان بن الحرث بن مالك بن شَیبانَ بن ذُهل أَحد بنی رَقَاشِ، و كان شاعراً؛ و هو القائل لابنه غَیّاظ: و سُمِّیتَ غَیّاظاً، و لَستَ بغائِظٍ عَدُوّاً، و لكِنَّ الصَّدِیقَ تَغیظُ عَدُوُّكَ مَسرورٌ، و ذو الوُدِّ، بالذی یَرَی منكَ من غَیْظٍ، علیكَ كَظِیظُ. و كانت معه رایةُ علیّ بن أَبی طالبٍ، رضوان الله تعالی علیه، یوم صِفِّینَ دفعها إِلیه و عُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة؛ و فیه یقول: لِمَنْ رایَةٌ سَوْداءُ یَخْفِقُ ظِلُّها، إِذا قِیلَ: قَدِّمْها حُضَینُ، تَقَدَّما؟ و یُورِدُها للطَّعْنِ حتی یُزِیرَها حِیاضَ المَنایا، تَقطُر الموتَ و الدَّما.

حطن؛ ج13، ص: 124

: التهذیب: أَهمله اللیث. و الحِطّانُ: التَّیْسُ، فإِن كان فِعّالًا مثل كِذّابٍ من الكَذِب فالنون أَصلیة من حطن، و إِن جعلته فِعْلاناً فهو من الحطِّ، و الله أَعلم.
(1). قوله [فما جمعت] فی المحكم: بما جمعت. و قوله: و الجیادا، لعله نُصب علی جعله إِیاه مفعولًا معه
لسان العرب، ج‌13، ص: 125‌

حفن؛ ج13، ص: 125

: الحَفْنُ: أَخذُكَ الشی‌ءَ براحة كَفِّكَ و الأَصابعُ مضمومةٌ، و قد حَفَنَ له بیده حَفْنةً. و حَفَنْتُ لفلان حَفْنَةً: أَعطیتُه قلیلًا، و ملْ‌ءُ كلِّ كفٍّ حَفْنةٌ؛ و منه‌قول أَبی بكر، رضی الله عنه، فی حدیث الشَّفاعةِ: إِنما نحن حَفْنَةٌ من حَفَناتِ الله؛ أَراد إِنَّا علی كَثرتِنا قلیلٌ یوم القیامة عند الله كالحَفْنةِ أَی یسیر بالإِضافة إِلی مُلْكِه و رحمته، و هی مِلْ‌ءُ الكَفِّ علی جهة المجاز و التمثیل، تعالی الله عز و جل عن التشبیه؛ و هو‌كالحدیث الآخر: حَثْیة من حَثَیاتِ رَبِّنا.الجوهری: الحَفْنةُ مِلْ‌ءُ الكَفَّین من طعام. و حَفَنْتُ الشی‌ء إذا جَرَفْتَه بكِلْتَا یدیك، و لا یكون إلا من الشی‌ء الیابس كالدقیق و نحوه. و حَفَن الماءَ علی رأْسه: أَلقاه بحَفْنَتِه؛ عن ابن الأَعرابی. و حَفَنَ له من ماله حَفْنةً: أَعطاه إیاها. و رجل مِحْفَنٌ: كثیر الحَفْنِ. قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون من الأَول و من الثانی. و احتَفَنَ الشی‌ءَ: أَخذَه لنفسه. و یقال: حَفَنَ للقوم و حَفَا المالَ إذا أَعطی كل واحد منهم حَفْنةً و حَفْوَةً. و احْتَفَنَ الرجلَ احتِفاناً: اقْتَلَعه من الأَرض. و الحُفْنةُ، بالضم: الحُفْرَةُ یَحْفِرُها السیلُ فی الغَلْظِ فی مَجرَی الماء، و قیل: هی الحُفْرَةُ أَینما كانت، و الجمع الحُفَنُ؛ و أَنشد شمر: هل تَعْرِفُ الدارَ تعَفَّتْ بالحُفَنْ. قال: و هی قَلْتاتٌ یحتفرها الماء كهیئة البِرَك. و قال ابن السكیت: الحُفَنُ نُقَرٌ یكون الماء فیها، و فی أَسفلها حَصًی و ترابٌ؛ قال: و أَنشدنی الإِیادیُّ لعدیّ بن الرِّقاعِ العامِلیِّ: بِكْر یُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ، تَرَی به حُفَناً زُرْقاً و غُدْرانا. و كان مِحْفَنٌ أَبا بَطْحاءَ، نسب إلیه الدوابُّ البَطْحاوِیَّة. و الحَفّانُ: فِراخُ النعام، و هو من المضاعف و ربما سَمَّوا صغارَ الإِبل حَفّاناً، و الواحدة حَفّانة للذكر و الأُنثی جمیعاً؛ و أَنشد ابن بری: و‌الحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ و شاهدُه لفِراخِ النعام قولُ الهُذَلیِّ: و إلَّا النَّعامَ و حَفَّانَه، و طُغْیاً مع اللَّهَقِ الناشِطِ و بنو حُفَینٍ: بطن. و‌فی الحدیث: أَن المُقَوْقِسَ أَهدَی إلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مارِیَةَ من حَفْنٍ؛ هی بفتح الحاء و سكون الفاء و النون، قریة من صعید مصر، و لها ذكر فی حدیث الحسن بن علیٍّ مع معاویة.

حفتن؛ ج13، ص: 125

: حَفَیْتَنٌ: اسم موضع؛ قال كُثیِّر عَزَّةَ: فقد فُتْنَنی لمَّا وَرَدْنَ حَفَیْتَناً، و هُنَّ علی ماءِ الحُراضَةِ أَبْعَدُ «2».

حقن؛ ج13، ص: 125

: حَقَنَ الشَّی‌ءَ یَحْقُنُه و یَحْقِنُه حَقْناً، فهو مَحْقُونٌ و حَقِینٌ: حَبَسه. و فی المثل: أَبَی الحَقِینُ العِذْرةَ أَی العُذْر، یضرب مثلًا للرجل یَعْتَذِر و لا عذر له، و قال أَبو عبید: أَصل ذلك أَن رجلًا ضافَ قوماً فاستَسْقاهم لَبَناً، و عندهم لبنٌ قد حَقَنُوه فی وَطْبٍ، فاعْتَلُّوا علیه و اعْتَذَروا، فقال أَبَی الحَقینُ العِذْرةَ أَی أَن هذا الحقینَ یُكَذِّبُكم؛ و أَنشد ابن بری فی الحَقین للمُخبَّل: و فی إبلٍ ستِّینَ حَسْبُ ظَعِینة، یَرُوحُ علیها مَخْضُها و حَقینُها. و حَقَنَ اللبنَ فی القِرْبة و الماءَ فی السقاء كذلك.
(2). قوله [الحراضة] فی یاقوت هو بالفتح ثم التخفیف ماء لجشم، و قد روی بالضم
لسان العرب، ج‌13، ص: 126
و حقَنَ البَوْلَ یَحقُنُه و یَحْقِنُه: حَبَسه حَقْناً، و لا یقال أَحْقَنه و لا حَقَنَنی هو. و أَحْقَنَ الرجلُ إذا جمع أَنواع اللبن حتی یَطِیب. و أَحْقَنَ بولَه إذا حَبَسه. و بعیرٌ مِحْقانٌ: یَحْقِنُ البولَ، فإذا بالَ أَكثرَ، و قد عَمَّ به الجوهریُّ فقال: و المِحْقانُ الذی یَحْقِنُ بوله، فإِذا بالَ أَكثرَ منه. و احْتَقَنَ المریضُ: احتبَسَ بَوْله. و‌فی الحدیث: لا رأْیَ لحاقِبٍ و لا حاقِن، فالحاقِنُ فی البول، و الحاقِبُ فی الغائط، و الحاقنُ الذی له بولٌ شدید. و‌فی الحدیث: لا یُصَلِّیَنَّ أَحدُكم و هو حاقِنٌ، و فی روایة: و هو حَقِنٌ، حتی یتخفَّفَ الحاقِنُ و الحَقِنُ سواءٌ. و الحُقْنةُ: دواءٌ یُحْقَنُ به المریضُ المُحْتَقِنُ، و احْتَقَنَ المریضُ بالحُقْنةِ؛ و منه‌الحدیث: أَنه كَرِه الحُقْنةَ؛ هی أَن یُعطی المریضُ الدواءَ من أَسفلِه و هی معروفة عند الأَطِبّاء. و الحاقِنةُ: المَعِدة صفة غالبة لأَنها تحْقِنُ الطعامَ. قال المفضل: كلَّما مَلأْتَ شیئاً أَو دَسَسْتَه فیه فقد حقَنْتَه؛ و منه سمِّیت الحُقْنة. و الحاقِنةُ: ما بین التَّرْقُوة و العُنُق، و قیل: الحاقِنتانِ ما بین التَّرْقُوَتین و حَبْلَی العاتِق، و فی التهذیب: نُقْرَتا التَّرْقُوتین، و الجمع الحواقِنُ، و فی الصحاح: الحاقِنةُ النُّقْرَةُ التی بین الترقوة و حبل العاتِق، و هما حاقِنتان. و فی المثل: لأُلْزِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِك؛ حَواقِنُه: ما حَقَن الطعامَ من بَطْنِه، و ذواقِنُه: أَسفَل بَطْنه و رُكْبَتاه. و قال بعضهم: الحَواقِنُ ما سَفُلَ من البطن، و الذَّواقِنُ ما عَلا. قال ابن بری: و یقال الحاقِنَتان الهَزْمَتانِ تحت الترقوتین، و قال الأَزهری فی هذا المثل: لأُلْحِقَنَّ حواقِنَك بذواقِنِك، و روی عن ابن الأَعرابی الحاقِنةُ المَعِدة، و الذاقِنةُ الذَّقَنُ، و قیل: الذاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقوم. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: تُوفِّی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین سَحْرِی و نَحْری، و بین حاقنتی و ذاقنتی و بین شَجْری، و هو ما بین اللَّحْیَین. الأَزهری: الحاقِنةُ الوَهْدة المنخفضة بین التَّرْقُوتین من الحَلْق. ابن الأَعرابی: الحَقْلَةُ و الحَقْنةُ وجعٌ یكون فی البطن، و الجمع أَحْقالٌ و أَحْقانٌ. و حَقَنَ دَمَ الرجلِ: حَلَّ به القتلُ فأَنْقذَه. و احْتَقَنَ الدَّمُ: اجتمع فی الجوف. قال المفضل: و حقَنَ اللهُ دمَه حَبَسه فی جلده و مَلأَه به؛ و أَنشد فی نعتِ إبل امتلأَتْ أَجوافُها: جُرْداً تَحَقَّنَتْ النَّجِیلَ، كأَنما بجلُودِهِنَّ مدارجُ الأَنْبار. قال اللیث: إذا اجتمع الدمُ فی الجوف من طَعْنةٍ جائفةٍ تقول احْتَقَنَ الدمُ فی جوفه؛ و منه‌الحدیث: فحَقَنَ له دَمَه.یقال: حَقَنْتُ له دَمَه إذا مَنَعْتَ من قَتْلِه و إراقَتِه أَی جَمعْتَه له و حبَسْتَه علیه. و حقَنْتُ دَمه: منعتُ أَن یُسْفَك. ابن شمیل: المُحْتقِنُ من الضُّروع الواسع الفَسیحُ، و هو أَحسنُها قدراً، كأَنما هو قَلْتٌ مجتمع مُتَصعِّد حسنٌ، و إنها لمُحْتقِنةُ الضرعِ. ابن سیدة: و حقَن اللبنَ فی السِّقاء یَحْقُنُه حَقْناً صبَّه فیه لیُخرج زُبْدَتَه. و الحَقینُ: اللبنُ الذی قد حُقِنَ فی السِّقاء، حَقنْتُه أَحْقُنُه، بالضم: جمعته فی السقاء و صببت حلیبَه علی رائِبه، و اسم هذا اللبن الحَقینُ. و المِحْقَنُ: الذی یُجعل فی فمِ السِّقاءِ و الزِّقّ ثم یُصب فیه الشراب أَو الماء. قال الأَزهری: المِحْقن القِمَعُ الذی یُحْقَن به اللبنُ فی السقاء، و یجوز أَن یقال للسقاء نفسه مِحْقَن، كما یقال له مِصْرَب و مِجزَم، قال: و كل ذلك محفوظ عن العرب. و احْتَقنَتِ الرَّوْضةُ: أَشرفت جوانبُها علی سَرارِها؛ عن أَبی حنیفة.
لسان العرب، ج‌13، ص: 127‌

حلن؛ ج13، ص: 127

: الحُلّانُ: الجدْی، و قیل: هو الجَدْیُ الذی یُشَقُّ علیه بطن أُمه فیخرج؛ قال الجوهری: هو فُعّالٌ مبدل من حُلّام، و هما بمعنی؛ قال ابن أَحمر: فِداكَ كلُّ ضَئِیلِ الجِسْمِ مُخْتَشِع وَسْطَ المَقامةِ، یَرْعی الضَّأْنَ أَحیاناً تُهْدَی إلیه ذِراعُ الجَدْی تَكْرِمةً، إمّا ذبیحاً، و إمّا كان حُلّانا. یرید: أَن الذراع لا تُهْدَی إلا لِمَهینٍ ساقطٍ لقلَّتها و حقارتها، و روی: إمّا ذكیّاً، و إمّا كان حُلّانا. و الذَّبیحُ: الكبیر الذی قد أَدرك أَن یُضَحَّی به و صلح أَن یُذْبح للنُّسك. و الحُلَّان: الجدْیُ الصغیر و لا یصلح للنُّسُك و لا للذَّبْح، و قیل: الذَّكیُّ الذی ماتَ، و إنما جاز أكله بعد موته لأَنه لما وُلِد جُعِل فی أُذنه حَزٌّ، علی ما نشرحه؛ قال الجوهری: و إن جعلته من الحلال فهو فُعْلان، و المیم مبدلة منه؛ و قال الأَصمعی: الحُلَّامُ و الحُلَّان، بالمیم و النون، صِغار الغنم. و قال اللحیانی: الحُلَّان الحَمَل الصغیر یعنی الخروف، و قیل: الحُلَّان لغة فی الحُلّام كأَنَّ أَحَدَ الحرفین بدلٌ من صاحبه، قال: فإِن كان ذلك فهو ثلاثیٌّ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه قَضی فی فِداءِ الأَرنب، إذا قتلَه المُحْرِم، بِحُلَّان، هو الحُلَّام، و قد فُسِّر فی الحدیث أَنه الحَمَل. الأَصمعی: وَلد المعزی حُلَّامٌ و حُلَّان. ابن الأَعرابی: الحُلَّام و الحُلَّان واحد، و هما ما یُولد من الغنم صغیراً، و هو الذی یَخُطُّون علی أُذنه إذا وُلِدَ خَطّاً فیقولون ذَكَّیْناه، فإن مات أَكَلوه. و قال أَبو سعید: ذكر أَن أَهل الجاهلیة كانوا إذا وَلَّدوا شاة عَمَدوا إلی السخلة فشَرَطوا أُذنَها و قالوا و هم یَشْرِطون: حُلَّان حُلَّان أَی حَلالٌ بهذا الشَّرْط أَن تؤكل، فإن ماتت كان ذكاتُها عندهم ذلك الشرْط الذی تقدَّم، و هو معنی قول ابن أَحمر، قال: و سُمّی حُلّاناً إذا حُلَّ من الرّبْق فأَقبَل و أَدْبر، و نونه زائدة، و وزنه فُعْلان لا فُعّال. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَنه قضی فی أُم حُبَینٍ یقتُلها المُحْرِم بحُلَّان، و‌الحدیث الآخر: ذُبِح عثمانُ كما یُذْبَح الحُلَّانُ‌أَی أَن دمه أُبْطِل كما یُبْطَل دمُ الحلَّان. الجوهری: و یقال فی الضبّ حُلَّانٌ، و فی الیَرْبُوع جَفْرة. و قال أَبو عبیدة فی الحُلَّان: إن أَهل الجاهلیة كان أَحدهم إذا وُلِد له جَدْیٌ حَزَّ فی أُذنه حَزّاً و قال: اللهم إن عاش فقَنیٌّ، و إن مات فذَكِیٌّ، فإن عاش فهو الذی أَراد، و إن مات قال قد ذكیْتُه بالحُزِّ فاستجاز أَكله بذلك؛ و قال مُهَلْهِل: كلُّ قَتیلٍ فی كُلَیبٍ حُلَّانْ، حتی یَنالَ القَتْلُ آلَ شَیْبانْ. و یروی: … حُلَّام و … آلَ هَمَّام، و معنی حُلَّان هَدَرٌ و فِرْغٌ. و حُلْوان الكاهن: من الحَلاوة، نذكره فی حلا.

حلزن؛ ج13، ص: 127

: الحَلَزُون: دابة تكون فی الرِّمْث، بفتح الحاء و اللام.

حلقن؛ ج13، ص: 127

: الحُلْقانةُ و الحُلْقانُ من البُسْر: ما بلغ الإِرْطابُ ثلُثَیه، و قیل: الحُلْقانةُ للواحد، و الحُلْقان للجمع، و قد حَلْقَن البُسْرُ، و هو مُحَلْقِن إذا بلغ الإِرْطابُ ثلثیه، و قیل: نونه زائدة. و رُطَبٌ مُحَلقِمٌ و محَلقِنٌ، و هی الحُلقانةُ و الحُلقامةُ، و هی التی بدا فیها النضْجُ من قِبَل قِمَعها، فإِذا أَرطبتْ من قِبَل الذَّنَب فهی التَّذْنوبةُ. أَبو عبید: یقال للبُسْر إذا بدا فیه الإِرْطاب من قِبَل ذنَبه مُذَنّب، فإِذا
لسان العرب، ج‌13، ص: 128
بلغ فیه الإِرْطابُ نصفه فهو مُجَزَّعٌ، فإِذا بلغ ثلثیه فهو حُلْقان و مُحَلقِن.

حمن؛ ج13، ص: 128

: الحَمْن و الحَمْنانُ: صغار القِرْدان، واحدته حَمْنة و حَمْنانة. و أَرض مُحْمِنة: كثیرة الحَمْنان. و الحَمْنانُ: ضربٌ من عنب الطائف، أَسود إلی الحمرة «1». قلیل الحبّة، و هو أَصغر العنب حبّاً، و قیل: الحَمْنان الحبُّ الصغار التی بین الحبّ العِظام. و قال الجوهری: الحَمْنانةُ قُراد، و فی التهذیب: القُراد أَول ما یكون و هو صغیر لا یكاد یُری من صغره، یقال له قَمْقامة، ثم یصیر حَمْنانة، ثم قراداً، ثم حَلَمة، زاد الجوهری: ثم علٌّ و طِلحٌ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: كم قَتَلْتَ من حَمْنانةٍ؛ هو من ذلك. و حَمْنةُ، بالفتح، اسم امرأَة؛ قیل: هی أَحد الجائین علی عائشة، رضوان الله علیها، بالإِفك. و الحَوْمانةُ: واحدة الحَوامین، و هی أَماكن غلاظ مُنقادة؛ و منه قول زهیر: أَ مِنْ آلِ أَوفی دِمْنةٌ لم تَكَلَّمِ بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ، فالمُتَثَلَّم. و لم یَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانة الدُّرَّاج، بضم الدال، إلَّا أَبو عمرو الشیبانی، و الناس كلهم بفتح الدال. و الدُّرّاج الذی هو الحَیْقُطان: مضموم عند الناس كلهم إلا ابن درید، فإِنه فتحها، قال أَبو خَیرة: الحَوْمانُ واحدتها حَوْمانة، و جمعها حوامِین، و هی شقائقُ بین الجبال، و هی أَطیبُ الحُزونة، و لكنها جَلَدٌ لیس فیها آكام و لا أَبارِق. و قال أَبو عمرو: الحَوْمان ما كان فوق الرَّمل و دونه حین تصعده أَو تَهبطه، و حَمْنانُ مكّةُ؛ قال یَعْلی بن مُسْلم بن قیس الشَّكْریّ: فَلیْتَ لنا، مِنْ ماءِ حَمْنان، شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ علی طَهَیان. و الطَّهیَان: خشبة یُبرَّد علیها الماء. و شَكْرٌ: قبیلة من الأَزد.

حنن؛ ج13، ص: 128

: الحَنّانُ: من أَسماء الله عز و جل. قال ابن الأَعرابی: الحَنّانُ، بتشدید النون، بمعنی الرحیم، قال ابن الأَثیر: الحَنَّانُ الرحیم بعبادِه، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة؛ الأَزهری: هو بتشدید النون صحیح، قال: و كان بعضُ مشایِخنا أَنكر التشدید فیه لأَنه ذهَب به إلی الحَنین، فاسْتَوحش أَن یكون الحَنین من صفات الله تعالی، و إنما معنی الحَنّان الرحیم من الحَنان، و هو الرحمة؛ و منه قوله تعالی: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا؛ أَی رَحْمة منْ لَدُنّا؛ قال أَبو إسحق: الحَنَّانُ فی صفة الله، هو بالتشدید، ذو الرَّحمة و التعطُّفِ. و‌فی حدیث بلال: أَنه مَرَّ علیه ورقةُ بن نوْفَل و هو یُعَذَّب فقال: و الله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً؛ الحَنانُ: الرحمةُ و العطفُ، و الحَنَانُ: الرِّزْقُ و البركةُ، أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَی مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالی فأَتَمَسَّحُ به متبرّكاً، كما یُتمسَّح بقبور الصالحین الذین قُتلوا فی سبیل الله من الأُمَمِ الماضیة، فیرجع ذلك عاراً علیكم و سُبَّةً عند الناس،و كان ورقةُ علی دین عیسی، علیه السلام، و هلك قُبَیْل مَبْعَثِ النبی، صلی الله علیه و سلم، لأَنه قال للنبی، صلی الله علیه و سلم، إِن یُدْرِكْنِی یَوْمُك لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً؛ قال ابن الأَثیر. و فی هذا نظرٌ فإن بلالًا ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی أُمِّ سَلَمة و عندها غلامٌ یُسَمَّی الولیدَ، فقال: اتَّخَذْتُمْ الولیدَ حَناناً غَیِّرُوا اسمَه‌أَی تَتَعَطَّفُون علی هذا الاسم فَتُحِبُّونه، و‌فی روایة:
(1). قوله [إلی الحمرة] فی المحكم: إلی الغبرة
لسان العرب، ج‌13، ص: 129
أَنه من أَسماء الفَراعِنة، فكَرِه أَن یُسَمَّی به.و الحَنانُ، بالتخفیف: الرحمة. تقول: حَنَّ علیه یَحِنُّ حَناناً؛ قال أَبو إسحق فی قوله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا؛ أَی و آتَیْناه حَناناً؛ قال: الحَنانُ العَطْفُ و الرحمة؛ و أَنشد سیبویه: فقالت: حَنانٌ ما أَتی بك هَاهُنا؟ أَ ذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَیِّ عارِفُ؟ أَی أَمْرِی حَنانٌ أَو ما یُصیبُنا حَنانٌ أَی عَطْفٌ و رحمة، و الذی یُرْفَع علیه غیر مستعمَل إظهارُه. و قال الفَراء فی قوله سبحانه: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا الرحمةُ؛ أَی و فعلنا ذلك رَحْمةً لأَبَوَیْك. و‌ذكر عكرمة عن ابن عباس فی هذه الآیة أَنه قال: ما أَدْری ما الحَنانُ.و الحَنینُ: الشدیدُ من البُكاءِ و الطَّرَبِ، و قیل: هو صوتُ الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ. و الحَنِینُ: الشَّوْقُ و تَوَقانُ النَّفس، و المَعْنَیان متقاربان، حَنَّ إلیه یَحِنُّ حَنِیناً فهو حانٌّ. و الاسْتِحْنانُ: الاسْتِطْرابُ. و اسْتَحَنَّ: اسْتَطْرَبَ: و حَنَّت الإِبلُ: نَزَعَتْ إلی أَوْطانِها أَو أَوْلادِها، و الناقةُ تَحِنُّ فی إِثْرِ ولَدِها حَنِیناً تَطْرَب مع صَوْت، و قیل: حَنِینُها نِزَاعُها بصوتٍ و بغیر یصوتٍ و الأَكثر أَن الحَنین بالصَّوْتِ. و تَحَنَّنَت النّاقةُ علی ولدِها: تَعَطَّفَت، و كذلك الشاة؛ عن اللحیانی. الأَزهری عن اللیث: حنینُ الناقة علی معنیین: حَنِینُها صوْتُها إذا اشتاقت إلی وَلَدِها، و حَنینُها نِزَاعُها إلی ولدها من غیر صوت؛ قال رؤبة: حَنَّت قَلُوصِی أَمْسِ بالأُرْدُنِّ، حِنِّی فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّی. یقال: حَنَّ قَلْبی إِلیه فهذا نِزاعٌ و اشْتِیاق من غیر صوت، و حَنَّت النّاقةُ إِلی أُلَّافِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ، و كذلك حَنَّتْ إِلی ولدها؛ قال الشاعر: یُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِینَها، قُبَیْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ، تَرْجِیعُ زامِرِ. و یقال: حَنَّ علیه أَی عَطَف. و حَنَّ إِلیه أَی نزَعَ إِلیه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یصلی فی أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ فی مسجده، ثم تحوَّلَ إِلی أَصلِ أُخری، فحنَّتْ إِلیه الأُولی و مالت نحوَه حتی رجَع إِلیها فاحْتَضَنها فسكنت.و‌فی حدیث آخر: أَنه كان یصلِّی إِلی جذْعٍ فی مسجده، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ علیه فحَنَّ الجِذْعُ إِلیه‌أَی نَزَع و اشتاق، قال: و أَصلُ الحَنِینِ ترجیعُ الناقة صوْتَها إِثْرَ ولدها. و تحانَّت: كحنَّتْ؛ قال ابن سیدة: حكاه یعقوبُ فی بعض شروحه، و كذلك الحَمامَةُ و الرجلُ؛ و‌سمع النبی، صلی الله علیه و سلم، بِلالًا یُنشِد: أَلا لَیْتَ شِعْری هل أَبِیتَنَّ لَیْلَةً بوادٍ و حَوْلی إِذْخِرٌ و جَلیلُ؟ فقال له: حَنَنْتَ یا ابنَ السَّوْداء.و الحَنَّانُ: الذی یَحِنُّ إِلی الشی‌ء. و الحِنَّةُ، بالكسر: رقَّةُ القلبِ؛ عن كراع. و‌فی حدیث زید بن عَمْرو بن نُفَیل: حَنانَیْكَ یَا رَبِّ‌أَی ارْحَمْنی رحمة بعد رحمة، و هو من المصادر المُثنَّاة التی لا یَظْهر فعْلُها كلَبَّیْكَ و سَعْدَیْكَ، و قالوا: حَنانَك و حَنانَیْك أَی تَحَنُّناً علیَّ بعد تَحَنُّن، فمعنی حَنانَیْك تَحَنَّنْ علیَّ مرَّة بعد أُخری و حَنانٍ بعد حَناناٍ؛ قال ابن سیدة: یقول كلَّما كنْتُ فی رحمةٍ منك و خیرٍ فلا یَنْقَطِعنَّ،
لسان العرب، ج‌13، ص: 130
و لْیَكُنْ موصولًا بآخرَ من رحمتِك، هذا معنی التثنیة عند سیبویه فی هذا الضرب؛ قال طرفة: أَبا مُنْذِرٍ، أَفْنَیْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا، حَنانَیْكَ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ. قال سیبویه: و لا یُسْتَعْمل مُثَنًّی إِلا فی حَدِّ الإِضافة. و حكی الأَزهری عن اللیث: حَنانَیْكَ یا فلان افْعَلْ كذا و لا تفعل كذا، یذكِّرُه الرَّحمةَ و البِرَّ، و أَنشد بیت طرفة؛ قال ابن سیدة: و قد قالوا حَناناً فصَلُوه من الإِضافة فی حَدِّ الإِفْراد، و كلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل، و الذی ینتصب علیه غیرُ مستعمَلٍ إِظهارُه، كما أَنَّ الذی یرتفع علیه كذلك، و العرب تقول: حَنانَك یا رَبِّ و حَنانَیْك بمعنی واحد أَی رحمتَك، و قالوا: سبحانَ الله وَ حَنانَیْه أَی و اسْتِرْحامَه، كما قالوا: سبحانَ الله و رَیْحانَه أَی اسْتِرْزاقَه؛ و قول إِمرئ القیس: و یَمْنَعُها بَنُو شَمَجَی بنِ جَرْم مَعِیزَهُمُ، حَنانَك ذا الحَنانِ. فسره ابن الأَعرابی فقال: معناه رَحمتَك یا رحمنُ فأَغْنِنی عنهم، و رواه الأَصمعی: و یَمْنَحُها أَی یُعْطِیها، و فسَّر حَنانَك برحمتك أَیضاً أَی أَنْزِلْ علیهم رحمتَك و رزقك، فروایةُ ابن الأَعرابی تَسَخُّطٌ و ذمٌّ، و كذلك تفسیره، و روایةُ الأَصمعی تَشكُّرٌ و حمدٌ و دعاءٌ لهم، و كذلك تفسیره، و الفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ علیه، و هو التحنُّنُ. و تَحَنَّنْ علیه: ترحَّمْ؛ و أَنشد ابن بری للحُطَیْئة: تَحَنَّنْ علیَّ، هَداك المَلِیك، فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا. و الحَنانُ: الرحمةُ، و الحَنانُ: الرِّزق. و الحَنانُ: البركة. و الحَنانُ: الهَیْبَةُ. و الحَنانُ: الوَقار. الأُمَوِیُّ: ما نری له حَناناً أَی هیبةً. و التَّحنُّنُ: كالحَنانِ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، لما قال الولید بن عُقْبةَ بنِ أَبی مُعَیْطٍ: أُقْتَلُ من بَیْنِ قُرَیش، فقال عمر: حَنَّ قِدْحٌ لیس منها؛ هو مَثَلٌ یضرب للرجل یَنْتَمی إِلی نسبٍ لیس منه أَو یَدَّعی ما لیس منه فی شی‌ء، و القِدْحُ، بالكسر: أَحدُ سِهام المَیْسِر، فإِذا كان من غیر جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفیض بها خرج له صوتٌ یخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به؛ و منه‌كتاب علیٍّ، رضوان الله علیه، إِلی معاویة: و أَما قولك كَیْتَ و كَیْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ لیس منها.و الحَنُونُ من الریاح: التی لها حَنِینٌ كحَنِین الإِبِل أَی صَوْتٌ یُشْبِه صَوْتَها عند الحَنِین؛ قال النابغة: غَشِیتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ، تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ و قد حَنَّتْ و اسْتَحَنَّتْ؛ أَنشد سیبویه لأَبی زُبَید: مُسْتَحِنٌّ بها الرِّیاحُ، فمَا یَجْتابُها فی الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ. و سحابٌ حَنَّانٌ كذلك؛ و قوله: فاسْتَقْبَلَتْ لَیْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ. جعل الحَنَّان للخِمْس، و إِنما هو فی الحقیقة للناقة، لكن لما بَعُد علیه أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إِلی الخِمْسِ حیث كان من أَجْلِه. و خِمْسٌ حَنَّانٌ أَی بائصٌ؛ الأَصمعی: أَی له حَنِینٌ مِن سُرْعَتِه. و امْرأَةٌ حَنَّانةٌ: تَحِنُّ إِلی زوجها الأَول و تعطِفُ علیه، و قیل: هی التی تَحِنُّ علی ولدها الذی من زوجها المُفارِقِها. و الحَنونُ من النساء: التی تَتَزوَّج رِقَّةً علی وَلَدِها إِذا كانوا صغاراً لیقومَ الزوجُ بأَمرهم، و‌فی بعض الأَخْبار: أَنَّ رَجُلًا أَوْصی ابنه
لسان العرب، ج‌13، ص: 131
فقال: لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً و لا مَنَّانة.و‌قال رجل لابنه: یا بُنیَّ إِیَّاكَ و الرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ؛ الحَنَّانةُ التی كان لها زوجٌ قبله فهی تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ و الأَنینِ و الحَنینِ إِلیه. الحرَّانی عن ابن السكیت قال: الحَنونُ من النساءِ التی تَتَزَوَّج رِقَّةً علی ولدها إِذا كانوا صغاراً لیقومَ الزوجُ بأَمْرِهم. و حَنَّةُ الرَّجل: امرأَتُه؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِیّ: و‌لَیْلة ذات دُجًی سَرَیْتُ، و لم یَلِتْنِی عَنْ سُراها لَیْتُ، و لم تَضِرْنی حَنَّةٌ و بَیْتُ. و هی طَلَّتُه و كَنِینتُه و نَهضَتُه و حاصِنته و حاضِنتُه. و ما لَهُ حانَّةٌ و لا آنَّةٌ أَی ناقة و لا شاةٌ؛ و الحَانَّةُ: الناقةُ، و الآنَّةُ: الشاةُ، و قیل: هی الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب. الأَزهری: الحَنِینُ للناقة و الأَنینُ للشاةِ. یقال: ما له حانَّةٌ و لا آنَّةٌ أَی ما لَه شاةٌ و لا بَعِیرٌ. أَبو زید: یقال ما له حانَّة و لا جارَّة، فالحانَّةُ: الإِبلُ التی تَحِنُّ، و الجارَّةُ: الحَمُولةُ تَحْمِلُ المتاعَ و الطعامَ. و حَنَّةُ البعیرِ: رُغاؤُه. قال الجوهری: و ما له حانَّةٌ و لا آنَّةٌ أَی ناقةٌ و لا شاةٌ، قال: و المُسْتَحِنُّ مِثْله؛ قال الأَعشی: تَرَی الشَّیخَ منها یُحِبُّ الإِیابَ، یَرْجُفُ كالشارِف المُستَحِنّ. قال ابن بری: الضمیرُ فی منها یعود علی غزوة فی بیت متقدم؛ و هو: و فی كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ. قال: و المُسْتَحِنُّ الذی اسْتَحَنَّه الشوقُ إِلی وَطَنِه؛ قال: و مثلُه لیزیدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعری: لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك، مُسْتَحِناً، مُطَوَّقَةٌ علی غُصْنٍ تَغَنَّی. و قالوا: لا أَفْعلُ ذلك حتی یَحِنَّ الضبُّ فی إِثْرِ الإِبلِ الصَّادرة، و لیس للضبِّ حَنِینٌ إِنما هُوَ مَثَلٌ، و ذلك لأَنَّ الضبَّ لا یَرِدُ أَبداً. و الطَّسْتُ تَحِنُّ إِذا نُقِرَت، علی التشبیه. و حَنَّت القوسُ حَنیناً: صَوَّتَت، و أَحَنَّها صاحِبُها. و قوسٌ حَنَّانة: تَحِنُّ عند الإِنْباضِ؛ و قال: و فی مَنْكِبَیْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ، تَخَیَّرَها لِی، سُوقَ مَكَّةَ، بائعُ. أَی فی سوق مكة؛ و أَنشد أَبو حنیفة: حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ. قال أَبو حنیفة: و لذلك سمیت القوس حَنَّانةً اسم لها علم؛ قال: هذا قول أَبی حنیفة وَحْدَه، و نحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّی حَنَّانةً، إِنما هو صفة تَغْلِب علیها غَلَبة الاسم، فإِن كان أَبو حنیفة أَراد هذا، و إِلَّا فقد أَساءَ التعبیرَ. و عُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب. و الحَنَّانُ من السهام: الذی إِذا أُدیرَ بالأَناملِ علی الأَباهِیم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه و الْتئامِهِ. قال أَبو الهیثم: یقال للسهم الذی یُصَوِّت إِذا نَفَّزْته بین إِصْبعیك حَنَّان؛ و أَنشد قول الكمیت یَصِف السَّهم: فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً یُعَلِّله، عند الإِدامةِ حتی یَرْنُوَ الطَّرِبُ. إِدامتُه: تْنفِیزُه، یُعَلِّلُه: یُغَنِّیه بصوته حتی یَرْنُوَ له الطَّرِب یستمع إِلیه و ینظر متعجِّباً من حُسْنِه. و طریقٌ حَنَّانٌ: بَیِّنٌ واضح مُنْبَسِط. و طریق یَحِنُّ فیه العَوْدُ: یَنْبَسِط. الأَزهری:
لسان العرب، ج‌13، ص: 132
اللیث الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةُ فَتُغَطِّی رأْسها؛ قال الأَزهری: هذا حاقُّ التصحیف، و الذی أَراد الخْبَّة، بالخاء و الباء، و قد ذكرناه فی موضعه، و أَما الحَنَّةُ، بالحاء و النون، فلا أَصل له فی باب الثِّیاب. و الحَنِینُ و الحَنَّةُ: الشَّبَهُ. و فی المثل: لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها حَنِیناً و حَنَّةً أَی شَبَهاً. و فی التهذیب: لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من أُمِّها حنَّةً؛ یضرب مثلًا للرجُل یُشْبِهُ الرجل، و یقال ذلك لكل مَنْ أَشْبَه أَباه و أُمَّه؛ قال الأَزهری: و الحَنَّةُ فی هذا المَثَلِ العَطْفَةُ و الشَّفَقةُ و الحِیطةُ. و حَنَّ علیه یَحُنُّ، بالضم، أَی صَدَّ. و ما تَحُنُّنی شیئاً من شَرِّكَ أَی ما تَرُدُّه و ما تَصْرِفه عنی. و ما حَنَّنَ عنی أَی ما انثنی و لا قَصَّرَ؛ حكاه ابن الأَعرابی، قال شمر: و لم أَسمع تَحنُنُّی بهذا المعنی لغیر الأَصمعی. و یقال: حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَی اصْرِفْه. و یقال: حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إِذا جَبُنَ. و أَثَرٌ لا یُحِنُّ عن الجِلْدِ أَی لا یزول؛ و أَنشد: و إِنَّ لها قَتْلَی فَعَلَّكَ مِنْهُمُ، و إِلَّا فجُرْحٌ لا یُحِنُّ عن العَظْمِ و قال ثعلب: إِنما هو یَحِنُّ، و هكذا أَنشد البیت و لم یفسره. و المَحْنُون من الحقِّ: المنقوصُ. یقال: ما حَنَنْتُك شیئاً من حقِّك أَی ما نَقَصْتُكَ. و الحَنُّونُ: نَوْرُ كلِّ شجرة و نَبْتٍ، واحدتُه حَنُّونةٌ. و حَنَّنَ الشجرُ و العُشْبُ: أَخرج ذلك. و الحِنَّانُ: لغة فی الحِنَّاء؛ عن ثعلب. و زیت حَنِینٌ: متغیر الریح، و جَوْزٌ حَنِینٌ كذلك؛ قال عَبِیدُ بن الأَبرَصِ: كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ، تَحِنُّ فی وَكْرِهَا القُلُوبُ. و بنو حُنٍّ: حیٌّ؛ قال ابن دُرَیْد: هم بطنٌ من بنی عُذْرَةَ؛ و قال النابغة: تَجَنَّبْ بنی حُنٍّ، فإِن لقاءَهُمْ كَرِیهٌ، و إِن لم تَلْقَ إِلَّا بِصابِرِ. و الحِنُّ، بالكسر: حیٌّ من الجن، یقال: منهم الكلابُ السود البُهْمُ، یقال: كلب حِنِّیٌّ، و قیل: الحِنُّ ضرب من الجن؛ و أَنشد: یَلْعَبْنَ أَحْوالیَ مِنْ حِنٍّ و جِنٌّ. و الحِنُّ: سَفِلَةُ الجِنِّ أَیضاً و ضُعَفاؤُهم؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ: أَبیتُ أَهْوِی فی شیَاطین تُرِنّ، مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ و حِنّ. قال ابن سیدة: و لیس فی هذا ما یدل علی أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ، و لا علی أَنهم حَیٌّ من الجن، إِنما یدل علی أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غیر الجنّ. و یقال: الحِنُّ خَلْقٌ بَیْنَ الجن و الإِنس. الفراء: الحِنُّ كِلابُ الجِنِّ. و‌فی حدیث علیّ: إِنَّ هذه الكلاب التی لها أَربعُ أَعْیُنٍ من الحِنِّ؛ فُسِّرَ هذا الحدیث الحِنُّ حیٌّ من الجِنِّ. و یقال: مَجْنونٌ مَحْنونٌ، و رجلٌ مَحْنونٌ أَی مجنون، و به حِنَّةٌ حَنَّةٌ أَی جِنَّةٌ. أَبو عمرو: المَحْنون الذی یُصْرعُ ثم یُفیق زماناً. و قال ابن السكیت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَیَّنة. و‌فی حدیث ابن عباس: الكِلابُ من الحِنِّ، و هی ضَعَفَةُ الجِنِّ، فإذا غَشِیَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛ جمعُ نَفْسٍ أَی أَنها تُصِیبُ بأَعْیُنِها. و حَنَّةُ و حَنُّونةُ: اسمُ امرأَة، قال اللیث: بلغنا أَن أُمَّ مریم كانت تسمی حَنَّةَ. و حُنَیْنٌ: اسمُ وادٍ بین مكة و الطائف. قال الأَزهری: حُنَیْنٌ اسمُ وادٍ
لسان العرب، ج‌13، ص: 133
به كانت وَقْعَةُ أَوْطاسٍ، ذكره الله تعالی فی كتابه فقال: وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ؛ قال الجوهری: حُنَیْنٌ موضع یذكر و یؤنث، فإذا قَصَدْتَ به الموضع و البلَد ذكَّرْتَه و صَرفْتَه كقوله تعالی: وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ، و إِن قصدْتَ به البلدةَ و البُقْعةَ أَنَّثْته و لم تصرفه كما قال حَسَّان بن ثابت: نَصَرُوا نَبِیَّهُم و شَدُّوا أَزْرَه بِحُنَیْنَ، یومَ تَواكُلِ الأَبْطال. و حُنَیْنٌ: اسمُ رجل. و قولُهم للرجل إِذا رُدَّ عن حاجتِه و رجَعَ بالخَیْبةِ: رجع بخُفَّیْ حُنَیْنٍ؛ أَصله أَن حُنَیْناً كان رجلًا شریفاً ادَّعَی إِلی أَسدِ بنِ هاشمِ بن عبدِ منافٍ، فأَتی إِلی عبدِ المُطَّلب و علیه خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال: یا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ، فقال له عبدُ المطلب: لا و ثیابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فیك فارْجِعْ راشداً، فانْصَرَف خائباً فقالوا: رجعَ حُنَیْنٌ بِخُفَّیه، فصار مثلًا؛ و قال الجوهری: هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحیرةِ، ساوَمه أَعْرابیٌّ بخُفَّیْن فلم یَشتَرِهما، فغاظَه ذلك و علَّقَ أَحَدَ الخُفَّیْنِ فی طریقه، و تقدَّم و طرَحَ الآخَرَ و كَمَن له، و جاءَ الأَعرابیُّ فرأَی أَحَدَ الخُفَّیْن فقال: ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَیْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَیْتُه فتقدَّم و رأَی الخُفَّ الآخرَ مطروحاً فی الطریق، فنزلَ و عَقَلَ بعیرَه و رجع إِلی الأَوّل، فذهب الإِسكافُ براحِلتِه، و جاءَ إِلی الحَیِّ بِخُفَّیْ حُنَیْنٍ. و الحَنَّانُ: موضعٌ ینسب إِلیه أَبْرَقُ الحَنَّانِ. الجوهری: و أَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ. قال ابن الأَثیر: الحَنَّانُ رمْلٌ بین مكة و المدینة له ذِكْرٌ فی مَسِیر النبی، صلی الله علیه و سلم، إِلی بَدْرٍ؛ و حَنَانةُ: اسمُ راعٍ فی قول طرفة: نَعانی حَنَانةُ طُوبالةً، تسفُّ یَبِیساً من العِشرِقِ. قال ابن بری: رواه ابن القطاع بَغانی حَنَانةُ، بالباء و الغین المعجمة، و الصحیح بالنون و العین غیر معجمة كما وقع فی الأُصول، بدلیل قوله بعد هذا البیت: فنَفْسَك فانْعَ و لا تَنْعَنی، و داوِ الكُلُومَ و لا تَبْرَقِ. و الحَنَّانُ: اسمُ فحْلٍ من خُیولِ العرب معروف. و حُنٌّ، بالضم: اسم رجل. و حَنِینٌ و الحَنِینُ «2». جمیعاً: جُمادَی الأُولی اسمٌ له كالعَلَم؛ و قال: و ذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فیَقْضی نُذورَه، لَدَی البِیضِ من نِصْفِ الحَنِین المُقَدَّرِ و جمعُه أَحِنَّةٌ و حُنُونٌ و حَنَائِنُ. و فی التهذیب عن الفراء و المفضل أَنهما قالا: كانت العرب تقول لِجُمادَی الآخِرة حَنِینٌ، و صُرِفَ لأَنه عُنی به الشهر.

حنحن؛ ج13، ص: 133

: الأَزهری: ابن الأَعرابی حَنْحَنَ إِذا أَشفق.

حون؛ ج13، ص: 133

: الحانةُ: موضعُ بَیْعِ الخَمْر؛ قال أَبو حنیفة: أَظُنُّها فارسیة و أَن أَصلها خانة. و التَّحَوُّنُ: الذُّلُّ و الهَلاكُ.

حین؛ ج13، ص: 133

: الحِینُ: الدهرُ، و قیل: وقت من الدَّهر مبهم یصلح لجمیع الأَزمان كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، یكون سنة و أَكثر من ذلك، و خص بعضهم به أَربعین سنة أَو سبع سنین أَو سنتین أَو ستة أَشهر أَو شهرین. و الحِینُ: الوقتُ، یقال: حینئذ؛ قال خُوَیْلِدٌ: كابی الرَّمادِ عظیمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حینَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ. و الحِینُ: المُدَّة؛ و منه قوله تعالی:
(2). قوله [و حنین و الحنین إِلخ] بوزن أَمیر و سكیت فیهما كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌13، ص: 134
هَلْ أَتیٰ عَلَی الْإِنْسٰانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ. التهذیب: الحِینُ وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن یكون ذلك، و هو یَحِین، و یجمع علی الأَحیانِ، ثم تجمع الأَحیانُ أَحایینَ، و إِذا باعدوا بین الوقتین باعدوا بإِذ فقالوا: حِینَئذٍ، و ربما خففوا همزة إِذ فأَبدلوها یاء و كتبوها بالیاء. و حانَ له أَن یَفْعَلَ كذا یَحِینُ حیناً أَی آنَ. و قوله تعالی: تُؤْتِی أُكُلَهٰا كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا؛ قیل: كلَّ سنةٍ، و قیل: كُلَّ ستة أَشهر، و قیل: كُلَّ غُدْوةٍ و عَشِیَّة. قال الأَزهری: و جمیع من شاهدتُه من أَهل اللغة یذهب إِلی أَن الحِینَ اسم كالوقت یصلح لجمیع الأَزمان، قال: فالمعنی فی قوله عز و جل: تُؤْتِی أُكُلَهٰا كُلَّ حِینٍ، أَنه ینتفع بها فی كل وقت لا ینقطع نفعها البتة؛ قال: و الدلیل علی أَن الحِینَ بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعی: تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، تُطَلِّقه حِیناً، و حِیناً تُراجِعُ. المعنی: أَن السم یَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً و یعود وقتاً. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم فی الطریق و قالوا هذا حِینُ المَنْزِلِ‌أَی وقت الرُّكُونِ إِلی النُّزُولِ، و‌یروی خَیْرُ المنزل، بالخاء و الراء. و قوله عز و جل: وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ؛ أَی بعد قیام القیامة، و فی المحكم أَی بعد موت؛ عن الزجاج. و قوله تعالی: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّٰی حِینٍ؛ أَی حتی تنقضی المُدَّةُ التی أُمْهِلوا فیها، و الجمع أَحْیانٌ، و أَحایینُ جمع الجمع، و ربما أَدخلوا علیه التاء و قالوا لاتَ حِینَ بمعنی لیس حِینَ. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ؛ و أَما قول أَبی وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِینَ ما من عاطفٍ، و المُفْضِلونَ یَداً، إِذا ما أَنْعَمُوا. قال ابن سیدة: قیل إِنه أَراد العاطِفُونَ مثل القائمون و القاعدون، ثم إِنه زاد التاء فی حین كما زادها الآخر فی قوله: نَوِّلِی قبل نَأْی دَارِی جُمانَا، و صِلِینا كما زَعَمْتِ تَلانا. أَراد الآن، فزاد التاء و أَلقی حركة الهمزة علی ما قبلها. قال أَبو زید: سمعت من یقول حَسْبُكَ تَلانَ، یرید الآن، فزاد التاء، و قیل: أَراد العاطفونَهْ، فأَجراه فی الوصل علی حدّ ما یكون علیه فی الوقف، و ذلك أَنه یقال فی الوقف: هؤلاء مسلمونهْ و ضاربونَهْ فتلحق الهاء لبیان حركة النون، كما أَنشدوا: أَ هكذَا یا طیْب تَفْعَلُونَهْ، أَ عَلَلَا و نحن مُنْهِلُونَهْ؟ فصار التقدیر العاطفونه، ثم إِنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنیث، فلما احتاج لإِقامة الوزن إِلی حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلی هذا قال العاطفونة، و فتحت التاء كما فتحت فی آخر رُبَّتَ و ثُمَّتَ و ذَیْتَ و كَیْتَ؛ و أَنشد الجوهری «3». بیت أَبی وجزة: العاطِفُونَ تَحِینَ ما من عاطفٍ، و المُطْعِمونَ زمانَ أَیْنَ المُطْعِمُ قال ابن بری: أَنشد ابن السیرافی: فإِلَی ذَرَی آلِ الزُّبَیْرِ بفَضْلِهم، نِعْمَ الذَّرَی فی النائباتِ لنا هُمُ العاطفون تَحِینَ ما من عاطِفٍ، و المُسْبِغُونَ یداً إِذا ما أَنْعَمُوا
(3). قوله [و أَنشد الجوهری إِلخ] عبارة الصاغانی هو إِنشاد مداخل و الروایة: العاطفون تحین ما من عاطف، و المسبغون یداً إِذا ما أَنعموا و المانعون من الهضیمة جارهم، و الحاملون إِذا العشیرة تغرم و اللاحقون جفانهم قمع الذری و المطعمون زمان أَین المطعم.
لسان العرب، ج‌13، ص: 135
قال: هذه الهاء هی هاء السكت اضطر إِلی تحریكها؛ قال و مثله: همُ القائلونَ الخیرَ و الآمِرُونَهُ، إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما. و حینئذٍ: تَبْعیدٌ لقولك الآن. و ما أَلقاه إِلا الحَیْنَة الحِیْنَة بعد الحَیْنَةِ [الحِیْنَةِ أَی الحِینَ بعد الحِینِ. و عامله مُحایَنَةً و حِیاناً: من الحینِ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و كذلك استأْجره مُحایَنَةً و حِیاناً؛ عنه أَیضاً. و أَحانَ من الحِین: أَزْمَنَ. و حَیَّنَ الشی‌ءَ: جعل له حِیناً. و حانَ حِینُه أَی قَرُبَ وَقْتُه. و النَّفْسُ قد حانَ حِینُها إِذا هلكت؛ و قالت بُثَیْنة: و إِنَّ سُلُوِّی عن جَمیلٍ لساعَةٌ، من الدَّهْرِ، ما حانَتْ و لا حانَ حِینُها. قال ابن بری: لم یحفظ لبثینة غیر هذا البیت؛ قال: و مثله لمُدْرِك بن حِصْنٍ: و لیسَ ابنُ أُنْثی مائِتاً دُونَ یَوْمِهِ، و لا مُفْلِتاً من مِیتَةٍ حانَ حِینُها. و فی ترجمة حیث: كلمة تدل علی المكان، لأَنه ظرف فی الأَمكنة بمنزلة حِینٍ فی الأَزمنة. قال الأَصمعی: و مما تُخْطِئُ فیه العامَّةُ و الخاصة باب حین و حیث، غَلِطَ فیه العلماء مثل أَبی عبیدة و سیبویه؛ قال أَبو حاتم: رأَیت فی كتاب سیبویه أَشیاء كثیرة یجعل حین حیث، و كذلك فی كتاب أَبی عبیدة بخطه؛ قال أَبو حاتم: و اعلم أَن حین و حیث ظرفان، فحین ظرف من الزمان، و حیث ظرف من المكان، و لكل واحد منهما حدّ لا یجاوزه، قال: و كثیر من الناس جعلوهما معاً حیث، قال: و الصواب أَن تقول رأَیت حیث كنت أَی فی الموضع الذی كنت فیه، و اذْهَب حیث شئت أَی إِلی أَی موضع شئت. و فی التنزیل العزیز: فَكُلٰا مِنْ حَیْثُ شِئْتُمٰا. و تقول: رأَیتك حینَ خرج الحاجُّ أَی فی ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، و لا تقل حیث خرج الحاج. و تقول: ائتِنی حینَ مَقْدَمِ الحاجِّ، و لا یجوز حیثُ مَقْدَم الحاج، و قد صیر الناس هذا كله حیث، فلْیَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ یَحْسُنُ فیه أَیْنَ و أَیُّ موضع فهو حیثُ، لأَن أَیْنَ معناه حیث، و قولهم حیث كانوا و أَین كانوا معناهما واحد، و لكن أَجازوا الجمع بینهما لاختلاف اللفظین، و اعلم أَنه یَحْسُن فی موضع حینَ لَمَّا و إِذ و إِذا و وقت و یوم و ساعة و متی، تقول: رأَیتك لما جئت، و حینَ جئت، و إِذْ جئت، و قد ذكر ذلك كله فی ترجمة حیث. و عَامَلْته مُحایَنة: مثل مُساوَعة. و أَحْیَنْتُ بالمكان إِذا أَقمت به حِیناً. أَبو عمرو: أَحْیَنَتِ الإِبلُ إِذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو یُعْكَم علیها. و فلان یفعل كذا أَحیاناً و فی الأَحایِینِ. و تَحَیَّنْتُ رؤیة فلان أَی تَنَظَّرْتُه. و تَحیَّنَ الوارِشُ إِذا انتظر وقت الأَكل لیدخل. و حَیَّنْتُ الناقة إِذا جعلت لها فی كل یوم و لیلة وقتاً تحلبها فیه. و حَیَّنَ الناقةَ و تَحَیَّنها: حَلَبها مرة فی الیوم و اللیلة، و الاسم الحِینَةُ؛ قال المُخَبَّلُ یصف إِبلًا: إِذا أُفِنَتْ أَرْوَی عِیالَكَ أَفْنُها، و إِن حُیِّنَتْ أَرْبَی علی الوَطْبِ حَینُها. و‌فی حدیث الأَذان: كانوا یَتَحَیَّنُون وقتَ الصلاة‌أَی یطلبون حِینَها. و الحینُ: الوقتُ. و‌فی حدیث الجِمارِ: كنا نَتَحَیَّنُ زوالَ الشمس.و‌فی الحدیث: تَحَیَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة و فی وقت معلوم. الأَصمعی: التَّحْیینُ أَن تحْلُبَ الناقة فی الیوم و اللیلة مرة واحدةً، قال: و التَّوْجِیبُ مثله و هو كلام العرب. و إِبل مُحَیَّنةٌ إِذا كانت لا
لسان العرب، ج‌13، ص: 136
تُحْلَبُ فی الیوم و اللیلة إِلا مرة واحدة، و لا یكون ذلك إِلَّا بعد ما تَشُولُ و تَقِلُّ أَلبانُها. و هو یأْكل الحِینةَ و الحَیْنة أَی المرّة الواحدة فی الیوم و اللیلة، و فی بعض الأُصول أَی وَجْبَةً فی الیوم لأَهل الحجاز، یعنی الفتح. قال ابن بری: فرق أَبو عمرو الزاهد بین الحَیْنةِ و الوجبة فقال: الحَیْنة فی النوق و الوَجْبة فی الناس، و كِلاهما للمرة الواحدة، فالوَجْبة: أَن یأْكل الإِنسان فی الیوم مرة واحدة، و الحَیْنة: أَن تَحْلُبَ الناقة فی الیوم مرة. و الحِینُ: یومُ القیامة. و الحَیْنُ، بالفتح: الهلاك؛ قال: و ما كانَ إِلا الحَیْنُ یومَ لِقائِها، و قَطْعُ جَدیدِ حَبْلِها من حِبالكا. و قد حانَ الرجلُ: هَلَك، و أَحانه الله. و فی المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه. و كل شی‌ء لم یُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. الأَزهری: یقال حانَ یَحِینُ حَیْناً، و حَیَّنَه الله فتَحَیَّنَ. و الحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَین، و الجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة: بِتَبْلٍ غَیْرِ مُطَّلَبٍ لَدَیْها، و لكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِینُ و قول مُلَیح: و حُبُّ لَیْلی و لا تَخْشی مَحُونَتَهُ صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما لیس یُنْتَقَدُ. یكون من الحَیْنِ، و یكون من المِحْنةِ. و حانَ الشی‌ءُ: قَرُبَ. و حانَتِ الصلاةُ: دَنَتْ، و هو من ذلك. و حانَ سنْبُلُ الزرع: یَبِسَ فآنَ حصادُه. و أَحْیَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن یبلغوا ما أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كیفَ تَنام بعدَ ما أَحْیَنَّا. أَی حانَ لنا أَن نَبْلُغَ. و الحانَةُ: الحانُوتُ؛ عن كراع. الجوهری: و الحاناتُ المواضع التی فیها تباع الخمر. و الحانِیَّةُ: الخمر منسوبة إِلی الحانة، و هو حانوتُ الخَمَّارِ، و الحانوتُ معروف، یذكر و یؤنث، و أَصله حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنیث تاء، و الجمع الحَوانیتُ لأَن الرابع منه حرف لین، و إِنما یُرَدُّ الاسمُ الذی جاوز أَربعة أَحرف إِلی الرباعی فی الجمع و التصغیر، إِذا لم یكن الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ و اللین؛ قال ابن بری: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت اللام علی العین فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها و انفتاح ما قبلها فصارت حانُوتٍ، و مثل حانُوت طاغُوتٌ، و أَصله طَغَیُوتٌ، و الله أَعلم.

فصل الخاء المعجمة؛ ج13، ص: 136

خبن؛ ج13، ص: 136

: خَبَنَ الثوبَ و غَیرَه یَخْبِنُه خَبْناً و خِباناً و خُباناً: قلَّصَه بالخیاطة. قال اللیث: خَبَنْتُ الثوبَ خَبْناً إِذا رفعتَ ذُلْذُلَ الثوبِ فخِطْتَه أَرْفَعَ من موضعه كی یتقلص و یَقْصُر كما یفعل بثوب الصبی، قال: و الخُبْنةُ ثیابُ الرجل، و هو ذُلْذُلُ ثوبه المرفوع. یقال: رفع فی خُبْنَتِه شیئاً، و قد خَبَنَ خَبْناً. و الخُبْنةُ: الحُجْزة یتخذها الرجل فی إِزاره لأَنه یُقَلِّصُها. و الخُبْنة: الوعاءُ یجعل فیه الشی‌ء ثم یحمل كذلك أَیضاً، فإِن جعلته أَمامك فهو ثِبانٌ، و إِن حملته علی ظهرك فهو حالٌ. و الخُبْنَةُ: ما تحمله فی حِضْنِك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِذا مَرَّ أَحدُكم بحائطٍ فلْیأْكُلْ منه و لا یتخذْ خُبْنةً؛ قال: الخُبْنةُ و الحُبْكةُ فی الحُجْزَة حُجْزَةِ السَّراویل، و الثُّبْنةُ فی الإِزارِ. و یقال للثوب إِذا
لسان العرب، ج‌13، ص: 137
طال فَثَنَیْتَه: قد خَبَنْته و غبَنْته و كَبَنْته. ابن الأَعرابی: أَخْبَنَ الرجلُ إِذا خَبَأَ فی خُبْنة سَراویلِه مما یلی الصُّلْبَ، و أَثْبَنَ إِذا خَبَأَ فی ثُبْنَتِه مما یلی البَطْنَ، و عَنی بثُبْنَتِه إِزارَه. و‌فی حدیث آخر: من أَصابَ بفِیه من ذی حاجةٍ غیرَ مُتَّخِذٍ خُبْنةَ فلا شی‌ء علیه‌أَی لا یأْخذ منه فی ثوبه. و خَبَنَ الشِّعْرَ یخْبِنه خَبْناً: حذَف ثانیه من غیر أَن یَسْكُنَ له شی‌ء إِذا كان مما یجوز فیه الزحافُ، كحذْف السین من مُسْتَفعِلُن، و الفاء من مَفْعولات، و الأَلف من فاعِلاتن، و كله من الخَبْنِ الذی هو التَّقْلیصُ. قال أَبو إِسحق: إِنما سُمِّیَ مَخْبُوناً لأَنك كأَنك عطَفتَ الجُزْءَ، و إِن شئت أَتممتَ، كما أَنَّ كلَّ ما خَبَنْتَه من ثوبٍ أَمكَنَكَ إِرْسالُه، و إِنما سمی خَبْناً لأَن حَذْفَه مع أَوَّله؛ هذا قول أَبی إِسحق، و قول المُخبَّل أَنشده ابن الأَعرابی: و كانَ لها مِنَ حوْضِ سَیْحانَ فُرْصةٌ، أَراغَ لها نَجْمٌ من القَیْظِ خابنُ. أَی خَبَنَها القیظُ، و فسره ابن الأَعرابی فقال: خابِنٌ خَبَنَ من طول ظِمئها أَی قَصَّر، یقول: اشتَدَّ القیظُ و یَبِسَ البَقْلُ فقَصُر الظِّم‌ءُ. و رجلٌ خُبُنٌّ: مُتقَبِّضٌ ككُبُنٍّ. و خَبَنَ الشی‌ء یَخْبِنُه خَبْناً: أَخفاه. و خَبَنَ الطَّعامَ إِذا غَیَّبَه و استَعَدَّه للشِّدَّة. و الخُبْنُ فی المزادة: ما بین الخَرَبِ «1». و الفَمِ، و هو دون المِسْمَع، و لكل مِسْمَع خُبْنان. و یقال: خَبَنَتْه خَبُونُ مثل شَعَبَتْه شَعُوبُ إِذا مات. و الخُبْنة: موضعٌ. و إِنه لذو خَبَناتٍ و خَنَباتٍ: و هو الذی یَصْلُحُ مرّةً و یَفْسُد أُخری.

خبعثن؛ ج13، ص: 137

: الخُبَعْثِنة: الناقةُ الحَریزة. و تَیسٌ خُبَعْثِنٌ: غلیظ شدید؛ قال: رأَیتُ تَیْساً راقَنی لسَكَنی، ذا مَنْبِتٍ یَرْغَبُ فیه المُقْتَنی، أَهْدَبَ مَعْقودَ القَرَی خُبَعْثِن. و الخُبَعْثِنُ أَیضاً من الرجال: القویُّ الشدید. أَبو عبیدة: الخُبَعْثِنة من الرجال الشدیدُ الخَلْق العظیمه، و قیل: هو العظیم الشدید من الأُسد. الجوهری: الخُبَعْثِنة الضخم الشدید مثل القُذَعْمِلَة؛ و أَنشد أَبو عمرو: خُبَعْثِنُ الخَلْقِ فی أَخلاقه زَعَرٌ و قال أَبو زُبیدٍ الطائیّ فی وصف الأَسد: خُبَعْثِنةٌ فی ساعِدَیهِ تَزایُلٌ، تقولَ وعَی من بعدِ ما قد تكَسَّرا. و قال الفرزدق یصف إِبِلًا: حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثناتٌ، إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمَالا. حُواسات: أَكُولات. یقال: حاسَ یَحُوسَ حَوْساً أَكل، و العَشاء، بفتح العین: الطعام بعینه، أَی هی أَكولاتٌ مستوفیاتٌ لعشائهن، و من روی العِشاء، بكسر العین، فمعنی حُواسات مجتمعات؛ و قال اللیث: الخُبَعْثِنُ من كل شی‌ء التارُّ البَدَنِ، و هذه الترجمة ذكرها الجوهری بعد ترجمة ختن، و كذلك ذكره ابن بری أَیضاً و لم ینتقده علی الجوهری.

ختن؛ ج13، ص: 137

: خَتَنَ الغلامَ و الجاریة یَخْتِنُهما و یَخْتُنهما خَتْناً، و الاسم الخِتانُ و الخِتانةُ، و هو مَخْتون، و قیل: الخَتْن للرجال، و الخَفْضُ للنساء. و الخَتِین: المَخْتُونُ، الذكر و الأُنثی فی ذلك سواء. و الخِتانة: صناعة الخاتن. و الخَتْنُ: فِعْل الخاتن الغُلامَ، و الخِتان ذلك الأَمْرُ كُلُّه و عِلاجُه. و الخِتانُ:
(1). قوله [ما بین الخرب] بالتحریك آخره باء موحدة كما فی المحكم و التكملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 138
موضع الخَتْنِ من الذكر، و موضع القطع من نَواة الجاریة. قال أَبو منصور: هو موضع القطع من الذكر و الأُنثی؛ و منه‌الحدیث المرویُّ: إِذا الْتَقَی الخِتانان فقد وجب الغسلُ، و هما موضع القطع من ذكر الغلام و فرج الجاریة. و یقال لقَطْعهما الإِعْذارُ و الخَفْضُ، و معنی التقائهما غُیُوبُ الحشفة فی فرج المرأَة حتی یصیر خِتانه بحذاء خِتَانِها، و ذلك أَن مدخل الذكر من المرأَة سافل عن خِتانِها لأَن ختانها مستعلٍ، و لیس معناه أَن یَمَاسَّ خِتانُه ختانها؛ هكذا قال الشافعی فی كتابه. و أَصل الخَتْن: القطعُ. و یقال: أُطْحِرَتْ خِتانَتُه إِذا اسْتُقْصِیَتْ فی القَطْعِ، و تسمی الدَّعْوةُ لذلك خِتاناً، و خَتَنُ الرجلِ المُتزوِّجُ بابنته أَو بأُخته؛ قال الأَصمعی: ابن الأَعرابی: الخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل و أَخو امرأَته و كل من كان من قِبَلِ امرأَته، و الجمع أَخْتانٌ، و الأُنثی خَتَنَة. و خاتَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا تَزَوَّجَ إِلیه. و‌فی الحدیث: علیٌّ خَتَنُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی زوجُ ابنته، و الاسم الخُتُونة. التهذیب: الأَحْماءُ من قبل الزوج، و الأَخْتانُ من قبل المرأَة، و الصِّهْرُ یجمعهما. و الخَتَنة: أُمُّ المرأَة و علی هذا الترتیب. غیره: الخَتَنُ كل من كان من قبل المرأَة مثل الأَب و الأَخ، و هم الأَخْتانُ، هكذا عند العرب، و أَما العامَّةُ فخَتَنُ الرجل زوجُ ابنته؛ و أَنشد ابن بری للراجز: و ما عَلَیَّ أَن تكونَ جارِیهْ، حتی إِذا ما بَلَغَتْ ثَمانِیَهْ زَوَّجْتُها عُتْبَةَ أَو مُعاوِیهْ، أَخْتانُ صدقٍ و مُهورٌ عالِیَهْ. و أَبو بكر و عمر، رضی الله عنهما، خَتَنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و‌سئل سعید بن جبیر: أَ یَنْظُر الرجل إِلی شعر خَتَنَتِه؟ فقرأَ هذه الآیة: وَ لٰا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلّٰا لِبُعُولَتِهِنَّ، حتی قرأَ الآیة فقال: لا أَراه فیهم و لا أَراها فیهنَّ، أَراد بخَتَنَتِه أُمَّ امرأَته. و‌روی الأَزهری أَیضاً قال: سئل سعید بن جبیر عن الرجل یری رأْس أُم امرأَته فتلا: لٰا جُنٰاحَ عَلَیْهِنَّ، إِلی آخر الآیة، قال: لا أَراها فیهن.ابن المظفَّر: الخَتَن الصِّهْر. یقال: خاتَنْتُ فلاناً مُخاتَنةً، و هو الرجل المتزوّج فی القوم، قال: و الأَبوانِ أَیضاً خَتَنا ذلك الزوج. و الخَتَنُ: زوجُ فتاة القوم، و من كان من قِبَلِه من رجل أَو امرأَة فهم كلهم أَخْتانٌ لأَهل المرأَة. و أُمّ المرأَة و أَبوها: خَتَنانِ للزوج، الرجلُ خَتَنٌ و المرأَة خَتَنة. قال أَبو منصور: الخُتُونة المُصاهرة و كذلك الخُتون، بغیر هاء؛ و منه قول الشاعر: رأَیتُ خُتونَ العامِ، و العامِ قَبْلَهُ، كحائضةٍ یُزْنی بها غیرَ طاهِر. أَراد رأَیت مصاهرة العام و العام الذی كان قبله كامرأَة حائض زنی بها، و ذلك أَنهما كانا عامَیْ جَدْبٍ، فكان الرجل الهَجِینُ إِذا كثر ماله یَخْطُبُ إِلی الرجل الشریف الحسیب الصریح النسب إِذا قلّ مالُه حَریمتَه فیزوّجه إِیاها لیكفیه مؤونتها فی جدوبة السنة، فیتشرف الهَجِینُ بها لشرف نسبها علی نسبه، و تعیش هی بماله، غیر أَنها تورث أَهلها عاراً كحائضة فُجِرَ بها فجاءها العار من جهتین: إِحداهما أَنها أُتیت حائضاً، و الثانیة أَن الوطءَ كان حراماً و إِن لم تكُن حائضاً. و الخُتونة أَیضاً: تَزَوُّجُ الرجل المرأَةَ؛ و منه قول جریر: و ما اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ من ذی خُتُونةٍ من الناسِ، إِلا مِنكَ أَو من مُحاربِ. قال أَبو منصور: و الخُتُونة تَجْمَعُ المُصاهرةَ بین
لسان العرب، ج‌13، ص: 139
الرجل و المرأَة، فأَهلُ بیتها أَخْتانُ أَهل بیت الزوج و أَهلُ بیتِ الزوج أَخْتانُ المرأَةِ و أَهلِها. ابن شمیل: سمیت المُخاتَنَة مُخاتنةً، و هی المصاهرة، لالتقاء الخِتانَیْنِ منهما. و‌روی عن عُیَیْنة بن حِصْنٍ: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: إِن موسی أَجَرَ نَفْسَه بعِفَّةِ فَرْجِهِ و شِبَعِ بَطْنِه، فقال له خَتَنُه: إِن لك فی غنمی ما جاءت به قالِبَ لَوْنٍ؛ قالِبَ لَوْنٍ: علی غیر أَلوان أُمهاتها، أَراد بالخَتَنِ أَبا المرأَة، و الله أَعلم.

خدن؛ ج13، ص: 139

: الخِدْنُ و الخَدِین: الصدیقُ، و فی المحكم: الصاحبُ المُحدِّثُ، و الجمع أَخْدانٌ و خُدَناء. و الخِدْنُ و الخَدِینُ: الذی یُخَادِنُك فیكون معك فی كل أَمر ظاهر و باطن. و خِدْنُ الجاریة: مُحَدِّثُها، و كانوا فی الجاهلیة لا یمتنعون من خِدْنٍ یُحَدِّثُ الجاریة فجاء الإِسلامُ بهدمه. و المُخادَنة: المُصاحبة، یقال: خادَنْتُ الرجلَ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: إِن احْتاجَ إِلی مَعُونتهم فشَرُّ خلیلٍ و أَلأَمُ خَدِینٍ؛ الخِدْنُ و الخَدِینُ: الصدیق. و الأَخْدَنُ: ذو الأَخْدانِ؛ قال رؤبة: و انْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ. و من ذلك خِدْنُ الجاریة. و فی التنزیل العزیز: مُحْصَنٰاتٍ غَیْرَ مُسٰافِحٰاتٍ وَ لٰا مُتَّخِذٰاتِ أَخْدٰانٍ؛ یعنی أَن یَتِّخِذْنَ أَصدقاء. و رجل خُدَنةٌ: یُخادِنُ الناسَ كثیراً.

خذن؛ ج13، ص: 139

: اللیث: الخُذُنَّتانِ الأُذُنانِ؛ و أَنشد: یا ابْنَ التی خُذُنَّتاها باعُ. قال أَبو منصور: هذا تصحیف، و الصواب الحُذُنَّتان، هكذا روی لنا عن أَبی عبید و غیره، و الخاء وهم.

خذعن؛ ج13، ص: 139

: الخُذْعُونة: القِطْعَةُ من القَرْعة و القِثَّاءةِ أَو الشحم.

خرطن؛ ج13، ص: 139

: الخَراطِینُ: دِیدانٌ طِوالٌ تكون فی طِینِ الأَنهار؛ قال الأَزهری: و لا أَحْسَبُها عربیة محضة، و الله أَعلم.

خزن؛ ج13، ص: 139

: خَزَنَ الشَّی‌ءَ یَخْزُنه خَزْناً و اخْتَزَنه: أَحْرَزه و جعله فی خِزانة و اختزنه لنفسه. و الخِزانةُ: اسم الموضع الذی یُخْزَن فیه الشی‌ء. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ مِنْ شَیْ‌ءٍ إِلّٰا عِنْدَنٰا خَزٰائِنُهُ. و الخِزانةُ: عَملُ الخازِن. و المَخْزَن، بفتح الزای: ما یُخْزَن فیه الشی‌ء. و الخِزانةُ: واحدة الخَزائن. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِی خَزٰائِنُ اللّٰهِ؛ قال ابن الأَنباری: معناه غُیوب علم الله التی لا یعلمها إِلا الله، و قیل للغُیوب خَزائنُ لغموضها علی الناس و استتارها عنهم. و خَزَن المالَ إِذا غیَّبه. و‌قال سفیان بن عیینة: إِنما آیاتُ القرآن خزائن، فإِذا دخلتَ خزانةً فاجتهد أَن لا تخرج منها حتی تعرف ما فیها، قال: شبَّه الآیة من القرآن بالوعاء الذی یجمع فیه المال المخزون، و سمی الوعاء خزانة لأَنه من سبب المخزون فیه. و خِزانة الإِنسان: قلبه. و خازِنه و خَزّانه: لسانه، كلاهما علی المثل. و‌قال لقمان لابنه: إِذا كان خازِنك حفیظاً و خِزانتك أَمینةً رَشدْتَ فی أَمرَیْكَ دنیاك و آخرتك، یعنی اللسان و القلب؛ و قال: إِذا المَرْءُ لم یَخْزُنْ علیه لسانُه، فلیس علی شی‌ءٍ سِواه بخازِنِ. و خَزَنتُ السِّرَّ و اختزَنْتُه: كتَمْتُه. و خَزِنَ اللحمُ، بالكسر، یَخْزَنُ و خَزَنَ یَخْزُن خَزْناً و خُزوناً و خَزُنَ، فهو خَزینٌ: تغیر و أَنتن مثل خَنِزَ مقلوب منه؛ قالَ طرفة:
لسان العرب، ج‌13، ص: 140
ثُمَّ لا یَحْزَنُ فینا لَحْمُها، إِنما یَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِر. و عمَّ بعضهم به تغیر الطعام كله. و قال أَبو حنیفة: الخَزَّانُ الرُّطَب تسْوَدُّ أَجوافه من آفة تصیبه، اسم كالجَبّان و القَذّاف، واحدته خَزّانة. و اختَزَنتُ الطریقَ و اخْتَصرْتُه، و أَخذنا مخازِنَ الطریق و مَخاصِرَها أَی أَخذنا أَقرَبها.

خسن؛ ج13، ص: 140

: أَهمله اللیث، و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی: أَخسَنَ الرجلُ: إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ، نعوذ بالله من ذلك.

خشن؛ ج13، ص: 140

: الخَشِنُ و الأَخشَنُ: الأَحرشُ من كل شی‌ء؛ قال: و الحجرَ الأَخْشَن و الثِّنایه. و جمعه خِشانٌ و الأُنثی خَشِنة و خَشْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابی یعنی جُلَّة التمر: و قد‌لَفَّفا خَشْناءَ لیْسَتْ بوَخشةٍ، تُوارِی سماءَ البیتِ، مُشْرِفةَ القُتْرِ. خَشُنَ خُشْنةً و خَشانة و خُشونة و مَخْشَنة، فهو خَشِنَ أَخشَن، و المُخاشنة فی الكلام و نحوه. و رجل أَخشن: خَشِن. و الخُشونة: ضد اللین، و قد خَشُن، بالضم، فهو خَشِن. و اخشَوْشنَ الشی‌ءُ: اشتَدَّت خُشونتُه، و هو للمبالغة كقولهم أَعشَبت الأَرضُ و اعْشَوْشَبتْ، و الجمع خُشْنٌ؛ قال الراجز: تعَلَّمَنْ یا زَیْدُ، یا ابنَ زَینِ، لأُكْلَةٌ من أَقِطٍ و سَمْنِ، و شَرْبتان من عكِیِّ الضَّأْنِ، أَلْیَنُ مَسّاً فی حَوایا البَطْنِ. من یَثْرَبِیّاتٍ قِذاذٍ خُشْنٍ، یَرْمی بها أَرْمی من ابنِ تِقْنِ. یعنی به الجُدُد. و‌فی الحدیث: أُخَیْشِنُ فی ذات الله؛ هو تصغیر الأَخشَنِ للخَشِن. و تخَشَّنَ و اخشَوْشَن الرجلُ: لبس الخَشِن و تعوّده أَو أَكله أَو تكلم به أَو عاش عَیشاً خَشِناً، و قال قولًا فیه خُشونة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: اخشَوْشنوا، فی إِحدی روایاته، و‌فی حدیث الآخر أَنه قال لابن عباس: نِشْنِشة من أَخشَن‌أَی حجرٌ من جبَل، و الجبال توصف بالخُشونة. و‌فی حدیث ظَبْیان: ذَنِّبوا خِشانَه؛ الخِشانُ: ما خَشُن من الأَرض، و معنی خَشُن دون معنی اخْشَوْشَنَ لما فیه من تكریر العین و زیادة الواو، و كذلك كل ما كان من هذا كاعشَوْشَبَ و نحوه. و استَخْشَنه: وجده خَشِناً، و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، یذكر العلماء الأَتقیاء: و استَلانوا ما اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون.و خاشَنَه: خَشُن علیه، یكون فی القول و العمل. و فلان خَشِن الجانب أَی صَعْب لا یُطاق. و إِنه لذو خُشْنةٍ و خُشونة و مَخْشَنة إِذا كان خَشِن الجانب. و فی الثوب و غیره خُشونة، و مُلاءَة خشْناء: فیها خُشونة إِما من الجِدَّة، و إِما من العمل. و الخَشْناء: الأَرض الغلیظة. و أَرض خَشْناء: فیها حجارة و رمل كخَشّاء. و كَتیبة خَشْناء: كثیرة السلاح. و‌فی حدیث الخروج إِلی أُحُد: فإِذا بكَتیبة خَشْناء‌أَی كثیرة السلاح خَشِنته، و معشَر خُشْنٌ، و یجوز تحریكه فی الشعر؛ و أَنشد ابن بری: إِذاً لَقامَ بنَصْری مَعْشَرٌ خُشُنٌ، عندَ الحفیظةِ، إِنْ ذو لُوثةٍ لانا. قال: هو مثل فَطِنٍ و فُطُن؛ قال قیس بن عاصم فی فُطُنٍ: لا یَفْطِنُون لَعَیْبِ جارِهِم، و هُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 141
و خاشَنْتُه: خلاف لایَنْته. و خَشَّنْت صدرَه تَخْشیناً: أَوْغَرْتُ؛ قال عنترة: لعَمری لقد أَعْذَرْت لو تَعْذُریننی، و خَشَّنْتُ صَدْراً جَیْبُه لك ناصِحُ. و الخُشْنة: الخُشونة؛ قال حكیم بن مُصعَب: تشَكَّی إِلیَّ الكلبُ خُشْنةَ عَیْشِه، و بی مثلُ ما بالكلب أَوْ بِیَ أَكثر. و قال شمر: اخْشَوْشَنَ علیه صدْرُه و خَشُن علیه صدْرُه إِذا وَجَد علیه. و الخَشْناء و الخُشَیْناء: بقلة خضراء ورقها قصیر مثل الرَّمْرام، غیر أَنها أَشد اجتماعاً، و لها حبٌّ تكون فی الرَّوْض و القِیعان، سمیت بذلك لخُشونتها؛ و قال أَبو حنیفة: الخُشَیناء بقلة تَنفَرش علی الأَرض، خَشْناء فی المَسِّ لینة فی الفم، لها تَلزُّج كتَلزُّج الرِّجْلة، و نَوْرتها صفراء كنَوْرة المُرّة، و تؤكل و هی مع ذلك مرعی. و خُشَیْنة: بطن من بطون العرب، و النسبة إِلیهم خُشَنیٌّ. و بنو خَشْناء و خُشَین: حَیّان، و قد سَمَّوْا أَخْشَنَ و مُخاشِناً و خُشَیْناً و خَشِناً. و أَخْشَنُ: جبل. و روی ابن الأَعرابی هذا المثل: شِنْشِنة أَعرفها من أَخْشَنَ، و فسره بأَنه اسم جبل، قال: و من قال … أَعرفها من أَخْزَم، فهو اسم رجل.

خصن؛ ج13، ص: 141

: ابن الأَعرابی: من أَسماء الفأْس الخَصِینُ و الحَدَثانُ و المِكْشاح. ابن سیدة: الخَصِینُ فأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ واحد، تذكر و تؤنث، و الجمع أَخْصُنٌ، و ثلاثُ أَخْصُنٍ لتأْنیثه، و هو النَّاجَخُ «2». أَیضاً؛ قال إِمرؤ القیس: یَقْطَعُ الغافَ بالخَصِینِ و یُشْلی، قد عَلِمْنا بمَنْ یُدِیر الرَّبابا.

خضن؛ ج13، ص: 141

: خاضَنَ المرأَةَ خِضَاناً و مُخاضَنةً: غازَلها. و المُخاضَنَةُ: التَّرامی بقول الفُحْشِ. و المُخاضَنَةُ: المُغازَلة؛ قال الطِّرِمَّاحُ: و أَلقتْ إِلیَّ القولَ منهنَّ زَوْلَةٌ، تُخاضِنُ أَو تَرْنُو لقَوْلِ المُخاضِنِ «3». و أَنشد ابن بری: و بَیْضاءَ مِثْل الرِّیم، لو شِئْتُ قد صَبَتْ إِلیَّ، و فیها للمُخاضِنِ مَلْعَبُ الأَصمعی و غیره: یقال خَضَنْت الهدیةَ و المعروفَ إِذا صَرَفها، و كذلك إِذا خَبَنها، اللحیانی: ما خُضِنَتْ عنه المُروءَةُ إِلی غیره أَی ما صُرِفَتْ. و یقال: خَضنَه و خَبَنَه إِذا كَفَّه؛ قال رؤبة: تَعتَزُّ أَعْناقَ الصِّعابِ اللُّجَّنِ من الأَوابی بالرِّیاضِ المِخْضَنِ. اللُّجَّنُ: جمع اللَّجُونِ «4». و هو الذی لا یَحْرُن و لا یَبْرَحُ مكانه و إِن ضُرب، من الأَوابی: صلة للصعاب، و المِخْضَنُ: المُذِلُّ. یقال: خَضَنَه خَضْناً إِذا أَذله. ابن الأَعرابی: المِخْضَن الذی یُذَلِّلُ الدوابَّ.

خفن؛ ج13، ص: 141

: اللیث: الخَفَّانُ رِئالُ النَّعامِ، الواحدة خَفَّانَة، و هو فَرْخُها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحیف، و الذی أَراد اللیث: الحَفَّان، بالحاء، و هی رِئالُ النَّعام، و قد ذكرناه فی حرف الفاء، قال: و الخاء فیه خطأ. قال أَبو منصور: و خَفَّانُ مأْسدة بین الثِّنْی و عُذَیْبٍ، فیه غِیاضٌ و نُزُوزٌ، و هو معروف.
(2). قوله [و هو الناجخ] كذا بالتهذیب و التكملة كهاجر و لم نرها فی مادتها (3). قوله [و أَلقت إِلیّ القول منهن] كذا فی الصحاح، و قال الصاغانی الروایة: و أَدّت إِلیّ القول عنهن إِلخ (4). قوله [اللجن جمع اللجون إِلخ] عبارة التكملة: اللجن البطاء
لسان العرب، ج‌13، ص: 142
ابن الأَعرابی: الخَفْنُ اسْتِرخاء البَطْن، قال أَبو منصور: هو حرف غریب لم أَسمعه لغیره، اللیث: الخَیْفانُ الجَراد أَوَّلَ ما یطیر، جَرادةٌ خَیْفانة، و كذلك الناقة السریعة. قال أَبو منصور: جعل خَیْفاناً فَیْعالًا من الخَفْنِ، و لیس كذلك، إِنما الخَیْفان من الجراد الذی صار فیه خُطوطٌ مختلفة، و أَصله من الأَخْیَفِ، و النُّون فی خَیْفان نون فَعْلان، و الیاء أَصلیة. و خَفَیْنَنٌ: اسم موضع قریب من یَنْبُعَ بینها و بین المدینة؛ قال كثیِّر: فقد فُتْنَنی لمَّا وردنَ خَفَیْنَناً، و هُنَّ علی ماء الخُراضَةِ أَبعدُ.

خقن؛ ج13، ص: 142

: خاقانُ: اسم لكل ملك من ملوك الترك. و خَقَّنُوه علی أَنفسهم: رأَّسوهُ. اللیث: خَاقانُ اسم یسمی به من یُخَقِّنُه التركُ علی أَنفسهم؛ قال أَبو منصور: و لیس من العربیة فی شی‌ء.

خمن؛ ج13، ص: 142

: خَمَنَ الشی‌ءَ یَخْمِنه خَمْناً و خَمَنَ یَخْمُنُ خَمْناً: قال فیه بالحَدْسِ و التخمینِ أَی بالوهم و الظن؛ قال ابن درید: أَحْسِبه مولَّداً. و التَّخْمِینُ: القولُ بالحَدْسِ. قال أَبو حاتم: هذه كلمة أَصلها فارسیة عرّبت، و أَصلها من قولهم خُمَاناً علی الظَّنِّ «1». و الحَدْسِ. و خَمَّانُ الناسِ: خُشارَتُهم. و خَمَّانُ المَتاعِ: ردیئة. و الخَمَّانُ من الرُّمْح: الضعیف. و رمح خَمَّانٌ: ضعیف. و قَناة خَمَّانة كذلك. و هو خامِنُ الذكر: كقولك خامِلُ الذِّكْرِ، علی البدل؛ و أَنشد: أَتانی، و دُونی من عَتَادی مَعاقِلٌ، وعیدُ مَلِیكٍ ذِكْرُه غیرُ خامِنِ. فَعَلَّ أَبا قابُوسَ یَمْلِكُ غَرْبَهُ، و یَرْدَعُه عِلْمٌ بما فی الكَنَائِنِ. و یروی: … عِلْماً …، قال: و الرفع أَحسن و أَجود.

خنن؛ ج13، ص: 142

: الخَنِینُ من بكاء النساء: دون الانْتِحابِ، و قیل: هو تَرَدُّد البكاء حتی یصیر فی الصوت غُنَّةٌ، و قیل: هو رفع الصوت بالبكاء، و قیل: هو صوت یخرج من الأَنف، خَنَّ یَخِنُّ خَنِیناً، و هو بكاء المرأَةُ تَخِنُّ فی بكائها. و‌فی حدیث علیّ: أَنه قال لابنه الحَسَن، رضی الله عنهما: إِنك تَخِنُّ خَنِینَ الجاریة؛ قال شمر: خَنَّ خَنِیناً فی البكاء إِذا رَدَّد البكاء فی الخَیاشیم، و الخَنینُ یكون من الضحك الخافی أَیضاً. الجوهری: الخَنِینُ كالبكاء فی الأَنف و الضحك فی الأَنف؛ قال ابن بری: و من الخَنینِ كالبكاء فی الأَنف قولُ مُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَدیّ: بكی جَزَعاً من أَن یموت، و أَجْهَشَتْ إِلیه الجِرِشَّی، و ارمَعَلَّ خَنِینُها. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُسْمَع خَنینُه فی الصلاة؛ الخَنِینُ: ضرب من البكاء دون الانتحاب، و أَصلُ الخَنِین خروجُ الصوت من الأَنف كالحَنین من الفم. و‌فی حدیث أَنس: فَغَطَّی أَصحابُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، وجُوهَهم لهم خَنِینٌ.و‌فی حدیث خالد: فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا یبكون.و‌فی حدیث فاطمة، رضوان الله علیها: قام بالباب له خَنِینٌ.و الخَنِینُ: الضحك إِذا أَظهره الإِنسان فخرج خافیاً، و الفعل كالفعل، خَنَّ یَخِنُّ خَنِیناً، فإذا أَخرج صوتاً رقیقاً فهو الرَّنینُ، فإِذا أَخفاه فهو الهَنینُ، و قیل: الهَنِینُ مثل الأَنِینِ، یُقال: أَنَّ و هَنَّ بمعنی واحد. قال ابن سیدة: و الخَنَنُ و الخُنَّةُ و المَخَنَّة كالغُنَّةِ، و قیل: هو فوق الغُنَّة و أَقبح منها، قال
(1). قوله [من قولهم خمانا علی الظن إِلخ] هی عبارة التكملة بهذا الضبط
لسان العرب، ج‌13، ص: 143
المُبَرَّدُ: الغُنَّة أَن یُشْرَبَ الحرفُ صوت الخَیْشوم، و الخُنَّة أَشدُّ منها. التهذیب: الخُنَّة ضرب من الغنة، كأَنَّ الكلام یرجع إلی الخیاشیم، یقال: امرأَة خَنَّاء و غَنَّاء و فیها مَخَنَّةٌ. و رجل أَخَنُّ أَی أَغَنُّ مسدودُ الخیاشیم، و قیل: هو الساقط الخَیاشیم، و الأُنثی خَنَّاء، و قد خَنَّ، و الجمع خُنٌّ؛ قال دَهْلَبُ بن قُرَیْعٍ: جاریة لیستْ من الوَخْشَنِّ، و لا من السُّودِ القِصارِ الخُنِّ. ابن الأَعرابی: النَّشِیجُ من الفم، و الخَنِینُ من الأَنف، و كذلك النَّخِیر، و قال الفَصِیحُ من أَعراب بنی كلاب: الخَنین سُدَدٌ فی الخَیاشیم، و الخُنانُ منه. و قد خَنْخَن إذا أَخرج الكلام من أَنفه. و الخُنانُ: داء یأْخذ فی الأَنف. و الخَنْخَنة: أَن لا یبین الكلام فیُخَنْخِن فی خَیاشیمه؛ و أَنشد: خَنْخَنَ لی فی قوله ساعةً، فقال لی شیئاً و لم أَسْمَعِ. ابن الأَعرابی: الرُّبّاحُ القِردُ، و هو الحَوْدَلُ، و یقال لصوته الخَنْخَنةُ، و لضحكه القَحْقَحةُ. و الخُنَنةُ: الثورُ المُسِنُّ الضَّخم. و الخُنَانُ فی الإِبل: كالزُّكام فی الناس. یقال: خُنَّ البعیر، فهو مَخْنُون. و زمن الخُنَانِ: زمن ماتت فیه الإِبل؛ عنه؛ و قال ابن درید: هو زمن معروف عند العرب قد ذكروه فی أَشعارهم، قال: و لم نسمع فیه من علمائنا تفسیراً شافیاً، قال: و الأَوَّل أَصح؛ قال النابغة الجعدی فی الخُنَانِ للإِبل: فمن یَحْرِصْ علی كِبَری، فإِنی من الشُّبّانِ أَیّامَ الخُنانِ. قال الأَصمعی: كان الخُنَانُ داءً یأْخذ الإِبلَ فی مناخرها و تموت منه فصار ذلك تاریخاً لهم، قال و الخُنانُ داءٌ یأْخذ الناس، و قیل: هو داءٌ یأْخذ فی الأَنف. ابن سیدة: و الخُنانُ داءٌ یأخذ الطیر فی حُلُوقها. یقال: طائر مَخْنُون، و هو أَیضاً داءٌ یأْخذ العین؛ قال جریر: و أَشْفِی من تَخَلُّج كلِّ داءٍ، و أَكْوی الناظِرَیْنِ من الخُنانِ. و المَخَنَّةُ: الأَنف. التهذیب: قال بعضهم خَنَنْتُ الجِذْعَ بالفأْس خَنّاً إذا قطعته. قال أَبو منصور: و هذا حرف مُریبٌ، قال: و صوابه عندی و جثَثْتُ العودَ جَثًّا، فأَما خَنَنْتُ بمعنی قطعت فما سمعته. اللحیانی: رجل مَجْنُون مَخْنُونٌ مَحْنُونٌ، و قد أَجَنَّه اللهُ و أَحَنَّه و أَخنَّه بمعنی واحد. أَبو عمرو: الخِنُّ السفینة الفارغة. و وَطِئَ مِخَنَّتَهم و مَخَنَّتَهم أَی حریمهم. و المِخَنُّ: الرجلُ الطویل، و الصحیح المَخْنُ، و هو مذكور فی موضعه؛ و أَنشد الأَزهری: لما رَآهُ جَسْرَباً مِخَنَّا أَقْصَرَ عن حَسْناءَ و ارْثَعَنَّا. أَی استَرْخَی عنها. قال: و یقال للطویل مَخْنٌ، بفتح المیم و جزم الخاء. و فلان مَخَنَّة لفلان أَی مأْكَلة. و مَخَنَّةُ القوم: حریمهم. و خَنَنْتُ الجُلَّة إذا استخرجتَ منها شیئاً بعد شی‌ءٍ. التهذیب: المَخَنَّة وسط الدار، و المَخَنَّة الفِناءُ، و المَخَنَّةُ الحرم، و المَخَنَّة مَضِیقُ الوادی، و المَخَنَّةُ مَصَبُّ الماء من التَّلْعَةِ إلی الوادی، و المَخَنَّةُ فُوَّهَةُ الطریق، و المَخَنَّة المَحجَّة البینة، و المَخَنَّة طَرَفُ الأَنف، قال: و‌روی الشَّعْبی أَن الناس لما قدموا البصرة قال بنو تمیم لعائشة: هل لك فی الأَحْنَفِ؟ قالت: لا،
لسان العرب، ج‌13، ص: 144
و لكن كونوا علی مَخَنَّتِه أَی طریقته، و ذلك أَن الأَحْنَف تكلم فیها بكلمات، و قال أَبیاتاً یلومها فیها فی وقعة الجمل؛ منها: فلو كانتِ الأَكْنانُ دُونَكِ، لم یَجِدْ عَلیكِ مَقَالًا ذو أَداةٍ یَقُولُها. فبلغها كلامُه و شِعْرُه فقالت: أَ لِی كان یَسْتَجِمُّ مَثابَةَ سَفَهِه؟ و ما للأَحْنفِ و العربیة، و إنما هم عُلُوجٌ لآلِ عُبَیْدِ الله سَكنوا الرِّیفَ، إلی الله أَشكو عقوقَ أَبنائی؛ ثم قالت: بُنَیَّ اتَّعِظْ، إنَّ المَواعِظَ سَهْلةٌ، و یُوشِكُ أَن تَكْتانَ وَعْراً سَبیلُها. و لا تَنْسَینْ فی اللهِ حَقَّ أُمُومَتی، فإِنك أَوْلی الناسِ أَن لا تَقُولُها و لا تَنْطِقَنْ فی أُمَّةٍ لیَ بالخَنا حَنِیفیَّة، قد كان بَعْلی رَسْولُها.

خون؛ ج13، ص: 144

: المَخانَةُ: خَوْنُ النُّصْحِ و خَوْنُ الوُدِّ، و الخَوْنُ علی محن شَتَّی «2». و‌فی الحدیث: المُؤْمِنُ یُطْبَع علی كلِّ خُلُقٍ إلا الخِیانَةَ و الكَذِب.ابن سیدة: الخَوْنُ أَن یُؤْتَمن الإِنسانُ فلا یَنْصَحَ، خانه یَخُونُه خَوْناً و خِیانةً و خانَةً و مَخانَةً؛ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، و قد تمثلت ببیت لبید بن ربیعة: یتَحَدَّثونَ مَخانَةً و مَلاذَةً، و یُعابُ قائلُهم، و إن لم یَشْغَبِ. المَخانة: مصدر من الخیانة، و المیم زائدة، و قد ذكره أَبو موسی فی الجیم من المُجُونِ، فتكون المیم أَصلیة، و خانَهُ و اخْتانه. و فی التنزیل العزیز: عَلِمَ اللّٰهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتٰانُونَ أَنْفُسَكُمْ؛ أَی بعضُكم بعضاً. و رجل خائنٌ و خائنة أَیضاً، و الهاء للمبالغة، مثل عَلَّامة و نَسّابة؛ و أَنشد أَبو عبید للكلابی یخاطب قُرَیْناً أَخا عُمَیْرٍ الحَنَفِیِّ، و كان له عنده دم: أَ قُرَیْنُ، إنك لو رأَیْتَ فَوارِسِی نَعَماً یَبِتْنَ إِلی جَوانِبِ صَلْقَعِ «3» حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، و لم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ. و خَؤُونٌ و خَوَّانٌ، و الجمع خانةٌ و خَوَنةٌ؛ الأَخیرة شاذة؛ قال ابن سیدة: و لم یأْت شی‌ء من هذا فی الیاء، أَعنی لم یجئ مثل سائر و سَیَرة، قال: و إِنما شذ من هذا ما عینه واو لا یاء. و قومٌ خَوَنةٌ كما قالوا حَوَكَة، و قد تقدم ذكر وجه ثبوت الواو، و خُوَّانٌ، و قد خانه العَهْدَ و الأَمانةَ؛ قال: فقالَ مُجِیباً: و الذی حَجَّ حاتِمٌ أَخُونُكَ عهداً، إِننی غَیرُ خَوَّانِ و خَوَّنَ الرجلَ: نَسَبه إِلی الخَوْنِ. و‌فی الحدیث: نهی أَن یَطْرُق الرجلُ أَهلَه لیلًا لئلا یَتَخَوَّنهم‌أَی یَطْلُبَ خِیانتَهم و عَثَراتِهم و یَتَّهِمَهُمْ. و خانه سیفُه: نَبا، كقوله: السیفُ أَخوك و ربما خانَكَ. و خانه الدَّهْرُ: غَیَّرَ حالَه من اللِّین إِلی الشدة؛ قال الأَعشی: و خانَ الزمانُ أَبا مالِكٍ، و أَیُّ امرئٍ لم یخُنْه الزّمَنْ؟ و كذلك تَخَوَّنه. التهذیب: خانه الدهرُ و النعیمُ خَوْناً، و هو تغیر حاله إِلی شرٍّ منها، و إذا نَبا سیفُك عن الضَّریبة فقد خانك. و سئل بعضهم عن السیف فقال: أَخوك و ربما خانك. و كلُّ ما غیَّرك عن حالك فقد تَخَوَّنَك؛ و أَنشد لذی الرمة:
(2). قوله [علی محن شتی] كذا بالأَصل بالتهذیب (3). قوله [صلقع] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌13، ص: 145
لا یَرْفَعُ الطَّرْفَ، إلا ما تَخَوَّنَهُ دَاعٍ، یُنادِیهِ باسمِ الماء، مَبْغُومُ قال أَبو منصور: لیس معنی قوله … إلا ما تَخَوَّنه حجةً لما احتج له، إنما معناه إلا ما تَعَهَّده، قال: كذا روی أَبو عبید عن الأَصمعی أَنه قال: التَّخَوُّنُ التعهد، و إنما وصفَ وَلَدَ ظَبْیةٍ أَوْدَعتْه خَمراً، و هی تَرْتَع بالقُرْب منه، و تتعهده بالنظر إلیه، و تُؤنسه ببُغامِها، و قوله باسم الماء، الماءُ حكایة دعائها إیاه، و قال داع ینادیه فذكَّره لأَنه ذهب به إلی الصوت و النداء. و تَخَوَّنه و خَوَّنه و خَوَّن منه: نقَصه. یقال: تَخَوَّننی فلانٌ حقی إذا تنَقَّصَك؛ قال ذو الرمة: لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تخَوَّنَها مَرّاً سَحابٌ، و مَرّاً بارِحٌ تَرِبُ و قال لبید یصف ناقة: عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَی، تَخَوَّنَها نُزولی و ارْتِحالی. أَی تنَقَّص لحمَها و شَحْمَها. و الرُّدَافَی: جمعُ رَدِیفٍ، قال و مثله لعبْدَةَ بن الطَّبیب: عن قانِئٍ لم تُخَوِّنْه الأَحالیلُ و فی قصید كعب بن زهیر: لم تُخَوِّنْه الأَحالیلُ و خَوَّنه و تخَوَّنه: تعَهَّدَه. یقال: الحُمَّی تخَوَّنُه أَی تعَهَّدُه؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: لا یَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه. یقول: الغزال ناعِسٌ لا یرفع طرفه إلا أَن تجی‌ءَ أُمه و هی المتعهدة له. و یقال: إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له. و الخَوَّانُ: من أَسماء الأَسد. و یقال: تخَوَّنته الدُّهورُ و تخَوَّفَتْه أَی تنَقَّصَتْه. و التَّخوُّن له معنیان: أَحدهما التَّنقُّصُ، و الآخر التَّعُهُّدُ، و من جعله تَعَهُّداً جعل النون مبدلة من اللام، یقال: تخَوَّنه و تخَوَّله بمعنی واحد. و الخَوْنُ: فَتْرة فی النظر، یقال للأَسد خائنُ العین، من ذلك، و به سمی الأَسد خَوَّاناً. و خائِنةُ الأَعْیُنِ: ما تُسارِقُ من النظر إِلی ما لا یَحِلُّ. و فی التنزیل العزیز: یَعْلَمُ خٰائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ مٰا تُخْفِی الصُّدُورُ؛ و قال ثعلب: معناه أَن ینظر نظرةً بریبة و هو نحو ذلك، و قیل: أَراد یعلم خیانةَ الأَعین، فأَخرج المصدر علی فاعلة كقوله تعالی: لٰا تَسْمَعُ فِیهٰا لٰاغِیَةً؛ أَی لَغْواً، و مثله: سمعتُ راغِیَةَ الإِبل و ثاغِیَةَ الشاءِ أَی رُغاءها و ثُغاءها، و كل ذلك من كلام العرب، و معنی الآیة أَن الناظر إذا نظر إلی ما لا یحل له النظر إلیه نظر خیانةٍ یُسِرُّها مسارقة علمها الله، لأَنه إذا نظر أَول نظرة غیر متعمد خیانة غیرُ آثم و لا خائن، فإِن أَعاد النظر و نیتُه الخیانة فهو خائن النظر. و‌فی الحدیث: ما كان لنبیٍّ أَن تكونَ له خائنةُ الأَعْیُن‌أَی یضمر فی نفسه غیرَ ما یظهره، فإِذا كف لسانه و أَومأَ بعینه فقد خان، و إذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العین سمیت خائِنَةَ العین، و هو من قوله عز و جل: یَعْلَمُ خٰائِنَةَ الْأَعْیُنِ؛ أَی ما یَخُونون فیه من مُسارقة النظر إلی ما لا یحل. و الخائِنةُ: بمعنی الخیانة، و هی من المصادر التی جاءت علی لفظ الفاعلة كالعاقبة. و‌فی الحدیث: أَنه رَدَّ شهادَةَ الخائن و الخائنة؛ قال أَبو عبید: لا نراه خَصَّ به الخِیانةَ فی أَمانات الناس دون ما افترض الله علی عباده و أْتمنهم علیه، فإِنه قد سمی ذلك أَمانة فقال: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تَخُونُوا اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَمٰانٰاتِكُمْ؛ فمن ضَیَّع شیئاً مما أَمر الله به أَو رَكِبَ شیئاً مما نَهی عنه فلیس ینبغی أَن یكون عدلًا.
لسان العرب، ج‌13، ص: 146
و الخُوانُ و الخِوَانُ: الذی یُؤْكل علیه، مُعَرَّبٌ، و الجمع أَخْوِنة فی القلیل، و فی الكثیر خُونٌ. قال عدِیٌّ: لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ و زَمیر؛ قال سیبویه: لم یحركوا الواو كراهة الضمة قبلها و الضمة فیها. و الإِخْوَانُ: كالخِوانِ. قال ابن بری: و نظیرُ خُوَانٍ و خُونٍ بِوانٌ و بُونٌ، و لا ثالث لهما، قال: و أَما عَوَانٌ و عُونٌ فإِنه مفتوح الأَول، و قد قیل بُوانٌ، بضم الباء. و قد ذكر ابن بری فی ترجمة بون أَن مثلهما إِوَانٌ و أُوانٌ، و لم یذكر هذا القول هاهنا. اللیث: الخِوَان المائدة، مُعرَّبة. و‌فی حدیث الدابة: حتی إِن أَهلَ الخِوَانِ لیجتمعون فیقول هذا یا مؤْمن و هذا یا كافر، و جاءَ فی روایة: الإِخوان، بهمزة، و هی لغة فیه. و قوله‌فی حدیث أَبی سعید: فإِذا أَنا بأَخاوِینَ علیها لُحومٌ منتنة، هی جمع خِوَانٍ و هو ما یوضع علیه الطعامُ عند الأَكل؛ و بالإِخوَانِ فسِّر قول الشاعر: و مَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارَها، و مَوْضِع إِخوانٍ إِلی جَنْبِ إِخوانِ. عن أَبی عبید. و الخَوَّانةُ: الاسْتُ. و العرب تسمی ربیعاً الأَوَّلَ: خَوَّاناً و خُوَّاناً؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و فی النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا بأَنَّه فی أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَی البَحْرِ «1». قال ابن سیدة: و جمعه أَخْوِنة، قال: و لا أَدری كیف هذا. و خَیْوَانُ: بلد بالیمن لیس فَعْلانَ لأَنه لیس فی الكلام اسم عینه یاء و لامه واو، و ترك صرفه لأَنه اسم للبقعة؛ قال ابن سیدة: هذا تعلیل الفارسی، فأَما رجاءُ بنُ حَیْوَة فقد یكون مقلوباً عن حیَّةٍ فیمن جعل حَیَّةً من ح و ی، و هو رأْی أَبی حاتم، و یُعَضِّدُه رجل حَوَّاء و حاوٍ للذی عَمَلُه جمع الحَیّاتِ، و كذلك یُعَضِّدُه أَرض مَحْواة، فأَما مَحْیاةٌ فی هذا المعنی فمُعاقِبَةٌ إِیثاراً للیاء، أَو مقلوب عن مَحْوَاة، فلما نقلت حَیَّةُ إلی العلمیة خُصَّت العلمیة بإخراجها علی الأَصل بعد القلب، و سَهَّلَ ذلك لهم القلبُ، إذْ لو أَعَلُّوا بعد القلب، و القَلْبُ علةٌ، لتوالی الإِعْلالانِ. و قد قیل عن الفارسی: إِن حَیَّة من ح ی ی، و إِن حَوَّاءَ من باب لَأْآءٍ، و قد یكون حَیْوَة فَیْعِلَة من حَوَی یَحْوِی حَیْوِیَةً، ثم قلبت الواو یاء للكسرة فاجتمعت ثلاث یاءات، و مثله حَیْیِیَة فحذفت الیاء الأَخیرة فبقی حَیَّة، ثم أُخرجت علی الأَصل فقیل حَیْوَة، فإذا كان حَیْوَةُ مُتَوَجِّهاً علی هذین القولین فقد تَأَدَّی ضمانُ الفارسی أَنه لیس فی الكلام شی‌ء عینه یاء و لامه واو البتة. و الخَانُ: الحانُوتُ أَو صاحب الحانوتِ، فارسی معرّب، و قیل: الخانُ الذی للتِّجارِ.

فصل الدال المهملة؛ ج13، ص: 146

دبن؛ ج13، ص: 146

: الدِّبْنُ: حَظِیرة من قَصَب تعمل للغَنَم، فإِن كانت من خشب فهی زَرْب، و إِن كانت من حِجارة فهی صِیرَة، و كلٌّ مذكور فی موضعه. و‌فی حدیث جُندب بن عامر: أَنه كان یصلی فی الدِّبْن، و الدِّبْن فارسیّ معرَّب. ابن الأَعرابی: الدُّبْنة اللُّقْمة الكبیرة، و هی الدُّبْلة أَیضاً، قال ابن بری: و قول ابن أَحمر: خَلُّوا طَرِیقَ الدَّیْدَبُونِ، فَقَد فات الصِّبا، و تَفَاوت البُجر دَیْدَبُون فَیْعَلُول، الیاء زائِدة، قال: و هذا
(1). قوله: بأنه؛ هكذا فی الأَصل، دون إشباع حركة الضمیر‌لسان العرب، ج‌13، ص: 147‌فی الرباعی مثلُ كَوْكب و دَیْدَن و سَیْسَبان و قَیْقَبَان، قال: و مثل الأَول الزَّیْزَفُون، وزنه فَیْعَلول، و الیاء زائدة، و الدَّیْدَبُون: اللهو. و یقال: الدَّیدَبُون هنا الباطل، و الله أَعلم.

دثن؛ ج13، ص: 147

: دثَّن الطائرُ یُدَثِّن تَدْثِیناً إذا طار و أَسْرَع السُّقوطَ فی مواضِعَ مُتقارِبة و واترَ ذلك. و دَثَّن فی الشَّجرة: اتَّخَذَ فیها عُشّاً. و الدَّثِینة: الدفینة؛ عن ثعلب؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی البدل. و الدَّثِینَة و الدَّفینَة: منزل لبنی سُلَیم، و حكاه یعقوب فی المبدل؛ قال الشاعر: و نحن تَرَكْنا بالدَّثینة حاضِراً، لآلِ سُلَیْمٍ، هامةً غیرَ نائم. الجوهری: الدَّثینة موضع، و هو ماء لبنی سیّار بن عمرو؛ قال النابغة الذبیانی: و علی الرُّمَیْثةِ من سُكَینٍ حاضرٌ، و علی الدَّثِینةِ من بَنی سَیّار. و یقال: إنها كانت تسمی فی الجاهلیة الدَّفینة ثم تطیَّروا منها فسمَّوْها الدَّثینة؛ قال ابن بری: الذی أَنشده الجوهری: و علی الدُّمَیْنة من سُكَین قال: و هو بخط ثعلب: و علی الرُّمَیْثة من سُكَین. و فی الحدیث ذكر الدَّثینة، و هی بكسر الثاء و سكون الیاء، ناحیة قرب عَدَن، لها ذكر فی حدیث أَبی سَبرة النخعی. و فی الحدیث ذكر غزوة داثِن، و هی ناحیة من غَزّة الشام، أَوقع بها المسلمون بالروم، و هی أَول حرب جرت بینهم.

دجن؛ ج13، ص: 147

: الدَّجْنُ: ظلُّ الغیم فی الیوم المَطیر. ابن سیدة: الدَّجْن إِلباسُ الغَیم الأَرضَ، و قیل: هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء، و الجمع أَدْجان و دُجون و دِجان؛ قال أَبو صخر الهذلی: و لذائذ مَعْسولة فی رِیقةٍ، و صِباً لنا كدِجانِ یومٍ ماطرِ. و قد أَدْجَن یومُنا و ادْجَوْجن، فهو مُدْجن إِذا أَضَبَّ فأَظلم. و أَدْجَنوا: دخلوا فی الدَّجْن؛ حكاها الفارسی. ابن الأَعرابی: دَجَن یومُنا یَدْجُن، بالضم، دَجْناً و دُجوناً و دَغَن، و یوم ذو دُجُنَّة و دُغُنَّة. و یوم دَجْنٌ إِذا كان ذا مطر، و یوم دَغْنٌ إِذا كان ذا غَیم بلا مطر. و الدَّجْن: المطر الكثیر. و أَدْجَنت السماء: دام مطرها؛ قال لبید: من كلِّ ساریةٍ و غادٍ مُدْجِنٍ، و عَشِیّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُها. و أَدْجَن المطر: دام فلم یُقْلع أَیاماً، و أَدجَنت علیه الحمّی كذلك؛ عن ابن الأَعرابی. و الدُّجُنَّة من الغیم: المُطَبّقُ تطبیقاً، الرَّیان المُظْلم الذی لیس فیه مطر. یقال: یومُ دَجْنٍ و یومُ دُجُنَّة، بالتشدید، و كذلك اللیلة علی وجهین بالوصف و الإِضافة. و الدُّجْنة: الظُّلمة، و جمعها دُجُن «2». مَثّل به سیبویه و فسره السیرافی، و زاد الجوهری فی جمعه دُجُنّات. و‌فی حدیث قُسٍّ: یَجْلو دُجُنَّات الدَّیاجی و البُهَم؛ الدُّجُنَّات: جمع دُجُنَّة، و هی الظلمة. و الدیاجی: اللیالی المُظلمة، و الفعل منه ادْجَوْجَن؛ و أَنشد: لِیَسْقِ ابنةَ العَمْریّ سلمی، و إِن نأَت كِثافُ العُلی داجی الدُّجُنَّةِ رائِحُ «3».
(2). قوله [و جمعها دجن] بضمتین فی المحكم، و ضبط فی الصحاح بضم ففتح، و نبه علیهما شارح القاموس (3). قوله [داجی الدجنة] الذی فی التهذیب: واهی الداجنة
لسان العرب، ج‌13، ص: 148
و الداجنة: المطَرةُ المُطبقة نحو الدِّیمة؛ و قد جاء فی الشعر الدُّجُون، قال: حتی إِذا انجَلی دُجی الدُّجونِ. و لیلة مِدْجانٌ: مُظلِمة. و دَجَن بالمكان یَدْجُن دُجوناً: أَقام به و أَلِفَه. ابن الأَعرابی: أَدْجَنَ، مثله، أَقام فی بیته، و دَجَن فی بیته إِذا لَزِمه، و به سمیت دَواجن البُیوت، و هی ما أَلِف البیتَ من الشاءِ و غیرها، الواحدة داجِنة؛ قال ابن أُمّ قعنب یهجو قوماً: رأْسُ الخَنا منهُمُ و الكفْر خامِسهُمْ، و حِشْوةٌ منهُمُ فی اللُّؤمِ قد دَجَنوا. و المُداجَنَة: حُسْن المخالطة. و سحابة داجِنة و مدجنة و قد دَجَنتْ تَدْجُن و أَدجنَت؛ ابن سیدة: دَجَنَت الناقةُ و الشاةُ تَدْجُن دُجوناً، و هی داجِن، لزِمتا البُیوت، و جمعها دَواجِن؛ قال الهذلی: رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حتی كأَننا جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن و ذلك لأَن الإِبل الجرِبة تُحْبَس فی المنزل لئلا تسرَح فی الإِبل فتُعْدِیها، فهی تحْتَكّ بأَصل ینصب لها لتُشْفی به فی المَبْرك، و إِنما أَرادَ أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا، فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل الجرْبی. و‌فی الحدیث: لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه؛ هی جمع داجِن و هی الشاة التی تَعلِفها الناسُ فی منازلهم، و المُثْلة بها أَن یَجْدَعها و یخصِیَها. و المداجنة: حُسن المخالطة، قال: و قد تقع علی غیر الشاء من كل ما یأْلف البیوتَ من الطیر و غیرها. و‌فی حدیث الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل عجینَها.و الدَّجون من الشاء: التی لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غیرها، و قد دَجَنتْ علی البَهْم تدجُنُ دُجوناً و دِجاناً. و‌فی حدیث عمران بن حُصین: كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض و لا نبت؛ هی ناقة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و كلب دَجُون: آلِفٌ للبُیوت. اللیث: كلب داجِن قد أَلِف البیتَ. الجوهری: شاةٌ داجن و راجِن إِذا أَلِفت البیوت و استأْنست، قال: و من العرب من یقولها بالهاء، و كذلك غیر الشاة؛ قال لبید: حتی إِذا یَئِس الرُّماةُ، و أَرسَلوا غُضُفاً دَواجِنَ قافِلًا أَعصامُها. أَراد به كلاب الصید. قال ابن بری: و شاة مِدْجان تأْلف البَهْم و تحِبُّها. و ناقة مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَی دُجِنت للسِّناوة، و جمَل دَجون و داجن كذلك؛ أَنشد ثعلب لهمیان بن قحافة: یُحْسِنُ فی مَنْحاتِه الهَمالِجا، یُدْعی هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا. و الدُّجْنة فی أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السواد. یقال: بعیر أَدْجَنُ و ناقة دَجْناء. و الدَّواجن من الحَمام: كالدواجن من الشاء و الإِبل. و الدُّجون: الأَلَفانُ. و الدَّجَّانة: الإِبل التی تحْمل المتاع، و هو اسم كالجَبَّانة. اللیث: الدَّیْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة. و المداجنة: كالمُداهنة. و دُجَیْنة: اسم امرأَة. و أَبو دُجانة: كنیة سِماك بن خَرَشة الأَنصاریّ، و‌فی حدیث ابن عباس: إِنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء «1». هو بالمد و القصر اسم موضع، و یروی بالحاء المهملة.

دحن؛ ج13، ص: 148

: الدَّحِنُ: الخِبُّ [الخَبُّ الخبیث كالدَّحِل، و قیل: الداهی، و قیل: الدَّحِن المسترخی البطن، و قیل: العظیمه، و قیل: الدَّحِن و الدِّحَنُّ السمین المندلق
(1). قوله [بدجناء] ضبط فی النهایة بفتح فسكون، و فی القاموس: و دجنا، بالضم أَو بالكسر و قد یمدّ، و قوله [و یروی بالحاء] علیه اقتصر یاقوت و ضبطه بفتح فسكون كالمحكم و سیأْتی قریباً
لسان العرب، ج‌13، ص: 149
البطن القصیر، و الفعل من ذلك كله دَحِن یَدْحَن دَحَناً. و الدِّحَنَّة و الدِّحْوَنَّة: كالدَّحِن؛ و أَنشد الأَزهری: دِحْوَنَّة مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ، إِذا یُرادُ شَدُّه یُكَرْمِحُ. و یروی: … یُكَرْدِح. و الكَرْمَحة و الكَرْدَحة و الكَرْبَحة بمعنی: و هو عدْو القصیر یُقَرْمِط، و المُكَرْدَسُ: الملَزَّز الخَلْق، و البلندح: القصیر السمین، و أَنشد ابن بری لحمید بن ثور فی الدحن: تَبْرِی لَكِیكَ الدَّحِن المِخْراجِ. و بعیر دِحِنَّة و دِحْوَنَّة: عریض، و كذلك الناقة و المرأَة؛ عن أَبی زید. الأَزهری: قیل لابنة الخُسّ أَیُّ الإِبل خَیْر؟ فقالت: خیر الإِبل الدِّحِنَّة الدِّحَنَّة الطوِیلُ الذراع القصیرُ الكُراع، و قلّما تَجِدَنَّه. قال: و قال اللیث الدِّحِنَّة الكثیر اللحْم الغلیظُ. قال الأَزهری: یقال ناقة دِحَنَّة و دِحِنَّة، بفتح الحاء و كسرها، فمن كسرها فهو علی مثال امرأَة عِفِرّة و ضِبِرَّة، و من فتح فهو علی مثال رجل عِكَبّ و امرأَة عِكَبَّة إِذا كانا جافیی الخَلْق. و ناقة دِفَقّة: سریعة؛ و أَنشد ابن السكیت: أَلا ارْحَلوا دِعْكِنةً دِحِنَّة [دِحَنَّة، بما ارتعَی مُزْهِیة مُغِنّة. و یروی «1». أَلا ارْحَلوا ذا عُكْنة … أَی تَعَكَّن الشحْمُ علیها، قال: و هذا أَجود. و الدِّحَنَّة: الأَرض المرتفِعة؛ عن أَبی مالك یمانیة. و الدَّیْحانُ: الجراد، فَیْعال؛ عن كراع. و دَحْنا: اسم أَرض. و‌روی عن سعید أَنه قال: خلق الله تعالی آدمَ من دَحْناءَ و مسَح ظهرَه بِنَعْمانِ السَّحابِ، و هو بین الطائف و مكة، و یروی بالجیم، و قد تقدّم.

دخن؛ ج13، ص: 149

: الدُّخْن: الجَاوَرْس، و فی المحكم: حَبُّ الجاوَرْس، واحدته دُخْنَة. و الدُّخَان: العُثانُ، دخان النار معروف، و جمعه أَدْخِنة و دَواخِن و دَواخِینُ، و مثل دُخَان و دواخِن عُثان و عواثِن، و دَواخِن علی غیر قیاس؛ قال الشاعر: كأَنَّ الغُبارَ، الذی غادَرَتْ ضُحَیَّا، دَواخِنُ من تَنْضُبِ و دخن الدُّخانُ دُخوناً إِذا سطَع. و دَخَنتِ النارُ تَدْخُن و تَدْخِن «2». دُخاناً و دُخُوناً: ارتفع دُخانها، و ادَّخَنت مثله علی افْتَعلت. و دَخِنَت تَدْخَن دَخَناً: أُلقِی علیها حطب فأُفْسِدت حتی هاج لذلك دُخان شدید، و كذلك دَخِن الطعامُ و اللحم و غیره دَخَناً، فهو دَخِن إِذا أَصابه الدخان فی حال شَیّه أَو طبخه حتی تَغْلبَ رائحتُه علی طعمه، و دَخِن الطبیخ إِذا تَدخّنت القدر. و شراب دَخِن: متغیر الرائحة؛ قال لبید: و فِتْیان صِدْقٍ قد غَدَوْتُ علیهِمُ بلا دَخِن، و لا رَجِیع مُجَنَّبِ. فالمُجَنَّب: الذی جَنَّبَه الناس. و المُجَنَّب: الذی بات فی الباطیة. و الدَّخَن أَیضاً: الدُّخان؛ قال الأَعشی: تُبارِی الزِّجاجَ، مغاویرها شَماطِیط فی رهَج كالدَّخَن. و لیلة دَخْنانة: كأَنما تَغَشّاها دُخان من شدّة حَرّها. و یوم دَخْنان: سَخْنان. و قوله عز و جل:
(1). قوله [و یروی إِلخ] فسره فی التهذیب فقال: أَی جملًا ذا عكن من الشحم، قال: و هو أَشبه لأَنه وصفه بنعت الذكر فقال ارتعی (2). قوله [تدخن و تدخن] ضبط فی الأَصل و الصحاح من حد ضرب و نصر، و فی القاموس دخنت النار كمنع و نصر
لسان العرب، ج‌13، ص: 150
یَوْمَ تَأْتِی السَّمٰاءُ بِدُخٰانٍ مُبِینٍ؛ أَی بِجَدْب بَیّن. یقال: إِن الجائعَ كان یَرَی بینه و بین السماء دخاناً من شدّة الجوع، و یقال: بل قیل للجوع دُخان لیُبْس الأَرض فی الجَدْب و ارتفاع الغُبار، فشبه غُبْرتها بالدخان؛ و منه قیل لسنة المَجاعة: غَبْراء، و جوع أَغْبَر. و ربما وضعت العرب الدُّخان موضع الشرّ إِذا علا فیقولون: كان بیننا أَمر ارْتفَعَ له دخان، و قد قیل: إِن الدخان قد مضی. و الدُّخْنة: كالذَّریرة یُدخَّن بها البیوتُ. و فی المحكم: الدُّخنة بَخُور یُدَخَّن به الثیابُ أَو البیت، و قد تَدَخَّن بها و دَخَّن غیرَه؛ قال: آلَیْت لا أَدْفِن قَتْلاكُمُ، فَدَخِّنوا المَرْءَ و سِرْباله. و الدَّواخِن: الكُوَی التی تتخذ علی الأَتُّونات و المَقالِی. التهذیب: الداخِنة كُوًی فیها إِرْدَبَّات تتخذ علی المقالی و الأَتُّونات؛ و أَنشد «1».كمِثْل الدَّواخِن فَوْقَ الإِرینا و دَخَن الغُبارُ دُخوناً: سطع و ارتفع؛ و منه قول الشاعر: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ علی أَكْسائِها أَهْوجُ مِحضیرٌ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ. أَی سطع. و الدَّخَن: الكُدُورة إِلی السواد. و الدُّخْنة من لون الأَدْخَن: كُدْرة فی سواد كالدُّخان دَخِن دَخَناً، و هو أَدْخَن. و كبش أَدْخَن و شاة دَخْناء بینة الدَّخَن؛ قال رؤبة: مَرْتٌ كظَهْر الصَّرْصَران الأَدْخَنِ. قال: صَرْصَران سمك بحریّ. و لیلة دَخْنانة: شدیدة الحرّ و الغمّ. و یوم دَخْنانٌ: سَخْنانٌ. و الدَّخَن: الحِقْد. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر فتْنَةً فقال: دَخَنُها من تَحْت قَدَمَیْ رجل من أَهل بیتی؛ یعنی ظهورها و إِثارتها، شبهها بالدخان المرتفع. و الدَّخَن، بالتحریك: مصدر دَخِنَت النار تَدْخَن إِذا أُلْقِی علیها حطب رَطْب و كثُر دخانها. و‌فی حدیث الفتنة: هُدْنةٌ علی دَخَنٍ و جماعةٌ علی أَقْذاء؛ قال أَبو عبید: قوله هُدْنة علی دَخَن تفسیره فی الحدیث لا ترجع قلوبُ قوم علی ما كانت علیه أَی لا یَصْفو بعضُها لبعض و لا ینْصَعُ حُبّها كالكدورة التی فی لون الدابَّة، و قیل: هُدْنة علی دَخَن أَی سكون لِعلَّة لا للصلح؛ قال ابن الأَثیر: شبهها بدخان الحَطب الرَّطْب لما بینهم من الفساد الباطن تحت الصَّلاح الظاهر، و أَصل الدَّخَن أَن یكون فی لَوْن الدابة أَو الثوب كُدْرة إِلی سواد؛ قال المعطَّل الهذلی یصف سیفاً: لَیْنٌ حُسامٌ لا یُلِیقُ ضَرِیبةً، فی مَتْنه دَخَنٌ و أَثْرٌ أَحلَسُ. قوله: دَخَن یعنی كُدورة إِلی السواد؛ قال: و لا أَحسبه إِلا من الدُّخان، و هذا شبیه بلون الحدید، قال: فوجْهه أَنه یقول تكون القلوب هكذا لا یَصْفو بعضُها لبعض و لا یَنْصَع حُبها كما كانت، و إِن لم تكن فیهم فتنة، و قیل: الدَّخَن فِرِنْدُ السیف فی قول الهذلی. و قال شمر: یقال للرجُل إِذا كان خبیث الخُلُق إِنه لدَخِن الخُلُق؛ و قال قَعْنَب: و قد عَلِمْتُ علی أَنِی أُعاشِرُهم، لا نَفْتأُ الدَّهْرَ إِلَّا بیننا دَخَنُ. و دَخِن خُلُقُه دَخَناً، فهو دَخِن و داخِن: ساءَ و فسَد و خَبُث. و رجل دَخِن الحسَب و الدِّین
(1). قوله [و أَنشد إِلخ] الذی فی التكملة: و أَنشد لكعب بن زهیر: یثرن الغبار علی وجهه كلون الدواخن
لسان العرب، ج‌13، ص: 151
و العقل: متغیرهُنَّ. و الدُّخْنَان: ضرْب من العصافیر. و أَبو دُخْنة: طائر یُشْبِه لونه لونَ القُبّرة. و ابنا دُخانٍ: غَنِیّ و باهِلةُ؛ و أَنشد ابن بری للأَخطل: تَعُوذُ نساؤُهُمْ بابْنَیْ دُخانٍ، و لو لا ذاك أُبْنَ مع الرِّفاقِ. قال: یرید غنیّاً و باهلةَ؛ قال: و قال الفرزدق یهجو الأَصمَّ الباهلی: أَ أَجْعَل دارِماً كابْنَیْ دُخانٍ، و كانا فی الغَنیمةِ كالرِّكاب. التهذیب: و العرب تقول لغَنیّ و باهلة بنو دُخان؛ قال الطرمَّاح: یا عَجَباً لیَشْكُرَ إِذ أَعدَّت، لتنصُرَهم، رُواةَ بَنی دُخانِ. و قیل: سموا به لأَنهم دَخَّنوا علی قوم فی غار فقتلُوهم، و حكی ابن بری أَنهم إِنما سُمُّوا بذلك لأَنه غَزاهم ملِك من الیمن، فدخل هو و أَصحابُه فی كهف، فنَذِرت بهم غنیّ و باهلةُ فأَخذوا بابَ الكهف و دخَّنوا علیهم حتی ماتوا، قال: و یقال ابنا دخان جبَلا غنیّ و باهلة. ابن بری: أَبو دخنة طائر یُشْبه لونه لونَ القُبّرة.

دخشن؛ ج13، ص: 151

: ابن سیدة: رجل دَخْشَن غلیظ؛ قال أَبو منصور: و یقال الدَّخْشَم. التَّهذیب: الفراء الدَّخْشَن الحَدَبَةُ «1». و أَنشد: حُدْبٌ حَدابیرُ من الدَّخْشَنِّ، تَرَكْنَ راعِیهِنَّ مثلَ الشَّنِّ. قال: و الدَّخْشَن فی الكلام لا ینوَّن، و الشاعر ثقَّل نونَه لحاجته إِلیه.

ددن؛ ج13، ص: 151

: الدَّدانُ من السیوف: نحو الكَهامِ. و قال ثعلب: هو الذی یُقْطَع به الشجر، و هذا عند غیره إِنما هو المِعْضَد. و سیف كَهَامٌ و دَدَانٌ بمعنی واحد: لا یَمْضِی؛ و أَنشد ابن بری لطُفَیْل: لو كنتَ سَیْفاً كان أَثْرُك جُعْرةً، و كنتَ دَدَاناً لا یُغَیِّرك الصَّقلُ. و الدَّدَانُ: الرجُل الذی لا غَنَاءَ عنده، و نسب ابن برّیّ هذا القول للفراء قال: لم یَجِئ ما عینه و فاؤُه من موضع واحد من غیر فصل إِلَّا دَدَن و ددان، قال: و ذكر غیره البَبْر، و قیل: البَبْر أَعجمیّ، و قیل: عربی وافق الأَعجمی، و قد جاء مع الفصل نحو كَوْكَب و سَوْسَن و دَیْدَن و سَیْسَبان، و الدَّدَن و الدَّدُ محذوف من الدَّدَن، و الدَّدا محوَّل عن الدَّدَن، و الدَّیْدَن كله «2». اللَّهْو و اللعب، اعْتَقَبت النونُ و حرفُ العلة علی هذه اللفظة لاماً كما اعتقبت الهاء و الواو فی سنة لاماً و كما اعتقبت فی عِضاه؛ قال ابن الأَعرابی: هو اللهو. و الدَّیْدَبُون، و هو ددٌ و دَداً و دَیْدٌ و دَیَدانٌ و دَدَنٌ كلها لغاتٌ صحیحة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: ما أَنا من ددٍ و لا الدَّدُ منِّی، و‌فی روایة: ما أَنا من دَداً و لا دَداً منِّی؛ قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الدَّدُ اللهو و اللعب، و هی محذوفة اللام، و قد استعملت مُتَمَّمَة علی ضربین:
(1). قوله [الحدبة] بحاء و دال مهملتین مفتوحتین كما فی الأَصل و التهذیب و الصاغانی و نسخة القاموس التی شرح علیها السید مرتضی و هو المطابق للبیت، لأَن الحدبة واحدة الحدب محركاً: نبات أَو هو النصیّ. فما فی نسخ القاموس الطبع: الخدبة، بكسر الخاء المعجمة و فتح الدال و تشدید الباء الموحدة خطأ (2). قوله [و الدیدن كله إِلخ] كذا بالأَصل مضبوطاً، و فی القاموس: الدیدان، محركة
لسان العرب، ج‌13، ص: 152
دَداً كنَدًی، و دَدَن كبَدَن، قال: و لا یخلو المحذوف من أَن یكون یاءَ كقولهم ید فی یَدْیٍ، أَو نوناً كقولهم لَدُ فی لَدُنْ، و معنی تنكیر الدَّدَ فی الأُولی الشِّیاعُ و الاستغراقُ، و أَن لا یبقی شی‌ءٌ منه إِلّا و هو منزَّه عنه أَی ما أَنا فی شی‌ءٍ من اللهو و اللعب، و تعریفُه فی الجملة الثانیة لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال: و لا ذلك النوعُ منِّی، و إِنما لم یقُل و لا هو منِّی لأَنَّ الصریح آكَدُ و أَبلغ، و قیل: اللام فی الدَّدِ لاستغراق جنس اللعب أَی و لا جنس اللعب منی، سواءً كان الذی قلته أَو غیرَه من أَنواع اللهوِ و اللعب، قال: و اختار الزمخشری الأَول و قال: لیس یَحْسُن أَن یكون لتعریف الجنس و یخرج عن التئامه، و الكلام جملتان، و فی الموضعین مضاف محذوف تقدیره: ما أَنا من أَهلِ دَدٍ و لا الدَّدُ من أَشغالی، و قال الأَحمر: فیه ثلاث لغات، یقال للهو ددٌ مثل ید، و دَداً مثل قفاً و عصاً، و دَدَنٌ مثل حَزَن؛ و أَنشد لعدیّ: أَیُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، إِنَّ هَمِّی فی سَماعٍ و أَذَنْ. و قال الأَعشی: أَ تَرْحَلُ من لَیْلَی، و لَمَّا تَزوّدِ، و كنتَ كَمَنْ قَضی اللُّبانةَ من دَدِ. و رأَیت بخط الشَّیخ رضی الدین الشَّاطبی اللغوی، رحمه الله، فی بعض الأُصول: دَدّ، بتشدید الدال، قال: و هو نادر ذكره أَبو عمر المطرّزی؛ قال أَبو محمد بن السید: و لا أَعلم أَحداً حكاه غیره، قال أَبو علی: و نظیر دَدَنٍ و دَداً و دَدٍ فی استعمال اللام تارة نوناً، و تارة حرف علة، و تارة محذوفة لدُنْ و لَداً و لَدُ، كلُّ ذلك یقال؛ و قال الأَزهری فی ترجمة دعب: قال الطرمَّاح: و استَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ. لمَّا احزأَلَّ بِهِمْ، مع الضُّحَی، ناشِطٌ من داعِبات دَدِ «3» قال: یعنی اللَّواتی یَمْزَحْن و یَلْعَبْن و یُدأْدِدْن بأَصابعهنَّ و الدَّدُ: هو الضرْب بالأَصابع فی اللعب، و منهم من یروی هذا البیتَ: … من داعِبٍ دَدِدِ یجعله نعتاً للداعب و یَكْسَعُه بدال أُخری لِیَتِمّ النعت، لأَنَّ النَّعت لا یتمكن حتی یصیر ثلاثة أَحرف، فإِذا اشْتقوا منه فعلًا أَدخلوا بین الأُولیین همزة لئلا تتوالی الدالات فتثقل فیقولون: دأْدَدَ یُدَأْدِدُ دأْددة؛ قال: و علی قیاسه قول رؤبة: یَعُدّ زأْراً و هَدِیراً زَغْدَبا، بَعْبَعَة مَرّاً، و مَرّاً بَأْبَبَا «4» و إِنما حكی خرساً شبه ببب فلم یستقم فی التصریف إِلَّا كذلك «5» و قال آخر یصف فحلًا: یَسوقُها أَعْیَسُ هدَّارٌ بببْ، إِذا دَعاها أَقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ. و الدَّیْدنُ: الدأْب و العادة، و هی الدَّیْدانُ؛ عن ابن جنی؛ قال الراجز: و لا یَزال عندَهُمْ حَفَّانُهُ، دَیْدانُهُمْ ذاك، و ذا دَیْدانُهُ. و الدَّیْدَبُونُ: اللهو؛ قال ابن أَحمر: خَلُّوا طَریقَ الدَّیْدَبُونِ، فَقَدْ فات الصِّبا، و تَفاوَتَ البُجْر.
(3). قوله [مع الضحی ناشط …] كذا بالأَصل، و فی القاموس فی مادَّة ددد: آل الضحی ناشطٌ … (4). قوله [یعد] كذا بالأَصل مضبوطاً، و الذی فی شرح القاموس فی مادة زغدب و نسبه للعجاج: یمد زأَراً. (5). قوله: و إِنما حكی إِلخ هكذا فی الأَصل، و الكلام غامض و لعل فیه سقطاً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 153
و فی النهایة: و‌فی الحدیث خَرَجْت لیلة أَطُوف فإِذا أَنا بامرأَة تقول كذا و كذا، ثم عُدْتُ فوجدتُها و دَیْدانُها أَن تقولَ ذلك؛ الدَّیْدانُ و الدَّیْدَنُ و الدِّین: العادة، تقول: ما زال ذلك دَیدَنَه و دَیدَانه و دِینَه و دأْبَه و عادَتَه و سَدَمه و هِجِّیرَه و هِجِّیراه و اهْجِیراه و دُرابَتَه، قال: و هذا غریب؛ قال ابن بری: و دد اسم رجل؛ قال: ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهْ.

دذن؛ ج13، ص: 153

: الدَّاذِینُ: مَناورُ من خَشَب الأَرْز یُسْتَصبح بها، و هو یتخذ ببلاد العرب من شجر المَظّ، و الله أَعلم.

درن؛ ج13، ص: 153

: الدَّرَنُ: الوسَخ، و قیل: تَلَطُّخُ الوسخ. و فی المثل: ما كان إِلا كَدَرَنٍ بكَفِّی، یعنی دَرَناً كان بإِحدی یدیه فمسحها بالأُخری، یضرب ذلك للشی‌ء العَجِل. و قد دَرِنَ الثوبُ، بالكسر، دَرَناً فهو دَرِن و أَدْرَنُ؛ قال رؤبة: إِن امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، سَلمت عِرْضاً ثَوبُه لم یَدْكَنِ «1» و أَدْرَنَه صاحبُه. و‌فی حدیث الصلوات الخمس: تُذْهِبُ الخَطایا كما یُذهب الماءُ الدَّرَنَ‌أَی الوسخَ. و‌فی حدیث الزكاة: و لم یُعطِ الهَرِمة و لا الدَّرِنة‌أَی الجرباء، و أَصله من الوسخ. و رجل مِدْرانٌ: كثیر الدَّرَن؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: مَدارِینُ إِن جاعُوا، و أَذْعَرُ مَن مَشی، إِذا الرَّوْضةُ الخضْراءُ ذَبّ غَدِیرُها. ذَبَّ: جَفّ فی آخر الجَزْءِ، و الأُنثی مِدْرانٌ، بغیر هاء؛ قال الفرزدق: تَرَكُوا لتَغْلِبَ، إِذ رَأَوْا أَرماحَهُمْ، بِأَرابَ كُلَّ لئیمة مِدْرانِ. و الدَّرینُ و الدُّرانة: یَبیسُ الحشِیش و كلّ حُطام من حَمْض أَو شجر أَو أَحرار البقول و ذكورها إِذا قَدُمَ، فهو دَرِین؛ قال أَوس بن مَغْراءِ السَّعدی: و لم یَجِدِ السَّوامُ لَدَی المَراعِی مَساماً یُرْتَجَی، إِلا الدَّرِینا. و قال ثعلب: الدَّرِین النبت الذی أَتی علیه سنة ثم جفّ، و الیَبیسُ الحولیّ هو الدَرِین. و یقال: ما فی الأَرض من الیبیس إِلا الدُّرانة. الجوهری: الدَّرین حُطام المَرْعی إِذا قَدُم، و هو ما بَلِیَ من الحشیش، و قلَّما تنتفع به الإِبلُ؛ و قال عمرو بن كلثوم: و نحن الحابِسُون بذِی أُراطَی، تسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِینا. و أَدْرَنَت الإِبلُ: رعت الدَّرِین، و ذلك فی الجدب. و حطب مُدْرِنٌ: یابس. و‌فی حدیث جریر: و إِذا سقط كان دَرِیناً؛ الدَّرِینُ حُطام المرعی إِذا تناثر و سقط علی الأَرض. و یقال للأَرض المجدبة: أُمُّ دَرِین؛ قال الشاعر: تعالَیْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ و نَغْتدی سَواءَیْن، و المَرْعی بأُمّ دَرِینِ. یقول: تعالَیْ نلزَم حُبَّنا، و إِن ضاق العیش. و إِدْرَوْن الدابة: آریُّه. و رجع الفرس إِلی إِدْرَوْنه أَی آریّه. و الإِدْرَوْنُ: المَعْلَف. و الإِدْرَوْن: الأَصل؛ قال القُلاخ: و مثل عَتَّابٍ رددناه إِلی إِدْرَوْنه و لُؤم أَصِّه علی
(1). قوله [ثوبه لم یدكن] كذا فی الأَصل هنا و فی مادة دكن، و تقدم فی مادة دغمر: لونه لم یدكن.
لسان العرب، ج‌13، ص: 154
أَلرّغْم مَوْطوءَ الحصی مُذَلَّلا «1» قال أَبو منصور: و من جعل الهمز فی إِدرون فاء المثال فهی رباعیة مثل فِرْعون و بِرْذون، و خص بعضهم بالإِدْرَوْن الخبیث من الأُصول، فذهب أَن اشتقاقه من الدَّرَن؛ قال ابن سیدة: و لیس بشی‌ء، و قیل: الإِدْرَوْن الدَّرَن، قال: و لیس هذا معروفاً. و رجَع إِلی إِدْرَوْنه أَی وطَنه؛ قال ابن جنی: ملحق بِجِرْدَحْل و حِنْزَقْر، و ذلك أَن الواو التی فیها لیست مدّاً لأَنَّ ما قبلها مفتوح، فشابهت الأُصول بذلك فأُلحقت بها. ابن الأَعرابی: فلان إِدْرَوْن شَرّ و طِمِرُّ شر إِذا كان نهایة فی الشر. و الدَّرَان: الثعلب. و أَهل الكوفة یُسمون الأَحمق دُرَیْنَة. و دُرَّانة: من أَسماء النساء، و هو فُعْلانة. قال الأَزهری: النون فی الدُّرّانة إِن كانت أَصلیة فهی فُعْلالة من الدَّرَن، و إِن كانت غیر أَصلیة فهی فُعْلانة من الدُّرّ أَو الدَّرّ، كما قالوا قُرّان من القری و من القَرین. و دَرْنا و دُرْنا، بالفتح و الضم: موضع زعموا أَنه بناحیة الیمامة؛ قال الأَعشی: حَلَّ أَهلی ما بَیْن دُرْنا فبادُولی، و حَلَّتْ عُلْوِیّةً بالسِّخالِ. و قال أَیضاً: فقلْتُ للشَّرْب فی دُرْنا، و قد ثَمِلُوا: شِیمُوا، و كیفَ یَشِیمُ الشارِبُ الثَّمِلُ؟ و روی … دَرْنا …، بالفتح، و الرجل دُرْنِیّ و المرأَة دُرْنیَّة؛ و قال: و إِن طَحَنَتْ دُرْنِیّةٌ لِعیالِها، تَطَبْطَب ثَدْیاها فطارَ طَحِینُها. و دارِینُ: موضع أَیضاً، قال النابغة الجعدی: أُلْقِیَ فیه فِلْجانِ من مِسْك دارِینَ، و فِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ. الجوهری: و دارِینُ اسمُ فُرْضة بالبحرَیْن ینسب إِلیها المِسك، یقال: مسكُ دارینَ؛ قال الشاعر: مَسائحُ فَوْدَیْ رأْسِه مُسْبِغِلّةٌ، جَری مِسْكُ دارِینَ الأَحَمُّ خِلالَها. و النِّسْبةُ إِلیها دارِیٌّ؛ قال الفرزدق: كأَنَّ تَرِیكةً من ماءِ مُزْنٍ، و دارِیَّ الذَّكیِّ من المُدامِ و قال كُثَیِّر: أُفِیدَ علیها المِسْكُ، حتی كأَنَّها لَطِیمةُ دارِیٍّ تَفَتَّق فارُها «2».

دربن؛ ج13، ص: 154

: الدَّرْبان و الدِّرْبانُ و الدُّرْبانُ: البوّابُ، فارسیة؛ عن كراع. و الدَّرابنة: البوّابون، فارسی معرب؛ قال المثقب العبدی یصف ناقة: فأَبْقَی باطِلی و الجِدُّ منها، كدُكّانِ الدَّرابِنةِ المَطینِ. و قیل الدرابنة التُّجار، و قیل: جمع الدِّرْبان، قال: و دِرْبان قیاسه علی طریقة كلام العرب أَن یكون وزنه فَعْلان [فِعْلان، و نونه زائدة، و لا یكون أَصلًا لأَنه لیس فی كلامهم فعْلال إِلا مضاعفاً.

درحمن؛ ج13، ص: 154

: ابن بری: الدُّرَحْمِینُ، بالحاء غیر المعجمة، الرجل الثقیل؛ عن الطوسی، و قال أَبو الطیب: هو بالخاء المعجمة لا غیر، قال: و قال قوم الرجل الداهیة یقال فیه دُرَخْمین، بالخاء المعجمة، و أَما الرجل الثقیل فبالحاء لا غیر.
(1). قوله [موطوء الحصی] الذی فی التهذیب: موطوء الحمی. و قد قطع همزة الرغم مراعاة للوزن. (2). قوله [أفید] كذا بالأَصل مضبوطاً، و أَنشده شارح القاموس: فید، و هو الموافق لما قالوا فی مادة فید، و إِن كان علیه مخروماً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 155‌

درخبن؛ ج13، ص: 155

: التهذیب: أَبو مالك الدُّرَخْبیل و الدُّرَخْبین الداهیة.

درخمن؛ ج13، ص: 155

: الدُّرَخْمین، بوزن شُرَحْبیل: من أَسماء الداهیة كالدُّرَخْمیل؛ قال الراجز: أَنعَتُ من حَیّاتِ بُهْلٍ كُشُحینْ، صِلَّ صفاً داهیةً دُرَخْمِینْ «1». و أَنشد ابن الأَعرابی: فقال: تاحَ له أَعرَفُ ضافی العُثْنُون، فزَلَّ عن داهیةٍ دُرَخْمِین، حَتْف الحُبارَیات و الكَراوِین. و الدُّرَخْمین: الضخم من الإِبل؛ عن السیرافی؛ قال الراجز: أَنعَتُ عَیْرَ عانةٍ دُرَخْمین.

درقن؛ ج13، ص: 155

: الدُّرَّاقِنُ: الخَوْخ الشامی. و قال أَبو حنیفة: الدُّرّاقِنُ الخوخ بلغة أَهل الشام.

دشن؛ ج13، ص: 155

: داشِنٌ: معرب، من الدَّشْن، و هو كلام عراقی، و لیس من كلام أَهل البادیة كأَنهم یعنون به الثوب الجدید الذی لم یُلبس، أَو الدار الجدیدة التی لم تسكن و لا استعملت. ابن شمیل: الداشِن و البُرْكة كلاهما الدَّسْتارانُ، و یقال: بُرْكة الطحان.

دعن؛ ج13، ص: 155

: الدَّعْن: سَعَف یضم بعضه إِلی بعض و یُرَمَّلُ بالشَّریط و یبسط علیه التمر، أَزْدیّة. و قال أَبو عمرو فی تفسیر شعر ابن مُقبل: أُدْعِنَت الناقةُ و أُدعن الجمل إِذا أُطیل ركوبه حتی یَهْلِك، رواه بالدال و النون.

دعكن؛ ج13، ص: 155

: الدِّعْكِنةُ: الناقة الصلبة الشدیدة، و قیل: السمینة؛ و أَنشد: أَلا ارْحَلُوا دِعْكِنةً دِحَنَّهْ، بما ارْتَعی مُزْهِیةً مُغِنَّهْ. الأَزهری قال: و فی النوادر رجل دَعْكَنٌ دَمِثٌ حسن الخُلق. و بِرْذون دَعْكَنٌ قَرودٌ أَلْیَسُ بَیِّن اللَّیَس إِذا كان ذلولًا.

دغن؛ ج13، ص: 155

: دَغَنَ یومُنا: كدَجَن؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و إِنه لیوم ذو دُغُنَّة كدُجُنَّة. و دُغَیْنة: الأَحمق، معرفة، و دُغَیْنة: اسم امرأَة. اللیث: یقال للأَحمق دُغَة و دُغَیْنة، و یقال: إِنها كانت امرأَة حمقاء.

دفن؛ ج13، ص: 155

: الدَّفْن: السَّتْر و المُواراة، دَفَنه [دَفِنه یَدْفِنُه دَفْناً و ادَّفَنه فاندَفَن و تَدَفَّن فهو مَدْفون و دَفِین. و الدِّفْن و الدَّفینُ: المدفون، و الجمع أَدفان و دُفَناء. و قال اللحیانی: امرأَة دَفین و دَفینة من نِسوة دَفْنی و دَفائِن. و ركیَّةٌ دَفین: مُنْدفِنة، و كذلك مِدْفان، كأَنَّ الدَّفْن من فعْلها. و ركیة دَفین و دِفان إِذا اندفن بعضُها، و ركایا دُفُن؛ قال لبید: سُدُماً، قلیلًا عَهْدُه بأَنِیسه، من بَیْن أَصفَرَ ناصِعٍ و دِفان. و المِدْفان و الدِّفْن: الرَّكِیّة أَو الحوض أَو المَنْهل یندفن، و الجمع دِفان و دُفُن. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: و اجْتَهَرَ دُفُن الرَّواءِ؛ الدُّفُن: جمع دَفین و هو الشی‌ء المدفون. و أَرض دَفْنٌ: مَدْفونة، و الجمع أَیضاً دُفُن، و ماء دِفان كذلك. و الدَّفْن و الدِّفْنُ: بئر أَو حوض أَو مَنهل سَفَت الریح فیه التراب حتی ادَّفَن؛ و أَنشد: دَفْن وَطامٍ ماؤه كالجِرْیال. و ادَّفن الشی‌ءُ، علی افتعل، و اندفن بمعنًی. و داء دَفین: لا یُعْلم به. و‌فی حدیث علی، علیه السلام:
(1). قوله [أَنعت إِلخ] كذا بالأَصل و الصحاح مضبوطاً، و الذی فی معجم یاقوت: بهلكجین، بالضم ثم الفتح و سكون اللام و فتح الكاف و كسر الجیم و یاء ساكنة و نون: موضع
لسان العرب، ج‌13، ص: 156
قم عن الشمس فإِنها تُظهِر الداءَ الدفین؛ قال ابن الأَثیر: هو الداء المستَتر الذی قهَرته الطبیعةُ، یقول: الشمس تُعینُه علی الطبیعة و تُظهِره بحرِّها، و دَفَن المیِّتَ واراه، هذا الأَصل، ثم قالوا: دَفَن سِرَّه أَی كتمه. و الدَّفینة: الشی‌ء تَدْفِنه؛ حكاها ثعلب. و المِدْفن: السِّقاء الخَلَق. و المِدْفان: السقاء البالی و المنهل الدفین أَیضاً، و هو مِدْفان: بمنزلة المَدْفون. و المِدْفان و الدَّفون من الإِبل و الناس: الذاهبُ علی وجهه فی غیر حاجة كالآبق، و قیل: الدَّفون من الإِبل التی تكون وسَطهن إِذا وردَت، و قد دَفَنَتْ تَدْفِن دَفْناً. ابن شمیل: ناقة دَفون إِذا كانت تغیب عن الإِبل و تركب رأْسها وحدها، و قد ادَّفَنت ناقتكم. و قال أَبو زید: حَسَب دَفونٌ إِذا لم یكن مشهوراً، و رجل دَفون. الجوهری: ناقة دَفون إِذا كان من عادتها أَن تكون فی وسط الإِبل، و التَّدافن: التَّكاتُم. یقال‌فی الحدیث: لو تكاشَفْتم ما تَدافَنْتم‌أَی لو تكَشَّف عیبُ بعضكم لبعض. و بقرة دافِنة الجِذْم: و هی التی انسحَقت أَضراسُها من الهرم. الأَصمعی: رجل دَفین المروءة، و دَفْنُ المروءة إِذا لم یكن له مروءة؛ قال لبید: یُباری الرِّیحَ لیس بِجانِبِیٍّ، و لا دَفْنٌ مُروءَتُه لَئیم. و الادِّفانُ: إِباقُ العَبد. و ادَّفن العَبْدُ: أَبَق قبل أَن ینتهی به إِلی المصر الذی یُباع فیه، فإِن أَبَق من المصر فهو الإِباقُ، و قیل: الادِّفانُ أَن یَرُوغَ من مَوالِیه الیوم و الیومین، و قیل: هو أَن لا یغیب من المصر فی غیبته، و عبد دَفون: فَعُول لذلك. و‌فی حدیث شُریح: أَنه كان لا یَرُدّ العبدَ من الادِّفان و یردّه من الإِباق الباتِّ، و فسره أَبو زید و أَبو عبیدة بما قدّمناه قبل الحدیث، و قال أَبو عبید: روی یزید بن هرون بسنده عن محمد بن شریح قال یزید: الادِّفانُ أَن یأْبَق العبد قبل أَن یُنتهی به إِلی المصر الذی یباع فیه، فإِن أَبق من المصر فهو الإِباق الذی یردّ منه فی الحُكم، و إِن لم یَغِب عن المصر؛ قال أَبو منصور: و القولُ ما قاله أَبو زید و أَبو عبیدة و الحكم علی ذلك، لأَنه إِذا غاب عن موالیه فی المصر الیومَ و الیومین فلیس بإِباقٍ باتٍّ، قال: و لست أَدری ما أَوْحَشَ أَبا عبید من هذا، و هو الصواب؛ و قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: الادِّفانُ هو أَن یَخْتفی العبدُ عن موالیه الیومَ و الیومَیْن و لا یَغیبَ عن المصر، و هو افتعال من الدَّفْن لأَنه یَدْفِن نفْسه فی البلد أَی یكتُمُها، و الإِباقُ هو أَن یَهْرُب من المِصْر، و الباتّ القاطع الذی لا شُبْهة فیه. و الداء الدَّفِین: الذی یظْهَر بعد الخفاء و یفشو منه شَرّ و عَرٌّ. و حكی ابن الأَعرابی: داء دَفِن، و هو نادر؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی النسب كرجل نَهِر؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للمُهاصر بن المحل و وقف علی عیسی بن موسی بالكوفة و هو یكتب الزَّمْنی: إِن یَكْتبوا الزَّمْنی، فإِنِّی لَطَمِنْ من ظاهِر الدَّاء، و داءٍ مُسْتَكِنْ و لا یَكادُ یَبْرَأُ الدَّاءُ الدَّفِنْ. و الدَّاء الدَّفین: الذی لا یُعلم به حتی یظهر منه شَرّ و عَرّ. و الدفائن: الكنوز، واحدتها دَفِینة. و الدَّفَنِیُّ: ضرب من الثیاب، و قیل من الثیاب المُخَطَّطة؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: الواطِئینَ علی صُدورِ نعالهم، یمشون فی الدَّفَنِیِّ و الأَبْرادِ. و الدَّفِینُ: موضع؛ قال الحَذْلَمیّ: إِلی نُقاوی أَمْعَزِ الدَّفِین.
لسان العرب، ج‌13، ص: 157
و الدَّفِینة و الدَّثِینةُ: منزل لبنی سلیم. و الدَّفافین: خشب السفینة، واحدها دُفَّان؛ عن أَبی عمرو. و دَوْفَن: اسم؛ قال ابن سیدة: و لا أَدْری أَ رجل أَم موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و عَلِمتُ أَنی قد مُنِیتُ بِنئْطِلٍ، إِذ قیل كان منَ الِ دَوْفَنَ قُمَّسُ. قال: فإِن كان رجلًا فعسی أَن یكون أَعجَمیاً فلم یَصْرفْه، أَو لعل الشاعر احتاج إِلی ترك صَرفه فلم یَصْرِفه، فإِنه رأْیٌ لبعض النَّحویین، و إِن كان عنی قبیلة أَو امرأَة أَو بُقْعة فحكمه أَن لا ینصرف و هذا بیّن واضح.

دقن؛ ج13، ص: 157

: الدِّقْدانُ و الدِّیقان: أَثافی القدر.

دكن؛ ج13، ص: 157

: الدَّكْن و الدَّكَن و الدُّكْنة: لون الأَدْكن كلون الخَزِّ الذی یضربُ إِلی الغُبرة بین الحمرة و السواد، و فی الصحاح: یضرب إِلی السواد، دَكِن یَدْكَن دَكَناً و أَدْكَن و هو أَدْكَنُ؛ قال رؤبة یخاطب بلال بن أَبی بُرْدة: فالله یَجْزِیكَ جَزاءَ المُحْسِنِ، عن الشرِیف و الضعِیفِ الأَوْهَنِ سَلمتَ عرضاً ثوبُه لم یَدْكَن، و صافیاً غَمْرَ الحِبا لم یَدْمَنِ و الشی‌ءُ أَدْكَنُ؛ قال لبید: أُغْلی السِّباءَ بكلّ أَدْكَنَ عاتِقٍ، أَو جَوْنةٍ فُدِحَت و فُضّ خِتامُها «2». یعنی زِقّاً قد صَلَح و جاد فی لونه و رائحته لعِتْقه. و‌فی حدیث فاطمة، رضوان الله علیها: أَنّها أَوْقَدت القِدْرَ حتی دَكِنَت ثِیابُها؛ دَكِن الثوبُ إِذا اتسخ و اغبرَّ لونُه یَدْكَنُ دَكَناً؛ و منه‌حدیث أُم خالد فی القمیص: حتی دَكِن؛ و فی قصیدة مُدح بها سیدنا رسول الله «3». صلی الله علیه و سلم: علیٌّ له فضلانِ: فضلُ قرابةٍ، و فضْلٌ بنَصْلِ السیف و السُّمُرِ الدُّكْلِ. قال: الدُّكْل و الدُّكْن واحد، یریدُ لونَ الرماح. و دَكَن المتاعَ یَدْكُنه دَكْناً و دَكَّنه: نَضّد بعضَه علی بعض؛ و منه الدُّكان مشتق من ذلك؛ قال: و هو عند أَبی الحسن مشتق من الدَّكَّاء، و هی الأَرض المُنبسطة، و هو مذكور فی موضعه، و الدُّكّان فُعّال، و الفعل التَّدْكِین. الجوهری: الدُّكَّان واحد الدكاكین، و هی الحوانیت، فارسی معرَّب. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فبَنَیْنا له دُكَّاناً من طین یجلس علیه؛ الدُّكَّان: الدّكَّة المبنِیَّة للجلوس علیها، قال: و النون مختلف فیها، فمنهم من یَجْعلُها أَصلًا، و منهم مَن یجعلها زائدة. و دَكَّن الدُّكَّانَ: عَمِله. و ثریدة دَكْناء: و هی التی علیها من الأَبزار، ما دَكَّنها من الفُلْفُل و غیره. و الدُّكَیْناء، ممدود: دُوَیْبَّة من أَحناش الأَرض. و دُكَیْن و دَوْكَن: اسمان.

دلن؛ ج13، ص: 157

: دَلان: من أَسماء العرب، و قد أُمیت أَصل بنائه.

دمن؛ ج13، ص: 157

: دِمْنةُ الدار: أَثَرُها. و الدِّمْنة: آثارُ الناس و ما سَوَّدوا، و قیل: ما سَوَّدوا من آثار البَعَر و غیره، و الجمع دِمَن، علی بابه، و دِمْنٌ، الأَخیرة كسِدْرة و سِدْر. و الدِّمْن: البَعَر. و دَمَّنتِ الماشیةُ المكانَ: بَعَرت فیه و بالت. و دَمَّن الشاءُ الماء، هذا من البَعَر؛ قال ذو الرمة یصف بقرة وحشیة:
(2). قوله [فدحت] بالحاء المهملة فی الأَصل و الصحاح، و لعلها بالخاء المعجمة أَو الدال مبدلة من التاء المثناة من فوق (3). قوله [مدح بها سیدنا إِلخ] الذی فی النهایة: مدح بها أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم
لسان العرب، ج‌13، ص: 158
إِذا ما عَلاها راكِبُ الصّیْفِ لم یَزَلْ یَرَی نَعْجةً فی مَرْتَع، فیُثیرُها مُوَلَّعةً خَنْساءَ لیْستْ بنعْجة، یُدَمِّن أَجْوافَ المِیاه وَقِیرُها. و دَمّن القومُ الموضعَ: سوّدوه و أَثَّروا فیه بالدِّمْن؛ قال عَبید بن الأَبرص: مَنْزِلٌ دَمّنه آباؤُنا المُورثُون المَجْدَ فی أُولی اللَّیالی. و الماء مُتَدَمِّن إِذا سقَطَت فیه أَبعار الغَنَم و الإِبل. و الدِّمْن: ما تَلَبَّد من السِّرقِینِ و صار كِرْساً علی وجه الأَرض. و الدِّمْنة: الموضع الذی یَلْتبدُ فیه السِّرقِین، و كذلك ما اختلط من البعر و الطین عند الحوض فتَلَبَّد. الصحاح: الدِّمْن البَعر؛ قال لبید: راسِخُ الدِّمْن علی أَعضادِه، ثَلَمَتْه كُلُّ رِیحٍ و سَبَلْ. و دمَنْتُ الأَرضَ: مثل دَمَلْتها، و قیل: الدِّمْن اسم للجنس مثل السِّدْر اسم للجنس. و الدِّمَن: جمع دِمْنة، و دِمْنٌ «1». و یقال: فلان دِمْنُ مالٍ كما یقال إِزاءُ مالٍ. و الدِّمْنة: الموضع القریب من الدار. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: إِیّاكم و خَضْراءَ الدِّمَن، قیل: و ما ذاك؟ قال: المرأَة الحسناء فی المَنْبت السُّوء؛ شبه المرأَة بما ینبت فی الدِّمَن من الكلأِ یُری له غَضارة و هو وَبی‌ء المرْعی مُنْتِن الأَصل؛ قال زُفَر بن الحرث: و قد یَنْبُت المَرْعی علی دِمَن الثَّرَی، و تَبْقی حَزازاتُ النُّفوسِ كما هیَا و الدِّمْنة: الحقد المُدَمِّن للصدر، و الجمع دِمن، و قیل: لا یكون الحقد دِمْنة حتی یأْتی علیه الدهر و قد دَمِن علیه. و قد دَمِنَت قلوبُهم، بالكسر، و دَمِنْت علی فلان أَی ضَغِنْت؛ و قال أَبو عبید فی تفسیر الحدیث: أَراد فسادَ النَّسَب إِذا خیف أَن تكون لغیر رِشْدة، و إِنما جعلها خضراء الدِّمَن تشبیهاً بالبقلة الناضرة فی دمنة البعر، و أَصل الدِّمْن ما تُدَمِّنه الإِبل و الغنم من أَبعارها و أَبوالها أَی تُلَبِّده فی مرابضها، فربما نبت فیها النباتُ الحسن النَّضِیر، و أَصله من دِمْنة، یقول: فَمَنظَرُها أَنیق حسن؛ و منه‌الحدیث: فیَنْبُتون نباتَ الدِّمْن فی السیل؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، بكسر الدال و سكون المیم، یرید البعر لسرعة ما ینبت فیه؛ و منه‌الحدیث: فأَتینا علی جُدْجُد مُتَدَمِّن‌أَی بئر حولها الدِّمْنة. و‌فی حدیث النخعیّ: كان لا یری بأْساً بالصلاة فی دِمْنة الغنم.و الدِّمنة: بقیة الماء فی الحوض، و جمعها دِمْن؛ قال علقمة بن عَبْدَة: تُرادی علی دِمْن الحِیاضِ، فإِن تَعَفْ فإِنّ المُنَدَّی رِحْلَةٌ فَرُكوبُ. و الدَّمْن و الدَّمان: عَفَن النخلة و سوادُها، و قیل: هو أَن یُنسِغَ النخل عن عَفَن و سواد. الأَصمعی: إِذا أَنْسَغَت النخلة عن عفن و سواد قیل قد أَصابه الدَّمَان، بالفتح. و قال ابن أَبی الزِّناد: هو الأَدَمانُ. و قال شمر: الصحیح إِذا انْشَقَّت النخلةُ عن عفن لا أَنْسَغَت، قال: و الإِنْساغ أَن تُقْطَع الشجرةُ ثم تَنْبت بعد ذلك. و‌فی الحدیث: كانوا یَتَبایَعُون الثِّمَار قبل أَن یَبْدُو صَلاحُها، فإِذا جاء التقاضی قالوا أَصاب الثمرَ الدَّمانُ؛ هو بالفتح و تخفیف المیم فساد الثمر و عفَنُه قبل إِدراكه حتی یسودّ، من الدِّمْن و هو السرقین. و یقال: إِذا أَطلعت النخلة عن عَفَن و سواد قیل أَصابها الدَّمانُ، و یقال: الدَّمال أَیضاً، باللام و فتح الدال بمعناه؛ ابن الأَثیر: كذا
(1). قوله [و دمن] بالرفع عطف علی و الدمن
لسان العرب، ج‌13، ص: 159
قیده الجوهری و غیره بالفتح، قال: و الذی جاء فی غریب الخطّابی بالضم، قال: و كأَنه أَشبه لأَن ما كان من الأَدواء و العاهات فهو بالضم كالسُّعال و النُّحاز و الزُّكام. و قد جاء فی هذا الحدیث: القُشام و المُراض، و هما من آفات الثمرة، و لا خلاف فی ضمِّهما، و قیل: هما لغتان، قال الخطابی: و‌یروی الدَّمار، بالراء، قال: و لا معنی له. و الدَّمان: الرَّماد. و الدَّمان: السّرْجین. و الدَّمان: الذی یُسَرقِنُ الأَرضَ أَی یَدْبِلها و یَزْبِلُها. و أَدْمَن الشرابَ و غیرَه: لم یُقْلِعْ عنه؛ و قوله أَنشده ثعلب: فَقُلنا: أَ مِن قبَرْ خَرَجْتَ سَكَنْتَه؟ لكَ الوَیْلُ أَم أَدْمَنْتَ جُحْرَ الثَّعالب؟ معناه: لزمتَه و أَدْمَنْت سُكناه، و كأَنه أَراد أَدْمنْت سُكنی جُحْر الثعالب لأَن الإِدْمان لا یقع إِلا علی الأَعراض. و یقال: فلان یُدْمِنُ الشُّرب و الخمر إِذا لزِم شربها. یقال: فلان یُدْمِنُ كذا أَی یُدیمه. و مُدْمِن الخمر الذی لا یُقْلع عن شربها. یقال: فلان مُدْمن خمر أَی مُداومُ شربِها. قال الأَزهری: و اشتقاقه من دَمْنِ البعر. و‌فی الحدیث: مُدْمِن الخمر كعابد الوثَن؛ هو الذی یُعاقِر شربها و یلازمه و لا ینفك عنه، و هذا تغلیظ فی أَمرها و تحریمِهِ. و یقال: دَمَّن فلان فِناءَ فلان تَدْمِیناً إِذا غشیه و لزمه؛ قال كعب بن زهیر: أَرْعی الأَمانةَ لا أَخُونُ و لا أُری، أَبداً، أُدَمِّن عَرْصَة الإِخْوانِ «1» و دَمَّن الرجلَ: رخَّص له؛ عن كراع. و المُدَمَّن: أَرض. و دَمُّون؛ بالتشدید: موضع، و قیل: أَرض؛ حكاه ابن درید؛ و أَنشد لإمرئ القیس: تَطاولَ اللیلُ علینا دَمُّونْ، دَمُّون إِنَّا مَعشَرٌ یمانُونْ، و إِنَّنا لأَهْلِنا مُحِبُّونْ. و عبد الله بن الدُّمَیْنة: من شعرائهم.

دنن؛ ج13، ص: 159

: الدَّنّ: ما عَظُم من الرَّواقِید، و هو كهیئة الحُبّ إِلا أَنه أَطول مُسْتَوی الصَّنْعة فی أَسفله كهیئة قَوْنَس البیضة، و الجمع الدِّنان و هی الحِباب، و قیل: الدَّنُّ أَصغر من الحُبّ، له عُسْعُس فلا یقعد إِلا أَن یُحْفَر له. قال ابن درید: الدَّنُّ عربیّ صحیح؛ و أَنشد: و قابلَها الرِّیحُ فی دَنِّها، و صلَّی علی دَنِّها و ارْتَسَمْ. و جمعه دِنان. قال ابن بری: و یقال للدَّنِّ الإِقنیز، عربیة. و الدَّنَن: انحناءٌ فی الظهر، و هو فی العُنُق و الصَّدر دُنُوٌّ و تطأْطُؤ و تطامُن من أَصلها خلقةً؛ رجل أَدَنُّ و امرأَة دَنَّاء، و كذلك الدابَّة و كلّ ذی أَربع. و كان الأَصمعیّ یقول: لم یَسْبِق أَدَنّ قطّ إِلا أَدَنَّ بنی یَرْبوع. أَبو الهیثم: الأَدَنُّ من الدوابّ الذی یداه قصیرتان و عنقُه قریب من الأَرض؛ و أَنشد: بَرَّحَ بالصِّینیّ طُولُ المَنِّ، و سَیْرُ كلِّ راكبٍ أَدَنِّ، مُعْتَرضٍ مثل اعتراضِ الطُّنّ. الطُّنّ: العِلاوة التی تكون فوق العِدْلین؛ و قال الراجز: لا دَنَنٌ فیه و لا إِخْطافُ و الإِخْطاف: صِغَر الجوف، و هو شَرُّ عُیُوب الخیل. ابن الأَعرابی: الأَدَنّ الذی كأَن صُلْبَه
(1). قوله [عرصة الإِخوان] كذا بالأَصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: عرصة الخوَّان.
لسان العرب، ج‌13، ص: 160
دَنّ؛ و أَنشد: قد خَطِئَتْ أُمُّ خُثَیْمٍ بأَدَنْ، بناتِئ الجَبْهة مَفْسُوءِ القَطَنْ. قال: و الفَسأُ دُخول الصلب، و الفَقَأ خروج الصدْر. و یقال: دَنُّ و أَدْنَنُ و أَدَنُّ و دِنَّانٌ و دِنَنَةٌ. أَبو زید: الأَدَنُّ البعیر المائِل قُدُماً و فی یدیه قِصَرٌ، و هو الدَّنَن. و فرس أَدَنّ بیِّن الدَّنَن: قصیر الیدین؛ قال الأَصمعی: و من أَسوإِ العیوب الدَّنَنُ فی كل ذی أَربع، و هو دُنُوّ الصدر من الأَرض. و رجل أَدَنُّ أَی مُنْحنی الظهر. و بیت أَدَنّ أَی متطامن. و الدَّنِین و الدِّنْدِن و الدَّنْدنة: صوت الذباب و النحل و الزنابیر و نحوها من هَیْنَمة الكلام الذی لا یُفهم؛ و أَنشد: كدَنْدنةِ النَّحلِ فی الخَشْرَمِ. الجوهری: الدَّنْدَنة أَن تسمع من الرجل نَغْمة و لا تفهم ما یقول، و قیل: الدَّنْدنة الكلام الخفیّ. و‌سأَل النبیّ، صلی الله علیه و سلم، رجلًا: ما تقول فی التشهد؟ قال: أَسأَل الله الجنّة و أَعُوذُ به من النار، فأَمَّا دَنْدنتك و دَنْدَنةُ معاذ فلا نحسنها، فقال، علیه السلام: حولهما نُدَنْدِن، و روی: عنهما نُدَنْدِن.و قال أَبو عبید: الدَّنْدنة أَن یَتكلَّم الرجل بالكلام تسمع نَغْمته و لا تفهمه عنه لأَنه یُخْفیه، و الهَیْنمة نَحْوٌ منها؛ و قال ابن الأَثیر: و هو الدَّنْدنة أَرفع من الهیْنمة قلیلًا، و الضمیر فی حولَهما للجنة و النار أَی فی طلبهما نُدَنْدن، و منه: دَنْدَن إِذا اختلف فی مكان واحد مجیئاً و ذَهاباً، و أَمّا‌عنهما نُدَنْدِن‌فمعناه أَن دَنْدَنتنا صادرة عنهما و كائنة بسببهما. شمر: طَنْطَن طَنْطَنة و دَنْدن دَنْدَنة بمعنی واحد؛ و أَنشد: نُدَنْدِن مِثْلَ دَنْدَنةِ الذُّباب. و قال ابن خالویه فی‌قوله حولهما ندندن: أَی ندور. یقال: نُدَنْدِنُ حول الماء و نَحُوم و نُرَهْسِم. و الدَّندنة: الصوت و الكلام الذی لا یُفْهَمُ، و كذلك الدِّنْدان مثل الدَّنْدنة؛ و قال رؤبة: و للبَعوضِ فوقنا دِنْدانُ قال الأَصمعی: یحتمل أَن یكونَ من الصوت و من الدَّوَران. و الدِّنْدِن، بالكسر: ما بَلِی و اسودّ من النبات و الشجر، و خصّ به بعضُهم حُطام البُهْمَی إِذا اسودّ و قَدُم، و قیل: هی أُصول الشجر البالی؛ قال حسان بن ثابت: المالُ یَغْشَی أُناساً لا طباخَ لهُم، كالسَّیْل یَغْشَی أُصولَ الدِّنْدِن البالی. الأَصمعی: إِذا اسْودَّ الیبیس من القِدَم فهو الدِّنْدِن؛ و أَنشد: مثل الدِّنْدِن البالی. و الدِّنْدِن: أُصول الشجر. ابن الفرج: أَدَنَّ الرجلُ بالمكان إِدْناناً و أَبَنَّ إِبْناناً إِذا أَقام، و مثله مما تعاقب فیه الباء و الدال انْدَرَی و انْبَرَی بمعنی واحد. و قال أَبو حنیفة: قال أَبو عمرو الدِّنْدِن الصِّلِّیان المُحِیل، تمیمیة ثابتة. و الدَّنَنُ اسم بلد بعینه.

دهن؛ ج13، ص: 160

: الدُّهْن: معروف. دَهَن رأْسه و غیره یَدْهُنه دَهْناً: بلَّه، و الاسم الدُّهْن، و الجمع أَدْهان و دِهان. و‌فی حدیث سَمُرة: فیخرجُون منه كأَنما دُهنوا بالدِّهان؛ و منه‌حدیث قتادة بنِ مَلْحان: كنت إِذا رأَیته كأَنَّ علی وجهه الدِّهانَ.و الدُّهْنة: الطائفة من الدُّهْن؛ أَنشد ثعلب:
لسان العرب، ج‌13، ص: 161
فما رِیحُ رَیْحانٍ بمسك بعنبرٍ، برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِ، بأَطیبَ من رَیَّا حبیبی لو اننی وجدتُ حبیبی خالیاً بمكانِ. و قد ادَّهَن بالدُّهْن. و یقال: دَهَنْتُه بالدِّهان أَدْهُنه و تَدَهّن هو و ادَّهن أَیضاً، علی افْتعل، إِذا تَطَلَّی بالدُّهن. التهذیب: الدُّهن الاسم، و الدَّهْن الفعل المُجاوِز، و الادِّهان الفعل اللازم، و الدَّهَّان: الذی یبیع الدُّهن. و‌فی حدیث هِرَقْلَ: و إِلی جانبه صورةٌ تُشبِهه إِلَّا أَنه مُدْهانّ الرأْس‌أَی دَهِین الشعر كالمُصْفارّ و المُحْمارّ. و المُدْهُن، بالضم لا غیر: آلة الدُّهْن، و هو أَحد ما شذّ من هذا الضرب علی مُفْعُل مما یُستعمَل من الأَدوات، و الجمع مَداهن. اللیث: المُدْهُن كان فی الأَصل مِدْهناً، فلما كثر فی الكلام ضمّوه. قال الفراء: ما كان علی مِفْعل و مِفْعلة مما یُعْتَمل به فهو مكسور المیم نحو مِخْرَز و مِقْطَع و مِسَلّ و مِخَدة، إِلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم المیم و العین و هی: مُدْهُن و مُسْعُط و مُنْخُل و مُكْحُل و مُنْضُل، و القیاس مِدْهَن و مِنْخَل و مِسْعَط و مِكْحَل. و تَمَدْهن الرجل إِذا أَخذ مُدْهُناً. و لِحْیة دَهِین: مَدْهونة. و الدَّهْن و الدُّهن من المطر: قدرُ ما یَبُلّ وجهَ الأَرض، و الجمع دِهان. و دَهَن المطرُ الأَرضَ: بلَّها بلًّا یسیراً. اللیث: الأَدْهان الأَمطار اللَّیِّنة، واحدها دُهْن. أَبو زید: الدِّهَان الأَمْطار الضعیفة، واحدها دُهْن، بالضم. یقال: دهَنَها وَلْیُها، فهی مَدْهُونة. و قوم مُدَهَّنون، بتشدید الهاء: علیهم آثار النِّعَم. اللیث: رجل دَهِین ضعیف. و یقال: أَتیت بأَمر دَهِین؛ قال ابن عَرَادة: لِیَنْتَزعُوا تُراثَ بنی تَمِیم، لقد ظَنُّوا بنا ظنًّا دَهِینا و الدَّهین من الإِبل: الناقة البَكیئة القلیلة اللبن التی یُمْرَی ضرعُها فلا یَدِرّ قَطرةً، و الجمع دُهُن؛ قال الحطیئة یهجو أُمه: جَزاكِ اللهُ شرّاً من عجوزٍ، و لَقَّاكِ العُقوقَ من الَبنینِ لِسانُكِ مِبْرَدٌ لا عَیْبَ فیه، و دَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهینِ «2». و أَنشد الأَزهری للمثقّب: تَسُدُّ، بمَضْرَحیِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ، خَوایَةَ فرْج مِقْلاتٍ دَهینِ. و قد دَهُنت و دهَنَت تَدْهُن دَهانة. و فحل دَهِین: لا یَكاد یُلْقِح أَصلًا كأَنَّ ذلك لقلَّة مائة، و إِذا أَلقَح فی أَول قَرْعِه فهو قَبِیس. و المُدْهُن: نقرة فی الجبل یَسْتَنْقِع فیها الماء، و فی المحكم: و المُدْهُن مُسْتَنْقَع الماء، و قیل: هو كل موضع حفره سیل أَو ماء واكفٌ فی حَجَر. و منه‌حدیث الزهری «3» نَشِفَ المُدْهُن و یبس الجِعْثِن؛ هو نقرة فی الجبل یَستنقِع فیها الماء و یَجتمع فیها المطر. أَبو عمرو: المَداهن نُقَر فی رؤوس الجبال یستنقع فیها الماء، واحدها مُدْهُن؛ قال أَوس: یُقَلِّبُ قَیْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفَا مُدْهُنٍ، قد زَلَّقته الزَّحالِفُ و‌فی الحدیث: كأَنَّ وجهَه مُدْهُنة؛ هی تأْنیث المُدْهُن، شبّه وجهَه لإِشْراق السرور علیه بصفاء الماء المجتمع فی الحجر؛ قال ابن الأَثیر: و المُدْهُن
(2). قوله [مبرد لا عیب فیه] قال الصاغانی: الروایة مبرد لم یبق شیئاً (3). قوله [و منه حدیث الزهری] تبع فیه الجوهری، و قال الصاغانی: الصواب النهدی، بالنون و الدال، و هو طهفة بن زهیر
لسان العرب، ج‌13، ص: 162
أَیضاً و المُدْهُنة ما یجعل فیه الدُّهن فیكون قد شبَّهه بصفاء الدُّهْن، قال: و قد جاء فی بعض نسخ مسلم: كأَنَّ وجهَه مُذْهبَة، بالذال المعجمة و الباء الموحدة، و قد تقدم ذكره فی موضعه. و المُداهَنة و الإِدْهانُ: المُصانَعة و اللِّین، و قیل: المُداهَنة إِظهارُ خلاف ما یُضمِر. و الإِدْهانُ: الغِش. و دَهَن الرجلُ إِذا نافق. و دَهَن غلامَه إِذا ضربه، و دهَنه بالعصا یَدْهُنه دَهْناً: ضربه بها، و هذا كما یقال مسَحَه بالعصا و بالسیف إِذا ضربه برِفْق. الجوهری: و المُداهَنة و الإِدْهان كالمُصانعة. و فی التنزیل العزیز: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ. و قال قوم: داهَنت بمعنی واریت، و أَدْهَنت بمعنی غَشَشْت. و قال الفراء: معنی قوله عز و جل: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ، ودُّوا لو تَكْفُر فیكفرون، و قال فی قوله: أَ فَبِهٰذَا الْحَدِیثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ؛ أَی مُكَذِّبون، و یقال: كافرون. و قوله: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ، ودّوا لو تَلِینُ فی دِینك فیَلِینون. و قال أَبو الهیثم: الإِدْهان المُقاربَة فی الكلام و التَّلیین فی القول، من ذلك قوله: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ؛ أَی ودُّوا لو تُصانِعهم فی الدِّین فیُصانِعوك. اللیث: الإِدْهان اللِّین. و المُداهِن: المُصانع؛ قال زهیر: و فی الحِلْمِ إِدْهان، و فی العَفْوِ دُرْبةٌ، و فی الصِّدْق مَنْجَاةٌ من الشَّرِّ، فاصْدُقِ. و قال أَبو بكر الأَنباری: أَصل الإِدْهان الإِبْقاء؛ یقال: لا تُدْهِنْ علیه أَی لا تُبْقِ علیه. و قال اللحیانی: یقال ما أَدهنت إِلا علی نفسك أَی ما أَبقیت، بالدال. و یقال: ما أَرْهَیت ذلك أَی ما تركته ساكناً، و الإِرهاء: الإِسكان. و قال بعض أَهل اللغة: معنی داهَن و أَدْهن أَی أَظهر خلاف ما أَضمر، فكأَنه بیَّن الكذب علی نفسه. و الدِّهان: الجلد الأَحمر، و قیل: الأَملس، و قیل: الطریق الأَملس، و قال الفراء فی قوله تعالی: فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ، قال: شبَّهها فی اختلاف أَلوانها بالدُّهن و اختلافِ أَلوانه، قال: و یقال الدِّهان الأَدیم الأَحمر أَی صارت حمراء كالأَدیم، من قولهم فرس وَرْدٌ، و الأُنثی وَرْدَةٌ؛ قال رؤبة یصف شبابه و حمرة لونه فیما مضی من عمره: كغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ، كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ یُمْرَعُ لوْنی، و لو هَبَّتْ عَقِیمٌ تَسْفَعُ. أَی یكثر دهنه، یقول: كأَنَّ لونه یُعْلی بالدُّهن لصفائه؛ قال الأَعشی: و أَجْرَدَ من فُحول الخیلِ طرْفٍ، كأَنَّ علی شواكِلِه دِهانا. و قال لبید: و كلُّ مُدَمّاةٍ كُمَیْتٍ، كأَنها سَلِیمُ دِهانٍ فی طِرَاف مُطَنَّب. غیره: الدِّهانُ فی القرآن الأَدیمُ الأَحمر الصِّرفُ. و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ؛ تتلوَّنُ من الفَزَع الأَكبر كما تتلوَّن الدِّهانُ المختلفةُ، و دلیل ذلك قوله عز و جل: یَوْمَ تَكُونُ السَّمٰاءُ كَالْمُهْلِ؛ أَی كالزیت الذی قد أُغلی؛ و قال مِسْكینٌ الدَّارمیُّ: و مُخاصِمٍ قاوَمْتُ فی كَبَدٍ مِثْل الدِّهان، فكانَ لی العُذْرُ. یعنی أَنه قاوَمَ هذا المُخاصِمَ فی مكانٍ مُزِلّ یَزْلَقُ عنه من قام به، فثبت هو و زلِقَ خَصْمُه و لم یثبت. و الدِّهانُ: الطریق الأَملس هاهنا، و العُذْرُ فی بیت مسكین الدارمی: النُّجْح، و قیل: الدهان الطویل الأَملس.
لسان العرب، ج‌13، ص: 163
و الدَّهْناء: الفَلاة. و الدَّهْناء: موضعٌ كلُّه رمل، و قیل: الدهناء موضع من بلاد بنی تمیم مَسِیرة ثلاثة أَیام لا ماء فیه، یُمَدُّ و یقصَر؛ قال: لسْتَ علی أُمك بالدَّهْنا تَدِلّ أَنشده ابن الأَعرابی، یضرب للمتسخط علی من لا یُبالی بتسخطه؛ و أَنشد غیره: ثم مالَتْ لجانِبِ الدَّهْناءِ. و قال جریر: نارٌ تُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا و قال ذو الرمة: لأَكْثِبَة الدَّهْنا جَمیعاً و مالِیَا. و النسبة إِلیها دَهْناوِیٌّ، و هی سبعة أَجبل فی عَرْضِها، بین كل جبلین شقیقة، و طولها من حَزْنِ یَنْسُوعةَ إِلی رمل یَبْرِینَ، و هی قلیلة الماء كثیرة الكلإِ لیس فی بلادِ العرب مَرْبَعٌ مثلُها، و إِذا أَخصبت رَبَعت العربُ «1». جمعاء. و‌فی حدیث صَفِیَّة و دُحَیْبَةَ: إِنما هذه الدَّهْنا مُقَیَّدُ الجمَل؛ هو الموضع المعروف ببلاد تمیم. و الدَّهْناء، ممدود: عُشْبة حمراء لها ورق عِراض یدبغ به. و الدِّهْنُ: شجرةُ سَوْءٍ كالدِّفْلی؛ قال أَبو وَجْزَة: و حَدَّثَ الدِّهْنُ و الدِّفْلی خَبیرَكُمُ، و سالَ تحتكم سَیْلٌ فما نَشِفا. و بنو دُهْن و بنو داهنٍ: حَیّانِ. و دُهْنٌ: حیٌّ من الیمن ینسب إِلیهم عمار الدُّهْنیُّ. و الدَّهْناء: بنتُ مِسْحَل أَحد بنی مالك بن سعد بن زیدِ مَناةَ بن تمیم، و هی امرأَة العجاج؛ و كان قد عُنِّن عنها فقال فیها: أَظَنَّتِ الدَّهْنا و ظَنَّ مِسْحَلُ أَن الأَمیرَ بالقضاءِ یَعْجَلُ «2». عن كَسَلاتی، و الحِصانُ یَكْسَلُ عن السِّفادِ، و هو طِرْفٌ هَیْكَلُ؟

دهدن؛ ج13، ص: 163

: الدُّهْدُنُّ، بالضم: معناه الباطل؛ قال: لأَجْعَلَنْ لابنةِ عَمْروٍ فَنَّا، حتی یكون مَهْرُها دُهْدُنَّا. و یروی … لابنة عَثْمٍ … قال ابن بری: الدُّهْدُنُّ كلام لیس له فعل. قال الجوهری: و ربما قالوا دُهْدُرٌّ، بالراء. و فی المثل: دُهْدُرَّیْن و سَعْدُ القَیْن «3». یضرب للكذاب.

دهقن؛ ج13، ص: 163

: التَّدَهْقُنُ: التَّكَیُّسُ: قال سیبویه: سأَلته، یعنی الخلیل، عن دُهْقان [دِهْقان فقال: إِن سمیته من التَّدَهْقُن فهو مصروف، و قد قال سیبویه: إِنك إِن جعلت دِهْقاناً من الدَّهْق لم تصرفه لأَنه فعلان؛ قال الجوهری: إِن جعلت النون أَصلیة، من قولهم تَدَهْقَنَ الرجلُ و له دَهْقَنةُ موضِع كذا، صرَفْتَه لأَنه فِعْلال. و الدِّهْقان و الدُّهقان: التاجر، فارسی معرَّب، و هم الدَّهاقنة و الدَّهاقین؛ قال: إِذا شِئْتُ غَنَّتْنی دَهاقِینُ قَرْیة، و صَنّاجَةٌ تَجْذُو علی كلِّ مَنْسِمِ. قال ابن بری: دِهْقان و دُهْقان مثل قِرْطاس و قُرْطاس، قال: و دِهْقانُ فی بیت الأَعشی عربی، و هو اسم واد؛ قال:
(1). قوله [ربعت العرب إِلخ] زاد الأَزهری: لسعتها و كثرة شجرها، و هی عذاة مكرمة نزهة من سكنها لم یعرف الحمی لطیب تربتها و هوائها (2). قوله [أَظنت إِلخ] قال الصاغانی: الإِنشاد مختل، و الروایة بعد قوله یعجل: كلا و لم یقض القضاء الفیصل و إِن كسلت فالحصان یكسل عن السفاد و هو طرف یؤكل عند الرواق مقرب مجلل (3). قوله [و سعد القین] كذا بالأَصل و الصحاح بواو العطف، و فی القاموس و موضع آخر من اللسان بحذفها
لسان العرب، ج‌13، ص: 164
فظَلَّ یَغْشی لِوَی الدِّهْقانِ مُنْصَلِتاً، كالفارِسِیِّ تَمَشَّی، و هو مُنْتَطِقُ و الدُّهْقان و الدِّهْقان: القویّ علی التصرف مع حِدَّة، و الأُنثی دِهْقانة، و الاسم الدَّهْقَنةُ. اللیث: الدَّهْقنة الاسم من الدِّهْقانِ، و هو نَبزٌ. و دُهْقِنَ الرجلُ: جُعِلَ دِهْقاناً؛ قال العجاج: دُهْقِنَ بالتاج و بالتَّسْویرِ. و لِوَی الدِّهْقانِ: موضع بنجد. الأَزهری: و بالبادیة رملة تعرف بلِوَی دِهْقان؛ قال الراعی یصف ثوراً: فظَلَّ یَعْلو لِوَی دِهْقانَ مُعْترِضاً یَرْدی، و أَظْلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ و دَهْقَنَ الطعامَ: أَلانَه؛ عن أَبی عبید. الأَصمعی: الدَّهْمَقةُ و الدَّهْقَنة سواء، و المعنی فیهما سواء لأَن لِینَ الطعام من الدَّهْقنة.

دون؛ ج13، ص: 164

: دُونُ: نقیضُ فوقَ، و هو تقصیر عن الغایة، و یكون ظرفاً. و الدُّونُ: الحقیر الخسیس؛ و قال: إِذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء، و یَقْنَع بالدُّونِ مَن كان دُونا و لا یشتق منه فعل. و بعضهم یقول منه: دانَ یَدُونُ دَوْناً و أُدِین إِدانةً؛ و یروی قولُ عدیّ فی قوله: أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ، و عَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم یُدَنْ. و غیره یرویه: … لم یُدَنّ، بتشدید النون علی ما لم یسم فاعله، من دَنَّی یُدَنِّی أَی ضَعُفَ، و قوله: أَنسل الذِّرْعانَ جمع ذَرَعٍ، و هو ولد البقرة الوحشیة؛ یقول: جری هذا الفرس و حِدَّتُه خَلَّف أَولادَ البقرة خلْفَه و قد علا الرَّبْرَبَ شَدٌّ لیس فیه تقصیر. و یقال: هذا دون ذلك أَی أَقرب منه. ابن سیدة: دونُ كلمة فی معنی التحقیر و التقریب، یكون ظرفاً فینصب، و یكون اسماً فیدخل حرف الجر علیه فیقال: هذا دونك و هذا من دونك، و فی التنزیل العزیز: وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ؛ أَنشد سیبویه: لا یَحْمِلُ الفارسَ إِلّا المَلْبُونْ، أَلمحْضُ من أَمامِه و من دُونْ. قال: و إِنما قلنا فیه إِنه إِنما أَراد من دونه لقوله من أَمامه فأَضاف، فكذلك نوی إِضافة دون؛ و أَنشد فی مثل هذا للجعدی: لها فَرَطٌ یكونُ، و لا تَراهُ، أَماماً من مُعَرَّسِنا و دُونا. التهذیب: و یقال هذا دون ذلك فی التقریب و التحقیر، فالتحقیر منه مرفوع، و التقریب منصوب لأَنه صفة. و یقال: دُونُك زیدٌ فی المنزلة و القرب و البُعْد؛ قال ابن سیدة: فأَما ما أَنشده ابن جنی من قول بعض المولَّدین: و قامَتْ إِلیه خَدْلَةُ السَّاقِ، أَعْلَقَتْ به منه مَسْمُوماً دُوَیْنَةَ حاجِبِهْ. قال: فإِنی لا أَعرف دون تؤنث بالهاء بعلامة تأْنیث و لا بغیر علامة، أَ لا تری أَن النحویین كلهم قالوا الظروف كلها مذكرة إِلا قُدّام و وراء؟ قال: فلا أَدری ما الذی صغره هذا الشاعر، اللهم إِلا أَن یكون قد قالوا هو دُوَیْنُه، فإِن كان كذلك فقوله دُوَیْنَةَ حاجبه حسن علی وجهه؛ و أَدخل الأَخفش علیه الباءَ فقال فی كتابه فی القوافی، و قد ذكر أَعرابیّاً أَنشده شعراً مُكْفَأً: فرددناه علیه و علی نفر من أَصحابه فیهم مَن لیْسَ بدُونِه، فأَدخل علیه الباء كما تری، و قد قالوا: من دُونُ، یریدون من دُونِه، و قد قالوا: دُونك فی الشرف و الحسب و نحو ذلك؛ قال
لسان العرب، ج‌13، ص: 165
سیبویه: هو علی المثل كما قالوا إِنه لصُلْبُ القناة و إِنه لمن شجرة صالحة، قال: و لا یستعمل مرفوعاً فی حال الإِضافة. و أَما قوله تعالی: وَ أَنّٰا مِنَّا الصّٰالِحُونَ وَ مِنّٰا دُونَ ذٰلِكَ؛ فإِنه أَراد و منا قوم دون ذلك فحذف الموصوف. و ثوب دُونٌ: رَدِیٌّ. و رجل دُونٌ: لیس بلاحق. و هو من دُونِ الناسِ و المتاعِ أَی من مُقارِبِهِما. غیره: و یقال هذا رجل من دُونٍ، و لا یقال رجلٌ دونٌ، لم یتكلموا به و لم یقولوا فیه ما أَدْوَنَه، و لم یُصَرَّف فعلُه كما یقال رجل نَذْلٌ بیِّنُ النَّذَالة. و فی القرآن العزیز: وَ مِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ، بالنصب و الموضع موضع رفع، و ذلك أَن العادة فی دون أَن یكون ظرفاً و لذلك نصبوه. و قال ابن الأَعرابی: التَّدَوُّنُ الغنَی التام. اللحیانی: یقال رضیت من فلان بمَقْصِر أَی بأَمر دُونَ ذلك. و یقال: أَكثر كلام العرب أَنت رجل من دُونٍ و هذا شی‌ء من دُونٍ، یقولونها مع مِن. و یقال: لو لا أَنك من دُونٍ لم تَرْضَ بذا، و قد یقال بغیر من. ابن سیدة: و قال اللحیانی أَیضاً رضیت من فلان بأَمر من دُونٍ، و قال ابن جنی: فی شی‌ءٍ دُونٍ، ذكره فی كتابه الموسوم بالمعرب، و كذلك أَقَلُّ الأَمرین و أَدْوَنُهما، فاستعمل منه أَفعل و هذا بعید، لأَنه لیس له فِعْلٌ فتكون هذه الصیغة مبنیة منه، و إِنما تصاغ هذه الصیغة من الأَفعال كقولك أَوْضَعُ منه و أَرْفَعُ منه، غیر أَنه قد جاء من هذا شی‌ء ذكره سیبویه و ذلك قولهم: أَحْنَكُ الشاتَیْنِ و أَحْنَكُ البعیرین، كما قالوا: آكَلُ الشاتَیْنِ كأَنهم قالوا حَنَك و نحو ذلك، فإِنما جاؤُوا بأَفعل علی نحو هذا و لم یتكلموا بالفعل، و قالوا: آبَلُ الناس، بمنزلة آبَلُ منه لأَن ما جاز فیه أَفعل جاز فیه هذا، و ما لم یجز فیه ذلك لم یجز فیه هذا، و هذه الأَشیاء التی لیس لها فعل لیس القیاس أَن یقال فیها أَفعل منه و نحو ذلك. و قد قالوا: فلان آبَلُ منه كما قالوا أَحْنَكُ الشاتین. اللیث: یقال زیدٌ دُونَك أَی هو أَحسن منك فی الحَسَب، و كذلك الدُّونُ یكون صفة و یكون نعتاً علی هذا المعنی و لا یشتق منه فعل. ابن سیدة: و ادْنُ دُونَك أَی قریباً «1». قال جریر: أَ عَیّاشُ، قد ذاقَ القُیونُ مَراسَتی و أَوقدتُ ناری، فادْنُ دونك فاصطلی. قال: و دون بمعنی خلف و قدّام. و دُونك الشی‌ءَ و دونك به أَی خذه. و یقال فی الإِغراء بالشی‌ء: دُونَكه.قالت تمیم للحجاج: أَقْبِرْنا صالحاً، و قد كان صَلَبه، فقال: دُونَكُموه. التهذیب: ابن الأَعرابی یقال ادْنُ دُونك أَی اقترِبْ؛ قال لبید: مِثْل الذی بالغَیْلِ یَغْزُو مُخْمَداً، یَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن یُوعَدا. مُخْمد: ساكن قد وَطَّن نفسه علی الأَمر؛ یقول: لا یَرُدُّه الوعیدُ فهو یتقدَّم أَمامه یَغشی الزَّجْرَ؛ و قال زهیر بن خَبَّاب: و إِن عِفْتَ هذا، فادْنُ دونك، إِننی قلیلُ الغِرار، و الشَّرِیجُ شِعاری. الغِرار: النوم، و الشریج: القوس؛ و قول الشاعر: تُریكَ القَذی من دُونها، و هی دُونه، إِذا ذاقَها من ذاقَها یَتَمَطَّقُ. فسره فقال: تُریك هذه الخمرُ من دونها أَی من ورائها، و الخمر دون القذی إِلیك، و لیس ثم قذًی و لكن هذا تشبیه؛ یقول: لو كان أَسفلها قذی لرأَیته. و قال بعض النحویین: لدُونَ تسعة معانٍ: تكون بمعنی قَبْل و بمعنی أَمامَ و بمعنی وراء و بمعنی تحت و بمعنی فوق و بمعنی الساقط من الناس و غیرهم و بمعنی الشریف
(1). قوله [أَی قریباً] عبارة القاموس: أَی اقترب منی
لسان العرب، ج‌13، ص: 166
و بمعنی الأَمر و بمعنی الوعید و بمعنی الإِغراء، فأَما دون بمعنی قبل فكقولك: دُون النهر قِتال و دُون قتل الأَسد أَهوال أَی قبل أَن تصل إِلی ذلك. و دُونَ بمعنی وراء كقولك: هذا أَمیر علی ما دُون جَیحونَ أَی علی ما وراءَه. و الوعید كقولك: دُونك صراعی و دونك فتَمرَّسْ بی. و فی الأَمر: دونك الدرهمَ أَی خذه. و فی الإِغراء: دونك زیداً أَی الزمْ زیداً فی حفظه. و بمعنی تحت كقولك: دونَ قَدَمِك خَدُّ عدوّك أَی تحت قدمك. و بمعنی فوق كقولك: إِن فلاناً لشریف، فیجیب آخر فیقول: و دُون ذلك أَی فوق ذلك. و قال الفراء: دُونَ تكون بمعنی علی، و تكون بمعنی عَلَّ، و تكون بمعنی بَعْد، و تكون بمعنی عند، و تكون إِغراء، و تكون بمعنی أَقلّ من ذا و أَنقص من ذا، و دُونُ تكون خسیساً. و قال فی قوله تعالی: وَ یَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذٰلِكَ؛ دون الغَوْص، یرید سوی الغَوْص من البناء؛ و قال أَبو الهیثم فی قوله: یَزیدُ یَغُضُّ الطَّرفَ دُونی. أَی یُنَكِّسُه فیما بینی و بینه من المكان. یقال: ادْنُ دونك أَی اقترِبْ منی فیما بینی و بینك. و الطَّرفُ: تحریك جفون العینین بالنظر، یقال لسرعة من الطَّرف و اللمْح. أَبو حاتم عن الأَصمعی: یقال یكفینی دُونُ هذا، لأَنه اسم. و الدِّیوانُ: مُجْتَمع الصحف؛ أَبو عبیدة: هو فارسی معرب؛ ابن السكیت: هو بالكسر لا غیر، الكسائی: بالفتح لغة مولَّدة و قد حكاها سیبویه و قال: إِنما صحَّت الواو فی دِیوان، و إِن كانت بعد الیاء و لم تعتل كما اعتلت فی سید، لأَن الیاء فی دیوان غیر لازمة، و إِنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ، و الدلیل علی ذلك قولهم: دُوَیْوِینٌ، فدل ذلك أَنه فِعَّال و أَنك إِنما أَبدلت الواو بعد ذلك، قال: و من قال دَیْوان فهو عنده بمنزلة بَیْطار، و إِنما لم تقلب الواو فی دیوان یاء، و إِن كانت قبلها یاء ساكنة، من قِبَل أَن الیاء غیر ملازمة، و إِنما أُبدلت من الواو تخفیفاً، أَ لا تراهم قالوا دواوین لما زالت الكسرة من قِبَل الواو؟ علی أَن بعضهم قد قال دَیاوِینُ، فأَقرّ الیاء بحالها، و إِن كانت الكسرة قد زالت من قِبَلها، و أَجری غیر اللازم مجری اللازم، و قد كان سبیله إِذا أَجراها مجری الیاء اللازمة أَن یقول دِیّانٌ، إِلا أَنه كره تضعیف الیاء كما كره الواو فی دَیاوِین؛ قال: عَدانی أَن أَزورَكِ، أُمَّ عَمروٍ، دَیاوِینٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ. الجوهری: الدِّیوانُ أَصله دِوَّانٌ، فعُوِّض من إِحدی الواوین یاء لأَنه یجمع علی دَواوینَ، و لو كانت الیاء أَصلیة لقالوا دَیاوین، و قد دُوِّنت الدَّواوینُ. قال ابن بری: و حكی ابن درید و ابن جنی أَنه یقال دَیاوین. و‌فی الحدیث: لا یَجْمَعهم دیوانُ حافظٍ؛ قال ابن الأَثیر: هو الدفتر الذی یكتب فیه أَسماء الجیش و أَهلُ العطاء. و أَول من دَوَّنَ الدِّیوان عمر، رضی الله عنه، و هو فارسی معرب. ابن بری: و دیوان اسم كلب؛ قال الراجز: أَعْدَدْتُ دیواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ، متی یُعایِنْ شَخْصَه لا یَنْفَلِتْ. و دِرْباس أَیضاً: كلب أَی أَعددت كلبی لكلب جیرانی الذی یؤذینی فی الحَمْتِ.

دین؛ ج13، ص: 166

: الدَّیّانُ: من أَسماء الله عز و جل، معناه الحكَم القاضی. و‌سئل بعض السلف عن علی بن أَبی طالب، علیه السلام، فقال: كان دَیّانَ هذه الأُمة بعد نبیها‌أَی قاضیها و حاكمها. و الدَّیَّانُ: القَهَّار، و منه قول ذی الإِصبع العَدْوانی
لسان العرب، ج‌13، ص: 167
: لاهِ ابنُ عَمِّك، لا أَفضَلْتَ فی حسَب فینا، و لا أَنتَ دَیَّانی فتَخْزُونی! أَی لست بقاهر لی فتَسوس أَمری. و الدَّیّانُ: اللَّه عز و جل. و الدَّیَّانُ: القَهَّارُ، و قیل: الحاكم و القاضی، و هو فَعَّال من دان الناسَ أَی قهَرَهم علی الطاعة. یقال: دِنْتُهم فدانوا أَی قهَرْتهم فأَطاعوا، و منه شعر الأَعشی الحِرْمازیّ یخاطب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: یا سیِّدَ الناسِ و دَیَّانَ العَرَبْ و‌فی حدیث أَبی طالب: قال له، علیه السلام: أُرید من قریش كلمةً تَدینُ لهم بها العرب‌أَی تطیعهم و تخضع لهم. و الدَّینُ: واحد الدُّیون، معروف. و كلُّ شی‌ء غیر حاضر دَینٌ، و الجمع أَدْیُن مثل أَعْیُن و دُیونٌ، قال ثعلبة بن عُبَید یصف النخل: تُضَمَّنُ حاجاتِ العِیالِ و ضَیْفهمْ، و مَهْمَا تُضَمَّنْ من دُیُونِهِمُ تَقْضِی یعنی بالدُّیون ما یُنالُ من جنَاها، و إِن لم یكن دَیناً علی النَّخْل، كقول الأَنصاری: أَدِینُ، و ما دینی علیكم بمغرم، و لكنْ علی الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ ابن الأَعرابی: دِنْت و أَنا أَدِینُ إِذا أَخذت دَیناً، و أَنشد أَیضاً قول الأَنصاری: أَدین و ما دینی علیكم بمغرم قال ابن الأَعرابی: القَراوِحُ من النخیل التی لا تُبالی الزمانَ، و كذلك من الإِبل، قال: و هی التی لا كَرَبَ لها من النخیل، و دِنْتُ الرجلَ: أَقْرَضْتُه فهو مَدِینٌ و مَدْیون. ابن سیدة: دِنْتُ الرجلَ و أَدَنْته أَعطیته الدین إِلی أَجل، قال أَبو ذؤیب: أَدَانَ، و أَنْبأَه الأَوّلُونَ بأَنَّ المُدانَ مَلِیٌّ وفِیّ الأَوّلون: الناسُ الأَوَّلون و المَشْیَخَة، و قیل: دِنْتُه أَقْرَضْتُه، و أَدَنْتُه اسْتَقْرَضته منه. و دانَ هو: أَخَذَ الدَّیْنَ. و رجل دائنٌ و مَدِینٌ و مَدْیُون، الأَخیرة تمیمیة، و مُدانٌ: علیه الدینُ، و قیل: هو الذی علیه دین كثیر. الجوهری: رجل مَدْیونٌ كثر ما علیه من الدین، و قال: و‌ناهَزُوا البَیْعَ من تُرْعِیَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ، عَضَّه السلطانُ، مَدْیونِ و مِدْیانٌ إِذا كان عادته أَن یأْخذ بالدَّیْن و یستقرض. و أَدَان فلانٌ إِدانَةً إِذا باع من القوم إِلی أَجل فصار له علیهم دین، تقول منه: أَدِنِّی عَشرةَ دراهم، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب: بأَن المدان ملیٌّ وفیّ و المَدینُ: الذی یبیع بدین. و ادَّانَ و اسْتَدان و أَدانَ: اسْتَقْرض و أَخذ بدین، و هو افْتَعَلَ، و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: فادَّانَ مُعْرِضاً‌أَی استدان، و هو الذی یَعْتَرِضُ الناسَ و یَسْتدین ممن أَمكنه. و تَدایَنُوا: تبایعوا بالدین. و اسْتَدانوا: استقرضوا. اللیث: أَدَانَ الرجلُ، فهو مُدِین أَی مستدین، قال أَبو منصور: و هذا خطأٌ عندی، قال: و قد حكاه شَمِر لبعضهم و أَظنه أَخذه عنه. و أَدَانَ: معناه أَنه باع بدَیْن أَو صار له علی الناس دین. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِن فلاناً یَدِینُ و لا مال له.یقال: دَانَ و اسْتَدانَ و ادَّانَ، مشدَّداً، إِذا أَخذ الدین و اقترض، فإِذا أَعطی الدین قیل أَدَانَ مخففاً. و‌فی حدیثه الآخر عن أُسَیْفِع جُهَیْنة: فادَّانَ
لسان العرب، ج‌13، ص: 168
مُعْرِضاً‌أَی استدان معرضاً عن الوفاء. و اسْتَدانه: طلب منه الدین. و استدانه: استقرض منه، قال الشاعر: فإِنْ یَكُ، یا جَناحُ، علیّ دَیْنٌ، فعِمْرانُ بنُ موسَی یَسْتَدِینُ و دِنْتُه: أَعطیته الدینَ. و دِنْتُه: استقرضت منه. و دَان فلانٌ یَدِینُ دیناً: استقرض و صار علیه دَیْنٌ فهو دائن، و أَنشد الأَحمر للعُجَیْر السَّلُولی: نَدِینُ و یَقْضی اللَّهُ عَنَّا، و قد نَرَی مَصارِعَ قومٍ، لا یَدِینُون، ضُیَّعا قال ابن بری: صوابه ضُیَّع، بالخفض علی الصفة لقوم، و قبله: فعِدْ صاحِبَ اللَّحَّامِ سیفاً تَبیعُه، و زِدْ درهماً فوقَ المُغالِینَ و اخْنَعِ و تداینَ القومُ و ادَّایَنُوا: أَخَذُوا بالدَّین، و الاسم الدِّینَةُ. قال أَبو زید: جئت أَطلب الدِّینَةَ، قال: هو اسم الدَّیْن. و ما أَكثر دِینَتَه أَی دَیْنه. الشیبانی: أَدَانَ الرجلُ إِذا صار له دین علی الناس. ابن سیدة: و أَدَانَ فلان الناس أَعطاهم الدَّیْنَ و أَقرضهم، و به فسر به بعضهم قول أَبی ذؤیب: أَدانَ، و أَنبأَه الأَولون بِأَنَّ المُدانَ ملیّ وفیّ و قال شمر فی قولهم یَدِینُ الرجلُ أَمره: أَی یملك، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب أَیضاً. و أَدَنْتُ الرجلَ إِذا أَقرضته. و قد ادَّانَ إِذا صار علیه دین. و القَرْضُ: أَن یقترض الإِنسان دراهم أَو دنانیر أَو حبّاً أَو تمراً أَو زبیباً أَو ما أَشبه ذلك، و لا یجوز لأَجل لأَن الأَجل فیه باطل. و قال شمر: ادَّانَ الرجلُ إِذا كثر علیه الدین، و أَنشد: أَ نَدَّانُ أَم نَعْتانُ، أَم یَنْبَرِی لَنا فَتًی مِثْلُ نَصْلِ السیفِ هُزَّتْ مَضارِبُه نَعْتانُ أَی نأْخذ العِینة. و رجل مِدْیان: یُقْرِضُ الناسَ، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و جمعهما جمیعاً مَدایِینُ. ابن بری: و حكی ابن خالویه أَن بعض أَهل اللغة یجعل المِدْیانَ الذی یُقْرِضُ الناسَ، و الفعل منه أَدَانَ بمعنی أَقْرَضَ، قال: و هذا غریب. و دَایَنْتُ فلاناً إِذا أَقْرَضته و أَقرضك، قال رؤبة: دَایَنْتُ أَرْوَی، و الدُّیونُ تُقْضَی، فماطَلَتْ بعضاً و أَدَّتْ بَعْضا و داینتُ فلاناً إِذا عاملته فأَعطیتَ دیناً و أَخذتَ بدَین، و تدایَنَّا كما تقول قاتَله و تَقاتَلْنا. و بعته بدِینَةٍ أَی بتأْخیر، و الدِّینَةُ جمعها دِیَنٌ، قال رِداءُ بن منظور: فإِن تُمْسِ قد عالَ عن شَأْنِها شُؤُونٌ، فقد طالَ منها الدِّیَنْ أَی دَیْنٌ علی دَین. و المُدَّانُ: الذی لا یزال علیه دَین، قال: و المِدْیانُ إِن شئت جعلته الذی یُقْرض كثیراً، و إِن شئت جعلته الذی یستقرض كثیراً. و‌فی الحدیث: ثلاثةٌ حق علی الله عَوْنُهم، منهم المِدْیانُ الذی یُرید الأَدَاءَ، المِدْیانُ: الكثیر الدین الذی علیه الدیون، و هو مِفْعال من الدَّین للمبالغة. قال: و الدائن الذی یستدین، و الدائن الذی یُجْری الدَّین. و تَدَیَّن الرجلُ إِذا استدان، و أَنشد: تُعَیِّرنی بالدَّین قومی، و إِنما تَدَیَّنْتُ فی أَشیاءَ تُكْسِبُهم حَمْدا و یقال: رأَیت بفلان دِینَةً إِذا رأَی به سبب الموت. و یقال: رماه اللَّه بدَینهِ أَی بالموت لأَنه دَین علی كل أَحد.
لسان العرب، ج‌13، ص: 169
و الدِّین: الجزاء و المُكافأَة. و دِنْتُه بفعلِه دَیْناً: جَزَیته، و قیل الدَّیْنُ المصدر، و الدِّین الاسم، قال: دِینَ هذا القلبُ من نُعْمٍ بِسَقَامٍ لیس كالسُّقْمِ و دَایَنه مُداینةً و دِیَاناً كذلك أَیضاً. و یومُ الدِّینِ: یومُ الجزاء. و فی المثل: كما تَدِینُ تُدان أَی كما تُجازی تُجازَی أَی تُجازَی بفعلك و بحسب ما عملت، و قیل: كما تَفْعَل یُفعَل بك، قال خُوَیلد بن نَوْفل الكلابی للحرث بن أَبی شمر الغَسَّانی، و كان اغتصبه ابنتَه: یا أَیُّها المَلِك المَخوفُ، أَ ما تَرَی لیلًا و صُبحاً كیفَ یَخْتَلِفان؟ هل تَسْتَطِیعُ الشمسَ أَن تأْتی بها لیلًا، و هل لك بالمَلِیكِ یَدانِ؟ یا حارِ، أَیْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ، و اعْلَمْ بأَنَّ كما تَدِینُ تُدانُ «2» أَی تُجْزَی بما تفعل. و دانَه دَیْناً أَی جازاه. و قوله تعالی: إِنّٰا لَمَدِینُونَ، أَی مَجْزِیُّون مُحاسَبون، و منه الدَّیَّانُ فی صفة اللَّه عز و جل. و‌فی حدیث سَلْمان: إِن اللَّه لیَدِین للجمَّاء من ذاتِ القَرْن‌أَی یقتص و یَجْزی. و الدِّین: الجزاء. و‌فی حدیث ابن عمرو: لا تَسُبُّوا السلطانَ فإِن كان لا بد فقولوا اللهم دِنْهم كما یَدینُونا‌أَی اجْزِهم بما یُعامِلونا به. و الدِّین الحسابُ، و منه قوله تعالی: مٰالِكِ یَوْمِ الدِّینِ، و قیل: معناه مالك یوم الجزاء. و قوله تعالی: ذٰلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ*، أَی ذلك الحسابُ الصحیح و العدد المستوی. و الدِّین الطاعة. و قد دِنْته و دِنْتُ له أَی أَطعته، قال عمرو بن كلثوم: و‌أَیاماً لنا غُرّاً كِراماً عَصَیْنا المَلْكَ فیها أَن نَدِینا و یروی: و أَیامٍ لنا و لهم طِوالٍ و الجمعُ الأَدْیانُ. یقال: دَانَ بكذا دِیانة، و تَدَیَّنَ به فهو دَیِّنٌ و مُتَدَیِّنٌ. و دَیَّنْتُ الرجلَ تَدْیِیناً إِذا وكلته إِلی دِینه. و الدِّین: الإِسلام، و قد دِنْتُ به. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: محبةُ العلماءِ دِینٌ یُدانُ به.و الدِّینُ: العادة و الشأْن، تقول العرب: ما زالَ ذلك دِینی و دَیْدَنی أَی عادتی، قال المُثَقِّبُ العَبْدی یذكر ناقته: تقولُ إِذا دَرَأْتُ لها وَضِینی: أَ هذا دِینُه أَبَداً و دِینی و روی قوله: دِینَ هذا القلب من نُعْمٍ یرید یا دِینَهُ أَی یا عادته، و الجمع أَدْیان. و الدِّینَةُ: كالدِّین، قال أَبو ذؤیب: أَلا یا عَناء القلبِ من أُمِّ عامِرٍ، و دِینَتَه من حُبِّ من لا یُجاوِرُ و دِینَ: عُوِّد، و قیل: لا فعل له. و‌فی الحدیث: الكیِّس من دانَ نَفْسَه و عَمِل لما بعد الموت، و الأَحْمَقُ من أَتْبَعَ نَفْسَه هواها و تَمَنَّی علی اللَّه، قال أَبو عبید: قوله دان نفسه‌أَی أَذلها و استعبدها، و قیل: حاسبها. یقال: دِنْتُ القومَ أَدِینُهم إِذا فعلت ذلك بهم، قال الأَعشی یمدح رجلًا: هُوَ دانَ الرَّبابَ إِذْ كَرِهُوا الدَّینَ، دِراكاً بغَزْوةٍ و صیالِ ثم دانت بعدُ الرَّبابُ، و كانت كعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِ قال: هو دانَ الربابَ یعنی أَذلها، ثم قال: ثم دانت
(2). 1 فی هذا البیت إِقواء.
لسان العرب، ج‌13، ص: 170
بعدُ الربابُ أَی ذلت له و أَطاعته، و الدِّینُ لله من هذا إِنما هو طاعته و التعبد له. و دانه دِیناً أَی أَذله و استعبده. یقال: دِنْتُه فدان. و قوم دِینٌ أَی دائنون، و قال: و كان الناسُ، إِلا نحن، دِینا و فی التنزیل العزیز: مٰا كٰانَ لِیَأْخُذَ أَخٰاهُ فِی دِینِ الْمَلِكِ،قال قتادة: فی قضاء الملك.ابن الأَعرابی: دانَ الرجلُ إِذا عَزَّ، و دانَ إِذا ذل، و دان إِذا أَطاع، و دانَ إِذا عصی، و دان إِذا اعْتادَ خیراً أَو شرّاً، و دانَ إِذا أَصابه الدِّینُ، و هو داء، و أَنشد: یا دِینَ قلبِكَ من سَلْمی و قد دِینَا قال: و قال المفضل معناه یا داءَ قلبك القدیم. و دِنْتُ الرجل: خدمته و أَحسنت إِلیه. و الدِّینُ: الذل. و المَدِینُ: العبد. و المَدِینةُ: الأَمة المملوكة كأنَهما أَذَلهما العملُ، قال الأَخطل: رَبَتْ، و رَبا فی حَجْرِها ابنُ مَدِینةٍ یَظَلُّ علی مِسْحاتِه یَتَرَكَّلُ و یروی: … فی كَرْمها ابن مدینة، قال أَبو عبیدة: أَی ابن أَمة، و قال ابن الأَعرابی: معنی ابن مدینة عالم بها كقولهم هذا ابن بَجْدَتها. و قوله تعالی: إِنّٰا لَمَدِینُونَ، أَی مملوكون. و قوله تعالی: فَلَوْ لٰا إِنْ كُنْتُمْ غَیْرَ مَدِینِینَ تَرْجِعُونَهٰا، قال الفراء: غَیْرَ مَدِینِینَ أَی غیر مملوكین، قال: و سمعت غیر مَجْزِیِّین، و قال أَبو إِسحق: معناه هلَّا تَرْجِعُون الروحَ إِن كنتم غیر مملوكین مُدَبَّرین. و قوله: إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ أَن لكم فی الحیاة و الموت قدرة، و هذا كقوله: قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ. و دِنْتُه أَدِینُه دَیْناً: سُسْته. و دِنْتُه: مَلَكْتُه. و دُیّنْته أَی مُلِّكته. و دَیَّنْتُه القومَ: ولیته سیاسَتهم، قال الحُطَیْئة: لقد دُیِّنْتِ أَمْرَ بَنیكِ، حتی تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِینِ یعنی مُلِّكْتِ، و یروی: سُوّسْتِ، یخاطب أُمه، و ناس یقولون: و منه سمی المصر مَدِینةً. و الدَّیَّان: السائس، و أَنشد بیت ذی الإِصبع العَدْوانی: لاهِ ابنُ عَمِّكَ، لا أَفْضَلْتَ فی حَسَبٍ یوماً، و لا أَنْتَ دَیَّانی فتَخْزُونی! قال ابن السكیت: أَی و لا أَنت مالك أَمری فَتَسُوسُنی. و دِنْتُ الرجلَ: حملته علی ما یكره. و دَیَّنْتُ الرجل تَدْییناً إِذا وكلته إلی دینه. و الدِّینُ: الحالُ. قال النضر بن شمیل: سأَلت أَعرابیّاً عن شی‌ء فقال: لو لقیتنی علی دِینٍ غیر هذه لأَخبرتك. و الدِّین: ما یَتَدَیَّنُ به الرجل. و الدِّینُ: السلطان. و الدِّین: الوَرَعُ. و الدِّین: القهر. و الدِّینُ: المعصیة. و الدین: الطاعة. و‌فی حدیث الخوارج: یَمْرُقُون من الدِّین مُروقَ السهم من الرَّمِیَّة، یرید أَن دخولهم فی الإِسلام ثم خروجهم منه لم یتمسكوا منه بشی‌ء كالسهم الذی دخل فی الرَّمِیَّةِ ثم نَفَذ فیها و خرج منها و لم یَعْلَقْ به منها شی‌ء، قال الخطابی: قد أَجمع علماء المسلمین علی أَن الخوارج علی ضلالتهم فرقة من فرق المسلمِین و أَجازوا مناكحتهم و أَكل ذبائحهم و قبول شهادتهم، و‌سئل عنهم علی بن أَبی طالب، علیه السلام، فقیل: أَ كفَّارٌ هم؟ قال: من الكفر فرّوا، قیل: أَ فمنافقون هم؟ قال: إِن المنافقین لٰا یَذْكُرُونَ اللّٰهَ إِلّٰا قَلِیلًا، و هؤلاء یذكرون اللَّه بُكْرَةً وَ أَصِیلًا*، فقیل: ما هم؟ قال: قوم أَصابتهم فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا.قال الخطابی: یعنی‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم، یَمْرُقُون من الدین، أَراد بالدین الطاعة أَی أَنهم یخرجون من طاعة الإِمام المُفْتَرَضِ الطاعة و ینسلخون منها، و اللَّه أَعلم.
لسان العرب، ج‌13، ص: 171
و دَیَّنَ الرجلَ فی القضاء و فیما بینه و بین اللَّه: صَدَّقه. ابن الأَعرابی: دَیَّنْتُ الحالف أَی نَوَّیته فیما حلف، و هو التَّدْیین. و قوله‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، كان علی دین قومه، قال ابن الأَثیر: لیس المراد به الشرك الذی كانوا علیه، و إِنما أَراد أَنه كان علی ما بقی فیهم من إِرث إِبراهیم، علیه السلام، من الحج و النكاح و المیراث و غیر ذلك من أَحكام الإِیمان، و قیل: هو من الدِّین العادةِ یرید به أَخلاقهم من الكرم و الشجاعة و غیر ذلك. و‌فی حدیث الحج: كانت قریشٌ و من دان بدینهم‌أَی اتبعهم فی

فصل الذال المعجمة؛ ج13، ص: 171

ذأن؛ ج13، ص: 171

: الذُّؤْنُونُ و العُرْجُون و الطُّرْثُوث من جنس: و هو مما ینبت فی الشتاء، فإِذا سَخُنَ النهار فسد و ذهب. غیره: الذُّؤْنون نبت ینبت فی أُصول الأَرْطی و الرِّمْثِ و الأَلاء، تنشقُّ عنه الأَرض فیخرج مثل سواعد الرجال لا ورق له، و هو أَسْحَمُ و أَغْبَر، و طرفه مُحَدَّد كهیئة الكَمَرة، و له أَكمام كأَكمام الباقِلی و ثمرة صفراء فی أَعلاه، و قیل: هو نبات ینبت أَمثال العراجین من نبات الفُطْرِ، و الجمع الذَّآنِینُ. و قال أَبو حنیفة: الذَّآنین هَنَواتٌ من الفُقُوع تخرج من تحت الأَرض كأَنَّها العَمَدُ الضِّخَام و لا یأْكلها شی‌ء، إِلا أَنها تُعْلَفُها الإِبلُ فی السنة
(3). 1 قوله" یا عادة قلبك" كذا بالأصل، و المناسب یا داء قلبك و إن فسر الدین فی البیت بالعادة أیضاً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 172
و تأْكلها المِعْزی و تسمن علیها، و لها أَرُومة، و هی تتخذ للأَدویة و لا یأْكلها إلا الجائع لمرارتها. و قال مرة: الذآنین تنبت فی أُصول الشجر أَشبه شی‌ء بالهِلْیَوْن، إلا أَنه أَعظم منه و أَضخم، لیس له ورق و له بُرْعُومة تتورَّد ثم تنقلب إلی الصفرة. و الذُّؤْنون: ماء كله و هو أَبیض إلا ما ظهر منه من تلك البُرْعُومة، و لا یأْكله شی‌ء، إلا أَنه إذا أَسْنَتَ الناس، فلم یكن بها «1». شی‌ء، أَغنی، واحدته ذُؤْنُونة. و ذَأْنَنَتِ الأَرضُ: أَنبتت الذآنین؛ عن ابن الأَعرابی. و خرجوا یَتَذأْنَنُون أَی یطلبون الذَّآنِین و یأْخذونها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كلّ الطعامِ یأْكلُ الطَّائِیونا: الحَمَضِیضَ الرَّطْب و الذآنِینا. قال الأَزهری: و منهم من لا یهمز فیقول ذُونون، و ذَوانین الجمع. ابن شمیل: الذُّؤْنُون أَسمر اللون مُدَمْلَكٌ له ورق لازق به، و هو طویل مثل الطُّرْثُوث، تَمِهٌ لا طعم له، لیس بحلو و لا مرّ، لا یأْكله إلا الغنم، ینبت فی سهول الأَرض، و العرب تقول: ذُونون لا رِمْثَ له، و طُرْثوث لا أَرطاة؛ یقال هذا للقوم إذا كانت لهم نَجْدَة و فضل فهلكوا و تغیرت حالهم، فیقال: ذآنینُ لا رِمْثَ لها و طَراثیثُ لا أَرْطی أَی قد استُؤْصِلوا فلم تبق لهم بقیة؛ قال ابن بری: هو هِلْیَوْنُ البر؛ و أَنشد للراجز یصف نفسه بالرَّخاوة و اللِّینِ: كأَننی، و قَدَمی تَهِیثُ، ذُؤْنونُ سَوْءٍ رأْسُه نَكِیثُ. قوله: تَهِیثُ أَی تَهِیثُ الترابَ مثل هاث له بالعطاء، و نَكِیثٌ: متشعث؛ و قال آخر: غَداةَ تولیتم كأَنَّ سیوفَكم ذَآنینُ فی أَعناقِكم لم تُسَلَّلِ و‌فی حدیث حذیفة: قال لجُنْدُب بن عبد الله: كیف تصنع إذا أَتاك من الناس مثلُ الوَتِد أَو مثل الذُّؤْنون یقول اتَّبِعْنی و لا أَتبعك؟الذُّؤْنون: نبت طویل ضعیف له رأْس مُدوَّر، و ربما أَكله الأَعراب، قال: و هو من ذأَنَه إذا حَقَّرَه و ضَعَّف شأْنَه، شبهه به لصغره و حداثة سنه، و هو یدعو المشایخ إلی اتباعه، أَی ما تصنع إذا أَتاك رجل ضالّ، و هو فی نحافة جسمه كالوَتِد أَو الذُّؤْنون لكدِّه نفسَه بالعبادة یخدعك بذلك و یستتبعك.

ذبن؛ ج13، ص: 172

: ابن الأَعرابی: الذُّبْنةُ ذبول الشفتین من العطش؛ قال أَبو منصور: و الأَصل الذُّبْلة فقلبت اللام نوناً.

ذعن؛ ج13، ص: 172

: قال الله تعالی: وَ إِنْ یَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ یَأْتُوا إِلَیْهِ مُذْعِنِینَ؛ قال ابن الأَعرابی: مُذْعِنِینَ مقرّین خاضعین، و قال أَبو إسحق: جاء فی التفسیر مسرعین، قال: و الإِذعان فی اللغة الإِسراع مع الطاعة، تقول: أَذعَن لی بحقی، معناه طاوَعَنی لما كنت أَلتمسه منه و صار یُسْرع إلیه؛ و قال الفراء: مُذْعِنِینَ مطیعین غیر مستكرهین، و قیل: مُذْعِنِینَ منقادین. و أَذْعَنَ لی بحقی: أَقرّ، و كذلك أَمْعَنَ به أَی أَقرّ طائعاً غیر مستكره. و الإِذعان: الانقیاد. و أَذعَنَ الرجلُ: انقاد و سَلِس، و بناؤه ذَعِن یَذْعَن ذَعَناً. و أَذْعَن له أَی خضع و ذل. و ناقة مِذْعان: سَلِسةُ الرأْس منقادة لقائدها.

ذقن؛ ج13، ص: 172

: الجوهری: ذَقَنُ الإِنسان مُجْتَمع لَحْیَیْه. ابن سیدة: الذَّقَن و الذِّقْنُ مجتمع اللَّحْیَین من أَسفلهما؛ قال اللحیانی: هو مذكر لا غیر، قال: و فی المثل: مُثْقَلٌ استعان بذَقَنِه و ذِقْنِه؛ یقال هذا لمن یستعین بمن لا دفع عنده و بمن هو أَذل منه، و قیل: یقال للرجل الذلیل یستعین برجل آخر مثله، و أَصله
(1). الضمیر فی بها یعود إلی السنة المنویَّة
لسان العرب، ج‌13، ص: 173
أَن البعیر یحمل علیه الحمل الثقیل فلا یقدر علی النهوض، فیعتمد بذَقَنه علی الأَرض، و صحَّفه الأَثرَمُ علیّ بن المغیرة بحضرة یعقوب فقال: مُثْقَلٌ استعان بدَفَّیْه، فقال له یعقوب: هذا تصحیف إنما هو استعان بذَقَنه، فقال له الأَثرم: إنه یرید الریاسة بسرعة ثم دخل بیته، و الجمع أَذقان. و فی التنزیل العزیز: یَخِرُّونَ لِلْأَذْقٰانِ سُجَّداً؛ و استعاره إمرؤ القیس للشجر و وصف سحاباً فقال: و أَضْحَی یَسُحُّ الماءَ عن كل فِیقةٍ، یَكُبُّ علی الأَذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبل. و الذَّاقِنةُ: ما تحت الذَّقَن، و قیل: الذَّاقِنة رأْس الحلقوم. و‌فی الحدیث عن عائشة، رضی الله عنها: تُوفی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بین سَحْری و نَحْری و حاقِنَتی و ذاقِنَتی؛ قال أَبو عبید: الذاقنة طرف الحلقوم، و قیل: الذاقِنة الذَّقَنُ، و قیل: ما یناله الذَّقَنُ من الصدر. ابن سیدة: الحاقِنة الترْقُوة، و قیل: أَسفل البطن مما یلی السرَّة، قال أَبو عبید: قال أَبو زید و فی المثل لأُلْحِقَنَّ حَواقِنك بذَواقِنك، فذكرت ذلك للأَصمعی فقال: هی الحاقِنة و الذاقنة، قال: و لم أَره وقف منهما علی حدّ معلوم، فأَما أَبو عمرو فإِنه قال: الذاقنة طرفُ الحلقوم الناتئ، و قال ابن جَبَلة: قال غیره الذاقِنة الذَّقَنُ. و ذَقَنَ الرجلُ: وضع یده تحت ذقنه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن عمران بن سَوادة قال له: أَربع خصال عاتَبَتْكَ علیها رَعیَّتُك، فوضع عُودَ الدِّرَّة ثم ذقَن علیها و قال: هاتِ و فی روایة: فذَقَن بسوطه یستمع.یقال: ذقَنَ علی یده و علی عصاه، بالتشدید و التخفیف، إذا وضعه تحت ذَقَنِه و اتكأَ علیه. و ذَقَنه یَذْقنُه ذَقْناً: أَصاب ذقنَه، فهو مَذْقون. و ذقَنْتُه بالعصا ذَقْناً: ضربته بها. و ذَقَنَه ذَقْناً: قفَدَه. و الذَّقون من الإِبل التی تُمیل ذقَنَها إلی الأَرض تستعین بذلك علی السیر، و قیل: هی السریعة، و الجمع ذُقُنٌ؛ قال ابن مقبل: قد صَرَّحَ السیرُ عن كُتمانَ، و ابتُذِلت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْریَّة الذُّقُنِ. أَی ابْتُذلتِ المهْریة الذُّقُن بوقع المحاجن فیها نضربها بها، فقلب و أَنث الوَقع حیث كان من سبب المحاجن. و الذاقِنة: كالذَّقون؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَحْدَثْتُ لله شُكْراً، و هی ذاقِنةٌ، كأَنها تحتَ رَحْلی مِسْحَلٌ نَعِرُ. و ذَقِنَت الدَّلوُ، بالكسر، ذَقَناً، فهی ذَقِنة: مالت شَفَتُها. و دلو ذَقَنَی: مائلة الشفة؛ و أَنشد ابن بری: أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَی ما تَعْتَدِلْ. و دلو ذَقون من ذلك. الأَصمعی: إذا خَرَزْتَ الدلو فجاءت شفتها مائلة قیل ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً. و ناقة ذَقون: تُرْخی ذقَنها فی السیر، و فی التهذیب: تحرك رأْسها إذا سارت. و امرأَة ذَقناء: ملتویة الجهاز. و فی نوادر العرب: ذاقَنَنی فلانٌ و لاقَنَنی و لاغَذَنی أَی لازَّنی و ضایقنی. و الذِّقْنُ: الشَّیْخ. و ذِقانُ: جبل.

ذنن؛ ج13، ص: 173

: ذَنَّ الشی‌ءُ یَذِنُّ ذَنیناً: سال. و الذَّنِینُ و الذُّنانُ: المخاط الرقیق الذی یسیل من الأَنف، و قیل: هو المخاط ما كان؛ عن اللحیانی، و قیل: هو الماء الرقیق الذی یسیل من الأَنف، عنه أَیضاً؛ و قال مرة: هو كل ما سال من الأَنف. و ذَنَّ أَنفُه یَذِنُّ إذا سال، و قد ذَنِنتَ یا رجل تَذَنُّ ذَنناً و ذَنَنْتُ أَذِنُّ ذنَناً، و رجل أَذَنُّ و امرأَة ذَنَّاء. و الأَذَنُّ أَیضاً: الذی یسیل منخراه جمیعاً، و الفعل
لسان العرب، ج‌13، ص: 174
كالفعل و المصدر كالمصدر، و الذی یسیل منه الذَّنینُ. ابن الأَعرابی: التَّذْنینُ سیلان الذَّنین، و الذُّنانی شبه المخاط یقع من أُنوف الإِبل؛ و قال كراع: إنما هو الذُّنانی، و قال قوم لا یوثق بهم: إنما هو الزُّنانی. و الذَّنَنُ: سَیَلان العین. و الذَّنَّاء: المرأَة لا ینقطع حیضها، و امرأَة ذَنَّاء من ذلك. و أَصل الذَّنین فی الأَنف إذا سال. و منه قول المرأَة للحجاج تَشْفَع له فی أَن یُعْفیَ ابنها من الغزو: إننی أَنا الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْیاءُ. و الذَّنینُ: ماء الفحل و الحمار و الرجل؛ قال الشماخ یصف عَیراً و أُتُنَه: تُواثِل من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنِینِ. هكذا رواه أبو عبید، و یروی: حوالبُ أَسْهَرَیهِ، و هذا البیت أَورده الجوهری مستشهداً به علی الذَّنِین المخاط یسیلُ من الأَنف، و قال: الأَسهَران عِرْقانِ؛ قال ابن بری: و تُوائِلُ أَی تَنْجُو أَی تَعْدُو هذه الأَتانُ الحاملُ هَرَباً من حمار شدید مُغْتَلِم، لأَن الحامل تمنع الفحل، و حَوالِبُ: ما یَتَحَلَّبُ إلی ذكره من المنی، و الأَسْهَرانِ: عرقان یجری فیهما ماء الفحل، و یقال هما الأَبْلَدُ و الأَبْلجُ، و ذَنَّ یَذِنُّ ذَنِیناً إذا سال. الأَصمعی: هو یَذِنُّ فی مشیته ذَنیناً إذا كان یمشی مِشْیَة ضعیفة؛ و أَنشد لابن أَحمر: و إنَّ الموتَ أَدْنَی من خَیالٍ، و دُونَ العَیْشِ تَهْواداً ذَنِینا. أَی لم یَرفُقْ بنفسه. و الذُّنانةُ: بقیة الشی‌ء الهالك الضعیف و إن فلاناً لیَذِنّ إذا كان ضعیفاً هالكاً هَرَماً أَو مَرَضاً. و فلان یُذانّ فلاناً علی حاجة یطلبها منه أَی یطلب إلیه و یسأَله إیاها. و الذُّنانة، بالنون و الضم: بقیة الدَّیْن أَو العِدَةِ لأَن الذُّبانةَ، بالباء، بقیة شی‌ءٍ صحیح، و الذُّنانةُ، بالنون، لا تكون إلا بقیة شی‌ء ضعیف هالك یَذِنُّها شیئاً بعد شی‌ء. و قال أَبو حنیفة فی الطعام ذُنَیْناء، ممدود، و لم یفسره إلا أَنه عَدَله بالمُرَیْراء، و هو ما یخرج من الطعام فیرمی به. و الذُّنْذُنُ: لغة فی الذُّلْذُلِ، و هو أَسفل القمیص الطویل: و قیل: نونها بدل من لامها. و ذَناذِنُ القمیص: أَسافِلُه مثل ذَلاذِله، واحدها ذُنْذُن و ذُلْذُل؛ رواه عن أَبی عمرو، و ذكر فی هذا المكان فی الثنائی المضاعف: الذَّآنِین نبت، واحدها ذُؤْنُونٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كلّ الطعامِ یأْكلُ الطائِیُّونا: الحَمَصِیصَ الرّطْبَ و الذَّآنِینا. قال: و منهم من لا یهمز فیقول ذُونُون و ذَوانین للجمع.

ذهن؛ ج13، ص: 174

: الذِّهْنُ: الفهم و العقل. و الذِّهْن أَیضاً: حِفْظُ القلب، و جمعهما أَذْهان. تقول: اجعل ذِهْنَك إلی كذا و كذا. و رجل ذَهِنٌ و ذِهْنٌ كلاهما علی النسب، و كأَنَّ ذِهْناً مُغیَّر من ذَهِنٍ. و فی النوادر: ذَهِنْتُ كذا و كذا أَی فهمته. و ذَهَنتُ عن كذا: فَهِمْتُ عنه. و یقال: ذَهَنَنی عن كذا و أَذْهَنَنی و اسْتَذْهَنَنی أَی أَنسانی و أَلهانی عن الذِّكْرِ. الجوهری: الذَّهَنُ مثل الذِّهْنِ، و هو الفِطْنة و الحفظ. و فلانُ یُذاهِنُ الناس أَی یُفاطنهم. و ذاهَنَنی فذَهَنْتُه أَی كنت أَجْوَدَ منه ذِهْناً. و الذِّهْنُ أَیضاً: القوَّة؛ قال أَوس بن حَجَر: أَنُوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها و أَعْیَتْ بها أُخْتُها الغابِرَه و الغابرة هنا: الباقیة.
لسان العرب، ج‌13، ص: 175‌

ذون؛ ج13، ص: 175

: الكسائی فی الذَّآنین: منهم من لا یهمز فیقول ذُونُون و ذَوَانین للجمع، قال: و الذُّونون فی هیئة الهِلْیَوْن مسموع من العرب. ابن الأَعرابی: التَّذَوُّن النَّعْمة، و الذَّانُ و الذَّیْنُ العیب.

ذین؛ ج13، ص: 175

: الذَّیْنُ و الذَّانُ: العیب. و ذَامَه و ذَانه و ذابَه إذا عابه. و قال أَبو عمرو: هو الذَّیْمُ و الذَّامُ و الذانُ و الذابُ بمعنی واحد؛ و قال قیس بن الخَطیم الأَنصاری: أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْیانُها، فتَهْجُر أَم شأْنُنا شأْنُها؟ ردَدْنا الكَتِیبةَ مَفلولةً، بها أَفْنُها و بها ذَانُها. و قال كِنازٌ الجَرْمیّ: رَدَدْنا الكتیبةَ مَفْلولةً، بها أَفْنُها و بها ذابُها و لستُ، إذا كنتُ فی جانبٍ، أَذُمُّ العَشیرةَ، أَغْتابُها و لكنْ أُطاوِعُ ساداتِها، و لا أَتَعَلَّمُ أَلْقابَها. و فی شعره إقواءٌ فی المرفوع و المنصوب. و المُذانُ: لغة فی المُذال.

فصل الراء؛ ج13، ص: 175

رأن؛ ج13، ص: 175

: ابن بری: الأُرانَی نبت، و البُوصُ ثمره، و القُرْزُحُ حَبُّه، هكذا وجدت فی كتاب ابن بری، و ذكر فی ترجمة أَرن: الأَرانیةُ نبت من الحَمْض لا یطول ساقه، و الأُرانَی جَناةُ الضَّعَة و غیر ذلك.

ربن؛ ج13، ص: 175

: الرَّبُونُ و الأُربونُ و الأُرْبانُ: العَرَبُونُ، و كرهها بعضهم. و أَرْبَنه: أَعطاه الأُرْبونَ، و هو دخیل، و هو نحو عُرْبون؛ و أَما قول رؤبة: مُسَرْوَل فی آلِه مُرَبَّن و مُرَوْبَن، فإِنما هو فارسی معرب؛ قال ابن درید: و أَحسبه الذی یسمَّی الرَّانَ. التهذیب: أَبو عمرو المُرْتَبِنُ المرتفع فوق المكان، قال: و المُرْتَبِئُ مثله؛ و قال الشاعر: و مُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ سَمَوْتُ إلیه بالسِّنانِ فأَدْبرَا و رُبّان كل شی‌ء: معظمه و جماعته، و أَخذتُه برُبّانِه و رِبّانِه. و رُبّانُ السفینة: الذی یُجْرِیها، و یجمع رَبِابِین؛ قال أَبو منصور: و أَظنه دخیلًا.

رتن؛ ج13، ص: 175

: الرَّتْنُ: الخلط، و منه المُرَتَّنَةُ. ابن سیدة: الرَّتْنُ خلط العجین بالشحم، و المُرَتَّنَةُ الخُبْزَة المُشَحَّمَة، و نسب الأَزهری هذا القول إلی اللیث و قال: حَرَصْتُ علی أَن أَجِدَ هذا الحرفَ لغیر اللیث فلم أجد له أَصلًا، قال: و لا آمن أَن یكون الصواب المُرَثَّنة، بالثاء، من الرَّثَانِ و هی الأَمطار الخفیفة فكأَنَّ تَرْثِینَها تَرْوِیَتُها بالدَّسمِ.

رثن؛ ج13، ص: 175

: الرَّثَانُ: قِطَار المطر یفصل بینها سكونٌ. و قال ابن هانی: الرَّثَانُ من الأَمطار القِطار المتتابعة یفصل بینهن ساعات، أقل ما بینهن ساعة و أَكثر ما بینهن یوم و لیلة. و أَرض مُرَثَّنَةٌ تَرْثِیناً و مُرَثَّمَة و مُثَرَّدةٌ كل ذلك إذا أَصابها مطر ضعیف. و فی نوادر الأَعراب: أَرض مَرْثُونة أَصابتها رَثْنَة أَی مَرْكُوكة، و أَصابها رَثَانٌ و رِثامٌ، و قد رُثِّنَتِ الأَرضُ تَرْثِیناً؛ عن كراع؛ قال ابن سیدة: و القیاس رُثِنَتْ كطُلَّتْ و بُغِشَتْ و رُثِنَتْ «2». و طُشَّتْ و ما أَشبه ذلك. الأَزهری: قال بعض من لا أَعتمده:
(2). قوله [و رثنت] هكذا فی الأَصل، و لعلها و رشت
لسان العرب، ج‌13، ص: 176
تَرَثَّنَتِ المرأَةُ إذا طلت وجهها بغُمْرة.

رثعن؛ ج13، ص: 176

: ارْثَعَنَّ المطرُ: كثرَ؛ قال ذو الرمة «1».: كأَنه بعدَ ریاحٍ تَدْهَمُه، و مُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ. الأَزهری: المُرْثَعِنُّ من المطر المُسْتَرْسِل السائل؛ قال: و قال ابن السكیت فی قول النابغة: و كُلُّ مُلِثٍّ مُكْفَهِرٍّ سحابُه، كَمِیش التَّوالی، مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ. قال: مُرْثَعنّ متساقط لیس بسریح، و بذلك یوصف الغیث. و ارْثَعَنَّ المطر إذا ثبت و جادَ، و هو یَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً. و المُرْثَعِنُّ: السیل الغالب. و المُرْثَعِنُّ: الرجل الضعیف المسترخی. و ارْثَعَنَّ: استرخی. و كل مسترخ متساقط مُرْثَعِنّ. و یقال: جاء فلان مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَكتاف أَی مسترخیاً. و الارْثِعْنانُ: الاسترخاء؛ قال ابن بری: شاهده قول أَبی الأَسود العِجْلی: لما رآه جَسْرباً مُجِنّاً، أَقْصَرَ عن حَسْناء و ارْثَعَنَّا. و المُرْثَعِنُّ من الرجال: الذی لا یَمضی علی هَوْلٍ.

رجن؛ ج13، ص: 176

: رَجَنَ بالمكان، و فی نسخة: رَجَنَ الرجلُ بالمكان یَرْجُن رُجوناً إذا أَقام به. و الرَّاجِنُ: الآلف من الطیر و غیره مثل الداجِنِ. و شاة راجنٌ: مقیمة فی البیوت، و كذلك الناقة. رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً و أَرْجَنَتْ و رَجَنها هو یَرْجُنها رَجْناً: حبسها عن المرعی علی غیر عَلَف، فإِن أَمسكها علی علف قیل رَجَّنها تَرْجیناً. و رَجَنَ الدابَّة یَرْجُنها رَجْناً، فهی مرجونة إذا حبسها و أَساء علفها حتی تُهْزَل، و رَجَنَتْ هی بنفسها رُجُوناً، یتعدّی و لا یتعدّی. ابن شمیل: رَجَنَ القومُ رِكابَهم، و رَجَنَ فلانٌ راحلته رَجْناً شدیداً فی الدار و هو أَن یحبسها مُناخَةً لا یعلفها، و رَجَنَ البعیرُ فی النَّوی و البِزْرِ رُجُوناً، و رُجُونُه اعْتلافُه. الفراء: رَجَنَت الإِبل و رَجِنَت أَیضاً بالكسر و هی راجنة، الجوهری: و قد رَجَنتُها أَنا و أَرْجَنْتُها إذا حبستها لتعلفها و لم تُسَرّحْها. و ارْتَجَنَ الزُّبْدُ: طُبِخَ فلم یَصْفُ و فسد. و ارْتَجَنت الزُّبْدَةُ: تفرّقت فی المِمْخَض. اللحیانی: رَجَن فی الطعام و رَمَكَ إذا لم یَعَفْ منه شیئاً. و رَجَنَ البعیرُ فی العَلَف رُجوناً إذا لم یَعَفْ منه شیئاً، و كذلك الشاة و غیرها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كتب فی الصدقة إلی بعض عُمَّاله كتاباً فیه: و لا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم علی آخرهم فإِن الرَّجْنَ للماشیة علیها شدیدٌ و لها مُهْلِكٌ؛ من الرَّجْنِ: الإِقامة بالمكانِ. و رَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إذا استحییت منه؛ و هذا من نوادر أَبی زید. و ارْتَجَنَ علیهم أَمرهم: اخْتَلَطَ، أُخذ من ارْتِجانِ الزُّبْد إذا طُبِخ فلم یَصْفُ و فسد، و أَصله من ارْتِجانِ الإِذْوَابة، و هی الزبدة تخرج من السقاء مختلطة بالرائب الخاثر فتوضع علی النار، فإِذا غلی ظهر الرائبُ مختلطاً بالسمن فذلك الارْتِجانُ؛ قال أَبو عبید: و إیاه عنی بِشْرُ بن أَبی خازم بقوله: فكنتم كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ، إذْ غَلَتْ، أَ تُنْزِلُها مذمومةً أَم تُذِیبُها؟ و هم فی مَرْجُونة أَی اختلاط لا یدرون أَ یقیمون أَم یظعنون. و الرَّجَّانَةُ: الإِبل التی تحمل المَتاعَ؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف له فعلًا، و عندی أَنه اسم كالجَبَّانة.

رجحن؛ ج13، ص: 176

: ارْجَحَنَّ الشی‌ءُ: اهتز. و ارْجَحَنَّ: وقع بمرّة. و ارْجَحَنَّ: مالَ؛ قال:
(1). قوله [ذو الرمة] الذی فی المحكم: قال رؤبة
لسان العرب، ج‌13، ص: 177
و شَرَاب خُسْرَوانیّ إذا ذاقه الشیخُ تَغَنَّی و ارْجَحَنّ و فی المثل: إذا ارْجَحَنَّ شاصِیاً فارْفَعْ یَداً أَی إذا مال رافعاً و سقط و رفع رجلیه، یعنی إذا خضع لك فاكْفُفْ عنه. الأَصمعی: المُرْجَحِنُّ المائل؛ قال الأَزهری: و أَنشدتنی أَعرابیة بفَیْدَ: أَیا أُخْتَ عَدَّ، أَیا شبیهةَ كَرْمةٍ جَرَی السیلُ فی قُرْیانِها فارْجَحَنَّت أَراد أَنها أُوقِرَتْ حتی مالت من كثرة حملها. و یقال: أَنا فی هذا الأَمر مُرْجَحِنٌّ لا أَدری أَیَّ فَنَّیْه أَركب و أَیَّ صَرْعَیْه و صَرْفَیْه و رُوقَیْه أَركب. و یقال: فلان فی دُنْیا مُرْجَحِنَّة أَی واسعة كثیرة. و امرأَة مُرْجَحِنَّة إذا كانت سمینة، فإِذا مشت تَفَیَّأَتْ فی مِشْیتها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: فی حُجُراتِ القُدُس مُرْجَحِنِّین؛ من ارْجَحَنَّ الشی‌ءُ إذا مال من ثِقَله و تحرَّك؛ و منه‌حدیث ابن الزبیر فی صفة السحاب: و ارْجَحَنَّ بعد تَبَسُّقٍ‌أَی ثَقُل و مال بعد علُوِّه، و هذا الحرف أَورده ابن سیدة و الأَزهری و الجوهری جمیعهم فی حرف النون؛ قال ابن الأَثیر: و أَورده الجوهری فی حرف النون علی أن النون أَصلیة، قال: و غیره یجعلها زائدة من رَجَحَ الشی‌ء یَرْجَحُ إذا ثقل. و جیش مُرْجَحِنٌّ و رَحًی مُرْجَحِنَّة: ثقیلة؛ قال النابغة: إذا رَجَفَتْ فیهِ رَحًی مُرْجَحِنَّةٌ، تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِیرَ الحَوافِلِ. و لیل مُرْجَحِنٌّ: ثقیل واسع. و ارْجَحَنَّ السرابُ: ارتفع؛ قال الأَعشی: تَدُرُّ علی أَسْوُقِ المُمْتَرِینْ رَكَضْنا إذا ما السَّرابُ ارْجَحَنّ.

رجعن؛ ج13، ص: 177

: ارْجَعَنَّ أَی انبسط. و ارْجَعَنَّ كارْجَحَنَّ. و قال اللحیانی: ضربه فارْجَعَنَّ أَی اضطجع و أَلقی بنفسه. و فی المثل: إذا ارْجَعَنَّ شاصِیاً فارفع یداً؛ یقال ذلك للرجل یقاتل الرجل، یقول: إذا غلبته فاضطجع و وقع و رفع رجلیه فكُفِّ یدَك عنه؛ و أَنشد اللحیانی: فلما ارْجَعَنُّوا و اسْتَرَیْنا خیارَهُمْ، و صارُوا جمیعاً فی الحَدیدِ مُكَلَّدا. أَی فلما اضطجعوا و غُلِبوا، و حمل مكلداً علی لفظ جمیع لأَن لفظه مفرد، و إن كان المعنی واحداً. الأَصمعی: اجَرَعَنَّ و ارْجَعَنَّ و اجْرَعبَّ و اجْلَعَبَّ إذا صُرِعَ و امتدَّ علی وجه الأَرض. و یقال: ضربناهم بقحازِننا فارْجَعَنُّوا أَی بعِصِیّنا.

ردن؛ ج13، ص: 177

: الرُّدْنُ، بالضم: أَصل الكُمّ. یقال: قمیص واسع الرُّدْن. ابن سیدة: الرُّدْن مقدّم كمّ القمیص، و قیل: هو أَسفله، و قیل: هو الكمّ كله، و الجمع أَرْدانٌ و أَرْدِنَة. و أَرْدَنْتُ القمیصَ و رَدّنْته تَرْدیناً: جعلت له رُدْناً، و فی المحكم: جعلت له أَرْداناً؛ قال قیس بن الخَطِیم الأَنصاری: و عَمْرَةُ من سَرَواتِ النِّساءِ تَنْفَحُ بالمسكِ أَرْدانُها و الأَرْدَنُ: ضرب من الخز الأَحمر. و الرَّدَنُ، بالتحریك: القَزّ، و قیل: الخَزّ، و قیل: الحریر؛ قال عدی بن زید: و لقد أَلْهُو ببِكْرٍ شادِنٍ، مَسُّها أَلْیَنُ من مسِّ الرَّدَنْ. و قال الأَعشی: یَشُقُّ الأُمورَ و یَجْتابُها، كشقِّ القَرارِیّ ثَوْبَ الرَّدَنْ
لسان العرب، ج‌13، ص: 178
القراری: الخیاط. و قال اللیث فی تفسیر البیت: الرَّدَنُ الخز الأَصفر، و الرَّدَنُ الغزل یفتل إلی قدام، و قیل: هو الغزل المنكوس. و ثوب مَرْدُونٌ: منسوج بالغزل المَرْدُونِ. و المِرْدَنُ: المِغْزَلُ الذی یغزل به الرَّدَنُ. و المُرْدِنُ: المُظْلم. و لیل مُرْدِنٌ: مظلم. و عَرَقٌ مُرْدِنٌ و مَرْدُون: قد نَمَّسَ الجسدَ كله؛ و أَما قول أَبی دُواد: أَسْأَدَتْ لیلةً و یوماً، فلما دخَلَتْ فی مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ فإن بعضهم قال: أَراد بالمردون المَرْدومَ، فأَبدل من المیم نوناً. و المُسَرْبَخ: الواسع. و قال بعضهم: المَرْدُونُ الموصول. و قال شمر: المَرْدُونُ المنسوج، قال: و الرَّدَنُ الغزل، أَراد بقوله فی مسربخ مردون الأَرض التی فیها السراب، و قیل: الرَّدَنُ الغزل الذی لیس بمستقیم. و أَرْدَنَتِ الحُمَّی: مثل أَرْدَمَتْ. و قال الفراء: رَدِنَ جلدُه، بالكسر، یَرْدَنُ رَدَناً إذا تقبض و تشنج. و جمل رادِنیّ؛ جَعْدُ الوَبر كریم جمیل یضرب إلی السواد قلیلًا. و الرَّادِنیّ أَیضاً من الإِبل: الشدیدُ الحمرة؛ قال الأَصمعی: و لا أَدری إلی أَی شی‌ء نسب، قال أَبو الحسن: و قد یكون من باب قُمْرِیّ و بُخْتِیّ فلا یكون منسوباً إلی شی‌ء. الأَصمعی و غیره: إذا خالط حُمْرةَ البعیر صفرةٌ كالوَرْسِ قیل أَحمر رادِنیّ و بعیر رادنیّ، و ناقة رادِنیّة إذا خالطت حمرتها صفرة كالورس. و یقال للشی‌ء إذا خالط حمرته صفرة: أَحمرُ رادِنیّ. و الرَّدَنُ: الغِرْسُ الذی یخرج مع الولد فی بطن أُمه. تقول العرب: هذا مِدْرَعُ الرَّدَنِ. و رَدَنْتُ المَتاعَ رَدْناً: نَضَدْتُه. و الرَّدْنُ: صوتُ وَقْع السلاح بعضه علی بعض. و أَرْمَكُ رادِنیّ: بالَغُوا به كما قالوا أَبیضُ ناصِعٌ؛ عن ابن الأَعرابی. و رُدَیْنة: اسم امرأَة، و الرِّماحُ الرُّدَیْنِیَّةُ منسوبة إلیها. الجوهری: القناةُ الرُّدَیْنیَّة و الرمح الرُّدَیْنیُّ زعموا أَنه منسوب إلی امرأَة السَّمْهَرِیّ، تسمی رُدَیْنة، و كانا یُقَوِّمانِ القَنا بخَطِّ هَجَرَ. قال: و فی كلام بعضهم خَطِّیَّة رُدْنٌ و رماح لُدْنٌ. و الرَّادِنُ: الزعفران؛ و ینشد للأَغلب: و أَخَذَتْ من رَادِنٍ و كُرْكُمِ قال ابن بری: صواب إنشاده بالفاء؛ و هو: فبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأَّمِ، فأَخَذَتْ من رادِنٍ و كُرْكُمِ ابن السكیت: الأُرْدُنُّ النُّعاس الغالب، بالضم و التشدید؛ قال الجوهری: و لم یسمع منه فعل. و نَعْسَةٌ أُرْدُنّ: شدیدة؛ قال أَبّاقٌ الدُّبیری: قد أَخْذَتْنی نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، و مَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ. قوله: مُبز أَی قوی علیها؛ یقول: إن مَوْهَباً صبور علی دفع النوم و إن كان شدید النعاس؛ قال: و به سمی الأُرْدُنُّ البلدُ. و الأُرْدُنُّ: أَحد أَجناد الشام، و بعضهم یخففها. التهذیب: الأُرْدُنّ أَرض بالشام. الجوهری: الأُرْدُن اسم نهر و كُورةٍ بأَعلی الشام، و الله أَعلم.

رذن؛ ج13، ص: 178

: رَاذانُ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و قد عَلِمَتْ خیلٌ بِراذانَ أَننی شَدَدْتُ، و لم یَشْدُدْ من القوم فارِسُ قال ابن سیدة: فإِن قلت كیف تكون نونه أَصلًا و هو فی هذا الشعر الذی أَنشدته غیر مصروف؟ قیل: قد یجوز أَن یُعْنی به البُقْعة فلا یصرفه، و قد یجوز
لسان العرب، ج‌13، ص: 179
أَن تكون نونه زائدة، فإِن كان ذلك فهو من باب رَوَذَ أَو رَیَ‌ذَ إِما فَعَلاناً أَو فَعْلاناً رَوَذان أَو رَوْذان، ثم اعتلّ اعتلالًا شاذّاً.

رزن؛ ج13، ص: 179

: الرَّزینُ: الثقیل من كل شی‌ء. و رجل رَزِینٌ: ساكن، و قیل: أَصیل الرأْی، و قد رَزُنَ رَزَانة و رُزوناً. و رَزَن الشی‌ءَ یَرْزُنه رَزْناً: رازَ ثِقَله و رفعه لینظر ما ثِقَلُه من خفته. و شی‌ء رَزِین أَی ثقیل، و قیل: رَزَنَ الحجر رَزناً أَقَلَّه من الأَرض. و یقال: شی‌ء رَزِین، و قد رَزَنْتُه بیدی إذا ثقَلْته. و امرأَة رَزانٌ إذا كانت ذات ثباتٍ و وَقارٍ و عفافٍ و كانت رَزِینة فی مجلسها؛ قال حسان بن ثابت یمدح عائشة، رضی الله تعالی عنها: حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ بریبةٍ، و تُصْبِحُ غَرْثی من لحوم الغوافِل. و الرَّزانةُ فی الأَصل: الثِّقَلُ. و الرَّزْن و الرِّزْنُ: أَكمة تمسك الماء، و قیل: نُقَرٌ فی حَجَر أَو غَلْظٍ فی الأَرض، و قیل: هو مكان مرتفع یكون فیه الماء، و الجمع أَرْزانٌ و رُزونٌ و رِزانٌ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة یصف بقر الوحش: ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِیَةً، فی ماحِقٍ من نهارِ الصیفِ مُحْتَرِقِ «1». و قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ: أَحْقَبَ مِیفاءٍ علی الرُّزُونِ، حَدَّ الربیعِ أَرِنٍ أَرُونِ لا خَطِل الرَّجْعِ، و لا قَرُونِ لاحِقِ بَطْنٍ بقَرًی سَمینِ. و قال ابن حمزة: هو الرِّزْنُ، بالكسر لا غیر. قال ابن بری: و بیت ساعدة مما یدل أَنه رِزْنٌ، لأَن فَعْلًا لا یجمع علی أَفعال إلا قلیلًا. و قد تَرَزَّن الرجل فی مجلسه إذا تَوَقَّر فیه. و الرَّزانة: الوقار، و قد رَزُنَ الرجل، بالضم، فهو رَزِین أَی وَقُور. و الرِّزانُ: مناقع الماء، واحدتها رِزْنة، بالكسر. و الرُّزُونُ: بقایا السیل فی الأَجْرافِ؛ قال أَبو ذؤیب: حتی إذا حُزَّتْ میاه رُزُونِه. الأَصمعی: الرُّزُون أَماكن مرتفعة یكون فیها الماء، واحدها رَزْنٌ. و یقال: الرَّزْنُ المكان الصلب، و قیل: المكان المرتفع، و قیل المكان الصُّلْبُ و فیه طُمأْنینة تمسك الماء؛ و قال أَبو ذؤَیب فی الرُّزُونِ أَیضاً: حتی إذا حُزَّت میاهُ رُزُونِه، و بأَیِّ حَزِّ مَلاوَةٍ یَتَقَطَّعُ و الرَّزْنُ: مكان مشرف غلیظ إلی جنبه، و یكون منفرداً وحده، و یَقُود علی وجه الأَرض للدَّعْوَةِ حجارةً لیس فیها من الطین شی‌ء لا ینبت، و ظهره مستو. و الرَّوْزَنة: الكُوَّة، و فی المحكم: الخرق فی أَعلی السقْف. التهذیب: یقال للكُوَّة النافذة الرَّوْزَن، قال: و أَحسبه معرَّباً، و هی الرَّوَازِن تكلمت بها العرب. اللیث: الأَرْزَن شجر صُلْب تتخذ منه عِصِیٌّ صُلْبة؛ و أَنشد: و نَبْعَة تَكْسِر صُلْبَ الأَرْزَن و أَنشد ابن الأَعرابی: إنِّی و جَدِّك ما أَقْضِی الغَرِیمَ، و إِنْ حانَ القَضاءُ، و لا رَقَّتْ له كَبدِی إلَّا عَصَا أَرْزَنٍ طارت بُرَایَتُها، تَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفّ و العَضُدِ.
(1). قوله [محترق] الذی فی مادة محق من الصحاح محتدم
لسان العرب، ج‌13، ص: 180
و أَنشد ابن بری لشاعر: أَعْدَدْتُ للضِّیفانِ كلْباً ضارِیاً عندی، و فَضْلَ هِراوَةٍ من أَرْزَنِ و مَعاذِراً كذباً، و وجْهاً باسِراً، و تَشَكّیاً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ.

رسن؛ ج13، ص: 180

: الرَّسَنُ: الحبل. و الرَّسَنُ: ما كان من الأَزِمَّة علی الأَنف، و الجمع أَرْسانٌ و أَرْسُنٌ، فأَما سیبویه فقال: لم یكسَّر علی غیر أَفعال. و فی المثل: مَرَّ الصَّعالیكُ بأَرْسان الخیل؛ یضرب للأَمرْ یُسرع و یتتابع. و قد رَسَنَ الدابَّة و الفرس و الناقة یرْسِنُها و یَرْسُنُها رَسْناً و أَرْسَنَها، و قیل: رَسَنَها شدَّها، و أَرْسَنَها جعل لها رَسَناً، و حَزَمْتُه: شددت حِزامه، و أَحْزَمْته: جعلت له حِزاماً، و رَسَنت الفرس، فهو مَرْسُون، و أَرْسَنْته أَیضاً إذا شددته بالرَّسَنِ؛ قال ابن مقبل: هَرِیتٌ قَصِیرُ عِذَارِ اللِّجَامْ، أَسِیلٌ طَوِیلُ عِذارِ الرَّسَن. قوله: قصیر عذار اللجام، یرید أَن مَشَقَّ شِدْقَیه مستطیل، و إذا طال الشَّق قَصُر عذار اللجام، و لم یصفه بقصر الخدّ و إنما وصفه بطوله بدلیل قوله: … طویل عذار الرَّسَن. و‌فی حدیث عثمان: و أَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه؛ المَرْسُون: الذی جعل علیه الرَّسَن و هو الحبل الذی یقاد به البعیر و غیره؛ و یقال: رَسَنْت الدابة و أَرْسَنْتها؛ و أَجررته أَی جعلته یجرّه، یرید خلیته و أَهملته یرعی كیف شاء، المعنی أَنه أَخبر عن مُسامَحته و سَجَاحَةِ أَخلاقه و تركه التضییق علی أَصحابه؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: قالت لیزید بن الأَصم ابن أُخت مَیْمونة و هی تُعاتِبه: ذَهَبَتْ و الله مَیْمونَةُ و رُمِی برَسَنِك علی غاربك‌أَی خُلِّیَ سبیلك فلیس لك أَحد یمنعك مما ترید. و المَرْسِنُ و المَرْسَنُ: الأَنف، و جمعه المَراسِنُ، و أَصله فی ذوات الحافر ثم استعمل للإِنسان. الجوهری: المَرْسِنُ، بكسر السین، موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس، ثم كثر حتی قیل مَرْسِن الإِنسان. یقال: فعلت ذلك علی رغم مَرْسِنه و مِرْسَنه، بكسر المیم و فتح السین أَیضاً؛ قال العجاج: و جَبْهةً و حاجِباً مزَجَّجا، و فَاحِماً و مَرْسِناً مُسَرَّجا و قول الجَعْدِیّ: سلِس المَرْسَن [المِرْسَن كالسِّیدِ الأَزَلّ أَراد هو سَلِس القِیاد لیس بصلب الرأْس، و هو الخُرْطوم. و الرَّاسَن: نبات یشبه نبات الزنجبیل. و بنو رَسْن: حیّ.

رسطن؛ ج13، ص: 180

: الرَّساطون: شراب یتخذ من الخمر و العسل، أَعجمیة لأَن فَعالُولًا و فَعالُوناً لیسا من أَبنیة كلامهم. قال اللیث: الرَّساطُونُ شراب یتخذه أَهل الشأْم من الخمر و العسل؛ قال الأَزهری: الرَّسَاطُونُ بلسان الروم، و لیس بعربی.

رشن؛ ج13، ص: 180

: الرَّشْنُ، بسكون الشین: الفُرْضَة من الماء. و الرَّاشِنُ: الداخل علی القوم الآتی لیأْكل، رَشَنَ یَرْشُن رُشُوناً. أَبو زید: رَشَنَ الرجلُ یَرْشُنُ رُشوناً، فهو رَاشِنٌ، و هو الذی یتعهد مواقیت طعام القوم فیَغْتَرُّهم اغتراراً، و هو الذی یقال له الطُّفَیلی. الجوهری: الرَّاشِن الذی یأْتی الولیمة و لم یُدْعَ إلیها، و هو الذی یسمی الطُّفَیْلی، و أَما الذی یَتَحَیَّنُ وقت الطعام فیدخل علی القوم و هم
لسان العرب، ج‌13، ص: 181
یأْكلون فهو الوَارِشُ. و یقال: رَشَنَ الرجل إذا تَطَفَّل و دخل بغیر إذن. و یقال للكلب إذا ولغ فی الإِناء: قد رَشَنَ رُشُوناً؛ و أَنشد: لیس بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، عند البیوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ «2». و رَشَنَ الكلبُ فی الإِناء یَرْشُنُ رَشْناً و رُشُوناً: أَدخل رأْسه فیه لیأْكل و یشرب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تَشْرَبُ ما فی وَطْبِها قَبْلَ العَیَنْ، تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ و الرَّوْشَنُ: الرَّفُّ. أَبو عمرو: الرَّفیفُ الرَّوْشَنُ، و الرَّوْشَنُ الكُوَّة.

رصن؛ ج13، ص: 181

: رَصُنَ الشی‌ءُ، بالضم، رَصانَةً، فهو رَصِین: ثبت، و أَرصَنه: أَثبته و أَحكمه. و رَصَنه: أَكمله. الأَصمعی: رَصَنْتُ الشی‌ءَ أَرْصُنه رَصْناً أَكْملته. و الرَّصِین: المحكم الثابت. أَبو زید: رَصَنْتُ الشی‌ءَ معرفةً أَی علمته. و رجل رصین: كرَزِینٍ، و قد رَصُنَ. و رَصَنْتُ الشی‌ءَ: أَحكمته، فهو مَرْصُون؛ قال لبید: أَو مُسْلِم عَمِلَتْ له عُلْوِیَّةٌ، رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ و بَنانِ أَراد بالمسلم غلاماً وشَمتْ یده «3» امرأَة من أَهل العالیة. و فلان رَصِینٌ بحاجتك أَی حَفِیٌّ بها. و رَصَنْتُه بلسانی رَصْناً: شتمته. و رجل رَصِین الجوف أَی مُوجَع الجوف؛ و قال: یقول إنی رَصِینُ الجوفِ فاسْقُونی و الرَّصِینانِ فی ركبة الفرس: أَطرافُ القَصَب المركب فی الرَّضْفَة.

رضن؛ ج13، ص: 181

: المَرْضونُ: شِبْه المَنْضُود من الحجارة و نحوها یضم بعضها إلی بعض فی بناء أَو غیره. و فی نوادر الأَعراب: رُضِنَ علی قبره و ضُمِدَ و نُضِدَ و رُثِدَ كله واحد.

رطن؛ ج13، ص: 181

: رَطَنَ العجمیّ یَرْطُنُ رَطْناً: تكلم بلغته. و الرَّطَانة و الرِّطَانة و المُراطَنة: التكلم بالعجمیة، و قد تَراطَنا. تقول: رأَیت أَعجمین یتراطَنان، و هو كلام لا یفهمه العرب؛ قال الشاعر: كما تَراطَنَ فی حافاتِها الرُّومُ و یقال: ما رُطَّیْناك هذه أَی ما كلامك، و ما رُطَیْناكَ، بالتخفیف أَیضاً. و تقول: رَطَنْتُ له رَطانة و رَاطَنْته إذا كلمته بالعجمیة. و تَراطَنَ القومُ فیما بینهم؛ و قال طَرَفة بن العبد: فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ. و‌فی حدیث أَبی هریرة قال: أَتت امرأَة فارسیة فَرَطَنَتْ له؛ قال: الرَّطانة، بفتح الراء و كسرها، و التَّراطُنُ كلام لا یفهمه الجمهور، و إنما هو مُواضَعةٌ بین اثنین أَو جماعة، و العرب تخص بها غالباً كلام العجم؛ و منه‌حدیث عبد الله بن جعفَر و النجاشی: قال له عمرو أَ ما تری كیف یَرْطُنون بِحزْب الله‌أَی یَكْنُونَ و لم یُصَرّحوا بأَسمائهم. و الرَّطَّانة و الرَّطُون، بالفتح: الإِبل إذا كانت رِفاقاً و معها أَهلوها، زاد الأَصمعی: إذا كانت كثیراً؛ قال: و یقال لها الطَّحّانة و الطَّحُون أَیضاً، و معنی الرِّفاق أَی نَهَضوا علی الإِبل مُمتارین من القُری كلُّ جماعة رُفْقة؛ و أَنشد الجوهری:
(2). قوله [حلسم] كذا بضبط الأَصل هنا و كذلك فی المحكم، و ضبط فی مادة ح ل س م بفتح اللام المشددة و سكون السین و تخفیف المیم عكس ما هنا و مثله فی التكملة و غیرها (3). قوله [وشمت یده إلخ] و منه ساعد مرصون أی موشوم كما فی التكملة، قال: و المرصن كمنبر حدیدة تكوی بها الدواب
لسان العرب، ج‌13، ص: 182
رَطَّانَة من یَلْقَها یُخَیَّب.

رعن؛ ج13، ص: 182

: الأَرْعَنُ: الأَهْوَجُ فی منطقه المُسْتَرْخی. و الرُّعُونة: الحُمْقُ و الاسْتِرْخاء. رجل أَرْعَنُ و امرأَة رَعْناء بَیِّنا الرُّعُونة و الرَّعَن أَیضاً، و ما أَرْعَنه، و قد رَعُن، بالضم، یَرْعُن رُعُونة و رَعَناً. و قوله تعالی: لٰا تَقُولُوا رٰاعِنٰا وَ قُولُوا انْظُرْنٰا؛ قیل: هی كلمة كانوا یذهبون بها إلی سَبِّ النبی، صلی الله علیه و سلم، اشْتَقُّوه من الرُّعُونة؛قال ثعلب: إنما نهی الله تعالی عن ذلك لأَن الیهود كانت تقول للنبی، صلی الله علیه و سلم، راعنا أَو راعونا، و هو من كلامهم سَبٌّ، فأَنزل الله تعالی: لٰا تَقُولُوا رٰاعِنٰا وَ قُولُوا مكانها انْظُرْنٰا؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن فی لغة الیهود راعُونا علی هذه الصیغة، یریدون الرُّعُونة أَو الأَرْعَن، و قد قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا من قولك أَرْعِنِی سَمْعَك. و قرأَ الحسن: لا تقولوا راعِناً، بالتنوین؛ قال ثعلب: معناه لا تقولوا كَذِباً و سُخْریّاً و حُمْقاً، و الذی علیه القراءة رٰاعِنٰا، غیر منوَّن؛ قال الأَزهری: قیل فی رٰاعِنٰا غیر منوَّن ثلاثة أَقوال، ذكر أَنه یفسرها فی المعتل عند ذكر المراعاة و ما یشتق منها، و هو أَحق به من هاهنا، و قیل: إِن رٰاعِنٰا كلمة كانت تُجْرَی مُجْرَی الهُزءِ، فنهی المسلمون أَن یلفظوا بها بحضرة النبی، صلی الله علیه و سلم، و ذلك أَن الیهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا یسبون بها النبی، صلی الله علیه و سلم، فی نفوسهم و یتسترون من ذلك بظاهر المُراعاة منها، فأُمروا أَن یخاطبوه بالتعزیز و التوقیر، و قیل لهم: لٰا تَقُولُوا رٰاعِنٰا، كما یقول بعضكم لبعض، وَ قُولُوا انْظُرْنٰا. و الرَّعَنُ: الاسترخاء. و رَعَنُ الرحلِ: استرخاؤه إذا لم یحكم شدّه؛ قال خِطَامٌ المُجاشِعیّ، و وجد بخط النیسابوری أَنه للأَغْلَب العِجْلی: إنا علی التَّشواقِ مِنَّا و الحَزَنْ مما نَمُدُّ للمَطِیِّ المُسْتَفِنْ نسُوقُها سَنّاً، و بعضُ السَّوْقِ سَنّ، حتی تَراها و كأَنَّ و كأَنْ أَعْناقها مَلَزَّزاتٌ فی قَرَنْ، حتی إذا قَضَّوْا لُباناتِ الشجَنْ و كلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ، قاموا فشَدُّوها لما یُشقی الأَرِنْ و رَحَلُوها رِحْلَةً فیها رَعَنْ، حتی أَنَخْناها إلی مَنٍّ وَ مَنْ. قوله: رحلة فیها رَعَنٌ أَی استرخاءٌ لم یحكم شدّها من الخوف و العجلة. و رعنته الشمسُ: آلمت دماغه فاسترخی لذلك و غُشِیَ علیه. و رُعِنَ الرجلُ، فهو مَرْعُون إذا غُشِیَ علیه؛ و أَنشد: باكَرَهُ قانِصٌ یَسْعَی بأَكْلُبِه، كأَنه من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ. أَی مَغْشِیٌّ علیه؛ قال ابن بری: الصحیح فی إنشاده مَمْلُول عوضاً عن مَرْعُون، و كذا هو فی شعر عَبْدة بن الطبیب. و الرَّعنُ: الأَنف العظیم من الجبل تراه مُتَقَدِّماً، و قیل: الرَّعْنُ أَنف یتقدم الجبل، و الجمع رِعانٌ و رُعُون، و منه قیل للجیش العظیم أَرْعَنُ. و جیش أَرْعَنُ: له فُضول كرِعانِ الجبال، شبه بالرَّعْن من الجبل. و یقال: الجیشُ الأَرْعَنُ هو المضطرب لكثرته؛ و قد جعل الطِّرِمّاحُ ظلمةَ اللیل رَعُوناً، شبهها بجبل من الظلام فی قوله یصف ناقة تَشُقُّ به ظلمةَ اللیل:
لسان العرب، ج‌13، ص: 183
تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ اللیلِ عنها، إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ و مغمضات اللیل: دَیاجیر ظُلَمِها. بمرداس رَعُونٍ: بجبل من الظلام عظیم، و قیل: الرَّعُون الكثیرة الحركة. و جبل رَعْنٌ: طویل؛ قال رؤبة: یَعْدِلُ عنه رَعْنُ كل صُدِّ. و قال اللیث: الرَّعْنُ من الجبال لیس بطویل، و جمعه رُعُون. و الرَّعْناء: البَصْرة، قال: و سمیت البصرة رَعْناء تشبیهاً برَعْنِ الجبل؛ قال الفرزدق: لو لا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُه، ما كانت البصرةُ الرَّعْناء لی وَطنا. و رُعَیْنٌ: اسم جبل بالیمن فیه حصن. و ذو رُعَیْن: ملك ینسب إلی ذلك الجبل؛ قال الجوهری: ذو رُعَین ملك من ملوك حِمْیَر، و رُعَیْن حصن له، و هو من ولد الحرث بن عمرو بن حِمْیَر بن سبَإ و هم آلُ ذی رُعَیْن و شَعْبُ ذی رُعَیْن؛ قال الراجز: جاریةٌ من شَعْبِ ذی رُعَیْنِ، حَیّاكةٌ تَمْشِی بعُلْطَتَیْنِ. و الرَّعْناء: عنب بالطائف أَبیض طویل الحب. و رُعَین: قبیلة. و الرَّعْن: موضع؛ قال: غَداةَ الرَّعْنِ و الخَرْقاءِ نَدْعُو، و صَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكذوبِ خَرْقاء: موضع أَیضاً. و‌فی حدیث ابن جُبَیر فی قوله عزَّ و جل: أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ؛ أَی رَغَنَ.یقال: رَغَنَ إلیه و أَرْغَنَ إذا مال إلیه و رَكَنَ؛ قال الخَطَّابی: الذی جاءَ فی الروایة بالعین المهملة، و هو غلط.

رعثن؛ ج13، ص: 183

: الأَزهری فی الرباعی: قال اللیث و غیره الرَّعْثَنَةُ التَّلْتَلَة تتخذ من جُفّ الطَّلْعة فیشرب منها.

رغن؛ ج13، ص: 183

: رَغَنَ إِلیه و أَرْغنَ: أَصْغَی إِلیه قابلًا راضیاً بقوله؛ قال الشاعر‌و أُخْرَی تُصَفِّقُها كلُّ ریحٍ سریعٍ لَدَی الحَوْرِ إِرْغانُها و‌فی حدیث ابن جبیر فی قوله تعالی: أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ؛ أَی رَغَنَ.یقال رَغَن إِلیه و أَرْغَنَ إِذا مال و رَكنَ؛ قال الخطابی: الذی جاءَ فی الروایة بالعین المهملة و هو غلط. و أَرْغَنَ إِلی الأَمر و الصلح: مال إِلیه و سكن؛ قال الطرماح: مُرغِناتٌ لأَخلج الشِّدْقِ سِلْعامٍ مُمَرٍّ مفتولةٍ عَضُدُهْ قال: مُرغِنات مطیعات، یصف كلاب الصید. و الرَّغْنُ: الإِصغاءُ إِلی القول و قبوله، و الإِرغانُ مثله. و الرَّغْنَة: السَّهْلة، یمانیة. ابن الأَعرابی: یومُ رَغْنٍ إِذا كان ذا أَكلٍ و شربٍ و نعیم، و یومُ مُزْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العَدُوّ، و یوم سَعْنٍ إِذا كان ذا شرابٍ صافٍ. قال الفراء: لا تُرْغِنَنَّ له فی ذلك أَی لا تطعه فیه. اللحیانی: تقول العرب لعلك لَعَنَّك و رَعَنَّك و رَغَنَّك بمعنی واحد. و قال الكسائی: لَعَنَّ و لَغَنَّ و رَعَنَّ و رَغَنَّ بمعنی لعلَّ. و یقال: رَعَنَّه عند الله، قال: یرید لعله عند الله. قال الفراء: لَوَنَّ بمعنی لعلَّ، قال و سمعتهم یقولون لَونَّها تركب یریدون لعلَّها تركب.

رفن؛ ج13، ص: 183

: فرس رِفَنٌّ، كرِفَلٍّ: طویل الذنب، بتشدید النون. و بعیر رِفَنٌّ: سابغ الذنب ذَیَّالُه؛ قال النابغة الجَعْدی: لسان العرب، ج‌13، ص: 184‌و هم دَلَفُوا بِهُجْرٍ فی خَمیسٍ رَحِیبِ السِّربِ [السَّربِ، أَرْعَن مُرْجَحِنّ بكلِّ مُجَرِّبٍ كاللیثِ یَسْمُو إلی أَوصالِ ذَیَّالٍ رِفَنِّ «4». أَراد رِفَلًّا، فَحوَّل اللام نوناً. ابن الأَعرابی: الرَّفْنُ النَّبض. و الرَّافِنَة: المتبخترة فی بَطَرٍ. الأَصمعی: المُرْفَئِنُّ الذی نفر ثم سكن؛ و أَنشد: ضَرْباً وِلاءً غیرَ مُرْثَعِنِّ حتی تَرِنِّی، ثم تَرْفَئِنِّی و ارْفأَنَّ الرجلُ، علی وزن اطْمَأَنَّ، أَی نفر ثم سكن. یقال: ارفَأَنَّ غَضَبِی؛ و أَنشد ابن بری للعجاج: حتی ارْفَأَنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ. المَجْوَلُ، مَفْعَل: من الجَوَلان. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا شكا إلیه التَّعَزُّبَ فقال: عَفِّ شعرَك، ففعل فارْفَأَنَّ‌أَی سكن ما كان به. یقال: ارْفَأَنَّ عن الأَمر و ارْفَهَنَّ. قال ابن الأَثیر: ذكره الهروی فی رفأَ علی أَن النون زائدة، و ذكره الجوهری فی حرف النون علی أَنها أَصلیة، و قال ابن بری: حَقُّ رُفَهْنِیة أَن تذكر فی فصل رفه فی باب الهاء، لأَنَّ الأَلف و النون زائدتان، و هی ملحقة بخُبَعْثِنَة، قال: و لیس لرفهن هنا وجه و ذكرها فی فصل رفه، و قال: هی ملحقة بالخماسی.

رفغن؛ ج13، ص: 184

: الأَزهری فی الرباعی: البُلَهْنِیَة و الرُّفَهنِیَة سَعَةُ العَیش و كثرة الرُّفَغنِیة.

رفهن؛ ج13، ص: 184

: قال الأَزهری فی الرباعی: البُلَهْنِیَةُ و الرُّفَهنِیَةُ سعة العیش و كثرة الرُّفَغْنِیة. یقال: هو فی رُفَهنِیة من العیش أَی فی سعة و رَفَاغِیة، و هو ملحق بالخماسی بأَلف فی آخره، و إنما صارت یاء للكسرة قبلها.

رقن؛ ج13، ص: 184

: الرِّقَانُ و الرَّقُونُ و الإِرْقانُ: الحِنَّاء، و قیل: الرَّقُون و الرِّقَانُ الزعفران؛ قال الشاعر: و مُسْمِعَة إذا ما شئتَ غَنَّتْ مُضَمَّخَة الترائِب بالرِّقَانِ. قال ابن خالویه: الرِّقانُ و الرَّقُونُ الزعفران و الحنَّاء. و‌فی الحدیث: ثلاثة لا تَقْرَبُهم الملائكة، منهم المُتَرَقِّن بالزعفران‌أَی المتلطخ به. و الرَّقْنُ و التَّرَقُّنُ و الارْتِقانُ: التلطخ بهما. و قد رَقَّنَ رأْسه و أَرْقَنه إذا خضبه بالحناء. و الرَّاقِنَة: المختضبة، و هی الحسنة اللون؛ قال الشاعر: صَفْراءُ راقِنَةٌ كأَنَّ سُمُوطَها یَجْرِی بِهِنَّ، إذا سَلِسْنَ، جَدِیلُ و یقال: امرأَة راقنة أَی مختضبة بالحناء؛ قال أَبو حَبِیبٍ الشَّیْبانی: جاءَت مكَمْثِرَةً تَسْعَی ببَهْكَنةٍ صَفْراءَ راقِنةٍ كالشَّمْسِ عُطْبُولِ و رَقَنَتِ الجاریةُ و رَقَّنَتْ و تَرَقَّنَتْ إذا اختضبت بالحناء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: غِیاثُ، إن مُتُّ و عِشْتَ بعدِی، و أَشْرَفَتْ أُمُّكَ للتَّصَدِّی، و ارْتَقَنتْ بالزَّعْفرانِ الوَرْدِی فاضْرِبْ، فِداكَ والدِی و جَدِّی، بین الرِّعاثِ و مَناطِ العِقْدِ، ضَرْبَةَ لا وانٍ و لا ابن عَبدِ. و أَرْقَنَ الرجلُ لحیته، و التَّرْقینُ مثله. و تَرَقَّنَ
(4). قوله [و هم دلفوا إلخ] مثله فی الصحاح، قال الصاغانی: و هو تصحیف و مداخلة، و الروایة: و هم ساروا لحجر فی خمیس و كانوا یوم ذلك عند ظنی غداة تعاورته ثمّ بیض رفعن إلیه فی الرهج المكنّ و هم زحفوا لغسان بزحف رحیب السَّرب أرعن مرجحنّ و یروی: مرثعن و حجر بضم فسكون و المكن بضم فكسر
لسان العرب، ج‌13، ص: 185
بالطیب و اسْتَرْقَنَ؛ عن اللحیانی: كما تقول تَضَمَّخَ. و رَقَّنَ الكتاب: قارب بین سطوره، و قیل: رَقَّنَه نَقَّطَه و أَعجمه لیتبین. و المَرْقُون: مثل المَرْقُوم. و التَّرْقِین فی كتاب الحُسْبانات: تسوید الموضع لئلا یتوهم أَنه بُیِّضَ كیلا یقع فیه حساب. اللیث: التَّرْقِین تَرْقِین الكتاب و هو تزیینه، و كذلك تزیین الثوب بالزعفران و الورس؛ و أَنشد: دار كَرَقْمِ الكاتب المُرَقِّنِ و المُرَقِّنُ: الكاتب، و قیل: المُرَقِّن الذی یُحَلِّق حَلَقاً بین السُّطور كتَرْقِین الخضاب. و رَقَّن الشی‌ءَ: زینه. و الرُّقُون: النُّقوش. و الرَّقِینُ، بفتح الراء و رفع النون: الدرهم، سمی بذلك للتَّرْقِین الذی فیه، یعنون الخَطَّ؛ عن كراع، قال: و منه قولهم وِجْدَانُ الرَّقِین یغطی أَفْنَ الأَفِین. و أَما ابن درید فقال: وِجْدانُ الرِّقِین یعنی جمع رِقَةٍ، و هی الوَرِقُ.

ركن؛ ج13، ص: 185

: رَكِنَ إلی الشی‌ءِ و رَكَنَ یَرْكَنُ و یَرْكُنُ رَكْناً و رُكوناً فیهما و رَكانَةً و رَكانِیَةً أَی مال إلیه و سكن. و قال بعضهم: رَكَنَ یَرْكَن، بفتح الكاف فی الماضی و الآتی، و هو نادر؛ قال الجوهری: و هو علی الجمع بین اللغتین. قال كراع: رَكِنَ یَرْكُنُ، و هو نادر أَیضاً، و نظیره فَضِلَ یَفْضُل و حَضِرَ یَحْضُر و نَعِمَ یَنْعُم؛ و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا؛ قرئ بفتح الكاف من رَكِنَ یَرْكَنُ رُكوناً إذا مال إلی الشی‌ء و اطمأَنَّ إلیه، و لغة أُخری رَكَنَ یَرْكُنُ، و لیست بفصیحة. و رَكِنَ إلی الدنیا إذا مال إلیها، و كان أَبو عمرو أَجاز رَكَنَ یَرْكَنُ، بفتح الكاف من الماضی و الغابر، و هو خلاف ما علیه «1». الأَبنیة فی السالم. و رَكِنَ فی المنزل یَركَنُ ركْناً: ضَنَّ به فلم یفارقه. و رُكْن الشی‌ء: جانبه الأَقوی. و الرُّكْنُ: الناحیة القویة و ما تقوّی به من مَلِكٍ و جُنْدٍ و غیره، و بذلك فسر قوله عز و جل: فَتَوَلّٰی بِرُكْنِهِ، و دلیل ذلك قوله تعالی: فَأَخَذْنٰاهُ وَ جُنُودَهُ؛ أَی أَخذناه و رُكْنَه الذی تولی به، و الجمع أَرْكان و أَرْكُنٌ؛ أَنشد سیبویه لرؤبة: و زَحْمُ رُكْنَیْكَ شدِیدَ الأَرْكُنِ. و رُكْنُ الإِنسانِ: قوّته و شدّته، و كذلك رُكْنُ الجبل و القصر، و هو جانبه. و رُكْنُ الرَّجُل: قومه و عَدَدُه و مادّته. و فی التنزیل العزیز: لَوْ أَنَّ لِی بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی إِلیٰ رُكْنٍ شَدِیدٍ؛ قال ابن سیدة: و أُراه علی المثل. و قال أَبو الهیثم: الرُّكْنُ العشیرة؛ و الرُّكْنُ: الأَمر العظیم فی بیت النابغة: لا تَقْذِفَنِّی برُكْنٍ لا كِفاءَ له. و قیل فی قوله تعالی: أَوْ آوِی إِلیٰ رُكْنٍ شَدِیدٍ؛ إن الرُّكْن القُوَّة. و یقال للرجل الكثیر العدد: إنه لیأْوی إلی رُكْن شدید. و فلان رُكْنٌ من أَركان قومه أَی شریف من أَشرافهم، و هو یأْوی إلی رُكْن شدید أَی عز و مَنَعة. و‌فی الحدیث أَنه قال: رَحِمَ الله لُوطاً إن كان لَیأْوی إِلیٰ رُكْنٍ شَدِیدٍ‌أَی إلی الله عز و جل الذی هو أشد الأَركان و أَقواها، و إنما ترحم علیه لسهوه حین ضاق صدره من قومه حتی قال: أَوْ آوِی إِلیٰ رُكْنٍ شَدِیدٍ، أَراد عز العشیرة الذین یستند إلیهم كما یستند إلی الركن من الحائط. و جبل ركِینٌ: له أَركان عالیة، و قیل: جَبَل
(1). قوله [و هو خلاف ما علیه إلخ] أی لأَن باب فعل یفعل بفتحتین أن یكون حلقیّ العین أَو اللام انتهی. مصباح
لسان العرب، ج‌13، ص: 186
رَكِینٌ شدید. و‌فی حدیث الحساب: و یقال لأَرْكانه انْطقی‌أَی لجوارحه. و أَركانُ كل شی‌ء: جَوانبه التی یستند إلیها و یقوم بها. و رجل رَكِین: رَمیز وَقُور رَزِینٌ بَیّنُ الرَّكانة، و هی الرَّكانة و الرَّكانِیَةُ. و یقال للرجل إذا كان ساكناً وقوراً: إنه لرَكِینٌ، و قد رَكُنَ، بالضم، رَكانة. و ناقة مُرَكَّنَةُ الضَّرْع، و المُرَكَّنُ من الضروع: العظیم كأَنه ذو الأَركان. و ضرع مُرَكَّنٌ إذا انتفخ فی موضعه حتی یَمْلأَ الأَرفاغ، و لیس بحَدّ طویلٍ؛ قال طرفة: و ضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ و قال أَبو عمرو: مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة. و المِرْكَن: شبه تَوْرٍ من أَدَمٍ یتخذ للماء أَو شبه لَقَن. و المِرْكَنُ، بالكسر: الإِجَّانة التی تغسل فیها الثیاب و نحوها. و منه‌حدیث حَمْنَةَ: أَنها كانت تجلس فی مِرْكَن لأُختها زینب و هی مستحاضة، و المیم زائدة، و هی التی تخص الآلات. و الرَّكْنُ: الفَأْرُ و یُسَمَّی رُكَیْناً علی لفظ التصغیر. و الأُرْكُون: العظیم من الدَّهاقین. و الأُرْكون: رئیس القریة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دخل الشام فأَتاه أُرْكُونُ قَرْیةٍ فقال له: قد صنعتُ لك طعاماً؛ رواه محمد بن إسحق عن نافع عن أَسلم؛ أُرْكُون القریة: رئیسها و دِهْقانها الأَعظم، و هو أُفْعُول من الرُّكُون السكون إلی الشی‌ء و المیل إلیه، لأَن أَهلها یَرْكَنُون إلیه أَی یسكنون و یمیلون. و رُكَیْنٌ و رُكَانٌ و رُكانَةُ: أَسماء. قال: و رُكانَة، بالضم، اسم رجل من أهل مكة، و هو الذی طَلَّق امرأَته البتة فحلفه النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه لم یرد الثلاثَ.

رمن؛ ج13، ص: 186

: الرُّمَّانُ: حَمْلُ شجرة معروفة من الفواكه، واحدته رُمَّانة. الجوهری: قال سیبویه سأَلته، یعنی الخلیل، عن الرُّمان إذا سمی به فقال: لا أَصرفه فی المعرفة و أَحمله علی الأَكثر إذا لم یكن له معنی یعرف به أَی لا یُدْرَی من أَی شی‌ء اشتقاقه فیحمله علی الأَكثر، و الأَكثر زیادة الأَلف و النون؛ و قال الأَخفش: نونه أَصلیة مثل قُرَّاصٍ و حُمَّاض، و فُعَّال أَكثر من فُعْلانٍ؛ قال ابن بری: لم یقل أَبو الحسن إن فُعَّالًا أَكثر من فُعْلان بل الأَمر بخلاف ذلك، و إنما قال إن فُعَّالًا یكثر فی النبات نحو المُرَّان و الحُمَّاض و العُلَّام، فلذلك جعل رُمَّاناً فُعَّالًا. و‌فی حدیث أُم زرع: یَلْعَبان من تحت خَصْرِها برُمَّانَتین‌أَی أَنها ذاتُ رِدْفٍ كبیر، فإِذا نامت علی ظهرها نَبا الكَفَلُ بها حتی یصیر تحتها مُتَّسَعٌ یجری فیه الرُّمان، و ذلك أَن ولدیها كان معهما رُمَّانتان، فكان أَحدهما یرمی برمانته إلی أَخیه، و یرمی أَخوه الأُخری إلیه من تحت خصرها. و رُمَّانة الفرس: الذی فیه علفه؛ قال ابن سیدة: و ذكرته هاهنا لأَنه ثلاثی عند الأَخفش، و قد تقدم ذكره فی رمم علی ظاهر رأْی الخلیل و سیبویه، و ذكره الأَزهری هنا أَیضاً. و قوله فی التنزیل العزیز فی صفة الجنان: فِیهِمٰا فٰاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمّٰانٌ؛ دل بالواو علی أَن الرمان و النخل غیر الفاكهة لأَن الواو تعطف جملة علی جملة، قال أَبو منصور: هذا جهل بكلام العرب و الواو دخلت للاختصاص، و إن عطف بها، و العرب تذكر الشی‌ء جملة ثم تخص من الجملة شیئاً تفصیلًا له و تنبیهاً علی ما فیه من الفضیلة؛ و منه قوله عز و جل: حٰافِظُوا عَلَی الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلٰاةِ الْوُسْطیٰ؛ فقد أَمرهم بالصلاة جملة ثم أَعاد الوسطی تخصیصاً لها بالتشدید و التأْكید، و كذلك أَعاد النخل و الرمان ترغیباً لأَهل الجنة فیهما،
لسان العرب، ج‌13، ص: 187
و من هذا قوله عز و جل: مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِلّٰهِ وَ مَلٰائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیكٰالَ؛ فقد علم أَن جبریل و میكال دخلا فی الجملة و أُعید ذكرهما دلالة علی فضلهما و قربهما من خالقهما. و یقال لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنة إذا كثر فیه أُصوله. و الرُّمانة تصغر رُمَیْمینة. و رَمَّان، بفتح الراء: موضع، و فی الصحاح: جبل لطیِّ‌ء. و إِرْمینِیَةُ، بالكسر: كُورة بناحیة الرُّوم، و النسبة إلیها أَرْمَنِیّ، بفتح الهمزة و المیم؛ و أَنشد ابن بری قول سَیَّارة بن قَصِیر: فلو شَهِدَتْ أُمُّ القُدَیْدِ طِعانَنا، بمَرْعَشَ خَیْلَ الأَرْمَنِیِّ، أَرَنَّتِ «1».

رمعن؛ ج13، ص: 187

: ارْمَعَنَّ الشی‌ءُ: كارْمَعلَّ؛ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون لغة فیه، و أَن تكون النون بدلًا من اللام. الأَزهری: ارْمَعَلَّ الدمعُ و ارْمَعَنَّ سال، فهو مُرْمَعِلّ و مُرْمَعِنّ.

رنن؛ ج13، ص: 187

: الرَّنَّةُ: الصَّیْحَةُ الحَزِینةُ. یقال: ذو رَنَّةٍ. و الرَّنِینُ: الصیاح عند البكاء. ابن سیدة: الرَّنَّةُ و الرَّنِینُ و الإِرْنانُ الصیحة الشدیدة و الصوت الحزین عند الغناء أَو البكاء. رَنَّت تَرِنُّ رَنیناً و رَنَّنَتْ تَرْنیناً و تَرْنِیَة و أَرَنَّتْ: صاحت. و فی كلام أَبی زُبَیْدٍ الطائی: شَجْراؤُه مُغِنَّة، و أَطیارُه مُرِنَّة؛ قال الشاعر: عَمْداً فَعَلْتُ ذاكَ، بَیْدَ أَنی أَخافُ إن هَلَكْتُ لم تُرِنِّی و قیل: الرَّنِین الصوت الشَّجِیُّ. و الإِرْنانُ: الشدید. ابن الأَعرابی: الرَّنَّة صوت فی فَرَحٍ أَو حُزْنٍ، و جمعها رَنَّات، قال: و الإِرْنان صوتُ الشَّهیقِ مع البكاء. و أَرَنَّ فلان لكذا و أَرَمَّ له و رَنَّ لكذا و اسْتَرَنَّ لكذا و أَرْناه كذا و كذا «2». أَی ألهاه. و أَرَنَّت القوسُ فی إنباضِها، و المرأَةُ فی نوحها، و النساءُ فی مَناحَتها، و الحمامةُ فی سَجْعها، و الحمار فی نَهیقه، و السحابة فی رعدها، و الماء فی خَریره، و أَرَنَّتِ المرأَة تُرِنّ و رَنَّتْ تَرِنّ؛ قال لبید: كلَّ یومٍ مَنَعُوا حامِلَهُم و مُرِنَّاتٍ كآرامٍ تُمَلّ و قال العجاج یصف قوساً: تُرِنُّ إرْناناً إذا ما أُنْضِبا، إِرْنانَ مَحْزونٍ إذا تَحَوَّبا أَراد أُنْبِضَ فقلب. و رَنَّنْتها أَنا تَرْنیناً. و المُرِنَّة: القوسُ، و المِرْنان مثله. و قوس مُرِنٌّ و مِرْنانٌ، و كذلك السحابة، و یقال لها المِرْنانُ علی أَنها صفة غلبت غلبة الاسم. و قال أَبو حنیفة: أَرَنَّتِ القَوْس و هو فوق الحنین. و‌فی الحدیث: فَتَلَقَّانی أَهلُ الحی بالرَّنین؛ الرَّنینُ: الصوت، و قد رَنَّ یَرِنّ رنیناً. و الرَّنَنُ: شی‌ء یصیح فی الماء أَیام الصیف؛ و قال: و لم یَصْدَحْ له الرَّنَنُ و الرَّنَنُ: الماء القلیل، و الرَّبَب: الماء الكثیر. و الرُّنَّاءُ: الطَّرَبُ علی بَدَلِ التضعیف، رواه ثعلب بالتشدید، و أَبو عبید بالتخفیف، و هو أَقیس لقولهم رَنَوْتُ أَی طَرِبْتُ و مددت صوتی، و من قال رَنَوْتُ فالرُّنَّاءُ عنده معتل. و یوم أَرْوَنانٌ: شدید فی كل شی‌ء، أَفْوَعالٌ من الرَّنِین فیما ذهب إلیه ابن الأَعرابی، و هو عند سیبویه أَفْعَلانٌ من قولك: كشف الله عنك رُونَةَ هذا
(1). قوله [بمرعش] اسم موضع كما أَنشده یاقوت فیه (2). قوله [و أرناه كذا و كذا إلخ] ذكره المجد و غیره فی المعتل
لسان العرب، ج‌13، ص: 188
الأَمر أَی غُمَّته و شدّته، و هو مذكور فی موضعه. أَبو عمرو: الرُّنَّی شهر جُمادی «3». و جمعها رُنَنٌ. و الرُّنَّی: الخَلْقُ. یقال: ما فی الرُّنَّی مثله. قال أَبو عمر الزاهد: یقال لجمادی الآخرة رُنَّی، و یقال رُنَةُ، بالتخفیف؛ و أَنه قال: یا آلَ زَیْدٍ، احْذَرُوا هذی السَّنَهْ من رُنَةٍ حتی تُوافِیها رُنَهْ قال: و أَنكر رُبَّی، بالباء، و قال: هو تصحیف إنما الرُّبَّی الشاة النُّفَساء؛ و قال قطْرُبٌ و ابن الأَنباری و أَبو الطیب عبد الواحد و أَبو القاسم الزجاجی: هو بالباء لا غیر؛ قال أَبو القسم الزجاجی: لأَن فیه یعلم ما نُتِجَتْ حُرُوبُهم إذا ما انجلت عنه، مأْخوذ من الشاة الرُّبَّی؛ و أَنشد أَبو الطیب: أَتَیْتُك فی الحَنِین فقلتَ: رُبَّی و ما ذا بین رُبَّی و الحَنِینِ؟ و الحَنِینُ: اسم لجمادی الأُولی.

رهن؛ ج13، ص: 188

: الرَّهْنُ: معروف. قال ابن سیدة: الرَّهْنُ ما وضع عند الإِنسان مما ینوب مناب ما أُخذ منه. یقال: رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً و ارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً، و الجمع رُهون و رِهان و رُهُنٌ، بضم الهاء؛ قال: و لیس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع، و لیس كل جمع یجمع إلا أَن ینص علیه بعد أَن لا یحتمل غیر ذلك كأَكْلُب و أَكالِب و أَیْدٍ و أَیادٍ و أَسْقِیة و أَساقٍ، و حكی ابن جنی فی جمعه رَهین كعَبْدٍ و عَبیدٍ، قال الأَخفش فی جمعه علی رُهُنٍ قال: و هی قبیحة لأَنه لا یجمع فَعْل علی فُعُل إلا قلیلًا شاذّاً، قال: و ذكر أَنهم یقولون سَقْفٌ و سُقُفٌ، قال: و قد یكون رُهُنٌ جمعاً للرهان كأَنه یجمع رَهْن علی رِهان، ثم یجمع رِهان علی رُهُن مثل فِراشٍ و فُرُش. و الرَّهینة: واحدة الرَّهائن. و‌فی الحدیث: كل غلام رَهینة بعقیقته؛ الرَّهینة: الرَّهْنُ، و الهاء للمبالغة كالشَّتیمة و الشَّتْم، ثم استعملا فی معنی المَرْهون فقیل: هو رَهْن بكذا و رَهِینة بكذا، و معنی قوله رهینة بعقیقته أَن العقیقة لازمة له لا بد منها، فشبهه فی لزومها له و عدم انفكاكه منها بالرَّهْن فی ید المُرْتَهِن. قال الخطابی: تكلم الناس فی هذا و أَجود ما قیل فیه ما ذهب إلیه أَحمد بن حنبل، قال: هذا فی الشفاعة، یرید أَنه إذا لم یُعَقَّ عنه فمات طفلًا لم یَشْفَعْ فی والدیه، و قیل: معناه أَنه مرهون بأَذی شَعْره، و استدلوا‌بقوله: فأَمِیطُوا عنه الأَذی، و هو ما عَلِقَ به من دم الرحم. و رَهَنَه الشی‌ءَ یَرْهَنه رَهْناً و رَهَنَه عنده، كلاهما: جعله عنده رَهْناً. قال الأَصمعی: و لا یقال أَرْهَنتُه. و رَهَنَه عنه: جعله رَهْناً بدلًا منه؛ قال: ارْهَنْ بنیك عنهمُ أَرْهَنْ بَنی أَراد أَرْهَن أَنا بنی كما فعلت أَنت، و زعم ابن جنی أَن هذا الشعر جاهلیّ. و أَرْهَنته الشی‌ء: لغة؛ قال هَمَّام بن مرة، و هو فی الصحاح لعبد الله بن همام السَّلُولی: فلما خَشِیتُ أَظافیرَهُمْ، نَجَوْتُ و أَرْهَنْتُهم مالكا غَریباً مُقِیماً بدار الهَوانِ، أَهْوِنْ علَیَّ به هالِكا و أَحْضَرتُ عُذْرِی علیه الشُّهُودَ، إنْ عاذراً لی، و إن تاركا و قد شَهِدَ الناسُ، عند الإِمامِ، أَنی عَدُوٌّ لأَعْدَائكا
(3). قوله [الرنی شهر جمادی] الذی فی القاموس: و رنی، بلا لام، شهر جمادی
لسان العرب، ج‌13، ص: 189
و أَنكر بعضهم أَرهنته، و روی هذا البیت: … و أَرْهَنُهُم مالكا، كما تقول: قمت و أَصُكُّ عینه؛ قال ثعلب: الرُّواة كلهم علی أَرْهَنْتُهم، علی أَنه یجوز رَهَنْتُه و أَرْهَنْته، إلَّا الأَصمعی فإنه رواه و أَرْهَنُهم مالكا علی أَنه عطف بفعل مستقبل علی فعل ماض، و شبهه بقولهم قمتُ و أَصُكُّ وجهَه، و هو مذهب حسن لأَن الواو واو حال، فیجعل أَصُك حالًا للفعل الأَول علی معنی قمت صاكّاً وجهه أَی تركته مقیماً عندهم، لیس من طریق الرَّهْنِ، لأَنه لا یقال أَرْهَنْتُ الشی‌ء، و إنما یقال رَهَنْتُه، قال: و من روی و أَرهنتهم مالكاً فقد أَخطأَ؛ قال ابن بری: و شاهد رَهَنْته الشی‌ءَ بیت أُحَیْحة بن الجُلاح: یُراهِنُنی فیَرْهَنُنی بنیه، و أَرْهَنُه بَنِیَّ بما أَقُولُ. و مثله للأَعشی: آلَیْتُ لا أُعطیه من أَبنائنا رُهُناً فیُفْسِدُهم كمن قد أَفْسَدا حتی یُفِیدَك من بنیه رَهِینةً نَعْشٌ، و یَرْهَنك السِّماك الفَرْقدا. و فی هذا البیت شاهد علی جمع رَهْنٍ علی رُهُنٍ. و أَرْهَنْتُه الثوبَ: دفعته إلیه لیَرْهَنه. قال ابن الأَعرابی: رَهَنْتُه لسانی لا غیر، و أَما الثوب فرَهَنْتُه و أَرْهَنْتُه معروفتان. و كل شی‌ء یُحْتَبَس به شی‌ء فهو رَهِینه و مُرْتَهَنه. و ارْتَهَن منه رَهْناً: أَخذه. و الرِّهانُ و المُراهَنة: المُخاطرة، و قد راهَنه و هم یَتَراهنُون، و أَرْهَنُوا بینهم خَطَراً: بَدَلُوا منه ما یَرْضی به القوم بالغاً ما بلغ، فیكون لهم سَبَقاً. و راهَنْتُ فلاناً علی كذا مُراهنة: خاطرته. التهذیب: و أَرْهَنْتُ ولَدی إرهاناً أَخطرتهم خَطَراً. و فی التنزیل العزیز: فَرِهٰانٌ مَقْبُوضَةٌ؛ قرأَ نافع و عاصم و أَبو جعفر و شَیْبةُ: فَرِهٰانٌ مَقْبُوضَةٌ، و قرأَ أَبو عمرو و ابن كثیر: فرُهُنٌ مقبوضة، و كان أَبو عمرو یقول: الرِّهانُ فی الخیل؛ قال قَعْنَب: بانت سُعادُ، و أَمْسَی دُونها عَدَنُ، و غَلِقَتْ عندَها من قَبْلِكَ الرُّهُنُ. و قال الفراء: من قرأَ فَرُهُن فهی جمع رِهانٍ مثل ثُمُرٍ جمع ثِمارٍ، و الرُّهُنُ فی الرَّهْنِ أَكثر، و الرِّهانُ فی الخیل أَكثر، و قیل فی قوله تعالی: فَرِهٰانٌ مَقْبُوضَةٌ؛ قال ابن عرفة: الرَّهْنُ فی كلام العرب هو الشی‌ء الملزم. یقال: هذا راهِنُ لك أَی دائم محبوس علیك. و قوله تعالی: كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِینَةٌ و كُلُّ امْرِئٍ بِمٰا كَسَبَ رَهِینٌ؛ أَی مُحْتَبَس بعمله، و رَهِینة محبوسة بكسبها. و قال الفراء: الرَّهْن یجمع رِهاناً مثل نَعْلٍ و نِعال؛ ثم الرِّهانُ یجمع رُهُناً. و كل شی‌ء ثبت و دام فقد رَهَنَ. و المُراهَنَةُ و الرهانُ: المسابقة علی الخیل و غیر ذلك. و أَنا لك رَهْنٌ بالرِّیّ و غیره أَی كَفیل؛ قال: إنی و دَلْوَیَّ لها و صاحبِی، و حَوْضَها الأَفْیَحَ ذا النصائبِ، رَهْنٌ لها بالرِّیّ غیر الكاذِبِ و أَنشد الأَزهری: إن كَفِّی لك رَهْنٌ بالرِّضا. أَی أَنا كفیل لك. و یدی لك رَهْنٌ: یریدون به الكفالة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و المَرْءُ مَرْهُونٌ، فمن لا یُخْتَرَمْ بعاجِلِ الحَتْفِ، یُعاجَلْ بالهَرَمْ قال: أَرْهَنَ أَدامَ لهم. أَرْهَنْتُ لهم طعامی و أَرْهَیْته أَی أَدمته لهم. و أَرْهَی لك الأَمر أَی
لسان العرب، ج‌13، ص: 190
أَمْكنك، و كذلك أَوْهَب. قال: و المَهْوُ و الرَّهْوُ و الرخَفُ واحد، و هو اللِّینُ. و قد رَهَنَ فی البیع و القرض، بغیر أَلف، و أَرْهَنَ بالسلْعة و فیها: غالَی بها و بذل فیها ماله حتی أَدركها؛ قال: و هو من الغلاء خاصة: قال: یَطْوی ابنُ سَلْمَی بها من راكبٍ بُعُداً عِیدیَّةً أُرْهِنَتْ فیه الدَّنانیرُ «1». و یروی صدر البیت: ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجیةٌ. و العِیدیّة: إبل منسوبة إلی العید، و العیدُ: قبیلة من مَهْرة، و إِبلُ مَهْرة موصوفة بالنجابة؛ و أَورد الأَزهری هذا البیت مستشهداً علی قوله أَرْهَنَ فی كذا و كذا یُرْهِنُ إِرْهاناً إذا أَسلف فیه. و یقال: أَرْهَنت فی السلعة بمعنی أَسلفت. و المُرْتَهِنُ: الذی یأْخذ الرَّهْنَ، و الشی‌ء مَرْهُونٌ و رهِین، و الأُنثی رَهِینة. و الراهِنُ: الثابت. و أَرْهَنه للموت: أَسلمه؛ عن ابن الأَعرابی. و أَرْهَنَ المیتَ قبراً: ضَمَّنه إیاه، و إنه لرَهِینُ قبرٍ و بِلیً، و الأُنثی رَهِینة. و كل أَمر یُحْتبس به شی‌ء فهو رَهِینه و مُرْتَهَنه، كما أَن الإِنسان رَهِینُ عمله. و رَهَنَ لك الشی‌ءُ: أَقام و دام. و طعام راهِنٌ: مقیم؛ قال: الخُبْزُ و اللَّحْمُ لهم راهِنٌ، و قَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ. و أَرْهَنه لهم و رَهَنه: أَدامه، و الأَول أَعلی. التهذیب: أَرْهَنْتُ لهم الطعام و الشرابَ إرهاناً أَی أَدمته. و هو طعام راهِنٌ أَی دائم؛ قاله أَبو عمرو؛ و أَنشد للأَعشی یصف قوماً یشربون خمراً لا تنقطع: لا یَسْتَفِیقُونَ منها، و هی راهِنَةٌ، إلّا بهاتِ، و إن عَلُّوا و إن نَهِلُوا. و رَهَنَ الشی‌ءُ رَهْناً: دام و ثبت. و راهِنةٌ فی البیت: دائمة ثابتة. و أَرْهَنَ له الشرَّ: أَدامه و أَثبته له حتی كف عنه. و أَرْهَنَ لهم ماله: أَدامه لهم. و هذا راهنٌ لك أَی مُعَدٌّ. و الراهِنُ: المهزول المُعْیی من الناس و الإِبل و جمیع الدواب، رَهَنَ یَرْهَنُ رُهُوناً؛ و أَنشد الأُمَوِیّ: إما تَرَیْ جِسْمِیَ خَلًّا قد رَهَنْ هَزْلًا، و ما مَجْدُ الرِّجالِ فی السِّمَنْ. ابن شمیل: الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ من ركوب أَو مرض أَو حَدَث؛ یقال: ركب حتی رَهَنَ. الأَزهری: رأَیت بخط أَبی بكر الإِیادی: جاریة أُرْهُونٌ أَی حائض؛ قال: و لم أَره لغیره. و الرَّاهنة من الفرس: السُّرَّة و ما حولها. و الرَّاهُونُ: اسم جبل بالهند، و هو الذی هبط علیه آدم، علیه السلام. و رُهْنانُ: موضع. و رُهَیْنٌ و الرَّهِینُ: اسمان؛ قال أَبو ذؤیب: عَرَفْتُ الدِّیارَ لأُمِّ الرَّهِینِ بَیْنَ الظُّباءِ فَوادِی عُشَرْ.

رهدن؛ ج13، ص: 190

: الرَّهْدَنُ: الرجل الجَبانُ شبِّه بالطائر. ابن سیدة: الرَّهْدَنُ و الرَّهْدَنةُ و الرُّهْدُونُ كالرَّهْدَلِ الذی هو الطائر، و قد تقدم. و الرَّهادِنُ: طیر بمكة أَمثال العصافیر، الواحد رَهْدَنٌ. الأَصمعی و غیره: الرَّهادِنُ و الرَّهادِلُ واحدها رَهْدَنَةٌ و رَهْدَلَةٌ، و هو طائر شبیه بالقُبَّرة إلا أَنه لیست له قُنْزُعة، و فی الصحاح: طائر یشبه الحُمَّر إلا أَنه أَدْبَسُ، و هو أَكبر من الحُمَّر؛ و قال:
(1). قوله [من راكب] كذا فی الأَصل، و الذی فی المحكم: فی راكب، و فی التهذیب: عن
لسان العرب، ج‌13، ص: 191
تَذَرَّیْننا بالقولِ حتی كأَنه تَذَرِّیَ وِلْدَانٍ یَصِدْنَ رَهادنا و الرَّهْدَنُ: الأَحمق كالرَّهْدَلِ؛ قال: قُلْتُ لها: إیاكِ أَن تَوَكَّنِی عندیَ فی الجلْسةِ، أَوْ تَلَبَّنِی علیكِ، ما عشتِ، بذاكَ الرَّهْدَنِ قال ابن بری: الرَّهْدَنُ الأَحمق. و الرَّهْدَنُ: العصفور الصغیر أَیضاً، و قد تبدل النون لاماً فیقال الرَّهْدَلُ، كما قالوا طَبَرْزَن و طَبَرْزَلٌ و طَبَرْزَذ، و جمعُ الرَّهْدَنِ الأَحمقِ الرَّهَادِنَةُ مثل الفَراعِنة. و الرُّهْدُونُ: الكذاب. و الرَّهْدَنَة: الإِبْطاء، و قد رَهْدَنَ؛ و روی عن ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده لرجل فی تَیْس اشتراه من رجل یقال له سَكَن: رأَیتُ تَیْساً راقَنِی لسَكَنِ، مُخَرْفَجَ الغِذَاءِ غیرَ مُجْحَنِ، أَهْدَبَ مَعْقُودَ القَرَا خُبَعْثِنِ، فقُلْتُ: بِعنیه، فقال: أَعْطِنی فقُلْتُ: نَقْدِی ناسئٌ فأَضْمَنِ، فنَدَّ حتی قُلْتُ: ما إِن یَنْثَنِی فجئتُ بالنَّقْدِ و لم أُرَهْدِنِ أَی لم أُبْطِئْ و لم أَحْتَبِس به. التهذیب: و الأَزْدُ تُرَهْدِنُ فی مشْیتها كأَنها تستدیر.

رون؛ ج13، ص: 191

: الرُّونُ: الشِّدَّة، و جمعها رُوُون. و الرُّونَة: الشِّدَّة. ابن سیدة: رُونة الشی‌ء شِدَّته و مُعْظَمُه؛ و أَنشد ابن بری: إن یُسْرِ عَنْكَ اللهُ رُونَتَها، فعَظِیمُ كلّ مُصیبةٍ جَلَلُ و كشف الله عنك رُونَة هذا الأَمر أَی شدَّته و غُمَّته و یقال: رُونَةُ الشی‌ء غایته فی حر أَو برد أَو غیره من حزن أَو حرب و شبهه؛ و منه یومٌ أَرْوَنانٌ «1». و یقال: منه أُخذتِ الرُّنَةُ اسم لجمادی الآخرة لشدة برده. و الرَّوْن: الصیاح و الجَلَبة، یقال منه: یومٌ ذو أَرْوَنان و زَجَلٍ؛ قال الشاعر: فهی تُغَنِّینی بأَرْوَنانِ أَی بصیاحٍ و جلبة. و الرَّوْن أَیضاً: أَقصی المَشارَةِ؛ و أَنشد یونس: و النَّقْبُ مِفْتَحُ مائها و الرَّوْن و یومٌ أَرْوَنانٌ و أَرْوَنانیٌّ: شدید الحر و الغم، و فی المحكم: بلغ الغایة فی فرح أَو حزن أَو حر، و قیل: هو الشدید فی كل شی‌ءٍ من حر أَو برد أَو جلبة أَو صیاح؛ قال النابغة الجَعْدیّ: فظَلَّ لنِسوَةِ النُّعمانِ منا، علی سَفَوانَ، یومٌ أَرْوَنانُ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده سیبویه، و الروایة المعروفة یومٌ أَرْونانی لأَنَّ القوافی مجرورة؛ و بعده: فأَرْدَفْنا حَلیلتَه، و جِئْنا بما قد كان جَمَّعَ من هِجانِ و قد تقدم أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ من الرَّنین؛ التهذیب: أَراد أَرْوَنانیّ بتشدید یاء النسبة كما قال الآخر: لم یَبْقَ من سُنَّة الفارُوق تعرفه إلَّا الدُّنَیْنیُّ و إلَّا الدِّرَّةُ الخَلَقُ «2». قال الجوهری: إنما كسر النون علی أَن أَصله أَرْونانیّ علی النعت فحذفت یاء النسبة؛ قال الشاعر:
(1). قوله [أرونان] یجوز إضافة الیوم إلیه أیضاً كما فی القاموس، و سیشیر إلیه المؤلف فیما بعد (2). قوله [الدنینی] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 192
و لم یَجِبْ و لم یَكَعْ و لم یَغِبْ عن كلِّ یومٍ أَرْوَنانیّ عَصِبْ و أَما قول الشاعر: حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ، فالیومُ منها یومُ أَرْوَنانِ فیحتمل الإِضافة إلی صفته و یحتمل ما ذكرنا. و لیلة أَرْوَنانة و أَرْوَنانیَّة: شدیدة الحر و الغم. و حكی ثعلب: رَانَتْ لیلَتَنا اشتدَّ حرها و غمها. قال ابن سیدة: و إنما حملناه علی أَفَعَلان، كما ذهب إلیه سیبویه، دون أَن یكون أَفْوَعالًا من الرَّنَّةِ التی هی الصوت، أَو فَعْوَلاناً من الأَرَنِ الذی هو النَّشَاط، لأَن أَفْوَعالًا عَدَمٌ و إِنَّ فَعْوَلاناً قلیل، لأَن مثل جَحْوَش لا یلحقه مثل هذه الزیادة، فلما عدم الأَول و قلَّ هذا الثانی و صحَّ الاشتقاق حملناه علی أَفْعَلان. التهذیب عن شمر قال: یومٌ أَرْوَنان إذا كان ناعماً؛ و أَنشد فیه بیتاً للنابغة الجعدی: هذا و یومٌ لنا قَصِیرٌ، جَمُّ المَلاهِی أَرْوَنانُ صوابه‌جمٌّ ملاهیه …؛ قال: و هذا من الأَضداد، فهذا البیت فی الفرح، و كان أَبو الهیثم ینكر أَن یكون الأَرْوَنان فی غیر معنی الغم و الشدَّة، و أَنكر البیت الذی احتج به شمر. و قال ابن الأَعرابی: یومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ من الرَّوْنِ، و هو الشدة، و جمعه رُوُون. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، طُبَّ أَی سُحِرَ و دُفِنَ سِحْرُه فی بئر ذی أَرْوانَ؛ قال الأَصمعی: هی بئر معروفة؛ قال: و بعضهم یخطئ فیقول ذَرْوَانَ. و الأَرْوَنانُ: الصوت؛ و قال: بها حاضِرٌ من غیرِ جِنٍّ یَرُوعُه؛ و لا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ و ذُو زَجَلْ و یومٌ أَرْوَنان و لیلة أَرْوَنانة: شدیدة صعبة. و أَرْوَنان مشتق من الرَّون و هو الشدة. و رَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَی اشتد.

رین؛ ج13، ص: 192

: الرَّیْنُ: الطَّبَعُ و الدَّنَسُ. و الرَّیْن: الصَّدأُ الذی یعلو السیفَ و المِرآة. و رَانَ الثوبُ رَیْناً: تَطَبَّعَ. و الرَّیْنُ: كالصَّدَإ یَغْشی القلب. و رَانَ الذَّنْبُ علی قلبه یَرِینُ رَیْناً و رُیُوناً: غلب علیه و غطاه. و فی التنزیل العزیز: كَلّٰا بَلْ رٰانَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ مٰا كٰانُوا یَكْسِبُونَ؛ أَی غَلَبَ و طَبَعَ و خَتَم؛ و‌قال الحسن: هو الذَّنْب علی الذنب حتی یسوادَّ القلب؛ قال الطِّرِمَّاحُ: مخافَةَ أَن یَرِینَ النَّوْمُ فیهم، بسُكْرِ سِناتِهم، كلَّ الرُّیونِ. و رِینَ علی قلبه: غُطِّی. و كل ما غطی شیئاً فقد رانَ علیه. و رانَتْ علیه الخمر: غلبته و غشیته، و كذلك النُّعاس و الهم، و هو مَثَل بذلك، و قیل: كل غلبة رَیْنٌ؛ و قال الفراء فی الآیة: كثرت المعاصی منهم و الذنوب فأَحاطت بقلوبهم فذلك الرَّیْن علیها. و‌جاء فی الحدیث: أَن عمر، رضی الله عنه، قال فی أُسَیْفِع جُهَینة لما ركبه الدَّیْن: قد رِینَ به؛ یقول قد أَحاط بماله الدین و علته الدیون، و‌فی روایة: أَن عمر خطب فقال: أَلا إن الأُسَیْفِعَ أُسَیْفِعَ جُهَینة قد رضی من دینه و أَمانته بأَن یقال سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً و أَصْبَحَ قد رِینَ به؛ قال أَبو زید: یقال رِینَ بالرجل رَیْناً إذا وقع فیما لا یستطیع الخروج منه و لا قِبَل له به، و قیل: رِینَ به انقُطِعَ به، و قوله فادَّان مُعْرِضاً أَی استدان
لسان العرب، ج‌13، ص: 193
مُعْرِضاً عن الأَداء، و قیل: استدان مُعْتَرِضاً لكل من یُقْرِضه، و أَصل الرَّیْن الطَّبْعُ و التغطیة. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: لَتَعْلَمُ أَیُّنا المَرِینُ علی قلبه و المُغَطَّی علی بصره؛ المَرِینُ: المفعول به الرَّیْنُ، و الرَّیْنُ سواد القلب، و جمعه رِیانٌ. و‌روی أَبو هریرة أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، سئل عن قوله تعالی: كَلّٰا بَلْ رٰانَ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ، قال: هو العبد یذنب الذنب فَتُنْكَتُ فی قلبه نُكَتْةٌ سوداءُ، فإن تاب منها صُقِلَ قلبه، و إن عاد نُكِتت أُخری حتی یسودّ القلب، فذلك الرَّیْنُ؛ و قال أَبو معاذ النحوی: الرَّیْن أَن یسودّ القلب من الذنوب، و الطَّبَع أَن یُطْبَع علی القلب، و هو أَشد من الرَّیْن، قال: و هو الختم، قال: و الإِقْفال أَشد من الطَّبْع، و هو أَن یُقْفَل علی القلب؛ و قال الزجاج: رٰانَ بمعنی غَطَّی علی قلوبهم. یقال: رَانَ علی قلبه الذنبُ إذا غُشِیَ علی قلبه. و‌فی حدیث مجاهد فی قوله تعالی: وَ أَحٰاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ؛ قال: هو الرَّانُ و الرَّیْنُ سواء كالذَّامِ و الذَّیْمِ و العابِ و العَیْبِ.قال أَبو عبید: كل ما غلبك و عَلاك فقد رانَ بك و رانك و رانَ علیك؛ و أَنشد لأَبی زُبَیْدٍ یصف سكرانَ غلبت علیه الخمر: ثم لما رآه رانَتْ به الخمرُ، و أَن لا تَرِینَه باتِّقاءِ. قال: رانت به الخمر أَی غلبت علی قلبه و عقله. و رانتِ الخمرُ علیه: غلبته. و الرَّیْنَة: الخمرة، و جمعها رَیْناتٌ. و رانَ النُّعاسُ فی العین. و رانت نَفْسُه: غَثَتْ. و رِینَ به: ماتَ. و رِینَ به رَیْناً: وقع فی غم، و قیل: رِینَ به انْقُطِع به و هو نحو ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ضَحَّیْتُ حتی أَظْهَرَتْ و رِینَ بی، و رِینَ بالسَّاقی الذی كان مَعِی و رانَ علیه الموتُ و رانَ به: ذهب. و أَرانَ القومُ، فهم مُرِینُون: هلكت مواشیهم و هُزِلَتْ، و فی المحكم: أَو هُزِلَتْ، و هم مُرِینُون؛ قال أَبو عبید: و هذا من الأَمر الذی أَتاهم مما یغلبهم فلا یستطیعون احتماله. و رانَتْ نَفْسُه تَرِین رَیْناً أَی خَبُثَتْ و غَثَت. و‌فی الحدیث: إِن الصُّیَّام یدخلون الجنة من باب الرَّیَّان؛ قال الحَرْبی: إن كان هذا اسماً للباب و إلا فهو من الرَّواء، و هو الماء الذی یُرْوِی، فهو رَیَّان، و امرأَة رَیَّا، فالرَّیَّان فَعْلان من الرِّیّ، و الأَلف و النون زائدتان مثلهما فی عطشان، فیكون من باب رَیّا لا رین، و المعنی أَن الصُّیَّام بتعطیشهم أَنفسهم فی الدنیا یدخلون من باب الریان لیأْمنوا من العطش قبل تمكنهم من الجنة.

فصل الزای؛ ج13، ص: 193

زأن؛ ج13، ص: 193

: الزُّؤَانُ: حب یكون فی الطعام، واحدته زُؤَانة، و قد زُئِن. و الزُّؤان أَیضاً: ردی‌ء الطعام و غیره. و الزُّؤان. الذی یُخالط البُرَّ، و هی حبة تُسْكِرُ، و هی الدَّنْقة أَیضاً، و فیه أربع لغات: زُؤَان و زُوان، بغیر همز، و زِئان و زِوان، بالكسر فیهما. و حكی ثعلب: كلب زِئْنِیّ، بالهمز، قصیر، و لا تقل صِینیّ. و ذو یَزَنَ: ملك من مُلوك حِمْیر، أَصله یَزْأَنُ من لفظ الزُّؤان، قال: و لا یجب صرفه للزیادة فی أَوَّله و التعریف. و رُمْح یَزَنِیّ و أَزَنِیّ و یَزْأَنِیّ و أَزْأَنِیّ و أَیْزَنِیّ علی القلب، و آزَنِیّ علی القلب أَیضاً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 194‌

زبن؛ ج13، ص: 194

: الزَّبْنُ: الدَّفْع. و زَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجلیها عند الحلب، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، و الركض بالرجْل، و الخَبْط بالید. ابن سیدة و غیره: الزَّبْنُ دفع الشی‌ء عن الشی‌ء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها و تَزْبِنُ الحالب. و زَبَن الشی‌ءَ یَزْبِنُه زَبْناً و زَبَنَ به و زَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب: دَفَعَتْ بها. و زَبَنَتْ ولدها: دفعته عن ضرعها برجلها. و ناقة زبُون: دَفُوع، و زُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما؛ قال طُرَیْحٌ: غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ، نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِیشِ، شَتِیمُ. و ناقة زَفُون و زَبُونٌ: تضرب حالبها و تدفعه، و قیل: هی التی إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها‌أَی تدفع. و‌فی حدیث معاویة: و ربما زَبَنَتْ فكسرت أَنف حالبها.و یقال للناقة إذا كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها: زَبُون. و الحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم. و حرب زَبُون: تَزْبِنُ الناس أَی تَصْدِمِهُم و تدفعهم، علی التشبیه بالناقة، و قیل: معناه أَن بعض أَهلها یدفع بعضها لكثرتهم. و إنه لذو زَبُّونة أَی ذو دفع، و قیل أَی مانعٌ لجنبه؛ قال سَوَّار بن المُضَرِّب: بِذَبِّی الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومی، و زَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَیَّحانِ و الزَّبُّونَةُ من الرجال: الشدید المانع لما وراء ظهره. و رجل فیه زَبُّونة، بتشدید الباء، أَی كِبْر. و تَزابَن القومُ: تدافعوا. و زابَنَ الرجلَ: دافعه؛ قال: بمِثْلِی زابَنِی حِلْماً و مَجْداً، إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ و حَلَّ زَبْناً من قومه و زِبْناً أَی نَبْذَةً، كأَنه اندفع عن مكانهم، و لا یكاد یستعمل إلا ظرفاً أَو حالًا. و الزَّابِنَة: الأَكمة التی شَرَعَتْ فی الوادی و انعَرَج عنها كأَنها دفعته. و الزِّبْنِیَةُ: كل متمرّد من الجن و الإِنس. و الزِّبْنِیَة: الشدید؛ عن السیرافی، و كلاهما من الدافع. و الزَّبانِیة: الذین یَزْبِنون الناسَ أَی یدفعونهم؛ قال حسان: زَبانِیَةٌ حولَ أَبیاتهم، و خُورٌ لدی الحربِ فی المَعْمَعه و‌قال قتادة: الزَّبانِیة عند العرب الشُّرَطُ، و كله من الدَّفْع، و سمی بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إلیها.و قوله تعالی: فَلْیَدْعُ نٰادِیَهُ سَنَدْعُ الزَّبٰانِیَةَ؛قال قتادة: فَلْیَدْعُ نٰادِیَهُ حَیَّه و قومه، ف سَنَدْعُ الزَّبٰانِیَةَ قال: الزَّبانیة فی قول العرب الشُّرَط؛ قال الفراء: یقول الله عز و جل سَنَدْعُ الزَّبٰانِیَةَ و هم یعملون بالأَیْدی و الأَرجل فهم أَقوی؛ قال الكسائی: واحد الزَّبانیة زِبْنیٌّ، و قال الزجاج: الزَّبانیة الغلاظ الشداد، واحدهم زِبْنیة، و هم هؤلاء الملائكة الذین قال الله تعالی: عَلَیْهٰا مَلٰائِكَةٌ غِلٰاظٌ شِدٰادٌ، و هم الزَّبانیة. و‌روی عن ابن عباس فی قوله تعالی: سَنَدْعُ الزَّبٰانِیَةَ، قال: قال أَبو جهل لئن رأَیت محمداً یصلی لأَطَأَنَّ علی عنقه، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: لو فعله لأَخذته الملائكة عِیاناً؛ و قال الأَخفش: قال بعضهم واحد الزبانیة زَبانیّ، و قال بعضهم: زابنٌ، و قال بعضهم: زِبْنِیَة مثل عِفْریة، قال: و العرب لا تكاد تعرف هذا و تجعله من الجمع الذی لا واحد له مثل أَبابیلَ و عَبادِید. و الزِّبِّین: الدافع للأَخْبَثَینِ البول و الغائط؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: هو الممسك لهما علی كُرْه. و‌فی الحدیث: خمسة لا تقبل لهم صلاة: رجلٌ صلی بقوم
لسان العرب، ج‌13، ص: 195
و هم له كارهون، و امرأَةٌ تبیت و زوجها علیها غضبان، و الجاریةُ البالغةُ تصلی بغیر خِمار، و العبدُ الآبق حتی یعود إلی مولاه، و الزِّبِّینُ؛ قال الزِّبِّین الدافع للأَخبثین و هو بوزن السِّجِّیل، و قیل: بل هو الزِّنِّین، بنونین، و قد روی بالوجهین فی الحدیث، و المشهور بالنون. و زَبَنْتَ عنا هَدِیَّتك تَزْبِنُها زَبْناً: دفعتها و صرفتها؛ قال اللحیانی: حقیقتها صرفت هدیتك و معروفك عن جیرانك و معارفك إلی غیرهم. و زُبانی العقرب: قرناها، و قیل: طرف قرنها، و هما زُبانَیانِ كأَنها تدفع بهما. و الزُّبانی: كواكبُ من المنازل علی شكل زُبانی العقرب. غیره: و الزُّبانَیانِ كوكبان نَیِّرانِ، و هما قرنا العقرب ینزلهما القمر. ابن كُناسة: من كواكب العقرب زُبانَیا العقرب، و هما كوكبان متفرّقان أَمام الإِكلیل بینهما قِیدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل، و الإِكْلیل ثلاثة كواكب معترضة غیر مستطیلة. قال أَبو زید: یقال زُبانی و زُبانَیانِ و زُبَانیات للنجم، و زُبانی العقرب و زُبانَیاها، و هما قرناها، و زُبانَیات؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فِداك نِكْسٌ لا یَبِض حَجَرُهْ، مُخَرَّقُ العِرْضِ حدیدٌ مِمْطَرُهْ، فی لیلِ كانونٍ شَدیدٍ خَصَرُهْ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانی قَمَرُهْ یقول: هو أَقْلف لیس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ، و شبه قلْفته بالزُّبانی، قال: و یقال من ولد و القمر فی العقرب فهو نحس؛ قال ثعلب: هذا القول یقال عن ابن الأَعرابی، و سأَلته عنه فأَبی هذا القول و قال: لا، و لكنه اللئیم الذی لا یطعم فی الشتاء، و إذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَی كان أَشد البرد؛ و أَنشد: و لیلة إِحْدَی اللَّیالی العُرَّمِ، بین الذِّراعَیْنِ و بین المِرْزَمِ، تَهُمُّ فیها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن المُزابنة و رَخَّصَ فی العَرایا؛ و المُزابنة: بیع الرُّطَب علی رؤوس النخل بالتمر كیلًا، و كذلك كل ثمر بیع علی شجره بثمر كیلًا، و أَصله من الزَّبْنِ الذی هو الدفع، و إنما نهی عنه لأَن الثمر بالثمر لا یجوز إلا مثلًا بمثل، فهذا مجهول لا یعلم أَیهما أَكثر، و لأَنه بیع مُجازفة من غیر كیل و لا وزن، و لأَن البَیِّعَیْن إذا وقفا فیه علی الغَبْن أَراد المغبون أَن یفسخ البیع و أَراد الغابن أَن یُمْضیه فتَزابَنا فتدافعا و اختصما، و إن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد علیه أَی دفعه؛ قال ابن الأَثیر: كأَنَّ كل واحد من المتبایعین یَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما یزداد منه، و إنما نهی عنها لما یقع فیها من الغبن و الجهالة، و روی عن مالك أَنه قال: المُزابنة كل شی‌ء من الجِزافِ الذی لا یعلم كیله و لا عدده و لا وزنه بیع شی‌ء مسمی من الكیل و الوزن و العدد. و أَخذت زِبْنی من الطعام أَی حاجتی. و مَقام زَبْنٌ إذا كان ضیقاً لا یستطیع الإِنسان أَن یقوم علیه فی ضیقه و زَلَقِه؛ قال: و مَنْهَلٍ أَوْردَنیهِ لَزْنِ غیرِ نَمیرٍ، و مَقامٍ زَبْنِ كَفَیْتُه، و لم أَكُنْ ذا وَهْنِ. و قال مُرَقّش: و منزلِ زَبْنٍ ما أُرید مَبیتَه، كأَنی به، من شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 196
ابن شُبْرُمَة: ما بها زَبِینٌ أَی لیس بها أَحد. و الزَّبُّونة و الزُّبُّونة، بفتح الزای و ضمها و شدّ الباء فیهما جمیعاً: العُنُق؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و یقال خُذْ بقَرْدنِه و بَزَبُّونَتِه أَی بعُنقه. و بنو زَبِینَةَ: حیّ، النسب إلیه زَبانی علی غیر قیاس؛ حكاه سیبویه كأَنهم أَبدلوا الأَلف مكان الیاء فی زَبِینِیٍّ. و الحَزِیمَتانِ و الزَّبینتانِ: من باهلة ابن عمرو بن ثعلبة، و هما حَزِیمةُ و زَبِینَةُ؛ قال أَبو مَعْدان الباهلی: جاء الحَزائمُ و الزَّبائِنُ دُلْدُلًا، لا سابقینَ و لا مع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ و ما ذا كُلِّفَتْ، و تَجِی‌ءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبانِ قال الجوهری: و أَما الزَّبُون للغبیِّ و الحَرِیف فلیس من كلام أَهل البادیة. و زَبَّانُ: اسم رجل.

زتن؛ ج13، ص: 196

: الزَّیتون: معروف، و النون فیه زائدة، و هو مثل قَیْعُون من القاع، كذلك الزیتون شجر الزیت، و هو الدُّهْن، و أَرض كثیرة الزیتون علی هذا فیعول مادّة علی حِیالها، و الأَكثر فَعْلون من الزیت، و هو مذكور فی بابه.

زحن؛ ج13، ص: 196

: زَحَنَ عن مكانه یَزْحَنُ زَحْناً: تحرّك. و زَحَنه عن مكانه: أَزاله عنه. قال الأَزهری: زَحَنَ و زَحَل واحد، و النون مبدلة من اللام. ابن درید: الزَّحْنُ الحركة. و رجل زُحَنٌ: قصیر بطین، و امرأَة زُحَنة. و تَزحَّنَ عن أَمره: أَبطأَ. و لهم زَحْنة أَی شُغْل ببُطءٍ. و رجل زِیْحَنَّةٌ: متباطئ عند الحاجة تُطلب إلیه؛ و أَنشد: إذا ما التَوَی الزِّیحَنَّةُ المُتآزِفُ و زَحَنَ الرجلُ یَزْحَنُ و تزَحَّن تَزَحُّناً: و هو بُطؤُه عن أَمره و عمله، قال: و إذا أَراد رَحیلًا فعَرض له شُغْل فبَطَّأَ به قلت له زَحْنةٌ بعْدُ. و التَّزَحُّنُ: التَّقَبُّض. ابن الأَعرابی: الزَّحْنة القافلة بثَقَلِها و تُبَّاعها و حَشَمها. و الزُّحْنة: منعطف الوادی. و یقال: تزَحَّنَ عن الشی‌ء إذا فعله مع كراهیة له.

زخن؛ ج13، ص: 196

: زَخِنَ الرجلُ زَخَناً: تغیر وجْهُه من حَزَنٍ أَو مَرَض.

زربن؛ ج13، ص: 196

: زِرْبِینُ الخابیة: مَبْزَلها.

زرجن؛ ج13، ص: 196

: الزَّرَجُون: الماء الصافی یَسْتَنقِع فی الجبل، عربی صحیح. و الزَّرَجُون، بالتحریك: الكرْم؛ قال دُكَین بن رجاءٍ، و قیل هی لمنظور بن حَبَّة: كأَنَّ، بالیُرَنَّإِ المَعْلولِ، ماءَ دَوالی زَرَجُونٍ میلِ. قال الأَصمعی: هی فارسیة معرّبة أَی لون الذهب، و قیل: هو صبغ أَحمر؛ قاله الجَرْمیُّ، و قیل: الزَّرَجون قُضْبان الكرم، بلغة أَهل الطائف و أَهل الغَوْر؛ قال الشاعر: بُدِّلوا، من مَنابِتِ الشِّیحِ و الإِذْخرِ، تِیناً و یانِعاً زَرَجُوناً «3». و قال أَبو حنیفة: الزَّرَجُون القضیب یغرس من قضبان الكرم؛ و أَنشد: إلیك، أَمیرَ المؤمنینَ، بَعَثْتُها من الرَّمل تَنْوی مَنبتَ الزَّرَجونِ یعنی بمنبت الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر البلاد عنباً؛ كل ذلك عن أَبی حنیفة. و الزَّرَجون: الخمر. قال السیرافی: هو فارسی معرّب، شبه لونها بلون الذهب لأَن زَرْ بالفارسیة الذهب، و جُون اللَّون، و هم ما
(3). قوله [بدلوا من منابت إلخ] قال الصاغانی: یعنی أنهم هاجروا إلی ریف الشام
لسان العرب، ج‌13، ص: 197
یعكسون المضاف و المضاف إلیه عن وضع العرب؛ قال ابن سیدة و قول الشاعر: هل تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ منها، فَظِلْتَ [فَظَلْتَ] الیومَ كالمُزَرَّجِ فإِنه أَراد الذی شَرِب الزَّرَجون، و هی الخمر، فاشتق من الزَرجون فعلًا، و كان قیاسه علی هذا أَن یقول كالمُزَرْجَنِ، من حیث كانت النون فی زَرَجُون قیاسها أَن تكون أَصلًا، لأَنها بإِزاء السین من قرَبوس، و لكن العرب إذا اشتقت من الأَعجمی خلطت فیه. و ذكر الأَزهری فی ترجمة زرج قال: الزَّرَجُون الخمر، و یقال: شجرتها. ابن شمیل: الزَّرَجُون شجر العنب، كل شجرة زَرَجونة؛ قال شمر: أُراها فارسیة معرّبة ذردقون، قال: و لیست بمعروفة فی أَسماء الخمر؛ غیره: زَرَكون «4». فصیرت الكاف جیماً، یریدون لون الذهب.

زردن؛ ج13، ص: 197

: التهذیب فی الرباعی: ابن الأَعرابی الكَیْنة لحمة داخل الزَّرَدانِ، و الزَّرْبَنةُ خلفها لحمة أُخری.

زرفن؛ ج13، ص: 197

: الزُّرْفِینُ: جماعة الناس. و الزِّرْفین و الزَّرفین: حلقة الباب، لغتان؛ قال أَبو منصور: و الصواب زِرْفین، بالكسر، علی بناء فِعْلیل، و لیس فی كلامهم فُعْلیل. الجوهری: الزُّرْفین و الزِّرْفین فارسی معرب. و قد زَرْفَن صُدْغه: كلمة مولَّدة. و‌فی الحدیث: كانت دِرْع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ذاتَ زَرافِین إِذا عُلِّقت بزَرافینها سترت، و إذا أُرْسلت مست الأَرض.

زرمن؛ ج13، ص: 197

: التهذیب فی الرباعی: ابن شمیل الزَّرامین الحَلَق.

زعن؛ ج13، ص: 197

: النهایة لابن الأَثیر: فی حدیث عثمان و فی روایة فی حدیث عمرو بن العاص أَردتَ أَن تُبَلِّغ الناس عنی مقالةً یَزْعَنون إلیها‌أَی یمیلون؛ قال ابن الأَثیر: یقال زَعَن إلی الشی‌ء إذا مال إلیه؛ قال أَبو موسی: أَظنه یركَنون إلیها فصحف، قال ابن الأَثیر: الأَقرب إلی التصحیف أَن یكون یُذْعِنون من الإِذعان، و هو الانقیاد، فعداها بإِلی بمعنی اللام، و أَما یركنون فما أَبعدها من یَزْعَنون.

زفن؛ ج13، ص: 197

: الزَّفْنُ: الرَّقْصُ، زَفَنَ یَزْفِنُ زَفْناً، و هو شبیه بالرقص «5». و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: أَنها كانت تَزْفِنُ للحَسن‌أَی تُرَقِّصُه، و أَصل الزَّفْن اللعِب و الدَّفْع؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: قَدِمَ وفدُ الحبَشة فجعلوا یَزْفِنون و یلعبون‌أَی یرقصون؛ و منه‌حدیث عبد الله بن عمرو: إن الله أَنزل الحق لیُذْهِب به الباطلَ و یُبْطِل به اللعبَ و الزَّفْنَ و الزَّمَّاراتِ و المَزاهِرَ و الكِنَّارات؛ قال ابن الأَثیر: ساق هذه الأَلفاظ سیاقاً واحداً. و الزَّفْن و الزِّفْن، بلغة عُمان كلاهما: ظُلَّة یتخذونها فوق سُطوحهم تقیهم وَمَدَ البحر أَی حَرَّه و نداه. و الزِّفْنُ: عَسیب من عُسُب النخل یضم بعضه إلی بعض شبیه بالحصیر المَرْمول، قیل: هی لغة أَزْدِیَّة. و الزِّیْفَنُّ: الشدید. و رجل فیه إِزْفَنَّة أَی حركة. و رجل إِزْفَنَّة: متحرّك، مثل به سیبویه و فسره السیرافی. و رجل زِیَفْنٌ إذا كان شدیداً خفیفاً؛ و أَنشد: إذا رأَیتَ كَبْكَباً زِیَفْنا، فادْعُ الذی منهم بعمروٍ یُكْنی و الكَبْكَبُ: الشدید. و قوس زَیزَفون: مُصَوِّتة عند التحریك؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ: مَطاریحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ، هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَیزَفونا «6»
(4). قوله [غیره زر كون] عبارة التهذیب: و قال غیره. أی غیر شمر، معربة زركون (5). قوله: و هو شبیه بالرقص، بعد قوله: الزّفْن: الرقص؛ هكذا فی الأَصل (6). قوله [مطاریح بالوعث إلخ] تقدم فی مادة حشر ضبطه بغیر ذلك، و ما هنا موافق لضبط نسخة من التكملة للصاغانی كتبت فی حیاته
لسان العرب، ج‌13، ص: 198
. قال ابن جنی: هی فی ظاهر الأَمر فَیْفَعول من الزَّفْن لأَنه ضرب من الحركة مع صوت، و قد یجوز أَن یكون زَیزَفون رباعیّاً قریباً من لفظ الزَّفْن؛ قال ابن بری: و مثله فی الوزن دَیْدَبون، قال: و وزنه فیعلول، الیاء زائدة. النضر: ناقة زَفُون و زَبُون، و هی التی إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها، و قد زَفَنَت و زَبَنَتْ، و أَتیت فلاناً فزَفَنَنی و زَبَنَنی. و یقال للرقَّاص زَفّان. و إِزْفَنَّةُ: اسم رجل؛ عن كراع. و رجل زِیفَنُّ: طویل. و زَیْفَنٌ و زَوْفَنٌ: اسمان.

زقن؛ ج13، ص: 198

: زَقَنَ الحِمْلَ یَزْقُنه زَقْناً: حمله. و أَزْقَنَه علی الحِمْل: أَعانه. ابن الأَعرابی: أَزْقَنَ زید عمراً إذا أَعانه علی حِمْله لینهض، و مثله أَبْطَغَه و أَبْدَغَه و عَدَّله و أَوَّنَه و أَسْمغَه و أَنّاه و بَوّاه و حَوَّله، كله بمعنی واحد.

زكن؛ ج13، ص: 198

: زَكِنَ الخَبَرَ زَكَناً، بالتحریك، و أَزْكنه: علمه، و أَزْكَنه غیره، و قیل: هو الظن الذی هو عندك كالیقین، و قیل: الزَّكَنُ طرف من الظن. غیره: الزَّكَنُ، بالتحریك، التفرُّس و الظن. یقال: زَكِنْتُه صالحاً أَی ظننته، قال: و لا یقال منه رجل زَكِنٌ و قد أَزْكنته، و إِن كانت العامة قد أُولِعَتْ به، و إنما یقال أَزْكنته شیئاً أَعلمته إیاه و أَفهمته حتی زَكِنَه؛ قال ابن بری: حكی الخلیل أَزْكَنْتُ بمعنی ظننت فأَصبت، قال: یقال رجل مُزْكِنٌ إذا كان یظن فیصیب، و الأَفصح زَكِنت، بغیر أَلف، و أَنكر ابن قتیبة زَكِنْتُ بمعنی ظننت. و حكی أَبو زید قال: یقال زَكِنْتُ منك مثل الذی زَكِنْتَ منی، قال: و هو الظن الذی یكون عندك كالیقین و إن لم تخبر به، و قال غیره: الزُّكَنُ الحافظ، و قیل: زَكِنْتُ به الأَمرَ و أَزْكَنْتُه قاربت تَوَهُّمَه و ظننته. و فی نوادر الأَعراب: هذا الجیش یُزاكِنُ أَلفاً و یُناظِر أَلفاً أَی یُقارب. اللیث: الإِزْكانُ أَن تُزْكِنَ شیئاً بالظن فتُصیب، تقول: أَزْكَنْتُه إِزْكاناً. اللحیانی: هی الزَّكانةُ و الزَّكانِیَة. أَبو زید: زَكِنْتُ الرجلَ أَزْكَنُه زَكَناً إذا ظننت به شیئاً، و أَزْكَنْتُه الخبر إزْكاناً: أَفهمته حتی زَكِنَه فَهِمَه فَهْماً. و أَزْكَنَ غیره: أَعلمه. یقال: زَكِنْته، بالكسر، أَزْكَنه زَكَناً، بالتحریك، أَی علمته. قال ابن الأَعرابی: زَكِنَ الشی‌ءَ عَلِمَه و أَزْكنه ظنه، و قیل: زَكِنَه فهمه، و أَزْكَنه غیرُه أَفهمه. الأَصمعی: یقال: زَكِنْتُ من فلان كذا أَی علمته؛ و قول قعنب بن أُم صاحبٍ: و لن یُراجِعَ قَلْبی وُدَّهم أَبداً، زَكِنْتُ منهم علی مثلَ الذی زَكِنُوا عدّاه بعلی لأَن فیه معنی اطَّلَعْتُ كأَنه قال اطلعت منهم علی مثل الذی اطلعوا علیه منی؛ و قال الجوهری: قوله علی مقحمةٌ. أَبو زید: زَكِنْت منه مثلَ الذی زَكِنَهُ منی و أَنا أَزْكَنُه زَكَناً، و هو الظن الذی یكون عندك بمنزلة الیقین، و إن لم یخبرك به أَحد. قال أَبو الصَّقْر: زَكِنْتُ من الرجل مثلَ الذی زَكِنَ، تقول علمت منه مثل ما علم منی. قال أَبو بكر: التَّزْكِینُ التشبیه و الظُّنون التی تقع فی النفوس؛ و أَنشد: یا أَیُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُ، أَعْلِنْ بما تُخْفی، فإِنی مُعْلِنُ الیَزیدیُّ: زَكِنْتُ بفلانٍ كذا و أَزْكَنْتُ أَی ظننت. الأَصمعی: التَّزْكین التشبیه؛ یقال: زَكَّنَ علیهم و زَكَّمَ أَی شَبَّه علیهم و لَبَّسَ. و فی ذكر إیاس بن معاویة المزنی قاضی البصرة یضرب به المثل فی الذكاء، قال بعضهم: هو أَزْكَنُ من إیاس؛ الزَّكنُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 199
و الإِزْكانُ: الفِطْنة و الحَدْسُ الصادق. یقال: زَكِنْت منه كذا زَكَناً و زَكانةً و أَزْكنته. و بنو فلان یُزاكِنُون بنی فلان مُزاكنة أَی یُدانونهم و یُثافِنونهم إذا كانوا یَسْتَخِصُّونهم. ابن شمیل: زَكِنَ فلانٌ إلی فلان إذا ما لجأَ إلیه و خالطه و كان معه، یَزْكَنُ زُكوناً. و زَكِن فلان من فلان زَكَناً أَی ظن به ظَنّاً. و زَكِنْتُ منه عداوة أَی عرفتها منه. و قد زَكِنْتُ أَنه رجل سَوْء أَی علمت.

زمن؛ ج13، ص: 199

: الزَّمَنُ و الزَّمانُ: اسم لقلیل الوقت و كثیره، و فی المحكم: الزَّمَنُ و الزَّمانُ العَصْرُ، و الجمع أَزْمُن و أَزْمان و أَزْمِنة. و زَمَنٌ زامِنٌ: شدید. و أَزْمَنَ الشی‌ءُ: طال علیه الزَّمان، و الاسم من ذلك الزَّمَنُ و الزُّمْنَة؛ عن ابن الأَعرابی. و أَزْمَنَ بالمكان: أَقام به زَماناً، و عامله مُزامنة و زَماناً من الزَّمَن؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و قال شمر: الدَّهْر و الزَّمان واحد؛ قال أَبو الهیثم: أَخطأَ شمر، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب و الفاكهة و زمانُ الحرّ و البرد، قال: و یكون الزمانُ شهرین إلی ستة أَشهر، قال: و الدَّهْرُ لا ینقطع؛ قال أَبو منصور: الدَّهْرُ عند العرب یقع علی وقت الزمان من الأَزْمنة و علی مُدَّة الدنیا كلها، قال: و سمعت غیر واحد من العرب یقول أَقمنا بموضع كذا و علی ماء كذا دهراً، و إن هذا البلد لا یحملنا دهراً طویلًا، و الزمان یقع علی الفَصْل من فصول السنة و علی مُدّة ولایة الرجل و ما أشبهه. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لعَجوزٍ تَحَفَّی بها فی السؤال و قال: كانت تأْتینا أَزْمانَ خدیجة؛ أَراد حیاتها، ثم قال: و إِنّ حُسْنَ العهد من الإِیمان.و استأْجرته مُزامنة و زَماناً؛ عنه أَیضاً، كما یقال مُشاهرة من الشهر. و ما لقیته مُذ زَمَنةٍ أَی زَمان. و الزَّمَنة: البُرْهة. و أَقام زَمْنة «1».، بفتح الزای؛ عن اللحیانی، أَی زَمَناً. و لقیته ذاتَ الزُّمَیْن أَی فی ساعة لها أَعداد، یرید بذلك تَراخی الوقت، كما یقال: لقیته ذاتَ العُوَیْم أَی بین الأَعوام. و الزَّمِنُ: ذو الزَّمانة. و الزَّمانةُ: آفة فی الحیوانات. و رجل زَمِنٌ أَی مُبْتَلیً بَیِّنُ الزَّمانة. و الزَّمانة: العاهة؛ زَمِنَ یَزْمَنُ زَمَناً و زُمْنة و زَمانة، فهو زَمِنٌ، و الجمع زَمِنونَ، و زَمِین، و الجمع زَمْنَی لأَنه جنس للبلایا التی یصابون بها و یدخلون فیها و هم لها كارهون، فطابق باب فعیل الذی بمعنی مفعول، و تكسیره علی هذا البناء نحو جریح و جَرْحَی و كلیم و كَلْمَی. و الزَّمانة أَیضاً: الحُبُّ؛ و قد روی بیت ابن عُلْبَةَ.و لكن عَرَتْنی من هَواك زَمانَةٌ، كما كنتُ أَلْقَی منك إذْ أَنا مُطْلَقُ و قوله‌فی الحدیث: إذا تَقارب الزمانُ لم تَكَدْ رؤیا المؤْمن تكذب؛ قال ابن الأَثیر: أَراد استواء اللیل و النهار و اعتدالهما، و قیل: أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنیا. و الزمان یقع علی جمیع الدهر و بعضه. و زِمّانُ، بكسر الزای: أَبو حیّ من بكر، و هو زِمّان بن تَیْمِ الله بن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن علیّ بن بكر بن وائل، و منهم الفِنْدُ الزِّمّانیُّ «2» قال ابن بری: زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ، قال: و حملها علی الزیادة أَولی، فینبغی أَن تذكر فی فصل زَمَمَ، قال: و یدلك علی زیادة النون امتناع صرفه فی قولك من بنی زِمّان.
(1). قوله [و أقام إلخ] ضبطه المجد و الصاغانی بالتحریك (2). قوله [و منهم الفند الزمانی] هذه عبارة الجوهری، و فی التكملة و مادة ش ه ل من القاموس: أن اسمه شهل بالشین المعجمة، ابن شیبان بن ربیعة بن زمان بن مالك بن صعب بن علی بن بكر بن وائل. قال الشارح و سیاق نسب زمان بن تیم الله صحیح فی ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأَن الفند من بنی مازن.
لسان العرب، ج‌13، ص: 200‌

زمخن؛ ج13، ص: 200

: الزِّمَخْنُ و الزِّمَخْنَةُ: السَّیِّ‌ءُ الخُلُق.

زنن؛ ج13، ص: 200

: زَنَّه بالخیر زَنّاً و أَزَنّه: ظَنَّه به أَو اتَّهَمه. و أَزْنَنْتُه بشی‌ء: اتَّهَمْتُه به؛ و قال حَضْرَمیّ بن عامر: إن كنتَ أَزْنَنْتَنی بها كَذِباً جَزْءُ فلاقَیْتَ مثلَها عَجِلا. و قال اللحیانی: أَزْنَنْتُه بمال و بعلمٍ و بخیر أَی ظننته به، قال: و كلام العامة زَنَنْتُه، و هو خطأٌ. و یقال: فلان یُزَنُّ بكذا و كذا أَی یُتَّهم به، و قد أَزْنَنْتُه بكذا من الشرِّ، و لا یكون الإِزْنان فی الخیر، قال: و لا یقال زَنَنْتُه بكذا بغیر أَلف. و‌فی حدیث ابن عباس یصف علیّاً، رضی الله عنهما: ما رأَیت رئیساً مِحْرَباً یُزَنُّ به، أَی یتهم بمشاكلته. یقال: زَنَّه بكذا و أَزَنَّه إذا اتَّهمه و ظنَّه فیه. و‌فی حدیث الأَنصار و تسویدهم جَدَّ بنَ قَیْس: إنا لنَزُنُّه بالبخل‌أَی نَتَّهِمُه به. و‌فی الحدیث الآخر: فَتًی من قریش یُزَنُّ بشرب الخمر؛ و فی شعر حسان فی عائشة، رضی الله عنها: حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بریبةٍ و یقال: ماءٌ زَنَنٌ أَی ضیق قلیل، و میاه زَنَنٌ؛ قال الشاعر: ثم اسْتغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من ماء لینَةَ، لا مِلْحٌ و لا زَنَنُ. و یقال الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الذی لا یُدْرَی أَ فیه ماءٌ أَم لا. و الزَّنَنُ و الزَّنِی‌ءُ و الزَّنَاء: الضَّیِّق. و زَنَّ عصَبُه إذا یبس؛ و أَنشد: نَبَّهْتُ مَیْمُوناً لها فأَنّا، و قامَ یَشْكُو عَصَباً قد زَنّا و أَنشد ابن بری هذا البیت مستشهداً به علی زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله. و الزِّنُّ: الدَّوْسَرُ «1». عن أَبی حنیفة. ابن الأَعرابی: التَّزْنینُ الدوامُ علی أَكل الزِّنِّ، و هو الخُلَّرُ؛ و الخُلّرُ: الماشُ. و‌فی الحدیث: لا یقبل الله صلاة العبد الآبق و لا صلاة الزِّنِّین؛ قال ابن الأَعرابی: هو الحاقنُ. یقال: زَنَّ فذَنَّ أَی حَقَنَ فقَطَر، و قیل: هو الذی یدافع الأَخْبَثَین، و‌فی روایة: لا یُصَلِّ أَحدكم و هو زِنِّین.و‌فی الحدیث الآخر: لا یَؤُمَّنَّكُمْ أَنْصَرُ و لا أَزَنُّ و لا أَفْرَعُ.و یقال: زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله؛ قال الراجز: حَسَّبَه من اللّبَنْ إذ رآه قَلَّ و زَنّ «2» اللّبن: مصدر لَبِنَتْ عُنُقه من الوِسادةِ، و حَسَّبَه: وضع تحت رأْسه مِحْسَبَةً، و هی وِسادة من أَدَم. و أَبو زَنَّةَ: كنیة القرد.

زهدن؛ ج13، ص: 200

: رجل زَهْدَنٌ؛ عن كراع: لئیم، بالزای.

زون؛ ج13، ص: 200

: الزُّوَانُ و الزِّوَانُ: ما یخرج من الطعام فیرمی به، و هو الردی‌ءُ منه، و فی الصحاح: هو حب یخالط البُرَّ، و خص بعضهم به الدَّوْسَر، واحدته زُوَانة و زِوانة، و لم یُعِلُّوا الواو فی زوان لأَنه لیس بمصدر، و قد تقدّم الزُّؤان، بالضم، فی الهمز، فأَما الزِّوَانُ، بالكسر، فلا یهمز؛ قال ابن سیدة: هذا قول اللحیانی. و طعام مَزُونٌ: فیه زُوان، فإِما أَن یكون علی التخفیف من الزُّؤان، و إما أَن یكون موضوعه الإِعلال من الزُّوان الذی موضوعه الواو. اللیث: الزُّوَانُ حبٌّ یكون فی الحنطة تسمِّیه أَهل الشام الشَّیْلَمَ. و روی عن الفراء أَنه قال: الأَزْناءُ الشَّیْلَمُ.
(1). قوله [الدوسر] هو نبت ینبت فی أضعاف الزرع و هو فی خلقته غیر أنه یجاوز الزرع و له سنبل و حب ضاوی دقیق أسمر یختلط بالبر (2). قوله [إذ رآه إلخ] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌13، ص: 201
قال محمد بن حبیب: قالت أَعرابیة لابن الأَعرابی إنك تَزُونُنا إذا طَلَعَتْ كأَنك هلال فی غیر سمان «3». قال: تَزُوننا و تَزِینُنا واحد. و الزُّونَةُ: كالزِّینة فی بعض اللغات. و رجل زَوْن و زُون: قصیر، و الفتح أَعرف. و امرأَة زِوَنَّة: قصیرة. و رجل زِوَنّ، بالتشدید، أَی قصیر. و الزَّوَنْزَی: القصیر؛ قال ابن بری: زَوَنْزَی حقُّه أَن یذكر فی فصل زوز من باب الزای لأَن وزنه فَعَنْلَی، و إنما ذكره لموافقته معنی زِوَنَّة؛ و قال: و بَعْلُها زَوَنَّك زَوَنْزَی ابن الأَعرابی: الزَّوَنْزَی الرجل ذو الأُبَّهَة و الكِبْر الذی یری فی نفسه ما لا یراه غیره، و هو المتكبر. و الزَّوَنَّكُ: المُختال فی مِشْیَته الناظر فی عِطْفَیْه یری أَن عنده خیراً و لیس عنده ذلك؛ قال أَبو منصور: و قد شدده بعضهم فقال رجل زَوَنَّكٌ، و الأَصل فی هذا الزَّوَنُّ، فزیدت الكاف و ترك التشدید. ابن الأَعرابی: الزُّونَةُ المرأَة العاقلة «4». و الزِّوَنَّة: المرأَة القصیرة. و الزّانُ: البَشَمُ. و روی الفراء عن الدُّبَیرِیَّة قالت: الزّانُ التُّخَمة؛ و أَنشدت: مُصَحَّحٌ لیس یَشكو الزّانَ خَثْلَتُهُ، و لا یُخافُ علی أَمعائه العَرَبُ و روی ثعلب أَن ابن الأَعرابی أَنشده: تَرَی الزَّوَنْزَی منهم ذا البُرْدَین، یَرْمِیه سَوّارُ الكَرَی فی العَیْنَین، بین الجِحاجَینِ و بین المَأْقَیْن و الزُّونُ: الصَّنم، و هو بالفارسیة زون، بشم الزای الشین «5».؛ قال حمید: ذاتُ المَجُوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ و الزُّونُ: موضع تجمع فیه الأَنْصاب و تُنْصَبُ؛ قال رؤبة: وَهْنانة كالزُّونِ یُجْلی صَنَمُه و الزُّون: الصنم، و كل ما عُبد من دون الله و اتُّخذ إلهاً فهو زُونٌ و زُور؛ قال جریر: یَمْشی بها البَقَرُ المَوْشِیُّ أَكْرُعُه، مَشْیَ الهَرابِذ تَبْغی بیعَةَ الزُّونِ و هو مثل الزُّور، و الله أَعلم.

زین؛ ج13، ص: 201

: الزَّیْنُ: خلافُ الشَّیْن، و جمعه أَزْیانٌ؛ قال حمید بن ثور: تَصِیدُ الجَلِیسَ بأَزْیَانِها و دَلٍّ أَجابتْ علیه الرُّقَی زانه زَیْناً و أَزَانه و أَزْیَنَه، علی الأَصل، و تَزَیَّنَ هو و ازْدانَ بمعنًی، و هو افتعل من الزِّینةِ إلَّا أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها و لم توافق الزای لشدتها، أَبدلوا منها دالًا، فهو مُزْدانٌ، و إن أَدغمت قلت مُزّان، و تصغیر مُزْدان مُزَیَّنٌ، مثل مُخَیَّر تصغیر مُختار، و مُزَیِّین إن عَوَّضْتَ كما تقول فی الجمع مَزَاینُ و مَزَایِین، و‌فی حدیث خُزَیمة: ما منعنی أَن لا أَكون مُزْداناً بإعلانك‌أَی مُتَزَیِّناً بإعلان أَمرك، و هو مُفْتَعَلٌ من الزینة، فأَبدل التاء دالًا لأَجل الزای. قال الأَزهری: سمعت صبیّاً من بنی عُقَیلٍ یقول لآخر: وجهی زَیْنٌ و وجهك شَیْنٌ؛ أَراد أَنه صبیح الوجه و أَن الآخر قبیحه، قال: و التقدیر وجهی ذو زَیْنٍ و وجهك ذو شَیْنٍ، فنعتهما بالمصدر كما یقال رجل صَوْمٌ و عَدْل أَی ذو عدل. و یقال: زانه الحُسْنُ یَزِینه زَیْناً. قال محمد بن حبیب: قالت أَعرابیة لابن الأَعرابی إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال فی
(3). قوله [فی غیر سمان] كذا بالأَصل من غیر نقط هنا و فیما یأتی (4). قوله [الزونة إلخ] ضبطها المجد بالضم، و نص الصاغانی علی أنها بالفتح (5). قوله: بشم الزای الشین أی أن الزای تلفظ و فی لفظها شی‌ء من لفظ الشین
لسان العرب، ج‌13، ص: 202
غیر سمان، قال: تَزُونُنا و تَزِینُنا واحدٌ، و زانَه و زَیَّنَه بمعنی؛ و قال المجنون: فیا رَبِّ، إذ صَیَّرْتَ لیلَی لِیَ الهَوَی، فزِنِّی لِعَیْنَیْها كما زِنْتَها لِیَا و‌فی حدیث شُرَیح: أَنه كان یُجِیزُ من الزِّینة و یَرُدُّ من الكذب؛ یرید تَزْیین السلعة للبیع من غیر تدلیس و لا كذب فی نسبتها أَو فی صفتها. و رجل مُزَیَّن أَی مُقَذَّذُ الشعر، و الحَجَّامُ مُزَیِّن؛ و قول ابن عَبْدَلٍ الشاعر: أَ جِئْتَ علی بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ، كأَنك دِیكٌ مائِلُ الزَّیْنِ أَعْوَرُ؟ یعنی عُرْفه. و تَزَیَّنَتِ الأَرضُ بالنبات و ازَّیَّنَتْ و ازْدانتِ ازْدِیاناً و تَزَیَّنت و ازْیَنَّتْ و ازْیَأَنَّتْ و أَزْیَنَتْ أَی حَسُنَتْ و بَهُجَتْ، و قد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخیرة. و قالوا: إذا طلعت الجَبْهة تزینت النخلة. التهذیب: الزِّینة اسم جامع لكل شی‌ء یُتَزَیَّن به. و الزِّینَةُ: ما یتزین به. و یَوْمُ الزِّینَةِ: العیدُ. و تقول: أَزْیَنَتِ الأَرضُ بعُشبها و ازَّیَّنَتْ مثله، و أَصله تَزَیَّنَت، فسكنت التاء و أُدغمت فی الزای و اجتلبت الأَلف لیصح الابتداء. و‌فی حدیث الاستسقاء قال: اللهم أَنزل علینا فی أَرضنا زِینتَها‌أَی نباتَها الذی یُزَیّنها. و‌فی الحدیث: زَیِّنُوا القرآن بأَصواتكم؛ ابن الأَثیر: قیل هو مقلوب أَی زینوا أَصواتكم بالقرآن، و المعنی الهَجُوا بقراءته و تزَیَّنُوا به، و لیس ذلك علی تطریب القول و التحزین‌كقوله: لیس منا من لم یَتَغَنَّ بالقرآن‌أَی یَلْهَجْ بتلاوته كما یَلْهَج سائر الناس بالغِناء و الطَّرب، قال هكذا قال الهَرَوِیّ و الخَطَّابی و من تَقَدَّمهما، و قال آخرون: لا حاجة إلی القلب، و إنما معناه الحث علی الترتیل الذی أَمر به فی قوله تعالی: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِیلًا؛ فكأَنَّ الزِّینَة للمُرَتِّل لا للقرآن، كما یقال: ویل للشعر من روایة السَّوْءِ، فهو راجع إلی الراوی لا للشعر، فكأَنه تنبیه للمقصر فی الروایة علی ما یعاب علیه من اللحن و التصحیف و سوء الأَداء و حث لغیره علی التوقی من ذلك، فكذلك‌قوله: زینوا القرآن بأَصواتكم، یدل علی ما یُزَیّنُ من الترتیل و التدبر و مراعاة الإِعراب، و قیل: أَراد بالقرآن القراءة، و هو مصدر قرأَ یقرأُ قراءة و قُرْآناً أَی زینوا قراءتكم القرآن بأَصواتكم، قال: و یشهد لصحة هذا و أَن القلب لا وجه له‌حدیث أَبی موسی: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، اسْتَمع إلی قراءته فقال: لقد أُوتِیت مِزْماراً من مزامیر آل داود، فقال: لو علمتُ أَنك تسمع لحَبَّرْتُه لك تحبیراً‌أَی حسَّنت قراءته و زینتها، و یؤید ذلك تأْییداً لا شبهة فیه‌حدیث ابن عباس: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: لكل شی‌ء حِلْیَةٌ و حِلْیَةُ القرآن حُسْنُ الصوت.و الزِّیْنَةُ و الزُّونَة: اسم جامع لما تُزُیِّنَ به، قلبت الكسرة ضمة فانقلبت الیاء واواً. و قوله عز و جل: وَ لٰا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلّٰا مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا؛ معناه لا یبدین الزینة الباطنة كالمِخْنقة و الخَلْخال و الدُّمْلُج و السِّوار و الذی یظهر هو الثیاب و الوجه. و قوله عز و جل: فَخَرَجَ عَلیٰ قَوْمِهِ فِی زِینَتِهِ؛قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنه خرج هو و أَصحابه و علیهم و علی الخیل الأُرْجُوَانُ، و قیل: كان علیهم و علی خیلهم الدِّیباجُ الأَحمر.و امرأَة زَائنٌ: مُتَزَیِّنَة. و الزُّونُ: موضع تجمع فیه الأَصنام و تُنْصَبُ و تُزَیَّنُ. و الزُّونُ: كل شی‌ء یتخذ رَبّاً و یعبد من دون الله عز و جل لأَنه یُزَیَّنُ، و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌13، ص: 203‌

فصل السین المهملة؛ ج13، ص: 203

سبن؛ ج13، ص: 203

: السَّبَنِیَّةُ: ضرْبٌ من الثیاب تتخذ من مُشاقة الكتان أَغلظ ما یكون، و قیل: منسوبة إلی موضع بناحیة المغرب یقال له سَبَنٌ، و منهم من یهمزها فیقول السَّبَنِیئة؛ قال ابن سیدة: و بالجملة فإِنی لا أَحْسبها عربیة. و أَسْبَنَ إذا دام علی السَّبَنِیَّات، و هی ضرب من الثیاب. و‌فی حدیث أَبی بُرْدة فی تفسیر الثیاب القَسِّیَّة قال: فلما رأَیتُ السَّبَنیَّ عرفت أَنها هی.ابن الأَعرابی: الأَسْبَانُ المَقانِعُ الرِّقاقُ.

ستن؛ ج13، ص: 203

: ابن الأَعرابی: الأَسْتانُ أَصل الشجر. ابن سیدة: الأَسْتَنُ أُصول الشجر البالی، واحدته أَسْتَنَة. و قال أَبو حنیفة: الأَسْتَنُ، علی وزن أَحمر، شجر یفشو فی مَنابته و یكثر، و إذا نظر الناظر إلیه من بُعدٍ شبهه بشُخُوصِ الناس؛ قال النابغة: تَحِیدُ عن أَسْتَنٍ سُودٍ أَسافلُه، مِثْل الإِماء الغَوادِی تحْمِلُ الحُزَما و یروی: مشی الإِماء الغوادی … ابن الأَعرابی: أَسْتَنَ الرجلُ و أَسْنَتَ إذا دخل فی السَّنة. قال: و الأُبْنة فی القضیب إذا كانت تَخْفَی فهی الأَسْتَنُ.

سجن؛ ج13، ص: 203

: السِّجْنُ: الحَبْسُ. و السَّجْنُ، بالفتح: المصدر. سَجَنَه یَسْجُنُه سَجْناً أَی حبسه. و فی بعض القراءة: قال ربِّ السَّجْنُ أَحبّ إلیّ. و السِّجْنُ: المَحْبِسُ. و فی بعض القراءة: قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ، فمن كسر السین فهو المَحْبِس و هو اسم، و من فتح السین فهو مصدر سَجَنه سَجْناً. و‌فی الحدیث: ما شی‌ءٌ أَحَقَّ بطُولِ سَجْنٍ من لسانٍ.و السَّجَّانُ: صاحبُ السِّجْنِ. و رجل سَجِینٌ: مَسْجُون، و كذلك الأُنثی بغیر هاء، و الجمع سُجَناء و سَجْنی. و قال اللحیانی: امرأَة سَجِینٌ و سَجِینة أَی مسجونة من نسوة سَجْنی و سَجائن؛ و رجل سَجِین فی قوم سَجْنی؛ كل ذلك عنه. و سَجَنَ الهَمَّ یَسْجُنه إذا لم یَبُثَّه، و هو مَثَلٌ بذلك؛ قال: و لا تَسْجُنَنَّ الهَمَّ، إنَّ لسَجْنِه عَناءً، و حَمِّلْهُ المَهاری النَّواجِیا و سِجِّین: فِعِّیل من السِّجْن. و السِّجِّین: السِّجْن. و سِجِّینٌ: واد فی جهنم، نعوذ بالله منها، مشتق من ذلك. و السِّجِّینُ: الصُّلب الشدید من كل شی‌ء. و قوله تعالی: كَلّٰا إِنَّ كِتٰابَ الفُجّٰارِ لَفِی سِجِّینٍ؛ قیل: المعنی أَن كتابهم فی حَبْسٍ لخساسة منزلتهم عند الله عز و جل، و قیل: فی سِجِّینٍ فی حَجَر تحت الأَرض السابعة، و قیل: فی سِجِّین فی حساب؛ قال ابن عرفة: هو فِعِّیل من سَجَنْتُ أَی هو محبوس علیهم كی یُجازوا بما فیه، و‌قال مجاهد: لَفِی سِجِّینٍ فی الأَرض السابعة.الجوهری: سِجِّین موضع فیه كتاب الفجار، قال ابن عباس: و دواوینُهم؛ و قال أَبو عبیدة: و هو فِعِّیل من السِّجْن الحبْس كالفِسِّیق من الفِسْق. و‌فی حدیث أَبی سعید: و یُؤتی بكتابه مختوماً فیوضع فی السِّجِّین؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء بالأَلف و اللام، و هو بغیرهما اسم علم للنار؛ و منه قوله تعالی: إِنَّ كِتٰابَ الفُجّٰارِ لَفِی سِجِّینٍ. و یقال: فَعَل ذلك سِجِّیناً أَی عَلانیة. و السَّاجُون: الحدید الأَنیثُ. و ضَرْبٌ سِجِّینٌ أَی شدید؛ قال ابن مقبل: فإِنّ فینا صَبُوحاً، إنْ رأَیتَ به رَكْباً بَهِیّاً و آلافاً ثَمانینا و رَجْلةً یَضْرِبون الهامَ عن عُرُضٍ ضَرْباً، تواصَتْ به الأَبطالُ، سِجِّینا
لسان العرب، ج‌13، ص: 204
قال الأَصمعی: السِّجِّین من النخل السِّلْتِینُ، بلغة أَهل البحرین. یقال: سَجِّنْ جِذْعَك إذا أَردت أَن تجعله سِلتیناً، و العرب تقول سِجِّین مكان سِلْتین، و سِلتِینٌ لیس بعربی. أَبو عمرو: السِّجِّینُ الشدید. غیره: هو فِعّیل من السِّجْن كأَنه یُثْبِتُ من وقع به فلا یَبرح مكانَه، و رواه ابن الأَعرابی سِخِّیناً أَی سُخْناً، یعنی الضرب، و روی عن المؤَرِّج سِجِّیل و سِجِّین دائم فی قول ابن مقبل. و السِّلتِینُ من النخل: ما یحفر فی أُصولها حُفَر تجْذِبُ الماءَ إلیها إذا كانت لا یصل إلیها الماء.

سحن؛ ج13، ص: 204

: السَّحْنة و السَّحَنةُ و السَّحْناء و السَّحَناء: لِینُ البَشَرة و النَّعْمة، و قیل: الهیئةُ و اللونُ و الحالُ. و فی الحدیث ذكر السَّحْنة، و هی بشرة الوجه، و هی مفتوحة السین و قد تكسر، و یقال فیها السَّحْناء، بالمد. قال أَبو منصور: النَّعْمة، بفتح النون، التنعم، و النِّعْمة، بكسر النون، إنعام الله علی العبد. و إنه لحسَن السَّحْنة و السَّحناء. یقال: هؤلاء قوم حسَنٌ سَحْنَتُهم، و كان الفراء یقول السَّحَناء و الثَّأَداء، بالتحریك؛ قال أَبو عبید: و لم أَسمع أَحداً یقولهما بالتحریك غیره؛ و قال ابن كَیْسان: إنما حُرِّكتا لمكان حروف الحلق. قال: و سَحْنة الرجل حُسْن شعره و دیباجته لوْنِه «1». و لِیْطِه. و إنه لحَسَن سَحْناء الوَجْه. و یقال: سَحَناء، مثقل، و سَحْناء أَجود. و جاء الفرس مُسْحِناً أَی حَسَنَ الحال، و الأُنثی بالهاء. تقول: جاءَت فرسُ فلان مُسْحِنةً إذا كانت حسنة الحال حسنة المَنْظر. و تَسَحَّنَ المالَ و ساحَنه: نظر إلی سَحْنائه. و تسحَّنْتُ المالَ فرأَیت سَحْناءَه حسَنة. و المُساحَنة: المُلاقاة. و ساحَنه الشی‌ءَ مُساحَنةً: خالطه فیه و فاوَضَه. و ساحَنْتُك خالطتك و فاوضْتُك. و المُساحنة: حسن المعاشرة و المخالطة. و السَّحْنُ: أَن تَدْلُك خَشبة بمسْحَنٍ حتی تَلین من غیر أَن تأْخذ من الخشبة شیئاً، و قد سَحَنها، و اسم الآلة المِسْحَن. و المَساحِنُ: حجارة تُدَقُّ بها حجارة الفضة، واحدتها مِسْحَنة؛ قال المُعطَّل الهذلی: و فَهْمُ بنُ عَمْرٍو یَعْلِكون ضَریسَهم، كما صَرَفتْ فوْقَ الجُذاذِ المَساحِنُ و الجُذاذ: ما جُذَّ من الحجارة أَی كُسِر فصار رُفاتاً. و سَحَنَ الشی‌ءَ سَحْناً: دقه. و المِسْحَنة: الصَّلاءَة. و المِسْحنة: التی تكسر بها الحجارة. قال ابن سیدة: و المَساحِنُ حجارة رِقاق یُمْهَی بها الحدیدُ نحو المِسَنِّ. و سَحَنتُ الحجر: كسرته.

سحتن؛ ج13، ص: 204

: الأَزهری: ابن الأَعرابی السَّحْتَنةُ الأُبْنة الغلیظة فی الغُصن. أَبو عمرو: یقال سَحْتَنه إذا ذبحه، و طَحْلبَه مثله.

سخن؛ ج13، ص: 204

: السُّخْنُ، بالضم: الحارُّ ضدّ البارد، سَخُنَ الشی‌ءُ و الماءُ، بالضم، و سَخَنَ، بالفتح، و سَخِنَ؛ الأَخیرة لغة بنی عامر، سُخونة و سَخانةً و سُخْنة و سُخْناً و سَخَناً و أَسْخَنَه إِسْخاناً وَ سخَّنَه و سَخُنَتْ الأَرض و سَخِنَتْ و سَخُنَت علیه الشمس؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و بنو عامر یَكْسِرون. و‌فی حدیث معاویة بن قُرّة: شَرُّ الشتاء السَّخینُ‌أَی الحارّ الذی لا برد فیه. قال: و الذی جاء‌فی غریب الحَرْبیّ: شرُّ الشتاءِ السُّخَیْخِین، و شرحه أَنه الحارّ الذی لا برد فیه، قال: و لعله من تحریف النَّقَلة. و‌فی حدیث أَبی الطُّفَیْل: أَقبل رهْطٌ معهم امرأَة فخرجوا و تركوها مع أَحدهم فشهد علیه رجل منهم فقال: رأَیت سَخینَته تَضْرب اسْتَها
(1). قوله [و دیباجته لونه إلخ] عبارة التهذیب: حسن شعره و دیباجته، قال و دیباجته لونه و لیطه
لسان العرب، ج‌13، ص: 205
یعنی بَیْضَتیه لحرارتهما. و‌فی حدیث واثلة: أَنه، علیه السلام، دَعا بقُرْصٍ فكسره فی صَحْفة ثم صَنَعَ فیها ماءً سُخْناً؛ ماء سُخْن، بضم السین و سكون الخاء، أَی حارّ. و ماء سَخِینٌ و مُسَخَّنٌ و سِخِّین و سُخاخِینٌ: سُخْنٌ، و كذلك طعام سُخاخِین. ابن الأَعرابی: ماءٌ مُسْخَنٌ و سَخِین مثل مُتْرَص و تَریصٍ و مُبرَم و بَریمٍ؛ و أَنشد لعمرو بن كلثوم: مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فیها، إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِینا. قال: و قول من قال جُدْنا بأَموالنا فلیس بشی‌ء؛ قال ابن بری: یعنی أَنّ الماء الحارّ إذا خالطها اصْفَرَّت، قال: و هذا هو الصحیح؛ و كان الأَصمعی یذهب إلی أَنه من السَّخاء لأَنه یقول بعد هذا البیت: تری اللَّحِزَ الشَّحِیحَ، إذا أُمِرَّتْ علیه لمالِهِ فیها مُهِینا. قال: و لیس كما ظن لأَن ذلك لقب لها و ذا نعت لفعلها، قال: و هو الذی عناه ابن الأَعرابی بقوله: و قول من قال جُدْنا بأَموالنا لیس بشی‌ء، لأَنه كان ینكر أَن یكون فعیل بمعنی مُفْعَل، لیبطل به قول ابن الأَعرابی فی صفته: الملدوغ سلیم؛ إنه بمعنی مُسْلَم لما به. قال: و قد جاء ذلك كثیراً، أَعنی فعیلًا بمعنی مُفْعَل مثل مُسْخَن و سَخِین و مُتْرَص و تَرِیص، و هی أَلفاظ كثیرة معدودة. یقال: أَعْقَدْتُ العسلَ فهو مُعْقَدُ و عَقِید، و أَحْبَسْته فرساً فی سبیل الله فهو مُحْبَسٌ و حَبِیس، و أَسْخَنْتُ الماءَ فهو مُسْخَنٌ و سَخِین، و أَطْلَقْتُ الأَسیرَ فهو مُطْلَقٌ و طَلِیق، و أَعْتَقْت العبدَ فهو مُعْتَق و عَتِیق، و أَنْقَعْتُ الشرابَ فهو مُنْقَع و نَقِیع، و أَحْبَبْتُ الشی‌ءَ فهو مُحَبٌّ و حَبِیبٌ، و أَطْرَدْتُه فهو مُطْرَد و طَرِید أَی أَبعدته، و أَوْجَحْتُ الثوبَ إذا أَصْفَقْته فهو مُوجَحٌ و وَجِیحٌ، و أَتْرَصْتُ الثوبَ أَحْكمته فهو مُترَص و تَرِیص، و أَقْصَیْتُه فهو مُقْصیً و قَصِیٌّ، و أَهْدَیْت إلی البیت هَدْیاً فهو مُهْدًی و هَدِیٌّ، و أَوصیت له فهو مُوصیً و وَصِیٌّ، و أَجْنَنْتُ المیتَ فهو مُجَنٌّ و جَنین، و یقال لولد الناقة الناقص الخَلْق مُخْدَجٌ و خَدیجٌ؛ قال: ذكره الهروی، و كذلك مُجْهَضٌ و جَهِیض إذا أَلقته من شدّة السیر، و أُبْرَمْتُ الأَمرَ فهو مُبْرَمٌ و بَرِیمٌ، و أَبْهَمْتُه فهو مُبْهَم و بَهِیمٌ، و أَیْتَمه الله فهو مُوتَم و یَتِیم، و أَنْعَمه الله فهو مُنعَمٌ و نَعِیم، و أُسْلِمَ الملْسُوعُ لما به فهو مُسْلَم و سَلِیم، و أَحْكَمْتُ الشی‌ءَ فهو مُحْكَم و حَكیم؛ و منه قوله عز و جل: تِلْكَ آیٰاتُ الْكِتٰابِ الْحَكِیمِ*؛ و أَبْدَعْته فهو مُبْدَع و بَدِیع، و أَجْمَعْتُ الشی‌ء فهو مُجْمَع و جَمِیع، و أَعْتَدْتُه بمعنی أَعْدَدْته فهو مُعْتَد و عَتید؛ قال الله عز و جل: هٰذٰا مٰا لَدَیَّ عَتِیدٌ؛ أَی مُعْتَدٌ مُعَدٌّ؛ یقال: أَعددته و أَعتدته و أَعتدته بمعنی، و أَحْنَقْتُ الرجل أَغضبته فهو مُحْنَقٌ و حَنِیقٌ؛ قال الشاعر: تَلاقَیْنا بغِینةِ ذی طُرَیْفٍ، و بعضُهُم علی بعضٍ حَنِیقُ. و أَفْرَدْته فهو مُفْرَد و فَرِید، و كذلك مُحْرَدٌ و حَرِید بمعنی مُفْرد و فَرید، قال: و أَما فعیل بمعنی مُفْعِل فمُبْدِعٌ و بَدِیع، و مُسْمِع و سَمِیع، و مُونِقٌ و أَنیق، و مُؤْلِم و أَلِیم، و مُكِلٌّ و كَلِیل؛ قال الهذلی: حتی شَآها كَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلُ غیره: و ماء سُخَاخِینٌ علی فُعالیل، بالضم، و لیس فی
لسان العرب، ج‌13، ص: 206
الكلام غیره. أَبو عمرو: ماء سَخِیم و سَخِین للذی لیس بحارٍّ و لا بارد؛ و أَنشد: إنّ سَخِیمَ الماءِ لن یَضِیرا. و تَسْخین الماء و إِسْخانه بمعنی. و یومٌ سُخاخینٌ: مثل سُخْن؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ و خالِداً، حُبّاً سُخاخِیناً و حُبّاً باردا. فإِنه فسر السُّخاخین بأَنه المؤذی المُوجِع، و فسر البارد بأَنه الذی یَسْكُنُ إلیه قلبه، قال كراع: و لا نظیر لسُخَاخِین. و قد سَخَنَ یومُنا و سَخُن یَسْخُن، و بعض یقول یَسْخَنُ، و سَخِنَ سُخْناً و سَخَناً. و یوم سُخْن و ساخِن و سُخْنانٌ و سَخْنانٌ: حارٌّ. و لیلة سُخْنة و ساخنة و سُخْنانة و سَخْنانة و سَخَنَانة، و سَخُنَتِ النارُ و القِدْر تَسْخُنُ سُخْناً و سُخُونة، و إنی لأَجِدُ فی نفْسی سُخْنة و سِخْنة و سَخْنة و سَخَنَةً، بالتحریك، و سَخْناءَ، ممدود، و سُخونة أَی حَرّاً أَو حُمَّی، و قیل: هی فَضْلُ حرارة یجدها من وجع. و یقال: علیك بالأَمر عند سُخْنته أَی فی أَوله قبل أَن یَبْرُد. و ضَرْبٌ سِخِّین: حارٌّ مُؤْلِم شدید؛ قال ابن مقبل: ضَرْباً تَواصَتْ به الأَبْطالُ سِخِّینا و السَّخینةُ: التی ارتفعت عن الحَسَاء و ثَقُلَتْ عن أَن تُحْسَی، و هی طعام یتخذ من الدقیق دون العصیدة فی الرقة و فوقَ الحَساء، و إنما یأْكلون السَّخِینة و النَّفِیتَة فی شدَّة الدَّهْرِ و غَلاءِ السِّعْرِ و عَجَفِ المالِ. قال الأَزهری: و هی السَّخُونة أَیضاً. و روی عن أَبی الهَیْثم أَنه كتب أعرابی قال: السَّخِینة دقیق یُلْقَی علی ماءٍ أَو لبن فیطبخ ثم یؤْكل بتمر أَو یُحسَی، و هو الحَسَاءِ. غیره: السَّخِینة تعمل من دقیق و سمن. و‌فی حدیث فاطمة، علیها السلام: أَنها جاءت النبی، صلی الله علیه و سلم، ببُرْمَةٍ فیها سَخِینة‌أَی طعام حارّ، و قیل: هی طعام یتخذ من دقیق و سمن، و قیل: دقیق و تمر أَغلظ من الحَسَاء و أَرق من العصیدة، و كانت قریش تكثر من أَكلها فعُیِّرَتْ بها حتی سُمُّوا سَخِینَة. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی عمه حمزة فصُنِعَتْ لهم سَخِینَةٌ فأَكلوا منها.و‌فی حدیث معاویة: أَنه مازَحَ الأَحْنَفَ بنَ قیس فقال: ما الشی‌ءُ المُلَفَّفُ فی البِجَادِ؟ قال: هو السَّخِینة یا أَمیر المؤمنین؛ المُلَفَّفُ فی البِجاد: وَطْبُ اللبن یُلَفُّ فیه لیَحْمَی و یُدْرِكَ، و كانت تمیم تُعَیَّرُ به. و السَّخِینة: الحَساءِ المذكور، یؤْكل فی الجَدْب، و كانت قریش تُعَیَّرُ بها، فلما مازحه معاویة بما یعاب به قومه مازحه الأَحْنَفُ بمثله. و السَّخُونُ من المرق: ما یُسَخَّنُ؛ و قال: یُعْجبُه السَّخُونُ و العَصِیدُ، و التَّمْرُ حُبّاً ما له مَزِیدُ. و یروی: … حتی ما له مزید. و سَخِینةُ: لقب قریش لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخینة؛ قال كعب بن مالك «2».: زَعَمَتْ سَخِینَةُ أَن سَتَغْلِبُ رَبَّها، و لَیُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ. و المِسْخَنَةُ من البِرامِ: القِدْرُ التی كأَنها تَوْر؛ ابن شُمیل: هی الصغیرة التی یطبخُ فیها للصبی. و‌فی الحدیث: قال له رجل یا رسول الله، هل أُنزِل علیك طعامٌ من السماء؟ فقال: نعم أُنزل علیّ طعام فی مِسْخَنة؛ قال: هی قِدْر كالتَّوْرِ یُسَخَّن فیها الطعام. و سُخْنَةُ العین: نقیضُ قُرَّتها، و قد سَخِنَت عینه،
(2). قوله [قال كعب بن مالك] زاد الأَزهری الأَنصاری، و الذی فی المحكم: قال حسان
لسان العرب، ج‌13، ص: 207
بالكسر، تَسْخَنُ سَخَناً و سُخْنَةً و سُخُوناً و أَسْخَنها و أَسْخَنَ بها؛ قال: أَوهِ أَدِیمَ عِرْضِه، و أَسْخِنِ بعَیْنِه بعد هُجوعِ الأَعْیُنِ «1». و رجل سَخِینُ العین، و أَسْخَن الله عینَه أَی أَبكاه. و قد سخُنَتْ عینه سُخْنَة و سُخُوناً، و یقال: سَخِنَتْ و هی نقیض قَرّت، و یقال: سَخِنَت عینه من حرارة تَسْخَن سُخْنَةً؛ و أَنشد: إذا الماءُ من حالِبَیْه سَخِنْ قال: و سَخِنَت الأَرض و سَخُنت، و أَما العین فبالكسر لا غیر. و التَّساخین: المَراجل، لا واحد لها من لفظها؛ قال ابن درید: إلا أَنه قد یقال تِسْخان، قال: و لا أَعرف صحة ذلك. و سَخُنَت الدابة إِذا أُجْرِیَت فسَخُنَ عِظامُها و خَفَّتْ فی حُضْرِها؛ و منه قول لبید: رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ و فوْقَهُ، حتی إذا سَخُنَتْ و خَفَّ عِظامُها. و یروی … سخنت …، بالفتح و الضم. و التَّساخِینُ: الخِفافُ، لا واحد لها مثل التَّعاشِیب. و قال ثعلب: لیس للتَّساخین واحد من لفظها كالنساء لا واحد لها، و قیل: الواحد تَسْخان و تَسْخَن. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، بعث سَرِیَّةً فأَمَرهم أَن یَمْسَحُوا علی المَشاوِذ و التَّساخین؛ المَشاوذُ: العمائم، و التَّساخِین: الخِفَاف. قال ابن الأَثیر: و قال حمزة الأَصبهانی فی كتاب المُوازنة: التَّسْخان تعریب تَشْكَن، و هو اسم غِطاء من أَغطیة الرأْس، كان العلماءُ و المَوَابِذة یأْخذونه علی رؤوسهم خاصة دون غیرهم، قال: و جاء ذكر التَّساخین فی الحدیث فقال مَنْ تعاطَی تفسیرَه هو الخُفُّ حیث لم یعرف فارسیته و التاء فیه زائدة. و السَّخاخِینُ المَساحِی، واحدها سِخِّینٌ، بلغة عبد القیس، و هی مِسْحاة مُنْعَطِفة. و السِّخِّینُ: مَرُّ المِحْراث؛ عن ابن الأَعرابی، یعنی ما یَقْبِضُ علیه الحَرَّاثُ منه؛ ابن الأَعرابی: هو المِعْزَق و السِّخُّینُ، و یقال للسِّكِّین السِّخِّینة و الشِّلْقاء، قال: و السَّخاخِین سَكاكین الجَزَّار.

سدن؛ ج13، ص: 207

: السَّادِنُ: خادم الكعبة و بیتِ الأَصنام، و الجمع السَّدَنَةُ، و قد سَدَنَ یَسْدُنُ، بالضم، سَدْناً و سَدَانَةً،و كانت السَّدَانَةُ و اللِّواءِ لبنی عبد الدار فی الجاهلیة فأَقرّها النبی، صلی الله علیه و سلم، لهم فی الإِسلام.قال ابن بری: الفرق بین السَّادِنِ و الحاجب أَن الحاجب یَحْجُبُ و إِذْنُه لغیره، و السَّادِنُ یحجب و إذنه لنفسه. و السَّدْنُ و السِّدانة: الحِجابة، سَدَنه یَسْدُنه. و السَّدَنة: حُجَّاب البیت و قَوَمةُ الأَصنام فی الجاهلیة، و هو الأَصل، و ذكر النبی، صلی الله علیه و سلم، سِدَانَة الكعبة و سِقَایة الحاجِّ فی الحدیث. قال أَبو عبید: سِدَانَة الكعبة خِدْمَتُها و تَوَلِّی أَمرها و فتح بابها و إِغلاقُه، یقال منه: سَدَنْتُ أَسْدُنُ سَدَانة. و رجل سَادِنٌ من قوم سَدَنة و هم الخَدَم. و السَّدَنُ: السِّتْرُ، و الجمع أَسْدانٌ، و قیل: النون هنا بدل من اللام فی أَسْدال؛ قال الزَّفَیانُ: ما ذا تَذَكَّرْت من الأَظْعانِ، طوالِعاً من نَحْوِ ذی بُوانِ كأَنما ناطُوا، علی الأَسْدانِ، یانِعَ حُمَّاضٍ و أُقْحُوانِ. ابن السكیت: الأَسْدانُ و السُّدُونُ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ من الثیاب، واحدها سَدَنٌ. الجوهری: الأَسْدانُ لغة فی الأَسْدالِ، و هی سُدُولُ الهوادج.
(1). حرك نون أسخن بالكسر و حقها السكون مراعاة للقافیة
لسان العرب، ج‌13، ص: 208
أَبو عمرو: السَّدِینُ الشحم، و السَّدینُ السِّتْرُ. و سَدَنَ الرجلُ ثوبه و سَدَنَ السِّتْرَ إذا أَرسله.

سران؛ ج13، ص: 208

: إِسْرائین و إِسْرائیل، زعم یعقوب أَنه بَدَلٌ: اسم مَلَكٍ.

سربن؛ ج13، ص: 208

: السِّرْبان: كالسِّرْبال، و زعم یعقوب أَن نون سِرْبان بدل من لام سِرْبال. و تَسَرْبَنتُ: كتَسَرْبَلْتُ؛ قال الشاعر: تَصُدُّ عنی كَمِیَّ القومِ مُنْقَبِضاً، إذا تَسَرْبَنْتُ تحتَ النَّقْعِ سِرْباناً. قال: و رواه أَبو عمرو … سِربالًا.

سرجن؛ ج13، ص: 208

: السِّرْجینُ و السَّرْجینُ: ما تُدْمَلُ به الأَرضُ، و قد سَرْجَنَها. الجوهری: السِّرْجین، بالكسر، معرَّب لأَنه لیس فی الكلام فَعْلیل، بالفتح، و یقال سِرْقین.

سرفن؛ ج13، ص: 208

: إِسْرافینُ و إِسْرافیلُ، و كان القَنانِیُّ یقول سَرافینُ و سَرافِیلُ و إِسْرائِیلُ و إِسرائینُ، و زعم یعقوب أَنه بَدَلٌ: اسم مَلَك، و قد تكون همزة إِسرافِیلَ أَصلًا فهو علی هذا خماسی.

سرقن؛ ج13، ص: 208

: السِّرْقِین و السَّرقین: ما تُدْمَلُ به الأَرضُ، و قد سَرْقَنَها. التهذیب: السَّرْقین معرّب، و یقال سِرْجین.

سطن؛ ج13، ص: 208

: الساطِنُ: الخَبیث. و الأُسْطُوانُ: الرَّجلُ الطویل الرِّجْلینِ و الظهرِ. و جَمَل أُسْطُوانٌ: طویل العُنُق مُرْتَفِع، و منه الأُسْطُوانة؛ قال رؤبة: جَرَّبْنَ منّی أُسْطواناً أَعْنَقا، یَعْدِلُ هَدْلاءَ بِشِدْقٍ أَشْدَقا و الأَعْنَق: الطویل العُنُق. و الأُسْطُوانة: السارِیَة معروفَة، و هو من ذلك، و أُسْطُوان البیت معروف، و أَساطِینُ مُسَطَّنَةٌ، و نون الأُسْطُوانة من أَصل بناء الكلمة، و هو علی تقدیر أُفْعُوالة، و بیان ذلك أَنهم یقولون أَساطینُ مُسَطَّنَةٌ؛ قال الفراء: النون فی الأُسْطوانة أَصلیة، قال: و لا نظیر لهذه الكلمة فی كلامهم، قال الجوهری: النون أَصلیة و هو أُفْعُوالةٌ مثل أُقْحوانةٍ، و كان الأَخفش یقول هو فُعْلُوانة، قال: و هذا یُوجِب أَن تكون الواو زائدةً و إلی جَنْبِها زائدتان الأَلف و النونُ، قال: و هذا لا یكاد یكون، قال: و قال قوم هو أُفْعُلانةٌ، و لو كان كذلك لما جُمِعَ علی أَسَاطِینَ، لأَنه لا یكون فی الكلام أَفاعینُ، قال ابن بری عند قول الجوهری إن أُسْطُوانة أُفْعُوالة مثل أُقْحُوانة، قال: وزنها أُفْعُلانة و لیست أُفْعُوالة كما ذكَر، یَدُلُّك علی زیادة النون قولُهم فی الجمع أَقاحِیُّ و أَقاحٍ، و قولُهم فی التصغیر أُقَیْحیة، قال: و أَما أُسْطُوانة فالصحیح فی وزنها فُعْلُوانة لقولهم فی التكسیر أَساطین كسَراحِین، و فی التصغیر أُسَیْطِینة كسُرَیْحِین، قال: و لا یجوز أَن یكون وزنها أُفْعُوالة لقلة هذا الوزن و عدم نظیره، فأَمّا مُسَطَّنة و مُسَطَّن فإِنما هو بمنزلة تَشَیْطَنَ فهو مُتَشَیْطِن، فیمن زعم أَنه من شَاطَ یَشیطُ، لأَن العرب قد تَشْتقُّ من الكلمة و تُبقی زوائده كقولهم تَمَسْكَنَ و تَمَدْرَعَ، قال: و ما أَنكره بعدُ من زیادة الأَلف و النون بعد الواو المزیدة فی قوله و هذا لا یكادُ یكون، فغیر منكر بدلیل قولهم عُنْظُوان و عُنْفُوان، و وزْنُهما فُعْلُوان بإِجماع، فَعَلی هذا یجوز أَن یكون أُسْطُوانة كعُنْظُوانة، قال: و نظیره من الیاء فِعْلیان نحو صِلِّیان و بِلِّیان و عِنْظیان، قال: فهذه قد اجتمع فیها زیادة الأَلف و النون و زیادة الیاء قبلها و لم یُنْكر ذلك أَحد. و یقال للرجل الطویل الرجلین و الدابة الطویل القوائم:
لسان العرب، ج‌13، ص: 209
مُسَطَّن، و قوائمه أَساطینُه. و الأَسْطان: آنیة الصُّفْر. قال الأَزهری: الأُسْطُوانُ إِعراب «1». أُستُون.

سعن؛ ج13، ص: 209

: السَّعْنُ و السُّعْنُ: شی‌ء یُتَّخذ من أَدَمٍ شبه دَلوٍ إِلا أَنه مُستطیل مستدیر و ربما جعلت له قوائم یُنْتَبَذ فیه، و قد یكون بعضُ الدِّلاءِ علی تلك الصنعة. و السُّعْن: القِرْبة البالیة المتَخَرِّقة العُنق یُبرَّد فیها الماء، و قیل: السُّعْن قِرْبة أَو إِداوة یُقْطع أَسفلُها و یُشَدُّ عُنُقها و تُعَلَّق إلی خشبة أَو جِذْع نخلة، ثم یُنْبَذ فیها ثم یُبرَّد فیها، و هو شبیه بدَلو السَّقَّائین یصبون به فی المَزائد. و‌فی حدیث عُمر: و أَمَرْت بصاعٍ من زبیب فجُعِل فی سُعْنٍ؛ هو من ذلك. و السُّعْنة: القربة الصغیرة یُنْبَذ فیها. و قال فی السُّعْن: قِرْبة یُنبذ فیها و یستقی بها، و ربما جعلت المرأَةُ فیها غزلها و قطنها، و الجمع سِعَنةٌ مثل غُصْن و غِصَنة. و السُّعْن: كالعُكَّة یكون فیها العسل، و الجمع أَسْعانٌ و سِعَنةٌ. و‌فی الحدیث: اشتریتُ سُعْناً مُطْبَقاً فذُكِر لأَبی جعفر فقال: كان أَحَبَّ الآنیة إلی النبی، صلی الله علیه و سلم، كلُّ إناءٍ مُطْبَقٍ؛: قیل: هو القَدَح العظیم یُحْلب فیه؛ قال الهذلی: طَرَحْتُ بذی الجَنْبَین سُعْنی و قِربتی، و قد أَلَّبُوا خَلْفِی و قَلَّ المَسارب. المَذاهب. و المُسَعَّن: غَرْبٌ یُتَّخذ من أَدیمین یُقابَل بینهما فیُعْرَقان بعراقین، و له خُصْمان من جانبَین، لو وُضِعَ قام قائماً من استواء أَعلاه و أَسفله. و السُّعْن: ظُلَّة أَو كالظُّلَّة تُتَّخذ فوق السطوح حَذَرَ نَدی الوَمَد، و الجمع سُعونٌ؛ و قال بعضهم: هی عُمانیَّة لأَن مُتَّخذیها إِنما هم أَهلُ عُمان. و أَسْعَنَ الرجلُ إذا اتخَذَ السُّعنة، و هی المِظَلَّة. و ما عنده سَعْنٌ و لا مَعْنٌ؛ السَّعْنُ: الوَدَك، و المَعْن: المعروف. و ما له سَعْنة و لا مَعْنةٌ، بالفتح، أَی قلیل و لا كثیر، و قیل: السَّعْنة المشؤُومة «2». و المَعْنة المیمون، و كان الأَصمعی لا یعرف أَصلها، و قیل: السَّعْنة من المِعْزی صغار الأَجسام فی خَلْقها، و المَعْنُ الشی‌ء الهَیِّن. و السَّعْنة: الكثرة من الطعام و غیره، و المَعنة القلة من الطعام و غیره. و ابن سَعْنة، بفتح السین: من شعرائهم. و سُعْنة: اسم رجل. و یوم السَّعانین: عید للنصاری. و‌فی حدیث شَرْط النصاری: و لا یُخْرِجوا سَعانینَ؛ قال ابن الأَثیر: هو عید لهم معروف قبل عیدهم الكبیر بأُسبوع، و هو سُرْیانی معرّب، و قیل: هو جمع، واحده سَعْنُون.

سغن؛ ج13، ص: 209

: ابن الأَعرابی: الأَسْغانُ الأَغذیة الردیئة، و یقال باللام أَیضاً.

سفن؛ ج13، ص: 209

: السَّفْنُ: القَشْر. سَفَن الشی‌ءَ یَسْفِنه سَفْناً: قشره؛ قال إمرؤُ القیس: فجاءَ خَفِیَّاً یَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُه، تَری التُّرْبَ منه لاصقاً كلَّ مَلْصَق. و إنما جاء متلبداً علی الأَرض لئلا یراه الصید فینفر منه. و السَّفِینة: الفُلْك لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَی تقشره، فَعِیلة بمعنی فاعلة، و قیل لها سفینة لأَنها تَسْفِنُ الرمل إذا قَلَّ الماء، قال: و یكون مأْخوذاً من السفن، و هو الفأْس التی یَنْحَت بها النجارُ، فهی فی هذه الحال فعیلة بمعنی مفعولة، و قیل: سمیت السفینة سفینة لأَنها تَسْفِنُ علی وجه الأَرض أَی تَلزَق بها، قال ابن درید: سفینة فعیلة بمعنی فاعلة كأَنها تَسْفِنُ الماء أَی
(1). قوله [قال الأَزهری الأُسطوان إعراب إلخ] عبارته: لا أحسب الأَسطوان معرباً و الفرس تقول أستون انتهی. زاد الصاغانی: الأسطوانة من أسماء الذكر (2). قوله [و قیل السعنة المشؤُومة إلخ] و قیل بالعكس كما فی الصاعانی و غیره
لسان العرب، ج‌13، ص: 210
تَقْشِره، و الجمع سَفائن و سُفُن و سَفِین؛ قال عمرو بن كلثوم: مَلأْنا البَرَّ حتی ضاقَ عَنَّا، و مَوْجُ البحر نَمْلَؤُه سَفینا «3». و قال العجاج: و هَمَّ رَعْلُ الآلِ أَن یكونا بحْراً یَكُبُّ الحُوتَ و السَّفِینا و قال المَثقَّب العَبْدی: كأَنَّ حُدوجَهُنَّ علی سَفِین. سیبویه: أَما سَفائن فعلی بابه، و فُعُلٌ داخل علیه لأَن فُعُلًا فی مثل هذا قلیل، و إِنما شبهوه بِقَلیب و قُلُب كأَنهم جمعوا سَفیناً حین علموا أَن الهاء ساقطة، شبهوها بجُفرةٍ و جِفارٍ حین أَجرَوْها مُجری جُمْد و جِماد. و السَّفَّانُ: صانع السُّفن و سائسها، و حِرْفَته السِّفانة. و السَّفَنُ: الفأْس العظیمة؛ قال بعضهم: لأَنها تَسْفِنُ أَی تَقْشر، قال ابن سیدة: و لیس عندی بقویّ. ابن السكیت: السَّفَن و المِسْفَن و الشَّفْرُ أَیضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع؛ و قال ذو الرمة یصف ناقة أَنضاها السیر: تَخَوَّفَ السَّیْرُ منها تامكاً قَرِداً، كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ «4». یعنی تَنقَّص. الجوهری: السَّفَنُ ما یُنْحَت به الشی‌ء، و المِسْفَن مثله؛ و قال: و أَنتَ فی كَفِّكَ المِبْراةُ و السَّفَنُ یقول: إِنك نجَّار؛ و أَنشد ابن بری لزهیر: ضَرْباً كنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ و السَّفَنُ: جِلدٌ أَخشَن غلیظ كجلود التماسیح یكون علی قوائم السیوف، و قیل: هو حجَرٌ یُنْحَت به و یُلیَّن، و قد سَفَنَه سَفْناً و سَفَّنَه. و قال أَبو حنیفة: السَّفَنُ قطعة خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمكة یُسْحَج بها القِدْح حتی تذهب عنه آثار المِبراة، و قیل: السَّفَنُ جلد السمك الذی تُحَكُّ به السِّیاط و القِدْحان و السِّهام و الصِّحافُ، و یكون علی قائم السیف؛ و قال عدیّ بن زید یصف قِدْحاً: رَمَّه البارِی، فَسوَّی دَرْأَه غَمْزُ كَفَّیه، و تحْلیقُ السَّفَنْ و قال الأَعشی: و فی كلِّ عامٍ له غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَی تأْكل الحجارةُ دوابرَ لها من بعد الغزو. و قال اللیث: و قد یجعل من الحدید ما یُسَفَّن به الخشبُ أَی یُحَك به حتی یلین، و قیل: السَّفَنُ جلد الأَطومِ، و هی سمكة بحریة تُسَوَّی قوائمُ السیوف من جلدها. و سَفَنَتِ الریحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً: جعلته دُقاقاً؛ و أَنشد: إذا مَساحِیجُ الرِّیاحِ السُّفَّن أَبو عبید: السَّوافِنُ الریاح التی تَسْفِنُ وجه الأَرض كأَنها تَمْسحه، و قال غیره: تقشره، الواحدة سافِنَة، و سَفَنَت الریح التراب عن وجه الأَرض؛ و قال اللحیانی: سَفَنَتِ الریح تَسْفُنُ سُفُوناً و سَفِنَتْ إذا هَبَّتْ علی وجه الأَرض، و هی ریح سَفُونٌ إذا كانت أَبداً هابَّةً؛ و أَنشد:
(3). قوله [و موج البحر] كذا بالأَصل، و الذی فی المحكم: و نحن البحر (4). قوله [تخوف السیر إلخ] الذی فی الصحاح: الرحل بدل السیر، و ظهر بدل عود. قال الصاغانی: و عزاه الأَزهری لابن مقبل و هو لعبد الله بن عجلان النهدی، و ذكر صاحب الأَغانی فی ترجمة حماد الراویة أَنه لابن مزاحم الثمالی
لسان العرب، ج‌13، ص: 211
مَطاعِیمُ للأَضیافِ فی كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّیاحِ، تَتْرُكُ اللیطَ أَغْبرا و السَّفِینَةُ: اسم، و به سمی عبد أَو عَسِیف مُتكَهِّن كان لعلی بن أَبی طالب، رضی الله عنه، و أَخبرنی أَبو العَلاء أَنه إِنما سمی سفِینَة لأَنه كان یحمل الحسنَ و الحسین أَو متاعَهما، فشبِّه بالسَّفینة من الفُلْكِ.و سَفَّانة: بنت «1». حاتم طَیِّ‌ءٍ، و بها كان یُكنی. و ورد فی الحدیث ذكر سَفَوانَ، بفتح السین و الفاء، وادٍ من ناحیة بدر بلغ إلیه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی طلب كُرْزٍ الفِهْرِی لما أَغار علی سَرْحِ المدینة، و هی غزوة بدر الأُولی، و الله أَعلم.

سقن؛ ج13، ص: 211

: التهذیب خاصة عن ابن الأَعرابی: الأَسْقانُ الخَواصر الضامرة. و أَسْقَنَ الرجلُ إذا تمم جِلاءَ سیفه.

سقلطن؛ ج13، ص: 211

: السّقْلاطُونُ: ضرب من الثیاب؛ قال ابن جنی: ینبغی أَن یكون خماسیّاً لرفع النون و جرها مع الواو؛ قال أَبو حاتم: عرضته علی رُومِیَّةٍ و قلت لها ما هذا؟ فقالت: سِجِلَّاطُسْ.

سكن؛ ج13، ص: 211

: السُّكُونُ: ضدّ الحركة. سَكَنَ الشی‌ءُ یَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته، و أَسْكَنه هو و سَكَّنه غیره تَسْكیناً. و كل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالریح و الحَرّ و البرد و نحو ذلك. و سَكَنَ الرجل: سكت، و قیل: سَكَن فی معنی سكت، و سَكَنتِ الریح و سَكَن المطر و سَكَن الغضب. و قوله تعالی: وَ لَهُ مٰا سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ؛ قال ابن الأَعرابی: معناه و له ما حَلَّ فی اللیل و النهار؛ و قال الزجاج: هذا احتجاج علی المشركین لأَنهم لم ینكروا أَن ما استقرَّ فی اللیل و النهار لله أَی هو خالقه و مُدَبِّره، فالذی هو كذلك قادر علی إحیاء الموتی. و قال أَبو العباس فی قوله تعالی: وَ لَهُ مٰا سَكَنَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ، قال: إنما الساكن من الناس و البهائم خاصة، قال: و سَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك، و إنما معناه، و الله أَعلم، الخَلْق. أَبو عبید: الخَیْزُرَانَةُ السُّكّانُ، و هو الكَوْثَلُ أَیضاً. و قال أَبو عمرو: الجَذَفُ السُّكّان فی باب السُّفُن. اللیث: السُّكّانُ ذَنَب السفینة التی به تُعَدَّل؛ و منه قول طرفة: كسُكّانِ بُوصِیٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ. و سُكَّانُ السفینة عربی. و السُّكّانُ: ما تُسَكَّنُ به السفینة تمنع به من الحركة و الاضطراب. و السِّكِّین: المُدْیة، تذكر و تؤَنث؛ قال الشاعر: فعَیَّثَ فی السَّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، بِسِكِّینٍ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ و قال أَبو ذؤَیب: یُرَی ناصِحاً فیما بَدا، و إذا خَلا فذلك سِكِّینٌ، علی الحَلْقِ، حاذقُ قال ابن الأَعرابی: لم أَسمع تأْنیث السِّكِّین، و قال ثعلب: قد سمعه الفراء؛ قال الجوهری: و الغالب علیه التذكیر؛ قال ابن بری: قال أَبو حاتم البیت الذی فیه: بسِكِّینٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ. هذا البیت لا تعرفه أَصحابنا. و‌فی الحدیث: فجاء المَلَك بسِكِّین دَرَهْرَهَةٍ‌أَی مُعْوَجَّة الرأْس؛ قال ابن بری: ذكره ابن الجَوَالِیقی فی المُعَرَّب فی باب الدال، و ذكره الهروی فی الغریبین. ابن سیدة: السِّكِّینَة لغة فی السِّكِّین؛ قال: سِكِّینةٌ من طَبْعِ سَیْفِ عَمْرِو، نِصابُها من قَرْنِ تَیْسٍ بَرِّی و‌فی حدیث المَبْعَثِ: قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه
(1). قوله [و سفانة بنت إلخ] أصل السفانة اللؤلؤة كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌13، ص: 212
إیتِنی بالسِّكِّینة؛ هی لغة فی السِّكِّین، و المشهور بلا هاء. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: إن سَمِعْتُ بالسِّكِّین إلَّا فی هذا الحدیث، ما كنا نسمیها إلَّا المُدْیَةَ؛ و قوله أَنشده یعقوب: قد زَمَّلُوا سَلْمَی علی تِكِّین، و أَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِینِ قال ابن سیدة: أَراد علی سِكِّین فأَبدل التاء مكان السین، و قوله: … بدم المسكین أَی بإِنسان یأْمرونها بقتله، و صانِعُه سَكّانٌ و سَكَاكِینیٌّ؛ قال: الأَخیرة عندی مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلی الجمع فالقیاس أَن تَردّه إلی الواحد. ابن درید: السِّكِّین فِعِّیل من ذَبَحْتُ الشی‌ءَ حتی سكن اضطرابه؛ و قال الأَزهری: سمیت سِكِّیناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبیحة أَی تُسَكنها بالموت. و كل شی‌ء مات فقد سَكَنَ، و مثله غِرِّید للمغنی لتغریده بالصوت. و رجل شِمِّیر: لتَشْمِیره إذا جَدَّ فی الأَمر و انكمش. و سَكَنَ بالمكان یَسْكُنُ سُكْنَی و سُكُوناً: أَقام؛ قال كثیِّر عزة: و إن كان لا سُعْدَی أَطالتْ سُكُونَهُ، و لا أَهْلُ سُعْدَی آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ. فهو ساكن من قوم سُكّان و سَكْنٍ؛ الأَخیرة اسم للجمع، و قیل: جمع علی قول الأَخفش. و أَسْكَنه إیاه و سَكَنْتُ داری و أَسْكَنْتها غیری، و الاسم منه السُّكْنَی كما أَن العُتْبَی اسم من الإِعْتاب، و هم سُكّان فلان، و السُّكْنَی أَن یُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَی. و قال اللحیانی: و السَّكَن أَیضاً سُكْنَی الرجل فی الدار. یقال: لك فیها سَكَنٌ. أَی سُكْنَی. و السَّكَنُ و المَسْكَنُ و المَسْكِن: المنزل و البیت؛ الأَخیرة نادرة، و أَهل الحجاز یقولون مَسْكنٌ، بالفتح. و السَّكْنُ: أَهل الدار، اسم لجمع ساكِنٍ كشارب و شَرْبٍ؛ قال سَلامة بن جَنْدَل: لیس بأَسْفَی و لا أَقْنَی و لا سَغِلٍ، یُسْقَی دواءَ قَفِیِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ و أَنشد الجوهری لذی الرمة: فیا كَرَمَ السَّكْنِ الذین تَحَمَّلوا عن الدارِ، و المُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بری: أَی صار خَلَفاً و بَدَلًا للظباءِ و البقر، و قوله: فیا كَرَمَ … یَتَعَجَّب من كرمهم. و السَّكْنُ: جمع ساكن كصَحْب و صاحب. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: حتی إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ؛ هو بفتح السین و سكون الكاف لأَهل البیت. و قال اللحیانی: السَّكْنُ أَیضاً جِمَاعُ أَهل القبیلة. یقال: تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا. و السَّكَنُ: كل ما سَكَنْتَ إلیه و اطمأْنَنت به من أَهل و غیره، و ربما قالت العرب السَّكَنُ لما یُسْكَنُ إلیه؛ و منه قوله تعالی: جَعَلَ اللَّیْلَ سَكَناً. و السَّكَنُ: المرأَة لأَنها یُسْكَنُ إلیها. و السَّكَنُ: الساكِنُ؛ قال الراجز: لِیَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلی فَنَنْ، إلی ذَرَی دِفْ‌ءٍ و ظِلٍّ ذی سَكَنْ و‌فی الحدیث: اللهم أَنْزِلْ علینا فی أَرضنا سَكَنَها‌أَی غیاث أَهلها الذی تَسْكُن أَنفسهم إلیه، و هو بفتح السین و الكاف. اللیث: السَّكْنُ السُّكّانُ. و السُّكْنُ: أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلًا بلا كراء، قال: و السَّكْنُ العیال أَهلُ البیت، الواحد ساكِنٌ. و‌فی حدیث الدجال: السُّكْنُ القُوتُ.و‌فی حدیث المهدی: حتی إنَّ العُنْقود لیكون سُكْنَ أَهل الدار‌أَی قُوتَهم من بركته، و هو بمنزلة النُّزْل، و هو طعام
لسان العرب، ج‌13، ص: 213
القوم الذین ینزلون علیه. و الأَسْكانُ: الأَقْواتُ، و قیل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به یُسْكَنُ، و هذا كما یقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلًا. و یقال: مَرْعًی مُسْكِنٌ إذا كان كثیراً لا یُحْوج إلی الظَّعْن، كذلك مَرْعًی مُرْبِعٌ و مُنْزِلٌ. قال: و السُّكْنُ المَسْكَن. یقال: لك فیها سُكْنٌ و سُكْنَی بمعنی واحد. و سُكْنی المرأَة: المَسْكَنُ الذی یُسْكنها الزوج إیاه. یقال: لك داری هذه سُكْنَی إذا أَعاره مَسْكناً یَسْكُنه. و سُكّانُ الدَّارِ: هُمُ الجنّ المقیمون بها،و كان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فیها ذَبیحة یَتَّقی بها أَذَی الجنّ فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ذبائح الجن.و السَّكَنُ، بالتحریك: النار؛ قال یصف قناة ثَقَّفَها بالنار و الدُّهن: أَقامها بسَكَنٍ و أَدْهان و قال آخر: أَلْجَأَنی اللیلُ و ریحٌ بَلَّهْ إلی سَوادِ إِبلٍ و ثَلَّهْ، و سَكَنٍ تُوقَدُ فی مِظَلَّهْ ابن الأَعرابی: التَّسْكِینُ تقویم الصَّعْدَةِ بالسَّكَنِ، و هو النار. و التَّسْكین: أَن یدوم الرجل علی ركوب السُّكَیْنِ، و هو الحمار الخفیف السریع، و الأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَیْنة، و به سمیت الجاریة الخفیفة الرُّوح سُكَیْنة. قال: و السُّكَیْنة أَیضاً اسم البَقَّة التی دخلت فی أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه. و السُّكَیْنُ: الحمار الوحشی؛ قال أَبو دُواد: دَعَرْتُ السُّكَیْنَ به آیِلًا، و عَیْنَ نِعاجٍ تُراعی السِّخالا و السَّكینة: الوَدَاعة و الوَقار. و قوله عز و جل: فِیهِ سَكِینَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِیَّةٌ؛ قال الزجاج: معناه فیه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم؛قال ابن سیدة: قالوا إنه كان فیه میراث الأَنبیاء و عصا موسی و عمامة هرون الصفراء، و قیل: إنه كان فیه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبنی إسرائیل، و قیل: إن السَّكینة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ و یاقوت و لها جناحان.قال الحسن: جعل الله لهم فی التابوت سَكِینة لا یَفِرُّون عنه أَبداً و تطمئن قلوبهم إلیه.الفراء: من العرب من یقول أَنزل الله علیهم السَّكینة للسَّكینة. و‌فی حدیث قَیْلَةَ: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لها: یا مِسْكِینة علیك السَّكِینةَ؛ أَراد علیك الوَقارَ و الوَداعَة و الأَمْنَ. یقال: رجل وَدِیعَ وقُور ساكن هادئ. و‌روی عن ابن مسعود أَنه قال: السَّكِینةَ مَغْنَم و تركها مَغْرَم، و قیل: أَراد بها هاهنا الرحمة. و‌فی الحدیث: نزلت علیهم السَّكِینة تحملها الملائكة.و قال شمر: قال بعضهم السَّكِینة الرحمة، و قیل: هی الطمأْنینة، و قیل: هی النصر، و قیل: هی الوَقار و ما یَسْكُن به الإِنسان. و قوله تعالی: فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِینَتَهُ عَلیٰ رَسُولِهِ ما تَسْكُنُ به قلوبُهم. و تقول للوَقُور: علیه السُّكون و السَّكِینة؛ أَنشد ابن بری لأَبی عُرَیْف الكُلَیبی: للهِ قَبْرٌ غالَها، ما ذا یُجِنْنَ، لقد أَجَنَّ سَكِینةً و وَقَارا و‌فی حدیث الدَّفْع من عرفة: علیكم السَّكِینةَ و الوَقارَ و التَّأَنِّیَ فی الحركة و السیر.و‌فی حدیث الخروج إلی الصلاة: فلْیأْتِ و علیه السَّكِینة.و‌فی حدیث زید بن ثابت: كنت إلی جنب رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فغَشِیَتْه السَّكِینةُ؛ یرید ما
لسان العرب، ج‌13، ص: 214
كان یَعْرِضُ له من السكون و الغَیْبة عند نزول الوحی. و‌فی الحدیث: ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكینة تَكَلَّمُ علی لسانِ عُمَرَ؛ قیل: هو من الوقار و السكون، و قیل: الرحمة، و قیل: أَراد السَّكِینَة التی ذكرها الله عز و جل فی كتابه العزیز،قیل فی تفسیرها: إنها حیوان له وجه كوجه الإِنسان مُجتَمِع، و سائِرُها خَلْقٌ رَقِیقٌ كالریح و الهواء، و قیل: هی صُورة كالهِرَّة كانت معهم فی جُیوشهم، فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم، و قیل: هی ما كانوا یسكنون إلیه من الآیات التی أُعطیها موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام، قال: و الأَشْبه بحدیث عمر أَن یكون من الصورة المذكورة. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه، و بناء الكعبة: فأَرسل الله إلیه السَّكینة؛ و هی ریح خَجُوجٌ أَی سریعة المَمَرِّ. و السَّكِّینة: لغة فی السَّكینة؛ عن أَبی زید، و لا نظیر لها و لا یعلم فی الكلام فَعِّیلة. و السِّكِّینةُ، بالكسر: لغة عن الكسائی من تذكرة أَبی علی. و تَسَكَّنَ الرجل: من السَّكِینة و السَّكِّینة. و تركتهم علی سَكِناتِهم و مَكِناتِهم و نَزِلاتِهم و رَباعَتهم و رَبَعاتهم أَی علی استقامتهم و حُسْن حالهم، و قال ثعلب: علی مساكنهم، و فی المحكم: علی مَنازلهم، قال: و هذا هو الجید لأَن الأَول لا یطابق فیه الاسم الخبر، إِذ المبتدأ اسم و الخبر مصدر، فافهم. و قالوا: تركنا الناسَ علی مُصاباتهم أَی علی طبقاتهم و منازلهم. و السَّكِنة، بكسر الكاف: مقرّ الرأْس من العنق؛ و قال حنظلة بن شَرْقیّ و كنیته أَبو الطَّحَّان: بِضَرْبٍ یُزِیلُ الهامَ عن سَكِناتِه، و طَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ و‌فی الحدیث: أَنه قال یوم الفتح: اسْتَقِرُّوا علی سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة‌أَی علی مواضعكم و فی مسَاكنكم، و یقال: واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة و مَكِنات، یعنی أَن الله قد أَعز الإِسلام، و أَغنی عن الهجرة و الفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركین. و یقال: الناس علی سَكِناتهم أَی علی استقامتهم؛ قال ابن بری: و قال زامِل بن مُصاد العَیْنی: بِضَرْبٍ یُزِیلُ الهامَ عن سَكِناته، و طَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّق قال: و قال طُفَیل: بضرْبٍ یُزیل الهامَ عن سَكِناته، و یَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّب قال: و قال النابغة: بضربٍ یُزیلُ الهامَ عن سَكِناته، و طعن كإِیزاغِ المخاض الضَّوارب. و المِسْكینُ و المَسْكِین؛ الأَخیرة نادرة لأَنه لیس فی الكلام مَفْعیل: الذی لا شی‌ء له، و قیل: الذی لا شی‌ء له یكفی عیاله، قال أَبو إسحق: المسكین الذی أَسْكَنه الفقرُ أَی قَلَّلَ حركتَه، و هذا بعید لأَن مِسْكیناً فی معنی فاعل، و قوله الذی أَسْكَنه الفقرُ یُخْرجه إِلی معنی مفعول، و الفرق بین المِسْكین و الفقیر مذكور فی موضعه، و سنذكر منه هنا شیئاً، و هو مِفْعیل من السكون، مثل المِنْطیق من النُّطْق. قال ابن الأَنباری: قال یونس الفقیر أَحسن حالًا من المسكین، و الفقیر الذی له بعض ما یُقیمه، و المسكین أَسوأُ حالًا من الفقیر، و هو قول ابن السكیت؛ قال یونس: و قلت لأَعرابی أَ فقیر أَنت أَم مسكین؟ فقال: لا و الله بل مسكین، فأَعلم أَنه أَسوأُ حالًا من الفقیر؛ و احتجوا علی أَن المسكین أَسوأُ حالًا من الفقیر بقول الراعی:
لسان العرب، ج‌13، ص: 215
أَما الفقیرُ الذی كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِیال، فلم یُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقیر حَلوبة و جعلها وفْقاً لعیاله؛ قال: و قول مالك فی هذا كقول یونس. و روی عن الأَصمعی أَنه قال: المسكین أَحسن حالًا من الفقیر، و إِلیه ذهب أَحمد بن عُبَیْد، قال: و هو القول الصحیح عندنا لأَن الله تعالی قال: أَمَّا السَّفِینَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِینَ؛ فأَخبر أَنهم مساكین و أَن لهم سَفینة تُساوی جُمْلة، و قال لِلْفُقَرٰاءِ الَّذِینَ أُحْصِرُوا فِی سَبِیلِ اللّٰهِ لٰا یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ: یَحْسَبُهُمُ الْجٰاهِلُ أَغْنِیٰاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِیمٰاهُمْ لٰا یَسْئَلُونَ النّٰاسَ إِلْحٰافاً؛ فهذه الحال التی أَخبر بها عن الفقراء هی دون الحال التی أَخبر بها عن المساكین. قال ابن بری: و إِلی هذا القول ذهب علیُّ بن حمزة الأَصبهانی اللغوی، و یَری أَنه الصواب و ما سواه خطأٌ، و استدل علی ذلك بقوله: مِسْكِیناً ذٰا مَتْرَبَةٍ؛ فأَكد عز و جل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر، و لا یؤكد الشی‌ء إِلا بما هو أَوكد منه، و استدل علی ذلك بقوله عز و جل: أَمَّا السَّفِینَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ؛ فأَثبت أَن لهم سفینة یعملون علیها فی البحر؛ و استدل أَیضاً بقول الراجز: هَلْ لَكَ فی أَجْرٍ عَظِیمٍ تُؤْجَرُهْ، تُغِیثُ مِسْكیناً قلیلًا عَسْكَرُهْ، عَشْرُ شِیاهٍ سَمْعُه و بَصَرُهْ، قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمِصْرٍ یَحْضُرُهْ. فأَثبت أَن له عشر شیاه، و أَراد بقوله عسكره غنمه و أَنها قلیلة، و استدل أَیضاً ببیت الراعی و زعم أَنه أَعدل شاهد علی صحة ذلك؛ و هو قوله: أَما الفقیرُ الذی كانت حَلوبَتُه لأَنه قال: أَما الفقیر الذی كانت حَلوبتُه و لم یقل الذی حلوبته، و قال: فلم یُترك له سَبَدٌ، فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عیاله، و من كانت هذه حاله فلیس بفقیر و لكن مسكین، ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إِذ ذاك فقیراً، یعنی ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم یُثْبِتْ أَن للفقیر حلوبة لأَنه قال: الذی كانت حلوبته، و لم یقل الذی حلوبته، و هذا كما تقول أَما الفقیر الذی كان له مال و ثرْوة فإِنه لم یُترَكْ له سَبَدٌ، فلم یُثْبت بهذا أَن للفقیر مالًا و ثرْوَة، و إِنما أَثبَت سُوءَ حاله الذی به صارفقیراً، بعد أَن كان ذا مال و ثروة، و كذلك یكون المعنی فی قوله: أَما الفقیر الذی كانت حلوبته. أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكیناً قبل عدم حَلوبته، و لم یُرِد أَنه فقیر مع وجودها فإِن ذلك لا یصح كما لا یصح أَن یكون للفقیر مال و ثروة فی قولك: أَما الفقیر الذی كان له مال و ثروة، لأَنه لا یكون فقیراً مع ثروته و ماله فحصل بهذا أَن الفقیر فی البیت هو الذی لم یُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته، و كان قبل أَخذ حلوبته مسكیناً لأَن من كانت له حلوبة فلیس فقیراً، لأَنه قد أَثبت أَن الفقیر الذی لم یُترَكْ له سَبَدٌ، و إِذا لم یكن فقیراً فهو إِمّا غنی و إِما مسكین، و من له حلوبة واحدة فلیس بغنیّ، و إِذا لم یكن غنیّاً لم یبق إِلّا أَن یكون فقیراً أَو مسكیناً، و لا یصح أَن یكون فقیراً علی ما تقدّم ذكره، فلم یبقَ أَن یكون إِلا مسكیناً، فثبت بهذا أَن المسكین أَصلح حالًا من الفقیر؛ قال علی بن حمزة: و لذلك بدأَ الله تعالی بالفقیر قبل من یستحق الصّدقة من المسكین و غیره، و أَنت إِذا تأَملت قوله تعالی: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاكِینِ، وجدته سبحانه قد
لسان العرب، ج‌13، ص: 216
رتبهم فجعل الثانی أَصلح حالًا من الأَول، و الثالث أَصلح حالًا من الثانی، و كذلك الرابع و الخامس و السادس و السابع و الثامن، قال: و مما یدلك علی أَن المسكین أَصلح حالًا من الفقیر أَن العرب قد تسمت به و لم تتسمّ بفقیر لتناهی الفقر فی سوء الحال، أَ لا تری أَنهم قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلًا علی معنی التشبیه بالمسكین فی زِیِّه، و لم یفعلوا ذلك فی الفقیر إِذ كانت حاله لا یَتَزَیّا بها أَحدٌ؟ قال: و لهذا رَغِبَ الأَعرابیُّ الذی سأَله یونس عن اسم الفقیر لتناهیه فی سوء الحال، فآثر التسمیة بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذلیل لبعده عن قومه و وطنه، قال: و لا أَظنه أَراد إِلا ذلك، و وافق قولُ الأَصمعی و ابن حمزة فی هذا قولَ الشافعی؛ و‌قال قتادة: الفقیر الذی به زَمانة، و المِسْكین الصحیح المحتاج.و قال زیادة الله بن أَحمد: الفقیر القاعد فی بیته لا یسأَل، و المسكین الذی یسأَل، فمن هاهنا ذهب من ذهب إِلی أَن المسكین أَصلح حالًا من الفقیر لأَنه یسأَل فیُعْطَی، و الفقیر لا یسأَل و لا یُشْعَرُ به فیُعْطَی للزومه بیته أَو لامتناع سؤاله، فهو یَتَقَنَّع بأَیْسَرِ شی‌ء كالذی یتقوَّت فی یومه بالتمرة و التمرتین و نحو ذلك و لا یسأَل محافظة علی ماء وجهه و إِراقته عند السؤال، فحاله إِذاً أَشدّ من حال المسكین الذی لا یَعْدَمُ من یعطیه، و یشهد بصحة ذلك‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لیس المسكینُ الذی تَرُدُّه اللُّقْمةُ و اللُّقْمتانِ، و إِنما المسكین الذی لا یسأَل و لا یُفْطَنُ له فیُعْطَی، فأَعْلَمَ أَن الذی لا یسأَل أَسوأُ حالًا من السائل، و إِذا ثبت أَن الفقیر هو الذی لا یسأَل و أَن المسكین هو السائل فالمسكین إِذاً أَصلح حالًا من الفقیر، و الفقیر أَشدّ منه فاقة و ضرّاً، إِلَّا أَن الفقیر أَشرف نفساً من المسكین لعدم الخضوع الذی فی المسكین، لأَن المسكین قد جمع فقراً و مسكنة، فحاله فی هذا أَسوأُ حالًا من الفقیر، و لهذا قال، صلی الله علیه و سلم: لیس المسكین «2» فأَبانَ أَن لفظة المسكین فی استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقیر، و كان الأَولی بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا یسأَل لذل الفقر الذی أَصابه، فلفظة المسكین من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقیر، و إِن كان حال الفقیر فی القلة و الفاقة أَشد من حال المسكین، و أَصل المسكین فی اللغة الخاضع، و أَصل الفقیر المحتاج، و لهذا‌قال، صلی الله علیه و سلم: اللهم أَحْیِنی مِسْكیناً و أَمِتْنی مسكیناً و احْشُرْنی فی زُمْرةِ المساكین؛ أَراد به التواضع و الإِخْبات و أَن لا یكون من الجبارین المتكبرین أَی خاضعاً لك یا رب ذلیلًا غیر متكبر، و لیس یراد بالمسكین هنا الفقیر المحتاج. قال محمد بن المكرّم: و قد استعاذ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من الفقر؛ قال: و قد یمكن أَن یكون من هذا قوله سبحانه حكایةً عن الخِضْرِ، علیه السلام: أَمَّا السَّفِینَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ، فسماهم مساكین لخضوعهم و ذلهم من جَوْرِ الملك الذی یأْخذ كل سفینة وجدها فی البحر غَصْباً، و قد یكون المسكین مُقِلًّا و مُكْثِراً، إِذ الأَصل فی المسكین أَنه من المَسْكَنة، و هو الخضوع و الذل، و لهذا وصف الله المسكین بالفقر لما أَراد أَن یُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غیره بقوله عز و جل: یَتِیماً ذٰا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِیناً ذٰا مَتْرَبَةٍ؛ و المَتْرَبةُ: الفقر، و فی هذا حجة لمن جعل المسكین أَسوأَ حالًا لقوله ذٰا مَتْرَبَةٍ، و هو الذی لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره، و فیه أَیضاً حجة لمن جعل المسكین أَصلح حالًا من الفقیر لأَنه أَكد حاله بالفقر، و لا یؤكَّد الشی‌ء إِلا بما هو أَوكد منه. قال ابن الأَثیر: و قد تكرر ذكر المِسْكین و المَساكین و المَسْكَنة و التَّمَسْكُنِ، قال: و كلها یَدُورُ معناها علی الخضوع
(2). الحدیث
لسان العرب، ج‌13، ص: 217
و الذِّلَّة و قلة المال و الحال السیئة، و اسْتَكانَ إِذا خضع. و المَسْكَنة: فَقْرُ النفس. و تَمَسْكَنَ إِذا تَشَبَّه بالمساكین، و هم جمع المِسْكین، و هو الذی لا شی‌ء له، و قیل: هو الذی له بعض الشی‌ء، قال: و قد تقع المَسْكَنة علی الضَّعف؛ و منه‌حدیث قَیْلة: قال لها صَدَقَت المِسْكِینةُ؛ أَراد الضَّعف و لم یرد الفقر. قال سیبویه: المِسْكین من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها، تقول: مررت به المِسْكین، تنصبه علی أَعنی، و قد یجوز الجرّ علی البدل، و الرفع علی إِضمار هو، و فیه معنی الترحم مع ذلك، كما أَن رحمةُ الله علیه و إِن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنی الدعاء؛ قال: و كان یونس یقول مررت به المسكینَ، علی الحال، و یتوهم سقوط الأَلف و اللام، و هذا خطأٌ لأَنه لا یجوز أَن یكون حالًا و فیه الأَلف و اللام، و لو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظریفَ ترید ظریفاً، و لكن إِنْ شئت حملته علی الفعل كأَنه قال لقیت المسكین، لأَنه إِذا قال مررت به فكأَنه قال لقیته، و حكی أَیضاً: إِنه المسكینُ أَحْمَقُ و تقدیرُه: إِنه أَحمق، و قوله المسكینُ أَی هو المسكینُ، و ذلك اعتراضٌ بین اسم إِن و خبرها، و الأُنثی مِسْكینة؛ قال سیبویه: شبهت بفقیرة حیث لم تكن فی معنی الإِكْثار، و قد جاء مِسْكین أَیضاً للأُنثی؛ قال تأَبط شرّاً: قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ، كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكینِ عنی بالفرج ما انشق من ثیابها، و الجمع مَساكین، و إِن شئت قلت مِسْكینون كما تقول فقیرون؛ قال أَبو الحسن: یعنی أَن مِفْعیلًا یقع للمذكر و المؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِیر و مِئْشیر، و إِنما یكون ذلك ما دامت الصیغة للمبالغة، فلما قالوا مِسْكینة یعنون المؤنث و لم یقصدوا به المبالغة شبهوها بفقیرة، و لذلك ساغ جمع مذكره بالواو و النون. و قوم مَساكینُ و مِسْكِینون أَیضاً، و إِنما قالوا ذلك من حیث قیل للإِناث مِسْكینات لأَجل دخول الهاء، و الاسم المَسْكَنة. اللیث: المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكین، و إِذا اشتقوا منه فعلًا قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَی صار مِسكیناً. و یقال: أَسْكَنه الله و أَسْكَنَ جَوْفَه أَی جعله مِسْكیناً. قال الجوهری: المسكین الفقیر، و قد یكون بمعنی الذِّلَّة و الضعف. یقال: تَسَكَّن الرجل و تَمَسْكَن، كما قالوا تَمَدْرَعَ و تَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة و المِنْدیل، علی تَمَفْعَل، قال: و هو شاذ، و قیاسه تَسَكَّنَ و تَدرَّعَ مثل تشَجَّع و تحَلَّم. و سَكَن الرجلُ و أَسْكَن و تمَسْكَنَ إِذا صار مِسكیناً، أَثبتوا الزائد، كما قالوا تَمَدْرَع فی المِدرعة. قال اللحیانی: تَسَكَّن كتَمَسْكَن، و أَصبح القومُ مُسْكِنین أَی ذوی مَسْكنة. و حكی: ما كان مسكیناً و ما كنت مسكیناً و لقد أَسكَنْتُ. و تمسكَنَ لربه: تضَرَّع؛ عن اللحیانی، و هو من ذلك. و تمسكن إِذا خضع لله. و المَسْكَنة: الذِّلَّة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال للمصلی: تَبْأَسُ و تمسْكَنُ و تُقْنِع یدیك؛ و قوله تمسْكَنُ أَی تذَلَّل و تَخْضَع، و هو تَمَفْعَل من السكون؛ و قال القتیبی: أَصل الحرف السُّكون، و المَسْكَنة مَفْعلة منه، و كان القیاس تسَكَّن، و هو الأَكثر الأَفصح إِلا أَنه جاءَ فی هذا الحرف تَمَفْعَل، و مثله تمَدْرَع و أَصله تَدرَّع؛ و قال سیبویه: كل میم كانت فی أَول حرف فهی مزیدة إِلا میم مِعْزی و میم مَعَدٍّ، تقول: تمَعْدَد، و میم مَنْجَنِیق و میم مَأْجَج و میم مَهْدَد؛ قال أَبو منصور: و هذا فیما جاء علی بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعیل، فأَما ما جاء علی بناء فَعْلٍ
لسان العرب، ج‌13، ص: 218
أَو فِعالٍ فالمیم تكون أَصلیة مثل المَهْدِ و المِهاد و المَرد و ما أَشبهه. و حكی الكسائی عن بعض بنی أَسد: المَسْكین، بفتح المیم، المِسْكین. و المِسْكینة: اسم مدینة النبی، صلی الله علیه و سلم، قال ابن سیدة: لا أَدری لمَ سمیت بذلك إِلا أَن یكون لفقدها النبی، صلی الله علیه و سلم. و استَكان الرجل: خَضَع و ذلَّ، و هو افتَعَل من المَسْكَنة، أُشبعت حركة عینه فجاءت أَلفاً. و فی التنزیل العزیز: فَمَا اسْتَكٰانُوا لِرَبِّهِمْ؛ و هذا نادر، و قوله: فَمَا اسْتَكٰانُوا لِرَبِّهِمْ؛ أَی فما خضعوا، كان فی الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله: لها مَتْنتان خَظاتا، أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف. یقال: سَكَنَ و أَسكَنَ و اسْتَكَنَ و تَمَسْكَنَ و اسْتَكان أَی خضع و ذل. و‌فی حدیث توبة كعب: أَما صاحبای فاستَكانا و قَعَدا فی بیوتهما‌أَی خضعا و ذلَّا. و الاسْتِكانة: اسْتِفْعال من السُّكون؛ قال ابن سیدة: و أَكثر ما جاءَ إِشباع حركة العین فی الشعر كقوله یَنْباعُ من ذفری غَضُوب أَی یَنْبَع، مدّت فتحة الباء بأَلف، و كقوله: أَدْنو فأَنْظُورُ، و جعله أَبو علی الفارسی من الكَیْنِ الذی هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذلیل خفیّ، فشبهه بذلك لأَنه أَخفی ما یكون من الإِنسان، و هو یتعدی بحرف الجرّ و دونه؛ قال كثیِّر عزة: فما وَجدوا فیك ابنَ مَرْوان سَقْطةً، و لا جَهْلةً فی مازِقٍ تَسْتَكِینُها الزجاج فی قوله تعالی: وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ إِنَّ صَلٰاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ؛ أَی یَسْكُنون بها. و السَّكُون، بالفتح: حیّ من الیمن. و السَّكون: موضع، و كذلك مَسْكِنٌ، بكسر الكاف، و قیل: موضع من أَرض الكوفة؛ قال الشاعر: إِنَّ الرَّزِیَّة، یَوْمَ مَسْكِنَ، و المُصِیبةَ و الفَجیعه. جعله اسماً للبقعة فلم یصرفه. و أَما المُسْكان، بمعنی العَرَبون، فهو فُعْلال، و المیم أَصلیة، و جمعه المَساكین؛ قاله ابن الأَعرابی. ابن شمیل: تغطیة الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه یأْمن الوحشة، و فلان بنُ السَّكَن. قال الجوهری: و كان الأَصمعی یقوله بجزم الكاف؛ قال ابن بری: قال ابن حبیب یقال سَكَنٌ و سَكْنٌ؛ قال جریر فی الإِسكان: و نُبِّئْتُ جَوَّاباً و سَكْناً یَسُبُّنی، و عَمْرو بنُ عَفْرا، لا سلامَ علی عمرو و سَكْنٌ و سُكَنٌ و سُكَینٌ: أَسماء. و سُكَینٌ: اسم موضع؛ قال النابغة: و علی الرُّمَیْثة من سُكَینٍ حاضرٌ، و علی الدُّثَیْنةِ من بنی سَیَّارِ. و سُكَینٌ، مصغر: حیّ من العرب فی شعر النابغة الذُّبیانی. قال ابن بری: یعنی هذا البیت: و علی الرُّمیثة من سُكین. و سُكَیْنة: بنت الحُسَین بن علی، علیهم السلام، و الطُّرَّة السُّكَیْنِیَّة منسوبة إِلیها.

سلن؛ ج13، ص: 218

: التهذیب فی الثلاثی: ابن الأَعرابی الأَسْلانُ الرِّماح الذُّبَّل.

سلعن؛ ج13، ص: 218

: سَلْعَنَ فی عدْوه: عَدا عَدْواً شدیداً.

سمن؛ ج13، ص: 218

: السِّمَنُ: نقیض الهُزال. و السَّمِینُ: خلاف المَهْزول، سَمِنَ یَسْمَنُ سِمَناً و سَمانةً؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: رَكِبْناها سَمانَتَها، فلما بَدَتْ منها السَّناسِنُ و الضُّلوعُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 219
أَراد: ركبناها طُولَ سَمانتِها. و شی‌ء سامِنٌ و سمین، و الجمع سِمانٌ؛ قال سیبویه: و لم یقولوا سُمَناء، اسْتَغنَوْا عنه بسِمانٍ. و قال اللحیانی: إِذا كان السِّمَنُ خِلْقة قیل هذا رجل مُسْمِن و قد أَسْمَن. و سَمَّنه: جعله سمیناً، و تسَمَّنَ و سَمَّنه غیرُه. و فی المثل: سَمِّنْ كلْبَك یأْكُلْك. و قالوا: الیَنَمةُ تُسْمِن و لا تُغْزر أَی أَنها تجعل الإِبل سَمینة و لا تجعلها غِزاراً. و قال بعضهم: امرأَة مُسْمَنة سَمینة و مُسَمَّنة بالأَدْویة. و أَسْمَن الرجلُ: ملك سَمیناً أَو اشتراه أَو وهبه. و أَسْمَنَ القومُ: سَمِنَتْ مواشیهم و نَعَمُهم، فهم مُسْمِنون. و اسْتَسْمَنتُ اللحمَ أَی وجدته سَمیناً. و اسْتَسْمَن الشی‌ءَ: طلبه سمیناً أَو وجده كذلك. و اسْتَسْمَنه: عَدَّه سَمیناً، و طعام مَسْمَنة للجسم. و السُّمنة: دواء یتخذ للسِّمَن. و فی التهذیب: السُّمْنة دواء تُسَمَّن به المرأَةُ. و‌فی الحدیث: وَیلٌ للمُسَمَّنات یوم القیامة من فَترة فی العظام‌أَی اللاتی یستعملن السُّمْنةَ، و هو دواء یَتَسَمَّنُ به النساء، و قد سُمِّنَتْ، فهی مُسَمَّنة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: یكون فی آخر الزمان قوم یتَسَمَّنون‌أَی یتَكثَّرون بما لیس فیهم من الخیر و یَدَّعون ما لیس فیهم من الشَّرَفِ، و قیل: معناه جَمْعُهم المالَ لیُلْحَقُوا بذَوی الشَّرَف، و قیل: معنی یَتَسَمَّنُون یحِبون التَّوَسُّعَ فی المَآكل و المَشارِب، و هی أَسباب السِّمَنِ. و‌فی حدیث آخر: و یَظْهَرُ فیهم السِّمَنُ.و وضع محمد بن إِسحق حدیثاً: ثم یجی‌ء قوم یَتَسَمَّنُون، فی باب كثرة الأَكل و ما یُذَمُّ منه. و‌فی حدیث أَبی هریرة قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: خیر أُمتی القَرْنُ الذی أَنا فیهم ثم الذین یَلُونهم ثم یظهَر فیهم قومٌ یُحِبُّون السَّمَانةَ یَشْهَدُونَ قبل أَن یُسْتَشْهَدُوا؛ و‌فی حدیث آخر عن النبی، صلی الله علیه و سلم، یقول لرجلٍ سَمِینٍ و یُومِئُ بإصبعه إِلی بطنه: لو كان هذا فی غیر هذا لكان خیراً لك.و أَرضٌ سَمِینة: جَیِّدة التُّرْب قلیلة الحجارة قویة علی ترشیح النبت. و السَّمْنُ: سِلاءُ اللَّبَنِ. و السَّمْنُ: سِلاءُ الزُّبْد، و السَّمْنُ للبقر، و قد یكون للمِعْزَی؛ قال إِمرؤ القیس و ذكر مِعْزًی له: فتَمْلأُ بَیْتَنا أَقِطاً و سَمْناً، و حَسْبُكَ من غِنًی شِبَعٌ و رِیُّ و الجمع أَسْمُن و سُمُون و سُمْنان مثل عَبْدٍ و عُبْدانٍ و ظَهْرٍ و ظُهْرانٍ. و سَمَنَ الطعامَ یَسْمُنُه سَمْناً، فهو مَسْمُون: عمله بالسَّمْن و لَتَّهُ به؛ و قال: عَظِیمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ، أَوْهَبَتْ له عَجْوَةٌ مَسْمُونَةٌ و خَمِیرُ. قال ابن بری: قال علی بن حمزة إِنما هو أُرْهِنَتْ له عَجْوَةٌ أَی أُعِدَّتْ و أُدِیمت كقوله: عِیدیَّةٌ أُرْهِنَتْ فیها الدنانیر. یرید أَنه منقول بالهمزة من رَهَنَ الشی‌ءُ إِذا دام؛ قال الشاعر: الخُبْزُ و اللَّحْمُ لهم راهِنٌ، و قَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ و سَمَنَ الخبزَ و سَمَّنَه و أَسْمنَه: لَتَّه بالسَّمْنِ. و سَمَنْتُ له إِذا أَدَمْتَ له بالسَّمْن. و أَسْمَنَ الرجل: اشتری سَمْناً. و رجل سامِنٌ: ذو سَمْن، كما یقال رجل تامِرٌ و لابِنٌ أَی ذو تمر و لبن. و أَسْمَنَ القومُ: كثرَ عندهم السَّمْنُ. و سَمَّنَهم تَسْمِیناً: زَوَّدَهم السَّمْنَ. و جاؤُوا یَسْتَسمِنُون أَی یطلبون السَّمْنَ أَن یُوهَبَ لهم.
لسان العرب، ج‌13، ص: 220
و السَّمّانُ: بائع السَّمْن. الجوهری: السَّمّان إِن جعلته بائع السَّمْن انصرف، و إِن جعلته من السَّمِّ لم ینصرف فی المعرفة. و یقال: سَمَّنْته و أَسْمَنتُه إِذا أَطعمته السَّمْنَ؛ و قال الراجز: لمّا نزَلْنا حاضِرَ المَدینة، بعدَ سِیاقِ عُقْبةٍ مَتِینه، صِرْنا إِلی جاریَةٍ مَكِینه، ذاتِ سُرورٍ عَیْنُها سَخِینه فباكَرَتْنا جَفْنةٌ بَطِینه، لحْمَ جَزُورٍ عَثَّةٍ سَمِینه أَی مَسْمونة من السَّمْن لا من السِّمَنِ، و قوله: جاریة، یرید عیناً تجری بالماء، مكینة: متمكنة فی الأَرض، ذات سُرورٍ: یُسَرُّ بها النازل. و التَّسْمِینُ: التبرید، طائفیة. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه أُتِیَ بسمكة مشویة فقال للذی حملها سَمِّنْها، فلم یدر ما یرید، فقال عَنْبَسَة بن سعید: إِنه یقول لك بَرِّدْها قلیلًا.و السُّمَانَی: طائر، واحدته سُمَاناةٌ، و قد یكون السُّمَانَی واحداً. قال الجوهری: و لا تقل سُمّانَی، بالتشدید؛ قال الشاعر: نفْسِی تَمَقَّسُ من سُمانَی الأَقبُر ابن الأَعرابی: الأَسْمالُ و الأَسْمانُ الأُزُر الخُلْقانُ. و السَّمّانُ: أَصْباغ یُزَخْرَفُ بها، اسم كالجَبّان. و سَمْنٌ و سَمْنان و سُمْنان و سُمَیْنة: مواضع. و السُّمَنِیَّة: قوم من أَهل الهند دُهْرِیُّونَ. الجوهری: السُّمَنِیَّة، بضم السین و فتح المیم، فرقة من عَبَدَةِ الأَصنام تقول بالتَّناسُخ و تنكر وقوعَ العلم بالإِخبار. و السُّمْنة: عُشْبة ذات ورق و قُضُب دقیقة العیدان لها نَوْرة بیضاء، و قال أَبو حنیفة: السُّمْنةُ من الجَنْبَة تَنْبُتُ بنُجُوم الصیف و تَدُوم خُضْرتها.

سنن؛ ج13، ص: 220

: السِّنُّ: واحدة الأَسنان. ابن سیدة: السِّنُّ الضِّرْسُ، أُنْثَی. و من الأَبَدِیّاتِ: لا آتِیكَ سِنَّ الحِسْلِ أَی أَبداً، و فی المحكم: أَی ما بقیت سِنُّه، یعنی ولد الضَّبِّ، و سِنُّه لا تسقط أَبداً؛ و قول أَبی جَرْوَلٍ الجُشَمِیّ، و اسمه هِنْدٌ، رَثَی رجلًا قتل من أَهل العالیة فحكم أَولیاؤُه فی دیته فأَخذوها كلها إِبلًا ثُنْیاناً، فقال فی وصف إِبل أُخذت فی الدیة: فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْیِ، لم أَرَ مِثْلَها سَنَاءَ قَتِیلٍ أَو حَلُوبَةَ جائِعِ مُضاعَفَةً شُمَّ الحَوَارِكِ و الذُّرَی، عِظامَ مَقِیلِ الرأْسِ جُرْدَ المَذارِعِ كسِنِّ الظَّبْیِ أَی هی ثُنْیانٌ لأَن الثَّنِیَّ هو الذی یُلقی ثَنِیَّتَه، و الظَّبْیُ لا تَنْبُتُ له ثَنِیَّة قط فهو ثَنِیٌّ أَبداً. و حكی اللحیانی عن المفضل: لا آتیك سِنِی حِسْلٍ. قال: و زعموا أَن الضب یعیش ثلثمائة سنة، و هو أَطول دابة فی الأَرض عمراً، و الجمع أَسْنانٌ و أَسِنَّةٌ؛ الأَخیرة نادرة، مثل قِنٍّ و أَقْنانٍ و أَقِنَّة. و‌فی الحدیث: إِذا سافرتم فی خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها، و إِذا سافرتم فی الجدب فاسْتَنْجُوا.و حكی الأَزهری فی التهذیب عن أَبی عبید أَنه قال: لا أَعرف الأَسِنَّة إِلَّا جَمْع سِنان للرمح، فإِن كان الحدیث محفوظاً فكأَنها جمع الأَسْنان، یقال لما تأْكله الإِبل و ترعاه من العُشْب سِنٌّ، و جمع أَسْنان أَسِنَّة، یقال سِنّ و أَسْنان من المَرْعَی، ثم أَسِنَّة جمع الجمع. و قال أَبو سعید: الأَسِنَّة جمع السِّنان لا جمع الأَسنان، قال: و العرب تقول الحَمْضُ یَسُنُّ الإِبلَ علی الخُلَّةِ أَی یقوِّیها كما یقوِّی السِّنُّ حدَّ السكین، فالحَمْضُ سِنانٌ لها علی رعی الخُلَّة، و ذلك أَنها تَصْدُق الأَكلَ
لسان العرب، ج‌13، ص: 221
بعد الحَمْضِ، و كذلك الرِّكابُ إِذا سُنَّت فی المَرْتَع عند إِراحة السَّفْرِ و نُزُولهم، و ذلك إِذا أَصابت سِنّاً من الرِّعْیِ یكون ذلك سِناناً علی السیر، و یُجْمَع السِّنَانُ أَسِنَّةً، قال: و هو وجه العربیة، قال: و معنی یَسُنُّها أَی یقوِّیها علی الخُلَّة. و السِّنانُ: الاسم من یَسُنُّ و هو القُوَّة. قال أَبو منصور: ذهب أَبو سعید مذهباً حسناً فیما فسر، قال: و الذی قاله أَبو عبید عندی صحیح بیِّن «3».، و روی عن الفراء: السِّنُّ الأَكل الشدید. قال أَبو منصور: و سمعت غیر واحد من العرب یقول أَصابت الإِبلُ الیومَ سِنّاً من الرَّعْی إِذا مَشَقَتْ منه مَشْقاً صالحاً، و یجمع السِّنّ بهذا المعنی أَسْناناً، ثم یجمع الأَسْنانُ أَسِنَّةً كما یقال كِنٌّ و أَكنانٌ، ثم أَكِنَّة جمع الجمع، فهذا صحیح من جهة العربیة، و یقویه‌حدیث جابر بن عبد الله: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: إِذا سِرْتم فی الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ أَسْنانَها؛ قال أَبو منصور: و هذا اللفظ یدل علی صحة ما قال أَبو عبید فی الأَسِنَّة إِنها جمع الأَسْنان، و الأَسْنان جمع السِّنِّ، و هو الأَكل و الرَّعْی، و حكی اللحیانی فی جمعه أُسُنّاً، و هو نادر أَیضاً. و قال الزمخشری: معنی‌قوله أَعطوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها‌أَعطوها ما تمتنع به من النحر لأَن صاحبها إِذا أَحسن رَعْیَها سَمِنت و حَسُنت فی عینه فیبخل بها من أَن تُنْحَر، فشبه ذلك بالأَسِنَّة فی وقوع الامتناع بها، هذا علی أَن المراد بالأَسنَّة جمع سِنَانٍ، و إِن أُرید بها جمع سِنٍّ فالمعنی أَمْكنوها من الرَّعی؛ و منه‌الحدیث: أَعْطُوا السِّنَّ حظَّها من السّنِّ‌أَی أَعطوا ذوات السِّنِّ حظها من السِّنِّ و هو الرِّعْیُ. و‌فی حدیث جابر: فأَمْكِنُوا الرِّكابَ أَسْناناً‌أَی تَرْعَی أَسْناناً. و یقال: هذه سِنٌّ، و هی مؤنثة، و تصغیرها سُنَیْنة، و تجمع أُسُنّاً و أَسْناناً. و قال القَنَانی: یقال له بُنَیٌّ سَنِینَةُ ابْنِك. ابن السكیت: یقال هو أَشبه شی‌ء به سُنَّة و أُمَّةً، فالسُّنَّة الصُّورة و الوجه، و الأُمَّةُ القامة. و الحدیدة التی تحرث بها الأَرض یقال لها: السِّنَّة و السِّكَّة، و جمعها السِّنَنُ و السِّكَكُ. و یقال للفُؤُوس أَیضاً: السِّنَنُ. و سِنُّ القلم: موضع البَرْیِ منه. یقال: أَطِلْ سِنَّ قلمك و سَمِّنْها و حَرِّفْ قَطَّتَك و أَیْمِنْها. و سَنَنْتُ الرجل سَنّاً: عَضَضْتُه بأَسنانی، كما تقول ضَرَسْتُه. و سَنَنْتُ الرجلَ أَسُنُّه سَنّاً: كسرت أَسنانه. و سِنُّ المِنْجَل: شُعْبَة تحزیزه. و السِّنُّ من الثُّوم: حبة من رأْسه، علی التشبیه. یقال: سِنَّةٌ من ثُوم أَی حبَّة من رأْس الثوم، و سِنَّة من ثومٍ فِصَّةٌ منه، و قد یعبر بالسِّنّ عن العُمُر، قال: و السِّنُّ من العمر أُنْثی، تكون فی الناس و غیرهم؛ قال الأَعور الشَّنِّیُّ یصف بعیراً: قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّی، لا فانِیَ السِّنِّ و قد أَسَنّا أَراد: و قد أَسنَّ بعضَ الإِسنان غیر أَن سِنَّه لم تَفْنَ بعدُ، و ذلك أَشدّ ما یكون البعیر، أَعنی إِذا اجتمع و تمّ؛ و لهذا قال أَبو جهل بن هشام: ما تُنْكِرُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّی؟ بازِلُ عامَیْنِ حَدیثُ سِنِّی «4». إِنما عَنی شدَّته و احْتناكه، و إِنما قال سِنّی لأَنه أَراد أَنه مُحْتَنِك، و لم یذهب فی السِّنّ، و جمعها أَسْنان لا غیر؛ و‌فی النهایة لابن الأَثیر قال: فی حدیث علی،
(3). قوله [صحیح بین] الذی بنسخة التهذیب التی بأیدینا: أَصح و أَبین (4). قوله [بازل عامین إِلخ] كذا برفع بازل فی جمیع الأُصول كالتهذیب و التكملة و النهایة و بإضافة حدیث سنی إِلا فی نسخة من النهایة ضبط حدیث بالتنوین مع الرفع و فی أُخری كالجماعة
لسان العرب، ج‌13، ص: 222
علیه السلام: بازل عامین حدیثُ سِنِّی. قال: أَی إِنی شاب حَدَثٌ فی العُمر كبیر قوی فی العقل و العلم. و‌فی حدیث عثمان: و جاوزتُ أَسْنانَ أَهل بیتی‌أَی أَعمارهم. یقال: فلان سِنُّ فلان إِذا كان مثله فی السِّنِّ. و‌فی حدیث ابن ذِی یَزَنَ: لأُوطِئَنَّ أَسْنانَ العرب كَعْبَه؛ یرید ذوی أَسنانهم و هم الأَكابر و الأَشراف. و أَسَنَّ الرجلُ: كَبِرَ، و فی المحكم: كَبِرَتْ سِنُّه یُسِنُّ إِسْناناً، فهو مُسِنٌّ. و هذا أَسَنُّ من هذا أَی أَكبر سِنّاً منه، عربیة صحیحة. قال ثعلب: حدّثنی موسی بن عیسی بن أَبی جَهْمَة اللیثی و أَدركته أَسَنَّ أَهل البلد. و بعیر مُسِنّ، و الجمع مَسانُّ ثقیلة. و یقال: أَسَنَّ إِذا نبتت سِنُّه التی یصیر بها مُسِنًّا من الدواب. و‌فی حدیث معاذ قال: بعثنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إِلی الیمن فأَمرنی أَن آخذ من كل ثلاثین من البقر تَبِیعاً، و من كل أَربعین مُسِنَّةً، و البقرَةُ و الشاةُ یقع علیهما اسم المُسِنّ إِذا أَثْنَتا، فإِذا سقطت ثَنِیَّتُهما بعد طلوعها فقد أَسَنَّتْ، و لیس معنی إِسْنانها كِبَرَها كالرجل، و لكن معناه طُلوع ثَنِیَّتها، و تُثْنی البقرةُ فی السنة الثالثة، و كذلك المِعْزَی تُثْنی فی الثالثة، ثم تكون رَباعِیَة فی الرابعة ثم سِدْساً فی الخامسة ثم سَالِغاً فی السادسة، و كذلك البقر فی جمیع ذلك. و‌روی مالك عن نافع عن ابن عمر أَنه قال: یُتَّقَی من الضحایا التی لم تُسْنَنْ، بفتح النون الأُولی، و فسره التی لم تَنْبُتْ أَسنانها كأَنها لم تُعْطَ أَسْناناً، كقولك: لم یُلْبَنْ أَی لم یُعْطَ لَبَناً، و لم یُسْمَنْ أَی لم یُعْطَ سَمْناً، و كذلك یقال: سُنَّتِ البَدَنة إِذا نبتت أَسنانها، و سَنَّها الله؛ و قول الأَعشی: بحِقَّتِها رُبِطَتْ فی اللَّجِینِ، حتی السَّدِیسُ لها قد أَسَنّ. أَی نَبت و صار سِنّاً؛ قال: هذا كله قول القتیبی، قال: و قد وَهِمَ فی الروایة و التفسیر لأَنه‌روی الحدیث لم تُسْنَنْ، بفتح النون الأُولی، و إِنما حفظه عن مُحَدِّث لم یَضْبِطْه، و‌أَهل الثَّبْتِ و الضَّبْطِ رووه لم تُسْنِنْ، بكسر النون، قال: و هو الصواب فی العربیة، و المعنی لم تُسِنَّ، فأَظهر التضعیف لسكون النون الأَخیرة، كما یقال لم یُجْلِلْ، و إِنما أَراد ابن عمر أَنه لا یُضَحَّی بأُضحیة لم تُثْنِ أَی لم تصر ثَنِیَّة، و إِذا أَثْنَتْ فقد أَسَنَّتْ، و علی هذا قول الفقهاء. و أَدنی الأَسْنان: الإِثْناءُ، و هو أَن تنبت ثَنِیَّتاها، و أَقصاها فی الإِبل: البُزُول، و فی البقر و الغنم السُّلُوغ، قال: و الدلیل علی صحة ما ذكرنا ما‌روی عن جَبَلة بن سُحَیْم قال: سأَل رجل ابن عمر فقال: أَ أُضَحِّی بالجَدَعِ؟ فقال: ضَحّ بالثَّنِیِّ فصاعداً، فهذا یفسر لك أَن معنی قوله یُتَّقَی من الضحایا التی لم تُسْنِنْ، أَراد به الإِثْناءَ. قال: و أَما خطأ القُتَیْبیّ من الجهة الأُخری فقوله سُنِّنَتِ البدنة إِذا نبتت أَسْنانُها و سَنَّها الله غیرُ صحیح، و لا یقوله ذو المعرفة بكلام العرب، و قوله: لم یُلْبَنْ و لم یُسْمَنْ أَی لم یُعْطَ لَبَناً و سَمْناً خطأٌ أَیضاً، إِنما معناهما لم یُطْعَمْ سمناً و لم یُسْقَ لبناً. و المَسَانُّ من الإِبل: خلافُ الأَفْتاءِ. و أَسَنَّ سَدِیسُ الناقة أَی نبت، و ذلك فی السنة الثانیة؛ و أَنشد بیت الأَعشی: بِحِقَّتِها رُبِطَت فی اللَّجِینِ، حتی السَّدِیسُ لها قد أَسَنّ یقول: قیمَ علیها منذ كانتِ حِقَّةً إِلی أَن أَسْدَسَتْ فی إِطعامها و إِكرامها؛ و قال القُلاخُ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 223
بِحِقِّه رُبِّطَ فی خَبْطِ اللُّجُنْ یُقْفَی به، حتی السَّدِیسُ قد أَسَنّ و أَسَنَّها اللهُ أَی أَنْبَتها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله تعالی عنه: أَنه خطب فذكر الربا فقال: إِن فیه أَبواباً لا تَخْفی علی أَحدٍ منها السَّلَمُ فی السِّنِّ، یعنی الرقیقَ و الدوابَّ و غیرهما من الحیوان، أَراد ذوات السِّنّ. و سِنُّ الجارحة، مؤَنثة ثم استعیرت للعُمُر استدلالًا بها علی طوله و قصره، و بقیت علی التأْنیث. و سِنُّ الرجل و سَنینُه و سَنینَتُه: لِدَتُه، یقال: هو سِنُّه و تِنُّه و حِتْنُه إِذا كان قِرْنَه فی السِّنّ. و سَنَّ الشی‌ءَ یَسُنُّه سَنّاً، فهو مَسْنون و سَنین و سَنَّته: أَحَدَّه و صَقَله. ابن الأَعرابی: السَّنّ مصدر سَنَّ الحدیدَ سَنّاً. و سَنَّ للقوم سُنَّةً و سَنَناً. و سَنَّ علیه الدِّرْعَ یَسُنُّها سَنّاً إِذا صَبَّها. و سَنَّ الإِبلَ یسُنُّها سَنّاً إِذا أَحْسَن رِعْیَتها حتی كأَنه صقلها. و السَّنَنُ: اسْتِنان الإِبل و الخیل. و یقال: تَنَحَّ عن سَننِ الخیل. و سَنَّنَ المَنْطِقَ: حَسَّنه فكأَنه صقَله و زینه؛ قال العجاج: دَعْ ذا، و بَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً، و سَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً و المِسَنُّ و السِّنانُ: الحجَر الذی یُسَنُّ به أَو یُسنُّ علیه، و فی الصحاح: حجَر یُحدَّد به؛ قال إِمرؤُ القیس: یُباری شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ، كَصَفْحِ السِّنانِ الصُّلَّبیِّ النَّحِیضِ قال: و مثله للراعی: و بیضٍ كسَتْهنَّ الأَسِنَّةُ هَفْوَةً، یُداوی بها الصادُ الذی فی النّواظِرِ. و أَراد بالصادِ الصَّیَدَ، و أَصله فی الإِبل داء یُصیبها فی رؤوسها و أَعینها؛ و مثله للبید: یَطْرُدُ الزُّجَّ، یُباری ظِلَّهُ بأَسِیلٍ، كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ و الزُّجُّ: جمع أَزَجَّ، و أَراد النعامَ، و الأَزَجُّ: البعید الخَطو، یقال: ظلیم أَزجُّ و نعامة زَجَّاء. و السِّنانُ: سِنانُ الرمح، و جمعه أَسِنَّة. ابن سیدة: سِنانُ الرمح حدیدته لصَقالتها و مَلاستها. و سَنَّنَه: رَكَّبَ فیه السِّنان. و أَسَنْت الرمحَ: جعلت له سِناناً، و هو رُمح مُسَنٌّ. و سَنَنْتُ السِّنانَ أَسُنُّه سَنّاً، فهو مَسنون إِذا أَحدَدْته علی المِسنِّ، بغیر أَلف. و سَنَنتُ فلاناً بالرمح إِذا طعنته به. و سَنَّه یَسُنُّه سَنّاً: طعنه بالسِّنان. و سَنَّنَ إِلیه الرمح تسْنیناً: وَجَّهه إِلیه. و سَننْت السكین: أَحددته. و سَنَّ أَضراسَه سَنّاً: سَوَّكها كأَنه صَقَلها. و اسْتَنَّ: استاك. و السَّنُونُ: ما استَكْتَ به. و السَّنین: ما یَسقُط من الحجر إِذا حككته. و السَّنُونُ: ما تَسْتنُّ به من دواء مؤَلف لتقویة الأَسنان و تَطریتها. و‌فی حدیث السواك: أَنه كان یَستنُّ بعودٍ من أَراك؛ الاستِنان: استعمالُ السواك، و هو افتِعال من الإِسْنان، أَی یُمِرُّه علیها. و منه‌حدیث الجمعة: و أَن یَدَّهِن و یَسْتنَّ.و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، فی وفاة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فأَخذتُ الجَریدة فسَننْتُه بها‌أَی سَوَّكته بها. ابن السكیت: سَنَّ الرجلُ إِبله إِذا أَحسن رِعْیتها و القیامَ علیها حتی كأَنه صقلها؛ قال النابغة: نُبِّئْتُ حِصْناً و حَیّاً من بنی أَسَدٍ قاموا فقالوا: حِمانا غیرُ مقْروبِ ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عنهم، و غَرَّهُمُ سَنُّ المُعَیدیِّ فی رَعْیٍ و تَعْزیبِ «5».
(5). قوله [و تعزیب] التعزیب بالعین المهملة و الزای المعجمة أَن یبیت الرجل بماشیته كما فی الصحاح و غیره فی المرعی لا یریحها إِلی أَهلها
لسان العرب، ج‌13، ص: 224
یقول: یا معشر مَعَدٍّ لا یغُرَّنكم عزُّكم و أَنَّ أَصغر رجل منكم یرعی إِبله كیف شاء، فإِن الحرث بن حِصْن الغَسّانی قد عَتب علیكم و علی حِصْن بن حُذیفة فلا تأْمنوا سَطوَته. و قال المؤرّج: سَنُّوا المالَ إِذا أَرسلوه فی الرِّعْی. ابن سیدة: سَنَّ الإِبلَ یَسُنُّها سَنّاً إِذا رعاها فأَسْمنها. و السُّنّة: الوجه لصَقالتِه و مَلاسته، و قیل: هو حُرُّ الوجه، و قیل: دائرته. و قیل: الصُّورة، و قیل: الجبهة و الجبینان، و كله من الصَّقالة و الأَسالة. و وجه مَسْنون: مَخروطٌ أَسیلٌ كأَنه قد سُنَّ عنه اللحم، و فی الصحاح: رجل مَسْنون: الوجه إذا كان فی أَنفه و وجهه طولٌ و المَسْنون المصقول، من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إِذا أَمررته علی المِسنِّ. و رجل مسنون الوجه: حَسَنُه سهْله؛ عن اللحیانی. و سُنَّة الوجه: دوائره. و سُنَّةُ الوجه: صُورته؛ قال ذو الرمة: تُریك سُنَّةَ وَجْهٍ غیرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ، لیس بها خالٌ و لا نَدَبُ و مثله للأَعشی: كَریماً شَمائِلُه من بنی مُعاویةَ الأَكْرَمِینَ السُّنَنْ و أَنشد ثعلب: بَیْضاءُ فی المِرْآةِ، سُنَّتُها فی البیت تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ و‌فی الحدیث: أَنه حَضَّ علی الصدقة فقام رجل قبیح السُّنَّة؛ السُّنَّةُ: الصورة و ما أَقبل علیك من الوجه، و قیل: سُنّة الخدّ صفحته. و المَسْنونُ: المُصوَّر. و قد سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إِذا صوّرته. و المَسْنون: المُمَلَّس. و‌حكی أَن یَزید بن معاویة قال لأَبیه: أَ لا تری إِلی عبد الرحمن بن حسان یُشَبّبُ بابنتك؟ فقال معاویة: ما قال؟ فقال: قال: هی زَهْراءُ، مثلُ لُؤلؤةِ الغَوَّاص، مِیزَتْ من جوهرٍ مكنونِ فقال معاویة: صدق؛ فقال یزید: إِنه یقول: و إِذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها فی سَناءٍ، من المَكارم، دُونِ قال: و صدق؛ قال: فأَین قوله: ثم خاصَرْتُها إِلی القُبَّةِ الخَضْراءِ، تَمْشی فی مَرْمَرٍ مَسنونِ قال معاویة: كذب؛ قال ابن بری: و تُرْوَی هذه الأَبیات لأَبی دهبل، و هی فی شعره یقولها فی رَمْلة بنت معاویة؛ و أَول القصید: طالَ لَیْلی، و بِتُّ كالمَحْزونِ، و مَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها: عن یَساری، إِذا دخَلتُ من الباب، و إِن كنتُ خارجاً عن یَمینی فلذاكَ اغْترَبْتُ فی الشَّأْم، حتی ظَنَّ أَهلی مُرَجَّماتِ الظُّنونِ منها: تَجْعَلُ المِسْكَ و الیَلَنْجُوج و النَّدَّ صلاءً لها علی الكانُونِ منها: قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها، عندَ حدِّ الشِّتاءِ فی قَیْطُونِ القَیْطُون: المُخْدَع، و هو بیت فی بیت.ثم فارَقْتُها علی خَیْرِ ما كانَ قَرینٌ مُفارِقاً لقَرِینِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 225
فبَكَتْ، خَشْیَةَ التَّفَرُّق للبَینِ، بُكاءَ الحَزینِ إِثرَ الحَزِینِ فاسْأَلی عن تَذَكُّری و اطِّبائیَ، لا تَأْبَیْ إِنْ هُمُ عَذَلُونی اطِّبائی: دُعائی، و یروی: … و اكْتِئابی. و سُنَّةُ الله: أَحكامه و أَمره و نهیه؛ هذه عن اللحیانی. و سَنَّها الله للناس: بَیَّنها. و سَنَّ الله سُنَّة أَی بَیَّن طریقاً قویماً. قال الله تعالی: سُنَّةَ اللّٰهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ؛* نَصَبَ سُنَّةَ اللّٰهِ* علی إِرادة الفعل أَی سَنَّ الله ذلك فی الذین نافقوا الأَنبیاءَ و أَرْجَفُوا بهم أَن یُقْتَلُوا أَین ثُقِفُوا أَی وُجِدُوا. و السُّنَّة: السیرة، حسنة كانت أَو قبیحة؛ قال خالد بن عُتْبة الهذلی: فلا تَجْزَعَنْ من سِیرةٍ أَنتَ سِرْتَها، فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً من یَسِیرُها و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا مَنَعَ النّٰاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جٰاءَهُمُ الْهُدیٰ وَ یَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلّٰا أَنْ تَأْتِیَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِینَ؛ قال الزجاج: سُنَّةُ الْأَوَّلِینَ أَنهم عاینوا العذاب فطلب المشركون أَن قالوا: اللّٰهُمَّ إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنٰا حِجٰارَةً مِنَ السَّمٰاءِ. و سَنَنْتُها سَنّاً و اسْتَنَنْتُها: سِرْتُها، و سَنَنْتُ لكم سُنَّةً فاتبعوها. و‌فی الحدیث: من سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فله أَجْرُها و أَجْرُ من عَمِلَ بها، و من سَنَّ سُنَّةً سیّئَةً‌یرید من عملها لیُقْتَدَی به فیها، و كل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قیل: هو الذی سَنَّه؛ قال نُصَیْبٌ: كأَنی سَنَنتُ الحُبَّ، أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ، إِذ أَحْبَبْتُ من بَیْنِهم وَحْدِی «1». و قد تكرر فی الحدیث ذكر السُّنَّة و ما تصرف منها، و الأَصل فیه الطریقة و السِّیرَة، و إِذا أُطْلِقَت فی الشرع فإِنما یراد بها ما أَمَرَ به النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، و نَهی عنه و نَدَب إِلیه قولًا و فعلًا مما لم یَنْطق به الكتابُ العزیز، و لهذا یقال فی أَدلة الشرع: الكتابُ و السُّنَّةُ أَی القرآن و الحدیث. و‌فی الحدیث: إِنما أُنَسَّی لِأَسُنَّ‌أَی إِنما أُدْفَعُ إِلی النِّسْیانُ لأَسُوقَ الناسَ بالهدایة إِلی الطریق المستقیم، و أُبَیِّنَ لهم ما یحتاجون أَن یفعلوا إِذا عَرَضَ لهم النسیانُ، قال: و یجوز أَن یكون من سَنَنْتُ الإِبلَ إِذا أَحْسنت رِعْیتَها و القیام علیها. و‌فی الحدیث: أَنه نزل المُحَصَّبَ و لم یَسُنَّهُ‌أَی لم یجعله سُنَّة یعمل بها، قال: و قد یَفْعل الشی‌ء لسبب خاص فلا یعمّ غیره، و قد یَفْعل لمعنی فیزول ذلك المعنی و یبقی الفعل علی حاله مُتَّبَعاً كقَصْرِ الصلاة فی السفر للخوف، ثم استمرّ القصر مع عدم الخوف؛ و منه‌حدیث ابن عباس: رَمَلَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و لیس بسُنَّة‌أَی أَنه لم یَسُنَّ فِعْلَه لكافة الأُمّة و لكن لسبب خاص، و هو أَن یُرِیَ المشركین قوّة أَصحابه، و هذا مذهب ابن عباس، و غیره یری أَن الرَّمَلَ فی طواف القدوم سنَّة. و‌فی حدیث مُحَلِّمِ بن جَثَّامة: اسْنُنِ الیومَ و غَیِّرْ غداً‌أَی اعْمَلْ بسُنَّتك التی سَنَنْتها فی القِصاصِ، ثم بعد ذلك إِذا شئت أَن تغیر فغیر أَی تغیر ما سَننْتَ، و قیل: تُغَیِّر من أَخذ الغِیَر و هی الدیة. و‌فی الحدیث: إِن أَكبر الكبائر أَن تُقاتل أَهل صَفْقَتِك و تُبَدِّلَ سُنَّتَك؛ أَراد بتبدیل السُّنة أَن یرجع أَعرابیّاً بعد هجرته. و‌فی حدیث المجوس: سُنُّوا بهم سُنَّة أَهل الكتاب‌أَی خذوهم علی طریقتهم و أَجْرُوهم فی قبول الجزیة مُجْراهم. و‌فی الحدیث: لا یُنْقَضُ عَهْدُهم
(1). قوله [إِذ أَحببت إِلخ] كذا فی الأَصل، و فی بعض الأَمهات: أَو بدل إِذ
لسان العرب، ج‌13، ص: 226
عن سُنَّةِ ماحِلٍ‌أَی لا ینقض بسَعْیِ ساع بالنمیمة و الإِفساد، كما یقال لا أُفْسِدُ ما بینی و بینك بمذاهب الأَشرار و طُرُقهم فی الفساد. و السُّنَّة: الطریقة، و السَّنن أَیضاً. و‌فی الحدیث: أَلا رجلٌ یَرُدُّ عَنَّا من سَنَنِ هؤلاء.التهذیب: السُّنَّةُ الطریقة المحمودة المستقیمة، و لذلك قیل: فلان من أَهل السُّنَّة؛ معناه من أَهل الطریقة المستقیمة المحمودة، و هی مأْخوذة من السَّنَنِ و هو الطریق. و یقال للخَطّ الأَسود علی مَتْنِ الحمار: سُنَّة. و السُّنَّة: الطبیعة؛ و به فسر بعضهم قول الأَعشی: كَرِیمٌ شَمَائِلُه من بَنِی مُعاویةَ الأَكْرَمینَ السُّنَنْ. و امْضِ علی سَنَنِك أَی وَجْهك و قَصْدك. و للطریق سَنَنٌ أَیضاً، و سَنَنُ الطریق و سُنَنُه و سِنَنُه و سُنُنُه: نَهْجُه. یقال: خَدَعَك سَنَنُ الطریق و سُنَّتُه. و السُّنَّة أَیضاً: سُنَّة الوجه. و قال اللحیانی: تَرَك فلانٌ لك سَنَنَ الطریق و سُنَنَه و سِنَنَه أَی جِهَتَه؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف سِنَناً عن غیر اللحیانی. شمر: السُّنَّة فی الأَصل سُنَّة الطریق، و هو طریق سَنَّه أَوائل الناس فصارَ مَسْلَكاً لمن بعدهم. و سَنَّ فلانٌ طریقاً من الخیر یَسُنُّه إِذا ابتدأَ أَمراً من البِرِّ لم یعرفه قومُه فاسْتَسَنُّوا به و سَلَكُوه، و هو سَنِین. و یقال: سَنَّ الطریقَ سَنّاً و سَنَناً، فالسَّنُّ المصدر، و السَّنَنُ الاسم بمعنی المَسْنون. و یقال: تَنَحَّ عن سَنَنِ الطریق و سُنَنه و سِنَنِه، ثلاث لغات. قال أَبو عبید: سَنَنُ الطریق و سُنُنُه مَحَجَّتُه. و تَنَحَّ عن سَنَنِ الجبل أَی عن وجهه. الجوهری: السَّنَنُ الطریقة. یقال: استقام فلان علی سَنَنٍ واحد. و یقال: امْضِ علی سَنَنِك و سُنَنِك أَی علی وجهك. و المُسَنْسَنُ [المُسَنْسِنُ: الطریق المسلوك، و فی التهذیب: طریق یُسْلَكُ. و تَسَنَّنَ الرجلُ فی عَدْوِه و اسْتَنَّ: مضی علی وجهه؛ و قول جریر: ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَننا لَدی فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الریحِ صائِم عنی بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْی السَّرابِ، و قیل: موضع اشتداد حرها كأَنها تَسْتَنُّ فیه عَدْواً، و قد یجوز أَن یكون «1». مَخْرَجَ الریح؛ قال ابن سیدة: و هو عندی أَحسن إِلَّا أَن الأَول قول المتقدِّمین، و الاسم منه السَّنَنُ. أَبو زید: اسْتَنَّت الدابةُ علی وجه الأَرض. و اسْتَنَّ دَمُ الطعنة إِذا جاءت دُفْعةٌ منها؛ قال أَبو كبیر الهذلی: مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة، تَنْفی الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَ طَعَنه طَعْنةً فجاء منها سَنَنٌ یَدْفَعُ كلَّ شی‌ءٍ إِذا خرج الدمُ بحَمْوَتِه؛ و قول الأَعشی: و قد نَطْعُنُ الفَرْجَ، یومَ اللِّقاءِ، بالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولی السَّنَنْ قال شمر: یریدُ أُولی القومِ الذین یُسرعون إِلی القتال، و السَّنَنُ القصد. ابن شمیل: سَنَنُ الرجل قَصْدُهُ و هِمَّتُه. و اسْتَنَّ السَّرابُ: اضطرب. و سَنَّ الإِبلَ سَنّاً: ساقها سَوْقاً سریعاً، و قیل: السَّنُّ السیر الشدید. و السَّنَنُ: الذی یُلِحُّ فی عَدْوِه و إِقْباله و إِدْباره. و جاء سَنَنٌ من الخیل أَی شَوْطٌ. و جاءت الریاحُ سَنائِنَ إِذا جاءت علی وجه واحد و طریقة واحدة لا تختلف. و یقال: جاء من الخیل و الإِبل سَنَنٌ ما یُرَدُّ وجْهُه. و یقال: اسْنُنْ قُرونَ فرسك
(1). قوله [و قد یجوز أَن یكون إِلخ] نص عبارة المحكم: و قد یجوز أَن یعنی مجری الریح
لسان العرب، ج‌13، ص: 227
أَی بُدَّهُ حتی یَسِیلَ عَرَقُه فیَضْمُرَ، و قد سُنَّ له قَرْنٌ و قُرون و هی الدُّفَعُ من العَرَق؛ و قال زهیر بن أَبی سُلْمی: نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ یوْمٍ تُسَنُّ، علی سَنابِكِها، القُرونُ. و السَّنینة: الریح؛ قال مالك بن خالد «1». الخُنَعِیُّ فی السَّنَائن الرِّیاحِ: واحدتها سَنِینةٌ، و الرِّجَاعُ جمع الرَّجْعِ، و هو ماءُ السماء فی الغَدیر. و فی النوادر: ریح نَسْناسة و سَنْسانَةٌ باردة، و قد نَسْنَسَتْ و سَنْسَنَتْ إِذا هَبَّتْ هُبُوباً بارداً. و یقول: نَسْناسٌ من دُخان و سَنْسانٌ، یرید دخان نار. و بَنی القوم بیوتهم علی سَنَنٍ واحد أَی علی مثال واحد. و سَنَّ الطینَ: طَیَّنَ به فَخَّاراً أَو اتخذه منه. و المَسْنون: المُصَوَّرُ. و المَسْنون: المُنْتِن. و قوله تعالی: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛ قال أَبو عمرو: أَی متغیر منتن؛ و قال أَبو الهیثم: سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَی تغیر؛ و قال الزجاج: مَسْنون مَصْبوب علی سُنَّةِ الطریق؛ قال الأَخفش: و إِنما یتغیر إِذا أَقام بغیر ماء جار، قال: و یدلك علی صحة قوله أَن مسنون اسم مفعول جارٍ علی سُنَّ و لیس بمعروف، و قال بعضهم: مسنون طَوَّلَهُ، جعله طویلًا مستویاً. یقال: رجل مَسنون الوجه أَی حسن الوجه طویله؛ و‌قال ابن عباس: هو الرَّطْبُ، و یقال المُنْتِنُ.و قال أَبو عبیدة: المَسنونُ المَصبوب. و یقال: المسنون المَصْبوب علی صورة، و قال: الوجه المَسنون سمِّی مَسنوناً لأَنه كالمخروط. الفراء: سمی المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الحدید یُسَنُّ علیه أَی یُحَكُّ علیه. و یقال للذی یسیل عند الحك: سَنِینٌ، قال: و لا یكون ذلك السائل إِلا مُنْتِناً، و قال فی قوله: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛ یقال المحكوك، و یقال: هو المتغیر كأَنه أُخذ من سَنَنْتُ الحجر علی الحجَر، و الذی یخرج بینهما یقال له السَّنِینُ، و الله أَعلم بما أَراد. و قوله‌فی حدیث بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ: و كان زوجها سُنَّ فی بئر‌أَی تغیر و أَنْتنَ، من قوله تعالی: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛ أَی متغیر، و قیل: أَراد بسُنَّ أَسِنَ بوزن سَمِعَ، و هو أَن یَدُورَ رأْسه من ریح كریهة شمها و یغشی علیه. و سَنَّتِ العینُ الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً: صبته، و اسْتَنَّتْ هی: انصب دمعها. و سَنَّ علیه الماءَ: صَبَّه، و قیل: أَرسله إِرسالًا لیناً، و سَنَّ علیه الدرعَ یَسُنُّها سَنّاً كذلك إِذا صبها علیه، و لا یقال شَنَّ. و یقال: شَنَّ علیهم الغارةَ إِذا فرّقها. و قد شَنَّ الماءَ علی شرابه أَی فرَّقه علیه. و سَنَّ الماءَ علی وجهه أَی صبَّه علیه صبّاً سَهْلًا. الجوهری: سَنَنْتُ الماءَ علی وجهی أَی أَرسلته إِرسالًا من غیر تفریق، فإِذا فرّقته بالصب قلت بالشین المعجمة. و‌فی حدیث بول الأَعرابی فی المسجد: فدعا بدلوٍ من ماء فسَنَّه علیه‌أَی صبه. و السَّنُّ. الصبُّ فی سُهولة، و یروی بالشین المعجمة، و سیأْتی ذكره؛ و منه‌حدیث الخمر: سُنَّها فی البَطْحاء.و‌فی حدیث ابن عمر: كان یَسُنُّ الماءَ علی وجهه و لا یَشُنُّه‌أَی كان یصبه و لا یفرّقه علیه. و سَنَنْتُ الترابَ: صببته علی وجه الأَرض صبّاً سهلًا حتی صار كالمُسَنّاة. و‌فی حدیث عمرو بن العاص عند موته: فسُنُّوا علیَّ الترابَ سَنّاً‌أَی ضعوه وضعاً سهلًا. و سُنَّت الأَرض فهی مَسنونة و سَنِینٌ إِذا أُكل نباتها؛ قال الطِّرِمّاحُ: بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الریحُ فیه، حَنِینَ الجِلْبِ [الجُلْبِ فی البلدِ السَّنِینِ. یعنی المَحْلَ. و أَسْنان المنْجَل: أُشَرُهُ. و السَّنُونُ
(1). قوله [قال مالك بن خالد إِلخ] سقط الشعر من الأَصل بعد قوله الریاح كما هو فی التهذیب: أَبین الدیان غیر بیض كأَنها فصول رجاع زفزفتها السنائن
لسان العرب، ج‌13، ص: 228
و السَّنِینة: رِمالٌ مرتفعة تستطیل علی وجه الأَرض، و قیل: هی كهیئة الحِبال من الرمل. التهذیب: و السَّنائن رمال مرتفعة تستطیل علی وجه الأَرض، واحدتها سَنِینة؛ قال الطرماح: و أَرْطاةِ حِقْفٍ بین كِسْرَیْ سَنائن و روی المؤرِّج: السِّنانُ الذِّبّانُ؛ و أَنشد: أَ یَأْكُلُ تَأْزِیزاً و یَحْسُو خَزِیرَةً، و ما بَیْنَ عَیْنَیهِ وَنِیمُ سِنانِ؟ قال: تأْزِیزاً ما رَمَتْه القدْر إِذا فارت. و سَانَّ البعیرُ الناقةَ یُسانُّها مُسانَّةً و سِناناً: عارضها للتَّنَوُّخ، و ذلك أَن یَطْرُدَها حتی تبرك، و فی الصحاح: إِذا طَرَدَها حتی یُنَوِّخَها لیَسْفِدَها؛ قال ابن مقبل یصف ناقته: و تُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَی، و كأَنها فَنِیقٌ ثَناها عن سِنانٍ فأَرْقَلا یقول: سانَّ ناقتَه ثم انتهی إِلی العَدْوِ الشدید فأَرْقَلَ، و هو أَن یرتفع عن الذَّمِیلِ، و یروی هذا البیت أَیضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِیِّ؛ و قال الأَسدِیُّ یصف فحلًا: للبَكَراتِ العِیطِ منها ضاهِدا، طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً و عاضِدَا. ذارعاً: یقال ذَرَعَ له إِذا وَضَعَ یده تحت عنقِه ثم خَنَقه، و العاضِدُ: الذی یأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ؛ یقول: یُطاوعه السِّنانُ كیف شاء. و یقال: سَنَّ الفَحْلُ الناقة یَسُنُّها إِذا كبَّها علی وجهها؛ قال: فاندَفَعَتْ تأْفِرُ و اسْتَقْفاها، فسَنَّها للوَجْهِ أَو دَرْباها أَی دفعها. قال ابن بری: المُسانَّةُ أَن یَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً؛ قال مالك بن الرَّیْبِ: و أَنت إِذا ما كنتَ فاعِلَ هذه سِنَاناً، فما یُلْقَی لِحَیْنك مَصْرَعُ أَی فاعلَ هذه قهراً و ابْتِساراً؛ و قال آخر: كالفَحْل أَرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ و یقال: سَانَّ الفحلُ الناقَةَ یُسانُّها إِذا كَدَمَها. و تَسانَّتِ الفُحُولِ إِذا تَكادَمت. و سَنَنْتُ الناقةَ: سَیَّرتُها سیراً شدیداً. و وقع فلان فی سِنِّ رأْسِهِ أَی فی عَدَدِ شعره من الخیر و الشر، و قیل: فیما شاء و احْتَكَم؛ قال أَبو زید: و قد یُفَسَّرُ سنُّ رأْسه عَدَدُ شعره من الخیر. و قال أَبو الهیثم: وقع فلان فی سِنِّ رأْسِه و فی سِیِّ رأْسه و سَواءِ رأْسِه بمعنی واحد، و روی أَبو عبید هذا الحرف فی الأَمثال: … فی سِنِّ رأْسه، و رواه فی المؤلَّف: … فی سِیِّ رأْسه؛ قال الأَزهری: و الصواب بالیاء أَی فیما سَاوَی رَأْسَه من الخِصْبِ. و السِّنُّ: الثور الوحشی؛ قال الراجز: حَنَّتْ حَنِیناً، كثُؤَاجِ السّنِّ، فی قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِّ اللیث: السَّنَّةُ اسم الدُّبَّة أَو الفَهْدَةِ. قال أَبو عبید: و من أَمثالهم فی الصادِقِ فی حدیثه و خبره: صَدَقَنی سِنَّ بَكْرِه؛ و یقوله الإِنسانُ علی نفسه و إِن كان ضارّاً له؛ قال الأَصمعی: أَصله أَن رجلًا ساوَمَ رجلًا ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق، فقال المشتری: صَدَقَنی سِنَّ بكره، فذهب مثلًا،و هذا المثل یروی عن علی بن أَبی طالب، كرم الله وجهه، أَنه تكلم به فی الكوفة.و من أَمثالهم: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتی القَرْعَی؛ یضرب مثلًا للرجل یُدْخِلُ نفسه فی قوم لیس منهم، و القَرْعی من الفِصَال: التی أَصابها قَرَعٌ، و هو بَثْرٌ، فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَی
لسان العرب، ج‌13، ص: 229
نَزْوَها تَشَبَّهُ بها و قد أَضعفها القَرَعُ عن النَّزَوانِ. و اسْتَنَّ الفَرَسُ: قَمَصَ. و اسْتَنَّ الفرسُ فی المِضْمارِ إِذا جری فین نَشاطه علی سَنَنه فی جهة واحدة. و الاسْتنانُ: النَّشَاطُ؛ و منه المثل المذكور: اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حتی القَرْعی، و قیل: اسْتَنَّتِ الفِصال أَی سَمِنَتْ و صَارَتْ جُلُودها كالمَسَانِّ، قال: و الأَول أَصح. و‌فی حدیث الخیل: اسْتَنَّت شَرَفاً أَو شَرَفَیْنِ؛ اسْتَنَّ الفَرَسُ یَسْتَنُّ اسْتِناناً أَی عدا لَمَرحه و نَشاطه شَوْطاً أَو شوطین و لا راكِبَ علیه؛ و منه‌الحدیث: إِنّ فرس المُجاهِد لیَسْتَنُّ فی طِوَله.و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: رأَیت أَباه یَسْتَنُّ بسَیْفِه كما یَسْتَنُّ الجملُ‌أَی یَمْرَحُ و یَخْطُرُ به. و السِّنُّ و السِّنْسِنُ و السِّنْسِنَةُ: حَرْفُ فَقْرةِ الظهر، و قیل: السَّنَاسِنُ رؤوس أَطراف عظام الصدر، و هی مُشَاش الزَّوْرِ، و قیل: هی أَطراف الضلوع التی فی الصدر. ابن الأَعرابی: السَّنَاسِنُ و الشَّنَاشِنُ العِظامُ؛ و قال الجَرَنْفَشُ: كیف تَرَی الغزْوة أَبْقَتْ مِنِّی سَناسِناً، كحَلَقِ المِجَنِّ أَبو عمرو و غیره: السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ و حُروفُ فَقَارِ الظهر، واحدها سِنْسِنٌ؛ قال رؤبة: یَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قال الأَزهری: و لحمُ سَناسِنِ البعیر من أَطیب اللُّحْمَانِ لأَنها تكون بین شَطَّی السَّنَام، و لحمُها یكون أَشْمَطَ طَیّباً، و قیل: هی من الفرس جَوانِحُه الشاخِصَةُ شبه الضلوع ثم تنقطع دون الضلوع. و سُنْسُنُ: اسم أَعجمی یسمی به السَّوَادِیُّونَ. و السُّنَّةُ: ضرب من تمر المدینة معروفة.

سهن؛ ج13، ص: 229

: ابن الأَعرابی: الأَسْهان الرِّمالُ اللَّیِّنة؛ قال أَبو منصور: أُبدلت النون من اللام، و الله أَعلم.

سون؛ ج13، ص: 229

: سُوَانُ: موضع. ابن الأَعرابی: التسَوُّنُ استرخاء البطن؛ قال أَبو منصور: كأَنه ذهب به إِلی التَّسَوُّل من سَوِلَ یَسْوَلُ إِذا استرخی، فأَبدل من اللام النون.

سوسن؛ ج13، ص: 229

: السَّوْسَن: نَبت، أَعجمی معرّب، و هو معروف و قد جری فی كلام العرب؛ قال الأَعشی: و آسٌ و خَیْرِیٌّ و مَرْوٌ و سَوْسَنٌ، إِذا كان هیزَمْنٌ و رُحْتُ مُخَشَّما و أَجناسه كثیرة و أَطیبه الأَبیض.

سین؛ ج13، ص: 229

: السینُ: حرف هجاء من حروف المعجم و هو حرف مهموس، یذكر و یؤنث، هذه سین و هذا سین، فمن أَنث فعلی توهم الكلمة، و من ذكر فعلی توهم الحرف، و السین من حرف الزیادات، و قد تُخَلِّص الفعلَ للاستقبال تقول سیفعل، و زعم الخلیل أَنها جواب لن. أَبو زید: من العرب من یجعل السین تاء، و أَنشد لعِلْباء بن أَرقم: یا قَبَّحَ اللَّهُ بنی السعْلاةِ، عَمْرو بن یَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِ، لیسوا أَعِفَّاء و لا أَكْیاتِ یرید: الناس و الأَكیاس، قال: و من العرب من یجعل التاء كافاً، و سنذكرها فی الأَلف اللینة. قال أَبو سعید: و قولهم فلان لا یحسن سینه، یریدون شُعْبَةً من شُعَبه و هو ذو ثلاث شُعَب. و قوله تعالی: یس، كقوله عز و جل: الم*، حم*، و أَوائل السور، و قال عكرمة: معناه یا إِنسان لأَنه قال: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ. و طُورُ سِینِینَ و سِینَا و سَیْنَاءَ جبل بالشام، قال
لسان العرب، ج‌13، ص: 230
الزجاج: إِن سَیناء [سِیناء حجارة و هو، و اللَّه أَعلم، اسم المكان، فمن قرأَ سَیْنٰاءَ علی وزن صحراء فإِنها لا تنصرف، و من قرأَ سِیناء فهو علی وزن عِلْباء إِلا أَنه اسم للبقعة فلا ینصرف، و لیس فی كلام العرب فِعْلاء بالكسر ممدود. و السِّینینیَّة: شجرة، حكاه أَبو حنیفة عن الأَخفش، و جمعها سِینِین، قال: و زعم الأَخفش أَنَّ طُورَ سینین مضاف إِلیه، قال: و لم یبلغنی هذا عن أَحد غیره، الجوهری: هو طُور أُضیف إِلی سِینَا، و هی شجر، قال الأَخفش: السِّینِینُ واحدتها سِینِینِیّة، قال: و قری‌ء طور سَینَاء و سِینَاءَ، بالفتح و الكسر، و الفتح أَجود فی النحو لأَنه بنی علی فَعْلاء، و الكسر ردی‌ء فی النحو لأَنه لیس فی أَبنیة العرب فِعْلاء ممدود بكسر الأَول غیر مصروف، إِلا أَن تجعله أَعجمیّاً، قال أَبو علی: إِنما لم یصرف لأَنه جعل اسماً للبقعة. التهذیب: و سِینِینُ اسم جبل بالشأْم.

فصل الشین المعجمة؛ ج13، ص: 230

شأن؛ ج13، ص: 230

: الشَّأْنُ: الخَطْبُ و الأَمْرُ و الحال، و جمعه شُؤونٌ و شِئانٌ؛ عن ابن جنی عن أَبی علی الفارسی. و فی التنزیل العزیز: كُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ؛ قال المفسرون: من شأْنه أَن یُعِزَّ ذلیلًا و یُذِلَّ عزیزاً، و یُغْنیَ فقیراً و یُفْقر غنیّاً، و لا یَشْغَلُه شَأْنٌ عن شأْنٍ، سبحانه و تعالی. و‌فی حدیث المُلاعنة: لكان لی و لها شأْنٌ‌أَی لو لا ما حكم الله به من آیات الملاعَنة و أَنه أَسقط عنها الحَدَّ لأَقَمْتُه علیها حیث جاءَت بالولد شبیهاً بالذی رُمِیَتْ به. و‌فی حدیث الحَكَم بن حَزْن: و الشَّأْنُ إِذ ذاك دُونٌ‌أَی الحالُ ضعیفة لم ترتفع و لم یَحصل الغِنی؛ و أَما قول جَوْذابةَ بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الجَرَّاح لأَبیه: و شَرُّنا أَظْلَمُنا فی الشُّونِ، أَرَیْتَ إِذ أَسْلَمْتنی و شُونی فإِنما أَراد: فی الشُّؤون، و إِذ أَسلمتنی و شُؤونی، فحذف، و مثله كثیر، و قد یجوز أَن یرید جمعه علی فُعْلٍ كجَوْنٍ و جُونٍ، إِلا أَنه خفف أَو أَبدل للوزن و القافیة، و لیس هذا عندهم بإِیطاء لاختلاف وجهی التعریف، أَ لا تری أَن الأَول معرفة بالأَلف و اللام و الثانی معرفة بالإِضافة؟ و لأَشْأَنَنَّ خَبَره أَی لأَخْبُرَنَّهُ. و ما شَأَنَ شَأْنَه أَی ما أَراد. و ما شَأَنَ شَأْنَه؛ عن ابن الأَعرابی، أَی ما شَعَر به، و اشْأَنْ شَأْنَك؛ عنه أَیضاً، أَی علیك به. و حكی اللحیانی: أَتانی ذلك و ما شَأَنْتُ شَأْنَه أَی ما عَلِمتُ به. قال: و یقال أَقبل فلانٌ و ما یَشْأَنُ شَأْنَ فلان شَأْناً إِذا عَمِلَ فیما یحب أَو فیما یكره. و قال: إِنه لَمِشْآنُ شأْنٍ أَن یُفْسِدَك أَی أَن یعمل فی فسادك. و یقال: لأَشْأَنَنَّ شَأْنَهم أَی لأُفْسِدَنَّ أَمرَهم، و قیل: معناه لأَخْبُرَنَّ أَمرَهم. التهذیب: أَتانی فلان و ما شَأَنْتُ شَأْنَه، و ما مَأَنْتُ مَأْنَه، و لا انْتَبَلْتُ نَبْلَه أَی لم أَكترِثْ به و لا عَبَأْتُ به. و یقال: اشْأَنْ شَأْنَك أَی اعْمَلْ ما تُحْسِنه. و شَأَنْتُ شَأْنَه: قَصَدْتُ قَصْدَه. و الشَّأْنُ: مَجْری الدَّمْع إِلی العین، و الجمع أَشْؤُن و شُؤون. و الشؤون: نَمانِمُ فی الجَبْهة شِبْهُ لِحام النُّحاس یكون بین القبائل، و قیل: هی مواصِل قبَائِل الرأْس إِلی العین، و قیل: هی السَّلاسِلُ التی تَجْمَع بین القبائل. اللیث: الشُّؤُونُ عُروق الدُّموع من الرأْس إِلی العین، قال: و الشُّؤُونُ نمانِمُ فی الجُمْجُمة بین القبائل. و قال أَحمد بن یحیی: الشُّؤُون عُروق فوق القبائل، فكلما أَسَنَّ الرجلُ قَوِیَتْ و اشتدَّت.
لسان العرب، ج‌13، ص: 231
و قال الأَصمعی: الشُّؤون مَواصِل القبائل بین كل قبیلتین شَأْنٌ، و الدموع تخرج من الشُّؤُون، و هی أَربع بعضها إِلی بعض. ابن الأَعرابی: للنساءِ ثلاثُ قبَائل. أَبو عمرو و غیره: الشَّأْنانِ عِرْقان یَنحدِران من الرأْسِ إِلی الحاجبین ثم إِلی العینین؛ قال عبید بن الأَبرص: عَیْناك دَمْعُها سَرُوبُ، كأَنَّ شَأْنَیْهِما شَعِیبُ. قال: و حجة الأَصمعی قوله: لا تُحْزِنینی بالفِراقِ، فإِنَّنی لا تسْتَهِلُّ من الفِراقِ شُؤونی. الجوهری: و الشأْنُ واحدُ الشُّؤُون، و هی مواصلُ قبائل الرأْس و مُلتَقاها، و منها تجی‌ء الدموع. و یقال: اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه، و الاسْتِهْلالُ قَطْرٌ له صوْت؛ قال أَوسُ بن حجر: لا تحزنینی بالفراق «2». قال أَبو حاتم: الشُّؤُون الشُّعَب التی تجمع بین قبائل الرأْس و هی أَربعة أَشْؤُنٍ؛ قال ابن بری: و أَما قول الراعی: و طُنْبُور أَجَشّ و ریح ضِغْثٍ، من الرَّیْحانِ، یَتَّبِعُ الشُّؤُونا. فمعناه أَنه تطیر الرائحة حتی تبلغ إِلی شُؤُون رأْسه. و‌فی حدیث الغسل: حتی تَبْلُغ به شُؤُونَ رأْسِها؛ هی عِظامُه و طرائقه و مَواصِلُ قَبائله، و هی أَربعة بعضها فوق بعض، و قیل: الشُّؤُون عُروق فی الجبل یَنْبُت فیها النَّبْع، واحدها شَأْنٌ. و یقال: رأَیت نخیلًا نابتة فی شَأْنٍ من شُؤُون الجبل، و قیل: إِنها عُروق من التراب فی شُقوق الجبال یُغْرَس فیها النخل. و قال ابن سیدة: الشُّؤُون خُطوط فی الجبل، و قیل: صُدوع؛ قال قیسُ بن ذَریح: و أَهْجُرُكُم هَجْرَ البَغِیض، و حُبُّكم علی كَبِدی منه شُؤُونٌ صَوادِعُ شبه شُقوق كبده بالشُّقوق التی تكون فی الجبال. و‌فی حدیث أَیوب المعَلِّم: لما انهَزَمْنا رَكِبْتُ شَأْناً من قَصَب فإِذا الحَسَنُ علی شاطئ دِجْلَة فأَدْنَیْتُ الشَّأْنَ فحملتُه معی؛ قیل: الشَّأْن عرق فی الجبل فیه تراب یُنْبِتُ، و الجمع شُؤونٌ؛ قال ابن الأَثیر: قال أَبو موسی و لا أَری هذا تفسیراً له؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ، خِلافَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسیلُ. شبه تَحَدُّرَ الماء عن هذا الجبل بتَحَدُّرِه عن هذا الطائر أَو تَحَدُّرِ الدم عن لَبّات البُدْن. و شُؤُون الخمر: ما دبَّ منها فی عُروق الجسد؛ قال البَعیث: بأَطْیَبَ من فیها، و لا طَعْمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تَمَشَّی فی العِظامِ شُؤونُها «3».

شبن؛ ج13، ص: 231

: الشَّابِل و الشَّابِنُ: الغلام التَّارُّ الناعم، و قد شَبَنَ و شَبَلَ.

شتن؛ ج13، ص: 231

: الشَّتْنُ: النَّسْجُ. و الشَّاتِن و الشَّتون: الناسج. یقال: شَتَنَ الشّاتِن ثوبه أَی نسجه، و هی هذلیة؛ و أَنشد: نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً، لم یَطْوِها كَفُّ البِیَنْطِ المَجْفَلِ قال: الزُّوَعُ العنكبوت، و المَجْفَل: العظیم البطن، و البِیَنْطُ: الحائك، و فسره ابن الأَعرابی كذلك. و فی حدیث حجة الوَدَاعِ ذكرُ شَتَانٍ، و هو بفتح الشین و تخفیف التاء جبل عند مكة،یقال بات به رسول الله،
(2). البیت (3). قوله [تمشی فی العظام] كذا بالأَصل و التهذیب بالمیم، و فی التكملة: تفشی بالفاء
لسان العرب، ج‌13، ص: 232
صلی الله علیه و سلم، ثم دخل مكة، شرفها الله تعالی.

شثن؛ ج13، ص: 232

: الشَّثْنُ من الرجال: كالشَّثْل، و هو الغلیظ، و قد شَثُنَتْ [شَثِنَتْ كفُّه و قَدَمُه شَثَناً و شُثُونةً و هی شَثْنَة.و فی صفته، صلی الله علیه و سلم: شَثْنُ الكفین و القدمین‌أَی أَنهما تمیلان إِلی الغِلَظِ و القِصَر، و قیل: هو الذی فی أَنامله غلظ بلا قصر، و یحمد ذلك فی الرجال لأَنه أَشدُّ لقَبْضِهم، و یذم فی النساء. و منه‌حدیث المغیرة: شَثْنة الكف‌أَی غلیظتها. و الشُّثُونة: غِلَظُ الكف و جُسُوءُ المفاصل. و أَسد شَثْنُ البراثِن: خَشِنُها، و هو منه. و شَثُنَ [شَثِنَ البعیر شَثَناً: رَعَی الشَّوْك من العِضاهِ فغَلُظت علیه مشافره. قال خالد العِتْریفِیُّ: الشُّثُونةُ لا تَعِیبُ الرجالَ بل هی أَشد لقَبْضِهم و أَصْبَرُ لهم علی المِراسِ، و لكنها تَعِیبُ النساء. قال خالد: و أَنا شَثْنٌ. الفراء: رجل مَكْبُونُ الأَصابع مثل الشَّثْنِ. اللیث: الشَّثْنُ الذی فی أَنامله غِلظٌ، و الفعل شَثُنَ و شَثِنَ شَثَناً و شُثُونةً؛ قال أَبو منصور: و فیه لغة أُخری شَنِثَ، و قد تقدم ذكره. الجوهری: الشَّثَنُ، بالتحریك، مصدر شَثِنَتْ كفه، بالكسر، أَی خَشُنَتْ و غَلُظَتْ. و رجل شَثْنُ الأَصابع، بالتسكین، و كذلك العِضْو؛ و قال إِمرؤ القیس: و تَعْطُو بِرَخْصٍ غیر شَثْنٍ، كأَنه أَسارِیعُ ظَبْیٍ، أَو مَساوِیكُ إِسْحِلِ و شَثِنَت [شَثُنَت مَشافر الإِبل من أَكل الشوك.

شجن؛ ج13، ص: 232

: الشَّجَنُ: الهمّ و الحُزْن، و الجمع أَشْجانٌ و شُجُونٌ. شَجِنَ، بالكسر، شَجَناً و شُجُوناً، فهو شاجِنٌ، و شَجُنَ و تشَجَّنَ، و شَجَنَه الأَمرُ یَشْجُنُه شَجْناً و شُجُوناً و أَشْجَنهُ: أَحزنه؛ و قوله: یُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غیر الشَّواجِنِ إِنما یرید أَنهن لا یُحْزِنَّ مُرْسِلیها و أَصحابَها لخَیْبَتِها من الصید بل یَصِدْنَه ما شاء. و شَجَنتِ الحمامة تشْجُنُ شُجُوناً: ناحت و تَحَزَّنتْ. و الشَّجَنُ: هَوَی النَّفْس. و الشَّجَنُ: الحاجة، و الجمع أَشْجان، و الشَّجَنُ، بالتحریك: الحاجة أَینما كانت؛ قال الراجز: إِنی سأُبْدی لكَ فیما أُبْدی لی شَجَنانِ: شَجَنٌ بنَجْدِ، و شَجَنٌ لی ببِلادِ الهِنْدِ «1». و الجمع أَشْجانٌ و شُجُونٌ؛ قال: ذَكَرْتُكِ حیثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ، و التَقَتْ رِفاقٌ من الآفاقِ شَتَّی شُجُونُها و یروی: … لُحونُها أَی لغاتها، و أَراد أَرضاً كانت له شَجَناً لا وَطَناً أَی حاجةً، و هذا البیت استشهد الجوهری بعجزه و تممه ابن بری و ذكر عجزه: ذَكَرتُكِ حیثُ استأْمَن الوحشُ، و الْتَقَتْ رِفاقٌ به، و النفسُ شَتَّی شُجُونُها قال: و من هذه القصیدة: رَغا صاحبی، عندَ البكاءِ، كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرینُها و أَنشد ابن بری أَیضاً: حتی إِذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ، و كُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قال: فلان كنایة عن المعرفة، و هَنٌ كنایة عن النكرة. و شَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً: حَبَسَتْه، و شَجَنَتْنی تشْجُنُنی. و ما شَجَنَكَ عنا أَی ما حَبَسك، و رواه أَبو عبید: ما شَجَرَكَ. و قالوا: شاجِنَتی
(1). قوله [ببلاد الهند] مثله فی المحكم، و الذی فی الصحاح: ببلاد السند
لسان العرب، ج‌13، ص: 233
شُجُونٌ كقولهم عابِلَتی عُبُول. و قد أَشْجَننی الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً. اللیث: شَجُنْتُ شَجَناً أَی صار الشَّجَنُ فیَّ، و أَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بمعنی تذَكَّرْت، و هو كقولك فَطُنْتُ فَطَناً، و فَطِنْتُ للشی‌ء فِطْنةً و فَطَناً؛ و أَنشد: هَیَّجْنَ أَشْجاناً لمن تشَجَّنا و الشَّجَنُ و الشِّجْنةُ و الشُّجْنةُ و الشَّجْنةُ: الغُصْنُ المشتبك. ابن الأَعرابی: یقال شُجْنة و شِجْنٌ و شُجْنٌ للغُصن، و شُجْنَة و شُجَنٌ و شِجْنةٌ و شِجَنٌ و شُجْناتٌ و شِجْناتٌ و شُجُناتٌ و شِجِناتٌ. الجوهری: و الشِّجْنةُ و الشَّجْنةُ عروق الشجر المشتبكة. و بینی و بینه شِجْنَةُ رَحِمٍ و شُجْنةُ رَحِمٍ أَی قرابةٌ مُشتبكة. و الشَّجَنُ و الشُّجْنة و الشِّجْنة: الشُّعْبة من الشی‌ء. و الشِّجْنة: الشُّعبة من العُنقود تُدْرِكُ كلها، و قد أَشْجَنَ الكَرْمُ و تشَجَّنَ الشجر: التف. و فی المثل: الحدیث ذو شُجُون أَی فنون و أَغراض، و قیل: أَی یدخل بعضه فی بعض أَی ذو شُعَب و امْتِساك بعضُه ببعض؛ و قال أَبو عبید: یُراد أَن الحدیث یتفرَّق بالإِنسان شُعَبُه و وَجْهُه؛ و قال أَبو طالب: معناه ذو فنون و تشَبُّث بعضه ببعض؛ قال أَبو عبید: یضرب هذا مثلًا للحدیث یستذكر به غیره؛ قال: و كان المُفَضَّلُ الضَّبِّی یُحَدِّث عن ضَبَّة بن أُدٍّ بهذا المثل، و قد ذكره غیره؛ قال: كان قد خرج لضبَّة بن أُدٍّ ابنان: سَعْدٌ و سَعِید فی طلب إِبل، فرجع سعد و لم یرجع سعید، فبینا هو یُسایِرُ الحرثَ بن كعب إِذ قال له: فی هذا الموضع قتلت فتی، و وصف صفة ابنه، و قال هذا سیفه، فقال ضَبَّةُ: أَرِنی أَنْظُرْ إِلیه، فلما أَخذه عرف أَنه سیف ابنه، فقال: الحدیث ذُو شُجُونٍ، ثم ضرب به الحرث فقتله؛ و فیه یقول الفرزدق: فلا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ، إِنّ اسْتِعارَها كضَبَّةَ إِذْ قال: الحدیثُ شُجُونُ ثم إِن ضبة لامه الناس فی قتل الحرث فی الأَشهر الحرم فقال: سَبَقَ السیفُ العَذَلَ. و یقال: إِنَّ سَبَقَ السیفُ العَذَلَ لخُرَیْمٍ الهُذَلیِّ. و الشُّجْنة و الشِّجْنة: الرَّحِمُ المشتبكة. و‌فی الحدیث: الرَّحِمِ شِجْنة من الله مُعَلَّقة بالعرش تقول: اللهم صِلْ من وَصَلَنی و اقْطع من قطعنی، أَی الرَّحِمُ مشتقة من الرَّحْمن تعالی؛ قال أَبو عبیدة: یعنی قَرابةٌ من الله مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً أَو اتساعاً، و أَصل الشُّجْنة، بالكسر و الضم، شُعْبة من غُصْن من غصون الشجرة، و الشَّجْنةُ لغة فیه؛ عن ابن الأَعرابی، و قیل: الشُّجْنةُ الصِّهْرُ. و ناقة شَجَنٌ: مُتَداخِلَة الخَلْق مشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة؛ و فی حدیث سَطِیح الكاهنِ: تجُوبُ بی الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ أَی ناقة مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شجرة مُتَشَجِّنَة أَی متصلة الأَغصان بعضها ببعض، و یروی: … شزن، و سیجی‌ء، و الشِّجْنة، بكسر الشین: الصَّدْعُ فی الجبل؛ عن اللحیانی. و الشاجِنَةُ: ضرب من الأَوْدیة یُنْبت نباتاً حسناً، و قیل: الشَّواجِنُ و الشُّجُون أَعالی الوادی، واحدها شَجْن؛ قال ابن سیدة: و إِنما قلت إِن واحدها شَجْن لأَن أَبا عبیدة حكی ذلك، و لیس بالقیاس لأَن فَعْلًا لا یكسَّر علی فَواعل، لا سیما و قد وجدنا الشاجِنة، فأَنْ یكون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَةٍ أَولی؛ قال الطرماح: كظَهرِ اللأَی لو تُبْتَغَی رِیَّةٌ به نَهاراً، لعَیَّتْ فی بُطُونِ الشَّواجِنِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 234
و كذلك روی الأَزهری عن أَبی عمرو: الشَّواجِنُ أَعالی الوادی، واحدتها شاجِنَة. و قال شمِرٌ: جمع شَجْنٍ أَشْجان. قال الأَزهری: و فی دیار ضبَّة وادٍ یقال له الشَّواجِنُ فی بطنه أَطْواء كثیرة، منها لَصافِ و اللِّهَابَةُ و ثَبْرَةُ، و میاهُها عذبة. الجوهری: الشَّجْنُ، بالتسكین، واحدُ شُجُون الأَودیة و هی طُرُقُها. و الشاجِنة: واحدة الشواجِنِ، و هی أَودیة كثیرة الشجر؛ و قال مالك بن خالد الخُناعی: لما رأَیتُ عَدِیَّ القوْمِ یَسْلُبُهُمْ طَلْحُ الشَّواجِنِ و الطَّرْفاءُ و السَّلَمُ كَفَتُّ ثَوْبیَ لا أُلْوِی علی أَحَدٍ، إِنی شَنِئْتُ الفَتی كالبَكْرِ یُخْتَطَمُ عَدِیٌّ: جمع عاد كغَزِیٍّ جمع غازٍ، و قوله: … یَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن … أَی لما هربوا تعلقت ثیابُهم بالطَّلْح فتركوها؛ و أَنشد ابن بری للطرماح فی شاجنة للواحدة: أَ مِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَةِ الحَجُونِ، عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِینِ و قول الحَذْلَمِیِّ: فضارِبَ الضَّبْه و ذی الشُّجُونِ یجوز أَن یعنی به وادیاً ذا الشُّجون، و أَن یعنی به موضعاً. و شِجْنَة، بالكسر: اسم رجل، و هو شِجْنة بن عُطارِد بن عَوْف بن كَعْب بن سَعْد بن زید مناة بن تمیم؛ قال الشاعر: كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لم یَدَعْ من دَارِمٍ أَحَداً، و لا من نَهْشَلِ.

شحن؛ ج13، ص: 234

: قال الله تعالی: فِی الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*؛ أَی المملوء. الشَّحْنُ: مَلْؤُكَ السفینة و إِتْمامُك جِهازَها كله. شَحَنَ السفینة یَشْحَنُها شَحْناً: مَلأَها، و شَحَنَها ما فیها كذلك. و الشِّحْنَةُ: ما شَحَنها. و شَحَنَ البلدَ بالخیل: ملأَه. و بالبلد شِحْنةٌ من الخیل أَی رابطة. قال ابن بری: و قول العامَّة فی الشِّحْنةِ إِنه الأَمیر غلط. و قال الأَزهری: شِحْنةُ الكورَة مَنْ فیهم الكفایة لضبطها من أَولیاء السلطان؛ و قوله: تأَطَّرْنَ بالمیناءِ ثم تَرَكْنَه، و قد لَجَّ من أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون مصدر شَحَنَ، و أَن یكون جمع شِحْنة نادراً. و مَرْكَبٌ شاحِنٌ أَی مَشْحُون؛ عن كراع، كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَی مكتوم. و شَحَنَ القومَ یَشْحَنُهم شَحْناً: طردهم. و مَرَّ یَشْحَنُهم أَی یَطْرُدهم و یَشُلُّهم و یَكسَؤُهم، و قد شَحَنه إِذا طرده. الأَزهری: سمعت أَعرابیاً یقول لآخر: اشْحَنْ عنك فلاناً أَی نَحِّه و أَبْعِدْه. و الشَّحْنُ: العَدْوُ الشدید. و شَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ و تَشْحُنُ شُحُوناً: أَبْعَدتِ الطَّرَد و لم تَصِد شیئاً؛ قال الطرماح یصف الصید و الكلاب: یُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّیْدَ، غیرِ الشَّواحِنِ. و الشاحِنُ من الكلاب: الذی یُبْعِدُ الطَّرِیدَ و لا یصید. الأَزهری: الشِّحْنة ما یُقامُ للدوابّ من العَلَف الذی یكفیها یومها و لیلتها هو شِحْنَتها. و الشَّحْناء: الحقد. و الشَّحْناء: العداوة، و كذلك الشِّحْنة، بالكسر، و قد شَحِنَ علیه شَحْنَاً و شاحَنَه، و عَدُوٌّ مُشاحِنٌ. و شاحَنَه مُشاحنةً: من الشَّحْناء، و آحَنَه مُؤَاحَنة: من الإِحْنةِ، و هو مُشاحِنٌ لك. و‌فی الحدیث: یغفر الله لكل بَشَرٍ ما خلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً؛ المُشاحِنُ: المُعادی. و التَّشاحُنُ: تفاعل من الشَّحْناء العداوة؛ و قال الأَوزاعی: أَراد
لسان العرب، ج‌13، ص: 235
بالمُشاحن هاهنا صاحِبَ البِدْعة و المُفارِقَ لجماعة الأُمَّة، و قیل: المُشاحَنةُ ما دون القتال من السَّبِّ، و التَّعایُر من الشَّحْناءِ مأْخوذ، و هی العداوة، و من الأَول: إِلا رجلًا كان بینه و بین أَخیه شَحْناء أَی عداوة. و أَشْحَنَ الصبیُّ، و قیل: الرجلُ، إِشْحاناً و أَجْهَشَ إِجْهاشاً: تَهیأَ للبكاء، و قیل: هو الاسْتِعْبارُ عند استقبال البكاء؛ قال الهذلی: و قد هَمَّتْ بإِشْحانِ الأَزهری: ابن الأَعرابی سیوف مُشْحَنة فی أَغمادِها؛ و أَنشد: إِذ عارَتِ النَّبْلُ و التَفَّ اللُّفُوفُ، و إِذْ سَلُّوا السُّیُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ و هذا البیت أَورده ابن بری فی أَمالیه متمماً لما أَورده الجوهری فی قوله: و قد هَمَّتْ بإِشْحانِ، مستشهداً به علی أَجْهَشَ الصَّبیُّ إِذا تهیأَ للبكاء، فقال الهُذَلی: هو أَبو قِلابَة؛ و البیت بكماله: إِذ عارَتِ النَّبْلُ و التَفَّ اللُّفوفُ، و إِذْ سلُّوا السیوف، و قد هَمَّت بإشْحانِ و قد أَورده الأَزهری: إِذا عارَتِ النَّبلُ و التَّفَّ اللُّفوفُ، و إِذْ سَلُّوا السیوف عراة بعد إِشحانِ قال ابن سیدة: و الشِّیحان و الشَّیْحان الطویل، و قد یكون فَعْلاناً فیكون من غیر هذا الباب، و سیُذْكر.

شخن؛ ج13، ص: 235

: شَخَّنَ: تهیأَ للبكاء، و قد یخفف.

شدن؛ ج13، ص: 235

: شَدَنَ الصبیُّ و الخِشْفُ و جمیعُ ولدِ الظِّلْفِ و الخُفِّ و الحافِر یَشْدُنُ شُدُوناً: قَوِیَ وَ صَلَحَ جسمه و تَرَعْرَعَ و مَلَكَ أُمَّه فمشی معها. و یقال للمُهْر أَیضاً: قد شَدَن، فإِذا أَفردت الشادِنَ فهو ولد الظبیة. أَبو عبید: الشادِنُ من أَولاد الظباء الذی قد قوی و طلع قرناه و استغنی عن أُمه؛ قال علیّ بن أَحمد العُرَیْتی: یا ما أُحَیْسِنَ غِزْلاناً شَدَنَّ لنا و یقال: إِن علی بن حمزة هذا حَضَرِیّ لا بدَوِیّ لأَنه مدح علی بن عیسی. و أَشْدَنَتِ الظبیةُ و ظَبیة مُشْدِنٌ إِذا شَدَنَ ولَدُها، و ظبیة مُشْدِن: ذات شادِنٍ یتبعها، و كذلك غیرها من الظَّلْف و الخف و الحافر، و الجمع مَشادِنُ علی القیاس، و مَشادِین علی غیر قیاس مثل مطافل و مَطافیل. ابن الأَعرابی: امرأَة مَشْدُونة و هی العاتِقُ من الجَوارِی. و شَدَنٌ: موضع بالیمن، و الإِبل الشَّدَنیة منسوبة إِلیه؛ قال العجاج: و الشَّدَنِیّات یُساقِطْنَ النُّعَرْ و قیل: شَدَنٌ فَحْل بالیمن؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و إِلیه تنسب هذه الإِبل. و الشَّدْنُ، بسكون الدال: شجر له سِیقانٌ خَوَّارةٌ غِلاظ و نَوْرٌ شبیه بنَوْر الیَاسَمِینِ فی الخلقة، إِلا أَنه أَحمر مُشْرَب، و هو أَطیب من الیَاسَمین؛ قال ابن بری: و هو طیب الریح؛ و أَنشد: كأَنَّ فاها، بعدَ ما تُعانِقُ، الشَّدْنُ و الشِّرْیانُ و الشَّبارِقُ.

شرن؛ ج13، ص: 235

: ابن الأَعرابی: الشَّرْنُ الشَّقُّ فی الصخرة. أَبو عمرو: فی الصخرة شَرْمٌ و شَرْنٌ و ثَتٌّ و فَتٌّ و شِیقٌ و شِرْیانٌ. و قد شَرِمَ و شَرِنَ إِذا انْشَقَّ، و ذكر ابن بری فی هذه الترجمة الشِّرْیانَ، و هو شجر صُلْب تتخذ منه القِسِیُّ، واحدته شِرْیانة، و هو كجِرْیالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ؛ قال: و قَوْسُك شِرْیانةٌ، و نَبْلُك جَمْرُ الغَضی
لسان العرب، ج‌13، ص: 236
قال: و الشُّورَانُ العُصْفُر، قال: و الصحیح عندی أَنَّ شِرْیان فِعْلانٌ لأَنه أَكثر من فِعْیال، قال: و لهذا ذكره الجوهری فی شری، و رأَیت هنا حاشیة قال: لم یذكر الجوهری الشِّرْیانَ هذا للشجر أَصلًا فی كتابه، و إِنما ذكر فی فصل شری: الشِّرْیان واحد الشَّرایین و هی العُروق النابضة. و تَشْرِینُ: اسم شهر من شهور الخریف، و هو أَعجمی، و هو إِلی وزن تفعیل أَقرب منه إِلی وزن غیره من الأَمثلة؛ قال: و لم یذكره صاحب الكتاب.

شرحن؛ ج13، ص: 236

: شَراحیلُ و شَراحینُ: اسم رجل، و قد ذكر فی ترجمة شرحل فی باب اللام.

شزن؛ ج13، ص: 236

: الشَّزَنُ، بالتحریك، و الشُّزُونة: الغِلَظُ من الأَرض؛ قال الأَعشی: تَیمَّمْتُ قَیْساً، و كم دونه من الأَرض من مَهْمَهٍ ذی شَزَنْ «1» و‌فی حدیث الذی اختطفته الجنُّ: كنت إِذا هبطت شَزَناً أَجده بین ثَنْدُوَتَیَّ؛ الشَّزَن، بالتحریك: الغلیظ من الأَرض، و الجمع شُزُنٌ و شُزونٌ، و قد شَزُنَ شُزُونة. و رجل شَزَن [شَزِن: فی خُلُقه عَسَرٌ. و تَشَزَّنَ فی الأَمر: تَصَعَّبَ. و‌فی حدیث لُقْمانَ بن عادٍ: و وَلَّاهم شَزَنَه، یروی بفتح الشین و الزای و بضمهما و بضم الشین و سكون الزای، و هی لغات فی الشِّدَّة و الغِلْظة، و قیل: هو الجانب، أَی یُوَلِّی أَعداءَه شِدَّته و بأْسه أَو جانبه أَی إِذا دَهَمَهم أَمر وَلَّاهم جانبه فحَاطَهم بنفسه. یقال: وَلَّیته ظهری إِذا جعله وراءه و أَخذَ یَذُبُّ عنه. و شَزِنَت الإِبل شَزَناً: عَیِیَتْ من الحفا. و الشَّزَنُ: شدة الإِعیاء من الحفا، و قد شَزِنت الإِبل. و‌روی أَبو سفیان حدیث لقمان بن عاد: شُزُنَه، قال: و سأَلت الأَصمعی عنه فقال: الشُّزُنُ عُرْضُه و جانبه، و هو لغة؛ و أَنشد لابن أَحمر: أَلا لَیْتَ المَنازِلَ قد بَلِینا، فلا یَرْمِینَ عن شُزُنٍ حَزِیناً. یرید أَنهم حین دَهَمَهم الأَمر أَقبل علیهم و ولَّاهم جانبه. قال الأَزهری: و هذا الذی قاله الأَصمعی حسن؛ و قال الهُذَلیّ: كلانا، و لو طالَ أَیَّامُه، سَیَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ. قال: الشَّزَنُ الحَرْف یعنی به الموت و أَن كل أَحد سَتَزْلَقُ قدمه بالموت و إِن طال عمره؛ و قال ابن مُقْبِل: إِن تُؤْنِسَا نارَ حَیّ قد فُجِعْتُ بهم، أَمْسَتْ علی شَزَنٍ من دارِهم دَارِی و الشُّزُنُ: الكَعْبُ الذی یلعب به؛ قال الشاعر: كأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ و قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مَسْروق: و كأَنَّ صِرْعَیْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ علی شُزُنٍ، فهنّ شَواعِی و الشَّزَنُ و الشُّزُنُ: ناحیة الشی‌ء و جانبه. و الشُّزُن: الحرف و الجانب و الناحیة مثال الطُّنُب. و یقال: عن شُزُنٍ أَی عن بُعْدٍ و اعتراض و تَحَرُّف. و‌فی حدیث الخُدْرِیّ: أَنه أَتی جَنازة فلما رآه القوم تَشَزَّنُوا له لیُوَسِّعُوا له؛ قال شمر: أَی تَحَرَّفُوا. یقال: تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْی إِذا تَحَرَّفَ و اعْتَرض. و رماه عن شُزُنٍ أَی تَحَرَّف له، و هو أَشد للرمی؛ و فی حدیث سَطیح:
(1). قوله [تیممت قیساً إِلخ] الصاغانی الروایة: تیمم قیساً إِلخ. علی الفعل المضارع أَی تتیمم ناقتی أَی تقصد، و قبله: فأفنیتها و تعاللتها علی صحصح كرداء الردن.
لسان العرب، ج‌13، ص: 237
تَجُوبُ بی الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ أَی تمشی من نشاطها علی جانب. و شَزِنَ فلانٌ إِذا نَشِطَ. و الشَّزَنُ: النَّشاط، و قیل: الشَّزَن المُعْیَی من الحَفا. و التَّشَزُّن فی الصِّراع: أَن یَضَعه علی وَركه فیَصْرَعه، و هو التَّوَرُّك. و یقال: ما أُبالی علی أَیّ قُطْرَیْهِ و علی أَیّ شُزْنَیْه وقع، بمعنی واحد أَی جانِبیه. و تَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً و تَشْزِیناً، علی غیر قیاس: صرعه؛ و نظیره: وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا. و تَشَزَّنَ الشاةَ: أَضجعها لیذبحها. و تَشَزَّن للرَّمْی و للأَمر و غیره إِذا اسْتَعَدَّ له. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، حین سُئلَ حُضُورَ مجلس للمذاكرة أَنه قال: حتی أَتَشَزَّنَ.و تَشَزَّن له أَی انتصب له فی الخصومة و غیرها. و‌فی الحدیث: أَنه قرأَ سورة ص، فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناسُ للسجود، فقال، علیه الصلاة و السلام: إِنما هی توبة نبیّ و لكنی رأَیتكم تَشَزَّنْتُم، فنزل و سجد و سجدوا؛ التَّشَزُّنُ: التأَهُّب و التَّهَیُّؤ للشی‌ء و الاستعداد له، مأْخوذ من عُرْض الشی‌ء و جانبه كأَنَّ المُتَشَزِّنَ یَدَعُ الطمأْنینة فی جلوسه و یقعُدُ مستوفزاً علی جانب. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن عمر دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، یوماً فقَطَّبَ و تَشَزَّنَ له‌أَی تأَهب. و‌فی حدیث عثمان: قال لسَعْد و عَمّار میعادُكم یومُ كذا حتی أَتَشَزَّنَ‌أَی أَسْتَعِدَّ للجواب. و‌فی حدیث ابن زیاد: نِعْمَ الشی‌ء الإِمارةُ لو لا قَعْقَعةُ البُرُدِ و التَّشَزُّنُ للخُطَب.و‌فی حدیث ظَبْیان: فترامَتْ مَذْحِجُ بأَسِنَّتِها و تَشَزَّنَتْ بأَعِنَّتها.

شصن؛ ج13، ص: 237

: أَهمله اللیث. أَبو عمرو: الشَّواصِینُ البَرانی، الواحدة شاصُونة. قال الأَزهری: البَرانی تكون القواریرَ و تكون الدِّیَكة، قال: و لا أَدری أَراد بها.

شطن؛ ج13، ص: 237

: الشَّطَنُ: الحَبْل، و قیل: الحبل الطویل الشدیدُ الفَتْل یُسْتَقی به و تُشَدُّ به الخَیْل، و الجمع أَشْطان؛ قال عنترة: یَدْعُونَ عَنْتَر، و الرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بئرٍ فی لَبانِ الأَدْهَمِ. و وصف أَعرابی فرساً لا یَحْفی فقال: كأَنه شَیْطانٌ فی أَشْطان. و شَطَنْتُه أَشْطُنه إِذا شَدَدْته بالشَّطَن. و‌فی حدیث البراء: و عنده فَرَسٌ مَرْبوطة بشَطَنَین؛ الشَّطَنُ: الحبل، و قیل: هو الطویل منه، و إِنما شَدَّه بشَطَنَیْن لقوّته و شدّته. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: و ذكر الحیاة فقال: إِن الله جعل الموتَ خالِجاً لأَشْطانها؛ هی جمع شَطَن، و الخالِجُ المُسْرِع فی الأَخذ، فاستعار الأَشْطانَ للحیاة لامتدادها و طولها. و الشَّطَنُ: الحبل الذی یُشْطَن به الدلو. و المُشاطِنُ: الذی یَنزِعُ الدلو من البئر بحبلین؛ قال ذو الرمة: و نَشْوانَ من طُولِ النُّعاسِ كأَنه، بحَبْلینِ فی مَشْطونةٍ، یَتَطَوَّحُ و قال الطرماح: أَخُو قَنَصٍ یَهْفُو، كأَنَّ سَراتَهُ و رِجلَیه سَلْمٌ بین حَبَلی مُشاطن و یقال للفرس العزیز النَّفْس: إِنه لیَنْزُو بین شَطَنَین؛ یضرب مثلًا للإِنسان الأَشِر القویّ، و ذلك أَن الفرسَ إِذا استعصی علی صاحبه شَدَّه بحَبلین من جانبین، یقال: فرس مَشْطون. و الشَّطون من الآبار: التی تُنْزَع بحَبْلین من جانبیها، و هی متسعة الأَعلی ضیقة الأَسفل، فإِن نزَعَها بحبل واحد جَرَّها علی الطَّیِّ فتخرَّقت.
لسان العرب، ج‌13، ص: 238
و بئر شَطُونٌ: مُلتَویة عَوْجاء. و حربٌ شَطُونٌ: عَسِرةٌ شدیدة؛ قال الراعی: لنا جُبَبٌ و أَرْماحٌ طِوالٌ، بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا و بئر شَطون: بعیدة القعر فی جِرابها عِوَجٌ. و رمح شَطونٌ: طویل أَعوج. و شَطَنَ عنه: بَعُدَ. و أَشْطَنَه: أَبعده. و‌فی الحدیث: كل هَوًی شاطنٌ فی النار؛ الشاطِنُ: البعید عن الحق، و فی الكلام مضاف محذوف تقدیره كل ذی هَوًی، و قد روی كذلك. و شَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً: بَعُدَت. و نیة شَطونٌ: بعیدة، و غزْوة شَطونٌ كذلك. و الشَّطِینُ: البعید. قال ابن سیدة: كذلك وقع فی بعض نسخ المُصَنِّف، و المعروف الشَّطِیر، بالراء، و هو مذكور فی موضعه. و نَوًی شَطون: بعیدة شاقة؛ قال النابغة: نَأَتْ بِسُعاد عنك نَوًی شَطونُ فبانَتْ، و الفُؤَادُ بها رَهینُ. و إِلْیَة شطونٌ إِذا كانت مائلة فی شِقّ. و الشَّطْنُ: مصدر شَطَنَه یَشْطُنُه شَطْناً خالفه عن وجْهه و نیته. و الشیطانُ: حَیَّةٌ له عُرْفٌ. و الشاطِنُ: الخبیث. و الشَّیْطانُ: فَیْعال من شَطَنَ إِذا بَعُدَ فیمن جعل النون أَصلًا، و قولهم الشیاطین دلیل علی ذلك. و الشیطان: معروف، و كل عات متمرد من الجن و الإِنس و الدواب شیطان؛ قال جریر: أَیامَ یَدْعُونَنی الشیطانَ من غَزَلٍ، و هُنَّ یَهْوَیْنَنی، إِذ كنتُ شَیْطاناً و تَشَیْطَنَ الرجل و شَیْطَن إِذا صار كالشَّیْطان و فَعَل فِعْله؛ قال رؤبة: شافٍ لبَغْیِ الكَلِبِ المُشَیْطِن و قیل: الشیطان فَعْلان من شاطَ یَشیط إِذا هلك و احترق مثل هَیْمان و غَیمان من هامَ و غامَ؛ قال الأَزهری: الأَول أَكثر، قال: و الدلیل علی أَنه من شَطَنَ قول أُمیة بن أَبی الصلت یذكر سلیمان النبی، صلی الله علیه و سلم: أَیُّما شاطِنٍ عصاه عَكاه. أَراد: أَیما شیطان. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّیٰاطِینُ، و قرأَ الحسنُ: و ما تنزَّلت به الشَّیاطون؛ قال ثعلب: هو غلط منه، و قال فی ترجمة جنن: و المَجانینُ جمع لمَجْنون، و أَما مَجانون فشاذ كما شذ شَیاطون فی شیاطین، و قرئ: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّیٰاطِینُ. و تشَیْطَنَ الرجل: فَعَل فِعْل الشیاطین. و قوله تعالی: طَلْعُهٰا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیٰاطِینِ؛ قال الزجاج: وجهه أَن الشی‌ء إِذا اسْتُقْبح شُبِّه بالشیاطین فیقال كأَنه وجه شیطان و كأَنه رأْس شیطان، و الشیطان لا یُری، و لكنه یُسْتَشْعَر أَنه أَقبَح ما یكون من الأَشیاء، و لو رُؤِیَ لَرُؤِیَ فی أَقبح صورة؛ و مثله قول إِمرئِ القیس: أَ یَقْتُلُنی، و المَشْرَفِیُّ مُضاجِعی، و مَسْنونةٌ زُرْقٌ كأَنیابِ أَغوالِ؟ و لم تُرَ الغُولُ و لا أَنیابها، و لكنهم بالغوا فی تمثیل ما یستقبح من المذكر بالشیطان و فیما یُسْتَقْبَح من المؤنث بالتشبیه له بالغول، و قیل: كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیٰاطِینِ كأَنه رؤوس حَیَّات، فإِن العرب تسمی بعض الحیات شیطاناً، و قیل: هو حیة له عُرْفٌ قبیح المَنْظَر؛ و أَنشد لرجل یذم امرأَة له: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حین أَحْلِفُ، كمِثْلِ شَیْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 239
و قال الشاعر یصف ناقته: تُلاعِبُ مَثْنَی حَضْرَمیٍّ، كأَنه تَعَمُّجُ شَیْطانٍ بذی خِرْوَعٍ قَفْرِ و قیل: رُؤُسُ الشَّیٰاطِینِ نبت معروف قبیح، یسمی رؤوس الشیاطین، شبه به طَلْع هذه الشجرة، و الله أَعلم. و‌فی حدیث قَتْلِ الحَیّاتِ: حَرِّجُوا علیه، فإِن امتنع و إِلّا فاقتلوه فإِنه شیطان؛ أَراد أَحد شیاطین الجن، قال: و قد تسمی الحیة الدقیقة الخفیفة شیطاناً و جانّاً علی التشبیه. و‌فی الحدیث: إِنَّ الشمس تَطْلُع بین قَرْنَیْ شَیْطان؛ قال الحَرْبیُّ: هذا مَثَلٌ، یقول حینئذٍ یَتَحَرَّك الشیطان و یتَسلَّط فیكون كالمُعِین لها، قال: و كذلك‌قوله إِن الشیطان یَجْری من ابن آدم مَجْرَی الدم‌إِنما هو مَثَلٌ أَی یتسلط علیه فیوسوس له، لا أَنه یدخل فی جوفه، و الشیطان نونه أَصلیة؛ قال أُمیة «2». یصف سلیمان بن داود، علیهما السلام: أَیُّمَا شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ، ثم یُلْقَی فی السِّجْنِ و الأَغْلالِ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: أَ كُلَّ یومٍ لك شاطِنَانِ علی إِزاءِ البِئْرِ مِلْهَزَانِ؟ و یقال أَیضاً: إِنها زائدة، فإِن جعلته فَیْعالًا من قولهم تَشَیْطن الرجل صرفته، و إِن جعلته من شَیَطَ لم تصرفه لأَنه فَعْلان؛ و فی النهایة: إِن جعلت نون الشیطان أَصلیة كان من الشَّطْنِ البُعْدِ أَی بَعُدَ عن الخیر أَو من الحبل الطویل كأَنه طال فی الشرّ، و إِن جعلتها زائدة كان من شاطَ یَشِیطُ إِذا هَلَك، أَو من اسْتَشاط غَضَباً إِذا احْتَدَّ فی غضبه و الْتَهَبَ قال: و الأَول أَصح. و قال الخَطَّابی: قوله بین قَرْنَیِ الشیطان‌من أَلفاظ الشرع التی أَكثرها ینفرد هو بمعانیها، و یجب علینا التصدیق بها و الوقوف عند الإِقرار بأَحكامها و العمل بها. و‌فی الحدیث: الراكبُ شیطانٌ و الراكبان شیطانان و الثلاثةُ رَكْبٌ؛ یعنی أَن الانفرادَ و الذهابَ فی الأَرض علی سبیل الوَحْدَة من فعل الشیطان أَو شی‌ءٌ یحمله علیه الشیطان، و كذلك الراكبان، و هو حَثٌّ علی اجتماع الرُّفْقَة فی السفر. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال فی رجل سافر وحده: أَ رأَیتم إِن مات من أَسأَل عنه؟و الشَّیْطانُ: من سِمَاتِ الإِبل، وَسْمٌ یكون فی أَعلی الورك منتصباً علی الفخذ إِلی العُرْقُوب مُلْتویاً؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علی. أَبو زید: من السمَات الفِرْتاجُ و الصَّلِیبُ و الشّجَارُ و المُشَیْطَنة. ابن بری: و شَیْطان بن الحَكَم بن جاهِمَة الغَنَویّ؛ قال طُفَیْلٌ: و قد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنّاً علیهمُ، و شَیْطانُ إِذْ یَدْعُوهُم و یُثَوِّبُ و الخَذْواء: فرسه. قال ابن بری: و جاهِمُ قبیلة، و خَثْعَمُ أَخْوالُها، و شیطانٌ فی البیت مصروف، قال: و هذا یدل علی أَن شیطان فَعْلانٌ، و نونه زائدة.

شعن؛ ج13، ص: 239

: اشْعَنَّ الشعر: انْتَفَشَ. و اشْعانَّ اشْعِیناناً: تَفَرَّق، و كذلك مَشْعُونٌ؛ قال: و لا شَوَعٌ بخَدَّیْها، و لا مُشْعَنَّة قَهْدا. و العرب تقول: رأَیت فلاناً مُشْعانَّ الرأْس إِذا رأَیته شَعِثاً مُنْتَفِشَ الرأْس مُغْبَرّاً أَشْعَث. و‌فی الحدیث:
(2). قوله [قال أَمیة] هو ابن أَبی الصلت، قال الصاغانی و الروایة: … و الأكبال، و الأَغلال فی بیت بعده بسبعة عشر بیتاً فی قوله: و اتقی الله و هو فی الأَغلال
لسان العرب، ج‌13، ص: 240
فجاء رجل مُشْعانٌّ بغنم یسوقها؛ هو المُنْتَفِش الشعر الثائر الرأْس. یقال: شَعَر مُشْعانّ و رجل مُشْعانٌّ و مُشْعانُّ الرأْس، و المیم زائدة. و أَشْعَنَ الرجلُ إِذا ناصَی عدوَّه فاشْعانَّ شعرُه. و الشَّعَنُ: ما تناثر من ورق العُشْب بعد هَیْجِه و یُبْسِه، و‌روی عبد الله بن بُرَیْدَة: أَن رجلًا جاء شَعِثاً مُشْعانَّ الرأْس فقال له: ما لی أَراك شَعِثاً؟ فقال: إِن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن الإِرْفاهِ؛ قال الراوی: قلت لابن بریدة ما الإِرْفاهُ؟ فقال: التَّرَجُّل كل یوم.

شغن؛ ج13، ص: 240

: الشُّغْنة: الحال، و هی التی یسمیها الناسُ الكارَةَ. و شُغْنَةُ القَصّار: كارَتُه و ما یجمعه من الثیاب. و الشُّغْنَة: الغُصْنُ الرَّطْبُ، و جمعها شُغَنٌ.

شغزن؛ ج13، ص: 240

: رباعی. الأَزهری: أَبو سعید یقال شَغْزَبَ الرجلَ و شَغْزَنه بمعنی واحد، و هو إِذا أَخذه العُقَّیْلی.

شفن؛ ج13، ص: 240

: شَفَنَه یَشْفِنه، بالكسر، شَفْناً و شُفُوناً و شَفِنَه یَشْفَنه شَفْناً، كلاهما: نظر إِلیه بمُؤْخِرِ عینیه بِغْضَةً أَو تعجباً، و قیل: نظره نظراً فیه اعتراض. الكسائی: شَفِنْتُ إِلی الشی‌ء و شَنِفْت إِذا نظرت إِلیه؛ قال الأَخطل: و إِذا شَفَنَّ إِلی الطریقِ رأَیْنَه لَهِقاً، كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ و‌فی حدیث مُجالد بن مسعود: أَنه نظر إِلی الأَسوَدِ بن سُرَیْعٍ یَقُصُّ فی ناحیةِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إِلیهم؛ قال أَبو عبید: قال أَبو زید الشَّفْنُ أَن یرفع الإِنسان طرفه ناظراً إِلی الشی‌ءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره له أَو المُبْغِضِ، و مثله شنِفَ. و‌فی روایة أَبی عبید عن مُجالِدٍ: رأَیتكم صنعتم شیئاً فشَفَنَ الناسُ إِلیكم فإِیاكم و ما أَنكر المسلمون.أَبو سعید: الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العین، و هو شافِنٌ و شَفُون؛ و أَنشد الجوهری للقَطَامیّ: یُسارِقْنَ الكلامَ إِلیَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قال: و هو الغَیُور. ابن السكیت: شَفِنْت إِلیه و شَنِفْت بمعنی، و هو نظر فی اعتراض؛ و قال رؤبة: یَقْتُلْنَ، بالأَطرافِ و الجُفُونِ، كُلَّ فَتًی مُرْتَقِبٍ شَفُونِ و نَظَرٌ شَفُونٌ و رجل شَفُون و شُفَنٌ؛ و قال جَنْدَل بن المُثَنَّی الحارثی: ذی خُنْزُواناتٍ و لَمَّاحٍ شُفَنْ و رواه بعضهم: … و لَمَّاحٍ شُفا؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما هذا. و الشَّفُونُ: الغَیُور الذی لا یَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّة الغَیْرة و الحَذَرِ. و الشَّفْنُ و الشَّفِنُ: الكَیِّسُ العاقل. و الشَّفْنُ: البُغْض. و الشَّفَّانُ: القُرُّ و المَطر؛ قال الشاعر: و لَیْلَةٍ شَفَّانُها عَرِیُّ، تُحَجِّرُ الكلبَ له صَئِیُّ و قال آخر: فی كِناسٍ ظاهرٍ یَسْتُره، من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ. و الشَّفْنُ: رَقُوبُ المیراث «1». أَبو عمرو: الشَّفْنُ الانتظار؛ و منه‌حدیث الحسن: تَموتُ و تَتْرُكُ مالك للشَّافِنِ‌أَی للذی ینتظر موتك، استعار النظر للانتظار كما استعمل فیه النظر، و یجوز أَن یرید به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر المُبْغِضِ.

شفتن؛ ج13، ص: 240

: ابن الأَعرابی: أَرَّ فلانٌ إِذا شَفْتَنَ و آرَ إِذا شَفْتَنَ؛ قال أَبو منصور: كأَن معنی شَفْتَنَ إِذا ناكح و جامع مثل أَرَّ و آرَ. قال ابن بری: الشَّفْتَنة
(1). قوله [رقوب المیراث] عبارة غیره: رقیب المیراث
لسان العرب، ج‌13، ص: 241
یُكْنی بها عن النكاح. قال ابن خالویه: سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أَبا عمر الزاهد عن الشَّفْتَنة فقال: هی عَفْجُك الصبیانَ فی الكُتَّاب.

شقن؛ ج13، ص: 241

: الأَزهری فی ترجمة زله: أَنشد: و قد زَلِهَتْ نَفْسی من الجَهدِ، و الذی أُطالِبُه شَقْنٌ، و لكنه نَذْلُ قال: الشَّقْنُ القلیل الوَتْحُ [الوَتِحُ من كل شی‌ء. و شی‌ء شَقْنٌ و شَقِنٌ و شَقِین: قلیل. الكسائی: قلیل شَقْنٌ و وَتِحٌ [وَتْحٌ و بَیّنُ الشُّقُونة و الوُتُوحةِ، و قد قَلَّتْ عطیتُه و شَقُنَتْ، بالضم، شُقُونة و أَشْقَنْتُها و شَقَنْتها أَنا شَقْناً و أَشْقَنَ الرجلُ: قَلَّ ماله. و قلیل شَقْنٌ: إِتباعٌ له مثل وَتْحٍ وَعْرٍ، و هی الشُّقُونة؛ قال ابن بری: قال علی بن حمزة لا وجه للإِتباع فی شَقْن لأَن له معنی معروفاً فی حال انفراده؛ قال الراجز: قد دَلِهَتْ نَفْسِی من الشَّقْنِ.

شكن؛ ج13، ص: 241

: انْشَكَنَ: تَعامَسَ و تجاهل؛ قال الأَصمعی: و لا أَحسبه عربیّاً.

شنن؛ ج13، ص: 241

: الشَّنُّ و الشَّنَّةُ: الخَلَقُ من كل آنیة صُنِعَتْ من جلد، و جمعها شِنَانٌ. و حكی اللحیانی: قِرْبةٌ أَشْنانٌ، كأَنهم جعلوا كل جزء منها شَنًّا ثم جمعوا علی هذا، قال: و لم أَسمع أَشْناناً فی جمع شنٍّ إِلّا هُنا. و تَشَنَّنَ السّقَاءُ و اشْتَنَّ و اسْتَشَنَّ: أَخلَق. و الشَّنُّ: القربة الخَلَق، و الشَّنَّةُ أَیضاً، و كأَنها صغیرة، و الجمع الشِّنانُ. و فی المثل: لا یُقَعْقَعُ لی بالشِّنان؛ قال النابغة: كأَنك من جمالِ بَنی أُقَیْش، یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیه بشَنِّ. و تَشَنَّنَتِ القربةُ و تَشَانَّتْ: أَخْلَقَتْ. و‌فی الحدیث: أَنه أَمر بالماء فقُرِّسَ فی الشِّنَانِ؛ قال أَبو عبید: یعنی الأَسْقِیة و القِرَبَ الخُلْقانَ. و یقال للسقاء شَنٌّ و للقربة شَنٌّ، و إِنما ذكر الشِّنَانَ دون الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تبریداً للماء من الجُدُدِ. و‌فی حدیث قیام اللیل: فقام إِلی شَنٍّ معلقة‌أَی قربة؛ و‌فی حدیث آخر: هل عندكم ماءٌ بات فی شَنَّةٍ؟و‌فی حدیث ابن مسعود أَنه ذكر القرآن فقال: لا یَتْفَهُ و لا یَتَشَانُّ؛ معناه أَنه لا یَخْلَقُ علی كثرة القراءة و التَّرْداد. و قد اسْتَشَنَّ السقاءُ و شَنَّنَ إِذا صارَ خَلَقاً «2». و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: إِذا اسْتَشَنّ ما بینك و بین الله فابْلُلْه بالإِحسان إِلی عباده، أَی إِذا أَخْلَقَ. و یقال: شَنَّ الجَمَلُ من العَطش یَشِنُّ إِذا یَبِس. و شَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إِذا یَبِسَت. و حكی ابن بری عن ابن خالویه قال: یقال رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إِذا اعتمد علی راحته عند القیام، و عَجَنَ و خبَزَ إِذا كرَره. و التَّشَنُّن: التَّشَنُّجُ و الیُبْسُ فی جلد الإِنسان عند الهَرَم؛ و أَنشد لرُؤْبة: و انْعاجَ عُودِی كالشَّظِیفِ الأَخْشَنِ، بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ و التَّشَنُّنِ. و هذا الرجز أَنشده الجوهری: عند اقْوِرارِ الجِلْدِ …؛ قال ابن بری: و صوابه‌بعد اقورار …، كما أَوردناه عن غیره؛ قال ابن بری: و منه قول أَبی حَیَّةَ النُّمَیْرِیّ: هُرِیقَ شَبابی و اسْتَشَنَّ أَدِیمی. و تشَانَّ الجلد: یَبِسَ و تَشَنَّجَ و لیس بخَلَقٍ. و مَرَةٌ شَنَّةٌ: خلا من سِنِّها؛ عن ابن الأَعرابی، أَرادَ ذَهَبَ من عمرها كثیر فبَلِیَتْ، و قیل: هی
(2). قوله [و شنن إِذا صار خلقاً] كذا بالأَصل و التهذیب و التكملة و فی القاموس: و تشنن
لسان العرب، ج‌13، ص: 242
العجوز المُسِنَّة البالیة. و قوس شَنَّة: قدیمة؛ عنه أَیضاً؛ و أَنشد: فلا صَرِیخَ الیَوْمَ إِلا هُنَّهْ، مَعابِلٌ خُوصٌ و قَوْسٌ شَنَّهْ. و الشَّنُّ: الضعف، و أَصله من ذلك. و تَشَنَّنَ جلد الإِنسان: تَغَضَّنَ عند الهَرَم. و الشَّنُونُ: المهزول من الدواب، و قیل: الذی لیس بمهزول و لا سمین، و قیل: السمین، و خص به الجوهری الإِبل. و ذئب شَنُونٌ: جائع؛ قال الطِّرِمَّاح: یَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه، شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ. و فی الصحاح: الجائع لأَنه لا یوصف بالسِّمَن و الهُزال؛ قال ابن بری: و شاهد الشَّنُونِ من الإِبل قول زهیر: منها الشَّنُونُ و منها الزاهِقُ الزَّهِمُ. و رأَیت هنا حاشیة: إِن زهیراً وصف بهذا البیت خیلًا لا إِبلًا؛ و قال أَبو خَیْرَة: إِنما قیل له شَنُون لأَنه قد ذهب بعضُ سِمَنِه، فقد اسْتَشَنَّ كما تَسْتَشِنُّ القربة. و یقال للرجل و البعیر إِذا هُزِلَ: قد اسْتَشَنَّ. اللحیانی: مَهْزُول ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قلیلًا، ثم شَنُون ثم سَمِین ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّم إِذا انتهی سِمَناً. و الشَّنِینُ و التَّشْنِینُ و التَّشْنانُ: قَطَرانُ الماء من الشَّنَّةِ شیئاً بعد شی‌ء؛ و أَنشد: یا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِین. و قال الشاعر فی التَّشْنَانِ: عَیْنَیَّ جُودا بالدُّموعِ التوائِم سِجاماً، كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم. و شَنَّ الماءَ علی شرابه یَشُنُّه شَنّاً: صَبَّه صَبّاً و فرّقه، و قیل: هو صَبٌّ شبیه بالنَّضْحِ. و سَنَّ الماءَ علی وجهه أَی صبه علیه صبّاً سهلًا. و‌فی الحدیث: إِذا حُمَّ أَحدُكم فَلْیَشُنَّ علیه الماءَ فَلْیَرُشَّه علیه رَشّاً متفرّقاً؛ الشَّنُّ: الصَّبُّ المُتَقَطِّع، و السَّنُّ: الصَّبُّ المتصل؛ و منه‌حدیث ابن عمر: كان یَسُنُّ الماءَ علی وجهه و لا یَشُنُّه‌أَی یُجْرِیه علیه و لا یُفَرِّقه. و‌فی حدیث بول الأَعرابی فی المسجد: فدعا بدلو من ماء فشَنَّه علیه‌أَی صبها، و یروی بالسین. و‌فی حدیث رُقَیْقَةَ: فلْیَشُنُّوا الماءَ و لْیَمَسُّوا الطیبَ.و عَلَقٌ شَنِینٌ: مصبوب؛ قال عبد مناف بن رِبْعِیٍّ الهذلی: و إِنَّ، بعُقْدَةِ الأَنصابِ منكم، غُلاماً خَرَّ فی عَلَقٍ شَنِینِ و شَنَّتِ العینُ دَمْعَها كذلك. و الشَّنِینُ: اللبن یُصَبُّ علیه الماء، حَلیباً كان أَو حَقِیناً. و شَنَّ علیه دِرْعَه یَشُنُّها شَنّاً: صبها، و لا یقال سَنّها. و شَنَّ علیهم الغارةَ یَشُنُّها شَنّاً و أَشَنَّ: صَبَّها و بَثَّها و فَرَّقها من كل وجه؛ قالت لیلی الأَخْیَلِیَّة: شَنَنّا علیهم كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ لَجُوجٍ تُبارِی كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ و‌فی الحدیث: أَنه أَمره أَن یَشُنَّ الغارَةَ علی بنی المُلَوِّحِ‌أَی یُفَرِّقَها علیهم من جمیع جهاتهم. و‌فی حدیث علی: اتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِیًّا حتی شُنَّت علیكم الغاراتُ.و فی الجبین الشَّانَّانِ: و هما عرقان ینحدران من الرأْس إِلی الحاجبین ثم إِلی العینین؛ و روی الأَزهری بسنده عن أَبی عمرو قال: هما الشَّأْنَانِ، بالهمز، و هما عرقان؛ و احتج بقوله: كأَنَّ شَأْنَیْهِما شَعِیبُ و الشَّانَّةُ من المسایل: كالرَّحَبَةِ، و قیل: هی مَدْفَعُ الوادی الصغیر. أَبو عمرو: الشَّوَانُّ من مَسایل الجبال التی تَصُبُّ فی الأَوْدِیةِ من المكان الغلیظ، واحدتها
لسان العرب، ج‌13، ص: 243
شانَّة. و الشُّنانُ: الماء البارد؛ قال أَبو ذؤیب: بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا، و جادَتْ علیه دِیمةٌ بَعْدَ وابِلِ. و یروی: و ماء شُنانٌ …، و هذا البیت استشهد به الجوهری علی قوله ماء شُنانٌ، بالضم، متفرِّق، و الماء الذی یقطر من قربة أَو شجرة شُنَانة أَیضاً. و لبن شَنینٌ: مَحْضٌ صُبَّ علیه ماء بارد؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو عمرو: شَنَّ بسَلْحِه إِذا رمی به رقیقاً، و الحُبَارَی تَشُنُّ بذَرْقِها؛ و أَنشد لمُدْرِك بن حِصْن الأَسَدِیِّ: فشَنَّ بالسَّلْح، فلما شَنّا بَلَّ الذُّنابَی عَبَساً مُبِنَّا. و شَنٌّ: قبیلة. و فی المثل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، و فی الصحاح: و شَنٌّ حیٌّ من عَبْد القَیْس، و منهم الأَعْوَرُ الشَّنِّیُّ؛ قال ابن السكیت: هو شَنُّ بنُ أَفْصی بن عبد القَیْس بن أَفْصی بن دُعْمِیّ بن جَدِیلَةَ بن أَسَدِ بن رَبیعة بن نِزارٍ، و طَبَقٌ: حیٌّ من إِیاد، و كانت شَنٌّ لا یُقامُ لها، فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ منها، فقیل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافَقَه فاعْتَنَقَه؛ قال: لَقِیَتْ شَنٌّ إِیاداً بالقَنَا طَبَقاً، وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ. و‌قیل: شَنٌّ قبیلة كانت تُكْثِرُ الغارات، فوافقهم طَبَقٌ من الناسِ فأَبارُوهم و أَبادُوهم، و روی عن الأَصمعی: كان لهم وعاء من أَدَم فتَشَنَّن علیهم فجعلوا له طَبَقاً فوافقه، فقیل: وافق شَنٌّ طبقه.و شَنٌّ: اسم رجل. و فی المثل: یَحْملُ شَنٌّ و یُفَدَّی لُكَیْزٌ. و الشِّنْشِنَة: الطبیعة و الخَلِیقَة و السَّجِیَّة. و فی المثل: شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم. التهذیب: و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال لابن عباس فی شی‌ء شاوَرَه فیه فأَعجبه كلامه فقال: نِشْنِشَة أَعْرِفُها من أَخْشَن؛ قال أَبو عبید: هكذا حَدَّثَ به سُفْیان، و أَما أَهل العربیة فیقولون غیره. قال الأَصمعی: إِنما هو‌شِنْشِنَة أَعْرِفُها من أَخْزم، قال: و هذا بیت رجز تمثل به لأَبی أَخْزَمَ الطائی و هو: إِنَّ بَنِیَّ زَمَّلُونی بالدَّمِ، شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَمِ، مَنْ یَلْقَ آسادَ الرِّجالِ یُكْلَمِ قال ابن بری: كان أَخْزَمُ عاقّاً لأَبیه، فمات و ترك بَنِینَ عَقُّوا جَدَّهم و ضربوه و أَدْمَوْه، فقال ذلك؛ قال أَبو عبیدة: شِنْشِنة و نِشْنِشَة، و النِّشْنِشَة قد تكون كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تقطع من اللحم، و قال غیر واحد: الشِّنْشِنةُ الطبیعة و السَّجِیَّةُ، فأَراد عمر إِنی أَعرف فیك مَشَابِهَ من أَبیك فی رأْیِه و عَقْله و حَزْمه و ذَكائه. و‌یقال: إِنه لم یكن لِقُرَشِیٍّ مثلُ رأْی العباس.و الشِّنْشِنة: القطعة من اللحم. الجوهری: و الشَّنَان، بالفتح، لغة فی الشَّنَآنِ؛ قال الأَحْوَصُ: و ما العَیْشُ إِلا ما تَلَذُّ و تَشْتَهی، و إِنْ لامَ فیه ذُو الشَّنانِ و فَنَّدا. التهذیب فی ترجمة فقع: الشَّنْشَنَةُ و النَّشْنَشة حركة القِرْطاسِ و الثوب الجدید.

شهن؛ ج13، ص: 243

: الشاهِینُ: من سباع الطیر، لیس بعربی محض.

شون؛ ج13، ص: 243

: التهذیب: ابن الأَعرابی: التَّوَشُّن قلة الماء، و التَّشَوُّن خفة العقل، قال: و الشَّوْنة المرأَة الحمقاء «1»
(1). قوله [و الشونة المرأَة الحمقاء] و أَیضاً مخزن الغلة و المركب المعد للجهاد فی الحرب كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌13، ص: 244
. و قال ابن بُزُرْج: قال الكلابی كان فینا رجل یَشُون الرؤوس، یرید یَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس و یُخْرِجُ منها دابة تكون علی الدماغ؛ فترك الهمز و أَخرجه علی حد یقول كقوله: قُلْتُ لِرجْلَیَّ اعْمَلا و دُوبَا فأَخرجها من دَأَبْتُ إِلی دُبْتُ، كذلك أَراد الآخر شُنْتُ.

شین؛ ج13، ص: 244

: الشَّیْنُ: معروف خلاف الزَّیْن، و قد شانَهُ یَشِینُه شَیْناً. قال أَبو منصور: و العرب تقول وجه فلان زَیْنٌ أَی حسن ذو زَیْنٍ، و وجه فلان شَیْنٌ أَی قبیح ذو شَیْنٍ. الفراء: العَیْنُ و الشَّیْنُ و الشَّنَارُ العَیْبُ، و المَشَاین المَعایب و المَقابح، و قول لبید: نَشِینُ صِحاحَ البِیدِ كلَّ عَشِیَّةٍ بعُوجِ السَّراءِ، عند بابٍ مُحَجَّبِ یرید أَنهم یتفاخرون و یخطوُّن بقِسیِّهم علی الأَرض فكأَنهم شانوها بتلك الخطوط. و‌فی حدیث أَنس یصف شَعْرَ النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: ما شانه اللَّهُ ببَیْضاءَ، الشَّیْنُ: العیبُ، قال ابن الأَثیر: جعل الشیب هاهنا عیباً، و لیس بعیب، فإِنه قد جاء‌فی الحدیث: أَنه وَقار و أَنه نور، قال: و وجه الجمع بینهما‌أَنه، صلی اللَّه علیه و سلم، لما رأَی أَبا قُحافَة و رأْسه كالثَّغَامة أَمرهم بتغییره و كرهه، و لذلك‌قال غَیِّرُوا الشیب، فلما علم أَنس ذلك من عادته‌قال: ما شانه اللَّه ببیضاء، بناء علی هذا القول و حملًا له علی هذا الرأْی، و لم یسمع الحدیث الآخر، قال: و لعل أَحدهما ناسخ للآخر. و الشِّین: حرف هجاء من حروف المعجم، و هو حرف مهموس یكون أَصلًا لا غیر. و شَیَّنَ شِیناً: عَمِلَها، عن ثعلب. التهذیب: و قد شَیَّنْتُ شِیناً حَسَنة.

فصل الصاد المهملة؛ ج13، ص: 244

صبن؛ ج13، ص: 244

: صَبَنَ الرجلُ: خَبَأَ شیئاً كالدِّرْهم و غیره فی كفه و لا یُفْطَنُ به. و صَبَنَ الساقی الكأْسَ ممن هو أَحق بها: صَرَفَها؛ و أَنشد لعمرو بن كلثوم: صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا، أُمَّ عمروٍ، و كانَ الكأْسُ مَجْراها الیَمِینا. الأَصمعی: صَبَنْتَ عنا الهدیة، بالصاد، تَصْبِنُ صَبْناً، و كذلك كل معروف بمعنی كَفَفْتَ، و قیل: هو إِذا صرفته إِلی غیره، و كذلك كَبَنْتَ و حَضَنْتَ؛ قال الأَصمعی: تأْویلُ هذا الحرْف صرفُ الهدیة أَو المعروف عن جیرانك و معارفك إِلی غیرهم. و صَبَنَ القِدْحَیْنِ یَصْبِنهما صَبْناً: سَوَّاهما فی كفه ثم ضرب بهما، و إِذا سَوَّی المُقامرُ الكَعبین فی الكف ثم ضرب بهما فقد صَبَنَ. یقال: أَجِلْ و لا تَصْبِنْ. ابن الأَعرابی: الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إِذا أَمالها لیَغْدُرَ بصاحبه، یقول له شیخ البیر «1». و هو رئیس المُقامِرین: لا تَصْبِنْ لا تَصْبِنْ فإنه طَرَفٌ من الضَّغْو؛ قال الأَزهری: لا أَدری هو الصَّغْو أَو الضَّغْو، قال: و قیل إِن الضَّغْو معروف عند المُقامرین، بالضاد، یقال: ضَغا إِذا لم یَعْدِلْ. و الصابون: الذی تغسل به الثیاب معروف، قال ابن درید: لیس من كلام العرب.

صتن؛ ج13، ص: 244

: التهذیب: الأُمَوِیّ یقال للبخیل الصُّوْتَنُ؛ قال الأَزهری: لا أَعرفه لغیره، و هو بكسر التاء أَشبه علی فُعَلِلٍ، قال: و لا أَعرف حرفاً علی فُعَلَلٍ، و الأُمَوِیّ صاحب نوادر.

صحن؛ ج13، ص: 244

: الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدار، و ساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ و نحوهما من مُتُون الأَرض و سَعَةِ بُطونِها،
(1). قوله [یقول له شیخ البیر] كذا بالأَصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌13، ص: 245
و الجمع صُحُون، لا یكسر علی غیر ذلك؛ قال: و مَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذی صُحُونٍ. و الصَّحْنُ: المستوی من الأَرض. و الصَّحْنُ: صَحْنُ الوادی، و هو سَنَدُه و فیه شی‌ء من إِشْرافٍ عن الأَرض، یُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً، و صَحْنُ الجَبَل و صَحْنُ الأَكمة مثله. و صُحُونُ الأَرض: دُفُوفها، و هو مُنْجَرِدٌ یَسِیلُ، و إِن لم یكن مُنْجَرِداً فلیس بصَحْنٍ، و إِن كان فیه شجر فلیس بصَحْنٍ حتی یَسْتَویَ، قال: و الأَرض المُستَویة أَیضاً مثل عَرْصَة المَرْبَد صَحْنٌ. و قال الفراء: الصَحْنُ و الصَّرْحَة ساحة الدار و أَوسَعُها. و الصَّحْنُ: شِبْهُ العُسِّ العظیم إِلا أَن فیه عِرَضاً و قُرْبَ قَعْرٍ. یقال: صَحَنْتُه إِذا أَعطیته شیئاً فیه. و الصَّحْنُ: العطیة. یقال: صَحَنَه دیناراً أَی أَعطاه، و قیل: الصَّحْنُ القدَحُ لا بالكبیر و لا بالصغیر؛ قال عمرو بن كلثوم: أَلا هُبِّی بِصَحْنِكِ فاصْبَحِینا، و لا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِینَا. و یروی: و لا تُبْقی خُمورَ …، و الجمع أَصْحُنٌ و صِحَان؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: من العِلابِ و من الصِّحَانِ. ابن الأَعرابی: أَوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ، و هو الذی لا یُرْوِی الواحدَ، ثم القَعْب یُرْوِی الرجلَ، ثم العُسُّ یُرْوِی الرَّفْدَ، ثم الصَّحْنُ، ثم التِّبْنُ. و الصَّحْنُ: باطِنُ الحافر. و صَحْنُ الأُذُن: داخلها، و قیل: مَحارَتُها. و صَحْنا أُذُنی الفرس: مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما، و الجمع أَصْحان. و المِصْحَنَة: إِناء نحو القَصْعة. و تَصَحَّنَ السائلُ الناسَ: سأَلهم فی قصعة و غیرها. قال أَبو زید: خرج فلان یَتَصَحَّنُ الناسَ أَی یسأَلهم، و لم یقل فی قصعة و لا فی غیرها. و قال أَبو عمرو: الصَّحْنُ الضرب. یقال: صَحَنَه عشرین سَوْطاً أَی ضربه. و صَحَنْتُه صَحَناتٍ أَی ضربته. الأَصمعی: الصَّحْنُ الرَّمْحُ، یقال: صَحَنَه برجله إِذا رمَحَه بها؛ و أَنشد قوله یصف عَیراً و أَتانه: قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أَو ضَغُونُ، مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ. یقول: كلما دنا الحمار منها صَحَنَتْه أَی رَمَحَتْه. و ناقة صَحُون أَی رَمُوح. و صَحَنَتْه الفرسُ صَحْناً: رَكَضَتْه برجلها. و فرس صَحُون: رامحة. و أَتانٌ صَحُون: فیها بیاض و حمرة. و الصَّحْنُ: طُسَیْتٌ، و هما صَحْنانِ یُضْرَبُ أَحدهما علی الآخر؛ قال الراجز: سامرَنی أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِیَهْ، و صَوْتُ صَحْنَی قَیْنَةٍ مُغَنِّیَهْ و صَحَنَ بین القومِ صَحْناً: أَصلح. و الصَّحْنَة، بسكون الحاء: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال. اللحیانی: و الصِّحْناءُ، بالكسر، إِدام یُتَّخذُ من السمك، یُمَدُّ و یقصر، و الصِّحْناةُ أَخص منه. و قال ابن سیدة: الصِّحْنا و الصِّحْناةُ الصِّیرُ. الأَزهری: الصِّحْناةُ، بوزن فِعْلاة، إِذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوین، و تجمع علی الصِّحْنَا، بطرح الهاء. و حكی عن أَبی زید: الصِّحْناة فارسیة و تسمیها العربُ الصِّیرَ، قال: و سأَل رجل الحسن عن الصحناة فقال: و هل یأْكل المسلمون الصِّحْناةَ؟قال: و لم یعرفها الحسن لأَنها فارسیة، و لو سأَله عن الصِّیرِ لأَجابه. و أَورد ابن الأَثیر هذا الفصل و قال فیه: الصِّحْناةُ هی التی یقال لها الصِّیرُ، قال: و كلا اللفظین غیر عربی.
لسان العرب، ج‌13، ص: 246

صخن؛ ج13، ص: 246

: ماء صُخْنٌ: لغة فی سُخْن مضارعة.

صخدن؛ ج13، ص: 246

: الصَّیْخَدُونُ: الصُّلْبة.

صدن؛ ج13، ص: 246

: الصَّیْدَن: الثعلب، و قیل: من أَسماء الثعالب؛ و أَنشد الأَعشی یصف جملًا: و زَوْراً تَرَی فی مِرْفَقَیْه تَجانُفاً نَبیلًا، كدُوكِ الصَّیْدَنانیِّ، تامِكا. أَی عظیم السنام. قال ابن السكیت: أَراد بالصَّیدَنانِیّ الثعلب، و قال كثیر فی مثله یصف ناقة: كأَنَّ خَلیفَیْ زَوْرِها و رَحَاهما بُنَی مَكَوَیْنِ ثُلِّمَا بعد صَیْدَنِ «2». فالصَّیْدَنُ و الصَّیْدَنانیّ واحد. و أَورد الجوهری هذا البیت، بیت كثیر، شاهداً علی الصَّیْدَن دویبة تعمل لنفسها بیتاً فی الأَرض و تُعَمّیه. قال ابن بری: الصَّیْدَنُ هنا عند الجمهور الثعلب كما أَوردناه عن العلماء. و قال ابن خالویه: لم یجئ الصَّیْدَنُ إِلا فی شعر كثیر یعنی فی هذا البیت. قال الأَصمعی: و لیس بشی‌ء. قال ابن خالویه: و الصّیْدَنُ أَیضاً نوع من الذُّباب یُطَنْطِنُ فوق العُشْب. و قال ابن حبیب: و الصَّیْدَنُ البناء المُحْكَم، قال: و منه سُمِّی المَلِك صَیْدناً لإِحكامه أَمره. قال ابن بری: و الصَّیْدَنُ العطار؛ و أَنشد بیت الأَعشی: كدُوِك الصَّیْدنانیّ دَامِكا و قال عَبْدُ بنی الحَسْحاس فی صفة ثور: یُنَحِّی تُراباً عن مَبِیتٍ و مَكْنِسٍ رُكاماً، كبیتِ الصَّیْدنانیِّ، دانیا. و الدُّوكُ و المِدْوَكُ: حَجَرٌ یُدَقُّ به الطیب. و فی المحكم: و الصَّیْدَنُ البناء المحكم و الثوب المحكم. و الصَّیْدَن: الكِسَاء الصَّفیق، لیس بذلك العظیم، و لكنه وثیق العَمَل. و الصَّیْدَنُ و الصَّیْدنانِیُّ و الصَّیْدَلانِیُّ: المَلِكُ، سمی بذلك لإِحكام أَمره؛ قال رُؤبة: إِنی إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّیْدَنِ، لم أَنْسَهُ إِذ قُلْتَ یوماً وصِّنی. و قال حُمَیْد بن ثور یصف صائداً و بیته: ظَلِیل كبیتِ الصَّیْدَنانِیِّ، قُضْبُهُ من النَّبْعِ و الضَّالِ السَّلیمِ المُثَقَّفِ. و الصَّیْدَنانی: دابة تعمل لنفسها بیتاً فی جوف الأَرض و تُعَمِّیه أَی تغطیه، و یقال له الصَّیْدَنُ أَیضاً. ابن الأَعرابی: یقال لدابة كثیرة الأَرجل لا تُعَدُّ أَرْجُلُها من كثرتها و هی قِصار و طِوالٌ صَیْدَنانیّ، و به شُبِّه الصَّیْدَنانِیّ لكثرة ما عنده من الأَدویة. و قال ابن خالویه: الصَّیْدَنُ دُوَیْبَّة تَجْمَعُ عِیدَاناً من النبات فشبه به الصَّیْدَنانیّ لجمعه العقاقیر. و الصَّیْدانُ: قطع الفضة إِذا ضُرِبَ من حَجر الفضة، واحدته صَیْدَانة. و الصَّیْدانَة: أَرض غلیظة صُلْبة ذات حجر دقیق. و الصَّیْدانُ: بِرامُ الحجارة؛ قال أَبو ذؤیب: و سُود من الصَّیْدانِ فیها مَذانِبٌ نُضَارٌ، إِذا لم یَسْتفدْها نُعارُها. و الصَّیْدَانُ: الحَصَی الصغار. و حكی ابن بری عن ابن درستویه قال: الصَّیْدَنُ و الصَّیْدَلُ حجارة الفضة، شبه بها حجارة العقاقیر فنسب إِلیها الصَّیْدنانیّ و الصَّیْدلانیُّ، و هو العطار. و الصَّیْدَانَةُ من النساء: السیئة الخُلُق الكثیرة الكلام. و الصَّیدانة: الغُول؛ و أَنشد: صَیْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِّ.
(2). قال الصاغانی: المكوان الحجران، و خلیفاها إبطاها
لسان العرب، ج‌13، ص: 247
قال الأَزهری: الصَّیْدانُ إِن جعلته فَعْلاناً «1». فالنون زائدة كنُون السكران و السكرانة.

صعن؛ ج13، ص: 247

: الصِّعْوَنُّ، بكسر الصاد و تشدید النون: الدَّقِیقُ العُنق الصغیر الرأَس من أَیّ شی‌ء كان، و قد غلب علی النّعام، و الأُنثی صِعْوَنَّة. و أَصْعَنَ الرجلُ إِذا صَغُر رأْسُه و نَقَصَ عقله. و الاصْعِنانُ: الدِّقَّة و اللَّطافة. و أُذُنٌ مُصَعَّنَة: لطیفة دَقیقة؛ قال عَدی بن زید: له عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوقْ، و أُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ. و فی التهذیب: و الأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ.

صفن؛ ج13، ص: 247

: الصَّفْنُ و الصَّفَنُ و الصَّفْنَة و الصَّفَنَةُ: وِعاء الخُصْیة. و فی الصحاح: الصَّفَنُ، بالتحریك، جلدة بیضة الإِنسان، و الجمع أَصْفانٌ. و صَفَنَه یَصْفِنُه صَفْناً: شق صَفَنَه. و الصُّفْنُ: كالسُّفْرة بین العَیْبةِ و القِرْبة یكون فیها المتاع، و قیل: الصُّفْنُ من أَدَم كالسُّفْرة لأَهل البادیة یجعلون فیها زادهم، و ربما اسْتَقَوْا به الماءَ كالدَّلْوِ؛ و منه قول أَبی دُواد: هَرَقْتُ فی حَوْضِه صُفْناً لیَشْرَبَه فی داثِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِ. و یقال: الصُّفْنُ هنا الماء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لئن بقیتُ لأُسَوِّیَنَّ بین الناسِ حتی یأْتِیَ الراعِیَ حقُّه فی صُفْنِه لم یَعْرَقْ فیه جَبینُه؛ أَبو عمرو: الصُّفْنُ، بالضم، خریطة یكون للراعی فیها طعامه و زِنادُه و ما یحتاج إِلیه؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: معه سِقاءٌ لا یُفَرِّطُ حَمْلَهُ صُفْنٌ، و أَخْراصٌ یَلُحْنَ، و مِسْأَبُ و قیل: هی السُّفْرة التی تجمع بالخیط، و تضم صادها و تفتح؛ و قال الفراء: هو شی‌ء مثل الدلو أَو الرَّكْوَة یتوضأُ فیه؛ و أَنشد لأَبی صخر الهذلی یصف ماءً ورَدَه: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّهِ، خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا قال أَبو عبید: و یمكن أَن یكون كما قال أَبو عمرو و الفراء جمیعاً أَن یُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ فی هذا و فی هذا، قال: و سمعت من یقول الصَّفْنُ، بفتح الصاد، و الصَّفْنة أَیضاً بالتأْنیث. ابن الأَعرابی: الصَّفْنَةُ، بفتح الصاد، هی السُّفْرة التی تُجْمَع بالخیط؛ و منه یقال: صَفَنَ ثیابَه فی سَرْجه إِذا جمعها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، عَوَّذَ علیّاً حین رَكبَ و صَفَنَ ثیابَه فی سَرْجه‌أَی جمعها فیه. أَبو عبید: الصَّفْنَةُ كالعَیْبَة یكون فیها متاع الرجل و أَداتُه، فإِذا طرحت الهاء ضممت الصاد و قلت صُفْنٌ، و الصُّفْنُ، بضم الصاد: الرَّكْوَةُ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: الْحَقْنِی بالصُّفْنِ‌أَی بالرَّكْوَة. و الصَّفَنُ: جلد الأُنثیین، بفتح الفاء و الصاد؛ و منه قول جریر: یَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَی جَلاجِلا. و الصَّفْنَةُ: دلو صغیرة لها حَلقة واحدة، فإِذا عظمت فاسمها الصُّفْنُ، و الجمع أَصْفُنٌ؛ قال: غَمَرْتُها أَصْفُناً من آجِنٍ سُدُمٍ، كأَنَّ ما ماصَ منه فی الفَمِ الصَّبِرُ. عَدَّی غَمَرت إِلی مفعولین لأَنها بمعنی سَقَیْتُ. و الصَّافِنُ: عِرْق ینغمس فی الذِّراع فی عَصَبِ الوَظِیفِ. و الصَّافِنانِ: عرقان فی الرجلین، و قیل: شُعْبَتان فی الفخذین. و الصَّافِنُ: عِرْق فی باطن الصلب طُولًا متصل به نِیاطُ القلب، و یسمی الأَكْحل.
(1). قوله [إِن جعلته فعلاناً إِلخ] عبارة الأَزهری: إِن جعلته فیعالًا فالنون أَصلیة و إِن جعلته إِلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 248
غیره: و یسمی الأَكحلُ من البعیر الصافنُ، و قیل: الأَكحلُ من الدواب الأَبْجَلُ. و قال أَبو الهیثم: الأَكْحَل و الأَبْجَلُ و الصافِنُ هی العروق التی تُفصد، و هی فی الرِّجْلِ صافِنٌ، و فی الید أَكْحَلُ. الجوهری: الصَّافِنُ عرق الساق. ابن شمیل: الصَّافِنُ عرق ضخم فی باطن الساق حتی یَدْخُلَ الفخذَ، فذلك الصافنُ. و صَفَنَ الطائرُ الحشیشَ و الوَرَقَ یَصْفِنُه صَفْناً و صَفَّنَه: نَضَّدَه لِفراخه، و الصَّفَنُ: ما نَضَّدَه من ذلك. اللیث: كل دابة و خَلْق شِبْه زُنْبُورٍ یُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أَو حشیشاً أَو نحو ذلك، ثم یُبَیِّتُ فی وسطه بیتاً لنفسه أَو لِفراخه فذلك الصَّفَنُ، و فعله التَّصْفِینُ. و صَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً: قامت علی ثلاثٍ و ثَنَتْ سُنْبُكَ یدِها الرابعَ. أَبو زید: صَفَنَ الفرسُ إِذا قام علی طرف الرابعة. و فی التنزیل العزیز: إِذْ عُرِضَ عَلَیْهِ بِالْعَشِیِّ الصّٰافِنٰاتُ الْجِیٰادُ. و صَفَنَ یَصْفِنُ صُفُوناً: صَفَّ قدمیه. و خیل صُفُونٌ: كقاعد و قُعُود؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة فرس: أَلِفَ الصُّفُونَ، فلا یَزالُ كأَنه مما یَقُومُ علی الثلاثِ كسیرا قوله: مما یقوم، لم یرد من قیامه و إِنما أَراد من الجنس الذی یقوم علی الثلاث، و جعل كسیراً حالًا من ذلك النوع الزَّمِنِ لا من الفرس المذكور فی أَول البیت؛ قال الشیخ: جعل ما اسماً منكوراً. أَبو عمرو: صَفَنَ الرجلُ برجله و بَیْقَرَ بیده إِذا قام علی طرف حافره. و منه‌حدیث البَرَاءِ بن عازِبٍ: كنا إِذا صَلَّیْنا مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فرفَع رأْسَه من الركوع قمنا خَلْفَه صُفُوناً، و إِذا سجد تَبِعْناه، أَی واقفین قد صَفَنَّا أَقدامنا؛ قال أَبو عبید: قوله صُفُوناً یُفَسَّرُ الصافنُ تفسیرین: فبعض الناس یقول كل صافٍّ قدمیه قائماً فهو صافِنٌ، و القول الثانی أَن الصَّافِنَ من الخیل الذی قد قَلَب أَحدَ حوافره و قام علی ثلاث قوائم. و فی الصحاح: الصَّافِنُ من الخیل القائم علی ثلاث قوائم و قد أَقام الرابعة علی طرف الحافر، و قد قیل: الصافِنُ القائم علی الإِطلاق؛ قال الكمیت: نُعَلّمُهم بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جوارِیَ، أَو صُفُونا و‌فی الحدیث: من سَرَّه أَن یقوم له الناسُ صُفُوناً‌أَی واقفین. و الصُّفُون: المصدر أَیضاً؛ و منه‌الحدیث: فلما دَنا القومُ صافَنَّاهُم‌أَی واقَفْناهم و قُمْنا حِذاءَهم. و‌فی الحدیث: نهی عن صلاةِ الصَّافِنِ‌أَی الذی یجمع بین قدمیه، و قیل: هو أَن یَثْنِیَ قدمه إِلی ورائه كما یفعل الفرسُ إِذا ثَنی حافره. و‌فی حدیث مالك بن دینار: رأَیتُ عِكْرِمَةَ یُصَلِّی و قد صَفَنَ بین قدمیه.و كان ابن عباس و ابن مسعود یقرآن: فاذكروا اسمَ الله علیها صَوافِنَ، بالنون، فأَما ابن عباس ففسرها مَعْقُولةً إِحْدی یَدَیْها علی ثلاث قوائم، و البعیر إِذا نحر فعل به ذلك، و أَما ابن مسعود فقال: یعنی قِیاماً.و قال الفراء: رأَیت العرب تجعل الصَّافِنَ القائمَ علی ثلاث و علی غیر ثلاث، قال: و أَشعارهم تدل علی أَن الصُّفُونَ القیامُ خاصة؛ و أَنشد: و قامَ المَها یُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ، كما رُصَّ أَیْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ. المَها: البقر یعنی النساء، و المُكَبَّلُ: أَراد الهودج، یُقْفِلْنَ: یَسْدُدْنَ، كما رُصَّ: كما قُیِّد و أُلْزِق، و الأَیْقُ: الرُّسْغُ، مُذْهَبِ اللون: أَراد فرساً یعلوه صُفْرَة، صافِن: قائم علی ثلاث قوائم، قال: و أَما
لسان العرب، ج‌13، ص: 249
الصَّائِنُ فهو القائم علی طرف حافره من الحَفا، و العرب تقول لجمع الصافِنِ صَوافِن و صافِنَات و صُفُونٌ. و تَصَافَنَ القومُ الماءَ إِذا كانوا فی سفر فقلَّ عندهم فاقتسموه علی الحَصاةِ. أَبو عمرو: تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً، و ذلك إِذا كانوا فی سفر و لا ماء معهم و لا شی‌ء، یقتسمونه علی حَصاةٍ یُلْقونها فی الإِناء، یُصَبُّ فیه من الماء بقدر ما یَغْمُر الحصاة فیعطاه كل رجل منهم؛ و قال الفرزدق: فلما تَصَافَنَّا الإِدَاوةَ، أَجْهَشَتْ إِلیَّ غُضُونُ العَنْبَرِیِّ الجُراضِمِ الجوهری: تَصَافَنَ القومُ الماء اقتسموه بالحِصَص، و ذلك إِنما یكون بالمَقْلَةِ تَسْقی الرجلَ قدر ما یَغْمُرها، فإِن كانت من ذهب أَو فضة فهی البَلَدُ. و صُفَیْنة: قریة كثیرة النخل غَنَّاءُ فی سَوادِ الحَرَّةِ؛ قالت الخَنْساء: طَرَقَ النَّعِیُّ علی صُفَیْنَةَ غُدْوَةً، و نَعَی المُعَمَّمَ من بَنی عَمْرِو. أَبو عمرو: الصَّفْنُ و الصَّفْنة الشِّقْشِقَة. و صِفِّینُ: موضع كانت به وقعة بین علی، علیه السلام، و معاویة، رضی الله عنه، قال ابن بری: و حقه أَن یذكر فی باب الفاء فی ترجمة صفف، لأَن نونه زائدة بدلیل قولهم صِفُّون، فیمن أَعربه بالحروف. و‌فی حدیث أَبی وائل: شَهِدْتُ صِفِّینَ و بِئْسَتِ الصِّفُّونَ، و فیها و فی أَمثالها لغتان: إِحداهما إِجراء الإِعراب علی ما قبل النون و تركها مفتوحة كجمع السلامة كما قال أَبو وائل، و الثانیة أَن تجعل النون حرف الإِعراب و تقرّ الیاء بحالها فنقول: هذه صِفِّینُ و رأَیت صِفِّینَ و مررت بصفِّینَ، و كذلك تقول فی قِنَّسْرِینَ و فِلَسْطِینَ و یَبْرِینَ.

صنن؛ ج13، ص: 249

: المُصِنُّ: الشامخ بأَنفه تكبراً أَو غضباً؛ قال: قد أَخَذَتْنی نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، و مَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ. ابن السكیت: المُصِنُّ الرافع رأْسه تكبراً؛ و أَنشد لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ: یا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا، فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فلما شَنّا بلَّ الذُّنابی عَبَساً مُبِنَّا أَ إِبِلِی تأْكلُها مُصِنَّا، خافِضَ سِنٍّ و مُشِیلًا سِنّا؟ أَبو عمرو: أَتانا فلان مُصِنّاً بأَنفه إِذا رفع أَنفه من العَظَمة. و أَصَنَّ إِذا شمخ بأَنفه تكبراً. و منه قولهم: أَصَنَّتِ الناقةُ إِذا حملت فاستكبرت علی الفحل. الأَصمعی: فلان مُصِنٌّ غضباً أَی ممتلئ غضباً. و أَصَنَّتِ الناقةُ: مَخِضَتْ فوقع رجل الولد فی صَلاها. التهذیب: و إِذا تأَخر ولد الناقة حتی یقع فی الصَّلا فهو مُصِنٌّ، و هن مُصِنَّات و مَصَانُّ. ابن شمیل: المُصِنُّ من النُّوق التی یَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعه و أَنفه فی دُبرها إِذا نَشِبَ فی بطنها و دَنا نَتاجُها. و قد أَصنَّتْ إِذا دفَع ولدُها برأْسه فی خَوْرانها. قال أَبو عبیدة: إِذا دنا نَتاج الفرس و ارْتَكَضَ ولدها و تحرّك فی صَلاها فهی حینئذ مُصِنَّة و قد أَصَنَّتِ الفَرَسُ، و ربما وَقَعَ السَّقْیُ فی بعض حركته حتی یُرَی سَوادُه من ظَبْیَتِها، و السَّقْیُ طرف السَّابیاء، قال: و قَلَّما تكون الفرس مُصِنَّة إِذا كانت مُذْكِراً تلد الذكور. و أَصَنَّتِ المرأَةُ و هی مُصِنٌّ: عَجُزَتْ و فیها بقیة. و الصَّنُّ، بالفتح: زَبِیلٌ كبیر مثل السَّلَّةِ المُطْبَقَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 250
یجعل فیها الطعام و الخُبْز. و‌فی الحدیث: فأُتی بِعَرَقٍ، یعنی الصِّنَّ. و الصِّنُّ، بالكسر: بول الوَبْرِ یُخَثَّرُ للأَدْویة، و هو مُنْتِنٌ جدّاً؛ قال جریر: تَطَلَّی، و هی سَیئَةُ المُعَرَّی، بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا و صِنٌّ: یومٌ من أَیام العجوز، و قیل: هو أَول أَیامها، و ذكره الأَزهری و الجوهری مُعَرِّفاً فقالا: و الصِّنُّ؛ و أَنشد: فإِذا انْقَضَتْ أَیامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ و صِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ ابن بری عن ابن خالویه قال: المُصِنُّ فی كلام العرب سبعة أَشیاء: المُصِنُّ الحیة إِذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه، تقول العرب رماه الله بالمُصِنّ المُسْكِتِ، و المُصِنُّ المتكبر، و المُصِنُّ المُنْتِن، أَصَنَّ اللحمُ أَنْتَنَ، و المُصِنُّ الذی له صُنان؛ قال جریر: لا تُوعدُونی یا بَنِی المُصِنَّه. أَی المنتنة الریح من الصُّنانِ، و المُصِنُّ الساكت، و المُصِنُّ الممتلئ غضباً، و المُصِنُّ الشامخ بأَنفه. و الصُّنَان: ریح الذَّفَر، و قیل: هی الریح الطیبة؛ قال: یا رِیَّها، و قد بدا صُنانی، كأَننی جانی عَبَیْثَرانِ و صَنَّ اللحمُ: كصَلَّ، إما لغة و إما بدل. و أَصَنَّ إذا سكت، فهو مُصِنٌّ ساكت. و عن عطیة بن قیس الكُلاعِی: أَن أَبا الدرداءِ كان یدخل الحمام فیقول نعم البیتُ الحمامُ یَذْهَبُ بالصِّنَّة و یُذَكِّرُ النارَ؛ قال أَبو منصور: أَراد بالصِّنَّة الصُّنان، و هو رائحة المَغَابِنِ و مَعاطِفِ الجسم إذا فسد و تغیر فعُولِجَ بالمَرْتَك و ما أَشبهه. نُصَیْرٌ الرازی: و یقال للتَّیْسِ إذا هاج قد أَصَنَّ، فهو مُصِنٌّ، و صُنانه ریحه عند هِیَاجِه. و الصُّنَانُ: ذَفَرُ الإِبِطِ. و أَصَنَّ الرجلُ: صار له صُنَان. و یقال للبَغْلة إذا أَمسكتها فی یدك فأَنتنت: قد أَصَنَّتْ. و یقال للرجل المُطِیخ المُخْفِی كلامه: مُصِنٌّ. و الصِّنِّینُ: بلد: قال: لیتَ شِعْرِی متی تَخُبُّ بیَ الناقةُ بین العُذَیْبِ فالصِّنِّینِ؟

صون؛ ج13، ص: 250

: الصَّوْنُ: أَن تَقِیَ شیئاً أَو ثوباً، و صانَ الشی‌ءَ صَوْناً و صِیانَةً و صِیَاناً و اصْطانه؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: أَبْلِغْ إِیاساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ رِداؤُكَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه، فوضع المصدر موضع الصفة. و یقال: صُنْتُ الشی‌ءَ أَصُونه، و لا تقل أَصَنْتُه، فهو مَصُون، و لا تقل مُصانٌ. و قال الشافعی، رضی الله عنه: بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَیْرِنا. و جعلتُ الثَّوْبَ فی صُوَانه و صِوَانه، بالضم و الكسر، و صِیَانه أَیضاً: و هو وعاؤه الذی یُصان فیه. ابن الأَعرابی: الصَّوْنَةُ العَتِیدَة. و ثوب مَصُونٌ، علی النقص، و مَصْوُون، علی التمام؛ الأَخیرة نادرة، و هی تمیمیة، و صَوْنٌ وَصْفٌ بالمصدر. و الصِّوَانُ و الصُّوانُ: ما صُنْتَ به الشی‌ء. و الصِّینَةُ: الصَّوْنُ، یقال: هذه ثیاب الصِّینَةِ أَی الصَّوْنِ. و صَانَ عِرْضَه صِیَانة و صَوْناً، علی المَثل؛ قال أَوْس بن حَجَر: فإِنا رَأَیْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً، إلی الصَّوْنِ من رَیْطٍ یَمانٍ مُسَهَّمِ و قد تَصَاوَنَ الرجلُ و تَصَوَّنَ؛ الأَخیرة عن ابن جنی، و الحُرُّ یَصُونُ عِرْضَه كما یَصُونُ الإِنسان
لسان العرب، ج‌13، ص: 251
ثوبه. و صَانَ الفرسُ عَدْوَه و جَرْیَه صَوْناً: ذَخَرَ منه ذَخیرة لأَوانِ الحاجةِ إلیه؛ قال لبید: یُراوِحُ بین صَوْنٍ و ابْتذالِ أَی یَصُونُ جَرْیه مرة فیُبْقِی منه، و یَبْتَذِلُه مرة فیَجْتهدُ فیه. و صَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شدیداً؛ قال النابغة: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً، یَصُنَّ المَشْیَ كالحِدَإ التُّؤَامِ و قال الجوهری فی هذا البیت: لم یعرفه الأَصمعی، و قال غیره: یُبْقِین بعضَ المَشْیِ، و قال: یَتَوَجیْنَ من حَفاً. و ذكر ابن بری: صانَ الفَرَسُ یَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفیفاً، فمعنی یَصُنَّ المَشْی أَی یَظْلَعْنَ وَ یَتَوَجَّیْنَ من التعب. و صانَ الفرسُ یَصُونُ صَوْناً: صَفَّ بین رجلیه، و قیل: قام علی طرف حافره؛ قال النابغة: و ما حاوَلْتُما بقیادِ خَیْل، یَصُونُ الوَرْدُ فیها و الكُمَیْتُ أَبو عبید: الصائن من الخیل القائم علی طرف حافره من الحَفَا أَو الوَجَی، و أَما الصائم فهو القائم علی قوائمه الأَربع من غیر حَفاً. و الصَّوَّانُ، بالتشدید: حجارة یُقْدَحُ بها، و قیل: هی حجارة سُود لیست بصلبة، واحدتها صَوَّانة. الأَزهری: الصَّوَّان حجارة صُلْبة إذا مسته النار فَقَّع تَفْقِیعاً و تشقق، و ربما كان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار، و لا یصلح للنُّورَةِ و لا للرِّضافِ؛ قال النابغة: بَرَی وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها، فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ.

صین؛ ج13، ص: 251

: الصین: بلد معروف. و الصَّوانی: الأَوانی منسوبة إلیه، و إلیه ینسب الدارصینی، و دارصِینی. و صِینین: عِقِّیرٌ معروف.

فصل الضاد المعجمة؛ ج13، ص: 251

ضأن؛ ج13، ص: 251

: الضّائنُ من الغنم: ذو الصوفِ، و یُوصَفُ به فیقال: كَبْش ضائنٌ، و الأُنثی ضائنة. و الضّائنُ: خلافُ الماعز، و الجمع الضّأْنُ و الضّأَنُ مثل المَعْزِ و المَعَزِ. و الضَّئِینُ و الضِّئینُ: تمیمیة. و الضَّیْن و الضِّینُ، غیر مهموزین؛ عن ابن الأَعرابی: كلها أَسماء لجمعهما، فالضأْن كالرَّكْب، و الضَّأَنُ كالقَعَد، و الضَّئِین كالغَزِیّ و القَطِین، و الضِّئِین داخل علی الضَّئِین، أَتبعوا الكسر الكسر، یطرد هذا فی جمیع حروف الحلق إذا كان المثال فَعِلَا أَو فَعِیلَا، و أَما الضِّینُ و الضَّیْنُ فشاذ نادر، لأَن ضائناً صحیح مهموز، و الضِّین و الضَّین معتلّ غیر مهموز، و قد حكی فی جمع الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ و قوله أَنشده یعقوب فی المقلوب: إذا ما دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ، عَلَنَّ، و إن كانت مَذانِبُه حُمْرَا «2». أَراد: أَضْؤُناً، فقلب، و دُعاؤه أَن یكثر الحشیش فیه فیصیر فیه الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سمع الرِّعاءُ صوْتَه فعلموا أَن هناك رَوْضة فساقوا إِبلهم و مواشیهم إلیها فَرَعَوْا منها، فذلك دُعاء نَعْمَانَ إیاهم. قال أَبو الهیثم: جمع الضائن ضَأَنٌ، كما یقال ماعِزٌ و مَعَز، و خادِم و خَدَم، و غائب و غَیَب، و حارس و حَرَس، و ناهِل و نَهَلٌ. قال: و الضّانُ أَصله ضَأْن، فخفف. و الضّأْنُ: جمع الضائن، و یُجْمَع الضَّئِینَ، و الأُنثی ضائنة، و الجمع ضَوائن. و‌فی حدیث شَقیق: مَثَلُ قُرّاءِ هذا الزمان كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف؛ الضوائن جمع ضائنة و هی الشاة من الغنم خلاف المعز. و مِعْزَی ضِئْنیَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، و سِقاءٌ ضِئْنِیٌّ علی ذلك اللفظ إِذا
(2). قوله [علنّ] الذی فی المحكم: علیّ
لسان العرب، ج‌13، ص: 252
كان من مَسْكِ ضائنةٍ و كان واسعاً، و كل ذلك من نادر معدول النسب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إذا ما مَشَی وَرْدانُ و اهْتَزَّتِ اسْتُه، كما اهْتَزَّ ضِئْنِیٌّ لفَرْعاء یُؤْدَلُ. عنی بالضِّئْنِیِّ هذا النوع من الأَسْقیة. التهذیب: الضِّئْنیّ السقاء الذی یُمْخَضُ به الرائب، یسمی ضِئْنِیّاً إذا كان ضَخْماً من جلد الضّأْن؛ قال حُمید: و جاءتْ بضِئْنِیٍّ، كأَنَّ دَوِیّهُ تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ. و أَضْأَنَ القومُ: كثرَ ضأْنهم. و یقال: اضْأَنْ ضأْنك و امْعَزْ مَعَزَك أَی اعْزِلْ ذا من ذا. و قد ضأَنْتُها أَی عزَلْتها. و رجل ضائنٌ إذا كان ضعیفاً، و رجل ماعِزٌ إذا كان حازماً مانعاً ما وراءه. و رجل ضائنٌ: لَیِّنٌ كأَنه نعجة، و قیل: هو الذی لا یزال حسن الجسم مع قلة طُعْمٍ، و قیل: هو اللَّیِّنُ البطن المُسْترْخِیه. و یقال: رملة ضائنةٌ، و هی البیضاء العریضة؛ و قال الجَعْدِی: إلی نَعَجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا «1» و‌فی حدیث أَبی هریرة: قال له أَبانُ بن سعید وَبْرٌ تدَلَّی من رأْسِ ضالٍ؛ ضالٌ، بالتخفیف: مكان أَو جبل بعینه، یرید به تَوْهِینَ أَمره و تحقیر قدره، و یروی بالنون، و هو أَیضاً جبل فی أَرض دَوْسٍ، و قیل: أَراد به الضأْن من الغنم، فتكون أَلفه همزة.

ضبن؛ ج13، ص: 252

: الضِّبْنُ: الإِبْطُ و ما یلیه. و قیل: الضِّبْنُ، بالكسر، ما بین الإِبط و الكَشْح، و قیل: ما تحت الإِبط و الكَشْح، و قیل: ما بین الخاصرة و رأْس الورك، و قیل: أَعلی الجَنْب. و ضَبَنَ الرجلَ و غیره یَضْبُنُه ضَبْناً: جعله فوق ضِبْنِه. و اضْطَبَنَ الشی‌ءَ: حمله فی ضِبْنِه أَو علیه، و ربما أَخذه بیده فرفعه إلی فُوَیْقِ سُرَّته، قال: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للكمیت: لما تفَلَّقَ عنه قَیْضُ بَیْضَتِه، آواه فی ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ «2». قال ابن الأَعرابی: أَی تفَلَّق عن فرخ الظلیم قَیْضُ بیضته آواه الظلیمُ ضِبْنَ جناحه. و ضَبَأَ الظلیمُ علی فرخه إذا جَثَمَ علیه؛ و قال غیره: ضِبْنه الذی یكون فیه؛ و قال: ثم اضْطَبَنْتُ سلاحی تحت مَغْرضِها، و مِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّیفِ إذا شَسَفَا أَی احتَضَنْتُ سلاحی. و أَضْبَنْتُ الشی‌ءَ و اضْطبَنتُه: جعلته فی ضِبْنی. أَبو عبید: أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه. و‌فی الحدیث: فدعا بمِیضأَة فجعلها فی ضِبْنِه‌أَی حِضْنه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله تعالی عنه: أَن الكعبة تَفِی‌ءُ علی دار فلان بالغَداة و تَفی‌ءُ علی الكعبة بالعَشِیِّ، و كان یقال لها رَضِیعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ و لا بُدَّ لی من هَدْمها‌أَی أَنها لما صارت الكعبة فی فَیْئها بالعَشِیِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها، كما یَحْمِل الإِنسانُ الشی‌ءَ فی ضِبْنه. و أَخذَ فی ضِبْنٍ من الطریق أَی فی ناحیة منه؛ و أَنشد: فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه، كما دَسَّ راعی الذَّوْدِ فی حِضْنِه وَطبَا و قال أَوس: أُحَیْمِرَ جَعْداً علیه النُّسُورُ، فی ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ
(1). قوله [و قال الجعدی إلخ] صدره كما فی التكملة: فباتت كأن بطنها طی ریطة و زاد: و الضأنة، بفتح فسكون، الخزامة إذا كانت من عقب. (2). قوله [… فی ضبن مضبوّ …] الذی فی التهذیب: مضبیّ
لسان العرب، ج‌13، ص: 253
أَی فی جَنْبه. و‌فی حدیث ابن عمر: یقول القبرُ یا ابنَ آدم قد حُذِّرتَ ضِیقی و نَتْنی و ضِبْنی‌أَی جنبی و ناحیتی، و جمع الضِّبْن أَضبان؛ و منه‌حدیث شُمَیط: لا یَدْعُونی و الخطایا بین أَضبانهم‌أَی یَحْمِلون الأَوزار علی جُنُوبهم، و یروی بالثاء المثلثة، و هو مذكور فی موضعه. و فلان فی ضِبْنِ فلان و ضَبینته أَی ناحیته و كنَفِه. و الضُّبْنة: أَهل الرجل لأَنه یَضْبِنُها فی كنَفِه، معناه یُعانقها؛ و فی التهذیب: لأَنه یَضْطَبِنُها فی كنَفِه. و ضَبِنَةُ الرجل: حَشَمُه. و علیه ضِبْنةٌ من عیال، بكسر الضاد و سكون الباء، أَی جماعة. ابن الأَعرابی: ضُبْنة [ضِبْنة الرجل و ضَبْنَتُه و ضَبِنَتُه خاصَّتُه و بِطانَتُه و زافِرَتُه، و كذلك ظاهِرَته و ظِهارتُه. قال الفراء: نحن فی ضُبْنه و فی حَریمه و ظِلِّه و ذِمَّتِه و خُفارته و خُفْرته و ذَراه و حِماه و كَنَفِه و كَنَفَتِه بمعنی واحد. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إذا سافر قال اللهم إنی أَعوذ بك من الضُّبْنة [الضِّبْنة فی السَّفَر و الكآبة فی المُنْقَلَب، اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ و هَوِّنْ علینا السَّفَر، اللهم أَنت الصاحبُ فی السَّفر و الخلیفةُ فی الأَهل؛ الضُّبْنةُ [الضِّبْنةُ: ما تحت یَدِك من مالٍ و عیالٍ تهتم به و من تلزمك نفقته، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم فی ضِبن من یَعُولهم، تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العیال و الحَشَم فی مَظِنَّة الحاجة، و هو السفر، و قیل: تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فیه و لا كِفایة من الرِّفاق، إنما هو كَلٌّ و عِیالٌ علی من یُرافِقُه. و ضِبْنةُ الرجل: خاصته و بِطانتُه و عیاله، و كذلك الضَّبِنة، بفتح الضاد و كسر الباء. و الضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قال نوح بن جریر: و هو إلی الخَیراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، یَجْری إلیها سابِقاً لا ذا ضَبَنْ و الضَّبْنةُ: الزَّمانة. و رجل ضَبِنٌ: زَمِنٌ. و قد أَضْبَنَه الداء: أَزمنه؛ قال طُرَیْحٌ: وُلاةٌ حُماة، یَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَی بهم كُلَّ داءٍ یُضْبِنُ الدِّینَ مُعْضِلِ و المضْبُون: الزَّمِنُ، و یشبه قلب الباء من المیم. و ضَبَنَه یَضْبِنُه ضَبْناً: ضربه بسیف أَو عصا أَو حَجَر فقطع یده أَو رجله أَو فقأَ عینه. قال اللحیانی: و حكی لی رجل من بنی سعد عن أَبی هِلال ضَبَنْت عنا هَدِیَّتَك و عادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، و الصاد أَعلی، و هو قول الأَصمعی. قال: و حقیقة هذا صَرَفْتَ هدیَّتَك و معروفك عن جیرانك و معارفك إلی غیرهم، و فی النوادر: ماء ضَبْنٌ و مَضْبون و لَزْنٌ و مَلزون و لَزِنٌ و ضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فیه. و مكان ضَبْن أَی ضیق. و ضَبِینةُ: اسم. و بنو ضابِنٍ و بنو مُضابِنِ: حیَّان. قال ابن بری: ضَبِینةُ حیّ من قیس؛ و أَنشد سیبویه للبید: فَلَتَصْلُقَنَّ بنی ضَبِینةَ صَلْقةً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ. و ذكر الأَزهری فی هذه الترجمة: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوی، و منهم من یقول ضُوبانُ. قال أَبو منصور: من قال ضُوبان جعله من ضابَ یَضُوبُ.

ضجن؛ ج13، ص: 253

: الضَّجَنُ، بالجیم: جبل معروف؛ قال الأَعشی: و طالَ السَّنامُ علی جِبْلَةٍ، كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ و كذلك قول ابن مقبل: فی نِسْوةٍ من بنی دَهْیٍ مُصَعِّدةٍ، أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّیْرَ للضَّجَنِ. قال: و الحاء تصحیف. و ضَجْنانُ: جُبَیْل بناحیة
لسان العرب، ج‌13، ص: 254
مكة. قال الأَزهری: أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فیه شیئاً غیر جبل بناحیة تهامة یقال له ضَجْنانُ. و‌روی فی حدیث عمر، رضی الله تعالی عنه: أَنه أَقبل حتی إذا كان بضَجْنانَ؛ قال: هو موضع أَو جبل بین مكة و المدینة، قال: و لست أَدری مما أُخِذَ.

ضحن؛ ج13، ص: 254

: الضَّحَنُ: اسم بلد؛ قال ابن مقبل: فی نسوةٍ من بنی دَهْیٍ مُصَعِّدة، أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السیرَ للضَّحَن. و قد تقدم فی ترجمة ضجن، بالجیم المعجمة، ما اختلف فیه من ذلك.

ضدن؛ ج13، ص: 254

: ضَدَنْتُ الشی‌ءَ أَضْدِنُه ضَدْناً: سَهَّلْتُه و أَصلحته، لغة یمانیة، و ضَدَنَی، علی مثال جَمَزی: موضع.

ضزن؛ ج13، ص: 254

: الضَّیْزَنُ: النِّخاسُ، و الضَّیْزَنُ: الشریك، و قیل: الشریك فی المرأَة. و الضَّیْزَنُ: الذی یزاحم أَباه فی امرأَته؛ قال أَوس بن حجر: و‌الفارِسیَّةُ فیهم غیرُ مُنكَرةٍ، فكُلُّهم لأَبیه ضَیْزَنٌ سَلِفُ «1». یقول: هم مثل المجوس یتزوَّج الرجل منهم امرأَة أَبیه و امرأَة ابنه. و الضَّیْزَنُ أَیضاً: ولد الرجل و عیاله و شركاؤه، و كذلك كل من زاحم رجلًا فی أَمر فهو ضَیْزَنٌ، و الجمع الضَّیازِنُ. ابن الأَعرابی: الضَّیزَنُ الذی یتزوَّجُ امرأَة أَبیه إذا طلقها أَو مات عنها. و الضَّیزَنُ: خَدُّ بَكَرةِ السَّقْیِ التی سائبها هاهنا و هاهنا. و یقال للنِّخاس الذی یُنْخَس به البَكَرةُ إذا اتسع خَرْقُها: الضَّیزَنُ؛ و أَنشد: علی دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّیازِنا و قال أَبو عمرو: الضَّیْزَنُ یكون بین قَبِّ البَكرة و الساعِد، و الساعدُ خشبة تعلق علیها البكرة، و قال أَبو عبیدة: یقال للفرس إذا كان لم یتَبطَّنِ الإِناث و لم یَنْزُ قطُّ الضَّیزانُ. و الضَّیزَنان: السَّلِفان. و الضَّیزَن: الذی یزاحمك عند الاستقاء فی البئر. و فی المحكم: الضَّیزَنُ الذی یُزاحم علی الحوض؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إن شَرِیبَیْكَ لَضَیْزنانِهْ، و عن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ، خالفْ فأَصْدِرْ یومَ یُورِدانِهْ. و قیل: الضَّیْزَنانِ المُستَقیان من بئر واحدة، و هو من التزاحُم. و قال اللحیانی: كل رجل زاحَمَ رجلًا فهو ضَیْزَنٌ له. و الضَّیْزَنُ: الساقی الجَلْدُ. و الضَّیْزَنُ: الحافظ الثقة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: بعث بعامل ثم عَزَله فانصرف إلی منزله بلا شی‌ء، فقالت له امرأَته: أَینَ مَرافِقُ العَمَل؟ فقال لها: كان معی ضَیْزنانِ یحفظان و یعلمان؛ یعنی الملكین الكاتبین، أَرْضَی أَهلَه بهذا القول و عَرَّضَ بالملكین، و هو من معاریض الكلام و محاسنه، و الیاء فی الضَّیْزَن زائدة. و الضَّیْزنُ: ضدّ الشی‌ء: قال: فی كلِّ یومٍ لك ضَیْزَنانِ. و ضَیْزَنُ: اسم صنم، و الضَّیْزَنانِ: صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كان اتخذهما بباب الحِیرَة لیسجد لهما من دخل الحیرة امْتِحاناً للطاعة. و الضَّیْزنُ: الذی یسمیه أَهل العراق البُنْدارَ، یكون مع عامل الخَراج. و حكی اللحیانی: جعلته ضَیْزَناً علیه أَی بُنْدَاراً علیه، قال: و أَرسلته مُضْغِطاً علیه، و أَهل مكة و المدینة یقولون: أَرسلته ضاغِطاً علیه.

ضطن؛ ج13، ص: 254

: التهذیب: اللیث الضَّیطَنُ و الضَّیْطَانُ الذی یُحَرِّكُ مَنْكِبَیْه و جسده حین یمشی مع كثرة لحم.
(1). قوله [و الفارسیة فیهم إلخ] كذا فی الأَصل و الجوهری و المحكم، و الذی فی التهذیب: فیكم، و فكلكم بالكاف، قال الصاغانی: الروایة بالكاف لا غیر
لسان العرب، ج‌13، ص: 255
یقال: ضَیْطَنَ الرجلُ ضَیْطَنةً و ضِیْطاناً إِذا مَشَی تلك المِشْیة؛ قال أَبو منصور: هذا حرف مُرِیبٌ «2». و الذی نعرفه ما روی أَبو عبید عن أَبی زید: الضَّیَطَانُ، بتحریك الیاء، أَن یحرِّك منكبیه و جسده حین یمشی مع كثرة لحم؛ قال أَبو منصور: و هذا من ضَاط یَضِیطُ ضَیَطَاناً، و النون من الضَّیَطَانِ نون فَعَلان كما یقال من هَامَ یهیمُ هَیَمَاناً، و أَما قول اللیث ضَیْطَنَ الرجلُ ضَیْطَنةً إِذا مشی تلك المشیة فغیر محفوظ.

ضغن؛ ج13، ص: 255

: الضِّغْنُ و الضَّغَنُ: الحِقْد، و الجمع أَضْغانٌ، و كذلك الضَّغینَةُ، و جَمْعُها الضَّغائن؛ و منه‌حدیث العباس: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن فی وُجُوه أَقوام.و یقال: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان و ضَغِینَتَه إِذا طلبت مَرْضاته. و‌فی الحدیث: فتكون دِماء فی عَمْیَاءَ فی غیر ضَغِینة و حملِ سلاح؛ الضِّغْنُ: الحقد و العداوة و البغضاء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَیما قوم شهدوا علی رجل بحَدٍّ و لم یكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ‌أَی حقد و عداوة، یرید فیما كان بین الله و بین العباد كالزنا و الشرب و نحوهما؛ و أَما قوله أَنشده ابن الأَعرابی: بَلْ أَیُّها المُحْتَمِل الضَّغِینَا، إِنك زَحَّارٌ لنا كِثِینَا، إِنَّ القَرِینَ یُورِدُ القَرِینا فقد یكون الضَّغِینُ جمع ضَغِینة كشَعِیر و شَعِیرة، و قد یجوز أَن یكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِیّ، فإنَّ ذلك كثیر، قال: و عسی أَن یكون الضَّغینُ و الضَّغِینة من باب حُقٍّ و حُقَّةٍ و بَیاضٍ و بَیاضَةٍ، فیكون الضَّغِینُ و الضَّغِینة لغتین بمعنی. و قد ضَغِنَ علیه، بالكسر، ضِغْناً و ضَغَناً و اضْطَغَنَ. و قال الله عزَّ و جل: إِنْ یَسْئَلْكُمُوهٰا فَیُحْفِكُمْ؛ أَی یَجْهَدْكم وَ یُخْرِجْ أَضْغٰانَكُمْ؛ قال الفراء: أَی یخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم و یكون و یُخْرِجِ الله أَضْغانَكم؛ و أَحْفیتُ الرجلَ: أَجْهَدْته. و اضْطَغَنَ فلانٌ علی فلان ضَغِینةً إِذا اضْطَمَرها. أَبو زید: ضَغِنَ الرجلُ یَضْغَنُ ضَغَناً و ضِغْناً إِذا وَغِرَ صَدْرُه و دَوِیَ. و امرأَة ذات ضِغْنٍ علی زوجها إِذا أَبغضته. و ضَغِنُوا علیه: مالوا علیه و اعتمدوه بالجَوْر. و تَضَاغَنَ القوم و اضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا علی الأَحْقاد. و ضِغْنی إِلی فلان أَی مَیْلی إِلیه. و ضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه و التواؤُه؛ قال بِشْر بن أَبی خازم: فإِنَّك، و الشَّكاةَ منَ آلِ لأْمٍ، كذاتِ الضِّغْنِ تَمشی فی الرِّفاقِ. و قال الشاعر: و الضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ و فرسٌ ضاغِنٌ و ضَغِنٌ: لا یُعْطِی كلَّ ما عنده من الجَرْیِ حتی یُضْرَبَ؛ قال الشَّمَّاخُ: أَقامَ الثِّقافُ و الطَّرِیدَة دَرْأَها، كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ. و الطریدة: قَصَبةٌ فیها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْری بها المَغازلُ و غیرها. أَبو عبیدة: فرس ضَغُون، الذكر و الأُنثی فیه سواء، و هو الذی یجری كأَنما یرجع القهقری. و‌فی حدیث عمر: و الرجلُ یكون فی دابته الضِّغْنُ فَیُقَوِّمُها جُهْدَه و یكون فی نفسه الضِّغْنُ فلا یُقَوِّمُها؛ الضِّغْن فی الدابة: هو أَن تكون عَسِرَة الانقیاد، و إِذا قیل فی الناقة هی ذاتُ ضِغْن فإِنما یُراد نِزاعها إِلی وطنها. و دابة ضَغِنَة: نازعة إِلی وطنها، و قد ضَغِنَتْ ضِغْناً و ضَغْناً، و كذلك البعیر،
(2). قوله [هذا حرف مریب] أَی ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط فی التهذیب و التكملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 256
و ربما استعیر ذلك فی الإِنسان؛ قال: تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِیَّةً، تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ. و ضَغِنَ إِلیه: نَزَع إِلیه و أَراده. قال الخلیل: یقال للنَّحُوصِ إِذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ علی الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ و ضِغْنٍ. ابن الأَعرابی: ضَغِنْتُ إِلی فلان مِلْت إِلیه كما یَضْغَنُ البعیر إِلی وطنه. و ضَغِنَ إِلی الدنیا، بالكسر: رَكَنَ و مال إِلیها؛ قال الشاعر: إِنَّ الذین إِلی لَذَّاتِها ضَغِنُوا، و كان فیها لهم عیشٌ و مُرْتَفَقُ و ضَغِنَ فلانٌ إِلی الصلح إِذا مال إِلیه. و الاضْطِغانُ: الاشتمال. و الاضْطِغانُ: أَخذ الشی‌ءِ تحت حِضْنِك، تقول منه: اضْطَغَنْتُ الشی‌ءَ؛ و أَنشد الأَحمر للعامریة: لقد رأَیت رجلًا دُهْریاً، یَمْشی وراءَ القومِ سَیْتَهِیَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِیّاً. أَی حامله فی حجره. و الدُّهْری: منسوب إِلی بنی دَهْرٍ بطن من كلاب، و السَّیْتَهِیُّ: الذی یتخلف خلف القوم؛ و قال ابن مقبل: إِذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِی عند مَغْرِضِها، و مِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّیْفِ إِذ شَسَفا «1». و قیل: هو أَن یُدْخل الثوبَ من تحت یده الیمنی و طرفه الآخر من تحت یده الیسری، ثم یضمهما بیده الیسری، و قیل: هو التَّثَبُّنُ: التهذیب: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ و أَنشد: و أَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حتی كأَنهم ضَغابیسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِیَا. قال أَبو منصور: هذا التفسیر للاضْطِغانِ خطأٌ، و الصواب ما حكی أَبو عبید عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال؛ و أَنشد: كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِیّا و فی النوادر: هذا ضِغْنُ الجَبَل و إِبْطُه. و قَناةٌ ضَغِنَة أَی عوجاء. و الضَّغَنُ: العَوَجُ؛ و أَنشد: إِنَّ قناتی من صَلِیبات القَنا، ما زادَها التَّثْقِیفُ إِلا ضَغَنا.

ضفن؛ ج13، ص: 256

: ضَفَن إِلی القوم یَضْفِنُ ضَفْناً إِذا جاء إِلیهم حتی یجلس معهم. و ضَفَنَ مع الضیف یَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه، و هو الضَّیْفَنُ. و الضَّیْفَنُ: الذی یجی‌ءُ مع الضَّیْف، كذا حكاه أَبو عبید فی الأَجناس مع ضفنَ؛ و أَنشد: إِذا جاء ضَیْفٌ جاء للضَّیْف ضَیْفَنٌ، فأَوْدَی، بما تُقْرَی الضُّیوفُ، الضَّیافِنُ. و قال النحویون: نون ضَیْفَن زائدة؛ قال ابن سیدة: و هو القیاس، و قد أَخذ أَبو عبید بهذا أَیضاً فی باب الزیادة فقال: زادت العرب النون فی أَربعة أَسماء، قالوا ضَیْفَنٌ للضَّیْفِ فجعله الضَّیفَ نفسه، و الضَّیْفَن الطُّفَیْلیُّ، و قد ذكرنا ذلك فی ضیف أَیضاً، و الضِّفْنِینُ: تابع الرُّكبان «2». عن كراع وحده، قال ابن سیدة: و لا أَحُقُّه. و ضَفَنْتُ إِلیه إِذا نَزعتَ إِلیه و أَردته. و الضَّفْنُ: ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاة حین یَحْلُبها ابن الأَعرابی: ضَفَنُوا علیه مالوا علیه و اعتمدوه بالجَوْر. و ضَفَنَ بغائطه یَضْفِنُ ضَفْناً: رمی به.
(1). قوله [إِذا اضطغنت] كذا للجوهری، و قال الصاغانی الروایة: ثم اضطغنت (2). قوله [و الضفنین تابع الركبان] كذا بالأَصل و التهذیب، و الذی فی المحكم: تابع الضیفن
لسان العرب، ج‌13، ص: 257
و الضَّفْنُ: ضَرْبُكَ اسْتَ الشاة و نحوها بظهر رجلك. و قال ابن الأَعرابی: ضَفَنَه برجله ضربه علی استه؛ قال: و یَكْتَسعْ بنَدَم و یَضْفِن و الاضْطِفانُ: أَن تضرب به اسْتَ نفسك. و ضَفَنْتُ الرجل إِذا ضربتَ برجلك علی عَجُزه. و اضْطَفَنَ هو إِذا ضَرَبَ بقدمه مؤخر نفسه، و فی المحكم: اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نفسه برجله. و‌فی حدیث عائشة بنت طلحة: أَنها ضَفَنَتْ جاریةً لها برجلها؛ الضَّفْنُ: ضَربك استَ الإِنسان بظهر قدمك. و ضَفَنَ البعیرُ برجله: خبط بها. و ضَفَنه البعیرُ برجله یَضْفِنه ضَفْناً، فهو مَضْفُون و ضَفِین: ضربه. و ضَفَنَ به الأَرضَ ضَفْناً: ضربها به؛ قال الشاعر: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَیَّ قَفْنِ، و بالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ. أَبو زید: ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إِذا نكحها. قال: و أَصل الضَّفْن أَن یَضُمَّ بیده ضَرْعَ الناقة حین یَحلُبها. و ضَفَنَ الشی‌ءَ علی ناقته: حمله علیها. و الضِّفَنُّ، علی وزن الهِجَفِّ: الأَحمق من الرجال مع عِظَمِ خَلْقٍ، و یقال: امرأَة ضِفَنَّة؛ قال: و ضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ، ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ و الضِّفِنُّ و الضِّفَنُّ و الضِّفَنّانُ: الأَحمق الكثیر اللحم الثقیل، و الجمع ضِفْنانٌ نادر، و الأُنثی ضِفِنَّة و ضِفَنَّة، و كسر الفاء، عند ابن الأَعرابی، أَحسن. الفراء: إِذا كان الرجل أَحمق و كان مع ذلك كثیر اللحم ثقیلًا فهو ضِفَنٌّ و ضَفَنْدَدٌ. و امرأَة ضِفَنَّة إِذا كانت رِخْوة ضَخْمة.

ضمن؛ ج13، ص: 257

: الضَّمِینُ: الكفیل. ضَمِنَ الشی‌ءَ و به ضَمْناً و ضَمَاناً: كَفَل به. و ضَمَّنَه إِیاه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابی: فلان ضامِنٌ و ضَمِینٌ و سامِنٌ و سَمِین و ناضِرٌ و نَضِیر و كافل و كَفِیلٌ. یقال: ضَمِنْتُ الشی‌ءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، و هو مَضْمون. و‌فی الحدیث: من مات فی سبیل الله فهو ضامِنٌ علی الله أَن یدخله الجنة‌أَی ذو ضمان علی الله؛ قال الأَزهری: و هذا مذهب الخلیل و سیبویه لقوله عز و جل: وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهٰاجِراً إِلَی اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللّٰهِ؛ قال: هكذا خَرَّجَ الهروی و الزمخشری من كلام علیّ، و الحدیث مرفوع فی الصِّحاح عن أَبی هریرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج فی سبیله لا یخرجه إِلا جهاداً فی سبیلی و إِیماناً بی و تصدیقاً برسلی فهو علیَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إِلی مسكنه الذی خرج منه نائلًا ما نالَ من أَجر أَو غنیمة. و ضَمَّنته الشی‌ءَ تَضْمِیناً فتَضَمَّنه عنی: مثل غَرَّمْتُه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: ضَوامِنُ ما جارَ الدلیلُ ضُحَی غَدٍ، من البُعْدِ، ما یَضْمَنَّ فهو أَداءُ. فسره ثعلب فقال: معناه إِن جار الدلیل فأَخطأَ الطریقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك فی غَدِها و تَبْلُغَه، ثم قال: ما یَضْمَنَّ فهو أَداء أَی ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَیْنَ به و أَدَّیْنَه. و ضَمَّنَ الشی‌ءَ الشی‌ءَ: أَوْدَعه إِیاه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ و المیتَ القبرَ، و قد تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ یصف ناقة حاملًا: أَوْكَتْ علیه مَضِیقاً من عَواهِنِها، كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا. علیه: علی الجنین. و كل شی‌ء جعلته فی وعاء فقد
لسان العرب، ج‌13، ص: 258
ضمَّنتَه إِیاه. اللیث: كل شی‌ءٍ أُحرِزَ فیه شی‌ء فقد ضُمِّنَه؛ و أَنشد: لیس لمن ضُمِّنَه تَرْبِیتُ «1». ضُمِّنَه: أُودِعَ فیه و أُحرِزَ یعنی القبر الذی دُفِنَتْ فیه المَوْؤُودَةُ. و‌روی عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر و الغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن یزید فی الضرع و ینقص، و لكن اشْترِه كیلًا مُسَمًّی؛ قال شمر: قال أَبو معاذ یقول لا تشتره و هو فی الضرع لأَنه فی ضِمْنِه، یقال: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إِذا كان فی كوز أَو إِناء. و المَضامِینُ: ما فی بطون الحوامل من كل شی‌ء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ و منه‌الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نهی عن بیع المَلاقیح و المَضامین، و قد مضی تفسیر المَلاقیح، و أَما المَضامِین فإِن أَبا عبید قال: هی ما فی أَصلاب الفحول، و هی جمع مَضْمُون؛ و أَنشد غیره: إِنَّ المضامینَ التی فی الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ فی الظُّهورِ الحُدْبِ. و یقال: ضَمِنَ الشی‌ءَ بمعنی تَضَمَّنَه؛ و منه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب كذا و كذا، و المَلاقِیحُ: جمع مَلْقُوح، و هو ما فی بطن الناقة. قال ابن الأَثیر: و فسرهما مالك فی الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهری عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسیب، و حكاه أَیضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابی، قال: إِذا كان فی بطن الناقة حمل فهی ضامِنٌ و مِضْمانٌ، و هنَّ ضَوَامِنُ و مَضامِینُ، و الذی فی بطنها مَلْقوح و مَلْقُوحة. و ناقة ضامِنٌ و مِضْمان: حامل، من ذلك أَیضاً. ابن الأَعرابی: ما أَغْنی فلانٌ عنی ضِمْناً و هو الشِّسْعُ أَی ما أَغنی شیئاً و لا قَدْرَ شِسْعٍ. و الضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه. و الضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَی و الأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنی مفعولة؛قال ابن درید: و فی كتاب النبی، صلی الله علیه و سلم، لأُكَیْدِرِ بن عبد الملك، و فی التهذیب: لأُكَیْدِر دُومةِ الجَنْدَل، و فی الصحاح: أَنه، صلی الله علیه و سلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ و من بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحیَةَ من البَعْلِ «2». و البُورَ و المَعامِیَ، و لكم الضَّامِنةُ من النخل و المَعِینُ.قال أَبو عبید: الضَّاحیة من الضَّحْل ما ظَهر و بَرَزَ و كان خارجاً من العِمارة فی البَرِّ من النخل، و البَعْلُ الذی یشرب بعروقه من غیر سقْیٍ. و الضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم و كان داخلًا فی العِمَارة و أَطاف به سُورُ المدینة؛ قال أَبو منصور: سمیت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها و حفظها، فهی ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز و جل: فِی عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ*؛ أَی ذاتِ رِضاً، و الضَّامِنَةُ فاعلة بمعنی مفعولة. و‌فی الحدیث: الإِمام ضامِنٌ و المُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان هاهنا الحِفْظَ و الرعایة لا ضَمان الغرامة لأَنه یحفظ علی القوم صلاتهم، و قیل: إِن صلاة المقتدین به فی عهدته و صحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. و المُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بیتاً، و قیل ما لم تتم معانی قوافیه إِلا بالبیت الذی یلیه كقوله: یا ذا الذی فی الحُبِّ یَلْحَی، أَما و اللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِیمٍ، لما لُمْتَ علی الحُبِّ، فَدَعْنی و ما
(1). قوله [تربیت] أَی تربیة أَی لا یربیه القبر، كما فی التهذیب (2). قوله [إِن لنا الضاحیة من البعل] كذا فی الصحاح، و الذی فی التهذیب: من الضحل، و هما روایتان كما فی النهایة. و لو قال كما فی النهایة: إِن لنا الضاحیة من الضحل، و یروی من البعل، لكان أولی لأَجل قوله بعد و البعل الذی إِلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 259
قال: و هی أَیضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَی أُلْقِیَ من كل بیت نصف و بُنِیَ علی نصف؛ و فی المحكم: المُضَمَّنُ من أَبیات الشعر ما لم یتم معناه إِلا فی البیت الذی بعده، قال: و لیس بعیب عند الأَخفش، و أَن لا یكونَ تَضْمِینٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: و لو كان كل ما یوجد ما هو أَحسن منه قبیحاً كان قول الشاعر: سَتُبْدی لك الأَیامُ ما كنت جاهلًا، و یأْتیك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ ردیئاً إِذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فلیس التضمین بعیب كما أَن هذا لیس بردی‌ء، و قال ابن جنی: هذا الذی رآه أَبو الحسن من أَن التضمین لیس بعیب مذهب تراه العرب و تستجیزه، و لم یَعْدُ فیه مذهبَهم من وجهین: أَحدهما السماع، و الآخر القیاس، أَما السماع فلكثرة ما یرد عنهم من التضمین، و أَما القیاس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به علی جواز التضمین عندهم؛ و ذلك ما أَنشده صاحب الكتاب و أَبو زید و غیرهما من قول الرَّبیعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاری: أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ، و لا أَملك رأْس البعیرِ، إِن نَفَرا و الذئبَ أَخْشاه، إِن مَرَرْتُ به وَحْدِی، و أَخْشَی الریاحَ و المَطَرا. فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، و اختیارُ النحویین له من حیث كانت قبله جملة مركبة من فعل و فاعل، و هی قوله لا أَملك، یدلك علی جریه عند العرب و النحویین جمیعاً مجری قولهم: ضربت زیداً و عمراً لقیته، فكأَنه قال: و لقیت عمراً لتتجانس الجملتان فی التركیب، فلولا أَن البیتین جمیعاً عند العرب یجریان مجری الجملة الواحدة لما اختارت العرب و النحویون جمیعاً نصب الذئب، و لكن دل علی اتصال أَحد البیتین بصاحبه و كونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها علی بعض، و حكم المعطوف و المعطوف علیه أَن یجریا مجری العقدة الواحدة، هذا وجه القیاس فی حسن التضمین، إِلا أَن بإِزائه شیئاً آخر یقبح التضمین لأَجله، و هو أَن أَبا الحسن و غیره قد قالوا: إِن كل بیت من القصیدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمین شیئاً، و من حیث ذكرنا من اختیار النصب فی بیت الربیع حَسُنَ، و إِذا كانت الحال علی هذا فكلما ازدادت حاجة البیت الأَول إِلی الثانی و اتصل به اتصالًا شدیداً كان أَقبح مما لم یحتج الأَول فیه إِلی الثانی هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدّ التضمین قول الشاعر روی عن قُطْرُب و غیره: و لیس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ من الأَقْوامِ إِلا للَّذِیِّ یُرِیدُ به العَلاءَ و یَمْتَهِنْهُ لأَقْرَبِ أَقْرَبِیه، و للقَصِیِّ. فضَمَّنَ بالموصول و الصلة علی شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ و قال النابغة: و هم وَرَدُوا الجِفارَ علی تمیمٍ، و هم أَصحابُ یومِ عُكاظَ، إِنِّی شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ، أَتَیْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّی و هذا دون الأَول لأَنه لیس اتصالُ المخبر عنه بخبره فی شدة اتصال الموصول بصلته؛ و مثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَیّان المَنْقَریّ: و مثل سَوَّارٍ ردَدْناه إِلی إِدْرَوْنِه و لُؤْمِ إِصِّه علی أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمی مُذَلَّلا
لسان العرب، ج‌13، ص: 260
و المُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا یستطاع الوقوف علیه حتی یوصل بآخر. قال الأَزهری: و [المُضَمَّنُ من الأَصوات أَن یقول الإِنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إِلی الحركة. و الضَّمانةُ و الضَّمانُ: الزَّمانة و العاهة؛ قال الشاعر: بعَیْنَینِ نَجْلاوَینِ لم یَجْرِ فیهما ضمانٌ، و جِیدٍ حُلِّیَ الشذْرَ شامِس. و الضَّمَنُ و الضَّمانُ و الضُّمْنة و الضَّمانة: الداء فی الجسد من بلاء أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث: مریض، و كذلك ضَمِنٌ، و الجمع ضَمِنُون، و ضَمِینٌ و الجمع ضَمْنی، كُسِّر علی فَعْلی و إِن كانت إِنما یكسر بها المفعول نحو قَتْلی و أَسْرَی، لكنهم تجوّزوه علی لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ علی تَصَوُّرِ معنی مفعول؛ قال سیبویه: كُسِّر هذا النحو علی فَعْلی لأَنها من الأَشیاء التی أُصیبوا بها و أُدْخلوا فیها و هم لها كارهون. و قد ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض و زَمِن، فهو ضَمِنٌ أَی مُبْتَلًی. و الضَّمانة: الزَّمانة. و‌فی حدیث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً یوم القیامة‌أَی من سأَل أَن یكتب نفسه فی جملة الزَّمْنی، لیُعْذَرَ عن الجهاد و لا زَمانة به، بعثه الله یوم القیامة زَمِناً، و اكتتب: سأَل أَن یكتب فی جملة المعذورین، و خرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، و إِذا أَخذ الرجلُ من أَمیر جُنْدِه خطّاً بزَمانته. و المُؤَدِّی الخراج یَكْتَتبُ البراءَة به. و الضَّمِنُ: الذی به ضَمانة فی جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر و غیره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال الشاعر: ما خِلْتُنی زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً، أَشكو إِلیكم حُمُوَّة الأَلَمِ. و الاسم الضَّمَن، بفتح المیم، و الضَّمان؛ و قال ابن أَحمر و قد كان سُقِیَ بطنُه: إِلیك، إِلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتی عِیاذاً و خَوْفاً أَن تُطیلَ ضَمانِیا. و كان قد أَصابه بعض ذلك، فالضَّمان هو الداء نفسه، و معنی الحدیث: أَن یَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة لیتخلف عن الغزو و لا زمانة به، و إِنما یفعل ذلك اعتلالًا، و معنی یَكتتِب یأْخذ لنفسه خطّاً من أَمیر جیشه لیكون عذراً عند والیه. الفراء: ضَمِنَتْ یدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة. و رجل مَضْمون الید: مثل مَخْبون الید. و قوم ضَمْنی أَی زَمْنی. الجوهری: و الضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَی مَرَضُه. و‌فی حدیث ابن عُمَیر: مَعْبوطةٌ غیرُ ضَمِنةٍ‌أَی أَنها ذبحت لغیر علة. و‌فی الحدیث: أَنه كان لعامر بن ربیعة ابن أَصابته رَمْیةٌ یومَ الطائف فضَمِنَ منها‌أَی زَمِنَ. و‌فی الحدیث: كانوا یَدْفعون المفاتیح إِلی ضَمْناهم و یقولون: إِن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنی: الزَّمْنی، جمع ضَمِنٍ. و الضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة: و لكن عَرتْنی من هَواكِ ضَمانةٌ، كما كنتُ أَلقی منكِ إِذ أَنا مُطْلقُ. و رجل ضَمِنٌ: عاشق. و فلان ضَمِنٌ علی أَهله و أَصحابه أَی كلٌّ؛ أَبو زید: یقال فلان ضَمِنٌ علی أَصحابه و كَلٌّ علیهم و هما واحد. و إِنی لفی غَفَلٍ عن هذا و غُفُولٍ و غَفْلة بمعنی واحد؛ قال لبید: یُعْطی حُقوقاً علی الأَحساب ضامِنةً، حتی یُنَوِّرَ فی قُرْیانِه الزَّهَرُ. كأَنه قال مضمونة؛ و مثله: أَناشِرَ لا زالَتْ یَمینُك آشِرَه.
لسان العرب، ج‌13، ص: 261
یرید مأْشورة أَی مقطوعة. و مثله: أَمْرٌ عارفٌ أَی معروف، و الراحلةُ: بمعنی المَرْحولة، و تطلیقة بائنة أَی مُبانة. و فَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَی ما اشتمل علیه و كان فی ضِمْنه. و أَنفَذْتُه ضِمْن كتابی أَی فی طَیّه.

ضمحن؛ ج13، ص: 261

: اضْمَحَلَّ الشی‌ءُ و اضْمَحَنَّ: علی البدل عن یعقوب، و قد تقدم فی حرف اللام.

ضنن؛ ج13، ص: 261

: الضِّنَّة و الضِّنُّ و المَضَنَّة و المَضِنَّة، كل ذلك. من الإِمساك و البُخْل، و رجل ضَنینٌ. قال الله عز و جل: وَ مٰا هُوَ عَلَی الْغَیْبِ بِضَنِینٍ؛ قال الفراء: قرأَ زید بن ثابت و عاصم و أَهل الحجاز بِضَنِینٍ، و هو حَسَن، یقول: یأْتیه غَیْبٌ و هو مَنْفوس فیه فلا یبخل به علیكم و لا یَضِنُّ به عنكم، و لو كان مكان علی عن صَلَح أَو الباء كما تقول: ما هو بضنین بالغیب، و قال الزجاج: ما هو علی الغیب ببخیل أَی هو، صلی الله علیه و سلم، یُؤَدِّی عن الله و یُعَلِّم كتابَ الله أَی ما هو ببخیل كَتُومٍ لما أُوحی إِلیه، و قرئَ: بظَنینٍ، و تفسیره فی مكانه. ابن سیدة: ضَنِنْتُ بالشی‌ء أَضَنُّ، و هی اللغة العالیة، و ضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً و ضِنّاً و ضِنَّةً و مَضَنَّة و مَضِنَّة و ضَنانة بَخِلْت به، و هو ضَنین به. قال ثعلب: قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ و لم أَسمع أَضِنُّ، و قد حكاه یعقوب، و معلوم أَن من روی حجة علی من لم یرو؛ و قول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلًا أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ من خُلُقی أَنی أَجُودُ لأَقوامٍ، و إِن ضَنِنُوا. فأَظهر التضعیف ضرورة. و عِلْقُ مَضِنَّةٍ و مَضَنَّة، بكسر الضاد و فتحها، أَی هو شی‌ء نفیس مَضْنون به و یُتَنافَس فیه. و الضّنُّ: الشی‌ء النفیس المَضْنُون به؛ عن الزجاجی. و رجل ضَنِینٌ: بخیل؛ و قول البعیث: أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ، و ضَنَّتْ علینا، و الضَّنِینُ من البُخْلِ. أَراد: الضَّنینُ مخلوقٌ من البخل، كقولهم مجبول من الكرم، و مَطینٌ من الخیر، و هی مخلوقة من البخل، و كل ذلك علی المجاز لأَن المرأَة جوهر و البخل عَرَض، و الجوهرُ لا یكون من العَرض، إِنما أَراد تمكین البخل فیها حتی كأَنها مخلوقة منه، و مثله ما حكاه سیبویه من قولهم: ما زید إِلَّا أَكْلٌ و شُرْبٌ، و لا یكون أَكلًا و شرباً لاختلاف الجهتین، و هذا أَوفق من أَن یحمل علی القلب و أَن یراد به و البخلُ من الضَّنِین لأَن فیه من الإِعْظام و المبالغة ما لیس فی القلب؛ و مثله قوله: و هُنَّ من الإِخْلافِ و الوَلَعانِ و هو كثیر. و یقال: فلان ضِنَّتی من بین إِخوانی و ضِنِّی أَی أَختص به و أَضِنُّ بمودَّته. و‌فی الحدیث: إِن لله ضنائنَ «3». من خَلْقِه، و فی روایة: ضِنّاً من خلقه یحییهم فی عافیة و یمیتهم فی عافیة‌أَی خصائص، واحدهم ضَنِینَة، فعیلة بمعنی مفعولة، من الضِّنِّ و هو ما تختصه و تَضَنُّ به أَی تبخل لمكانه منك و مَوْقِعِه عندك؛ و فی الصحاح: فلان ضِنِّی من بین إِخوانی، و هو شِبْه الاختصاص. و‌فی حدیث الأَنصار: لم نَقُلْ إِلّا ضِنّاً برسول الله‌أَی بُخْلًا و شُحّاً أَن یُشارِكنا فیه غیرُنا. و‌فی حدیث ساعة الجمعة: فقلت أَخْبِرنی بها و لا تَضْنَنْ علیَّ‌أَی لا تَبْخَل. و یقال اضْطَنَّ یَضْطَنُّ أَی بَخِلَ یبْخَلُ، و هو افْتِعال من الضَّنِّ، و كان فی الأَصل اضْتَنَّ، فقلبت التاء طاء. و ضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً و ضَنَانَةً: لم أَبْرَحْه، و الاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك.
(3). قوله [و فی الحدیث إِن لله ضنائن إِلخ] قال الصاغانی: هذا من الأَحادیث التی لا طرق لها
لسان العرب، ج‌13، ص: 262
و أَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَی بطَراوَتِه لم یتغیر، و هَجَمْتُ علی القوم و هم بضَنانَتِهم لم یتفرَّقوا. و رجل ضَنَنٌ: شجاع؛ قال: إِنی إِذا ضَنَنٌ یَمْشی إِلی ضَنَنٍ، أَیْقَنْتُ أَنَّ الفَتی مُودٍ به الموتُ. و المَضْنُون: الغالیة، و فی المحكم: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ: قال الراجز: قد أَكْنَبَتْ یَداكَ بَعْدَ لِینِ، و بَعْدَ دُهْنِ البانِ و المَضْنُونِ، و هَمَّتا بالصَّبْرِ و المُرُونِ. و المَضْنون و المَضْنونة: الغالِیةُ؛ عن الزجاج. الأَصمعی: المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ و الطِّیب؛ قال الراعی: تَضُمُّ علی مَضْمُونَةٍ فارِسیَّةٍ ضَفَائِرَ لا ضاحی القُرُونِ، و لا جَعْدِ و تُضْحی، و ما ضَمَّتْ فُضُولَ ثِیابِها إِلی كَتِفَیْها بائْتِزَارٍ، و لا عَقْدِ كأَنَّ الخُزامی خالَطَتْ، فی ثیابها، جَنِیّاً من الرَّیْحانِ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ. و المَضْنونة: اسم لزمزم، و ابن خالویه یقول فی بئر زمزم المَضنُون، بغیر هاء. و‌فی حدیث زمزم: قیل له احْفِرِ المَضْنُونة‌أَی التی یُضَنُّ بها لنَفاستها و عِزَّتِها، و قیل للخَلُوقِ و الطِّیبِ المَضْنُونة لأَنه یُضَنُّ بهما. و ضِنَّةُ: اسم أَبی قبیلة، و فی العرب قبیلتان: إِحداهما تنسب إِلی ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَیْرٍ، و الثانیة ضِنَّة بن عبد الله بن كبیر «1». بن عُذْرَة، و الله أَعلم.

ضون؛ ج13، ص: 262

: الضَّیْوَنُ: السِّنَّوْرُ الذكر، و قیل: هو دُوَیْبَّة تشبهه، نادر خرج علی الأَصل كما قالوا رجاء بن حَیْوَة، و ضَیْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذلك جنس و هذا علم، و العلم یجوز فیه ما لا یجوز فی غیره، و الجمع الضَّیاوِن؛ قال ابن بری: شاهده ما أَنشده الفراء: ثَرِیدٌ كأَنَّ السَّمْنَ فی حَجَراتِه نُجومُ الثُّرَیَّا، أَو عُیُونُ الضَّیاوِنِ و صحت الواو فی جمعها لصحتها فی الواحد، و إِنما لم تدغم فی الواحد لأَنه اسم موضوع و لیس علی وجه الفعل، و كذلك حَیْوَةُ اسم رجل، و فارق هَیِّناً و مَیِّتاً و سَیِّداً و جَیِّداً، و قال سیبویه فی تصغیره ضُبَیِّنٌ، فأَعَلَّه و جعله مثل أُسَیِّد، و إِن كان جمعه أَساود، و من قال أُسَیْوِد فی التصغیر لم یمتنع أَن یقول ضُیَیْوِنٌ؛ قال ابن بری: وَ ضَیْوَنٌ فَیْعَلٌ لا فَعُوَلٌ، لأَن باب ضَیْغَم أَكثر من باب جَهْوَر. و الضَّانَة، غیر مهموز: البُرَة التی یُبْرَی بها البعیرُ إِذا كانت من صُفْرٍ. قال ابن سیدة: و قضینا أَن أَلفها واو لأَنها عین. و التَّضَوُّنُ: كثرة الوَلَد. و الضَّوْنُ: الإِنْفَحة؛ الأَزهری فی ترجمة خزم: قال شَمِرٌ الخِزَامة إِذا كانت من عَقَبٍ فهی ضانَةٌ؛ و أَنشد لابن مَیَّادَة: قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ یَرُدُّها، علی الكُرْهِ منها، ضانَةٌ و جَدِیلُ سَلَمَةُ عن الفراء: المِیضانة القُفَّة، و هی المَرْجُونة و القَفْعَة؛ و أَنشد: لا تَنْكِحَنَّ بعدها حَنَّانه ذاتَ قَتارِیدَ، لها مِیضانه قال: حَنَّ و هَنَّ أَی بَكی، و فی المحكم فی ترجمة
(1). قوله [ضنة بن عبد الله بن كبیر إِلخ] كذا بالأَصل و المحكم و القاموس، و الذی فی التكملة: ضنة بن عبد بن كبیر إِلخ و صوّبه شارح القاموس و لم یبین وجهه
لسان العرب، ج‌13، ص: 263
وَضَن: المِیضَنَة كالجُوَالِق.

ضین؛ ج13، ص: 263

: الضِّینُ و الضَّیْنُ: لغتان فی الضأْن، فإِما أَن یكون شاذاً، و إِما أَن یكون من لفظ آخر؛ قال ابن سیدة: و هو الصحیح عندی.

فصل الطاء المهملة؛ ج13، ص: 263

طبن؛ ج13، ص: 263

: الطَّبَنُ، بالتحریك: الفِطْنَةُ. طَبِنَ الشی‌ءَ و طَبِنَ له و طَبَنَ، بالفتح، یَطْبَنُ طَبَناً و طَبانةً و طبَانیة و طُبُونة: فطِنَ له. و رجل طَبِنٌ: فَطِنٌ حاذِقٌ عالم بكل شی‌ء؛ قال الأَعشی: و اسْمَعْ فإِنی طَبِنٌ عالمٌ، أَقْطَعُ من شِقْشِقَة الهَادِرِ. و كذلك طابنٌ و طُبُنَّةٌ؛ قیل: الطَّبَنُ الفِطْنَةُ للخیر، و التَّبَنُ للشَّرِّ. أَبو زید: طَبِنْتُ به أَطْبَنُ طَبَناً و طَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة، و هو الخَدْعُ. و قال أَبو عبیدة: الطَّبَانَةُ و التَّبانة واحد، و هما شدَّة الفِطْنة. و قال اللحیانی: الطَّبانة و الطَّبانیَة و التَّبانَة و التَّبانِیَةُ و اللَّقانَة و اللَّقانِیَة و اللَّحانة و اللَّحانِیة، معنی هذه الحروف واحد. و رجل طَبِنٌ تَبِنٌ: لَقِنٌ لَحِنٌ. و‌فی الحدیث: أَن حَبَشِیّاً زُوِّجَ رُومِیَّةً فَطَبِنَ لها غُلامٌ رُومیٌّ، فجاءت بولد كأَنه وَزَغَة؛ قال شمر: طَبَنَ لها غلام أَی خَیَّبَها و خَدَعها؛ و أَنشد: فقُلْتُ لها: بل أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَلٍ، جَری بالفِرَی، بینی و بینك، طابِنُ. أَی رفیقٌ داهٍ خَبٌّ عالم به. قال ابن الأَثیر: الطَّبانَةُ الفِطْنة. طَبِنَ لكذا طَبانَةً فهو طَبِنٌ أَی هَجَمَ علی باطنها و خَبَرَ أَمرها و أَنها ممن تُوَاتیه علی المُراوَدة، قال: هذا إِذا روی بكسر الباء، و إِن روی بالفتح كان معناه خیبها و أَفسدها. و الطَّبْنُ: الجمع الكثیر من الناس. و الطَّبْنُ: الخَلْقُ. یقال: ما أَدری أَیُّ الطَّبْنِ هو، بالتسكین، كقولك: ما أَدری أَیّ الناس هو، و اختار ابن الأَعرابی ما أَدری أَیُّ الطَّبَنِ هو، بالفتح. و جاء بالطَّبْنِ أَی الكثیر. و الطِّبْنُ: البیتُ. و الطِّبْنُ: ما جاءت به الریح من الحطب و القَمْشِ، فإِذا بنی منه بیت فلا قوَّة له. و الطِّبْنُ: القِرْقُ. و الطُّبْنُ و الطِّبْنُ و الطَّبْنُ: خَطٌّ مستدیر یلعب به الصبیان یسمونه الرَّحَی؛ قال الشاعر: من ذِكْرِ أَطْلالٍ و رَسْمٍ ضاحی، كالطِّبْنِ فی مُخْتَلَفِ الرِّیاحِ. و رواه بعضهم: كالطَّبْلِ … و قال ابن الأَعرابی: الطَّبْنُ و الطِّبْنُ هذه اللعبة التی تسمی السُّدَّرَ؛ و أَنشد: یَبِتْنَ یَلْعَبنَ حَوالَیَّ الطَّبَنْ الطَّبَنُ هنا: مصدر لأَنه ضرب من اللعب، فهو من باب اشتمل الصَّمّاء. و الطُّبَنُ: اللُّعَبُ. الجوهری: و الطُّبْنَةُ لعبة یقال لها بالفارسیة سِدَرَهْ، و الجمع طُبَنٌ مثل صُبْرَة و صُبَرٍ؛ و أَنشد أَبو عمرو: تَدَكَّلَتْ بَعْدِی و أَلْهَتْها الطُّبَنْ، و نَحْنُ نَعْدُو فی الخَبَارِ و الجَرَنْ. قال ابن بری: كذا أَنشده أَبو عمرو تَدَكَّلَتْ، بالكاف؛ قال: و التَّدَكُّلُ ارتفاعُ الرجل فی نفسه، و الطُّبَنُ واحدتها طُبْنَةٌ. ابن بری: و الطَّبَانةُ أَن ینظر الرجل إِلی حلیلته، فإِما أَن یَحْظُلَ أَی یكفها عن الظهور، و إِما أَن یغضب و یَغارَ؛ و أَنشد للجعدی: فما یُعْدِمْكِ لا یُعْدِمْكِ منه طَبانیةٌ، فیَحْظُلُ أَو یَغارُ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 264
وَ طَبَنَ النارَ یَطْبِنُها طَبْناً: دفنها كی لا تَطْفَأ، و الطّابُون: مَدْفِنُها. و یقال: طابِنْ هذه الحَفِیرَة و طامِنْها. و اطْبَأَنَّ قلبه و اطْبَأَنَّ الرجل: سكن، لغة فی اطْمَأَنَّ. و طأْبَنَ ظَهرَه: كطأْمَنَهُ، و هی الطُّمَأْنینة و الطُّبَأْنِینة، و المُطْبَئِنُّ مثل المُطْمَئِنِّ. ابن الأَعرابی: الطُّبْنَةُ صوتُ الطُّنْبُور، و یقال للطنْبُور: طُبْنٌ؛ و أَنشد: فإِنَّكَ مِنّا، بینَ خَیْلٍ مُغِیرَةٍ و خَصْمٍ، كعُودِ الطُّبْنِ لا یَتَغَیَّبُ.

طبرزن؛ ج13، ص: 264

: قال فی ترجمة طبرزذ: الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ، فارسی معرّب، و حكی الأَصمعی طَبْرزَل و طبرْزَن لهذا السكر، بالنون و اللام. و قال یعقوب: طَبَرْزُل و طَبَرْزُن، قال: و هو مثال لا أَعرفه. قال ابن جنی: قولهم طَبَرْزَل و طَبَرْزَن لستَ بأَن تَجْعَلَ أَحدَهما أَصلًا لصاحبه بأَوْلی منك بحمله علی ضِدِّه، لاستوائهما فی الاستعمال.

طجن؛ ج13، ص: 264

: الطاجِنُ: المِقْلَی، و هو بالفارسیة تابه. و الطَّجْنُ: قَلْوُك علیه، دَخیل. قال اللیث: أُهملت الجیم و الطاء فی الثلاثی الصحیح، و وجدناها مستعملة بعضها عربیة و بعضها معرَّبة، فمن المعرّب قولهم طَجْنَةُ بلد معروف، و قولهم للطابِقِ الذی یُقْلَی علیه اللحم الطاجِنُ، و قَلِیَّةٌ مُطَجَّنة، و العامة تقول مُطَنْجنة. الجوهری: الطَّیْجَنُ و الطاجِنُ یُقْلی فیه، و كلاهما معرَّب لأَن الطاء و الجیم لا یجتمعان فی أَصل كلام العرب.

طحن؛ ج13، ص: 264

: الأَزهری: الطِّحْنُ الطَّحِینُ المَطْحُونُ، و الطَّحْنُ الفعل، و الطِّحَانةُ فعل الطَّحّانِ. و‌فی إِسلام عمر، رضی الله عنه: فأَخرَجَنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی صَفَّینِ له كَدِیدٌ ككَدِیدِ الطَّحِینِ؛ ابن الأَثیر: الكَدِیدُ الترابُ الناعم، و الطَّحینُ المَطْحُون، فعیل بمعنی مفعول. ابن سیدة: طَحَنَه یَطْحَنُه طَحْناً، فهو مَطْحُون و طَحِینٌ، و طَحَّنَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: عَیْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ، و إِیضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا و الطِّحْنُ، بالكسر: الدقیق. و الطَّاحُونة و الطَّحّانة: التی تدور بالماء، و الجمع الطَّواحِینُ. و الطَّحّان: الذی یَلی الطَّحِینَ، و حِرْفته الطِّحانةُ. الجوهری: طَحَنَتِ الرَّحَی تَطْحَنُ و طَحَنْتُ أَنا البُرَّ، و الطَّحْنُ المصدر، و الطَّاحونة الرَّحَی. و فی المثل: أَسمَعُ جَعْجَعَةً و لا أَری طِحْناً. و الطَّواحِنُ: الأَضراسُ كلها من الإِنسان و غیره علی التشبیه، واحدتها طاحِنَة. الأَزهری: كل سنٍّ من الأَضراس طاحِنَة. و كَتِیبة طَحُون: تَطْحَنُ كُلَّ شی‌ء. و الطُّحَنُ: علی هیئة أُم حُبَیْن، إِلا أَنَّها أَلطف منها، تَشْتَالُ بذَنَبِها كما تَفْعَلُ الخَلِفَة من الإِبل، یقول لها الصبیان: اطْحَنی لنا جِرَابنا، فتَطْحَنُ بنفسها فی الأَرض حتی تغیب فیها فی السهل و لا تَراها إِلا فی بَلُّوقَةٍ من الأَرض. و الطُّحَنُ: لَیْثُ عِفِرِّینَ؛ و قوله: إِذا رآنی واحداً، أَو فی عَیَنْ یَعْرِفُنی، أَطْرَقَ إِطْراقَ الطُّحَنْ. إِنما عنی إِحدی هاتین الحشرتین؛ قال ابن بری: الرجز لجَندَلِ بن المُثَنَّی الطُّهَوِیِّ. الأَزهری: الطُّحَنة دُویبة كالجُعَل، و الجمع الطُّحَنُ. قال: و الطُّحَنُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 265
یكون فی الرمل، و یقال إِنه الحُلَكُ و لا یُشْبِهُ الجُعَلَ، و قال: قال أَبو خیرة الطُّحَنُ هو لَیْثُ عِفِرِّین مثل الفُستُقة، لونه لون التراب یَندَسُّ فی التراب؛ و قال غیره: هو علی هیئة العِظَایة یَشتالُ بذنبه كما تفعلُ الخَلِفَة من الإِبل، و حكی الأَزهری عن الأَصمعی قال: الطُّحَنة دابة دون القُنفُذ، تكون فی الرمل تظهر أَحیاناً و تدور كأَنها تَطْحَنُ، ثم تَغُوص، و تجتمع صبیان الأَعراب لها إِذا ظهرت فیصیحون بها: اطْحَنی جِراباً أَو جِرابَین. ابن سیدة: و الطُّحَنَة دویبة صُفیراءُ طرفِ الذنب حَمراء، لیست بخالصة اللون، أَصغر رأْساً و جَسَداً من الحِرْباءِ، ذنبها طُول إِصبع، لا تَعَضُّ. و طَحَنَتِ الأَفْعَی الرملَ إِذا رَقَّقَته و دخلت فیه فغیبت نفسها و أَخرجت عینها، و تسمَّی الطَّحُون. و الطّاحِنُ: الثور القلیل الدَّوَران الذی فی وَسَطِ الكُدْسِ. و الطَّحّانةُ و الطَّحُونُ: الإِبل إِذا كانت رِفاقاً و معها أَهلها؛ قال اللحیانی: الطَّحُون من الغنم ثلثمائة؛ قال ابن سیدة: و لا أَعلم أَحداً حكی الطَّحُونَ فی الغنم غیره. الجوهری: الطَّحَّانة و الطَّحُون الإِبل الكثیرة. و الطُّحَنَةُ: القصیر فیه لُوثة؛ عن الزجاجی. الأَزهری عن ابن الأَعرابی: إِذا كان الرجل نهایة فی القِصَرِ فهو الطُّحَنة؛ قال ابن بری: و أَما الطویل الذی فیه لُوثَةٌ فیقال له عُسْقُدٌ. قال: و قال ابن خالویه أَقْصَرُ القِصَارِ الطُّحَنَةُ، و أَطول الطِّوالِ السَّمَرْطُولُ. و حرب طَحُونٌ: تَطْحَنُ كل شی‌ء. الأَزهری: و الطَّحُون اسم للحرب، و قیل: هی الكتیبة من كتائب الخیل إِذا كانت ذات شوكة و كثرة؛ قال الراجز: حَواه حاوٍ، طالَ ما استباثا ذُكورَها و الطُّحَّنَ الإِناثا «2». الجوهری: الطَّحُون الكتیبة تَطْحَنُ ما لَقِیَتْ، قال: و حكی النضر عن الجَعْدِی قال: الطاحِنُ هو الراكِسُ من الدَّقُوقَة التی تقوم فی وَسَطِ الكُدْسِ. الجوهری: طَحَنَتِ الأَفْعَی تَرَحَّتْ و استدارت، فهی مِطْحانٌ؛ قال الشاعر: بخَرْشاءَ مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِیحَها، إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ هُرِیقَ علی جَمْرِ. و الطَّحَّانُ إِن جعلته من الطَّحْن أَجریته، و إِن جعلته من الطَّحِّ أَو الطَّحاءِ، و هو المنبسط من الأَرض، لم تُجْره؛ قال ابن بری: لا یكون الطَّحَّان مصروفاً إِلا من الطَّحْنِ، و وزنه فَعَّال، و لو جعلته من الطَّحاءِ لكان قیاسُه طَحْوان لا طَحَّان، فإِن جعلته من الطَّحِّ كان وزنه فَعْلان لا فَعَّال.

طرن؛ ج13، ص: 265

: الطُّرْنُ و الطَّارُونِیُّ: ضَرْبٌ من الخَزِّ. اللیث: الطُّرْنُ الخز، و الطَّارُونیُّ ضرب منه. و فی النوادر: طَرْیَنَ الشَّرْبُ و طَرْیَمُوا إِذا اختلطوا من السُّكْرِ، و الله أَعلم.

طرخن؛ ج13، ص: 265

: الطَّرْخُون: بقل طیب یطبخ باللحم.

طسن؛ ج13، ص: 265

: قال أَبو حاتم: قالت العامَّة فی جمع طس و حم* طَواسِینُ و حَوامِیم، قال: و الصواب ذَواتُ طس و ذوات حم* و ذوات الم*؛ و أَنشد بیت الكمیت: وجَدْنا لكم فی آلِ حم آیَةً، تَأَوَّلها مِنَّا تَقِیٌّ و مَعْرِبُ

طعن؛ ج13، ص: 265

: طَعَنه بالرُّمْحِ یَطْعُنه و یَطْعَنُه طَعْناً، فهو مَطْعُون و طَعِینٌ، من قوم طُعْنٍ: وخَزَه بحربة
(2). قوله [… و الطحن الإِناثا] كذا بالأَصل مضبوطاً، و لم نجد الرجز فی عبارة الأَزهری و لذلك لم ینطبق الشاهد علی ما قبله
لسان العرب، ج‌13، ص: 266
و نحوها، الجمع عن أَبی زید و لم یقل طَعْنی. و الطَّعْنة: أَثر الطَّعْنِ؛ و قول الهذلی: فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ، قد عَلِمْتُمْ مكانه، أَذاعَ به ضَرْبٌ و طَعْنٌ جَوائِفُ الطَّعْنُ هاهنا: جمع طَعْنة بدلیل قوله جوائف. و رجل مِطْعَنٌ و مِطْعانٌ: كثیر الطَّعْنِ للعَدُوِّ، و هم مطاعینُ؛ قال: مَطاعِینُ فی الهَیْجا مَكاشِیفُ للدُّجَی، إِذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء من القَرْصِ. و طاعَنه مُطاعَنةً و طِعاناً؛ قال: كأَنه وَجْهُ تُرْكِیَّیْنِ قد غَضِبا، مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فیه تَذْبِیبُ و تَطَاعَنَ القومُ فی الحروب تَطَاعُناً و طِعِنَّاناً، الأَخیرة نادرة، و اطَّعَنُوا علی افْتَعَلوا، أَبدلت تاء اطْتَعَنَ طاء البتةَ ثم أَدغمتها. قال الأَزهری: التَّفاعلُ و الافتعال لا یكاد یكون إِلا بالاشتراك من الفاعلین منه مثل التَّخَاصم و الاخْتِصام و التَّعاوُرِ و الاعْتِوارِ. و رجل طِعِّینٌ: حاذق بالطِّعَانِ فی الحرب. و طَعَنَه بلسانه و طَعَنَ علیه یَطْعُنُ و یَطَعَنُ طَعْناً و طَعَنَاناً: ثَلَبَهُ، علی المَثَل، و قیل: الطَّعْن بالرمح، و الطَّعَنَانُ بالقول؛ قال أَبو زُبید: و أَبی المُظْهِرُ العَدَاوةِ إِلا، طَعَناناً و قولَ ما لا یقال «1» ففرَق بین المصدرین، و غیر اللیث لم یَفْرِقْ بینهما، و أَجاز للشاعر طَعَناناً فی البیت لأَنه أَراد أَنهم طَعَنُوا فأَكْثَرُوا فیه و تطاوَل ذلك منهم، و فَعَلانٌ یجی‌ء فی مصادر ما یُتَطَاوَلُ فیه و یُتَمادَی و یكون مناسباً للمَیْل و الجَوْر؛ قال اللیث: و العین من یَطْعُنُ مضمومة. قال: و بعضهم یقول یَطْعُن بالرمح، و یَطْعَن بالقول، ففرق بینهما، ثم قال اللیث: و كلاهما یَطْعُنُ؛ و قال الكسائی: لم أَسمع أَحداً من العرب یقول یَطْعَنُ بالرمح و لا فی الحَسَب إِنما سمعت یَطْعُن، و قال الفراء: سمعت أَنا یَطْعَنُ بالرمح، و رجل طَعَّانٌ بالقول. و‌فی الحدیث: لا یكون المؤمنُ طَعَّاناً‌أَی وَقَّاعاً فی أَعراض الناس بالذم و الغیبة و نحوهما، و هو فَعَّال من طَعَن فیه و علیه بالقول یَطْعَن، بالفتح و الضم، إِذا عابه، و منه الطَّعْنُ فی النَّسَب؛ و منه‌حدیث رَجَاء بن حَیْوَة: لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ و لا طَعَّانٍ.و طَعَنَ فی المفازة و نحوها یَطْعُن: مضی فیها و أَمْعَنَ، و قیل: و یَطْعَنُ أَیضاً ذهب و مضی؛ قال دِرْهَمُ بن زید الأَنصاری: و أَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُوكِ، حتی إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ، أَمَرْتُ صحابی بأَن یَنْزِلُوا، فباتُوا قلیلًا، و قد أَصْبَحُوا. قال ابن بری: و رواه القالی‌و أَظْعَنُ …، بالظاء المعجمة؛ و قال حمید بن ثور: و طَعْنی إِلیك اللیلَ حِضْنَیْه إِننی لِتِلك، إِذا هابَ الهِدَانُ، فَعُولُ. قال أَبو عبیدة: أَراد و طَعْنی حِضْنَیِ اللیل إِلیك. قال ابن بری: و یقال طَعَنَ فی جنازته إِذا أَشرف علی الموت؛ قال الشاعر: ویْلُ امِّ قومٍ طَعَنْتُم فی جَنازَتِهم، بنی كِلابٍ، غَدَاةَ الرَّوْعِ و الرَّهَقِ
(1). قوله [و أَبی المظهر إِلخ] كذا فی الأَصل و الجوهری و المحكم، و الذی فی التهذیب: و أَبی الكاشحون یا هند إِلا، طعناناً و قول ما لا یقال.
لسان العرب، ج‌13، ص: 267
و یروی: و الرَّهَب أَی عملتم لهم فی شبیه بالموت و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: و الله لوَدَّ معاویةُ أَنه ما بقی من بنی هاشم نافِخُ ضَرَمةٍ إِلا طَعَنَ فی نَیْطِه؛ یقال: طَعَنَ فی نَیْطِه أَی فی جنازته. و من ابتدأَ بشی‌ء أَو دخله فقد طَعَنَ فیه، و یروی طُعِنَ، علی ما لم یسم فاعله؛ و النَّیْطُ: نِیاطُ القَلْبِ و هو عِلاقَتُه. و طَعَن اللیلَ: سار فیه، كله علی المثل. قال الأَزهری: و طَعَنَ غُصْنٌ من أَغصان هذه الشجرة فی دار فلان إِذا مال فیها شاخصاً؛ و أَنشد لمُدْرِك بن حِصْنٍ یعاتب قومه: و كنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها إِلیها، فما دَرَّتْ علیه بساعِدِ. قال: طَعَنَ ابنُها إِلیها أَی نَهَضَ إِلیها و شَخَص برأْسه إِلی ثدیها كما یَطْعَنُ الحائطُ فی دار فلان إِذا شَخَص فیها، و قد روی هذا البیت ظَعَنَ، بالظاء، و قد ذكرناه فی ترجمة سعد. و یقال: طَعَنَتِ المرأَة فی الحیضة الثالثة أَی دخلت. و قال بعضهم: الطَّعْنُ الدخولُ فی الشی‌ءِ. و‌فی الحدیث: كان إِذا خُطِبَ إِلیه بعضُ بناته أَتی الخِدْرَ فقال: إِن فلاناً یذكر فلانة، فإِن طَعَنَتْ فی الخِدْرِ لم یُزَوِّجْها؛ قال ابن الأَثیر: أَی طَعَنَتْ بإِصبعها و یدها علی السِّتْرِ المَرْخِیِّ علی الخِدْرِ، و قیل: طَعَنَتْ فیه أَی دخلته، و قد ذكر فی الراءِ؛ و منه‌الحدیث: أَنه طَعَنَ بإِصبعه فی بَطْنِه‌أَی ضربه برأْسها. و طَعَن فلانٌ فی السِّنِّ یَطْعُنُ، بالضم، طَعْناً إِذا شَخَص فیها. و الفرس یَطْعُنُ فی العِنانِ إِذا مَدَّه و تَبَسَّط فی السیر؛ قال لبید: تَرْقی و تَطْعُنُ فی العِنانِ و تَنْتَحی وِرْدَ الحَمامةِ، إِذْ أَجَدَّ حَمامُها أَی كوِرْدِ الحَمامة، و الفراء یجیز الفتح فی جمیع ذلك و الطاعُون: داء معروف، و الجمع الطَّواعِینُ. و طُعِنَ الرجلُ و البعیر، فهو مَطْعون و طَعِین: أَصابه الطاعُون. و‌فی الحدیث: نزلتُ علی أَبی هاشم بن عُتْبة و هو طَعین.و‌فی الحدیث: فَنَاءُ أُمتی بالطَّعْنِ و الطاعُون؛ الطَّعْنُ: القتل بالرماح، و الطَّاعُون: المرض العام و الوَباء الذی یَفْسُد له الهواء فتفسد به الأَمْزِجة و الأَبدان؛ أَراد أَن الغالب علی فَناء الأُمة بالفتن التی تُسْفَك فیها الدِّماءُ و بالوباء.

طعثن؛ ج13، ص: 267

: ابن الأَعرابی: الطَّعْثَنَة المرأَة السیئة الخُلُق؛ و أَنشد: یا رَبّ، من كَتَّمَنی الصِّعادَا، فهَبْ له حَلیلَةً مِغْدادَا، طَعْثَنَةً تَبَلَّعُ الأَجْلادا. أَی تَلْتَهِمُ الأُیُورَ بهَنها.

طفن؛ ج13، ص: 267

: الطَّفانِیَة: نعتُ سَوْء فی الرجل و المرأَة، و قیل: و المرأَة العجوز. ابن الأَعرابی: الطَّفْنُ الحَبْس. یقال: خَلَّ عن ذلك المَطْفُون، قال: و الطَّفانینُ الحَبْسُ و التَّخَلُّف. و قال المُفَضَّلُ: الطَّفْنُ الموت، یقال: طَفَنَ إِذا مات؛ و أَنشد: أَلْقی رَحی الزَّوْرِ علیه فَطَحَنْ قَذْفاً و فَرْثاً تحته حتی طَفَنْ ابن بری: الطَّفانِینُ الكذب و الباطل؛ قال أَبو زُبَید: طَفانِینُ قَوْلٍ فی مَكانٍ مُخَنَّقِ.

طلحن؛ ج13، ص: 267

: الطَّلْحَنَة: التَّلَطُّخُ بما یكره، طَلْحَنَهُ و طَلْخَنَهُ.

طلخن؛ ج13، ص: 267

: الطَّلْخَنة: التَّلَطُّخُ بما یكره، طَلْخَنه و طَلْحَنَه، و هو مذكور فی الحاء المهملة أَیضاً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 268‌

طمن؛ ج13، ص: 268

: طَأْمَنَ الشی‌ءَ: سَكَّنه. و الطُّمَأْنِینَةُ: السُّكونُ. و اطْمَأَنَّ الرجل اطْمِئناناً و طُمَأْنینة أَی سَكَن، ذهب سیبویه إِلی أَن اطْمَأَنَّ مقلوب، و أَن أَصله من طَأْمَنَ، و خالفه أَبو عمرو فرأَی ضِدَّ ذلك، و حجة سیبویه أَن طَأْمَن غیر ذی زیادة، و اطْمَأَنَّ ذو زیادة، و الزیادةُ إِذا لحقت الكلمة لحقها ضرب من الوَهْنِ لذلك، و ذلك أَن مخالطتها شی‌ء لیس من أَصلها مُزاحَمةٌ لها و تسویة فی التزامه بینها و بینه، و هو و إِن تبلغ الزیادةُ علی الأُصول فَحُشَ الحذفُ منها، فإِنه علی كل حال علی صَدَدٍ من التَّوْهین لها، إِذ كان زیادةً علیها یحتاج إِلی تحملها كما تتحامل بحذف ما حذف منها، و إِذا كان فی الزیادة حرف من الإِعلال كان «1» … أَن یكون القلب مع الزیادة أَولی، و ذلك أَن الكلمة إِذا لحقها ضرب من الضعف أَسرع إِلیها ضعف آخر، و ذلك كحذفهم یاء حنیفة فی الإِضافة إِلیها لحذف یائها فی قولهم حَنَفِیّ، و لما لم یكن فی حنیف تاء تحذف فتحذف یاؤُها، جاء فی الإِضافة إِلیها علی أَصله فقالوا حنیفی، فإِن قال أَبو عمرو جَرْیُ المصدرِ علی اطْمَأَنَّ یدل علی أَنه هو الأَصل، و ذلك من قولهم الاطْمئنان، قیل قولهم الطَّأْمَنة بإِزاء قولك الاطمئنان، فمَصْدَرٌ بمصدرٍ، و بقی علی أَبی عمرو أَن الزیادة جرت فی المصدر جریها فی الفعل، فالعلة فی الموضعین واحدة، و كذلك الطُّمَأْنینة ذات زیادة، فهی إِلی الاعتلال أَقرب، و لم یُقْنِع أَبا عمرو أَن قال إِنهما أَصلان متقاربان كجَذَبَ و جَبَذَ حتی مَكَّنَ خلافَه لصاحب الكتاب بأَن عَكَسَ علیه الأَمْرَ. و قوله عز و جل: الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّٰهِ؛ معناه إِذا ذكر الله بوحدانیته آمنوا به غیر شاكِّین. و قوله تعالی: قُلْ لَوْ كٰانَ فِی الْأَرْضِ مَلٰائِكَةٌ یَمْشُونَ مُطْمَئِنِّینَ؛ قال الزجاج: معناه مُسْتَوْطِنین فی الأَرض. و اطْمَأَنَّت الأَرضُ و تَطَأْمَنَتْ: انخفضت. و طَمْأَنَ ظهره و طَأْمَنَ بمعنی، علی القلب. التهذیب فی الثلاثی: اطْمَأَنَّ قلبه إِذا سكن، و اطْمَأَنَّتْ نفسه، و هو مُطْمَئِنّ إِلی كذا، و ذلك مُطْمَأَنٌّ، و اطْبَأَنَّ مثله علی الإِبدال، و تصغیر مُطْمَئِنٍّ طُمَیْئِنٌ، بحذف المیم من أَوله و إِحدی النونین من آخره. و تصغیر طُمَأْنِینَةُ طُمَیْئِنَةٌ بحذف إِحدی النونین من آخره لأَنها زائدة. و قیل فی تفسیر قوله تعالی: یٰا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ؛ هی التی قد اطمَأَنَّتْ بالإِیمانِ و أَخْبَتَتْ لربها. و قولُه عز و جل: وَ لٰكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی؛ أَی لیسكن إِلی المعاینة بعد الإِیمان بالغیب، و الاسم الطمَأْنینة. و یقال: طَامَنَ ظهره إِذا حَنی ظهره، بغیر همز لأَن الهمزة التی فی اطْمَأَنَّ أُدخلت فیها حِذَارَ الجمع بین الساكنین. قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِیمُوا الصَّلٰاةَ؛ أَی إِذا سكنت قلوبكم، یقال: اطْمَأَنَّ الشی‌ءُ إِذا سكن، و طَأْمَنْتُه و طَمْأَنْتُه إِذا سكَّنْته، و قد روی اطْبَأَنَّ. و طَأْمَنْتُ منه: سَكَّنْت. قال أَبو منصور: اطْمَأَنَّ، الهمزة فیها مُجْتَلَبة لالتقاء الساكنین إِذا قلت اطْمَأَنَّ، فإِذا قلت طامَنْتُ علی فاعَلْتُ فلا همز فیه، و الله أَعلم، إِلَّا أَن یقول قائل: إِن الهمزة لما لزمت اطْمَأَنَّ، و همزوا الطُّمَأْنینةَ، همزوا كل فعل فیه، و طَمَنَ غیر مستعمل فی الكلام، و الله أَعلم.

طنن؛ ج13، ص: 268

: الإِطْنانُ: سُرْعة القَطْع. یقال: ضربته بالسیف فأَطْنَنْتُ به ذِراعَه، و قد طَنَّت، تحكی بذلك صوتها حین سقطت. و یقال: ضرب رجلَه فأَطَنَّ ساقَه و أَطَرَّها و أَتَنَّها و أَتَرَّها بمعنی واحد
(1). كذا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 269
أَی قطعها. و یقال: یراد بذلك صوت القطع. و‌فی حدیث علیّ: ضربه فأَطَنَّ قِحْفَه‌أَی جعله یَطِنُّ من صوت القطع، و أَصله من الطَّنین، و هو صوت الشی‌ءِ الصُّلْب. و‌فی حدیث معاذ بن الجَموح قال: صَمَدْتُ یوم بدْرٍ نحوَ أَبی جهل، فلما أَمكَنَنی حملت علیه و ضربته ضربة أَطنَنْتُ قدَمَه بنصف ساقه، فوالله ما أُشَبِّهُها حین طاحتْ إِلَّا النَّواةَ تَطیحُ من مِرْضَخةِ النَّوی؛ أَطنَنْتُها أَی قطعتها استعارة من الطَّنین صوْت القطع، و المِرْضَخة التی یُرْضَخ بها النوی أَی یُكْسَر. و أَطَنَّ ذراعه بالسیف فطَنَّت: ضربها به فأَسرع قطعها. و الطَّنِینُ: صوت الأُذن و الطَّسّ و الذباب و الجبل و نحو ذلك، طَنَّ یَطِنُّ طَنّاً و طَنِیناً؛ قال: وَیْلٌ لبَرْنِیِّ الجِرابِ مِنِّی؛ إِذا الْتَقَتْ نَواتُها و سِنِّی تَقولُ سِنِّی للنَّوَاةِ: طِنِّی. قال ابن جنی: الرَّوِیُّ فی هذه الأَبیات الیاء و لا تكون النون البتة، لأَنه لا یمكن إِطلاقها، و إِذا لم یجز إِطلاق هذه الیاء لم یمتنع سنی أَن یكون رویّاً. و البَطَّةُ تَطِنُّ إِذا صوّتت. و أَطنَنْتُ الطَّسْتَ فَطَنَّتْ. و الطَّنْطَنة: صوت الطُّنْبور و ضرب العود ذی الأَوتار، و قد تستعمل فی الذباب و غیره. و طَنین الذباب: صوته. و یقال: طَنْطَنَ طَنْطَنة و دَندَنَ دَنْدَنة بمعنی واحد. و طَنَّ الذبابُ إِذا مَرِجَ فسمعت لطیرانه صوتاً. و رجل ذو طَنْطانٍ أَی ذو صَخَبٍ؛ و أَنشد: إِنَّ شَرِیبَیْك ذَوا طَنْطانِ، خاوِذْ فأَصْدِرْ یومَ یُورِدانِ و الطَّنْطَنة: كثرة الكلام و التصویت به. و الطَّنْطنة: الكلام الخفی. و طَنَّ الرجلُ: مات، و كذلك لَعِقَ إِصْبعَه. و الطُّنُّ: القامة. ابن الأَعرابی: یقال لبدن الإِنسان و غیره من سائر الحیوان طُنٌّ و أَطنانٌ و طِنان، قال: و منه قولهم فلان لا یقوم بطُنِّ نفسه فكیف بغیره؟ و الطُّنُّ، بالضم: الحُزْمة من الحطب و القَصَب؛ قال ابن درید: لا أَحسبها عربیة صحیحة، قال: و كذلك قول العامة قام بطُنِّ نفسه، لا أَحسبها عربیة. و قال أَبو حنیفة: الطُّنُّ من القصب و من الأَغصان الرَّطْبةُ الوَریقةُ تُجْمع و تحزَم و یجعل فی جوفها النَّوْرُ أَو الجَنی. قال الجوهری: و القصبة الواحدة من الحُزْمة طُنَّة. و الطُّنُّ: العِدْل من القُطن المحلوج؛ عن الهَجَریِّ؛ و أَنشد: لم یَدْرِ نَوَّامُ الضُّحی ما أَسْرَیْنْ، و لا هِدانٌ نام بین الطُّنَّیْنْ أَبو الهیثم: الطُّنُّ العِلاوة بین العِدْلَین؛ و أَنشد: بَرَّحَ بالصِّینیِّ طُولُ المَنِّ، و سَیْرُ كُلِّ راكِبٍ أَدَنِّ مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِّ و الطُّنِّیُّ من الرجال: العظیم الجسم. و الطُّنُّ و الطَّنُّ: ضرب من التمر أَحمر شدید الحلاوة كثیر الصَّقَر «2». و‌فی حدیث ابن سیرین: لم یكن علیٌّ یُطَّنُّ فی قتل عثمان‌أَی یُتَّهَم، و یروی بالظاء المعجمة، و سیأْتی ذكره. و‌فی الحدیث: فمن تَطَّنُّ‌أَی من تتَّهمُ، و أَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمة، فأَدغم الظاء فی التاء ثم أَبدل منها طاء مشددة كما یقال مُطّلم فی مُظطلم، و الله أَعلم.

طهن؛ ج13، ص: 269

: الطَّهَنانُ: البَرَّادةُ.
(2). قوله [كثیر الصقر] یقال لصقره السیلان، بكسر السین، لأَنه إِذا جمع سال سیلًا من غیر اعتصار لرطوبته
لسان العرب، ج‌13، ص: 270‌

طون؛ ج13، ص: 270

: التهذیب: ابن الأَعرابی الطُّونَةُ كثرة الماء.

طین؛ ج13، ص: 270

: الطِّینُ: معروف الوَحَلُ، واحدته طِینةٌ، و هو من الجواهر الموصوف بها؛ حكی سیبویه عن العرب: ممرت بصحیفةٍ طینٍ خاتَمُها، جعله صفة لأَنه فی معنی الفعل، كأَنه قال لَیّنٍ خاتمها، و الطان لغة فیه؛ قال المُتَلمِّس: بِطانٍ علی صُمّ الصُّفی و بِكِلِّسِ و یروی: یُطانُ بآجُرٍّ علیه و یُكْلَسُ و یوم طانٌ: كثیر الطین، و موضع طانٌ كذلك، یصلح أَن یكون فاعلًا ذهبت عینه و أَن یكون فَعَلًا. الجوهری: یوم طانٌ و مكان طانٌ و أَرض طانَةٌ كثیرة الطین. و فی التنزیل العزیز: أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِیناً؛ قال أَبو إِسحق: نصب طِیناً علی الحال أَی خلقته فی حال طینته. و الطِّینة: قطعة من الطین یختم بها الصَّكُّ و نحوه. و طِنْتُ الكتابَ طَیْناً: جعلتُ علیه طِیناً لأَخْتِمَه به. و طانَ الكتابَ طَیْناً و طیَّنه: ختمه بالطین، هذا هو المعروف. و قال یعقوب: و سمعت من یقول أَطِنِ الكتابَ أَی اختمه، و طِینَتُه خاتمه الذی یُطَیَّن به. و طانَ الحائطَ و البیتَ و السطحَ طَیْناً و طَیَّنه: طلاه بالطین. الجوهری: طَیَّنْتُ السطحَ، و بعضهم ینكره و یقول: طِنْتُ السطحَ، فهو مَطِینٌ؛ و أَنشد للمُثَقّب العبْدی: فأَبْقَی باطِلی و الجِدُّ منها كدُكَّانِ الدَّرابِنةِ المَطِینِ. و الطَّیَّانُ: صانع الطین، و حرفته الطِّیانةُ، و أَما الطَّیّانُ من الطَّوَی و هو الجوع فلیس من هذا، و هو مذكور فی موضعه. و الطِّینة: الخِلْقة و الجِبِلَّة. یقال: فلان من الطِّینة الأُولی. و طانَهُ اللهُ علی الخیر و طامَهُ أَی جَبَله علیه، و هو یَطِینُه؛ قال: أَلا تلك نفْسٌ طِینَ فیها حَیاؤُها و یروی … طیم …؛ كذا أَنشده ابن سیدة و الجوهری و غیرهما. قال ابن بری: صواب إِنشاده إِلی تلك بإِلی الجارَّة، قال: و الشعر یدل علی ذلك؛ و أَنشد الأَحمر: لئن كانت الدُّنْیا له قد تزَیَّنَتْ علی الأَرضِ، حتی ضاقَ عنها فَضاؤُها لقد كانَ حُرّاً یَسْتَحی أَن تَضُمَّه، إِلی تلك، نَفْسٌ طِینَ فیها حَیاؤُها. یرید أَن الحیاء من جِبِلَّتها و سَجِیَّتِها. و‌فی الحدیث: ما من نفْسٍ مَنْفُوسةٍ تَمُوتُ فیها مِثْقالُ نملة من خیر إِلَّا طِینَ علیه یوم القیامة طَیْناً‌أَی جُبِلَ علیه. یقال طانَه الله علی طِینَتِه أَی خَلَقه علی جِبِلَّتِه. و طِینةُ الرجل: خِلْقَتُه و أَصله، و طَیْناً مصدر من طانَ، و یروی طِیمَ علیه، بالمیم، و هو بمعناه. و یقال لقد طانَنی اللهُ علی غیر طِینَتِك. ابن الأَعرابی: طانَ فلانٌ و طامَ إِذا حَسُنَ عَمَلُه. و یقال: ما أَحسَنَ ما طامَهُ و طانَه. و إِنه لیَابِس الطِّینةِ إِذا لم یكن وَطِیئاً سَهْلًا. و ذكر الجوهری هنا فِلَسْطِین، بكسر الفاء: بلد. قال ابن بری: فِلَسْطِین حقه أَن یذكر فی فصل الفاء من حرف الطاء لقولهم فِلَسْطُون.

فصل الظاء المعجمة؛ ج13، ص: 270

ظعن؛ ج13، ص: 270

: ظَعَنَ یَظْعَنُ ظَعْناً و ظَعَناً، بالتحریك، و ظُعوناً: ذهب و سار. و قرئ قوله تعالی: یَوْمَ ظَعْنِكُمْ، و ظَعَنِكم. و أَظْعَنه هو: سَیَّرَه؛ و أَنشد سیبویه: الظاعِنُونَ و لمَّا یُظْعِنُوا أَحداً، و القائِلونَ: لمن دارٌ نُخَلِّیها
لسان العرب، ج‌13، ص: 271
و الظَّعْنُ: سَیْرُ البادیة لنُجْعَةٍ أَو حُضُورِ ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ من ماء إِلی ماء أَو من بلد إِلی بلد؛ و قد یقال لكل شاخص لسفر فی حج أَو غزو أَو مَسیر من مدینة إِلی أُخری ظاعِنٌ، و هو ضدّ الخافِضِ، و یقال: أَ ظاعِنٌ أَنت أَم مُقیم؟ و الظُّعْنة: السَّفْرَة القصیرة. و الظَّعِینَة: الجمل یُظْعَنُ علیه. و الظَّعِینة: الهَوْدج تكون فیه المرأَة، و قیل: هو الهودج، كانت فیه أَو لم تكن. و الظَّعِینة: المرأَة فی الهودج، سمیت به علی حَدِّ تسمیة الشی‌ء باسم الشی‌ء لقربه منه، و قیل: سمیت المرأَة ظَعِینة لأَنها تَظْعَنُ مع زوجها و تقیم بإِقامته كالجلیسة، و لا تسمی ظَعِینَة إِلا و هی فی هودج. و عن ابن السكیت: كل امرأَة ظَعِینَةٌ فی هودج أَو غیره، و الجمع ظَعائنُ و ظُعْنٌ و ظُعُنٌ و أَظْعانٌ و ظُعُناتٌ؛ الأَخیرتان جمع الجمع؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: لهم ظُعُناتٌ یَهْتَدِینَ برایةٍ، كما یَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ و قیل: كل بعیر یُوَطَّأُ للنساء فهو ظَعِینة، و إِنما سمیت النساء ظَعَائِن لأَنَّهنَّ یكنّ فی الهَوْادج. یقال: هی ظَعینته و زَوْجُه و قَعِیدته و عِرْسه. و قال اللیث: الظَّعِینة الجَمَل الذی یُرْكَب، و تسمی المرأَة ظَعینة لأَنها تركبه. و قال أَبو زید: لا یقال حُمُول و لا ظُعُنٌ إِلَّا للإِبل التی علیها الهوادج، كان فیها نساء أَو لم یكن. و الظَّعینة: المرأَة فی الهودج، و إِذا لم تكن فیه فلیست بظَعِینة؛ قال عمرو بن كُلْثوم: قِفِی قبلَ التَّفَرُّقِ یا ظَعِینا، نُخَبِّرْكِ الیَقینَ و تُخْبِرینا قال ابن الأَنباری: الأَصل فی الظعینة المرأَة تكون فی هَوْدَجها، ثم كثر ذلك حتی سَمَّوْا زوجة الرجل ظَعِینة. و قال غیره: أَكثر ما یقال الظَّعینة للمرأَة الراكبة؛ و أَنشد قوله: تَبَصَّرْ خلِیلی، هل تَرَی من ظَعائنٍ لِمَیَّةَ أَمثالِ النَّخیلِ المَخارِفِ؟ قال: شبه الجمال علیها هوادج النساء بالنخیل. و‌فی حدیث حُنین: فإِذا بهَوازِنَ علی بَكْرَةِ آبائهم بظُعُنِهم و شائهم و نَعَمِهم؛ الظُّعُنُ: النساء، واحدتها ظَعینة؛ قال: و أَصل الظَّعِینة الراحلةُ التی یُرْحَلُ و یُظْعَنُ علیها أَی یُسارُ، و قیل: الظَّعِینة المرأَة فی الهودج، ثم قیل للهودج بلا امرأَة و للمرأَة بلا هودج ظَعینة. و‌فی الحدیث: أَنه أَعطی حلیمة السعدیة بعیراً مُوَقَّعاً للظَّعینة‌أَی للهودج؛ و منه‌حدیث سعید بن جُبَیْر: لیس فی جَمَل ظعینة صدقةٌ؛ إِن روی بالإِضافة فالظَّعینة المرأَة، و إِن روی بالتنوین فهو الجمل الذی یُظْعَنُ علیه، و التاءُ فیه للمبالغة. و اظَّعَنَتِ المرأَة البعیر: ركبته. و هذا بعیر تَظَّعِنُه المرأَة أَی تركبه فی سفرها و فی یوم ظَعْنِها، و هی تَفْتَعِلُه. و الظَّعُون من الإِبل: الذی تركبه المرأَة خاصة، و قیل: هو الذی یُعْتَمَلُ و یُحْتَمَل علیه. و الظِّعَانُ و الظَّعُون: الحَبْل یشدّ به الهودج، و فی التهذیب: یشد به الحمل؛ قال الشاعر: له عُنُقٌ تُلْوَی بما وُصِلَتْ به، و دَفّانِ یَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ و أَنشد ابن بری للنابغة: أَثَرْتُ الغَیَّ ثم نَزَعْت عنه، كما حادَ الأَزَبُّ عن الظِّعَانِ و الظَعُنُ و الظَّعَنُ: الظّاعِنُون، فالظُّعُن جمع ظاعِنٍ، و الظَّعَنُ اسم الجمع؛ فأَما قوله:
لسان العرب، ج‌13، ص: 272
أَو تُصْبِحی فی الظاعن المُوَلِّی. فعلی إِرادة الجنس. و الظِّعْنَة: الحال، كالرِّحْلة. و فرس مِظْعانٌ: سَهْلة السَّیر، و كذلك الناقة. و ظاعِنَةُ بن مُرٍّ: أَخو تمیم، غلبهم قومهم فرَحَلُوا عنهم. و فی المثل: علی كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ. و ذو الظُّعَیْنَةِ: موضع. و عثمان بن مَظْعُونٍ: صاحب النبی، صلی الله علیه و سلم.

ظنن؛ ج13، ص: 272

: المحكم: الظَّنُّ شك و یقین إِلَّا أَنه لیس بیقینِ عِیانٍ، إِنما هو یقینُ تَدَبُّرٍ، فأَما یقین العِیَانِ فلا یقال فیه إِلَّا علم، و هو یكون اسماً و مصدراً، و جمعُ الظَّنِّ الذی هو الاسم ظُنُون، و أَما قراءة من قرأَ: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ الظُّنُونَا، بالوقف و ترك الوصل، فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآیات عندهم فواصل، و رؤُوس الآی و فواصلها یجری فیها ما یجری فی أَواخِرِ الأَبیاتِ و الفواصل، لأَنه إِنما خوطب العرب بما یعقلونه فی الكلام المؤَلف، فیُدَلُّ بالوقف فی هذه الأَشیاء و زیادة الحروف فیها نحو الظُّنُونَا و السَّبِیلَا و الرَّسُولَا، علی أَنَّ ذلك الكلام قد تمَّ و انقطع، و أَنَّ ما بعده مستأْنف، و یكرهون أَن یَصلُوا فیَدْعُوهم ذلك إِلی مخالفة المصحف. و أَظَانِینُ، علی غیر القیاس؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعیةً، فاقْعُد لها و دَعَنْ عنك الأَظَانِینا قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن یكون الأَظَانین جمع أُظْنُونة إِلَّا أَنی لا أَعرفها. التهذیب: الظَّنُّ یقینٌ و شَكّ؛ و أَنشد أَبو عبیدة: ظَنِّی بهم كعَسَی، و هم بتَنُوفَةٍ یَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ یقول: الیقین منهم كعسی، و عسی شك؛ و قال شمر: قال أَبو عمرو معناه ما یُظَنُّ بهم من الخیر فهو واجب و عسی من الله واجب. و فی التنزیل العزیز: إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلٰاقٍ حِسٰابِیَهْ؛ أَی علمت، و كذلك قوله عزَّ و جل: وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا؛ أَی علموا، یعنی الرسل، أَنَّ قومهم قد كذبوهم فلا یصدقونهم، و هی قراءة أَبی عمرو و ابن كثیر و نافع و ابن عامر بالتشدید، و به قرأَت عائشة و فسرته علی ما ذكرناه. الجوهری: الظن معروف، قال: و قد یوضع موضع العلم، قال دُرَیْدُ بن الصِّمَّة: فقلت لهم: ظُنُّوا بأَلْفَیْ مُدَجَّج، سَرَاتُهُمُ فی الفارِسِیِّ المُسَرَّدِ. أَی اسْتَیْقِنُوا، و إِنما یخوِّف عدوّه بالیقین لا بالشك. و‌فی الحدیث: إِیاكم و الظَّنَّ فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الحدیث؛ أَراد الشكَّ یَعْرِضُ لك فی الشی‌ء فتحققه و تحكم به، و قیل: أَراد إِیاكم و سوء الظَّن و تحقیقَه دون مبادی الظُّنُون التی لا تُمْلَكُ و خواطر القلوب التی لا تُدْفع؛ و منه‌الحدیث: و إِذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ؛ قال: و قد یجی‌ء الظَّن بمعنی العلم؛ و‌فی حدیث أُسَیْد بن حُضَیْر: و ظَنَنَّا أَنْ لم یَجُدْ علیهما‌أَی عَلِمْنا. و‌فی حدیث عُبَیدة: قال أَنس سأَلته عن قوله تعالی: أَوْ لٰامَسْتُمُ النِّسٰاءَ*؛ فأَشار بیده فظَنَنْتُ ما قال‌أَی علمت. و ظَنَنْتُ الشی‌ءَ أَظُنُّه ظَنّاً و اظَّنَنْتُه و اظْطَنَنْتُه و تَظَنَّنْته و تَظَنَّیْتُه علی التحویل؛ قال: كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه، إِلَّا تَرَهْ تَظَنَّهْ أَراد تَظَنَّنْه، ثمَّ حَوَّلَ إِحدی النونین یاء، ثم حذف للجزم، و یروی … تَطَنَّه. و قوله: تَرَه أَراد
لسان العرب، ج‌13، ص: 273
إِلَّا تَرَ، ثم بیَّن الحركة فی الوقف بالهاء فقال تره، ثم أَجری الوصل مجری الوقف. و حكی اللحیانی عن بنی سُلَیْم: لقد ظَنْتُ ذلك أَی ظَنَنْتُ، فحذفوا كما حذفوا ظَلْتُ و مَسْتُ و ما أَحَسْتُ ذاك، و هی سُلَمِیَّةٌ. قال سیبویه: أَما قولهم ظَنَنْتُ به فمعناه جعلته موضع ظَنِّی، و لیست الباء هنا بمنزلتها فی: كَفیٰ بِاللّٰهِ حَسِیباً*، إِذ لو كان ذلك لم یجز السكت علیه كأَنك قلت ظَنَنْتُ فی الدار، و مثله شَككت فیه، و أَما ظَنَنْتُ ذلك فعلی المصدر. و ظَنَنْتُه ظَنّاً و أَظْنَنْتُه و اظْطَنَنْتُه: اتَّهَمْتُه. و الظِّنَّة: التُّهَمَة. ابن سیدة: و هی الظِّنَّة و الطِّنَّة، قلبوا الظاء طاء هاهنا قلباً، و إِن لم یكن هنالك إِدغام لاعتیادهم اطَّنَّ و مُطَّنٌ و اطِّنانٌ، كما حكاه سیبویه من قولهم الدِّكرَ، حملًا علی ادَّكَر. و الظَّنِینُ: المُتَّهم الذی تُظَنُّ به التهمة، و مصدره الظِّنَّة، و الجمع الظِّنَنُ؛ یقال منه: اظَّنَّه و اطَّنَّه، بالطاء و الظاء، إِذا اتهمه. و رجل ظَنِین: مُتَّهم من قوم أَظِنَّاء بَیِّنِی الظِّنَّة و الظِّنَانَةِ. و قوله عزَّ و جل: و ما هو علی الغَیْبِ بِظَنِینٍ، أَی بمُتَّهَمٍ؛ و فی التهذیب: معناه ما هو علی ما یُنْبِئُ عن الله من علم الغیب بمتهم، قال: و هذا یروی عن علی، علیه السلام. و قال الفراء: و یقال و ما هو علی الغیب بظَنِین أَی بضعیف، یقول: هو مُحْتَمِلٌ له، و العرب تقول للرجل الضعیف أَو القلیل الحیلة: هو ظَنُون؛ قال: و سمعت بعضَ قُضَاعة یقول: ربما دَلَّكَ علی الرَّأْی الظَّنُونُ؛ یرید الضعیف من الرجال، فإِن یكن معنی ظَنِین ضعیفاً فهو كما قیل ماء شَروبٌ و شَرِیبٌ و قَرُونی و قَرِینی و قَرُونَتی و قَرِینَتی، و هی النَّفْسُ و العَزِیمة. و‌قال ابن سیرین: ما كان علیٌّ یُظَّنُّ فی قتل عثمان و كان الذی یُظَّنُّ فی قتله غیره؛ قال أَبو عبید: قوله یُظَّنُّ یعنی یُتَّهم، و أَصله من الظَّنِّ، إِنما هو یُفْتَعل منه، و كان فی الأَصل یُظْتَنُّ، فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء معجمة، ثم أُدْغِمَتْ، و یروی بالطاء المهملة، و قد تقدَّم؛ و أَنشد: و ما كلُّ من یَظَّنُّنی أَنا مُعْتِبٌ، و لا كُلُّ ما یُرْوی عَلَیَّ أَقُولُ. و مثله: هو الجَوادُ الذی یُعْطِیك نائلَه عَفْواً، و یُظْلَمُ أَحیاناً فَیَظَّلِمُ. كان فی الأَصل فیَظْتَلِمُ، فقلبت التاء ظاء و أُدغمت فی الظاء فشدّدت. أَبو عبیدة: تَظَنَّیْت من ظَننْتُ، و أَصله تَظَنَنَّتْ، فكثرت النونات فقلبت إِحداها یاء كما قالو قَصَّیْتُ أَظفاری، و الأَصل قصَّصتُ أَظفاری، قال ابن بری: حكی ابن السكیت عن الفراء: ما كل من یَظْتَنُّنِی. و قال المبرد: الظَّنِینُ المُتَّهَم، و أَصله المَظْنُون، و هو من ظَنَنْتُ الذی یَتَعَدَّی إِلی مفعول واحد. تقول: ظَنَنْتُ بزید و ظننت زیداً أَی اتَّهَمْتُ؛ و أَنشد لعبد الرحمن بن حسان: فلا و یَمینُ الله، لا عَنْ جِنایةٍ هُجِرْتُ، و لكِنَّ الظَّنِینَ ظَنِینُ. و نسب ابن بری هذا البیت لنَهارِ بن تَوْسِعَة. و‌فی الحدیث: لا تجوز شهادة ظَنِین‌أَی مُتَّهَم فی دینه، فعیل بمعنی مفعول من الظِّنَّة التُّهَمَةِ. و قوله‌فی الحدیث الآخَر: و لا ظَنِینَ فی وَلاءٍ، هو الذی ینتمی إِلی غیر موالیه لا تقبل شهادته للتهمة. و تقول ظَنَنْتُك زیداً و ظَنَنْتُ زیداً إِیاك؛ تضع المنفصل موضع المتصل فی الكنایة عن الاسم و الخبر لأَنهما منفصلان فی الأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 274
لأَنهما مبتدأ و خبره. و المَظِنَّةُ و المِظَنَّة: بیتٌ یُظَنُّ فیه الشی‌ء. و فلان مَظِنَّةٌ من كذا و مَئِنَّة أَی مَعْلَمٌ؛ و أَنشد أَبو عبید: یَسِطُ البُیوتَ لكی یكونَ مَظِنَّةً، من حیث تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ الجوهری: مَظِنَّةُ الشی‌ء مَوْضِعه و مأْلَفُه الذی یُظَنُّ كونه فیه، و الجمع المَظانُّ. یقال: موضع كذا مَظِنَّة من فلان أَی مَعْلَم منه؛ قال النابغة: فإِنْ یكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلًا، فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ و یروی: … السِّبَابُ، و یروی: … مَطِیَّة …، قال ابن بری: قال الأَصمعی أَنشدنی أَبو عُلْبة بن أَبی عُلْبة الفَزارِی بمَحْضَرٍ من خَلَفٍ الأَحْمرِ: فإِن مطیة الجهل الشباب. لأَنه یَسْتَوْطِئه كما تُسْتَوطأُ المَطِیَّةُ. و‌فی حدیث صِلَةَ بن أُشَیْمٍ: طلبتُ الدنیا من مَظانِّ حلالها؛ المَظانُّ جمع مَظِنَّة، بكسر الظاء، و هی موضع الشی‌ء و مَعْدِنه، مَفْعِلَةٌ من الظن بمعنی العلم؛ قال ابن الأَثیر: و كان القیاس فتح الظاء و إِنما كسرت لأَجل الهاء، المعنی طلبتها فی المواضع التی یعلم فیها الحلال. و‌فی الحدیث: خیر الناس رجلٌ یَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ‌أَی مَعْدِنَه و مكانه المعروف به أَی إِذا طُلِبَ وجد فیه، واحدتها مَظِنَّة، بالكسر، و هی مَفْعِلَة من الظَّنِّ أَی الموضع الذی یُظَّنُّ به الشی‌ء؛ قال: و یجوز أَن تكون من الظَّنِّ بمعنی العلم و المیم زائدة. و‌فی الحدیث: فمن تَظَنُّ‌أَی من تتهم، و أَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمَةِ، فأَدغم الظاء فی التاء ثم أَبدل منها طاء مشدّدة كما یقال مُطَّلِم فی مُظَّلِم؛ قال ابن الأَثیر: أَورده أَبو موسی فی باب الطاء و ذكر أَن صاحب التتمة أَورده فیه لظاهر لفظه، قال: و لو روی بالظاء المعجمة لجاز. یقال: مُطَّلِم و مُظَّلِم و مُظْطَلِم كما یقال مُدَّكر و مُذَّكر و مُذْدَكر. و إِنه لمَظِنَّةٌ أَن یفعل ذاك أَی خلیق من أَن یُظَنَّ به فِعْلُه، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث؛ عن اللحیانی. و نظرت إِلی أَظَنّهم أَن یفعل ذلك أَی إِلی أَخْلَقِهم أَن أَظُنَّ به ذلك. و أَظْنَنْتُه الشی‌ءَ: أَوْهَمْتُه إِیاه. و أَظْنَنْتُ به الناسَ: عَرَّضْتُه للتهمة. و الظَّنِینُ: المُعادِی لسوء ظَنِّه و سُوءِ الظَّنِّ به. و الظَّنُونُ: الرجل السَّیِّ‌ءِ الظَّنِّ، و قیل: السَّیّ‌ءِ الظَّنِّ بكل أَحد. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: احْتَجِزُوا من الناس بسوءِ الظَّنِّ‌أَی لا تَثِقُوا بكل أَحد فإِنه أَسلم لكم؛ و منه قولهم: الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ. و‌فی حدیث علی، كرَّم الله وجهه: إِن المؤمن لا یُمْسی و لا یُصْبِحُ إِلّا و نَفْسُه ظَنُونٌ عنده‌أَی مُتَّهَمَة لدیه. و‌فی حدیث عبد الملك بن عُمَیر: السَّوْآءُ بنت السید أَحَبُّ إِلیّ من الحسْناء بنت الظَّنُونِ‌أَی المُتَّهَمة. و الظَّنُونُ: الرجل القلیل الخیر. ابن سیدة: الظَّنینُ القلیل الخیر، و قیل: هو الذی تسأَله و تَظُنُّ به المنع فیكون كما ظَنَنْتَ. و رجل ظَنُونٌ: لا یُوثَق بخبره؛ قال زهیر: أَلا أَبْلِغْ لدَیْكَ بنی تَمیمٍ، و قد یأْتیك بالخَبَرِ الظَّنُونُ. أَبو طالب: الظَّنُونُ المُتَّهَمُ فی عقله، و الظَّنُونُ كل ما لا یُوثَقُ به من ماء أَو غیره. یقال: عِلْمُه بالشی‌ء ظَنونٌ إِذا لم یوثق به؛ قال: كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ فی مَرَاحٍ و فی حَزْمٍ، و عِلْمُهما ظَنُونُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 275
و الماء الظَّنُونُ: الذی تتوهمه و لست علی ثقة منه. و الظِّنَّةُ: القلیل من الشی‌ء، و منه بئر ظَنُون: قلیلة الماء؛ قال أَوس بن حجر: یَجُودُ و یُعْطِی المالَ من غیر ظِنّة، و یَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ. و فی المحكم: بئر ظَنُون قلیلة الماء لا یوثق بمائها. و قال الأَعشی فی الظَّنُون، و هی البئر التی لا یُدْرَی أَ فیها ماء أَم لا: ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذی جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِیِّ، إِذا ما طَما یَقْذِفُ بالبُوصِیِّ و الماهِرِ و‌فی الحدیث: فنزل علی ثَمَدٍ بوادِی الحُدَیْبیة ظَنُون الماء یَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً؛ الماء الظَّنُون: الذی تتوهمه و لست منه علی ثقة، فعول بمعنی مفعول، و هی البئر التی یُظَنُّ أَن فیها ماء. و‌فی حدیث شَهْرٍ: حَجَّ رجلٌ فمرّ بماءِ ظَنُونٍ، قال: و هو راجع إِلی الظَّنِّ و الشك و التُّهَمَةِ. و مَشْرَبٌ ظَنُون: لا یُدْرَی أَ بِهِ ماء أَم لا؛ قال: مُقَحَّمُ السَّیرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ و دَیْن ظَنُون: لا یَدْرِی صاحبُه أَ یأْخذه أَم لا. و كل ما لا یوثق به فهو ظَنُونٌ و ظَنِینٌ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، أَنه قال: فی الدَّیْنِ الظَّنُونِ یزكیه لما مضی إِذا قبضه؛ قال أَبو عبید: الظَّنُون الذی لا یدری صاحبه أَ یَقْضیه الذی علیه الدین أَم لا، كأَنه الذی لا یرجوه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا زكاة فی الدَّیْنِ الظَّنُونِ؛ هو الذی لا یدری صاحبه أَ یصل إِلیه أَم لا، و كذلك كل أَمر تُطالبه و لا تَدْرِی علی أَیِّ شی‌ء أَنت منه فهو ظَنونٌ. و التَّظَنِّی: إِعمال الظَّنِّ، و أَصله التَّظَنُّنُ، أُبدل من إِحدی النونات یاء. و الظَّنُون من النساء: التی لها شرف تُتَزَوَّجُ طمعاً فی ولدها و قد أَسَنَّتْ، سمیت ظَنُوناً لأَن الولد یُرْتَجی منها. و‌قول أَبی بلال بنِ مِرْداسٍ و قد حضر جنازة فلما دفنت جلس علی مكان مرتفع ثم تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ و قال: كلُّ مَنِیَّةٍ ظَنُونٌ إِلا القتلَ فی سبیل الله؛ لم یفسر ابن الأَعرابی ظَنُوناً هاهنا، قال: و عندی أَنها القلیلة الخیر و الجَدْوَی. و طَلَبَه مَظانَّةً أَی لیلًا و نهاراً.

ظین؛ ج13، ص: 275

: أَدیم مُظَیَّنٌ: مدبوغ بالظَّیَّانِ؛ حكاه أَبو حنیفة، و هو مذكور فی موضعه. و الظَّیَّانُ: یاسَمِینُ البَرِّ، و هو نبت یُشْبِه النِّسْرینَ؛ قال أَبو ذؤیب: بمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ.

فصل العین المهملة؛ ج13، ص: 275

عبن؛ ج13، ص: 275

: جمل عَبَنٌّ و عَبَنَّی و عَبَنَّاةٌ: ضخم الجسم عظیم، و ناقة عَبَنَّةٌ و عَبَنَّاةٌ، و الجمع عَبَنَّیاتٌ؛ قال حُمید: أَمِینٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُخْتلِفُ الشَّبا، یقولُ المُماری طالَ ما كانَ مُقْرَما. و أَعْبَنَ الرجلُ: اتخذ جملًا عَبَنَّی، و هو القَویُّ. و العُبْنةُ: قوّة الجمل و الناقة. و العُبُنُ من الناس: السِّمان المِلاح. و رجل عَبَنَّی: عظیم. و نسر عَبَنَّی: عظیم، و قیل: عظیم قدیم، و قال الجوهری: نسْرٌ عَبَنٌّ، مشدد النون، عظیم. و العُبْنُ من الدواب: القَویّاتُ علی السیر، الواحد عَبَنَّی. قال الجوهری: جمل عَبَنٌّ و عَبَنَّی ملحق بفَعَلَّی إِذا وصلته یُؤنث؛ قال ابن بری: صوابه ملحق بفَعَلَّلٍ و وزنها فعَنْلی؛ و أَنشد الجوهری:
لسان العرب، ج‌13، ص: 276
هَانَ علی عَزَّة بنْتِ الشَّحَّاحْ، مَهْوَی جِمالِ مالكٍ فی الإِدْلاجْ، بالسَّیر أَرْزاءُ و جِیفُ الحُجَّاجْ كلَّ عَبَنَّی بالعَلاوَی هَجَّاجْ، بحیثُ لا مُسْتَوْدَعٌ و لا ناجْ. و العَبْنُ: الغِلَظُ فی الجسم و الخُشونة، و رجل عَبَنُّ الخَلْق.

عتن؛ ج13، ص: 276

: عَتَلَه إِلی السجْن و عَتَنَه یَعْتِنُه و یَعْتُنه عَتْناً إِذا دفعه دفعاً عنیفاً، و قیل: حمله حملًا عنیفاً و رجل عَتِنٌ: شدید الحملة. و حكی یعقوب: أَن نون عتَن بدل من لام عَتَل. ابن الأَعرابی: العُتُن الأَشِدَّاء، جمع عَتُون و عاتِن. و أَعْتَنَ إِذا تشدد علی غریمه و آذاه.

عثن؛ ج13، ص: 276

: العُثانُ و العَثَن: الدُّخان، و الجمع عَواثِن علی غیر قیاس، و كذلك جمع الدُّخان دَواخِنُ، و العَواثِنُ و الدَّواخِنُ لا یعرف لهما نظیر، و قد عَثَنَ یَعْثُن عَثْناً و عُثاناً. و‌فی حدیث الهجرة و سُراقة بن مالك: أَنه طلب النبی، صلی الله علیه و سلم، و أَبا بكر حین خرجا مُهاجِرَین، فلما بَصُرَ به دعا إِلیه النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، فساختْ قوائمُ فرسه فی الأَرض، فسأَلهما أَن یخلیا عنه فخرجت قوائمها و لها عُثانٌ، قال ابن. الأَثیر: أَی دُخان، قال الأَزهری: و قال أَبو عبید العُثانُ أَصله الدخان، و أَراد بالعُثان هاهنا الغُبار شبهه بالدُّخان، قال: كذلك قال أَبو عمرو بن العلاء، قال الجوهری: و ربما سَمَّوُا الغبار عُثاناً. و عَثَنَتِ النارُ تَعْثُنُ، بالضم، عُثاناً و عُثوناً و عثَّنَت إِذا دَخَّنَت. و عَثَّنَ الشی‌ءَ: دَخَّنه بریح الدُّخْنة. و عَثِنَ هو: عَبِقَ. و طعام مَعْثُون و عَثِنٌ و مَدْخونٌ و دَخِنٌ إِذا فسد لدخان خالطه. و یقال للرجل إِذا اسْتَوْقد بحطب ردی‌ء ذی دُخان: لا تُعَثِّنْ علینا. و عَثَنَ فی الجبل یَعْثُنُ عَثْناً: صَعَّدَ مثل عَفَنَ، أَنشد یعقوب: حَلَفْتُ بمن أَرْسی ثَبیراً مكانَه أَزُورُكُم، ما دام للطَّوْد عاثِنُ یرید: لا أَزورُكُم ما دام للجبل صاعدٌ فیه، و روی: … ما دام للطَّوْد عافن. یقال: عَثَنَ و عَفَن بمعنًی، قال یعقوب: هو علی البدل. و عَثَّنْتُ ثوبی بالبَخور تَعْثیناً. و العُثْنُونُ من اللحیة: ما نبت علی الذَّقَن و تحته سِفْلًا، و قیل: هو كل ما فَضَل من اللحیة بعد العارِضَین من باطنهما، و یقال لما ظهر منها السَّبَلة، و قد یجمع بین السبَلة و العُثْنون فیقال لهما عُثْنُونٌ و سَبَلة، و قیل: اللحیة كلها، و قیل: عُثْنون اللحیة طُولها و ما تحتها من شعرها، عن كراع، قال ابن سیدة: و لا یعجبنی، و قیل: عُثْنون اللحیة طرفها. و رجل مُعَثَّنٌ: ضخم العُثْنون. و‌فی الحدیث: وَفِّروا العَثانِین، هی جمع عُثْنون، و هو اللحیة. و العُثْنون: شُعَیرات عند مذبح البعیر و التَّیْسِ، و یقال للبعیر ذو عَثانِینَ علی قوله: «3» قال العواذِلُ: ما لِجَهْلِكَ بعدَ ما شابَ المَفارِقُ، و اكْتَسَینَ قَتِیرا؟ و العُثْنون: شُعَیرات طِوالٌ تحت حنك البعیر. یقال: بعیر ذو عَثانِینَ، كما قالوا لمَفْرِق الرأْس مَفارِق. أَبو زید: العَثانِینَ المَطر بین السحاب و الأَرض مثل السَّبَل، واحدها عُثْنون، و عُثْنون السحاب: ما وقع علی الأَرض منها، قال
(3). 1 قوله" علی قوله" أی علی حد قوله حیث جمع المفرق الذی هو وسط الرأس كأنه جعل كل موضع منه مفرقاً فجمعه و كذلك العثنون كأنه جعل كل شعرة منه عثنوناً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 277
: بِتْنا نُراقِبُه و باتَ یَلُفُّنا، عِنْدَ السَّنامِ، مُقَدِّماً عُثْنونا یصف سحاباً. و عَثانین السحاب: ما تَدَلَّی من هَیْدَبها. و عُثْنون الرِّیح: هیدبها إِذا أَقبلت تَجُرُّ الغبار جَرًّا، قال أَبو حنیفة: و عُثْنُونُ الریح و المطر أَولهما، و عَثانینها أَوائلها، و منه قول جران العود: و بالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانین واسع و یقال: عَثَنَتِ المرأَةُ بدُخْنتِها إِذا اسْتَجْمَرَتْ. و عَثَنْتُ الثوبَ بالطِّیب إِذا دَخَّنْتَه علیه حتی عَبِق به. و‌فی الحدیث: أَن مُسَیلمة لما أَراد الإِعْراسَ بسَجاح قال عَثِّنوا لها‌أَی بَخِّروا لها البَخُور. و العَثَنُ: الصنم الصغیر و الوَثَنُ الكبیر، و الجماعة الأَعثانُ و الأَوْثانُ. و عَثَّنَ فلانٌ تَعْثیناً أَی خَلَّط و أَثار الفساد. و قال أَبو تراب: سمعت زائدة البكریَّ یقول: العرب تدعُو أَلوانَ الصوف العِهْنَ غیر بنی جعفر فإِنهم یدعونه العِثْنَ، بالثاء، قال: و سمعت مُدْرِك بن غَزْوان الجعْفریَّ و أَخاه یقولان: العِثْنُ ضرب من الخُوصة یرعاه المال إِذا كان رَطْباً، فإِذا یبس لم ینفع، و قال مُبْتكِرٌ: هی العِهْنة، و هی شجرة غبراء ذات زَهَرٍ أَحمر.

عجن؛ ج13، ص: 277

: عَجَنَ الشی‌ءَ یَعْجِنُه عَجْناً، فهو مَعْجُونٌ و عَجِین، و اعْتَجَنه: اعتمد علیه بجُمْعه یَغْمِزُه؛ أَنشد ثعلب: یَكْفیك من سَوْداءَ و اعْتِجانِها، و كَرِّكَ الطَّرْفَ إِلی بَنانِها، ناتِئةُ الجَبْهةِ فی مكانِها، صَلْعاءُ لو یُطْرَحُ فی مِیزانِها رِطْلُ حدیدٍ، شالَ من رُجْحانها. و العاجِنُ من الرجال: المُعْتَمِدُ علی الأَرض بجُمْعه إِذا أَراد النُّهوضَ من كِبَرٍ أَو بُدْنٍ؛ قال كثیر: رأَتْنی كأَشْلاءِ اللِّجامِ، و بَعْلُها من المَلْ‌ءِ أَبْزَی عاجنٌ مُتَباطِنُ و رواه أَبو عبید: من القوم أَبْزَی مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ. و عَجَنتِ الناقةُ. و ناقةٌ عاجِنٌ: تضْرِبُ بیدیها إِلی الأَرض فی سیرها. ابن الأَعرابی: العُجُنُ أَهل الرَّخاوة من الرجال و النساء. یقال للرجل عَجِینة و عَجِینٌ، و للمرأَة عَجِینة لا غیر، و هو الضعیف فی بدنه و عقله. و العُجُنُ: جمع عاجِنٍ، و هو الذی أَسَنَّ، فإِذا قام عَجَنَ بیدیه. یقال: خَبَز و عَجَنَ و ثَنَّی و ثَلَّثَ و وَرَّصَ كله من نعت الكبیر. و عَجَنَ و أَعْجَنَ إِذا أَسَنَّ فلم یَقُمْ إِلَّا عاجِناً؛ قال الشاعر: فأَصْبَحْتُ كُنْتیّاً، و هَیَّجْتُ عاجِناً، و شَرُّ خِصَالِ المرءِ كُنْتٌ و عاجِنُ «4». و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَعْجِنُ فی الصلاة فقیل له: ما هذا؟ فقال: رأَیت رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، یَعْجِنُ فی الصلاة‌أَی یعتمد علی یدیه إِذا قام كما یفعل الذی یَعْجِنُ العَجینَ. قال اللیث: و العَجّانُ الأَحمق، و كذلك العَجِینة. و یقال: إِن فلاناً لیَعْجِنُ بمِرْفَقَیْه حُمْقاً. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیاً یقول لآخر یا عَجّان إِنك لتَعْجِنُه، فقلت له: ما یَعْجِنُ وَیْحَكَ فقال: سَلْحه، فأَجابه الآخر: أَنا أَعْجِنُه و أَنت تَلْقَمُه، فأَفْحَمه. و أَعْجَنَ إِذا جاء بولدٍ عَجِینةٍ، و هو الأَحمق. و العَجِینُ: المَجْبُوسُ من الرجال.
(4). قوله [كنت و عاجن] بتنوین كنت بالأَصل و الصحاح فی موضعین، و نونها الصاغانی مرة و ترك التنوین أَخری، و البیت روی بروایات مختلفة
لسان العرب، ج‌13، ص: 278
و عَاجِنةُ المكانِ: وسَطُه؛ و أَنشد الأَخطل: بعاجنةِ الرَّحُوبِ فلم یَسیروا «1». و عَجِنَتِ الناقة تَعْجَنُ عَجَناً و هی عَجْناء: كثر لحم ضَرْعها و سَمِنَتْ، و قیل: هو إِذا صَعِدَ نحو حَیائها، و كذلك الشاة و البقرة. و العَجَنُ أَیضاً: عیب، و هو ورم حیاء الناقة من الضَّبَعَة، و قیل: هو ورم یصیبها فی حَیائها و دبرها، و ربما اتصلا، و قیل: هو ورم فی حیائها كالثُّؤْلول، و هو شبیه بالعَفَل یمنعها اللِّقاحَ، عَجِنَتْ عَجَناً، فهی عَجِنة و عَجْناء، و قیل: العَجْناء الناقة الكثیرة لحم الضَّرْع مع قلة لبنها بَیِّنةُ العَجَن. و العَجْناء أَیضاً: القلیلة اللبن. و العَجْناء و المُعْتَجِنةُ: المُنْتَهیةُ فی السِّمَنِ. و المُتَعَجِّنُ: البعیرُ المُكْتَنِزُ سِمَناً كأَنه لحم بلا عظم. و بعیر عَجِنٌ: مُكْتَنِز سِمَناً. و أَعْجَنَ الرجلُ إِذا ركب العَجْناء، و هی السمینة، و من الضُّرُوع الأَعْجَنُ. و العَجَنُ: لحمة غلیظة مثل جُمْع الرجل حِیالَ فِرْقَتَی الضَّرَّة، و هو أَقلها لبَناً و أَحسنها مَرْآةً. و قال بعضهم: تكون العَجْناء غَزِیرة و تكون بَكیئة. و العَجْنُ: مصدر عَجَنْتُ العَجینَ. و العجینُ معروف. و قد عَجَنَتِ المرأَةُ، بالفتح، تَعْجِنُ عَجِیناً و اعْتَجَنتْ بمعنی أَی اتخذت عَجِیناً. و العِجَانُ: الاسْتُ، و قیل: هو القضیب الممدود من الخُصْیَةِ إِلی الدبر، و قیل: هو آخر الذكر ممدود فی الجلد، و قیل: هو ما بین الخُصیة و الفَقْحَة. و‌فی الحدیث: إِن الشیطانَ یأْتی أَحدكم فیَنْقُرُ عند عِجانه؛ العِجان: الدبر، و قیل: هو ما بین القبل و الدبر. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أَن أَعجمیّاً عارضه فقال: اسكتْ یا ابنَ حمراء العِجان‌هو سَبٌّ كان یجری علی أَلسنة العرب؛ قال جریر: یَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً علیه، كأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِیدُ. و الجمع أَعْجِنةٌ و عُجُنٌ. و عَجَنه عَجْناً: ضربَ عِجَانه. و عِجانُ المرأَة: الوَتَرَةُ التی بین قُبُلِها و ثَعْلَبَتِها. و أَعْجَنَ: وَرِمَ عِجانُه. و العِجان، بلغة أَهل الیمن: العُنق؛ قال شاعرهم یرثی أُمه و أَكلها الذئبُ: فلم یبْقَ منها غیرُ نِصْفِ عِجانِها، و شُنْتُرَةٌ منها، و إِحدی الذَّوائبِ. و قال الشاعر: یا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ العِجانِ، عِجانُها أَطْوَلُ من سِنانِ. و أُمُّ عَجِینَةَ: الرَّخَمةُ.

عجهن؛ ج13، ص: 278

: الأَزهری: العُجاهِنُ صدیق الرجل المُعْرِس الذی یجری بینه و بین أَهله فی إِعْراسه بالرَّسائل، فإِذا بَنی بها فلا عُجاهنَ له؛ قال الراجز: ارْجِعْ إِلی بیتِكَ یا عُجاهِنُ، فقد مضی العُرْسُ، و أَنتَ واهِنُ. و الأُنثی بالهاء. و تَعَجْهَنَ الرجلُ یَتَعَجْهَنُ تَعَجْهُناً إِذا لزِمَها حتی یُبْنَی علیها. و العُجاهِنة: الماشِطة إِذا لم تفارق العَرُوسَ حتی یُبْنَی بها. و العُجاهِنُ، بالضم: الطَّبّاخ. و العُجاهِنُ: الخادم، و الجمع العَجاهِنة، بالفتح؛ و قال الكمیت: و یَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ، یُنازِعْنَ العَجاهِنةَ الرِّئینا. الرِّئین: جمعُ الرِّئة، جمعها علی النون كقولهم عِزِینَ
(1). صدره كما فی التكملة: و سیر غیرهم عنها فساروا
لسان العرب، ج‌13، ص: 279
و ثُبِینَ و كُرِینَ، و المرأَة عُجاهِنة؛ قال: و هی صَدیقة العَرُوسِ، قال ابن بری: قد تعَجْهَنَ الرجل لفلانٍ إِذا صار له عُجاهِناً؛ و قال تأَبط شرّاً: و لكنَّنی أَكْرَهْتُ رَهْطاً و أَهْلَه، و أَرْضاً یكونُ العُوصُ فیها عُجاهِنا. و یروی: و كَرِّی إِذا أَكْرَهْتُ رَهْطاً و أَهله. و العُجاهِنُ: القنفذ؛ حكاه أَبو حاتم؛ و أَنشد: فباتَ یُقاسی لیلَ أَنْقَدَ دائبا، و یَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ و ذلك لأَن القنفذ یَسْرِی لیله كله، و قد یجوز أَن یكون الطَّبَّاخ لأَن الطباخ یختلف أَیضاً.

عدن؛ ج13، ص: 279

: عَدَنَ فلان بالمكان یَعْدِنُ و یَعْدُنُ عَدْناً و عُدُوناً: أَقام. و عَدَنْتُ البلدَ: تَوَطَّنْتُه. و مرْكَزُ كل شی‌ء مَعْدِنُه، و جَنّٰاتُ عَدْنٍ* منه أَی جنات إِقامة لمكان الخُلْد، و جَنّٰاتُ عَدْنٍ* بُطْنانُها، و بُطْنانها وسَطُها. و بُطْنانُ الأَودیة: المواضعُ التی یَسْتَرْیضُ فیها ماءُ السیل فیَكْرُمُ نباتُها، واحدها بَطْنٌ. و اسم عَدْنان مشتق من العَدْنِ، و هو أَن تَلْزَمَ الإِبلُ المكانَ فتأْلَفَه و لا تَبْرَحَه. تقول: تَرَكْتُ إِبل بنی فلان عَوادِنَ بمكان كذا و كذا؛ قال: و منه المَعْدِن، بكسر الدال، و هو المكان الذی یَثْبُتُ فیه الناس لأَن أَهله یقیمون فیه و لا یتحوَّلون عنه شتاء و لا صیفاً، و مَعْدِنُ كل شی‌ء من ذلك، و مَعْدِنُ الذهب و الفضة سمی مَعْدِناً لإِنْبات الله فیه جوهرهما و إِثباته إِیاه فی الأَرض حتی عَدَنَ أَی ثبت فیها. و قال اللیث: المَعْدِنُ مكان كل شی‌ء یكون فیه أَصله و مَبْدَؤه نحو مَعْدِنِ الذهب و الفضة و الأَشیاء. و‌فی الحدیث: فَعَنْ معادِنِ العرب تسأَلونی؟ قالوا: نعم، أَی أُصولها التی ینسبون إِلیها و یتفاخرون بها. و فلان مَعْدِنٌ للخیر و الكرم إِذا جُبِل علیهما، علی المَثَل؛ و قال أَبو سعید فی قول المُخَبَّل: خَوَامِسُ تَنْشقُّ العَصا عن رُؤوسها، كما صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ قال: المُعَدِّنُ الذی یُخْرِجُ من المَعْدنِ الصخرَ ثم یَكْسِرُها یبتغی فیها الذهب. و‌فی حدیث بلال بن الحرث: أَنه أَقطعه مَعادِن القَبَلِیَّةِ؛ المَعادِنُ: المواضع التی یستخرج منها جواهر الأَرض. و العَدَانُ: موضع العُدُونِ. و عَدَنَتِ الإِبل بمكان كذا تَعْدِنُ و تَعْدُنُ عَدْناً و عُدُوناً: أَقامت فی المَرْعَی، و خص بعضهم به الإِقامة فی الحَمْضِ، و قیل: صَلَحَتْ و اسْتَمْرأَت المكانَ و نَمَتْ علیه؛ قال أَبو زید: و لا تَعْدِنُ إِلا فی الحَمْضِ، و قیل: یكون فی كل شی‌ء، و هی ناقة عادِنٌ، بغیر هاء. و العَدَنُ: موضع بالیمن، و یقال له أَیضاً عَدَنُ أَبْیَنَ، نُسِبَ إِلی أَبْیَنَ رجلٍ من حِمْیر لأَنه عَدَنَ به أَی أَقام؛ قال الأَزهری: و هی بلد علی سِیف البحر فی أَقصی بلاد الیمن؛ و‌فی الحدیث ذِكْرُ عَدَنِ أَبْیَنَ؛ هی مدینة معروفة بالیمن أُضیفت إِلی أَبْیَنَ بوزن أَبیض، و هو رجل من حمیر. أَبو عبید: العِدَّانُ الزمان؛ و أَنشد بیت الفرزدق یخاطب مِسْكیناً الدَّارِمِیَّ لما رَثَی زیاداً: أَ تَبْكی علی عِلْجٍ، بِمَیْسانَ، كافِرٍ ككِسْرَی علی عِدّانِه، أَو كَقَیْصَرا؟ و فیه یقول هذا البیت: أَقولُ له لما أَتانی نَعِیُّه: به لا بِظَبْیٍ بالصَّرِیمةِ أَعْفَرا.
لسان العرب، ج‌13، ص: 280
و قال أَبو عمرو فی قوله: و لا علی عِدّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ أَی علی زمانه و إِبَّانِه. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیاً من بنی سعد بالأَحْساءِ یقول: كان أَمْرُ كذا و كذا علی عِدَّانِ ابن بُور؛ و ابنُ بُور كان والیاً بالبَحْرَیْن قبل استیلاء القَرامِطَة علیها، یرید كان ذلك أَیام ولایته علیها. و قال الفراء: كان ذلك علی عِدَّانِ فرعون، قال الأَزهری: من جعل عِدَّانَ فِعْلاناً فهو من العَدِّ و العِدَادِ، و من جعله فِعلالًا فهو من عَدَنَ، قال: و الأَقرب عندی أَنه من العَدِّ لأَنه جعل بمعنی الوقت. و العَدَان، بفتح العین: سبع سنین، یقال: مَكَثْنا فی غَلاء السِّعْرِ عَدَانَیْنِ، و هما أَربع عشرة سنة، الواحد عَدَانٌ، و هو سبع سنین. و العَدَانُ: موضعُ كل ساحلٍ، و قیل: عَدَان البحر، بالفتح، ساحله؛ قال یَزیدُ بنُ الصَّعِقِ: جَلَبْنَ الخیلَ من تَثْلِیثَ، حتی وَرَدْنَ علی أُوَارةَ فالعَدَانِ. و العدانُ: أَرض بعینها من ذلك؛ و أَما قول لبید بن ربیعة العامری: و لقد یَعْلَمُ صَحْبی كُلُّهُمْ، بعَدَانِ السِّیفِ صَبْرِی و نَقَلْ. فإِن شمراً رواه: بعَدَانِ السیف …، و قال: عَدَانُ موضع علی سِیفِ البحر، و رواه أَبو الهیثم: بعِدان السِّیفِ …، بكسر العین، قال: و یروی‌بعَدَانی السِّیفِ …، و قال: أَراد جمع العَدِینَة، فقلب الأَصل بعَدَائِن السِّیفِ فأَخَّرَ الیاء و قال: عَدانی، و قیل: أَراد عَدَنَ فزاد فیه الأَلف للضرورة، و یقال: هو موضع آخر: ابن الأَعرابی: عَدَانُ النهر، بفتح العین، ضَفَّتُه، و كذلك. عَبْرَتُه [عِبْرَتُه و مَعْبَرُه و بِرْغِیلُه. و عَدَنَ الأَرضَ یَعْدِنُها عَدْناً و عَدَّنَها: زبَّلَها. و المِعْدَنُ: الصاقُورُ. و العَدِینَة: الزیادة التی تُزادُ فی الغَرْبِ، و جمع العَدِینَة عدَائن. یقال: غَرْبٌ مُعَدَّنٌ إِذا قطع أَسفله ثم خرز برقعة؛ و قال: و الغَرْبَ ذا العَدِینَة المُوَعَّبا. المُوَعَّبُ: المُوَسَّعُ الموَفَّر. أَبو عمرو: العَدِینُ عُرًی مُنَقَّشَة تكون فی أَطراف عُرَی المَزادة، و قیل: رُقْعَة مُنَقَّشَة تكون فی عُرْوة المزادة. و قال ابن شمیل: الغَرْب یُعَدَّنُ إِذا صَغُر الأَدیم و أَرادوا تَوْفِیرَه زادوا له عَدِینَةً أَی زادوا له فی ناحیة منه رُقْعَة. و الخُفُّ یُعَدَّنُ: یزاد فی مُؤَخَّرِ الساق منه زیادة حتی یتسع، قال: و كل رُقْعة تُزاد فی الغرب فهی عَدِینَة، و هی كالبَنِیقَةِ فی القمیص. و یقال: عَدَّنَ به الأَرض و عَدَّنه ضربها به. یقال: عَدَّنْتُ به الأَرضَ و وَجَنْتُ به الأَرضَ و مَرَّنْتُ به الأَرضَ إِذا ضَرَبت به الأَرض. و عَدَّنَ الشاربُ إِذا امتلأَ، مثل أَوَّنَ و عَدَّلَ. و العَیْدانُ: النخل الطِّوال؛ و أَنشد أَبو عبیدة لابن مُقْبل قال: یَهْزُزْنَ للمَشْیِ أَوْصالًا مُنَعَّمَةً، هَزَّ الجَنُوبِ، ضُحًی، عَیْدانَ یَبْرِینَا. قال أَبو عمرو: العَدَانَة الجماعة من الناس، و جمعه عَدانات؛ و أَنشد: بنی مالكٍ لَدَّ الحُضَیْنُ، ورَاءكُمْ، رِجالًا عَدَاناتٍ و خَیْلًا أَكاسِما. و قال ابن الأَعرابی: رجال عَدَاناتٌ مُقیمون، و قال: روضة أُكْسُومٌ إِذا كانت ملتفة بكثرة النبات.
لسان العرب، ج‌13، ص: 281
و العَدَان: قبیلة من أَسد؛ قال الشاعر: بَكِّی علی قَتْلی العَدانِ، فإِنهم طالتْ إِقامَتُهم ببَطْنِ بَرَامِ [بِرَامِ «1». و العَدَانات: الفِرَق من الناس. و عَدْنانُ بن أُدٍّ: أَبو مَعَدٍّ. و عَدَانُ و عُدَیْنَة: من أَسماء النساء.

عدشن؛ ج13، ص: 281

: العَیْدَشُونُ: دُوَیْبَّة.

عذن؛ ج13، ص: 281

: العَذَّانَة: الاسْتُ، و العرب تقول: كَذَبَتْ عَذَّانَتُه و كَدَّانَتُه بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: أَعْذَنَ الرجل إِذا آذی إِنساناً بالمخالفة.

عرن؛ ج13، ص: 281

: العَرَنُ و العُرْنَةُ: داء یأْخُذُ الدابة فی أُخُرِ رجلها كالسَّحَج فی الجلد یُذْهِبُ الشَّعر، و قیل: هو تَشَقُّق یُصِیبُ الخَیْل فی أَیدیها و أَرجلها، و قیل: هو جُسُوء یحدث فی رُسْغِ رجل الفرس و الدابة و موضع ثُنَّتِها من أُخُرٍ للشی‌ء یصیبه فیه من الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة من أَن یَرْمَحَ جَبَلًا أَو حجراً، و قد عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً، فهی عَرِنة و عَرُونٌ، و هو عَرِنٌ؛ و عَرِنَتْ رجلُ الدابة، بالكسر، و العَرَنُ أَیضاً: شبیه بالبَثْرِ یَخْرُجُ بالفِصال فی أَعناقها تَحْتكُّ منه، و قیل: قَرْحٌ یخرج فی قوائمها و أَعناقها، و هو غیر عَرَنِ الدواب، و الفعل كالفعل. و أَعْرَنَ الرجلُ إِذا تشَقَّقتْ سیقانُ فُصْلانه، و أَعْرَنَ إِذا وقَعَتِ الحِكَّة فی إِبله؛ قال ابن السكیت: هو قَرْحٌ یأْخذه فی عنقه فیحتك منه و ربما بَرَكَ إِلی أَصل شجرة و احْتَكَّ بها، قال: و دواؤه أَن یُحْرَقَ علیه الشحمُ؛ قال ابن بری: و منه قول رؤبة: یَحُكُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ، تَحَكُّكَ الأَجرَبِ یأْذَی بالعَرَنْ و العَرَنُ: أَثرُ المَرَقة فی ید الآكل؛ عن الهَجریِّ. و العِرَانُ: خشبة تُجْعَلُ فی وَتَرةِ أَنف البعیر و هو ما بین المَنْخِرَین، و هو الذی یكون للبَخاتیِّ، و الجمع أَعْرِنة. و عَرَنَه یَعْرُنُه و یَعْرِنُه عَرْناً: وضع فی أَنفه العِرَانَ، فهو مَعْرُونٌ. و عُرِنَ عَرْناً: شكا أَنفه من العِرَان. الأَصمعی: الخِشاشُ ما یكون من عُود أَو غیره یجعل فی عظم أَنف البعیر، و العِرانُ ما كان فی اللحم فوق الأَنف؛ قال الأَزهری: و أَصل هذا من العَرَنِ و العَرِین، و هو اللحم. و العِرانُ: المِسْمارُ الذی یضم بین السِّنانِ و القَناة؛ عن الهَجریِّ. و العَرِینُ: اللحم؛ قالت غادِیَةُ الدُّبیریَّةُ: مُوَشَّمةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِینُها. و هذا العجز أَورده ابن سِیدَة و الأَزهری منسوباً لغادیةَ الدُّبیریة كما ذكرناه، و أَورده الجوهری مهملًا لم ینسبه إِلی أَحد، و قال ابن بری: هو لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ، قال: و هو الصحیح؛ و جملة البیت: رَغا صاحِبی، عندَ البُكاءِ، كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِینُها. قال: و أَنشده أَبو عبیدة فی نوادر الأَسماء؛ و أَنشد بعده: من المُلْحِ لا یُدْرَی أَ رجْلُ شِمالِها، بها الظَّلْعُ لما هَرْوَلتْ، أَم یمینُها. و فی شعره: موشمة الجنبین …؛ و أَراد بالمُوشَّمة الصَّبْغَ، و الأَمْلَحُ: بین الأَبیض و الأَسود، و التَّوشُّمُ: بیاضٌ و سواد یكون فیه كهیئة الوَشْمِ فی ید المرأَة، و الرَّخْصُ: الرَّطْبُ الناعم، و قیل: العَرِینُ اللحم
(1). قوله [قال الشاعر بكی إِلخ] عبارة یاقوت: عدان السیف، بالفتح، ضفته؛ قال الشاعر: بكی إِلخ. و بعده: كانوا علی الأَعداء نار محرّق و لقومهم حرماً من الأَحرام لا تهلكی جزعاً فإنی واثق برماحنا و عواقب الأَیام
لسان العرب، ج‌13، ص: 282
المَطْبُوخ. ابن الأَعرابی: أَعْرَنَ إِذا دام علی أَكل العَرَنِ، قال: و هو اللحم المطبوخ. و العَرِینُ و العَرِینَةُ: مأْوی الأَسد الذی یأْلفه. یقال: لیثُ عرینَةٍ و لیْثُ غابةٍ، و أَصلُ العَرین جماعة الشَّجر؛ قال ابن سیدة: العَرینة مأْوی الأَسد و الضبع و الذئب و الحیة؛ قال الطّرمّاح یصف رَحْلًا: أَحَمَّ سَراةِ أَعْلی اللَّوْنِ منه، كلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرینِ. و قیل: العَرینُ الأَجَمةُ هاهنا؛ قال الشاعر: و مُسَرْبلٍ حَلَقَ الحدیدِ مُدَجِّجٍ، كاللَّیْثِ بین عَرینَةِ الأَشْبالِ. هكذا أَنشده أَبو حنیفة: مُدَجِّجٍ، بالكسر، و الجمع عُرُنٌ. و العَرینُ: هَشیمُ العِضاهِ. و العرینُ: جماعة الشَّجر و الشَّوْكِ و العِضاهِ، كان فیه أَسد أَو لم یكن. و العَرینُ و العِرَانُ: الشَّجر المُنْقاد المُسْتطیل. و العَرین: الفِناء. و‌فی الحدیث: أَن بعض الخُلفاء دفن بعَرینِ مكة‌أَی بفنائها، و كان دفن عند بئر مَیْمُون. و العَرینُ فی الأَصل: مأْوی الأَسد، شبهت به لعزها و مَنَعتِها، زادها الله عزّاً و مَنَعةً. و العَرینُ: صیاحُ الفاختة؛ أَنشد الأَزهری فی ترجمة عزهل: إِذا سَعْدانةُ السَعفاتِ ناحَتْ عَزَاهِلُها، سَمِعْتَ لها عَرِینا. العَرینُ: الصوتُ. و العِرَانُ: القِتالُ. و العِرانُ: الدار البعیدة. و العِرانُ: البُعْدُ و بُعْدُ الدار. یقال: دارهم عارِنَة أَی بعیدة. و عَرَنَتِ الدارُ عِراناً: بَعُدَتْ و ذهبت جهة لا یریدها من یحبه. و دِیارٌ عِرَانٌ: بعیدة، وُصِفَتْ بالمصدر؛ قال ابن سیدة: و لیست عندی بجمع كما ذهب إِلیه أَهل اللغة؛ قال ذو الرمة: أَلا أَیُّها القلْبُ الذی بَرَّحَتْ به منازِلُ مَیٍّ، و العِرانُ الشَّواسِعُ. و قیل: العِرَان فی بیت ذی الرمة هذا الطُّرُقُ لا واحد لها. و رجل عِرْنةٌ: شدید لا یطاق، و قیل: هو الصِّرِّیعُ. الفراء: إِذا كان الرجل صِرِّیعاً خبیثاً قیل: هو عِرْنةٌ لا یُطاق؛ قال ابن أَحمر یصف ضَعْفَه: و لسْتُ بِعِرْنةٍ عَرِكٍ، سلاحی عَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَا. یقول: لست بقَوِیٍّ، ثم ابتدأَ فقال: سلاحی عصاً أَسوق بها حماری و لست بمُقْرِنٍ لقِرْنی. قال ابن بری فی العِرْنةِ الصِّرِّیعِ، قال: هو مما یمدح به، و قد تكون العِرْنةُ مما یُذَم به، و هو الجافی الكَزّ. و قال أَبو عمرو الشَّیْبانیّ: هو الذی یَخْدُمُ البیوتَ. و رُمْحٌ مُعَرَّنٌ: مُسَمَّرُ السِّنانِ، قال الجوهری: رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إِذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ، و هو المِسمارُ. و العَرَنُ: الغَمَرُ. و العَرَنُ: رائحة لحم له غَمَرٌ؛ حكی ابن الأَعرابی: أَجِدُ رائحة عَرَنِ یدیك أَی غَمَرَهما، و هو العَرَمُ أَیضاً. و العَرَنَ و العِرْنُ: ریح الطبیخ؛ الأُولی عن كراع. و رجل عَرِنٌ: یلزَم الیاسِرَ حتی یَطْعَمَ من الجَزُورِ. و عِرْنَینُ كل شی‌ء: أَوَّله. و عِرْنینُ الأَنف: تحت مُجْتَمَع الحاجبین، و هو أَول الأَنف حیث یكون فیه الشَّمَمُ. یقال: هم شُمُّ العَرانینِ، و العِرْنینُ الأَنف كله؛ و قیل: هو ما صَلُبَ من عَظْمِه؛ قال ذو الرمة: تَثْنی النِّقابَ علی عِرْنِینِ أَرْنَبةٍ شَمّاءَ، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 283
و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَقْنی العِرْنینِ‌أَی الأَنف، و قیل: رأْس الأَنف. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: من عَرانین أُنوفها؛ و فی قصید كعب: شُمُّ العَرانینِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُمُ و استعاره بعض الشعراء للدهر فقال: و أَصبَحَ الدهرُ ذو العِرْنین قد جُدِعا. و جمعه عَرانینُ. و عَرانِینُ الناس: وُجوهُهم. و عَرانِینُ القوم: سادتهم و أَشرافُهم علی المَثل؛ قال العجاج یذكر جیشاً: تَهْدی قُداماهُ عَرانِینُ مُضَرْ. و العُرانیة: مَدُّ السیل: قال عَدیُّ بن زید العبّادی: كانتْ ریاحٌ، و ماءٌ ذو عُرانیةٍ، و ظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً و لا خَلَلا و ماء ذو عُرانیة إِذا كثر و ارتفع عُبابُه. و العُرانیة، بالضم: ما یرْتفع فی أَعالی الماء من غَوارِب المَوْج. و عَرانینُ السحاب: أَوائلُ مطره؛ و منه قول إمرئ القیس یصف غیثاً: كأَنَّ ثَبِیراً فی عَرانِینَ وَدْقِه، من السَّیل و الغُثَّاءِ، فلكةُ مِغْزل «2». و العِرْنةُ: عُروق العَرَتُنِ، و فی الصحاح: عُروق العَرَنْتُنِ. و العِرْنة: شجرُ الظِّمْخِ یجی‌ء أَدیمه أَحمر. و سِقاءٌ معْرون و مُعَرَّنٌ: دبغ بالعِرْنة، و هو خشب الظِّمخ؛ قال ابن السكیت: هو شجر یشبه العوسج إِلا أَنه أَضخم منه، و هو أَثِیثُ الفَرْعِ و لیس له سُوقٌ طِوالٌ، یُدَقُّ ثم یُطبَخ فیجی‌ء أَدیمه أَحمر. و قال شمر: العَرَتُنُ، بضم التاء، شجر، واحدتها عَرَتُنة. و یقال: أَدیم مُعَرْتَنٌ. قال الأَزهری: الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخةٌ، و هو العِرْنُ، واحدتها عِرْنة، شجرة علی صورة الدُّلْب تُقْطع منه خُشُب القصَّارین التی تُدْفن، و یقال لبائعها: عَرَّانٌ. و حكی ابن بری عن ابن خالویه: العِرْنة الخشبة المدفونة فی الأَرض التی یَدُقُّ علیها القصّار، و أَما التی یدق بها فاسمها المِئجَنة و الكِدْنُ. و عُرَیْنة و عَرینٌ: حیّان. قال الأَزهری: عُرَینة حیٌّ من الیمن. و عَرین: حیّ من تمیم؛ و لهم یقول جریر: عَرِینٌ من عُرَیْنةَ لیس مِنَّا، بَرِئْتُ إِلی عُرَیْنَةَ من عَرینِ قال ابن بری: عَرینُ بن ثعلبة بن یَرْبوع بن حنظلة بن مالك بن زید مَناةَ بن تمیم، قال: و قال القَزّاز عَرین فی بیت جریر هذا اسم رجل بعینه. و قال الأَخفش: عَرینٌ فی البیت هو ثعلبة بن یربوع، و مَعْرونٌ اسم، و كذلك عُرَّان. و بنو عَرین: بطن من تمیم. و عُرَینة، مصغر: بطن من بَجیلة. و عُرونة و عُرَنة: موضعان. و عُرَنات: موضع دون عرفات إِلی أَنصاب الحرَم؛ قال لبید: و الفِیلُ یومَ عُرَناتٍ كَعْكَعا، إِذ أَزْمَعَ العُجْمُ به ما أَزْمَعا. و عِرْنانُ: غائط واسع منخفض من الأَرض؛ قال إمرؤ القیس: كأَنی و رَحْلی فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ بشُرْبةَ، أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ. و عِرانُ البَكْرة: عُودها و یُشَدُّ فیه الخُطَّافُ.و رَهْطٌ من العُرَنِیِّین، مثال الجُهَنِیِّین: ارتدوا فقتلهم النبی، صلی الله علیه و سلم.و عِرْنانُ: اسم جبل بالجَناب دون وادی القُری إِلی فَیْدٍ. و عِرْنان:
(2). و یروی: وبله بدل ودقه و المعنی واحد
لسان العرب، ج‌13، ص: 284
اسم واد معروف. و بطْنُ عُرَنة: واد بحذاء عرفات. و‌فی حدیث الحج: و ارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنة؛ هو بضم العین و فتح الراء، موضع عند الموقف بعرفات. و‌فی الحدیث: اقْتُلوا من الكلاب كلَّ أَسوَدَ بهیم ذی عُرْنَتین؛ العُرْنَتان: النُّكْتتان اللتان تكونان فوق عین الكلب.

عربن؛ ج13، ص: 284

: العُرْبُون و العَرَبُونُ و العُرْبانُ: الذی تسمیه العامة الأَرَبُون، تقول منه: عَرْبَنْتُه إِذا أَعطیته ذلك. و یقال: رمَی فلانٌ بالعَرَبُون إِذا سَلَح.

عرتن؛ ج13، ص: 284

: العَرَنْتُنُ و العَرَنْتَنُ و العَرَنْتِنُ و العَرَتُنُ و العَرَتَنُ محذوفان من العَرَنْتُنِ و العَرَنْتَنِ و العَرْتَنُ و العَرَتْنُ، كل ذلك: شجر یُدبغ بعروقه، و الواحدة عَرْتُنةٌ. و العِرْنةُ عُروق العرَتَن، و هو شجر خشِنٌ یشبه العوْسج إِلا أَنه أَضخم، و هو أَثِیثُ الفرْع، و لیس له سُوقٌ طِوالٌ، یُدَقُّ ثم یُطبخ فیجی‌ء أَدیمه أَحمر. و عَرْتَنَ الأَدیمَ: دَبغه بالعَرَتُن. و أَدیم مُعرْتَن: مدبوغ بالعَرْتَن. و عُرَیْتِناتٌ: موضع، و قد ذكِر صرْفه. قال ابن بری فی ترجمة عثلط: جاء فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ؛ قال الخلیل: أَصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُل، حذفت منه النون و تُرِكَ علی صورته. و یقال: عَرْتَنٌ مثل عَرْفج.

عرجن؛ ج13، ص: 284

: أَبو عمرو: العُرْهونُ و العُرْجُونُ و العُرْجُد كلُّه الإِهانُ، و العُرْجُون العِذْقُ عامَّة، و قیل: هو العِذْقُ إِذا یَبس و اعْوجَّ، و قیل: هو أَصل العِذْق الذی یعْوَجُّ و تُقْطع منه الشماریخ فیبقی علی النخل یابساً، و قال ثعلب: هو عُود الكِباسة. قال الأَزهری: العرجون أَصْفرُ عریض شبه الله به الهلالَ لما عاد دقیقاً فقال سبحانه و تعالی: وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ حَتّٰی عٰادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ؛ قال ابن سیدة: فی دِقَّتِه و اعْوِجاجِه؛ و قول رؤبة: فی خِدْرِ مَیَّاسِ الدُّمَی مُعَرْجَنِ یشهد بكون نون عُرْجون أَصلًا، و إِن كان فیه معنی الانعراج، فقد كان القیاس علی هذا أَن تكون نون عُرْجون زائدة كزیادتها فی زَیتون، غیر أَن بیت رؤبة هذا منع ذلك و أَعلم أَنه أَصل رُباعی قریب من لفظ الثلاثی كسِبَطْرٍ من سَبِطٍ و دِمَثْرٍ من دَمِثٍ، أَ لا تری أَنه لیس فی الأَفعال فَعْلَنَ، و إِنما هو فی الأَسماء نحو عَلْجَنٍ و خَلْبَنٍ؟ و عَرْجَنه بالعصا: ضربه. و عَرْجَنه: ضربه بالعُرْجون. و العُرْجون: نبت أَبیض. و العُرْجون أَیضاً: ضرب من الكمأَة قدْرُ شبر أَو دُوَینُ ذلك، و هو طیِّبٌ ما دام غَضّاً، و جمعه العَراجِینُ. و قال ثعلب: العُرْجون كالفُطر یَیْبَس و هو مستدیر؛ قال: لتَشْبَعَنَّ العامَ، إِن شی‌ءٌ شَبِعْ من العَراجِین، و من فَسْو الضَّبُعْ. الأَزهری: العَراهِین و العَراجینُ واحدها عُرْهون و عُرْجون، و هی العَقائلُ، و هی الكمأَة التی یقال لها الفُطْرُ. الأَزهری: العَرْجَنةُ تصویر عَراجِین النخل. و عَرْجَنَ الثوبَ: صَوَّر فیه صُوَرَ العَراجین؛ و أَنشد بیت رؤبة: فی خِدْرِ مَیَّاسِ الدُّمَی مُعَرْجَنِ أَی مُصوَّرٍ فیه صُوَرُ النخل و الدُّمی.

عرضن؛ ج13، ص: 284

: الأَزهری فی رباعی العین: اللیث العِرَضْنة و العِرَضْنی عَدْوٌ فی اشتقاق؛ و أَنشد: تَعْدُو العِرَضْنی خَیْلُهم حَراجِلا. قال ابن الأَعرابی: العِرَضْنی فی اعتراض و نَشاط، و حَراجِلَ و عَرَاجِلَ: جماعاتٍ. أَبو عبید: العِرَضْنةُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 285
الاعتراضُ فی السیر من النَّشاطِ، و لا یقال ناقة عِرَضْنة. و امرأَة عِرَضْنة: ضخمة قد ذهبت عَرْضاً من سِمَنِها.

عرهن؛ ج13، ص: 285

: العُراهِنُ: الضخم من الإِبل. الفراء: بعیر عُراهِنٌ و عُراهِمٌ و جُرَاهِمٌ عظیم. أَبو عمرو: العُرْهُون و العُرْجُون و العُرْجُدُ كُلُّه الإِهانُ. ابن بری: العُرْهُونُ، و جمعه عَراهِینُ، شی‌ءٌ یشبه الكمأَةَ فی الطَّعْم. قال: و عُرْهانُ موضع.

عزن؛ ج13، ص: 285

: ابن الأَعرابی: أَعْزَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا قاسم نصیبه، فأَخذ هذا نصیبه، و هذا نصیبه؛ قال الأَزهری: و كأَن النون مبدلة من اللام فی هذا الحرف.

عسن؛ ج13، ص: 285

: العَسَنُ: نُجُوعُ العَلَف و الرِّعْی فی الدواب. عَسِنتِ الدابةُ، بالكسر، عَسَناً: نَجَعَ فیها العَلَف و الرِّعْیُ، و كذلك الإِبل إِذا نجع فیها الكلأُ و سَمِنتْ. أَبو عمرو: أَعْسَنَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حسناً. و دابة عَسِنٌ: شَكُورٌ، و كذلك ناقة عَسِنة و عاسِنةٌ. و العُسُنُ: الشحم القدیم مثل الأُسُنِ؛ قال القُلاخُ: عُراهِماً خاظی البَضِیع ذا عُسُن. و قال قَعْنبُ بن أُمِّ صاحب: علیه مُزْنِیُّ عامٍ قد مضی عُسُنُ. و سَمِنتِ الناقة علی عُسْنٍ و عِسْنٍ و عُسُنٍ و أُسُنٍ؛ الأَخیرة عن یعقوب حكاها فی البدل، أَی علی سِمَنٍ و شَحْمٍ كان قبل ذلك. و قال ثعلب: العُسُنُ أَن یبقی الشحمُ إِلی قابل و یَعْتُقَ. و الأُسُنُ و العُسُنُ و العُسْنُ: أَثرٌ یبقی من شحم الناقة و لحمها، و الجمع أَعْسانٌ و آسانٌ، و كذلك بقیة الثوب؛ قال العُجَیرُ السَّلولیُّ: یا أَخَوَیَّ من تمیمٍ، عَرِّجا نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْ. و نوقٌ مُعْسِناتٌ: ذَواتُ عُسُنٍ؛ قال الفرزدق: فخُضْتُ إِلی الأَنْقاءِ منها، و قد یَری ذَواتُ النَّقایا المُعْسِناتِ مَكانیا. و العُسُنُ: جمع أَعْسَنَ و عَسُونٍ، و هو السمین، و یقال للشَّحْمةِ عُسْنةٌ، و جمعها عُسَنٌ. و التَّعْسِینُ: قِلَّةُ الشحم فی الشاة. و التَّعْسِینُ أَیضاً: قلة المطر. و كلأٌ مُعَسَّنٌ و مُعَسِّنٌ: الكسر عن ثعلب: لم یصبه مطر، و مكانٌ عاسِنٌ: ضیق؛ قال: فإنَّ لكم مآقِطَ عاسِناتٍ، كیوْمَ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إِیرُ. أَبو عمرو: العَسْنُ الطُّولُ مع حُسْن الشعر و البیاض، و هو علی أَعْسانٍ من أَبیه أَی طرائق، واحدها عِسْنٌ. و تعَسَّنَ أَباه و تأَسَّنهُ و تأَسَّلَه: نَزَعَ إِلیه فی الشَّبَه. و العِسْنُ: العُرْجُون الردی‌ء، و هی لغة ردیئة، و قد تقدم أَنه العِسْقُ، و هی ردیئة أَیضاً. و عَسْنٌ: موضع؛ قال: كأَنَّ علیهمُ، بجَنُوبِ عَسْنٍ، غَماماً یَسْتَهِلُّ و یسْتَطِیرُ. و رجل عَوْسَنٌ: طویل فیه جَنَأٌ. و أَعْسانُ الشی‌ء: آثاره و مكانه. و تعَسَّنْتُه: طلبت أَثرَه و مكانه. قال أَبو تراب: سمعت غیر واحد من الأَعراب یقول: فلان عِسْلُ مالٍ و عِسْنُ مال إِذا كان حسن القیام علیه.

عشن؛ ج13، ص: 285

: عَشَنَ و اعْتَشَنَ: قال برأْیه، و فی التهذیب: أَعْشَنَ و اعْتَشَنَ؛ عن الفراء. و قال ابن الأَعرابی: العاشِنُ المُخمِّنُ، و العُشانة الكَرَبَةُ، عُمانیة، و حكاها كراع بالغین معجمة، و نسبها إِلی الیمن. و العُشانةُ: ما یبقی فی أُصول السعف من التمر. و تعَشَّنَ النخلةَ: أَخذَ عُشانتَها. یقال: تعَشَّنْتُ النخلة و اعْتَشَنْتُها إِذا تتبَّعْتَ كُرابتَها فأَخذته.
لسان العرب، ج‌13، ص: 286
و العُشانة: اللُّقاطة من التمر. قال أَبو زید: یقال لما بقی فی الكِباسَة من الرُّطَبِ إِذا لُقِطت النخلة العُشانُ و العُشانةُ، و الغُشانُ و البُذَارُ مثله، و العُشانة: أَصلُ السَّعَفة، و بها كُنِّیَ أَبو عُشانة.

عشزن؛ ج13، ص: 286

: العَشْزَنةُ: الخلاف. و العَشَوْزَنُ: الشدید الخَلْق كالعَشَنْزَر. و العَشَوْزَنُ: العَسِرُ الخُلُق من كل شی‌ء، و قیل: هو المُلْتوی العَسِر من كل شی‌ء. و عَشْزَنَتُه: خِلافُه، و الأُنثی عَشَوْزَنة، و جمع العَشَوْزَنِ عَشاوِزُ، و ناقة عَشَوْزنة؛ و أَنشد: أَخْذَكَ بالمَیْسُورِ و العَشَوْزَنِ. و یجوز أَن یُجمع عَشوْزَنٌ علی عَشازِنَ، بالنون. الجوهری: العَشَوْزنُ الصُّلْبُ الشدید الغلیظ؛ قال عمرو بن كلثُوم یصف قناة صُلْبة: إِذا عَضَّ الثِّقافُ بها اشْمأَزَّتْ، و وَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونا عَشوْزَنَةً إِذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ، تشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ و الجَبِینا. و حكی ابن بری عن أَبی عمرو: العَشوْزَنُ الأَعْسَرُ، و هو عَشوْزَنُ المِشْیة إِذا كان یَهُزُّ عَضُدَیه.

عصن؛ ج13، ص: 286

: أَعْصَنَ الرجلُ إِذا شَدَّدَ علی غریمه و تمكَّكَه، و قیل: أَعْصَنَ الأَمرُ إِذا اعْوَجَّ و عَسُر.

عطن؛ ج13، ص: 286

: العَطَنُ للإِبل: كالوَطَنِ للناس، و قد غَلَبَ علی مَبْرَكِها حولَ الحوض، و المَعْطَنُ كذلك، و الجمع أَعْطانٌ. و عَطَنتِ الإِبلُ عن الماءِ تَعْطِنُ و تعْطُنُ عُطُوناً، فهی عَواطِنُ و عُطُونٌ إِذا رَوِیَتْ ثم بَرَكتْ، فهی إِبل عاطنة و عَوَاطن، و لا یقال إِبل عُطّانٌ. و عَطَّنتْ أَیضاً و أَعْطَنَها: سقاها ثم أَناخها و حبسها عند الماء فبركت بعد الورود لتعود فتشرب؛ قال لبید: عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما، إِنما یُعْطِنُ أَصحابُ العَلَلْ. و الاسم العَطَنةُ. و أَعْطَنَ القومُ: عَطَنتْ إِبلُهم. و قوم عُطّانٌ و عُطُونٌ و عَطَنةٌ و عاطِنونَ إِذا نزلوا فی أَعْطان الإِبل. و‌فی حدیث الرؤیا: رَأَیْتُنی أَنْزِعُ علی قَلِیب فجاءَ أَبو بكر فاسْتَقَی و فی نَزْعِه ضعْفٌ و الله یغفر له، فجاءَ عمر فَنَزَعَ فاسْتحالَتِ الدَّلْوُ فی یده غَرْباً، فأَرْوَی الظَّمِئةَ حتی ضَرَبَتْ بعَطَنٍ؛ یقال: ضربت الإِبلُ بعطَنٍ إِذا رَوِیَتْ ثمَّ بَرَكَتْ حول الماء، أَو عند الحیاض، لتُعادَ إِلی الشرب مرة أُخری لتشرب عَلَلًا بعد نَهَلٍ، فإذا استوفت ردَّت إِلی المراعی و الأَظْماءِ؛ ضَرَب ذلكَ مثلًا لاتساع الناس فی زمن عمر و ما فتح علیهم من الأَمصار. و‌فی حدیث الاستِسقَاء: فما مضت سابعة حتی أَعْطَنَ الناسُ فی العُشْب؛ أَراد أَن المطر طَبَّقَ و عَمَّ البُطونَ و الظُّهورَ حتی أَعْطَنَ الناسُ إِبلَهم فی المراعی؛ و منه‌حدیث أُسامة: و قد عَطَّنُوا مَواشِیَهُم‌أَی أَراحوها؛ سُمِّی المُراحُ، و هو مأْواها، عَطَناً؛ و منه‌الحدیث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَی خیراً و انْقُشُوا له عَطَنَه‌أَی مُرَاحَه. و قال اللیث: كل مَبْرَكٍ یكون مَأْلَفاً للإِبل فهو عَطَنٌ له بمنزلة الوَطَن للغنم و البقر، قال: و معنی مَعاطِنِ الإِبل فی الحدیث مواضعُها؛ و أَنشد: و لا تُكَلِّفُنی نَفْسی، و لا هَلَعِی، حِرْصاً أُقِیمُ به فی مَعْطَنِ [مَعْطِنِ الهُونِ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن الصَّلاة فی أَعْطان الإِبل.و‌فی الحدیث: صَلُّوا فی مرابض الغنم و لا تصلوا فی أَعْطان الإِبل؛ قال ابن الأَثیر: لم ینه عن الصلاة فیها من جهة النجاسة فإِنها
لسان العرب، ج‌13، ص: 287
موجودة فی مرابض الغنم، و قد أَمر بالصلاة فیها و الصلاة مع النجاسة لا تجوز، و إِنما أَراد أَن الإِبل تَزْدَحِمُ فی المَنْهَل، فإِذا شربت رفعت رؤُوسها، و لا یُؤْمَنُ من نِفارها و تَفَرُّقها فی ذلك الموضع، فتُؤْذی المُصَلِّیَ عندها أَو تُلْهیه عن صلاته أَو تنجسه برَشَاشِ أَبوالها. قال الأَزهری: أَعْطان الإِبل و مَعاطِنُها لا تكون إِلَّا مَبارِكَها علی الماء، و إِنما تُعْطِنُ العربُ الإِبلَ علی الماءِ حین تَطْلُع الثُّرَیَّا و یرجع الناس من النُّجَعِ إِلی المَحاضِرِ، و إِنما یُعْطِنُونَ النَّعَم یوم وِرْدِها، فلا یزالون كذلك إِلی وقت مَطْلَع سُهَیْل فی الخریف، ثم لا یُعْطِنُونها بعد ذلك، و لكنها تَرِدُ الماءَ فتشرب شَرْبَتها و تَصْدُر من فورها؛ و قول أَبی محمد الحَذلَمِیّ: و عَطَّنَ الذِّبَّانُ فی قَمْقَامِها. لم یفسره ثعلب، و قد یجوز أَن یكون عَطَّنَ اتخذ عَطَناً كقولك: عَشَّش الطائر اتخذ عُشّاً. و العُطُونُ: أَن تُراحَ الناقة بعد شربها ثم یعرض علیها الماء ثانیة، و قیل: هو إِذا رَوِیَتْ ثمَّ بَرَكَتْ؛ قال كعب بن زهیر یصف الحُمُرَ: و یَشْرَبْنَ من بارِدٍ قد عَلِمْنَ بأَن لا دِخَالَ، و أَنْ لا عُطونا. و قد ضَرَبَتْ بعَطَنٍ أَی بَرَكَتْ؛ و قال عُمَرُ بن لَجَأٍ: تَمْشِی إِلی رِوَاءِ عاطِنَاتِها. قال ابن السكیت: و تقول هذا عَطَنُ الغَنم و مَعطِنُها لمَرابضها حولَ الماء. و أَعْطَنَ الرجلُ بعیرَه: و ذلك إِذا لم یشرب فَرَدَّه إِلی العَطَن ینتظر به؛ قال لبید: فَهَرَقْنا لهما فی دَاثِرٍ، لضَواحِیه نَشِیشٌ بالبَلَلْ راسِخ الدِّمْنِ علی أَعضادِهِ، ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِیحٍ و سبَلْ عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما، إِنما یُعْطِنُ من یَرْجُو العَلَلْ. و رجل رَحْبُ العَطَنِ و واسع العَطَن أَی رَحْبُ الذِّراعِ كثیر المال واسع الرَّحْل. و العَطَنُ: العِرْضُ؛ و أَنشد شَمِرٌ لعَدِیِّ بن زید: طاهِرُ الأَثوابِ یَحْمِی عِرْضَه من خَنَی الذِّمَّةِ، أَو طَمثِ العَطَنْ. الطَّمْث: الفَسادُ. و العَطَنُ: العِرْض، و یقال: منزله و ناحیته. و عَطِنَ الجلد، بالكسر، یَعْطَنُ عَطَناً، فهو عَطِنٌ و انْعَطَنَ: وُضِعَ فی الدباغ و تُرِكَ حتی فَسَدَ و أَنْتَنَ، و قیل: هو أَن یُنضح علیه الماء و یُلَفَّ و یدفن یوماً و لیلة لیسترخی صوفه أَو شعره فینتف و یلقی بعد ذلك فی الدباغ، و هو حینئذ أَنتن ما یكون، و قیل: العَطْنُ، بسكون الطاء، فی الجلد أَن تُؤخذ غَلْقَةٌ، و هو نبت، أَو فَرْثٌ أَو مِلْحٌ فیلقی الجلد فیه حتی یُنْتِنَ ثمَّ یُلْقَی بعد ذلك فی الدِّباغ، و الذی ذكره الجوهری فی هذا الموضع قال: أَن یؤْخذ الغَلْقَی فیلقی الجلد فیه و یُغَمَّ لینفسخ صوفه و یسترخی، ثم یلقی فی الدباغ. قال ابن بری: قال علی بن حمزة الغَلْقَی لا یُعْطَنُ به الجلد، و إِنما یعطن بالغَلْقَة نبتٍ معروف. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَخذت إِهاباً مَعْطُوناً فأَدخلته عُنُقی؛ المَعْطُون: المُنْتِنُ المَنْمَرِقُ الشعرِ، و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و فی البیت أُهُبٌ عَطِنة؛ قال أَبو عبید: العَطِنَةُ المُنْتِنة الریح. و یقال للرجل الذی یُسْتَقْذَر: ما هو إِلَّا عَطِنَةٌ
لسان العرب، ج‌13، ص: 288
من نَتْنِه. قال أَبو زید: عَطِنَ الأَدیمُ إِذا أَنتن و سقط صوفه فی العَطْنِ، و العَطْنُ: أَن یُجْعَلَ فی الدباغ. و قال أَبو زید: موضع العَطْنِ العَطَنَةُ. و قال أَبو حنیفة: انْعَطَنَ الجلد استرخی شعره و صوفه من غیر أَن یَفْسُدَ، و عَطَنه یَعْطُنُه عَطْناً، فهو مَعْطُون و عَطِین، و عَطَّنه: فَعَل به ذلك. و العِطَانُ: فَرْثٌ أَو ملح یجعل فی الإِهاب كیلا یُنْتِنَ. و رجل عَطِینٌ: مُنْتِنُ البشرة. و یقال: إِنما هو عَطِینة إِذا ذُمَّ فی أَمر أَی مُنْتِنٌ كالإِهابِ المَعْطُون.

عظن؛ ج13، ص: 288

: ابن الأَعرابی: أَعْظَنَ الرجلُ إِذا غَلُظَ جسمه.

عفن؛ ج13، ص: 288

: عَفِنَ الشی‌ءُ یَعْفَنُ عَفَناً و عُفُونةً، فهو عَفِنٌ بَیِّنُ العُفونة، و تَعَفَّنَ: فَسَد من نُدُوَّةٍ و غیرها فَتَفَتَّتَ عند مَسِّه. قال الأَزهری: هو الشی‌ءُ الذی فیه نُدُوَّةٌ و یُحْبَس فی موضع مغموم فَیَعْفَنُ و یَفْسُد. و عَفِنَ الحَبْلُ، بالكسر، عَفَناً: بَلِیَ من الماء. و‌فی قصة أَیوب، علیه السلام: عَفِنَ من القیح و الدم جوفی‌أَی فسد من احتباسهما فیه. و عَفَنَ فی الجَبَل عَفْناً كعَثَنَ: صَعَّد؛ كلتاهما عن كراع؛ أَنشد یعقوب: حَلَفْتُ بمن أَرْسَی ثَبیراً مكانَه أَزُورُكُمُ، ما دامَ للطَّوْدِ عافِنُ.

عفهن؛ ج13، ص: 288

: ناقةُ عُفاهِنٌ: قویة، فی بعض اللغات.

عقن؛ ج13، ص: 288

: قال الأَزهری: أَما عَقَنَ فإِنی لم أَسمع من مُشْتقاته شیئاً مستعملًا إِلا أَن یكون العِقْیَانُ فِعْیالًا منه، و هو الذَّهَبُ، و یجوز أَن یكون فِعْلاناً من عَقَی یَعْقِی، و هو مذكور فی بابه.

عكن؛ ج13، ص: 288

: العُكَنُ و الأَعْكان: الأَطْواء فی البَطْن من السِّمَن. و جاریة عَكْناءُ و مُعَكَّنَة: ذات عُكَنٍ، واحدة العُكَنِ عُكْنَة. و تَعَكَّنَ البطنُ: صار ذا عُكَن. و یقال: تَعَكَّنَ الشی‌ءُ تَعَكُّناً إِذا رُكِمَ بعضُه علی بعض و انْثَنی. و عُكَنُ الدِّرْع: ما تثَنِّی منها. یقال: درع ذات عُكَنٍ إِذا كانت واسعة تنثنی علی اللابس من سَعَتها؛ قال یصف درعاً: لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، و تَهْزأُ بالمعابِلِ و القِطاعِ. أَی تَسْتَخِفُّها. و ناقة عَكْناءُ: غلیظة لحم الضَّرَّة و الخِلْفِ، و كذلك الشاة. و العَكَنانُ و العَكْنانُ: الإِبلُ الكثیرة العظیمة. و نَعَمٌ عَكْنانٌ و عَكَنانٌ أَی كثیرة؛ قال أَبو نُخَیْلَة السَّعْدِیّ: هل باللِّوَی من عَكَرٍ عَكْنانِ، أَم هل تَرَی بالخَلِّ من أَظْعانِ؟ و أَنشد الجوهری: و صَبَّحَ الماءَ بِورْدٍ عَكَنان.

علن؛ ج13، ص: 288

: العِلانُ و المُعالَنة و الإِعْلانُ: المُجاهرة. عَلَن الأَمْرُ یَعْلُنُ عُلُوناً و یَعْلِنُ و عَلِنَ یَعْلَنُ عَلَناً و عَلانیة فیهما إِذا شاع و ظهر، و اعْتَلَنَ؛ و عَلَّنه و أَعْلَنه و أَعْلَن به؛ و أَنشد ثعلب: حتی یَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا، و أَعْلَنُوا بك فینا أَیَّ إِعْلانِ و‌فی حدیث المُلاعنة: تلك امرأَة أَعْلَنَتْ؛ الإِعْلانُ فی الأَصل: إِظهار الشی‌ء، و المراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة. و‌فی حدیث الهجرة: لا یَسْتَعْلِنُ به و لسنا بمُقِرِّین له؛ الاسْتِعْلانُ أَی الجهر بدِینه و قِراءته. و اسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَی تَعَرَّض لأَنْ یُعْلَنَ به. و عالَنَه: أَعْلَنَ إِلیه الأَمْرَ؛ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب:
لسان العرب، ج‌13، ص: 289
كلٌّ یُداجِی علی البَغْضاءِ صاحِبَه، و لَنْ أُعالِنَهُمْ إِلا كما عَلَنُوا. و العِلانُ و المُعالَنة إِذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما فی نفسه؛ و أَنشد: و كَفِّی عن أَذَی الجِیرانِ نَفْسِی، و إِعْلانی لمن یَبْغِی عِلانی و أَنشد ابن بری للطّرِمّاحِ: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عنی بَشِیراً عَلانِیةً، و نِعْمَ أَخُو العِلانِ و یقال: یا رجل اسْتَعْلِنْ أَی أَظْهِرْ. و اعْتَلَنَ الأَمرُ إِذا اشتهر. و العَلانیة، علی مِثال الكَراهِیَة و الفَرَاهِیة: خلافُ السِّر، و هو ظهور الأَمر. و رجل عُلَنَةٌ: لا یَكْتُم سِرَّه و یَبُوح به. و قال اللحیانی: رجل عَلانِیَة و قوم عَلانُونَ، و رجل عَلانیٌّ و قوم عَلانِیُّونَ، و هو الظاهر الأَمر الذی أَمره عَلانیَة. و عُلْوَانُ الكتاب: یجوز أَن یكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِیَة. یقال: عَلْوَنْتُ الكتاب إِذا عَنْوَنْته. و عُلْوَانُ الكتاب: عُنْوانُه.

علجن؛ ج13، ص: 289

: ناقة عَلْجَنٌ: صُلْبَةٌ كِنَازُ اللحم؛ قال رؤبة بن العجاج: و خَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ تَخْلِیطَ خَرْقاءِ الیَدَیْن خَلْبَنِ و امرأَة عَلْجَنٌ: ماجِنَة؛ قال: یا رُبَّ أُمٍّ لصَغِیرٍ عَلْجَنِ تَسْرِقُ باللیلِ، إِذا لم تَبْطَنِ یَنْبُعُ، من ذَعْرَتِها و المَغْبِنِ، كَرَزَغِ الحَمْأَةِ فوقَ المَعْطِنِ ذُعْرَتُها: اسْتُها. الأَزهری فی باب ما زادت فیه العرب النون من الحروف: ناقة عَلْجَنٌ، و هی الغلیظة المستعلیة الخلق المكتنزة اللحم، و نونه زائدة. الأَزهری: ناقة عُلْجُومٌ و عُلْجُونٌ أَی شدیدة، و هی العَلْجَنُ. قال: و قال أَبو مالك ناقة عَلْجَنٌ غلیظة. الجوهری: العَلْجَنُ المرأَة الحمقاء، و اللام زائدة.

عمن؛ ج13، ص: 289

: عَمَنَ یَعْمِنُ و عَمِنَ: أَقام. و العُمُنُ: المقیمون فی مكان. یقال: رجل عَامِنٌ و عَمُونٌ؛ و منه اشْتُقَّ عُمَان. أَبو عمرو: أَعْمَنَ دام علی المُقامِ بعُمان؛ قال الجوهری: و أَعْمَنَ صار إِلی عُمَان؛ و أَنشد ابن بری: من مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُعْمِنِ. و العَمِینَة: أَرض سَهْلَة، یمانیة. و عُمان: اسم كُورة، عربیةٌ. و عُمانُ، مخفف: بلد؛ و أَما الذی فی الشام فهو عَمَّان، بالفتح و التشدید. و فی الحدیث‌حدیث الحَوْض: عِرَضُه من مَقامِی إِلی عَمَّان؛ هی بفتح العین و تشدید المیم، مدینة قدیمة بالشام من أَرض البَلْقاء، و أَما بالضم و التخفیف فهو موضع عند البحرین، و له ذكر فی الحدیث. و عُمَان: مدینة؛ قال الأَزهری: عُمَانُ یصرف و لا یصرف، فمن جعله بلداً صرفه فی حالتی المعرفة و النكرة، و من جعله بلدة أَلحقه بطلحة؛ و أَما عَمَّانُ بناحیة الشام موضع، یجوز أَن یكون فعلان من عَمَّ یَعُمّ، لا ینصرف معرفة، و ینصرف نكرة، و یجوز أَن یكون فَعَّالًا من عَمَنَ فینصرف فی الحالتین إِذا عُنِیَ به البلدُ؛ قال سیبویه: لم یقع فی كلامهم اسماً إِلا لمؤنث، و قیل: عُمَان اسم رجل، و به سمی البلد. و أَعْمَنَ و عَمَّنَ: أَتی عُمَان؛ قال العَبْدِی: فإن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خلافاً علیكُم، و إِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبی الحَرْبِ أُعْرِقِ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 290
و قال رؤبة: نَوَی شآمٍ بانَ أَو مُعَمِّنِ «3». و العُمانیَّة: نخلة بالبصرة لا یزال علیها السَّنَةَ كلها طَلْعٌ جدیدٌ و كَبائسُ مُثْمرة و أُخَرُ مُرْطِبَةٌ.

عنن؛ ج13، ص: 290

: عَنَّ الشی‌ءُ یَعِنُّ و یَعُنُّ عَنَناً و عُنُوناً: ظَهَرَ أَمامك؛ و عَنَّ یَعِنُّ و یَعُنُّ عَنّاً و عُنوناً و اعْتَنَّ: اعتَرَضَ و عَرَض؛ و منه قول إمرئ القیس: فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجه. و الاسم العَنَن و العِنانُ؛ قال ابن حِلزة: عَنَناً باطِلًا و ظُلْماً، كما تُعْتَرُ عن حَجْرةِ الرَّبیضِ الظِّباءُ «4». و أَنشد ثعلب: و ما بَدَلٌ من أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ، من السُّود، وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ. معنی قوله … وَرْهاءِ العِنان … أَنها تَعْتنُّ فی كل كلام أَی تعْترض. و لا أَفعله ما عَنَّ فی السماء نجمٌ أَی عَرَض من ذلك. و العِنَّة و العُنَّة: الاعتراض بالفُضول. و الاعْتِنانُ: الاعتراض. و العُنُنُ: المعترضون بالفُضول، الواحد عانٌّ و عَنونٌ، قال: و العُنُن جمع العَنین و جمع المَعْنون. یقال: عُنَّ الرجلُ و عُنِّنَ و عُنِنَ و أُعْنِنَ «5».، فهو عَنِینَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ، و أَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ ما أَدری ما هی أَی تعَرَّضتُ لشی‌ء لا أَعرفه. و فی المثل: مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لم یَعْنِه. و العَنَنُ: اعتراضُ الموت؛ و فی حدیث سطیح: أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ. و رجل مِعَنٌّ: یعْرِض فی شی‌ء و یدخل فیما لا یعنیه، و الأُنثی بالهاء. و یقال: امرأَة مِعَنَّة إِذا كانت مجدولة جَدْلَ العِنان غیر مسترخیة البطن. و رجل مِعَنٌّ إِذا كان عِرِّیضاً مِتْیَحاً. و امرأَة مِعَنَّة: تَعْتنُّ و تعْترض فی كل شی‌ء؛ قال الراجز: إِنَّ لنا لَكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه، كالریح حول القُنَّه. مِفَنَّة: تَفْتَنُّ عن الشی‌ء، و قیل: تَعْتَنُّ و تَفْتنُّ فی كل شی‌ءٍ. و المِعَنُّ: الخطیب. و‌فی حدیث طهفة: بَرِئنا إِلیك من الوَثَن و العَنن؛ الوَثَنُ: الصنم، و العَنن: الاعتراض، من عَنَّ الشی‌ء أَی اعترض كأَنه قال: برئنا إِلیك من الشرك و الظلم، و قیل: أَراد به الخلافَ و الباطل؛ و منه حدیث سطیح: أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ. یرید اعتراض الموت و سَبْقَه. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: دَهَمتْه المنیَّةُ فی عَنَن جِماحه؛ هو ما لیس بقصد؛ و منه‌حدیثه أَیضاً یذُمُّ الدنیا: أَلا و هی المُتَصدِّیةُ العَنُونُ‌أَی التی تتعرض للناس، و فَعول للمبالغة. و یقال: عَنَّ الرجل یَعِنُّ عَنّاً و عَنَناً إِذا اعترض لك من أَحد جانبیك من عن یمینك أَو من عن شمالك بمكروه. و العَنُّ: المصدر، و العَنَنُ: الاسم، و هو الموضع الذی یَعُنُّ فیه العانُّ؛ و منه سمی العِنانُ من اللجام عِناناً لأَنه یعترضه من ناحیتیه لا یدخل فمه منه شی‌ء.
(3). قوله [و قال رؤبة نوی شآم إِلخ] قبله كما فی التكملة: فهاج من وجدی حنین الحنن و هم مهموم ضنین الأَضنن بالدار لو عاجت قناة المقتنی نوی شآم بان أَو معمِّن القناة: عصا البین، و المقتنی: المتخذ قناة (4). قوله [عنناً باطلًا] تقدم إِنشاده فی مادة حجر و ربض و عتر: عنتا بنون فمثناة فوقیة و كذلك فی نسخ من الصحاح لكن فی تلك المواد من المحكم و التهذیب عنناً بنونین كما أَنشداه هنا (5). قوله [و أَعنن] كذا فی التهذیب، و الذی فی التكملة و القاموس: و أَعنّ بالإِدغام
لسان العرب، ج‌13، ص: 291
و لقیه عَیْنَ عُنَّة «1». أَی اعتراضاً فی الساعة من غیر أَن یطلبه. و أَعطاه ذلك عَیْنَ عُنَّة أَی خاصةً من بین أَصحابه، و هو من ذلك. و العِنان: المُعانَّة. و المُعانَّة: المعارضة. و عُناناك أَن تفعل ذاك، علی وزن قُصاراك أَی جهدك و غایتك كأَنه من المُعانَّة، و ذلك أَن ترید أَمراً فیَعْرِضَ دونه عارِضٌ یمنعك منه و یحبسك عنه؛ قال ابن بری: قال الأَخفش هو غُناماك، و أَنكر علی أَبی عبید عُناناك. و قال النَّجِیرَمیُّ: الصواب قول أَبی عبید. و قال علی بن حمزة: الصواب قول الأَخفش؛ و الشاهد علیه بیت ربیعة بن مقروم الضبی: و خَصْمٍ یَرْكَبُ العَوصاءِ طاطٍ عن المُثْلی، غُناماهُ القِذاعُ. و هو بمعنی الغنیمة. و القِذاعُ: المُقاذَعة. و یقال: هو لك بین الأَوْبِ و العَنَن إِمّا أَن یَؤُوبَ إِلیك، و إِما أَن یعْرِضَ علیك؛ قال ابن مقبل: تُبْدی صُدوداً، و تُخْفی بیننا لَطَفاً یأْتی محارِمَ بینَ الأَوْبِ و العَنَن. و قیل: معناه بین الطاعة و العصیان. و العانُّ من السحاب: الذی یَعْتَرِضُ فی الأُفُقِ؛ قال الأَزهری: و أَما قوله: جَرَی فی عِنان الشِّعْرَیَیْنِ الأَماعِزُ. فمعناه جری فی عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حین یشتدُّ الحرُّ بالسَّراب؛ و قال الهذلی: كأَنَّ مُلاءَتَیَّ علی هِزَفٍّ، یعُنُّ مع العَشِیَّةِ لِلرِّئالِ. یَعُنُّ: یَعْرِض، و هما لغتان: یَعِنُّ و یَعُنُّ. و التَّعْنِین: الحبْس، و قیل: الحبس فی المُطْبَق الطویل. و یقال للمجنون: مَعْنون و مَهْرُوع و مخفوع و معتُوه و ممتوه و مُمْتَهٌ إِذا كان مجنوناً. و فلان عَنَّانٌ عن الخیر و خَنَّاسٌ و كَزَّامٌ أَی بطی‌ء عنه. و العِنِّینُ: الذی لا یأْتی النساء و لا یریدهن بَیِّنُ العَنَانة و العِنِّینة و العِنِّینیَّة. و عُنِّنَ عن امرأَته إِذا حكم القاضی علیه بذلك أَو مُنعَ عنها بالسحر، و الاسم منه العُنَّة، و هو مما تقدم كأَنه اعترضه ما یَحْبِسُه عن النساء، و امرأَة عِنِّینة كذلك، لا ترید الرجال و لا تشتهیهم، و هو فِعِّیلٌ بمعنی مفعول مثل خِرِّیج؛ قال: و سُمِّیَ عِنِّیناً لأَنه یَعِنُّ ذكَرُه لقُبُل المرأَة من عن یمینه و شماله فلا یقصده. و یقال: تَعَنَّنَ الرجل إِذا ترك النساء من غیر أَن یكون عِنِّیناً لثأْر یطلبه؛ و منه قول ورقاء بن زهیر بن جذیمة قاله فی خالد بن جعفر بن كلاب: تعَنَّنْتُ للموت الذی هو واقِعٌ، و أَدركتُ ثأْری فی نُمَیْرٍ و عامِرِ. و یقال للرجل الشریف العظیم السُّودَد: إِنه لطویل العِنان. و یقال: إِنه لیأْخذ فی كل فَنٍّ و عَنٍّ و سَنٍّ بمعنی واحد. و عِنانُ اللجام: السیر الذی تُمسَك به الدابة، و الجمع أَعِنَّة، و عُنُنٌ نادر، فأَما سیبویه فقال: لم یُكسَّر علی غیر أَعِنَّة، لأَنهم إِن كسَّرُوه علی بناء الأَكثر لزمهم التضعیف و كانوا فی هذا أَحری؛ یرید إِذ كانوا قد یقتصرون علی أَبنیة أَدنی العدد فی غیر المعتل، یعنی بالمعتل المدغم، و لو كسروه علی فُعُل فلزمهم التضعیف لأَدغموا، كما حكی هو أَن من العرب من یقول فی جمع ذُباب ذُبٌّ. و فرس قصیر العِنان إِذا ذُمَّ بِقصَر عُنُقِه، فإذا قالوا قصیر العِذار فهو مدح، لأَنه وصف حینئذ بسعة جَحْفلته. و أَعَنَّ اللجامَ: جعل له عِناناً،
(1). قوله [عین عنة] بصرف عنة و عدمه كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌13، ص: 292
و التَّعْنینُ مثله. و عَنَّن الفرسَ و أَعَنَّه: حبسه بعنانه. و فی التهذیب: أَعَنَّ الفارسُ إِذا مَدَّ عِنانَ دابته لیَثْنِیَه عن السیر، فهو مُعِنٌّ. و عَنَّ دابته عَنّاً: جعل له عِناناً، و سُمِی عِنانُ اللجام عِناناً لاعتراض سَیْرَیه علی صَفْحَتیْ عُنق الدابة من عن یمینه و شماله. و یقال: مَلأَ فلانٌ عِنانَ دابته إِذا أَعْداه و حَمَلَهُ علی الحُضْر الشدید؛ و أَنشد ابن السكیت: حَرْفٌ بعیدٌ من الحادی، إِذا مَلأَتْ شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ. قال: أَراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ، و عِنانُه جَهْدُه. یقول: یَرْمَضُ فیستغیث بالطیران فتقع رجلاه فی جناحیه فتسمع لهما صوتاً و لیس صوته من فیه، و لذلك یقال صَرَّ الجُنْدُب. و للعرب فی العِنانِ أَمثال سائرة: یقال ذَلَّ عِنانُ فلان إِذا انقاد؛ و فُلانٌ أَبیُّ العِنانِ إِذا كان مُمتنعاً؛ و یقال: أَرْخِ من عنانِه أَی رَفِّه عنه؛ و هما یَجْریان فی عِنانٍ إِذا استویا فی فَضْلٍ أَو غیره؛ و قال الطِّرِمَّاحُ: سَیَعْلَمُ كُلُّهم أَنی مُسِنٌّ، إِذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ. المعنی: سیعلم الشعراء أَنی قارح. و جَری الفرسُ عِناناً إِذا جری شوطاً؛ و قول الطرماح: إِذا رفعوا عناناً عن عنان. أَی شوطاً بعد شوط. و یقال: اثْنِ عَلیَّ عِنانَهُ أَی رُدَّه علیَّ. و ثَنَیْتُ علی الفرسِ عِنانه إِذا أَلجمته؛ قال ابن مقبل یذكر فرساً: و حاوَطَنی حتی ثَنَیْتُ عِنانَهُ، علی مُدْبِرِ العِلْباءِ رَیّانَ كاهِلُهْ حاوَطَنی أَی داوَرَنی و عالَجَنی، و مُدْبِرِ عِلْبائه: عُنُقُه أَراد أَنه طویل العنق فی عِلْبائِه إِدبار. ابن الأَعرابی: رُبَّ جَوادٍ قد عَثَرَ فی اسْتِنانِه و كبا فی عِنانه و قَصَّرَ فی مَیْدانه [مِیْدانه. و قال: الفرس یَجْری بعِتْقِه و عِرْقِه، فإِذا وُضِعَ فی المِقْوَس جَری بجَدِّ صاحبه؛ كبا أَی عَثَر، و هی الكَبْوَةُ. یقال: لكل جواد كَبْوَة، و لكل عالم هَفْوة، و لكل صارم نَبْوَة؛ كبا فی عِنانِه أَی عثر فی شَوْطه. و العِنان: الحبل؛ قال رؤبة: إِلی عِنانَیْ ضامِرٍ لَطیفِ. عنی بالعِنانین هنا المَتْنَین، و الضامر هنا المَتْنُ. و عِنانا المتن: حَبْلاه. و العِنانُ و العانُّ: من صفة الحبال التی تَعْتَنُّ من صَوْبك و تقطع علیك طریقك. یقال: بموضع كذا و كذا عانٌّ یَسْتَنُّ السَّابلَة. و یقال للرجل: إِنه طَرِفُ العِنان إِذا كان خفیفاً. و عَنَّنَتِ المرأَةُ شعرَها: شَكَّلَتْ بعضه ببعض. و شِرْكَةُ عِنانٍ و شِرْكُ عِنانٍ: شَرِكَةٌ فی شی‌ء خاص دون سائر أَموالهما كأَنه عَنَّ لهما شی‌ء أَی عَرَضَ فاشتریاه و اشتركا فیه؛ قال النابغة الجعدی: و شارَكْنا قُرَیْشاً فی تُقاها، و فی أَحْسابها شِرْكَ العِنانِ بما وَلَدَتْ نساءُ بنی هِلالٍ، و ما وَلَدَتْ نساءُ بنی أَبانِ. و قیل: هو إِذا اشتركا فی مال مخصوص، و بانَ كلُّ واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه. قال أَبو منصور: الشِّرْكَة شِرْكَتانِ: شِرْكَةُ العِنان، و شَرِكَةُ المفاوضة، فأَما شَرِكَةُ العِنان فهو أَن یخرج كل واحد من الشریكین دنانیر أَو دراهم مثل ما یُخْرج صاحبه و یَخْلِطاها، و یأْذَنَ كل واحد منهما لصاحبه بأَن یتجر فیه، و لم تختلف الفقهاء فی جوازه و أَنهما إِن
لسان العرب، ج‌13، ص: 293
رَبِحا فی المالین فبینهما، و إِنْ وُضِعا فعلی رأْس مال كل واحد منهما، و أَما شركة المُفاوضة فأَن یَشْتَرِكا فی كل شی‌ء فی أَیدیهما أَو یَسْتَفیداه من بَعْدُ، و هذه الشركة عند الشافعی باطلة، و عند النعمان و صاحبیه جائزة، و قیل: هو أَن یعارض الرجل الرجل عند الشراء فیقول له: أَشْرِكنی معك، و ذلك قبل أَن یَستوجب العَلَقَ، و قیل: شَرِكة العِنانِ أَن یكونا سواء فی الغَلَق و أَن یتساوی الشریكان فیما أَخرجاه من عین أَو ورق، مأْخوذ من عِنانِ الدابة لأَن عِنانَ الدابة طاقتان متساویتان؛ قال الجعدی یمدح قومه و یفتخر: و شاركنا قریشاً فی تُقاها «2» … أَی ساویناهم، و لو كان من الاعتراض لكان هجاء، و سمیت هذه الشركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله، و عمله فیه مثل عمله بیعاً و شراء. یقال: عانَّهُ عِناناً و مُعانَّةً، كما یقال: عارَضَه یُعارضه مُعارَضةً و عِراضاً. و فلان قَصِیرُ العِنانِ: قلیل الخیر، علی المثل. و العُنَّة: الحَظِیرة من الخَشَبِ أَو الشجر تجعل للإِبل و الغنم تُحْبَسُ فیها، و قید فی الصحاح فقال: لتَتَدَرَّأَ بها من بَرْدِ الشَّمال. قال ثعلب: العُنَّة الحَظِیرَةُ تكون علی باب الرجل فیكون فیها إِبله و غنمه. و من كلامهم: لا یجتمع اثنان فی عُنَّةٍ، و جمعها عُنَنٌ؛ قال الأَعشی: تَرَی اللَّحْمَ من ذابِلٍ قد ذَوَی، و رَطْبٍ یُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ. و عِنانٌ أَیضاً: مثل قُبَّةٍ و قِبابٍ. و قال البُشْتِیُّ: العُنَنُ فی بیت الأَعشی حِبال تُشَدُّ و یُلْقَی علیها القَدِیدُ. قال أَبو منصور: الصواب فی العُنَّة و العُنَنِ ما قاله الخلیل و هو الحظیرة، و قال: و رأَیت حُظُراتِ الإِبل فی البادیة یسمونها عُنَناً لاعْتِنانِها فی مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضة لتقیها بَرْدَ الشَّمالِ، قال: و رأَیتهم یَشُرُّون اللحم المُقَدَّدَ فوقها إِذا أَرادوا تجفیفه؛ قال: و لست أَدری عمن أَخذ البُشْتِیُّ ما قال فی العُنَّة إِنه الحبل الذی یُمَدُّ، و مَدُّ الحبل من فِعْلِ الحاضرة، قال: و أُری قائلَه رأَی فقراءَ الحرم یَمُدُّون الحبال بمِنًی فیُلْقُون علیها لُحومَ الأَضاحی و الهَدْی التی یُعْطَوْنَها، ففسر قول الأَعشی بما رأَی، و لو شاهد العرب فی بادیتها لعلم أَن العُنَّة هی الحِظَارُ من الشجر. و فی المثل: كالمُهَدِّرِ فی العُنَّةِ؛ یُضْرَبُ مثلًا لمن یَتَهَدَّدُ و لا یُنَفِّذُ. قال ابن بری: و العُنَّةُ، بالضم أَیضاً، خَیْمة تجعل من ثُمامٍ أَو أَغصان شجر یُسْتَظَلُّ بها. و العُنَّة: ما یجمعه الرجل من قَصَبٍ و نبت لیَعْلِفَه غَنَمه. یقال: جاء بعُنَّةٍ عظیمة. و العَنَّةُ، بفتح العین: العَطْفَة؛ قال الشاعر: إِذا انصَرَفَتْ من عَنَّةٍ بعد عَنَّةٍ، و جَرْسٍ علی آثارِها كالمُؤَلَّبِ و العُنَّةُ: ما تُنْصَبُ علیه القِدْرُ. و عُنَّةُ القِدْر: الدِّقْدانُ؛ قال: عَفَتْ غیرَ أَنْآءٍ و مَنْصَبِ عُنَّةٍ، و أَوْرَقَ من تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ. و العَنُونُ من الدواب: التی تُباری فی سیرها الدوابَّ فتَقْدُمُها، و ذلك من حُمُر الوحش؛ قال النابغة: كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَنُوفٌ، من الجَوْناتِ، هادِیةٌ عَنُونُ. و یروی: … خَذُوفٌ، و هی السمینة من بقر الوحش. و یقال: فلان عَنَّانٌ علی آنُفِ القوم إِذا كان سَبَّاقاً لهم.
(2). البیتان
لسان العرب، ج‌13، ص: 294
و‌فی حدیث طَهْفة: و ذو العِنانِ الرَّكُوبُ؛ یرید الفرس الذَّلُولَ، نسبه إِلی العِنانِ و الرَّكوب لأَنه یُلْجَم و یُرْكَب. و العِنانُ: سیر اللِّجام. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: كان رجلٌ فی أَرض له إِذ مَرَّتْ به عَنَانةٌ تَرَهْیَأُ؛ العانَّة و العَنَانةُ: السَّحابة، و جمعها عَنَانٌ. و‌فی الحدیث: لو بَلَغتْ خَطیئتُه عَنانَ السماء؛ العَنَان، بالفتح: السحاب، و‌رواه بعضهم أَعْنان، بالأَلف، فإِن كان المحفوظ أَعْنان فهی النواحی؛ قاله أَبو عبید؛ قال یونس بن حبیب: أَعْنانُ كل شی‌ء نواحیه، فأَما الذی نحكیه نحن فأَعْناءُ السماء نواحیها؛ قاله أَبو عمرو و غیره. و‌فی الحدیث: مَرَّتْ به سحابةٌ فقال: هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا: هذه السحابُ، قال: و المُزْنُ، قالوا: و المزن، قال: و العَنان، قالوا: و العَنانُ؛ و قیل: العَنان التی تُمْسِكُ الماءَ، و أَعْنانُ السماء نواحیها، واحدها عَنَنٌ و عَنٌّ. و أَعْنان السماء: صَفائحُها و ما اعترَضَ من أَقطارها كأَنه جمع عَنَنٍ. قال یونس: لیس لمَنْقُوصِ البیان بَهاءٌ و لو حَكَّ بِیافُوخِه أَعْنان السماء، و العامة تقول: عَنان السماء، و قیل: عَنانُ السماء ما عَنَّ لك منها إِذا نظرت إِلیها أَی ما بدا لك منها. و أَعْنانُ الشجر: أَطرافُه و نواحیه. و عَنانُ الدار: جانبها الذی یَعُنُّ لك أَی یَعْرِضُ. و أَما ما جاء‌فی الحدیث من أَنه، صلی الله علیه و سلم، سئل عن الإِبل فقال: أَعْنانُ الشَّیاطین لا تُقْبِلُ إِلَّا مُوَلِّیة و لا تُدْبِرُ إِلَّا مُوَلِّیة، فإِنه أَراد أَنها علی أَخلاق الشیاطین، و حقیقةُ الأَعْنانِ النواحی؛ قال ابن الأَثیر: كأَنه قال كأَنها لكثرة آفاتها من نواحی الشیاطین فی أَخلاقها و طبائعها. و‌فی حدیث آخر: لا تصلوا فی أَعْطانِ الإِبل لأَنها خلقت من أَعْنانِ الشیاطین.و عَنَنْتُ الكتابَ و أَعْنَنْتُه لكذا أَی عَرَّضْتُه له و صرَفْته إِلیه. و عَنَّ الكِتابَ یَعُنُّه عَنّاً و عَنَّنه: كَعَنْوَنَه، و عَنْوَنْتُه و عَلْوَنْتُه بمعنی واحد، مشتق من المَعْنی. و قال اللحیانی: عَنَّنْتُ الكتابَ تَعْنیناً و عَنَّیْتُه تَعْنِیَةً إِذا عَنْوَنْتَه، أَبدلوا من إِحدی النونات یاء، و سمی عُنْواناً [عِنْواناً لأَنه یَعُنُّ الكِتابَ من ناحِیتیه، و أَصله عُنَّانٌ، فلما كثرت النونات قلبت إِحداها واواً، و من قال عُلْوانُ الكتاب جعل النون لاماً لأَنه أَخف و أَظهر من النون. و یقال للرجل الذی یُعَرِّض و لا یُصرِّحُ: قد جعل كذا و كذا عُنْواناً [عِنْواناً لحاجته؛ و أَنشد: و‌تَعْرِفُ فی عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها، و فی جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكی الدَّواهِیا. قال ابن بری: و العُنْوانُ الأَثر؛ قال سَوَّارُ بن المُضرِّب: و حاجةٍ دُونَ أُخری قد سنَحْتُ بها، جعلتُها للتی أَخْفَیْتُ عُنْواناً قال: و كلما استدللت بشی‌ءٍ تُظهره علی غیره فهو عُنوانٌ له كما قال حسان بن ثابت یرثی عثمان، رضی الله تعالی عنه: ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ به، یُقَطِّعُ اللیلَ تَسْبِیحاً و قُرْآناً. قال اللیث: العُلْوانُ لغة فی العُنْوان غیر جیدة، و العُنوان، بالضم، هی اللغة الفصیحة؛ و قال أَبو دواد الرُّوَاسِیّ: لمن طَلَلٌ كعُنْوانِ الكِتابِ، ببَطْنِ أُواقَ، أَو قَرَنِ الذُّهابِ؟ قال ابن بری: و مثله لأَبی الأَسود الدُّؤَلیّ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 295
نظَرْتُ إِلی عُنْوانِه [عِنْوانِه فنبَذتُه، كنَبْذِكَ نَعلًا أَخلقَتْ من نِعالكا. و قد یُكْسَرُ فیقال عِنوانٌ و عِنیانٌ. و اعْتَنَّ ما عند القوم أَی أُعْلِمَ خَبَرَهم. و عَنْعَنةُ تمیم: إِبدالُهم العین من الهمزة كقولهم عَنْ یریدون أَنْ؛ و أَنشد یعقوب: فلا تُلْهِكَ الدنیا عَنِ الدِّینِ، و اعْتَمِلْ لآخرةٍ لا بُدّ عنْ سَتَصِیرُها. و قال ذو الرمة: أَ عَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقَاءَ منْزِلةً، ماءُ الصَّبَابةِ من عَینیكَ مَسْجُومُ. أَراد أَ أَن ترَسَّمْتَ؛ و قال جِرانُ العَوْدِ: فما أُبْنَ حتی قُلْنَ یا لیْتَ عَنَّنا تُرابٌ، و عَنَّ الأَرضَ بالناسِ تُخْسَفُ. قال الفراء: لغة قریش و من جاورهم أَنَّ، و تمیمٌ و قَیْس و أَسَدٌ و من جاورهم یجعلون أَلف أَن إِذا كانت مفتوحة عیناً، یقولون: أَشهد عَنَّك رسول الله، فإِذا كسروا رجعوا إِلی الأَلف؛ و‌فی حدیث قَیْلةَ: تَحْسَبُ عَنِّی نائمة‌أَی تحسب أَنی نائمة؛ و منه‌حدیث حُصَین بن مُشَمِّت: أَخبرنا فلان عَنَّ فلاناً حَدَّثه‌أَی أَن فلاناً؛ قال ابن الأَثیر: كأَنَّهم یفعلون لبَحَحٍ فی أَصواتهم، و العرب تقول: لأَنَّكَ و لعَنَّك، تقول ذاك بمعنی لَعَلَّك. ابن الأَعرابی: لعنَّكَ لبنی تمیم، و بنو تَیْم الله بن ثَعْلبة یقولون: رَعَنَّك، یریدون لعلك. و من العرب من یقول: رَعَنَّكَ و لغَنَّك، بالغین المعجمة، بمعنی لعَلَّكَ، و العرب تقول: كنا فی عُنَّةٍ من الكَلإِ و فُنَّةٍ و ثُنَّةٍ و عانِكَةٍ من الكلإِ واحدٌ أَی كنا فی كَلاءٍ كثیر و خِصْبٍ. و عن: معناها ما عدا الشی‌ءَ، تقول: رمیت عن القوسْ لأَنه بها قَذَفَ سهمه عنها و عدَّاها، و أَطعمته عن جُوعٍ، جعل الجوع منصرفاً به تاركاً له و قد جاوزه، و تقع من موقعها، و هی تكون حرفاً و اسماً بدلیل قولهم من عَنْه؛ قال القُطَامِیّ: فقُلْتُ للرَّكْبِ، لما أَنْ عَلا بهمُ، من عن یمینِ الحُبَیّا، نظرةٌ قَبَلُ. قال: و إِنما بنیت لمضارعتها للحرف؛ و قد توضع عن موضع بعد كما قال الحرث بن عُبَاد: قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّی، لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حیالِ. أَی بعد حیال؛ و قال إِمرؤ القیس: و تُضْحی فَتیتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها، نَؤُوم الضُّحَی لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّلِ. و ربما وضعت موضع علی كما قال ذو الإِصبع العدوانی: لاه ابنُ عمِّكَ لا أَفْضَلْتَ فی حَسَبٍ عَنی، و لا أَنتَ دَیّانی فتَخْزُونی. قال النحویون: عن ساكنة النون حرف وضع لمَعْنی ما عَدَاكَ و تراخی عنك. یقال: انصَرِفْ عنِّی و تنحَّ عنی. و قال أَبو زید: العرب تزیدُ عنك، یقال: خذ ذا عنك، و المعنی: خذ ذا، و عنك زیادة؛ قال النابغة الجعدی یخاطب لیلی الأَخیلیة: دَعی عنكِ تَشْتامَ الرجالِ، و أَقبِلی علی أَذْلَعِیٍّ یَملأُ اسْتَكِ فَیْشَلا. أَراد یملأُ استك فَیْشلُه فخرج نصباً علی التفسیر، و یجوز حذف النون من عن للشاعر كما یجوز له حذف نون من، و كأَنَّ حذْفَه إنما هو لالتقاء الساكنین، إِلا أَن حذف نون من فی الشعر أَكثر من حذف نون عن، لأَن دخول من فی الكلام أَكثر من دخول عن.
لسان العرب، ج‌13، ص: 296
و عَنِّی: بمعنی عَلِّی أَی لَعَلِّی؛ قال القُلاخُ: یا صاحِبَیَّ، عَرِّجا قَلِیلا، عَنَّا نُحَیِّی الطَّلَلَ المُحِیلا. و قال الأَزهری فی ترجمة عنا، قال: قال المبرد من و إلی و رب و فی و الكاف الزائدة و الباء الزائدة و اللام الزائدة هی حروف الإِضافة التی یضاف بها الأَسماء و الأَفعال إلی ما بعدها، قال: فأَما ما وضعه النحویون نحو علی و عن و قبل و بَعْدُ و بَیْن و ما كان مثلَ ذلك فإِنما هی أَسماء؛ یقال: جئت من عِنْدِه، و من علیه، و من عن یساره، و من عن یمینه؛ و أَنشد بیت القطامی: من عَنْ یمین الحُبَیّا نظْرَةٌ قَبَلُ. قال: و مما یقع الفرق فیه بین من و عن أَن من یضاف بها ما قَرُبَ من الأَسماء، و عن یُوصَل بها ما تَراخی، كقولك: سمعت من فلان حدیثاً، و حدثنا عن فلان حدیثاً. و قال أَبو عبیدة فی قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ؛ أَی من عباده. الأَصمعی: حدَّثنی فلان من فلان، یرید عنه. و لَهِیتُ من فلان و عنه، و قال الكسائی: لَهِیتُ عنه لا غیر، و قال: اله مِنْه و عنه، و قال: عنك جاء هذا، یرید منك؛ و قال ساعدةُ بن جُؤَیّةَ: أَ فَعنْك لا بَرْقٌ، كأَنَّ ومِیضَهُ غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ؟ قال: یرید أَ مِنْكَ بَرْقٌ، و لا صِلَةٌ؛ روی جمیعَ ذلك أَبو عبید عنهم، قال: و قال ابن السكیت تكون عن بمعنی علی؛ و أَنشد بیت ذی الإِصبع العدوانی: لا أَفضلْتَ فی حَسَبٍ عَنِّی. قال: عَنِّی فی معنی عَلیَّ أَی لم تُفْضِلْ فی حسب عَلَیَّ، قال: و قد جاء عن بمعنی بعد؛ و أَنشد: و لقد شُبَّتِ الحُرُوبُ، فما غَمَّرْتَ فیها، إذ قَلَّصَتْ عن حِیالِ أی قلَّصَتْ بعد حِیالها؛ و قال فی قول لبید: لِورْدٍ تَقْلِصُ الغِیطانُ عنه، یَبُكُّ مسافَةَ الخِمْسِ الكَمالِ «3». قال: قوله عنه أَی من أَجله. و العرب تقول: سِرْ عنك و انْفُذْ عنك أَی امضِ و جُزْ، لا معنی لعَنْك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه طاف بالبیت مع یَعْلَی بن أُمیَّة، فلما انتهی إلی الركن الغرْبیِّ الذی یلی الأَسْودَ قال له: أَ لا تسْتَلِمُ؟ فقال له: انْفُذْ عنك فإِن النبی، صلی الله علیه و سلم، لم یسْتَلِمْه؛ و فی الحدیث: تفسیره أَی دَعْه. و یقال: جاءنا الخبر عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فتخفض النون. و یقال: جاءنا مِنَ الخیر ما أَوجب الشكر فتفتح النون، لأَن عن كانت فی الأَصل عنی و من أَصلها مِنَا، فدلت الفتحة علی سقوط الأَلف كما دلت الكسرة فی عن علی سقوط الیاء؛ و أَنشد بعضهم: مِنَا أن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ، حتی أَغاثَ شَرِیدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ. و قال الزجاج: فی إِعراب من الوقفُ إِلا أَنها فتحت مع الأَسماء التی تدخلها الأَلف و اللام لالتقاء الساكنین كقولك من الناس، النون من من ساكنة و النون من الناس ساكنة، و كان فی الأَصل أَن تكسر لالتقاء الساكنین، و لكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتین لو كان من الناس لثَقُلَ ذلك، و أَما إِعراب عن الناس فلا یجوز فیه إِلا الكسر لأَن أَول عن مفتوح، قال: و القول ما قال الزجاج فی الفرق بینهما.
(3). قوله [یبك مسافة إلخ] كذا أَنشده هنا كالتهذیب، و أَنشده فی مادة قلص كالمحكم: یبذ مفازة الخمس الكلالا
لسان العرب، ج‌13، ص: 297‌

عهن؛ ج13، ص: 297

: العِهْنُ: الصُّوفُ المَصْبُوغُ أَلواناً؛ و منه قوله تعالی: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنها فتَلَتْ قلائدَ هَدْیِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من عِهْنٍ؛ قالوا: العِهْنُ الصُّوفُ المُلَوَّنُ، و قیل: العِهْنُ الصوف المصبوغ أَیَّ لَوْنٍ كان، و قیل: كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ، و القِطْعةُ منه عِهْنةٌ، و الجمع عُهُونٌ؛ و أَنشد أَبو عبید: فاضَ منه مِثْلُ العُهونِ من الرَّوْضِ، و ما ضَنّ بالإِخاذِ غُدُرْ. ابن الأَعرابی: فلان عاهِنٌ أَی مُسْترخٍ كَسْلان؛ قال أَبو العباس: أَصلُ العاهِن أَن یَتَقَصَّفَ القضیبُ من الشجرة و لا یَبینَ فیبقی متعلقاً مسترخیاً. و العُهْنة: انكسارٌ فی القضیب من غیر بَیْنونة، إذا نظرتَ إلیه حسبته صحیحاً، فإذا هززته انثنی، و قد عَهَن. و العاهِنُ: الفقیر لانكساره. و عَهَن الشی‌ءُ: دام و ثبت. و عَهَن أَیضاً: حَضَرَ. و مالٌ عاهِن: حاضر ثابت، و كذلك نَقْدٌ عاهِنٌ. و حكی اللحیانی: إنه لَعاهِنُ المال أَی حاضر النَّقْد؛ و قول كثیر: دیارُ ابنةِ الضَّمْریِّ إذ حَبْلُ وَصْلِها مَتِینٌ، و إِذ مَعْرُوفُها لك عاهِنُ. یكون الحاضر و الثابت؛ قال ابن بری: و مثله لتأَبط شرّاً: أَلا تِلْكُمو عِرْسی مُنَیْعةُ ضُمّنتْ، من الله، أَیْماً مُسْتَسِرّاً و عاهِنا. أَی مقیماً حاضراً. و العاهِنُ: الطعام الحاضر و الشراب الحاضر. و العاهنُ: الحاضر المقیم الثابت. و یقال: إِنه لَعِهْنُ مالٍ إذا كان حسن القیام علیه. و عَهَن بالمكان: أَقام به. و أَعطاه من عاهِنِ ماله و آهِنه مُبْدَلٌ أَی من تِلاده. و یقال: خُذْ من عاهِنِ المال و آهِنه أَی من عاجله و حاضره. و العَواهِنُ: جرائد النخل إذا یَبستْ، و قد عَهَنتْ تَعْهِنُ و تَعْهُنُ، بالضم، عُهوناً؛ عن أَبی حنیفة، و قیل: العَواهِنُ السَّعَفاتُ اللواتی یَلِینَ القِلَبَة، فی لغة أَهل الحجاز، و هی التی یسمیها أَهل نجد الخَوافی، و منه سمیت جوارحُ الإِنسان عَواهِنَ؛ و منه‌حدیث عمر: ائتنی بجریدة و اتَّقِ العَواهِنَ؛ قال ابن الأَثیر: هی جمع عاهِنةٍ و هی السَّعفات التی یَلِینَ قُلْبَ النخلة، و إنما نهی عنها إِشفاقاً علی قُلْب النخلة أَن یَضُرَّ به قطعُ ما قرُبَ منها. و قال اللحیانی: العَواهِن السَّعَفات اللواتی دون القِلَبة، مَدَنیَّةٌ، و الواحد من كل ذلك عاهِنٌ و عاهِنة. ابن الأَعرابی: العِهان و الإِهان و العُرْهونُ و العُرْجونُ و الفِتاقُ و العَسَقُ و الطَّرِیدة و اللَّعِینُ و الضِّلَعُ و العُرْجُدُ واحد؛ قال الأَزهری: كله أَصل الكِباسة. و العَواهِنُ: عروق فی رحِمِ الناقة؛ قال ابنُ الرِّقاع: أَوْكَتْ علیه مَضِیقاً من عَواهِنها، كما تَضَمَّنَ كشْحُ الحُرَّة الحَبَلا. علیه: یعنی الجنین. قال ابن الأَعرابی: عَواهِنُها موضع رحمها من باطن كعَواهِن النخل. و أَلْقی الكلام علی عَواهِنه: لم یتدبره، و قیل: هو إذا لم یُبَلْ أَصاب أَم أَخطأَ، و قیل: هو إذا تهاون به، و قیل: هو إذا قاله من قبیحه و حسنه. و‌فی الحدیث: إن السَّلَفَ كانوا یُرْسِلون الكلمة علی عَواهِنها‌أَی لا یَزُمُّونها و لا یَخطِمونها؛ قال ابن الأَثیر: العَواهِنُ أَن تأْخذ غیرَ الطریق فی السیر أَو الكلام، جمع عاهِنة، و قیل: هو من قولك عَهِنَ له كذا أَی عجِلَ. و عَهِنَ الشی‌ءُ إذا حَضَر أَی أَرسل الكلام علی ما حضَر منه و عَجِلَ من خطأٍ و صواب. ابن الأَعرابی: یقال إنه لیَحْدِسُ الكلامَ علی عَواهنه،
لسان العرب، ج‌13، ص: 298
و هو أَن یتعسَّف الكلامَ و لا یتأَنی. یقال: عَهَنتُ علی كذا و كذا أَعْهُنُ؛ المعنی أَی أُثَبِّی منه معرفة؛ و یقال: أُثبِّی أُثْبِتُ من قول لبید: یُثَبِّی ثَناءً من كریمٍ. و قوله: أَلا انْعَمْ علی حُسْنِ التَّحیَّة و اشْرب. و عَهَنَ منه خیر یَعْهُنُ عُهوناً: خرج، و قیل: كل خارج عاهِنٌ. و العِهْنة: بقلة؛ قال ابن بری: و العِهْنة من ذكور البَقْل. قال الأَزهری: و رأَیت فی البادیة شجرة لها وردة حمراء یسمونها العِهْنة. و عُهَیْنة: قبیلة دَرَجَتْ. و عاهِنٌ: واد معروف. و عاهانُ بن كعب: من شعرائهم، فیمن أَخذه من العِهْن، و من أَخذه من العاهة فبابه غیر هذا الباب.

عون؛ ج13، ص: 298

: العَوْنُ: الظَّهیر علی الأَمر، الواحد و الاثنان و الجمع و المؤنث فیه سواء، و قد حكی فی تكسیره أَعْوان، و العرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة: جاء معها أَعْوانها؛ یَعْنون بالسنة الجَدْبَ، و بالأَعوان الجراد و الذِّئاب و الأَمراض، و العَوِینُ اسم للجمع. أَبو عمرو: العَوینُ الأَعْوانُ. قال الفراء: و مثله طَسیسٌ جمع طَسٍّ. و تقول: أَعَنْتُه إعانة و اسْتَعَنْتُه و استَعَنْتُ به فأَعانَنی، و إنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ و إِن لم یكن تحته ثلاثی معتل، أَعنی أَنه لا یقال عانَ یَعُونُ كَقام یقوم لأَنه، و إن لم یُنْطَق بثُلاثِیِّه، فإِنه فی حكم المنطوق به، و علیه جاءَ أَعانَ یُعِین، و قد شاع الإِعلال فی هذا الأَصل، فلما اطرد الإِعلال فی جمیع ذلك دَلَّ أَن ثلاثیه و إن لم یكن مستعملًا فإِنه فی حكم ذلك، و الإِسم العَوْن و المَعانة و المَعُونة و المَعْوُنة و المَعُون؛ قال الأَزهری: و المَعُونة مَفْعُلة فی قیاس من جعله من العَوْن؛ و قال ناسٌ: هی فَعُولة من الماعُون، و الماعون فاعول، و قال غیره من النحویین: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل المَغُوثة من الغَوْث، و المضوفة من أَضافَ إذا أَشفق، و المَشُورة من أَشارَ یُشیر، و من العرب من یحذف الهاء فیقول مَعُونٌ، و هو شاذ لأَنه لیس فی كلام العرب مَفْعُل بغیر هاء. قال الكسائی: لا یأْتی فی المذكر مَفْعُلٌ، بضم العین، إلَّا حرفان جاءَا نادرین لا یقاس علیهما: المَعُون، و المَكْرُم؛ قال جمیلٌ: بُثَیْنَ الْزَمی لا، إنَّ لا إنْ لزِمْتِه، علی كَثْرة الواشِینَ، أَیُّ مَعُونِ یقول: نِعْمَ العَوْنُ قولك لا فی رَدِّ الوُشاة، و إن كثروا؛ و قال آخر: لیَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ «1». و قیل: مَعُونٌ جمع مَعونة، و مَكْرُم جمع مَكْرُمة؛ قاله الفراء. و تعاوَنوا علیَّ و اعْتَوَنوا: أَعان بعضهم بعضاً. سیبویه: صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها فی معنی تعاوَنوا، فجعلوا ترك الإِعلال دلیلًا علی أَنه فی معنی ما لا بد من صحته، و هو تعاونوا؛ و قالوا: عاوَنْتُه مُعاوَنة و عِواناً، صحت الواو فی المصدر لصحتها فی الفعل لوقوع الأَلف قبلها. قال ابن بری: یقال اعْتَوَنوا و اعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً؛ قال ذو الرمة: فكیفَ لنا بالشُّرْبِ، إنْ لم یكنْ لنا دَوانِیقُ عندَ الحانَوِیِّ، و لا نَقْدُ؟ أَ نَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم یَنْبَری لنا فَتًی مثلُ نَصْلِ السَّیفِ، شِیمَتُه الحَمْدُ؟
(1). قوله [لیوم مجد … إلخ] كذا بالأَصل و المحكم، و الذی فی التهذیب: لیوم هیجا …
لسان العرب، ج‌13، ص: 299
و تَعاوَنَّا: أَعان بعضنا بعضاً. و المَعُونة: الإِعانَة. و رجل مِعْوانٌ: حسن المَعُونة. و تقول: ما أَخلانی فلان من مَعاوِنه، و هو جمع مَعُونة. و رجل مِعْوان: كثیر المَعُونة للناس. و اسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَنی و عاونَنی. و فی الدعاء: رَبِّ أَعنِّی و لا تُعِنْ عَلیَّ. و المُتَعاوِنة من النساء: التی طَعَنت فی السِّنِّ و لا تكون إلا مع كثرة اللحم؛ قال الأَزهری: امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم یَبْدُ حَجْمُها. و النحویون یسمون الباء حرف الاستعانة، و ذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسیف و كتبت بالقلم و بَرَیْتُ بالمُدْیَة، فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات علی هذه الأَفعال. قال اللیث: كل شی‌ء أَعانك فهو عَوْنٌ لك، كالصوم عَوْنٌ علی العبادة، و الجمع الأَعْوانُ. و العَوانُ من البقر و غیرها: النَّصَفُ فی سنِّها. و فی التنزیل العزیز: لٰا فٰارِضٌ وَ لٰا بِكْرٌ عَوٰانٌ بَیْنَ ذٰلِكَ؛ قال الفراء: انقطع الكلام عند قوله وَ لٰا بِكْرٌ، ثم استأْنف فقال عَوٰانٌ بَیْنَ ذٰلِكَ، و قیل: العوان من البقر و الخیل التی نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ. أَبو زید: عانَتِ البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً؛ و العَوان: النَّصَفُ التی بین الفارِضِ، و هی المُسِنَّة، و بین البكر، و هی الصغیرة. و یقال: فرس عَوانٌ و خیل عُونٌ، علی فُعْلٍ، و الأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة علی الواو فسكنوها، و كذلك یقال رجل جَوادٌ و قوم جُود؛ و قال زهیر: تَحُلُّ سُهُولَها، فإِذا فَزَعْنا، جَرَی منهنَّ بالآصال عُونُ. فَزَعْنا: أَغَثْنا مُسْتَغیثاً؛ یقول: إذا أَغَثْنا ركبنا خیلًا، قال: و من زعم أَن العُونَ هاهنا جمع العانَةِ فقد أَبطل، و أَراد أَنهم شُجْعان، فإِذا اسْتُغیث بهم ركبوا الخیل و أَغاثُوا. أَبو زید: بَقَرة عَوانٌ بین المُسِنَّةِ و الشابة. ابن الأَعرابی: العَوَانُ من الحیوان السِّنُّ بین السِّنَّیْنِ لا صغیر و لا كبیر. قال الجوهری: العَوَان النَّصَفُ فی سِنِّها من كل شی‌ء. و فی المثل: لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ؛ قال ابن بری: أَی المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التی تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار. قال ابن سیدة: العَوانُ من النساء التی قد كان لها زوج، و قیل: هی الثیِّب، و الجمع عُونٌ؛ قال: نَواعِم بین أَبْكارٍ و عُونٍ، طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِی. تقول منه: عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِیناً إذا صارت عَواناً، و عانت تَعُونُ عَوْناً. و حربٌ عَوان: قُوتِل فیها مرة «1». كأَنهم جعلوا الأُولی بكراً، قال: و هو علی المَثَل؛ قال: حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ، خَطَرتْ و كانت قبلها لم تَخْطُرِ و حَرْبٌ عَوَان: كان قبلها حرب؛ و أَنشد ابن بری لأَبی جهل: ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّی؟ بازِلُ عامین حَدِیثٌ سِنِّی، لمِثْل هذا وَلَدَتْنی أُمّی. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً؛ العُونُ: جمع العَوان، و هی التی وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلی المُراجَعة؛ و منه الحرب العَوانُ أَی المُتَردّدة، و المرأَة العَوان و هی الثیب، یعنی أَن ضرباته كانت قاطعة ماضیة لا
(1). قوله: مرة، أی مرّةً بعد الأَخری
لسان العرب، ج‌13، ص: 300
تحتاج إلی المعاودة و التثنیة. و نخلة عَوانٌ: طویلة، أَزْدِیَّة. و قال أَبو حنیفة: العَوَانَةُ النخلة، فی لغة أَهل عُمانَ. قال ابن الأَعرابی: العَوانَة النخلة الطویلة، و بها سمی الرجل، و هی المنفردة، و یقال لها القِرْواحُ و العُلْبَة. قال ابن بری: و العَوَانة الباسِقَة من النخل، قال: و العَوَانة أَیضاً دودة تخرج من الرمل فتدور أَشواطاً كثیرة. قال الأَصمعی: العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون فی وسط الرَّمْلة الیتیمة، و هی المنفردة من الرملات، فتظهر أَحیاناً و تدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص، قال: و یقال لهذه الدابة الطُّحَنُ، قال: و العَوانة الدابة، سمی الرجل بها. و بِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ و مُتَدارِك و مُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه و سِنُّه. و العَانة: القطیع من حُمُر الوحش. و العانة: الأَتان، و الجمع منهما عُون، و قیل: و عانات. ابن الأَعرابی: التَّعْوِینُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته. و التَّوْعِینُ: السِّمَن. و عانة الإِنسان: إِسْبُه، الشعرُ النابتُ علی فرجه، و قیل: هی مَنْبِتُ الشعر هنالك. و اسْتَعان الرجلُ: حَلَقَ عانَتَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: مِثْل البُرام غَدا فی أُصْدَةٍ خَلَقٍ، لم یَسْتَعِنْ، و حَوامی الموتِ تَغْشاهُ. البُرام: القُرادُ، لم یَسْتَعِنْ أَی لم یَحْلِقْ عانته، و حَوامی الموتِ: حوائِمُه فقلبه، و هی أَسباب الموت. و قال بعض العرب و قد عرَضَه رجل علی القَتْل: أَجِرْ لی سَراویلی فإِنی لم أَسْتَعِنْ. و تَعَیَّنَ: كاسْتَعان؛ قال ابن سیدة: و أَصله الواو، فإِما أَن یكون تَعَیَّنَ تَفَیْعَلَ، و إِما أَن یكون علی المعاقبة كالصَّیَّاغ فی الصَّوَّاغ، و هو أَضعف القولین إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ، فعَدَمُنا إِیاه یدل علی أَن تَعَیَّنَ تَفَیْعَل. الجوهری: العانَة شعرُ الركَبِ. قال أَبو الهیثم: العانة مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة، و فوق الذكر من الرجل، و الشَّعَر النابتُ علیهما یقال له الشِّعْرَةُ و الإِسْبُ؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصواب. و فلان علی عانَة بَكْرِ بن وائل أَی جماعتهم و حُرْمَتِهم؛ هذه عن اللحیانی، و قیل: هو قائم بأَمرهم. و العانَةُ: الحَظُّ من الماء للأَرض، بلغة عبد القیس. و عانَةُ: قریة من قُری الجزیرة، و فی الصحاح: قریة علی الفُرات، و تصغیر كل ذلك عُوَیْنة. و أَما قولهم فیها عاناتٌ فعلی قولهم رامَتانِ، جَمَعُوا كما ثَنَّوْا. و العانِیَّة: الخَمْر، منسوبة إلیها. اللیث: عاناتُ موضع بالجزیرة تنسب إلیها الخمر العانِیَّة؛ قال زهیر: كأَنَّ رِیقَتَها بعد الكَری اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَةَ، لَمَّا یَعْدُ أَن عَتَقا. و ربما قالوا عاناتٌ كما قالوا عرفة و عَرَفات، و القول فی صرف عانات كالقول فی عَرَفات و أَذْرِعات؛ قال ابن بری: شاهد عانات قول الأَعشی: تَخَیَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً، و رَجَّی خَیرَها عاماً فعاما. قال: و ذكر الهرویُّ أَنه یروی بیت إِمرئ القیس علی ثلاثة أَوجه: تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ … بالتنوین، و أَذرعاتِ بغیر تنوین، و أَذرعاتَ بفتح التاء؛ قال: و ذكر أَبو علی الفارسی أَنه لا یجوز فتح التاء عند سیبویه. و عَوْنٌ و عُوَیْنٌ و عَوانةُ: أَسماء. و عَوانة و عوائنُ: موضعان؛ قال تأبَّط شرّاً: و لما سمعتُ العُوصَ تَدْعو، تنَفَّرَتْ عصافیرُ رأْسی من برًی فعَوائنا.
لسان العرب، ج‌13، ص: 301
و مَعانُ: موضع بالشام علی قُرب مُوتة؛ قال عبد الله بن رَواحة: أَقامتْ لیلَتین علی مَعانٍ، و أَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ.

عین؛ ج13، ص: 301

: العَیْنُ: حاسة البصر و الرؤیة، أُنثی، تكون للإِنسان و غیره من الحیوان. قال ابن السكیت: العَینُ التی یبصر بها الناظر، و الجمع أَعْیان و أَعْیُن و أَعْیُنات، الأَخیرة جمع الجمع و الكثیر عُیون، قال یزید بن عبد المَدان: و لكِنَّنی أَغْدُو، عَلیَّ مُفاضةٌ دِلاصٌ، كأَعْیانِ الجراد المُنظَّمِ و أَنشد ابن بری: بأَعْیُنات لم یُخالِطْها القَذی و تصغیر العین عُیَیْنةٌ، و منه قیل ذو العُیَیْنَتَین للجاسوس، و لا تقل ذو العُوَیْنَتین. قال ابن سیدة: و العَیْنُ الذی یُبْعث لیَتجسَّس الخبرَ، و یسمی ذا العَیْنَین، و یقال تسمیه العرب ذا العینین و ذا العُوَینتین، كله بمعنی واحد. و زعم اللحیانی أَن أَعْیُناً قد یكون جمع الكثیر أَیضاً، قال الله عز و جل: أَمْ لَهُمْ أَعْیُنٌ یُبْصِرُونَ بِهٰا و إِنما أَراد الكثیر و قولهم: بعَیْنٍ ما أَرَیَنَّك، معناه عَجِّل حتی أَكون كأَنی أَنظر إِلیك بعَیْنی. و‌فی الحدیث: أَن موسی، علیه السلام، فَقَأَ عَینَ مَلَك الموت بصكَّةٍ صكه، قیل: أَراد أَنه أَغلظ له فی القول، یقال: أَتیته فلَطَمَ وجهی بكلام غلیظ، و الكلام الذی قاله له موسی قال: أُحَرِّجُ علیك أَن تدْنوَ منی فإِنی أُحرِّجُ داری و منزلی، فجعل هذا تغلیظاً من موسی له تشبیهاً بفَقْ‌ء العَین، و قیل: هذا الحدیث مما یُؤمَنُ به و بأَمثاله و لا یُدخَل فی كیفیته. و قول العرب: إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدی عَیْنیْها، فإِذا سقطت الصَّرْفةُ نظرت بهما جمیعاً، إِنما جعلوا لها عَیْنین علی المثل. و قوله تعالی: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی، فسره ثعلب فقال: لتُرَبَّی من حیث أَراك. و فی التنزیل: وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْیُنِنٰا، قال ابن الأَنباری: قال أَصحاب النقل و الأَخذ بالأَثر الأَعْیُنُ یرید به العَینَ، قال: و عَینُ الله لا تفسر بأَكثر من ظاهرها، و لا یسع أَحداً أَن یقول: كیف هی، أَو ما صفتها؟ و قال بعض المفسرین: بِأَعْیُنِنٰا بإِبصارنا إِلیك، و قال غیره: بإِشفاقنا علیك، و احتج بقوله: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی، أَی لِتُغذَّی بإِشفاقی. و تقول العرب: علی عَیْنی قصدْتُ زیداً، یریدون الإِشفاق. و العَیْنُ: أَن تصِیبَ الإِنسانَ بعینٍ. و عانَ الرجلَ یَعِینُه عَیْناً، فهو عائن، و المصاب مَعِینٌ، علی النقص، و مَعْیونٌ، علی التمام: أَصابه بالعین. قال الزجاج: المَعِینُ المُصابُ بالعین، و المعْیون الذی فیه عینٌ، قال عباس بن مِرداس: قد كان قوْمُك یحْسَبونك سیِّداً، و إِخالُ أَنك سَیِّدٌ مَعْیونُ و حكی اللحیانی: إِنك لجمیل و لا أَعِنْكَ و لا أَعِینُك، الجزم علی الدعاء، و الرفع علی الإِخبار، أَی لا أُصیبك بعین. و رجل مِعْیانٌ و عَیونٌ: شدید الإِصابة بالعین، و الجمع عُیُنٌ و عِینٌ، و ما أَعْیَنه. و‌فی الحدیث: العین حق و إِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا.یقال: أَصابت فلاناً عینٌ إِذا نظر إِلیه عدوّ أَو حسود فأَثرت فیه فمرض بسببها. و‌فی الحدیث: كان یُؤمَرُ العائنُ فیتوضأُ ثم یَغْتسِل منه المَعِین.و‌فی الحدیث: لا رُقْیَةَ إِلَّا من عَینٍ أَو حُمَةٍ، تخصیصه العین و الحمة لا یمنع جواز الرقیة فی غیرهما من الأَمراض لأَنه أَمر بالرقیة مطلقاً، و رَقی بعض أَصحابه من غیرهما، و إِنما
لسان العرب، ج‌13، ص: 302
معناه لا رُقْیة أَولی و أَنفعُ من رُقیة العین و الحُمَة. و تعَیَّنَ الإِبلَ و اعْتانها: اسْتَشْرَفها لیَعِینها، و أَنشد ابن الأَعرابی: یَزِینُها للناظِرِ المُعْتانِ خَیْفٌ قریبُ العهْدِ بالحَیْرانِ أَی إِذا كان عهدها قریباً بالولادة كان أَضخم لضرعها و أَحسن و أَشدّ امتلاء. و تعَیَّنَ الرجلُ إِذا تشَوَّهَ و تأَنی لیصیب شیئاً بعینه. و أَعلنها كاعْتانها. و رجل عَیونٌ إِذا كان نَجی‌ءَ العین، یقال: أَتیت فلاناً فما عَیَّنَ لی بشی‌ء و ما عَیَّنَنی بشی‌ء أَی ما أَعطانی شیئاً. و العَیْنُ و المُعاینة: النَّظَرُ، و قد عایَنهُ مُعاینة و عِیاناً. و رآه عِیاناً: لم یشك فی رؤیته إِیاه. و رأَیت فلاناً عِیاناً أَی مواجهة. قال ابن سیدة: و لقیه عِیاناً أَی مُعاینة، و لیس فی كل شی‌ء قیل مثل هذا، لو قلت لِحاظاً لم یجز، إِنما یُحكی من ذلك ما سُمِع. و تعَیَّنْتُ الشی‌ء: أَبصرته، قال ذو الرمة: تُخَلَّی فلا تَنْبُو إِذا ما تعَیَّنَتْ بها شَبَحاً، أَعْناقُها كالسَّبائك و رأَیتُ عائنة من أَصحابه أَی قوماً عایَنونی. و هو عبدُ عَیْنٍ أَی ما دمت تراه فهو كالعَبد لك، و قیل: أَی ما دام مولاه یراه فهو فارِهٌ و أَما بعده فلا، عن اللحیانی، قال: و كذلك تُصَرِّفه فی كل شی‌ءٍ من هذا كقولك هو صدیقُ عَیْنٍ. و یقال للرجل یُظهِر لك من نفسه ما لا یَفِی به إِذا غاب: هو عَبْد عَینٍ و صدیقُ عین، قال الشاعر: و مَنْ هو عبْدُ العَینِ، أَما لِقاؤه فَحُلْوٌ، و أَما غَیْبُه فظَنُونُ و نَعِمَ اللَّهُ بك عَیْناً أَی أَنْعَمها. و لقیته أَدْنَی عائنةٍ أَی أَدْنی شی‌ء تدْركه العینُ. و العَیَنُ: عِظَمُ سوادِ العین و سَعَتُها. عَیِنَ یَعْیَنُ عَیَناً و عِیْنَةً حسنة، الأَخیرة عن اللحیانی، و هو أَعْیَنُ و إِنه لبَیِّنُ العِینةِ، عن اللحیانی، و إِنه لأَعْیَنُ إِذا كان ضخم العین واسعَها، و الأُنثی عَیْناء، و الجمع منها عِینٌ، و أَصله فُعْل بالضم، و منه قیل لبقر الوحش عِینٌ، صفة غالبة. قال الله عز و جل: وَ حُورٌ عِینٌ. و رجل أَعْیَنُ: واسع العَین بَیِّنُ العَیَنِ، و العِینُ: جمع عَیْناء، و هی الواسعة العین. و‌فی الحدیث إِن فی الجنة لمُجْتَمَعاً للحور العین.و‌فی الحدیث: أَن رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، أَمر بقتل الكلاب العِینِ، هی جمع أَعْیَنَ. و‌حدیث اللِّعَانِ: إِن جاءت به أَعْیَنَ أَدْعَج.و الثورُ أَعْیَنُ و البقرة عَیْناء. قال ابن سیدة: و لا یقال ثور أَعْیَنُ و لكن یقال الأَعْیَنُ، غیر موصوف به، كأَنه نقل إِلی حدّ الاسمیة. و قال ابن بری: یقال عَیِنَ الرجلُ یَعْیَنُ عَیَناً و عِینةً، و هو أَعْیَنُ. و عُیُون البقر: ضرب من العنب بالشام، و منهم من لم یَخُصَّ بالشام و لا بغیره، علی التشبیه بعُیون البقر من الحیوان، و قال أَبو حنیفة: هو عنب أَسود لیس بالحالِكِ، عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ یُزَبَّبُ، و لیس بصادق الحلاوة. و ثوب مُعَیَّنٌ: فی وَشْیِه ترابیعُ صِغار تُشَبَّه بعُیون الوحش. و ثوْرٌ مُعَیَّنٌ: بین عینیه سواد، أَنشد سیبویه: فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ، كأَنه ما حاجِبَیْهِ مُعَیَّنٌ بسَوَادِ «2» و العِینةُ للشاة: كالمَحْجِرِ للإِنسانِ، و هو ما حول العین. و شاة عَیْناء إِذا اسوَدَّ عِینَتُها و ابیضَّ سائرها، و قیل: أَو كان بعكس ذلك. و عَیْنُ الرجل:
(2). قوله" ما حاجبیه إلخ" هكذا فی الأصل و التهذیب.
لسان العرب، ج‌13، ص: 303
مَنْظَرُه. و العَیْنُ: الذی ینظر للقوم، یذكر و یؤنث، سمی بذلك لأَنه إنما ینظر بعینه، و كأَنَّ نقْلَهُ من الجزء إِلی الكل و هو الذی حملهم علی تذكیره، و إِلا فإِن حكمه التأْنیثُ، قال ابن سیدة: و قیاس هذا عندی أَن من حمله علی الجزء فحكمه أَن یؤنثه، و من حمله علی الكل فحكمه أَن یذكره، و كلاهما قد حكاه سیبویه، و قول أَبی ذؤیب: و لو أَنَّنی استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِلیه المَنایا عَیْنُها و رَسُولُها أَراد نفسها. و كان یجب أَن یقول أَعینها و رسلها لأَن المنایا جمع، فوضع الواحد موضع الجمع، و بیت أَبی ذؤیب هذا استشهد به الأَزهری علی قوله العَیْنُ الرَّقیب، و قال بعد إِیراد البیت: یرید رقیبها، و أَنشد أَیضاً لجمیل: رَمی اللَّهُ فی عَیْنَیْ بُثَیْنةَ بالقَذَی، و فی الغُرّ من أَنْیابها بالقَوادح و قال: معناه فی رَقیبیها اللذین یَرْقُبانها و یحولان بینی و بینها، و هذا مكان یحتاج إِلی محاقَقة «1» الأَزهری علیه، و إِلا فما الجمع بین الدعاء علی رقیبیها و علی أَنیابها، و فیما ذكره تكلف ظاهر. و فلانٌ عَیْنُ الجیش: یریدون رئیسه. و الاعْتِیانُ: الارْتِیادُ. و بعثنا عَیْناً أَی طلیعة یَعْتانُنا و یَعْتانُ لنا أَی یأْتینا بالخبر. و المُعْتانُ: الذی یبعثه القوم رائداً. حكی اللحیانی: ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلًا مُكْلِئاً فعَدَّاه أَی ارْتادَ لنا منزلًا ذا كَلَإٍ. و عانَ لهم: كاعْتانَ، عن الهَجریّ، و أَنشد لناهض بن ثُومة الكلابی: یُقاتِلُ مَرَّةً و یَعِینُ أُخْرَی، ففَرَّتْ بالصَّغارِ و بالهَوَانِ و اعْتانَ لنا فلانٌ أَی صار عَیْناً أَی رَبیئةً، و ربما قالوا عانَ علینا فلانٌ یَعِینُ عِیانةً أَی صار لهم عَیناً. و‌فی الحدیث: أَنه بعث بسْبَسَةَ عَیْناً یومَ بَدْرٍ‌أَی جاسوساً. و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخیر. و منه‌حدیث الحُدَیْبیة: كانَ اللَّهُ قد قطَعَ عَیْناً من المشركین‌أَی كفی اللَّه منهم من كان یَرْصُدُنا و یتَجَسَّسُ علینا أَخبارَنا. و یقال: اذْهَبْ و اعْتَنْ لی منزلًا أَی ارْتَدْهُ. و العَیْنُ: الدَّیْدَبانُ و الجاسوسُ. و أَعْیانُ القوم: أَشرافهم و أَفاضلهم، علی المَثَل بشَرَفِ العَیْنِ الحاسة. و ابْنا عِیانٍ: طائران یَزْجُرُ بهما العربُ كأَنهم یَرَوْنَ ما یُتَوَقَّع أَو یُنْتَظَرُ بهما عِیاناً، و قیل: ابْنا عِیانٍ خَطَّانِ یُخَطَّانِ فی الأَرض یزجر بهما الطیر، و قیل: هما خَطَّانِ یَخُطُّونهما للعِیافة ثم یقول الذی یَخُطُّهما: ابْنَیْ عِیانْ، «2» أَسْرِعا البَیان، و قال الراعی: و أَصْفَرَ عَطَّافٍ، إِذا راحَ رَبُّه جری ابْنا عِیانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ و إِنما سمیا ابنی عِیَانٍ لأَنهم یُعایِنُونَ الفَوْزَ و الطعامَ بهما، و قیل: ابنا عِیانٍ قِدْحانِ معروفان، و قیل: هما طائران یزجر بهما یكونان فی خط الأَرض، و إِذا علم أَن القامر یَفُوزُ قِدْحُه قیل: جرَی ابْنا عِیانٍ. و العَیْنُ: عَیْنُ الماء. و العَیْنُ: التی یخرج منه الماء. و العَیْنُ: یَنْبُوع الماء الذی یَنْبُع من الأَرض و یجری، أُنْثی، و الجمع أَعْیُنٌ و عُیُونٌ. و یقال: غارَتْ عَیْنُ الماء. و عَینُ الرَّكِیَّة: مَفْجَرُ مائها و مَنْبَعُها. و‌فی الحدیث: خیرُ المالِ عَیْنٌ سَاهِرَةٌ لعَیْنٍ نائمةٍ، أَراد عَینَ
(1). قوله: محاققة، هكذا فی الأَصل، و الأَفصح مُحاقَّة. (2). قوله [ابنی عیان إِلخ] كذا بالأصل، و الذی فی القاموس و المحكم: ابنا، بالألف.
لسان العرب، ج‌13، ص: 304
الماء التی تجری و لا تنقطع لیلًا و نهاراً، و عَینُ صاحبها نائمة فجعل السهر مثلًا لجریها، و قوله أَنشده ثعلب: أُولئك عَیْنُ الماءِ فیهم، و عِنْدَهمْ، من الخِیفَةِ، المَنْجاةُ و المُتحَوَّلُ فسره فقال: عینُ الماء الحیاة للناس. و حفَرْتُ حتی عِنْتُ و أَعْیَنْتُ: بلغْتُ العُیونَ، و كذلك أَعانَ و أَعْیَنَ: حفر فبلغ العُیونَ. و قال الأَزهری حفَرَ الحافرُ فأَعْیَنَ و أَعانَ أَی بلغ العُیون. و عَیْنُ القَناةِ: مَصَبُّ مائها. و ماءٌ مَعْیُونٌ: ظاهر، تراه العَینُ جاریاً علی وجه الأَرض، و قول بدر بن عامر الهذلی: ماءٌ یَجِمُّ لحافِرٍ مَعْیُون قال بعضهم: جَرَّه علی الجِوارِ، و إِنما حكمه مَعْیُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء و قال بعضهم: هو مفعول بمعنی فاعل. و ماء مَعِینٌ: كَمعْیُونٍ، و قد اختُلِفَ فی وزنه فقیل: هو مَفْعُول و إِن لم یكن له فعل، و قیل: هو فَعِیلٌ من المَعْنِ، و هو الاستقاء، و قد ذكر فی الصحیح. أَبو سعید: عَیْنٌ مَعْیُونة لها مادّة من الماء، و قال الطِّرمَّاحُ: ثم آلَتْ، و هی مَعْیُونَةٌ، من بَطِی‌ءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامی أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَی رجعت. و عانَتِ البئرُ عَیْناً: كثر ماؤها. و عانَ الماءُ و الدَّمْعُ یَعینُ عَیْناً و عَیَناناً، بالتحریك: جَری و سال. و سِقاء عَیَّنٌ و عَیِّنٌ، و الكسر أَكثر، كلاهما إِذا سال ماؤه، عن اللحیانی، و قیل: العَیِّنُ و العَیَّنُ الجدید، طائیة، قال الطرماح: قد اخْضَلَّ منها كلُّ بالٍ و عَیِّنِ، و جَفَّ الرَّوایا بالمَلا المُتَباطِنِ و كذلك قربة عَیَّنٌ: جدیدة، طائیة أَیضاً، قال: ما بالُ عَیْنِیَ كالشَّعِیبِ العَیَّنِ و حمل سیبویه عَیَّناً علی أَنه فَیْعَل مما عینه یاء، و قد كان یمكن أَن یكون فَوْعَلًا و فَعْوَلًا من لفظ العین و معناها، و لو حكم بأَحد هذین المثالین لحمل علی مأْلوف غیر منكر، أَ لا تری أَن فَعْوَلًا و فَوْعَلًا لا مانع لكل واحد منهما أَن یكون فی المعتل كما یكون فی الصحیح؟ و أَما فیعل، بفتح العین، مما عینه یاء فعزیز، ثم لم تمنعه عزة ذلك أَن حكم بذلك علی عَیَّنٍ، و عَدَلَ عن أَن یحمله علی أَحد المثالین اللذین كل واحد منهما لا مانع له من كونه فی المعتل العین كونُه فی الصحیحها، فلا نظیر لعَیَّنٍ، و الجمع عَیائن، همزوا لقربها من الطَّرَف. الأَصمعی: عَیَّنْتُ القربة إِذا صببت فیها ماء لیخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ و هی جدیدة، و سَرَّبْتُها كذلك. و قال الفراء: التَّعَیُّنُ أَن یكونَ فی الجلد دوائر رقیقة، قال القَطامیّ: و لكنَّ الأَدِیمَ إِذا تَفَرَّی بِلًی و تَعَیُّناً، غَلَبَ الصَّناعا الجوهری: عَیَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فیها ماءً لتنفتح عُیُونُ الخُرَز فتنسدّ، قال جریر: بلی فارْفَضَّ دَمْعُك غیرَ نَزْرٍ، كما عَیَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابی: تَعَیَّنتْ أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل تَعَیُّنِ القِرْبة. و تَعَیَّنْتُ الشخصَ تَعَیُّناً إِذا رأَیته. و عَیْنُ القِبلة: حقیقتها. و العَیْنُ من السحاب: ما أَقبل من ناحیة القِبلة و عن یمینها، یعنی قبلة العراق. یقال: هذا مَطَرُ العَیْنِ، و لا یقال مُطِرْنا بالعَیْنِ. و قال ثعلب: إِذا كان المطر من ناحیة القبلة فهو مطر العَیْنِ، و العَیْنُ: اسم لما عن یمین قبلة أَهل العراق،
لسان العرب، ج‌13، ص: 305
و كانت العرب تقول: إِذا نَشَأَتِ السحابة من قِبَلِ العَین فإِنها لا تكادُ تُخْلِفُ أَی من قِبَلِ قبلة أَهل العراق. و‌فی الحدیث: إِذا نَشَأَتْ بَحْرِیَّةً ثم تَشاءمت فتِلْك عَیْنٌ غُدَیْقةٌ، هو من ذلك، قال: و ذلك أَخْلَقُ للمطر فی العادة، و قال: تقول العرب مُطِرْنا بالعَیْنِ، و قیل: العَیْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْلة، و ذلك الصُّقْعُ یسمی العَیْنَ، و قوله: تشاءمت أَی أَخذت نحو الشأْم، و الضمیر فی تشاءمت للسحابة فتكون بحریة منصوبة، أَو للبحریة فتكون مرفوعة «3». و العَیْنُ: مطر أَیام لا یُقْلِعُ، و قیل: هو المطر یَدُوم خمسة أَیام أَو ستة أَو أَكثر لا یُقْلِعُ، قال الراعی: و أَنْآءُ حَیٍّ تحتَ عَیْنٍ مَطِیرَةٍ عِظامِ البُیوتِ یَنزلُون الرَّوابیا یعنی حیث لا تَخْفی بیوتُهم، «4» یریدون أَن تأْتیهم الأَضیاف. و العَیْن: الناحیة. و العَیْنُ: عَیْنُ الرُّكْبة. و عَیْنُ الركبة: نُقْرة فی مُقَدَّمها، و لكل ركبة عینان، و هما نقرتان فی مُقَدَّمها عند الساق. و العَیْنُ: عَیْنُ الشمس، و عَیْنُ الشمس: شُعاعها الذی لا تثبت علیه العَیْن، و قیل: العَینُ الشمس نفسها. یقال: طلعت العَیْنُ و غابت العَیْن، حكاه اللحیانی. و العَینُ: المالُ العَتیدُ الحاضر الناضُّ. و من كلامهم: عَیْنٌ غیر دَیْنٍ. و العَیْن: النَّقْدُ، یقال: اشتریت العبد بالدین أَو بالعَیْنِ، و العَیْنُ الدینار كقول أَبی المِقْدام: حَبَشیٌّ له ثَمانون عیناً، بین عَیْنَیْهِ قد یَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشیّاً له ثمانون دیناراً، بین عینیه: بین عینی رأْسه. و العَیْنُ: الذَّهَبُ عامَّةً. قال سیبویه: و قالوا علیه مائةٌ عَیْناً، و الرفع الوجه لأَنه یكون من اسم ما قبله، و هو هو. الأَزهری: و العَیْنُ الدینار. و العَیْنُ فی المیزان: المَیْلُ، قیل: هو أَن تَرْجَحَ إِحدی كفَّتیه علی الأُخْری، و هی أُنثی. یقال: ما فی المیزان عَیْنٌ، و العرب تقول: فی هذا المیزان عین أَی فی لسانه مَیْلٌ قلیل أَو لم یكن مستویاً. و یقولون: هذا دینارٌ عَیْنٌ إِذا كان مَیَّالًا أَرْجَحَ بمقدار ما یمیل به لسان المیزان. قال الأَزهری: و عَیْنُ سبعةِ دنانیرَ نصفُ دانِقٍ. و العَیْنُ عند العرب: حقیقة الشی‌ء. یقال: جاء بالأَمر من عَیْنٍ صافِیةٍ أَی من فَصِّه و حقیقته. و جاء بالحق بعَیْنه أَی خالصاً واضحاً. و عَیْنُ كل شی‌ء: خیاره. و عَیْنُ المتاع و المال و عِینَتُه: خِیارُه، و قد اعْتانَهُ. و خَرجَ فی عِینَةِ ثیابهِ أَی فی خیارها. قال الجوهری: و عِینَةُ المالِ خیارُه مثل العِیمَةِ. و هذا ثوبُ عِینَةٍ إِذا كان حَسَناً فی مَرْآةِ العَیْن. و اعْتانَ فلانٌ الشی‌ءَ إِذا أَخذ عِینَتَه و خِیارَه. و العِینَةُ: خیار الشی‌ء، جمعها عِیَنٌ، قال الراجز: فاعْتانَ منها عِینَةً فاخْتارَها، حتی اشْتَری بعَیْنِه خِیارَها و اعْتانَ الرجلُ إِذا اشتری الشی‌ء بنَسِیئة. و عِینةُ الخیل: جیادُها، عن اللحیانی. و عَیْنُ الشی‌ء: نفسه و شخصه و أَصله، و الجمع أَعْیانٌ. و عَیْنُ كل شی‌ء: نفسه و حاضره و شاهده. فی الحدیث: أَوَّهْ عَیْنُ الرِّبا‌أَی ذاته و نفسه. و یقال: هو هو عَیناً، و هو هو بِعَیْنِه، و هذه أَعْیانُ دراهمِك و دراهِمُك بأَعْیانِها، عن اللحیانی، و لا یقال فیها أَعْیُنٌ و لا
(3). 1 قوله: أو للبحریة فتكون مرفوعة، هكذا أیضاً فی النهایة. (4). 2 قوله" حیث لا تخفی بیوتهم" الذی فی المحكم: حیث لا تخفی نیرانهم.
لسان العرب، ج‌13، ص: 306
عَیُون. و یقال: لا أَقبل إِلا درهمی بعَیْنِه، و هؤلاء إِخوتك بأَعیانهم، و لا یقال فیه بأَعینهم و لا عُیونهم. و عَیْنُ الرجل: شاهِدُه، و منه قولهم: الفَرَسُ الجوَاد عَیْنُه فِرارُه [فُرارُه، و فِرارُه [فُرارُه إِذا رأَیته تفَرَّسْتَ فیه الجَوْدَة من غیر أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غیر ذلك. و فی المثل: إِن الجوادَ عَیْنُه فِرارُه [فُرارُه. و یقال: إِن فلاناً لكریمٌ عَیْنُ الكرم. و لا أَطلُبُ أَثراً بعد عَیْنٍ أَی بعد مُعاینة، معناه أَی لا أَترك الشی‌ء و أَنا أُعاینه و أَطلب أَثره بعد أَن یغیب عنی، و أَصله أَن رجلًا رأَی قاتلَ أَخیه، فلما أَراد قتله قال أَفْتَدی بمائة ناقة، فقال: لست أَطلب أَثراً بعدَ عَیْنٍ، و قتله. و ما بها عَیْنٌ و عَیَنٌ، بنصب الیاء، و العین و عائنٌ و عائِنةٌ أَی أَحد، و قیل: العَیَنُ أَهل الدار، قال أَبو النجم: تَشْرَبُ ما فی وَطْبِها قَبْلَ العَیَنْ، تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ و الأَعیانُ: الإِخوة یكونون لأَب و أُم و لهم إِخْوَة لعَلَّاتٍ. و‌فی حدیث علیّ، كرم اللَّه وجهه: أَن أَعیان بنی الأُم یتوارثون دون بنی العَلَّاتِ، قال: الأَعیانُ ولد الرجل من امرأَة واحدة، مأْخوذ من عَیْنِ الشی‌ء و هو النفیس منه، قال الجوهری: و هذه الأُخوَّة تسمی المُعایَنة. و الأَقْرانُ: بنو أُمٍّ من رجالٍ شَتَّی، و بنو العَلَّاتِ: بنو رَجُل من أُمهات شَتَّی، و فی النهایة: فإِذا كانوا لأُم واحدة و آباءٍ شَتی فهم الأَخْیاف، و معنی الحدیث: أَن الإِخوة من الأَب و الأُم یتوارثون دون الإِخوة للأَب. و عَیْنُ القوس: التی یقع فیها البُنْدُقُ. و عَیَّنَ علیه: أَخبر السلطانَ بمسَاویه، شاهداً كان أَو غائباً. و عَیَّنَ فلاناً: أَخبره بمساویه فی وجهه، عن اللحیانی. و العَیْنُ و العِینةُ: الرِّبا. و عَیَّنَ التاجرُ: أَخذ بالعِینةِ أَو أَعطی بها. و العِینةُ: السَّلَفُ، تعَیَّنَ عِینةً و عَیَّنه إِیاها. و العَیَنُ: الجماعة، قال جندلُ بن المُثنَّی: إِذا رآنی واحداً أَو فی عَیَنْ یَعْرِفُنی، أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ الأَزهری: یقال عَیَّنَ التاجرُ یُعَیَّنُ تَعْییناً و عِینةً قَبیحة، و هی الاسم، و ذلك إِذا باع من رجل سِلعةً بثمن معلوم إِلی أَجل معلوم، ثم اشتراها منه بأَقل من الثمن الذی باعها به، و قد كره العِینةَ أَكثر الفقهاء و رُویَ فیها النهیُ عن عائشة و ابن عباس. و‌فی حدیث ابن عباس: أَنه كره العِینةَ، قال: فإِن اشتری التاجر بحَضْرَةِ طالبِ العِینةِ سِلْعة من آخر بثمن معلوم و قبضها، ثم باعها من طالب العِینة بثمن أَكثر مما اشتراه إِلی أَجل مسمی، ثم باعها المشتری من البائع الأَول بالنَّقد بأَقل من الثمن الذی اشتراها به، فهذه أَیضاً عِینةٌ، و هی أَهون من الأُولی، و أَكثر الفقهاء علی إِجازتها علی كراهة من بعضهم لها، و جملة القول فیها أَنها إِذا تعَرَّت من شرط یفسدها فهی جائزة، و إِن اشتراها المُتَعیِّنُ بشرط أَن یبیعها من بائعها الأَول فالبیع فاسد عند جمیعهم، و سمیت عِینةً لحصول النَّقْدِ لطالب العِینةِ، و ذلك أَن العِینةَ اشْتِقاقُها من العَیْنِ، و هو النَّقدُ الحاضر و یحْصُلُ له من فَوْرِه، و المشتری إِنما یشتریها لیبیعها بعَیْنٍ حاضرة تصل إِلیه مُعَجَّلة، و قال الراجز: و‌عَیْنُه كالْكَالِی‌ء الضِّمَارِ یرید بعَیْنه حاضِرَ عَطِیَّتِه، یقول: فهو كالضمار، و هو الغائب الذی لا یُرْجَی. و صَنَع ذلك علی عَیْنٍ و علی عَیْنینِ و علی عَمْدِ عَینٍ
لسان العرب، ج‌13، ص: 307
و علی عَمْدِ عَیْنین كل ذلك بمعنی واحد أَی عَمْداً، عن اللحیانی. و لقیته قبلَ كلِّ عائِنةٍ و عَیْنٍ أَی قبل كل شی‌ء. و لقیته أَولَ ذی عَیْنٍ و عائنةٍ و أَوَّلَ عینٍ و أَوَّلَ عائنةٍ و أَدْنی عائِنةٍ أَی قبل كل شی‌ء أَو أَول كل شی‌ء. و لقیته مُعاینةً و لقیته عَینَ عُنَّةَ و مُعاینةٍ، كل ذلك بمعنی أَی مواجهةً، و قیل: لقیته عَینَ عُنَّةٍ [عُنَّةَ إِذا رأَیته عِیاناً و لم یَرَك. و أَعطاه ذلك عَینَ عُنَّةٍ [عُنَّةَ أَی خاصةً من بین أَصحابه. و فعلت ذلك عَمْدَ عَیْنٍ إِذا تعمَّدْته بجد و یقِین، قال إمرؤ القیس: أَبْلِغا عَنِّی الشُّوَیْعِرَ أَنی، عَمْدَ عَینٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَریما قال ابن بری: الشُّوَیْعِرُ یعنی به محمد بن حُمْرانَ، و كذلك فعلته عمداً علی عَیْنٍ، قال خُفَافُ بن نُدْبة السُّلمیّ: فإِن تَكُ خَیْلی قد أُصِیبَ صمیمُها، فعمداً، علی عَیْنٍ، تیَمَّمْتُ مالكا و العَینُ: طائر أَصفر البطن أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِیِّ. و العِیانُ: حَلْقةُ السِّنَّة، و جمعها عُیُنٌ. قال ابن سیدة: و العِیانُ حَلْقة علی طَرَف اللُّومَة و السِّلْبِ و الدُّجْرَینِ، و الجمع أَعْیِنةٌ و عُیُنٌ، سیبویه: ثقلوا لأَن الیاء أَخف علیهم من الواو، یعنی أَنه لا یُحْمَلُ باب عُیُنٍ علی باب خُونٍ بالإِجماع لخفة الیاء و ثقل الواو، و من قال أُزْرٌ فخفف، و هی التمیمیة، لزمه أَن یقول عِینٌ فیكسر فتصح الیاء، و لم یقولوا عُیْنٌ كراهیة الیاء الساكنة بعد الضمة. قال الجوهری: و العِیَانُ حدیدة تكون فی مَتاعِ الفَدَّانِ، و الجمع عِینٌ، و هو فُعْلٌ، فنقلوا لأَن الیاء أَخف من الواو. قال أَبو عمرو: اللُّومَةُ السِّنَّةُ التی تحرث بها الأَرض، فإِذا كانت علی الفَدَّان فهی العِیانُ، و جمعه عُیُنٌ لا غیر، قال ابن بری: تكون فی مَتاعِ الفَدَانِ بالتخفیف، و الجمع عُیُنٌ، بضمتین، و إِن أَسكنت قلت عُیْنٌ مثل رُسْلٍ، قال: و قال أَبو الحسن الصِّقَلِّی الفَدَانُ، بالتخفیف، الآلة التی یحرث بها، و الفَدَّانُ، بالتشدید، المَبْلَغُ المعروف. و یقال: عَیَّنَ فلانٌ الحربَ بیننا إذا أَدَرَّها. و عِینةُ الحرب: مادَّتُها، قال ابن مقبل: لا تَحْلُبُ الحربُ مِنی، بعد عِینتِها، إِلَّا عُلالَةَ سِیدٍ ماردٍ سَدِمِ و رأَیته بعائنة العَدُوِّ أی بحیث تراه عُیُونُ العَدُوِّ. و ما رأَیت ثَمَّ عائنةً أَی إِنساناً. و رجل عَیِّنٌ: سریع البكاء. و المَعانُ: المَنْزِل، یقال: الكوفة مَعانٌ منا أَی منزل و مَعْلَم، قال ابن سیدة: و قد ذكر فی الصحیح لأَنه یكون فَعَالًا و مَفْعَلًا. و تعَیَّنَ السِّقاءُ: رَقَّ من القِدَم، و قیل: التَّعَیُّنُ فی الجلد أَن یكون فیه دوائر رقیقة مثل الأَعْیُن، و لیس ذلك بقوی. و سِقاءٌ عَیَّنٌ و مُتَعَیِّنٌ إِذا رَقَّ فلم یُمْسك الماءَ. یقال: بالجلد عَیَنٌ، و هو عیب فیه، تقول منه: تعَیَّنَ الجلد، و أَنشد لرؤبة: ما بالُ عَیْنِیَ كالشَّعِیبِ العَیَّنِ، و بعضُ أَعراضِ الشُّجون الشُّجَّنِ دارٌ، كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ و شَعِیبٌ عَیِّنٌ و عَیَّنٌ: یسیل منها الماء، و قد تقدم ذلك فی السقاء. و المُعَیَّنُ من الجراد: الذی یُسْلخ فتراه أَبیض و أَحمر، و ذكر الأَزهری فی ترجمة ینع قال: قال: أَبو الدُّقیش ضُرُوبُ الجَراد الحَرْشَفُ و المُعَیَّنُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 308
و المُرَجَّلُ و الخَیْفانُ، قال: فالمُعَیَّنُ الذی یَنسَلخُ فیكون أَبیض و أَحمر، و الخَیْفانُ نحوه، و المُرَجَّلُ الذی تُرَی آثارُ أَجنحته، قال: و غَزَالُ شَعْبانَ و راعِیةُ الأُتْنِ و الكُدَمُ من ضروب الجراد، و یقال له كُدَمُ السَّمُرِ، و هو الحَجَلُ و السُّرْمانُ و الشُّقَیْرُ و الیَعْسوب، و هو حَجَلٌ أَحمر عظیم. و أَتیت فلاناً و ما عَیَّنَ لی بشی‌ء و ما عَیَّنَنی بشی‌ء أَی ما أَعطانی شیئاً، عن اللحیانی، و قیل: معناه لم یدُلَّنی علی شی‌ء. و عَیْنٌ: موضع، قال ساعدة بن جُؤَیّة: فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ و غُودِرَ طافِیاً، ما بَینَ عَیْنَ إِلی نَباتَی، الأَثْأَبُ و عَیْنُونة: موضع. و روی بعضهم فی الحدیث: عِینَیْن، بكسر الأَول، جبل بأُحُد، و روی عَینَین، بفتحه، و هو الجبل الذی قام علیه إِبلیس یوم أُحُد فنادی أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قد قتل. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، قال له عبد الرحمن بن عوف یُعَرِّض به إِنی لم أَفِرَّ یومَ عَیْنَینِ، قال عثمان: فلِمَ تُعَیِّرنی بذنب قد عفا الله عنه؟ حكی الحدیثَ الهَرَوِیُّ فی الغریبین. و یقال لیوم أُحُد: یوم عَیْنَین، و هو الجبل الذی أَقام علیه الرُّماة یومئذ، قال الأَزهری: و بالبحرین قریة تعرف بعَیْنَین، قال: و قد دخلتها أَنا، و إِلیها ینسب خُلَیْدُ عَیْنَین، و هو رجل یُهاجی جریراً، و أَنشد ابن بری: و نحْنُ مَنَعْنا یومَ عَیْنینِ مِنْقَراً، و یومَ جَدُودٍ لم نُواكِلْ عن الأَصْلِ «1» و عَیْنُ التمر: موضع. و رأْسُ عینٍ و رأْس العَینِ: موضع بین حَرَّانَ و نَصِیبین، و قیل: بین ربیعة و مُضَرَ، قال المُخَبَّلُ: و أَنكحْتَ هَزَّالًا خُلیْدَة، بعد ما زَعمْتَ برأْسِ العَینِ أَنك قاتِلُهْ ابن السكیت: یقال قَدِمَ فلانٌ من رأْس عَیْنٍ، و لا یقال من رأْس العَیْنِ. و حكی ابن بری عن ابن دَرَسْتَوَیْه: رأْس عَینٍ قریة فوق نَصِیبین، و أَنشد: نَصِیبینُ بها إِخْوانُ صِدْقٍ، و لم أَنْسَ الذین برأْسِ عَیْنِ و قال ابن حمزة: لا یقال فیها إِلّا رأْس العَین، بالأَلف و اللام، و أَنشد بیت المُخبَّل، و قد تقدم آنفاً، و أَنشد أَیضاً لامرأَة قتل الزِّبْرقانُ زوجَها: تَجَلَّلَ خِزْیَها عوفُ بن كعبٍ، فلیس لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْس العَینِ قاتل من أَجَرْتم من الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ و عُیَیْنةُ: اسم موضع. و عَیْنان: اسم موضع بشِقِّ البحرین كثیر النخل، قال الراعی: یَحُثُّ بهنّ الحادِیانِ، كأَنما یَحُثَّانِ جَبّاراً، بعَیْنَینِ، مُكْرَعا و العَیْنُ: حرف هجاء، و هو حرف مجهور، یكون أَصلًا و یكون بدلًا كقول ذی الرمة: أَ عَنْ ترَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً، ماءُ الصَّبابةِ من عَیْنَیْكَ مَسْجُومُ یرید: أَن، قال ابن جنی: وزن عین فَعْل، و لا یجوز أَن یكون فَیْعِلًا كمیت و هَیِّنٍ و لَیِّنٍ، ثم حذفت عین الفعل منه، لأَن ذلك هنا لا یَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعیدة عن الحذف
(1). 1 قوله"و نحن منعنا … إلخ" الشعر للبعیث علی ما فی التكملة و یاقوت لكن الشطر الثانی فی یاقوت هكذا: و لم ننب فی یومی جدود عن الأسل و ذكر أنه وقع به وقعتان و قد ینسب إِلی الأولی منهما فیقال یوم جدود.
لسان العرب، ج‌13، ص: 309
و التصرف، و كذلك الغَین. و عَیَّنَ عَیْناً حسنة: عملها، عن ثعلب. و عائنةُ بنی فلان: أَموالُهم و رُعْیانُهم. و بلد قلیل العَیْنِ أَی قلیل الناس. و أَسْوَدُ العَیْنِ: جبل، قال الفرزدق: إذا زالَ عنكم أَسْوَدُ العین كنتُمُ كِراماً، و أَنتم ما أَقامَ أَلائمُ و‌فی حدیث الحجاج: قال للحسن و الله لَعَیْنُك أَكبر من أَمَدِك، یعنی شاهدُك و مَنْظَرُكَ أَكبر من سِنِّك و أَكثر فی أَمد عمرك. و عَینُ كل شی‌ء: شاهده و حاضره. و یقال: أَنت علی عَیْنی فی الإِكرام و الحفظ جمیعاً، قال تعالی: وَ لِتُصْنَعَ عَلیٰ عَیْنِی. و روی المُنْذِرِیُّ عن أَحمد بن یحیی قال: یقال أَصابته من الله عَیْنٌ. و‌فی حدیث عمر، رضی اللَّه عنه: أَن رجلًا كان ینظر فی الطواف إلی حُرَم المسلمین فلَطَمَه علیّ، رضی اللَّه عنه، فاسْتَعْدی علیه عُمرَ فقال: ضرَبك بحق أَصابته عَینٌ من عُیون اللَّه عز و جل، أَراد خاصة من خواص اللَّه و ولیّاً من أَولیائه، و أَنشدنا: فما الناسُ أَرْدَوْهُ، و لكنْ أَصابه یَدُ اللَّهِ، و المُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ و أَما‌حدیث عائشة، رضی اللَّه عنها: اللهم عَیِّنْ علی سارقِ أَبی بكر‌أَی أَظْهِرْ علیه سَرِقَته. یقال: عَیَّنْتُ علی السارق تَعْییناً إِذا خَصَصْته من بین المُتَّهَمین من عَیْنِ الشی‌ء نفْسِه و ذاته، و أَما‌حدیث علی، كرم اللَّه وجهه: أَنه قاس العَیْنَ ببیضة جعل علیها خُطوطاً و أَراها إِیاه، و ذلك فی العین تضرب بشی‌ء یَضْعُفُ منه بَصَرُها فَیُعْرَف ما نقص منها ببیضة تُخَطُّ علیها خُطوط سود أَو غیرها، و تُنْصَبُ علی مسافة تدركها العین الصحیحة، ثم تُنْصَبُ علی مسافة تدركها العَیْنُ العلیلة، و یعرف ما بین المسافتین فیكون ما یلزم الجانی بنسبة ذلك من الدیة، و‌قال ابن عباس: لا تُقاس العَینُ فی یوم غیم‌لأَن الضوء یختلف یوم الغیم فی الساعة الواحدة و لا یصح القیاس. و تَعَیَّنَ علیه الشی‌ء: لزمه بعَیْنه. و شِرْبٌ من عائنٍ أَی من ماء سائل. و تَعْیینُ الشی‌ء: تخصیصه من الجُمْلة. و المُعَیَّنُ: فحلُ ثَوْرٍ، قال جابر بن حُرَیْشٍ: و مُعَیَّناً یَحْوِی الصِّوارَ، كأَنه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ، إِذا ما بَرْبَرا و عَیَّنْتُ اللؤلؤةَ ثَقَبْتُها، و اللَّه تعالی أَعلم.

فصل الغین المعجمة؛ ج13، ص: 309

غبن؛ ج13، ص: 309

: الغَبْنُ، بالتسكین، فی البیع، و الغَبَنُ، بالتحریك، فی الرأْی. و غَبِنْتَ رأْیَك أَی نَسِیته و ضَیَّعْته. غَبِنَ الشی‌ءَ و غَبِنَ فیه غَبْناً و غَبَناً: نسیه و أَغفله و جهله؛ أَنشد ابن الأَعرابی: غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا، و حُسْنَ الجِوارِ، و قُرْبَ النَّسَب. و الغَبْنُ: النِّسیان. غَبِنْتُ كذا من حقی عند فلان أَی نسیته و غَلِطْتُ فیه. و غَبَنَ الرجلَ یَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ به و هو ماثلٌ فلم یره و لم یَفْطُنْ له. و الغَبْنُ: ضعف الرأْی، یقال فی رأْیه غَبْنٌ. و غَبِنَ رَأْیَه، بالكسر، إذا نُقِصَه، فهو غَبِین أَی ضعیف الرأْی، و فیه غَبانَة. و غَبِنَ رأْیُه، بالكسر، غَبَناً و غَبَانة: ضَعُف. و قالوا: غَبنَ رأْیَه، فنصبوه علی معنی فَعَّلَ، و إن لم یلفظ به، أَو علی معنی غَبِنَ فی رأْیه، أَو علی التمییز النادر. قال الجوهری: قولهم سَفِهَ نَفْسَه و غَبِنَ رَأْیَه و بَطِرَ عَیْشَه و أَلِمَ
لسان العرب، ج‌13، ص: 310
بَطْنَه و وَفِقَ أَمْرَه و رَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زید و رَشِدَ أَمْرُه، فلما حُوِّلَ الفعل إلی الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل علیه، لأَنه صار فی معنی سَفَّهَ نَفْسَه، بالتشدید؛ هذا قول البصریین و الكسائی، و یجوز عندهم تقدیم هذا المنصوب كما یجوز غلامَه ضَرَبَ زیدٌ؛ و قال الفراء: لما حوَّل الفعل من النفس إلی صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً لیَدُلَّ علی أَن السَّفَه فیه، و كان حكمه أَن یكون سَفِهَ زَیدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا یكون إلا نكرة، و لكنه ترك علی إضافته و نصب كنصب النكرة تشبیهاً بها، و لا یجوز عنده تقدیمه لأَن المُفَسِّرَ لا یَتَقَدَّم؛ و منه قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً و طِبْتُ به نَفْساً، و المعنی ضاق ذَرْعِی به و طابَتْ نَفْسِی به. و رجل غَبِینٌ و مَغْبُونٌ فی الرأْی و العقل و الدِّین. و الغَبْنُ فی البیع و الشراء: الوَكْسُ، غَبَنَه یَغْبِنُه غَبْناً هذا الأَكثر أَی خدَعه، و قد غُبِنَ فهو مَغْبُونٌ، و قد حكی بفتح الباء «2». و غَبِنْتُ فی البیع غَبْناً إذا غَفَلْتَ عنه، بیعاً كان أَو شِرَاء. و غَبَیْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء، و هو مثل الغَبْنِ. ابن بُزُرْج: غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شدیداً و غُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ، و لا یقولون فی الرِّبْح إِلَّا رَبِحَ أَشدّ الرِّبح و الرَّباحة و الرَّباح؛ و قوله: قد كانَ، فی أَكل الكَرِیصِ المَوْضُون، و أَكْلكِ التمر بخُبْزٍ مَسْمُون، لِحَضَنٍ فی ذاك عَیْشٌ مَغْبُون. قوله: مغبون أَی أَن غیرهم فیه «3»، و هم یجدونه كأَنه یقول هم یقدرون علیه إلا أَنهم لا یَعِیشونه، و قیل: غَبَنُوا الناسَ إِذا لم یَنَلْه غیرُهم. و حَضَنٌ هنا؛: حیٌّ. و الغَبِینَة من الغَبْنِ: كالشَّتِیمَة من الشَّتْم. و یقال: أَرَی هذا الأَمر علیك غَبْناً؛ و أَنشد: أجُولُ فی الدارِ لا أَراك، و فی الدّار أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ. و المَغْبِنُ: الإِبِطُ و الرُّفْغُ و ما أَطاف به. و‌فی الحدیث: كان إذا اطَّلی بدأَ بمغابنه؛ المَغابِنُ: الأَرْفاغُ، و هی بَواطِنُ الأَفْخاذ عند الحَوالِب، جمع مَغْبِنٍ من غَبَنَ الثوبَ إذا ثناه و عطفه، و هی مَعاطِفُ الجلد أَیضاً. و‌فی حدیث عكرمة: من مَسَّ مَغابِنَه فلْیَتَوضأْ؛ أَمره بذلك استظهاراً و احتیاطاً، فإِن الغالب علی من یَلْمَسُ ذلك الموضعَ أَن تقع یده علی ذكره، و قیل: المغابِنُ الأَرْفاغُ و الآباط، واحدها مَغْبِنٌ. و قال ثعلب: كلُّ ما ثَنَیْتَ علیه فخذَك فهو مَغْبِن. و غَبَنْتُ الشی‌ءَ إذا خَبَأْته فی المَغْبِنِ. و غَبنْتُ الثوبَ و الطعامَ: مثل خَبَنْتُ. و الغابِنُ: الفاتِرُ عن العمل. و التَّغَابُن: أَن یَغْبِنَ القومُ بعضهم بعضاً. و یَوْمُ التَّغٰابُنِ: یوم البعث، من ذلك، و قیل: سمی بذلك لأَن أَهل الجنة یَغْبِنُ فیه أَهلَ النار بما یصیر إلیه أَهل الجنة من النعیم و یَلْقَی فیه أَهلُ النار من العذاب الجحیم، و یَغْبِنُ من ارتفعت منزلتُه فی الجنة مَنْ كان دُونَ منزلته، و ضرب الله ذلك مثلًا للشراء و البیع كما قال تعالی: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلیٰ تِجٰارَةٍ تُنْجِیكُمْ مِنْ عَذٰابٍ أَلِیمٍ؟ و‌سئل الحسن عن قوله تعالی: ذٰلِكَ یَوْمُ التَّغٰابُنِ؛ فقال: غَبَنَ أَهلُ الجنة أَهلَ النار‌أَی اسْتَنْقَصُوا عقولَهم باختیارهم الكفر علی الإِیمان. و‌نَظَر الحَسَنُ إلی رجل غَبَنَ آخر فی بیع فقال: إن هذا یَغْبِنُ عقلَك‌أَی یَنْقُصه. و غَبَنَ الثوبَ
(2). قوله [و قد حكی بفتح الباء] أی حكی الغبن فی البیع و الشراء كما هو نص المحكم و القاموس (3). قوله [أی أن غیرهم فیه] كذا بالأَصل و المحكم أی أن غیرهم یغبنهم فیه. و قوله [إلا أنهم لا یعیشونه] أی لا یعیشون به
لسان العرب، ج‌13، ص: 311
یَغْبِنُه غَبْناً: كفه، و فی التهذیب: طالَ فَثَناه، و كذلك كَبَنه، و ما قُطِعَ من أَطرافِ الثوب فأُسقِطَ غَبَنٌ؛ و قال الأَعشی: یُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ. و الغَبْنُ: ثَنْیُ الشی‌ء من دَلْو أَو ثوب لیَنْقُصَ من طوله. ابن شمیل: یقال هذه الناقة ما شِئْتَ من ناقةٍ ظَهْراً و كَرَماً غیر أَنها مَغْبُونة لا یعلم ذلك منها، و قد غَبَنُوا خَبَرها و غَبِنُوها أَی لم یَعْلَمُوا عِلْمَها.

غدن؛ ج13، ص: 311

: الغَدَنُ: سَعَةُ العیش و النَّعْمةُ، و فی المحكم: الاسْتِرْخاء و الفتور؛ و قال القُلاخُ «1»: و لم تُضِعْ أَولادَها من البَطَنْ، و لم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ علی غَدَنْ. أَی علی فَتْرَةٍ و استرخاء؛ قال ابن بری و الذی أَنشده الأَصمعی فیما حكاه عنه ابن جنی: أَحْمَرُ لم یُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ، و لم تُصِبْه نَعْسَةٌ علی غَدَنْ. و الغَدَنُ: النَّعْمة و اللِّینُ. و إن فی بنی فلان لغَدَناً أَی نَعْمةً و لِیناً، و كذلك الغُدُنَّة. و إنهم لفی عَیْشٍ غُدْنَةٍ و غُدُنَّةٍ أَی رَغْدٍ؛ عن اللحیانی؛ قال ابن سیدة: و أَشك فی الأُولی. و فلان فی غُدُنَّةٍ من عیشه أَی فی نَعْمَةٍ و رَفاهیَة. و الغُدَانیُّ و المُغْدَوْدِنُ: الشابُّ الناعم. و شجر مُغْدَوْدِنٌ: ناعم مُتَثَنٍّ؛ قال الراجز: أَرْضٌ بها التِّینُ مع الرُّمّانِ، و عِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ. و اغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إذا اخْضَرَّ حتی یَضْرِبَ إلی السوادِ من شِدَّةِ رِیِّه. و حَرَجَةٌ مُغْدَوْدِنةٌ: و ذلك إذا كانت فی الرِّمالِ حبال یَنْبُتُ فیها سَبَطٌ و ثُمَامٌ و صَبْغاءُ و ثُدّاءُ، و یكون وسَطَ ذلك أَرْطَی و عَلْقی، و یكون أُخَرُ منها بُلْقاً تراهنَّ بیضاً، و فیها مع ذلك حمرة و لا تُنْبِتُ من العِیدانِ شیئاً، فیقال لذلك الحَبْل الأَشْعَرُ من جَرَّی نباتِه. شمر: المُغْدَوْدِنةُ الأَرض الكثیرة الكلإِ المُلتَفَّةُ؛ یقال: كلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَی مُلتَفٌّ؛ قال العجاج: مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَی غُدَانیُّ الضَّال. غُدَانیُّ الضّال أَی كثیر رَیّانُ مُسْترْخٍ؛ قال رؤبة: و دَغْیَةٌ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ. و هو المسترخی المتساقط، و هو عیب فی الرجل. و أَرض مُغْدَوْدِنةٌ إذا كانت مُعْشبةً. و شابٌّ غَدَوْدَنٌ: ناعم؛ عن السیرافی. و الشَّبابُ الغُدَانیُّ: الغَضُّ؛ قال رؤبة: لما رَأَتْنی خَلَقَ المُمَوَّهِ، بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ، بَعْدَ غُدَانیُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ. غُدَانیُّ الشباب: نَعْمَتُه. و شعر غَدَوْدَنٌ و مُغْدَوْدِنٌ: كثیر ملتف طویل. و اغْدَوْدَنَ الشعر: طال و تم؛ قال حسان بن ثابت: و قامتْ تُرائیكَ مُغْدَوْدِناً، إذا ما تَنُوءُ به آدَها. أَبو عبید: المُغْدَوْدِنُ الشعر الطویل. و قال أَبو زید: شعر مُغْدَوْدِنٌ شدید السواد ناعم. قال ابن درید: و أَحسبُ أَن الغُدُنَّة لحمة غلیظة فی اللَّهازم. و الغِدَانُ: القضیب الذی تُعَلَّقُ علیه الثیاب، یمانیة.
(1). قوله [و قال القلاخ] كذا فی الصحاح، قال الصاغانی فی التكملة و قال الجوهری: قال القلاخ و لم تضع إلخ. و للقلاخ بن حزن أرجوزة علی هذه القافیة و لم أجد ما ذكره الجوهری فیها انتهی. و فی التهذیب قال عمر بن لجإٍ: و لم تضع إلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 312
و بنو غُدْنٍ و بنو غُدَانة: قبیلتان. و غُدانة: حیٌّ من یَرْبوع؛ قال الأَخطل: و اذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنَّمةً، من الحَبَلَّقِ، تُبْنَی حولَها الصِّیَرُ. قال ابن بری: عِدَّاناً جمع عَتُودٍ أَی مثل عِدَّان، قال: و إن شئت نصبته علی الذم، و الحَبَلَّقُ: غَنمٌ لِطاف الأَجسام لا تَكْبَرُ.

غرن؛ ج13، ص: 312

: الغِرْیَنُ و الغِرْیَلُ: ما بقی فی أَسفل القارورة من الدُّهْن، و قیل: هو ثُفْلُ ما صُبِغَ به. و الغِرْیَنُ: ما بقی فی أَسفل الحوض و الغدیر من الماء أَو الطین كالغِرْبَل، و قد تقدم. و قال ثعلب: الغِرْیَنُ ما یبقی من الماء فی الحوض و الغدیر الذی تُبْقی فیه الدَّعامیصُ لا یُقْدَرُ علی شربه، و قیل: هو الطین الذی یبقی هنالك، و قیل: الغِرْیَنُ، مثل الدِّرْهمِ، الطین الذی یحمله السیل فیبقی علی وجه الأَرض رطباً أَو یابساً، و كذلك الغِرْیَل و هو مبدل منه، و قال یعقوب: قال الأَصمعی الغِرْیَنُ أَن یجی‌ء السَّیلُ فَیَثْبُتَ علی الأَرض، فإِذا جَفَّ رأَیت الطین رقیقاً علی وجه الأَرض قد تشَقَّقَ؛ فأَما قوله: تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْیَنِّ غُضُونُها، إذا تَدانَتْ مِنِّی. إنما أَراد الغِرْیَنَ فشَدَّدَ للضرورة، و الطائفة من كل ذلك غِرْیَنةٌ. و غَرَّانُ: اسم وادٍ، فَعّالٌ منه كأَنَّ ذلك یكثر فیه. التهذیب: غُرانُ موضع؛ قال الشاعر: بغُرَانَ أَو وادی القُرَی اضطربَتْ به نَكْباءُ، بینَ صَباً و بینَ شمالِ. و فی الحدیث ذكر غُرانَ: هو بضم الغین و تخفیف الراء واد قریب من الحُدَیْبِیة، نزل به سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی مسیره. و أَما غُرابٌ، بالباء، فجبل بالمدینة علی طریق الشام. و الغَرَنُ: ذكرُ الغِرْبانِ، و قیل: هو ذكرُ العَقاعِق، و قیل: هو شبیه بذلك، و الجمع أَغْرانٌ. و قال أَبو حاتم فی كتاب الطیر: الغَرَنُ العُقابُ. قال ابن بری: الغَرَنُ ذَكَرُ العِقْبانِ؛ قال الراجز: لقد عَجِبْتُ من سَهُومٍ و غَرَنْ. و السَّهُومُ: الأُنثی منها.

غسن؛ ج13، ص: 312

: الغُسْنَةُ: الخُصْلةُ من الشَّعَر، و كذلك الغُسْناةُ؛ و قال حُمَیْدٌ الأَرْقطُ: بینا الفَتی یَخْبِطُ فی غُسْناتِه، إذ صَعِدَ الدَّهْرُ إلی عِفْراتِه، فاجْتاحَها بشَفْرَتَیْ مِبْراتِه. قال ابن بری: و یروی هذا الرجز لجَنْدَلٍ الطُّهَوِیّ، قال: و الذی رواه ثعلب و أَبو عمرو: … فی غَیْساتِه، قالا: و الغَیْسةُ النَّعْمةُ و النَّضارة. و یقال للفرس الجمیل: ذو غُسَنٍ. الأَصمعی: الغُسَنُ خُصَلُ الشعر من المرأَة و الفرس، و هی الغَدائر. و قال غیره: الغُسَنُ شعر الناصیة، فرس ذو غُسَن؛ قال عدی بن زید یصف فرساً: مُشْرِفُ الهادی له غُسَنٌ، یُعْرِقُ العِلْجَیْنِ إِحْضارا «1». أَی یسبقها إذا أَحْضَرَ. و الغُسَنُ: خُصَلُ الشعر من العُرْفِ و الناصیة و الذوائب، و فی المحكم و غیره: الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ و الناصیة و الذوائب؛ قال الأَعشی:
(1). قوله [یعرق العلجین] كذا بالأَصل یعرق بالعین المهملة، و العلجین بالتثنیة، و مثله فی التهذیب إلا أن یعرق فیه بالغین المعجمة
لسان العرب، ج‌13، ص: 313
غَدا بتَلیلٍ، كجِذْعِ الخِضابِ حُرِّ القَذالِ، طویلِ الغُسَنْ. قال ابن بری: الخضاب جمع خَضْبةٍ و هی الدَّقْلَةُ من النخل؛ و مثله لعَدِیّ: و أَحْوَرُ العین مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ، مُقَلَّدٌ من جیادِ الدُّرِّ أَقْصابا. و رجل غَسّانیٌّ: جمیلٌ جدّاً. و الغَیْسان: حِدَّة الشباب، و قیل: الشبابُ، إن جعلته فَیْعالًا فهو من هذا الباب؛ و أَنشد ابن بری للراجز: لا یَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ، و الخَبْطُ فی غَیْسانِه الغَمَیْدَرِ. و الغَمَیْدَرُ: الناعم. و یقال: لستَ من غَسَّانه و لا غَیْسَانِه أَی من ضَرْبِه. و لستَ من غَسَّانِ فلان و غَیْسانِه أَی لست من رجاله. و یقال: كان ذلك فی غَیْسانِ شبابه أَی فی نَعْمَةِ شبابه و طَراءتِه. و قال شمر: كان ذلك فی غَیْسَاتِ شبابه و غَیْسانِه بمعنی واحدٍ أَی فی حِینه. و یقال فی جمع الغُسْنَة أَیضاً غُسْناتٌ و غُسُنات؛ قال الراجز: فَرُبَّ فَیْنانٍ طَویلٍ أَمَمُهْ، ذِی غُسُناتٍ قد دَعانی أَحْزُمُهْ. السُّلَمیُّ: فلان علی أَغْسانٍ من أَبیه و أَعْسَانٍ أَی أَخلاق. و یقال: امرأَة غَیْسَة و رجل غَیْسٌ أَی حَسَنٌ، قال: فهذا یقضی بزیادة النون. و یقال: هو فی غَیْسان شَبابه أَی فی حُسْنه، و من جعله من الغُسْنة، و هی الخُصْلةُ من الشعر، لأَنه فی نَعْمَةِ شَبابه و استرخائه كالغُسْنَةِ، فالنون عنده أَصلیة. أَبو زید: لقد علمتُ أَنَّ ذاك من غَسَّانِ قلبك أَی من أَقصی نفسك. و الغَیْسَانة: الناعمة. و الغَیْسانُ: الناعم؛ قال أَبو وَجْزَة: غَیْسَانَةٌ ذلك من غَیْسانِها. و غَسَّانُ: اسم ماء نزل علیه قوم من الأَزْدِ فنُسِبُوا إلیه، و منهم بنو جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ؛ قال حسان: إما سأَلتَ، فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ، الأَزْدُ نِسْبَتُنا، و الماء غَسَّانُ. و یقال: غَسَّان اسم قبیلة.

غشن؛ ج13، ص: 313

: تَغَشَّنَ الماءُ: رَكِبَه البَعَرُ فی غَدیر و نحوه. و الغُشانة: الكُرَابة، و قد ذكرت بالعین أَیضاً، قال: و هو الصحیح. أَبو زید: یقال لما یبقی فی الكِبَاسَة من الرُّطَب إذا لُقِطَتْ النخلة الكُرَابة و الغُشانة و البُذارة و الشَّمَلُ و الشُّماشِمُ، و العُشانة بالعین.

غصن؛ ج13، ص: 313

: الغُصْنُ: غُصْنُ الشجر، و فی المحكم: الغُصْنُ ما تشعب عن ساق الشجرة دِقاقُها و غِلاظُها، و الجمع أَغْصانٌ و غُصُون و غِصَنة، مثل قُرْطٍ و قِرَطَةٍ، و الغُصْنة: الشُّعْبة الصغیرة منه. یقال: غُصْنَة واحدة، و الجمع غُصْنٌ، و تكرّر فی الحدیث ذكر الغُصْنِ و الأَغْصانِ. و غَصَنَ الغُصْنَ یَغْصِنُه غَصْناً: قَطَعه و أَخَذَه. و قال القَنانیُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إذا مددته إلیك، فهو مَغْصُون. ابن الأَعرابی: غَصَننی فلان عن حاجتی یَغْصِنُنی أَی ثنانی عنها و كفنی؛ قال الأَزهری: هكذا أَقْرأَنیه المُنْذری فی النوادر، و غیره یقول غَضَنَنی، بالضاد، یَغْضِنُنی، و هو شمر، قال: و هو صحیح. و ما غَصَنك عنی أَی ما شَغَلك، مشتق من الغُصْنَة، كما قالوا فی هذا المعنی: ما شَعَبك عنی أَی ما شَغَلك، فاشتقوه من الشُّعْبَةِ، و الأَعرف ما غَضَنك عنی. و غَصَّنَ العُنْقُودُ و أَغْصَنَ: كَبُر حَبُّه شیئاً. و ثور
لسان العرب، ج‌13، ص: 314
أَغْصَن: فی ذنبه بیاض. و غُصْنٌ و غُصَیْن: اسمان. قال ابن درید: و أَحْسِبُ أَن بنی غُصَیْن بطن. و أَبو الغُصْن: كُنْیَة جُحَی.

غضن؛ ج13، ص: 314

: الغَضْنُ و الغَضَنُ: الكَسْرُ فی الجِلْد و الثوب و الدرع و غیرها، و جمعه غُضُون؛ قال كعب بن زهیر: إذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه، رأَیتَ لجاعِرَتَیْه غُضُونا. التهذیب: الغُضُون مكاسِرُ الجلد فی الجَبین و النَّصِیلِ، و كذلك غُضُون الكُمِّ و غُضُونُ درع الحدید؛ و أَنشد: تَرَی فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا. و غُضُونُ الأُذُنِ: مَثانِیها، و كل تَثَنٍّ فی ثوب أَو جلد غَضْنٌ و غَضَنٌ. و قال اللحیانی: الغُضُون و التَّغْضِینُ التَّشَنُّجُ؛ و أَنشد: خَریعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحی، كأَخلاقِ الغَرِیفَةِ، ذا غُضُونِ. واحدها غَضْنٌ و غَضَنٌ؛ قال: و هذا لیس بشی‌ء لأَنه عبر عن الغُضُون بالتَّشَنُّج الذی هو المصدر، و المصدر لیس یُجْمع فیكون له واحد. و قد تَغَضَّنَ، و غَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ. و التَّغْضِینُ أَیضاً: الرِّجاعُ. و المُغاضَنَة: المُكاسَرة بالعینین للرِّیبة. و الأَغْضَنُ: الكاسِرُ عَیْنَه خِلْقةً أَو عداوة أَو كِبْراً؛ قال: یا أَیُّها الكاسِرُ عَیْنَ الأَغْضَنِ. و الغَضَنُ: تَثَنِّی العُود و تَلَوِّیه. و غَضَنُ العَیْنِ: جِلْدَتُها الظاهرة. و یقال للمَجْدُور إذا أَلْبَسَ الجُدْرِیُّ جلدَه: أَصبح جلده غَضْنَة واحدة، و قد یقال بالباء. و لأُطِیلَنَّ غَضَنَك أَی عَناءَك. الأَزهری: أَبو زید تقول العرب للرجل تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَی لأُطیلَنَّ عناءك، و یقال غَضْنك؛ و أَنشد: أَرَیْتَ إن سُقْنا سِیاقاً حَسَنا، نَمُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنا. و غَضَنَه یَغْضِنُه و یَغْضُنُه غَضْناً: حبسه. و یقال: ما غَضَنك عنا أَی ما عاقك عنا. ابن الأَعرابی: غَصَننِی عن حاجتی یَغْصِنُنی، بالصاد، و هو غلط، و الصواب غَضَنَنی یَغْضِنُنی لا غیر. و غَضَنَتِ الناقة بولدها و غَضَّنَتْ: أَلقتْه لغیر تمام قبل أَن ینبت الشعر علیه و یَسْتَبِینَ خَلْقُه. قال أَبو زید: یقال لذلك الولد غَضِینٌ، و الاسم الغِضانُ. و غَضَّنَتِ السماءُ و أَغْضَنَت السماء إِغْضاناً: دام مطرها. و أَغْضَنَتْ علیه الحُمَّی: دامت و أَلَحَّتْ؛ عن ابن الأَعرابی.

غفن؛ ج13، ص: 314

: التهذیب: قال أَبو عمرو و أَتیته علی إِفَّانِ ذلك و قِفَّانِ ذلك و غِفَّانِ ذلك، قال: و الغین فی بنی كلاب.

غلن؛ ج13، ص: 314

: بِعْتُه بالغَلانیة أَی بالغَلاء، قال: هذا معناه «2». و لیس من لفظه؛ و قول الأَعشی: و ذا الشَّنْ‌ءِ فاشْنَأْهُ، و ذا الوُدّ فاجْزِه علی وُدِّه، أَو زِدْ علیه الغَلانیا. هو من هذا، إِنما أَراد الغلاءَ أَو الغالی. فإِن قلت: فإِنّ وَزْنَ الغَلانیا هنا الفَعالی و قد قال سیبویه إِن الهاء لازمة لفَعالیة، قیل له: قد یجوز أَن یكون هذا مما لم یروه سیبویه، و قد یكون أَن یرید الأَعشی الغَلانیة فحذف الهاء ضرورة لیسلم الرَّوِیّ من الوصل، لأَن هذا الشعر غیر موصول، أَ لا تری أَن قبل هذا: مَتی كُنْتُ زَرَّاعاً أَجُرُّ السَّوانیا. و القطعة معروفة من شعره، و قد یكون الغلانیا جمع غلانیة، و إن كان هذا فی المصادر قلیلًا.

غمن؛ ج13، ص: 314

: غَمَنَ الجِلْدَ یَغْمُنُه، بالضم، و غَمَلَهُ إذا جَمَعه بعد سَلْخِه و تركه مَغْموماً حتی یَسْتَرْخِیَ
(2). قوله [هذا معناه] أَی قال ابن سیدة هذا إلخ لأَنها عبارته‌لسان العرب، ج‌13، ص: 315‌صُوفُه؛ و قیل: غَمَّه لِیَلِینَ للدباغ و یَنْفَسِخَ عنه صُوفه، فهو غَمِینٌ و غَمیل. و غَمَنَ البُسْرَ: غَمَّه لیُدْرِكَ. و غَمنَ الرجلَ: أَلْقی علیه الثیاب لیَعْرَق. و نَخْل مَغْمُونٌ: تَقارَبَ بعضه من بعض و لم یَنْفَسِخ كمَغْمول. و الغُمْنَة: الغُمْرَة التی تَطْلِی بها المرأَة وجْهَها؛ قال الأَغلب: لَیْسَتْ من اللَّائی تُسَوَّی بالغُمَنْ. و یقال: الغُمْنة السَّبیذاجُ.

غنن؛ ج13، ص: 315

: الغُنَّة: صوت فی الخَیْشُوم، و قیل: صوت فیه ترخیمٌ نحوَ الخیاشیم تكون من نفس الأَنف، و قیل: الغُنَّة أَن یجری الكلامُ فی اللَّهاةِ، و هی أَقل من الخُنَّة. المبرد: الغُنَّة أَن یُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخیشوم، و الخُنَّة أَشد منها، و الترخیم حذف الكلام، غَنَّ یَغَنُّ، و هو أغنُّ، و قیل: الأَغَنُّ الذی یخرج كلامه من خیاشیمه. و ظبی أَغَنُّ: یخرج صوته من خَیْشومه؛ قال: فقد أَرَنِّی و لقد أَرَنِّی غُرّاً، كأَرْآم الصَّرِیمِ الغُنِّ. و ما أَدری ما غَنَّنَهُ أَی جعله أَغَنَّ. قال أَبو زید: الأَغَنُّ الذی یجری كلامه فی لَهاته، و الأَخَنُّ السادُّ الخیاشیم؛ و فی قصید كعب: إِلَّا أَغَنّ غَضِیض الطَّرْفِ مكحولُ. الأَغَنُّ من الغِزْلانِ و غیرها: الذی فی صوته غُنَّة؛ و قوله: و جَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّیه. أَراد: تُغَنِّنُه، فحوَّل إحدی النونین یاء كما قالوا تَظَنَّیْتُ فی تظننت. و قال ابن جنی و ذكر النون فقال: إنما زیدت النون هاهنا، و إن لم تكن حرف مدّ، من قبل أَنها حرف أَغنّ، و إِنما عنی به أَن حرف تحدث عنه الغُنَّة، فنسب ذلك إلی الحرف. و قال الخلیل: النون أَشَدُّ الحروف غنة؛ و استعمل یزیدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّیُّ الغُنَّةَ فی تصویت الحجارة فقال: إذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا یَرْمَعَها، و الجَنْدَلَ الأَغَنَّا. و أَغَنَّتِ الأَرضُ: اكْتَهل عُشْبُها؛ و قوله: فظَلْنَ یَخْبِطْنَ هَشِیمَ الثِّنِّ، بعدَ عَمِیمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ. یجوز أَن یكون المُغِنُّ من نَعْتِ العَمیم، و یجوز أَن یكون من نعت الروضة، كما قالوا امرأَة مُرْضِعٌ؛ قال ابن سیدة: و لیس هذا بقوی. و أَغَنَّ الذُّبابُ: صَوَّت، و الاسم الغُنانُ؛ قال: حتی إذا الوادی أَغَنَّ غُنانُه. و روضة غَنَّاءُ: تمرّ الریح فیها غَیْرَ صافیةِ الصَّوْت من كَثافةِ عُشْبِها و التفافِه؛ و طیرٌ أَغَنُّ، و وادٍ أَغَنُّ كذلك أَی كثیر العُشْبِ، لأَنه إذا كان كذلك أَلفه الذِّبَّانُ، و فی أَصواتها غُنَّة. و وادٍ مُغِنٌّ إذا كثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتی تسمع لطیرانها غُنَّة، و قد أَغَنَّ إِغْناناً. و أَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذی صار فیه صوتُ الذباب، و لا یكون الذباب إلّا فی وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ، و إِنما یقال وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فكثر ذُبابه حتی تسمع لأَصواتها غُنَّة، و هو شبیه بالبُحَّة. و أَرض غَنَّاءُ: قد الْتَجَّ عُشْبُها و اغْتَمَّ، و عُشْبٌ أَغَنُّ. و یقال للقریة الكثیرة الأَهل: غَنَّاء. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن رجلًا أَتی علی وادٍ مُغِنٍّ؛ یقال: أَغَنَّ الوادی، فهو مُغِنٌّ أَی كثرت أَصواتُ ذُبابه، جعل الوصف له، و هو
لسان العرب، ج‌13، ص: 316
للذباب. و غَنَّ الوادی و أَغَنَّ، فهو مُغِنٌّ: كثر شجره. و قریة غَنَّاء: جَمَّةُ الأَهل و البُنْیان و العُشْب، و كله من الغُنَّةِ فی الأَنف. و غَنَّ النخل و أَغَنَّ: أَدْرك. و أَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَی جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ. و أَغَنَّ السِّقاءُ إذا امتلأَ ماء.

غون؛ ج13، ص: 316

: ابن الأَعرابی: التَّغَوُّنُ الإِصرارُ علی المعاصی، و التَّوَغُّنُ الإِقدامُ فی الحرب.

غین؛ ج13، ص: 316

: الغین: حرف تهج، و هو حرف مجهور مستعل، یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً، و الغین لغة فی الغیم، و هو السحاب، و قیل: النون بدل من المیمی؛ أَنشد یعقوب لرجل من بنی تغلب یصف فرساً: فِداءٌ خالَتِی و فِداً صَدِیقی، و أَهْلی كُلُّهم لبَنی قُعَیْنِ فأَنْتَ حَبَوْتَنِی بِعِنانِ طِرْفٍ، شدیدِ الشَّدّ ذی بَذْلٍ و صَوْنِ كأَنِّی بین خافِیَتَیْ عُقابٍ، تُرِیدُ حمامةً فی یوم غَیْنِ. أَی فی یوم غیم؛ قال ابن بری: الذی أَنشده الجوهری: أَصاب حمامة فی یوم غین. و الذی رواه ابن جنی و غیره: یرید حمامة، كما أَورده ابن سیدة و غیره، قال: و هو أَصح من روایة الجوهری أَصاب حمامة. و غانَتِ السماءُ غَیْناً و غِینَتْ غَیْناً: طَبَّقَها الغَیمُ. و أَغانَ الغَینُ السماء أَی أَلْبَسها؛ قال رُؤبة: أَمْسَی بِلالٌ كالربیعِ المُدْجِنِ، أَمْطَرَ فی أَكْنافِ غَیْنٍ مُغْیِنِ. قال الأَزهری: أَراد بالغین السحاب، و هو الغیم، فأَخرجه علی الأَصل. و الأَغْیَنُ: الأَخْضَرُ. و شجرة غَیْناءِ أَی خَضْراءِ كثیرة الورق ملتفة الأَغصان ناعمة، و قد یقال ذلك فی العُشْب، و الجمع غِینٌ، و أَشجار غِینٌ؛ و أَنشد الفراء: لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ یُمْسِی حَمامُه، و یُضْحِی علی أَفْنانِه الغِینِ یَهْتِفُ و الغِیْنةُ: الأَجَمَةُ. و الغِینُ من الأَراك و السِّدْر: كثرته و اجتماعه و حسنه؛ عن كراع، و المعروف أَنه جمع شجرة غَیْناءِ، و كذلك حكی أَیضاً الغِینة جمع شجرة غَیْناء؛ قال ابن سیدة: و هذا غیر معروف فی اللغة و لا فی قیاس العربیة، إنما الغِینَةُ الأَجَمَةُ كما قلنا، أَ لا تری أَنك لا تقول البِیضَةُ فی جمع البَیْضاءِ و لا العِیسَةُ فی جمع العَیْساء؟ فكذلك لا یقال الغِینَةُ فی جمع الغَیْناء، اللهم إِلا أَن یكون لتمكین التأْنیث أَو یكون اسماً للجمع. و الغَیْنة الشَّجْراءُ: مثل الغَیْضة الخضراء. و قال أَبو العَمَیْثل: الغَیْنة الأَشجارُ الملتفة فی الجبال و فی السَّهْل بلا ماء، فإِذا كانت بماء فهی غَیْضة. و الغَیْنُ: شجر ملتف؛ قال ابن سیدة: و مما یَضَعُ به من ابن السكیت و من اعتقاده أَن الغینَ هو جمع شجرة غَیْناء، و أَن الشِّیَم جمع أَشْیَمَ و شَیْماء وزْنُه فِعْل، و ذهب عنه أَنه فُعْلٌ، غُومٌ و شُومٌ، ثم كسرت الفاء لتسلم الیاء كما فعل ذلك فی بِیضٍ. و غِینَ علی قلبه غَیْناً: تغَشَّتْه الشَّهْوةُ، و قیل: غِینَ علی قلبه غُطِّیَ علیه و أُلْبِسَ. و غِینَ علی الرجل كذا أَی غُطِّیَ علیه. و‌فی الحدیث: إِنه لیُغانُ علی قلبی حتی أَستغفرُ الله فی الیوم سبعین مرة؛ الغَیْنُ: الغَیْمُ، و قیل: الغَیْنُ شجر ملتف، أَراد ما یغشاه من السهو الذی لا یخلو منه البشر، لأَن قلبه أَبداً كان مشغولًا بالله تعالی، فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا
لسان العرب، ج‌13، ص: 317
عارض بشری یَشْغَلُه من أُمور الأُمّة و الملَّة و مصالحهما عَدَّ ذلك ذنباً و تقصیراً، فیَفْزَعُ إلی الاستغفار؛ قال أَبو عبیدة: یعنی أَنه یتَغَشَّی القلبَ ما یُلْبِسُه؛ و كذلك كل شی‌ء یَغْشَی شیئاً حتی یُلْبِسَه فقد غِینَ علیه. و غانَتْ نفْسُه تَغِینُ غَیْناً: غَثَتْ. و الغَیْنُ: العطش، غانَ یَغِینُ. و غانتِ الإِبلُ: مثلُ غامَتْ. و الغِینة، بالكسر: الصدید، و قیل: ما سال من المیت، و قیل: ما سال من الجیفة. و الغَیْنةُ، بالفتح: اسم أَرض؛ قال الراعی: و نَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَیَّاةَ بعد ما بَدَا الأَثْلُ، أَثْلُ الغَیْنةِ المُتَجاوِرُ. و یروی … الغِینة … «1». الفراء: یقال هو آنَسُ من حُمَّی الغِینِ. و الغِینُ: موضع لأَن أَهلها یُحَمُّون كثیراً.

فصل الفاء؛ ج13، ص: 317

فتن؛ ج13، ص: 317

: الأَزهری و غیره: جِماعُ معنی الفِتْنة الابتلاء و الامْتِحانُ و الاختبار، و أَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة و الذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتمیز الردی‌ء من الجیِّدِ، و فی الصحاح: إِذا أَدخلته النار لتنظر ما جَوْدَتُه، و دینار مَفْتُون. و الفَتْنُ: الإِحْراقُ، و من هذا قوله عز و جل: یَوْمَ هُمْ عَلَی النّٰارِ یُفْتَنُونَ؛ أَی یُحْرَقون بالنار. و یسمی الصائغ الفَتَّان، و كذلك الشیطان، و من هذا قیل للحجارة السُّود التی كأَنها أُحْرِقَتْ بالنار: الفَتِینُ، و قیل فی قوله: یَوْمَ هُمْ عَلَی النّٰارِ یُفْتَنُونَ، قال: یُقَرَّرونَ و الله بذنوبهم. و وَرِقٌ فَتِینٌ أَی فِضَّة مُحْرَقَة. ابن الأَعرابی: الفِتْنة الاختبار، و الفِتْنة المِحْنة، و الفِتْنة المال، و الفِتْنة الأَوْلادُ، و الفِتْنة الكُفْرُ، و الفِتْنةُ اختلافُ الناس بالآراء، و الفِتْنةُ الإِحراق بالنار؛ و قیل: الفِتْنة فی التأْویل الظُّلْم. یقال: فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنیا قد غَلا فی طلبها. ابن سیدة: الفِتْنة الخِبْرَةُ. و قوله عز و جل: إِنّٰا جَعَلْنٰاهٰا فِتْنَةً لِلظّٰالِمِینَ؛ أی خِبْرَةً، و معناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم و كذَّبوا بكونها، و ذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج فی أَصل الجحیم قالوا: الشجر یَحْتَرِقُ فی النار فكیف یَنْبُت الشجرُ فی النار؟ فصارت فتنة لهم. و قوله عز و جل: رَبَّنٰا لٰا تَجْعَلْنٰا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظّٰالِمِینَ، یقول: لا تُظْهِرْهُم علینا فیُعْجبُوا و یظنوا أَنهم خیر منا، فالفِتْنة هاهنا إِعجاب الكفار بكفرهم. و یقال: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة و افْتَتَنَ، و أَهل الحجاز یقولون: فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه و أَحبها، و أَهل نجد یقولون: أَفْتَنَتْه؛ قال أَعْشی هَمْدانَ فجاء باللغتین: لئِنْ فتَنَتْنی لَهْیَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ سَعِیداً، فأَمْسَی قد قَلا كلَّ مُسْلِم قال ابن بری: قال ابن جنی و یقال هذا البیت لابن قیسٍ، و قال الأَصمعی: هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ و لیس بثَبَتٍ، لأَنه كان ینكر أَفْتَنَ، و أَجازه أَبو زید؛ و قال هو فی رجز رؤبة یعنی قوله: یُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِینِ المُفْتِنِ و قوله أَیضاً: إِنی و بعضَ المُفْتِنِینَ داوُدْ، و یوسُفٌ كادَتْ به المَكایِیدْ قال: و‌حكی أَبو القاسم الزجاج فی أَمالیه بسنده عن الأَصمعی قال: حدَّثنا عُمر بن أَبی زائدة قال حدثتنی أُم عمرو بنت الأَهْتم قالت: مَرَرْنا و نحن جَوَارٍ بمجلس فیه سعید بن جُبیر، و معنا جاریة تغنی بِدُفٍّ
(1). قوله [و یروی الغینة] أی بكسر الغین كما صرح به یاقوت
لسان العرب، ج‌13، ص: 318
معها و تقول: لئن فتنتنی لهی بالأَمس أَفتنت سعیداً، فأَمسی قد قلا كل مسلم و أَلْقی مَصابیحَ القِراءةِ، و اشْتری وِصالَ الغَوانی بالكتابِ المُتَمَّمِ فقال سعید: كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ.و الفِتْنةُ: إِعجابُك بالشی‌ء، فتَنَه یَفْتِنُه فَتْناً و فُتُوناً، فهو فاتِنٌ، و أَفْتَنَه؛ و أَباها الأَصمعی بالأَلف فأَنشد بیت رؤبة: یُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِینِ المُفْتِنِ فلم یعرف البیت فی الأُرجوزة؛ و أَنشد الأَصمعی أَیضاً: لئن فتَنَتْنی لَهْیَ بالأَمسِ أَفتنتْ فلم یَعْبأْ به، و لكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتین. و قال سیبویه: فتَنَه جعل فیه فِتْنةً، و أَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنة إلیه. قال سیبویه: إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ، و إِذا قال فتَنْتُه فلم یتعرَّض لفُتِنَ. و حكی أَبو زید: أُفْتِنَ الرجلُ، بصیغة ما لم یسم فاعله، أَی فُتِنَ. و حكی الأَزهری عن ابن شمیل: افْتَتَنَ الرجلُ و افْتُتِنَ لغتان، قال: و هذا صحیح، قال: و أَما فتَنْتُه ففَتَنَ فهی لغة ضعیفة. قال أَبو زید: فُتِنَ الرجلُ یُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الفجور، و قد فتَنْته فِتْنةً و فُتُوناً، و قال أَبو السَّفَر: أَفْتَنْتُه إِفْتاناً، فهو مُفْتَنٌ، و أُفْتِنَ الرجل و فُتِنَ، فهو مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله، و كذلك إِذا اخْتُبِرَ. قال تعالی: وَ فَتَنّٰاكَ فُتُوناً. و قد فتَنَ و افْتَتَنَ، جعله لازماً و متعدیاً، و فتَّنْتُه تَفْتِیناً فهو مُفَتَّنٌ أَی مَفْتُون جدّاً. و الفُتُون أَیضاً: الافْتِتانُ، یتعدَّی و لا یتعدَّی؛ و منه قولهم: قلب فاتِنٌ أَی مُفْتَتِنٌ؛ قال الشاعر: رَخِیمُ الكلامِ قَطِیعُ القِیامِ، أَمْسی فُؤادی بها فاتِنا و المَفْتُونُ: الفِتْنة، صیغ المصدر علی لفظ المفعول كالمَعْقُول و المَجْلُودِ. و قوله تعالی: فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ بِأَیِّكُمُ الْمَفْتُونُ؛ قال أَبو إِسحق: معنی المَفْتُونِ الذی فُتِنَ بالجنون؛ قال أَبو عبیدة: معنی الباء الطرح كأَنه قال أَیُّكم المَفْتُونُ؛ قال أَبو إِسحق: و لا یجوز أَن تكون الباء لَغْواً، و لا ذلك جائز فی العربِیة، و فیه قولان للنحویین: أَحدهما أَن المفْتُونَ هاهنا بمعنی الفُتُونِ، مصدر علی المفعول، كما قالوا ما له مَعْقُولٌ و لا مَعْقُودٌ رَأْیٌ، و لیس لفلان مَجْلُودٌ أَی لیس له جَلَدٌ و مثله المَیْسُورُ و المَعْسُورُ كأَنه قال بأَیِّكم الفُتون، و هو الجُنون، و القول الثانی فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ فی أَیِّ الفَریقینِ المَجْنونُ أَی فی فرقة الإِسلام أَو فی فرقة الكفر، أَقامَ الباء مقام فی؛ و فی الصحاح: إِن الباء فی قوله بِأَیِّكُمُ الْمَفْتُونُ زائدة كما زیدت فی قوله تعالی: قُلْ كَفیٰ بِاللّٰهِ شَهِیداً*؛ قال: و المَفْتُون الفِتْنةُ، و هو مصدر كالمَحْلُوفِ و المَعْقول، و یكون أَیُّكم الابتداء و المفتون خبره؛ قال: و قال المازنی المَفتون هو رفع بالابتداء و ما قبله خبره كقولهم بمن مُرورُك و علی أَیِّهم نُزُولُك، لأَن الأَول فی معنی الظرف، قال ابن بری: إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان، و لیس بمصدر، فإِن جعلت الباء غیر زائدة فالمفتون مصدر بمعنی الفُتُونِ. و افْتَتَنَ فی الشی‌ء: فُتِن فیه. و فتَنَ إِلی النساءِ فُتُوناً و فُتِنَ إِلیهن: أَراد الفُجُور بهنَّ. و الفِتْنة: الضلال و الإِثم. و الفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. و الفاتِنُ: الشیطان لأَنه یُضِلُّ العِبادَ، صفة غالبة. و‌فی حدیث قَیْلَة: المُسْلم أَخو المُسْلم یَسَعُهُما الماءُ و الشجرُ و یتعاونان علی الفَتَّانِ؛ الفَتَّانُ: الشیطانُ الذی یَفْتِنُ الناس بِخداعِه و غروره و تَزْیینه المعاصی، فإِذا نهی الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد
لسان العرب، ج‌13، ص: 319
أَعانه علی الشیطان. قال: و الفَتَّانُ أَیضاً اللص الذی یَعْرِضُ للرُّفْقَةِ فی طریقهم فینبغی لهم أَن یتعاونوا علی اللِّصِّ، و جمع الفَتَّان فُتَّان، و الحدیث یروی بفتح الفاء و ضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد و هو الشیطان لأَنه یَفْتِنُ الناسَ عن الدین، و من رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَی یُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ علی الذین یُضِلُّون الناسَ عن الحق و یَفْتِنونهم، و فَتَّانٌ من أَبنیة المبالغة فی الفِتْنة، و من الأَول قوله‌فی الحدیث: أَ فَتَّانٌ أَنت یا معاذ؟و روی الزجاج عن المفسرین فی قوله عز و جل: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ؛ استعملتموها فی الفِتْنة، و قیل: أَنَمْتُموها. و قوله تعالی: وَ فَتَنّٰاكَ فُتُوناً؛ أَی أَخلَصناكَ إِخلاصاً. و قوله عز و جل: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لٰا تَفْتِنِّی؛ أَی لا تُؤْثِمْنی بأَمرك إِیایَ بالخروج، و ذلك غیر مُتَیَسِّرٍ لی فآثَمُ؛قال الزجاج: و قیل إِن المنافقین هَزَؤُوا بالمسلمین فی غزوة تَبُوكَ فقالوا یریدون بنات الأَصفر فقال: لا تَفْتِنِّی أَی لا تَفْتِنِّی ببنات الأَصفر، فأَعلم الله سبحانه و تعالی أَنهم قد سقَطوا فی الفِتْنةِ أَی فی الإِثم.و فتَنَ الرجلَ أَی أَزاله عما كان علیه، و منه قوله عز و جل: وَ إِنْ كٰادُوا لَیَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِی أَوْحَیْنٰا إِلَیْكَ؛ أَی یُمِیلُونك و یُزِیلُونك. ابن الأَنباری: و قولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً، قال بعضهم: معناه أَمالته عن القصد، و الفِتْنة فی كلامهم معناه المُمِیلَةُ عن الحق. و قوله عز و جل: مٰا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِفٰاتِنِینَ إِلّٰا مَنْ هُوَ صٰالِ الْجَحِیمِ: فسره ثعلب فقال: لا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا من قُضِیَ علیه أَن یدخل النار، و عَدَّی بِفٰاتِنِینَ بِعَلَی لأَن فیه معنی قادرین فعدَّاه بما كان یُعَدَّی به قادرین لو لفِظَ به، و قیل: الفِتْنةُ الإِضلال فی قوله: مٰا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِفٰاتِنِینَ؛ یقول ما أَنتم بِمُضِلِّین إِلا من أَضَلَّه الله أَی لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النار الذین سبق علم الله فی ضلالهم؛ قال الفراء: أَهل الحجاز یقولون مٰا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِفٰاتِنِینَ، و أَهل نجد یقولون بمُفْتِنینَ من أَفْتَنْتُ و الفِتْنةُ: الجُنون، و كذلك الفُتُون. و قوله تعالی: وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ؛ معنی الفِتْنة هاهنا الكفر، كذلك قال أَهل التفسیر. قال ابن سیدة: و الفِتْنةُ الكُفْر. و فی التنزیل العزیز: وَ قٰاتِلُوهُمْ حَتّٰی لٰا تَكُونَ فِتْنَةٌ*. و الفِتْنةُ: الفَضِیحة. و قوله عز و جل: وَ مَنْ یُرِدِ اللّٰهُ فِتْنَتَهُ؛ قیل: معناه فضیحته، و قیل: كفره، قال أَبو إِسحق: و یجوز أَن یكون اختِبارَه بما یَظْهَرُ به أَمرُه. و الفِتْنة: العذاب نحو تعذیب الكفار ضَعْفَی المؤمنین فی أَول الإِسلام لیَصُدُّوهم عن الإِیمان، كما مُطِّیَ بلالٌ علی الرَّمْضاء یعذب حتی افْتَكَّه أَبو بكر الصدیق، رضی الله تعالی عنه، فأَعتقه. و الفِتْنةُ: ما یقع بین الناس من القتال. و الفِتْنةُ: القتل؛ و منه قوله تعالی: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ یَفْتِنَكُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا؛ قال: و كذلك قوله فی سورة یونس: عَلیٰ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلَائِهِمْ أَنْ یَفْتِنَهُمْ؛ أَی یقتلهم؛ و أَما‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنی أَری الفِتَنَ خِلالَ بُیوتِكم، فإِنه یكون القتل و الحروب و الاختلاف الذی یكون بین فِرَقِ المسلمین إِذا تَحَزَّبوا، و یكون ما یُبْلَوْنَ به من زینة الدنیا و شهواتها فیُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة و العمل لها. و‌قوله، علیه السلام: ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ علی الرجال من النساء؛ یقول: أَخاف أَن یُعْجُبوا بهنَّ فیشتغلوا عن الآخرة و العمل لها. و الفِتْنةُ: الاختِبارُ. و فتَنَه یَفْتِنُه: اختَبَره. و قوله عز و جل: أَ وَ لٰا یَرَوْنَ أَنَّهُمْ یُفْتَنُونَ فِی كُلِّ عٰامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ: قیل: معناه یُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلی الجهاد، و قیل: یُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب و المكروه.
لسان العرب، ج‌13، ص: 320
و الفَتْنُ: الإِحرَاق بالنار. و فتَنَ الشی‌ءَ فی النار یَفْتِنُه: أَحرقه. و الفَتِینُ من الأَرض: الحَرَّةُ التی قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ كأَنها مُحْرَقة، و الجمع فُتُنٌ. و قال شمر: كل ما غیرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون، و یقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ فی السواد كأَنها مُحْترقَة؛ و قال أَبو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ: غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ، علی آبارِها، أَبداً عُطُونُ و كأَنَّ واحدة الفَتائن فَتینة، و قال بعضهم: الواحدة فَتِینة، و جمعها فَتِین؛ قال الكمیتُ: ظَعَائِنُ من بنی الحُلَّافِ، تَأْوی إِلی خُرْسٍ نَواطِقَ، كالفَتِینا «2». فحذف الهاء و ترك النون منصوبة، و رواه بعضهم: … كالفِتِینَا. و یقال: واحدة الفِتِینَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ و عِزِینَ. و حكی ابن بری: یقال فِتُونَ فی الرفع، و فِتِین فی النصب و الجر، و أَنشد بیت الكمیت. و الفِتْنَةُ: الإِحْراقُ. و فَتَنْتُ الرغیفَ فی النار إِذا أَحْرَقْته. و فِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ. و فِتْنة المَحْیا: أَن یَعْدِلَ عن الطریق. و فِتْنَةُ المَمات: أَنْ یُسْأَلَ فی القبر. و قوله عزَّ و جل: إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا؛ أَی أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ فی الأُخْدُود یُلْقُون المؤْمنین فیها لیَصُدُّوهم عن الإِیمان. و‌فی حدیث الحسن: إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ؛ قال: فَتَنُوهم بالنار‌أَی امْتَحَنُوهم و عذبوهم، و قد جعل الله تعالی امْتِحانَ عبیده المؤمنین باللَّأْواءِ لیَبْلُوَ صَبْرَهم فیُثیبهم، أَو جَزَعَهم علی ما ابْتلاهم به فَیَجْزِیهم، جَزاؤُهم فِتْنةٌ. قال الله تعالی: الم، أَ حَسِبَ النّٰاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنّٰا وَ هُمْ لٰا یُفْتَنُونَ؛ جاءَ فی التفسیر: و هم لا یُبْتَلَوْنَ فی أَنفسهم و أَموالهم فیُعْلَمُ بالصبر علی البلاء الصادقُ الإِیمان من غیره، و قیل: وَ هُمْ لٰا یُفْتَنُونَ و هم لا یُمْتَحَنُون بما یَبِینُ به حقیقة إِیمانهم؛ و كذلك قوله تعالی: وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ؛ أَی اخْتَبَرْنا و ابْتَلَیْنا. و قوله تعالی مُخْبِراً عن المَلَكَیْنِ هارُوتَ و مارُوتَ: إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلٰا تَكْفُرْ؛ معناه إِنما نحن ابتلاءٌ و اختبارٌ لكم. و‌فی الحدیث: المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً‌أَی مُمْتَحَناً یمتَحِنُه الله بالذنب ثم یتوب ثم یعود ثم یتوب، من فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه. و یقال فیهما أَفْتَنْتُه أَیضاً، و هو قلیل: قال ابن الأَثیر: و قد كثر استعمالها فیما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه، ثمَّ كَثُر حتی استعمل بمعنی الإِثم و الكفر و القتال و الإِحراق و الإِزالة و الصَّرْفِ عن الشی‌ء. و فَتَّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ و نَكِیرٌ. و‌فی حدیث الكسوف: و إِنكم تُفْتَنُونَ فی القبور؛ یرید مُساءَلة منكر و نكیر، من الفتنةِ الامتحان، و قد كثرت استعاذته من فتنة القبر و فتنة الدجال و فتنة المحیا و الممات و غیر ذلك. و‌فی الحدیث: فَبِی تُفْتَنونَ و عنِّی تُسْأَلونَ‌أَی تُمْتَحَنُون بی فی قبوركم و یُتَعَرَّف إِیمانُكم بنبوَّتی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه سمع رجلًا یتعوَّذ من الفِتَنِ فقال: أَ تَسْأَلُ رَبَّك أَن لا یَرْزُقَك أَهْلًا و لا مالًا؟تَأَوَّلَ قوله عزَّ و جل: أَنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلٰادُكُمْ فِتْنَةٌ*، و لم یُرِدْ فِتَنَ القِتالِ و الاختلافِ. و هما فَتْنَانِ أَی ضَرْبانِ و لَوْنانِ؛ قال نابغة بنی جَعْدة: هما فَتْنَانِ مَقْضِیٌّ علیه لِسَاعَتِه، فآذَنَ بالوَداعِ
(2). قوله [من الحلاف] كذا بالأصل بهذا الضبط، و ضبط فی نسخة من التهذیب بفتح الحاء المهملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 321
الواحد: فَتْنٌ؛ و روی أَبو عمرو الشَّیْبانیّ قول عمر بن أَحمر الباهلیّ: إِمّا علی نَفْسِی و إِما لها، و العَیْشُ فِتْنَان: فَحُلْوٌ و مُرّ قال أَبو عمرو: الفِتْنُ الناحیة، و رواه غیره: فَتْنانِ، بفتح الفاء، أَی حالان و فَنَّانِ، قال ذلك أَبو سعید قال: و رواه بعضهم فَنَّانِ أَی ضَرْبانِ. و الفِتانُ، بكسر الفاء: غِشاء یكون للرَّحْل من أَدَمٍ؛ قال لبید: فثَنَیْت كَفِّی و الفِتانَ و نُمْرُقی، و مَكانُهنَّ الكُورُ و النِّسْعانِ و الجمع فُتُنٌ.

فجن؛ ج13، ص: 321

: الفَیْجَنُ و الفَیْجَلُ: السَّذاب؛ قال ابن درید: و لا أَحسبها عربیة صحیحة. و قد أَفْجَنَ الرجلُ إِذا دام علی أَكل السَّذاب.

فحن؛ ج13، ص: 321

: الأَزهری: أَمَّا فَحَنَ فأَهمله اللیث: قال: و فَیْحانُ اسم موضع، قال: و أَظنه فَیْعالٌ من فَحَنَ. و الأَكثر أَنه فَعْلان من الأَفْیَح، و هو الواسِعُ، و سمَّت العرب المرأَة فَیْحُونة.

فدن؛ ج13، ص: 321

: الفَدَنُ: القَصْرُ المَشِیدُ؛ قال المُثَقِّبُ العَبْدیّ: یُنْبِی تَجالیدِی و أَقْتادَها ناوٍ، كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْیَدِ و الجمع أَفْدانٌ؛ و أَنشد‌كما تَرَاطَنَ فی أَفْدانِها الرُّومُ و بناء مُفَدَّنٌ: طویل. و الفَدانُ، بتخفیف الدال: الذی یجمع أَداةَ الثورین فی القِرانِ للحَرْثِ، و الجمع أَفْدِنَةٌ و فُدُنٌ. و الفَدَّانُ: كالفَدَانِ، فَعَّال بالتشدید، و قیل: الفَدَّانُ الثور، و قال أَبو حنیفة: الفَدَّانُ الثوران اللذان یقرنان فیحرث علیهما، قال: و لا یقال للواحد منهما فدانٌ. أَبو عمرو: الفَدَّانُ واحد الفَدَادِینِ، و هی البقر التی یحرث بها؛ قال أَبو تراب: أَنشدنی أَبو خلیفة الحُصَیْنِیُّ لرجل یصف الجُعَل: أَسْوَدُ كاللیل، و لیس باللیل، له جناحانِ، و لیس بالطَّیْر، یَجُرُّ فَداَّناً، و لیس بالثَّوْر فجمع بین الراء و اللام فی القافیة و شدّد الفَدَّانَ؛ قال ابن الأَعرابی: هو الفَدَان، بتخفیف الدال. و قال أَبو حاتم: تقول العامة الفَدَّان، و الصواب الفَدَان، بالتخفیف. قال ابن بری: ذكره سیبویه فی كتابه و رواه عنه أَصحابه فَدَان، بالتخفیف، و جمعه علی أَفْدِنة و قال: العِیَانُ حدیدة تكون فی متاع الفَدَان، و ضبطوا الفَدَان بالتخفیف. قال: و أَما الفَدَّان، بالتشدید، فهو المبلغ المتعارف، و هو أَیضاً الثور الذی یحرث به، و حكی ابن بری عن أَبی الحسن الصِّقِلِّی فی ترجمة عین قال: الفدَان، بالتخفیف، الآلة التی یحرث بها. و الفَدَّان أَیضاً: المَزْرَعة. و فُدَیْنٌ و الفُدَیْنُ: موضع. و الفَدَنُ صِبْغ أَحمر.

فرن؛ ج13، ص: 321

: الفُرْنُ: الذی یُخْبَزُ علیه الفُرْنیُّ، و هو خُبْز غلیظ نسب إِلی موضعه، و هو غیر التَّنُّورِ؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلِیُّ یمدح دُبَیَّة السُّلَمِیّ: نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُكَلَّلاتٍ من الفُرْنِیِّ، یَرْعَبُها الجَمیلُ و یروی: نُقابل …، بالباء؛ قال ابن بری: صوابه
لسان العرب، ج‌13، ص: 322
یقابل بالیاء و الباء، و الضمیر یعود إِلی دُبَیَّة؛ و قبله: فنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْیافِ تَذْحی، رِحالَهُمُ، شآمِیَةٌ بَلِیلُ یقال: ذَحاه یَذْحُوه و یَذْحَاه طرده، بذال معجمة. و قال الخلیلُ: الفُرنیّ طعام، واحدته فُرْنِیَّةٌ. و قال ابن درید: الفُرْن شی‌ء یُخْتَبَز فیه، قال: و لا أَحسبه عربیّاً. غیره: الفُرْنُ المَخْبَز، شآمیة، و الجمع أَفْرانٌ. و الفُرنْیَّةُ: الخُبْزَة المُسْتدیرة العظیمة، منسوبة إِلی الفُرْنِ. و الفُرْنِیُّ: طعام یتخذ، و هی خُبْزَة مُسَلَّكَة مُصَعْنَبَة مضمومة الجوانب إِلی الوسط، یُسَلَّكُ بعضها فی بعض ثم تُرَوَّی لبناً و سمناً و سُكَّراً، واحدته فُرْنِیَّة. و الفارِنَة: خَبَّازة هذا الفُرْنِیّ المذكور، و یسمی ذلك المُخْتَبَزُ فُرْناً. و فی كلام بعض العرب: فإِذا هی مثل الفُرْنِیَّة الحمراء. و الفُرْنِیُّ: الرجل الغلیظُ الضخمُ؛ قال العجاج: و طاحَ، فی المَعْرَكةِ، الفُرْنِیُّ قال ابن بری: و الفُرْنِیُّ أَیضاً الضخم من الكلاب، و أَنشد بیت العجاج هذا.

فرتن؛ ج13، ص: 322

: أَبو سعید: الفَرْتَنَةُ عند العرب «1». تَشْقِیقُ الكلام و الاهْتِماشُ فیه. یقال: فلان یُفَرْتِنُ فَرْتَنةً. و فَرْتَنَی: الأَمَةُ و الزانیةُ، و قد تقدم أَنه ثلاثی علی رأْی ابن حبیب، و أَن نونه زائدة، و ذكره ابن بری: الفَرْتَنی معرَّفاً بالأَلف و اللام، قال: و كذلك الهَلُوكُ و المُومِسَة. و فَرَتَ الرجلُ یَفْرُتُ فَرْتاً: فَجَر؛ قال: و أَما سیبویه فجعله رباعیّاً. ابن الأَعرابی: یقال للأَمة الفَرْتَنَی. و ابن الفَرْتَنَی: و هو ابن الأَمةِ البَغِیِّ، و العرب تسمی الأَمة فَرْتَنَی. قال ابن بری: و قال الأَحْوَلُ ابن فَرْتَنَی و ابن تُرْنَی یقالان للئیم. و قال ثعلب: فَرْتَنَی الأَمةُ، و كذلك تُرْنَی؛ قال الأَشهب بن رُمَیْلَةَ.أَتانِیَ ما قال البَعِیثُ ابنُ فَرْتَنَی، أَ لم تَخْشَ، إِذ أَوْعَدْتَها، أَن تُكَذّبا؟ و قال جریر: أَ لم تَرَ أَنِّی، إِذ رَمَیْتُ ابْنَ فَرْتَنَی بصَمَّاءَ، لا یَرْجُو الحیاةَ أَمِیمُها و قال أَیضاً: مَهْلًا بَعِیثُ، فإِنَّ أُمَّكَ فَرْتَنَی حَمْراءُ، أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداما قال أَبو عبید: أَراد الأَمة، و كانت أُمُّ البَعِیثِ حمراءَ من سَبْی أَصْفَهان، و ابن تُرْنَی ذكره فی تَرَنَ. و فَرْتَنَی، مقصور: اسم امرأَة؛ قال النابغة: عَفا ذو حُساً من فَرْتَنَی فالفَوارِعُ، فَجَنْبا أَرِیكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ و فَرْتَنَی أَیضاً: قصر بمَرْوِ الرُّوذِ كان ابن خازم قد حاصر فیه زُهَیْرَ بن ذؤیب العَدَوِیّ الذی یقال له الهَزَارْمَرْدُ.

فرجن؛ ج13، ص: 322

: الفِرْجَونُ: المِحَسَّةُ. و قد فَرْجَنَ الدابةَ بالفِرْجَوْن أَی بالمِحَسَّة أَی حَسَّها، و الله تعالی أَعلم.

فرزن؛ ج13، ص: 322

: الفِرْزانُ: من لُعَبِ الشِّطْرَنْج، أَعجمی معرّب، و جمعه فَرَازِینُ «2».

فرسن؛ ج13، ص: 322

: الفُرَاسِنُ و الفِرْسَانُ من الأُسْد، و اعْتَدَّ سیبویه الفِرْناسَ ثلاثیّاً، و هو مذكور فی موضعه. و الفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البعیر، و هی مؤنثة، و جمعها
(1). قوله [الفرتنة عند العرب إلخ] و هی أیضاً بهذا الضبط: التقارب فی المشی كما فی القاموس و التكملة (2). الفرزان، فی الشطرنج، الملَكَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 323
فَراسِنُ. و فی الفَراسِنِ السُّلامَی: و هی عظام الفِرْسِن و قَصَبُها، ثم الرُّسْغ فوق ذلك، ثم الوَظِیفُ، ثم فوق الوَظِیفِ من ید البعیر الذِّراعُ، ثم فوق الذراع العَضُدُ، ثم فوق العَضُدِ الكتفُ، و فی رجله بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظیفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ، و یقال لموضع الفِرْسِن من الخیل الحافرُ ثم الرُّسْغُ. و الفِرْسِنُ من البعیر: بمنزلة الحافر من الدابة، قال: و ربما استعیر فی الشاة. قال ابن السراج: النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ، و قد تقدم. و الذی للشاة هو الظِّلْفُ. و‌فی الحدیث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شیئاً و لو فِرسِنَ شاة؛ الفِرْسِنُ: عظم قلیل اللحم، و هو خُفَّ البعیر كالحافر للدابة.

فرصن؛ ج13، ص: 323

: فَرْصَنَ الشی‌ءَ: قطعه؛ عن كراع.

فرعن؛ ج13، ص: 323

: الفَرْعَنَةُ: الكِبْرُ و التَّجَبُّر. و فِرْعَوْنُ كل نَبِیٍّ مَلِكُ دَهْره؛ قال القَطامِی: و شُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَی، و غُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ الكِفارُ: جمع كافر كصاحب و صحاب، و فرعون الذی ذكره الله تعالی فی كتابه من هذا، و إِنما ترك صرفه فی قول بعضهم لأَنه لا سَمِیَّ له كإِبلیس فیمن أَخذه من أَبْلَسَ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن فرعون هذا العَلَم أَعجمیٌّ، و لذلك لم یصرف. الجوهری: فرعون لقب الولید بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر. و كلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ، و العُتاةُ: الفراعنة. و قد تَفَرْعَنَ و هو ذو فَرْعَنَة أَی دَهاءٍ و تَكَبُّر. و‌فی الحدیث: أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمة.الأَزهری: من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِیَّةُ؛ قال شمر: هی منسوبة إِلی فِرْعَوْنِ موسی، و قیل: الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح، قال ابن بری: حكی ابن خالویه عن الفراء فُرْعُون، بضم الفاء، لغة نادرة.

فشن؛ ج13، ص: 323

: فَیْشُونُ: اسم نهر؛ حكاه صاحبُ العین علی أَنه قد یكون فَعْلُوناً، و إِن لم یحك سیبویه هذا البناء. اللیث: فَیْشُون اسم نهر، و أَفْشِیُونُ أَعجمی.

فطن؛ ج13، ص: 323

: الفِطْنَةُ: كالفهم. و الفِطْنَة: ضِدُّ الغَباوة. و رجل فَطِنٌ بَیِّنُ الفِطْنة و الفَطَنِ و قد فَطَنَ لهذا الأَمر، بالفتح، یَفْطُنُ فِطْنَة و فَطُنَ فَطْناً و فَطَناً، و فُطُناً و فُطُونة و فَطانة و فَطَانیة، فهو فاطِنٌ له و فَطُون و فَطِین و فَطِنٌ و فَطُنٌ و فَطْنٌ و فَطُونة، و قد فَطِنَ، بالكسر، فِطْنة و فَطَانة و فَطَانیةً، و الجمع فُطْنٌ، و الأُنثی فَطِنَة؛ قال القطامی: إِلی خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّینی، طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ و قال الآخر: قالتْ، و كنتُ رَجُلًا فَطِینَا: هذا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائینا و قال قَیْسُ بنُ عاصمٍ فی الجمع‌لا یَفْطُنُونَ لعَیْبِ جارِهِمِ، و هُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ و المُفاطَنَةُ: مُفَاعلة منه. اللیث: و أَما الفَطِنُ فذو فِطْنَةٍ للأَشیاء، قال: و لا یمتنع كل فعل من النعوت من أَن یقال قد فَعُلَ و فَطُنَ أَی صار فَطِناً إلا القلیل. و فَطَّنه لهذا الأَمر تَفْطِیناً: فَهَّمَه. و فی المثل: لا یُفطِّنُ القارَةَ إِلا الحِجارة؛ القارةُ: أُنثی الذِّئبَةِ. و فاطَنَةُ فی الحدیث: راجَعَه؛ قال الراعی:
لسان العرب، ج‌13، ص: 324
إِذا فاطَنَتْنا فی الحدیثِ تَهَزْهَزَتْ إِلیها قلوبٌ، دونهن الجَوانِحُ و یقال: فَطِنْتُ إِلیه و له و به فِطْنَةً و فَطانة. و یقال: لیس له فُطْنٌ أَی فِطْنةٌ.

فكن؛ ج13، ص: 324

: فَكَنَ فی الكذب: لَجَّ و مَضی. و تَفَكَّنَ: تأَسَّفَ و تَلَهَّفَ، و قیل: هو التلهف علی الشی‌ءِ یفوتك بعد ما ظننت أَنك ظَفِرْتَ به، و قیل: هو التَّنَدُّمُ، قال الشاعر: و لا خارِب، إِن فاته زادُ ضَیْفِه یَعَضُّ علی إِبْهامه، یَتَفَكَّنُ «1» ابن الأَعرابی: الفُكْنَةُ الندامة، و قیل: الندامة علی الفائت، و التَّفَكُّنُ: التندم علی ما فات. و‌فی الحدیث: مَثَلُ العالِم مَثلُ الحَمَّةِ من الماء یأْتیها البُعَداءُ و یتركها القُرَباءُ، حتی إِذا غَاضَ ماؤُها بقی قومه یَتَفَكَّنُونَ، قال أَبو عبید: یَتَفَكَّنُونَ أَی یَتَنَدَّمُون «2». اللحیانی: أَزْدُ شَنُوأَةَ یقولون یَتَفَكَّهُون، و تمیم تقول یَتَفَكَّنُون، و‌قال مجاهد فی قوله: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ أَی تَعَجَّبُونَ، و‌قال عِكْرِمة: تَنَدَّمُونَ.و قال ابن الأَعرابی: تَفَكَّهْتُ و تَفَكَّنْتُ أَی تَنَدَّمْتُ، قال رؤبة: أَ ما جَزاءُ العارِفِ المُسْتَیْقِنِ عندَك، إِلا حاجةُ التَّفَكُّنِ أَبو تراب: سَمِعْتُ مُزاحِماً یقول تَفَكَّنَ و تَفَكَّرَ واحد، و اللّٰه أَعلم.

فلن؛ ج13، ص: 324

: فُلانٌ و فُلانَةُ: كنایة عن أَسماء الآدمیین. و الفُلانُ و الفُلانَةُ: كنایة عن غیر الآدمیین. تقول العرب: رَكِبْتُ الفُلانَ و حَلَبْتُ الفُلانة. ابن السَّرَّاج: فُلانٌ كنایة عن اسم سمی به المُحَدَّثُ عنه، خاص غالب. و یقال فی النداء: یا فُلُ فتحذف منه الأَلف و النون لغیر ترخیم، و لو كان ترخیماً لقالوا یا فُلا، قال: و ربما جاء ذلك فی غیر النداء ضرورة؛ قال أَبو النجم: فی لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ و اللجة: كثرة الأَصوات، و معناه أَمسك فلاناً عن فلان. و فلانٌ و فلانةُ: كنایة عن الذكر و الأُنثی من الناس، قال: و یقال فی غیر الناس الفُلانُ و الفُلانَةُ بالأَلف و اللام. اللیث: إِذا سمی به إِنسان لم یحسن فیه الأَلف و اللام. یقال: هذا فلانٌ آخَرُ لأَنه لا نكرة له، و لكن العرب إِذا سَمَّوْابه الإِبلَ قالوا هذا الفُلانُ و هذه الفُلانة، فإِذا نسبت قلت فلانٌ الفُلانِیُّ، لأَن كل اسم ینسب إِلیه فإِن الیاء التی تلحقه تصیره نكرة، و بالأَلف و اللام یصیر معرفة فی كل شی‌ء. ابن السكیت: تقول لقیت فلاناً، إِذا كَنَیْت عن الآدمیین قلته بغیر أَلف و لام، و إِذا كَنَیْتَ عن البهائم قلته بالأَلف و اللام؛ و أَنشد فی ترخیم فلان: و هْوَ إِذا قیل له: وَیْهاً، فُلُ فإِنه أَحْجِ بِه أَن یَنْكَلُ و هْو إِذا قیل له: وَیْهاً، كُلُ فإِنه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ و قال الأَصمعی فیما رواه عنه أَبو تراب: یقال قم یا فُلُ و یا فُلاه، فمن قال یا فُلُ فمضی فرفع بغیر تنوین فقال قم یا فُلُ؛ و قال الكمیت: یقالُ لمِثْلِی: وَیْهاً فُلُ و من قال یا فُلاه فسكن أَثبت الهاء فقال قُلْ ذلك یا فُلاه، و إِذا مضی قال یا فُلا قل ذلك، فطرح و نصب. و قال المبرد: قولهم یا فُلُ لیس بترخیم
(1). 1 قوله «و لا خارب …» الذی فی نسخة من التهذیب: و لا خائب … (2). 2 فی النهایة: حتی إذا غاض ماؤها بقی قوم یتفكَّنون أی یتندمون و الفكنة الندامة علی الفائت.
لسان العرب، ج‌13، ص: 325
و لكنها كلمة علی حِدَةٍ. ابن بُزُرْج: یقول بعض بنی أَسدٍ یا فُلُ أَقبل و یا فُلُ أَقبلا و یا فُلُ أَقبلوا، و قالوا للمرأَة فیمن قال یا فُلُ أَقْبِلْ: یا فُلانَ أَقبلی، و بعض بنی تمیم یقول یا فُلانَةُ أَقبلی، و بعضهم یقول یا فُلاةُ أَقبلی. و قال غیرهم: یقال للرجل یا فُلُ أَقبل، و للاثنین یا فُلانِ، و یا فُلُونَ للجمع أَقبلوا، و للمرأَة یا فُلَ أَقْبِلی، و یا فُلَتانِ، و یا فُلاتُ أَقْبِلْنَ، نصب فی الواحدة لأَنه أَراد یا فُلَة، فنصبوا الهاء. و قال ابن بری: فلانٌ لا یثنی و لا یجمع. و‌فی حدیث القیامة: یقول الله عز و جل أَی فُلْ أَ لم أُكْرِمْكَ و أُسَوِّدْكَ؟معناه یا فلانُ، قال: و لیس ترخیماً لأَنه لا یقال إِلا بسكون اللام، و لو كان ترخیماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سیبویه: لیست ترخیماً و إِنما هی صیغة ارْتُجِلَتْ فی باب النداء، و قد جاء فی غیر النداء؛ و أَنشد: فی لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافیة. قال الأَزهری: لیس بترخیم فُلانٍ، و لكنها كلمة علی حدة، فبنو أَسد یُوقِعُونَها علی الواحد و الاثنین و الجمع و المؤنث بلفظ واحد، و غیرهم یثنی و یجمع و یؤنث؛ و قال قوم: إِنه ترخیم فلان، فحذفت النون للترخیم و الأَلف لسكونها، و تفتح اللام و تضم علی مذهبی الترخیم. و‌فی حدیث أُسامة فی الوالی الجائر: یُلْقی فی النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فیقال له أَی فُلْ أَین ما كنت تَصِفُ.و قوله عز و جل: یٰا وَیْلَتیٰ لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلٰاناً خَلِیلًا؛قال الزجاج: لَمْ أَتَّخِذْ فُلٰاناً الشیطانَ خَلِیلًا، قال: و تصدیقُه: وَ كٰانَ الشَّیْطٰانُ لِلْإِنْسٰانِ خَذُولًا؛ قال: و یروی أَن عُقْبة بن أَبی مُعَیْطٍ هو الظالم هاهنا، و أَنه كان یأْكل یدیه نَدَماً، و أَنه كان عزم علی الإِسلام فبلغ أُمَیَّةَ بن خَلَفٍ فقال له أُمیةُ: وَجْهِی من وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت و إِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فامتنع عقبة من الإِسلام، فإِذا كان یوم القیامة أَكل یدیه ندماً، و تمنی أَنه آمن و اتخذ مع الرسول إِلی الجنة سبیلًا و لم یتخذ أُمیة بن خلف خلیلًا، و لا یمتنع أَن یكون قبوله من أُمیة من عمل الشیطان و إِغوائه.و فُلُ بن فُلٍ: محذوف، فأَما سیبویه فقال: لا یقال فُل یعنی به فلان إِلا فی الشعر كقوله: فی لجة، أَمسك فلاناً عن فُلِ و أَما یا فُلْ التی لم تحذف من فلان فلا یستعمل إِلا فی النداء، قال: و إِنما هو كقولك یا هَناه، و معناه یا رجل. و فلانٌ: اسم رجل. و بنو فُلان: بَطنٌ نسبوا إِلیه، و قالوا فی النسب الفُلانیّ كما قالوا الهَنِیّ، یَكْنُونَ به عن كل إِضافة. الخلیلُ: فلانٌ تقدیره فُعال و تصغیره فُلَیِّنٌ، قال: و بعض یقول هو فی الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو، قال: و تصغیره علی هذا القول فُلَیَّانٌ، و كالإِنسان حذفت منه الیاء أَصله إِنْسِیان، و تصغیره أُنَیْسِیانُ، قال: و حجة قولهم فُلُ بن فُلٍ كقولهم هَیُّ بن بَیٍّ و هَیَّانُ بنُ بَیَّانَ. و روی عن الخلیل أَنه قال: فلانٌ نُقْصانُه یاء أَو واو من آخره، و النون زائدة، لأَنك تقول فی تصغیره فُلَیَّانٌ، فیرجع إِلیه ما نقص و سقط منه، و لو كان فلانٌ مثل دُخانٍ لكان تصغیره فُلَیِّنٌ مثل دُخَیِّنٍ، و لكنهم زادوا أَلفاً و نوناً علی فُلَ؛ و أَنشد لأَبی النجم: إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ، تُدافِعُ الشِّیبَ و لم تُقَتَّلِ، فی لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

فلسطن؛ ج13، ص: 325

: فِلَسْطِینُ، بكسر الفاء و فتح اللام: الكورَةُ المعروفة فیما بین الأُرْدُنّ و دیار مصر، حماها الله
لسان العرب، ج‌13، ص: 326
تعالی، و أُمُّ بلادها بیتُ المَقْدِسِ.

فلكن؛ ج13، ص: 326

: قَوْسٌ فَیْلَكُونٌ: عظیمة؛ قال الأَسوَدُ ابنُ یَعفُرَ: و كائِنْ كَسَرْنا من هَتُوفٍ مُرِنَّةٍ، علی القومِ، كانتْ فَیْلكُونَ المَعابِلِ و ذلك أَنه لا تُرْمی المعابلُ و هی النِّصال المُطَوَّلة إِلا علی قَوْسٍ عظیمة. الجوهری: الفَیْلَكُونُ البَرْدِیُّ «1»، هو فَیعَلُول.

فنن؛ ج13، ص: 326

: الفَنُّ: واحد الفُنُون، و هی الأَنواع، و الفَنُّ الحالُ. و الفَنُّ: الضَّرْبُ من الشی‌ء، و الجمع أَفنان و فُنونٌ، و هو الأُفْنُون. یقال: رَعَیْنا فُنُونَ النَّباتِ، و أَصَبْنا فُنُونَ الأَموال؛ و أَنشد: قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنانِه، كلّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ و الرجلُ یُفَنِّنُ الكلام أَی یَشْتَقُّ فی فَنٍّ بعد فنٍّ، و التَّفَنُّنُ فِعْلك. و رجل مِفَنٌّ: یأْتی بالعجائب، و امرأَة مِفَنَّة. و رجل مِعَنٌّ مِفَنٌّ: ذو عَنَنٍ و اعتراض و ذو فُنُون من الكلام؛ و أَنشد أَبو زید: إِنَّ لنا لكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه و افْتَنَّ الرجل فی حدیثه و فی خُطْبته إِذا جاء بالأَفانین، و هو مثلُ اشْتَقَّ؛ قال أَبو ذؤیب: فافْتَنَّ، بعد تَمامِ الوِرْدِ، ناجِیةً، مثْلَ الهِرَاوَةِ ثِنْیاً بِكْرُها أَبِدُ قال ابن بری: فسر الجوهری افْتَنَّ فی هذا البیت بقولهم افْتَنَّ الرجل فی حدیثه و خُطْبته إِذا جاء بالأَفانین، قال: و هو مثلُ اشْتَقَّ، یرید أَن افْتَنَّ فی البیت مستعار من قولهم افْتَنَّ الرجل فی كلامه و خصومته إِذا توسع و تصرف، لأَنه یقال افْتَنَّ الحمارُ بأُتُنه و اشْتَقَّ بها إِذا أَخذ فی طَرْدِها و سَوْقها یمیناً و شمالًا و علی استقامة و علی غیر استقامة؛ فهو یَفْتَنُّ فی طَرْدِها أَفانینَ الطَّرْدِ؛ قال: و فیه تفسیر آخر و هو أَن یكون افْتَنَّ فی البیت من فَنَنْتُ الإِبلَ إِذا طردتها، فیكون مثل كسَبْته و اكتَسَبْته فی كونهما بمعنی واحد، و ینتصب ناجیة بأَنه مفعول لافْتَنَّ من غیر إِسقاط حرف جر، لأَن افْتَنَّ الرجل فی كلامه لا یتعدَّی إِلا بحرف جرّ؛ و قوله: … ثِنیاً بكرها أَبِدُ أَی وَلَدَت بَطْنَین، و معنی بِكْرُها أَبِدٌ أَی وَلَدُها الأَول قد توحش معها. و افْتَنَّ: أَخذ فی فُنُونٍ من القول. و الفُنُونُ: الأَخلاطُ من الناس. و إِن المجلس لیجمع فُنُوناً من الناس أَی ناساً لیسوا من قبیلة واحدة. و فَنَّنَ الناسَ: جعلهم فُنُوناً. و التَّفْنینُ: التخلیط؛ یقال: ثوبٌ فیه تَفْنین إِذا كان فیه طرائق لیست من جِنْسه. و الفَنَّانُ فی شعر الأَعشی: الحمارُ؛ قال: الوحشی الذی یأْتی بفُنُونٍ من العَدْوِ؛ قال ابن بری و بیت الأَعشی الذی أَشار إِلیه هو قوله: و إِنْ یَكُ تَقْرِیبٌ من الشَّدِّ غالَها بمَیْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِیِّ، مُجْذِمِ و الأَجارِیُّ: ضُروبٌ من جَرْیه، واحدها إِجْرِیّا، و الفَنُّ: الطَّرْدُ. و فَنَّ الإِبلَ یَفُنُّها فَنّاً إِذا طردها؛ قال الأَعشی: و البِیضُ قد عَنَسَتْ و طال جِرَاؤُها، و نَشَأْنَ فی فَنٍّ و فی أَذْوادِ و فَنَّه یَفُنُّه فَنّاً إِذا طرده. و الفَنُّ: العَناء. فنَنْتُ الرجلَ أَفُنُّه فَنّاً إِذا عَنَّیْتَه، و فنَّه یَفُنُّه فَنّاً:
(1). قوله [الفیلكون البردی] و أیضاً القار أو الزفت كما فی القاموس و التكملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 327
عَنَّاه؛ قال: لأَجْعَلَنْ لابنة عَمْروٍ فَنَّا، حتی یَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا و قال الجوهری: فنًّا أی أمراً عَجَباً، و یقال: عَناءً أی آخُذُ علیها بالعَناء حتی تَهَبَ لی مَهْرَها. و الفَنُّ: المَطْلُ. و الفَنُّ: الغَبْنُ، و الفعل كالفعل، و المصدر كالمصدر. و امرأَة مِفَنَّة: یكون من الغَبْنِ و یكون من الطَّرْدِ و التَّغْبِیَة. و أُفْنُونُ الشَّبابِ: أوَّله، و كذلك أُفْنُونُ السحاب. و الفَنَنُ: الغُصْنُ المستقیم طُولًا و عَرْضاً؛ قال العجاج: و الفَنَنُ الشَّارِقُ و الغَرْبیُّ و الفَنَنُ: الغُصْنُ، و قیل: الغُصْنُ القَضِیب یعنی المقضوب، و الفَنَنُ: ما تشَعَّبَ منه، و الجمع أَفْنان. قال سیبویه: لم یُجاوِزُوا به هذا البناء. و الفَنَنُ: جمعه أَفْنانٌ، ثم الأَفانِینُ؛ قال الشاعر یصف رَحیً: لها زِمامٌ من أَفانِینِ الشَّجَرْ و أما قول الشاعر: مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ، حتی أغاثَ شَرِیدَهمْ فَنَنُ الظَّلام فإنه استعار للظلمة أَفْناناً، لأَنها تسْتُر الناسَ بأَستارها و أَوراقِها كما تستر الغصون بأَفنانها و أَوراقها. و شجرة فَنْواءُ: طویلة الأَفْنانِ، علی غیر قیاس. و قال عكرمة فی قوله تعالی: ذَوٰاتٰا أَفْنٰانٍ؛ قال: ظِلُّ الأَغصانِ علی الحِیطانِ؛ و قال أَبو الهیثم: فسره بعضهم ذَواتا أغصانٍ، و فسره بعضهم ذواتا أَلوان، واحدها حینئذ فَنّ و فَنَنٌ، كما قالوا سَنٌّ و سَنَنٌ و عَنٌّ و عَنَنٌ. قال أَبو منصور: واحدُ الأَفنان إذا أَردت بها الأَلوان فَنٌّ، و إذا أردْتَ بها الأَغصان فواحدها فَنَنٌ. أَبو عمرو: شجرة فَنْواء ذات أَفنان. قال أبو عبید: و كان ینبغی فی التقدیر فَنَّاء. ثعلب: شجرة فَنَّاء و فَنْواء ذات أَفْنانٍ، و أَما قَنْواء، بالقاف، فهی الطویلة. قال أَبو الهیثم: الفُنُون تكون فی الأَغصان، و الأَغصان تكون فی الشُّعَبِ، و الشُّعَبُ تكون فی السُّوق، و تسمی هذه الفُروعُ، یعنی فروعَ الشجر، الشَّذَبَ، و الشَّذَبُ العِیدانُ التی تكون فی الفُنون. و یقال للجِذعِ إذا قطع عند الشَّذَب: جِذْعٌ مُشَذَّبٌ؛ قال إمرؤ القیس: یُرادَا علی مِرْقاةِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ یُرادا أی یُدارا. یقال: رادَیْتُه و دارَیْتُه. و الفَنَنُ: الفَرْع من الشجر، و الجمع كالجمع. و‌فی حدیث سِدْرة المُنْتَهَی: یسیر الراكب فی ظِلِّ الفَنَنِ مائةَ سَنةٍ.و امرأَة فَنْواء: كثیرة الشعر، و القیاس فی كل ذلك فَنَّاء، و شعَر فَیْنان؛ قال سیبویه: معناه أَن له فنوناً كأَفنانِ الشجر، و لذلك صرف، و رجل فَیْنان و امرأَة فَینانة؛ قال ابن سیدة: و هذا هو القیاس لأَن المذكر فَیْنان مصروف مشتق من أَفنان الشجر. و حكی ابن الأَعرابی: امرأَة فَیْنَی كثیرة الشعر، مقصور، قال: فإن كان هذا كما حكاه فحكم فَیْنان أن لا ینصرف، قال: و أُری ذلك وهَماً من ابن الأَعرابی. و‌فی الحدیث: أَهلُ الجنة مُرْدٌ مُكَحَّلون أُولو أَفانِین؛ یرید أُولو شُعور و جُمَم. و أَفانِینُ: جمع أَفنان، و أَفنانٌ: جمع فَنَنٍ، و هو الخُصلة من الشعر، شبه بالغصن؛ قال الشاعر: یَنْفُضْنَ أَفنانَ السَّبیبِ و العُذَرْ یصف الخیلَ و نَفْضَها خُصَل شعر نواصیها و أَذنابها؛ و قال المَرَّار: أَ عَلاقَةً أُمَّ الوُلَیِّد، بعدَ ما أَفْنانُ رأْسِك كالثَّغام المُخْلِسِ؟
لسان العرب، ج‌13، ص: 328
یعنی خُصَلَ جُمَّة رأْسِه حین شاب. أَبو زید: الفَینان الشعر الطویل الحسَنُ. قال أَبو منصور: فَیْنانٌ فَیعال من الفَنَن، و الیاء زائدة. التهذیب: و إن أَخذت قولهم شعر فَیْنانٌ من الفَنَن و هو الغصن صرفته فی حالی النكرة و المعرفة، و إن أَخذته من الفَیْنة و هو الوقت من الزمان أَلحقته بباب فَعْلان و فَعْلانة، فصرفته فی النكرة و لم تصرفه فی المعرفة. و‌فی الحدیث: جاءَت امرأَةٌ تشكو زوجَها فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: تُرِیدینَ أن تزَوَّجِی ذا جُمَّةٍ فَینانة علی كل خُصلة منها شیطان؛ الشعر الفَیْنانُ: الطویل الحسن، و الیاء زائدة. و یقال: فَنَّنَ فلانٌ رأْیه إذا لَوَّنه و لم یثبت علی رأْی واحد. و الأَفانِینُ: الأَسالیب، و هی أَجناس الكلام و طُرُقه. و رجل مُتفَنِّنٌ أی ذو فُنون. و تَفنَّنَ: اضطرب كالفَنَن. و قال بعضهم: تَفنَّن اضطرب و لم یَشْتقَّه من الفَنن، و الأَول أَولی؛ قال: لو أَن عُوداً سَمْهَریّاً من قَنا، أو من جِیادِ الأَرْزَناتِ أَرْزَنا، لاقی الذی لاقَیْتُه تَفنَّنا و الأُفْنونُ: الحیة، و قیل: العجوز، و قیل: العجوز المُسِنَّة، و قیل: الداهیة؛ و أَنشد ابن بری لابن أَحمر فی الأُفْنون العجوز: شَیْخٌ شآمٍ و أُفْنونٌ یَمانِیةٌ، من دُونِها الهَوْلُ و المَوْماة و العِلَلُ و قال الأَصمعی: الأُفْنون من التَّفَنُّن؛ قال ابن بری: و بیت ابن أَحمر شاهد لقول الأَصمعی، و قولُ یعقوب إنَّ الأُفْنون العجوز بعِیدٌ جدّاً، لأَنَّ ابنَ أَحمر قد ذكر قبل هذا البیت ما یَشْهَد بأَنها محبوبته، و قد حال بینه و بینها القَفْرُ و العِلل. و الأُفْنون من الغُصن: المُلتفُّ. و الأُفنون: الجَرْیُ المختلط من جَرْی الفرس و الناقة. و الأُفنون: الكلام المُثبَّجُ من كلام الهِلْباجة. و أُفْنون: اسم امرأَة، و هو أَیضاً اسم شاعر سمی بأَحد هذه الأَشیاء. و المُفَنَّنة من النساء: الكبیرة السیئة الخُلُق؛ و رجل مُفَنَّنٌ كذلك. و التَّفْنِینُ: فِعْلُ الثَّوْب إذا بَلِیَ فتفَزَّرَ بعضُه من بعض، و فی المحكم: التَّفْنِینُ تفَزُّر الثوب إذا بَلیَ من غیر تشقق شدید، و قیل: هو اختلاف عمَله برِقَّة فی مكان و كثافة فی آخر؛ و به فسر ابن الأَعرابی قول أَبانَ بن عثمان: مَثَلُ اللَّحْن فی الرجل السَّریِّ ذی الهیئة كالتَّفنِین فی الثوب الجیِّد. و ثوب مُفَنَّنٌ: مختلف. ابن الأَعرابی: التَّفْنِینُ البُقعة السَّخیفة السَّمِجة الرقیقة فی الثوب الصفیق و هو عیب، و السَّریُّ الشریف النفیس من الناس. و العربُ تقول كنتُ بحال كذا و كذا فَنَّةً من الدهر و فَیْنةً من الدهر و ضَرْبة من الدهر أی طرَفاً من الدهر. و الفَنِینُ: وَرَمٌ فی الإِبط و وجع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فلا تَنْكِحی، یا أَسْمَ، إن كنتِ حُرَّةً عُنَیْنةَ ناباً نُجَّ عنها فَنِینُها نصب ناباً علی الذم أو علی البدل من عُنَینة أی هو فی الضعف كهذه الناب التی هذه صِفَتُها؛ قال ابن سیدة: و هكذا وجدناه بضبط الحامِض نُجَّ، بضم النون، و المعروف نَجَّ. و بعیر فَنِینٌ و مَفْنون: به ورم فی إبطه؛ قال الشاعر: إذا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمّ، مِراسَ البَكْر فی الإِبِطِ الفَنِینا أَبو عبید: الیَفَنُ، بفتح الیاء و الفاء و تخفیف النون،
لسان العرب، ج‌13، ص: 329
الكبیر، و قیل: الشیخ الفانی، و الیاء فیه أَصلیة؛ و قال بعضهم: بل هو علی تقدیر یفعل لأَن الدهر فَنَّه و أَبلاه، و سنذكره فی یفن. و الفَیْنانُ: فرس قرانة بن عُوَیَّة الضَّبّیّ، و الله أَعلم.

فنفن؛ ج13، ص: 329

: فَنْفَنَ الرجلُ إذا فَرَّقَ إبله كَسَلًا و توانِیاً.

فهكن؛ ج13، ص: 329

: تَفَهْكَن الرجلُ: تنَدَّم؛ حكاه ابن درید، و لیس بثَبت.

فون؛ ج13، ص: 329

: التهذیب: التَّفَوُّن البركة و حُسْن النَّماء.

فین؛ ج13، ص: 329

: الفَیْنةُ: الحینُ. حكی الفارسیّ عن أَبی زید: لقیته فَیْنةَ، و الفَیْنةَ بعد الفَیْنة، و فی الفَیْنة، قال: فهذا مما اعْتَقب علیه تعریفان: تعریف العلمیة، و الأَلف و اللام، كقولك شَعوب و الشَّعُوب للمنیة. و‌فی الحدیث: ما من مولود إلَّا و له ذَنْبٌ قد اعْتاده الفَیْنة بعد الفَیْنَة‌أَی الحین بعد الحین و الساعة بعد الساعة. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: فی فَیْنة الارْتِیاد و راحة الأَجساد.الكسائی و غیره: الفَیْنة الوقت من الزمان، قال: و إن أَخذتَ قولهم شَعَرٌ فَیْنانٌ من الفَنَن، و هو الغصن، صرفته فی حالی النكرة و المعرفة، و إن أَخذته من الفَیْنة، و هو الوقت من الزمان، أَلحقته بباب فَعْلان و فَعْلانة فصرفته فی النكرة و لم تصرفه فی المعرفة. و رجل فَیْنانٌ: حسن الشعر طویله، و هو فَعْلان؛ و أَنشد ابن بری للعجاج: إذ أَنا فَیْنانٌ أُناغِی الكُعَّبا و قال آخر: فرُبَّ فَیْنانٍ طویلٍ أَمَمُه، ذی غُسُناتٍ قد دَعانی أَحْزُمُه و قال الشاعر: و أَحْوَی، كأَیْمِ الضالِ أَطرقَ بعد ما حَبا، تحتَ فَیْنانٍ من الظِّلِّ وارفِ یقال: ظِلٌّ وارِفٌ أَی واسعٌ ممتدٌّ؛ قال: و قال آخر: أ ما تَرَی شَمَطاً فی الرأْسِ لاحَ به، من بَعْدِ أَسْودَ داجِی اللَّوْنِ فَیْنانِ و الفَیْناتُ: الساعاتُ. أَبو زید: یقال إنی لآتی فلاناً الفَیْنَةَ بعد الفَیْنَةِ أی آتیه الحِینَ بعد الحین، و الوقت بعد الوقت و لا أُدِیمُ الاختلافَ إلیه. ابن السكیت: ما ألقاه إلَّا الفَیْنَةَ بعد القَیْنَة أی المرَّةَ بعدَ المرَّة، و إنْ شئت حذفت الأَلف و اللام فقلت لَقیته فَیْنَةَ، كما یقال لقیته النَّدَرَی و فی نَدَرَی، و الله أَعلم.

فصل القاف؛ ج13، ص: 329

قأن؛ ج13، ص: 329

: القَأْنُ: شجر، یهمز و لا یهمز، و ترك الهمز فیه أَعرف.

قبن؛ ج13، ص: 329

: قَبَنَ الرجلُ یَقْبِنُ قُبُوناً: ذهب فی الأَرض. و اقْبأَنَّ اقْبِئناناً: انْقَبَضَ كاكْبَأَنَّ. ابن بُزُرْج: المُقْبَئِنُّ المنقبض المُنْخَنِسُ. و أَقْبَنَ إذا انهزم من عدوِّه. و أَقْبَنَ إذا أَسرع عَدْواً فی أَمان. و القَبِینُ: المُنْكمِش فی أُموره. و القَمینُ: السریع. و القَبَّانُ: الذی یُوزَنُ به، لا أَدری أَ عربیّ أَم معرَّب. الجوهری: القَبَّانُ القُسْطاسُ، مُعَرَّب. و‌قال أَبو عبید فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إنی أَسْتَعِینُ بقُوَّةِ الفاجر ثم أَكون علی قَفَّانه، قال: یقول أكون علی تَتَبُّعِ أَمره حتی أَسْتَقْصِیَ عِلْمَه و أَعْرِفَه؛ قال: و قال الأَصمعی قَفَّانُ كلِّ شی‌ء جِماعُه و استقصاء معرفته؛ قال أَبو عبید: و لا أَحْسَبُ هذه الكلمة عربیة إنما أَصلها قَبَّان، و منه قول العامة: فلان قَبَّانٌ علی فلان إذا كان بمنزلة الأَمین علیه
لسان العرب، ج‌13، ص: 330
و الرئیس الذی یتتبع أَمره و یحاسبه، و بهذا سمی المِیزانُ، الذی یقال له القَبَّانُ، القبَّانَ. و حِمارُ قَبَّانَ: دُوَیْبَّةٌ معروفة؛ و أَنشد الفراء: یا عَجَباً لقد رأَیتُ عَجبا: حِمارَ قَبَّانَ یَسُوقُ أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا الجوهری: و یقال هو فَعَّالٌ،. و الوجه أَن یكون فَعْلانَ. قال ابن بری: هو فَعْلانُ و لیس بفَعَّالٍ؛ قال: و الدلیل علی أَنه فعلان امتناعُه من الصَّرْف بدلیل قول الراجز: حِمارَ قَبَّانَ یسوق أَرنبا و لو كان فَعَّالًا لانصرف.

قتن؛ ج13، ص: 330

: رجل قَتِینٌ: قلیل الطُّعْم و اللحم، و كذلك الأُنثی بغیر هاء. و جاءَ‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، حین زوَّجَ ابْنَةَ نُعَیْمٍ النَّحَّامِ قال: من أَدُلُّه علی القَتِینِ؛ یعنی القلیلة الطُّعْمِ. قَتُنَ، بالضم، یَقْتُنُ قَتَانة: صار قلیل الطُّعْم، فهو قَتِین، و الاسم القَتَنُ. و‌فی الحدیث أَیضاً عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال فی امرأَة: إنها وَضِیئة قَتِینٌ؛ القَتِینُ: القلیلة الطُّعْمِ؛ یقال منه: امرأَة قَتِینٌ بَیِّنَةُ القَتَانة و القَتَنِ؛ قال أَبو زید: و كذلك الرجلُ. و رجل قَتَنٌ أَیضاً: قلیل اللحم. و قُرادٌ قَتِینٌ: قلیل الدم: قال الشَّمَّاخ فی ناقته: و قد عَرِقَتْ مَغابِنُها، و جادَتْ بدِرَّتها قِرَی حَجِنٍ قَتِینِ الجوهری: و یسمی القُرادُ قَتِیناً لقلة دمه. قال ابن بری: شاهد القَتینِ المرأَةِ القلیلة الطُّعْم ما‌روی: أَن رجلًا أتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: یا رسول الله تَزَوَّجْتُ فلانةَ، فقال: بَخٍ تَزَوَّجْتَ بِكْراً قَتِیناً‌أی قلیلة الطُّعْم؛ قال ابن الأَثیر: و یحتمل أَن یراد بذلك قِلَّةُ الجِماعِ؛ و منه‌قوله: علیكم بالأَبْكارِ فإنهنَّ أَرْضَی بالیسیر، قال: و الصواب أَن یقال سمی القُراد قَتِیناً لقلة طُعْمه لأَنه یقیم المدَّة الطویلة من الزمان لا یَطْعَمُ شیئاً. و قوله: قِرَی حَجِنٍ؛ الحَجِنُ القلیل الطُّعْم، و قِرَی بَدَلٌ من دِرَّتها، جعل عَرَقَ هذه الناقة قوتاً للقُراد، قال: و یجوز أَن یكون قِرَی مفعولًا من أَجله. و القَتِینُ و القَنِیتُ واحدٌ من النساء: و هی القلیلة الطُّعْم النحیفة، و قیل: القَتُون من أَسماء القُراد، و لیس بصفةٍ، سمی بذلك لقلة دمه. قال ابن بری: و القَتِینُ السِّنَانُ الیابِسُ الذی لا یَنْشَفُ دَماً؛ قال أَبو عبید: یُحاوِلُ أَنْ یَقُومَ، و قد مَضَتْهُ مُغابِنةٌ بذی خُرُصٍ قَتِینِ المُغابِنَةُ: تَغْبِنُ من لحمه أَی تَثْنیه. و القاتنُ: الشدید السواد. و سِنَانٌ قَتِینٌ: دقیق، و مَسْكٌ قاتنٌ. و قَتَنَ المَسْكُ قُتُوناً: یَبِسَ و لا نَدَی فیه. و أَسْوَدُ قاتنٌ: كقاتِمٍ؛ قال الطِّرمَّاحُ: كطَوْفِ مُتَلِّی حَجَّةٍ بین عَبْعَبٍ و قُرَّة، مُسْوَدّ من النَّسْكِ قاتِنِ عَبْعَبُ و قُرَّةُ: صَنمان. قال ابن جنی: ذهب أَبو عمرو الشَّیْبانی إلی أَنه أَراد قاتِمٍ أَی أَسْودَ، فأَبدل المیم نوناً، قال: و قد یُمْكِنُ غیرُ ما قال؛ و ذلك أَنه یجوز أَن یكون أَراد بقوله قاتِن فاعلًا من قول الشَّمَّاخ: قِرَی حَجِنٍ قَتِینِ و دم قاتِنٌ و قاتِمٌ: و ذلك إذا یَبِسَ و اسْوَدَّ، و أَنشد بیت الطرماح. و القَتِینُ: الرُّمْح. و القَتَین:
لسان العرب، ج‌13، ص: 331
الحقیر الضّئیل، و كذلك یكون بیت الطرماح أی مُسْوَدّ من النَّسْكِ، حَقیرٍ للضَّرِّ و الجَهْدِ، فإذا كان كذلك لم یكن بدلًا. و القَتانُ: الغُبار كالقَتام؛ أَنشد یعقوب: عادَتُنا الجلادُ و الطِّعانُ، إذا علا فی المَأْزِقِ القَتَانُ و زعم فیه مثلَ ما زعم فی قَاتِنٍ.

قحزن؛ ج13، ص: 331

: ضربه فقَحْزَنه، بالزای، أَی صَرَعه. ابن الأَعرابی: قَحْزَنه و قَحْزَله و ضربه حتی تَقَحْزَنَ و تَقَحْزَل أَی حتی وقع. الأَزهری: القَحْزَنَة العصا. غیره: القَحْزَنة ضَرْبٌ من الخَشَبِ طولها ذراع أَو شِبْرٌ نحو العصا. حكی اللحیانی: ضَرَبْناهم بقَحازِننا فارْجَعَنُّوا أَی بِعِصِیِّنا فاضْطَجَعُوا. و القَحْزَنَة: الهراوَةُ؛ و أَنشد: جَلَدْتُ جَعارِ، عندَ باب وِجارِها، بقَحْزَنَتی عن جَنْبِها جَلَداتِ

قدن؛ ج13، ص: 331

: التهذیب: ثعلب عن ابن الأَعرابی القَدْنُ الكفایة و الحَسْبُ؛ قال الأَزهری: جعل القَدْنَ اسماً واحداً من قولهم قَدْنِی كذا و كذا أَی حَسْبی، و ربما حذفوا النون فقالوا قَدِی، و كذلك قَطْنی، و الله أَعلم.

قرن؛ ج13، ص: 331

: القَرْنُ للثَّوْر و غیره: الرَّوْقُ، و الجمع قُرون، لا یكسَّر علی غیر ذلك، و موضعه من رأْس الإِنسان قَرْنٌ أَیضاً، و جمعه قُرون. و كَبْشٌ أَقْرَنُ: كبیر القَرْنَین، و كذلك التیس، و الأُنثی قَرْناء؛ و القَرَنُ مصدر. كبش أَقْرَنُ بَیِّنُ القَرَن. و رُمْح مَقْرُون: سِنانُه من قَرْن؛ و ذلك أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّةَ رماحهم من قُرُون الظباء و البقر الوحشی؛ قال الكمیت: و كنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا بكَیْدٍ، حَمَلْناه علی قَرْنِ أَعْفَرا و قوله: و رامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِیَهُ من فوقِ رُمْحٍ، فظَلَّ مَقْرُونا فسره بما قدمناه. و القَرْنُ: الذُّؤابة، و خص بعضهم به ذُؤابة المرأَة و ضفیرتها، و الجمع قُرون. و قَرْنا الجَرادةِ: شَعرتانِ فی رأْسها. و قَرْنُ الرجلِ: حَدُّ رأْسه و جانِبُه. و قَرْنُ الأَكمة: رأْسها. و قَرْنُ الجبل: أَعلاه، و جمعها قِرانٌ؛ أَنشد سیبویه: و مِعْزًی هَدِیاً تَعْلُو قِرانَ الأَرضِ سُودانا «2». و‌فی حدیث قَیْلة: فأَصابتْ ظُبَتُه طائفةً من قُرونِ رأْسِیَهْ‌أَی بعضَ نواحی رأْسی. و حَیَّةٌ قَرْناءُ: لها لحمتان فی رأْسها كأَنهما قَرْنانِ، و أكثر ذلك فی الأَفاعی. الأَصمعی: القَرْناء الحیة لأَن لها قرناً؛ قال ذو الرمة یصف الصائد و قُتْرتَه: یُبایِتُه فیها أَحَمُّ، كأَنه إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها و قَرْناءُ یَدْعُو باسْمِها، و هو مُظْلِمٌ، له صَوْتُها: إرْنانُها و زَمالُها یقول: یُبیِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَی، و یُبَیِّنُ له مَشْیُها و هو زَمَالها أَنها أَفعی، و هو مظلم یعنی الصائد أَنه فی ظلمة القُتْرَة؛ و ذكر فی ترجمة عرزل للأَعشی: تَحْكِی له القَرْناءُ، فی عِرْزَالِها، أُمَّ الرَّحَی تَجْرِی علی ثِفالِها
(2). قوله: هَدِیا؛ هكذا فی الأَصل، و لعله خفف هَدِیّاً مراعاة لوزن الشعر
لسان العرب، ج‌13، ص: 332
قال: أَراد بالقَرْناء الحیة. و القَرْنانِ: مَنارَتانِ تبنیان علی رأْس البئر توضع علیهما الخشبة التی یدور علیها المِحْوَرُ، و تُعَلَّق منها البَكَرةُ، و قیل: هما مِیلانِ علی فم البئر تعلق بهما البكرة، و إنما یسمیان بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كانا من خشب فهما دِعامتانِ. و قَرْنا البئرِ: هما ما بُنِیَ فعُرِّض فیجعل علیه الخَشَبُ تعلق البكرة منه؛ قال الراجز: تَبَیَّنِ القَرْنَیْنِ، فانْظُرْ ما هما، أَ مَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟ و‌فی حدیث أَبی أَیوب: فوجده الرسولُ یغتسل بین القَرْنَیْنِ؛ هما قَرْنا البئر المبنیان علی جانبیها، فإن كانتا من خشب فهما زُرْنُوقان. و القَرْنُ أَیضاً: البَكَرَةُ، و الجمع أَقْرُنٌ و قُرُونٌ. و قَرْنُ الفلاة: أَوّلها. و قَرْنُ الشمس: أَوّلها عند طلوع الشمس و أَعلاها، و قیل: أوّل شعاعها، و قیل: ناحیتها. و‌فی الحدیث حدیث الشمس: تَطْلُع بین قَرْنَیْ شَیْطانٍ، فإذا طَلَعَتْ قارَنَها، فإذا ارْتَفَعَتْ فارقها؛ و نهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الصلاة فی هذا الوقت، و قیل: قَرْنا الشیطان ناحیتا رأْسه، و قیل: قَرْناه جَمْعاهُ اللذان یُغْریهما بإضلال البشر. و یقال: إن الأَشِعَّةَ «3». التی تَتَقَضَّبُ عند طلوع الشمس و یُتَراءَی للعیون أَنها تُشْرِف علیهم؛ و منه قوله: فَصَبَّحَتْ، و الشمسُ لم تُقَضِّبِ، عَیْناً بغَضْیانَ ثَجُوجِ العُنْبُب قیل: إن الشیطان و قَرْنَیْه یُدْحَرُونَ عن مَقامهم مُرَاعِین طلوعَ الشمس لیلة القَدر، فلذلك تَطْلُع الشمسُ لا شُعاعَ لها، و ذلك بَیِّنٌ فی حدیث أُبیّ بن كعب و ذكره آیةَ لیلة القدر، و قیل: القَرْنُ القُوَّة أی حین تَطْلُع یتحرّك الشیطان و یتسلط فیكون كالمُعِینِ لها، و قیل: بین قَرْنَیْه أی أُمَّتَیْه الأَوّلین و الآخرین، و كل هذا تمثیل لمن یسجد للشمس عند طلوعها، فكأَنَّ الشیطان سَوَّل له ذلك، فإذا سجد لها كان كأَن الشیطان مُقْتَرِنٌ بها. و ذو القَرْنَیْنِ الموصوفُ فی التنزیل: لقب لإِسْكَنْدَرَ الرُّومیّ، سمی بذلك لأَنه قَبَضَ علی قُرون الشمس، و قیل: سمی به لأَنه دعا قومه إلی العبادة فَقَرَنُوه أَی ضربوه علی قَرْنَیْ رأْسه، و قیل: لأَنه كانت له ضَفیرتان، و قیل: لأَنه بلغ قُطْرَی الأَرض مشرقها و مغربها، و‌قوله، صلی الله علیه و سلم، لعلی، علیه السلام: إن لك بیتاً فی الجنة و إنك لذو قَرْنَیْها؛ قیل فی تفسیره: ذو قَرْنَی الجنة أَی طرفیها؛ قال أَبو عبید: و لا أَحسبه أَراد هذا، و لكنه أَراد‌بقوله ذو قرنیها‌أَی ذو قرنی الأُمة، فأَضمر الأُمة و إن لم یتقدم ذكرها، كما قال تعالی: حَتّٰی تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ؛ أَراد الشمس و لا ذكر لها. و قوله تعالی: وَ لَوْ یُؤٰاخِذُ اللّٰهُ النّٰاسَ بِمٰا كَسَبُوا مٰا تَرَكَ عَلیٰ ظَهْرِهٰا مِنْ دَابَّةٍ؛ و كقول حاتم: أَ ماوِیَّ، ما یُغْنی الثَّراءُ عن الفَتَی، إذا حَشْرَجَتْ یوماً، و ضاق بها الصَّدْرُ یعنی النفْسَ، و لم یذكرها. قال أَبو عبید: و أَنا أَختار هذا التفسیر الأَخیر علی الأَول لحدیث‌یروی عن علی، رضی الله عنه، و ذلك أَنه ذكر ذا القَرْنَیْنِ فقال: دعا قومه إلی عبادة الله فضربوه علی قَرْنَیه ضربتین و فیكم مِثْلُه؛ فنُرَی أَنه أَراد نَفْسه، یعنی أَدعو إلی الحق حتی یُضرب رأْسی ضربتین یكون
(3). قوله [و یقال إن الأَشعة إلخ] كذا بالأَصل و نسخة من التهذیب، و الذی فی التكملة بعد قوله تشرف علیهم: هی قرنا الشیطان
لسان العرب، ج‌13، ص: 333
فیهما قتلی، لأَنه ضُرِبَ علی رأْسه ضربتین: إحداهما یوم الخَنْدَقِ، و الأُخری ضربة ابن مُلْجَمٍ. و ذو القرنین: هو الإِسكندرُ، سمی بذلك لأَنه ملك الشرق و الغرب، و قیل: لأَنه كان فی رأْسه شِبْهُ قَرْنَین، و قیل: رأَی فی النوم أَنه أَخَذَ بقَرْنَیِ الشمسِ. و روی عن أَحمد بن یحیی أَنه قال‌فی قوله، علیه السلام: إنك لذو قَرْنَیْها؛ یعنی جَبَلیها، و هما الحسن و الحسین؛ و أَنشد: أَ ثوْرَ ما أَصِیدُكم أَم ثورَیْنْ، أَم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَیْنْ قال: قَرْناها هاهنا قَرْناها، و كانا قد شَدَنا، فإذا آذاها شی‌ء دَفَعا عنها. و قال المبرد فی قوله الجماء ذات القرنین، قال: كان قرناها صغیرین فشبهها بالجَمّاءِ، و قیل فی‌قوله: إنك ذو قَرْنَیْها؛ أی إنك ذو قَرنَیْ أُمَّتی كما أَن ذا القرنین الذی ذكره الله فی القرآن كان ذا قَرْنیْ أُمَّته التی كان فیهم. و‌قال، صلی الله علیه و سلم: ما أَدری ذو القرنین أَ نبیّاً كان أَم لا.و ذو القَرْنینِ: المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءِ السماء جَدُّ النُّعمان بن المنذر، قیل له ذلك لأَنه كانت له ذؤابتان یَضْفِرُهما فی قَرْنیْ رأْسه فیُرْسِلُهما، و لیس هو الموصوف فی التنزیل، و به فسر ابن درید قول إمرئ القیس: أَشَذَّ نَشاصَ ذی القَرْنینِ، حتی توَلَّی عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ و قَرْنُ القوم: سیدُهم. و یقال: للرجل قَرْنانِ أَی ضفیرتان؛ و قال الأَسَدِیُّ: كَذَبْتُم، و بیتِ اللهِ، لا تَنْكِحونها بَنِی شابَ قَرْناها تُصَرُّ و تُحْلَبُ أَراد یا بنی التی شابَ قَرْناها، فأَضمره. و قَرْنُ الكلإِ: أَنفه الذی لم یوطأْ، و قیل: خیره، و قیل: آخره. و أَصاب قَرْنَ الكلإِ إذا أَصاب مالًا وافراً. و القَرْنُ: حَلْبَة من عَرَق. یقال: حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنینِ أی عَرَّقناه. و القَرْنُ: الدُّفعة من العَرَق. یقال: عَصَرْنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنین، و الجمع قُرون؛ قال زهیر: تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ یوْمٍ، تُسَنُّ علی سَنابِكِها القُرُونُ و كذلك عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قرنین. أَبو عمرو: القُرونُ العَرَقُ. قال الأَزهری: كأَنه جمع قَرْن. و القَرُونُ: الذی یَعْرَقُ سریعاً، و قیل: الذی یَعْرَق سریعاً إذا جری، و قیل: الفرس الذی یَعْرَقُ سریعاً، فخص. و القَرْنُ: الطَّلَقُ من الجَرْی. و قُروُنُ المطر: دُفَعُه المُتَفرِّقة. و القَرْنُ: الأُمَّةُ تأْتی بعد الأُمَّة، قیل: مُدَّتُه عشر سنین، و قیل: عشرون سنة، و قیل: ثلاثون، و قیل: ستون، و قیل: سبعون، و قیل: ثمانون و هو مقدار التوسط فی أَعمار أهل الزمان، و فی النهایة: أَهل كلِّ زمان، مأْخوذ من الاقْتِران، فكأَنه المقدار الذی یَقْترِنُ فیه أهلُ ذلك الزمان فی أَعمارهم و أَحوالهم. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَتاه فقال عَلِّمْنی دُعاءً، ثم أَتاه عند قَرْنِ الحَوْلِ‌أَی عند آخر الحول الأَول و أَول الثانی. و القَرْنُ فی قوم نوح: علی مقدار أَعمارهم؛ و قیل: القَرْنُ أَربعون سنة بدلیل قول الجَعْدِی: ثَلاثةَ أَهْلِینَ أَفْنَیْتُهُم، و كانَ الإِلَهُ هو المُسْتَآسا و قال هذا و هو ابن مائة و عشرین سنة، و قیل: القَرْن
لسان العرب، ج‌13، ص: 334
مائة سنة، و جمعه قُرُون. و‌فی الحدیث: أَنه مسح رأْس غلام و قال عِشْ قَرْناً، فعاش مائة سنة.و القَرْنُ من الناس: أَهلُ زمان واحد؛ و قال: إذا ذهب القَرْنُ الذی أَنتَ فیهمُ، و خُلِّفْتَ فی قَرْنٍ، فأَنتَ غَرِیبُ ابن الأَعرابی: القَرْنُ الوقت من الزمان یقال هو أَربعون سنة، و قالوا: هو ثمانون سنة، و قالوا: مائة سنة؛ قال أَبو العباس: و هو الاختیار لما تقدَّم من الحدیث. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ یَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنٰا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ؛ قال أَبو إسحق: القَرْنُ ثمانون سنة، و قیل: سبعون سنة، و قیل: هو مطلق من الزمان، و هو مصدر قَرَنَ یَقْرُنُ؛ قال الأَزهری: و الذی یقع عندی، و الله أَعلم، أن القَرْنَ أَهل كل مدة كان فیها نبیّ أَو كان فیها طبقة من أَهل العلم، قَلَّتْ السِّنُون أَو كثرت، و الدلیل علی هذا‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: خَیْرُكم قَرْنِی، یعنی أَصحابی، ثم الذین یَلُونَهم، یعنی التابعین، ثم الذین یَلُونهم، یعنی الذین أَخذوا عن التابعین، قال: و جائز أَن یكون القَرْنُ لجملة الأُمة و هؤلاء قُرُون فیها، و إنما اشتقاق القَرْن من الاقْتِران، فتأَویله أَن القَرْنَ الذین كانوا مُقْتَرِنین فی ذلك الوقت و الذین یأْتون من بعدهم ذوو اقْتِرانٍ آخر. و‌فی حدیث خَبّابٍ: هذا قَرْنٌ قد طَلَعَ؛ أَراد قوماً أَحداثاً نَبَغُوا بعد أَن لم یكونوا، یعنی القُصّاص، و قیل: أَراد بِدْعَةً حَدثت لم تكن فی عهد النبی، صلی الله علیه و سلم. و قال أَبو سفیان بن حَرْبٍ للعباس بن عبد المطلب حین رأَی المسلمین و طاعتهم لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، و اتباعَهم إیاه حین صلَّی بهم: ما رأَیت كالیوم طاعةَ قومٍ، و لا فارِسَ الأَكارِمَ، و لا الرومَ ذاتَ القُرُون؛ قیل لهم ذاتُ القُرُون لتوارثهم الملك قَرْناً بعد قَرْنٍ، و قیل: سُمُّوا بذلك لقُرُونِ شُعُورهم و توفیرهم إیاها و أَنهم لا یَجُزُّونها. و كل ضفیرة من ضفائر الشعر قَرْنٌ؛ قال المُرَقِّشُ: لاتَ هَنَّا، و لیْتَنی طَرَفَ الزُّجِّ، و أَهلی بالشأْم ذاتُ القُرونِ أَراد الروم، و كانوا ینزلون الشام. و القَرْنُ: الجُبَیْلُ المنفرد، و قیل: هو قطعة تنفرد من الجَبَل، و قیل: هو الجبل الصغیر، و قیل: الجبیل الصغیر المنفرد، و الجمع قُرُونٌ و قِرانٌ؛ قال أَبو ذؤیب: تَوَقَّی بأَطْرافِ القِرانِ، و طَرْفُها كطَرْفِ الحُبَارَی أَخطأَتْها الأَجادِلُ و القَرْنُ: شی‌ء من لِحَاء شَجر یفتل منه حَبْل. و القَرْن: الحَبْل من اللِّحاءِ؛ حكاه أَبو حنیفة. و القَرْنُ أَیضاً: الخُصْلة المفتولة من العِهْن. و القَرْنُ: الخُصْلة من الشعر و الصوف، جمعُ كل ذلك قُروُنٌ؛ و منه قول أَبی سفیان فی الرُّومِ: ذاتِ القُرُون؛ قال الأَصمعی: أَراد قُرون شعُورهم، و كانوا یُطوِّلون ذلك یُعْرَفُون به؛ و منه‌حدیث غسل المیت: و مَشَطناها ثلاثَ قُرون.و‌فی حدیث الحجاج: قال لأَسماءَ لَتَأْتِیَنِّی أو لأَبعَثنَّ إلیكِ من یسَحبُك بقرونكِ.و‌فی الحدیث: فارِسُ نَطْحةً أَو نَطْحتَین «1». ثم لا فارس بعدها أَبداً.و الرُّوم ذاتُ القُرون كلما هلَك قَرْنٌ خَلَفه قرن، فالقُرون جمع قَرْنٍ؛ و قول الأَخطل یصف النساء: و إذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ، فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ قال أَبو الهیثم: القُرون هاهنا حبائلُ الصَّیّاد یُجْعَل فیها
(1). قوله [فارس نطحة أو نطحتین] كذا بالأَصل و نسختین من النهایة بنصب نطحة أو نطحتین، و تقدم فی مادة نطح رفعهما تبعاً للأَصل و نسخة من النهایة و فسره بما یؤید بالنصب حیث قال هناك: قال أبو بكر معناه فارس تقاتل المسلمین مرة أو مرتین فحذف الفعل و قیل تنطح مرة أو مرتین فحذف الفعل لبیان معناه
لسان العرب، ج‌13، ص: 335
قُرونٌ یصطاد بها، و هی هذه الفُخوخ التی یصطاد بها الصِّعاءُ و الحمامُ، یقول: فهؤلاء النساء إِذا صِرْنا فی قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كانت علیهن نُذُور أَن یَقْتُلننا فحَلَّتْ؛ و قول ذی الرمة فی لغزیته: و شِعْبٍ أَبی أَن یَسْلُكَ الغُفْرُ بینه، سَلَكْتُ قُرانی من قَیاسِرةٍ سُمْرا قیل: أَراد بالشِّعْب شِعْب الجبل، و قیل: أَراد بالشعب فُوقَ السهم، و بالقُرانی وَتراً فُتِل من جلد إِبل قَیاسرةٍ. و إِبلٌ قُرانی أَی ذات قرائن؛ و قول أَبی النجم یذكر شَعرَه حین صَلِعَ: أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ: اطلُعِی قَرْناً أَشِیبِیه، و قَرْناً فانزِعی أَی أَفنی شعری غروبُ الشمس و طلوعها، و هو مَرُّ الدهر. و القَرینُ: العین الكَحِیل. و القَرْنُ: شبیةٌ بالعَفَلة، و قیل: هو كالنُّتوء فی الرحم، یكون فی الناس و الشاء و البقر. و القَرْناء: العَفْلاء. و قُرْنةُ الرَّحِم: ما نتأَ منه، و قیل: القُرْنتان رأْس الرحم، و قیل: زاویتاه، و قیل: شُعْبَتاه، كل واحدة منهما قُرْنةٌ، و كذلك هما من رَحِم الضَّبَّة. و القَرْنُ: العَفَلة الصغیرة؛ عن الأَصمعی.و اخْتُصِم إِلی شُرَیْح فی جاریة بها قَرَنٌ فقال: أَقعِدوها، فإِن أَصابَ الأَرض فهو عَیبٌ، و إِن لم یصب الأَرض فلیس بعیب.الأَصمعی: القَرَنُ فی المرأَة كالأُدْرة فی الرجل. التهذیب: القَرْناءُ من النساء التی فی فرجها مانع یمنع من سُلوك الذكر فیه، إِما غُدَّة غلیظة أَو لحمة مُرْتَتِقة أَو عظم، یقال لذلك كله القَرَنُ؛ و كان عمر یجعل للرجل إِذا وجد امرأَته قَرْناءَ الخیارَ فی مفارقتها من غیر أَن یوجب علیه المهر و حكی ابن بری عن القَزّاز قال: و اختُصِم إِلی شُریح فی قَرَن، فجعل القَرَن هو العیب، و هو من قولك امرأَة قَرْناءُ بَیِّنة القَرَن، فأَما القَرْنُ، بالسكون، فاسم العَفَلة، و القَرَنُ، بالفتح، فاسم العیب. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: إِذا تزوج المرأَة و بها قَرْنٌ، فإِن شاءَ أَمسك، و إِن شاءَ طلق؛ القَرْنُ، بسكون الراء: شی‌ء یكون فی فرج المرأَة كالسنِّ یمنع من الوطءِ، و یقال له العَفَلةُ. و قُرْنةُ السیف و السِّنان و قَرْنهما: حدُّهما. و قُرْنةُ النَّصْلِ: طرَفه، و قیل: قُرْنتاه ناحیتاه من عن یمینه و شماله. و القُرْنة، بالضم: الطرَف الشاخص من كل شی‌ء؛ یقال: قُرْنة الجبَل و قُرْنة النَّصْلِ و قُرْنة الرحم لإِحدی شُعْبتَیه. التهذیب: و القُرْنة حَدُّ السیف و الرمح و السهم، و جمع القُرْنة قُرَنٌ. اللیث: القَرْنُ حَدُّ رابیة مُشْرِفة علی وهدة صغیرة، و المُقَرَّنة الجبال الصغار یدنو بعضها من بعض، سمیت بذلك لتَقارُبها؛ قال الهذلی «1»: دَلَجِی، إِذا ما اللیلُ جَنَّ، علی المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صغاراً مُقْترِنة. و أَقرَنَ الرُّمحَ إِلیه: رفعه. الأَصمعی: الإِقْرانُ رفع الرجل رأْس رُمحِه لئلَّا یصیب مَنْ قُدّامه. یقال: أَقرِنْ رمحك. و أَقرَن الرجلُ إِذا رفع رأْسَ رمحِهِ لئلا یصیب من قدَّامه. و قَرَن الشی‌ءَ بالشی‌ءِ و قَرَنَه إِلیه یَقْرِنه قَرْناً: شَدَّه إِلیه. و قُرِّنتِ الأُسارَی بالحبال، شُدِّد للكثرة. و القَرینُ: الأَسیر. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، مَرَّ برَجلین مُقترنین فقال: ما بالُ القِران؟ قالا:
(1). قوله [قال الهذلی] اسمه حبیب، مصغراً، ابن عبد الله
لسان العرب، ج‌13، ص: 336
نذَرْنا، أَی مشدودین أَحدهما إِلی الآخر بحبل. و القَرَنُ، بالتحریك: الحبل الذی یُشدّان به، و الجمع نفسه قَرَنٌ أَیضاً. و القِرانُ: المصدر و الحبل. و منه‌حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: الحیاءُ و الإِیمانُ فی قَرَنٍ‌أَی مجموعان فی حبل أَو قِرانٍ. و قوله تعالی: وَ آخَرِینَ مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفٰادِ، إِما أَن یكون أَراد به ما أَراد بقوله مَقرُونین، و إِما أَن یكون شُدِّد للتكثیر؛ قال ابن سیدة: و هذا هو السابق إِلینا من أَول وَهْلة. و القِرانُ: الجمع بین الحج و العمرة، و قَرَنَ بین الحج و العمْرة قِراناً، بالكسر. و‌فی الحدیث: أَنه قَرَن بین الحج و العمرة‌أَی جمع بینهما بنیَّة واحدة و تلبیة واحدة و إِحرام واحد و طواف واحد و سعی واحد، فیقول: لبیك بحجة و عمرة، و هو عند أَبی حنیفة أَفضل من الإِفراد و التمتع. و قَرَنَ الحجَّ بالعمرة قِراناً: وَصَلها. و جاء فلان قارِناً، و هو القِرانُ. و القَرْنُ: مثلك فی السنِّ، تقول: هو علی قَرْنی أَی علی سِنِّی. الأَصمعی: هو قَرْنُه فی السن، بالفتح، و هو قِرْنه، بالكسر، إِذا كان مثله فی الشجاعة و الشّدة. و‌فی حدیث كَرْدَم: و بِقَرْنِ أَیِّ النساء هی‌أَی بسنِّ أَیهنَّ. و‌فی حدیث الضالة: إِذا كتَمها آخِذُها ففیها قَرینتها مثلها‌أَی إِذا وجد الرجلُ ضالة من الحیوان و كتمها و لم یُنْشِدْها ثم توجد عنده فإِن صاحبها یأْخذها و مثلها معها من كاتمها؛ قال ابن الأَثیر: و لعل هذا فی صدر الإِسلام ثم نسخ، أَو هو علی جهة التأَدیب حیث لم یُعَرِّفها، و قیل: هو فی الحیوان خاصة كالعقوبة له، و هو‌كحدیث مانع الزكاة: إِنا آخدُوها و شطرَ ماله.و القَرینةُ: فَعِیلة بمعنی مفعولة من الاقتِران، و قد اقْتَرَنَ الشیئان و تَقارَنا. و جاؤُوا قُرانی أَی مُقْتَرِنِین. التهذیب: و القُرانی تثنیة فُرادی، یقال: جاؤُوا قُرانی و جاؤوا فُرادی. و‌فی الحدیث فی أَكل التمر: لا قِران و لا تفتیش‌أَی لا تَقْرُنْ بین تمرتین تأْكلهما معاً. و قارَنَ الشی‌ءُ الشی‌ءَ مُقارَنة و قِراناً: اقْتَرَن به و صاحَبَه. و اقْتَرَن الشی‌ءُ بغیره و قارَنْتُه قِراناً: صاحَبْته، و منه قِرانُ الكوكب. و قَرَنْتُ الشی‌ءَ بالشی‌ءِ: وصلته. و القَرِینُ: المُصاحِبُ. و القَرینانِ: أَبو بكر و طلحة، رضی الله عنهما، لأَن عثمان بن عَبَیْد الله، أَخا طلحة، أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلك سمیا القَرِینَینِ. و ورد‌فی الحدیث: إِنَّ أَبا بكر و عمر یقال لهما القَرینانِ.و‌فی الحدیث: ما من أَحدٍ إِلا وكِّلَ به قَرِینُه‌أَی مصاحبه من الملائكة و الشَّیاطین و كُلِّ إِنسان، فإِن معه قریناً منهما، فقرینه من الملائكة یأْمره بالخیر و یَحُثه علیه. و منه‌الحدیث الآخر: فقاتِلْه فإِنَّ معه القَرِینَ، و القَرِینُ یكون فی الخیر و الشر. و‌فی الحدیث: أَنه قُرِنَ بنبوته، علیه السلام، إِسرافیلُ ثلاثَ سنین، ثم قُرِنَ به جبریلُ، علیه السلام، أَی كان یأْتیه بالوحی و غیره. و القَرَنُ: الحبل یُقْرَنُ به البعیرانِ، و الجمع أَقْرانٌ، و هو القِرَانُ و جمعه قُرُنٌ؛ و قال: أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ، إِنْ كنْتَ لاقِیَهُ، إِنِّی، لَدَی البابِ، كالمَشْدُودِ فی قَرَنِ و أَورد الجوهری عجزه. و قال ابن بری: صواب إِنشاده‌أَنِّی …، بفتح الهمزة. و قَرَنْتُ البعیرین أَقْرُنُهما قَرْناً: جمعتهما فی حبل واحد. و الأَقْرانُ: الحِبَالُ. الأَصمعی: القَرْنُ جَمْعُكَ بین دابتین فی حَبْل، و الحبل الذی یُلَزَّان به یُدْعَی قَرَناً. ابن شُمَیْل: قَرَنْتُ بین البعیرین و قَرَنْتهما إِذا جمعت
لسان العرب، ج‌13، ص: 337
بینهما فی حبل قَرْناً. قال الأَزهری: الحبل الذی یُقْرَنُ به بعیران یقال له القَرَن، و أَما القِرانُ فهو حبل یُقَلَّدُ البعیر و یُقادُ به. و‌روی أَنَّ ابن قَتَادة صَاحِبَ الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة، فطاف فی العرب یسأَلُ فیها، فانتهی إِلی أَعرابی قد أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فقال: أَ معك قُرُنٌ؟ قال: نعم، قال: نَاوِلْنی قِرَاناً، فَقَرَنَ له بعیراً، ثم قال: ناولنی قِراناً، فَقَرَنَ له بعیراً آخر حتی قَرَنَ له سبعین بعیراً، ثم قال: هاتِ قِراناً، فقال: لیس معی، فقال: أَوْلی لك لو كانت معك قُرُنٌ لقَرَنْتُ لك منها حتی لا یبقی منها بعیر، و هو إِیاس بن قتادة.و‌فی حدیث أَبی موسی: فلما أَتیت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال خذ هذین القَرِینَیْنِ‌أَی الجملین المشدودین أَحدهما إِلی الآخر. و القَرَنُ و القَرِینُ: البعیر المَقْرُون بآخر. و القَرینة: الناقة تُشَدُّ إِلی أُخْری، و قال الأَعور النبهانی یهجو جریراً و یمدح غَسَّانَ السَّلِیطِی: أَقُولُ لها أُمِّی سَلیطاً بأَرْضِها، فبئس مُناخُ النازلین جَریرُ و لو عند غسَّان السَّلیطیِّ عَرَّسَتْ، رَغَا قَرَنٌ منها و كاسَ عَقیرُ قال ابن بری: و قد اختلف فی اسم الأَعور النَّبْهانِی فقال ابن الكلبی: اسمه سُحْمَةُ بن نُعَیم بن الأَخْنس بن هَوْذَة، و قال أَبو عبیدة فی النقائض: یقال له العَنَّاب، و اسمه سُحَیْم بن شَریك؛ قال: و یقوی قول أَبی عبیدة فی العَنَّاب قول جریر فی هجائه: ما أَنتَ، یا عَنَّابُ، من رَهْطِ حاتِمٍ، و لا من رَوابی عُرْوَةَ بن شَبیبِ رأَینا قُرُوماً من جَدِیلةَ أَنْجَبُوا، و فحلُ بنِی نَبْهان غیرُ نَجیبِ قال ابن بری: و أَنكر علیّ بن حمزة أَن یكون القَرَنُ البعیرَ المَقْرونَ بآخر، و قال: إِنما القَرَنُ الحبل الذی یُقْرَنُ به البعیران؛ و أَما قول الأَعْور: رغا قَرَنٌ منها و كاسَ عَقِیرُ فإِنه علی حذف مضاف، مثل وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ. و القَرِینُ: صاحبُك الذی یُقارِنُك، و قَرِینُك: الذی یُقارنُك، و الجمع قُرَناءُ، و قُرانی الشی‌ء: كقَرِینه؛ قال رؤبة: یَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد و قِرْنُك: المُقاوِمُ لك فی أَی شی‌ء كان، و قیل: هو المُقاوم لك فی شدة البأْس فقط. و القِرْنُ، بالكسر: كُفْؤك فی الشجاعة. و‌فی حدیث عُمَر و الأَسْقُفّ قال: أَجِدُكَ قَرْناً، قال: قَرْنَ مَهْ؟ قال: قَرْنٌ من حدید؛ القَرْنُ، بفتح القافِ: الحِصْنُ، و جمعه قُرُون، و كذلك قیل لها الصَّیاصِی؛ و فی قصید كعب بن زهیر: إِذا یُساوِرُ قِرْناً، لا یَحِلُّ له أَن یَتْرُك القِرن إِلا و هو مَجْدول القِرْنُ، بالكسر: الكُفْ‌ء و النظیر فی الشجاعة و الحرب، و یجمع علی أَقران. و‌فی حدیث ثابت بن قَیس: بئسما عَوَّدْتم أَقْرانَكم‌أَی نُظَراءَكم و أَكْفاءَكم فی القتال، و الجمع أَقران، و امرأَة قِرنٌ و قَرْنٌ كذلك. أَبو سعید: اسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلان إِذا عازَّهُ و صار عند نفسه من أَقرانه. و القَرَنُ: مصدر قولك رجل أَقْرَنُ بَیِّنُ القَرَنِ، و هو المَقْرُون الحاجبین. و القَرَنُ: التقاء طرفی الحاجبین و قد قَرِنَ و هو أَقْرَنُ، و مَقْرُون الحاجبین، و حاجب مَقْرُون: كأَنه قُرِن بصاحبه، و قیل: لا یقال أَقْرَنُ و لا قَرْناء حتی یضاف إِلی الحاجبین.
لسان العرب، ج‌13، ص: 338
و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: سَوابِغَ فی غیر قَرَنٍ؛ القَرَن، بالتحریك: التقاء الحاجبین. قال ابن الأَثیر: و هذا خلاف ما‌روته أُم معبد فإِنها قالت فی صفته، صلی الله علیه و سلم: أَزَجُّ أَقْرَنُ‌أَی مَقْرُون الحاجبین، قال: و الأَول الصحیح فی صفته، صلی الله علیه و سلم، و سوابغ حال من المجرور، و هو الحواجب، أَی أَنها دقت فی حال سبوغها، و وضع الحواجب موضع الحاجبین لأَن الثنیة جمع. و القَرَنُ: اقْتِرانُ الركبتین، و رجل أَقْرَنُ. و القَرَنُ: تَباعُدُ ما بین رأْسَی الثَّنِیَّتَیْن و إِن تدانت أُصولهما. و القِران: أَن یَقْرُن بینَ تمرتین یأْكلهما. و القَرُون: الذی یجمع بین تمرتین فی الأَكل، یقال: أَ بَرَماً قَرُوناً. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن القِران إِلا أَن یستأْذن أَحدُكم صاحبَه، و یُرْوی الإِقْران، و الأَول أَصح، و هو أَن یَقْرِن بین التمرتین فی الأَكل، و إِنما نهی عنه لأَن فیه شرهاً، و ذلك یُزْری بفاعله، أَو لأَن فیه غَبْناً برفیقه، و قیل: إِنما نهی عنه لما كانوا فیه من شدة العیش و قلة الطعام، و كانوا مع هذا یُواسُونَ من القلیل، فإِذا اجتمعوا علی الأَكل آثر بعضهم بعضاً علی نفسه، و قد یكون فی القوم من قد اشْتَدَّ جوعه، فربما قَرَنَ بین التمرتین أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلی الإِذن فیه لتطیب به أَنْفُسُ الباقین. و منه‌حدیث جَبَلَة قال: كنا فی المدینة فی بَعْثِ العراق، فكان ابن الزبیر یَرْزُقُنا التمر، و كان ابن عمر یمرّ فیقول: لا تُقَارِنُوا إِلا أَن یستأْذن الرجلُ أَخاه، هذا لأَجل ما فیه من الغَبْنِ و لأَن مِلْكَهم فیه سواء؛ و‌روی نحوه عن أَبی هریرة فی أَصحاب الصُّفَّةِ؛ و من هذا قوله فی الحدیث: قارِنُوا بین أَبنائكم‌أَی سَوُّوا بینهم و لا تُفَضلوا بعضهم علی بعض، و یروی بالباء الموحدة من المقاربة و هو قریب منه، و قد تقدم فی موضعه. و القَرُونُ من الرجال: الذی یأْكل لقمتین لقمتین أَو تمرتین تمرتین، و هو القِرانُ. و قالت امرأَة لبعلها و رأَته یأْكل كذلك: أَ بَرَماً قَرُوناً؟ و القَرُون من الإِبل: التی تَجْمَع بین مِحلَبَیْنِ فی حَلْبَةٍ، و قیل: هی المُقْتَرِنَة القادِمَیْن و الآخِرَیْنِ، و قیل: هی التی إِذا بَعَرَتْ قارنت بین بَعَرِها، و قیل: هی التی تضع خُفَّ رجلها موضع خُفِّ یدها، و كذلك هو من الخیل. و قَرَنَ الفرسُ یَقْرُنُ، بالضم، إِذا وقعت حوافر رجلیه مواقعَ حوافر یدیه. و القَرُون: الناقة التی تَقْرُنُ ركبتیها إِذا بركت؛ عن الأَصمعی. و القَرُون: التی یجتمع خِلْفاها القادِمان و الآخِرانِ فیَتَدانَیانِ. و القَرون: الذی یَضَعُ حَوافرَ رجلیه مَواقعَ حَوافر یدیه. و المَقْرُونُ من أَسباب الشِّعْر: ما اقْتَرنت فیه ثلاثُ حركات بعدها ساكن كمُتَفا من متفاعلن و علتن من مفاعلتن، فمتفا قد قرنت السببین بالحركة، و قد یجوز إِسقاطها فی الشعر حتی یصیر السببان مفروقین نحو عیلن من مفاعیلن، و قد ذكر المفروقان فی موضعه. و المِقْرَنُ: الخشبة التی تشدّ علی رأْسَی الثورین. و القِران و القَرَنُ: خیط من سَلَب، و هو قشر یُفتل یُوثَقُ علی عُنُق كل واحد من الثورین، ثم یوثق فی وسطهما اللُّوَمَةُ. و القَرْنانُ: الذی یُشارك فی امرأَته كأَنه یَقْرُن به غیرَه، عربی صحیح حكاه كراع. التهذیب: القَرْنانُ نعت سوء فی الرجل الذی لا غَیْرَة له؛ قال الأَزهری: هذا من كلام الحاضرة و لم أَرَ البَوادِیَ لفظوا به و لا عرفوه.
لسان العرب، ج‌13، ص: 339
و القَرُون و القَرُونة و القَرینة و القَرینُ: النَّفْسُ. و یقال: أَسْمَحَتْ قَرُونُه و قَرِینُه و قَرُونَتُه و قَرِینَتُه أَی ذَلَّتْ نفسه و تابَعَتْه علی الأَمر؛ قال أَوس بن حَجَر: فَلاقی امرأً من مَیْدَعانَ، و أَسْمَحَتْ قَرُونَتُه بالیَأْسِ منها فعجَّلا أَی طابت نَفْسُه بتركها، و قیل: سامَحَتْ؛ قَرُونُه و قَرُونَتُه و قَرینَتُه كُلُّه واحدٌ؛ قال ابن بری: شاهد قَرُونه قول الشاعر: فإِنِّی مِثْلُ ما بِكَ كان ما بی، و لكنْ أَسْمَحَتْ عنهم قَرُونِی و قول ابن كُلْثوم: مَتی نَعْقِدْ قَرِینَتَنا بِحَبْلٍ، نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرینا قَرِینته: نَفْسُه هاهنا. یقول: إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غلبناه. و قَرِینة الرجل: امرأَته لمُقارنته إِیاها. و‌روی ابن عباس أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم كان إِذا أَتی یومُ الجمعة قال: یا عائشة الیَوْمُ یَوْمُ تَبَعُّلٍ و قِرانٍ؛ قیل: عَنی بالمُقارنة التزویج. و فلان إِذا جاذَبَتْه قَرِینَتُه و قَرِینُه قهرها أَی إِذا قُرِنَتْ به الشدیدة أَطاقها و غلبها، و فی المحكم: إِذا ضُمَّ إِلیه أَمر أَطاقه. و أَخَذْتُ قَرُونِی من الأَمر أَی حاجتی. و القَرَنُ: السَّیف و النَّبْلُ، و جمعه قِرانٌ؛ قال العجاج: علیه وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ و القَرَن، بالتحریك: الجَعْبة من جُلود تكون مشقوقة ثم تخرز، و إِنما تُشَقُّ لتصل الریح إِلی الریش فلا یَفْسُد؛ و قال: یا ابنَ هِشامٍ، أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ، فكُلُّهم یَغْدُو بقَوْسٍ و قَرَنْ و قیل: هی الجَعْبَةُ ما كانت. و‌فی حدیث ابن الأَكْوَعِ: سأَلت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن الصلاة فی القَوْسِ و القَرَن، فقال: صَلِّ فی القوس و اطْرَحِ القَرَنَ؛ القَرَنُ: الجَعْبَةُ، و إِنما أَمره بنزعه لأَنه قد كان من جلد غیر ذَكِیّ و لا مدبوغ. و‌فی الحدیث: الناس یوم القیامة كالنَّبْلِ فی القَرَنِ‌أَی مجتمعون مثلها. و‌فی حدیث عُمیَر بن الحُمام: فأَخرج تمراً من قَرَنِهِ‌أَی جَعْبَتِه، و یجمع علی أَقْرُن و أَقْرانٍ كجَبَلٍ و أَجْبُلٍ و أَجْبالٍ. و‌فی الحدیث: تعاهدوا أَقْرانَكم‌أَی انظروا هل هی من ذَكِیَّة أَو میتة لأَجل حملها فی الصلاة. ابن شمیل: القَرَنُ من خشب و علیه أَدیم قد غُرِّی به، و فی أَعلاه و عَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فیه وَشْجٌ قد وُشِجَ بینه قِلاتٌ، و هی خَشَبات مَعْروضات علی فَمِ الجَفیر جعلن قِواماً له أَن یَرْتَطِمَ یُشْرَج و یُفْتَح. و رجل قارن: ذو سیف و نَبْل أَو ذو سیف و رمح و جَعْبَة قد قَرَنها. و القِران: النَّبْلُ المستویة من عمل رجل واحد. قال: و یقال للقوم إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَی والُوا بین سهمین سهمین. و بُسْرٌ قارِنٌ: قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب، أَزدیة. و القَرائن: جبال معروفة مقترنة؛ قال تأَبط شرّاً: و حَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ، و راعَنی أُناسٌ بفَیْفانٍ، فَمِزْتُ القَرائِنَا و دُورٌ قَرائنُ إِذا كانت یَسْتَقْبِلُ بعضها بعضاً. أَبو زید: أَقْرَنَتِ السماء أَیاماً تُمْطِرُ و لا تُقْلِع، و أَغْضَنَتْ و أَغْیَنَتْ المعنی واحد، و كذلك
لسان العرب، ج‌13، ص: 340
بَجَّدَتْ و رَثَّمَتْ. و قَرَنَتِ السماءُ و أَقْرَنَتْ: دام مطرها؛ و القُرْآنُ من لم یهمزه جعله من هذا لاقترانِ آیِهِ، قال ابن سیدة: و عندی أَنه علی تخفیف الهمز. و أَقْرَنَ له و علیه: أَطاق و قوِیَ علیه و اعْتَلی. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِینَ؛ أَی مُطِیقینَ؛ قال: و اشتقاقه من قولك أَنا لفلان مُقْرِن؛ أَی مُطیق. و أَقْرَنْتُ فلاناً أَی قد صِرْت له قِرْناً. و‌فی حدیث سلیمان بن یَسار: أَما أَنا فإِنی لهذه مُقْرِن‌أَی مُطِیق قادر علیها، یعنی ناقته. یقال: أَقْرَنْتُ للشی‌ء فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه و قوی علیه. قال ابن هانئ: المُقْرِن المُطِیقُ و المُقْرِنُ الضعیف؛ و أَنشد: و داهِیَةٍ داهَی بها القومَ مُفْلِقٌ بَصِیرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها أَصَخْتُ لها، حتی إِذا ما وَعَیْتُها، رُمِیتُ بأُخری یَستَدِیمُ خَصیمُها تَرَی القومَ منها مُقْرِنینَ، كأَنما تَساقَوْا عُقَاراً لا یَبِلُّ سَلیمُها فلم تُلْفِنی فَهّاً، و لم تُلْفِ حُجَّتی مُلَجْلَجَةً أَبْغی لها مَنْ یُقیمُها قال: و قال أَبو الأَحْوَصِ الرِّیاحی: و لو أَدْرَكَتْه الخیلُ، و الخیلُ تُدَّعَی، بذِی نَجَبٍ، ما أَقْرَنَتْ و أَجَلَّت أَی ما ضَعُفتْ. و الإِقْرانُ: قُوَّة الرجل علی الرجل. یقال: أَقْرَنَ له إِذا قَوِیَ علیه. و أَقْرَنَ عن الشی‌ء: ضَعُفَ؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: تری القوم منها مقرنین، كأَنما تساقوا عُقاراً لا یَبِلُّ سلیمها و أَقْرَنَ عن الطریق: عَدَلَ عنها؛ قال ابن سیدة: أُراه لضعفه عن سلوكها. و أَقْرَنَ الرجلُ: غَلَبَتْهُ ضَیْعتُه، و هو مُقْرِنٌ، و هو الذی یكون له إِبل و غنم و لا مُعِینَ له علیها، أَو یكون یَسْقی إِبلَه و لا ذائد له یَذُودُها یوم ورودها. و أَقْرَنَ الرجل إِذا أَطاق أَمرَ ضَیْعته، من الأَضداد. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قیل لرجل «2» ما مالُك؟ قال: أَقْرُنٌ لی و آدِمةٌ فی المَنِیئة، فقال: قَوِّمْها و زَكِّها.و أَقْرَنَ إِذا ضَیَّقَ علی غریمه. و أَقْرَنَ الدُّمَّلُ: حان أَن یتفَقَّأَ. و أَقْرَنَ الدمُ فی العِرْق و استقْرَنَ: كثر. و قَرْنُ الرَّمْلِ: أَسفلُه كقِنْعِهِ. و أَبو حنیفة قال: قُرُونة، بضم القاف، نَبْتةٌ تشبه نبات اللُّوبِیاء، فیها حبٌّ أَكبر من الحِمَّصِ مُدَحْرَج أَبْرَشُ فی سَواد، فإِذا جُشَّتْ خرجت صفراء كالوَرْسِ، قال: و هی فَرِیكُ أَهل البادیة لكثرتها و القُرَیْناء: اللُّوبیاء، و قال أَبو حنیفة: القُرَیْناء عشبة نحو الذراع لها أَقنانٌ و سِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ، و هی جُلْبانة بَرِّیَّة یُجْمع حبها فتُعْلَفُه الدواب و لا یأْكله الناس لمرارة فیه. و القَرْنُوَةُ: نبات عریض الورق ینبت فی أَلْوِیَةِ الرمل و دَكادِكِه، ورَقُها أَغْبَرُ یُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق، و لم یجئ علی هذا الوزن إِلا تَرْقُوَةٌ و عَرْقُوَة و عَنْصُوَة و ثَنْدُوَةٌ. قال أَبو حنیفة: قال أَبو زیاد من العُشْب القَرْنُوَة، و هی خضراء غبراء علی ساق یَضرِبُ ورَقُها إِلی الحمرة، و لها ثمرة كالسُّنبلة، و هی مُرَّة یُدْبَغُ بها الأَساقی، و الواو فیها زائدة للتكثیر و الصیغة لا للمعنی و لا للإِلحاق، أَ لا تری
(2). [و فی حدیث عمر رضی الله عنه قیل لرجل إلخ] حق هذا الحدیث أن یذكر عقب حدیث عمیر بن الحمام كما هو سیاق النهایة لأَن الأقرن فیه بمعنی الجعاب
لسان العرب، ج‌13، ص: 341
أَنه لیس فی الكلام مثل فَرَزْدُقة «3»؟. و جِلد مُقَرْنیً: مدبوغ بالقَرْنُوَة، و قد قَرْنَیْتُه، أَثبتوا الواو كما أَثبتوا بقیة حروف الأَصل من القاف و الراء و النون، ثم قلبوها یاء للمجاورة، و حكی یعقوب: أَدیم مَقْرُونٌ بهذا علی طرح الزائد. و سِقاءٌ قَرْنَوِیٌّ و مُقَرْنیً: دبغ بالقَرْنُوَة. و قال أَبو حنیفة: القَرْنُوَة قُرُونٌ تنبت أَكبر من قُروُن الدُّجْرِ، فیها حَبٌّ أَكبر من الحمَّص، فإِذا جُشَّ خرج أَصفر فیطبخ كما تطبخ الهریسة فیؤكل و یُدَّخر للشتاء، و أَراد أَبو حنیفة بقوله قُرُون تنبت مثلَ قُرُون. قال الأَزهری فی القَرْنُوَةِ: رأَیت العرب یَدْبُغون بورقه الأُهُبَ؛ یقال: إِهابٌ مُقَرْنیً بغیر همز، و قد همزه ابن الأَعرابی. و یقال: ما جعلت فی عینی قَرْناً من كُحْل أَی مِیلًا واحداً، من قولهم أَتیته قَرْناً أَو قَرْنین أَی مرة أَو مرتین، و قَرْنُ الثُّمَامِ شبیه الباقِلَّی. و القارُون: الوَجُّ. ابن شمیل: أَهل الحجاز یسمون القارورة القَرَّانَ، الراء شدیدة، و أَهل الیمامة یسمونها الحُنْجُورة. و یومُ أَقْرُنَ: یومٌ لغَطَفانَ علی بنی عامر. و القَرَنُ: موضع، و هو میقات أَهل نجد، و منه أُوَیْسٌ القَرَنیُّ. قال ابن بری: قال ابن القطاع قال ابن درید فی كتابه فی الجمهرة، و القَزَّازُ فی كتابه الجامع: و قَرْنٌ اسم موضع. و بنو قَرَنٍ: قبیلة من الأَزْد. و قَرَنٌ: حی من مُرَادٍ من الیمن، منهم أُوَیْسٌ القَرَنیُّ منسوب إِلیهم. و‌فی حدیث المواقیت: أَنه وَقَّتَ لأَهلِ نجْد قَرْناً، و فی روایة: قَرْنَ المَنازل؛ هو اسم موضع یُحْرِمُ منه أَهلُ نجْد، و كثیر ممن لا یعرف یفتح راءه، و إِنما هو بالسكون، و یسمی أَیضاً قَرْنَ الثعالب؛ و منه‌الحدیث: أَنه احتجم علی رأْسه بقَرْنٍ حین طُبَّ؛ هو اسم موضع، فإِما هو المیقات أَو غیره، و قیل: هو قَرْنُ ثوْر جُعِلَ كالمِحْجَمة. و‌فی الحدیث: أَنه وَقَفَ علی طَرَفِ القَرْنِ الأَسود؛ قال ابن الأَثیر: هو بالسكون، جُبَیْل صغیرٌ. و القَرِینة. واد معروف؛ قال ذو الرمة: تَحُلُّ اللِّوَی أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلما جرَی الرِّمْثُ فی ماء القَرِینة و السِّدْرُ و قال آخر: أَلا لیَتَنی بین القَرِینَة و الحَبْلِ، علی ظَهْرِ حُرْجُوجٍ یُبَلِّغُنی أَهْلی و قیل: القَرِینة اسم روضة بالصَّمّان. و مُقَرِّن: اسم. و قَرْنٌ: جبَلٌ معروف. و القَرینة: موضع و من أَمثال العرب: تَرَكَ فلانٌ فلاناً علی مثل مَقَصِّ قَرْنٍ و مَقَطِّ قَرْن؛ قال الأَصمعی: القَرْنُ جبل مُطِلٌّ علی عرفات؛ و أَنشد: فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ، فلا عینٌ تُحَسُّ و لا إِثارُ و یقال: القَرْنُ هاهنا الحجر الأَمْلَسُ النَّقِیُّ الذی لا أَثر فیه، یضرب هذا المثل لمن یُسْتَأْصَلُ و یُصْطلَمُ، و القَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بقی ذلك الموضع أَملس. و قارونُ: اسم رجل، و هو أَعجمی، یضرب به المثل فی الغِنَی و لا ینصرف للعجمة و التعریف. و قارُون: اسم رجل كان من قوم موسی، و كان كافراً فخسف الله بِهِ وَ بِدٰارِهِ الْأَرْضَ. و القَیْرَوَانُ: معرَّب، و هو بالفارسیة كارْوان، و قد تكلمت به العرب؛ قال إمرؤ القیس:
(3). قوله [فرزدقة] كذا بالأصل بهذا الضبط، و سقطت من نسخة المحكم التی بأیدینا، و لعله مثل فرزقة بحذف الدال المهملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 342
و غارةٍ ذاتِ قَیْرَوانٍ، كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ و القَرْنُ: قَرْنُ الهَوْدج؛ قال حاجِبٌ المازِنِیّ: صَحا قلبی و أَقْصرَ، غَیْرَ أَنِّی أَهَشُّ، إِذا مَرَرْتُ علی الحُمولِ كَسَوْنَ الفارِسیَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، و زَیَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ

قردن؛ ج13، ص: 342

: التهذیب فی الرباعی: خذ بقَرْدَنهِ و كَرْدَنِه و كَرْدِه أَی بقَفاه.

قرصطن؛ ج13، ص: 342

: القَرَصْطُونُ: القَفارُ، أَعجمی لأَن فَعَلُّولًا و فَعَلُّوناً لیسا من أَبنیتهم.

قرطن؛ ج13، ص: 342

: فی الحدیث: أَنه دخل علی سَلْمان فإِذا إِكافٌ و قِرْطَانٌ؛ القِرْطَانُ: كالبَرْذَعة لذوات الحافر، و یقال قِرْطاطٌ، و كذلك رواه الخطابی بالطاء، و قِرْطاق بالقاف، و هو بالنون أَشهر، و قیل: هو ثلاثی الأَصل ملحق بقِرْطاسٍ.

قرطعن؛ ج13، ص: 342

: القِرْطَعْن: الأَحمق.

قزن؛ ج13، ص: 342

: ابن الأَعرابی: یقال أَقْزَنَ زیدٌ ساقَ غلامِه إِذا كسرها.

قسن؛ ج13، ص: 342

: قَسَنٌ: إِتباعٌ لحَسَن بَسَن. و القِسْیَنُّ: الشَّیْخ القدیم، و كذلك البعیر؛ و أَنشد: و هم كمِثْلِ البازِلِ القِسْیَنّ فإِذا اشتقوا منها فعلًا علی مثل افْعَالَّ همزوا فقالوا: اقْسَأَنَّ. ابن سیدة: و قد اقْسأَنَّ، و قیل: المُقْسَئِنّ الذی قد انتهی فی سنه، فلیس به ضَعْفُ كِبَرٍ و لا قوّةُ شَباب، و قیل: هو الذی فی آخر شبابه و أَوّل كبره. و قد اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً: كَبِرَ و عَسِیَ؛ و قوله: یا مَسَدَ الخُوصِ، تَعَوَّذْ منِّی، إِن تَكُ لَدْناً لَیِّناً، فإِنِّی ما شِئْتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال ابن سیدة: یكون علی أَحد الوجهین الآخَرَین. و اقْسَأَنَّ الشی‌ءُ: اشْتَدَّ، و فیه قُسَأْنِینة. و القُسَأْنینة من اقْسَأَنَّ العودُ و غیره إِذا یبس و اشتدّ و عَسِیَ. ابن الأَعرابی: أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت یَدُه علی العمل و السَّقْی. و اقْسأَنَّ اللیلُ: اشتدّ ظلامه؛ و أَنشد: بِتُّ لها یَقْظَانَ و اقْسَأَنَّتِ قال الأَزهری: هذه الهمزة اجتلبت لئلا یجتمع ساكنان، و كان فی الأَصل اقْسَانَّ یَقْسَانُّ.

قسطن؛ ج13، ص: 342

: اللیث: القُسْطانِیَّة نُدْأَةُ قَوْسِ قُزَحَ أَی عَوَجُه «1». و أَنشد: و نُؤْی كقُسْطانِیَّة الدَّجْنِ مُلْبِد ابن الأَعرابی: القُسْطالة قوس قُزَحَ، و هی القُسْطانة. أَبو عمرو: القَسْطانُ و الكَسْطان الغُبار؛ و أَنشد: یُثِیر قَسْطانَ غُبارٍ ذی وهَجْ قال الأَزهری: جعل أَبو عمرو قَسْطان و كسطان بفتح القاف فَعْلاناً لا فَعْلالًا، و لم یُجِزْ قَسْطالًا و لا كَسْطالًا لأَنه لیس فی كلام العرب فَعْلال من غیر المضاعف غیر حرف واحد جاء نادراً، و هو قولهم: ناقة بها خَزْعالٌ؛ هكذا قال الفراء.

قسطبن؛ ج13، ص: 342

: التهذیب فی الخماسی: قُسْطَبِینَته و قُسْطَبِیلته یعنی الكَمَرة، و الله أَعلم.

قطن؛ ج13، ص: 342

: القُطُون: الإِقامة. قَطَنَ بالمكان یَقْطُنُ
(1). قوله [أی عوجه] كذا فی الأَصل و نسخة من التهذیب، و الذی فی القاموس و غیره: إن الندأة هی قوس قزح
لسان العرب، ج‌13، ص: 343
قُطُوناً: أَقام به و تَوَطَّنَ، فهو قاطنٌ؛ و قال العجاج: و رَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ و القَاطِناتِ البَیْتَ غیر الرُّیَّمِ، قَواطِناً مكةَ من وُرْقِ الحَمِی و القُطَّانُ: المقیمون. و القَطِینُ: جماعة القُطَّان، اسم للجمع، و كذلك القَاطِنَةُ، و قیل: القَطِینُ الساكن فی الدار، و الجمع قُطُنٌ؛ عن كراع. و القَطِینُ: المقیمون فی الموضع لا یكادون یَبْرَحُونه. و القَطِینُ: السُّكَّان فی الدار، و مُجاوِرُو مكة قُطَّانُها. و‌فی حدیث الإِفاضة: نحن قَطِینُ الله‌أَی سُكَّانُ حَرَمه. و القَطِینُ: جمع قاطن كالقُطَّان، و فی الكلام مضاف محذوف تقدیره: نحن قَطین بیت الله و حَرَمِه، قال: و قد یجی‌ء القَطِینُ بمعنی القاطِنِ للمبالغة؛ و منه‌حدیث زید بن حارثة: فإِنی قَطِینُ البیت عند المَشاعِر و حَمامُ مكة یقال لها: قَواطِنُ مكة؛ قال رؤبة: فلا وَ رَبِّ القاطِناتِ القُطَّنِ و القَطِینُ: كالخَلیط لفظ الواحد و الجمع فیه سواء. و القَطِینُ: تبَّاع المَلِك و مَمالیكه. و القَطِینُ: أَهل الدار. و القَطِینُ: الخَدَمُ و الأَتْباع و الحَشَمُ؛ و فی التهذیب: الحَشَمُ الأَحْرَارُ. و القَطِینُ: المَمالیك. و القَطِینُ: الإِماءُ. و القاطِنُ: المقیم بالمكان. و القَطِین: تُبَّعُ الرجل و مَمالیكه و خَدَمُه، و جمعها القُطَّان. قال ابن درید: قَطِینُ الرجل حَشَمُه و خَدَمه، قال: و إِذا قال الشاعر خَفّ القَطِینُ فهم القوم القَاطِنُون أَی المقیمون. و‌روی عن سلمان أَنه قال: كنت رجلًا من المجوس فاجتهدت حتی كنتُ قَطِنَ النار الذی یوقدها؛ قال شمر: قَطِنُ النار خازِنُها و خادِمُها و یجوز أَنه كان مقیماً علیها، رواه بكسر الطاء. و قَطَنَ یَقْطُنُ إِذا خَدَم. قال ابن الأَثیر: أَراد أَنه كان لازماً لها لا یفارقها من قَطَنَ فی المكان إِذا لزمه، قال: و یروی بفتح الطاء، جمع قاطن كخَدَم و خادِمٍ، قال: و یجوز أَن یكون بمعنی قاطِنٍ كفَرَطٍ و فارطٍ. و قَطَنُ الطائر: زِمِكَّاه و أَصلُ ذنبه. و‌فی الحدیث أَن آمنة لما حملت بالنبی، صلی الله علیه و سلم، قالت: ما وَجَدْتُه فی القَطَنة و الثُّنَّةِ و لكنی كنتُ أَجِدُه فی كبدی؛ القَطَنُ: أَسفل الظهر، و الثُّنَّة: أَسفل البطن. و القَطَن، بالتحریك: ما بین الوركین إِلی عَجْبِ الذَّنَبِ؛ قال ابن بری: و منه قوله: مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِیر و القَطَنُ: ما عَرُضَ من الثَّبَجِ. و قال اللیث: القَطَنُ الموضع العریض بین الثَّبَج و العَجُز، و القَطِینة سَكَنُ الدار. و یقال: جاء القومُ بِقَطِینهم؛ قال زهیر: رأَیتُ ذَوِی الحاجاتِ، حول بُیوتِهم، قَطِیناً لهم، حتی إِذا أَنبتَ البَقْلُ و قال جریر: هذا ابنُ عَمِّی فی دِمَشْقَ خَلِیفَةً، لو شِئْتُ ساقَكُمُ إِلیَّ قَطِینَا و القَطِنَة و القِطْنَة، مثْلُ المَعِدَةِ و المِعْدَة: مِثل الرُّمَّانة تكون علی كرش البعیر، و هی ذاتُ الأَطبْاق، و العامة تسمیها الرُّمَّانة، و كسر الطاء فیها أَجود. التهذیب: و القَطِنَة هی ذات الأَطبْاق التی تكون مع الكرش، و هی الفَحِثُ أَیضاً؛ الحَرَّانی عن ابن السكیت: هی القَطِنة التی تكون مع الكرش، و هی
لسان العرب، ج‌13، ص: 344
ذات الأَطباق، و هی النَّقِمة [النِّقْمة «1». و المَعِدة [المِعْدة و الكَلِمة [الكِلْمة و السَّفِلة [السِّفْلة و الوَسِمة [الوِسْمة التی یختضب بها؛ قال أَبو العباس: هی القَطِنة [القِطْنة و هی الرُّمانة فی جوف البقرة؛ و فی حدیث سطیح: حتی أَتی عارِی الجَآجی و القَطَنْ و قیل: الصواب قَطِنٌ، بكسر الطاء، جمع قطِنة و هی ما بین الفخذین. و القَطِنة: اللحمة بین الوركین. و القُطْنُ و القُطُنُ و القُطُنُّ: معروف، واحدته قُطْنةٌ و قُطُنة و قُطُنَّة، و قد یضعف فی الشعر «2». قال: یقال قُطْنٌ و قُطُنٌ مثل عُسْر و عُسُر؛ قال قارب بن سالم المُرِّی، و یقال دَهلب بن قُرَیع: كأَنَّ مَجْری دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطُنَّةٌ من أَجْوَد القُطْنُنِّ و رواه بعضهم: … من أَجود القُطُنِّ؛ قال: شدِّد للضرورة و لا یجوز مثله فی الكلام. و قال أَبو حنیفة: القُطْنُ یَعْظُم عندهم شجرة حتی یكون مثل شجر المِشْمِش، و یبقی عشرین سنة، و أَجودُه الحدیثُ؛ و قول لبید: شاقَتْكَ ظُعْنُ الحیِّ، یوم تحَمَّلوا، فتَكنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِیامُها أَراد به ثیاب القُطْن. و المَقْطَنة: التی تزرع فیها الأَقطان. و قد عَطَّبَ الكرمُ و قَطَّنَ الكرمُ تَقْطیناً: بَدَتْ زَمَعاته. و بزْرُ قَطُونا: حَبَّة یُسْتَشْفَی بها، و المدُّ فیها أَكثر؛ التهذیب: و حَبَّة یستشفی بها یسمیها أَهل العراق بزْرَ قَطُونا؛ قال الأَزهری: و سأَلت عنها البَحْرانیین فقالوا: نحن نسمیها حَبَّ الذُّرَقة، و هی الأَسْفِیوس، معرب. و بزْرُ قَطوناء. علی وزن جَلولاء و حَرُوراء و دَبوقاء و كَشُوثاء. و القِطانُ: شِجار الهودج، و جمعه قُطُنٌ؛ و أَنشد بیت لبید: فتكنسوا قطناً تصر خیامها و قَطْنی من كذا أَی حسبی؛ و قال بعضهم: إِنما هو قَطِی، و دخلت النون علی حال دخولها فی قَدْنی، و قد تقدم. ابن السكیت: القَطْنُ فی معنی حَسْبُ. یقال: قَطْنی كذا و كذا؛ و أَنشد: امْتَلأَ الحوضُ و قال: قَطْنی، سلًّا رُوَیداً، قد مَلأْتَ بَطْنی قال ابن الأَنباری: من العرب من یقول قَطْنَ عبدَ الله درهمٌ، و قَطْنَ عبدِ الله درهمٌ، فیزید نوناً علی قَطْ و ینصب بها و یخفض و یضیف إِلی نفسه فیقول قَطْنی، قال: و لم یحك ذلك فی قد، و القیاس فیهما واحد؛ قال: و قولهم لا تقل إِلا كذا و كذا قَطْ؛ معناه حَسْبُ، فطاؤُها ساكنة لأَنها بمنزلة بل و هل و أَجَلْ، و كذلك قد یقال قد عبدَ الله درهمٌ، و معنی قَطْ عبدَ الله درهمٌ أَی یكفی عبدَ الله درهم. و القِطْنِیَة، بالكسر؛ حكاه ابن قتیبة بالتخفیف و أَبو حنیفة بالتشدید: واحدة القَطانیّ، و هی الحبوب التی تُدَّخَرُ كالحِمَّص و العَدَس و الباقِلَّی و التُّرْمُس و الدُّخْن و الأُرْز و الجُلْبان. التهذیب: القِطْنِیَّة الثیاب، و القِطْنیَّة الحبوب التی تخرج من الأَرض، و یقال لها قُطْنیَّة مثل لُجِّیٍّ و لِجِّیّ، قال: و إِنما
(1). قوله [و هی النقمة إلخ] هذه العبارة كالتی قبلها نظم عبارة التهذیب بالحرف و أتی بهذه النظائر للقطنة فی الوزن فقط لا فی المعنی كما هو ظاهر أی أن هذه سمع فیها أنها بكسر فسكون أو بفتح فكسر (2). قوله [و قد یضعف فی الشعر قال قارب إلخ] هكذا نظم عبارة التهذیب بحذف الجملة المعترضة بینهما و نقلها المؤلف من الصحاح و وسطها فی كلام التهذیب فصار غیر منسجم، و لو قال و القطن و القطن مثل عسر و عسر و القطنّ إلخ و قد یضعف فی الشعر قال قارب إلخ لانسجمت العبارة مع الاختصار، و كثیراً ما یقع له ذلك فیظن أن فی الكلام سقطاً و لیس كذلك
لسان العرب، ج‌13، ص: 345
سمیت الحبوب قُطْنیَّة [قِطْنیَّة لأَن مخارجها من الأَرض مثل مخارج الثیاب القُطْنیَّة [القِطْنیَّة، و یقال: لأَنها تزرع كلها فی الصیف و تُدْرِك فی آخر وقت الحر، و قال أَبو معاذ: القَطانِیُّ الخِلَفُ و خُضَر الصیف. شمر: القُطْنِیَّة ما كان سوی الحنطة و الشعیر و الزبیب و التمر، و قال غیره: القِطْنِیَّةُ اسم جامع لهذه الحبوب التی تطبخ؛ قال الأَزهری: هی مثل العَدس و الخُلَّر، و هو الماشُ، و الفول و الدُّجْر، و هو اللوبیاء، و الحِمَّص و ما شاكلها مما یُقْتات، سماها الشافعی كلها قُطْنیَّة فیما روی عنه الربیع، و هو قول مالك بن أَنس. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كان یأْخذ من القِطنیَّة العُشْرَ؛ هی بالكسر و التشدید واحدة القَطانی كالعدس و الحمص و اللوبیاء. و القَیْطونُ: المُخْدَع، أَعجمی، و قیل: بلغة أَهل مصر و بَرْبَر. قال ابن بری: القَیْطون بیت فی بیت؛ قال عبد الرحمن بن حسان: قُبَّة من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها، عند بَرْدِ الشتاءِ، فی قَیْطونِ و قَطَنٌ: اسم رجل. و قَطَنُ بن نَهْشَل: معروف. و قَطَنٌ: جبل بنجد فی بلاد بنی أَسد، و فی الصحاح: جبل لبنی أَسد. و قُطَانُ: جبل «3»؛ قال النابغة: غَیرَ أَن الحُدوجَ یرْفَعْنَ غِزْلانَ قُطانٍ علی ظُهورِ الجِمالِ و الیَقْطِین: كل شجر لا یقوم علی ساق نحو الدُّبَّاء و القَرْع و البطیخ و الحنظل. و یَقْطِینُ: اسم رجل منه. و الیَقْطِینة: القَرْعة الرَّطبة. التهذیب: الیَقطین شجر القرْع. قال الله عز و جل: وَ أَنْبَتْنٰا عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ یَقْطِینٍ؛قال الفراء: قیل عند ابن عباس هو ورق القرْع، فقال: و ما جعَلَ القَرْعَ من بین الشجر یَقْطِیناً، كل ورقة اتسعتْ و سترتْ فهی یَقْطینٌ.قال الفراء: و قال مجاهد كل شی‌ء ذهب بَسْطاً فی الأَرض یَقْطینٌ، و نحو ذلك قال الكلبی، قال: و منه القَرْع و البطیخ و القِثَّاء و الشِّرْیان، و‌قال سعید بن جبیر: كل شی‌ء ینبت ثم یموت من عامه فهو یَقْطِینٌ. و قُطْنةُ: لقب رجل، و هو ثابتُ قُطْنةَ العَتَكیّ، و الأَسماء المعارف تضاف إِلی أَلقابها، و تكون الأَلقاب معارف و تتعرَّف بها الأَسماء كما قیل قیس قُفَّةَ و زید بَطَّةَ و سَعید كُرْز؛ قال ابن بری: قال أَبو القاسم الزجاجی قال ابن درید سمعت أَبا حاتم یقول أُصِیبتْ عَینُ ثابتِ قُطْنةَ بخُراسان فكان یحشوها قُطْناً، فسمی ثابتَ قُطْنة؛ و فیه یقول حاجب الفیل: لا یَعْرفُ الناسُ منه غیرَ قُطْنَتِه، و ما سواها من الإِنسان مَجْهولُ

قعن؛ ج13، ص: 345

: القَعَنُ: قِصَرٌ فی الأَنف فاحش. و قُعَیْنٌ: حیٌّ مشتق منه، و هما قُعَیْنانِ: قُعَیْنٌ فی بنی أَسد، و قُعَیْنٌ فی قیْس بن عَیْلان. قال ابن درید: القَعَنُ و القَعَی ارتفاعٌ فی الأَرْنَبةِ، قال: و القَعَنُ انفِحاجٌ فی الرِّجْلِ. قال الأَزهری: و الذی صح للثقات فی عیوب الأَنف القَعَمُ، بالمیم، و قد تقدم. قال الأَزهری: و العرب تعاقب المیم و النون فی حروف كثیرة لقرب مخرجیهما مثل الأَیْمِ و الأَیْنِ للحیة، و الغَیْم و الغَیْنِ للسحاب، و لا أُنكِرُ أَن یكون القَعَنُ و القَعَمُ منها. و سئل بعض العلماء: أَیُّ العرب أَفصح؟ فقال: نَصْرُ قُعَیْنٍ أَو قُعَیْنُ نَصْرٍ. و القَیْعُونُ: نبت. و القَیْعُون، علی بناء فَیْعُول:
(3). قوله [و قطان جبل إلخ] كذا بالأَصل و المحكم مضبوطاً، و الذی فی یاقوت: قطان ككتاب جبل
لسان العرب، ج‌13، ص: 346
معروف و هو ما طال من العُشْبِ، قال: و اشتقاقه من قَعَنَ، و یجوز أَن یكون قَیْعُونٌ فَعْلُوناً من القَیْعِ علی تقدیرِ الزَّیْتُونِ من الزَّیْتِ، و النون زائدة. و قَعْوَنُ: اسم.

قفن؛ ج13، ص: 346

: التهذیب: قال عمر بن الخطاب إِنی لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِیَّ و غیرُه خیرٌ منه، ثم أَكونُ علی قَفَّانه، و فی طریق آخر: إِنی لأَسْتَعمِلُ الرجلَ الفاجر لأَسْتَعِینَ بقوَّته ثم أَكونُ علی قَفَّانه، یعنی علی قَفاه؛ قال أَبو عبید: قَفَّانُ كلِّ شی‌ءٍ جِماعُه و اسْتِقصاء معرفته؛ یقول: أَكونُ علی تتَبُّع أَمره حتی أَستقصِیَ علمه و أَعرفه، و النون زائدة، قال: و لا أَحْسِبُ هذه الكلمة عربیة، إِنما أَصلها قَبّانٌ؛ و قال غیره: هو معرَّب قَبَّانَ الذی یوزن به؛ قال ابن بری: صوابه قَبّانٌ بالصرف، قال: و أَما حِمارُ قَبّانَ لدُوَیْبَّة معروفة فغیر مصروفة؛ و منه قول العامة: فلان قَبّانٌ علی فلان إِذا كان بمنزلة الأَمین و الرئیس الذی یتتَبَّعُ أَمره و یُحاسبه، و لهذا سمی المیزان الذی یقال له القَبَّانُ القَبّانَ. ابن الأَعرابی: القَفّانُ عند العرب الأَمین، و هو فارسی عُرِّبَ. ابن الأَعرابی: هذا یومُ قَفْنٍ أَی یوم قتال، و یوم غَضْنٍ إذا كان ذا حِصَار. و قَفَّنَ رأْسه و قَنَّفَه إِذا قطعه و أَبانه. و القَفْنُ: الضرب بالعصا و السَّوْطِ؛ قال بَشِیرٌ الفَرِیریُّ: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَیَّ قَفْنِ، و بالعصا من طُول سُوءِ الضَّفْنِ و قَفَنَ الرجلَ یَقْفِنُه قَفْناً: ضربه علی رأْسه بالعصا. و قَفَنَه یَقْفِنُه قَفْناً: ضرب قَفاه. و قَفَنَ الشاةَ یَقْفِنُها قَفْناً: ذبحها من القَفا. و القَفِینة: الشاة تذبح من قفاها، و هو مَنْهِیٌّ عنه. و شاة قَفِینة: مذبوحة من قَفاها، و قیل: هی التی أُبِینَ رأْسُها من أیِّ جهة ذبحت. و‌روی عن النخعی أَنه قال فی حدیثه فیمن ذَبح فأَبان الرأْسَ قال: تلك القفینة لا بأْس بها، و یقال: النون زائدة لأَنها القَفِیَّة. قال أَبو عبید: القَفینة كان بعضُ الناس یَرَی أَنها التی تذبح من القَفا، و لیست بتلك، و لكن القَفینة التی یُبان رأْسها بالذبح، و إِن كان من الحَلْق، قال: و لعل المعنی یرجع إلی القَفا لأَنه إِذا أَبان لم یكن له بُدٌّ من قطع القَفا؛ قال ابن بری: قول الجوهری النون زائدة لأَنها القَفِیَّة، قال: النون فی القَفِینَة لام الكلمة، یقال: قَفَنَ الشاة قَفْناً، و هی قَفِینٌ، و الشاة قَفِینة مثل ذبیحة؛ قال: و لو كانت النون زائدة لبقیت الكلمة بغیر لام، و أَما أَبو زید فلم یعرف فیها إِلَّا القفِیَّة، بالیاء. و قال أَبو عبید: القَفِینة التی یُبانُ رأْسها عند الذبح، و إِن كان من الحلق، و أَنكر قول من یقول إِنها التی تذبح من قفاها. و حكی غیره: قَفَنَ رأْسه إِذا قطعه فأَبانه. و یقال للقَفا: القَفَنُّ و القَفِینة، فعیلة بمعنی مفعولة. یقال: قَفَنَ الشاة و اقتَفَنها. و قد قالوا: القَفَنُّ للقَفَا، فزادوا نوناً مشددة؛ و أَنشد الراجز فی ابنه: أُحِبُّ مِنكَ مَوضِعَ الوِشْحَنِّ [الوُشْحَنِّ، و موْضِعَ الإِزارِ و القَفَنِّ «1». و القَفِینة: الناقة التی تنحر من قفاها؛ عن ثعلب، و لیس شی‌ء «2»: من ذلك مشتقّاً من لفظ القفا إِذ لو كان ذلك لقیل فی كله قَفِیٌّ و قَفِیَّة. أَبو عمرو: القَفِین المذبوح من قفاه. و اقْتَفَنْتُ الشاةَ و الطائر إِذا
(1). قوله [و موضع الإِزار إلخ] قال الصاغانی الروایة: و معقد الإِزار فی القفنّ و الكاف فی منك مفتوحة یخاطب ابنه لا امرأته (2). قوله [و لیس شی‌ء إلخ] قال ابن سیدة: الذی عندی أن النون أصل و إن كانت الكلمة معناها معنی القفا كما أن القدموس معناه القدیم و السبطر معناه السبط و لیست المیم و لا الراء زائدة
لسان العرب، ج‌13، ص: 347
ذَبحْتَ من قِبَل الوجه فأَبَنْتَ الرأْسَ. و القَفْنُ: الموْتُ. و یقال: قَفَنَ یَقْفِنُ قُفُوناً إِذا مات؛ قال الراجز: أَلْقَی رَحَی الزَّوْرِ علیه فطَحَنْ، فَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حتی قَفَنْ قال: و قَفَنَ الكلبُ إِذا وَلَغَ. ابن الأَعرابی: القَفْنُ الموت، و الكَفْنُ التغطِیَة. ابن الأَعرابی: القَفِینَة و القَنِیفةُ واحدٌ، و هو أَن یُبانَ الرأْسُ. التهذیب: أَتیته علی إِفَّانِ ذلك و قِفَّانِ ذلك و غِفّان ذلك أَی علی حین ذلك.

قفزن؛ ج13، ص: 347

: القُفَزْنِیَةُ: المرأَة الزَّرِیَّة القصیرة.

ققن؛ ج13، ص: 347

: قِقِنْ قِقِنْ: حكایة صوت الضحك.

قلن؛ ج13، ص: 347

: الأَزهری: روی عن علی، علیه السلام، أَنه سأَل شُرَیْحاً عن امرأَة طُلِّقَتْ فذكَرَتْ أَنها حاضت ثلاثَ حِیَضٍ فی شهر واحد، فقال شریح: إِن شهد ثلاثُ نسوة من بطانَةِ أَهلها أَنها كانت تحیض قبل أَن طلقت فی كل شهر كذلك فالقول قولها: فقال علیّ: قالُونْ؛ قال غیر واحد من أَهل العلم: قالُون بالرومیة معناها أَصَبْتَ، و رأَیت فی تاریخ دِمَشْقَ لابن عساكر فی ترجمة عبد الله بن عمر قال: اشتری عبد الله بن عمر جاریة رومیة فأَحبها حبّاً شدیداً، فوقعت یوماً عن بغلة كانت علیها فجعل ابن عمر یمسح التراب عنها و یُفَدِّیها، قال: فكانت تقول له أَنت قالُونُ أَی رجل صالح، ثم هربت منه؛ فقال ابن عمر: قد كنتُ أَحسِبُنی قالونَ، فانطلَقَتْ فالیومَ أَعْلَمُ أَنی غیر قالُونِ

قلمون؛ ج13، ص: 347

: القَلَمُونُ: مَطارِفُ كثیرة الأَلوانِ، مثَّلَ به سیبویه و فسره السیرافی. التهذیب فی الرباعی: الفراء قَلَمُونٌ هو فَعَلُونٌ مثل قَرَبوسٍ، و هو موضع، قال: و قال غیره أَبو قَلَمُون ثوب یُتراءَی إِذا أَشْرَقتْ علیه الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّی، قال: و لا أَدری لم قیل له ذلك؛ قال: و قال لی قائل سكن مصْرَ أَبو قَلَمُون طائر من طیر الماء یُتراءَی بأَلوان شَتَّی فشُبِّه الثوبُ به؛ و قال: بنَفْسِی حاضِرٌ ببَقِیعِ حَوْضَی، و أَبیاتٌ علی القَلَمُونِ جُونُ جعل القَلَمُونَ موضعاً.

قمن؛ ج13، ص: 347

: الأَزهری: روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إِنی قد نُهیتُ عن القراءة فی الركوع و السجود، فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا الله فیه، و أَما السُّجود فأَكثروا فیه من الدعاء، فإِنه قَمِنٌ أَن یُسْتَجابَ لكم؛ یقال: هو قَمَنٌ أَن یفعل ذلك، بالتحریك، و قَمِنٌ أَن یفعل ذلك، فمن قال قَمَن أَراد المصدر فلم یُثَنِّ و لم یجمع و لم یؤنث، یقال: هما قَمَنٌ أَن یفعلا ذلك و هم قَمَنٌ أَن یفعلوا ذلك و هنَّ قَمَنٌ أَن یفعلن ذلك، و من قال قَمِنٌ أَراد النعت فثنی و جمع فقال هما قَمِنانِ و هم قَمِنونَ، و یؤنث علی ذلك، و فیه لغتان: هو قَمِنٌ أَن یفعل ذلك، و قَمِین أَن یفعل ذلك، بالیاء؛ قال قیس بن الخَطیم: إِذا جاوَزَ الاثنینِ سِرٌّ فإِنه، بنَثّ و تَكْثیرِ الوُشاةِ، قَمِینُ قال ابن كَیْسانَ: قمِینٌ بمعنی حَرِیّ، مأْخوذ من تَقَمَّنْتُ الشی‌ءَ إِذا أَشْرَفتَ علیه أَن تأْخذه؛ غیره: هو مأْخوذ من القَمِین بمعنی السریع و القریب. ابن سیدة: هو قَمَنٌ بكذا و قَمَنٌ منه و قَمِنٌ و قمِینٌ أَی حَرٍ و خَلِیقٌ و جَدِیرٌ، فمن فتح لم یُثَنِّ و لا جمع و لا أَنَّث، و من كسر المیم أَو أَدخل الیاء فقال قمِینٌ ثَنَّی و جمع و أَنَّث فقال قَمِنانِ و قَمِنُون و قمِنَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 348
و قمِنتانِ و قمِناتٌ و قَمِینانِ و قَمِینونَ و قُمَناء و قمِینة و قمِینتانِ و قمِیناتٌ و قَمائِنُ. و حكی اللحیانی: إِنه لمَقْمُون أَن یفعل «1»: ذلك، و إِنه لمَقْمَنة أَن یفعل ذلك، كذا لا یثنی و لا یجمع فی المذكر و المؤنث كقولك مَخْلَقة و مَجْدَرة. و هذا الأَمرُ مَقْمَنة لذلك أَی مَحْراةٌ و مَخْلقة و مَجْدَرة؛ قال ابن بری: شاهد قَمَنٍ، بالفتح، قولُ الحرث بن خالد المخزومی: من كان یَسأَلُ عَنَّا أَینَ منزِلُنا، فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ قال: و شاهد قَمِنٍ بالكسر قول الحُوَیْدِرة: و مُناخ غیرِ تَئِیَّةٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابی المَضْجَعِ و هذا المنزلُ لك مَوْطِنٌ قَمِنٌ [قَمَنٌ أَی جَدیرٌ أَن تسكنه. و أَقْمِنْ بهذا الأَمر أَی أَخْلِقْ به. و حكی اللحیانی: ما رأَیت من قَمَنِه و قَمَانته، كذا حكاه. و داری قَمَنٌ من دارك أَی قریب. ابن الأَعرابی: القَمَنُ و القَمِنُ القریب. و القَمَنُ و القَمِنُ: السریع. و تقَمَّنْتُ فی هذا الأَمر مُوافَقَتَك أَی تَوَخَّیْتُها.

قنن؛ ج13، ص: 348

: القِنُّ: العبد للتَّعْبیدَةِ. و قال ابن سیدة: العبد القِنُّ الذی مُلِكَ هو و أَبواه، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث، هذا الأَعراف، و قد حكی فی جمعه أَقْنانٌ و أَقِنَّة؛ الأَخیرة نادرة؛ قال جریر: إِنَّ سَلِیطاً فی الخَسارِ إِنَّهْ أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ و الأُنثی قِنٌّ، بغیر هاء. و قال اللحیانی: العبد القِنُّ الذی وُلِدَ عندك و لا یستطیع أَن یخرج عنك. و حكی عن الأَصمعی: لسْنا بعَبیدِ قِنٍّ و لكنا عبیدُ مَمْلُكة، مضافان جمیعاً. و‌فی حدیث عمرو بن الأَشْعَثِ: لم نَكن عبیدَ قِنٍّ إِنما كنا عبیدَ مَمْلكة.یقال: عبدٌ قِنٌّ و عَبْدانِ قِنٌّ و عبیدٌ قِنٌّ. و قال أَبو طالب: قولهم عبدٌ قِنٌّ، قال الأَصمعی: القِنُّ الذی كان أَبوه مملوكاً لموالیه، فإِذا لم یكن كذلك فهو عبدُ مَمْلَكةٍ، و كأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ من القِنْیَة، و هی المِلْكُ؛ قال الأَزهری: و مثله الضِّحُّ و هو نور الشمس المُشْرِقُ علی وجه الأَرض، و أَصله ضِحْیٌ، یقال: ضَحِیتُ للشمس إِذا بَرَزْتَ لها. قال ثعلب: عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هو و أَبواه، من القُنَانِ و هو الكُمُّ، یقول: كأَنه فی كُمِّه هو و أَبواه، و قیل: هو من القِنْیَة إِلَّا أَنه یبدل. ابن الأَعرابی: عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبودة، و قِنٌّ بَیِّنُ القُنُونةِ و القَنَانةِ و قِنٌّ و قِنَّانِ و أَقنانٌ، و غیرُه لا یثنیه و لا یجمعه و لا یؤنثه. و اقْتَنَنَّا قِنّاً: اتخذناه. و اقْتَنَّ قِنّاً: اتخذه؛ عن اللحیانی، و قال: إِنه لقِنٌّ بَیِّنُ القَنانة أَو القِنانة. و القِنَّةُ: القُوَّةُ من قُوَی الحَبْلِ، و خَصَّ بعضهم به القُوَّة من قُوَی حَبْلِ اللِّیفِ؛ قال الأَصمعی: و أَنشدنا أَبو القَعْقاعِ الیَشْكُری: یَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا، صَفحَ ذِراعَیْه لعَظْمٍ كَلْبا و جمعها قِنَنٌ، و أَنشده ابن بری مستشهداً به علی القِنَّةِ ضربٍ من الأَدْویة، قال: و قوله كلباً ینتصِبُ علی التمییز كقوله عز و جل: كَبُرَتْ كَلِمَةً؛ قال: و یجوز أَن یكون من المقلوب. و القُنَّة: الجبل الصغیر، و قیل: الجبل السَّهْلُ المستوی المنبسط علی الأَرض، و قیل: هو الجبل المنفرد المستطیل فی السماء، و لا تكون القُنَّة إِلا سَوْداء. و قُنَّةُ كلِّ شی‌ءٍ: أَعلاه مثلُ القُلَّة؛ و قال:
(1). قوله [إنه لمقمون أن یفعل إلخ] كذا بالأَصل تبعاً لنسخة من المحكم، و الذی فی التهذیب: و قال اللحیانی إنه لمقمنة أن یفعل ذلك و إنهم لمقمنة لا یثنی و لا یجمع إلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 349
أَما و دِماءٍ مائراتٍ تَخالُها، علی قُنَّةِ العُزَّی و بالنَّسْرِ، عَنْدَما و قُنَّةُ الجبل و قُلَّتُه: أَعلاه، و الجمع القُنَنُ و القُلَلُ، و قیل: الجمع قُنَنٌ و قِنانٌ و قُنَّاتٌ و قُنُونٌ؛ و أَنشد ثعلب: و هَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن یكونا بَحْراً یَكُبُّ الحوتَ و السَّفِینا تَخالُ فیه القُنَّةَ القُنُونا، إِذا جَرَی، نُوتِیَّةً زَفُونا، أَو قِرْمِلِیّاً هابِعاً ذَقُونا قال: و نظیر قولهم قُنَّة و قُنُون بَدْرَة و بُدُورٌ و مَأْنة و مُؤُون، إِلا أَن قاف قُنَّة مضمومة؛ و أَنشد ابن بری لذی الرُّمة فی جمعه علی قِنانٍ: كأَنَّنا، و القِنانَ القُودَ یَحْمِلُنا، مَوْجُ الفُراتِ، إِذا الْتَجَّ الدَّیامِیمُ، و الاقْتِنانُ: الانتصاب. یقال: اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انتصب علی القُنَّة؛ أَنشد الأَصمعی لأَبی الأَخْزَرِ الحِمّانیِّ: لا تَحْسَبی عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ، و الرَّحْلَ یَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ، سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِیِّ الأَنْعَمِ و أَنشده أَبو عبید: و الرَّحْلُ، بالرفع؛ قال ابن سیدة: و هو خطأٌ إِلا أَن یرید الحال؛ و قال یَزِیدُ بن الأَعْور الشَّنِّیّ: كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما اقْتَنَّا و اقْتِنانُ الرَّحْلِ: لُزومُه ظهرَ البعیر. و المُسْتَقِنُّ الذی یقیم فی الإِبل یشرب أَلبانَها؛ قال الأَعْلَمُ الهُذَلِیّ: فَشایعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً، لتُحْسَب سَیِّداً ضَبُعاً تَنُولُ الأَزهری: مُسْتَقِنّاً من القِنِّ، و هو الذی یقیم مع غنمه یشرب من أَلبانها و یكون معها حیث ذهبت؛ و قال: معنی قوله مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَی مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع، و یروی: … مُقْتَئِنّاً و … مُقْبَئِنّاً، فأَما المُقْتَئِنُّ فالمُنْتَصِب و الهمزة زائدة و نظیره كَبَنَ و اكْبَأَنَّ، و أَما المُقْبَئِنّ فالمنتصب أَیضاً، و هو بناء عزیز لم یذكره صاحب الكتاب و لا اسْتُدْرِكَ علیه، و إِن كان قد استُدْرِكَ علیه أَخوه و هو المُهْوَئِنُّ. و المُقْتَنُّ: المُنْتَصِبُ أَیضاً. الأَصمعی: اقْتنَّ الشی‌ءُ یَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انتصب. و القِنِّینَةُ: وِعاءٌ یتخذ من خَیْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بین مواضع الآنیة علی صِیغَةِ القَشْوة. و القِنِّینَةُ، بالكسر و التشدید، من الزجاج: الذی یُجْعَل الشَّرابُ فیه. و فی التهذیب: و القِنِّینةُ من الزجاج معروفة و لم یذكر فی الصحاح من الزُّجاج، و الجمع قِنَانٌ، نادر. و القِنِّینُ: طُنْبُور الحَبَشة؛ عن الزجاجی: و‌فی الحدیث: إِن الله حرَّم الخَمْرَ و الكُوبةَ و القِنِّینَ؛ قال ابن قُتَیْبة: القِنِّینُ لُعْبة للروم یَتَقامَرون بها. قال الأَزهری: و یروی عن ابن الأَعرابی قال: التقْنِین الضَّرْبُ بالقِنِّینِ، و هو الطُّنْبورِ بالحَبَشِیَّة، و الكُوبة الطَّبْل، و یقال النَّرْدُ؛ قال الأَزهری: و هذا هو الصحیح. و ورد‌فی حدیث علی، علیه السلام: نُهِینا عن الكُوبة و الغُبَیْراء و القِنِّین؛ قال ابن الأَعرابی: الكوبة الطبل، و الغبیراء خمرة تعمل من الغُبیراء، و القِنِّینُ طُنْبور الحبشة. و قانون كل شی‌ء: طریقُه و مقیاسه. قال ابن سیدة: و أُراها دَخِیلَةً.
لسان العرب، ج‌13، ص: 350
و قُنَانُ القمیص و كُنُّه و قُنُّه: كُمُّه. و القُنانُ: ریح الإِبِطِ عامةً، و قیل: هو أَشدّ ما یكون منه؛ قال الأَزهری: هو الصُّنَانُ عند الناس و لا أَعْرِفُ القُنانَ. و قَنَانُ: اسم مَلِكٍ كان یأْخذ كلَّ سفینة غَصْباً. و أَشرافُ الیَمن: بنو جُلُنْدَی بنِ قَنان. و القَنَانُ: اسم جبل بعینه لبنی أَسد؛ قال الشاعر زهیر: جَعَلْنا القَنانَ عن یَمینٍ و حَزْنَهُ، و كم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ و مُحْرِمِ و قیل: هو جبل و لم یخصص؛ قال الأَزهری: و قَنانُ جبل بأَعلی نجد «2». و بنو قَنانٍ: بطن من بَلْحرث بن كعب. و بنو قُنَیْن: بطن من بنی ثَعْلَب؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: جَهِلْتُ من دَیْنِ بَنی قُنَیْنِ، و من حِسابٍ بینهم و بَیْنی و أَنشد أَیضاً: كأَنْ لم تُبَرَّكْ بالقُنَیْنیِّ نِیبُها، و لم یُرْتَكَبْ منها لرَمْكاءَ حافِلُ و ابن قَنانٍ: رجل من الأَعراب. و القِنْقِنُ و القُناقِنُ، بالضم: البصیر بالماء تحت الأَرض، و هو الدلیل الهادی و البَصیرُ بالماء فی حَفْرِ القُنِیِّ، و الجمع القَناقِنُ، بالفتح. قال ابن الأَعرابی: القُناقِنُ البصیر بجرّ المیاه و استخراجها، و جمعها قَناقِنُ؛ قال الطرماح: یُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْیةِ الرَّدَی، و یُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن قال ابن بری: القِنْقِنُ و القُناقِنُ المُهَنْدِسُ الذی یعرف الماء تحت الأَرض، قال: و أَصلها بالفارسیة، و هو معرّب مشتق من الحَفْر من قولهم بالفارسیة كِنْ كِنْ «3». أَی احْفِرْ احْفِرْ. و‌سئل ابن عباس: لم تَفَقَّدَ سُلَیْمانُ الهُدْهُدَ من بَیْنِ الطَّیْرِ؟ قال: لأَنه كان قُناقِناً، یعرف مواضع الماء تحت الأَرض؛ و قیل: القُناقِنُ الذی یَسْمَعُ فیعرف مقدارَ الماء فی البئر قریباً أَو بعیداً. و القِنْقِنُ: ضرب من صَدَف البحر «4». و القِنَّة: ضرب من الأَدْوِیَةِ، و بالفارسیة پیرزَذ. و القِنْقِنُ: ضَرْبٌ من الجرْذانِ. و القَوانِینُ: الأُصُول، الواحد قانُونٌ، و لیس بعربی. و القُنَّةُ: نحو من القارَة، و جمعها قِنانٌ؛ قال ابن شمیل: القُنَّة الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، و هی القارة لا تُنْبِتُ شیئاً.

قون؛ ج13، ص: 350

: ابن الأَعرابی: القَوْنَةُ القِطْعَةُ من الحدید أَو الصُّفْر یُرْقَعُ بها الإِناءُ. و قال اللیث: قَوْنٌ و قُوَیْنٌ موضعان.

قین؛ ج13، ص: 350

: القَیْنُ: الحَدَّادُ، و قیل: كل صانع قَیْنٌ، و الجمع أَقْیانٌ و قُیُونٌ. و‌فی حدیث العباس: إِلا الإِذْخِرَ فإِنه لقُیُونِنا؛ القُیُونُ: جمع قَیْنٍ و هو الحَدَّاد و الصَّانِعُ. التهذیب: كلُّ عامل الحدید عند العرب قَیْنٌ. و یقال للحَدَّاد: ما كان قَیْناً و لقد قانَ. و‌فی حدیث خَبَّابٍ: كنتُ قَیْناً فی الجاهلیة.و قانَ یَقِینُ قِیانَةً و قَیْناً: صار قَیْناً. و قانَ الحدیدة قَیْناً: عَمِلَها و سَوَّاها. و قانَ الإِناءَ یَقِینُه قَیْناً: أَصلحه؛ و أَنشد الكلابیُّ أَبو
(2). قوله [بأعلی نجد] الذی فی التهذیب: بعالیة نجد (3). قوله [من قولهم بالفارسیة كن كن إلخ] كذا بالأَصل، و الذی فی المحكم: بكن أی احفر انتهی. و ضبطت بكن فیه بكسر الموحدة و فتح الكاف (4). قوله [ضرب من صدف البحر] عبارة التكملة ابن درید: القنقنة، بالكسر، ضرب من دواب البحر شبیه بالصدف
لسان العرب، ج‌13، ص: 351
الغَمْرِ لرجل من أَهل الحجاز: أَلا لَیْتَ شِعْری هل تَغَیَّرَ بعدَنا ظِبَاءٌ، بذی الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُیُونُها؟ و لی كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بها صُدُوعُ الهَوَی، لو أَنَّ قَیْناً یَقِینُها و كیف یَقِینُ القَیْنُ صَدْعاً فَتَشْتَفِی به كَبِدٌ أَبْتُ الجُرُوحِ أَنِینُها؟ و یقال: قِنْ إِناءَك هذا عند القَیْنِ. و قِنْتُ الشی‌ءَ أَقِینُه قَیْناً: لَمَمْتُه؛ و قول زهیر: خَرَجْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَهُ علی كل قَیْنِیٍّ قَشِیبٍ و مُفْأَمِ یعنی رَحْلًا قَیَّنَه النَّجَّارُ و عَمِلَه، و یقال: نسبه إلی بنی القَیْنِ. قال ابن السكیت: قلت لعُمارَةَ إِن بعض الرواة زعم أَن كل عامل بالحدید قَیْنٌ، فقال: كذب، إِنما القَیْنُ الذی یعمل بالحدید و یعمل بالكِیر، و لا یقال للصائغ قَیْنٌ و لا للنجار قَیْنٌ، و بنو أَسد یقال لهم القُیون لأَن أَوَّل من عَمِلَ عَمَلَ الحدید بالبادیة الهالكُ بنُ أَسد بن خُزَیمة. و من أَمثالهم: إِذا سمعت بسُری القَیْنِ فإِنه مُصْبِحٌ و هو سَعدُ القَین؛ قال أَبو عبید: یضرب للرجل یعرف بالكذب حتی یُرَدُّ صِدْقُه؛ قال الأَصمعی: و أَصله أَن القَیْنَ بالبادیة ینتقل فی میاههم فیقیم بالموضع أَیاماً فیَكْسُدُ علیه عمَله، فیقول لأَهل الماء إِنی راحل عنكم اللیلة، و إِن لم یُرِدْ ذلك، و لكنه یُشِیعُه لیَسْتعمِله من یرید استعماله، فكَثُر ذلك من قوله حتی صار لا یُصَدَّق؛ و قال أَوْسٌ: بَكَرَتْ أُمیَّةُ غُدْوةً برَهِینِ خانَتْك، إِن القَینَ غَیر أَمِینِ قال الجوهری: هو مثَل فی الكذب. یقال: دُهْ دُرَّین سَعْدُ القَیْن. و التَّقَیُّنُ: التزَیُّن بأَلوان الزینة. و تقَیَّنَ الرجلُ و اقْتانَ: تَزَیَّن. و قانَتِ المرأَةُ المرأَةَ تَقِینُها قَیْناً و قَیَّنَتْها: زَیَّنَتْها. و تقَیَّن النبتُ و اقتانَ اقتِیاناً: حَسُن، و منه قیل للمرأَة مُقَیِّنةٌ أَی أَنها تُزَیِّن؛ قال الجوهری: سمیت بذلك لأَنها تزیِّن النساء، شُبِّهتْ بالأَمة لأَنها تصلح البیت و تزینه. و تقَیَّنتْ هی: تزَیَّنتْ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كان لها دِرْعٌ ما كانت امرأَةٌ تُقَیَّنُ بالمدینة إِلَّا أَرسلت تستعیره؛ تُقَیَّن أَی تُزَیَّن لزفافها. و التَّقْیینُ: التزْیینُ. و‌فی الحدیث: أَنا قَیَّنْتُ عَائشةَ.و اقتانَت الروضةُ إِذا ازْدانتْ بأَلوان زهرتها و أَخذَتْ زُخرُفها؛ و أَنشد لكثیر: فهُنَّ مُناخاتٌ علیهنَّ زینةٌ، كما اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف و القَیْنةُ: الأَمة المُغنّیة، تكون من التزَیُّن لأَنها كانت تَزَیَّنُ، و ربما قالوا للمُتَزَیِّن باللباس من الرجال قَیْنة؛ قال: و هی كلمة هُذلیّة، و قیل: القَیْنة الأَمة، مُغَنّیة كانت أَو غیر مغنیة. قال اللیث: عَوامُّ الناس یقولون القَیْنة المغنّیة. قال أَبو منصور: إِنما قیل للمُغنّیة قَیْنةٌ إِذا كان الغناءُ صناعة لها، و ذلك من عمل الإِماء دون الحرائر. و القَیْنةُ: الجاریة تخدُمُ حَسْبُ. و القَیْنُ: العبد، و الجمع قِیانٌ؛ و قول زهیر: رَدَّ القِیانُ جِمالَ الحیِّ فاحْتَمَلوا إِلی الظَّهِیرة أَمرٌ بینهم لَبِكُ أَراد بالقِیان الإِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلی الحیِّ لشَدِّ أَقتابها علیها، و قیل: رَدَّ القِیانُ جمالَ الحیِّ العبیدُ و الإِماءُ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 352
و بنات قَیْنٍ: اسم موضع كانت به وقعة فی زمان عبد الملك بن مروان؛ قال عُوَیْف القَوافی: صَبَحْناهم غَداةَ بناتِ قَیْنٍ مُلَمْلَمةً، لها لَجَبٌ، طَحونا و یقال لبنی القَیْن من بنی أَسد: بَلْقَیْنِ، كما قالوا بَلْحرث و بَلْهُجَیم، و هو من شواذ التخفیف، و إِذا نسبت إِلیهم قلت قَیْنیٌّ و لا تقل بَلْقَیْنِیٌّ. ابن الأَعرابی: القَیْنةُ الفَقْرة من اللحم، و القَیْنة الماشطة، و القَیْنة المغَنّیة. قال الأَزهری: یقال للماشطة مُقَیِّنة لأَنها تزَین العرائس و النساء. قال أَبو بكر: قولهم فلانة قَیْنةٌ معناه فی كلام العرب الصانعة. و القَیْنُ: الصانع. قال خَبَّابُ بن الأَرَتِّ: كنتُ قَیْناً فی الجاهلیة أَی صانعاً. و القَیْنةُ: هی الأَمة، صانعة كانت أَو غیر صانعة. قال أَبو عمرو: كل عبد عند العرب قَیْنٌ، و الأَمة قَیْنة، قال: و بعض الناس یظن القَیْنة المغنّیة خاصة، قال: و لیس هو كذلك. و‌فی الحدیث: دخل أَبو بكر و عند عائشة، رضی الله عنهما، قَیْنَتان تُغَنّیان فی أَیام مِنًی؛ القَینة: الأَمة غَنَّتْ أَو لم تُغَنِّ و الماشطةُ، و كثیراً ما یطلق علی المغنّیة فی الإِماء، و جمعها قَیْناتٌ. و‌فی الحدیث: نهی عن بیع القَیْنات‌أَی الإِماء المغَنّیات، و تجمع علی قِیانٍ أَیضاً. و‌فی حدیث سلمان: لو بات رجلٌ یُعْطی البِیضَ القِیانَ، و فی روایة: یُعْطی القِیان البیضَ، و بات آخر یقرأُ القرآن لرأَیتُ أَن ذكر الله أَفضلُ؛ أَراد بالقِیان الإِماء أَو العبید. و القَیْنة: الدُّبر، و قیل: هی أَدنی فَقْرة من فِقَر الظهر إِلیه، و قیل: هی القَطَنُ، و هو ما بین الوركین، و قیل: هی الهَزْمة التی هُنالك. و‌فی حدیث الزبیر: و إِن فی جسده أَمثال القُیون؛ جمع قَیْنة و هی الفَقارة من فَقار الظهر، و الهَزْمة التی بین غُراب الفرس و عَجْب ذنَبه، یرید آثار الطَّعَنات و ضربات السیوف، یصفه بالشجاعة. ابن سیدة: و القَیْنة من الفرس نُقْرة بین الغُراب و العَجُز فیها هَزْمة. و القَیْنانِ: موضع القید من الفرس و من كل ذی أَربع یكون فی الیدین و الرجلین، و خَصَّ بعضهم به موضع القَیْد من قوائم البعیر و الناقة. و فی الصحاح: القَیْنان موضع القید من وظیفی یَد البعیر؛ قال ذو الرمة: دانی له القَیْدُ فی دَیمومةٍ قُذُفٍ قَیْنَیْه، و انحسَرَتْ عنه الأَناعِیمُ یرید جمع الأَنعام و هی الإِبل. اللیث: القَیْنان الوَظیفان لكل ذی أَربع، و القَین من الإِنسان كذلك. و قانَنی اللهُ علی الشی‌ءِ یَقِینُنی: خَلَقنی. و القانُ: شجر من شجر الجبال، زاد الأَزهری ینبت فی جبال تهامة، تُتخذ منه القِسِیُّ، استدل علی أَنها یاء لوجود ق ی ن و عدم ق و ن؛ قال ساعدة بن جؤیة: یأْوی إِلی مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ شُمٍّ، بهنَّ فُروعُ القانِ و النَّشَمِ واحدته: قانةٌ؛ عن ابن الأَعرابی و أَبی حنیفة.

فصل الكاف؛ ج13، ص: 352

كأن؛ ج13، ص: 352

: كَأَنَ: اشتَدَّ. و كَأَنْتُ: اشْتَدَدْت و كأَنَّ، بالتشدید: ذكرت فی ترجمة أَنن.

كبن؛ ج13، ص: 352

: الكَبْنُ: عَدْوٌ لَیِّنٌ فی اسْترسال. كَبَن الرجلُ یَكْبِنُ كُبوناً و كَبْناً إِذا لَیَّن عَدْوَه؛ و أَنشد اللیث «1»:
(1). قوله [و أنشد اللیث] أی العجاج و عجزه كما فی التكملة: خزایة و الخفر الخزیّ الخزایة بفتح الخاء المعجمة: الاستحیاء، و الخفر ككتف: شدید الحیاء، و الخزیّ: فعیل
لسان العرب، ج‌13، ص: 353
یَمور و هو كابِنٌ حَیِیُّ و قیل: هو أَن یُقَصِّر فی العَدْو. قال الأَزهری: الكَبْن فی العَدْوِ أَن لا یَجْهَدَ نَفْسَه و یَكُفَّ بعضَ عَدْوِه، كَبَنَ الفرسُ یَكْبِنُ كَبْناً و كُبُوناً. و‌فی حدیث المنافق: یَكْبِنُ فی هذه مرةً و فی هذه مرة‌أَی یَعْدُو. یقال: كَبَنَ یَكْبِنُ كُبوناً إِذا عدا عَدْواً لَیِّناً. و الكُبُونُ: السُّكُونُ؛ و منه قول أَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیّ: واضِحَة الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ، كأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد كَبَنْ أَی سَكَنَ. و كَبَنَ الثوبَ یَكْبِنُه و یَكْبُنُه كَبْناً: ثناه إِلی داخل ثم خاطَه. و‌فی الحدیث: مَرَّ بفُلانٍ و هو ساجد و قد كَبَنَ ضَفِیرَتَیْه و شَدَّهما بنِصاح‌أَی ثناهما و لواهما. و رجل كُبُنٌّ و كُبُنَّة: مُنْقَبِضٌ بَخِیلٌ كَزٌّ لئیم، و قیل: هو الذی لا یَرْفَعُ طَرْفه بُخْلًا، و قیل: هو الذی یُنَكِّسُ رأْسه عن فعل الخیر و المعروف؛ قال الخنساء: فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لا كُبُنٌّ، ثَقیلُ الرأْسِ یَحْلُم بالنَّعِیقِ و قال الهذلی: یَسَرٍ، إِذا كانَ الشِّتاءُ، و مُطْعِمٍ للَّحْمِ، غیرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ و استشهد الجوهری بشعر عُمَیر بن الجَعْدِ الخُزاعی: یَسَرٍ، إِذا هَبَّ الشتاءُ و أَمْحَلُوا فی القَوْمِ، غیرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ التهذیب: الكسائیّ رجل كُبُنَّة و امرأَة كُبُنَّةٌ للذی فیه انقباض، و أَنشد بیت الهذلی: و اكْبَأَنَّ اكبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ. و الكُبُنَّة: الخُبْزة الیابسة. و الكُبُنُّ: الخُبْز لأَن فی الخُبْز تَقَبُّضاً و تَجَمُّعاً. و رجل مَكْبُون الأَصابع: مِثل الشَّثْنِ. و كَبَنَ الرجلُ كَبْناً: دخلت ثنایاه من أَسفلُ و من فوقُ إِلی غارِ الفَم. و كَبَنَ هدِیَّتَه عنَّا یَكْبِنُها كَبْناً: كفَّها و صَرَفَها؛ قال اللحیانی: معنی هذا صَرَفَ هَدِیَّتَه و معروفه عن جیرانه و معارفه إِلی غیرهم. و كلُّ كَفٍّ كَبْنٌ، و فی التهذیب: كلُّ كَبْنٍ كَفٌّ. یقال: كَبَنْتُ عنك لسانی أَی كففته، و فرس كُبُنٌّ. ابن سیدة: و فرس فیه كُبْنَةٌ و كَبَنٌ لیس بالعظیم و لا القَمِی‌ء. و الكُبانُ: داء «1». یأْخذ الإِبل، یقال منه: بعیر مَكْبُونٌ. و كَبَنَ له الظَّبْیُ و كَبَنَ الظَّبْیُ و اكْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض. و اكبَأَنَّ الرجل: انكسر، و اكْبَأَنَّ: انْقَبَضَ؛ قال مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ: یا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا قال ابن بری: شاهدُه قول أَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیّ: كأَنها أُمُّ غَزالٍ قد كَبَنْ أَی قد تَثَنَّی و نام؛ و أَنشد لآخر: فلم یَكْبَئِنُّوا، إِذ رَأَوْنِی، و أَقْبَلَتْ إِلیَّ وُجُوهٌ كالسُّیُوفِ تَهَلَّلُ و فسره أَبو عمرو الشَّیْبانی فقال: كَبَنَ شَفَنَ. و الكُبُونُ: الشُّفُونُ. ابن بُزُرْج: المُكْبَئِنُّ الذی قد احْتَبی و أَدخل مِرْفَقَیْه فی حُبْوَتِه ثم خَضَعَ برقبته و برأْسه علی یدیه، قال: و المُكْبَئِنُّ و المُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. و الكُبْنَةُ:
(1). قوله [و الكبان داء إلخ] و طعام لأَهل الیمن و هو سحیق الذرة المبلولة یجعل فی مراكن صغار و یوضع فی التنور فإذا نضج و احمرّ وجهه أُخرج
لسان العرب، ج‌13، ص: 354
لُعْبة للأَعراب، تُجْمَعُ كُبَناً؛ و أَنشد: تَدَكَّلَتْ بَعْدِی و أَلْهَتْها الكُبَنْ «1». أَبو عبیدة: فرس مَكْبُون، و الأُنثی مَكْبُونة، و الجمع المَكابینُ، و هو القصیر القَوائمِ الرَّحِیبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ، و لا یكون المَكبُون أَقْعَسَ. و كَبْنُ الدَّلْوِ: شَفَتُها، و قیل: ما ثُنِیَ من الجلد عند شَفَةِ الدلو فَخُرِزَ. الأَصمعی: الكَبْنُ ما ثُنِیَ من الجلد عند شفة الدلو. ابن السكیت: هو الكَبْنُ و الكَبْلُ، باللام و النون؛ حكاه عن الفراء، تقول منه: كَبَنْتُ الدلو، بالفتح، أَكْبِنُها، بالكسر، إِذا كَفَفْتَ حول شَفَتِها. و كَبَنْتُ عن الشی‌ء: عَدَلْتُ. و كَبَنْتُ الشی‌ءَ: غَیَّبْتُه، و هو مثل الخَبْنِ. و كَبَنَ فلان سمن و الكِبْنَةُ: السِّمَنُ قال قَعْنَبُ بنُ أُم صاحب یصف جملًا‌ذا كِبْنَةٍ یَمْلأُ التَّصْدِیرَ مَحْزِمُه، كأَنه حینَ یُلْقَی رَحْلُه فَدَنُ

كتن؛ ج13، ص: 354

: الكَتَنُ الدَّرَنُ و الوَسَخُ و أَثر الدُّخان فی البیت و كَتِنَ الوَسَخُ علی الشی‌ء كَتَناً لَصِقَ به و الكَتَنُ التَّلَزُّجُ و التَّوَسُّخُ التهذیب فی كتل یقال كَتِنَتْ جَحافلُ الخیل من أَكل العُشْب إِذا لَصِقَ به أَثَرُ خُضْرَته، و كَتِلَتْ، بالنون و اللام، إِذا لَزِجَتْ و لَكِزَ بها ماؤه فتَلَبَّدَ و منه قول ابن مقبل‌و العَیْرُ یَنْفُخُ فی المَكْنانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُه، و العَضْرَسِ [العِضْرِسِ الثُّجَرِ «2» المَكْنَانُ نبت بأَرض قیس، واحدته مَكْنانة، و هی شجرة غَبْراء صغیرة و قال القزاز المَكْنانُ نباتُ الربیع، و یقال المَوْضِعُ الذی یَنْبُتُ فیه، و العِضْرِسُ شجر، و الثُّجَرُ جمع ثُجْرة، و هی القِطْعَة منه و یقال الثُّجَر للرَّیَّان، و یروی الثَّجِرُ أَی المُجْتَمِعُ فی نباته و‌فی حدیث الحجاج أَنه قال لامرأَة إِنَّكِ لَكَتُونٌ لَفُوتٌ لَقُوفٌ‌الكَتُونُ اللَّزُوقُ من كَتِنَ الوسخ علیه «3» إذا لَزِقَ به و الكَتَنُ لَطْخُ الدخان بالحائط أَی أَنها لَزُوق بمن یَمَسُّها أَو أَنها دَنِسةُ العِرْضِ اللیث الكَتَنُ لَطْخ الدخانِ بالبیت و السَّوادِ بالشَّفَة و نحوه یقال للدابة إِذا أَكلت الدَّرِینَ قد كَتِنَتْ جَحافِلُها أَی اسودّت قال الأَزهری غَلِطَ اللیث فی قوله إِذا أَكلت الدَّرِینَ، لأَن الدَّرِینَ ما یَبِسَ من الكَلإِ و أَتی علیه حول فاسْوَدَّ و لا لَزَجَ له حینئذٍ فیظهر لونه فی الجَحافل، و إِنما تَكْتَنُ الجَحافل من مَرْعَی العُشْبِ الرَّطْبِ یسیل ماؤه فیَتَراكَبُ وَكَبُه و لَزَجُه علی مَقَامِّ الشاء و مَشَافِرِ الإِبل و جَحافِل الحافر، و إِنما یَعْرِف هذا من شاهده و ثافَنَه، فأَما من یعتبر الأَلفاظ و لا مشاهدة له فإِنه یُخْطِئ من حیث لا یعلم، قال و بیت ابن مقبل یُبَیِّنُ لك ما قلته، و ذلك أَن المَكْنَانَ و العِضْرِسَ ضربان من البُقُول غَضَّان رَطْبانِ، و إِذا تَناثر وَرَقُهما بعد هَیْجهما اختلط بقَمِیمِ العُشْب غیرُهما فلم یتمیزا منها و سِقاء كَتِنٌ إِذا تَلَزَّجَ به الدَّرَنُ و كَتِنَ الخِطْرُ [الخَطْرُ تَراكَبَ علی عَجُز الفحل من الإِبل أَنشد یعقوب لابن مقبل:
(1). قوله [تدكلت إلخ] عجزه كما فی التكملة: و نحن نعدو فی الخبار و الجرن و تدكلت أی تدللت (2). قوله [فی المكنان] بمیم مفتوحة و نونین هذا هو الصواب و تقدم إنشاده فی ثجر غیر هذا و الصحیح ما هنا (3). قوله [من كتن الوسخ إلخ] و قیل هی من كتن صدره إذا دوی أی دویة الصدر منطویة علی ریبة و غش، و عن أبی حاتم ذاكرت به الأَصمعی فقال هو حدیث موضوع و لا أعرف أصل الكتون، كذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌13، ص: 355
ذَعَرْتُ به العَیْرَ مُسْتَوْزیاً، شَكِیرُ، جَحافِلهِ قد كَتِنْ مستوزیاً منتصباً مرتفعاً، و الشَّكِیرُ الشَّعَرُ الضعیف، یعنی أَن أَثر خُضرة العُشب قد لَزِق به أَبو عمرو الكَتَنُ تراب أَصل النخلة و الكَتَنُ التزاق العَلف بفَیْدَی جَحْفلَتی الفرس، و هما صِمغاها و الكَتَّان، بالفتح معروف، عربی سمی بذلك لأَنه یُخَیَّس و یُلقی بعضُه علی بعض حتی یَكْتَن و حذف الأَعشی منه الأَلف للضرورة و سماه الكَتَن فقال‌هو الواهِبُ المُسْمِعات الشُّرُوبَ، بین الحَریر و بَینَ الكَتَنْ كما حذفها ابن هَرْمة فی قوله‌بَیْنا أُحَبِّرُ مَدْحاً عادَ مَرْثِیةً، هذا لعَمْری شَرٌّ دِینُه عِدَدُ دِینه دأْبه، و العِدَد العِداد، و هو اهْتیاج وجع اللَّدیغ و قال أَبو حنیفة زعم بعض الرواة أَنها لغة، و قال بعضهم إِنما حذف للحاجة قال ابن سیدة و لم أَسمع الكَتَن فی الكَتَّان إِلَّا فی شعر الأَعشی و یقال لَبِسَ الماءُ كَتَّانه إِذا طَحلَب و اخْضَرَّ رأْسُه قال ابن مقبل‌أَسَفْنَ المَشافِرَ كَتَّانَهُ، فأَمْرَرْنَهُ مُستَدِرّاً فَجالا أَسَفْنَ یعنی الإِبل أَی أَشْمَمْنَ مَشافِرَهن كَتَّانَ الماء، و هو طُحْلبه و یقال أَراد بكَتَّانه غُثاءَه، و یقال أَراد زَبَد الماء، فأَمْرَرْنه أَی شَربْنه من المُرور، مُستدِرّاً أَی أَنه اسْتَدَرَّ إِلی حُلوقها فجَری فیها، و قوله فجالا أَی جال إِلیها و الكِتْن و الكَتِن القَدَحُ، و فی بعض نسخ المصنَّف و مثلها من الرجال المَكمور، و هو الذی أَصاب الكاتِنُ كَمَرَتَه؛ قال ابن سیدة و لا أَعرفه، و المعروف الخاتِنُ و كتانة اسم موضع قال كثیر عزة‌أَجَرَّتْ خُفوفاً من جَنوبِ كُتانةٍ إِلی وَجْمةٍ، لما اسْجَهرَّتْ حَرورُها «1» و كُتانة هذه كانت لجعفر بن إِبراهیم بن علی بن عبد الله بن جعفر و ورد فی الحدیث ذكر كُتانة، بضم الكاف و تخفیف التاء، ناحیة من أَعراض المدینة لآل جعفر بن أَبی طالب.

كثن؛ ج13، ص: 355

: الكُثْنة نَوَرْدَجة تتخذ من آسٍ و أَغصان خِلافٍ، تُبْسَط و تُنضَّد علیها الریاحین ثم تُطْوی، و إِعرابه كُنْثَجة، و بالنَّبَطیَّة الكُثْنی، مضموم الأَول مقصور، و قال أَبو حنیفة الكُثْنة من القَصب و من الأَغصان الرَّطْبةِ الوَریقة، تُجْمَعُ و تُحْزَمُ و یجعل فی جوفها النَّوْرُ أَو الجَنی، قال و أَصلها نبَطیَّةً كُثْنی‌

كدن؛ ج13، ص: 355

: الكِدْنةُ السَّنامُ بعیر كَدِنٌ عظیمُ السَّنام، و ناقة كَدِنةٌ و الكِدْنةُ القُوَّة و الكِدْنة و الكُدْنة جمیعاً كثرة الشحم و اللحم، و قیل هو الشحم و اللحم أَنفسهما إِذا كَثُرا، و قیل هو الشحم وحده عن كراع، و قیل هو الشحم العتیق یكون للدابة و لكل سمین عن اللحیانی، یعنی بالعتیق القدیم و امرأَة ذاتُ كِدْنة [كُدْنة أَی ذات لحم قال الأَزهری و رجل ذو كِدْنة [كُدْنة إِذا كان سمیناً
(1). قوله [أجرت] كذا بالأصل و التكملة و المحكم و الذی فی یاقوت أجدّت، بالدال المهملة، بمعنی سلكت و علیه فخفوفاً جمع خف بضم الخاء المعجمة بمعنی الأَرض الغلیظة و وجمة جانب فعری بكسر فسكون مقصور جبل تدفع شعابه فی غیقة من أرض ینبع
لسان العرب، ج‌13، ص: 356
غلیظاً أَبو عمرو إِذا كثر شحم الناقة و لحمها فهی المُكْدَنة و یقال للرجل إِنه لحسن الكِدْنة [الكُدْنة، و بعر ذو كِدْنة [كُدْنة، و رجل كَدِنٌ و امرأَة كَدِنة ذات لحم و شحم و‌فی حدیث سالم أَنه دخل علی هشام فقال له إِنك لحَسنُ الكِدْنة، فلما خرج أَخذته قَفْقَفة فقال لصاحبه أَ تری الأَحوَلَ لَقَعَنی بعینه الكِدْنة، بالكسر و قد تضم غِلَظُ الجسم و كثرة اللحم و ناقة مُكْدَنة ذات كِدْنة و الكِدْنُ و الكَدْنُ الأَخیرة عن كراع الثوبُ الذی یكون علی الخِدْر، و قل هو ما تُوَطِّئُ به المرأَة لنفسها فی الهودج من الثیاب، و فی المحكم هو الثوب الذی تُوَطِّئُ به المرأَةُ لنفسها فی الهودج، و قیل هو عَباءَة أَو قطیفة تُلْقیها المرأَة علی ظهر بعیرها ثم تَشُدُّ هَوْدجها علیه و تَثْنی طَرَفی العَباءَة من شِقَّی البعیر و تَخُلُّ مؤَخَّر الكِدْن و مُقدَّمه فیصیر مثل الخُرْجَین تُلْقی فیها بُرْمَتها و غیرها من متاعها و أَداتها مما تحتاج إِلی حمله، و الجمع كُدُون أَبو عمرو الكُدُون التی توَطِّئُ بها المرأَة لنفسها فی الهودج، قال و قال الأَحمرُ هی الثیاب التی تكون علی الخدور، واحدها كِدْنٌ و الكَدْنُ و الكِدْنُ مَرْكَب من مَراكب النساء و الكَدْن و الكِدْن الرَّحْل قال الراعی‌أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ، سَراةَ الیومِ یَمْهَدْنَ الكُدونا و الكِدْنُ شی‌ء من جُلود یُدَقُّ فیه كالهاوُن و فی المحكم الكِدْنُ جلدُ كراعٍ یُسْلَخُ و یُدبَغ و یجعل فیه الشی‌ءُ فیُدَقُّ فیه كما یُدَقُّ فی الهاوُن، و الجمع من ذلك كله كُدُونٌ و أَنشد ابن بری‌هُمُ أَطْعَمُونا ضَیْوَناً ثم فَرْتَنی، و مَشَّوْا بما فی الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ الجَوْزَلُ السَّمُّ، و مَشَّوْا دافوا، و الضَّیْوَنُ ذكَرُ السَّنانیر و الكَوْدانة الناقة الغلیظة الشدیدة قال ابن الرقاع‌حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانةٌ فی مِلاطٍ و وِعاءٍ كالجِرابِ و كَدِنَتْ شَفَتُه كَدَناً، فهی كَدِنةٌ اسْودَّت من شی‌ءٍ أَكَله، لغة فی كَتِنَتْ، و التاء أَعلی ابن السكیت كَدِنتْ مشافر الإِبل و كَتِنَتْ إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها من مائه و غلُظَت و كَدِنُ النبات غلیظه و أُصوله الصُّلبة و كَدِنَ النباتُ لم یبق إِلا كَدِنُه و الكَدَانةُ الهُجْنةُ و الكَوْدَنُ و الكَوْدَنِیُّ البِرْذَوْنُ الهَجِینُ، و قیل هو البغل و یقال للبِرْذَوْنِ الثَّقیلِ كَوْدَنٌ، تشبیهاً بالبغل قال إمرؤ القیس‌فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِیَّةً، تُغالی علی عُوجٍ لها كَدِناتِ تُغالی أَی تسیرُ مُسْرِعةً و الكَدِناتُ الصِّلابُ، واحدتها كَدِنةٌ و قال جَندل بن الراعی‌جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنكِبُه، كأَنه كَوْدَنٌ یَمْشی بكَلَّابِ الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ و الكَوْدَنِیُّ من الفِیَلةِ أَیضاً، و یقال للفِیلِ أَیضاً كَوْدَنٌ و قول الشاعر‌خَلِیلیَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِ إِلی قَصْعَةٍ، فیها عُیُونُ الضیَّاوِنِ قال شبَّه الثَّرِیدة الزُّرَیْقاءَ بعیون السَّنانیر لما فیها من الزیت الجوهری الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ یُوكَفُ و یشبه به البلید یقال ما أَبْیَنَ الكَدَانَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 357
فیه أَی الهُجْنَةَ و الكَدَنُ أَن تُنْزحَ البئر فیبقی الكَدَرُ و یقال أَدْرِكوا كَدَنَ مائِكم أَی كَدَرَه قال أَبو منصور الكَدَنُ و الكَدَرُ و الكَدَلُ واحد و یقال كَدِنَ الصِّلِّیانُ إِذا رُعِیَ فُرُوعُه و بقِیَتْ أُصُولُه و الكِدْیَوْنُ التُّرابُ الدُّقاقُ علی وجه الأَرض قال أَبو دُواد، و قیل للطرمّاح‌تیَمَّمْتُ بالكِدْیَوْنِ كی لا یَفُوتَنی، من المَقْلةِ البَیْضاء، تَقْرِیظُ باعِقِ یعنی بالمَقْلةِ الحصاةَ التی یُقْسَمُ بها الماء فی المَفاوِزِ، و بالتقریظ ما یثنی به علی الله تعالی و تقَدَّسَ، و بالباعق المُؤَذِّن، و قیل الكِدْیَوْنُ دُقاقُ السِّرْقین یخلط بالزیت فتُجْلی به الدُّروع، و قیل هو دُرْدِیُّ الزیت، و قیل هو كل ما طُلِیَ به من دُهْن أَو دَسَم قال النابغة یصف دروعاً جُلِیَتْ بالكِدْیَوْنِ و البَعر‌عُلِینَ بكِدْیَوْنٍ و أُبْطِنَّ كُرَّةً، فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِیاتُ الغَلائِل و رواه بعضهم ضافیات الغلائل و فی الصحاح الكِدْیَوْن مثال الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التراب علیه دُرْدیُّ الزَّیْت تُجْلی به الدُّروع و أَنشد بیت النابغة و كُدَیْنٌ اسم. و الكَوْدَنُ رجل من هُذیْل و الكِدَانُ خیط یُشَدُّ فی عُروةٍ فی وسَطِ الغَرْبِ یُقَوِّمُه لئلا یضطربَ فی أَرجاء البئر عن الهجَری و أَنشد‌بُوَیْزِلٌ أَحْمَرُ ذو لحْمٍ زِیَمْ، إِذا قصَرْنا من كِدانِه بَغَمْ و الكِدانُ شُعْبةٌ من الحبل یُمْسَكُ البعیر به أَنشد أَبو عمرو‌إِن بَعِیریْك لَمُخْتَلَّانِ، أَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِ

كذن؛ ج13، ص: 357

: اللیث الكَذَّانة حِجارة كأَنها المَدَرُ فیها رَخاوة، و ربما كانت نخِرةً، و جمعها الكَذَّانُ، یقال إِنها فَعْلانة و یقال فَعّالة أَبو عمرو الكَذَّانُ الحجارة التی لیست بصُلبة و‌فی حدیث بناء البصرة فوجدوا هذا الكَذَّانَ فقالوا ما هذه البَصْرةُ الكَذَّانُ‌و البَصْرة حجارة رِخْوَةٌ إِلی البیاض، و هو فَعّال و النون أَصلیة، و قیل: فَعْلان و النون زائدة‌

كرن؛ ج13، ص: 357

: الكِرَانُ العُودُ، و قیل الصَّنْجُ قال لبید‌صَعْلٌ كسافِلةِ القَناةِ وظِیفُه، و كأَنَّ جُؤْجُؤَه صَفِیحُ كِرانِ و فی روایة كسافِلةِ القَنا ظُنْبُوبُه، و الجمع أَكْرِنةٌ و الكَرِینَةُ المُغَنِّیَةُ الضاربة بالعُود أَو الصَّنْجِ و‌فی حدیث حمزة، رضی الله عنه فغَنَّتْه الكَرِینة‌أَی المغنة الضاربة بالكِرانِ، و الكِنَّارة نحوٌ منه و الكِرْیَوْنُ وادٍ بمصر، حرسها الله تعالی قال كثیر عزة‌تولَّتْ سِراعاً عِیرُها، و كأَنها دَوافِعُ بالكِریَوْن ذاتُ قُلوعِ و قیل هو خَلِیجٌ یُشَقُّ من نیل مصر، صانها الله تعالی‌

كردن؛ ج13، ص: 357

: الكِرْدِینُ الفأْسُ العظیمة، لها رأْس واحد، و هو الكَرْدَنُ [الكِرْدَنُ أَیضاً و كِرْدینٌ لقب مُسْمِعِ بن عبد الملك التهذیب ابن الأَعرابی خُذْ بقَرْدَنِه و كَرْدَنِه و كَرْدِه أَی بقفاه الأَصمعی یقال ضرَبَ كَرْدَنَه أَی عُنُقَه، و بعضهم یقول ضرب قَرْدَنه.
لسان العرب، ج‌13، ص: 358‌

كرزن؛ ج13، ص: 358

: الجوهری الكِرْزِنُ و الكِرْزِین، بالكسر، فأْس مثل الكِرْزِم و الكِرْزِیم عن الفراء، و‌فی حدیث أُمِّ سَلَمة ما صَدَّقْتُ بموت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی سمعْتُ وقْعَ الكرازین‌ابن سیدة الكَرْزَنُ و الكِرْزِنُ و الكِرْزِینُ الفأْس لها رأْسٌ واحد، و قیل الكِرْزِینُ نحوُ المِطْرَقة، و قال أَبو حنیفة الكَرْزَنُ، بفتح الكاف و الزای جمیعاً، الفأْس لها حَدٌّ قال و أَحسِبُنی قد سمعت الكِرْزَنَ، بكسر الكاف و فتح الزای و‌فی الحدیث عن العباس بن سهل عن أَبیه قال كنت مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یوم الخَنْدَق فأَخذ الكِرْزِینَ یَحْفِرُ فی حَجر إِذ ضَحِكَ، فسُئل ما أَضْحَكَك؟ فقال من ناس یُؤْتَی بهم من قِبَلِ المَشْرِق فی الكُبُول یُساقون إِلی الجنة و هم كارهون‌قال الشاعر‌فقد جعَلَتْ أَكْبادُنا تَحْتَوِیكُمُ، كما تَحْتَوی سُوقُ العِضاهِ الكَرازِنا قال أَبو عمرو إِذا كان لها حَدٌّ واحد فهی فأْس، و كَرْزَن و كِرْزِنٌ، و الجمع كَرازِینُ و كرازِنُ، و قال غیره الكَرازِنُ ما تحت مِیرَكَةِ الرَّحْلِ و أَنشد‌وقَفْتُ فیه ذاتَ وجْهٍ ساهِمِ، تُنْبی الكَرازِینَ بصُلبٍ زاهِمِ

كركدن؛ ج13، ص: 358

: ابن الأَعرابی الكَرْكَدَّنُ دابة عظیمة الخَلْقِ یقال إِنها تحمل الفِیلَ علی قرْنِها، ثَقَّلَ الدال من الكَرْكَدَّنِ‌

كسطن؛ ج13، ص: 358

: أَبو عمرو القَسْطانُ و الكَسْطانُ الغُبار، و كَسْطَلٌ و قَسْطَلٌ و كَسْطَنٌ و أَنشد‌حتی إِذا ما الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ، أَهابَ راعِیها فثارَتْ برَهَجْ، تُثیر كَسْطانَ مَراغ ذی وَهَجْ

كشن؛ ج13، ص: 358

: الكُشْنَی، مقصور نبت قال أَبو حنیفة هو الكِرْسِنَّةُ «1»

كشخن؛ ج13، ص: 358

: قال فی الكَشْمَخِ بقلة تكون فی رمال بنی سعد، قال أَبو منصور أَقمْتُ فی رمال بنی سعد فما رأَیت كَشْمَخةً و لا سمعت بها و ما أُراها عربیة، و كذلك الكَشْخَنة مُوَلَّدة لیست بصحیحة، و قد ذكرناه فی ترجمة كشخ‌

كعن؛ ج13، ص: 358

: حكی الأَزهری عن أَبی عمرو الإِكْعان فُتور النشاط، و قد أَكْعَن إِكْعاناً و أَنشد لطَلْق بن عَدیٍّ یصف نعامتین شَدَّ علیهما فارسٌ‌و المُهْرُ فی آثارِهِنَّ یَقْبِصُ قَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ منه یَنْكُصُ حتی اشْمَعلَّ مُكْعِناً ما یَهْبَصُ قال و أَنا واقف فی هذا الحرف‌

كفن؛ ج13، ص: 358

: الكَفَنُ معروف ابن الأَعرابی الكَفْنُ التغطیة قال أَبو منصور و منه سمی كَفَنُ المیت لأَنه یستره ابن سیدة الكَفَنُ لباس المیت معروف، و الجمع أَكفان، كَفَنه یكْفِنُه كَفْناً و كَفَّنه تَكْفِیناً و یقال: میت مَكْفونٌ و مُكَفَّنٌ؛ و قول إمرئِ القیس: علی حَرَجٍ كالقَرِّ یَحْمِلُ أَكفانی أَراد بأَكْفانه ثیابه التی تُواریه، و ورد ذكر الكَفَن فی الحدیث كثیراً، و ذكر بعضهم‌فی قوله: إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخاه فلْیُحْسِن كَفْنَه، أَنه بسكون
(1). قوله [هو الكرسنة] ضبطت فی القاموس بكسر الكاف و السین و ضبطها عاصم بفتحهما و ضبطت فی التكملة بالشكل بكسر الكاف و فتح السین
لسان العرب، ج‌13، ص: 359
الفاء علی المصدر أَی تكفینه، قال: و هو الأَعم لأَنه یشتمل علی الثوب و هیئته و عمله، قال: و المعروف فیه الفتح. و‌فی الحدیث: فأَهدی لنا شاةً و كَفَنَها‌أَی ما یُغَطِّیها من الرُّغْفان. و یقال: كَفَنْتُ الخُبزةَ فی المَلَّة إِذا وارَیْتَها بها. و الكَفْنُ: غزْل الصُّوف. و كَفَن الرجلُ الصوفَ: غَزَله. اللیث: كَفَن الرجلُ یَكْفِنُ أَی غزل الصوف. و الكَفْنةُ: شجرة من دِقِّ الشجر صغیرة جَعْدة، إِذا یَبستْ صَلُبتْ عِیدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عن القَنا، و قیل: هی عُشْبة منتشرة النَبْتة علی الأَرض تَنبُتُ بالقِیعان و بأَرض نجدٍ، و قال أَبو حنیفة: الكَفْنة من نبات القُفّ، لم یَزِدْ علی ذلك شیئاً و كَفَنَ یَكْفِنُ: اخْتلی الكَفْنة؛ قال ابن سیدة: و أَما قوله: یَظَلُّ فی الشاءِ یَرْعاها و یَعْمِتُها، و یَكْفِن الدهرَ إِلَّا رَیْث یَهْتَبِد فقد قیل: معناه یَخْتَلی من الكَفْنة لمَراضع الشاء؛ قاله أَبو الدُّقَیْش، و قیل: معناه یغزل الصوف؛ رواه اللیث؛ و روی عمرو عن أَبیه هذا البیت: فَظَلَّ یَعْمِتُ فی قَوْطٍ و راجِلةٍ، یُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَیْثَ یَهْتَبِدُ قال: یُكَفِّتُ یَجْمع و یحْرص إِلا ساعة یَقْعُدُ یَطَّبِخُ الهَبیدَ، و الراجلة: كَبْش الراعی یحْملُ علیه متاعه، و یقال له الكَرَّاز. و طعام كَفْنٌ: لا مِلْح فیه. و قوم مُكْفِنُون: لا مِلح عندهم؛ عن الهَجَریّ. قال: و منه‌قول علی بن أَبی طالب، علیه السلام، فی كتابه إِلی عامله مَصْقَلة بن هُبَیرة: ما كان علیك أَن لو صُمْتَ لله أَیاماً، و تصدَّقْتَ بطائفة من طعامك مُحْتَسِباً، و أَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً، فإِن تلك سیرةُ الأَنبیاء و آدابُ الصالحین.و الكَفْنة: شجر.

كمن؛ ج13، ص: 359

: كَمَنَ كُمُوناً: اخْتَفی. و كَمَن له یَكْمُن كُموناً و كَمِن: استَخْفی. و كمنَ فلانٌ إِذا استخفی فی مَكْمَنٍ لا یُفْطَنُ له. و أَكْمَن غیرَه: أَخفاه. و لكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره. و كلُّ شی‌ءٍ استتر بشی‌ءٍ فقد كَمَن فیه كُموناً. و‌فی الحدیث: جاءَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و أَبو بكر، رضی الله عنه، فكَمَنا فی بعض حِرار المدینة‌أَی استترا و استخفیا؛ و منه الكَمِینُ فی الحرب معروف، و الحِرار: جمع حَرَّة و هی الأَرض ذات الحجارة السُّود، قال ابن سیدة: الكَمینُ فی الحرب الذینَ یَكْمُنون. و أَمرٌ فیه كَمِینٌ أَی فیه دَغَلٌ لا یُفْطَن له. قال الأَزهری: كَمِینٌ بمعنی كامِن مثل عَلیم و عالم. و ناقة كَمُونٌ: كَتُوم للِّقاح، و ذلك إِذا لَقِحَتْ، و فی المحكم: إِذا لم تُبَشِّر بذَنبها و لم تَشُل، و إِنما یُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها. و قال ابن شمیل: ناقة كَمُونٌ إِذا كانت فی مُنْیَتِها و زادت علی عشر لیال إِلی خمس عشرة لا یُسْتَیْقَنُ لِقاحُها. و حُزْنٌ مُكْتَمِنٌ فی القلب: مُخْتَفٍ. و الكُمْنةُ: جَرَبٌ و حُمْرة تَبقی فی العین من رَمَدٍ یُساء علاجُه فتُكْمَن، و هی مَكْمونة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لم تَحْذَلْ بها كُمْنةٌ و لا رَمَدُ و‌فی الحدیث عن أَبی أُمامة الباهلی قال: نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن قتل عَوامر البیوت إِلَّا ما كان من ذی الطُّفْیَتَیْنِ و الأَبْتَر، فإِنهما یُكْمِنان الأَبصارَ أَو یُكْمِهان و تَخْدِجُ منه النساء.قال
لسان العرب، ج‌13، ص: 360
شمر: الكُمْنةُ ورَمٌ فی الأَجفان، و قیل: قَرْحٌ فی المآقی، و یقال: حِكَّة و یُبْسٌ و حُمْرة؛ قال ابن مقبل: تَأَوَّبَنی الداءُ الذی أَنا حاذِرُهْ، كما اعتاد «2» … من اللیلِ عائِرُهْ. و من رواه بالهاء یُكْمِهان، فمعناه یُعْمِیان، من الأَكْمه و هو الأَعمی، و قیل: هو ورم فی الجَفْن و غِلَظٌ، و قیل: هو أُكالٌ یأْخذ فی جفن العین فتحمرُّ له فتصیر كأَنها رمداء، و قیل: هی ظلمة تأْخذ فی البصر، و قد كَمِنَتْ عینُه تَكْمَنُ كُمْنة شدیدة و كُمِنَتْ. و المُكْتَمِنُ: الحَزینُ؛ قال الطرماح: عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ یَسُفْنَها بمُكْتَمِنٍ، من لاعِج الحُزْنِ، واتِنِ المُكْتَمِنُ: الخافی المضمر، و الواتِنُ: المقیم، و قیل: هو الذی خَلَصَ إِلی الوَتِینِ. و الكَمُّون، بالتشدید: معروف حَبٌّ أَدقُّ من السِّمْسِم، واحدته كَمُّونةٌ. و قال أَبو حنیفة: الكَمُّون عربی معروف یزعم قوم أَنه السَّنُّوتُ؛ قال الشاعر: فأَصبَحْتُ كالكَمُّون ماتَتْ عُروقُه، و أَغصانُه مما یُمَنُّونَه خُضْرُ و دارَةُ مَكْمِنٍ «3»: موضع؛ عن كراع. و مَكْمِنٌ: اسم رملة فی دیار قیس؛ قال الراعی: بدارَةِ مَكْمِنٍ ساقتْ إِلیها رِیاحُ الصَّیْفِ أَرْآماً و عِینَا

كنن؛ ج13، ص: 360

: الكِنُّ و الكِنَّةُ و الكِنَانُ: وِقاء كل شی‌ءٍ و سِتْرُه. و الكِنُّ: البیت أَیضاً، و الجمع أَكْنانٌ و أَكِنةٌ، قال سیبویه: و لم یكسروه علی فُعُلٍ كراهیة التضعیف. و فی التنزیل العزیز: وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبٰالِ أَكْنٰاناً. و‌فی حدیث الاستسقاء: فلما رأَی سُرْعَتَهم إِلی الكِنِّ ضَحِكَ؛ الكِنُّ: ما یَرُدُّ الحَرَّ و البرْدَ من الأَبنیة و المساكن، و قد كَننْتُه أَكُنُّه كَنّاً. و‌فی الحدیث: علی ما اسْتَكَنَّ‌أَی اسْتَتَر. و الكِنُّ: كلُّ شی‌ءٍ وَقَی شیئاً فهو كِنُّه و كِنانُه، و الفعل من ذلك كَنَنْتُ الشی‌ء أَی جعلته فی كِنٍّ. و كَنَّ الشی‌ءَ یَكُنُّه كَنّاً و كُنوناً و أَكَنَّه و كَنَّنَه: ستره؛ قال الأَعلم: أَ یَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سَمِینٌ تُكَنِّنُه السِّتارةُ و الكنِیفُ؟ و الاسم الكِنُّ، و كَنَّ الشی‌ءَ فی صدره یَكُنُّه كَنّاً و أَكَنَّه و اكْتَنَّه كذلك؛ و قال رؤبة: إِذا البَخِیلُ أَمَرَ الخُنُوسا شَیْطانُه و أَكْثَر التَّهْوِیسا فی صدره، و اكتَنَّ أَن یَخِیسا و كَنَّ أَمْرَه عنه كَنّاً: أَخفاه. و اسْتَكَنَّ الشی‌ءُ: استَتَر؛ قالت الخنساء: و لم یتَنوَّرْ نارَه الضیفُ مَوْهِناً إِلی عَلَمٍ لا یستَكِنُّ من السَّفْرِ و قال بعضهم: أَكَنَّ الشی‌ءَ: سَتَره. و فی التنزیل العزیز: أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِی أَنْفُسِكُمْ؛ أَی أَخفَیْتم. قال ابن بری: و قد جاءَ كنَنتُ فی الأَمرین «4». جمیعاً؛ قال المُعَیْطِیُّ:
(2). كذا بیاض بالأصل (3). قوله [و دارة مكمن] ضبطها المجد كمقعد، و ضبطها یاقوت كالتكملة بكسر المیم (4). قوله [فی الأمرین] أی الستر و الصیانة من الشمس و الإسرار فی النفس كما یعلم من الوقوف علی عبارة الصحاح الآتیة فی قوله: و كننت الشی‌ء سترته و صنته
لسان العرب، ج‌13، ص: 361
قد یكْتُمُ الناسُ أَسراراً فأَعْلَمُها، و ما یَنالُون حتی المَوْتِ مَكْنُونی قال الفراء: للعرب فی أَكنَنْتُ الشی‌ءَ إِذا ستَرْتَه لغتان: كنَنْتُه و أَكنَنْتُه بمعنی؛ و أَنشَدُونی: ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَیاتٍ، من اللَّائی تَكُنُّ من الصَّقِیعِ و بعضهم یرویه: تُكِنُّ من أَكنَنْتُ. و كَنَنْتُ الشی‌ءَ: سَتْرتُه و صُنْتُه من الشمس. و أَكنَنْتُه فی نفسی: أَسْرَرْتُه. و قال أَبو زید: كنَنْتُه و أَكنَنْتُه بمعنی فی الكِنِّ و فی النَّفس جمیعاً، تقول: كَنَنْتُ العلم و أَكنَنْتُه، فهو مَكْنونٌ و مُكَنٌّ. و كَنَنْتُ الجاریةَ و أَكنَنْتُها، فهی مَكْنونة و مُكَنَّة؛ قال الله تعالی: كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ؛ أَی مستور من الشمس و غیرها. و الأَكِنَّةُ: الأَغطِیَةُ؛ قال الله تعالی: وَ جَعَلْنٰا عَلیٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ*، و الواحد كِنانٌ؛ قال عُمَرُ بن أَبی ربیعة: هاجَ ذا القَلْبَ مَنْزِلُ دارِسُ العَهْدِ مُحْوِلُ أَیُّنا باتَ لیلةً بَیْنَ غُصْنَینِ یُوبَلُ تحتَ عَیْنٍ كِنَانُنا، ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ قال ابن بری: صواب إِنشاده: بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ قال: و أَنشده ابن درید: تحتَ ظِلٍّ كِنانُنا، فَضْلُ بُرْدٍ یُهَلَّلُ «1». و اكتَنَّ و اسْتَكَنَّ: اسْتَتَر. و المُسْتَكِنَّةُ: الحِقْدُ؛ قال زهیر: و كان طَوی كَشْحاً علی مُستكِنَّةٍ، فلا هو أَبْداها و لم یتَجَمْجَمِ و كَنَّه یَكُنُّه: صانه. و فی التنزیل العزیز: كَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَكْنُونٌ؛ و أَما قوله: لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ و بَیْضٌ مَكْنُونٌ، فكأَنه مَذْهَبٌ للشی‌ء یُصانُ، و إِحداهما قریبة من الأُخری. ابن الأَعرابی: كَنَنْتُ الشی‌ءَ أَكُنُّه و أَكنَنْتُه أُكِنُّه، و قال غیره: أَكْنَنْتُ الشی‌ءَ إِذا سَتْرتَه، و كنَنْتُه إِذا صُنتَه. أَبو عبید عن أَبی زید: كنَنْتُ الشی‌ءَ و أَكنَنْتُه فی الكِنِّ و فی النَّفْسِ مثلُها. و تَكَنَّی: لزِمَ الكِنَّ. و قال رجل من المسلمین: رأَیت عِلْجاً یوم القادِسیة قد تَكَنَّی و تحَجَّی فقَتلْتُه؛ تحجَّی أَی زَمزَمَ. و الأَكنانُ: الغِیرانُ و نحوها یُسْتكَنُّ فیها، واحدها كِنٌّ و تجْمَعُ أَكِنَّة، و قیل: كِنانٌ و أَكِنَّة. و اسْتكَنَّ الرجلُ و اكْتَنَّ: صار فی كِنٍّ. و اكتَنَّتِ المرأَةُ: غطَّتْ وجْهَها و سَتَرَتْه حَیاءً من الناس. أَبو عمرو: الكُنَّةُ و السُّدَّةُ كالصُّفَّةِ تكون بین یدی البیت، و الظُّلَّة تكون بباب الدار. و قال الأَصمعی: الكُنَّة هی الشی‌ءُ یُخْرِجُه الرجلُ من حائطه كالجَناحِ و نحوه. ابن سیدة: و الكُنَّة، بالضم، جناح تُخْرِجُه من الحائط، و قیل: هی السَّقِیفة تُشْرَعُ فوقَ باب الدار، و قیل: الظُّلَّة تكون هنالك، و قیل: هو مُخْدَع أَو رَفٌّ یُشْرَعُ فی البیت، و الجمع كِنَانٌ و كُنّات. و الكِنانة: جَعْبة السِّهام تُتَّخذُ من جُلود لا خَشب فیها أَو من خشب لا جلود فیها. اللیث: الكِنَانة كالجَعْبة غیر أَنها صغیرة تتخذ للنَّبْل. ابن درید: كِنانة النَّبْل إِذا كانت من أَدم، فإِن كانت من
(1). قوله [یهلل] كذا بالأصل مضبوطاً و لم نعثر علیه فی غیر هذا المحل و لعله مهلهل
لسان العرب، ج‌13، ص: 362
خشب فهو جَفِیر. الصحاح: الكِنانةُ التی تجعل فیها السهام.. و الكَنَّةُ، بالفتح: امرأَة الابن أَو الأَخ، و الجمع كَنائِنُ، نادر كأَنهم توهموا فیه فَعِیلة و نحوها مما یكسر علی فعائل. التهذیب: كل فَعْلةٍ أَو فِعْلة أَو فُعْلة من باب التضعیف فإِنها تجمع علی فَعائل، لأَن الفعلة إِذا كانت نعتاً صارت بین الفاعلة و الفَعیل و التصریف یَضُمُّ فَعْلًا إِلی فعیل، كقولك جَلْدٌ و جَلِید و صُلْبٌ و صَلیب، فردُّوا المؤنث من هذا النعت إِلی ذلك الأَصل؛ و أَنشد: یَقُلْنَ كُنَّا مرَّةً شَبائِبا قَصَرَ شابَّةً فجعلها شَبَّةً ثم جمعها علی الشَّبائب، و قال: هی حَنَّتُه و كَنَّتُه و فِراشه و إِزاره و نهْضَتُه و لِحافه كله واحد. و‌قال الزِّبرقان بن بدْر: أَبغَضُ كَنائنی إِلیَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة، و یروی: الطُّلَعةُ القُبَعة، یعنی التی تَطَلَّعُ ثم تُدْخِلُ رأْسَها فی الكِنَّة. و‌فی حدیث أُبَیٍّ أَنه قال لعُمَر و العباس و قد استأْذنا علیه: إِن كَنَّتكُما كانت تُرَجِّلُنی؛ الكَنَّةُ: امرأَة الابن و امرأَة الأَخ، أَراد امرأَته فسماها كَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما فی الإِسلام؛ و منه‌حدیث ابن العاص: فجاءَ یتَعاهدُ كَنَّتَه‌أَی امرأَة ابنه. و الكِنَّةُ و الاكْتِنانُ: البَیاضُ. و الكانونُ: الثَّقیلُ الوَخِم ابن الأَعرابی: الكانون الثقیل من الناس؛ و أَنشد للحطیئة: أَ غِرْبالًا إِذا اسْتُودِعْت سِرّاً، و كانوناً علی المُتَحدِّثِینا؟ أَبو عمرو: الكَوانینُ الثُّقلاء من الناس. قال ابن بری: و قیل الكانون الذی یجلس حتی یَتحَصَّی الأَخبارَ و الأَحادیث لیَنقُلها؛ قال أَبو دَهْبل: و قد قَطَعَ الواشون بینی و بینها، و نحنُ إِلی أَن یُوصَل الحبْلُ أَحوَجُ فَلیْتَ كوانِینا من أهْلی و أَهلها، بأَجْمَعِهم فی لُجَّة البحرِ، لَجَّجوا الجوهری: و الكانونُ و الكانونةُ المَوْقِدُ، و الكانونُ المُصْطَلی. و الكانونان: شهران فی قلب الشتاء، رُومیَّة: كانون الأَوَّل، و كانونُ الآخر؛ هكذا یسمیهما أَهل الروم. قال أَبو منصور: و هذان الشهران عند العرب هما الهَرَّاران و الهَبَّاران، و هما شهرا قُماحٍ و قِماحٍ. و بنو كُنَّة: بطنٌ من العرب نسبوا إِلی أُمِّهم، و قاله الجوهری بفتح الكاف. قال ابن بری: قال ابن درید بنو كُنَّة، بضم الكاف، قال: و كذا قال أَبو زكریا؛ و أَنشد: غَزالٌ ما رأَیتُ الْیَوْمَ فی دارِ بَنی كُنَّهْ رَخِیمٌ یَصْرَعُ الأُسْدَ علی ضَعْفٍ من المُنَّهْ ابن الأَعرابی: كَنْكَنَ إِذا هرَب. و كِنانة: قبیلة من مُضَر، و هو كِنانة بن خُزَیمة بن مُدْرِكة بن إلیاسِ بن مُضَر. و بنو كِنانة أَیضاً: من تَغْلِبَ بن وائلٍ و هم بنو عِكَبٍّ یقال لهم قُرَیْشُ تَغْلِبَ «1».

كهن؛ ج13، ص: 362

: الكاهنُ: معروف. كَهَنَ له یَكْهَنُ و یكهُنُ و كَهُنَ كَهانةً و تكَهَّنَ تكَهُّناً و تَكْهِیناً، الأَخیر نادر: قَضی له بالغیب. الأَزهری: قَلَّما یقال إِلا تكَهَّنَ الرجلُ. غیره: كَهَن كِهانةً مثل كَتَب یكتُب كِتابة إِذا تكَهَّنَ، و كَهُن كَهانة
(1). زاد المجد كالصاغانی: كنكن إذا كسل و قعد فی البیت. و من أسماء زمزم المكنونة، و قال الفراء: النسبة إلی بنی كنة بالضم كنی و كنی بالضم و الكسر
لسان العرب، ج‌13، ص: 363
إِذا صار كاهِناً. و رجل كاهِنٌ من قوم كَهَنةٍ و كُهَّان، و حِرْفتُه الكِهانةُ. و‌فی الحدیث: نهی عن حُلْوان الكاهن؛ قال: الكاهِنُ الذی یَتعاطی الخبرَ عن الكائنات فی مستقبل الزمان و یدَّعی معرفة الأَسرار، و قد كان فی العرب كَهَنةٌ كشِقٍّ و سطیح و غیرهما، فمنهم من كان یَزْعُم أَن له تابعاً من الجن و رَئِیّاً یُلقی إِلیه الأَخبار، و منهم من كان یزعم أَنه یعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب یستدل بها علی مواقعها من كلام من یسأَله أَو فعله أَو حاله، و هذا یخُصُّونه باسم العَرَّاف كالذی یدَّعی معرفة الشی‌ء المسروق و مكان الضالة و نحوهما. و ما كان فلانٌ كاهِناً و لقد كَهُنَ. و‌فی الحدیث: من أَتی كاهِناً أَو عَرَّافاً فقد كَفَر بما أُنزِل علی محمد‌أَی من صَدَّقهم. و یقال: كَهَن لهم إِذا قال لهم قولَ الكَهَنة. قال الأَزهری: و كانت الكَهانةُ فی العرب قبل مبعث سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فلما بُعث نَبِیّاً و حُرِسَت السماء بالشُّهُب و مُنِعت الجنُّ و الشیاطینُ من استراق السمع و إِلقائه إِلی الكَهَنةِ بطل علم الكَهانة، و أَزهق الله أَباطیلَ الكُهَّان بالفُرْقان الذی فَرَقَ الله، عز و جل، به بین الحق و الباطل، و أَطلع الله سبحانه نبیه، صلی الله علیه و سلم، بالوَحْیِ علی ما شاءَ من علم الغُیوب التی عَجَزت الكَهنةُ عن الإِحاطة به، فلا كَهانةَ الیوم بحمد الله و مَنِّه و إِغنائه بالتنزیل عنها. قال ابن الأَثیر: و قوله‌فی الحدیث من أَتی كاهناً، یشتمل علی إِتیان الكاهن و العرَّاف و المُنَجِّم. و‌فی حدیث الجَنین: إِنما هذا من إِخوان الكُهَّان؛ إِنما قال له ذلك من أَجل سَجْعِه الذی سَجَع، و لم یَعِبْه بمجرّد السَّجْع دون ما تضمَّن سَجْعُه من الباطل، فإِنه قال: كیف نَدِیَ من لا أَكَلَ و لا شَرِب و لا اسْتَهلَّ و مثل ذلك یُطَلّ، و إِنما ضرَب المثل بالكُهَّان لأَنهم كانوا یُرَوِّجون أَقاویلهم الباطلة بأَسجاع تروق السامعین، و یسْتَمِیلون بها القلوب، و یَستصغون إِلیها الأَسْماع، فأَما إِذا وَضَع السَّجع فی مواضعه من الكلام فلا ذمَّ فیه، و كیف یُذَمُّ و قد جاءَ فی كلام سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كثیراً، و قد تكرر ذكره فی الحدیث مفرداً و جمعاً و اسماً و فعلًا و‌فی الحدیث: إِن الشیاطین كانت تَسْترِقُ السمعَ فی الجاهلیة و تُلقیه إِلی الكَهَنة، فتَزیدُ فیه ما تزیدُ و تَقْبلُه الكُفَّار منهم.و الكاهِنُ أَیضاً فی كلام العرب «2»: الذی یقوم بأَمر الرجل و یَسْعی فی حاجته و القیام بأَسبابه و أَمر حُزانته. و الكاهِنان: حَیَّان. الأَزهری: یقال لقُرَیْظة و النَّضیر الكاهِنانِ، و هما قَبِیلا الیهود بالمدینة، و هم أَهل كتاب و فَهْمٍ و علم. و‌فی حدیثٍ مرفوع: أن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: یخرج من الكاهِنَین رجلٌ یقرأُ القرآن قراءة لا یقرأُ أَحد قراءته؛ قیل: إِنه محمد بن كعب القُرَظِیّ و كان من أَولادهم، و العرب تسمی كل من تعاطی علماً دقیقاً كاهِناً، و منهم من كان یسمی المنجم و الطبیبَ كاهناً.

كون؛ ج13، ص: 363

: الكَوْنُ: الحَدَثُ، و قد كان كَوْناً و كَیْنُونة؛ عن اللحیانی و كراع، و الكَیْنونة فی مصدر كانَ یكونُ أَحسنُ. قال الفراء: العرب تقول فی ذوات الیاء مما یشبه زِغْتُ و سِرْتُ: طِرْتُ طَیْرُورَة و حِدْتُ حَیْدُودَة فیما لا یحصی من هذا الضرب، فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ و رُضْتُ، فإِنهم لا یقولون ذلك، و قد أَتی عنهم فی أَربعة أَحرف: منها الكَیْنُونة من كُنْتُ، و الدَّیْمُومة من دُمْتُ، و الهَیْعُوعةُ من الهُواع، و السَّیْدُودَة من سُدْتُ، و كان ینبغی أَن یكون كَوْنُونة،
(2). قوله [و الكاهن أیضاً إلخ] و یقال فیه: الكاهل باللام كما فی التكملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 364
و لكنها لما قَلَّتْ فی مصادر الواو و كثرت فی مصادر الیاءِ أَلحقوها بالذی هو أَكثر مجیئاً منها، إِذ كانت الواو و الیاء متقاربتی المخرج. قال: و كان الخلیل یقول كَیْنونة فَیْعولة هی فی الأَصل كَیْوَنونة، التقت منها یاء و واوٌ و الأُولی منهما ساكنة فصیرتا یاء مشددة مثل ما قالوا الهَیِّنُ من هُنْتُ، ثم خففوها فقالوا كَیْنونة كما قالوا هَیْنٌ لَیْنٌ؛ قال الفراء: و قد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندی هو الأَول؛ و قول الحسن بن عُرْفُطة، جاهلیّ: لم یَكُ الحَقُّ سوَی أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّی بالسَّرَرْ إِنما أَراد: لم یكن الحق، فحذف النون لالتقاء الساكنین، و كان حكمه إِذا وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فیه فتَقْوَی بالحركة أَن لا یَحْذِفَها لأَنها بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّینِ، إِذ كُنَّ لا یَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ، و حذفُ النون من یكن أَقبح من حذف التنوین و نون التثنیة و الجمع، لأَن نون یكن أَصل و هی لام الفعل، و التنوین و النون زائدان، فالحذف منهما أَسهل منه فی لام الفعل، و حذف النون أَیضاً من یكن أَقبح من حذف النون من قوله: غیر الذی قد یقال مِلْكذب، لأَن أَصله یكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنین، فإِذا حذفت منه النون أَیضاً لالتقاء الساكنین أَجحفت به لتوالی الحذفین، لا سیما من وجه واحد، قال: و لك أَیضاً أَن تقول إِن من حرفٌ، و الحذف فی الحرف ضعیف إِلا مع التضعیف، نحو إِنّ و ربَّ، قال: هذا قول ابن جنی، قال: و أَری أَنا شیئاً غیر ذلك، و هو أَن یكون جاء بالحق بعد ما حذف النون من یكن، فصار یكُ مثل قوله عز و جل: وَ لَمْ یَكُ شَیْئاً؛ فلما قَدَّرَهُ یَك، جاء بالحق بعد ما جاز الحذف فی النون، و هی ساكنة تخفیفاً، فبقی محذوفاً بحاله فقال: لم یَكُ الحَقُّ، و لو قَدَّره یكن فبقی محذوفاً، ثم جاء بالحق لوجب أَن یكسر لالتقاء الساكنین فیَقْوَی بالحركة، فلا یجد سبیلًا إِلی حذفها إِلا مستكرهاً، فكان یجب أَن یقول لم یكن الحق، و مثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدی: فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً، فقد أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَیْغَمِ یرید: فإِن لا تكن المرآة. و قال الجوهری: لم یك أَصله یكون، فلما دخلت علیها لم جزمتها فالتقی ساكنان فحذفت الواو فبقی لم یكن، فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفیفاً، فإِذا تحركت أَثبتوها، قالوا لم یَكُنِ الرجلُ، و أَجاز یونس حذفها مع الحركة؛ و أَنشد: إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتی، فلیس بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ و مثله ما حكاه قُطْرُب: أَن یونس أَجاز لم یكُ الرجل منطلقاً؛ و أَنشد بیت الحسن بن عُرْفُطة: لم یَكُ الحَقُّ سوی أَن هاجَه و الكائنة: الحادثة. و حكی سیبویة: أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَی مذ خُلِقْتَ، و المعنیان متقاربان. ابن الأَعرابی: التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك، تقول العرب لمن تَشْنَؤُه: لا كانَ و لا تَكَوَّنَ؛ لا كان: لا خُلِقَ، و لا تَكَوَّن: لا تَحَرَّك أَی مات. و الكائنة: الأَمر الحادث. و كَوَّنَه فتَكَوَّن: أَحدَثَه فحدث. و‌فی الحدیث: من رآنی فی المنام فقد رآنی فإِن الشیطان لا یتَكَوَّنُنی، و فی روایة: لا یتَكَوَّنُ علی صورتی «1». و كَوَّنَ الشی‌ءَ: أَحدثه.
(1). قوله [علی صورتی] كذا بالأصل، و الذی فی نسخ النهایة: فی صورتی، أَی یتشبه بی و یتصور بصورتی، و حقیقته یصیر كائناً فی صورتی
لسان العرب، ج‌13، ص: 365
و الله مُكَوِّنُ الأَشیاء یخرجها من العدم إلی الوجود. و بات فلان بكِینةِ سَوْءٍ و بجِیبةِ سَوْءٍ أَی بحالة سَوءٍ. و المكان: الموضع، و الجمع أَمْكِنة و أَماكِنُ، توهَّموا المیم أَصلًا حتی قالوا تَمَكَّن فی المكان، و هذا كما قالوا فی تكسیر المَسِیل أَمْسِلة، و قیل: المیم فی المكان أَصل كأَنه من التَّمَكُّن دون الكَوْنِ، و هذا یقویه ما ذكرناه من تكسیره علی أَفْعِلة؛ و قد حكی سیبویه فی جمعه أَمْكُنٌ، و هذا زائد فی الدلالة علی أَن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل، فإن قلت فان فَعَالًا لا یكسر علی أَفْعُل إلا أَن یكون مؤنثاً كأَتانٍ و آتُنٍ. اللیث: المكان اشتقاقُه من كان یكون، و لكنه لما كثر فی الكلام صارت المیم كأَنها أَصلیة، و المكانُ مذكر، قیل: توهموا «1». فیه طرح الزائد كأَنهم كَسَّروا مَكَناً و أَمْكُنٌ، عند سیبویه، مما كُسِّرَ علی غیر ما یُكَسَّرُ علیه مثلُه، و مَضَیْتُ مَكانتی و مَكِینَتی أی علی طِیَّتی. و الاستِكانة: الخضوع. الجوهری: و المَكانة المنزلة. و فلانٌ مَكِینٌ عند فلان بَیِّنُ المكانة. و المكانة: الموضع. قال تعالی: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَمَسَخْنٰاهُمْ عَلیٰ مَكٰانَتِهِمْ؛ قال: و لما كثر لزوم المیم تُوُهِّمت أَصلیة فقیل تَمَكَّن كما قالوا من المسكین تَمَسْكَنَ؛ ذكر الجوهری ذلك فی هذه الترجمة، قال ابن بری: مَكِینٌ فَعِیل و مَكان فَعال و مَكانةٌ فَعالة لیس شی‌ء منها من الكَوْن فهذا سهوٌ، و أَمْكِنة أَفْعِلة، و أَما تمسكن فهو تَمَفْعل كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزیادته، فعلی قیاسه یجب فی تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل علی اشتقاقه لا تمكَّنَ، و تمكَّنَ وزنه تفَعَّلَ، و هذا كله سهو و موضعه فصل المیم من باب النون، و سنذكره هناك. و كان و یكون: من الأَفعال التی ترفع الأَسماء و تنصب الأَخبار، كقولك كان زید قائماً و یكون عمرو ذاهباً، و المصدر كَوْناً و كیاناً. قال الأَخفش فی كتابه الموسوم بالقوافی: و یقولون أَ زَیْداً كُنْتَ له؛ قال ابن جنی: ظاهره أَنه محكیّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما یحتج بمسموع العرب لا بمقیس النحویین، و إذا كان قد سمع عنهم أَ زیداً كنت له، ففیه دلالة علی جواز تقدیم خبر كان علیها، قال: و ذلك أنه لا یفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط علی الاسم الأَول فنصبه، أَ لا تَراكَ تقول أَ زیداً ضربته، و لو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة علی زید نفسه فقلت أَ زیداً ضربت، فعلی هذا قولهم أَ زیداً كنت له یجوز فی قیاسه أَن تقول أَ زیداً كُنْتَ، و مثَّل سیبویه كان بالفعل المتعدِّی فقال: و تقول كُنّاهمْ كما تقول ضربناهم، و قال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا یَكُونُهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا یضربهم، قال: و تقول هو كائِنٌ و مَكُونٌ كما تقول ضارب و مضروب. غیره: و كان تدل علی خبر ماضٍ فی وسط الكلام و آخره، و لا تكون صلَةً فی أَوَّله لأَن الصلة تابعة لا متبوعة؛ و كان فی معنی جاء كقول الشاعر: إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُونی، فإنَّ الشَّیْخَ یُهْرِمُه الشِّتاءُ قال: و كان تأْتی باسم و خبر، و تأْتی باسم واحد و هو خبرها كقولك كان الأَمْرُ و كانت القصة أی وقع الأَمر و وقعت القصة، و هذه تسمی التامة المكتفیة؛ و كان تكون جزاءً، قال أَبو العباس: اختلف الناس فی قوله تعالی: كَیْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا؛ فقال بعضهم: كان هاهنا صلة، و معناه كیف نكلم من هو فی المهد صبیّاً، قال: و قال الفراء كان هاهنا شَرْطٌ و فی الكلام تعَجبٌ، و معناه من یكن
(1). قوله [قیل توهموا إلخ] جواب قوله فإن قیل فهو من كلام ابن سیدة، و ما بینهما اعتراض من عبارة الأزهری و حقها التأخر عن الجواب كما لا یخفی
لسان العرب، ج‌13، ص: 366
فی المهد صبیّاً فكیف یُكَلَّمُ، و أَما قوله عز و جل: وَ كٰانَ اللّٰهُ عَفُوًّا غَفُوراً، و ما أَشبهه فإن أَبا إسحاق الزجاج قال: قد اختلف الناس فی كان فقال الحسن البصری: كان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده. و عن عباده قبل أَن یخلقهم، و قال النحویون البصریون: كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك لیس بحادث و أَن الله لم یزل كذلك، و قال قوم من النحویین: كانَ و فَعَل من الله تعالی بمنزلة ما فی الحال، فالمعنی، و الله أَعلم،. و الله عَفُوٌّ غَفُور؛ قال أَبو إسحاق: الذی قاله الحسن و غیره أَدْخَلُ فی العربیة و أَشْبَهُ بكلام العرب، و أَما القول الثالث فمعناه یؤُول إلی ما قاله الحسن و سیبویه، إلَّا أن كون الماضی بمعنی الحال یَقِلُّ، و صاحبُ هذا القول له من الحجة قولنا غَفَر الله لفلان بمعنی لِیَغْفِر الله، فلما كان فی الحال دلیل علی الاستقبال وقع الماضی مؤدِّیاً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات. و روی عن ابن الأَعرابی فی قوله عز و جل: كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ؛ أَی أَنتم خیر أُمة، قال: و یقال معناه كنتم خیر أُمة فی علم الله. و‌فی الحدیث: أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ، قال ابن الأَثیر: الكَوْنُ مصدر كان التامَّة؛ یقال: كان یَكُونُ كَوْناً أَی وُجِدَ و اسْتَقَرَّ، یعنی أَعوذ بك من النقص بعد الوجود و الثبات، و‌یروی: بعد الكَوْرِ، بالراء، و قد تقدم فی موضعه. الجوهری: كان إذا جعلته عبارة عما مضی من الزمان احتاج إلی خبر لأَنه دل علی الزمان فقط، تقول: كان زید عالماً، و إذا جعلته عبارة عن حدوث الشی‌ء و وقوعه استغنی عن الخبر لأَنه دل علی معنی و زمان، تقول: كانَ الأَمْرُ و أَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَی مُذْ خُلِقَ؛ قال مَقَّاسٌ العائذیّ: فِداً لبَنی ذُهْلِ بن شَیْبانَ ناقَتی، إذا كان یومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ قوله: ذو كواكب أَی قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت بارتفاع الغبار فی الحرب، و إذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب؛ قال: و قد تقع زائدة للتوكید كقولك كان زید منطلقاً، و معناه زید منطلق؛ قال تعالی: وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً*؛ و قال أَبو جُندب الهُذَلی: و كنتُ، إذا جاری دعا لمَضُوفةٍ، أُشَمِّرُ حتی یَنْصُفَ الساقَ مِئْزَری و إنما یخبر عن حاله و لیس یخبر بكنت عمَّا مضی من فعله، قال ابن بری عند انقضاء كلام الجوهری، رحمهما الله: كان تكون بمعنی مَضَی و تَقَضَّی، و هی التامة، و تأْتی بمعنی اتصال الزمان من غیر انقطاع، و هی الناقصة، و یعبر عنها بالزائدة أَیضاً، و تأْتی زائدة، و تأَتی بمعنی یكون فی المستقبل من الزمان، و تكون بمعنی الحدوث و الوقوع؛ فمن شواهدها بمعنی مضی و انقضی قول أَبی الغول: عَسَی الأَیامُ أَن یَرْجِعنَ قوماً كالذی كانوا و قال ابن الطَّثَرِیَّة: فلو كنتُ أَدری أَنَّ ما كانَ كائنٌ، و أَنَّ جَدِیدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ و قال أَبو الأَحوصِ: كم مِن ذَوِی خُلَّةٍ قبْلی و قبْلَكُمُ كانوا، فأَمْسَوْا إلی الهِجرانِ قد صاروا و قال أَبو زُبَیْدٍ: ثم أَضْحَوْا كأَنهُم لم یَكُونوا، و مُلُوكاً كانوا و أَهْلَ عَلاءِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 367
و قال نصر بن حجاج و أَدخل اللام علی ما النافیة: ظَنَنتَ بیَ الأَمْرَ الذی لو أَتَیْتُه، لَمَا كان لی، فی الصالحین، مَقامُ و قال أَوْسُ بن حجَر: هِجاؤُكَ إلَّا أَنَّ ما كان قد مَضَی عَلیَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَیْنِم و قال عبد الله بن عبد الأَعلی: یا لَیْتَ ذا خَبَرٍ عنهم یُخَبِّرُنا، بل لَیْتَ شِعْرِیَ، ما ذا بَعْدَنا فَعَلُوا؟ كنا و كانوا فما نَدْرِی علی وَهَمٍ، أَ نَحْنُ فیما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا؟ أَی نحن أَبطأْنا؛ و منه قول الآخر: فكیف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ، و جیرانٍ لنا كانُوا كرامِ و تقدیره: و جیرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا و ذهب جُودُهم؛ و منه ما أَنشده ثعلب: فلو كنتُ أَدری أَنَّ ما كان كائنٌ، حَذِرْتُكِ أَیامَ الفُؤادُ سَلِیمُ «1». و لكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شیئاً أُطِیقُه، إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِیمِ و منه ما أَنشده الخلیل لنفسه: بَلِّغا عنِّیَ المُنَجِّمَ أَنی كافِرٌ بالذی قَضَتْه الكَواكِبْ، عالِمٌ أَنَّ ما یكُونُ و ما كانَ قَضاءٌ من المُهَیْمِنِ واجِبْ و من شواهدها بمعنی اتصالِ الزمانِ من غیر انقطاع قولُه سبحانه و تعالی: وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً*؛ أی لم یَزَلْ علی ذلك؛ و قال المتلمس: و كُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، أَقَمْنا له من مَیْلِهِ فتَقَوَّما و قول الفرزدق: و كنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَیَینِ علی الكَرْدِ و قول قَیْسِ بن الخَطِیم: و كنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها، إلَّا كَشَفْتُ غِطاءَها و فی القرآن العظیم أَیضاً: إِنَّ هٰذٰا كٰانَ لَكُمْ جَزٰاءً وَ كٰانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً؛ و فیه: إِنَّهُ كٰانَ لِآیٰاتِنٰا عَنِیداً؛ و فیه: كٰانَ مِزٰاجُهٰا زَنْجَبِیلًا. و من أَقسام كان الناقصة أَیضاً أَن تأْتی بمعنی صار كقوله سبحانه: كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ؛ و قوله تعالی: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمٰاءُ فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ؛ و فیه: فَكٰانَتْ هَبٰاءً مُنْبَثًّا؛ و فیه: وَ كٰانَتِ الْجِبٰالُ كَثِیباً مَهِیلًا؛ و فیه: كَیْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا؛ و فیه: وَ مٰا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی كُنْتَ عَلَیْهٰا؛ أَی صِرْتَ إلیها؛ و قال ابن أَحمر: بتَیْهاءَ قَفْرٍ، و المَطِیُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ، قد كانَتْ فِراخاً بُیوضُها و قال شَمْعَلَةُ بن الأَخْضَر یصف قَتْلَ بِسْطامِ بن قَیْسٍ: فَخَرَّ علی الأَلاءَة لم یُوَسَّدْ، و قد كانَ الدِّماءُ له خِمارَا و من أَقسام كان الناقصة أَیضاً أن یكون فیها ضمیرُ الشأْن و القِصَّة، و تفارقها من اثنی عشر وجهاً لأَن
(1). قوله [أیام الفؤاد سلیم] كذا بالأَصل برفع سلیم و علیه ففیه مع قوله غریم أقواء
لسان العرب، ج‌13، ص: 368
اسمها لا یكون إلا مضمراً غیر ظاهر، و لا یرجع إلی مذكور، و لا یقصد به شی‌ء بعینه، و لا یؤَكد به، و لا یعطف علیه، و لا یبدل منه، و لا یستعمل إلا فی التفخیم، و لا یخبر عنه إلا بجملة، و لا یكون فی الجملة ضمیر، و لا یتقدَّم علی كان؛ و من شواهد كان الزائدة قول الشاعر: باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ: یا لَیْتَ ما كانَ لم یَكُنِ و كان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلًا، و إنما تُزادُ حَشْواً، و لا یكون لها اسم و لا خبر، و لا عمل لها؛ و من شواهدها بمعنی یكون للمستقبل من الزمان قول الطِّرمَّاح بن حَكِیمٍ: و إنی لآتِیكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَی من الأَمْرِ، و اسْتِنْجازَ ما كانَ فی غَدِ و قال سَلَمَةُ الجُعْفِیُّ: و كُنْتُ أَرَی كالمَوْتِ من بَیْنِ سَاعَةٍ، فكیفَ بِبَیْنٍ كانَ مِیعادُه الحَشْرَا؟ و قد تأْتی تكون بمعنی كان كقولِ زیادٍ الأَعْجَمِ: و انْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها، و لَقَدْ یَكُونُ أَخا دَمٍ و ذَبائِح و منه قول جَرِیر: و لقد یَكُونُ علی الشَّبابِ بَصِیرَا قال: و قد یجی‌ء خبر كان فعلًا ماضیاً كقول حُمَیْدٍ الأَرْقَطِ: و كُنْتُ خِلْتُ الشَّیْبَ و التَّبْدِینَا و الهَمَّ مما یُذْهِلُ القَرِینَا و كقول الفرزدق: و كُنَّا وَرِثْناه علی عَهْدِ تُبَّعٍ، طَوِیلًا سَوارِیه، شَدیداً دَعائِمُهْ و قال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِیبِ: و كانَ طَوَی كَشْحاً علی مُسْتَكِنَّةٍ، فَلا هُوَ أَبْداها و لم یَتَجَمْجَمِ و هذا البیت أَنشده فی ترجمة كنن و نسبه لزهیر، قال: و تقول كانَ كَوْناً و كَیْنُونة أَیضاً، شبهوه بالحَیْدُودَة و الطَّیْرُورة من ذوات الیاء، قال: و لم یجی‌ء من الواو علی هذا إلا أَحرف: كَیْنُونة و هَیْعُوعة و دَیْمُومة و قَیْدُودَة، و أَصله كَیّنُونة، بتشدید الیاء، فحذفوا كما حذفوا من هَیِّنٍ و مَیِّتٍ، و لو لا ذلك لقالوا كَوْنُونة لأَنه لیس فی الكلام فَعْلُول، و أَما الحیدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح العین فسكنت. قال ابن بری: أَصل كَیّنُونة كَیْوَنُونة، و وزنها فَیْعَلُولة، ثم قلبت الواو یاء فصار كَیّنُونة، ثم حذفت الیاء تخفیفاً فصار كَیْنُونة، و قد جاءت بالتشدید علی الأَصل؛ قال أَبو العباس أَنشدنی النَّهْشَلِیُّ: قد فارَقَتْ قَرِینَها القَرِینَه، و شَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِینه یا لیتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِینه، حَتَّی یَعُودَ الوَصْل كَیّنُونه قال: و الحَیْدُودَة أَصل وزنها فَیْعَلُولة، و هو حَیْوَدُودَة، ثم فعل بها ما فعل بكَیْنونة. قال ابن بری: و اعلم أَنه یلحق بباب كان و أَخواتها كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ علی الحَدَث، و جُرِّدَ للزمان و جاز فی الخبر عنه أَن یكون معرفة و نكرة، و لا یتم الكلام دونه، و ذلك مثل عادَ و رَجَعَ و آضَ و أَتی و جاء و أَشباهها كقول الله عز و جل: یَأْتِ بَصِیراً؛ و‌كقول الخوارج لابن عباس: ما جاءت حاجَتُك‌أَی ما صارت؛ یقال لكل طالب أَمر یجوز أَن یَبْلُغَه و أَن لا یبلغه. و تقول: جاء زیدٌ الشریفَ أَی صار
لسان العرب، ج‌13، ص: 369
زیدٌ الشریفَ؛ و منها: طَفِق یفعل، و أَخَذ یَكْتُب، و أَنشأَ یقول، و جَعَلَ یقول. و‌فی حدیث تَوْبةِ كَعْبٍ: رأَی رجلًا لا یَزُول به السَّرابُ فقال كُنْ أَبا خَیْثَمة‌أَی صِرْهُ. یقال للرجل یُرَی من بُعْدٍ: كُن فلاناً أَی أَنت فلان أَو هو فلان. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دخل المسجد فرأَی رجلًا بَذَّ الهیئة، فقال: كُنْ أَبا مسلم، یعنی الخَوْلانِیَّ. و رجل كُنْتِیٌّ: كبیر، نسب إلی كُنْتُ. و قد قالوا كُنْتُنِیٌّ، نسب إلی كُنْتُ أَیضاً، و النون الأَخیرة زائدة؛ قال: و ما أَنا كُنْتِیٌّ، و لا أَنا عاجِنُ، و شَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِیُّ و عاجِنُ و زعم سیبویه أَن إخراجه علی الأَصل أَقیس فتقول كُونِیٌّ، علی حَدِّ ما یُوجِبُ النَّسَبَ إلی الحكایة. الجوهری: یقال للرجل إذا شاخ هو كُنْتِیٌّ، كأَنه نسب إلی قوله كُنْتُ فی شبابی كذا؛ و أَنشد: فأَصْبَحْتُ كُنْتِیّاً، و أَصْبَحْتُ عاجِناً، و شَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ و عاجِنُ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: إذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ، فلا تَصْرُخْ بكُنْتِیٍّ كبیرِ فَلَیْسَ بِمُدْرِكٍ شیئاً بَسَعْیٍ، و لا سَمْعٍ، و لا نَظَرٍ بَصِیرِ و‌فی الحدیث: أَنه دخل المسجدَ و عامَّةُ أَهله الكُنْتِیُّونَ؛ هم الشُّیوخُ الذین یقولون كُنَّا كذا، و كانَ كذا، و كنت كذا، فكأَنه منسوب إلی كُنْتُ. یقال: كأَنك و الله قد كُنْتَ و صِرْتَ إلی كانَ و كُنْتَ أَی صرتَ إلی أَن یقال عنك: كانَ فلان، أَو یقال لك فی حال الهَرَم: كُنْتَ مَرَّةً كذا، و كنت مرة كذا. الأَزهری فی ترجمة كَنَتَ: ابن الأَعرابی كَنَتَ فلانٌ فی خَلْقِه و كان فی خَلْقِه، فهو كُنْتِیٌّ و كانِیٌّ. ابن بُزُرْج: الكُنْتِیُّ القوی الشدید؛ و أَنشد: قد كُنْتُ كُنْتِیّاً، فأَصْبَحْتُ عاجِناً، و شَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ و عاجِنُ یقول: إذا قام اعْتَجَن أَی عَمَدَ علی كُرْسُوعه، و قال أَبو زید: الكُنْتِیُّ الكبیر؛ و أَنشد: فلا تَصْرُخْ بكُنْتِیٍّ كبیر و قال عَدِیُّ بن زید: فاكتَنِتْ، لا تَكُ عَبْداً طائِراً، و احْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا و الثُّؤَرْ قال أَبو نصر: اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فیه، و قال غیره: الاكْتناتُ الخضوع؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَعُ قال الأَزهری: و أَخبرنی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال لا یقال فَعَلْتُنی إلا من الفعل الذی یتعدَّی إلی مفعولین، مثل ظَنَنْتُنی و رأَیْتُنی، و مُحالٌ أَن تقول ضَرَبْتُنی و صَبَرْتُنی لأَنه یشبه إضافة الفعل إلی نی، و لكن تقول صَبَرْتُ نفسی و ضَرَبْتُ نَفْسِی، و لیس یضاف من الفعل إلی نی إلّا حرف واحد و هو قولهم كُنْتی و كُنْتُنی؛ و أَنشد: و ما كُنْتُ كُنْتِیّاً، و ما كُنْت عاجِناً، و شَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِیُّ و عاجِنُ فجمع كُنْتِیّاً و كُنْتُنیّاً فی البیت. ثعلب عن ابن الأَعرابی: قیل لصَبِیَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبیك؟ قالت: قد عَجَنَ و خَبَزَ و ثَنَّی و ثَلَّثَ
لسان العرب، ج‌13، ص: 370
و أَلْصَقَ و أَوْرَصَ و كانَ و كَنَتَ. قال أَبو العباس: و أَخبرنی سلمة عن الفراء قال: الكُنْتُنِیُّ فی الجسم، و الكَانِیُّ فی الخُلُقِ. قال: و قال ابن الأَعرابی إذا قال كُنْتُ شابّاً و شجاعاً فهو كُنْتِیٌّ، و إذا قال كانَ لی مال فكُنْتُ أُعطی منه فهو كانِیٌّ. و قال ابن هانئ فی باب المجموع مُثَلَّثاً: رجل كِنْتَأْوٌ و رجلان كِنْتَأْوان و رجال كِنْتَأْوُونَ، و هو الكثیر شعر اللحیة الكَثُّها؛ و منه: جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ و سِنْدَأْوان و سِندَأْوُونَ، و هو الفسیح من الإِبل فی مِشْیَتِه، و رجل قِنْدَأْوٌ و رجلان قِنْدَأْوان و رجال قِنْدَأْوُون، مهموزات. و‌فی الحدیث: دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ و عامة أَهله الكُنْتِیُّون، فقلتُ: ما الكُنْتِیُّون؟ فقال: الشُّیُوخُ الذین یقولون كانَ كذا و كذا و كُنْتُ، فقال عبد الله: دارَتْ رَحَی الإِسلام علیَّ خمسةً و ثَلاثین، و لأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِی أَحَبُّ إلیَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان و الجِعْلانِ.قال شمر: قال الفراء تقول كأَنَّك و الله قد مُتَّ و صِرْتَ إلی كانَ، و كأَنكما مُتُّمَا و صرتما إلی كانا، و الثلاثة كانوا؛ المعنی صِرْتَ إلی أَن یقال كانَ و أَنت میت لا و أَنت حَیٌّ، قال: و المعنی له الحكایة علی كُنْت مَرَّةً للمُواجهة و مرة للغائب، كما قال عز من قائلٍ: قُلْ لِلَّذِینَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ و سَیُغْلَبُون؛ هذا علی معنی كُنْتَ و كُنْتَ؛ و منه قوله: و كُلُّ أَمْرٍ یوماً یَصِیرُ كان. و تقول للرجل: كأَنِّی بك و قد صِرْتَ كانِیّاً أَی یقال كان و للمرأَة كانِیَّة، و إن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلی أَن یقال كُنْت مرة و كُنْت مرة، قیل: أَصبحتَ كُنْتِیّاً و كُنْتُنِیّاً، و إنما قال كُنْتُنِیّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الیاء فی النسبة لیتبین الرفع، كما أَرادوا تَبین النَّصبِ فی ضَرَبنی، و لا یكون من حروف الاستثناء، تقول: جاء القوم لا یكون زیداً، و لا تستعمل إلی مضمراً فیها، و كأَنه قال لا یكون الآتی زیداً؛ و تجی‌ء كان زائدة كقوله: سَراةُ بَنی أَبی بَكْرٍ تَسامَوْا علی كانَ المُسَوَّمةِ العِرابِ أَی علی المُسوَّمة العِراب. و روی الكسائی عن العرب: نزل فلان علی كان خَتَنِه أَی نزَل علی خَتَنِه؛ و أَنشد الفراء: جادَتْ بكَفَّیْ كانَ من أَرمی البَشَرْ أَی جادت بكفَّی من هو من أَرمی البشر؛ قال: و العرب تدخل كان فی الكلام لغواً فتقول مُرَّ علی كان زیدٍ؛ یریدون مُرَّ علی زیدٍ فأَدخل كان لغواً؛ و أَما قول الفرزدق: فكیفَ و لو مَرَرْت بدارِ قومٍ، و جِیرانٍ لنا كانوا كِرامِ؟ ابن سیدة: فزعم سیبویه أَن كان هنا زائدة، و قال أَبو العباس: إن تقدیره و جِیرانٍ كِرامٍ كانوا لنا، قال ابن سیدة: و هذا أَسوغ لأَن كان قد عملت هاهنا فی موضع الضمیر و فی موضع لنا، فلا معنی لما ذهب إلیه سیبویه من أَنها زائدة هنا، و كان علیه كَوْناً و كِیاناً و اكْتانَ: و هو من الكَفالة. قال أَبو عبید: قال أَبو زید اكْتَنْتُ به اكْتِیاناً و الاسم منه الكِیانةُ، و كنتُ علیهم أَكُون كَوْناً مثله من الكفالة أَیضاً ابن الأَعرابی: كان إذا كَفَل. و الكِیانةُ: الكَفالة، كُنْتُ علی فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَی تَكَفَّلْتُ به. و تقول: كُنْتُكَ و كُنْتُ إیاك كما تقول ظننتك زیداً و ظَنْنتُ زیداً إِیاك، تَضَعُ المنفصل موضع المتصل فی الكنایة عن الاسم و الخبر، لأَنهما منفصلان فی الأَصل، لأَنهما مبتدأ و خبر؛ قال
لسان العرب، ج‌13، ص: 371
أَبو الأَسود الدؤلی: دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ، فإننی رأیتُ أَخاها مُجْزِیاً لمَكانِها فإن لا یَكُنها أَو تَكُنْه، فإنه أَخوها، غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها یعنی الزبیب. و الكَوْنُ: واحد الأَكْوان. و سَمْعُ الكیان: كتابٌ للعجم؛ قال ابن بری: سَمْعُ الكیان بمعنی سَماعِ الكِیان، و سَمْعُ بمعنی ذِكْرُ الكیان، و هو كتاب أَلفه أَرَسْطو. و كِیوانُ زُحَلُ: القولُ فیه كالقول فی خَیْوان، و هو مذكور فی موضعه، و المانع له من الصرف العجمة، كما أَن المانع لخَیْوان من الصرف إنما هو التأْنیث و إرادة البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْیة. و الكانونُ: إن جعلته من الكِنِّ فهو فاعُول، و إن جعلته فَعَلُولًا علی تقدیر قَرَبُوس فالأَلف فیه أَصلیة، و هی من الواو، سمی به مَوْقِدُ النار.

كین؛ ج13، ص: 371

: الكَیْنُ: لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة. ابن سیدة: الكَیْنُ لحم باطنِ الفرج، و الرَّكَب ظاهره؛ قال جریر: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ، یا فَرَزْدَقُ، كَیْنَها غَمْزَ الطَّبِیبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ یعنی عمرانَ بن مرة المِنْقَریّ، و كان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق یوم السِّیدان؛ و فی ذلك یقول جریر أَیضاً: هُمُ ترَكوها بعد ما طالت السُّری عَواناً، و رَدُّوا حُمْرةَ الكَیْنِ أَسودا و فی ذلك یقول جریر أَیضاً: یُفَرِّجُ عِمْرانُ بنُ مُرَّةَ كَیْنَها، و یَنْزُو نُزاءَ العَیْر أَعْلَقَ حائلُهْ و قیل: الكَیْنُ الغُدَدُ التی هی داخل قُبُل المرأَة مثلُ أَطراف النَّوی، و الجمع كُیون. و الكَیْنُ: البَظْرُ؛ عن اللحیانی. و كَیْنُ المرأَة: بُظارتها؛ و أَنشد اللحیانی: یَكْوینَ أَطرافَ الأُیورِ بالكَیْن، إذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّیْن قال ابن سیدة: فهذا یجوز أَن یفسر بجمیع ما ذكرناه. و اسْتَكانَ الرجل: خَضَعَ و ذَلّ، جعله أَبو علی استفعل من هذا الباب، و غیره یجعله افتعل من المَسْكَنة، و لكل من ذلك تعلیل مذكور فی بابه. و باتَ فلانٌ بكِینةِ سَوْءٍ، بالكسر، أَی بحالة سَوْءِ. أَبو سعید: یقال أَكانَه الله یُكِینُه إكانةً أَی أَخضعه حتی اسْتَكان و أَدخل علیه من الذل ما أَكانه؛ و أَنشد: لعَمْرُك ما یَشْفی جِراحٌ تُكینُه، و لكِنْ شِفائی أَن تَئِیمَ حَلائِلُهْ قال الأَزهری: و فی التنزیل العزیز: فَمَا اسْتَكٰانُوا لِرَبِّهِمْ؛ من هذا، أَی ما خَضَعُوا لربهم. و قال ابن الأَنباری فی قولهم اسْتَكانَ أَی خضع: فیه قولان: أَحدهما أَنه من السَّكِینة و كان فی الأَصل اسْتَكَنوا، افتعل من سَكَن، فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما یمدُّون الضمة بالواو و الكسرة بالیاء، و احتج بقوله: فأَنْظُورُ أَی فأَنظُرُ، و شِیمال فی موضع الشِّمال، و القول الثانی أَنه استفعال من كان یكون. ثعلب عن ابن الأَعرابی: الكَیْنةُ النَّبِقةُ، و الكَیْنة الكَفالة، و المُكْتانُ الكَفِیلُ. و كائِنْ معناها معنی كم فی الخبر و الاستفهام، و فیها لغتان: كَأیٍّ مثْلُ كَعَیِّنْ، و كائِنْ مثل كاعِنْ.قال أُبَیُّ بن كَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَیْش: كَأَیِّنْ تَعُدُّون سورة الأَحزاب‌أَی كم تَعُدُّونها آیةً؛ و تستعمل فی الخبر و الاستفهام مثل كم؛ قال ابن الأَثیر: و أَشهر لغاتها كأَیٍّ، بالتشدید، و تقول فی الخبر
لسان العرب، ج‌13، ص: 372
كأَیٍّ من رجل قد رأَیت، ترید به التكثیرَ فتخفض النكرة بعدها بمن، و إدخالُ من بعد كأَیٍّ أَكثرُ من النصب بها و أَجود؛ قال ذو الرمة: و كائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ و رامِحٍ بلادُ العِدَی لیست له ببلادِ قال ابن بری بعد انقضاء كلام الجوهری: ظاهر كلامه أَن كائن عنده بمنزلة بائع و سائر و نحو ذلك مما وَزْنُه فاعل، و ذلك غلط، و إنما الأَصل فیها كأَیٍّ، الكاف للتشبیه دخلت علی أَیٍّ، ثم قُدِّمت الیاء المشددة ثم خففت فصارت كَیِی‌ءٍ، ثم أُبدلت الیاء أَلفاً فقالوا كاءٍ كما قالوا فی طَیِّ‌ءٍ طاءٍ. و فی التنزیل العزیز: وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ؛ قال الأَزهری: أَخبرنی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال كأَیّ بمعنی كم، و كم بمعنی الكثرة، و تعمل عمل رب فی معنی القِلَّة، قال: و فی كَأَیٍّ ثلاث لغات: كأَیٍّ بوزن كَعَیِّنْ الأَصل أَیٌّ أُدخلت علیها كاف التشبیه، و كائِنْ بوزن كاعِنْ، و اللغة الثالثة كایِنْ بوزن ماینْ، لا همز فیه؛ و أَنشد: كایِنْ رَأَبْتُ وهایا صَدْع أَعْظُمِه، و رُبَّهُ عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ یرید من العطب. و قوله: و كایِنْ بوزن فاعل من كِئْتُ أَكِی‌ءُ أَی جبُنْتُ. قال: و من قال كَأْی لم یَمُدَّها و لم یحرِّك همزتها التی هی أَول أَیٍّ، فكأَنها لغة، و كلها بمعنی كم. و قال الزجاج: فی كائن لغتان جَیِّدتان یُقْرَأُ كَأَیّ، بتشدید الیاء، و یقرأُ كائِنْ علی وزن فاعل، قال: و أَكثر ما جاء فی الشعر علی هذه اللغة، و قرأَ ابن كثیر و كائِن بوزن كاعن، و قرأَ سائر القراء وَ كَأَیِّنْ، الهمزة بین الكاف و الیاء، قال: و أَصل كائن كأَیٍّ مثل كَعَیٍّ، فقدّمت الیاء علی الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كَیْعٍ، ثم قلبت الیاء أَلفاً، و فیها لغات أَشهرها كأَیٍّ، بالتشدید، و الله أَعلم.

فصل اللام؛ ج13، ص: 372

لبن؛ ج13، ص: 372

: اللَّبَنُ: معروف اسم جنس. اللیث: اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ و مُسْتَخْلَصُه من بین الفرث و الدم، و هو كالعَرق یجری فی العُروق، و الجمع أَلْبان، و الطائفة القلیلة لَبَنةٌ. و‌فی الحدیث: أَن خدیجة، رضوان الله علیها، بَكَتْ فقال لها النبی، صلی الله علیه و سلم: ما یُبْكِیكِ؟ فقالت: دَرَّت لَبَنةُ القاسم فذَكَرْتُه؛ و فی روایة: لُبَیْنةُ القاسم، فقال لها: أَ ما تَرْضَیْنَ أَن تَكْفُلَهُ سارة فی الجنة؟ قالت: لوَدِدْتُ أَنی علمت ذلك، فغضبَ النبی، صلی الله علیه و سلم، و مَدَّ إصْبَعَه فقال: إن شئتِ دَعَوْتُ الله أَن یُرِیَك ذاك، فقالت: بَلی أُصَدِّقُ الله و رسوله؛ اللَّبَنَةُ: الطائفة من اللَّبَنِ، و اللُّبَیْنَةُ تصغیرها. و‌فی الحدیث: إن لَبَنَ الفحل یُحَرِّمُ؛ یرید بالفحل الرجلَ تكون له امرأَة ولدت منه ولداً و لها لَبَنٌ، فكل من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرَّم علی الزوج و إخوته و أَولاده منها و من غیرها، لأَن اللبن للزوج حیث هو سببه، قال: و هذا مذهب الجماعة، و‌قال ابن المسیب و النَّخَعِیُّ: لا یُحَرِّم؛ و منه‌حدیث ابن عباس و سئل عن رجل له امرأَتان أَرْضَعَتْ إحداهما غلاماً و الأُخری جاریة: أَ یَحِلُّ للغُلام أَن یتزوَّج بالجاریة؟ قال: لا، اللِّقاحُ واحدٌ.و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، و استأْذن علیها أَبو القُعَیْس فأَبَتْ أَن تأْذن له فقال: أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخی، فأَبت علیه حتی ذكرته لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: هو عمكِ فلْیَلِجْ علیك.و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قتل آخر فقال خذ
لسان العرب، ج‌13، ص: 373
من أَخِیكَ اللُّبَّنَ‌أَی إبلا لها لَبَنٌ یعنی الدِّیَةَ. و‌فی حدیث أُمیَّةَ بن خَلَفٍ: لما رآهم یوم بدر یَقْتُلُونَ قال أَ ما لكم حاجةٌ فی اللُّبَّنِ‌أَی تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إبلًا لها لَبَنٌ. و قوله‌فی الحدیث: سَیهْلِكُ من أُمتی أهلُ الكتابِ و أَهلُ اللَّبَن، فسئل: من أَهلُ اللَّبَنِ؟ قال: قوم یتبعون الشَّهَواتِ و یُضِیعُون الصلوات.قال الحَرْبی: أَظنه أَراد یتباعدون عن الأَمصار و عن صلاة الجماعة و یَطْلُبون مواضعَ اللبن فی المراعی و البوادی، و أَراد بأَهل الكتاب قوماً یتعلمون الكتاب لیجادلوا به الناسَ. و‌فی حدیث عبد الملك بن مَرْوان: وُلِدَ له وَلدٌ فقیل له اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ؛ هو أَن یَسْقِیَ ظِئرَه اللَّبَنَ فیكونَ ما یَشْرَبُه لَبَناً متولداً عن اللَّبَنِ، فقُصِرَتْ علیه ناقةٌ فقال لحالبها: كیف تَحلُبُها أَ خَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً؟ فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع یستعین معها بالإِبهام، و المَصْرُ بثلاث، و الفَطْرُ بالإِصبعین و طرف الإِبهام. و لَبَنُ كلِّ شجرة: ماؤها علی التشبیه. و شاةٌ لَبُونٌ و لَبِنةٌ و مُلْبِنَةٌ و مُلْبِنٌ: صارت ذاتَ لَبَنٍ، و كذلك الناقة إذا كانت ذاتَ لَبَنٍ أَو نزل اللَّبَنُ فی ضرعها. و لَبِنتِ الشاةُ أَی غَزُرَتْ. و ناقة لَبِنةٌ: غزیرة. و ناقة لَبُونٌ: مُلْبِنٌ. و قد أَلْبَنتِ الناقةُ إذا نزل لَبَنُها فی ضَرْعها، فهی مُلْبِنٌ؛ قال الشاعر: أَعْجَبها إذ أَلْبَنَتْ لِبانُه و إذا كانت ذاتَ لَبَنٍ فی كل أَحایینها فهی لَبُونٌ، و ولدها فی تلك الحال ابنُ لَبُونٍ، و قیل: اللَّبُونُ من الشاءِ و الإِبل ذاتُ اللَّبَنِ، غزیرَةً كانت أَو بَكِیئةً، و فی المحكم: اللَّبُونُ، و لم یُخَصِّصْ، قال: و الجمع لِبانٌ و لِبْنٌ؛ فأَما لِبْنٌ فاسم للجمع، فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغزیرة قالوا لَبِنَة، و جمعها لَبِنٌ و لِبانٌ؛ الأَخیرة عن أَبی زید، و قد لَبِنَتْ لَبَناً. قال اللحیانی: اللَّبُونُ و اللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ، فلم یَخُصَّ شاةً و لا ناقة، قال: و الجمع لُبْنٌ و لَبائنُ؛ قال ابن سیدة: و عندی أَن لُبْناً جمع لَبُون، و لَبائن جمع لَبُونة، و إن كان الأَول لا یمتنع أَن یجمع هذا الجمع؛ و قوله: من كان أَشْرَك فی تَفَرُّق فالِجٍ، فلَبُونُه جَرِبَتْ معاً و أَغَدَّتِ قال: عندی أَنه وضع اللبون هاهنا موضع اللُّبْن، و لا یكون هنا واحداً لأَنه قال جَرِبَتْ معاً، و معاً إنما یقع علی الجمع. الأَصمعی: یقال كم لُبْنُ شائك أَی كم منها ذاتُ لَبَنٍ. و فی الصحاح عن یونس: یقال كم لُبْنُ غَنَمِك و لِبْنُ غَنَمِك أَی ذَواتُ الدَّرِّ منها. و قال الكسائی: إنما سمع كم لِبْنُ غنمك أَی كم رِسْلُ غَنمك. و قال الفراء: شاءٌ لَبِنَةٌ و غَنم لِبانٌ و لِبْنٌ و لُبْنٌ، قال: و زعم یونس أَنه جمع، و شاءٌ لِبْنٌ بمنزلة لُبْنٍ؛ و أَنشد الكسائی: رأیْتُكَ تَبْتاعُ الحِیالَ بِلُبْنِها و تأْوی بَطِیناً، و ابنُ عَمِّكَ ساغِبُ و قال: و اللُّبْنُ جمع اللَّبُونِ. ابن السكیت: الحَلُوبة ما احْتُلِب من النُّوق، و هكذا الواحدة منهن حَلوبة واحدة؛ و أَنشد: ما إنْ رأَینا فی الزمانِ ذی الكَلَبْ حَلُوبةً واحدةً فتُحْتَلَبْ و كذلك اللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ، و كذلك الواحدة منهن أَیضاً، فإذا قالوا حَلُوبٌ و رَكُوبٌ و لَبُونٌ لم یكن إلا جمعاً؛ و قال الأَعشی: لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الجمع. و عُشْبٌ مَلْبنَة، بالفتح: تَغْزُر عنه
لسان العرب، ج‌13، ص: 374
أَلبانُ الماشیة و تَكْثُر، و كذلك بَقْلٌ مَلْبنَة. و اللَّبْنُ: مصدر لَبَنَ القومَ یَلْبِنُهُم لَبْناً سقاهم اللَّبَنَ. الصحاح: لَبَنْتُه أَلْبُنه و أَلْبِنُه سقیته اللَّبَنَ، فأَنا لابِنٌ. و فرس مَلْبُون: سُقِیَ اللَّبَنَ؛ و أَنشد: مَلْبُونة شَدَّ الملیكُ أَسْرَها و فرس مَلْبون و لَبِین: رُبِّیَ باللَّبن مثل عَلیف من العَلَف. و قوم مَلْبونون: أَصابهم من اللبن سَفَهٌ و سُكْرٌ و جَهْل و خُیَلاءُ كما یصیبهم من النبیذ، و خصصه فی الصحاح فقال: قوم مَلْبونون إذا ظهر منهم سَفَةٌ یصیبهم من أَلبان الإِبل ما یصیب أَصحاب النبیذ. و فرس مَلْبُون: یُغَذَّی باللبن قال: لا یَحْمِلُ الفارسَ إلا المَلْبُونْ، المَحْضُ من أَمامه و من دُونْ قال الفارسی: فعَدَّی المَلْبون لأَنه فی معنی المسقِیِّ، و المَلْبون: الجمل السمین الكثیر اللحم. و رجل لَبِنٌ: شَرِبَ اللَّبَن «2». و أَلْبَنَ القومُ، فهم لابِنُون؛ عن اللحیانی: كثُرَ لَبَنُهم؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ لابِناً علی النَّسَب كما تقول تامِرٌ و ناعِلٌ. التهذیب: هؤلاء قوم مُلْبِنون إذا كثر لبنهم. و یقال: نحن نَلْبِنُ [نَلْبُنُ جیراننا أَی نسقیهم. و‌فی حدیث جریر: إذا سقَطَ كان دَرِیناً، و إن أُكِلَ كان لَبِیناً‌أَی مُدِرّاً للَّبَن مُكْثِراً له، یعنی أَن النَّعَم إذا رعت الأَراك و السَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها، و هو فعیل بمعنی فاعل كقدیر و قادر، كأَنه یعطیها اللَّبَنَ، من لَبَنْتُ القومَ إذا سقیتهم اللبن. و جاؤوا یَسْتَلْبِنون: یطلبون اللَّبنَ. الجوهری: و جاء فلان یسْتَلْبِنُ أَی یطلب لبَناً لعیاله أَو لضیفانه. و رجل لابِنٌ: ذو لَبَن، و تامِرٌ: ذو تمر؛ قال الحطیئة: و غَرَرْتَنی، و زَعَمْتَ أَنَّكَ لابنٌ، بالصَّیْفِ، تامِرْ «3». و بَناتُ اللَّبنِ: مِعیً فی البَطْن معروفة؛ قال ابن سیدة: و بناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ التی یكون فیها اللَّبن. و المِلْبَنُ: المِحْلَبُ؛ و أَنشد ابن بری لمسعود بن وكیع: ما یَحْمِلُ المِلْبنَ إلا الجُرْشُعُ، المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ و المِلْبَنُ: شی‌ء یُصَفَّی به اللَّبنُ أَو یُحْقَنُ. و اللَّوابنُ: الضُّروعُ؛ عن ثعلب. و الالْتِبانُ: الارتضاع؛ عنه أَیضاً. و هو أَخوه بلِبان أُمِّه، بكسر اللام «4». و لا یقال بلَبَنِ أُمِّه، إنما اللَّبَنُ الذی یُشْرَب من ناقة أَو شاة أَو غیرهما من البهائم؛ و أَنشد الأَزهری لأَبی الأَسْود: فإن لا یَكُنْها أَو تَكُنْه، فإنه أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها و أَنشد ابن سیدة: و أُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخرَی، كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ و اللِّبانُ، بالكسر: كالرِّضاعِ؛ قال الكمیت یمدح مَخْلَد بن یزید: تَلْقَی النَّدَی و مَخْلَداً حَلِیفَینْ، كانا معاً فی مَهْدِه رَضِیعَینْ، تَنازعا فیه لِبانَ الثَّدْیَینْ «5».
(2). قوله [و رجل لبن شرب اللبن، الذی فی التكملة: و اللبن الذی یحب اللبن (3). قوله [و غررتنی إلخ] مثله فی الصحاح، و قال فی التكملة الروایة أغررتنی، علی الإِنكار (4). قوله [بكسر اللام] حكی الصاغانی فیه ضم اللام أیضاً (5). قوله [تنازعا فیه … إلخ] قال الصاغانی الروایة: تنازعا منه …، و یروی رضاع مكان لبان
لسان العرب، ج‌13، ص: 375
و قال الأَعشی: رَضِیعَیْ لِبانٍ ثَدْیَ أُمٍّ تحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ و قال أَبو الأَسود: غَذَته أُمُّه بلبانِها؛ و قال آخر: و ما حَلَبٌ وافَی حَرَمْتُكَ صَعْرَةً عَلَیَّ، و لا أُرْضِعْتَ لی بلِبانِ و ابنُ لَبُون: ولد الناقة إِذا كان فی العام الثانی و صار لها لَبَنٌ. الأَصمعی و حمزة: یقال لولد الناقة إِذا استكمل سنتین و طعن فی الثالثة ابنُ لَبُون، و الأُنثی ابنةُ لَبُونٍ، و الجماعات بناتُ لَبونٍ للذكر و الأُنثی لأَن أُمَّه وضعت غیره فصار لها لبن، و هو نكرة و یُعَرّف بالأَلف و اللام؛ قال جریر: و ابنُ اللَّبُونِ، إِذا ما لُزَّ فی قَرَنٍ، لم یسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِیسِ و فی حدیث الزكاة ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ و ابن اللَّبون، و هما من الإِبل ما أَتی علیه سنَتان و دخل فی السنة الثالثة فصارت أُمه لبوناً أَی ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تكون قد حملت حملًا آخر و وضعته. قال ابن الأَثیر: و جاء فی كثیر من الروایات ابن لَبُون ذكَرٌ، و قد علم أَن ابن اللبون لا یكون إِلا ذكراً، و إِنما ذكره تأْكیداً كقوله: و رَجَبُ مُضَرَ الذی بین جُمادَی و شعبان، و كقوله تعالی: تِلْكَ عَشَرَةٌ كٰامِلَةٌ؛ و قیل ذكر ذلك تنبیهاً لرب المال و عامل الزكاة، فقال: ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ لتَطِیبَ نفسُ رَبِّ المال بالزیادة المأْخوذة منه إِذا عَلِمَ أَنه قد شرع له من الحق، و أَسقط عنه ما كان بإزائه من فَضْلِ الأُنوثة فی الفریضة الواجبة علیه، و لیعلم العاملُ أَن سِنَّ الزكاة فی هذا النوع مقبول من رب المال، و هو أَمر نادر خارج عن العُرْف فی باب الصدقات، و لا یُنْكَرُ تكرار اللفظ للبیان و تقریر معرفته فی النفوس مع الغرابة و النُّدُور: و بَناتُ لَبُونٍ: صِغارُ العُرْفُطِ، تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ من الإِبل. و لَبَّنَ الشی‌ءَ: رَبَّعَه. و اللَّبِنة و اللِّبْنة: التی یُبْنَی بها، و هو المضروب من الطین مُرَبَّعاً، و الجمع لَبِنٌ و لِبْنٌ، علی فَعِلٍ و فِعْلٍ، مثل فَخِذٍ و فِخْذ و كَرِش و كِرْشٍ؛ قال الشاعر: أَ لَبِناً تُرید أَم أَروخا «1». و أَنشد ابن سیدة: إِذ لا یَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلةَ المِشْآةِ عن ضَرْسِ اللَّبِنْ قوله: أَبِنْ أَبِنْ أَی نَحِّها، و المِشْآةُ: زَبیل یُخرَجُ به الطین و الحَمْأَةُ من البئر، و ربما كان من أَدَمٍ، و الضَّرْسُ: تَضْریسُ طَیّ البئر بالحجارة، و إِنما أَراد الحجارة فاضطُرَّ و سماها لَبِناً احتِیاجاً إِلی الرَّوِیّ؛ و الذی أَنشده الجوهری: إِمّا یَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ دَلْوَكَ عن حَدِّ الضُّروسِ و اللَّبِنْ قال ابن بری: هو لسالم بن دارة، و قیل: لابن مَیّادَة؛ قال: قاله ابن درید. و‌فی الحدیث: و أَنا مَوْضِعُ تلك اللَّبِنَة؛ هی بفتح اللام و كسر الباء واحدة اللَّبِنِ التی یُبْنَی بها الجدار، و یقال بكسر اللام «2». و سكون الباء. و لَبَّنَ اللَّبِنَ: عَمِله. قال الزجاج: قوله تعالی: قٰالُوا أُوذِینٰا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِیَنٰا وَ مِنْ بَعْدِ مٰا جِئْتَنٰا؛
(1). قوله [أم أروخا] كذا بالأصل (2). قوله [و یقال بكسر اللام إلخ] و یقال لبن، بكسرتین، نقله الصاغانی عن ابن عباد ثم قال: و اللبنة كفرحة حدیدة عریضة توضع علی العبد إذا هرب. و ألبنت المرأة اتخذت التلبینة، و اللبنة بالضم اللقمة
لسان العرب، ج‌13، ص: 376
یقال إِنهم كانوا یستعملون بنی إسرائیل فی تَلْبِین اللَّبِنِ، فلما بُعث موسی، علیه السلام، أَعْطَوْهم اللَّبِنَ یُلَبِّنونه و منعوهم التِّبْنَ لیكون ذلك أَشق علیهم. و لَبَّنَ الرجلُ تَلْبیناً إِذا اتخذ اللَّبِنَ. و المِلْبَنُ: قالَبُ اللَّبِنِ، و فی المحكم: و المِلْبَنُ الذی یُضْرَبُ به اللَّبِنُ. أَبو العباس: ثعلب المِلْبَنُ المِحْمَلُ، قال: و هو مطوَّل مُرَبَّع، و كانت المحامل مُرَبَّعة فغیرها الحجاج لینام فیها و یتسع، و كانت العرب تسمیها المِحْمَلَ و المِلْبَنَ و السّابِلَ. ابن سیدة: و المِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل یُنْقَل فیه اللَّبِن. و لَبِنَةُ القمیص: جِرِبّانُه؛ و‌فی الحدیث: و لَبِنَتُها دیباجٌ، و هی رُقعة تعمل موضِعَ جَیْب القمیص و الجُبَّة. ابن سیدة: و لَبِنَةُ القمیص و لِبْنَتُهُ بَنِیقَتُه؛ و قال أَبو زید: لَبِنُ القمیص و لَبِنَتُه لیس لَبِناً عنده جمعاً كنَبِقَة و نَبِقٍ، و لكنه من باب سَلٍّ و سَلَّة و بَیاض و بَیاضة. و التَّلْبِینُ: حَساً یتخذ من ماء النُّخالة فیه لَبَنٌ، و هو اسم كالتَّمْتینِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، قالت: سمعت رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یقول التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لفؤاد المریض تُذْهِبُ بعض الحُزْن؛ الأَصمعی: التَّلْبینة حَساء یعمل من دقیق أَو نخالة و یجعل فیها عسل، سمیت تَلْبینة تشبیهاً باللَّبَن لبیاضها و رقتها، و هی تسمیة بالمَرَّة من التَّلبین مصدر لَبَنَ القومَ أَی سَقاهم اللَّبنَ، و قوله مَجَمَّةٌ لفؤاد المریض أَی تَسْرُو عنه هَمَّه أَی تَكْشِفُه. و‌قال الرِّیاشی فی حدیث عائشة: علیكم بالمَشْنِیئَة النافعةِ التَّلْبین؛ قال: یعنی الحَسْوَ، قال: و سأَلت الأَصمعی عن المَشْنِیئَة فقال: یعنی البَغِیضة، ثم فسر التَّلْبینة كما ذكرناه. و‌فی حدیث أُم كلثوم بنت عمرو بن عقرب قالت: سمعت عائشة، رضی الله عنها، تقول قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علیكم بالتَّلْبین البَغیض النافع و الذی نفسی بیده إِنه لیَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كما یغسل أَحدُكم وجهه بالماء من الوسخ؛ و قالت: كان إِذا اشتكی أَحدٌ من أَهله لا تزالُ البُرْمة علی النار حتی یأْتی علی أَحد طرفیه؛ قال: أَراد بقوله أَحد طرفیه یعنی البُرْءَ أَو الموت؛ قال عثمان: التَّلْبینَة الذی یقال له السَّیُوساب «1». و‌فی حدیث علی: قال سُوَیْد بن غَفَلَةَ دخلتُ علیه فإِذا بین یدیه صحفةٌ فیها خَطِیفة و مِلْبَنة؛ قال ابن الأَثیر: هی بالكسر المِلْعَقة، هكذا شرح، قال: و قال الزمخشری المِلْبَنة لَبَنٌ یوضع علی النار و یُنَزَّلُ علیه دقیق، قال: و الأَول أَشبه بالحدیث. و اللَّبَانُ: الصدر، و قیل: وسَطُه، و قیل: ما بین الثَّدْیَینِ، و یكون للإِنسان و غیره؛ أَنشد ثعلب فی صفة رجل: فلمّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه، تبَسَّمَ عن مَكْروهةِ الرِّیقِ عاصبِ و أَنشد أَیضاً: یَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحت لَبَانِه و دَفَّیْهِ منها دامِیاتٌ و جالِبُ و قیل: اللَّبانُ الصَّدْرُ من ذی الحافر خاصَّةً، و فی الصحاح: اللَّبانُ، بالفتح، ما جری علیه اللَّبَبُ من الصدرِ؛ و فی حدیث الاستسقاء: أَتَیْناكَ و العَذْراءُ یَدْمَی لَبانُها أَی یَدْمَی صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها فی الخدمة حیث لا تَجِدُ ما تُعْطیه من یَخْدُمها من الجَدْبِ و شدَّة
(1). قوله [السیوساب] هو فی الأصل بغیر ضبط و هذا الضبط فی هامش نسخة من النهایة معوّل علیها
لسان العرب، ج‌13، ص: 377
الزمان. و أَصلُ اللَّبان فی الفرس موضعُ اللَّبَبِ، ثم استعیر للناس؛ و فی قصید كعب، رضی الله عنه: تَرْمی اللَّبَانَ بكفَّیْها و مِدْرَعِها و فی بیت آخر منها: و یُزْلِقُه منها لَبانٌ و لَبَنَه یَلْبِنُه لَبْناً: ضَرَبَ لَبانَه. و اللَّبَنُ: وجَعُ العُنق من الوِسادَة، و فی المحكم: وجَعُ العُنق حتی لا یَقْدِرَ أَن یَلْتَفِت، و قد لَبِنَ، بالكسر، لَبَناً. و قال الفراء: اللَّبِنُ الذی اشتكی عُنُقَه من وِسادٍ أَو غیره. أَبو عمرو: اللَّبْنُ الأَكل الكثیر. و لَبَنَ من الطعام لَبْناً صالحاً: أَكثر؛ و قوله أَنشده ثعلب: و نحنُ أَثافی القِدْرِ، و الأَكلُ سِتَّةٌ جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ، و أَكْلَتُنا اللَّبْنُ یقول: نحن ثلاثة و نأْكل أَكل ستة. و اللَّبْنُ: الضربُ الشدید. و لَبَنَه بالعصا یَلْبِنُه، بالكسر، لَبْناً إِذا ضربه بها. یقال: لَبَنَه ثلاث لَبَناتٍ. و لَبَنه بصخرةٍ: ضربه بها. قال الأَزهری: وقع لأَبی عمرو اللَّبْنُ، بالنون، فی الأَكل الشدید و الضرب الشدید، قال: و الصواب اللَّبْزُ، بالزای، و النون تصحیف. و اللَّبْنُ: الاسْتِلابُ؛ قال ابن سیدة: هذا تفسیره، قال: و یجوز أَن یكون مما تقدم. ابن الأَعرابی: المِلْبَنةُ المِلْعَقةُ. و اللُّبْنَی: المَیْعَة. و اللُّبْنَی و اللُّبْنُ: شجر. و اللُّبانُ: ضرب من الصَّمْغ. قال أَبو حنیفة: اللُّبانُ شُجَیْرة شَوِكَة لا تَسْمُو أَكثر من ذراعین، و لها ورقة مثل ورقة الآس و ثمرة مثل ثمرته، و له حَرارة فی الفم. و اللُّبانُ: الصَّنَوْبَرُ؛ حكاه السُّكَّرِیُّ و ابن الأَعرابی، و به فسر السُّكَّرِیُّ قولَ إمرئ القیس: لها عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فیمن رواه كذلك؛ قال ابن سیدة: و لا یتجه علی غیره لأَن شجرة اللُّبانِ من الصَّمْغ إِنما هی قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان و عُنُقُ الفرس أَطولُ من ذلك؛ ابن الأَعرابی: اللُّبانُ شجر الصَّنَوْبَر فی قوله: و سالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ التهذیب: اللُّبْنَی شجرة لها لَبَنٌ كالعسل، یقال له عَسَلُ لُبْنَی؛ قال الجوهری: و ربما یُتَبَخَّر به؛ قال إمرؤُ القیس: و باناً و أُلْوِیّاً من الهِنْدِ ذاكِیاً، و رَنْداً و لُبْنَی و الكِباءَ المُقَتَّرا و اللُّبانُ: الكُنْدرُ. و اللُّبانة: الحاجة من غیر فاقة و لكن من هِمَّةٍ. یقال: قَضَی فلان لُبانته، و الجمع لُبانٌ كحاجةٍ و حاجٍ؛ قال ذو الرمة: غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُیونِ و نغَّصتْ لُباناً من الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ و مَجْلِسٌ لَبِنٌ: تُقْضی فیه اللُّبانة، و هو علی النسب؛ قال الحرث بن خالد بن العاصی: إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ، عند اللِّقاء، و ذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ و التَّلَبُّنُ: التَّلَدُّنُ و التَّمَكُّثُ و التَّلبُّثُ؛ قال ابن بری: شاهده قول الراجز: قال لها: إِیّاكِ أَن تَوَكَّنی فی جَلْسةٍ عِندیَ، أَو تَلَبَّنی و تَلَبَّنَ؛ تمكَّثَ؛ و قول رؤبة «2»:
(2). قوله [و قول رؤبة فهل إلخ] عجزه كما فی التكملة: راجعة عهداً من التأسن
لسان العرب، ج‌13، ص: 378
فهل لُبَیْنَی من هَوَی التَّلبُّن قال أَبو عمرو: التَّلبُّن من اللُّبانة. یقال: لی لُبانةٌ أَتَلبَّنُ علیها أَی أَتمكَّثُ. و تَلبَّنْتُ تَلبُّناً و تَلدَّنْتُ تَلدُّناً كلاهما: بمعنی تَلبَّثْتُ و تمكَّثْتُ. الجوهری: و المُلَبَّنُ، بالتشدید، الفَلاتَج؛ قال: و أَظنه مولَّداً. و أَبو لُبَیْنٍ: الذكر. قال ابن بری: قال ابن حمزة و یُكَنَّی الذكر أَبا لُبَیْنٍ؛ قال: و قد كناه به المُفَجَّع فقال: فلما غابَ فیه رَفَعْتُ صَوْتی أُنادی: یا لِثاراتِ الحُسَیْنِ و نادَتْ غلْمَتی: یا خَیْلَ رَبِّی أَمامَكِ، و ابْشِرِی بالجَنَّتَیْنِ و أَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَی، و قد أَثْفَرْتُه بأَبی لُبَیْنِ و لُبْنٌ و لُبْنَی و لُبْنانٌ: جبال: و قول الراعی: سیَكْفِیكَ الإِلهُ و مُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون ترخیمَ لُبْنانٍ فی غیر النداء اضطراراً، و أَن تكون لُبْنٌ أَرضاً بعینها؛ قال أَبو قِلابةَ الهُذَلیُّ: یا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها، بَینَ القَوائِم من رَهْطٍ فأَلْبانِ قال ابن الأَعرابی: قال رجل من العرب لرجل آخر لی إِلیك حُوَیِّجَة، قال: لا أَقْضِیها حتی تكونَ لُبْنانِیَّة أَی عظیمة مثل لُبْنانٍ، و هو اسم جبل، قال: و لُبْنانٌ فُعْلانٌ ینصرف. و لُبْنَی: اسم امرأَة. و لُبَیْنَی: اسم ابنة إِبلیس، و اسمُ ابنه لاقِیسُ، و بها كُنِیَ أَبا لُبَیْنَی؛ و قول الشاعر: أَقْفَرَ منها یَلْبَنٌ فأَفْلُس قال: هما موضعان.

لثن؛ ج13، ص: 378

: روی الأَزهری قال: سمعت محمد بن إِسحق السَّعْدی یقول سمعت علیَّ بن حرْبٍ المَوْصِلیَّ یقول: شی‌ء لَثِنٌ أَی حُلْوٌ، بلغة أَهل الیمن؛ قال الأَزهری: لم أَسمعه لغیر علیّ بن حربٍ، و هو ثَبَت؛ و‌فی حدیث المَبْعَث: بُغْضُكُمُ عندنا مُرٌّ مَذاقَتُه،، و بُغْضُنا عندَكم، یا قوْمَنا، لَثِنُ

لجن؛ ج13، ص: 378

: لَجَنَ الورَقَ یَلْجُنُه لَجْناً، فهو مَلْجُونٌ و لَجِینٌ: خبَطه و خلَطه بدقیق أَو شعیر. و كلُّ ما حِیسَ فی الماء فقد لُجِنَ. و تَلجَّنَ الشی‌ءُ: تَلزَّجَ. و تلجَّنَ رأْسُه: اتَّسَخَ، و هو منه. و تلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مدقوقاً؛ و أَنشد الشمّاخ: و ماءٍ قد ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَی، علیه الطَّیْرُ كالوَرَقِ اللَّجینِ و هو ورقُ الخِطْمِیِّ [الخَطْمِیِّ إِذا أُوخِفَ. أَبو عبیدة: لَجَّنْتُ الخِطْمِیّ و نحوه تَلْجیناً و أَوخَفْتُه إِذا ضربته بیدك لیَثْخُنَ، و قیل: تلجَّنَ الشی‌ءُ إِذا غُسِلَ فلم یَنتَقِ من وسَخه. و شی‌ء لَجِنٌ: وسِخ؛ قال ابن مقبل: یَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِیةً علی سَعابیب ماء الضّالةِ اللَّجِنِ اللیث: اللَّجینُ ورقُ الشَّجر یُخْبَطُ ثم یُخْلطُ بدقیق أَو شعیر فیُعْلفُ للإِبل، و كل ورق أَو نحوه فهو مَلْجُون لجِینٌ حتی آسُ الغِسْلَةِ. الجوهری: و اللَّجِینُ الخَبَطُ، و هو ما سقط من الورق عند الخَبْطِ، و أَنشد بیت الشمّاخ. و تَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ و دقوه و خلطوه بالنوی للإِبل. و‌فی حدیث جریر: إِذا أَخْلَفَ كان لَجِیناً؛ اللَّجینُ،
لسان العرب، ج‌13، ص: 379
بفتح اللام و كسر الجیم: الخَبَطُ، و ذلك أَن ورق الأَراك و السَّلَم یُخْبَطُ حتی یسقُط و یَجِفَّ ثم یُدَقُّ «1». حتی یتَلجَّن أَی یتلزج و یصیر كالخِطْمِی. و كل شی‌ء تلزج فقد تَلجَّنَ، و هو فعیل بمعنی مفعول. و ناقة لَجُون: حَرُون؛ قال أَوس: و لقد أَرِبْتُ علی الهُمومِ بجَسْرَةٍ عَیْرانةٍ بالرِّدْفِ، غیر لَجُونِ قال ابن سیدة: اللِّجانُ فی الإِبل كالحِرَانِ فی الخیل. و قد لَجَنَ لِجاناً و لُجوناً و هی ناقة لَجُونٌ، و ناقة لَجُون أَیضاً: ثقیلة المشی، و فی الصحاح: ثقیلة فی السیر، و جمَلٌ لَجُونٌ كذلك. قال بعضهم: لا یقال و جمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِناثُ، و قیل: اللِّجانُ و اللُّجُون فی جمیع الدواب كالحِرَانِ فی ذوات الحافر منها. غیره: الحِرانُ فی الحافر خاصةً، و الخِلاء فی الإِبل، و قد لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً و لِجاناً. و اللُّجَیْنُ: الفضة، لا مكبر له جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَیّا و الكُمَیْتِ؛ قال ابن جنی: ینبغی أَن یكون إِنما أَلزموا التحقیر هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام فی تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخلیص. و‌فی حدیث العِرْباض: بِعْتُ من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بَكْراً فأَتیته أَتقاضاه ثمَنَه فقال: لا أَقضیكها إلا لُجَیْنِیَّةً؛ قال ابن الأَثیر: الضمیر فی أَقضیكها إِلی الدراهم، و اللُّجَیْنِیَّة منسوبة إِلی اللُّجَینِ، و هو الفضة. و اللَّجِینُ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ قال أَبو وجزة: كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها، إِذا صَرَفَتْ و قَطَّعَتِ اللَّجِینا شبَّه لُغامها بلَجِین الخَطْمِیّ، و أَراد بالناصعات الغر أَنیابها.

لحن؛ ج13، ص: 379

: اللَّحْن: من الأَصوات المصوغة الموضوعة، و جمعه أَلْحانٌ و لُحون. و لَحَّنَ فی قراءته إِذا غرَّد و طرَّبَ فیها بأَلْحان، و‌فی الحدیث: اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب.و هو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء. و اللَّحْنُ و اللَّحَنُ و اللَّحَانةُ و اللَّحانِیَة: تركُ الصواب فی القراءة و النشید و نحو ذلك، لَحَنَ یَلْحَنُ لَحْناً و لَحَناً و لُحوناً؛ الأَخیرة عن أَبی زید قال: فُزْتُ بقِدْحَیْ مُعْرِب لم یَلْحَنِ و رجل لاحِنٌ و لَحّان و لَحّانة و لُحَنَة: یُخْطِئ، و فی المحكم: كثیر اللَّحْن. و لَحَّنه: نسبه إِلی اللَّحْن. و اللُّحَنَةُ: الذی یُلحِّنُ الناسَ. و اللُّحْنةُ: الذی یُلحَّنُ. و التَّلْحِینُ: التَّخْطِئة. و لَحَنَ الرجلُ یَلْحَنُ لَحْناً: تكلم بلغته. و لَحَنَ له یَلْحَنُ لَحْناً: قال له قولًا یفهمه عنه و یَخْفی علی غیره لأَنه یُمیلُه بالتَّوْریة عن الواضح المفهوم؛ و منه قولهم: لَحِنَ الرجلُ: فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ و فَطِنَ لما لا یَفْطنُ له غیره. و لَحِنَه هو عنی، بالكسر، یَلْحَنُه لَحْناً أَی فَهمَه؛ و قول الطرماح: و أَدَّتْ إِلیَّ القوْل عنهُنَّ زَوْلةٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَی تَكلَّمُ بمعنی كلام لا یُفْطنُ له و یَخْفی علی الناس غیری. و أَلْحَنَ فی كلامه أَی أَخطأَ. و أَلْحَنه القولَ: أَفهمه إیِاه، فلَحِنَه لَحْناً: فهِمَه. و لَحَنه عنی لَحْناً؛ عن كراع: فهِمَه؛ قال ابن سیدة: و هی قلیلة، و الأَول أَعرف. و رجل لَحِنٌ: عارفٌ بعواقب الكلام ظریفٌ. و‌فی الحدیث: أَن النبی،
(1). قوله [حتی یسقط و یجف ثم یدق إلخ] كذا بالأصل و النهایة، و كتب بهامشها: هذا لا یصح فإنه لا یتلزج إلا إذا كان رطباً انتهی. أی فالصواب حذف یجف
لسان العرب، ج‌13، ص: 380
صلی الله علیه و سلم، قال: إِنكم تَخْتصِمُون إِلیَّ و لعلَّ بعضَكم أَن یكونَ أَلْحَنَ بحجَّته من بعض أَی أَفْطنَ لها و أَجْدَل، فمن قَضَیْتُ له بشی‌ء من حق أَخیه فإِنما أَقطعُ له قِطْعةً من النار؛ قال ابن الأَثیر: اللَّحْنُ المیل عن جهة الاستقامة؛ یقال: لَحَنَ فلانٌ فی كلامه إِذا مال عن صحیح المَنْطِق، و أَراد أَن بعضكم یكون أَعرفَ بالحجة و أَفْطَنَ لها من غیره. و اللَّحَنُ، بفتح الحاء: الفِطْنة. قال ابن الأَعرابی: اللَّحْنُ، بالسكون، الفِطْنة و الخطأُ سواء؛ قال: و عامّة أَهل اللغة فی هذا علی خلافه، قالوا: الفِطْنة، بالفتح، و الخطأ، بالسكون. قال ابن الأَعرابی: و اللَّحَنُ أَیضاً، بالتحریك، اللغة. و‌قد روی أَن القرآن نزَل بلَحَنِ قریش‌أَی بلغتهم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: تعلَّمُوا الفرائضَ و السُّنَّةَ و اللَّحَن، بالتحریك، أَی اللغة؛ قال الزمخشری: تعلموا الغَریبَ و اللَّحَنَ لأَن فی ذلك عِلْم غَرِیب القرآن و مَعانیه و معانی الحدیث و السنَّة، و من لم یعْرِفْه لم یعرف أَكثرَ كتاب الله و معانیه و لم یعرف أَكثر السُّنن. و قال أَبو عبید فی‌قول عمر، رضی الله عنه: تعلَّمُوا اللَّحْنَ‌أَی الخطأَ فی الكلام لتحترزوا منه. و‌فی حدیث معاویة: أَنه سأَل عن أَبی زیادٍ فقیل إِنه ظریف علی أَنه یَلْحَنُ، فقال: أَ وَ لیْسَ ذلك أَظرف له؟ قال القُتَیْبیُّ: ذهب معاویةُ إِلی اللَّحَن الذی هو الفِطنة، محرَّك الحاء. و قال غیره. إِنما أَراد اللَّحْنَ ضد الإِعراب، و هو یُسْتَمْلَحُ فی الكلام إِذا قَلَّ، و یُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ و التشَدُّقُ. و لَحِنَ لَحَناً: فَطِنَ لحجته و انتبه لها. و لاحَنَ الناس: فاطَنَهم؛ و قول مالك بن أَسماء بن خارجةَ الفَزاریّ: و حدیثٍ أَلَذُّه هو مما یَنْعَتُ النَّاعِتُون یُوزَنُ وَزْنا مَنْطِقٌ رائِعٌ، و تَلْحَنُ أَحْیاناً، و خیرُ الحدیثِ ما كانَ لَحْنا یرید أَنها تتكلم بشی‌ء و هی ترید غیره، و تُعَرِّضُ فی حدیثها فتزیلُه عن جهته من فِطنتِها كما قال عز و جل: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ، أَی فی فَحْواهُ و معناه؛ و قال القَتَّال الكلابیُّ: و لقد لَحَنْتُ لكم لِكَیْما تَفْهمُوا، و لَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً لیس بالمُرْتابِ و كأَنَّ اللَّحْنَ فی العربیة راجعٌ إِلی هذا لأَنه من العُدول عن الصواب. و قال عمر بن عبد العزیز: عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ و لاحَنُوه كیفَ لا یعرفُ جَوامعَ الكَلِم، أَی فاطَنَهم و فاطَنُوه و جادَلَهم؛ و منه قیل: رجل لَحِنٌ إِذا كان فَطِناً؛ قال لبید: مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ یُعِیدُ بكَفِّه قَلَماً علی عُسُبٍ ذَبُلْنَ و بانِ و أَما‌قول عمر، رضی الله عنه: تعلموا اللَّحْنَ و الفرائضَ، فهو بتسكین الحاء و هو الخطأُ فی الكلام. و‌فی حدیث أَبی العالیة قال: كنتُ أَطُوفُ مع ابن عباسٍ و هو یُعلِّمنی لَحْنَ الكلامِ؛ قال أَبو عبید: و إِنما سماه لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره اللَّحْنَ. قال شمر: قال أَبو عدنان سأَلت الكِلابیینَ عن‌قول عمر تعلموا اللحن فی القرآن كما تَعَلَّمُونه‌فقالوا: كُتِبَ هذا عن قوم لیس لهم لَغْوٌ كلَغْوِنا، قلت: ما اللَّغْوُ؟ فقال: الفاسد من الكلام، و قال الكلابیُّون: اللَّحْنُ اللغةُ، فالمعنی فی قول عمر تعلموا اللّحْنَ فیه یقول تعلموا كیف لغة العرب فیه الذین نزل القرآنُ بلغتهم؛ قال أَبو عدنان: و أَنشدتْنی الكَلْبیَّة: و قوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَی لَحْنِ قومِنا و شَكلٌ، و بیتِ اللهِ، لسنا نُشاكِلُهْ
لسان العرب، ج‌13، ص: 381
قال: و قال عُبید بن أَیوب: و للهِ دَرُّ الغُولِ أَیُّ رَفِیقَةٍ لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ یتَقَتَّرُ فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ، و أَننی شُجاعٌ، إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطیَّرُ أَتَتنی بلحْنٍ بعد لَحْنٍ، و أَوقدَتْ حَوَالَیَّ نِیراناً تَبُوخُ و تَزْهَرُ و رجل لاحِنٌ لا غیر إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته، و لا یقال لَحّانٌ. اللیث: قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْویلُه قد أَخذ فی ناحیة عن الصواب أَی عَدَل عن الصواب إِلیها؛ و أَنشد قول مالك بن أَسماء: مَنْطِقٌ صائِبٌ و تَلْحَنُ أَحْیاناً، و خیرُ الحدیثِ ما كانَ لَحْناً قال: تأْویله و خیر الحدیث من مثل هذه الجاریة ما كان لا یعرفه كلُّ أَحد، إِنما یُعرفُ أَمرها فی أَنحاء قولها، و قیل: معنی قوله … و تلحن أَحیاناً أَنها تخطئ فی الإِعراب، و ذلك أَنه یُسْتملَحُ من الجواری، ذلك إِذا كان خفیفاً، و یُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب. و عُرِف ذلك فی لَحْن كلامه أَی فیما یمیل إِلیه. الأَزهری: اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِلیه بلسانك أَی تمیلُ إِلیه بقولك، و منه قوله عز و جل: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ؛ أَی نَحْوِ القول، دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل و فِعْلَه یَدُلَّانِ علی نیته و ما فی ضمیره، و قیل: فِی لَحْنِ الْقَوْلِ أَی فی فَحْواه و معناه. و لَحَن إِلیه یَلْحَنُ لَحْناً أَی نَواه و مال إِلیه. قال ابن بری و غیره: للَّحْنِ ستة مَعان: الخطأُ فی الإِعراب و اللغةُ و الغِناءُ و الفِطْنةُ و التَّعْریضُ و المَعْنی، فاللَّحْنُ الذی هو الخطأُ فی الإِعراب یقال منه لَحَنَ فی كلامه، بفتح الحاء، یَلْحَنُ لَحْناً، فهو لَحَّانٌ و لَحّانة، و قد فسر به بیتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاری كما تقدم، و اللَّحْنُ الذی هو اللغة‌كقول عمر، رضی الله عنه: تعلموا الفرائضَ و السُّنَنَ و اللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ، یرید اللغة؛ و جاء‌فی روایة تعلموا اللَّحْنَ فی القرآن كما تتعلمونه، یرید تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها؛ و قال الأَزهری: معناه تعلموا لغة العرب فی القرآن و اعرفُوا معانیه كقوله تعالی: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ؛ أَی معناه و فَحْواه،فقول عمر، رضی الله عنه: تعلموا اللَّحْن، یرید اللغة؛ و‌كقوله أَیضاً: أُبَیٌّ أَقْرَؤُنا و إِنَّا لنَرْغَبُ عن كثیر من لَحْنِه‌أَی من لُغَتِه و كان یَقْرأُ التابُوه؛ و منه قول أَبی مَیْسَرَة فی قوله تعالی: فَأَرْسَلْنٰا عَلَیْهِمْ سَیْلَ الْعَرِمِ، قال: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ الیمن أَی بلغة الیمن؛ و منه قول أَبی مَهْدیٍّ: لیس هذا من لَحْنی و لا لَحْنِ قومی؛ و اللَّحْنُ الذی هو الغِناء و تَرْجیعُ الصوت و التَّطْریبُ شاهدُه قول یزید ابن النعمان: لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا مُطَوَّقَةٌ علی فَنَنٍ تَغَنَّی یَمِیلُ بها، و تَرْكَبُه بلَحْنٍ، إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا فلا یَحْزُنْكَ أَیامٌ تَوَلَّی تَذَكّرُها، و لا طَیْرٌ أَرَنَّا و قال آخر: و هاتِفَینِ بشَجْوٍ، بعد ما سجَعَتْ وُرْقُ الحَمامِ بترجیعٍ و إِرْنانِ باتا علی غُصْنِ بانٍ فی ذُرَی فَننٍ، یُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ و یقال: فلان لا یعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَی لا
لسان العرب، ج‌13، ص: 382
یعرف كیف یُغَنیه. و قد لَحَّنَ فی قراءته إِذا طَرَّب بها. و اللَّحْنُ الذی هو الفِطْنة یقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته و فَطِنته، فَلَحَنَ هو عنی لَحْناً أَی فَهمَ و فَطِنَ، و قد حُمِلَ علیه قول مالك بن أَسماء: و خیر الحدیث ما كان لحناً، و قد تقدم؛ قاله ابن الأَعرابی و جعله مُضارعَ لَحِنَ، بالكسر، و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لعَلَّ بعضَكم أَن یكون أَلْحَنَ بحجته‌أَی أَفْطَنَ لها و أَحسَنَ تصَرُّفاً. و اللَّحْنُ الذی هو التَّعْریض و الإِیماء؛ قال القتَّالُ الكلابی: و لقد لَحَنْتُ لكم لِكَیما تَفْهَموا، و وَحَیْتُ وَحْیاً لیس بالمُرْتابِ و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم، و قد بعث قوماً لیُخْبِرُوه خبَرَ قریش: الْحَنُوا لی لَحْناً، و هو ما روی أَنه بعث رجلین إِلی بعض الثُّغُور عَیْناً فقال لهما: إِذا انصرفتما فالْحَنا لی لَحْناً‌أَی أَشیرا إِلیَّ و لا تُفْصِحا و عَرِّضا بما رأَیتما، أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ و قُوَّة، فأَحَبَّ أَن لا یقفَ علیه المسلمون. و یقال: جعَلَ كذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ و لم یُصَرِّح؛ و منه أَیضاً قول مالك بن أَسماء و قد تقدم شاهداً علی أَن اللَّحْنَ الفِطنة، و الفعل منه لَحَنْتُ له لَحْناً، علی ما ذكره الجوهری عن أَبی زید؛ و البیت الذی لمالك: مَنطِقٌ صائبٌ و تَلْحَنُ أَحیاناً، و خیرُ الحدیثِ ما كان لَحْنا و معنی صائب: قاصد الصواب و إِن لم یُصِبْ، و تَلْحَن أَحیاناً أَی تُصیب و تَفْطُنُ، و قیل: تریدُ حدیثَها عن جهته، و قیل: تُعَرِّض فی حدیثها، و المعنی فیه متقاربٌ، قال: و كأَنَّ اللَّحْن فی العربیة راجع إِلی هذا لأَنه العُدول عن الصواب؛ قال عثمان ابن جنی: مَنْطِقٌ صائب أَی تارة تورد القول صائباً مُسَدَّداً و أُخری تتَحَرَّفُ فیه و تَلْحَنُ أَی تَعْدِلُه عن الجهة الواضحة متعمدة بذلك تلَعُّباً بالقول، و هو من‌قوله و لعل بعضَكم أَن یكون أَلْحَنَ بحجته‌أَی أَنْهَضَ بها و أَحسَنَ تصَرُّفاً، قال: فصار تفسیر اللَّحْنِ فی البیت علی ثلاثة أَوجه: الفِطنة و الفهم، و هو قول أَبی زید و ابن الأَعرابی و إِن اختلفا فی اللفظ، و التعریضُ، و هو قول ابن درید و الجوهری، و الخطأُ فی الإِعراب علی قول من قال تزیله عن جهته و تعدله عن الجهة الواضحة، لأَن اللحن الذی هو الخطأُ فی الإِعراب هو العدول عن الصواب، و اللَّحْن الذی هو المعنی و الفَحْوَی كقوله تعالی: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ؛ أَی فی فَحْواه و معناه. و روی المنذریُّ عن أَبی الهیثم أَنه قال: العُنوان و اللَّحْنُ واحد، و هو العلامة تشیر بها إِلی الإِنسان لیَفْطُنَ بها إِلی غیره، تقول: لَحَنَ لی فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ؛ و أَنشد: و تَعْرِفُ فی عُنوانِها بعضَ لَحْنِها، و فی جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكی الدَّواهیا قال: و یقال للرجل الذی یُعَرِّضُ و لا یُصَرِّحُ قد جعل كذا و كذا لَحْناً لحاجته و عُنواناً. و‌فی الحدیث: و كان القاسم رجلًا لُحْنَةً، یروی بسكون الحاء و فتحها، و هو الكثیر اللَّحْنِ، و قیل: هو بالفتح الذی یُلَحِّنُ الناس أَی یُخَطِّئُهم، و المعروف فی هذا البناء أَنه الذی یَكْثُر منه الفعل كالهُمَزة و اللُّمَزة و الطُّلَعة و الخُدَعة و نحو ذلك. و قِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم یكن صافیَ الصوت عند الإِفاضة، و كذلك قوس لاحنة إِذا أُنْبِضَتْ. و سهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفیز إِذا لم یكن حَنَّاناً عند الإِدامةِ علی الإِصبع، و المُعْرِبُ من جمیع ذلك علی ضِدِّه. و مَلاحِنُ العُودِ: ضُروبُ دَسْتاناته. یقال: هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد،
لسان العرب، ج‌13، ص: 383
و هو الوجه الذی یَضْرِبُ به. و‌فی الحدیث: اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب و أَصواتها، و إِیاكم و لُحُونَ أَهل العِشْق؛ اللَّحنُ: التطریب و ترجیع الصوت و تحسین القراءة و الشِّعْرِ و الغِناءِ، قال: و یشبه أَن یكون أَراد هذا الذی یفعله قُرَّاء الزمان من اللُّحون التی یقرؤون بها النظائر فی المحافل، فإِن الیهود و النصاری یقرؤون كتُبَهم نحْواً من ذلك.

لخن؛ ج13، ص: 383

: اللَّخَنُ: نتْنُ الریح عامّةً، و قیل: اللَّخَنُ نتْنٌ یكون فی أَرْفاغ الإِنسان، و أَكثر ما یكون فی السُّودان، و قد لَخِنَ لَخَناً و هو أَلْخَنُ. و لَخِنَ السقاء لَخَناً، فهو لَخِنٌ و أَلْخَنُ: تغیر طعمه و رائحته، و كذلك الجلد فی الدِّباغ إِذا فسد فلم یصلح؛ قال رؤبة: و السَّبُّ تَخْریقُ الأَدیمِ الأَلْخَنِ اللیث: لَخِنَ السقاء، بالكسر، یَلْخَنُ لَخَناً أَی أَنْتَنَ، و فی التهذیب: إِذا أُدِیمَ فیه صَبُّ اللَّبَن فلم یغسل، و صار فیه تَحْبیبٌ أَبیضُ قِطعٌ صغارٌ مثلُ السِّمْسِمِ و أَكبر منه متغیرُ الریح و الطعم؛ و منه قولهم أَمة لَخْناءُ. و لَخِنَ الجوْزُ لَخَناً: تغیرت رائحته و فسد. و اللَّخَنُ: قُبْح ریح الفرج، و امرأَة لَخْناء. و یقال: اللَّخْناء التی لم تُخْتَنْ. و‌فی حدیث ابن عمر: یا ابن اللَّخْناء؛ هی التی لم تُخْتَن، و قیل: اللَّخَنُ النَّتْنُ، و الأَلْخَنُ الذی لم یُخْتن، و قیل: هو الذی یُرَی فی قُلفَته قبل الخِتان بیاضٌ عند انقلاب الجِلدة. و اللَّخْنُ: البیاضُ الذی «2». علی جُرْدان الحمار، و هو الحَلَقُ. أَبو عمرو: اللَّخَنُ القبیح من الكلام.

لدن؛ ج13، ص: 383

: اللَّدْنُ: اللّیِّنُ من كل شی‌ء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ، و الأُنثی لَدْنة، و الجمع لِدانٌ و لُدْن و قد لَدُنَ لَدانةً و لُدُونةً. و لَدَّنه هو: لَیَّنه. و قناة لَدْنة: لیِّنة المهَزَّةِ، و رمح لَدْنٌ و رِماحٌ لُدْنٌ، بالضم، و امرأَة لَدْنة: ریّا الشّبابِ ناعمةٌ، و كلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ. و تَلدَّنَ فی الأَمر: تَلبَّثَ و تمكَّثَ، و لدَّنه هو. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه، ثم بعثه فتَلَدَّنَ علیه بعضَ التَّلدُّن، فقال: شَأْ لعَنك الله فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا تَصْحبْنا بملعون؛ التَّلدُّن: التَّمكُّثُ، معنی قوله تَلدَّنَ أَی تَلَكَّأَ و تمكَّثَ و تَلبَّثَ و لم یَثُرْ و لم یَنبَعِث. یقال: تَلدَّنَ علیه إِذا تَلكَّأَ علیه؛ قال أَبو عمرو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً و تَلبَّثْتُ تَلبُّثاً و تمكَّثْتُ. و‌فی حدیث عائشة: فأَرسلَ إِلیَّ ناقةً مُحَرَّمةً فتَلدَّنتْ علیَّ فلعنتها.و لَدُنْ و لُدْنٌ و لَدْنٌ و لَدِنٌ و لَدُ محذوفة منها و لَدَی مُحَوَّلة، كله: ظرف زمانی و مكانی معناه عند؛ قال سیبویه: لَدُنْ جُزمَتْ و لم تجعل كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ فی الكلام تَمَكُّنَ عند، و اعْتَقَبَ النونُ و حرفُ العلة علی هذه اللفظة لاماً، كما اعتقبَ الهاءُ و الواو فی سنَةٍ لاماً و كما اعتقبت فی عِضاهٍ. قال أَبو إِسحق: لَدُنْ لا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندی صوابٌ، و لا تقول هو لَدُنی صواب، و تقول عندی مال عظیم و المال غائب عنك، و لَدُنْ لما یلیك لا غیر. قال أَبو علی: نظیر لَدُنْ و لَدَی و لَدُ، فی استعمال اللام تارة نوناً، و تارة حرف علة، و تارة محذوفة، دَدَنْ و دَدَی و دَدٌ، و هو مذكور فی موضعه. و وقع فی تذكرة أَبی علی لَدَی فی معنی هل عن المفضَّل؛ و أَنشد:
(2). قوله [البیاض الذی إلخ] و كذلك البیاض الذی علی قلفة الصبی قبل الختان كما فی التهذیب
لسان العرب، ج‌13، ص: 384
لَدَی من شبابٍ یُشْترَی بمَشِیبِ؟ و كیف شَبابُ المرْء بعدَ دَبیبِ؟ و قوله تعالی: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّی عُذْراً؛ قال الزجاج: و قرئ من لَدُنی، بتخفیف النون، و یجوز من لَدْنی، بتسكین الدال، و أَجودها بتشدید النون، لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ، فإِذا أَضفتها إِلی نفسك زِدْتَ نوناً لیَسْلَم سكونُ النونِ الأُولی، تقول من لَدُنْ زید، فتسكن النون، ثم تضیف إِلی نفسك فتقول لَدْنی كما تقول عن زید و عنی، و من حذف النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسم غیر متمكن، و الدلیل علی أَن الأَسماء یجوز فیها حذف النون قولهم قَدْنی فی معنی حَسْبی، و یجوز قَدِی بحذف النون لأَن قد اسم غیر متمكن؛ قال الشاعر: قَدْنیَ من نصْرِ الخُبَیْبَینِ قَدِی فجاء باللغتین. قال: و أَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم فی عَضُدٍ عَضْد، فیحذفون الضمة. و حكی أَبو عمرو عن أَحمد بن یحیی و المبرّد أَنهما قالا: العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ و لَدُنْ غُدْوَةً و لَدُنْ غُدْوَةٍ، فمن رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ، و من نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً، و من خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ. و قال ابنُ كیسانَ: لَدُنْ حرف یَخْفِضُ، و ربما نُصِبَ بها. قال: و حكی البصریون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بین الكلام؛ و أَنشدوا: ما زالَ مُهْری مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ، لَدُنْ غُدْوَةً حتی دَنَتْ لغُروبِ و أَجاز الفراء فی غُدْوةٍ الرفع و النصب و الخفض؛ قال ابن كیسانَ؛ من خفض بها أَجراها مُجْرَی من و عن، و من رفع أَجراها مُجْری مذ، و من نصب جعلها وقتاً و جعل ما بعدها ترجمة عنها؛ و إِن شئت أَضمرت كان كما قال: مُذْ لَدُ شَوْلًا و إِلی إِتْلائِها أَراد: أَن كانت شَوْلًا. و قال اللیث: لَدُنْ فی معنی من عند، تقول: وقف الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلی المسجد و نحو ذلك إِذا اتصل ما بین الشیئین، و كذلك فی الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلی غروبها أَی من حین. و‌فی حدیث الصَّدَقة: علیهما جُنَّتانِ من حدید من لَدُنْ ثُدِیِّهما إِلی ترَاقیهما؛ لَدُنْ؛ ظرف مكان بمعنی عند إِلا أَنه أَقرب مكاناً من عند و أَخصُّ منه، فإِن عند تقع علی المكان و غیره، تقول: لی عند فلانٍ مال أَی فی ذمته، و لا یقال ذلك فی لَدُنْ. أَبو زید عن الكلابیین أَجمعین: هذا من لَدُنِهِ، ضموا الدال و فتحوا اللام و كسروا النون. الجوهری: لَدُنْ الموضع الذی هو الغایة، و هو ظرف غیر متمكن بمنزلة عند، و قد أَدخلوا علیها من وحدها من حروف الجرّ، قال تعالی: مِنْ لَدُنّٰا*، و جاءت مضافة تخفض ما بعدها؛ و أَنشد فی لَدُ لغَیْلانَ بن حُرَیث: یَسْتَوْعِبُ النَّوْعینِ من خَریرِه، من لَدُ لَحْیَیْه إِلی مُنْخُورِه قال ابن بری: و أَنشده سیبویه إِلی مَنْخُوره أَی مَنْخَره. قال: قال و قد حمل حذف النون بعضهم إِلی أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً، فنصب غدوة بالتنوین؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غُدْوَةً، حتی إِذا امتَدَّتِ الضُّحَی، و حَثَّ القَطِینَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوین فنصب، كما تقول ضارِبٌ زیداً، قال: و لم یُعْمِلوا لَدُنْ إِلا فی غُدْوة خاصة. قال ابن بری: ذكر
لسان العرب، ج‌13، ص: 385
أَبو علی فی لَدُنْ بالنون أَربع لغات: لَدُنْ و لَدْنٌ، بإِسكان الدال، حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد، و لُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال علی اللام، و لَدَنْ بحذف الضمة من الدال، فلما التقی ساكنان فتحت الدال لالتقاء الساكنین، و لم یذكر أَبو علی تحریك النون بكسر و لا فتح فیمن أَسكن الدال، قال: و ینبغی أَن تكون مكسورة، قال: و كذا حكاها الحَوْفیُّ لَدْنِ، و لم یذكر لُدْن التی حكاها أَبو علی، و القیاس یوجب أَن تكون لَدْنِ، و لَدْنِ علی حدِّ لم یَلْدَهُ أَبوان، و حكی ابن خالویه فی البدیع: وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ، بضم الدال، قال ابن بری: و یقال لی إِلیه لُدُنَّةٌ أَی حاجة، و الله أَعلم.

لذن؛ ج13، ص: 385

: اللَّاذَنُ و اللَّاذَنةُ: من العُلُوك، و قیل: هو دواء بالفارسیة، و قیل: هو نَدیً یسقُط علی الغنم فی بعض جزائر البحر.

لزن؛ ج13، ص: 385

: لَزَنَ القومُ یَلْزُنُونَ لَزْناً و لَزَناً و لَزِنوا و تَلازَنوا: تزاحموا. اللیث: اللَّزَنُ، بالتحریك، اجتماع القوم علی البئر للاستقاء حتی ضاقت بهم و عجزت عنهم؛ قال الجوهری: و كذلك فی كل أَمر. و یقال ماء مَلْزُون؛ و أَنشد: فی مَشْرَبٍ لا كَدِرٍ و لا لَزِنْ و أَنشد غیره: و مَعاذِراً كَذِباً و وَجْهاً باسِراً، و تَشَكِّیاً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ و مَشْرَبٌ لَزِنٌ و لَزْنٌ و مَلْزُون: مُزْدَحَمٌ علیه؛ عن ابن الأَعرابی. و اللَّزْنُ: الشدَّة. و عَیْشٌ لَزْنٌ أَی ضیق. و لیلة لَزْنة و لِزْنة: ضیِّقة، من جوع كان أَو بَرْدٍ أَو خوف؛ عن ابن الأَعرابی أَیضاً؛ و روی بیت الأَعشی: و یُقْبِلُ ذو البَثِّ و الرَّاغِبونَ فی لَیْلةٍ هی إِحْدَی اللَّزَنْ و أَنشده اللَّزَنْ، بفتح اللام، و المعروف فی شعره اللِّزَن، بكسر اللام، فكأَنه أَراد هی إِحدی لیالی اللِّزَن. و أَصابهم لَزْنٌ من العیش أَی ضیق. و اللَّزْنُ: جمع لَزْنة و هی السنة الشدیدة. ابن سیدة: اللِّزْنة السنة الشدیدة الضیقة. و اللَّزْنَة: الشِّدَّة و الضیق، و جمعها لِزَنٌ؛ قال: و مما یدل علی صحة ذلك إِضافة إِحدی إِلیها، و إِحدی لا تضاف إِلی مفرد، و نظیر لَزْنة و لِزَنٍ حَلْقَة و حِلَقٌ و فَلْكَة و فِلَكٌ، و قد قیل فی الواحد لِزْنة، بالكسر أَیضاً، و هی الشِّدَّة، فأَما إِذا وصفت بها فقلت لیلة لَزْنة فبالفتح لا غیر. و تقول العرب فی الدعاء علی الإِنسان: ما لَه سُقِیَ فی لَزْنٍ ضاحٍ أَی فی ضیق مع حَرِّ الشمس، لأَن الضّاحِیَ من الأَرض البارِزُ الذی لیس یستره شی‌ء عن الشمس. و ماء لَزْنٌ: ضَیِّق لا یُنال إِلا بعد مَشَقَّة.

لسن؛ ج13، ص: 385

: اللِّسانُ: جارحة الكلام، و قد یُكْنَی بها عن الكلمة فیؤنث حینئذ؛ قال أَعشی باهلة: إِنِّی أَتَتْنی لسانٌ لا أُسَرُّ بها من عَلْوَ، لا عَجَبٌ منها و لا سَخَرُ قال ابن بری: اللِّسان هنا الرِّسالة و المقالة؛ و مثله: أَتَتْنی لسانُ بنی عامِرٍ، أَحادیثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ قال: و قد یُذَكَّر علی معنی الكلام: قال الحطیئة: نَدِمْتُ علی لسانٍ فاتَ مِنِّی، فلَیْتَ بأَنه فی جَوْفِ عَكْمِ و شاهد أَلْسِنَةٍ الجمع فیمن ذَكَّرَ قوله تعالی: وَ اخْتِلٰافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوٰانِكُمْ؛ و شاهدُ أَلْسُنٍ
لسان العرب، ج‌13، ص: 386
الجمع فیمن أَنث قول العجاج: أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فینا مَلْحَجا ابن سیدة: و اللِّسانُ المِقْوَلُ، یذكر و یؤنث، و الجمع أَلْسِنة فیمن ذكر مثل حِمار و أَحْمرة، و أَلْسُن فیمن أَنث مثل ذراع و أَذْرُع، لأَن ذلك قیاس ما جاء علی فِعالٍ من المذكر و المؤنث، و إِن أَردت باللسان اللغة أَنثت. یقال: فلان یتكلم بلِسانِ قومه. قال اللحیانی: اللسان فی الكلام یذكر و یؤنث. یقال: إِن لسانَ الناس علیك لَحَسنة و حَسَنٌ أَی ثناؤُهم. قال ابن سیدة: هذا نص قوله و اللسان الثناء. و قوله عز و جل: وَ اجْعَلْ لِی لِسٰانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ؛ معناه اجعل لی ثَناءً حَسناً باقیاً إِلی آخر الدهر؛ و قال كثیر: نَمَتْ لأَبی بكرٍ لسانٌ تتابعتْ، بعارفةٍ منه، فخَصَّتْ و عَمَّتِ و قال قَسَاس الكِنْدِیُّ: أَلا أَبْلغْ لَدَیْكَ أَبا هُنَیٍّ، أَ لا تَنْهَی لسانَك عن رَداها فأَنثها. و یقولون: إِن شَفَةَ الناس علیك لَحسَنة. و قوله عز و جل: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلّٰا بِلِسٰانِ قَوْمِهِ؛ أَی بلغة قومه؛ و منه قول الشاعر: أَتَتْنی لسانُ بنی عامِرٍ و قد تقدَّم، ذهب بها إِلی الكلمة فأَنثها؛ و قال أَعشی باهلة: إِنِّی أَتانی لسانٌ لا أُسَرُّ به ذهب إِلی الخبر فذكره. ابن سیدة: و اللسان اللغة، مؤنثة لا غیر. و اللِّسْنُ، بكسر اللام: اللُّغة. و اللِّسانُ: الرسالة. و حكی أَبو عمرو: لكل قوم لِسْنٌ أَی لُغَة یتكلمون بها. و یقال: رجل لَسِنٌ بَیِّنُ اللَّسَن إِذا كان ذا بیان و فصاحة. و الإِلْسان: إِبلاغ الرسالة. و أَلْسَنَه ما یقول أَی أَبلغه. و أَلْسَنَ عنه: بَلَّغ. و یقال: أَلْسِنِّی فلاناً و أَلْسِنْ لی فلاناً كذا و كذا أَی أَبْلغْ لی، و كذلك أَلِكْنی إِلی فلان أَی أَلِكْ لی؛ و قال عدیُّ بن زید: بل أَلسِنوا لی سَراةَ العَمّ أَنكمُ لسْتُمْ من المُلْكِ، و الأَبدال أَغْمار أَی أَبْلِغوا لی و عنی. و اللِّسْنُ: الكلام و اللُّغة. و لاسَنه: ناطَقه. و لَسَنه یَلْسُنه لَسْناً: كان أَجودَ لساناً منه. و لَسَنه لَسْناً: أَخذه بلسانه؛ قال طرفة: و إِذا تَلْسُنُنی أَلْسُنُها، إِننی لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ و لَسَنه أَیضاً: كلمه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، و ذكَر امرأَةً فقال: إِن دخلت علیك «1». لَسَنتْكَ‌أَی أَخذَتكَ بلسانها، یصفها بالسَّلاطة و كثرة الكلام و البَذَاءِ. و اللَّسَنُ، بالتحریك: الفصاحة. و قد لَسِنَ، بالكسر، فهو لَسِنٌ و أَلسَنُ، و قوم لُسْنٌ. و اللَّسنُ: جَوْدَة اللسان و سَلاطَتُه، لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ. و قوله عز و جل: وَ هٰذٰا كِتٰابٌ مُصَدِّقٌ لِسٰاناً عَرَبِیًّا؛ أَی مُصَدِّقٌ للتوراة، و عربیّاً منصوب علی الحال، المعنی مُصَدِّقٌ عربیّاً، و ذكَرَ لِسٰاناً توكیداً كما تقول جاءنی زید رجلًا صالحاً، و یجوز أَن یكون لِسٰاناً مفعولًا ب مُصَدِّقٌ، المعنی مصدّق النبی، صلی الله علیه و سلم، أَی مصدق ذا لسان عربی. و اللَّسِنُ و المُلَسَّنُ: ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان. و لَسَّنَ النعلَ: خَرَط صدرَها و دَقَّقها
(1). قوله [إن دخلت علیك إلخ] هكذا فی الأصل، و الذی فی النهایة: إن دخلت علیها لسنتك، و فی هامشها: و إن غبت عنها لم تأمنها
لسان العرب، ج‌13، ص: 387
چ‌من أَعلاها. و نعل مُلسَّنة إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كطرف اللسان. غیره: و المُلسَّنُ من النِّعال الذی فیه طُول و لَطافة علی هیئة اللسان؛ قال كثیر: لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشی یَطَوْنَها، بأَقدامِهم، فی الحَضرَمیِّ المِلسَّنِ و كذلك امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمین. و‌فی الحدیث: إِن نعله كانت مُلسَّنة‌أَی كانت دقیقة علی شكل اللسان، و قیل: هی التی جُعلَ لها لسانٌ، و لسانُها الهَنَةُ الناتئة فی مُقَدَّمها. و لسانُ القوم: المتكلم عنهم. و قوله‌فی الحدیث: لصاحب الحقِّ الیَدُ و اللسانُ؛ الیَدُ: اللُّزوم، و اللسانُ: التَّقاضی. و لسانُ المیزان: عَذَبَتُه؛ أَنشد ثعلب: و لقد رأَیتُ لسانَ أَعْدلِ حاكمٍ یُقْضَی الصَّوابُ به، و لا یتَكَلَّمُ یعنی بأَعدلِ حاكم المیزان. و لسانُ النار: ما یتشَكلُ منها علی شكل اللسان. و أَلسَنه فَصیلًا: أَعاره إِیاه لیُلْقیه علی ناقته فتَدِرَّ علیه، فإِذا دَرَّتْ حلبها فكأَنه أَعاره لسانَ فَصیله؛ و تَلسَّنَ الفَصیلَ: فعَلَ به ذلك؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد ابن أَحمر یصف بَكْراً صغیراً أَعطاه بعضهم فی حَمالة فلم یَرْضَه: تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً علیه رِماثاً، تحتَ مِقْلاةٍ نَیُوبِ «2». قال ابن سیدة: قال یعقوب هذا معنی غریب قلَّ من یعرفه. ابن الأَعرابی: الخَلِیَّةُ من الإِبل یقال لها المُتلسِّنة، قال: و الخَلِیَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فیُنْحَرَ ولدُها عَمْداً لیدوم لبنها و تُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غیرها، فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عنها و احْتَلبوها، و ربما خَلَّوْا ثلاثَ خَلایا أَو أَربعاً علی حُوارٍ واحد، و هو التَّلسُّن. و یقال: لَسَنتُ اللّیفَ إِذا مَشَنتَه ثم جعلته فتائلَ مُهَیَّأَةً للفَتْل، و یسمی ذلك التَّلسِینَ. ابن سیدة: و المَلْسُونُ الكذاب؛ قال الأَزهری: لا أَعرفه. و تَلسَّنَ علیه: كذَبَ. و رجل مَلسون: حُلْوُ اللسانِ بعیدُ الفِعال. و لسانُ الحمَل و لسانُ الثَّوْر: نبات، سمی بذلك تشبیهاً باللسان. و اللُّسَّانُ: عُشْبة من الجَنْبةِ، لها ورق متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه المساحی كخُشونة لسانِ الثور، یَسْمُو من وسطها قضیبٌ كالذراع طُولًا فی رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ، و هی دواء من أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ الناس و أَلسِنة الإِبل، و المِلْسَنُ: حجرٌ یجعلونه فی أَعلی بابِ بیتٍ، یَبْنونه من حجارة و یجعلون لُحْمَةَ السَّبُع فی مُؤخَّره، فإِذا دخل السبع فتناول اللُّحمة سقط الحجر علی الباب فسَدَّه.

لطن؛ ج13، ص: 387

: اللَّاطُونُ: الأَصْفَرُ من الصُّفْر.

لعن؛ ج13، ص: 387

: أَبیتَ اللَّعْنَ: كلمةٌ كانت العرب تُحَیِّی بها مُلوكها فی الجاهلیة، تقول للملِك: أَبَیْتَ اللَّعْنَ؛ معناه أَبیْتَ أَیُّها الملِك أَن تأْتی ما تُلْعَنُ علیه. و اللَّعْنُ: الإِبْعادُ و الطَّرْد من الخیر، و قیل: الطَّرْد و الإِبعادُ من الله، و من الخَلْق السَّبُّ و الدُّعاء، و اللَّعْنةُ الاسم، و الجمع لِعانٌ و لَعَناتٌ. و لَعَنه یَلْعَنه لَعْناً: طَرَدَه و أَبعده. و رجل لَعِینٌ و مَلْعُونٌ، و الجمع مَلاعِین؛ عن سیبویه، قال: إِنما أَذكُرُ «3». مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن یُجْمَع بالواو و النون فی المذكر، و بالأَلف و التاء فی المؤنث، لكنهم كَسَّرُوه تشبیهاً بما جاء من الأَسماء
(2). قوله [ربعاً] كذا فی الأصل و المحكم، و الذی فی التكملة: عاماً، قال: و الرماث جمع رمثة بالضم و هی البقیة تبقی فی الضرع من اللبن (3). قوله [قال إنما أذكر إلخ] القائل هو ابن سیدة و عبارته عن سیبویه: قال ابن سیدة إنما إلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 388
علی هذا الوزن. و قوله تعالی: بَلْ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ بِكُفْرِهِمْ؛ أَی أَبعَدهم. و قوله تعالی: وَ یَلْعَنُهُمُ اللّٰاعِنُونَ؛قال ابن عباس: اللّٰاعِنُونَ كلُّ شی‌ء فی الأَرض إِلا الثَّقَلَیْن، و‌یروی عن ابن مسعود أَنه قال: اللّٰاعِنُونَ الاثنان إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ اللعْنة بمُسْتَحِقها منهما، فإِن لم یَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت علی الیهود، و‌قیل: اللّٰاعِنُونَ كلُّ من آمن بالله من الإِنس و الجن و الملائكة.و اللِّعَانُ و المُلاعَنة: اللَّعْنُ بین اثنین فصاعداً. و اللُّعَنة: الكثیر اللَّعْن للناس. و اللُّعْنة: الذی لا یزال یُلْعَنُ لشَرارته، و الأَوّل فاعل، و هو اللُّعَنة، و الثانی مفعول، و هو اللُّعْنة، و جمعه اللُّعَن؛ قال: و الضَّیْفَ أَكْرِمْه، فإِنَّ مَبِیتَه حَقٌّ، و لا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ و یطرد علیهما باب. و حكی اللحیانی: لا تَكُ لُعْنةً علی أَهل بیتك أَی لا یُسَبَّنَّ أَهل بیتك بسببك. و امرأَة لَعِین، بغیر هاء، فإِذا لم تذكر الموصوفة فبالهاء. و اللَّعِین: الذی یَلْعَنه كل أَحد. قال الأَزهری: اللَّعِینُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ، و اللَّعِینُ: المَطْرود؛ قال الشماخ: ذَعَرْتُ به القَطَا، و نَفَیْتُ عنه مَقامَ الذئبِ، كالرَّجُلِ اللَّعینِ أَراد مقام الذئب اللَّعِین الطَّرِید كالرجل؛ و یقال: أَراد مقام الذی هو كالرجل اللعین، و هو المَنْفِیّ، و الرجل اللعین لا یزال مُنْتَبِذاً عن الناس، شبَّه الذئبَ به. و كلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته و استحق العذابَ فصار هالكاً. و اللَّعْنُ: التعذیب، و من أَبعده الله لم تلحقه رحمته و خُلِّدَ فی العذاب. و اللعینُ: الشیطان، صفة غالبة لأَنه طرد من السماء، و قیل: لأَنه أُبْعِدَ من رحمة الله. و اللَّعْنَة: الدعاء علیه. و حكی اللحیانی: أَصابته لَعْنَةٌ من السماء و لُعْنَةٌ. و الْتَعَنَ الرجلُ: أَنصف فی الدعاء علی نفسه. و رجل مُلَعَّنٌ إِذا كان یُلْعَنُ كثیراً. قال اللیث: المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ؛ و بیت زهیر یدل علی غیر ما قال اللیث: و مُرَهَّقُ الضِّیفانِ، یُحْمَدُ فی اللأْواءٍ، غیرُ مَلَعَّن القِدْرِ أَراد: أَن قدره لا تُلْعن لأَنه یكثر لحمها و شحمها. و تَلاعَنَ القومُ: لَعَنَ بعضهم بعضاً. و لاعَنَ امرأَته فی الحُكم مُلاعنة و لِعاناً، و لاعَنَ الحاكمُ بینهما لِعاناً: حكم. و المُلاعَنَة بین الزوجین إِذا قَذَفَ الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنی بها، فالإِمام یُلاعِنُ بینهما و یبدأُ بالرجل و یَقِفُه حتی یقول: أَشهد بالله أَنها زنت بفلان، و إِنه لصادق فیما رماها به، فإِذا قال ذلك أَربع مرات قال فی الخامسة: و علیه لعنة الله إِنْ كٰانَ مِنَ الْكٰاذِبِینَ فیما رماها به، ثم تُقامُ المرأَة فتقول أَیضاً أَربع مرات: أَشهد بالله إِنَّهُ لَمِنَ الْكٰاذِبِینَ فیما رمانی به من الزنا، ثم تقول فی الخامسة: و علیَّ غَضَبُ الله إِنْ كٰانَ مِنَ الصّٰادِقِینَ؛ فإِذا فرغت من ذلك بانت منه و لم تحل له أَبداً، و إِن كانت حاملًا فجاءت بولد فهو ولدها و لا یلحق بالزوج، لأَن السُّنَّة نَفته عنه، سمی ذلك كله لِعاناً لقول الزوج: علیه لَعْنة الله إِنْ كٰانَ مِنَ الْكٰاذِبِینَ، و قول المرأَة: علیها غضب الله إِنْ كٰانَ مِنَ الصّٰادِقِینَ؛ و جائز أَن یقال للزوجین إِذا فعلا ذلك: قد تَلاعنا و لاعَنا و الْتَعنا، و جائز أَن یقال للزوج: قد الْتَعَنَ و لم تَلْتَعِنِ المرأَةُ، و قد الْتَعَنتْ هی و لم یَلْتَعِنِ الزوجُ. و‌فی الحدیث: فالْتَعَنَ هو، افتعل من اللَّعْن، أَی لَعَنَ نفسه. و التَّلاعُنُ: كالتَّشاتُم فی اللفظ، غیر أَن التشاتم یستعمل فی وقوع فعل كل واحد منهما
لسان العرب، ج‌13، ص: 389
بصاحبه، و التَّلاعُن ربما استعمل فی فعل أَحدهما. و التَّلاعُن: أَن یقع فعل كل واحد منهما بنفسه. و اللَّعْنَة فی القرآن: العذابُ. و لَعَنه الله یَلْعَنه لَعْناً: عذبه. و قوله تعالی: وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی الْقُرْآنِ؛قال ثعلب: یعنی شجرة الزَّقُّوم، قیل: أَراد المَلْعُون آكلُها. و اللَّعِینُ: المَمْسُوخ. و قال الفراء: اللَّعْنُ المَسْخُ أَیضاً. قال الله عز و جل: أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمٰا لَعَنّٰا أَصْحٰابَ السَّبْتِ، أَی نَمْسَخَهم. قال: و اللَّعینُ المُخْزَی المُهْلَك. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول فلان یَتلاعَنُ علینا إِذا كان یتَماجَنُ و لا یَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ و یفعل ما یستحِقّ به اللَّعْنَ. و المُلاعَنة و اللِّعانُ: المُباهَلَةُ. و المَلاعِنُ: مواضع التَّبَرُّز و قضاء الحاجة. و المَلْعَنة: قارعة الطریق و مَنْزِل الناس. و‌فی الحدیث: اتَّقُوا المَلاعِنَ و أَعِدُّوا النَّبْلَ؛ المَلاعِنُ: جَوَادُّ الطریق و ظِلالُ الشجر ینزِلُها الناسُ، نَهَی أَن یُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّی السّابلة بأَقذارها و یَلْعَنُون من جَلَسَ للغائط علیها. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ؛ قال: هی جمع مَلْعَنة، و هی الفَعْلة التی یُلْعَنُ بها فاعلها كأَنها مَظِنَّة للَّعْنِ و محلٌّ له، و هو أَن یتَغوَّط الإِنسان علی قارعة الطریق أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر، فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله. و‌فی الحدیث: اتقوا اللَّاعِنَیْن‌أَی الأَمرین الجالبین اللَّعْنَ الباعِثَیْن للناسِ علیه، فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله فی هذه المواضع، و لیس ذا فی كل ظلٍّ، و إِنما هو الظل الذی یستظل به الناس و یتخذونه مَقِیلًا و مُناخاً، و اللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ، فسمیت هذه الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سبب اللَّعْن. و‌فی الحدیث: ثلاثٌ لَعِیناتٌ؛ اللَّعِینة: اسم المَلْعون كالرَّهِینة فی المَرْهُون، أَو هی بمعنی اللَّعْن كالشَّتِیمةِ من الشَّتْم، و لا بُدَّ علی هذا الثانی من تقدیر مضاف محذوف. و منه‌حدیثُ المرأَة التی لَعَنَتْ ناقَتها فی السفر فقال: ضَعُوا عنها فإِنها مَلْعُونة؛ قیل؛ إِنما فعل ذلك لأَنه استجیب دعاؤُها فیها، و قیل: فعَلهُ عُقوبةً لصاحبتها لئلا تعود إِلی مثلها و لیعتبر بها غیرها. و اللَّعِینُ: ما یُتخذ فی المزارع كهیئة الرجل أَو الخیال تُذْعَرُ به السباعُ و الطیور. قال الجوهری: و الرجل اللَّعِینُ شی‌ء یُنْصَبُ وسَطَ الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش، و أَنشد بیت الشماخ: كالرجل اللَّعِین؛ قال شمر: أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابی لعنترة: هل تُبْلِغَنِّی دارَها شَدَنِیَّةٌ، لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ و فسره فقال: سُبَّتْ بذلك فقیل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ و لا بها لبن، قال: و رواه أَبو عدنان عن الأَصمعی: لُعِنَتْ لمحروم الشراب، و قال: یرید بقوله لمحروم الشراب أَی قُذِفَت بضرع لا لبن فیه مُصَرَّم. و اللَّعِینُ المِنْقَرِیّ «1»: من فُرسانهم و شُعرائهم.

لغن؛ ج13، ص: 389

: اللُّغْنُ: الوَتَرة التی عند باطن الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِنسانُ تَمَدَّدَتْ، و قیل: هی ناحیة من اللَّهاةِ مُشْرِفَة علی الحَلْق، و الجمع أَلغانٌ، و هو اللُّغْنُون. أَبو عبید: النَّغانِغ لَحمات تكون عند اللَّهَوات، واحدها نُغْنُغ، و هی اللَّغانینُ، واحدها لُغْنُون، و اللَّغانِین: لحم بین النُّكْفَتین و اللسانِ من باطن، و یقال لها من ظاهرٍ لَغادِیدُ و وَدَجٌ و لُغْنُونٌ. و یقال: جِئتَ بلُغْنِ غیرك إِذا أَنكَرتَ ما تَكلَّمَ به من اللغة. و‌فی بعض الأَخبار: إِنك لتتَكَلَّمُ
(1). قوله [و اللعین المنقری إلخ] اسمه منازل بضم المیم و كسر الزای ابن زمعة محركاً و كنیته أبو الأكیدر انتهی. تكملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 390
بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ.و‌فی الحدیث «1»: أَن رجلًا قال لفلان إِنك لتُفْتی بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ؛ اللُّغْنُ: ما تعَلَّقَ من لحم اللَّحْیَیْن، و جمعه لَغانینُ كلُغْدٍ و لَغادید. و أَرض مُلْغَانَّة، و الْغِینانُها كثرة كَلَئِها. و اللُّغْنُون أَیضاً: الخَیْشُوم؛ عن ابن الأَعرابی. و الغانَّ النَّبتُ: طال و التَفَّ، فهو مُلْغانٌّ. و لَغَنَّ: لغة فی لَعَلَّ، و بعض بنی تمیم یقول: لَغَنَّكَ بمعنی لَعَلَّك؛ قال الفرزدق: قِفَا یا صاحِبَیَّ بنا لَغَنَّا نرَی العَرَصاتِ، أَو أَثرَ الخِیامِ «2». و اللُّغْنُونُ: لغة فی اللُّغْدُودِ، و الجمع اللَّغانین.

لغثن؛ ج13، ص: 390

: التهذیب عن ابن الأَعرابی: اللَّغاثینُ الخَیاشِیمُ، واحدها لُغْثون، قال: هكذا سمعناه.

لقن؛ ج13، ص: 390

: اللَّقْنُ: مصدر لَقِنَ الشی‌ءَ یَلْقَنُه لَقْناً، و كذلك الكلامَ، و تَلَقَّنه: فَهِمه. و لَقَّنَه إِیاه: فَهَّمه. و تَلَقَّنته: أَخذته لَقانِیَةً. و قد لَقَّنَنی فلانٌ كلاماً تَلْقِیناً أَی فهَّمَنی منه ما لم أَفْهَم. و التَّلْقِین: كالتَّفْهِیم. و غلامٌ لَقِنٌ: سریعُ الفهم. و‌فی حدیث الهجرة: و یَبیتُ عندهما عبدُ الله بن أَبی بكر و هو شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ‌أَی فَهِمٌ حسَنُ التَّلْقِین لما یسْمَعه. و‌فی حدیث الأُخْدُود: انظروا لی غلاماً فَطِناً لَقِناً.و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: إِنَّ هاهنا عِلْماً، و أَشار إِلی صدره، لو أَصَبْتُ له حَمَلَةً بَلَی أُصِیبُ لَقِناً غیر مأْمون‌أَی فَهِماً غیرَ ثقة؛ و‌فی المحكم: بَلی أَجد لَقِناً غیر مأْمون یستعمل آلةَ الدِّینِ فی طَلَبِ الدنیا، و الاسم اللَّقانَةُ و اللَّقانِیَة. اللحیانی: اللَّقانة و اللَّقانیة و اللَّحَانة و اللَّحانیة و التَّبانة و التَّبانیَة و الطَّبانة و الطبَّانیة معنی هذه الحروف واحد. و اللَّقَنُ: إِعرابُ لَكَنٍ شِبْه طَسْتٍ من صُفْر. و مَلْقَنٌ: موضع.

لكن؛ ج13، ص: 390

: اللُّكْنَة: عُجْمة فی اللسان و عِیٌّ. یقال: رجل أَلْكَنُ بیِّنُ اللَّكَن. ابن سیدة: الأَلْكَنُ الذی لا یُقِیمُ العربیة من عجمة فی لسانه، لَكِنَ لَكَناً و لُكْنَة و لُكُونة. و یقال: به لُكْنة شدیدة و لُكُونةٌ و لُكْنُونة. و لُكانٌ: اسم موضع؛ قال زهیر: و لا لُكانٌ إِلی وادی الغِمارِ، و لا شَرْقیُّ سَلمی،. و لا فیْدٌ و لا رِهَمُ «3». قال ابن سیدة: كذا رواه ثعلب، و خطَّأَ من روی‌فالآلُكانُ …، قال: و كذلك روایة الطُّوسیِّ أَیضاً. المُبرّد: الُّكْنَةُ أَن تَعْترِضَ علی كلام المتكلم اللغةُ الأَعجمیة. یقال: فلان یَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومیةً أَو حبشیة أَو سِنْدِیة أَو ما كانت من لغات العجم. الفراء: للعرب فی لَكِنَّ لغتان: بتشدید النون مفتوحة، و إسكانها خفیفة، فمن شدَّدها نصب بها الأَسماء و لم یَلِها فَعَل و لا یَفْعَلُ، و من خفف نونها و أَسكنها لم یعملها فی شی‌ء اسم و لا فعل، و كان الذی یعمل فی الاسم الذی بعدها ما معه مما ینصبه أَو یرفعه أَو یخفضه، من ذلك قول الله: وَ لٰكِنَّ النّٰاسَ أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ، وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ، وَ لٰكِنَّ الشَّیٰاطِینَ كَفَرُوا؛
(1). قوله [و فی الحدیث إلخ] عبارة التكملة: و فی الأحادیث التی لا طرق لها أن إلخ انتهی. و لغن ضال فیها بالإِضافة لكن فی نسختین من النهایة تنوین لغن (2). قوله [قفا یا صاحبی إلخ] مثله فی الصحاح، قال الصاغانی الروایة: أ لستم عائدین بنا لغنا و زاد: اللغن بفتح فسكون شرّة الشباب (3). قوله [إلی وادی الغمار] كذا بالأَصل و نسخة من المحكم، و الذی فی یاقوت: و لا وادی الغمار. و قوله [و لا رهم] الذی فی یاقوت: و لا رمم، و ضبطه كعنب و سبب: اسم موضع، و لم نجد رهم بالهاء اسم موضع
لسان العرب، ج‌13، ص: 391
رُفِعَتْ هذه الأَحرفُ بالأَفاعیل التی بعدها، و أَما قوله: مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ؛ فإنك أَضمرت كان بعد و لكن فنصبت بها، و لو رفعته علی أَن تُضْمِرَ هو فترید و لكن هو رسولُ الله كان صواباً؛ و مثله: وَ مٰا كٰانَ هٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ یُفْتَریٰ مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لٰكِنْ تَصْدِیقَ، و تصدیقَ، فإذا أُلقِیَت من لكن الواوُ التی فی أَولها آثرت العرب تخفیف نونها، و إذا أَدخلوا الواو آثروا تشدیدها، و إنما فعلوا ذلك لأَنها رجوع عما أَصابَ أَول الكلام، فشبهت ببل إذ كانت رجوعاً مثلها، أَ لا تری أَنك تقول لم یقم أَخوك بل أَبوك، ثم تقول لم یقم أَخوك لكن أَبوك فتراهما فی معنی واحد، و الواو لا تصلح فی بل، فإذا قالوا و لكن فأَدخلوا الواو تباعدت من بل إذ لم تصلح فی بل الواو، فآثروا فیها تشدید النون، و جعلوا الواو كأَنها دخلت لعطف لا بمعنی بل، و إنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأَن أَصلها إن عبد الله قائم، زیدت علی إنَّ لام و كاف فصارتا جمیعاً حرفاً واحداً؛ قال الجوهری: بعض النحویین یقول أَصله إن و اللام و الكاف زوائد، قال: یدل علی ذلك أَن العرب تدخل اللام فی خبرها؛ و أنشد الفراء: و لَكِنَّنی من حُبِّها لَعَمِیدُ فلم یدخل اللام إلا أَن معناها إنَّ، و لا تجوز الإِمالة فی لكن و صورة اللفظ بها لاكنّ، و كتبت فی المصاحف بغیر أَلف و أَلفها غیر ممالة؛ قال الكسائی: حرفان من الاستثناء لا یقعان أَكثر ما یقعان إلا مع الجحد و هما بل و لكن، و العرب تجعلهما مثل واو النسق. ابن سیدة: و لكن و لكنّ حرف یُثْبَتُ به بعد النفی. قال ابن جنی: القول فی أَلف لكنّ و لكنْ أَن یكونا أَصلین لأَن الكلمة حرفان و لا ینبغی أَن توجد الزیادة فی الحروف، قال: فإن سمیت بهما. و نقلتهما إلی حكم الأَسماء حكمت بزیادة الأَلف، و كان وزن المثقلة فاعِلًّا و وزن المخففة فاعِلًا، و أَما قراءتهم: لكنَّا هو اللهُ هو ربی فأَصلها لكن أَنا، فلما حذفت الهمزة للتخفیف و أُلقیت حركتها علی نون لكن صار التقدیر لكننا، فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك، كما كره شدد و جلل، فأَسكنوا النون الأُولی و أَدغموها فی الثانیة فصارت لكنَّا، كما أَسكنوا الحرف الأَول من شدد و جلل فأَدغموه فی الثانی فقالوا جَلَّ و شَدَّ، فاعْتَدُّوا بالحركة و إن كانت غیر لازمة، و قیل فی قوله: لٰكِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی، یقال: أَصله لكنْ أَنا، فحذفت الأَلف فالتقت نونان فجاء التشدید لذلك؛ و قوله: و لَسْتُ بآتیه و لا أَسْتَطِیعُه، و لاكِ اسْقِنی إن كان ماؤُكَ ذا فَضْلِ إنما أَراد: و لكن اسقنی، فحذفت النون للضرورة، و هو قبیح، و شبهها بما یحذف من حروف اللین لالتقاء الساكنین للمشاكلة التی بین النون الساكنة و حرف العلة. و قال ابن جنی: حَذْفُ النون لالتقاء الساكنین البَتَّةَ؛ و هو مع ذلك أَقبح من حذف نون من فی قوله: غیرُ الذی قد یقالُ مِ الكَذِبِ من قِبَلِ أَن أَصل لكن المخففة لكنّ المشددة، فحذفت إحدی النونین تخفیفاً، فإذا ذهبت تحذف النون الثانیة أَیضاً أَجحفت بالكلمة؛ قال الجوهری: لكن، خفیفةً و ثقیلةً، حرفُ عطف للاستدراك و التحقیق یُوجَبُ بها بعد نفی، إلا أَن الثقیلة تَعْمَلُ عَمَلَ إنّ تنصب الإِسم و ترفع الخبر، و یستدرك بها بعد النفی و الإِیجاب، تقول: ما جاءنی زید لكنَّ عمراً قد جاء، و ما تكلم زیدٌ لكنَّ عمراً قد تكلم، و الخفیفة لا تعمل لأَنها
لسان العرب، ج‌13، ص: 392
تقع علی الأَسماء، و الأَفعال، و تقع أَیضاً بعد النفی إذا ابتدأَت بما بعدها، تقول: جاءنی القوم لكن عمرو لم یجئ، فترفع و لا یجوز أَن تقول لكن عمرو و تسكت حتی تأتی بجملة تامة، فأَما إن كانت عاطفة اسماً مفرداً علی اسم لم یجز أَن تقع إلا بعد نفی، و تُلْزِم الثانی مثل إعراب الأَول، تقول: ما رأَیتُ زیداً لكنْ عمراً، و ما جاءنی زید لكنْ عمرو.

لن؛ ج13، ص: 392

: لن: حرف ناصب للأَفعال، و هو نَفْیٌ لقولك سیفعل، و أَصلها عند الخلیل لا أَنْ، فكثر إِستعمالها فحذفت الهمزة تخفیفاً، فالتقت أَلف لا و نون أَن، و هما ساكنان، فحذفت الأَلف من لا لسكونها و سكون النون بعدها، فخلطت اللام بالنون و صار لهما بالإِمتزاج و التركیب الذی وقع فیهما حكم آخر، یدلك علی ذلك قول العرب: زیداً لن أَضرب، فلو كان حكم لن المحذوفة الهمزة مُبَقّیً بعد حذفها و تركیب النون مع لام لا قبلها، كما كان قبل الحذف و التركیب، لما جاز لزید أَن یتقدم علی أَن، لأَنه كأن یكون فی التقدیر من صلة أَن المحذوفة الهمزة، و لو كان من صلتها لما جاز تقدمه علیها علی وجه، فهذا یدلك أَن الشیئین إذا خُلِطا حدَثَ لهما حكمٌ و معنیً لم یكن لهما قبل أَن یتمزجا، أَ لا تری أَن لو لا مركبة من لو و لا، و معنی لو امتناع الشی‌ء لامتناع غیره، و معنی لا النفی و النهی، فلما ركبا معاً حدث معنی آخر و هو امتناع الشی‌ء لوقوع غیره؟ فهذا فی أَن بمنزلة قولنا كأَنَّ، و مصحح له و مُؤَنَّسٌ به و رادٌّ علی سیبویه ما أَلزمه الخلیل من أَنه لو كان الأَصل لا أَن لما جاز زیداً لن أَضرب، لامتناع جواز تقدم الصلة علی الموصول، و حِجاج الخلیل فی هذا ما قَدَّمنا ذكره لأَن الحرفین حدث لهما بالتركیب نحوٌ لم یكن لهما مع الانفراد. الجوهری: لن حرف لنفی الاستقبال، و تنصب به تقول: لن یقوم زید. التهذیب: قال النحویون لن تنصب المستقبل، و اختلفوا فی علة نصبه إیاه، فقال أَبو إسحق النحوی: روی عن الخلیل فیه قولان: أَحدهما أَنها نصبت كما نصبت أَن و لیس ما بعدها بصلة لها لأَن لن تَفْعَلَ نَفْیُ سیفعل فیقدم ما بعدها علیها نحو قولك زیداً لن أَضرب كما تقول زیداً لم أَضرب، و روی سیبویه عن بعض أَصحاب الخلیل أَنه قال الأَصل فی لن لا أَن، و لكن الحذف وقع استخفافاً، و زعم سیبویه أَن هذا لیس بجید و لو كان كذلك لم یجز زیداً لن أَضرب، و هذا جائز علی مذهب سیبویه و جمیع النحویین البصریین؛ و حكی هشام عن الكسائی فی لن مثل هذا القول الشاذ عن الخلیل و لم یأْخذ به سیبویه و لا أَصحابه. و قال اللیث: زعم الخلیل فی لن أَنه لا أَن فوُصِلَتْ لكثرتها فی الكلام، أَ لا تری أَنها تشبه فی المعنی لا و لكنها أَوكد؟ تقول: لن یُكْرِمَك زید، معناه كأَنه كان یطمع فی إكرامه فنفیت ذلك و وَكَّدْتَ النفی بلن، فكانت أَوجب من لا. و قال الفراء: الأَصل فی لن و لم لا، فأَبدلوا من أَلف لا نوناً و جحدوا بها المستقبل من الأَفعال و نصبوه بها، و أَبدلوا من أَلف لا میماً و جحدوا بها المستقبل الذی تأْویله المُضِیُّ و جزموه بها. قال أَبو بكر: و قال بعضهم فی قوله تعالی: فَلٰا یُؤْمِنُوا حَتّٰی یَرَوُا الْعَذٰابَ الْأَلِیمَ، فلَنْ یُؤْمنوا، فأُبدلت الأَلف من النون الخفیفة؛ قال: و هذا خطأٌ، لأَن لن فرع للا، إذ كانت لا تَجْحَدُ الماضیَ و المستقبلَ و الدائم و الأَسماءَ، و لن لا تجحد إلا المستقبل وحده.

لهن؛ ج13، ص: 392

: اللُّهْنة ما تُهْدِیه للرجل إذا قَدِمَ من سفر. و اللهْنة: السُّلْفَة و هو الطعام الذی یُتَعَلَّل به قبل الغداء، و فی الصحاح: هو ما یتَعَلَّلُ به الإِنسانُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 393
قبل إدراك الطعام؛ قال عطیة الدُّبیریّ: طَعامُها اللُّهنةُ أَو أَقلّ و قد لَهَّنَهم و لَهَّنَ لهم و سَلَّفَ لهم. و یقال: سَلَّفْتُ القومَ أَیضاً، و قد تَلَهَّنت تَلَهُّناً. الجوهری: لَهَّنته تَلْهیناً فتَلَهَّنَ أَی سَلَّفْتُه. و یقال: أَلْهَنْتُه إذا أَهْدَیْتَ له شیئاً عند قدومه من سفر. و بنو لَهانٍ: حیٌّ «4». و هم إخوة هَمْدَان. الجوهری: و قولهم لَهِنَّك، بفتح اللام و كسر الهاء، فكلمة تستعمل عند التوكید، و أَصله لإِنَّك فأُبدلت الهمزة هاء كما قالوا فی إیاك هِیّاك، و إنما جاز أَن یجمع بین اللام و إنَّ و كلاهما للتوكید، لأَنه لما أُبدلت الهمزة هاء زال لفظ إنّ فصار كأَنه شی‌ء آخر؛ قال الشاعر: لَهِنَّكِ من عَبْسِیَّةٍ لَوَسِیمةٌ علی كاذبٍ، من وعْدِها ضَوْءُ صادقِ اللام الأُولی للتوكید و الثانیة لام إن؛ و أَنشد الكسائی: و بی من تَباریحِ الصَّبابة لَوْعةٌ قَتِیلةُ أَشواقی، و شَوْقی قَتیلُها لَهِنِّكِ من عَبْسیَّةٍ لَوَسیمةٌ علی هَنَواتٍ، كاذبٍ مَنْ یَقُولُها و قال: أَراد لله إنك من عَبْسِیَّة، فحذف اللام الأُولی من لله و الأَلف من إنك؛ كما قال الآخر: لاهِ ابنُ عَمِّكَ و النَّوَی تعْدُو أَراد: للهِ ابنُ عمك أَی و الله، و القولُ الأَول أَصح. قال ابن بری: ذكر الجوهری لَهِنَّك فی فصل لَهَنَ، و لیس منه لأَن اللام لیست بأَصل، و إنما هی لام الابتداء و الهاء بدل من همزة إن، و إنما ذكره هنا لمجیئه علی مثاله فی اللفظ؛ و منه قول محمد بن مَسلمة: أَلا یا سَنا بَرْقٍ علی قُلَلِ الحِمَی، لَهِنَّك من بَرْقٍ عَلَیَّ كَریمُ لمَعْتَ اقْتِذاءَ الطیرِ، و القوْمُ هُجَّعٌ، فهَیَّجْتَ أَسْقاماً و أَنتَ سَلِیمُ و اقْتِذاءُ الطائرِ: هو أَن یفتح عینیه ثم یُغْمِضَهما إغْماضَةً.

لون؛ ج13، ص: 393

: اللَّوْنُ: هیئةٌ كالسَّوَاد و الحُمْرة، و لَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ. و لَوْنُ كلِّ شی‌ء: ما فَصَلَ بینه و بین غیره، و الجمع أَلْوَان، و قد تَلَوَّنَ و لَوَّنَ و لَوَّنه. و الأَلْوانُ: الضُّروبُ. و اللَّوْنُ: النوع. و فلان مُتَلَوِّنٌ إذا كان لا یَثْبُتُ علی خُلُقٍ واحد. و اللَّوْنُ: الدَّقَلُ، و هو ضَرْب من النخل؛ قال الأَخفش: هو جماعة واحدتها لِینَة، و لكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو یاء؛ و منه قوله تعالی: مٰا قَطَعْتُمْ مِنْ لِینَةٍ، قال: و تمرُها سَمِینُ العَجْوة. ابن سیدة: الأَلْوانُ الدَّقَلُ، واحدها لَوْنٌ، و اللِّینَةُ و اللُّونَة: كل ضربٍ من النخل ما لم یكن عجوة أو بَرْنیّاً. قال الفراء: كل شی‌ء من النخل سوی العجوة فهو من اللیِّنِ، واحدته لِینَةٌ، و قیل: هی الأَلْوانُ، الواحدة لُونَة فقیل لِینَةٌ، بالیاء، لانكسار اللام، قال ابن سیدة: و الجمع لِینٌ و لُونٌ و لِیَانٌ؛ قال: تَسْأَلُنی اللِّینَ و هَمِّی فی اللِّینْ، و اللِّینُ لا یَنْبُتُ إلَّا فی الطینْ و قال إمرؤ القیس: و سالفةٍ، كسَحوقِ اللِّیَانِ، أَضْرَمَ فیها الغَوِیُّ السُّعُرْ
(4). قوله [و بنو لهان حی] كذا بالأصل و المحكم بلام مفتوحة أوله، و الذی فی التكملة: و بنو ألهان بالفتح حی من العرب، عن ابن درید
لسان العرب، ج‌13، ص: 394
قال ابن بری: صوابه‌و سالفةٌ …، بالرفع؛ و قبله: لها ذَنَبٌ مثل ذیْلِ العَرُوسِ، تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ و رواه قوم من أَهل الكوفة: … كسَحُوق اللُّبَان، قال: و هو غلط لأَن شجر اللُّبان الكُنْدُرِ لا یطول فیصیر سَحُوقاً، و السَّحُوق: النخلة الطویلة. و اللَّیانُ، بالفتح: مصدر لَیِّنٌ بیِّنُ اللِّینَةِ و اللَّیانِ؛ و قال الأَصمعی فی قول حُمیدٍ الأَرْقط: حتی إذا أَغْسَتْ دُجَی الدُّجُونِ، و شُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوینِ یقال: كیف تركتم النخل؟ فیقال: حین لَوَّنَ، و ذلك من حین أَخذ شیئاً من لَوْنِه الذی یصیر إلیه، فشبه أَلْوانَ الظلام بعد المغرب یكون أَولًا أَصفر ثم یحمرُّ ثم یسودُّ بتلوین البُسْرِ یصفرُّ و یحمرّ ثم یسودّ. و لَوَّنَ البُسْرُ تَلْویناً إذا بدا فیه أَثَرُ النُّضج. و‌فی حدیث جابر و غُرَمائه: اجْعَلِ اللَّوْنَ علی حِدَته؛ قال ابن الأَثیر: اللَّوْنُ نوع من النخل قیل هو الدَّقَلُ، و قیل: النخل كله ما خلا البَرْنِیَّ و العجوةَ، تسمیه أَهل المدینة الأَلوانَ، واحدته لِینَة و أَصله لِوْنَة، فقُلبت الواو یاء لكسرة اللام. و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أَنه كتب فی صدقة التمر أَن یؤْخذ فی البَرْنِیِّ من البَرْنِیِّ، و فی اللَّوْنِ من اللَّوْنِ، و قد تكرر فی الحدیث. و لُوَیْنٌ اسم.

لین؛ ج13، ص: 394

: اللِّینُ: ضِدُّ الخُشونة. یقال فی فِعْل الشی‌ء اللَّیِّن: لانَ الشی‌ءُ یَلِینُ لِیْناً و لَیَاناً و تَلَیَّن و شی‌ءٌ لَیِّنٌ و لَیْنٌ، مخفف منه، و الجمع أَلْیِناءُ. و‌فی الحدیث: یَتْلُونَ كتابَ الله لَیِّناً‌أَی سَهْلا علی أَلسنتهم، و یروی لَیْناً، بالتخفیف، لغة فیه. و أَلانه هو و لَیَّنه و أَلْیَنه: صَیَّرَه لَیِّناً. و یقال: أَلَنْتُه و أَلْیَنتُه علی النقْصان و التمام مثل أَطَلْته و أَطْوَلْتُه. و استلانه: عَدَّه لیِّناً، و فی المحكم: رآه لیِّناً، و قیل: وجده لیِّناً علی ما یغلب علیه فی هذا النحو. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، فی ذكر العلماء الأَتقیاء: فباشَرُوا رُوحَ الیقین، و اسْتلانُوا ما اسْتَخْشنَ المُترَفُون، و استَوْحَشُوا مما أَنِسَ به الجاهلون.و تلَیَّنَ له: تملَّقَ. و اللَّیانُ: نَعْمَةُ العیْشِ؛ و أَنشد الأَزهری: بیضاءُ باكرَها النَّعِیمُ، فصاغَها بلَیَانِه، فأَدَقَّها و أَجَلَّها یقول: أَدَقَّ خَصْرَها و أَجَلَّ كفَلَها أَی وَفَّرَه. و اللَّیانُ، بالفتح: المصدر من اللِّین، و هو فی لَیانٍ من العیش أَی رَخاء و نعیم و خفْضٍ. و إنه لذو مَلْینَةٍ أَی لیِّنُ الجانب. و رجل هَیْنٌ لَیْنٌ و هَیِّنٌ لیِّنٌ، العرب تقوله؛ و حدیث عثمان بن زائدةَ قال: قالت جدّة سفیان لسفیان: بُنَیَّ، إنَّ البِرَّ شی‌ءٌ هَیِّنُ، المَفْرَشُ اللَّیِّنُ و الطُّعَیِّمُ، و مَنْطِقٌ، إذا نطَقْتَ، لیِّنُ قال: یأْتون بالمیم مع النون فی القافیة؛ و أَنشده أَبو زید: بُنَیَّ، إنَّ البِرَّ شی‌ءٌ هَیْنُ، المَفْرَشُ اللَّیِّنُ و الطُّعَیْمُ، و مَنْطِقٌ، إذا نطَقْتَ، لَیْنُ و قال الكمیت: هَیْنُونَ لَیْنُونَ فی بُیوتِهم، سِنْخُ التُّقَی و الفَضائلُ الرُّتَبُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 395
و قوم لَیْنُون و أَلْیِناءُ: إنما هو جمع لَیِّن مشدداً و هو فَیْعِل لأَن فَعْلًا لا یُجْمع علی أَفْعلاء. و حكی اللحیانی: إنهم قوم أَلْیِناءُ، قال: و هو شاذ. و اللِّیانُ، بالكسر: المُلایَنة. و لایَنَ الرجلَ مُلایَنة و لِیاناً: لانَ له. و‌قول ابن عمر فی حدیثه: خیارُكم أَلایِنُكم مَناكِبَ فی الصلاةِ؛ هی جمع أَلْیَنَ و هو بمعنی السُّكُون و الوَقار و الخُشوع. و اللَّیْنَةُ: كالمِسْوَرةِ یُتَوَسَّدُ بها؛ قال ابن سیدة: أَری ذلك للِینِها و وَثارَتها. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إذا عَرَّس بلیل توَسَّدَ لَیْنةً، و إذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصَبَ ساعدَه؛ قال: اللَّیْنة كالمِسْوَرة أَو الرِّفادة، سمیت لَیْنةً للینها؛ و قول الشاعر: قطَعْتَ عَلیَّ الدَّهرَ سوفَ و عَلَّهُ، و لانَ و زُرْنا و انْتَظِرْنا و أَبْشِرِ غَدٌ عِلَّةٌ للیوم، و الیومُ عِلَّةٌ لأَمْسِ فلا یُقْضَی، و لیس بمُنْظَرِ أَراد أَلانَ، فترك الهمز. و قوله فی التنزیل العزیز: مٰا قَطَعْتُمْ مِنْ لِینَةٍ؛ قال: كلُّ شی‌ء من النخل سوی العجوة فهو من اللِّینِ، واحدته لِینةٌ. و قال أَبو إسحاق: هی الأَلوان، الواحدة لُونَةٌ، فقیل لِینة، بالیاء، لانكسار اللام. و حروف اللِّینِ: الأَلفُ و الیاء و الواو، كانت حركة ما قبلها منها أَو لم تكن، فالذی حركة ما قبله منه كنار و دار و فیل و قیلٍ و حُول و غُول، و الذی لیس حركة ما قبله منه إنما هو فی الیاء و الواو كبَیْتٍ و ثَوْبٍ، فأَما الأَلف فلا یكون ما قبلها إلا منها. و لِینة: ماء لبنی أَسد احْتَفره سلیمان بن داود، علیهما السلام، و ذلك أَنه كان فی بعض أَسفاره فشكا جُنْدُه العَطش فنَظر إلی سِبَطْرٍ فوجده یضحك فقال: ما أَضحكك؟ فقال: أَضحكنی أَن العطش قد أَضَرَّ بكم و الماء تحت أَقدامكم، فاحتَفَر لِینةَ؛ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابی، و قد یقال لها اللِّینة. قال أَبو منصور: و لِینَة موضع بالبادیة عن یسار المُصْعِدِ فی طریق مكة بحذاء الهَبِیر؛ ذكره زهیر فقال: من ماءِ لِینَةَ لا طَرْقاً و لا رَنَقا قال: و بها رَكایا عَذْبة حُفِرَت فی حَجَرٍ رخْوٍ، و الله أَعلم.

فصل المیم؛ ج13، ص: 395

مأن؛ ج13، ص: 395

: المَأْنُ و المَأْنةُ: الطِّفْطِفَةُ، و الجمع مأْناتٌ و مُؤُونٌ أَیضاً، علی فُعُول، مثل بَدْرَة و بُدُور علی غیر قیاس؛ و أَنشد أَبو زید: إذا ما كنتِ مُهْدِیةً، فأَهْدِی من المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ و قیل: هی شَحْمة لازقة بالصِّفاق من باطنه مُطِیفتُه كلَّه، و قیل: هی السُّرَّة و ما حولها، و قیل: هی لحمة تحت السُّرَّة إلی العانة، و قیل: المأْنة من الفرس السُّرَّة و ما حولها، و من البقر الطِّفْطِفة. و المأْنَةُ: شَحْمةُ قَصِّ الصدر، و قیل: هی باطنُ الكِرْكِرة، قال سیبویه: المأنةُ تحت الكِرْكِرة، كذا قال تحت الكِرْكِرة و لم یقل ما تحت، و الجمع مَأْناتٌ و مُؤُونٌ؛ و أَنشد: یُشَبَّهْنَ السَّفِینَ، و هُنَّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأَباهِرِ و المُؤُونِ و مَأَنه یَمْأَنُه مَأْناً: أَصابَ مأْنَتَه، و هو ما بین سُرَّته و عانته و شُرْسُوفه. و قیل: مَأْنة الصدر لحمةٌ
لسان العرب، ج‌13، ص: 396
سمینةٌ أَسفلَ الصَّدْرِ كأَنها لحمةٌ فَضْلٌ، قال: و كذلك مَأْنةُ الطِّفْطِفة. و جاءه أَمرٌ ما مأَنَ له أَی لم یشعر به. و ما مأَنَ مأْنَه؛ عن ابن الأَعرابی، أَی ما شعرَ به. و أَتانی أمرٌ ما مأَنْتُ مأْنه و ما مأَلْتُ مأْلَه و لا شأَنْتُ شأْنه أَی ما تهیَّأْتُ له؛ عن یعقوب، و زعم أَن اللام مبدلة من النون. قال اللحیانی: أَتانی ذلك و ما مأنْتُ مأنه أَی ما علِمْتُ عِلْمَه، و قال بعضهم: ما انتبهت له و لا شعرْتُ به و لا تهَیَّأتُ له و لا أَخذْتُ أُهْبته و لا احتَفلْتُ به؛ و یقال من ذلك: و لا هُؤْتُ هَوْأَهُ و لا رَبَأْتُ رَبْأَه. و یقال: هو یَمْأَنُه أَی یَعْلمه. الفراء: أَتانی و ما مأَنْتُ مأْنه أَی لم أَكترِثْ له، و قیل: من غیر أَن تَهیَّأْتُ له و لا أَعدَدْتُ و لا عَمِلْتُ فیه؛ و قال أَعرابی من سُلَیْم: أَی ما علمت بذلك. و التَّمْئِنَةُ: الإِعلام. و المَئِنَّةُ: العَلامة. قال ابن بری: قال الأَزهری المیم فی مئِنَّة زائدة لأَن وزنها مَفْعِلة، و أَما المیم فی تَمْئِنة فأَصْل لأَنها من مأَنْتُ أَی تهیأْت، فعلی هذا تكون التَّمئنة التَّهیئة. و قال أَبو زید: هذا أَمر ما مأَنْتُ له أَی لم أَشعُرْ به. أَبو سعید: امْأَنْ مأْنَك أَی اعمَلْ ما تُحْسِنُ. و یقال: أَنا أَمأَنُه أَی أُحْسنه، و كذلك اشْأَنْ شأْنَك؛ و أَنشد: إذا ما عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه، و لا أَدَّعی ما لستُ أَمْأَنُه جَهْلا كفی بامرئٍ یوماً یقول بعِلْمِه، و یسكت عما لیس یَعْلَمُه، فَضْلا الأَصمعی: ماأَنْتُ فی هذا الأَمر علی وزن ماعَنْت أَی رَوَّأْتُ. و المَؤُونة: القُوتُ. مأَنَ القومَ و مانهم: قام علیهم؛ و قول الهذَلیَّ: رُوَیدَ علِیّاً جُدَّ ما ثَدْیُ أُمِّهِمْ إلینا، و لكنْ وُدُّهم مُتَمائنُ معناه قدیم، و هو من قولهم: جاءنی الأَمر و ما مأَنْتُ فیه مأْنةً أَی ما طلبته و لا أَطلتُ التعبَ فیه، و التقاؤهما إذاً فی معنی الطُّول و البُعد، و هذا معنی القِدَم، و قد روی مُتَمایِن، بغیر همز، فهو حینئذ من المَیْن، و هو الكذب، و یروی مُتَیامِنٌ أَی مائل إلی الیمن. الفراء: أَتانی و ما مأَنْتُ مأْنَه أَی من غیر أَن تهیَّأْتُ و لا أَعدَدْتُ و لا عَمِلْتُ فیه، و نحو ذلك قال أَبو منصور، و هذا یدل علی أَن المؤُونة فی الأَصل مهموزة، و قیل: المَؤُونة فَعُولة من مُنْتُه أَمُونُه موْناً، و همزةُ مَؤُونة لانضمام واوها، قال: و هذا حسن. و قال اللیث: المائِنة اسمُ ما یُمَوَّنُ أَی یُتكَلَّفُ من المَؤُونة. الجوهری: المَؤونة تهمز و لا تهمز، و هی فَعُولة؛ و قال الفراء: هی مَفعُلة من الأَیْن و هو التعب و الشِّدَّة. و یقال: هو مَفعُلةٌ من الأَوْن و هو الخُرْجُ و العِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ علی الإِنسان؛ قال الخلیل: و لو كان مَفعُلة لكان مَئِینةً مثل معِیشة، قال: و عند الأَخفش یجوز أَن تكون مَفعُلة. و مأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إذا احتملت مَؤُونتَهم، و من ترك الهمز قال مُنْتُهم أَمُونهم. قال ابن بری: إن جَعلْتَ المَؤُونة من مانَهم یَمُونهم لم تهمز، و إن جعلتها من مأَنْتُ همزتها؛ قال: و الذی نقله الجوهری من مذهب الفراء أَن مَؤُونة من الأَیْن، و هو التعب و الشِّدَّة، صحیح إلا أَنه أَسقط تمام الكلام، و تمامه و المعنی أَنه عظیم التعب فی الإِنفاق علی من یَعُول، و قوله: و یقال هو مَفعُلة من الأَوْنِ، و هو الخُرْج و العِدْل، هو قول المازنی إلا أَنه غیَّر بعضَ الكلام، فأَما الذی غیَّره فهو قوله: إن الأَوْنَ الخُرْجُ و لیس
لسان العرب، ج‌13، ص: 397
هو الخُرْجَ، و إِنما قال و الأَوْنانِ جانبا الخُرْجِ، و هو الصحیح، لأَن أَوْنَ الخرج جانبه و لیس إِیاه، و كذا ذكره الجوهری أَیضاً فی فصل أَون، و قال المازنی: لأَنها ثِقْل علی الإِنسان یعنی المؤُونة، فغیَّره الجوهری فقال: لأَنه، فذكَّر الضمیر و أَعاده علی الخُرْج، و أَما الذی أَسقطه فهو قوله بعده: و یقال للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ و عَظُمَ بطنُها: قد أَوَّنتْ، و إِذا أَكل الإِنسانُ و امتلأَ بطنُه و انتفخت خاصِرَتاه قیل: أَوَّنَ تأْوِیناً؛ قال رؤبة: سِرّاً و قد أَوَّنَ تأْوِینَ العُقُقْ انقضی كلام المازنی. قال ابن بری: و أَما قول الجوهری قال الخلیل لو كان مَفْعُلة لكان مَئینةً، قال: صوابه أَن یقول لو كان مَفْعُلة من الأَیْن دون الأَوْن، لأَن قیاسها من الأَیْنِ مَئینة و من الأَوْن مَؤُونة، و علی قیاس مذهب الأَخفش أَنَّ مَفْعُلة من الأَیْنِ مَؤُونة، خلاف قول الخلیل، و أَصلها علی مذهب الأَخفش مأْیُنَة، فنقلت حركة الیاء إِلی الهمزة فصارت مَؤویْنَة، فانقلبت الیاء واواً لسكونها و انضمام ما قبلها، قال: و هذا مذهب الأَخفش. و إِنه لَمَئِنَّة من كذا أَی خَلِیقٌ. و مأَنْتُ فلاناً تَمْئِنَة «5». أَی أَعْلَمته؛ و أَنشد الأَصمعی للمَرَّار الفَقْعسیّ: فتهامَسُوا شیئاً، فقالوا عرّسُوا من غیرِ تَمْئِنَةٍ لغیر مُعَرَّسِ أَی من غیر تعریف، و لا هو فی موضع التَّعْریسِ؛ قال ابن بری: الذی فی شعر المَرَّار فتَناءَمُوا أَی تكلموا من النَّئِیم، و هو الصوت؛ قال: و كذا رواه ابن حبیب و فسر ابنُ حبیب التَّمْئِنة بالطُّمَأْنینة؛ یقول: عَرّسوا بغیر موضع طُمَأْنینة، و قیل: یجوز أَن یكون مَفْعِلة من المَئِنَّة التی هی الموضع المَخْلَقُ للنزول أَی فی غیر موضع تَعْریسٍ و لا علامة تدلهم علیه. و قال ابن الأَعرابی: تَمْئِنة تَهْیِئة و لا فِكْر و لا نظر؛ و قال ابن الأَعرابی: هو تَفْعِلة من المَؤُونة التی هی القُوتُ، و علی ذلك استشهد بالقوت؛ و قد ذكرنا أَنه مَفْعِلة، فهو علی هذا ثنائی. و المَئنَّةُ: العلامة. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِنَّ طولَ الصلاة و قِصَرَ الخُطْبة مَئِنَّة من فِقه الرجل‌أَی أَن ذلك مما یعرف به فِقْه الرجل. قال ابن الأَثیر: و كلُّ شی‌ء دَلَّ علی شی‌ء فهو مَئِنَّة له كالمَخْلَقة و المَجْدرة؛ قال ابن الأَثیر: و حقیقتها أَنها مَفْعِلة من معنی إِنَّ التی للتحقیق و التأْكید غیر مشتقة من لفظها، لأَن الحروف لا یشتق منها، و إِنما ضُمِّنَتْ حروفَها دلالةً علی أَن معناها فیها، قال: و لو قیل إِنها اشتقت من لفظها بعد ما جعلت اسماً لكان قولًا، قال: و من أَغرب ما قیل فیها أَن الهمزة بدل من ظاء المَظِنَّة، و المیم فی ذلك كله زائدة. قال الأَصمعی: سأَلنی شعبة عن هذا فقلت مَئِنَّة أَی علامة لذلك و خَلِیقٌ لذلك؛ قال الراجز: إِنَّ اكْتِحالًا بالنَّقِیِّ الأَبْلَجِ، و نَظَراً فی الحاجِبِ المُزَجَّجِ، مَئِنَّةٌ من الفَعالِ الأَعْوَجِ قال: و هذا الحرف هكذا یروی فی الحدیث و الشعر بتشدید النون، قال: و حقه عندی أَن یقال مَئِینة مثال مَعِینة علی فَعِیلة، لأَن المیم أَصلیة، إِلا أَن یكون أَصلُ هذا الحرف من غیر هذا الباب فیكون
(5). قوله [و مأنت فلاناً تمئنة] كذا بضبط الأَصل مأنت بالتخفیف و مثله ضبط فی نسخة من الصحاح بشكل القلم، و علیه فتمئنة مصدر جارٍ علی غیر فعله
لسان العرب، ج‌13، ص: 398
مَئِنَّة مَفْعِلة من إِنَّ المكسورة المشدَّدة، كما یقال: هو مَعْساةٌ من كذا أَی مَجْدَرة و مَظِنَّة، و هو مبنی من عسی، و كان أَبو زید یقول مَئِتَّة، بالتاء، أَی مَخْلَقة لذلك و مَجْدَرة و مَحْراة و نحو ذلك، و هو مَفْعِلة من أَتَّه یَؤُتُّه أَتّاً إِذا غلبه بالحجة، و جعل أَبو عبید المیم فیه أَصلیة، و هی میم مَفْعِلة. قال ابن بری: المَئِنَّة، علی قول الأَزهری، كان یجب أَن تذكر فی فصل أَنن، و كذا قال أَبو علی فی التذكرة و فسره فی الرجز الذی أَنشده الجوهری: إِنَّ اكتحالًا بالنقیِّ الأَبلج قال: و النقیّ الثَّغْر، و مَئِنَّة مَخْلَقة؛ و قوله … من الفَعالِ الأَعوج أَی هو حرام لا ینبغی. و المأْنُ: الخشبة فی رأْسها حدیدة تثار بها الأَرض؛ عن أَبی عمرو و ابن الأَعرابی.

متن؛ ج13، ص: 398

: المَتْنُ من كل شی‌ء: ما صَلُبَ ظَهْرُه، و الجمع مُتُون و مِتَانٌ؛ قال الحرث بن حِلِّزة: أَنَّی اهتَدَیْتِ، و كُنتِ غیرَ رَجِیلةٍ، و القومُ قد قطَعُوا مِتَانَ السَّجْسج أَراد مِتانَ السَّجاسِج فوضع الواحد موضع الجمع، و قد یجوز أَن یرید مَتْنَ السَّجْسَجِ فجمع علی أَنه جعل كلَّ جزء منه مَتْناً. و مَتْنُ كل شی‌ء: ما ظهر منه. و مَتْنُ المَزادة: وجهُها البارزُ. و المَتْنُ: ما ارتفع من الأَرض و استوَی، و قیل: ما ارتفع و صَلُبَ، و الجمع كالجمع. أَبو عمرو: المُتُونُ جوانب الأَرض فی إِشْراف. و یقال: مَتْنُ الأَرض جَلَدُها. و قال أَبو زید: طَرَّقوا بینهم تَطْریقاً و مَتَّنُوا بینهم تمتیناً، و التَّمْتِین: أَن یجعلوا بین الطرائق مُتُناً من شَعَر، واحدها مِتانٌ. و مَتَّنُوا بینهم: جعلوا بین الطرائق مُتُناً من شعر لئلا تُخرّقه أَطرافُ الأَعمدة. و المَتْنُ و المِتانُ: ما بین كل عمودین، و الجمع مُتُنٌ. و التَّمْتِینُ و التِّمْتِین و التِّمْتانُ: الخَیْط «1» الذی یُضَرَّبُ به الفُسْطاطُ؛ قال ابن بری: التَّمْتِینُ، علی وزن تَفْعِیل، خُیوط تُشدُّ بها أَوْصالُ الخِیام. ابن الأَعرابی: التَّمْتِینُ تَضریبُ المَظَالِّ و الفَساطِیطِ بالخُیوطِ. یقال: مَتِّنْها تمتِیناً. و یقال: مَتِّنْ خِباءَكَ تمتیناً أَی أَجِدْ مَدَّ أَطْنابه، قال: و هذا غیر معنی الأَول. و قال الحِرْمازی: التَّمْتِین أَن تقول لمن سابقك تقَدَّمنی إِلی موضع كذا و كذا ثم أَلْحَقك، فذلك التَّمتین. یقال: مَتَّنَ فلانٌ لفلان كذا و كذا ذراعاً ثم لَحِقَه. و المَتْنُ: الظَّهْرُ، یذكر و یؤنث؛ عن اللحیانی، و الجمع مُتونٌ، و قیل: المَتْنُ و المَتْنةُ لغتان، یذكر و یؤنث، لَحمتان مَعصُوبتان بینهما صُلْبُ الظهر مَعْلُوَّتان بعَقَب. الجوهری: مَتْنا الظهر مُكتَنَفا الصُّلْبِ عن یمین و شمال من عَصَبٍ و لحم، یذكر و یؤنث، و قیل: المَتْنانِ و المَتْنَتانِ جَنَبَتا الظهر، و جمعُهما مُتُون، فمَتْنٌ و مُتُون كظهْرٍ و ظُهُور، و مَتْنَة و مُتُونٌ كمَأْنةٍ و مُؤُون؛ قال إمرؤ القیس یصف الفرس فی لغة من قال مَتْنة: لها مَتْنَتانِ خَظَاتا، كما أَكَبَّ علی ساعِدَیْهِ النَّمِرْ و مَتَنه مَتْناً: ضَرب مَتْنه. التهذیب: مَتَنْتُ الرجل مَتْناً إِذا ضربته، و مَتَنه مَتْناً إِذا مَدَّه، و مَتَنَ به مَتْناً إِذا مضی به یومه أَجمع، و هو یَمْتُنُ به. و مَتْنُ الرُّمح و السهم: وسطُهُما، و قیل: هو من السهم ما دون الزَّافِرة إِلی وسطه، و قیل: ما دون الریش إِلی وسطه. و المَتْنُ: الوَتر. و مَتَنه بالسَّوْط مَتْناً: ضربه به أَیَّ موضع كان منه، و قیل: ضربه
(1). قوله [و التمتان الخیط] ضبطه المجد بكسر التاء و الصاغانی بفتحها
لسان العرب، ج‌13، ص: 399
به ضرباً شدیداً. و جِلْدٌ له مَتْنٌ أَی صَلابة و أَكْلٌ و قُوَّة. و رجل مَتْنٌ: قَوِیٌّ صُلْب. و وَتَرٌ مَتِین: شدید. و شی‌ء متین: صُلْب. و قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزّٰاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ: معناه ذو الاقتدار و الشِّدَّة، القراءة بالرفع، و الْمَتِینُ صفة لقوله ذُو الْقُوَّةِ، و هو الله تبارك و تقَدَّس، و معنی ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِینُ ذو الاقتدار الشدید، و الْمَتِینُ فی صفة الله القَوِیُّ؛ قال ابن الأَثیر: هو القوی الشدید الذی لا یلحقه فی أَفعاله مشقةٌ و لا كُلْفة و لا تعَبٌ، و المَتانةُ: الشِّدَّة و القُوَّة، فهو من حیث أَنه بالغ القدرة تامُّها قَوِیّ، و من حیث أَنه شدید القُوَّة متِینٌ؛ قال ابن سیدة: و قرئ المَتینِ بالخفض علی النعت للقُوَّة، لأَن تأْنیث القُوَّة كتأْنیث الموعظة من قوله تعالی: فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ؛ أَی وَعْظٌ. و القوّة: اقْتدارٌ. و المَتِینُ من كل شی‌ء: القَوِیُّ. و مَتُنَ الشی‌ء، بالضم، مَتَانةً، فهو مَتِین أَی صُلْبٌ. قال ابن سیدة: و قد مَتُنَ مَتانة و مَتَّنه هو. و المُماتَنة: المُباعدة فی الغایة. و سیر مُماتِنٌ: بعید. و سار سیراً مُماتِناً أَی بعیداً، و فی الصحاح أَی شدیداً. و مَتَن به مَتْناً: سار به یومه أَجمع. و‌فی الحدیث: مَتَنَ بالناس یوم كذا‌أَی سار بهم یومه أَجمع. و مَتَنَ فی الأَرض إِذا ذهب. و تَمْتِینُ القَوْس بالعَقَب و السقاء بالرُّبِّ: شَدُّه و إِصلاحُه بذلك. و مَتَنَ أُنْثَیَی الدابة و الشاة یَمْتُنُهما مَتْناً: شَقَّ الصَّفْنَ عنهما فسلَّهما بعروقهما، و خصَّ أَبو عبید به التَّیسَ. الجوهری: و مَتَنْتُ الكَبشَ شققت صَفْنه و استخرجت بیضته بعروقها. أَبو زید: إِذا شققتَ الصَّفَنَ و هو جلدة الخُصْیَتین فأَخرجتهما بعروقهما فذلك المَتْنُ، و هو مَمْتُون، و رواه شمر الصَّفْن، و رواه ابن جَبَلة الصَّفَن. و المَتْنُ: أَن تُرَضَّ خُصْیتا الكبش حتی تسترخیا. و ماتَنَ الرجلَ: فعَلَ به مثل ما یفعل به، و هی المُطاولة و المُماطَلة. و ماتَنه: ماطَله. الأُمَوِیّ: مَثَنْته بالأَمر مَثْناً، بالثاء، أَی غَتَتُّه به غَتّاً؛ قال شمر: لم أَسمع مَثَنْته بهذا المعنی لغیر الأُموی؛ قال أَبو منصور: أَظنه مَتَنْته مَتْناً، بالتاء لا بالثاء، مأْخوذ من الشی‌ء المَتینِ و هو القوی الشدید، و من المُماتنة فی السیر. و یقال: ماتَنَ فلانٌ فلاناً إِذا عارضه فی جَدَلٍ أَو خصومة. قال ابن بری: و المُماتَنة و المِتانُ هو أَن تُباقیه «2». فی الجَرْی و العطیة؛ و قال الطرماح: أَبَوْا لِشَقائِهم إِلّا انْبِعاثی، و مِثْلی ذو العُلالةِ و المِتانِ و مَتَنَ بالمكان مُتُوناً: أَقام. و مَتَنَ المرأَةَ: نكحها، و الله أَعلم.

مثن؛ ج13، ص: 399

: المَثانة: مُسْتَقَرُّ البول و موضعه من الرجل و المرأَة معروفة. و مَثِنَ، بالكسر، مَثَناً، فهو مَثِنٌ و أَمْثَنُ، و الأُنثی مَثْناء: اشتكی مَثانته، و مُثِنَ مَثْناً، فهو مَمْثُون و مَثِین كذلك. و‌فی حدیث عمّار بن یاسر: أَنه صلی فی تُبّانٍ فقال إِنی مَمْثُون؛ قال الكسائی و غیره: الممثون الذی یشتكی مَثانته، و هی العُضْوُ [العِضْوُ الذی یجتمع فیه البول داخل الجوف، یقال منه: رجل مَثِنٌ و ممْثُون، فإِذا كان لا یُمْسِكُ بولَه فهو أَمْثَن. و مَثِنَ الرجل، بالكسر، فهو أَمْثَن بَیِّنُ المَثَنِ إِذا كان لا یستمسك بوله. قال ابن بری: یقال فی فعله مَثِنَ و مُثِنَ، فمن قال مَثِنَ فالاسم منه مَثِنٌ، و من قال مُثِن فالاسم منه مَمْثُون. ابن سیدة: المَثنُ وجع المَثانة، و هو أَیضاً أَن لا یستمسك البولُ فیها. أَبو زید: الأَمْثَنُ الذی لا یستمسك بولُه فی مثانته، و المرأَة مَثْناء، ممدود. ابن الأَعرابی: یقال لمَهْبِل
(2). قوله: تباقیه؛ هكذا فی الأَصل، و لم نجد فعل باقی فی المعاجم التی بین أیدینا
لسان العرب، ج‌13، ص: 400
المرأَة المَحْمل و المُسْتَوْدَعُ و هو المثانة أَیضاً؛ و أَنشد: و حاملةٍ مَحْمولةٍ مُسْتَكِنَّةٍ، لها كلُّ حافٍ فی البِلادِ و ناعِلِ یعنی المَثانة التی هی المُسْتودَع. قال الأَزهری: هذا لفظه، قال: و المَثانة عند عوام الناس موضع البول، و هی عنده موضع الولد من الأُنثی. و المَثِنُ: الذی یَحْبِسُ بولَه. و قالت امرأَة من العرب لزوجها: إِنك لمَثِنٌ خبیث، قیل لها: و ما المَثِنُ؟ قالت: الذی یجامع عند السَّحَر عند اجتماع البول فی مَثانته، قال: و الأَمْثَنُ مثل المَثِنِ فی حَبْسِ البول. أَبو بكر الأَنباری: المَثْناءُ، بالمد، المرأَةُ إِذا اشتكت مَثانتها. و مَثَنه یَمْثُنه، بالضم «1». مَثْناً و مُثُوناً: أَصابَ مَثانته. الأَزهری: و مَثَنه بالأَمرِ مَثْناً غَتَّه به غَتّاً؛ قال شمر: لم أَسمع مثَنْتُه بهذا المعنی لغیر الأُموی؛ قال الأَزهری: أَظنه مَتَنْتُه مَتْناً، بالتاء لا بالثاء، مأْخوذ من المَتِین و قد تقدم فی ترجمة متن، و الله أَعلم.

مجن؛ ج13، ص: 400

: مَجَنَ الشی‌ءُ یَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ و غَلُظَ، و منه اشتقاقُ الماجِن لصلابة وجهه و قلة استحیائه. و المِجَنُّ: التُّرْسُ منه، علی ما ذهب إِلیه سیبویه من أَن وزنه فِعَلٌّ، و قد ذكر فی ترجمة جنن، و ورد ذكر المجَنِّ و المِجانِّ فی الحدیث، و هو التُّرْسُ و التِّرَسَة، و المیم زائدة لأَنه من الجُنَّةِ السُّتْرة. التهذیب: الماجِنُ و الماجِنَةُ معروفان، و المَجانَةُ أَن لا یُبالیَ ما صَنَع و ما قیل له؛ و‌فی حدیث عائشة تمثَّلَتْ بشعر لبید: یتَحَدّثونَ مَخانةً و مَلاذةً المَخانة: مصدر من الخیانة، و المیم زائدة، قال: و ذكره أَبو موسی فی الجیم من المُجُون، فتكون المیم أَصلیة، و الله أَعلم. و الماجِنُ عند العرب: الذی یرتكب المَقابح المُرْدیة و الفضائح المُخْزِیة، و لا یَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه و لا تَقْریعُ من یُقَرِّعُه. و المَجْنُ: خَلْطُ الجِدِّ بالهزل. یقال: قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ، و كذلك المَسْنُ هو المُجُون أَیضاً، و قد مَسَنَ. و المُجون: أَن لا یبالی الإِنسانُ بما صنع. ابن سیدة: الماجِنُ من الرجال الذی لا یبالی بما قال و لا ما قیل له كأَنه من غلظ الوجه و الصلابة؛ قال ابن درید: أَحسَبُه دَخِیلًا، و الجمع مُجّانٌ. مَجَنَ، بالفتح، یَمْجُنُ مُجوناً و مَجَانة و مُجْناً؛ حكی الأَخیرة سیبویه، قال: و قالوا المُجْنُ كما قالوا الشُّغْلُ، و هو ماجِنٌ. قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً یقول لخادم له كان یَعْذِلُه كثیراً و هو لا یَرِیعُ إِلی قوله: أَراك قد مَجَنْتَ علی الكلام؛ أَراد أَنه مَرَنَ علیه لا یَعْبأُ به، و مثله مَرَدَ علی الكلام. و فی التنزیل العزیز: مَرَدُوا عَلَی النِّفٰاقِ. اللیث: المَجّانُ عطیة الشی‌ء بلا مِنَّة و لا ثمن؛ قال أَبو العباس: سمعت ابن الأَعرابی یقول المَجّان، عند العرب، الباطلُ. و قالوا: ماءٌ مَجّانٌ. قال الأَزهری: العرب تقول تمر مَجّانٌ و ماء مَجّانٌ؛ یریدون أَنه كثیر كافٍ، قال: و استَطْعَمنی أَعرابی تمراً فأَطعمته كُتْلةً و اعتذرت إِلیه من قِلَّته، فقال: هذا و الله مَجّانٌ أَی كثیر كافٍ. و قولهم: أَخذه مَجّاناً أَی بلا بدل، و هو فَعّال لأَنه ینصرف. و مَجَنَّةُ: علی أَمیال من مكة؛ قال ابن جنی: یحتمل أَن یكون من مَجَنَ و أَن یكون من جَنَّ، و هو الأَسبق، و قد ذكر ذلك فی ترجمة جنن أَیضاً؛ و‌فی حدیث بلال:
(1). قوله [و مثنه یمثنه بالضم] نقل الصاغانی عن أبی عبید الكسر أیضاً
لسان العرب، ج‌13، ص: 401
و هل أَرِدَنْ یوماً مِیاهَ مَجَنَّةٍ؟ و هل یَبْدُوَنْ لی شامةٌ و طَفِیلُ؟ قال ابن الأَثیر: مَجَنَّة موضع بأَسفل مكة علی أَمیال، و كان یُقام بها للعرب سُوق، قال: و بعضهم یكسر میمها، و الفتح أَكثر، و هی زائدة. و المُماجِنُ من النوق: التی یَنْزُو علیها غیرُ واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلْقَح. و طریق مُمَجَّنٌ أَی ممدود. و المِیجَنَة: المِدَقَّة، تذكر فی وجن، إِن شاء الله عز و جل.

مجشن؛ ج13، ص: 401

: ذكر ابن سیدة فی الرباع ما صورته: الماجُشُون [الماجِشُون اسم رجل؛ حكاه ثعلب. و ابن الماجُشُون [الماجِشُون: الفقیه المعروفُ منه، و الله أَعلم.

محن؛ ج13، ص: 401

: المِحْنة: الخِبْرة، و قد امتَحنه. و امتَحن القولَ: نظر فیه و دَبَّره.التهذیب: إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمی، و كان من أَصحاب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حَدَّث أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال: القَتْلی ثلاثة، رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه و ماله فی سبیل الله حتی إِذا لقی العَدُوَّ قاتَلَهم حتی یُقْتَل، فذلك الشهید المُمْتَحَن فی جنة الله تحت عرشه «1». لا یَفْضُله النبیون إِلا بدرجة النبوَّة؛ قال شمر: قوله فذلك الشهید المُمْتحَن‌هو المُصفَّی المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا صفیتها و خلصتها بالنار. و‌روی عن مجاهد فی قوله تعالی: أُولٰئِكَ الَّذِینَ امْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ، قال: خَلَّصَ اللهُ قلوبهم، و قال أَبو عبیدة: امْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ صَفَّاها و هَذَّبها، و قال غیره: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ، و قیل: معنی قوله أُولٰئِكَ الَّذِینَ امْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْویٰ شَرَحَ اللهُ قلوبهم، كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوی. و مَحَنْتُه و امتَحْنتُه: بمنزلة خَبَرْتُه و اختبرته و بَلَوْتُه و ابتَلَیْتُه. و أَصل المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْط. و امتَحَنتُ الذهب و الفضة إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتی خَلَّصْتَ الذهب و الفضة، و الاسم المِحْنة. و المَحْنُ: العطیة. و أَتیتُ فلاناً فما مَحَنَنی شیئاً أَی ما أَعطانی. و المِحْنة: واحدة المِحَنِ التی یُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلیة، نستجیر بكرم الله منها. و‌فی حدیث الشَّعْبی: المِحْنة بِدْعَة، هی أَن یأْخذ السلطانُ الرجلَ فیَمْتحِنه و یقول: فعلت كذا و فعلت كذا، فلا یزال به حتی یقول ما لم یفعله أَو ما لا یجوز قوله، یعنی أَن هذا القول بدعة؛ و قولُ مُلیح الهُذَلیِّ: و حُبُّ لیلی، و لا تَخْشی مَحُونتَه، صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما لیس یُنْتقَدُ قال ابن جنی: مَحُونته عاره و تِباعَتُه، یجوز أَن یكون مشتقّاً من المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن، و یجوز أَن یكون مَفْعُلة من الحَیْنِ، و ذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد. اللیث: المِحْنة معنی الكلام الذی یُمتحَنُ به لیعرف بكلامه ضمیر قلبه، تقول امتحَنْتُه، و امتَحنْتُ الكلمة أَی نظرت إِلی ما یَصِیرُ إِلیه صَیُّورُها. و المَحْنُ: النكاح الشدید. یقال: مَحَنها و مَخَنها و مسَحَها إِذا نكحها. و مَحَنه عشرین سَوْطاً: ضربه. و محن السَّوْطَ: لَیَّنَه. المُفَضَّلُ: مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتی تُخْلِقه. ابن الأَعرابی: مَحَنْته بالشَّدِّ و العَدْو و هو التلیین بالطَّرْد، و المُمْتحَن و المُمَحَّص واحد. أَبو سعید: مَحَنْتُ الأَدیم مَحْناً إِذا مددته حتی توسعه. ابن الأَعرابی: المَحْنُ اللَّیِّنُ من كل شی‌ء. و مَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها
(1). قوله [فی جنة الله تحت عرشه] الذی فی نسخة التهذیب: فی خیمة الله
لسان العرب، ج‌13، ص: 402
و طینها. الأَزهری عن الفراء: یقال مَحَنْتُه و مخنتُه، بالحاء و الخاء، و محجْتُه و نقَجته و نقَخته و جَلَهْته و جَحَشته و مَشَنْته و عَرَمْتُه و حسَفته و حسَلْته و خسَلْته و لَتَحْتُه كله بمعنی قَشَرْتُه. و جلد مُمتحَنٌ: مَقْشُور، و الله أَعلم.

مخن؛ ج13، ص: 402

: المَخْنُ و المَخِنُ و المِخَنُّ، كله: الطویل؛ قال: لما رآه جَسْرَباً مِخَنَّا، أَقْصَر عن حَسْناء و ارْثَعَنَّا و قد مَخَنَ مَخْناً و مُخُوناً. اللیث: رجل مَخْنٌ و امرأَة مَخْنة إِلی القِصَر ما هو، و فیه زَهْوٌ و خِفَّة؛ قال أَبو منصور: ما علمت أَحداً قال فی المَخْن إِنه إِلی القِصَر ما هو غیر اللیث، و قد روی أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب الطِّوالِ من الناس: و منهم المَخْن و الیَمْخُور و المُتماحِلُ. و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: المَخْنُ الطُّولُ، و المَخْنُ أَیضاً البُكاء، و المَخْنُ نزْحُ البئر؛ و أَنشد غیره: قد أَمرَ القاضی بأَمرٍ عَدْلِ، أَنْ تَمْخَنُوها بثمانی أَدْلِ و المِخَنَّةُ: الفِناء؛ قال: و وَطِئْتَ مُعتَلِیاً مِخَنَّتَنا، و الغَدْرُ منك عَلامةُ العَبْدِ و مَخَنَ المرأَة مَخْناً: نكحها. و المَخْنُ: النَّزْعُ من البئر. و مخَنَ الشی‌ءَ مَخْناً: كمَخَجَه؛ قال: قد أَمرَ القاضی بأَمرٍ عَدْلِ، أَنْ تَمْخَنُوها بثمانی أَدْلِ و مخَنَ الأَدیمَ: قَشَره، و فی المحكم: مَخَنَ الأَدیمَ و السَّوْطَ دَلَكه و مَرَنَه، و الحاء المهملة فیه لغة. و طریق مُمَخَّنٌ: وُطِی‌ءَ حتی سَهُلَ؛ و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها تمثلت بشعر لبید: یتَحَدَّثونَ مَخانةً و مَلاذَة قال: المَخانَةُ مصدر من الخِیانة، و المیم زائدة، قال: و ذكره أَبو موسی فی الجیم من المُجون، فتكون المیم أَصلیة، و قد تقدم.

مدن؛ ج13، ص: 402

: مَدَنَ بالمكان: أَقام به، فِعْلٌ مُمات، و منه المَدِینة، و هی فَعِیلة، و تجمع علی مَدَائن، بالهمز، و مُدْنٍ و مُدُن بالتخفیف و التثقیل؛ و فیه قول آخر: أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَی مُلِكْتُ؛ قال ابن بری: لو كانت المیم فی مدینة زائدة لم یجز جمعها علی مُدْنٍ. و فلان مَدَّنَ المَدائنَ: كما یقال مَصَّرَ الأَمصارَ. قال و سئل أَبو علیّ الفَسَوِیُّ عن همزة مدائن فقال: فیه قولان، من جعله فَعِیلة من قولك مَدَنَ بالمكان أَی أَقام به همزه، و من جعله مَفْعِلة من قولك دِینَ أَی مُلِكَ لم یهمزه كما لا یهمز معایش. و المَدِینة: الحِصْنُ یبنی فی أُصطُمَّةِ الأَرض، مشتق من ذلك. و كلُّ أَرض یبنی بها حِصْنٌ فی أُصطُمَّتِها فهی مدینة، و النسبة إِلیها مَدِینیّ، و الجمع مَدائنُ و مُدُنٌ. قال ابن سیدة: و من هنا حكم أَبو الحسن فیما حكاه الفارسی أَن مَدِینة فعیلة. الفراء و غیره: المدینة فعیلة، تهمز فی الفعائل لأَن الیاء زائدة، و لا تهمز یاء المعایش لأَن الیاء أَصلیة. و المدینة: اسم مدینة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، خاصة غلبت علیها تفخیماً لها، شرَّفها الله و صانها، و إِذا نسبت إِلی المدینة فالرجل و الثوب مَدَنیٌّ، و الطیر و نحوه مَدِینّی، لا یقال غیر ذلك. قال سیبویه: فأَما قولهم مَدَائِنی فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد، و حمامةٌ مَدِینیَّة و جاریة مَدِینیَّة. و یقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ: هو ابن بَجْدَتِها و ابنُ مَدِینتها و ابن بَلْدَتها و ابن بُعْثُطها و ابن سُرْسُورها؛ قال الأَخطل:
لسان العرب، ج‌13، ص: 403
رَبَتْ و رَبا فی كَرْمِها ابنُ مَدِینةٍ یَظَلُّ علی مِسْحاته یتَرَكَّلُ ابنُ مَدِینةٍ أَی العالم بأَمرها. و یقال للأَمة: مَدِینة أَی مملوكة، و المیم میم مَفْعُول، و ذكر الأَحولُ أَنه یقال للأَمة ابنُ مَدِینة، و أَنشد بیت الأَخطل، قال: و كذلك قال ابن الأَعرابی ابنُ مَدِینة ابنُ أَمة، قال ابن خالویه: یقال للعبد مَدِینٌ و للأَمة مَدِینة، و قد فسر قوله تعالی: إِنّٰا لَمَدِینُونَ؛ أَی مملوكون بعد الموت، و الذی قاله أَهل التفسیر لمَجْزِیُّون. و مَدَنَ الرجلُ إِذا أَتی المدینة. قال أَبو منصور: هذا یدل علی أَن المیم أَصلیة. قال: و قال بعض من لا یوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَی أَقام به. قال: و لا أَدری ما صحته، و إِذا نسبت إِلی مدینة الرسول، علیه الصلاة و السلام، قلت مَدَنیٌّ، و إِلی مدینة المنصور مَدِینیّ، و إِلی مدائن كِسْرَی مَدائِنیٌّ، للفرق بین النسب لئلا یختلط. و مَدْیَنُ: اسم أَعجمی، و إِن اشتققته من العربیة فالیاء زائدة، و قد یكون مَفْعَلًا و هو أَظهر. و مَدْیَنُ: اسم قریة شعیب، علی نبینا و علیه أَفضل الصلاة و السلام، و النسب إِلیها مَدْیَنِیٌّ. و المَدَانُ: صنم. و بَنُو المَدَانِ: بطْنٌ، علی أَن المیم فی المَدَان قد تكون زائدة. و فی الحدیث ذِكْرُ مَدَان، بفتح المیم، له ذكر فی غزوة زید بن حارثة بنی جُذَام، و یقال له فَیْفاءُ مَدَانَ؛ قال: و هو وادٍ فی بلاد قُضاعَة.

مذن؛ ج13، ص: 403

: النهایة فی حدیث رافع بن خَدِیج: كنا نَكْرِی الأَرض بما علی الماذِیانات و السواقی، قال: هی جمع ماذِیانٍ، و هو النهر الكبیر، قال: و لیست بعربیة، و هی سَوَادیَّة، و تكرَّر فی الحدیث مفرداً و مجموعاً، و الله أَعلم.

مرن؛ ج13، ص: 403

: مَرَنَ یَمْرُنُ مَرَانةً و مُرُونةً: و هو لِینٌ فی صَلابة. و مَرَّنْتُه: أَلَنْتُه و صَلَّبْتُه. و مَرَنَ الشی‌ءُ یَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ، و هو لَیِّنٌ فی صلابة. و مَرَنَتْ یَدُ فلانٍ علی العمل أَی صَلُبتْ و استمَرَّتْ. و المَرَانةُ: اللِّینُ. و التَّمْرینُ: التَّلْیینُ. و مَرَنَ الشی‌ءُ یَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ. و رمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ لَیِّنٌ، و كذلك الثوبُ. و المُرّانُ، بالضم و هو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة. و قال أَبو عبید: المُرّانُ نبات الرماح. قال ابن سیدة: و لا أَدری ما عنی به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت. ابن الأَعرابی: سُمِّی جماعةُ القَنَا المُرّانَ للینه، و لذلك یقال قناة لَدْنَةٌ. و رجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِیلُه. و مَرَنَ وجهُ الرجل علی هذا الأَمر. و إِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَی صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة: لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قال ابن بری: صوابه مَعِكٍ، بالكاف. یقال: رجل مَعِكٌ أَی مماطل؛ و بعده: أَلْیَسَ مَلْوِیِّ المَلاوِی مِثْفَنِ و المصدر المُرُونة. و مَرَدَ فلانٌ علی الكلام و مَرَنَ إِذا استمَرّ فلم یَنْجَعْ فیه. و مَرَنَ علی الشی‌ء یَمْرُن مُرُوناً و مَرَانة: تعوَّده و استمرَّ علیه. ابن سیدة: مَرَنَ علی كذا یَمْرُنُ مُرُونة و مُرُوناً دَرَبَ؛ قال: قد أَكْنَبَتْ یَداك بَعدَ لِینِ، و بعد دُهْنِ الْبانِ و المَضْنُونِ، و هَمَّتا بالصَّبْرِ و المُرُونِ و مَرَّنه علیه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب. و لا أَدری أَیُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَی أَیُّ الوَری هُوَ. و المَرْنُ: الأَدیمُ المُلَیَّن المَدْلوك. و مَرَنْتُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 404
الجلدَ أَمرُنه مَرْناً و مَرَّنْتُه تمریناً، و قد مَرَنَ الجِلدُ أَی لانَ. و أَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتی مَرَنَ أَی لانَ. و قد مَرَّنوه أَی لَیَّنُوه. و المَرْنُ: ضرب من الثیاب؛ قال ابن الأَعرابی: هی ثیابٌ قُوهِیَّة؛ و أَنشد للنمر: خفیفاتُ الشُّخُوصِ، و هُنَّ خُوصٌ، كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثیابُ مَرْنِ و قال الجوهری: المَرْنُ الفِرَاء فی قول النمر: كأَن جُلُودَهُنَّ ثیابُ مَرْنِ و مَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً و مَرَّنَها: ضربها به. و ما زالَ ذلك مَرِنَك أَی دَأْبَكَ. قال أَبو عبید: یقال ما زال ذلك دِینَك و دَأْبَك و مَرِنَك و دَیْدَنَك أَی عادَتَك. و القومُ علی مَرِنٍ واحدٍ: علی خُلُقٍ مُسْتوٍ، و اسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قال ابن جنی: المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ و الكَذِبِ، و الفعل منه مَرَنَ علی الشی‌ء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فیه و لانَ له، و إِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً و لأَقْتُلنه، قلت أَنت: أَو مَرِناً ما أُخْرَی أَی عسی أَن یكون غیر ما تقول أَو یكون أَجْرَأَ له علیك. الجوهری: و المَرِنُ، بكسر الراء، الحالُ و الخُلُق. یقال: ما زال ذلك مَرِنی أَی حالی. و المارِن: الأَنف، و قیل: طَرفه، و قیل: المارِنُ ما لان من الأَنف، و قیل: ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم و فَضَلَ عن القصبة، و ما لان من الرُّمْح؛ قال عُبید یذكر ناقتَه: هاتِیكَ تحْمِلُنی و أَبْیضَ صارِماً، و مُذَرَّباً فی مارِنٍ مَخْموس و مَرْنا الأَنفِ: جانباه؛ قال رؤبة: لم یُدْمِ مَرْنَیْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب، و یجوز أَن یكون خِشَاشُ ذی الزم فحذف و‌فی حدیث النخعی: فی المارِنِ الدِّیَةُ؛ المارِنُ من الأَنف: ما دون القَصبة. و المارنان: المُنْخُران. و مارَنَتِ الناقةُ ممارنةً و مِراناً و هی ممارِنٌ: ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت و لم یكن بها لِقاحٌ، و قیل: هی التی یُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح، و قیل: هی التی لا تَلْقَح حتی یُكرَّر علیها الفحل. و ناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح. و مَرَنَ البعیرَ و الناقةَ یمرُنهما مَرْناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفیً به. و التَّمْرین: أَن یَحْفَی الدابةُ فیَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْلیه بأَخْثاء البقر و هی حارَّة؛ و قال ابن مقبل یصف باطنَ مَنسِم البعیر: فرُحْنا بَرَی كلُّ أَیدیهما سَریحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون و قال أَبو الهیثم: المَرْنُ العمَل بما یُمَرِّنُها، و هو أَن یَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك. و قال ابن حبیب: المَرْنُ الحَفاءُ، و جمعه أَمْرانٌ؛ قال جریر: رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِیفِ علی وَجَی الأَمْران و ناقة مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكوبة. قال الجوهری: و المُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ. یقال: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ. و المَرَنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَینِ من البعیر، و جمعه أَمرانٌ؛ و أَنشد أَبو عبید قول الجعدی: فأَدَلَّ العَیْرُ حتی خِلْته قَفَصَ [قَفِصَ الأَمْرانِ یَعْدُو فی شَكَلْ قال صَحْبی، إِذْ رأَوْه مُقْبِلًا: ما تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلّ قال: أَدلّ من الإِدلال؛ و أَنشد غیره لطَلْقِ بن عَدِی:
لسان العرب، ج‌13، ص: 405
نَهْدُ التَّلِیل سالِمُ الأَمْرانِ الجوهری: أَمرانُ الذراع عَصَبٌ یكون فیها؛ و قول ابن مقبل: یا دار سَلْمی خَلاء لا أُكَلِّفُها إِلا المَرانَةَ حتی تَعْرِفَ الدِّینا قال الفارسی: المَرانَة اسم ناقته و هو أَجودُ ما فسِّرَ به، و قیل: هو موضع، و قیل: هی هَضْبة من هضَبات بنی عَجْلانَ، یرید لا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلك المكان و تذهب إِلی موضع آخر. و قال الأَصمعی: المرانة اسم ناقة كانت هادیة بالطریق، و قال: الدِّینُ العَهْدُ و الأَمرُ الذی كانت تعهده. و یقال: المَرانة السُّكوتُ الذی مَرَنَتْ علیه الدار، و قیل: المرانة مَعْرِفتُها؛ قال الجوهری: أَراد المُرُون و العادَة أَی بكثرة وُقُوفی و سَلامی علیها لتَعْرِفَ طاعتی لها. و مَرَّانُ شَنُوأَة: موضع بالیمن. و بنو مَرِینا: الذین ذكرهم إمرؤ القیس فقال: فلو فی یوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِیبُوا، و لكِنْ فی دِیارِ بنی مَرِینا هم قوم من أَهل الحِیرَة من العُبّاد، و لیس مَرِینا بكلمة عربیة. و أَبو مَرینا: ضرب من السمك. و مُرَیْنةُ: اسم موضع؛ قال الزاری: تَعاطی كَباثاً من مُرَیْنةَ أَسْوَدا و المَرانة: موضع لبنی عَقِیلٍ؛ قال لبید: لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، فشَرْجَةُ فالمَرانةُ فالحِبالُ «2». و هو فی الصحاح مَرَانة، و أَنشد بیت لبید. ابن الأَعرابی: یوْمُ مَرْنٍ إِذا كان ذا كِسْوَة و خِلَعٍ، و یوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ. و مَرَّان، بالفتح: موضع علی لیلتین من مكة، شرفها الله تعالی، علی طریق البصرة، و به قبر تمیم بن مُرٍّ؛ قال جریر: إِنی: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَنی، جارٌ لقَبْر علی مَرّانَ مَرْمُوسِ أَی أَذُبُّ عنه الشعراء: و قوله حَرَّبَنی أَغضبنی؛ یقول: تمیم بن مُرّ جاری الذی أَعْتَزُّ به، فتمیم كلها تحمینی فلا أُبالی بمن یُغْضِبُنی من الشعراء لفخری بتمیم؛ و أَما قول منصور: قَبْرٌ مَرَرْتُ به علی مَرَّانِ فإِنما یعنی قبر عمرو بن عُبَید،قال خَلَّادٌ الأَرْقَطُ: حدثنی زَمِیلُ عمرو بن عُبیْد قال سمعته فی اللیلة التی مات فیها یقول: اللهم إنك تَعْلم أَنه لم یَعْرِضْ لی أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فیه رِضاً و الآخرُ لی فیه هَویً إِلَّا قدَّمْتُ رضاك علی هوایَ، فاغْفِرْ لی؛ و مر أَبو جعفر المنصورُ علی قبره بمَرّان، و هو موضع علی أَمیالٍ من مكة علی طریق البصرة، فقال: صَلَّی الإِلهُ علیكَ من مُتَوَسِّدٍ قَبْراً مَرَرْتُ به علی مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنَ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً، عَبَدَ الإِلهَ و دانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا فی شُبْهةٍ، فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ و بَیانِ فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَی مُؤْمِناً، أَبْقَی لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ قال: و روی: صلَّی الإِلهُ علی شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به علی مَرَّانِ
(2). قوله [فشرجة فالحبال] كذا بالأصل، و هو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغانی، و قال الروایة: فالحبال بكسر المهملة و بالباء الموحدة و شرجة بالشین المعجمة و الجیم. و قول الجوهری: و الخیال أرض لبنی تغلب صحیح و الكلام فی روایة البیت
لسان العرب، ج‌13، ص: 406‌

مرجن؛ ج13، ص: 406

: التهذیب فی الرباعی: فی التنزیل العزیز: یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجٰانُ؛ قال المفسرون: الْمَرْجٰانُ صغار اللؤلؤ، و اللُّؤْلُؤُ اسم جامع للحبِّ الذی یخرج من الصدَفة، و المَرْجانُ أَشدُّ بیاضاً، و لذلك خص الیاقوت و المرجان فشبه الحور العین بهما. قال أَبو الهیثم: اختلفوا فی المَرْجانِ فقال بعضهم هو البُسَّذُ، و هو جوهر أَحمر یقال إِن الجن تُلْقیه فی البحر؛ و بیت الأَخطل حجة للقول الأَول: كأَنما الفُطْرُ مَرْجان تساقِطُه، إِذا عَلا الرَّوْحقَ و المَتْنَینِ و الكَفَلا.

مرزبان؛ ج13، ص: 406

: فی الحدیث: أَتیت الحِیرَة فرأَیتهم یسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم؛ قال: هو بضم الزای أَحد مَرازبة الفُرْس، و هو الفارس الشجاع المُقَدَّمُ علی القوم دون المَلِك، و هو مُعَرَّب.

مرفن؛ ج13، ص: 406

: ذكر فی الرباعی من حرف الراء: المُرْفَئِنُّ الساكن بعد النِّفارِ.

مزن؛ ج13، ص: 406

: المَزْنُ: الإِسراع فی طلب الحاجة. مَزَنَ یَمْزُنُ مَزْناً و مُزُوناً و تَمَزَّنَ: مضی لوجهه و ذهب و یقال: هذا یومُ مَزْنٍ إِذا كان یوم فرار من العدوّ. التهذیب: قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف؛ و أَنشد: بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ فی الجَهْلِ و التَّمَزُّنِ الرَّبِیحِ قال أَبو منصور: التَّمَزُّنُ عندی هاهنا تفَعُّل من مَزَن فی الأَرض إِذا ذهب فیها، كما یقال فلان شاطِرٌ و فلان عَیّارٌ؛ قال رؤبة: و كُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ و التَّمَزُّنِ، یَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ قال: هو من المُزُونِ و هو البعد. و تَمَزَّنَ علی أَصحابه: تفَضِّلَ و أَظهر أَكثر مما عنده، و قیل: التَّمَزُّنُ أَن تری لنفسك فضلًا علی غیرك و لست هناك؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبیریّ: یا عُرْوَ، إِنْ تَكْذِبْ عَلیَّ تَمَزُّناً بما لم یَكُنْ، فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ قال المبرد: مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِیناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند خلیفة أَو وال. و مَزَنَهُ مَزْناً: مدحه. و المُزْنُ: السحاب عامةٌ، و قیل: السحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ، و قیل: المُزْنَةُ السحابة البیضاء، و الجمع مُزْنٌ، و البَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، و تكرر فی الحدیث ذكر المزنِ. قال ابن الأَثیر: المُزْنُ و هو الغیم و السحاب، واحدته مُزْنَةٌ، و مُزَیْنة تصغیر مُزْنةٍ، و هی السحابة البیضاء، قال: و یكون تصغیر مَزْنَةٍ. یقال: مَزَنَ فی الأَرض مَزْنَةً واحدة أَی سار عُقْبَةً واحدة، و ما أَحسن مُزْنَتَه، و هو الاسم مثل حُسْوةٍ و حَسْوةٍ. و المُزْنَةُ: المَطْرَةُ؛ قال أَوْسُ بن حجَرٍ: أَ لم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً، و عُفْرُ الظِّباء فی الكِناسِ تَقَمَّعُ؟ و ابن مُزْنةَ الهلال؛ حكی ذلك عن ثعلب؛ و أَنشد الجوهری لعمرو بن قَمِیئة: كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِیطٌ لدَی الأُفقِ من خِنْصِرِ و مُزْنُ: اسم امرأَة، و هو من ذلك. و المازِنُ: بیض النمل؛ و أَنشد: و تَرَی الذَّنِینَ علی مَرَاسِنِهِمْ، یوم الهِیاج، كمازِنِ الجَثْلِ و مازِنُ و مُزَیْنةُ: حَیّان، و قیل: مازِن أَبو قبیلة من تمیم، و هو مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تمیم، و مازِنُ فی بنی صَعْصَعة بن معاویة، و مازِنُ فی بنی شیبان.
لسان العرب، ج‌13، ص: 407
و قولهم: مازِ رأْسَكَ و السیفَ، إنما هو ترخیم مازِنٍ اسم رجل، لأَنه لو كان صفة لم یجز ترخیمه، و كان قد قتله بُجَیْرٌ و قال له هذا القول، ثم كثر استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله یریدون به مُدَّ عنقك. و مَزُون: اسم من أَسماء عُمَان بالفارسیة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِیُّ عَثِرْ الجوهری: كانت العرب تسمِّی عُمَانَ المَزُونَ؛ قال الكُمیتُ: فأَما الأَزْدُ، أَزْدُ سَعِیدٍ، فأَكْرَهُ أن أُسَمِّیها المَزُونَا قال الجوهری: و هو أَبو سعید المُهَلَّبُ المَزُونیُّ أَی أَكره أَن أَنْسُبَه إلی المَزُونِ، و هی أَرض عُمَانَ، یقول: هم من مُضَرَ. و قال أَبو عبیدة: یعنی بالمَزونِ المَلَّاحین، و كان أَرْدَشِیر بابْكان «1». جعل الأَزْدَ مَلَّاحین بشِحْر عُمَان قبل الإِسلام بستمائة سنة. قال ابن بری: أَزْدُ أَبی سعید هم أَزد عُمَانَ، و هم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبی صُفْرَةَ. و المَزُونُ: قریة من قری عُمَان یسكنها الیهودُ و المَلّاحون لیس بها غیرهم، و كانت الفرْسُ یسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكمیت: إن أَزْدَ عُمَان یكرهون أَن یُسَمَّوا المَزُونَ و أَنا أَكره ذلك أَیضاً؛ و قال جریر: و أَطْفَأْتُ نِیرانَ المَزونِ و أَهْلِها، و قد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا قال أَبو منصور الجَوالیقی: المَزُونُ بفتح المیم، لعُمان و لا نقل المُزُون، بضم المیم، قال: و كذا وجدته فی شعر البَعِیث بن عمرو بن مُرَّةَ بن وُدِّ بن زید بن مُرَّةَ الیَشْكُرِیِّ یهجو المُهَلَّبَ بن أَبی صُفْرة لما قدم خُرَاسان: تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَیْشٍ مَزُونِیّاً، بفَقْحَتِه الصَّلِیبُ فأَصْبَحَ قافِلًا كَرَمٌ و مَجْدٌ، و أَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ و حُوبُ فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ، و النوائبُ قد تَنُوبُ قال: و ظاهر كلام أَبی عبیدة فی هذا الفصل أَنها المُزُون، بضم المیم، لأَنه جعل المُزُون المَلَّاحین فی أَصل التسمیة، و مُزَینة: قبیلة من مُضَرَ، و هو مُزَیْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْیاس بن مُضَر، و النسبة إلیهم مُزَنِیٌّ. و قال ابن بری عند قول الجوهری مُزَینة قبیلة من مُضَر، قال: مُزَیْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ، و هی أُم عثمانَ و أَوْسِ بن عمرو بن أُدِّ بن طابخة.

مسن؛ ج13، ص: 407

: أَبو عمرو: المَسْنُ المُجون. یقال: مَسَنَ فلان و مَجَنَ بمعنی واحد. و المَسْنُ: الضرب بالسوط. مسَنَه بالسوط یَمْسُنه مَسْناً: ضربه. و سیاط مُسَّنٌ، بالسین و الشین، منه، و سیأْتی ذكره فی الشین أَیضاً؛ قال الأَزهری: كذا رواه اللیث و هو تصحیف، و صوابه المُشَّنُ بالشین؛ و احتج بقول رؤبة: و فی أَخادید السیاط المُشَّنِ فرواه بالسین، و الرواة رووه بالشین، قال: و هو الصواب، و سیأْتی ذكره. ابن بری: مَسَنَ الشی‌ء من الشی‌ءَ اسْتَلَّهُ، و أَیضاً ضربه حتی یسقط. و المَیْسَنانِیُّ: ضرب من الثیاب؛ قال أَبو دُوادٍ: و یَصُنَّ الوُجوهَ فی المَیْسَنانیّ كما صانَ قَرْنَ شَمْسٍ غَمَامُ
(1). قوله [أردشیر بابكان] هكذا بالأصل و الصحاح، و الذی فی یاقوت: أردشیر بن بابك
لسان العرب، ج‌13، ص: 408
و مَیْسونُ: اسم إمرأَة «1». و هی مَیْسُونُ بنت بَحْدَلٍ الكلابیة؛ و هی القائلة: لَلُبْسُ عَباءَة، و تَقَرَّ عَیْنی، أَحبُّ إلیَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ لَبَیْتٌ تَخْفِقُ الأَرْواحُ فیه أَحبُّ إلیَّ من قَصْرٍ مُنیفِ لَكَلْبٌ یَنْبَحُ الأَضْیافَ وَهْناً أَحبُّ إلیَّ من قِطًّ أَلُوفِ لأَمْرَدُ من شَبابِ بنی تمیمٍ أَحَبُّ إلیَّ من شیْخٍ عَفیفِ «2». و المَیْسُونُ: فرس ظُهَیْر بن رافع شهد علیه یوم السَّرْج «3».

مسكن؛ ج13، ص: 408

: جاء‌فی الخبر: أَنه نهی عن بیع المُسْكانِ، روی عن أَبی عمرو أَنه قال: المَساكِین العَرَابین، واحدها مُسْكان. و المَساكِین: الأَذلَّاء المقهورون، و إن كانوا أَغنیاء.

مشن؛ ج13، ص: 408

: المَشْنُ: ضَرْب من الضرب بالسیاط. یقال: مشَنَه و مَتَنه مَشَناتٍ أَی ضربات. مَشَنه بالسوط یَمْشُنه مَشْناً: ضربه كمَشَقه. ابن الأَعرابی: یقال مَشَقْتُه عشرین سوطاً و مَتَخْته و مَشَنْتُه، و قال: زَلَعْتُه، بالعین، و شَلَقْتُه. و یقال: مَشَنَ ما فی ضرْعِ الناقة و مَشَقه إذا حلب. أَبو تراب عن الكلابی: امْتَشَلْتُ الناقة و امتَشَنْتُها إذا حلبتها. و مَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِیناً دَرَّتْ كارهة. و المَشْنُ: الخَدْشُ. و مَشَنَنی الشی‌ءُ: سحَجَنی و خَدَشنی؛ قال العجاج: و فی أَخادِیدِ السِّیاط المَشْنِ و نسبه ابن بری لرؤبة؛ قال و صوابه: و فی أَخادِیدِ السِّیاطِ المُشَّنِ شافٍ لبَغْیِ الكَلِب المُشَیْطَنِ قال: و المُشَّنُ جمع ماشن، و المَشْنُ: القَشْرُ، یرید: و فی الضرب بالسیاط التی تَخُدُّ الجلد أَی تجعل فیه كالأَخادید. و الكَلِبُ المُشَیْطَنُ: المُتَشَیْطِن. ابن الأَعرابی: المَشْنُ مسح الید بالشی‌ء الخشن، و العرب تقول: كأَن وجهه مُشِنَ بقَتادةٍ أَی خُدِش بها، و ذلك فی الكراهة و العُبوس و الغضب. ابن الأَعرابی: مَرَّتْ بی غِرارَةٌ فمَشَنَتْنی، و أَصابتنی مَشْنةٌ، و هو الشی‌ء له سعة و لا غَوْرَ له، فمنه ما بَضَّ منه دم، و منه ما لم یجرح الجلد. یقال منه: مَشَنه بالسیف إذا ضربه فقشر الجلد، قال أَبو منصور: سمعت رجلًا من أَهل هَجَرَ یقول لآخر: مَشِّنِ اللیفَ أَی مَیِّشْه و انْفُشْه للتَّلْسین، و التلسین: أَن یُسَوَّی اللیف قطعة قطعة و یضم بعضها إلی بعض. و مَشَنَ المرأَة: نكحها. و امرأَة مِشَانٌ: سلیطةٌ مشاتِمَةٌ؛ قال: وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِ، كذِئبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ أَی وهَبْتَ یا رب هذا الولد من امرأَة غیر مرضیة. و المِشانُ من النساء: السلیطة المُشاتمة. و تَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما یكون من السِّباب، حتی كأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان و تجاذباه؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو تراب: إن فلاناً لیَمْتَشُّ من فلان و یَمْتَشِنُ أَی یُصِیب منه. و یقال: امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لك أَی
(1). قوله [و میسون اسم امرأة] أصل المیسون الحسن القد و الوجه، عن أبی عمرو قاله فی التكملة (2). قوله [… من شیخ عفیف] كذا بالأَصل، و یروی: … علج عنیف و … عجل علیف (3). قوله [یوم السرج] كذا بالأَصل بالجیم، و الذی فی نسخة من التهذیب بالحاء محركاً
لسان العرب، ج‌13، ص: 409
خذ ما وجدت. و امتَشَنَ ثوبه: انتزعه. و امتَشَنَ سیفه: اخترطه و امتَشَنْتُ الشی‌ء: اقتطعته و اخْتَلسته. و امتَشَنَ الشی‌ء: اختطفه؛ عن ابن الأَعرابی. و المِشَانُ [المُشَانُ: نوع من التمر. و روی الأَزهری بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب الثَّقَفی قال: اختلف أَبی و أَبو یوسف عند هارون فقال أَبو یوسف: أَطْیَبُ الرُّطَبِ المُشانُ، و قال أَبی: أَطیب الرطب السُّكَّرُ، فقال هارون: یُحْضَرانِ، فلما حَضَرا تناول أَبو یوسف السُّكَّرَ فقلت له: ما هذا؟ فقال: لما رأَیت الحقَّ لم أَصبر عنه. و من أَمثال أَهل العراق: بِعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ، و فی الصحاح: تأْكل رُطَبَ المُشانِ، بالإِضافة، قال: و لا تقل تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ؛ قال ابن بری: المُشانُ نوع من الرطب إلی السواد دقیق، و هو أَعجمی، سماه أَهل الكوفة بهذا الاسم لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان، و هی نخلة كریمة صفراء البُسْرِ و التمر؛ و‌یقال: إن النبی، صلی الله علیه و سلم، دعا لها مرتین، فلما جاء الفُرْسُ قالوا: أَین مُوشانُ؟ و المُوشُ: الجُرَذُ، یریدون أَین أُم الجِرْذانِ، و سمیت بذلك لأَن الجِرْذان تأْكل من رطبها لأَنها تلقطه كثیراً. و المِشَانُ: اسم رجل، و الله أَعلم.

مطن؛ ج13، ص: 409

: مطَان: موضع أَو «4» … و أَنشد كراع: كما عادَ الزمانُ علی مِطان قال ابن سیدة: و لم یفسره.

مطرن؛ ج13، ص: 409

: الماطِرُونُ و الماطِرُونَ: موضع؛ قال الأَخطل: و لها بالماطِرونِ إذا أَكَلَ النَّمْلُ الذی جَمَعا قال ابن جنی: لیست النون فیه بزیادة لأَنها تعرب.

معن؛ ج13، ص: 409

: مَعَنَ الفرسُ و نحوه یَمْعَنُ مَعْناً و أَمْعَنَ، كلاهما: تباعد عادیاً. و‌فی الحدیث: أَمْعَنْتُمْ فی كذا‌أَی بالغتم. و أَمْعَنُوا فی بلد العدوّ و فی الطلب أَی جدُّوا و أَبعدوا. و أَمْعَنَ الرجلُ: هرب و تباعد؛ قال عنترة: و مُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه، لا مُمْعِنٍ هَرَباً و لا مُسْتَسْلِم و الماعُونُ: الطاعة. یقال: ضرَبَ الناقة حتی أَعطت ماعونها و انقادت. و المَعْنُ: الإِقرار بالحق،قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَیر: أَنْشُدُكَ الله فی وصیة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فنزل عن فراشه و قعد علی بساطه و تمعَّنَ علیه و قال: أَمْرُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی الرأْس و العین، تَمَعَّنَ أَی تصاغر و تذلل انقیاداً، من قولهم أَمْعَنَ بحقی إذا أَذعن و اعترف؛ و قال الزمخشری: هو من المَعانِ المكان؛ یقال: موضع كذا مَعَان من فلان أَی نزل عن دَسْتِه و تمكن علی بساطه تواضعاً. و یروی: تَمَعَّكَ علیه أَی تقلب و تَمَرَّغ. و حكی الأَخفش عن أَعرابی فصیح: لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنیعاً تعطیك الماعونَ أَی تنقاد لك و تطیعك. و أَمْعَنَ بحقی: ذهب. و أَمْعَنَ لی به: أَقَرَّ بعد جَحْد. و المَعْن: الجحود و الكفر للنعم. و المَعْنُ: الذل. و المَعْنُ: الشی‌ء السهل الهین. و المَعْنُ: السهل الیسیر؛ قال النِّمِرُ بن توْلَب: و لا ضَیَّعْتُه فأُلامَ فیه، فإنَّ ضَیاعَ مالِكَ غَیْرُ مَعْنِ أَی غیر یسیر و لا سهل. و قال ابن الأَعرابی: غیر حَزْمٍ و لا كَیْسٍ، من قوله أَمْعَن لی بحقی أَی أَقرّ به و انقاد، و لیس بقوی. و فی التنزیل العزیز:
(4). كذا بیاض بالأصل.
لسان العرب، ج‌13، ص: 410
وَ یَمْنَعُونَ الْمٰاعُونَ؛روی عن علی، رضوان الله علیه، أَنه قال: الماعون الزكاة.و قال الفراء: سمعت بعض العرب یقول: الماعون هو الماء بعینه؛ قال: و أَنشدنی فیه: یَمُجُّ صَبِیرُهُ الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزكاة فهو فاعولٌ من المَعْنِ، و هو الشی‌ء القلیل فسمیت الزكاة ماعُوناً بالشی‌ء القلیل لأَنه یؤخذ من المال ربع عشره، و هو قلیل من كثیر. و المَعْنُ و الماعون: المعروف كله لتیسره و سهولته لدَیْنا بافتراض الله تعالی إیاه علینا. قال ابن سیدة: و الماعونُ الطاعة و الزكاة، و علیه العمل، و هو من السهولة و القلة لأَنها جزء من كل؛ قال الراعی: قوْمٌ علی التَّنْزیِلِ لَمَّا یَمْنَعُوا ماعونَهم، و یُبَدِّلُوا التَّنْزِیلا «1» و الماعون: أَسقاط البیت كالدَّلوِ و الفأْس و القِدْرِ و القَصْعة، و هو منه أَیضاً لأَنه لا یكْرِثُ معطیه و لا یُعَنِّی كاسبَه. و قال ثعلب: الماعون ما یستعار من قَدُومٍ و سُفْرةٍ و شَفْرةٍ. و‌فی الحدیث: و حُسْنُ مُواساتهم بالماعون؛ قال: هو اسم جامع لمنافع البیت كالقِدْرِ و الفأْس و غیرهما مما جرت العادة بعارِیته؛ قال الأَعشی: بأَجْوَدَ منه بماعُونِه، إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ و من الناس من یقول: الماعون أَصله مَعُونة، و الأَلف عوض من الهاء. و الماعون: المَطَرُ لأَنه یأْتی من رحمة الله عَفْواً بغیر علاج كما تُعالجُ الأَبآرُ و نحوها من فُرَض المَشارب؛ و أَنشد أَیضاً: أَقُولُ لصاحبی ببِراقِ نَجْدٍ: تبَصَّرْ، هَلْ تَرَی بَرْقاً أَراهُ؟ یَمُجُّ صَبِیرُهُ الماعُونَ مَجّاً، إذا نَسَمٌ من الهَیْفِ اعْتراهُ و زَهرٌ مَمْعُونٌ: ممطور أُخذ من ذلك. ابن الأَعرابی: رَوْضٌ ممعون یسقی بالماء الجاری، و قال عَدِیُّ بن زید العَبّادی: و ذی تَنَاوِیرَ ممْعُونٍ، له صَبَحٌ یَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَیْنَ أَمْهارا و قول الحَذْلَمِیّ: یُصْرَعْنَ أَو یُعْطِینَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال: الماعون ما یَمْنَعْنَهُ منه و هو یطلبه منهن فكأَنه ضد. و الماعون فی الجاهلیة: المنفعة و العطیة، و فی الإِسلام: الطاعة و الزكاة و الصدقة الواجبة، و كله من السهولة و التَّیَسُّر. و قال أَبو حنیفة: المَعْنُ و الماعُونُ كل ما انتفعت به؛ قال ابن سیدة: و أُراه ما انْتُفِع به مما یأْتی عَفْواً. و قوله تعالی: وَ آوَیْنٰاهُمٰا إِلیٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِینٍ؛ قال الفراء: ذٰاتِ قَرٰارٍ أَرضٍ منبسطة، وَ مَعِینٍ: الماءُ الظاهر الجاری، قال: و لك أَن تجعل المَعِینَ مفْعولًا من العُیُون، و لك أَن تجعله فَعِیلًا من الماعون، یكون أَصله المَعْنَ. و الماعُونُ: الفاعولُ؛ و قال عُبیدٌ: واهیةٌ أَو مَعِینٌ مُمْعِنٌ، أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ «2» و المَعْنُ و المَعِینُ: الماء السائل، و قیل: الجاری علی وجه الأَرض، و قیل: الماء العذب الغزیر، و كل ذلك من السُّهولة. و المَعْنُ: الماء الظاهر، و الجمع مُعُنٌ
(1). قوله [علی التنزیل] كذا بالأَصل، و الذی فی المحكم و التهذیب: علی الإِسلام، و فی التهذیب وحده … و یبدلوا التنزیلا و … یبدلوا تبدیلا. (2). قوله [واهیة البیت] هو هكذا بهذا الضبط فی التهذیب إلا أن فیه: … دونها الهبوب بدل لهوب.
لسان العرب، ج‌13، ص: 411
و مُعُناتٌ، و میاهٌ مُعْنانٌ. و ماء مَعِینٌ أَی جارٍ؛ و یقال: هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته. و كَلأٌ مَمْعون: جری فیه الماءُ. و المُعُناتُ و المُعْنانُ: المَسایل و الجوانب، من السُّهولة أَیضاً. و المُعْنانُ: مَجاری الماء فی الوادی. و مَعَنَ الوادی: كثر فیه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه. و مَعُنَ الماءُ و مَعَنَ یَمْعَنُ مُعوناً و أَمْعَنَ: سَهُلَ و سال، و قیل: جری، و أَمْعَنَه هو. و مَعِنَ الموضعُ و النبتُ: رَوِیَ من الماء؛ قال تمیم بن مُقْبل: یَمُجُّ بَرَاعِیمَ من عَضْرَسٍ، تَرَاوَحَه القَطْرُ حتی مَعِنْ أَبو زید: أَمْعَنَتِ الأَرضُ و مُعِنَتْ إذا رَوِیَتْ، و قد مَعَنها المطرُ إذا تتابع علیها فأَرواها. و فی هذا الأَمر مَعْنةٌ أَی إصلاح و مَرَمَّةٌ. و معَنَها یَمْعَنُها مَعْناً: نكحها. و المَعْنُ: الأَدیمُ: و المَعْنُ: الجلد الأَحمر یجعل علی الأَسْفاط؛ قال ابن مقبل: بلاحِبٍ كمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَه أَیدی المَراسِلِ فی رَوْحاته خُنُفَا و یقال للذی لا مال له: ما له سَعْنةٌ و لا مَعْنةٌ أَی قلیل و لا كثیر؛ و قال اللحیانی: معناه ما له شی‌ء و لا قوم. و قال ابن بری: قال القالی السَّعْنُ الكثیر، و المَعْنُ القلیل، قال: و بذلك فسر ما له سَعْنةٌ و لا مَعْنةٌ. قال اللیث: المَعْنُ المعروف، و السَّعْنُ الوَدَكُ. قال الأَزهری: و المَعْنُ القلیل، و المَعْنُ الكثیر، و المَعْنُ القصیر، و المَعْنُ الطویل. و المَعْنِیُّ: القلیل المال، و المَعْنِیُّ: الكثیر المال. و أَمْعَنَ الرجلُ إذا كثر ماله، و أَمْعَنَ إذا قلَّ ماله. و حكی ابن بری عن ابن درید: ماء مَعْنٌ و مَعِینٌ، و قد مَعُنَ، فهذا یدل علی أَن المیم أَصل و وزنه فَعیل، و عند الفراء وزنه مفْعول فی الأَصل كمَنِیع. و حكی الهَرَوِیُّ فی فصل عین عن ثعلب أَنه قال: عانَ الماءُ یَعِینُ إذا جری ظاهراً؛ و أَنشد للأَخطل: حَبَسوا المَطِیَّ علی قَدِیمٍ عَهْدُه طامٍ یَعِینُ، و غائِرٌ مَسْدُومُ و المَعَانُ: المَباءَةُ و المَنزل. و مَعانُ القوم: منزلهم. یقال: الكوفة مَعانٌ منَّا أَی منزل منا. قال الأَزهری: المیم من مَعانٍ میم مَفْعَلٍ. و مَعانٌ: موضع بالشام. و مَعِینٌ: اسم مدینة بالیمن. قال ابن سیدة: و مَعِینٌ موضع؛ قال عمرو بن مَعْدیكرب: دعانا من بَراقِشَ أَو مَعینٍ، فأَسْمَعَ و اتْلأَبَّ بنا مَلِیعُ و قد یكون مَعِین هنا مفعولًا من عِنْتُهُ. و بنو مَعْنٍ: بطن. و مَعْنٌ: فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَةَ. و رجل مَعْنٌ فی حاجته، و قولهم: حَدِّثْ عن مَعْنٍ و لا حَرَجَ؛ هو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطَر بن شَرِیكِ بن عمرو الشیبانی، و هو عم یزیدَ بن مِزْیَد بن زائدة الشیبانی، و كان مَعْنٌ أَجود العرب. قال ابن بری: قال الجوهری هو مَعْنُ بن زائدة بن مَطَرِ بن شَرِیك، قال: و صوابه مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطر بن شریكٍ، و نسخة الصحاح التی نقَلْتُ منها كانت كما ذكره ابن بری من الصواب، فإما أَن تكون النسخة التی نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالی، و إما أَن یكون الشیخ ابن بری نقل من نسخة سقط منها جَدّان. و فی الحدیث ذكر بئر مَعُونةَ، بفتح المیم و ضم العین، فی أَرض بنی سُلیمٍ فیما بین مكة و المدینة، و أَما بالغین المعجمة فموضع قریب من المدینة.
لسان العرب، ج‌13، ص: 412‌

مغن؛ ج13، ص: 412

: بئرُ مَغُونَة، بالغین المعجمة: موضع قریب من المدینة، و أَما بئر مَعُونة، بالعین المهملة، فقد تقدم آنفاً، و الله أَعلم.

مغدن؛ ج13، ص: 412

: مَغْدانُ: اسم لبَغْدادَ مدینة السَّلام، و قد تقدم ذكرها و الاختلاف فی اسمها فی حرف الدال، فی ترجمة بغدد، و الله أَعلم.

مكن؛ ج13، ص: 412

: المَكْنُ و المَكِنُ: بیضُ الضَّبَّةِ و الجَرَادة و نحوهما؛ قال أَبو الهِنْدیّ، و اسمه عبد المؤمن بن عبد القُدُّوسِ: و مَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَیب، و لا تشْتَهِیه نفُوسُ العَجَمْ واحدته مَكْنةٌ و مَكِنة، بكسر الكاف. و قد مَكِنَتِ الضَّبَّةُ و هی مَكُونٌ و أَمْكَنتْ و هی مُمْكِنٌ إذا جمعت البیض فی جوفها، و الجَرادةُ مثلها. الكسائی: أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جمعت بیضها فی بطنها، فهی مَكُونٌ؛ و أَنشد ابن بری لرجل من بنی عُقیل: أَراد رَفِیقی أَنْ أَصیدَهُ ضَبَّةً مَكُوناً، و من خیر الضِّباب مَكُونُها و‌فی حدیث أَبی سعید: لقد كنا علی عهد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یُهْدَی لأَحدنا الضَّبَّةُ المَكُونُ أَحَبُّ إلیه من أَن یُهْدَی إلیه دجاجةٌ سمینة؛ المَكُونُ: التی جمعت المَكْنَ، و هو بیضها. یقال: ضبة مَكُونٌ و ضَبٌّ مَكُونٌ؛ و منه‌حدیث أَبی رجاءٍ: أَیُّما أَحبُّ إلیك ضَبٌّ مَكُون أَو كذا و كذا؟و قیل: الضبَّةُ المَكُونُ التی علی بیضها. و یقال ضِبابٌ مِكانٌ؛ قال الشاعر: و قال: تعَلَّمْ أَنها صَفَریَّةٌ، مِكانٌ بما فیها الدَّبَی و جَنادِبُهْ الجوهری: المَكِنَةُ، بكسر الكاف، واحدة المَكِنِ و المَكِناتِ. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: أَقِرُّوا الطیر علی مَكِناتها و مَكُناتها، بالضم، قیل: یعنی بیضها علی أَنه مستعار لها من الضبة، لأَن المَكِنَ لیس للطیر، و قیل: عَنی مَوَاضع الطیر. و المكنات فی الأَصل: بیض الضِّباب. قال أَبو عبید: سأَلت عِدَّةً من الأَعراب عن مَكِناتِها فقالوا: لا نعرف للطیر مَكِناتٍ، و إِنما هی وُكُنات، و إنما المَكِناتُ بیض الضِّبابِ؛ قال أَبو عبید: و جائز فی كلام العرب أَن یستعار مَكْنُ الضِّبابِ فیجعل للطیر تشبیهاً بذلك، كما قالوا مَشافر الحَبَشِ، و إنما المَشافر للإِبل؛ و كقول زهیر یصف الأَسد: لدَی أَسَدٍ شاكی السِّلاح مُقَذَّفٍ، له لِبَدٌ أَظفارُه لم تُقَلَّمِ و إنما له المَخالِبُ؛ قال: و قیل فی تفسیر‌قوله أَقِرُّوا الطیر علی مَكِناتها، یرید علی أَمْكِنتها، و معناه الطیر التی یزجر بها، یقول: لا تَزْجُرُوا الطیر و لا تلتفتوا إلیها، أَقِرُّوها علی مواضعها التی جعلها الله لها أَی لا تضر و لا تنفع، و لا تَعْدُوا ذلك إلی غیره؛ و قال شمر: الصحیح فی‌قوله علی مَكِناتِها‌أَنها جمع المَكِنَة، و المَكِنةُ التمكن. تقول العرب: إن بنی فلان لذوو مَكِنةٍ من السلطان أی تَمكُّنٍ، فیقول: أَقِرُّوا الطیر علی كل مَكِنةٍ ترَوْنَها علیها و دَعُوا التطیر منها، و هی مثل التَّبِعةِ مِنَ التَّتبُّعِ، و الطَّلِبةِ من التَّطلُّب. قال الجوهری: و یقال الناس علی مَكِناتِهم أَی علی استقامتهم. قال ابن بری عند قول الجوهری فی شرح هذا الحدیث: و یجوز أَن یراد به علی أَمْكِنتها أَی علی مواضعها التی جعلها الله تعالی لها، قال: لا یصح أَن یقال فی المَكِنة إنه المكان إلا علی التَّوَسُّعِ،
لسان العرب، ج‌13، ص: 413
لأَن المَكِنة إنما هی بمعنی التَّمكُّنِ مثل الطَّلِبَة بمعنی التَّطَلُّبِ و التَّبِعَةِ بمعنی التَّتبُّع. یقال: إنَّ فلاناً لذو مَكِنةٍ من السلطان، فسمی موضع الطیر مَكِنةً لتمَكُّنه فیه؛ یقول: دَعُوا الطیر علی أَمْكِنتها و لا تَطَیَّرُوا بها؛ قال الزمخشری: و یروی مُكُناتها جمع مُكُنٍ، و مُكُنٌ جمع مَكانٍ كصُعُداتٍ فی صُعُدٍ و حُمُراتٍ فی حُمُرٍ. و‌روی الأَزهری عن یونس قال: قال لنا الشافعی فی تفسیر هذا الحدیث قال كان الرجل فی الجاهلیة إذا أَراد الحاجة أَتی الطیر ساقطاً أَو فی وَكْرِه فنَفَّرَهُ، فإن أَخذ ذات الیمین مضی لحاجته، و إن أَخذ ذات الشمال رجع، فنَهی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عن ذلك؛ قال الأَزهری: و القول فی معنی الحدیث ما قاله الشافعی، و هو الصحیح و إلیه كان یذهب ابن عُیَیْنةَ. قال ابن الأَعرابی: الناس علی سَكِناتِهم و نَزِلاتِهم و مَكِناتِهم، و كلُّ ذی ریشٍ و كلُّ أَجْرَدَ یبیض، و ما سواهما یلد، و ذو الریش كل طائر، و الأَجْرَدُ مثل الحیات و الأَوْزاغ و غیرهما مما لا شعر علیه من الحشرات. و المَكانةُ: التُّؤَدَةُ، و قد تَمَكَّنَ. و مَرَّ علی مَكِینته أَی علی تُؤَدَتِه. أَبو زید: یقال امْشِ علی مَكِینتِكَ و مَكانتك و هِینَتِكَ. قال قطرب: یقال فلان یعمل علی مَكِینتِه أَی علی اتِّئاده. و فی التنزیل العزیز: اعْمَلُوا عَلیٰ مَكٰانَتِكُمْ*؛ أَی علی حیالِكم و ناحیتكم؛ و قیل: معناه أَی علی ما أَنتم علیه مستمكنون. الفراء: لی فی قلبه مَكانَةٌ و مَوْقِعة و مَحِلَّةٌ. أَبو زید: فلان مَكین عند فلان بَیِّنُ المَكانَةِ، یعنی المنزلة. قال الجوهری: و قولهم ما أَمكنه عند الأَمیر شاذ. قال ابن بری: و قد جاء مَكُنَ یَمْكُنُ؛ قال القُلاخُ: حیث تَثَنَّی الماءُ فیه فمَكُنْ قال: فعلی هذا یكون ما أَمْكَنَه علی القیاس. ابن سیدة: و المَكانةُ المَنْزلة عند الملك. و الجمع مَكاناتٌ، و لا یجمع جمع التكسیر، و قد مَكُنَ مَكانَةً فهو مَكِینٌ، و الجمع مُكَناء. و تَمَكَّنَ كَمَكُنَ. و المُتَمَكِّنُ من الأَسماء: ما قَبِلَ الرفع و النصب و الجر لفظاً، كقولك زیدٌ و زیداً و زیدٍ، و كذلك غیر المنصرف كأَحمدَ و أَسْلَمَ، قال الجوهری: و معنی قول النحویین فی الاسم إنه متمكن أَی أَنه معرب كعمر و إبراهیم، فإذا انصرف مع ذلك فهو المُتَمَكِّنُ الأَمْكَنُ كزید و عمرو، و غیر المتمكن هو المبنی ككَیْفَ و أَیْنَ، قال: و معنی قولهم فی الظرف إنه مُتَمَكِّنٌ أَنه یستعمل مرة ظرفاً و مرة اسماً، كقولك: جلست خلْفَكَ، فتنصب، و مجلسی خَلْفُكَ، فترفع فی موضع یصلح أَن یكون ظَرْفاً، و غیر المُتَمَكِّن هو الذی لا یستعمل فی موضع یصلح أَن یكون ظَرْفاً إلا ظرفاً، كقولك: لقیته صباحاً و موعدك صباحاً، فتنصب فیهما و لا یجوز الرفع إذا أَردت صباح یوم بعینه، و لیس ذلك لعلة توجب الفرق بینهما أَكثر من استعمال العرب لها كذلك، و إنما یؤْخذ سماعاً عنهم، و هی صباحٌ و ذو صباحٍ، و مَساء و ذو مَساء، و عَشِیّة و عِشاءٌ، و ضُحیً و ضَحْوَة، و سَحَرٌ و بُكَرٌ و بُكْرَةٌ و عَتَمَةٌ، و ذاتُ مَرَّةٍ، و ذاتُ یَوْمٍ، و لیلٌ و نهارٌ و بُعَیْداتُ بَیْنٍ؛ هذا إذا عَنَیْتَ بهذه الأَوقات یوماً بعینه، فأَما إذا كانت نكرة أَو أَدخلت علیها الأَلف و اللام تكلمت بها رفعاً و نصباً و جرّاً؛ قال سیبویه: أَخبرنا بذلك یونس. قال ابن بری: كل ما عُرِّفَ من الظروف من غیر جهة التعریف فإنه یلزم الظرفیة لأَنه ضُمِّنَ ما لیس له فی أَصل وضعه، فلهذا لم یجز: سِیرَ علیه سَحَرٌ، لأَنه معرفة
لسان العرب، ج‌13، ص: 414
من غیر جهة التعریف، فإن نكرته فقلت سیر علیه سَحَرٌ، جاز، و كذلك إن عرَّفْتَه من غیر جهة التعریف فقلت: سِیرَ علیه السَّحَرُ، جاز. و أَما غُدْوَةٌ و بُكْرَة فتعریفهما تعریف العَلمیَّة، فیجوز رفعهما كقولك: سیر علیه غُدْوَةٌ و بُكْرَةٌ، فأَما ذو صَباحٍ و ذاتُ مرَّةٍ و قبلُ و بعدُ فلیست فی الأَصل من أَسماء الزمان، و إنما جعلت اسماً له علی توسع و تقدیر حذف. أَبو منصور: المَكانُ و المَكانةُ واحد. التهذیب: اللیث: مكانٌ فی أَصل تقدیر الفعل مَفْعَلٌ، لأَنه موضع لكَیْنونةِ الشی‌ء فیه، غیر أَنه لما كثر أَجْرَوْهُ فی التصریف مُجْرَی فَعال، فقالوا: مَكْناً له و قد تَمَكَّنَ، و لیس هذا بأَعْجَب من تَمَسْكَن من المَسْكَن، قال: و الدلیل علی أَن المَكانَ مَفْعَل أَن العرب لا تقول فی معنی هو منِّی مَكانَ كذا و كذا إلا مَفْعَلَ كذا و كذا، بالنصب. ابن سیدة: و المكانُ الموضع، و الجمع أَمْكِنة كقَذَال و أَقْذِلَةٍ، و أَماكِنُ جمع الجمع. قال ثعلب: یَبْطُل أَن یكون مَكانٌ فَعالًا لأَن العرب تقول: كُنْ مَكانَكَ، و قُم مكانَكَ، و اقعد مَقْعَدَك؛ فقد دل هذا علی أَنه مصدر من كان أَو موضع منه؛ قال: و إنما جُمِعَ أَمْكِنَةً فعاملوا المیم الزائدة معاملة الأَصلیة لأَن العرب تشَبِّه الحرف بالحرف، كما قالوا مَنارة و منائِر فشبهوها بفَعالةٍ و هی مَفْعَلة من النور، و كان حكمه مَنَاوِر، و كما قیل مَسِیل و أَمْسِلة و مُسُل و مُسْلان و إنما مَسیلٌ مَفْعِلٌ من السَّیْلِ، فكان یَنبغی أَن لا یُتَجاوز فیه مسایل، لكنهم جعلوا المیم الزائدة فی حكم الأَصلیة، فصار معفْعِل فی حكم فَعِیل، فكُسِّر تكسیرَه. و تَمَكَّنَ بالمكان و تَمَكَّنَه: علی حذف الوَسِیط؛ و أَنشد سیبویه: لما تَمَكَّنَ دُنْیاهُمْ أَطاعَهُمُ، فی أَیّ نحْوٍ یُمیلوا دِینَهُ یَمِلِ قال: و قد یكون «3» تمكن دنیاهم علی أَن الفعل للدنیا، فحذف التاء لأَنه تأْنیث غیر حقیقی. و قالوا: مَكانَك تُحَذِّره شیئاً من خَلْفه. الجوهری: مَكَّنَه اللهُ من الشی‌ءِ و أَمْكَنَه منه بمعنی. و فلان لا یُمْكِنُه النُّهُوضُ أَی لا یقدر علیه. ابن سیدة: و تَمَكَّنَ من الشی‌ءِ و اسْتَمْكَنَ ظَفِر، و الاسم من كل ذلك المكانَةُ. قال أَبو منصور: و یقال أَمْكَننی الأَمرُ، یمْكِنُنی، فهو مُمْكِنٌ، و لا یقال أَنا أُمْكِنُه بمعنی أَستطیعه؛ و یقال: لا یُمْكِنُكَ الصعود إلی هذا الجبل، و لا یقال أَنت تُمْكِنُ الصعود إلیه. و أَبو مَكِینٍ: رجلٌ. و المَكْنانُ، بالفتح و التسكین: نبت ینبت علی هیئة ورق الهِنْدِباء بعض ورقه فوق بعض، و هو كثیف و زهرته صفراء و مَنْبتُه القِنانُ و لا صَیُّورَ له، و هو أَبطأُ عُشْب الربیع، و ذلك لمكان لینه، و هو عُشْبٌ لیس من البقل؛ و قال أَبو حنیفة: المَكْنانُ من العشب ورقته صفراء و هو لین كله، و هو من خیر العُشْبِ إذا أَكلته الماشیة غَزُرَتْ علیه فكثرت أَلبانها و خَثُرتْ، واحدته مَكْنانةٌ. قال أَبو منصور: المَكْنان من بُقُول الربیع؛ قال ذو الرمة: و بالرَّوْضِ مَكْنانٌ كأَنَّ حَدِیقَهُ زَرَابیُّ وَشَّتْها أَكُفُّ الصَّوانِعِ و أَمْكَنَ المكانُ: أَنبت المَكْنانَ؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول الشاعر رواه أَبو العباس عنه: و مَجَرّ مُنْتَحَرِ الطَّلیّ تَناوَحَتْ فیه الظِّباء ببطن وادٍ مْمْكِنِ
(3). قوله [قال و قد یكون إلخ] ضمیر قال لابن سیدة لأَن هذه عبارته فی المحكم.
لسان العرب، ج‌13، ص: 415
قال: مُمْكِن یُنْبِت المَكْنانَ، و هو نبت من أَحرار البقول؛ قال الشاعر یصف ثوراً أَنشده ابن بری: حتی غَدا خَرِماً طَأَّی فَرائصَه، یَرْعی شَقائقَ من مَرْعیً و مَكْنان «1» و أَنشد ابن بری لأَبی وجزة یصف حماراً: تَحَسَّرَ الماءُ عنه و اسْتَجَنَّ به إلْفانِ جُنَّا من المَكْنانِ و القُطَبِ جُمادَیَیْنِ حُسُوماً لا یُعایِنُه رَعْیٌ من الناس فی أَهْلٍ و لا غَرَبِ و قال الراجز: و أَنت إن سَرَّحْتَها فی مَكْنانْ وَجَدْتَها نِعْمَ غَبُوقُ الكَسْلانْ

منن؛ ج13، ص: 415

: مَنَّهُ یَمُنُّه مَنّاً: قطعه. و المَنِینُ: الحبل الضعیف. و حَبل مَنینٌ: مقطوع، و فی التهذیب: حبل مَنینٌ إذا أخْلَقَ و تقطع، و الجمع أَمِنَّةٌ و مُنُنٌ. و كل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِینٌ، و لا یقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِینٌ. و المَنِینُ الغبار، و قیل: الغبار الضعیف المنقطع، و یقال للثوب الخَلَقِ. و المَنُّ: الإِعْیاء و الفَتْرَةُ. و مَنَنْتُ الناقة: حَسَرْتُها. و مَنَّ الناقة یَمُنُّها مَنّاً و مَنَّنَها و مَنَّن بها: هزلها من السفر، و قد یكون ذلك فی الإِنسان. و‌فی الخبر: أَن أَبا كبیر غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ لیالٍ‌أَی أَجهده و أَتعبه. و المُنَّةُ، بالضم: القوَّة، و خص بعضهم به قوة القلب. یقال: هو ضعیف المُنَّة، و یقال: هو طویل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوی المُنّة؛ الأُمة: القامة، و السُّنّة: الوجه، و المُنّة: القوة. و رجل مَنِینٌ أَی ضعیف، كأنَّ الدهر مَنَّه أَی ذهب بمُنَّته أَی بقوته؛ قال ذو الرمة: مَنَّهُ السیر أَحْمقُ أَی أَضعفه السیر. و المَنینُ: القوی. وَ المَنِینُ: الضعیف؛ عن ابن الأَعرابی، من الأَضداد؛ و أَنشد: یا رِیَّها، إن سَلِمَتْ یَمینی، وَ سَلِمَ الساقی الذی یَلِینی، و لم تَخُنِّی عُقَدُ المَنِینِ و مَنَّه السیر یَمُنُّه مَنّاً: أَضعفه و أَعیاه. و مَنَّه یَمُنُّه مَنّاً: نقصه. أَبو عمرو: المَمْنون الضعیف، و المَمْنون القویّ. و قال ثعلب: المَنینُ الحبل القوی؛ و أَنشد لأَبی محمد الأَسدی: إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلی اثنتین فی مَنین شَرْجَعِ أَی أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ، و الاثنتان عرْقُوتا الدلو. و المَنینُ: الحبل القویّ الذی له مُنَّةٌ. و المَنِینُ أَیضاً: الضعیف، و شَرْجَعٌ: طویل. و المَنُونُ: الموت لأَنه یَمُنُّ كلَّ شی‌ء یضعفه و ینقصه و یقطعه، و قیل: المَنُون الدهر؛ و جعله عَدِیُّ بن زید جمعاً فقال: مَنْ رَأَیْتَ المَنُونَ عَزَّیْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَیْه من أَنْ یُضامَ خَفِیرُ و هو یذكر و یؤنث، فمن أَنث حمل علی المنیة، و من ذَكَّرَ حمل علی الموت؛ قال أَبو ذؤیب: أَ مِنَ المَنُونِ و رَیْبه تَتَوَجَّعُ، و الدهرُ لیس بمُعْتِبٍ من یَجْزَعُ؟ قال ابن سیدة: و قد روی و رَیْبها، حملًا علی المنِیَّة،
(1). قوله [طأی فرائصه] هكذا فی الأصل بهذا الضبط و لعله طیا فرائصه بمعنی مطویة.
لسان العرب، ج‌13، ص: 416
قال: و یحتمل أَن یكون التأْنیث راجعاً إلی معنی الجنسیة و الكثرة، و ذلك لأَن الداهیة توصف بالعموم و الكثرة و الانتشار؛ قال الفارسی: إنما ذكّره لأَنه ذهب به إلی معنی الجنس. التهذیب: من ذكّر المنون أَراد به الدهر؛ و أَنشد بیت أَبی ذؤیب أَیضاً: أَ مِنَ المَنُون و رَیْبه تَتَوَجَّعُ و أَنشد الجوهری للأَعشی: أَ أَن رأَتْ رجلًا أَعْشی أَضرَّ به رَیْبُ المَنُونِ، و دهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابی: قال الشَّرْقِیّ بن القُطامِیِّ المَنایا الأَحداث، و الحمام الأَجَلُ، و الحَتْفُ القَدَرُ، و المَنُون الزمان. قال أَبو العباس: و المَنُونُ یُحْمَلُ معناه علی المَنایا فیعبر بها عن الجمع؛ و أَنشد بیت عَدِیّ بن زید: مَن رأَیْتَ المَنونَ عَزَّیْنَ أَراد المنایا فلذلك جمع الفعل. و المَنُونُ: المنیة لأَنها تقطع المَدَدَ و تنقص العَدَد. قال الفراء: و المَنُون مؤنثة، و تكون واحدة و جمعاً. قال ابن بری: المَنُون الدهر، و هو اسم مفرد، و علیه قوله تعالی: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ؛ أَی حوادث الدهر؛ و منه قول أَبی ذؤیب: أَ مِنَ المَنُونِ و رَیْبِه تَتَوَجَّعُ قال: أَی من الدهر و ریبه؛ و یدل علی صحة ذلك قوله: و الدهرُ لیس بمُعْتِبٍ من یَجْزَعُ فأَما من قال: و ریبها فإنه أَنث علی معنی الدهور، و رده علی عموم الجنس كقوله تعالی: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا؛ و كقول أَبی ذؤیب: فالعَیْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها و كقوله عز و جل: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ فَسَوّٰاهُنَّ؛ و كقول الهُذَلیِّ: تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْسا قال: و یدلك علی أَن المَنُون یرادُ بها الدُّهور قول الجَعْدیّ: و عِشْتِ تعیشین إنَّ المَنُونَ كانَ المَعایشُ فیها خِساسا قال ابن بری: فسر الأَصمعی المَنُون هنا بالزمان و أَراد به الأَزمنة؛ قال: و یدُلّك علی ذلك قوله بعد البیت: فَحِیناً أُصادِفُ غِرَّاتها، و حیناً أُصادِفُ فیها شِماسا أَی أُصادف فی هذه الأَزمنة؛ قال: و مثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعی: غلامُ وَغیً تَقَحّمها فأَبْلی، فخان بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فإن علی الفَتی الإِقْدامَ فیها، و لیس علیه ما جنت المَنُونُ قال: و المَنُون یرید بها الدهور بدلیل قوله فی البیت قبله: فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُونُ قال: و من هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاری: أَ نسیتمُ عَهْدَ النبیّ إلیكمُ، و لقد أَلَظَّ و أَكَّدَ الأَیْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْری المَنُونِ مَوالِیاً إخْوانا
لسان العرب، ج‌13، ص: 417
أَی إِلی آخر الدهر؛ قال: و أَما قول النابغة: و كل فَتیً، و إِنْ أَمْشی و أَثْرَی، سَتَخْلِجُه عن الدنیا المَنُونُ قال: فالظاهر أَنه المنیة؛ قال: و كذلك قول أَبی طالب: أَیّ شی‌ء دهاكَ أَو غال مَرْعاك، و هل أَقْدَمَتْ علیك المَنُون؟ قال: المَنُونُ هنا المنیة لا غیر؛ و كذلك قول عمرو بن حَسَّان: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بیَوْمٍ أَنَی، و لكلّ حاملةٍ تَمامُ و كذلك قول ابن أَحمر: لَقُوا أُمَّ اللُّهَیْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِیها المَنونا أُم اللُّهَیمِ: اسم للمنیة، و المنونُ هنا: المنیة؛ و منه قول أَبی دُوَادٍ: سُلِّطَ الموتُ و المَنُونُ علیهم، فَهُمُ فی صَدَی المَقابِرِ هامُ و مَنَّ علیه یَمُنُّ مَنّاً: أَحسن و أَنعم، و الاسم المِنَّةُ. و مَنَّ علیه و امْتَنَّ و تمَنَّنَ: قَرَّعَه بِمِنَّةٍ؛ أَنشد ثعلب: أَعْطاكَ یا زَیْدُ الذی یُعْطی النِّعَمْ، من غیرِ ما تمَنُّنٍ و لا عَدَمْ، بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم و فی المثل: كَمَنِّ الغیثِ علی العَرْفَجةِ، و ذلك أَنها سریعة الانتفاع بالغیث، فإِذا أَصابها یابسةً اخضرَّت؛ یقول: أَ تَمُنُّ علیَّ كمَنِّ الغیثِ علی العرفجةِ؟ و قالوا: مَنَّ خَیْرَهُ یمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه؛ قال: كأَنی، إِذْ مَنَنْتُ علیك خَیری، مَنَنْتُ علی مُقَطَّعَةِ النِّیاطِ و مَنَّ یَمُنُّ مَنّاً: اعتقد علیه مَنّاً و حسَبَهُ علیه. و قوله عز و جل: وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَیْرَ مَمْنُونٍ؛ جاء فی التفسیر: غیر محسوب، و قیل: معناهُ أَی لا یَمُنُّ الله علیهم «1» به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما یفعل بخلاءُ المُنْعِمِین، و قیل: غیر مقطوع من قولهم حبل مَنِین إِذا انقطع و خَلَقَ، و قیل: أَی لا یُمَنُّ به علیهم. الجوهری: و المَنُّ القطع، و یقال النقص؛ قال لبید: غُبْساً كَوَاسبَ لا یُمَنُّ طَعامُها قال ابن بری: و هذا الشعر فی نسخة ابن القطاع من الصحاح: حتی إِذا یَئِسَ الرُّماةُ، و أَرْسَلوا غُبْساً كَواسِبَ لا یُمَنُّ طعامُها قال: و هو غلط، و إِنما هو فی نسخة الجوهری عجز البیت لا غیر، قال: و كمله ابن القطاع بصدر بیت لیس هذا عجُزَه، و إِنما عجُزُهُ: حتی إِذا یَئسَ الرُّماةُ، و أَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلًا أَعْصامُها قال: و أَما صدر البیت الذی ذكره الجوهری فهو قوله: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كوَاسِبُ لا یُمَنُّ طعامُها قال: و هكذا هو فی شعر لبید، و إِنما غلط الجوهری
(1). قوله [أی لا یمن الله علیهم إلخ] المناسب فیه و فیما بعده علیك بكاف الخطاب، و كأنه انتقال نظر من تفسیر آیة: وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً، إلی تفسیر آیة: لَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ*، هذه العبارة من التهذیب أو المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختیهما اللتین بأیدینا للمراجعة.
لسان العرب، ج‌13، ص: 418
فی نصب قوله غُبْساً، و الله أَعلم. و المِنِّینَی: من المَنِّ الذی هو اعتقاد المَنِّ علی الرجل. و قال أَبو عبید فی بعض النسخ: المِنِّینی من المَنِّ و الامْتنانِ. و رجل مَنُونَةٌ و مَنُونٌ: كثیر الامتنان؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و قال أَبو بكر فی قوله تعالی: مَنَّ اللّٰهُ عَلَیْنٰا*؛ یحتمل المَنُّ تأْویلین: أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غیرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان، یقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْه نعمةٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه، و الثانی مَنَّ فلانٌ علی فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان و فخَرَ به و أَبدأَ فیه و أَعاد حتی یُفْسده و یُبَغِّضه، فالأَول حسن، و الثانی قبیح. و فی أَسماء الله تعالی: الحَنّانُ المَنّانُ أَی الذی یُنْعِمُ غیرَ فاخِرٍ بالإِنعام؛ و أَنشد: إِن الذین یَسُوغُ فی أَحْلاقِهِمْ زادٌ یُمَنُّ علیهمُ لَلِئامُ و قال فی موضع آخر فی شرح المَنَّانِ، قال: معناه المُعْطِی ابتداء، و لله المِنَّة علی عباده، و لا مِنَّة لأَحد منهم علیه، تعالی الله علوّاً كبیراً. و قال ابن الأَثیر: هو المنعم المُعْطی من المَنِّ فی كلامهم بمعنی الإِحسان إِلی من لا یستثیبه و لا یطلب الجزاء علیه. و المَنّانُ: من أَبنیة المبالغة كالسَّفَّاكِ و الوَهّابِ، و المِنِّینی منه كالخِصِّیصَی؛ و أَنشد ابن بری للقُطامیّ: و ما دَهْری بمِنِّینَی، و لكنْ جَزَتْكم، یا بَنی جُشَمَ، الجَوَازی و مَنَّ علیه مِنَّةً أَی امْتَنَّ علیه. یقال: المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنیعة. و‌فی الحدیث: ما أَحدٌ أَمَنَّ علینا من ابن أَبی قُحافَةَ!أَی ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله و ذات یده، و قد تكرر فی الحدیث. و قوله عز و جل: لٰا تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذیٰ؛ المَنُّ هاهنا: أَن تَمُنَّ بما أَعطیت و تعتدّ به كأَنك إِنما تقصد به الاعتداد، و الأَذی: أَن تُوَبِّخَ المعطَی، فأَعلم الله أَن المَنَّ و الأَذی یُبْطِلان الصدقة. و قوله عز و جل: وَ لٰا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ؛ أَی لا تُعْطِ شیئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه. و‌فی الحدیث: ثلاثة یشْنَؤُهُمُ الله، منهم البخیل المَنّانُ.و قد یقع المَنَّانُ علی الذی لا یعطی شیئاً إِلَّا مَنَّه و اعتَدّ به علی من أَعطاه، و هو مذموم، لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنیعةَ. و المَنُون من النساء: التی تُزَوَّجُ لمالها فهی أَبداً تَمُنُّ علی زوجها. و المَنَّانةُ: كالمَنُونِ. و قال بعض العرب: لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً و لا مَنَّانةً. الجوهری: المَنُّ كالطَّرَنْجَبینِ. و‌فی الحدیث: الكَمْأَةُ من المَنِّ و ماؤها شفاء للعین.ابن سیدة: المَنُّ طَلٌّ ینزل من السماء، و قیل: هو شبه العسل كان ینزل علی بنی إِسرائیل. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْزَلْنٰا عَلَیْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْویٰ؛ قال اللیث: المَنُّ كان یسقط علی بنی إِسرائیل من السماء إِذْ هُمْ فی التِّیه، و كان كالعسل الحامِسِ حلاوةً. و قال الزجاج: جملة المَنِّ فی اللغة ما یَمُنُّ الله عز و جل به مما لا تعب فیه و لا نَصَبَ، قال: و أَهل التفسیر یقولون إِن المَنَّ شی‌ء كان یسقط علی الشجر حُلْوٌ یُشرب، و یقال: إِنه التَّرَنْجَبینُ، و قیل فی‌قوله، صلی الله علیه و سلم، الكَمْأَةُ من المَنِّ: إِنما شبهها بالمَنِّ الذی كان یسقط علی بنی إِسرائیل، لأَنه كان ینزل علیهم من السماء عفواً بلا علاج، إِنما یصبحون و هو بأَفْنِیَتهم فیتناولونه، و كذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فیها ببَذْرٍ و لا سقی، و قیل: أَی هی مما منَّ الله به علی عباده. قال أَبو منصور: فالمَنُّ الذی یسقط من السماء، و المَنُّ الاعتداد، و المَنُّ العطاء، و المَنُّ القطع، و المِنَّةُ العطیة، و المِنَّةُ الاعتدادُ، و المَنُّ لغة فی المَنَا الذی
لسان العرب، ج‌13، ص: 419
یوزن به. الجوهری: و المَنُّ المَنَا، و هو رطلان، و الجمع أَمْنانٌ، و جمع المَنا أَمْناءٌ. ابن سیدة: المَنُّ كیل أَو میزان، و الجمع أَمْنانٌ. و المُمَنُّ: الذی لم یَدَّعِه أَبٌ و المِنَنَةُ: القنفذ. التهذیب: و المِنَنةُ العَنْكبوت، و یقال له مَنُونةٌ. قال ابن بری: و المَنُّ أَیضاً الفَتْرَةُ؛ قال: قد یَنْشَطُ الفِتْیانُ بعد المَنِّ التهذیب عن الكسائی قال: مَنْ تكون اسماً، و تكون جَحْداً، و تكون استفهاماً، و تكون شرْطاً، و تكون معرفة، و تكون نكرة، و تكون للواحد و الاثنین و الجمع، و تكون خصوصاً، و تكون للإِنْسِ و الملائكة و الجِنِّ، و تكون للبهائم إِذا خلطتها بغیرها؛ و أَنشد الفراء فیمن جعلها اسماً هذا البیت: فَضَلُوا الأَنامَ، و مَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ، و بَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً و حَطِیما قال: موضع مَنْ خفض، لأَنه قسم كأَنه قال: فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس و الله الذی برأ عُبْدانَهُم. قال أَبو منصور: و هذه الوجوه التی ذكرها الكسائی فی تفسیر مَنْ موجودة فی الكتاب؛ أَما الاسم المعرفة فكقولك: و السماء و مَنْ بناها؛ معناه و الذی بناها، و الجَحْدُ كقوله: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّٰالُّونَ؛ المعنی لا یَقْنَطُ. و الاستفهام كثیر و هو كقولك: من تَعْنی بما تقول؟ و الشرط كقوله: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ، فهذا شرط و هو عام. و مَنْ للجماعة كقوله تعالی: وَ مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ؛ و كقوله: وَ مِنَ الشَّیٰاطِینِ مَنْ یَغُوصُونَ لَهُ. و أَما فی الواحد فكقوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْكَ*، فوَحَّدَ؛ و الاثنین كقوله: تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَنی لا تَخُوننی، نَكُنْ مثلَ مَنْ یا ذِئبُ یَصْطحبانِ قال الفراء: ثنَّی یَصْطَحِبان و هو فعل لمَنْ لأَنه نواه و نَفْسَه. و قال فی جمع النساء: وَ مَنْ یَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّٰهِ وَ رَسُولِهِ. الجوهری: مَنْ اسم لمن یصلح أَن یخاطَبَ، و هو مبهم غیر متمكن، و هو فی اللفظ واحد و یكون فی معنی الجماعة؛ قال الأَعشی‌لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِیادٍ دارَها تَكْریتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن یُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله علی المعنی لا علی اللفظ، قال: و البیت ردی‌ء لأَنه أَبدل من قبل أَن یتم الاسم، قال: و لها أَربعة مواضع: الاستفهام نحو مَنْ عندك؟ و الخبر نحو رأَیت مَنْ عندك، و الجزاء نحو مَنْ یكرمْنی أُكْرِمْهُ، و تكون نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَی بإِنسان محسن؛ قال بشیر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاری: و كفَی بنا فَضْلًا، علی مَنْ غَیرِنا، حُبُّ النَّبِیِّ محمدٍ إِیّانا خفض غیر علی الإِتباع لمَنْ، و یجوز فیه الرفع علی أَن تجعل مَنْ صلة بإِضمار هو، و تحكی بها الأَعلام و الكُنَی و النكرات فی لغة أَهل الحجاز إِذا قال رأَیت زیداً قلت مَنْ زیداً، و إِذا قال رأَیت رجلًا قلت مَنَا لأَنه نكرة، و إِن قال جاءنی رجل قلت مَنُو، و إِن قال مررت برجل قلت مَنِی، و إِن قال جاءنی رجلان قلت مَنَانْ، و إِن قال مررت برجلین قلت مَنَینْ، بتسكین النون فیهما؛ و كذلك فی الجمع إِن قال جاءنی رجال قلت مَنُونْ، و مَنِینْ فی النصب و الجرّ، و لا یحكی بها غیر ذلك، لو قال رأَیت الرجل قلت مَنِ الرجلُ، بالرفع، لأَنه لیس بعلم، و إِن قال مررت بالأَمیر قلت
لسان العرب، ج‌13، ص: 420
مَنِ الأَمِیرُ، و إِن قال رأَیت ابن أَخیك قلت مَنِ ابنُ أَخیك، بالرفع لا غیر، قال: و كذلك إِن أَدخلت حرف العطف علی مَنْ رفعت لا غیر قلت فمَنْ زیدٌ و مَنْ زیدٌ، و إِن وصلت حذفت الزیادات قلت مَنْ یا هذا، قال: و قد جاءت الزیادة فی الشعر فی حال الوصل؛ قال الشاعر: أَتَوْا ناری فقلتُ: مَنُونَ أَنْتُمْ؟ فقالوا: الجِنُّ قلتُ: عِمُوا ظَلاما و تقول فی المرأَة: مَنَهْ و مَنْتانْ و مَنَاتْ، كله بالتسكین، و إِن وصلت قلت مَنَةً یا هذا و مناتٍ یا هؤلاء. قال ابن بری: قال الجوهری و إِن وصلت قلت مَنةً یا هذا، بالتنوین، و مَناتٍ؛ قال: صوابه و إِن وصلت قلت مَنْ یا هذا فی المفرد و المثنی و المجموع و المذكر و المؤنث، و إِن قال: رأَیت رجلًا و حماراً، قلت مَنْ و أَیَّا، حذفت الزیادة من الأَول لأَنك وصلته، و إِن قال مررت بحمار و رجل قلت أَیٍّ و مَنِی، فقس علیه، قال: و غیر أَهل الحجاز لا یرون الحكایة فی شی‌ء منه و یرفعون المعرفة بعد مَنْ، اسماً كان أَو كنیة أَو غیر ذلك. قال الجوهری: و الناس الیوم فی ذلك علی لغة أَهل الحجاز؛ قال: و إِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه علی حرفین كقول خِطامٍ المُجاشِعیّ: فرَحلُوها رِحْلَةً فیها رَعَنْ، حتی أَنَخْناها إِلی مَنٍّ و مَنْ أَی أَبْرَكْناها إِلی رجل و أَیّ رجل، یرید بذلك تعظیم شأْنه، و إِذا سمیت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ و مررت بمَنٍ، قال ابن بری: و إِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّیُّ، و إِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّیُّ؛ و فی حدیث سَطِیح: یا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْیَتْ مَنْ و مَنْ قال ابن الأَثیر: هذا كما یقال أَعیا هذا الأَمر فلاناً و فلاناً عند المبالغة و التعظیم أَی أَعیت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف، یعنی أَن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم: بعد اللَّتَیّا و التی، استعظاماً لشأْن المخلوق. و قوله‌فی الحدیث: مَنْ غَشَّنا فلیس منا‌أَی لیس علی سیرتنا و مذهبنا و التمسك بسُنَّتنا، كما یقول الرجل أَنا منْك و إِلیك، یرید المتابعة و الموافقة؛ و منه‌الحدیث: لیس منّا من حَلَقَ و خَرَقَ و صَلَقَ، و قد تكرر أَمثاله فی الحدیث بهذا المعنی، و ذهب بعضهم إِلی أَنه أَراد به النفی عن دین الإِسلام، و لا یصح. قال ابن سیدة: مَنْ اسم بمعنی الذی، و تكون للشرط و هو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثیر المتناهی فی البِعادِ و الطُّولِ، و ذلك أَنك إِذا قلت مَنْ یَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جمیع الناس، و لولا هو لاحتجت أَن تقول إِن یَقُمْ زید أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم و نحو ذلك، ثم تقف حسیراً مبهوراً و لَمّا تَجِدْ إِلی غرضك سبیلًا، فإِذا قلت مَنْ عندك أَغناك ذلك عن ذكر الناس، و تكون للاستفهام المحض، و تثنی و تجمع فی الحكایة كقولك: مَنَانْ و مَنُونْ و مَنْتانْ و مَناتْ، فإِذا وصلت فهو فی جمیع ذلك مفرد مذكر؛ و أَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّیِّ: أَتَوْا ناری فقلتُ: مَنُونَ؟ قالوا: سَرَاةُ الجِنِّ قلت: عِمُوا ظَلاما قال: فمن رواه هكذا فإِنه أَجری الوصل مُجْرَی الوقف، فإِن قلت فإِنه فی الوقف إِنما یكون مَنُونْ ساكن النون، و أَنت فی البیت قد حركته، فهو إِذاً لیس علی نیة الوصل و لا علی نیة الوقف؟ فالجواب أَنه
لسان العرب، ج‌13، ص: 421
لما أَجراه فی الوصل علی حده فی الوقف فأَثبت الواو و النون التقیا ساكنین، فاضطر حینئذ إِلی أَن حرك النون لالتقاء الساكنین لإِقامة الوزن، فهذه الحركة إِذاً إِنما هی حركة مستحدثة لم تكن فی الوقف، و إِنما اضطر إِلیها للوصل؛ قال: فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل، و ذلك أَنه شبَّه مَنْ بأَیٍّ فقال مَنُونَ أَنتم علی قوله أَیُّونَ أَنتم، و كما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بینهما فی أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ منهما، أَ لا تری أَن حكایة یونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلًا؟ فنظیر هذا فی التجرید له من معنی الاستفهام ما أَنشدناه من قول الآخر: و أَسْماءُ، ما أَسْماءُ لَیْلةَ أَدْلَجَتْ إِلیَّ، و أَصحابی بأَیَّ و أَیْنَما فجعل أَیّاً اسماً للجهة، فلما اجتمع فیها التعریف و التأْنیث منَعَها الصَّرْفَ، و إِن شئت قلت كان تقدیره مَنُون كالقول الأَول، ثم قال أَنتم أَی أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات، كقول عَدِیٍّ: أَ رَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ، فانْظُرْ لأَیِّ حالٍ تصیرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ، و كذلك أَراد لأَی ذیْنِك. و قولهم فی جواب مَنْ قال رأَیت زیداً المَنِّیُّ یا هذا، فالمَنِّیُّ صفة غیر مفیدة، و إِنما معناه الإِضافة إِلی مَنْ، لا یُخَصُّ بذلك قبیلةٌ معروفة كما أَن مَن لا یَخُصُّ عیناً، و كذلك تقول المَنِّیّانِ و المَنِّیُّون و المَنِّیَّة و المَنِّیَّتان و المَنِّیَّات، فإِذا وصلت أَفردت علی ما بینه سیبویه، قال: و تكون للاستفهام الذی فیه معنی التَّعَجُّب نحو ما حكاه سیبویه من قول العرب: سبحان الله مَنْ هو و ما هو؛ و أَما قوله: جادَتْ بكَفَّیْ كان مِنْ أَرْمی البَشَرْ فقد روی … مَنْ أَرمی البَشر، بفتح میم مَنْ، أَی بكفَّیْ مَنْ هو أَرْمی البشرِ، و كان علی هذا زائدة، و لو لم تكن فیه هذه الروایة لَمَا جاز القیاس علیه لفُرُوده و شذوذه عما علیه عقد هذا الموضع، أَ لا تراك لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ و لا نظرت إِلی غلامُهُ سعیدٌ؟ قال: هذا قول ابن جنی، و روایتنا … كان مِنْ أَرْمی البشر أَی بكفَّیْ رجلٍ كان. الفراء: تكون مِنْ ابتداءَ غایة، و تكون بعضاً، و تكون صِلةً؛ قال الله عز و جل: وَ مٰا یَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ؛ أَی ما یَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ؛ و لدایة الأَحنف فیه: و الله لو لا حَنَفٌ برجْلِهِ، ما كان فی فِتْیَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ قال: مِنْ صِلةٌ هاهنا، قال: و العرب تُدْخِلُ مِنْ علی جمع المَحالّ إِلا علی اللام و الباء، و تدخل مِنْ علی عن و لا تُدْخِلُ عن علیها، لأَن عن اسم و من من الحروف؛ قال القطامی: مِنْ عَنْ یمین الحُبَیّا نَظْرةٌ قَبَلُ قال أَبو عبید: و العرب تضَعُ مِن موضع مُذْ، یقال: ما رأَیته مِنْ سنةٍ أَی مُذْ سنةٍ؛ قال زهیر: لِمَنِ الدِّیارُ، بقُنَّةِ الحِجْرِ، أَقْوَیْنَ مِنْ حِجَجٍ و من دَهْرِ؟ أَی مُذْ حِجَجٍ. الجوهری: تقول العرب ما رأَیته مِنْ سنةٍ أَی منذُ سنة. و فی التنزیل العزیز: أُسِّسَ عَلَی التَّقْویٰ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ؛ قال: و تكون مِنْ بمعنی علی كقوله تعالی: وَ نَصَرْنٰاهُ مِنَ الْقَوْمِ؛ أَی علی القوم؛ قال ابن بری: یقال نصرته مِنْ فلان أَی منعته منه
لسان العرب، ج‌13، ص: 422
لأَن الناصر لك مانع عدوّك، فلما كان نصرته بمعنی منعته جاز أَن یتعدّی بمن، و مثله فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ، فعدّی الفعل بعَنْ حَمْلًا علی معنی یَخْرُجون عن أَمره، لأَن المخالفة خروج عن الطاعة، و تكن مِنْ بمعنی البدل كقول الله تعالی: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَجَعَلْنٰا مِنْكُمْ مَلٰائِكَةً؛ معناه: و لو نشاء لجعلنا بَدَلَكُم، و تكون بمعنی اللام الزائدة كقوله: أَ مِنْ آلِ لیلی عَرَفْتَ الدِّیارا أَراد أَ لآلِ لیْلی عرفت الدیارا. و مِنْ، بالكسر: حرف خافض لابتداء الغایة فی الأَماكن، و ذلك قولك مِنْ مكان كذا و كذا إِلی مكان كذا و كذا، و خرجت مِنْ بَغْداد إِلی الكوفة، و تقول إِذا كتبت: مِنْ فلانٍ إِلی فلان، فهذه الأَسماء التی هی سوی الأَماكن بمنزلتها؛ و تكون أَیضاً للتبعیض، تقول: هذا من الثوب، و هذا الدِّرْهم من الدراهم، و هذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم؛ و تكون للجنس كقوله تعالی: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ‌ءٍ مِنْهُ نَفْساً. فإن قیل: كیف یجوز أَن یقبل الرجلُ المَهْرَ كله و إِنما قال منه؟ فالجواب فی ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما قال تعالی: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ، و لم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان، و لكن المعنی فاجتنبوا الرِّجْسَ الذی هو وَثَنٌ، و كُلُوا الشی‌ء الذی هو مَهْرٌ، و كذلك قوله عز و جل: وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِیماً. قال: و قد تدخل فی موضعٍ لو لم تدخل فیه كان الكلام مستقیماً و لكنها توكید بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافة، و ذلك قولك: ما أَتانی مِنْ رجلٍ، و ما رأَیت من أَحد، لو أَخرجت مِنْ كان الكلام مستقیماً، و لكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعیض، فأَراد أَنه لم یأْته بعض الرجال، و كذلك: ویْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن یجعل التعجب من بعض، و كذلك: لی مِلْؤُهُ من عَسَل، و هو أَفضل من زید، إِنما أَراد أَن یفضله علی بعض و لا یعم، و كذلك إِذا قلت أَخْزَی اللهُ الكاذِبَ مِنِّی و مِنْكَ إِلا أَن هذا و قولَكَ أَفضل منك لا یستغنی عن مِنْ فیهما، لأَنها توصل الأَمر إِلی ما بعدها. قال الجوهری: و قد تدخل منْ توكیداً لَغْواً، قال: قال الأَخفش و منه قوله تعالی: وَ تَرَی الْمَلٰائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ؛ و قال: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ، إِنما أَدْخلَ مِنْ توكیداً كما تقول رأَیت زیداً نفسه. و قال ابن بری فی استشهاده بقوله تعالی: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ، قال: مِنْ للبیان و التفسیر و لیست زائدة للتوكید لأَنه لا یجوز إسقاطها بخلاف وَیْحَهُ من رجلٍ. قال الجوهری: و قد تكون مِنْ للبیان و التفسیر كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ، فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِیِّ فی قولك دَرُّك و تَرْجَمةً عنه. و قوله تعالی: وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّمٰاءِ مِنْ جِبٰالٍ فِیهٰا مِنْ بَرَدٍ؛ فالأُولی لابتداء الغایة، و الثانیة للتبعیض، و الثالثة للبیان. ابن سیدة: قال سیبویه و أَما قولك رأَیته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غایة رؤْیتك كما جعلته غایة حیث أَردت الابتداء و المُنْتَهی. قال اللحیانی: فإِذا لَقِیَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من یخفض النون فیقول مِنِ القوم و مِنِ ابْنِكَ. و حكی عن طَیِّ‌ءٍ و كَلْبٍ: اطْلُبُوا مِنِ الرحمن، و بعضهم یفتح النون عند اللام و أَلف الوصل فیقول مِنَ القوم و مِنَ ابْنِكَ، قال: و أُراهم إِنما ذهبوا فی فتحها إِلی الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا، فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف و بقیت النون مفتوحة، قال: و هی فی قُضَاعَةَ؛ و أَنشد الكسائی عن بعض قُضاعَةَ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 423
بَذَلْنا مارِنَ الخَطِّیِّ فیهِمْ، و كُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتی أَغاثَ شَرِیدَهمْ فَنَنُ الظلامِ قال ابن جنی: قال الكسائی أَراد مِنْ، و أَصلُها عندهم مِنَا، و احتاج إِلیها فأَظهرها علی الصحة هنا. قال ابن جنی: یحتمل عندی أَن یكون منَا فِعْلًا من مَنَی یَمْنی إِذا قَدَّرَ كقوله: حتی تُلاقی الذی یَمْنی لك المانی أَی یُقَدِّرُ لك المُقَدِّرُ، فكأَنه تقدیر ذلك الوقتِ و موازنته أَی من أَول النهار لا یزید و لا ینقص. قال سیبویه: قالوا مِنَ الله و مِنَ الرسول و مِنَ المؤْمنین ففتحوا، و شبَّهوها بأَیْنَ و كَیْفَ، یعنی أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنین، لكن فتحوا لما ذكر، قال: و زعموا أَن ناساً یقولون مِنِ اللهِ فیكسرونه و یُجْرُونه علی القیاس، یعنی أَن الأَصل فی كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنین؛ قال: و قد اختلفت العرب فی مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غیر الأَلف و اللام، فكسره قوم علی القیاس، و هی أَكثر فی كلامهم و هی الجیدة، و لم یَكْسِروا فی أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر، إِذ الأَلف و اللام كثیرة فی الكلام تدخل فی كل اسم نكرة، ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزلة الشاذ، و كذلك قولك مِنِ ابنك و مِنِ امْرِئٍ، قال: و قد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْری قولك مِنَ المسلمین، قال أَبو إِسحاق: و یجوز حذف النون من مِنْ و عَنْ عند الأَلف و اللام لالتقاء الساكنین، و حذفها من مِنْ أَكثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن فی الكلام أَكثر من دخول عَنْ؛ و أَنشد: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَیْر الذی قَدْ یقال مِ الكَذِبِ قال ابن بری: أَبو دَخْتَنُوس لَقِیطُ بنُ زُرَارَة و دَخْتَنُوسُ بنته. ابن الأَعرابی: یقال مِنَ الآن و مِ الآن، یحذفون؛ و أَنشد: أَلا أَبْلغْ بَنی عَوْفٍ رَسولًا، فَمَا مِ الآنَ فی الطَّیْرِ اعتذارُ یقول لا أَعتذر بالتَّطَیُّرِ، أَنا أُفارقكم علی كل حال. و قولهم فی القَسَم: مِنْ رَبِّی ما فعلت، فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء هاهنا، لأَن حروف الجر ینوب بعضها عن بعض إِذا لم یلتبس المعنی.

منجنون؛ ج13، ص: 423

: المَنْجَنُونُ: الدولاب التی یُسْتَقَی علیها. ابن سیدة و غیره: المَنْجَنُونُ أَداة السانیة التی تدور، جعلها مؤنثة؛ أَنشد أَبو علی: كأَنَّ عَیْنَیَّ، و قد بانُونی، غَرْبانِ فی مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ و ذكره الأَزهری فی الرباعی. قال سیبویه: المَنْجَنونُ بمنزلة عَرْطَلِیل، یذهب إِلی أَنه خماسی و أَنه لیس فی الكلام فَنْعَلُولٌ، و أَن النون لا تزاد ثانیة إِلا بثَبَتٍ. قال اللحیانی: المَنْجَنُون التی تدور مؤنثة، و قیل: المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ؛ قال ابن السكیت: هی المَحالة یُسْنَی علیها، و هی مؤنثة علی فَعْلَلُول، و المیم من نفس الحرف لما ذكر فی مَنْجَنیق لأَنه یجمع علی مَناجین؛ و أَنشد الأَصمعی لعُمَارَة بن طارق: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، و مَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ، من أَثْل ذاتِ العَرْضِ و المَضَایقِ و یروی: و مَنْجَنِین …، و هما بمعنی؛ و أَنشد ابن بری
لسان العرب، ج‌13، ص: 424
للمُتَلَمِّس فی تأْنیث المَنْجَنُون: هَلُمَّ إِلیه قد أُبیثَتْ زُرُوعُهُ، و عادَتْ علیه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ و قال ابن مُفَرِّغ: و إِذا المَنْجَنونُ باللیل حَنَّتْ، حَنَّ قَلْبُ المُتَیَّمِ المَحْزونِ قال: و قول الجوهری و المیم من نفس الحرف لما قلناه فی مَنْجنیق لأَنه یجمع علی مَناجین یحتاج إِلی بیان، أَ لا تری أَنك تقول فی جمع مَضْروب مَضارِیبُ؟ فلیس ثَباتُ المیم فی مضاریب مما یُكَوِّنُها أَصلًا فی مَضْروبٍ، قال: و إِنما اعتبر النحویون صحة كون المیم فیها أَصلًا بقولهم مَناجین، لأَن مَناجین یشهد بصحة كون النون أَصلًا، بخلاف النون فی قولهم مَنْجَنِیق فإِنها زائدة، بدلیل قولهم مَجانیق، و إذا ثبت أَن النون فی مَنْجَنُون أَصل ثبت أَن الاسم رباعی، و إِذا ثبت أَنه رباعی ثبت أَن المیم أَصل، و استحال أَن تدخلَ علیه زائدةً من أَوَّله، لأَن الأَسماء الرباعیةَ لا تدخلها الزیادة من أَوَّلها، إِلا أَن تكون من الأَسماء الجاریة علی أَفعالها نحو مُدَحْرِج و مُقَرْطِس، و ذكره الجوهری فی جنن؛ قال ابن بری: و حقه أَن یُذْكَرَ فی منجن لأَنه رباعی، میمه أَصلیة و نونه التی تلی المیم، قال: و وزنه فَعْللول مثل عَضْرَفُوطٍ، و هی مؤنثة؛ الأَزهری: و أَما قول عمرو بن أَحمر: ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها، و رَمی بسَهمِ جَریمةٍ لم یَصْطَدِ فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعید یقول هو الدهر، قال أَبو الفضل: هو الدُّولاب التی یستقی علیها، و قیل: هی المَنْجَنِین أَیضاً، و هی أُنثی، و أَنشد بیت عُمارة بن طارقٍ، و قد تقدَّم.

مهن؛ ج13، ص: 424

: المَهْنَة و المِهْنَة و المَهَنَة و المَهِنَةُ كله: الحِذْق بالخدمة و العمل و نحوه، و أَنكر الأَصمعی الكسر. و قد مَهَنَ یَمْهُنُ مَهْناً إِذا عمل فی صنعته. مَهَنَهُم یَمْهَنُهم و یَمْهُنُهم مَهْناً و مَهْنَةً و مِهْنَةً أَی خدمهم. و الماهِنُ: العبد، و فی الصحاح: الخادم، و الأُنثی ماهِنَة. و‌فی الحدیث: ما علی أَحدِكم لو اشتری ثوبین لیوم جمعته سوی ثوبَیْ مَهْنَته؛ قال ابن الأَثیر: أَی بِذْلَته و خِدْمته، و الروایة بفتح المیم، و قد تكسر. قال الزمخشری: و هو عند الأَثبات خطأ. قال الأَصمعی: المَهْنة، بفتح المیم، هی الخِدْمة، قال: و لا یقال مِهْنة بالكسر، قال: و كان القیاسُ لو قیل مثل جِلْسة و خِدْمة، إِلا أَنه جاء علی فَعْلةٍ واحدةٍ. و أَمْهَنْتُه: أَضعفته. و مَهَنَ الإِبلَ یَمْهَنُها مَهْناً و مَهْنةً: حلبها عند الصَّدَر؛ و أَنشد شمر: فقُلْتُ لماهِنَیَّ: أَلا احْلُباها، فقاما یَحلُبانِ و یَمْرِیانِ و أَمة حسنة المِهْنةِ و المَهْنَةِ أَی الحلب. و یقال: خَرْقاءُ لا تُحْسِنُ المِهْنَةَ أَی لا تحسن الخدمة. قال الكسائی: المَهْنَةُ الخدمة. و مَهَنَهُم أَی خدمهم، و أَنكر أَبو زید المِهْنةَ، بالكسر، و فتَح المیم. و امْتَهَنْتُ الشی‌ء: ابتذلته. و یقال: هو فی مِهْنةِ أَهله، و هی الخدمة و الابتذال. قال أَبو عدنان: سمعت أَبا زید یقول: هو فی مَهِنَةِ أَهله، فتح المیم و كسَرَ الهاء، و بعض العرب یقول: المَهْنة بتسكین الهاء؛ و قال الأَعشی یصف فرساً: فَلأْیاً بلأْیٍ حَمَلْنَا الغُلامَ كَرْهاً، فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ أَی أَخرج ما عنده من العَدْوِ و ابتذله. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌13، ص: 425
سلمان: أَكره أَن أَجْمعَ علی ماهِنِی مَهْنَتَینِ؛ الماهِنُ: الخادم أَی أَجْمَعَ علی خادِمِی عملین فی وقت واحد كالخَبْزِ و الطَّحْن مثلًا. و یقال: امْتَهَنُونی أَی ابتذلونی فی الخدمة. و‌فی حدیث عائشة: كان الناسُ مُهّانَ أَنفُسِهم، و‌فی حدیث آخر: كان الناس مَهَنَّةَ أَنفسهم؛ هما جمع ماهِنٍ ككاتِبٍ و كُتَّابٍ و كَتَبةٍ. و قال أَبو موسی فی حدیث عائشة: هو مِهَانٌ، بكسر المیم و التخفیف، كصائم و صِیامٍ، ثم قال: و یجوز مُهَّانَ أَنفسهم قیاساً. و مَهَنَ الرجلُ مِهْنَتَه و مَهْنَتَه: فرغ من ضَیْعَتِه. و كل عمل فی الضَّیْعَةِ مِهْنةٌ: و امتَهَنه: استعمله للمِهْنَةِ. و امْتَهَنَ هو: قَبِلَ ذلك. و امْتهَنَ نفسَه: ابتذلها؛ و أَنشد: و صاحِبُ الدُّنْیا عُبَیْدٌ مُمْتَهَنْ أَی مستخدَمٌ. و‌فی حدیث ابن المُسَیَّبِ: السَّهْلُ یُوطَأُ و یُمْتَهَنُ‌أَی یداس و یبتذل، من المِهْنةِ الخِدْمة. قال أَبو زید العِتْریفیُّ: إِذا عجز الرجل قلنا هو یَطْلَغُ المِهْنةَ، قال: و الطَّلَغانُ أَن یعیا الرجل ثم یعملَ علی الإِعیاء، قال: و هو التَّلَغُّبُ. و قامت المرأَة بِمَهْنةِ بیتها أَی بإِصلاحه، و كذلك الرجل. و ما مَهْنَتُك هاهنا و مِهْنَتُكَ و مَهَنَتُكَ و مَهِنَتُكَ أَی عَمَلُكَ. و المهین من الرجال: الضعیف و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: لیس بالجافی و لا المَهینِ؛ یروی بفتح المیم و ضمها، فالضم من الإِهانة أَی لا یُهینُ أَحداً من الناس فتكون المیم زائدة، و الفتح من المَهانة الحَقَارة و الصُّغْر فتكون المیم أَصلیة. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تُطِعْ كُلَّ حَلّٰافٍ مَهِینٍ؛ قال الفراء: المَهِینُ هاهنا الفاجر؛ و قال أَبو إِسحاق: هو فَعیل من المَهانةِ و هی القِلَّة، قال: و معناه هاهنا القلة فی الرأْی و التمییز. و رجل مَهِینٌ من قوم مُهَناء أَی ضعیف. و قوله عز و جل: مِنْ مٰاءٍ مَهِینٍ*؛ أَی من ماء قلیل ضعیف. و فی التنزیل العزیز: أَمْ أَنَا خَیْرٌ مِنْ هٰذَا الَّذِی هُوَ مَهِینٌ؛ و الجمع مُهَناء، و قد مَهُنَ مَهانةً. قال ابن بری: المَهِینُ فِعْلُه مَهُنَ بضم الهاء، و المصدر المَهانةُ. و فحل مَهِینٌ: لا یُلْقَحُ من مائه، یكون فی الإِبل و الغنم، و الفعل كالفعل.

مون؛ ج13، ص: 425

: مانَهُ یَمُونه مَوْناً إِذا احتمل مؤونته و قام بكفایته، فهو رجل مَمُونٌ؛ عن ابن السكیت. و مانَ الرجلُ أَهله یَمُونُهُمْ مَوْناً و مَؤُونةً: كفاهم و أَنفق علیهم و عالهم. و مِینَ فلانٌ یُمانُ، فهو مَمُونٌ، و الاسم المائِنةُ و المَوُونة بغیر همز علی الأَصل، و من قال مَؤُونٌ قال مَؤُونةٌ. قال ابن الأَعرابی: التَّمَوُّنُ كثرة النفقة علی العیال، و التَّوَمُّنُ كثرة الأَولاد. و المانُ: الكَكُّ و هو السِّنُّ الذی یحرث به؛ قال ابن سیدة: أُراه فارسیّاً، و كذلك تفسیره فارسی أَیضاً؛ كله عن أَبی حنیفة، قال: و أَلِفه واو لأَنها عین. ابن الأَعرابی: مانَ إِذا شق الأَرض للزرع. و ماوانُ و ذو ماوانَ: موضع، و قد قیل ماوان من الماء؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. قال ابن بری: ماوانُ اسم موضع؛ قال الراجز: یَشْرَبنَ من ماوانَ ماءً مُرَّا قال: و وزنه فاعال، و لا یجوز أَن یهمز، لأَنه كان یلزمه أَن یكون وزنه مَفْعالًا إِن جعلت المیم زائدة، أَو فَعْوالًا إِن جعلت الواو زائدة، قال: و كلاهما لیس من أَوزان كلام العرب، و كذلك المانُ السِّكَّة التی یحرث بها غیر مهموزة.

مین؛ ج13، ص: 425

: المَیْنُ: الكذب؛ قال عدیّ بن زید: فقَدَّدَتِ الأَدِیمَ لراهِشَیْهِ، و أَلْفَی قولَها كذباً و مَیْنا
لسان العرب، ج‌13، ص: 426
قال ابن بری: و مثل قوله … كذباً و مینا قول الأَفْوه الأَوْدِیّ: و فینا للقِرَی نارٌ یُرَی عندها للضَّیْفِ رُحْبُ و سَعَه و الرُّحْبُ و السَّعة واحد؛ و كقول لبید: فأَصْبِح طاوِیاً حَرِصاً خَمِیصاً، كنَصْلِ السیفِ حُودِثَ بالصِّقالِ و قال المُمزَّقُ العبدِیّ: و هُنَّ علی الرَّجائز واكِناتٌ، طَویلاتُ الذَّوائبِ و القُرونِ و الذوائب و القرون واحد. و مثله فی القرآن العزیز: عَبَسَ وَ بَسَرَ، و فیه: لٰا تَریٰ فِیهٰا عِوَجاً وَ لٰا أَمْتاً، و فیه: فِجٰاجاً سُبُلًا، و فیه: غَرٰابِیبُ سُودٌ، و قوله: فَلٰا یَخٰافُ ظُلْماً وَ لٰا هَضْماً؛ و جمعُ المَیْنِ مُیُونٌ. و مانَ یَمینُ مَیْناً: كذب، فهو مائن أَی كاذب. و رجل مَیُونٌ و مَیّانٌ: كذَّاب. و وُدُّ فلانٍ مُتَمایِنٌ، و فلانٌ مُتماینُ الوُدِّ إِذا كان غیر صادق الخُلَّةِ؛ و منه قول الشاعر: رُوَیْدَ عَلِیّاً جُدَّ ما ثَدْیُ أُمِّهِمْ إِلینا، و لكنْ وُدُّهم مُتَمایِنُ و یروی … مُتیامِن أَی مائل إِلی الیَمن. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه، فی ذم الدنیا: فهی الجامِحَةُ الحَرُونُ و المائنةُ الخَؤُون.و‌فی حدیث بعضهم: خرَجْتُ مُرابِطاً لیلة مَحْرَسی إِلی المِیناء؛ هو الموضع الذی تُرْفَأُ فیه السفنُ أَی تُجْمع و تُرْبَطُ؛ قیل: هو مِفْعال من الوَنْیِ الفُتُورِ لأَن الریحَ یَقِلُّ فیه هُبوبها، و قد یقصر فیكون علی مِفْعَل، و المیم زائدة.

میسن؛ ج13، ص: 426

: التهذیب فی الرباعی: المَیْسُوسَنُ شراب، و هو معرَّب. و‌فی حدیث ابن عمر: رأَی فی بیته المَیْسُوسَنَ فقال أَخْرِجُوه فإِنه رِجْسٌ؛ هو شراب تجعله النساء فی شعورهن، و هو معرَّب، و ذكره الأَزهری فی أَسن من ثلاثی المعتل، و عاد أَخرجه فی الرباعی.

میكایین؛ ج13، ص: 426

: مِیكایین و میكاییل: من أَسماء الملائكة.

فصل النون؛ ج13، ص: 426

نتن؛ ج13، ص: 426

: النَّتْنُ: الرائحة الكریهة، نقیضُ الفَوْحِ، نَتَنَ نَتْناً و نَتُنَ نَتانَةً و أَنْتَنَ، فهو مُنْتِنٌ و مِنْتِنٌ و مُنْتُنٌ و مِنْتِینٌ. قال ابن جنی: أَما مُنْتِنٌ فهو الأَصل ثم یلیه مِنْتِنٌ، و أَقلها مُنْتُنٌ، قال: فأَما من قال إِنَّ مُنْتِنٌ من قولهم أَنْتَنَ و مِنْتِنٌ من قولهم نَتُنَ الشی‌ءُ فإِن ذلك لُكْنة منه. و قال كراع: نَتُنَ فهو مُنْتِنٌ، لم یأْت فی الكلام فَعُلَ فهو مُفْعِلٌ إِلا هذا، قال: و لیس ذلك بشی‌ء. قال الجوهری فی مِنْتِن: كسرت المیم إتباعاً للتاء لأَن مِفْعِلًا لیس من الأَبنیة. و نَتّنه غَیْرُه تَنْتِیناً أَی جعله مُنْتِناً. قال: و یقال قوم مَناتینُ؛ قال ضَبُّ بنُ نُعْرَة: قالتْ سُلیْمی: لا أُحِبُّ الجَعْدِینْ، و لا السِّباطَ، إِنهم مَناتِینْ قال: و قد قالوا ما أَنْتَنه. و‌فی الحدیث: ما بالُ دَعْوَی الجاهلیة دَعُوها فإِنها مُنْتِنة‌أَی مذمومة فی الشرع مجتنبة مكروهة كما یُجْتَنَبُ الشی‌ءُ المُنْتِنُ؛ یرید قولهم: یا لَفُلانٍ. و‌فی حدیث بَدْرٍ: لو كان المُطْعِمُ بنُ عَدِیٍّ حَیّاً فكلمنی فی هؤلاء النَّتْنَی لأَطْلَقْتُهم له، یعنی أُساری بدر، واحدهم نَتِنٌ كزَمِنٍ و زَمْنَی، سماهم نَتْنَی لكفرهم كقوله
لسان العرب، ج‌13، ص: 427
تعالی: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ. أَبو عمرو: یقال نتَنَ اللحم و غیره یَنْتِنُ و أَنْتَن یُنْتِنُ، فمن قال نَتَنَ قال مِنْتِنٌ، و من قال أَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ، بضم المیم، و قیل: مِنْتِنٌ كان فی الأَصل مِنْتِینٌ، فحذفوا المدَّة، و مثله مِنْخِر أَصله مِنْخِیر، و القیاس أَن یقال نَتَنَ فهو ناتِنٌ، فتركوا طریق الفاعل و بنوا منه نعتاً علی مِفْعِیل، ثم حذفوا المدَّة. و النَّیْتُونُ: شجر مُنْتِنٌ؛ عن أَبی عبیدة. قال ابن بری: و النَّیْتُونُ شجرة خبیثة مُنْتِنة؛ قال جریر: حَلُّوا الأَجارِعَ من نَجْدٍ، و ما نزَلُوا أَرْضاً بها یَنْبُتُ النَّیْتُونُ و السَّلَعُ قال: و وزنه فَیْعُول.

نثن؛ ج13، ص: 427

: نَثَنَ اللحمُ نَثْناً و نَثَناً: تغَیَّر.

نحن؛ ج13، ص: 427

: نحن: ضمیر یُعْنَی به الاثنانِ و الجمیع المُخْبرون عن أَنفسهم، و هی مبنیة علی الضم، لأَن نحن تدل علی الجماعة و جماعةُ المضمرین تدل علیهم المیم أَو الواو نحو فعلوا و أَنتم، و الواو من جنس الضمة، و لم یكن بُدٌّ من حركة نحن فحرِّكت بالضم لأَن الضم من الواو، فأَما قراءة من قرأَ: نحن نحیی و نمیت، فلا بد أَن تكون النون الأُولی مختلسة الضمة تخفیفاً و هی بمنزلة المتحركة، فأَما أَن تكون ساكنة و الحاء قبلها ساكنة فخطأٌ. الجوهری: نحن كلمة یعنی بها جمع أَنا من غیر لفظها، و حرِّك آخره بالضم لالتقاء الساكنین لأَن الضمة من جنس الواو التی هی علامة الجمع، و نحن كنایة عنهم؛ قال ابن بری: لا یصح قول الجوهری إِن الحركة فی نحن لالتقاء الساكنین لأَن اختلاف صیغ المضمرات یقوم مقام الإِعراب، و لهذا بنیت علی حركة من أَوّل الأَمر نحو هو و هی و أَنا فعلتُ كذا، لكونها قد تنزلت منزلة ما الأَصلُ فی التمكین، قال: و إِنما بنیت نحن علی الضم لئلا یظن بها أَنها حركة التقاء ساكنین، إِذ الفتح و الكسر یحرك بهما ما التقی فیه ساكنان نحو ردّ و مدّ و شدّ.

نرسن؛ ج13، ص: 427

: التهذیب فی الرباعی: أَبو حاتم تمرة نِرْسِیانِیة، النون مكسورة، و الجمع نِرْسِیانٌ، و الله أَعلم.

ننن؛ ج13، ص: 427

: قال الأَزهری فی أَواخر باب النون: النَّنُّ الشعَر الضعیف.

نون؛ ج13، ص: 427

: النُّونُ: الحوت، و الجمع أَنْوانٌ و نِینانٌ، و أَصله نُونانٌ فقلبت الواو یاء لكسرة النون. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: یعلم اختِلافَ النِّینانِ فی البحار الغامِراتِ.و فی التنزیل العزیز: ن وَ الْقَلَمِ، قال الفراء: لك أَن تدغم النون الأَخیرة و تظهرها، و إِظهارها أَعجب إِلیَّ لأَنها هجاء، و الهجاء كالموقوف علیه، و إن اتصل، و من أَخفاها بناها علی الاتصال، و قد قرأَ القراء بالوجهین جمیعاً، و كان الأَعمش و حمزة یبینانها و بعضهم یترك البیان، و قال النحویون: جاء فی التفسیر أَنَّ ن الحوتُ الذی دُحِیَت علیه سبعُ الأَرضین، و جاء فی التفسیر أَنَّ ن الدَّواةُ، و لم یجی‌ء فی التفسیر كما فسرت حروف الهجاء، فالإِدغام كانت من حروف الهجاء أَو لم تكن جائز و التبیین جائز، و الإِسكان لا یجوز أَن یكون إلا و فیه حرف الهجاء، قال الأَزهری: ن وَ الْقَلَمِ، لا یجوز فیه غیر الهجاء، أَ لا تری أَن كُتَّاب المصحف كتبوه ن؟ و لو أُرید به الدَّواةُ أو الحوت لكتب نون.الحسنُ و قتادةُ فی قوله ن وَ الْقَلَمِ، قالا: الدواةُ و القلم. وَ مٰا یَسْطُرُونَ، قال: و ما یكتبون.و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: أَوَّلُ ما خَلَقَ اللهُ القَلَمُ فقال له: اكْتُبْ، فقال: أی رَبِّ و ما أَكتب؟ قال: القَدَر، قال: فكتب فی ذلك الیوم ما هو كائن إلی قیام الساعة، ثم خلق النُّونَ ثم بسط الأَرضَ علیها،
لسان العرب، ج‌13، ص: 428
فاضطربت النُّونُ فمادت الأَرض فخلق الجبال فأَثبتها بها، ثم قرأَ ابن عباس: ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا یَسْطُرُونَ، قال ابن الأَنباری فی باب إِخفاء النون و إِظهارها: النونُ مجهورة ذات غنة، و هی تخفی مع حروف الفم خاصة، و تبین مع حروف الحلق عامَّة، و إِنما خفیت مع حروف الفم لقربها منها، و بانت مع حروف الحلق لبعدها منها، و كان أَبو عمرو یخفی النون عند الحروف التی تقاربها و ذلك أَنها من حروف الفم كقولك: من قال و من كان و من جاء. قال اللَّه تعالی: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ*، علی الإِخفاء، فأَما بیانها عند حروف الحلق الستة فإِن هذه الستة تباعدت من مخرجها، و لم تكن من قبیلها و لا من حیزها فلم تخفَ فیها، كما أَنها لم تدغم فیها، و كما أَنَّ حروف اللسان لا تدغم فی حروف الحلق لبعدها منها، و إِنما أُخفیت مع حروف الفم كما أُدغمت فی اللام و أَخواتها كقولك: من أَجلك، من هنا، من خاف، مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللّٰهِ، من علیَّ، من علیك. قال: من العرب من یجری الغین و الخاء مجری القاف و الكاف فی إِخفاء النون معهما، و قد حكاه النضر عن الخلیل قال: و إِلیه ذهب سیبویه. قال اللَّه تعالی: وَ لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ، إِن شئت أَخفیت و إِن شئت أَبنت. و قال الأَزهری فی موضع آخر: النون حرف فیه نونان بینهما واو، و هی مدّة، و لو قیل فی الشعر نن كان صواباً. و قرأَ أَبو عمرو نون جزماً، و قرأَ أَبو إِسحاق نونِ جرًّا، و قال النحویون: النون تزاد فی الأَسماء و الأَفعال، فأَما فی الأَسماء فإِنها تزاد أَوَّلًا فی نفعل إِذا سمی به، و تزاد ثانیاً فی جُنْدبٍ و جَنَعْدَلٍ، و تزاد ثالثة فی حَبَنْطَی و سَرَنْدَی و ما أَشبهه، و تزاد رابعة فی خَلْبَنٍ و ضَیْفَنٍ و عَلْجَنٍ و رَعْشَنٍ، و تزاد خامسة فی مثل عثمان و سلطان، و تزاد سادسة فی زَعْفَران و كَیْذُبانٍ، و تزاد سابعة فی مثل عَبَیْثَران، و تزاد علامة للصرف فی كل اسم منصرف، و تزاد فی الأَفعال ثقیلة و خفیفة، و تزاد فی التثنیة و الجمع و فی الأَمر فی جماعة النساء، و النون حرف هجاء مَجْهورٌ أَغَنُّ، یكون أَصلًا و بدلًا و زائداً، فالأَصل نحو نون نعم و نون جنب، و أَما البدل فذهب بعضهم إِلی أَن النون فی فَعْلان فَعْلَی بدل من همزة فَعْلاء، و إنما دعاهم إِلی القول بذلك أَشیاء: منها أَن الوزن فی الحركة و السكون فی فَعْلانَ و فَعْلَی واحدٌ، و أَن فی آخر فَعْلان زائدتین زیدتا معا و الأُولی منهما أَلف ساكنة، كما أَن فعلان كذلك، و منها أَن مؤنث فعلان علی غیر بنائها، و منها أَنَّ آخر فَعْلاء همزة التأْنیث كما أَن آخر فعلان نوناً تكون فی فَعَلْنَ نحو قمن و قعدن علامةَ تأْنیث، فلما أَشبهت الهمزة النون هذا الاشتباه و تقاربتا هذا التقارُبَ، لم یَخْلُ أَن تكونا أَصلیتین كل واحدة منهما قائمة غیر مبدلة من صاحبتها، أَو تكون إِحداهما منقلبة عن الأُخری، فالذی یدل علی أَنهما لیستا بأَصلین بل النون بدل من الهمزة قولهم فی صَنْعاء و بَهْراء، یدل علی أَنها فی باب فَعْلان، فَعْلَی بدل همزة فَعْلاءَ، و قد ینضاف إِلیه مقوِّیاً له قولهم فی جمع إِنسان أَناسِیّ، و فی ظَرِبانَ ظَرابیّ، فجری هذا مجری قولهم صَلْفاء و صَلافی و خَبْراء و خَبارِی، فردُّهم النون فی إِنسان و ظَرِبانٍ یاء فی ظَرابیّ و أَناسیّ، و ردُّهم همزة خَبْراء و صَلْفاء یاء، یدل علی أَن الموضع للهمزة، و أَن النون داخلة علیها. الجوهری: النون حرف من المعجم، و هو من حروف الزیادات، و قد تكون للتأْكید تلحق الفعل المستقبل بعد لام القسم كقولك: و اللَّه لأَضربن زیداً، و تلحق بعد ذلك الأَمر و النهی تقول: اضربن زیداً و لا تضربن عمراً، و تلحق فی الاستفهام تقول: هل تضربن زیداً؟ و بعد الشرط كقولك: إِما تضربن زیداً أَضربه، إِذا زدت علی إِن ما زدت علی فعل الشرط
لسان العرب، ج‌13، ص: 429
نون التوكید. قال تعالی: فَإِمّٰا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ. و تقول فی فعل الاثنین: لَتَضْرِبانِّ زیداً یا رجلان، و فی فعل الجماعة: یا رجالُ اضْرِبُنَّ زیداً، بضم الباء، و یا امرأَةُ اضْرِبِنَّ زیداً، بكسر الباء، و یا نسوة اضْرِبنانّ زیداً، و أَصله اضربْنِنّ، بثلاث نونات، فتفصل بینهن بأَلف و تكسر النون تشبیهاً بنون التثنیة، قال: و قد تكون نون التوكید خفیفة كما تكون مشددة، إِلا أَن الخفیفة إِذا استقبلها ساكن سقطت، و إِذا وقفت علیها و قبلها فتحة أَبدلتها أَلفاً كما قال الأَعشی: و ذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه، و لا تَعْبُدَ الشَّیطانَ و اللَّهَ فاعْبُدَا قال: و ربما حذفت فی الوصل كقول طَرَفة: اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارقَها، ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنسَ الفَرسِ قال ابن بری: البیت مصنوع علی طرفة، و المخففة تصلح فی مكان المشدَّدة إِلا فی موضعین: فی فعل الاثنین یا رجلان اضْرِبانّ زیداً، و فی فعل جماعة المؤنث یا نسوة اضْرِبْنانِّ زیداً، فإِنه لا یصلح فیهما إِلا المشدّدة لئلا یلتبس بنون التثنیة، قال: و یونس یجیز الخفیفة هاهنا أَیضاً، قال: و الأَول أَجوَد. قال ابن بری: إِنما لم یجز وقوع النون الخفیفة بعد الأَلف لأَجل اجتماع الساكنین علی غیر حَدِّه، و جاز ذلك فی المشددة لجواز اجتماع الساكنین إِذا كان الثانی مدغماً و الأَول حرف لین. و التَّنْوین و التَّنْوینة: معروف. و نوّن الاسم: أَلحقه التنوین. و التنوین: أَن تنوّن الاسم إِذا أَجریته، تقول: نونت الاسم تنویناً، و التنوین لا یكون إِلا فی الأَسماء. و النُّونة: الكلمة من الصواب. و النُّونة: النُّقْبة فی ذَقَن الصبی الصغیر. و‌فی حدیث عثمان: أَنه رأَی صبیّاً ملیحاً فقال: دَسِّمُوا نُونَته‌أَی سَوِّدوها لئلا تصیبه العین، قال: حكاه الهروی فی الغریبین. الأَزهری: هی الخُنْعُبة و النُّونة و الثُّومةُ و الهَزْمة و الوَهْدَة و القَلْدَة و الهَرْتَمَة و العَرْتَمَة و الحَثْرَمة، قال اللیث: الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بین الشاربینِ بحِیال الوَتَرة، الأَزهری: قال أَبو تراب: أَنشدنی جماعة من فصحاء قیس و أَهلِ الصدْق منهم: حامِلةٌ دَلْوُك لا مَحْمُولَهْ، مَلأَی من الماء كعین النُّونَهْ فقلت لهم: رواها الأَصمعی … كعَیْنِ المُولَه فلم یعرفوها، و قالوا: النُّونة السمكة. و قال أَبو عمرو: المُولَهُ العنكبوت. و یقال للسیف العریض المعطوف طَرَفَی الظُّبَةِ: ذو النونین، و منه قوله: قَرَیْتُك فی الشَّرِیطِ إِذا التَقَینا، و ذو النُّونَیْنِ یومَ الحَرْبِ زَیْنی الجوهری: و النُّونُ شَفْرةُ السَّیفِ، قال الشاعر: بذِی نُونینِ فَصَّالٍ مِقَطِّ و النون: اسم سیف لبعض العرب، و أَنشد: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ منی و قال: یقول سأَجعل هذا السیف الذی استفدته مكان ذلك السیف الآخر. و ذو النون: سیفٌ كان لمالك ابن زهیر أخی قیس بن زُهَیْر، فقتله حَمَلُ بنُ بَدْرٍ و أَخذ منه سیفَه ذا النون، فلما كان یومُ الهَباءة قَتَلَ الحرثُ بن زهیر حَمَلَ بن بدر و أَخذ منه ذا النون، و فیه یقول الحرث بن زهیر: و یُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّی، و ما أُعْطِیتُه عَرَقَ الخِلالِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 430
أَی ما أُعْطیته مكافأَة و لا مَوَدَّةً و لكنی قتلت حَمَلًا و أَخذته منه قَسْراً. قال ابن بری: النون سیف حنَشِ بن عمرو، و قیل: هو سیف مالك بن زهیر، و كان حَمَلُ بنُ بَدْرٍ أَخذه من مالك یومَ قَتَلَه و أَخذه الحرثُ من حَمَل بن بدر یوم قتله، و هو الحرث بن زهیر العَبْسِیُّ، و صواب إِنشاده: و یخبرهم مكانَ النون منی لأَن قبله: سَیُخْبرُ قومَه حَنَشُ بنُ عمرو بما لاقاهُمُ و ابْنا بِلالِ «2» و ذو النون: لقبُ یُونسَ بن مَتَّی، علی نبینا و علیه أَفضل الصلاة و السلام. و فی التنزیل العزیز: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً، هو یونس النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، سماه اللَّه ذا النون لأَنه حبسه فی جوف الحُوت الذی التقمه، و النُّون الحوتُ. و‌فی حدیث موسی و الخضر: خُذْ نُوناً مَیّتاً‌أَی حوتاً. و‌فی حدیث إِدام أَهل الجنة: هو بالامٌ و نونٌ، و اللَّه أَعلم.

نین؛ ج13، ص: 430

: نَیَّانُ: موضع، قال أَنشده یعقوب فی الأَلفاظ: قَرَّبهَا، و لم تَكَدْ تُقَرَّبُ، من أَهلِ نَیَّانَ، وَسِیقٌ أَحْدَبُ و أَما قول عَطَّاف بن أَبی شَعْفَرة الكلبی: فما ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حتی كأَنهم، بذی الرِّمْثِ من نَیَّا، نَعامٌ نَوافِرُ فإِنما أَراد من نَیّانَ فحذف. و نِینَوَی: اسم قریة معروفة بِحذاء كَرْبلاء. ابن بری النِّینَةُ من أَسماء الدُّبُر، و اللَّه أَعلم.

فصل الهاء؛ ج13، ص: 430

هأن؛ ج13، ص: 430

: المُهْوَأَنُّ: المكانُ البعید، و هو مثال لم یذكره سیبویه. قال ابن بری: لم یذكر الجوهری ترجمة هأَن. و قد جاء منه مُهْوَأَنٌّ: للصحراء الواسعة، و وزنه مُفْوَعَلٌّ؛ قال: و ذكره الجوهری فی فصل هوأَ، و هو غلط. شمر: یقال مُهْوَئِنّ و مُهْوَأَنّ؛ و أَنشد: فی مُهْوَأَنّ بالدَّبی مَدْبُوشِ قال الأَزهری: و الوَهْدَةُ مُهْوَأَنّ. قال: و هی بطون الأَرض و قَرارُها، و لا تُعَدُّ الشِّعابُ و المِیْثُ من المُهْوَأَنّ، و لا یكون المُهْوَأَنُّ فی الجبال و لا فی القِفافِ و لا فی الرمال، لیس المُهْوَئِنّ إِلا من جَلَد الأَرض و بطونها. و المُهْوَأَنّ و الخَبْتُ واحد. و خُبُوت الأَرضِ: بطونُها؛ قال الكمیت: لما تَحَرّمَ عنه الناسُ، رَبْرَبه بالمُهْوَئِنِّ، فَمَرْمِیٌّ و مُحْتَبَلُ و قال: المُهْوَأَنُّ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض و اتسع. و اهْوَأَنَّتِ المغازةُ إِذا اطمأَنت فی سَعة؛ قال رؤبة: ما زالَ سَوْءُ الرَّعْیِ و النَّتاجِ بمُهْوَأَنٍّ غیر ذی لَمَاجِ و طُولُ زَجْرٍ بِحَلٍ وعاجِ و الله أَعلم.

هبن؛ ج13، ص: 430

: أَبو عمرو: الهَبُونُ العنكبوت، و یقال: الهَبُورُ، بالراء، العنكبوت.

هتن؛ ج13، ص: 430

: هَتَنَتِ السماء تَهْتِنُ هَتْناً و هتوناً و هَتناناً و تَهْتاناً و تَهاتَنَتْ: صَبَّتْ، و قیل: هو من المطر فوق الهَطْلِ، و قیل: الهَتَنان المطر الضعیف الدائم. و مطر هَتُون: هَطُولٌ. و سحابة هَتُون
(2). 1 قوله" حنش بن عمرو" الذی فی التكملة: سیخبر قومه حسن بن وهب إذا لاقاهم و ابنا بلال.
لسان العرب، ج‌13، ص: 431
و سحاب هاتنٌ و سحاب هَتُون، و الجمع هُتُن مثل عَمُود و عُمُد. قال ابن بری: صوابه مثل صَبُور و صُبُر لأَن عَمُوداً اسم و هَتُوناً صفة. و سحائب هُتُنٌ و هُتَّنٌ، و كأَنَّ هُتَّناً علی هاتِنٍ أَو هاتِنَة، لأَن فُعَّلًا لا یكون جمع فَعُول. و التَّهْتانُ: نحو من الدِّیمَةِ؛ و أَنشد أَبو زید: یا حَبَّذا نَضْحُكَ بالمَشافِرِ، كأَنه تَهْتانُ یومٍ ماطِرِ و قال النضر: التَّهْتانُ مطرُ ساعةٍ ثم یفتر ثم یعود؛ و أَنشد للشماخ: أَرْسلَ یوماً دِیمةً تَهْتانا، سَیْلَ المِتانِ یَمْلأُ القُرْیانا و یقال: هَتَنَ المطرُ و الدمع یَهْتِنُ هَتْناً و هُتُوناً و تَهْتاناً قَطر؛ و عین هَتُونُ الدَّمْع.

هجن؛ ج13، ص: 431

: الهُجْنة من الكلام: ما یَعِیبُك. و الهَجِینُ: العربیّ ابنُ الأَمة لأَنه مَعِیبٌ، و قیل: هو ابن الأَمة الراعیة ما لم تُحَصَّنْ، فإِذا حُصِّنَتْ فلیس الولد بهَجینٍ، و الجمع هُجُنٌ و هُجَناء و هُجْنانٌ و مَهاجِینُ و مَهاجِنَةٌ؛ قال حسان: مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبیدٌ عَضَارِیطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ أَی مُؤْتَشِبُو الزناد، و قیل: رِخْوُو الزناد. قال ابن سیدة: و إِنما قلت فی مَهاجِن و مَهاجنة إِنهما جمع هَجِین مُسامحةً، و حقیقته أَنه من باب مَحاسِنَ و مَلامح، و الأُنثی هَجینة من نسوة هُجْن و هَجائنَ و هِجانٍ، و قد هَجُنا هُجْنة و هَجانة و هِجانة و هُجُونة. أَبو العباس أَحمد بن یحیی قال: الهَجِین الذی أَبوه خیر من أُمه؛ قال أَبو منصور: و هذا هو الصحیح. قال المبرد: قیل لولد العربیّ من غیر العَربیة هَجین لأَن الغالب علی أَلوان العرب الأُدْمة، و كانت العرب تسمی العجمَ الحمراءَ و رقابَ المَزاوِد لغلبة البیاض علی أَلوانهم، و یقولون لمن علا لونَه البیاضُ أَحمرُ؛ و لذلك‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لعائشة: یا حُمَیراء، لغلبة البیاض علی لونها، رضی الله عنها. و‌قال، صلی الله علیه و سلم: بُعِثْتُ إِلی الأَحمر و الأَسود، فأَسودهم العرب و أَحمرهم العجم. و قالت العرب لأَولادها من العجمیات اللاتی یغلب علی أَلوانهن البیاض: هُجْنٌ و هُجَناء، لغلبة البیاض علی أَلوانهم و إِشباههم أُمهاتهم. و فرس هَجِین بَیّنُ الهُجْنة إِذا لم یكن عتیقاً. و بِرْذَوْنَة هَجِین، بغیر هاء. الأَزهری: الهجین من الخیل الذی ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربی، و خیل هُجْنٌ. و الهِجانُ من الإِبل: البیضُ الكرام؛ قال عمرو بن كُلْثوم: ذِرَاعَیْ عَیْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ، هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنینا قال: و یستوی فیه المذكر و المؤنث و الجمع. یقال: بعیر هِجانٌ و ناقة هِجانٌ و ربما قالوا هَجائِنُ؛ قال ابن أَحمر: كأَنَّ علی الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِینا ابن سیدة: و الهِجانُ من الإِبل البیضاءُ الخالصةُ اللونِ و العِتْقِ من نوق هُجُنٍ و هَجائن و هِجانٍ، فمنهم من یجعله من باب جُنُب و رِضاً، و منهم من یجعله تكسیراً، و هو مذهب سیبویه، و ذلك أَن الأَلف فی هِجانٍ الواحد بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ و مرأَةٍ ضِنَاك، و الأَلفُ فی هِجانٍ فی الجمع بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ و شِرافٍ، و ذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالًا علی فِعَالٍ كما كسرت فَعِیلًا علی فِعَالٍ، و عُذْرُها فی
لسان العرب، ج‌13، ص: 432
ذلك أَن فعیلًا أُخت فِعَالٍ، أَ لا تری أَن كل واحد منهما ثلاثی الأَصل و ثالثه حرف لین؟ و قد اعْتَقَبا أَیضاً علی المعنی الواحد نحو كَلِیبٍ و كِلابٍ و عَبِیدٍ و عِبادٍ، فلما كانا كذلك و إِنما بینهما اختلافٌ فی حرف اللین لا غیر، قال: و معلوم مع ذلك قربُ الیاء من الأَلف، و أَنها إِلی الیاء أَقرب منها إِلی الواو، كُسِّرَ أَحدهما علی ما كسر علیه صاحبه فقیل ناقة هِجانٌ و أَیْنُقٌ هِجانٌ، كما قیل ظریف و ظِراف و شریف و شِرَاف؛ فأَما قوله: هِجانُ المُحَیَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِیقَ البَنائِق فقد تكونُ النَّقِیَّةَ، و قد تكون البیضاء. و أَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر هِجانُ إِبله، و هی كِرامها؛ و قال فی قول كعب: حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ، و عَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلیلُ قال: أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها لعِتْقِها و كرمها، و قیل: حُمِلَ علیها فی صِغَرها، و قیل: أَراد بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام. یقال: امرأَة هِجانٌ و ناقة هِجانٌ أَی كریمة. و قال الأَزهری: هذه ناقة ضربها أَبوها لیس أَخوها فجاءَت بذكر، ثم ضربها ثانیة فجاءت بذكر آخر، فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها، و هما أَخواها أَیضاً لأَبیها لأَنهما ولدا أَبیها، ثم ضرب أَحدُ الأَخوین الأُمَّ فجاءت الأُم بهذه الناقة و هی الحرف، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من أُمها، و الأَخ الآخر الذی لم یَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبیها، و هو خالها لأَنه أَخو أُمها لأَبیها لأَنه من أَبیها و أَبوه نزا علی أُمه. و قال ثعلب: أَنشدنی أَبو نصر عن الأَصمعی بیت كعب و قال فی تفسیره: إِنها ناقة كریمة مُداخَلة النسب لشرفها. قال ثعلب: عَرَضْتُ هذا القول علی ابن الأَعرابی، فخطَّأَ الأَصمعی و قال: تداخُل النسب یُضْوِی الولدَ؛ قال: و قال المفضل هذا جمل نزا علی أُمه، و لها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل، فوضعت ناقة فهذه الناقة الثانیة هی الموصوفة، فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها، و صار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته، و صار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبیها، و صار هو خالها «3» لأَنه أَخو أُمها؛ و قال ثعلب: و هذا هو القول. و الهِجانُ: الخیار. و امرأَة هجان: كریمة من نسوة هَجائنَ، و هی الكریمة الحَسَبِ التی لم تُعَرِّق فیها الإِماء تَعْرِیقاً. أَبو زید: رجل هَجِینٌ بَیّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ و هُجْنٍ، و امرأَة هِجان أَی كریمة، و تكون البیضاء من نسوة هُجْنٍ بَیِّنات الهجانة. و رجل هِجانٌ: كریمُ الحَسَبِ نَقِیُّه. و بعیر هِجانٌ: كریم. و قال الأَصمعی فی‌قول علی، كرم الله وجهه: هذا جَنایَ و هِجانُه فیه إِذ كلّ جانٍ یَدُه إِلی فیه، یعنی خیاره و خالصه. الیزیدیُّ: هو هِجانٌ بَیِّنُ الهِجَانة، و رجل هَجِین بَیِّنُ الهُجْنةِ، و الهُجْنةُ فی الناس و الخیل إِنما تكون من قبل الأُم، فإِذا كان الأَب عتیقاً و الأُم لیست كذلك كان الولد هجیناً؛ قال الراجز: العبدُ و الهَجِینُ و الفَلَنْقَسُ ثلاثةٌ، فأَیَّهُم تَلَمَّسُ و الإِقْرافُ: من قِبَلِ الأَب؛ الأَزهری: روی الرواةُ أَن رَوْح بن زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِیر فقالت و كانت شاعرة:
(3). قوله [و صار هو خالها] كذا فی الأَصل و التهذیب، و هذا لا یتم علی كلام المفضل إلا أن روعی أن جملًا نزا علی ابنته فخلف منها هذین الجملین إلخ كما فی عبارة التهذیب السابقة
لسان العرب، ج‌13، ص: 433
و هل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربیةٌ، سَلِیلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ فإن نُتِجَتْ مُهْراً كریماً فبالحَرَی، و إِن یَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ «1». قال: و الإِقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب. قال ابن حمزة: الهَجِینْ مأْخوذ من الهُجْنَة، و هی الغِلَظُ، و الهِجانُ الكریم مأْخوذ من الهِجَانِ، و هو الأَبیض. و الهِجان: البِیضُ، و هو أَحسنُ البیاض و أَعتقه فی الإِبل و الرجال و النساء، و یقال: خِیارُ كلِّ شی‌ء هِجانُه. قال: و إِنما أُخذ ذلك من الإِبل. و أَصلُ الهِجانِ البِیضُ، و كلُّ هِجان أَبیضُ. و الهِجانُ من كل شی‌ء: الخالصُ؛ و أَنشد: و إذا قیل: مَنْ هِجانُ قُرَیْشٍ؟ كنتَ أَنتَ الفَتی، و أَنتَ الهِجانُ و العربُ تَعُدُّ البیاضَ من الأَلوان هِجاناً و كَرَماً. و فی المثل: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلد أَی صَغُرَتْ؛ یضرب مثلًا للصغیر یتزین بزینة الكبیر. و جَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ، و هو القَدَح الضخم. و قال ابن الأَعرابی: جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَی كَبُرَتْ؛ قال: و هی بنتُ اللبون یُحْمَلُ علیها فتَلْقَحُ، ثم تُنْتَجُ و هی حِقَّة، قال: و لا تصلح أَن یفعل بها ذلك. ابن شمیل: الهاجِنُ القَلُوصُ یضرب بها الجَمَلُ، و هی إبنة لَبُونٍ، فتَلْقَحُ و تُنْتَجُ، و هی حِقَّةٌ، و لا تفعل ذلك إلا فی سنة مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ، و قد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، و قد أَهْجَنَها الجملُ إذا ضربها فأَلقحها؛ و أَنشد: ابْنُوا علی ذی صِهْركم و أَحْسِنُوا، أَ لم تَرَوْا صُغْرَی اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟ «2». قاله رجل لأَهل امرأَته، و اعْتَلُّوا علیه بصغرها عن الوطء؛ و قال: هَجَنَتْ بأَكبرهم و لَمَّا تُقْطَبِ یقال: قُطِبَتِ الجاریة أَی خُفِضَت. ابن بُزُرْج: غِلْمَةٌ أُهَیْجنة، و ذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَی زَوَّجُوهم صغاراً، یُزَوَّجُ الغلامُ الصغیر الجاریةَ الصغیرة فیقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قال: و الهاجِنُ علی مَیْسُورها ابنة الحِقَّة، و الهاجِنُ علی مَعْسُورها ابنة اللَّبُون. و ناقة مُهَجَّنة: و هی المُعْتَسَرَة. و یقال للقوم الكرام: إِنهم لمن سَرَاةِ الهِجَانِ؛ و قال الشماخ: و مِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم یُجارَوْا إلی الرُّبُعِ الهِجانِ، و لا الثَّمینِ الأَزهری: و أُخْبرْتُ عن أَبی الهیثم أَنه قال الروایة الصحیحة فی هذا البیت: إلی رُبُعِ الرِّهانِ و لا الثمین یقول: لم یُجارَوْا إلی رُبُع رِهانِهم و لا ثُمُنِه، قال: و الرِّهانُ الغایة التی یُسْتَبَقُ إلیها، یقول: مثلُ سَراةِ قومك لم یُجارَوْا إلی رُبُع غایتهم التی بلغوها و نالوها من المجد و الشرف و لا إلی ثُمُنها؛ و قول الشاعر: من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ وَ رَعْیُ الحِمَی و طُولُ الحِیالِ قال: الهِجانُ الخِیارُ من كل شی‌ء. و الهِجانُ من الإِبل: الناقة الأَدْماء، و هی الخالصة اللون و العِتْقِ من نُوق هِجانٍ و هُجُن. و الهِجَانةُ: البیاضُ؛ و منه قیل إبل هِجانٌ أَی بیض، و هی أَكرم الإِبل، و قال لبید: كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، و فی الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ مُتأَبِّضاتٍ: معقولاتٍ بالإِباضِ، و هو العِقالُ. و‌فی
(1). قوله [فمن قبل الفحل] كذا فی التهذیب بكسر اللام و علیه ففیه إقواء. و فی روایة أخری: و إن یك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ و هكذا ینتفی الإقواء (2). قوله [صغری اللقاح] الذی فی التهذیب: صغری القلاص
لسان العرب، ج‌13، ص: 434
الحدیث فی ذكر الدجال: أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ: الأَبیض. و یقال: هَجَّنه أَی جعله هجیناً. و المُهَجَّنة: الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ و أَنشد ابن بری لأَوس: حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ، و عَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِیرُ و‌فی حدیث الهجرة: مَرَّا بعبد یرعی غنماً فاستسقیاه من اللبن فقال: و الله ما لی شاةٌ تحْلَبُ غَیْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ و قد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: ائتنا بها؛ اهْتُجِنَتْ أَی تَبَیَّنَ حملُها. و الهاجنُ: التی حملت قبل وقت حملها. و الهُجْنة فی الكلام: ما یَلْزَمُك منه العیبُ. تقول: لا تفعل كذا فیكون علیك هُجْنةً. و قالوا: إن للعلم نَكَداً و آفة و هُجنة؛ یعنون بالهُجْنَة هاهنا الإِضاعة؛ و قول الأَعلم: و لَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجینِ علی رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ عنی بالهَجِین هنا اللئیم: و الهاجِنُ: الزَّنْدُ الذی لا یُورِی بقَدحةٍ واحدة. یقال: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، و إنَّ لها لهُجْنَةً شدیدة؛ و قال بشر: لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً، لأَوْرَیْتَ إذ خَدِّی لخَدِّكَ ضارِعُ و قال آخر: مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ و تَهْجینُ الأَمر: تقبیحُه. و أَرض هِجانٌ: بیضاء لینة التُّرْبِ مِرَبٌّ؛ قال: بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِیَّةِ الثَّرَی عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ و البَحْرُ و یروی … المُلُوحة … و الهاجِنُ: العَناق التی تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ السِّفَادِ، و الجمع الهِواجِنُ؛ قال: و لم أَسمع له فعلًا، و عم بعضهم به إناثَ نوعی الغنم. و قال ثعلب: الهاجن التی حُمل علیها قبل أَن تبلغ، فلم یَخُصَّ بها شیئاً من شی‌ء. و الهاجِنَةُ و المُهْتَجِنَةُ من النخل: التی تحمل صغیرة؛ قال شمر: و كذلك الهاجنُ. و یقال للجاریة الصغیرة: هاجن، و قد اهتُجِنَت الجاریة إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها. و اهْتُجِنَتِ الجاریة إذا وُطِئت و هی صغیرة. و المُهْتَجِنة: النخلة أَوَّل ما تُلْقَح. ابن سیدة: الهاجِنُ «1». و المُهْتَجِنة الصبیة؛ و فی المحكم: المرأَة التی تتزوّج قبل أَن تبلغ و كذلك الصغیرة من البهائم؛ فأَما قول العرب: جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلی التفاؤل.

هدن؛ ج13، ص: 434

: الأَزهری عن الهَوَازنیّ: الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر یأْتیه فیَهْدِنُه عما كان علیه فیقال انْهَدَنَ عن ذلك، و هَدَنَه خَبَرٌ أَتاه هَدْناً شدیداً. ابن سیدة: الهُدْنة و الهِدَانَةُ المصالحة بعد الحرب؛ قال أُسامة الهذلی: فسامونا الهِدانَةَ من قریبٍ، و هُنَّ معاً قیامٌ كالشُّجُوبِ و المَهْدُون: الذی یُطْمَعُ منه فی الصلح؛ قال الراجز: و لم یُعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ و هَدَنَ یَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ. و هَدَنَه أَی سكَّنه، یتعدَّی و لا یتعدَّی. و هادَنه مُهادنَةً: صالحه، و الاسم منهما الهُدْنَة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، ذكر الفتَنَ فقال: یكون بعدها هُدْنَةٌ علی دَخَنٍ و جماعةٌ علی أَقْذاءٍ؛
(1). قوله [ابن سیدة الهاجن إلخ] كذا بالأصل، و المؤلف التزم من مؤلفات ابن سیدة المحكم و لیست فیه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سیدة محرف عن ابن درید مثلًا بدلیل قوله و فی المحكم
لسان العرب، ج‌13، ص: 435
و تفسیره فی الحدیث؛ لا ترجع قلوبُ قوم علی ما كانت علیه، و أَصل الهُدْنةِ السكونُ بعد الهَیْج. و یقال للصلح بعد القتال و المُوادعة بین المسلمین و الكفار و بین كل متحاربین: هُدْنَةٌ، و ربما جعلت للهُدْنة مُدّة معلومة، فإذا انقضت المدة عادوا إلی القتال، و الدَّخَنُ قد مضی تفسیره؛ و قوله هُدْنَة علی دَخَنٍ أَی سكونٌ علی غِلّ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: عُمْیاناً فی غَیْبِ الهُدْنة‌أَی لا یعرفون ما فی الفتنة من الشر و لا ما فی السكون من الخیر. و‌فی حدیث سلمان: مَلْغاةُ أَوّل اللیل مَهْدَنَةٌ لآخره؛ معناه إذا سَهِر أَوّلَ اللیل و لَغا فی الحدیث لم یستیقظ فی آخره للتهجد و الصلاة أَی نومه فی آخر اللیل بسبب سهره فی أَوّله. و المَلْغاة و المَهْدَنة: مَفْعَلة من اللَّغْو، و الهُدُونُ: السكون أَی مَظِنّة لهما «1». و الهُدْنَة و الهُدُون و المَهْدَنة: الدَّعة و السكون. هَدَنَ یَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ. اللیث: المَهْدَنة من الهُدْنة و هو السكون، یقال منه: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا سَكَنْتَ فلم تتحرّك. شَمِرٌ: هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته و خَدَعْتُه كما یُهْدَن الصبی؛ قال رؤبة: ثُقِّفْتَ تَثْقِیفَ امْرِئٍ لم یُهْدَنِ أَی لم یُخْدَعْ و لم یُسَكَّنْ فیطمع فیه. و هادَنَ القومَ: وادَعهم. و هَدَنَهم یَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بكلام و أَعطاهم عهداً لا ینوی أَن یَفِیَ به؛ قال: یَظَلُّ نَهارُ الوالِهین صَبابةً، و تَهْدِنُهم فی النائمین المَضاجعُ و هو من التسكین. و هَدَنَ الصبیَّ و غیره یَهْدِنه و هَدَّنه: سكَّنه و أَرضاه. و هُدِنَ عنك فلانٌ: أَرضاه منك الشی‌ءُ الیسیر. و یقال: هَدَّنتِ المرأَةُ صبیَّها إذا أَهْدَأَته لینام، فهو مُهَدَّنٌ. و قال ابن الأَعرابی: هَدَنَ عَدُوَّه إذا كافَّه، و هَدَنَ إذا حَمُقَ. و تَهْدِینُ المرأَة ولدها: تسكینها له بكلام إذا أَرادت إنامته. و التَّهْدِینُ البُطْءُ. و تَهادَنت الأُمورُ: استقامت. و الهَوْدَناتُ: النُّوقُ. و رجل هِدانٌ، و فی التهذیب مَهْدُونٌ: بلید یرضیه الكلام، و الاسم الهَدْنُ و الهُدْنةُ. و یقال: قد هَدَنوه بالقول دون الفعل. و الهِدانُ: الأَحمقُ الجافی الوَخِمُ الثقیل فی الحرب، و الجمع الهُدونُ؛ قال رؤبة: قد یَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافی، من غیر ما عَقْلٍ و لا اصْطِرافِ و‌فی حدیث عثمان: جَباناً هِداناً، الهِدانُ: الأَحمقُ الثقیل، و قیل: الهِدان و المَهْدُون النَّوَّام الذی لا یُصَلِّی و لا یُبَكِّر فی حاجة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: هِدَانٌ كشحم الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج و قد تَهَدَّنَ، و یقال: هو مَهْدُونٌ؛ و قال: و لم یُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ و الاسم من كل ذلك الهَدْنُ؛ و أَنشد الأَزهری فی المَهْدُون: إنَّ العَواویرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها، و ذو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ و الهَدِنُ المُسْتَرْخِی. و إنَّه عنك لَهَیْدانٌ إذا كانَ یهابه. أَبو عبید فی النوادر: الهَیْدانُ و الهِدَانُ واحد، قال: و الأَصل الهِدانُ، فزادوا الیاء؛ قال الأَزهری: و هو فَیْعالٌ مثل عَیْدانِ النخل، النون
(1). قوله [لهما] هكذا فی الأَصل و النهایة
لسان العرب، ج‌13، ص: 436
أَصلیة و الیاء زائدة. و الهَدْنَةُ: القلیل الضعیف من المطر؛ عن ابن الأَعرابی، و قال: هو الرَّكُّ و المعروف الدَّهْنَةُ.

هرن؛ ج13، ص: 436

: الأَزهری: أَما هرن فإِنی لا أَحفظ فیه شیئاً، و إسم هَرُون مُعَرَّب لا اشتقاق له فی العربیة. و قال القتیبی: الهَیْرُون ضرب من التمر جید لعمل السِّلِّ. ابن سیدة: الهَرْنَوَی نبت، قال: لا أَعرف هذه الكلمة و لم أَرها فی النبات، و أَنكرها جماعة من أَهل اللغة، قال: و لستُ أَدری الهَرْنَوَی مقصور أَم الهَرْنَوِیُّ، علی لفظ النسب.

هرشن؛ ج13، ص: 436

: بعیر هِرْشِنٌ: واسع الشِّدْقَیْنِ. قال ابن سیدة: قال ابن درید لا أَدری ما صحته.

هزن؛ ج13، ص: 436

: هَوْزَنُ: إسم طائر؛ قال الأَزهری: جمعه هَوَازِنُ، قال: و لم أسمعه لغیر ابن درید. و بنو هَوْزَنٍ: بطنٌ من ذی الكُلاع، و روی الأَزهری عن الأَصمعی فی كتاب الأَسماء قال: هَوَازِنُ جمع هَوْزَنٍ، و هو حَیّ من الیمن یقال لهم هَوْزَن؛ قال: و أَبو عامر الهَوْزَنیُّ منهم. و هَوازِنُ: قبیلة من قیس و هو هَوَازِنُ بن منصور بن عِكرمة بن حَفْصةَ بن قیس عَیْلانَ. قال الأَزهری: هَوَازِنُ لا أَدری مِمَّ اشْتقاقُه، و النسب إلی هَوازِنَ القبیلة هَوازِنیٌّ، لأَنه قد صار اسماً للحیّ، و لو قیل هَوْزَنِیٌّ لكان وجهاً؛ و أَنشد ثعلب: إنَّ أَباك فَرَّ یومَ صِفِّینْ، لما رأَی عَكّاً و الأَشْعَرِیِّینْ و حابِساً یَسْتَنُّ بالطَّائِیِّینْ، و قَیْسِ عَیْلانَ الهَوَازِنِیّینْ

هفن؛ ج13، ص: 436

: أَهمله اللیث، و قال ابن الأَعرابی: الهَفْنُ المطر الشدید.

هكن؛ ج13، ص: 436

: تَهَكَّنَ الرجل: تَنَدَّمَ.

هلن؛ ج13، ص: 436

: الهِلْیَوْنُ: نَبْتٌ.

همن؛ ج13، ص: 436

: المُهَیْمِنُ و المُهَیْمَنُ: اسم من أَسماء الله تعالی فی الكتب القدیمة. و فی التنزیل: وَ مُهَیْمِناً عَلَیْهِ؛ قال بعضهم: معناه الشاهد یعنی و شاهِداً علیه. و المُهَیْمِنُ: الشاهد، و هو من آمن غیرَه من الخوف، و أَصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ، بهمزتین، قلبت الهمزة الثانیة یاء كراهة اجتماعهما فصار مُؤَیْمِنٌ، ثم صُیِّرت الأُولی هاء كما قالوا هَراق و أَراق. و قال بعضهم: مُهَیْمِنٌ معنی مُؤَیْمِن، و الهاء بدل من الهمزة، كما قالوا هَرَقْتُ و أَرَقْتُ، و كما قالوا إیَّاك و هِیَّاكَ؛ قال الأَزهری: و هذا علی قیاس العربیة صحیح مع ما جاء فی التفسیر أَنه بمعنی الأَمین، و قیل: بمعنی مُؤتَمَن؛ و أَما‌قول عباس بن عبد المطلب فی شعره یمدح النبی، صلی الله علیه و سلم.حتی احْتَوَی بَیْتُكَ المُهَیْمِنُ، من خِنْدِفَ، عَلْیاءَ تحتَها النُّطُقُ فإِن القتیبی قال: معناه حتی احتویتَ یا مُهَیْمِنُ من خِنْدِفَ علیاء؛ یرید به النبی، صلی الله علیه و سلم، فأَقام البیت مقامه لأَن البیت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه؛ قال الأَزهری: و أَراد ببیته شَرَفَه، و المهیمن من نعته كأَنه قال: حتی احْتَوی شَرَفُك الشاهدُ علی فضلك علیاءَ الشَّرَفِ من نسب ذوی خِنْدِف أَی ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التی تحتها النُّطُقُ، و هی أَوساطُ الجبال العالیة، جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له؛ قال ابن بری فی تفسیر قوله … بیتُك المهیمنُ … قال: أَی بیتُك الشاهدُ بشرفك، و قیل: أَراد بالبیت نفسه لأَن البیت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه. و‌فی حدیث عكرمة: كان علیّ، علیه
لسان العرب، ج‌13، ص: 437
السلام، أَعْلَم بالمُهَیْمِناتِ‌أَی القَضایا، من الهَیْمنَة و هی القیام علی الشی‌ء، جعل الفعل لها و هو لأَربابها القوّامین بالأُمور. و‌روی عن عمر أَنه قال یوماً: إنِّی داعٍ فَهَیْمِنُوا‌أَی إنی أَدْعُو الله فأَمِّنُوا، قلب أَحد حرفی التشدید فی أَمِّنُوا یاء فصار أَیْمِنُوا، ثم قلب الهمزة هاء و إحدی المیمین یاء فقال هَیْمِنُوا؛ قال ابن الأَثیر: أَی اشْهَدُوا. و العرب تقول: أَمَّا زید فحسن، و یقولون أَیْما بمعنی أَمَّا؛ و أَنشد المبرد فی قول جَمِیل: علی نَبْعةٍ زَوْراءَ أَیْما خِطامُها فَمَتْنٌ، و أَیْما عُودُها فعَتِیقُ قال: إنما یرید أَمَّا، فاستثقل التضعیف فأَبدل من إحدی المیمین یاء، كما فعلوا بقِیراطٍ و دِینارٍ و دِیوانٍ. و قال ابن الأَنباری فی قوله: وَ مُهَیْمِناً عَلَیْهِ، قال: المُهَیْمِنُ القائم علی خلقه؛ و أَنشد: أَلا إنَّ خیر الناسِ، بعد نَبِیِّهِ، مُهَیْمِنُه التالِیه فی العُرْفِ و النُّكْرِ قال: معناه القائم علی الناس بعده، و قیل: القائم بأُمور الخلق، قال: و فی المُهَیْمِن خمسة أَقوال: قال ابن عباس الْمُهَیْمِنُ المُؤْتَمَنُ، و قال الكسائی الْمُهَیْمِنُ الشهید، و قال غیره هو الرقیب، یقال هَیْمَن یُهَیْمِنُ هَیْمنَة إذا كان رقیباً علی الشی‌ء، و قال أَبو مَعْشَرٍ وَ مُهَیْمِناً عَلَیْهِ معناه و قَبَّاناً علیه، و قیل: و قائماً علی الكُتُب، و قیل: مُهَیْمِنٌ فی الأَصل مُؤیْمِنٌ، و هو مُفَیْعِلٌ من الأَمانة. و‌فی حدیث وُهَیْبٍ: إذا وقع العَبْدُ فی أُلْهانِیَّةِ الرَّبِّ و مُهَیْمِنِیَّةِ الصِّدِّیقین لم یَجِدْ أَحَداً یأْخذُ بقَلْبه؛ المُهَیْمِنِیَّة: منسوب إلی المُهَیْمِن، یرید أَمانة الصدِّیقین، یعنی إدا حَصَلَ العبدُ فی هذه الدرجة لم یعجبه أَحد، و لم یُحِبَّ إلا الله عز و جل. و الهِمْیانُ: التِّكَّة، و قیل للمِنْطَقَةِ هِمْیانٌ، و یقال للذی یجعل فیه النفقة و یشدّ علی الوسط: هِمْیان؛ قال: و الهِمْیان دخیل معرّب، و العرب قد تكلموا به قدیماً فأَعربوه. و‌فی حدیث النعمان بن مُقَرّنٍ یَومَ نهاوَنْدَ: أَلا إنِّی هازٌّ لكم الرایةَ الثانیة فَلْیَثِب الرجالُ و لیَشُدُّوا هَمَایِنَهم علی أَحْقائهم، یعنی مَناطِقَهم لیَسْتَعِدُّوا علی الحملة، و‌فی النهایة فی حدیث النُّعمان یوم نَهَاوَنْدَ. تَعاهدُوا هَمایِنكم فی أَحْقِیكُم و أَشْساعَكم فی نعالكم؛ قال: الهَماینُ جمع هِمْیانٍ، و هی المِنْطَقة و التِّكَّة، و الأَحْقِی جمع حِقْوٍ، و هی موضع شَدِّ الإِزار؛ و أَورد ابن الأَثیر حدیثاً آخر عن یوسف الصدیق، علیه السلام، مستشهداً به علی أَن الهِمْیَان تِكَّةُ السراویل لم أَستحسن إیرادَه، غفر الله لنا و له بكرمه.

هنن؛ ج13، ص: 437

: الهانَّةُ و الهُنانَة: الشحمة فی باطن العین تحت المُقْلة. و بعیر ما به هانَّةٌ و لا هُنانة أَی طِرْق. قال أَبو حاتم: حضرتُ الأَصمعی و سأَله إنسان عن قوله ما ببعیری هَانَّة و لا هُنانَةٌ، فقال: إنما هو هُتَاتة، بتاءین؛ قال أَبو حاتم: قلت إنما هو هانَّة و هُنانة، و بجنبه أَعرابی فسأَله فقال: ما الهُتاتة؟ فقال: لعلك ترید الهُنَانَة، فرجع إلی الصواب؛ قال الأَزهری: و هكذا سمعته من العرب؛ الهُنَانَةُ، بالنون: الشحم. و كل شحمة هُنَانة. و الهُنَانة أَیضاً: بقیة المخ. و ما به هانَّة أَی شی‌ء من خیر، و هو علی المثل. و ما بالبعیر هُنَانة، بالضم، أَی ما به طِرْقٌ؛ قال الفرزدق: أَ یُفایِشُونَكَ، و العِظَامُ رقیقةٌ، و المُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ؟
لسان العرب، ج‌13، ص: 438
و أَورد ابن بری عجز هذا البیت و نسبه لجریر. و أَهَنَّه اللهُ، فهو مَهْنُونٌ. و الهِنَنَةُ: ضرب من القنافذ. و هَنّ یَهِنُّ: بكی بكاء مثل الحنین؛ قال: لما رأَی الدارَ خَلاءً هَنَّا، و كادَ أَن یُظْهِرَ ما أَجَنَّا و الهَنِینُ: مثل الأَنین. یقال: أَنَّ و هَنَّ، بمعنی واحد. و هَنَّ یَهِنُّ هنِیناً أَی حَنَّ؛ قال الشاعر: حَنَّتْ و لاتَ هَنَّتْ، و أَنِّی لكِ مَقْرُوعُ «2». قال: و قد تكون بمعنی بكی. التهذیب: هَنَّ و حَنَّ و أَنَّ، و هو الهَنِینُ و الأَنینُ و الحَنینُ قریبٌ بعضها من بعض؛ و أَنشد: لما رأَی الدارَ خَلاءً هَنَّا أَی حَنَّ و أَنَّ. و یقال: الحَنِین أَرفعُ من الأَنین؛ و قال آخر: لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ، عُجَیِّزاً كأَنَّها شَیْطَانَهْ یرید بالهَنّانة التی تبكی و تَئِنّ؛ و قول الراعی: أَ فی أَثَرِ الأَظْعانِ عَیْنُكَ تَلْمَحُ؟ أَجَلْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قلبَك متْیَحُ یقول: لیس الأَمر حیث ذهبتَ. و قولهم: یا هَناه أَی یا رجل، و لا یستعمل إلا فی النداء؛ قال إمرؤ القیس: و قد رابَنی قولُها: یا هَناهُ، وَیْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

هنزمن؛ ج13، ص: 438

: الهِنْزَمْرُ و الهِنْزَمْنُ و الهِیْزَمْنُ، كلُّها: عیدٌ من أَعیاد النصاری أَو سائر العجم، و هی أَعجمیة؛ قال الأَعشی: إذا كان هِنْزَمْنٌ و رُحْتُ مُخَشَّما

هون؛ ج13، ص: 438

: الهُونُ: الخِزْیُ. و فی التنزیل العزیز: فَأَخَذَتْهُمْ صٰاعِقَةُ الْعَذٰابِ الْهُونِ؛ أَی ذی الخزی. و الهُونُ، بالضم: الهَوَانُ. و الهُونُ و الهَوانُ: نقیض العِزِّ، هانَ یَهُونُ هَواناً، و هو هَیْنٌ و أَهْوَنُ. و فی التنزیل العزیز: وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ؛ أَی كل ذلك هَیِّنٌ علی الله، و لیست للمفاضلة لأَنه لیس شی‌ءٌ أَیْسَرَ علیه من غیره، و قیل: الهاء هنا راجعة إلی الإِنسان، و معناه أَن البعث أَهونُ علی الإِنسان من إنشائه، لأَنه یقاسی فی النَّشْ‌ءِ ما لا یقاسیه فی الإِعادة و البعث؛ و مثل ذلك قول الشاعر: لَعَمْرُك ما أَدْری، و إنی لأَوْجَلُ، علی أَیِّنا تَعْدُو المَنِیَّةُ أَوَّلُ و أَهانه و هَوَّنه و اسْتَهانَ به و تَهاوَنَ بهِ: استخفَّ به، و الاسم الهَوَانُ و المَهانة. و رجل فیه مَهانة أَی ذُلٌّ و ضعف. قال ابن بری: المَهانةُ من الهَوانِ، مَفْعَلة منه و میمها زائدة. و المَهانة من الحَقارة: فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقیراً. و‌فی الحدیث: لیس بالجافی و لا المَهین؛ یروی بفتح المیم و ضمها، فالفتح من المَهانة، و قد تقدَّم فی مَهَنَ، و الضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشی‌ء و الاستحقار، و الاسم الهَوانُ، و هذا موضعه. و اسْتَهانَ به و تَهاوَنَ به: استحقره؛ و قوله: و لا تُهِینَ الفقیرَ، عَلَّكَ أَن تَرْكَعَ یوماً، و الدَّهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد: لا تُهِینَنْ، فحذف النونَ الخفیفة لما استقبلها ساكنٌ.
(2). قوله‌حنت و لات هنت كذا بالأَصل و الصحاح هنا و فی مادة قرع أیضاً بواو بعد حنت، و الذی فی التكملة بحذفها و هی أوثق الأَصول التی بأیدینا و علیها یتخرج هذا الشطر من الهزج و قد دخله الخرم و الحذف
لسان العرب، ج‌13، ص: 439
و الهَوْنُ: مصدر هانَ علیه الشی‌ءُ أَی خَفَّ. و هَوَّنه الله علیه أَی سهَّله و خففه. و شی‌ءٌ هَیِّنٌ، علی فَیْعِلٍ أَی سهل، و هَیْنٌ، مخفف، و الجمع أَهْوِناءُ كما قالوا شی‌ءٌ و أَشیئاءُ علی أَفْعِلاءَ؛ قال ابن بری: أَشیئاء لم تنطق بها العرب و إنما نطقت بأَشیاء فقال بعضهم: أَصله أَشیئاء، فحذفت الهمزة تخفیفاً، و قال الخلیل: أَصله شَیْئاء علی فَعْلاء ثم قدِّمت الهمزة التی هی لام فصارت أَشیاء، و وزنها الآن لَفْعاء؛ و قال بعضهم: الهَوْنُ و الهُونُ واحد، و قیل: الهُونُ الهَوانُ و الهَوْنُ الرِّفق؛ و أَنشد: مررتُ علی الوَدِیعةِ، ذاتَ یومٍ، تَهادَی فی رِداء المِرْطِ هَوْنا و قال إمرؤ القیس: تَمِیلُ علیه هُونَةٌ غیرُ مِعْطالِ قال: هُونة ضعیفة من خِلْقتها لا تكون غلیظة كأَنها رجل، و روی غیره: هَوْنة أَی مُطاوعة؛ و قال جَنْدَلٌ الطُّهَویّ: داوَیْتُهم من زَمَنٍ إلی زَمَنْ، دَواءَ بُقْیا بالرُّقَی و بالهُوَنْ، و بالهُوَیْنا دائباً فلم أُوَنْ بالهُوَن، یرید: بالتسكین و الصلح ابن الأَعرابی: هَیِّنٌ بَیِّنُ الهُونِ. ابن شمیل: إنه لیَهُونُ علیَّ هَوْناً و هَواناً. الفراء فی قوله تعالی: أَ یُمْسِكُهُ عَلیٰ هُونٍ؛ قال: الهُونُ فی لغة قریش الهَوان، قال: و بعض بنی تمیم یجعل الهُونَ مصدراً للشی‌ء الهَیِّنِ، قال: و قال الكسائی سمعت العرب تقول إن كُنْت لقلیل هَوْنِ المؤُونة مُذ الیوم، قال: و قد سمعت الهَوانَ فی مثل هذا المعنی؛ قال رجل من العرب لبعیر له: ما به بأْسٌ غیرُ هَوانِه، یقول: إنه خفیف الثمن. و إذا قالت العرب: أَقْبَلَ یَمْشی علی هَوْنِه، لم یقولوه إلا بالفتح؛ قال الله عز و جل: الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً؛قال عكرمة و مجاهد: بالسكینة و الوقار؛ و قال الكمیت: شُمٌّ مَهاوِینُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخامِیصُ العَشیّات، لا خُورٌ و لا قُزُمُ قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون مهاوین جمع مهْوَنٍ، و مذهب سیبویه أَنه جمع مِهْوانٍ. و رجل هَیِّنٌ و هَیْنٌ، و الجمع أَهْوِناءُ، و شی‌ءٌ هَوْنٌ: حقیر. قال ابن بری: الهَوْن هَوانُ الشی‌ءِ الحقیر الهَیِّنِ الذی لا كرامة له. و تقول: أَهَنْتُ فلاناً و تَهاوَنْتُ به و استَهنْتُ به. و الهُونُ: الهَوانُ و الشِّدَّة. أَصابه هُونٌ شدید أَی شدة و مضَرَّة و عَوَزٌ؛ قالت الخنساء: تُهِینُ النفوسَ و هُون النُّفوسْ ترید: إهانة النفوس: ابن بری: الهُون، بالضم، الهَوان؛ قال ذو الإِصبع: اذهَبْ إلیك، فما أُمِّی براعِیةٍ ترْعَی المَخاضَ، و لا أُغضِی علی الهُونِ و یقال: إنه لَهَوْنٌ من الخیل، و الأُنثی هَوْنة، إذا كان مِطْواعاً سَلِساً. و الهَوْنُ و الهُوَیْنا: التُّؤَدة و الرِّفْق و السكینة و الوقار. رجل هَیِّن و هَیْن، و الجمع هَیْنونَ؛ و منه: قوم هَیْنُونَ لَیْنُونَ؛ قال ابن سیدة: و تسلیمه یشهد أَنه فَیْعِلٌ. و فلان یمشی علی الأَرض هَوْناً؛ الهَوْن: مصدر الهَیِّن فی معنی السكینة و الوقار. قال ابن بری: الهَوْنُ الرِّفق؛ قال الشاعر: هَوْنَكُما لا یَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا، لا تَهْلِكا أَسَفاً فی إثْرِ من ماتا
لسان العرب، ج‌13، ص: 440
و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: یَمْشی هَوْناً؛ الهَوْن: الرِّفْق و اللِّین و التثبت، و‌فی روایة: كان یمشی الهُوَیْنا، تصغیر الهُونَی تأنیث الأَهْوَن، و هو من الأَّوَّل، و فرَق بعضُهم بین الهَیِّن و الهَیْن فقال: الهَیِّن من الهَوان، و الهَیْنُ من اللِّین. و امرأَة هَوْنة و هُونة؛ الأَخیرة عن أَبی عبیدة: مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثعلب: تَنُوءُ بمَتْنَیها الرَّوابی و هَوْنَةٌ، علی الأَرضِ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ و تَكَلَّم علی هِینَتِه أَی رِسْله. و‌فی الحدیث: أَنه سار علی هِینَتِه‌أَی علی عادته فی السُّكون و الرِّفق. یقال: امش علی هینتك أَی علی رِسْلك. و جاء‌عن علی، علیه السلام: أَحْبِبْ حَبیبك هَوْناً مّا‌أَی حبّاً مُقْتَصِداً لا إفراط فیه، و إضافة ما إلیه تُفیدُ التقلیل، یعنی لا تُسْرِف فی الحُبّ و البُغْض، فعسی أَن یصیرَ الحبیب بَغیضاً و البَغِیض حبیباً، فلا تكون قد أَسرفت فی الحُب فتندمَ، و لا فی البُغْض فتستَحْیی. و تقول: تكَلَّمْ علی هِینَتك. و رجل هَیِّن لَیِّن و هَیْن لَیْن. شمر: الهَوْن الرِّفْق و الدَّعَة. و قال فی تفسیر حدیث علی، علیه السلام: یقول لا تُفْرِطْ فی حُبّه و لا فی بغضه. و یقال: أَخذ أَمرَه بالهُونی، تأنیث الأَهْون، و أَخذ فیه بالهُوَیْنا، و إنك لَتَعْمِد للهُوَیْنا من أَمرك لأَهْونه، و إنه لیَأْخذ فی أَمره بالهَوْن أَی بالأَهْوَن. ابن الأَعرابی: العرب تمدح بالهَیْن اللَّیْن، مخفف، و تذم بالهَیّن اللَّیّن، مثقل. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: المُسلِمُون هَیْنُونَ لَیْنُونَ، جعله مدحاً لهم. و قال غیر ابن الأَعرابی: هَیِّن و هَیْن و لَیِّن و لَیْن بمعنی واحد، و الأَصل هَیِّن، فخفف فقیل هَیْن، و هَیّن، فَیْعِل من الهَوْن، و هو السكینة و الوقار و السهولة، و عینه واو. و شی‌ءٌ هَیِّن و هَیْن أَی سهل. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: النساء ثلاث فهَیْنة لَیْنة عفِیفة.و فی النوادر: هُنْ عندی الیومَ، و اخْفِض عندی الیومَ، و أَرِحْ عندی، و ارْفَهْ عندی، و استَرْفِهْ عندی، و رَفِّهْ عندی، و أَنْفِهْ عندی، و اسْتَنفِهْ عندی؛ و تفسیره أَقم عندی و استرح و اسْتَجِمَّ؛ هُنْ من الهَوْن و هو الرفق و الدَّعة و السكون. و أَهْوَنُ: اسمُ یومِ الاثنین فی الجاهلیة؛ قال بعض شعراء الجاهلیة: أُؤَمِّلُ أَن أَعِیشَ، و أَنَّ یَوْمِی بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ أَو التالی دُبارٍ أَم فیوْمی بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِیارِ قال ابن بری: و یقال لیوم الاثنین أَیضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة، و هی الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلی الثانی. و الأَهْوَنُ: اسم رجل. و ما أَدری أَیُّ الهُون هو أَی أَیُّ الخلق. قال ابن سیدة: و الزای أعلی. و الهُونُ: أَبو قبیلة، و هو الهُونُ بن خزیمة بن مُدْرِكة بن إلْیاس بن مُضَرَ أَخو القارة. و قال أَبو طالب: الهَوْنُ و الهُونُ جمیعاً ابن خُزیمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْیَغَ بنِ الهُون بن خزیمة «3». سموا قارَة لأَن هَریر بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حین أَراد أَن یُفَرِّقَ بین أَتْیغ: دَعْنا قارةً واحدةً، فمن یومئذ سُمُّوا قارة؛ ابن الكلبی: أَراد یَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن یُفَرِّقَ بُطونَ الهُون فی بُطون كنانة، فقال رجل من الهُون:
(3). قوله [مدركة بن ذات القارة أتیغ بن الهون إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 441
دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا فنَجْفُلَ، مثلَما جفَلَ الظَّلیمُ «1» المُفَضَّلُ الضَّبِّیُّ: القارة بنو الهُون. و الهاوَن «2». و الهاوُنُ و الهاوُون، فارسی معرب: هذا الذی یُدَقُّ فیه؛ قیل: كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوینُ مثل قانون و قَوَانین، فحذفوا منه الواو الثانیة استثقالًا و فتحوا الأُولی، لأَنه لیس فی كلامهم فاعُلٌ بضم العین. و المُهْوَئِنُّ: الوَطِی‌ءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ و الغائط و الوادی، و جمعه مُهْوَئِنَّاتٌ.

هین؛ ج13، ص: 441

: هانَ یَهِینُ: مثل لانَ یَلِین. و فی المثل: إذا عَزَّ أَخوك فهِنْ. و ما هَیَانُ هذا الأَمرِ أَی شأنُه. و هَیّانُ بن بَیّانَ: لا یُعْرَفُ و لا یُعْرَف أَبوه، و قد ذكر أَن نونه زائدة، و الله أَعلم.

هیزمن؛ ج13، ص: 441

: الهِنْزَمْرُ و الهِنْزَمْنُ و الهِیْزَمْنُ، كلها: عید من أَعیاد النصاری أَو سائر العجم، و هی أَعجمیة، و الله أَعلم.

فصل الواو؛ ج13، ص: 441

وأن؛ ج13، ص: 441

: رجل وَأْنٌ: أَحمق كثیر اللحم ثقیل. و امرأَة وَأْنَةٌ: غلیظة. و الوَأْنَة: الحَمْقاء و امرأَةٌ وَأْنَة إذا كانت مُقاربة الخَلْق. و قال أَبو منصور: هی وَأْبة، بالباء. و قال اللیث: الوَأْنة سواءٌ فیه الرجلُ و المرأَة، یعنی المُقْتَدِرَ الخَلْق. ابن الأَعرابی: التَّوْأَنُ ضَعْف البَدَنِ و الرَّأْیِ، أَیّ ذلك كان. قال أَبو منصور: التَّوْأَن مأْخوذ من قولهم رجل وَأْنٌ، و هو الأَحمق. و یقال للرجل الأَحمق: وأْنٌ مِلْدَمٌ خُجَأَةٌ ضَوْكَعَةٌ.

وبن؛ ج13، ص: 441

: اللحیانی: یقال ما فی الدار وابِرٌ و لا وابِنٌ أَی ما فیها أَحدٌ. ابن الأَعرابی: الوَبْنَةُ الأَذی، و الوَبْنة الجَوْعَةُ.

وتن؛ ج13، ص: 441

: الوَتِینُ عِرْقٌ فی القلب إذا انقطع مات صاحبه؛ و منه‌حدیث غسل النبی، صلی الله علیه و سلم: و الفَضْل یقول أَرِحْنی أَرِحْنی قَطَعْتَ وَتِینی أَری شیئاً یَنْزِلُ علیَّ؛ ابن سیدة: الوَتِینُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب من باطنه أَجمع، یَسْقی العُروقَ كلَّها الدمَ و یَسْقی اللَّحْمَ و هو نَهْرُ الجَسد، و قیل: هو عرق أَبیضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار، و قیل: الوتین یَستَقی من الفُؤاد، و فیه الدم. و الوَتینُ: الخِلْبُ، و قیل: هو نیاطُ القلب، و قیل: هو عرق أَبیض غلیظ كأَنه قصبة، و الجمع أوْتِنَةٌ و وُتْنٌ. و وَتَنَه وتْناً: أَصاب وَتِینَه؛ قال حُمیدٌ الأَرْقطُ: شِرْیانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّینِ، و صِیغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنینِ، من عَلَقِ المَكْلیِّ و المَوْتونِ و وُتِنَ: شكا وَتِینَه. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ لَقَطَعْنٰا مِنْهُ الْوَتِینَ؛ قال أَبو إسحاق: عرْق یَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ یجتمع إلیه البَطْنُ، و إلیه تضم العروق «3». و وَتَنَ بالمكانِ وتْناً و وُتُوناً: ثبت و أَقام به. و الواتِنُ: الماءُ المَعینُ الدائم الذی لا یذهب؛ عن أَبی زید.
(1). قوله [فنجفل مثل ما جفل الظلیم] هكذا فی الأَصل، و الذی أورده المصنف و صاحب الصحاح فی مادة قول و كذا المیدانی فی مجمع الأَمثال: فنجفل مثل إجفال الظلیم (2). قوله [و الهاون إلخ] عبارة التكملة ابن درید: الهاوون أی بواوین الأَولی مضمومة الذی یدق به عربی صحیح. و لا یقال هاون أی بفتح الواو لأَنه لیس فی كلام العرب إسم علی فاعل بعد الأَلف واو. قال أبو زید فی الهاوون إنه سمعه من أناس و لم یجئ به غیره. و قال الفراء فی كتابه البهی: و تقول لهذا الهاون الذی یدق به الهاوون بواوین (3). قوله [و إلیه تضم العروق] الذی فی التهذیب: و إلیه تضرب العروق
لسان العرب، ج‌13، ص: 442
و‌فی الحدیث: أَمّا تَیْماءُ فعینٌ جاریةٌ، و أَما خَیْبر فماءٌ واتِنٌ‌أَی دائم. و الواتِنُ: الثابت. و الماءُ الواتِن: الدائم أَعنی الذی لا یجری، و قیل: الذی لا ینقطع. أَبو زید: الواتِنُ من المیاه الدائمُ المَعینُ الذی لا یذهب. اللیث: الواتِنُ و الواثِنُ لغتان، و هو الشی‌ء المقیم الدائم الراكد فی مكانه قال رؤبة: أَمْطَرَ، فی أَكْنافِ غَیْنٍ مُغْیِنِ، علی أَخِلَّاءِ الصَّفاء الوُتَّنِ قال: یروی بالثاء و التاء، و معناهما الدَّوْمُ علی العَهْد؛ و أَنشد ابن بری لكعب بن زهیر: و هو التَّرِیكَةُ بالمِكَرِّ و حارثٍ، فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِنِ قال ابن بری: و قال أَبو عمرو یقال وَتَنَ و أَتَنَ إذا ثَبَتَ فی المكان؛ و أَنشد لأَبَّاق الدُّبَیْرِی: أَتَنْتُ لها، فلم أَزَلْ فی خِبائِها مقیماً إلی أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتی وَعْدِی و قد وَتَنَ و وَثَنَ بمعنی واحد. قال أَبو منصور: المعروف وَتَنَ یَتِنُ، بالتاء، وُتُوناً، و الوَتِینُ منه مأْخوذ. و المُواتَنة: المُلازمة؛ و فی الصحاح: المُلازَمة فی قلة التفرّق. قال أَبو منصور: و لم أَسمع وَثَنَ، بالثاء، بهذا المعنی لغیر اللیث، قال: و لا أَدری أَ حفِظَه عن العرب أَم لا. الجوهری: وَتَنَ الماءُ و غیره وُتُوناً و تِنَةً أَی دامَ و لم ینقطع. و وَاتَنَ القومُ دارَهم: أَطالوا الإِقامة فیها. و وَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً و وِتاناً: فعل مثل ما یفعل، و هی أَیضاً المُطاولة و المُماطلة. و الوَتْنُ: أَن تَخْرُجَ رجلا المولود قَبْل رأْسه، لغة فی الیَتْنِ، و قیل: الوَتْنُ الذی وُلِدَ منكوساً، فهو مَرَّةً اسم للوِلادِ، و مَرَّةً اسم للولد. و أَوْتَنَتِ المرأَةُ: ولدت وَتْناً كأَیْتَنَتْ إذا ولدت یَتْناً. ابن الأَعرابی: امرأَة مَوْتُونة إذا كانت أَدِیبةً، و إن لم تكن حَسْناء. و الوَتْنَةُ: مُلازمةُ الغریم. و الوَتْنَة: المخالفة، هاتان بالتاء. و الوَثْنة، بالثاء: الكَفْرَةُ.

وثن؛ ج13، ص: 442

: الوَثْنُ و الوَاثِنُ: المقیم الراكد الثابت الدائم، و قد وَثَنَ؛ قال ابن درید: و لیس بثَبْتٍ؛ قال: و الذی حكاه أَبو عبید الواتن. و قد حكی ابن الأَعرابی: وَثَنَ بالمكان، قال: و لا أَدری من أَین أَنكره ابن درید. اللیث: الواثن و الواتن لغتان، و هو الشی‌ء المقیم الراكد فی مكانه؛ قال رؤبة: علی أَخِلَّاءِ الصَّفاء الوُثَّنِ قال اللیث: یروی بالثاء و التاء، و معناهما الدّوْمُ علی العهد، و قد وَتَنَ و وَثَنَ بمعنی واحد؛ قال أَبو منصور: المعروف وَتَنَ یَتِنُ، بالتاء، وُتُوناً، و لم أَسمع وَثَنَ، بالثاء، بهذا المعنی لغیر اللیث، قال: و لا أَدری أَ حفظه عن العرب أَم لا. و الوَثْنة، بالثاء: الكَفْرَةُ. و المَوْثُونة، بالثاء: المرأَةُ الذلیلة. و امرأَة موثونة، بالثاء، إذا كانت أَدیبةً و إن لم تكن حَسْناء. و الوَثَنُ: الصنم ما كان، و قیل: الصنم الصغیر. و‌فی الحدیث: شاربُ الخمر كعابدِ وَثَنٍ.قال ابن الأَثیر: الفرق بین الوَثَنِ و الصَّنَم أَن الوَثَنَ كل ما له جُثَّةٌ معمولة من جواهر الأَرض أَو من الخشب و الحجارة كصورة الآدمی تُعمَلُ و تُنْصَبُ فتُعْبَدُ، و الصَّنَمُ الصورة بلا جُثَّةٍ؛ و منهم من لم یفرق بینهما و أَطلقهما علی المعنیین. قال: و قد یطلق الوَثَنُ علی غیر الصورة، و الجمع أَوْثانٌ و وُثُنٌ و وُثْنٌ و أُثُنٌ، علی إبدال الهمزة من الواو، و قد قرئ: إنْ یَدْعُونَ من دونه إلا أُثُناً؛ حكاه
لسان العرب، ج‌13، ص: 443
سیبویه. قال الفراء: و هو جمع الوَثَنِ، فضم الواو و همزها، كما قال: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. الأَزهری: قال شمر فیما قرأْت بخطه أَصل الأَوْثانِ عند العرب كل تِمْثالٍ من خشب أَو حجارة أَو ذهب أَو فضة أَو نحاس أَو نحوها، و كانت العرب تنصبها و تعبدها و كانت النصاری نصبت الصَّلیب و هو كالتِّمْثال تُعَظِّمُه و تعبده، و لذلك سماه الأَعشی وَثَناً؛ و قال: تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه، كطَوْفِ النَّصاری ببَیْتِ الوَثَنْ أَراد بالوَثَنِ الصلیب. قال: و‌قال عَدِیُّ بن حاتم قدمت علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و فی عُنُقِی صَلیب من ذهب، فقال لی: أَلْقِ هذا الوَثَنَ عنك؛ أَراد به الصلیب، كما سماه الأَعشی وَثَناً. و وُثِنَتِ الأَرض: مُطِرَتْ؛ عن ابن الأَعرابی. و أَرض مَضْبوطةٌ ممطورة و قد ضُبِطَتْ و وُثِنَتْ بالماء و نُصِرَتْ أَی مُطِرَتْ. و اسْتَوْثَنَت الإِبلُ: نشأَت أَولادُها معها. و اسْتَوْثَنَ النَّحْلُ: صار فرقتین كباراً و صغاراً. و اسْتَوْثَنَ المالُ: كثر. و اسْتَوثَنَ من المال: استكثر منه مثل اسْتَوثَجَ و اسْتَوثَرَ، و الله أَعلم.

وجن؛ ج13، ص: 443

: الوَجْنَةُ: ما ارتفع من الخَدَّیْنِ للشِّدْق و المَحْجِرِ. ابن سیدة: الوَجْنةُ و الوِجْنَةُ و الوُجْنةُ و الوَجَنةُ و الأُجْنة و الإجْنةُ و الأَجْنةُ؛ الأَخیرة عن یعقوب حكاه فی المبدل: ما انحدر من المَحْجِرِ و نتأَ من الوجه، و قیل: ما نتأَ من لحم الخدین بین الصُّدْغین و كَنَفَی الأَنف، و قیل: هو فَرَقُ ما بین الخَدَّیْنِ و المَدْمَعِ من العظم الشاخص فی الوجه، إِذا وَضَعْتَ علیه یَدَك وجدت حَجْمَه. و حكی اللحیانی: إِنه لَحَسَن الوَجَناتِ كأَنه جعل كل جزء منها وَجْنةً، ثم جمع علی هذا. و رجل أَوْجَنُ و مُوَجَّنٌ: عظیم الوَجَنات. و المُوَجَّنُ: الكثیر اللحم. ابن الأَعرابی: إِنما سمیت الوَجْنَةُ وَجْنَةً لنُتُوئها و غلظها. و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: كان ناتئَ الوَجْنةِ؛ هی أَعلی الخدّ. و الوَجْنُ و الوَجَنُ و الوَجین و الوَاجِنُ؛ الأَخیر كالكاهِل و الغارِبِ: أَرض صُلْبةٌ ذات حجارة، و قیل: هو العارض من الأَرض ینقاد و یرتفع قلیلًا، و هو غلیظ، و قیل: الوَجِین الحجارة؛ و فی حدیث سَطِیحٍ: تَرْفَعُنی وَجْناً و تَهْوِی بی وَجَنْ هی الأَرض الغلیظة الصُّلْبة، و یروی: وُجْناً، بالضم، جمع وَجِینٍ. و ناقة وَجْناءُ: تامة الخَلْق غلیظة لحم الوَجْنةِ صُلْبة شدیدة، مشتقة من الوَجِین التی هی الأَرض الصلبة أَو الحجارة، و قال قوم: هی العظیمة الوَجْنَتَین. و الأَوْجَنُ من الجمال و الوَجْناء من النُّوق: ذات الوَجْنةِ الضخمة، و قلما یقال جَمَلٌ أَوْجَنُ. و یقال: الوَجْناء الضخمة، شبهت بالوَجِین العارض من الأَرض و هو مَتْنٌ ذو حجارة صغیرة. و قال ابن شمیل: الوَجْناءُ تشبه بالوجین و هی العظیمةُ؛ و فی قصید كَعْب بن زُهَیْر: وَجْناء فی حُرَّتَیْها للبَصِیر بها و فیها أَیضاً: غَلْباء وَجْناء عُلكوم مُذَكَّرَة الوَجْناءُ: الغلیظة الصُّلْبة. و‌فی حدیث سَواد بن مُطَرِّف: وَأْدَ الذِّعْلِب الوَجْناءِ‌أَی صوت وطئها علی الأَرض؛ ابن الأَعرابی: الأَوْجَنُ الأَفْعَلُ من الوَجِین فی قول رؤبة:
لسان العرب، ج‌13، ص: 444
أَعْیَسَ نَهَّاضٍ كحَیْدِ الأَوْجَنِ «1». قال: و الأَوْجَنُ الجبَلُ الغلیظ. ابن شمیل: الوَجِینُ قُبُل الجبل و سَنَده، و لا یكون الوَجینُ إِلا لواد وَطِی‌ءٍ تعارض فیه الوادی الداخل فی الأَرض الذی له أَجْرافٌ كأَنها جُدُرٌ، فتلك الوُجُنُ و الأَسْنادُ. و الوَجینُ: شَطُّ الوادی. و وَجَنَ به الأَرضَ: ضربها به. و ما أَدری أَی من وَجَّنَ الجلدَ هو؛ حكاه یعقوب و لم یفسره؛ و قال فی التهذیب و غیره: أَی أَیُّ الناس هو. و الوَجْنُ: الدَّقُّ. و المِیجَنةُ: مِدَقَّةُ القَصّارِ، و الجمع مَواجِنُ و مَیاجِنُ علی المعاقبة؛ قال عامر بن عُقَیْلٍ السَّعدیّ: رِقابٌ كالمَوَاجِن خاظِیاتٌ، و أَسْتاهٌ علی الأَكْوار كُومُ قوله خاظیات، بالظاء، من قولهم خَظاً بَظاً؛ قال ابن بری: اسم هذا الشاعر فی نوادر أَبی زید علیُّ بن طُفیل السعدی؛ و قبل البیت: و أَهْلَكَنی، لكُمْ فی كل یومٍ، تَعَوُّجُكُمْ عَلَیَّ، و أَسْتَقِیمُ و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السیوف علی الهامِ إِلا بوَقْعِ البَیازِرِ علی المَوَاجِنِ؛ جمع مِیجَنةٍ و هی المِدَقَّةُ. یقال: وَجَنَ القصّارُ الثوب یَجِنُه وَجْناً دَقَّه، و المیم زائدة، و هی مِفْعَلةٌ، بالكسر. و قال أَبو القاسم الزجاجی: جمع مِیجَنةٍ علی لفظها مَیاجن و علی أَصلها مَوَاجن. اللحیانی: المِیجَنةُ التی یُوجَّنُ بها الأَدیمُ أَی یُدَقُّ لیلین عند دباغه؛ و قال النابغة الجعدی: و لم أَرَ فیمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوةً أَسَبَّ لأَضْیافٍ، و أَقْبَحَ مَحْجِرا ابن الأَعرابی: و التَّوَجُّنُ الذل و الخضوع. و امرأَة مَوْجُونةٌ: و هی الخَجِلَةُ من كثرة الذنوب.

وحن؛ ج13، ص: 444

: الحِنَةُ: الحِقْدُ. وَحَنَ علیه حِنَةً: مثل وَعَدَ عِدَةً، و قال اللحیانی: وَحِنَ علیهم، بالكسر، حِنةً كذلك. التهذیب: ابن الأَعرابی التَّوَحُّنُ عِظَم البطن، و التَّحَوُّنُ الذُّل و الهلاك، و الوَحْنةُ الطین المُزْلقُ.

وخن؛ ج13، ص: 444

: ابن الأَعرابی: التَّوَخُّنُ القصد إِلی خیر أَو شر، قال: و الوَخْنةُ الفساد و النَّوْخَةُ الإِقامة.

ودن؛ ج13، ص: 444

: ودَنَ الشی‌ءَ یَدِنُه وَدْناً و وِداناً، فهو مَوْدون و وَدِینٌ أَی منقوع، فاتَّدَنَ: بَلَّهُ فابْتَلَّ؛ قال الكمیت: و راجٍ لِینَ تَغْلِبَ عن شِظَافٍ، كمُتَّدِنِ الصَّفا حتی یَلِینا «2». أَی یَبُلُّ الصَّفا لكی یلین. قال ابن سیدة: هذا قول أَبی عبید، قال: و عندی أَنه إِنما فَسَّرَ علی المعنی، و حقیقته أَن المعنی كمثل الصَّفا، كأَن الصفا جُعلَتْ فیه إِرادةٌ لذلك؛ و قول الطِّرمّاح: عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ منها دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدینِ قال أَبو منصور: أَراد دُفوفَ رمل أَو كَثیب أَقاح مَعْهودٍ أَی ممطور أَصابه عَهْدٌ من المطر بعد مطر، و قوله: وَدِین أَی مَوْدُونٍ مبلول من وَدَنْتُه أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته. و حكی الأَزهری فی ترجمة دین قال: قال اللیث الدِّینُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا یزال یَرُبُّ به و یصیبه؛ و أَنشد:
(1). قوله [أعیس نهاض إلخ] صدره: فی خدر میاس الدمی معرجن و المعرجن: المصفر، أی فی خدر معرجن أی مصفر بالعهون (2). قوله [… حتی یلینا] الذی فی التهذیب و الصحاح؛ … كیما یلینا
لسان العرب، ج‌13، ص: 445
دُفُوف أَقاحِ مَعْهُودٍ و دِینِ و قال: هذا خطأٌ، و الواو فی وَدِین فاء الفعل، و هی أَصلیة و لیست بواو العطف، قال: و لا یعرف الدِّینُ فی باب الأَمطار، قال: و هذا تصحیف من اللیث أَو ممن زاد فی كتابه، و قد ذكرنا ذلك فی موضعه. الأَزهری: سمعت العرب تقول وَدَنْتُ الجلد إِذا دفنته تحت الثَّرَی لیلین، فهو مَوْدون. و كل شی‌ء بللته فقد ودَنْتَه. و وَدنتُ الثوب أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته. و جاء قوم إِلی بنت الخُسِّ بحجر و قالوا: أَحْذی لنا من هذا نعلًا، فقالت: دِنُوهُ؛ قال ابن بری أَی رَطِّبُوه. یقال: جاء مطر ودَنَ الصخرَ. و اتَّدَنَ الشی‌ءُ أَی ابتلّ، و اتَّدَنه أَیضاً: بمعنی بلَّهُ. و‌فی حدیث مُصْعَبِ بن عُمیر: و علیه قطعة نَمِرَةٍ قد وصلها بإِهاب قد وَدَنه‌أَی بله بماء لیخضع و یلین. یقال: وَدَنْتُ القِدَّ و الجلد أَدِنُه إِذا بللته وَدْناً و وِداناً، فهو مَوْدون. و‌فی حدیث ظَبْیانَ: أَن وَجّاً كان لبنی إِسرائیل غرسوا وِدانه؛ أَراد بالوِدانِ مواضع النَّدَی و الماء التی تصلح للغِراس. و وَدَنُوه بالعصا: لینوه كما یُودَنُ الأَدیمُ. قال: و حدَّث رجل من بنی عقیل ابنه فنَذِر به إِخوته فأَخذوه فوَدَنُوه بالعصا حتی ما یشتكی أَی حتی ما یشكو من الضعف لأَنه لا كلام. و روی ابن الأَعرابی: أَن رجلًا من الأَعراب دخل أَبیات قوم فوَدَنُوه بالعصا؛ كأَنَّ معناه دَقُّوه بالعصا. ابن الأَعرابی: التَّوَدُّنُ لینُ الجلد إِذا دبغ؛ و قوله: و لقد عَجِبتُ لكاعِبٍ مَوْدُونةٍ أَطْرافُها بالحَلْیِ و الحِنَّاءِ مَوْدُونةٍ: مُرَطَّبةٍ. ودنُوه: رَطَّبوه. و الوَدْنَةُ: العَرْكَةُ بكلام أَو ضرب. و الوَدْنُ و الوِدانُ: حُسْن القیام علی العَرُوس، و قد ودَنوها. ابن الأَعرابی: أَخذوا فی وِدَانِ العروس إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِیق و التَّرَفُّه للسِّمَنِ. یقال: وَدنوه و أَخذوا فی وِدَانهِ؛ و أَنشد: بئس الوِدانُ للفَتی العَرُوسِ، ضَرْبُكَ بالمِنْقار و الفُؤُوسِ و وَدَنْتُ العَرُوس و الفرسَ وِداناً أَی أَحسنت القیام علیهما. التهذیب فی ترجمة ورن: ابن الأَعرابی: التَّوَرُّنُ كثرة التَّدَهُّن و النعیم. قال أَبو منصور: التَّوَدُّنُ، بالدال، أَشبه بهذا المعنی. و وَدَنَ الشی‌ءَ وَدْناً و أَوْدَنَه و وَدَّنَه: قصره. و ودَنْتُه و أَودَنْتُه: نَقَّصته و صَغَّرته؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: مَعی صاحبٌ غیرُ هِلواعَةٍ، و لا إِمَّعِیّ الهَوَی مُودَن و قال آخر: لما رأَته مُودَناً عِظْیَرَّا، قالت: أُرِیدُ العُتْعُتَ الذِّفَرَّا العُتْعُت: الرجل الطویل. و المُودَنُ و المَوْدُون: القصیر العُنُقِ الضَّیِّقُ المَنْكِبین الناقص الخلق؛ قال بعضهم: مع قصر أَلواح الیدین؛ و فی التهذیب: مع قصر الأَلواح و الیدین. و امرأَةٌ مَوْدُونة: قصیرة صغیرة. و‌فی حدیث ذی الثُّدَیَّةِ: أَنه كان مَوْدُونَ الید، و فی روایة: مُودَنَ الید، و فی أُخری: إِنه لَمُودَنُ الید‌أَی ناقص الید صغیرها. قال الكسائی و غیره: المُودَنُ الید القصیر الید. یقال: أَوْدَنْتُ الشی‌ء قصرته. قال أَبو عبید: و فیه لغة أُخری وَدَنْتُه فهو مَوْدونٌ؛ قال حسان بن ثابت یذم رجلًا: و أُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ، كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 446
و أَورد الجوهری هذا البیت شاهداً علی قوله: وَدَنَتِ المرأَةُ و أَوْدَنَتْ إِذا ولدت ولداً ضاوِیّاً، و الولد مَوْدونٌ و مُودَنٌ، و أَنشد البیت؛ و قال آخر: و قد طُلِقَتْ لیلةً كُلَّها، فجاءت به مُودَناً خَنْفَقِیقا أَی لئیماً. و یقال: وَدَنَتِ المرأَة و أَوْدَنَتْ ولدت ولداً قصیر العنق و الیدین ضیق المنكبین، و ربما كان مع ذلك ضاوِیّاً، و قیل: المُودَنُ القصیر. و یقال: وَدَنْت الشی‌ءَ أَی دققته فهو مَوْدونٌ أَی مَدْقوق. و المَوْدُونَةُ: دُخَّلَةٌ من الدَّخاخیل قصیرة العنق دقیقة الجُثَّة. و مَوْدُون: اسم فرسِ مِسْمَع بن شهاب، و قیل: فرس شَیْبان بن شِهاب؛ قال ذو الرمة: و نَحْنُ، غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ، فِئْنَا بمَوْدُونٍ و فارِسِه جهارَا

وذن؛ ج13، ص: 446

: التهذیب: ابن الأَعرابی التَّذَوُّنُ النَّعْمةُ، و التَّوَذُّنُ الضَّرْبُ «1». و التَّوَذُّنُ أَیضاً الإِعْجابُ، و الله أَعلم.

ورن؛ ج13، ص: 446

: وَرْنَةُ: ذو القَعْدةِ، قال ابن سیدة: أَری ذلك فی الجاهلیة، و جمعها وَرْناتٌ، و قال ثعلب: هو جمادی الآخرة، و أَنشدوا: فأَعْدَدْتُ مَصْقُولًا لأَیَّامِ وَرْنَةٍ، إِذا لم یَكُنْ للرَّمْیِ و الطَّعْنِ مَسْلَكُ قال ثعلب: و یقال له أَیضاً رِنَةُ، غیر مصروف. قال ابن الأَعرابی: أَخبرنی أَبی عن بعض شیوخه قال كانت العرب تسمی جمادی الآخرة رُنَّی، و ذا القَعْدة وَرْنَةَ، و ذا الحِجَّة بُرَكَ. قال ابن الأَعرابی: التَّوَرُّنُ كثرة التَّدَهُّنِ و النعیم. قال أَبو منصور: التَّوَدُّنُ، بالدال، أَشبه بهذا المعنی، و قد ذكرناه فی موضعه.

وزن؛ ج13، ص: 446

: الوَزْنُ: رَوْزُ الثِّقَلِ و الخِفَّةِ. اللیث: الوَزْنُ ثَقْلُ شی‌ء بشی‌ء مثلِه كأَوزان الدراهم، و مثله الرَّزْنُ، وَزَنَ الشی‌ءَ وَزْناً و زِنَةً. قال سیبویه: اتَّزَنَ یكون علی الاتخاذ و علی المُطاوعة، و إِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَی الوَزْنِ، جاؤوا به علی الأَصل و لم یُعِلُّوه لأَنه لیس بمصدر إِنما هو هیئة الحال، و قالوا: هذا درهم وَزْناً و وَزْنٌ، النصب علی المصدر الموضوع فی موضع الحال، و الرفع علی الصفة كأَنك قلت موزون أَو وازِنٌ. قال أَبو منصور: و رأَیت العرب یسمون الأَوْزانَ التی یُوزَنُ بها التمر و غیره المُسَوَّاةَ من الحجارة و الحدید المَوَازِینَ، واحدها مِیزان، و هی المَثَاقِیلُ واحدها مِثْقال، و یقال للآلة التی یُوزَنُ بها الأَشیاء مِیزانٌ أَیضاً؛ قال الجوهری: أَصله مِوْزانٌ، انقلبت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و جمعه مَوَازین، و جائز أَن تقول للمِیزانِ الواحد بأَوْزانِه مَوازِینُ. قال الله تعالی: وَ نَضَعُ الْمَوٰازِینَ الْقِسْطَ؛ یرید نَضَعُ المِیزانَ القِسْطَ. و فی التنزیل العزیز: وَ الْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِینُهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. و قوله تعالی: فَأَمّٰا مَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِینُهُ وَ أَمّٰا مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِینُهُ؛ قال ثعلب: إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه، فوضع الاسم الذی هو المیزان موضع المصدر. قال الزجاج: اختلف الناس فی ذكر المیزان فی القیامة، فجاء فی التفسیر: أَنه مِیزانٌ له كِفَّتانِ، و أَن المِیزانَ أُنزل فی الدنیا لیتعامل الناس بالعَدْل و تُوزَنَ به الأَعمالُ، و‌روی جُوَیْبر عن الضَّحَّاك: أَن المیزان العَدْلُ، قال: و ذهب إِلی
(1). قوله [و التوذن الضرب] كذا بالأَصل، و الذی فی القاموس: الصرف بالصاد المهملة و الفاء، قال شارحه و فی بعض النسخ: الضرب
لسان العرب، ج‌13، ص: 447
قوله هذا وَزْنُ هذا، و إِن لم یكن ما یُوزَنُ، و تأْویله أَنه قد قام فی النفس مساویاً لغیره كما یقوم الوَزْنُ فی مَرْآةِ العین، و قال بعضهم: المیزانُ الكتاب الذی فیه أَعمال الخَلْق؛ قال ابن سیدة: و هذا كله فی باب اللغة و الاحتجاج سائغٌ إِلا أَن الأَولی أَن یُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانید الصحاح، فإِن جاء فی الخبر أَنه مِیزانٌ له كِفَّتانِ، من حیث یَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة، فینبغی أَن یُقْبل ذلك. و قوله تعالی: فَلٰا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ وَزْناً. قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابی العرب تقول ما لفلان عندی وَزْنٌ أَی قَدْرٌ لخسته. و قال غیره: معناه خِفّةُ مَوَازینهم من الحَسَنات. و یقال: وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالمیزان، و إِذا كاله فقد وَزَنَه أَیضاً. و یقال: وَزَنَ الشی‌ء إِذا قدَّره، و وزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه. و‌فی حدیث ابن عباس و سئل عن السلف فی النخل فقال: نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن بَیْعِ النخل حتی یؤكل منه و حتی یُوزَنَ، قلت: و ما یُوزَنُ؟ فقال رجل عنده: حتی یُحْزَرَ؛ قال أَبو منصور: جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدیر و خَرْصٌ؛ و‌فی طریق أُخری: نهی عن بیع الثمار قبل أَن توزن، و فی روایة: حتی تُوزَنَ‌أَی تُحْزَرَ و تُخْرَصَ؛ قال ابن الأَثیر: سماه وَزْناً لأَن الخارص یَحْزُرُها و یُقَدِّرُها فیكون كالوزن لها، قال: و وجه النهی أَمران: أَحدهما تحصین الأَموال «1». و الثانی أَنه إِذا باعها قبل ظهور الصَّلاح بشرط القطع و قبل الخَرْص سقط حقوق الفقراء منها، لأَن الله تعالی أَوجب إِخراجها وقت الحصاد، و الله أَعلم. و قوله تعالی: وَ إِذٰا كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ یُخْسِرُونَ؛ المعنی و إِذا كالوا لهم أَو وَزَنُوا لهم. یقال: وَزَنْتُ فلاناً و وَزَنْتُ لفلان، و هذا یَزِنُ درهماً و درهمٌ وازِنٌ؛ و قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب: مثْل العَصافیر أَحْلاماً و مَقْدُرَةً، لو یُوزَنُون بِزِفّ الرِیش ما وَزَنُوا جَهْلًا علینا و جُبْناً عن عَدُوِّهِم، لبِئْست الخَلَّتانِ: الجَهْلُ و الجُبُنُ قال ابن بری: الذی فی شعره شبه العصافیر. و وازَنْتُ بین الشیئین مُوَازَنَةً و وِزاناً، و هذا یُوازِنُ هذا إِذا كان علی زِنَتِه أَو كان مُحاذِیَهُ. و یقال: وَزَن المُعْطِی و اتَّزَنَ الآخِذُ، كما تقول: نَقَدَ المُعْطِی و انْتَقَد الآخذُ، و هو افتعل، قلبوا الواو تاء فأَدغموا. و قوله عز و جل: وَ أَنْبَتْنٰا فِیهٰا مِنْ كُلِّ شَیْ‌ءٍ مَوْزُونٍ؛ جری علی وَزَنَ، مَنْ قَدّر اللهُ لا یجاوز ما قدَّره الله علیه لا یستطیع خَلْقٌ زیادةٌ فیه و لا نقصاناً، و قیل: مِنْ كُلِّ شَیْ‌ءٍ مَوْزُونٍ أَی من كل شی‌ء یوزن نحو الحدید و الرَّصاص و النحاس و الزِّرْنیخ؛ هذا قول الزجاج، و فی النهایة: فَسَّرَ المَوْزونَ علی وجهین: أَحدهما أَن هذه الجواهر كلَّها مما یوزَنُ مثل الرصاص و الحدید و النُّحاس و الثَّمَنَیْنِ، أَعنی الذهب و الفضة، كأَنه قصد كل شی‌ء یُوزَنُ و لا یكال، و قیل: معنی قوله مِنْ كُلِّ شَیْ‌ءٍ مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ المعلوم وَزْنُه و قَدْرُه عند الله تعالی. و المِیزانُ: المِقْدار؛ أَنشد ثعلب: قد كُنْتُ قبل لقائِكُمْ ذا مِرَّةٍ، عِنْدی لكل مُخاصِمٍ میزانُه و قام مِیزانُ النهار أَی انتصف. و‌فی الحدیث: سبحان الله عَدَدَ خَلْقِه و زِنَةَ عَرْشِه‌أَی بوَزْن عَرْشِه فی عظم قَدْره، من وَزَنَ یَزِنُ وَزْناً و زِنَةً كوَعَدَ عِدَةً، و أَصل الكلمة الواو، و الهاء فیها عوض من
(1). قوله [تحصین الأَموال] و ذلك أنها فی الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الإدراك و ذلك أوان الخرص
لسان العرب، ج‌13، ص: 448
الواو المحذوفة من أَولها. و امرأَة مَوْزونةٌ: قصیرة عاقلة. و الوَزْنَةُ: المرأَة القصیرة. اللیث: جاریة موزونة فیها قِصَرٌ. و قال أَبو زید: أَكل فلان وَزْمَةً و وَزْنَةً أَی وَجْبةً. و أَوْزانُ العربِ: ما بَنَتْ علیه أَشعارها، واحدها وَزْنٌ، و قد وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ؛ كلُّ ذلك عن أَبی إِسحاق. و هذا القول أَوْزَنُ من هذا أَی أَقوی و أَمكنُ.قال أَبو العباس: كان عُمارة یقرأُ: و لا اللیلُ سابقُ النهارَ، بالنصب؛ قال أَبو العباس: ما أَرَدْتَ؟ فقال: سابقٌ النهارَ، فقلت: فهَلَّا قلته، قال: لو قُلْتُهُ لكان أَوْزَنَ.و المِیزانُ: العَدْلُ. و وازَنَه: عادله و قابله. و هو وَزْنَهُ و زِنَتَهُ و وِزانَهُ و بوِزانه أَی قُبَالَتَه. و قولهم: هو وَزْنَ الجبل أَی ناحیةً منه، و هو زِنَةَ الجبل أَی حِذاءَه؛ قال سیبویه: نُصِبا علی الظرف. قال ابن سیدة: و هو وَزْنَ الجبل و زِنَتَه أَی حِذاءَه، و هی أَحد الظروف التی عزلها سیبویه لیفسر معانیها و لأَنها غرائب، قال: أَعنی وَزْنَ الجبلِ، قال: و قیاس ما كان من هذا النحو أَن یكون منصوباً كما ذكرناه، بدلیل ما أَومأَ إِلیه سیبویه هنا، و أَما أَبو عبید فقال: هو وِزانُه بالرفع. و الوَزْنُ: المثقال، و الجمع أَوْزانٌ. و قالوا: درهم وَزْنٌ، فوصفوه بالمصدر. و فلان أَوْزَنُ بنی فلانٍ أَی أَوْجَهُهُمْ. و رجل وَزِینُ الرأْی: أَصیله، و فی الصحاح: رَزینُه. و وَزَنَ الشی‌ءُ. رَجَحَ؛ و یروی بیتُ الأَعشی: و إِن یُسْتَضافُوا إِلی حُكْمِه، یُضافُوا إِلی عادِلٍ قد وَزَنْ و قد وَزُنَ وَزَانةً إِذا كان متثبتاً. و قال أَبو سعید: أَوْزَمَ نفسَه علی الأَمر و أَوْزَنَها إذا وَطَّنَ نفسه علیه. و الوَزْنُ: الفِدْرة من التمر لا یكاد الرجل یرفعها بیدیه، تكون ثلثَ الجُلَّةِ من جِلال هَجَرَ أَو نصْفَها، و جمعه وُزُونٌ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: و كنا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كثیرةً، فأَفْنَیْنَها لما عَلَوْنا سَبَنْسَبا و الوَزِینُ: الحَنْظَلُ المطحون، و فی المحكم: الوَزینُ حَبّ الحنظل المطحون یُبَلُّ باللبن فیؤكل؛ قال: إِذا قَلَّ العُثَانُ و صار، یوماً، خَبِیئةَ بیت ذی الشَّرَفِ الوَزینُ أَراد: صار الوَزینُ یوماً خبیئة بیت ذی الشرف، و كانت العرب تتخذ طعاماً من هَبِیدِ الحنظل یَبُلُّونه باللبن فیأْكلونه و یسمونه الوَزینَ. و وَزْنُ سَبْعةٍ: لَقَبٌ. و الوَزْنُ: نَجْم یطلُع قبل سُهَیْل فیُظَنُّ إِیاه، و هو أَحد الكَوْكبین المُحْلِفَیْن. تقول العرب: حَضارِ و الوَزْنُ مُحْلِفانِ، و هما نجمان یطلُعان قبل سُهَیْلٍ؛ و أَنشد ابن بری: أَرَی نارَ لَیْلی بالعَقیقِ كأَنها حَضَارِ، إِذا ما أَقْبَلَتْ، و وَزِینُها و مَوْزَنٌ، بالفتح: اسم موضع، و هو شاذ مثل مَوْحَدٍ و مَوْهَبٍ؛ و قال كُثَیّر: كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابیحُ رَاهبٍ، بمَوْزَنَ رَوَّی بالسَّلِیط ذُبالُها «1» هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِیر و یمنه قَرابینُ أَرْدافٌ لها و شِمالُها
(1). قوله [روّی بالسلیط ذبالها] كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة الصحاح الخط هنا، و فی مادة قصر من الصحاح أَیضاً برفع ذبالها و شمالها، و وقع فی مادة قصر من اللسان مایخالف هذا الضبط
لسان العرب، ج‌13، ص: 449
و قال كُثَیّرُ عَزَّةَ: بالخَیْر أَبْلَجُ من سِقایة راهِبٍ تُجْلی بمَوْزَنَ، مُشْرِقاً تِمْثالُها.

وسن؛ ج13، ص: 449

: قال الله تعالی: لٰا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لٰا نَوْمٌ؛ أَی لا یأْخذه نُعاسٌ و لا نوم، و تأْویله أَنه لا یَغْفُل عن تدبیر أَمر الخلق، تعالی و تَقَدَّسَ. و السِّنَةُ: النُّعَاس من غیر نوم. و رجل وَسْنانُ و نَعْسانُ بمعنی واحد. و السِّنَةُ: نُعاسٌ یبدأْ فی الرأْس، فإِذا صار إِلی القلب فهو نوم. و‌فی الحدیث: و تُوقِظ الوَسْنانَ‌أَی النائم الذی لیس بمُسْتَغْرِقٍ فی نومه. و الوَسَنُ: أَول النوم، و الهاء فی السِّنَةِ عوض من الواو المحذوف. ابن سیدة: السِّنَةُ و الوَسْنَةُ و الوَسَنُ ثَقْلَةُ النوم، و قیل: النُّعاس، و هو أَول النوم. وَسِنَ یَوْسَنُ وَسَناً، فهو وَسِنٌ و وَسْنانُ و مِیسانٌ، و الأُنثی وَسِنَةٌ و وَسْنَی و مِیسانٌ؛ قال الطِّرْمَّاحُ: كلّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَی، وَعْثةٍ، مِیسانِ لیلِ التِّمام و اسْتَوْسَنَ مثله. و امرأَة مِیسان، بكسر المیم: كأَن بها سِنَةً من رَزَانَتِها. و وَسِنَ فلان إِذا أَخذته سِنَةُ النُّعاس. و وَسِنَ الرجلُ، فهو وَسِنٌ أَی غُشِیَ علیه من نَتْنِ البئر مثل أَسِنَ، و أَوْسَنته البئرُ، و هی رَكِیَّةٌ مُوسِنَةٌ، عن أَبی زید، یَوْسَنُ فیها الإِنسانُ وَسَناً، و هو غَشْیٌ یأْخذه. و امرأَة وَسْنَی و وَسْنانةٌ: فاترة الطَّرْفِ، شبهت بالمرأَة الوَسْنَی من النوم؛ و قال ابن الرِّقاعِ: وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ فی عَیْنهِ سِنَةٌ، و لیس بنائِمِ ففرق بین السِّنَةِ و النوم، كما تری، و وَسِنَ الرجلُ یَوْسَنُ وَسَناً و سِنَةً إِذا نام نومة خفیفة، فهو وسِنٌ. قال أَبو منصور: إِذا قالت العرب امرأَة وَسْنَی فالمعنی أَنها كَسْلَی من النَّعْمة، و قال ابن الأَعرابی: امرأَة مَوْسُونةٌ، و هی الكَسْلَی، و قال فی موضع آخر: المرأَة الكسلانة. و رُزِقَ فلانٌ ما لم یَحْلُمْ به فی وسَنِهِ. و توَسَّنَ فلان فلاناً إِذا أَتاه عند النوم، و قیل: جاءه حین اختلط به الوَسَنُ؛ قال الطرمّاحُ: أَ ذاك أَم ناشِطٌ تَوَسَّنَهُ جاری رَذاذٍ، یَسْتَنُّ مُنْجرِدُهْ؟ و اوْسَنْ یا رجلُ لیلتك، و الأَلف أَلف وصل. و تَوَسَّن المرأَة: أَتاها و هی نائمة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَن رجلًا تَوسَّنَ جاریة فجَلَدَهُ و هَمَّ بجَلْدها، فشهدوا أَنها مكرهة، أَی تغشَّاها و هی وَسْنَی قهراً أَی نائمة. و توَسَّنَ الفحلُ الناقةَ: تسَنَّمَها. و قولهم: توَسَّنَها أَی أَتاها و هی نائمة یریدون به إِتیان الفحل الناقة. و فی التهذیب: توَسَّنَ الناقة إِذا أَتاها باركة فضربها؛ و قال الشاعر یصف سحاباً: بِكْر توَسَّن بالخَمِیلَةِ عُوناً استعار التَّوَسُّنَ للسحاب؛ و قول أَبی دُوَاد: و غَیْث توَسَّنَ منه الرِّیاحُ، جُوناً عِشاراً، و عُوناً ثِقالًا جعل الرِّیاحَ تُلْقِحُ السحابَ، فضرب الجُونَ و العُون لها مثلًا. و الجُونُ: جمع الجُونةِ، و العُونُ: جمع العَوَانِ. و ما له هَمٌّ و لا وَسَنٌ إِلا ذاك: مثل ما له حَمٌّ و لا سَمٌّ. و وَسْنَی: اسم امرأَة؛ قال الراعی: أَ مِنْ آلِ وَسْنَی، آخرَ اللیلِ، زائرُ و وادی الغُوَیْر، دوننا، فالسَّواجِرُ؟ و مَیْسانُ، بالفتح: موضع.
لسان العرب، ج‌13، ص: 450

وشن؛ ج13، ص: 450

: الوَشْنُ: ما ارتفع من الأَرض. و بعیر وَشْنٌ: غلیظ. و الأَوْشَنُ: الذی یُزَیِّنُ الرجلَ «2». و یقعد معه علی مائدته یأْكل طعامه. و الوَشْنان: لغة فی الأُشنانِ، و هو من الحَمْضِ، و زعم یعقوب أَن وُشْناناً و أُشْناناً علی البدل. التهذیب: ابن الأَعرابی التَّوَشُّنُ قلة الماء.

وصن؛ ج13، ص: 450

: ابن الأَعرابی: الوَصْنَةُ الخِرْقَةُ الصغیرة، و الصِّنْوةُ الفَسِیلَةُ، و الصَّوْنَةُ العَتِیدةُ، و الله أَعلم.

وضن؛ ج13، ص: 450

: وَضَنَ الشی‌ءَ وَضْناً، فهو مَوْضُونٌ و وضِینٌ: ثنی بعضه علی بعض و ضاعَفَهُ. و یقال: وَضَنَ فلانٌ الحَجر و الآجُرَّ بعضه علی بعض إِذا أَشْرَجَه، فهو مَوْضونٌ. و الوَضْنُ: نسْجُ السریرِ و أَشباهه بالجوهر و الثیاب، و هو مَوْضونٌ. شمر: المَوْضُونةُ الدِّرْع المنسوجة. و قال بعضهم: دِرْعٌ مَوْضونةٌ مُقارَبَةٌ فی النسج، مثل مَرْضُونةِ، مُداخَلَةُ الحِلَقِ بعضها فی بعض. و قال رجل من العرب لامرأَته: ضِنِیه یعنی متاعَ البیت أَی قاربی بعضه من بعض، و قیل الوَضْنُ النَّضْدُ. و سریر مَوْضونٌ: مضاعَفُ النسج. و فی التنزیل العزیز: عَلیٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ؛ المَوْضونةُ: المنسوجة أَی منسوجة بالدُّرِّ و الجوهر، بعضها مُداخَلٌ فی بعض. و درع مَوْضونةٌ: مضاعفة النسج؛ قال الأَعشی: و من نَسْجِ داودَ مَوْضونَة، یُساقُ بها الحَیُّ عِیراً فَعِیرا و المَوْضونَةُ: الدِّرْعُ المنسوجة، و یقال: المنسوجة بالجواهر، تُوضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ بعضها فی بعض مُضاعَفةً. و الوُضْنَةُ: الكُرْسی المنسوج. و الوَضِینُ: بِطَانٌ عریض منسوج من سیور أَو شعر. التهذیب: إِنما سمت العرب وَضِینَ الناقةِ وَضِیناً لأَنه منسوج؛ قال حُمَید: علی مُصْلَخِمٍّ، ما یكاد جَسِیمُهُ یَمُدُّ بِعِطْفَیْهِ الوَضِینَ المُسَمَّما و المُسَمَّمُ: المزین بالسُّموم، و هی خَرَز. الجوهری: الوَضِینُ للهَوْدج بمنزلة البِطانِ للقَتَب، و التَّصْدِیر للرَّحْل، و الحِزام للسَّرْج، و هما كالنِّسْع إِلَّا أَنهما من السیور إِذا نُسج نِساجةَ بعضها علی بعض، و الجمع وُضُنٌ؛ و قال المُثَقِّب العَبدیُّ: تَقولُ إِذا دَرَأْتُ لها وَضِینی: أَ هذا دَأْبُهُ أَبداً و دِینِی؟ قال أَبو عبیدة: وَضِینٌ فی موضع مَوْضونٍ مثل قَتِیلٍ فی موضع مَقْتولٍ، تقول منه: وَضَنْتُ النِّسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً إِذا نسجته. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: إِنَّكَ لَقَلِقُ الوَضِینِ؛ الوَضِین: بِطانٌ منسوج بعضه علی بعض یُشَدُّ به الرَّحْلُ علی البعیر، أَراد أَنه سریع الحركة، یصفه بالخفة و قلة الثبات كالحزام إِذا كان رِخْواً. و قال ابن جَبَلَةَ: لا یكون الوَضینُ إِلا من جِلْدٍ، و إِن لم یكن من جلد فهو غُرْضَةٌ، و قیل: الوَضِینُ یصلح للرَّحْل و الهَوْدَجِ، و البِطانُ للقَتَبِ خاصَّةً. ابن الأَعرابی: التَّوَضُّن التَّحَبُّبُ، و التَّوَضُّنُ التذلل؛ ابن بری: أَنشد أَبو عبیدة شاهداً علی أَن الوَضِینَ بمعنی المَوْضونِ قوله: إِلیك تَعْدُو قَلِقاً وَضِینُها، مُعْتَرِضاً فی بطنها جَنِینُها، مخالفاً دینَ النَّصاری دِینُها أَراد دینه لأَن الناقة لا دین لها، قال: و هذه الأَبیات یروی أَن ابن عمر أَنشدها لما انْدَفَع من جَمْعٍ، و وردت فی حدیثه، أَراد أَنها قد هزلت و دَقَّتْ للسیر
(2). قوله [یزین الرجل] كذا بالأصل و المحكم، و الذی فی القاموس: یأتی الرجل
لسان العرب، ج‌13، ص: 451
علیها؛قال ابن الأَثیر: أَخرجه الهروی و الزمخشری عن ابن عمر، و أَخرجه الطبرانی فی المعجم عن سالم عن أَبیه أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَفاض من عَرَفاتٍ و هو یقول: إلیك تعدو قَلِقاً وَضِینُها و المِیضَنَةُ: كالجُوَالِق تتخذ من خُوصٍ، و الجمع مَوَاضین.

وطن؛ ج13، ص: 451

: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقیم به، و هو مَوْطِنُ الإِنسان و محله؛ و قد خففه رؤبة فی قوله: أَوْطَنْتُ وَطْناً لم یكن من وَطَنی، لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ بها، و لم أَرْجُنْ بها فی الرُّجَّنِ قال ابن بری: الذی فی شعر رؤبة: كَیْما تَرَی أَهلُ العِراقِ أَننی أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَنی و قد ذكر فی موضعه، و الجمع أَوْطان. و أَوْطانُ الغنم و البقر: مَرَابِضُها و أَماكنها التی تأْوی إلیها؛ قال الأَخْطَلُ: كُرُّوا إلی حَرَّتَیْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا، كما تَكُرُّ إلی أَوْطانها البَقَرُ و مَوَاطِنُ مكة: مَوَافقها، و هو من ذلك. وَطَنَ بالمكان و أَوْطَنَ أَقام؛ الأَخیرة أَعلی. و أَوْطَنَهُ: اتخذه وَطَناً. یقال: أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا و كذا أَی اتخذها محلًا و مَسْكَناً یقیم فیها. و المِیطانُ: الموضع الذی یُوَطَّنُ لترسل منه الخیل فی السِّباق، و هو أَول الغایة، و المِیتاء و المِیداء آخر الغایة؛ الأَصمعی: هو المَیْدانُ و المِیطانُ، بفتح المیم من الأَول و كسرها من الثانی. و روی عمرو عن أَبیه قال: المَیَاطِینُ المَیادین. یقال: من أَین مِیطانك أَی غایتك. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كان لا یُوطِنُ الأَماكن‌أَی لا یتخذ لنفسه مجلساً یُعْرَفُ به. و المَوْطِنُ: مَفْعِلٌ منه، و یسمی به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب، و جمعه مَوَاطن. و المَوْطِنُ: المَشْهَدُ من مَشَاهد الحرب. و فی التنزیل العزیز: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ فِی مَوٰاطِنَ كَثِیرَةٍ؛ و قال طَرَفَةُ: علی مَوْطِنٍ یَخْشَی الفَتَی عنده الرَّدَی، متی تَعْتَرِكْ فیه الفَرائصُ تُرْعَدِ و أَوطَنْتُ الأَرض و وَطَّنْتُها تَوطِیناً و اسْتَوْطَنْتُها أَی اتخذتها وَطَناً، و كذلك الاتِّطانُ، و هو افْتِعال منه. غیره: أَما المَوَاطِنُ فكل مَقام قام به الإِنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له، كقولك: إذا أَتیت فوقفت فی تلك المَوَاطِنِ فادْعُ الله لی و لإِخوانی. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن نَقْرَة الغُراب و أَن یُوطِنَ الرجلُ فی المكان بالمسجد كما یُوطِنُ البعیرُ؛ قیل: معناه أَن یأْلف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد مخصوصاً به یصلی فیه كالبعیر لا یأْوی من عَطَنٍ إلا إلی مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد أَوْطَنَه و اتخذه مُناخاً، و قیل: معناه أَن یَبْرُكَ علی ركبتیه قبل یدیه إذا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعیر؛ و منه‌الحدیث: أَنه نَهَی عن إیطان المساجد‌أَی اتخاذها وَطَناً. و واطنَهُ علی الأَمر: أَضمر فعله معه، فإن أَراد معنی وافقه قال: واطأَه. تقول: واطنْتُ فلاناً علی هذا الأَمر إذا جعلتما فی أَنفسكما أَن تفعلاه، و تَوْطِینُ النفس علی الشی‌ء: كالتمهید. ابن سیدة: وَطَّنَ نفسَهُ علی الشی‌ء و له فتَوَطَّنَتْ حملها علیه فتحَمَّلَتْ و ذَلَّتْ له، و قیل: وَطَّنَ نفسه علی الشی‌ء و له فتَوَطَّنَت حملها علیه؛ قال كُثَیِّرٌ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 452
فقُلْتُ لها: یا عَزَّ، كلُّ مُصیبةٍ إذا وُطِّنتْ یوماً لها النَّفْسُ، ذَلَّتِ

وعن؛ ج13، ص: 452

: ابن درید: الوِعانُ خُطوط فی الجبال شبیهة بالشُؤُون. و الوَعْنَةُ: الأَرض الصُّلْبَةُ. و الوَعْنُ و الوَعْنَةُ: بیاض فی الأَرض لا یُنْبِتُ شیئاً، و الجمع وِعانٌ، و قیل: الوَعْنةُ بیاض تراه علی الأَرض تعلم أَنه كان وادی نَمْلٍ لا ینبت شیئاً. أَبو عمرو: قریة النمل إذا خَرِبَتْ فانتقل النمل إلی غیرها و بقیت آثاره فهی الوِعانُ، واحدها وَعْنٌ؛ قال الشاعر: كالوِعان رُسُومُها و تَوَعَّنَتِ الغنم و الإِبلُ و الدوابُّ، فهی متَوَعِّنة: بلغت غایة السِّمَنِ، و قیل: بدا فیهنّ السمن. و قال أَبو زید: تَوَعَّنت سَمِنَتْ من غیر أَن یَحُدَّ غایةً. و الغنم إذا سمنت أَیا

وغن؛ ج13، ص: 452

: ابن الأَعرابی: التَّوَغنُ الإِقْدامُ فی الحرب، و الوَغْنَةُ الجُبُّ «1». الواسع، قال: و التَّغَوُّنُ الإِصرار علی المعاصی.

وفن؛ ج13، ص: 452

: جئت علی وَفَنِهِ أَی أَثره؛ قال ابن درید: و لیس بِثَبَتٍ. ابن الأَعرابی: الوَفْنَةُ القلة فی كل شی‌ء، و التَّوَفُّنُ النقص فی كل شی‌ء.

وقن؛ ج13، ص: 452

: التهذیب: أَبو عبید الأُقْنَةُ و الوُقْنَةُ موضع الطائر فی الجَبَلِ، و الجمع الأُقْناتُ و الوُقْنات و الوُكْنات. ابن بری: وُقْنة الطائر مَحْضِنُه. ابن الأَعرابی: أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطیر من وُقْنَتِه، و هی مَحْضِنُه، و كذلك تَوَقَّنَ إذا اصطاد الحمام من مَحَاضِنِها فی رؤوس الجبال. و التَّوَقُّنُ: التَّوَقُّل فی الجبل، و هو الصُعود فیه.

وكن؛ ج13، ص: 452

: الوَكْنُ، بالفتح: عُشّ الطائر، زاد الجوهری: فی جبل أَو جدار، و الجمع أَوْكُنٌ و وُكُنٌ و وُكْنٌ و وُكونٌ، و هو الوَكْنَةُ و الوِكْنَةُ و الوُكْنَةُ و الوُكُنَةُ و المَوْكِنُ و المَوْكِنَةُ. ابن الأَعرابی: الوُكْنَةُ موضع یقع علیه الطائر للراحة و لا یثبت فیه. ابن الأَعرابی: مَوْقَعَةُ الطائر أُقْنَتُه، و جمعُها أُقَنٌ، و أُكْنَتُه موضع عُشِّه. قال أَبو عبیدة: هی الأُكْنة و الوُكْنَة و الوُقْنَة و الأُقْنةُ. الأَصمعی: الوَكْرُ و الوَكْنُ جمیعاً المكان الذی یدخل فیه الطائر. قال الأَزهری: و قد یقال لمَوْقَعَةِ الطائر مَوْكِنٌ؛ و منه قوله: تراه كالبازی انْتَمَی فی المَوْكِنِ الأَصمعی: الوَكْنُ مَأْوَی الطائر فی غیر عُشٍّ. قال أَبو عمرو: الوُكْنة و الأُكْنة، بالضم، مَواقِعُ الطیر حیثما وَقَعَتْ، و الجمع وُكُنات و وُكَناتٌ و وُكْناتٌ و وُكَنٌ، كما قلناه فی جمع رُكْبَةٍ. و وَكَنَ الطائرُ وكْناً و وُكُوناً: دخل فی الوَكْنِ. و وَكَنَ وَكْناً و وُكوناً أَیضاً: حَضَنَ البیضَ. و وَكَنَ الطائرُ بیضَه یَكِنُه وَكْناً أَی حضنه. و طائر واكِنٌ: یَحْضُنُ بیضَه، و الجمع وُكُونٌ، و هُنَّ وُكُونٌ ما لم یخرجن من الوَكْنِ، كما أَنهنّ وُكُورٌ ما لم یخرجن من الوَكْر؛ قال الشاعر: تُذَكِّرُنی سَلْمَی، و قد حِیلَ بیننا، حَمامٌ علی بیضاتِهنَّ وُكُونُ و المَوْكِنُ: هو الموضع الذی تَكِنُ فیه علی البیض. و الوُكْنة: اسم لكل وَكْرٍ و عُشّ، و الجمع الوُكُناتُ و استعاره عمرو بن شاس للنساء فقال:
(1). قوله [و الوغنة الجب] كذا بالأَصل الجب بالجیم، و مثله فی التهذیب و التكملة، و فی القاموس: الحب بالحاء المهملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 453
و من ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها ظِباءُ السُّلَیِّ، وَاكِناتٍ علی الخَمْلِ أَی جالسات علی الطنافس التی وُطِّئتْ بها الهوادج، و السُّلَیُّ: اسم موضع، و نصب واكنات علی الحال. أَبو عمرو: الوَاكِنُ من الطیر الواقعُ حیثما وقع علی حائط أَو عُود أَو شَجر. و التَّوَكُّنُ: حُسْنُ الاتِّكاء فی المجلس؛ قال الشاعر: قلتُ لها: إیَّاكِ أَن تَوَكَّنِی، فی جِلْسةٍ عندیَ، أَو تَلَبَّنی أَی تَرَبَّعی فی جِلْسَتِك. و تَوَكَّنَ أَی تَمَكَّنَ. و الواكِنُ: الجالس؛ و قال المُمَزَّقُ العَبْدِی: و هُنَّ علی الرَّجائز واكِناتٌ، طَویلاتُ الذوائبِ و القُرُونِ و‌فی الحدیث: أَقِرُّوا الطیر علی وُكُناتِها؛ الوُكُنات، بضم الكاف و فتحها و سكونها: جمع وُكْنة، بالسكون، و هی عُشُّ الطائر و وَكْرُه، و قیل: الوَكْنُ ما كان فی عُشٍّ، و الوَكْرُ ما كان فی غیر عُشٍّ. و سَیْرٌ وَكْنٌ: شدید؛ قال: إنی سأُودِیك بسَیْرٍ وكَنْ أَی شدید؛ و قال شمر: لا أَعرفه.

ولن؛ ج13، ص: 453

: التهذیب فی أَثناء ترجمة نول: قال ابن الأَعرابی التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّیاح عند المصائب، نعوذ بمعافاة الله من عقوبته.

ومن؛ ج13، ص: 453

: ابن الأَعرابی: التَّمَوُّنُ كَثْرة النفقة علی العیال، و التَّوَمُّن كثرة الأَولاد، و الله أَعلم.

ونن؛ ج13، ص: 453

: الوَنُّ: الصَّنْجُ الذی یُضْرَب بالأَصابع، و هو الوَنَجُ، كلاهما دَخیل مشتق من كلام العجم. و الوَنُّ: الضعف، و الله أَعلم.

وهن؛ ج13، ص: 453

: الوَهْن: الضَّعف فی العمل و الأَمر، و كذلك فی العَظْمِ و نحوه. و فی التنزیل العزیز: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلیٰ وَهْنٍ؛ جاء فی تفسیره ضَعْفاً علی ضعف أَی لَزِمَها بحملها إیاه أن تَضْعُف مَرّةً بعد مرَّة، و قیل: وَهْناً عَلیٰ وَهْنٍ أَی جَهْداً علی جَهْدٍ، و الوَهَنُ لغة فیه؛ قال الشاعر «1»: و ما إنْ بعَظْمٍ له مِنْ وَهَنْ و قد وَهَنَ و وَهِن، بالكسر، یَهِنُ فیهما أَی ضَعُف، و وَهَنَه هو و أَوْهَنَه؛ قال جریر: وَهَنَ الفَرَزْدَقَ، یومَ جَرَّدَ سیفَه، قَیْنٌ به حُمَمٌ و آمٍ أَرْبَعُ «2». و قال: فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلًا، و لئن سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِی و رجُلٌ واهِنٌ فی الأَمر و العمل و مَوْهُون فی العَظْم و البدن، و قد وَهَنَ العَظْمُ یَهِنُ وَهْناً و أَوهنَه یُوهِنُه و وَهَّنْته تَوْهیناً. و‌فی حدیث الطواف: و قد وَهَنَتْهم حُمَّی یَثْرِب‌أَی أَضعفتهم. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و لا واهِناً فی عَزْمٍ‌أَی ضعیفاً فی رأْی، و‌یروی بالیاء: و لا واهِیاً فی عزم.و رجل واهِنٌ: ضعیف لا بَطْش عنده، و الأُنثی واهِنةٌ، و هُنَّ وُهُنٌ؛ قال قَعْنَب بن أُم صاحب: اللَّائماتُ الفَتی فی عُمْرهِ سَفَهاً، و هُنَّ بَعدُ ضَعیفاتُ القُوَی وُهُنُ قال: و قد یجوز أَن یكون وُهُن جمع وَهُونٍ،
(1). قوله [قال الشاعر] هو الأَعشی كما فی التكملة و صدره: و ما إن علی قلبه غمرة (2). قوله [و آم أربع] ضبطت آم فی المحكم بالجر كما تری فیكون جمع أمة
لسان العرب، ج‌13، ص: 454
لأَن تكسیر فَعُول علی فُعُل أَشْیَع و أَوسع من تكسیر فاعِلة علیه، و إنما فاعِلة و فُعُلٌ نادر، و رجل مَوْهُون فی جسمه. و امرأَة وهْنانةٌ: فیها فُتُورٌ عند القیام و أَناةٌ. و قوله عز و جل: فَمٰا وَهَنُوا لِمٰا أَصٰابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ؛ أَی ما فَتَروا و ما جَبُنُوا عن قتال عدوِّهم. و یقال للطائر إذا أُثْقِلَ من أَكْل الجِیَف فلم یقدر علی النُّهوض: قد توَهَّنَ توَهُّناً؛ قال الجعدی: تَوَهَّنَ فیه المَضْرَحِیَّةُ بَعْدَ ما رأَینَ نَجِیعاً، مِنْ دَم الجَوْف، أَحْمَرا و المَضْرَحِیَّةُ: النُّسور هاهنا. أَبو عمرو: الوَهْنانة من النساء الكَسْلی عن العمل تَنَعُّماً. أَبو عبید: الوَهْنانة التی فیها فَتْرة. الجوهری: وَهَنَ الإِنسانُ و وَهَنَه غیرُه، یتعدَّی و لا یتعدَّی. و الوَهْنُ من الإِبل: الكَثِیفُ. و الواهِنَةُ: ریح تأْخذ فی المَنْكِبَین، و قیل: فی الأَخْدَعَین عند الكِبَر. و الواهِنُ: عِرْق مُسْتبطِنٌ حَبْلَ العاتق إلی الكتف، و ربما وَجِعَ صاحبُه و عَرَتْه الواهِنة، فیقال: هِنِی یا واهِنةُ، اسكنی یا واهِنة و یقال للذی أَصابه وجَعُ الواهِنة مَوْهونٌ، و قد وُهِنَ؛ قال طَرَفة: و إذا تَلْسُنُنی أَلْسُنُها، إنَّنی لَسْتُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ یقال: أَوْهَنه اللهُ، فهو مَوْهون، كما یقال: أَحَمَّه اللهُ، فهو مَحْمُوم، و أَزْكَمه، فهو مَزْكوم. النضر: الواهِنَتانِ عَظْمانِ فی تَرْقُوَة البعیر، و التَّرْقُوَةُ من البعیر الواهِنَةُ. و یقال: إنه لشدید الواهِنَتَیْن أَی شدید الصدر و المُقَدَّم، و تسمی الواهِنَةُ من البعیر الناحرة لأَنها ربما نحَرَت البعیرَ بأَن یُصْرع علیها فینكسر، فیُنْحَر البعیر و لا تدرك ذكاته، و لذلك سُمِّیت ناحِرة. و یقال: كَوَیْناه من الواهِنَة، و الواهِنَةُ: الوَجَعُ نفسه، و إذا ضَرَبَ علیه عِرْقٌ فی رأْس مَنكِبه قیل: به واهِنة، و إنه لیَشْتَكی واهِنَته، و الواهِنَتان: أَطراف العِلْباءَیْن فی فأْس القفا من جانبیه، و قیل: هما ضِلَعان فی أَصل العنق من كل جانب واهنةٌ، و هما أَوَّل جوانح الزَّوْر، و قیل: الواهِنَةُ القُصَیْرَی، و قیل: هی فَقْرة فی القفا. قال أَبو الهیثم: التی من الواهِنة القُصَیرَی، و هی أَعلی الأَضلاع عند التَّرْقُوَة؛ و أَنشد: لَیْسَتْ به واهِنَةٌ و لا نَسَا و فی الصحاح: الواهِنَة القُصَیْرَی و هی أَسفل الأَضلاع. و الواهِنَتانِ من الفرس: أَوَّلُ جَوانح الصدر. و الواهِنَة: العَضُدُ: و الواهِنَةُ: الوَهْنُ و الضَّعْفُ، یكون مصدراً كالعافیة؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: فی مَنْكِبَیْه و فی الأَرْساغِ واهِنةٌ، و فی مَفاصِله غَمْزٌ من العَسَمِ الأَشجعی: الواهِنَةُ مَرَضٌ یأْخذُ فی عَضُد الرجل فتَضْرِبُها جاریةٌ بِكْرٌ بیدها سبع مرات، و ربما عُلِّق علیها جنس من الخَرَز یقال له خَرَزُ الواهِنة، و ربما ضربها الغلامُ، و یقول: یا واهِنَة تَحَوَّلی بالجاریة؛ و هی التی لا تأْخذ النساءَ إنما تأْخذ الرجال. و‌روی الأَزهری عن أَبی أُمامة عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَن رجلًا دخل علیه و فی عَضُده حَلْقةٌ من صُفْرٍ، و فی روایة: خاتم من صُفْرٍ، فقال: ما هذا الخاتم؟ فقال: هذا من الواهِنة، فقال: أَمَا إنَّها لا تَزِیدُك إلَّا وَهْناً.و قال خالد بن جَنْبة: الواهِنةُ عِرْقٌ یأْخذ فی المَنْكِب و فی الید كلها فیُرْقَی منها،
لسان العرب، ج‌13، ص: 455
و هی داءٌ یأْخذ الرجال دون النساء، و إنما نهاه، صلی الله علیه و سلم، عنها لأَنه إنما اتخذها علی أَنها تَعْصِمه من الأَلم فكانت عنده فی معنی التَّمائم المنهیِّ عنها. و‌روی الأَزهری أَیضاً عن عمران بن حصین قال: دخلت علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و فی عَضُدی حَلْقة من صُفْر فقال: ما هذه؟ فقلت: هی من الواهنة، فقال: أَ یَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِلیها؟ انْبِذْها عنك.أَبو نصر قال: عِرْقُ الواهنة فی العَضُد الفَلِیقُ، و هو عِرْقٌ یجْری إلی نُغْضِ الكتِف، و هی وَجَعٌ یقع فی العَضُد، و یقال له أَیضاً الجائف. و یقال: كان و كان وَهْنٌ بذی هَنَاتٍ إذا قال كلاماً باطلًا یتعلل فیه. و‌فی حدیث أَبی الأَحْوَصِ الجُشَمِیّ: و تَهُنُّ هذه‌من حدیث سنذكره فی ه ن ا، و إنما ذكر الهَرَویّ عن الأَزهری أَنه أَنكر هذه اللفظة بالتشدید، و قال: إنما هو‌و تَهِنُ هذه‌أَی تُضْعِفُه، من وَهَنْتُه فهو مَوْهُون، و سنذكره. و الوَهْنُ و المَوْهِنُ: نَحْوٌ من نصف اللیل، و قیل: هو بعد ساعة منه، و قیل: هو حین یُدْبِر اللیلُ، و قیل: الوَهْنُ ساعة تمضی من اللیل. و أَوْهَنَ الرجلُ: صار فی ذلك الوقت. و یقال: لَقِیتُه مَوْهِناً أَی بعد وَهْنٍ. و الوَهِینُ: بلغة من یلی مصر من العرب، و فی التهذیب: بلغة أَهل مصر، الرجل یكون مع الأَجیر فی العمل یَحُثُّه علی العمل.

وین؛ ج13، ص: 455

: الوَیْنُ العَیْب؛ عن كراع، و قد حكی ابن الأَعرابی أَنه العنب الأَسود، فهو علی قول كراع عرض، و علی قول ابن الأَعرابی جوهر. و الوانةُ: المرأَة القصیرة، و كذلك الرجل، و أَلفه یاء لوجود الوَیْنِ و عدم الوَوْن. قال ابن بری: الوَیْن العِنب الأَبیض؛ عن ثعلب عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّه الوَیْنُ إذا یُجْنَی الوَیْن و قال ابن خالویه: الْوَیْنَةُ الزبیب الأَسود، و قال فی موضع آخر: الْوَیْنُ العِنب الأَسود، و الطاهر و الطهار العنَب الرَّازِقِیُّ «3». و هو الأَبیض، و كذلك المُلَّاحِیُّ، و الله أَعلم.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج13، ص: 455

یبن؛ ج13، ص: 455

: فی حدیث أُسامةَ: قال له النبی، صلی الله علیه و سلم، لما أَرسله إلی الروم: أَغِرْ علی أُبْنَی صَباحاً؛ قال ابن الأَثیر: هی، بضم الهمزة و القصر، اسم موضع من فِلَسْطین [فَلَسْطین بین عَسْقلانَ و الرَّمْلة، و یقال لها یُبْنَی بالیاء، و الله أَعلم.

یتن؛ ج13، ص: 455

: الیَتْنُ: الوِلادُ المنكوس ولدته أُمُّه «4». تخرج رِجْلا المولودِ قَبْلَ رأْسه و یدیه، و تُكْرَهُ الولادةُ إذا كانت كذلك، و وضعته أُمُّه یَتْناً؛ و قال البَعِیثُ: لَقیً حَمَلَتْه أُمُّه، و هی ضَیْفةٌ، فجاءت به یَتْنَ الضِّیافةِ أَرْشَما «5». ابن خالَوَیْهِ، یَتْنٌ و أَتْنٌ و وَتْنٌ، قال: و لا نظیر له فی كلامهم إلا یَفَعٌ و أَیْفَعُ و وَفَعٌ؛ قال ابن بری: أَیْفَعُ، الهمزة فیه زائدة، و فی الأَتْنِ أَصلیة فلیست مثله. و‌فی حدیث عمرو: ما وَلَدَتْنی أُمی یَتْناً.و قد أَیْتَنَت الأُمُّ إذا جاءت به یَتْناً. و قد أَیْتَنَت المرأَةُ و الناقةُ، و هی مُوتِنٌ و مُوتِنَةٌ و الولد مَیْتونٌ؛ عن اللحیانی، و هذا نادر و قیاسه مُوتَنٌ. قال عیسی بن عمر: سأَلت ذا الرُّمَّةِ عن
(3). قوله [و الطاهر و الطهار العنب إلخ] لم نجده فیما بأیدینا من الكتب لا بالطاء و لا بالظاء (4). قوله: الولاد المنكوس ولدته أمّه؛ هكذا فی الأصل، و لعلّ فی الكلام سقطاً (5). قوله [فجاءت به یتن الضیافة] كذا فی الأَصل هنا، و الذی تقدّم للمؤلف فی مادة ضیف: فجاءت بیتن للضیافة، و كذا هو فی الصحاح فی غیر موضع
لسان العرب، ج‌13، ص: 456
مسأَلة، قال أَ تعرف الیَتْنَ؟ قلت: نعم، قال: فمسأَلتك هذه یَتْنٌ. الأَزهری: قد أَیْتَنَتْ أُمُّه. و قالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرّاً: و الله ما حَمَلْتُه غَیْلًا و لا وَضَعْتُه یَتْناً. قال: و فیه لغات یقال وَضَعَتْه أُمُّهُ یَتْناً و أَتْناً و وَتْناً. و‌فی حدیث ذی الثُّدَیَّةِ: مُوتَنَ الیدِ؛ هو من أَیْتَنَتِ المرأَةُ إذا جاءت بولدها یَتْناً، فقلبت الیاء واواً لضمة المیم، و المشهور فی الروایة مُودَنَ، بالدال. و‌فی الحدیث: إذا اغتسل أَحدكم من الجنابة فلیُنْقِ المیتَنَیْنِ «1». و لْیُمِرَّ علی البَرَاجِمِ؛ قال ابن الأَثیر: هی بواطن الأَفخاذ، و البَرَاجم عَكْسُ الأَصابع «2». قال ابن الأَثیر: قال الخطابی لست أَعرف هذا التأْویل، قال: و قد یحتمل أَن تكون الروایة بتقدیم التاء علی الیاء، و هو من أَسماء الدُّبُرِ، یرید به غسل الفرجین؛ و قال عبد الغافر: یحتمل أَن یكون المَنْتَنَیْنِ بنون قبل التاء لأَنهما موضع النَّتْنِ، و المیم فی جمیع ذلك زائدة. و روی عن الأَصمعی قال: الیَتْنُون شجرة تشبه الرِّمْثَ و لیست به.

یرن؛ ج13، ص: 456

: الیَرُونُ: دماغ الفیل، و قیل هو المَنِیُّ، و فی التهذیب: ماء الفحل و هو سُمٌّ، و قیل: هو كل سَمّ؛ قال النابغة: و أَنْتَ الغَیْثُ یَنْفَعُ ما یَلِیهِ، و أَنْتَ السَّمُّ خالَطَه الیَرُونُ و هذا البیت فی بعض النسخ: فأَنت اللَّیْثُ یَمْنَعُ ما لَدَیْهِ و یَرْنا: اسم رملة.

یزن؛ ج13، ص: 456

: ذو یَزَنَ: مَلكٌ من ملوك حِمْیر تنسب إلیه الرماحُ الیَزَنِیَّةُ، قال: و یَزَنُ اسم موضع بالیمن أُضیف إلیه ذو، و مثله ذو رُعَیْنٍ و ذو جَدَنٍ أَی صاحب رُعَیْنٍ و صاحب جَدَن، و هما قصران. قال ابن جنی: ذو یَزَنَ غیر مصروف، و أَصله یَزْأَنُ، بدلیل قولهم رُمح یَزْأَنِیٌّ، و أَزْأَنیٌّ، و قالوا أَیضاً أَیْزَنِیٌّ، و وزنه عَیْفَلِیٌّ، و قالوا آزَنِیٌّ و وزنه عافَلِیٌّ؛ قال الفرزدق: قَرَیْناهُمُ المَأْثُورةَ البِیضَ كُلَّها، یَثُجُّ العُروقَ الأَیْزَنِیُّ المُثَقَّفُ و قال عَبْدُ بنی الحَسْحاسِ: فإنْ تَضْحَكِی مِنِّی، فیا رُبَّ لیلةٍ تَرَكْتُكِ فیها كالقَباءِ مُفَرَّجا رَفَعْتُ برجلیها، و طامَنْتُ رأْسَها، و سَبْسَبْتُ فیها الیَزْأَنِیَّ المُحَدْرَجا قال ابن الكلبی: إنما سمیت الرماح یَزَنیَّةً لأَن أَوَّل من عُمِلَتْ له ذو یَزَنَ، كما سمیت السِّیاطُ أَصْبَحِیَّةً، لأَن أَول من عُمِلَتْ له ذو أَصْبَحَ الحِمْیَرِیُّ. قال سیبویه: سأَلت الخلیل فقلت إذا سمیت رجلًا بذی مال هل تغیره؟ قال: لا، أَ لا تراهم قالوا ذو یَزَنٍ منصرفاً فلم یغیروه؟ و یقال: رمح یَزَنِیٌّ و أَزَنِیٌّ، منسوب إلی ذی یَزَنٍ أحد ملوك الأَذْواءِ من الیمن، و بعضهم یقول یَزْأَنِیّ و أَزأَنِیٌّ.

یسن؛ ج13، ص: 456

: روی الأَعمش عن شَقِیقٍ قال: قال رجل یقال له سُهَیْلُ بن سِنَانٍ: یا أَبا عبد الرحمن أَ یاءً تَجِدُ هذه الآیة أَم أَلفاً: مِنْ مٰاءٍ غَیْرِ آسِنٍ؟ فقال عبدُ الله: و قد عَلِمْتَ القرآن كلَّه غیر هذه؟ قال: إنی أَقرأُ
(1). قوله [المیتنین] كذا فی بعض نسخ النهایة كالأَصل بلا ضبط و فی بعضها بكسر المیم (2). قوله [عكس الأَصابع] هو بهذا الضبط فی بعض نسخ النهایة و فی بعضها بضم ففتح‌لسان العرب، ج‌13، ص: 457‌المُفَصَّل فی ركعة واحدة، فقال عبدُ الله: كهَذِّ الشِّعْرِ، قال الشیخ: أَراد غیر آسِنٍ أَم یاسنٍ، و هی لغة لبعض العرب.

یسمن؛ ج13، ص: 45

: الیاسَمِینُ و الیاسِمِین: معروف.

یفن؛ ج13، ص: 457

: الیَفَنُ: الشیخ الكبیر؛ و‌فی كلام علی، علیه السلام: أَیُّها الیَفَنُ الذی قد لَهَزَهُ القَتِیرُ؛ الیَفَنُ، بالتحریك: الشیخ الكبیر، و القَتِیرُ: الشَّیْبُ؛ و استعاره بعض العرب للثور المُسِنّ فقال: یا لیتَ شَعْرِی هل أَتَی الحِسانا أَنِّی اتَّخَذْتُ الیَفَنَیْنِ شانا، السِّلْبَ و اللُّومَةَ و العِیانا؟ حمل السِّلْبَ علی المعنی، قال: و إن شئت كان بدلًا كأَنه قال: إنی اتخذت أَداة الیَفَنَیْنِ أَو شُوَار الیَفَنَیْنِ. أَبو عبید: الیَفَنُ، بفتح الیاء و الفاء و تخفیف النون، الكبیر؛ قال الأَعشی: و ما إنْ أَرَی الدَّهْرَ فیما مَضَی یغادِرُ من شَارِفٍ أَو یَفَنْ «1». قال ابن بری: قال ابن القطاع و الیَفَنُ الصغیر أَیضاً، و هو من الأَضداد. ابن الأَعرابی: من أَسماء البقرة الیَفَنةُ و العَجوزُ و اللِّفْتُ و الطَّغْیا. اللیث: الیَفَنُ الشیخ الفانی، قال: و الیاء فیه أَصلیة، قال: و قال بعضهم هو علی تقدیر یَفْعَل لأَن الدهر فَنَّه و أَبلاه. و حكی ابن بری: الیُفْنُ الثِّیرانُ الجِلَّةُ، واحدها یَفَنٌ؛ قال الراجز: تَقول لی مائِلةُ العِطافِ: ما لَك قدْ مُتَّ من القُحَافِ؟ ذلك شَوْقُ الیُفْنِ و الوِذَافِ، و مَضْجَعٌ باللیل غیرُ دافی و یَفَنُ: ماء بین میاه بنی نمیر بن عامر. و یفن: موضع، و الله أَعلم.

یقن؛ ج13، ص: 457

: الیَقِینُ: العِلْم و إزاحة الشك و تحقیقُ الأَمر، و قد أَیْقَنَ یُوقِنُ إیقاناً، فهو مُوقِنٌ، و یَقِنَ یَیْقَن یَقَناً، فهو یَقنٌ. و الیَقِین: نَقیض الشك، و العلم نقیضُ الجهل، تقول عَلِمْتُه یَقیناً. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقِینِ؛ أَضاف الحق إلی الیقین و لیس هو من إضافة الشی‌ء إلی نفسه، لأَن الحق هو غیر الیقین، إنما هو خالصُه و أَصَحُّه، فجری مجری إضافة البعض إلی الكل. و قوله تعالی: وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّٰی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ؛ أَی حتی یأْتیك الموتُ، كما قال عیسی بن مریم، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: وَ أَوْصٰانِی بِالصَّلٰاةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَیًّا، و قال: مٰا دُمْتُ حَیًّا و إن لم تكن عبَادَةٌ لغیر حَیّ، لأَن معناه اعْبُدْ ربَّك أَبداً و اعْبُدْه إلی الممات، و إذا أَمر بذلك فقد أَمر بالإِقامة علی العبادة. و یَقِنْتُ الأَمْرَ، بالكسر؛ ابن سیدة: یَقِنَ الأَمرَ یَقْناً و یَقَناً و أَیْقَنَه و أَیْقَنَ به و تَیَقَّنه و اسْتَیْقَنه و اسْتَیْقَن به و تَیَقَّنْت بالأَمر و اسْتَیْقَنْت به كله بمعنی واحد، و أَنا علی یَقین منه، و إنما صارت الیاء واواً فی قولك مُوقِنٌ للضمة قبلها، و إذا صَغَّرْته رددتَه إلی الأَصل و قلتَ مُیَیْقِنٌ، و ربما عبروا بالظن عن الیَقِین و بالیَقِین عن الظن؛ قال أَبو سِدْرَة الأَسدِیُّ، و یقال الهُجَیْمِیُّ: تَحَسَّبَ هَوّاسٌ، و أَیْقَنَ أَنَّنی بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه یقول: تَشَمَّمَ الأَسدُ ناقتی یظن أَننی أَفتدی بها منه
(1). قوله [من شارف] كذا فی الصحاح أیضاً، و قال الصاغانی فی التكملة: و الروایة من شارخ أی شاب
لسان العرب، ج‌13، ص: 458
و أَسْتَحْمِی نفسی فأَتركها له و لا أَقتحم المهالك بمقاتلته، و إنما سمی الأَسدُ هَوَّاساً لأَنه یَهُوس الفَریسة أَی یَدُقُّها. و رجل یَقِنٌ و یَقَنٌ: لا یسمع شیئاً إلا أَیْقَنَه، كقولهم: رجل أُذُنٌ. و رجل یَقَنَةٌ، بفتح الیاء و القاف و بالهاء: كیَقُنٍ؛ عن كراع، و رجل مِیقَانٌ كذلك؛ عن اللحیانی، و الأُنثی مِیقَانةٌ، بالهاء، و هو أَحد ما شذ من هذا الضرب. و قال أَبو زید: رجل ذو یَقَنٍ لا یسمع شیئاً إلا أَیْقَنَ به. أَبو زید: رجل أُذُنٌ یَقَنٌ، و هما واحد، و هو الذی لا یسمع بشی‌ء إلا أَیْقَنَ به. و رجل یَقَنٌ و یَقَنَةٌ. مثل أُذُنٍ فی المعنی أَی إذا سمع شیئاً أَیْقَنَ به و لم یُكَذِّبه. اللیث: الیَقَنُ الیَقِینُ؛ و أَنشد قول الأَعشی: و ما بالَّذی أَبْصَرَتْه العُیُونُ مِنْ قَطْعِ یَأْسٍ، و لا منْ یَقَنْ ابن الأَعرابی: المَوْقُونَةُ الجاریة المَصُونة المُخدَّرة.

یمن؛ ج13، ص: 458

: الیُمْنُ: البَركةُ؛ و قد تكرر ذكره فی الحدیث. و الیُمْنُ: خلاف الشُّؤم، ضدّه. یقال: یُمِنَ، فهو مَیْمُونٌ، و یَمَنَهُم فهو یامِنٌ. ابن سیدة: یَمُنَ الرجلُ یُمْناً و یَمِنَ و تَیَمَّنَ به و اسْتَیْمَن، و إنَّه لمَیْمونٌ علیهم. و یقال: فلان یُتَیَمَّنُ برأْیه أَی یُتَبَرَّك به، و جمع المَیْمونِ مَیامِینُ. و قد یَمَنَه اللهُ یُمْناً، فهو مَیْمُونٌ، و الله الْیَامِنُ. الجوهری: یُمِن فلانٌ علی قومه، فهو مَیْمُونٌ إِذا صار مُبارَكاً علیهم، و یَمَنَهُم، فهو یامِنٌ، مثل شُئِمَ و شَأَم. و تَیَمَّنْتُ به: تَبَرَّكْتُ. و الأَیامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، و یروی لخُزَزَ بن لَوْذَانَ.لا یَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَاءِ الخَیْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم و كَذَاك لا شَرٌّ و لا خَیْرٌ، علی أَحدٍ، بِدَائم و لَقَدْ غَدَوْتُ، و كنتُ لا أَغْدُو علی وَاقٍ و حائم فإذَا الأَشائِمُ كالأَیامِنِ، و الأَیامنُ كالأشائم و قول الكیمت: و رَأَتْ قُضاعةُ فی الأَیامِنِ رَأْیَ مَثْبُورٍ و ثابِرْ یعنی فی انتسابها إِلی الیَمَن، كأَنه جمع الیَمَنَ علی أَیْمُن ثم علی أَیَامِنَ مثل زَمَنٍ و أَزْمُن. و یقال: یَمِینٌ و أَیْمُن و أَیمان و یُمُن؛ قال زُهَیر: و حَقّ سلْمَی علی أَركانِها الیُمُنِ و رجل أَیْمَنُ: مَیْمُونٌ، و الجمع أَیامِنُ. و یقال: قَدِمَ فلان علی أَیْمَنِ الیُمْن أَی علی الیُمْن. و فی الصحاح: قدم فلان علی أَیْمَن الیَمِین أَی الیُمْن. و المَیْمنَةُ: الیُمْنِ. و قوله عز و جل: أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ الْمَیْمَنَةِ؛ أَی أَصحاب الیُمْن علی أَنفسهم أَی كانوا مَیامِینَ علی أَنفسهم غیر مَشَائیم، و جمع المَیْمَنة مَیَامِنُ. و الیَمِینُ: یَمِینُ الإِنسانِ و غیرِه، و تصغیر الیَمِین یُمَیِّن، بالتشدید بلا هاء. و قوله‌فی الحدیث: إِنه كان یُحِبُّ التَّیَمُّنَ فی جمیع أَمره ما استطاع؛ التَّیَمُّنُ: الابتداءُ فی الأَفعال بالید الیُمْنی و الرِّجْلِ الیُمْنی و الجانب الأَیمن. و‌فی الحدیث: فأَمرهم أَن یَتَیَامَنُوا عن الغَمِیم‌أَی یأْخذوا عنه یَمِیناً. و‌فی حدیث عَدِیّ: فیَنْظُرُ أَیْمَنَ منه فلا یَرَی إِلَّا ما قَدَّم؛ أَی عن یمینه. ابن سیدة: الیَمینُ نَقِیضُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 459
الیسار، و الجمع أَیْمانُ و أَیْمُنٌ و یَمَائنُ. و‌روی سعید بن جبیر فی تفسیره عن ابن عباس أَنه قال فی كهیعص: هو كافٍ هادٍ یَمِینٌ عَزِیزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهیثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله كافٍ، و جعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، و جعلَ الیاء أَوَّل اسمه یَمِین من قولك یَمَنَ اللهُ الإِنسانَ یَمینُه یَمْناً و یُمْناً، فهو مَیْمون، قال: و الیَمِینُ و الیامِنُ یكونان بمعنی واحد كالقدیر و القادر؛ و أَنشد: بَیْتُكَ فی الیامِنِ بَیْتُ الأَیْمَنِ قال: فجعَلَ اسم الیَمِین مشتقّاً من الیُمْنِ، و جعل العَیْنَ عزیزاً و الصاد صادقاً، و الله أَعلم. قال الیزیدی: یَمَنْتُ أَصحابی أَدخلت علیهم الیَمِینَ، و أَنا أَیْمُنُهم یُمْناً و یُمْنةً و یُمِنْتُ علیهم و أَنا مَیْمونٌ علیهم، و یَمَنْتُهُم أَخَذْتُ علی أَیْمانِهم، و أَنا أَیْمَنُهُمْ یَمْناً و یَمْنةً، و كذلك شَأَمْتُهُم. و شأَمْتُهُم: أَخَذتُ علی شَمائلهم، و یَسَرْتُهم: أَخذْتُ علی یَسارهم یَسْراً. و العرب تقول: أَخَذَ فلانٌ یَمیناً و أَخذ یساراً، و أَخذَ یَمْنَةً أَو یَسْرَةً. و یامَنَ فلان: أَخذَ ذاتَ الیَمِین، و یاسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكیت: یامِنْ بأَصحابك و شائِمْ بهم أَی خُذْ بهم یمیناً و شمالًا، و لا یقال: تَیامَنْ بهم و لا تَیاسَرْ بهم؛ و یقال: أَشْأَمَ الرجلُ و أَیْمَنَ إِذا أَراد الیَمین، و یامَنَ و أَیْمَنَ إِذا أَراد الیَمَنَ. و الیَمْنةُ: خلافُ الیَسْرة. و یقال: قَعَدَ فلان یَمْنَةً. و الأَیْمَنُ و المَیْمَنَة: خلاف الأَیْسَر و المَیْسَرة. و‌فی الحدیث: الحَجرُ الأَسودُ یَمینُ الله فی الأَرض؛ قال ابن الأَثیر: هذا كلام تمثیل و تخییل، و أَصله أَن الملك إِذا صافح رجلًا قَبَّلَ الرجلُ یده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة الیمین للملك حیث یُسْتلَم و یُلْثَم. و‌فی الحدیث الآخر: و كِلْتا یدیه یمینٌ‌أَی أَن یدیه، تبارك و تعالی، بصفة الكمال لا نقص فی واحدة منهما لأَن الشمال تنقص عن الیمین، قال: و كل ما جاء فی القرآن و الحدیث من إِضافة الید و الأَیدی و الیمین و غیر ذلك من أَسماء الجوارح إلی الله عز و جل فإنما هو علی سبیل المجاز و الاستعارة، و الله منزَّه عن التشبیه و التجسیم. و‌فی حدیث صاحب القرآن یُعْطَی الملْكَ بِیَمِینه و الخُلْدَ بشماله‌أَی یُجْعَلانِ فی مَلَكَتِه، فاستعار الیمین و الشمال لأَن الأَخذ و القبض بهما؛ و أَما قوله: قَدْ جَرَتِ الطَّیرُ أَیامِنِینا، قالتْ و كُنْتُ رجُلًا قَطِینا: هذا لعَمْرُ اللهِ إِسْرائینا قال ابن سیدة: عندی أَنه جمع یَمیناً علی أَیمانٍ، ثم جمع أَیْماناً علی أَیامِین، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم یجد جمعاً من جموع التكسیر أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل و فواعل و فعائل و نحوها نهایة الجمع، فرجع إلی الجمع بالواو و النون كقول الآخر: فهُنَّ یَعْلُكْنَ حَدائداتها لَمّا بلَغ نهایة الجمع التی هی حَدَائد فلم یجد بعد ذلك بناء من أَبنیة الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف و التاء؛ و كقول الآخر: جَذْبَ الصَّرَارِیِّینَ بالكُرور جَمَع صارِیاً علی صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء علی صَراریّ، ثم جمعه علی صراریین، بالواو و النون، قال: و قد كان یجب لهذا الراجز أَن یقول أَیامینینا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن یقول فی النصف الثانی أَو البیت الثانی فطینا، و وزنه فعولن، أَراد أَن یبنی قوله أَیامنینا علی فعولن أَیضاً
لسان العرب، ج‌13، ص: 460
لیسوی بین الضربین أَو العروضین؛ و نظیر هذه التسویة قول الشاعر: قد رَوِیَتْ غیرَ الدُّهَیْدِهینا قُلَیِّصاتٍ و أُبَیْكِرینا كان حكمه أَن یقول غیر الدُّهَیْدِیهینا، لأَن الأَلف فی دَهْداهٍ رابعة و حكم حرف اللین إذا ثبت فی الواحد رابعاً أَن یثبت فی الجمع یاء، كقولهم سِرْداح و سَرادیح و قندیل و قنادیل و بُهْلُول و بَهالیل، لكن أَراد أَن یبنی بین «2». دُهَیْدِهینا و بین أُبَیْكِرینا، فجعل الضَّرْبَیْنِ جمیعاً أو العَرُوضَیْن فَعُولُن، قال: و قد یجوز أَن یكون أَیامنینا جمعَ أَیامِنٍ الذی هو جمع أَیمُنٍ فلا یكون هنالك حذف؛ و أَما قوله: قالت، و كنتُ رجُلًا فَطِینا فإن قالت هنا بمعنی ظنت، فعدّاه إِلی مفعولین كما تعَدَّی ظن إلی مفعولین، و ذلك فی لغة بنی سلیم؛ حكاه سیبویه عن الخطابی، و لو أَراد قالت التی لیست فی معنی الظن لرفع، و لیس أَحد من العرب ینصب بقال التی فی معنی ظن إِلَّا بنی سُلَیم، و هی الیُمْنَی فلا تُكَسَّرُ «3». قال الجوهری: و أَما‌قول عمر، رضی الله عنه، فی حدیثه حین ذكر ما كان فیه من القَشَفِ و الفقر و القِلَّة فی جاهلیته، و أَنه و أخْتاً له خرجا یَرْعَیانِ ناضِحاً لهما، قال: لقد أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها و زَوَّدَتْنا بیُمَیْنَتَیها من الهَبِیدِ كلَّ یومٍ، فیقال: إنه أَراد بیُمَیْنَتَیْها تصغیر یُمْنَی، فأَبدل من الیاء الأُولی تاء إذ كانت للتأْنیث؛ قال ابن بری: الذی‌فی الحدیث و زوَّدتنا یُمَیْنَتَیْها‌مخففة، و هی تصغیر یَمْنَتَیْن تثنیة یَمْنَة؛ یقال: أَعطاه یَمْنَة من الطعام أَی أَعطاه الطعام بیمینه و یده مبسوطة. و یقال: أَعطی یَمْنَةً و یَسْرَةً إذا أَعطاه بیده مبسوطة، و الأَصل فی الیَمْنةِ أَن تكون مصدراً كالیَسْرَة، ثم سمی الطعام یَمْنَةً لأَنه أُعْطِی یَمْنَةً أَی بالیمین، كما سَمَّوا الحَلِفَ یَمیناً لأَنه یكون بأَخْذِ الیَمین؛ قال: و یجوز أَن یكون صَغَّر یَمیناً تَصْغِیرَ الترخیم، ثم ثنَّاه، و قیل: الصواب یُمَیِّنَیْها، تصغیر یمین، قال: و هذا معنی قول أَبی عبید. قال: و قول الجوهری تصغیر یُمْنی صوابه أَن یقول تصغیر یُمْنَیَیْن تثنیة یُمْنَی، علی ما ذكره من إبدال التاء من الیاء الأُولی. قال أَبو عبید: وجه الكلام یُمَیِّنَیها، بالتشدید، لأَنه تصغیر یَمِینٍ، قال: و تصغیر یَمِین یُمَیِّن بلا هاء. قال ابن سیدة: و‌روی و زَوَّدتنا بیُمَیْنَیْها، و قیاسه یُمَیِّنَیْها لأَنه تصغیر یَمِین، لكن قال یُمَیْنَیْها علی تصغیر الترخیم، و إنما قال یُمَیْنَیْها و لم یقل یدیها و لا كفیها لأَنه لم یرد أَنها جمعت كفیها ثم أَعطتها بجمیع الكفین، و لكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بیمینها، فهاتان یمینان؛ قال شمر: و قال أَبو عبید إنما هو یُمَیِّنَیْها، قال: و هكذا قال یزید بن هارون؛ قال شمر: و الذی أختاره بعد هذا یُمَیْنَتَیْها لأَن الیَمْنَةَ إِنما هی فِعْل أَعطی یَمْنةً و یَسْرَة، قال: و سمعت من لقیت فی غطفانَ یتكلمون فیقولون إذا أهْوَیْتَ بیمینك مبسوطة إلی طعام أَو غیره فأَعطیت بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه یَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، و إن حَثَی له بیده فهی الحَثْیَة و الحَفْنَةُ، قال: و هذا هو الصحیح؛ قال أَبو منصور: و الصواب عندی ما رواه أَبو عبید یُمَیْنَتَیْها، و هو صحیح كما روی، و هو تصغیر یَمْنَتَیْها، أَراد
(2). قوله [یبنی بین] كذا فی بعض النسخ، و لعل الأَظهر یسوی بین كما سبق (3). قوله [و هی الیمنی فلا تكسر] كذا بالأَصل، فإنه سقط من نسخة الأَصل المعول علیها من هذه المادة نحو الورقتین، و نسختا المحكم و التهذیب اللتان بأیدینا لیس فیهما هذه المادة لنقصهما
لسان العرب، ج‌13، ص: 461
أَنها أَعطت كل واحد منهما بیمینها یَمْنةً، فصَغَّرَ الیَمْنَةَ ثم ثنَّاها فقال یُمَیْنَتَیْنِ؛ قال: و هذا أَحسن الوجوه مع السماع. و أَیْمَنَ: أَخَذَ یَمیناً. و یَمَنَ به و یامَنَ و یَمَّن و تَیامَنَ: ذهب به ذاتَ الیمین. و حكی سیبویه: یَمَنَ یَیْمِنُ أَخذ ذاتَ الیمین، قال: و سَلَّمُوا لأَن الیاء أَخف علیهم من الواو، و إن جعلتَ الیمین ظرفاً لم تجمعه؛ و قول أَبی النَّجْم: یَبْری لها، من أَیْمُنٍ و أَشْمُلِ، ذو خِرَقٍ طُلْسٍ و شخصٍ مِذْأَلِ «1». یقول: یَعْرِض لها من ناحیة الیمین و ناحیة الشمال، و ذهب إلی معنی أَیْمُنِ الإِبل و أَشْمُلِها فجمع لذلك؛ و قال ثعلبة بن صُعَیْر: فتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِیداً، بعد ما أَلْقَتْ ذُكاءُ یَمِینَها فی كافِر یعنی مالت بأَحد جانبیها إلی المغیب. قال أَبو منصور: الیَمینُ فی كلام العرب علی وُجوه، یقال للید الیُمْنَی یَمِینٌ. و الیَمِینُ: القُوَّة و القُدْرة؛ و منه قول الشَّمّاخ: رأَیتُ عَرابةَ الأَوْسِیَّ یَسْمُو إلی الخَیْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرینِ إذا ما رایةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ، تَلَقَّاها عَرابَةُ بالیَمینِ أَی بالقوَّة. و فی التنزیل العزیز: لَأَخَذْنٰا مِنْهُ بِالْیَمِینِ؛ قال الزجاج: أَی بالقُدْرة، و قیل: بالید الیُمْنَی. و الیَمِینُ: المَنْزِلة. الأَصمعی: هو عندنا بالیَمِینِ أَی بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: و قوله تلقَّاها عَرابة بالیمین، قیل: أَراد بالید الیُمْنی، و قیل: أَراد بالقوَّة و الحق. و قوله عز و جل: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنٰا عَنِ الْیَمِینِ؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار للذین أَضَلُّوهم أَی كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوی الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من قِبَلِ الدِّین فتُرُوننا أَن الدینَ و الحَقَّ ما تُضِلُّوننا به و تُزَیِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَی السَّهْل، و قیل: معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن الیَمِینَ موضعُ الكبد، و الكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة و الإِرادةِ، أَ لا تری أَن القلب لا شی‌ء له من ذلك لأَنه من ناحیة الشمال؟ و كذلك قیل فی قوله تعالی: ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَیْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ؛ قیل فی قوله وَ عَنْ أَیْمٰانِهِمْ: من قِبَلِ دینهم، و قال بعضهم: لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ أَی لأُغْوِیَنَّهم حتی یُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، وَ مِنْ خَلْفِهِمْ حتی یكذبوا بأَمر البعث، وَ عَنْ أَیْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ لأُضلنَّهم بما یعملون لأَمْر الكَسْب حتی یقال فیه ذلك بما كسَبَتْ یداك، و إن كانت الیدان لم تَجْنِیا شیئاً لأَن الیدین الأَصل فی التصرف، فجُعِلتا مثلًا لجمیع ما عمل بغیرهما. و أَما قوله تعالی: فَرٰاغَ عَلَیْهِمْ ضَرْباً بِالْیَمِینِ؛ ففیه أَقاویل: أَحدها بیمینه، و قیل بالقوَّة، و قیل بیمینه التی حلف حین قال: وَ تَاللّٰهِ لَأَكِیدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِینَ. و التَّیَمُّنُ: الموت. یقال: تَیَمَّنَ فلانٌ تیَمُّناً إذا مات، و الأَصل فیه أَنه یُوَسَّدُ یَمینَه إذا مات فی قبره؛ قال الجَعْدِیّ «2»: إذا ما رأَیْتَ المَرْءَ عَلْبَی، و جِلْدَه كضَرْحٍ قدیمٍ، فالتَّیَمُّنُ أَرْوَحُ «3».
(1). قوله [یبری لها] فی التكملة الروایة: تبری له، علی التذكیر أی للممدوح، و بعده: خوالج بأسعد أن أقبل و الرجز للعجاج (2). قوله [قال الجعدی] فی التكملة: قال أبو سحمة الأَعرابی (3). قوله [و جلده] ضبطه فی التكملة بالرفع و النصب
لسان العرب، ج‌13، ص: 462
عَلْبَی: اشْتَدَّ عِلْباؤُه و امْتَدَّ، و الضِّرْحُ: الجِلدُ، و التَّیَمُّن: أَن یُوَسَّدَ یمِینَه فی قبره. ابن سیدة: التَّیَمُّن أَن یُوضعَ الرجل علی جنبه الأَیْمن فی القبر؛ قال الشاعر: إذا الشیخُ عَلْبی، ثم أَصبَحَ جِلْدُه كرَحْضٍ غَسیلٍ، فالتَّیَمُّنُ أَرْوَحُ «1». و أَخذَ یَمْنةً و یَمَناً و یَسْرَةً و یَسَراً أَی ناحیةَ یمینٍ و یَسارٍ. و الیَمَنُ: ما كان عن یمین القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إلیه یَمَنِیٌّ و یَمانٍ، علی نادر النسب، و أَلفه عوض من الیاء، و لا تدل علی ما تدل علیه الیاء، إذ لیس حكم العَقِیب أَن یدل علی ما یدل علیه عَقیبه دائباً، فإن سمیت رجلًا بیَمَنٍ ثم أَضفت إلیه فعلی القیاس، و كذلك جمیع هذا الضرب، و قد خصوا بالیمن موضعاً و غَلَّبوه علیه، و علی هذا ذهب الیَمَنَ، و إنما یجوز علی اعتقاد العموم، و نظیره الشأْم، و یدل علی أَن الیَمن جنسیّ غیر علمیّ أَنهم قالوا فیه الیَمْنة و المَیْمَنة. و أَیْمَنَ القومُ و یَمَّنُوا: أَتَوا الیَمن؛ و قول أَبی كبیر الهذلی: تَعْوی الذئابُ من المَخافة حَوْلَه، إهْلالَ رَكْبِ الیامِن المُتَطوِّفِ إمّا أَن یكون علی النسب، و إِما أَن یكون علی الفعل؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف له فعلًا. و رجل أَیْمَنُ: یصنع بیُمْناه. و قال أَبو حنیفة: یَمَنَ و یَمَّنَ جاء عن یمین. و الیَمِینُ: الحَلِفُ و القَسَمُ، أُنثی، و الجمع أَیْمُنٌ و أَیْمان. و‌فی الحدیث: یَمِینُك علی ما یُصَدِّقُك به صاحبُك‌أَی یجب علیك أَن تحلف له علی ما یُصَدِّقك به إذا حلفت له. الجوهری: و أَیْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم المیم و النون و أَلفه أَلف وصل عند أَكثر النحویین، و لم یجئ فی الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غیرها؛ قال: و قد تدخل علیه اللام لتأْكید الابتداء تقول: لَیْمُنُ اللهِ، فتذهب الأَلف فی الوصل؛ قال نُصَیْبٌ: فقال فریقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ: نَعَمْ، و فریقٌ: لَیْمُنُ اللهِ ما نَدْری و هو مرفوع بالابتداء، و خبره محذوف، و التقدیر لَیْمُنُ الله قَسَمِی، و لَیْمُنُ الله ما أُقسم به، و إذا خاطبت قلت لَیْمُنُك. و‌فی حدیث عروة بن الزبیر أَنه قال: لَیْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَیْتَ لقد عافَیْتَ، و لئن كنت سَلبْتَ لقد أَبقَیْتَ، و ربما حذفوا منه النون قالوا: أَیْمُ الله و إِیمُ الله أَیضاً، بكسر الهمزة، و ربما حذفوا منه الیاء، قالوا: أَمُ اللهِ، و ربما أَبْقَوُا المیم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم یكسرونَها لأَنها صارت حرفاً واحداً فیشبهونها بالباء فیقولون مِ اللهِ، و ربما قالوا مُنُ الله، بضم المیم و النون، و مَنَ الله بفتحها، و مِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثیر: أَهل الكوفة یقولون أَیْمُن جمعُ یَمینِ القَسَمِ، و الأَلف فیها أَلف وصل تفتح و تكسر، قال ابن سیدة: و قالوا أَیْمُنُ الله و أَیْمُ اللهِ و إیمُنُ اللهِ و مُ اللهِ، فحذفوا، و مَ اللهِ أُجری مُجْرَی مِ اللهِ. قال سیبویه: و قالوا لَیْمُ الله، و استدل بذلك علی أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جنی: أَما أَیْمُن فی القسم ففُتِحت الهمزة منها، و هی اسم من قبل أَن هذا اسم غیر متمكن، و لم یستعمل إلا فی القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبیهاً بالهمزة اللاحقة بحرف التعریف، و لیس هذا فیه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف، و أَیضاً فقد حكی یونس إیمُ الله، بالكسر، و قد جاء فیه الكسر أَیضاً كما تری، و یؤَكد عندك أَیضاً حال
(1). لعل هذه روایة أخری لبیت الجعدی الوارد فی الصفحة السابقة
لسان العرب، ج‌13، ص: 463
هذا الاسم فی مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به و أَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، و مرة: مَ الله، و مرة: مِ الله، فلما حذفوا هذا الحذف المفرط و أَصاروه من كونه علی حرف إلی لفظ الحروف، قوی شبه الحرف علیه ففتحوا همزته تشبیهاً بهمزة لام التعریف، و مما یجیزه القیاس، غیر أَنه لم یرد به الاستعمال، ذكر خبر لَیْمُن من قولهم لَیْمُن الله لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، و أَصله لو خُرِّج خبره لَیْمُنُ الله ما أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر و صار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من الخبر. و اسْتَیْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحیانی. و قال‌فی حدیث عروة بن الزبیر: لَیْمُنُكَ‌إنما هی یَمینٌ، و هی كقولهم یمین الله كانوا یحلفون بها. قال أَبو عبید: كانوا یحلفون بالیمین، یقولون یَمِینُ الله لا أَفعل؛ و أَنشد لإمرئ القیس: فقلتُ: یَمِینُ الله أَبْرَحُ قاعِداً، و لو قَطَعُوا رأْسی لَدَیْكِ و أَوْصالی أَراد: لا أَبرح، فحذف لا و هو یریده؛ ثم تُجْمَعُ الیمینُ أَیْمُناً كما قال زهیر: فتُجْمَعُ أَیْمُنٌ مِنَّا و مِنْكُمْ بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ ثم یحلفون بأیْمُنِ الله، فیقولون و أَیْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا، و أَیْمُن الله لا أَفعلُ كذا، و أَیْمُنُك یا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلی هذا قال عروة لَیْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل فی أَیْمُن الله، ثم كثر فی كلامهم و خفَّ علی أَلسنتهم حتی حذفوا النون كما حذفوا من لم یكن فقالوا: لم یَكُ، و كذلك قالوا أَیْمُ اللهِ؛ قال الجوهری: و إلی هذا ذهب ابن كیسان و ابن درستویه فقالا: أَلف أَیْمُنٍ أَلفُ قطع، و هو جمع یمین، و إنما خففت همزتها و طرحت فی الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن أَبو عبید فی كل ما قال فی هذا القول، إلا أَنه لم یفسر قوله أَیْمُنك لمَ ضمَّت النون، قال: و العلة فیها كالعلة فی قولهم لَعَمْرُك كأَنه أُضْمِرَ فیها یَمِینٌ ثانٍ، فقیل و أَیْمُنك، فلأَیْمُنك عظیمة، و كذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك عظیم؛ قال: قال ذلك الأَحمر و الفراء. و قال أَحمد بن یحیی فی قوله تعالی: اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ؛ كأَنه قال و اللهِ الذی لا إله إلا هو لَیَجْمَعَنَّكُمْ. و قال غیره: العرب تقول أَیْمُ الله و هَیْمُ الله، الأَصل أَیْمُنُ الله، و قلبت الهمزة هاء فقیل هَیْمُ اللهِ، و ربما اكْتَفَوْا بالمیم و حذفوا سائر الحروف فقالوا مُ الله لیفعلن كذا، و هی لغات كلها، و الأَصل یَمِینُ الله و أَیْمُن الله. قال الجوهری: سمیت الیمین بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم یَمینَه علی یمین صاحبه، و إن جعلتَ الیمین ظرفاً لم تجمعه، لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات و أَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَ لا تری أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ و الیَمِین مخالف للشِّمال؟ و قال بعضهم: قیل للحَلِفِ یمینٌ باسم یمین الید، و كانوا یبسطون أَیمانهم إذا حلفوا و تحالفوا و تعاقدوا و تبایعوا، و لذلك‌قال عمر لأَبی بكر، رضی الله عنهما: ابْسُطْ یَدَك أُبایِعْك.قال أَبو منصور: و هذا صحیح، و إن صح أَن یمیناً من أَسماء الله تعالی، كما روی عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غیر أَنی لم أَسمع یمیناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن السائب، و الله أَعلم. و الیُمْنةَ و الیَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود الیمن؛ قال: و الیُمْنَةَ المُعَصَّبا. و‌فی الحدیث: أَنه علیه الصلاة و السلام، كُفِّنَ فی یُمْنة؛ هی، بضم الیاء، ضرب من برود الیمن؛ و أَنشد ابن بری لأَبی فُرْدُودة یرثی
لسان العرب، ج‌13، ص: 464
ابنَ عَمَّار: یا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا، و مَنْطِقاً مثلَ وَشْیِ الیُمْنَةِ الحِبَرَه و قال ربیعة الأَسدی: إنَّ المَودَّةَ و الهَوادَةَ بیننا خلَقٌ، كسَحْقِ الیُمْنَةِ المُنْجابِ و فی هذه القصیدة: إنْ یَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُیوتَهم بعُتَیْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ و قیل لناحیة الیَمنِ یَمَنٌ لأَنها تلی یَمینَ الكعبة، كما قیل لناحیة الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإِیمانُ یَمانٍ و الحكمة یَمانِیَة؛ و قال أَبو عبید: إِنما قال ذلك لأَن الإِیمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبی، صلی الله علیه و سلم، و مبعثه ثم هاجر إلی المدینة. و یقال: إن مكة من أَرض تِهامَةَ، و تِهامَةُ من أَرض الیَمن، و من هذا یقال للكعبة یَمَانیة، و لهذا سمی ما وَلِیَ مكةَ من أَرض الیمن و اتصل بها التَّهائمَ، فمكة علی هذا التفسیر یَمَانیة، فقال: الإِیمانُ یَمَانٍ، علی هذا؛ و فیه وجه آخر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال هذا القول و هو یومئذ بتَبُوك، و مكّةُ و المدینةُ بینه و بین الیَمن، فأَشار إلی ناحیة الیَمن، و هو یرید مكة و المدینة أَی هو من هذه الناحیة؛ و مثلُ هذا قولُ النابغة یذُمُّ یزید بن الصَّعِق و هو رجل من قیس: و كنتَ أَمِینَه لو لم تَخُنْهُ، و لكن لا أَمانَةَ للیمَانِی و ذلك أَنه كان مما یلی الیمن؛ و قال ابن مقبل و هو رجل من قیس: طافَ الخیالُ بنا رَكْباً یَمانِینا فنسب نفسه إلی الیمن لأَن الخیال طَرَقَه و هو یسیر ناحیتها، و لهذا قالوا سُهَیْلٌ الیَمانیّ لأَنه یُری من ناحیة الیمَنِ. قال أَبو عبید: و ذهب بعضهم إلی أَنه، صلی الله علیه و سلم، عنی بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم یَمانُونَ، و هم نصروا الإِسلام و المؤْمنین و آوَوْهُم فنَسب الإِیمانَ إلیهم، قال: و هو أَحسن الوجوه؛ قال: و مما یبین ذلك‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لما وَفَدَ علیه وفْدُ الیمن: أَتاكم أَهلُ الیَمن هم أَلْیَنُ قلوباً و أَرَقُّ أَفْئِدَة، الإِیمانُ یَمانٍ و الحكمةُ یَمانِیةٌ.و قولهم: رجلٌ یمانٍ منسوب إلی الیمن، كان فی الأَصل یَمَنِیّ، فزادوا أَلفاً و حذفوا یاء النسبة، و كذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان فی الأَصل شأْمِیّ، فزادوا أَلفاً و حذفوا یاء النسبة، و تِهامَةُ كان فی الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً و قالوا تَهامٍ. قال الأَزهری: و هذا قول الخلیل و سیبویه. قال الجوهری: الیَمَنُ بلادٌ للعرب، و النسبة إلیها یَمَنِیٌّ و یَمانٍ، مخففة، و الأَلف عوض من یاء النسب فلا یجتمعان. قال سیبویه: و بعضهم یقول یمانیّ، بالتشدید؛ قال أُمیَّة بن خَلَفٍ: یَمانِیّاً یَظَلُّ یَشُدُّ كِیراً، و یَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ و قال آخر: و یَهْماء یَسْتافُ الدلیلُ تُرابَها، و لیس بها إلا الیَمانِیُّ مُحْلِفُ و قوم یَمانیة و یَمانُون: مثل ثمانیة و ثمانون، و امرأَة یَمانیة أَیضاً. و أَیْمَن الرجلُ و یَمَّنَ و یامَنَ إذا أَتی
لسان العرب، ج‌13، ص: 465
الیمَنَ، و كذلك إذا أَخذ فی سیره یمیناً. یقال: یامِنْ یا فلانُ بأَصحابك أَی خُذ بهم یَمْنةً، و لا تقل تَیامَنْ بهم، و العامة تقوله. و تَیَمَّنَ: تنَسَّبَ إلی الیمن. و یامَنَ القومُ و أَیْمنوا إذا أَتَوُا الیَمن. قال ابن الأَنباری: العامة تَغْلَطُ فی معنی تَیامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن یمینه، و لیس كذلك معناه عند العرب، إنما یقولون تَیامَنَ إذا أَخذ ناحیة الیَمن، و تَشاءَمَ إذا أَخذ ناحیة الشأْم، و یامَنَ إذا أَخذ عن یمینه، و شاءمَ إذا أَخذ عن شماله.قال النبی، صلی الله علیه و سلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِیَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك عَیْنٌ غُدَیْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحیة البحر ثم أَخذت ناحیةَ الشأْم. و یقال لناحیة الیَمَنِ یَمِینٌ و یَمَنٌ، و إذا نسبوا إلی الیمن قالوا یَمانٍ. و التِّیمَنِیُّ: أَبو الیَمن «2»، و إذا نسَبوا إلی التِّیمَنِ قالوا تِیمَنِیٌّ. و أَیْمُنُ: إسم رجل. و‌أُمُّ أَیْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و هی حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها من زید فولدت له أُسامة.و أَیْمَنُ: موضع؛ قال المُسَیَّبُ أَو غیره: شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه فی طَوْدِ أَیْمَنَ، من قُرَی قَسْرِ

یون؛ ج13، ص: 465

: الیُونُ اسم موضع؛ قال الهُذلیُّ: جَلَوْا منْ تِهامٍ أَرْضِنا، و تَبَدَّلوا بمكةَ بابَ الیُونِ، و الرَّیْطَ بالعَصْبِ

یین؛ ج13، ص: 465

: یَیْنٌ: اسم بلد؛ عن كراع، قال: لیس فی الكلام اسم وقعت فی أَوَّله یاءَان غیره. و قال ابن جنی: إنما هو یَیَنٌ و قرَنه بِدَدَنٍ. قال ابن بری: ذكر ابن جنی فی سِرِّ الصناعة أَن یَیَن اسم وادٍ بین ضاحِكٍ و ضُوَیْحِكٍ جبلین أَسْفَلَ الفَرْشِ، و الله أَعلم.
(2). قوله [و التیمنی أبو الیمن] هكذا بالأَصل بكسر التاء، و فی الصحاح و القاموس: و التَّیمنی أفق الیمن انتهی. أی بفتحها
لسان العرب، ج‌13، ص: 466‌

حرف الهاء؛ ج13، ص: 466

ه؛ ج13، ص: 466

: الهاء من الحروف الحلقیة و هی: العین و الحاء و الهاء و الخاء و الغین و الهمزة، و هی أَیضاً من الحروف المهموسة و هی: الهاء و الحاء و الخاء و الكاف و الشین و السین و التاء و الصاد و الثاء و الفاء، قال: و المهموس حرف لانَ فی مَخْرجه دون المَجْهور، و جری مع النَّفَس فكان دون المجهور فی رفع الصوت.

فصل الألف؛ ج13، ص: 466

أبه؛ ج13، ص: 466

: أَبَهَ له یَأْبَهُ أَبْهاً و أَبِهَ له و به أَبَهاً: فَطِنَ. و قال بعضهم: أَبِهَ للشی‌ء أَبَهاً نسِیه ثم تفطَّنَ له. و أَبَّهَ الرجلَ: فَطَّنه، و أَبَّهه: نبَّهه؛ كلاهما عن كراع، و المعنیان متقاربان. الجوهری: ما أَبَهْتُ للأَمر آبَهُ أَبْهاً، و یقال أَیضاً: ما أَبِهْتُ له بالكسر آبَهُ أَبَهاً مثل نَبِهْتُ نَبَهاً. قال ابن بری: و آبَهْتُه أَعلمته؛ و أَنشد لأُمیة: إذْ آبَهَتْهم و لم یَدْرُوا بفاحشةٍ، و أَرْغَمَتْهم و لم یَدْروا بما هَجَعُوا و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، فی التعوُّذ من عذاب القبر: أَ شَی‌ءٌ أَوْهَمْتُه لم آبَهْ له أَو شَی‌ءٌ ذَكَّرْتُه إیاه‌أَی لا أَدری أَ هو شی‌ء ذكَرَه النبی و كنت غَفَلْتُ عنه فلم آبَهْ له، أَو شی‌ءٌ ذَكَّرْتُه إیاه و كان یذكره بعدُ. و الأُبَّهَة: العظمة و الكبر. و رجل ذو أُبَّهَةٍ أَی ذو كبر و عظمة. و تَأَبَّه فلانٌ علی فلان تأَبُّهاً إذا تكبر و رفع قدره عنه؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: و طامِح من نَخَوَةِ التَّأَبُّهِ و‌فی كلام علیّ، علیه السلام: كمْ منْ ذِی أُبَّهَةٍ قد جعَلتُه حقیراً؛ الأُبَّهةُ، بالضم و التشدید للباء: العظمة و البهاء. و‌فی حدیث معاویة: إذا لم یَكُنِ المَخْزومیُّ ذا بَأْوٍ و أُبَّهَةٍ لم یشبه قومه؛ یرید أَنَّ بنی مخزوم أَكثرُهم یكونون هكذا. و‌فی الحدیث: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذی طِمْرَین لا یُؤبَهُ له‌أَی لا یُحْتَفَلُ به لحقارته. و یقال للأَبَحِّ: أَبَهُّ، و قد بَهَّ یَبَهُّ أَی بَحَّ یَبَحُّ.

أته؛ ج13، ص: 466

: التَّأَتُّهُ مبدل من التَّعَتُّه.

أره؛ ج13، ص: 466

: هذه ترجمة لم یترجم علیها سوی ابن الأَثیر و أَورد فیها‌حدیث بلال: قال لنا رسول الله، صلی الله علیه
لسان العرب، ج‌13، ص: 467
و سلم، أَ مَعَكم شی‌ء من الإِرَةِ‌أَی القَدِید، و قیل: هو أَن یُغْلَی اللحم بالخل و یُحْمَلَ فی الأَسفار، و سیأْتی هذا و غیره فی مواضعه.

أقه؛ ج13، ص: 467

: الأَقْهُ: القَأْهُ و هو الطاعَةُ كأَنه مقلوب منه.

أله؛ ج13، ص: 467

: الإِلَهُ: الله عز و جل، و كل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه، و الجمع آلِهَةٌ. و الآلِهَةُ: الأَصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها، و أَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما علیه الشی‌ء فی نفسه، و هو بَیِّنُ الإِلَهةِ و الأُلْهانیَّةِ: و‌فی حدیث وُهَیْب بن الوَرْد: إذا وقع العبد فی أُلْهانیَّة الرَّبِّ، و مُهَیْمِنِیَّة الصِّدِّیقین، و رَهْبانِیَّةِ الأَبْرار لم یَجِدْ أَحداً یأْخذ بقلبه‌أَی لم یجد أَحداً یعجبه و لم یُحِبَّ إلَّا الله سبحانه؛ قال ابن الأَثیر: هو مأْخوذ من إلَهٍ، و تقدیرها فُعْلانِیَّة، بالضم، تقول إلَهٌ بَیِّنُ الإِلَهیَّة و الأُلْهانِیَّة، و أَصله من أَلِهَ یَأْلَهُ إذا تَحَیَّر، یرید إذا وقع العبد فی عظمة الله و جلاله و غیر ذلك من صفات الربوبیة و صَرَفَ وَهْمَه إلیها، أَبْغَضَ الناس حتی لا یمیل قلبه إلی أَحد. الأَزهری: قال اللیث بلغنا أَن اسم الله الأَكبر هُوَ اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ وحده «1»: قال: و تقول العرب للهِ ما فعلت ذاك، یریدون و الله ما فعلت. و قال الخلیل: الله لا تطرح الأَلف من الاسم إنما هو الله عز ذكره علی التمام؛ قال: و لیس هو من الأَسماء التی یجوز منها اشْتقاق فِعْلٍ كما یجوز فی الرحمن و الرحیم. و روی المنذری عن أَبی الهیثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالی فی اللغة فقال: كان حقه إلاهٌ، أُدخلت الأَلف و اللام تعریفاً، فقیل أَلإِلاهُ، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالًا لها، فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها فی اللام التی هی لام التعریف، و ذهبت الهمزة أَصلًا فقالوا أَلِلاهٌ، فحرَّكوا لام التعریف التی لا تكون إلَّا ساكنة، ثم التقی لامان متحركتان فأَدغموا الأُولی فی الثانیة، فقالوا الله، كما قال الله عز و جل: لٰكِنَّا هُوَ اللّٰهُ رَبِّی؛ معناه لكنْ أَنا، ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت فی كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقیت الأَلف و اللام من الله كان الباقی لاه، فقالوا لاهُمَّ؛ و أَنشد: لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِیرَا، أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا و یقولون: لاهِ أَبوك، یریدون الله أَبوك، و هی لام التعجب؛ و أَنشد لذی الإِصبع: لاهِ ابنُ عَمِّی ما یَخافُ الحادثاتِ من العواقِبْ قال أَبو الهیثم: و قد قالت العرب بسم الله، بغیر مَدَّة اللام و حذف مَدَّة لاهِ؛ و أَنشد: أَقْبَلَ سَیْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ، یَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه و أَنشد: لَهِنَّكِ من عَبْسِیَّةٍ لَوسِیمةٌ، علی هَنَواتٍ كاذبٍ من یَقُولُها إنما هو للهِ إنَّكِ، فحذف الأَلف و اللام فقال لاهِ: إنك، ثم ترك همزة إنك فقال لَهِنَّك؛ و قال الآخر: أَ بائِنةٌ سُعْدَی، نَعَمْ و تُماضِرُ، لَهِنَّا لمَقْضِیٌّ علینا التَّهاجُرُ یقول: لاهِ إنَّا، فحذف مَدَّةِ لاهِ و ترك همزة إنا كقوله: لاهِ ابنُ عَمِّكَ و النَّوَی یَعْدُو
(1). قوله [إلا هو وحده] كذا فی الأَصل المعوّل علیه، و فی نسخة التهذیب: اللّٰهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ و الله وحده انتهی. و لعله إلا الله وحده
لسان العرب، ج‌13، ص: 468
و قال الفراء فی قول الشاعر لَهِنَّك: أَرادَ لإِنَّك، فأبدل الهمزة هاء مثل هَراقَ الماءَ و أَراق، و أَدخل اللام فی إن للیمین، و لذلك أَجابها باللام فی لوسیمة. قال أَبو زید: قال لی الكسائی أَلَّفت كتاباً فی معانی القرآن فقلت له: أَ سمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمین؟ فقال: لا، فقلت: اسمَعْها. قال الأَزهری: و لا یجوز فی القرآن إلَّا الْحَمْدُ لِلّٰهِ* بمدَّةِ اللام، و إِنما یقرأُ ما حكاه أَبو زید الأَعرابُ و من لا یعرف سُنَّةَ القرآن. قال أَبو الهیثم: فالله أَصله إلاهٌ، قال الله عز و جل: مَا اتَّخَذَ اللّٰهُ مِنْ وَلَدٍ وَ مٰا كٰانَ مَعَهُ مِنْ إِلٰهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلٰهٍ بِمٰا خَلَقَ. قال: و لا یكون إلَهاً حتی یكون مَعْبُوداً، و حتی یكونَ لعابده خالقاً و رازقاً و مُدبِّراً، و علیه مقتدراً فمن لم یكن كذلك فلیس بإله، و إِن عُبِدَ ظُلْماً، بل هو مخلوق و مُتَعَبَّد. قال: و أَصل إلَهٍ وِلاهٌ، فقلبت الواو همزة كما قالوا للوِشاح إشاحٌ و للوِجاحِ و هو السِّتْر إِجاحٌ، و معنی ولاهٍ أَن الخَلْقَ یَوْلَهُون إلیه فی حوائجهم، و یَضْرَعُون إلیه فیما یصیبهم، و یَفْزَعون إلیه فی كل ما ینوبهم، كما یَوْلَهُ كل طِفْل إلی أُمه. و قد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً. و الأُلَهةُ: الشمسُ الحارَّةُ؛ حكی عن ثعلب، و الأَلِیهَةُ و الأَلاهَةُ و الإِلاهَةُ و أُلاهَةُ، كلُّه: الشمسُ اسم لها؛ الضم فی أَوَّلها عن ابن الأَعرابی؛ قالت مَیَّةُ بنت أُمّ عُتْبَة «2» بن الحرث كما قال ابن بری: تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً، فأَعْجَلْنا الإِلَهةَ أَن تَؤُوبا «3». علی مثْل ابن مَیَّة، فانْعَیاه، تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُیُوبا قال ابن بری: و قیل هو لبنت عبد الحرث الیَرْبوعی، و یقال لنائحة عُتَیْبة بن الحرث؛ قال: و قال أَبو عبیدة هو لأُمِّ البنین بنت عُتیبة بن الحرث ترثیه؛ قال ابن سیدة: و رواه ابن الأَعرابی أُلاهَةَ، قال: و رواه بعضهم‌فأَعجلنا الأَلاهَةَ … یصرف و لا یصرف. غیره: و تدخلها الأَلف و اللام و لا تدخلها، و قد جاء علی هذا غیر شی‌ء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة و سُقوطها أُخری. قالوا: لقیته النَّدَرَی و فی نَدَرَی، و فَیْنَةً و الفَیْنَةَ بعد الفَیْنة، و نَسْرٌ و النَّسْرُ اسمُ صنم، فكأَنهم سَمَّوْها الإِلَهة لتعظیمهم لها و عبادتهم إیاها، فإنهم كانوا یُعَظِّمُونها و یَعْبُدُونها، و قد أَوْجَدَنا اللهُ عز و جل ذلك فی كتابه حین قال: وَ مِنْ آیٰاتِهِ اللَّیْلُ وَ النَّهٰارُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ لٰا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَ لٰا لِلْقَمَرِ وَ اسْجُدُوا لِلّٰهِ الَّذِی خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِیّٰاهُ تَعْبُدُونَ. ابن سیدة: و الإِلاهَةُ و الأُلُوهة و الأُلُوهِیَّةُ العبادة. و قد قرئ: وَ یَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ، و قرأَ ابن عباس: و یَذَرَك و إِلاهَتَك، بكسر الهمزة، أَی و عبادتك؛ و هذه الأَخیرة عند ثعلب كأَنها هی المختارة، قال: لأَن فرعون كان یُعْبَدُ و لا یَعْبُدُ، فهو علی هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهة، و القراءة الأُولی أَكثر و القُرّاء علیها. قال ابن بری: یُقَوِّی ما ذهب إلیه ابن عباس فی قراءته: و یذرك و إِلاهَتَك، قولُ فرعون: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلیٰ، و قوله: مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَیْرِی؛ و لهذا قال سبحانه: فَأَخَذَهُ اللّٰهُ نَكٰالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولیٰ؛ و هو الذی أَشار إِلیه الجوهری بقوله‌عن ابن عباس: إن فرعون كان یُعْبَدُ.و یقال: إلَه بَیِّنُ الإِلَهةِ و الأُلْهانِیَّة. و كانت العرب فی الجاهلیة یَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان و الأَصنام آلهةً، و هی
(2). قوله [أم عتبة] كذا بالأصل عتبة فی موضع مكبراً و فی موضعین مصغراً (3). قوله [عصراً و الإلهة] هكذا روایة التهذیب، و روایة المحكم: قسراً و إلهة
لسان العرب، ج‌13، ص: 469
جمع إلاهة؛ قال الله عز و جل: وَ یَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ، و هی أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه. و الله: أَصله إلاهٌ، علی فِعالٍ بمعنی مفعول، لأَنه مأَلُوه أَی معبود، كقولنا إمامٌ فِعَالٌ بمعنی مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به، فلما أُدخلت علیه الأَلف و اللام حذفت الهمزة تخفیفاً لكثرته فی الكلام، و لو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه فی قولهم الإِلاهُ، و قطعت الهمزة فی النداء للزومها تفخیماً لهذا الاسم. قال الجوهری: و سمعت أَبا علی النحوی یقول إِن الأَلف و اللام عوض منها، قال: و یدل علی ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة علی لام التعریف فی القسم و النداء، و ذلك قولهم: أَ فأَللهِ لَتفْعَلَنّ و یا ألله اغفر لی، أَ لا تری أَنها لو كانت غیر عوض لم تثبت كما لم تثبت فی غیر هذا الاسم؟ قال: و لا یجوز أَیضاً أَن یكون للزوم الحرف لأَن ذلك یوجب أَن تقطع همزة الذی و التی، و لا یجوز أَیضاً أَن یكون لأَنها همزة مفتوحة و إن كانت موصولة كما لم یجز فی ایْمُ الله و ایْمُن الله التی هی همزة وصل، فإنها مفتوحة، قال: و لا یجوز أَیضاً أَن یكون ذلك لكثرة الاستعمال، لأَن ذلك یوجب أَن تقطع الهمزة أَیضاً فی غیر هذا مما یكثر استعمالهم له، فعلمنا أَن ذلك لمعنی اختصت به لیس فی غیرها، و لا شی‌ء أَولی بذلك المعنی من أَن یكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذی هو الفاء، و جوّز سیبویه أَن یكون أَصله لاهاً علی ما نذكره. قال ابن بری عند قول الجوهری: و لو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه فی قولهم الإِلَهُ، قال: هذا رد علی أَبی علی الفارسی لأَنه كان یجعل الأَلف و اللام فی اسم الباری سبحانه عوضاً من الهمزة، و لا یلزمه ما ذكره الجوهری من قولهم الإِلَهُ، لأَن اسم الله لا یجوز فیه الإِلَهُ، و لا یكون إلا محذوف الهمزة، تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا یشركه فیه غیره، فإذا قیل الإِلاه انطلق علی الله سبحانه و علی ما یعبد من الأَصنام، و إذا قلت الله لم ینطلق إلا علیه سبحانه و تعالی، و لهذا جاز أَن ینادی اسم الله، و فیه لام التعریف و تقطع همزته، فیقال یا ألله، و لا یجوز یا لإِلهُ علی وجه من الوجوه، مقطوعة همزته و لا موصولة، قال: و قیل فی اسم الباری سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ یَأْلَه إذا تحیر، لأَن العقول تَأْلَهُ فی عظمته. و أَلِهَ یَأْلَه أَلَهاً أَی تحیر، و أَصله وَلِهَ یَوْلَهُ وَلَهاً. و قد أَلِهْتُ علی فلان أَی اشتدّ جزعی علیه، مثل وَلِهْتُ، و قیل: هو مأْخوذ من أَلِهَ یَأْلَهُ إلی كذا أَی لجأَ إلیه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذی یُلْجأُ إلیه فی كل أَمر؛ قال الشاعر: أَلِهْتَ إلینا و الحَوادِثُ جَمَّةٌ و قال آخر: أَلِهْتُ إلیها و الرَّكائِبُ وُقَّف و التَّأَلُّهُ: التَّنَسُّك و التَّعَبُّد. و التأْلیهُ: التَّعْبید؛ قال: لله دَرُّ الغَانِیاتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ و اسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِی ابن سیدة: و قالوا یا أَلله فقَطَعُوا، قال: حكاه سیبویه، و هذا نادر. و حكی ثعلب أَنهم یقولون: یا الله، فیصلون و هما لغتان یعنی القطع و الوصل؛ و قول الشاعر: إنِّی إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا دَعَوْت: یا اللَّهُمَّ یا اللَّهُمَّا فإن المیم المشددة بدل من یا، فجمع بین البدل و المبدل منه؛ و قد خففها الأَعشی فقال:
لسان العرب، ج‌13، ص: 470
كحَلْفَةٍ من أَبی رَباحٍ یَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ «1». و إنشاد العامة: یَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ قال: و أَنشده الكسائی: یَسْمَعُها الله و الله كبار «2». الأَزهری: أَما إعراب اللهم فضم الهاء و فتح المیم لا اختلاف فیه بین النحویین فی اللفظ، فأَما العلة و التفسیر فقد اختلف فیه النحویون، فقال الفراء: معنی اللهم یا أَللهُ أُمَّ بخیر، و قال الزجاج: هذا إقدام عظیم لأَن كل ما كان من هذا الهمز الذی طرح فأَكثر الكلام الإِتیان به. یقال: وَیْلُ أُمِّه و وَیْلُ امِّهِ، و الأَكثر إثبات الهمزة، و لو كان كما قال هذا القائل لجاز الله أُومُمْ و اللهُ أُمَّ، و كان یجب أَن یلزمه یا لأَن العرب تقول یا ألله اغفر لنا، و لم یقل أَحد من العرب إلا اللهم، و لم یقل أَحد یا اللهم، قال الله عز و جل: قُلِ اللّٰهُمَّ فٰاطِرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ؛ فهذا القول یبطل من جهات: إحداها أَن یا لیست فی الكلام، و الأُخری أَن هذا المحذوف لم یتكلم به علی أَصله كما تكلم بمثله، و أَنه لا یُقَدَّمُ أَمامَ الدُّعاء هذا الذی ذكره؛ قال الزجاج: و زعم الفراء أَن الضمة التی هی فی الهاء ضمة الهمزة التی كانت فی أُمَّ و هذا محال أَن یُتْرَكَ الضمُّ الذی هو دلیل علی نداء المفرد، و أَن یجعل فی اسم الله ضمةُ أُمَّ، هذا إلحاد فی اسم الله؛ قال: و زعم الفراء أَن قولنا هَلُمَّ مثل ذلك أَن أَصلها هَلْ أُمَّ، و إنما هی لُمَّ و‌ها التنبیه، قال: و قال الفراء إن یا قد یقال مع اللهم فیقال یا أَللهم؛ و استشهد بشعر لا یكون مثله حجة: و ما علیكِ أَن تَقُولِی كُلَّما صَلَّیْتِ أَو سَبَّحْت: یا أَللَّهُمَا، ارْدُدْ علینا شَیْخَنَا مُسَلَّما قال أَبو إسحاق: و قال الخلیل و سیبویه و جمیع النحویین الموثوق بعلمهم اللهم بمعنی یا أَلله، و إن المیم المشددة عوض من یا، لأَنهم لم یجدوا یا مع هذه المیم فی كلمة واحدة، و وجدوا اسم الله مستعملًا بیا إذا لم یذكروا المیم فی آخر الكلمة، فعلموا أَن المیم فی آخر الكلمة بمنزلة یا فی أَولها، و الضمة التی هی فی الهاء هی ضمة الاسم المنادی المفرد، و المیم مفتوحة لسكونها و سكون المیم قبلها؛ الفراء: و من العرب من یقول إذا طرح المیم یا ألله اغفر لی، بهمزة، و منهم من یقول یا الله بغیر همز، فمن حذف الهمزة فهو علی السبیل، لأَنها أَلف و لام مثل لام الحرث من الأَسماء و أَشباهه، و من همزها توهم الهمزة من الحرف إذ كانت لا تسقط منه الهمزة؛ و أَنشد: مُبارَكٌ هُوَّ و من سَمَّاهُ، علی اسْمكَ، اللَّهُمَّ یا أَللهُ قال: و كثرت اللهم فی الكلام حتی خففت میمها فی بعض اللغات. قال الكسائی: العرب تقول یا أَلله اغفر لی، و یَلّله اغفر لی، قال: و سمعت الخلیل یقول یكرهون أَن ینقصوا من هذا الاسم شیئاً یا أَلله أَی لا یقولون یَلَهُ. الزجاج فی قوله تعالی: قٰالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ اللّٰهُمَّ رَبَّنٰا؛ ذكر سیبویه أَن اللّٰهُمَّ كالصوت و أَنه لا یوصف، و أَن رَبَّنٰا منصوب علی نداء آخر؛ الأَزهری:
(1). قوله [من أبی رباح] كذا بالأَصل بفتح الراء و الباء الموحدة و مثله فی البیضاوی، إلا أن فیه حلقة بالقاف، و الذی فی المحكم و التهذیب كحلفة من أبی ریاح بكسر الراء و بیاء مثناة تحتیة، و بالجملة فالبیت روایاته كثیرة (2). و قوله: یسمعها الله و الله كبار كذا بالأَصل و نسخة من التهذیب
لسان العرب، ج‌13، ص: 471
و أَنشد قُطْرُب: إِنی إِذا ما مُعْظَمٌ أَلَمّا أَقولُ: یا اللَّهُمَّ یا اللَّهُمّا قال: و الدلیل علی صحة قول الفراء و أَبی العباس فی اللهم إِنه بمعنی یا أَلله أُمَّ إِدخالُ العرب یا علی اللهم؛ و قول الشاعر: أَلا لا بارَكَ اللهُ فی سُهَیْلٍ، إِذا ما اللهُ بارك فی الرجالِ إِنما أَراد الله فقَصَر ضرورة. و الإِلاهَةُ: الحیة العظیمة؛ عن ثعلب، و هی الهِلالُ. و إِلاهَةُ: اسم موضع بالجزیرة؛ قال الشاعر: كفی حَزَناً أَن یَرْحَلَ الركبُ غُدْوةً، و أُصْبِحَ فی عُلْیا إِلاهَةَ ثاوِیا و كان قد نَهَسته حیة. قال ابن بری: قال بعض أَهل اللغة الروایة: و أُتْرَكَ فی عُلْیَا أُلاهَةَ …، بضم الهمزة، قال: و هی مَغارَةُ سَمَاوَة كَلْب؛ قال ابن بری: و هذا هو الصحیح لأَن بها دفن قائل هذا البیت، و هو أُفْنُونٌ التَّغْلَبیّ، و اسمه صُرَیْمُ بن مَعْشَرٍ «1»؛ و قبله: لَعَمْرُكَ، ما یَدْری الفَتی كیف یَتَّقی، إِذا هو لم یَجْعَلْ له اللهُ واقِیَا

أمه؛ ج13، ص: 471

: الأَمِیهَة: جُدَرِیّ الغنم، و قیل: هو بَثْرٌ یَخْرُج بها كالجُدَرِیّ أَو الحَصْبَةِ، و قد أُمِهَتِ الشاةُ تُؤْمَهُ أَمْهاً و أَمِیهَةً؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَبی عبیدة، و هو خطأٌ لأَن الأَمِیهَةَ اسمٌ لا مصدر، إِذ لیست فَعِیلة من أَبنیة المصادر. و شاة أَمِیهَةٌ: مأْمُوهَة؛ قال الشاعر: طَبِیخُ نُحازٍ أَو طَبِیخُ أَمِیهَةٍ صَغِیرُ العِظامِ، سَیِّ‌ءُ القِشْمِ، أَمْلَطُ یقول: كانت أُمُّهُ حاملة به و بها سُعال أَو جُدَرِیّ فجاءت به ضاوِیّاً، و القِشْمُ هو اللحم أَو الشحم. ابن الأَعرابی: الأَمهُ النسیان، و الأَمَهُ الإِقْرارُ، و الأَمَهُ الجُدَرِیُّ. قال الزجاج: و قرأَ ابن عباس: و ادَّكَرَ بعد أَمَهٍ، قال: و الأَمَهُ النسیانُ. و یقال: قد أَمِهَ، بالكسر، یَأْمَهُ أَمَهاً؛ هذا الصحیح بفتح المیم، و كان أَبو الهیثم یقرأُ: بعد أَمَهٍ، و یقول: بعد أَمْهٍ خطأٌ. أَبو عبیدة: أَمِهْتُ الشی‌ءَ فأَنا آمُهُه أَمْهاً إِذا نسیته؛ قال الشاعر: أَمِهْتُ، و كنتُ لا أَنْسَی حَدِیثاً، كذاك الدَّهْرُ یُودِی بالعُقُولِ قال: و ادَّكَرَ بعد أَمْه؛ قال أَبو عبید: هو الإِقرار، و معناه أَن یعاقب لیُقِرَّ فإِقراره باطل. ابن سیدة: الأَمَهُ الإِقرار و الاعتراف؛ و منه‌حدیث الزهری: من امْتُحِنَ فی حَدٍّ فأَمِهَ ثم تَبَرَّأَ فلیست علیه عقوبة، فإِن عوقب فأَمِهَ فلیس علیه حَدٌّ إِلا أَن یَأْمَه من غیر عقوبة.قال أَبو عبید: و لم أَسمع الأَمَهَ الإِقرارَ إِلَّا فی هذا الحدیث؛ و فی الصحاح: قال هی لغة غیر مشهورة، قال: و یقال أَمَهْتُ إِلیه فی أَمر فأَمَهَ إِلیَّ أَی عَهِدْتُ إِلیه فعَهِدَ إِلیَّ. الفراء: أُمِهَ الرجلُ، فهو مَأْموهٌ، و هو الذی لیس عقله معه.
(1). قوله [و اسمه صریم بن معشر] أی ابن ذهل بن تیم بن عمرو بن تغلب، سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه یموت بمكان یقال له ألاهة، و كان افنون قد سار فی رهط إلی الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطریق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طریقهم فقال: خذوا كذا و كذا فإذا عنت لكم الألاهة و هی قارة بالسماوة وضح لكم الطریق. فلما سمع افنون ذكر الألاهة تطیر و قال لأصحابه: إنی میت، قالوا: ما علیك بأس، قال: لست بارحاً. فنهش حماره و نهق فسقط فقال: إنی میت، قالوا: ما علیك بأس، قال: و لم ركض الحمار؟ فأرسلها مثلًا ثم قال یرثی نفسه و هو یجود بها: ألا لست فی شی‌ء فروحاً معاویا و لا المشفقات یتقین الجواریا فلا خیر فیما یكذب المرء نفسه و تقواله للشی‌ء یا لیت ذا لیا لعمرك إلخ. كذا فی یاقوت لكن قوله و هی قارة مخالف للأصل فی قوله و هی مغارة
لسان العرب، ج‌13، ص: 472
الجوهری: یقال فی الدعاء علی الإِنسان آهَةً و أَمِیهَةً. التهذیب: و قولهم آهَةً و أَمِیهَةً، الآهَةُ من التَّأَوُّهِ و الأَمِیهَةُ الجُدَری. ابن سیدة: الأُمَّهَةُ لغة فی الأُمِّ. قال أَبو بكر: الهاء فی أُمَّهة أَصلیة، و هی فُعَّلَة بمنزلة تُرَّهَةٍ و أُبَّهةٍ، و خص بعضهم بالأُمَّهَةِ من یعقل و بالأُمِّ ما لا یعقل؛ قال قُصَیٌّ: عَبْدٌ یُنادِیهِمْ بِهالٍ وَهَبِ، أُمَّهَتی خِنْدِفُ، و الْیاسُ أَبی حَیْدَرَةٌ خالی لَقِیطٌ، و عَلِی، و حاتِمُ الطائِیُّ وَهّابُ المِئِی و قال زهیر فیما لا یعقل: و إِلَّا فإِنَّا، بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَی، نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ و نَیْسِرُ و قد جاءت الأُمَّهَةُ فیما لا یعقل؛ كل ذلك عن ابن جنی، و الجمع أُمَّهات و أُمّات. التهذیب: و یقال فی جمع الأُمِّ من غیر الآدمیین أُمَّاتٌ، بغیر هاء؛ قال الراعی: كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ و مُحَرِّقٍ أُمّاتِهِنَّ، و طَرْقُهُنَّ فَحِیلا و أَما بَناتُ آدم فالجمع أُمَّهاتٌ؛ و قوله: و إِنْ مُنِّیتُ أُمّاتِ الرِّباعِ و القرآن العزیز نزل بأُمَّهات، و هو أَوضح دلیل علی أَن الواحدة أُمَّهَةٌ. و تَأَمَّهَ أُمّاً: اتخدها كأَنه علی أُمَّهَةٍ؛ قال ابن سیدة: و هذا یقوی كون الهاء أَصلًا، لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنزلة تَفَوَّهْتُ و تنَبَّهْت. التهذیب: و الأُمّ فی كلام العرب أَصل كل شی‌ء و اشْتقاقه من الأَمِّ، و زیدت الهاء فی الأُمَّهاتِ لتكون فرقاً بین بنات آدم و سائر إِناث الحیوان، قال: و هذا القول أَصح القولین، قال الأَزهری: و أَما الأُمُّ فقد قال بعضهم الأَصل أُمَّةٌ، و ربما قالوا أُمَّهةٌ، قال: و الأُمَّهةُ أَصل قولهم أُمٌّ. قال ابن بری: و أُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه و تِیهُهُ.

أنه؛ ج13، ص: 472

: الأَنِیهُ: مثل الزَّفِیر، و الآنِهُ كالآنِحِ. و أَنَهَ یَأْنِهُ أَنْهاً و أُنُوهاً: مثل أَنَح یَأْنِحُ إِذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ یَجِدُه، و الجمع أُنَّةٌ مثل أُنَّحٍ؛ و أَنشد لرؤبة یصف فحلًا.رَعّابَةٌ یُخْشِی نُفوسَ الأُنَّهِ، بِرَجْسِ بَهْباهِ الهَدِیرِ البَهْبَهِ أَی یَرْعَبُ النُّفوسَ الذینَ یَأْنِهُونَ. ابن سیدة: الأَنِیهُ الزَّحْرُ عند المسأَلة. و رجل آنةٌ: حاسِدٌ. و یقال: رجل نافِسٌ و نَفِیسٌ و آنِهٌ و حاسد بمعنی واحد، و هو من أَنَهَ یَأْنِهُ و أَنَحَ یَأْنِحُ أَنِیهاً و أَنِیحاً.

أوه؛ ج13، ص: 472

: الآهَةُ: الحَصْبَةُ. حكی اللحیانی عن أَبی خالد فی قول الناس آهَةٌ و ماهَةٌ: فالآهَةُ ما ذكرناه، و الماهَةُ الجُدَرِیُّ. قال ابن سیدة: أَلف آهَةٍ واو لأَن العین واواً أَكثر منها یاء. و آوَّهْ و أَوَّهُ و آووه، بالمدّ و واوینِ، و أَوْهِ، بكسر الهاء خفیفة، و أَوْهَ و آهِ، كلها: كلمة معناها التحزُّن. و أَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ علیك فَقْدُه، و أَنشد الفراء فی أَوْهِ: فأَوْهِ لِذكْراها إِذا ما ذَكَرتُها، و من بُعْدِ أَرْضٍ بیننا و سماءٍ و یروی: فأَوِّ لِذِكراها …، و هو مذكور فی موضعه، و یروی: فآهِ لذكراها …؛ قال ابن بری: و مثل هذا البیت: فأَوْهِ علی زِیارَةِ أُمِّ عَمْروٍ فكیفَ مع العِدَا، و مع الوُشاةِ؟
لسان العرب، ج‌13، ص: 473
و قولهم عند الشكایة: أَوْهِ من كذا، ساكنة الواو، إِنما هو توجع، و ربما قلبوا الواو أَلفاً فقالوا: آهِ من كذا و ربما شدّدوا الواو و كسروها و سكنوا الهاء، قالوا: أَوِّهْ من كذا، و ربما حذفوا الهاء مع التشدید فقالوا: أَوِّ من كذا، بلا مدٍّ. و بعضهم یقول: آوَّهْ، بالمدّ و التشدید و فتح الواو ساكنة الهاء، لتطویل الصوت بالشكایة. و قد ورد الحدیث بأَوْهِ‌فی حدیث أَبی سعید فقال النبی، صلی الله علیه و سلم، عند ذلك: أَوْهِ عَیْنُ الرِّبا.قال ابن الأَثیر: أَوْهِ كلمة یقولها الرجل عند الشكایة و التوجع، و هی ساكنة الواو مكسورة الهاء، قال: و بعضهم یفتح الواو مع التشدید، فیقول أَوَّهْ. و‌فی الحدیث: أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ من خلیفة یُسْتَخْلَفُ.قال الجوهری: و ربما أَدخلوا فیه التاء فقالوا أَوَّتاه، یمدّ و لا یمدّ. و قد أَوَّهَ الرجلُ تأْویهاً و تَأَوَّه تأَوُّها إِذا قال أَوَّه، و الاسم منه الآهَةُ، بالمد، و أَوَّه تأْویهاً. و منه الدعاء علی الإِنسان: آهَةً له و أَوَّةً له، مشدَّدة الواو، قال: و قولهم آهَةً و أَمِیهةً هو التوجع. الأَزهری: آهِ هو حكایة المُتَأَهِّه فی صوته، و قد یفعله الإِنسان شفقة و جزعاً؛ و أَنشد: آهِ من تَیَّاكِ آهَا تَرَكَتْ قلبی مُتاها و قال ابن الأَنباری: آهِ من عذاب الله و آهٍ من عذاب الله و أَهَّةً من عذاب الله و أَوَّهْ من عذاب الله، بالتشدید و القصر. ابن المظفر: أَوَّهَ و أَهَّهَ إِذا توجع الحزین الكئیب فقال آهِ أَو هاهْ عند التوجع، و أَخرج نَفَسه بهذا الصوت لیتفرَّج عنه بعض ما به. قال ابن سیدة: و قد تأَوَّهَ آهاً و آهَةً. و تكون هاهْ فی موضع آهِ من التوجع؛ قال المُثَقِّبُ العَبْدِی: إِذا ما قمتُ أَرْحَلُها بلیلٍ، تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحزینِ قال ابن سیدة: و عندی أَنه وضع الاسم موضع المصدر أَی تأَوَّهَ تأَوُّهَ الرجل، قیل: و یروی‌تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجل الحزین. قال: و بیان القطع أَحسن، و یروی أَهَّةَ من قولهم أَهَّ أَی توجع؛ قال العجاج: و إِن تَشَكَّیْتُ أَذَی القُرُوحِ، بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المَجْرُوحِ و رجل أَوَّاهٌ: كثیر الحُزنِ، و قیل: هو الدَّعَّاءُ إِلی الخیر، و قیل: الفقیه، و قیل: المؤْمن، بلغة الحبشة، و قیل: الرحیم الرقیق. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ إِبْرٰاهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوّٰاهٌ مُنِیبٌ، و قیل: الأَوّاهُ هنا المُتَأَوِّهُ شَفَقاً و فَرَقاً، و قیل: المتضرع یقیناً أَی إِیقاناً بالإِجابة و لزوماً للطاعة؛ هذا قول الزجاج، و قیل: الأَوَّاهُ المُسَبّحُ، و قیل: هو الكثیر الثناء. و یقال: الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. و‌روی عن النبی صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ.و قیل: الكثیر البكاء. و‌فی الحدیث: اللهم اجْعَلنی مُخْبِتاً أَوَّاهاً مُنِیباً؛ الأَوَّاهُ: المُتَأَوِّهُ المُتَضَرِّع. الأَزهری: أَبو عمرو ظبیة مَوْؤُوهة و مأْووهة، و ذلك أن الغزال إِذا نجا من الكلب أَو السهم وقف وَقْفَةً، ثم قال أَوْهِ، ثم عَدا.

أهه؛ ج13، ص: 473

: الأَهَّةُ: التَّحَزُّنُ. و قد أَهَّ أَهّاً و أَهَّةً. و‌فی حدیث معاویة: أَهّاً أَبا حَفْص؛ قال: هی كلمة تأَسُّفٍ، و انتصابها علی إِجرائها مُجْرَی المصادر كأَنه قال أَتَأَسَّفُ تأَسُّفاً، قال: و أَصل الهمزة واو، و ترجم ابن الأَثیر واه. و قال‌فی الحدیث: من ابْتُلیَ فَصَبر فَواهاً واهاً‌قیل: معنی هذه الكلمة التلهف، و قد توضع موضع الإِعجاب بالشی‌ء، یقال: واهاً له.
لسان العرب، ج‌13، ص: 474
و قد تَرِدُ بمعنی التَّوَجُّع، و قیل: التوجعُ یقال فیه آهاً، قال: و منه‌حدیث أَبی الدرداء ما أَنكرتم من زمانكم فیما غَیَّرتُمْ من أَعمالكم، إِن یَكُنْ خیراً فواهاً واهاً، و إِن یكن شَرّاً فآهاً آهاً؛ قال: و الأَلف فیها غیر مهموزة، قال: و إِنما ذكرتها فی هذه الترجمة للفظها.

أیه؛ ج13، ص: 474

: إِیهِ: كلمةُ اسْتِزادة و اسْتِنْطاقٍ، و هی مبنیة علی الكسر، و قد تُنَوَّنُ. تقول للرجل إِذا اسْتَزَدته من حدیث أَو عمل: إِیهِ، بكسر الهاء. و‌فی الحدیث: أَنه أَنشد شعر أُمیة بن أَبی الصَّلْتِ فقال عند كل بیت إِیهِ؛ قال ابن السكیت: فإِن وصلت نوَّنت فقلت إِیهٍ حَدِّثْنا، و إِذا قلت إِیهاً بالنصب فإِنما تأْمره بالسكوت، قال اللیث: هِیهِ و هِیهَ، بالكسر و الفتح، فی موضع إِیه و إیهَ. ابن سیدة: و إِیهِ كلمة زجر بمعنی حَسْبُكَ، و تنوَّن فیقال إِیهاً. و قال ثعلب: إِیهٍ حَدِّثْ؛ و أَنشد لذی الرمة: وَقَفْنا فقلنا: إِیهِ عن أُمِّ سالِمٍ و ما بالُ تَكْلیم الدیارِ البَلاقِع؟ أَراد حدِّثْنا عن أُم سالم، فترك التنوین فی الوصل و اكتفی بالوقف؛ قال الأَصمعی: أَخطأَ ذو الرمة إِنما كلام العرب إِیهٍ، و قال یعقوب: أَراد إِیهٍ فأَجراه فی الوصل مُجْراه فی الوقف، و ذو الرمة أَراد التنوین، و إِنما تركه للضرورة؛ قال ابن سیدة: و الصحیح أَن هذه الأَصوات إِذا عنیت بها المعرفة لم تنوّن، و إِذا عنیت بها النكرة نونت، و إِنما استزاد ذو الرمة هذا الطَّلَل حدیثاً معروفاً، كأَنه قال حَدِّثْنا الحدیثَ أَو خَبِّرْنا الخبرَ؛ و قال بعض النحویین: إِذا نونت فقلت إِیهٍ فكأَنك قلت استزادة، كأَنك قلت هاتِ حدیثاً مَّا، لأَن التنوین تنكیر، و إِذا قلت إِیه فلم تنوّن فكأَنك قلت الاستزادة، فصار التنوین علم التنكیر و تركه علم التعریف؛ و استعار الحَذْلَمِیُّ هذا للإِبل فقال: حتی إِذا قالتْ له إِیهٍ إِیهْ و إِن لم یكن لها نطق كأَنَّ لها صوتاً ینحو هذا النحو. قال ابن بری: قال أَبو بكر السراج فی كتابه الأُصول فی باب ضرورة الشاعر حین أَنشد هذا البیت: فقلنا إِیهِ عن أُم سالم، قال: و هذا لا یعرف إِلا منوّناً فی شی‌ء من اللغات، یرید أَنه لا یكون موصولًا إِلا منوّناً، أَبو زید: تقول فی الأَمر إِیهِ افْعَلْ، و فی النهی: إِیهاً عَنِّی الآنَ و إِیهاً كُفَّ. و‌فی حدیث أُصَیْلٍ الخُزَاعِیِّ حین قَدِمَ علیه المدینة فقال له: كیف تركتَ مكة؟ فقال: تركتها و قد أَحْجَنَ ثُمَامُها و أَعْذَقَ إِذْخِرُها و أَمْشَر سَلَمُها، فقال: إِیهاً أُصَیْلُ دَع القُلوبَ تَقِرُّ‌أَی كُفَّ و اسكت. الأَزهری: لم یُنَوِّنْ ذو الرّمَّةِ فی قوله إِیهٍ عَنْ أُمِّ سالم، قال: لم ینوّن و قد وصَل لأَنه نوی الوقف، قال: فإِذا أَسْكَتَّهُ و كفَفْتَهُ قلتَ إِیهاً عَنَّا، فإِذا أَغْرَیْتَهُ بالشی‌ء قلت وَیْهاً یا فلانُ، فإِذا تعجبت من طِیب شی‌ء قلتَ واهاً ما أَطْیبهُ و حكی أَیضاً عن اللیث: إِیهِ و إِیهٍ فی الاستزادة و الاسْتنطاق و إِیهِ و إِیهاً فی الزَّجْر، كقولك إِیهِ حَسْبُكَ و إِیهاً حَسْبُكَ؛ قال ابن الأَثیر: و قد ترد المنصوبة بمعنی التصدیق و الرضا بالشی‌ء. و منه‌حدیث ابن الزبیر لما قیل له یا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَیْنِ فقال: إِیهاً و الإِلهِ‌أَی صدَّقْتُ و رضیتُ بذلك، و یروی: إِیهِ، بالكسر، أَی زدنی من هذه المَنْقَبَةِ، و حكی اللحیانی عن الكسائی: إِیهِ و هِیهِ، علی البَدَلِ، أَی حدِّثْنَا، الجوهری: إِذا أَسكتَّه و كَفَفْتَهُ قلتَ إِیهاً عَنَّا؛ و أَنشد ابن بری قولَ حاتم الطائی:
لسان العرب، ج‌13، ص: 475
إِیهاً، فِدًی لَكُمُ أُمِّی و ما وَلَدَتْ! حامُوا علی مَجْدِكُمْ، و اكْفُوا مَنِ اتَّكَلا الجوهری: إِذا أَردتَ التَّبْعِید قلت أَیْها، بفتح الهمزة، بمعنی هَیْهاتَ، و أَنشد الفراء: و منْ دونِیَ الأَعْیارُ و القِنْعُ كُلُّهُ، و كُتْمانُ أَیْها ما أَشَتَّ و أَبْعَدَا و التَّأْیِیهُ: الصوت. و قد أَیَّهْتُ به تَأْیِیهاً: یكون بالناس و الإِبل. و أَیَّهَ بالرجل و الفَرس: صَوَّتَ، و هو أَن یقول لها یاهْ یاهْ، كذا حكاه أَبو عبید، و یاهْ یاهْ من غیر مادة أَیه. و التَّأْیِیهُ: دعاء الإِبل، و أَنشد ابن بری لرُؤْبَةَ: بحور لا مسقی و لا مُؤَیَّه «2» و أَیَّهْتُ بالجِمال إِذا صَوَّتَّ بها و دعوتَها. و‌فی حدیث أَبی قَیْسٍ الأَوْدیِّ: أَن مَلَكَ الموت، علیه السلام، قال إِنی أُؤَیِّهُ بها كما یُؤَیَّهُ بالخیل فتُجِیبُنی، یعنی الأَرْواح. قال ابن الأَثیر: أَیَّهْتُ بفلان تَأْییهاً إِذا دعوته و نادیته كأَنك قلت له یا أَیها الرجل، و فی ترجمة عضرس: مُحَرَّجةً حُصًّا كأَنَّ عُیونَهَا، إِذا أَیَّهَ القَنَّاصُ بالصَّیْدِ، عَضْرَسُ أَیَّهَ القانصُ بالصید: زجره. و أَیْهانِ: بمعنی هَیْهات كالتثنیة «3»، حكاه ثعلب. یقال: أَیْهانِ ذلك أَی بعید ذلك. و قال أَبو علی: معناه بَعُدَ ذلك، فجعله اسم الفعل، و هو الصحیح لأَن معناه الأمر. و أَیْهَا، بفتح الهمزة: بمعنی هیهات، و من العرب من یقول أَیْهاتَ بمعنی هَیهاتَ.

فصل الباء الموحدة؛ ج13، ص: 475

بأه؛ ج13، ص: 475

: ما بأَهَ له أَی ما فَطِنَ [فَطَنَ.

بده؛ ج13، ص: 475

: البَدْهُ و البُدْهُ و البَدِیهة و البُداهة «4»: أَوّل كل شی‌ء و ما یفجأُ منه. الأَزهری: البَدْهُ أَن تستقبل الإِنسان بأَمر مُفاجأَةً، و الاسم البَدِیهةُ فی أَول ما یُفاجأُ به. و بَدَهَهُ بالأَمر: استقبله به. تقول: بَدَهَهُ أَمرٌ یَبْدَهُه بَدْهاً فجأَه. ابن سیدة: بَدَهَهُ بالأَمر یَبْدَهُهُ بَدْهاً و بادَهَهُ مُبادَهَةً و بِداهاً فاجأَه، و تقول: بادَهَنی مُبادَهَةً أَی باغَتَنی مُباغَتة؛ و أَنشد ابن بری للطِّرِمَّاحِ: و أَجْوِبة كالرَّاعِبیَّةِ وَخْزُها، یُبادِهُها شیخُ العِراقَیْنِ أَمْردَا و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم من رآه بَدِیهَةً هابَهُ‌أَی مُفاجأَةً و بغتة، یعنی من لقیه قبل الاختلاط به هابه لوقاره و سكونه، و إِذا جالسه و خالطه بان له حسن خُلُقِه. و فلانٌ صاحبُ بَدِیهَة: یصیب الرأْی فی أَول ما یُفاجَأُ به. ابن الأَعرابی: بَدَّه الرجلُ إِذا أَجاب جواباً سدیداً علی البدیهة. و البُداهة و البَدِیهَةُ: أَوَّل جری الفرس، تقول: هو ذو بَدِیهةٍ و ذو بُداهَةٍ. الأَزهری: بُدَاهة الفرس أَولُ جریه، و عُلالتُه جَرْیٌ بَعْدَ جَرْیٍ؛ قال الأَعشی: و لا نُقاتِلُ بالعِصِیِّ، و لا نُرامِی بالحِجاره إِلا بُدَاهَةَ، أَو عُلالَةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزَاره و لك البَدِیهَةُ أَی لك أَن تَبْدَأَ؛ قال ابن سیدة: و أُری الهاء فی جمیع ذلك بدلًا من الهمزة. الجوهری:
(2). 1 قوله «بحور لا مسقی» كذا بالأصل بدون نقط. (3). 2 قوله «كالتثنیة» أی بكسر النون، زاد المجد كالصاغانی فتح النون أَیضاً. (4). قوله [و البداهة] بضم الباء و فتحها كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌13، ص: 476
هما یَتَبَادَهانِ بالشِّعْر أَی یتجاریان، و رجلِ مِبْدَهٌ؛ قال رؤبة: بالدَّرْءِ عنی دَرْءِ كُلِّ عَنْجُهِی، و كَیْدِ مَطَّالٍ و خَصْمٍ مِبْدَهِ

بره؛ ج13، ص: 476

: البُرْهَة و البَرْهَة جمیعاً: الحِینُ الطویل من الدهر، و قیل: الزمانُ. یقال: أَقمت عنده بُرْهَةً من الدهر كقولك أَقمت عنده سنة من الدهر. ابن السكیت: أَقمت عنده بُرْهَةً و بَرْهَةً أَی مدَّة طویلة من الزمان. و البَرَهُ: التَّرارةُ. و امرأَة بَرَهْرَهة، فَعَلْعَلة كرِّر فیها العین و اللام: تارَّةٌ تكاد تُرْعَدُ من الرُّطُوبة، و قیل: بیضاء؛ قال إمرؤ القیس: بَرَهْرَهَةٌ رُؤدَةٌ رَخْصَةٌ، كَخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِر و بَرَهْرَهَتُها: تَرارتُها و بَضَاضَتُها؛ و تصغیر بَرَهْرَهَةٍ بُرَیْهة، و من أَتمها قال بُرَیْرهَة، فأَما بُرَیْهِرَهة «1». فقبیحة قلما یتكلم بها، و قیل: البَرَهْرَهة التی لها بَرِیق من صَفائها، و قال غیره: هی الرقیقة الجلد كأَنَّ الماء یجری فیها من النَّعْمة. و‌فی حدیث المبعث: فأَخرج منه عَلَقَةً سوداءَ ثم أَدخل فیه البَرَهْرَهَةَ؛ قیل: هی سكینة بیضاء جدیدة صافیة، من قولهم امرأَة بَرَهْرَهَة كأَنها تُرْعَدُ رُطوبةً، و روی رَهْرَهةً أَی رَحْرَحة واسعة؛ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی قد أَكثرتُ السؤال عنها فلم أَجد فیها قولًا یقطع بصحَّته، ثم اختار أَنها السكین. ابن الأَعرابی: بَرِهَ الرجل إِذا ثابَ جسمُه بعد تغیُّر من علَّة. و أَبْرَهَ الرجلُ: غلب الناس و أَتی بالعجائب. و البُرهانُ: بیانُ الحجة و اتِّضاحُها. و فی التنزیل العزیز: قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ*. الأَزهری: النون فی البرهان لیست بأَصلیة عند اللیث، و أَما قولهم بَرْهَنَ فلانٌ إِذا جاءَ بالبُرْهان فهو مولَّد، و الصواب أَن یقال أَبْرَهَ إِذا جاء بالبُرْهان، كما قال ابن الأَعرابی، إِن صحَّ عنه، و هو روایة أَبی عمرو، و یجوز أَن تكون النون فی البرهان نون جَمْعٍ علی فُعْلان، ثم جُعِلَت كالنون الأَصلیة كما جمعوا مَصاداً علی مُصْدانٍ و مَصِیراً علی مُصْرانٍ، ثم جمعوا مُصْراناً علی مَصارِینَ، علی توهم أَنها أَصلیة. و أَبْرَهةُ: اسم مَلِك من ملوك الیمن، و هو أَبْرَهةُ بن الحرث الرائش الذی یقال له ذو المَنارِ. و أَبْرَهةُ ابن الصَّبّاح أَیضاً: من ملوك الیمن، و هو أَبو یَكْسُوم ملك الحَبَشة صاحب الفیل الذی ساقَه إِلی البیت الحرام فأَهلكه الله؛ قال ابن بری: و قال طالب بن أَبی طالب بن عبد المطلب: أَ لم تَعْلموا ما كان فی حَرْبِ داحِسٍ، و جَیْشِ أَبی یَكْسُومَ، إِذ مَلَؤُوا الشِّعْبا؟ و أَنشد الجوهری: مَنَعْتَ مِنْ أَبْرَهةَ الحَطِیما، و كُنْتَ فیما ساءَهُ زَعِیما الأَصمعی: بَرَهُوتُ علی مثال رَهَبُوتٍ بئرٌ بحَضْرَمَوْتَ، یقال فیها أَرواحُ الكُفَّار. و‌فی الحدیث: خیرُ بئرٍ فی الأَرض زَمْزَمُ، و شرُّ بئرٍ فی الأَرض بَرَهُوتُ، و یقال بُرْهُوت مثال سُبْروت. قال ابن بری: قال الجوهری: بَرَهُوتٌ علی مثال رَهَبُوتٍ، قال: صوابه بَرَهُوتُ غیر مصروف للتأْنیث و التعریف. و یقال فی تصغیر إبراهیم بُرَیْه، و كأَنَّ المیم عنده زائدة، و بعضهم یقول بُرَیْهِیم، و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة البُرَةَ حَلْقة تجعل
(1). قوله [فأما بریهرهة إلخ] كذا فی الأَصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌13، ص: 477
فی أَنف البعیر، و سنذكرها نحن فی موضعها.

بله؛ ج13، ص: 477

: البَلَهُ: الغَفْلة عن الشرّ و أَن لا یُحْسِنَهُ؛ بَلِهَ، بالكسر، بَلَهاً و تَبَلَّه و هو أَبْلَه و ابتُلِهَ كبَلِه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنَّ الذی یَأْمُل الدُّنْیا لَمُبْتَلَهٌ، و كلُّ ذی أَمَلٍ عنها سیُشْتَغَلُ «1». و رجل أَبْلَه بیِّنُ البَلَهِ و البَلاهةِ، و هو الذی غلب علیه سلامة الصدر و حُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنیاهم فجهلوا حِذْقَ التصرف فیها، و أَقبلوا علی آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها، فاستحقوا أَن یكونوا أَكثر أَهل الجنَّة، فأَما الأَبْلَه و هو الذی لا عقل له فغیر مُرادٍ فی الحدیث، و هو‌قوله، صلی الله علیه و سلم: أَكثرُ أَهلِ الجنة البُلْهُ، فإِنه عنی البُلْهَ فی أَمر الدنیا لقلة اهتمامهم، و هم أَكیاسٌ فی أَمر الآخرة. قال الزِّبْرقانُ بن بدر: خیرُ أَولادِنا الأَبْلهُ العَقُولُ؛ یعنی أَنه لشدَّة حَیائِه كالأَبْله، و هو عَقُول، و قد بَلِه، بالكسر، و تَبَلَّه. التهذیب: و الأَبْلَهُ الذی طُبع علی الخیر فهو غافلٌ عن الشرّ لا یَعْرِفه؛ و منه: أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه.و قال النضر: الأَبْلَه الذی هو مَیِّت الدَّاءِ یرید أَن شَرَّه میِّتٌ لا یَنْبَه له. و قال أَحمد بن حنبل فی تفسیر قوله اسْتَراح البُلْهُ، قال: هم الغافلون عن الدنیا و أَهلِها و فَسادِهم و غِلِّهم، فإِذا جاؤُوا إِلی الأَمرِ و النهیِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء، و المرأَة بَلْهاء؛ و أَنشد، ابن شمیل: و لقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَیّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُنی علی أَسْرارِها أَراد: أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهی تُخْبِرنی بأَسْرارِها و لا تَفْطَن لما فی ذلك علیها؛ و أَنشد غیره: من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تُحْفَظْ و لم تُضَیَّعِ یقول: لم تُحْفَظْ لِعَفافها و لم تُضَیَّعْ مما یَقُوتها و یَصُونها، فهی ناعمة عَفِیفةٌ. و البَلْهاءُ من النساء: الكریمةُ المَزِیرةُ الغَرِیرةُ المُغَفَّلةُ. و التَّبَالُه: استعمالُ البَلَه. و تَبالَه أَی أَری من نفسه ذلك و لیس به. و الأَبْلَه: الرجلُ الأَحمق الذی لا تمییز له، و امرأَة بَلْهاء. و التَّبَلُّهُ: تطلُّبُ الضالَّة. و التَّبَلُّه: تَعَسُّفُ الطریق علی غیر هدایة و لا مسأَلة؛ الأَخیرة عن أَبی علی. قال الأَزهری: و العرب تقول فلانٌ یتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طریقاً لا یهتدی فیها و لا یستقیم علی صَوْبِها؛ و قال لبید: عَلِهَتْ تَبَلَّهُ فی نِهاءِ صُعائدٍ و الروایة المعروفة: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ … و البُلَهْنِیَةُ: الرَّخاء و سَعَةُ العَیْش. و هو فی بُلَهْنِیةٍ من العیش أَی سعَةٍ، صارت الأَلف یاء لكسرة ما قبلها، و النون زائدة عند سیبویه. و عیش أَبْلَهُ: واسعٌ قلیلُ الغُمومِ؛ و یقال: شابٌّ أَبْلَه لما فیه من الغَرارة، یوصف به كما یوصفُ بالسُّلُوّ و الجُنُونِ لمضارعته هذه الأَسبابَ. قال الأَزهری: الأَبْلَهُ فی كلام العرب علی وجوهٍ: یقال عَیْش أَبْلَه و شبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً؛ و منه قول رؤبة: إِمّا تَرَیْنِی خَلَقَ المُمَوَّهِ، بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبینِ الأَجْلَهِ، بعدَ غُدانِیِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ یرید الناعم؛ قال ابن بری: قوله … خلق المُمَوَّه، یرید خَلَقَ الوجه الذی قد مُوِّه بماء الشباب، و منه أُخذ
(1). قوله [سیشتغل] كذا بضبط الأَصل و المحكم، و قد نص القاموس علی ندور مشتغل بفتح الغین
لسان العرب، ج‌13، ص: 478
بُلَهْنِیةُ العیش، و هو نَعْمته و غَفْلَتُه؛ و أَنشد ابن بری لِلَقِیط بن یَعْمُر الإِیادیّ: ما لی أَراكُمْ نِیاماً فی بُلَهْنِیَةٍ لا تَفْزَعُونَ، و هذا اللَّیْثُ قد جَمَعا؟ و قال ابن شمیل: ناقة بَلْهاء، و هی التی لا تَنْحاشُ من شی‌ء مَكانةً و رَزانةً كأَنها حَمْقاء، و لا یقال جمل أَبْلَهُ. ابن سیدة: البَلْهاء ناقةٌ؛ و إِیاها عنَی قیسُ بن عَیْزارة الهُذلی بقوله: و قالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ و أَغْراسُها، و اللهُ عنی یُدافِعُ «2». و فی المثل: تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ یقول تُحْرِقُك النارُ من بَعیدٍ فدَعْ أَن تدخلَها؛ قال: و من العرب من یَجُرُّ بها یجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ، و قیل: معناه سِوَی، و قال ابن الأَنباری فی بَلْه ثلاثة أَقوال: قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها علی، و قال الفراء: مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة علی و ما أَشبهها من حروف الخفض، و قال اللیث: بَلْه بمعنی أَجَلْ؛ و أَنشد: بَلْهَ إِنی لم أَخُنْ عهداً، و لم أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزینی النِّقَمْ و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَعْدَدْتُ لعبادی الصالحین ما لا عینٌ رأَتْ و لا أُذُنٌ سمعتْ و لا خطر علی قلبِ بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم علیه.قال ابن الأَثیر: بَلْهَ من أَسماء الأَفعال بمعنی دَعْ و اتْرُكْ، تقول: بَلْهَ زیداً، و قد توضع موضع المصدر و تضاف فتقول: بَلْهَ زَیدٍ أَی تَرْكَ زید، و قوله: ما اطلعتم علیه یحتمل أَن یكون منصوب المحل و مجرورَه علی التقدیرین، و المعنی دَعْ ما اطَّلعتم علیه و عَرَفتموه من نعیم الجنة و لذاتها. قال أَبو عبید: قال الأَحمر و غیره بَلْه معناه كیف ما اطَّلعتم علیه، و قال الفراء: كُفَّ و دَعْ ما اطَّلعتم علیه، و قال كعب بن مالك یصف السیوف: نَصِلُ السیوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا قَدَماً، و نُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ تَذَرُ الجَماجمَ ضاحیاً هاماتُها، بَلْهَ الأَكفَّ، كأَنها لم تُخْلَقِ یقول: هی تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَی هی أَجدرُ أَن تَقْطعَ الأَكف؛ قال أَبو عبید الأَكف: ینشد بالخفض و النصب، و النصبُ علی معنی دع الأَكف، و قال الأَخفش: بَلْهَ هاهنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زیدٍ، و یجوز نصب الأَكف علی معنی دع الأَكف؛ قال ابن هَرْمة: تَمْشی القَطُوفُ، إِذا غَنَّی الحُداةُ بها، مَشْیَ النجیبةِ، بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا قال ابن بری: رواه أَبو علیّ: مشی الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا و قال أَبو زبید: حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً، أُعْطیهمُ الجَهْدَ مِنِّی، بَلْهَ ما أَسَعُ أَی أُعطیهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد، و معنی بَلْهَ أَی دع ما أُحیط به و أَقدر علیه، قال الجوهری: بَلْهَ كلمة مبنیة علی الفتح مثل كیف. قال ابن بری: حقه أَن یقول مبنیة علی الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه زیداً كما تقول رُوَیْدَ زیداً، فإِن قلت بَلْه زیدٍ بالإِضافة كانت بمنزلة المصدر معربةً، كقولهم: رُوَیدَ زیدٍ، قال: و لا یجوز أَن تقدّره مع الإِضافة
(2). قوله [البلهاء أول] كذا بالمحكم بالرفع فیهما
لسان العرب، ج‌13، ص: 479
اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف، و الله تعالی أَعلم.

بنه؛ ج13، ص: 479

: هذه ترجمة ترجمها ابن الأَثیر فی كتابه و قال: بِنْها، بكسر الباء و سكون النون، قریة من قری مصر، باركَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، فی عَسَلها؛ قال: و الناس الیَومَ یفتحون الباء.

بهه؛ ج13، ص: 479

: الأَبَهُّ: الأَبَحُّ. أَبو عمرو: بَهَّ إِذا نَبُلَ و زاد فی جاهه و منزلتِه عند السلطان، قال: و یقال للأَبَحِّ أَبَهُّ. و قد بَهَّ یَبَهُّ أَی بَحَّ یَبَحُّ. و بَهْ‌بَهْ: كلمة إِعظامٍ كبَخْ‌بَخْ. قال یعقوب: إِنما تقال عند التعجب من الشی‌ء؛ قال الشاعر: مَنْ عَزانی قال: بَهْ‌بَهْ سِنْخُ ذا أَكْرمُ أَصلِ و یقال للشی‌ء إِذا عَظُم: بَخْ‌بَخْ و بَهْ‌بَهْ. و‌فی الحدیث: بَهْ‌بَهْ إِنك لضَخْمٌ؛ قیل: هی بمعنی بَخْ بَخْ. یقال: بَخْبَخَ به و بَهْبَه، غیرَ أَن الموضع لا یحتمله إِلا علی بُعْد لأَنه قال إِنك لضَخْم كالمُنْكر علیه، و بخ‌بخ لا تقال فی الإِنكار. المُفَضَّلُ الضَّبِّیُّ: یقال إِن حوله من الأَصوات البَهْبَهَ أَی الكثیرَ. و البَهْبَهُ: من هَدیر الفحل. و البَهْبَهَةُ: الهَدْرُ الرفیع؛ قال رؤبة یصف فحلًا: و دونَ نبْح النابح المُوَهْوِهِ رَعَّابةٌ یُخْشِی نُفوسَ الأُنَّهِ برَجْسِ بَخْباخ الهَدیر البَهْبهِ و یروی: بَهْباهِ الهَدیر البَهْبه. الجوهری: البَهْباهُ فی الهدیر مثل البَخْباخ. ابن الأَعرابی: فی هَدْره بَهْبَهٌ و بَخْبَخ، و البعیر یُبَهْبهُ فی هَدیره. ابن سیدة: و البَهْبَهیُّ الجَسیم الجَری‌ء؛ قال: لا تَراهُ فی حادِثِ الدهْرِ إِلَّا و هْوَ یَغْدو بِبَهْبَهِیٍّ جَریم

بوه؛ ج13، ص: 479

: البُوهةُ: الرجل الضعیف الطائشُ؛ قال إمرؤ القیس: أَیا هِنْدُ، لا تَنْكحِی بُوهةً، علیه عَقیقتُه أَحْسَبا و قیل: أَراد بالبُوهة الأَحمق. و البُوهة: الرجل الأَحمق. و البوهة: الرجل الضاوِیُّ. و البُوهة: الصُّوفة المنفوشة تُعْمَل للدَّواةِ قبل أَن تُبَلّ. و البُوهة: ما أَطارته الریحُ من التراب. یقال: هو أَهون من صوفة فی بُوهةٍ، قال الجوهری: و قولهم صوفة فی بُوهة یراد بها الهَباء المنثور الذی یُری فی الكَوّة. و البُوهة: الرِّیشة التی بین السماء و الأَرض تَلْعَب بها الریاحُ. و البُوهة: السِحْق. یقال: بُوهةً له و شُوهةً قال الأَزهری فی ترجمة شوه: و الشُّوهة البُعْد، و كذلك البُوهة. یقال: شُوهةً و بُوهةً، و هذا یقال فی الذم. أَبو عمرو: البَوْه اللَّعن.، یقال: علی إِبلیس بَوْهُ الله أَی لَعْنَةُ الله. و البُوهة و البُوه: الصَّقْر إِذا سقط ریشه. و البُوهة و البُوه: ذَكَر البُوم، و قیل: البُوه الكبیر من البوم؛ قال رؤبة یذكر كِبَره: كالبُوه تحت الظُّلَّة المَرْشوشِ و قیل: البوهة و البُوه طائر یشبه البُومة إِلَّا أَنه أَصغر منه، و الأُنثی بُوهة. و قال أَبو عمرو: هی البُومة الصغیرة و یُشَبَّه بها الرجل الأَحمق، و أَنشد بیت إمرئ القیس: أَیا هندُ لا تَنْكحی بُوهةً و الباهُ و الباهةُ: النكاح، و قیل: الباهُ الحظُّ من النكاح. قال الجوهری: و الباهُ مثل الجاه لغة فی
لسان العرب، ج‌13، ص: 480
الباءَة، و هو الجماع. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجلٌ و قد تزیَّنَتْ للباه‌أَی للنكاح؛ و مثله‌حدیث ابن مسعود عن النبی، صلی الله علیه و سلم: من استَطاع منكم الباهَ فلیتزوجْ، و من لا یَسْتَطیع فعلیه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ؛ أَراد من استطاع منكم أَن یتزوج و لم یُرد به الجماع، یدلك علی ذلك قوله و من لم یقدر فعلیه بالصوم، لأَنه إِن لم یقدر علی الجماع لم یحتج إِلی الصوم لیُجْفِر، و إِنما أَراد من لم یكن عنده جِدَةٌ فیُصْدِقَ المنكوحة و یَعُولَها، و الله أَعلم. ابن الأَعرابی: الباءُ و الباءةُ و الباهُ مَقُولاتٌ كلُّها، فجَعل الهاء أَصلیة فی الباه. ابن سیدة: و بُهْتُ الشی‌ءَ أَبوه و بِهْتُ أَباه فَطِنْت. یقال: ما بُهْتُ لهُ و ما بِهْت أَی ما فَطِنْتُ له. و المُسْتَباه: الذاهبُ العقل. و المُسْتَباه: الذی یخرج من أَرض إِلی أُخری. و المُسْتَباهَة: الشجرة یَقْعَرُها السیلُ فیُنَحّیها من مَنْبِتها كأَنه من ذلك. الأَزهری: جاءت تَبُوه بَواهاً أَی تَضجُّ، و الله أَعلم.

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج13، ص: 480

تبه؛ ج13، ص: 480

: التابُوه: لغة فی التابوت، أَنصاریّة. قال ابن جنی: و قد قرئ بها، قال: و أُراهم غَلِطوا بالتاء الأَصلیة فإِنه سُمِعَ بعضُهم یقول قَعَدْنا علی الفُراه، یریدون علی الفرات.

تجه؛ ج13، ص: 480

: ابن سیدة: روی أَبو زید تَجِهَ یَتْجَهُ بمعنی اتَّجَهَ، و لیس من لفظه لأَن اتَّجَه من لفظ الوجْه، و تَجِهَ من ه ج ت، و لیس محذوفاً من اتَّجَه كتَقَی یَتْقِی، إِذ لو كان كذلك لقیل تَجَهَ. الأَزهری فی ترجمة ه ج ت قال: أُهملت وُجُوهه، و أَما تُجاه [تِجاه فأَصله وُجَاه [وِجَاه، قال: و قد اتَّجَهْنا و تَجَهْنا، و أَحال علی المعتل. و‌فی حدیث صلاة الخوف: و طائفةٌ تُجاهَ العدوّ‌أَی مُقابِلَتهم، و التاء فیه بدل من واو وُجاه أَی مما یَلی وُجوهَهم.

تره؛ ج13، ص: 480

: التُّرُّهات و التُّرَّهات: الأَباطیل، واحدتها تُرَّهة، و هی التُّرَّهُ، بضم التاء و فتح الراء المشدّدة، و هی فی الأَصل الطُّرُق الصغار المُتَشَعِّبة عن الطریق الأَعظم، و الجمع التَّرَارِه، و قیل: التُّرَّهُ و التُّرَّهة واحد، و هو الباطل. الأَزهری: التُّرَّهات البواطل من الأُمور؛ و أَنشد لرؤبة: و حَقَّةٍ لیستْ بقَوْلِ التُّرَّهِ هی واحدة التُّرَّهات. قال ابن بری فی قول رؤبة لیست بقول التُّرَّه، قال: و یقال فی جمع تُرَّهَةٍ للباطل تُرَّهٌ، قال: و یقال هو واحد. الجوهری: التُّرَّهات الطُّرُق الصِّغار غیر الجادَّة تَتَشعَّب عنها، الواحدة تُرَّهة، فارسی معرّب؛ و أَنشد ابن بری: ذاكَ الذی، و أَبیكَ، یَعْرِفُ مالكٌ، و الحقُ یَدْفعُ تُرَّهاتِ الباطلِ و استُعیر فی الباطل فقیل: التُّرَّهاتُ البَسَابِسُ، و التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ، و هو من أَسماء الباطل، و ربما جاء مضافاً، و قوم یقولون تُرّهٌ، و الجمع تَراریه؛ و أَنشدوا: رُدُّوا بَنی الأَعْرجِ إِبْلِی مِنْ كَثَبْ قَبْلَ التَّراریه، و بُعْدِ المُطَّلَبْ

تفه؛ ج13، ص: 480

: تَفِهَ الشی‌ءُ یَتْفَهُ تَفَهاً و تُفوهاً و تَفاهةً: قَلَّ و خَسَّ، فهو تَفِهٌ و تافِهٌ. و رجل تافِهُ العقْل أَی قلیلُه. و التافِهُ: الحقیر الیسیر، و قیل: الخسیس القلیلُ. و‌فی الحدیث: قیل یا رسول الله و ما الرُّوَیْبِضة؟ فقال: الرجل التافهُ یَنْطِق فی أَمر العامة؛ قال: التافه الحقیر الخسیس. و‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌13، ص: 481
عبد الله بن مسعود و ذَكَرَ القرآن: لا یَتْفَهُ و لا یَتَشانُّ؛ یَتشانُّ: یَبْلَی من الشَّنّ، و لا یَخْلُقُ من كثرة التَّرْداد، من الشَّنّ، و هو السِّقاء الخَلَق؛ و قوله لا یَتْفَهُ هو من الشی‌ء التافه، و هو الخسیس الحقیر. و‌فی الحدیث: كانتِ الیدُ لا تُقْطَع فی الشی‌ء التافِهِ؛ و منه قول إِبراهیم: تجوز شهادة العبدِ فی الشی‌ء التافِهِ؛ قال ابن بری: شَاهده قول الشاعر: لا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْت و إِنْ أَعْطَیْتَ، أَعْطَیْتَ تافهاً نَكِدا و الأَطعمةُ التَّفِهة: التی لیس لها طَعْمُ حلاوة أَو حُموضة أَو مَرارة، و منهم من یجعل الخبز و اللحم منها. و تَفِهَ الرجلُ تُفوهاً، فهو تافِهٌ: حَمُق. و التُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، و هی أَیضاً المرأَة المَحْقُورة، و المعروف فیهما التُّفَّةُ؛ تقول العرب: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عن الرُّفَّة؛ الرُّفَّة: التبن لأَنها تَطْعَم اللحمَ إِذ كانت سَبُعاً؛ عن أَبی حنیفة فی أَنوائه؛ قال ابن بری: و الصحیح تُفَةٌ و رُفَةٌ كما ذكر الجوهری فی فصل رفه فإِنه قال: التُّفَة و الرُّفَة بالتاء التی یوقف علیها بالهاء، قال: و كذلك ذكره ابن جنی عن ابن درید و غیره. و یقال: التُّفَة و الرُّفَة، بالتخفیف، مثل الثُّبَةِ و القُلَةِ، قال: و هذا هو المشهور، قال: و ذكرها ابن السكیت فی أَمثاله فقال أَغنی عن ذلك من التُّفَه عن الرُّفَه، بالتخفیف لا غیر و بالهاء الأَصلیة؛ و أَنشد ابن فارس شاهداً علی تخفیف التُّفَة و الرُّفَة: غَنِینا عن وِصالِكُمُ حَدِیثاً، كما غَنِیَ التُّفاتُ عن الرُّفاتِ و أَنشد أَبو حنیفة فی كتاب النبات یصف ظَلیماً: حَبَسَتْ مَناكِبُه السَّفَا، فكأَنَّه رُفَةٌ بأَنْحِیةِ المَداوِس مُسْنَدُ شبَّه ما أَضافت الریحُ إِلی مَناكِبه و هو حاضن بیضه لا یبرح بالتبن المجموع فی ناحیة البَیْدر، و أَنحیة: جمع ناحیة مثْل واد و أَودیة، قال: و جمع فاعل علی أَفعلة نادر.

تله؛ ج13، ص: 481

: التَّلَهُ: الحَیْرة. تَلِه الرجلُ یَتْلَهُ تَلَهاً: حار. و تَتَلَّهَ: جال فی غیر ضَیْعة. و رأَیتُه یتَتَلَّه أَی یتَرَدَّدُ متحیراً؛ و أَنشد أَبو سعید بیتَ لبید: باتتْ تَتَلَّه فی نِهاءٍ صُعائِدٍ و رواه غیره: تبَلَّد؛ و قیل أَصل التَّلَهِ بمعنی الحیرة الوَلَهُ، قلبت الواو تاء، و قد وَلِهَ یَوْلَهُ و تَلِهَ یَتْلَهُ، و قیل: كان فی الأَصل ائْتَلَهَ یَأْتَلِهُ، فأُدغمت الواو فی التاء فقیل اتَّلَهَ یَتَّلِهُ، ثم حذفت التاء فقیل تلِهَ یَتْلَهُ، كما قالوا تَخِذَ یَتْخَذُ و تَقِیَ یَتْقی، و الأَصل فیهما اتَّخَذَ یَتَّخِذ و اتَّقَی یتَّقی، و قیل: تَلِهَ كان أَصله دَلِهَ. ابن سیدة: التَّلَهُ لغة فی التَّلَف، و المَتْلَهَة المَتْلَفة. و فلاة مَتْلَهة أَی مَتْلَفة؛ قال الشاعر «1»: به تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مَتْلَه یعنی مَتْلَفٍ. الأَزهری فی النوادر: تَلِهْتُ كذا و تَلِهْتُ عنه أَی ضَلِلْتُه و أُنْسِیتُه.

تمه؛ ج13، ص: 481

: تَمِهَ الدُّهْنُ و اللبن و اللحم یَتْمَهُ تَمَهاً و تَماهَةً، فهو تَمِهٌ: تغیر ریحه و طعمه، مثل الزُّهُومة. و تَمِهَ الطعامُ، بالكسر، تَمَهاً: فَسَدَ. و التَّمَه فی اللبن: كالنَّمَسِ فی الدَّسَمِ. و شاة مِتْماةٌ: یَتْمَهُ لَبَنُها أَی یتغیر سریعاً رَیْثَما یُحْلَبُ. و تَمِهَ و تَهِمَ بمعنی واحد، و به سمیت تِهامَةُ.
(1). قوله [قال الشاعر] هو رؤبة، و عجزه كما فی التكملة: بنا حراجیج المهاری النفه و یروی: میله من الوله
لسان العرب، ج‌13، ص: 482‌

تهته؛ ج13، ص: 482

: التَّهْتَهةُ: الْتِواءٌ فی اللسان مثل اللُّكْنَة. و التَّهاتِهُ: الأَباطیلُ و التُّرَّهاتُ؛ قال القَطامِیّ: و لم یَكُنْ ما ابْتَلَینا من مَواعِدها إِلَّا التَّهاتِهَ، و الأُمْنیَّةَ السَّقَما «2». قال ابن بری: و یروی‌و لم یَكُنْ ما ابْتَلَیْنا … أَی جَرَّبْنا و خَبَرْنا، و كذا فی شعره ما ابْتَلَیْنا، و كذا رواه أَبو عبید فی باب الباطل من الغریب المُصَنَّف. قال ابن بری: و یقال تُهْتِهَ فی الشی‌ء أَی رُدِّدَ فیه. و یقال: تُهْتِهَ فلانٌ إِذا رُدِّدَ فی الباطل؛ و منه قول رؤبة: فی غائلاتِ الحائر المُتَهْتَهِ و هو الذی رُدِّدَ فی الأَباطیل. و تُهْ‌تُهْ: حكایة المُتَهْتِهِ. و تُهْ‌تُهْ: زجر للبعیر و دُعاء للكلب؛ و منه قوله: عَجِبْتُ لهذه نَفَرَتْ بَعیری، و أَصْبَحَ كَلْبُنا فَرِحاً یَجُولُ یُحاذِرُ شَرَّها جَمَلی، و كَلْبی یُرَجِّی خیرَها، ما ذا تَقولُ؟ یعنی بقوله لهذه أَی لهذه الكلمة، و هی تُهْ‌تُهْ زجر للبعیر یَنْفِرُ منه، و هی دعاء للكلب.

توه؛ ج13، ص: 482

: التَّوْهُ: لغة فی التِّیهِ، و هو الهَلاكُ، و قیل: الذهاب، و قد تاهَ یتُوهُ و یَتِیهُ تَوْهاً هَلَك. قال ابن سیدة: و إِنما ذكرت هنا یتِیهُ و إِن كانت یائیة اللفظ لأَن یاءها واو، بدلیل قولهم ما أَتْوَهَهُ فی ما أَتْیَهه، و القول فیه كالقول فی طاحَ یَطِیحُ، و سنذكره فی موضعه. قال أَبو زید: قال لی رجل من بنی كلاب أَلْقَیْتَنِی فی التُّوهِ، یرید التِّیهَ. و تَوّهَ نفسَه: أَهلكها، و ما أَتْوَهَه. قال ابن سیدة: فتاه یتیهُ، علی هذا، فَعِلَ یَفْعِلُ عند سیبویه، و فلاةٌ تُوهٌ و الجمع أَتْواهٌ و أَتاویهُ.

تیه؛ ج13، ص: 482

: التِّیهُ: الصَّلَفُ و الكِبْرُ. و قد تاهَ یَتِیهُ تَیْهاً: تكبر. و رجل تائِهٌ و تَیّاهٌ و تَیَّهان و رجل تَیْهانٌ و تَیِّهانٌ إِذا كان جَسُوراً یَرْكَبُ رأْسَه فی الأُمور، و ناقة تَیْهانةٌ؛ و أَنشد: تَقْدُمُها تَیْهانةٌ جَسُورُ، لا دِعْرِمٌ نامَ و لا عَثُورُ و تاه فی الأَرض یَتِیهُ تَوْهاً و تَیْهاً و تِیهاً و تَیَهاناً، و التِّیه أَعَمُّها، أَی ذهب متحیراً و ضَلَّ، و هو تَیّاهٌ. و‌فی الحدیث: إِنك امْرُؤٌ تائِهٌ‌أَی متكبر أَو ضالٌّ متحیِّر؛ و منه‌الحدیث: تاهَتْ به سَفِینَتُه.أَبو عبید: طاحَ یَطِیحُ طَیْحاً و تاهَ یتِیه تَیْهاً و تَیَهاناً، و ما أَطْوَحَه و أَتْوَهه و أَطْیَحه و أَتْیَهه، و قد طَوَّحَ نفسَه و تَوَّهَها. قال ابن درید: رجل تَیَّهانٌ إِذا تاه فی الأَرض، قال: و لا یقال فی الكِبْر إِلَّا تائِهٌ و تَیّاه، و بلد أَتْیَهُ. و التَّیْهاء: الأَرض التی لا یُهْتَدَی فیها. و التَّیْهاءُ: المَضِلَّةُ الواسعة التی لا أَعلام فیها و لا جبال و لا إِكامَ. و التِّیه: المَفازَة یُتاهُ فیها، و الجمع أَتْیاهٌ و أَتاوِیهُ. و فلاة تَیْهاءُ و أَرض تِیهٌ و تَیْهاء و مَتْیَهة و مُتِیهَةٌ و مَتِیهة و مِتْیَهٌ: مَضِلَّة أَی یَتیه فیها الإِنسانُ؛ قال العجاج: تِیه أَتاوِیه علی السُّقَّاطِ و قد تَیَّهه. و أَرض مُتَیِّهَةٌ؛ و أَنشد: مُشْتَبِه مُتَیِّه تَیْهاؤُه
(2). قوله [و لم یكن ما ابتلینا] كذا بالأصل و المحكم و الصحاح، و الذی فی التهذیب: ما اجتنینا، و لعلها وقعت فی بعض نسخ من الصحاح كذلك حتی قال ابن بری و یروی إلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 483
و أَرض مَتِیهةٌ: مثال مَعِیشةٍ، و أَصله مَفْعِلَة. و یقال: مكان مِتْیَهٌ للذی یُتَیِّه الإِنسانَ؛ قال رؤبة: یَنْوی اشتِقاقاً فی الضلالِ المِتْیَهِ أَبو تراب: سمعت عَرَّاماً یقول تاهَ بصرُ الرجل و تافَ إذا نظر إِلی الشی‌ء فی دَوامٍ، و تافَ عنی بَصرُك، و تاهَ إِذا تَخطَّی. الجوهری: هو أَتْیَهُ الناس. و تَیَّه نفسَه و تَوَّه بمعنیً أَی حَیَّرها و طوَّحها، و الواو أَعم. و ما أَتْیَهه و أَتْوَهَهُ. و التِّیهُ: حیث تاه بنو إِسرائیل أَی حاروا فلم یَهْتَدُوا للخروج منه؛ فأَما قوله: تَقْذِفُه فی مثلِ غِیطان التِّیهْ، فی كلِّ تِیهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّیهْ فإِنما عنی التِّیهَ من الأَرض، أَو جمع تَیْهاء من الأَرض، و لیس بتِیهِ بنی إِسرائیل لأَنه قد قال فی كل تِیهٍ، فذلك یدلك علی أَنه أَتْیاهٌ لا تِیهٌ واحد، و تِیهُ بنی إِسرائیل لیس أَتْیاهاً إِنما هو تِیهٌ، واحد، شبَّه أَجوافَ الإِبل فی سَعتها بالتیه، و هو الواسعُ من الأَرض. و تَیَّه الشی‌ءَ: ضَیَّعَه. و تَیْهانُ: اسمٌ.

فصل الثاء المثلثة؛ ج13، ص: 483

ثوه؛ ج13، ص: 483

: ابن سیدة: الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ، و قیل: اللِّثَةُ، قال: و إِنما قضینا علی أَن أَلفها واو لأَن العین واواً أَكثر منها یاء.

فصل الجیم؛ ج13، ص: 483

جبه؛ ج13، ص: 483

: الجَبْهة للإِنسان و غیره، و الجَبْهَةُ: موضع السجود، و قیل: هی مُسْتَوَی ما بین الحاجبین إلی الناصیة. قال ابن سیدة: و وجدت بخط علی بن حمزة فی المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عن حاجبی جَبْهَتِه، و لا أَدری كیف هذا إِلا أَن یرید الجانبین. و جَبْهة الفرس: ما تحت أُذنیه و فوق عینیه، و جمعها جِباهٌ. و الجَبَهُ: مصدرُ الأَجْبَهِ، و هو العریض الجَبْهةِ، و امرأَة جَبْهاء؛ قال الجوهری: و بتصغیره سمی جُبَیْهاءُ الأَشْجَعِیُّ. قال ابن سیدة: رجل أَجْبَهُ بیِّنُ الجَبَهِ واسع الجَبْهَةِ حَسَنُها، و الاسم الجَبَهُ، و قیل: الجَبَهُ شُخوص الجَبْهة. و فرس أَجْبَهُ: شاخصُ الجَبْهة مرتفعها عن قَصَبة الأَنف. و جَبَهَهُ جَبْهاً: صَكَّ جَبْهته. و الجابِهُ: الذی یلقاك بوجهه أَو بجَبْهَتِه من الطیر و الوحش، و هو یُتَشاءَم به؛ و استعار بعضُ الأَغْفال الجَبْهَةَ للقمر، فقال أَنشده الأَصمعی: من لَدُ ما ظُهْرٍ إِلی سُحَیْرِ، حتی بَدَتْ لی جَبْهةُ القُمَیْرِ و جَبْهةُ القوم: سیدُهم، علی المَثل. و الجَبْهةُ من الناس: الجماعةُ. و جاءتنا جَبْهة من الناس أَی جماعة. و جَبَهَ الرجلَ یَجْبَهُه جَبْهاٍ: رَدَّه عن حاجته و استقبله بما یكره. و جَبَهْتُ فلاناً إِذا استقبلته بكلام فیه غِلْظة. و جَبَهْتُه بالمكروه إِذا استقبلته به. و‌فی حدیث حدّ الزنا: أَنه سأَل الیهودَ عنه فقالوا علیه التَّجْبِیهُ، قال: ما التَّجْبِیهُ؟ قالوا: أَن تُحَمَّم وُجُوهُ الزانیین و یُحْمَلا علی بعیر أَو حمار و یُخالَف بین وجوههما؛ أَصل التَّجْبِیهِ: أَن یحمل اثنان علی دابة و یجعل قفا أَحدهما إِلی قفا الآخر، و القیاس أَن یُقابَلَ بین وجوههما لأَنه مأْخوذ من الجَبْهَة. و التَّجْبِیهُ أَیضاً: أَن یُنَكِّسَ رأْسَه، فیحتمل أَن یكون المحمول علی الدابة إِذا فُعِلَ به ذلك نَكَّسَ رأْسَه، فسمی ذلك الفعل تَجْبِیهاً، و یحتمل أَن یكون
لسان العرب، ج‌13، ص: 484
من الجَبْهِ و هو الاستقبال بالمكروه، و أَصله من إِصابة الجَبْهةِ، من جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم: فإِن الله قد أَراحكم «1». من الجَبْهَةِ و السَّجَّةِ و البَجَّةِ؛ قیل فی تفسیره: الجَبْهةُ المَذَلَّة؛ قال ابن سیدة: و أُراه من هذا، لأَن من استُقْبِلَ بما یكره أَدركته مذلة، قال: حكاه الهروی فی الغریبین، و الاسم الجَبیهَةُ، و قیل: هو صنم كان یعبد فی الجاهلیة، قال: و السَّجَّة السَّجاجُ و هو المَذیقُ من اللبن، و البَجَّةُ الفَصِیدُ الذی كانت العرب تأْكله من الدم یَفْصِدُونه، یعنی أَراحكم من هذه الضَّیْقَةِ و نقلكم إِلی السَّعة. و وَرَدْنا ماءً له جَبِیهةٌ إِما كان مِلْحاً فلم یَنْضَحْ ما لَهم الشُّرْبُ، و إِما كان آجِناً، و إِما كان بَعِیدَ القَعْر غلیظاً سَقْیُه شدیداً أَمْرُه. ابن الأَعرابی عن بعض الأَعراب قال: لكل جابه جَوْزَة ثم یؤَذَّن أَی لكل من وَرَدَ علینا سَقْیةٌ ثم یمنع من الماء. یقال: أَجَزْتُ الرجل إِذا سقیت إِبله، و أَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ. و فی النوادر: اجْتبَهْت ماء كذا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته و لم تَسْتَمْرئْه. ابن سیدة: جَبَهَ الماءَ جَبْهاً وَرَدَه و لیست علیه قامةٌ و لا أَداةٌ للاستقاء. و الجَبْهَةُ: الخیل، لا یفرد لها واحد. و‌فی حدیث الزكاة: لیس فی الجَبْهَةِ و لا فی النُّخَّة صدقةٌ؛ قال اللیث: الجَبْهة اسم یقع علی الخیل لا یُفْرَدُ. قال أَبو سعید: الجَبْهة الرجال الذین یَسْعَون فی حَمالةٍ أَو مَغْرَم أَو جَبْر فقیر فلا یأْتون أَحداً إِلا استحیا من رَدّهم، و قیل: لا یكاد أَحدٌ یَرُدُّهم، فتقول العرب فی الرجل الذی یُعْطِی فی مثل هذه الحقوق: رحم الله فلاناً فقد كان یُعْطی فی الجَبْهة، قال: و تفسیر‌قوله لیس فی الجَبْهَة صدقة، أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ فی أَیْدی هذه الجَبْهةِ من الإِبل ما تجب فیه الصدقة لم یأْخذ منها الصدقة، لأَنهم جمعوها لمَغْرم أَو حَمالة. و قال: سمعت أَبا عمرو الشَّیْبانی یحكیها عن العرب، قال: و هی الجَمَّةُ و البُرْكة. قال ابن الأَثیر: قال أَبو سعید قولًا فیه بُعْدٌ و تَعَسُّفٌ. و الجَبْهةُ: اسم منزلة من منازل القمر. الأَزهری: الجَبْهَةُ النجم الذی یقال له جَبْهة الأَسد و هی أَربعة أَنجم ینزلها القمر؛ قال الشاعر: إِذا رأَیتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ، جَبْهَتَه أَو الخَراتَ و الكَتَدْ، بالَ سُهَیْلٌ فی الفَضِیخ ففَسَدْ ابن سیدة: الجَبْهة صنم كان یُعبد من دون الله عز و جل. و رجل جُبَّهٌ كجُبَّإٍ: جَبانٌ. و جَبْهاء و جُبَیْهاءُ: اسم رجل. یقال: جَبْهاء الأَشْجَعِیُّ و جُبَیْهاء الأَشجعیُّ، و هكذا قال ابن درید جَبْهاءُ الأَشْجعیُّ علی لفظ التكبیر.

جره؛ ج13، ص: 484

: سمعت جَراهِیةَ القوم: یرید كلامَهم و جَلَبتهم و عَلانیتهم دون سِرِّهم. و یقال: جَرَّهْتُ الأَمر تَجْریهاً إِذا أَعْلَنته. و لقیتُه جَراهِیةً أَی ظاهِراً؛ قال ابن العَجْلانِ الهُذَلیُّ: و لو لا ذا لَلاقَیْت. المَنایا جَراهِیةً، و ما عنها مَحِیدُ و جاء فی جَراهِیةٍ من قومه أَی جماعة. و الجَراهِیةُ: ضِخامُ الغنم، و قیل: جَراهِیةُ الإِبل و الغنم خیارُهما و ضِخامُهما و جِلَّتُهما. و قال ثعلب: قال الغَنَویُّ
(1). قوله [فإن الله قد أراحكم إلخ] المعنی قد، أنعم الله علیكم بالتخلص من مذلة الجاهلیة و ضیقها و أعزكم بالإِسلام و وسع لكم الرزق و أفاء علیكم الأموال فلا تفرطوا فی أداء الزكاة و إذا قلنا هی الأصنام فالمعنی تصدقوا شكراً علی ما رزقكم الله من الإِسلام و خلع الأنداد: هكذا بهامش النهایة
لسان العرب، ج‌13، ص: 485
فی كلامه فعَمَد إِلی عِدَّةٍ من جَراهیةِ إِبله فباعها بدِقالٍ من الغنم؛ دِقال الغنم: قِماؤُها و صِغارُها أَجساماً. و الجَرْهُ: الشَّرُّ الشدید. و الرَّجَهُ: التَّثَبُّتُ بالأَسْنان و التَّزَعْزُعُ.

جعه؛ ج13، ص: 485

: ابن الأَثیر: فی الحدیث أَنه نهی عن الجِعَة، و هی النبیذ المتخذ من الشعیر. و الجِعَةُ: من الأَشربة؛ قال أَبو منصور: و هی عندی من الحروف الناقصة ففسرته فی معتل العین و الجیم.

جله؛ ج13، ص: 485

: جَلَه الرجلَ جَلْهاً: رَدَّه عن أَمر شدید. و الجَلَه: أَشدُّ من الجَلَح، و هو ذهاب الشعر من مُقَدَّم الجبین، و قیل: النَزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الجَلا ثم الجَلَهُ، و قد جَلِهَ یَجْلَهُ جَلَهاً، و هو أَجْلَهُ؛ قال رؤبة: لما رَأَتْنی خَلَقَ المُمَوَّهِ، بَرَّاق أَصْلادِ الجَبینِ الأَجْلَهِ، بعدَ غُدانیِّ الشبابِ الأَبْلَهِ، لیتَ المُنی و الدَّهْرَ جَرْیُ السُّمَّهِ، لله دَرُّ الغانِیاتِ المُدَّهِ «1». قال ابن بری: صوابه براقَ، بالنصب، و الأَصْلادُ: جمع صَلْدٍ و هو الصُّلْبُ؛ عن یعقوب، و زعم أَن هاء جَلِهَ بدل من حاء جَلِحَ؛ قال ابن سیدة: و لیس بشی‌ء لأَن الهاء قد ثبتت فی تصاریف الكلمة، فلو كان بدلًا كان حَرِیّاً أَن لا یثبت فی جمیعها، و إِنما مثَّل جبینه بالحجر الصَّلْد لأَنه لیس فیه شعر، كما أَنه لیس فی الصَّفا الصَّلْدِ نباتٌ و لا شجر، و قیل: الأَجْلَهُ الأَجْلح فی لغة بنی سعد. التهذیب: أَبو عبید الأَنْزَعُ الذی انْحَسر الشعر عن جانبی جبهته، فإِذا زاد قلیلًا فهو أَجْلح، فإِذا بلغ النصْفَ و نحوَه فهو أَجْلی، ثم هو أَجْلَهُ. الجوهری: الجَلَه انحسار الشعر عن مُقَدَّم الرأْس، و هو ابتداء الصَّلَع مثل الجَلَح. الكسائی: ثور أَجْلَهُ لا قرن له مثل أَجْلَح. و الأَجْلَهُ: الضَّخْمُ الجبْهة المتأَخرُ منابت الشعر. وَ جَلَه العِمامة یَجْلَهُها جَلْهاً: رفعها مع طَیِّها عن جبینه و مُقَدَّم رأْسه. و جَلَه الشی‌ءَ جَلْهاً: كشَفَه. و جَلَهَ البیتَ جَلْهاً: كشفه. و جَلَهَ الحصی عن الموضع یَجْلَههُ جَلْهاً: نحَّاه عنه. و الجَلِیهَةُ: الموضع تَجْلَه حصاه أَی تُنَحَّیه. و الجَلِیهَةُ: تمر یُنَحَّی نواه و یُمْرَسُ باللبن. ثم تُسْقاه النساء للسِّمَن. و الجَلْهَةُ: ما استقبلك من حروف الوادی؛ قال الشَّمَّاخ: كأَنها، و قد بَدا عُوارِضُ بجَلْهةِ الوادی، قَطاً نَواهِضُ و جَمْعُها جِلاهٌ؛ قال لبید: فَعلا فُروعُ الأَیْهُقانِ، و أَطْفَلَتْ، بالجَلْهَتَیْنِ، ظِباؤها و نَعامُها ابن الأَنباری: الجَلْهتان جانبا الوادی، و هما بمنزلة الشَّطَّیْنِ. یقال: هما جَلْهتاه و عُدْوتاهُ و ضِفَّتاه و حَیْزَتاه و شاطِئاه و شَطَّاه. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَخَّرَ أَبا سفیانَ فی الإِذن و أَدخل غیره من الناس قبله، فقال: ما كِدْتَ تأْذنُ لی حتی تأْذنَ لحجارة الجُلْهُمَتَیْن قَبْلی، فقال، علیه السلام: كلُّ الصید فی جَوْف الفرا؛ قال أَبو عبید: إِنما هو لحجارة الجَلْهَتین. و الجَلْهَة: فم الوادی، و قیل: جانبه، زیدت
(1). قوله [جری السمه] كذا برفع جری بالأصل و التكملة
لسان العرب، ج‌13، ص: 486
فیها المیم كما زیدت فی زُرْقُم؛ و أَبو عبید یرویه بفتح الجیم و الهاء، و شَمِرٌ یرویه بضمهما، قال: و لم أَسمع الجُلْهُمة إِلا فی هذا الحدیث. ابن سیدة: الجَلْهَتان ناحیتا الوادی و حَرْفاه إِذا كانت فیهما صلابة، و الجمع جِلاهٌ. قال ابن شمیل: الجَلْهةُ نَجَواتٌ من بَطْن الوادی أَشْرَفْنَ علی المَسِیل، فإِذا مَدَّ الوادی لم یَعْلُها الماء. و قوله: حتی تأْذن لحجارة الجُلْهُمَتَین؛ الجُلْهُمَة فم الوادی، زِیدَ فیها المیم. قال أَبو منصور: العرب تزید المیم فی أَحرف منها قولهم قَصْمَلَ الشی‌ءَ إِذا كَسَره و أَصله قَصَل، و جَلْمَط رأْسه و أَصله جَلَطَ، قال: و الجُلْهُمَةُ فی غیر هذا القارةُ الضَّخمة. ابن سیدة: الجُلْهُمَةُ كالجَلْهَة، زیدت المیم فیه و غیر البناء مع الزیادة، قال: هذا قول بعض اللغویین، و لیس بذلك المُقْتاس و الصحیح أَنه رباعی، و سیذكر. و فلانٌ ابن جَلْهَمة؛ هذه عن اللحیانی، قال: نُرَی أَنه من جَلْهَتَی الوادی.

جنه؛ ج13، ص: 486

: الجُنَهِیُّ الخَیزُرانُ؛ حكاه أَبو العباس عن ابن الأَعرابی، و أَنشد للحزین اللیثی، و یقال هو للفرزدق، یمدح علیّ بن الحسین زَیْنَ العابدین: فی كَفِّه جُنَهِیٌّ رِیحُه عَبِقٌ، من كَفِّ أَرْوَعَ، فی عِرْنِینِه شَمَمُ و یروی: فی كفه خَیْزُرانٌ …؛ قال: و هو العَسَطوسُ أَیضاً.

جهجه؛ ج13، ص: 486

: الجَهْجَهَةُ: من صیاح الأَبطال فی الحرب و غیرهم، و قد جَهْجَهُوا و تَجَهْجَهُوا؛ قال: فجاءَ دُون الزَّجْرِ و التَّجَهْجُهِ و جَهْجَهَ بالإِبل: كَهَجْهَجَ. و جَهْجَه بالسبع و غیره: صاح به لَیَكُفَّ كهَجْهَجَ مقلوب؛ قال: جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه قال ابن سیدة: هكذا رواه ابن درید، و رواه أَبو عبید: هَرَّجْتُ؛ و قال آخر: جَرَّدْتُ سَیْفِی، فما أَدْرِی أَ ذا لِبَدٍ، یَغْشَی المُجَهْجَهَ عَضُّ السیف، أَم رَجُلا «2». أَبو عمرو: جَهَّ فلانٌ فلاناً إِذا رَدَّه. یقال: أَتاه فسأَله فَجَهَّهُ و أَوْأَبَهُ و أَصْفَحَه كلُّه إِذا ردَّه رَدّاً قبیحاً. و جَهْجَهَ الرجلَ: رَدَّه عن كل شی‌ء كهَجْهَج. و‌فی بعض الحدیث: أَن رجلًا من أَسْلَم عدا علیه ذئبٌ فانْتَزَعَ شاة من غنمه فَجهْجأَه‌أَی زبَرَه، و أَراد جَهْجَهَه فأَبدل الهاء همزة لكثرة الهاءَات و قرب المخرج. و یومُ جُهْجوهٍ: یومٌ لبنی تمیم معروف؛ قال مالك بن نُوَیْرَة «3»: و فی یومِ جُهْجُوهٍ حَمَیْنا ذِمارَنا، بعَقْرِ الصَّفایا، و الجوادِ المُرَبَّبِ و ذلك أَن عوف بن حارثة «4». بن سَلِیطٍ الأَصَمَّ ضرب خَطْمَ فرسِ مالك بالسیف و هو مربوط بفِناء القُبَّة فنَشِبَ فی خَطْمه فقطع الرَّسَنَ و جال فی الناس، فجعلوا یقولون جُوهْ جُوهْ، فسمی یوم جُهْجُوهٍ. و قال أَبو منصور: الفُرْسُ إِذا استصوبوا فعلَ إِنسان قالوا جُوهْ جُوهْ. ابن سیدة: و جَهْ جَهْ حكایة صوت الأَبْطال فی الحرب، و جَهْ حكایة صوت الأَبْطال، و جَهْ جَهْ تسكین للأَسد و الذئب و غیرهما. و یقال: تَجَهْجَهْ عنی أَی انْتَهِ. و‌فی حدیث أَشراط الساعة:
(2). قوله [جردت إلخ] فی المحكم هكذا أنشده ابن درید، قال السیرافی المعروف: أوقدت ناری فما أدری … إلخ (3). قوله [قال مالك بن نویرة] كذا فی التهذیب، و الذی فی التكملة: متمم بن نویرة (4). قوله [ابن حارثة] كذا بالأصل و التهذیب بالحاء المهملة و المثلثة، و الذی فی التكملة: ابن جاریة بالجیم و المثناة التحتیة
لسان العرب، ج‌13، ص: 487
لا تَذْهَبُ اللیالی حتی یَمْلِكَ رجلٌ یقال له الجَهْجاه، كأَنه مركب من هذا، و‌یروی الجَهْجَلُ، و الله أَعلم.

جوه؛ ج13، ص: 487

: جُهْتُه بشرٍّ و أَجَهْتُه. و الجاه: المنزلة و القَدْرُ عند السلطان، مقلوب عن وَجْهٍ، و إِن كان قد تغیر بالقلب فتَحَوَّلَ من فَعْلٍ إِلی فَعَلٍ فإِن هذا لا یستبعد فی المقلوب و المقلوب عنه و لذلك لم یجعل أَهل النظر من النحویین وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلًا، لقولهم لَهْیَ أَبوك، إِنما جعلوه فَعَلًا و قالوا إِن المقلوب قد یتغیر وزنه عما كان علیه قبل القلب. و حكی اللحیانی: أَن الجاهَ لیس من وَجُهَ، و إِنما هو من جُهْتُ، و لم یفسر ما جُهْتُ. قال ابن جنی: كان سبیلُ جاهٍ، إِذ قُدِّمَت الجیم و أُخرت الواو، أَن یكون جَوْه فتسكن الواو كما كانت الجیم فی وَجْه ساكنة، إِلا أَنها حركت لأَن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت، فغیروها بتحریك ما كان ساكناً إِذ صارت بالقلب قابلة للتغیر، فصار التقدیر جَوَهٌ، فلما تحرَّكت الواو و قبلها فتحة قلبت أَلفاً، فقیل جاهٌ. و حكی اللحیانی أَیضاً: جاهٌ و جاهَةٌ و جاهْ جاهْ و جاهِ جاهِ و جاهٍ جاهٍ. الجوهری: فلان ذو جاه و قد أَوْجَهْتُه أَنا و وَجَّهْتُه أَنا أَی جعلته وَجِیهاً، و لو صغرت قلت جُوَیْهَة. قال أَبو بكر: قولهم لفلان جاهٌ فیهم أَی منزلة و قَدْرٌ، فأَخرت الواو من موضع الفاء و جعلت فی موضع العین، فصارت جَوْهاً، ثم جعلوا الواو أَلفاً فقالوا جاه. و یقال: فلان أَوْجَهُ من فلان، و لا یقال أَجْوَه. و العرب تقول للبعیر: جاهِ لا جُهْتَ «1». و هو زجر للجمل خاصة. قال ابن سیدة: و جُوهْ جُوهْ «2». ضربٌ من زجر الإِبل. الجوهری: جاهِ زجر للبعیر دون الناقة، و هو مبنی علی الكسر، و ربما قالوا جاهٍ بالتنوین؛ و أَنشد: إِذا قُلتُ جاهٍ، لَجَّ حتی تَرُدَّهُ قُوَی أَدَمٍ، أَطْرافُها فی السلاسل و یقال: جاهَهُ بالمكروه جَوْهاً أَی جَبَهَهُ.

فصل الحاء المهملة؛ ج13، ص: 487

حیه؛ ج13، ص: 487

: حَیْهِ: من زجر المِعْزَی؛ عن كراع. و ما أَنتَ بحَیْه؛ حكاه ثعلب و لم یفسره. و ما عنده حَیْهٌ و لا سَیْهٌ و لا حِیهٌ و لا سِیهٌ؛ عنه أَیضاً و لم یفسره، و السابق أَن معناه ما عنده شی‌ء.

فصل الدال المهملة؛ ج13، ص: 487

دبه؛ ج13، ص: 487

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: دَبَّهَ الرجلُ إِذا وقع فی الدَّبَهِ، و هو الموضع الكثیر الرمل، و دَبّه إِذا لزم الدُّبَّهَ، و هی طریقة الخبر. ابن بری: یقال للرجل إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ. و فی الحدیث ذكر دَبَهٍ، بفتح الدال و الباء المخففة، بین بَدْرٍ و الأَصافِرِ، مرَّ بها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی مسیره إِلی بَدْرٍ.

دجه؛ ج13، ص: 487

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: دَجَّهَ الرجلُ إِذا نام فی الدُّجْیَة، و هی قُتْرَةُ الصائد.

دره؛ ج13، ص: 487

: دَرَه علی القَوم: هَجَم ابن الأَعرابی: دَرَهَ فلانٌ علینا و دَرَأَ إِذا هَجَمَ من حیث لم نَحْتَسِبْه. و دارِهاتُ الدَّهْرِ: هَواجِمُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: عَزِیرٌ عَلیَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُه، فبانَ و خَلَّی دارِهاتِ النوائبِ
(1). قوله [لا جهت] أی لا مشیت كذا فی التكملة (2). قوله [و جوه جوه] كذا بضبط الأصل و المحكم بضم الجیمین و سكون الهاءین و ضبط فی القاموس بفتح الجیمین و كسر الهاءین
لسان العرب، ج‌13، ص: 488
دارِهاتُها: هاجماتُها. و یقال: إِنه لَذُو تُدْرَإِ و ذو تُدْرَهٍ إِذا كان هَجَّاماً علی أَعدائه من حیث لا یحتسبون؛ و قول أَبی النجم: سُبِّی الحَماةَ و ادْرَهِی علیها إِنما معناه: اهْجُمِی علیها و أَقْدِمِی. و دَرَهْتُ عن القوم: دفعت عنهم مثل دَرَأْتُ، و هو مبدل منه نحو هَراقَ الماءَ و أَراقَهُ. الأَزهری: قال اللیث أُمِیتَ فِعْلُه إِلا قولهم رجل مِدْرَهُ حَرْبٍ، و مِدْرَهُ القوم هو الدافعُ عنهم. ابن سیدة: المِدْرَه السید الشریف، سمی بذلك لأَنه یقوی علی الأُمور و یَهْجُم علیها، مشتق من ذلك. و المِدْرَهُ: المُقَدَّم فی اللسان و الید عند الخصومة و القتال، و قیل: هو رأْس القوم و الدافع عنهم. و‌فی حدیث شَدَّاد بن أَوْسٍ: إِذْ أَقْبَلَ شیخ من بنی عامر هو مِدْرَهُ قومِه؛ المِدْرَهُ: زعیم القوم و خطیبهم و المتكلم عنهم و الذی یرجعون إِلی رأْیه، و المیم زائدة، و الجمع المَدارِهُ؛ و منه قول الأَصبغ: یا ابنَ الجَحاجحةِ المَدارِهْ، و الصابرینَ علی المَكارِهْ و قال أَبو زید: المِدْرَهُ لسان القوم و المتكلم عنهم؛ و أَنشد غیره: و أَنتَ فی القوم أَخُو عِفَّةٍ، و مِدْرَهُ القومِ غَداةَ الخِطاب و قال لبید: و مِدْرَه الكتیبةِ الرَّدَاحِ و دَرَه لقومه یَدْرَه دَرْهاً: دَفَع. و هو ذو تُدْرَهِهم أَی الدافعُ عنهم؛ قال: أَعْطَی، و أَطرافُ العَوالی تَنُوشُه من القومِ، ما ذو تُدْرَهِ القومِ مانِعُهْ و لا یقال: هو تُدْرَهُهُم حتی یضاف إِلیه ذو، و قیل: الهاء فی كل ذلك مبدلة من الهمزة لأَن الدَّرْءَ الدفعُ، و هذا لیس بقوی بل هما أَصلان؛ قالوا: دَرَأَ وَ دَرَه؛ قال ابن سیدة: فلما وجدنا الهاء فی كل ذلك مساویة للهمزة علمنا أَن إِحداهما لیست بدلًا من الأُخری، و أَنهما لغتان. و دَرَهَ القومَ: جاءهم من غیر أَن یَشْعُروا به. و سِكِّینٌ دَرَهْرَهَةٌ: مُعْوَجَّةُ الرأْس. و‌فی الحدیث فی المبعث: فأَخْرَجَ عَلَقَةً سوداء ثم أَدخل فیه الدَّرَهْرَهَة، و فی طریق: فجاءه الملك بسكین دَرَهْرَهة؛ قال ابن الأَعرابی: هی المعوجة الرأْس التی تسمیها العامة المِنْجَلَ، قال: و أَصلها من كلام الفرس دَرَهْ، فعرَّبتها العرب بالزیادة فیه؛ و‌فی روایة: البَرَهْرَهَة، بالباء. الأَزهری: أَبو عمرو الدَّرَهْرَهةُ المرأَة القاهرةُ لبعلها. قال: و السَّمَرْمَرَة الغُول، قال: و یقال للكَوْكَبة الوَقَّادة بِنُورها تَطْلُع من الأُفُق دارئةً دَرَهْرَهةٌ.

دفه؛ ج13، ص: 488

: الأَزهری: أَهمله اللیث، و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی قال: الدافِهُ الغریب؛ قال الأَزهری: كأَنه بمعنی الدَّاهِفِ و الْهادِفِ.

دله؛ ج13، ص: 488

: الدَّلْهُ و الدَّلَهُ: ذهابُ الفُؤاد من هَمٍّ أَو نحوه كما یَدْلَهُ عقل الإِنسان من عشق أَو غیره، و قد دَلَّهَهُ الهَمُّ أَو العِشْقُ فتَدَلَّه. و المرأَةُ تَدَلَّهُ علی ولدها إِذا فَقَدَتْه. و دُلِّهَ الرجلُ: حُیِّرَ، و دُلِّهَ عقلُه تَدْلِیهاً. و المُدَلَّهُ: الذی لا یحفظ ما فَعل و لا ما فُعِلَ به. و التَّدَلُّه: ذهابُ العقل من الهَوی؛ أَنشد ابن بری: ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ و یقال: دَلَّهَهُ الحُبُّ أَی حَیَّره و أَدْهَشَه، و دَلِه
لسان العرب، ج‌13، ص: 489
هو یَدْلَهُ. ابن سیدة: و دَلَهَ یَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا. و الدَّلُوه من الإِبل: التی لا تكاد تَحِنُّ إلی إلْفٍ و لا ولد، و قد دَلَهَتْ عن إلْفِها و ولدها تَدْلَهُ دُلُوهاً، و ذهب دَمُه دَلْهاً، بالتسكین، أَی هَدَراً. أَبو عبید: رجل مُدَلَّه إذا كان ساهی القلب ذاهب العقل، و قال غیره: رجل مُتَلَّه و مُدَلَّه بمعنی واحد. و رجل دَالِهٌ و دالِهَةٌ: ضعیف النَّفْس. و‌فی حدیث رُقَیْقَة: دَلَّهَ عقلی‌أَی حَیَّره و أَذْهبه.

دمه؛ ج13، ص: 489

: «1». دَمِهَ یومُنا دَمَهاً، فهو دَمِهٌ و دامه: اشْتَدَّ حره. و الدَّمَهُ: شدة حر الشمس. و دَمَهَتْه الشمسُ: صَخَدَتْه. و الدَّمَهُ: شِدَّة حَرِّ الرمل و الرَّمْضاء، و قد دَمِهَتْ دَمَهاً و ادْمَوْمَهَتْ. و یقال: ادْمَوْمَه الرملُ؛ قال الشاعر: ظَلَّتْ علی شُزُنٍ فی دَامِهٍ دَمِهٍ، كأَنه من أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ

دهده؛ ج13، ص: 489

: دَهْدَهْتُ الحجارة و دَهْدَیْتُها إذا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الحجر و تَدَهْدَی؛ قال رؤبة: دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَی المُدَهْدَهِ و‌فی حدیث الرؤیا: فیَتَدَهْدَی الحجرُ فیَتْبَعُه فیأْخُذُه‌أَی یَتَدَحْرَجُ. و الدَّهْدَهَةُ: قَذْفُك الحجارةَ من أَعلی إلی أَسفل دَحْرجةً؛ و أَنشد: یُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ، كما تُدَهْدِی حَزاوِرَةٌ، بأَبْطَحِها، الكُرینَا حَوَّلَ الهاء الأَخیرة یاء لقرب شبهها بالهاء، أَ لا تری أَن الیاء مَدَّةٌ و الهاء نَفَسٌ؟ و من هناك صار مجری الیاء و الواو و الألف و الهاء فی رَوِیِّ الشعر شیئاً واحداً نحو قوله: لمن طَلَلٌ كالوَحْیِ عافٍ مَنازلُهْ فاللام هو الروی، و الهاء وصل الروی، كما أَنها لو لم تكن لمدّت اللام حتی تخرج من مَدَّتها واو أَو یاء أَو أَلف للوصل نحو منازلی و منازلا و منازلو، و الله أَعلم. ابن سیدة: دَهْدَه الشی‌ءَ فتَدَهْدَه حَدَرَه من عُلْوٍ إلی سُفْلٍ تَدَحْرُجاً. و دَهْدَهَهُ: قَلَب بعضه علی بعض، و كذلك دَهْداهُ دِهْداءً و دَهْداةً، الیاء بدل من الهاء لأَنها مثلها فی الخفاء، كما أُبدلت هی منها فی قولهم: ذِهِ أَمَةُ الله. الجوهری: دَهْدَهْتُ الحجر فَتَدَهْدَه دحرجته فتدحرج؛ و قد تبدل من الهاء یاء فیقال تَدَهْدَی الحجر و غیره تَدَهْدِیاً إذا تَدَحْرجَ، و دَهْدَیْتُه أَنا أُدَهْدیه دَهْدَاةً و دَهْدَأَةً إذا دحرجته؛ قال ذو الرمة: أَدْنَی تَقَاذُفِهِ التقریبُ أَو خَبَبٌ، كما تَدَهْدَی من العَرْضِ الجَلامیدُ و الدُّهْدیَةُ: الخُرْءُ المستدیر الذی یُدَهْدِیه الجُعَل. و دُهْدُوَةُ الجعَل «2». و دُهْدُوَّتُه و دُهْدِیَّتُه، علی البدل، و دُهْدِیَتُه، بالتخفیف؛ عن ابن الأَعرابی: ما یُدَهْدِیه. ابن بری: الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ، و هو ما یجمعه الجعل من الخُرْء. و‌فی الحدیث: لَمَا یُدَهْدِهُ الجُعَلُ خیر من الذین ماتوا فی الجاهلیة؛ هو ما یُدَحْرِجُه من السِّرْجین. و‌فی الحدیث الآخر: كما یُدَهْدِهُ الجُعَلُ النَّتْنَ بأَنفه.الجوهری: الدَّهْدَهانُ الكبیر من الإِبل؛ قال: و أَنشد أَبو زید فی كتاب حیلة و مَحالة للأَغَرِّ:
(1). قوله [دمه إلخ] قال الأَزهری بعد هذه العبارة: و لم أسمع دمه لغیر اللیث و لا أعرف البیت الذی احتج به انتهی. زاد فی القاموس كالتكملة: و ادمومه الرجل إذا غشی علیه. و الدمه أی محركاً لعبة للصبیان (2). قوله [و دهدوة الجعل] هذه مخففة الواو آخرها تاء مربوطة كما فی التكملة و المحكم لا بالهاء كما وقع فی نسخ القاموس الطبع
لسان العرب، ج‌13، ص: 490
لَنِعْمَ ساقی الدَّهْدَهانِ ذی العَدَدْ، الجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ فی العَضُدْ الجِلَّةُ: المَسَانُّ من الإِبل، و الكُومُ، جمع أَكْوَمَ و كَوْماءَ: العظام الأَسْنِمةِ؛ و الشِّرَاب: جمع شارب، و عَضُدُ الحوض: من إزائه إلی مؤَخره. ابن سیدة: و الدَّهْداهُ صغار الإِبل؛ قال: قد رَوِیَتْ، غیرَ الدُّهَیْدِهینا، قُلَیِّصاتٍ و أُبَیْكِرینا «1». جمَع الدَّهْداهَ بالواو و النون و حذف الیاء من الدُّهَیْدِیهینا للضرورة كما قال: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا فحذف الیاء من العطامیس، و هو جمع عَیْطَمُوسٍ، للضرورة؛ و قال الجوهری: كأَنه جمع الدَّهْداهَ علی دَهادِهَ، ثم صغر دَهاده فقال دُهَیْدِه، ثم جمع دهیدهاً بالیاء و النون، و كذلك أَبْكُر جمع بَكْرٍ ثم صغر فقال أُبَیْكِر، ثم جمعه بالیاء و النون. ابن سیدة: الدَّهْداه و الدَّهْدَهانُ و الدُّهَیدِهان الكثیر من الإِبل. أَبو الطُّفَیْل: الدَّهْداه الكثیر من الإِبل حَواشیَ كُنَّ أَو جِلَّةً؛ و أَنشد: إذا الأُمُورُ اصْطَكَّتِ الدَّواهی، مارَسْنَ ذا عَقْبٍ و ذا بُدَاهِ، یَذُودُ یومَ النَّهَلِ الدَّهْداهِ أَی النَّهل الكثیر. و یقال: ما أَدْری أَیُّ الدَّهْدا هُوَ أَی أَیُّ الناس، و یقال: أَیُّ الدَّهْداءِ هو، بالمد. و قولهم: إلَّا دَهٍ، معناه إن لم یكن هذا الأَمر الآن فلا یكون بعد الآن، و لا یُدْرَی ما أَصْلُه؛ قال الجوهری: و إنی لأَظنها فارسیة، یقول: إن لم تَضْرِبْه الآن فلا تضربه أَبداً، و أَنشد قول رؤبة: فالیومَ قد نَهْنَهَنی تَنَهْنُهی و قُوَّلٌ: إلَّا دَهٍ فلا دَهِ یقال: إنها فارسیة حكی قولَ ظِئْرِه. و القُوَّلُ: جمع قائل مثل راكع و رُكَّعٍ. و فی حدیث الكاهن: إلَّا دَهْ فلا دَهْ؛ هذا مثل من أَمثال العرب قدیم، معناه: إن لم تَنَلْه الآن لم تنله أَبداً، و قیل: أَصله فارسی معرَّب أَی إن لم تُعْطَ الآن لم تعط أَبداً. الأَزهری: قال اللیث دَهْ كلمة كانت العرب تتكلم بها، یری الرجلُ ثأْره فتقول له یا فلان إلَّا دَهٍ فلا دَهٍ أَی أَنك إن لم تَثْأَرْ بفلان الآن لم تَثْأَرْ به أَبداً. و قال أَبو عبید فی باب طلب الحاجة یَسْأَلُها فیُمْنَعُها فیطلب غیرها: من أَمثالهم فی هذا: إلَّا دَهٍ فلا دَهٍ؛ یضرب للرجل یقول أُرید كذا و كذا، فإن قیل له: لیس یمكن ذاك، قال: فكذا و كذا. و كان ابن الكلبی یخبر عن بعض الكُهّان: أَنه تنافر إلیه رجلان من العرب فقالا أَخْبِرْنا فی أَیِّ شی‌ءٍ جِئْناك؟ فقال: فی كذا و كذا، فقالا: إلَّا دَهٍ أَی انظر غیر هذا النظر، فقال: إلَّا دَهٍ فلا دَهٍ، ثم أَخبرهما بها. و قال الأَصمعی فی معنی قوله إلا دَهٍ فلا دَهٍ: أی إن لم یكن هذا فلا یكون ذاك. و یقال: لا دَهٍ فلا دَهٍ، یقول: لا أَقبل واحدةً من الخَصْلَتین اللتین تَعْرِضُ. أَبو زید: تقول إلَّا دَهٍ فلا دَهٍ یا هذا، و ذلك أَن یُوتَر الرجلُ فیلقَی واتِرَه فیقول له بعض القوم: إن لم تضربه الآن فإنك لا تضربه؛ قال الأَزهری: هذا القول یدل علی أَن دِه فارسیة معناها الضَّرْبُ، تقول للرجل إذا أَمرته
(1). قوله [قد رویت غیر إلخ] الذی فی الصحاح و التهذیب: قد رویت إلا إلخ قال فی التكملة الروایة: قد رویت إلا دهیدهینا إلا ثلاثین و أربعینا أبیكرات و أبیكرینا قال: و الرجز من الأصمعیات
لسان العرب، ج‌13، ص: 491
بالضرب: دِهْ، قال: رأَیته فی كتاب أَبی زید بكسر الدال، و قال ابن الأَعرابی: العرب تقول إلّا دَهٍ فلا دَهٍ، یقال للرجل إذا أَشْرف علی قضاء حاجته من غریم له أَو من ثأْره أَو من إكرام صدیق له إلَّا دَهٍ فلا دَهٍ أَی إن لم تغتنم الفُرْصةَ الساعةَ فلست تصادفها أَبداً، و مثله: بادِرِ الفُرْصة قبل أَن تكون الغُصَّة. ابن السكیت: الدُّهْدُرُّ و الدُّهْدُنُّ الباطلُ، و كأَنهما كلمتان جعلتا واحدة. أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب الباطل: دُهْ دُرَّیْن سَعْدَ القَیْن، قال: و معناه عندهم الباطل، و لا أَدری ما أَصله. قال: و أَما أَبو زیاد فإنه قال لی یقال دُهْ دُرَّیْه، بالهاء، و قال، و قال أَبو الفضل: وجدت بخط أَبی الهیثم دُهْ دُرَّیْن سَعْدَ القَیْن؛ دُهْ مضمومة الدال، سَعْدَ منصوبُ الدال، و القَیْن غیر معرب كأَنه موقوف. ابن السكیت: قولهم دُهْ دُرّ معرَّب و أَصله دُهْ أَی عَشَرة دُرَّیْن أو دُرّ أَی عشرة أَلوان فی واحد أَو اثنین. قال الأَزهری: قد حكیت فی هذین المثلین ما سمعته و حفظته لأَهل اللغة، و لم أَجد لهما فی عربیة و لا عجمیة إلی هذه الغایة أَصلًا صحیحاً، أَعنی إلا دَهٍ فلا دَهٍ، و دُهْ دُرَّیْن. ابن الأَعرابی: دُهْ زجر للإِبل، یقال فی زجرها دُهْ دُهْ.

دوه؛ ج13، ص: 491

: دَاهَ دَوْهاً: تحیر.

فصل الذال المعجمة؛ ج13، ص: 491

ذمه؛ ج13، ص: 491

: ذَمِهَ الرجلُ ذَمَهاً: أَلِمَ دِماغُه من حَرّ، و ربما قالوا ذَمَهَتْه الشمس إذا آلَمَتْ دماغه. و ذَمِهَ یومُنا ذَمَهاً و ذَمَهَ: اشتدّ حَرُّه.

فصل الراء المهملة؛ ج13، ص: 491

ربه؛ ج13، ص: 491

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: أَرْبَه الرجلُ إذا استغنی بتعب شدید، قال الأَزهری: و لا أَعرف أَصله.

رجه؛ ج13، ص: 491

: ابن الأَعرابی: الجَرَهُ الشَّرُّ الشدید، و الرَّجَهُ التثبت بالأَسْنان و التزعزعُ. و أَرْجَهَ إذا أَخَّرَ الأَمر عن وقته، و كذلك أَرْجَأَهُ، كأَنَّ الهاء مبدلة من الهمزة.

رده؛ ج13، ص: 491

: الرَّدْهَةُ: النقرة فی الجبل أَو فی صخرة یَسْتنْقِعُ فیها الماء؛ قال الشاعر: لمَنِ الدِّیارُ، بجانبِ الرَّدْهِ، قَفْراً من التَّأْیِیهِ و النَّدْهِ التَّأْیِیهُ: أَن یُؤَیِّهَ بالفرس إذا نَفَرَ فیقول إیهِ إیهِ، و النَّدْهُ بالإِبل: أَن یقول لها هِدَهْ هِدَهْ؛ و أَنشد ابن بری هنا: عَسَلانَ ذِئبِ الرَّدْهَةِ المُسْتَوْرِد ابن سیدة: و الرَّدْهة أَیضاً حَفِیرةٌ فی القُفِّ تُحْفَرُ أَو تكون خِلْقَةً فیه؛ قال طُفَیْل: كأَنَّ رعالَ الخَیْلِ، لما تَبادَرَتْ، بوادِی جَرادِ الرَّدْهَةِ المُتَصَوِّبِ و الجمع رَدْهٌ و رِداهٌ. یقال: قَرِّبِ الحمارَ من الرَّدْهة، و لا تقول له: سأْ؛ و الرَّدْهةُ: شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كثیرة الحجارة، و الجمع رَدَهٌ، بفتح الراء و الدال؛ هذا قول أَهل اللغة، قال ابن سیدة: و الصحیح أَنه اسم للجمع. الجوهری: و‌فی الحدیث أَنه، صلی الله علیه و سلم، ذَكَر المقتولَ بنَهْروانَ فقال شیطانُ الرَّدْهةِ.قال ابن بری: صوابه و‌فی الحدیث ذَكَر ذا الثُّدَیَّةِ فقال شیطانُ الرَّدْهَة یَحْتَدِرُهُ رجل من بَجِیلَةَ، روی الأَزهری بسنده عن سعد قال: سمعت النبی، صلی الله علیه و سلم، ذكر ذاك الذی قَتَلَ عَلیٌّ ذا الثُّدَیَّةِ فقال: شیطانُ الرَّدْهَةِ راعی الخیلِ یَحْتَدِرهُ رجل من بَجِیلة‌أَی یُسْقِطُه؛ قال: الرَّدْهَة النقْرَة فی الجبل
لسان العرب، ج‌13، ص: 492
یَسْتَنْقِعُ فیها الماء، و قیل: هی قُلَّةُ الرابیة. قال: و‌فی حدیثه أَیضاً و أَما شیطانُ الرَّدْهَة فقد كُفِیتُه بصیحةٍ سمعْت لها وَجیب قلبِه؛ قیل: أَراد به معاویة لما انهزم أَهلُ الشام یوم صِفِّینَ و أَخْلَد إلی المحاكمة، و قیل: الرَّدْهَة حَجَرٌ مُسْتَنْقَع فی الماء، و جَمْعُه رِدَاهٌ؛ و قال ابن مُقْبل: و قافِیةٍ مِثْل وَقْعِ الرِّداهِ لم تَتَّرِكْ لمُجِیبٍ مَقالا و روی عن المُؤَرِّج أَنه قال: الرَّدْهَة المورد. و الرَّدهة: الصخرة فی الماء، و هی الأَتانُ. قال و الرَّدْهَة أَیضاً ماءُ الثلج. و الرَّدْهَةُ: الثوبُ الخَلَق المُسَلْسَلُ. و رجل رَدِهٌ: صُلْبٌ مَتِینٌ لَجُوجٌ لا یُغْلَبُ. قال الأَزهری: لا أَعرف شیئاً مما روی المؤرج، و هی مناكیر كلها. و الرُّدَّهُ: تِلالُ القِفافِ؛ و أَنشد لرؤبة: من بَعْدِ أَنْضادِ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ «2». قال ابن سیدة: قوله الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ من باب أَعْوامِ السنینِ العُوَّمِ، كأَنهم یریدون المبالغة و الإِجادَةَ. قال الأَزهری: و ربما جاءت الرَّدْهَة فی وصف بئر تحفر فی قُفّ أو تكون خلقة فیه. و الرَّدْهَةُ: البیت العظیم الذی لا یكون أَعظمُ منه؛ قال الأَزهری: و جمعها الرِّداهُ، و رَدَهَتِ المرأَةُ بیتها تَرْدَهُه رَدْهاً، قال: و كأَنَّ الأَصل فیه رَدَحَتْ، بالحاء، و الهاءُ مُبْدَلة منه. و رَدَهَ البیتَ یَرْدَهُه رَدْهاً: جعله عظیماً كبیراً. ابن الأَعرابی: رَدَّهَ الرجلُ إذا ساد القومَ بشجاعة أَو سخاء أَو غیرهما.

رفه؛ ج13، ص: 492

: الرَّفاهَةُ و الرَّفَاهِیَة و الرُّفَهْنِیة: رَغَدُ الخِصْبِ و لینُ العیش، و كذلك الرَّفاغِیَةُ و الرُّفَغْنِیَةُ و الرَّفاغَةُ. رَفُه عیشُه، فهو رَفِیهٌ و رافِهٌ و أَرْفَهَهم اللهُ و رَفَّهَهُم، و رَفَهْنا نَرْفَه رَفْهاً و رِفْهاً و رُفُوهاً. و الرِّفْهُ، بالكسر: أَقْصَرُ الوِرْدِ و أَسْرَعُه، و هو أَن تشرب الإِبلُ الماء كل یوم، و قیل: هو أَن تَرِدَ كلما أَرادت. رَفَهَت الإِبلُ، بالفتح، تَرْفَهُ رفْهاً و رُفُوهاً و أَرْفَهها؛ قال غَیْلانُ الرَّبَعِیُّ: ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً فی إِدْناءْ، مُدَاخَلًا فی طِوَلٍ و إغْماءْ و رَفَّهَها و رَفَّهَ عنها: كذلك. و أَرْفَهَ القومُ: رَفَهَتْ ماشیتُهم؛ و استعار لبید الرِّفْهَ فی نَخْلٍ نابتةٍ علی الماء فقال: یَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَیْرَ صادِیَةٍ، فكُلُّها كارِعٌ فی الماء مُغْتَمِرُ و أَرْفَه المالُ: أَقام قریباً من الماء فی الحَوْض واضِعاً فیه. و الإِرْفاه: الادِّهانُ و التَّرْجِیلُ كُلَّ یوم. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، نَهَی عن الإِرْفاه؛ هو كثرة التَّدَهُّن و التنعم، و قیل: التَّوَسُّع فی المَطْعم و المَشْرَب، و هو من الرِّفْه وِرْدِ الإِبلِ، و ذلك أَنها إذا وَرَدَتْ كُلَّ یوم متی شاءتْ قیل وَرَدَتْ رِفْهاً؛ قاله الأَصمعی. و یقال: قد أَرْفَه القومُ إذا فَعَلَت إبلُهم ذلك، فهم مُرْفِهُون، فشبه كثرة التدهن و إدامته به. و الإِرْفاهُ: التنعم و الدَّعَةُ و مُظاهرةُ الطعام علی الطعام و اللباس علی اللباس، فكأَنه نهی عن التنعم و الدَّعةِ و لِینِ العَیْشِ لأَنه من فعل العجم و أَرباب الدنیا، و أَمَر بالتَّقَشُّفِ و ابْتذال النفس. و قال
(2). قوله [من بعد إنضاد إلخ] كذا فی التهذیب و المحكم، و الذی فی التكملة: یعدل أنضاد القفاف الردّه عنها و أثباج الرمال الورّه قال: و الردّه مستنقعات الماء و الورّه التی لا تتماسك
لسان العرب، ج‌13، ص: 493
بعضهم: الإِرْفاهُ التَّرَجُّلُ كُلَّ یوم. ابن الأَعرابی: و أَرْفَه الرجلُ دام علی أَكل النعیم كل یوم و قد نُهِیَ عنه. قال الأَزهری: كأَنه أَراد الإِرْفاهَ الذی فسره أَبو عبید أَنه كثرة التدهن. و یقال: بینی و بینَك لیلةٌ رافِهَةٌ و ثلاثُ لیال رَوافِهُ إذا كان یُسار فیهنَّ سیراً لَیِّناً. و رجل رافِهٌ أَی وَادِعٌ. و هو فی رَفاهَةٍ من العیش أَی سَعَة، و رَفاهِیةٍ، علی فَعالِیَةٍ، و رُفَهْنِیةٍ، و هو ملحق بالخماسی بأَلف فی آخره، و إنما صارت یاء لكسرة ما قبلها. و رَفَّهَ عن الرجل تَرْفیهاً: رَفَقَ به. و رَفَّهَ عنه: كان فی ضِیقٍ فنَفَّسَ عنه. و رَفِّهْ عن غریمك تَرْفیهاً أَی نَفِّسْ عنه. و الرُّفَهُ: التِّبْنُ؛ عن كراع، و المعروف الرُّفَةُ. و فی المثل: أَغْنَی من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ. یقال: الرُّفَةُ التِّبْنُ، و التُّفَةُ السبُعُ، و هو الذی یسمی عَناقَ الأَرض لأَنه لا یَقْتاتُ التِّبْنَ. قال ابن بری: الذی ذكره ابن حمزة الأَصفهانی فی أَفعلَ من كذا أَغْنَی من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ، بالتخفیف و بالتاء التی یوقف علیها بالهاء، قال: و الأَصل رُفَهَةٌ و جمعها رُفاتٌ، و قد تقدم الكلام فی ذلك فی فصل تفه. قال الأَزهری: العرب تقول: إذا سَقَطتِ الطَّرْفَةُ قَلَّتْ فی الأَرْضِ الرَّفَهَةُ؛ قال أَبو الهیثم: الرَّفَهَةُ الرَّحْمة «1». قال أَبو لیلی: یقال فُلانٌ رافِهٌ بفلان أَی راحِمٌ له. و یقال: أما تَرْفَهُ فلاناً؟ و الطَّرْفة: عینا الأَسَدِ كوكبانِ الجَبهةُ أَمامَها و هی أَربعة كواكب. و فی النوادر: أَرْفِهْ عِنْدِی و اسْتَرْفِهْ و رَفِّهْ عندی و رَوِّحْ عندی؛ المعنی أَقِمْ و اسْتَرِحْ و اسْتَجِمَّ و اسْتَنْفِهْ أَیضاً. و‌فی حدیث عائشة: فلما رُفِّهَ عنه‌أَی أُزِیلَ و أُزِیحَ عنه الضِّیقُ و التعبُ؛ و منه‌حدیث جابر: أَراد أَن یُرَفِّه عنه‌أَی یُنَفِّس و یُخَفِّفَ. و‌فی حدیث ابن مسعود: إن الرجلَ لیَتَكَلَّمُ بالكلمةِ فی الرَّفاهِیةِ من سَخَطِ الله تُرْدِیه بُعْدَ ما بین السماء و الأَرض‌الرَّفاهِیَةُ: السَّعَة و التنعم أَی أَنه ینطق بالكلمة علی حُسْبانِ أَن سَخَطَ الله تعالی لا یَلْحَقُه إنْ نَطَقَ بها، و أَنه فی سَعةٍ من التكلم بها، و ربما أوقعته فی مَهْلَكةٍ مَدَی عِظَمِها عند الله تعالی ما بین السماء و الأَرض. و أَصلُ الرَّفاهیة: الخِصْبُ و السَّعَةُ فی المَعاش. و‌فی حدیث سَلْمانَ: و طَیْرُ السماءِ علی أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض تَقَعُ؛ قال الخطابی: لستُ أَدری كیف رواه الأَصَمُّ، بفتح الأَلف أو ضمها، فإن كانت بالفتح فمعناه علی أَخْصَبِ خَمَرِ الأَرضِ، و هو من الرِّفْهِ و تكون الهاء أَصلیة، و إن كانت بالضم فمعناها الحَدُّ و العَلَم یُجْعَلُ فاصلًا بین أَرضین، و تكون التاء للتأْنیث مثلها فی غُرْفَةٍ، و الله أَعلم.

ركه؛ ج13، ص: 493

: الرُّكاهةُ: النَّكْهَةُ الطَّیِّبة عند الكَهَّةِ؛ عن الهَجَرِیِّ؛ و أَنشد لكاهل: حُلْوٌ فُكاهَتُه مِسْكٌ رُكاهَتُه، فی كَفِّهِ من رُقَی الشَّیْطانِ مِفْتاحُ

رمه؛ ج13، ص: 493

: رَمِهَ یومُنا رَمَهاً: اشْتَدَّ حَرُّه، و الزای أَعلی.

رهره؛ ج13، ص: 493

: الرَّهْرَهَةُ: حُسْنُ بَصیص لون البَشَرة و أَشْباه ذلك. و تَرَهْرَه جِسْمُه و هو رَهْراهٌ و رُهْرُوهٌ: ابْیَضَّ من النَّعْمَةِ. و ماء رَهْراهٌ و رُهْرُوهٌ: صافٍ. و طَسٌّ رَهْرَهَةٌ: صافیة بَرَّاقَةٌ. و‌فی حدیث المَبْعَثِ: فشُقَّ عن قلبه، صلی الله علیه و سلم، و جِی‌ءَ بطَسْتٍ رَهْرَهةٍ:
(1). قوله [الرفهة الرحمة] و هی بفتح الراء و الفاء كما صرح به فی التكملة، ثم نقل عن ابن درید رفه علیّ ترفیهاً أی أنظرنی، و الرفهان أی كعطشان المستریح، و الرفه أی بكسر فسكون صغار النخل
لسان العرب، ج‌13، ص: 494
قال القتیبی: سأَلت أَبا حاتم و الأَصمعی عنه فلم یعرفاه، قال: و أَظنه بطَسْتٍ رَحْرَحَةٍ، بالحاء، و هی الواسعة، و العرب تقول إناء رَحْرَحٌ و رَحْراحٌ، فأَبدلوا الهاء من الحاء كما قالوا مَدَهْتُ فی مَدَحْتُ، و ما شاكله فی حروف كثیرة؛ قال أَبو بكر بن الأَنباری: هذا بعیدٌ جِدّاً لأَن الهاء لا تبدل من الحاء إلا فی المواضع التی استعملت العرب فیها ذلك، و لا یقاس علیها لأَن الذی یجیز القیاس علیها یلزم أَن تبدل الحاء هاء فی قولهم رَحَلَ الرَّحْلَ، و فی قوله عز و جل: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ؛ و لیس هذا من كلام العرب، و إنما هو دَرَهْرَهة فأَخطأَ الراوی فأَسقط الدال. یقال للكَوْكَبة الوَقَّادَة تَطْلُع من الأُفُقِ دارِئَةً بنورها: دَرَهْرَهة، كأَنه أَراد طَسّاً بَرَّاقةً مُضیئة. و فی التهذیب: طَسْتٌ رَحْرَحٌ و رَهْرَةٌ و رَحْراحٌ و رَهْراهٌ إذا كان واسعاً قریب القعر. قال ابن الأَثیر: و قیل یجوز أن یكون من قولهم جِسْمٌ رَهْرَهةٌ أَی أَبیض من النَّعْمة، یرید طَسْتاً بیضاء مُتَلأْلِئَةً، و یروی بَرَهْرَهة، و قد تقدم ذكرها. و رَهْرَهَ مائدَتَه إذا وَسّعها سخاء و كرماً. الأَزهری: الرَّهَّةُ الطَّسْتُ الكبیرة. و السراب یَتَرَهْرَهُ و یَتَرَیَّهُ إذا تتابع لَمَعانُه. و رَهْرَهَ بالضأْن: مقلوبٌ من هَرْهَرَ؛ حكاه یعقوب.

روه؛ ج13، ص: 494

: راهَ الشی‌ءُ رَوْهاً: اضْطرب، و الاسم الرُّواهُ، یمانیة.

ریه؛ ج13، ص: 494

: الرَّیْهُ و التَّرَیُّه: جَرْیُ السراب علی وجه الأَرض، و قیل: مجیئه و ذهابه؛ قال الشاعر: إذا جَری من آله المُرَیَّهِ و قول رؤبة: كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْرَهِ یَسْتَنُّ فی رَیْعانِه المُرَیَّهِ «1». كأَنه رُیِّهَ أَو رَیَّهَتْه الهاجرةُ. و تَرَیَّه السرابُ: تَرَیَّعَ. و المُرَیَّهُ المُرَیَّعُ. و قال ابن الأَعرابی: یَتَمَیَّعُ هاهنا و هاهنا لا یستقیم له وَجْهٌ، و الله أَعلم.

فصل الزای؛ ج13، ص: 494

زفه؛ ج13، ص: 494

: الأَزهریُّ خاصةً: روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال الزَّافِهُ السَّرابُ، و السافِهُ الأَحمق.

زله؛ ج13، ص: 494

: زَلِه زَلَهاً: زَمِعَ و طَمِعَ. الأَزهری: الزَّلَهُ ما یصل إلی النَّفْسِ من غمّ الحاجة أَو همّ من غیرها؛ و أَنشد: و قد زَلِهَتْ نفْسی من الجَهْدِ، و الذی أُطالِبُه شَقْنٌ، و لكنه نَذْلُ الشَّقْنُ: القلیل الوَتِحُ من كل شی‌ء. ابن الأَعرابی: الزَّلْهُ التحیر «2». و الزَّلْهُ نَوْرُ الریحان و حُسْنُه، و الزَّلْهُ الصَّخْرة التی یقوم علیها الساقی.

زمه؛ ج13، ص: 494

: زَمِهَ یومُنا زَمَهاً: اشتدَّ حَرُّه كدَمِهَ.

فصل السین المهملة؛ ج13، ص: 494

سبه؛ ج13، ص: 494

: السَّبَهُ: ذهاب العقل من الهَرَم. و رجل مَسْبُوه و مُسَبَّهٌ و سَباهٍ: مُدَلَّهٌ ذاهبُ العقل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و مُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَة أُمّه سَباهِی الفُؤادِ ما یَعیش بمعْقُولِ
(1). قوله [كأن رقراق السراب الأمره] روی: علیه رقراق، و روی: یعلوه رقراق، و روی الأمقه بدل الأمره و هما بمعنی واحد (2). قوله [الزله التحیر إلخ] الزله فی هذه الثلاثة بفتح فسكون بخلاف ما قبلها فإنه بالتحریك كما نص علیه المجد و الصاغانی
لسان العرب، ج‌13، ص: 495
هالَةُ هنا: الشمسُ. و مُنْتَخَبٌ: حَذِرٌ كأَنه لذَكاء قلبه فَزِعٌ، و یروی: كأَنَّ هالَة أُمُّهُ أَی هو رافع رأْسه صُعُداً كأَنه یطلب الشمس، فكأَنها أُمه. و رجل مَسْبُوهُ الفُؤاد: مثل مُدَلَّه العَقْلِ، و هو المُسَبَّهُ أَیضاً؛ قال رؤبة: قالتْ أُبَیْلی لی و لم أُسَبَّهِ: ما السِّنُّ إلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ أُبَیْلی: اسم امرأَة. قال المفضل: السُّباهُ سكتة تأْخذ الإِنسانَ یذهب منها عقلُه، و هو مَسْبُوهٌ. و قال كراع: السُّباهُ، بضم السین، الذاهبُ العقل، و هو أَیضاً الذی كأَنه مجنون من نَشاطه. قال ابن سیدة: و الظاهر من هذا أَنه غلط، إنما السُّباهُ ذهاب العقل أَو نشاط الذی كأَنه مجنون. اللحیانی: رجل مِسَبَّهُ العقل و مُسَمَّهُ العقل أَی ذاهب العقل. و رجل سَباهِیُّ العَقْل إذا كان ضعیف العقل. و رجل سَبِهٌ و سَباهٌ و سَباهٍ و سباهِیَةٌ: متكبر.

سته؛ ج13، ص: 495

: السَّتْهُ و السَّتَهُ و الاسْتُ: معروفة، و هو من المحذوف المُجْتَلَبَةِ له أَلفُ الوصل، و قد یستعار ذلك للدهر؛ و قوله أَنشده ثعلب: إذا كَشَفَ الیومُ العَماسُ عن اسْتِهِ، فلا یَرْتَدی مِثْلی و لا یَتَعَمَّمُ یجوز أَن تكون الهاء فیه راجعة إلی الیوم، و یجوز أَن تكون راجعة إلی رجل مهجوّ، و الجمع أَسْتاهٌ، قال عامر بن عُقَیْل السَّعْدِیُّ و هو جاهلی: رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِیاتٌ، و أَسْتاهٌ علی الأَكْوارِ كُومُ خاظیاتٌ: غِلاظٌ سِمانٌ. و یقال: سَهٌ و سُهٌ فی هذا المعنی بحذف العین؛ قال: أُدْعُ أُحَیْحاً باسْمِه لا تَنْسَهْ، إنَّ أُحَیْحاً هی صِئْبانُ السَّهْ الجوهری: و الاسْتُ العَجُزُ، و قد یُرادُ بها حَلْقة الدبر، و أَصله سَتَهٌ علی فَعَل، بالتحریك، یدل علی ذلك أَن جمعه أَسْتاه مثل جَمَل و أَجمال، و لا یجوز أَن یكون مثل جِزْعٍ و قُفْل اللذین یجمعان أَیضاً علی أَفعال، لأَنك إذا رَدَدْتَ الهاء التی هی لام الفعل و حذفت العین قلت سَهٌ، بالفتح؛ قال الشاعر أَوْسٌ: شَأَتْكَ قُعَیْنٌ غَثُّها و سَمِینُها، و أَنْتَ السَّهُ السُّفْلی، إذا دُعِیَت نَصْر یقول: أنت فیهم بمنزلة الاست من الناس. و‌فی الحدیث: العینُ وِكاءُ السَّهِ، بحذف عین الفعل؛ و‌یروی: وِكاءُ السَّتِ، بحذف لام الفعل. و یقال للرجل الذی یُسْتَذَلُّ: أَنت الاسْتُ السُّفْلی و أَنت السَّهُ السُّفْلی. و یقال لأَرْذالِ الناس: هؤلاء الأَسْتاه، و لأَفاضلهم: هؤلاء الأَعْیانُ و الوُجوهُ؛ قال ابن بری: و یقال فیه سَتٌ أَیضاً، لغة ثالثة؛ قال ابن رُمَیْضٍ العَنْبَرِیّ: یَسِیلُ علی الحاذَیْنِ و السَّتِ حَیْضُها، كما صَبَّ فوقَ الرُّجْمَةِ الدَّمِ ناسِكُ و قال أَوس بن مَغْراءَ: لا یُمْسِكُ السَّتَ إلَّا رَیْثَ یُرْسِلُها، إذا أَلَحَّ علی سِیسَائِه العُصُمُ یعنی إذا أَلح علیه بالحبل ضَرطَ. قال ابن خالویه: فیها ثلاث لغات: سَهٌ و سَتٌ و اسْتٌ. و السَّتَهُ: عِظَمُ الاسْتِ. و السَّتَهُ: مصدر الأَسْتَهِ، و هو الضَّخْمُ الاسْتِ. و رجل أَسْتَهُ: عظیم الاسْتِ بَیِّنُ السَّتَهِ إذا كان كبیر العَجُز، و السُّتاهِیُّ و السُّتْهُم مثله. الجوهری: و المرأَة سَتْهاءُ و سُتْهُمٌ،
لسان العرب، ج‌13، ص: 496
و المیم زائدة، و إذا نسبت إلی الاسْتِ قلت سَتَهِیٌّ، بالتحریك، و إن شئت اسْتِیٌّ، تركته علی حاله، و سَتِهٌ أَیضاً، بكسر التاء، كما قالوا حَرِحٌ. قال ابن بری: رجل حَرِحٌ أَی مُلازمٌ للأَحْراحِ، و سَتِهٌ مُلازم للأَسْتاهِ. قال: و السَّیْتَهِیُّ الذی یتخلف خلف القوم فینظر فی أَسْتاهِهم؛ قالت العامریة: لقد رأَیتُ رجلًا دُهْرِیَّا، یَمْشِی وَراءَ القومِ سَیْتَهِیَّا و دُهْرِیٌّ: منسوب إلی بنی دَهْرٍ بَطْن من كلب. و السَّتِهُ: الطالبُ للاسْتِ، و هو علی النسب، كما یقال رجل حَرِحٌ. قال ابن سیدة: التمثیل لسیبویه. ابن سیدة: رجل أَسْتَهُ، و الجمع سُتْهٌ و سُتْهانٌ؛ هذه عن اللحیانی، و امرأَة سَتْهاء كذلك. و رجل سُتْهُمٌ، و الأُنثی سُتْهُمة كذلك، المیم زائدة. و یقال للواسعة من الدُّبر: سَتْهاء و سُتْهُمٌ، و تصغیر الاسْتِ سُتَیْهَةٌ. قال أَبو منصور: رجل سُتْهُم إذا كان ضَخْمَ الاسْتِ، و سُتاهِیٌّ مثله، و المیم زائدة. قال النحویون: أَصل الاسْتِ سَتْهٌ، فاستثقلوا الهاء لسكون التاء، فلما حذفوا الهاء سكنت السین فاحتیج إلی أَلف الوصل، كما فعل بالاسْمِ و الابْنِ فقیل الاسْتُ، قال: و من العرب من یقول السَّهْ، بالهاء، عند الوقف یجعل التاء هی الساقطة، و منهم من یجعلها هاء عند الوقف و تاء عند الإِدراج، فإذا جمعوا أو صَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلی أَصلها فقالوا فی الجمع أَسْتاهٌ، و فی التصغیر سُتَیْهة، و فی الفعل سَتِهَ یَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ. و‌فی حدیث المُلاعَنَةِ: إن جاءت به مُسْتَهاً جَعْداً فهو لفلان، و إن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجها؛ أَراد بالمُسْتَه الضَّخْمَ الأَلْیَتَیْنِ، كأَنه یقال أُسْتِه فهو مُسْتَهٌ، كما یقال أُسْمِنَ فهو مُسْمَنٌ، و هو مُفْعَلٌ من الاسْتِ، قال: و رأَیت رجلًا ضخم الأَرداف كان یقال له أَبو الأَسْتاهِ. و‌فی حدیث البراء: مرَّ أَبو سفیان و معاویةُ خلفه و كان رجلًا مُسْتَهاً.قال أَبو منصور: و للعرب فی الاسْتِ أَمثالٌ، منها ما روی عن أَبی زید: تقول العرب ما لك اسْتٌ مع اسْتِكَ إذا لم یكن له عَدَدٌ و لا ثَرْوة من مال و لا عُدَّة من رجال، تقول فاسْتُه لا تفارقه، و لیس له معها أُخری من رجال و مال. قال أَبو زید: و قالت العرب إذا حدّثَ الرجلُ حدیثاً فخَلَّط فیه أَحادیث الضَّبُعِ اسْتَها «3». و ذلك أَنها تمرّغ فی التراب ثم تُقْعِی فَتَتَغَنَّی بما لا یفهمه أَحد فذلك أَحادیثها اسْتَها، و العرب تَضَعُ الاسْتَ موضعَ الأَصل فتقول ما لك فی هذا الأَمر اسْتٌ و لا فم أَی ما لك فیه أَصل و لا فرع؛ قال جریر: فما لَكُمُ اسْتٌ فی العُلالا و لا فَمُ و اسْتُ الدهر: أَوَّلُ الدهر. أَبو عبیدة: یقال كان ذلك علی اسْتِ الدَّهْرِ و علی أُسِّ الدهر أَی علی قِدَمِ الدهر؛ و أَنشد الإِیادِیُّ لأَبی نُخَیْلَة: ما زالَ مجنوناً علی اسْتِ الدَّهْرِ، ذا حُمُقٍ یَنْمِی، و عَقْل یَحْرِی «4». أَی لم یزل مجنوناً دَهْرَهُ كله. و یقال: ما زال فلانٌ علی اسْت الدهرِ مجنوناً أَی لم یزل یعرف بالجنون. و من أَمثال العرب فی عِلْمِ الرجلِ بما یَلِیه دون غیره: اسْتُ البائِن أَعْلَمُ؛ و البائنُ: الحالبُ الذی لا
(3). قوله [أحادیث الضبع استها] ضبط فی التكملة و التهذیب استها فی الموضعین بالنصب (4). قوله [ذا حمق] الذی فی التهذیب: فی بدن، و فی التكملة: فی جسد
لسان العرب، ج‌13، ص: 497
یَلی العُلْبةَ، و الذی یلی العُلْبة یقال له المُعَلِّی. و یقال للرجل الذی یُسْتَذلُّ و یُسْتَضْعف: اسْتُ أُمِّك أَضْیَقُ و اسْتُكَ أَضْیَقُ من أن تفعل كذا و كذا. و یقال للقوم إذا استُذِلُّوا و اسْتُخِفَّ بهم: باسْتِ بنی فُلانٍ، و هو شَتْمٌ للعرب؛ و منه قول الحُطَیئة: فبِاسْتِ بَنی عَبْسٍ و أَسْتاهِ طَیِّ‌ءٍ، و باسْتِ بَنی دُودانَ حاشا بَنی نَصْرِ «1». و سَتَهْتُه أَسْتَهُه سَتْهاً: ضربتُ اسْتَه. و جاء یَسْتَهُه أَی یَتْبعه من خلفه لا یفارقه لأَنه یَتْلُو اسْتَه؛ و أَما قول الأَخطل: و أَنتَ مكانُك من وائلٍ، مَكانَ القُرادِ من اسْتِ الجَملْ فهو مجاز لأَنهم لا یقولون فی الكلام اسْتُ الجَمل. الأَزهری: قال شمر فیما قرأْتُ بخطه: العرب تسمی بنی الأَمة بَنی اسْتِها؛ قال: و أَقرأَنی ابنُ الأَعرابی للأَعشی: أَ سَفَهاً أَوْعَدْتَ یا ابْنَ اسْتِهَا، لَسْتَ علی الأَعْداءِ بالقادِرِ و یقال للذی ولدته أَمَة: یا ابن اسْتِها، یعنون است أَمة ولدته أَنه ولد من اسْتِها. و من أَمثالهم فی هذا المعنی: یا ابن اسْتِها إذا أَحْمَضَتْ حِمارَها.قال المؤرِّجُ: دخل رجل علی سلیمان بن عبد الملك و علی رأْسه وَصِیفَةٌ رُوقَةٌ فأَحَدَّ النَّظَر إلیها، فقال له سلیمان: أَ تُعْجِبُكَ؟ فقال: بارك الله لأَمیر المؤمنین فیها فقال: أَخبرنی بسبعة أَمثال قیلت فی الاسْتِ و هی لك، فقال الرجل: اسْتُ البائن أَعْلَمُ، فقال: واحد، قال: صَرَّ علیه الغَزْوُ اسْتَهُ، قال: اثنان، قال: اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المِجْمَر، قال: ثلاثة، قال: اسْتُ المَسْؤول أَضْیَقُ، قال: أَربعة، قال: الحُرُّ یُعْطِی و العَبْدُ تَأْلَمُ اسْتُهُ، قال: خمسة، قال الرجل: اسْتی أَخْبَثِی، قال: ستة، قال: لا ماءَكِ أَبْقَیْتِ و لا هَنَكِ أَنْقَیْتِ، قال سلیمان: لیس هذا فی هذا، قال: بلی أَخذتُ الجارَ بالجارِ كما یأْخذ أَمیر المؤمنین، و هو أَوَّل من أَخذ الجار بالجار، قال: خُذْها لا بارك الله لك‌فیها قوله: صَرَّ علیه الغَزْوُ اسْتَهُ لأَنه لا یقدر أَن یجامع إذا غزا.

سده؛ ج13، ص: 497

: السَّدَهُ و السُّداهُ: شبیه بالدَّهَشِ، و قد سُدِهَ.

سفه؛ ج13، ص: 497

: السَّفَهُ و السَّفاهُ و السَّفاهة: خِفَّةُ الحِلْم، و قیل: نقیض الحِلْم، و أَصله الخفة و الحركة، و قیل: الجهل و هو قریب بعضه من بعض. و قد سَفِهَ حِلْمَه و رأْیَه و نَفْسَه سَفَهاً و سَفاهاً و سَفاهة: حمله علی السَّفَهِ. قال اللحیانی: هذا هو الكلام العالی، قال: و بعضهم یقول سَفُه، و هی قلیلة. و قولهم: سَفِهَ نَفْسَهُ و غَبِنَ رَأْیَه و بَطِرَ عَیْشَه و أَلِمَ بَطْنَه و وَفِقَ أَمْرَه و رَشِدَ أَمْرَه، كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زید و رَشِدَ أَمْرُه، فلما حُوِّل الفعل إلی الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل علیه، لأَنه صار فی معنی سَفَّهَ نَفْسَه، بالتشدید؛ هذا قول البصریین و الكسائی، و یجوز عندهم تقدیم هذا المنصوب كما یجوز غلامَه ضرب زیدٌ. و قال الفراء: لما حُوِّل الفعلُ من النفس إلی صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً لیدل علی أَن السَّفَه فیه، و كان حكمه أَن یكون سَفِه زیدٌ نَفْساً، لأَن المُفَسِّر لا یكون إلا نكرة، و لكنه ترك علی إضافته و نصب كنصب النكرة تشبیهاً بها، و لا یجوز عنده تقدیمه لأَن المفسر لا یتقدَّم؛ و مثله قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً و طَبْتُ به نَفْساً، و المعنی ضاق ذَرْعی به و طابت
(1). قوله [فباست بنی عبس] الذی فی الجوهری: بنی قیس، لكن صوب الصاغانی الأول
لسان العرب، ج‌13، ص: 498
نفسی به. و فی التنزیل العزیز: إِلّٰا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ؛ قال أَبو منصور: اختلف النحویون فی معنی سَفِهَ نَفْسَهُ و انتصابه، فقال الأَخفش: أَهل التأْویل یزعمون أَن المعنی سَفَّه نفسَه؛ و منه قوله: إلا من سَفِهَ الحقَّ، معناه من سَفَّه الحقَّ، و قال یونس النحوی: أُراها لغة ذهب یونس إلی أَن فَعِلَ للمبالغة كما أَنَّ فَعَّلَ للمبالغة، فذهب فی هذا مذهب أَهل التأْویل، و یجوز علی هذا القول سَفِهْتُ زیداً بمعنی سَفَّهْتُ زیداً؛ و قال أَبو عبیدة: معنی سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه و أَوْبَقَها، و هذا غیر خارج من مذهب یونس و أَهل التأْویل؛ و قال الكسائی و الفراء: إن نفسه منصوب علی التفسیر، و قالا: التفسیر فی النكرات أَكثر نحو طِبْتُ به نَفْساً و قَرِرْتُ به عیناً، و قالا: إن أَصل الفعل كان لها ثم حوِّل إلی الفاعل؛ أَراد أَن قولهم طبت به نفساً معناه طابت نفسی به، فلما حول الفعل إلی صاحب النفس خرجت النفسُ مُفَسِّرة، و أَنكر البصریون هذا القول، و قالوا إن المفسرات نكرات و لا یجوز أَن تجعل المعارف نكرات، و قال بعض النحویین: إن قوله تعالی: إِلّٰا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ؛ معناه إلا من سَفِهَ فی نفسه أَی صار سفیهاً، إلا أَن فی حذفت كما حذفت حروف الجر فی غیر موضع؛ قال الله تعالی: و لا جُناحَ علیكم أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكم؛ المعنی أَن تسترضعوا لأَولادكم، فحذف حرف الجر من غیر ظرف؛ و مثله قوله: نُغالی اللَّحْمَ للأَضْیافِ نِیّاً، و نَبْذُلُه إذا نَضِجَ القُدورُ المعنی: نغالی باللحم. و قال الزجاج: القول الجید عندی فی هذا أَن سَفِهَ فی موضع جَهِلَ، و المعنی، و الله أَعلم، إلا مَنْ جَهِل نَفْسَه أَی لم یُفَكِّرْ فی نفسه فوضع سَفِهَ فی موضع جَهِلَ، و عُدِّیَ كما عُدِّیَ، قال: فهذا جمیع ما قاله النحویون فی هذه الآیة، قال: و مما یقوِّی قول الزجاج الحدیث الثابتُ المرفوع حین‌سئل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الكِبْر فقال: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحَقَّ و تَغْمِطَ الناسَ، فجعل سَفِهَ واقعاً معناه أن تَجْهَلَ الحق فلا تراه حقّاً، و الله أَعلم. و قال بعض أَهل اللغة: أَصلُ السَّفَهِ الخِفَّةُ، و معنی السفیه الخفیفُ العقل، و قیل أَی سَفِهَتْ نَفْسُه أی صارت سفیهة، و نصب نفسه علی التفسیر المحوّل. و‌فی الحدیث: إنما البَغْیُ من سَفِهَ الحقَّ‌أَی من جهله، و قیل: من جهل نفسه، و فی الكلام محذوف تقدیره إنما البغی فِعْلُ من سَفِهَ الحقَّ. و السَّفَهُ فی الأَصل: الخِفَّة و الطَّیْشُ. و یقال: سَفِهَ فلانٌ رأْیه إذا جهله و كان رأْیه مضطرباً لا استقامة له. و السَّفیه: الجاهل. و‌رواه الزمخشری: من سَفَهِ الحَقِّ، علی أَنه اسم مضاف إلی الحق، قال: و فیه وجهان: أَحدهما علی أَن یكون علی حذف الجار و إیصال الفعل كان الأَصلُ سَفِهَ علی الحق، و الثانی أَن یضمن معنی فعل متعد كجهل، و المعنی الاستخفاف بالحق و أَن لا یراه علی ما هو علیه من الرُّجْحان و الرَّزانة. الأَزهری: روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال الزّافِهُ السَّرابُ و السافِهُ الأَحمق. ابن سیدة: سَفِهَ علینا و سَفُهَ جهل، فهو سَفِیهٌ، و الجمع سُفَهاء و سِفَاهٌ، قال الله تعالی: كَمٰا آمَنَ السُّفَهٰاءُ؛ أَی الجُهّال. و السفیه: الجاهل، و الأُنثی سفیهة، و الجمع سَفِیهات و سَفائِهُ و سُفَّهٌ و سِفاهٌ. و سَفَّه الرجلَ: جعله سفیهاً. و سَفَّهَهُ: نسبه إلی السَّفَه، و سافَهه مُسافَهة. یقال: سَفِیه لم یَجِدْ مُسافِهاً. و سَفَّه الجهلُ حِلْمَه: أَطاشه و أَخَفَّه؛ قال: و لا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها أَحلامَنا، و شَریبُ السَّوْءِ یَضْطرِمُ و سَفِهَ نفْسَه: خَسِرَها جَهْلًا. و قوله تعالی: وَ لٰا
لسان العرب، ج‌13، ص: 499
تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ الَّتِی جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ قِیٰاماً. قال اللحیانی: بلغنا أَنهم النساء و الصبیان الصغار لأَنهم جُهّال بموضع النفقة. قال: و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: النساءُ أَسْفَهُ السُّفهاء.و فی التهذیب: وَ لٰا تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ، یعنی المرأَة و الولد، و سمیت سفیهة لضعف عقلها، و لأَنها لا تُحْسِنُ سیاسة مالها، و كذلك الأَولاد ما لم یُؤنَس رُشْدُهم. و‌قولُ المشركین للنبی، صلی الله علیه و سلم: أَ تُسَفِّه أَحْلامنا، معناه أَ تُجَهِّلُ أَحْلامَنا. و قوله تعالی: فَإِنْ كٰانَ الَّذِی عَلَیْهِ الْحَقُّ سَفِیهاً أَوْ ضَعِیفاً؛ السفیه: الخفیفُ العقل من قولهم تَسَفَّهَتِ الرِّیاحُ الشی‌ءَ إذا استخفته فحركته. و‌قال مجاهد: السفیه الجاهل و الضعیف الأَحمق؛ قال ابن عرفة: و الجاهل هاهنا هو الجاهل بالأَحكام لا یحسن الإِملال و لا یدری كیف هو، و لو كان جاهلًا فی أَحواله كلها ما جاز له أَن یُداین؛ و قال ابن سیدة: معناه إن كان جاهلًا أَو صغیراً. و قال اللحیانی: السفیه الجاهل بالإِملال. قال ابن سیدة: و هذا خطأٌ لأَنه قد قال بعد هذا أَوْ لٰا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُمِلَّ هُوَ. و سَفُه علینا، بالضم، سَفاهاً و سَفاهَةً و سَفِهَ، بالكسر، سَفَهاً، لغتان، أَی صار سفیهاً، فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَه و سَفِهَ رَأْیَه لم یقولوه إلَّا بالكسر، لأَن فَعُلَ لا یكون متعدّیاً. و وادٍ مُسْفَه: مملوء كأَنه جاز الحدَّ فسَفُهَ، فمُسْفَه علی هذا مُتَوَهَّم من باب أَسْفَهْتُه وَجَدْته سفیهاً؛ قال عَدِیُّ بن الرِّقاع: فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه، و إن تَراغَبَ، إلا مُسْفَهٌ تَئِقُ و السَّفَهُ: الخِفَّة. و ثوب سَفِیهٌ لَهْلَهٌ سَخِیف. و تَسَفَّهَتِ الریاحُ: اضطَرَبت: و تَسَفَّهت الریحُ الغُصونَ: حرَّكتها و استخفتها؛ قال: مَشَیْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِیَها مَرُّ الرِّیاحِ النَّواسِمِ و تَسَفَّهَتِ الریحُ الشجرَ أَی مالت به. و ناقة سَفِیهة الزِّمامِ إذا كانت خفیفة السیر؛ و منه قول ذی الرمة یصف سیفاً: و أَبْیَضَ مَوْشِیِّ القَمِیصِ نَصَبْتُه علی ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِیهٍ جَدیلُها یعنی خفیفٍ زِمامُها، یرید أَن جدیلها یضطرب لاضطراب رأْسها. و سافَهَتِ الناقةُ الطریقَ إذا خَفَّتْ فی سیرها؛ قال الشاعر: أَحْدُو مَطِیَّاتٍ و قَوْماً نُعَّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلًا مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطریقَ الموطوء؛ قال ابن بری: و أَما قول خلف بن إسحاق البَهْرانیّ: بعَثْنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ، تَسافَهُ أَشْداقُها فی اللُّجُمْ فإنه أَراد أَنها تَترامی بلُغامِها یَمْنةً و یَسْرَة، كقول الجَرْمی: تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ، فتَكْسُو ذَفارِیَها و الجُنُوبا فهو من تَسافُهِ الأَشْداق لا تَسافُهِ الجُدُلِ، و أَما المُبَرّدُ فجعله من تَسافُه الجُدُل، و الأَول أَظهر. و سَفِه الماءَ یَسْفَهُه سَفْهاً: أَكثر شربه فلم یَرْوَ، و الله أَسْفَهه إیاه. و حكی اللحیانی: سَفِهْتُ الماءَ و سافَهْتُه شربته بغیر رِفْقٍ. و سَفِهْتُ الشرابَ، بالكسر، إذا أَكثرت منه فلم تَرْوَ، و أَسْفَهَكَه الله. و سافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ: قاعَدْتُه فشَرِبْتُ منه ساعةً بعد ساعة. و سافَهْتُ الشرابَ إذا أَسرفت
لسان العرب، ج‌13، ص: 500
فیه؛ قال الشَّمَّاخ: فَبِتُّ كأَننی سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَیَّاها تَدُورُ الأَزهری: رجل ساهِفٌ و سافِهٌ شدید العطش. ابن الأَعرابی: طعام مَسْهَفَة و مَسْفَهة إذا كان یَسْقِی الماءَ كثیراً. و سَفَهْتُ و سَفِهْتُ، كلاهما، شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ. و سَفِهْتُ نصیبی: نَسِیتُه؛ عن ثعلب، و تَسَفَّهْتُ فلاناً عن ماله إذا خدعته عنه. و تَسَفَّهْتُ علیه إذا أَسمعته.

سله؛ ج13، ص: 500

: سَلیهٌ مَلیهٌ: لا طعم له، كقولك سَلِیخٌ مَلیخٌ؛ عن ثعلب. الأَزهری: قال شمر الأَسْلَهُ الذی یقول أَفعل فی الحرب و أَفعل، فإذا قاتل لم یُغْنِ شیئاً؛ و أَنشد: و من كلِّ أَسْلَهَ ذی لُوثَةٍ، إذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لا یُقْدِمُ

سمه؛ ج13، ص: 500

: سَمَه البعیرُ و الفرسُ فی شَوْطه یَسْمَه، بالفتح فیهما، سُمُوهاً: جری جریاً و لم یَعْرِفِ الإِعْیاءَ، فهو سامِهٌ، و الجمع سُمَّهٌ؛ و أَنشد لرؤبة: یا لَیْتَنا و الدَّهْرَ جَرْیَ السُّمَّهِ أَراد: لیتنا و الدهر نجری إلی غیر نهایة؛ و هذا البیت أَورده الجوهری: لیتَ المُنی و الدّهْرَ جَرْیُ السُّمَّه قال ابن بری: و بعده: لله دَرُّ الغانیاتِ المُدَّهِ قال: و یروی فی رجزه جَرْیُ، بالرفع علی خبر لیت، و من نصبه فعلی المصدر أَی یجری جَرْیَ السُّمَّه أَی لیت الدهر یجری بنا فی مُنانا إلی غیر نهایة ینتهی إِلیها. و السُّمَّهُ و السُّمَّهی و السُّمَّیْهی، كله: الباطل و الكذب. و قال الكسائی: من أسماء الباطل قولهم السُّمَّهُ. یقال: جری فلانٌ جَرْیَ السُّمَّهِ. و یقال: ذهب فی السُّمَّیْهی أَی فی الباطل. الجوهری: جَری فلانٌ السُّمَّهی أَی جری إلی غیر أَمر یعرفه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: إذا مَشَتْ هذه الأُمَّةُ السُّمَّیْهی فقد تُوُدِّعَ منها؛ هی، بضم السین و تشدید المیم: التَّبَخْتُر من الكبر، قال: و هو فی غیر هذا الباطلُ و الكذب. الفراء: و ذهبت إِبلُه السُّمَیْهی، علی مثال وَقَعُوا فی خُلَیْطی، تفرّقت فی كل وجه، و قیل: السُّمَیْهی التفرّق فی كل وجه من أَیِّ الحیوان كان. الفراء: ذهبت إبلُه السُّمَّیْهی و العُمَّیْهی و الكُمَّیْهی أَی لا یدری أَین ذهبت. و السُّمَّهی: الهواءُ بین السماء و الأَرض. اللحیانی: یقال للهواء اللُّوحُ و السُّمَّهی و السُّمَّیْهی. النَّضْر: یقال ذهب فی السُّمَّهِ و السُّمَّهی أَی فی الریح و الباطل. و سَمَّهَ الرجلُ إبلَه: أَهملها، و هی إبل سُمَّهٌ؛ هذا قول أَبی حنیفة، و لیس بجید، لأَن سُمَّهٌ لیس علی سَمَّهَ إنما هو علی سَمَهَ. و السُّمَّهُ: أَن یرمی الرجلُ إِلی غیر غرض. و بقی القومُ سُمَّهاً أَی مُتَلَدِّدین؛ قال ابن الأَعرابی: كَثُرَ عیالُ رجل من طیِّ‌ء من بنات و زوجة فخرج بهن إلی خَیْبر یُعَرِّضُهُنَّ لحُمّاها، فلما وردها قال: قُلْتُ لِحُمَّی خَیْبَرَ: اسْتَعِدِّی هذی عِیالی، فاجْهَدی و جِدِّی و باكِری بصَالِبٍ و وِرْدِ، أَعانَكِ اللهُ علی ذا الجُنْدِ قال: فأَصابته الحمی فمات، و بقی عیاله سُمَّهاً مُتَلَدِّدینَ.
لسان العرب، ج‌13، ص: 501
و سَمَه الرجلُ سَمْهاً، فهو سامِهٌ: دُهِشَ. و رجل سامِهٌ: حائر، من قوم سُمَّهٍ. اللحیانی: یقال رجل مُسَمَّهُ العَقْل و مُسَبَّهُ العَقْلِ أَی ذاهب العقل. و السُّمَّهی: مُخاطُ الشیطان. و السُّمَّهَةُ: خُوصٌ یُسَفُّ ثم یجمع، یجعل شبیهاً بالسُّفْرة.

سنه؛ ج13، ص: 501

: السَّنَةُ: واحدةُ السِّنین. قال ابن سیدة: السَّنَة العامُ منقوصة، و الذاهب منها یجوز أَن یكون هاء و واواً بدلیل قولهم فی جمعها سَنَهات و سَنَوات، كما أَن عِضَةً كذلك بدلیل قولهم عِضاهٌ و عِضَواتٌ؛ قال ابن بری: الدلیل علی أَن لام سنة واو قولهم سَنَواتٌ؛ قال ابنُ الرِّقاعِ: عُتِّقَتْ فی القِلالِ من بَیْتِ رأْسٍ سَنَواتٍ، و ما سَبَتْها التِّجارُ و السَّنةُ مطلقةً: السنةُ المُجْدِبةُ، أَوْقَعُوا ذلك علیها إِكباراً لها و تشنیعاً و استطالة. یقال: أَصابتهم السنة، و الجمع من كل ذلك سَنَهاتٌ و سِنُون، كسروا السین لیعلم بذلك أَنه قد أُخرج عن بابه إلی الجمع بالواو و النون، و قد قالوا سِنیناً؛ أَنشد الفارسی: دَعانِیَ من نَجْدٍ، فإنَّ سِنینَه لَعِبْنَ بنا شِیباً، و شَیَّبْنَنا مُرْدَا فثبات نونه مع الإِضافة یدل علی أَنها مشبهة بنون قِنِّسْرین فیمن قال هذه قِنِّسْرینُ، و بعض العرب یقول هذه سِنینٌ، كما تَرَی، و رأَیت سِنیناً فیعرب النون، و بعضهم یجعلها نون الجمع فیقول هذه سِنُونَ و رأَیت سِنِینَ. و قوله عز و جل: وَ لَقَدْ أَخَذْنٰا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِینَ؛ أَی بالقُحُوط. و السَّنةُ: الأَزْمة، و أَصل السَّنَة سَنْهة بوزن جَبْهةٍ، فحذفت لامها و نقلت حركتها إلی النون فبقیت سَنَةً، لأَنها من سَنَهَت النخلةُ و تَسَنَّهَتْ إذا أَتی علیها السِّنونَ. قال الجوهری: تَسَنَّهَتْ إذا أَتی علیها السِّنُونَ. قال ابن الأَثیر: و قیل إن أَصلها سَنَوَةٌ بالواو، فحذفت كما حذفت الهاء لقولهم تَسَنَّیْتُ عنده إذا أَقمت عنده سَنةً، و لهذا یقال علی الوجهین استأْجرته مُسانَهة و مُساناةً، و تصغیره سُنَیْهَة و سُنَیَّة، و تُجْمَعُ سَنَواتٍ و سَنَهاتٍ، فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السین فقلت سِنینَ و سِنُونَ، و بعضهم بضمها و یقول سُنُونَ، بالضم، و منهم من یقول: سِنینٌ علی كل حال، فی النصب و الرفع و الجر، و یجعل الإِعراب علی النون الأَخیرة، فإذا أَضفتها علی الأَول حذفت نون الجمع للإِضافة، و علی الثانی لا تحذفها فتقول سِنِی زیدٍ و سِنِینَ زیدٍ. الجوهری: و أَما من قال سِنینٌ و مِئِینٌ و رفع النون ففی تقدیره قولان: أَحدهما أَنه فِعْلِینٌ مثلِ غِسْلِینٍ، محذوفةً، إلا أَنه جمع شاذ، و قد یجئ فی الجموع ما لا نظیر له نحو عِدیً؛ هذا قول الأَخفش، و القول الثانی أَنه فَعِیلٌ، و إنما كسروا الفاء لكسرة ما بعدها، و قد جاء الجمع علی فَعِیلٍ نحو كَلِیبٍ و عَبیدٍ، إلا أَن صاحب هذا القول یجعل النون فی آخره بدلًا من الواو و فی المائة بدلًا من الیاء. قال ابن بری: سِنین لیس بجمع تكسیر، و إنما هو اسم موضوع للجمع، و قوله: إن عِدیً لا نظیر له فی الجموع، وهم لأَن عِدیً نظیره لِحیً و فِریً و جِریً، و إنما غَلَّطه قولُهم إنه لم یأْت فِعَلٌ صفةً إلا عِدیً و مكاناً سِویً. و قولُه تعالی: ثَلٰاثَ مِائَةٍ سِنِینَ. قال الأَخفش: إنه بدل من ثلاث و من المائة أَی لبثوا ثلثمائة من السِّنِینَ. قال: فإن كانت السِّنُون تفسیراً للمائة فهی جَرٌّ، و إن كانت تفسیراً للثلاث فهی نَصْبٌ، و العربُ تقول تَسَنَّیْتُ عنده و تَسَنَّهْتُ عنده. و یقال: هذه بِلادٌ سِنِینٌ أَی جَدْبةٌ؛ قال الطرماح:
لسان العرب، ج‌13، ص: 502
بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّیحُ فیهِ حَنِینَ الجُلْبِ [الجِلْبِ فی البَلَدِ السِّنینِ الأَصمعی: أَرضُ بنی فلان سَنَةٌ إذا كانت مُجْدِبةً. قال أَبو منصور: و بُعِثَ رائدٌ إلی بلد فوجده مُمْحِلًا فلما رجع سُئلَ عنه فقال السَّنَةُ، أَراد الجُدُوبة. و‌فی الحدیث: اللهم أَعِنِّی علی مُضَر بالسَّنة؛ السَّنَةُ: الجَدْبُ. یقال: أَخذتهم السنةُ إذا أَجْدبوا و أُقحِطُوا، و هی من الأَسماء الغالبة نحو الدابة فی الفرس و المال فی الإِبل، و قد خصوها بقلب لامها تاء فی أَسْنَتُوا إذا أَجْدبوا. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كان لا یُجیز نكاحاً عامَ سَنَةٍ‌أَی عامَ جَدْبٍ، یقول: لعل الضیق یحملهم علی أَن یُنْكِحُوا غیرَ الأَكْفاء، و كذلك‌حدیثه الآخر: كان لا یَقْطَعُ فی عام سنةٍ، یعنی السارقَ. و‌فی حدیث طَهْفَة: فأَصابتنا سُنَیَّةٌ حمراءُ‌أَی جَدْبٌ شدید، و هو تصغیر تعظیم. و‌فی حدیث الدعاء علی قریش: أَعنِّی علیهم بسِنینَ كسِنی یوسفَ؛ هی التی ذَكَرها اللهُ فی كتابه ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدٰادٌ أَی سبع سنین فیها قَحْطٌ و جَدْبٌ، و المُعاملة من وقتها مُسانَهةٌ. و سانَهه مُسانَهةً و سِنَاهاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی: عامَلَه بالسَّنةِ أَو استأْجره لها. و سَانَهتِ النخلةُ، و هی سَنْهاءُ: حملت سنةً و لم تحمل أُخری؛ فأَما قول بعض الأَنصار، هو سُوَیْد بن الصامت: فلَیْسَتْ بسَنهاء و لا رُجَّبِیَّةٍ، و لكنْ عَرایا فی السِّنینِ الجَوائحِ قال أَبو عبید: لم تصبها السَّنةُ المُجْدِبة. و السَّنْهاء: التی أَصابتها السنةُ المُجْدِبةُ، و قد تكون النخلةَ التی حملت عاماً و لم تحمل آخر، و قد تكون التی أَصابها الجَدْبُ و أَضَرَّ بها فنَفَی ذلك عنها. الأَصمعی: إذا حملت النخلة سنة و لم تحمل سنة قیل قد عاوَمَتْ و سانَهَتْ. و قال غیره: یقال للسَّنَة التی تَفْعَلُ ذلك سَنْهاء. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن بیع السنین، و هو أَن یبیع ثمرة نخله لأَكثر من سنة؛ نهی عنه لأَنه غَرَرٌ و بیعُ ما لم یُخْلَقْ، و هو مثل‌الحدیث الآخر: أَنه نهی عن المُعاومة.و‌فی حدیث حَلیمةَ السَّعْدِیةِ: خرجنا نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاء بمكة فی سنةٍ سَنْهاء‌أَی لا نباتَ بها و لا مطر، و هی لفظة مبنیة من السَّنةِ كما یقال لیلة لَیْلاءُ و یومٌ أَیْوَمُ، و‌یروی: فی سنة شَهْباء.و أَرضُ بنی فلان سَنَةٌ أَی مُجْدِبة. أَبو زید: طعام سَنِةٌ و سَنٍ إذا أَتتْ علیه السِّنُونَ. و سَنِهَ الطعامُ و الشرابُ سَنَهاً و تَسَنَّه: تغیر، و علیه وَجَّهَ بعضهم قوله تعالی: فَانْظُرْ إِلیٰ طَعٰامِكَ وَ شَرٰابِكَ لَمْ یَتَسَنَّهْ؛ و التَّسَنُّهُ: التَّكَرُّجُ الذی یقع علی الخُبْزِ و الشراب و غیره، تقول منه: خبز مُتَسَنِّهٌ. و فی القرآن: لَمْ یَتَسَنَّهْ؛ لم تغیره السِّنُونَ، و من جعل حذف السنة واواً قرأَ لم یَتَسنَّ، و قال سانَیته مُساناة، و إِثبات الهاء أَصوب. و قال الفراء فی قوله تعالی: لَمْ یَتَسَنَّهْ؛ لم یتغیر بمرور السنین علیه، مأْخوذ من السنة، و تكون الهاء أَصلیة من قولك بعته مُسانهة، تثبت وصلًا و وقفاً، و من وصله بغیر هاء جعله من المُساناة لأَن لام سنة تعتقب علیها الهاء و الواو، و تكون زائدة صلة بمنزلة قوله تعالی: فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ؛ فمن جعل الهاء زائدة جعل فعلت منه تسنیت، أَ لا تری أَنك تجمع السنة سنوات فیكون تفعلت علی صحة؟ و من قال فی تصغیر السنة سُنینة، و إن كان ذلك قلیلًا، جاز أَن یقول تَسَنَّیْتُ تَفَعَّلْتُ، أُبدلت النون یاء لما كثرت النونات، كما قالوا تَظَنَّیْتُ و أَصله الظَّنُّ، و قد قالوا هو مأْخوذ من قوله عز و جل: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛
لسان العرب، ج‌13، ص: 503
یرید متغیراً، فإن یكن كذلك فهو أَیضاً مما بُدِّلتْ نونه یاء، و نُرَی، و الله أَعلم، أَن معناه مأْخوذ من السَّنَة أَی لم تغیره السِّنُون. و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَحمد بن یحیی فی قوله لَمْ یَتَسَنَّهْ، قال: قرأَها أَبو جعفر و شَیْبة و نافعٌ و عاصم بإثبات الهاء، إن وصلوا أَو قطعوا، و كذلك قوله: فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ، و وافقهم أَبو عمرو فی لَمْ یَتَسَنَّهْ و خالفهم فی اقْتَدِهْ، فكان یحذف الهاء منه فی الوصل و یثبتها فی الوقف، و كان الكسائی یحذف الهاء منهما فی الوصل و یثبتها فی الوقف؛ قال أَبو منصور: و أَجود ما قیل فی أَصل السَّنَةِ سُنَیْهة، علی أَن الأَصل سَنْهَةٌ كما قالوا الشَّفَةُ أَصلها شَفْهَة، فحذفت الهاء، قال: و نقصوا الهاء من السنة كما نقصوها من الشفة لأَن الهاء ضاهت حروف اللین التی تنقص من الواو و الیاء و الأَلف، مثل زِنَةٍ و ثُبَةٍ و عِزَةٍ و عِضَةٍ، و الوجه فی القراءة لَمْ یَتَسَنَّهْ، بإثبات الهاء فی الوقف و الإِدراج، و هو اختیار أَبی عمرو، و هو من قولهم سَنِهَ الطعامُ إذا تغیر. و قال أَبو عمرو الشیبانی: هو من قولهم حَمَإٍ مَسْنُونٍ*، فأَبدلوا من یَتَسَنَّنْ كما قالوا تظنَّیْتُ و قَصَّیْتُ أَظفاری.

سنبه؛ ج13، ص: 503

: الأَزهری فی الرباعی: مَضَتْ سَنْبَةٌ من الدهر و سَنْبَهةٌ و سَبَّةٌ من الدهر.

سهنسه؛ ج13، ص: 503

: حكی اللحیانی: سِهِنْساهُ [سِهِنْساهِ ادْخُلْ معنا، و سِهِنْساهُ [سِهِنْساهِ اذْهَبْ معنا، و إذا لم یكن بعده شی‌ء قلت سِهِنْساهِ قد كان كذا و كذا. الفراء: افْعَلْ هذا سِهِنْساهِ و سِهِنْساهُ افْعَلْه آخِرَ كل شی‌ء؛ ثعلب: و لا یقال هذا إلا فی المستقبل، لا یقال فعلته سِهِنْساهِ و لا فَعَلْتُه آثِرَ ذی أَثِیرٍ.

سهه؛ ج13، ص: 503

: روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: العَیْنانِ وِكاءُ السَّهِ فإذا نامتا اسْتَطْلَقَ الوِكاءُ؛ قال أَبو عبید: السَّهُ حَلْقَةُ الدبر، قال الأَزهری: السَّهُ [السَّهْ من الحروف الناقصةِ، و قد تقدّم ذلك فی ترجمة سته لأَن أَصلها سَتَهٌ، بوزن فرس، و جمعها أَسْتاه كأَفراس، فحذفت الهاء و عوّض منها الهمزة، فقیل اسْتٌ، فإذا رَدَدْتَ إلیها الهاء و هی لامها و حذفت العین التی هی التاء انحذفت الهمزة التی جی‌ءَ بها عِوَضَ الهاء، فتقول سَهٌ، بفتح السین. و یروی‌فی الحدیث: وِكاءُ السَّتِ، بحذف الهاء و إِثبات العین، و المشهور الأَول، و معنی الحدیث: أَن الإِنسان مهما كان مستیقظاً كانت اسْتُه كالمشدودةِ المَوْكِیّ علیها، فإذا نام انْحَلَّ وِكاؤُها، كنی بهذا اللفظ عن الحَدَثِ و خروج الریح، و هو من أَحسن الكنایاتِ و أَلطفها.

فصل الشین المعجمة؛ ج13، ص: 503

شبه؛ ج13، ص: 503

: الشِّبْهُ و الشَّبَهُ و الشَّبِیهُ: المِثْلُ، و الجمع أَشْباهٌ. و أَشْبَه الشی‌ءُ الشی‌ءَ: ماثله. و فی المثل: مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم. و أَشْبَه الرجلُ أُمَّه: و ذلك إذا عجز و ضَعُفَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَصْبَحَ فیه شَبَهٌ من أُمِّهِ، من عِظَمِ الرأْسِ و من خُرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ فشدد للضرورة، و هی لغة فی الخُرْطُوم، و بینهما شَبَه بالتحریك، و الجمع مَشَابِهُ علی غیر قیاس، كما قالوا مَحاسِن و مَذاكیر. و أَشْبَهْتُ فلاناً و شابَهْتُه و اشْتَبَه عَلَیَّ و تَشابَه الشیئانِ و اشْتَبَها: أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَه. و فی التنزیل: مُشْتَبِهاً وَ غَیْرَ مُتَشٰابِهٍ. و شَبَّهه إِیاه و شَبَّهَه به مثله. و المُشْتَبِهاتُ من الأُمور: المُشْكِلاتُ. و المُتَشابِهاتُ: المُتَماثِلاتُ. و تَشَبَّهَ فلانٌ بكذا. و التَّشْبِیهُ: التمثیل. و‌فی حدیث حذیفة:
لسان العرب، ج‌13، ص: 504
و ذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً و تُبَیِّنُ مُدْبِرَةً؛ قال شمر: معناه أَن الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ علی القوم و أَرَتْهُمْ أَنهم علی الحق حتی یدخلوا فیها و یَرْكَبُوا منها ما لا یحل، فإذا أَدبرت و انقضت بانَ أَمرُها، فعَلِمَ مَنْ دخل فیهاأَنه كان علی الخطأ. و الشُّبْهةُ: الالتباسُ. و أُمورٌ مُشْتَبِهةٌ و مُشَبِّهَةٌ «2»: مُشْكِلَة یُشْبِهُ بعضُها بعضاً؛ قال: و اعْلَمْ بأَنَّك فی زَمانِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ و بینهم أَشْباهٌ أَی أَشیاءُ یتَشابهون فیها. و شَبَّهَ علیه: خَلَّطَ علیه الأَمْرَ حتی اشْتَبه بغیره. و فیه مَشابهُ من فلان أَی أَشْباهٌ، و لم یقولوا فی واحدته مَشْبَهةٌ، و قد كان قیاسه ذلك، لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح و مَذاكیر؛ و منه قولهم: لم یَسْرِ رجلٌ قَطُّ لیلةً حتی یُصْبِحَ إلا أَصْبَح و فی وجهه مَشابِهُ من أُمِّه. و فیه شُبْهَةٌ منه أَی شَبَهٌ. و‌فی حدیث الدِّیاتِ: دِیَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ؛ هو أَن ترمی إِنساناً بشی‌ءٍ لیس من عادته أَن یَقْتُل مِثْلُه، و لیس من غَرَضِكَ قتله، فیُصادِفَ قَضاءً و قَدَراً فیَقَعَ فی مَقْتَلٍ فیَقْتُل، فیجب فیه الدیةُ دون القصاص. و یقال: شَبَّهْتُ هذا بهذا، و أَشْبَه فلانٌ فلاناً. و فی التنزیل العزیز: مِنْهُ آیٰاتٌ مُحْكَمٰاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتٰابِ وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ؛ قیل: معناه یُشْبِهُ بعضُها بعضاً. قال أَبو منصور: و قد اختلف المفسرون فی تفسیر قوله وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ،فروی عن ابن عباس أَنه قال: المتشابهات الم* … الر*، و ما اشْتَبه علی الیهود من هذه و نحوها.قال أَبو منصور: و هذا لو كان صحیحاً عن ابن عباس كان مُسَلَّماً له، و لكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه، و كان الفراء یذهب إلی ما روی عن ابن عباس، و‌روی عن الضحاك أَنه قال: المحكمات ما لم یُنْسَخْ، و المُتَشابِهات ما قد نسخ.و قال غیره: المُتَشابِهاتُ هی الآیاتُ التی نزلت فی ذكر القیامة و البعث ضَرْبَ قَوْلِه: وَ قٰالَ الَّذِینَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلیٰ رَجُلٍ یُنَبِّئُكُمْ إِذٰا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ أَفْتَریٰ عَلَی اللّٰهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ، و ضَرْبَ قولِه: وَ كٰانُوا یَقُولُونَ أَ إِذٰا مِتْنٰا وَ كُنّٰا تُرٰاباً وَ عِظٰاماً أَ إِنّٰا لَمَبْعُوثُونَ أَ وَ آبٰاؤُنَا الْأَوَّلُونَ؛ فهذا الذی تشابه علیهم، فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذی ینبغی أَن یَسْتَدِلُّوا به علی أَن هذا المُتَشابِهَ علیهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال: وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قٰالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظٰامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ، أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ بِقٰادِرٍ عَلیٰ أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ؛ أَی إذا كنتم أَقررتم بالإِنشاء و الابتداء فما تنكرون من البعث و النُّشور، و هذا قول كثیر من أَهل العلم و هو بَیِّنٌ واضح، و مما یدل علی هذا القول قوله عز و جل: فَیَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ ابْتِغٰاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغٰاءَ تَأْوِیلِهِ؛ أَی أَنهم طلبوا تأویل بعثهم و إِحیائهم فأَعلم الله أَن تأْویل ذلك و وقته لا یعلمه إلا الله عز و جل، و الدلیل علی ذلك قوله: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلّٰا تَأْوِیلَهُ یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ؛ یرید قیام الساعة و ما وُعِدُوا من البعث و النشور، و الله أَعلم. و أَما قوله: وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً، فإن أَهل اللغة قالوا معنی مُتَشٰابِهاً یُشْبِهُ بعضُه بعضاً فی الجَوْدَة و الحُسْن، و قال المفسرون: مُتَشٰابِهاً یشبه بعضه بعضاً فی الصورة و یختلف فی الطَّعْم، و دلیل المفسرین قوله تعالی: هٰذَا الَّذِی رُزِقْنٰا مِنْ قَبْلُ؛
(2). قوله [و مشبهة] كذا ضبط فی الأصل و المحكم، و قال المجد: مشبهة كمعظمة
لسان العرب، ج‌13، ص: 505
لأَن صُورتَه الصورةُ الأُولی، و لكنَّ اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ و أَغرب عند الخلق، لو رأَیت تفاحاً فیه طعم كل الفاكهة لكان نهایةً فی العَجَبِ. و‌فی الحدیث فی صفة القرآن: آمنوا بمُتَشابهِه و اعْمَلُوا بمُحْكَمِه؛ المُتَشابه: ما لم یُتَلَقَّ معناه من لفظه، و هو علی ضربین: أَحدهما إذا رُدَّ إلی المُحْكم عُرف معناه، و الآخر ما لا سبیل إلی معرفة حقیقته، فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا یكاد ینتهی إلی شی‌ء تَسْكُنُ نَفْسُه إلیه. و تقول: فی فلان شَبَهٌ من فلان، و هو شِبْهُه و شَبَهُه و شَبِیهُه؛ قال العجاج یصف الرمل: و بالفِرِنْدادِ له أُمْطِیُّ، و شَبَهٌ أَمْیَلُ مَیْلانیُّ الأُمْطِیُّ: شجر له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب. و قوله: و شَبَهٌ، هو اسم شجر آخر اسمه شَبَهٌ، أَمْیَلُ: قد مال، مَیْلانیُّ: من المَیل. و یروی: و سَبَطٌ أَمْیَلُ، و هو شجر معروف أَیضاً.حَیْثُ انْحَنی ذو اللِّمَّةِ المَحْنِیُّ حیث انحنی: یعنی هذا الشَّبَه. ذو اللِّمَّةِ: حیث نَمَّ العُشْبُ؛ و شَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس، و هی الجُمَّة.فی بَیْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِیُّ بَیْضُ وَدْعانَ: موضعٌ. أَبو العباس عن ابن الأَعرابی: و شَبَّه الشی‌ءُ إذا أَشْكَلَ، و شَبَّه إذا ساوی بین شی‌ء و شی‌ء، قال: و سأَلته عن قوله تعالی: وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً، فقال: لیس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذی هو بمعنی الاستواء. و قال اللیث: المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ. و تقول: شَبَّهْتَ علیَّ یا فلانُ إذا خَلَّطَ علیك. و اشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ، و اشْتَبه علیَّ الشی‌ءُ. و تقول: أَشْبَهَ فلانٌ أَباه و أَنت مثله فی الشِّبْهِ و الشَّبَهِ. و تقول: إنی لفی شُبْهةٍ منه، و حُروفُ الشین یقال لها أَشْباهٌ، و كذلك كل شی‌ء یكونُ سَواءً فإِنها أَشْباهٌ كقول لبید فی السَّواری و تَشْبیه قوائمِ الناقة بها: كعُقْرِ الهاجِریِّ، إذا ابْتَناهُ، بأَشْباهٍ خُذِینَ علی مِثالِ قال: شَبَّه قوائم ناقته بالأَساطین. قال أَبو منصور: و غیرُه یَجْعَلُ الأَشباهَ فی بیت لبید الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباهٌ یُشْبِه بعضُها بعضاً، و إنما شَبَّه ناقته فی تمام خَلْقِها و حَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبنی بالآجر، و جمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ، و هو اسم من الاشْتِباهِ.روی عن عمر، رضی الله عنه، أنه قال: اللَّیَنُ یُشَبَّهُ علیه «1». و معناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه یَنْزِعُ إلی أَخلاقِها فیُشْبِهُها، و لذلك یُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحیحةُ الجسم عاقلةٌ غیرُ حَمْقاء. و‌فی الحدیث عن زیادٍ السَّهْمِیّ قال: نهی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ یُشَبَّه. و فی الحدیث: فإن اللبن یَتَشَبَّهُ.و الشِّبْهُ و الشَّبَهُ: النُّحاس یُصْبَغُ فیَصْفَرُّ. و فی التهذیب: ضَرْبٌ من النحاس یُلْقی علیه دواءٌ فیَصْفَرُّ. قال ابن سیدة: سمی به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه، و الجمع أَشْباهٌ، یقال: كُوزُ شَبَهٍ و شِبْهٍ بمعنیً؛ قال المَرَّارُ: تَدینُ لمَزْرُورٍ إلی جَنْب حَلْقَةٍ، من الشِّبْهِ، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِیبُها أَبو حنیفة: الشَّبَهُ شجرة كثیرة الشَّوْك تُشْبِهُ
(1). قوله [اللین یشبه علیه] ضبط یشبه فی الأَصل و النهایة بالتثقیل كما تری، و ضبط فی التكملة بالتخفیف مبنیاً للمفعول
لسان العرب، ج‌13، ص: 506
السَّمُرَةَ و لیست بها. و المُشَبَّهُ: المُصْفَرُّ من النَّصِیِّ. و الشَّباهُ: حَبٌّ علی لَوْنِ الحُرْفِ یُشْرَبُ للدواء. و الشَّبَهانُ: نبت یُشْبِهُ الثُّمام، و یقال له الشَّهَبانُ. قال ابن سیدة: و الشَّبَهانُ و الشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه، و قیل: هو الثُّمامُ، یَمانیة؛ حكاها ابن درید؛ قال رجل من عبد القیس: بوادٍ یَمانٍ یُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ، و أَسْفَلُه بالمَرْخِ و الشَّبَهانِ قال ابن بری: قال أَبو عبیدة البیت للأَحْوَل الیَشْكُری، و اسمه یَعْلی، قال: و تقدیره و ینبت أَسفلُه المَرْخَ؛ علی أَن تكون الباء زائدة، و إِن شئت قَدَّرْتَه: و یَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ، فتكون الباء للتعدیة لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثیّاً. و فی الصحاح: و قیل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الریاحین. قال ابن بری: و الشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثیر الشَّوْكِ.

شده؛ ج13، ص: 506

: شَدَهَ رأْسَه شَدْهاً: شَدَخَه. قال ابن جنی: أَما قولهم السَّدْهُ فی الشَّدْهِ، و رجل مَسْدُوه فی معنی مَشْدُوه، فینبغی أَن تكون السین بدلًا من الشین لأَن الشین أَعم تَصَرُّفاً. و شُدِهَ الرجلُ شَدَهاً و شُدْهاً: شُغِل: و قیل: تَحَیَّر، و الاسم الشُّداهُ. الأَزهری: شُدِهَ الرجلُ دُهِشَ، فهو دَهِشٌ و مَشْدُوهٌ شَدَهاً، و قد أَشْدَهَه كذا. أَبو زید: شُدِهَ الرجلُ شَدْهاً «1». فهو مَشْدُوهٌ: دُهِشَ، و الاسم الشُّدْهُ و الشَّدَهُ مثل البُخْلِ و البَخَلِ، و هو الشُّغْل لیس غیره. و قال: شُدِهَ الرجلُ شُغِلَ لا غَیْرُ. قال أَبو منصور: لم یَجعَلْ شُدِهَ من الدَّهَشِ كما یظن بعض الناس أَنه مقلوب منه، و اللغة العالیة دَهِشَ، علی فَعِلَ، و أَما الشَّدْهُ فالدال ساكنة.

شره؛ ج13، ص: 506

: الشَّرَهُ: أَسْوَأُ الحِرْصِ، و هو غلبة الحِرْصِ، شَرهَ شَرَهاً فهو شَرهٌ و شَرْهانُ. و رجل شَرهٌ: شَرْهانُ النفس حَریصٌ. و الشَّرِهُ و الشَّرْهانُ: السریعُ الطَّعْمِ الوَحِیُّ، و إن كان قلیلَ الطَّعْمِ. و یقال: شَرِهَ فلانٌ إلی الطعام یَشْرَهُ شَرَهاً إذا اشْتَدَّ حِرْصُه علیه. و سَنة شَرْهاء: مُجْدِبة؛ عن الفارسی. و قولُهم: هَیا «2». شَراهِیا، معناه یا حیُّ یا قیُّومُ بالعِبْرانِیَّةِ.

شفه؛ ج13، ص: 506

: الشَّفَتانِ من الإِنسان: طَبَقا الفمِ، الواحدةُ شَفةٌ، منقوصةُ لامِ الفعلِ و لامُها هاءٌ، و الشَّفةُ أَصلها شَفَهةٌ لأَن تصغیرها شُفَیْهة، و الجمع شِفاه، بالهاء، و إذا نسَبْتَ إلیها فأَنْت بالخیار، إِن شئتَ تركتها علی حالها و قلتَ شفِیٌّ مثال دَمِیٍّ و یَدِیٍّ و عَدِیٍّ، و إن شئت شَفَهیٌّ، و زعم قوم أَن الناقص من الشَّفَةِ واو لأَنه یقال فی الجمع شَفَواتٌ. قال ابن بری، رحمه الله: المعروف فی جمع شَفةٍ شِفاهٌ، مكَسَّراً غیرَ مُسَلَّم، و لامه هاء عند جمیع البصریین، و لهذا قالوا الحروف الشَّفَهِیَّةُ و لم یقولوا الشَّفَوِیَّة، و حكی الكسائی إِنَّه لغَلِیظُ الشِّفاهِ كأَنه جعَل كلَّ جزءٍ من الشَّفة شَفةً ثم جمَع علی هذا. اللیث: إذا ثَلَّثُوا الشَّفةَ قالوا شَفَهات و شَفَوات، و الهاء أَقْیَسُ و الواو أَعمُّ، لأَنهم شَبَّهوها بالسَّنَواتِ و نُقْصانُها حَذْفُ هائِها. قال أَبو منصور: و العرب تقول هذه شَفةٌ فی الوصل، و شَفهٌ بالهاء، فمن قال شَفةٌ قال كانت فی
(1). قوله [شده الرجل شدهاً إلخ] جاء المصدر محركاً و بضم أو فتح فسكون كما فی القاموس و غیره (2). قوله [و قولهم هیا إلخ] مثله فی التهذیب، و الذی فی التكملة ما نصه: قال الصاغانی هذا غلط و لیس هذا اللفظ من هذا التركیب فی شی‌ء أعنی تركیب شره، و بعضهم یقول آهیا شراهیا مثل عاهیا و كل ذلك تصحیف و تحریف و إنما هو إهیا بكسر الهمزة و سكون الهاء و أشر بالتحریك و سكون الراء و بعده إهیا مثل الأَول و هو اسم من أسماء الله جل ذكره، و معنی إهیا أشر إهیا الأَزلی الذی لم یزل، هكذا أقرأنیه حبر من أحبار الیهود بعدن أبین
لسان العرب، ج‌13، ص: 507
الأَصل شَفَهة فحذِفت الهاء الأَصلیة و أُبْقِیَتْ هاءُ العلامةِ للتأْنیث، و مَنْ قال شَفَه بالهاء أَبْقَی الهاء الأَصلیة. قال ابن بری: الشَّفَةُ للإِنسان و قد تُسْتَعار للفرس قال أَبو دواد: فبِتْنا جُلوساً علی مُهْرِنا، نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتیْهِ الصَّفارا الصَّفارُ: یبیسُ البُهْمَی و له شوكٌ یَعْلَقُ بجَحافِل الخَیْل، و استعار أَبو عبید الشَّفةَ للدَّلْوِ فقال: كَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها، و قال: إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءت الشَّفةُ مائلةً قیل كذا، قال ابن سیدة: فلا أَدری أَ مِنَ العرب سَمِع هذا أَمْ هو تعبیرُ أَشْیاخِ أَبی عبید. و رجل أَشْفَی إذا كان لا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ قال: و لا دلیلَ علی صحته. و رجل شُفاهِیٌّ، بالضم: عظیمُ الشَّفةِ، و فی الصحاح: غَلیظُ الشَّفتَیْن. و شافَهَه: أَدْنَی شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه، و كلَّمه مُشافَهةً، جاؤوا بالمصدر علی غیر فِعْله و لیس فی كل شی‌ء قیل مثلُ هذا، لو قُلْتَ كَلَّمْتُه مُفاوَهةً لم یَجُزْ إنما تَحْكی من ذلك ما سُمِع؛ هذا قول سیبویه. الجوهری: المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فیك إلی فیه. و الحروفُ الشَّفهِیَّةُ: الباء و الفاء و المیمُ، و لا تقل شَفَوِیَّةٌ، و فی التهذیب: و یقال للفاء و الباء و المیم شَفَوِیَّةٌ، و شَفَهِیَّةٌ لأَن مَخْرَجَها من الشَّفة لیس للِّسانِ فیها عمَلٌ. و یقال: ما سَمِعْتُ منه ذات شَفةٍ أَی ما سمعت منه كلمةً. و ما كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفةٍ أَی بكلمةٍ. و فلانٌ خفیفُ الشَّفَةِ أَی قلیلُ السُّؤال للنَّاسِ. و له فی الناس شَفَةٌ حسَنةٌ أَی ثناءٌ حسَنٌ. و قال اللحیانی: إنَّ شَفةَ الناسِ علیك لحسَنةٌ أَی ثَناءَهم علیك حسَنٌ و ذِكْرهم لك، و لم یَقُلْ شِفاهُ الناس. و رجلٌ شافِهٌ: عَطْشانُ لا یَجِد من الماء ما یَبُلُّ به شَفتَه؛ قال تمیم بن مُقبل: فكمْ وطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ، و كَمْ أَخَذْنا مِن أنفالٍ نُفادِیها و رجلٌ مشْفوهٌ: یَسْأَله الناسُ كثیراً. و ماءٌ مَشْفُوهٌ: كثیرُ الشارِبةِ، و كذلك المالُ و الطعامُ. و رجل مَشْفوهٌ إذا كثُرَ سؤالُ الناس إیاه حتی نَفِدَ ما عنده، مثل مَثْمودٍ و مَضْفوفٍ و مَكْثورٍ علیه. و أَصبحْتَ یا فلانُ مَشْفوهاً مَكْثوراً علیك: تُسْأَلُ و تُكلَّم؛ قال ابن بری، رحمه الله: و قد یكون المَشْفوهُ الذی أَفْنَی مالَه عیالُه و مَنْ یَقُوتُه؛ قال الفرزدق یصف صائداً: عاری الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ، أَخو قَنَصٍ، ما یُطْعِمُ العَینَ نَوْماً غیرَ تَهْوِیمِ و الشَّفْهُ: الشَّغْلُ. یقال: شَفَهَنی عن كذا أَی شَغَلنی. و نحن نَشْفَه علیك المَرْتَع و الماءَ أَی نشْغَلُه عنك أَی هو قَدْرُنا لا فَضْلَ فیه. و شُفِهَ ما قِبَلَنا شَفْهاً: شُغِلَ عنه. و قد شَفَهنی فلانٌ إذا أَلَحَّ علیك فی المسأَلة حتی أَنْفَد ما عِنْدك. و ماءٌ مَشْفوهٌ: بمعنی مَطْلوب. قال الأَزهری: لم أَسمعه لغیر اللیث، و قیل: هو الذی قد كثُرَ علیه الناس كأَنَّهم نزَحُوه بشِفاهِهِم و شَغَلُوه بها عن غَیرِهم. و قیل: ماءٌ مَشْفوهٌ مَمْنوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه. و وَرَدْنا ماءً مَشْفوهاً: كثیرَ الأَهلِ. و یقال: ما شَفَهْتُ علیك من خَبرِ فلانٍ شیئاً و ما أَظنُّ إبِلَك إلا ستَشْفَه علینا الماءَ أَی تَشْغَلُه. و فلانٌ مَشْفوهٌ عنَّا أَی مَشْغول عنَّا مَكْثورٌ علیه. و‌فی الحدیث: إذا صَنَع لأَحَدِكم خادِمُه طَعاماً فلیُقْعِدْه معه، فإن كان مَشْفوهاً فلیَضَعْ فی یدِه منه أُكْلةً أَو أُكْلَتَین؛
لسان العرب، ج‌13، ص: 508
المَشْفوهُ: القلیلُ، و أَصله الماء الذی كثرت علیه الشِّفاه حتی قَلَّ، و قیل: أَراد فإن كان مَكْثوراً علیه أَی كَثُرت أَكَلَتُه. و حكی ابن الأَعرابی: شَفَهْتُ نَصیبی، بالفتح، و لم یفسره، و ردَّ ثعلب علیه ذلك و قال: و إنما هو سَفِهْتُ أَی نَسِیت.

شقه؛ ج13، ص: 508

: فی الحدیث: نهی عن بیع التمر حتی یُشْقِهَ؛ قال ابن الأَثیر: جاء تفسیره فی الحدیث الإِشْقاه أَن یَحْمَرَّ و یَصْفَرَّ، و هو من أَشْقَح یُشْقِح، فأَبدل من الحاء هاء، و قد تقدم و یجوز فیه التشدید.

شكه؛ ج13، ص: 508

: شاكَهَ الشی‌ءَ مُشاكَهةً و شِكاهاً: شابَهَهُ و شاكَله و وافقَه و قارَبه. و هما یتَشاكَهان أَی یتَشابهانِ. و المُشاكَهةُ المُشابَهةُ و المُقارَبةُ. و فی أَمثال العرب قولهم للرجل یُفْرِطُ فی مدْحِ الشی‌ء: شاكِهْ أَبا فلانٍ أَی قارِبْ فی المدح و لا تُطْنِبْ، كما یقال: بدون ذا یَنْفَقُ الحمار؛ قال زهیر: عَلَوْنَ بأَنْماطٍ عِتاقٍ و كِلَّةٍ، وِرَادٍ حَواشِیها مُشاكِهَةِ الدَّمِ و أَصل مثَل العربِ: شاكِهْ أَبا فلانٍ، أَنَّ رجلًا رأَی آخرَ یَعْرِضُ فرساً له علی البیع، فقال له: هذا فَرَسُك الذی كنتَ تَصِیدُ علیه الوَحْشَ، فقال له: شاكِهْ أَبا فلان أَی قارِبْ فی المدح. و أَشْكَهَ الأَمر: مثل أَشْكَلَ.

شهه؛ ج13، ص: 508

: شَهْ: حكایة كلامٍ شِبْه الانْتهار. و شَهْ: طائرٌ شِبْهُ الشاهین و لیس به، أَعجمیٌّ.

شوه؛ ج13، ص: 508

: رجل أَشْوَهُ: قبیحُ الوجهِ. یقال: شاهَ وجْهُه یَشُوه، و قد شوَّهَه اللهُ عز و جل، فهو مُشَوَّه؛ قال الحُطیْئة: أَری ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه، فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، و قُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً: قَبُحَت. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه رَمی المُشْرِكینَ یومَ حُنَیْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصًی و قال شاهَت الوجوه، فهَزَمَهم الله تعالی؛ أَبو عمرو: یعنی قَبُحَت الوُجوهُ. و رجل أَشْوَهُ و امرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبیحةً، و الاسم الشُّوهَة. و یقال للخُطْبة التی لا یُصَلَّی فیها علی النبی، صلی الله علیه و سلم: شَوْهاء. و فیه: قال لابن صَیّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ. و تَشَوَّه له أَی تنَكَّر له و تغَوَّل. و‌فی الحدیث: أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حین ضرَبَ حَسَّانَ بالسیف: أَ تَشَوَّهْتَ علی قومی أَنْ هَداهُم الله للإِسلام‌أَی أَ تنَكَّرْتَ و تقَبَّحْتَ لهم، و جعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إیاه. و إنه لَقبیح الشَّوَهِ و الشُّوهةِ؛ عن اللحیانی، و الشَّوْهاءُ: العابِسةُ، و قیل: المَشْؤومَةُ، و الإِسمُ منها الشَّوَهُ. و الشَّوَهُ: مصدرُ الأَشْوَه و الشَّوْهاء، و هما القبیحا الوجهِ و الخِلْقة. و كل شی‌ء من الخَلْق لا یُوافِق بعضُه بعضاً أَشْوَهُ و مُشَوَّه. و المُشَوَّهُ أَیضاً: القبیحُ العَقلِ، و قد شاهَ یَشُوهُ شَوْهاً و شُوهةً و شَوِهَ شَوَهاً فیهما. و الشُّوهةُ: البُعْدُ، و كذلك البُوهةُ. یقال: شُوهةً و بُوهةً، و هذا یقال فی الذم. و الشَّوَه: سُرعةُ الإِصابَةِ بالعین، و قیل: شدَّةُ الإِصابةِ بها، و رجل أَشْوَه. و شاهَ مالَه: أَصابَه بعین؛ هذه عن اللحیانی. و تَشَوَّه: رَفَع طَرْفه إلیه لیُصِیبَه بالعین. و لا تُشَوِّهْ علیَّ و لا تَشَوَّه علیّ أَی لا تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِیبَنی بالعین، و خَصَّصه الأَزهری فروی عن أَبی المكارم: إذا سَمِعْتَنی أَتكلم فلا تُشَوِّه علیّ أَی لا تَقُلْ ما أَفْصَحَكَ فتُصِیبَنی بالعین. و فلانٌ یتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ لیُصیبَها بالعین. اللیث: الأَشْوَهُ السریعُ الإِصابة بالعین، و المرأَةُ شَوْهاء. أَبو عمرو: إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلی كذا أَی
لسان العرب، ج‌13، ص: 509
تَطْمَح إِلیه. ابن بُزُرْج: یقال رجل شَیُوهٌ، و هو أَشْیَهُ الناسِ، و إِنه یَشُوهُه و یَشِیهُه أَی یَعِینُه. اللحیانی: شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَیْنی. و رجل أَشْوَهُ بَیِّنُ الشَّوَهِ و امرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِیبُ الناسَ بعَیْنها فتَنْفُذُ عَیْنُها. و الشائِهُ: الحاسدُ، و الجمع شُوَّهٌ؛ حكاه اللحیانی عن الأَصمعی. و شاهَهُ شَوْهاً: أَفزعه؛ عن اللحیانی، فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً. و فرس شَوْهاء، صفةٌ محمودةٌ فیها: طویلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ، و قیل: هی المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَیْنِ و المَنْخَرَیْنِ، و لا یقال فرس أَشْوَهُ إِنما هی صفة للأُنثی، و قیل: فرس شَوْهاء و هی التی فی رأْسها طُول و فی مَنْخَرَیْها و فَمِها سَعةٌ. و الشَّوْهاء: القبیحةُ. و الشَّوْهاءُ: المَلِیحةُ و الشَّوْهاء: الواسِعةُ الفم. و الشَّوْهاء: الصغیرةُ الفم؛ قال أَبو دواد یصف فرساً: فهْیَ شَوْهاءُ كالجُوالِق، فُوها مُسْتَجافٌ یَضِلُّ فیه الشَّكِیمُ قال ابن بری: و الشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة؛ قال بِشْرُ بن أَبی خازم: و أَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالی، علی الشَّوْهاء، یَجْمَحُ فی اللِّجام و‌فی حدیث ابن الزبیر: شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ‌أَی وَسَّعها. و قیل: الشَّوْهاءُ من الخَیْل الحَدیدةُ الفُؤادِ، و فی التهذیب: فرس شَوْهاء إِذا كانت حَدیدةَ البصر، و لا یقال للذكر أَشْوَهُ؛ قال: و یقال هو الطویل إِذا جُنِّبَ. و الشَّوَهُ: طُولُ العُنُقِ و ارتفاعُها و إِشرافُ الرأْسِ، و فرسٌ أَشْوَهُ. و الشَّوَهُ: الحُسْنُ. و امرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فهو ضدٌّ؛ قال الشاعر: و بِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنی، وحَماً یَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ و روی عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت رائعةً حَسَنةً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال بَیْنا أَنا نائمٌ رأَیتُنی فی الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلی جَنْبِ قصرٍ، فقلت: لِمَنْ هذا القصر؟ قالوا: لعُمَرَ.و رجل شائه البصر و شاهٍ: حدیدُ البصرِ، و كذلك شاهی البصرِ. و الشاةُ: الواحد من الغنم، یكون للذكر، و الأُنثی، و حكی سیبویه عن الخلیل: هذا شاةٌ بمنزلة هٰذٰا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّی، و قیل: الشاةُ تكون من الضأْن و المَعز و الظِّباءِ و البَقَر و النعامِ و حُمُرِ الوحش؛ قال الأَعشی: و حانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَیْثُ خَیَّما الجوهری: و الشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِیّ، قال: و لا یقال إِلا للذكر، و استشهد بقول الأَعشی من حیث خَیَّما؛ قال: و ربما شَبَّهوا به المرأَة فأَنثوه كما قال عنترة: یا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له حَرُمَتْ علیَّ، و لَیْتَها لم تَحْرُمِ فأَنثها؛ و قال طرفة: مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فیهما كسامِعَتَیْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ قال ابن بری: و مثله للبید: أَو أَسْفَع الخَدَّیْنِ شاة إِرانِ و قال الفرزدق: تَجُوبُ بیَ الفَلاةَ إِلی سَعیدٍ، إِذا ما الشاةُ فی الأَرْطاةِ قالا و الروایة: فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلی سعیدٍ
لسان العرب، ج‌13، ص: 510
و ربما كُنِیَ بالشاة عن المرأَة أَیضاً؛ قال الأَعشی: فَرمَیْتُ غَفْلَةَ عَیْنِه عن شاتِه، فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها و طِحالَها و یقال للثور الوحشی: شاةٌ. الجوهری: تشَوَّهْتُ شاةً إِذا اصْطَدْته. و الشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فحذفت الهاء الأَصلیة و أُثبتت هاء العلامة التی تَنْقلِبُ تاءَ فی الإِدْراج، و قیل فی الجمع شِیَاهٌ كما قالوا ماء، و الأَصل ماهَة و ماءة، و جمعوها مِیاهاً. قال ابن سیدة: و الجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ و شِیاهٌ و شِوَاهٌ و أَشاوِهُ و شَوِیٌّ و شِیْهٌ و شَیِّهٌ كسَیِّدٍ، الثلاثةُ اسمٌ للجمع، و لا یجمع بالأَلف و التاء كان جنساً أَو مسمی به، فأَما شِیْه فعلی التوفیة، و قد یجوز أَن یكون فُعُلًا كأَكَمةٍ و أُكُمٍ شُوُهٌ، ثم وقع الإِعلال بالإِسكان، ثم وقع البدل للخفة كعِیدٍ فیمن جعله فُعْلًا، و أَما شَوِیٌّ فیجوز أَن یكون أَصله شَوِیهٌ علی التوفیة، ثم وقع البدل للمجانسة لأَن قبلها واواً و یاءً، و هما حرفا علة، و لمشاكلة الهاء الیاء، أَ لا تری أَن الهاء قد أُبدلت من الیاء فیما حكاه سیبویه من قولهم: ذِهْ فی ذِی؟ و قد یجوز أَن یكون شَوِیٌّ علی الحذف فی الواحد و الزیادة فی الجمع، فیكون من باب لأْآلٍ فی التغییر، إِلَّا أَن شَوِیّاً مغیر بالزیادة و لأْآلٌ بالحذف، و أَما شَیِّهٌ فَبیِّنٌ أَنه شَیْوِهٌ، فأُبدلت الواو یاءً لانكسارها و مجاورَتها الیاء. غیره: تصغیره شُوَیْهة، و العدد شِیاهٌ، و الجمع شاءٌ، فإِذا تركوا هاء التأْنیث مدّوا الأَلف، و إِذا قالوها بالهاء قصروا و قالوا شاةٌ، و تجمع علی الشَّوِیِّ. و قال ابن الأَعرابی: الشاءُ و الشَّویُّ و الشَّیِّهُ واحدٌ؛ و أَنشد: قالتْ بُهَیَّةُ: لا یُجاوِرُ رَحْلَنا أَهلُ الشَّوِیِّ، و عابَ أَهلُ الجامِلِ «3». و رجل كثیرُ الشاةِ و البعیر: و هو فی معنی الجمع لأَن الأَلف و اللام للجنس. قال: و أَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغیرها شُوَیْهة. و ذكر ابن الأَثیر فی تصغیرها شُوَیَّةٌ، فأَما عینها فواو، و إِنما انقلبت فی شِیاهٍ لكسرة الشین، و الجمعُ شِیاهٌ بالهاء أَدنی فی العدد، تقول ثلاثُ شِیاهٍ إِلی العشر، فإِذا جاوَزْتَ فبالتاء، فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثیرة. و‌فی حدیث سوادَةَ بنِ الرَّبیع: أَتَیْتُه بأُمِّی فأَمَر لها بشِیاهِ غنمٍ.قال ابن الأَثیر: و إِنما أَضافها إلی الغنم لأَن العرب تسمی البقرة الوحشیة شاة فمیزها بالإِضافة لذلك، و جمعُ الشاءِ شَوِیٌّ. و‌فی حدیث الصدقة: و فی الشَّوِیِّ فی كل أَربعین واحدة؛ الشَّوِیُّ: اسم جمع للشاة، و قیل: هو جمع لها نحو كلْبٍ و كَلِیبٍ، و منه‌كتابُه لقَطَنِ بن حارثة: و فی الشَّوِیِّ الوَرِیِّ مُسِنَّة.و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه سئل عن المُتْعة أَ یُجْزئُ فیها شاةٌ، فقال: ما لی و للشَّوِیِّ‌أَی الشَّاءِ، و كان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة إِلی الحج تجب علیه بدنة. و تَشَوَّه شاةً: اصْطادَها. و رجل شاوِیٌّ: صاحبُ شاء؛ قال: و لَسْتُ بشاویٍّ علیه دَمامَةٌ، إِذا ما غَدَا یَغْدُو بقَوْسٍ و أَسْهُمِ و أَنشد الجوهری لمُبَشِّرِ بن هُذَیْلٍ الشَّمْخِیِّ: و رُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ، لا یَنْفَعُ الشاوِیَّ فیها شاتُهُ
(3). قوله [لا یجاور رحلنا أهل الشویّ و عاب إلخ] هكذا فی الأصل یجاور بالراء، و عاب بالعین المهملة. و فی شرح القاموس: لا یجاوز بالزای
لسان العرب، ج‌13، ص: 511
و لا حِماراهُ و لا عَلاتُهُ، إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ و إِن نسبت إِلیه رجلًا قلت شائیٌّ، و إِن شئتَ شاوِیٌّ، كما تقول عَطاوِیٌّ؛ قال سیبویه: هو علی غیر قیاس، و وجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب فی حَدِّ النسب واواً إِلَّا أَن تكون همزة تأْنیث كحمراء و نحوه، أَ لا تری أَنك تقول فی عَطاءٍ عَطائیٌّ؟ فإِن سمیت بشاءٍ فعلی القیاس شائیٌّ لا غیر. و أَرض مَشاهَةٌ: كثیرة الشاء، و قیل: ذاتُ شاءٍ، قَلَّتْ أَم كثرت، كما یقال أَرض مأْبَلةٌ، و إِذا نسبت إِلی الشاة قلت شاهِیٌّ. التهذیب: إِذا نسبوا إِلی الشاء قیل رجل شاوِیٌّ؛ و أَما قول الأَعشی یذكر بعض الحُصُون: أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنودَ حَوْلَیْنِ تَضْرِبُ فیه القُدُمْ فإِنما عنی بذلك سابُورَ المَلِكَ، إِلا أَنه لما احتاج إِلی إِقامة وزن الشعر رَدَّه إِلی أَصله فی الفارسیة، و جعل الاسمین واحداً و بناه علی الفتح مثل خمسة عشر؛ قال ابن بری: هكذا رواه الجوهری شاهَبُورَ، بفتح الراء، و قال ابن القطاع: شاهبورُ الجنودِ، برفع الراء و الإِضافة إِلی الجنود، و المشهور شاهبورُ الجُنودَ، برفع الراء و نصب الدال، أَی أَقام الجنودَ به حولین هذا المَلِكُ. و الشاهُ، بهاء أَصلیة: المَلِكُ، و كذلك الشاه المستعملة فی الشِّطْرَنْجِ، هی بالهاء الأَصلیة و لیست بالتاء التی تبدل منها فی الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك. و الشاهُ: اللفظةُ المستعملة فی هذا الموضع یُراد بها المَلِكُ، و علی ذلك قولهم شَهَنْشاهْ، یراد به ملِك الملوك؛ قال الأَعشی: و كِسْری شَهَنْشاهُ الذی سارَ مُلْكُه له ما اشْتَهی راحٌ عَتیقٌ و زَنْبَقُ قال أَبو سعید السُّكَّرِیُّ فی تفسیر شَهَنْشاه بالفارسیة: إِنه مَلِكُ المُلوك، لأَن الشاهَ المَلِكُ، و أَراد شاهانْ شاه؛ قال ابن بری: انقضی كلام أَبی سعید، قال: و أَراد بقوله شاهانْ شاهْ أَن الأَصل كان كذلك، و لكن الأَعشی حذف الأَلفین منه فبقی شَهَنْشاه، و الله أَعلم.

فصل الصاد المهملة؛ ج13، ص: 511

صهصه؛ ج13، ص: 511

: صَهَّ القَوْمَ و صَهْصَهَ بهم: زَجَرَهُمْ، و قد قالوا صَهْصَیْتُ فأَبدلوا الیاء من الهاء، كما قالوا دَهْدَیْتُ فی دَهْدَهْتُ. و صَهْ: كلمة زَجْرٍ للسكوت؛ قال: صَهْ لا تَكَلَّمْ لحَمَّادٍ بداهِیةٍ، عَلَیْكَ عَیْنٌ من الأَجْذاعِ و القَصَبِ و صَهْ: كلمة بنیت علی السكون، و هو اسم سمی به الفعل، و معناه اسكت، تقول للرجل إِذا سَكَّنْته و أَسْكَتَّهُ صَهْ، فإِن وصلت نونت قلت صَهٍ صَهْ، و كذلك مَهْ، فإِن وصلت قلت مَهٍ مَهْ، و كذلك تقول للشی‌ء، إِذا رضیته بَخْ و بَخٍ بَخْ، و یقال: صَهِ، بالكسر، قال ابن جنی: أَما قولهم صَهٍ إِذا نوَّنت فكأَنك قلت سُكوتاً، و إِذا لم تنوّن فكأَنك قلت السكوتَ، فصار التنوین علم التنكیر و تركه علم التعریف؛ و أَنشد اللیث: إِذا قال حادِینا لتَشْبِیهِ نَبْأَةٍ: صَهٍ لم یَكُنْ إِلَّا دَوِیُّ المَسامع قال: و كل شی‌ء من موقوفِ الزَّجْر فإِن العرب قد تُنَوِّنُه مخفوضاً، و ما كان غیرَ موقوف فعلی حركةٍ صَرْفُه فی الوجوه كلها. و تضاعف صَهْ فیقال: صَهْصَهْتُ بالقوم؛ قال المبرد: إِن وصلت فقلت
لسان العرب، ج‌13، ص: 512
صَهٍ یا رجل بالتنوین فإِنما ترید الفرق بین التعریف و التنكیر لأَن التنوین تنكیر، قال ابن الأَثیر: و قد تَكَرَّرَ ذِكْرُ صَه فی الحدیث، و هی تكون للواحد و الاثنین و الجمع و المذكر و المؤنث بمعنی اسْكُتْ؛ قال: و هی من أَسماء الأَفعال، و تنوّن و لا تنوّن، فهی للتنكیر كأَنك قلت اسكت سكوتاً، و إِذا لم تنوّن فللتعریف أَی اسكت السكوت المعروف منك، و الله تعالی أَعلم.

فصل الضاد المعجمة؛ ج13، ص: 512

ضبه؛ ج13، ص: 512

: الضَّبْهُ: موضع؛ و أَنشد ثعلب للحَذْلَمِیِّ: مَضارِب الضَّبْهِ و ذی الشُّجونِ «1».

فصل الطاء المهملة؛ ج13، ص: 512

طله؛ ج13، ص: 512

: ابن الأَعرابی: یقال بَقِیَتْ من أَموالهم طُلْهَةٌ أَی بَقِیَّةٌ. و یقال: فی الأَرض طُلْهة من كَلإٍ و طُلاوَة و مُرَاقَةٌ أَی شی‌ء صالح منه. قال: و الطُّلْهُم من الثیابِ الخِفافُ لیست بجُدُدٍ و لا جِیادٍ. و فی النوادر: عِشاءٌ أَطْلَهُ و أَدْهَسُ و أَطْلَسُ إِذا بقی من العِشاء ساعةٌ مُخْتَلَفٌ فیها، فقائل یقول أَمْسَیْتُ، و قائل یقول لا، فالذی یقول لا یقول هذا القول. و یقال: فی السماء طُلَهٌ و طُلَسٌ، و هو ما رَقَّ من السحاب.

طمه؛ ج13، ص: 512

: التهذیب: ابن الأَعرابی المُطَمَّهُ المُطَوَّلُ، و المُمَطَّهُ المُمَدَّد، و المُهَمَّطُ المُظلَّمُ. یقال: هَمَطَ إِذا ظَلَم.

طهطه؛ ج13، ص: 512

: فرسٌ طَهْطاهٌ: فَتِیٌّ مُطَهَّمٌ، و قیل: فَتیٌّ رائعٌ. اللیث فی تفسیر طَهْ مجزومة: إِنها بالحبشیة یا رجل، قال: و من قَرأَ طَهَ فحرفان،قال: و بلغنا أَن موسی لما سمع كلام الرب عز و جل اسْتَفَزَّهُ الخوف حتی قام علی أَصابع قدمیه خوفاً، فقال الله عز و جل طَهْ أَی اطْمَئِنَّ.الفراء: طَهَ حرف هجاء. قال: و جاء فی التفسیر طَهَ یا رجلُ یا إِنسانُ، قال: و‌حَدَّثَ قیْسٌ عن عاصم عن زِرٍّ قال: قرأَ رجل علی ابن مسعود طَهْ، فقال له عبدُ الله: طِهِ، فقال الرجل: أَ لیس أُمِرَ أَن یَطَأَ قَدَمَه؟ فقال له عبد الله: هكذا أَقرأَنیها رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ قال الفراء: و كان بعض القُرّاء یُقَطّعُها ط ه، و روی الأَزهری عن أَبی حاتم قال: طَهَ افتتاحُ سورة، ثم استقبل الكلامَ فخاطبَ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فقال: مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقیٰ، و قال قتادة: طَهَ بالسُّرْیانیة یا رجل. و‌قال سعید بن جبیر و عكرمة: هی بالنَّبَطِیَّة یا رجل، و روی ذلك عن ابن عباس: س

فصل العین المهملة؛ ج13، ص: 512

عته؛ ج13، ص: 512

: التَّعَتُّه: التَّجَنُّنُ و الرُّعُونةُ؛ و أَنشد لرؤبة: بعدَ لَجاجٍ لا یَكادُ یَنْتَهی عن التَّصابی، و عن التَّعَتُّهِ و قیل: التَّعَتُّه الدَّهَشُ، و قد عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً و عُتْهاً و عُتَاهاً. و المَعْتُوه: المَدْهُوشُ من غیر مَسِّ جُنُونٍ. و المَعْتُوه و المَخْفُوقُ: المجنونُ، و قیل: المَعْتُوه الناقصُ العقل. و رجل مُعَتَّهٌ إِذا كان مجنوناً مضطرباً فی خَلْقِه. و‌فی الحدیث: رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثة: الصبی و النائم و المَعْتُوه؛ قال: هو المجنون المُصاب بعقله، و قد عُتِهَ فهو مَعْتُوه. و رجل مُعَتَّه إِذا كان عاقلًا معتدلًا فی خَلْقِه. و عُتِهَ فلانٌ فی العلم إِذا أُولِعَ به و حَرَصَ علیه. و عُتِهَ
(1). قوله [مضارب الضبه] الذی فی المحكم: فضارب بالفاء
لسان العرب، ج‌13، ص: 513
فلانٌ فی فلان إِذا أُولِعَ بإِیذائه و مُحاكاة كلامه، و هو عَتِیهُهُ، و جمْعُه العُتَهاءُ، و هو العَتاهةُ و العَتاهِیَة: مصدر عُتِهَ مثل الرَّفاهَةِ و الرَّفاهِیَة. و العَتاهَةُ و العَتاهِیَةُ: ضُلَّالُ الناس من التَّجَنُّنِ و الدَّهَشِ. و رجل مَعْتُوه بیِّنُ العَتَهِ و العُتْهِ: لا عقل له؛ ذكره أَبو عبید فی المصادر التی لا تُشْتَق منها الأَفعال، و ما كان مَعْتُوهاً و لقد عُتِهَ عَتْهاً. و تعَتَّه: تَجاهل. و فلانٌ یتَعَتَّهُ لك عن كثیر مما تأْتیه أَی یتغافل عنك فیه. و التَّعتُّه: المبالغة فی المَلْبَس و المأْكل. و تعَتَّه فلانٌ فی كذا و تأَرَّبَ إِذا تَنَوَّقَ و بالَغَ. و تعَتَّهَ: تنَظَّف؛ قال رؤبة: فی عُتَهِیِّ اللُّبْس و التَّقَیُّنِ «2». بنی منه صیغة علی فُعَلِیٍّ كأَنه اسم من ذلك. و رجل عَتاهِیَةٌ: أَحمق. و عَتاهِیَةُ: اسم. و أَبو العَتاهِیَة: كنیة. و أَبو العَتاهِیَة: الشاعر المعروف، ذكر أَنه كان له ولد یقال له عَتاهِیَةُ، و قیل: لو كان الأَمر كذلك لقیل له أَبو عَتاهیة بغیر تعریف، و إِنما هو لقب له لا كنیة، و كنیته أَبو إِسحق، و اسمه إِسمعیل بن القاسم، و لقب بذلك لأَن المَهْدِیَّ قال له: أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً، و كان قد تعَتَّه بجاریة للمهدی و اعتُقِلَ بسببها، و عَرَضَ علیها المهدیُّ أَن یزوِّجها له فأَبت، و اسم الجاریة عَیْنَةُ، و قیل: لقب بذلك لأَنه كان طویلًا مضطرباً، و قیل: لأَنه یُرْمی بالزَّنْدقة. و العَتاهةُ: الضلالُ و الحُمْقُ.

عجه؛ ج13، ص: 513

: تعَجَّهَ الرجلُ: تَجاهل، و زعم بعضهم أَنه بدل من التاء فی تعَتَّه. قال ابن سیدة: و إِنما هی لغة علی حِدَتِها، إِذ لا تبدل الجیم من التاء. قال أَبو منصور: رأَیت فی كتاب الجیم لابن شمیل: عَجَّهْتُ بین فلان و فلان، معناه أَنه أَصابهما بعینه حتی وَقَعتِ الفُرْقة بینهما، قال: و قال أَعرابی أَنْدَرَ اللهُ عیْنَ فلانٍ لقد عَجَّهَ بیْنَ ناقتی و ولدها. و العُنْجُهِیُّ: ذو البَأْوِ؛ و منه قول رؤبة: بالدَّفْعِ عنی دَرْء كلِّ عُنْجُهِی و قال الفراء: یقال فیه عُنْجُهِیَّة و عُنْجُهانِیَّةٌ و عُنْجُهانِیَةٌ، و هی الكِبْرُ و العَظَمةُ. و یقال: العُنْجُهِیَّة الجهلُ و الحُمْقُ؛ قال أَبو محمد یحیی بنُ المبارك الیزِیدیّ یهجو شَیْبةَ بن الولید: عِشْ بجَدٍّ فلن یَضُرَّكَ نُوكٌ، إِنما عَیْشُ منْ تَرَی بالجُدُودِ عِشْ بجَدٍّ، و كُنْ هَبَنّقَةَ القَیْسِیَّ، جَهْلًا، أَو شَیْبةَ بنَ الوَلِیدِ رُبَّ ذی أُرْبَةٍ مُقِلٍّ منَ المالِ، و ذی عُنْجُهِیَّةٍ مَجْدُودِ شَیْبَ یا شَیْبَ یا هُنَیَّ بنی القَعْقاعِ، ما أَنتَ بالحَلِیمِ الرَّشِیدِ لا و لا فیك خَصلَةٌ من خِصال الخیر أَحْرَزْتَها بحلْمٍ وَ جُودِ غیرَ ما أَنَّكَ المُجِیدُ لتَحْبِیرِ غِناءٍ، و ضَرْبِ دُفٍّ و عُودِ فعَلی ذا و ذاكَ یَحْتَمِلُ الدَّهْرُ مُجِیداً به، و غیرَ مُجِیدِ الأَزهری: العُنْجُهُ الجافی من الرجالِ. یقال: إِنَّ فیه لَعُنْجُهِیَّةً أَی جَفْوَةً فی خُشونةِ مَطْعَمِه و أُموره؛ و قال حسانُ بن ثابت: و من عاشَ منّا عاشَ فی عُنْجُهِیَّةٍ، علی شَظَفٍ من عَیشِه المُتَنَكِّدِ
(2). قوله [قال رؤبة فی عتهی إلخ] صدره كما فی التكملة: علیّ دیباج الشباب الأَدهن
لسان العرب، ج‌13، ص: 514
قال: و العُنْجُهُ و العُنْجُهَةُ القُنْفُذَة الضَّخْمة. قال ابن سیدة: العُنْجُهُ و العُنْجَهُ و العُنْجَهِیُّ كلُّه الجافی من الرجال؛ الفتح عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَدْرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ بالدَّفْعِ عَنِّی دَرْءَ كُلِّ عُنْجَهِ ابن الأَعَرابی: العُنْجُهِیَّةُ خشونة المَطْعَمِ و غیره.

عده؛ ج13، ص: 514

: العَیْدَهُ: السَّیِّ‌ءُ الخُلُقِ من الناس و الإِبل، و فی التهذیب: من الإِبل و غیره، قال رُؤْبَةُ: أَو خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ، و خَبْطَ صِهْمِیمِ الیَدَیْنِ عَیْدَهِ، أَشْدَقَ یَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ و قیل: هو الرجل الجافی العزیزُ النَّفْسِ. و یقال: فیه عَیْدَهِیَّةٌ و عُنْدُهِیَّةٌ و عُنْجُهِیَّةٌ و عَجْرَفِیَّةٌ و شُمَّخْزَةٌ إِذا كان فیه جفاء. و یقال: فیه عَیْدَهِیَّةٌ و عَیْدَهَةٌ أَی كِبْرٌ، و قیل: كِبْرٌ و سوء خُلُقٍ. و كل مَنْ لا ینقاد للحق و یَتَعَظَّمُ فهو عَیْدَهٌ و عَیْداهٌ؛ و أَنشد بعضهم: و إِنِّی، عَلی ما كانَ من عَیْدَهِیَّتی و لُوثَةِ أَعْرابِیَّتی، لأَریبُ العَیْدَهِیَّةُ: الجفاء و الغلظ؛ و قال: هَیْهاتَ إِلَّا عَلی غَلْباءَ دَوْسَرَةٍ تَأْوِی إِلی عَیْدَهٍ، بالرَّحْلِ، مَلْمُومِ

عره؛ ج13، ص: 514

: هذه الترجمة ذكرها ابن الأَثیر قال فی حدیث عُرْوَةَ بن مسعود قال: و الله ما كَلَّمتُ مسعود بن عمروٍ مُنْذُ عَشْر سنین و اللیلةَ أُكَلِّمُهُ، فخرج فناداه فقال: مَنْ هذا؟ فقال: عُرْوَةُ، فأَقبلَ مسعود و هو یقول: أَ طَرَقْتَ عَراهِیَةً أَم طَرَقْتَ بِداهیةٍ؟ قال الخطابی: هذا حرف مشكل و قد كتبت فیه إلی الأَزهری، و كان من جوابه أَنه لم یَجِدْهُ فی كلام العرب، و الصواب عنده عَتاهِیَة، و هی الغفلة و الدَّهَشُ، أَی أَ طَرَقْتَ غَفْلَةً بلا رَوِیَّةٍ أَو دَهَشاً؛ قال الخطابی: و قد لاحَ لی فی هذا شی‌ءٌ و هو أَن تكون الكلمةُ مركبةً من اسمین: ظاهرٍ و مَكْنِیٍّ، و أَبدل فیهما حرفاً و أَصلها إِما مِنَ العَراءِ و هو وجه الأَرض، و إِما من العَرا مقصوراً و هو الناحیة، كأَنه قال أَ طَرَقْتَ عَرائی أَی فِنائی زائراً و ضیفاً أَم أصابتك داهیةٌ فجئتَ مستغیثاً، فالهاء الأُولی من عَراهِیَةٍ مبدلةٌ من الهمزة، و الثانیة هاء السكت، زیدت لبیان الحركة. و قال الزمخشری: یحتمل أَن تكون بالزای مصدرَ عَزِهَ یعْزَهُ فهو عَزِهٌ إِذا لم یكن له أَرَبٌ فی الطَّرْقِ، فیكون معناه أَ طَرَقْتَ بلا أَرَبٍ و حاجةٍ أَم أَصابتْكَ داهیةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلی الاستغاثةِ.

عزه؛ ج13، ص: 514

: رجل عِزْهاةٌ و عِنْزَهْوَةٌ و عِزْهاءةٌ و عِزْهیً، مُنَوَّن: لئیم، و هذه الأَخیرة شاذة لأَن أَلف فِعْلی لا تكون للإِلحاق إِلا فی الأَسماء نحو مِعْزیً، و إِنما یجی‌ء هذا البناء صفةً و فیه الهاء، و نظیره فی الشذوذ ما حكاه الفارسی عن أَحمد بن یحیی من قولهم: رجل كِیصیً كاصَ طعامَهُ یَكِیصُهُ أَكَلَهُ وحْده. و رجل عِزْهاةٌ و عِزْهاءَةٌ و عِزْهیً و عِزْهٌ و عَزِهٌ و عِزْهِیٌّ و عِزْهاءُ، بالمدّ؛ عن ابن جنی، قلبت الیاء الزائدة فیه أَلفاً لوقوعها طَرَفاً بعد أَلف زائدة، ثم قلبت الأَلف همزة، و عِنْزَهْوةٌ و عِنْزَهْوٌ؛ عن الفارسی كلُّه: عازِفٌ عن اللهو و النساء لا یَطْرَبُ للهو و یبعد عنه؛ قال: و لا نظیر لعِنْزَهْوٍ إِلا أَن تكون العین بدلًا من الهمزة علی أَنه من الزَّهْوِ، و الذی یجمعهما الانقباضُ و التأَبِّی، فیكون ثانِیَ إِنْقَحْلٍ، و إِن كان سیبویه لم یَعْرِفْ لإِنْقَحْلٍ ثانیاً فی اسم و لا
لسان العرب، ج‌13، ص: 515
صفة؛ قال ابن جنی: و یجوز أَن تكون همزة إِنْزَهْوٍ بدلًا من عین فیكون الأَصل عِنْزَهْوِ فِنْعَلْوٌ من العِزْهاةِ، و هو الذی لا یَقْرَبُ النساء، و التقاؤهما أَن فیه انقباضاً و إِعْراضاً، و ذلك طَرَفٌ من أَطراف الزَّهْوِ؛ قال: إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عن اللَّهْوِ و الصِّبا، فكُنْ حَجَراً من یابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا فإِذا حملته علی هذا لحق ببابٍ أَوسعَ من باب إِنْقَحْلٍ، و هو باب قِنْدَأْوٍ و سِنْدَأْوٍ و حِنْطَأْوٍ و كِنْثَأْوٍ. قال أَبو منصور: رجل عِزْهیً و عِزْهاةٌ و عِزْهٌ و عِنْزَهْوةٌ، و هو الذی لا یُحدِّث النِّساءَ و لا یُریدُهُنَّ و لا یَلْهُو و فیه غَفْلة؛ و قال ربیعة بن جحدل اللحیانی: فلا تَبْعَدنْ، إِمَّا هَلَكْت، فلا شَویً ضَئِیلٌ، و لا عِزْهًی من القوم عانِسُ قال: و رأَیت عِزْهًی مُنَوَّناً. و العِنْزاهُ و العِنْزَهْوَةُ: الكِبْرُ. یقال: رجل فیه عِنْزَهْوَةٌ أَی كِبْرٌ، و كذلك خُنْزُوانةٌ. أَبو منصور: النون و الواو و الهاء الأَخیرة زائدات فیه. و قال اللیث: جمع العِزْهاةِ عِزْهُونَ، تسقط منه الهاء و الأَلف الممالة لأَنها زائدة فلا تَسْتَخْلِف فتحةً و لو كانت أَصلیةً مثلَ أَلف مُثَنّیً لاسْتَخْلَفَتْ فتحة كقولك مُثَنَّوْنَ، قال: و كُلُّ یاءٍ مُمالةٍ مثل عِیسی و مُوسی فهی مضمومة بلا فتحة، تقول فی جمع عیسی و موسی عِیسُونَ و مُوسونَ، و تقول فی جمع أَعْشی أَعْشَوْنَ و یَحْیی یَحْیَوْنَ، لأَنه علی بناء أَفْعَل و یَفْعَل، فلذلك فتحت فی الجمع؛ قال الجوهری: و الجمع عَزاهٍ مثل سِعْلاةٍ و سَعالٍ، و عِزْهُون، بالضم. قال ابن بری: و یقال عِزْهاةٌ للرجل و المرأَة؛ قال یزید بن الحَكَم: فَحَقّاً أَیْقِنی لا صَبْرَ عنْدی عَلیْهِ، و أَنْتِ عِزْهاةٌ صَبُورُ

عضه؛ ج13، ص: 515

: العَضَهُ و العِضَهُ و العَضِیهةُ: البَهِیتةُ، و هی الإِفْكُ و البُهْتانُ و النَّمِیمةُ، و جمعُ العِضَهِ عِضاهٌ و عِضاتٌ و عِضُون. و عَضَهَ [عَضِهَ یَعْضَهُ عَضْهاً و عَضَهاً و عَضِیهةً و أَعْضَهَ: جاءَ بالعَضِیهة. و عَضَهه یَعْضَهُه عَضْهاً و عَضِیهةً: قال فیه ما لم یكن. الأَصمعی: العَضْهُ القالةُ القبیحة. و رجل عاضِهٌ و عَضِهٌ، و هی العَضیهة. و‌فی الحدیث: أَنه قال «1». إِیَّاكُمْ و العَضْهَ أَ تَدْرونَ ما العَضْه؟ هی النَّمیمة؛ و قال ابن الأَثیر: هی النمیمة القالةُ بین الناس، هكذا روی فی كتب الحدیث، و الذی جاء‌فی كتب الغریب: أَ لا أُنْبئُكم ما العِضَةُ؟ بكسر العین و فتح الضاد. و‌فی حدیث آخَر: إِیِّاكُمْ و العِضَةَ.قال الزمخشری: أَصلها العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ من العَضْه، و هو البَهْتُ، فحذف لامه كما حذفت من السَّنة و الشَّفَة، و یجمع علی عِضِینَ. یقال: بینهم عِضَةٌ قبیحةٌ من العَضِیهةِ. و‌فی الحدیث: مَنْ تَعَزَّی بعَزاء الجاهلیة فاعْضَهُوه؛ هكذا جاء فی روایة أَی اشْتِموهُ صریحاً، من العَضِیهَة البَهْت. و‌فی حدیث عُبادةَ بن الصامِتِ فی البَیْعة: أَخَذَ علینا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَن لا نُشْرِك بالله شیئاً و لا نَسْرِقَ و لا نَزْنیَ و لا یَعْضَهَ بعضُنا بعضاً‌أَی لا یَرْمِیَه بالعَضِیهة، و هی البُهْتانُ و الكذبُ، معناه أَن یقول فیه ما لیس فیه و یَعْضَهَه، و قد عَضَهَه یَعْضَههُ عَضْهاً. و العَضَهُ: الكذِبُ. و یقال: یا لِلْعضِیهة و یا للأَفِیكةِ و یا لِلْبَهیتةِ، كُسِرَتْ هذه اللامُ علی معنی اعْجَبُوا لهذه العَضیهةِ
(1). قوله [و فی الحدیث أَنه قال إلخ] عبارة النهایة: أ لا أنبئكم ما العضه؟ هی من النمیمة إلخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 516
فإِذا نصبْتَ اللامَ فمعناه الاستغاثة؛ یُقال ذلك عند التعَجُّب من الإِفْكِ العظیم. قال ابن بری: قال الجوهری قال الكسائی العِضَهُ الكذبُ و البُهْتانْ؛ قال ابن بری: قال الطوسی هذا تصحیف و إِنما الكذب العَضْهُ، و كذلك العَضیهةُ، قال و قول الجوهری بعدُ و أَصله عِضَهةٌ، قال: صوابه عَضْهة لأَن الحركة لا یُقْدَم علیها إِلا بدلیل. و العِضَهُ: السِّحْرُ و الكَهانةُ. و العاضِهُ: الساحرُ، و الفعلُ كالفعلِ و المصدرُ كالمصدرِ قال: أَعُوذُ بربی من النَّافِثاتِ فی عِضَهِ العاضِه المُعْضِه و یروی: فی عُقَدِ العاضِه … و‌فی الحدیث: إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ و المُسْتَعْضِهةَ؛ قیل: هی الساحرةُ و المسْتَسْحِرة، و سُمِّیَ السحرُ عِضَهاً لأَنه كذبٌ و تَخْییلٌ لا حقیقةَ له. الأَصمعی و غیره: العَضْهُ السِّحْرُ، بلغة قریش، و هم یقولون للساحر عاضِهٌ. و عَضَهَ الرجلَ یَعْضَهُه عَضْهاً: بَهَتَه و رماه بالبُهْتانِ. و حَیَّةٌ عاضِهٌ و عاضِهةٌ: تقْتُل من ساعتها إِذا نَهَشَتْ، و أَما قوله تعالی: الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ؛ فقد اختلف أَهلُ العربیة فی اشتقاق أَصله و تفسیرِه، فمنهم من قال: واحدتُها عِضَةٌ و أَصلها عِضْوَةٌ من عَضَّیْتُ الشی‌ءَ إِذا فَرَّقْته، جعلوا النُّقْصان الواوَ، المعنی أَنهم فَرَّقُوا عن المشركین أَقاوِیلَهم فی القرآن فجعلوه كذِباً و سِحْراً و شِعْراً و كَهانةً، و منهم من جعل نُقْصانَه الهاء و قال: أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ، فاستثْقَلُوا الجمع بین هاءین فقالوا عِضَةٌ، كما قالوا شَفَة و الأَصل شَفْهَة، و سَنَة و أَصلها سَنْهَة. و قال الفراء: العِضُون فی كلام العرب السِّحْرُ، و ذلك أَنه جعله من العَضْهِ. و العِضاهُ من الشجر: كل شجر له شَوْكٌ، و قیل: العِضاهُ أَعظمُ الشجر، و قیل: هی الخمْطُ، و الخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ، و قیل العِضاهُ اسمُ یقع علی ما عَظُم من شجر الشِوْك و طالَ و اشتدَ شَوْكُه، فإِن لم تكن طویلةً فلیست من العِضاه، و قیل: عِظامُ الشجر كلُّها عِضاهٌ، و إِنما جَمع هذا الاسمُ ما یُسْتظلُّ به فیها كلّها؛ و قال بعض الرواة: العِضاهُ من شجرِ الشَّوْكِ كالطَّلْح و العَوْسَجِ مما له أَرُومةٌ تبقی علی الشِّتاء، و العِضاهُ علی هذا القول الشجرُ ذو الشَّوْك مما جَلَّ أَو دَقَّ، و الأَقاویلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ، و الواحدة عِضاهةٌ و عِضَهَةٌ و عِضَهٌ و عِضَةٌ، و أَصلها عِضْهةٌ. قال الجوهری: فی عِضَةٍ تحذف الهاءُ الأَصلیّة كما تُحْذف من الشَّفَة؛ و قال: و مِنْ عِضَةٍ ما یَنْبُتَنَّ شَكیرُها قال: و نُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع علی عِضاهٍ مثل شفاهٍ، فتُرَدُّ الهاءُ فی الجمع و تُصَغَّرُ علی عُضَیْهَة، و یُنْسَب إِلیها فیقال بَعِیرٌ عِضَهِیٌّ للذی یَرْعاها، و بَعِیرٌ عِضاهِیٌّ و إِبلٌ عِضاهِیَّةٌ، و قالوا فی القلیل عِضُونَ و عِضَوات، فأَبْدَلوا مكانَ الهاء الواوَ، و قالوا فی الجمع عِضاهٌ؛ هذا تعلیل أَبی حنیفة، و لیس بذلك القول، فأَما الذی ذهب إِلیه الفارسی «1». فإِنَّ عِضَةً المحذوفة یصلح أَن تكون من الهاء، و أَن تكون من الواو، أَما استدلاله علی أَنها تكون من الهاء فبما نَراه من تصاریف هذه الكلمة كقولهم عِضاهٌ و إِبلٌ عاضِهةٌ، و أَما استدلاله علی كونها من الواو فبقولهم عِضَوات؛ قال: و أَنشد سیبویه: هذا طریقٌ یَأْزِمُ المَآزِما، و عِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما قال: و نظیرُه سَنَة، تكون مرة من الهاء لقولهم
(1). قوله [ذهب إلیه الفارسی] هكذا فی الأصل، و فی المحكم: ذهب إلیه سیبویه
لسان العرب، ج‌13، ص: 517
سانَهْتُ، و مَرَّةً من الواو لقولهم سَنَوات، و أَسْنَتُوا لأَن التاء فی أَسْنَتُوا، و إِن كانت بدلًا من الیاء، فأَصلُها الواوُ إِنَّما انقلبت یاءً للمجاوزة، و أَما عِضاهٌ فیحتمل أَن یكون من الجمع الذی یفارق واحدَه بالهاء كقَتادةٍ و قَتادٍ، و یحتمل أَن یكون مكسراً كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ، و النسب إِلی عِضَهٍ عِضَوِیٌّ و عِضَهِیٌّ، فأَما قولهم عِضاهِیٌّ فإِن كان منسوباً إِلی عضة فهو من شاذِّ النسب، و إِن كان منسوباً إِلی العِضاه فهو مردودٌ إِلی واحدها، و واحدُها عضاهةٌ، و لا یكون منسوباً إِلی العضاه الذی هو الجمع، لأَن هذا الجمع و إِن أَشْبَهَ الواحد فهو فی معناه جَمْعٌ، أَ لا تری أَن مَنْ أَضافَ إِلی تَمْرٍ فقال تَمْریّ لم یَنْسُب إِلی تَمْرٍ إِنما نسَبَ إِلی تَمْرةٍ، و حذف الهاء لأَن یاء النسب و هاءَ التأْنیث تَتَعاقَبان؟ و النحویون یقولون: العِضاهُ الذی فیه الشَّوْك، قال: و العرب تُسَمِّی كلَّ شجرةٍ عظیمةٍ و كلَّ شی‌ء جاز البَقْلَ العِضاهَ. و قال: السَّرْحُ كلُّ شجرة لا شَوْكَ لها، و قیل: العِضاه كلُّ شجرة جازت البُقول كان لها شَوْكٌ أَو لم یكن، و الزَّیْتُونُ من العِضاه، و النَّخْل من العِضاه. أَبو زید: العضاهُ یَقَع علی شجرٍ من شجر الشَّوْك، و له أَسماءٌ مختلفة یجمعها العِضاهُ، و إِنما العِضاهُ الخالصُ منه ما عَظُمَ و اشتدَّ شوكُه. قال: و ما صَغُر من شجر الشَّوْك فإِنه یقال له العِضُّ و الشِّرْسُ. قال: و العِضُّ و الشِّرْسُ لا یُدْعَیانِ عِضاهاً. و فی الصحاح: العِضاه كلُّ شجر یَعْظُم و له شوك؛ أَنشد ابن بری للشماخ: یُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ، نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقیعِ و هو علی ضربین: خالص و غیر خالصٍ، فالخالصُ الغَرْفُ و الطَّلْحُ و السَّلَم و السِّدْر و السَّیَال و السَّمُر و الیَنْبوتُ و العُرْفُطُ و القَتادُ الأَعظمُ و الكَنَهْبُلُ و الغَرَبُ و العَوْسَجُ، و ما لیس بخالص فالشَّوْحَطُ و النَّبْعُ و الشِّرْیانُ و السَّرَاءُ و النَّشَمُ و العُجْرُمُ و العِجْرِمُ و التَّأْلَبُ، فهذه تُدْعَی عِضاهَ القِیاسِ من القَوْسِ، و ما صَغُرَ من شجر الشوك فهو العِضُّ، و ما لیس بعِضٍّ و لا عِضاهٍ من شجر الشَّوْكِ فالشُّكاعَی و الحُلاوَی و الحاذُ و الكُبُّ و السُّلَّجُ. و‌فی الحدیث: إِذا جئتم أُحُداً فكُلُوا من شجره أَو من عِضاهِه؛ العِضاهُ: شجرُ أُمِّ غَیْلانَ و كلُّ شجر عَظُمَ له شوكٌ، الواحدَةُ عِضَةٌ، بالتاء، و أَصلها عِضْهَةٌ. و عَضِهَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَعْضَهُ عَضَها إِذا رعت العِضاهَ. و أَعْضَهَ القومُ: رعت إِبلُهم العِضاه و بعیرٌ عاضِهٌ و عَضِهٌ: یرعی العضاه. و‌فی حدیث أَبی عبیدة: حتی إِن شِدْق أَحَدهم بمنزلة مِشْفَر البعیر العَضِه؛ هو الذی یرعی العضاه، و قیل: هو الذی یشتكی من أَكل العضاه، فأَما الذی یأْكل العِضاهَ فهو العاضِهُ، و ناقة عاضِهَةٌ و عاضِهٌ كذلك، و جِمالٌ عَواضِهُ و بعیر عَضِهٌ یكون الراعِیَ العِضاهَ و الشاكِیَ من أَكلها؛ قال هِمْیانُ بن قُحافَةَ السَّعْدِیّ: و قَرَّبوا كلَّ جُمالِیٍّ عَضِهْ، قَرِیبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ، أَبْقَی السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ قوله كلَّ جُمالِیٍّ عَضِه؛ أَراد كل جُمالیَّةٍ و لا یَعْنی به الجملَ لأَن الجمل لا یضاف إِلی نفسه، و إِنما یقال فی الناقة جُمالِیَّة تشبیهاً لها بالجمل كما قال ذو الرمة: جُمالِیَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ یَشُلُّها و لكنه ذكَّره علی لفظ كل فقال: كلَّ جُمالِیٍّ عضه.
لسان العرب، ج‌13، ص: 518
قال الفارسی: هذا من معكوس التشبیه، إِنما یقال فی الناقةِ جُمالیَّة تشبیهاً لها بالجمل لشدّته و صلابته و فضله فی ذلك علی الناقة، و لكنهم ربما عكسوا فجعلوا المشبه به مشبهاً و المشبه مشبهاً به، و ذلك لِما یریدون من استحكام الأَمر فی الشَّبَه، فهم یقولون للناقةِ جُمالِیَّةٌ، ثم یُشْعِرُونَ باستحكام الشَّبَهِ فیقولون للذكر جُمالِیٌّ، ینسبونه إِلی الناقة الجُمالیَّة، و له نظائر فی كلام العرب و كلام سیبویه؛ أَما كلام العرب فكقول ذی الرمة: و رَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه، إِذا لَبَّدَتْهُ الساریاتُ الرَّكائِكُ فشبه الرمل بأَوراك النساء و المعتاد عكس ذلك، و أَما من كلام سیبویه فكقوله فی باب اسم الفاعل: و قالوا هو الضاربُ الرجلَ كما قالوا الحَسَنُ الوَجْهَ، قال: ثم دار فقال و قالوا هو الحَسَنُ الوَجْهَ كما قالوا الضاربُ الرجلَ. و قال أَبو حنیفة: ناقةٌ عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِیدانَ العِضاهِ، و قد عَضِهَتْ عَضَهاً. و أَرضٌ عَضیهَةٌ: كثیرة العِضاهِ، و مُعْضِهَةٌ: ذاتُ عِضاهٍ كمُعِضَّةٍ، و هی مذكورة فی موضعها: الجوهری: و تقول بعیر عَضَوِیٌّ و إِبل عَضَوِیَّةٌ بفتح العین علی غیر قیاس. و عَضَهْتُ العِضاهَ إِذا قطعتها. و روی ابن بری عن علی بن حمزة قال: لا یقال بعیر عاضِهٌ للذی یرعی العِضاهَ، و إِنما یقال له عَضهٌ، و أَما العاضِهُ فهو الذی یَشْتَكی عن أَكل العِضاهِ. و التَّعْضِیهُ: قطع العِضاهِ و احْتِطابُه. و‌فی الحدیث: ما عُضِهَتْ عِضاهٌ إِلا بتركها التسبیح.و یقال: فلان یَنْتَجِبُ غَیْرَ عِضاهِه إِذا انتحل شِعْرَ غیرِه؛ و قال: یا أیُّها الزاعِمُ أَنی أَجْتَلِبْ و أَنَّنی غَیْرَ عِضاهِی أَنْتَجِبْ كَذبْتَ إِنَّ شَرَ ما قیلَ الكَذِبْ و كذلك: فلان یَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَی أَنه یَنْتحِل شِعْرَه، و الانْتِجابُ أَخْذُ النَّجَبِ من الشجر، و هو قشره؛ و من أَمثالهم السائرة: و من عِضَةٍ ما یَنْبُتَنَّ شَكیرُها و هو مثل قولهم: العَصا من العُصَیَّةِ؛ و قال الشاعر: إِذا ماتَ منهم سَیِّدٌ سُرِقَ ابْنُه، و من عِضَةٍ ما یَنْبُتَنَّ شَكیرُها یرید: أَن الابن یُشْبِهُ الأَبَ، فمن رأَی هذا ظنه هذا، فكأَنّ الابنَ مَسْرُوقٌ، و الشكیرُ: ما یَنْبُتُ فی أَصْلِ الشجرة:

عفه؛ ج13، ص: 518

: روی بعضهم بیت الشَّنفَرَی: عُفاهِیَةٌ لا یُقْصَرُ السِّتْرُ دُونَها، و لا تُرْتَجَی للبیتِ ما لم تُبَیّتِ قیل: العُفاهِیَةُ الضخمة، و قیل: هی مثل العُفاهِمَة. یقال: عَیْش عُفاهِمٌ أَی ناعم، و هذه انفرد بها الأَزهری، و قال: أَما العُفاهِیَة فلا أَعرفها، و أَما العُفاهِمة فمعروفة.

عله؛ ج13، ص: 518

: العَلَهُ: خُبْثُ النَّفْس و ضَعْفُها، و هو أَیضاً أَذَی الخُمارِ «2». و العَلَهُ الشَّرَهُ. و العَلَهُ: الدَّهَشُ و الحَیْرة. و العَلِهُ: الذی یتَرَدَّدُ متحیراً، و المُتَبَلِّدُ مثله؛ أَنشد لبید: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فی نِهاء صُعائِدٍ، سَبْعاً تُؤاماً كامِلًا أَیَّامُها و فی الصحاح: عَلِهَتْ تَرَدَّدُ؛ قال ابن بری:
(2). قوله [و هو أیضاً أذی الخمار] كذا بالأصل و التهذیب و المحكم، و الذی فی التكملة بخط الصاغانی: أدنی الخمار، بدال مهملة فنون، و تبعه المجد
لسان العرب، ج‌13، ص: 519
و الصواب تَبَلَّدُ. و العَلَهُ أَن یذهب و یجی‌ء من الفَزَع. أَبو سعید: رجل عَلْهانُ عَلَّانٌ، فالعَلْهانُ الجازع، و العَلَّانُ الجاهل. و قال خالد بن كُلْثُوم: العَلْهاءُ: ثوبانِ یُنْدَفُ فیهما وَبرٌ الإِبل، یَلْبَسُهما الشجاعُ تحت الدرع یَتَوَقَّی بهما الطَّعْنَ؛ قال عمرو بن قَمِیئَةَ: و تَصَدَّی لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْوَعَ بین العَلْهاءِ و السِّرْبالِ تَصَدَّی: یعنی المنیة لتصیب البطل المتحصن بدرعه و ثیابه. و فی التهذیب: قرأْت بخط شمر فی كتابه فی السلاح: من أَسماء الدروع العَلْماء، بالمیم، و لم أَسمعه إلَّا فی بیت زهیر بن جَنابٍ. و العَلَهُ: الحُزْنُ. و العَلَهُ: أَصله الحِدَّة و الانْهماك؛ و أَنشد: و جُرْدٍ یَعْلَهُ الدَّاعی إِلیها، مَتَی رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتَی لا و العَلَهُ: الجُوعُ. و العَلْهانُ: الجائع، و المرأَة عَلْهَی مثل غَرْثانَ و غَرْثَی أَی شدید الجوع، و قد عَلِهَ یَعْلَهُ، و الجمع عِلاهٌ و عَلاهَی. و رجل عَلْهانُ: تُنازِعُه نفسه إلی الشی‌ء، و فی التهذیب: إلی الشر، و الفعل من كل ذلك عَلِهَ عَلَهاً فهو عَلِهٌ. و امرأَة عالِهٌ: طَیَّاشَةٌ. و عَلِهَ عَلَهاً: وقع فی مَلامَة. و العَلْهَانُ: الظَّلِیمُ. و العالِهُ: النَّعامَةُ. و فرس عَلْهَی: نشیطة نَزِقَةٌ، و قیل: نشیطة فی اللجام. و العَلَهانُ: اسم فرس أَبی مُلَیْلٍ «1». عبدِ الله بن الحرث. و عَلْهانُ: اسم رجل، قیل: هو من أَشراف بنی تمیم.

عمه؛ ج13، ص: 519

: العَمَهُ: التَّحَیُّر و التَّرَدُّد؛ و أَنشد ابن بری: مَتی تَعْمَهْ إلی عُثْمانَ تَعْمَه إلی ضَخْم السُّرادِقِ و القِبابِ أَی تُرَدِّدُ النظرَ، و قیل: العَمَهُ التَّرَدُّدُ فی الضلالة و التحیر فی مُنازعة أَو طریق؛ قال ثعلب: هو أَن لا یعرف الحُجَّة؛ و قال اللحیانی: هو ترَدُّده لا یدری أَین یتوجه. و فی التنزیل العزیز: وَ نَذَرُهُمْ فِی طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ؛ و معنی یَعْمَهُونَ: یتحیرون. و‌فی حدیث علیّ، كرّم الله وجهه: فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ بل كیف تَعْمَهُون؟ قال ابن الأَثیر: العَمَهُ فی البصیرة كالعمی فی البصَر. و رجل عَمِهٌ عامِهٌ أَی یتَرَدُّدُ مُتَحیِّراً لا یهتدی لطریقه و مَذْهَبِه، و الجمع عَمِهون و عُمَّهٌ. و قد عَمِه و عَمَه یَعْمَهُ عَمَهاً و عُمُوهاً و عُمُوهةً و عَمَهاناً إذا حادَ عن الحق؛ قال رؤبة: و مَهْمَهٍ أَطْرافُه فی مَهْمَهِ، أَعْمَی الهُدَی بالجاهِلینَ العُمهِ و العَمَهُ فی الرأْی، و العَمَی فی البصَر. قال أَبو منصور: و یكون العَمی عَمی القلب. یقال: رجل عَمٍ إذا كان لا یُبْصِر بقلبه. و أَرض عَمْهاءُ: لا أَعلامَ بها. و ذهبت إبلُهُ العُمَّهَی إذا لم یَدْرِ أَینَ ذهبت، و العُمَّیْهَی مثله.

عنه؛ ج13، ص: 519

: قال ابن بری: العِنْهُ نَبْتٌ، واحدتُه عِنْهَةٌ. قال رؤبة یصف الحمار: و سَخِطَ العِنْهَةَ و القَیْصُوما

عنته؛ ج13، ص: 519

: ابن درید: رجل عُنْتُهٌ و عُنْتُهِیٌّ، و هو المُبالِغُ فی الأَمرِ إذا أَخذَ فیه.

عهه؛ ج13، ص: 519

: عَهْ‌عَهْ: زجر للإِبل. و عَهْعَهَ بالإِبل: قال لها عَهْ‌عَهْ، و ذلك إذا زجَرَها لتحتبس. و حكی أَبو
(1). قوله [أبی ملیل] كذا فی التهذیب و التكملة بلامین مصغراً، و الذی فی القاموس: ملیك آخره كاف
لسان العرب، ج‌13، ص: 520
منصور الأَزهری عن الفراء: عَهْعَهْتُ بالضَّأْنِ عَهْعهَةً إذا قلت لها عَهْ‌عَهْ، و هو زجر لها. و حكی أَیضاً عن ابن بُزُرْج: عِیهَ الزَّرْعُ، فهو مَعِیهٌ و مَعُوهٌ و مَعْهُوهٌ.

عوه؛ ج13، ص: 520

: عَوَّه السَّفْرُ: عَرَّسُوا فناموا قلیلًا. و عَوَّهَ علیهم: عَرَّجَ و أَقام؛ قال رؤبة: شَأْزٍ بمن عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ، ناءٍ من التَّصْبِیحِ نائِی المُغْتَبَقْ قال الأَزهری: سأَلت أَعرابیّاً فصیحاً عن قول رؤبة: جَدْب المُنَدَّی شَئِزِ المُعَوَّهِ و یروی: جَدْبِ المُلَهَّی …، فقال: أَراد به المُعَرَّجَ. یقال: عَرَّجَ و عَوَّجَ و عَوّه بمعنی واحد. قال اللیث: التَّعْوِیهُ و التعریس نومة خفیفة عند وَجْه الصُّبْح، و قیل: هو النزول فی آخر اللیل، قال: و كلُّ من احْتَبسَ فی مكان فقد عَوَّهَ. و العاهَةُ: الآفَةُ. و عاهَ الزرعُ و المالُ یَعُوهُ عاهةً و عُؤُوهاً و أَعاهَ: وقعت فیهما عاهةٌ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه نهی عن بیع الثمار حتی تذهب العاهةُ‌أَی الآفةُ التی تصیب الزرع و الثمار فتفسدها؛ روی هذا الحدیث ابن عمر، و قیل لابن عمر: متی ذلك؛ فقال: طُلُوعَ الثُّرَیا. و قال طبیب العرب: اضْمَنُوا لی ما بَیْنَ مَغِیبِ الثُّرَیا إلی طُلوعها أَضْمَنْ لكم سائر السنة. قال اللیث: العاهةُ البلایا و الآفاتُ أَی فساد یصیب الزرع و نحوه من حر أَو عطش، و قال: أَعاهَ الزرعُ إذا أَصابته آفة من الیَرَقانِ و نحوه فأَفسدَهُ. و أَعاهَ القومُ إذا أَصاب زَرْعَهُمْ خاصةً عاهةٌ. و رجل مَعِیهٌ و مَعُوهٌ فی نفسه أَو ماله: أَصابته عاهةٌ فیهما. و یقال: أَعاهَ الرجلُ و أَعْوَهَ و عاهَ و عَوَّهَ كلُّه إذا وقعت العاهةُ فی زرعه. و أَعاهَ القومُ و عاهُوا و أَعْوَهُوا: أَصاب ثمارَهم أَو ماشیتهم أَو إبلهم أَو زرعهم العاهةُ. و‌فی الحدیث: لا یُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ علی مُصِحّ‌أَی لا یُورِد مَنْ بإبله آفةٌ من جرب أَو غیره علی مَنْ إبلُه صِحاحٌ، لئلا ینزل بهذه ما نزل بتلك، فیظنَّ المُصِحُّ أَن تلك أَعْدَتْها فیأْثم. و طعامٌ مَعُوهٌ: أَصابته عاهةٌ. و طعام ذو مَعْوَهةٍ؛ عن ابن الأَعرابی، أَی مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ، و عِیهَ المالُ. و رجل عائِهٌ و عاهٍ مثلُ مائِهٍ و ماهٍ. و رجلٌ عاهٌ أَیضاً: كقولك كبش صافٌ؛ قال طفیل: و دارٍ یَظْعَنُ العاهُونَ عنها لِنَبَّتِهِمْ، و یَنْسَوْنَ الذِّماما «1». و قال ابن الأَعرابی: العاهُونَ أَصحابُ الرِّیبةِ و الخُبْثِ، و یقال: عِیهَ الزَّرْعُ و إیفَ فهو مَعِیهٌ و مَعُوهٌ و مَعْهُوهٌ. و عَوْهِ عَوْهِ: من دُعاءِ الجحْشِ. و قد عَوَّهَ الرجلُ إذا دعا الجَحْشَ لیَلْحَقَ به فقال: عَوْهِ عَوْهِ إذا دعاه. و یقال: عاهِ عاهِ إذا زجرت الإِبل لتحتبس، و ربما قالوا عِیهِ عِیهِ، و یقولون عَهْ عَهْ. و بنو عَوْهَی: بطن من العرب بالشام. و عاهانُ بن كعب: من شعرائهم، فَعَلانُ فیمن جعله من عوه، و فاعالٌ فیمن جعله من عَهَنَ، و قد ذكر هناك.

عیه؛ ج13، ص: 520

: عاهَ المالُ یَعِیهُ: أَصابته العاهة. و عِیهَ المال و الزرع و إیفَ، فهو مَعِیهٌ و مَعُوهٌ و مَعْهُوه. و أَرض مَعْیُوهة: ذاتُ عاهةٍ. و عَیَّهَ بالرجل: صاح به. و عِیهِ عِیهِ و عاهِ عاهِ: زجر للإِبل لتحتبس.
(1). قوله [لنبتهم] كذا بالأصل بهذا الضبط، و الذی فی التهذیب لبینهم
لسان العرب، ج‌13، ص: 521‌

فصل الغین المعجمة؛ ج13، ص: 521

غره؛ ج13، ص: 521

: غَرِهَ به: كغَرِیَ.

فصل الفاء؛ ج13، ص: 521

فره؛ ج13، ص: 521

: فَرُهَ الشی‌ءُ، بالضم، یَفْرُهُ فَرَاهَةً و فَراهِیَةً و هو فارِهٌ بیِّنُ الفَراهةِ و الفُروهةِ؛ قال: ضَوْرِیَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ناصِلَةُ الحَقْوَینِ من إزارِها یُطْرِقُ كلْبُ الحَیِّ من حِذارِها، أَعْطَیْتُ فیها، طائِعاً أَوكارِها، حَدِیقَةً غَلْباءَ فی جِدارِها، و فَرَساً أُنْثی و عَبْداً فارِها الجوهری: فارِهٌ نادر مثل حامض، و قیاسه فَرِیهٌ و حَمِیضٌ، مثل صَغُر فهو صَغِیر و مَلُحَ فهو مَلِیح. و یقال للبِرْذَوْنِ و البغل و الحمار: فارِهٌ بیِّنُ الفُروهةِ و الفَراهِیَة و الفَراهَةِ؛ و الجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ و صُحْبة، و فُرْهٌ أَیضاً مثل بازل و بُزْلٍ و حائل و حُولٍ. قال ابن سیدة: و أَما فُرْهَة فاسم للجمع، عند سیبویه، و لیس بجمع لأَن فاعلًا لیس مما یكسَّر علی فُعْلة، قال: و لا یقال للفرس فارِهٌ إنما یقال فی البغل و الحمار و الكلب و غیر ذلك. و فی التهذیب: یقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ و حمار فارِهٌ إذا كانا سَیُورَیْن، و لا یقال للفرس إلا جَوادٌ، و یقال له رائع. و‌فی حدیث جریج: دابَّةٌ فارِهَة‌أَی نَشیطة حادَّة قَوِیَّة؛ فأَما قول عدیِّ بن زید فی صفة فرس: فصافَ یُفَرِّی جُلَّه عَنْ سَراتِه، یَبُذُّ الجِیادَ فارِهاً مُتَتایعا فزعم أَبو حاتم أَن عَدِیّاً لم یكن له بَصَرٌ بالخیل، و قد خُطِّئَ عَدیٌّ فی ذلك، و الأُنثی فارِهَةٌ؛ قال الجوهری: كان الأَصمعی یُخَطِّئ عدیّ بن زید فی قوله: فنَقَلْنا صَنْعَهُ، حتی شَتا فارِهَ البالِ لَجُوجاً فی السَّنَنْ قال: لم یكن له عِلْمٌ بالخیل. قال ابن بری: بیتُ عدیٍّ الذی كان الأَصمعی یُخَطِّئه فیه هو قوله: یَبُذُّ الجِیادَ فارهاً مُتَتایعا و قول النابغة: أَعْطی لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها مِنَ المَواهب لا تُعْطی علی حَسَد قال ابن سیدة: إنما یعنی بالفارهة القَیْنة و ما یَتْبعُها من المَواهب، و الجمعُ فَوارِهُ و فُرُهٌ؛ الأَخیرة نادرة لأَن فاعلة لیس مما یُكسَّر علی فُعُلٍ. و یقال: أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَی مِلاحٍ. و أَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً، و قال: فارِهٌ و فُرْهٌ میزانه نائبٌ و نُوب. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من العرب یقول: جاریةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ ملیحة. و غلامٌ فارِهٌ: حَسَنُ الوجه، و الجمع فُرْه. و قال الشافعی فی باب نَفقة المَمالیك و الجواری: إذا كان لهنَّ فَراهةٌ زِیدَ فی كِسْوَتهنَّ و نفقتِهِنَّ؛ یرید بالفَراهة الحُسْنَ و المَلاحةَ. و أَفْرَهَت الناقةُ، فهی مُفْرِه و مُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ، و مُفَرِّهة أَیضاً؛ قال مالك بن جعدة الثعلبی: فإنَّكَ یومَ تَأْتینی حَریباً، تَحِلُّ عَلیَّ یَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ علی مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ، علی أَخفافِها عَلَقٌ یمُورُ ابن سیدة: ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قال أَبو ذؤیب:
لسان العرب، ج‌13، ص: 522
و مُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّیحُ بالقَفْلِ و یروی: … كما تَتایَع … و الفارِهُ: الحاذِقُ بالشی‌ء. و الفُرُوهَةُ و الفَراهةُ و الفَراهِیةُ: النَّشاطُ. و فَرِهَ، بالكسر: أَشِرَ و بَطِرَ. و رجل فَرِهٌ: نَشیطٌ أَشِرٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبٰالِ بُیُوتاً فَرِهینَ؛ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهین بَطِرین، و من قرأَه فٰارِهِینَ فهو من فَرُه، بالضم؛ قال ابن بری عند هذا الموضع: قال ابن وادع العَوْفی: لا أَسْتَكِینُ، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، و لن تَرانی بخیرٍ فارهَ الطَّلَبِ قال الفراء: معنی فٰارِهِینَ حاذقِین، قال: و الفَرِحُ فی كلام العرب، بالحاء، الأَشِرُ البَطِر. یقال: لا تَفْرحْ أَی لا تَأْشَرْ. قال الله عز و جل: لٰا تَفْرَحْ إِنَّ اللّٰهَ لٰا یُحِبُّ الْفَرِحِینَ؛ فالهاء هاهنا كأَنها أُقِیمت مُقام الحاء. و الفَرَهُ: الفَرَحُ. و الفَرِهُ: الفَرِحُ. و رجل فارِهٌ: شدیدُ الأَكل؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و قال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن یَشْتَرِیَه: لا تَشْتَرنی، آكُلُ فارِهاً و أَمْشِی كارهاً.

فطه؛ ج13، ص: 522

: فَطِهَ الظهرُ فَطَهاً: كفَزِرَ.

فقه؛ ج13، ص: 522

: الفِقْهُ: العلم بالشی‌ء و الفهمُ له، و غلبَ علی عِلْم الدین لسِیادَتِه و شرفه و فَضْلِه علی سائر أَنواع العلم كما غلب النجمُ علی الثُّرَیَّا و العُودُ علی المَنْدَل؛ قال ابن الأَثیر: و اشْتِقاقهُ من الشَّقِّ و الفَتْح، و قد جَعَله العُرْفُ خاصّاً بعلم الشریعة، شَرَّفَها الله تعالی، و تَخْصیصاً بعلم الفروع منها. قال غیره: و الفِقْهُ فی الأَصل الفَهْم. یقال: أُوتِیَ فلانٌ فِقْهاً فی الدین أَی فَهْماً فیه. قال الله عز و جل: لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ؛ أَی لیَكونوا عُلَماء به، و فَقَّهَه اللهُ؛ و‌دعا النبی، صلی الله علیه و سلم، لابن عباس فقال: اللهم عَلِّمْه الدِّینَ و فَقِّهْه فی التأْویل‌أَی فَهِّمْه تأْویلَه و معناه، فاستجاب الله دُعاءه، و كان من أَعلم الناس فی زمانه بكتاب الله تعالی. و فَقِه فِقْهاً: بمعنی عَلِم عِلْماً. ابن سیدة: و قد فَقُه فَقاهَةً و هو فَقِیهٌ من قوم فُقَهاءَ، و الأُنثی فَقِیهة مِنْ نِسْوةٍ فقائِهَ. و حكی اللحیانی: نسوة فُقَهاء، و هی نادرة، قال: و عندی أَن قائل فُقَهاء من العرب لم یَعْتَدَّ بهاء التأْنیث، و نظیرها نسوة فُقَراء. و قال بعضهم: فَقُه الرجل فَقَهاً و فِقْهاً و فَقِه «2». و فَقِه الشی‌ءَ: عَلِمَه. و فَقَّهَه و أَفْقَهَه: عَلَّمه. و فی التهذیب: و أَفْقَهْتُه أَنا أَی بَیَّنْتُ له تَعَلُّم الفِقْه. ابن سیدة: و فَقِهَ عنه، بالكسر، فَهِمَ. و یقال: فَقِهَ فلانٌ عنی ما بَیَّنْتُ له یَفْقَه فِقْهاً إذا فَهِمَه. قال الأَزهری: قال لی رجل من كلاب و هو یَصِف لی شیئاً فلما فرغ من كلامه قال أَ فَقِهْتَ؟ یرید أَ فَهِمْتَ. و رجل فَقُهٌ: فَقِیهٌ، و الأُنثی فَقُهةٌ. و یقال للشاهد: كیف فَقاهَتُك لما أَشْهَدْناك، و لا یقال فی غیر ذلك. الأَزهری: و أَما فَقُه، بضم القاف، فإنما یستعمل فی النعوت. یقال: رجل فَقِیهٌ، و قد فَقُهَ یَفْقُه فَقاهةً إذا صارَ فَقیهاً و سادَ الفُقَهاءَ. و‌فی حدیث سَلْمان: أَنه نزل علی نَبَطِیَّةٍ بالعراق فقال لها: هل هنا مكانٌ نَظیف أُصَلی فیه؟ فقالت: طَهِّرْ قَلْبَك و صَلِّ حَیْثُ شِئْتَ، فقال سلمان: فَقِهَتْ‌أَی فَهِمَتْ و فَطِنَتْ للحقِّ و المَعْنی الذی أَرادَتْ، و قال شمر: معناه أَنها فَقِهَتْ هذا المعنی الذی خاطَبَتْه، و لو قال فَقُهَتْ كان معناه
(2). قوله [و فقه] بعد قوله [و فقهاً] كذا بالأَصل. و بالوقوف علی عبارة ابن سیدة تعلم أن فقه كعلم لیس من كلام البعض و إن كان لغة فی فقه بالضم و لعلها تكررت من النساخ
لسان العرب، ج‌13، ص: 523
صارَت فَقیهةً. یقال: فَقِهَ عَنِّی كلامی یَفْقَه أَی فَهِمَ، و ما كان فَقیهاً و لقد فَقُه و فَقِه. و قال ابن شمیل: أعجبنی فَقاهَتُه أَی فِقْهُه. و رجل فَقیهٌ: عالمٌ. و كل عالم بشی‌ء فهو فَقیهٌ؛ من ذلك قولهم: فلان ما یَفْقَه و ما یَنْقَه؛ معناه لا یَعْلم و لا یَفْهَم. و نَقِهْتُ الحدیثَ أَنْقَهُه إذا فَهِمْته. و فَقِیه العرب: عالمُ العرب. و تَفَقَّه: تَعاطی الفِقْهَ. و فاقَهْتُه إذا باحَثْته فی العلم. و الفِقْهُ: الفِطْنةُ. و فی المثل: خیرُ الفِقْه ما حاضَرْت به، و شَرُّ الرَّأْی الدَّبَریُّ. و قال عیسی بن عمر: قال لی أَعرابی شَهِدْتُ علیك بالفِقهِ أَی الفِطْنةِ. و فَحْلٌ فَقیهٌ: طَبٌّ بالضِّراب حاذِقٌ. و‌فی الحدیث: لعَنَ اللهُ النائحةَ و المُسْتَفْقِهةَ؛ هی التی تُجاوِبُها فی قولها لأَنها تتَلَقَّفُه و تتَفَهَّمُه فتُجیبها عنه. ابن بری: الفَقْهةُ المَحالةُ فی نُقْرة القفا؛ قال الراجز: و تَضْرِب الفَقْهةَ حتی تَنْدَلِق قال: و هی مقلوبة من الفَهْقة.

فكه؛ ج13، ص: 523

: الفاكهةُ: معروفةٌ و أَجْناسُها الفَواكهُ، و قد اختلف فیها فقال بعض العلماء: كل شی‌ء قد سُمِّیَ من الثِّمار فی القُرآن نحو العِنَب و الرُّمّان فإنا لا نُسَمِّیه فاكهةً، قال: و لو حَلَفَ أَن لا یأْكل فاكهة فأَكل عنباً و رُمّاناً لم یَحْنَثْ و لم یكنْ حانثاً. و قال آخرون: كلُّ الثِّمار فاكهةٌ، و إنما كرر فی القرآن فی قوله تعالی: فِیهِمٰا فٰاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمّٰانٌ؛ لتَفْضِیل النخلِ و الرُّمَّان علی سائر الفواكه دُونَهما، و مثله قوله تعالی: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثٰاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرٰاهِیمَ وَ مُوسیٰ وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ؛ فكرر هؤلاء للتفضیل علی النَّبِیِّین و لم یَخْرُجوا منهم. قال الأَزهری: و ما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخیلَ و الكُرومَ ثِمارُها لیست من الفاكهة، و إنما شذ قول النعمان بن ثابت فی هذه المسأَلة عن أَقاویل جماعة فقهاء الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب و علمِ اللغة و تأْویلِ القُرآن العربی المُبین، و العرب تَذْكُر الأَشیاء جملة ثم تَخُصُّ منها شیئاً بالتسمیة تنبیهاً علی فَضْلٍ فیه. قال الله تعالی: مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِلّٰهِ وَ مَلٰائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیكٰالَ؛ فمن قال إن جِبْریلَ و مِیكالَ لیسا من الملائكة لإِفْرادِ الله عزَّ و جل إیاهما بالتسمیة بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر، لأَن الله تعالی نص علی ذلك و بَیَّنه، و كذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ و الرُّمانِ لیس فاكهة لإِفراد الله تعالی إیاهما بالتسمیة بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل، و هو خلافُ المعقول و خلافُ لغة العرب. و رجلٌ فَكِهٌ: یأْكل الفاكِهةَ، و فاكِهٌ: عنده فاكهة، و كلاهُما علی النَّسَب. أَبو معاذ النحوی: الفاكه الذی كَثُرَتْ فاكِهتُه، و الفَكِهُ: الذی یَنالُ من أَعراضِ الناسِ، و الفاكهانِیُّ: الذی یَبِیعُ الفاكهةَ. قال سیبویه: و لا یقال لبائع الفاكهة فَكَّاه، كما قالوا لَبّان و نَبّال، لأَن هذا الضرب إنما هو سماعی لا اطِّرادیّ. و فَكَّهَ القومَ بالفاكِهة: أَتاهم بها. و الفاكهة أَیضاً: الحَلْواءُ علی التشبیه. و فَكَّهَهُم بمُلَح الكلام: أَطْرَفَهُم، و الاسمُ الفكِیهةُ و الفُكاهةُ، بالضم، و المصدر المتوهم فیه الفعل الفَكاهةُ. الجوهری: الفَكاهةُ، بالفتح، مصدرُ فَكِهَ الرجلُ، بالكسر، فهو فَكِهٌ إذا كان طَیِّبَ النَّفْس مَزّاحاً، و الفاكهُ المزّاحُ. و‌فی حدیث أَنس: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، من أَفْكَهِ الناس مع صَبِیٍّ؛ الفاكهُ: المازحُ. و‌فی حدیث زید بن ثابت: أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله؛
لسان العرب، ج‌13، ص: 524
و منه‌الحدیث: أَربعٌ لیس غِیبَتُهن بغیبةٍ، منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات؛ هم الذین یَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِین. و الفُكاهةُ، بالضم: المِزاحُ، و قیل: الفاكهُ ذو الفُكاهة كالتامر و اللَّابن. و التَّفاكُهُ: التَّمازُحُ. و فاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ و المِزاحِ، و المُفاكهَةُ: المُمازحَةُ. و فی المثل: لا تُفاكِه أَمَهْ و لا تَبُلْ علی أَكَمَهْ. و الفَكِهُ: الطَّیِّبُ النفس، و قد فَكِهَ فَكَهاً. أَبو زید: رجل فَكِهٌ و فاكِهٌ و فَیْكَهان، و هو الطیب النفس المزَّاحُ؛ و أَنشد: إذا فَیْكهانٌ ذو مُلاءٍ و لِمَّةٍ، قلیل الأَذَی، فیما یُرَی الناسُ، مُسْلِمُ و فاكَهْتُ: مازَحْتُ. و یقال للمرأَة: فَكِهةٌ، و للنساء فَكِهات. و تَفَكَّهْتُ بالشی‌ء: تَمَتَّعْتُ به. و یقال: تركت القومَ یتَفَكَّهُون بفلانٍ أَی یَغْتابونه و یتَناولونَ منه. و الفَكِهُ: الذی یُحَدِّث أَصحابَه و یُضْحِكُهم. و فَكِهَ مِنْ كذا و كذا و تفَكَّه: عَجِبَ. تقول: تفَكَّهْنا من كذا و كذا أی تعَجَّبْنا؛ و منه قوله عز و جل: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ؛ أَی تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم فی زَرْعِكم. و قوله عز و جل: فٰاكِهِینَ بِمٰا آتٰاهُمْ رَبُّهُمْ؛ أَی ناعمین مُعْجبینَ بما هم فیه، و من قرأَ فَكِهینَ یقول فَرِحِین. و الفاكِهُ: الناعم فی قوله تعالی: فِی شُغُلٍ فٰاكِهُونَ. و الفَكِهُ: المُعْجب. و حكی ابن الأَعرابی: لو سَمِعْتَ حدیث فلان لما فَكِهْتَ له أَی لما أَعجبك. و قوله تعالی: فِی شُغُلٍ فٰاكِهُونَ؛ أَی مُتعجِّبون ناعِمون بما هم فیه. الفراء فی قوله تعالی فی صفة أَهل الجنة: فِی شُغُلٍ فٰاكِهُونَ، بالأَلف، و یقرأُ فَكِهُون، و هی بمنزلة حَذِرُون و حٰاذِرُونَ؛ قال أَبو منصور: لما قرئ بالحرفین فی صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما واحد. أَبو عبید: تقول العرب للرجل إذا كان یَتَفَكَّه بالطعام أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ بكذا و كذا؛ و أَنشد: فَكِهٌ إلی جَنْبِ الخِوانِ، إذا غَدتْ نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ و الفَكِهُ: الأَشِرُ البَطِرُ. و الفاكِهُ: من التَّفَكُّهِ. و قرئ: وَ نَعْمَةٍ كٰانُوا فِیهٰا فَكِهینَ، أَی أَشِرینَ، و فٰاكِهِینَ أَی ناعمین. التهذیب: أَهل التفسیر یختارون ما كان فی وصف أَهل الجنة فٰاكِهِینَ*، و ما فی وصف أهل النار فَكِهِینَ أَی أَشِرینَ بَطِرین. قال الفراء فی قوله تعالی: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنّٰاتٍ وَ نَعِیمٍ فٰاكِهِینَ؛ قال: مُعْجبین بما آتاهم ربهم؛ و قال الزجاج: قرئ فَكِهینَ و فٰاكِهِینَ جمیعاً، و النصب علی الحال، و معنی فٰاكِهِینَ بِمٰا آتٰاهُمْ رَبُّهُمْ أَی مُعْجبین. و التَّفَكُّهُ: التنَدُّمُ. و فی التنزیل: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ؛ معناه تَنَدَّمُون، و كذلك تَفَكَّنُون، و هی لغة لِعُكْل. اللحیانی: أَزْدُ شَنُوءَة یقولون یتَفكَّهُون، و تمیمٌ تقولُ یتَفَكَّنُون أَی یتندَّمُون. ابن الأَعرابی: تفَكَّهْتُ و تفَكَّنْتُ أَی تندَّمْت. و أَفْكَهَتِ الناقة إذا رأَیت فی لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ. و المُفْكِه من الإِبلِ: التی یُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ، و الفعل كالفعل. و أَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربیع قبل أَن تَضَع، فهی مُفْكِهٌ. قال شمر: ناقة مُفْكِهةٌ و مُفْكِهٌ، و ذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَی صَلَواها و عَظُمَ ضَرْعُها و دنا نِتاجها؛ قال الأَحْوص: بَنِی عَمِّنا، لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ، إننی أَری الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قال شمر: أَصَنَّت استَرْخی صَلَواها و دنا
لسان العرب، ج‌13، ص: 525
نِتاجُها؛ و أَنشد: مُفْكِهة أَدْنَتْ علی رأْسِ الوَلَدْ، قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً، و حانَ أَنْ تَلِدْ أی حانَ وِلادُها. قال: و قوم یجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإِبل و الخیل و الحُمُر و الشاء، و بعضُهم یجعلها حین استبان حملها، و قوم یجعلون المُفْكِهةَ و الدافِعَ سَواء. و فاكهٌ: اسم. و الفاكهُ: ابنُ المُغِیرة المَخْزُومیّ عمّ خالد بن الولید. و فُكَیْهةُ: اسم امرأَة، یجوز أَن یكون تصغیر فَكِهةٍ التی هی الطَّیِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ، و أَن یكون تصغیرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً؛ أَنشد سیبویه: تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالًا لِلَذَّة فُكَیْهةُ: هَشَّیْ‌ءٌ بكَفَّیْكَ لائِقُ؟ یرید: هلْ شی‌ءٌ.

فهه؛ ج13، ص: 525

: فَهَّ عن الشی‌ء یَفَهُّ فَهّاً: نَسِیَه. و أَفَهَّهُ غیرهُ: أَنْساه. و الفَهُّ: الكلیلُ اللسانِ العَییُّ عن حاجته، و الأُنثی فَهَّةٌ، بالهاء. و الفَهِیهُ و الفَهْفَهُ: كالفَهِّ. و قد فَهِهْتَ و فَهَهْتَ تَفَهُّ و تَفِهُّ فَهّاً و فَهَهاً و فَهَاهةً أَی عَیِیتَ؛ و فَهَّ العَیِیُّ عن حاجته. الجوهری: الفَهَّةُ و الفَهاهةُ العِیُّ. یقال: سَفِیه فَهِیهٌ، و فَهَّهُ الله. و یقال: خرجت لحاجةٍ فأَفَهَّنی عنها فلانٌ حتی فَهِهْتُ أَی أَنْسانِیها. ابن الأَعرابی: أَفَهَّنی عن حاجتی حتی فَهِهْتُ فَهَهاً أَی شَغَلنی عنها حتی نَسِیتُها، و رجلٌ فَهٌّ و فَهِیهٌ؛ و أَنشد: فلم تُلْفِنی فَهّاً، و لم تُلْفِ حُجَّتی مُلَجْلَجَةً أَبْغی لها مَنْ یُقِیمُها ابن شمیل: فَهَّ الرجلُ فی خُطْبَتِه و حُجَّتِه إذا لم یُبالِغْ فیها و لم یَشْفِها، و قد فَهِهْتَ فی خُطْبَتِكَ فَهاهةً. قال: و تقول أَتَیْتُ فلاناً فبَیَّنْتُ له أَمری كلَّه إلا شیئاً فَهِهْتُه أَی نَسِیتُه. و فهْفَهَ إذا سَقَطَ من مرتبةٍ عالیة إلی سُفْلٍ. و‌فی الحدیث: ما سَمِعتُ منك فَهَّةً فی الإِسلام قَبْلَها، یعنی السَّقْطةَ و الجَهْلة و نحوَها. و‌فی حدیث أَبی عبیدة بن الجرَّاح: أَنه قال لعمر، رضی الله عنه، حین قال له یوم السَّقِیفةِ ابْسُطْ یَدَك أُبایِعْك: ما رأَیت مِنْك فَهَّةً فی الإِسلام قَبْلَها، أَ تُبایِعُنی و فیكمُ الصِّدِّیقُ ثٰانِیَ اثْنَیْنِ؟ قال أَبو عبید: الفَهَّة مثل السَّقْطةِ و الجَهْلةِ و نحوِها. یقال: فَهَّ یَفَهُّ فَهاهةً و فَهِه فَهُوَ فَهٌّ و فَهِیهٌ إذا جاءت منه سَقْطةٌ من العِیِّ و غیره.

فوه؛ ج13، ص: 525

: اللیث: الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِیسِ الفمِ. قال أَبو منصور: و مما یَدُّلُّك علی أَن الأَصل فی فمٍ و فُو و فا و فی هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثیرِ الأَكلِ فَیِّهٌ، و امرأَة فَیِّهةٌ. و رجل أَفْوَهُ: عظیمُ الفَم طویلُ الأسنان. و مَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التی یَجْری الرِّشاءُ فیها. ابن سیدة: الفاهُ و الفُوهُ و الفِیهُ و الفَمُ سواءٌ، و الجمعُ أَفواهٌ. و قوله عزَّ و جل: ذٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوٰاهِهِمْ؛ و كلُّ قولٍ إنما هو بالفم، إنما المعنی لیس فیه بیانٌ و لا بُرْهانٌ، إنما هو قولٌ بالفمِ و لا معنی صحیحاً تَحْتَه، لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم یتَّخِذْ صاحبةً فكیف یَزْعُمون أَنَّ له ولداً؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَیِّنٌ، و أَما كونه جمع فِیهٍ فَمِنْ باب ریحٍ و أَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْیاهاً؛ و أَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق یؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ، و أَما كونه جمع فَمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ، فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فیمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً، و كما حُذِفت من شاةٍ و من شَفَةٍ و من عِضَةٍ و من اسْتٍ، و بقیت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقی فاً،
لسان العرب، ج‌13، ص: 526
و لا یكون الاسم علی حرفین أَحدُهما التنوینُ، فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها، و هو المیمُ لأَنهما شَفَهِیَّتان، و فی المیم هُوِیٌّ فی الفَمِ یُضارِعُ امتدادَ الواوِ. قال أَبو الهیثم: العربُ تستثقل وُقوفاً علی الهاءِ و الحاءِ و الواوِ و الیاءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها، فتَحْذِفُ هذه الحروفَ و تُبْقی الاسمَ علی حرفین كما حذفوا الواوَ من أَبٍ و أَخٍ و غَدٍ و هَنٍ، و الیاءَ من یَدٍ و دَمٍ، و الحاءَ من حِرٍ، و الهاءَ من فُوهٍ و شَفةٍ و شاةٍ، فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقیت الواو ساكنة، فاستثقلوا وقوفاً علیها فحذفوها، فبقی الاسم فاءً وحدها فوصلوها بمیم لیصیرَ حرفین، حرفٌ یُبْتَدأُ به فیُحرَّك، و حرفٌ یُسْكَت علیه فیُسَكَّن، و إنما خَصُّوا المیم بالزیادة لِمَا كان فی مَسْكَنٍ، و المیمُ من حروف الشَّفَتین تنطبقان بها، و أَما ما حكی من قولهم أَفْمامٌ فلیس بجمع فَمٍ، إنما هو من باب مَلامِحَ و مَحاسِنَ، و یدل علی أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إیاها مفتوحةً فی هذا اللفظ، و أَما ما حكی فیها أَبو زید و غیرهُ من كسْرِ الفاء و ضمِّها فضرْبٌ من التغییر لَحِقَ الكلمةَ لإِعْلالِها بحذف لامِها و إبدال عیْنِها؛ و أَما قول الراجز: یا لَیْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ، حتی یَعودَ المُلْك فی أُسْطُمِّهِ یُرْوَی بضم الفاء من فُمِّه، و فتحِها؛ قال ابن سیدة: القول فی تشدید المیم عندی أَنه لیس بلغة فی هذه الكلمة، أَ لا تری أَنك لا تجد لهذه المُشدَّدةِ المیمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله علی ف و ه؟ من ذلك قولُ الله تعالی: یَقُولُونَ بِأَفْوٰاهِهِمْ مٰا لَیْسَ فِی قُلُوبِهِمْ؛ و قال الشاعر: فلا لَغْوٌ و لا تأْثِیمَ فیها، و ما فاهُوا به أَبداً مُقِیمُ و قالوا: رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ؛ و منه الأَفْوَهُ للواسعِ الفمِ، و لم نسْمَعْهم قالوا أَفْمام و لا تفَمَّمت، و لا رجل أَفَمّ، و لا شیئاً من هذا النحو لم نذكره، فدل اجتماعهم علی تصَرُّفِ الكلمة بالفاء و الواو و الهاء علی أَن التشدید فی فَمٍّ لا أَصل له فی نفس المثال، إنما هو عارضٌ لَحِقَ الكلمة، فإن قال قائل: فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشدید فی فَمٍّ عارض لیس من نفس الكلمة، فمِنْ أَیْنَ أَتَی هذا التشدید و كیف وجهُ دخولهِ إیاها؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا المیمَ فی الوقف فقالوا فَمّ، كما یقولون هذا خالِدّ و هو یَجْعَلّ، ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَی الوقف فقالوا هذا فَمٌّ و رأَیت فَمّاً، كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَی الوقف فیما حكاه سیبویه عنهم من قولهم: ضَخْمٌ یُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا و قولهم أَیضاً: ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَیْهَلِّ، كأَنَّ مَهْواها، علی الكَلْكَلِّ، مَوْقِعُ كَفَّیْ راهِبٍ یُصَلِّی یرید: العَیْهَلَ و الكَلْكَلَ. قال ابن جنی: فهذا حكم تشدید المیم عندی، و هو أَقوی من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعیف بمنزلة همّ و حمّ، قال: فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول فی قول الفرزدق: هما نَفَثا فی فیَّ مِنْ فَمَوَیْهِما، علی النّابِحِ العاوِی، أَشدَّ رِجام و إذا كانت المیم بدلًا من الواو التی هی عَیْنٌ فكیف جاز له الجمع بینهما؟ فالجواب: أَن أَبا علیٍّ حكی لنا عن أَبی بكر و أَبی إسحاق أَنهما ذهبا إلی أَن الشاعر جمعَ بین العِوَض و المُعَوَّض عنه، لأَن الكلمة
لسان العرب، ج‌13، ص: 527
مَجْهورة منقوصة، و أَجاز أَبو علی فیها وجهاً آخرَ، و هو أَن تكون الواوُ فی فمَوَیْهِما لاماً فی موضع الهاء من أَفْواه، و تكون الكلمة تَعْتَقِبُ علیها لامانِ هاءٌ مرة و واوٌ أُخری، فجری هذا مَجْری سَنةٍ و عِضَةٍ، أَ لا تری أَنهما فی قول سیبویه سَنَوات و أَسْنَتُوا و مُساناة و عِضَوات واوانِ؟ و تَجِدُهما فی قول من قال لیست بسَنْهاء و بعیر عاضِهٌ هاءین، و إذا ثبت بما قدَّمناه أَن عین فَمٍ فی الأَصل واوٌ فینبغی أَن تقْضِیَ بسكونها، لأَن السكون هو الأَصل حتی تَقومَ الدلالةُ علی الحركةِ الزائدة. فإن قلت: فهلَّا قضَیْتَ بحركة العین لِجَمْعِك إیاه علی أَفْواهٍ، لأَن أَفْعالًا إنما هو فی الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ و أَبْطالٍ و قَدَمٍ و أَقْدامٍ و رَسَنٍ و أَرْسانٍ؟ فالجواب: أَن فَعْلًا مما عینُه واوٌ بابُه أَیضاً أَفْعال، و ذلك سَوْطٌ و أَسْواطٌ، و حَوْض و أَحْواض، و طَوْق و أَطْواق، ففَوْهٌ لأَن عینَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ و رَسَنٍ. قال الجوهری: و الفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ، إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءین فی قولك هذا فُوهُه بالإِضافة، فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه و فُو زیدٍ و رأَیت فا زیدٍ، و إذا أَضَفْتَ إلی نفسك قلت هذا فِیَّ، یستوی فیه حالُ الرفع و النصبِ و الخفضِ، لأَن الواوَ تُقْلَبُ یاءً فتُذْغَم، و هذا إنما یقال فی الإِضافة، و ربما قالوا ذلك فی غیر الإِضافة، و هو قلیل؛ قال العجاج: خالَطَ، مِنْ سَلْمَی، خیاشِیمَ و فا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ریقِها، یقول: كأَنها عُقارٌ خالَط خَیاشِیمَها و فاها فكَفَّ عن المضاف إلیه؛ قال ابن سیدة: و أَما قول الشاعر أَنشده الفراء: یا حَبَّذَا عَیْنا سُلَیْمَی و الفَما قال الفراء: أَراد و الفَمَانِ یعنی الفمَ و الأَنْفَ، فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ، و أَجاز أَیضاً أَن یَنْصِبَه علی أَنه مفعول معَه كأَنه قال مع الفم؛ قال ابن جنی: و قد یجوز أَن یُنصَب بفعل مضمر كأَنه قال و أُحِبُّ الفمَ، و یجوز أَن یكون الفمُ فی موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ بمنزلة عَصاً، و قد ذكرنا من ذلك شیئاً فی ترجمة فمم. و قالوا: فُوك و فُو زیدٍ، فی حدِّ الإِضافة و ذلك فی حد الرفع، و فا زیدٍ و فی زیدٍ فی حدِّ النصب و الجر، لأَن التنوین قد أُمِنَ هاهنا بلزوم الإِضافة، و صارت كأَنها من تمامه؛ و أَما قول العجاج: خالطَ مِنْ سَلْمَی خَیاشِیمَ و فا فإنه جاءَ به علی لغة من لم ینون، فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء الساكنین كما أُمِنع فی شاةٍ و ذا مالٍ، قال سیبویه: و قالوا كلَّمْتُه فاهُ إلی فِیَّ، و هی من الأَسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر و لا ینفردُ مما بعده، و لو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم یَجُزْ، لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه، و أَنك كلَّمْتَه و لا أَحَدَ بینك و بینَه، و إن شئت رفعت أَی و هذه حالُه. قال الجوهری: و قولهم كلَّمتُه فاه إلی فِیَّ أَی مُشافِهاً، و نصْبُ فاهٍ علی الحال، و إذا أَفْرَدُوا لم یحتمل الواوُ التنوین فحذفوها و عوَّضوا من الهاءِ میماً، قالوا هذا فمٌ و فَمَانِ و فَمَوان، قال: و لو كان المیمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا، قال ابن بری: المیمُ فی فَمٍ بدلٌ من الواو، و لیست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهری، قال: و قد جاء فی الشعر فَماً مقصور مثل عصاً، قال: و علی ذلك جاء تثنیةُ فَمَوانِ؛ و أَنشد: یا حَبَّذا وَجْهُ سُلَیْمی و الفَما، و الجِیدُ و النَّحْرُ و ثَدْیٌ قد نَما
لسان العرب، ج‌13، ص: 528
و‌فی حدیث ابن مسعود: أَقْرَأَنِیها رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فاهُ إلی فِیَّ‌أَی مُشافَهةً و تَلْقِیناً، و هو نصبٌ علی الحال بتقدیر المشتق، و یقال فیه: كلَّمنی فُوهُ إلی فِیَّ بالرفع، و الجملة فی موضع الحال، قال: و من أَمثالهم فی باب الدعاء علی الرجُل العرب تقول: فاهَا لِفِیك؛ ترید فا الداهیة، و هی من الأَسماء التی أُجْرِیت مُجْرَی المصدر المدعوّ بها علی إضمار الفعل غیر المستعمل إظهارهُ؛ قال سیبویه: فاهَا لِفِیك، غیر منون، إنما یرید فا الداهیةِ، و صار بدلًا من اللفظ بقوله دَهاكَ اللهُ، قال: و یَدُلُّك علی أَنه یُریدُ الداهیةَ قوله: و داهِیة مِنْ دَواهی المَنونِ یَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل للداهیة فماً، و كأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله، و قیل: معناه الخَیْبة لَكَ. و أَصله أَنه یریدُ جَعَل اللهُ بفِیك الأَرضَ، كما یقال بفیك الحجرُ، و بفیك الأَثْلبُ؛ و قال رجل من بَلْهُجَیْم: فقلتُ له: فاهَا بفِیكَ، فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِیكَ ما أَنتَ حاذِرهُ یعنی یَقْرِیك من القِرَی، و أَورده الجوهری: فإنه قلوصُ امرئ؛ قال ابن بری: و صواب إنشاده … فإنها، و البیت لأَبی سِدْرة الأَسَدیّ، و یقال الهُجَیْمیّ. و حكی عن شمر قال: سمعت ابن الأَعرابی یقول فاهاً بفِیك، منوَّناً، أَی أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ، قال: و قال بعضهم فاهَا لفِیكَ، غیر مُنوَّن، دُعاء علیه بكسر الفَمِ أَی كَسَر الله فَمَك. قال: و قال سیبویه فاهَا لفِیكَ، غیرُ منوَّن، إنما یرید فا الداهیةِ و صار الضمیرُ بدلًا من اللفظ بالفعل، و أُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب و الجَنْدَل، و صار بدلًا من اللفظ بقوله دَهاكَ الله، و قال آخر: لئِنْ مالكٌ أَمْسَی ذلیلًا، لَطالَما سَعَی للَّتی لا فا لها، غیر آئِبِ أَراد لا فَمَ لها و لا وَجْه أَی للداهیة؛ و قال الآخر: و لا أَقولُ لِذِی قُرْبَی و آصِرةٍ: فاها لِفِیكَ علی حالٍ من العَطَبِ و یقال للرجل الصغیر الفمِ: فُو جُرَذٍ و فُو دَبَی، یُلَقَّب به الرجل. و یقال للمُنْتِن ریحِ الفمِ: فُو فَرَسٍ حَمِرٍ. و یقال: لو وَجَدتُ إلیه فَا كَرِشٍ أَی لو وجدت إلیه سبیلًا. ابن سیدة: و حكی ابن الأَعرابی فی تثنیة الفمِ فَمَانِ و فَمَیانِ و فَموانِ، فأَما فَمانِ فعلی اللفظ، و أَما فَمَیانِ و فَمَوانِ فنادر؛ قال: و أَما سیبویه فقال فی قول الفرزدق: هُما نَفَثا فی فِیَّ مِنْ فَمَوَیْهِما إنه علی الضرورة. و الفَوَهُ، بالتحریك: سَعَةُ الفمِ و عِظَمُه. و الفَوَهُ أَیضاً: خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتینِ و طولُها، فَوِهَ یَفْوَهُ فَوَهاً، فهو أَفْوَهُ، و الأُنثی فَوْهاء بیِّنا الفَوَهِ، و كذلك هو فی الخَیْل. و رجل أَفْوَهُ: واسعُ الفمِ؛ قال الراجز یصف الأَسد: أَشْدَق یَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ و فرس فَوْهاءِ شَوْهاء: واسعة الفم فی رأْسها طُولٌ. و الفَوَهُ فی بعض الصفات: خروجُ الثَّنایا العُلْیا و طولُها. قال ابن بری: طول الثنایا العلیا یقال له الرَّوَقُ، فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها. و مَحالةٌ فَوْهاء: طالت أَسنانُها التی یَجْری الرِّشاءُ بینها. و یقال لمحالة السانِیةِ إذا طالت أَسْنانُها: إنها لَفَوْهاءُ بیِّنة الفَوَهِ؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌13، ص: 529
كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم و بئر فَوْهاء: واسَعةُ الفمِ. و طَعْنةٌ فَوْهاءُ: واسعةٌ. و فاهَ بالكلام یَفُوهُ: نَطَقَ و لَفَظَ به؛ و أَنشد لأُمَیَّةَ: و ما فاهُوا به لَهُمُ مُقیمُ قال ابن سیدة: و هذه الكلمة یائیَّة و واویَّة. أَبو زید: فاهَ الرجل یَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً. و قالوا: هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه و باحَ به، و الأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقیل فاهٌ كما قالوا جُرُفٌ هارٌ و هائرٌ. ابن بری: و قال الفراء رجل فاوُوهةٌ یَبُوح بكلِّ ما فی نفسه و فاهٌ و فاهٍ. و رجل مُفَوَّهٌ: قادرٌ علی المَنْطِق و الكلام، و كذلك فَیِّهٌ. و رجلٌ فَیِّهٌ: جَیِّدُ الكلامِ. و فَوَّهَه اللّٰهُ: جعَلَه أَفْوَهَ. و فاهَ بالكلام یَفُوه: لَفَظَ به. و یقال: ما فُهْتُ بكلمةٍ و ما تَفَوَّهْتُ بمعنی أَی ما فتَحْتُ فمِی بكلمة. و المُفَوَّهُ: المِنْطِیقُ. و رجل مُفَوَّهُ یفُوهُ بها. و إِنه لذُو فُوَّهةٍ أَی شدیدُ الكلامِ بَسِیطُ اللِّسان. و فاهاهُ إذا ناطَقَه و فاخَرَه، و هافاهُ إذا مایَلَه إلی هَواه. و الفَیِّهُ أَیضاً: الجیِّدُ الأَكلِ. و قیل: الشدیدُ الأَكلِ من الناس و غیرهم، فَیْعِل، و الأُنثی فَیِّهةٌ كثیرةُ الأَكل. و الفَیِّهُ: المُفَوَّهُ المِنْطِیقُ أَیضاً. ابن الأَعرابی: رجل فَیِّهٌ و مُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بلیغاً فی كلامه. و فی حدیث الأَحْنَفِ: خَشِیت أَن یكون مُفَوَّهاً أَی بلیغاً مِنْطِیقاً، كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ و هو سَعةُ الفمِ. و رجل فَیِّهٌ و مُسْتَفِیهٌ فی الطعام إذا كان أَكُولًا. الجوهری: الفَیِّهُ الأَكولُ، و الأَصْلُ فَیْوِهٌ فأُدْغم، و هو المِنْطیقُ أَیضاً، و المرأَةُ فَیِّهةٌ. و استَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً و اسْتِفاهاً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، فهو مُسْتَفِیهٌ: اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة، و قیل: اسْتَفاهَ فی الطعام أَكثَرَ منه؛ عن ابن الأَعرابی و لم یخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا؛ قال أَبو زبید یصف شِبْلَیْن: ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ و لا قَدْعُ اسْتَفاها: اشتَدَّ أَكْلُهما، و التَّصَبُّبُ: اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ، و التَّحلُّم مثلُه، و القَدْعُ: أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُریدُه، یقال: قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً. و قد اسْتَفاهَ فی الأَكل و هو مُسْتَفِیهٌ، و قد تكون الاسْتِفاهةُ فی الشَّرابِ. و المُفَوَّهُ: النَّهِمُ الذی لا یَشْبَع. و رجل مُفَوَّهٌ و مُسْتَفِیهٌ أَی شدیدُ الأَكلِ. و شَدَّ ما فَوَّهْتَ فی هذا الطعام و تفَوَّهْتَ و فُهْتَ أَی شَدَّ ما أَكَلْتَ. و إِنه لمُفَوَّه و مُسْتَفِیهٌ فی الكلام أَیضاً، و قد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً فی الأَكل، و ذلك إذا كنت قلیلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك و ازْدادَ. و یقال: ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعیرِك فی هذا الكَلإِ، یریدون أَكْلَه، و كذلك فُوّهة فرَسِك و دابَّتِك، و من هذا قولهم: أَفْواهُها مَجاسُّها؛ المعنی أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُّلك علی سِمَنِها فتُغْنیك عن جَسِّها، و العرب تقول: سَقَی فلانٌ إِبلَه علی أَفْواهِها، إذا لم یكن جَبَی لها الماءَ فی الحوض قبل ورُودِها، و إِنما نزَعَ علیها الماءَ حین وَرَدَتْ، و هذا كما یقال: سَقَی إبلَه قَبَلًا. و یقال أَیضاً: جَرَّ فلانٌ إبلَه علی أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَی و تسِیر؛ قاله الأَصمعی؛ و أَنشد: أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَیٍّ طِلْحِ، جَرّاً علی أَفْواهِها و السُّجْحِ «3».
(3). قوله [علی أفواهها و السجح] هكذا فی الأصل و التهذیب هنا، و تقدم إنشاده فی مادة جرر أفواههن السجح
لسان العرب، ج‌13، ص: 530
بُلَیّ: تصغیر بِلْوٍ، و هو البعیر الذی بَلاه السفر، و أَراد بالسُّجْحِ الخراطیمَ الطِّوال. و من دُعائِهم: كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَیْه و فَمِه؛ و منه قول الهذلی: أَ صَخْرَ بنَ عبدِ الله، مَنْ یَغْوِ سادِراً یَقُلْ غَیْرَ شَكٍّ للیَدْینِ و للفَمِ و فُوَّهةُ السِّكَّةِ و الطَّریقِ و الوادی و النهرِ: فَمُه، و الجمع فُوَّهاتٌ و فَوائِهُ. و فُوهةُ الطریقِ: كفُوَّهَتِه؛ عن ابن الأَعرابی. و الزَمْ فُوهةَ الطریقِ و فُوَّهَتَه و فَمَه. و یقال: قَعَد علی فُوَّهةِ الطریق و فُوَّهةِ النهر، و لا تقل فَم النهر و لا فُوهة، بالتخفیف، و الجمع أَفْواه علی غیر قیاس؛ و أَنشد ابن بری: یا عَجَباً للأَفْلقِ الفَلیقِ صِیدَ علی فُوَّهةِ الطَّریقِ «4». ابن الأَعرابی: الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر فی الكِظَامةِ، و هی السِّقایة. الكسائی: أَفْواهُ الأَزِقَّةِ و الأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ، بتشدید الواو مثل حُمَّرة، و لا یقال فَم. اللیث: الفُوَّهةُ فمُ النهر و رأْسُ الوادی. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، خرج فما تفَوَّهَ البَقیعَ قال: السلامُ علیكم؛ یرید لما دَخَل فمَ البَقِیعِ، فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما یُدْخَل إلی الجوفِ منه. و یقال لأَوَّل الزُّقاقِ و النهر: فُوَّهَتُه، بضم الفاء و تشدید الواو. و یقال: طَلع علینا فُوَّهةُ إبِلك أَی أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطریق. و أَفْواهُ المكان: أَوائُله، و أَرْجُلُه أَواخِرُه؛ قال ذو الرمة: و لو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَیْلی لقد هَوَتْ رِكابی بأَفْواهِ السَّماوةِ و الرِّجْلِ یقول: لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابی: و قولهم: إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَدیدٌ أَی القالةِ، و هو من فُهْتُ بالكلام. و یقال: هو یخاف فُوَّهَة الناسِ أَی قالتَهم. و الفُوهةُ و الفُوَّهةُ: تقطیعُ المسلمین بعضهم بعضاً بالغِیبة. و یقال: مَنْ ذا یُطِیق رَدَّ الفُوَّهةِ. و الفُوَّهةُ: الفمُ. أَبو المَكَارم: ما أحْسَنْتُ شیئاً قطُّ كَثَغْرٍ فی فُوَّهَةِ جاریةٍ حَسْناء أَی ما صادَفْت شیئاً حسناً. و أَفْواهُ الطیب: نَوافِحُه، واحدُها فوه. الجوهری: الأَفْواهُ ما یُعالج به الطِّیبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة. یقال: فُوهٌ و أَفْواه مثل سُوقٍ و أَسْواق، ثم أفاویهُ و قال أَبو حنیفة: الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ و ضُروبُه؛ قال ذو الرمة: تَرَدَّیْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابیُّ، و ارْتَجَّتْ علیها الرَّواعِدُ و قال مرَّة: الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّیبِ من الریاحین، قال: و قد تكون الأَفْواه من البقول؛ قال جمیل: بها قُضُبُ الرَّیْحانِ تَنْدَی و حَنْوَةٌ، و من كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ و الأَفْواهُ: الأَصْنافُ و الأَنواعُ. و الفُوَّهةُ: عروقٌ یُصْبَغ بها، و فی التهذیب: الفُوَّهُ عروقٌ یصبغ بها. قال الأَزهری: لا أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنی. و الفُوَّهةُ: اللبَنُ ما دامَ فیه طعمُ الحلاوةِ، و قد یقال بالقاف، و هو الصحیح. و الأَفْوه الأَوْدِیُّ: مِنْ شُعَرائهم، و الله تعالی أَعلم.

فصل القاف؛ ج13، ص: 530

قره؛ ج13، ص: 530

: قَرِهَ جِلْدُه قَرَهاً: تَقَشَّرَ أَو اسْوَدَّ من شدَّةِ الضَّرْب. ابن الأَعرابی: قَرِه الرجُلُ إذا
(4). قوله [للأَفلق الفلیق] هو هكذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌13، ص: 531
تَقَوَّب جِلْدُه من كَثْرة القُوَباء. و القَرَه فی الجسَدَ: كالقَلَحِ فی الأَسْنانِ، و هو الوَسَخُ، و قد قَرِه قَرَهاً، و رجل مُتَقَرِّه و أَقْرَهُ، و الأُنثی قَرْهاء.

قله؛ ج13، ص: 531

: القَلَهُ: لغة فی القَرَه. و قَلَهی و قَلَهِیَّا، كلاهما: موضع.

قمه؛ ج13، ص: 531

: القَمَهُ: قِلَّةُ الشهوةِ للطعام كالقَهَمِ، و قد قَمِهَ و قَمَهَ البعیرُ یَقْمَه قُمُوهاً: رفع رأْسَه و لم یَشْرَب الماء، لغة فی قَمَح. و قَمهَ الشی‌ءُ، فهو قامِهٌ: انْغَمَس حیناً و ارتفع أُخری؛ قال رؤبة: یَعْدِلُ أَنْضادَ القِفافِ القُمَّهِ جعَل القُمَّهَ نعتاً للقِفافِ لأَنها تَغِیب حیناً فی السَّراب ثم تظهر؛ قال ابن بری قبل هذا البیت الذی أَورده الجوهری: قَفْقاف أَلْحِی الرَّاعِساتِ القُمَّهِ قال ابن بری قبله: یَعْدِل أَنْضادَ القِفافِ الرُّدَّهِ عنها، و أَثْباجَ الرِّمالِ الوُرَّهِ قال: و الذی فی رجز رؤبة: تَرْجافُ أَلْحِی الرَّاعِساتِ القُمَّهِ أَی تَرْجافُ أَلْحِی هذهِ الإِبلِ، الراعِساتِ أَی المضطربات، یَعْدِل أَنْضادَ هذه القفافِ و یَخْلُفها. و یقال: قَمَهَ الشی‌ءَ فی الماء یَقْمَهه إذا قَمَسه فارتَفع رأسُه أَحْیاناً و انْغَمَرَ أَحیاناً فهو قامِهٌ. و قال المفضل: القامِهُ الذی یَرْكَبُ رَأسَه لا یَدْرِی أَین یتوجه. الجوهری: القُمَّهُ من الإِبل مثل القُمَّح و هی الرافعةُ رُؤوسَها إلی السماء، الواحدة قامِهٌ و قامِحٌ. و قال الأَزهری فی ترجمة مَقَه: سَرابٌ أَمْقَه؛ قال رؤبة: فی الفَیْفِ من ذاكَ البَعیدِ الأَمْقَهِ و هو الذی لا خَضْراء فیه، و رواه أَبو عمرو الأَقْمه، قال: و هو البعید. یقال: هو یَتَقَمَّه فی الأَرض إذا ذهَبَ فیها، و قال الأَصمعی: إذا أَقْبَل و أَدْبَر فیها. و خرج فلان یَتَقَمَّه فی الأَرض: لا یَدْرِی أَیْنَ یَذْهَبُ. قال أَبو سعید: و یَتَكَمَّه مثله. و قال فی قول رؤبة القُمَّه: هی القُمَّحُ، و هی التی رفعت رؤوسها كالقِمَاح التی لا تَشْرَبه.

قنزه؛ ج13، ص: 531

: رجلٌ قَزٌّ قِنْزَهْوٌ و قِزٌّ قِنْزَهْوٌ؛ عن اللحیانی و لم یُفَسِّرْ قِنْزهْواً؛ قال ابن سیدة: و أُراه من الأَلفاظ المبالغ بِها، كما قالوا: أَصَمّ أَسْلَخُ و أَخْرَسُ أَملسُ، و قد یكون قِنْزَهْو ثُلاثِیّاً كقِنْدَأْوٍ.

قهقه؛ ج13، ص: 531

: اللیث: قَهْ یُحْكَی به ضَرْبٌ من الضَّحِك، ثم یُكَرَّرُ بتَصْریفِ الحكایة فیقال: قَهْقَهَ یُقَهْقِه قَهْقَهَةً إذا مدَّ و إذا رجَّع. ابن سیدة: قَهْقَهَ رجَّع فی ضَحِكه، و قیل: هو اشتدادُ الضَّحِك، قال: و قَهْ قَهْ حكایةُ الضَّحِك. الجوهری: القَهْقَهَةُ فی الضحك معروفةٌ، و هو أَن یقول قَهْ قَهْ. یقال: قَهَّ و قَهْقَهَ بمعنیً، و إذا خَفَّفَ قیل قَهَّ الضاحِكُ. قال الجوهری: و قد جاء فی الشعر مخففاً؛ قال الراجز یَذْكُر النِّساء: نَشَأْنَ فی ظِلِّ النَّعِیمِ الأَرْفَهِ، فهُنَّ فی تَهانُفٍ و فی قَهِ قال: و إِنما خفف فی الحكایة؛ و إن اضطر الشاعر إلی تثقیله جازَ له كقوله: ظَلِلْنَ فی هَزْرَقةٍ و قَهِّ، یَهْزَأْنَ مِنْ كلِّ عَبَامٍ فَهِّ و قَرَبٌ مُقَهْقِهٌ: و هو من القَهْقَهةِ فی قَرَبِ الوِرْدِ، مشتقٌّ من اصْطِدامِ الأَحْمالِ لَعَجَلَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 532
السیر كأَنهم توهموا لجَرْسِ ذلك جَرْسَ نَغْمةٍ فضاعَفُوه؛ قال ابن سیدة: و إِنما أَصله المُحَقْحِق، ثم قیل المُهَقْهِق علی البدل، ثم قلب فقیل المُقَهْقِه. الأَزهری: قال غیر واحد من أَئِمَّتِنا الأَصل فی قَرَبِ الوِرْدِ أَن یقال قَرَبٌ حَقْحاقٌ، بالحاء، ثم أَبدلوا الحاء هاء فقالوا للحَقْحَقة هَقْهَقة و هَقْهاق، ثم قلبوا الهَقْهقة فقالوا قَهْقَهة، كما قالوا حَجْحَج و جَخْجَخَ إذا لم یُبْدِ ما فی نفسه. قال الجوهری و القَهْقَهةُ فی السیر مثل الهَقْهَقة، مقلوبٌ منه؛ قال رؤبة: جَدَّ و لا یَحْمَدْنَه أَنْ یَلْحَقا أقَبُّ قَهْقاهٌ إذا ما هَقْهَقا و قال أَیضاً: یُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ بالهَیْفِ مِنْ ذاكَ البَعِیدِ الأَمْقَهِ «1». أَنشدهما الأَصمعی، و قال فی قوله القَرَبِ المُقَهْقِه: أَراد المُحَقْحِق فقلب، و أَصل هذا كلِّه من الحَقْحَقَة، و هو السیرُ المُتْعِب الشدید، و إذا انْتاطَت المَراعِی عن المیاه حُمِل المالُ وَقْتَ وِرْدِها خِمْساً كان أَو رِبْعاً علی السیر الحثیثِ، فیقال خِمْسٌ حَقْحاقٌ و قَسْقاس و حَصْحاصٌ، و كل هذا السیرُ الذی لیست فیه وَتِیرةٌ و لا فُتُور، و إنما قَلَبَ رؤبة حَقْحَقة فجعلها هَقْهَقة، ثم جعل هَقْهَقة قَهْقَهة، فقال المُقْهْقِه لاضطراره إلی القافیة؛ قال ابن بری: صواب هذا الرجز: بالفَیْفِ مِنْ ذاكَ البعید الأَمْقَهِ و قال بالفَیْفِ یرید القَفْر، و الأَمْقَهُ: مثلُ الأَمْرَهِ و هو الأَبْیَضُ، و أَراد به القَفْرَ الذی لا نَبات به.

قوه؛ ج13، ص: 532

: القُوهةُ: اللبَنُ الذی فیه طعم الحلاوة، و رواه اللیث فُوهة، بالفاء، و هو تصحیف. قال ابن بری: قال أَبو عمرو القُوهةُ اللبَنُ الذی یُلْقَی علیه مِنْ سِقاءٍ رائبٍ شی‌ءٌ و یَرُوبُ؛ قال جندل: و الحَذْرَ و القُوهةَ و السَّدِیفا الجوهری: القُوهةُ اللبَنُ إذا تغیَّر طعمُه قلیلًا و فیه حَلاوةُ الحَلَبِ: و القُوهِیُّ: ضَرْبٌ من الثیاب بِیضٌ، فارسی. الأَزهری: الثِّیاب القُوهِیَّةُ معروفة منسوبة إلی قُوهِسْتانَ؛ قال ذو الرمة: من القَهْزِ و القُوهِیِّ بیضُ المَقانِعِ «2». و أَنشد ابن بری لنُصَیْب: سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادی، و تَحْتَه قَمیصٌ منَ القُوهِیِّ، بِیضٌ بَنائِقُهْ اللیث: القاهِیُّ الرجلُ المُخْصِب فی رَحْلِه. و إنه لفی عَیْشٍ قاهٍ أَی رَفیهٍ بیِّنِ القُهُوَّةِ و القَهْوة، و هم قاهِیُّون.

قیه؛ ج13، ص: 532

: القاهُ: الطاعةُ؛ قال الزَّفَیان: ما بالُ عیْنٍ شَوْقُها اسْتَبْكاها فی رَسْمِ دارٍ لَبِسَتْ بِلاها تاللهِ لو لا النارُ أَن نَصْلاها، أَو یَدْعُوَ الناسُ علینا اللهَ، لمَا سَمِعْنا لأَمِیرٍ قاها قال الأُمَوی: عرفَتْه بنو أَسد. و ما لَه علیَّ قاهٌ أَی سُلْطانٌ. و القاهُ: الجاهُ. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا
(1). قوله [یصبحن إلخ] فی التكملة و یروی: یطلقن قبل بدل یصبحن بعد، و هو أصح و أشهر (2). قوله [من القهز إلخ] صدره كما فی الصحاح و اللسان فی مادة قهز: من الزرق أو صقع كأن رؤوسها
لسان العرب، ج‌13، ص: 533
من أهل المدینة، و قیل من أَهل الیمن، قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: إنّا أَهلُ قاهٍ، فإذا كان قاهُ أَحَدِنا دَعا مَنْ یُعِینه فعَمِلُوا له فأَطعَمَهُم و سَقاهم من شرابٍ یقال له المِزْرُ، فقال: أَ له نَشْوَةٌ؟ قال: نعَمْ، قال: فلا تَشْرَبوه؛ أَبو عبید: القاهُ سُرْعةُ الإِجابة و حُسْنُ المُعاونة، یعنی أَن بعْضَهم یُعاوِنُ بعضاً فی أَعْمالِهم و أَصلُه الطاعةُ، و قیل: معنی الحدیث إنَّا أَهلُ طاعةٍ لِمَنْ یَتَمَلَّكُ علینا، و هی عادَتُنا لا نَری خِلافَها، فإذا أَمَرَنا بأَمْرٍ أَو نَهانا عن أَمْرٍ أَطَعْناه، فإذا كان قاه أَحَدِنا أَی ذُو قاهِ أَحَدِنا دَعانا إلی مَعُونتِه فأَطْعَمَنا و سَقانا. قال ابن الأَثیر: ذكره الزمخشری فی القاف و الیاء، و جعل عینه منقلبة عن یاء، و لم یذكره ابن الأَثیر إلا فی قوه. و‌فی الحدیث: ما لی عنْدَه جاهٌ و لا لی علیه قاهٌ‌أَی طاعةٌ. الأَصمعی: القاهُ و الأَقْهُ الطاعةُ. یقال: أَقاهَ الرجلُ و أَیْقَهَ. الدینوری: إذا تَناوَبَ أَهلُ الجَوْخانِ فاجتمعوا مَرَّة عند هذا و مرة عند هذا و تعاوَنُوا علی الدِّیاسِ، فإن أَهل الیمن یسمُّون ذلك القاهَ. و نَوْبةُ كلِّ رجل قاهُهُ، و ذلك كالطاعة له علیهم لأَنه تَناوُبٌ قد أَلْزَمُوه أَنفسهم، فهو واجبٌ لبعضهم علی بعض، و هذه الترجمة ذكرها الجوهری فی قوه. قال ابن بری: قاه أَصلُه قَیَهَ، و هو مقلوب من یَقَه، بدلیل قولهم اسْتَیْقَه الرجلُ إذا أَطاعَ، فكان صوابه أَن یقول فی الترجمة قَیه، و لا یقول قوَه، قال: و حجة الجوهری أَنه یقال الوفْهُ بمعنی القاهِ، و هو الطاعةُ، و قد وَقِهْتُ، فهذا یدل علی أَنه من الواو؛ و أَما قول المُخَبَّل: و رَدُّوا صُدورَ الخَیْلِ حتی تنَهْنَهُوا إلی ذی النُّهَی، و اسْتَیْقَهُوا للمُحلِّم «1». أَی أَطاعوه، إلا أَنه مقلوب، قدَّمَ الیاء علی القاف و كانت القافُ قبْلَها، و كذلك قولهم: جَذَبَ و جَبَذَ، و یروی: و اسْتَیْدَهوا، قال ابن بری: و قیل إن المقلوب هو القاهُ دون اسْتَیْقَهوا. و یقال: اسْتَوْدَه و اسْتَیْدَه إذا انْقادَ و أَطاعَ، و الیاء بدل من الواو. ابن سیدة: و القاهُ سُرْعةُ الإِجابةِ فی الأَكل، قال: و إِنما قَضَیْنا بأَن أَلفَ قاه یاءٌ لقولهم فی معناه أَیْقَهَ و اسْتَیْقَهَ أَی أَطاعَ، و ما جاء من هذا الباب لم یُقَلْ فیه أَیْقَهَ و لا تبیَّنَت فیه الیاءُ بوجهٍ حُمِل علی الواو. و أَیقَهَ أَی فَهِمَ. یقال: أَیْقِهْ لهذا أی افهمه، و الله تعالی أَعلم.

فصل الكاف؛ ج13، ص: 533

كبه؛ ج13، ص: 533

: الأَزهری قال‌فی حدیث حذیفة: قال له رجلٌ قد نُعِتَ لنا المسیحُ الدجَّال و هو رجلٌ عریضُ الكَبْهةِ، أَراد الجَبْهةَ، و أَخرج الجیم بین مَخرجها و مخرج الكاف، و هی لغة قومٍ من العرب، ذكرها سیبویه مع ستة أَحرف أُخری و قال: إنها غیر مُستحسنة و لا كثیرةٌ فی لغة من تُرْضَی عربیَّتُه.

كته؛ ج13، ص: 533

: كتَهَه كَتْهاً: ككدَهَهُ.

كده؛ ج13، ص: 533

: الكَدْهُ بالحجر و نحوهِ: صَكٌّ یؤَثِّرُ أَثراً شدیداً، و الجمع كُدُوهٌ. و قد كَدَهَه و كَدَّهَهُ. و كَدَهَ الشی‌ءَ و كَدَّهَهُ: كَسَّره؛ قال رؤبة: و خافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ و سقطَ من السَّطْح فتَكَدَّهَ و تَكَدَّحَ أَی تكَسَّر. و كَدَهَ لأَهْلِه كَدْهاً: كسَبَ لهم فی مَشقَّةٍ. و كَدَهَ یَكْدَهُ: لغة فی كَدَحَ یَكْدَحُ. یقال: هو یَكْدَحُ لعِیالهِ و یَكْدَهُ لعیالِه أَی یَكْسِبُ لهم. و یقال: كَدَهَه الهَمُّ یَكْدَهُه كَدْهاً إذا
(1). قوله [و ردوا صدور … إلخ] فی التكملة ما نصه و الروایة: فسدوا نحور القوم …، و یروی: فشكوا نحور الخیل …
لسان العرب، ج‌13، ص: 534
أَجْهَدَه؛ قال أُسامة الهذلی یصف الحُمُر: إذا نُضِحَتْ بالماء و ازْدادَ فَوْرُها، نَجا، و هو مَكْدوهٌ منَ الغمّ ناجِدُ یقول: إذا عَرِقَت الحُمُر و فارَت بالغَلْی نجا العَیْرُ. و الناجدُ: الذی قد عَرِقَ. و كَدَهَ رأْسَه بالمُشْط و كَدَّهَه: فَرَقَهُ به، و الحاء فی كل ذلك لغة. و الكَدْهُ: الغلَبةُ. و رجلٌ مَكْدُوهٌ: مغلوب. و قد كَهَدَ و أَكْهَدَ و كَدَهَ و أَكْدَهَ كلُّ ذلك إذا أَجْهَده الدُّؤُوب. و یقال: فی وجهه كُدُوهٌ و كُدوحٌ أَی خُموشٌ. و یقال: أَصابه شی‌ء فكَدَهَ وجْهَه، و به كَدْهٌ و كُدوهٌ.

كره؛ ج13، ص: 534

: الأَزهری: ذكر الله عز و جل الكَرْهَ و الكُرْهَ فی غیر موضع من كتابه العزیز، و اختلف القراء فی فتح الكاف و ضمها، فروی عن أَحمد بن یحیی أَنه قال قرأَ نافع و أَهل المدینة فی سورة البقرة: وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ بالضم فی هذا الحرف خاصة، و سائر القرآن بالفتح، و كان عاصم یضم هذا الحرف أَیضاً، و اللذیْنِ فی الأَحقاف: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً، و یقرأُ سائرَهُن بالفتح، و كان الأَعمشُ و حمزةُ و الكسائیُّ یَضُمُّون هذه الحروفَ الثلاثةَ، و الذی فی النساء: لٰا یَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسٰاءَ كَرْهاً، ثم قرؤوا كلَّ شی‌ء سواها بالفتح، قال: و قال بعض أَصْحابنا نختار ما علیه أَهل الحجاز أَن جمیع ما فی القرآن بالفتح إلا الذی فی البقرة خاصة، فإن القراء أَجمعوا علیه. قال أَحمد بن یحیی: و لا أَعلم بین الأَحْرُف التی ضمَّها هؤلاء و بین التی فتحوها فَرْقاً فی العربیة و لا فی سُنَّةٍ تُتَّبع، و لا أَری الناس اتفقوا علی الحرف الذی فی سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم، و بقیة القرآن مصادرُ، و قد أَجمع كثیر من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ و الكُرْهَ لُغتانِ، فبأَیِّ لغة وقع فجائِزٌ، إلا الفراء فإنه زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك علیه، و الكَرْه ما أَكْرَهَكَ غیرُكَ علیه، تقول: جئْتُكَ كُرْهاً و أَدْخَلْتَنی كَرْهاً، و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ؛ یقال كَرِهْتُ الشی‌ءَ كَرْهاً و كُرْهاً و كَراهةً و كَرَاهِیَةً، قال: و كل ما فی كتاب الله عز و جل من الكرْه فالفتح فیه جائز، إلا فی هذا الحرف الذی فی هذه الآیة، فإن أَبا عبید ذكر أَن القراء مُجْمِعون علی ضمِّه، قال: و معنی كَراهِیَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه علی جِنْسِ غِلَظِه علیهم و مشقَّتِه، لا أَن المؤمنین یَكْرَهُونَ فَرْضَ الله، لأَن الله تعالی لا یفعل إلا ما فیه الحكمة و الصلاح. و قال اللیث فی الكَرْه و الكُرْه: إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ، و إذا فتحوا قالوا كَرْهاً، تقول: فعلتُه علی كُرْهٍ و هو كُرْهٌ، و تقول: فعلتُه كَرْهاً، قال: و الكَرْهُ المكروهُ؛ قال الأَزهری: و الذی قاله أَبو العباس و الزجاج فحسَنٌ جَمِیل، و ما قاله اللیث فقد قاله بعضهم، و لیس عند النحویِّین بالبَیِّنِ الواضح. الفراء: الكُرْه، بالضم، المَشقَّةُ. یقال: قُمْتُ علی كُرْهٍ أَی علی مشقَّةٍ. قال: و یقال أَقامنی فلان علی كَرْهٍ، بالفتح، إذا أَكرهك علیه. قال ابن بری: یدل علی صحة قول الفراء قولُه سبحانه: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً؛ و لم یقرأ أَحد بضم الكاف. و قال سبحانه و تعالی: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِتٰالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ؛ و لم یقرأ أَحد بفتح الكاف فیصیر الكَره، بالفتح، فعل المضْطَرّ، و الكُرْه، بالضم، فعل المختار. ابن سیدة: الكَرْهُ الإِباءُ و المشَقَّةُ تُكَلَّفُها فتَحْتَمِلُها، و الكُرْهُ، بالضم، المشقةُ تحْتَمِلُها من غیر أَن تُكَلَّفها. یقال: فعلَ
لسان العرب، ج‌13، ص: 535
ذلك كَرْهاً و علی كُرْهٍ. و حكی یعقوب: أَقامَنی علی كَرْهٍ و كُرْهٍ، و قد كَرِهَه كَرْهاً و كُرْهاً و كَراهَةً و كراهِیةً و مَكْرَهاً و مَكْرَهةً؛ قال: لَیْلَةُ غُمَّی طامِسٌ هِلالُها، أَوْغَلْتُها و مُكْرَهٌ إیغالُها و أَنشد ثعلب: تَصَیَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، و لا تُرَی علی مَكْرَهٍ یَبْدُو بها فیَعیبُ یقول: لا تَتَكَلَّمُ بما یُكْرَه فیَعیبُها. و‌فی الحدیث: إِسْباغ الوُضوء علی المَكارِه؛ ابن الأَثیر: جمع مَكْرَهٍ و هو ما یَكْرَههُ الإِنسان و یشقُّ علیه. و الكُرْهُ، بالضم و الفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنی أَن یَتَوَضَّأَ مع البرد الشدید و العِلَلِ التی یَتَأَذَّی معها بمسِّ الماء، و مع إعْوازِه و الحاجةِ إلی طلبه و السَّعْی فی تحصیله أَو ابْتِیاعِه بالثَّمن الغالی و ما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة. و‌فی حدیث عبادة: بایَعْتُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی المَنْشَطِ و المَكْرَه؛ یعنی المَحْبوبَ و المَكْروهَ، و هما مصدران. و‌فی حدیث الأُضْحیة: هذا یومٌ اللحمُ فیه مكروهٌ، یعنی أَن طلَبَه فی هذا الیوم شاقٌّ. قال ابن الأَثیر: كذا قال أَبو موسی، و قیل: معناه أَن هذا الیومَ یُكْرَه فیه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة، إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ و لیس عندی إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِی عن النُّسُك، هكذا جاء فی مسلم اللَّحْمُ فیه مكروهٌ، و الذی جاء‌فی البخاری هذا یومٌ یُشْتَهی فیه اللحْمُ، و هو ظاهر. و‌فی الحدیث: خُلِقَ المكروهُ یوم الثَّلاثاءِ، و خُلِقَ النُّورُ یومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَكْرُوهِ هاهنا الشرَّ‌لقوله: و خُلقَ النُّورُ یومَ الأَرْبِعاء، و النُّورُ خیرٌ، و إنما سُمّیَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب. ابن سیدة: و اسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ. و فی المثل: أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ، و ذلك أَن رجلًا أَكْرَهَه آخرُ علی عملٍ فأَساءَ عملَه، یضربُ هذا للرجل یَطْلُب الحاجة فلا یُبالِغ فیها؛ و قول الخَثْعَمِیَّة: رأَیتُ لهمْ سِیماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم، و أَهْلُ الغَضَی قَوْمٌ علیَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها. و شی‌ءٌ كَرْهٌ: مكروهٌ؛ قال: و حَمْلَقَتْ حَوْلِیَ حَتَّی احْوَلَّا مَأْقانِ كَرْهانِ لها و اقْبَلَّا و كذلك شی‌ءٌ كَریةٌ و مكروهٌ. و أَكْرَهَه علیه فتكارَهَه. و تكَرَّهَ الأَمْرَ: كَرِهَه. و أَكْرهْتُه: حَمَلْتُه علی أَمْرٍ هو له كارهٌ، و جمع المكروه مَكارِهُ. و امرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ علی ذلك. و كَرَّهَ إلیه الأَمْرَ تكرِیهاً: صیَّره كریهاً إلیه، نقیض حَبَّبَه إلیه، و ما كانَ كَرِیهاً و لقد كَرُهَ كَراهةً؛ و علیه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر: حتی اكْتَسَی الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ، لا لَذّاً و لا مُحَبَّبا، أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ لیس بكارهٍ، فإذا امتنع أَن یُحْمَل علی كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحیوان لم یُحْمَلْ إلا علی كَرُهَ الذی هو للحیوان و غیره. و أَمْرٌ كَریهٌ: مَكروهٌ. و وَجْهٌ كَرْهٌ و كَریهٌ: قبیحٌ، و هو من ذلك لأَنه یُكْرَه. و أَتَیْتك كَراهینَ أَنْ تَغْضَبَ أَی كَراهیةَ أَن تَغْضبَ. و جئتك علی كَراهینَ أَی
لسان العرب، ج‌13، ص: 536
كُرْه؛ قال الحُطَیْئة: مُصاحبةٍ علی الكَراهینِ فارِكِ «2». أَی علی الكراهة، و هی لغة. اللحیانی: أَتَیْتُك كَراهینَ ذلك و كَراهیةَ ذلك بمعنیً واحد. و الكَرِیهةُ: النازلةُ و الشدَّةُ فی الحرْبِ، و كذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر. و ذو الكَریهةِ: السَّیْفُ الذی یَمْضِی علی الضَّرائِب الشِّدادِ لا یَنْبُو عن شی‌ء منها. قال الأَصمعی: مِنْ أَسماء السیوف ذُو الكَریهة، و هو الذی یَمْضِی فی الضرائب. الأَزهری: و یقال للأَرض الصُّلْبةِ الغلیظة مثل القفِّ و ما قارَبَهُ كَرْهةٌ. و رجل ذو مَكْروهةٍ أَی شدة؛ قال: و فارس فی غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّی علی مَكْروهة صَدَقا و رجل كَرْهٌ: مُتَكرِّهٌ. و جمل كَرْهٌ: شدید الرأْس؛ و أَنشد: كَرْه الحَجاجَینِ شَدِیدُ الأَرْآد و الكَرْهاء: أَعْلی النُّقْرة، هُذَلیَّة، أَراد نُقْرَة القَفا. و الكَرْهاءُ: الوَجْهُ و الرّأْسُ أَجْمَع.

كفه؛ ج13، ص: 536

: ابن الأَعرابی: الكافِهُ رئیسُ العَسْكَرِ، و هو الزَّویرُ و العمود و العِمادُ و العُمْدةُ و العُمْدانُ؛ قال الأَزهری: هذا حرف غریب.

كمه؛ ج13، ص: 536

: الكَمَه فی التفسیر: العَمَی الذی یُولَدُ به الإِنسانُ. كَمِهَ بَصَرُهُ، بالكسر، كَمَهاً و هو أَكْمَه إذا اعْتَرَتْهُ ظُلْمَة تَطْمِسُ علیه. و‌فی الحدیث: فإنهما یُكْمِهانِ الأَبْصارَ، و الأَكْمَهُ: الذی یُولَدُ أَعمی. و فی التنزیل العزیز: وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ؛ و الفعلُ كالفِعل، و ربما جاء الكَمَه فی الشِّعْرِ العَمَی العارض؛ قال سُوَیْد: كَمِهَتْ عَیْناهُ لمّا ابْیَضَّتا، فهْوَ یَلْحَی نَفْسَه لمّا نَزَعْ قال ابن بری: و قد یجوز أَن یكون مُسْتعاراً من قولهم كَمِهَتِ الشمسُ إذا عَلَتْها غُبْرَةٌ فأَظْلَمت، كما تُظْلِمُ العینُ إذا عَلَتْها غُبْرَةُ العَمَی، و یجوز أَیضاً أَن یكون مستعاراً من قولهم كَمهَ الرجلُ إذا سُلِبَ عَقْلُه، لأَنّ العینَ بالكَمَهِ یُسْلَبُ نُورُها، و معنی البیت أَن الحَسَدَ قد بَیَّضَ عینیه كما قال رؤبة: بَیَّضَ عَیْنیهِ العَمَی المُعَمِّی و ذكر أَهلُ اللغة: أَن الكَمَهَ یكون خِلْقةً و یكون حادِثاً بعد بَصَرٍ، و علی هذا الوجه الثانی فسر هذا البیت. قال ابن سیدة: و ربما قالوا للمسلوب العقلِ أَكْمَه؛ قال رؤبة: هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ فی غائلاتِ الحائرِ المُتَهْتِهِ ابن الأَعرابی: الأَكْمَهُ الذی یُبْصِرُ بالنهار و لا یُبْصِرُ باللیل. و قال أَبو الهیثم: الأَكْمَهُ الأَعْمَی الذی لا یُبْصِرُ فیتحیَّر و یَترَدَّدُ. و یقال: إن الأَكْمَه الذی تَلِدُه أُمُّه أَعمی؛ و أَنشد بیت رؤبة: هَرَّجتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ فوَصَفهُ بالهَرْج، و ذكر أَنه كالأَكْمَهِ فی حالِ هَرْجِه. و كَمِهَ النهارُ إذا اعْتَرَضتْ فی شَمْسِه غُبْرَةٌ. و كَمِهَ الرجلُ: تغیَّر لوْنُه. و الكامِهُ: الذی یَركبُ رأْسَه لا یَدْری أَیْنَ یتَوَجَّه. یقال: خرج یتَكَمَّهُ فی الأَرض.

كنه؛ ج13، ص: 536

: كُنْهُ كلِّ شی‌ءٍ قَدْرُه و نِهایتُه و غایَتُه. یقال: اعْرِفْه كُنْهَ المعرفةِ، و فی بعض المعانی:
(2). قوله [مصاحبة إلخ] صدره كما فی التكملة: و بكر فلاها عن نعیم غزیرة
لسان العرب، ج‌13، ص: 537
كُنْهُ كلِّ شی‌ءٍ وَقْتُه و وَجْهُه. تقول: بلَغْتُ كُنْهَ هذا الأَمر أَی غایَته، و فعلت كذا فی غیر كُنْهِه؛ و أَنشد: و إنَّ كلامَ المَرْءِ فی غیر كُنْهِه لَكالنَبْلِ تَهْوِی لیس فیها نِصالُها الجوهری: لا یُشْتقُّ منه فِعْلٌ، و قولهم: لا یَكْتَنِهُه الوصفُ بمعنی لا یَبْلغ كُنْهَه، كلامٌ مولَّد. الأَزهری: اكْتَنَهْتُ الأَمرَ اكْتِناهاً إذا بلَغْتَ كُنْهَه. ابن الأَعرابی: الكُنْه جوهر الشی‌ء، و الكُنْهُ الوقتُ، تقول: تَكَلَّم فی كُنْهِ الأَمر أَی فی وقْتِه. و‌فی الحدیث: مَنْ قَتَلَ مُعاهَداً فی غیر كُنْهِه، یعنی مَنْ قَتَلَه فی غیر وقته أَو غایةِ أَمره الذی یجوز فیه قتله؛ و منه‌الحدیث: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَها فی غیر كُنْهِه‌أَی فی غیر أَن تَبْلُغَ من الأَذَی إلی الغایة التی تُعْذَرُ فی سُؤال الطلاق معها. و الكُنْهُ: نهایةُ الشی‌ء و حقیقته.

كهكه؛ ج13، ص: 537

: الكَهَّةُ: الناقةُ الضخمةُ المُسِنَّة. الأَزهری: ناقة كَهَّةٌ و كَهَاةٌ، لغتان، و هی الضخمة المُسنَّة الثقیلة. و الكَهَّةُ: العجوزُ أَو النابُ، مهزولةً كانت أَو سمینةً. و قد كَهَّت الناقةُ تَكِهُّ كُهوهاً إذا هَرِمَت. ابن الأَعرابی: جاریة كَهْكاهةٌ و هَكْهاكةٌ إذا كانت سمینةً. و كَهَّ الرجلُ: اسْتُنْكِهَ؛ عن اللحیانی. الجوهری: و كَهَّ السَّكْرانُ إذا اسْتَنْكَهْتَه فكَهَّ فی وَجْهِك. أَبو عمرو: یقال كَهَّ فی وجْهِی أَی تنفَّسَ، و الأَمْرُ منه كَهَّ و كِهَّ، و قد كَهِهْتُ أَكَهُّ و كَهَهْتُ أكِهُّ. و‌فی الحدیث: أَن ملَكَ الموتِ قال لموسی، علیهما السلام، و هو یریدُ قبْضَ رُوحِه: كُهَّ فی وجهی، ففَعل، فقبَضَ رُوحَه، أَی افْتَحْ فاكَ و تنفَّسْ. یقال: كَهَّ یَكُهُّ و كُهَّ یا فلان أَی أَخْرِجْ نفَسَك، و یروی كَهْ، بهاء واحدة مُسكَّنة بوزن خَفْ، و هو من كاهَ یَكاهُ بهذا المعنی. و الكَهْكَهةُ: تردیدُ البعیرِ هَدِیرَه، و كَهْكَهَ الأَسدُ فی زئیرِه كذلك، و فی التهذیب: كأَنه حكایةُ صوْتِه، و الأَسدُ یُكَهْكِه فی زئیره؛ و أَنشد: سامٍ علی الزَّأْآرةِ المُكَهْكِه و الكَهْكَهةُ: حكایة صوتِ الزَّمْرِ؛ قال: یا حَبَّذا كَهْكَهةُ الغَوانی، و حَبَّذا تَهانُفُ الرَّوانی إلیَّ یومَ رِحْلةِ الأَظْعانِ و الكَهْكَهةُ فی الضحك أَیضاً، و هو فی الزَّمْرِ أَعْرَفُ منه فی الضحك. و كَهْ كَهْ: حكایةُ الضحِك. و فی التهذیب: و كَهْ حكایةُ الكُهَكِه. و رجلٌ كُهاكِهٌ: الذی تراه إذا نظرتَ إلیه كأَنه ضاحكٌ و لیس بضاحك. و‌فی الحدیث: كان الحجاجُ قصیراً أَصفرَ كُهاكِهةً، التفسیر لشمر حكاه الهروی فی الغریبین. و قال ابن الأَثیر: هو من الكَهْكهةِ القهقهةِ، و هذا الحدیث‌فی النهایة: أَصعرَ كُهاكِهاً، و فسره كذلك. و كَهْكَهَ المَقْرُورُ: تنفَّسَ فی یدِه لیُسخِّنَها بنفَسه من شدة البرْد فقال كَهْ كَهْ؛ قال الكمیت: و كهْكَهَ الصَّرِدُ المَقْرُورُ فی یدِه، و استَدْفأَ الكلْبُ فی المأْسورِ ذی الذِّئَبِ و هو أَن یتنفَّس فی یده إذا خَصِرَت. و شیخ كَهْكَمٌ: و هو الذی یُكَهْكِهُ فی یده؛ قال: یا رُبَّ شَیْخٍ، من لُكَیْزٍ كَهْكَمِ، قَلَّصَ عن ذاتِ شَبابٍ حَذْلَمِ و الكَهْكاهةُ من الرجال: المُتَهیِّبُ؛ قال أَبو العیال
لسان العرب، ج‌13، ص: 538
الهذلی یَرْثی ابنَ عمه عبد بن زُهْرة: و لا كهْكاهةٌ بَرِمٌ، إذا ما اشتَدَّتِ الحِقَبُ و الحِقَبُ: السِّنونَ، واحدَتُها حِقْبةٌ. و فی الصحاح: و لا كهكاءة «1». الأَزهری: عن شمر: و كَهْكامةٌ، بالمیم، مثلُ كَهْكاهةٍ للمُتَهیِّب، قال: و كذلك كَهْكَم، و أَصلُه كَهامٌ فزیدت الكاف. و الكَهْكاهُ: الضعیفُ. و تَكَهْكَه عنه: ضَعُف.

كوه؛ ج13، ص: 538

: كوِهَ كَوَهاً: تحیَّر. و تَكَوَّهَتْ علیه أُمورُه: تفرَّقَت و اتَّسَعَت، و ربما قالوا كُهْتُه و كِهْتُه فی معنی اسْتَنْكَهْتُه. و‌فی الحدیث: فقال مَلَكُ الموت لموسی، علیه الصلاة و السلام، كُهْ فی وجهی، و‌رواه اللحیانی: كَهْ فی وجهی، بالفتح.

كیه؛ ج13، ص: 538

: الكَیِّهُ: البَرِمُ بِحِیلته لا یتوجه لها، و قیل: هو الذی لا مُتَصَرَّفَ له و لا حِیلَة. و كِهْتُ الرجلَ أكِیهُه: اسْتَنْكَهْتُه.

فصل اللام؛ ج13، ص: 538

لثه؛ ج13، ص: 538

: اللیث: اللَّثاهُ اللُّهاةُ. و یقال: هی اللِّثهُ و اللَّثهُ من اللَّثاه لحمٌ علی أُصول الأَسنان. قال الأَزهری: و الذی عَرَفْته اللِّثاتُ جمع اللِّثَةِ، و اللِّثَةُ عند النحویین أَصلها لِثَیَةٌ من لَثِیَ الشی‌ءُ یَلْثَی إذا نَدِیَ و ابْتَلَّ، قال: و لیس من باب الهاء، و سنذكره فی موضعه. و‌فی حدیث ابن عمر: لعَنَ الواشِمةَ؛ قال نافع: الوَشمُ فی اللِّثةِ، اللِّثَةُ، بالكسر و التخفیف، عُمورُ الأَسْنانِ و هی مَغارِزُها.

لطه؛ ج13، ص: 538

: ابن الأَعرابی: اللَّطْحُ و اللَّطْهُ واحدٌ، و هو الضرب بباطن الكف. و فی النوادر: هَلْطةٌ من خَبَرٍ و هَیْطةٌ و لَهْطةٌ و لَعْطةٌ و خبْطةٌ و خَوْطةٌ كلُّه الخبر تَسمعه و لم تَسْتَحِقَّ و لم تُكذِّبْ.

لهله؛ ج13، ص: 538

: اللَّهْلَهةُ: الرجوعُ عن الشی‌ء. و تَلَهْلَه السرابُ: اضطرَبَ. و بلدٌ لَهْلَهٌ و لُهْلُهٌ: واسعٌ مُسْتوٍ یضطرب فیه السرابُ. و اللُّهْلُهُ أَیضاً: اتساعُ الصحراء؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و خَرْق مَهارِقَ دی لُهْلُهٍ أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ أَجَدَّ: جدَّدَ. و اللُّهْلُه، بالضم: الأَرضُ الواسعة یضطرب فیها السراب، و الجمع لَهالِهُ؛ و أَنشد شمر لرؤبة: بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِیاتِ النُّكَّهِ، و مخْفِقٍ من لُهْلُهٍ و لُهْلُهِ، من مَهْمَهٍ یَجْتَبْنَه و مَهْمَهِ قال ابن بری: الراغیات النُّكَّهُ أَی التی ذهبت أَصواتها من الضعف؛ قال: و شاهدُ الجمع قول الشاعر: و كم دُونَ لَیْلی مِنْ لَهالِهَ بَیْضُها صحیحٌ بمَدْحَی أُمِّه و فَلِیقُ و قال ابن الأَعرابی: اللُّهْلُهُ الوادی الواسع. و قال غیره: اللَّهالِهُ ما استوی من الأَرض. الأَصمعی: اللُّهْلُهُ ما استوی من الأَرض. و اللَّهْلَهُ، بالفتح: الثوبُ الردی‌ءُ النسج، و كذلك الكلامُ و الشِّعْرُ. یقال: لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَی هَلْهَلَه، و هو مقلوب منه. و ثوبٌ لَهْلَهٌ، بالفتح لا غیرُ: رقیقُ النسج. و اللَّهْلَهةُ: سخافةُ النسج. و اللُّهْلُهُ: القبیحُ الوجه.

لوه؛ ج13، ص: 538

: لاهَ السرابُ لَوْهاً و لَوَهاناً و تَلَوَّه. اضطرب و بَرَق، و الإِسم اللُّؤُوهةُ. و یقال: رأَیتُ لَوْهَ السراب أَی بَرِیقَه. و حكی عن بعضهم: لاهَ اللهُ
(1). قوله [و فی الصحاح و لا كهكاءة] كذا فی الأَصل، و الذی فیما بأیدینا من نسخ الصحاح: و لا كهكاهة مثل المذكور قبل
لسان العرب، ج‌13، ص: 539
الخلقَ یَلُوهُهم خلَقَهم، و ذلك غیر معروف. و اللاهةُ: الحیَّةُ؛ عن كراع. و اللاتُ: صنمٌ لِثَقِیف، و كان بالطائف، و بعض العرب یقف علیه بالتاء، و بعضهم بالهاء، و أَصله لاهةٌ، و هی الحیَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّی بها، ثم حذفت منه الهاء، كما قالوا شاة و أَصلها شاهة؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَن أَلفَ اللاهةِ التی هی الحیَّةُ واوٌ لأَن العینَ واواً أَكثرُ منها یاءً، و من العرب من یقول: أ فَرَأَیْتُمُ اللَّاتِ و العُزَّی، بالتاء، و یقول: هی اللَّاتْ فیجعلها تاء فی السُّكوت، و هی اللاتِ، فأَعلَم أَنه جُرَّ فی موضع الرفع، فهذا مثلُ أَمْسِ مكسور علی كل حال، و هو أَجْودُ منه لأَن أَلفَ اللاتِ و لامَه لا تَسْقُطان و إن كانتا زائدتین، قال: و أَما ما سمعنا من الأَكثر فی اللاتِ و العُزَّی فی السكوت علیها فاللَّاهْ، لأَنها هاءٌ فصارت تاء فی الوصل، و هی فی تلك اللغة مثلُ كان من الأَمر كَیْتِ و كَیْتِ، و كذلك هَیْهاتِ فی لغة مَنْ كسَر، إلا أَنه یجوز فی هَیْهات أَن یكون جماعة و لا یجوز ذلك فی اللَّات، لأَن التاء لا تُزاد فی الجماعة إلا مع الأَلف، و إن جعلتَ الأَلف و التاء زائدتین بقی الاسم علی حرف واحد؛ قال ابن بری: حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ فی فصل لوی لأَن أَصله لَوَیَة مثل ذات من قولك ذاتُ مالٍ، و التاءُ للتأْنیث، و هو مِنْ لَوَی علیه یَلْوِی إذا عَطَف لأَن الأَصنام یُلْوَی علیها و یُعْكَف. الجوهری: لاهَ یَلِیهُ لَیْهاً تَسَتَّر، و جوَّز سیبویه أَن یكون لاهٌ أَصلَ اسم الله تعالی؛ قال الأَعشی: كَدَعْوةٍ من أَبی رَباحٍ یَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ أَی إلاهُه، أُدخلت علیه الأَلف و اللام فجری مَجْرَی الاسم العلم كالعبَّاسِ و الحسَن، إلا أَنه خالف الأَعلام من حیثُ كان صفةً، و قولهم: یا ألله، بقطع الهمزة، إنما جازَ لأَنه یُنْوَی فیه الوقف علی حرف النداء تفخیماً للاسم. و قولهم: لاهُمَّ و اللَّهُمَّ، فالمیم بدل من حرف النداء؛ و ربما جُمع بین البَدَل و المُبْدَل منه فی ضرورة الشعر كقول الشاعر: غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ یا اللَّهُمَّا لأَن للشاعر أَن یرد الشی‌ء إلی أَصله؛ و قول ذی الإِصْبَع: لاهِ ابنُ عَمِّكَ، لا أَفْضَلْتَ فی حَسَبٍ عَنّی، و لا أَنْتَ دَیَّانِی فتَخْزُونی أَراد: للهِ ابنُ عمك، فحذف لامَ الجر و اللامَ التی بعدها، و أَما الأَلفُ فهی منقلبة عن الیاء بدلیل قولهم لَهْیَ أَبوكَ، أَ لا تری كیف ظهرت الیاء لمّا قُلِبت إلی موضع اللام؟ و أَما لاهُوت فإن صح أَنه من كلام العرب فیكون اشتقاقه من لاهَ، و وزنه فَعَلُوت مثل رَغَبُوت و رَحَمُوت، و لیس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوباً.

فصل المیم؛ ج13، ص: 539

مته؛ ج13، ص: 539

: مَتَهَ الدَّلْوَ یَمْتَهُها مَتْهاً: مَتَحَها. و المَتْهُ و التَّمَتُّه: الأَخْذُ فی الغَوایةِ و الباطلِ. و التَّمَتُّه: التحمُّقُ و الاخْتیال، و قیل: هو أَن لا یَدْرِیَ أَینَ یَقْصِد و یذهب، و قیل: هو التمَدُّحُ و التفخُّرُ، و كلُّ مبالغةٍ فی شی‌ء تَمَتُّهٌ، و قیل: التَّمَتُّهُ أَصله التَّمدُّه، و هو التمدُّحُ. و قد تَمتَّهَ إذا تمَدَّحَ بما لیس فیه؛ قال رؤبة: تمَتَّهی ما شِئْتِ أَنْ تمَتَّهِی، فلَسْتِ مِنْ هَوْئِی و لا ما أَشْتَهِی قال ابن بری: التَّمَتُّه مثلُ التَّعَتُّهِ و هو المُبالغةُ فی
لسان العرب، ج‌13، ص: 540
الشی‌ء. و تَماتَه عنه: تَغافَل. الأَزهری: المَتَهُ التمتُّه فی البِطالةِ و الغَوایةِ و المُجونِ؛ قال رؤْبة: بالحقِّ و الباطلِ و التمتُّهِ «2». و قال المفضل: التَّمَتُّهُ طلب الثناء بما لیس فیه. قال ابن بری: و التَّمتُّهُ التباعُدُ. قال ابن الأَعرابی: كان یقال التَّمتُّه یُزْری بالأَلِبّاء، و لا یتَمتَّهُ ذوُو العُقولِ.

مده؛ ج13، ص: 540

: مَدَهَه یَمْدَهُه مَدْهاً: مثل مَدَحه، و الجمع المُدَّهُ؛ قال رؤْبة: للهِ دَرُّ الغانِیاتِ المُدَّهِ سْبَّحْنَ و اسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهی و قیل: المَدْه فی نعت الهیئةِ و الجمالِ، و المَدْحُ فی كل شی‌ءٍ. و قال الخلیل بن أَحمد: مَدَهْتُه فی وجهه و مدَحْتُه إذا كان غائباً، و قیل: المَدْهُ و المَدْحُ واحدٌ، و قیل: الهاءُ فی كل ذلك بدل من الحاء. و المادِهُ: المادِحُ. و التَّمَدُّهُ: التمدُّح. الأَزهری: المَدْهُ یُضارِعُ المَدْحَ. و فلان یتمدَّهُ بما لیس فیه و یتمَتَّهُ: كأَنه یطلب بذلك مَدْحَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تمَدَّهِی ما شئتِ أَن تمَدَّهِی، فلسْتِ مِنْ هَوْئی و لا ما أَشتَهی

مره؛ ج13، ص: 540

: المَرَهُ: ضدُّ الكَحَلِ. و المُرْهةُ: البیاضُ الذی لا یخالطه غیرُه، و إِنما قیل للعین التی لیس فیها كَحَلٌ مَرْهاءُ لهذا المعنی. مَرِهَتْ عینُه تَمْرَهُ مَرَهاً إِذا فسدت لِتَرْكِ الكُحْلِ. و هی عینٌ مَرْهاء: خَلَتْ من الكُحْل. و امرأَة مَرْهاء: لا تتعهَّدُ عینَیْها بالكُحْل، و الرجلُ أَمْرَهُ. و‌فی الحدیث: أَنه لَعَنَ المَرْهاءَ؛ هی التی لا تكْتَحِل. و المَرَهُ: مرضٌ فی العین لترك الكُحْلِ، و منه‌حدیث علی، رضی الله عنه: خُمْصُ البُطونِ من الصِّیام مُرْهُ العیونِ من البكاءِ، هو جمع الأَمْرَهِ. و سَرابٌ أَمْرَهُ أَی أَبیض لیس فیه شی‌ء من السواد؛ قال: علیه رَقراقُ السَّرابِ الأَمْرَهِ الأَزهری: المَرَهُ و المُرْهةُ بیاضٌ تَكْرَهُه عینُ الناظر، و عینٌ مَرْهاء. و المَرْهاءُ من النِّعاج: التی لیس بها شِیَةٌ، و هی نعجة یَقَقةٌ. و المَرْهاءُ: القلیلةُ الشجر، سهلةً كانت أَو حَزْنةً. و المُرْهةُ: حفیرةٌ یجتمع فیها ماءُ السماء. و بنُو مُرْهةَ: بُطَیْنٌ، و كذلك بنو مُرَیْهةَ. و مَرْهانُ: اسم.

مزه؛ ج13، ص: 540

: المَزْحُ و المَزْهُ واحدٌ. مَزَهَ مَزْهاً: كمَزَحَ؛ قال: للهِ دَرُّ الغانیاتِ المُزَّهِ و رواه الأَصمعی بالدال. الأَزهری: یقال مازَحَه و مازَهَهُ.

مطه؛ ج13، ص: 540

: مَطَهَ فی الأَرض یَمْطَهُ مُطُوهاً: ذهَب.

مقه؛ ج13، ص: 540

: المَقَهُ: كالمَهَقِ. امرأَة مَقْهاء، و سَرابٌ أَمْقَهُ كذلك؛ قال رؤْبة: كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْقَهِ یَسْتَنُّ فی رَیْعانِه المُرَیَّهِ و أَنشد الأَزهری لرؤْبة: فی الفَیْفِ مِنْ ذاكَ البَعیدِ الأَمْقَهِ و هو الذی لا خضراء فیه، و رواه أَبو عمرو: الأَقْمه، قال: و هو البعید، و هذا البیت أَورده الجوهری: بالهَیْف من ذاك البعید. قال ابن بری: صوابه بالفَیْفِ، یرید القَفْرَ. و الأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ، و هو الأَبْیضُ، و أَراد به القفرَ الذی لا نبات فیه.
(2). قوله [بالحق إلخ] صدره: عن التصابی و عن التعته
لسان العرب، ج‌13، ص: 541
الجوهری: المَقَهُ مثل المَرَهِ. الأَزهری: المَهَقُ و المَقَهُ بیاضٌ فی زُرْقة، و امرأَة مَقْهاء. قال: و بعضهم یقول المَقَهُ أَشدُّهما بیاضاً. و فلاةٌ مَقْهاء و فَیْفٌ أَمْقَهُ إذا ابْیَضَّ من السراب؛ قال ذو الرمة: إذا خَفَقتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ رؤوسُ القوْمِ، و اعْتَنَقُوا الرِّحالا قال ابن بری: قال نَفْطَویه الأَمْقَه هنا الأَرضُ الشدیدة البیاض التی لا نبات بها، و الأَمْقَهُ المكان الذی اشتدّت الشمسُ علیه حتی كُرِهَ النظرُ إلی أَرْضِه؛ و قال ذلك فی قول ذی الرمة: إذا خَفَقَتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ قال: و المَقْهاءُ الكریهةُ المَنْظَرِ لأَنْ یكونَ المكانُ أَمْقَهَ إلا أَنها بالنهار، و لكن ذا الرمة قاله فی سَیْر اللیل، قال: و قیل المَقَهُ حُمْرة فی غُبْرة. ابن الأَعرابی: الأَمْقَهُ الأَبْیضُ القبیحُ البیاضِ، و هو الأَمْهَقُ. و المَقْهاء من النِّساء: التی تُرَی جُفونُ عینیها و مَآقِیها مُحْمرَّةً مع قلَّة شعرِ الحاجبین. و المَرْهاءُ: المَقْهاءُ؛ قال أَبو عمرو: هی القبیحةُ البیاضِ یُشْبِه بیاضُها بیاضَ الجِصِّ، و‌فی الحدیث: المِقَةُ من الله و الصِّیتُ من السماء؛ المِقة: المحبَّة، و قد وَمِقَ، و سنذكره فی موضعه. و قال النضر: المَقْهاءُ الأَرضُ التی قد اغْبَرَّتْ مُتونُها و آباطُها و بِراقُها بیضٌ، و المَقَهُ غُبْرةٌ إلی البیاض، و فی نَبْتِها قِلَّةٌ بَیِّنة المَقَهِ. و الأَمْقَهُ من الرجالِ: الأَحْمرُ أَشْفارِ العینِ، و قد مَقِهَ مَقَهاً. و الأَمْقَهُ من الناس: الذی یركبُ رأْسَه لا یدری أَین یتوجه.

مله؛ ج13، ص: 541

: رجلٌ مَلِیهٌ و مُمْتَلَهٌ: ذاهبُ العقل «1». و سَلِیهٌ مَلِیهٌ: لا طَعم له، كقولهم سَلِیخٌ مَلِیخٌ، و قیل: مَلِیه إتباع؛ حكاه ثعلب.

مهه؛ ج13، ص: 541

: مَهِهْتُ: لِنْتُ. و مَهَّ الإِبِلَ: رَفَقَ بها. و سیرٌ مَهَهٌ و مَهاهٌ: رفیق. و كلُّ شی‌ءٍ مَهَهٌ و مَهاهٌ و مَهاهَةٌ ما النِّساءَ و ذِكْرَهُنَّ أَی كلُّ شی‌ءٍ یسیرٌ حسَنٌ إلا النِّساءَ أَی إلا ذِكْرَ النساء، فنصب علی هذا، و الهاءُ من مَهَهٍ و مَهاهٍ أَصلیةٌ ثابتة كالهاء من مِیاهٍ و شفاهٍ؛ و قال اللحیانی: معناه كل شی‌ءٍ قَصْدٌ إلَّا النساءَ، قال: و قیل كلّ شی‌ءٍ باطلٌ إلا النساء و قال أَبو عبید فی الأَجناس: ما النِّساءَ و ذكْرَهُنَّ أَی دَع النِّساءَ و ذِكرَهُنَّ. و المَهاهُ: الطراوةُ و الحُسْنُ؛ قال: كفَی حَزَناً أَن لا مَهاهَ لعَیْشِنا، و لا عملٌ یَرْضَی به اللهُ صالِحُ و هذه الهاءُ إذا اتصلت بالكلام لم تَصِر تاء، و إنما تصیرُ تاء إذا أَردت بالمَهاةِ البقرةَ. و فی المثل: كلُّ شی‌ءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ و ذِكرَهُنَّ أَی أَن الرجل یحتمل كلَّ شی‌ء حتی یأتی ذكْرُ حُرَمِه فیمْتَعِضُ حینئذ فلا یحتمله، و قوله مَهَهٌ أَی یسیرٌ و مَهاهٌ أَی حسَنٌ، و نصب النساء علی الاستثناء أَی ما خَلا النساءَ، و إِنما أَظهروا التضعیف فی مَهَه فرقاً بین فَعَل و فَعْل؛ قال ابن بری: الروایة بحذف خلا، و هو یریدها، قال: و هو ظاهر كلام الجوهری. و روی: كلُّ شی‌ءٍ مَهَهٌ إلا حدیث النساء؛ قال ابن الأَثیر: المَهَهُ و المَهاهُ الشی‌ءُ الحقیرُ الیسیرُ، و قیل: المَهاهُ النَّضارةُ و الحُسْنُ، فعلی الأَول أَراد كلُّ شی‌ءٍ یَهُون و یُطْرَح إلا ذكْرَ النساء، و علی الثانی یكون الأَمر بعكسه أَی أَن كلَّ ذِكرٍ و حدیثٍ حسَنٌ إلا ذِكرَ النساء. و‌فی حدیث طلاق ابن عُمر: قلت فمَهْ أَ رَأَیْت إنْ
(1). قوله [ممتله ذاهب العقل] ضبط فی الأَصل و التكملة و المحكم بفتح اللام و ضبط فی القاموس بكسرها
لسان العرب، ج‌13، ص: 542
عَجَزَ و اسْتَحْمَقَ‌أَی فماذا للاستفهام، فأبدل الأَلف. هاء للوقف و السكت، و‌فی حدیث آخر: ثُمَّ مَهْ.و لیس بعَیْشِنا مَهَهٌ و مَهاهٌ أَی حُسْنٌ؛ قال عِمْرانُ ابن حِطّانَ: فلیس لِعَیْشِنا هذا مَهاهٌ، و لیست دارُنا هاتَا بدارِ قال ابن بری: الأَصمعی یرویه مَهاةٌ، و هو مقلوب من الماء، قال و وزنه فَلَعَة تقدیره مَهَوة، فلما تحركت الواو قلبت أَلفاً؛ و مثله قوله: ثم أَمْهاهُ علی حَجَرِه قال: و قال الأَسود بن یعفر: فإذا و ذلك لا مَهاهَ لذكْرِهِ، و الدهرُ یُعْقِبُ صالحاً بفسادِ ابن بُزُرْج: یقال ما فی ذلك الأَمر مَهَهٌ و هو الرَّجاءُ. و یقال: مَهِهْتُ منه مَهَهاً. و یقال: ما كان لك عند ضَرْبِك فلاناً مَهَهٌ و لا رَوِیَّةٌ. و المَهْمَهُ: المفازةُ البعیدة، و الجمع المَهامِهُ. و المَهْمَهُ: الخَرْقُ الأَمْلَس الواسع. اللیث: المَهْمَهُ الفَلاةُ بعینِها لا ماءَ بها و لا أَنیسَ. و أَرضٌ مَهامِهُ: بعیدةٌ. و یقال: المَهْمَهُ البَلْدةُ المُقْفِرَةُ، و یقال مَهْمَهَةٌ؛ و أَنشد: فی تیهِ مَهْمَهةٍ كأَنَّ صُوَیَّها أَیْدی مُخالِعةٍ تكُفُّ و تَنْهَدُ و‌فی حدیث قُسٍّ: و مَهْمَهِ ظِلْمانٍ، المَهْمَهُ: المفازةُ و البَرِّیَّة القَفْر، و جمعها مَهامِهُ. و مَهْ: زجرٌ و نهیٌ. و مَهْ: كلمة بُنِیت علی السكون، و هو اسم سُمِّی به الفعل، معناه اكْفُفْ لأَنه زجرٌ، فإن وصَلْتَ نوَّنت قلت مَهٍ مَهْ، و كذلك صَهْ، فإن وصلت قلت صَهٍ صَهْ. و‌فی الحدیث: فقالت الرحم مَهْ هذا مقامُ العائِذ بك، و قیل: هو زجرٌ مصروف إلی المستعاذ منه، و هو القاطع، لا إلی المستعاذ به، تبارَك و تعالی. و قد تكرر فی الحدیث ذكرُ مَهْ، و هو اسم مبنی علی السكون بمعنی اسكت. و مَهْمَهَ بالرجل: زَجَره قال له مَهْ. و مَهْ: كلمةُ زجْر. قال بعض النحویین: أَما قولهم مهٍ إذا نوّنت فكأَنك قلت ازْدِجاراً، و إذا لم تُنوِّنْ فكأَنك قلت الازْدجارَ، فصار التنوین علَمَ التنكیر و تركه علَمَ التعریفِ. و مَهْیَمْ: كلمةٌ معناها ما وراءَك. و مَهْما: حرفُ شرطٍ؛ قال سیبوبه: أَرادوا ما ما، فكرهوا أَن یُعیدوا لفظاً واحداً، فأَبدلوا هاء من الأَلف الذی یكون فی الأَول لیختلط اللفظ، فما الأُولی هی ما الجزاءِ، و ما الثانیةُ هی التی تزاد تأْكیداً للجزاء، و الدلیل علی ذلك أَنه لیس شی‌ءٌ من حروف الجزاء إلا و ما تُزادُ فیه؛ قال الله تعالی: فَإِمّٰا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ؛ الأَصل أَن تَثْقَفَنَّهم، و قال بعضهم: جائز أَن تكون مَهْ بمعنی الكفّ كما تقول مَهْ أَی اكْفُفْ، و تكون ما الثانیةُ للشرط و الجزاء كأَنهم قالوا اكْفُفْ ما تأْتِنا به من آیة، قال: و القول الأَول هو القول. قال أَبو بكر فی مهما: قال بعضهم معنی مَهْ كُفَّ، ثم ابتدأَ مُجازِیاً و شارِطاً، فقال ما یكنْ من الأَمر فإنی فاعلٌ، فَمَهْ فی قوله منقطع من ما، و قال آخرون فی مَهْما یكُنْ: ما یكُنْ فأَرادوا أَن یزیدوا علی ما التی هی حرفُ الشرط ما للتوكید، كما زادوا علی إنْ ما؛ قال الله تعالی: فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ، فزاد ما للتوكید، و كَرِهوا أَن یقولوا ما ما لاتفاق اللفظین، فأَبدلوا من أَلِفها هاء لیختلف اللفظان فقالوا مهما، قال: و كذلك مَهْمَنْ، أَصله مَنْ‌مَن؛ و أَنشد الفراء: أَماوِیَّ، مَهْمَنْ یَسْتمعْ فی صَدیقِه أقاویلَ هذا الناسِ، ماوِیَّ، یْندَمِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 543
و روی عن ابن الأَعرابی: مَهْما لیَ اللیلةَ مَهْما لِیَهْ، أَوْدَی بِنَعْلَیَّ و سِرْبالِیَهْ قال: مَهْما لی و ما لی واحدٌ. و‌فی حدیث زید بن عمرو: مَهْما تُجَشِّمْنی تُجَشَّمْتُ، مهما حرف من حروف الشرط التی یُجازَی بها، تقول مهما تفعل أَفعل، قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن تكون مهما كإذ ضُمَّت إلیها ما، قال بعض النحویین: ما فی قولهم مَهْما، زائدة و هی لازمة. أَبو سعید: مَهْمَهْتُه فتَمهْمَه أی كَفَفْتُه فكَفَّ.

موه؛ ج13، ص: 543

: الماءُ و الماهُ و الماءةُ: معروف. ابن سیدة: و حكی بعضهم اسْقِنی ماً، مقصور، علی أَن سیبویه قد نفی أَن یكون اسمٌ علی حرفین أَحدهما التنوین، و همزةُ ماءٍ منقلبة عن هاء بدلالة ضُروبِ تصاریفه، علی ما أَذكره الآن من جَمْعِه و تصغیره، فإن تصغیره مُوَیْه، و جمعُ الماءِ أَمواهٌ و مِیاهٌ، و حكی ابن جنی فی جمعه أَمْواء؛ قال أَنشدنی أَبو علی: و بَلْدة قالِصة أَمْواؤُها، تَسْتَنُّ فی رَأْدِ الضُّحَی أَفْیاؤُها، كأَنَّما قد رُفِعَتْ سَماؤُها أَی مطرُها. و أَصل الماء ماهٌ، و الواحدة ماهةٌ و ماءةٌ. قال الجوهری: الماءُ الذی یُشْرَب و الهمزة فیه مبدلة من الهاء، و فی موضع اللام، و أَصلُه مَوَهٌ، بالتحریك، لأَنه یجمع علی أَمْواه فی القِلَّة و مِیاهٍ فی الكثرة مثل جَمَلٍ و أَجْمالٍ و جِمالٍ، و الذاهبُ منه الهاءُ، لأَن تصغیره مُوَیْه، و إذا أَنَّثْتَه قلتَ ماءَة مثل ماعةٍ. و‌فی الحدیث: كان موسی، علیه السلام، یغْتَسِلُ عند مُوَیْهٍ؛ هو تصغیر ماء. قال ابن الأَثیر: أَصل الماء مَوَهٌ. و قال اللیث: الماءُ مدَّتُه فی الأَصل زیادة، و إنما هی خلف من هاءٍ محذوفة، و بیان ذلك أَن تصغیرَه مُوَیْهٌ، و من العرب من یقول ماءة كبنی تمیم یعْنُون الرَّكِیَّةَ بمائها، فمنهم مَنْ یَرْوِیها ممدوةً ماءة، و منهم من یقول هذه ماةٌ مقصورة، و ماءٌ كثیر علی قیاسِ شاة و شاء. و قال أَبو منصور: أَصلُ الماء ماهٌ بوزن قاهٍ، فثَقُلَت الهاء مع الساكن قبلها فقلبوا الهاء مدَّةً، فقالوا ماء كما تری: قال: و الدلیل علی أَن الأَصل فیه الهاء قولهم أَماهَ فلانٌ رَكِیَّتَه، و قد ماهَتِ الرَّكِیَّةُ، و هذه مُوَیْهةٌ عَذْبةٌ، و یجمع مِیاهاً. و قال الفراء: یُوقَفُ علی الممدود بالقصر و المدَّ شَرِبْت ماء، قال: و كان یجب أَن یكون فیه ثلاثُ أَلِفاتٍ، قال: و سمعت هؤلاء یقولون شربت مَیْ یا هذا، و هذه بَیْ یا هذا، و هذه بَ حَسَنة، فشبَّهوا الممدودَ بالمقصور و المقصورَ بالممدود؛ و أَنشد: یا رُبَّ هَیْجا هی خَیْرٌ مِنْ دَعَهْ فقَصَر، و هو ممدود، و شبهه بالمقصور؛ و سَمَّی ساعدةُ بنُ جُؤَیَّة الدمَ ماءَ اللحمِ فقال یهجو امرأَة: شَرُوبٌ لماءِ اللحمِ فی كلِّ شَتْوةٍ، و إِن لم تَجِدْ مَنْ یُنْزِل الدَّرَّ تَحْلُبِ و قیل: عَنَی به المَرَق تَحْسُوه دون عِیالِها، و أَراد: و إن لم تجد مَن یَحلُب لها حَلَبتْ هی، و حَلْبُ النساء عارٌ عند العرب، و النسبُ إلی الماء مائِیٌّ، و ماوِیٌّ فی قول من یقول عَطاوِیّ. و فی التهذیب: و النسبة إلی الماء ماهِیٌّ. الكسائی: و بئرٌ ماهَةٌ و مَیِّهةٌ أَی كثیرةُ الماء. و الماوِیَّةُ: المِرْآةُ صفة غالبة. كأَنها منسوبة إلی الماء لصفائها حتی كأَنَّ الماءَ یجری فیها، منسوبة إلی ذلك، و الجمع ماوِیٌّ؛ قال: ترَی فی سَنا الْمَاوِیِّ بالعَصْرِ و الضُّحَی علی غَفَلاتِ الزَّیْنِ و المُتَجَمّل
لسان العرب، ج‌13، ص: 544
و الماوِیَّةُ: البقرةُ لبیاضِها. و ماهَتِ الرَّكِیَّةُ تَماهُ و تَموهُ و تَمِیهُ مَوْهاً و مَیْهاً و مُؤُوهاً و ماهَةً و مَیْهةً، فهی مَیِّهةٌ و ماهةٌ: ظهر ماؤها و كثر، و لفظةُ تَمِیه تأْتی بعدَ هذا فی الیاء هناك من باب باع یبیع، و هو هنا من باب حَسِبَ یَحْسِبُ كطاحَ یَطِیحُ و تاهَ یَتِیهُ، فی قول الخلیل، و قد أَماهَتْها مادَّتُها و ماهَتْها. و حَفَر البئرَ حتی أَماهَ و أَمْوَه أَی بلغ الماءَ. و أَماهَ الحافرُ أَی أَنْبَط الماءَ. و مَوَّهَ الموضعُ: صارَ فیه الماءُ؛ قال ذو الرمّة: تَمِیمیّة نَجْدِیّة دارُ أَهْلِها إذا مَوَّهَ الصَّمَّانُ مِن سَبَلِ القَطْرِ و قیل: مَوَّهَ الصَّمَّانُ صار مُمَوَّهاً بالبَقْل. و یقال: تَمَوَّهَ ثمرُ النخل و العنبِ إذا امْتلأَ ماءً و تَهَیّأَ للنُّضْجِ. أَبو سعید: شجرٌ مَوَهِیٌّ إذا كانَ مَسْقَوِیَّاً، و شجر جَزَوِیٌّ یشرب بعروقه و لا یُسْقَی. و مَوَّهَ فلانٌ حَوْضَه تَمْوِیهاً إذا جعل فیه الماءَ. و مَوَّهَ السحابُ الوَقائعَ. و رجلٌ ماهُ الفُؤادِ و ماهی الفُؤادِ: جبان كأَن قَلبه فی ماء؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إنَّكَ یا جَهْضَمُ ماهی القلبِ قال: كذا یُنْشِده، و الأَصلُ مائِهُ القلبِ لأَنه مِن مُهْتُ. و رجل ماهٌ أَی كثیرُ ماءِ القلب كقولك رجل مالٌ؛ و قال: إنَّك یا جَهْضَمُ ماهُ القلبِ، ضَخْمٌ عریضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ ماهُ القلبِ: بلِیدٌ، و المُجْرئشُّ: المنتفخُ الجَنْبَین. و أَماهَتِ الأَرضُ: كثُر ماؤها و ظهر فیها النَّزُّ. و ماهَتِ السفینةُ تَماهُ و تَموه و أَماهَتْ: دخل فیها الماءُ. و یقال: أَماهَتِ السفینةُ بمعنی ماهَتْ. اللحیانی: و یقال امْهِنِی اسْقِنی. و مُهْتُ الرجلَ و مِهْتُه، بضم المیم و كسرها: سقَیْتُه الماءَ. و مَوَّه القِدْرَ: أَكثر ماءَها. و أَماهَ الرجلَ و السِّكِّینَ و غیرَهما: سَقاهُ الماءَ، و ذلك حینَ تَسُنُّه به. و أَمَهْتُ الدواةَ: صَبَبْتُ فیها الماء. ابن بُزُرْج: مَوَّهَت السماءُ أَسالَتْ ماءً كثیراً. و ماهَت البئرُ و أَماهت فی كثرة مائها، و هی تَماهُ و تَموه إذا كثُر ماؤها. و یقولون فی حفْر البئر: أَمْهَی و أَماهَ؛ قال ابن بری: و قول إمرئ القیس: ثم أَمْهاهُ علی حَجَره هو مقلوبٌ من أَماهَه، و وزنه أَفلعه. و المَها: الحجر، مقلوب أَیضاً، و كذلكَ المها ماءُ الفحل فی رحم الناقة. و أَماهَ الفحلُ إذا أَلْقی ماءَه فی رَحِم الأُنثی. و مَوَّهَ الشی‌ءَ: طَلاهُ بذهبٍ أَو بفضةٍ و ما تحت ذلك شَبَهٌ أَو نُحاسٌ أَو حدیدٌ، و منه التَّمْوِیهُ و هو التلبیسُ، و منه قیل للمُخادِع: مُمَوِّه. و قد مَوَّهَ فلانٌ باطِلَه إذا زَیَّنه و أَراه فی صورةِ الحقّ. ابن الأَعرابی: المَیْهُ طِلاءُ السیفِ و غیرِه بماء الذهب؛ و أَنشد فی نعت فرس: كأَنَّه مِیهَ به ماءُ الذَّهَبْ اللیث: المُوهةُ لونُ الماء. یقال: ما أَحسن مُوهَةَ وجْهِهِ. قال ابن بری: یقال وَجْهٌ مُمَوَّهٌ أَی مُزَیَّنٌ بماء الشَّباب؛ قال رؤبة: لَمَّا رَأَتْنی خَلَقَ المُمَوَّهِ و المُوهةُ: تَرَقْرُقُ الماء فی وجه المرأَة الشابة. و مُوهةُ الشبابِ: حُسْنُه و صَفاؤه. و یقال: علیه مُوهةٌ من حُسْنٍ و مُواهةٌ و مُوَّهةٌ إِذا مُنِحَه. و تَمَوَّهَ المالُ للسِّمَنِ إِذا جری فی لحُومِه الربیعُ. و تَمَوَّه
لسان العرب، ج‌13، ص: 545
العنَبُ إِذا جری فیهِ الیَنْعُ و حَسُنَ لَوْنُه. و كلامٌ علیه مُوهةٌ أَی حُسْنٌ و حلاوةٌ، و فلانٌ مُوهةُ أَهلِ بیتِه. ابن سیدة: و ثَوْبُ الماء الغِرْسُ الذی یكون علی المولود؛ قال الراعی: تَشُقُّ الطَّیْرُ ثَوْبَ الماء عنه، بُعَیْدَ حیاتِه، إِلا الْوَتِینا و ماهَ الشی‌ءَ بالشی‌ء مَوْهاً: خَلَطَه؛ عن كراع. و مَوَّه علیه الخبرَ إِذا أَخْبَره بخلاف ما سَأَلَه عنه. و حكی اللحیانی عن الأَسَدِیَّ: آهَة و ماهَة، قال: الآهَةُ الحَصْبةُ، و المَاهَةُ الجُدَرِیُّ. و ماهٌ: موضع، یُذَكَّرُ و یؤنث. ابن سیدة: و ماهُ مدینةٌ لا تَنْصرف لمكان العُجْمة. و ماهُ دینار: مدینة أَیضاً، و هی من الأَسماء المركبة. ابن الأَعرابی: الْمَاهُ قصَبُ البلدِ، قال: و منه ضُربَ هذا الدینارُ بماهِ البَصْرة و ماهِ فارسَ؛ الأَزهری: كأَنه معرّب. و الْمَاهانِ: الدِّینَوَرُ و نَهاوَنْدُ، أَحدُهما ماهُ الكوفةِ، و الآخرُ ماهُ البصرةِ. و‌فی حدیث الحسن: كانَ أَصحابُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَشْتَرُون السَّمْنَ المائیَّ؛ قال ابن الأَثیر: هو منسوب إلی مواضعَ تُسَمَّی ماه یُعْملُ بها، قال: و منه قولهم ماهُ البصرةِ و ماهُ الكوفةِ، و هو اسمٌ للأَماكِن المضافة إلی كل واحدة منهما، فقَلَب الهاءَ فی النَّسَب همزةً أَو یاءً، قال: و لیست اللفظةُ عربیة. و ماوَیْهِ: ماءٌ لبنی العَنْبرِ ببطن فَلْج؛ أَنشد ابن الأَعرابی: وَرَدْنَ علی ماوَیْه بالأَمْسِ نِسْوةٌ، و هُنَّ علی أَزْواجِهنَّ رُبوضُ و ماوِیَّةُ: اسمُ امرأَة؛ قال طرفة: لا یَكُنْ حُبُّكِ داءً قاتِلًا، لیس هذا مِنْكِ، ماوِیَّ، بِحُرّ قال: و تصغیرُها مُوَیّة؛ قال حاتم طی‌ء یخاطب ماوِیَّةَ و هی امرأَته: فضارَتْه مُوَیُّ و لم تَضِرْنی، و لم یَعْرَقْ مُوَیّ لها جَبینِی یعنی الكَلِمةَ العَوْراء. و ماهانُ: اسمٌ. قال ابن سیدة: قال ابن جنی لو كان ماهانُ عربیّاً فكان من لفظ هَوَّمَ أَو هَیَّمَ لكان لَعْفانَ، و لو كان من لفظ الوَهْم لكان لَفْعانَ، و لو كان من لفظ هَمَا لكان عَلْفانَ، و لو وجد فی الكلام تركیب و م ه فكان ماهَانُ من لفظه لكان مثاله عَفْلانَ، و لو كان من لفظ النَّهْم لكان لاعافاً، و لو كان من لفظ المُهَیْمِنِ لكان عافالًا، و لو كان فی الكلام تركیب م ن ه فكان ماهانُ منه لكان فالاعاً، و لو كان ن م ه لكان عالافاً. و ماءُ السماءِ: لقب عامر بن حارثة الأَزْدِیّ، و هو أَبو عمرو مُزَیْقِیَا الذی خرج من الیمن لما أَحَسَّ بسیل العَرِم، فسمی بذلك لأَنه كان إذا أَجْدَبَ قومُه مانَهُمْ حتی یأْتیهم الخِصْبُ، فقالوا: هو ماءُ السماءِ لأَنه خَلَفٌ منه، و قیل لولده: بنو ماء السماء، و هم ملوك الشأْم؛ قال بعض الأَنصار: أَنا ابنُ مُزَیْقِیَا عَمْرو، و جَدِّی أَبوه عامرٌ ماءُ السماء و ماءُ السماء أَیضاً: لقَبُ أُمّ المُنْذِر بن إمْرِئِ القَیْس بن عَمْرو بن عَدِیّ بن ربیعة بن نَصْرٍ اللَّخْمِیّ، و هی ابنة عَوْفِ بن جُشَمَ من النَّمِر بن قاسِطٍ، و سمیت بذلك لجمالها، و قیل لولدها بنُو ماءِ السماءِ، و هم ملوك العراق؛ قال زهیر: و لازَمْتُ المُلوكَ مِنَ آلِ نَصْرٍ، و بعدَهُمُ بنی ماءِ السماءِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 546
و‌فی حدیث أَبی هریرة: أُمُّكم هاجَرُ یا بنی ماءِ السماء؛ یرید العربَ لأَنهم كانوا یَتَّبعون قَطْرَ السماء فینزلون حیث كان، و أَلفُ الماءِ منقَلبةٌ عن واو. و حكی الكسائی: باتت الشَّاءُ لیلَتَها ماء ماء و ماه ماه، و هو حكایة صوتها.

میه؛ ج13، ص: 546

: ماهَتِ الرَّكِیَّةُ تَمِیهُ مَیْهاً و ماهةً و مِیْهَةً: كثر ماؤها، و مِهْتُها أَنا. و مِهْتُ الرجلَ: سقیته ماء، و بعض هذا مُتَّجِهٌ علی الواو، و هو مذكور فی موضعه. المُؤرِّجُ: مَیَّهْتُ السیفَ تَمْییهاً إذا وضعته فی الشمس حتی ذهب ماؤه.

فصل النون؛ ج13، ص: 546

نبه؛ ج13، ص: 546

: النُّبْه: القیامُ و الانْتِباهُ من النوم، و قد نَبَّهَهُ و أَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه و انْتَبَه، و انْتَبَهَ من نومه: استَیقَظ، و التنبیة مثله؛ قال: أَنا شَماطِیطُ الذی حُدِّثْتَ بهْ، مَتَی أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ و أَحْتَبِهْ، حتی یقالَ سَیِّدٌ، و لستُ بِهْ و كان حكمه أَن یقول أَتَنَبَّه لأَنه قال أُنَبَّه، و مطاوع فعَّلَ إنما هو تَفَعَّلَ، لكن لما كان أُنَبَّه فی معنی أُنْبَه جاء بالمطاوع علیه، فافهم، و قوله ثم أُنَزِّ معطوف علی قوله أَنْتَبِهْ، احْتَمَلَ الخَبْنَ فی قوله زِ حَوْلَهُ، لأَن الأَعرابی البدویّ لا یبالی الزِّحافَ، و لو قال زِی حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ و لم یكن هناك زِحافٌ، إلا أَنه من باب الضرورة، و لا یجوز القطعُ فی أُنَزِّی فی باب السَّعَةِ و الاختیار لأَن بعده مجزوماً، و هو قوله و أَحْتَبِهْ، و محال أَن تقطع أَحد الفعلین ثم ترجع فی الفعل الثانی إلی العطف، لا یجوز إنْ تأْتنی أُكْرِمُك و أُفْضِلْ علیك برفع أُكْرِمك و جزم أُفضل، فَتَفَهَّم. و‌فی حدیث الغازی: فإن نومه و نَبَهَه خیرٌ كلُّه؛ النبه: الانتباه من النوم. أَبو زید: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ، و هو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له. و نَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه و تَنَبَّهَ: أَیقظه. و تَنَبَّه علی الأَمر: شَعَرَ به. و هذا الأَمر مَنْبَهَهٌ علی هذا أَی مُشْعِرٌ به، و مَنْبَهَةٌ له أَی مشعر بقدره و مُعْلٍ له؛ و منه‌قوله: المال مَنْبَهَةٌ للكریم، و یُسْتَغْنی به عن اللئیم.و نَبَّهْتُهُ علی الشی‌ء: وَقَّفْتُهُ علیه فَتَنَبَّه هو علیه. و ما نَبِهَ له نَبَهاً أَی ما فَطِنَ، و الاسم النُّبْهُ. و النَّبَهُ: الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب. یقال: وجدت الضالة نَبَهاً عن غیر طلب، و أَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متی ضَلَّ. الأَصمعی: یقال أَضَلُّوه نَبَهاً لا یدرون متی ضَلَّ حتی انْتَبَهوا له؛ قال ذو الرُّمَّةِ یصف ظَبْیاً قد انْحَنی فی نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ: كأَنه دُمْلُجٌ، من فِضَّةٍ، نَبَهٌ، فی مَلْعَبٍ من عَذارَی الحَیّ، مَفْصومُ إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّیهِ و انحنائه إذا نام، و نَبَهٌ هنا بدل من دُمْلُجٍ. و أَضَلَّهُ نَبَهاً: لم یدر متی ضَلَّ. قال ابن بری: و هذا البیت شاهد علی النَّبَهِ الشی‌ءِ المشهورِ، قال: شَبَّه ولد الظَّبْیَةِ حین انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِیَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَی بدُملُجٍ أَبیض نَقیٍّ كما كان ولد الظَّبیةِ كذلك، و قال فی مَلْعَبٍ من عَذارَی الحیّ لأَن مَلْعَب الحیّ قد عُدِلَ به عن الطریق المسلوك، كما أَن الظبیة قد عَدَلَت بولدها عن طریق الصَّیَّادِ، و قوله مَفْصوم و لم یقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ و القَصْمَ الكسر و التَّبَرِّی، و إنما یرید أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلی
لسان العرب، ج‌13، ص: 547
فخذه و استدار كان كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَی مصدوع من غیر انفراج. و أَنْبَه حاجتَه: نسیها. قال الأَصمعی: و سمعت من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتی نسیتُها، فهی مُنْبَهَةٌ. و یقال للقوم ذهَب لهمُ الشی‌ء لا یدرون مَتی ذهَب: قد أَنْبَهوه إنْباهاً. و النَّبَه: الضالة لا یُدْری متی ضَلَّتْ و أَین هی. یقال: فَقَدْتُ الشی‌ء نَبَهاً أَی لا علم لی كیف أَضللته؛ قال: و قول ذی الرمة: كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ وضعه فی غیر موضعه، كان ینبغی له أَن یقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً. و قال شمر: النَّبَهُ المَنْسِیُّ المُلْقَی الساقط الضالُّ. و شی‌ء نَبَهٌ و نَبِهٌ أَی مشهور. و رجل نَبِیهٌ: شَریف. و نَبُهَ الرجلُ، بالضم: شرُفَ و اشتهر نَباهَةً فهو نَبِیهٌ و نابِهٌ، و هو خلاف الخامل. و نَبَّهْتُه أَنا: رفعته من الخمول. یقال: أَشِیعوا بالكُنی فإنها مَنْبَهَةٌ. و‌فی الحدیث: فإنه مَنْبَهةٌ للكریم‌أَی مَشْرَفَةٌ و مَعْلاةٌ من النَّباهَة. یقال: نَبُهَ یَنْبُه إذا صار نَبِیهاً شریفاً. و النَّباهَةُ: ضد الخُمُولِ، و هو نَبَهٌ. و قوم نَبَهٌ كالواحد؛ عن ابن الأَعرابی، كأَنه اسم للجمع. و رجل نَبَهٌ و نَبِیهٌ إذا كان معروفاً شریفاً؛ و منه قول طَرَفَة یمدح رجلًا: كامِلٌ یَجْمَعُ آلاءَ الفَتَی، نَبَهٌ سَیِّدُ ساداتٍ خِضَمّ و نَبَّه باسمه: جعله مذكوراً. و إنه لمَنْبوه الاسم: معروفُهُ؛ عن ابن الأَعرابی. و أَمرٌ نابهٌ: عظیمٌ جلیل. أَبو زید: نَبِهْتُ للأَمر، بالكسر، أَنْبَهُ نَبَهاً و وَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً، و هو الأَمر تنساه ثم تتنَبَّهُ له. و نابِهٌ و نُبَیْهٌ و مُنَبِّه: أَسماء. و نَبْهانُ: أَبو حَیٍّ من طَیٍّ، و هو نَبْهانُ بن عمرو.

نجه؛ ج13، ص: 547

: النَّجْهُ: استقبالُك الرجلَ بما یكره و رَدُّكَ إیاه عن حاجته، و قیل: هو أَقبح الرد؛ أَنشد ثعلب: حَیّاكَ ربُّكَ أَیُّها الوَجْهُ، و لغَیْرِكَ البَغْضاءُ و النَّجْهُ نجَهَهُ یَنْجَهُهُ نَجْهاً و تنَجَّهَهُ: اللیث: نجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً إذا استقبلته بما یُنَهْنِهُهُ و یكفه عنك فیَنْقدِعُ عنك. و‌فی الحدیث: بعد ما نَجَهَها عُمر‌أَی بعد ما رَدَّها و انتهرها. و النَّجْهُ: الزجر و الرَّدْعُ. یقال: انْتَجَهْتُ الرجلَ و تنَجَّهْتُهُ؛ قال رؤْبة: كَعْكَعْتُه بالرَّجْمِ و التَّنَجُّهِ، أَو خاف صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ و یروی: كَفْكَفْته …؛ یقول رَدَدْت الخصم. و رجل ناجِهٌ إذا دخل بلداً فكَرِهَه. و نجَهَ علی القوم: طَلَع. و فی النوادر: فلان لا یَنْجَعُهُ و لا یَهْجَؤُهُ و لا یَهْجَأُ فیه شی‌ء و لا یَنْجَهُهُ شی‌ء و لا یَنْجَه فیه شی‌ء، و ذلك إذا كان رَغِیباً مُسْتَوْبِلًا لا یَشْبَعُ و لا یَسْمَنُ عن شی‌ء.

نده؛ ج13، ص: 547

: النَّدْهُ: الزَّجْرُ عن كل شی‌ء و الطرد عنه بالصِّیاح. و قال اللیث: النَّدْهُ الزجر عن الحَوْض و عن كل شی‌ء إذا طُرِدَتِ الإِبلُ عنه بالصیاح. و قال أَبو مالك: نَدَهَ الرجلُ یَنْدَهُ نَدْهاً إذا صَوَّتَ، و نَدَهْتُ البعیرَ إذا زجرته عن الحوض و غیره. و‌فی حدیث ابن عمر: لو رأَیت قاتِلَ عمر فی الحَرَمِ ما ندَهْتُهُ‌أَی ما زجرته. قال ابن الأَثیر: و النَّدْهُ الزجر بِصَه و مَه. و نَدَهَ الإِبلَ یَنْدَهُها نَدْهاً: ساقها و جمعها و لا یكون إلا للجماعة منها، و ربما اقْتاسُوا منه للبعیر. و قال أَبو زید: یقال للرجل إذا رأَوْهُ جَریئاً علی ما أَتی أَو المرأَةِ إِحْدَی نَوادِهِ البَكْرِ. و النَّدْهَة
لسان العرب، ج‌13، ص: 548
و النُّدْهَةُ، بفتح النون و ضمها: الكثرة من المال من صامِتٍ أَو ماشیة؛ و أَنشد قول جمِیل: فكیْفَ، و لا تُوفِی دماؤُهمُ دَمِی، و لا مالُهُمْ ذو نَدْهَةٍ فیَدُونِی؟ و قال بعضهم: عنده نَدْهَةٌ من صامِتٍ و ماشیةٍ و نُدْهَةٌ، و هی العشرون من الغنم و نحوِها، و المائةُ من الإِبل أَو قُرَابتُها، و الأَلف من الصامت أَو نحوه. الأَصمعی: و كان یقال للمرأَة فی الجاهلیة إذا طُلِّقَت إذْهَبی فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فكانت تَطْلُقُ، قال: و الأَصل فیه أَنه یقول لها اذْهَبی إلی أَهلِك فإنی لا أَحفظ علیك مالكِ و لا أَرُدُّ إبلَكِ عن مذهبها، و قد أَهملتها لتذهب حیث شاءت؛ و قال الجوهری: أَی لا أَرُدُّ إبلك لتذهب حیث شاءت.

نزه؛ ج13، ص: 548

: النُّزْهَةُ: معروفة. و التَّنَزُّهُ: التباعد، و الإِسم النُّزْهةُ. و مكانٌ نَزِهٌ و نَزِیهٌ، و قد نَزِهَ نَزَاهَةً و نَزَاهِیةً، و قد نَزِهَتِ الأَرضُ، بالكسر و أَرضٌ نَزْهَةٌ و نَزِهَةٌ بعیدة عَذْبَةٌ نائیة من الأَنْداءِ و المیاهِ و الغَمَقِ. الجوهری: و خرجنا نتَنَزَّهُ فی الرِّیاضِ، و أَصله من البُعْدِ، و قد نَزِهَتِ الأَرضُ، بالكسر. و یقال: ظَلِلْنا مُتَنَزِّهِینَ إذا تباعدوا عن المیاه. و هو یتنَزَّهُ عن الشی‌ء إذا تباعد عنه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: الجابِیَةُ أَرضٌ نَزِهَةٌ‌أَی بعیدة عن الوَباء. و الجابِیَةُ: قریة بدمشْقَ. ابن سیدة: و تنزَّهَ الإِنسانُ خرج إلی الأَرض النَّزِهَةِ، قال: و العامة یضعون الشی‌ء فی غیر موضعه و یَغْلَطُونَ فیقولون خرجنا نتَنزَّهُ إذا خرجوا إلی البساتین فیجعلون التَّنزُّهَ الخروجَ إلی البساتین و الخُضَر و الرِّیاض، و إنما التَّنزُّهُ التباعدُ عن الأَریاف و المیاه حیث لا یكون ماءٌ و لا نَدیً و لا جَمْعُ ناسٍ، و ذلك شِقُّ البادیة، و منه قیل: فلانٌ یتَنَزَّهُ عن الأَقذار و یُنَزِّهُ نفْسَه عنها أَی یُباعد نفسه عنها؛ و منه قول أُسامة بن حبیب الهذلی: كأَسْحَمَ فَرْدٍ عل حافةٍ، یُشَرِّدُ عن كَتِفیْهِ الذُّبابا أَقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَلاةِ، لا یَرِدُ الماءَ إلا ائتِیابا و یروی: إلا انْتِیابا، یرید ما تباعد من الفلاة عن المیاه و الأَریاف. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله تعالی عنها: صنَعَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، شیئاً فرَخَّصَ فیه فتَنَزَّهَ عنه قومٌ‌أَی تركوه و أَبعدوا عنه و لم یَعْمَلوا بالرُّخْصة فیه. و قد نَزُهَ نَزاهةً و تَنَزَّهَ تنَزُّهاً إذا بَعُدَ. و رجل نَزْهُ الخُلُقِ و نَزِهُهُ و نازِهُ النَّفْس: عفیف مْتكَرِّمٌ یَحُلُّ وحْدَهُ و لا یخالط البیوت بنفسه و لا ماله، و الجمع نُزَهاءُ و نَزِهُونَ و نِزَاهٌ، و الاسمُ النَّزْهُ و النَّزاهةُ. و نَزَّهَ نفْسَه عن القبیح: نَحّاها. و نزَّهَ الرجلَ: باعده عن القبیح. و النَّزاهةُ: البعد عن السوء. و إن فلاناً لنَزِیهٌ كریمٌ إذا كان بعیداً من اللُّؤْمِ، و هو نزِیهُ الخُلُقِ. و فلان یتَنزَّهُ عن مَلائمِ الأَخلاق أَی یتَرَفَّعُ عما یُذَمُّ منها. الأَزهری: التَّنَزُّهُ رَفْعُه نفْسَه عن الشی‌ء تكَرُّماً و رغبة عنه. و التَّنزِیهُ: تسبیح الله عز و جل و إبعادُهُ عما یقول المشركون. الأَزهری: تَنْزِیهُ الله تبعیدُه و تقدیسُه عن الأَنداد و الأَشباه، و إنما قیل للفلاة التی نأَتْ عن الرِّیفِ و المیاه نزِیهةٌ لبعدها عن غَمَقِ المیاه و ذِبّانِ القُری و ومَدِ البحار و فساد الهواء. و‌فی الحدیث: كان یصلی من اللیل فلا یَمُرُّ بآیةٍ فیها تَنْزِیهُ الله إلا نزَّهَهُ؛ أَصل النُّزْهِ البعدُ، و تَنْزِیهُ الله تبعیدُه عما لا یجوز علیه من النقائص؛ و منه الحدیث فی تفسیر سبحان الله:
لسان العرب، ج‌13، ص: 549
هو تَنْزِیهُهُ أَی إبعاده عن السوء و تقدیسه؛ و منه‌حدیث أبی هریرة، رضی الله عنه: الإِیمانُ نَزِهٌ‌أَی بعید عن المعاصی. و‌فی حدیث المُعَذَّبِ فی قبره: كان لا یسْتَنْزِهُ من البول‌أَی لا یَسْتبرئ و لا یتطهر و لا یستبعد منه. قال شمر: و یقال هم قومٌ أَنْزاهٌ أَی یتَنزَّهُونَ عن الحرام، الواحد نزِیهٌ مثل مَلِی‌ءٍ و أَملاءٍ. و رجل نزیهٌ و نَزِهٌ: وَرِعٌ. ابن سیدة: سَقی إبلَهُ ثم نَزَهَها نَزْهاً باعدها عن الماء. و هو بنُزْهةٍ عن الماء أَی بُعْد. و فلان نزِیهٌ أَی بعید. و تنَزَّهُوا بحُرَمِكْم عن القوم: تباعدوا. و هذا مكان نزِیهٌ: خَلاء بعید من الناس لیس فیه أَحد فأَنزلوا فیه حُرَمَكُمْ. و نُزْهُ الفَلا: ما تباعد منها عن المیاه و الأَریاف.

نفه؛ ج13، ص: 549

: نَفِهَتْ نفسی: أَعْیَتْ و كَلَّتْ. و بعیر نافِهٌ: كالٌّ مُعْیٍ، و الجمع نُفَّهٌ؛ و نَفَّهَهُ: أَتعبه حتی انقطع؛ قال: و لِلَّیْلِ حَظٌّ من بُكانا و وَجْدِنا، كما نَفَّهَ الهَیْماءَ فی الذَّوْدِ رَادِعُ و یروی فی الدُّورِ. و أَنْفَهَ فلانٌ إبلَهُ و نَفَّهَها: أَكَلَّهَا و أَعیاها، و جمل مُنَفَّهٌ و ناقةٌ مُنَفَّهَةٌ؛ قال الشاعر: رُبَّ هَمّ جَشَمْتُهُ فی هَواكُمْ، و بَعیرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ و أَنشد ابن بری: فقاموا یَرْحَلْونَ مُنَفَّهَاتٍ، كأَنَّ عُیونَهَا نُزُحُ الرَّكیِّ و النافهُ: الكالُّ المُعْیی من الإِبل و غیرها. و رجل مَنْفُوهٌ: ضعیف الفؤاد جبانٌ، و ما كان نافهاً و قد نَفَهَ نُفُوهاً و نَفِهَ. و النُّفُوهُ: ذِلَّةٌ بعد صعوبة. و أَنْفَهَ ناقتَهُ حتی نَفِهَتْ نَفْهاً شدیداً. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لعبد الله بن عمرو حین ذَكَرَ له قیامَ اللیل و صیامَ النهار: إنك إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عَیْناك و نَفِهَتْ نفسك؛ رواه أَبو عبید نَفِهَتْ، و الكلام، نَفَهَتْ، و یجوز أَن یكونا لغتین. ابن الأَعرابی: نَفَهَتْ تَنْفَهُ نُفُوهاً و نَفِهَتْ نفسُه إذا ضَعُفَتْ و سقطت؛ و أَنشد: و العَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّیَّا و روی أَصحاب أَبی عبید عنه: نَفِهَ یَنْفَهُ، بكسر الفاء من نَفِهَ، و فتحها من یَنْفَهُ. قال أَبو عبیدة: قوله‌فی الحدیث نَفِهَتْ نَفْسُك‌أَی أَعیت و كَلَّتْ. و یقال للمُعْیی: مُنَفَّهٌ و نافِهٌ، و جمعُ النافه نُفَّهٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو لرؤبة: بنا حَرَاجِیجُ المَهَارِی النُّفَّهِ یعنی المُعْیِیَة، واحدتها نافِهٌ و نافِهَةٌ، و الذی یَفْعَلُ ذلك بها مُنَفِّهٌ، و قد نَفَّهَ البعیرَ.

نقه؛ ج13، ص: 549

: نَقِهَ یَنْقَهُ: معناه فَهِمَ یَفْهَمُ، فهو نَقِهٌ سریع الفِطْنَةِ. و‌فی الحدیث: فانْقَهْ إذاً‌أَی افهم. یقال: نَقِهْتُ الحدیثَ مثل فَهِمْتُ و فَقِهْتُ، و أَنْقَهَهُ الله تعالی. و نَقِهَ الكلامَ، بالكسر، نَقْهاً و نَقَهَهُ، بالفتح، نَقْهاً أَی فهمه. و نَقِهْتُ الخبرَ و الحدیثَ، مفتوح مكسور، نَقْهاً و نُقُوهاً و نَقاهةً و نَقَهاناً و أَنا أَنْقَهُ. قال ابن سیدة: نَقِهَ الرجل نَقَهاً و اسْتَنْقَهَ فَهِمَ؛ و یروی بیتُ المُخَبَّلِ: إلی ذی النُّهَی و اسْتَنْقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَی فَهِمُوهُ؛ حكاه یعقوب، و المعروف: و اسْتَیْقَهَتْ. و رجل نَقِهٌ و ناقِهٌ: سریع الفهم، و نَقِهَ الحدیثَ و نَقَهَهُ: لَقِنَهُ، و فلان لا یَفْقَهُ و لا یَنْقَهُ. و الاسْتِنْقاهُ: الاستفهام. و أَنْقِهْ لی سَمْعَكَ أَی
لسان العرب، ج‌13، ص: 550
أَرْعِنِیهِ. و فی النوادر: انْتَقَهْتُ من الحدیث و نَقِهْتُ و أْتَقَهْتُ أَی اشتفیت. و نَقِهَ من مرضه، بالكسر، و نَقَهَ یَنْقَهُ نَقْهاً و نُقُوهاً فیهما: أَفاق و هو فی عَقِبِ علَّتِهِ. و قال ثعلب: نَقَهَ من المرض یَنْقَهُ، بالفتح، و رجل ناقِهٌ من قوم نُقَّهٍ. الجوهری: نَقِهَ من مرضه، بالكسر، نَقَهاً مثالِ تَعِب تَعَباً، و كذلك نَقَهَ نُقُوهاً مثل كَلَحَ كُلُوحاً، فهو ناقِهٌ إذا صَحَّ و هو فی عقب علته، و الجمع نُقَّهٌ، و‌فی الحدیث: قالت أُمُّ المُنْذِرِ دخل علینا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و معه عَلِیٌّ و هو ناقِهٌ؛ هو إذا بَرَأَ و أَفاق و كان قریب العَهْدِ بالمرض لم یرجع إلیه كمالُ صحته و قُوَّتِهِ.

نكه؛ ج13، ص: 550

: النَّكْهَةُ: ریح الفم. نَكَهَ له و علیه یَنْكِهُ و یَنْكَهُ نَكْهاً: تَنَفَّسَ علی أَنفه. و نَكَهَهُ نَكْهاً و نَكِهَهُ و اسْتَنْكَهَهُ: شم رائحة فمه، و الاسم النَّكْهَةُ؛ و أَنشد: نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ منه كَرِیحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِیثَ عَهْدِ و هذا البیت أَورده الجوهری: نَكِهْتُ مجاهِداً …؛ و قال ابن بری: صوابه مجالداً، و قد رواه فی فصل نجا: نَجَوْتُ مجالداً … و نَكَهَ هو یَنكِهُ و یَنكَهُ: أَخرج نَفَسَهُ إلی أَنفی. و نَكِهْتُه: شَمَمْتُ ریحه. و اسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ فی وجهی یَنْكِهُ و یَنْكَهُ نَكْهاً إذا أَمره بأَن یَنْكَهَ لیعلم أَ شارِبٌ هو أَم غیر شاربٍ؛ قال ابن بری: شاهده قولُ الأُقَیْشِرِ: یقولون لی: انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً فَقُلْتُ لَهُمْ: لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا و‌فی حدیث شارب الخمر: اسْتَنْكهُوهُ‌أَی شُمُّوا نَكْهَتَهُ و رائحةَ فَمِه هل شرِب الخمر أَم لا. و نُكِهَ الرجلُ: تغیرت نَكْهَتُهُ من التُّخَمَةِ. و یقال فی الدعاء للإِنسان: هُنِّیتَ و لا تُنْكَهْ أَی أَصَبْتَ خَیْراً و لا أَصابك الضُّرُّ. و النُّكَّهُ من الإِبل: التی ذهبت أَصواتها من الضعف، و هی لغة تمیم فی النُّقَّهِ؛ و أَنشد ابن بری لرؤبة: بعد اهتِضام الراغِیاتِ النُّكَّهِ

نمه؛ ج13، ص: 550

: نَمِهَ نَمَهاً، فهو نَمِةٌ و نامِهٌ: تَحَیَّرَ، یمانیة.

نهنه؛ ج13، ص: 550

: النَّهْنَهَةُ: الكَفُّ. تقول نَهْنَهْتُ فلاناً إذا زجرته فَتَنَهْنَهَ أَی كففته فَكفَّ؛ قال الشاعر: نَهْنِهْ دُموعَكَ، إنَّ مَنْ یَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ كأَن أَصله من النَّهْی. و‌فی حدیث وائل: لقد ابْتَدَرَها اثنا عشر مَلَكاً فما نَهْنَهَها شی‌ءٌ دون العَرْشِ‌أَی ما منعها و كَفَّها عن الوصول إلیه. و نَهْنَهَهُ عن الشی‌ء: زَجَره؛ قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلیّ: فَنَهْنَهْتُ أُولی القومِ عنهم بِضَرْبَةٍ تَنَفَّسَ عنها كلُّ حشْیانَ مُجْحَر و قد تَنَهْنَهَ. و نَهْنَهْتُ السَّبُعَ إذا صِحْتَ به لتَكُفَّه، و الأَصل فی نَهْنَهَ نَهْهَهَ، بثلاث هاءَات، و إِنما أَبدلوا من الهاء الوسطی نوناً للفرق بین فَعْلَلَ و فَعَّلَ، و زادوا النون من بین الحروف لأَن فی الكلمة نوناً. و ثوب نَهْنَهٌ: رقیق النسجِ. الأَحمر: النَّهْنَهُ و اللَّهْلَهُ الثوب الرقیق النسج.

نوه؛ ج13، ص: 550

: ناه الشی‌ءُ یَنُوهُ: ارتفع و علا؛ عن ابن جنی، فهو نائِهٌ. و نُهْتُ بالشی‌ء نَوْهاً و نَوَّهْتُ به و نَوَّهْتُهُ تَنْوِیهاً: رفعته. و نَوَّهْتُ باسمه: رفعت ذكْرَهُ. و ناهَ النباتُ: ارتفع. و ناهَتِ الهامَةُ نَوْهاً: رفعت
لسان العرب، ج‌13، ص: 551
رأْسها ثم صَرَخَتْ، و هامٌ نُوَّهٌ؛ قال رؤبة: علی إكامِ النائحاتِ النُّوَّهِ و إذا رفعتَ الصوتَ فدعوت إنساناً قلت: نَوَّهْتُ. و‌فی حدیث عمر: أَنا أَولُ من نَوَّهَ بالعربِ.یقال: نَوَّهَ فلانٌ باسمه، و نَوَّهَ فلانٌ بفلان إذا رفعه و طَیَّرَ بِهِ و قَوَّاه؛ و منه قول أَبی نُخَیْلَةَ لِمَسْلَمَةَ: و نَوَّهْتَ لِی ذِكْرِی، و ما كان خامِلًا، و لَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَهُ من بَعْضِ و‌فی حدیث الزبیر: أَنه نَوَّه به علیٌّ‌أَی شَهَرَهُ و عَرَّفَهُ. و النَّوَّاهةُ: النَّوَّاحةُ، إما أَن تكون من الإِشادةِ، و إما أَن تكون من قولهم ناهَتِ الهامةُ. و نَوَّه باسمه: دعاه. و نوَّه به: دعاه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إذا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ، نوَّه منها الزاجِلاتُ الجُوفُ فسره فقال: نوَّه منها أَی أَجَبْنَهُ بالحَنِین. و النَّوْهةُ: الأَكْلَةُ فی الیوم و اللیلة، و هی كالوَجْبَةِ. و ناهَتْ نفسی عن الشی‌ء تَنُوهُ و تَناهُ نَوْهاً: انتهت، و قیل: نُهْتُ عن الشی‌ء أَبَیْتُه و تركته. و من كلامهم: إذا أَكلنا التمر و شربنا الماء ناهَتْ أَنفسُنا عن اللحم أَی أَبَتْهُ فتركته؛ رواه ابن الأَعرابی و قال: التمر و اللبن تَنوهُ النفسُ عنهما أَی تقوی علیهما. و ناهَتْ نفسی أَی قویت. الفراء: أَعطنی ما یَنُوهُنی أَی یَسُدُّ خَصاصَتی. و إنها لتأْكل ما لا یَنُوهُها أَی لا یَنْجَعُ فیها. ابن شمیل: ناهَ البقلُ الدوابَّ یَنُوهُها أَی مَجَدَها، و هو دون الشبع، و لیس النَّوْهُ إلا فی أَول النبت، فأَما المَجْدُ ففی كل نبت؛ و قوله: یَنْهُونَ عن أَكْلٍ و عن شُرْبِ هو مثله، إنما أَراد یَنُوهُون فقلب، و إلا فلا یجوز. قال الأَزهری: كأَنه جعل ناهَتْ أَنفسُنا تَنُوه مقلوباً عن نَهَتْ. قال ابن الأَنباری: معنی یَنْهُون أَی یشربون فیَنْتَهُون و یَكْتَفُون؛ قال: و هو الصواب. و النُّوهةُ: قُوَّةُ البَدَن.

نیه؛ ج13، ص: 551

: نفس ناهَةٌ: مُنْتَهِیةٌ عن الشی‌ء، مقلوب من نَهاةٍ.

فصل الهاء؛ ج13، ص: 551

هده؛ ج13، ص: 551

: فی الحدیث: حتی إذا كان بالهَدَةِ «2» بین عُسْفانَ و مكة؛ الهَدَةُ، بالتخفیف: اسم موضع بالحجاز، و النسبة إلیه هَدَوِیٌّ علی غیر قیاس، و منهم من یشدد الدال. فأَما الهَدْأَةُ التی جاءت فی ذكر قتل عاصم فقیل: إنها غیر هذه، و قیل: هی هی.

هوه؛ ج13، ص: 551

: هَهْ: كلمة تَذَكُّرٍ و تكون بمعنی التحذیر أَیضاً، و لا یُصَرَّفُ منه فعل لثقله علی اللسان و قبحه فی المنطق، إلا أَن یضطر شاعر. قال اللیث: هَهْ تَذْكِرَةٌ فی حال، و تحذیرٌ فی حال، فإذا مدَدْتَها و قلتَ هاهْ كانت وعیداً فی حال، و حكایة لضحك الضاحك فی حال، تقول: ضحك فلان فقال هاهْ هاهْ؛ قال: و تكون هاهْ فی موضع آهْ من التَّوَجُّعِ من قوله: إذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَیْلٍ، تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحَزینِ و یروی: تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجلِ الحزین قال: و بیان القطع أَحسن. ابن السكیت: الآهةُ من
(2). قوله [فی الحدیث حتی إذا كان بالهدة] ذكره هنا تبعاً للنهایة، و قد ذكره صاحب القاموس فی مادة هدد، و عبارة یاقوت: الهدة، بتخفیف الدال، من الهدی بزیادة هاء
لسان العرب، ج‌13، ص: 552
التَّأَوُّهِ، و هو التوجع. یقال: تأَوَّهْتُ آهةً، و كذلك قولهم فی الدعاء آهةً و أَمِیهَةً، و تفسیرهما مذكور فی موضعه. و الهَوْهاءةُ و الهَوْهاءُ: البئر التی لا مُتَعَلَّقَ بها و لا موضع لرِجْلِ نازِلها لبُعْدِ جالَیْها؛ قال: بهُوَّة هَوْهاءةِ التَّرَجُّلِ و رجل هَوْهاءٌ و هَوْهاءةٌ و هَوْهاةٌ: ضعیف الفؤاد جبان من ذلك. قال ابن بری: و حكی ابن السكیت هوَاهِیةً أَیضاً للجبان. و رجل هُوهَةٌ، بالضم، أَی جبان. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: كنتَ الهَوْهاةَ الهُمَزَةَ؛ الهَوْهاةُ: الأَحمق. أَبو عبید: المَوْماةُ و الهَوْهاةُ واحد، و الجمع المَوَامی و الهَیاهی. و تَهَوَّهَ الرجلُ: تفَجَّعَ. و الهَواهی: ضرب من السیر، واحدتها هَوْهاةٌ. و یقال: إن الناقة لَتَسِیر هَواهِیَ من السیر؛ قال الشاعر: تَغالَتْ یداها بالنَّجاءِ و تَنْتهِی هَواهِیَ من سَیرٍ، و عُرْضَتُها الصَّبرُ ابن السكیت: رجل هَواهِیَةٌ و هَوْهاءةٌ إذا كان منْخُوبَ الفؤاد، و أَصل الهوهاءة البئر لا مُتعلَّقَ بها، كما تقدم. و یقال: جاء فلان بالهَواهِی أَی بالتخالیط و الأَباطیل. و الهَواهِی: اللغو من القول و الأَباطیل؛ قال ابن أَحمر: و فی كل یومٍ یَدْعُوانِ أَطِبَّةً إلیَّ، و ما یُجْدُونَ إلا هَوَاهِیا و سمعتُ هَواهِیَةَ القومِ: و هو مثل عَزِیف الجِنِّ و ما أَشبهه. و رجل هُوهٌ: كهَوْهاءةٍ. و هُوهْ: اسم لقارَبْتَ. و العرب تقول عند التَّوَجُّعِ و التَّلَهُّفِ: هاهْ و هاهِیه؛ و أَنشد الأَصمعی: قال الغَوَانی: قد زَهاهُ كِبَرُهْ، و قُلْنَ: یا عَمِّ فما أُغَیِّرُهْ، و قلتُ: هاهٍ لحدیثٍ أُكْثِرُهْ الهاء فی أُكْثِرُهُ لِهاهٍ. و‌فی حدیث عذاب القبر: هاهْ هاهْ.قال: هذه كلمة تقال فی الإِیعاد و فی حكایة الضحك، و قد تقال للتوجع، فتكون الهاء الأُولی مبدلة من همزة آه، و هو الأَلیق بمعنی هذا الحدیث. یقال: تأَوَّهَ و تَهَوَّهَ آهَةً و هاهةً.

هیه؛ ج13، ص: 552

: هِیهِ و هِیهَ، بالكسر و الفتح: «1». فی موضع إیهِ و إیهَ. و‌فی حدیث أُمیَّةَ و أَبی سفیانَ قال: یا صَخْرُ هِیهٍ، فقلت: هِیْهاً؛ هِیهٍ: بمعنی إیهٍ فأَبدل من الهمزة هاء، و إیهٍ اسم سمی به الفعل، و معناه الأَمر، تقول للرجل إیهِ، بغیر تنوین، إذا استزدته من الحدیث المعهود بینكما، فإن نوَّنْتَ استزدتَهُ من حدیثٍ مَّا غیر معهود، لأَن التنوین للتنكیر، فإذا سكَّنْتَهُ و كففته قلت إیهاً، بالنصب، فالمعنی أَن أُمیَّةَ قال له: زِدْنی من حدیثك، فقال له أَبو سفیان: كُفَّ عن ذلك. ابن سیدة: إیهٍ كلمة استزادة للكلام، و هاهْ كلمة وعیدٍ، و هی أَیضاً حكایةُ الضحك و النَّوْحِ. و‌روی الأَزهری عن أَبی هریرة قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم، إن الله یحب العُطاسَ و یَكْرَهُ التَّثاؤُبَ، فإذا تَثاءَبَ أَحدُكم فلْیَرُدَّه ما استطاع و لا یقولَنَّ هاهْ هاهْ، فإنما ذلِكُمُ الشیطانُ یضحكُ منه.و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه، و ذكر العلماء الأَتقیاء فقال: أُولئك أَولیاءُ اللهِ من خلقه و نُصَحاؤُهُ فی دِینِه و الدُّعاةُ إلی أَمره، هاهْ هاهْ شَوْقاً إلیهم.قال ابن سیدة: و إنما قضیت علی أَلف هاه أَنها یاء بدلیل قولِهم هِیهِ فی معناه. و هَیْهَیْتُ بالإِبل و هاهَیْتُ بها: دعوتها و زجرتها فقلت
(1). قوله [بالكسر و الفتح] أَی كسر الهاء الثانیة و فتحها، فأَما الهاء الأَولی فمكسورة فقط كما ضبط كذلك فی التكملة و المحكم
لسان العرب، ج‌13، ص: 553
لها هَا هَا، فقلبت الیاء أَلفاً لغیر علة إلا طَلَب الخفة، لأَن الهاء لخفائها كأَنها لم تَحْجُزْ بینهما، فالتقی مِثْلانِ. و هاهَیْتُ بالإِبل أَی شایَعْتُ بها. و هاهَیْتُ الكلاب: زجرتها؛ و قال: أَرَی شَعَراتٍ، علی حاجبیَّ، بِیضاً نَبَتْنَ جمیعاً تُؤَامَا ظَلِلْتُ أُهاهی بِهنَّ الكِلابَ، أَحْسِبُهُنَّ صُواراً قِیامَا فأَما قوله: قد أَخْصِمُ الخَصْمَ و آتی بالرُّبُعْ، و أَرْقَعُ الجفنةَ بالهَیْهِ الرَّثِعْ فإن أَبا علی فسره بأَنه الذی یُنَحَّی و یُطْرَدُ لدنس ثیابه فلا یُطْعَمُ، یقال له هِیَهْ هِیَهْ. و حكی ابن الأَعرابی: أَن الهَیْه هو الذی یُنَحَّی لدنس ثیابه یقال له هَیْه هَیْه؛ و أَنشد البیت: و أَرْقَعُ الجَفْنَةَ بالهَیْهِ الرَّثِعْ قوله: آتی بالرُّبُع أَی بالرُّبْعِ من الغنیمة، و من قال بالرُّبَعِ، فمعناه أَقتاده و أَسوقه. و قوله: و أَرْقَعُ الجفنة بالهیه الرثِع الرَّثِعُ: الذی لا یبالی ما أَكل و ما صنع، فیقول أَنا أُدنیه و أُطعمه و إن كان دنس الثیاب؛ و أَنشد الأَزهری هذا البیت عن الأَعرابی و فسره فقال: یقول إذا كان خَلَلًا سَددته بهذا، و قال: الهَیْهُ الذی یُنَحَّی. یقال: هَیْه هَیْه لشی‌ء یُطْرَدُ و لا یُطعَمُ، یقول: فأَنا أُدنیه و أطعمه. و هَیَاهٌ: من أَسماء الشیاطین. و هَیْهاتَ و هَیْهاتِ: كلمة معناها البُعْدُ، و قیل: هَیْهاتَ كلمة تبعید؛ قال جریرٌ: فهَیْهاتَ هَیْهاتَ العَقِیقُ و أَهْلُهُ و هَیْهاتَ خِلٌّ بالعَقیقِ نُحاولُهْ و التاء مفتوحة مثل كیف، و أَصلها هاء، و ناس یكسرونها علی كل حال بمنزلة نون التثنیة؛ قال حُمَیدٌ الأَرْقَطُ یصف إبلًا قطعت بلاداً حتی صارت فی القِفار: یُصْبِحْنَ بالقَفْزِ أَتاوِیَّاتِ، هَیْهاتِ من مُصْبَحِها هَیْهاتِ هَیْهاتِ حَجْرٌ من صُنَیْبِعاتِ و قد تبدل الهاء همزة فیقال أَیهاتَ مثل هَراقَ و أَراقَ؛ قال الشاعر: أَیْهاتَ مِنْكَ الحیاةُ أَیْهاتَا و قد تكرر ذكر هیهات فی الحدیث، و اتفق أَهل اللغة أَن التاء من هیهات لیست بأَصلیة، أَصلها هاء. قال أَبو عمرو بن العلاء: إذا وصَلْتَ هَیْهاتَ فَدَعِ التاء علی حالها، و إذا وَقَفْتَ فقل هَیْهات هَیْهاه، قال ذلك فی قول الله عز و جل: هَیْهٰاتَ هَیْهٰاتَ لِمٰا تُوعَدُونَ. قال: و قال سیبویه من كسر التاء فقال هَیْهاتِ هَیْهاتِ فهی بمنزلة عِرْقاتٍ، تقول اسْتأْصلَ الله عِرْقاتِهم، فمن كسر التاء جعلها جمعاً واحدَتُها عِرْقَةٌ، و واحدَةُ هَیْهاتِ علی ذلك اللفظ هَیْهَةٌ، و من نصب التاء جعلها كلمة واحدة، قال: و یقال هَیْهاتَ ما قُلْتَ و هَیْهاتَ لِما قُلْتَ، فمَنْ أَدخل اللام فمعناه البُعْدُ لقولك. ابن الأَنباری: فی هَیْهاتَ سبع لغاتٍ: فمن قال هَیْهاتَ بفتح التاء بغیر تنوین شَبَّه التاء بالهاء و نصبها علی مَذْهَب الأَداةِ، و من قال هَیْهاتاً بالتنوین شَبَّهه بقوله فَقَلِیلًا مٰا یُؤْمِنُونَ أَی فقلیلًا إیمانُهم، و من قال هَیْهاتِ شَبَّهه بحذامِ و قطامِ، و من قال هَیْهاتٍ بالتنوین شَبَّهه بالأَصوات
لسان العرب، ج‌13، ص: 554
كقولهم غاقٍ و طاقٍ، و من قال هَیْهاتُ لك بالرفع ذهب بها إلی الوصف فقال هی أَداة و الأَدَواتُ معرفةٌ، و من رفعها و نَوَّنَ شَبَّهَ التاء بتاء الجمع كقوله من عَرَفاتٍ، قال: و من العرب من یقول أَیْهات فی اللغات التی ذكرتها كلها، و منهم من یقول أَیهان، بالنون، قال الشاعر: أَیْهانَ منكَ الحیاةُ أَیْهانا و منهم من یقول أَیْها، بلا نونٍ، و من قال أَیْها حذف التاء كما حذفت الیاء من حاشَی فقالوا حاشَ؛ و أَنشد: و من دُونیَ الأَعراضُ و القِنْعُ كلُّه، و كُتْمانُ أَیْهَا ما أَشَتَّ و أَبْعَدَا و هی فی هذه اللغات كلها معناها البُعْدُ، و المستعمل منها استعمالًا عالیاً الفتح بلا تنوین. الفراء: نصب هیهات بمنزلة نَصْبِ رُبَّتَ و ثُمَّتَ، و الأَصل رُبَّهْ و ثُمَّهْ؛ و أَنشد: ماوِیَّ، یا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِیسمِ قال: و من كسر التاء لم یجعلها هاء تأْنیث، و جعلها بمنزلة دَراكِ و قَطامِ. أَبو حیان: هَیْهٰاتَ هَیْهٰاتَ لِمٰا تُوعَدُونَ، فأَلحق الهاء الفتحة؛ قال: هَیْهاتَ من عَبْلَةَ ما هَیْهاتا، هَیْهاتَ إلا ظَعَناً قد فاتا قال ابن جنی كان أَبو علی یقول فی هَیْهاتَ أَنا أُفْتی مرةً بكونها اسماً سمی به الفعل كصَهْ و مَهْ، و أُفْتِی مرةً بكونها ظرفاً علی قدر ما یَحْضُرُنی فی الحال، قال: و قال مرة أُخری إنها و إن كانت ظرفاً فغیر ممتنع أَن تكون مع ذلك اسماً سمی به الفعل كعِنْدَكَ و دونَك. و قال ابن جنی مرة: هَیْهاتٍ و هیهاتِ، مصروفة و غیر مصروفة، جمع هَیْهة، قال: و هَیْهات عندنا رباعیة مكررة، فاؤُها و لامُها الأُولی هاء، و عینها و لامها الثانیة یاء، فهی لذلك من باب صِیصِیَةٍ، و عَكسُها یَلْیَلُ و یَهْیاهٌ، من ضَعَّفَ الیاء بمنزلة المَرْمَرَة و القَرْقَرَة. ابن سیدة: أَیْهاتَ لغة فی هَیْهاتَ، كأَنّ الهمزة بدل من الهاء؛ هذا قول بعض أَهل اللغة، قال: و عندی أَن إحداهما لیست بدلًا من الأُخری إنما هما لغتان. قال الأَخفش: یجوز فی هَیْهاتَ أَن یكون جماعة، فتكون التاء التی فیها تاء الجمع التی للتأْنیث، قال: و لا یجوز ذلك فی اللات و العُزَّی لأَن لاتَ و كیْتَ لا یكون مثلُهما جَماعةً، لأَن التاء لا تزاد فی الجماعة إلا مع الأَلف، و إن جعلت الأَلف و التاء زائدتین بقی الاسم علی حرف واحد، قال ابن بری عند قول الجوهری: یجوز فی هَیْهاتَ أَن یكون جماعة و تكون التاءُ التی فیها تاءَ الجمع، قال: صوابه یجوز فی هیهات بكسر التاء، و قد ینوّن فیقال هَیْهاتٍ و هَیْهاتاً؛ قال الأَحْوَصُ: تَذكَّرُ أَیَّاماً مَضَیْنَ من الصِّبَا، و هَیْهاتِ هَیْهاتاً إلیكَ رُجُوعُها و قول العجاج: هَیْهاتَ من مُنْخرقٍ هَیْهاؤُه قال ابن سیدة: أَنشده ابن جنی و لم یفسره، قال: و لا أَدری ما معنی هَیْهاؤُه. و قال غیره: معناها البعد و الشی‌ء الذی لا یُرْجَی. و قال ابن بری: قوله هَیْهاؤُه یدل علی أَن هَیْهاتَ من مضاعف الأَربعة، و هَیْهاؤه فاعل بهَیْهات، كأَنه قال بَعُدَ بُعْدُه، و من متعلقة بهیهات، و قد تكلم علیه أَبو علی فی أَول الجزء الثانی و العشرین من التَّذْكَرة. قال ابن بری:
لسان العرب، ج‌13، ص: 555
قال أَبو علی من فتح التاء وقف علیها بالهاء لأَنها فی اسم مفرد، و من كسر التاء وقف علیها بالتاء لأَنها جمع لهَیْهاتَ المفتوحة، قال: و هذا خلاف ما حكاه الجوهری عن الكسائی، و هو سهو منه، و هذا الذی رده ابن بری علی الجوهری و نسبه إلی السهو فیه هو بعینه فی المحكم لابن سیدة. الأَزهری فی أَثناء كلامه علی وَهَی: أَبو عمرو التَّهیِیتُ الصَّوْتُ بالناس. قال أَبو زید: هو أَن تقول له یا هَیَاهِ.

فصل الواو؛ ج13، ص: 555

وبه؛ ج13، ص: 555

: الوَبْهُ: الفِطنَةُ. و الوَبْهُ أَیضاً: الكِبْرُ. وَبَهَ للشی‌ء وَبْهاً و وُبُوهاً و وَبَهَ لَه وَبْهاً و وَبَهاً، بالسكون و الفتح: فَطَنَ. الأَزهری: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً و وَبِهْتُ له أَوْبَهُ وَبَهاً و أَبَهْتُ آبَهُ أَبْهاً، و هو الأَمْرُ تَنْساه ثم تَنْتَبِه له. و قال الكسائی: أَبَهْتُ آبَهُ و بُهْتُ أَبُوه و بِهْتُ أَباه، و فلان لا یُوبَهُ به و لا یُوبَهُ له أَی لا یُبَالی به. و‌فی حدیث مرفوع: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذی طِمْرَیْن لا یُوبَهُ له لو أَقسم علی الله لأَبَرَّهُ؛ معناه لا یُفْطَنُ له لِذِلَّتِه و قِلَّةِ مَرآتِه و لا یُحْتَفَلُ به لِحَقارته، و هو مع ذلك من الفضل فی دینه و الإِخْباتِ لربه بحیث إذا دَعاهُ استجابَ له دُعاءَه. و یقال: أَبَهْتُ له آبَهُ و أَنت تِیبَهُ، بكسر التاء، مثل تِیجَلُ أَی تُبالی. ابن السكیت: ما أَبِهْتُ له و ما أَبَهْتُ له و ما بُهْتُ له و ما وَبَهْت له و ما وَبِهْتُ له، بفتح الباء و كسرها، و ما بَأَهْتُ له و ما بَهَأْتُ له؛ یرید ما فَطِنْتُ [فَطَنْتُ له. و‌روی عن أَبی زید أَنه قال: إنی لآبَهُ بِكَ عن ذلك الأَمر إلی خیر منه إذا رفعته عن ذلك.الفراء: یقال جاءت تَبُوه بَواهاً أَی تَضِجُّ.

وجه؛ ج13، ص: 555

: الوَجْهُ: معروف، و الجمع الوُجُوه. و حكی الفراء: حَیِّ الوُجُوهَ و حَیِّ الأُجُوه. قال ابن السكیت: و یفعلون ذلك كثیراً فی الواو إذا انضمت. و‌فی الحدیث: أَنه ذكر فِتَناً كوُجُوهِ البَقَرِ‌أَی یُشْبِه بَعْضُها بعضاً لأَن وُجُوهَ البقر تتشابه كثیراً؛ أَراد أَنها فِتَنٌ مُشْتَبِهَةٌ لا یُدْرَی كیف یُؤْتَی لها. قال الزمخشری: و عندی أَن المراد تأْتی نواطِحَ للناس و من ثم قالوا نَواطِحُ الدَّهْرِ لنوائبه. و وَجْهُ كُلِّ شی‌ء: مُسْتَقْبَلُه، و فی التنزیل العزیز: فَأَیْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ. و‌فی حدیث أُمّ سلمة: أَنها لما وَعَظَتْ عائشة حین خرجت إلی البصرة قالت لها: لو أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عَارَضَكِ ببعض الفَلَواتِ ناصَّةً قَلُوصاً من مَنْهَلٍ إلی مَنْهَلٍ قد وَجَّهْتِ سدافَتَه و تَرَكْتِ عُهَّیْداهُ‌فی حدیث طویل؛ قولها: وَجَّهْتِ سِدافَتَه أَی أَخذتِ وَجْهاً هَتَكْتِ سِتْرَك فیه، و قیل: معناه أَزَلْتِ سِدافَتَهُ، و هی الحجابُ، من الموضع الذی أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِیه و جَعَلْتِها أَمامَكِ. القتیبی: و یكون معنی وَجَّهْتِهَا أَی أَزَلْتِهَا من المكان الذی أُمِرْتِ بلزومه و جَعَلْتِهَا أَمامَكِ. و الوَجْهُ: المُحَیَّا. و قوله تعالی: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفاً؛ أَی اتَّبِع الدِّینَ القَیِّمَ، و أَراد فأَقیموا وجوهكم، یدل علی ذلك قوله عز و جل بعده: مُنِیبِینَ إِلَیْهِ وَ اتَّقُوهُ؛ و المخاطَبُ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، و المراد هو و الأُمَّةُ، و الجمع أَوْجُهٌ و وُجُوهٌ. قال اللحیانی: و قد تكون الأَوْجُهُ للكثیر، و زعم أَن فی مصحف أُبَیٍّ أَوْجُهِكُمْ مكان وُجُوهِكُمْ، أُراه یرید قوله تعالی: فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ*. و قوله عز و جل: كُلُّ شَیْ‌ءٍ هٰالِكٌ إِلّٰا وَجْهَهُ؛ قال الزجاج: أَراد إلا إیَّاهُ. و‌فی الحدیث: كانَتْ وُجُوهُ بُیُوت
لسان العرب، ج‌13، ص: 556
أَصحابِهِ شارعةً فی المسجد؛ وَجْهُ البیتِ: الخَدُّ الذی یكون فیه بابه أَی كانت أَبواب بیوتهم فی المسجد، و لذلك قیل لخَدِّ البیت الذی فیه الباب وَجْهُ الكَعْبةِ. و‌فی الحدیث: لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَو لَیُخالِفَنَّ الله بین وُجُوهكم؛ أَراد وُجوهَ القلوب،كحدیثه الآخر: لا تَخْتَلِفُوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبكم‌أَی هَوَاها و إرادَتُها. و‌فی حدیث أَبی الدَّرْداءِ: لا تَفْقَهُ حتی تَرَی للقرآن وُجُوهاً‌أَی تَرَی له مَعَانیَ یحتملها فتَهابَ الإِقْدامَ علیه. و وُجُوهُ البلد: أَشرافُه. و یقال: هذا وَجْهُ الرأْیِ أَی هو الرأْیُ نَفْسُه. و الوَجْه و الجِهَةُ بمعنًی، و الهاء عوض من الواو، و الاسم الوِجْهَةُ و الوُجْهَةُ، بكسر الواو و ضمها، و الواو تثبت فی الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ، و إنما لا تجتمع مع الهاء فی المصادر. و اتَّجَهَ له رأْیٌ أَی سَنَحَ، و هو افْتَعَلَ، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و أُبدلت منها التاء و أُدغمت ثم بُنِیَ علیه قولك قعدت تُجاهَكَ و تِجَاهَكَ أَی تِلْقاءَك. و وَجْهُ الفَرَسِ: ما أَقبل علیك من الرأْس من دون مَنَابت شعر الرأْس. و إنه لعَبْدُ الوَجْهِ و حُرُّ الوَجْهِ، و إنه لسَهْلُ الوَجْهِ إذا لم یكن ظاهر الوَجْنَةِ. و وَجْهُ النهار: أَوَّلُهُ. و جئتك بوَجْهِ نهارٍ أَی بأَوّل نهار. و كان ذلك علی وَجْهِ الدهرأَی أَوَّلِهِ؛ و به یفسره ابن الأَعرابی. و یقال: أَتیته بوَجْهِ نهارٍ و شَبابِ نهارٍ و صَدْرِ نهارٍ أَی فی أَوَّله؛ و منه قوله: مَنْ كان مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ، فلیأْتِ نِسْوَتَنَا بوَجْهِ نهارِ و قیل فی قوله تعالی: وَجْهَ النَّهٰارِ وَ اكْفُرُوا آخِرَهُ؛ صلاة الصبح، و قیل: هو أَوّل النهار. و وَجْهُ النجم: ما بدا لك منه. و وَجْهُ الكلام: السبیلُ الذی تقصده به. و جاهاهُ إذا فاخَرَهُ. و وُجُوهُ القوم: سادتهم، واحدهم وَجْهٌ، و كذلك وُجَهَاؤهم، واحدهم وَجِیهٌ. و صَرَفَ الشی‌ءَ عن وَجْهِهِ أَی سَنَنِهِ. و جِهَةُ الأَمرِ و جَهَتُهُ و وِجْهَتُه و وُجْهَتُهُ: وَجْهُهُ. الجوهری: الاسم الوِجْهَة و الوُجْهة، بكسر الواو و ضمها، و الواو تثبت فی الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ، و إنما لا تجتمع مع الهاء فی المصادرِ. و ما له جِهَةٌ فی هذا الأَمرِ و لا وِجْهَةٌ أَی لا یبصر وجْهَ أَمره كیف یأْتی له. و الجِهَةُ و الوِجْهَةُ جمیعاً: الموضعُ الذی تَتَوَجَّهُ إلیه و تقصده. و ضَلَّ وِجْهَةَ أَمْرهِ أَی قَصْدَهُ؛ قال: نَبَذَ الجِوَارَ و ضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ، لما اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَدِ و یروی: … هِدْیَةَ رَوْقِهِ. و خَلِّ عن جِهَتِه: یرید جِهَةَ الطریقِ. و قلت كذا علی جِهَةِ كذا، و فعلت ذلك علی جهة العدل و جهة الجور؛ و الجهة: النحو، تقول كذا علی جهة كذا، و تقول: رجل أَحمر من جهته الحمرة، و أَسود من جهته السواد. و الوِجهةُ و الوُجهةُ: القِبلةُ و شِبْهها فی كل وجهة أَی فی كل وجه استقبلته و أَخذت فیه. و تَجَهْتُ إلیك أَتْجَهُ أَی توجهتُ، لأَن أَصل التاء فیهما واو. و توَجَّه إلیه: ذهب. قال ابن بری: قال أَبو زید تَجِهَ الرجلُ یَتْجَهُ تَجَهاً. و قال الأَصمعی: تَجَهَ، بالفتح؛ و أَنشد أَبو زید لمِرْداسِ بن حُصین: قَصَرْتُ له القبیلةَ، إذ تَجِهْنا و ما ضاقَتْ بشَدّته ذِراعی و الأَصمعی یرویه: … تَجَهْنا، و الذی أَراده اتَّجَهْنا، فحذف أَلف الوصل و إحدی التاءین، و قَصَرْتُ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 557
حبَسْتُ. و القبیلةُ: اسم فرسه، و هی مذكورة فی موضعها، و قیل: القبیلة اسم فرسٍ؛ أَنشد ابن بری لطُفیلٍ: بناتُ الغُرابِ و الوجِیهِ و لاحِقٍ، و أَعْوَجَ تَنْمی نِسْبَةَ المُتَنسِّبِ و اتَّجَهَ له رأْیٌ أَی سَنَحَ، و هو افْتَعَل، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها، و أُبدلت منها التاء و أُدغمت ثم بنی علیه قولك قعدت تُجاهَكَ و تِجاهَكَ أَی تِلْقاءك. و تَجَهْتُ إلیك أَتْجَهُ أَی توجهتُ لأَن أَصل التاء فیهما واو. و وَجَّه إلیه كذا: أَرسله، و وجَّهْتُهُ فی حاجةٍ و وجَّهْتُ وجْهِیَ لله و توَجَّهْتُ نحوَكَ و إلیك. و یقال فی التحضیض: وَجِّهِ الحَجَرَ وجْهةٌ مّا له و جِهَةٌ مّا له و وَجْهٌ مّا له، و إنما رفع لأَن كل حَجَرٍ یُرْمی به فله وجْهٌ؛ كل ذلك عن اللحیانی، قال: و قال بعضهم وجِّه الحَجَرَ وِجْهةً و جِهةً مّا له و وَجْهاً مّا له، فنصب بوقوع الفعل علیه، و جعل ما فَضْلًا، یرید وَجِّه الأَمرَ وَجْهَهُ؛ یضرب مثلًا للأَمر إذا لم یستقم من جهةٍ أَن یُوَجِّهَ له تدبیراً من جِهةٍ أُخری، و أَصل هذا فی الحَجَرِ یُوضَعُ فی البناء فلا یستقیم، فیُقْلَبُ علی وجْهٍ آخر فیستقیم. أَبو عبید فی باب الأَمر بحسن التدبیر و النهی عن الخُرْقِ: وَجِّهْ وَجْهَ الحَجَرِ وِجْهةً مّا له، و یقال: وِجْهة مّا له، بالرفع، أَی دَبِّرِ الأَمر علی وجْهِه الذی ینبغی أَن یُوَجَّهَ علیه. و فی حُسْنِ التدبیر یقال: ضرب وجْهَ الأَمر و عیْنَه. أَبو عبیدة: یقال وَجِّه الحجر جهةٌ مّا له، یقال فی موضع الحَضِّ علی الطلب، لأَن كل حجر یُرْمی به فله وجْهٌ، فعلی هذا المعنی رفعه، و من نصبه فكأَنه قال وَجِّه الحجر جِهَتَه، و ما فضْلٌ، و موضع المثل ضَعْ كلَّ شی‌ء موضعه. ابن الأَعرابی: وَجِّه الحجر جِهَةً مّا له و جهةٌ مّا له و وِجْهةً مّا له و وِجهةٌ مّا له و وَجْهاً مّا له و وَجْهٌ مّا له. و المُواجَهَةُ: المُقابلَة. و المُواجَهةُ: استقبالك الرجل بكلام أَو وَجْهٍ؛ قاله اللیث. و هو وُجاهَكَ و وِجاهَكَ و تُجاهَكَ و تِجاهَكَ أَی حِذاءَكَ من تِلْقاءِ وَجْهِكَ. و استعمل سیبویه التُّجاهَ اسماً و ظرفاً. و حكی اللحیانی: داریِ وجاهَ دارِكَ و وَجاهَ دارِكَ و وُجاهَ دارك، و تبدل التاء من كل ذلك. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: و كان لعلی، رضوان الله علیه، وَجْهٌ من الناس حیاةَ فاطمةَ، رِضوانُ الله علیها، أَی جاهٌ و عِزٌّ فقَدَهما بعدها. و الوُجاهُ و التُّجاهُ: الوجْهُ الذی تقصده. و لقیه وِجاهاً و مُواجَهةً: قابَل وجْهَهُ بوجْهِه. و تواجَهَ المنزلانِ و الرجلان: تقابلا. و الوُجاهُ و التُّجاه: لغتان، و هما ما استقبل شی‌ء شیئاً، تقول: دارُ فلانٍ تُجاهَ دار فلان. و‌فی حدیث صلاة الخوف: و طائفةٌ وُجاهَ العدوّ‌أَی مُقابَلتَهم و حِذاءَهم، و تكسر الواو و تضم؛ و‌فی روایة: تُجاهَ العدوِّ، و التاء بدل من الواو مثلها فی تُقاةٍ و تُخَمةٍ، و قد تكرر فی الحدیث. و رجل ذو وَجْهینِ إذا لَقِیَ بخلاف ما فی قلبه. و تقول: توجَّهوا إلیك و وَجَّهوا، كلٌّ یقال غیر أَن قولك وَجَّهوا إلیك علی معنی وَلَّوْا وُجوهَهُم، و التَّوَجُّه الفعل اللازم. أَبو عبید: من أَمثالهم: أَینما أُوَجِّهْ أَلْقَ سَعْداً؛ معناه أَین أَتَوَجَّه. و قَدَّمَ و تَقَدَّمَ و بَیَّنَ و تبَیَّنَ بمعنی واحد. و الوجْهُ: الجاهُ. و رجل مُوَجَّهٌ و وَجِیهٌ: ذو جاه و قد وَجُهَ وَجاهةً. و أَوْجَهَه: جعل له وجْهاً عند الناس؛ و أَنشد ابن بری لإمرئ القیس:
لسان العرب، ج‌13، ص: 558
و نادَمْتُ قَیْصَر فی مُلْكِه، فأَوْجَهَنی و ركِبْتُ البَریدا و رجل وَجِیهٌ: ذو وَجاهةٍ. و قد وَجُه الرجلُ، بالضم: صار وَجِیهاً أَی ذا جاهٍ و قَدْر. و أَوجَهَه الله أَی صَیَّرَه وَجِیهاً. و وجَّهَه السلطانُ و أَوجَهَه: شرَّفَه. و أَوجَهْتُه: صادَفْتُه وَجِیهاً، و كلُّه من الوَجْهِ؛ قال المُساوِرُ بن هِنْدِ بن قیْس بن زُهَیْر: و أَرَی الغَوانی، بَعْدَ ما أَوْجَهْنَنی، أَدْبَرْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ: شیخٌ أَعْوَرُ و رجل وَجْهٌ: ذو جاه. و كِساءٌ مُوَجَّهٌ أَی ذو وَجْهَینِ. و أَحْدَبُ مُوَجَّهٌ: له حَدَبَتانِ من خلفه و أَمامه، علی التشبیه بذلك. و‌فی حدیث أَهل البیت: لا یُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ؛ حكاه الهروی فی الغریبین. و وَجَّهَتِ الأَرضَ المَطَرَةُ: صَیَّرتَهْا وَجْهاً واحداً، كما تقول: تَرَكَتِ الأَرضَ قَرْواً واحداً. و وَجَّهَها المطرُ: قَشَرَ وَجْهَها و أَثر فیه كحَرَصَها؛ عن ابن الأَعرابی. و فی المثل: أَحمق ما یتَوَجَّهُ أَی لا یُحْسِنُ أَن یأْتی الغائط. ابن سیدة: فلان ما یتَوَجَّهُ؛ یعنی أَنه إذا أَتی الغائط جلس مستدبر الریح فتأْتیه الریح بریح خُرْئِه. و التَّوَجُّهُ: الإِقبال و الانهزام. و تَوَجَّهَ الرجلُ: وَلَّی و كَبِرَ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: كعَهْدِكِ لا ظِلُّ الشَّبابِ یُكِنُّنی، و لا یَفَنٌ مِمَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ و یقال للرجل إذا كَبِرَ سِنُّهُ: قد تَوَجَّهَ. ابن الأَعرابی: یقال شَمِطَ ثم شاخ ثم كَبِرَ ثم تَوَجَّهَ ثم دَلَف ثم دَبَّ ثم مَجَّ ثم ثَلَّبَ ثم الموت. و عندی امرأَة قد أَوْجَهَتْ أَی قعدت عن الولادة. و یقال: وَجَّهَتِ الریحُ الحصی تَوْجِیهاً إذا ساقته؛ و أَنشد: تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّیاهِرِ و یقال: قاد فلانٌ فلاناً فوَجَّه أَی انقاد و اتّبع. و شی‌ءٌ مُوَجَّهٌ إذا جُعِلَ علی جِهَةٍ واحدة لا یختلف. اللحیانی: نظر فلانٌ بِوُجَیْهِ سُوءٍ و بجُوهِ سُوءٍ و بِجیهِ سوءٍ. و قال الأَصمعی: وَجَهْتُ فلاناً إذا ضربت فی وجْهِه، فهو مَوْجوهٌ. و یقال: أَتی فلان فلاناً فأَوْجَهَهُ و أَوْجَأَهُ إذا رَدَّهُ. و جُهتُ فلاناً بما كره فأَنا أَجُوهه إذا استقبلته به؛ قاله الفراء، و كأَن أَصله من الوَجْه فقُلِبَ، و كذلك الجاهُ و أَصله الوَجْهُ. قال الفراء: و سمعت امرأَة تقول أَخاف أَن تجُوهَنی بأَكثر من هذا أَی تستقبلنی. قال شمر: أُراه مأْخوذاً من الوَجْهِ؛ الأَزهری: كأَنه مقلوب. و یقال: خرج القوم فوَجَّهُوا للناس الطریقَ توجیهاً إذا وَطِئُوه و سَلَكوه حتی استبان أَثَرُ الطریق لمن یسلكه. و أَجْهَتِ السماءُ فهی مُجْهِیَةٌ إذا أَصْبَحت، و أَجْهَت لك السَّبیلُ أَی استبانت. و بیتٌ أَجْهَی: لا سِتْرَ علیه. و بیوتٌ جُهْوٌ، بالواو، و عَنْزٌ جَهْواء: لا یستر ذَنَبُها حیاءها. و هم وِجاهُ أَلْفٍ أَی زُهاءُ أَلفٍ؛ عن ابن الأَعرابی. و وَجَّهَ النخلةَ: غرسها فأَمالها قِبَلَ الشَّمال فأَقامتْها الشَّمالُ. و الوَجِیهُ من الخیل: الذی تخرج یداه معاً عند النِّتاج، و اسم ذلك الفعل التَّوْجیهُ. و یقال للولد إذا خرجت یداه من الرحم أَوّلًا: وَجِیهٌ، و إذا خرجت رجلاه أَوّلًا: یَتْنٌ. و الوجیهُ: فرس من خیل العرب نَجِیبٌ، سمی بذلك. و التَّوْجیهُ فی القوائم: كالصَّدَفِ إلَّا أَنه دونه، و قیل: التَّوْجیهُ من الفَرَس تَدانِی العُجایَتَیْنِ
لسان العرب، ج‌13، ص: 559
و تَدانی الحافرین و الْتِواءٌ مِنَ الرُّسْغَیْنِ. و فی قَوافی الشِّعْرِ التأْسیس و التَّوْجیهُ و القافیةُ، و ذلك فی مثل قوله: كِلِینی لهَمٍّ، یا أُمَیمَةَ، ناصِبِ فالباء هی القافیة، و الأَلف التی قبل الصاد تأْسیسٌ، و الصادُ تَوْجِیهٌ بین التأْسیس و القافیة، و إِنما قیل له تَوْجِیهٌ لأَن لك أَن تُغَیِّرَه بأَیِّ حرفٍ شئتَ، و اسم الحرف الدَّخِیلُ. الجوهری: التَّوْجیهُ هو الحرف الذی بین أَلف التأْسیس و بین القافیة، قال: و لك أَن تغیره بأَی حرف شئتَ كقول إمرئ القیس: أَنِّی أَفِرّ، مع قوله: جمیعاً صُبُرْ، و الیومُ قَرّ، و لذلك قیل له تَوْجیهٌ؛ و غیره یقول: التوجیه اسم لحركاته إِذا كان الرَّوِیُّ مُقَیَّداً. قال ابن بری: التَّوْجیهُ هو حركة الحرف الذی قبل الرویِّ المقید، و قیل له توجیه لأَنه وَجَّهَ الحرفَ الذی قبل الرَّوِیِّ المقید إِلیه لا غیر، و لم یَحْدُث عنه حرفُ لِینٍ كما حدث عن الرَّسِّ و الحَذْوِ و المَجْرَی و النَّفادِ، و أَما الحرف الذی بین أَلف التأْسیس و الرَّوِیِّ فإِنه یسمی الدَّخیلَ، و سُمِّی دَخِیلًا لدخوله بین لازمین، و تسمی حركته الإِشباعَ، و الخلیل لا یجیز اختلاف التوجیه و یجیز اختلاف الإِشباع، و یری أَن اختلاف التوجیه سِنادٌ، و أَبو الحسن بضدّه یری اختلاف الإِشباع أَفحش من اختلاف التوجیه، إِلا أَنه یری اختلافهما، بالكسر و الضم، جائزاً، و یری الفتح مع الكسر و الضم قبیحاً فی التوجیه و الإِشباع، و الخلیل یستقبحه فی التوجیه أَشدّ من استقباحه فی الإِشباع، و یراه سِناداً بخلاف الإِشباع، و الأَخفش یجعل اختلاف الإِشباع بالفتح و الضم أَو الكسر سِناداً؛ قال: و حكایة الجوهری مناقضة لتمثیله، لأَنه حكی أَن التَّوْجِیهَ الحرف الذی بین أَلف التأْسیس و القافیة، ثم مثَّله بما لیس له أَلف تأْسیس نحو قوله: أَنی أَفرّ، مع قوله: صُبُرْ، و الیومُ قَرّ. ابن سیدة: و التَّوْجِیهُ فی قَوافی الشِّعْرِ الحرفُ الذی قبل الرَّوِیّ فی القافیة المقیدة، و قیل: هو أَن تضمه و تفتحه، فإِن كسرته فذلك السِّنادُ؛ هذا قول أَهل اللغة، و تحریره أَن تقول: إِن التَّوْجیهَ اختلافُ حركة الحرف الذی قبل الرَّوِیِّ المقید كقوله: و قاتِمِ الأَعْماقِ خاوِی المُخْتَرَقْ و قوله فیها: أَلَّفَ شَتَّی لیس بالراعی الحَمِقْ و قوله مع ذلك: سِرّاً و قد أَوَّنَ تأْوینَ العُقُقْ قال: و التوجیه أَیضاً الذی بین حرف الروی المطلق و التأْسیس كقوله: أَلا طالَ هذا اللیلُ و ازْوَرَّ جانِبُهْ فالأَلف تأْسیس، و النون توجیه، و الباء حرف الروی، و الهاء صلة؛ و قال الأَخفش: التَّوْجیهُ حركة الحرف الذی إلی جنب الرَّوِیّ المقید لا یجوز مع الفتح غیره نحو: قد جَبَرَ الدِّینَ الإِلهُ فجَبَرْ التزم الفتح فیها كلها، و یجوز معها الكسر و الضم فی قصیدة واحدة كما مثَّلنا. و قال ابن جنی: أَصله من التَّوْجِیه، كأَن حرف الرَّوِیّ مُوَجَّهٌ عندهم أَی كأَنَّ له وجهین: أَحدهما من قبله، و الآخر من بعده، أَ لا تری أَنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقیداً نحو الحَمِقْ و العُقُقْ و المُخْتَرَقْ؟ كما یستقبحون اختلافها فیه ما دام مطلقاً نحو قوله:
لسان العرب، ج‌13، ص: 560
عَجْلانَ ذا زَادٍ و غیرَ مُزَوَّدِ مع قوله فیها: و بذاك خَبَّرَنا الغرابُ الأَسْوَدُ و قوله: عَنَمٌ یكادُ من اللَّطافَةِ یُعْقَدُ فلذلك سمیت الحركة قبل الرویّ المقید تَوجیهاً، إَعلاماً أَن للرویّ وجهین فی حالین مختلفین، و ذلك أَنه إِذا كان مقیداً فله وَجْهٌ یتقدّمه، و إِذا كان مطلقاً فله وَجْهٌ یتأَخر عنه، فجری مجری الثوب المُوَجَّهِ و نحوِه؛ قال: و هذا أَمثل عندی من قول مَنْ قال إِنما سُمِّی تَوْجیهاً لأَنه یجوز فیه وُجُوهٌ من اختلاف الحركات، لأَنه لو كان كذلك لمَا تَشدَّد الخلیل فی اختلاف الحركات قبله، و لمَا فَحُشَ ذلك عنده. و الوَجِیهَةُ: خَرَزَةٌ، و قیل: ضرب من الخَرَزِ. و بنو وَجِیهةَ: بطن.

وده؛ ج13، ص: 560

: الوَدْهُ: فعلٌ مُمات، و قد وَدِهَ وَدَهاً. و أَوْدَهَنی عن كذا: صَدَّنی. اسْتَوْدَهتِ الإِبلُ و اسْتَیْدَهَتْ، بالواو و الیاء، إِذا اجتمعت و انساقت، و منه اسْتِیداهُ الخَصْمِ. و اسْتَوْدَهَ الخَصْمُ: غُلِبَ و انقادَ و مُلِكَ علیه أَمْرُه، و كذلك اسْتَیْدَهَ، و هذه الكلمة یائیة و واویة؛ و أَنشد الأَصمعی لأَبی نُخَیْلَةَ: حتی اتْلأَبُّوا بعد ما تَبَدُّدِ، و اسْتَیْدَهُوا للقَرَبِ العَطَوَّدِ أَی انقادوا و ذلوا، و هذا مَثَلٌ؛ قال المُخَبَّلُ: و رَدُّوا صُدورَ الخَیْلِ حتی تَنَهْنَهَتْ، إِلی ذی النُّهَی، و اسْتَیْدَهُوا للمُحَلِّمِ یقول: أَطاعوا الذی كان یأْمرهم بالحلم، و روی: … و اسْتَیْقَهُوا … من الْقاهِ، و هو الطاعة. و الوَدْهاءُ: الحَسَنةُ اللونِ فی بیاضٍ.

وره؛ ج13، ص: 560

: الوَرَهُ: الحُمْقُ فی كل عمل، و یقال: الخُرْقُ فی العمل. و الأَوْرَهُ: الذی تَعْرِفُ و تنكر و فیه حُمْقٌ و لكلامه مَخارِجُ، و قیل: هو الذی لا یَتمالكُ حُمْقاً، و قد وَرِهَ وَرَهاً. و كَثِیبٌ أَوْرَهُ: لا یَتمالكُ. و امرأَة وَرْهاءُ: خَرْقاءُ بالعمل. و امرأَة وَرْهاءُ الیدین: خَرْقاءُ؛ قال: تَرَنُّمَ وَرْهاءِ الیدین تَحامَلَتْ علی البَعْلِ، یوماً، و هی مَقَّاءُ ناشِزُ المَقَّاءُ: الكثیرة الماء، و قد وَرِهَتْ تَوْرَهُ؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانِیُّ یصف طَعْنَة: كجَیْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْهاءِ رِیعَتْ، و هْیَ تَسْتَفْلی و یروی لإمرئ القیس بن عابِسٍ. و‌فی حدیث الأَحْنَفِ: قال له الحُبابُ و الله إِنك لضَئِیلٌ و إِن أُمَّك لوَرْهاءُ؛ الوَرَهُ، بالتحریك: الخُرْقُ فی كل عمل، و قیل: الحمق. و رجل أَوْرَهُ إِذا كان أَحمق أَهوج، و قد وَرِهَ یَوْرَهُ؛ و منه‌حدیث جَعْفَرٍ الصادق: قال لرجل نعم یا أَوْرَهُ‌و الوُرَّهُ: الرِّمال التی لا تتماسكُ؛ قال رؤبة: عنها و أَثْباج الرِّمالِ الوُرَّهِ و تَوَرَّهَ فلان فی عمل هذا الشی‌ء إِذا لم یكن له به حَذاقةٌ. و ریح وَرْهاءُ: فی هُبوبها خُرْقٌ و عَجْرَفَةٌ. ابن بُزُرْج: الوَرِهَةُ الكثیرةُ الشحمِ، وَرِهَتْ فهی تَرِهُ مثل وَرِمَتْ فهی تَرِمُ. و سحاب وَرِهٌ و سحابة وَرِهَةٌ إِذا كثر مطرها؛ قال الهُذَلِیُّ:
لسان العرب، ج‌13، ص: 561
جُوفُ رَبابٍ ورِهٍ مُثْقَلِ و دار وارهةٌ: واسعة. و الوَرَهْرَهَةُ: المرأَة الحمقاء. و الهَوَرْوَرةُ: الهالكة.

وفه؛ ج13، ص: 561

: الوافِهُ: قَیِّمُ البِیعةِ الذی یقوم علی بیت النصاری الذی فیه صلیبهم، بلغة أَهل الجزیرة، كالواهِفِ، و رُتْبَتُهُ الوَفْهِیَّةُ. و فی كتابه لأَهل نَجْرانَ: لا یُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهبانیتِهِ، و لا یُغَیَّرُ وافِهٌ عن وَفْهِیَّتِهِ، و لا قِسِّیسٌ عن قسِّیسِیَّتِهِ. و جاء فی بعض الأَخبار: واقِهٌ، بالقاف أَیضاً، و الصواب الفاء، و یروی واهِفٌ.

وقه؛ ج13، ص: 561

: الوَقْهُ: الطاعة، مقلوب عن الْقاهِ، و قد وَقِهْتُ و أَیْقَهْتُ و اسْتَیْقَهْتُ. و یروی: و اسْتَیْقَهُوا للمُحَلِّمِ. قال ابن بری: الصواب عندی أَن القاه مقلوب من الوَقْه، بدلالة قولهم وَقِهْتُ و اسْتَیْقَهْتُ، و مثل الوَقْهِ و الْقاهِ الوجهُ و الجاهُ فی القلب. و‌روی الأَزهری عن عمرو بن دینار قال: فی كتاب النبی، صلی الله علیه و سلم، لأَهل نجران: لا یُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهْبانِیَّتهِ، و لا واقِهٌ عن وَقاهِیَتِه، و لا أُسْقُفٌّ عن أُسْقُفِّیَّتِهِ، شهد أَبو سفیان بنُ حَرْبٍ و الأَقرعُ بن حابِسٍ؛ قال الأَزهری: هكذا رواه لنا أَبو زید، بالقاف، و الصواب وافِهٌ عن وَفْهِیَّتهِ؛ كذلك قال ابن بُزُرْج بالفاء. و رواه ابن الأَعرابی واهِفٌ، و كأَنه مقلوب.

وله؛ ج13، ص: 561

: الوَلَهُ: الحزن، و قیل: هو ذهاب العقل و التحیر من شدّة الوجد أَو الحزن أَو الخوف. و الوَلَهُ: ذهاب العقل لفِقْدانِ الحبیب. وَلهَ یَلِه مثل وَرِم یَرِمُ و یَوْلَهُ علی القیاس، و وَلَه یَلِهُ. الجوهری: وَلِهَ یَوْلَه وَلَهاً و ولَهاناً و تَوَلَّه و اتَّلَه، و هو افتعل، فأُدغم؛ قال مُلَیْحٌ الهذلی: إِذا ما حال دون كلامِ سُعْدَی تَنائی الدارِ، و اتَّلَه الغَیُورُ و الوَلَهُ یكون من الحزن و السرور مثل الطَّرَبِ. و رجل وَلْهانُ و والِهٌ و آلِهٌ، علی البدل: ثَكْلانُ. و امرأَة وَلْهَی و والهٌ و والِهَةٌ و مِیلاهٌ: شدیدة الحزن علی ولدها، و الجمع الوُلَّه، و قد وَلَّهها الحُزْنُ و الجَزَعُ و أَوْلَهها؛ قال: حاملةٌ دَلْوِیَ لا محمولَهْ، مَلأَی من الماء كعینِ المُولَهْ المُولَهُ: مُفْعَلٌ من الوَلَهِ، و كل أُنثی فارقت ولدها فهی والِهٌ؛ قال الأَعشی یذكر بقرة أَكل السباع ولدها: فأَقبلَتْ والِهاً ثَكْلی علی عَجَلٍ، كلٌّ دهاها، و كلٌّ عندَها اجْتَمعا ابن شمیل: ناقة مِیلاهٌ، و هی التی فَقدت ولدها فهی تَلِهُ إِلیه. یقال: وَلَهَتْ إِلیه تَلِهُ أَی تَحِنُّ إِلیه. شمر: المِیلاهُ الناقةُ تُرِبُّ بالفحل، فإِذا فَقَدَتْهُ وَلَهَتْ إِلیه؛ و ناقة والِهٌ. قال: و الجمل إِذا فَقَدَ أُلَّافَهُ فحنَّ إِلیها والِهٌ أَیضاً؛ قال الكمیت: وَلِهَتْ نفْسیَ الطَّرُوبُ إِلیهم وَلَهاً حالَ دون طَعْمِ الطعامِ ولِهَتْ: حَنَّتْ. و ناقة والِهٌ إِذا اشتدّ وَجْدُها علی ولدها. الجوهری: المِیلاهُ التی من عادتها أَن یشتدّ وجْدُها علی ولدها، صارت الواو یاء لكسرة ما قبلها؛ قال الكمیت یصف سحاباً: كأَنَّ المَطافِیلَ المَوالِیهَ وَسْطَه یُجاوِبُهُنَّ الخَیْزُرانُ المُثَقَّبُ
لسان العرب، ج‌13، ص: 562
و التَّوْلِیهُ: أَن یُفَرَّقَ بین المرأَة و ولدها، زاد التهذیب: فی البیع. و‌فی الحدیث: لا تُوَلَّهُ والدةٌ علی ولدها‌أَی لا تُجْعَلُ والهاً، و ذلك فی السبایا، و الوَلَهُ یكون بین الوالدة و ولدها، و بین الإِخوة، و بین الرجل و ولده، و قد وَلِهتْ و أَوْلهها غیرُها، و قیل فی تفسیر‌الحدیث: لا تُوَلَّه والدة علی ولدها‌أَی لا یُفَرَّقُ بینهما فی البیع، و كل أُنثی فارقت ولدها فهی والِهٌ. و‌فی حدیث نُقَادَةَ الأَسَدِیِّ: غیر أَن لا تُوَلِّه ذَاتَ ولد عن ولدها.و‌فی حدیث الفَرَعَةِ: تُكْفِئُ إِناءَك و تُوَلِّه ناقَتَك‌أَی تَجْعَلُها والِهَةً بذبحك ولدها، و قد أَولَهْتُها و وَلَّهْتُها تَوْلِیهاً. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن التَّوْلِیهِ و التَّبْرِیحِ.و ماءٌ مُولَهٌ و مُوَلَّهٌ: أُرْسلَ فی الصحراء فذهب؛ و أَنشد الجوهری: مَلأَی من الماء كعینِ المُولَهْ و رواه أَبو عمرو: تمشی من الماء كمشی المُولَهْ قال ابن بری: یعنی أَنها دلو كبیرة، فإذا رفعها من البئر رَفَعَتْ معها الدِّلاءَ الصِّغَار، فهی أَبداً حاملة لا محمولة لأَن الدلاءَ الصغارَ لا تحملها؛ و قول مُلیح: فهنَّ هَیَّجْنَنا، لمَّا بَدَوْنَ لَنا، مِثْلَ الغَمامِ جَلَتْهُ الأُلَّهُ الهُوجُ عَنی الریاحَ لأَنه یُسْمَعُ لها حَنِینٌ كحَنینِ الریاح، و أَراد الوُلَّهَ، فأَبدل من الواو همزة للضمة. و المِیلاهُ: الریح الشدیدة الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِین. قال ابن درید: و زعم قوم من أَهل اللغة أَن العنكبوت تسمَّی المُولَه، قال: و لیس بثَبْتٍ. و المِیلَه: الفَلاةُ التی تُوَلِّه الناسَ و تُحَیِّرُهم؛ قال رؤبة: به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلّ مِیلَهِ بنا حَراجِیجُ المَهاری النُّفَّهِ أَراد البلاد التی تُوَلِّهُ الإِنسان أَی تحیره. و الوَلِیهةُ: اسم موضع. و الوَلَهانُ: اسم شیطان یُغْری الإِنسانَ بكثرة استعمال الماء عند الوضوء. و‌فی الحدیث: الوَلَهانُ اسم شیطان الماءِ یُولِعَ الناسَ بكثرة استعمال الماء؛ و أَما ما أَنشده المازنی: قد صَبَّحَتْ حَوْضَ قِریً بَیُّوتا، یَلِهْنَ بَرْدَ مائِه سُكُوتا، نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا قال: یَلِهْنَ بردَ الماء أَی یُسْرِعْنَ إِلیه و إِلی شربه ولَهَ الوالِه إِلی ولدها حَنِیناً.

ومه؛ ج13، ص: 562

: وَمِهَ النهارُ وَمَهاً: اشتد حرُّه. ابن الأَعرابی: الوَمْهةُ الإِذْوابَةُ من كل شی‌ءٍ.

وهوه؛ ج13، ص: 562

: الوَهْوَهَةُ: صیاح النساء فی الحُزْنِ. و وَهْوَه الكلبُ فی صوته إِذا جَزِعَ فردَّده، و كذلك الرجل. و وَهْوَهَ العَیْرُ: صَوَّتَ حول أُتُنِه شفقةً. و حمارٌ وَهْواهٌ: یفعل ذلك و یُوَهْوِه حول عانَتِه؛ قال رؤْبة یصف حماراً: مُقْتَدِرُ الضَّیْعَةِ وَهْواهُ الشَّفَقْ و الوَهْوَهةُ: حكایة صوت الفَرَسِ إِذا غَلُظَ، و هو محمود، و قیل: هو الصوت الذی یكون فی حَلْقِه آخِرَ صَهِیله. و فرس وَهْواهُ الصَّهِیل إِذا كان ذلك یَصْحَبُ آخِر صَهیلِه. أَبو عبیدة: من أَصوات الفرس الوَهْوهةُ. و فرس مُوَهْوِهٌ: و هو الذی یقطع من نفَسِه شِبْهَ النَّهْمِ غیر أَن ذلك خلقةٌ منه لا یستعین فیه بحَنْجَرَتِه. قال: و النَّهْمُ خروجُ الصوتِ علی
لسان العرب، ج‌13، ص: 563
الإِبْعاد؛ و أَنشد بیت رؤْبة: وَهْواهُ الشَّفَقْ؛ و أَنشد أَیضاً له: و دون نَبْحِ النابحِ المُوَهْوِه قال أَبو بكر النحوی فی قول رؤْبة وَهْواهُ الشَّفَقْ: یُوَهْوِهُ من الشَّفقة یُدارِكُ النَّفَس كأَنَّ به بُهْراً، قال: و قوله مُقْتَدِر الضَّیْعةِ؛ معناه أَن ضَیْعة هذا المِسْحَلِ فی هذه الأُتُنِ لیس فی أُتُنٍ كثیرة فتنتشِر علیه. و قال ابن بری: كَنَی بالضَّیْعةِ عن أُتُنِه أَی أُتُنُه علی قدرِ نحوٍ من ثمانٍ أَو عشرٍ فحِفظُها متیسِّر علیه. و الوَهْوَهُ و الوَهْواهُ من الخیل أَیضاً: النشِیطُ الحدید الذی یكاد یُفْلِتُ عن كل شی‌ءٍ من حِرْصِه و نَزَقِه، و قیل: فرس وَهْوَهٌ و وَهْواهٌ إِذا كان حریصاً علی الجَرْی نشِیطاً؛ قال ابن مُقْبلٍ یصف فرساً یصید الوحش: و صاحبی وَهْوهٌ مُسْتَوْهِلٌ زَعِلٌ، یَحُولُ دون حِمارِ الوَحْشِ و العَصَرِ و وَهْوهَ الأَسدُ فی زَئیره، فهو وَهْواهٌ، و الوَهْوهُ: الذی یُرْعَدُ من الامْتِلاء. و رجل وَهْواهٌ: مَنْخُوب الفؤاد.

ویه؛ ج13، ص: 563

: وَیْهِ: إِغْراءٌ، و منهم من یُنَوِّن فیقول وَیْهاً، الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء، و إِذا أَغْرَیْتَه بالشی‌ء قلت: وَیْهاً یا فلانُ و هو تَحْریضٌ كما یقال: دونَك یا فلانُ؛ قال الكمیت: و جاءت حوادثُ، فی مِثْلِها یقال لمثلِیَ: وَیْهاً فُلُ قال ابن بری: قوله فُلُ یرید یا فلان، قال: و مثله قول حاتم: وَیْهاً فِدیً لكُمُ أُمِّی و ما وَلَدَتْ، حامُوا علی مَجْدِكمْ، و اكْفُوا مَنِ اتَّكَلا و قال الأَعشی‌وَیْهاً خُثَیْمٌ إِنه یومٌ ذَكَرْ، و زاحَمَ الأَعداءُ بالثَّبْتِ الغَدَرْ و قال آخر: وَیْهاً فِداءً لَكَ یا فَضالَهْ، أَجِرَّهُ الرُّمْحَ و لا تُهالَهْ و قال قیس بن زهیر: فإِذ شَمَّرَتْ لك عن ساقِها، فَوَیْهاً رَبیعَ و لا تَسْأَمِ یرید ربیعةَ الخیرِ بن قُرْطِ بن سَلَمة بن قُشَیْرٍ. قال سیبویه: أَما عَمْرَوَیهِ و ما أَشبهها فأَلْزَمُوا آخِرَه شیئاً لم یلزم الأَعجمیة، فكما تركوا صَرْفَ الأَعجمیة جعلوا ذا بمنزلة الصوت، لأَنهم رأَوه قد جَمعَ أَمرین فحَطُّوهُ درجةً عن إِسماعیل و شِبْهِه، و جعلوه فی النكرة بمثال غاقٍ، منوَّنة مكسورة، فی كل موضع. الجوهری: و سِیَبوَیْه و نحوه اسم بنی مع الصوت، فجعلا اسماً واحداً، و كسروا آخره كما كسروا غاقٍ لأَنه ضارَعَ الأَصوات، و فارق خمسة عشر لأَن آخره لم یُضارِعِ الأَصوات فیُنَوَّنُ فی التنكیر، و من قال: هذا سیبویهُ و رأَیت سیبویهَ فأَعربه بإِعراب ما لا ینصرف ثَنَّاه و جمَعه، فقال السِّیبَوَیْهانِ و السِّیبَوَیْهُونَ، و أَما من لم یعربه فإِنه یقول فی التثنیة ذَوا سیبویهِ، و كلاهما سیبویِهِ، و یقول فی الجمع: ذَوُو سِیبویهِ، و كلهم سیبویهِ. و واهَ: تَلَهُّفٌ و تَلَوّذٌ، و قیل: استطابة، و یُنَوَّنُ فیقال: واهاً لفلانٍ؛ قال أَبو النجم: واهاً لرَیَّا ثم واهاً واهَا یا لَیْتَ عَیْناها لنا و فاها «2». بثمنٍ نُرْضی به أَباها،
(2). قوله عیناها: هو علی لغة من یعرب المثنی بالحركات
لسان العرب، ج‌13، ص: 564
فاضتْ دموعُ العینِ من جَرَّاها هی المُنَی لو أَنَّنا نِلْناها قال ابن جنی: إِذا نوَّنْتَ فكأَنك قلت استطابةً، و إِذا لم تُنَوِّنْ فكأَنك قلت الاستطابة، فصار التنوین عَلَمَ التنكیر و تركُهُ عَلَمَ التعریف؛ و أَنشد الأَزهری: و هْو إِذا قیل له ویْهاً كُل، فإِنهُ مُواشِكٌ مُسْتَعْجِل و هْو إِذا قیل له وَیْهاً فُل، فإِنه أَحْجِ به أَن یَنْكُل أَی إِذا دعی لدفع عظیمة، فقیل له یا فلان، نَكَلَ و لم یُجِبْ، و إِن قیل له كُلْ أَسرع، و إِذا تعجبت من طیب الشی‌ء قلت: واهاً له ما أَطْیَبَه و من العرب من یتعجب بواهاً فیقول: واهاً لهذا أَی ما أَحْسَنَه. قال ابن بری: و تقول فی التَّفْجِیع واهاً و واهَ أَیضاً. و وَیْهِ: كلمة تقال فی الاستحثاث.

فصل الیاء المثناة تحتها؛ ج13، ص: 564

یده؛ ج13، ص: 564

: اسْتَیْدَهَتِ الإِبلُ: اجتمعت و انساقت. و اسْتَیْدَهَ الخصمُ: غُلِبَ و انقاد، و الكلمة یائیة و واویة، و قد تقدمت؛ و اسْتَیْدَهَ الأَمرُ و اسْتَنْدَه و ایْتَدَه و انْتَدَه إِذا اتْلأَبَّ.

یقه؛ ج13، ص: 564

: أَیْقَهَ الرجلُ و اسْتَیْقَهَ: أَطاع و ذل، و كذلك الخیل إِذا انقادت؛ قال المُخَبَّلُ: فرَدُّوا صُدورَ الخیل حتی تَنَهْنَهتْ إِلی ذی النُّهَی، و اسْتَیقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَی أَطاعوا الذی یأْمرهم بالحِلْمِ، قیل: هو مقلوب لأَنه قدّم الیاء علی القاف و كانت القاف قبلها، و یروی: … و اسْتَیْدَهُوا … الأَزهری فی نوادر الأَعراب: فلان مُتَّقِهٌ لفلان و مُوتَقِهٌ أَی هائبٌ له و مطیع. و أَیْقَهَ أَی فهم. یقال: أَیْقِهْ لهذا أَی افْهَمْهُ.

یهیه؛ ج13، ص: 564

: یاهٍ یاهٍ و یاهِ‌یاهِ: من دعاء الإِبل؛ و یَهْیَه بالإِبل یَهْیَهةً و یَهْیاهاً: دعاها بذلك و قال لها یاهِ‌یاهِ و الأَقْیَسُ یِهْیاهاً بالكسر. و یَهْ: حكایة الداعی بالإِبل المُیَهْیَهِ بها، یقول الراعی لصاحبه من بعید: یاهٍ یاهٍ، أَقْبِلْ. و فی التهذیب: یقول الرجل لصاحبه، و لم یخص الراعی؛ قال ذو الرُّمَّةِ: یُنادِی بِیَهْیاهٍ و یاهٍ، كأَنه صُوَیْتُ الرُّوَیْعِی ضَلَّ باللیلِ صاحبُهْ و یروی: تَلَوَّمَ یَهْیاهٍ …؛ یقول: إِنه ینادیه یا هِیاهِ ثم یسكت منتظراً الجواب عن دعوته، فإِذا أَبطأَ عنه قال یاهٍ، قال: و یاهِ‌یاهِ نداءَان، قال: و بعض العرب یقول یا هَیاهِ فینصب الهاء الأُولی، و بعض یكره ذلك و یقول هَیاهِ من أَسماء الشیاطین، و تقول: یَهْیَهْتُ به. الأَصمعی: إِذا حَكَوْا صوت الداعی قالوا یَهْیاهٍ، و إِذا حكوا صوت المُجِیبِ قالوا یاهٍ، و الفعل منهما جمیعاً یَهْیَهْتُ؛ و قال فی تفسیر بیت ذی الرمة: إِن الداعی سمع صوتاً یا هَیاهٍ، فأَجاب بیاهٍ رجاء أَن یأْتیه الصوت ثانیةً، فهو مُتَلَوِّمٌ بقول یاهٍ صوتاً بیا هِیاهٍ؛ قال ابن بری: الذی أَنشده أَبو علی لذی الرُّمَّةِ: تَلَوَّمَ یَهْیاهٍ إِلیها، و قد مضَی من اللیل جَوْزٌ، و اسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ و قال حكایةً عن أَبی بكر: الیَهْیاهُ صوت الراعی، و فی تَلَوَّمَ ضمیر الراعی، و یَهیاه محمول علی إِضمار القول؛ قال ابن بری: و الذی فی شِعره فی روایة أَبی
لسان العرب، ج‌13، ص: 565
العباس الأَحْوَلِ: تَلَوَّمَ یَهْیاهٍ بیاهٍ، و قد بَدَا من اللیل جَوْزٌ، و اسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ و كذا أَنشده أَبو الحسن الصَّقَلِّی النحوی و قال: الیَهْیاهُ صوت المُجِیبِ إِذا قیل له یاهٍ، و هو اسم لاسْتَجِبْ و التنوین تنوین التنكیر و كأَنَ یَهیاه مقلوب هَیْهاه، قال ابن بری: و أَما عجز البیت الذی أَنشده الجوهری فهو لصدر بیت قبل البیت الذی یلی هذا و هو: إِذا ازْدَحَمَتْ رَعْیاً، دعا فَوْقَهُ الصَّدَی دُعاءَ الرُّوَیْعِی ضَلَّ باللیلِ صاحِبُهْ الأَزهری: قال أَبو الهیثم فی قول ذی الرمة تَلَوَّم یَهْیاهٍ بیاهٍ قال: هو حكایة الثُّوَباءِ. ابن بُزُرْج: ناسٌ من بنی أَسَدٍ یقولون یا هَیَاهُ أَقْبِلْ و یا هَیَاهُ أَقْبِلا و یا هَیَاهُ أَقْبِلُوا و یا هَیَاهُ أَقْبِلِی و للنساء كذلك، و لغة أُخری یقولون للرجل یا هَیَاهُ أَقْبِلْ و یا هَیَاهان أَقْبِلا و یا هَیَاهُونَ أَقبلُوا و للمرأَة یا هَیَاهَ أَقْبلی فینصبونها كأَنهم خالفوا بذلك بینها و بین الرجل لأَنهم أَرادوا الهاء فلم یدخلوها، و للثنتین یا هَیَاهَتَانِ أَقْبِلا، و یا هَیَاهَاتُ «1». أَقْبِلْنَ. ابن الأَعرابی: یا هَیَاهُ و یا هَیَاهِ و یا هَیَاتَ و یا هَیَاتِ كل ذلك بفتح الهاء. الأَصمعی: العامة تقول یا هِیا، و هو مولَّد، و الصواب یا هَیاهُ بفتح الهاء و یا هَیا. قال أَبو حاتم: أَظن أَصله بالسریانیة یا هَیا شَرَاهِیا، قال: و كان أَبو عمرو بن العَلاء یقول: یا هَیَاهِ أَقْبِلْ و لا یقول لغیر الواحد. و قال: یَهْیَهْتُ بالرجل من یا هَیَاهِ. ابن بُزُرْج: و قالوا یا هِیَا و یا هَیَا إِذا كلمته من قریبٍ، و الله تعالی أَعلم.
(1). قوله [و یا هیاهات إلخ] كذا بالأصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: و للجمع یا هیاهات إلخ‌

الجزء الرابع عشر‌

اشارة

وی‌

باب الواو و الیاء من المعتل‌

وای؛ ج14، ص: 3

: الأَزهری: یقال للیاء و الواو و الأَلفِ الأَحرفُ الجُوفُ، و كان الخلیل یسمِّیها الحُروف الضَّعیفةَ الهوائیَّةَ، و سُمِّیتْ جُوفاً لأَنه لا أَحْیازَ لها فتُنْسَب إِلی أَحْیازها كسائر الحُروف التی لها أَحْیاز، إنما تخرُج من هواء الجَوف، فسمِّیت مرَّةً جُوفاً و مرة هوائیَّة، و سمِّیت ضعیفةً لانتقالها من حال إِلی حال عند التصرُّف باعتلال. قال الجوهری: جمیعُ ما فی هذا الباب من الأَلف إِمَّا أَن تكون منقلبةً من واو مثل دَعَا، أَو من یاء مثل رَمَی، و كل ما فیه من الهمزة فهی مبدلة من الیاء أَو من الواو نحو القَضاء أَصله قَضایٌ، لأَنه من قَضَیْت، و نحو العَزاء أَصله عَزاوٌ، لأَنه من عَزَوْت. قال: و نحن نُشِیرُ فی الواو و الیاء إِلی أُصولهما؛ هذا ترتیب الجوهری فی صحاحه. و أَما ابن سیدة و غیرهُ فإِنهم جعلوا المُعْتلَّ عن الواو باباً، و المعتلَّ عن الیاء باباً، فاحتاجوا فیما هو معتلٌّ عن الواو و الیاء إِلی أَن ذكروه فی البابَین، فأَطالوا و كَرَّروا و یقسَّم الشرحُ فی الموضعین، و أَما الجوهری فإِنه جعله باباً واحداً؛ و لقد سَمِعت بعضَ مَنْ یَتنَقَّص الجوهریَّ، رحمه الله، یقول: إِنه لم یجعل ذلك باباً واحداً إِلّا لجهله بانقلاب الأَلف عن الواو أَو عن الیاء، و لقِلَّة عِلْمه بالتصریف، و لستُ أَری الأَمرَ كذلك، و قد رَتَّبناه نحن فی كتابنا كما رَتَّبه الجوهری، لأَنه أَجمع للخاطر و أَوضح للناظر، و جعلناه باباً واحداً، و بیَّنَّا فی كل ترجمة عن الأَلف و ما انقلبتْ عنه، و الله أعلم. و أَما الأَلف اللَّینة التی لیست متحركة فقد أَفرد لها الجوهری باباً بعد هذا الباب فقال: هذا باب مبنیّ علی أَلِفات غیر مُنْقَلِبات عن شی‌ء، فلهذا أَفردناه، و نحن أَیضاً نذكره بعد ذلك.

فصل الألف؛ ج14، ص: 3

أبی؛ ج14، ص: 3

: الإِباءُ، بالكسر: مصدر قولك أَبَی فلان یَأْبَی، بالفتح فیهما مع خلوه من حُروف الحَلْق، و هو شاذ، أَی امتنع؛ أَنشد ابن بری لبشر بن أَبی خازم: یَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعیدٍ، و تَمْنعُه المَرارةُ و الإِبَاءُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 4
فهو آبٍ و أَبیٌّ و أَبَیانٌ، بالتحریك؛ قال أَبو المجشِّر، جاهلیّ: و قَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِی، و فَقَّأْتُ عَیْنَ الأَشْوَسِ الأَبَیَانِ أَبَی الشی‌ءَ یَأْبَاه إِباءً و إِباءَةً: كَرِهَه. قال یعقوب: أَبَی یَأْبَی نادر، و قال سیبویه: شبَّهوا الأَلف بالهمزة فی قَرَأَ یَقْرَأُ. و قال مرَّة: أَبَی یَأْبَی ضارَعُوا به حَسِب یَحْسِبُ، فتحوا كما كسروا، قال: و قالوا یِئْبَی، و هو شاذ من وجهین: أَحدهما أَنه فَعَلَ یَفْعَلُ، و ما كان علی فَعَلَ لم یكسَر أَوله فی المضارع، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِلَ، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِلَ فی جمیع اللغات إِلَّا فی لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا یَفْعَلُ هنا، و الوجه الثانی من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر فی الیاء من یِئْبَی، و لا یُكْسَر البتَّة إِلا فی نحو یَیْجَلُ، و اسْتَجازوا هذا الشذوذَ فی یاء یِئْبَی لأَن الشذوذ قد كثر فی هذه الكلمة. قال ابن جنی: و قد قالوا أَبَی یَأْبِی؛ أَنشد أَبو زید: یا إِبِلی ما ذامُهُ فَتَأْبِیَهْ، ماءٌ رَواءٌ و نَصِیٌّ حَوْلِیَهْ جاء به علی وجه القیاس كأَتَی یَأْتِی. قال ابن بری: و قد كُسِر أَول المضارع فقیل تِیبَی؛ و أَنشد: ماءٌ رَواءٌ و نَصِیٌّ حَوْلِیَهْ، هذا بأَفْواهِك حتی تِیبِیَهْ قال الفراء: لم یجئْ عن العرب حَرْف علی فَعَلَ یَفْعَلُ، مفتوح العین فی الماضی و الغابر، إِلَّا و ثانیه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غیر أَبَی یَأْبَی، فإِنه جاء نادراً، قال: و زاد أَبو عمرو رَكَنَ یَرْكَنُ، و خالفه الفراء فقال: إِنما یقال رَكَنَ یَرْكُنُ و رَكِنَ یَرْكَنُ. و قال أَحمد بن یحیی: لم یسمع من العرب فَعَلَ یَفْعَلُ ممّا لیس عینه و لامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبَی یَأْبَی، و قَلاه یَقْلاه، و غَشی یَغْشی، و شَجا یَشْجی، و زاد المبرّد: جَبَی یَجْبَی، قال أَبو منصور: و هذه الأَحرف أَكثر العرب فیها، إِذا تَنَغَّم، علی قَلا یَقْلِی، و غَشِیَ یَغْشَی، و شَجَاه یَشْجُوه، و شَجِیَ یَشْجَی، و جَبَا یَجْبِی. و رجل أَبِیٌّ: ذو إِباءٍ شدید إِذا كان ممتنعاً. و رجل أَبَیَانٌ: ذو إِباءٍ شدید. و یقال: تَأَبَّی علیه تَأَبِّیاً إِذا امتنع علیه. و رجل أَبَّاء إِذا أَبی أَن یُضامَ. و یقال: أَخذه أُباءٌ إِذا كان یَأْبی الطعام فلا یَشْتهیه. و‌فی الحدیث كلُّكم فی الجنة إِلا مَنْ أَبَی و شَرَدَ‌أَی إِلَّا من ترك طاعة الله التی یستوجب بها الجنة، لأَن من ترك التسبُّب إِلی شی‌ء لا یوجد بغیره فقد أَبَاهُ. و الإِبَاءُ: أَشدُّ الامتناع. و‌فی حدیث أَبی هریرة: ینزل المهدی فیبقی فی الأَرض أَربعین، فقیل: أَربعین سنة؟ فقال: أَبَیْتَ، فقیل: شهراً؟ فقال: أَبَیْتَ، فقیل: یوماً؟ فقال: أَبَیْتَ‌أَی أَبَیْتَ أَن تعرفه فإِنه غَیْب لم یَردِ الخَبرُ ببَیانه، و إِن روی أَبَیْتُ بالرفع فمعناه أَبَیْتُ أَن أَقول فی الخبَر ما لم أَسمعه، و قد جاء عنه مثله فی حدیث العَدْوی و الطِّیَرَةِ؛ و أَبَی فلان الماءَ و آبَیْتُه الماءَ. قال ابن سیدة: قال الفارسی أَبَی زید من شرب الماء و آبَیْتُه إِبَاءَةً؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: قَدْ أُوبِیَتْ كلَّ ماءٍ فهْی صادِیةٌ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ و الآبِیةُ: التی تَعافُ الماء، و هی أَیضاً التی لا ترید العَشاء. و فی المَثَل: العاشِیةُ تُهَیِّجُ الآبِیَة أَی إِذا رأَت الآبیةُ الإِبِلَ العَواشی تَبِعَتْها فَرعَتْ معها.
لسان العرب، ج‌14، ص: 5
و ماءٌ مَأْبَاةٌ: تَأْباهُ الإِبلُ. و أَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَی كَراهِیة له، جاءوا به علی فُعال لأَنه كالدَّاء، و الأَدْواء ممَّا یغلِب علیها فُعال، قال الجوهری: یقال أَخذه أُبَاءٌ، علی فُعال، إِذا جعل یأْبی الطعامَ. و رجلٌ آبٍ من قومٍ آبِینَ و أُباةٍ و أُبِیٍّ و أُبَّاء، و رجل أَبِیٌّ من قوم أَبِیِّینَ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانیُّ: إِنی أَبِیٌّ، أَبِیٌّ ذو مُحافَظةٍ، و ابنُ أَبِیٍّ، أَبِیٍّ من أَبِیِّینِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها. و الأَبِیَّة من الإِبل: التی ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح. و أَبَیْتَ اللَّعْنَ: من تحیَّات المُلوك فی الجاهلیة، كانت العرب یُحَیِّی أَحدُهم المَلِك یقول أَبَیْتَ اللَّعْنَ. و‌فی حدیث ابن ذی یَزَن: قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل علیه أَبَیْتَ اللَّعْن؛ هذه من تَحایا الملوك فی الجاهلیة و الدعاء لهم، معناه أَبَیْتَ أَن تأْتی من الأُمور ما تُلْعَنُ علیه و تُذَمُّ بسببه. و أَبِیتُ من الطعام و اللَّبَنِ إِبیً: انْتَهیت عنه من غیر شِبَع. و رجل أَبَیانٌ: یأْبی الطعامَ، و قیل: هو الذی یأْبی الدَّنِیَّة، و الجمع إِبْیان؛ عن كراع. و قال بعضهم: آبَی الماءُ «2». أَی امتَنَع فلا تستطیع أَن تنزِل فیه إِلَّا بتَغْریر، و إِن نَزل فی الرَّكِیَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَی خاطَرَ بها. و أُوبِیَ الفَصِیلُ یُوبَی إِیباءً، و هو فَصِیلٌ مُوبیً إِذا سَنِقَ لامتلائه. و أُوبِیَ الفَصِیلُ عن لبن أُمه أَی اتَّخَم عنه لا یَرْضَعها. و أَبِیَ الفَصِیل أَبیً و أُبِیَ: سَنِقَ من اللَّبَن و أَخذه أُباءٌ. أَبو عمرو: الأَبِیُّ الفاس‌من الإِبل «3»، و الأَبِیُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها، و المُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها. و الأُباءُ: داءٌ یأْخذ العَنْزَ و الضَّأْنَ فی رءوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَلیَّة، و هی الأَرْوَی، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُءوسها و یأْخُذَها من ذلك صُداع و لا یَكاد یَبْرأُ. قال أَبو حنیفة: الأُباءُ عَرَضٌ یَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَی، فإِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها، و كذلك إِن بالتْ فی الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت. قال أَبو زید: یقال أَبِیَ التَّیْسُ و هو یَأْبَی أَبیً، مَنْقوص، و تَیْس آبَی بَیّن الأَبَی إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَی فمرض منه. و عنز أَبْواءٌ فی تُیوس أُبْوٍ و أَعْنُزٍ أُبْوٍ: و ذلك أَن یَشُمَّ التَّیْس من المِعْزی الأَهلیَّة بَوْلَ الأُرْوِیَّة فی مَواطنها فیأْخذه من ذلك داء فی رأْسه و نُفَّاخ فَیَرِم رَأْسه و یقتُله الدَّاء، فلا یكاد یُقْدَر علی أَكل لحمه من مَرارته، و ربَّما إِیبَتِ الضأْنُ من ذلك، غیر أَنه قَلَّما یكون ذلك فی الضأْن؛ و قال ابن أَحْمر لراعی غنم له أَصابها الأُبَاء: فقلتُ لِكَنَّازٍ: تَدَكَّلْ فإِنه أُبیً، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِیا فَما لَكِ من أَرْوَی تَعادَیْتِ بِالعَمَی، و لاقَیْتِ كَلَّاباً مُطِلًّا و رامِیا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِیا أَی من شدَّته، و ذلك أَن الضَّأْن لا یضرُّها الأُبَاء أَن یَقْتُلَها. تیس أَبٍ و آبَی و عَنْزٌ أَبِیَةٌ و أَبْوَاء، و قد أَبِیَ أَبیً. أَبو زیاد الكلابی و الأَحمر: قد أَخذ الغنم الأُبَی، مقصور، و هو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَی فیصیبها منه داء؛ قال أَبو منصور: قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَی خطأ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا، قال: و كذلك سمعت العرب. أَبو الهیثم: إِذا شَمَّت
(2). قوله [آبَی الماء إلی قوله خاطر بها] كذا فی الأَصل و شرح القاموس (3). قوله [الأَبی الفاس‌من الإِبل] هكذا فی الأَصل بهذه الصورة
لسان العرب، ج‌14، ص: 6
الماعِزة السُّهْلِیَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِیَّة، و هی الأُرْوِیَّة، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ، فیقال: قد أَبِیَتْ تَأْبَی أَبیً. و فصیلٌ مُوبیً: و هو الذی یَسْنَق حتی لا یَرْضَع، و الدَّقَی البَشَمُ من كثرة الرَّضْع «1» … أُخِذَ البعیرُ أَخَذاً و هو كهیئة الجُنون، و كذلك الشاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً. و الأَبَی: من قولك أَخذه أُبیً إِذا أَبِیَ أَن یأْكل الطعام، كذلك لا یَشتهی العَلَف و لا یَتَناولُه. و الأَبَاءَةُ: البَردیَّة، و قیل: الأَجَمَة، و قیل: هی من الحَلْفاء خاصَّة. قال ابن جنی: كان أَبو بكر یشتقُّ الأَباءَةَ من أَبَیْت، و ذلك أَن الأَجمة تَمْتَنع و تَأْبَی علی سالِكها، فأَصْلُها عنده أَبَایَةٌ، ثم عمل فیها ما عُمِل فی عَبایَة و صلایَةٍ و عَظایةٍ حتی صِرْن عَباءةً و صَلاءةً، فی قول من همز، و من لم یهمز أَخرجهنَّ علی أُصولهنَّ، و هو القیاس القوی. قال أَبو الحسن: و كما قیل لها أَجَمَة من قولهم أَجِم الطعامَ كَرِهَه. و الأَبَاءُ، بالفتح و المدّ: القَصَب، و یقال: هو أَجَمةُ الحَلْفاءِ و القَصَب خاصَّة؛ قال كعب بن مالك الأَنصاریّ یوم حفر الخَنْدَق: مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ یُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً، كَمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ، فَلْیأْتِ مأْسَدةً تُسَنُّ سُیوفُها، بین المَذادِ، و بین جَزْعِ الخَنْدَقِ «2». واحدته أَبَاءَةٌ. و الأَبَاءَةُ: القِطْعة من القَصب. و قَلِیبٌ لا یُؤْبَی؛ عن ابن الأَعرابی، أَی لا یُنْزَح، و لا یقال یُوبَی. ابن السكیت: یقال فلانٌ بَحْر لا یُؤْبَی، و كذلك كَلأٌ لا یُؤْبَی أَی لا ینْقَطِع من كثرته؛ و قال اللحیانی: ماءٌ مُؤْبٍ قلیل، و حكی: عندنا ماء ما یُؤْبَی أَی ما یَقِلُّ. و قال مرَّة: ماء مُؤْبٍ، و لم یفسِّره؛ قال ابن سیدة: فلا أَدْرِی أَ عَنَی به القلیل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَیْتُ الماء. التهذیب: ابن الأَعرابی یقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبیً، و یقال: عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَی أَی لا تَنْقَطع. أَبو عمرو: آبَی أَی نَقَص؛ رواه عن المفضَّل؛ و أَنشد: و ما جُنِّبَتْ خَیْلِی، و لكِنْ وزَعْتُها، تُسَرّ بها یوماً فآبَی قَتالُها قال: نَقَص، و رواه أَبو نصر عن الأَصمعی: فأَبَّی قَتالُها.

أبو؛ ج14، ص: 6

و الأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحریك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً و أَقفاء، و رَحیً و أَرْحاء، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول فی التثنیة أَبَوَانِ، و بعض العرب یقول أَبَانِ علی النَّقْص، و فی الإِضافة أَبَیْكَ، و إِذا جمعت بالواو و النون قلت أَبُونَ، و كذلك أَخُونَ و حَمُون و هَنُونَ؛ قال الشاعر: فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا، بَكَیْن و فَدَّیْنَنا بالأَبِینا قال: و علی هذا قرأَ بعضهم: إلَه أَبِیكَ إِبراهیمَ و إِسماعیلَ و إِسحَاق؛ یریدُ جمع أَبٍ أَی أَبِینَكَ، فحذف النون للإِضافة؛ قال ابن بری: شاهد قولهم أَبانِ فی تثنیة أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ: باعَدَنی عن شَتْمِكُمْ أَبانِ، عن كُلِّ ما عَیْبٍ مُهَذَّبانِ و قال آخر:
(1). هكذا بیاض فی الأَصل بمقدار كلمة (2). قوله [تسن] كذا فی الأَصل، و الذی فی معجم یاقوت: تسل
لسان العرب، ج‌14، ص: 7
فلَمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَنی رَأَیتُ أَبَیْكَ لمْ یَزِنا زِبالا و قالت الشَّنْباءُ بنت زید بن عُمارةَ: نِیطَ بِحِقْوَیْ ماجِدِ الأَبَیْنِ، من مَعْشَرٍ صِیغُوا من اللُّجَیْنِ و قال الفَرَزْدق: یا خَلِیلَیَّ اسْقِیانی أَرْبَعاً بعد اثْنَتَیْنِ مِنْ شَرابٍ، كَدَم الجَوفِ یُحِرُّ الكُلْیَتَیْنِ و اصْرِفا الكأْسَ عن الجاهِلِ، یَحْیی بنِ حُضَیْنِ لا یَذُوق الیَوْمَ كأْساً، أَو یُفَدَّی بالأَبَیْنِ قال: و شاهد قولهم أَبُونَ فی الجمع قول ناهِضٍ الكلابیّ: أَغَرّ یُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ، یُفَدَّی بالأَعُمِّ و بالأَبِینَا و مثله قول الآخر: كَرِیم طابتِ الأَعْراقُ منه، یُفَدَّی بالأَعُمِّ و بالأَبِینَا و قال غَیْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفیّ: یَدَعْنَ نِساءكم فی الدارِ نُوحاً یُنَدِّمْنَ البُعولَةَ و الأَبِینا و قال آخر: أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِیعاً، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا و الأَبَوَانِ: الأَبُ و الأُمُّ. ابن سیده: الأَبُ الوالد، و الجمع أَبُونَ و آباءٌ و أُبُوٌّ و أُبُوَّةٌ؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد للقَنانیِّ یمدح الكسائی: أَبی الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائیِّ، و انْتَمی له الذِّرْوة العُلْیا الأُبُوُّ السَّوابِقُ و الأَبَا: لغة فی الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه و لم تحذَف لامُه كما حذفت فی الأَب. یقال: هذا أَباً و رأَیت أَباً و مررت بِأَباً، كما تقول: هذا قَفاً و رأَیت قَفاً و مررت بقَفاً، و روی عن محمد بن الحسن عن أَحمد بن یحیی قال: یقال هذا أَبوك و هذا أَباك و هذا أَبُكَ؛ قال الشاعر: سِوَی أَبِكَ الأَدْنی، و أَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ، یا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنیتُه أَبَوان، و مَنْ قال هذا أَبُكَ فتثنیته أَبانِ علی اللفظ، و أَبَوان علی الأَصل. و یقال: هُما أَبَوَاه لأَبیه و أُمِّه، و جائز فی الشعر: هُما أَباهُ، و كذلك رأَیت أَبَیْهِ، و اللغة العالیة رأَیت أَبَوَیه. قال: و یجوز أَن یجمع الأَبُ بالنُّونِ فیقال: هؤلاء أَبُونَكُمْ أَی آباؤكم، و هم الأَبُونَ. قال أَبو منصور: و الكلام الجیِّد فی جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ، بالمد. و من العرب مَن یقول: أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء، یجمعون الأَب علی فُعولةٍ كما یقولون هؤلاء عُمُومَتُنا و خُئولَتُنا؛ قال الشاعر فیمن جمع الأَبَ أَبِین: أَقْبَلَ یَهْوی مِنْ دُوَیْن الطِّرْبالْ، و هْوَ یُفَدَّی بالأَبِینَ و الخالْ و‌فی حدیث الأَعرابی الذی جاء یَسأَل عن شرائع الإِسْلام: فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: أَفْلَح و أَبیه إِن صدَق؛ قال ابن الأَثیر: هذه كلمة
لسان العرب، ج‌14، ص: 8
جاریة علی أَلْسُن العرب تستعملها كثیراً فی خِطابها و تُرید بها التأْكید، و قد نهی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، أَن یحلِف الرجلُ بأَبیهِ فیحتمل أَن یكون هذا القولُ قبل النهی، و یحتمل أَن یكون جَری منه علی عادة الكلام الجاری علی الأَلْسُن، و لا یقصد به القَسَم كالیمین المعفوِّ عنها من قَبیل اللَّغْوِ، أَو أَراد به توكیدَ الكلام لا الیمین، فإِن هذه اللفظة تَجری فی كلام العرب علی ضَرْبَیْن: التعظیم و هو المراد بالقَسَم المنهِیِّ عنه، و التوكید كقول الشاعر: لَعَمْرُ أَبِی الواشِینَ، لا عَمْرُ غیرهِمْ، لقد كَلَّفَتْنی خُطَّةً لا أُریدُها فهذا تَوْكید لا قَسَم لأَنه لا یَقْصِد أَن یَحْلِف بأَبی الواشین، و هو فی كلامهم كثیر؛ و قوله أَنشده أَبو علی عن أَبی الحسن: تَقُولُ ابْنَتی لمَّا رَأَتْنی شاحباً: كأَنَّك فِینا یا أَباتَ غَرِیبُ قال ابن جنی: فهذا تأْنیثُ الآبَاء، و سَمَّی اللهُ عز و جل العَمَّ أَباً فی قوله: قٰالُوا نَعْبُدُ إِلٰهَكَ وَ إِلٰهَ آبٰائِكَ إِبْرٰاهِیمَ وَ إِسْمٰاعِیلَ وَ إِسْحٰاقَ. و أَبَوْتَ و أَبَیْتَ: صِرْتَ أَباً. و أَبَوْتُه إِبَاوَةً: صِرْتُ له أَباً؛ قال بَخْدَج: اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ یأْبُوكا، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ یَعْزُوكا إلی أَبٍ، فكلُّهم یَنْفِیكا التهذیب: ابن السكیت أَبَوْتُ الرجُلَ أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً. و یقال: ما له أَبٌ یَأْبُوه أَی یَغْذوه و یُرَبِّیه، و النِّسْبةُ إِلیه أَبَوِیّ. أَبو عبید: تَأَبَّیْت أَباً أَی تَخذْتُ أَباً و تَأَمَّیْت أُمَّة و تَعَمَّمْت عَمّاً. ابن الأَعرابی: فلان یَأْبُوك أَی یكون لك أَباً؛ و أَنشد لشریك بن حَیَّان العَنْبَری یَهْجو أَبا نُخَیلة: یا أَیُّهَذا المدَّعی شریكا، بَیِّنْ لَنا و حَلِّ عن أَبِیكا إِذا انْتَفی أَو شَكّ حَزْنٌ فِیكا، وَ قَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ یَعْزُوكا إِلی أَبٍ، فكلُّهم یَنْفِیكا، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ یَأْبُوكا، و ادَّعِ فی فَصِیلَةٍ تُؤْوِیكا قال ابن بری: و علی هذا ینبغی أَن یُحْمَل بیت الشریف الرضی: تُزْهی عَلی مَلِك النِّساءِ، فلَیْتَ شِعْری مَنْ أَباها؟ أَی مَن كان أَباها. قال: و یجوز أَن یرید أَبَوَیْها فَبناه علی لُغَة مَنْ یقول أَبانِ و أَبُونَ. اللیث: یقال فُلان یَأْبُو هذا الیَتِیمَ إِباوةً أَی یَغْذُوه كما یَغْذُو الوالدُ ولَده. و بَیْنی و بین فلان أُبُوَّة، و الأُبُوَّة أَیضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ و الخُئولةِ؛ و كان الأَصمعی یروی قِیلَ أَبی ذؤیب: لو كانَ مِدْحَةُ حَیٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، أَحْیا أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ الأَمادیحُ و غیره یَرْویه: أَحْیا أَبَاكُنَّ یا لیلی الأَمادیحُ قال ابن بری: و مثله قول لبید: و أَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً، هُمُ شَدُّوا عَلیَّ التَّمائما قال و قال الكُمَیت:
لسان العرب، ج‌14، ص: 9
نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواری، أَوْ صُفُونا «1». و تَأَبَّاه: اتَّخَذه أَباً، و الاسم الأُبُوَّة؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: أَ یُوعِدُنی الحجَّاج، و الحَزْنُ بینَنا، و قَبْلَك لم یَسْطِعْ لِیَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَیْداً، لا أَری لَكَ طاعَةً، و لا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ و المُلْك، یا أَهْلَ أَیْلَةٍ، لَكالمُتأَبِّی، و هْو لیس له أَبُ و ما كنتَ أَباً و لقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً، و قیل: ما كنتَ أَباً و لقد أَبَیْتَ، و ما كنتِ أُمّاً و لقد أَمِمْتِ أُمُومةً، و ما كنتَ أَخاً و لقد أَخَیْتَ و لقد أَخَوْتَ، و ما كنتِ أُمَّةً و لقد أَمَوْتِ. و یقال: اسْتَئِبَّ أَبّاً و اسْتأْبِبْ أَبّاً و تَأَبَّ أَبّاً و اسْتَئِمَّ أُمّاً و اسْتأْمِمْ أُمّاً و تأَمَّمْ أُمّاً. قال أَبو منصور: و إِنما شدِّد الأَبُ و الفعلُ منه، و هو فی الأَصل غیرُ مشدَّد، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ، فزادوا بدل الواو باءً كما قالوا قِنٌّ للعبد، و أَصله قِنْیٌ، و من العرب من قال للیَدِ یَدّ، فشدَّد الدال لأَن أَصله یَدْیٌ. و‌فی حدیث أُم عطیة: كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قالت بِأَبَاهُ؛ قال ابن الأَثیر: أَصله بِأَبِی هو. یقال: بَأْبَأْتُ الصَّبیَّ إِذا قلتَ له بأَبِی أَنت و أُمِّی، فلما سكنت الیاء قلبت أَلفاً كما قیل فی یا وَیْلتی یا ویلتا، و فیها ثلاث لغات: بهمزة مفتوحة بین الباءین، و بقلب الهمزة یاء مفتوحة، و بإِبدال الیاء الأَخیرة أَلفاً، و هی هذه و الباء الأُولی فی بأَبی أَنت و أُمِّی متعلقة بمحذوف، قیل: هو اسم فیكون ما بعده مرفوعاً تقدیره أَنت مَفْدِیٌّ بأَبی و أُمِّی، و قیل: هو فعل و ما بعده منصوب أَی فَدَیْتُك بأَبی و أُمِّی، و حذف هذا المقدَّر تخفیفاً لكثرة الاستعمال و عِلْم المُخاطب به. الجوهری: و قولهم یا أَبَةِ افعلْ، یجعلون علامةَ التأْنیث عِوَضاً من یاء الإِضافة، كقولهم فی الأُمِّ یا أُمَّةِ، و تقِف علیها بالهاء إِلا فی القرآن العزیز فإِنك تقف علیها بالتاء «2». اتِّباعاً للكتاب، و قد یقف بعضُ العرب علی هاء التأْنیث بالتاء فیقولون: یا طَلْحَتْ، و إِنما لم تسْقُط التاء فی الوصْل من الأَب، یعنی فی قوله یا أَبَةِ افْعَل، و سَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ یا أُمَّ أَقْبِلی، لأَن الأَبَ لمَّا كان علی حرفین كان كأَنه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاءُ لازمةً و صارت الیاءُ كأَنها بعدها. قال ابن بری: أُمّ مُنادَی مُرَخَّم، حذفت منه التاء، قال: و لیس فی كلام العرب مضاف رُخِّم فی النِّداء غیر أُمّ، كما أَنه لم یُرَخَّم نكرة غیر صاحِب فی قولهم یا صاحِ، و قالوا فی النداء یا أَبةِ، و لَزِموا الحَذْف و العِوَض، قال سیبویه: و سأَلت الخلیلَ، رحمه الله، عن قولهم یا أَبَةَ و یا أَبَةِ لا تفعَل و یا أَبَتاه و یا أُمَّتاه، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء فی عَمَّة و خالةٍ، قال: و یدلُّك علی أَن الهاء بمنزلة الهاء فی عَمَّة و خالةٍ أَنك تقول فی الوَقْف یا أَبَهْ، كما تقول یا خالَهْ، و تقول یا أَبتاهْ كما تقول یا خالَتاهْ، قال: و إنما یلزمون هذه الهاء فی النِّداء إِذا أَضَفْت إِلی نفسِك خاصَّة، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الیاء، قال: و أَرادوا أَن لا یُخِلُّوا بالاسم حین اجتمع فیه حذف النِّداء، و أَنهم لا یَكادون یقولون یا أَباهُ، و صار هذا مُحْتَملًا عندهم
(1). قوله [جواری أو صفونا] هكذا فی الأَصل هنا بالجیم، و فی مادة صفن بالحاء (2). قوله [تقف علیها بالتاء] عبارة الخطیب: و أما الوقف فوقف ابن كثیر و ابن عامر بالهاء و الباقون بالتاء
لسان العرب، ج‌14، ص: 10
لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف و التغییرِ، فأَرادوا أَن یُعَوِّضوا هذین الحرفین كما یقولون أَیْنُق، لمَّا حذفوا العین جعلوا الیاء عِوَضاً، فلما أَلحقوا الهاء صیَّروها بمنزلة الهاء التی تلزَم الاسم فی كل موضع، و اختص النداء بذلك لكثرته فی كلامهم كما اختصَّ بیا أَیُّها الرجل. و ذهب أَبو عثمان المازنی فی قراءة من قرأَ یا أَبَةَ، بفتح التاء، إِلی أَنه أَراد یا أَبَتَاه فحذف الأَلف؛ و قوله أَنشده یعقوب: تقولُ ابْنَتی لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتی: كأَنك فِینا، یا أَباتَ، غَریبُ أَراد: یا أَبَتَاه، فقدَّم الأَلف و أَخَّر التاء، و هو تأْنیث الأَبا، ذكره ابن سیدة و الجوهری؛ و قال ابن بری: الصحیح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِلیها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ فی قوله: فإِذا هی بِعِظامٍ و دَمَا و كما ردَّ الآخر إِلی یَدٍ لامَها فی نحو قوله: إِلَّا ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ الیَدَا و قوله أَنشده ثعلب: فقامَ أَبُو ضَیْفٍ كَرِیمٌ، كأَنه، و قد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة، مازِحُ فسره فقال: إِنما قال أَبو ضَیْف لأَنه یَقْرِی الضِّیفان؛ و قال العُجَیر السَّلُولی: تَرَكْنا أَبا الأَضْیاف فی لیلة الصَّبا بمَرْوٍ، و مَرْدَی كل خَصْمٍ یُجادِلُهْ و قد یقلبون الیاء أَلِفاً؛ قالت دُرْنَی بنت سَیَّار بن ضَبْرة تَرْثی أَخَوَیْها، و یقال هو لعَمْرة الخُثَیْمِیَّة: هُما أَخَوا فی الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ، إِذا خافَ یوماً نَبْوَةً فدَعاهُما و قد زعموا أَنِّی جَزِعْت علیهما؛ و هل جَزَعٌ إِن قلتُ وا بِأَبا هُما؟ ترید: وا بأَبی هُما. قال ابن بری: و یروی … وا بِیَبا هُما، علی إِبدال الهمزة یاء لانكسار ما قبلها، و موضع الجار و المجرور رفع علی خبر هُما؛ قال و یدلُّك علی ذلك قول الآخر: یا بِأَبی أَنتَ و یا فوق البِیَبْ قال أَبو علیّ: الیاء فی بِیَب مُبْدَلة من هَمزة بدلًا لازماً، قال: و حكی أَبو زید بَیَّبْتُ الرجلَ إِذا قلت له بِأَبی، فهذا من البِیَبِ، قال: و أَنشده ابن السكیت یا بِیَبا؛ قال: و هو الصحیح لیوافق لفظُه لفظَ البِیَبِ لأَنه مشتق منه، قال: و رواه أَبو العلاء فیما حكاه عنه التِّبْرِیزی: و یا فوق البِئَبْ، بالهمز، قال: و هو مركَّب من قولهم بأَبی، فأَبقی الهمزة لذلك؛ قال ابن بری: فینبغی علی قول من قال البِیَب أَن یقول یا بِیَبا، بالیاء غیر مهموز، و هذا البیت أَنشده الجاحظ مع أَبیات فی كتاب البیان و التَّبْیین لآدم مولی بَلْعَنْبَر یقوله لابنٍ له؛ و هی: یا بِأَبی أَنتَ، و یا فَوق البِیَبْ، یا بأَبی خُصْیاك من خُصیً و زُبّ أَنت المُحَبُّ، و كذا فِعْل المُحِبّ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِیضَ الوَصَبْ حتی تُفِیدَ و تُداوِی ذا الجَرَبْ، و ذا الجُنونِ من سُعالٍ و كَلَبْ بالجَدْب حتی یَسْتَقِیمَ فی الحَدَبْ، و تَحْمِلَ الشاعِرَ فی الیوم العَصِبْ علی نَهابیرَ كَثیراتِ التَّعَبْ، و إِن أَراد جَدِلًا صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ: العاقِلُ.
لسان العرب، ج‌14، ص: 11
خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا علی الرُّكَبِ.أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلی رَتَبْ، حتی تری الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ یَرمی بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كَلِبْ، مُجَرَّب الشّكّات مَیْمُونٌ مِذَبّ و قال الفراء فی قوله: یا بِأَبی أَنتَ و یا فوق البِیَبْ قال: جعلوا الكلمتین كالواحدة لكثرتها فی الكلام، و قال: یا أَبةِ و یا أَبةَ لغتان، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف. و حكی اللحیانی عن الكسائی: ما یُدْری له مَن أَبٌ و ما أَبٌ أَی لا یُدْری مَن أَبوه و ما أَبوه. و قالوا: لابَ لك یریدون لا أَبَ لك، فحذفوا الهمزة البتَّة، و نظیره قولهم: وَیْلُمِّه، یریدون وَیْلَ أُمِّه. و قالوا: لا أَبا لَك؛ قال أَبو علی: فیه تقدیران مختلفان لمعنیین مختلفین، و ذلك أَن ثبات الأَلف فی أَبا من لا أَبا لَك دلیل الإِضافة، فهذا وجه، و وجه آخر أَن ثبات اللام و عمَل لا فی هذا الاسم یوجب التنكیر و الفَصْلَ، فثَبات الأَلف دلیلُ الإِضافة و التعریف، و وجودُ اللامِ دلیلُ الفَصْل و التنكیر، و هذان كما تَراهما مُتَدافِعان، و الفرْق بینهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَری مَجْری المثل، و ذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفی فی الحقیقة أَباهُ، و إِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء علیه أَی أَنت عندی ممن یستحقُّ أَن یُدْعی علیه بفقد أَبیه؛ و أَنشد توكیداً لما أَراد من هذا المعنی قوله: و یترك أُخری فَرْدَةً لا أَخا لَها و لم یقل لا أُخْتَ لها، و لكن لمَّا جری هذا الكلام علی أَفواهِهم لا أَبا لَك و لا أَخا لَك قیل مع المؤنث علی حد ما یكون علیه مع المذكر، فجری هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر و أُنثی أَو اثنین أَو جماعة: الصَّیْفَ ضَیَّعْتِ اللَّبن، علی التأْنیث لأَنه كذا جری أَوَّلَه، و إِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فیه تَفادی ظاهِره من اجتماع صُورَتی الفَصْلِ و الوَصْلِ و التعریف و التنكیر لفظاً لا معنی، و یؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه فی الشعر و أَنه یقال لمن له أَب و لمن لا أَبَ له، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم یجُزْ أَن یُدْعی علیه بما هو فیه لا مَحالة، أَ لا تری أَنك لا تقول للفقیر أَفْقَرَه الله؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقیقة لمعناه مُطابِقة للفظه، و إِنما هی خارجة مَخْرَج المثل علی ما فسره أَبو علی؛ قال عنترة: فاقْنَیْ حَیاءَك، لا أَبَا لَك و اعْلَمی أَنی امْرُؤٌ سأَمُوتُ، إِنْ لم أُقْتَلِ و قال المتَلَمِّس: أَلْقِ الصَّحیفةَ، لا أَبَا لَك، إِنه یُخْشی علیك من الحِباءِ النِّقْرِسُ و یدلُّك علی أَن هذا لیس بحقیقة قول جریر: یا تَیْمُ تَیْمَ عَدِیٍّ، لا أَبَا لَكُمُ لا یَلْقَیَنَّكُمُ فی سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوی دلیلٍ علی أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقیقة له، أَ لا تری أَنه لا یجوز أَن یكون للتَّیْم كلِّها أَبٌ واحد، و لكنكم كلكم أَهل للدُّعاء علیه و الإِغلاظ له؟ و یقال: لا أَبَ لك و لا أَبَا لَك، و هو مَدْح، و ربما قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة؛ قال أَبو حیَّة النُّمَیْری:
لسان العرب، ج‌14، ص: 12
أَ بِالمَوْتِ الذی لا بُدَّ أَنی مُلاقٍ، لا أَبَاكِ تُخَوِّفِینی؟ دَعی ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِیهِ، و لكنْ بالمغیَّب نَبِّئِینی أَراد: تُخَوِّفِیننی، فحذف النون الأَخیرة؛ قال ابن بری: و مثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد فی الكامل: و قد مات شَمَّاخٌ و مات مُزَرِّدٌ، و أَیُّ كَریمٍ، لا أَبَاكِ یُخَلَّدُ؟ قال ابن بری: و شاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع: فإِن أَثْقَفْ عُمَیراً لا أُقِلْهُ، و إِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَهْ قال: و قال الأَبْرَشُ بَحْزَج «3». بن حسَّان یَهجُو أَبا نُخَیلة: إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ، یَدْعو إِلی أُمٍّ و لا أَبَا لَهُ و قال الأَعْور بن بَراء: فمَن مُبْلِغٌ عنِّی كُرَیْزاً و ناشِئاً، بِذاتِ الغَضی، أَن لا أَبَا لَكُما بِیا؟ و قال زُفَر بن الحرث یَعْتذِر من هَزیمة انْهَزَمها: أَرِینی سِلاحی، لا أَبَا لَكِ إِنَّنی أَری الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِیا أَ یَذْهَبُ یومٌ واحدٌ، إِنْ أَسَأْتُه، بِصالِح أَیّامی، و حُسْن بَلائِیا و لم تُرَ مِنِّی زَلَّة، قبلَ هذه، فِراری و تَرْكی صاحِبَیَّ و رائیا و قد یَنْبُت المَرْعی علی دِمَنِ الثَّری، و تَبْقی حَزازاتُ النفوس كما هِیا و قال جریر لجدِّه الخَطَفَی: فَأَنْت أَبِی ما لم تكن لیَ حاجةٌ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّنی لا أَبا لِیا و كان الخَطَفَی شاعراً مُجیداً؛ و من أَحسن ما قیل فی الصَّمْت قوله: عَجِبْتُ لإِزْراء العَیِیِّ بنفْسِه، وَ صَمْتِ الذی قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما و فی الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَییِّ، و إِنما صَحِیفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن یَتَكَلَّما و قد تكرَّر فی الحدیث لا أَبا لَك، و هو أَكثر ما یُذْكَرُ فی المَدْح أَی لا كافیَ لك غیر نفسِك، و قد یُذْكَر فی مَعْرض الذمّ كما یقال لا أُمَّ لكَ؛ قال: و قد یذكر فی مَعْرض التعجُّب و دَفْعاً للعَیْن كقولهم لله دَرُّك، و قد یذكر بمعنی جِدَّ فی أَمْرِك و شَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ علیه فی بعض شأْنِه، و قد تُحْذَف اللام فیقال لا أَباكَ بمعناه؛و سمع سلیمانُ بنُ عبد الملك رجلًا من الأَعراب فی سَنَة مُجْدِبة یقول: رَبّ العِبادِ، ما لَنا و ما لَكْ؟ قد كُنْتَ تَسْقِینا فما بدَا لَكْ؟ أَنْزِلْ علینا الغَیْثَ، لا أَبَا لَكْ فحمله سلیمان أَحْسَن مَحْمَل و قال: أَشهد أَن لا أَبَا له و لا صاحِبةَ و لا وَلَد.و‌فی الحدیث: لله أَبُوكَ، قال ابن الأَثیر: إِذا أُضِیفَ الشی‌ء إِلی عظیم شریفٍ اكْتَسی عِظَماً و شَرَفاً كما قیل بَیْتُ اللهِ و ناقةُ اللهِ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما یَحْسُن مَوْقِعُه
(3). قوله [بحزج] كذا فی الأَصل هنا و تقدم فیه قریباً: قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ. و فی القاموس: بخدج اسم، زاد فی اللسان: شاعر
لسان العرب، ج‌14، ص: 13
و یُحْمَد قیل لله أَبُوكَ، فی مَعْرض المَدْح و التَّعجب أَی أَبوك لله خالصاً حیث أَنْجَب بك و أَتی بمِثْلِك. قال أَبو الهیثم: إِذا قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه لیس له أُمٌّ حرَّة، و هو شَتْم، و ذلك أَنَّ بَنی الإِماء لیسوا بمرْضِیِّین و لا لاحِقِینَ ببنی الأَحرار و الأَشراف، و قیل: معنی قولهم لا أُمَّ لَك یقول أَنت لَقِیطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ، قال: و لا یقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلَّا فی غضبه علیه و تقصیره به شاتِماً، و أَما إِذا قال لا أَبا لَك فلم یَترك له من الشَّتِیمة شیئاً، و إِذا أَراد كرامةً قال: لا أَبا لِشانِیكَ، و لا أَبَ لِشانِیكَ، و قال المبرّد: یقال لا أَبَ لكَ و لا أَبَكَ، بغیر لام، و روی عن ابن شمیل: أَنه سأَل الخلیل عن قول العرب لا أَبا لك فقال: معناه لا كافیَ لك. و قال غیره: معناه أَنك تجرنی أَمرك حَمْدٌ «1». و قال الفراء: قولهم لا أَبَا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها. و أَبو المرأَة: زوجُها؛ عن ابن حبیب. و من المُكَنَّی بالأَب قولهم: أَبو الحَرِث كُنْیَةُ الأَسَدِ، أَبو جَعْدَة كُنْیة الذئب، أَبو حصین كُنْیةُ الثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَری الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النار لا یُنْتَفَع بها، أَبو جُخادِب الجَراد، و أَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، و أَبو قَلَمُونَ لثَوْب یَتَلَوَّن أَلْواناً، و أَبو قُبَیْسٍ جبَل بمكة، و أَبو دارِسٍ كُنْیة الفَرْج من الدَّرْس و هو الحَیْض، و أَبو عَمْرَة كُنْیة الجُوع؛ و قال: حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتی و أَبو مالِكٍ: كُنْیة الهَرَم؛ قال: أَبا مالِك، إِنَّ الغَوانی هَجَرْننی أَبا مالِكٍ، إِنی أَظنُّك دائِبا و‌فی حدیث رُقَیْقَة: هَنِیئاً لك أَبا البَطحاء‌إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به و عَظُمُوا بدعائه و هدایته كما یقال للمِطْعام أَبو الأَضْیاف. و‌فی حدیث وائل بن حُجْر: من محمد رسولِ الله إِلی المُهاجِر بن أَبو أُمَیَّة؛ قال ابن الأَثیر: حَقُّه أَن یقول ابنِ أَبی أُمَیَّة، و لكنه لاشْتهارِه بالكُنْیة و لم یكن له اسم معروف غیره، لم یجرَّ كما قیل علیّ بن أَبو طالب. و‌فی حدیث عائشة: قالت عن حفصة و كانت بنتَ أَبیها‌أَی أَنها شبیهة به فی قُوَّة النفس و حِدَّة الخلُق و المُبادَرة إِلی الأَشیاء. و الأَبْواء، بالمدّ: موضع، و قد ذكر فی الحدیث الأَبْواء، و هو بفتح الهمزة و سكون الباء و المدِّ، جَبَل بین مكة و المدینة، و عنده بلد ینسَب إِلیه. و كَفْرآبِیا: موضع. و فی الحدیث: ذِكْر أَبَّی، هی بفتح الهمزة و تشدید الباء: بئر من آبار بنی قُرَیظة و أَموالهِم یقال لها بئر أَبَّی، نَزَلها سیدُنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لما أَتی بنی قُریظة.

أتی؛ ج14، ص: 13

: الإِتْیان: المَجی‌ء. أَتَیْته أَتْیاً و أُتِیّاً و إِتِیّاً و إِتْیَاناً و إِتْیَانَةً و مَأْتَاةً: جِئْته؛ قال الشاعر: فاحْتَلْ لنفسِك قبل أَتْیِ العَسْكَرِ و‌فی الحدیث: خَیْرُ النِّساء المُواتِیةُ لِزَوْجها؛ المُواتاةُ: حُسْنُ المُطاوعةِ و المُوافقةِ، و أَصلُها الهمزُ فخفِّف و كثُر حتی صار یقال بالواو الخالِصة؛ قال: و لیس بالوجه. و قال اللیث: یقال أَتانی فلان أَتْیاً و أَتْیَةً واحدة و إِتْیاناً، قال: و لا تَقُلْ إِتْیَانَة واحدة إِلَّا فی اضطرار شعر قبیح، لأَن المَصادر كلَّها إِذا جعلت واحدة رُدَّتْ إِلی بناء فَعْلة، و ذلك
(1). قوله [و قال غیره معناه أنك تجرنی أمرك حمد] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 14
إِذا كان الفِعْل منها علی فَعَلَ أَو فَعِلَ، فإِذا أُدْخِلَتْ فی الفِعْل زیاداتٌ فوق ذلك أُدْخِلَت فیها زیادتها فی الواحِدة كقولك إِقْبالةً واحدةً، و مثل تَفَعَّلَ تَفْعِلةً واحدةً و أَشباه ذلك، و ذلك فی الشی‌ء الذی یحسُن أَن تقول فَعْلة واحدة و إِلَّا فلا؛ و قال: إِنی، و أَتْیَ ابنِ غَلَّاقٍ لِیَقْرِیَنی، كغابِطِ الكَلْبِ یَبْغی الطِّرقَ فی الذنَبِ و قال ابن خالَوَیه: یقال ما أَتَیْتَنا حتی اسْتَأْتَیْناك. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یُفْلِحُ السّٰاحِرُ حَیْثُ أَتیٰ؛ قالوا: معناه حیث كان، و قیل: معناه حیث كان الساحِرُ یجِب أَن یُقْتل، و كذلك مذهب أَهل الفِقْه فی السَّحَرة؛ و قوله: تِ لی آلَ زید فابدُهم لی جماعةً، و سَلْ آلَ زیدٍ أَیُّ شی‌ء یَضِیرُها قال ابن جنی: حكی أَن بعض العرب یقول فی الأَمر من أَتی: تِ زیداً، فیحذف الهمزة تخفیفاً كما حذفت من خُذْ و كُلْ و مُرْ. و قُرئ: یومَ تَأْتِ، بحذف الیاء كما قالوا لا أَدْرِ، و هی لغة هُذیل؛ و أَما قول قَیْس بن زُهَیر العَبْسیّ: أَ لمْ یَأْتِیكَ، و الأَنْباءُ تَنْمِی، بما لاقَتْ لَبُون بنی زِیاد؟ فإِنما أَثبت الیاء و لم یحذفها للجزم ضرورة، و ردَّه إِلی أَصله. قال المازنی: و یجوز فی الشعر أَن تقول زید یرْمِیُك، برفع الیاء، و یَغْزُوُك، برفع الواو، و هذا قاضیٌ، بالتنوین، فتُجْری الحرْفَ المُعْتَلَّ مُجری الحرف الصحیح من جمیع الوُجوه فی الأَسماء و الأَفعال جمیعاً لأَنه الأَصل. و المِیتاءُ و المِیداءُ، مَمْدودانِ: آخِرُ الغایة حیث ینتهی إِلیه جَرْیُ الخیل. و المِیتَاءُ: الطریق العامِرُ، و مجتَمَع الطریق أَیضاً مِیتَاء و میداء؛ و أَنشد ابن بری لحُمید الأَرْقَط: إِذا انْضَزَّ مِیتَاءُ الطریق علیهما، مَضَتْ قُدُماً برح الحزام زَهُوقُ «1». و‌فی حدیث اللُّقطة: ما وجَدْتَ فی طریقٍ میتاءٍ فعَرِّفْه سنةً، أَی طریقٍ مَسْلوكٍ، و هو مفْعال من الإِتْیَان، و المیم زائدة. و یقال: بَنَی القومُ بُیوتَهم علی میتاءٍ واحد و مِیداءٍ واحدٍ. و داری بمِیتاء دارِ فلانٍ و مِیداءْ دارِ فُلان أَی تِلْقاءَ دارِه. و طریق مِئْتاءٌ: عامِرٌ؛ هكذا رواه ثعلب بهمز الیاء من مِئْتاءٍ، قال: و هو مِفْعال من أَتیت أَی یأْتیه الناسُ. و‌فی الحدیث: لولا أَنه وَعدٌ حقٌّ و قولٌ صِدْقٌ و طریقٌ مِیتاءٌ لَحَزِنّا علیك أَكثر ما حَزِنّا؛ أَراد أَنه طریقٌ مسلوك یَسْلُكه كلُّ أَحدٍ، و هو مِفْعال من الإِتْیَان، فإِن قلت طریق مَأْتِیٌّ فهو مفْعول من أَتَیْته. قال الله عزَّ و جل: إِنَّهُ كٰانَ وَعْدُهُ مَأْتِیًّا؛ كأَنه قال آتِیاً، كما قال: حِجٰاباً مَسْتُوراً أَی ساتراً لأَن ما أَتیته فقد أَتاك؛ قال الجوهری: و قد یكون مفعولًا لأَنَّ ما أَتاك من أَمر الله فقد أَتَیْته أَنتَ، قال: و إِنما شُدِّد لأَن واو مَفعولٍ انقلَبت یاء لكسرة ما قبلها فأُدغمت فی الیاء التی هی لامُ الفعل. قال ابن سیدة: و هكذا روی طریقٌ مِیتاءٌ، بغیر همز، إِلا أَن المراد الهمز، و رواه أَبو عبید فی المصنف بغیر همز، فِیعالًا لأَن فِیعالًا من أَبْنِیة المَصادر، و مِیتاء لیس مصدراً إِنما هو صفةٌ فالصحیح فیه إِذن ما رواه ثعلب و فسره. قال ابن سیدة: و قد كان لنا أَن نقول إِن أَبا عبید
(1). قوله [إذا انضز إلخ] هكذا فی الأَصل هنا، و تقدم فی مادتی میت و مید ببعض تغییر
لسان العرب، ج‌14، ص: 15
أَراد الهمز فتركه إِلا أَنه عَقَد الباب بفِعْلاء ففضح ذاته و أَبان هَناتَه. و فی التنزیل العزیز: أَیْنَ مٰا تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللّٰهُ جَمِیعاً؛ قال أَبو إِسحاق: معناه یُرْجِعُكم إِلی نَفْسه، و أَتَی الأَمرَ من مَأْتَاهُ و مَأْتَاتِه أَی من جهتِه وَ وَجْهه الذی یُؤْتَی منه، كما تقول: ما أَحسَنَ مَعْناةَ هذا الكلام، تُرید معناه؛ قال الراجز: و حاجةٍ كنتُ علی صُماتِها [صِماتِها أَتَیْتُها وحْدِیَ من مَأْتَاتها و آتَی إِلیه الشی‌ءَ: ساقَه. و الأَتِیُّ: النهر یَسوقه الرجل إِلی أَرْضه، و قیل: هو المَفْتَح، و كلُّ مَسیل سَهَّلْته لماءٍ أَتِیٌّ، و هو الأُتِیُّ؛ حكاه سیبویه، و قیل: الأُتِیُّ جمعٌ. و أَتَّی لأَرْضِه أَتِیّاً: ساقَه؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَبی محمد الفَقْعسیّ: تَقْذِفهُ فی مثل غِیطان التِّیهْ، فی كلِّ تِیهٍ جَدْول تُؤَتِّیهْ شبَّه أَجْوافها فی سَعَتها بالتِّیهِ، و هو الواسِعُ من الأَرض. الأَصمعی: كلُّ جدول ماءٍ أَتِیّ؛ و قال الراجز: لیُمْخَضَنْ جَوْفُكِ بالدُّلیِّ، حتی تَعُودی أَقْطَعَ الأَتِیِّ قال: و كان ینبغی «2». أَن یقول قَطْعاً قَطعاء الأَتیِّ لأَنه یُخاطب الرَّكِیَّة أَو البئر، و لكنه أَراد حتی تَعُودی ماءً أَقْطَع الأَتیّ، و كان یَسْتَقِی و یَرْتجِز بهذا الرجز علی رأْس البئر. و أَتَّی للماء: وَجَّه له مَجْریً. و یقال: أَتِّ لهذا الماء فتُهَیِّئَ له طریقه. و‌فی حدیث ظَبْیان فی صِفة دِیار ثَمُود قال: و أَتَّوْا جَداوِلَها‌أَی سَهَّلوا طُرُق المِیاه إِلیها. یقال: أَتَّیْت الماء إِذا أَصْلَحْت مَجْراه حتی یَجْرِی إِلی مَقارِّه. و‌فی حدیث بعضهم: أَنه رأَی رجلًا یُؤَتِّی الماءَ فی الأَرض‌أَی یُطَرِّق، كأَنه جعله یأْتی إِلیها أَی یَجی‌ءُ. و الأَتِیُّ و الإِتاءُ: ما یَقَعُ فی النهر «3». من خشب أَو ورَقٍ، و الجمعُ آتَاءٌ و أُتیٌّ، و كل ذلك من الإِتْیان. و سَیْل أَتِیٌّ و أَتَاوِیٌّ: لا یُدْری من أَیْن أَتی؛ و قال اللحیانی: أَی أَتی و لُبِّس مَطَرُه علینا؛ قال العجاج: كأَنه، و الهَوْل عَسْكَرِیّ، سَیْلٌ أَتِیٌّ مَدَّه أَتِیّ و منه‌قولُ المرأَة التی هَجَت الأَنْصارَ، و حَبَّذا هذا الهِجاءُ: أَطَعْتُمْ أَتَاوِیَّ من غیركم، فلا من مُرادٍ و لا مَذْحِجِ أَرادت بالأَتَاوِیِّ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، فقَتَلَها بعضُ الصحابة فأُهْدِرَ دَمُها، و قیل: بل السَّیل مُشَبَّه بالرجل لأَنه غریبٌ مثله؛ قال: لا یُعْدَلُنَّ أَتَاوِیُّون تَضْرِبُهم نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلَّاتِ قال الفارسی: و یروی‌لا یَعْدِلَنَّ أَتَاوِیُّون …، فحذف المفعول، و أَراد: لا یَعْدِلَنَّ أَتاویُّون شأْنُهم كذا أَنْفُسَهم. و‌رُوی أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، سأَل عاصم بن عَدِیّ الأَنْصاری عن ثابت بن الدحْداح و تُوُفِّیَ، فقال: هل تعلمون له نَسَباً فیكم؟ فقال:
(2). قوله [و كان ینبغی إلخ] هذه عبارة التهذیب و لیست فیه لفظة قطعاً (3). قوله [و الأَتِیّ و الإِتَاء ما یقع فی النهر] هكذا ضبط فی الأَصل، و عبارة القاموس و شرحه: و الأَتَی كرضا، و ضبطه بعض كعدی، و الأَتَاء كسماء، و ضبطه بعض ككساء: ما یقع فی النهر من خشب أو ورق
لسان العرب، ج‌14، ص: 16
لا، إِنما هو أَتِیٌّ فینا، قال: فقَضَی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بمیراثه لابن أُختِه؛ قال الأَصمعی: إِنما هو أَتِیٌّ فینا؛ الأَتِیُّ الرجل یكون فی القوم لیس منهم، و لهذا قیل للسیل الذی یأْتی من بلَد قد مُطر فیه إِلی بلد لم یُمْطر فیه أَتِیٌّ. و یقال: أَتَّیْت للسیل فأَنا أُؤَتِّیه إِذا سهَّلْت سبیله من موضع إِلی موضع لیخرُج إِلیه، و أَصل هذا من الغُرْبة، أَی هو غَریبٌ؛ یقال: رجل أَتِیٌّ و أَتاوِیٌّ أَی غریبٌ. یقال: جاءنا أَتَاوِیٌّ إِذا كان غریباً فی غیر بلاده. و منه‌حدیث عثمان حین أَرسل سَلِیطَ بن سَلِیطٍ و عبدَ الرحمن ابن عتَّاب إِلی عبد الله بن سَلام فقال: ائْتِیَاه فتَنَكَّرا له و قولا إِنَّا رجُلان أَتَاوِیَّان و قد صَنَع الله ما تری فما تأْمُر؟ فقالا له ذلك، فقال: لَسْتُما بأَتاوِیَّیْن و لكنكما فلان و فلان أَرسلكما أَمیرُ المؤمنین؛ قال الكسائی: الأَتَاوِیُّ، بالفتح، الغریب الذی هو فی غیر وطنه أَی غریباً، و نِسْوة أَتَاوِیَّات «1»؛ و أَنشد هو و أَبو الجرَّاح لحمید الأَرْقَط: یُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتَاوِیَّاتِ مُعْتَرِضات غیر عُرْضِیَّاتِ أَی غریبة من صَواحبها لتقدّمهنّ و سَبْقِهِنَّ، و مُعْتَرِضات أَی نشِیطة لم یُكْسِلْهُنَّ السفر، غیر عُرْضِیَّات أَی من غیر صُعُوبة بل ذلك النَّشاط من شِیَمِهِنَّ. قال أَبو عبید: الحدیث یروی بالضم، قال: و كلام العرب بالفتح. و یقال: جاءنا سَیْلٌ أَتِیٌّ و أَتَاوِیٌّ إِذا جاءك و لم یُصِبْكَ مَطَره. و قوله عز و جل: أَتیٰ أَمْرُ اللّٰهِ فَلٰا تَسْتَعْجِلُوهُ؛ أَی قرُب و دَنا إِتْیانُه. و من أَمثالهم: مَأْتِیٌّ أَنت أَیها السَّوادُ أَو السُّوَیْدُ، أَی لا بُدَّ لك من هذا الأَمر. و یقال للرجل إِذا دَنا منه عدوُّه: أُتِیتَ أَیُّها الرجلُ. و أَتِیَّةُ الجُرْحِ و آتِیَتُه: مادَّتُه و ما یأْتی منه؛ عن أَبی علیّ، لأَنها تأْتِیه من مَصَبِّها. و أَتَی علیه الدَّهْرُ: أَهلَكَه، علی المثل. ابن شمیل: أَتَی علی فلان أَتْوٌ أَی موت أَو بَلاء أَصابه؛ یقال: إِن أَتی علیَّ أَتْوٌ فغلامی حُرٌّ أَی إِن مُتُّ. و الأَتْوُ: المَرَض الشدید أَو كسرُ یَدٍ أَو رِجْلٍ أَو موتٌ. و یقال: أُتیَ علی یَدِ فلان إِذا هَلَكَ له مالٌ؛ و قال الحُطَیئة: أَخُو المَرْء یُؤْتَی دونه ثم یُتَّقَی بِزُبِّ اللِّحَی جُرْدِ الخُصی كالجَمامِحِ قوله أَخو المرء أَی أَخُو المقتول الذی یَرْضی من دِیَةِ أَخیه بِتُیوس، یعنی لا خیر فیما یُؤتی دونه أَی یقتل ثم یُتَّقَی بتُیوس زُبِّ اللّحَی أَی طویلة اللحی. و یقال: یُؤْتَی دونه أَی یُذهب به و یُغلَب علیه؛ و قال: أَتَی دون حُلْوِ العَیْش حتی أَمرَّه نُكُوبٌ، علی آثارِهن نُكُوبُ أَی ذهَب بحُلْو العَیْشِ. و یقال: أُتِیَ فلان إِذا أَطلَّ علیه العدوُّ. و قد أُتِیتَ یا فلان إِذا أُنْذِر عدوّاً أَشرفَ علیه. قال الله عز و جل: فَأَتَی اللّٰهُ بُنْیٰانَهُمْ مِنَ الْقَوٰاعِدِ؛ أَی هَدَم بُنْیانَهم و قلَع بُنْیانهم من قَواعِدِه و أَساسه فهدَمه علیهم حتی أَهلكهم. و‌فی حدیث أَبی هریرة فی العَدَوِیِّ: إِنی قلت أُتِیتَ‌أَی دُهِیتَ و تغَیَّر علیك حِسُّك فتَوَهَّمْت ما لیس بصحیح صحیحاً. و أَتَی الأَمْرَ و الذَّنْبَ: فعَلَه. و اسْتأْتَتِ الناقة اسْتِئتاءً، مهموز، أَی ضَبِعَتْ و أَرادت الفَحْل. و یقال: فرس أَتیٌّ و مُسْتَأْتٍ
(1). قوله [أی غریباً و نسوة أَتَاوِیَّات] هكذا فی الأَصل، و لعله و رجال أَتَاوِیُّون أَی غرباء و نسوة إلخ. و عبارة الصحاح: و الأَتَاوِیّ الغریب، و نسوة إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 17
و مُؤَتَّی و مُسْتَأْتِی، بغیر هاء، إِذا أَوْدَقَت. و الإِیتاءُ: الإِعْطاء. آتَی یُؤَاتِی إِیتَاءً و آتاهُ إِیتاءً أَی أَعطاه. و یقال: لفلان أَتْوٌ أَی عَطاء. و آتَاه الشَّیْ‌ءَ أَی أَعطاه إِیَّاه. و فی التنزیل العزیز: وَ أُوتِیَتْ مِنْ كُلِّ شَیْ‌ءٍ؛ أَراد و أُوتِیَتْ من كل شی‌ء شیئاً، قال: و لیس قولُ مَنْ قال إِنَّ معناه أُوتِیَتْ كل شی‌ء یَحْسُن، لأَن بِلْقِیس لم تُؤتَ كل شی‌ء، أَ لا ترَی إِلی قول سلیمان، علیه السلام: ارْجِعْ إِلَیْهِمْ فَلَنَأْتِیَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لٰا قِبَلَ لَهُمْ بِهٰا؟ فلو كانت بِلْقِیسُ أُوتِیَتْ كلَّ شی‌ء لأُوتِیَتْ جنوداً تُقاتلُ بها جنود سلیمان، علیه السلام، أَو الإِسلامَ لأَنها إِنما أَسْلمت بعد ذلك مع سلیمان، علیه السلام. و آتَاه: جازاه. و رجل مِیتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاء. و قد قرئ: وَ إِنْ كٰانَ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنٰا بِهٰا و آتَیْنا بها؛ ف أَتَیْنٰا جِئنا، و آتَیْنا أَعْطَینا، و قیل: جازَیْنا، فإِن كان آتَیْنا أَعْطَیْنا فهو أَفْعَلْنا، و إِن كان جازَیْنا فهو فاعَلْنا. الجوهری: آتاهُ أَتَی به؛ و منه قوله تعالی: آتِنٰا غَدٰاءَنٰا أَی ائْتِنا به. و تقول: هاتِ، معناه آتِ علی فاعِل، فدخلت الهاء علی الأَلف. و ما أَحسنَ أَتْیَ یَدَی الناقة أَی رَجْع یدَیْها فی سَیْرِها. و ما أَحسن أَتْوَ یَدَیِ الناقة أَیضاً، و قد أَتَتْ أَتْواً. و آتَاهُ علی الأَمْرِ: طاوَعَه. و المُؤَاتَاةُ: حُسْنُ المُطاوَعةِ. و آتَیْتُه علی ذلك الأَمْر مُؤَاتَاةً إِذا وافَقْته و طاوَعْته. و العامَّة تقول: وَاتَیْتُه، قال: و لا تقل وَاتَیْته إِلا فی لغة لأَهل الیَمن، و مثله آسَیْت و آكَلْت و آمَرْت، و إِنما جعلوها واواً علی تخفیف الهمزة فی یُواكِل و یُوامِر و نحو ذلك. و تَأَتَّی له الشی‌ءُ: تَهَیَّأَ. و قال الأَصمعی: تَأَتَّی فلان لحاجته إِذا تَرَفَّق لها و أَتاها من وَجْهها، و تَأَتَّی للقِیام. و التَّأَتِّی: التَّهَیُّؤُ للقیام؛ قال الأَعْشی: إِذا هِی تَأَتَّی قریب القِیام، تَهادَی كما قد رأَیْتَ البَهِیرا «1». و یقال: جاء فلان یَتَأَتَّی أَی یتعرَّض لمَعْروفِك. و أَتَّیْتُ الماءَ تَأْتِیَةً و تَأَتِّیاً أَی سَهَّلت سَبیله لیخرُج إِلی موضع. و أَتَّاه الله: هَیَّأَه. و یقال: تَأَتَّی لفُلان أَمرُه، و قد أَتَّاه الله تَأْتِیَةً. و رجل أَتِیٌّ: نافِذٌ یتأَتَّی للأُمور.

أتو؛ ج14، ص: 17

و یقال: أَتَوْتُه أَتْواً، لغة فی أَتَیْتُه؛ قال خالد بن زهیر: یا قَوْمِ، ما لی و أَبا ذُؤیْبِ، كُنْتُ إِذا أَتَوْتُه من غَیْبِ یَشُمُّ عِطْفِی و یَبُزُّ ثَوْبی، كأَننی أَرَبْته بِرَیْبِ و أَتَوْتُه أَتْوَةً واحدة. و الأَتْوُ: الاسْتِقامة فی السیر و السرْعةُ. و ما زال كلامُه علی أَتْوٍ واحدٍ أَی طریقةٍ واحدة؛ حكی ابن الأَعرابی: خطَب الأَمیرُ فما زال علی أَتْوٍ واحدٍ. و‌فی حدیث الزُّبیر: كُنَّا نَرْمِی الأَتْوَ و الأَتْوَیْن‌أَی الدفْعةَ و الدفْعتین، من الأَتْوِ العَدْوِ، یرید رَمْیَ السِّهام عن القِسِیِّ بعد صلاة المَغْرب. و أَتَوْتُه آتُوه أَتْواً و إِتَاوَةً: رَشَوْتُه؛ كذلك حكاه أَبو عبید، جعل الإِتَاوَة مصدراً. و الإِتَاوةُ: الرِّشْوةُ و الخَراجُ؛ قال حُنَیّ بن جابر التَّغْلبیّ: ففِی كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتَاوَةٌ، و فی كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ قال ابن سیدة: و أَما أَبو عبید فأَنشد هذا البیت علی الإَتاوَةِ التی هی المصدر، قال: و یقوِّیه قوله مَكْسُ دِرْهَم، لأَنه عطف عرَض علی عرَض. و كلُّ ما
(1). قوله [إذا هی تَأَتَّی إلخ] تقدم فی مادة بهر بلفظ: إذا ما تَأَتَّی ترید القیام
لسان العرب، ج‌14، ص: 18
أُخِذ بكُرْهٍ أَو قُسِمَ علی موضعٍ من الجِبایةِ و غیرِها إِتَاوَةٌ، و خص بعضهم به الرِّشْوةَ علی الماء، و جمعها أُتیً نادر مثل عُرْوَةٍ و عُریً؛ قال الطِّرِمَّاح: لنا العَضُدُ الشُّدَّی علی الناسِ، و الأُتَی علی كلِّ حافٍ فی مَعَدٍّ و ناعِلِ و قد كُسِّر علی أَتَاوَی؛ و قول الجَعْدِیّ: فَلا تَنْتَهِی أَضْغانُ قَوْمِیَ بینهم وَ سَوأَتُهم، حتی یَصِیروا مَوالِیا مَوالِیَ حِلْفٍ، لا مَوالِی قَرابةٍ، و لكنْ قَطِیناً یَسأَلون الأَتَاوِیَا أَی هُمْ خدَم یسأَلون الخَراج، و هو الإِتَاوَةُ؛ قال ابن سیدة: و إِنما كان قِیاسُه أَن یقول أَتاوی كقولنا فی عِلاوةٍ و هِراوَةٍ عَلاوی و هَراوی، غیر أَن هذا الشاعر سلَك طریقاً أُخری غیر هذه، و ذلك أَنه لما كسَّر إِتاوةً حدث فی مثال التكسیر همزةٌ بعد أَلِفه بدلًا من أَلف فِعالةٍ كهمزة رَسائل و كَنائن، فصار التقدیر به إلی إِتاءٍ، ثم تبدل من كسرة الهمزة فتحة لأَنها عارِضة فی الجمع و اللام مُعْتلَّة كباب مَطایا و عَطایا فیصیر إِلی أَتاأَی، ثم تُبْدِل من الهمزة واواً لظُهورها لاماً فی الواحد فتقول أَتَاوی كعَلاوی، و كذلك تقول العرب فی تكسیر إِتاوَةٍ أَتَاوَی، غیر أَن هذا الشاعر لو فعلَ ذلك لأَفسد قافِیَتَه، لكنَّه احتاج إِلی إِقرار الهمزة بحالها لتصِحَّ بعدَها الیاءُ التی هی رَوِیُّ القافیةِ كما مَعها من القَوافی التی هی الرَّوابیا و الأَدانِیا و نحو ذلك، لیَزول لفظُ الهمزة، إِذا كانت العادةُ فی هذه الهمزة أَن تُعَلَّ و تُغَیَّر إِذا كانت اللام معتلَّة، فرأَی إِبْدال همزة إِتاءٍ واواً لیَزُول لفظُ الهمزةِ التی من عادتها فی هذا الموضع أَن تُعَلَّ و لا تصحَّ لما ذكرنا، فصار الأَتاوِیا؛ و قولُ الطِّرِمَّاح: و أَهْل الأُتَی اللَّاتی علی عَهْدِ تُبَّعٍ، علی كلِّ ذی مالٍ غریب و عاهِن فُسِّر فقیل: الأُتَی جمع إِتَاوَةٍ، قال: و أُراه علی حذف الزائد فیكون من باب رِشْوَة و رُشیً. و الإِتَاءُ: الغَلَّةُ و حَمْلُ النخلِ، تقول منه: أَتَتِ الشجرة و النخلة تَأْتُو أَتْواً و إِتاءً، بالكسر؛ عن كُراع: طلع ثمرها، و قیل: بَدا صَلاحُها، و قیل: كَثُرَ حَمْلُها، و الاسم الإِتَاوَةُ. و الإِتَاءُ: ما یخرج من إِكالِ الشجر؛ قال عبدُ الله بن رَواحة الأَنصاری: هُنالِك لا أُبالی نَخْلَ بَعْلٍ و لا سَقْیٍ، و إِن عَظُمَ الإِتَاءُ عَنی بهنالِك موضعَ الجهاد أَی أَستشهد فأُرْزَق عند الله فلا أُبالی نخلًا و لا زرعاً؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: و بَعْضُ القَوْلِ لیس له عِناجٌ، كمخْضِ الماء لیس له إِتاءُ المُرادُ بالإِتاء هنا: الزُّبْد. و إِتاءُ النخلة: رَیْعُها و زَكاؤها و كثرة ثَمَرِها، و كذلك إِتَاءُ الزرع رَیْعه، و قد أَتَت النخلةُ و آتَتْ إِیتَاءً و إِتَاءً. و قال الأَصمعی: الإِتَاءُ ما خرج من الأَرض من الثمر و غیره. و‌فی حدیث بعضهم: كم إِتَاءُ أَرضِك‌أَی رَیْعُها و حاصلُها، كأَنه من الإِتَاوَةِ، و هو الخَراجُ. و یقال للسقاء إِذا مُخِض و جاء بالزُّبْد: قد جاء أَتْوُه. و الإِتاءُ: النَّماءُ. و أَتَتِ الماشیةُ إِتَاءً: نَمَتْ، و الله أَعلم.

أثا؛ ج14، ص: 18

: أَثَوْتُ الرجلَ و أَثَیْتُه و أَثَوْتُ به و أَثَیْتُ به و علیه أَثْواً و أَثْیاً و إِثاوَةً: وشَیْتُ به و سَعَیْتُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 19
عند السلطان، و قیل: وَشَیْتُ به عند من كان، من غیر أَن یُخَصَّ به السلطانُ، و المصدر الأَثْوُ و الأَثْیُ و الإِثَاوَةُ و الإِثَایَة، و منه سمیت الأُثَایَةُ «1». الموضع المعروف بطریق الجُحْفةِ إِلی مكة، و هی فُعالةٌ منه، و بعضهم یكسر همزتها. أَبو زید: أَثَیْتُ به آثِی إِثَاوَةً إِذا أَخبرْتَ بعُیُوبه الناسَ. و‌فی حدیث أَبی الحرث الأَزْدیّ و غریمه: لآتِیَنَّ عَلِیّاً فلآثِیَنَّ بك‌أَی لأَشِیَنَّ بك. و‌فی الحدیث: انطلقت إِلی عمر آثِی علی أَبی موسی الأَشعری.الجوهری: أَثَا بِه یَأْثُو و یَأْثِی أَیضاً أَی وَشی به؛ و منه قول الشاعر: ذو نَیْرَبٍ آثِ …؛ هكذا أَورده الجوهری؛ قال ابن بری صوابه: و لا أَكون لكم ذا نَیْرَبٍ آث قال: و مثله قول الآخر: و إِنّ امْرَأً یَأْثُو بِسادة قَوْمهِ حَریٌّ، لعَمْری، أَن یُذَمَّ و یُشْتَما قال: و قال آخر: و لَسْتُ، إِذا وَلَّی الصَّدیقُ بِوُدِّهِ، بمُنْطَلِق آثُو علیه و أَكْذِبُ قال ابن بری: و المُؤْتَثِی الذی یُكْثِر الأَكلَ فیعطَش و لا یَرْوی.

أحا؛ ج14، ص: 19

: «2». أَحُو أَحُو: كلمة تقال للكبش إِذا أُمِر بالسفاد.

أحیا؛ ج14، ص: 19

: ابن الأَثیر: أَحْیا، بفتح الهمزة و سكون الحاء و یاء تحتها نقطتان، ماء بالحجاز كانت به غَزْوة عُبیدة بن الحرث بنِ عبد المُطَّلب، و یأْتی ذكره فی حیا.

أخا؛ ج14، ص: 19

: الأَخُ من النسَب: معروف، و قد یكون الصدیقَ و الصاحِبَ، و الأَخا، مقصور، و الأَخْوُ لغتان فیهِ حكاهما ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لخُلیجٍ الأَعْیَویّ: قد قلتُ یوماً، و الرِّكابُ كأَنها قَوارِبُ طَیْرٍ حان منها وُرُودُها لأَخْوَیْنِ كانا خیرَ أَخْوَیْن شِیمةً، و أَسرَعه فی حاجة لی أُریدُها حمَل أَسْرَعه علی معنی خَیْرَ أَخْوَین و أَسرَعه كقوله: شَرّ یَوْمَیْها و أَغْواهُ لها و هذا نادرٌ. و أَما كراع فقال: أَخْو، بسكون الخاء، و تثنیته أَخَوَان، بفتح الخاء؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. قال ابن بری عند قوله تقول فی التثنیة أَخَوَان. قال: و یَجی‌ء فی الشعر أَخْوَان، و أَنشد بیت خُلَیْج أَیضاً: لأَخْوَیْن كانا خیرَ أَخْوَین. التهذیب: الأَخُ الواحد، و الاثنان أَخَوَان، و الجمع إِخْوَان و إِخْوَة. الجوهری: الأَخُ أَصله أَخَوٌ، بالتحریك، لأَنه جُمِع علی آخَاءٍ مثل آباء، و الذاهب منه واوٌ لأَنك تقول فی التثنیة أَخَوَان، و بعض العرب یقول أَخَانِ، علی النقْص، و یجمع أَیضاً علی إِخْوَان مثل خَرَب و خِرْبان، و علی إِخْوَةٍ و أُخْوَةٍ؛ عن الفراء. و قد یُتَّسَع فیه فیُراد به الاثنان كقوله تعالی: فَإِنْ كٰانَ لَهُ إِخْوَةٌ؛ و هذا كقولك إِنَّا فعلنا و نحن فعلنا و أَنتُما اثنان. قال ابن سیدة: و حكی سیبویه لا أَخا، فاعْلَمْ، لكَ، فقوله فاعْلم اعتراض بین المضاف و المضاف إِلیه، كذا
(1). قوله [و منه سمیت الأُثَایَة] عبارة القاموس: و أثَایَة، بالضم و یثلث، موضع بین الحرمین فیه مسجد نبوی أو بئر دون العرج علیها مسجد للنبی، صلی الله علیه و سلم (2). قوله [أحَا إلخ] هكذا فی الأَصل بالحاء، و عبارة القاموس و شرحه: أجی أجی كذا فی النسخ بالجیم و هو غلط، و الصواب بالحاء و قد أهمله الجوهری، و هو دعاء للنعجة، یائی، و الذی فی اللسان: أحو أحو كلمة تقال للكبش إذا أمر بالسفاد و هو عن [ابن الدقیش] فعلی هذا هو واوی
لسان العرب، ج‌14، ص: 20
الظاهر، و أَجاز أَبو علی أَن یكون لك خبراً و یكون أَخا مقصوراً تامّاً غیر مضاف كقولك لا عَصا لك، و الجمع من كل ذلك أَخُونَ و آخَاءٌ و إِخْوَانٌ و أُخْوَان و إِخْوَة و أُخْوَة، بالضم؛ هذا قول أَهل اللغة، فأَما سیبویه فالْأُخْوَة، بالضم، عنده اسم للجمع و لیس بِجَمْع، لأَن فَعْلًا لیس مما یكسَّر علی فُعْلة، و یدل علی أَن أَخاً فَعَلَ مفتوحة العین جمعهم إِیَّاها علی أَفْعال نحو آخَاء؛ حكاه سیبویه عن یونس؛ و أَنشد أَبو علی: وَجَدْتُم بَنیكُم دُونَنا، إِذْ نُسِبْتُمُ، و أَیٌّ بَنی الآخَاء تَنْبُو مَناسِبُهْ؟ و حكی اللحیانی فی جمعه أُخُوَّة، قال: و عندی أَنه أُخُوّ علی مثال فُعُول، ثم لحقت الهاء لتأْنیث الجمع كالبُعُولةِ و الفُحُولةِ. و لا یقال أَخُو و أَبو إِلّا مُضافاً، تقول: هذا أَخُوك و أَبُوك و مررت بأَخِیك و أَبیك و رأَیت أَخَاكَ و أَباكَ، و كذلك حَموك و هَنُوك و فُوك و ذو مال، فهذه الستة الأَسماء لا تكون موحَّدة إِلَّا مضافة، و إِعرابُها فی الواو و الیاء و الأَلِف لأَن الواو فیها و إِن كانت من نفْس الكلمة ففیها دلیل علی الرفع، و فی الیاء دلیل علی الخفض، و فی الأَلف دلیل علی النصْب؛ قال ابن بری عند قوله لا تكون موحَّدة إِلّا مضافة و إِعرابُها فی الواو و الیاء و الأَلِف، قال: و یجوز أَن لا تضاف و تُعْرب بالحرَكات نحو هذا أَبٌ و أَخٌ و حَمٌ و فَمٌ ما خلا قولهم ذو مالٍ فإِنه لا یكون إِلَّا مضافاً، و أَما قوله عز و جل: فَإِنْ كٰانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ، فإِنَّ الجمع هاهنا موضوع موضِع الاثنین لأَن الاثنین یُوجِبان لها السدُس. و النسبةُ إِلی الأَخِ أَخَوِیّ، و كذلك إِلی الأُخْت لأَنك تقول أَخَوَات، و كان یونس یقول أُخْتِیّ، و لیس بقیاس. و قوله عز و جلّ: وَ إِخْوٰانُهُمْ یَمُدُّونَهُمْ فِی الغَیِّ؛ یعنی بإِخْوَانهم الشیاطین لأَن الكفار إِخوانُ الشیاطین. و قوله: فَإِخْوٰانُكُمْ فِی الدِّینِ* أَی قد دَرَأَ عنهم إِیمانُهم و توبتُهم إِثْمَ كُفْرهم و نَكْثِهم العُهودَ. و قوله عز و جل: وَ إِلیٰ عٰادٍ أَخٰاهُمْ هُوداً*؛ و نحوه قال الزجاج، قیل فی الأَنبیاء أَخوهم و إِن كانوا كَفَرة، لأَنه إِنما یعنی أَنه قد أَتاهم بشَر مثلهم من وَلَد أَبیهم آدم، علیه السلام، و هو أَحَجُّ، و جائز أَن یكون أَخاهم لأَنه من قومهم فیكون أَفْهَم لهم بأَنْ یأْخذوه عن رجُل منهم. و قولهم: فلان أَخُو كُرْبةٍ و أَخُو لَزْبةٍ و ما أَشبه ذلك أَی صاحبها. و قولهم: إِخْوان العَزاء و إِخْوَان العَمل و ما أَشبه ذلك إِنما یریدون أَصحابه و مُلازِمِیه، و قد یجوز أَن یَعْنوا به أَنهم إِخْوانه أَی إِخْوَتُه الذین وُلِدُوا معه، و إِن لم یُولَد العَزاء و لا العمَل و لا غیر ذلك من الأَغْراض، غیر أَنَّا لم نسمعهم یقولون إِخْوة العَزاء و لا إِخْوة العمَل و لا غیرهما، إِنما هو إِخْوَان، و لو قالوه لجَاز، و كل ذلك علی المثَل؛ قال لبید: إِنَّما یَنْجَحُ إِخْوَان العَمَلْ یعنی من دَأَبَ و تحرَّك و لم یُقِمْ؛ قال الراعی: علی الشَّوْقِ إِخْوَان العَزاء هَیُوجُ أَی الذین یَصْبِرُون فلا یَجْزَعون و لا یَخْشعون و الذین هم أَشِقَّاء العمَل و العَزاء. و قالوا: الرُّمْح أَخوك و ربما خانَك. و أَكثرُ ما یستعمل الإِخْوَانُ فی الأَصْدِقاء و الإِخْوَةُ فی الوِلادة، و قد جمع بالواو و النون، قال عَقِیلُ بن عُلَّفَة المُرِّیّ: و كان بَنُو فَزارةَ شَرَّ قوم، و كُنْتُ لهم كَشَرِّ بَنی الأَخِینا قال ابن بری: و صوابه:
لسان العرب، ج‌14، ص: 21
و كانَ بَنُو فَزارة شرَّ عَمّ قال: و مثله قول العبَّاس بن مِرْداس السلمیّ: فقُلْنا: أَسْلموا، إِنَّا أَخُوكُمْ، فقد سَلِمَتْ من الإِحَنِ الصُّدورُ التهذیب: هُمُ الإِخْوَةُ إِذا كانوا لأَبٍ، و هم الإِخْوَان إِذا لم یكونوا لأَب. قال أَبو حاتم: قال أَهلُ البَصْرة أَجمعون الإِخْوَة فی النسَب، و الإِخْوَان فی الصداقة. تقول: قال رجل من إِخْوَانِی و أَصْدِقَائِی، فإِذا كان أَخاه فی النسَب قالوا إِخْوَتِی، قال: و هذا غلَط، یقال للأَصْدِقاء و غیر الأَصْدِقاء إِخْوَة و إِخْوَان. قال الله عز و جل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، و لم یعنِ النسب، و قال: أَوْ بُیُوتِ إِخْوٰانِكُمْ، و هذا فی النسَب، و قال: فَإِخْوٰانُكُمْ فِی الدِّینِ وَ مَوٰالِیكُمْ. و الأُخْتُ: أُنثی الأَخِ، صِیغةٌ علی غیر بناء المذكر، و التاء بدل من الواو، وزنها فَعَلَة فنقلوها إِلی فُعْل و أَلحَقَتْها التاءُ المُبْدَلة من لامِها بوزن فُعْل، فقالوا أُخْت، و لیست التاء فیها بعلامة تأْنیث كما ظنَّ مَنْ لا خِبْرَة له بهذا الشأْن، و ذلك لسكون ما قبلها؛ هذا مذهب سیبویه، و هو الصحیح، و قد نصَّ علیه فی باب ما لا ینصرف فقال: لو سمَّیت بها رجلًا لصَرَفْتها مَعْرِفة، و لو كانت للتأْنیث لما انصرف الاسم، علی أَن سیبویه قد تسمَّح فی بعض أَلفاظه فی الكتاب فقال هی علامة تأْنیث، و إِنما ذلك تجوُّز منه فی اللفظ لأَنه أَرْسَلَه غُفْلًا، و قد قیَّده فی باب ما لا ینصرف، و الأَخْذُ بقوله المعلّل أَقْوی من الأَخْذ بقوله الغُفْل المُرْسَل، و وجه تجوُّزه أَنه لمَّا كانت التاء لا تبدَل من الواو فیها إِلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنیث، و أَعنی بالصیغة فیها بناءها علی فُعْل و أَصلها فَعَل، و إِبدال الواو فیها لازم لأَنَّ هذا عمل اختص به المؤنث، و الجمع أَخَوَات. اللیث: تاء الأُخْت أَصلُها هاء التأْنیث. قال الخلیل: تأْنیث الأَخِ أُخْت، و تاؤها هاء، و أُخْتَان و أَخَوَات، قال: و الأَخُ كان تأْسِیس أَصل بنائه علی فَعَل بثلاث متحرِّكات، و كذلك الأَب، فاستثقلوا ذلك و أَلْقَوُا الواو، و فیها ثلاثة أَشیاء: حَرْف و صَرْف و صَوْت، فربَّما أَلْقَوُا الواو و الیاء بصرفها فأَبْقَوْا منها الصوْت فاعتَمد الصوْت علی حركة ما قبله، فإِن كانت الحركة فتحة صار الصوت منها أَلفاً لَیِّنة، و إِن كانت ضمَّة صار معها واواً لیِّنَة، و إِن كانت كسرة صار معها یاء لَیِّنة، فاعتَمد صوْتُ واوِ الأَخِ علی فتحة الخاء فصار معها أَلِفاً لَیِّنة أَخَا و كذلك أَبا، فأَما الأَلف اللیِّنة فی موضع الفتح كقولك أَخا و كذلك أَبا كأَلف رَبا و غَزا و نحو ذلك، و كذلك أَبا، ثم أَلْقَوا الأَلف استخفافاً لكثرة استعمالهم و بقیت الخاء علی حركتها فجَرَتْ علی وُجوه النحو لقِصَر الاسم، فإِذا لم یُضِیفُوه قَوَّوْهُ بالتنوین، و إِذا أَضافوا لم یَحْسُن التنوین فی الإِضافة فَقَوَّوْهُ بالمدِّ فقالوا أَخو و أَخی و أَخا، تقول أَخُوك أَخُو صِدْقٍ و أَخُوك أَخٌ صالحٌ، فإِذا ثَنَّوْا قالوا أَخَوَان و أَبَوان لأَن الاسم متحرِّك الحَشْو، فلم تَصِرْ حركتُه خَلَفاً من الواو الساقِط كما صارت حركةُ الدالِ من الیَدِ و حركة المیم من الدَّمِ فقالوا دَمان و یَدان؛ و قد جاء فی الشعر دَمَیان كقول الشاعر: فلَوْ أَنَّا علی حَجَرٍ ذُبِحْنا، جَری الدَّمَیان بالخَبَر الیَقِینِ و إِنما قال الدَّمَیان علی الدَّمَا كقولك دَمِیَ وَجْهُ فلان أَشَدَّ الدَّما فحرَّك الحَشْو، و كذلك قالوا أَخَوَان. و قال اللیث: الأُخْت كان حدُّها أَخَةً، فصار الإِعراب علی الهاء و الخاء فی موضع رفْع،
لسان العرب، ج‌14، ص: 22
و لكنها انفتحت بِحال هاء التأْنیث فاعتَمدتْ علیه لأَنها لا تعتمد إِلا علی حَرْف متحرِّك بالفتحة و أُسكنت الخاء فحوِّل صَرْفُها علی الأَلف، و صارتِ الهاء تاء كأَنها من أَصل الكلمة و وقعَ الإِعرابُ علی التاء و أُلزمت الضمةُ التی كانت فی الخاء الأَلفَ، و كذلك نحوُ ذلك، فافْهَمْ. و قال بعضهم: الأَخُ كان فی الأَصل أَخْوٌ، فحذفت الواوُ لأَنَّها وقعَتْ طَرَفاً و حرِّكت الخاءُ، و كذلك الأَبُ كان فی الأَصل أَبْوٌ، و أمَّا الأُخْتُ فهی فی الأَصل أَخْوة، فحذِفت الواو كما حُذِفَتْ من الأَخِ، و جُعِلتِ الهاءُ تاءً فنُقلَتْ ضمَّة الواو المحذوفة إِلی الأَلف فقیل أُخْت، و الواوُ أُختُ الضمَّة. و قال بعضُ النحویِّین: سُمِّی الأَخُ أَخاً لأَنَّ قَصْده قَصْد أَخیه، و أَصله من وَخَی أَی قَصَد فقلبت الواو همزة. قال المبرّد: الأَبُ و الأَخُ ذَهَبَ منهما الواوُ، تقول فی التثنیة أَبَوانِ و أَخَوَانِ، و لم یسَكِّنوا أَوائلهما لئلَّا تدخُل أَلفُ الوَصْل و هی همزة علی الهمزة التی فی أَوائلهما كما فعلوا فی الابْنِ و الاسْمِ اللَّذَیْنِ بُنِیا علی سكون أَوائلهما فَدَخَلَتْهما أَلفُ الوَصْل. الجوهری: و أُخْت بَیِّنة الأُخُوَّة، و إِنما قالوا أُخْت، بالضم، لیدلّ علی أَن الذاهِبَ منه واوٌ، و صحَّ ذلك فیها دون الأَخِ لأَجل التاء التی ثَبَتَتْ فی الوَصْل و الوَقف كالاسْم الثلاثیّ. و قالوا: رَماه الله بلَیْلةٍ لا أُخْتَ لها، و هی لیلة یَموت. و آخَی الرجلَ مُؤَاخَاةً و إِخَاءً و وِخَاءً. و العامَّة تقول وَاخَاهُ، قال ابن بری: حكی أَبو عبید فی الغَرِیب المصنَّف و رواه عن الزَّیْدِیِّین آخَیْتَ و وَاخَیْتَ و آسَیْتَ و وَاسَیْتَ و آكَلْتَ و وَاكَلْتَ، و وجه ذلك من جِهة القِیاس هو حَمْل الماضی علی المُسْتقبل إِذ كانوا یقولون یُوَاخِی، بقلب الهمزة واواً علی التخفیف، و قیل: إِنَّ وَاخَاهُ لغة ضعیفة، و قیل: هی بدل. قال ابن سیدة: و أَرَی الوِخَاءَ علیها و الاسم الأُخُوَّة، تقول: بینی و بینه أُخُوَّة و إِخاءٌ، و تقول: آخَیْتُه علی مثال فاعَلْته، قال: و لغة طیِّ‌ء وَاخَیْته. و تقول: هذا رجل من آخَائِی بوزن أَفْعالی أَی من إِخوانی. و ما كنتَ أَخاً و لقد تَأَخَّیْت و آخَیْت و أَخَوْت تَأْخُو أُخُوَّة و تَآخَیا، علی تفاعَلا، و تأَخَّیْت أَخاً أَی اتَّخَذْت أَخاً. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، آخَی بین المُهاجرین و الأَنصار‌أَی أَلَّف بینهم بأُخُوَّةِ الإِسلامِ و الإِیمانِ. اللیث: الإِخاءُ المُؤَاخاةُ و التأَخِّی، و الأُخُوَّة قَرابة الأَخِ، و التَّأَخِّی اتّخاذُ الإِخْوان. و‌فی صفة أَبی بكر: لو كنتُ مُتَّخِذاً خلیلًا لاتَّخَذت أَبا بكر خلیلًا، و لكن خُوَّة الإِسلام!؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاءَ فی روایة، و هِی لغة فی الأُخُوَّة. و أَخَوْت عشرةً أَی كنت لهم أَخاً. و تَأَخَّی الرجلَ: اتَّخذه أَخاً أَو دعاه أَخاً. و لا أَخا لَك بفلان أَی لیس لك بأَخٍ؛ قال النَّابغة: و أَبْلِغْ بنی ذُبیان أَنْ لا أَخا لَهُمْ بعبْسٍ، إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأَظْلَما و قوله: أَلا بَكَّرَ النَّاعِی بأَوْسِ بن خالدٍ، أَخِی الشَّتْوَةِ الغَرَّاء و الزَّمَن المَحْلِ و قول الآخر: أَلا هَلَك ابنُ قُرَّان الحَمِیدُ، أَبو عمرو أَخُو الجُلَّی یَزِیدُ قال ابن سیدة: قد یجوز أَن یعنیا بالأَخ هنا الذی یَكْفِیهما و یُعِینُ علیهما فیَعودُ إِلی معنی الصُّحْبة، و قد یكون أَنهما یَفْعَلان فیهما الفِعْل الحسَن
لسان العرب، ج‌14، ص: 23
فَیُكْسِبانه الثناء و الحَمْد فكأَنه لذلك أَخٌ لهما؛ و قوله: و الخَمْرُ لیستْ من أَخیك و لكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ فَسَّره ابن الأَعرابی فقال: معناه أنَّها لیستْ بمحابیَتِك فتكفَّ عنك بَأْسَها، و لكنَّها تَنْمِی فی رأْسِك، قال: و عندی أَن أَخیك هاهنا جمع أَخ لأَنَّ التَّبعِیض یقتضی ذلك، قال: و قد یجوز أن یكون الأَخُ هاهنا واحداً یُعْنی به الجمعُ كما یَقَعُ الصدیقُ علی الواحد و الجمع. قال تعالی: وَ لٰا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً یُبَصَّرُونَهُمْ؛ و قال: دَعْها فما النَّحْوِیّ من صَدِیقِها و یقال: تركتهُ بأَخِی الخیَر أی تركتهُ بِشَرّ. و حكی اللحیانی عن أَبی الدِّینار و أَبی زِیاد: القومُ بأَخِی الشَّرِّ أی بِشَرّ. و تأَخَّیْتُ الشی‌ءَ: مثل تحَرَّیْتُه. الأَصمعی فی قوله: لا أُكَلِّمُه إلا أَخا السِّرار أی مثل السِّرار. و یقال: لَقِیَ فلان أَخا الموت أَی مثل الموت؛ و أَنشد: لقَدْ عَلِقَتْ كَفِّی عَسِیباً بِكَزَّةٍ صَلا آرِزٍ لاقَی أَخَا الموتِ جاذِبُهْ و قال إمرؤ القیس: عَشِیَّة جاوَزْنا حَماةَ، و سَیْرُنا أَخُو الجَهْدِ لا یُلْوِی علی مَن تَعذَّرا أی سَیرنُا جاهِدٌ. و الأَرْزُ: الضِّیقُ و الاكْتِناز. یقال: دخَلْت المسجد فكان مأْرَزاً أَی غاصّاً بأَهْلِه؛ هذا كله من ذوات الأَلف، و من ذوات الیاء الأَخِیَة و الأَخِیَّةُ، و الآخِیَّة، بالمدّ و التشدید، واحدة الأَوَاخِی: عُودٌ یُعَرَّض فی الحائط و یُدْفَن طَرَفاه فیه و یصیر وسَطه كالعُروة تُشدُّ إلیه الدابَّة؛ و قال ابن السكیت: هو أن یُدْفَن طَرَفا قِطْعَة من الحَبْل فی الأَرض و فیه عُصَیَّة أو حُجَیْر و یظهر منه مثل عُرْوَةٍ تُشدُّ إلیه الدابة، و قیل: هو حَبْل یُدْفن فی الأَرض و یَبْرُزُ طَرَفه فیشَدُّ به. قال أَبو منصور: سمعت بعضَ العرب یقول للحبْل الذی یُدْفَن فی الأَرض مَثْنِیّاً و یَبْرُز طَرفاه الآخران شبه حلقة و تشدّ به الدابة آخِیَةٌ. و قال أَعرابی لآخر: أَخِّ لی آخِیَّة أَربُط إلیها مُهْرِی؛ و إنما تُؤَخَّی الآخِیَّةُ فی سُهولةِ الأَرَضِین لأَنها أَرْفق بالخَیل من الأَوتاد الناشزة عن الأَرض، و هی أَثبت فی الأَرض السَّهْلة من الوَتِد. و یقال للأَخِیَّة: الإِدْرَوْنُ، و الجمع الأَدارِین. و‌فی الحدیث عن أَبی سعید الخُدْرِی: مَثَلُ المؤمن و الإِیمان كمثَل الفَرس فی آخِیَّتِه یحول ثم یرجع إلی آخِیَّته، و إن المؤمن یَسْهو ثم یرجع إلی الإِیمان؛ و معنی الحدیث أَنه یبعُد عن رَبِّه بالذُّنوب، و أَصلُ إیمانه ثابت، و الجمع أَخَایَا و أَوَاخِیُّ مشدّداً؛ و الأَخَایَا علی غیر قیاس مثل خَطِیّة و خَطایا و عِلَّتُها كعلَّتِها. قال أبو عبید: الأَخِیَّة العُرْوة تُشَدُّ بها الدابة مَثْنِیَّةً فی الأَرض. و‌فی الحدیث: لا تَجْعَلوا ظهورَكم كأَخَایَا الدوابِّ، یعنی فی الصلاة، أی لا تُقَوِّسُوها فی الصلاة حتی تصیر كهذه العُری. و لفُلان عند الأَمیر آخِیَّةٌ ثابتة، و الفعل أَخَّیْت آخِیَّة تَأْخِیَةً. قال: و تأَخَّیْتُ أنا اشتقاقُه من آخِیَّة العُود، و هی فی تقدیر الفعل فاعُولة، قال: و یقال آخِیَةٌ، بالتخفیف، و یقال: آخَی فلان فی فُلان آخِیَة فكَفَرَها إذا اصْطَنَعه و أَسدی إلیه؛ و قال الكُمَیْت: سَتَلْقَوْن ما آخِیّكُمْ فی عَدُوِّكُم علیكم، إذا ما الحَرْبُ ثارَ عَكُوبُها ما: صِلَةٌ، و یجوز أن تكون ما بمعنی أیّ كأَنه
لسان العرب، ج‌14، ص: 24
قال سَتَلْقَوْن أیُّ شی‌ء آخِیُّكم فی عَدوِّكم. و قد أَخَّیْتُ للدابَّة تَأْخِیَة و تَأَخَّیْتُ الآخِیَّةَ. و الأَخِیَّة لا غیر: الطُّنُب. و الأَخِیَّة أَیضاً: الحُرْمة و الذِّمَّة، تقول: لفلان أَوَاخِیُّ و أَسْبابٌ تُرْعی. و‌فی حدیث عُمر: أَنه قال للعباس أَنت أَخِیَّةُ آباءِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم؛ أَراد بالأَخِیَّةِ البَقِیَّةَ؛ یقال: له عندی أَخِیَّة أی ماتَّةٌ قَوِیَّةٌ و وَسِیلةٌ قَریبة، كأنه أراد: أَنت الذی یُسْتَنَدُ إلیه من أَصْل رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و یُتَمَسَّك به. و قوله‌فی حدیث ابن عُمر: یَتَأَخَّی مُناخَ رسول الله‌أی یَتَحَرَّی و یَقْصِد، و یقال فیه بالواو أیضاً، و هو الأَكثر. و‌فی حدیث السجود: الرجل یُؤَخِّی و المرأَة تَحْتَفِزُ؛ أَخَّی الرجلُ إذا جلس علی قَدَمه الیُسری و نَصَبَ الیُمْنی؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی بعض كتب الغریب فی حرف الهمزة، قال: و الروایة المعروفة إنما هو الرجل یُخَوِّی و المرأَة تَحْتَفِزُ. و التَّخْوِیَةُ: أَن یُجافی بطنَه عن الأَرض و یَرْفَعَها.

أدا؛ ج14، ص: 24

: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً و أَدَی أُدِیّاً: خَثُرَ لِیَرُوبَ؛ عن كراع، یائیة و واویة. ابن بُزُرْج: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً، مُثقَّل، یَأْدُو، و هو اللَّبَنُ بین اللَّبَنَیْنِ لیس بالحامِض و لا بالحُلْو. و قد أَدَتِ الثمرةُ تَأْدُو أُدُوّاً، و هو الیُنُوعُ و النُّضْجُ. و أَدَوْتُ اللَّبَن أَدْواً: مَخَضْتُه. و أَدی السِّقاءُ یَأْدِی أُدِیّاً: أَمْكن لیُمْخَضَ. و أَدَوْتُ فی مَشْیِی آدُو أَدْواً، و هو مَشْیٌ بین المَشْیَیْنِ لیس بالسَّریع و لا البَطِی‌ء. و أَدَوْت أَدْواً إذا خَتَلْت. و أَدا السَّبُعُ للغزال یَأْدُوا أَدْواً: خَتَلَه لیَأْكُله، و أَدَوْتُ له و أَدَوْتهُ كذلك؛ قال: حَنَتْنی حانِیاتُ الدَّهْر، حَتَّی كأنی خاتلٌ یَأْدُو لِصَیدِ أبو زید و غیره: أَدَوْتُ له آدُوا له أَدْواً إذا خَتَلْته؛ و أَنشد: أَدَوْتُ له لآخُذَهُ؛ فَهَیْهاتَ الفَتی حَذِرا نَصَبَ حَذِراً بفِعْلٍ مُضْمَر أی لا یزال حَذِراً؛ قال: و یجوز نصبه علی الحال لأَن الكلام تَمَّ بقوله هیهات كأَنه قال بَعُدَ عنی و هو حَذِر، و هو مثل دَأَی یَدْأَی سواء بمعناه. و یقال: الذئب یَأْدُو للغَزال أی یَخْتِلُه لیأْكُلَه؛ قال: و الذئب یَأْدُو للغَزال یأْكُلُهْ الجوهری: أَدَوْتُ له و أَدَیْتُ أی خَتَلْتُه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَئِطُّ و یَأْدُوها الإِفالُ، مُرِبَّةً بأَوطانها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائل قال: یَأْدُوها یَخْتِلُها عن ضُرُوعِها، و مُرِبَّة أَی قلوبها مُرِبَّة بالمواضع التی تَنْزِعُ إلیها، و مُطْرَفات: أُطْرِفوها غَنیمةً من غیرهم، و الحمَائل: المحتَمَلة إلیهم المأْخوذة من غیرهم، و الإِدَاوَةُ: المَطْهَرة. ابن سیدة و غیره: الإِدَاوَةُ للماء و جمعها أَدَاوَی مثل المَطایا؛ و أَنشد: یَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآجِئ فی أَدَاوَی كالمَطاهِر یَصِف القَطا و اسْتِقاءَها لفِراخِها فی حَواصلها؛ و أنشد الجوهری: إذا الأَدَاوَی ماؤُها تَصَبْصَبا و كان قیاسه أَدَائِیَ مثل رِسالة و رَسائِل، فتَجَنَّبُوه
لسان العرب، ج‌14، ص: 25
و فعلوا به ما فعلوا بالمَطایا و الخطایا فجعلوا فَعائل فَعالی، و أَبدلوا هنا الواو لیدل علی أَنه قد كانت فی الواحدة واو ظاهرة فقالوا أَدَاوَی، فهذه الواو بدل من الأَلف الزائدة فی إداوَة، و الأَلف التی فی آخر الأَدَاوَی بدل من الواو التی فی إداوَة، و أَلزموا الواو هاهنا كما أَلزموا الیاء فی مَطایا، و قیل: إنما تكون إداوة إذا كانت من جلدین قُوبِلَ أَحدهما بالآخر. و‌فی حدیث المغیرة: فأَخَذْتُ الإِدَاوَة و خَرَجْتُ معه؛ الإِدَاوَةُ، بالكسر: إناء صغیر من جلد یُتَّخَذُ للماء كالسَّطِیحة و نحوها. و إدَاوَة الشی‌ء و أَدَاوَته: آلَتُه. و حكی اللحیانی عن الكسائی أَن العرب تقول: أَخَذَ هَداته أی أَداته، علی البدل. و أَخَذَ للدهر أَدَاتَه: من العُدَّة. و قد تَآدَی القومُ تَآدِیاً إذا أَخذوا العدَّة التی تُقَوِّیهم علی الدهر و غیره. اللیث: أَلِفُ الأَدَاةِ واو لأَن جمعها أَدَوَاتٌ. و لكل ذی حِرْفة أَدَاةٌ: و هی آلَتُه التی تُقیم حرفته. و‌فی الحدیث: لا تَشْرَبوا إلا من ذی إِدَاء، الإِدَاةُ بالكسر و المد: الوِكاءُ و هو شِدادُ السِّقاء. و أَدَاةُ الحَرْبِ: سِلاحُها. ابن السكیت: آدَیْتُ للسَّفَر فأَنا مُؤْدٍ له إذا كنت متهیِّئاً له. و نحن علی أَدِیّ للصَّلاة أَی تَهَیُّؤٍ. و آدَی الرجلُ أیضاً أی قَویَ فهو مُؤْدٍ، بالهمز، أی شاكِ السِّلاح؛ قال رؤبة: مُؤْدین یَحْمِینَ السَّبیل السَّابلا و رجل مُؤدٍ: ذو أَداةٍ، و مُؤدٍ: شاكٍ فی السلاح، و قیل: كاملُ أَداةِ السلاح. و آدَی الرَّجُلُ، فهو مُؤْدٍ إذا كان شاكَ السلاح، و هو من الأَداة. و تَآدَی أَی أَخذ للدهر أَداةً؛ قال الأَسود بن یَعْفُر: ما بَعْدَ زَیدٍ فی فَتاةٍ فُرِّقُوا قَتْلًا و سَبْیاً بَعْدَ حُسْنِ تَآدِی و تَخَیَّروا الأَرضَ الفَضاء لِعِزِّهم، و یَزیدُ رافِدُهم علی الرُّفَّادِ قوله: … بعد حُسْنِ تَآدِی أی بعد قُوَّة. و تَآدَیْتُ للأَمر: أَخذت له أَداتَه. ابن بُزُرْج: یقال هل تَآدَیْتُم لذلك الأَمر أی هل تأَهَّبْتم. قال أَبو منصور: هو مأْخوذ من الأَداة، و أَما مُودٍ بلا همز فهو من أَوْدی أَی هَلَك؛ قال الراجز: إنی سَأُودیك بسَیْرٍ وَكْنِ قال ابن بری: و قیل تَآدی تَفاعَل من الآدِ، و هی القُوَّة، و أَراد الأَسود بن یَعْفُر بزید زَیْدَ بن مالك بن حَنْظَلة، و كان المنذر خطب إلیهم امرأَة فأَبوا أَن یزوجوه إیاها فغزاهم و قتل منهم. و یقال: أَخَذْت لذلك الأَمر أَدیَّه أی أُهْبَتَه. الجوهری: الأَدَاةُ الآلة، و الجمع الأَدَوَات. و آدَاهُ علی كذا یُؤْدِیهِ إیداءً: قَوَّاه علیه و أَعانَه. و مَنْ یُؤْدِینی علی فلان أی من یُعِیننی علیه؛ شاهده قول الطِّرِمَّاح بن حكیم: فیُؤْدِیهِم عَلیَّ فَتاءُ سِنِّی، حَنانَكَ رَبَّنا، یا ذا الحَنان و‌فی الحدیث: یَخْرجُ من قِبَل المَشْرق جَیْش آدَی شَی‌ءٍ و أَعَدُّهُ، أَمِیرُهُم رَجُلٌ طُوالٌ، أَی أقوی شی‌ء. یقال: آدِنِی علیه، بالمد، أی قَوِّنی. و رجل مُؤْدٍ: تامُّ السلاح كاملُ أَداةِ الحرب؛ و منه‌حدیث ابن مسعود: أَ رأَیْتَ رجلًا خرَج مُؤْدِیاً نَشِیطاً؟و‌فی حدیث الأَسود بن یزید فی قوله تعالی: و إنَّا لَجَمِیعٌ حَذِرُونَ، قال: مُقْوُون مُؤْدُون‌أَی كاملو أَداة الحَرْب. و أَهل الحجاز یقولون آدَیْتُه علی أَفْعَلْته أی أَعَنْته. و آدَانِی السلطانُ علیه: أَعْدانی. و اسْتأْدَیْته علیه: اسْتَعْدَیته. و آدَیْته
لسان العرب، ج‌14، ص: 26
علیه: أَعَنْتُه، كله منه. الأَزهری: أهل الحجاز یقولون اسْتأْدَیت السلطانَ علی فلان أی اسْتَعْدَیَتْ فآدَانِی علیه أی أَعْدانی و أَعانَنی. و‌فی حدیث هِجْرة الحَبَشة قال: و الله لأَسْتَأْدِیَنَّه علیكم‌أَی لأَسْتعدِیَنَّه، فأَبدل الهمزة من العین لأَنهما من مخرج واحد، یرید لأَشْكُوَنَّ إلیه فِعْلَكُم بی لِیُعْدِیَنی علیكم و یُنْصِفَنی منكم. و فی ترجمة عدا: تقول اسْتَأْداه، بالهمز، فآداه أی فأَعانه و قَوَّاه. و آدَیْتُ للسفر فأَنا مُؤْدٍ له إذا كنت متهیئاً له. و فی المحكم: اسْتعدَدْت له و أَخذت أَداتَه. و الأَدِیُّ: السَّفَر من ذلك؛ قال: و حَرْفٍ لا تَزالُ علی أَدِیّ مُسَلَّمَةِ العُرُوق من الخُمال و أُدَیَّة «3». أَبو مِرْداس الحَرُورِیُّ: إما أَن یكون تصغیر أَدْوَة و هی الخَدْعَة، هذا قول ابن الأَعرابی، و إما أَن یكون تصغیر أَداة. و یقال: تَآدَی القومُ تَآدِیاً و تَعادَوْا تَعادِیاً أَی تَتابَعُوا موتاً. و غَنَمٌ أَدِیَّةٌ علی فَعِیلة أَی قلیلة. الأَصمعی: الأَدِیَّة تقدیر عَدِیَّة من الإِبل القلیلة العَدَد. أَبو عمرو: الاداءُ «4». الخَوُّ من الرمل، و هو الواسع من الرمل، و جمعه أَیْدِیَةٌ. و الإِدَةُ: زَماعُ الأَمر و اجْتماعُه؛ قال الشاعر: و باتوا جمیعاً سالمِینَ، و أَمْرُهُم علی إدَةٍ، حتی إذا الناسُ أَصْبَحوا

أدی؛ ج14، ص: 26

و أَدَّی الشی‌ءَ: أَوْصَلهُ، و الاسم الأَداءُ. و هو آدَی للأَمانة منه، بمد الأَلف، و العامةُ قد لَهِجوا بالخطإ فقالوا فلان أَدَّی للأَمانة، و هو لحن غیر جائز. قال أَبو منصور: ما علمت أَحداً من النحویین أَجاز آدَی لأَن أَفْعَل فی باب التعجب لا یكون إلا فی الثلاثی، و لا یقال أَدَی بالتخفیف بمعنی أَدَّی بالتشدید، و وجه الكلام أَن یقال: فلان أَحْسَنُ أَدَاءً. و أَدَّی دَیْنَه تَأْدِیَةً أَی قَضاه، و الاسم الأَدَاء. و یقال: تَأَدَّیْتُ إلی فلان من حقِّه إذا أَدَّیْتَه و قَضَیْته. و یقال: لا یَتَأَدَّی عَبْدٌ إلی الله من حقوقه كما یَجِبُ. و تقول للرجل: ما أَدری كیف أَتَأَدَّی إلیك مِنْ حَقّ ما أَولیتنی. و یقال: أَدَّی فلان ما علیه أَدَاءً و تَأْدِیةً. و تَأَدَّی إلیه الخَبرُ أَی انْتَهی. و یقال: اسْتَأْدَاه مالًا إذا صادَرَه و اسْتَخْرَجَ منه. و أَما قوله عز و جل: أَنْ أَدُّوا إِلَیَّ عِبٰادَ اللّٰهِ إِنِّی لَكُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ؛ فهو من قول موسی لِذَوِی فرعون، معناه سَلِّموا إلیَّ بنی إسرائیل، كما قال: فَأَرْسِلْ مَعِیَ بَنِی إِسْرٰائِیلَ أَی أَطْلِقْهم من عذابك، و قیل: نصب عِبٰادَ اللّٰهِ لأَنه منادی مضاف، و معناه أَدُّوا إلیَّ ما أَمركم الله به یا عباد الله فإنی نذیر لكم؛ قال أَبو منصور: فیه وجه آخر، و هو أَن یكون أَدُّوا إِلَیَّ بمعنی استمعوا إلیَّ، كأَنه یقول أَدُّوا إلیَّ سمعكم أُبَلِّغكم رسالة ربكم؛ قال: و یدل علی هذا المعنی من كلام العرب قول أَبی المُثَلَّم الهُذَلی: سَبَعْتَ رِجالًا فأَهْلَكْتَهُم، فأَدِّ إلی بَعضِهم و اقْرِضِ أَراد بقوله أَدِّ إلی بعضهم أَی استمع إلی بعض من سَبَعْت لتسمع منه كأَنه قال أدِّ سَمْعَك إلیه. و هو بإدَائِه أَی بإزائه، طائیة. و إناءٌ أَدِیٌّ: صغیر، و سِقاءٌ أَدِیٌّ: بَینَ الصغیر و الكبیر، و مالٌ أَدِیٌّ و متاع أَدِیٌّ، كلاهما: قلیل. و رجلٌ أَدِیٌّ: خفیف مشمِّر. و قَطَع الله أَدَیْه أَی یَدَیه. و ثوب أَدِیٌّ و یَدِیٌّ
(3). أُدَیَّة هی أم مرداس و قیل جدته (4). قوله [أبو عمرو الاداء] كذا فی الأَصل من غیر ضبط لأَوله. و قوله [و جمعه أیدیة] هكذا فی الأَصل أیضاً و لعله محرف عن آدیة، بالمد، مثل آنیة
لسان العرب، ج‌14، ص: 27
إذا كان واسعاً. و أَدَی الشی‌ءُ: كَثُر. و آدَاهُ مالُه: كَثُرَ علیه فَغلَبَه؛ قال: إذا آدَاكَ مالُكَ فامْتَهِنْه لِجادِیه، و إنْ قَرِعَ المُراحُ و آدَی القومُ و تَآدَوْا: كَثُروا بالموضع و أَخصبوا.

أذی؛ ج14، ص: 27

: الأَذَی: كل ما تأَذَّیْتَ به. آذَاه یُؤذِیه أَذیً و أَذَاةً و أَذِیَّةً و تَأَذَّیْت به. قال ابن بری: صوابه آذَانِی إیذَاءً، فأَما أَذیً فمصدر أَذِیَ أَذیً، و كذلك أَذَاة و أَذِیَّة. یقال: أَذِیْت بالشی‌ء آذَی أَذیً و أَذَاةً و أَذِیَّةً فأَنا أَذٍ؛ قال الشاعر: لقَدْ أَذُوا بِكَ وَدُّوا لو تُفارِقُهُم، أَذَی الهَراسةِ بین النَّعلِ و القَدَم و قال آخر: و إذا أَذِیتُ ببَلْدَةٍ فارَقْتُها، و لا أُقیم بغَیرِ دَارِ مُقام ابن سیدة: أَذِیَ به أَذیً و تَأَذَّی؛ أَنشد ثعلب: تَأَذِّیَ العَوْدِ اشْتكی أن یُرْكَبا و الاسم الأَذِیَّةُ و الأَذَاة؛ أَنشد سیبویه: و لا تَشْتُم المَوْلی و تَبْلُغْ أَذَاتَهُ، فإنَّك إن تَفْعَلْ تُسَفَّهْ و تَجْهَل و‌فی حدیث العَقیقة: أَمِیطوا عنه الأَذَی، یرید الشعر و النجاسة و ما یخرج علی رأْس الصبی حین یولد یُحْلَق عنه یوم سابعه. و‌فی الحدیث: أَدْناها إماطةُ الأَذَی عن الطریق، و هو ما یؤْذِی فیها كالشوك و الحجر و النجاسة و نحوها. و‌فی الحدیث: كلُّ مُؤْذٍ فی النار، و هو وعید لمن یُؤْذِی الناس فی الدنیا بعقوبة النار فی الآخرة، و قیل: أَراد كلّ مُؤْذٍ من السباع و الهوام یُجْعَل فی النار عقوبةً لأَهلها. التهذیب: و رجل أَذِیٌّ إذا كان شدید التأَذِّی، فِعْلٌ له لازمٌ، و بَعیرٌ أَذِیٌّ. و فی الصحاح: بَعیرٌ أَذٍ علی فَعِلٍ، و ناقة أَذِیَةٌ: لا تستقر فی مكان من غیر وجع و لكن خِلْقَةً كأَنها تشكو أَذیً. و الأَذِیُّ من الناس و غیرهم: كالأَذِی؛ قال: یُصاحِبُ الشَّیطانَ مَنْ یُصاحِبُه، فَهْوَ أَذِیٌّ حَمَّةٌ مَصاوِبُه «1». و قد یكون الأَذِیٌّ المؤذی. و قوله عز و جل: وَ دَعْ أَذٰاهُمْ؛ تأْویلُه أَذی المنافقین لا تُجازِهِمْ علیه إلی أَن تُؤْمَرَ فیهم بأَمر. و قد آذَیْتُه إیذاءً و أَذِیَّةً، و قد تَأَذَّیْتُ به تَأَذِّیاً، و أَذِیتُ آذی أَذیً، و آذَی الرجلُ: فَعَل الأَذی؛ و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم، للذی تَخَطَّی رِقاب الناس یَوْم الجُمُعَة: رأَیْتُك آذَیْتَ و آتَیْتَ.و الآذِیُّ: المَوْجُ؛ قال إمرؤ القیس یصف مطراً: ثَجَّ، حَتَّی ضاق عن آذِیِّه عَرْضُ خِیمٍ فحِفاف فَیُسُر ابن شمیل: آذِیُّ الماء الأَطباق التی تراها ترفعها من مَتْنهِ الریحُ دونَ المَوْج. و الآذِیُّ: المَوْجُ؛ قال المُغِیرة بن حَبْناء: إذا رَمی آذِیُّهُ بالطِّمِّ، تَری الرِّجالَ حَوْلَه كالصُّمِّ، من مُطْرِقٍ و مُنْصِتٍ مُرِمِّ الجوهری: الآذِیُّ مَوْجُ البحر، و الجمع الأَوَاذِیُّ؛ و أَنشد ابن بری للعَجّاج: طَحْطَحَهُ آذِیُّ بَحْرٍ مُتْأَقِ و‌فی حدیث ابن عباس فی تفسیر قوله تعالی: و إذ
(1). قوله [حمة] كذا فی الأَصل بالحاء المهملة مرموزاً لها بعلامة الإِهمال
لسان العرب، ج‌14، ص: 28
أَخَذَ رَبُّك من بَنی آدم من ظُهورهم ذُرِّیَّاتِهم، قال: كأَنَّهم الذَّرُّ فی آذِیِّ الماء.الآذِیُّ، بالمد و التشدید: المَوْجُ الشدید. و‌فی خُطْبَة علی، علیه السلام: تَلْتَطِمُ أَوَاذِیُّ مَوْجِها.و إذا و إذْ: ظَرْفان من الزمان، فإذا لِمَا یأْتی، و إذْ لِمَا مضی و هی محذوفة من إذا.

أری؛ ج14، ص: 28

: الأَصمعی: أَرَتِ القِدْرُ تَأْرِی أَرْیاً إذا احترقت و لَصِقَ بها الشی‌ء، و أَرَتِ القِدْرُ تَأْرِی أَرْیاً، و هو ما یَلْصَق بها من الطعام. و قد أَرَتِ القِدْرُ أَرْیاً: لَزِقَ بأَسفلها شی‌ء من الاحتراق مثل شاطَتْ؛ و فی المحكم: لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السوداء، و ذلك إذا لم یُسَطْ ما فیها أو لم یُصَبَّ علیه ماء. و الأَرْیُ: ما لَزِقَ بأَسفلها و بقِی فیه من ذلك؛ المصدرُ و الاسم فیه سواءٌ. و أَرْیُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق. ابن الأَعرابی: قُرارَة القِدر و كُدادتُها و أَرْیُها. و الأَرْیُ: العَسَلُ؛ قال لبید: بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ، و أَرْیِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ و عَمَلُ النَّحْلِ أَرْیٌ أَیضاً؛ و أَنشد ابن بری لأَبی ذؤیب: جَوارِسُها تَأْری الشُّعُوفَ تَأْری: تُعَسِّل، قال: هكذا رواه علیّ بن حمزة و روی غیره … تَأْوی … و قد أَرَتِ النَّحْلُ تَأْرِی أَرْیاً و تَأَرَّتْ و أْتَرَتْ: عَمِلَت العَسَل؛ قال الطرماح فی صفة دَبْر العسل: إذا ما تَأَرَّتْ بالخَلیِّ، بَنَتْ به شَریجَیْنِ مِمّا تَأْتَرِی و تُتِیعُ «1». شَرِیجَیْن: ضربین یعنی من الشَّهْدِ و العسل. و تَأْتَرِی: تُعَسِّلُ، و تُتِیعُ أَی تقی‌ء العسلَ. و الْتِزاقُ الأَرْی بالعَسَّالة ائْتِراؤه، و قیل: الأَرْیُ ما تجمعه من العسل فی أَجوافِها ثم تَلْفِظه، و قیل: الأَرْیُ عَمَلُ النحل، و هو أَیضاً ما التَزَقَ من العسل فی جوانب العَسَّالة، و قیل: عَسَلُها حین تَرْمی به من أَفواهها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْیَ المِئَر إنما هو مستعار من ذلك، یعنی ما جَمَعَتْ فی أَجوافها من الغیظ كما تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ فی أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه. و یقال للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَرهُ بالإِناء: قد أَرِیَ، و هو الأَرْیُ مثل الرَّمْی. و التَّأَرِّی: جَمْع الرجل لِبَنِیه الطَّعامَ. و أَرَتِ الریحُ الماءَ: صَبَّته شیئاً بعد شی‌ء. و أَرْیُ السماءِ ما أَرَتْه الریح تَأْرِیه أَرْیاً فصَبَّته شیئاً بعد شی‌ء، و قیل: أَرْیُ الریح عَمَلُها و سَوْقُها السحابَ؛ قال زهیر: یَشِمْنَ بُرُوقَها، و یَرُشُّ أَرْیَ الْجَنُوب، علی حَواجِبها، العَماءُ قال اللیث: أَرادَ ما وقع من النَّدی و الطَّلِّ علی الشجر و العُشْب فلم یَزَلْ یَلْزَقُ بعضهُ ببعض و یَكْثُرُ، قال أَبو منصور: و أَرْیُ الجَنوبِ ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت. و أَرْیُ السحاب: دِرَّتُه، قال أَبو حنیفة: أَصل الأَرْیِ العَمَل. و أَرْیُ النَّدی: ما وقع منه علی الشجر و العُشْب فالتزَق و كَثُر. و الأَرْیُ: لُطاخةُ ما تأْكله. و تَأَرَّی عنه: تَخَلَّف. و تَأَرَّی بالمكان و أْتَرَی: احْتَبَس. و أَرَتِ الدابَّةُ مَرْبَطَها
(1). قوله [إذا ما تأرت] كذا فی الأَصل بالراء، و فی التكملة بالواو
لسان العرب، ج‌14، ص: 29
و مَعْلَفَها أَرْیاً: لَزِمَتْه. و الأَرِیُّ و الآرِی: الأَخِیَّةُ. و أَرَّیْتُ لها: عَمِلْتُ لها آرِیّاً. قال ابن السكیت فی قولهم للمَعْلَف آرِیٌّ قال: هذا مما یضعه الناس فی غیر موضعه، و إنما الآرِیُّ مَحْبِس الدابة، و هی الأَواری و الأَواخِی، واحدتها آخِیَّةٌ، و آرِیٌّ إنما هو من الفعل فاعُولٌ. و تَأَرَّی بالمكان إذا تَحَبَّس؛ و منه قول أَعشی باهِلة: لا یَتَأَرَّی لِمَا فی القِدْرِ یَرْقُبُه، و لا یَعَضُّ علی شُرْسُوفهِ الصَّفَر «2». و قال آخر: لا یَتَأَرَّوْنَ فی المَضِیق، و إنْ نادَی مُنادٍ كَیْ یَنْزِلوا، نَزَلوا یقول: لا یَجْمَعون الطعام فی الضِّیقة؛ و قال العجاج: و اعْتَادَ أَرباضاً لها آرِیُّ من مَعْدِن الصِّیرانِ عُدْمُلیُّ قال: اعْتادَها أَتاها و رَجَع إلیها، و الأَرْباضُ: جمع رَبَضٍ و هو المأْوی، و قوله لها آرِیٌّ أَی لها آخِیَّةٌ من مَكانِس البقر لا تزول، و لها أَصل ثابت فی سكون الوحش بها، یعنی الكِناس. قال: و قد تسمی الآخِیَّة أَیضاً آرِیّاً، و هو حبل تُشَدُّ به الدابة فی مَحْبِسها؛ و أَنشد ابن السكیت للمُثَقِّب العبدی یصف فرساً: داوَیْتُه بالمحْض، حتَّی شَتا یَجْتَذِبُ الآرِیَّ بالمِرْوَد أی مع المِرْوَدِ، و أَرادَ بآرِیِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تحت الأَرض المُثْبتةَ فیها تُشَدُّ الدابةُ من عُرْوَتها البارزة فلا تَقْلَعُها لثباتها فی الأَرض؛ قال الجوهری: و هو فی التقدیر فاعُولٌ، و الجمع الأَوَارِی، یخفف و یشدّد. تقول منه: أَرَّیْتُ للدابة تَأْرِیَةً، و الدابة تَأْرِی إلی الدابَّة إذا انضمت إلیها و أَلِفَتْ معها مَعْلَفاً واحداً، و آرَیْتُها أَنا؛ و قول لبید یصف ناقته: تَسْلُبُ الكانِسَ لم یُوأَرْ بها شُعْبَة السَّاقِ، إذا الظِّلُّ عَقَل قال اللیث: … لم یُوأَرْ بها أَی لم یُذْعَرْ، و یروی … لم یُورأْ بها أَی لم یُشْعَرْ بها، قال: و هو مقلوب من أَرَیْتُه أَی أَعلمته، قال: و وزنه الآن لم یُلْفَعْ، و یروی لم یُورَا، علی تخفیف الهمزة، و یروی لم یُؤْرَ بها، بوزن لم یُعْرَ، من الأَرْی أی لم یَلْصَق بصدره الفَزَعُ، و منه قیل: إن فی صَدْرِكَ عَلیَّ لأَرْیاً أَی لَطْخاً من حِقْد، و قد أَرَی علیَّ صَدْرُه. قال ابن بری: و روی السیرافی لم یُؤْرَ من أُوَار الشمس، و أَصله لم یُوأَرْ، و معناه لم یُذْعَرْ أَی لم یُصِبْه حَرُّ الذُّعْر. و قالوا: أَرِیَ الصَّدْرُ أَرْیاً، و هو ما یثبت فی الصدر من الضِّغْن. و أَرِیَ صدرُه، بالكسر، أَی وَغِر. قال ابن سیدة: أَرَی صَدْرُه علیَّ أَرْیاً و أَرِیَ اغتاظ؛ و قول الراعی: لهَا بَدَنٌ عاسٍ و نارٌ كَرِیمَةٌ بمُعْتَلَجِ الآرِیِّ، بَیْنَ الصَّرائم قیل فی تفسیره: الآرِیُّ ما كان بین السَّهْل و الحَزْن، و قیل: مُعْتَلَج الآَرِیّ اسمُ أَرض. و تَأَرَّی: تَحَزّن «3». و أَرَّی الشی‌ءَ: أَثبته و مَكَّنه. و‌فی الحدیث: اللهم أَرِّ ما بَیْنَهم‌أَی ثَبِّت الوُدَّ و مَكِّنْه، یدعو للرجل و امرأَته. و‌روی أَبو عبیدة: أَن رجلًا شكا
(2). قوله [لا یَتَأَرَّی البیت] قال الصاغانی: هكذا وقع فی أكثر كتب اللغة و أخذ بعضهم عن بعض، و الروایة: لا یَتَأَرَّی لما فی القدر یرقبه و لا یزال أمام القوم یقتفر لا یغمز الساق من أین و لا نصب و لا یعض علی شرسوفه الصفر (3). قوله [و تَأَرَّی تحزن] هكذا فی الأَصل و لم نجده فی كتب اللغة التی بأَیدینا
لسان العرب، ج‌14، ص: 30
إلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، امرأَته فقال اللهم أَرِّ بَیْنَهما؛ قال أَبو عبید: یعنی أَثبت بینهما؛ و أَنشد لأَعشی باهلة: لا یَتَأَرَّی لِمَا فی القِدْرِ یَرْقُبُه البیت. یقول: لا یَتَلَبَّث و لا یَتَحَبَّس. و‌روی بعضهم هذا الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، دعا بهذا الدعاء لعلیّ و فاطمة، علیهما السلام، و‌روی ابن الأَثیر أَنه دعا لامرأَة كانت تَفْرَك زَوْجها فقال: اللهم أَرِّ بینهما، أَی أَلِّف و أَثبت الوُدَّ بینهما، من قولهم الدابة تَأْرِی للدابة إذا انضمَّت إلیها و أَلِفَت معها مَعْلَفاً واحداً، و آرَیْتُها أَنا، و‌رواه ابن الأَنباری: اللهم أَرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه‌أَی احبس كل واحد منهما علی صاحبه حتی لا ینصرف قلبه إلی غیره، من قولهم تَأَرَّیْت بالمكان إذا احْتَبَسْت فیه، و به سمِّیت الآخِیَّة آرِیّاً لأَنها تمنع الدوابّ عن الانفلات، و سمی المَعْلَف آرِیّاً مجازاً، قال: و الصواب فی هذه الروایة أَن یقال اللهم أَرِّ كل واحد منهما علی صاحبه، فإن صحت الروایة بحذف علی فیكون كقولهم تَعَلَّقْتُ بفلان و تَعَلَّقتُ فلاناً؛ و منه‌حدیث أَبی بكر: أَنه دفع إلیه سیفاً لیقتل به رجلًا فاسْتَثْبَتَه فقال: أَرِّ‌أَی مَكِّن و ثَبِّتْ یدی من السیف، و روی: أَرِ مخففة، من الرؤْیة كأَنه یقول أَرِنی بمعنی أَعْطِنی. الجوهری: تَأَرَّیْت بالمكان أَقمت به؛ و أَنشد بیت أَعشی باهلة أَیضاً: لا یَتأَرَّی لِمَا فی القِدْر یَرْقُبُه و قال فی تفسیره: أَی لا یَتَحَبَّس علی إدراك القِدْر لیأْكل. قال أَبو زید: یَتَأَرَّی یَتَحَرَّی؛ و أَنشد ابن بری للحُطیئة: و لا تَأَرَّی لِمَا فی القِدْرِ یَرْقُبه، و لا یَقُومُ بأَعْلی الفجر یَنْتَطِق قال: و أَرَّیْت أَیضاً و إلی مَتی أَنت مُؤَرّ به. و أَرَّیْتُه: اسْتَرْشَدَنی فغَشَشْته. و أَرَّی النارَ: عَظَّمَها و رَفَعَها. و قال أَبو حنیفة: أَرَّاها جَعَل لها إرَةً، قال: و هذا لا یصح إلا أَن یكون مقلوباً من وَأَرْتُ، إمَّا مستعمَلة، و إما متوهَّمة. أَبو زید: أَرَّیْتُ النارَ تَأْرِیَةً و نَمَّیتها تَنْمِیَةً و ذكَّیْتها تَذْكِیَةً إذا رَفَعْتها. یقال: أَرِّ نارَك. و الإِرَةُ: موضع النار، و أَصله إرْیٌ، و الهاء عوض من الیاء، و الجمع إرُونَ مثل عِزُون؛ قال ابن بری: شاهده لكعب أَو لزهیر: یُثِرْنَ التُّرابَ علی وَجْهِه، كلَوْنِ الدَّواجِن فَوْقَ الإِرِینا قال: و قد تجمع الإِرَةُ إِرَات، قال: و الإِرَةُ عند الجوهری محذوفةُ اللام بدلیل جمعها علی إرِین و كَوْنِ الفعل محذوف اللام. یقال: أَرِّ لِنارِك أَی اجْعَل لها إرَةً، قال: و قد تأْتی الإِرَةُ مثل عِدَة محذوفة الواو، تقول: وَأَرْتُ إرَةً. و آذانی أَرْیُ القِدْرِ و النَّارِ أَی حَرُّهُما؛ و أَنشد ثعلب: إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْیَ المِئَر أَی حَرَّ العَداوَة. و الإِرَةُ أَیضاً: شَحْم السَّنامِ؛ قال الراجز: وَعْدٌ كَشَحْمِ الإِرَةِ المُسَرْهَد الجوهری: أَرَّیْتُ النارَ تَأْرِیَةً أَی ذَكّیتها؛ قال ابن بری: هو تصحیف و إنما هو أَرَّثْتها، و اسم ما تلقیه علیها الأُرْثَة. و أَرِّ نارَك و أَرِّ لنارك أَی اجْعَل لها إرَةً، و هی حُفْرة تكون فی وسط النار یكون فیها معظم الجَمْر. و حكی عن بعضهم أَنه قال: أَرِّ نارَك افتح وسطها لیتسع الموضع للجمر، و اسم الشی‌ء الذی تلقیه علیها من بَعَر أَو حَطَب
لسان العرب، ج‌14، ص: 31
الذُّكْیة. قال أَبو منصور: أَحسب أَبا زید جَعَل أَرَّیْت النار مِنْ وَرَّیْتَها، فقلب الواو همزة، كما قالوا أكَّدْت الیمین و وَكَّدْتها و أَرَّثْت النار و وَرَّثْتها. و قالوا من الإِرَة و هی الحفرة التی توقد فیها النار: إرَةٌ بَیّنة الإِرْوَة، و قد أَرَوْتها آرُوها، و مِنْ آرِیِّ الدابة أَرَّیْت تَأْرِیَةً. قال: و الآرِیُّ ما حُفِر له و أُدْخِل فی الأَرض، و هی الآرِیَّة و الرَّكاسَة. و‌فی حدیث بلال: قال لنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: أَ معَكم شی‌ءٌ من الإِرَة‌أَی القدِید؛ و قیل: هو أَن یُغْلَی اللحمُ بالخل و یحمل فی الأَسفار. و‌فی حدیث بریدةَ: أَنه أَهْدی لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، إرَةً‌أَی لحماً مطبوخاً فی كرش. و‌فی الحدیث: ذُبِحَت لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، شاةٌ ثم صُنِعَتْ فی الإِرَة؛ الإِرَةُ: حفرة توقد فیها النار، و قیل: هی الحفرة التی حولها الأَثافیُّ. یقال: وَأَرْتُ إرَةً، و قیل: الإِرَةُ النارُ نَفْسُها، و أَصل الإِرَة إرْیٌ، بوزن عِلْم، و الهاء عوض من الیاء. و‌فی حدیث زید بن حارثة: ذبحنا شاة و صنعناها فی الإِرَة حتی إذا نَضِجت جعلناها فی سُفْرَتنا.و أَرَّیْت عن الشی‌ء: مثل وَرَّیْت عنه. و بئر ذی أَرْوانَ: اسم بئر، بفتح الهمزة. و‌فی حدیث عبد الرحمن النَّخَعی: لو كان رأْیُ الناس مثْلَ رَأْیك ما أُدِّیَ الأَرْیَانُ.قال ابن الأَثیر: هو الخَراجُ و الإِتاوة، و هو اسم واحد كالشیطان. قال الخطابی: الأَشبه بكلام العرب أَن یكون بضم الهمزة و الباء المعجمة بواحدة، و هو الزیادة عن الحق، یقال فیه أُرْبان و عُرْبان، قال: فإن كانت الیاء معجمة باثنتین فهو من التَّأْرِیَة لأَنه شی‌ء قُرِّرَ علی الناس و أُلْزِموه.

أزا؛ ج14، ص: 31

: الأَزْوُ: الضِّیق؛ عن كراع. و أَزَیْتُ إلیه أَزْیاً و أُزِیّاً: انضممت. و آزَانِی هو: ضَمَّنی؛ قال رؤبة: تَغْرِفُ من ذی غَیِّثٍ و تُوزی و أَزَی یَأْزِی أَزْیاً و أُزِیّاً: انقبض و اجتمع. و رَجُل مُتَآزِی الخَلْق و مُتَآزِف الخَلْق إذا تَدانی بعضهُ إلی بعض. و أَزی الظِّلُّ أُزِیّاً: قَلَص و تَقَبَّض و دنا بعضه إلی بعض، فهو آزٍ؛ و أَنشد ابن بری لعبد الله بن رِبْعی الأَسدی: و غَلَّسَتْ و الظِّلُّ آزٍ ما زَحَلْ، و حاضِرُ الماء هَجُودٌ و مُصَلّ و أَنشد لكثیر المحاربی: و نابحة كَلَّفْتُها العِیسَ، بَعْدَ ما أَزی الظِّلُّ و الحِرباءُ مُوفٍ علی جِذْل «1». ابنُ بُزُرْج: أَزَی الظِّلُّ یَأْزُو و یَأْزِی و یَأْزَی؛ و أَنشد: الظِّلُّ آزٍ و السُّقاةُ تَنْتَحی و قال أَبو النجم: إذا زاء مَحْلُوقاً أَكَبَّ برأْسه، و أَبْصَرْته یَأْزِی إلیَّ و یَزْحَل أَی ینقبض لك و یَنْضَمُّ. اللیث: أَزَی الشی‌ءُ بعضهُ إلی بعض یَأْزِی، نحو اكتناز اللحم و ما انضَمَّ من نحوه؛ قال رؤبة: عَضّ السِّفار فهو آزٍ زِیَمهُ و هو یومٌ أَزٍ إذا كان یَغُمُّ الأَنفاسَ و یُضَیِّقها لشدَّة الحر؛ قال الباهلی:
(1). قوله [و نابحة]هكذا فی الأَصل من غیر نقط، و فی شرح القاموس: نائحة، بالنون و الهمز و المهملة، و لعلها نابخة بالنون و الباء و المعجمة و هی الأَرض البعیدة. و قوله بعد [إذا زاء محلوقاً إلی قوله اللیث] هو كذلك فی الأَصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 32
ظَلَّ لها یَوْمٌ مِنَ الشِّعْری أَزِی، نَعُوذُ منه بِزرانِیقِ الرَّكی قال ابن بری: یقال یَوْمٌ آزٍ و أَزٍ مثل آسِنٍ و أَسِنٍ أَی ضَیِّق قلیل الخیر؛ قال عمارة: هذا الزَّمانُ مُوَلٍّ خَیْرُه آزِی و أَزَی مالُه: نَقَصَ. و أَزَی له أَزْیاً: أَتاه لِیَخْتِلَه. اللیث: أَزَیْتُ لفلان آزِی له أَزْیاً إذا أَتَیته من وجه مَأْمَنِه لِتَخْتِله. و یقال: هو بإِزَاء فلان أَی بِحِذائه ممدودان. و قد آزَیْتُه إذا حاذَیْتَه، و لا تقل وازَیْتُه. و قعَدَ إِزَاءَه أَی قُبالَتَه. و آزَاه: قابَلَه. و‌فی الحدیث: اختلف مَنْ كان قَبْلنا ثنتین و سبعین فِرْقةً نَجا منها ثَلاثٌ و هلك سائرُها. و فِرْقةٌ آزَتِ الملُوكَ فقاتَلَتْهم علی دِین الله‌أَی قاوَمَتْهم، مِنْ آزَیْتُه إذا حاذَیْتَه. یقال: فلان إزَاءٌ لفلان إذا كان مُقاوماً له. و‌فی الحدیث: فرَفَع یدیه حتی آزَتَا شَحْمة أُذُنیه‌أَی حاذَتا. و الإِزَاءُ: المُحاذاةُ و المُقابَلة؛ قال: و یقال فیه وَازَتا. و‌فی حدیث صلاة الخوف: فَوَازَیْنا العَدوَّ‌أَی قابلناهم، و أَنكر الجوهری أَن یقال وَازَیْنا. و تَآزَی القَوْمُ: دَنا بعضُهم إلی بعض؛ قال اللحیانی: هو فی الجلوس خاصة؛ و أَنشد: لَمَّا تَآزَیْنا إلی دِفْ‌ءِ الكُنُفْ و أَنشد ابن بری لشاعر: و إنْ أَزَی مالُه لم یَأْزِ نائِلُه، و إنْ أَصابَ غِنًی لم یُلْفَ غَضْبانا «1». و الثوب یَأْزِی إذا غُسِل، و الشَّمْسُ أُزِیّاً: دَنَتْ للمَغیب. و الإِزَاء: سبب العیش، و قیل: هو ما سُبِّبَ من رَغَدِه و فَضْلِه. و إنَّه لإِزَاءُ مالٍ إذا كان یُحْسِنُ رِعْیَته و یَقُومُ علیه؛ قال الشاعر: و لَكِنی جُعِلْت إِزَاءَ مالٍ، فأَمْنَع بَعْدَ ذلك أَو أُنِیل قال ابن جنی: هو فِعالٌ من أَزَی الشی‌ءُ یأْزِی إذا تَقَبَّض و اجتمع، فكذلك هذا الراعی یَشُحُّ علیها و یمنع مِنْ تَسَرُّبِها، و كذلك الأُنثی بغیر هاء؛ قال حُمَیْدٌ یصف امرأَة تقوم بمعاشها: إِزَاءُ مَعاشٍ لا یَزالُ نِطاقُها شَدیداً، و فیها سَوْرةٌ و هی قاعِدُ و هذا البیت فی المحكم: إِزَاءُ مَعاشٍ ما تَحُلُّ إزارَها مِنَ الكَیْس، فیها سَوْرَةٌ و هْی قاعد و فلان إزَاءُ فلان إذا كان قِرْناً له یُقاوِمه. و إِزَاءُ الحَرْب: مُقِیمُها؛ قال زهیر یمدح قوماً: تَجِدْهُمْ علی ما خَیَّلَتْ هم إِزَاءَها، و إن أَفْسَدَ المالَ الجماعاتُ و الأَزْلُ أَی تجدهم الذین یقومون بها. و كلُّ من جُعِل قَیِّماً بأَمر فهو إِزَاؤه؛ و منه قول ابن الخَطِیم: ثَأَرْتُ عَدِیّاً و الخَطِیمَ، فلم أُضِعْ وَصِیَّةَ أَقوامٍ جُعِلْتُ إِزَاءَها أَی جُعِلْتُ القَیِّم بها. و إنِّه لَإِزَاءُ خیر و شرّ أَی صاحبه. و هم إِزَاءٌ لقومهم أَی یُصْلِحُون أَمرهم؛ قال الكمیت: لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لهم إِزَاءٌ، و أَنَّا لهُم مَعْقِلُ
(1). قوله [و إن أَزَی ماله … إلخ] كذا وقع هذا البیت هنا فی الأَصل، و محله كما صنع شارح القاموس بعد قوله فیما تقدم: و أَزَی ماله نقص، فلعله هنا مؤخر من تقدیم
لسان العرب، ج‌14، ص: 33
قال ابن بری: البیت لعبد الله بن سلیم. و بنو فلان إِزَاءُ بنی فلان أَی أَقْرانُهم. و آزَی علی صَنِیعه إِیزَاءً: أَفْضَلَ و أَضْعَفَ علیه؛ قال رؤبة: تَغْرِفُ من ذی غَیِّثٍ و تُوزِی قال ابن سیدة: هكذا روی و تُوزی، بالتخفیف، علی أَن هذا الشعر كله غیر مُرْدَفٍ أَی تُفْضِل علیه. و الإِزَاءُ: مَصَبُّ الماء فی الحوض؛ و أَنشد الأَصمعی: ما بَیْنَ صُنْبُور إلی إِزَاء و قیل: هو جمع ما بین الحوض إلی مَهْوی الرَّكِیَّة من الطَّیّ، و قیل: هو حَجَرٌ أو جُلَّةٌ أَو جِلْدٌ یوضع علیه. و أَزَّیْته تَأَزِّیاً «2». و تَأْزِیَةً، الأَخیرة نادرة، و آزَیْتُه: جعلت له إزاءً. قال أَبو زید: آزَیْتُ الحوضَ إِیزَاءً علی أَفْعَلْت، و أَزَّیْتُ الحوض تَأْزِیَةً و تَوزِیئاً: جعلت له إزاءً، و هو أَن یوضع علی فمه حَجَر أو جُلَّةٌ أو نحو ذلك. قال أَبو زید: هو صخرة أَو ما جَعَلْت وِقایةً علی مَصَبِّ الماء حین یُفَرَّغ الماء؛ قال إمرؤ القیس: فَرَماها فی مَرابِضِها بإزاءِ الحَوْضِ أو عُقُرِه «3». و آزَاهُ: صَبَّ الماءَ من إزائه. و آزَی فیه: صَبَّ علی إزائه. و آزَاه أَیضاً: أَصلح إزاءه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یُعْجِزُ عن إَیزَائِه و مَدْرِه مَدْرُه إصلاحه بالمَدَر. و ناقة آزِیَةٌ و أَزِیَةٌ، علی فَعِلة، كلاهما علی النَّسب: تشرب من الإِزاء. ابن الأَعرابی: یقال للناقة التی لا تَرِدُ النَّضِیحَ حتی یخلو لها الأَزْیَةُ، و الآزِیةُ علی فاعلة، و الأَزْیَة علی فَعْلة «4»، و القَذُور. و یقال للناقة إذا لم تشرب إلا من الإِزاء: أَزِیَة، و إذا لم تشرب إلا من العُقْر: عَقِرَة. و یقال للقَیِّم بالأَمر: هو إِزَاؤه؛ و أَنشد ابن بری: یا جَفْنَةً كإِزَاء الحَوْضِ قد كَفَؤُوا، و مَنْطِقاً مِثْلَ وَشْی الیُمْنَةِ الحِبَرَه و قال خُفاف بن نُدْبة: كأنَّ محافین السِّباعِ حفاضه، لِتَعْریسِها جَنْبَ الإِزَاء المُمَزَّق «5». مُعَرَّسُ رَكْبٍ قافِلین بصَرَّةٍ صِرادٍ، إذا ما نارُهم لم تُخَرَّق و‌فی قصة موسی، علی نبینا و علیه الصلاة و السلام: أَنه وقف بإِزَاءِ الحوْض، و هو مَصَبُّ الدَّلْو، و عُقْرُه مُؤَخَّرُه؛ و أَما قول الشاعر فی صفة الحوض: إِزَاؤه كالظَّرِبانِ المُوفی فإنما عَنی به القیِّم؛ قال ابن بری: قال ابن قتیبة حدثنی أَبو العَمَیْثَل الأَعرابی و قد روی عنه الأَصمعی قال: سأَلنی الأَصمعی عن قول الراجز فی وصف ماء: إِزَاؤه كالظَّرِبانِ المُوفی فقال: كیف یُشَبِّه مَصَبَّ الماء بالظَّرِبان؟ فقلت له: ما عندك فیه؟ فقال لی: إنما أَراد المُسْتَقِیَ، من قولك فلان إِزَاءُ مال إذا قام به و ولِیَه، و شبَّهه
(2). قوله [و أَزَّیْته تَأَزِّیاً إلخ] هكذا فی الأَصل. و عبارة القاموس و شرحه: تأزی الحوضَ جعل له إزاء كأَزَّاه تَأْزِیَة: عن الجوهری، و هو نادر (3). قوله [مرابضها] كذا فی الأَصل، و الذی فی دیوان إمرئ القیس و تقدم فی ترجمة عقر: فرائصها (4). قوله [و الأَزْیَة علی فعلة] كذا فی الأَصل مضبوطاً و الذی نقله صاحب التكملة عن ابن الأَعرابی آزِیَة و أَزیة بالمد و القصر فقط (5). قوله‌كأن محافین السباع حفاضه كذا فی الأَصل محافین بالنون، و فی شرح القاموس: محافیر بالراء، و لفظ حفاضه غیر مضبوط فی الأَصل، و هكذا هو فی شرح القاموس و لعله حفافه أو نحو ذلك
لسان العرب، ج‌14، ص: 34
بالظَّرِبانِ لدَفَر رائحته و عَرَقِه؛ و بالظَّرِبانِ یُضْرَبُ المثل فی النَّتْن. و أَزَوْتُ الرجلَ و آزَیْته فهو مَأْزُوٌّ و مُؤزیً أَی جَهَدته فهو مَجْهُود؛ قال الطِّرِمَّاح: و قَدْ باتَ یَأْزُوه نَدیً و صَقِیعُ أَی یَجْهَده و یُشْئِزه. أَبو عمرو: تَأَزَّی القِدْحُ إذا أَصاب الرَّمِیَّة فاهْتَزَّ فیها. و تَأَزَّی فلان عن فلان إذا هابه. و روی ابن السكیت قال: قال أَبو حازم العُكْلی جاء رجل إلی حلقة یونس فأَنشدَنا هذه القصیدة فاستحسنها أَصحابه؛ و هی: أُزِّیَ مُسْتَهْنئٌ فی البدی‌ء، فَیَرْمَأُ فیه و لا یَبْذَؤُه و عِنْدی زُؤازِیَةٌ وَأْبةٌ، تُزَأْزِئُ بالدَّات ما تَهْجَؤُه «1». قال: أُزِّیَ جُعلَ فی مكان صَلَح. و المُسْتَهْنئُ. المُسْتعطی؛ أَراد أَن الذی جاء یطلب خَیری أَجْعلهُ فی البَدی‌ء أَی فی أَوَّل من یجی‌ء، فیَرْمَأُ: یقیم فیه، و لا یَبْذَؤُه أَی لا یَكْرَهه، و زُؤَازِیَةٌ: قِدْرٌ ضَخْمة و كذلك الوَأْبَةُ، تُزَأْزِئُ أَی تَضُمُّ، و الدات: اللحم و الوَدَك، ما تَهْجَؤُه أَی ما تأْكله.

أسا؛ ج14، ص: 34

: الأَسا، مفتوح مقصور: المُداواة و العِلاج، و هو الحُزْنُ أَیضاً. و أَسا الجُرْحَ أَسْواً و أَساً: داواه. و الأَسُوُّ و الإِسَاءُ، جمیعاً: الدواء، و الجمع آسِیَة؛ قال الحطیئة فی الإِساء بمعنی الدواء: هُمُ الآسُونَ أُمَّ الرَّأْس لَمَّا تَواكَلَها الأَطِبَّةُ و الإِساءُ و الإِسَاءُ، ممدود مكسور: الدواء بعینه، و إن شئت كان جمعاً للآسی، و هو المُعالِجُ كما تقول رَاعٍ و رِعاءٌ. قال ابن بری: قال علی بن حمزة الإِسَاء فی بیت الحطیئة لا یكون إلا الدواء لا غیر. ابن السكیت: جاء فلان یَلْتَمِس لجراحِه أَسُوّاً، یعنی دواء یأْسُو به جُرْحَه. و الأَسْوُ: المصدر. و الأَسُوُّ، علی فَعُول: دواء تَأْسُو به الجُرْح. و قد أَسَوْتُ الجُرح آسُوه أَسْواً أَی داویته، فهو مَأْسُوٌّ و أَسِیٌّ أَیضاً، علی فَعِیل. و یقال: هذا الأَمرُ لا یُؤْسی كَلْمُه. و أَهل البادیة یسمون الخاتِنَة آسِیةً كنایة. و‌فی حدیث قَیْلة: اسْتَرْجَع و قال رَبِّ أُسنی لما أَمضَیْت و أَعِنِّی علی ما أَبْقَیْت؛ أُسْنی، بضم الهمزة و سكون العین، أَی عَوِّضْنی. و الأَوْس: العَوْضُ، و‌یروی: آسِنی؛ فمعناه عَزِّنی و صَبِّرْنی؛ و أَما قول الأَعشی: عِنْدَه البِرُّ و التُّقی و أَسا الشَّقِّ و حَمْلٌ لمُضْلِع الأَثْقال أراد: و عنده أَسْوُ الشَّقِّ، فجعل الواو أَلفاً مقصورة، قال: و مثل الأَسْوِ و الأَسا اللَّغْوُ و اللَّغا، و هو الشی‌ء الخَسیس و الآسی: الطَّبِیب، و الجمع أُسَاةٌ و إِسَاء. قال كراع: لیس فی الكلام ما یَعتَقِب علیه فُعلة و فِعالٌ إلا هذا، و قولهم رُعاةٌ و رِعاءٌ فی جمع راع. و الأَسِیُّ: المَأْسُوُّ؛ قال أَبو ذؤیب: و صَبَّ علیها الطِّیبَ حتی كأَنَّها أَسِیٌّ علی أُمِّ الدِّماغ حَجِیجُ و حَجِیجٌ: من قولهم حَجَّه الطبیبُ فهو مَحْجُوجٌ. و حَجِیجٌ إذا سَبر شَجَّتَه؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: «2».
(1). قوله [بالدات] كذا بالأصل بالتاء المثناة بدون همز، و لعلها بالدأث بالمثلثة مهموزاً (2). قوله [و مثله قول الآخر إلخ] أورد فی المغنی هذا البیت بلفظ‌أَسِیّ إننی من ذاك إنه و قال الدسوقی: أسیت حزنت، و أَسِیّ حزین، و إنه بمعنی نعم، و الهاء للسكت أو إِن الناسخة و الخبر محذوف
لسان العرب، ج‌14، ص: 35
و قائلةٍ: أَسِیتَ فقُلْتُ: جَیْرٍ أَسِیٌّ، إنَّنی مِنْ ذاكَ إنی و أَسا بینهم أَسْواً: أَصْلَح. و یقال: أَسَوْتُ الجُرْحَ فأَنا آسُوه أَسْواً إذا داویته و أَصلحته. و قال المُؤَرِّج: كان جَزْءُ بن الحرث من حكماء العرب، و كان یقال له المُؤَسِّی لأَنه كان یُؤَسِّی بین الناس أَی یُصْلِح بینهم و یَعْدِل. و أَسِیتُ علیه أَسیً: حَزِنْت. و أَسِیَ علی مصیبته، بالكسر، یَأْسَی أَسًی، مقصور، إذا حَزِن. و رجل آسٍ و أَسْیَانُ: حزین. و رجل أَسْوَان: حزین، و أَتْبَعوه فقالوا: أَسْوَان أَتْوان؛ و أَنشد الأَصمعی لرجل من الهُذَلِیِّین: ماذا هُنالِكَ من أَسْوَانَ مُكْتَئِبٍ، و ساهِفٍ ثَمِل فی صَعْدةٍ حِطَمِ و قال آخر: أَسْوَانُ أَنْتَ لأَنَّ الحَیَّ مَوْعِدُهم أُسْوَانُ، كلُّ عَذابٍ دُونَ عَیْذاب و‌فی حدیث أُبیّ بن كعب: و الله ما عَلَیْهِم آسَی و لكن آسَی علی مَنْ أَضَلُّوا؛ الأَسی، مفتوحاً مقصوراً: الحُزْن، و هو آسٍ، و امرأَة آسِیَةٌ و أَسْیَا، و الجمع أَسْیَانُون و أَسْیَانَات «1». و أَسْیَیَات و أَسَایَا. و أَسِیتُ لفلان أَی حَزِنْت له. و سَآنِی الشی‌ءُ: حَزَنَنی؛ حكاه یعقوب فی المقلوب و أَنشد بیت الحرث بن خالد المخزومی: مرَّ الحُمُولُ فما سَأَوْنَك نَقْرةً، و لقد أَراكَ تُساءُ بالأَظْعان و الأُسْوَةُ و الإِسْوَةُ: القُدْوة. و یقال: ائْتَسِ به أی اقتدِ به و كُنْ مثله. اللیث: فلان یَأْتَسِی بفلان أَی یرضی لنفسه ما رضیه و یَقْتَدِی به و كان فی مثل حاله. و القوم أُسْوَةٌ فی هذا الأَمر أَی حالُهم فیه واحدة. و التَّأَسِّی فی الأُمور: الأُسْوة، و كذلك المُؤَاساة. و التَّأْسِیَة: التعزیة. أسَّیْته تَأْسِیةً أَی عَزَّیته. و أَسَّاه فَتَأَسَّی: عَزَّاه فتَعزَّی. و تَأَسَّی به أَی تعزَّی به. و قال الهروی: تَأَسَّی به اتبع فعله و اقتدی به. و یقال: أَسَوْتُ فلاناً بفلان إذا جَعَلْته أُسْوته؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه، لأَبی موسی: آسِ بین الناس فی وَجْهك و مَجْلِسك و عَدْلِك‌أَی سَوِّ بَینَهم و اجْعل كل واحد منهم إسْوة خَصْمه. و تَآسَوْا أَی آسَی بعضُهم بعضاً؛ قال الشاعر: و إنَّ الأُلَی بالطَّفِّ من آلِ هاشمٍ تَآسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِیا قال ابن بری: و هذا البیت تَمَثَّل به مُصْعَب یوم قُتِل. و تَآسَوْا فیه: من المُؤَاساة كما ذكر الجوهری، لا من التَّأَسِّی كما ذكر المبرد، فقال: تَآسَوْا بمعنی تَأَسَّوْا، و تَأَسَّوْا بمعنی تَعَزَّوا. و لی فی فلان أُسْوَة و إسْوَة أَی قُدْوَة. و قد تكرر ذكر الأُسْوَة و الإِسْوَة و المُوَاسَاة فی الحدیث، و هو بكسر الهمزة و ضمها القُدْوة. و المُوَاسَاة: المشاركة و المُساهَمة فی المعاش و الرزق؛ و أَصلها الهمزة فقلبت واواً تخفیفاً. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیةَ: إن المشركین وَاسَوْنا للصُّلْح؛ جاء علی التخفیف، و علی الأَصل جاء‌الحدیث الآخر: ما أَحَدٌ عندی أَعْظَمُ یَداً من أَبی بكر آسَانِی بنفسه و ماله!.و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: آسِ بَیْنَهم فی اللَّحْظَة و النَّظْرة.و آسَیْت فلاناً بمصیبته إذا عَزَّیته، و ذلك إذا ضَربْت له الأُسَا، و هو أَن تقول له ما لَك تَحْزَن. و فلان
(1). قوله [و أَسْیَانَات] كذا فی الأَصل و هو جمع أَسْیَانَة و لم یذكره و قد ذكره فی القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 36
إسْوَتُك أَی أَصابه ما أَصابك فصَبَر فَتأَسَّ به، و واحد الأُسَا و الإِسَا أُسْوَة و إِسْوَة. و هو إِسْوَتُك أَی أَنت مثله و هو مثلك. و أْتَسَی به: جَعَله أُسْوة. و فی المثل: لا تَأْتَسِ بمن لیس لك بأُسْوَة. و أَسْوَیْته: جعلت له أُسْوة؛ عن ابن الأَعرابی، فإن كان أَسْوَیْت من الأُسْوة كما زعم فوزنه فَعْلَیْتُ كَدَرْبَیْتُ و جَعْبَیْتُ. و آسَاهُ بمالِه: أنالَه منه و جَعَله فیه أُسْوة، و قیل: لا یكون ذلك منه إلا من كَفافٍ، فإن كان من فَضْلةٍ فلیس بمؤَاساة. قال أَبو بكر: فی قولهم ما یُؤَاسِی فلان فلاناً فیه ثلاثة أَقوال؛ قال المفضل بن محمد معناه ما یُشارِك فلان فلاناً، و المُؤَاسَاة المشاركة؛ و أَنشد: فإنْ یَكُ عَبْدُ الله آسَی ابْنَ أُمِّه، و آبَ بأَسْلابِ الكَمِیِّ المُغاوِر و قال المُؤَرِّج: ما یُؤَاسِیه ما یُصِیبه بخیر من قول العرب آسِ فلاناً بخیر أَی أَصِبْه، و قیل: ما یُؤَاسِیه من مَوَدَّته و لا قرابته شیئاً مأْخوذ من الأَوْسِ و هو العَوْض، قال: و كان فی الأَصل ما یُؤَاوِسُه، فقدَّموا السین و هی لام الفعل، و أَخروا الواو و هی عین الفعل، فصار یؤَاسِوهُ، فصارت الواو یاء لتحركها و انكسار ما قبلها، و هذا من المقلوب، قال: و یجوز أَن یكون غیر مقلوب فیكون یُفاعِل من أَسَوْت الجُرْح. و روی المنذری عن أَبی طالب أَنه قال فی المُؤَاسَاة و اشتقاقها إن فیها قولین: أَحدهما أَنها من آسَی یُؤَاسِی من الأُسْوَة و هی القُدْوة، و قیل إنها من أَسَاه یَأْسُوه إذا عالجه و داواه، و قیل إنها من آسَ یَؤُوس إذا عاض، فأَخَّر الهمزة و لَیَّنهاو لكلّ مقال. و یقال: هو یُؤَاسِی فی ماله أَی یساوِی. و یقال: رَحِم اللهُ رَجُلًا أَعْطی من فَضْلٍ و آسَی من كَفافٍ، من هذا. الجوهری: آسَیْتُه بمالی مُؤَاسَاةً أَی جعلته أُسْوتی فیه، و وَاسَیْتُه لغة ضعیفة. و الأُسْوَة و الإِسْوَة، بالضم و الكسر: لغتان، و هو ما یَأْتَسِی به الحَزینُ أَی یَتَعَزَّی به، و جمعها أُساً و إساً؛ و أَنشد ابن بری لحُرَیْث بن زید الخیل: و لَوْ لا الأُسی [الإِسی ما عِشتُ فی الناس ساعة، و لكِنْ إذا ما شئْتُ جاوَبَنی مِثْلی ثم سُمِّی الصبر أُساً. وَ أْتَسَی به أَی اقتدی به. و یقال: لا تَأْتَسِ بمن لیس لك بأُسْوَة أَی لا تقتد بمن لیس لك بقدوة. و الآَسِیَة: البناء المُحْكَم. و الآسِیَة: الدِّعامة و الساریة، و الجمع الأَوَاسِی؛ قال النابغة: فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ، غیرَ مُذَمَّمٍ، أَواسِیَ مُلْكٍ أَثْبَتَتها الأَوائلُ قال ابن بری: و قد تشدّد أَوَاسِیّ للأَساطین فیكون جمعاً لآسِیّ، و وزنه فاعُولٌ مثل آرِیّ و أوارِیّ؛ قال الشاعر: فَشَیَّدَ آسِیّاً فیا حُسْنَ ما عَمَر قال: و لا یجوز أَن یكون آسِیٌّ فاعِیلًا لأَنه لم یأْت منه غیر آمِین. و‌فی حدیث ابن مسعود: یُوشِك أَن تَرْمِیَ الأَرضُ بأَفلاذ كبدها أَمثال الأَوَاسِی؛ هی السَّواری و الأَساطینُ، و قیل: هی الأَصل، واحدتها آسِیَة لأَنها تُصْلِحُ السَّقْفَ و تُقیمه، من أَسَوْت بین القوم إذا أَصلحت. و‌فی حدیث عابد بنی إسرائیل: أَنه أوْثَق نَفسه إلی آسِیَةٍ من أَوَاسِی المَسْجِد.و أَسَیْتُ له من اللحم خاصة أَسْیاً: أَبقیت له. و الآسِیَةُ، بوزن فاعلة: ما أُسِّسَ من بنیان فأُحْكِم، أَصله من ساریةٍ و غیرها. و الآسِیَّة: بقیة الدار و خُرْثیُّ المتاع. و قال أَبو زید: الآسِیُّ خُرْثِیُّ الدار و آثارُها من نحو قِطْعة القَصْعة و الرَّماد و البَعَر؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 37
قال الراجز: هَلْ تَعْرِف الأَطْلالَ بالحویِّ «1». لم یَبْقَ من آسِیِّها العامِیِّ غَیرُ رَمادِ الدَّارِ و الأُثْفِیِّ و قالوا: كُلُوا فلم نُؤَسِّ لَكُم، مشدد، أَی لم نَتَعَمَّدكم بهذا الطعام. و حكی بعضهم: فلم یُؤَسَّ أَی لم تُتَعمَّدوا به. و آسِیَةُ: امرأَة فرعون. و الآسِی: ماء بعینه؛ قال الراعی: أَ لَمْ یُتْرَكْ نِساءُ بنی زُهَیْرٍ، علی الآسِی، یُحَلِّقْنَ القُرُونا؟

أشی؛ ج14، ص: 37

: أَشی الكلامَ أَشْیاً: اخْتَلَقَه. و أَشِیَ إلیه أَشْیاً: اضْطُرَّ. و الأَشَاءُ، بالفتح و المد: صِغار النَّخْل، و قیل: النخل عامَّةً، واحدته أَشَاءَةٌ، و الهمزة فیه منقلبة من الیاء لأَن تصغیرها أُشَیٌّ، و ذهب بعضهم إلی أَنه من باب أَجَأَ، و هو مذهب سیبویه. و‌فی الحدیث: أَنه انطلق إلی البَراز فقال لرجل كان معه ائتِ هاتَیْنِ الأَشَاءَتَیْنِ فقُلْ لهما حتی تجتمعا فاجتمعتا فقَضی حاجتَه، هو من ذلك. و وادی الأَشاءَیْنِ «2»: موضع؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: لِتَجْرِ المَنِیَّةُ بَعْدَ امْرِئٍ، بوادی أَشَاءَیْنِ، أَذْلالَها و وادی أُشَیّ و أَشِیّ: موضع؛ قال زیادُ بنُ حَمْد، و یقال زیاد بن مُنْقِدٍ: یا حَبَّذا، حِینَ تُمْسی الرِّیحُ بارِدَةً، وادی أُشَیٍّ و فِتِیانٌ به هُضُمُ و یقال لها أَیضاً: الأَشاءَة؛ قال أَیضاً فیها: یا لَیْتَ شِعْریَ عنْ جَنْبَیْ مُكَشَّحَةٍ، و حَیْثُ یُبْنی مِن الحِنَّاءَةِ الأُطُمُ عَنِ الأَشَاءَة هَلْ زالَتْ مَخارِمُها؟ و هَلْ تَغَیَّرَ من آرامِها إرَمُ؟ و جَنَّةٍ ما یَذُمُّ الدَّهْرَ حاضِرُها، جَبَّارُها بالنَّدی و الحَمْلِ مُحْتَزِمُ و أَورد الجوهری هذه الأَبیات مستشهداً بها علی أَن تصغیر أَشاء أُشَیٌّ، ثم قال: و لو كانت الهمزة أَصلیة لقال أُشَیْ‌ءٌ، و هو واد بالیمامة فیه نخیل. قال ابن بری: لام أَشَاءَة عند سیبویه همزة، قال: أَما أُشَیّ فی هذا البیت فلیس فیه دلیل علی أَنه تصغیر أَشاء لأَنه اسم موضع. و قد ائْتَشَی العَظْمُ إذا بَرَأَ من كَسْرٍ كان به؛ هكذا أَقرأَه أَبو سعید فی المصنَّف؛ و قال ابن السكیت: هذا قول الأَصمعی، و روی أَبو عمرو و الفراء: انْتَشَی العَظْمُ، بالنون. و إشاء: جبل؛ قال الراعی: و ساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ بَیْنی و بَیْنَها، برَعْنِ إِشَاءٍ، كلُّ ذی جُدَدٍ قَهْد

أصا؛ ج14، ص: 37

: الأَصاةُ: الرَّزانة كالحَصاة. و قالوا: ما له حَصاةٌ و لا أَصاةٌ أَی رأْیٌ یرجع إلیه. ابن الأَعرابی: أَصی الرجلُ إذا عَقَلَ بعد رُعُونة. و یقال: إنَّه لَذُو حَصاةِ و أَصَاةٍ أَی ذو عقل و رأْی؛ قال طرفة: و إنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم تَكُنْ له أَصَاةٌ، علی عوراته، لَدَلِیلُ و الآصِیَةُ: طعام مثل الحَسا یُصْنَعُ بالتمر؛ قال: یا رَبَّنا لا تُبْقِیَنَّ عاصِیَه، فی كلِّ یَوْمٍ هِیَ لی مُنَاصِیَه تُسامِرُ اللَّیلَ و تُضْحی شاصِیَه،
(1). قوله [بالحوی] هكذا فی الأَصل من غیر ضبط و لا نقط لما قبل الواو، و فی معجم یاقوت مواضع بالمعجمة و المهملة و الجیم (2). قوله [و وادی الأَشَاءَیْنِ] هكذا ضبط فی الأَصل بلفظ التثنیة، و تقدم فی ترجمة أشر أشائن و هو الذی فی القاموس فی ترجمة أشا، و الذی سبق فی ترجمة زهف أَشَائِینَ بزنة الجمع
لسان العرب، ج‌14، ص: 38
مثل الهَجِینِ الأَحْمرِ الجُراصِیه، و الإِثْر و الصَّرْب معاً كالآصِیَه عاصِیَةُ: اسم امرأَته، و مُناصِیَة أَی تَجُرُّ ناصیتی عند القتال. و الشَّاصِیَةُ: التی تَرْفَع رجلیها، و الجُراصِیَة: العَظیمُ من الرجال، شبهها بالجُراصِیَة لعِظَم خَلْقها، و قوله: و الإِثْرُ و الصَّرْب؛ الإِثْرُ: خُلاصة السَّمْن، و الصَّرْب: اللبن الحامض، یرید أَنهما موجودان عندها كالآصِیَة التی لا تَخْلو منها، و أَراد أَنها مُنَعَّمَة. التهذیب: ابن آصَی طائر شبه الباشَق إلا أَنه أَطول جناحاً و هو الحِدَأُ، و یسمیه أَهل العراق ابن آصَی، و قضی ابنُ سیدة لهذه الترجمة أَنها من معتل الیاء، قال: لأَن اللام یاءً أَكثرُ منها واواً.

أضا؛ ج14، ص: 38

: الأَضَاةُ: الغَدیر. ابن سیدة: الأَضَاةُ الماء المُسْتَنْقِعُ من سیل أَو غیره، و الجمع أَضَوَاتٌ، و أَضاً، مقصور، مثل قَناةٍ و قَناً، و إِضاءٌ، بالكسر و المد، و إضُونَ كما یقال سَنَةٌ و سِنُونَ؛ فأَضاةٌ و أَضاً كحصاةٍ و حَصیً، و أَضَاةٌ و إضَاءٌ كرَحَبَةٍ و رِحاب و رَقَبَةٍ و رِقاب؛ و أَنشد ابن بری فی جمعه علی إضِینَ للطِّرِمَّاح: محافِرُها كأَسْرِیَةِ الإِضِینا و زعم أَبو عبید أَن أَضاً جمع أَضَاةٍ، و إِضَاء جمع أَضاً؛ قال ابن سیدة: و هذا غیر قوی لأَنه إنما یُقْضی علی الشی‌ء أَنه جَمْع جمعٍ إذا لم یوجد من ذلك بدٌّ، فأَما إذا وجدنا منه بدّاً فلا، و نحن نجد الآن مَنْدوحةً من جمع الجمع، فإن نظیر أَضَاة و إِضَاء ما قَدَّمناه من رَقَبة و رِقاب و رَحَبَة و رِحاب فلا ضرورة بنا إلی جمع الجمع، و هذا غیر مصنُوع فیه لأَبی عبید، إنما ذلك لسیبویه و الأَخفش؛ و قول النابغة فی صفة الدروع: عُلِینَ بكِدْیَوْن و أُبْطِنَّ كُرَّةً، فَهُنَّ إضَاءٌ صافِیاتُ الغَلائل أَراد: مثل إضَاء كما قال تعالی: وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ؛ أَراد مثل أُمهاتهم؛ قال: و قد یجوز أَن یرید فهُنَّ وِضَاء أَی حِسانٌ نِقاءٌ، ثم أَبدل الهمزة من الواو كما قالوا إساد فی وساد و إشاح فی وِشاح و إعاء فی وِعاء. قال أَبو الحسن: هذا الذی حكیته من حَمْل أَضَاة علی الواو بدلیل أَضَوات حكایَةُ جمیع أَهل اللغة، و قد حمله سیبویه علی الیاء، قال: و لا وجه له عندی البَتَّة لقولهم أَضَوات و عدم ما یستدل به علی أَنه من الیاء، قال: و الذی أُوَجِّه كلامه علیه أَن تكون أَضَاة فَلْعة من قولهم آضَ یَئِیضُ، علی القلب، لأَن بعض الغَدیر یَرْجِعُ إلی بعض و لا سیما إذا صَفَّقَته الریح، و هذا كما سُمِّیَ رَجْعاً لتراجُعه عند اصطفاق الریاح؛ و قول أَبی النجم: وَرَدْتُه ببازِلٍ نَهَّاضِ، وِرْدَ القَطا مَطائطَ الإِیاضِ إنما قلب أَضاة قبل الجمع، ثم جَمَعَه علی فِعال، و قالوا: أَراد الإِضاء و هو الغُدْران فقَلَب. التهذیب: الأَضاة غَدیر صغیر، و هو مَسِیلُ الماء «3». إلی الغَدیر المتصلُ بالغَدیر، و ثلاث أَضَواتٍ. و یقال: أَضَیَات مثل حَصَیات. قال ابن بری: لام أَضَاة واو، و حكی ابن جنی فی جمعها أَضَوَات، و‌فی الحدیث: أَن جبریل، علیه السلام، أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، عند أَضَاة بنی غِفارٍ؛ الأَضَاة، بوزن الحَصاة: الغَدیر، و جمعها أَضاً و إِضَاء كأَكَم و إكام.

أغی؛ ج14، ص: 38

: جاء منه أَغْیٌ فی قول حَیَّان بن جُلْبة المحاربی: فسارُوا بغَیْثٍ فیه أَغْیٌ فَغُرَّبٌ، فَذُو بَقَرٍ فشَابَةٌ فالذَّرائِحُ
(3). قوله [و هو مسیل الماء إلخ] عبارة التهذیب: و هو مسیل الماء المتصل بالغدیر
لسان العرب، ج‌14، ص: 39
قال أَبو علیّ فی التَّذْكِرة: أَغْیٌ ضرب من النبات؛ قال أَبو زید: و جمعه أَغْیَاء، قال أَبو علیّ: و ذلك غلط إلا أَن یكون مقلوب الفاء إلی موضع اللام.

أفا؛ ج14، ص: 39

: النضر: الأَفَی القِطَعُ من الغَیْم و هی الفِرَق یَجِئْنَ قِطَعاً كما هی؛ قال أَبو منصور: الواحدة أَفَاةٌ، و یقال هَفاة أَیضاً. أَبو زید: الهَفاة و جمعها الهَفا نحوٌ من الرِّهْمة، المَطَرِ الضعیف. العنبری: أَفاً و أَفَاةٌ، النضر: هی الهَفاة و الأَفَاة.

أقا؛ ج14، ص: 39

: الإِقاةُ: شجرة؛ قال؛ و عسی «1». أن یكون له وجه آخر من التصریف لا نعلمه. الأَزهری: الإِقَاء شجرة؛ قال اللیث: و لا أَعرفه. ابن الأَعرابی: قَأَی: إذا أَقرَّ لخصمه بِحَقّ و ذَلَّ، و أَقَی إذا كَرِه الطعامَ و الشراب لِعِلَّة، و الله أَعلم.

أكا؛ ج14، ص: 39

: ابن الأَعرابی: أَكَی إذا اسْتَوثَق من غَرِیمه بالشهود. النهایة: و‌فی الحدیث لا تَشرَبوا إلَّا من ذی إِكَاء؛ الإِكاءُ و الوِكاءُ: شِدادُ السِّقاء.

ألا؛ ج14، ص: 39

: أَلا یَأْلُو أَلْواً و أُلُوّاً و أُلِیّاً و إِلِیّاً و أَلَّی یُؤَلِّی تَأْلِیَةً و أْتَلَی: قَصَّر و أَبطأَ؛ قال: و إنَّ كَنائِنی لَنِساءُ صِدْقٍ، فَما أَلَّی بَنِیَّ و لا أَساؤوا و قال الجعدی: و أَشْمَطَ عُرْیانٍ یُشَدُّ كِتافُه، یُلامُ علی جَهْدِ القِتالِ و ما ائْتَلَی أَبو عمرو: یقال هُو مُؤَلٍّ أی مُقَصِّر؛ قال: مُؤَلّ فی زِیارَتها مُلِیم و یقال للكلب إذا قَصَّر عن صیده: أَلَّی، و كذلك البازِی؛ و قال الراجز: جاءت به مُرَمَّداً ما مُلَّا، ما نِیَّ آلٍ خَمَّ حِینَ أَلَّا قال ابن بری: قال ثعلب فیما حكاه عنه الزجاجی فی أَمالیه سأَلنی بعض أَصحابنا عن هذا البیت فلم أَدْرِ ما أَقول، فصِرْت إلی ابن الأَعرابی ففَسَّره لی فقال: هذا یصف قُرْصاً خَبَزته امرأَته فلم تُنْضِجه، فقال جاءت به مُرَمَّداً أَی مُلَوَّثاً بالرماد، ما مُلَّ أَی لم یُمَلَّ فی الجَمْر و الرماد الحارّ، و قوله: ما نِیَّ، قال: ما زائدة كأَنه قال نِیَّ الآلِ، و الآلُ: وَجْهُه، یعنی وجه القُرْصِ، و قوله: خَمَّ أَی تَغَیَّر، حین أَلَّی أَی أَبطأَ فی النُّضْج؛ و قول طُفَیل: فَنَحْنُ مَنَعْنا یَوْمَ حَرْسٍ نِساءَكم، غَدَاةَ دَعانا عامِرٌ غَیْرَ مُعْتَلِی قال ابن سیدة: إنما أَراد غَیْرَ مُؤْتَلی، فأَبدل العین من الهمزة؛ و قول أَبی سَهْو الهُذلی: القَوْمُ أَعْلَمُ لَو ثَقِفْنا مالِكاً لاصْطافَ نِسْوَتُه، و هنَّ أَوَالِی أَراد: لأَقَمْنَ صَیْفَهُنَّ مُقَصِّرات لا یَجْهَدْنَ كلَّ الجَهْدِ فی الحزن علیه لِیَأْسِهِنَّ عنه. و حكی اللحیانی عن الكسائی: أقْبَل یضربه لا یَأْلُ، مضمومة اللام دون واو، و نظیره ما حكاه سیبویه من قولهم: لا أَدْرِ، و الاسم الأَلِیَّة؛ و منه المثل: إلَّا حَظِیَّه فلا أَلِیَّه؛ أَی إن لم أَحْظَ فلا أَزالُ أَطلب ذلك و أَتَعَمَّلُ له و أُجْهِد نَفْسی فیه، و أَصله فی المرأَة تَصْلَف عند زوجها، تقول: إن أَخْطَأَتْك الحُظْوة فیما تطلب فلا تَأْلُ أَن تَتَودَّدَ إلی الناس لعلك تدرك بعض ما ترید. و ما أَلَوْتُ ذلك أَی ما استطعته.
(1). قوله [شجرة قال و عسی إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 40
و ما أَلَوْتُ أَن أَفعله أَلْواً و و أُلُوّاً أَی ما تركْت. و العرب تقول: أَتانی فلان فی حاجة فما أَلَوْتُ رَدَّه أَی ما استطعت، و أَتانی فی حاجة فأَلَوْت فیها أَی اجتهدت. قال أَبو حاتم: قال الأَصمعی یقال ما أَلَوْت جَهْداً أَی لم أَدَع جَهْداً، قال: و العامة تقول ما آلُوكَ جَهْداً، و هو خطأ. و یقال أَیضاً: ما أَلَوْته أَی لم أَسْتَطِعْه و لم أُطِقْه. ابن الأَعرابی فی قوله عز و جل: لٰا یَأْلُونَكُمْ خَبٰالًا؛ أَی لا یُقَصِّرون فی فسادكم. و‌فی الحدیث: ما من وَالٍ إلَّا و له بِطانَتانِ: بِطانةٌ تأْمره بالمعروف و تَنْهاه عن المُنْكَر، و بِطانةٌ لا تَأْلُوه خَبالًا، أَی لا تُقَصِّر فی إفساد حاله. و‌فی حدیث زواج علی، علیه السلام: قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لفاطمة، علیها السلام: ما یُبْكِیكِ فما أَلَوْتُكِ و نَفْسِی و قد أَصَبْتُ لكِ خَیرَ أَهْلی‌أَی ما قَصَّرْت فی أَمرك و أَمری حیث اخترتُ لكِ عَلِیّاً زوجاً. و فلان لا یَأْلُو خیراً أَی لا یَدَعُه و لا یزال یفعله. و‌فی حدیث الحسن: أُغَیْلِمَةٌ حَیَارَی تَفاقَدُوا ما یَأْلَ لهم «1». أَن یَفْقَهوا.یقال: یَالَ له أَن یفعل كذا یولًا و أَیالَ له إیالةً أَی آنَ له و انْبَغَی. و مثله قولهم: نَوْلُك أَن تفعل كذا و نَوالُكَ أَن تَفْعَله أَی انْبَغَی لك. أَبو الهیثم: الأَلْوُ من الأَضداد، یقال أَلا یَأْلُو إذا فَتَرَ و ضَعُف، و كذلك أَلَّی و أْتَلَی. قال: و أَلا و أَلَّی و تَأَلَّی إذا اجتهد؛ و أَنشد: و نحْنُ جِیاعٌ أَیَّ أَلْوٍ تَأَلَّتِ معناه أَیَّ جَهْدٍ جَهَدَتْ. أَبو عبید عن أَبی عمرو: أَلَّیْتُ أَی أَبْطأْت؛ قال: و سأَلنی القاسم بن مَعْن عن بیت الربیع بن ضَبُع الفَزارِی: و ما أَلَّی بَنِیّ و ما أَساؤوا فقلت: أَبطؤوا، فقال: ما تَدَعُ شیئاً، و هو فَعَّلْت من أَلَوْت أَی أَبْطأْت؛ قال أَبو منصور: هو من الأُلُوِّ و هو التقصیر؛ و أَنشد ابن جنی فی أَلَوْت بمعنی استطعت لأَبی العِیال الهُذَلی: جَهْراء لا تَأْلُو، إذا هی أَظْهَرَتْ بَصَراً، و لا مِنْ عَیْلةٍ تُغْنِینی أَی لا تُطِیق. یقال: هو یَأْلُو هذا الأَمر أَی یُطِیقه و یَقْوَی علیه. و یقال: إنی لا آلُوكَ نُصْحاً أَی لا أَفْتُر و لا أُقَصِّر. الجوهری: فلان لا یَأْلُوك نصْحاً فهو آلٍ، و المرأَة آلِیَةٌ، و جمعها أَوَالٍ. و الأُلْوَة و الأَلْوَة و الإِلْوَة و الأَلِیَّة علی فعِیلة و الأَلِیَّا، كلُّه: الیمین، و الجمع أَلایَا؛ قال الشاعر: قَلِیلُ الأَلایَا حافظٌ لِیَمینِه، و إنْ سَبَقَتْ منه الأَلِیَّةُ بَرَّتِ و رواه ابن خالویه: قلیل الإِلاء، یرید الإِیلاءَ فحذف الیاء، و الفعل آلَی یُؤْلی إیلاءً: حَلَفَ، و تأَلَّی یَتأَلَّی تأَلِّیاً و أْتَلَی یَأْتَلِی ائْتِلاءً. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا یَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ «2»؛ و قال أَبو عبید: لٰا یَأْتَلِ هو من أَلَوْتُ أَی قَصَّرْت؛ و قال الفراء: الائْتِلاءُ الحَلِفُ، و قرأَ بعض أَهل المدینة: و لا یَتَأَلَّ، و هی مخالفة للكتاب من تَأَلَّیْت، و ذلك‌أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، حَلَف أَن لا یُنْفِقَ علی مِسْطَح بن أُثَاثَةَ و قرابته الذین ذكروا عائشة، رضوان الله علیها، فأَنزل الله عز و جل هذه الآیة، و عاد أَبو بكر، رضی الله عنه، إلی الإِنفاق علیهم.و قد تَأَلَّیْتُ و أْتَلَیْت و آلَیْتُ علی الشی‌ء و آلَیْتُه، علی حذف الحرف: أَقْسَمْت. و‌فی الحدیث: مَنْ یَتَأَلَّ علی الله
(1). قوله [ما یأل لهم إلی قوله و أیال له إیالة] كذا فی الأَصل و فی ترجمة یأل من النهایة (2). الآیة
لسان العرب، ج‌14، ص: 41
یُكْذِبْه؛ أَی مَن حَكَم علیه و خَلَف كقولك: و الله لَیُدْخِلَنَّ الله فلاناً النارَ، و یُنْجِحَنَّ اللهُ سَعْیَ فلان. و‌فی الحدیث: وَیْلٌ للمُتَأَلِّینَ من أُمَّتی؛ یعنی الذین یَحْكُمون علی الله و یقولون فلان فی الجنة و فلان فی النار؛ و كذلك قوله‌فی الحدیث الآخر: مَنِ المُتَأَلِّی علی الله.و‌فی حدیث أَنس بن مالك: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، آلَی من نسائه شهراً‌أَی حلف لا یدْخُل علیهن، و إنما عَدَّاهُ بِمِن حملًا علی المعنی، و هو الامتناع من الدخول، و هو یتعدی بمن، و للإِیلاء فی الفقه أَحكام تخصه لا یسمی إیلاءً دونها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: لیس فی الإِصلاح إیلاءٌ‌أَی أَن الإِیلاء إنما یكون فی الضِّرار و الغضب لا فی النفع و الرضا. و‌فی حدیث منكر و نكیر: لا دَرَیْتَ و لا ائْتَلَیْتَ، و المحدّثون یروونه: لا دَرَیْتَ و لا تَلَیْتَ، و الصواب الأَول. ابن سیدة: و قالوا لا دَرَیْتَ و لا ائْتَلَیتَ، علی افْتعَلْتَ، من قولك ما أَلَوْتُ هذا أَی ما استطعته أَی و لا اسْتَطَعْتَ. و یقال: أَلَوْته و أْتَلَیْتُه و أَلَّیْتُه بمعنی استطعته؛ و منه‌الحدیث: مَنْ صامَ الدهر لا صام و لا أَلَّی‌أَی و لا استطاع الصیام، و هو فَعَّلَ منه كأَنه دَعا علیه، و یجوز أَن یكون إخباراً أَی لم یَصُمْ و لم یُقَصِّر، من أَلَوْت إذا قَصَّرت. قال الخطابی: رواه إبراهیم بن فراس و لا آلَ بوزن عالَ، و فسر بمعنی و لا رجَع، قال: و الصوابُ أَلَّی مشدداً و مخففاً. یقال: أَلا الرجلُ و أَلَّی إذا قَصَّر و ترك الجُهْد. و حكی عن ابن الأَعرابی: الأَلْوُ الاستطاعة و التقصیر و الجُهْدُ، و علی هذا یحمل قوله تعالی: وَ لٰا یَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ؛ أَی لا یُقَصِّر فی إئتاء أُولی القربی، و قیل: و لا یحلف لأَن الآیة نزلت فی حلف أَبی بكر أَن لا یُنْفِقَ علی مِسْطَح، و قیل فی‌قوله لا دَرَیْت و لا ائْتَلَیْت: كأَنه قال لا دَرَیْت و لا استطعت أَن تَدْری؛ و أَنشد: فَمَنْ یَبتَغی مَسْعاةَ قَوْمِی فَلْیَرُمْ صُعوداً إلی الجَوْزاء، هل هو مُؤْتَلی قال الفراء: ائْتَلَیْت افتعلت من أَلَوْت أی قَصَّرت. و یقول: لا دَرَیْت و لا قَصَّرت فی الطلب لیكون أَشقی لك؛ و أَنشد «1»: و ما المرْءُ، ما دامت حُشاشَةُ نفسه، بمُدْرِك أَطرافِ الخُطُوب و لا آلِی و بعضهم یقول: و لا أَلَیْت، إتباع لَدَرَیْت، و بعضهم یقول: و لا أَتْلَیْت أَی لا أَتْلَتْ إبلُك. ابن الأَعرابی: الأَلْوُ التقصیر، و الأَلْوُ المنع، و الأَلْوُ الاجتهاد، و الأَلْوُ الاستطاعة، و الأَلْو العَطِیَّة؛ و أَنشد: أَ خالِدُ، لا آلُوكَ إلَّا مُهَنَّداً، و جِلْدَ أَبی عِجْلٍ وَثیقَ القَبائل أَی لا أُعطیك إلا سیفاً و تُرْساً من جِلْدِ ثور، و قیل لأَعرابی و معه بعیر: أَنِخْه، فقال: لا آلُوه. و أَلاه یَأْلُوه أَلْواً: استطاعه؛ قال العَرْجی: خُطُوطاً إلی اللَّذَّات أَجْرَرْتُ مِقْوَدی، كإجْرارِك الحَبْلَ الجَوادَ المُحَلِّلا إذا قادَهُ السُّوَّاسُ لا یَمْلِكُونه، و كانَ الذی یَأْلُونَ قَوْلًا له: هَلا أَی یستطیعون. و قد ذكر فی الأَفعال أَلَوْتُ أَلْواً. و الأَلُوَّةُ: الغَلْوَة و السَّبْقة. و الأَلُوَّة و الأُلُوَّة، بفتح الهمزة و ضمها و التشدید، لغتان: العُودُ الذی یُتَبَخَّر به، فارسی معرَّبٌ، و الجمع أَلاوِیَة،
(1). إمرؤ القیس
لسان العرب، ج‌14، ص: 42
دخلت الهاء للإِشعار بالعجمة؛ أُنشد اللحیانی: بِساقَیْنِ ساقَیْ ذی قِضِین تَحُشُّها [تَحِشُّها بأَعْوادِ رَنْدٍ أَو أَلاوِیَةً شُقْرا «1». ذو قِضین: موضع. و ساقاها جَبَلاها. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلَّم، فی صفة أَهل الجنة: و مَجامِرُهم الأَلُوَّة غیر مُطَرَّاة؛ قال الأَصمعی: هو العُود الذی یُتَبَخَّر به، قال و أُراها كلمة فارسیة عُرِّبت. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَسْتَجمر بالأَلُوَّة غیرَ مُطَرَّاة.قال أَبو منصور: الأَلُوَّة العود، و لیست بعربیة و لا فارسیة، قال: و أُراها هندیة. و حكی فی موضع آخر عن اللحیانی قال: یقال لضرب من العُود أَلُوَّة و أُلُوَّةٌ و لِیَّة و لُوَّة، و یجمع أَلُوَّةٌ أَلاوِیَةً؛ قال حسان: أَ لا دَفَنْتُم رسولَ اللهِ فی سَفَطٍ، من الأَلُوَّة و الكافُورِ، مَنْضُودِ و أَنشد ابن الأَعرابی: فجاءتْ بِكافورٍ و عُود أَلُوَّةٍ شَآمِیَة، تُذْكی علیها المَجامِرُ و‌مَرَّ أَعرابی بالنبی، صلی الله علیه و سلم، و هو یُدْفَن فقال: أَ لا جَعَلْتُم رسولَ اللهِ فی سَفَطٍ، من الأَلُوَّةِ، أَحْوی مُلْبَساً ذَهَبا و شاهد لِیَّة فی قول الراجز: لا یَصْطَلی لَیْلَةَ رِیح صَرْصَرٍ إلَّا بِعُود لِیَّةٍ، أَو مِجْمَر و لا آتیك أَلْوَة أَبی هُبَیْرة؛ أَبو هُبَیْرَة هذا: هو سعد بن زید مَناة بن تمیم، و قال ثعلب: لا آتیك أَلْوَةَ بنَ هُبیرة؛ نَصبَ أَلْوَة نَصْبَ الظروف، و هذا من اتساعهم لأَنهم أَقاموا اسم الرجل مُقام الدَّهر. و الأَلْیَة، بالفتح: العَجِیزة للناس و غیرهم، أَلْیَة الشاة و أَلْیَة الإِنسان و هی أَلْیَة النعجة، مفتوحة الأَلف، و‌فی حدیث: كانوا یَجْتَبُّون أَلَیَاتِ الغَنَم أَحیاءً؛ جمع أَلْیة و هی طَرَف الشاة، و الجَبُّ القطع، و قیل: هو ما رَكِبَ العَجُزَ من اللحم و الشحم، و الجمع أَلَیات و أَلایا؛ الأَخیرة علی غیر قیاس. و حكی اللحیانی: إنَّه لذُو أَلَیاتٍ، كأَنه جعل كل جزء أَلْیةً ثم جمع علی هذا، و لا تقل لِیَّة و لا إلْیة فإنهما خطأٌ. و‌فی الحدیث: لا تقومُ الساعةُ حتی تَضْطرِبَ أَلَیَاتُ نِساء دَوْسٍ علی ذی الخَلَصة؛ ذو الخَلَصَة: بیتٌ كان فیه صَنَمٌ لدَوْسٍ یسمی الخَلَصة، أَراد: لا تقوم الساعة حتی ترجع دَوْسٌ عن الإِسلام فَتَطُوفَ نساؤهم بذی الخَلَصة و تَضْطَرِبَ أَعجازُهُنَّ فی طوافهن كما كُنَّ یفعلن فی الجاهلیة. و كَبْشٌ أَلَیان، بالتحریك، و أَلْیَان و أَلیً و آلٍ و كباشٌ و نِعاجٌ أُلْیٌ مثل عُمْی، قال ابن سیدة: و كِباش أَلْیَانَات، و قالوا فی جمع آلٍ أُلْیٌ، فإما أَن یكون جُمِع علی أَصله الغالب علیه لأَن هذا الضرب یأْتی علی أَفْعَل كأَعْجَز و أَسْته فجمعوا فاعلًا علی فُعْلٍ لیعلم أَن المراد به أَفْعَل، و إمّا أَن یكون جُمِع نفس آلٍ لا یُذْهَب به إلی الدلالة علی آلَی، و لكنه یكون كبازِلٍ و بُزْلٍ و عائذٍ و عُوذٍ. و نعجة أَلْیَانَةٌ و أَلْیا، و كذلك الرجل و المرأَة مِنْ رِجالٍ أُلْیٍ و نساء أُلْیٍ و أَلْیَانَات و أَلاءٍ؛ قال أَبو إسحاق: رجل آلٍ و امرأَة عَجزاء و لا یقال أَلْیاءُ، قال الجوهری: و بعضهم یقوله؛
(1). قوله [أو أَلاوِیَة شقرا] كذا فی الأَصل مضبوطاً بالنصب و رسم ألف بعد شقر و ضم شینها، و كذا فی ترجمة قضی من التهذیب و فی شرح القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 43
قال ابن سیدة: و قد غلط أَبو عبید فی ذلك. قال ابن بری: الذی یقول المرأَة أَلْیَاء هو الیزیدی؛ حكاه عنه أَبو عبید فی نعوت خَلْق الإِنسان. الجوهری: و رجل آلَی أَی عظیم الأَلْیَة. و قد أَلِیَ الرجلُ، بالكسر، یَأْلَی أَلیً. قال أَبو زید: هما أَلْیَانِ للأَلْیَتَیْن فإِذا أَفردت الواحدة قلت أَلْیَة؛ و أَنشد: كأَنَّما عَطِیَّةُ بنُ كَعْبِ ظَعِینةٌ واقِفَةٌ فی رَكْبِ، تَرْتَجُّ أَلْیَاهُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ و كذلك هما خُصْیانِ، الواحدة خُصْیَة. و بائعه أَلَّاء، علی فَعَّال. قال ابن بری: و قد جاء أَلْیَتان؛ قال عنترة: مَتَی ما تَلْقَنی فَرْدَیْنِ تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْیَتَیْك و تُسْتَطارا و اللِّیَّة، بغیر همز، لها مَعنیان؛ قال ابن الأَعرابی: اللِّیَّة قرابة الرجل و خاصته؛ و أَنشد: فَمَنْ یَعْصِبْ بِلِیَّتهِ اغْتِراراً، فإِنَّك قد مَلأْتَ یَداً و شامَا یَعْصِبْ: یَلْوِی مِنْ عصب الشی‌ء، و أَراد بالید الیَمَن؛ یقول: مَنْ أَعْطی أَهل قرابته أَحیاناً خصوصاً فإِنك تعطی أَهل الیَمَن و الشام. و اللِّیَّة أَیضاً: العود الذی یُسْتَجْمَر به و هی الأَلُوَّة. و یقال: لأَی إِذا أَبطأَ، و أَلَا إِذا تَكَبَّر؛ قال الأَزهری: أَلَا إِذا تَكبَّر حرف غریب لم أَسمعه لغیر ابن الأَعرابی، و قال أَیضاً: الأَلِیُّ الرجل الكثیر الأَیْمان. و أَلْیَة الحافر: مُؤخَّره. و أَلْیَة القَدَم: ما وقَع علیه الوَطءُ من البَخَصَة التی تحت الخِنْصَر. و أَلْیَةُ الإِبهام: ضَرَّتُها و هی اللَّحْمة التی فی أَصلها، و الضرَّة التی تقابلها. و‌فی الحدیث: فَتَفَلَ فی عین علیٍّ و مسَحَها بأَلْیَة إِبْهامه؛ أَلْیَة الإِبهام: أَصلُها، و أَصلُ الخِنْصَر الضَّرَّة. و‌فی حدیث البَراء: السُّجود علی أَلْیَتَی الكَفِّ؛ أَراد أَلْیة الإِبهام و ضَرَّة الخِنْصر، فَغَلَّب كالعُمَرَیْن و القَمَرَیْن. و أَلْیَةُ الساقِ: حَماتُها؛ قال ابن سیدة: هذا قول الفارسی. اللیث: أَلْیَة الخِنْصَر اللَّحْمة التی تحتها، و هی أَلْیة الید، و أَلْیَة الكَفِّ هی اللَّحْمة التی فی أَصل الإِبهام، و فیها الضَّرَّة و هی اللَّحْمة التی فی الخِنْصَر إِلی الكُرْسُوع، و الجمع الضَّرائر. و الأَلْیَة: الشحمة. و رجل أَلَّاءٌ: یبیع الأَلْیَة، یعنی الشَّحْم. و الأَلْیَة: المَجاعة؛ عن كراع. التهذیب: فی البَقَرة الوحشیة لآةٌ و أَلاةٌ بوزن لَعاة و عَلاة. ابن الأَعرابی: الإِلْیَة، بكسر الهمزة، القِبَلُ. و جاء‌فی الحدیث: لا یُقام الرجلُ من مَجْلِسه حتی یقوم من إِلْیَة نفسه‌أَی من قِبَل نفسه من غیر أَن یُزْعَج أَو یُقام، و همزتها مكسورة. قال أَبو منصور: و قال غیره قام فلان مِنْ ذِی إِلْیَةٍ أَی من تِلْقاء نفسه. و‌روی عن ابن عمر: أَنه كان یقوم له الرجلُ مِنْ لِیَةِ نفسه، بلا أَلف؛ قال أَبو منصور: كأَنه اسم من وَلِیَ یَلی مثل الشِّیة من وَشَی یَشِی، و من قال إِلْیَة فأَصلها وِلْیة، فقلبت الواو همزة؛ و‌جاء فی روایة: كان یقوم له الرجل من إِلْیَتِه فما یَجْلِس فی مجلسه.و الآلاء: النِّعَمُ واحدها أَلیً، بالفتح، و إِلْیٌ و إِلیً؛ و قال الجوهری: قد تكسر و تكتب بالیاء مثال مِعیً و أَمْعاء؛ و قول الأَعشی: أَبْیض لا یَرْهَبُ الهُزالَ، و لا یَقْطَع رِحْماً، و لا یَخُونُ إِلا قال ابن سیدة: یجوز أَن یكون إِلا هنا واحد آلاء
لسان العرب، ج‌14، ص: 44
اللهِ، و یخُون: یَكْفُر، مُخفَّفاً من الإِلِّ «2». الذی هو العَهْد. و‌فی الحدیث: تَفَكَّروا فی آلاء الله و لا تَتَفَّكروا فی الله.و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: حتی أَوْرَی قَبَساً لقابِسِ آلاء الله؛ قال النابغة: هُمُ الملوكُ و أَبْناءُ المُلُوكِ، لَهُمْ فَضْلٌ علی الناس فی الآلاء و النِّعَم قال ابن الأَنباری: إِلا كان فی الأَصل وِلَا، و أَلا كان فی الأَصل وَلَا. و الأَلاء، بالفتح: شَجَر حَسَنُ المَنْظَر مُرُّ الطَّعْم؛ قال بشر بن أَبی خازم: فإِنَّكُمُ و مَدْحَكُمُ بُجَیراً أَبا لَجَأٍ كما امْتُدِح الأَلاءُ و أرْضٌ مَأْلَأَةٌ كثیرة الأَلاء. و الأَلاء: شجر من شجر الرمل دائم الخضرة أَبداً یؤكل ما دام رَطْباً فإِذا عَسا امْتَنَع و دُبغ به، واحدته أَلاءة؛ حكی ذلك أَبو حنیفة، قال: و یجمع أَیضاً أَلاءَات، و ربما قُصِر الأَلَا؛ قال رؤبة: یَخْضَرُّ ما اخضَرَّ الأَلا و الآسُ قال ابن سیدة: و عندی أَنه إِنما قصر ضرورة. و قد تكون الأَلاءَات جمعاً، حكاه أَبو حنیفة، و قد تقدم فی الهمز. و سِقاءٌ مَأْلِیٌّ و مَأْلُوٌّ: دُبِغ بالأَلاء؛ عنه أَیضاً. و إِلْیَاءُ: مدینة بین المقدس. و إِلِیَّا: اسم رجل. و المِئلاة، بالهمز، علی وزن المِعْلاة «3»: خِرْقَة تُمْسِكها المرأَة عند النَّوح، و الجمع المَآلِی. و‌فی حدیث عمرو بن العاص: إِنی و الله ما تَأَبَّطَتْنی الإِماء و لا حَمَلَتنی البَغایا فی غُبَّرات المَآلِی؛ المَآلِی: جمع مِئْلاة بوزن سِعْلاة، و هی هاهنا خرقة الحائض أَیضاً «4». یقال: آلَتِ المرأَةُ إِیلاءً إِذا اتَّخَذَتْ مِئْلاةً، و میمها زائدة، نَفَی عن نفسه الجَمْع بین سُبَّتَیْن: أَن یكون لِزَنْیةٍ، و أَن یكون محمولًا فی بَقِیة حَیْضَةٍ؛ و قال لبید یصف سحاباً: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فی ذُراه، و أَنْواحاً عَلَیْهِنَّ المَآلِی المُصَفَّحاتُ: السیوفُ، و تَصْفِیحُها: تَعْریضُها، و من رواه … مُصَفِّحات …، بكسر الفاء، فهی النِّساء؛ شَبَّه لَمْعَ البَرْق بتَصْفِیح النساء إِذا صَفَّقْنَ بأَیدیهن.

أما؛ ج14، ص: 44

: الأَمَةُ: المَمْلوكةُ خِلاف الحُرَّة. و فی التهذیب: الأَمَة المرأَة ذات العُبُودة، و قد أَقَرَّت بالأُمُوَّة. تقول العرب فی الدعاء علی الإِنسان: رَماه الله من كل أَمَةٍ بحَجَر؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و أُراهُ «5». مِنْ كل أَمْتٍ بحَجر، و جمع الأَمَة أَمَوَاتٌ و إِمَاءٌ و آمٍ و إِمْوَانٌ و أُمْوَانٌ؛ كلاهما علی طرح الزائد، و نظیره عند سیبویه أَخٌ و إِخْوانٌ: قال الشاعر: أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامی لها و أَبی، إِذا تَرامی بَنُو الإِمْوَانِ بالعار و قال القَتَّالُ الكِلابی: أَما الإِمَاءُ فلا یَدْعُونَنی وَلَداً، إِذا تَرامی بَنُو الإِمْوَانِ بالعار و یروی: … بَنُو الأُمْوَانِ …؛ رواه اللحیانی؛ و قال
(2). قوله [مخففاً من الإل] هكذا فی الأصل، و لعله سقط من الناسخ صدر العبارة و هو: و یجوز أن یكون إلخ أو نحو ذلك (3). قوله [المعلاة] كذا فی الأصل و نسختین من الصحاح بكسر المیم بعدها مهملة و الذی فی مادة علا: المعلاة بفتح المیم، فلعلها محرفة عن المقلاة بالقاف (4). قوله [و هی هاهنا خرقة الحائض أیضاً] عبارة النهایة: و هی هاهنا خرقة الحائض و هی خرقة النائحة أیضاً (5). قوله [قال ابن سیدة و أراه إلخ] یناسبه ما فی مجمع الأمثال: رماه الله من كل أكمة بحجر
لسان العرب، ج‌14، ص: 45
الشاعر فی آم: مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها، فلم یَبْقَ فیها غَیْرُ آمٍ خَوالِفِ و قال السُّلَیْك: یا صاحِبَیَّ، أَلا لا حَیَّ بالوادی إِلا عبیدٌ و آمٍ بین أَذْواد و قال عمرو بن مَعْدیكرب: و كُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَیْلٍ، بَنی آمٍ مَرَنَّ علی السِّفاد و قال آخر: تَرَكْتُ الطیرَ حاجِلَةً علیه، كما تَرْدی إِلی العُرُشاتِ آمِ «1». و أَنشد الأَزهری للكمیت: تَمْشِی بها رُبْدُ النَّعام تَماشِیَ الآمِ الزَّوافِر قال أَبو الهیثم: الآم جمع الأَمَة كالنَّخْلة و النَّخْل و البَقْلَة و البَقْل، قال: و أَصل الأَمَة أَمْوَة، حذفوا لامها لَمَّا كانت من حروف اللین، فلما جمعوها علی مثال نَخْلَة و نَخْل لَزِمَهم أَن یقولوا أَمَة و أَمٌ، فكرهوا أَن یجعلوها علی حرفین، و كرهوا أَن یَرُدُّوا الواو المحذوفة لما كانت آخر الاسم، یستثقلون السكوت علی الواو فقدموا الواو فجعلوها أَلفاً فیما بین الأَلف و المیم. و قال اللیث: تقول ثلاث آمٍ، و هو علی تقدیر أَفْعُل، قال أَبو منصور: لم یَزد اللیث علی هذا، قال: و أُراه ذهب إِلی أَنه كان فی الأَصل ثلاث أَمْوُیٍ، قال: و الذی حكاه لی المنذری أَصح و أَقیس، لأَنی لم أَرَ فی باب القلب حرفین حُوِّلا، و أُراه جمع علی أَفْعُل، علی أَن الأَلف الأُولی من آم أَلف أَفْعُل، و الأَلف الثانیة فاء أَفعل، و حذفوا الواو من آمُوٍ، فانكسرت المیم كما یقال فی جمع جِرْوٍ ثلاثة أَجْرٍ، و هو فی الأَصل ثلاثة أَجْرُوٍ، فلما حذفت الواو جُرَّت الراء، قال: و الذی قاله أَبو الهیثم قول حَسَنٌ، قال: و قال المبرد أَصل أَمَة فَعَلة، متحركة العین، قال: و لیس شی‌ء من الأَسماء علی حرفین إِلَّا و قد سقط منه حرف، یُسْتَدَل علیه بجمعه أَو بتثنیته أَو بفعل إن كان مشتقّاً منه لأَن أَقلَّ الأُصول ثلاثة أَحرف، فأَمَةٌ الذاهب منه واو لقولهم أُمْوَانٌ. قال: و أَمَةٌ فَعَلة متحركة یقال فی جمعها آمٍ، و وزن هذا أَفْعُل كما یقال أَكَمَة و آكُم، و لا یكون فَعْلة علی أَفْعُل، ثم قالوا إِمْوَانٌ كما قالوا إِخْوان. قال ابن سیدة: و حمل سیبویه أَمَة علی أَنها فَعَلة لقولهم فی تكسیرها آمٍ كقولهم أَكَمة و آكُم قال ابن جنی: القول فیه عندی أَن حركة العین قد عاقَبَتْ فی بعض المواضع تاء التأْنیث، و ذلك فی الأَدواء نحو رَمِثَ رَمَثاً و حَبِطَ حَبَطاً، فإِذا أَلحقوا التاء أَسكنوا العین فقالوا حَقِلَ حَقْلَةً و مَغِلَ مَغْلَةً، فقد تری إِلی مُعاقبة حركة العین تاءَ التأْنیث، و من ثم قولهم جَفْنَة و جَفَنات و قَصْعَة و قَصَعَات، لَمَّا حذفوا التاء حَرَّكوا العین، فلما تعاقبت التاءُ و حركة العین جَرَتا فی ذلك مَجْری الضِّدین المتعاقبین، فلما اجتمعا فی فَعَلة تَرافَعا أَحكامَهما، فأَسقطت التاءُ حُكْمَ الحركة و أَسقطت الحركةُ حكمَ التاء، و آل الأَمر بالمثال إِلی أَن صارَ كأَنه فَعْلٌ، و فَعْلٌ بابٌ تكسیره أَفْعُل. قال الجوهری: أَصل أَمَة أَمَوَة، بالتحریك، لأَنه یُجْمع علی آمٍ، و هو أَفْعُل مثل أَیْنُق. قال:
(1). قوله [العرشات] هكذا فی الأصل و شرح القاموس بالمعجمة بعد الراء، و لعله بالمهملة جمع عرس طعام الولیمة كما فی القاموس. و تردی: تحجل، من ردت الجاریة رفعت إحدی رجلیها و مشت علی الأُخری تلعب
لسان العرب، ج‌14، ص: 46
و لا یجمع فَعْلة بالتسكین علی ذلك. التهذیب: قال ابن كیسان یقال جاءَتْنی أَمَةُ الله، فإِذا ثنَّیت قلت جاءَتنی أَمَتَا الله، و فی الجمع علی التكسیر جاءَنی إِماءُ الله و أُمْوَانُ الله و أَمَوَاتُ الله، و یجوز أَمَاتُ الله علی النقص. و یقال: هُنَّ آمٌ لزید، و رأَیت آمِیاً لزید، و مرَرْت بآمٍ لزید، فإِذا كَثُرت فهی الإِمَاء و الإِمْوَان و الأُمْوَان. و یقال: اسْتَأْمِ أَمَةً غیر أَمَتِك، بتسكین الهمزة، أَی اتَّخِذ، و تَأَمَّیْتُ أَمةً. ابن سیدة: و تَأَمَّی أَمَةً اتَّخَذها، و أَمَّاها جعلَها أَمَة. و أَمَتِ المرأَةُ و أَمِیَتْ و أَمُوَتْ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، أُمُوَّة: صارت أَمَةً. و قال مُرَّة: ما كانت أَمَةً و لقد أَمُوَت أُمُوَّة. و ما كُنْتِ أَمَةً و لقد تَأَمَّیْتِ و أَمِیتِ أُمُوَّة. الجوهری: و تَأَمَّیتُ أَمَةً أَی اتَّخَذت أَمَة؛ قال رؤبة: یَرْضَوْن بالتَّعْبِیدِ و التَّآمِی و لقد أَمَوْتِ أُمُوَّة. قال ابن بری: و تقول هو یَأْتَمِی بزید أَی یَأْتَمُّ به؛ قال الشاعر: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَیَتَّقی، و أَمّا بفِعْل الصَّالحِینَ فَیَأْتَمِی و النسبة إِلیها أَمَوِیٌّ، بالفتح، و تصغیرها أُمَیَّة. و بَنو أُمَیَّة: بطن من قریش، و النسبة إِلیهم أُمَوِیٌّ، بالضم، و ربما فَتَحوا. قال ابن سیدة: و النسب إِلیه أُمَوِیٌّ علی القیاس، و علی غیر القیاس أَمَوِیٌّ. و حكی سیبویه: أُمَیِّیٌّ علی الأَصل، أَجروه مُجْری نُمَیْریّ و عُقَیْلّی، و لیس أُمَیِّیٌّ بأَكثر فی كلامهم، إِنما یقولها بعضهم. قال الجوهری: و منهم من یقول فی النسبة إلیهم أُمَیِّیٌّ، یجمع بین أَربع یاءَات، قال: و هو فی الأَصل اسم رجل، و هما أُمَیَّتانِ: الأَكبر و الأَصغر، ابنا عَبْدِ شمس بن عبد منافٍ، أَولاد عَلَّةٍ؛ فمِنْ أُمَیَّة الكُبْری أَبو سفیان بن حرب و العَنابِسُ و الأَعْیاصُ، و أُمَیَّة الصُّغْری هم ثلاثة إِخوة لأُم اسمها عَبْلَة، یقال هم العَبَلات، بالتحریك. و أَنشد الجوهری هذا البیت للأَحْوَص «1». و أَفرد عجزه: أَیْما إِلی جنة أَیما إِلی نار قال: و قد تكسر. قال ابن بری: و صوابه إِیما، بالكسر، لأَن الأَصل إِما، فأَما أَیْما فالأَصل فیه أَمّا، و ذلك فی مثل قولك أَمّا زید فمنطلق، بخلاف إِمّا التی فی العطف فإِنها مكسورة لا غیر. و بنو أَمَة: بطن من بنی نصر بن معاویة. قال: و أَمَا، بالفتح، كلمة معناها الاستفتاح بمنزلة أَلا، و معناهما حقّاً، و لذلك أَجاز سیبویه أَمَا إِنَّه منطلق و أَمَا أنه، فالكسر علی أَلا إِنَّه، و الفتح حقّاً أَنَّه. و حكی بعضهم: هَمَا و الله لقد كان كذا أَی أَما و الله، فالهاء بدل من الهمزة. و أَمَّا أَمَا التی للاستفهام فمركبة من ما النافیة و أَلف الاستفهام. الأَزهری: قال اللیث أَمَا استفهام جحود كقولك أَ مَا تستحی من الله، قال: و تكون أَمَا تأْكیداً للكلام و الیمین كقولك أَمَا إِنَّه لرجلٌ كریم، و فی الیمین كقولك: أَمَا و الله لئن سهرت لك لیلة لأَدَعَنَّكَ نادماً، أَمَا لو علمت بمكانك لأُزعجنك منه. و قال الفراء فی قوله عز و جل: مِمّٰا خَطِیئٰاتِهِمْ، قال: العرب تجعل ما صِلَةً فیما ینوی به الجزاء كأَنه من خطیئاتهم ما أغرقوا، قال: و كذلك رأَیتها فی مصحف عبد الله و تأْخیرها دلیل علی مذهب الجزاء، و مثلها فی مصحفه:
(1). قوله [و أنشد الجوهری هذا البیت للأحوص] الذی فی التكملة: أن البیت لیس للأحوص بل لسعد بن قرط بن سیار الجذامی یهجو أمه
لسان العرب، ج‌14، ص: 47
أَیَّ الأَجَلَیْنِ ما قَضَیْتُ؛ أَ لا تری أَنك تقول حَیْثُما تكن أَكن و مهْما تَقُلْ أَقُلْ؟ قال الفراء: قال الكسائی فی باب أَمَّا و إِمَّا: إذا كنت آمراً أَو ناهیاً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة، و إِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو مُخَیِّراً أَو مختاراً فهی إِمَّا، بكسر الأَلف؛ قال: و تقول من ذلك فی الأَول أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه و أَمَّا الخمر فلا تشرَبْها و أَمَّا زید فقد خرج، قال: و تقول فی النوع الثانی إِذا كنت مشترطاً إِمَّا تَشْتُمَنَّ فإِنه یَحْلُم عنك، و تقول فی الشك: لا أَدری من قام إِمَّا زید و إِمَّا عمرو، و تقول فی التخییر: تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه و إِمَّا النحو، و تقول فی المختار: لی دار بالكوفة فأَنا خارج إِلیها، فإِمَّا أَن أَسكنها، و إِمَّا أن أَبیعها؛ قال الفراء: و من العرب من یجعل إِمَّا بمعنی أَمّا الشرطیة؛ قال: و أَنشدنی الكسائی لصاحب هذه اللغة إِلَّا أَنه أبدل إِحدی المیمین یاء: یا لَیْتَما أُمَّنا شالت نَعامتُها، إِیما إلی جنة إِیما إِلی نار قال الجوهری: و قولهم إِیما و أَیْما یریدون أَمّا، فیبدلون من إِحدی المیمین یاء. و قال المبرد: إِذا أَتیت بإِمّا و أَمَّا فافتحها مع الأَسماء و اكسرها مع الأَفعال؛ و أَنشد: إِمَّا أَقَمْتَ و أَمّا أَنت ذا سفر، فاللهُ یَحْفَظُ ما تأْتی و ما تَذَرُ كسرت إِمّا أَقمتَ مع الفعل، و فتحت و أَمّا أَنت لأَنها وَلِیَت الاسم؛ و قال: أَبا خُراشة أَمَّا أَنتَ ذا نَفَرٍ المعنی: إِذا كنت ذا نَفَر؛ قال: قاله ابن كَیْسان. قال: و قال الزجاج إِمّا التی للتخییر شبهت بأَن التی ضمت إِلیها ما مثل قوله عز و جل: إِمّٰا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمّٰا أَنْ تَتَّخِذَ فِیهِمْ حُسْناً؛ كتبت بالأَلف لما وصفنا، و كذلك أَلا كتبت بالأَلف لأَنها لو كانت بالیاء لأَشبهت إِلی، قال: قال البصریون أَمَّا هی أَن المفتوحة ضمت إِلیها ما عوضاً من الفعل، و هو بمنزلة إِذ، المعنی إِذ كنت قائماً فإِنی قائم معك؛ و ینشدون: أَبا خراشة أَمَّا كنت ذا نفر قالوا: فإِن ولی هذه الفعل كسرت فقیل إِمَّا انطلقتَ انطلقتُ معك؛ و أَنشد: إِمَّا أَقمت و أَمَّا أَنت مرتحلا فكسر الأُولی و فتح الثانیة، فإِن ولی هذه المكسورة فعل مستقبل أَحدثت فیه النون فقلت إِمَّا تذهبنَّ فإِنی معك، فإِن حذفت النون جزمت فقلت إِمَّا یأْكلْك الذئب فلا أَبكیك. و قال الفراء فی قوله عز و جل: إِنّٰا هَدَیْنٰاهُ السَّبِیلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً، قال: إِمَّا هاهنا جزاء أَی إِن شكر و إِن كفر. قال: و تكون علی إِما التی فی قوله عز و جل: إِمّٰا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّٰا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ، فكأَنه قال خلقناه شقیّاً أَو سعیداً. الجوهری: و إِمَّا، بالكسر و التشدید، حرف عطف بمنزلة أَو فی جمیع أَحوالها إِلا فی وجه واحد، و هو أَنك تبتدئ بأَو متیقناً ثم یدركك الشك، و إِمَّا تبتدئ بها شاكّاً و لا بد من تكریرها. تقول: جاءنی إِمَّا زید و إِمَّا عمرو؛ و قول حسان بن ثابت: إِمَّا تَرَیْ رأْسی تَغَیَّر لونُه شَمَطاً فأَصْبَح كالثَّغام المُمْحِل «2». یرید: إِنْ تَرَیْ رأْسی، و ما زائدة؛ قال: و لیس من إِمّا التی تقتضی التكریر فی شی‌ء و ذلك فی المجازاة
(2). قوله [الممحل] كذا فی الأصل، و الذی فی الصحاح: كالثغام المخلس، و لم یعز البیت لأحد
لسان العرب، ج‌14، ص: 48
تقول: إِمَّا تأْتنی أُكرمْك. قال عز من قائل: فَإِمّٰا تَرَیِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً. و قولهم: أَمَّا، بالفتح، فهو لافتتاح الكلام و لا بد من الفاء فی جوابه تقول: أَمَّا عبد الله فقائم، قال: و إِنما احتیج إِلی الفاء فی جوابه لأَن فیه تأویل الجزاء كأَنك قلت مهما یكن من شی‌ء فعبد الله قائم. قال: و أَمَا، مخفف، تحقیق للكلام الذی یتلوه، تقول: أَمَا إِنَّ زیداً عاقل، یعنی أَنه عاقل علی الحقیقة لا علی المجاز. و تقول: أَمَا و الله قد ضرب زید عمراً. الجوهری: أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمُو أُمَاءً أَی صاحت، و كذلك ماءت تَمُوءُ مُواء.

أنی؛ ج14، ص: 48

أها؛ ج14، ص: 51

: أَها: حكایة صوتِ الضَّحِك؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَهَا أَهَا عند زادِ القَوْمِ ضِحْكَتُهم، و أَنتُمُ كُشُفٌ، عند الوغَی، خُورُ

أوا؛ ج14، ص: 51

: أَوَیْتُ مَنْزلی و إِلی منزلی أُوِیّاً و إِوِیّاً و أَوَّیْتُ و تأَوَّیْتُ و أْتَوَیْتُ، كله: عُدْتُ؛ قال لبید: بصَبُوحِ صافِیةٍ وجَدْتُ كرِینَةً بِمُوَتَّرٍ تَأْتَی له إِبْهامُها إِنما أَراد تَأْتَوِی له أَی تفتعل من أَوَیْتُ إِلیه أَی عُدْتُ، إِلا أَنه قلب الواو أَلفاً و حذفت الیاء التی هی لام الفعل؛ و قول أَبی كبیر: و عُراضةُ السِّیَتَیْنِ تُوبِعَ بَرْیُها، تَأْوِی طَوائفُها لعَجسٍ عَبْهَرِ استعارَ الأُوِیّ للقِسِیّ، و إِنما ذلك للحیوان. و أَوَیْتُ الرجل إِلیَّ و آوَیْتُه، فأَما أَبو عبید فقال أَوَیْته و آوَیْتُه، و أَوَیْتُ إِلی فلان، مقصورٌ لا غیر. الأَزهری: تقول العرب أَوَی فلانٌ إِلی منزله یَأْوِی أُوِیّاً، علی فُعول، و إِواءً؛ و منه قوله تعالی: قٰالَ سَآوِی إِلیٰ جَبَلٍ یَعْصِمُنِی مِنَ الْمٰاءِ. و آوَیْتُه أَنا إِیوَاءً، هذا الكلام الجید. قال: و من العرب من یقول أَوَیْتُ فلاناً إِذا أَنزلته بك. و أَویْتُ الإِبل: بمعنی آوَیْتُها. أَبو عبید: یقال أَوَیْتُه، بالقصر، علی فَعَلْته، و آوَیْتُه، بالمد، علی أَفْعَلْته بمعنی واحد، و أَنكر أَبو الهیثم أَن تقول أَوَیْتُ، بقصر الأَلف، بمعنی آوَیْتُ، قال: و یقال أَوَیْتُ فلاناً بمعنی أَوَیْتُ إِلیه. قال أَبو منصور: و لم یعرف أَبو الهیثم، رحمه الله، هذه اللغة، قال: و هی صحیحة، قال: و سمعت أَعرابیّاً فصیحاً من بنی نُمَیر كان استُرْعِیَ إِبلًا جُرْباً، فلما أَراحَها مَلَثَ الظَّلامِ نَحَّاها عن مَأْوَی الإِبلِ الصِّحاحِ و نادَی عریفَ الحیّ فقال: أَلا أَیْنَ آوِی هذه الإِبلَ المُوَقَّسَة؟ و لم یقل أُووِی. و‌فی حدیث البَیْعة أَنه قال للأَنصار: أُبایعكم علی أَن تُؤْوُونی و تنصرونی‌أَی تضمونی إِلیكم و تَحُوطونی بینكم. یقال: أَوَی و آوَی بمعنی واحد، و المقصور منهما لازم و متعدّ؛ و منه‌قوله: لا قَطْع فی ثَمَرٍ حتی یَأْوِیَهُ الجَرِینُ‌أَی یَضُمه البَیْدَرُ و یجمعه. و‌روی الرواةُ عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا یَأْوِی الضالةَ إِلا ضالٌّ؛ قال الأَزهری: هكذا رواه فصحاء المحدّثین بالیاء، قال: و هو عندی صحیح لا ارتیاب فیه كما رواه أَبو عبید عن أَصحابه؛ قال ابن الأَثیر: هذا كله من أَوَی یَأْوی. یقال: أَوَیْتُ إِلی المنزل و أَوَیْتُ غیری و آوَیْتُه، و أَنكر بعضهم المقصور المتعدّی، و قال الأَزهری: هی لغة فصیحة؛ و من المقصور اللازم‌الحدیثُ الآخر: أَما أَحدُهم فأَوَی إِلی الله‌أَی رجع إِلیه، و من الممدود‌حدیثُ الدعاء: الحمد لله الذی كفانا و آوَانا؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 52
أَی ردَّنا إِلی مأْویً لنا و لم یجعلنا منتشرین كالبهائم، و المَأْوَی: المنزلُ: و قال الأَزهری: سمعت الفصیحَ من بنی كلاب یقول لمأْوَی الإِبلِ مَأْوَاة، بالهاء. الجوهری: مَأْوِی الإِبل، بكسر الواو، لغة فی مَأْوَی الإِبل خاصة، و هو شاذ، و قد ذكر فی مأْقی العین. و قال الفراء: ذكر لی أَنَّ بعض العرب یسمی مأْوَی الإِبل مَأْوِی، بكسر الواو، قال: و هو نادر، لم یجئ فی ذوات الیاء و الواو مَفْعِلٌ، بكسر العین، إِلا حرفین: مَأْقی العین، و مَأْوِی الإِبل، و هما نادران، و اللغة العالیة فیهما مَأْوَی و مُوق و ماقٌ، و یُجْمَع الآوی مثل العاوی أُوِیّاً بوزن عُوِیّاً؛ و منه قول العجاج: فَخَفَّ و الجَنادِلُ الثُّوِیُّ، كما یُدانی الحِدَأُ الأُوِیُّ شبه الأَثافی و اجتماعَها بحدإِ انضمت بعضها إلی بعض. و قوله عز و جل: عِنْدَهٰا جَنَّةُ الْمَأْویٰ؛ جاء فی التفسیر: أَنها جنة تصیر إِلیها أَرواح الشهداء. و أَوَّیْتُ الرجلَ كآوَیْته؛ قال الهذلی: قد حالَ دونَ دَریسَیْهِ مُؤَوِّیةٌ مِسْعٌ، لها بِعضاهِ الأَرضِ تَهْزیزُ قال ابن سیدة: هكذا رواه یعقوب، و الصحیح مؤوِّبةٌ، و قد روی یعقوب مؤوّبة أَیضاً ثم قال: إِنها روایة أُخری. و المَأْوَی و المَأْوَاة: المكانُ، و هو المَأْوِی. قال الجوهری: المَأْوَی كل مكان یأْوی إِلیه شی‌ء لیلًا أَو نهاراً. و جَنَّةُ الْمَأْویٰ: قیل جَنَّةُ المَبیت. و تَأَوَّت الطیر تَأَوِّیاً: تَجَمَّعَتْ بعضُها إِلی بعض، فهی مُتَأَوِّیَة و مُتَأَوِّیاتٌ. قال أَبو منصور: و یجوز تَآوَتْ بوزن تَعاوَتْ علی تَفاعَلَتْ. قال الجوهری: و هُنَّ أُوِیٌّ جمع آوٍ مثل باكٍ و بُكِیٍّ، و استعمله الحرثُ بن حِلِّزة فی غیر الطیر فقال: فتَأَوَّتْ له قَراضِبةٌ من كلِّ حَیٍّ، كأَنَّهم أَلْقاءُ و طیر أُوِیٌّ: مُتَأَوِّیاتٌ كأَنه علی حذف الزائد. قال أَبو منصور: و قرأْت فی نوادر الأَعراب تَأَوَّی الجُرْحُ و أَوَی و تَآوَی و آوَی إِذا تقارب للبرء. التهذیب: و روی ابن شمیل عن العرب أَوَّیتُ بالخیل تَأْوِیَةً إِذا دعوتها آوُوه لتَریعَ إِلی صَوْتِك؛ و منه قول الشاعر: فی حاضِر لَجِبٍ قاسٍ صَواهِلُهُ، یقال للخیل فی أَسْلافِه: آوُو قال أَبو منصور: و هو معروف من دعاء العرب خیلها، قال: و كنت فی البادیة مع غلام عربی یوماً من الأَیام فی خیل نُنَدِّیها علی الماء، و هی مُهَجِّرة تَرُودُ فی جَناب الحِلَّة، فهبت ریح ذات إِعْصار و جَفَلَتِ الخیلُ و ركبت رؤوسَها، فنادی رجل من بنی مُضَرّس الغلام الذی كان معی و قال له: أَلا و أَهِبْ بها ثم أَوِّ بها تَرِعْ إِلی صوتك، فرفع الغلام صوته و قال: هابْ هابْ، ثم قال: آوْ فراعَتِ الخیلُ إِلی صوته؛ و من هذا قول عدی بن الرِّقاع یصف الخیل: هُنَّ عُجْمٌ، و قد عَلِمْنَ من القَوْلِ: هَبی و اقْدُمی و آوُو و قومی و یقال للخیل: هَبی و هابی و اقْدُمی و اقْدمی، كلها لغات، و ربما قیل لها من بعید: آیْ، بمدة طویلة. یقال: أَوَّیْتُ بها فتأَوَّتْ تَأَوِّیاً إِذا انضم بعضُها إِلی بعض كما یَتَأَوَّی الناسُ؛ و أَنشد بیت ابن حلِّزة:
لسان العرب، ج‌14، ص: 53
فتَأَوَّتْ له قراضبة من كل حیٍّ، كأَنهم أَلقاءُ و إِذا أَمرتَ من أَوَی یَأْوِی قلت: ائْوِ إِلی فلان أَی انضمَّ إِلیه، و أَوِّ لفلان أَی ارْحمه، و الافتعالُ منهما ائْتَوَی یَأْتَوِی. و أَوَی إِلیه أَوْیَةً و أَیَّةً و مَأْوِیَةً و مَأْوَاةً: رَقَّ و رَثی له؛ قال زهیر: بانَ الخَلِیطُ و لم یَأْوُوا لمنْ تَرَكُوا «2». و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان یُخَوِّی فی سجوده حتی كنا نَأْوِی له؛ قال أَبو منصور: معنی‌قوله كنا نَأْوِی له‌بمنزلة قولك كنا نَرْثی له و نُشْفِقُ علیه من شدَّة إِقلاله بَطْنَه عن الأَرض و مَدِّه ضَبُعَیْه عن جَنْبَیه. و‌فی حدیث آخر: كان یصلی حتی كنتُ آوِی له‌أَی أَرِقُّ له و أَرثی. و‌فی حدیث المغیرة: لا تَأْوِی من قلَّة‌أَی لا تَرْحَمُ زوجها و لا تَرِقُّ له عند الإِعدام؛ و قوله: أَرانی، و لا كُفْرانَ لله، أَیَّةً لنَفْسِی، لقد طالَبْتُ غیرَ مُنِیلِ فإِنه أَراد أَوَیْتُ لنفسی أَیَّةً أَی رحمتها و رَقَقْتُ لها؛ و هو اعتراض و قولُه: و لا كفران لله، و قال غیره: لا كفران لله، قال أَی غیر مُقْلَق من الفَزَع، أَراد لا أَكفر لله أَیَّةً لنفسی، نصبه لأَنه مفعول له. قال الجوهری: أَوَیْت لفلان أَوْیَةً و أَیَّةً، تقلب الواو یاء لسكون ما قبلها و تدغم؛ قال ابن بری: صوابه لاجتماعها مع الیاء و سبقها بالسكون. و اسْتَأْوَیْتُه أَی اسْتَرحمته استِیواءً؛ قال ذو الرمة: علی أَمْرِ من لم یُشْوِنی ضُرُّ أَمْرِه، و لو أَنِّیَ اسْتَأْوَیْتُه ما أَوَی لیا و أَما‌حدیث وهب: إِن الله عز و جل قال إِنی أَوَیْتُ علی نفسی أَن أَذْكُرَ من ذكرنی، قال ابن الأَثیر: قال القتیبی هذا غلط إِلا أَن یكون من المقلوب، و الصحیح وَأَیْتُ علی نفسی من الوَأْی الوَعْدِ، یقول: جعلته وَعْداً علی نفسی. و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة‌حدیث الرؤیا: فاسْتَأَی لها؛ قال: بوزن اسْتَقی، و‌رُوی: فاسْتاء لها، بوزن اسْتاق، قال: و كلاهما من المَساءَة أَی ساءَتْه، و هو مذكور فی ترجمة سوأَ؛ و قال بعضهم: هو اسْتالَها بوزن اخْتارَها فجعل اللام من الأَصل، أَخذه من التأْویل أَی طَلَبَ تأْویلَها، قال: و الصحیح الأَول. أَبو عمرو: الأُوَّة الداهیة، بضم الهمزة و تشدید الواو. قال: و یقال ما هی إِلا أُوَّةٌ من الأُوَوِ یا فتی أَی داهیةٌ من الدواهی؛ قال: و هذا من أَغرب ما جاء عنهم حتی جعلوا الواو كالحرف الصحیح فی موضع الإِعراب فقالوا الأُوَوُ، بالواو الصحیحة، قال: و القیاس فی ذلك الأُوَی مثال قُوّة و قُویً، و لكن حكی هذا الحرف محفوظاً عن العرب. قال المازنی: آوَّةٌ من الفعل فاعلةٌ، قال: و أَصله آوِوَةٌ فأُدغمت الواو فی الواو و شُدّت، و قال أَبو حاتم: هو من الفعل فَعْلةٌ بمعنی أَوَّة، زیدت هذه الأَلف كما قالوا ضَربَ حاقَّ رأْسه، فزادوا هذه الأَلف؛ و لیس آوَّه بمنزلة قول الشاعر: تأَوَّه آهةَ الرجلِ الحَزینِ لأَن الهاء فی آوَّه زائدة و فی تأَوَّه أَصلیة، أَ لا تری أَنهم یقولون آوّتا، فیقلبون الهاء تاء؟ قال أَبو حاتم: و قوم من الأَعراب یقولون آوُوه، بوزن عاوُوه، و هو من الفعل فاعُولٌ، و الهاء فیه أَصلیة. ابن سیدة: أَوَّ لَهُ كقولك أَوْلی له، و یقال له أَوِّ من كذا، علی معنی التحزن، علی مثال قَوِّ، و هو من مضاعف الواو؛ قال:
(2). عجزالبیت: و زودوك اشتیاقاً أیة سلكوا
لسان العرب، ج‌14، ص: 54
فأَوِّ لِذِكراها، إِذا ما ذَكَرْتُها، و من بُعْدِ أَرضٍ دُونَنا و سماء قال الفراء: أَنشدنیه ابن الجراح: فأَوْه مِن الذِّكْرَی إِذا ما ذكرتُها قال: و یجوز فی الكلام من قال أَوْهِ، مقصوراً، أَن یقول فی یَتَفَعَّل یَتأَوَّی و لا یقولها بالهاء. و قال أَبو طالب: قول العامة آوَّهْ، ممدود، خطأٌ إِنما هو أَوَّهْ من كذا و أَوْهِ منه، بقصر الأَلف. الأَزهری: إِذا قال الرجل أَوَّهْ من كذا رَدّ علیه الآخرُ علیك أَوْهَتُك، و قیل: أَوَّه فعلة، هاؤها للتأْنیث لأَنهم یقولون سمعت أَوَّتَك فیجعلونها تاء؛ و كذلك قال اللیث أَوَّهْ بمنزلة فعلة أَوَّةً لك. و قال أَبو زید: یقال أَوْهِ علی زید، كسروا الهاء و بینوها. و قالوا: أَوَّتا علیك، بالتاء، و هو التهلف علی الشی‌ء، عزیزاً كان أَو هیناً. قال النحویون: إِذا جعلت أَوّاً اسماً ثقلتَ واوها فقلت أَوٌّ حَسَنَةٌ، و تقول دَعِ الأَوَّ جانباً، تقول ذلك لمن یستعمل فی كلامه افْعَلْ كذا أَو كذا، و كذلك تثقل لَوّاً إِذا جعلته اسماً؛ و قال أَبو زُبَیْدٍ: إِنَّ لَیْتاً و إِنَّ لَوّاً عَناءُ و قول العرب: أَوِّ من كذا، بواو ثقیلة، هو بمعنی تَشَكِّی مشقَّةٍ أَو همٍّ أَو حزن. و أَوْ: حرف عطف. و أَو: تكون للشك و التخییر، و تكون اختیاراً. قال الجوهری: أَو حرف إِذا دخل الخبر دلَّ علی الشك و الإِبهام، و إِذا دخل الأَمر و النهی دل علی التخییر و الإِباحة، فأَما الشك فقولك: رأَیت زیداً أَو عمراً، و الإِبهام كقوله تعالی: وَ إِنّٰا أَوْ إِیّٰاكُمْ لَعَلیٰ هُدیً أَوْ فِی ضَلٰالٍ مُبِینٍ؛ و التخییر كقولك: كل السمك أَو اشرب اللبن أَی لا تجمع بینهما، و الإِباحة كقولك: جالس الحسن أَو ابن سیرین، و قد تكون بمعنی إِلی أَن، تقول: لأَضربنه أَو یتوبَ، و تكون بمعنی بل فی توسع الكلام؛ قال ذو الرمة: بَدَتْ مثل قَرْنِ الشمسِ فی رَوْنَقِ الضُّحَی و صُورَتِها، أَو أَنتِ فی العَینِ أَمْلَحُ یرید: بل أَنت. و قوله تعالی: وَ أَرْسَلْنٰاهُ إِلیٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ؛ قال ثعلب: قال الفراء بل یزیدون، قال: كذلك جاء فی التفسیر مع صحته فی العربیة، و قیل: معناه إِلیٰ مِائَةِ أَلْفٍ عند الناس أَوْ یَزِیدُونَ عند الناس، و قیل: أَوْ یَزِیدُونَ عندكم فیجعل معناها للمخاطبین أَی هم أَصحاب شارَةٍ و زِیٍّ و جمال رائع، فإِذا رآهم الناس قالوا هؤلاء مائتا أَلف. و قال أَبو العباس المبرد: إِلیٰ مِائَةِ أَلْفٍ فهم فَرْضُه الذی علیه أَن یؤَدّیه؛ و قوله أَوْ یَزِیدُونَ، یقول: فإِن زادوا بالأَولاد قبل أَن یُسْلموا فادْعُ الأَولاد أَیضاً فیكون دعاؤك للأَولاد نافلة لك لا یكون فرضاً؛ قال ابن بری: أَو فی قوله أَوْ یَزِیدُونَ للإِبهام، علی حدّ قول الشاعر: و هَلْ أَنا إِلَّا من ربیعةَ أَو مُضَرْ و قیل: معناه و أَرسلناه إِلی جمع لو رأَیتموهم لقلتم هم مائة أَلف أَو یزیدون، فهذا الشك إِنما دخل الكلام علی حكایة قول المخلوقین لأَن الخالق جل جلاله لا یعترضه الشك فی شی‌ء من خبره، و هذا أَلطف مما یُقَدَّرُ فیه. و قال أَبو زید فی قوله أَوْ یَزِیدُونَ: إِنما هی و یزیدون، و كذلك قال فی قوله تعالی: أَ صَلٰاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مٰا یَعْبُدُ آبٰاؤُنٰا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِی أَمْوٰالِنٰا مٰا نَشٰؤُا؛ قال: تقدیره و أَن نفعل. قال أَبو منصور: و أَما قول الله تعالی فی آیة الطهارة: وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضیٰ أَوْ عَلیٰ سَفَرٍ أَوْ جٰاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغٰائِطِ أَوْ لٰامَسْتُمُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 55
النِّسٰاءَ* «1» أَما الأَول فی قوله: أَوْ عَلیٰ سَفَرٍ*، فهو تخییر، و أَما قوله: أَوْ جٰاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغٰائِطِ*، فهو بمعنی الواو التی تسمی حالًا؛ المعنی: و جاء أَحد منكم من الغائط أَی فی هذه الحالة، و لا یجوز أَن یكون تخییراً، و أَما قوله: أَوْ لٰامَسْتُمُ النِّسٰاءَ*، فهی معطوفة علی ما قبلها بمعناها؛ و أَما قول الله عز و جل: وَ لٰا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً؛ فإِن الزجاج قال: أَو هاهنا أَوكد من الواو، لأَن الواو إِذا قلتَ لا تطع زیداً و عمراً فأَطاع أَحدهما كان غیر عاص، لأَنه أَمره أَن لا یطیع الاثنین، فإِذا قال: وَ لٰا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً، فأَوْ قد دلت علی أَنّ كل واحد منهما أَهل أَن یُعْصَی. و تكون بمعنی حتی، تقول: لأَضربنك أَو تقومَ، و بمعنی إِلَّا أَنْ، تقول: لأَضربنَّك أَو تَسْبقَنی أَی إِلا أَن تسبقنی. و قال الفراء: أَو إِذا كانت بمعنی حتی فهو كما تقول لا أَزالُ ملازمك أَو تعطینی «2». و إِلا أَن تعطینی؛ و منه قوله عز و جل: لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ‌ءٌ أَوْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ أَوْ یُعَذِّبَهُمْ؛ معناه حتی یتوب علیهم و إِلا أَن یتوب علیهم؛ و منه قول إمرئ القیس: یُحاوِلُ مُلْكاً أَو یَموتَ فیُعْذَرا معناه: إِلا أَن یموت. قال: و أَما الشك فهو كقولك خرج زید أَو عمرو، و تكون بمعنی الواو؛ قال الكسائی وحده: و تكون شرطاً؛ أَنشد أَبو زید فیمن جعلها بمعنی الواو: و قَدْ زَعَمَتْ لیلی بأَنِّیَ فاجِرٌ؛ لِنَفْسِی تُقاها أَو عَلیها فُجُورُها معناه: و علیها فجورها؛ و أَنشد الفراء: إِنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا، خُوَیْرِبانِ یَنقُفَان الْهامَا «3». و قال محمد بن یزید: أَو من حروف العطف و لها ثلاثة معان: تكون لأَحد أَمرین عند شك المتكلم أَو قصده أَحدهما، و ذلك كقولك أَتیت زیداً أَو عمراً، و جاءنی رجل أَو امرأَة، فهذا شك، و أَما إِذا قصد أَحدهما فكقولك كُلِ السمَكَ أَو اشربِ اللبنَ أَی لا تجمعهما و لكن اخْتَر أَیَّهما شئت، و أَعطنی دیناراً أَو اكْسُنی ثوباً، و تكون بمعنی الإِباحة كقولك: ائْتِ المسجد أَو السوق أَی قد أَذنت لك فی هذا الضرب من الناس «4»، فإِن نهیته عن هذا قلت: لا تجالس زیداً أَو عمراً أَی لا تجالس هذا الضرب من الناس، و علی هذا قوله تعالی: وَ لٰا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً؛ أَی لا تطع أَحداً منهما، فافهمه. و قال الفراء فی قوله عز و جل: أَ وَ لَمْ یَرَوْا*، أَ وَ لَمْ تَأْتِهِمْ؛ إِنها واو مفردة دخلت علیها أَلف الاستفهام كما دخلت علی الفاء و ثم و لا. و قال أَبو زید: یقال إِنه لفلان أَو ما تنحد‌فرطه و لآتِینك أَو ما تنحد‌فرطه «5». أَی لآتینك حقّاً، و هو توكید. و ابنُ آوَی: معرفةٌ، دُوَیبَّةٌ، و لا یُفْصَلُ آوَی من ابن. الجوهری: ابن آوَی یسمی بالفارسیة شغال، و الجمع بناتُ آوَی، و آوَی لا ینصرف لأَنه أَفعل و هو معرفة. التهذیب: الواوا صیاح العِلَّوْض، و هو ابن آوی، إِذا جاع. قال اللیث: ابن آوَی لا یصرف علی حال و یحمل علی أَفْعَلَ مثل أَفْعَی و نحوها، و یقال فی جمعه بنات آوَی، كما یقال بناتُ
(1). الآیة (2). لعل هنا سقطاً من الناسخ، و أصله: معناه حتی تعطینی و إلا إلخ (3). قوله [خویربان] هكذا بالأصل هنا مرفوعاً بالألف كالتكملة و أنشده فی غیر موضع كالصحاح خویربین بالیاء و هو المشهور (4). قوله [ائت المسجد أو السوق أی قد أذنت لك فی هذا الضرب من الناس] هكذا فی الأصل (5). قوله [أو ما تنحد‌فرطه إلخ] كذا بالأصل بدون نقط
لسان العرب، ج‌14، ص: 56
نَعْش و بناتُ أَوْبَرَ، و كذلك یقال بناتُ لَبُون فی جمع ابن لبون ذَكَرٍ. و قال أَبو الهیثم: إِنما قیل فی الجمع بنات لتأْنیث الجماعة كما یقال للفرس إِنه من بنات أَعْوَجَ، و الجمل إِنه من بنات داعِرٍ، و لذلك قالوا رأَیت جمالًا یَتَهادَرْنَ و بنات لبون یَتَوَقَّصْنَ و بناتِ آوَی یَعْوینَ كما یقال للنساء، و إِن كانت هذه الأَشیاء ذكوراً.

أیا؛ ج14، ص: 56

: أَیّ: حرف استفهام عما یعقل و ما لا یعقل، و قوله: و أَسماء، ما أَسْماءُ لیلةَ أَدْلَجَتْ إِلیَّ، و أَصْحابی بأَیَّ و أَیْنَما فإِنه جعل أَیّ اسماً للجهة، فلما اجتمع فیه التعریف و التأْنیث منعه الصرف، و أَما أَینما فهو مذكور فی موضعه؛ و قال الفرزدق: تَنَظَّرْتُ نَصْراً و السِّماكَیْنِ أَیْهُما عَلیَّ من الغَیْثِ اسْتَهَلَّتْ مواطِرُهْ إِنما أَراد أَیُّهما، فاضطر فحذف كما حذف الآخر فی قوله: بَكی، بعَیْنَیك، واكفُ القَطْرِ ابنَ الحَواری العالیَ الذِّكْرِ إِنما أَراد: ابن الحواریّ، فحذف الأَخیرة من یاءی النسب اضطراراً. و قالوا: لأَضربن أَیُّهم أَفضلُ؛ أَیُّ مبنیة عند سیبویه، فلذلك لم یعمل فیها الفعلُ، قال سیبویه: و سأَلت الخلیل عن أَیِّی و أَیُّك كان شرّاً فأَخزاه الله فقال: هذا كقولك أَخزی الله الكاذبَ منی و منك، إِنما یرید منَّا فإِنما أَراد أَیُّنا كان شَرّاً، إِلا أَنهما لم یشتركا فی أَیٍّ، و لكنهما أَخْلَصاهُ لكل واحد منهما؛ التهذیب: قال سیبویه سأَلت الخلیل عن قوله: فأَیِّی ما و أَیُّكَ كان شَرّاً، فسِیقَ إِلی المقامَةِ لا یَراها فقال: هذا بمنزلة قول الرجل الكاذبُ منی و منك فعل الله به؛ و قال غیره: إِنما یرید أَنك شرٌّ و لكنه دعا علیه بلفظ هو أَحسن من التصریح كما قال الله تعالی: وَ إِنّٰا أَوْ إِیّٰاكُمْ لَعَلیٰ هُدیً أَوْ فِی ضَلٰالٍ مُبِینٍ؛ و أَنشد المُفَضَّلُ: لقد عَلِم الأَقوامُ أَیِّی و أَیُّكُمْ بَنی عامِرٍ، أَوْفی وَفاءً و أَظْلَمُ معناه: علموا أَنی أَوْفی وَفاءً و أَنتم أَظلم، قال: و قوله فأَیی ما و أَیك، أَیّ موضع رفع لأَنه اسم مكان، و أَیك نسق علیه، و شرّاً خبرها، قال: و قوله: فسیق إِلی المقامة لا یراها أَی عَمِیَ، دعاء علیه. و‌فی حدیث أَبی ذر أَنه قال لفلان: أَشهد أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال إِنی أَو إِیاك فرعونُ هذه الأُمة؛ یرید أَنك فرعونُ هذه الأُمة، و لكنه أَلقاه إِلیه تعریضاً لا تصریحاً، و هذا كما تقول أَحدُنا كاذبٌ و أَنت تعلم أَنك صادق و لكنك تُعَرِّضُ به. أَبو زید: صَحِبه الله أَیَّا مّا تَوَجَّهَ؛ یرید أَینما توجه. التهذیب: روی عن أَحمد بن یحیی و المبرّد قالا: لأَیّ ثلاثة أُصول: تكون استفهاماً، و تكون تعجباً، و تكون شرطاً؛ و أَنشد: أَیّاً فَعَلْتَ، فإِننی لك كاشِحٌ، و علی انْتِقاصِك فی الحَیاةِ و أَزْدَدِ قالا جزَمَ قوله: و أَزْدَد علی النسق علی موضع الفاء التی فی فإِننی، كأَنه قال: أَیّاً تفعلْ أُبْغِضْكَ و أَزْدَدْ؛ قالا: و هو مثل معنی قراءة من قرأَ: فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ، فتقدیر الكلام إِن تؤخرنی أَصَّدَّق و أَكن، قالا: و إِذا كانت أَیٌّ استفهاماً لم یعمل فیها
لسان العرب، ج‌14، ص: 57
الفعل الذی قبلها، و إِنما یرفعها أَو ینصبها ما بعدها. قال الله عز و جل: لِنَعْلَمَ أَیُّ الْحِزْبَیْنِ أَحْصیٰ لِمٰا لَبِثُوا أَمَداً؛ قال المبرد: فأَیٌّ رفع، و أَحصی رفع بخبر الابتداء. و قال ثعلب: أَیٌّ رافعهُ أَحصی، و قالا: عمل الفعل فی المعنی لا فی اللفظ كأَنه قال لنعلم أَیّاً من أَیٍّ، و لنَعْلم أَحَدَ هذین، قالا: و أَما المنصوبة بما بعدها فقوله: وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ؛ نصب أَیّاً ب یَنْقَلِبُونَ. و قال الفراء: أَیٌّ إِذا أَوْقَعْتَ الفعل المتقدّم علیها خرجت من معنی الاستفهام، و ذلك إِن أَردته جائز، یقولون لأَضْربنَّ أَیُّهم یقول ذلك، لأَن الضرب علی اسم یأْتی بعد ذلك استفهام، و ذلك أَن الضرب لا یقع اننین «1». قال: و قول الله عز و جل: ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِیعَةٍ أَیُّهُمْ أَشَدُّ عَلَی الرَّحْمٰنِ عِتِیًّا؛ من نصب أَیّاً أَوقع علیها النَّزْعَ و لیس باستفهام كأَنه قال لنستخرجن العاتی الذی هو أَشدّ، ثم فسر الفراء وجه الرفع و علیه القراء علی ما قدمناه من قول ثعلب و المبرد. و قال الفراء: و أَیّ إِذا كانت جزاء فهی علی مذهب الذی قال و إِذا كان أَیّ تعجباً لم یجاز بها لأَن التعجب لا یجازی به، و هو كقولك أَیُّ رجل زیدٌ و أَیُّ جاریةٍ زینبُ، قال: و العرب تقول أَیّ و أَیّانِ و أَیُّونَ، إِذا أَفردوا أَیّاً ثَنَّوْها و جمعوها و أَنثوها فقالوا أَیّة و أَیَّتَان و أَیّاتٌ، و إِذا أَضافوها إِلی ظاهرٍ أَفردوها و ذكَّروها فقالوا أَیّ الرجلین و أَیّ المرأَتین و أَیّ الرجال و أَیّ النساء، و إِذا أَضافوا إلی المَكْنِیّ المؤنث ذكَّروا و أَنَّثوا فقالوا أَیُّهما و أَیَّتهما للمرأَتین، و فی التنزیل العزیز: أَیًّا مٰا تَدْعُوا؛ و قال زهیر فی لغة من أَنَّث: و زَوَّدُوك اشْتیاقاً أَیَّةً سَلَكوا أَراد: أَیَّةَ وُجْهةٍ سلكوا، فأَنثها حین لم یضفها، قال: و لو قلت أَیّاً سلكوا بمعنی أَیَّ وَجْه سلكوا كان جائزاً. و یقول لك قائل: رأَیتُ ظَبْیاً، فتجیبه: أَیّاً، و یقول: رأَیت ظبیین، فتقول: أَیَّین، و یقول: رأَیت ظِباءً، فتقول: أَیَّات، و یقول: رأَیت ظبیة، فتقول: أَیَّةً. قال: و إِذا سأَلت الرجل عن قبیلته قلت المَیِّیُّ، و إِذا سأَلته عن كورته قلت الأَیِّیُّ، و تقول مَیِّیٌّ أَنت و أَیِّیٌّ أَنت، بیاءین شدیدتین. و حكی الفراء عن العرب فی لُغَیَّة لهم: أَیُّهم ما أَدرك یركب علی أَیّهم یرید. و قال اللیث: أَیَّانَ هی بمنزلة متی، قال: و یُخْتَلَف فی نونها فیقال أَصلیة، و یقال زائدة. و قال الفراء: أَصل أَیَّانَ أَیَّ أَوانٍ، فخففوا الیاء من أَیّ و تركوا همزة أَوان، فالتقت یاء ساكنة بعدها واو، فأُدغمت الواو فی الیاء؛ حكاه عن الكسائی، قال: و أَما قولهم فی النداء أَیُّها الرجل و أَیَّتُها المرأَة و أَیُّها الناس فإِن الزجاج قال: أَیُّ اسم مبهم مبنی علی الضم من أَیها الرجل لأَنه منادی مفرد، و الرجل صفة لأَیّ لازمة، تقول یا أَیها الرجل أَقبل، و لا یجوز یا الرجل، لأَن یا تنبیه بمنزلة التعریف فی الرجل فلا یجمع بین یا و بین الأَلف و اللام فتصل إِلی الأَلف و اللام بأَیّ، و‌ها لازمة لأَیّ للتنبیه، و هی عوض من الإِضافة فی أَیّ، لأَن أَصل أَیّ أَن تكون مضافة إِلی الاستفهام و الخبر، و المُنادی فی الحقیقة الرجلُ، و أَیّ وُصْلَة إِلیه، و قال الكوفیون: إِذا قلت یا أَیُّها الرجل، فیا نداء، و أَیّ اسم منادی، و‌ها تنبیه، و الرجل صفة، قالوا و وُصِلَتْ أَیّ بالتنبیه فصارا اسماً تامّاً لأَن أَیًّا و ما و من و الذی أَسماء ناقصة لا تتم إِلا بالصلات، و یقال الرجل تفسیر لمن نودی. و قال أَبو عمرو: سأَلت المبرّد عن أَیْ مفتوحة
(1). قوله [لأَن الضرب إلخ] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 58
ساكنة ما یكون بعدها فقال: یكون الذی بعدها بدلًا، و یكون مستأْنفاً و یكون منصوباً؛ قال: و سأَلت أَحمد بن یحیی فقال: یكون ما بعدها مُتَرْجِماً، و یكون نصباً بفعل مضمر، تقول: جاءنی أَخوك أَی زید و رأَیت أَخاك أَی زیداً و مررت بأَخیك أَی زید. و یقال: جاءنی أَخوك فیجوز فیه أَیْ زیدٌ و أَیْ زیداً، و مررت بأَخیك فیجوز فیه أَی زیدٍ أَی زیداً أَی زیدٌ. و یقال: رأَیت أَخاك أَی زیداً، و یجوز أَی زیدٌ. و قال اللیث: إِیْ یمینٌ، قال الله عز و جل: قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ؛ و المعنی إِی و الله؛ قال الزجاج: قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ، المعنی نعم و ربی، قال: و هذا هو القول الصحیح، و قد تكرر فی الحدیث إِی و اللهِ و هی بمعنی نعم، إِلا أَنها تختص بالمجی‌ء مع القسم إِیجاباً لما سبقه من الاستعلام. قال سیبویه: و قالوا كَأَیِّنْ رجلًا قد رأَیت، زعم ذلك یونس، و كأَیِّنْ قد أَتانی رجلًا، إِلا أَن أَكثر العرب إِنما یتكلمون مع مِنْ، قال: وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ*، قال: و معنی كَأَیِّنْ* رُبَّ، و قال: و إِن حذفت مِنْ فهو عربی؛ و قال الخلیل: إِن جَرَّها أَحدٌ من العرب فعسی أَن یجرّها بإِضمار مِنْ، كما جاز ذلك فی كَمْ، قال: و قال الخلیل كَأَیِّنْ عملت فیما بعدها كعمل أَفضلهم فی رجل فصار أَیّ بمنزلة التنوین، كما كان هم من قولهم أَفضلهم بمنزلة التنوین، قال: و إِنما تجی‌ء الكاف للتشبیه فتصیر هی و ما بعدها بمنزلة شی‌ء واحد، و كَائِنْ بزنة كاعِنْ مغیر من قولهم كأَیِّنْ. قال ابن جنی: إِن سأَل سائل فقال ما تقول فی كائِنْ هذه و كیف حالها و هل هی مركبة أَو بسیطة؟ فالجواب إِنها مركبة، قال: و الذی عَلَّقْتُه عن أَبی علی أَن أَصلها كأَیِّنْ كقوله تعالی: وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ*؛ ثم إِن العرب تصرفت فی هذه الكلمة لكثرة استعمالها إِیاها، فقدمت الیاء المشددة و أَخرت الهمزة كما فعلت ذلك فی عِدّة مواضع نحو قِسِیّ و أَشْیاء فی قول الخلیل، و شاكٍ و لاثٍ و نحوهما فی قول الجماعة، و جاءٍ و بابه فی قول الخلیل أَیضاً و غیر ذلك، فصار التقدیر فیما بَعْدُ كَیِّئٌ، ثم إِنهم حذفوا الیاء التانیة تخفیفاً كما حذفوها فی نحو مَیِّت و هَیِّن و لَیِّن فقالوا مَیْت و هَیْن و لَیْن، فصار التقدیر كَیْئٌ، ثم إِنهم قلبوا الیاء أَلفاً لانفتاح ما قبلها كما قلبوا فی طائیّ و حارِیٍّ و آیةٍ فی قول الخلیل أَیضاً، فصارت كَائِنْ. و فی كَأَیِّنْ لغات: یقال كأَیِّنْ و كَائِنْ و كَأْیٌ، بوزن رَمیٍ، و كإٍ بوزن عَمٍ؛ حكی ذلك أَحمد بن یحیی، فمن قال كأَیِّنْ فهی أَیٌّ دخلت علیها الكاف، و من قال كَائِنْ فقد بیَّنَّا أَمره، و من قال كَأْیٌ بوزن رَمْی فأَشبه ما فیه أَنه لما أَصاره التغییر علی ما ذكرنا إِلی كَیْ‌ءٍ قدّم الهمزة و أَخر الیاء و لم یقلب الیاءَ أَلفاً، و حَسَّنَ ذلك ضَعْف هذه الكلمة و ما اعْتَوَرَها من الحذف و التغییر، و من قال كَإٍ بوزن عَمٍ فإنه حذف الیاء من كَیْ‌ءٍ تخفیفاً أَیضاً، فإِن قلت: إِن هذا إِجحاب بالكلمة لأَنه حذف بعد حذف فلیس ذلك بأَكثر من مصیرهم بأَیْمُن الله إِلی مُنُ اللهِ و مِ الله، فإِذا كثر استعمال الحذف حسن فیه ما لا یحسن فی غیره من التغییر و الحذف. و قوله عز و جل: وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ*؛ فالكاف زائدة كزیادتها فی كذا و كذا، و إِذا كانت زائدة فلیست متعلقة بفعل و لا بمعنی فعل. و تكون أَیٌّ جزاء، و تكون بمعنی الذی، و الأُنثی من كل ذلك أَیَّة، و ربما قیل أَیُّهن منطلقةٌ، یرید أَیَّتهن؛ و أَیّ: استفهام فیه معنی التعجب فیكون حینئذ صفة للنكرة و حالًا للمعرفة نحو ما أَنشده
لسان العرب، ج‌14، ص: 59
سیبویه للراعی: فأَوْمَأْتُ إِیمَاءً خَفیّاً لحَبْتَرٍ، و لله عَیْنا حبتر أَیَّما فَتی أَی أَیَّما فَتیً هو، یتعجب من اكتفائه و شدة غَنائه. و أَیّ: اسم صیغ لیتوصل به إِلی نداء ما دخلته الأَلف و اللام كقولك یا أَیُّها الرجل و یا أَیُّها الرجلان و یا أَیُّها الرجال، و یا أَیَّتها المرأَة و یا أَیَّتها المرأَتان و یا أَیَّتها النسوة و یا أَیُّها المرأَة و یا أَیُّها المرأَتان و یا أَیُّها النسوة. و أَما قوله عز و جل: یٰا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لٰا یَحْطِمَنَّكُمْ سُلَیْمٰانُ وَ جُنُودُهُ؛ فقد یكون علی قولك یا أَیها المرأَة و یا أَیها النسوة، و أَما ثعلب فقال: إِنما خاطب النمل بیا أَیها لأَنه جعلهم كالناس فقال یٰا أَیُّهَا النَّمْلُ كما تقول للناس یا أَیها الناس، و لم یقل ادخلی لأَنها كالناس فی المخاطبة، و أَما قوله: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا*، فیا أَیُّ نداء مفرد مبهم و الذین فی موضع رفع صفة لأَیها، هذا مذهب الخلیل و سیبویه، و أَما مذهب الأَخفش فالذین صلة لأَیّ، و موضع الذین رفع بإِضمار الذكر العائد علی أَیّ، كأَنه علی مذهب الأَخفش بمنزلة قولك یا من الذین أَی یا من هم الذین و‌ها لازمة لأَیّ عوضاً مما حذف منها للإِضافة و زیادةً فی التنبیه، و أَجاز المازنی نصب صفة أَیّ فی قولك یا أَیها الرجلَ أَقبل، و هذا غیر معروف، و أَیّ فی غیر النداء لا یكون فیها ها، و یحذف معها الذكر العائد علیها، تقول: اضرب أَیُّهم أَفضل و أَیَّهم أَفضل، ترید اضرب أَیَّهم هو أَفضلُ. الجوهریّ: أَیٌّ اسم معرب یستفهم بها و یُجازَی بها فیمن یعقل و ما لا یعقل، تقول أَیُّهم أَخوك، و أَیُّهم یكْرمنی أُكْرِمْه، و هو معرفة للإِضافة، و قد تترك الإِضافة و فیه معناها، و قد تكون بمنزلة الذی فتحتاج إِلی صلة، تقول أَیُّهم فی الدار أَخوك؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: إِذا ما أَتیتَ بنی مالكٍ، فَسَلِّمْ علی أَیُّهم أَفضلُ قال: و یقال لا یَعْرِفُ أَیّاً من أَیٍّ إِذا كان أَحمق؛ و أَما قول الشاعر: إِذا ما قیلَ أَیُّهمُ لأَیٍّ، تَشابَهَتِ العِبِدَّی و الصَّمِیمُ فتقدیره: إِذا قیل أَیُّهم لأَیٍّ یَنْتَسِبُ، فحذف الفعل لفهم المعنی، و قد یكون نعتاً، تقول: مررت برجل أَیِّ رجلٍ و أَیِّما رجلٍ، و مررت بامرأَة أَیَّةِ امرأَة و بامرأَتین أَیَّتِما امرأَتین، و هذه امرأَةٌ أَیَّةُ امرأَةٍ و أَیَّتُما امرأَتین، و ما زائدة. و تقول: هذا زید أَیَّما رجل، فتنصب أَیّاً علی الحال، و هذه أَمةُ الله أَیَّتَما جاریةٍ. و تقول: أَیُّ امرأَة جاءتك و جاءك، و أَیَّةُ امرأَةٍ جاءتك، و مررت بجاریة أَیِّ جاریةٍ، و جئتك بمُلاءةٍ أَیِّ مُلاءَةٍ و أَیَّةِ مُلاءَةٍ، كل جائز. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ. و أَیٌّ: قد یتعجب بها؛ قال جمیل: بُثَیْنَ، الْزَمِی لا، إِنَّ لا، إِنْ لَزِمْتِهِ علی كَثْرَةِ الواشِینَ، أَیُّ مَعُونِ قال الفراء: أَیٌّ یعمل فیه ما بعده و لا یعمل فیه ما قبله. و فی التنزیل العزیز: لِنَعْلَمَ أَیُّ الْحِزْبَیْنِ أَحْصیٰ؛ فرفع، و فیه أَیضاً: وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ؛ فنصبه بما بعده؛ و أَما قول الشاعر: تَصِیحُ بنا حَنِیفَةُ، إِذْ رأَتْنا، و أَیَّ الأَرْضِ تَذْهَبُ للصِّیاحِ فإِنما نصبه لنزع الخافض، یرید إلی أَیِّ الأَرض. قال الكسائی: تقول لأَضْرِبَنّ أَیُّهم فی الدار، و لا یجوز أَن تقول ضربت أَیُّهم فی الدار، ففرق بین الواقع و المُنْتَظَرِ، قال: و إِذا نادَیت اسماً فیه الأَلف
لسان العرب، ج‌14، ص: 60
و اللام أَدخلت بینه و بین حرف النداء أَیُّها، فتقول یا أَیها الرجل و یا أَیتها المرأَة، فأَیّ اسم مبهم مفرد معرفة بالنداء مبنی علی الضم، و‌ها حرف تنبیه، و هی عوض مما كانت أَیّ تضاف إِلیه، و ترفع الرجل لأَنه صفة أَیّ. قال ابن بری عند قول الجوهری و إِذا نادیت اسماً فیه الأَلف و اللام أَدخلت بینه و بین حرف النداء أَیها، قال: أَیُّ وُصْلة إِلی نداء ما فیه الأَلف و اللام فی قولك یا أَیها الرجل، كما كانت إِیَّا وُصْلَة المضمر فی إیاه و إیاك فی قول من جعل إیَّا اسماً ظاهراً مضافاً، علی نحو ما سمع من قول بعض العرب: إِذا بلغ الرجل الستین فإِیَّاه و إِیَّا الشَّوابِّ؛ قال: و علیه قول أَبی عُیَیْنَة: فَدَعنی و إِیَّا خالدٍ، لأُقَطِّعَنَّ عُرَی نِیاطِهْ و قال أَیضاً: فَدَعنی و إِیَّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ، سَیَحْمِلُه شِعْرِی علی الأَشْقَرِ الأَغَرّ و‌فی حدیث كعب بن مالك: فَتَخَلَّفْنا أَیَّتُها الثلاثة؛ یرید تَخَلُّفَهم عن غزوة تَبُوكَ و تأَخُّر توبتهم. قال: و هذه اللفظة تقال فی الاختصاص و تختص بالمُخْبر عن نفسه و المُخاطَب، تقول أَما أَنا فأَفعل كذا أَیُّها الرجلُ، یعنی نفسه، فمعنی قول كعب أَیَّتُها الثلاثة أَی المخصوصین بالتخلف. و قد یحكی بأَیٍّ النكراتُ ما یَعْقِلُ و ما لا یعقل، و یستفهم بها، و إِذا استفهمت بها عن نكرة أَعربتها بإِعراب الاسم الذی هو اسْتِثبات عنه، فإِذا قیل لك: مرَّ بی رجل، قلتَ أَیٌّ یا فتی؟ تعربها فی الوصل و تشیر إِلی الإِعراب فی الوقف، فإِن قال: رأَیت رجلًا، قلت: أَیّاً یا فتی؟ تعرب و تنوّن إِذا وصلت و تقف علی الأَلف فتقول أَیَّا، و إِذا قال: مررت برجل، قلتَ: أَیٍّ یا فتی؟ تعرب و تنوّن، تحكی كلامه فی الرفع و النصب و الجر فی حال الوصل و الوقف؛ قال ابن بری: صوابه فی الوصل فقط، فأَما فی الوقف فإِنه یوقف علیه فی الرفع و الجر بالسكون لا غیر، و إِنما یتبعه فی الوصل و الوقف إِذا ثناه و جمعه، و تقول فی التثنیة و الجمع و التأْنیث كما قیل فی من، إِذا قال: جاءنی رجال، قلتَ: أَیُّونْ، ساكنة النون، و أَیِّینْ فی النصب و الجر، و أَیَّهْ للمؤنث؛ قال ابن بری: صوابه أَیُّونَ بفتح النون، و أَیِّینَ بفتح النون أَیضاً، و لا یجوز سكون النون إِلا فی الوقف خاصة، و إِنما یجوز ذلك فی مَنْ خاصة، تقول مَنُونْ و مَنِینْ، بالإِسكان لا غیر. قال: فإِن وصلت قلتَ أَیَّة یا هذا و أَیَّات یا هذا، نوَّنتَ، فإِن كان الاستثباتُ عن معرفة رفعتَ أَیّاً لا غیر علی كل حال، و لا یحكی فی المعرفة لیس فی أَیٍّ مع المعرفة إِلا الرفع، و قد یدخل علی أَیّ الكاف فتنقل إِلی تكثیر العدد بمعنی كم فی الخبر و یكتب تنوینه نوناً، و فیه لغتان: كَائِنْ مثل كاعِنْ، و كَأَیِّنْ مثل كعَیِّنْ، تقول: كَأَیِّنْ رجلًا لقیت، تنصب ما بعد كأَیِّنْ علی التمییز، و تقول أَیضاً: كَأَیِّنْ من رجل لقیت، و إِدخال من بعد كأَیِّنْ أَكثر من النصب بها و أَجود، و بكأَیِّنْ تبیع هذا الثوب؟ أَی بكم تبیع؛ قال ذو الرمة: و كَائِنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ و رامِحٍ، بِلادُ الوَرَی لَیْسَتْ له بِبلادِ قال ابن بری: أَورد الجوهری هذا شاهداً علی كَائِنْ بمعنی كَمْ، و حكی عن ابن جنی قال لا تستعمل الوَرَی إِلا فی النفی، قال: و إِنما حسن لذی الرمة استعماله فی الواجب حیث كان منفیّاً فی المعنی لأَن ضمیره منفی، فكأَنه قال: لیست له بلاد الوری ببلاد.
لسان العرب، ج‌14، ص: 61
و أَیَا: من حروف النداء یُنادَی بها القریب و البعید، تقول أَیَا زیدُ أَقْبِل. و أَیْ، مثال كَیْ: حرفٌ یُنادَی بها القریب دون البعید، تقول أَیْ زیدُ أَقبل، و هی أَیضاً كلمة تتقدم التفسیر، تقول أَیْ كذا بمعنی یرید كذا، كما أَن إِی بالكسر كلمة تتقدم القسم، معناها بلی، تقول إِی و ربی و إِی و الله. غیره أَیَا حرف نداء، و تبدل الهاء من الهمزة فیقال: هَیَا؛ قال: فانْصَرَفَتْ، و هی حَصانٌ مُغْضَبَهْ، و رَفَعَتْ بصوتِها: هَیَا أَبَهْ قال ابن السكیت: یرید أَیَا أَبَهْ، ثم أَبدل الهمزة هاء، قال: و هذا صحیح لأَن أَیَا فی النداء أَكثر من هَیَا، قال: و من خفیفه أَیْ معناه العبارةُ، و یكون حرف نداء. و إِیْ: بمعنی نعم و توصل بالیمین، فیقال إِی و الله، و تبدل منها هاء فیقال هِی. و الآیَةُ: العَلامَةُ، وزنها فَعَلَةٌ فی قول الخلیل، و ذهب غیره إِلی أَن أَصلها أَیَّةٌ فَعْلَةٌ فقلبت الیاء أَلفاً لانفتاح ما قبلها، و هذا قلب شاذ كما قلبوها فی حارِیّ و طائِیٍّ إِلا أَن ذلك قلیل غیر مقیس علیه، و الجمع آیَاتٌ و آیٌ، و آیاءٌ جمعُ الجمع نادرٌ؛ قال: لم یُبْقِ هذا الدَّهْر، من آیَائِه، غیرَ أَثافِیهِ و أَرْمِدائِه و أَصل آیَة أَوَیَةٌ، بفتح الواو، و موضع العین واو، و النسبة إِلیه أَوَوِیّ، و قیل: أَصلها فاعلة فذهبت منها اللام أَو العین تخفیفاً، و لو جاءت تامة لكانت آیِیَةً. و قوله عز و جل: سَنُرِیهِمْ آیٰاتِنٰا فِی الْآفٰاقِ؛ قال الزجاج: معناه نریهم الآیَات التی تدل علی التوحید فی الآفاق أَی آثارَ مَنْ مَضَی قبلهم من خلق الله، عز و جل، فی كل البلاد و فی أَنفسهم من أَنهم كانوا نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عظاماً كسیت لحماً، ثم نقلوا إِلی التمییز و العقل، و ذلك كله دلیل علی أَن الذی فعله واحد لیس كمثله شی‌ء، تبارك و تقدس. و تَأَیَّا الشی‌ءَ: تَعَمَّد آیَتَهُ أَی شَخْصَه. و آیَة الرجل: شَخْصُه. ابن السكیت و غیره: یقال تآیَیْتُه، علی تَفاعَلْتُه، و تَأَیَّیْتُه إِذا تعمدت آیَته أَی شخصه و قصدته؛ قال الشاعر: الحُصْنُ أَدْنَی، لو تَأَیَّیْتِهِ، من حَثْیِكِ التُّرْبَ علی الراكبِ یروی بالمد و القصر؛ قال ابن بری: هذا البیت لامرأَة تخاطب ابنتها و قد قالت لها: یا أُمَّتی، أَبْصَرَنی راكبٌ یَسیرُ فی مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِ ما زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ فی وَجْهِه عَمْداً، و أَحْمِی حَوزةَ الغائِبِ فقالت لها أُمها: الحُصْنُ أَدنی، لو تَأَیَّیْته، من حَثْیِك الترب علی الراكبِ قال: و شاهد تَآیَیْتُه قول لَقیط بن مَعْمَر الإِیادیّ: أَبْناء قوم تَآیَوْكُمْ علی حَنَقٍ، لا یَشْعُرونَ أَ ضرَّ اللهُ أَم نَفَعَا و قال لبید: فَتَآیَا، بطَرِیرٍ مُرْهَفٍ، حُفْرَةَ المَحْزِمِ منه، فَسَعَلْ و قوله تعالی: یُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِیّٰاكُمْ؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع فی تفسیر إِیَّا و اشتقاقه شیئاً، قال: و الذی أَظنه، و لا أَحقُّه، أَنه مأْخوذ من قوله تَآیَیْته علی تفاعلته أَی تعمدت آیته و شخصه، و كأَنَّ إِیَّا اسم
لسان العرب، ج‌14، ص: 62
منه علی فِعْلی، مثل الذِّكْری من ذكرت، فكان معنی قولهم إِیَّاك أَردتُ أَی قصدت قصدك و شخصك، قال: و الصحیح أَن الأَمر مبهم یكنی به عن المنصوب. و أَیَّا آیةً: وضع علامة. و خرج القوم بآیَتهم أَی بجماعتهم لم یَدععوا وراءهم شیئاً؛ قال بُرْج بن مُسْهِر الطائی: خَرَجْنا من النَّقْبَین، لا حَیَّ مِثْلُنا، بآیَتنا نُزْجِی اللِّقاحَ المَطافِلا و الآیَةُ: من التنزیل و من آیات القرآن العزیز؛ قال أَبو بكر: سمیت الآیَة من القرآن آیة لأَنها علامة لانقطاع كلام من كلام. و یقال: سمیت الآیَة آیة لأَنها جماعة من حروف القرآن. و آیات الله: عجائبه. و قال ابن حمزة: الآیَة من القرآن كأَنها العلامة التی یُفْضَی منها إِلی غیرها كأَعلام الطریق المنصوبة للهدایة كما قال: إِذا مَضَی عَلَمٌ منها بدا عَلَم و الآیَة: العلامة. و‌فی حدیث عثمان: أَحَلَّتْهما آیَةٌ وَ حرَّمَتْهُما آیَة؛ قال ابن الأَثیر: الآیَة المُحِلَّةُ قوله تعالی: أَوْ مٰا مَلَكَتْ أَیْمٰانُكُمْ؛ و الآیَة المحرّمة قوله تعالی: وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَیْنَ الْأُخْتَیْنِ إِلّٰا مٰا قَدْ سَلَفَ؛ و الآیَة: العِبْرَة، و جمعها آیٌ. الفراء فی كتاب المصادر: الآیَة من الآیَات و العبَر، سمیت آیة كما قال تعالی: لَقَدْ كٰانَ فِی یُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آیٰاتٌ؛ أَی أُمور و عِبَرٌ مختلفة، و إِنما تركت العرب همزتها كما یهمزون كل ما جاءت بعد أَلف ساكنة لأَنها كانت فیما یری فی الأَصل أَیَّة، فثقل علیهم التشدید فأَبدلوه أَلفاً لانفتاح ما قبل التشدید، كما قالوا أَیْما لمعنی أَمَّا، قال: و كان الكسائی یقول إِنه فاعلة منقوصة؛ قال الفراء: و لو كان كذلك ما صغرها إِیَیَّة، بكسر الأَلف؛ قال: و سأَلته عن ذلك فقال صغَّروا عاتكة و فاطمة عُتَیْكة و فُطَیْمة، فالآیة مثلهما، و قال الفراء: لیس كذلك لأَن العرب لا تصغر فاعلة علی فُعَیْلة إِلا أَن یكون اسماً فی مذهب فُلانَة فیقولون هذه فُطَیْمة قد جاءت إِذا كان اسماً، فإِذا قلت هذه فُطَیْمة ابْنِها یعنی فاطِمتَه من الرضاع لم یجز، و كذلك صُلَیْح تصغیراً لرجل اسمه صالح، و لو قال رجل لرجل كیف بِنْتُك قال صُوَیْلِح و لم یجِز صُلَیْح لأَنه لیس باسم، قال: و قال بعضهم آیَة فاعلة صیرت یاؤها الأُولی أَلفاً كما فعل بحاجة و قامَة، و الأَصل حائجة و قائمة. قال الفراء: و ذلك خطأٌ لأَن هذا یكون فی أَولاد الثلاثة و لو كان كما قالوا لقیل فی نَواة و حَیاة نایَة و حایَة، قال: و هذا فاسد. و قوله عز و جل: وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْیَمَ وَ أُمَّهُ آیَةً، و لم یقل آیَتَیْن لأَن المعنی فیهما معنی آیة واحدة، قال ابن عرفة: لأَن قصتهما واحدة، و قال أَبو منصور: لأَن الآیَة فیهما معاً آیةٌ واحدة، و هی الولادة دون الفحل؛ قال ابن سیدة: و لو قیل آیتین لجاز لأَنه قد كان فی كل واحد منهما ما لم یكن فی ذكر و لا أُنثی من أَنها ولَدَتْ من غیر فحل، و لأَن عیسی، علیه السلام، روح الله أَلقاه فی مریم و لم یكن هذا فی وَلدٍ قط، و قالوا: افعله بآیَة كذا كما تقول بعلامة كذا و أَمارته؛ و هی من الأَسماء المضافة إِلی الأَفعال كقوله: بآیَة تُقْدِمُون الخَیْلَ شُعْثاً، كأَنَّ، علی سَنابِكِها، مُداما و عین الآیَة یاء كقول الشاعر: لم یُبْقِ هذا الدهرُ من آیَائِه فظهور العین فی آیائه یدل علی كون العین یاء، و ذلك أَن وزن آیَاء أَفعال، و لو كانت العین واواً لقال آوائه،
لسان العرب، ج‌14، ص: 63
إذ لا مانع من ظهور الواو فی هذا الموضع. و قال الجوهری: قال سیبویه موضع العین من الآیَة واو لأَن ما كان مَوْضعَ العین منه واوٌ و اللام یاء أَكثر مما موضع العین و اللام منه یاءَان، مثل شَوَیْتُ أَكثر من حَیِیت، قال: و تكون النسبة إلیه أوَوِیٌّ؛ قال الفراء: هی من الفعل فاعلة، و إنما ذهبت منه اللام، و لو جاءت تامة لجاءت آییَة، و لكنها خُففت، و جمع الآیَة آیٌ و آیَایٌ و آیَاتٌ؛ و أَنشد أَبو زید: لم یبق هذا الدهر من آیَایه قال ابن بری: لم یذكر سیبویه أَن عین آیة واو كما ذكر الجوهری، و إنما قال أَصلها أَیّة، فأُبدلت الیاء الساكنة أَلفا؛ و حكی عن الخلیل أَن وزنها فَعَلة، و أَجاز فی النسب إلی آیة آییٌ و آئِیٌّ و آوِیٌّ، قال: فأَما أَوَوِیٌّ فلم یقله أَحد علمته غیر الجوهری. و قال ابن بری أَیضا عند قول الجوهری فی جمع الآیة آیَای، قال: صوابه آیَاء، بالهمز، لأَن الیاء إذا وقعت طرفاً بعد أَلف زائدة قلبت همزة، و هو جمع آیٍ لا آیةٍ. و تَأَیَّا أَی توقَّف و تَمَكَّث، تقدیره تَعَیَّا. و یقال: قد تَأَیَّیْت علی تَفَعَّلت أَی تَلَبَّثت و تَحَبَّست. و یقال: لیس منزلكم بدار تَئِیَّةٍ أَی بمنزلة تَلَبُّثٍ و تَحَبُّس؛ قال الكمیت: قِفْ بالدِّیارِ وُقوفَ زائرْ، و تَأَیَّ، إنَّك غَیْرُ صاغرْ و قال الحُویْدِرة: و مُناخِ غَیْرِ تَئِیَّةٍ عَرَّسْتُه، قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابی المَضْجَع و التَّأَیِّی: التَّنَظُّر و التُّؤَدة. یقال: تَأَیَّا الرجلُ یَتَأَیَّا تَأَیِّیاً إذا تأَنی فی الأَمر؛ قال لبید: و تأیَّیْتُ علیه ثانیاً، یَتَّقِینی بتَلِیلٍ ذی خُصَل أَی انصرفت علی تُؤَدةٍ مُتَأَنیَّا؛ قال أَبو منصور: معنی قوله و تَأَیَّیْت علیه أَی تَثَبَّتُّ و تمكَّثت، و أَنا علیه یعنی علی فرسه. و تَأَیَّا علیه: انصرف فی تؤدة. و موضع مَأْیِیُّ الكلإِ أَی وَخِیمه. و إِیَا الشمس و أَیَاؤها: نورها و ضوءها و حسنها، و كذلك إیَاتها و أَیَاتُها، و جمعها آیَاء و إِیَاء كأكَمة و إكام؛ و أَنشد الكسائی لشاعر: سَقَتْه إیَاةُ الشمس، إلَّا لثاتِهِ أُسِفَّ، و لم تَكْدِمْ علیه بإثْمِد «2». قال الأَزهری: یقال الأَیَاء، مفتوح الأَول بالمد، و الإِیَا، مكسور الأَول بالقصر، و إیَاةٌ، كله واحدٌ: شعاع الشمس و ضوءها؛ قال: و لم أَسمع لها فعلًا، و سنذكره فی الأَلف اللینة أَیضاً. و إِیَا النبات و أَیَاؤه: حسنه و زَهْره، علی التشبیه. و أَیَایَا و أَیَایَهْ و یَایَهْ، الأَخیرة علی حذف الفاء: زَجْرٌ للإِبل، و قد أَیَّا بها. اللیث: یقال أَیَّیْتُ بالإِبل أُأَیِّی بها تَأْیِیةً إذا زجرتها تقول لها أَیَا أَیَا؛ قال ذو الرمة: إذا قال حادِینا، أَیَا یَا اتَّقَیْنهُ بمثْلِ الذُّری مُطْلَنْفِئات العَرائِك

فصل الباء الموحدة؛ ج14، ص: 63

بأی؛ ج14، ص: 63

: البَأْواءُ، یمدّ و یقصر: و هی العَظَمة، و البَأْوُ مثله، و بَأَی علیهم یَبْأَی بَأْواً، مثال بَعی یَبْعی بَعْواً: فَخَرَ. و البَأْوُ: الكِبْرُ و الفخر. بَأَیْتُ علیهم أَبْأَی: فَخَرْتَ علیهم، لغة فی بَأَوْتُ علی
(2). البیت للبید
لسان العرب، ج‌14، ص: 64
القوم أَبْأَی بَأْواً؛ حكاه اللحیانی فی باب مَحَیْتُ و مَحَوْتُ و أَخواتها؛ قال حاتم: و ما زادَنا بَأْواً علی ذی قَرابةٍ غِنانا، و لا أَزْری بأَحْسابنا الفَقْرُ و بأَی نَفْسَه: رفعها و فَخَر بها. و‌فی حدیث ابن عباس: فبَأَوْتُ بنفسی و لم أَرْضَ بالهوان.و فیه بَأْوٌ؛ قال یعقوب: و لا یقال بَأْوَاء، قال: و قد روی الفقهاء فی طلحة بَأْوَاءُ. و قال الأَخفش: البَأْوُ فی القوافی كل قافیة تامة البناء سلیمة من الفساد، فإذا جاء ذلك فی الشعر المجزوء لم یسموه بَأْواً و إن كانت قافیته قد تمَّت؛ قال ابن سیدة: كل هذا قول الأَخفش، قال: سمعناه من العرب و لیس مما سماه الخلیل، قال: و إنما تؤخذ الأَسماء عن العرب؛ قال ابن جنی: لما كان أَصل البَأْوِ الفخر نحو قوله: فإنْ تَبْأَی ببَیْتِكَ من مَعَدّ، یَقُلْ تَصْدیقَكَ العُلَماءُ جَیْرِ لم یُوقَعْ علی ما كان من الشعر مجزوءاً لأَن جَزْأَه علة و عیب لحقه، و ذلك ضد الفخر و التطاول؛ و قوله: فإن تبأَی مفاعیلن. و قال بعضهم: بَأَوْتُ أَبؤُو مثل أَبْعو، قال: و لیست بجیدة. و الناقة تَبْأَی: تَجْهَدُ فی عدوها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَقولُ و العِیس تَبَا بِوَهْد فسره فقال: أَراد تَبْأَی أَی تَجْهَدُ فی عَدْوها، و قیل: تَتسامی و تَتَعالی، فأَلقی حركة الهمزة علی الساكن الذی قبلها. و بَأَیْتُ الشی‌ء: جمعته و أَصلحته؛ قال: فهی تُبَئِّی زادَهم و تَبْكُلُ و أَبْأَیْتُ الأَدیم و أَبْأَیْتُ فیه: جعلت فیه الدباغ؛ عن أَبی حنیفة. ابن الأَعرابی: تَأَبَّی أَی شَقَّ شیئاً. و یقال: بَأَی به بوزن بَعی به إذا شَقَّ به. و حكی الفراء: بَاءَ بوزن باع إذا تكبر، كأَنه مقلوب من بأَی كما قالوا راءَ و رأَی.

بتا؛ ج14، ص: 64

: بَتَا بالمكان بَتْواً: أَقام، و قد ذكر فی الهمز. و بَتَا بَتْواً أَفصحُ.

بثا؛ ج14، ص: 64

: الفراء: بثا إذا عرق، الباء قبل الثاء. قال أَبو منصور: و رأَیت فی دیار بنی سَعْدٍ بالستارَیْنِ عینَ ماء تَسْقی نخلًا رَیْناً «3». یقال له بَثَاءٌ، فتوهمت أَنه سمی بهذا الاسم لأَنه قلیل رَشْحٍ، فكأَنه عَرَقٌ یسیل. و بَثَا به عند السلطان یَبْثُو سیعه «4»، و أَرض بَثَاءٌ: سهلة؛ قال: بأَرضٍ بَثَاءٍ نصیفِیَّةٍ، تَمَنَّی بها الرِّمْثُ و الحَیْهَلُ و البیت فی التهذیب: لِمَیْثٍ بَثَاءٍ تَبَطَّنْتُه، دَمِیثٍ به الرِّمْثُ و الحَیْهَلُ و الحَیْهَلُ: جمع حَیْهَلةٍ، و هو نبت؛ و هذا البیت أَورده ابن بری فی أَمالیه و نسبه لحُمَیْدِ بن ثور و أَنشده: بمَیْثٍ بَثاء نصیفیة، دَمِیثٍ بها الرِّمْثُ و الحَیْهَلُ فإما أَن یكون هو أَو غیره؛ قال أَبو منصور: أَری بَثَاءً الماءَ الذی فی دیار بنی سعد أُخذ من هذا، و هو عین جاریة تسقی نخلًا ریناً فی بلد سَهْل طَیِّبٍ عَذاةٍ. و بَثَاءٌ: موضع. قال ابن سیدة: قضینا علیه بالواو لوجود ب ث و، و عدم ب ث ی. و البَثَاءُ: أَرض سهلة؛ و یقال: بل هی أَرض بعینها من بلاد
(3). قوله [نخلًا ریناً] كذا بالأصل براء فتحتیة، و الذی فی یاقوت: رینة، بزیادة هاء تأنیث (4). قوله [سیعه] هكذا فی الأصل بهذا الرسم و لعلها محرفة عن سعی به
لسان العرب، ج‌14، ص: 65
بنی سُلَیم؛ قال أَبو ذؤیب یصف عیراً تحملتْ: رَفَعتُ لها طَرفی، و قد حال دُونها رجالٌ و خَیلٌ بالبَثَاء تُغِیرُ قال ابن بری: و أَنشد المفضل: بنَفْسی ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ، غَداةَ بَثَاءَ، إذْ عَرَفُوا الیَقِینا و البَثَاءُ: الكثیر الشَّحم. و البَثِیُّ: الكثیرُ المدحِ للناسِ «1»؛ قال شمر و قول أَبی عمرو: لَمّا رأَیتُ البَطَلَ المُعاوِرا، قُرَّةَ، یَمشِی بالبثاء حاسِرا قال: البَثَاءُ المكان السهل. و البِثی، بكسر الباء: الرماد، واحدتها بِثَةٌ مثلُ عِزَةٍ و عِزیً؛ قال الطرماح: خَلا أَنَّ كُلْفاً بِتَخْریجها سَفاسِقَ، حَولَ بِثیً، جانِحَه أَراد بالكُلف الأَثافی المسودّة، و تخریجها: اختلاف أَلوانها، و قوله حول بِثیً، أَراد حول رماد. الفراء: هو الرّمْدِدُ، و البِثَی یكتب بالیاء، و الصِّنی و الصِّناءُ و الضِّبحُ و الأُسُّ بقیتُه و أَثره.

بجا؛ ج14، ص: 65

: بجَاء: قبیلة، و البَجَاوِیَّاتُ من النوق منسوبة إلیها. قال ابن بری: قال الرَّبَعِیُّ البَجَاوِیَّات منسوبة إلی بَجاوَةَ «2»، قبیلة، یُطارِدونَ علیها كما یُطارَدُ علی الخیل، قال: و ذكر القَزَّازُ بُجاوَةَ و بِجاوَةَ، بالضم و الكسر، و لم یذكر الفتح؛ و فی شعر الطرماح بُجَاوِیَّةٌ، بضم الباء، منسوب إلی بُجَاوَةَ موضع من بلاد النُّوبةِ و هو: بُجَاوِیَّة لم تسْتَدرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ، و لم یَتَخَوَّنْ درَّها ضَبُّ آفِن و‌فی الحدیث: كانَ أَسْلَمُ مولی عمر، رضی الله عنه، بَجَاوِیّاً؛ هو منسوب إلی بَجَاوَة جِنْسٍ من السُّودان، و قیل: هی أَرض بها السُّودانُ.

بخا؛ ج14، ص: 65

: البَخْو: الرِّخْوُ. و ثمرة بَخْوَة: خاویة، یمانیة. و البَخْوُ: الرُّطَبُ الردی‌ء، بالخاء المعجمة، الواحدة بَخْوَة، و الله أَعلم.

بدا؛ ج14، ص: 65

: بَدا الشی‌ءُ یَبْدُو بَدْواً و بُدُوّاً و بَداءً و بَداً؛ الأَخیرة عن سیبویه: ظهر. و أَبْدَیْته أَنا: أَظهرته. و بُدَاوَةُ الأَمر: أَوَّلُ ما یبدو منه؛ هذه عن اللحیانی، و قد ذكر عامةُ ذلك فی الهمزة. و بَادِی الرأْی: ظاهرُه؛ عن ثعلب، و قد ذكر فی الهمز. و أَنت بَادِیَ الرأْی تَفْعَلُ كذا، حكاه اللحیانی بغیر همز، و معناه أَنت فیما بَدَا من الرأْی و ظهر. و قوله عز و جل: مٰا نَرٰاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِینَ هُمْ أَرٰاذِلُنٰا بٰادِیَ الرَّأْیِ؛ أَی فی ظاهر الرأْی، قرأَ أَبو عمرو وحده بَادِی‌ءَ الرأْی، بالهمز، و سائر القراء قرؤوا بٰادِیَ، بغیر همز، و قال الفراء: لا یهمز بٰادِیَ الرَّأْیِ لأَن المعنی فیما یظهر لنا و یَبْدُو، و لو أَراد ابتداء الرأْی فهَمَز كان صواباً؛ و أَنشد: أَضْحَی لِخالی شَبَهِی بادِی بَدِی، و صار للفَحْلِ لِسانی و یَدِی أَراد به: ظاهری فی الشبه لخالی. قال الزجاج: نصب بٰادِیَ الرَّأْیِ علی اتبعوك فی ظاهر الرأْی و باطنُهم علی خلاف ذلك، و یجوز أَن یكون اتبعوك فی ظاهر الرأْی و لم یَتَدَبَّرُوا ما قلتَ و لم یفكروا فیه؛ و تفسیر قوله: أَضحی لخالی شبهی بَادِی بَدِی
(1). قوله [و البَثَاء الكثیر الشحم و البَثِیّ الكثیر المدح للناس] عبارة القاموس: و البَثِیّ كعلیّ الكثیر المدح للناس و الكثیر الحشم (2). قوله [منسوبة إلی بَجَاوَة] أی بفتح الباء كما فی التكملة
لسان العرب، ج‌14، ص: 66
معناه: خرجت عن شَرْخ الشباب إلی حدّ الكُهُولة التی معها الرأْیُ و الحِجا، فصرت كالفحولة التی بها یقع الاختیار و لها بالفضل تكثر الأَوصاف؛ قال الجوهری: من همزه جعله من بَدَأْتُ معناه أَوَّلَ الرَّأْیِ. و بَادَی فلانٌ بالعداوة أَی جاهر بها، و تَبَادَوْا بالعداوة أَی جاهَرُوا بها. و بَدَا له فی الأَمر بَدْواً و بَداً و بَدَاءً؛ قال الشَّمَّاخ: لَعَلَّك، و المَوْعُودُ حقٌّ لقاؤه، بَدَا لكَ فی تلك القَلُوص بَداءُ «1». و قال سیبویه فی قوله عز و جل: ثُمَّ بَدٰا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مٰا رَأَوُا الْآیٰاتِ لَیَسْجُنُنَّهُ؛ أَراد بدا لهم بَداءٌ و قالوا لیسجننه، ذهب إلی أَن موضع لَیَسْجُنُنَّهُ لا یكون فاعلَ بَدَا لأَنه جملة و الفاعل لا یكون جملة. قال أَبو منصور: و من هذا أَخذ ما یكتبه الكاتب فی أَعقاب الكُتُب. و بَداءَاتُ عَوارِضك، علی فَعَالاتٍ، واحدتها بَدَاءَةٌ بوزن فَعَالَة: تأنیث بَدَاءٍ أَی ما یبدو من عوارضك؛ قال: و هذا مثل السَّمَاءة لِمَا سَمَا و عَلاك من سقف أَو غیره، و بعضهم یقول سَمَاوَةٌ، قال: و لو قیل بَدَوَاتٌ فی بَدَآت الحَوائج كان جائزاً. و قال أَبو بكر فی قولهم أَبو البَدَوَاتِ، قال: معناه أَبو الآراء التی تظهر له، قال: و واحدة البَدَوَات بَدَاةٌ، یقال بَدَاة و بَدَوات كما یقال قَطاة و قَطَوات، قال: و كانت العرب تمدح بهذه اللفظة فیقولون للرجل الحازم ذو بَدَوَات أَی ذو آراء تظهر له فیختار بعضاً و یُسْقطُ بعضاً؛ أَنشد الفراء: من أَمْرِ ذی بَدَوَاتٍ مَا یَزالُ له بَزْلاءُ، یَعْیا بها الجَثَّامةُ اللُّبَدُ قال: و بَدا لی بَدَاءٌ أَی تَغَیَّر رأْیی علی ما كان علیه. و یقال: بَدَا لی من أَمرك بَداءٌ أَی ظهر لی. و‌فی حدیث سلمة بن الأَكْوَع: خرجت أَنا و ربَاحٌ مولی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و معی فرسُ أَبی طلحة أُبَدِّیه مع الإِبل‌أَی أُبْرزُه معها إلی موضع الكَلإِ. و كل شی‌ء أَظهرته فقد أَبْدَیْته و بَدَّیته؛ و منه‌الحدیث: أَنه أَمر أَن یُبَادِیَ الناسَ بأَمره‌أَی یظهره لهم؛ و منه‌الحدیث: من یُبْدِ لنا صَفْحَتَه نُقِمْ علیه كتابَ الله‌أَی من یظهر لنا فعله الذی كان یخفیه أَقمنا علیه الحد. و‌فی حدیث الأَقْرع و الأَبْرص و الأَعمی: بَدَا اللهُ عز و جل أَن یبتلیهم‌أَی قضی بذلك؛ قال ابن الأَثیر: و هو معنی البَداء هاهنا لأَن القضاء سابق، و البَدَاءُ استصواب شی‌ء عُلم بعد أَن لم یُعْلم، و ذلك علی الله غیر جائز. و قال الفراء: بَدَا لی بَدَاءٌ أَی ظهر لی رأْیٌ آخر؛ و أَنشد: لو علی العَهْدِ لم یَخُنه لَدُمْنا، ثم لم یَبْدُ لی سواه بَدَاءُ قال الجوهری: و بدا له فی الأَمر بَدَاءً، ممدودة، أَی نشأَ له فیه رأْیٌ، و هو ذو بَدَواتٍ، قال ابن بری: صوابه بَداءٌ، بالرفع، لأَنه الفاعل و تفسیره بنَشَأَ له فیه رأْیٌ یدلك علی ذلك؛ و قول الشاعر: لعَلَّكَ، و الموعودُ حَقٌّ لِقاؤه، بَدَا لك فی تلك القَلُوصِ بَدَاءُ و بَدَانی بكذا یَبْدونی: كَبَدأَنی. و افعَل ذلك بادِیَ بَدٍ و بَادِیَ بَدِیّ، غیر مهموز؛ قال: و قد عَلَتْنی ذُرْأَةٌ بَادِی بَدِی و قد ذكر فی الهمزة، و حكی سیبویه: بادِیَ بَدَا، و قال: لا ینوّن و لا یَمْنَعُ القیاسُ تنوینَه. و قال
(1). فی نسخة: وفاؤه
لسان العرب، ج‌14، ص: 67
الفراء: یقال افعلْ هذا بَادِیَ بَدِیّ كقولك أَوَّل شی‌ء، و كذلك بَدْأَةَ ذی بَدِیّ، قال: و من كلام العرب بادِیَ بَدِیّ بهذا المعنی إلا أَنه لم یهمز، الجوهری: افعلْ ذلك بادِیَ بَدٍ و بَادِیَ بَدِیٍّ أَی أَوَّلًا، قال: و أَصله الهمز و إنما ترك لكثرة الاستعمال؛ و ربما جعلوه اسماً للداهیة كما قال أَبو نُخَیلة: و قد عَلَتْنی ذُرْأَةٌ بَادِی بَدِی، و رَیْثَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ، و صار للفَحْلِ لسانی و یدِی قال: و هما إسمان جعلا اسماً واحداً مثل معدیكرب و قالی‌قَلا. و‌فی حدیث سعد بن أَبی وقاص: قال یوم الشُّورَی الحمد لله بَدِیّاً؛ البَدِیُّ، بالتشدید: الأَول؛ و منه قولهم: افْعَلْ هذا بَادِیَ بَدِیّ أَی أَوَّل كل شی‌ء. و بَدِئْتُ بالشی‌ء و بَدِیتُ: ابْتَدَأْتُ، و هی لغة الأَنصار؛ قال ابن رواحَةَ: باسمِ الإِله و به بَدِینَا، و لو عَبَدْنا غیرَه شَقِینا، و حَبَّذا رَبّاً و حُبَّ دِینا قال ابن بری: قال ابن خالویه لیس أَحد یقول بَدِیتُ بمعنی بَدَأْتُ إلا الأَنصار، و الناس كلهم بَدَیْتُ و بَدَأْتُ، لما خففت الهمزة كسرت الدال فانقلبت الهمزة یاء، قال: و لیس هو من بنات الیاء. و یقال: أَبْدَیْتَ فی منطقك أَی جُرْتَ مثل أَعْدَیْت؛ و منه قولهم‌فی الحدیث: السُّلْطانُ ذو عَدَوان و ذو بَدَوانٍ، بالتحریك فیهما، أَی لا یزال یَبْدُو له رأْیٌ جدید، و أَهل المدینة یقولون بَدَیْنَا بمعنی بَدأْنا. و البَدْوُ و البَادِیَةُ و البَدَاةُ و البَدَاوَة و البِدَاوَةُ: خلاف الحَضَرِ، و النسب إلیه بَدَوِیٌّ، نادر، و بَدَاوِیّ و بِدَاوِیٌّ، و هو علی القیاس لأَنه حینئذ منسوب إلی البَدَاوَة و البِدَاوَة؛ قال ابن سیدة: و إنما ذكرته «1» … لا یعرفون غیر بَدَوِیّ، فإن قلت إن البَدَاوِیّ قد یكون منسوباً إلی البَدْوِ و البَادِیَةِ فیكون نادراً، قیل: إذا أَمكن فی الشی‌ء المنسوب أَن یكون قیاساً و شاذّاً كان حمله علی القیاس أَولی لأَن القیاس أَشیع و أَوسع. و بَدَا القومُ بَدْواً أَی خرجوا إلی بادیتهم مثل قتل قتلًا. ابن سیدة: و بَدَا القومُ بداءً خرجوا إلی البادیة، و قیل للبادیة بَادِیَةٌ لبروزها و ظهورها؛ و قیل للبَرِّیَّة بَادِیَة لأَنها ظاهرة بارزة، و قد بَدَوْتُ أَنا و أَبْدَیْتُ غیری. و كل شی‌ء أَظهرته فقد أَبْدَیْتَه. و یقال: بَدَا لی شی‌ءٌ أَی ظهر. و قال اللیث: البادیة اسم للأَرض التی لا حَضَر فیها، و إذا خرج الناسُ من الحَضَر إلی المراعی فی الصَّحارِی قیل: قد بَدَوْا، و الإِسم البَدْوُ. قال أَبو منصور: البَادِیَة خلاف الحاضرة، و الحاضرة القوم الذین یَحْضُرون المیاهَ و ینزلون علیها فی حَمْراء القیظ، فإذا بَرَدَ الزمان ظَعَنُوا عن أَعْدادِ المیاه و بَدَوْا طلباً للقُرْب من الكَلإِ، فالقوم حینئذ بَادِیَةٌ بعد ما كانوا حاضرة، و هی مَبَادِیهِم جمع مَبْدًی، و هی المَناجِع ضِدُّ المَحاضر، و یقال لهذه المواضع التی یَبْتَدِی إلیها البادُونَ بَادِیَة أَیضاً، و هی البَوَادِی، و القوم أَیضاً بَوَادٍ جمع بَادِیَةٍ. و‌فی الحدیث: من بَدَا جَفَا‌أَی من نَزَلَ البادیة صار فیه جَفاءُ الأَعرابِ. و تَبَدَّی الرجلُ: أَقام بالبادیة. و تَبَادَی: تَشَبَّه بأَهل البادیة. و‌فی الحدیث: لا تجوز شهادةُ بَدَوِیّ علی صاحب قَرْیة؛ قال ابن الأَثیر: إنما كره شهادة البَدَوِیّ لما فیه من الجَفاء فی الدین و الجَهالة بأَحكام الشرع، و لأَنهم فی الغالب لا یَضْبِطُون الشهادةَ علی وَجْهِها، قال: و إلیه
(1). كذا بیاض فی جمیع الأَصول المعتمدة بأیدینا
لسان العرب، ج‌14، ص: 68
ذهب مالك، و الناسُ علی خلافه. و‌فی الحدیث: كان إذا اهْتَمَّ لشی‌ءٍ بَدَا‌أَی خرج إلی البَدْوِ؛ قال ابن الأَثیر: یُشْبِهُ أَن یكون یَفْعَل ذلك لیَبْعُدَ عن الناس و یَخْلُوا بنفسه؛ و منه‌الحدیث: أَنه كان یَبْدُو إلی هذه التِّلاع.و المَبْدَی: خلاف المَحْضر. و‌فی الحدیث: أَنه أَراد البَدَاوَةَ مرة‌أَی الخروجَ إلی البادیة، و تفتح باؤها و تكسر. و قوله‌فی الدعاء: فإنَّ جارَ البَادِی یَتَحَوَّلُ؛ قال: هو الذی یكون فی البادیة و مَسْكنه المَضارِبُ و الخیام، و هو غیر مقیم فی موضعه بخلاف جارِ المُقامِ فی المُدُن، و یروی النادِی بالنون. و‌فی الحدیث: لا یَبِعْ حاضِرٌ لبَادٍ، و هو مذكور مُسْتَوْفی فی حضر. و قوله فی التنزیل العزیز: وَ إِنْ یَأْتِ الْأَحْزٰابُ یَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بٰادُونَ فِی الْأَعْرٰابِ؛ أَی إذا جاءَت الجنود و الأَحْزاب وَدُّوا أَنهم فی البادیة؛ و قال ابن الأَعرابی: إنما یكون ذلك فی ربیعهم، و إلَّا فهم حُضَّارٌ علی میاههم. و قوم بُدَّا و بُدَّاءٌ: بادونَ؛ قال: بحَضَرِیّ شاقَه بُدَّاؤُه، لم تُلْهه السُّوقُ و لا كلاؤُه قال ابن سیدة: فأَما قول ابن أَحمر: جَزَی اللهُ قومی بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً، و بَدْواً لهم حَوْلَ الفِراضِ و حُضَّرَا فقد یكون إسماً لجمع بَادٍ كراكب و رَكْبٍ، قال: و قد یجوز أَن یُعْنی به البَدَاوَة التی هی خلاف الحَضارة كأَنه قال و أَهْلَ بَدْوٍ. قال الأَصمعی: هی البِدَاوة و الحَضارة بكسر الباء و فتح الحاء؛ و أَنشد: فمَن تكُنِ الحَضارةُ أَعْجَبَتْه، فأَیَّ رجالِ بَادِیَةٍ تَرانا؟ و قال أَبو زید: هی البَدَاوَة و الحِضارة، بفتح الباء و كسر الحاء. و البداوة: الإِقامة فی البادیة، تفتح و تكسر، و هی خلاف الحِضارة. قال ثعلب: لا أَعرف البَدَاوَة، بالفتح، إلا عن أَبی زید وحده، و النسبة إلیها بَدَاوِیّ. أَبو حنیفة: بَدْوَتا الوادی جانباه. و البئر البَدِیُّ: التی حفرها فحفرت حَدیثَةً و لیست بعادیَّة، و ترك فیها الهمز فی أَكثر كلامهم. و البَدَا، مقصور: ما یخرج من دبر الرجل؛ و بَدَا الرجلُ: أَنْجَی فظهر ذلك منه. و یقال للرجل إذا تغَوَّط و أَحدث: قد أَبْدَی، فهو مُبْدٍ، لأَنه إذا أَحدث بَرَزَ من البیوت و هو مُتَبَرِّز أَیضاً. و البَدَا مَفْصِلُ الإِنسان، و جمعه أَبْدَاءٌ، و قد ذكر فی الهمز. أَبو عمرو: الأَبْدَاءُ المَفاصِل، واحدها بَداً، مقصور، و هو أَیضاً بِدْءٌ، مهموز، تقدیره بِدْعٌ، و جمعه بُدُوءٌ علی وزن بُدُوع. و البَدَا: السید، و قد ذكر فی الهمز. و البَدِیُّ و وادِی البَدِیِّ: موضعان. غیره: و البَدِیُّ اسم واد؛ قال لبید: جَعَلْنَ جراجَ القُرْنَتَیْن و عالجاً یمیناً، و نَكَّبْنَ البَدِیَّ شَمائلا و بَدْوَةُ: ماءٌ لبنی العَجْلانِ. قال: و بداً إسم موضع. یقال: بین شَغْبٍ و بَداً، مقصور یكتب بالأَلف؛ قال كثیِّر: و أَنْتِ التی حَبَّبتِ شَغباً إلی بَداً إلیَّ، و أَوطانی بلادٌ سواهما و یروی: بَدَا …، غیر منون. و فی الحدیث ذكر بَدَا بفتح الباء و تخفیف الدال: موضع بالشام قرب وادی القُرَی، كان به منزل علیّ بن عبد الله بن العباس
لسان العرب، ج‌14، ص: 69
و أَولاده، رضی الله عنه. و البَدِیُّ: العجب؛ و أَنشد: عَجِبَتْ جارَتی لشَیْبٍ عَلانی، عَمْرَكِ اللهُ هل رأَیتِ بَدِیَّا؟

بذا؛ ج14، ص: 69

: البَذاء، بالمد: الفُحْش. و فلان بَذِیُّ اللسان، و المرأَة بَذِیَّةٌ، بَذُوَ بَذَاءً فهو بَذِیّ، و قد تقدم فی الهمز، و بَذَوْتُ علی القوم و أَبْذَیْتُهم و أَبْذَیْتُ علیهم: من البَذاءِ و هو الكلام القبیح؛ و أَنشد الأَصمعی لعمرو بن جَمیلٍ الأَسَدِیّ: مثل الشُّیَیْخ المُقْذَحِرِّ البَاذِی، أَوفَی علی رَباوَةٍ یُبَاذِی قال ابن بری: و فی المصنف بَذَوْتُ علی القوم و أَبْذَیْتهم؛ قال آخر: أُبْذی إذا بُوذِیتُ من كَلْبٍ ذَكَرْ و قد بَذُوَ الرجلُ یَبْذُو بَذاءً، و أَصله بَذَاءَةً فحذِفت الهاء لأَن مصادر المضموم إنما هی بالهاء، مثل خَطُبَ خَطابة و صَلُب صَلابة، و قد تحذف مثل جَمُل جَمالًا، قال ابن بری: صوابه بَذَاوَةً، بالواو، لأَنه من بَذُوَ، فأَما بَذَاءَة بالهمز فإنها مصدر بَذُؤَ، بالهمز، و هما لغتان. و باذَأْتُه و بَاذَیْتُه أَی سافَهْتُه. و‌فی الحدیث: البَذاءُ من الجَفاء؛ البَذَاءُ، بالمد: الفحش فی القول. و‌فی حدیث فاطمة بنت قَیْسٍ: بَذَتْ علی أَحمائها و كان فی لسانها بعضُ البَذَاءِ؛ قال: و قد یقال فی هذا الهمزُ و لیس بالكثیر. و بَذَا الرجلُ إذا ساء خُلقه. و بَذْوَةُ: اسم فرس؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لا أُسْلِمُ الدهرَ رأْسَ بَذْوَةَ، أَو تلْقَی رجالٌ كأَنها الخُشُبُ و قال غیره: بَذْوَةُ فرس عَبَّاد بن خَلَف، و فی الصحاح: بَذْوُ اسم فرسِ أَبی سِراج؛ قال فیه: إنَّ الجِیادَ علی العِلَّاتِ مُتْعَبَةٌ، فإنْ ظلمناكَ بَذْوُ الیوم فاظَّلِمِ قال ابن بری: و الصواب بَذْوَةُ اسم فرس أَبی سُواج، قال: و هو أَبو سُواج الضبّیّ، قال: و صواب إنشاد البیت: فإن ظلمناكِ بَذْوَ …، بكسر الكاف، لأَنه یخاطب فرساً أُنثی و فتح الواو علی الترخیم و إثبات الیاء فی آخره فاظَّلِمِی؛ و رأَیت حاشیة فی أَمالی ابن بری منسوبة إلی معجم الشعراء للمَرْزُبانیِّ قال: أَبو سُواج الضبی اسمه الأَبیض، و قیل: اسمه عَبَّاد بن خلف أَحد بنی عبد مَناة بن بكر بن سعد جاهلی، قال: سابقَ صُرَدَ بن حمزة بن شداد الیربوعیَّ و هو عم مالك و مُتَمِّمٍ ابنی نُوَیْرَة الیربوعی، فسبق أَبو سُواج علی فرس له تسمی بَذْوَة، و فرسُ صُرَدَ یقال له القَطیبُ، فقال سُواج فی ذلك: أَ لم ترَ أَنَّ بَذْوَةَ إذْ جَرَیْنا، و جَدَّ الجِدُّ منَّا و القَطِیبا، كأَنَّ قَطِیبَهم یَتْلُو عُقاباً، علی الصَّلْعاءِ، وَازِمَةً طَلُوبا الوَزِیمُ: قِطَعُ اللحم. و الوازِمةُ: الفاعلة للشَّی‌ء، فشَریَ الشَّرُّ بینهما إلی أَن احتال أَبو سُواج علی صُرَدَ فسقاه مَنیَّ عَبْدِه فانتفَخَ و مات؛ و قال أَبو سُواج فی ذلك: حَأحِی‌ءْ بیَرْبُوعَ إلی المَنِیِّ، حَأْحَأَةً بالشارِقِ الحصیِّ فی بَطْنه حاریه الصبیِّ، و شَیْخِها أَشْمَطَ حَنْظَلیِّ «2».
(2). قوله [حاریه‌الصبی] كذ بالأصل بدون نقط
لسان العرب، ج‌14، ص: 70
فبنو یربوع یُعَیَّرُونَ بذلك، و قالت الشعراء فیه فأَكثروا، فمن ذلك قول الأَخطل: تَعِیبُ الخَمْرَ، و هی شرابُ كِسْرَی، و یشرَبُ قومُك العَجَبَ العَجِیبا مَنیّ العبدِ، عَبْدِ أَبی سُواجٍ، أَحَقُّ من المُدامَةِ أَن تَعِیبا

بری؛ ج14، ص: 70

: بَرَی العُودَ و القَلم و القِدْحَ و غیرها یَبْرِیه بَرْیاً: نَحَتَه. و ابْتَرَاه: كبَراه، قال طَرَفة: من خُطوبٍ، حَدَثَتْ أَمْثالُها، تَبْتَرِی عُودَ القَوِیِّ المُسْتَمِرّ و قد انْبَرَی. و قوم یقولون: هو یَبْرُو القَلم، و هم الذین یقولون هو یَقْلُو البُرَّ، قال: بَرَوْتُ العُود و القلم بَرْواً لغة فی بَرَیْتُ، و الیاء أَعلی. و المِبْرَاةُ: الحدیدة التی یُبْرَی بها، قال الشاعر: و‌أَنتَ فی كفك المِبْرَاةُ و السَّفَنُ و السَّفَنُ: ما یُنْحَتُ به الشی‌ء، و مثله قول جَنْدَل الطُّهَوِیِّ: إِذ صَعِد الدَّهرُ إلی عِفْرَاتِه، فاجْتاحها بِشَفْرَتَیْ مِبرَاتِه و سهم بَرِیٌّ: مَبْرِیٌّ، و قیل: هو الكامل البَرْیِ. التهذیب: البَرِیُّ السهم المَبْرِیّ الذی قد أُتِمَّ بَرْیه و لم یُرَشْ و لم یُنْصَلْ، و القِدْحُ أَولَ ما یُقْطَع یسمی قِطْعاً، ثم یُبْرَی فیسمی بَرِیّاً، فإِذا قُوِّمَ و أَبی له أَن یُراشَ و أَن یُنْصَل فهو القِدْحُ، فإذا رِیشَ و رُكّبَ نَصْلُه صار سَهْماً. و‌فی حدیث أَبی جُحَیْفة: أَبْرِی النَّبلَ و أَرِیشُها‌أَی أَنْحَتها و أُصلحها و أَعمل لها ریشاً لتصیر سهاماً یرمی بها. و البَرَّاءَةُ و المِبْرَاةُ: السكین تُبْری بها القَوْسُ، عن أَبی حنیفة. و بَری یَبْری بَرْیاً إِذا نَحَتَ، و ما وقع مما نُحِتَ فهو بُرَایَة. و البُرَایَة: النَّحاتة و ما بَرَیْتَ من العُود. ابن سیدة: و البُرَاء النُّحاتة، قال أبو كبیر الهذلی: ذَهَبَتْ بَشَاشَتُه و أَصْبَحَ واضِحاً، حَرِقَ المَفارِقِ كالبُرَاءِ الأَعْفر أی الأَبیضِ. و البُرَایَة: كالبُرَاء. قال ابن جنی: همزة البُرَاء من الیاء لقولهم فی تأْنیثه البُرَایَةُ، و قد كان قیاسه، إذ كان له مذكر، أَن یهمز فی حال تأْنیثه فیقال بُراءَة، أَ لا تراهم لما جاؤوا بواحد العَظاء و العباء علی مذكره قالوا عَظَاءَة و عَبَاءة، فهمزوا لما بَنَوُا المؤنثَ علی مذكره و قد جاء نحوَ البُرَاءِ و البُرَایَةِ غَیْرُ شی‌ء، قالوا الشَّقَاءُ و الشَّقَاوَة و لم یقولوا الشَّقاءَة، و قالوا ناوِیَةٌ بَیِّنَةُ النَّواءِ و لم یقولوا النَّواءَةِ، و كذلك الرَّجاءُ و الرَّجَاوَة، و فی هذا و نحوه دلالة علی أَن ضرباً من المؤنث قد یُرْتَجَلُ غیرَ مُحتَذًی به نظیره من المذكر، فجرت البُرایة مَجْری التَّرْقُوَةِ و ما لا نظیر له من المذكر فی لفظ و لا وزن. و هو من بُرَایَتِهم أَی خُشارَتِهم. و مَطَر ذو بُرَایَة: یَبْرِی الأَرض و یَقْشِرُها. و البُرَایَة: القوة. و دابة ذات بُرَایَة أَی ذات قوة علی السیر، و قیل: هی قویة عند بَرْی السیر إِیاها. الجوهری: یقال للبعیر إِذا كان باقیاً علی السیر إِنه ذو بُرَایَة، و هو الشحم و اللحم. و ناقة ذات بُرَایَة أَی شحم و لحم، و قیل: ذات بُرَایَة أی بَقاء علی السیر. و بعیر ذو بُرَایَة أَی باقٍ علی السیر فقط، قال الأَعْلَم الهُذَلیّ: علی حَتِّ البُرَایَةِ زَمْخَزِیِّ السَّواعِدِ، ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوالِ یصف ظَلِیماً. قال اللحیانی: و قال بعضهم بُرَایَتُهُما
لسان العرب، ج‌14، ص: 71
بقیة بدَنَهِما و قوتّهما. و بَرَاه السفَر یَبْرِیهِ بَرْیاً: هزله، عنه أَیضاً، قال الأَعشی: بأَدْمَاءَ حُرْجُوجٍ بَرَیتُ سَنَامَها بِسَیْرِی علیها، بعد ما كان تامِكا و بَرَیْتُ البعیر إِذا حَسَرْتَهُ و أَذهبت لحمه. و‌فی حدیث حلیمة السَّعْدِیَّة: أَنها خرجت فی سَنَةٍ حَمْرَاء قد بَرَتِ المالَ‌أَی هَزَلَتِ الإِبلَ و أَخذتْ من لحمها، من البَرْیِ القَطْعِ، و المال فی كلامهم أَكثر ما یطلقونه علی الإِبل. و البُرَةُ: الخَلْخال، حكاه ابن سیدة فیما یكتب بالیاء، و الجمع بُرَاتٌ و بُرًی و بُرِینَ و بِرِینَ. و البُرَة: الحَلْقَة فی أَنف البعیر، و قال اللحیانی: هی الحلقة من صُفْرٍ أَو غیره تجعل فی لحم أَنف البعیر، و قال الأَصمعی: تجعل فی أَحد جانبی المَنْخَرین، و الجمع كالجمع علی ما یطرد فی هذا النحو. و حكی أَبو علی الفارسی فی الإِیضاح: بَرْوَة و بُرًی، و فسرها بنحو ذلك، و هذا نادر. و بُرَةٌ مَبْرُوَّة أَی معمولة. قال الجوهری: قال أَبو علی أَصل البُرَة بَرْوَةٌ لأَنها جمعت علی بُرًی مثل قَرْیةٍ و قُرًی. قال ابن بری، رحمه الله: لم یَحْكِ بَرْوَةً فی بُرَةٍ غیر سیبویه، و جمعها بُرًی، و نظیرها قَرْیة و قُرًی، و لم یقل أَبو علی إِن أَصل بُرَةٍ بَرْوَةٌ لأَن أَوّل بُرَةٍ مضموم و أَول بَرْوَة مفتوح، و إنما استدل علی أَن لام بُرَةٍ واو بقولهم بَرْوَة لغة فی بُرَة. و‌فی حدیث ابن عباس: أَهدی النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، جَمَلًا كان لأَبی جهل فی أَنفه بُرَةٌ من فضة، یَغِیظ بذلك المشركین.و بَرَوْتُ الناقة و أَبْرَیْتُها: جعلت فی أَنفها بُرَةً، حكی الأَول ابن جنی. و ناقة مُبْرَاة: فی أَنفها بُرَةٌ، و هی حَلْقة من فضة أَو صُفْر تجعل فی أَنفها إذا كانت دقیقة معطوفةَ الطرفین، قال: و ربما كانت البُرَةُ من شَعَرٍ فهی الخُزَامَةُ، قال النابغة الجَعْدیُّ: فَقَرَّبْتُ مُبْرَاةً، تَخالُ ضُلُوعَها من المَاسِخِیَّاتِ القِسِیّ المُوَتَّرا و‌فی حدیث سلمة بن سُحَیْم: إِن صاحباً لنا ركب ناقة لیست بِمُبْرَاةٍ فسقط فقال النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: غَرَّرَ بنفسه، أَی لیس فی أَنفها بُرَة. یقال: أَبْرَیْتُ الناقةَ فهی مُبْرَاة. الجوهری: و قد خَشَشْتُ الناقةَ و عَرَنْتُها و خَزَمْتُها و زَمَمْتُها و خَطَمْتُها و أَبْرَیْتُها، هذه وحدها بالأَلف، إذا جعلتَ فی أَنفها البُرة. و كلُّ حَلْقة من سِوار و قُرْط و خَلْخال و ما أَشبهها بُرَةٌ، و قال: و قَعْقَعْنَ الخَلاخِلَ و البُرِینَا و البَری: التُّراب. یقال فی الدعاء علی الإِنسان: بفِیهِ البَرَی، كما یقال بفِیه الترابُ. و فی الدعاء: بفِیهِ البَرَی و حُمَّی خَیْبَرا و شَرُّ ما یُری فإِنه خَیْسَری، زادوا الأَلف فی خیبر لما یؤثرونه من السجع، و قد ذكر فی موضعه. و‌فی حدیث علی بن الحسین، علیه السلام: اللهم صل علی محمد عدد الثرَی و الوَرَی و البَرَی، البَرَی: الترابُ. الجوهری: البَرِیَّة الخلْقُ، و أَصله الهمز، و الجمع البَرَایا و البَرِیَّاتُ، تقول منه: بَرَاه الله یَبْرُوه بَرْواً أَی خلَقه. قال ابن بری: الدلیل علی أَن أَصل البَرِیَّةِ الهمزُ قولهم البَرِیئَةُ، بتحقیق الهمزة، حكاه سیبویه و غیره لغة فیها. و قال غیره: البَرِیَّة الخلق، بلا همز، إِن أُخذت من البَرَی و هو التراب فأَصله غیر الهمز، و أَنشد لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَدِیّ: ما ذا ابْتَغَتْ حُبَّی إلی حَلِّ العُری، حَسِبْتنِی قد جِئْتُ من وادِی القُرَی،
لسان العرب، ج‌14، ص: 72
بفِیك، من سارٍ إِلی القومِ، البَرَی أَی التراب. و البَرَی و الوَرَی واحد. یقال: هو خیر الوَرَی و البَرَی أَی خیر البَرِیَّة، و البَرِیَّةُ الخَلْق، و الواو تبدل من الباء، یقال: باللَّه لا أَفعل، ثم قالوا و اللَّه لا أَفعل، و قال: الجالب لهذه الباء فی الیمین باللَّه ما فعلت إِضمار أَحلف یرید أَحلف باللَّه، قال: و إذا قلت و اللَّه لا أَفعل ذاك ثم كنیت عن اللَّه قلت به لا أَفعل ذلك، فتركتَ الواو و رجعتَ إلی الباء. و‌فی الحدیث: قال رجل لرسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، یا خَیْرَ البَرِیَّةِ، البَرِیَّةُ: الخلق. تقول: بَرَاهُ اللَّه یَبْرُوه بَرْواً أَی خلقه اللَّه، و یُجْمَعُ علی البَرَایا و البَرِیَّات من البَرَی التراب، هذا إِذا لم یهمز، و من ذهب إِلی أَن أَصله الهمز أَخذه من بَرَأَ اللَّه الخلق یَبْرَؤُهم أَی خَلَقهم ثم ترك فیها الهمز تخفیفاً. قال ابن الأَثیر: و لم تستعمل مهموزة. و بَرَی له یَبْرِی بَرْیاً و انْبَرَی: عَرَضَ له. و باراه: عارَضَه. و بَارَیْتُ فلاناً مُبَارَاة إِذا كنت تفعل مثل ما یفعل. و فلان یُبَارِی الریحَ سَخاءً، و فلان یُبارِی فلاناً أَی یعارضه و یفعل مثل فعله، و هما یَتَبَارَیَانِ. و انْبَرَی له أَی اعتَرَض له. و یقال: تَبَرَّیْتُ لفلان إِذا تعرّضت له، و تَبَرَّیْتُهم مثله. و بَرَیْتُ الناقةَ حتی حَسَرْتُها فأَنا أَبْرِیها بَرْیاً مثل بَرْیِ القلم، و بَرَی له یَبْرِی بَرْیاً إِذا عارضه و صنع مثل ما صنع، و مثله انْبَرَی له. و هما یَتَبَارِیَان إِذا صنع كل واحد مثل ما صنع صاحبه. و‌فی الحدیث: نهی عن طعام المُتَبَارِیَیْن أَن یؤكل، هما المتعارضان بفعلهما لیُعَجِّزَ أَحدُهما الآخر بصنیعه، و إِنما كرهه لما فیه من المباهاة و الریاء، و منه شعر حسان: یُبَارِینَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ، علی أَكْتافِها الأَسَلُ الظِّمَاءُ المُبَارَاة: المُجاراة و المسابقة أَی یُعَارِضْنَها فی الجَذْب لقوة نفوسها و قوة رؤوسها و عَلْكِ حَدائدها، و یجوز أَن یرید مُشابَهَتَها لها فی اللِّین و سُرعة الانقیاد. و تَبَرَّی معروفَهُ و لمعروفِهِ تَبَرِّیاً: اعترض له، قال خَوَّاتُ بن جُبَیْر و نسبه ابن بری إلی أَبی الطَّمَحان: و أَهْلَةِ وُدٍّ قد تَبَرَّیْتُ وُدَّهُمْ، و أَبْلَیْتُهم فی الحَمْدِ جُهْدِی و نائِلی و البارِیُّ و البَارِیاءُ: الحصیر المنسوج، و قیل الطریق، فارسی معرّب. و بَرَی: اسم موضع، قال تأَبط شرّاً: و لَمَّا سَمِعْتُ العُوصَ تَرْغُو، تَنَفَّرَتْ عَصافیرُ رأْسِی من برًی فعَوائنا

بزا؛ ج14، ص: 72

: بَزْوُ الشی‌ء: عِدْلُه. یقال: أَخذت منه بَزْوَ كذا و كذا أَی عِدْلَ ذلك و نحو ذلك. و البَازِی: واحد البُزَاةِ التی تَصِیدُ، ضَربٌ من الصُّقور. قال ابن بری: قال الوزیر بازٍ و بازٌ و بَأْزٌ و بازِیّ علی حدّ كرسیّ؛ قال ابن سیدة: و الجمع بَوَازٍ و بُزَاةٌ. و بَزَا یَبْزُو: تَطاوَلَ و تَأَنَّسَ، و لذلك قال ابن جنی: إن الباز فَلْعٌ منه. التهذیب: و البَازِی یَبْزُو فی تَطاوُله و تأَنُّسِه. و البَزاءُ: إنحناء الظَّهْرِ عند العَجُزِ فی أَصل القَطَنِ، و قیل: هو إشرافُ وَسَطِ الظهر علی الاسْتِ، و قیل: هو خروج الصدر و دخول الظهر، و قیل: هو أَن یتأَخر العَجُز و یخرُج. بَزِیَ و بَزَا یَبْزُو، و هو أَبْزَی، و الأُنثی بَزْوَاء: للذی خرج صدره و دخل ظهره؛ قال كثیِّر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 73
رَأَتْنی كأَشْلاء اللِّحامِ و بَعْلُها، من الحَیِّ، أَبْزی مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ و ربما قیل: هو أَبْزَی أَبْزَخ كالعجوز البَزَواءِ و البَزْخاء التی إذا مشت كأَنها راكعة و قد بَزِیَتْ بَزیً؛ و أَنشد: بَزْوَاءُ مُقْبِلةً بَزْخاءُ مُدْبِرَةً، كأَنَّ فَقْحَتَها زِقٌّ به قارُ و البَزْوَاءُ من النساء: التی تُخْرِجُ عجیزتَها لیراها الناس. و أَبْزَی الرجلُ یُبْزِی إبْزَاءً إذا رفع عَجُزَه، و تَبَازَی مثله؛ قال ابن بری: و شاهد الأَبْزَی قول الراجز: أَقْعَس أَبْزَی فی اسْتِه تأْخیرُ و‌فی حدیث عبد الرحمن بن جُبَیر: لا تُبَازِ كتَبَازِی المرأَةِ؛ التَّبَازی أَن تحرك العَجُز فی المشی، و هو من البَزَاء خروج الصدر و دخول الظهر، و معنی الحدیث فیما قیل: لا تَنْحَنِ لكل أَحد. و تَبَازَی: استعمل البَزاءَ؛ قال عبد الرحمن بن حسان: سائلا مَیَّةَ هل نَبَّهْتُها، آخِرَ اللیلِ، بعَرْدٍ ذی عُجَرْ فتَبَازَتْ، فتَبَازَخْتُ لها، جِلْسةَ الجازِرِ یَسْتَنْجِی الوَتَرْ و تَبَازَتْ أَی رَفَعَتْ مُؤَخِّرها. التهذیب: أَما البَزَاءُ فكأَنَّ العَجُز خرج حتی أَشرف علی مؤَخر الفخذین، و قال فی موضع آخر: و البَزَا أَن یَسْتَقْدِم الظهرُ و یستأْخر العَجُزُ فتراه لا یقدر أَن یقیم ظهره. و قال ابن السكیت: البَزَا أَن تُقْبِلَ العَجیزة. و قد تَبَازَی إذا أَخرج عجیزته و التَّبَزِّی: أَن یستأْخر العجز و یستقدم الصدر. و أَبْزَی الرجلُ: رفع مُؤخَّرَه؛ و أَنشد اللیث: لو كان عَیناك كَسَیْلِ الراویه، إذاً لأَبْزَیت بمَنْ أَبْزَی بِیَهْ أَبو عبید: الإِبْزَاءُ أَن یَرْفَعَ الرجلُ مؤخره. یقال: أَبْزَی یُبْزِی. و التَّبَازِی: سعَةُ الخَطْو. و تَبَازَی الرجل: تكثَّر بما لیس عنده. ابن الأَعرابی: البَزَا الصَّلَفُ. و بَزَاه بَزْواً و أَبْزَی به: قَهَرَه و بَطَش به؛ قال: جارِی و مَوْلایَ لا یُبْزَی حَرِیمُهُما، و صاحبِی من دَواعِی الشَّرِّ مُصْطَخِبُ و أَما‌قول أَبی طالب یعاتب قریشاً فی أَمر سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و یمدحه: كذَبْتُم، و حَقِّ اللهِ، یُبْزَی محمدٌ و لما نُطاعِنْ دُونه و نُناضِل قال شمر: معناه یُقْهَر و یُسْتَذَلّ؛ قال: و هذا من باب ضَرَرْتُه و أَضْرَرْتُ به، و قوله یُبْزَی أَی یُقْهر و یغلب، و أَراد لا یُبْزَی فحذف لا من جواب القسم و هی مراده أَی لا یقهر و لم نُقاتل عنه و نُدافع. ابن بری: قال ابن خالویه البُزَةُ الفأْر و الذَّكَرُ أَیضاً. و البَزْوُ: الغَلَبةُ و القَهْرُ، و منه سمی البَازِی؛ قال الأَزهری: قاله المؤرج؛ و قال الجَعْدیّ: فما بَزِیَتْ من عُصْبَةٍ عامِرِیَّةٍ شَهِدْنا لها، حتَّی تَفُوزَ و تَغْلِبا أَی ما غَلَبَتْ. و أَبْزَی فلان بفلان إذا غَلبه و قهره. و هو مُبْزٍ بهذا الأَمر أَی قویٌّ علیه ضابط له. و بُزِیَ بالقوم: غُلِبُوا. و بَزَوْتُ فلاناً: قهرته. و البَزَوَانُ، بالتحریك: الوَثْبُ. و بَزْوَانُ، بالتسكین: اسم رجل. و البَزْوَاء: اسم أَرض؛ قال كثیِّر عزة:
لسان العرب، ج‌14، ص: 74
لا بَأْس بالبَزْوَاءِ أَرْضاً لو أنَّها تُطَهَّرُ من آثارِهم فَتَطِیبُ ابن بری: البَزْوَاء، فی شعر كثیر: صحراء بین غَیْقَةَ و الجار شدیدة الحرّ؛ و قال الراجز: لو لا الأَماصِیخُ و حَبُّ العِشْرِقِ، لَمُتّ بالبَزْوَاء مَوْتَ الخِرْنِقِ و قال الراجز: لا یَقْطَعُ البَزْوَاءَ إلا المِقْحَدُ، أَو ناقةٌ سَنامُها مُسَرْهَدُ

بسا؛ ج14، ص: 74

: التهذیب: ابن الأَعرابی البَسِیَّةُ المرأَة الآنِسَة بزوجها.

بشا؛ ج14، ص: 74

: التهذیب: ابن الأَعرابی بَشَا إذا حَسُنَ خُلُقُه.

بصا؛ ج14، ص: 74

: ما فی الرَّماد بَصْوَةٌ أَی شَرَرَة و لا جَمْرَة. و بَصْوَة: اسم موضع؛ قال أَوس بن حُجْر: مِن ماءِ بَصْوَةَ یوماً و هو مَجْهورُ الفراء: بَصَا إذا اسْتَقْصَی علی غریمه. أَبو عمرو: البِصَاءُ أَن یَسْتَقْصِی الخِصاءَ، یقال منه: خَصِیٌّ بَصِیٌّ. و قال ابن سیدة: خَصِیٌّ بَصِیٌّ؛ حكاه اللحیانی و لم یفسر بَصِیّاً، قال: و أُراه إتباعاً. و قال: خَصاه اللهُ و بَصاه و لَصاه.

بضا؛ ج14، ص: 74

: ابن الأَعرابی: بَضَا إذا أَقام بالمكان.

بطا؛ ج14، ص: 74

: حكی سیبویه البِطْیَةَ؛ قال ابن سیدة: و لا علم لی بموضعها إلا أَن یكون أَبْطَیْت لغة فی أَبْطَأْتُ كاحْبَنْطَیْتُ فی احْبَنْطَأْتُ، فتكون هذه صیغة الحال من ذلك، و لا یحمل علی البدل لأَن ذلك نادر. و البَاطِیَةُ: إناء قیل هو معرَّب، و هو النَّاجُودُ؛ قال الشاعر: قَرَّبُوا عُوداً و بَاطِیَةً، فَبِذا أَدْرَكْتُ حَاجَتِیَهْ و قال ابن سیدة: البَاطِیَةُ النَّاجُودُ؛ قال: و أَنشد أَبو حنیفة: إنما لِقْحَتُنا بَاطِیَةٌ جَوْنَةٌ یَتْبَعُها بِرْزِینُها التهذیب: البَاطِیةُ من الزجاج عظیمة تُمْلأ من الشراب و توضع بین الشَّرْبِ یَغْرِفُونَ منها و یَشرَبون، إذا وُضِعَ فیها القَدَحُ سَحَّتْ به و رَقَصَتْ من عِظَمِها و كثرة ما فیها من الشراب؛ و إیاها أَراد حَسَّان بقوله: بزُجاجةٍ رَقَصَتْ بما فی قَعْرِها، رَقْص القَلُوصِ براكبٍ مُسْتَعْجِلِ

بظا؛ ج14، ص: 74

: بَظا لَحْمُه یَبْظُو: كثر و تراكَبَ و اكْتَنَزَ. و لَحْمُه خَظَا بَظَا: إتباعٌ، و أَصله فَعَلٌ. ابن الأَعرابی: البَظَا اللَّحَماتُ المُتراكِبات. الفراء: خَظا لَحْمُه و بَظَا، بغیر همز، إذا اكتنز، یَخظُو و یَبْظُو. و قال غیره: بَظَا لحمه یَبْظُو بَظْواً؛ و أَنشد غیره للأَغلب: خَاظِی البَضِیعِ لَحْمهُ خَظَا بَظَا قال: جعل بَظا صِلَةً لخظا، كقولهم: تَبّاً تَلْباً، و هو توكید لما قبله. و حَظِیَتِ المرأَةُ عند زَوْجِها و بَظِیَتْ: إتباعٌ له لأَنه لیس فی الكلام ب ظ ی.

بعا؛ ج14، ص: 74

: البَعْوُ: العاریَّةُ. و اسْتَبْعَی منه الشی‌ء: اسْتَعارَه. و اسْتَبْعَی یَسْتَبْعِی: اسْتعار؛ قال الكُمَیْت: قد كادَها خالِدٌ مُسْتَبْعِیاً حُمُراً، بالوَكْتِ، تَجْرِی إلی الغایاتِ و الهَضَبِ و الهَضَب: جَرْیٌ ضعیف. و الوَكْتُ: القَرْمَطة فی المشی، وَكَتَ یَكِتُ وَكْتاً. كادَها: أَرادها. قال الأَصمعی: البَعْوُ أَن یَسْتعیر الرجلُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 75
من صاحبه الكلبَ فیَصِیدَ به. و یقال: أَبْعِنِی فرَسَك أَی أَعِرْنیه. و أَبْعَاه فرَساً: أَخْبَلَه. و المُسْتَبْعِی: الرجلُ یأْتی الرجلَ و عنده فرس فیقول: أَعطنیه حتی أُسابقَ علیه. و بَعَاه بَعْواً: أَصاب منه و قَمَرَه، و المَبْعَاةُ مفْعَلَةٌ منه؛ قال: صَحا القَلْبُ بعد الإِلْفِ، و ارتَدَّ شأْوُه، و رَدَّتْ علیه ما بَعَتْه تُماضِرُ و قال راشد بن عبد رَبِّه: سائلْ بَنی السیِّدِ، إنْ لاقَیْتَ جَمْعَهُمُ: ما بالُ سَلْمَی و ما مَبْعَاةُ مِئْشارِ؟ مِئشار: اسم فرسه. و البَعْوُ: الجِنایة و الجُرْم. و قد بَعَا إذا جَنَی. یقال: بَعَا یَبْعُو و یَبْعَی. و بَعَی الذَّنْبَ یَبْعَاه و یَبْعُوه بَعْواً: اجْترَمه و اكتسبه؛ قال عوف بن الأَحْوَص الجَعْفری: و إبْسالی بَنِیَّ بغَیْرِ بَعْوٍ جَرَمْناه، و لا بِدَمٍ مُراقِ و فی الصحاح: بغیر جُرْم بَعَوْناه؛ و قال ابن بری: البیت لعبد الرحمن بن الأَحْوَصِ. قال ابن الأَعرابی: بَعَوْتُ علیهم شَرّاً سُقْتُه و اجْتَرَمْتُه، قال: و لم أَسمعه فی الخیر. و قال اللحیانی: بَعَوْتُه بعَیْنٍ أَصَبْتُه. و قال ابن سیدة فی ترجمة بعی بالیاء: بَعَیْت أَبْعِی مثل اجْتَرَمْتُ و جَنَیْتُ؛ حكاه كراع، قال: و الأَعرف الواو.

بغا؛ ج14، ص: 75

: بَغَی الشی‌ءَ بَغْواً: نَظَر إلیه كیف هو. و البَغْوُ: ما یخرج من زَهْرةِ القَتادِ الأَعْظَمِ الحجازی، و كذلك ما یخرج من زَهْرَة العُرْفُط و السَّلَم. و البَغْوَةُ: الطَّلْعة حین تَنْشَقُّ فتخرج بیضاء رَطْبَةً. و البَغْوة: الثمرة قبل أَن تَنْضَج؛ و فی التهذیب: قبل أَن یَسْتَحْكِم یُبْسُها، و الجمع بَغْوٌ، و خص أَبو حنیفة بالبَغْوِ مَرَّةً البُسرَ إذا كَبِرَ شیئاً، و قیل: البَغْوَة التمْرة التی اسودّ جوفُها و هی مُرْطِبة. و البَغْوَة: ثمرةُ العِضاه، و كذلك البَرَمَةُ. قال ابن بری: البَغْوُ و البَغْوَة كل شجر غَضّ ثَمرهُ أَخْضَر صغیر لم یَبْلُغْ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه مرَّ برجل یقطع سَمُراً بالبادیة فقال: رَعَیْتَ بَغْوَتَها و بَرَمَتَها و حُبْلَتها و بَلَّتها و فَتْلَتَها ثم تَقْطَعُها؛ قال ابن الأَثیر: قال القتیبی یرویه أَصحاب الحدیث مَعْوَتَها، قال: و ذلك غلط لأَن المَعْوَةَ البُسْرَة التی جری فیها الإِرْطابُ، قال: و الصواب بَغْوَتَها، و هی ثمرة السَّمُرِ أول ما تخرج، ثم تصیر بعد ذلك بَرَمَةً ثم بَلَّة ثم فَتْلة. و البُغَةُ: ما بین الرُّبَع و الهُبَع؛ و قال قطرب: هو البُعَّة، بالعین المشدّدة، و غلطوه فی ذلك. و بَغَی الشی‌ءَ ما كان خیراً أَو شرّاً یَبْغِیه بُغاءً و بُغیً؛ الأَخیرة عن اللحیانی و الأُولی أَعرف: طَلَبَه؛ و أَنشد غیره: فلا أَحْبِسَنْكُم عن بُغَی الخَیْر، إِننی سَقَطْتُ علی ضِرْغامةٍ، و هو آكِلی و بَغَی ضالَّته، و كذلك كل طَلِبَة، بُغَاءً، بالضم و المد؛ و أَنشد الجوهری: لا یَمْنَعَنَّك من بُغاءِ الخَیْرِ تَعْقادُ التَّمائم و بُغَایَةً أَیضاً. یقال: فَرِّقوا لهذه الإِبلِ بُغْیَاناً یُضِبُّون لها أَی یتفرَّقون فی طلبها. و‌فی حدیث سُراقة و الهِجْرةِ: انْطَلِقوا بُغْیَاناً‌أَی ناشدین و طالبین، جمع باغ كراع و رُعْیان. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، فی الهجرة: لقیهما رجل بكُراعِ الغَمِیم فقال: من أَنتم؟ فقال أَبو بكر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 76
باغٍ و هادٍ؛ عَرَّضَ بِبُغاء الإِبل و هدایة الطریق، و هو یرید طلبَ الدِّینِ و الهدایةَ من الضلالة. و ابْتَغَاه و تَبَغَّاه و اسْتَبْغَاه، كل ذلك: طلبه؛ قال ساعدة ابن جُؤیَّة الهُذَلی: و لكنَّما أَهلی بوادٍ، أَنِیسُه سِباعٌ تَبَغَّی الناسَ مَثْنی و مَوْحَدا و قال: أَلا مَنْ بَیَّنَ الأَخَوَیْنِ، أُمُّهما هی الثَّكْلَی تُسائلُ من رَأَی ابْنَیْها، و تَسْتَبْغِی فما تُبْغَی جاء بهما بعد حرف اللین «3». المعوَّض مما حذف، و بَیَّنَ بمعنی تَبَیَّنَ، و الاسم البُغْیَةُ. و قال ثعلب: بَغَی الخَیْرَ بُغْیَةً و بِغْیَةً، فجعلهما مصدرین. و یقال: بَغَیْتُ المال من مَبْغاتِه كما تقول أَتیت الأَمر من مَأتاته، یرید المَأْتَی و المَبْغَی. و فلان ذو بُغَایَة للكسب إذا كان یَبغِی ذلك. و ارْتَدَّتْ علی فلان بُغْیَتُه أَی طَلِبَتُه، و ذلك إذا لم یجد ما طَلَب. و قال اللحیانی: بَغَی الرجلُ الخیر و الشر و كلَّ ما یطلبه بُغَاءً و بِغْیَة و بِغیً، مقصور. و قال بعضهم: بُغْیَةً و بُغیً. و البُغْیَةُ: الحاجة. الأَصمعی: بَغَی الرجلُ حاجته أَو ضالته یَبْغِیها بُغَاءً و بُغْیَةً و بُغَایةً إذا طلبها؛ قال أَبو ذؤیب: بُغَایَةً إنما تَبْغی الصحاب من الفِتْیانِ فی مثله الشُّمُّ الأَناجِیجُ «4». و البَغِیَّةُ: الطَّلِبَةُ، و كذلك البِغْیَة. یقال: بَغِیَّتی عندك و بِغْیَتِی عندك. و یقال: أَبْغِنِی شیئاً أَی أَعطنی و أَبْغِ لی شیئاً. و یقال: اسْتَبْغَیْتُ القوم فَبَغَوْا لی و بَغَوْنی أَی طَلَبوا لی. و البِغْیَة و البُغْیَةُ و البَغِیَّةُ: ما ابْتُغِی. و البَغِیَّةُ: الضالة المَبْغِیَّة. و البَاغِی: الذی یطلب الشی‌ء الضالَّ، و جمعه بُغَاة و بُغْیَانٌ؛ قال ابن أَحمر: أَو بَاغِیَان لبُعْرانٍ لنا رَقصَتْ، كی لا تُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَا قالوا: أَراد كیف لا تُحِسُّونَ. و البِغْیة و البُغْیة: الحاجة المَبْغِیَّة، بالكسر و الضم، یقال: ما لی فی بنی فلان بِغْیَة و بُغْیَة أَی حاجة، فالبِغْیَة مثل الجلْسة التی تَبْغِیها، و البُغْیَة الحاجة نفسها؛ عن الأَصمعی. و أَبْغَاه الشی‌ءَ: طلبه له أَو أَعانه علی طلبه، و قیل: بَغَاه الشی‌ءَ طلبه له، و أَبْغَاه إیاه أَعانه علیه. و قال اللحیانی: اسْتَبْغَی القومَ فَبَغَوْه و بَغَوْا له أَی طلبوا له. و البَاغِی: الطالِبُ، و الجمع بُغَاة و بُغْیَانٌ. و بَغَیْتُك الشی‌ءَ: طلبته لك؛ و منه قول الشاعر: و كم آمِلٍ من ذی غِنیً و قَرابةٍ لِتَبْغِیَه خیراً، و لیس بفاعِل و أَبْغَیْتُك الشی‌ءَ: جعلتك له طالباً. و قولهم: یَنْبَغِی لك أَن تفعل كذا فهو من أَفعال المطاوعة، تقول: بَغَیْتُه فانْبَغَی، كما تقول: كسرته فانكسر. و فی التنزیل العزیز: یَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَ فِیكُمْ سَمّٰاعُونَ لَهُمْ؛ أَی یَبْغُون لكم، محذوف اللام؛ و قال كعب بن زهیر: إذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ، بَغَاها خَناسیراً فأَهْلَكَ أَرْبعا أَی بَغَی لها خَناسیر، و هی الدواهی، و معنی بَغَی
(3). قوله [جاء بهما بعد حرف اللین إلخ] كذا بالأصل، و الذی فی المحكم: بغیر حرف إلخ (4). قوله [الأناجیج] كذا فی الأصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌14، ص: 77
هاهنا طَلَب. الأَصمعی: و یقال ابْغِنِی كذا و كذا أَی اطلبه لی، و معنی ابْغِنِی و ابْغِ لی سواء، و إذا قال أَبْغِنِی كذا و كذا فمعناه أَعِنِّی علی بُغائه و اطلبه معی. و‌فی الحدیث: ابْغِنِی أَحجاراً أَسْتَطبْ بها.یقال: ابْغِنِی كذا بهمزة الوصل أَی اطْلُبْ لی. و أَبْغِنِی بهمزة القطع أَی أَعِنِّی علی الطلب. و منه‌الحدیث: ابْغُونِی حَدیدةً أَسْتَطِبْ بها، بهمز الوصل و القطع؛ هو من بَغَی یَبْغِی بُغاءً إذا طلب. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه خرج فی بُغَاء إبل؛ جعلوا البُغَاء علی زنة الأَدْواء كالعُطاس و الزُّكام تشبیهاً لشغل قلب الطالب بالداء. الكسائی: أَبْغَیْتُك الشی‌ءَ إذا أَردت أَنك أَعنته علی طلبه، فإذا أَردت أَنك فعلت ذلك له قلت قد بَغَیْتُك، و كذلك أعْكَمْتُك أَو أَحْمَلْتُك. و عَكَمْتُك العِكْم أَی فعلته لك. و قوله: یَبْغُونَهٰا عِوَجاً*؛ أَی یَبْغُون للسبیل عوجاً، فالمفعول الأَول منصوب بإسقاط الخافض؛ و مثله قول الأَعشی: حتی إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحها ذُؤالُ نَبْهانَ، یَبْغِی صَحْبَه المُتَعا أَی یبغی لصحبه الزادَ؛ و قال واقِدُ بن الغِطرِیف: لئن لَبَنُ المِعْزَی بماء مُوَیْسِلٍ بَغَانِیَ داءً، إننی لَسَقِیمُ و قال الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَراً یَبْغِینك مَعْمَراً أَی یَبْغِینَ معمراً. یقال: بَغَیتُ الشی‌ءَ طلبته، و أَبْغَیْتُك فَرساً أَجْنَبْتُك إیاه، و أَبْغَیْتُك خیراً أَعنتك علیه. الزجاج: یقال انْبَغَی لفلان أَن یفعل كذا أَی صَلَحَ له أَن یفعل كذا، و كأَنه قال طَلَبَ فِعْلَ كذا فانْطَلَبَ له أَی طاوعه، و لكنهم اجْتزَؤوا بقولهم انْبَغَی. و انْبَغَی الشی‌ءُ: تیسر و تسهل. و قوله تعالی: وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا یَنْبَغِی لَهُ؛ أَی ما یتسهل له ذلك لأَنا لم نعلمه الشعر. و قال ابن الأَعرابی: و ما ینبغی له و ما یَصْلُح له. و إنه لذُو بُغَایَةٍ أَی كَسُوبٌ. و البِغْیَةُ فی الولد: نقِیضُ الرِّشْدَةِ. و بَغَتِ الأَمة تَبْغِی بَغْیاً و بَاغَتْ مُبَاغَاة و بِغَاء، بالكسر و المدّ، و هی بَغِیٌّ و بَغُوٌّ: عَهَرَتْ و زَنَتْ، و قیل: البَغِیُّ الأَمَةُ، فاجرة كانت أَو غیر فاجرة، و قیل: البَغِیُّ أَیضاً الفاجرة، حرة كانت أَو أَمة. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كٰانَتْ أُمُّكِ بَغِیًّا؛ أَی ما كانت فاجرة مثل قولهم ملْحَفَة جَدِیدٌ؛ عن الأَخفش، و أُم مریم حرَّة لا محالة، و لذلك عمَّ ثعلبٌ بالبِغَاء فقال: بَغَتِ المرأَةُ، فلم یَخُصَّ أَمة و لا حرة. و قال أَبو عبید: البَغَایا الإِماءُ لأَنهنَّ كنَّ یَفْجُرْنَ. یقال: قامت علی رؤُوسهم البَغَایَا، یعنی الإِماءَ، الواحدة بَغِیٌّ، و الجمع بِغَایَا. و قال ابن خالویه: البِغَاءُ مصدر بَغَتِ المرأَة بِغاءً زَنَت، و البِغَاء مَصْدَرُ بَاغَتْ بِغَاءً إذا زنت، و البِغَاءُ جمع بَغِیّ و لا یقال بَغِیَّة؛ قال الأَعشی: یَهَبُ الْجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْتانِ، تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطفالِ و البَغَایا یَرْكُضْنَ أَكْسِیةَ الإِضْرِیجِ و الشَّرْعَبیَّ ذا الأَذْیالِ أَراد: و یَهَبُ البَغَایَا لأَن الحرة لا توهب، ثم كثر فی كلامهم حتی عَمُّوا به الفواجر، إماءً كنّ أَو حرائر. و خرجت المرأَة تُبَاغِی أَی تُزانی. و بَاغَتِ المرأَة تُبَاغِی بِغَاءً إذا فَجَرَتْ. و بَغَتِ المرأَةُ تَبْغِی بِغَاء إذا فَجرَت. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا تُكْرِهُوا فَتَیٰاتِكُمْ عَلَی الْبِغٰاءِ؛ و البِغاء: الفُجُور، قال: و لا یراد به الشتم، و إن سُمِّینَ بذلك فی
لسان العرب، ج‌14، ص: 78
الأَصل لفجورهن. قال اللحیانی: و لا یقال رجل بَغِیّ. و‌فی الحدیث: امرأَة بَغِیّ دخلت الجنة فی كَلْب، أَی فاجرة، و یقال للأَمة بَغِیٌّ و إن لم یُرَدْ به الذَّم، و إن كان فی الأَصل ذمّاً، و جعلوا البِغَاء علی زنة العیوب كالحِرانِ و الشِّرادِ لأَن الزنا عیب. و البِغْیَةُ: نقیض الرِّشْدةِ فی الولد؛ یقال: هو ابن بِغْیَةٍ؛ و أَنشد: لدَی رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو بَغِیَّةٍ، فیَغلِبُها فَحْلٌ، علی النسل، مُنْجِب قال الأَزهری: و كلام العرب هو ابن غَیَّة و ابن زَنیَة و ابن رَشْدَةٍ، و قد قیل: زِنْیةٍ و رِشْدةٍ، و الفتح أَفصح اللغتین، و أَما غَیَّة فلا یجوز فیه غیر الفتح. قال: و أَما ابن بِغْیَة فلم أَجده لغیر اللیث، قال: و لا أُبْعِدُه عن الصواب. و البَغِیَّةُ: الطلیعةُ التی تكون قبل ورودِ الجَیْش؛ قال طُفَیل: فأَلْوَتْ بَغَایاهُم بنا، و تباشَرَتْ إلی عُرْضِ جَیْشٍ، غَیرَ أَنْ لم یُكَتَّبِ أَلْوَتْ أَی أَشارت. یقول: ظنوا أَنَّا عِیرٌ فتباشروا فلم یَشْعُروا إلا بالغارة، و قیل: إن هذا البیت علی الإِماء أَدَلُّ منه علی الطَّلائع؛ و قال النابغة فی البَغَایا الطَّلائع: علی إثْرِ الأَدِلَّةِ و البَغَایا، و خَفْقِ الناجِیاتِ من الشآمِ و یقال: جاءت بَغِیَّةُ القوم و شَیِّفَتُهم أَی طَلِیعَتُهم. و البَغْیُ: التَّعَدِّی. و بَغَی الرجلُ علینا بَغْیاً: عَدَل عن الحق و استطال. الفراء فی قوله تعالی: قُلْ إِنَّمٰا حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِّ قال، البَغْی الإِستطالة علی الناس؛ و قال الأَزهری: معناه الكبر، و البَغْی الظُّلْم و الفساد، و البَغْیُ معظم الأَمر. الأَزهری: و قوله فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بٰاغٍ وَ لٰا عٰادٍ*، قیل فیه ثلاثة أَوجه: قال بعضهم: فَمَنِ اضْطُرَّ* جائعاً غَیْرَ بٰاغٍ* أَكْلَها تلذذاً وَ لٰا عٰادٍ* و لا مجاوزٍ ما یَدْفَع به عن نفسه الجُوعَ فَلٰا إِثْمَ عَلَیْهِ*، و قیل: غَیْرَ بٰاغٍ* غیر طالب مجاوزة قدر حاجته و غیرَ مُقَصِّر عما یُقیم حالَه، و قیل: غیر بَاغٍ علی الإِمام و غیر مُتَعدّ علی أُمّته. قال: و معنی البَغْی قصدُ الفساد. و یقال: فلان یَبْغِی علی الناس إذا ظلمهم و طلب أَذاهم. و الفِئَةُ البَاغِیَةُ: هی الظالمة الخارجة عن طاعة الإِمام العادل. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لعَمَّار: وَیْحَ ابنِ سُمَیَّة تَقْتله الفئةُ البَاغِیَة‌و فی التنزیل: فَلٰا تَبْغُوا عَلَیْهِنَّ سَبِیلًا؛ أی إن أَطَعْنكم لا یَبْقَی لكم علیهن طریقٌ إلا أَن یكون بَغْیاً و جَوْراً، و أَصلُ البَغْی مجاوزة الحدّ. و‌فی حدیث ابن عمر: قال لرجل أَنا أُبغضك، قال: لِمَ؟ قال: لأَنك تَبْغِی فی أَذانِكَ؛ أَراد التطریب فیه، و التمدید من تجاوُز الحد. و بَغَی علیه یَبْغِی بَغْیاً: علا علیه و ظلمه. و فی التنزیل العزیز: بَغیٰ بَعْضُنٰا عَلیٰ بَعْضٍ. و حكی اللحیانی عن الكسائی: ما لی و للبَغِ بعضُكم علی بعض؛ أَراد و للبَغْی و لم یعلله؛ قال: و عندی أَنه استثقل كسرة الإِعراب علی الیاء فحذفها و أَلقی حركتها علی الساكن قبلها. و قوم بُغاء «5». و تَبَاغَوْا: بَغَی بعضُهم علی بعض؛ عن ثعلب. و بَغَی الوالی: ظلم. و كلُّ مجاوزة و إفراط علی المقدار الذی هو حد الشی‌ء بَغْیٌ. و قال اللحیانی: بَغَی علی أَخیه بَغْیاً حسده. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللّٰهُ، و فیه:
(5). قوله [و قوم بُغَاء] كذا بالأصل بهمز آخره بهذا الضبط و مثله فی المحكم، و سیأتی عن التهذیب بغاة بالهاء بدل الهمز و هو المطابق للقاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 79
وَ الَّذِینَ إِذٰا أَصٰابَهُمُ الْبَغْیُ هُمْ یَنْتَصِرُونَ. و البَغْیُ: أَصله الحسد، ثم سمی الظلم بَغْیاً لأَن الحاسد یظلم المحسود جُهْدَه إراغَةَ زوالِ نعمةِ الله علیه عنه. و بَغَی بَغْیاً: كَذَب. و قوله تعالی: یٰا أَبٰانٰا مٰا نَبْغِی هٰذِهِ بِضٰاعَتُنٰا؛ یجوز أَن یكون ما نَبْتَغِی أَی ما نطلب، فما علی هذا إستفهام، و یجوز أَن یكون ما نكْذب و لا نَظْلِم فما علی هذا جَحْد. و بَغَی فی مِشْیته بَغْیاً: اخْتال و أَسرع. الجوهری: و البَغْیُ اخْتِیَالٌ و مَرَحٌ فی الفَرس. غیره: و البَغْیُ فی عَدْوِ الفرس اختیالٌ و مَرَح. بَغَی بَغْیاً: مَرِحَ و اختال، و إنه لیَبْغِی فی عَدْوِه. قال الخلیل: و لا یقال فرس باغٍ. و البَغْیُ: الكثیر من المَطَر. و بَغَتِ السماء: اشتد مطرها؛ حكاه أَبو عبید. و قال اللحیانی: دَفَعْنا بَغْیَ السماء عنا أَی شدَّتَها و مُعْظَم مطرها، و فی التهذیب: دَفَعْنا بَغْیَ السماء خَلفَنا. و بَغَی الجُرحُ یَبْغِی بَغْیاً: فَسَدَ و أَمَدَّ و وَرِمَ و تَرامَی إلی فساد. و بَرِئَ جُرْحُه علی بَغْی إذا برئَ و فیه شی‌ء من نَغَلٍ. و‌فی حدیث أَبی سَلَمة: أَقام شهراً یداوی جُرْحَه فَدَمَلَ علی بَغْی و لا یَدْری به‌أَی علی فساد. و جَمَل باغٍ: لا یُلْقِح؛ عن كراع. و بَغَی الشی‌ءَ بَغْیاً: نظر إلیه كیف هو. و بَغَاه بَغْیاً: رَقبَه و انتَظره؛ عنه أَیضاً. و ما یَنْبَغِی لك أَن تَفْعَل و ما یَبْتَغِی أَی لا نَوْلُكَ. و حكی اللحیانی: ما انْبَغَی لك أَن تفعل هذا و ما ابْتَغَی أَی ما ینبغی. و قالوا: إنك لعالم و لا تُباغَ أَی لا تُصَبْ بالعین، و أَنتما عالمان و لا تُباغَیا، و أَنتم علماء و لا تُباغَوْا. و یقال للمرأَة الجمیلة: إنك لجمیلة و لا تُباغَیْ، و للنساء: و لا تُباغَیْنَ. و قال: و الله ما نبالی أَن تُباغَی أَی ما نبالی أَن تصیبك العین. و قال أَبو زید: العرب تقول إنه لكریم و لا یُباغَهْ، و إنهما لكریمان و لا یُباغَیا، و إنهم لكرام و لا یُبَاغَوْا، و معناه الدعاء له أَی لا یُبْغَی علیه؛ قال: و بعضهم لا یجعله علی الدعاء فیقول لا یُباغَی و لا یُبَاغَیَان و لا یُبَاغَون أَی لیس یباغیه أَحد، قال: و بعضهم یقول لا یُباغُ و لا یُباغان و لا یُباغُونَ. قال الأَزهری: و هذا من البَوْغِ، و الأَول من البَغْی، و كأَنه جاء مقلوباً. و حكی الكسائی: إنك لعالم و لا تُبَغْ، قال: و قال بعض الأَعراب مَنْ هذا المَبُوغُ علیه؟ و قال آخر: مَن هذا المَبیغُ علیه؟ قال: و معناه لا یُحْسَدُ. و یقال: إنه لكریم و لا یُباغُ؛ قال الشاعر: إِما تَكَرّمْ إنْ أَصَبْتَ كَریمةً، فلقد أَراك، و لا تُباغُ، لَئِیما و فی التثنیة: لا یُباغانِ، و لا یُبَاغُونَ، و القیاس أَن یقال فی الواحد علی الدعاء و لا یُبَغْ، و لكنهم أَبوا إلَّا أَن یقولوا و لا یُباغْ. و‌فی حدیث النَّخَعِی: أَن إبراهیم بن المُهاجِر جُعِلَ علی بیت الوَرِقِ فقال النخعی ما بُغِی له‌أَی ما خِیر له.

بقی؛ ج14، ص: 79

: فی أَسماء الله الحسنی البَاقِی: هو الذی لا ینتهی تقدیر وجوده فی الاستقبال إلی آخر ینتهی إلیه، و یعبر عنه بأَنه أَبدیّ الوجود. و البَقَاء: ضدّ الفَناء، بَقِیَ الشی‌ءُ یَبْقَی بَقَاءً و بَقَی بَقْیاً، الأَخیرةُ لغة بلحرث بن كعب، و أَبْقَاه و بَقَّاه و تَبَقَّاه و اسْتَبْقَاه، و الاسم البَقْیَا و البُقْیَا. قال ابن سیدة: و أَری ثعلباً قد حكی البُقْوَی، بالواو و ضم الباء. و البَقْوَی و البَقْیا: إسمان یوضعان موضع الإِبْقاء، إن قیل: لم قلبت العرب لام فَعْلَی إذا كانت اسماً و كان لامها یاء واواً حتی قالوا البَقْوَی و ما أَشبه ذلك نحو التَّقْوَی و العَوَّی «1»؟ فالجواب: أَنهم إنما فعلوا ذلك فی فَعْلی
(1). قوله [العوَّی] هكذا فی الأصل و المحكم
لسان العرب، ج‌14، ص: 80
لأَنهم قد قلبوا لام الفُعْلَی، إذا كانت اسماً و كانت لامها واواً، یاء طلباً للخفة، و ذلك نحو الدُّنْیا و العُلْیا و القُصْیا، و هی من دَنَوْتُ و عَلَوْتُ و قَصَوْت، فلما قلبوا الواو یاء فی هذا و فی غیره مما یطول تعداده عوَّضوا الواو من غلبة الیاء علیها فی أَكثر المواضع بأَن قلبوها فی نحو البَقْوَی و الثَّنْوَی واواً، لیكون ذلك ضرباً من التعویض و من التكافؤ بینهما. و بَقیَ الرجلُ زماناً طویلًا أَی عاش و أَبقاه الله. اللیث: تقول العرب «1». نَشَدْتُك الله و البُقْیَا؛ هو الإِبقاء مثل الرَّعْوی و الرُّعْیا من الإِرْعاء علی الشی‌ء، و هو الإِبْقاء علیه. و العرب تقول للعدوّ إذا غَلَبَ: البَقِیَّةَ أَی أَبْقُوا علینا و لا تستأْصلونا؛ و منه قول الأَعشی: قالوا البَقِیَّة و الخَطِّیُّ یأْخُذُهم و‌فی حدیث النجاشی و الهجرة: و كان أَبْقَی الرجلین فینا‌أَی أَكثر إبقاء علی قومه، و یروی بالتاء من التُّقی. و البَاقِیَةُ توضع موضع المصدر. و یقال: ما بَقِیَتْ منهم بَاقِیَةٌ و لا وَقاهم الله من واقِیَة. و فی التنزیل العزیز: فَهَلْ تَریٰ لَهُمْ مِنْ بٰاقِیَةٍ؛ قال الفراء: یرید من بَقاء. و یقال: هل تری منهم بَاقِیاً، كل ذلك فی العربیة جائز حسن، و بَقِیَ من الشی‌ء بَقِیَّةٌ. و أَبْقَیْتُ علی فلان إذا أَرْعَیْتَ علیه و رَحِمْتَه. یقال: لا أَبْقَی اللهُ علیك إن أَبْقَیْتَ علیَّ، و الاسم البُقْیَا؛ قال اللَّعِین: سَأَقْضِی بین كَلْبِ بَنی كُلَیْبٍ، و بَیْنَ القَیْنِ قَیْنِ بَنی عِقَالِ فإنَّ الكلبَ مَطْعَمُه خَبیثٌ، و إنَّ القَیْنَ یَعْمَلُ فی سِفَالِ فما بُقْیَا علیّ ترَكْتُمانی، و لكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ و كذلك البَقْوی، بفتح الباء. و یقال: البُقْیَا و البَقْوَی كالفُتْیا و الفَتْوَی؛ قال أَبو القَمْقام الأَسَدِیُّ: أُذَكِّرُ بالبَقْوَی علی ما أَصابَنی، و بَقْوَایَ أَنِّی جاهِدٌ غَیر مُؤتَلی و اسْتَبْقَیتُ من الشی‌ء أَی تركت بعضه. و اسْتَبْقَاه: اسْتَحْیاه، و طیِّ‌ءٌ تقول بَقَی و بَقَتْ مكان بَقِیَ و بَقِیَتْ، و كذلك أَخواتها من المعتل؛ قال البَولانی: تَسْتَوْقِدُ النَّبْلَ بالحَضِیضِ، و تَصْطادُ نُفُوساً بُنَتْ علی الكَرَمِ أَی بُنِیَتْ، یعنی إذا أَخطأَ یُورِی النارَ. و البَقِیَّةُ: كالبَقْوَی. و البَقِیَّة أَیضاً: ما بقی من الشی‌ء. و قوله تعالی: بَقِیَّتُ اللّٰهِ خَیْرٌ لَكُمْ. قال الزجاج: معناه الحالُ التی تبقی لكم من الخیر خیر لكم، و قیل: طاعة الله خیر لكم. و قال الفراء: یا قوم ما أُبْقِیَ لكم من الحلال خیر لكم، قال: و یقال مراقبة الله خیر لكم. اللیث: و البَاقِی حاصل الخَراج و نحوه، و لغة طی‌ء بَقَی یَبْقَی، و كذلك لغتهم فی كل یاء انكسر ما قبلها، یجعلونها أَلفاً نحو بَقَی و رَضَی و فَنَی؛ و قوله عز و جل: وَ الْبٰاقِیٰاتُ الصّٰالِحٰاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوٰاباً*؛ قیل: الْبٰاقِیٰاتُ الصّٰالِحٰاتُ* الصلوات الخمس، و قیل هی الأَعمال الصالحة كلها، و قیل: هی سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أَكبر. قال: وَ الْبٰاقِیٰاتُ الصّٰالِحٰاتُ*، و الله أَعلم، كل عمل صالح یَبْقَی ثوابه. و المُبْقِیاتُ من الخیل: التی یَبْقَی جَریُها بعد
(1). قوله [اللیث تقول العرب إلخ] هذه عبارة التهذیب و قد سقط منها جملة فی كلام المصنف و نصها: تقول العرب نشدتك الله و البُقْیَا و هی البقیة، أبو عبید عن الكسائی قال: البَقْوَی و البُقْیَا هی الإِبقاء مثل الرعوی إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 81
انقطاع جَرْی الخیل؛ قال الكَلْحَبَةُ الیَرْبُوعِیُّ: فأَدْرَكَ إبْقَاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها، و قد جَعَلَتْنِی من حزِیمةَ إصْبَعا و فی التهذیب: المُبْقِیَاتُ من الخیل هی التی تُبْقِی بعضَ جَریها تَدَّخِره. و المُبْقِیَاتُ: الأَماكن التی تُبقِی ما فیها من مناقع الماء و لا تشربه؛ قال ذو الرمة: فلما رَأَی الرَّائی الثُّرَیَّا بسُدْفَةٍ، و نَشَّتْ نِطافُ المُبْقِیَاتِ الوقائع و اسْتَبْقَی الرجلَ و أَبْقَی علیه: وجب علیه قتل فعفا عنه. و أَبْقیْتُ ما بینی و بینهم: لم أُبالغ فی إفساده، و الاسم البَقِیَّةُ؛ قال: إنْ تُذْنِبُوا ثم تأْتِینی بَقِیَّتُكم، فما علیَّ بذَنْبٍ منكمُ فَوْتُ أَی إبقاؤكم: و یقال: اسْتَبْقَیْتُ فلاناً إذا وجب علیه قتل فعفوت عنه. و إذا أَعطیت شیئاً و حَبَسْتَ بعضَه قلت: اسْتَبْقَیْتُ بعضَهُ. و اسْتَبْقَیْتُ فلاناً: فی معنی العفو عن زلله و اسْتِبْقاء مودَّته؛ قال النابغة: و لَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً لا تَلُمُّه علی شَعَثٍ، أَیُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟ و‌فی حدیث الدعاء: لا تُبْقِی علی من یَضْرَعُ إلیها، یعنی النار. یقال: أَبْقَیْت علیه أُبْقِی إبْقَاءً إذا رحمته و أَشفقت علیه. و‌فی الحدیث: تَبَقَّهْ و توَقَّهْ؛ هو أَمر من البقاء و الوِقاء، و الهاء فیهما للسكت، أَی اسْتَبْق النفسَ و لا تُعَرِّضْها للهَلاك و تحرّز من الآفات. و قوله تعالی: فَلَوْ لٰا كٰانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسٰادِ؛ معناه أُولو تمییز، و یجوز أُولوا بَقِیَّة أُولو طاعة؛ قال ابن سیدة: فسر بأَنه الإِبقاء و فسر بأَنه الفَهْم، و معنی البَقِیَّة إذا قلت فلان بَقِیَّة فمعناه فیه فَضْل فیما یُمْدَحُ به، و جمع البَقِیَّة بَقَایَا. و قال القتیبی: أُولو بَقِیَّة من دِینِ قوم لهم بَقِیَّة إذا كانت بهم مُسْكَة و فیهم خیر. قال أَبو منصور: البَقِیَّة اسم من الإِبْقاء كأَنه أَراد، و الله أَعلم، فلو لا كان من القرون قوم أُولوا إبقاء علی أَنفسهم لتمسكهم بالدین المرضی، و نصب إِلّٰا قَلِیلًا لأَن المعنی فی قوله فلو لا كان فما كان، و انتصاب قَلِیلًا علی الانقطاع من الأَول. و البُقْیَا أَیضاً: الإِبْقاءُ؛ و قوله أَنشده ثعلب: فلو لا اتِّقاءُ الله بُقْیایَ فیكما، لَلُمْتُكما لَوْماً أَحَرَّ من الجَمْرِ أَراد بُقْیَایَ علیكما، فأَبدل فی مَكانَ علی، و أَبدل بُقْیایَ من اتقاء الله. و بَقَاهُ بَقْیاً: انتظره و رَصَدَه، و قیل: هو نظرك إلیه؛ قال الكُمَیْت و قیل هو لكثیر: فما زلْتُ أَبْقِی الظُّعْنَ، حتی كأَنها أَواقِی سَدیً تَغْتالهُنَّ الحَوائِكُ یقول: شبهت الأَظْعَان فی تباعدها عن عینی و دخولها فی السراب بالغزل الذی تُسْدیه الحائكةُ فیتناقص أَوَّلًا فأَوّلًا. و بَقَیْتُه أَی نظرت إلیها و ترقبته. و بَقِیَّةُ الله: انتظارُ ثوابه؛ و به فسر أَبو علیّ قوله: بَقِیَّتُ اللّٰهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، لأَنه إنما ینتظر ثوابه من آمن به. و بَقِیَّةُ: اسم. و‌فی حدیث معاذ: بَقَیْنا رسولَ الله و قد تأَخر لصلاة العَتَمة، و فی نسخة: بَقَیْنا رسولَ الله فی شهر رمضان حتی خَشینا فوتَ الفَلاح‌أَی انتظرناه. و بَقَّیْتُه، بالتشدید، و أَبْقَیْتُهُ و تَبَقَّیْتُه كله بمعنی. و قال الأَحمر فی بَقَیْنا: انتظرنا و تبصرنا؛ یقال منه: بَقَیْتُ الرجلَ أَبْقِیه بَقْیاً أَی انتظرته و رَقَبْتُه؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 82
و أَنشد الأَحمر: فهُنَّ یَعْلُكْنَ حَدائداتِها، جُنْحُ النَّواصِی نَحْوَ أَلْوِیاتِها، كالطَّیر تَبقی مُتَداوِماتِها یعنی تنظر إلیها. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، و صلاة اللیل: فبَقَیْتُ كیف یصلی النبی، صلی الله علیه و آله و سلم، و فی روایة: كراهة أَن یَرَی أَنی كنت أَبْقِیه‌أَی أَنْظُره و أَرْصُده. اللحیانی: بَقَیْتُه و بَقَوْتُه نظرت إلیه، و فی المحكم: بَقَاه بعینه بَقَاوَةً نظر إلیه؛ عن اللحیانی. و بَقَوْتُ الشی‌ءَ: انتظرته، لغة فی بَقَیْتُ، و الیاء أَعلی. و قالوا: ابْقُهْ بَقْوَتَك مالَك و بَقَاوَتَك مالَك أَی احفظه حفْظَك مالَك.

بكا؛ ج14، ص: 82

: البُكَاء یقصر و یمد؛ قاله الفراء و غیره، إذا مَدَدْتَ أَردتَ الصوتَ الذی یكون مع البكاء، و إذا قَصرت أَردتَ الدموع و خروجها؛ قال حسان بن ثابت، و زعم ابن إسحاق أَنه لعبد الله بن رواحة و أَنشده أَبو زید لكعب بن مالك فی أَبیات: بَكَتْ عینی، و حقَّ لها بُكاها، و ما یُغْنی البُكاءُ و لا العَویلُ علی أَسَد الإِلهِ غَداةَ قالوا: أَ حَمْزَةُ ذاكم الرجلُ القتیلُ؟ أُصِیبَ المسلمون به جمیعاً هناك، و قد أُصیب به الرسولُ أَبا یَعْلی لك الأَركانُ هُدَّتْ، و أَنتَ الماجدُ البَرُّ الوصولُ علیك سلامُ ربك فی جِنانٍ، مُخالطُها نَعیمٌ لا یزولُ قال ابن بری: و هذه من قصیدة ذكرها النحاس فی طبقات الشعراء، قال: و الصحیح أَنها لكعب بن مالك؛ و قالت الخنساء فی البُكَاء الممدود ترثی أَخاها: دَفَعْتُ بك الخُطوبَ و أَنت حیٌّ، فمن ذا یَدْفَعُ الخَطْبَ الجَلیلا؟ إذا قَبُحَ البُكاء علی قَتیل، رأَیتُ بُكَاءَك الحَسَنَ الجمیلا و‌فی الحدیث: فإن لم تجدوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا‌أَی تَكَلَّفُوا البُكاء، و قد بَكَی یَبْكِی بُكَاءً و بُكیً؛ قال الخلیل: من قصره ذهب به إلی معنی الحزن، و من مدّة ذهب به إلی معنی الصوت، فلم یبالِ الخلیلُ اختلافَ الحركة التی بین باء البكا و بین حاء الحزن، لأَن ذلك الخَطَر یسیر. قال ابن سیدة:، و هذا هو الذی جَرَّأَ سیبویه علی أَن قال و قالوا النَّضْرُ، كما قالوا الحَسَنُ، غیر أَن هذا مسكَّن الأَوسط، إلا أَن سیبویه زاد علی الخلیل لأَن الخلیل مَثَّلَ حركة بحركة و إن اختلفتا، و سیبویه مَثَّلَ ساكن الأَوسط بمتحرك الأَوسط، و لا محالة أَن الحركة أَشبه بالحركة و إن اختلفتا من الساكن بالمتحرك، فَقَصَّرَ سیبویه عن الخلیل، و حُقَّ له ذلك، إذ الخلیل فاقد النظیر و عادم المثیل؛ و قول طرفة: و ما زال عنی ما كَنَنْتُ یَشُوقُنی، و ما قُلْتُ حتی ارْفَضَّتِ العینُ بَاكِیَا فإنه ذكَّر باكیاً و هی خبر عن العین، و العین أُنثی، لأَنه أَراد حتی ارفضت العین ذات بكاء، و إن كان أَكثر ذلك إنما هو فیما كان معنی فاعل لا معنی مفعول، فافهم، و قد یجوز أَن یذكر علی إرادة العضو، و مثل هذا یتسع فیه القول؛ و مثله قول الأَعشی: أَرَی رَجُلًا منهم أَسِیفاً، كأَنما یَضُمُّ إلی كَشْحَیْهِ كَفّاً مُخَضَّبا
لسان العرب، ج‌14، ص: 83
أَی ذاتَ خضاب، أَو علی إرادة العضو كما تقدم؛ قال: و قد یجوز أَن یكون مخضباً حالًا من الضمیر الذی فی یضم. و بَكَیْتُه و بَكَیْتُ علیه بمعنی. قال الأَصمعی: بَكَیْتُ الرجلَ و بَكَّیْتُه، بالتشدید، كلاهما إذا بَكَیْتَ علیه، و أَبْكَیْته إذا صنعت به ما یُبْكِیه، قال الشاعر: الشمسُ طالعة، لیستْ بكاسفةٍ، تُبْكی علیكَ نُجومَ اللیل و القَمرا «2». و اسْتَبْكَیْتُه و أَبْكَیْتُه بمعنی. و التِّبْكَاء: البُكاء؛ عن اللحیانی. و قال اللحیانی: قال بعض نساء الأَعراب فی تأْخیذ الرجال أَخَّذتُه فی دُبَّاء مُمَلأٍ من الماء مُعَلَّقٍ بتِرْشاء فلا یَزَلْ فی تِمْشاء و عینُه فی تِبْكاء، ثم فسره فقال: التِّرشاءُ الحَبْلُ، و التِّمْشاء المَشیُ، و التِّبْكَاءُ البُكاء، و كان حكم هذا أَن یقول تَمْشاء و تَبْكاء لأَنهما من المصادر المبنیة للتكثیر كالتَّهْذار فی الهَذْر و التَّلْعاب فی اللَّعب، و غیر ذلك من المصادر التی حكاها سیبویه، و هذه الأُخْذَة قد یجوز أَن تكون كلها شعراً، فإذا كان كذلك فهو من مَنْهوك المنسرح؛ و بیته: صَبْراً بنی عَبْد الدارْ و قال ابن الأَعرابی: التَّبْكَاء، بالفتح، كثرة البُكاء؛ و أَنشد: و أَقْرَحَ عَیْنَیَّ تَبْكَاؤُه، و أَحدَثَ فی السَّمْعِ مِنِّی صَمَمْ و باكَیْتُ فلاناً فَبَكَیْتُه إذا كنتَ أَكثرَ بُكاءً منه. و تَبَاكَی: تَكَلَّف البُكاءَ. و البَكِیُّ: الكثیر البُكاء، علی فعیل. و رجل بَاكٍ، و الجمع بُكَاة و بُكِیٌّ، علی فُعُول مثل جالس و جُلُوس، إلّا أَنهم قلبوا الواو یاء. و أَبْكَی الرجلَ: صَنَع به ما یُبْكیه. و بَكَّاه علی الفَقیدِ: هَیَّجه للبكاء علیه و دعاه إلیه؛ قال الشاعر‌صَفیَّةُ قُومی و لا تَقْعُدِی، و بَكِّی النساءَ علی حَمْزه و یروی: … و لا تَعْجزی، هكذا روی بالإِسكان، فالزای علی هذا هو الرویّ لا الهاء لأَنها هاء تأنیث، و هاء التأْنیث لا تكون رویّاً، و من رواه مطلقاً قال: علی حمزة، جعل التاء هی الرویّ و اعتقدها تاء لا هاء لأَن التاء تكون رویّاً، و الهاء لا تكون البتة رویّاً. و بَكَاه بُكاءً و بَكَّاه، كلاهما: بَكَی علیه و رثاه؛ و قوله أَنشده ثعلب: و كنتُ مَتَی أَری زِقّاً صَریعاً، یُناحُ علی جَنازَتِه، بَكَیْتُ فسره فقال: أَراد غَنَّیْتُ، فجعل البكاء بمنزلة الغِناء، و استجاز ذلك لأَن البُكَاء كثیراً ما یَصْحَبه الصوت كما یصحب الصوت الغناء. و البَكَی، مقصور: نبت أَو شجر، واحدته بَكاة. قال أَبو حنیفة: البَكَاة مثلُ البَشامة لا فرق بینهما إلا عند العالم بهما، و هما كثیراً ما تنبتان معاً، و إذا قطعت البَكاة هُریقت لبناً أَبیض؛ قال ابن سیدة: و قضینا علی أَلف البُكَی بالیاء لأَنها لام لوجود ب ك ی و عدم ب ك و، و الله أَعلم.

بلا؛ ج14، ص: 83

: بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً و بَلاءً و ابْتَلَیْته: اخْتَبَرْته، و بَلاهُ یَبْلُوه بَلْواً إذا جَرَّبَه و اخْتَبَره. و‌فی حدیث حذیفة: لا أُبْلِی أَحداً بَعْدَك أَبداً. و قد ابْتَلَیْتُه فأَبْلانی‌أَی اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرنی. و‌فی حدیث أُم سلمة: إنَّ مِنْ أَصْحابی مَنْ لا یَرانی بَعدَ أَن فارَقَنی، فقال لها عمر: بالله أَ مِنْهم أَنا؟ قالت: لا و لن أُبْلِیَ أَحداً بعدَكَ‌أَی لا
(2). روایة دیوان جریر: تُبْكِی علیك … أَی الشمس، و نصب نجوم اللیل و القمر بكاسفة
لسان العرب، ج‌14، ص: 84
أُخبِر بعدَك أَحداً، و أَصله من قولهم أَبْلَیْتُ فُلاناً یمیناً إذا حلفتَ له بیمین طَیَّبْتَ بها نفسه. و قال ابن الأَعرابی: أَبْلَی بمعنی أَخْبَر. و ابْتَلاه الله: امْتَحَنَه، و الاسم البَلْوَی و البِلْوَةُ و البِلْیَةُ و البَلِیَّةُ و البَلاءُ، و بُلِیَ بالشی‌ء بَلاءً و ابْتُلِیَ؛ و البَلاءُ یكون فی الخیر و الشر. یقال: ابْتَلَیْته بلاءً حسناً و بَلاءً سیِّئاً، و الله تعالی یُبْلی العبدَ بَلاءً حسناً و یُبْلِیه بلاءً سیِّئاً، نسأَل الله تعالی العفو و العافیة، و الجمع البَلایا، صَرَفُوا فَعائِلَ إلی فَعالی كما قیل فی إداوة. التهذیب: بَلاه یَبْلُوه بَلْواً، إذا ابتَلاه الله ببَلاء، یقال: ابْتَلاه الله ببَلاء. و‌فی الحدیث: اللهم لا تُبْلِنَا إلّا بالتی هی أَحسن، و الاسم البَلاء، أَی لا تَمْتَحِنَّا. و یقال: أَبْلاه الله یُبْلِیه إبْلاءً حسناً إذا صنع به صُنْعاً جمیلًا. و بَلاه اللهُ بَلاء و ابْتَلاه أَی اختَبره. و التَّبَالِی: الاختبار. و البَلاء: الاختبار، یكون بالخیر و الشر. و‌فی كتاب هرقل: فَمَشی قَیْصر إلی إیلِیاء لمَّا أَبْلاهُ الله.قال القتیبی: یقال من الخیر أَبْلَیْته إبْلاءً، و من الشر بَلَوْته أَبْلُوه بَلاءً، قال: و المعروف أَن الابتلاء یكون فی الخیر و الشر معاً من غیر فرق بین فعلیهما؛ و منه قوله تعالی: وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَیْرِ فِتْنَةً؛ قال: و إنما مشی قیصر شكراً لاندفاع فارس عنه. قال ابن بری: و البَلاء الإِنعام؛ قال الله تعالی: وَ آتَیْنٰاهُمْ مِنَ الْآیٰاتِ مٰا فِیهِ بَلٰؤُا مُبِینٌ؛ أَی إنعام بَیِّن. و‌فی الحدیث: مَنْ أُبْلِیَ فَذَكَرَ فَقَد شَكَرَ؛ الإِبلاء: الإِنعام و الإِحسان. یقال: بَلَوْت الرجلَ و أَبْلَیْت عندَه بَلاء حسناً. و‌فی حدیث كعب بن مالك: ما عَلِمْتُ أَحداً أَبْلاه الله أَحسنَ مِمَّا أَبْلانی، و البَلاءُ الاسم، ممدودٌ. یقال: أَبْلاه اللهُ بَلاءً حسناً و أَبْلَیْته معروفاً؛ قال زهیر: جَزَی اللهُ بالإِحسانِ ما فَعَلا بِكُمْ، و أَبْلاهما خیرَ البَلاء الَّذی یَبْلُو أَی صَنَع بهما خیرَ الصَّنِیع الذی یَبْلُو به عبادَه. و یقال: بُلِیَ فلانٌ و ابْتُلِیَ إذا امْتُحِنَ. و البَلْوَی: اسم من بَلاه الله یَبْلُوه. و‌فی حدیث حذیفة: أَنه أُقِیمَتِ الصلاةُ فَتَدافَعوها فَتَقدَّمَ حذیفة فلما سَلَّم من صلاته قال: لتَبْتَلُنَّ لَها إماماً أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً؛ قال شمر: قوله لتَبْتَلُنَّ لها إماماً‌یقول لتَخْتارُنَّ، و أَصله من الابْتِلاء الاختبار من بَلاه یَبْلُوه، و ابْتَلاه أَی جَرَّبه؛ قال: و ذكره غیره فی الباء و التاء و اللام و هو مذكور فی موضعه و هو أشبه. و نزلت بَلاءِ علی الكفار مثل قَطامِ: یعنی البلاءَ. و أَبْلَیْت فلاناً عُذراً أَی بَیَّنت وجه العذر لأُزیل عنی اللوم. و أَبْلاه عُذراً: أَدَّاه إلیه فقبله، و كذلك أَبْلاه جُهْدَه و نائِلَه. و‌فی الحدیث: إنما النذْرُ ما ابْتُلِیَ به وجه الله‌أَی أُرید به وجههُ و قُصِدَ به. و قوله‌فی حدیث برّ الوالدین: أَبْلِ الله تعالی عُذْراً فی بِرِّها‌أَی أَعْطِه و أَبْلِغ العُذرَ فیها إلیه؛ المعنی أَحسن فیما بینك و بین الله ببرك إیاها. و‌فی حدیث سعد یوم بدر: عَسَی أَن یُعْطَی هذا مَن لا یُبْلِی بَلائی‌أَی لا یعملُ مثلَ عملی فی الحرب، كأَنه یرید أَفعل فعلًا أُخْتَبَر به فیه و یظهر به خیری و شری. ابن الأَعرابی: و یقال أَبْلَی فلان إذا اجتهد فی صفة حرب أَو كرم. یقال: أَبْلَی ذلك الیومَ بَلاءً حسناً، قال: و مثله بَالَی یُبَالِی مُبَالاةً؛ و أَنشد: ما لی أَراكَ قائماً تُبَالِی، و أَنتَ قد قُمْتَ من الهُزالِ؟
لسان العرب، ج‌14، ص: 85
قال: سمعه و هو یقول أَكلْنا و شربْنا و فعَلْنا، یُعَدِّد المكارمَ و هو فی ذلك كاذب؛ و قال فی موضع آخر: معناه تبالی تنظر أَیهم أَحسن بالًا و أَنت هالك. قال: و یقال بَالَی فلانٌ فلاناً مُبَالاةً إذا فاخَرَه، و بَالاهُ یُبَالِیهِ إذا ناقَصَه، و بَالَی بالشی‌ء یُبَالِی به إذا اهْتَمَّ به، و قیل: اشتقاقُ بَالَیْتُ من البَالِ بالِ النفسِ، و هو الاكْتِراثُ؛ و منه أَیضاً: لم یَخْطُرْ بِبَالِی ذلك الأَمر أَی لم یُكْرِثْنی. و رجلٌ بِلْوُ شَرٍّ و بِلْیُ خَیرٍ أَی قَوِیٌّ علیه مُبْتَلًی به. و إنه لَبِلْوٌ و بِلْیٌ من أَبْلاءِ المالِ أَی قَیِّمٌ علیه. و یقال للراعی الحسنِ الرِّعْیَة: إنه لَبِلْوٌ من أَبْلائها، و حِبْلٌ من أَحْبالِها، و عِسْلٌ من أَعسالها، و زِرٌّ من أَزرارِها؛ قال عمر بن لَجَإ: فصادَفَتْ أَعْصَلَ من أَبْلائِها، یُعْجِبُه النَّزْعُ علی ظمائها قلبت الواو فی كل ذلك یاء للكسرة و ضعف الحاجز فصارت الكسرة كأَنها باشرت الواو. و فلان بِلْیُ أَسفارٍ إذا كان قد بَلاهُ السفر و الهَمُّ و نحوهما. قال ابن سیدة: و جعل ابن جنی الیاء فی هذا بدلًا من الواو لضعف حجز اللام كما ذكرناه فی قوله فلان من عِلْیَةِ الناس. و بَلِیَ الثوبُ یَبْلَی بِلًی و بَلاء و أَبْلاه هو؛ قال العجاج: و المَرْءُ یُبْلِیهِ بَلاءَ السِّربالْ كرُّ اللیالی و انْتِقالُ الأَحوالْ أَراد: إبلاء السربال، أَو أَراد: فیَبْلی بَلاء السِّربال، إذا فَتَحتَ الباء مَدَدْتَ و إذا كَسرْتَ قَصَرْتَ، و مثله القِری و القَراءُ و الصِّلی و الصَّلاءُ. و بَلَّاه: كأَبْلاهُ؛ قال العُجَیر السلولی: و قائِلَةٍ: هذا العُجَیْرُ تَقَلَّبَتْ به أَبْطُنٌ بَلَّیْنَهُ و ظُهور رَأَتْنی تجاذَبْتُ الغَداةَ، و مَن یَكُنْ فَتًی عامَ عامَ الماء، فَهْوَ كَبیر و قال ابن أَحمر: لَبِسْتُ أَبی حتی تَبَلَّیْتُ عُمْرَه، و بَلَّیْتُ أَعْمامِی و بَلَّیْتُ خالِیا یرید أَی عشت المدة التی عاشها أَبی، و قیل: عامَرتُه طُول حیاتی، و أَبْلَیْتُ الثَّوبَ. یقال للمُجِدِّ: أَبْلِ و یُخْلِفُ الله، و بَلَّاهُ السَّفَرُ و بَلَّی علیه و أَبْلاه؛ أَنشد ابن الأَعرابی؛قَلُوصانِ عَوْجاوانِ، بَلَّی عَلیهِما دُؤوبُ السُّرَی، ثم اقْتِداحُ الهَواجِر و ناقَةٌ بِلْوُ سفرٍ، بكسر الباء: أَبلاها السفر، و فی المحكم: قد بَلَّاها السفر، و بِلْیُ سَفَر و بِلْوُ شَرّ و بِلْیُ شرّ و رَذِیَّةُ سَفَرٍ و رَذِیُّ سَفَر و رَذاةُ سَفَرٍ، و یجمع رَذِیَّات، و ناقة بَلِیَّة: یموت صاحبها فیحفر لدیها حفرة و تشدّ رأْسها إلی خلْفها و تُبْلَی أَی تترك هناك لا تعلف و لا تسقی حتی تموت جوعاً و عطشاً. كانوا یزعمون أَن الناس یحشرون یوم القیامة ركباناً علی البلایا، أَو مُشاة إذا لم تُعْكَس مَطایاهم علی قبورهم، قلت: فی هذا دلیل علی أَنهم كانوا یرون فی الجاهلیة البعث و الحشر بالأَجساد، تقول منه: بَلَّیتُ و أَبْلَیْت؛ قال الطرماح: مَنازِل لا تَرَی الأَنْصابَ فیها، و لا حُفَرَ المُبَلِّی لِلمَنون أَی أَنها منازل أَهل الإِسلام دون الجاهلیة. و‌فی حدیث عبد الرزاق: كانوا فی الجاهلیة یَعْقِرُون عندَ القبر بَقَرة أَو ناقة أَو شاةً و یُسمُّون العَقِیرَة البَلِیَّة، كان إذا مات لهم من یَعِزّ علیهم أَخذوا ناقة فعقلوها عند قبره فلا تعلف و لا تسقی إلی أَن تموت، و ربما
لسان العرب، ج‌14، ص: 86
حفروا لها حفیرة و تركوها فیها إلی أَن تموت.و بَلِیَّة: بمعنی مُبْلاةٍ أَو مُبَلَّاة، و كذلك الرَّذِیَّة بمعنی مُرَذَّاة، فعِیلة بمعنی مُفْعَلة، و جمعُ البَلِیَّةِ الناقةِ بَلایا، و كان أَهل الجاهلیة یفعلون ذلك. و یقال: قامت مُبَلِّیات فلان یَنُحْنَ علیه، و هن النساء اللواتی یقمن حول راحلته فیَنُحْنَ إذا مات أَو قُتل؛ و قال أَبو زُبید: كالبَلایا رُؤُوسُها فی الوَلایا، مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود المحكم: ناقة بِلْوُ سفر قد بلاها السفر، و كذلك الرجل و البعیر، و الجمع أَبلاءٌ؛ و أَنشد الأَصمعی لجَندَل بن المثنی: و مَنْهَلٍ من الأَنیس ناء، شَبیهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ، داوَیْتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ ابن الأَعرابی: البَلِیُّ و البَلِیَّةُ و البَلایا التی قد أَعْیت و صارت نِضْواً هالكاً. و یقال: ناقتك بِلْوُ سفر إذا أَبلاها السفر. المحكم: و البَلِیَّة الناقة أَو الدابة التی كانت تُعْقَلُ فی الجاهلیة، تُشدّ عند قبر صاحبها لا تعلف و لا تسقی حتی تموت، كانوا یقولون إن صاحبها یحشر علیها؛ قال غَیْلان بن الرَّبعِی: باتَتْ و باتُوا، كَبَلایا الأَبْلَاءْ، مُطْلَنْفِئِینَ عِندَها كالأَطْلاءْ یصف حَلْبة قادها أَصحابها إلی الغایة، و قد بُلِیت. و أَبْلَیْت الرجلَ: أَحلفته. و ابْتَلَی هو: استَحْلف و استَعْرَف؛ قال: تُبَغّی أَباها فی الرِّفاقِ و تَبْتَلی، و أَوْدَی به فی لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ أَی تسأَلهم أَن یحلفوا لها، و تقول لهم: ناشدتكم الله هل تعرفون لأَبی خبراً؟ و أَبْلی الرجلَ: حَلَف له؛ قال: و إنی لأُبْلِی الناسَ فی حُبّ غَیْرها، فأَمَّا علی جُمْلٍ فإنَی لا أُبْلِی أَی أَحلف للناس إذا قالوا هل تحب غیرها أَنی لا أُحب غیرها، فأَما علیها فإنی لا أَحلف؛ قال أَبو سعید: قوله تَبْتَلِی فی البیت الأَول تختبر، و الابْتِلاء الاختبار بیمین كان أَو غیرها. و أَبْلَیْت فلاناً یمیناً إِبْلاءً إذا حلفت له فطیَّبت بها نفسه، و قول أَوس بن حَجَر: كأَنَّ جدیدَ الأَرضِ، یُبْلِیكَ عنهُمُ، تَقِیُّ الیَمینِ، بعدَ عَهْدكَ، حالِفُ أَی یحلف لك؛ التهذیب: یقول كأَن جدید أَرض هذه الدار و هو وجهها لما عفا من رسومها و امَّحَی من آثارها حالفٌ تَقِیّ الیمین، یحلف لك أَنه ما حل بهذه الدار أَحد لِدُروس معاهدها و معالمها. و قال ابن السكیت فی قوله یبلیك عنهم: أَراد كأَنّ جدید الأَرض فی حال إِبْلائه إیاك أَی تطییبه إیاك حالفٌ تقیّ الیمین. و یقال: أَبْلی الله فلانٌ إذا حلف؛ قال الراجز: فَأَوْجِع الجَنْبَ و أَعْرِ الظَّهْرا، أَو یُبْلِیَ الله یَمیناً صَبْرا و یقال: ابتَلَیْت أَی استَحْلَفتُ؛ قال الشاعر: تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ و تَبْتَلی، و منْ دُونِ ما یَهْوَیْنَ بابٌ و حاجبُ أَبو بكر: البِلاءُ هو أَن یقول لا أُبَالی ما صَنَعْتُ مُبالاةً و بِلاءً، و لیس هو من بَلیَ الثوبُ. و‌من كلام الحسن: لم یُبَالِهِمُ اللهُ بَالَةً.و قولهم: لا أُبَالِیه لا أَكْتَرِثُ له. و یقال: ما أُبَالیهِ بَالَةً و بَالًا؛ قال ابن أَحمر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 87
أَ غَدْواً واعَدَ الحَیّ الزِّیالا، و شَوْقاً لا یُبَالِی العَیْنَ بَالا و بِلاءً و مُبَالاةً و لم أُبَالِ و لم أُبَلْ، علی القصر. و‌فی الحدیث: و تَبْقَی حُثالَةٌ لا یُبَالِیهمُ اللهُ بَالَةً، و فی روایة: لا یُبَالِی بهم بَالَةً‌أَی لا یرفع لهم قدراً و لا یقیم لهم وزناً، و أَصل بَالَةً بَالِیَةً مثل عافاه عافیةً، فحذفوا الیاء منها تخفیفاً كما حذفوا من لم أُبَلْ. یقال: ما بَالَیْته و ما بَالَیْت به أَی لم أَكترث به. و‌فی الحدیث: هؤلاء فی الجنة و لا أُبَالِی و هؤلاء فی النار و لا أُبَالِی؛ و حكی الأَزهری عن جماعة من العلماء: أَن معناه لا أَكره. و‌فی حدیث ابن عباس: ما أُبَالِیه بَالَةً. و حدیث الرجل مع عَمَله و أَهلِه و مالِهِ قال: هو أَقَلُّهم به بَالَةً‌أَی مبالاة. قال الجوهری: فإذا قالوا لم أُبَلْ حذفوا الأَلف تخفیفاً لكثرة الاستعمال كما حذفوا الیاء من قولهم لا أَدْر، كذلك یفعلون بالمصدر فیقولون ما أُبَالِیه بَالَةً، و الأَصل فیه بالیة. قال ابن بری: لم یحذف الأَلف من قولهم لم أُبَل تخفیفاً، و إنما حذفت لالتقاء الساكنین. ابن سیدة: قال سیبویه و سأَلت الخلیل عن قولهم لَمْ أُبَلْ فقال: هی من بالیت، و لكنهم لما أَسكنوا اللام حذفوا الأَلف لئلا یلتقی ساكنان، و إنما فعلوا ذلك بالجزم لأَنه موضع حذف، فلما حذفوا الیاء التی هی من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم بمنزلة نون یكن حیث أُسكنت، فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من یكن، و إنما فعلوا هذا بهذین حیث كثر فی كلامهم حذف النون و الحركات، و ذلك نحو مذ و لد و قد علم، و إنما الأَصل منذ و لدن و قد علم، و هذا من الشواذ و لیس مما یقاس علیه و یطرد، و زعم أَن ناساً من العرب یقولون لَمْ أُبَلِهِ، لا یزیدون علی حذف الأَلف كما حذفوا عُلَبِطاً، حیث كثر الحذف فی كلامهم كما حذفوا أَلف احمَرَّ و أَلف عُلَبِطٍ و واو غَدٍ، و كذلك فعلوا بقولهم بَلِیَّة كأَنها بالیة بمنزلة العافیة، و لم یحذفوا لا أُبَالِی لأَن الحذف لا یقوی هنا و لا یلزمه حذف، كما أَنهم إذا قالوا لم یكن الرجل فكانت فی موضع تحرك لم تحذف، و جعلوا الأَلف تثبت مع الحركة، أَ لا تری أَنها لا تحذف فی أُبالی فی غیر موضع الجزم، و إنما تحذف فی الموضع الذی تحذف منه الحركة؟ و هو بِذِی بِلِّیٍّ و بَلَّی و بُلَّی و بِلَّی و بَلِیٍّ و بِلِیَّانٍ و بَلَیانٍ، بفتح الباء و اللام إذا بعد عنك حتی لا تعرف موضعه. و قال ابن جنی: قولهم أَتی علی ذی بِلِیَّانَ غیر مصروف و هو علم البعد. و‌فی حدیث خالد بن الولید: أَنه قال إن عمر استعملنی علی الشام و هو له مُهِمٌّ، فلما أَلْقَی الشامُ بَوانِیَهُ و صار ثنیه «3». عزلنی و استعمل غیری، فقال رجل: هذا و الله الفِتْنةُ؛ فقال خالد: أَما و ابنُ الخطاب حیٌّ فلا، و لكن ذاك إذا كان الناس بِذِی بِلِّیٍّ و ذِی بَلَّی؛ قوله: أَلْقَی الشامُ بَوَانِیَهُ و صار ثنیه‌أَی قَرَّ قَرارُهُ و اطْمَأَنَّ أَمرُه،. و أَما‌قوله إذا كان الناس بذی بِلِّیٍّ‌فإن أَبا عبید قال: أَراد تفرّق الناس و أَن یكونوا طوائف و فرقاً من غیر إمام یجمعهم، و كذلك كل من بعد عنك حتی لا تعرف موضعه فهو بذی بِلِّیٍّ، و هو من بَلَّ فی الأَرض إذا ذهب، أَراد ضیاع أُمور الناس بعده، و فیه لغة أُخری: بذی بِلِّیان؛ قال: و كان الكسائی ینشد هذا البیت فی رجل یطیل النوم: تَنامُ و یَذْهبُ الأَقْوامُ حَتَّی یُقالَ: أَتَوْا علی ذی بِلِّیانِ یعنی أَنه أَطال النوم و مضی أَصحابه فی سفرهم حتی
(3). قوله [و صار ثنیه] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 88
صاروا إلی الموضع الذی لا یعرف مكانهم من طول نومه؛ قال ابن سیدة: و صرفه علی مذهبه. ابن الأَعرابی: یقال فلان بذی بلیّ و ذی بلّیان إذا كان ضائعاً بعیداً عن أَهله. و تَبْلی و بَلِیٌّ: اسما قبیلتین. و بَلِیٌّ: حی من الیمن، و النسبة إلیهم بَلَوِیٌّ. الجوهری: بَلِیٌّ، علی فعیل، قبیلة من قضاعة، و النسبة إلیهم بَلَوِیّ. و الأَبْلاءُ: موضع. قال ابن سیدة: و لیس فی الكلام اسم علی أَفعال إلّا الأَبواء و الأَنْبار و الأَبْلاء. و بَلَی: جواب استفهام فیه حرف نفی كقولك أَ لم تفعل كذا؟ فیقول: بلی. و بَلَی: جواب استفهام معقود بالجحد، و قیل: یكون جواباً للكلام الذی فیه الجحد كقوله تعالی: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلیٰ. التهذیب: و إنما صارت بَلَی تتصل بالجحد لأَنها رجوع عن الجحد إلی التحقیق، فهو بمنزلة بل، و بل سبیلها أَن تأَتی بعد الجحد كقولك: ما قام أَخوك بل أَبوك، و ما أَكرمت أَخاك بل أَباك، قال: و إذا قال الرجل للرجل أَ لا تقوم؟ فقال له: بَلَی، أَراد بل أَقوم، فزادوا الأَلف علی بل لیحسن السكوت علیها، لأَنه لو قال بل كان یتوقع كلاماً بعد بل، فزادوا الأَلف لیزول عن المخاطَب هذا التوهم. قال الله تعالی: وَ قٰالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّٰارُ إِلّٰا أَیّٰاماً مَعْدُودَةً، ثم قال: بَلیٰ مَنْ كَسَبَ سَیِّئَةً؛ و المعنی بل من كسب سیئة؛ و قال المبرد: بل حكمها الاستدراك أَینما وقعت فی جحد أَو إیجاب، قال: و بَلَی یكون إیجاباً للمنفی لا غیر. الفراء قال: بَل تأْتی لمعنیین: تكون إضراباً عن الأَول و إیجاباً للثانی كقولك عندی له دینار لا بَلْ دیناران، و المعنی الآخر أَنها توجب ما قبلها و توجب ما بعدها و هذا یسمی الاستدراك لأَنه أَراده فنسیه ثم استدركه. قال الفراء: و العرب تقول بَلْ و الله لا آتیك و بَنْ و الله، یجعلون اللام فیها نوناً؛ قال: و هی لغة بنی سعد و لغة كلب، قال: و سمعت الباهلیین یقولون لا بَنْ بمعنی لا بَلْ. ابن سیدة: و قوله عز و جل: بَلیٰ قَدْ جٰاءَتْكَ آیٰاتِی؛ جاء ببلی التی هی معقودة بالجحد، و إن لم یكن فی الكلام لفظ جحد، لأَن قوله تعالی: لَوْ أَنَّ اللّٰهَ هَدٰانِی؛ فی قوّة الجحد كأَنه قال ما هُدِیتُ، فقیل بَلیٰ قَدْ جٰاءَتْكَ آیٰاتِی؛ قال ابن سیدة: و هذا محمول علی الواو لأَن الواو أَظهر هنا من الیاء، فحملت ما لم تظهر فیه علی ما ظهرت فیه؛ قال: و قد قیل إن الإِمالة جائزة فی بلی، فإذا كان ذلك فهو من الیاء. و قال بعض النحویین: إنما جازت الإِمالة فی بلی لأَنها شابهت بتمام الكلام و استقلاله بها و غنائها عما بعدها الأَسماء المستقبلة بأَنفسها، فمن حیث جازت إمالة الأَسماء جازت أَیضاً إمالة بلی، أَ لا تری أَنك تقول فی جواب من قال أَ لم تفعل كذا و كذا: بَلَی، فلا تحتاج لكونها جواباً مستقلًا إلی شی‌ء بعدها، فلما قامت بنفسها و قویت لحقت فی القوة بالأَسماء فی جواز إمالتها كما أُمیل أنَّی و متی. الجوهری: بَلَی جواب للتحقیق یوجب ما یقال لك لأَنها ترك للنفی، و هی حرف لأَنها نقیضة لا، قال سیبویه: لیس بَلَی و نعم اسمین، و قال: بَلْ مخففٌ حرفٌ، یعطف بها الحرف الثانی علی الأَول فیلزمه مثل إعرابه، و هو الإِضراب عن الأَول للثانی، كقولك: ما جاءنی زید بَلْ عمرو، و ما رأَیت زیداً بَلْ عمراً، و جاءنی أَخوك بَلْ أَبوك، تعطف بها بعد النفی و الإثبات جمیعاً؛ و ربما وضعوه موضع رب كقول الراجز: بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ یعنی رب مهمه، كما یوضع الحرف موضع غیره اتساعاً؛ و قال آخر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 89
بَلْ جَوْز تَیْهاءَ كظَهْرِ الحَجَفَتْ و قوله عز و جل: ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ بَلِ الَّذِینَ كَفَرُوا فِی عِزَّةٍ وَ شِقٰاقٍ؛ قال الأَخفش عن بعضهم: إن بَلْ هاهنا بمعنی إنّ، فلذلك صار القسم علیها؛ قال: و ربما استعملته العرب فی قطع كلام و استئناف آخر فینشد الرجل منهم الشعر فیقول: بَلْ ما هاجَ أَحزاناً و شَجْواً قَدْ شَجَا و یقول: بَلْ و بَلْدَةٍ ما الإِنسُ منْ آهالِها

بنی؛ ج14، ص: 89

: بَنَا فی الشرف یَبْنُو؛ و علی هذا تُؤُوِّلَ قول الحطیئة: أُولَئِكَ قومٌ إنْ بَنَوا أَحْسنُوا البُنا قال ابن سیدة: قالوا إنه جمعُ بُنْوَة أَو بِنْوَة؛ قال الأَصمعی: أَنشدت أَعرابیّاً هذا البیت أَحسنوا البِنا، فقال: أَی بُنا أَحسنوا البُنَا، أَراد بالأَول أَی بُنَیّ. و الابنُ: الولد، و لامه فی الأَصل منقلبة عن واو عند بعضهم كأَنه من هذا. و قال فی معتل الیاء: الابْنُ الولد، فَعَلٌ محذوفة اللام مجتلب لها أَلف الوصل، قال: و إنما قضی أَنه من الیاء لأَن بَنَی یَبْنِی أَكثر فی كلامهم من یَبْنُو، و الجمع أَبْنَاء. و حكی اللحیانی: أَبْنَاءُ أَبْنَائِهِم. قال ابن سیدة: و الأُنثی ابْنَة و بِنْتٌ؛ الأَخیرة علی غیر بناء مذكرها، و لامِ بِنْت واو، و التاء بدل منها؛ قال أَبو حنیفة؛ أَصله بِنْوَة و وزنها فعلٌ، فأُلحقتها التاءُ المبدلة من لامها بوزن حِلْسٍ فقالوا بِنْتٌ، و لیست التاء فیها بعلامة تأَنیث كما ظن من لا خِبْرَة له بهذا اللسان، و ذلك لسكون ما قبلها، هذا مذهب سیبویه و هو الصحیح، و قد نص علیه فی باب ما لا ینصرف فقال: لو سمیت بها رجلًا لصرفتها معرفة، و لو كانت للتأْنیث لما انصرف الاسم، علی أَن سیبویه قد تسمَّح فی بعض أَلفاظه فی الكتاب فقال فی بِنْت: هی علامة تأْنیث، و إنما ذلك تجوّز منه فی اللفظ لأَنه أَرسله غُفْلًا، و قد قیده و علله فی باب ما لا ینصرف، و الأَخذ بقوله المُعَلَّل أَقوی من القول بقوله المُغْفَل المُرْسَل، و وَجهُ تجوُّزه أَنه لما كانت التاء لا تبدل من الواو فیها إلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنیث، قال: و أَعنی بالصیغة فیها بناءها علی فِعْل و أَصلها فَعَلٌ بدلالة تكسیرهم إیاها علی أَفعال، و إبدالُ الواو فیها لازمٌ لأَنه عمل اختص به المؤنث، و یدل أَیضاً علی ذلك إقامتهم إیاه مقام العلامة الصریحة و تعاقُبُها فیها علی الكلمة الواحدة، و ذلك نحو ابْنَةٍ و بِنْتٍ، فالصیغة فی بنت قائمة مقام الهاء فی ابنةٍ، فكما أَن الهاء علامة تأْنیث فكذلك صیغة بنتٍ علامة تأْنیثها، و لیست بِنْتٌ من ابْنَةٍ كصَعب من صَعْبة، إنما نظیرُ صعبة من صعب ابنَةٌ من ابن، و لا دلالة لك فی البُنُوَّة علی أَن الذاهب من بِنْت واو، لكن إبدال التاء من حرف العلة یدل علی أَنه من الواو، لأَن إبدال التاء من الواو أَضعف من إبدالها من الیاء. و قال ابن سیدة فی موضع آخر: قال سیبویه و أَلحقوا ابْناً الهاء فقالوا ابْنَة، قال: و أَما بِنْتٌ فلیس علی ابْنٍ، و إنما هی صیغة علی حدة، أَلحقوها الیاء للإِلحاق ثم أَبدلوا التاء منها، و قیل: إنها مُبدلة من واو، قال سیبویه: و إنما بِنْتٌ كعِدْل، و النسب إلی بِنْت بَنَوِیٌّ، و قال یونس: بِنْتِیٌّ و أُخْتِیٌّ؛ قال ابن سیدة: و هو مردود عند سیبویه. و قال ثعلب: العرب تقول هذه بِنْت فلان و هذه ابْنَةُ فلان، بتاء ثابتة فی الوقف و الوصل، و هما لغتان جیدتان، قال: و من قال إِبْنَةٌ فهو خطأٌ و لحن. قال الجوهری: لا تقل إِبْنَة لأَن الأَلف
لسان العرب، ج‌14، ص: 90
إنما اجتلبت لسكون الباء، فإذا حركتها سقطت، و الجمعُ بَنَاتٌ لا غیر. قال الزجاج: ابْنٌ كان فی الأَصل بِنْوٌ أَو بَنَوٌ، و الأَلف أَلف وصل فی الابْن، یقال ابْنٌ بیِّنُ البُنُوَّة، قال: و یحتمل أَن یكون أَصله بَنَیاً، قال: و الذین قالوا بَنُونَ كأَنهم جمعوا بَنَیاً بَنُونَ، و أَبْنَاء جمْعَ فِعْل أَو فَعَل، قال: و بِنْت تدل علی أَنه یستقیم أَن یكون فِعْلًا، و یجوز أَن یكون فَعَلًا، نقلت إلی فعْلٍ كما نقلت أُخْت من فَعَل إلی فُعْلٍ، فأَما بَنَاتٌ فلیس بجمع بنت علی لفظها، إنما ردّت إلی أَصلها فجمعت بَناتٍ، علی أَن أَصل بِنْت فَعَلة مما حذفت لامه. قال: و الأَخفش یختار أَن یكون المحذوف من ابْن الواو، قال: لأَنه أَكثر ما یحذف لثقله و الیاء تحذف أَیضاً لأَنها تثقل، قال: و الدلیل علی ذلك أَن یداً قد أَجمعوا علی أَن المحذوف منه الیاء، و لهم دلیل قاطع مع الإِجماع یقال یَدَیْتُ إلیه یَداً، و دمٌ محذوف منه الیاء، و البُنُوَّة لیس بشاهد قاطع للواو لأَنهم یقولون الفُتُوَّة و التثنیة فتیان، فابن یجوز أَن یكون المحذوف منه الواو أَو الیاء، و هما عندنا متساویان. قال الجوهری: و الابن أَصله بَنَوٌ، و الذاهب منه واو كما ذهب من أَبٍ و أَخ لأَنك تقول فی مؤنثه بنتٌ و أُخت، و لم نر هذه الهاء تلحق مؤنثاً إلا و مذكره محذوف الواو، یدلك علی ذلك أَخَوات و هنوات فیمن ردّ، و تقدیره من الفعل فَعَلٌ، بالتحریك، لأَن جمعه أَبناء مثل جَمَلٍ و أَجمال، و لا یجوز أَن یكون فعلًا أَو فُعْلًا اللذین جمعهما أَیضاً أَفعال مثل جِذْع و قُفْل، لأَنك تقول فی جمعه بَنُون، بفتح الباء، و لا یجوز أَیضاً أَن یكون فعلًا، ساكنة العین، لأَن الباب فی جمعه إنما هو أَفْعُل مثل كَلْب و أَكْلُب أَو فعول مثل فَلْس و فُلوس. و حكی الفراء عن العرب: هذا من ابْنَاوَاتِ الشِّعْبِ، و هم حیّ من كَلْب. و فی التنزیل العزیز: هٰؤُلٰاءِ بَنٰاتِی هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ؛ كنی ببَنَاتِه عن نسائهم، و نساء أُمةِ كل نبیّ بمنزلة بناته و أَزواجُه بمنزلة أُمهاتهم؛ قال ابن سیدة: هذا قول الزجاج. قال سیبویه: و قالوا ابْنُمٌ، فزادوا المیم كما زیدت فی فُسْحُمٍ و دِلْقِمٍ، و كأَنها فی ابنم أَمثَلُ قلیلًا لأَن الاسم محذوف اللام، فكأَنها عوض منها، و لیس فی فسحم و نحوه حذف؛ فأَما قول رؤبة: بُكاءَ ثَكْلی فَقَدَتْ حَمیما، فهی تَرَنَّی بأَبا و ابْنَاما فإنما أَراد: و ابْنِیما، لكن حكی نُدْبَتها، و احتُمِل الجمع بین الیاء و الأَلف هاهنا لأَنه أَراد الحكایة، كأَنَّ النادبة آثرت وا ابْنا علی وا ابْنی، لأَن الأَلف هاهنا أَمْتَع ندباً و أَمَدُّ للصوت، إذ فی الأَلف من ذلك ما لیس فی الیاء، و لذلك قال بأَبا و لم یقل بأَبی، و الحكایة قد یُحْتَمل فیها ما لا یحتمل فی غیرها، أَ لا تری أَنهم قد قالوا مَن زیداً فی جواب من قال رأَیت زیداً، و مَنْ زیدٍ فی جواب من قال مررت بزید؟ و یروی: فهی تُنادی بأَبی و ابْنِیما فإذا كان ذلك فهو علی وجه و ما فی كل ذلك زائدة، و جمع البِنْتِ بَناتٌ، و جمع الابْن أَبْنَاء، و قالوا فی تصغیره أُبَیْنُون؛ قال ابن شمیل: أَنشدنی ابن الأَعرابی لرجل من بنی یربوع، قال ابن بری: هو السفاح بن بُكیر الیربوعی: مَنْ یَكُ لا ساءَ، فقد ساءَنی تَرْكُ أُبَیْنِیك إلی غیر راع
لسان العرب، ج‌14، ص: 91
إلی أَبی طَلحةَ، أَو واقدٍ عمری فاعلمی للضیاع «1». قال: أُبَیْنِی تصغیر بَنِینَ، كأَنَّ واحده إبن مقطوع الأَلف، فصغره فقال أُبین، ثم جمعه فقال أُبَیْنُون؛ قال ابن بری عند قول الجوهری كأَنَّ واحده إبن، قال: صوابه كأَنَّ واحده أَبْنی مثل أَعْمَی لیصح فیه أَنه معتل اللام، و أَن واوه لام لا نون بدلیل البُنُوَّة، أَو أَبْنٍ بفتح الهمزة علی میل الفراء أَنه مثل أَجْرٍ، و أَصله أَبْنِوٌ، قال: و قوله فصغره فقال أُبَیْنٌ إنما یجی‌ء تصغیره عند سیبویه أُبَیْنٍ مثل أُعَیْمٍ. و‌قال ابن عباس: قال النبی، صلی الله علیه و سلم، أُبَیْنی لا ترموا جَمْرة العَقَبة حتی تَطْلُعَ الشمس.قال ابن الأَثیر: الهمزة زائدة و قد اختلف فی صیغتها و معناها، فقیل إنه تصغیر أَبْنی كأَعْمَی و أُعَیْمٍ، و هو اسم مفرد یدل علی الجمع، و قیل: إن ابْناً یجمع علی أَبْنَا مقصوراً و ممدوداً، و قیل: هو تصغیر ابن، و فیه نظر. و قال أَبو عبید: هو تصغیر بَنِیَّ جمع ابْنٍ مضافاً إلی النفس، قال: و هذا یوجب أَن یكون صیغة اللفظة فی الحدیث أُبَیْنِیَّ بوزن سُرَیْجیّ، و هذه التقدیرات علی اختلاف الروایات «2». و الاسم البُنُوَّةُ. قال اللیث: البُنُوَّةُ مصدر الابن. یقال: ابْنٌ بَیّنُ البُنُوَّة. و یقال: تَبَنَّیْتُه أَی ادَّعیت بُنُوَّتَه. و تَبَنَّاه: اتخذه ابناً. و قال الزجاج: تَبَنَّی به یرید تَبَنَّاه. و‌فی حدیث أَبی حذیفة: أَنه تَبَنَّی سالماً‌أَی اتخذه ابناً، و هو تَفَعُّلٌ من الابْن، و النسبة إلی الأَبْنَاء بَنَوِیٌّ و أَبْنَاوِیٌّ نحو الأَعرابیِّ، ینسب إلی الأَعراب، و التصغیر بُنَیٌّ. قال الفراء: یا بُنَیِّ و یا بُنَیَّ لغتان مثل یا أَبتِ و یا أبَتَ، و تصغیر أَبْنَاء أُبَیْنَاء، و إن شئت أُبَیْنُونَ علی غیر مكبره. قال الجوهری: و النسبة إلی ابْنٍ بَنَوِیّ، و بعضهم یقول ابْنِیّ، قال: و كذلك إذا نسبت إلی أَبْنَاء فارس قلت بَنَوِیّ، قال: و أَما قولهم أَبْنَاوِیّ فإنما هو منسوب إلی أَبْنَاء سعد لأَنه جعل اسماً للحی أَو للقبیلة، كما قالوا مَدایِنِیٌّ جعلوه اسماً للبلد، قال: و كذلك إذا نسبت إلی بِنْت أَو إلی بُنَیَّاتِ الطَّریق قلت بَنَوِیّ لأَن أَلف الوصل عوض من الواو، فإذا حذفتها فلا بد من رد الواو. و یقال: رأَیت بَنَاتَك، بالفتح، و یُجرونه مُجْرَی التاء الأَصلیة. و بُنَیَّاتُ الطریق: هی الطُّرُق الصغار تتشعب من الجادَّة، و هی التُّرَّهاتُ. و الأَبْنَاء: قوم من أَبناء فارس. و قال فی موضع آخر: و أَبْنَاء فارس قوم من أَولادهم ارتهنتهم العرب، و فی موضع آخر: ارْتُهِنُوا بالیمن و غلب علیهم اسم الأَبْنَاء كغلبة الأَنصار، و النسب إلیهم علی ذلك أَبْنَاوِیٌّ فی لغة بنی سعد، كذلك حكاه سیبویه عنهم، قال: و حدثنی أَبو الخطاب أَن ناساً من العرب یقولون فی الإِضافة إلیه بَنَوِیٌّ، یَرُدُّونه إلی الواحد، فهذا علی أَن لا یكون اسماً للحی، و الاسم من كل ذلك البُنُوَّةُ. و‌فی الحدیث: و كان من الأَبْنَاء، قال: الأَبْنَاء فی الأَصل جمع ابْنٍ. و یقال لأَولاد فارس الأَبْنَاء، و هم الذین أَرسلهم كِسری مع سَیْفِ بنِ ذیِ یَزَنَ، لما جاء یستنجدهم علی الحَبَشة، فنصروه و ملكوا الیمن و تَدَیَّرُوها و تزوّجوا فی العرب فقیل لأَولادهم الأَبْنَاء، و غلب علیهم هذا الاسم لأَن أُمهاتهم من غیر جنس آبائهم. و للأَب و الابْن و البِنْت أَسماء كثیرة تضاف إلیها، و عَدَّدَ الأَزهری منها أَشیاء كثیرة فقال ما یعرف
(1). قوله [عمری فاعلمی إلخ] كذا بالأصل بهذه الصورة، و لم نجده فی كتب اللغة التی بأیدینا (2). قوله: و هذه التقدیرات علی اختلاف الروایات، یشعر أن فی الكلام سقطاً
لسان العرب، ج‌14، ص: 92
ب الابْن: قال ابن الأَعرابی ابْنُ الطِّینِ آدمُ، علیه السلام، و ابْنُ مِلاطٍ العَضُدُ، و ابْنُ مُخدِّشٍ رأْسُ الكَتِفِ، و یقال إنه النُّغْضُ أَیضاً، و ابْنُ النَّعامة عظم الساقِ، و ابْنُ النَّعامة عِرْق فی الرِّجْل، و ابْنُ النَّعامة مَحَجَّة الطریق، و ابْنُ النَّعامة الفرَس الفاره، و ابْنُ النَّعامة الساقی الذی یكون علی رأْس البئر، و یقال للرجل العالم: هو ابْنُ بَجْدَتِها و ابْنُ بُعْثُطِها و ابْنُ سُرْسُورها و ابْنُ ثَراها و ابْنُ مَدینتها و ابْنُ زَوْمَلَتِها أَی العالم بها، و ابْنُ زَوْمَلَة أَیضاً ابن أَمة، و ابْنُ نُفَیْلَة ابن أَمة، و ابْنُ تامُورها العالم بها، و ابْنُ الفأْرة الدِّرْصُ، و ابْنُ السِّنَّورِ الدِّرْصُ أَیضاً، و ابْنُ الناقةِ البابُوس، قال: ذكره ابن أحمر فی شعره، و ابْنُ الخَلَّة ابْنُ مَخاضٍ، و ابْنُ عِرْسٍ السُّرْعُوبُ، و ابْنُ الجَرادةِ السِّرْو، و ابْنُ اللَّیلِ اللِّصُّ، و ابْنُ الطریق اللِّصُّ أیضاً، و ابْنُ غَبْراء اللص أَیضاً؛ و قیل فی قول طرفة: رأَیْتُ بَنِی غَبْراءَ لا یُنْكِرُونَنی إن بَنِی غَبْراء اسم للصَّعالیك الذین لا مال لهم سُمُّوا بَنِی غَبْراء للزُوقهم بغَبْراء الأَرض، و هو ترابها، أَراد أَنه مشهور عند الفقراء و الأَغنیاء، و قیل: بَنُو غبراء هم الرُّفْقَةُ یَتَناهَدُون فی السفر، و ابن إلاهَةَ و أَلاهَةَ ضَوْءُ الشمس، و هو الضِّحُّ، و ابن المُزْنةِ الهلالُ؛ و منه قوله: رأَیتُ ابْنَ مُزْنَتِها جانِحَا و ابْنُ الكَرَوانِ اللیلُ، و ابْنُ الحُبارَی النهارُ، و ابْنُ تُمَّرةَ طائر، و یقال التُّمَّرةِ، و ابْنُ الأَرضِ الغَدیرُ، و ابْنُ طامِرٍ البُرْغُوث، و ابْنُ طامِرٍ الخَسِیسُ من الناس، و ابْنُ هَیَّانَ و ابْنُ بَیَّانَ و ابْنُ هَیٍّ و ابْنُ بَیٍّ كُلُّه الخَسِیسُ من الناس، و ابْنُ النخلة الدَّنی‌ء «1». و ابْنُ البَحْنَة السَّوْط، و البَحْنة النخلة الطویلة، و ابْنُ الأَسد الشَّیْعُ و الحَفْصُ، و ابْنُ القِرْد الحَوْدَلُ و الرُّبَّاحُ، و ابْنُ البَراء أَوَّلُ یوم من الشهر، و ابْنُ المازِنِ النَّمْل، و ابْنُ الغراب البُجُّ، و ابْنُ الفَوالی الجانُّ، یعنی الحیةَ، و ابْنُ القاوِیَّةِ فَرْخُ الحمام، و ابْنُ الفاسِیاء القَرَنْبَی، و ابْنُ الحرام السلا، و ابْنُ الكَرْمِ القِطْفُ، و ابْنُ المَسَرَّة غُصْنُ الریحان، و ابْنُ جَلا السَّیِّدُ، و ابْنُ دأْیةَ الغُراب، و ابْنُ أَوْبَرَ الكَمْأةُ، و ابْنُ قِتْرةَ الحَیَّة، و ابْنُ ذُكاءَ الصُّبْح، و ابْنُ فَرْتَنَی و ابْنُ تُرْنَی ابْنُ البَغِیَّةِ، و ابْنُ أَحْذارٍ الرجلُ الحَذِرُ، و ابْنُ أَقْوالٍ الرجُل الكثیر الكلام، و ابْنُ الفَلاةِ الحِرباءُ، و ابْنُ الطَّودِ الحَجَر، و ابْنُ جَمِیر اللیلةُ التی لا یُری فیها الهِلالُ، و ابْنُ آوَی سَبُعٌ، و ابْنُ مخاضٍ و ابْنُ لَبُونٍ من أَولادِ الإِبل. و یقال للسِّقاء: ابْنُ الأَدِیم، فإذا كان أَكبر فهو ابْنُ أَدِیمَین و ابْنُ ثلاثةِ آدِمَةٍ. و روی عن أَبی الهَیْثَم أنه قال: یقال هذا ابْنُكَ، و یزاد فیه المیم فیقال هذا ابْنُمك، فإذا زیدت المیم فیه أُعرب من مكانین فقیل هذا ابْنُمُكَ، فضمت النون و المیم، و أُعرب بضم النون و ضم المیم، و مررت بابْنِمِك و رأَیت ابْنَمَك، تتبع النون المیم فی الإِعراب، و الأَلف مكسورة علی كل حال، و منهم من یعربه من مكان واحد فیعرب المیم لأَنها صارت آخر الاسم، و یدع النون مفتوحة علی كل حال فیقول هذا ابْنَمُكَ، و مررت بابْنَمِك، و رأَیت ابْنَمَكَ، و هذا ابْنَمُ زیدٍ، و مررت بابْنَمِ زیدٍ، و رأَیت ابْنَمَ زیدٍ؛ و أَنشد لحسان:
(1). قوله [و ابن النخلة الدنی‌ء] و قوله فیما بعد [و ابن الحرام السلا] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 93
وَلَدْنا بَنی العَنقاءِ و ابْنَیْ مُحَرِّقٍ، فأَكْرِم بنا خالًا، و أَكْرِم بنا ابْنَمَا و زیادة المیم فیه كما زادوها فی شَدْقَمٍ و زُرْقُمٍ و شَجْعَمٍ لنوع من الحیات؛ و أَما قول الشاعر: و لم یَحْمِ أَنْفاً عند عِرْسٍ و لا ابْنِمِ فإنه یرید الابن، و المیم زائدة. و یقال فیما یعرف ببَنَات: بَنَاتُ الدَّمِ بَنَات أَحْمَرَ، و بَنَاتُ المُسْنَدِ صُروفُ الدَّهْر، و بَنَاتُ معًی البَعَرُ، و بَنَاتُ اللَّبَن ما صَغُرَ منها، و بَنَاتُ النَّقا هی الحُلْكة تُشبَّهُ بِهنَّ بَنانُ العَذارَی؛ قال ذو الرمة: بَنَاتُ النَّقا تَخْفَی مِراراً و تَظْهَرُ و بَنَات مَخْرٍ و بَنَاتُ بَخْرٍ سحائبُ یأْتین قُبُلَ الصَّیْفِ مُنْتَصباتٍ، و بَنَاتُ غَیرٍ الكَذِبُ، و بَنَاتُ بِئْسَ الدواهی، و كذلك بَنَاتُ طَبَقٍ و بَنَاتُ بَرْحٍ و بَنَاتُ أَوْدَكَ و ابْنَةُ الجَبَل الصَّدَی، و بَنَاتُ أَعْنَقَ النساءُ، و یقال: خیل نسبت إلی فَحل یقال له أَعنَقُ، و بَنَاتُ صَهَّالٍ الخَیلُ، و بَنَات شَحَّاجٍ البِغالُ، و بَنَاتُ الأَخْدَرِیّ الأُتُنُ، و بَنَاتُ نَعْش من الكواكب الشَّمالِیَّة، و بَنَاتُ الأَرض الأَنهارُ الصِّغارُ، و بَنَاتُ المُنی اللَّیْلُ، و بَنَاتُ الصَّدْر الهُموم، و بَنَاتُ المِثالِ النِّساء، و المِثالُ الفِراش، و بَنَاتُ طارِقٍ بَنَاتُ المُلوك، و بَنَات الدَّوِّ حمیر الوَحْشِ، و هی بَنَاتُ صَعْدَة أَیضاً، و بَنَاتُ عُرْجُونٍ الشَّماریخُ، و بَنَاتُ عُرْهُونٍ الفُطُرُ، و بِنْتُ الأَرضِ و ابْنُ الأَرْضِ ضَرْبٌ من البَقْلِ، و البَنَاتُ التَّماثیلُ التی تلعب بها الجَواری. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كنت أَلعب مع الجواری بالبَنَاتِ‌أَی التماثیل التی تَلْعَبُ بها الصبایا. و ذُكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال: كان إحدَی بَنَاتِ مَساجد الله، كأَنه جعله حَصاةً من حَصَی المسجد. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه سأَل رجلًا قَدِمَ من الثَّغْر فقال: هل شَرِبَ الجیشُ فی البُنَیَّاتِ الصِّغار؟ قال: لا، إن القوم لَیُؤْتَوْنَ بالإِناء فیَتَداولونه حتی یشربوه كلُّهم؛ البُنَیَّاتُ هاهنا: الأَقْداح الصِّغار، و بَنَاتُ اللیلِ الهُمومُ؛ أَنشد ثعلب: تَظَلُّ بَنَاتُ اللیلِ حَوْلیَ عُكَّفاً عُكُوفَ البَواكی، بینَهُنَّ قَتِیلُ و قول أُمَیَّة بن أَبی عائذ الهُذَلیّ: فسَبَتْ بَنَاتِ القَلْبِ، فهی رَهائِنٌ بِخِبائِها كالطَّیْر فی الأَقْفاصِ إنما عنی ببناته طوائفه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یا سَعْدُ یا ابْنَ عمَلی یا سَعْدُ أَراد: من یَعْملُ عَمَلی أَو مِثْلَ عمَلی، قال: و العرب تقول الرِّفْقُ بُنَیُّ الحِلْمِ أَی مثله. و البَنْیُ: نَقیضُ الهَدْم، بَنَی البَنَّاءُ البِناءَ بَنْیاً و بِنَاءً و بِنًی، مقصور، و بُنْیَاناً و بِنْیَةً و بِنَایَةً و ابْتَنَاه و بَنَّاه؛ قال: و أَصْغَر من قَعْبِ الوَلیدِ، تَرَی به بُیوتاً مُبَنَّاةً و أَودِیةً خُضْرا یعنی العین، و قول الأَعْوَرِ الشَّنِّیِّ فی صفة بعیر أَكراه: لما رَأَیْتُ مَحْمِلَیْهِ أَنَّا مُخَدَّرَیْنِ، كِدْتُ أَن أُجَنَّا قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ المُبَنَّی شبه البعیر بالعَلَمِ لعِظَمِه و ضِخَمِه؛ و عَنی بالعَلَمِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 94
القَصْرَ، یعنی أَنه شبهه بالقصر المَبْنیّ المُشیَّدِ كما قال الراجز: كَرأْسِ الفَدَنِ المُؤْیَدِ و البِناءُ: المَبْنیُّ، و الجمع أَبْنِیَةٌ، و أَبْنِیَاتٌ جمعُ الجمع، و استعمل أَبو حنیفة البِنَاءَ فی السُّفُنِ فقال یصف لوحاً یجعله أَصحاب المراكب فی بناء السُّفُن: و إنه أَصلُ البِنَاء فیما لا ینمی كالحجر و الطین و نحوه. و البَنَّاءُ: مُدَبِّرُ البُنْیان و صانعه، فأَما قولهم فی المثل: أَبْنَاؤُها أَجْناؤُها، فزعم أَبو عبید أَن أَبْنَاءً جمع بَانٍ كشاهدٍ و أَشهاد، و كذلك أَجْناؤُها جمع جانٍ. و البِنْیَةُ و البُنْیَةُ: ما بَنَیْتَهُ، و هو البِنَی و البُنَی؛ و أَنشد الفارسی عن أَبی الحسن: أُولئك قومٌ، إن بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنَی، و إن عاهَدُوا أَوْفَوْا، و إن عَقَدُوا شَدُّوا و یروی: … أَحْسَنُوا البِنَی؛ قال أَبو إسحاق: إنما أَراد بالبِنَی جمع بِنْیَةٍ، و إن أَراد البِناءَ الذی هو ممدود جاز قصره فی الشعر، و قد تكون البِنایةُ فی الشَّرَف، و الفعل كالفعل؛ قال یَزیدُ بن الحَكَم: و الناسُ مُبْتَنیانِ: مَحْمودُ البِنَایَةِ، أَو ذَمِیمُ و قال لبید: فبَنَی لنا بَیْتاً رفیعاً سَمْكُه، فَسَما إلیه كَهْلُها و غُلامُها ابن الأَعرابی: البِنَی الأَبْنِیةُ من المَدَر أَو الصوف، و كذلك البِنَی من الكَرَم؛ و أَنشد بیت الحطیئة: أُولئك قوم إن بَنَوا أَحسنوا البِنَی و قال غیره: یقال بِنْیَةٌ، و هی مثل رِشْوَةٍ و رِشاً كأَنَّ البِنْیَةَ الهیئة التی بُنِیَ علیها مثل المِشْیَة و الرِّكْبةِ. و بَنَی فلانٌ بَیتاً بناءً و بَنَّی، مقصوراً، شدّد للكثرة. و ابْتَنَی داراً و بَنَی بمعنیً. و البُنْیَانُ: الحائطُ. الجوهری: و البُنَی، بالضم مقصور، مثل البِنَی. یقال: بُنْیَةٌ و بُنًی و بِنْیَةٌ و بِنًی، بكسر الباء مقصور، مثل جِزْیةٍ و جِزًی، و فلان صحیح البِنْیَةِ أَی الفِطْرة. و أَبنَیْتُ الرجلَ: أَعطیتُه بِناءً أَو ما یَبْتَنی به داره؛ و قولُ البَوْلانیِّ: یَسْتَوقِدُ النَّبْلَ بالحَضِیضِ، و یَصْطادُ نُفوساً بُنَتْ علی الكرَمِ أَی بُنِیَتْ، یعنی إذا أَخطأَ یُورِی النارَ. التهذیب: أَبْنَیْتُ فلاناً بَیْتاً إذا أَعطیته بیتاً یَبْنِیه أَو جعلته یَبْنی بیتاً؛ و منه قول الشاعر: لو وصَلَ الغیثُ أَبْنَیْنَ امْرَأً، كانت له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجادْ قال ابن السكیت: قوله لو وصل الغیث أَی لو اتصل الغیث لأَبنَیْنَ امرأً سَحْقَ بجادٍ بعد أَن كانت له قبة، یقول: یُغِرْنَ علیه فیُخَرِّبْنَه فیتخذ بناء من سَحْقِ بِجادٍ بعد أَن كانت له قبة. و قال غیره یصف الخیل فیقول: لو سَمَّنَها الغیثُ بما ینبت لها لأَغَرْتُ بها علی ذوی القِبابِ فأَخذت قِبابَهم حتی تكون البُجُدُ لهم أَبْنیةً بعدها. و البِناءُ: یكون من الخِباء، و الجمع أَبْنِیَةٌ. و البِنَاءُ: لزوم آخر الكلمة ضرباً واحداً من السكون أَو الحركة لا لشی‌ء أَحدث ذلك من العوامل، و كأَنهم إنما سموه بناء لأَنه لما لزم ضرباً واحداً فلم یتغیر تغیر الإِعراب، سمی بناء من حیث كان البناء لازماً موضعاً لا یزول من مكان إلی غیره، و لیس كذلك سائر الآلات المنقولة المبتذلة كالخَیْمة و المِظَلَّة و الفُسْطاطِ و السُّرادِقِ و نحو ذلك، و علی أَنه مذ أُوقِع علی هذا الضرب من المستعملات المُزالة من
لسان العرب، ج‌14، ص: 95
مكان إلی مكان لفظُ البناء تشبیهاً بذلك من حیث كان مسكوناً و حاجزاً و مظلًّا بالبناء من الآجر و الطین و الجص. و العرب تقول فی المَثَل: إنَّ المِعْزی تُبْهی و لا تُبْنِی أَی لا تُعْطِی من الثَّلَّة ما یُبْنی منها بَیْتٌ، المعنی أَنها لا ثَلَّة لها حتی تُتَّخذ منها الأَبنیةُ أَی لا تجعل منها الأَبنیة لأَن أَبینة العرب طِرافٌ و أَخْبیَةٌ، فالطِّرافُ من أَدَم، و الخِباءُ من صوف أَو أَدَمٍ و لا یكون من شَعَر، و قیل: المعنی أَنها تَخْرِق البیوت بوَثْبِها علیها و لا تُعینُ علی الأَبنیةِ، و مِعزَی الأَعراب جُرْدٌ لا یطُول شعرها فیُغْزَلَ، و أَما مِعْزَی بلاد الصَّرْدِ و أَهل الریف فإنها تكون وافیة الشُّعور و الأَكْرادُ یُسَوُّون بیوتَهم من شعرها. و‌فی حدیث الاعتكاف: فأَمَر ببنائه فقُوِّضَ؛ البِنَاءُ واحد الأَبْنِیَة، و هی البیوت التی تسكنها العرب فی الصحراء، فمنها الطِّراف و الخِباء و البِنَاءُ و القُبَّة المِضْرَبُ. و‌فی حدیث سلیمان، علیه السلام: من هَدَمَ بِنَاءَ ربِّه تبارك و تعالی فهو ملعون، یعنی من قتل نفساً بغیر حق لأَن الجسم بُنْیانٌ خلقه الله و ركَّبه. و البَنِیَّةُ، علی فَعِیلة: الكعْبة لشرفها إذ هی أَشرف مبْنِیٍّ. یقال: لا و ربِّ هذه البَنِیَّة ما كان كذا و كذا. و‌فی حدیث البراء بن مَعْرورٍ: رأَیتُ أَن لا أَجْعَلَ هذه البَنِیَّة منی بظَهْرٍ؛ یرید الكعبة، و كانت تُدْعَی بَنِیَّةَ إبراهیم، علیه السلام، لأَنه بناها، و قد كثر قَسَمُهم برب هذه البَنِیَّة. و بَنَی الرجلَ: اصْطَنَعَه؛ قال بعض المُوَلَّدین: یَبْنِی الرجالَ، و غیرهُ یَبْنِی القُرَی، شَتَّانَ بین قُرًی و بینَ رِجالِ و كذلك ابْتَنَاه. و بَنَی الطعامُ لَحْمَه یَبْنِیه بِنَاءً: أَنْبَتَه و عَظُمَ من الأَكل؛ و أَنشد: بَنَی السَّوِیقُ لَحْمَها و اللَّتُّ، كما بَنَی بُخْتَ العِراقِ القَتُّ قال ابن سیدة: و أَنشد ثعلب: مُظاهِرة شَحْماً عَتِیقاً و عُوطَطاً، فقد بَنَیا لحماً لها مُتَبَانِیا و رواه سیبویه: … أَنْبَتا … و‌روی شَمِر: أَن مُخَنثاً قال لعبد الله بن أَبی أُمَیَّةَ: إن فتح الله علیكم الطائفَ فلا تُفْلِتَنَّ منك بادیةُ بنتُ غَیْلانَ، فإنها إذا جلستْ تَبَنَّتْ، و إذا تكلمت تَغَنَّتْ، و إذا اضطجعت تَمنَّتْ، و بَیْنَ رجلَیها مثلُ الإِناء المُكْفَإ، یعنی ضِخَمَ رَكَبِها و نُهُودَه كأَنه إناء مكبوب، فإذا قعدت فرّجت رجلیها لضِخَم رَكَبِها؛ قال أَبو منصور: و یحتمل أَن یكون قول المخنث إذا قعدت تَبَنَّتْ أَی صارت كالمَبْناةِ من سمنها و عظمها، من قولهم: بَنَی لَحْمَ فلان طعامُه إذا سمَّنه و عَظَّمه؛ قال ابن الأَثیر: كأَنه شبهها بالقُبَّة من الأَدَم، و هی المَبْنَاة، لسمنها و كثرة لحمها، و قیل: شبهها بأَنها إذا ضُرِبَتْ و طُنِّبَت انْفَرَجَتْ، و كذلك هذه إذا قعدت تربعت و فرشت رجلیها. و تَبَنَّی السَّنامُ: سَمِنَ؛ قال یزید بن الأَعْوَر الشَّنِّیُّ: مُسْتَجمِلًا أَعْرَفَ قد تَبَنَّی و قول الأَخفش فی كتاب القوافی: أَما غُلامی إذا أَردتَ الإِضافة مع غلامٍ فی غیر الإِضافة فلیس بإیطاء، لأَن هذه الیاء أَلزمت المیم الكسرة و صیرته إلی أَن یُبْنَی علیه، و قولُك لرجل لیس هذا الكسر الذی فیه ببناء؛ قال ابن جنی؛ المعتبر الآن فی باب غلامی
لسان العرب، ج‌14، ص: 96
مع غلام هو ثلاثة أَشیاء: و هو أَن غلام نكرة و غلامی معرفة، و أَیضاً فإن فی لفظ غلامی یاء ثابتة و لیس غلام بلا یاء كذلك، و الثالث أَن كسرة غلامی بناء عنده كما ذكر و كسرة میم مررت بغلام إعراب لا بناء، و إذا جاز رجل مع رجل و أَحدهما معرفة و الآخر نكرة لیس بینهما أَكثر من هذا، فما اجتمع فیه ثلاثة أَشیاء من الخلاف أَجْدَرُ بالجواز، قال: و علی أَن أَبا الحسن الأَخفش قد یمكن أَن یكون أَراد بقوله إن حركة میم غلامی بناء أَنه قد اقْتُصِر بالمیم علی الكسرة، و منعت اختلافَ الحركات التی تكون مع غیر الیاء نحو غلامه و غلامك، و لا یرید البناء الذی یُعاقب الإِعرابَ نحو حیث و أَین و أمس. و المِبْنَاة و المَبْنَاةُ: كهیئة السِّتْرِ و النِّطْعِ. و المَبْنَاة و المِبْنَاة أَیضاً: العَیْبةُ. و‌قال شریح بن هانئ: سأَلت عائشة، رضی الله عنها، عن صلاة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقالت: لم یكن من الصلاةِ شی‌ءٌ أَحْرَی أَن یؤخرها من صلاة العشاء، قالت: و ما رأَیته مُتَّقِیاً الأَرض بشی‌ء قَطُّ إلا أَنی أَذكرُ یومَ مطَرٍ فإنَّا بَسَطْنا له بناءً؛ قال شمر: قوله بناءً أَی نِطَعاً، و هو مُتَّصل بالحدیث؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء تفسیره فی الحدیث، و یقال له المَبْنَاةُ و المِبْنَاة أَیضاً. و قال أَبو عَدْنان: یقال للبیتِ هذا بِناءُ آخرته؛ عن الهوازنی، قال: المَبْنَاةُ من أَدَم كهیئة القبة تجعلها المرأَة فی كِسْر بیتها فتسكن فیها، و عسی أَن یكون لها غنم فتقتصر بها دون الغنم لنفسها و ثیابها، و لها إزار فی وسط البیت من داخل یُكِنُّها من الحرِّ و من واكِفِ المطر فلا تُبَلَّلُ هی و ثیابُها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للنابغة: علی ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جدیدٍ سُیُورُها، یَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِیمَة بائعُ قال: المَبْنَاة قبة من أَدَم. و قال الأَصمعی: المَبْنَاة حصیر أَو نطع یبسطه التاجر علی بیعه، و كانوا یجعلون الحُصُرَ علی الأَنْطاع یطوفون بها، و إنما سمیت مَبْنَاة لأَنها تتخذ من أَدم یُوصَلُ بعضُها ببعض؛ و قال جریر: رَجَعَتْ وُفُودُهُمُ بتَیْمٍ بعدَ ما خَرَزُوا المَبَانِیَ فی بَنی زَدْهامِ و أَبْنَیْتُه بَیْتاً أَی أَعطیته ما یَبْنی بَیْتاً. و البانِیَةُ من القِسِیّ: التی لَصِقَ وتَرُها بكَبدها حتی كاد ینقطع وترها فی بطنها من لصوقه بها، و هو عیب، و هی البَانَاةُ، طائِیَّةٌ. غیره: و قوسٌ بَانِیَةٌ بَنَتْ علی وترها إذا لَصِقَتْ به حتی یكاد ینقطع. و قوسٌ بَانَاةٌ: فَجَّاءُ، و هی التی یَنْتَحِی عنها الوتر. و رجل بَانَاةٌ: مُنحنٍ علی وتره عند الرَّمْی؛ قال إمرؤ القیس: عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ، غَیْرَ بَانَاةٍ علی وَتَرِهْ و أَما البَائِنَةُ فهی التی بانَتْ عن وتَرها، و كلاهما عیب. و البَوَانِی: أَضْلاعُ الزَّوْرِ. و البَوَانِی: قوائمُ الناقة. و أَلْقَی بَوَانِیَه: أَقام بالمكان و اطمأَنَّ و ثبت كأَلْقی عصاه و أَلْقی أَرْواقَه، و الأَرواق جمع رَوْقِ البیت، و هو رِواقُه. و البَوَانِی: عِظامُ الصَّدْر؛ قال العجاج بن رؤبة: فإنْ یكنْ أَمْسَی شَبابی قد حَسَرْ، و فَتَرَتْ مِنِّی البَوَانِی و فَتَر و‌فی حدیث خالد: فلما أَلقی الشامُ بَوانِیَهُ عَزَلَنی
لسان العرب، ج‌14، ص: 97
و استَعْمَلَ غیری، أَی خَیرَه و ما فیه من السَّعةِ و النَّعْمةِ. قال ابن الأَثیر: و البَوَانِی فی الأَصل أَضلاعُ الصَّدْر، و قیل: الأَكتافُ و القوائمُ، الواحدة بَانِیَةٌ. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: أَلْقَت السماءُ بَرْكَ بَوَانِیها؛ یرید ما فیها من المطر، و قیل‌فی قوله أَلقی الشامُ بَوَانِیَه، قال: فإن ابن حبلة «2». رواه هكذا عن أَبی عبید، بالنون قبل الیاء، و لو قیل بَوائنه، الیاء قبل النون، كان جائزاً. و البَوَائِنُ جمع البُوانِ، و هو اسم كل عمود فی البیت ما خَلا وَسَط البیت الذی له ثلاث طَرائق. و بَنَیْتُ عن حالِ الرّكِیَّة: نَحَّیْتُ الرِّشاء عنه لئلا یقع الترابُ علی الحافر. و البَانِی: العَرُوس الذی یَبْنی علی أَهله؛ قال الشاعر: یَلُوحُ كأَنه مِصْباحُ بَانِی و بَنَی فلانٌ علی أَهله بِناءً، و لا یقال بأَهله، هذا قول أَهل اللغة، و حكی ابن جنی: بَنَی فلان بأَهله و ابْتَنَی بها، عَدَّاهما جمیعاً بالباء. و قد زَفَّها و ازْدَفَّها، قال: و العامة تقول بَنَی بأَهله، و هو خطأٌ، و لیس من كلام العرب، و كأَنَّ الأَصلَ فیه أَن الداخل بأَهله كان یضرب علیها قبة لیلة دخوله لیدخل بها فیها فیقال: بَنَی الرجلُ علی أَهله، فقیل لكل داخل بأَهله بَانٍ، و قد ورد بَنَی بأَهله فی شعر جِرَانِ العَوْدِ قال: بَنَیْتُ بها قَبْلَ المِحَاقِ بلیلةٍ، فكانَ مِحَاقاً كُلُّه ذلك الشَّهْرُ قال ابن الأَثیر: و قد جاءَ بَنَی بأَهله فی غیر موضع من الحدیث و غیر الحدیث. و قال الجوهری: لا یقال بَنَی بأَهله؛ و عادَ فاستعمله فی كتابه. و‌فی حدیث أَنس: كان أَوَّلُ ما أُنْزِلَ من الحجاب فی مُبْتَنی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بزینب؛ الابْتِنَاءُ و البِنَاء: الدخولُ بالزَّوْجةِ، و المُبْتَنَی هاهنا یُراد به الابْتِناءُ فأَقامه مُقَام المصدر. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام، قال: یا نبیّ الله مَتَی تُبْنِینی‌أَی تُدْخِلُنی علی زوجتی؛ قال ابن الأَثیر: حقیقته متی تجعلنی أَبْتَنِی بزوجتی. قال الشیخ أَبو محمد بن بری: و جاریةٌ بَنَاةُ اللَّحْمِ أَی مَبْنِیَّةُ اللحم؛ قال الشاعر: سَبَتْه مُعْصِرٌ، من حَضْرَمَوْتٍ، بَنَاةُ اللحمِ جَمَّاءُ العِظامِ و رأَیت حاشیة هنا قال: بَنَاةُ اللحم فی هذا البیت بمعنی طَیِّبةُ الریح أَی طیبة رائحة اللحم؛ قال: و هذا من أَوهام الشیخ ابن بری، رحمه الله. و قوله‌فی الحدیث: من بَنَی فی دِیارِ العَجَمِ یَعْمَلُ نَیْرُوزَهُمْ و مَهْرَجَانَهم حُشِرَ معهم؛ قال أَبو موسی: هكذا رواه بعضهم، و الصواب تَنَأ أَی أَقام، و سیأْتی ذكره.

بها؛ ج14، ص: 97

: البَهْوُ: البیتُ المُقدَّمُ أَمام البیوت. و قوله‌فی الحدیث: تَنْتَقِلُ العرب بأبْهَائِها إلی ذی الخَلَصَةِ‌أَی ببیوتها، و هو جمع البَهْوِ البَیْتِ المعروفِ. و البَهْوُ: كِناسٌ واسع یتخذه الثور فی أَصل الأَرْطی، و الجمع أَبْهَاء و بُهِیٌّ و بِهِیٌّ و بُهُوٌّ. و بَهَّی البَهْوَ: عَمِلَهُ؛ قال: أَجْوَف بَهَّی بَهْوَهُ فاستَوْسَعَا و قال: رَأَیتُه فی كلِّ بَهْوٍ دامِجَا و البَهْوُ من كل حامل: مَقْبَلُ الوَلد «3». بین الوركین.
(2). قوله [ابن حبلة] هو هكذا فی الأصل (3). قوله [مقبل الولد إلخ] كذا بالأصل بهذا الضبط و باء موحدة و مثله فی المحكم، و الذی فی القاموس و التهذیب و التكملة: مقیل، بمثناة تحتیة بعد القاف، بوزن كریم
لسان العرب، ج‌14، ص: 98
و البَهْوُ: الواسع من الأَرض الذی لیس فیه جبال بین نَشْزَیْنِ، و كلُّ هواء أَو فجوة فهو عند العرب بَهْوٌ؛ و قال ابن أَحمر: بَهْوٌ تَلاقَتْ بهِ الآرامُ و البَقَرُ و البَهْوُ: أَماكنُ البَقَر؛ و أَنشد لأَبی الغَرِیب النَّصْرِیّ: إذا حَدَوْتَ الذَّیْذَجانَ الدارِجا، رأَیتَه فی كلِّ بَهْوٍ دامِجَا الذیذجان: الإِبل تحمل التجارة، و الدَّامِجُ الداخل. و ناقة بَهْوَةُ الجَنْبَیْن: واسعة الجنبین؛ و قال جَنْدَلٌ: علی ضُلُوع بَهْوَةِ المَنافِجِ و قال الراعی: كَأَنَّ رَیْطَة حَبَّارٍ، إذا طُوِیَتْ، بَهْوُ الشَّراسِیفِ منها، حین تَنْخَضِدُ شَبَّه ما تكسر من عُكَنِها و انطِواءَه برَیْطَةِ حَبّارٍ. و البَهْوُ: ما بین الشَّراسِیفِ، و هی مَقَاطُّ الأَضْلاع. و بَهْوُ الصَّدْرِ: جوفه من الإِنسان و من كل دابة؛ قال: إذا الكاتِماتُ الرَّبْوِ أَضْحَتْ كَوَابِیاً، تَنَفَّسَ فی بَهْوٍ من الصَّدْرِ واسِع یرید الخیل التی لا تكاد تَرْبُو، یقول: فقد رَبَتْ من شدّة السیر و لم یَكْبُ هذا و لا رَبَا و لكن اتسع جَوْفُه فاحتمل، و قیل: بَهْوُ الصدر فُرْجَةُ ما بین الثدیین و النحر، و الجمع أَبْهَاءٌ و أَبْهٍ و بُهِیٌّ و بِهِیٌّ. الأَصمعی: أَصل البَهْوِ السَّعَةُ. یقال: هو فی بَهْوٍ من عَیْش أَی فی سعة. و بَهِیَ البیتُ یَبْهَی بَهَاءً: انخرق و تَعَطَّلَ. و بیت بَاهٍ إذا كان قلیل المتاع، و أَبْهَاه: خَرَّقَه؛ و منه قولهم: إن المِعْزَی تُبْهی و لا تُبْنی، و هو تُفْعِل من البَهْوِ، و ذلك أَنها تَصْعَدُ علی الأَخْبِیَة و فوق البیوت من الصوف فتخرقها، فتتسع الفواصلُ و یتباعد ما بینها حتی یكون فی سعة البَهْوِ و لا یُقْدَرُ علی سكناها، و هی مع هذا لیس لها ثَلَّةٌ تُغْزَلُ لأَن الخیام لا تكون من أَشعارها، إنما الأَبنیةُ من الوبر و الصوف؛ قال أَبو زید: و معنی لا تُبْنی لا تُتَّخذ منها أَبنیةٌ، یقول لأَنها إذا أَمكنتك من أَصوافها فقد أَبْنَتْ. و قال القتیبی فیما ردّ علی أَبی عبید: رأَیت بیوت الأَعراب فی كثیر من المواضع مسوَّاة من شعر المِعْزَی، ثم قال: و معنی قوله لا تُبْنی أَی لا تُعِینُ علی البناء. الأَزهری: و المعزی فی بادیة العرب ضربان: ضرب منها جُرْدٌ لا شعر علیها مثل معزی الحجاز و الغَوْرِ و المعزی التی ترعی نُجُودَ البلادِ البعیدة من الریف كذلك، و منها ضرب یأْلف الریف و یَرُحْنَ حوالی القُرَی الكثیرة المیاه یطول شعرها مثل معزی الأَكراد بناحیة الجبل و نواحی خُراسانَ، و كأَنَّ المَثل لبادیة الحجاز و عالیةِ نَجْدٍ فیصح ما قاله. أَبو زید: أَبو عمرو البَهْوُ بیت من بیوت الأَعراب، و جمعه أَبْهَاءٌ. و البَاهِی من البیوت: الخالی المُعَطَّلُ و قد أَبْهَاه. و بیتٌ بَاهٍ أَی خالٍ لا شی‌ءَ فیه. و‌قال بعضهم لما فتحت مكة: قال رجل أَبْهُوا الخیلَ فقد وضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا، فقال، صلی الله علیه و سلم: لا تزالون تقاتلون علیها الكفار حتی یُقاتل بقیَّتُكم الدجالَ؛ قوله أَبْهُوا الخیلَ‌أَی عَطِّلُوها من الغزو فلا یُغْزَی علیها. و كل شی‌ء عَطَّلْته فقد أَبْهَیْتَه؛ و قیل: أَی عَرُّوها و لا تَرْكَبُوها فما بَقِیتم تحتاجون إلی الغزو، من أَبْهَی البیتَ إذا تركه غیر مسكون،
لسان العرب، ج‌14، ص: 99
و قیل: إنما أَراد وَسِّعُوا لها فی العَلَف و أَریحوها لا عَطّلُوها من الغزو، قال: و الأَول الوجه لأَن تمام الحدیث: فقال لا تزالون تقاتلون الكفار حتی یقاتل بقیتكم الدجال.و أَبْهَیْتُ الإِناءَ: فَرَّغْته. و‌فی الحدیث: قال النبی، صلی الله علیه و سلم: الخیلُ فی نواصیها الخیرُ‌أَی لا تُعَطَّلُ، قال: و إنما قال أَبْهُوا الخیلَ رجلٌ من أَصحابه. و البَهَاء: المَنْظَر الحَسَنُ الرائع المالئ للعین. و البَهِیُّ: الشی‌ء ذو البَهاء مما یملأُ العینَ رَوْعُه و حُسْنه. و البَهَاءُ: الحُسْن، و قد بَهِیَ الرجلُ، بالكسر، یَبْهَی و یَبْهُو بَهَاءً و بهاءةً فهو بَاهٍ، و بَهُوَ، بالضم، بهاءً فهو بَهِیٌّ، و الأُنثی بَهِیَّة من نسوة بَهِیَّات و بَهَایا. و بَهِیَ بَهَاءً: كَبَهُوَ فهو بَهٍ كعَمٍ من قوم أَبْهِیَاءَ مثل عَمٍ من قوم أَعْمِیاء. و مَرَةٌ بَهِیَّة: كعَمِیَّة. و قالوا: امرأَة بُهْیَا، فجاؤوا بها علی غیر بناء المذكر، و لا یجوز أَن یكون تأْنیثَ قولنا هذا الأَبْهَی، لأَنه لو كان كذلك لقیل فی الأُنثی البُهْیا، فلزمتها الأَلف و اللام لأَن اللام عقیب من فی قولك أَفْعَلُ من كذا، غیر أَنه قد جاء هذا نادراً، و له أَخوات حكاها ابن الأَعرابی عن حُنَیفِ الحَناتِم، قال: و كان من آبَلِ الناسِ أَی أَعْلَمِهم برِعْیةِ الإِبل و بأَحوالها: الرَّمْكاءُ بُهْیَا، و الحَمْراء صُبْرَی، و الخَوَّارةُ غُزْرَی، و الصهْباءُ سُرْعَی، و فی الإِبل أُخْرَی، إن كانت عند غیری لم أَشترها، و إن كانت عندی لم أَبعها، حَمْراءُ بنتُ دَهماءَ و قَلَّما تجدها، أَی لا أَبیعها من نَفاسَتها عندی، و إن كانت عند غیری لم أَشترها لأَنه لا یبیعها إلا بغَلاءٍ، فقال بُهْیَا و صُبْرَی و غُزْرَی و سُرْعَی بغیر أَلف و لام، و هو نادر؛ و قال أَبو الحسن الأَخفش فی كتاب المسائل: إن حذف الأَلف و اللام من كل ذلك جائز فی الشعر، و لیست الیاء فی بُهْیَا وضعاً، إنما هی الیاء التی فی الأَبْهَی، و تلك الیاء واو فی وضعها و إنما قلبتها إلی الیاء لمجاوزتها الثلاثة، أَ لا تری أَنك إذا ثنیت الأَبْهَی قلت الأَبْهَیَانِ؟ فلو لا المجاوزة لصحت الواو و لم تنقلب إلی الیاء علی ما قد أَحكمته صناعة الإِعراب. الأَزهری: قوله بُهْیَا أَراد البَهِیَّة الرائعة، و هی تأَنیث الأَبْهَی. و الرُّمْكَةُ فی الإِبل: أَن تشتد كُمْتَتُها حتی یدخلها سوادٌ، بَعیر أَرْمَكُ، و العرب تقول: إنّ هذا لَ بُهْیَایَ أَی مما أتَباهَی به؛ حكی ذلك ابن السكیت عن أَبی عمرو. و بَاهَانِی فَبَهَوْتُه أَی صرت أَبْهَی منه؛ عن اللحیانی. و بَهِیَ به یَبْهَی بَهْیاً: أَنِسَ، و قد ذكر فی الهمز. و بَاهَانِی فَبَهَیْتُه أَیضاً أَی صِرْتُ أَبْهَی منه؛ عن اللحیانی أیضاً. أَبو سعید: ابتَهَأْتُ بالشی‌ء إذا أَنِسْتَ به و أَحببت قُرْبَه؛ قال الأَعشی: و فی الحَیِّ مَن یَهْوَی هَوانا و یَبْتَهِی، و آخرُ قد أَبْدَی الكآبَة مُغْضَبا و المُبَاهَاةُ: المُفاخرة. و تَبَاهَوا أَی تفاخروا. أَبو عمرو: بَاهَاه إذا فاخره، و هَابَاه إذا صایحه «1». و‌فی حدیث عرفة: یُباهِی بهم الملائكةَ؛ و منه‌الحدیث: من أَشراط الساعة أَن یَتباهَی الناسُ فی المساجد.و بُهَیَّةُ: امرأَةٌ، الأَخْلَقُ أَن تكون تصغیر بَهِیَّة كما قالوا فی المرأَة حُسَیْنَةُ فسموها بتصغیر الحَسَنة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: قالتْ بُهَیَّةُ: لا تُجاورُ أَهْلَنا أَهْل الشَّوِیِّ، و غابَ أَهلُ الجامِلِ أَ بُهَیَّ، إنَّ العَنْزَ تَمْنَعُ رَبَّها مِنْ أَن یُبَیِّتَ جارَه بالحابِلِ «2».
(1). قوله [صایحه] كذا فی التهذیب، و فی بعض الأَصول: صالحه (2). قوله [بالحابل] بالباء الموحدة كما فی الأصل و المحكم، و الذی فی معجم یاقوت: الحائل، بالهمز، اسم لعدة مواضع
لسان العرب، ج‌14، ص: 100
الحابل: أَرض؛ عن ثعلب. و أَما البهاء الناقة التی تستأْنس بالحالب فمن باب الهمز. و‌فی حدیث أُم معبد و صِفَتِها للنبی، صلی الله علیه و سلم، و أنه حلب عَنزاً لها حائلًا فی قَدَح فدَرّت حتی ملأَت القَدَح و عَلاه البَهاءُ، و فی روایة: فحَلب فیه ثَجّاً حتی علاه البهاءُ؛ أَرادَت بهاء اللبن و هو وَبیصُ رَغْوته؛ قال: و بهاءُ اللبن ممدود غیر مهموز لأَنه من البَهْی، و الله أَعلم.

بوا؛ ج14، ص: 100

: البَوُّ، غیر مهموز: الحُوار، و قیل: جلده یُحْشَی تِبْناً أَو ثُماماً أَو حشیشاً لتَعْطِف علیه الناقة إذا مات ولدها، ثم یُقَرَّبُ إلی أُم الفصیل لتَرْأَمَهُ فتَدِرَّ علیه. و البَوُّ أَیضاً: ولد الناقة؛ قال: فما أُمُّ بَوٍّ هالكٍ بتَنُوفَةٍ، إذا ذكَرَتْه آخِرَ اللیلِ حَنَّتِ و أَنشد الجوهری للكمیت: مُدْرَجة كالبَوِّ بین الظِّئْرَیْن و أَنشد ابن بری لجریر: سَوْق الروائمِ بَوّاً بینَ أَظْآرِ ابن الأَعرابی: البَوِّیُّ الرجل الأَحمقُ، و الرَّمادُ بَوُّ الأَثافی، علی التمثیل. و بَوَّی: موضع؛ قال أَبو بكر: أَحسبه غیر ممدود، یجوز أَن یكون فَعَّلًا كبَقَّم، و یجوز أَن یكون فَعْلَی، فإذا كان كذلك جاز أَن یكون من باب تَقْوَی، أَعنی أَن الواو قلبت فیها عن الیاء، و یجوز أَن یكون من باب قُوّة. و الأَبْواءُ: موضع لیس فی الكلام اسم مفرد عل مثال الجمع غیره و غیر ما تقدم من الأَنْبار و الأَبْلاء، و إن جاء فإنما یجی‌ء فی اسم المواضع لأَن شواذها كثیرة، و ما سوی هذه فإنما یأَتی جمعاً أَو صفة كقولهم قِدْرٌ أَعْشارٌ و ثَوْبٌ أَخلاقٌ و أَسْمالٌ و سَراوِیلُ أَسْماطٌ و نحو ذلك. الجوهری: و البَوْباةُ المَفازة مثل المَوْماةِ؛ قال ابن السراج: أَصله مَوْمَوَةٌ علی فَعْلَلةٍ. و البَوْباةُ: موضع بعینه.

بیی؛ ج14، ص: 100

: حَیَّاكَ اللهُ و بَیَّاكَ، قیل: حَیَّاكَ مَلَّكَكَ، و قیل: أَبقاكَ، و یقال: اعْتَمدك بالمُلْك، و قیل: أَصْلَحك، و قیل: قَرَّبَكَ؛ الأَخیرة حكاها الأَصمعی عن الأَحمر. و قال أَبو مالك أَیضاً: بَیَّاكَ قَرَّبَك؛ و أَنشد: بَیَّا لهم، إذ نزلوا، الطَّعامَا الكِبْدَ و المَلْحاءَ و السَّنامَا و قال الأَصمعی: معنی حَیَّاكَ اللهُ و بَیَّاكَ أَی أَضحكك. و‌فی الحدیث عن آدم، علیه السلام: أَنه اسْتَحْرَمَ بعد قَتْلِ ابنه مائةَ سنة فلم یضحك حتی جاءه جبریل، علیه السلام، فقال: حَیَّاكَ اللهُ و بَیَّاكَ فقال: و ما بَیَّاكَ؟ قیل: أَضْحكَك؛ رواه بإسناد له عن سعید بن جبیر، و قیل: عجَّلَ لكَ ما تُحِبُّ، قال أَبو عبیدة: بعض الناس یقول إنه إتباع، قال: و هو عندی علی ما جاء تفسیره فی الحدیث أَنه لیس بإتباع، و ذلك أَن الإِتباع لا یكاد یكون بالواو، و هذا بالواو، و كذلك‌قول العباس فی زمزم: إنی لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ و هی لشاربٍ حِلُّ و بِلٌّ.و قال الأَحمر: بَیَّاكَ اللهُ معناه بَوَّأَك منزلًا، إلَّا أَنها لما جاءت مع حَیَّاكَ تركت همزتها و حُوِّلَتْ واوها یاء أَی أَسكنك منزلًا فی الجنة و هَیَّأَكَ له. قال سلمة بن عاصم: حَكَیْتُ للفراء قولَ خَلَفٍ فقال: ما أَحسنَ ما قال و قیل: یقال بَیَّاكَ لازدواج الكلام. و قال ابن الأَعرابی: بَیَّاكَ قَصَدَكَ و اعتَمَدَك بالمُلْكِ و التحیة، من
لسان العرب، ج‌14، ص: 101
تَبَیَّیْتُ الشی‌ءَ: تَعَمَّدْتُه؛ و أَنشد: لَمَّا تَبَیَّیْنا أَخا تَمِیمِ، أَعْطی عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئیمِ قال: و هذه الأَبیات تحتمل الوجهین معاً؛ و قال أَبو محمد الفَقْعَسِیّ: باتَتْ تَبَیَّا حَوْضَها عُكُوفا مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا، و أَنْتِ لا تُغْنِینَ عَنِّی فُوفا أَی تعتمد حَوْضَها؛ و قال آخر: و عَسْعَسٌ، نِعْمَ الفَتی، تَبَیَّاهْ مِنَّا یَزیدٌ و أَبو مُحَیَّاهْ قال ابن الأَثیر: أَبو مُحَیَّاةٍ كنیة رجل، و اسمه یحیی بن یعلی. و قیل: بَیَّاك جاءَ بكَ. و هو هَیُّ بنُ بَیٍّ و هَیّانُ بنُ بَیَّانَ أَی لا یعرف أَصله و لا فصله، و فی الصحاح: إذا لم یعرف هو و لا أَبوه؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر یصف حرباً مهلكة: فأَقْعَصَتْهُم و حَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، و أَعْطَتِ النَّهْبَ هَیَّانَ بنَ بَیَّانِ الجوهری: و یقال ما أَدری أَیّ هَیِّ بنِ بَیٍّ هُوَ أَی أَیُّ الناس هو. ابن الأَعرابی: البَیُّ الخسیس من الرجال، و كذلك ابن بَیّان و ابن هَیّان، كله الخسیس من الناس و نحو ذلك. قال اللیث: هَیُّ بنُ بَیٍّ و هَیّان بن بَیّانَ. و یقال: إنَّ هَیَّ بنَ بَیٍّ من ولد آدم ذهب فی الأَرض لمَّا تفرق سائر ولد آدم فلم یُحَسَّ منه عَین و لا أَثر و فقد. و یقال: بَیَّنْتُ الشی‌ء و بَیَّیْتُه إذا أَوضحته. و التَّبْییُ: التبیین من قرب.

فصل التاء المثناة فوقها؛ ج14، ص: 101

تأی؛ ج14، ص: 101

: ابن الأَعرابی: تَأَی، بوزن تَعَی إذا سَبَقَ، یَتْأَی. قال أَبو منصور: هو بمنزلة شَأَی یَشْأَی إذا سَبق، و الله أَعلم.

تبا؛ ج14، ص: 101

: ابن الأَعرابی: تَبَا إذا غَزَا و غنم و سَبَی.

تتا؛ ج14، ص: 101

: تَتْوا الفُسَیْلَة «1»: ذُؤَابَتاها؛ و منه قول الغلام الناشد للعنز: و كأَنَّ زَنَمَتَیْها تَتْوا فُسَیْلة، و الله أَعلم.

تثا؛ ج14، ص: 101

: ابن بری: التَّثاةُ واحدة التَّثا، و هی قشور التَّمْر.

تری؛ ج14، ص: 101

: التهذیب خاصة: ابن الأَعرابی تَرَی یَتْرِی إذا تَراخَی فی العَمَلِ فعَمِلَ شیئاً بعد شی‌ء. أَبو عبید: التَّرِیَّة «2». فی بَقِیَّة حیضِ المرأَة أَقلُّ من الصفرة و الكدرة و أَخْفَی، تراها المرأَة عند طهرها فتعلم أَنها قد طهرت من حیضها؛ قال شمر: و لا تكون التَّرِیَّة إلا بعد الاغتسال، فأَما ما كان فی أَیام الحیض فلیس بِتَرِیَّةٍ. و ذكر ابن سیدة التَّرِیَّة فی رأَی، و هو بابها لأَن التاء فیها زائدة، و هی من الرؤیة.

تسا؛ ج14، ص: 101

: ابن الأَعرابی: سَاتاهُ إذا لَعِبَ معه الشَّفَلَّقَةَ، و تاسَاهُ إذا آذاهُ و اسَتَخَفَّ به، و الله أَعلم.

تشا؛ ج14، ص: 101

: ابن الأَعرابی: تَشَا إذا زَجَر الحمارَ. قال أَبو منصور: كأَنَّه قال له تُشُؤْ تُشُؤْ.

تطا؛ ج14، ص: 101

: الأَزهری: أَهمله اللیث ابن الأَعرابی: تَطَا إذا ظَلَم.

تعا؛ ج14، ص: 101

: انفرد الأَزهری بهذه الترجمة، و قال ابن الأَعرابی: یقال تَعَا إذا عَدَا و ثَعا إذا قَذَف. قال: و التُّعَی
(1). قوله [تتوا الفسیلة] هو هكذا فی الأصل بصیغة التصغیر، و الذی فی القاموس تتوا القلنسوة؛ و صوب شارحه ما فی اللسان (2). قوله [التریة] بكسر الراء مخففة و مشددة كما فی النهایة
لسان العرب، ج‌14، ص: 102
فی الحفظ الحَسَن. و قال فی الترجمة أَیضاً: و التَّاعِی اللِّبَأُ المسترخی، و الثَّاعِی القاذف. و حكی عن الفراء: الأَتْعاءُ ساعات اللیل، و الثُّعَی القَذْف.

تغا؛ ج14، ص: 102

: قال اللیث: تَغَتِ الجارِیة الضَّحِكَ إذا أَرادت أن تُخْفیه و یغالبها؛ قال الأَزهری: إنما هو حكایة صوت الضحك: تِغٍ تِغٍ و تِغْ تِغْ، و قد مضی تفسیره فی حرف الغین المعجمة. ابن بری: تَغَت الجاریة تِغاً سَتَرَتْ ضَحِكَها فغالبها. و تَغَا الإِنسانُ: هَلَكَ.

تفا؛ ج14، ص: 102

: التُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، و هو سَبُع لا یقتات التبن إنما یقتات اللحم؛ قال ابن سیدة: و هو من الواو لأَنا وجدنا ت و ف، و هو قولهم: ما فی أَمرهم تَوِیفَة «1». و لم نجد ت ی ف، فإن أَبا علی یستدل علی المقلوب بالمقلوب، أَ لا تراه استدل علی أَن لام أُثْفِیَّة واو بقولهم وثف، و الواو فی وثف فاء.

تقی؛ ج14، ص: 102

: ابن بری: تَقَی الله تَقْیاً خافه. و التاء مبدلة من واو ترجم علیها ابن بری، و سیأَتی ذكرها فی وقی فی مكانها.

تلا؛ ج14، ص: 102

: تَلَوْتُه أَتلُوه و تَلَوْتُ عنه تُلُوّاً، كلاهما: خَذَلته و تركته. و تَلا عَنِّی یَتْلُو تُلُوّاً إذا تركك و تخلَّف عنك، و كذلك خَذَل یَخْذُل خُذُولًا. و تَلَوْته تُلُوّاً: تبعته. یقال: ما زلت أَتْلُوه حتی أَتْلَیْته أَی تَقَدَّمْته و صار خلفی. و أَتْلَیْته أَی سبقته. فأَما قراءة الكسائی تَلَیها فأَمالَ، و إن كان من ذوات الواو، فإنما قرأَ به لأَنها جاءَت مع ما یجوز أَن یمال، و هو یَغْشٰاهٰا و بَنٰاهٰا، و قیل: معنی تَلٰاهٰا حین استدار فتلا الشمسَ الضیاءُ و النورُ. و تَتَالَت الأُمورُ: تلا بعضُها بعضاً. و أَتْلَیْتُه إیّاه: أَتبَعْتُه. و اسْتَتْلاك الشی‌ءَ: دعاك إلی تُلُوِّه؛ و قال: قَدْ جَعَلَتْ دَلْوِیَ تَسْتَتْلِینی، و لا أُریدُ تَبَعَ القَرِینِ ابن الأَعرابی: استَتْلَیْت فلاناً أَی انتظرته، و اسْتَتْلَیْته جعلته یَتْلونی. و العرب تسمی المُراسِلَ فی الغناء و العمل المُتالی، و المُتالی الذی یراسل المُغَنی بصَوْتٍ رَفیعٍ؛ قال الأَخطل: صَلْت الجَبینِ، كأَنَّ رَجْعَ صَهِیلِه زجْرُ المُحاوِلِ، أَو غِناءُ مُتالِ قال: و التَّلِیُّ الكثیر الأَیْمان. و التَّلِیُّ: الكثیرُ المالِ. و جاءت الخیلُ تَتالِیاً أَی مُتَتابِعَة. و رجلٌ تَلُوٌّ، علی مثال عَدُوّ: لا یزال مُتَّبِعاً؛ حكاه ابن الأَعرابی، و لم یذكر یعقوب ذلك فی الأَشیاء التی حصرها كَحَسُوٍّ و فَسُوٍّ. و تَلا إذا اتَّبع، فهو تالٍ أَی تابعٌ. ابن الأَعرابی: تَلا اتَّبَع، و تَلا إذا تخلَّف، و تَلا إذا اشْتَری تِلْواً، و هو وَلد البَغْل. و یقال لولد البغل تِلْو؛ و قال الأَصمعی فی قول ذی الرمة: لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول، و إنَّما تَتَلَّی دباب الوادِعات المَراجع «2». قال: تَتَلّی تَتَبَّع. و تِلْوُ الشی‌ء: الذی یَتلُوه. و هذا تِلْوُ هذا أَی تَبَعُه. و وَقَع كذا تَلِیَّةَ كذا أَی عَقِبَه. و ناقة مُتْلٍ و مُتْلِیة: یَتْلوها وَلدُها أَی یتبعها. و المُتْلیة و المُتْلی: التی تُنْتَج فی آخر النتاج لأَنها تبع للمُبَكِّرة، و قیل: المُتْلِیة المؤخِّرة للإِنتاج، و هو من ذلك. و المُتْلی: التی یَتْلوها ولدُها، و قد یستعار الإِتلاء فی الوحش؛
(1). قوله [تویفة] ضبط فی الأَصل هنا كسفینة و كذلك فی مادة ت و ف (2). قوله [تتلی دباب إلخ] هو هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 103
قال الراعی أَنشده سیبویه: لها بحَقِیلٍ فالنُّمَیْرَةِ مَنْزِلٌ، تَرَی الوَحْشَ عُوذَاتٍ به و مَتالِیَا و المَتالی: الأُمَّهات إِذا تلاها الأَولاد، الواحدة مُتْلٍ و مُتْلِیة. و قال البَاهلی: المَتالی الإِبل التی قد نُتج بعضها و بعضها لم ینتج؛ و أَنشد: و كلُّ شَمالیٍّ، كأَنَّ رَبابَه مَتالی مهیب، مِنْ بَنی السِّیدِ، أَوْرَدا قال: نَعَمُ بَنی السِّیدِ سُودٌ، فشبه السحاب بها و شبه صوت الرعد بحَنِین هذه المَتالی؛ و مثله قول أَبی ذؤیب: فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجَا أَی اخْتُلِجَتْ عنها أَولادُها فهی تَحِنُّ إِلیها. ابن جنی: و قیل المُتْلِیة التی أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جنینها إِلی ناحیة الذنب و الحَیاء، و هذا لا یوافق الاشتقاق. و التِّلْوُ: ولد الشاة حین یُفطم من أُمّه و یتلوها، و الجمع أَتْلاءٌ. و الأُنثی تِلْوَةٌ، و قیل: إِذا خرجت العَناق من حدِّ الإِجْفار فهی تِلوة حتی تتم لها سنة فتُجْذِع، و ذلك لأَنها تتبع أُمّها. و التِّلْوُ: ولدُ الحمار لاتباعه أُمّه. النضر: التِّلْوة من أَولاد المِعْزَی و الضأْن التی قد استكرشت و شَدَنَت، الذكرُ تِلْوٌ. و تِلْو الناقة: ولدها الذی یتلوها. و التِّلو من الغنم: التی تُنتَج قبل الصَّفَرِیَّة. و أَتْلاه الله أَطفالًا أَی أَتْبَعَه أَولاداً. و أَتْلت الناقةُ إِذا تلاها ولدها؛ و منه قولهم: لا دَرَیْتَ و لا أَتْلَیْتَ، یدعو علیه بأَن لا تُتْلِیَ إِبله أَی لا یكون لها أَولاد؛ عن یونس. و تَلَّی الرجلُ صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ. و یقال: تَلَّی فلان صلاته المكتوبةَ بالتطوُّع أَی أَتبَعها؛ و قال البَعِیثُ‌علی ظَهْرِ عادِیٍّ، كأَنَّ أُرُومَهُ رجالٌ، یُتَلُّون الصلاةَ، قیامُ و هذا البیت استشهد به علی رجل مُتَلٍّ منتصب فی الصلاة، و خطَّأَ أَبو منصور من استشهد به هناك و قال: إِنما هو من تَلَّی یُتَلِّی إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ، قال: و یكون تلا و تلَّی بمعنی تبع. یقال: تَلَّی الفَریضة إِذا أَتبعها النفلَ. و‌فی حدیث ابن عباس: أَفْتِنا فی دابَّة تَرْعی الشجَر و تشربُ الماءَ فی كَرِشٍ لم تُثْغَر، قال تلك عندنا الفَطِیمُ و التَّوْلَة و الجَذَعَةُ؛ قال الخطابی: هكذا روی، قال: و إِنما هو التِّلْوَةُ. یقال للجَدْی إِذا فُطِم و تَبِع أُمَّه تِلْوٌ، و الأُنثی تِلْوةٌ، و الأُمّهات حینئذ المَتالی، فتكون هذه الكلمات من هذا الباب لا من باب تول. و التَّوالی: الأَعْجاز لاتّباعها الصدورَ. و توالی الخیلِ: مآخیرُها من ذلك، و قیل: تَوالی الفرسِ ذَنَبُهُ و رجْلاه. یقال: إِنه لَخَبیثُ التَّوالی و سریعُ التَّوالی و كله من ذلك. و العرب تقول: لیسَ هَوادِی الخَیْل كالتَّوالی؛ فهَوادِیها أَعناقها، و توالیها مآخرها. و تَوالی كلِّ شی‌ء: آخره. و تالیاتُ النجوم: أُخراها. و یقال: لیس تَوالی الخیلِ كالهَوادِی و لا عُفْرُ اللیالی كالدَّآدِی؛ و عفرها: بیضها. و تَوالی الظُّعُنِ: أَواخرها، و توالی الإِبل كذلك. و توالی النجومِ: أَواخرها. و تَلَوَّی: ضَرْبٌ من السفن، فَعَوَّلٌ من التُّلُوِّ لأَنه یتبع السفینة العظمی؛ حكاه أَبو علی فی التذكرة. و تَتَلَّی الشی‌ءَ: تَتبَّعَه. و التُّلاوَةُ و التَّلِیَّة: بقِیَّة الشی‌ء عامّةً، كأَنه یُتَتَبَّع حتی لم یبقَ إِلا أَقلُّه، و خص بعضهم به بقیةَ الدَّیْن و الحاجةِ، قال: تَتَلّی بَقَّی بقیةً من دَیْنه. و تَلِیَتْ علیه تُلاوَةٌ و تَلیً، مقصور: بَقِیت. و أَتْلَیْتُها عنده: أَبْقَیْتُها.
لسان العرب، ج‌14، ص: 104
و أَتْلَیْت علیك من حقی تُلاوةً أَی بَقِیَّةً. و قد تَتَلَّیْت حقی عنده أَی تركت منه بقیة. و تَتَلَّیت حقی إِذا تتبعتَه حتی استوفیته؛ و قال الأَصمعی: هی التَّلِیَّة. و قد تَلِیَت لی من حقی تَلِیَّةٌ و تُلاوَةٌ تَتْلی أَی بَقِیَت بَقِیَّة. و أَتْلَیْت حقّی عنده إِذا أَبْقَیْت منه بَقِیَّةً. و‌فی حدیث أَبی حَدْرَد: ما أَصبحتُ أُتلِیها و لا أَقْدِرُ علیها.یقال: أَتْلَیْت حقی عنده أَی أَبْقَیْت منه بَقِیَّةً. و أَتْلَیْتُه: أَحَلْته. و تَلِیَتْ له تَلِیَّة من حقه و تُلاوة أَی بقِیَت له بَقِیَّة. و تَلِیَ فلان بعد قومه أَی بَقِیَ. و تَلا إِذا تأَخر. و التوالی: ما تأَخر. و یقال: ما زلت أَتلوه حتی أَتْلَیْتُه أَی حتی أَخَّرته؛ و أَنشد: رَكْضَ المَذاكِی، و تَلا الحَوْلیُّ أَی تأَخَّر. و تَلیَ من الشهر كذا تَلًی: بَقِی. و تلَّی الرجلُ، بالتشدید، إِذا كان بآخر رَمَقٍ. و تَلَّی أَیضاً: قَضی نَخْبه أَی نَذْرَه؛ عن ابن الأَعرابی. و تَتَلَّی إِذا جَمَع مالًا كثیراً. و تَلَوْت القرآن تِلاوَةً: قرأْته، و عم به بعضهم كل كلام؛ أَنشد ثعلب: و اسْتَمَعُوا قولًا به یُكْوَی النَّطِفْ، یَكادُ من یُتْلی علیه یُجْتأَفْ و قوله عز و جل: فَالتّٰالِیٰاتِ ذِكْراً؛ قیل: هم الملائكة، و جائز أَن یكونوا الملائكة و غیرهم ممن یتلو ذكر الله تعالی. اللیث: تَلا یَتْلُو تِلاوَة یعنی قرأَ قراءة. و قوله تعالی: الَّذِینَ آتَیْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلٰاوَتِهِ؛ معناه یَتّبعونه حقّ اتّباعه و یعملون به حق عمله. و قوله عز و جل: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّیٰاطِینُ عَلیٰ مُلْكِ سُلَیْمٰانَ؛ قال عطاء: علی ما تُحَدِّثُ و تَقُصُّ، و قیل: ما تتكلم به كقولك فلان یَتْلُو كتاب الله أَی یقرؤه و یتكلم به. قال: و قرأَ بعضهم ما تُتَلِّی الشیاطین «3». و فلان یَتْلو فلاناً أَی یحكیه و یَتْبَع فعله. و هو یُتْلِی بَقِیَّة حاجته أَی یَقْتَضِیها وَ یَتَعهَّدها. و‌فی الحدیث فی عذاب القبر: إِن المنافق إِذا وضع فی قبره سئل عن محمد، صلی الله علیه و سلم، و ما جاء به فیقول لا أدْرِی، فیقال لا دَرَیْتَ و لا تَلَیْتَ و لا اهْتَدَیْتَ؛ قیل فی معنی‌قوله و لا تَلَیْتَ: و لا تَلَوْتَ أَی لا قرأْتَ و لا دَرَسْت، من تَلا یَتْلُو، فقالوا تَلَیْتَ بالیاء لیُعاقَبَ بها الیاءُ فی دَرَیْتَ، كما قالوا: إِنی لآتِیهِ بالغَدَایا و العَشایا، و تجمع الغداة غَدَوات، فقیل: الغَدایا من أَجل العَشایا لیزدوج الكلام؛ قال: و كان یونس یقول إِنما هو و لا أَتْلَیْتَ فی كلام العرب، معناه أَن لا تُتْلِیَ إِبلُه أی لا یكون لها أَولاد تتلوها؛ و قال غیره: إِنما هو لا دَرَیْتَ و لا اتَّلَیْتَ علی افْتَعلت من أَلَوْتَ أَی أَطقت و استطعت، فكأَنه قال لا دَرَیْت و لا استطعت؛ قال ابن الأَثیر: و المحدِّثون یروون‌هذا الحدیث و لا تَلَیْتَ، و الصواب و لا ائْتَلَیْتَ، و قیل: معناه لا قرأْت أَی لا تَلَوْتَ فقلبوا الواو یاء لیزدوج الكلام مع دَرَیْتَ. و التَّلاءُ: الذِّمَّة. و أَتْلَیْتُه: أَعطیته التَّلاءَ أَی أَعطیته الذِّمَّةَ. و أَتْلَیْتُه ذمّة أَی أَعطیته إِیاها. و التَّلاءُ: الجِوارُ. و التَّلاءُ: السهم یَكْتُبُ علیه المُتْلی اسمَه و یعطیه للرجل، فإِذا صار إِلی قبیلة أَراهم ذلك السهم و جاز فلم یُؤْذَ. و أَتْلَیْتُه سهماً: أَعطیتُه إِیاه لیَسْتَجِیزَ به؛ و كل ذلك فسر به ثعلب قول زهیر: جِوارٌ شاهدٌ عدلٌ عَلیكم، و سِیَّانِ الكَفَالةُ و التَّلاءُ
(3). قوله [ما تتلی الشیاطین] هو هكذا بهذا الضبط فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 105
و قال ابن الأَنباری: التَّلاءُ الضَّمان. یقال: أَتْلَیْتُ فلاناً إِذا أَعطیتَه شیئاً یأْمَنُ به مثل سَهْمٍ أَو نَعْلٍ. و یقال: تَلَوْا و أَتْلَوْا إِذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قال الفرزدق: یَعُدُّون للجار التَّلاءَ، إِذا تَلَوْا، علی أَیِّ أَفْتار البَریة یَمَّما و إِنه لَتَلُوُّ المِقْدار أَی رَفِیعه. و التَّلاءُ: الحَوالة. و قد أَتْلَیْت فلاناً علی فلان أَی أَحَلْته علیه؛ و أَنشد الباهلی هذا البیت: إِذا خُضْر الأَصمِّ رمیت فیها بمُسْتَتْلٍ علی الأَدْنَیْن باغِ أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِیَ لَیالی شهر رجب، و المُسْتَتْلِی: من التُّلاوة و هو الحَوالة أَی أَن یَجْنِیَ علیك و یُحیل علیك فتُؤخذ بجنایته، و الباغی: هو الخادم الجانی علی الأَدْنَینَ من قرابته. و أَتْلَیْتُه أَی أَحلته من الحوالة.

تنا؛ ج14، ص: 105

: التِّنَاوَةُ: ترك المذاكرة. و‌فی حدیث قتادة: كان حمید بن هلال من العلماء فأَضرَّت به التِّنَاوةُ.و قال الأَصمعی: هی التِّنَایَة، بالیاء، فإِما أَن تكون علی المعاقبة، و إِما أَن تكون لغة؛ قال ابن الأَثیر: التِّنَایَة الفِلاحة و الزراعة؛ یرید أَنه ترك المذاكرة و مجالسة العلماء، و كان نزل قریة علی طریق الأَهواز، و یروی النِّباوة، بالنون و الباء، أَی الشرف. و الأَتْنَاءُ: الأَقران. و الأَتْنَاءُ الأَقْدام.

توا؛ ج14، ص: 105

: التَّوُّ: الفَرْد. و‌فی الحدیث: الاسْتِجْمارُ تَوٌّ و السعی تَوٌّ و الطواف تَوٌّ؛ التَّوُّ: الفرد، یرید أَنه یرمی الجمار فی الحج فَرْداً، و هی سبع حصیات، و یطوف سبعاً و یسعی سبعاً، و قیل: أَراد بفردیة الطواف و السعی أَن الواجب منهما مرَّة واحدة لا تُثَنَّی و لا تُكرَّر، سواء كان المحرم مُفرِداً أَو قارناً، و قیل: أَراد بالاستجمار الاستنجاء، و السنَّة أَن یستنجیَ بثلاثٍ، و الأَول أَولی لاقترانه بالطواف و السعی. و أَلْف تَوٌّ: تامٌّ فَرْدٌ. و التَّوُّ: الحَبْلُ یُفتل طاقة واحدة لا یُجعل له قُویً مُبْرَمة، و الجمع أَتْوَاء. و جاء تَوّاً أَی فَرْداً، و قیل: هو إِذا جاء قاصداً لا یُعَرِّجه شی‌ء، فإِن أَقام ببعض الطریق فلیس بِتَوٍّ؛ هذا قول أَبی عبید. و أَتْوَی الرجلُ إِذا جاء تَوّاً وحْده، و أَزْوَی إِذا جاء معه آخرُ، و العرب تقول لكل مُفرَد تَوٌّ، و لكل زوج زَوٌّ. و یقال: وَجَّهَ فلان من خَیْله بأَلْفٍ تَوٍّ، و التَّوُّ: أَلف من الخیل، یعنی بأَلف رجل أَی بأَلف واحد. و تقول: مضت تَوَّةٌ من اللیل و النهار أَی ساعة؛ قال مُلَیح: فَفاضَتْ دُموعی تَوَّةً ثم لم تَفِضْ عَلیَّ، و قد كادت لها العین تَمْرَحُ و‌فی حدیث الشعبی: فما مضت إِلَّا تَوَّةٌ حتی قام الأَحَنفُ من مجلسه‌أَی ساعة واحدة. و التَّوَّة: الساعة من الزمان. و‌فی الحدیث: أَن الاستنجاء بِتَوٍّ‌أَی بفرد و وتر من الحجارة و أَنها لا تُشفع، و إِذا عقدت عقداً بإدارة لرباط مرّة قلت: عقدته بتَوٍّ واحدٍ؛ و أَنشد: جاریة لیست من الوَخْشَنِّ، لا تعقِدُ المِنْطَقَ بالمَتْنَنِّ إِلَّا بِتَوٍّ واحدٍ أَو تَنِّ أَی نصف تَوٍّ، و النون فی تَنٍّ زائدة، و الأَصل فیها تا خففها من تَوٍّ، فإِن قلت علی أَصلها تَوْ خفیفةً مثل لَوْ جاز، غیر أَن الاسم إِذا جاءت فی آخره واو بعد فتحة حملت علی الأَلف، و إِنما یحسن
لسان العرب، ج‌14، ص: 106
فی لَوْ لأَنها حرف أَداة و لیست باسم، و لو حذفت من یوم المیم وحدها و تركت الواو و الیاء، و أَنت ترید إِسكان الواو، ثم تجعل ذلك اسماً تجریه بالتنوین و غیر التنوین فی لغة من یقول هذا حَا حَا مرفوعاً، لقلت فی محذوف یوم یَوْ، و كذلك لوم و لوح، و منعهم أَن یقولوا فی لَوْ لا لأَن لو أُسست هكذا و لم تجعل اسماً كاللوح، و إِذا أَردت نداء قلت یا لَوُّ أَقبل فیمن یقول یا حارُ لأَن نعتَه باللَّوِّ بالتشدید تقویة لِلَوْ، و لو كان اسمه حوّاً ثم أَردت حذف أَحد الواوین منه قلت یا حا أَقبل، بقیت الواو أَلفاً بعد الفتحة، و لیس فی جمیع الأَشیاء واو معلقة بعد فتحة إِلَّا أَن یجعل اسماً. و التَّوُّ: الفارغ من شُغْلِ الدنیا و شغل الآخرة. و التَّوُّ: البِناء المنصوب؛ قال الأَخطل یصف تسنُّمَ القبر و لَحْدَه: و قد كُنتُ فیما قد بَنی لیَ حافِری أَعالیَهُ تَوّاً و أَسْفَلَه لَحْدَا جاء فی الشعر دحلا، و هو بمعنی لحد، فأَدَّاه ابن الأَعرابی بالمعنی. و التَّوَی، مقصور: الهلاك، و فی الصحاح: هلاك المال. و التَّوَی: ذهاب مال لا یُرْجی، و أَتْوَاه غیرهُ. تَوِیَ المال، بالكسر، یَتْوَی تَویً، فهو تَوٍ: ذهب فلم یرج، و حكی الفارسی أَن طَیّئاً تقول تَوَی. قال ابن سیدة: و أُراه علی ما حكاه سیبویه من قولهم بَقَی و رَضَی و نَهَی. و أَتْوَاه الله: أَذهبه. و أَتْوَی فلانٌ مالَه: ذهب به. و هذا مال تَوٍ، علی فَعِلٍ. و‌فی حدیث أَبی بكر، و قد ذكر من یُدْعَی من أَبواب الجنة فقال: ذلك الذی لا تَوَی علیه‌أَی لا ضَیاع و لا خَسارة، و هو من التَّوَی الهلاك. و العرب تقول: الشُّحّ مَتْوَاةٌ، تقول: إِذا مَنَعْتَ المال من حقه أَذهبه الله فی غیر حقه. و التَّوِیُّ: المقیم؛ قال: إِذا صَوَّتَ الأَصداءُ یوماً أَجابها صدیً، و تَوِیٌّ بالفَلاة غَریبُ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده ابن الأَعرابی، قال: و الثاء أَعرف. و التِّوَاء من سِماتِ الإِبل: وَسْمٌ كهیئة الصلیب طویل یأْخذ الخَدَّ كلَّه؛ عن ابن حبیب من تذكرة أَبی علی. النضر: التِّوَاءُ سِمَة فی الفَخِذِ و العنق، فأَما فی العنق فأَن یُبْدَأَ به من اللِّهْزِمة و یُحْدَر حِذاء العنق خَطّاً من هذا الجانب و خَطّاً من هذا الجانب ثم یجمع بین طرفیهما من أَسفلَ لا من فوقُ، و إِذا كان فی الفخذ فهو خط فی عَرْضِها، یقال منه بعیر مَتْوِیٌّ، و قد تَوَیْتُه تَیّاً، و إِبل متواةٌ، و بعیر به تِواءٌ و تِوَاءَانِ و ثلاثة أَتْوِیَةٍ. قال ابن الأَعرابی: التِّوَاءُ یكون فی موضع اللَّحاظ إِلَّا أَنه منخفض یُعْطَف إِلی ناحیة الخدّ قلیلًا، و یكون فی باطن الخد كالتُّؤْثُورِ. قال: و الأُثْرةُ و التُّؤْثُور فی باطن الخد، و الله أَعلم.

تیا؛ ج14، ص: 106

: تی و تا: تأْنیث ذا، و تَیّا تصغیره، و كذلك ذَیَّا تصغیر ذِهْ و ذِهی و هذه.

فصل الثاء المثلثة؛ ج14، ص: 106

ثأی؛ ج14، ص: 106

: الثَّأْیُ و الثَّأَی جمیعاً: الإِفساد كلُّه، و قیل: هی الجراحات و القتل و نحوه من الإِفساد. و أَثْأَی فیهم: قتل و جرح. و الثَّأْی و الثَّأَی: خَرْمُ خُرَزِ الأَدِیم. و قال ابن جنی: هو أَن تغلظ الإِشْفَی و یَدِقَّ السَّیْرُ، و قد ثَئِیَ یَثْأَی و ثَأَی یَثْأَی و أَثْأَیْته أَنا؛ قال ذو الرمة: وَفْراءَ غَرْفِیَّةٍ أَثْأَی خَوارِزَها مُشَلْشَلٌ ضَیَّعَتْه بَیْنَها الكُتَبُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 107
و ثَأَیْتُ الخَرْزَ إِذا خَرَمته. و قال أَبو زید: أَثْأَیْتُ الخَرْزَ إِثْآأً خَرَمْته، و قد ثَئِیَ الخَرْزُ یَثْأَی ثَأیً شدیداً. قال ابن بری: قال الجوهری ثَئِیَ الخَرْز یَثْأَی؛ قال: و قال أَبو عبید ثَأَی الخَرْزُ، بفتح الهمزة، قال: و حكی كراع عن الكسائی ثَأَی الخَرْزُ یَثْأَی، و ذلك أَن یتخرم حتی تصیر خَرْزَتان فی موضع، و قیل: هما لغتان، قال: و أَنكر ابن حمزة فتح الهمزة. و أَثْأَیْتُ فی القوم إِثْآءً أَی جرحت فیهم، و هو الثَّأَی؛ قال: یا لَك من عَیْثٍ و مِنْ إِثْآءِ یُعْقِبُ بالقَتلِ و بالسِّباءِ و الثَّأَی: الخَرْمُ و الفَتْق؛ قال جریر: هو الوافِدُ المَیْمونُ و الرَّاتِقُ الثَّأَی، إِذا النَّعْلُ یوماً بالعَشِیرَةِ زَلَّتِ و قال اللیث: إِذا وقع بین القوم جراحات قیل عَظُم الثَّأَی بینهم، قال: و یجوز للشاعر أَن یقلب مدّ الثَّأَی حتی تصیر الهمزة بعد الأَلف كقوله: إِذا ما ثَاءَ فی معد قال: و مثله رآه و رَاءَهُ بوزن رَعاه و راعَه و نَأَی و نَاءَ؛ قال: نِعْمَ أَخو الهَیْجاء فی الیوم الیَمِی أَراد أَن یقول الیَوِمِ فقلَب. و الثَّأْوَة: بقیة قلیل من كثیر، قال: و الثَّأْوَة المهزولة من الغنم و هی الشاة المهزولة؛ قال الشاعر: تُغَذْرِمُها فی ثَأْوَةٍ من شیاهِهِ، فلا بُورِكَتْ تلك الشِّیاهُ القَلائِلُ الهاء فی قوله تُغَذْرِمُها للیمین التی كان أَقسم بها، و معنی تُغَذْرِمُها أَی حلفت بها مجازِفاً غیر مستثبت فیها، و الغُذارِمُ: ما أُخذ من المال جِزافاً. ابن الأَنباری: الثَّأَی الأَمر العظیم یقع بین القوم؛ قال: و أَصله من أَثْأَیْت الخَرْزَ؛ و أَنشد: و رأْب الثَّأَی و الصَّبْر عندَ الموَاطِن و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: و رَأَبَ الثَّأَی‌أَی أَصْلح الفساد. و أَصل الثَّأَی: خَرْم مواضع الخَرْز و فساده؛ و منه‌الحدیث الآخر: رَأَبَ اللهُ به الثَّأَی.و الثُّؤَی: جَمع ثُؤْیَةٍ و هی خِرَق تجمع كالكُبَّة علی وتِدِ المَخْض لئلا ینخرق السقاء عند المخض. ابن الأَعرابی: الثَّأَی أَن یجمع بین رؤوس ثلاث شجرات أَو شجرتین، ثم یُلْقی علیها ثوبٌ فَیُستَظَلَّ به.

ثبا؛ ج14، ص: 107

: الثُّبَةُ: العُصْبَة من الفُرسان، و الجمع ثُبَاتٌ و ثُبُونَ و ثِبُونَ، علی حدّ ما یطّرد فی هذا النوع، و تصغیرها ثُبَیَّة. و الثُّبَةُ و الأُثْبِیَّة: الجماعة من الناس، و أَصلها ثُبَیٌ، و الجمع أَثَابِیّ و أَثَابِیَةٌ، الهاء فیها بدل من الیاء الأَخیرة؛ قال حُمَید الأَرقط: كأَنه یومَ الرِّهان المُحْتَضَرْ، و قد بدا أَوَّلُ شَخْصٍ یُنْتَظَرْ دون أَثَابِیَّ من الخیل زُمَرْ، ضَارٍ غَدا یَنْفُضُ صِئْبان المَدَرْ «1». أَی بازٍ ضارٍ. قال ابن بری: و شاهد الثُّبَة الجماعة قول زهیر: و قد أَغْدُو علی ثُبَةٍ كِرامٍ نَشاوی، وَاجِدِینَ لِما نَشَاءُ قال ابن جنی: الذاهب من ثُبَة واو، و استدل علی ذلك بأَن أَكثر ما حذفت لامه إِنما هو من الواو نحو
(1). قوله [صئبان المدر] هكذا فی الأصل، و الذی فی الأساس: صئبان المطر
لسان العرب، ج‌14، ص: 108
أَب و أَخ و سَنَة و عِضَة، فهذا أَكثر مما حذفت لامه یاء، و قد تكون یاء علی ما ذكر «1». قال ابن بری: الاختیار عند المحققین أَن ثُبَة من الواو، و أَصلها ثُبْوة حملًا علی أَخواتها لأَن أَكثر هذه الأَسماء الثنائیة أَن تكون لامها واواً نحو عِزَة و عِضَة، و لقولهم ثَبَوْت له خیراً بعد خیر أَو شرّاً إِذا وجهته إِلیه، كما تقول جاءت الخیل ثُبَاتٍ أَی قطعة بعد قطعة. و ثَبَّیْت الجیشَ إِذا جعلته ثُبَة ثُبَة، و لیس فی ثَبَّیْت دلیل أَكثر من أَن لامه حرف علة. قال: و أَثَابِیُّ لیس جمع ثُبَة، و إِنما هو جمع أُثْبِیَّة، و أُثْبِیَّة فی معنی ثُبَة؛ حكاها ابن جنی فی المصنف. و ثَبَّیْتُ الشی‌ء: جمعته ثُبَة ثُبَة؛ قال: هل یَصْلُح السیفُ بغیر غِمْدِ؟ فَثَبِّ ما سَلَّفتَه من شُكْدِ أَی فأَضف إِلیه غیره و اجْمَعْه. و ثُبَة الحوض: وسطه، یجوز أَن یكون من ثَبَّیت أَی جمعت، و ذلك أَن الماء إِنما تجمعه من الحوض فی وسطه، و جعلها أَبو إِسحاق من ثاب الماء یَثُوب، و استدل علی ذلك بقولهم فی تصغیرها ثُوَیْبَة. قال الجوهری: و الثُّبَة وسط الحوض الذی یَثُوب إِلیه الماء، و الهاء هاهنا عوض من الواو الذاهبة من وسطه لأَن أَصله ثُوَب، كما قالوا أَقام إِقامة و أَصله إِقواماً، فعوَّضوا الهاء من الواو الذاهبة من عین الفعل؛ و قوله: كَمْ لیَ من ذی تُدْرَإِ مِذَبِّ، أَشْوَسَ، أَبَّاءٍ علی المُثَبِّی أَراد الذی یَعْذُله و یكثر لومه و یجمع له العَذْل من هنا و هنا. و ثَبَّیت الرجلَ: مدحته و أَثْنَیْت علیه فی حیاته إِذا مدحته دفعة بعد دفعة. و الثَّبِیُّ: الكثیر «2». المدح للناس، و هو من ذلك لأَنه جَمْع لمحاسنه و حَشْد لمناقبه. و التَّثْبِیَة: الثناء علی الرجل فی حیاته؛ قال لبید: یُثَبِّی ثَناءً من كریمٍ، و قَوْلُه: أَلا انْعم علی حُسنِ التَّحِیّة و اشْرَبِ و التَّثْبِیَة: الدوام علی الشی‌ء. و ثَبَّیْت علی الشی‌ء تَثْبِیَةً أَی دُمْت علیه. و التَّثْبِیَة: أَن تفعل مثل فعل أَبیك و لزومُ طریقه؛ أَنشد ابن الأَعرابی قول لبید: أُثَبِّی فی البلاد بِذِكْرِ قَیْسٍ، وَ وَدُّوا لَوْ تَسُوخُ بنا البلادُ قال ابن سیدة: و لا أَدری ما وجه ذلك، قال: و عندی أَن أُثَبِّی هاهنا أُثْنی. و ثَبَّیت المالَ: حفظته؛ عن كراع؛ و قول الزِّمَّانی أَنشده ابن الأَعرابی: تَرَكْتُ الخیلَ من آثار رُمْحِی فی الثُّبَی العالی تَفادَی، كتفَادِی الوَحْشِ مِنْ أَغْضَفَ رِئْبالِ قال: الثُّبَی العالی من مجالس الأَشراف، و هذا غریب نادر لم أَسمعه إِلَّا فی شعر الفِنْد. قال ابن سیدة: و قضینا علی ما لم تظهر فیه الیاء من هذا الباب بالیاء لأَنها لام، و جعل ابن جنی هذا الباب كله من الواو، و احتج بأَن ما ذهب لامه إِنما هو من الواو نحو أَب و غَدٍ و أَخٍ و هَنٍ فی الواو، و قال فی موضع آخر: التَّثْبِیَة إِصلاح الشی‌ء و الزیادة علیه؛ و قال الجعدی:
(1). قوله: فهذا أكثر إلخ؛ هكذا فی الأَصل (2). قوله [و الثَّبِیُّ الكثیر إلخ] كذا بالأصل، و ذكره شارح القاموس فیما استدركه، فقال: و الثَّبِیُّ كغَنِیّ الكثیر إلخ و لكن لم نجد ما یؤیده فی المواد التی بأیدینا
لسان العرب، ج‌14، ص: 109
یُثَبُّون أَرْحاماً و ما یَجْفِلُونها، و أَخْلاقَ وُدٍّ ذَهَّبَتْها المَذاهِبُ «3». قال: یُثَبُّون یُعَظِّمون یجعلونها ثُبَةً. یقال: ثَبِّ معروفَك أَی أَتِمَّه و زد علیه. و قال غیره: أَنا أَعرفه تَثْبِیَةً أَی أَعرفه معرفة أُعْجمها و لا أَستیقنها.

ثتی؛ ج14، ص: 109

: الثَّتَی و الحَتا: سَوِیق المُقْل؛ عن اللحیانی. و الثَّتَی: حُطام التبن. و الثَّتَی: دُقاق التبن أَو حُسافَة التمر. و كل شی‌ء حشوت به غِرارة مما دَقّ فهو الثَّتَی؛ و أَنشد: كأَنه غِرارةٌ مَلأَی ثَتَی و یروی: … مَلأَی حَتَا. و قال أَبو حنیفة: الثَّتَاةُ و الثَّتَی قشر التمر و ردیئه.

ثدی؛ ج14، ص: 109

: الثَّدْی: ثدْی المرأَة، و فی المحكم و غیره: الثَّدْی معروف، یذكر و یؤنث، و هو للمرأَة و الرجل أَیضاً، و جمعه أَثْدٍ و ثُدِیّ، علی فُعول، و ثِدِیّ أَیضاً، بكسر الثاء لما بعدها من الكسر؛ فأَما قوله: و أَصْبَحَت النِّساءُ مُسَلِّباتٍ، لهُنَّ الویلُ یَمْدُدْنَ الثُّدِینا فإِنه كالغلط، و قد یجوز أَن یرید الثُّدِیَّا فأَبدل النون من الیاء للقافیة. و ذو الثُّدَیَّة: رجل، أَدخلوا الهاء فی الثُّدَیَّة هاهنا، و هو تصغیر ثَدْی. و أَما‌حدیث علیّ، علیه السلام، فی الخوارج: فی ذی الثُّدَیَّة المقتول بالنهروان، فإِن أَبا عبید حكی عن الفراء أَنه قال إِنما قیل ذو الثُّدَیَّة بالهاء هی تصغیر ثَدْی؛ قال الجوهری: ذو الثُّدَیَّة لقب رجل اسمه ثُرْمُلة، فمن قال فی الثَّدْی إِنه مذكر یقول إِنما أَدخلوا الهاء فی التصغیر لأَن معناه الید، و ذلك أَن یده كانت قصیرة مقدار الثَّدْی، یدل علی ذلك أَنهم یقولون فیه ذو الیُدَیَّة و ذو الثُّدَیَّة جمیعاً، و إِنما أُدخل فیه الهاء، و قیل: ذو الثُّدَیَّة و إِن كان الثَّدْی مذكراً لأَنها كأَنها بقیة ثَدْی قد ذهب أَكثره، فقللها كما یقال لُحَیْمة و شُحَیْمة، فأَنَّثها علی هذا التأْویل، و قیل: كأَنه أَراد قطعة من ثَدْی، و قیل: هو تصغیر الثَّنْدُوَة، بحذف النون، لأَنها من تركیب الثَّدْی و انقلاب الیاء فیها واواً لضمة ما قبلها، و لم یضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق. و قال الفراء عن بعضهم: إِنما هو ذو الیُدَیَّة، قال: و لا أُری الأَصل كان إِلَّا هذا، و لكن الأَحادیث تتابعت بالثاء. و امرأَة ثَدْیَاء: عظیمة الثَّدْیین، و هی فعلاء لا أَفَعلَ لها لأَن هذا لا یكون فی الرجال، و لا یقال رجل أَثْدَی. و یقال: ثَدِیَ یَثْدَی إِذا ابتلَّ. و قد ثَداهُ یَثْدُوه و یَثْدِیه إِذا بَلَّه. و ثَدَّاه إِذا غَذَّاه. و الثُّدَّاء، مثل المُكَّاء: نبت، و قیل: نبت فی البادیة یقال له المُصاص و المُصَّاخ، و علی أَصله قشور كثیرة تَتَّقِد بها النار، الواحدة ثُدَّاءة؛ قال أَبو منصور: و یقال له بالفارسیة بهراه دایزاد «4»؛ و أَنشد ابن بری لراجز: كأَنَّما ثُدَّاؤه المَخْروفُ، و قد رَمَی أَنصافَه الجُفُوفُ، رَكْبٌ أَرادوا حِلَّةً وُقُوف شبه أَعلاه و قد جف بالركب، و شبه أَسافله الخُضْر بالإِبل لخضرتها. و ثَدِیَت الأَرضُ: كسَدِیَت؛
(3). قوله [ذهبتها المذاهب] كذا فی الأصل، و الذی فی التكملة: ذهبته الذواهب (4). قوله [بهراه دایزاد] هكذا هو فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 110
حكاها یعقوب و زعم أَنها بدل من سین سَدِیَتْ، قال: و هذا لیس بمعروف، قال: ثم قلبوا فقالوا ثَدِئتْ، مهموز من الثَّأَد، و هو الثَّرَی؛ قال ابن سیدة: و هذا منه سهو و اختلاط و إِن كان إِنما حكاه عن الجرمی، و أَبو عمر یَجِلُّ عن هذا الذی حكاه یعقوب إِلا أَن یَعْنیَ بالجرمی غیره. قال ثعلب: الثَّنْدُوَة، بفتح أَولها غیر مهموز، مثال التَّرْقُوَة و العَرْقُوَة علی فَعْلُوَة، و هی مَغْرِز الثَّدْی، فإِذا ضممت همزت و هی فُعْلُلَة، قال أَبو عبیدة: و كان رؤبة یهمز الثُّنْدُؤَة و سِئَة القوس، قال: و العرب لا تهمز واحداً منهما، و فی المعتل بالأَلف: الثَّدْوَاءُ معروف موضع.

ثرا؛ ج14، ص: 110

: الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس و المال. یقال: ثَرْوَة رجالٍ و ثَرْوَة مالٍ، و الفَرْوة كالثَّرْوة فاؤه بدل من الثاء. و‌فی الحدیث: ما بعث الله نبیّاً بعد لوط إِلا فی ثَرْوَةٍ من قومه؛ الثَّرْوَة: العدد الكثیر: و إِنما خَصَّ لوطاً لقوله: لَوْ أَنَّ لِی بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی إِلیٰ رُكْنٍ شَدِیدٍ. و ثَرْوَةٌ من رجال و ثَرْوَة من مال أَی كثیر؛ قال ابن مقبل‌و ثَرْوَةٌ من رجال لو رأَیْتَهمُ، لَقُلْتَ: إِحْدَی حِراجِ الجَرّ من أُقُر مِنَّا بِبادِیةِ الأَعْرابِ كِرْكِرةٌ، إِلی كَراكِرَ بالأَمصارِ و الحَضَر و یروی: و ثَوْرةٌ من رجال … و قال ابن الأَعرابی: یقال ثَوْرَة من رجال و ثَرْوَةٌ بمعنی عدد كثیر، و ثَرْوَة من مال لا غیر. و یقال: هذا مَثْرَاةٌ للمال أَی مَكْثَرة. و‌فی حدیث صلة الرحم: هی مَثْرَاةٌ فی المال مَنْسَأَةٌ فی الأَثَر؛ مَثْرَاة: مَفْعَلة من الثَّرَاء الكثرة. و الثَّرَاءُ: المال الكثیر؛ قال حاتم: و قد عَلِمَ الأَقْوَامُ لو أَنَّ حاتِماً أَراد ثَرَاءَ المالِ، كان له وَفْرُ و الثَّرَاء: كثرة المال؛ قال علقمة: یُرِدْنَ ثَرَاءَ المالِ حیثُ عَلِمْنَه، و شرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجیبُ أَبو عمرو: ثَرَا اللهُ القومَ أَی كَثَّرَهم. و ثَرَا القومُ ثَراءً: كَثُروا و نَمَوْا. و ثَرَا و أَثْرَی و أَفْری: كثُرَ مالُه. و‌فی حدیث إِسماعیل، علیه السلام: قال لأَخیه إِسحاق إِنك أَثْرَیْتَ و أَمْشَیْتَ‌أَی كثُر ثَراؤُك، و هو المال، و كثُرت ماشیتُك. الأَصمعی: ثَرَا القومُ یَثْرُون إِذا كَثُرُوا و نَمَوْا، و أَثْرَوْا یُثْرُون إِذا كثُرت أَموالهم. و قالوا: لا یُثْرِینا العَدُوُّ أَی لا یكثر قوله فینا. و ثَرَا المالُ نفسُه یَثْرُوا إِذا كثُر. و ثَرَوْنا القومَ أَی كنا أَكثر منهم. و المال الثَّرِی، مثل عَمٍ خفیف: الكثیر. و المال الثَّرِیُّ، علی فعیل: و هو الكثیر. و‌فی حدیث أُم زرع: و أَراحَ علیَّ نَعَماً ثَرِیّاً‌أَی كثیراً؛ و منه سمی الرجل ثَرْوَانَ، و المرأَة ثُرَیَّا، و هو تصغیر ثَرْوَی. ابن سیدة: مال ثَرِیّ كثیر. و رجل ثَرِیّ و أَثْرَی: كثیر المال. و الثَّرِیّ: الكثیر العدد؛ قال المَأْثُور المُحاربی جاهلی: فقد كُنْتَ یَغْشاكَ الثَّرِیُّ، و یَتَّقِی أَذاك، و یَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع و أَنشد ابن بری لآخر: سَتَمْنَعُنی منهم رِماحٌ ثَرِیَّةٌ، و غَلْصَمةٌ تَزْوَرُّ منها الغَلاصِمُ و أَثْرَی الرجلُ: كَثُرت أَمواله؛ قال الكمیت یمدح بنی أُمیة:
لسان العرب، ج‌14، ص: 111
لَكُمْ مَسْجِدا الله المَزُورانِ، و الحَصَی لَكُمْ قِبْصُه من بین أَثْرَی و أَقْتَرا أَراد: من بین من أَثْرَی و من أَقتر أَی من بین مُثْرٍ و مُقْترٍ، و یقال: ثَرِیَ الرجلُ یَثْرَی ثَراً و ثَرَاءً، ممدود، و هو ثَرِیٌّ إِذا كَثُر ماله، و كذلك أَثْرَی فهو مُثْرٍ. ابن السكیت: یقال إِنه لَذو ثَرَاء و ثَرْوَة، یراد إِنه لذو عَدد و كثرة مال. و أَثْرَی الرجلُ و هو فوق الاستغناء. ابن الأَعرابی: إِن فلاناً لَقَرِیب الثَّرَی بَعِید النَّبَط للذی یَعِدُ و لا وفاء له. و ثَرَیْتُ بفلان فأَنا به ثَرٍ و ثَری‌ءٌ و ثَرِیٌّ أَی غَنِیٌّ عن الناس به. و الثَّرَی: التراب النَّدِیٌّ، و قیل: هو التراب الذی إِذا بُلَّ لم یَصِرْ طیناً لازباً. و قوله عز و جل: وَ مٰا تَحْتَ الثَّریٰ؛ جاء فی التفسیر: أَنه ما تحت الأَرض، و تثنیته ثَرَیانِ و ثَرَوانِ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و الجمع أَثْرَاء. و ثَریً مَثْرِیٌّ: بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل؛ قال ابن سیدة: و إِنما قلنا هذا لأَنه لا فعل له فنحمل مَثْرِیَّه علیه. و ثَرِیَتِ الأَرضُ ثَریً، فهی ثَرِیَّةٌ: نَدِیَتْ و لانَتْ بعد الجُدُوبة و الیُبْس، و أَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. و أَثْرَی المطر: بلَّ الثَّرَی. و‌فی الحدیث: فإِذا كلب یأْكل الثَّرَی من العطش‌أَی التراب الندیّ. و قال أَبو حنیفة: أَرض ثَرِیَّةٌ إِذا اعتدل ثَراها، فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَریً قلت أَثْرَتْ. و أَرض ثَرِیَّة و ثَرْیَاء أَی ذات ثَرَیً و نَدیً. و ثَرَّی فلان الترابَ و السَّویقَ إِذا بَلَّه. و یقال: ثَرِّ هذا المكانَ ثم قِفْ علیه أَی بُلَّهُ. و أَرض مُثْرِیَةٌ إِذا لم یجِفَّ ترابُها. و‌فی الحدیث: فأُتِی بالسویق فأَمر به فَثُرِّیَ‌أَی بُلَّ بالماء. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَنا أَعلم بجعفر أَنه إِن عَلِمَ ثَرَّاه مرة واحدة ثم أَطْعَمه‌أَی بَلَّه و أَطعمه الناسَ. و‌فی حدیث خبز الشعیر: فیطیر منه ما طار و ما بقی ثَرَّیْناه.و ثَرِیتُ بفلان فأَنا ثَرِیّ به أَی غنیّ عن الناس به، و‌روی عن جریر أَنه قال: إِنی لأَكره الرحی «1». مخافة أَن تستفرعنی و إنی لأَراه كآثار الخیل فی الیوم الثَّرِیّ.أَبو عبید: الثَّرْیَاء علی فَعْلاء الثَّرَی؛ و أَنشد: لم یُبْقِ هذا الدهر مِنْ ثَرْیَائِه غیرَ أَثافِیهِ و أَرْمِدائه و أَما‌حدیث ابن عمر: أَنه كان یُقْعِی و یُثَرِّی فی الصلاة، فمعناه أَنه كان یضع یدیه بالأَرض بین السجدتین فلا تفارقان الأَرض حتی یعید السجود الثانی، و هو من الثَّرَی التراب لأَنهم أَكثر ما كانوا یصلون علی وجه الأَرض بغیر حاجز، و هكذا یفعل من أَقْعَی؛ قال أَبو منصور: و كان ابن عمر یفعل هذا حین كَبِرت سنُّه فی تطوّعه، و السُّنَّة رفع الیدین عن الأَرض بین السجدتین. و ثَرَّی التُّرْبة: بَلَّها. و ثَرَّیْتُ الموضع تَثْرِیةً إِذا رَشَشته بالماء. و ثَرَّی الأَقِط و السَّوِیق: صب علیه ماء ثم لَتَّه به. و كل ما نَدَّیته فقد ثَرَّیته. و الثَّرَی: النَّدَی. و‌فی حدیث موسی و الخضر، علیهما السلام: فبینا هو فی مكان ثَرْیَانَ؛ یقال: مكان ثَرْیَانُ و أَرض ثَرْیَا إِذا كان فی ترابها بلل و نَدیً. و الْتَقَی الثَّرَیانِ: و ذلك أَن یجی‌ء المطر فیرسَخَ فی الأَرض حتی یلتقی هو و ندی الأَرض. و قال ابن الأَعرابی: لَبِس رجل فرواً دون قمیص فقیل التَقَی الثَّرَیَانِ، یعنی شعر العانة و وَبَرَ الفَرْوِ. و بدا ثَرَی الماء من الفرس: و ذلك حین یَنْدَی بالعَرَق؛ قال طُفَیل الغَنَویّ:
(1). قوله [إنی لأكره الرحی إلخ] كذا بالأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 112
یُذَدْنَ ذِیادَ الحامِساتِ، و قد بَدَا ثَرَی الماءِ من أَعطافِها المُتَحلِّب یرید العَرَق. و یقال: إِنی لأَرَی ثَرَی الغضب فی وجه فلان أَی أَثَرَه؛ قال الشاعر: و إِنی لَتَرَّاكُ الضَّغینةِ قد أَری ثَرَاها من المَوْلی، و لا أَسْتَثیرُها و یقال: ثَرِیتُ بك أَی فَرِحت بك و سُرِرت. و یقال ثِرِیتُ بك، بكسر الثاء، أَی كَثُرْتُ بك، قال كثیِّر: و إِنی لأَكْمِی الناسَ ما تَعِدِینَنی من البُخْلِ أَن یَثْرَی بذلِك كاشِحُ أَی یَفْرَح بذلِك و یشمت؛ و هذا البیت أَورده ابن بری: و إِنی لأَكمی الناس ما أَنا مضمر، مخافة أَن یَثْرَی بذلك كاشح ابن السكیت: ثَرِیَ بذلك یَثْرَی به إِذا فرح و سُرَّ. و قولهم: ما بینی و بین فلان مُثْرٍ أَی أَنه لم ینقطع، و هو مَثَل، و أَصل ذلك أَن یقول لم یَیْبَس الثَّرَی بینی و بینه، كما‌قال، علیه السلام: بُلُّوا أَرحامكم و لو بالسلام؛ قال جریر: فلا تُوبِسُوا بَیْنی و بینكم الثَّرَی، فإِنَّ الذی بینی و بینكُم مُثْرِی و العرب تقول: شَهْرٌ ثَرَی و شهرٌ ترَی و شهرٌ مَرْعی و شهرٌ اسْتَوی أَی تمطر أَوّلًا ثم یَطْلُعُ النبات فتراه ثم یَطول فترعاه النَّعَم، و هو فی المحكم، فأَمّا قولهم ثَرَی فهو أَوّل ما یكون المطر فیرسخ فی الأَرض. و تبتلُّ التُّربة و تَلین فهذا معنی قولهم ثَرَی، و المعنی شَهْرٌ ذو ثَریً، فحذفوا المضاف، و قولهم و شهر تری أَی أَن النبت یُنْقَف فیه حتی تری رؤوسه، فأَرادوا شهراً تری فیه رؤوس النبات فحذفوا، و هو من باب كُلَّه لم أَصنع، و أَما قولهم مرعی فهو إِذا طال بقدر ما یمكن النَّعَم أَن ترعاه ثم یستوی النبات و یَكْتَهِل فی الرابع فذلك وجه قولهم استوی. و فلان قریب الثَّرَی أَی الخیر. و الثَّرْوَانُ: الغَزِیر، و به سمی الرجل ثَرْوَان و المرأَة ثُرَیَّا، و هی تصغیر ثَرْوَی. و الثُّرَیَّا: من الكواكب، سمیت لغزارة نَوْئها، و قیل: سمیت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها، فكأَنها كثیرة العدد بالإِضافة إِلی ضیق المحل، لا یتكلم به إِلا مصغراً، و هو تصغیر علی جهة التكبیر. و‌فی الحدیث: أَنه قال للعباس یَمْلِك من ولدك بعدد الثُّرَیَّا؛ الثُّرَیَّا: النجم المعروف. و یقال: إِن خلال أَنجم الثُّریا الظاهرة كواكب خفیة كثیرة العدد و الثَّرْوةُ: لیلة یلتقی القمر و الثُّرَیَّا. و الثُّرَیَّا من السُّرُج: علی التشبیه بالثُّریا من النجوم. و الثُّریَّا: اسم امرأَة من أُمیّة الصغری شَبَّب بها عمر بن أَبی ربیعة. و الثُّرَیّا: ماء معروف. و أَبو ثَرْوَان: رجل من رواة الشعر. و أَثْرَی: اسم موضع؛ قال الأَغلب العِجْلی: فما تُرْبُ أَثْرَی، لو جَمَعْت ترابَها، بأَكثرَ مِنْ حَیَّیْ نِزارٍ علی العَدِّ

ثطا؛ ج14، ص: 112

: الثَّطَا: إِفراط الحُمْق. یقال: رجل بَیِّنُ الثَّطَا و الثَّطَاةِ. و ثَطِیَ ثَطاً: حَمُق. و ثَطَا الصبیُّ: بمعنی خَطَا؛ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، مَرَّ بامرأَة سوداء تُرْقِص صبیّاً لها و هی تقول: ذُؤال، یا ابْنَ القَرْم، یا ذُؤاله یَمْشِی الثَّطَا، و یَجْلِسُ الهَبَنْقَعَهْ
لسان العرب، ج‌14، ص: 113
فقال، علیه السلام: لا تقولی ذُؤال فإِنه شَرُّ السباع، أَرادت أَنه یمشی مَشْیَ الحَمْقَی كما یقال فلان لا یتكلم إِلا بالحُمْق. و یقال: هو یَمْشِی الثَّطَا أَی یَخْطُو كما یخطو الصبی أَوَّل ما یَدْرُج. و الهَبَنْقَعَةُ: الأَحمق. و ذؤال: ترخیم ذؤالة، و هو الذئب. و القَرْمُ: السَّیِّد. و قد‌روی: فلان من ثَطَاتِه لا یَعْرِف قَطاتَه من لَطاته، و الأَعْرفُ فلان من لَطاته، و القَطاةُ: موضع الردیف من الدابة، و اللطاةُ: غُرَّة الفرس؛ أَراد أَنه لا یعرف من حُمْقه مقدَّم الفرس من مؤخره، قال: و یقال إِن أَصل الثَّطا من الثَّأْطة، و هی الحَمْأَة. و الثُّطَی: العناكب، و الله أَعلم.

ثعا؛ ج14، ص: 113

: الثَّعْوُ: ضرب من التَّمْر. و قیل: هو ما عظم منه، و قیل: هو ما لان من البُسْر؛ حكاه أَبو حنیفة؛ قال ابن سیدة: و الأَعرف النَّعْوُ.

ثغا؛ ج14، ص: 113

: الثُّغاءُ: صوتُ الشاء و المَعَز و ما شاكلها، و فی المحكم: الثُّغَاءُ صوت الغنم و الظِّباء عند الولادة و غیرها. و قد ثَغَا یَثْغُو و ثَغَتْ تَثْغُو ثُغَاءً أَی صاحت. و الثَّاغِیَة: الشاة. و ما له ثَاغٍ و لا راغٍ و لا ثَاغِیَة و لا راغِیَة؛ الثَّاغِیَة الشاة و الراغِیَة الناقة أَی ما له شاة و لا بعیر. و تقول: سمعت ثَاغِیَةَ الشاء أَی ثُغاءها، اسمٌ علی فاعلَة، و كذلك سمعت راغِیة الإِبل و صواهل الخیل. و‌فی حدیث الزكاة و غیرها: لا تجی‌ءُ بِشاة لها ثُغَاءٌ؛ الثُّغاءُ: صیاح الغنم؛ و منه‌حدیث جابر: عَمَدْتُ إِلی عَنْزٍ لأَذْبَحَها فثَغَتْ فسَمِعَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ثَغْوَتَها فقال لا تَقْطَعْ دَرّاً و لا نَسْلًا؛ الثَّغْوة:؛ المرَّة من الثُّغاء. و أَتیته فما أَثْغَی و لا أَرْغی أَی ما أَعطانی شاة تَثْغُو و لا بعیراً یَرْغُو. و یقال: أَثْغَی شاته و أَرْغَی بعِیره إِذا حملهما علی الثُّغاء و الرُّغاء. و ما بالدار ثاغٍ و لا راغٍ أَی أَحد. و قال ابن سیدة فی المعتل بالیاء: الثَّغْیَة الجوع و إِقْفار الحَیّ.

ثفا؛ ج14، ص: 113

: ثَفَوْتُه: كنت معه علی إِثره. و ثَفَاه یَثْفِیه: تَبِعَه. و جاء یَثْفُوه أَی یَتْبَعه. قال أَبو زید: تَأَثَّفَكَ الأَعداء أَی اتَّبعوك و أَلَحُّوا علیك و لم یزالوا بك یُغْرُونَك بی «2». أَبو زید: خامَرَ الرجلُ المكان إِذا لم یَبْرَحْه، و كذلك تأَثَّفَه. ابن بری: یقال ثَفَاه یَثْفُوه إِذا جاء فی إِثره؛ قال الراجز: یُبادِرُ الآثارَ أَن یؤوبا، و حاجِبَ الجَوْنَة أَنْ یَغِیبا بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِیبا، كالذِّئْبِ یَثْفُو طَمَعاً قریبا و الأُثْفِیَّة: ما یوضع علیه القِدْر، تقدیره أُفْعُولة، و الجمع أَثَافِیُّ و أَثَاثِیُّ؛ الأَخیرة عن یعقوب، قال: و الثاء بدل من الفاء، و قال فی جمع الأَثَافِی: إِن شئت خففت؛ و شاهد التخفیف قول الراجز: یا دارَ هِنْدٍ عَفَت إِلَّا أَثَافِیها، بینَ الطَّوِیِّ، فصاراتٍ، فَوادِیها و قال آخر: كأَنَّ، و قد أَتَی حَوْلٌ جدِیدٌ، أَثَافِیَها حَماماتٌ مُثُولُ و‌فی حدیث جابر: و البُرْمَة بین الأَثَافِیِّ، و قد تخفف الیاءُ فی الجمع، و هی الحجارة التی تنصب و تجعل القدر علیها، و الهمزة فیها زائدة. و ثَفَّی القدر و أَثْفَاها: جعلها علی الأَثافی. و ثَفَّیْتُها: وضعتها علی الأَثافی. و أَثَّفْت القِدْرَ أَی جعلت لها أَثافیَّ؛ و منه قول الكمیت: وَ ما اسْتُنْزِلَتْ فی غَیرِنا قِدْرُ جارِنا، و لا ثُفِّیَتْ إِلا بنا، حینَ تُنْصَب
(2). كأَنه ینظر بقوله هذا إلی قول النابغة: لا تقْذِفَنّی … فی الصفحة التالیة
لسان العرب، ج‌14، ص: 114
و قال آخر: و ذاكَ صَنِیعٌ لم تُثَفَّ له قِدْرِی و قول حُطامٍ المجاشعی: لم یَبْقَ من آیٍ بها یُحَلَّیْنْ غَیرُ خِطامٍ و رَمادٍ كِنْفَیْنْ و صالِیاتٍ كَكَما یُؤَثْفَیْنْ جاء به علی الأَصل ضرورة و لو لا ذلك لقال یُثْفَیْن؛ قال الأَزهری: أَراد یُثْفَیْنَ من أَثْفَی یُثْفِی، فلما اضطرَّه بناء الشعر رده إِلی الأَصل فقال یُؤَثْفَیْن، لأَنك إِذا قلت أَفْعل یُفْعِل علمتَ أَنه كان فی الأَصل یُؤَفْعِل؛ فحذفت الهمزة لثقلها كما حذفوا أَلف رأَیت من أَری، و كان فی الأَصل أَرْأَی، فكذلك من یَرَی و تَرَی و نَرَی، الأَصل فیها یَرْأَی و تَرْأَی و نَرْأَی، فإِذا جاز طرح همزتها، و هی أَصلیة، كانت همزة یُؤَفْعِلُ أَولی بجواز الطرح لأَنها لیست من بناء الكلمة فی الأَصل؛ و مثله قوله: كُرات غُلامٍ من كِساءٍ مُؤَرْنَبِ و وجه الكلام: مُرْنَب، فردّه إِلی الأَصل. و یقال: رجل مُؤَنْمَل إِذا كان غلیظ الأَنامل، و إِنما أَجمعوا علی حذف همزة یُؤَفْعِل استثقالًا للهمزة لأَنها كالتقَیُّؤِ، و لأَن فی ضمة الیاء بیاناً و فصلًا بین غابر فِعْل فَعَلَ و أَفْعَل، فالیاء من غابر فعَل مفتوحة، و هی من غابر أَفْعل مضمومة، فأَمنوا اللبس و استحسنوا ترك الهمزة إِلا فی ضرورة شعر أَو كلام نادر. و رماه الله بثالثة الأَثَافِی: یعنی الجبل لأَنه یجعل صخرتان إِلی جانبه و ینصب علیه و علیهما القدر، فمعناه رماه الله بما لا یقوم له. الأَصمعی: من أَمثالهم فی رَمْی الرجل صاحبه بالمعْضِلات: رماه الله بثالثة الأَثَافِی؛ قال أَبو عبیدة: ثالثة الأَثَافِی القطعة من الجبل یجعل إِلی جانبها اثنتان، فتكون القطعة متصلة بالجبل؛ قال خُفافْ بن نُدْبَة: و إِنَّ قَصِیدَةً شَنْعاءَ مِنِّی، إِذا حَضَرَت، كثالثةِ الأَثَافِی و قال أَبو سعید: معنی قولهم رماه الله بثالثة الأَثَافِی أَی رماه بالشرّ كُلّه فجعله أُثْفِیة بعد أُثْفِیة حتی إِذا رُمی بالثالثة لم یترك منها غایة؛ و الدلیل علی ذلك قول علقمة: بل كلّ قوم، و إِن عزُّوا و إِن كَرُمُوا، عَرِیفُهم بأَثَافِی الشرّ مَرْجوم أَ لا تراه قد جمعها له؟ قال أَبو منصور: و الأُثْفِیَّة حجر مثل رأْس الإِنسان، و جمعها أَثَافِیُّ، بالتشدید، قال: و یجوز التخفیف، و تُنصب القدور علیها، و ما كان من حدید ذی ثلاث قوائم فإِنه یسمی المِنْصَب، و لا یسمی أُثْفِیّة. و یقال: أَثْفَیْت القِدْرَ و ثَفَّیْتُها إِذا وضعتها علی الأَثافی، و الأُثْفِیَّة: أُفْعُولة من ثَفَّیْت، كما یقال أُدْحِیّة لِمَبیض النعام من دَحَیْت. و قال اللیث: الأُثْفِیَّة فُعْلویة من أَثّفْت، قال: و من جعلها كذلك قال أَثَّفْت القدر، فهی مُؤَثَّفة، و قال آثَفْت القدر فهی مُؤْثَفَة؛ قال النابغة: لا تَقْذِفَنِّی برُكْنٍ لا كِفاءَ له، و لو تَأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفْدِ و قوله: و لو تأَثَّفَك الأَعْداء … أَی ترافدوا حولك مُتضافرِین علیَّ و أَنت النارُ بینهم؛ قال أَبو منصور: و قول النابغة: و لو تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ قال: لیس عندی من الأُثْفِیَة فی شی‌ء، و إِنما هو من قولك أَثَفْت الرجل آثِفُه إِذا تَبِعْته، و الآثِفُ التابع. و قال النحویون: قِدْر مُثْفاة من أَثْفَیْت.
لسان العرب، ج‌14، ص: 115
و المُثَفَّاة «1». المرأَة التی لزوجها امرأَتان سواها، شبهت بأَثافی القدر. و ثُفِّیَت المرأَة إِذا كان لزوجها امرأَتان سواها و هی ثالثتهما، شبهن بأَثافی القدر؛ و قیل: المُثَفَّاة المرأَة التی یموت لها الأَزواج كثیراً، و كذلك الرجل المُثَفَّی، و قیل: المُثَفَّاة التی مات لها ثلاثة أَزواج. و المُثَفَّی: الذی مات له ثلاث نسوة. الجوهری: و المُثَفِّیَة التی مات لها ثلاثة أَزواج، و الرجل مُثَفٍّ. و المُثَفَّاة: سمة كالأَثافی. و أُثَیْفِیَات: موضع، و قیل: أُثَیْفِیات أَجْبل صغار شبهت بأَثافی القدر؛ قال الرّاعی: دَعَوْن قُلوبَنا بأُثَیْفِیَاتٍ، فأَلْحَقْنا قَلائِصَ یَعْتَلِینا و قولهم: بقیت من فلان أُثْفِیَة خَشْناء أَی بقی منهم عدد كثیر.

ثلا؛ ج14، ص: 115

: التهذیب: ابن الأَعرابی ثَلا إِذا سافر، قال: و الثَّلِیُّ الكثیر المال.

ثنی؛ ج14، ص: 115

: ثَنَی الشی‌ءَ ثَنْیاً: ردَّ بعضه علی بعض، و قد تَثَنَّی و انْثَنَی. و أَثْنَاؤُه و مَثَانِیه: قُواه و طاقاته، واحدها ثِنْی و مَثْنَاة و مِثْنَاة؛ عن ثعلب. و أَثْنَاء الحَیَّة: مَطاوِیها إِذا تَحَوَّتْ. و ثِنْی الحیّة: انْثِنَاؤُها، و هو أَیضاً ما تَعَوَّج منها إِذا تثنت، و الجمع أَثْنَاء؛ و استعارة غیلان الرَّبَعِی للیل فقال: حتی إِذا شَقَّ بَهِیمَ الظَّلْماءْ، و ساقَ لَیْلًا مُرْجَحِنَّ الأَثْنَاءْ و هو علی القول الآخر اسم. و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لیسَ بالطویل المُتَثَنِی؛ هو الذاهب طولًا، و أَكثر ما یستعمل فی طویل لا عَرْض له. و أَثْنَاء الوادِی: مَعاطِفُه و أَجْراعُه. و الثِّنْی من الوادی و الجبل: مُنْقَطَعُه. و مَثَانِی الوادی و مَحانِیهِ: مَعاطِفُه. و تَثَنَّی فی مِشیته. و الثِّنْی: واحد أَثْنَاء الشی‌ء أَی تضاعیفه؛ تقول: أَنفذت كذا ثِنْیَ كتابی أَی فی طَیّه. و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: فأَخذ بطَرَفَیْه و رَبَّقَ لكُمْ أَثْنَاءَه‌أَی ما انْثَنَی منه، واحدها ثِنْیٌ، و هی معاطف الثوب و تضاعیفه. و‌فی حدیث أَبی هریرة: كان یَثْنِیه علیه أَثْنَاءً من سَعَتِه، یعنی ثوبه. و ثَنَیْت الشی‌ء ثَنْیاً: عطفته. و ثَنَاه أَی كَفَّه. و یقال: جاء ثَانِیاً من عِنانه. و ثَنَیْته أَیضاً: صَرَفته عن حاجته، و كذلك إِذا صرت له ثانیاً. و ثَنَّیْته تَثْنِیَةً أَی جعلته اثنین. و أَثْنَاءُ الوِشاح: ما انْثنَی منه؛ و منه قوله: تَعَرُّض أَثْنَاء الوِشاح المُفَصَّل «2». و قوله: فإِن عُدَّ من مَجْدٍ قدیمٍ لِمَعْشَر، فَقَوْمی بهم تُثْنَی هُناك الأَصابع یعنی أَنهم الخیار المعدودون؛ عن ابن الأَعرابی، لأَن الخیار لا یكثرون. و شاة ثانِیَةٌ بَیِّنة الثِّنْی: تَثْنی عنقها لغیر علة. و ثَنَی رِجْلَه عن دابته: ضمها إِلی فخذه فنزل، و یقال للرجل إِذا نزل عن دابته. اللیث: إِذا أَراد الرجل وجهاً فصرفته عن وجهه قلت ثَنَیْته ثَنْیاً. و یقال: فلان لا یُثْنَی عن قِرْنِه و لا عن وجْهه، قال: و إِذا فعل الرجل أَمراً ثم ضم إِلیه أَمراً آخر قیل ثَنَّی بالأَمر الثانی یُثَنِّی تَثْنِیة. و‌فی حدیث الدعاء: من قال عقیب الصلاة و هو ثانٍ رِجْلَه‌أَی عاطفٌ رجله فی التشهد قبل أَن ینهَض. و‌فی حدیث آخر: من قال قبل أَن یَثْنِیَ رِجْلَه؛ قال ابن
(1). قوله [و المُثَفَّاة إلخ] هكذا بضبط الأَصل فیه و فیما بعده و التكملة و الصحاح و كذا فی الأَساس، و الذی فی القاموس: المِثفاة بكسر المیم (2). البیت لإمرئ القیس من معلقته
لسان العرب، ج‌14، ص: 116
الأَثیر: و هذا ضد الأَول فی اللفظ و مثله فی المعنی، لأَنه أَراد قبل أَن یصرف رجله عن حالتها التی هی علیها فی التشهد. و فی التنزیل العزیز: أَلٰا إِنَّهُمْ یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ؛ قال الفراء: نزلت فی بعض من كان یلقی النبی، صلی الله علیه و سلم، بما یحب و یَنْطَوِی له علی العداوة و البُغْض، فذلك الثَّنْیُ الإِخْفاءُ؛ و قال الزجاج: یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ أَی یسرّون عداوة النبی، صلی الله علیه و سلم؛ و قال غیره: یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ یُجِنُّون و یَطْوُون ما فیها و یسترونه استخفاء من الله بذلك. و‌روی عن ابن عباس أَنه قرأَ: أَلا إِنَّهم تَثْنَوْنی صدورهم، قال: و هو فی العربیة تَنْثَنی، و هو من الفِعل افعَوْعَلْت. قال أَبو منصور: و أَصله من ثَنَیت الشی‌ء إِذا حَنَیْته و عَطَفته و طویته. و انْثَنَی أَی انْعطف، و كذلك اثْنَوْنَی علی افْعَوْعَل. و اثْنَوْنَی صدره علی البغضاء أَی انحنی و انطوی. و كل شی‌ء عطفته فقد ثنیته. قال: و سمعت أَعرابیّاً یقول لراعی إِبل أَوردها الماءَ جملة فناداه: أَلا و اثْنِ وُجوهَها عن الماء ثم أَرْسِل مِنْها رِسْلًا رِسْلًا أَی قطیعاً، و أَراد بقوله اثْنِ وُجوهها أَی اصرف وجوهها عن الماء كیلا تزدحم علی الحوض فتهدمه. و یقال للفارس إِذا ثَنَی عنق دابته عند شدَّة حُضْرِه: جاء ثَانِیَ العِنان. و یقال للفرس نفسه: جاء سابقاً ثَانِیاً إِذا جاء و قد ثَنَی عنقه نَشاطاً لأَنه إِذا أَعیا مدّ عنقه، و إِذا لم یجئ و لم یَجْهَد و جاء سیرُه عَفْواً غیر مجهود ثَنَی عنقه؛ و منه قوله: و مَن یَفْخَرْ بمثل أَبی و جَدِّی، یَجِئْ قبل السوابق، و هْو ثَانِی أَی یجئ كالفرس السابق الذی قد ثَنی عنقه، و یجوز أَن یجعله كالفارس الذی سبق فرسُه الخیل و هو مع ذلك قد ثَنی من عنقه. و الاثْنان: ضعف الواحد. فأَما قوله تعالی: وَ قٰالَ اللّٰهُ لٰا تَتَّخِذُوا إِلٰهَیْنِ اثْنَیْنِ، فمن التطوّع المُشامِ للتوكید، و ذلك أَنه قد غَنِیَ بقوله إِلٰهَیْنِ عن اثْنَیْنِ، و إِنما فائدته التوكید و التشدید؛ و نظیره قوله تعالی: وَ مَنٰاةَ الثّٰالِثَةَ الْأُخْریٰ؛ أَكد بقولة الْأُخْریٰ، و قوله تعالی: فَإِذٰا نُفِخَ فِی الصُّورِ نَفْخَةٌ وٰاحِدَةٌ، فقد علم بقوله نَفْخَةٌ أَنها واحدة فأَكد بقوله وٰاحِدَةٌ، و المؤنث الثِّنْتان، تاؤه مبدلة من یاء، و یدل علی أَنه من الیاء أَنه من ثَنیْت لأَن الاثنین قد ثنی أَحدهما إِلی صاحبه، و أَصله ثَنَیٌ، یدلّك علی ذلك جمعهم إِیاه علی أَثْناء بمنزلة أَبناء و آخاءٍ، فنقلوه من فَعَلٍ إِلی فِعْلٍ كما فعلوا ذلك فی بنت، و لیس فی الكلام تاء مبدلة من الیاء فی غیر افتعل إِلا ما حكاه سیبویه من قولهم أَسْنَتُوا، و ما حكاه أَبو علی من قولهم ثِنْتَان، و قوله تعالی: فَإِنْ كٰانَتَا اثْنَتَیْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثٰانِ؛ إِنما الفائدة فی قوله اثْنَتَیْنِ بعد قوله كٰانَتَا تجردهما من معنی الصغر و الكبر، و إِلا فقد علم أَن الأَلف فی كٰانَتَا و غیرها من الأَفعال علامة التثنیة. و یقال: فلان ثانی اثْنَین أَی هو أَحدهما، مضاف، و لا یقال هو ثانٍ اثْنَین، بالتنوین، و قد تقدم مشبعاً فی ترجمة ثلث. و قولهم: هذا ثَانِی اثْنَین أَی هو أَحد اثنین، و كذلك ثالثُ ثلاثةٍ مضاف إِلی العشرة، و لا یُنَوَّن، فإِن اختلفا فأَنت بالخیار، إِن شئت أَضفت، و إِن شئت نوّنت و قلت هذا ثانی واحد و ثانٍ واحداً، المعنی هذا ثَنَّی واحداً، و كذلك ثالثُ اثنین و ثالثٌ اثنین، و العدد منصوب ما بین أَحد عشر إِلی تسعة عشر فی الرفع و النصب و الخفض إِلا اثنی عشر فإِنك تعربه علی هجاءین. قال ابن بری عند قول الجوهری و العدد منصوب ما بین أَحد عشر إِلی تسعة عشر،
لسان العرب، ج‌14، ص: 117
قال: صوابه أَن یقول و العدد مفتوح، قال: و تقول للمؤنث اثنتان، و إِن شئت ثِنْتَان لأَن الأَلف إِنما اجتلبت لسكون الثاء فلما تحركت سقطت. و لو سمی رجل باثْنَیْن أَو باثْنَی عشر لقلت فی النسبة إِلیه ثَنَوِیٌّ فی قول من قال فی ابْنٍ بَنَوِیٌّ، و اثْنِیٌّ فی قول من قال ابْنِیٌّ؛ و أَما قول الشاعر: كأَنَّ خُصْیَیْه مِنَ التَّدَلْدُلِ ظَرْفُ عجوزٍ فیه ثِنْتا حَنْظَلِ أَراد أَن یقول: فیه حنظلتان، فأَخرج الاثْنَین مخرج سائر الأَعداد للضرورة و أَضافه إِلی ما بعده، و أَراد ثِنْتان من حنظل كما یقال ثلاثة دراهم و أَربعة دراهم، و كان حقه فی الأَصل أَن یقول اثنا دراهم و اثنتا نسوة، إِلَّا أَنهم اقتصروا بقولهم درهمان و امرأَتان عن إِضافتهما إِلی ما بعدهما. و‌روی شمر بإِسناد له یبلغ عوف بن مالك أَنه سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن الإِمارة فقال: أَوَّلها مَلامة و ثِناؤُها نَدامة و ثِلاثُها عذابٌ یومَ القیامة إِلَّا مَنْ عَدَل؛ قال شمر: ثِناؤها أَی ثانیها، و ثِلاثها أَی ثالثها. قال: و أَما ثُناءُ و ثُلاثُ فمصروفان عن ثلاثة ثلاثة و اثنین اثنین، و كذلك رُباعُ و مَثْنَی؛ و أَنشد: و لقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ و مَوْحَداً، و تركتُ مُرَّةَ مثلَ أَمْسِ الدَّابِرِ و قال آخر: أُحاد و مَثْنَی أَضْعَفَتْها صَواهِلُه اللیث: اثْنَان اسمان لا یفردان قرینان، لا یقال لأَحدهما اثْنٌ كما أَن الثلاثة أَسماء مقترنة لا تفرق، و یقال فی التأْنیث اثْنَتان و لا یفردان، و الأَلف فی اثنین أَلف وصل، و ربما قالوا اثْنتان كما قالوا هی ابنة فلان و هی بنته، و الأَلف فی الابنة أَلف وصل لا تظهر فی اللفظ، و الأَصل فیهما ثَنَیٌ، و الأَلف فی اثْنَتَیْن أَلف وصل أَیضاً، فإِذا كانت هذه الأَلف مقطوعة فی الشعر فهو شاذ كما قال قیس بن الخَطِیم: إِذا جاوَزَ الإِثْنَیْن سِرٌّ، فإِنه بِنثٍّ و تَكْثیرِ الوُشاةِ قَمِینُ غیره: و اثْنَان من عدد المذكر، و اثْنَتَان للمؤنث، و فی المؤَنث لغة أُخری ثِنْتَان بحذف الأَلف، و لو جاز أَن یفرد لكان واحده اثن مثل ابن و ابنة و أَلفه أَلف وصل، و قد قطعها الشاعر علی التوهم فقال: أَلا لا أَری إِثْنَیْنِ أَحْسنَ شِیمةً، علی حدثانِ الدهرِ، منی و منْ جُمْل و الثَّنْی: ضَمُّ واحد إِلی واحد، و الثِّنْیُ الاسم، و یقال: ثِنْیُ الثوب لما كُفَّ من أَطرافه، و أَصل الثَّنْی الكَفّ. و ثَنَّی الشی‌ءَ: جعله اثنین، و اثَّنَی افتعل منه، أَصله اثْتنَی فقلبت الثاء تاء لأَن التاء آخت الثاء فی الهمس ثم أُدغمت فیها؛ قال: بَدا بِأَبی ثم اتَّنی بأَبی أَبی، و ثَلَّثَ بالأَدْنَیْنَ ثَقْف المَحالب «3». هذا هو المشهور فی الاستعمال و القویّ فی القیاس، و منهم من یقلب تاء افتعل ثاء فیجعلها من لفظ الفاء قبلها فیقول اثَّنَی و اثَّرَدَ و اثَّأَرَ، كما قال بعضهم فی ادَّكر اذَّكر و فی اصْطَلحوا اصَّلحوا. و هذا ثَانِی هذا أَی الذی شفعه. و لا یقال ثَنَیْته إِلَّا أَن أَبا زید قال: هو واحد ف اثْنِه أَی كن له ثانیاً. و حكی ابن الأَعرابی أَیضاً: فلان لا یَثْنِی و لا یَثْلِثُ أَی هو رجل كبیر فإِذا أَراد النُّهوض لم یقدر فی مرة و لا مرتین و لا فی الثالثة. و شَرِبْتُ اثْنَا القَدَح و شرِبت اثْنَیْ هذا القَدَح أَی اثنین مِثلَه، و كذلك
(3). قوله [ثقف المحالب] هو هكذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 118
شربت اثْنَیْ مُدِّ البصرة، و اثْنَیْن بِمدِّ البصرة. و ثَنَّیْتُ الشی‌ء: جعلته اثنین. و جاء القوم مَثْنَی مَثْنَی أَی اثنین اثنین. و جاء القوم مَثْنَی و ثُلاثَ غیر مصروفات لما تقدم فی ث ل ث، و كذلك النسوة و سائر الأَنواع، أَی اثنین اثنین و ثنتین ثنتین. و‌فی حدیث الصلاة صلاة اللیل: مَثْنَی مَثْنَی‌أَی ركعتان ركعتان بتشهد و تسلیم، فهی ثُنَائِیَة لا رُباعیة. و مَثْنَی: معدول من اثنین اثنین؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: فما حَلَبَتْ إِلَّا الثَّلاثة و الثُّنَی، و لا قَیَّلَتْ إِلَّا قریباً مَقالُها قال: أَراد بالثلاثة الثلاثة من الآنیة، و بالثُّنَی الاثنین؛ و قول كثیر عزة: ذكرتَ عَطایاه، و لیْستْ بحُجَّة علیكَ، و لكن حُجَّةٌ لك فَاثْنِنی قیل فی تفسیره: أَعطنی مرة ثانیة و لم أَره فی غیر هذا الشعر. و الاثْنَانِ: من أَیام الأُسبوع لأَن الأَول عندهم الأَحد، و الجمع أَثْنَاء، و حكی مطرز عن ثعلب أَثَانِین، و یومُ الإِثْنَیْن لا یُثَنی و لا یجمع لأَنه مثنّیً، فإِن أَحببت أَن تجمعه كأَنه صفة الواحد، و فی نسخة كأَن لَفْظَه مبنیٌّ للواحد، قلت أَثَانِین، قال ابن بری: أَثَانِین لیس بمسموع و إِنما هو من قول الفراء و قِیاسِه، قال: و هو بعید فی القیاس؛ قال: و المسموع فی جمع الاثْنَیْن أَثْنَاء علی ما حكاه سیبویه، قال: و حكی السیرافی و غیره عن العرب أن فلاناً لیصوم الأَثْنَاء و بعضهم یقول لیصوم الثُّنِیَّ علی فُعول مثل ثُدِیٍّ، و حكی سیبویه عن بعض العرب الیوم الثِّنَی، قال: و أَما قولهم الیومُ الإثْنانِ، فإِنما هو اسم الیوم، و إِنما أَوقعته العرب علی قولك الیومُ یومان و الیومُ خمسةَ عشرَ من الشهر، و لا یُثَنَّی، و الذین قالوا اثْنَیْ جعلوا به علی الاثْن، و إِن لم یُتَكلم به، و هو بمنزلة الثلاثاء و الأَربعاء یعنی أَنه صار اسماً غالباً؛ قال اللحیانی: و قد قالوا فی الشعر یوم إِثْنَیْن بغیر لام؛ و أَنشد لأَبی صخر الهذلی: أَ رائحٌ أَنت یومَ إِثْنَیْنِ أَمْ غادی، و لمْ تُسَلِّمْ علی رَیْحانَةِ الوادی؟ قال: و كان أَبو زیاد یقول مَضی الإثْنَانِ بما فیه، فیوحِّد و یذكِّر، و كذا یَفْعل فی سائر أَیام الأُسبوع كلها، و كان یؤنِّث الجمعة، و كان أَبو الجَرَّاح یقول: مضی السبت بما فیه، و مضی الأَحد بما فیه، و مضی الإثْنانِ بما فیهما، و مضی الثلاثاء بما فیهن، و مضی الأَربعاء بما فیهن، و مضی الخمیس بما فیهن، و مضت الجمعة بما فیها، كان یخرجها مُخْرج العدد؛ قال ابن جنی: اللام فی الإثْنَیْنِ غیر زائدة و إِن لم تكن الاثنان صفة؛ قال أَبو العباس: إِنما أَجازوا دخول اللام علیه لأَن فیه تقدیر الوصف، أَ لا تری أَن معناه الیوم الثانی؟ و كذلك أَیضاً اللام فی الأَحد و الثلاثاء و الأَربعاء و نحوها لأَن تقدیرها الواحد و الثانی و الثالث و الرابع و الخامس و الجامع و السابت، و السبت القطع، و قیل: إِنما سمی بذلك لأَن الله عز و جل خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّٰامٍ* أَولها الأَحد و آخرها الجمعة، فأَصبحت یوم السبت منسبتة أَی قد تمت و انقطع العمل فیها، و قیل: سمی بذلك لأَن الیهود كانوا ینقطعون فیه عن تصرفهم، ففی كلا القولین معنی الصفة موجود. و حكی ثعلب عن ابن الأَعرابی: لا تكن اثْنَوِیّاً أَی ممن یصوم الإثنین وحده. و قوله عز و جل: وَ لَقَدْ آتَیْنٰاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثٰانِی وَ الْقُرْآنَ
لسان العرب، ج‌14، ص: 119
الْعَظِیمَ؛ المَثَانِی من القرآن: ما ثُنِّیَ مرة بعد مرة، و قیل: فاتحة الكتاب، و هی سبع آیات، قیل لها مَثَانٍ لأَنها یُثْنی بها فی كل ركعة من ركعات الصلاة و تعاد فی كل ركعة؛ قال أَبو الهیثم: سمیت آیات الحمد مَثَانِی، واحدتها مَثْنَاة، و هی سبع آیات؛ و قال ثعلب: لأَنها تثنی مع كل سورة؛ قال الشاعر: الحمد لله الذی عافانی، و كلَّ خیرٍ صالحٍ أَعطانی، رَبِّ مَثَانِی الآیِ و القرآن و ورد‌فی الحدیث فی ذكر الفاتحة: هی السبع المَثَانِی، و قیل: المَثَانِی سُوَر أَوَّلها البقرة و آخرها براءة، و قیل: ما كان دون المِئِین؛ قال ابن بری: كأَن المِئِین جعلت مبادِیَ و التی تلیها مَثَانِی، و قیل: هی القرآن كله؛ و یدل علی ذلك قول حسان بن ثابت: مَنْ للقَوافی بعدَ حَسَّانَ و ابْنِه؟ و مَنْ للمَثَانِی بعدَ زَیْدِ بنِ ثابتِ؟ قال: و یجوز أَن یكون، و الله أَعلم، من المَثَانِی مما أُثْنی به علی الله تبارك و تقدَّس لأَن فیها حمد الله و توحیدَه و ذكر مُلْكه یومَ الدین، المعنی؛ و لقد آتَیناك سبع آیات من جملة الآیات التی یُثْنَی بها علی الله عز و جل و آتیناك القرآن العظیم؛ و قال الفراء فی قوله عز و جل: اللّٰهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ كِتٰاباً مُتَشٰابِهاً مَثٰانِیَ؛ أَی مكرراً أَی كُرِّرَ فیه الثوابُ و العقابُ؛ و قال أَبو عبید: المَثَانِی من كتاب الله ثلاثة أَشیاء، سَمَّی اللهُ عز و جل القرآن كله مَثَانِیَ فی قوله عز و جل: اللّٰهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ كِتٰاباً مُتَشٰابِهاً مَثٰانِیَ؛ و سَمَّی فاتحةَ الكتاب مَثَانِی فی قوله عز و جل: وَ لَقَدْ آتَیْنٰاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثٰانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ؛ قال: و سمی القرآن مَثَانِی لأَن الأَنْباء و القِصَصَ ثُنِّیَتْ فیه، و یسمی جمیع القرآن مَثَانِیَ أَیضاً لاقتران آیة الرحمة بآیة العذاب.قال الأَزهری: قرأْت بخط شَمِرٍ قال روی محمد بن طلحة بن مُصَرِّف عن أَصحاب عبد الله أَن المَثَانِی ست و عشرون سورة و هی: سورة الحج، و القصص، و النمل، و النور، و الأَنفال، و مریم، و العنكبوت، و الروم، و یس، و الفرقان، و الحجر، و الرعد، و سبأ، و الملائكة، و إِبراهیم، و ص، و محمد، و لقمان، و الغُرَف، و المؤمن، و الزُّخرف، و السجدة، و الأَحقاف، و الجاثِیَة، و الدخان، فهذه هی المَثَانِی عند أَصحاب عبد الله، و هكذا وجدتها فی النسخ التی نقلت منها خمساً و عشرین، و الظاهر أَن السادسة و العشرین هی سورة الفاتحة، فإِما أَن أَسقطها النساخ و إِمّا أَن یكون غَنیَ عن ذكرها بما قدَّمه من ذلك و إِما أَن یكون غیر ذلك؛ و‌قال أَبو الهیثم: المَثَانِی من سور القرآن كل سورة دون الطُّوَلِ و دون المِئِین و فوق المُفَصَّلِ؛ رُوِیَ ذلك عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ثم عن ابن مسعود و عثمان و ابن عباس، قال: و المفصل یلی المَثَانِی، و المَثَانِی ما دُونَ المِئِین، و إِنما قیل لِمَا ولِیَ المِئِینَ من السُّوَر مَثَانٍ لأَن المئین كأَنها مَبادٍ و هذه مَثَانٍ، و أَما‌قول عبد الله بن عمرو: من أَشراط الساعة أَن توضَعَ الأَخْیار و تُرْفَعَ الأَشْرارُ و أَن یُقْرَأَ فیهم بالمَثْنَاةِ علی رؤوس الناسِ لیس أَحَدٌ یُغَیّرُها، قیل: و ما المَثْنَاة؟ قال: ما اسْتُكْتِبَ من غیر كتاب الله كأَنه جعل ما اسْتُكتب من كتاب الله مَبْدَأً و هذا مَثْنیً؛ قال أَبو عبیدة: سأَلتُ رجلًا من أَهل العِلم بالكُتُبِ الأُوَلِ قد عرَفها و قرأَها عن المَثْنَاة فقال إِن الأَحْبار و الرُّهْبان من بنی إِسرائیل من بعد موسی
لسان العرب، ج‌14، ص: 120
وضعوا كتاباً فیما بینهم علی ما أَرادوا من غیر كتاب الله فهو المَثْنَاة؛ قال أَبو عبید: و إِنما كره عبد الله الأَخْذَ عن أَهل الكتاب، و قد كانت عنده كتب وقعت إِلیه یوم الیَرْمُوكِ منهم، فأَظنه قال هذا لمعرفته بما فیها، و لم یُرِدِ النَّهْیَ عن حدیث رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و سُنَّتِه و كیف یَنْهَی عن ذلك و هو من أَكثر الصحابة حدیثاً عنه؟ و فی الصحاح فی تفسیر المَثْنَاةِ قال: هی التی تُسَمَّی بالفارسیة دُو بَیْتی، و هو الغِناءُ؛ قال: و أَبو عبیدة یذهب فی تأْویله إِلی غیر هذا. و المَثانی من أَوْتارِ العُود: الذی بعد الأَوّل، واحدها مَثْنیً. اللحیانی: التَّثْنِیَةُ أَن یَفُوزَ قِدْحُ رجل منهم فیَنجُو و یَغْنَم فیَطْلُبَ إِلیهم أَن یُعِیدُوه علی خِطارٍ، و الأَول أَقْیَسُ «1». و أَقْرَبُ إِلی الاشتقاق، و قیل: هو ما اسْتُكْتِبَ من غیر كتاب الله. و مَثْنَی الأَیادِی: أَن یُعِیدَ معروفَه مرتین أَو ثلاثاً، و قیل: هو أَن یأْخذَ القِسْمَ مرةً بعد مرة، و قیل: هو الأَنْصِباءُ التی كانت تُفْصَلُ من الجَزُور، و فی التهذیب: من جزور المَیْسِر، فكان الرجلُ الجَوادُ یَشْرِیها فَیُطْعِمُها الأَبْرامَ، و هم الذین لا یَیْسِرون؛ هذا قول أَبی عبید: و قال أَبو عمرو: مَثْنَی الأَیادِی أَن یَأْخُذَ القِسْمَ مرة بعد مرة؛ قال النابغة: یُنْبِیك ذُو عِرْضِهمْ عَنِّی و عالِمُهُمْ، و لیس جاهلُ أَمْر مِثْلَ مَنْ عَلِمَا إِنی أُتَمِّمُ أَیْسارِی و أَمْنَحُهُمْ مَثْنَی الأَیادِی، و أَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما و المَثْنَی: زِمامُ الناقة؛ قال الشاعر: تُلاعِبُ مَثْنَی حَضْرَمِیٍّ، كأَنَّهُ تَعَمُّجُ شَیْطانٍ بذِی خِرْوَعٍ قَفْرِ و الثِّنْیُ من النوق: التی وضعت بطنین، و ثِنْیُها ولدها، و كذلك المرأَة، و لا یقال ثِلْثٌ و لا فوقَ ذلك. و ناقة ثِنْیٌ إِذا ولدت اثنین، و فی التهذیب: إِذا ولدت بطنین، و قیل: إِذا ولدت بطناً واحداً، و الأَول أَقیس، و جمعها ثُنَاءٌ؛ عن سیبویه، جعله كظِئْرٍ و ظُؤارٍ؛ و استعاره لبید للمرأَة فقال: لیالیَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْی مُصِیفَة من الأُدْم، تَرْتادُ الشُّرُوج القَوابِلا و الجمع أَثْنَاء؛ قال: قامَ إِلی حَمْراءَ مِنْ أَثْنَائِها قال أَبو رِیاش: و لا یقال بعد هذا شی‌ء مشتقّاً؛ التهذیب: و ولدها الثانی ثِنْیُها؛ قال أَبو منصور: و الذی سمعته من العرب یقولون للناقة إِذا ولدت أَول ولد تلده فهی بِكْر، وَ وَلَدها أَیضاً بِكْرُها، فإِذا ولدت الولد الثانی فهی ثِنْیٌ، و ولدها الثانی ثِنْیها، قال: و هذا هو الصحیح. و قال فی شرح بیت لبید: قال أَبو الهیثم المُصِیفة التی تلد ولداً و قد أَسنَّت، و الرجل كذلك مُصِیف و ولده صَیْفِیّ، و أَرْبَعَ الرجلُ و ولده رِبْعِیُّون. و الثَّوَانِی: القُرون التی بعد الأَوائل. و الثِّنَی، بالكسر و القصر: الأَمر یعاد مرتین و أَن یفعل الشی‌ءَ مرتین. قال ابن بری: و یقال ثِنیً و ثُنیً و طِویً و طُویً و قوم عِداً و عُداً و مكان سِویً و سُویً. و الثِّنَی فی الصّدَقة: أَن تؤخذ فی العام مرتین. و‌یروی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا ثِنَی فی الصدقة، مقصور، یعنی لا تؤخذ الصدقة فی السنة مرتین؛ و قال الأَصمعی و الكسائی، و أَنشد أَحدهما لكعب بن زهیر و كانت امرأَته لامته فی بَكْرٍ نحره:
(1). قوله [و الأَول أقیس إلخ] أی من معانی المثناة فی الحدیث
لسان العرب، ج‌14، ص: 121
أَ فی جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْنی مَلامَةً؟ لَعَمْری لَقَدْ كانَتْ مَلامَتُها ثِنَی أَی لیس بأَوّل لومِها فقد فعلته قبل هذا، و هذا ثِنیً بعده، قال ابن بری: و مثله قول عدیّ بن زید: أَ عاذِلُ، إِنَّ اللَّوْمَ، فی غیر كُنْهِهِ، عَلیَّ ثِنیً من غَیِّكِ المُتَرَدِّد قال أَبو سعید: لسنا ننكر أَن الثِّنَی إِعادة الشی‌ء مرة بعد مرة و لكنه لیس وجهَ الكلام و لا معنی الحدیث، و معناه أَن یتصدق الرجل علی آخر بصدقة ثم یبدو له فیرید أَن یستردَّها، فیقال لا ثِنَی فی الصدقة أَی لا رجوع فیها، فیقول المُتَصَدِّقُ بها علیه لیس لك علیَّ عُصْرَةُ الوالد أَی لیس لك رجوع كرجوع الوالد فیما یُعطی وَلَده؛ قال ابن الأَثیر: و قوله فی الصدقة أَی فی أَخذ الصدقة، فحذف المضاف، قال: و یجوز أَن تكون الصدقة بمعنی التصدیق، و هو أَخذ الصدقة كالزكاة و الذكاة بمعنی التزكیة و التذكیة، فلا یحتاج إِلی حذف مضاف. و الثِّنَی: هو أَن تؤخذ ناقتان فی الصدقة مكان واحدة. و المَثْناة و المِثْناة: حبل من صوف أَو شعر، و قیل: هو الحبل من أَیّ شی‌ء كان. و قال ابن الأَعرابی: المَثْناة، بالفتح، الحبل. الجوهری: الثِّنَایة حبل من شعر أَو صوف؛ قال الراجز: أَنا سُحَیْمٌ، و مَعِی مِدرایَهْ أَعْدَدْتُها لِفَتْكِ ذِی الدوایَهْ، و الحَجَرَ الأَخْشَنَ و الثِّنایَهْ قال: و أَما الثِّنَاءُ، ممدود، فعقال البعیر و نحو ذلك من حبل مَثْنیٍّ، و كل واحد من ثِنْیَیْه فهو ثِناءٌ لو أُفرد؛ قال ابن بری: إِنما لم یفرد له واحد لأَنه حبل واحد تشدّ بأَحد طرفیه الید و بالطرف الآخر الأُخری، فهما كالواحد. و عقلت البعیر بِثنایَیْن، غیر مهموز، لأَنه لا واحد له إِذا عقلت یدیه جمیعاً بحبل أَو بطرفی حبل، و إِنما لم یهمز لأَنه لفظ جاء مُثَنّیً لا یفرد واحده فیقال ثِنَاء، فتركت الیاء علی الأَصل كما قالوا فی مِذْرَوَیْن، لأَن أَصل الهمزة فی ثِنَاءٍ لو أُفْرد یاءٌ، لأَنه من ثنیت، و لو أُفرد واحده لقیل ثِنَاءَان كما تقول كساءان و رداءان. و‌فی حدیث عمرو بن دینار قال: رأَیت ابن عمر ینحر بدنته و هی باركة مَثْنِیَّة بِثِنایَیْن، یعنی معقولة بِعِقالین، و یسمی ذلك الحبل الثِّنَایَة؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما لم یقولوا ثِنَاءَیْن، بالهمز، حملًا علی نظائره لأَنه حبل واحد یشد بأَحد طرفیه ید، و بطرفه الثانی أُخری، فهما كالواحد، و إِن جاء بلفظ اثنین فلا یفرد له واحد؛ قال سیبویه: سأَلت الخلیل عن الثِّنَایَیْن فقال: هو بمنزلة النهایة لأَن الزیادة فی آخره لا تفارقه فأَشبهت الهاء، و من ثم قالوا مذروان، فجاؤوا به علی الأَصل لأَن الزیادة فیه لا تفارقه. قال سیبویه: و سأَلت الخلیل، رحمه الله، عن قولهم عَقَلْته بِثِنایَیْن و هِنایَیْن لِمَ لم یهمزوا؟ فقال: تركوا ذلك حیث لم یُفْرد الواحدُ. و قال ابن جنی: لو كانت یاء التثنیة إِعراباً أَو دلیل إِعراب لوجب أَن تقلب الیاء التی بعد الأَلف همزة فیقال عقلته بِثِناءَیْن، و ذلك لأَنها یاء وقعت طرفاً بعد أَلف زائدة فجری مجری یاء رِداءٍ و رِماءٍ و ظِباءٍ. و عَقَلْتُه بِثِنْیَیْنِ إِذا عَقَلْت یداً واحدة بعُقْدتین. الأَصمعی: یقال عَقَلْتُ البعیرَ بثِنَایَیْنِ، یُظهرون الیاء بعد الأَلف و هی المدة التی كانت فیها، و لو مدّ مادٌّ لكان صواباً كقولك كساء و كساوان و كساءان. قال: و واحد الثِّنَایَیْنِ ثِناءٌ مثل كساء
لسان العرب، ج‌14، ص: 122
ممدود. قال أَبو منصور: أَغفل اللیث العلة فی الثِّنَایَیْنِ و أَجاز ما لم یجزه النحویون؛ قال أَبو منصور عند قول الخلیل تركوا الهمزة فی الثِّنَایَیْن حیث لم یفردوا الواحد، قال: هذا خلاف ما ذكره اللیث فی كتابه لأَنه أَجاز أَن یقال لواحد الثِّنَایَیْن ثِناء، و الخلیل یقول لم یهمزوا الثِّنایَیْنِ لأَنهم لا یفردون الواحد منهما، و روی هذا شمر لسیبویه. و قال شمر: قال أَبو زید یقال عقلت البعیر بثِنَایَیْن إِذا عقلت یدیه بطرفی حبل، قال: و عقلته بثِنْیَیْنِ إِذا عقله یداً واحدة بعقدتین. قال شمر: و قال الفراء لم یهمزوا ثِنَایَیْن لأَن واحده لا یفرد؛ قال أَبو منصور: و البصریون و الكوفیون اتفقوا علی ترك الهمز فی الثِنَایَیْن و علی أَن لا یفردوا الواحد. قال أَبو منصور: و الحبل یقال له الثِّنَایةُ، قال: و إِنما قالوا ثِنایَیْن و لم یقولوا ثِنایتَیْنِ لأَنه حبل واحد یُشَدُّ بأَحد طرفیه یَدُ البعیر و بالطرف الآخر الیدُ الأُخْری، فیقال ثَنَیْتُ البعیر بثِنایَیْنِ كأَنَّ الثِّنَایَیْن كالواحد و إِن جاء بلفظ اثنین و لا یفرد له واحد، و مثله المِذْرَوانِ طرفا الأَلْیَتَیْنِ، جعل واحداً، و لو كانا اثنین لقیل مِذْرَیان، و أَما العِقَالُ الواحدُ فإِنه لا یقال له ثِنایَةٌ، و إِنما الثِّنَایَة الحبل الطویل؛ و منه قول زهیر یصف السَّانیةَ و شدَّ قِتْبِها علیها: تَمْطُو الرِّشاءَ، فَتُجْرِی فی ثِنَایَتها، من المَحالَةِ، ثَقْباً رائداً قَلِقَا و الثِّنَایَة هاهنا: حبل یشد طرفاه فی قِتْب السانیة و یشد طرف الرِّشاء فی مَثْناته، و كذلك الحبل إِذا عقل بطرفیه ید البعیر ثِنَایَةٌ أَیضاً. و قال ابن السكیت: فی ثِنَایَتها أَی فی حبلها، معناه و علیها ثنایتها. و قال أَبو سعید: الثِّنَایة عود یجمع به طرفا المِیلین من فوق المَحَالة و من تحتها أُخری مثلها، قال: و المَحَالة و البَكَرَة تدور بین الثّنَایَتَیْن. و ثِنْیَا الحبل: طرفاه، واحدهما ثِنْیٌ. و ثِنْیُ الحبل ما ثَنَیْتَ؛ و قال طرفة: لَعَمْرُك، إِنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَی لَكالطِّوَلِ المُرْخی، و ثِنْیاه فی الید یعنی الفتی لا بُدَّ له من الموت و إِن أُنْسِئ فی أَجله، كما أَن الدابة و إِن طُوّل له طِوَلُه و أُرْخِی له فیه حتی یَرُود فی مَرتَعه و یجی‌ء و یذهب فإِنه غیر منفلت لإِحراز طرف الطِّوَل إِیاه، و أَراد بِثِنْیَیه الطرف المَثْنِیَّ فی رُسْغه، فلما انثنی جعله ثِنْیین لأَنه عقد بعقدتین، و قیل فی تفسیر قول طرفة: یقول إِن الموت، و إِن أَخطأَ الفتی، فإِن مصیره إِلیه كما أَن الفرس، و إِن أُرْخِی له طِوَلُه، فإِن مصیره إِلی أَن یَثْنیه صاحبه إِذ طرفه بیده. و یقال: رَبَّق فلان أَثْنَاء الحبل إِذا جعل وسطه أَرْباقاً أَی نُشَقاً للشاء یُنْشَق فی أَعناق البَهْمِ. و الثِّنَی من الرجال: بعد السَّیِّد، و هو الثُّنْیان؛ قال أَوس بن مَغْراء: تَرَی ثِنانا إِذا ما جاء بَدْأَهُمُ، و بَدْؤُهُمْ إِن أَتانا كان ثُنْیَانا و رواه الترمذی: ثُنْیَانُنا إِن أَتاهم …؛ یقول: الثانی منَّا فی الریاسة یكون فی غیرنا سابقاً فی السُّودد، و الكامل فی السُّودد من غیرنا ثِنیً فی السودد عندنا لفضلنا علی غیرنا. و الثُّنْیَان، بالضم: الذی یكون دون السید فی المرتبة، و الجمع ثِنْیَةٌ؛ قال الأَعشی: طَوِیلُ الیدَیْنِ رَهْطُه غیرُ ثِنْیَةٍ، أَشَمُّ كَرِیمٌ جارُه لا یُرَهَّقُ و فلان ثِنْیَة أَهل بیته أَی أَرذلهم. أَبو عبید: یقال
لسان العرب، ج‌14، ص: 123
للذی یجی‌ء ثانیاً فی السُّودد و لا یجی‌ء أَولًا ثُنیً، مقصور، و ثُنْیَانٌ و ثِنْیٌ، كل ذلك یقال. و‌فی حدیث الحدیبیة: یكون لهم بَدْءُ الفُجور و ثِنَاه‌أَی أَوَّله و آخره. و الثَّنِیَّة: واحدة الثَّنَایَا من السِّن. المحكم: الثَّنِیَّة من الأَضراس أولُ ما فی الفم. غیره: و ثَنَایَا الإِنسان فی فمه الأَربعُ التی فی مقدم فیه: ثِنْتَانِ من فوق، و ثِنْتَانِ من أَسفل. ابن سیدة: و للإِنسان و الخُفِّ و السَّبُع ثَنِیَّتَان من فوقُ و ثَنِیَّتَان من أَسفلَ. و الثَّنِیُّ من الإِبل: الذی یُلْقی ثَنِیَّته، و ذلك فی السادسة، و من الغنم الداخل فی السنة الثالثة، تَیْساً كان أَو كَبْشاً. التهذیب: البعیر إذا استكمل الخامسة و طعن السادسة فهو ثَنِیٌّ، و هو أَدنی ما یجوز من سنِّ الإِبل فی الأَضاحی، و كذلك من البقر و المِعْزی «2»، فأما الضأن فیجوز منها الجَذَعُ فی الأَضاحی، و إنما سمی البعیر ثَنِیّاً لأَنه أَلقی ثَنیَّته. الجوهری: الثَّنِیّ الذی یُلْقِی ثَنِیَّته، و یكون ذلك فی الظِّلْف و الحافر فی السنة الثالثة، و فی الخُفّ فی السنة السادسة. و قیل لابْنةِ الخُسِّ: هل یُلْقِحُ الثَّنِیُّ؟ فقالت: و إلْقاحُه أَنِیٌّ أَی بَطِی‌ءٌ، و الأُنْثی ثَنِیَّةٌ، و الجمع ثَنِیَّاتٌ، و الجمع من ذلك كله ثِنَاء و ثُنَاء و ثُنْیَانٌ. و حكی سیبویه ثُن. قال ابن الأَعرابی: لیس قبل الثَّنیّ اسم یسمی و لا بعد البازل اسم یسمی. و أَثْنَی البعیرُ: صار ثَنِیّاً، و قیل: كل ما سقطت ثَنِیّته من غیر الإِنسان ثَنِیٌّ، و الظبی ثَنِیٌّ بعد الإِجذاع و لا یزال كذلك حتی یموت. و أَثْنَی أَی أَلْقی ثَنِیّته. و‌فی حدیث الأُضحیة: أَنه أمر بالثَّنِیَّة من المَعَز؛ قال ابن الأَثیر: الثَّنِیَّة من الغنم ما دخل فی السنة الثالثة، و من البقر كذلك، و من الإِبل فی السادسة، و الذكر ثَنِیٌّ، و علی مذهب أَحمد بن حنبل ما دخل من المَعَز فی الثانیة، و من البقر فی الثالثة. ابن الأَعرابی: فی الفرس إذا استَتَمَّ الثالثة و دخل فی الرابعة ثَنِیٌّ، فإذا أَثْنَی أَلقی رواضعه، فیقال أَثْنَی و أَدْرَم للإِثْنَاء، قال: و إذا أَثْنَی سقطت رواضعه و نبت مكانها سِنٌّ، فنبات تلك السن هو الإِثْنَاء، ثم یسقط الذی یلیه عند إرباعه. و الثَّنِیُّ من الغنم: الذی استكمل الثانیة و دخل فی الثالثة، ثم ثَنِیٌّ فی السنة الثالثة مثل الشاة سواءً. و الثَّنِیَّة: طریق العقبة؛ و منه قولهم: فلان طَلَّاع الثَّنَایَا إذا كان سامیاً لمعالی الأُمور كما یقال طَلَّاع أَنْجُدٍ، و الثَّنِیَّة: الطریقة فی الجبل كالنَّقْب، و قیل: هی العَقَبة، و قیل: هی الجبل نفسه. و مَثَانِی الدابة: ركبتاه و مَرْفِقاه؛ قال إمرؤ القیس: و یَخْدِی علی صُمّ صِلابٍ مَلاطِسٍ، شَدیداتِ عَقْدٍ لَیِّناتِ مَثَانِی أَی لیست بجاسِیَة. أَبو عمرو: الثَّنَایَا العِقاب. قال أَبو منصور: و العِقاب جبال طِوالٌ بعَرْضِ الطریق، فالطریق تأخذ فیها، و كل عَقَبة مسلوكة ثَنِیَّةٌ، و جمعها ثَنَایَا، و هی المَدارِج أَیضاً؛ و منه قول عبد الله ذی البِجادَیْن المُزَنی: تَعَرَّضِی مَدارِجاً، وَ سُومِی، تعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجوم یخاطب ناقة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و كان دلیله بركوبه، و التعرّض فیها: أن یَتَیامَن الساندُ فیها مرَّة و یَتَیاسَر أخری لیكون أَیسر علیه. و‌فی الحدیث: مَنْ یَصْعَدْ ثَنِیَّة المُرارِ حُطَّ عنه
(2). قوله [و كذلك من البقر و المعزی] كذا بالأصل، و كتب علیه بالهامش: كذا وجدت انتهی. و هو مخالف لما فی القاموس و المصباح و الصحاح و لما سیأتی له عن النهایة
لسان العرب، ج‌14، ص: 124
ما حُطَّ عن بنی إسرائیل؛ الثَّنِیَّة فی الجبل: كالعقبة فیه، و قیل: هی الطریق العالی فیه، و قیل: أَعلی المَسِیل فی رأْسه، و المُرار، بالضم: موضع بین مكة و المدینة من طریق الحُدَیْبیة، و بعضهم یقوله بالفتح، و إنما حَثَّهم علی صعودها لأَنها عَقَبة شاقَّة، وصلوا إلیها لیلًا حین أَرادوا مكة سنة الحدیبیة فرغَّبهم فی صعودها، و الذی حُطَّ عن بنی إسرائیل هو ذنوبهم من قوله تعالی: وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطٰایٰاكُمْ؛ و فی خطبة الحجَّاج: أَنا ابنُ جَلا و طَلَّاع الثَّنَایا هی جمع ثَنِیَّة، أَراد أَنه جَلْدٌ یرتكب الأُمور العظام. و الثَّنَاءُ: ما تصف به الإِنسانَ من مَدْح أَو ذم، و خص بعضهم به المدح، و قد أَثْنَیْتُ علیه؛ و قول أبی المُثلَّم الهذلی: یا صَخْرُ، أَو كنت تُثْنِی أَنَّ سَیْفَكَ مَشْقُوقُ الخُشَیْبةِ، لا نابٍ و لا عَصِلُ معناه تمتدح و تفتخر، فحذف و أَوصل. و یقال للرجل الذی یُبْدَأُ بذكره فی مَسْعاةٍ أو مَحْمَدة أَو عِلْمٍ: فلان به تُثْنَی الخناصر أَی تُحْنَی فی أَوَّل من یُعَدّ و یُذْكر، و أَثْنَی علیه خیراً، و الاسم الثَّنَاء. المظفر: الثَّنَاءُ، ممدود، تَعَمُّدُك لتُثْنیَ علی إنسان بحسَن أَو قبیح. و قد طار ثَنَاءُ فلان أَی ذهب فی الناس، و الفعل أَثْنَی فلان «1» علی الله تعالی ثم علی المخلوق یُثْنِی إِثْنَاء أَو ثناء یستعمل فی القبیح من الذكر فی المخلوقین و ضده. ابن الأَعرابی: یقال أَثْنَی إذا قال خیراً أَو شرّاً، و انْثَنَی إذا اغتاب. و ثِنَاء الدار: فِناؤها. قال ابن جنی: ثِنَاء الدار و فِناؤها أَصْلانِ لأَن الثِّنَاء مِن ثَنَی یَثْنِی، لأَن هناك تَنْثَنی عن الانبساط لمجی‌ء آخرها و استقصاء حدودها، و فِناؤها مِنْ فَنِیَ یَفْنَی لأَنك إذا تناهیت إلی أَقصی حدودها فَنِیَتْ. قال ابن سیدة: فإن قلت هلا جعلت إجماعهم علی أَفْنِیَة، بالفاء، دلالة علی أَن الثاء فی ثِنَاء بدل من فاء فناء، كما زعمت أَن فاء جَدَف بدل من ثاء جَدَث لإِجماعهم علی أَجْداث بالثاء، فالفرق بینهما وجودنا لِثِناء من الاشتقاق ما وجدناه لِفِناء، أَ لا تری أَن الفعل یتصرف منهما جمیعاً؟ و لَسْنا نعلم لِجَدَفٍ بالفاء تَصَرُّفَ جَدَثٍ، فلذلك قضینا بأَن الفاء بدل من الثاء، و جعله أَبو عبید فی المبدل. و اسْتَثْنَیْتُ الشی‌ءَ من الشی‌ء: حاشَیْتُه. و الثَّنِیَّة: ما اسْتُثْنی. و‌روی عن كعب أَنه قال: الشُّهداء ثَنِیَّةُ الله فی الأَرض، یعنی مَن اسْتَثْناه من الصَّعْقة الأُولی، تأوَّل قول الله تعالی: وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلّٰا مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ؛ فالذین استَثْناهم الله عند كعب من الصَّعْق الشهداء لأَنهم أَحْیٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَرِحِینَ بِمٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ، فإذا نُفِخ فی الصور و صَعِقَ الخَلْقُ عند النفخة الأُولی لم یُصْعَقوا، فكأَنهم مُسْتَثْنَوْنَ من الصَّعِقین، و هذا معنی كلام كعب، و هذا الحدیث یرویه إبراهیم النخعی أَیضاً. و الثَّنِیَّة: النخلة المستثناة من المُساوَمَة. و حَلْفَةٌ غیر ذات مَثْنَوِیَّة أَی غیر مُحَلَّلة. یقال: حَلَف فلان یمیناً لیس فیها ثُنْیا و لا ثَنْوَی «2». و لا ثَنِیَّة و لا مَثْنَوِیَّةٌ و لا استثناء، كله واحد، و أصل هذا كله من الثَّنْی و الكَفِّ و الرَّدّ لأَن
(1). قوله [و الفعل أثنی فلان] كذا بالأصل و لعل هنا سقطاً من الناسخ و أصل الكلام: و الفعل أثنی و أثنی فلان إلخ (2). قوله [لیس فیها ثُنْیَا و لا ثَنْوَی] أی بالضم مع الیاء و الفتح مع الواو كما فی الصحاح و المصباح و ضبط فی القاموس بالضم، و قال شارحه: كالرجعی
لسان العرب، ج‌14، ص: 125
الحالف إذا قال و الله لا أَفعل كذا و كذا إلا أَن یشاء الله غَیْرَه فقد رَدَّ ما قاله بمشیئة الله غیره. و الثِّنْوة: الاستثناء. و الثُّنْیَانُ، بالضم: الاسم من الاستثناء، و كذلك الثَّنْوَی، بالفتح. و الثُّنْیَا و الثُّنْوَی: ما استثنیته، قلبت یاؤه واواً للتصریف و تعویض الواو من كثرة دخول الیاء علیها، و الفرقِ أَیضاً بین الاسم و الصفة. و الثُّنْیا المنهی عنها فی البیع: أَن یستثنی منه شی‌ء مجهول فیفسد البیع، و ذلك إذا باع جزوراً بثمن معلوم و استثنی رأْسه و أَطرافه، فإن البیع فاسد. و‌فی الحدیث: نهی عن الثُّنْیا إلا أَن تُعْلَمَ؛ قال ابن الأَثیر: هی أَن یستثنی فی عقد البیع شی‌ء مجهول فیفسده، و قیل: هو أَن یباع شی‌ء جزافاً فلا یجوز أَن یستثنی منه شی‌ء قلَّ أَو كثر، قال: و تكون الثُّنْیَا فی المزارعة أَن یُسْتثنی بعد النصف أَو الثلث كیل معلوم. و‌فی الحدیث: من أَعتق أو طلَّق ثم اسْتَثْنَی فله ثُنْیَاءُ‌أَی من شرط فی ذلك شرطاً أَو علقه علی شی‌ء فله ما شرط أَو استثنی منه، مثل أَن یقول طلقتها ثلاثاً إلا واحدة أَو أَعتقتهم إلا فلاناً، و الثُّنْیا من الجَزور: الرأْس و القوائم، سمیت ثُنْیا لأَن البائع فی الجاهلیة كان یستثنیها إذا باع الجزور فسمیت للاستثناء الثُّنْیا. و‌فی الحدیث: كان لرجل ناقة نجیبة فمرضت فباعها من رجل و اشترط ثُنْیَاها؛ أَراد قوائمها و رأْسها؛ و ناقة مذكَّرة الثُّنْیا؛ و قوله أَنشده ثعلب: مذَكَّرة الثُّنْیا مُسانَدة القَرَی، جُمالِیَّة تَخْتبُّ ثم تُنِیبُ فسره فقال: یصف الناقة أَنها غلیظة القوائم كأَنها قوائم الجمل لغلظها. مذكَّرة الثُّنْیا: یعنی أَن رأْسها و قوائمها تشبه خَلْق الذِّكارة، لم یزد علی هذا شیئاً. و الثَّنِیَّة: كالثُّنْیا. و مضی ثِنْیٌ من اللیل أَی ساعة؛ حكی عن ثعلب: و الثُنُون «1»: الجمع العظیم.

ثها؛ ج14، ص: 125

: ابن الأَعرابی: ثَها إذا حَمُق، و هَثا إذا احْمَرَّ وجهه، و ثاهَاه إذا قاوَلَه، و هاثاهُ إذا مازَحه و مایَلَه.

ثوا؛ ج14، ص: 125

: الثَّواءُ: طولُ المُقام، ثَوَی یَثْوی ثَواءً و ثَوَیْتُ بالمكان و ثَوَیْته ثَواءً و ثُوِیّاً مثل مَضَی یَمْضِی مَضاءً و مُضِیّاً؛ الأَخیرة عن سیبویه، و أَثْوَیْت به: أَطلت الإِقامة به. و أَثْوَیْته أَنا و ثَوَّیْته؛ الأَخیرة عن كراع: أَلزمته الثَّواء فیه. و ثَوَی بالمكان: نزل فیه، و به سمی المنزل مَثْویً. و المَثْوی: الموضع الذی یُقام به، و جمعه المَثَاوِی. و مَثْوَی الرجل: منزله. و المَثْوَی: مصدر ثَوَیْت أَثْوِی ثَواءً و مَثْویً. و‌فی كتاب أَهل نَجْران: و علی نَجْران مَثْوَی رُسُلی‌أَی مسكَنُهم مدة مُقامهم و نُزُلهم. و المَثْوَی: المَنْزل. و‌فی الحدیث: أَن رُمْح النبی، صلی الله علیه و سلم، كان اسمه المُثْوِیَ؛ سمی به لأَنه یُثْبِت المطعونَ به، من الثَّوَاء الإِقامة. و أَثْوَیت بالمكان: لغة فی ثَوَیْت؛ قال الأَعشی: أَثْوَی و قَصَّرَ لیلَه لِیُزَوَّدا، و مَضَی و أَخْلَفَ مِن قُتَیْلَة مَوْعِدا و أَثْوَیْت غیری: یتعدّی و لا یتعدّی، و ثَوَّیْت غیری تَثْوِیَة. و فی التنزیل العزیز: قٰالَ النّٰارُ مَثْوٰاكُمْ؛ قال أَبو علی: المَثْوَی عندی فی الآیة اسم للمصدر دون المكان لحصول الحال فی الكلام مُعْمَلًا فیها، أَ لا تری أَنه لا یخلو من أَن یكون موضعاً أَو مصدراً؟ فلا یجوز أَن یكون موضعاً لأَن اسم الموضع لا یعمل عمل الفعل لأَنه لا معنی للفعل فیه، فإذا لم یكن
(1). قوله [و الثُنُون إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 126
موضعاً ثبت أَنه مصدر، و المعنی النار ذات إقامتكم أَی النار ذات إقامتكم فیها خالدین أَی هم أَهل أَن یقیموا فیها و یَثْوُوا خالدین. قال ثعلب: و‌فی الحدیث عن عمر، رضی الله عنه: أَصْلِحُوا مَثَاوِیَكُم و أَخِیفُوا الهَوامَّ قبل أَن تُخِیفَكُمْ و لا تُلِثُّوا بدَار مَعْجَزةٍ؛ قال: المَثَاوِی هنا المَنازل جمع مَثْویً، و الهَوامّ الحیات و العقارب،و لا تُلِثُّوا‌أَی لا تقیموا، و المَعْجَزَة و المَعْجِزَة العجز. و قوله تعالی: إِنَّهُ رَبِّی أَحْسَنَ مَثْوٰایَ؛ أَی إنه تَوَلَّانی فی طول مُقامی. و یقال للغریب إذا لزم بلدة: هو ثَاوِیها. و أَثْوَانِی الرجل: أَضافَنی. یقال: أَنْزَلَنی الرجل فأَثْوَانِی ثَواءً حَسَناً. و ربّ البیت: أَبو مَثْوَاه؛ أَبو عبید عن أَبی عبیدة أَنه أَنشده قول الأَعشی: أَثْوَی و قصَّر لیله لیزوَّدا قال شمر: أَثْوَی عن غیر استفهام و إنما یرید الخبر، قال: و رواه ابن الأَعرابی أَ ثَوَی علی الاستفهام؛ قال أَبو منصور: و الروایتان تدلان علی أَن ثَوَی و أَثْوَی معناهما أَقام. و أَبو مَثْوَی الرجلِ: صاحب منزله. و أُمُّ مَثْوَاه: صاحبة منزله. ابن سیدة: أَبو المَثْوَی رب البیت، و أُمُّ المَثْوَی رَبَّتُه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه كُتِبَ إلیه فی رجل قیل له مَتَی عهدُك بالنساء؟ قال: البارحةُ، قیل: بِمَنْ؟ قال: بأُمِّ مَثْوَایَ‌أَی ربَّةِ المنزل الذی بات فیه، و لم یرد زوجته لأَن‌تمام الحدیث: فقیل له أَ ما عرفت أَن الله قد حرم الزنا؟ فقال: لا.و أَبو مَثْوَاك: ضیفُك الذی تُضِیفُه. و الثَّوِیُّ: بیت فی جوف بیت. و الثَّوِیُّ: البیت المهیأُ للضیف. و الثَّوِیُّ، علی فَعِیل: الضیف نفسه. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَن رجلًا قال تَثَوَّیْتُه‌أَی تَضَیَّفْتُه. و الثَّوِیُّ: المجاور فی الحرمین. و الثَّوِیُّ: الصَّبور فی المغازی المُجَمَّر و هو المحبوس. و الثَّوِیُّ أَیضاً: الأَسیر؛ عن ثعلب، و كل هذا من الثَّواء. و ثُوِیَ الرجل: قُبِرَ لأَن ذلك ثَواءٌ لا أَطول منه؛ و قول أَبی كبیر الهذلی: نَغْدُو فَنَتْرُكُ فی المَزاحِفِ مَنْ ثَوَی، و نُمِرُّ فی العَرَقاتِ مَنْ لم نَقْتُل «2». أَراد بقوله من ثَوَی أَی مَنْ قُتِل فأَقام هنالك. و یقال للمقتول: قد ثَوَی. ابن بری: ثَوَی أَقام فی قبره؛ و منه قول الشاعر: حَتی ظَنَّنی القَوْمُ ثَاوِیا و ثَوَی: هلك؛ قال كعب بن زهیر: فَمَنْ للقَوافی شَانَها مَنْ یحُوكُها، إذا ما ثَوَی كَعْبٌ و فَوَّزَ جَرْولُ؟ و قال الكمیت: و ما ضَرَّها أَنَّ كَعْباً ثَوَی، و فَوَّزَ مِنْ بَعْدِه جَرْوَلُ و قال دكین: فإنْ ثَوَی ثَوَی النَّدَی فی لَحْدِه و قالت الخنساء: فقُدْنَ لمَّا ثَوَی نَهْباً و أَسْلابَا ابن الأَعرابی: الثُّوَی قماش البیت، واحدتها ثُوَّةٌ مثل صُوَّةٍ و صُویً و هُوَّةٍ و هُویً. أَبو عمرو: یقال للخرقة التی تبل و تجعل علی السقاء إذا مُخِضَ لئَلَّا ینقطع الثُّوَّة و الثَّایَةُ. و الثَّوِیَّة: حجارة ترفع باللیل فتكون علامة للراعی إذا رجع إلی الغنم لَیْلًا یهتدی بها، و هی أَیضاً أَخفض علم یكون بقدر قِعْدة
(2). قوله [و نمرّ إلخ] أنشده فی عرق: و نقرّ فی العرقات من لم یقتل
لسان العرب، ج‌14، ص: 127
الإِنسان؛ قال ابن سیدة: و هذا یدل علی أَن أَلف ثایة منقلبة عن واو، و إن كان صاحب الكتاب یذهب إلی أَنها عن یاء؛ قال ابن السكیت: هذه ثَایَة الغنم و ثَایَة الإِبل مأْواها و هی عازبة أَو مأْواها حول البیوت. الجوهری: و الثَّوِیَّةُ مأْوَی الغنم، و كذلك الثَّایَة، غیر مهموز. قال ابن بری: و الثِّیَّة لغة فی الثَّایَة. ابن سیدة: الثُّوَّة كالصُّوَّة ارتفاع و غِلَظ، و ربما نصبت فوقها الحجارة لیُهْتَدَی بها. و الثُّوَّة: خرقة توضع تحت الوَطْب إذا مُخِضَ لِتَقِیَه الأَرض. و الثُّوَّة و الثُّوِیُّ كلتاهما: خِرَق كهیئة الكُبَّة علی الوتد یُمْخض علیها السقاء لئلا ینخرق. قال ابن سیدة: و إنما جعلنا الثَّوِیَّة من ث و و لقولهم فی معناها ثُوَّة كقُوَّة، و نظیره فی ضم أَوَّله ما حكاه سیبویه من قولهم السُّدُوس. قال ابن بری: و الثُّوَّة خرقة أَو صوفة تُلَف علی رأَس الوتد یوضع علیها السقاء و یمخض وقایة له، و جمعها ثُویً؛ قال الطرِمّاح: رفاقاً تنادِی بالنُّزول كأنَّها بَقایا الثُّوَی، وَسْط الدِّیار المُطَرَّح و الثَّایَة و الثَّاوَة، غیر مهموز، و الثَّوِیَّة: مأْوی الغنم و البقر. قال ابن سیدة: و أَری الثَّاوَة مقلوبةً عن الثَّایةِ، و الثایَة مَأْوَی الإِبل، و هی عازبة أَو حول البیوت. و الثَّایَة أَیضاً: أَن تجمع شجرتان أَو ثلاث فیُلْقَی علیها ثوب فیُسْتَظَلَّ به؛ عن ابن الأَعرابی، و جمع الثَّایَة ثَایٌ؛ عن اللحیانی. و الثُّوَیَّة: موضع قریب من الكوفة. و فی الحدیث ذكر الثُّوَیَّة؛ هی بضم الثاء و فتح الواو و تشدید الیاء، و یقال بفتح الثاء و كسر الواو: موضع بالكوفة به قبر أَبی موسی الأَشعری و المغیرة بن شعبة. و الثَّاء: حرف هجاء، و إنما قضینا علی أَلفه بأَنها واو لأَنها عین. و قافیة ثاوِیَّةٌ: علی حرف الثاء، و الله أَعلم.

فصل الجیم؛ ج14، ص: 127

جأی؛ ج14، ص: 127

: جَأَی الشی‌ءَ جَأْیاً: سَتَرَه. و جَأَیْت سِرَّه أَیضاً: كَتَمْته. و كلُّ شی‌ءٍ غَطَّیْته أَو كتمته فقد جأَیْته. و جَأَوْتُ السرَّ: كتمته. و سمع سرّاً فما جَآهُ جَأْیاً أَی ما كتمه. و سِقاءٌ لا یَجْأَی الماءَ أَی لا یحبسه. و ما یَجْأَی سِقاؤك شیئاً أَی ما یحبس الماء. و جَأَی إذا مَنَعَ. و الراعی لا یَجْأَی الغَنَم أَی لا یحفظها فهی تَفَرَّقُ علیه. و أَحْمَقُ ما یَجْأَی مَرْغَه أَی لا یحبس لُعابَهُ و لا یَرُدُّه. و جَأَی السقاءَ: رَقَعَه، و جَأَوْتُه كذلك، و اسم الرقعة الجِئْوَةُ. و كَتِیبَة جَأْوَاءُ بَیِّنة الجَأَی: و هی التی یعلوها لون السواد لكثرة الدروع. و جَأَی الثوبَ جَأْیاً: خاطَه و أَصلحه؛ عن كراع. و قد جَأَی علی الشی‌ء جَأْیاً إذا عَضَّ علیه. أَبو عبیدة: أَجِئْ علیك هذا أَی غَطِّه؛ قال لبید «1»: حَواسِرَ لا یُجِئْنَ علی الخِدامِ أَی لا یَسْتُرن. و یقال: أَجِئْ علیك ثَوْبَك. و الجِئاوَة مثل الجِعاوَة: وعاء القدر أَو شی‌ء یوضع علیه من جلد أَو خَصَفَة، و جمعها جِئاءٌ مثل جراحة و جِراح؛ قال الجوهری: هذا قول الأَصمعی، و كان أَبو عمرو یقول الجِیاءُ و الجِواءُ یعنی بذلك الوِعاء أَیضاً. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: لأَنْ أَطَّلِیَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحبُّ إلیَّ مِنْ أَنْ أَطَّلِیَ بالزعفران.و أَما الخرقة التی یُنزل بها القدر عن الأَثافی فهی الجِعالُ:. ابن بری: یقال جَأَوْت
(1). قوله [قال لبید] صدره كما فی التكملة: إذا بكر النساء مردّفات
لسان العرب، ج‌14، ص: 128
القِدْر جعلت لها جِئاوَةً. و جَأَیْت القِدْرَ و جأَیْت الثوبَ جمیع ذلك بالواو و الیاء. الجوهری: الجُؤْوَةُ مثل الجُعْوَةِ لون من أَلوان الخیل و الإِبل، و هی حمرة تضرب إلی السواد، یقال: فرس أَجْأَی، و الأُنثی جَأْوَاءُ، و قد جَئِیَ الفرس؛ قال ابن بری: و منه قول درید: بِجَأْواءَ جَوْنٍ، كلون السماء، تَرُدُّ الحدیدَ فَلِیلٍا كَلِیلَا قال الأَصمعی: جأَی البعیرُ وَ اجْأَوَی مثل ارْعَوَی یَجْأَوِی مثل یَرْعَوِی اجْئِوَاءً مثل ارْعِواءً فَجَئِیَ و اجْأَوَّی مثل شَهِبَ و اشْهَبَّ. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: و تَجْأَی الأَرضُ مِنْ نَتْنِهِمْ حینَ یموتون.قال ابن الأَثیر: هكذا روی مهموزاً، قیل: لعله لغة فی قولهم جَوِیَ الماءُ یَجْوَی إذا أَنْتَنَ أَی تُنْتِنُ الأَرض من جِیَفِهِمْ، قال: و إن كان الهمز فیه محفوظاً فیحتمل أَن یكون من قولهم كَتیبة جَأْوَاءُ بَیِّنةُ الجَأَی، و هی التی یعلوها لون السواد لكثرة الدروع، أَو من قولهم سِقاءٌ لا یَجْأَی شیئاً أَی لا یمسكه، فیكون المعنی أَن الأَرض تقذف صدیدهم و جیفهم فلا تشربه و لا تمسكها، كما لا یحبس هذا السقاء الماء، أَو من قولهم سمعت سرّاً فما جَأَیْتُه أَی ما كتَمْته، یعنی أَن الأَرض یستتر وجهها من كثرة جیفهم؛ و‌فی حدیث عاتكة بنت عبد المطلب: حَلَفْتُ لَئِنْ عُدْتُمْ لَنَصْطَلِمَنَّكُمْ بِجَأْوَاءَ، تُرْدِی حافَتَیْهِ المَقَانِبُ أَی بجیش عظیم تجتمع مَقانِبُه من أَطرافه و نواحیه. ابن حمزة: جِئَاوَةُ بطن من العرب، و هم إخوة باهلة. ابن بری: و الجِیَاءُ و الجِوَاءُ مقلوبان، قلبت العین إلی مكان اللام و اللام إلی مكان العین، فمنْ قال جَأَیْتُ قال الجِیاءُ، و من قال جَأَوْت قال الجِوَاء. ابن سیدة: و جَاءَ یَجُوءُ لغة فی یَجِی‌ءُ، و حكی سیبویه أَنا أَجُوءُك و أُنْبُؤُك علی المضارعة، قال: و مثله هو مُنْحُدُر من الجبل علی الإِتباع، قال حكاه سیبویه. و جاءٌ: اسم رجل؛ قال أَبو دُواد الرُّؤَاسِیُّ: ظَلَّتْ یُحابِرُ تُدْعَی وَسْطَ أَرْحُلِنَا، و المُسْتَمِیتُونَ منْ جاءٍ و مِنْ حَكَمِ قال ابن سیدة: و إنما أَثبته فی هذا الباب و إن كانت مادّته فی الیاء أَكثر لأَن الواو عیناً أَكثر من الیاء، و الله أَعلم.

جبی؛ ج14، ص: 128

: جَبَی الخراجَ و الماء و الحوضَ یَجْبَاهُ و یَجْبِیه: جَمَعَه. و جَبَی یَجْبَی مما جاء نادراً: مثل أَبی یَأْبی، و ذلك أَنهم شبهوا الأَلف فی آخره بالهمزة فی قَرَأَ یَقْرَأُ و هَدَأَ یَهْدَأُ، قال: و قد قالوا یَجْبَی، و المصدر جِبْوَةً و جِبْیَة؛ عن اللحیانی، و جِباً و جَباً و جِبَاوةٌ و جِبَایَةٌ نادر. و‌فی حدیث سعد: یُبْطِئُ فی جِبْوَتهِ؛ الجِبْوَة و الجِبْیَة: الحالة من جَبْیِ الخراج و اسْتِیفائه. و جَبَیْتُ الخراجَ جِبَایة و جَبَوْته جِبَاوَة؛ الأَخیر نادر، قال ابن سیدة: قال سیبویه أَدخلوا الواو علی الیاء لكثرة دخول الیاء علیها و لأَن للواو خاصة كما أَن للیاء خاصة؛ قال الجوهری: یهمز و لا یهمز، قال: و أَصله الهمز؛ قال ابن بری: جَبَیْت الخراج و جَبَوْته لا أَصل له فی الهمز سماعاً و قیاساً، أَما السماع فلكونه لم یسمع فیه الهمز، و أَما القیاس فلأَنه من جَبَیْت أَی جمعت و حَصَّلت، و منه جَبَیْت الماء فی الحوض و جَبَوْته، و الجَابِی: الذی یجمع المال للإِبل، و الجَبَاوَةُ اسم الماء المجموع. ابن سیدة فی جَبَیْت الخراج: جَبَیْته
لسان العرب، ج‌14، ص: 129
من القوم و جَبَیْتُه الْقَوْمَ؛ قال النابغة الجعدی: دنانیر نَجْبِیها العِبادَ، و غَلَّة علی الأَزْدِ مِن جاهِ امْرِئٍ قد تَمَهَّلا و‌فی حدیث أَبی هریرة: كیف أَنتم إذا لم تَجْتَبوا دیناراً و لا دِرْهَماً؛ الاجْتِبَاءُ، افتِعال من الجِبَایَة: و هو استخراج الأَموال من مَظانها. و الجِبْوَة و الجُبْوَة و الجِبَا و الجَبَا و الجِبَاوَة: ما جمعتَ فی الحوض من الماء. و الجِبَا و الجَبَا: ما حول البئر و الجَبا: ما حول الحوض، یكتب بالأَلف. و‌فی حدیث الحدیبیة: فقعد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی جَباها فَسَقَیْنا و اسْتَقَیْنا؛ الجَبَا، بالفتح و القصر: ما حول البئر. و الجِبَا، بالكسر مقصور: ما جمعت فیه من الماء. الجوهری: و الجِبا، بالكسر مقصور، الماء المجموع للإِبل، و كذلك الجِبْوَة و الجِبَاوَة. الجوهری: الجَبا، بالفتح مقصور، نَثِیلة البئر و هی ترابها الذی حولها تراها من بعید؛ و منه: امرأةٌ جَبْأَی علی فَعْلی مثال وَحْمَی إذا كانت قائمة الثَّدْیَیْن؛ قال ابن بری: قوله جَبْأَی التی طَلَعَ ثدیُها لیس من الجَبا المعتلّ اللام، و إنما هو من جَبَأَ علینا فلان أَی طلع، فحقه أَن یذكر فی باب الهمز؛ قال: و كأَنّ الجوهری یری الجَبَا الترابَ أَصله الهمز فتركت العرب همزه، فلهذا ذكر جَبْأَی مع الجَبَا، فیكون الجَبَا ما حول البئر من التراب بمنزلة قولهم الجَبْأَة ما حول السرة من كل دابة. و جَبَی الماءَ فی الحوض یَجْبِیه جَبْیاً و جَباً و جِباً: جَمَعَه. قال شمر: جَبَیْت الماء فی الحوض أَجْبی جَبْیاً و جَبَوْت أَجْبُو جَبْواً و جِبَایَةً و جِبَاوةً أَی جمعته. أَبو منصور: الجِبا ما جُمع فی الحوض من الماء الذی یستقی من البئر، قال ابن الأَنباری: هو جمع جِبْیة. و الجَبا، بالفتح: الحوض الذی یُجْبَی فیه الماءُ، و قیل: مَقام الساقی علی الطَّیِّ، و الجمع من كل ذلك أَجْبَاءٌ. و قال ابن الأَعرابی: الجَبَا أَن یتقدم الساقی للإِبل قبل ورودها بیوم فیَجْبِیَ لها الماءَ فی الحوض ثم یوردَها من الغد؛ و أَنشد: بالرَّیْثِ ما أَرْوَیْتها لا بالعَجَلْ، و بالجَبَا أرْوَیْتها لا بالقَبَلْ یقول: إنها إبل كثیرة یُبطئون بسقیها فتُبْطئ فَیَبْطُؤُ ریُّها لكثرتها فتبقی عامّة نهارها تشرب و إذا كانت ما بین الثلاث إلی العشر صب علی رؤوسها. قال: و حكی سیبویه جَبَا یَجْبَی، و هی عنده ضعیفة و الجَبَا: مَحْفَر البئر. و الجَبَا: شَفَة البئر؛ عن أَبی لیلی. قال ابن بری: الجَبَا، بالفتح، الحوض و الجِبَا، بالكسر، الماء؛ و منه قول الأَخطل: حتی وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا و قال آخر: حتی إذا أَشرَفَ فی جوفِ جَبَا و قال مُضَرِّس فجمعه: فأَلْقَتْ عَصا التَّسْیار عنها، و خَیَّمت بأَجْباءِ عَذْبِ الماء بیضٍ مَحافِرُهْ و الجَابِیَة: الحوض الذی یُجْبَی فیه الماء للإِبل. و الجابِیَة: الحوض الضَّخْم؛ قال الأَعشی: تَرُوحُ علی آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ، كجابِیَة الشَّیْخِ العِراقیِّ تَفْهَقُ خص العراقی لجهله بالمیاه لأَنه حَضَرِیّ، فإذا وجدها مَلأَ جابیتَه، و أَعدَّها و لم یدرِ متی یجد المیاه، و أَما
لسان العرب، ج‌14، ص: 130
البدویّ فهو عالم بالمیاه فهو لا یبالی أَن لا یُعِدَّها؛ و یروی: كجابیة السَّیْح …، و هو الماء الجاری، و الجمع الجَوَابِی؛ و منه قوله تعالی: وَ جِفٰانٍ كَالْجَوٰابِ. و الجَبَایا: الرَّكایا التی تُحْفر و تُنْصب فیها قُضبان الكَرْم؛ حكاها أَبو حنیفة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و ذاتِ جَباً كَثِیرِ الوِرْدِ قَفْرٍ، و لا تُسْقَی الحَوائِمُ من جَباها فسره فقال: عنی هاهنا الشرابَ «1»، و جَبَا: رَجَعَ؛ قال یصف الحمار: حتی إذا أَشْرَفَ فی جَوْفٍ جَبَا یقول: إذا أَشرف فی هذا الوادی رجع، و رواه ثعلب: فی جوفِ جَبَا، بالإِضافة، و غَلَّط من رواه فی جوفٍ جَبَا، بالتنوین، و هی تكتب بالأَلف و الیاء. و جَبَّی الرجلُ: وضع یدیه علی ركبتیه فی الصلاة أَو علی الأَرض، و هو أَیضاً انْكبابه علی وجهه؛ قال: یَكْرَعُ فیها فیَعُبُّ عَبّا، مُجَبِّیاً فی مائها مُنْكَبّا و‌فی الحدیث: أَنَّ وَفْدَ ثَقِیفٍ اشْتَرَطوا علی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن یُعْشَروا و لا یُحْشَروا و لا یُجَبُّوا، فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: لكم ذلك و لا خَیْرَ فی دِینٍ لا رُكُوعَ فیه؛ أَصل التَّجْبِیةَ أَن یقوم الإِنسان قیام الراكع، و قیل: هو السجود؛ قال شمر: لا یُجَبُّوا أَی لا یَرْكعوا فی صلاتهم و لا یسجدوا كما یفعل المسلمون، و العرب تقول جَبَّی فلان تَجْبِیَةً إذا أَكَبَّ علی وجهه بارِكاً أَو وضع یدیه علی ركبتیه منحنیاً و هو قائم. و‌فی حدیث ابن مسعود: أَنه ذكر القیامةَ و النفخَ فی الصُّور قال فیقومون فیُجَبُّون تَجْبِیَةَ رجلٍ واحدٍ قیاماً لرب العالمین؛ قال أَبو عبید: التَّجْبِیَة تكون فی حالین: إحداهما أَن یضع یدیه علی ركبتیه و هو قائم و هذا هو المعنی الذی فی الحدیث، أَ لا تراه قال قیاماً لرب العالمین؟ و الوجه الآخر أن یَنْكَبَّ علی وجهه بارِكاً، و هو كالسجود، و هذا الوجهُ المعروف عند الناس، و قد حمله بعض الناس علی قوله فیخرُّون سُجَّداً لرب العالمین فجعل السجود هو التَّجْبِیَة؛ قال الجوهری: و التَّجْبِیَة أَن یقوم الإِنسان قیام الراكع؛ قال ابن الأَثیر: و المراد بقولهم لا یُجَبُّونَ أَنهم لا یصلون، و لفظ الحدیث یدل علی الركوع و السجود‌لقوله فی جوابهم: و لا خیرَ فی دِینٍ لیس فیه ركوع، فسمی الصلاة ركوعاً لأَنه بعضها. و‌سئل جابر عن اشتراط ثَقیف أَن لا صدقة علیها و لا جهاد فقال: علم أَنهم سیَصَّدَّقون و یجاهدون إذا أَسلموا، و لم یرخص لهم فی ترك الصلاة لأَن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت الزكاة و الجهاد؛ و منه‌حدیث عبد الله أَنه «2». ذكر القیامة قال: و یُجَبُّون تَجْبِیَةَ رجُل واحد قیاماً لرب العالمین.و‌فی حدیث الرؤیا: فإذا أَنا بِتَلّ أَسود علیه قوم مُجَبُّون یُنْفَخُ فی أَدبارِهم بالنار.و‌فی حدیث جابر: كانت الیهود تقول إذا نكَحَ الرجلُ امرأَته مُجَبِّیَةً جاء الولدُ أَحْوَل، أَی مُنْكَبَّةً علی وجهها تشبیهاً بهیئة السجود. و اجْتَبَاه أَی اصْطفاه. و‌فی الحدیث: أَنه اجْتَبَاه لنفسه‌أَی اختاره و اصطفاه. ابن سیدة: و اجْتَبَی الشی‌ءَ اختاره. و قوله عز و جل: وَ إِذٰا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآیَةٍ قٰالُوا لَوْ لٰا اجْتَبَیْتَهٰا؛ قال: معناه عند ثعلب جئت بها من نفسك، و قال الفراء: معناه هلا اجْتَبَیْتَها هلا اخْتَلَقْتَها و افْتَعَلْتها من قِبَل
(1). قوله [الشراب] هو فی الأصل بالشین المعجمة، و فی التهذیب بالسین المهملة (2). قوله [و منه حدیث عبد الله أنه إلخ] هكذا فی النسخ التی بأیدینا
لسان العرب، ج‌14، ص: 131
نفسك، و هو فی كلام العرب جائز أَن یقول لقد اختار لك الشی‌ءَ و اجْتَبَاه و ارْتَجَله. و قوله: وَ كَذٰلِكَ یَجْتَبِیكَ رَبُّكَ؛ قال الزجاج: معناه و كذلك یختارك و یصطفیك، و هو مشتق من جَبَیْت الشی‌ءَ إذا خلصته لنفسك، و منه: جَبَیْت الماءَ فی الحوض. قال الأَزهری: و جِبَایَةُ الخراج جمعه و تحصیله مأْخوذ من هذا. و‌فی حدیث وائل بن حُجْر قال: كتب لی رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا جَلَبَ و لا جَنَبَ و لا شِغارَ و لا وِرَاطَ و من أَجْبَی فقد أَرْبَی؛ قیل: أَصله الهمز، و فسر‌من أَجْبَی‌أَی من عَیَّنَ فقد أَرْبَی، قال: و هو حسن. قال أَبو عبید: الإِجباء بیع الحرث و الزرع قبل أَن یبدو صلاحه، و قیل: هو أَن یُغَیِّب إبِلَهُ عن المصَدِّق، من أَجْبَأْتُهُ إذا وارَیْته؛ قال ابن الأَثیر: و الأَصل فی هذه اللفظة الهمز، و لكنه روی غیر مهموز، فإما أَن یكون تحریفاً من الراوی، أَو یكون ترك الهمز للازدواج بأَرْبَی، و قیل: أَراد بالإِجْباء العِینَة و هو أَن یبیع من رجل سِلْعة بثمن معلوم إلی أَجل معلوم، ثم یشتریها منه بالنقد بأَقل من الثمن الذی باعها به. و‌روی عن ثعلب أَنه سئل عن قوله من أَجْبَی فقد أَرْبَی قال: لا خُلْفَ بیننا أَنه من باع زرعاً قبل أَن یُدْرِك كذا، قال أَبو عبید: فقیل له قال بعضهم أَخطأَ أَبو عبید فی هذا، من أَین كان زرع أَیام النبی، صلی الله علیه و سلم؟ فقال: هذا أَحمق أَبو عبید تكلم بهذا علی رؤُوس الخَلْق و تكلم به بعد الخلق من سنة ثمانَ عَشْرَة إلی یومنا هذا لم یُرَدَّ علیه. و الإِجْبَاءُ: بیع الزرع قبل أَن یبدو صلاحه، و قد ذكرناه فی الهمز. و الجَابِیَة: جماعة القوم؛ قال حمید بن ثور الهلالی: أَنْتُم بجَابِیَة المُلُوك، و أَهْلُنا بالجَوِّ جِیرَتُنا صُدَاء و حِمْیَرُ و الجابی: الجَراد الذی یَجْبی كلَّ شی‌ءٍ یأكُلُه؛ قال عبد مناف بنُ رِبْعِیّ الهذلی: صابُوا بستَّةِ أَبْیاتٍ و أَرْبعة، حتی كأَنَّ علیهم جَابِیاً لُبَدَا و یروی بالهمز، و قد تقدم ذكره. التهذیب: سُمِّیَ الجرادُ الجَابِیَ لطُلوعِه. ابن الأَعرابی: العرب تقول إذا جاءت السنة جاء معها الجَابِی و الجانی، ف الجَابِی الجراد، و الجانی الذئب «1»، لم یهمزهما. و الجَابِیَة: مدینة بالشام، و بابُ الجَابِیَة بدمشق، و إنما قضی بأَن هذه من الیاء لظهور الیاء و أَنها لام، و اللام یاءً أَكثر منها واواً. و الجَبَا موضع. و فَرْشُ الجَبَا: موضع؛ قال كثیر عزة: أَ هاجَكَ بَرْقٌ آخرَ اللیلِ واصِبُ تَضَمَّنَهُ فَرْشُ الجَبَا فالمَسارِبُ؟ ابن الأَثیر فی هذه الترجمة: و‌فی حدیث خدیجة قالت یا رسول الله ما بَیْتٌ فی الجنَّة من قَصَب؟ قال: هو بیتٌ من لؤلؤة مجَوَّفة مُجَبَّاةٍ؛ قال ابن الأَثیر: فسره ابن وهب فقال مجوَّفة، قال: و قال الخطابی هذا لا یستتِمّ إلا أَن یجعل من المقلوب فتكون مجوَّبة من الجَوْب، و هو القَطْع، و قیل: من الجَوْب، و هو نَقِیر یجتمع فیه الماء، و الله أَعلم.

جثا؛ ج14، ص: 131

: جَثَا یَجْثُو و یَجْثِی جُثُوّاً و جُثِیّاً، علی فعول فیهما: جلس علی ركبتیه للخصومة و نحوها. و یقال: جَثَا فلان علی ركبتیه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إنَّا أُناسٌ مَعَدِّیُّونَ عادَتُنا، عنْدَ الصِّیاحِ، جُثِیُّ المَوْتِ للرُّكَبِ قال: أَراد جُثِیُّ الرُّكَب للموت فقلب. و أَجْثَاه
(1). قوله [و الجانی الذئب] هو هكذا فی الأَصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 132
غیرُه. و قوْمٌ جُثِیٌّ و جِثِیٌّ و قومٌ جُثیً أَیضاً: مثل جلس جلوساً و قوم جُلوسٌ؛ و منه قوله تعالی: وَ نَذَرُ الظّٰالِمِینَ فِیهٰا جِثِیًّا، و جِثِیًّا أَیضاً، بكسر الجیم، لما بعدها من الكسر. و جَاثَیْتُ ركبتی إلی ركبته و تَجَاثَوْا علی الرُّكَب. و‌فی حدیث ابن عمر: إن الناس یصیرون یوم القیامة جُثیً كلُّ أُمَّةٍ تَتْبع نبیَّها‌أَی جماعة، و تروی هذه اللفظة جُثِیٌّ، بتشدید الیاء، جمع جاثٍ و هو الذی یجلس علی ركبتیه؛ و منه‌حدیث علی، رصوان الله علیه: أَنا أَوّلُ من یَجْثُو للخُصومة بین یدی الله عز و جل.ابن سیدة: و قد تَجَاثَوْا فی الخصومة مُجَاثَاةً و جِثَاءً، و هما من المصادر الآتیة علی غیر أَفعالها. و قد جَثَا جَثْواً و جُثُوّاً، كجَذَا جَذْواً و جُذُوّاً، إذا قام علی أَطراف أَصابعه، و عدَّه أَبو عبیدة فی البدل، و أَما ابن جنی فقال: لیس أَحد الحرفین بدلًا من صاحبه بل هما لغتان. و الجَاثِی: القاعد. و فی التنزیل العزیز: وَ تَریٰ كُلَّ أُمَّةٍ جٰاثِیَةً؛قال مجاهد: مُستوفِزینَ علی الرُّكَب.قال أَبو معاذ: المُسْتَوْفِزُ الذی رفع أَلْیَتَیه و وضع ركبتیه؛ و قال عدیّ یمدح النعمان: عَالِمٌ بالذی یكونُ، نَقِیُّ الصدر، عَفٌّ علی جُثاه نَحُور قیل: أَراد ینحر النسك علی جُثَی آبائِهِ أَی علی قبورهم، و قیل: الجُثَی صَنَم كان یُذْبح له. و الجُثْوَة و الجَثْوَة و الجِثْوَة، ثلاث لغات: حجارة من تراب متجمع كالقبر، و قیل: هی الحجارة المجموعة. و الجِثْوة: القبر سمی بذلك، و قیل: هی الرَّبْوة الصغیرة، و قیل: هی الكُومةُ من التراب. التهذیب: الجُثَی أَتْربة مجموعة، واحدتها جُثْوَة. و‌فی حدیث عامر: رأَیت قبور الشهداء جُثیً‌یعنی أَتْربة مجموعة. و‌فی الحدیث الآخر: فإذا لم نَجِدْ حجراً جمعنا جُثْوَةً من تراب، و یجمع الجمیع جُثیً، بالضم و الكسر. و جِثَی الحَرَم: ما اجتمع فیه من حجارة الجِمار «1». و‌فی الحدیث: من دَعا دُعاءَ الجاهلیة فهو من جُثَی جهنم.و‌فی الحدیث: من دَعا یا لَفُلانٍ فإنما یدعو إلی جُثَی النار؛ هی جمع جُثْوَة، بالضم، و هی الشی‌ء المجموع. و فی حدیث إتیان المرأَة مُجَبِّیةً‌رواه بعضهم مُجَثَّاة، كأَنه أَراد قد جُثِّیَت فهی مُجَثَّاة أَی حُمِلت علی أَن تَجْثُوَ علی ركبتیها. و‌فی الحدیث: فلان من جُثَی جهنم؛ قال أَبو عبید: له معنیان أَحدهما أَنه ممن یَجْثُو علی الركب فیها، و الآخر أَنه من جماعات أَهل جهنم علی‌روایة من روی جُثیً، بالتخفیف، و من‌رواه من جُثِیِّ جهنم، بتشدید الیاء، فهو جمع الجَاثِی. قال الله تعالی: ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا؛ و قال طرفة فی جمع الجُثْوَة یصف قبری أَخوین غنی و فقیر: تَرَی جُثْوَتَیْن من تُرابٍ، عَلَیهما صَفَائِحُ صُمٌّ من صفیحٍ مُصَمَّدِ مُوَصَّد. و جُثْوَة كلّ إنسان: جسده: و الجُثْوَة: البدن و الوسط؛ عن ابن الأَعرابی؛ و منه قول دغْفَل الذُّهْلی: و العَنْبَرُ جُثْوَتُها، یعنی بَدَنَ عمرو بن تمِیم و وَسَطَها. ابن شمیل: یقال للرجل إنه لعظیمُ الجُثْوَةِ و الجُثَّةِ. و جُثْوَة الرجل: جسدُه، و الجمع الجُثَی؛ و أَنشد: یَومَ تَرَی جُثْوَتَه فی الأَقْبُرِ قال: و القبر جُثْوَة، و ما ارتفع من الأَرض نحو
(1). قوله [ما اجتمع فیه من حجارة الجمار] هذه عبارة الجوهری، و قال الصاغانی فی التكملة: الصواب من الحجارة التی توضع علی حدود الحرم أو الأنصاب التی تذبح علیها الذبائح
لسان العرب، ج‌14، ص: 133
ارتفاع القبر جُثْوَة. و الجُثْوة: التراب المجتمع. و الجَثْوَة و الجِثْوَة و الجُثْوَة: لغة فی الجَذْوة و الجِذْوة و الجُذْوة. الفراء: جَذْوة من النار و جَثْوة، و زعم یعقوب أَن الثاء هنا بدل من الذال. و سورة الجَاثِیَة: التی تلی الدخان.

جحا؛ ج14، ص: 133

: جَحَا بالمكان یَجْحُو: أَقام به كحَجَا. و حَیَّا الله جَحْوَتَك أَی طلعتَك. و جَحْوانُ: اسم رجل من بنی أَسد؛ قال الأَسود بن یعفر: و قَبْلِیَ مَاتَ الخالِدانِ كِلاهُما: عَمِیدُ بَنی جَحْوانَ، و ابنُ المُضَلَّلِ قال ابن بری صواب إنشاده: فَقَبْلِیَ مات الخالدان بالفاء لأَنه جواب الشرط فی البیت الذی قبله: فإن یكُ یَوْمی قَد دَنا، و إخالُه، كَوَارِدَةٍ یوماً إلی ظِمْ‌ءِ مَنْهَلِ ابن الأَعرابی: الجَاحِی الحَسَن الصلاة، و الجَاحِی المُثاقِفُ، و الجَائِحُ الجَراد. و اجْتاحَ الشی‌ءَ و اجْتَحَاه: استأَصَله. الجوهری: اجْتَحَاه قَلْبُ اجْتَاحه. روی الأَزهری عن الفراء أَنه قال فی كلام: تَجَاحَیَا الأَمْوالَ، فقَلَب یرید اجتاحا، و هو من أَولاد الثلاثة فی الأَصل. ابن الأَعرابی: جَحَا إذا خَطَا. و الجَحْوَةُ: الخَطْوة الواحدة. و جُحَا: اسمُ رجل؛ قال الأَخفش: لا ینصرف لأَنه مثل عمر. قال الأَزهری: إذا سمیت رجلًا بِجُحا فأَلْحِقْه بباب زُفَرَ، و جُحَا معدولٌ من جَحَا یَجْحُو إذا خَطَا. الأَزهری: بَنُو جَحْوَانَ قبیلة.

جخا؛ ج14، ص: 133

: الجَخْوُ: سَعَة الجِلْدِ، رجل أَجْخَی و امرأَةٌ جَخْوَاءُ. أَبو تراب: سمعت مدركاً یقول رجل أَجْخَی و أَجْخَرُ إذا كان قلیل لحم الفخذین و فیهما تَخاذُلٌ من العظام و تَفَاحُجٌ. و جَخَّی اللیلُ: مالَ فذهب. و جَخَّی اللیلُ تَجْخِیَة إذا أَدْبر. و التَّجْخِیَة: المَیْلُ. و جَخَّت النجومُ: مالت، و عم أَبو عبیدة به جمیع المیل. و جَخَا برجله: كَخَجَا؛ حكاهما ابن درید معاً. و جَخَوْت الكُوز فَتَجَخَّی: كببته فانكبّ؛ هذه عن ابن الأَعرابی؛ و منه‌حدیث حذیفة حین وصف القلوب فقال: و قلبٌ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ مُجَخِّیاً، و أَمالَ كفَّه، أَی مائلًا؛ و المُجَخِّی: المائِل عن الاستقامة و الاعتدال، فشبه القلبَ الذی لا یَعِی خیراً بالكوز المائل الذی لا یثبت فیه شی‌ء لأَن الكوز إذا مال انصب ما فیه؛ و أَنشد أَبو عبید: كَفَی سَوْأَةً أَن لا تزالَ مُجَخِّیاً إلی سَوْأَةٍ وَفْراءَ، فی استِكَ عُودُها و یقال: جَخَّی إلی السَّوْأَةِ أَی مال إلیها. و یقال للشیخ إذا حناه الكبر: قد جَخَّی و جَخَّی الشیخ: انْحنی؛ و قال آخر: لا خَیْرَ فی الشیخ إذا ما جَخَّا، و سَالَ غَرْبُ عَیْنِه و لَخَّا و كان أَكْلًا قاعداً و شَخَّا، تحتَ رُواقِ البیت یَغْشَی الذُّخَّا و انْثَنَتِ الرِّجل فصارت فَخَّا، و صارَ وَصْلُ الغَانِیاتِ أَخَّا و یروی: لا خیرَ فی الشیخ إذا ما اجْلَخَّا و‌فی الحدیث: أَنه كان إذا سجد جَخَّی فی سجوده‌أَی خَوَّی و مَدَّ ضَبُعَیْهِ و تجافَی عن الأَرض. و قد
لسان العرب، ج‌14، ص: 134
جَخَّ و جَخَّی إذا خَوَّی فی سجوده، و هو أَن یرفع ظهره حتی یُقلَّ بطنه عن الأَرض. و یقال: جَخَّی إذا فَتَح عَضُدیه فی السجود، و هو مثل جَخَّ، و قد تقدم. أَبو عمرو: جَخَّی علی المِجْمَر و تَجَخَّی و جَبَّی و تَجَبَّی و تَشَذَّی إذا تَبَخَّر.

جدا؛ ج14، ص: 134

: الجَدَا، مقصور: المَطَرُ العامّ. و غیثٌ جَداً: لا یُعرف أَقصاه، و كذلك سماءٌ جَداً؛ تقول العرب: هذه سماءٌ جداً ما لها خَلَفٌ، ذكَّروه لأَن الجَدَا فی قوة المصدر. و مَطَرٌ جداً أَی عامّ. و یقال: أَصابنا جَداً أَی مطر عامّ. و یقال: إنها لسماءٌ جَداً ما لها خَلَفٌ أَی واسع عامّ. و یقال للرجل: إنّ خیره لَجَداً علی الناس أَی عامّ واسع. ابن السكیت: الجَدَا یكتب بالیاء و الأَلف. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَیْثاً غَدَقاً و جَداً طَبَقاً، و منه أُخِذ جَدَا العَطِیّةِ و الجَدْوَی؛ و منه شعر خُفاف بن نُدْبة السُّلَمی یمدح الصّدّیق: لیسَ لشَی‌ءٍ غیرِ تَقْوَی جَداً، و كلُّ خَلْقٍ عُمْرُه للفَنَا هو من أَجْدَی علیه یُجْدِی إذا أَعطاه. و الجَدَا، مقصور: الجَدْوَی و هما العطیة، و هو من ذلك، و تثنیته جَدَوان و جَدَیان؛ قال ابن سیدة: كلاهما عن اللحیانی، فَجَدوانِ علی القیاس، و جَدَیانِ علی المُعاقبة. و خَیْرُه جداً علی الناس: واسع. و الجَدْوی: العطیة كالجَدَا، و قد جَدَا علیه یَجْدُو جَداً. و أَجْدَی فلان أَی أَعطی. و أَجْدَاه أَی أَعطاه الجَدْوَی. و أَجْدَی أَیضاً أَی أَصاب الجَدْوَی، و قوم جُدَاةٌ و مُجْتَدُون، و فلان قلیل الجَدَا علی قومه. و یقال: ما أَصَبْتُ من فلان جَدْوَی قط أَی عطیة؛ و قول أَبی العیال: بَخِلَتْ فُطَیْمةُ بالَّذِی تُولِینِی إلَّا الكلامَ، و قَلَّمَا تُجْدِینِی أَراد تُجْدی عَلَیّ فحذف حرف الجر و أَوصل. و رجل جادٍ: سائِل عافٍ طالبٌ للجَدْوَی؛ أَنشد الفارسی عن أَحمد بن یحیی: إلیه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً، فلَیْسَ بِقائِلٍ هُجْراً لِجَادِ و كذلك مُجْتَدٍ؛ قال أَبو ذؤیب: لأُنْبِئْت أَنَّا نَجْتَدِی الحَمْدَ، إنَّمَا تَكَلَّفُهُ مِن النُّفوسِ خِیارُها أَی تطلُب الحمد؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إنِّی لَیَحْمَدُنِی الخَلِیلُ إذا اجْتَدَی مَالِی، و یَكْرَهُنی ذَووُ الأَضْغَانِ و الجَادِی: السائلُ العافِی؛ قال ابن بری: و منه قول الراجز: أَ ما عَلِمْتَ أَنَّنی مِنْ أُسْرَهْ لا یَطْعَمُ الجَادِی لَدَیْهِم تَمْرَهْ؟ و یقال: جَدَوْتُه سأَلته و أَعطیته، و هو من الأَضداد؛ قال الشاعر: جَدَوتُ أُناساً مُوسِرینَ فما جَدَوْا، أَلا اللهَ فاجْدُوهُ إذا كُنتَ جَادِیَا و جَدَوْته جَدْواً و أَجْدَیْته و اسْتَجْدَیْته، كلُّه بمعنی: أَتیته أَسأَله حاجة و طلبت جَدْواه؛ قال أَبو النجم: جِئْنا نُحَیِّیكَ و نَسْتَجْدِیكا مِن نائِل اللهِ الّذِی یُعْطِیكَا و‌فی حدیث زید بن ثابت أَنه كتب إلی معاویة یستعطفه
لسان العرب، ج‌14، ص: 135
لأَهل المدینة و یشكو إلیه انقطاع أَعْطِیَتهم و المِیرَةِ عنهم و قال فیه: و قد عَرَفوا أَنَّه لیس عندَ مَرْوان مالٌ یُجَادُونَهُ عَلَیه؛ المُجادَاةُ: مفاعلة من جَدَا و اجْتَدَی و اسْتَجْدَی إذا سأَل، معناه لیس عنده مال یسائلونه علیه؛ و قول أَبی حاتم: أَلا أَیُّهَذَا المُجْتَدِینا بِشَتْمِهِ، تأَمَّلْ رُوَیْداً، إنَّنی من تَعَرَّفُ لم یفسره ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد أَیُّهذا الذی یستقضینا حاجةً أَو یسأَلنا و هو فی خلال ذلك یَعِیبُنا و یشتمنا. و یقال: فلان یَجْتَدِی فلاناً و یَجْدُوه أَی یسأَله. و السُّؤَّالُ الطالبون یقال لهم المُجْتَدُون. و جَدَیته: طلبت جَدْواه، لغة فی جَدَوْتُه. و الجَداءُ: الغَنَاءُ، ممدود. و ما یُجْدی عنك هذا أَی ما یُغْنی. و ما یُجْدِی علیَّ شیئاً أَی ما یُغْنی. و فلان قلیل الجَدَاءِ عنك أَی قلیل الغَنَاء و النفْعِ؛ قال ابن بری: شاهده قول مالك بن العَجْلانِ: لَقَلَّ جَدَاء علی مَالِكٍ، إذا الحَرْب شبَّتْ بِأَجْذالِها و یقال منه: قلَّمَا یُجْدی فلان عنك أَی قلما یغنی. و الجُدَاءُ، ممدود: مبلغ حساب الضرب، ثلاثةٌ فی اثنین جُداءُ ذلك ستة. قال ابن بری: و الجُدَاءُ مبلغ حساب الضرب كقولك ثلاثة فی ثلاثة جُداؤُها تسعة. و لا یأْتیك جَدَا الدهر أَی آخرَه. و یقال: جَدَا الدهر أَی یَدَ الدهر أَی أَبَداً. و الجَدْیُ: الذكر من أَولاد المَعَز، و الجمع أَجْدٍ و جِدَاءٌ، و لا تقل الجَدَایا، و لا الجِدَی، بكسر الجیم، و إذا أَجْذَع الجَدْی و العَناقُ یسمی عَریضاً و عَتُوداً. و یقال للجَدْیِ: إمَّرٌ و إمَّرة و هِلَّعٌ و هِلَّعة. قال: و العُطْعُط الجَدْیُ. و نجم فی السماء یقال له الجَدْیُ قریب من القُطْب تعرف به القِبْلة، و البُرْجُ الذی یقال له الجَدْی بِلِزْقِ الدَّلْو و هو غیر جَدْیِ القطب. ابن سیدة: و الجَدْی من النجوم جَدْیانِ: أَحدهما الذی یدور مع بنات نعش، و الآخر الذی بِلِزْقِ الدلو، و هو من البروج، و لا تعرفه العرب، و كلاهما علی التشبیه بالجَدْی فی مَرآة العین. و الجَدَایَةُ و الجِدَایَةُ جمیعاً: الذكر و الأُنثی من أَولاد الظِّباء إذا بلغ ستة أَشهر أَو سبعة و عَدَا و تشدَّد، و خص بعضهم به الذكر منها. غیره: الجِدَایَةُ بمنزلة العَناق من الغنم، قال جِرانُ العَوْد و اسمه عامر بن الحرث: لقد صَبَحْت حَمَلَ بْنَ كُوزِ عُلالةً من وَكَرَی أَبُوزِ تُریحُ، بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ، إراحةَ الجِدَایَةِ [الجَدَایَةِ النَّفُوزِ و‌فی الحدیث: أُتِیَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بجَدَایا و ضَغابِیسَ؛ هی جمع جَدَایَة من أَولاد الظِّباء. و‌فی الحدیث الآخر: فجاءه بجَدْیٍ و جَدَایَة.و الجَدْیَةُ و الجَدِیَّةُ: القطعة من الكساء المحشوّة تحت دَفَّتَی السرج و ظَلِفَةِ الرَّحْل، و هما جَدِیَّتانِ؛ قال الجوهری: و الجمع جَداً و جَدَیاتٌ، بالتحریك، قال: و كذلك الجَدِیَّةُ، علی فعیلة و الجمع الجَدَایا. قال: و لا تقل جَدِیدَةٌ و العامّة تقوله؛ قال ابن بری عند قول الجوهری و الجمع جَداً قال: صوابه و الجمع جَدْیٌ مثل هَدْیةٍ و هَدْیٍ و شَرْیةٍ و شَرْیٍ؛ و قال ابن سیدة: قال سیبویه جمع الجَدْیَةِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 136
جَدَیات، قال: و لم یكسِّرُوا الجَدْیَة علی الأَكثر استغناء بجمع السلامة إذ جاز أَن یَعْنُوا الكثیرَ، یعنی أَن فعْلة قد تُجْمع فَعَلاتٍ یُعْنَی به الأَكثر كما أَنشد لحَسّانَ: لنا الجَفَناتُ و جَدَّی الرَّحْلَ: جعل له جَدْیَةً، و قد جَدَّیْنا قَتَبَنا بجَدِیَّةٍ. و‌فی حدیث مروان: أَنه رَمَی طَلْحةَ بن عُبَیْد الله یوم الجَمَل بسهم فَشَكَّ فخذه إلی جَدْیَةِ السرج.و منه‌حدیث أَبی أَیوب: أُتِیَ بدابة سَرْجُها نُمُور فنَزَع الصُّفَّةَ‌یعنی المِیثَرَةَ، فقیل: الجَدَیاتُ نُمُور، فقال: إنما یُنْهَی عن الصُّفَّةِ. و الجَدِیَّة: لون الوَجْه، یقال: اصفرّت جَدِیَّةُ وجهه؛ و أَنشد: تَخالُ جَدِیَّةَ الأَبْطالِ فیها، غَداةَ الرَّوْعِ، جَادِیّاً مَدُوفا و الجَادِیُّ: الزعفران. و جَادِیَةُ: قریة بالشام ینبت بها الزعفران، فلذلك قالوا جادِیٌّ. و الجَدِیَّةُ من الدَّم: ما لَصِقَ بالجَسد، و البَصِیرَةُ: ما كان علی الأَرض. و تقول: هذه بَصِیرةٌ من دَم و جَدِیَّة من دم. و قال اللحیانی: الجَدِیَّة الدم السائل، فأَما البَصِیرة فإنه ما لم یسل. و أَجْدَی الجُرْحُ: سالت منه جَدِیَّةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و إنْ أَجْدَی أَظلَّاها و مَرَّتْ، لمَنْهَبِها، عَقامٌ خَنْشَلِیلُ «2». و قال عَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ: سُیول الجَدِیَّةِ جَادَتْ، مُراشاة كلّ قَتِیل قَتِیلا «3». سلیم و من ذا مثلهم، إذا ما ذَوُو الفَضْل عَدُّوا الفُضُولا مراشاة أَی یعطی بعضهم بعضاً من الرشوة، مأْخوذ من جَدِیَّة و جَدِیَّات لأَنه من باب الناقص مثل هَدِیَّة و هَدِیّات، أَراد جَدِیَّة الدم. و الجَدِیَّة أَیضاً: طریقة من الدم، و الجمع جَدَایا. و‌فی حدیث سعد قال: رمیت یوم بدر سُهَیْلَ بنَ عمرو فقطعت نَسَاهُ فانْثَعَبَت جَدِیَّة الدم؛ هی أَول دفعة من الدم، و رواه الزمخشری: فانبعث جَدِیَّة الدم؛ قیل: هی الطریقة من الدم تُتَّبع لیُقْتَفَی أَثَرُها. و الجَادِی: الجراد لأَنه یَجْدِی كل شی‌ء أَی یأْكله؛ قال عبد مناف الهذلی: صَابوا بستة أَبْیاتٍ و وَاحِدَة، حتَّی كأَنَّ عَلَیها جادِیاً لُبَدا و جَدْوی: اسم امرأة؛ قال ابن أَحمر: شَطَّ المَزارُ بِجَدْوَی و انْتَهَی الأَمَلُ

جذا؛ ج14، ص: 136

: جَذا الشی‌ءُ یَجْذُو جَذْواً و جُذُوّاً و أَجْذَی، لغتان كلاهما: ثبت قائماً، و قیل: الجَاذِی كالجَاثی. الجوهری: الجَاذِی المُقْعِی منتصب القدمین و هو علی أَطراف أَصابعه؛قال النعمان بن نَضْلة العدویّ و كان عمر، رضی الله عنه، استعمله علی مَیْسان: فَمنْ مُبْلغُ الحَسْناءِ أَنَّ خلِیلَها، بِمَیْسانَ، یُسْقَی فی قِلال و حَنْتَمِ؟ إذا شِئْتُ غَنَّتْنی دَهاقِینُ قَرْیةٍ، و صَنَّاجةٌ تَجْذُو علی كلّ مَنْسِم
(2). قوله [لمنهبها] هكذا فی الأصل و المحكم هنا، و أنشده فی مادة عقم لمنهلها تبعاً للمحكم أیضاً (3). قوله [سیول الجَدِیَّة إلخ] هذان البیتان هكذا فی الأَصل، و كذا قوله بعد [مأخوذ من جَدِیَّة و جَدِیَّات]
لسان العرب، ج‌14، ص: 137
فإنْ كنت نَدْمانی فبالأَكْبَر اسْقِنی، و لا تَسْقِنِی بالأَصْفَرِ المُتَثَلِّمِ لعلَّ أَمیرَ المؤمنینَ یسوءُهُ تَنادُمُنا فی الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ فلما سمع عمر ذلك قال: إی و الله یسوءنی و أَعزلك‌و یروی: و صنَّاجة تجذو علی حَرْفِ مَنسِم و قال ثعلب: الجُذُوُّ علی أَطرف الأَصابع و الجُثُوُّ علی الرُّكَب. قال ابن الأَعرابی: الجَاذِی علی قدمیه، و الجاثی علی ركبتیه، و أَما الفراء فإنه جعلهما واحداً. الأَصمعی: جثَوْت و جَذَوْت و هو القیام علی أَطراف الأَصابع، و قیل: الجَاذِی القائم علی أَطراف الأَصابع؛ و قال أَبو دواد یصف الخیل: جَاذِیات علی السَّنَابِكِ قد أَنْحَلَهُنَّ الإِسْراجُ و الإِلْجَامُ و الجمع جِذاءٌ مثل نائِم و نِیام؛ قال المَرَّار: أَعَانٍ غَرِیبٌ أَم أَمِیرٌ بأَرْضها، و حَوْلِیَ أَعْدَاءٌ جِذَاءٌ خُصُومُها؟ و قال أَبو عمرو: جَذَا و جَثَا لغتان، و أَجْذَی و جَذَا بمعنی إذا ثبت قائماً. و كل من ثبت علی شی‌ء فقد جَذَا علیه؛ قال عمرو بن جمیل الأَسدی: لم یُبْقِ منها سَبَلُ الرَّذاذِ غیرَ أَثافی مِرْجَلٍ جَوَاذِ و‌فی حدیث ابن عباس: ف جَذَا علی ركبتیه‌أَی جَثا. قال ابن الأَثیر: إلا أَنه بالذال أَدلُّ علی اللزوم و الثبوت منه بالثاء. قال ابن بری: و یقال جَذَا مثل جَثا، و اجْذَوَی مثل ارْعَوَی فهو مُجْذَوٍ؛ قال یزید بن الحَكَم: نَدَاكَ عن المَوْلی و نَصْرُكَ عاتِمٌ، و أَنتَ لهُ بالظُّلْمِ و الفُحْشِ مُجْذَوی قال ابن جنی: لیست الثاء بدلًا من الذال بل هما لغتان. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: مَثَلُ المؤمن كالخامَةِ من الزرع تُفَیِّئُها الریحُ مرة هناك و مرة هنا، و مثَلُ الكافر كالأَرْزَة المُجْذِیَةِ علی وجه الأَرض حتی یكونَ انْجِعافُها بمَرَّةٍ، أَی الثابتة المُنْتَصِبة؛ یقال: جَذَتْ تَجْذو و أَجْذَتْ تُجْذی، و الخامَةُ من الزرع: الطاقة منه، و تُفَیِّئُها: تَجِی‌ءُ بها و تَذْهب، و الأَرْزَةُ: شجرة الصَّنَوْبر، و قیل: هو العَرْعَر، و الانْجِعافُ: الانْقِلاعُ و السقوطُ، و المُجْذِیَة: الثابتة علی الأَرض. قال الأَزهری: الإِجْذاء فی هذا الحدیث لازم، یقال: أَجْذَی الشی‌ءُ یُجْذی و جَذَا یَجْذُو جُذُوّاً إذا انتصب و استقام، و اجْذَوْذَی اجْذِیذاءً مثله. و المُجْذَوْذِی: الذی یلازم الرحل و المنزل لا یفارقه؛ و أَنشد لأَبی الغریب النصْری: أَ لسْتَ بمُجْذَوذٍ علی الرَّحْلِ دائِبٍ؟ فما لَكَ، إلا ما رُزِقْتَ، نَصیبُ و‌فی حدیث فَضالة: دخلتُ علی عبد الملك بن مَرْوان و قد جَذَا منخراه و شَخَصَت عَیْناه فعَرَفْنا منه الموت، أَی انْتَصبَ و امتَدَّ. و تَجَذَّیْتُ یومی أَجمعَ أَی دَأَبْتُ. و أَجْذَی الحجرَ: أَشاله، و الحجَرُ مُجْذیً. و التَّجَاذِی فی إشالةِ الحجر: مثل التَّجاثی. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنه: مَرَّ بقومٍ یُجْذُونَ حجَراً‌أَی یُشِیلونه و یرفعونه، و‌یروی: و هُمْ یَتَجَاذَوْنَ مِهْراساً؛ المِهْراس: الحجر العظیم الذی یُمْتَحَن برفعه قُوَّةُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 138
الرجل. و‌فی حدیث ابن عباس: مَرَّ بقومٍ یتَجاذَبُون حجَراً، و یروی یُجْذُون؛ قال أَبو عبید: الإِجْذاءُ إشالة الحجر لتُعرف به شدَّةُ الرجل، یقال: هم یُجْذُون حجراً و یَتَجَاذَوْنه. أَبو عبید: الإِجْذاء فی حدیث ابن عباس واقع؛ و أَما قول الراعی یصف ناقة صُلْبة: و بازِل كعَلاةِ القَیْنِ دَوْسَرَةٍ، لم یُجْذِ مِرْفَقُها فی الدَّفِّ منْ زَوَرِ فإنه أَراد لم یتباعد من جنبه منتصباً من زَوَرٍ و لكن خِلْقةً. و أَجْذَی طرْفَه: نصَبَه و رمی به أَمامه؛ قال أَبو كبیر الهذلی: صَدْیان أَجْذَی الطَّرْفَ فی مَلْمومة، لوْنُ السَّحابِ بها كَلَوْنِ الأَعْبَل و تَجاذَوْهُ: ترابَعوه لیَرْفَعوه. و جَذَا القُرادُ فی جَنْب البعیر جُذُوّاً: لَصِق به و لزمه. و رجل مُجْذَوْذٍ: مُتَذلِّل؛ عن الهَجَریِّ. قال ابن سیدة: و إذا صحَّت اللفظة عن العربیّ فهو عندی من هذا كأَنه لَصِقَ بالأَرض لِذُلِّه. و مِجْذَاء الطائر: مِنْقارُه؛ و قول أَبی النجم یصف ظلیماً: و مَرَّة بالحَدِّ مِنْ مِجْذَائِهِ «1». قال: المِجْذَاءُ مِنقارُه، و أَراد أَنه ینزع أُصول الحشیش بمنقاره؛ قال ابن الأَنباری، المِجْذَاءُ عُودٌ یُضرب به؛ قال الراجز: و مَهْمَهٍ للركب ذی انْجِیاذِ، و ذی تَبارِیحَ و ذی اجْلِوَّاذِ «2». لیس بذِی عِدّ و لا إخَاذِ، غَلَّسْتُ قبل الأَعْقَدِ الشَّمّاذِ قال: لا أَدری انجیاذ أَم انجباذ. و فی النوادر: أَكلنا طعاماً فجَاذَی بینَنا و والی و تابَع أَی قَتَلَ بعْضَنا علی إثْر بعضٍ. و یقال: جَذَیْتُه عنه و أَجْذَیْتُه عنه أَی منَعْته؛ و قول ذی الرمة یصف جمالًا: علی كلِّ مَوَّارٍ أَفانینُ سَیْرِه، شُؤُوٌّ لأَبْواعِ الجَوَاذِی الرَّواتِكِ قیل فی تفسیره: الجَوَاذِی السِّراعُ اللَّواتی لا یَنْبَسِطن من سُرْعتهن. و قال أَبو لیلی: الجَوَاذِی التی تَجْذُو فی سیرها كأَنها تَقْلَع السیرَ؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف جَذَا أَسرع و لا جَذَا أَقْلَع. و قال الأَصمعی: الجَواذِی الإِبلُ السِّراع اللاتی لا ینبسطن فی سیرهن و لكن یَجْذُون و یَنْتَصِبْنَ. و الجِذْوَة و الجَذْوة و الجُذْوَة: القَبَسة من النار، و قیل: هی الجَمْرة، و الجمع جِذاً و جُذاً، و حكی الفارسی جِذَاءٌ، ممدودة، و هو عنده جمع جَذْوَة فیُطابقُ الجمعَ الغالِبَ علی هذا النوع من الآحاد. أَبو عبید فی قوله عز و جل: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّٰارِ؛ الجِذْوَة مثل الجِذْمَةِ و هی القطعة الغلیظة من الخشب لیس فیها لهب. و فی الصحاح: كأنَّ فیها ناراً و لم یكن. و‌قال مجاهد: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّٰارِ أَی قطعة من الجمر، قال: و هی بلغة جمیع العرب. و قال أَبو سعید: الجَذْوَة عود غلیظ یكون أَحدُ رأْسَیْه جَمْرةً و الشهابُ دونها فی الدقة. قال: و الشُّعْلة ما كان فی سراج أو فی فتیلة. ابن السكیت: جِذْوَة من النار و جِذًی و هو العود الغلیظ یؤخذ فیه نار. و یقال لأَصل الشجرة: جِذْیَة و جَذَاة. الأَصمعی: جِذْمُ كل شی‌ء و جِذْیُه أَصله. و الجِذَاءُ: أُصولُ
(1). قوله [و مرة بالحد إلخ] عجزه كما فی التكملة: عن ذبح التلع و عنصلائه و ذبح كصرد، و التلع بفتح فسكون، و عنصلائه بضم العین و الصاد (2). قوله [و مهمه إلخ] هكذا فی الأصل و انظر الشاهد فیه
لسان العرب، ج‌14، ص: 139
الشجر العظامُ العادِیَّةُ التی بَلِیَ أَعلاها و بَقِیَ أَسفلُها؛ قال تمیم بن مُقْبل: باتَتْ حَوَاطِبُ لیْلی یَلْتَمِسْنَ لها جَزْلَ الجِذَا غَیرَ خَوَّارٍ و لا دَعِرِ واحدته جَذَاةٌ؛ قال ابن سیدة: قال أَبو حنیفة لیس هذا بمعروف و قد وهم أَبو حنیفة لأَن ابن مقبل قد أَثبته و هُوَ مَنْ هُوَ. و قال مرَّة: الجَذَاةُ من النبت لم أَسمع لها بتَحْلِیَةٍ، قال: و جمعها جِذَاءٌ؛ و أَنشد لابن أَحمر: وَضَعْنَ بذی الجَذَاةِ فُضُولَ رَیْطٍ، لِكَیْما یَخْتَدِرْنَ و یَرْتَدِینا و یروی: لكیما یَجْتَذِینَ … ابن السكیت: و نبت یقال له الجَذَاةُ، یقال: هذه جَذَاة كما تری، قال: فإن أَلقیت منها الهاء فهو مقصور یكتب بالیاء لأَن أَوله مكسور. و الحجی: العقل، یكتب بالیاء لأَن أَوله مكسور. و اللِّثَی: جمع لِثَةٍ، یكتب بالیاء. قال: و القِضَة تجمع القِضِین و القِضُون، و إذا جمعته علی مثال البُرَی قلت القُضَی. قال ابن بری: و الجِذَاءُ، بالكسر، جمع جَذَاةٍ اسم بنت؛ قال الشاعر: یَدَیْت علی ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ، بأَسفلِ ذِی الجَذَاةِ، یَدَ الكَرِیمِ رأَیت فی بعض حواشی نسخة من نسخ أَمالی ابن بری بخط بعض الفضلاء قال: هذا الشاعر عامر بن مؤاله «1»، و اسمه معقل، و حَسْحاس هو حَسْحاس بن وهْبِ ابنِ أَعْیا بن طَرِیف الأَسَدِی. و الجَاذِیَةُ: الناقة التی لا تلبث إذا نُتجت أَن تَغْرِزَ أَی یقِلَّ لبنُها. اللیث: رجل جاذٍ و امرأَة جَاذِیَة بَیِّنُ الجُذُوِّ و هو قصیر الباع؛ و أَنشد لسهم بن حنظلة أَحد بنی ضُبَیْعة بن غنیّ بن أَعْصُر: إنّ الخِلافةَ لم تكنْ مَقصورة، أَبَداً، علی جَاذِی الیَدَیْنِ مُجَذَّرِ یرید: قصیرهما، و فی الصحاح: مُبَخَّل. الكسائی: إذا حمل ولد الناقة فی سنامه شحماً قیل أَجْذَی، فهو مُجْذٍ؛ قال ابن بری: شاهده قول الخنساء: یُجْذِینَ نَیّاً و لا یُجْذِینَ قِرْدانا یُجْذِینَ الأَوَّلُ من السِّمَنِ، و یُجْذِین الثانی من التعلق. یقال: جَذَی القُراد بالجَمَل تعلق. و الجَذَاةُ: موضع.

جرا؛ ج14، ص: 139

: الجِرْوُ و الجرْوةُ: الصغیر من كل شی‌ء حتی من الحَنْظل و البطیخ و القِثَّاء و الرُّمان و الخیار و الباذِنجان، و قیل: هو ما استدار من ثمار الأَشجار كالحنظل و نحوه، و الجمع أَجْرٍ. و‌فی الحدیث: أُهْدیَ إلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قِناعٌ من رُطَبٍ و أَجْرٍ زُغْبٍ؛ یعنی شَعارِیرَ القِثَّاء. و‌فی حدیث آخر: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أُتِیَ بقِناع جِرْوٍ، و الجمع الكثیر جِراءٌ، و أَراد بقوله أَجْرٍ زُغْبٍ صغارَ القِثَّاء المُزْغِب الذی زِئبَرُه علیه؛ شُبِّهت بأَجْرِی السّباع و الكلاب لرطوبتها، و القِناع: الطبق. و أَجْرَتِ الشجرةُ: صار فیها الجِراءُ. الأَصمعی: إذا أَخرج الحنظلُ ثمره فصغاره الجِرَاءُ، واحدها جِرْوٌ، و یقال لشجرته قد أَجْرَتْ. و جِرْوُ الكلب و الأَسد و السباع و جَرْوُه و جُرْوُه كذلك، و الجمع أَجْرٍ و أَجْرِیَةٌ؛ هذه عن اللحیانی، و هی نادرة، و أَجْرَاءٌ و جِرَاءٌ، و الأُنثی جِرْوَة. و كَلْبة مُجْرٍ و مُجْرِیَة ذات جِرْوٍ و كذلك السَّبُعة أَی معها جِرَاؤُها؛ و قال الهذلی:
(1). قوله [ابن مؤاله إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 140
و تَجُرُّ مُجْرِیةٌ لَها لَحْمَی إلی أَجْرٍ حَواشِبْ أَراد بالمُجْرِیَة هاهنا ضَبُعاً ذات أَولاد صغار، شبهها بالكلبة المُجْرِیة؛ و أَنشد الجوهری للجُمَیْحِ الأَسَدِیّ و اسمه مُنْقِذ: أَمَّا إذا حَرَدَتْ حَرْدِی، فَمُجْرِیَةٌ ضَبْطاءُ، تَسْكُنُ غِیلًا غَیْرَ مَقْرُوبِ الجوهری فی جمعه علی أَجْرٍ قال: أَصله أَجْرُوٌ علی أَفْعُلٍ، قال: و جمع الجِرَاء أَجْرِیَةٌ. و الجِرْوُ: وِعاءُ بِزْرِ الكَعابیر، و فی المحكم: بِزر الكعابیر التی فی رؤوس العِیدان. و الجِرْوَة: النَّفْسُ. و یقال للرجل إذا وَطَّنَ نَفْسَه علی أَمرٍ: ضَرَب لذلك الأَمرِ جِرْوَتَه أَی صَبَر لَه و وَطَّنَ علیه، و ضَرَب جِرْوَةَ نَفْسه كذلك؛ قال الفرزدق: فضَرَبْتُ جِرْوَتها و قُلْتُ لها: اصْبِری، و شَدَدتُ فی ضَنْكِ المُقامِ إزَارِی و یقال: ضربت جِرْوَتی عنه و ضربت جِرْوَتی علیه أَی صبرت عنه و صبرت علیه. و یقال: أَلقی فلان جِرْوَته إذا صَبَر علی الأَمر. و قولهم: ضرب علیه جِرْوَته أَی وطَّن نفسه علیه. قال ابن بری: قال أَبو عمرو یقال ضربت عن ذلك الأَمر جِرْوَتی أَی اطْمأَنَّت نفسی؛ و أَنشد: ضَرَبْتُ بأَكْنافِ اللِّوَی عَنْكِ جِرْوَتی، و عُلِّقْتُ أُخْری لا تَخُونُ المُواصِلا و الجِرْوَة: الثمرة أَوَّلَ ما تَنْبُت غَضَّةً؛ عن أَبی حنیفة. و الجُرَاوِیُّ: ماءٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ألا لا أَرَی ماءَ الجُرَاوِیِّ شافِیاً صَدَایَ، و إن رَوَّی غَلِیلَ الرَّكائِب و جِرْوٌ و جُرَیٌّ و جُرَیَّةُ: أَسماء: و بنو جِرْوَة: بطنٌ من العرب، و كان ربیعة بن عبد العُزَّی بن عبد شمس بن عبد مناف یقال له جِرْوُ البَطْحاءِ. و جِرْوَةُ: اسم فرس شدّادٍ العَبْسیّ أَبی عَنْتَرَةَ؛ قال شدّاد: فَمنْ یَكُ سائلًا عَنِّی، فإنِّی و جِرْوَة لا تَرُودُ و لا تُعارُ و جِرْوَةُ أَیضاً: فرس أَبی قتادة شهد علیه یوم السَّرْحِ.و‌

جری؛ ج14، ص: 140

جَرَی الماءُ و الدمُ و نحوه جَرْیاً و جَرْیَةً و جَرَیَاناً، و إنه لحَسَنُ الجِرْیَةِ، و أَجْرَاه هو و أَجْرَیْته أَنا. یقال: ما أَشدَّ جِرْیَةَ هذا الماء، بالكسر. و‌فی الحدیث: و أَمسك الله جِرْیَةَ الماء؛ هی، بالكسر: حالة الجریان؛ و منه: و عالَ قَلَمُ زَكَرِیَّا الجِرْیَةَ. و جَرَتِ الأَقْلامُ مع جِرْیَةِ الماء، كلُّ هذا بالكسر. و‌فی حدیث عمر: إذا أَجْرَیْتَ الماءَ علی الماءِ أَجْزَأَ عنك؛ یرید إذا صببت الماء علی البول فقد طَهُر المحلُّ و لا حاجة بك إلی غسله و دَلْكه. و جَرَی الفرسُ و غیرُه جَرْیاً و جِراءً: أَجْراه؛ قال أَبو ذؤیب: یُقَرِّبُه للمُسْتضیفِ، إذا دَعا، جِرَاءٌ و شَدٌّ، كالحَرِیقِ، ضَرِیجُ أَراد جرْیَ هذا الرجل إلی الحَرْب، و لا یَعْنی فَرَساً لأَن هُذَیْلًا إنَّما همْ عَراجِلَةٌ رَجّالة. و الإِجْرِیّا: ضرب من الجَرْیِ؛ قال: غَمْرُ الأَجَارِیِّ مِسَحّاً مِهْرَجا و قال رؤبة: غَمْرُ الأَجارِیِّ كَرِیم السِّنْحِ، أَبْلَج لَمْ یُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ أَراد السِّنْخَ، فأَبدل الخاء حاء. و جَرَت الشمسُ و سائرُ النجومِ: سارت من المشرق إلی المغرب.
لسان العرب، ج‌14، ص: 141
و الجَارِیَة: الشمس، سمیت بذلك لجَرْیِها من القُطر إلی القُطْر. التهذیب: و الجَارِیَةُ عین الشمس فی السماء، قال الله عز و جل: وَ الشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَهٰا. و الجَارِیَةُ: الریح؛ قال الشاعر: فَیَوْماً تَرانی فی الفَرِیقِ مُعَقَّلًا، و یوماً أُباری فی الریاح الجَوَارِیَا و قوله تعالی: فَلٰا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوٰارِ الْكُنَّسِ؛ یعنی النجومَ. و جَرَتِ السفینةُ جَرْیاً كذلك. و الجَارِیَةُ: السفینة، صفة غالبة. و فی التنزیل: حَمَلْنٰاكُمْ فِی الْجٰارِیَةِ، و فیه: وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ، و قوله عز و جل: بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا؛ هما مصدران من أُجْرِیَتِ السفینةُ و أُرْسِیَتْ، و مَجْرَاها و مَرْساها، بالفتح، من جَرَتِ السفینةُ و رَسَتْ؛ و قول لبید: و غَنِیتُ سبتاً قبل مَجْرَی داحِسٍ، لو كان للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ و مَجْرَی داحِسٍ كذلك. اللیث: الخَیْلُ تَجْرِی و الرِّیاح تَجْرِی و الشمسُ تَجْرِی جَرْیاً إلا الماء فإنه یَجْرِی جِرْیَةً، و الجِرَاء للخیل خاصّةً؛ و أَنشد: غَمْر الجِرَاء إذا قَصَرْتَ عِنانَهُ و فرس ذو أَجَارِیَّ أَی ذو فُنون فی الجَرْیِ. و جَارَاه مُجَارَاةً و جِرَاءً أَی جَرَی معه، و جَارَاه فی الحدیث و تَجَارَوْا فیه. و‌فی حدیث الریاء: من طَلَبَ العِلْمَ لیُجَارِیَ به العُلَماءَ‌أَی یَجْری معهم فی المُناظرة و الجِدال لیُظْهِرَ علمه إلی الناس ریاء و سُمْعةً. و منه‌الحدیث: تَتَجَارَی بهم الأَهْواءُ كما یَتَجارَی الكَلَبُ بصاحِبهِ‌أَی یَتَواقَعُون فی الأَهْواء الفاسدة و یَتَدَاعَوْنَ فیها، تشبیهاً بِجَرْیِ الفرس؛ و الكَلَب، بالتحریك: داء معروف یَعْرِضُ للكَلْب فمن عَضَّه قَتَله. ابن سیدة: قال الأَخفش و المَجْرَی فی الشِّعْرِ حركة حرف الرویّ فتْحَتُه و ضَمَّتُه و كَسْرتُه، و لیس فی الرویّ المقید مَجْریً لأَنه لا حركة فیه فتسمی مَجْریً، و إنما سمی ذلك مَجْریً لأَنه موضع جَرْیِ حركات الإِعراب و البناء. و المَجَارِی: أَواخِرُ الكَلِم، و ذلك لأَن حركات الإِعراب و البناء إنما تكون هنالك؛ قال ابن جنی: سمی بذلك لأَن الصوت یبتدئ بالجَرَیان فی حروف الوصل منه، أ لا تری أَنك إذا قلت: قَتِیلان لم یَعْلم لنا الناسُ مَصْرَعا فالفتحة فی العین هی ابتداء جریان الصوت فی الأَلف؛ و كذلك قولك: یا دارَ مَیَّةَ بالعَلْیاءِ فالسَّندِ تَجِدُ كسرة الدال هی ابتداء جریان الصوت فی الیاء؛ و كذا قوله: هُرَیْرةَ ودِّعْها و إنْ لامَ لائِمُ تجد ضمة المیم منها ابتداءَ جَرَیانِ الصوت فی الواو؛ قال: فأَما قول سیبویه هذا باب مَجارِی أَواخر الكَلِم من العربیة، و هی تَجْرِی علی ثمانیة مَجارٍ، فلم یَقْصُر المَجَارِیَ هنا علی الحركات فقط كما قَصَر العروضیون المَجْرَی فی القافیة علی حركة حرف الرویّ دون سكونه، لكنْ غَرَضُ صاحب الكتاب فی قوله مَجَارِی أَواخر الكلم أَی أَحوال أَواخر الكلم و أَحكامها و الصُّوَرِ التی تتشكل لها، فإذا كانت أَحوالًا و أَحكاماً فسكونُ الساكن حال له، كما أَن حركة المتحرّك حال له أَیضاً، فمن هنا سَقَط تَعَقُّبُ من تَتَبَّعه فی هذا الموضع فقال: كیف ذَكَرَ الوقف و السكون فی المَجَارِی، و إنما المَجَارِی فیما ظَنَّه الحركاتُ، و سبب
لسان العرب، ج‌14، ص: 142
ذلك خَفاءُ غرض صاحب الكتاب علیه، قال: و كیف یجوز أَن یُسَلط الظنُّ علی أَقل أَتباع سیبویه فیما یلطف عن هذا الجلیّ الواضح فضلًا عنه نفسِه فیه؟ أَ فتراه یرید الحركة و یذكر السكون؟ هذه غَباوة ممن أَوردها و ضعف نظر و طریقة دَلَّ علی سلوكه إیاها، قال: أَ وَ لَمْ یَسْمَعْ هذا المتتبع بهذا القدر قولَ الكافة أَنت تَجْرِی عندی مَجْرَی فلان و هذا جارٍ مَجْرَی هذا؟ فهل یراد بذلك أَنت تتحرك عندی بحركته، أَو یراد صورتك عندی صورته، و حالُك فی نفسی و مُعْتَقَدِی حالُه؟ و الجَارِیَة: عینُ كل حیوان. و الجَارِیَة: النعمة من الله علی عباده. و‌فی الحدیث: الأَرْزاق جَارِیَةٌ و الأَعطیاتُ دارَّة متصلة؛ قال شمر: هما واحد یقول هو دائم. یقال: جَرَی له ذلك الشی‌ءُ و دَرَّ له بمعنی دام له؛ و قال ابنُ حازم یصف امرأَة: غَذَاها فارِضٌ یَجْرِی علیها، و مَحْضٌ حینَ یَنْبَعِثُ العِشارُ قال ابن الأَعرابی: و منه قولك أَجْرَیْتُ علیه كذا أَی أَدَمْتُ له. و الجِرَایَةُ: الجارِی من الوظائف. و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال إذا ماتَ الإِنسانُ انْقَطَعَ عَمَلُه إلا من ثلاثٍ صَدَقةٍ جَارِیَةٍ‌أَی دارَّة متصلة كالوُقُوفِ المُرْصَدَةِ لأَبواب البِرِّ. و الإِجْرِیَّا و الإِجْرِیَّاءُ: الوَجْهُ الذی تأَخذ فیه و تَجْرِی علیه؛ قال لبید یصف الثور: و وَلَّی، كنَصْلِ السَّیْفِ، یَبْرُقُ مَتْنُه علی كلِّ إجْرِیَّا یَشُقُّ الخَمائلا و قالوا: الكَرَمُ من إجْرِیَّاهُ و من إِجْرِیَّائِه أَی من طَبیعته؛ عن اللحیانی، و ذلك لأَنه إذا كان الشی‌ء من طبعه جَرَی إلیه و جَرَنَ علیه. و الإِجْرِیَّا، بالكسر: الجَرْیُ و العادة مما تأْخذ فیه؛ قال الكمیت: و وَلَّی بإجْرِیَّا وِلافٍ كأَنه، علی الشَّرَفِ الأَقْصَی، یُساطُ و یُكْلَبُ و قال أَیضاً: علی تِلْكَ إِجْرِیَّایَ، و هی ضَریبَتی، و لو أَجْلَبُوا طُرّاً عَلَیَّ و أَحْلَبُوا و قولهم: فعلتُ ذلك من جَرَاكَ و من جَرَائِكَ أَی من أَجلك لغة فی جَرَّاكَ؛ و منه قول أَبی النجم: فاضَتْ دُمُوعُ العینِ من جَرَّاها و لا تقل مَجْراكَ. و الجَرِیُّ: الوكیلُ: الواحد و الجمع و المؤنث فی ذلك سواء. و یقال: جَرِیٌّ بَیِّنُ الجَرَایَةِ و الجِرَایَةِ. و جَرَّی جَرِیّاً: وكَّلَه. قال أَبو حاتم: و قد یقال للأُنثی جَرِیَّة، بالهاء، و هی قلیلة؛ قال الجوهری: و الجمع أَجْرِیاءُ. و الجَرِیُّ: الرسول، و قد أَجْرَاه فی حاجته؛ قال ابن بری: شاهده قول الشماخ: تقَطَّعُ بیننا الحاجاتُ، إلَّا حَوائجَ یُحْتَمَلْنَ مع الجَرِیّ و‌فی حدیث أُم إسماعیل، علیه السلام: فأَرْسَلُوا جَرِیّاً‌أَی رسولًا. و الجَرِیُّ: الخادِمُ أَیضاً؛ قال الشاعر: إذا المُعْشِیاتُ مَنَعْنَ الصَّبُوحَ، حَثَّ جَرِیُّكَ بالمُحْصَنِ قال: المُحْصَنُ: المُدَّخَرُ للجَدْب. و الجَرِیُّ: الأَجیر؛ عن كراع. ابن السكیت: إنِّی جَرَّیْتُ جَرِیّاً و اسْتَجْرَیْتُ أَی وكلت وكیلًا. و‌فی الحدیث: أَنتَ الجَفْنةُ الغَرّاء، فقال قُولوا بقَوْلكم و لا
لسان العرب، ج‌14، ص: 143
یَستَجرِیَنَّكُم الشیطانُ‌أَی لا یَسْتَغْلِبَنَّكُم؛ كانت العرب تَدْعُو السیدَ المِطْعامَ جَفْنةً لإِطعامه فیها، و جعلوها غَرَّاءَ لما فیها من وَضَحِ السَّنامِ، و‌قوله و لا یَسْتَجْرِیَنَّكم‌من الجَرِیِّ، و هو الوكیل. تقول: جَرَّیْتُ جَرِیّاً و اسْتَجْرَیْتُ جَرِیّاً أَی اتخذت وكیلًا؛ یقول: تَكَلَّموا بما یَحْضُركم من القول و لا تتَنَطَّعُوا و لا تَسْجَعُوا و لا تتكلفوا كأَنكم وكلاء الشیطان و رُسُلُه كأَنما تنطقون عن لسانه؛ قال الأَزهری: و هذا قول القتیبی و لم أَر القوم سَجَعُوا فی كلامهم فنهاهم عنها، و لكنهم مَدَحُوا فكَرِهَ لهم الهَرْفَ فی المَدْحِ فنهاهم عنه، و كان ذلك تأْدیباً لهم و لغیرهم من الذین یمدحون الناس فی وجوههم، و معنی‌لا یَسْتَجْرِیَنَّكم‌أَی لا یَسْتتبعنكم فیتخذكم جَرِیَّه و وكِیلَه، و سمی الوكیلُ جَرِیّاً لأَنه یَجْری مَجْرَی مُوَكِّله. و الجَرِیُّ: الضامنُ، و أَما الجَرِی‌ءُ المِقْدامُ فهو من باب الهمز. و الجارِیَةُ: الفَتِیَّةُ من النساء بیِّنةُ الجَرَایَة و الجَرَاءِ و الجَرَی و الجِرَاء و الجَرَائِیَةِ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی. أَبو زید: جَارِیَةٌ بَیِّنَة الجَرَایَةِ و الجَرَاء، و جَرِیّ بیِّنُ الجَرَایَةِ؛ و أَنشد الأَعشی: و البِیضُ قد عَنَسَتْ و طالَ جِرَاؤُها، و نَشَأْنَ فی قِنٍّ و فی أَذْوادِ و یروی بفتح الجیم و كسرها؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌و البیضِ …، بالخفضِ، عطف علی الشَّرْبِ فی قوله قبله: و لقد أُرَجِّلُ لِمَّتی بعَشِیَّةٍ للشَّرْبِ، قبل سَنابِك المُرْتادِ أَی أَتزین للشَّرْبِ و للبِیضِ. و قولهم: كان ذلك فی أَیام جَرَائها، بالفتح، أَی صِباها. و الجِرِّیُّ: ضرب من السمك. و الجِرِّیَّة: الحَوْصَلة، و من جعلهما ثنائیین فهما فِعْلِیٌّ و فِعْلِیَّة، و كل منهما مذكور فی موضعه. الفراء: یقال أَلْقِه فی جِرِّیَّتِكَ، و هی الحَوْصلة. أَبو زید: هی القِرِّیَّةُ و الجِرِّیَّةُ و النَّوْطَةُ لحوصلة الطائر؛ هكذا رواه ثعلب عن ابن نَجْدَةَ بغیر همز، و أَما ابنُ هانئ: فإِنه الجرِیئَةُ، مهموز، لأَبی زید.

جزی؛ ج14، ص: 143

: الجَزاءُ: المُكافأَة علی الشی‌ء، جَزَاه به و علیه جَزَاءً و جَازَاه مُجَازَاةً و جِزَاءً؛ و قول الحُطَیْئة: منْ یَفْعَلِ الخَیْرَ لا یَعْدَمْ جَوَازِیَهُ قال ابن سیدة: قال ابن جنی: ظاهر هذا أَن تكون جَوَازِیَه جمع جازٍ أَی لا یَعْدَم جَزاءً علیه، و جَازَ أَن یُجْمَع جَزَاءٌ علی جَوَازٍ لمشابهة اسم الفاعل للمصدر، فكما جمع سَیْلٌ علی سَوائِل كذلك یجوز أَن یكون جَوَازِیَهُ جمع جَزَاءٍ. و اجْتَزَاه: طَلبَ منه الجَزاء؛ قال: یَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما یُجْتَزَی و الجَازِیَةُ: الجَزاءُ، اسم للمصدر كالعافِیة. أَبو الهیثم: الجَزَاءُ یكون ثواباً و یكون عقاباً. قال الله تعالی: فَمٰا جَزٰاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كٰاذِبِینَ، قٰالُوا جَزٰاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِی رَحْلِهِ فَهُوَ جَزٰاؤُهُ؛ قال: معناه فما عُقُوبته إِنْ بان كَذِبُكم بأَنه لم یَسْرِقْ أَی ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن ظَهَر علیه؟ قالوا: جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ فِی رَحْلِهِ أَی الموجود فی رحله كأَنه قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذی یوجد فی رَحْله سُنَّة، و كانت سُنَّةَ آل یعقوب. ثم وَكَّده فقال فَهُوَ جَزٰاؤُهُ. و سئل أَبو العباس عن جَزَیْته و جازَیْته فقال: قال الفراء لا یكون جَزَیْتُه إِلَّا فی الخیر و جَازَیْته یكون فی الخیر و الشر، قال: و غیره یُجِیزُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 144
جَزَیْتُه فی الخیر و الشر و جَازَیْتُه فی الشَّرّ. و یقال: هذا حَسْبُك من فلان و جَازِیكَ بمعنیً واحد. و هذا رجلٌ جَازِیكَ من رجل أَی حَسْبُك؛ و أَما قوله: جَزَتْكَ عنی الجَوَازِی فمعناه جَزتْكَ جَوَازِی أَفعالِك المحمودة. و الجَوَازِی: معناه الجَزاء، جمع الجَازِیة مصدر علی فاعِلةٍ، كقولك سمعت رَوَاغِیَ الإِبل و ثَوَاغِیَ الشاءِ؛ قال أَبو ذؤَیب: فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَلیلٍ مَخانَةً، فتلك الجَوَازِی عُقْبُها و نَصِیرُها أَی جُزِیتَ كما فعَلْتَ، و ذلك لأَنه اتَّهَمه فی خلیلتِه؛ قال القُطامیُّ: و ما دَهْری یُمَنِّینی و لكنْ جَزَتْكُمْ، یا بَنی جُشَمَ، الجَوَازِی أَی جَزَتْكُم جَوازی حُقُوقكم و ذِمامِكم و لا مِنَّةَ لی علیكم. الجوهری: جَزَیْتُه بما صنَعَ جَزاءً و جَازَیْتُه بمعنیً. و یقال: جَازَیْتُه ف جَزَیْتُه أَی غَلَبْتُه. التهذیب: و یقال فلانٌ ذو جَزَاءٍ و ذو غَناءٍ. و قوله تعالی: جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِهٰا؛ قال ابن جنی: ذهب الأَخفش إِلی أَن الباء فیها زائدة، قال: و تقدیرها عنده جَزاءُ سیئة مثلُها، و إِنما استدل علی هذا بقوله: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا؛ قال ابن جنی: و هذا مذهب حسن و استدلال صحیح إِلا أَن الآیة قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْویلین آخرین: أَحدهما أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر، كأَنه قال جزاءُ سیئة كائنٌ بمثلها، كما تقول إِنما أَنا بك أَی كائنٌ موجود بك، و ذلك إِذا صَغَّرت نفسك له؛ و مثله قولك: توكلی علیك و إِصغائی إِلیك و توَجُّهی نحوَك، فتخبر عن المبتدإِ بالظرف الذی فِعْلُ ذلك المصدر یتَناوَلُه نحو قولك: توكلت علیك و أَصغیت إِلیك و توجهت نحوك، و یدل علی أَنَّ هذه الظروفَ فی هذا و نحوه أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها علیها، و لو كانت المصادر قبلها واصلة إِلیها و متناولة لها لكانت من صلاتها، و معلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو شی‌ءٍ منها علی الموصول، و تقدُّمُها نحوُ قولك علیك اعتمادی و إِلیك توجهی و بك استعانتی، قال: و الوجه الآخر أَن تكون الباء فی بمثلها متعلقة بنفس الجزاء، و یكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء و خبره محذوف، كأَنه جزاءُ سیئة بمثلها كائن أَو واقع. التهذیب: و الجَزاء القَضاء. و جَزَی هذا الأَمرُ أَی قَضَی؛ و منه قوله تعالی: وَ اتَّقُوا یَوْماً لٰا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً*؛ یعود علی الیوم و اللیلة ذكرهما مرة بالهاء و مرة بالصفة، فیجوز ذلك كقوله: لٰا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً*، و تُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول لا تَجْزی فیه نفسٌ عن نفس شیئاً، قال: و كان الكسائی لا یُجِیزُ إِضمار الصفة فی الصلة. و روی عن أَبی العباس إِضمارُ الهاء و الصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزی و تَجْزِی فیه إِذا كان المعنی واحداً؛ قال: و الكسائی یضمر الهاء، و البصریون یضمرون الصفة؛ و قال أَبو إِسحاق: معنی لٰا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً* أَی لا تَجْزی فیه، و قیل: لا تَجْزیه، و حذف فی هاهنا سائغٌ لأَن فی مع الظروف محذوفة. و قد تقول: أَتیتُك الیومَ و أَتیتُك فی الیوم، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتیتك فیه، و یجوز أَن تقول أَتَیْتُكه؛ و أَنشد: و یوماً شَهِدْناه سُلَیْماً و عامِراً قَلیلًا، سِوَی الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ أَراد: شهدنا فیه. قال الأَزهری: و معنی قوله لٰا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً*، یعنی یوم القیامة لا
لسان العرب، ج‌14، ص: 145
تَقْضِی فیه نفْسٌ عن نفس شیئاً یقال: جَزَیْتُ فلاناً حَقَّه أَی قضیته. و أَمرت فلاناً یَتَجَازَی دَیْنی أَی یتقاضاه. و تَجازَیْتُ دَیْنی علی فلان إِذا تقاضَیْتَه. و المُتَجازی: المُتَقاضی. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا كان یُدایِنُ الناس، و كان له كاتبٌ و مُتَجازٍ، و هو المُتَقاضی. یقال: تَجَازَیْتُ دَیْنی علیه أَی تقاضَیْته. و فسر أَبو جعفر بن جریر الطَّبَرِیُّ قوله تعالی: لٰا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً*، فقال: معناه لا تُغْنی، فعلی هذا یصح أَجْزَیْتُك عنه أَی أَغنیتك. و تَجَازَی دَیْنَه: تقاضاه. و‌فی صلاة الحائض: قد كُنَّ نساءُ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یَحِضْنَ أَ فأَمَرَهُنَّ أَن یَجْزِینَ‌أَی یَقْضین؟ و منه قولهم: جَزَاه الله خیراً أَی أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته. و‌فی حدیث ابن عمر: إِذا أَجْرَیْتَ الماءَ علی الماءِ جَزَی عنك، و روی بالهمز. و‌فی الحدیث: الصومُ لی و أَنا أَجْزِی به؛ قال ابن الأَثیر: أَكثَرَ الناسُ فی تأْویل هذا الحدیث و أَنه لِمَ خَصَّ الصومَ و الجَزاءَ علیه بنفسه عز و جل، و إِن كانت العباداتُ كلها له و جَزاؤها منه؟ و ذكروا فیه وُجُوهاً مدارُها كلها علی أَن الصوم سرٌّ بین الله و العبد، لا یَطَّلِع علیه سواه، فلا یكون العبد صائماً حقیقة إِلَّا و هو مخلص فی الطاعة، و هذا و إِن كان كما قالوا، فإِن غیر الصوم من العبادات یشاركه فی سر الطاعة كالصلاة علی غیر طهارة، أَو فی ثوب نجس، و نحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التی لا یعرفها إِلَّا الله و صاحبها؛ قال: و أَحْسَنُ ما سمعت فی تأْویل هذا الحدیث أَن جمیع العبادات التی یُتقرب بها إِلی الله من صلاة و حج و صدقة و اعتِكاف و تَبَتُّلٍ و دعاءٍ و قُرْبان و هَدْی و غیر ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها ما كانوا یتخذونه من دون الله أَنداداً، و لم یُسْمَع أَن طائفة من طوائف المشركین و أَرباب النِّحَلِ فی الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم و لا تقرَّبت إِلیها به، و لا عرف الصوم فی العبادات إِلَّا من جهة الشرائع، فلذلك‌قال الله عزَّ و جل: الصومُ لی و أَنا أَجْزی به‌أَی لم یشاركنی فیه أَحد و لا عُبِدَ به غیری، فأَنا حینئذ أَجْزی به و أَتولی الجزاء علیه بنفسی، لا أَكِلُه إِلی أَحد من مَلَك مُقَرَّب أَو غیره علی قدر اختصاصه بی؛ قال محمد بن المكرم: قد قیل فی شرح هذا الحدیث أَقاویل كلها تستحسن، فما أَدری لِمَ خَصَّ ابن الأَثیر هذا بالاستحسان دونها، و سأَذكر الأَقاویل هنا لیعلم أَن كلها حسن: فمنها أَنه أَضافه إِلی نفسه تشریفاً و تخصیصاً كإِضافة المسجد و الكعبة تنبیهاً علی شرفه لأَنك إِذا قلت بیت الله، بینت بذلك شرفه علی البیوت، و هذا هو من القول الذی استحسنه ابن الأَثیر، و منها‌الصوم لی‌أَی لا یعلمه غیری لأَن كل طاعة لا یقدر المرء أَن یخفیها، و إِن أَخفاها عن الناس لم یخفها عن الملائكة، و الصوم یمكن أَن ینویه و لا یعلم به بشر و لا ملك، كما‌روی أَن بعض الصالحین أَقام صائماً أَربعین سنة لا یعلم به أَحد، و كان یأْخذ الخبز من بیته و یتصدق به فی طریقه، فیعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل فی بیته، و یعتقد أَهل بیته أَنه أَكل فی سوقه، و منها‌الصوم لی‌أَی أَن الصوم صفة من صفات ملائكتی، فإِن العبد فی حال صومه ملك لأَنه یَذْكُر و لا یأْكل و لا یشرب و لا یقضی شهوة، و منها، و هو أَحسنها، أَن الصوم لی أَی أَن الصوم صفة من صفاتی، لأَنه سبحانه لا یَطْعَم، فالصائم علی صفة من صفات الرب، و لیس ذلك فی أَعمال الجوارح إِلَّا فی الصوم و أَعمال القلوب كثیرة كالعلم و الإِرادة، و منها‌الصوم لی‌أَی أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه إِلَّا الصوم فإِنی انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع علیه أَحداً، و قد جاء ذلك مفسراً‌فی حدیث
لسان العرب، ج‌14، ص: 146
أَبی هریرة قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كل عمل ابن آدم یُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلی سبعمائة ضِعْفٍ، قال الله عز و جل: إِلَّا الصوم فإِنه لی و أَنا أَجْزی به، یَدَعُ شهوتَه و طعامه من أَجلی، فقد بیَّن فی هذا الحدیث أَن ثواب الصیام أَكثر من ثواب غیره من الأَعمال‌فقال و أَنا أَجْزِی به، و ما أَحال سبحانه و تعالی المجازاة عنه علی نفسه إِلَّا و هو عظیم، و منها‌الصوم لی‌أَی یَقْمَعُ عدوِّی، و هو الشیطان لأَن سبیل الشیطان إِلی العبد عند قضاء الشهوات، فإِذا تركها بقی الشیطان لا حیلة له، و منها، و هو أَحسنها، أَن معنی‌قوله الصوم لی‌أَنه قد‌روی فی بعض الآثار أَن العبد یأْتی یوم القیامة بحسناته، و یأْتی قد ضرَب هذا و شَتَم هذا و غَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلَّا حسنات الصیام، یقول الله تعالی: الصوم لی لیس لكم إِلیه سبیل.ابن سیدة: و جَزَی الشی‌ءُ یَجْزِی كَفَی، و جَزَی عنك الشی‌ءُ قضَی، و هو من ذلك. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال لأَبی بُرْدة بن نِیَارٍ حین ضَحَّی بالجَذَعة: تَجْزِی عنك و لا تَجْزِی عن أَحد بعدَك‌أَی تَقْضِی؛ قال الأَصمعی: هو مأْخوذ من قولك قد جَزَی عنی هذا الأَمرُ یَجْزِی عنی، و لا همز فیه، قال: و معناه لا تَقْضِی عن أَحد بعدك. و یقال: جَزَتْ عنك شاةٌ أَی قَضَتْ، و بنو تمیم یقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَی قَضَت. و قال الزجاج فی كتاب فَعَلْتُ و أَفْعَلْتُ: أَجْزَیْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه. و قال بعضهم: جَزَیْتُ عنك فلاناً كافأْته، و جَزَتْ عنك شاةٌ و أَجْزَتْ بمعنیً. قال: و تأْتی جَزَی بمعنی أَغْنَی. و یقال: جَزَیْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً، و قَضَیْت فلاناً قَرْضَه، و جَزَیْتُه قرضَه. و تقول: إِن وضعتَ صدقَتك فی آل فلان جَزَتْ عنك و هی جَازِیَة عنك. قال الأَزهری: و بعض الفقهاء یقول أَجْزَی بمعنی قَضَی. ابن الأَعرابی: یَجْزِی قلیلٌ من كثیر و یَجْزِی هذا من هذا أَی كلُّ واحد منهما یقوم مقام صاحبه. و أَجْزَی الشی‌ءُ عن الشی‌ء: قام مقامه و لم یكف. و یقال: اللحمُ السمین أَجْزَی من المهزول؛ و منه یقال: ما یُجْزِینِی هذا الثوبُ أَی ما یكفینی. و یقال: هذه إِبلٌ مَجَازٍ یا هذا أَی تَكْفِی، الجَملُ الواحد مُجْزٍ. و فلان بارع مَجْزیً لأَمره أَی كاف أَمره؛ و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده لبعض بنی عمرو بن تمیم: و نَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً، جَزاءَ العُطاسِ، لا یموت المُعاقِب قال: یقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بین التشمیت و العُطاس، و المُعاقِبُ الذی أَدرك ثَأْره، لا یموت المُعاقِب لأَنه لا یموت ذكر ذلك بعد موته، لا یَمُوت من أَثْأَرَ أَی لا یَمُوت ذِكْرُهُ. و أَجْزَی عنه مُجْزَی فلان و مُجْزاته و مَجْزَاه و مَجْزَاته؛ الأَخیرة علی توهم طرح الزائد أَعنی لغة فی أَجْزَأَ. و‌فی الحدیث: البَقَرَةُ تُجْزِی عن سبعة، بضم التاء؛ عن ثعلب، أَی تكون جَزَاءً عن سبعة. و رجلٌ ذو جَزَاءٍ أَی غَناء، تكون من اللغتین جمیعاً. و الجِزْیَةُ: خَراجُ الأَرض، و الجمع جِزیً و جِزْیٌ. و قال أَبو علی: الجِزَی و الجِزْیُ واحد كالمِعَی و المِعْیِ لواحد الأَمْعاء، و الإِلَی و الإِلْیِ لواحد الآلاءِ، و الجمع جِزاءٌ؛ قال أَبو كبیر: و إِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَی، تَذَرُ البِكارةَ فی الجِزَاءِ المُضْعَفِ و جِزْیَةُ الذِّمِّی منه. الجوهری: و الجِزْیَةُ ما یؤخذ
لسان العرب، ج‌14، ص: 147
من أَهل الذمة، و الجمع الجِزَی مثل لِحْیةٍ و لِحیً. و قد تكرر فی الحدیث ذكر الجِزْیَة فی غیر موضع، و هی عبارة عن المال الذی یَعْقِد الكتابیُّ علیه الذمة، و هی فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه؛ و منه‌الحدیث: لیس علی مسلم جِزْیَة؛ أَراد أَن الذمی إِذا أَسلم و قد مر بعضُ الحول لم یُطالَبْ من الجِزْیة بِحِصَّةِ ما مضی من السَّنة؛ و قیل: أَراد أَن الذمی إِذا أَسلم و كان فی یده أَرض صُولح علیها بخراج، توضع عن رقبته الجِزْیةُ و عن أَرضه الخراج؛ و منه‌الحدیث: من أَخَذ أَرضاً بِجِزْیَتِها أَراد به الخراج الذی یُؤَدَّی عنها، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْیَةُ الذمیَّ؛ قال ابن الأَثیر؛ هكذا قال أَبو عبید هو أَن یسلم و له أَرض خراج، فتُرْفَعُ عنه جِزْیَةُ رأْسه و تُتْرَكُ علیه أَرضُه یؤدی عنها الخراجَ؛ و منه‌حدیث علی، رضوان الله علیه: أَن دِهْقاناً أَسْلَم علی عَهْدِه فقال له: إِن قُمْتَ فی أَرضك رفعنا الجِزْیَةَ عن رأْسك و أَخذناها من أَرضك، و إِن تحوّلت عنها فنحن أَحق بها.و‌حدیث ابن مسعود، رضی الله عنه، أَنه اشتری من دهْقان أَرضاً علی أَن یَكْفِیَه جِزْیَتَها؛ قیل: اشترَی هاهنا بمعنی اكْتَرَی؛ قال ابن الأَثیر: و فیه بُعْدٌ لأَنه غیر معروف فی اللغة، قال: و قال القُتَیْبی إِن كان محفوظاً، و إِلا فَأَری أَنه اشتری منه الأَرضَ قبل أَن یُؤَدِّیَ جِزْیَتَها للسنة التی وقع فیها البیعُ فضمّنه أَن یقوم بخَراجها. و أَجْزَی السِّكِّینَ: لغة فی أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف ذلك لأَن قیاس هذا إِنما هو أَجْزَأَ، اللهم إِلا أَن یكون نادراً.

جسا؛ ج14، ص: 147

: جَسَا: ضِدُّ لَطُفَ، و جَسَا الرجلُ جَسْواً و جُسُوّاً: صَلُبَ. و یَدٌ جَاسِیَةٌ: یابسة العظام قلیلة اللحم. و جَسِیَتِ الیَدُ و غیرُها جُسُوّاً و جَسَاً: یَبِسَتْ. و جَسَا الشیخُ جُسُوّاً: بلغ غایة السِّنِّ. و جَسا الماءُ: جَمُدَ. و دابَّةٌ جَاسِیَةُ القوائم: یابستُها. و رِماحٌ جاسِیَةٌ: كَزَّةٌ صُلْبة، و قد ذكر بعض ذلك فی باب الهمز. و الجَیْسُوانُ، بضم السین: جنس من النَّخْلِ له بُسْرٌ جَیِّدٌ، واحدته جَیْسُوانَةٌ؛ عن أَبی حنیفة. و قال مرة: سمی الجَیْسُوانَ لطُول شَماریخه، شُبِّه بالذَّوائب، قال: و الذَّوائبُ بالفارسیة كَیْسُوان.

جشا؛ ج14، ص: 147

: الجَشْوُ: القَوْسُ الخفیفة، لغة فی الجَش‌ءِ، و الجمع جَشَواتٌ. قال ابن بری: كَلَّمته فاجْتَشَی نَصِیحتی أَی رَدَّها.

جعا؛ ج14، ص: 147

: الجَعْوُ: الطین. یقال: جَعَّ فلانٌ فلاناً إِذا رماه بالجَعْوِ و هو الطین. و الجَعْوُ: الاسْتُ. و الجَعْوُ: ما جُمِعَ من بَعَرٍ أَو غیره فجُعِلَ كُثْوةً أَو كُثْبةً، تقول منه: جَعَا جَعْواً، و منه اشتقاق الجِعْوَةِ لكونها تَجْمَعُ الناسَ علی شُرْبها. و الجِعْوُ: الجِعَةُ: و الفتح أَكثر، نبیذ الشعیر. و‌فی الحدیث عن علی، رضی الله عنه: نَهَی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عن الجِعَةِ.و‌فی الحدیث: الجِعَةُ شرابٌ یتخذ من الشعیر و الحنطة حتی یُسْكِرَ.و قال أَبو عبید: الجِعَةُ من الأَشربة و هو نبیذ الشعیر. و جَعوْتَ جِعَةً: نَبَذْتُها.

جفا؛ ج14، ص: 147

: جَفَا الشی‌ءُ یَجْفُو جَفَاءً و تَجَافَی: لَمْ یلزم مكانَه، كالسَّرْجِ یَجْفُو عن الظَّهْر و كالجَنْب یَجْفُو عن الفِراشِ؛ قال الشاعر: إِنَّ جَنْبی عن الفِراش لَنابِ، كتَجَافِی الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرابِ و الحُجَّةُ فی أَن الجَفَاءَ یكون لازماً مثل تَجَافَی قولُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 148
العجاج یصف ثوراً وحشیّاً: و شَجَرَ الهُدَّابَ عَنْه فَجَفَا یقول: رفع هُدْب الأَرْطی بقَرْنه حتی تجافی عنه. و أَجْفَیْتُه أَنا: أَنزلته عن مكانه؛ قال: تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَلْوِیها و تَشْتَكی لَوْ أَنَّنا نُشْكِیها مَسَّ حَوایانا فَلم نُجْفِیها أَی فلَمَّا نرفع الحَوِیَّة عن ظهرها. و جَفَا جنْبُه عن الفراش و تَجَافَی: نَبَا عنه و لم یطمئنّ علیه. و جَافَیْت جَنْبی عن الفراش فتَجَافَی، و أَجْفَیْت القَتَب عن ظهر البعیر فَجَفَا، و جَفَا السرجُ عن ظهر الفرس و أَجْفَیْته أَنا إِذا رفعته عنه، و جَافَاه عنه فتَجَافَی. و تَجَافَی جَنْبُه عن الفراش أَی نَبَا، و اسْتَجْفَاه أَی عدّه جافیاً. و فی التنزیل: تَتَجٰافیٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ؛ قیل فی تفسیر هذه الآیة: إِنهم كانوا یصلون فی اللیل، و قیل: كانوا لا ینامون عن صلاة العَتَمة، و قیل: كانوا یصلون بین الصلاتین صلاةِ المغربِ و العشاءِ الأَخیرةِ تَطَوُّعاً. قال الزجاج: و قوله تعالی: فَلٰا تَعْلَمُ نَفْسٌ مٰا أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ، دلیل علی أَنها الصلاة فی جوف اللیل لأَنه عملٌ یَسْتَسِرُّ الإِنسان به. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُجَافِی عَضُدَیْه عن جَنْبَیْهِ فی السجود‌أَی یباعدهما. و‌فی الحدیث: إِذا سَجَدْتَ فَ تَجَافَ، و هو من الجَفَاءِ البُعْدِ عن الشی‌ء، جفاه إِذا بعد عنه، و أَجْفَاه إِذا أَبعده؛ و منه‌الحدیث: اقْرَؤُوا القرآن و لا تَجْفُوا عنه‌أَی تعاهدوه و لا تبعدوا عن تلاوته. قال ابن سیدة: و جَفَا الشی‌ءُ علیه ثَقُل، لما كان فی معناه، و كان ثَقُل یتعدی بعلی، عدَّوْه بعلی أَیضاً، و مثل هذا كثیر، و الجَفَا یقصر و یمدّ خلاف البِرّ نقیض الصلة، و هو من ذلك. قال الأَزهری: الجَفَاء ممدود عند النحویین، و ما علمت أَحداً أَجاز فیه القصر، و قد جَفَاه جَفْواً و جَفَاءً. و‌فی الحدیث: غیر الْغَالی فیه و الْجَافِی؛ الجَفَاءُ: ترك الصلة و البرّ؛ فأَما قوله: ما أَنا بالجافی و لا المَجْفِیِّ فإِن الفراء قال: بناه علی جُفِیَ، فلما انقلبت الواو یاء فیما لم یسمَّ فاعله بنی المفعول علیه؛ و أَنشد سیبویه للشاعر: و قَدْ عَلِمَتْ عِرْسِی مُلَیْكَةُ أَنَّنی أَنا اللیثُ مَعْدِیّاً علیه و عادِیَا و‌فی الحدیث عن أَبی هریرة قال: قال النبی، صلی الله علیه و سلم: الحیاءُ من الإِیمان و الإِیمانُ فی الجنة و البَذَاءُ من الجَفَاء و الجَفَاءُ فی النار؛ البَذاء، بالذال المعجمة: الفُحْش من القول. و‌فی الحدیث الآخر: مَنْ بَدَا جَفَا، بالدال المهملة، خرج إِلی البادیة، أَی من سكن البادیة غلُظ طبعه لقلة مخالطة الناس، و الجَفَاءُ غِلَظ الطبع. اللیث: الجَفْوة أَلْزَم فی تَرْكِ الصِّلَة من الجَفاءِ لأَن الجَفاء یكون فی فَعَلاته إِذا لم یكن له مَلَقٌ و لا لَبَقٌ. قال الأَزهری: یقال جَفَوْته جَفْوَة مرّةً واحدة، و جفاءً كثیراً، مصدر عام، و الجَفَاء یكون فی الخِلْقة و الخُلُق؛ یقال: رجل جافِی الخِلْقة و جافِی الخُلُق إِذا كان كَزّاً غلیظَ العِشْرة و الخُرْقِ فی المعاملة و التحامُلِ عند الغضب و السَّوْرةِ علی الجلیس. و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: لیس بالجَافِی المُهِین‌أَی لیس بالغلیظ الخِلْقة و لا الطبع أَو لیس بالذی یجفو أَصحابه، و المهین یروی بضم المیم و فتحها، فالضم علی الفاعل من أَهان أَی لا یهین من صحبه، و الفتح علی
لسان العرب، ج‌14، ص: 149
المفعول من المَهانة و الحَقارة، و هو مَهِین أَی حقیر. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تَزْهَدَنَّ فی جَفَاءِ الحِقْوِ‌أَی لا تَزْهَدْ فی غلظ الإِزار، و هو حثٌّ علی ترك التنعم. و‌فی حدیث حُنَیْنٍ: خرج جُفَاءٌ من الناسِ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، قالوا: و معناه سَرَعانُ الناس و أَوائِلُهم، تشبیهاً بجُفَاء السیل و هو ما یقذفه من الزَّبَدِ و الوسخ و نحوهما. و جَفَیْت البَقْلَ و اجْتَفَیْته: اقتلعته من أُصوله كجَفأَه و اجْتَفأَه. ابن السكیت: یقال جَفَوْته، فهو مَجْفُوّ، قال: و لا یقال جَفَیْت، و قد جاء فی الشعر مَجْفِیّ؛ و أَنشد: ما أَنا بالجَافِی و لا المَجْفِیِّ و فلان ظاهرُ الجِفْوَة، بالكسر، أَی ظاهر الجَفاء. أَبو عمرو: الجُفَایَة السفینة الفارغة، فإِذا كانت مشحونة فهی غامِدٌ و آمِدٌ و غامِدة و آمِدة. و جَفَا مالَه: لم یُلازمه. و رجل فیه جَفْوَة و جِفْوَة و إِنه لَبَیِّن الجِفْوَة، بالكسر، فإِذا كان هو المَجْفُوّ قیل به جَفْوَة. و قولُ المِعْزَی حین قیل لها ما تصنعین فی اللیلة المَطِیرة فقالت: الشَّعْر دُقاقٌ و الجِلْدُ رُقاق و الذَّنَبُ جُفَاءٌ و لا صَبْر بی عن البَیْت؛ قال ابن سیدة: لم یفسر اللحیانی جُفَاء، قال: و عندی أَنه من النُّبُوِّ و التباعد و قلة اللُّزُوق. و أَجْفَی الماشیةَ، فهی مُجْفَاة: أَتعبها و لم یَدَعْها تأْكل، و لا عَلَفها قبلَ ذلك، و ذلك إِذا ساقها سوقاً شدیداً.

جلا؛ ج14، ص: 149

: جَلا القومُ عن أَوطانهم یَجْلُون و أَجْلَوْا إِذا خرجوا من بلد إِلی بلد. و‌فی حدیث الحوض: یرد علیَّ رَهْط من أَصحابی فیُجْلَوْن عن الحوض؛ هكذا روی فی بعض الطرق أَی یُنْفَوْن و یُطْردون، و الروایة بالحاء المهملة و الهمز. و یقال: اسْتُعْمِل فلان علی الجَالِیَة و الجَالَةِ. و الجَلاءُ، ممدود: مصدر جَلا عن وطنه. و یقال: أَجْلاهم السلطان فأَجْلَوْا أَی أَخرجهم فخرجوا. و الجَلاءُ: الخروج عن البلد. و قد جَلَوْا عن أَوطانهم و جَلَوْتُهم أَنا، یَتَعَدَّی، و لا یتعدی. و یقال أَیضاً: أَجْلَوْا عن البلد و أَجْلَیْتهم أَنا، كلاهما بالأَلف؛ و قیل لأَهل الذمة الجَالِیَة لأَن عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، أَجلاهم عن جزیرة العرب لما تقدم من أَمر النبی، صلی الله علیه و سلم، فیهم، فسُمُّوا جَالِیَة و لزمهم هذا الاسم أَین حَلُّوا، ثم لزم كلَّ من لزمته الجزیةُ من أَهل الكتاب بكل بلد، و إِن لم یُجْلَوْا عن أَوطانهم. و الجَالِیَة: الذین جَلَوْا عن أَوْطانهم. و یقال: اسْتُعْمِل فلان علی الجَالِیَة أَی علی جِزْیة أَهل الذمة. و الجَالَةُ: مثل الجَالِیة. و‌فی حدیث العَقَبة: و إِنكم تُبایِعون محمداً علی أَن تُحارِبوا العرب و العجم مُجْلِیةً‌أَی حَرْباً مُجْلِیة مُخْرِجة عن الدار و المال. و منه‌حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه خیَّر وفد بُزاخَة بینَ الحَرْبِ المُجْلِیَة و السِّلْم المُخْزِیَةِ.و من كلام العرب: اخْتاروا فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِیَة و إِمَّا سِلْم مُخْزِیة أَی إِمَّا حَرْب تخرجكم من دیاركم أَو سِلْمٌ تُخْزیكم و تُذِلُّكم. ابن سیدة: جَلا القومُ عن الموضع و منه جَلْواً و جَلاءً و أَجْلَوْا: تفرَّقوا، و فَرَق أَبو زید بینهما فقال: جَلَوا من الخوف و أَجْلَوْا من الجَدْب، و أَجْلاهم هو و جَلَّاهم لغة و كذلك اجْتَلاهم؛ قال أَبو ذؤیب یصف النحل و العاسل: فلَمّا جَلاها بالأُیامِ، تَحَیَّزَت ثُباتٍ علیها ذُلُّها و اكْتِئابُها و یروی: … اجْتَلاها …، یعنی العاسلَ جلا النحلَ عن مواضعها
لسان العرب، ج‌14، ص: 150
بالأُیام، و هو الدُّخان، و رواه بعضهم تحَیَّرت أَی تحیَّرت النحل بما عَراها من الدخان. و قال أَبو حنیفة: جَلا النحلَ یَجْلُوها جَلاءً إِذا دَخَّنَ علیها لاشْتِیارِ العسل. و جَلْوَة النحلِ: طَرْدُها بالدُّخان. ابن الأَعرابی: جَلاهُ عن وطنه فجَلا أَی طرده فهرب. قال: و جَلا إِذا عَلا، و جَلا إِذا اكتَحَل، و جَلا الأَمرَ و جَلَّاه و جَلَّی عنه كشَفه و أَظهره، و قد انْجَلَی و تَجَلَّی. و أَمرٌ جَلِیٌّ: واضح؛ تقول: اجْلُ لی هذا الأَمرَ أَی أَوضحه. و الجَلاءُ، ممدود: الأَمر البَیِّنُ الواضح. و الجَلاءُ، بالفتح و المد: الأَمرُ الجَلِیُّ، و تقول منه: جَلا لی الخبرُ أَی وَضَح؛ و قال زهیر: فإِنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ: یَمِینٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ «2». أَراد البینة و الشهود، و قیل: أَراد الإِقرار، و الله تعالی یُجَلِّی الساعةَ أَی یظهرها. قال سبحانه: لٰا یُجَلِّیهٰا لِوَقْتِهٰا إِلّٰا هُوَ. و یقال: أَخْبرنی عن جَلِیَّةِ الأَمر أَی حقیقته؛ و قال النابغة: و آبَ مُضِلُّوه بعَیْنٍ جَلِیَّةٍ، و غُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ و نائِلُ یقول: كذبوا بخبر موته أَولَ ما جاء فجاءَ دافنوه بخبر ما عاینوه. و الجَلِیُّ: نقیض الخَفِیِّ. و الجَلِیَّة: الخبر الیقین. ابن بری: و الجَلِیَّة البَصِیرة، یقال عینٌ جَلِیَّة؛ قال أَبو دواد: بَلْ تَأَمَّلْ، و أَنت أَبْصَرُ مِنِّی، قَصْدَ دَیْرِ السَّوادِ عَینٌ جَلِیَّهْ و جَلَوْت أَی أَوضحت و كشَفْتُ. و جَلَّی الشی‌ءَ أَی كشفه. و هو یُجَلِّی عن نفسه أَی یعبر عن ضمیره. و تَجَلَّی الشی‌ءُ أَی تكشَّف. و‌فی حدیث كعب بن مالك: ف جَلا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، للناس أَمرَهم لیتَأَهَّبوا‌أَی كشف و أَوضح. و‌فی حدیث ابن عمر: إِن ربی عز و جل قد رَفَعَ لی الدُّنیا و أَنا أَنظر إِلیها جِلِّیَاناً من الله‌أَی إِظْهاراً و كَشْفاً، و هو بكسر الجیم و تشدید اللام. و جِلاءُ السیف، ممدود بكسر الجیم، و جَلا الصیقلُ السیفَ و المِرآةَ و نحوَهُما جَلْواً و جِلاءً صَقَلَهما. و اجْتَلاه لنفسه؛ قال لبید: یَجْتَلِی نُقَبَ النِّصالِ و جَلا عینَه بالكُحْل جَلْواً و جَلاءً، و الجَلا و الجَلاءُ و الجِلاءُ: الإِثْمِدُ. ابن السكیت: الجَلا كحل یَجْلو البصر، و كتابته بالأَلف. و یقال: جَلَوْتُ بصری بالكحل جَلْواً. و‌فی حدیث أُم سلمة: أَنها كرهت للمُحِدِّ أَن تكْتَحِل بالجِلاء، هو، بالكسر و المد، الإِثمد، و قیل: هو، بالفتح و المد و القصر، ضرب من الكحل. ابن سیدة: و الجَلاءُ و الجِلاءُ الكحل لأَنه یجلو العین؛ قال المتنخل الهذلی: و أَكْحُلْكَ بالصابِ أَو بالجَلا، ففَقِّحْ لذلك أَو غَمِّض قال ابن بری: البیت لأَبی المُثَلَّم، قال: و الذی ذكره النحاس و ابن وَلاد الجَلا، بفتح الجیم و القصر، و أَنشد هذا البیت، و ذكر المهلبی فیه المد و فتح الجیم، و أَنشد البیت. و‌روی عن حماد عن ثابت عن أَنس قال: قرأَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم: فَلَمّٰا تَجَلّٰی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا، قال: وضع إِبهامه علی قریب من طَرَفِ أُنْمُلَة خِنْصَرِه فساخَ الجبل، قال حماد: قلت لثابت تقول هذا؟ فقال: یقوله رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و یقوله أَنس و أَنا أَكْتُمه‌و قال الزجاج:
(2). قوله [أو جَلاء] كذا أورده كالجوهری بفتح الجیم، و قال الصاغانی: الروایة بالكسر لا غیر، من المجالاة
لسان العرب، ج‌14، ص: 151
تَجَلّٰی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ أَی ظهر و بانَ، قال: و هذا قول أَهل السُّنة و الجماعة، و‌قال الحسن: تَجَلّٰی بَدَا للجبل نُور العَرْش.و الماشطة تَجْلُو العَرُوس، و جَلا العروسَ علی بَعْلها جَلْوة و جِلْوة و جُلوة و جِلاءً و اجْتَلاها و جَلَّاها، و قد جُلِیت علی زوجها و اجْتَلاها زوجها أَی نَظر إِلیها. و تَجلَّیت الشی‌ءَ: نظرت إِلیه. و جَلَّاها زوجُها وصیفةً: أَعطاها إِیاها فی ذلك الوقت، و جِلْوَتُها ما أَعطاها، و قیل: هو ما أَعطاها من غُرَّةٍ أَو دراهم. الأَصمعی: یقال جَلا فلان امرأَته وصیفة حین اجْتَلَاهَا إِذا أَعطاها عند جَلْوَتها. و‌فی حدیث ابن سیرین: أَنه كره أَن یَجْلِیَ امرأَته شیئاً لا یَفِیَ به.و یقال: ما جِلْوَتُها، بالكسر، فیقال: كذا و كذا. و ما جِلاءُ فلان أَی بأَیِّ شی‌ءٍ یخاطب من الأَسماء و الأَلقاب فیُعظَّم به. و اجْتَلَی الشی‌ءَ: نظر إِلیه. و جَلَّی ببصره: رَمی. و البازِی یُجَلِّی إِذا آنَسَ الصیدَ فرفع طرْفَه و رأْسَه. و جَلَّی ببصره تَجْلِیَةً إِذا رمی به كما ینظر الصقر إِلی الصید؛ قال لبید: فانْتَضَلْنا و ابن سَلْمَی قاعِدٌ، كعَتیقِ الطیر یُغْضِی و یُجَلّ أَی و یُجَلِّی. قال ابن بری: ابن سَلْمی هو النعمان بن المنذر. قال ابن حمزة: التَّجَلِّی فی الصقر أَن یغمض عینه ثم یفتحها لیكون أَبصر له، فالتَّجَلِّی هو النظر؛ و أَنشد لرؤبة: جَلَّی بصیرُ العَیْنِ لم یُكَلِّلِ، فانْقَضَّ یَهْوی من بَعیدِ المَخْتَلِ و یقوی قولَ ابن حمزة بیت لبید المتقدم. و جَلَّی البازی تجَلِّیاً و تَجْلِیَةً: رفع رأْسه ثم نظر؛ قال ذو الرمة: نَظَرْتُ كما جَلَّی، علی رأْسِ رَهْوَةٍ، من الطیرِ، أَقْنَی ینفُضُ الطَّلَّ أَوْرَقُ و جبهة جَلْوَاءُ: واسعة. و السماءُ جَلْوَاءُ أَی مُصْحِیة مثل جَهْواء. و لیلة جَلْوَاءُ: مُصْحِیة مُضِیئة. و الجَلا، بالقصر: انْحسار مُقَدَّمِ الشعرِ، كتابته بالأَلف، مثل الجَلَهِ، و قیل: هو دون الصَّلَعِ، و قیل: هو أَن یبلغ انحسار الشعر نصفَ الرأْسِ، و قد جَلِیَ جَلًا و هو أَجْلَی. و‌فی صفة المهدیّ: أَنه أَجْلَی الجَبْهَةِ؛ الأَجْلَی: الخفیف شعر ما بین النَّزَعتین من الصُّدغین و الذی انحسر الشعر عن جبهته. و‌فی حدیث قتادة فی صفة الدجال: أَنه أَجْلَی الجَبْهةِ، و قیل: الأَجْلَی الحسنُ الوجهِ الأَنْزَعُ. أَبو عبید: إِذا انحسر الشعر عن نصف الرأْس و نحوه فهو أَجْلی؛ و أَنشد: مع الجَلا و لائِحِ القَتِیرِ و قد جَلِیَ یَجْلَی جَلًا، تقول منه: رجل أَجْلَی بیِّنُ الجَلا. و المَجالِی: مقادیمُ الرأْس، و هی مواضع الصَّلَع؛ قال أَبو محمد الفقعسی و اسمه عبد الله بن رِبْعیّ: رَأَیْنَ شیخاً ذَرِئَتْ مَجالِیهْ قال ابن بری: صواب إِنشاده: أَراه شیخاً …، لأَن قبله: قالت سُلیْمی: إِننی لا أَبْغِیهْ، أَراهُ شیخاً ذَرِئَتْ مَجَالِیهْ، یَقْلی الغَوانی و الغَوانی تَقْلِیهْ و قال الفراءُ: الواحد مَجْلیً و اشتقاقه من الجَلا، و هو ابتداء الصَّلع إِذا ذهب شعر رأْسه إِلی نصفه. الأَصمعی: جالَیْتُه بالأَمر و جالَحْته إِذا جاهرته؛ و أَنشد: مُجالَحة لیس المُجالاةُ كالدَّمَسْ
لسان العرب، ج‌14، ص: 152
و المَجَالِی: ما یُرَی من الرأْس إِذا استقبل الوجه، و هو موضع الجَلَی. و تَجَالَیْنا أَی انكشف حال كل واحد منا لصاحبه. و ابنُ جَلا: الواضحُ الأَمْرِ. و اجْتَلَیْتُ العمامة عن رأْسی إِذا رفعتها مع طَیِّها عن جَبِینك. و یقال للرجل إِذا كان علی الشرف لا یخفی مكانُه: هو ابنُ جَلا؛ و قال القُلاخ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بن جَلا و جَلا: اسم رجل، سمی بالفعل الماضی. ابن سیدة: و ابنُ جَلا اللیثی، سُمِّی بذلك لوضوح أَمره؛ قال سُحَیْم بن وَثِیل: أَنا ابنُ جَلا و طَلَّاعُ الثَّنایا، مَتی أَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُونی قال: هكذا أَنشده ثعلب، و طلَّاعُ الثنایا، بالرفع، علی أَنه من صفته لا من صفة الأَب كأَنه قال و أَنا طلَّاع الثنایا، و كان ابنُ جَلا هذا صاحبَ فَتْك یطلعُ فی الغارات من ثَنِیَّة الجبل علی أَهلها، و قوله: مَتی أَضع العمامة تعرفونی قال ثعلب: العمامة تلبس فی الحرب و توضع فی السَّلْم. قال عیسی بن عمر: إِذا سمی الرجل بقَتَلَ و ضرَبَ و نحوهما إِنه لا یصرف، و استدل بهذا البیت، و قال غیره: یحتمل هذا البیت وجهاً آخر، و هو أَنه لم ینوِّنه لأَنه أَراد الحكایة، كأَنه قال: أَنا ابنُ الذی یقال له جلا الأُمور و كشَفَها فلذلك لم یصرفه. قال ابن بری: و قوله لم ینونه لأَنه فعل و فاعل؛ و قد استشهد الحجاج بقوله: أَنا ابنُ جَلا و طلَّاعُ الثَّنایا أَی أَنا الظاهر الذی لا یخفی و كل أَحد یعرفنی. و یقال للسید: ابنُ جَلا. و قال سیبویه: جَلا فعل ماض، كأَنه بمعنی جَلا الأُمورَ أَی أَوضحها، و كشفها؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا، أَبو خَناثِیرَ أَقُود الجَمَلا و ابن أَجْلَی: كابنِ جَلا. یقال: هو ابن جَلا و ابن أَجْلَی؛ قال العجاج: لاقَوْا بِه الحجاجَ و الإِصْحارا، به ابن أَجْلَی وافَقَ الإِسْفارا لاقوا به أَی بذلك المكان. و قوله الإِصْحارَ: وَجَدوه مُصْحِراً. و وَجَدُوا به ابنَ أَجْلَی: كما تقول لقیت به الأَسَدَ. و الإِسْفارُ: الصُّبْح. و ابن أَجْلَی: الأَسدُ، و قیل: ابن أَجْلَی الصبح، فی بیت العجاج. و ما أَقمت عنده إِلَّا جَلاءَ یومٍ واحد أَی بیاضَه؛ قال الشاعر: ما لیَ إِنْ أَقْصَیْتَنی من مقْعدِ، و لا بهَذِی الأَرْضِ من تَجَلُّدِ، إِلَّا جَلاءَ الیومِ أَو ضُحَی غَدِ و أَجْلَی الله عنك أَی كشَفَ؛ یقال ذلك للمریض. یقال للمریض: جَلا الله عنه المرضَ أَی كشَفَه. و أَجْلَی یعْدُو: أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع. و انْجَلَی الغَمُّ، و جَلَوْتُ عنی هَمِّی جَلْواً إِذا أَذهبته. و جَلَوْتُ السیفَ جِلاءً، بالكسر، أَی صَقَلْتُ. و جَلَوْتُ العروسَ جِلاءً و جَلْوَةً و اجْتَلَیْتُها بمعنیً إِذا نظرت إِلیها مَجْلُوّةً. و انْجَلَی الظلامُ إِذا انكشف. و انْجَلَی عنه الهَمُّ: انكشف. و فی التنزیل العزیز: وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلّٰاهٰا؛ قال الفراء: إِذا جَلَّی الظُّلمةَ فجازت الكنایة عن الظُّلْمة و لم تذكر فی أَوله لأَن معناها معروف، أَ لا تری أَنك تقول: أَصْبَحتْ باردَةً و أَمْسَتْ عَرِیَّةً و هَبَّتْ شَمالًا؟ فكُنی عن
لسان العرب، ج‌14، ص: 153
مُؤَنَّثاتٍ لم یَجْرِ لهنَّ ذكر لأَن معناهن معروف. و قال الزجاج: إِذٰا جَلّٰاهٰا إِذا بیَّنَ الشمسَ لأَنها تتَبین إِذا انبسط النهار. اللیث: أَجْلَیْتُ عنه الهمَّ إِذا فرَّجت عنه، و انْجَلَتْ عنه الهمومُ كما تَنْجَلِی الظلمة. و أَجْلَوْا عن القتیل لا غیر أَی انفرجوا. و‌فی حدیث الكسوف: حتی تَجَلَّتِ الشمس‌أَی انكشفت و خرجت من الكسوف، یقال: تَجَلَّتْ و انْجَلَتْ. و‌فی حدیث الكسوف أَیضاً: فقُمْت حتی تجَلَّانیَ الغَشْیُ‌أَی غَطَّانی و غشَّانی، و أَصله تجللنی، فأُبدلت إِحدی اللَّامین أَلفاً مثل تَظَنَّی و تمَطَّی فی تظنَّن و تمطَّط، و یجوز أَن یكون معنی تَجَلَّانی الغشیُ ذهب بقوَّتی و صبری من الجَلاءِ، أَو ظَهَر بی و بانَ علیَّ. و تَجَلَّی فلانٌ مكانَ كذا إِذا عَلاه، و الأَصل تجَلَّله؛ قال ذو الرمة: فلما تَجَلَّی قَرْعُها القاعَ سَمْعَه، و بانَ له وسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُها «1». قال أَبو منصور: التَّجَلِّی النظرُ بالإِشْراف. و قال غیره: التَّجَلِّی التَّجَلُّل أَی تَجَلَّل قَرْعُها سَمْعَه فی القاع؛ و رواه ابن الأَعرابی: تحَلَّی قَرْعُها القاعَ سَمْعَهُ و أَجْلَی: موضع بین فَلْجة و مطلع الشمس، فیه هُضَیْبات حُمْر، و هی تُنْبِتُ النَّصِیَّ و الصِّلِّیانَ. و جَلْوَی، مقصور: قریة. و جَلْوَی: فرس خُفاف بن نُدْبة؛ قال: وقَفْتُ لها جَلْوَی، و قد قام صُحْبتی، لأَبْنِیَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا و جَلْوَی أَیضاً: فرس قِرْواشِ بن عَوْفٍ. و جَلْوَی أَیضاً: فرس لبنی عامر. قال ابن الكلبی: و جَلْوَی فرس كانت لبنی ثعلبة بن یَرْبُوع، و هو ابن ذی العِقالِ، قال: و له حدیث طویل فی حرب غطفان؛ و قول المتلمس: یكون نَذِیرٌ من وَرَائِیَ جُنَّةً، و یَنْصُرُنِی منْهُمْ جُلَیّ و أَحْمَسُ «2». قال: هما بطنان فی ضُبَیْعة.

جمی؛ ج14، ص: 153

: الجَمَا و الجُمَا: نُتوءٌ و وَرَمٌ فی البدن. الفراء: جُمَاءُ كلِّ شی‌ء حَزْرُه و هو مقداره. و جَمَاءُ الشی‌ء و جُمَاؤه: شخصُه و حَجْمُه؛ قال: یا أُمَّ سَلْمَی، عَجِّلی بخُرْسِ، و خُبْزةٍ مِثْلِ جُمَاءِ التُّرْسِ قال ابن بری: و مثله قول الآخر یرثی رجلًا: جَعَلْتُ وِسادَهُ إِحْدَی یَدَیْهِ، و فَوْقَ جُمَائِه خَشَباتِ ضَالِ و یروی: و تَحْتَ جُمَائِه …؛ قال ابن حمزة: و هو غلط لأَن المیت إِنما یجعل الخشب فوقه لا تحته. قال أَبو بكر: یقال جَمَاءُ التُّرْسِ و جُمَاؤُه، و هو اجتماعه و نُتُوءُه. و جُمَاءُ الشی‌ء: قَدْرُه. أَبو عمرو: الجُمَاء شخص الشی‌ء تراه من تحت الثوب؛ و قال: فیا عَجَباً للحُبِّ داءً فلا یُرَی له تحتَ أَثوابِ المُحِبِّ جُمَاءُ الجوهری: الجَمَاءُ و الجَمَاءَةُ الشخصُ. ابن السكیت: تَجَمَّی القومُ إِذا اجتمع بعضهم إِلی بعض، و قد تَجَمَّوْا علیه. ابن بُزُرْجَ: جَمَاءُ كل شی‌ء اجتماعُه و حَركته؛ و أَنشد: و بَظْر قد تَفَلَّقَ عن شَفِیرٍ، كأَنَّ جَمَاءَهُ قَرْنا عَتُودِ قال ابن سیدة: و هو من ذوات الیاء، لأَن انقلاب
(1). قوله [و بان له] كذا بالأصل و التهذیب و الذی فی التكملة: و حال له (2). قوله [جلیّ] هو بهذا الضبط فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 154
الأَلف عن الیاء طرفاً أَكثر من انقلابها عن الواو، و الله أَعلم.

جنی؛ ج14، ص: 154

: جَنَی الذنْبَ علیه جِنایةً: جَرَّه، قال أَبو حَیَّةَ النُّمیری: و إِنَّ دَماً، لو تَعْلَمِینَ، جَنَیْتُه علی الحَیِّ، جَانِی مِثْلِه غَیْرُ سالم و رجل جَانٍ من قوم جُنَاة و جُنَّاء، الأَخیرة عن سیبویه، فأَما قولهم فی المثل: أَبناؤُها أَجْناؤُها، فزعم أَبو عبید أَن أَبناءً جمع بانٍ و أَجْنَاءً جمع جَانٍ كشاهد و أَشهاد و صاحب و أَصحاب. قال ابن سیدة: و أُراهم لم یُكَسِّرُوا بانیاً علی أَبناء و لا جَانِیاً علی أَجْنَاء إلا فی هذا المثل، المعنی أَن الذی جَنَی و هَدَم هذه الدار هو الذی كان بناها بغیر تدبیر فاحتاج إلی نقض ما عمل و إِفساده، قال الجوهری: و أَنا أَظن أَن أَصل المثل جُنَاتُها بُناتُها، لأَن فاعلًا لا یجمع علی أَفعال، و أَما الأَشهاد و الأَصحاب فإِنما هما جمع شَهْدٍ و صَحْب، إلا أَن یكون هذا من النوادر لأَنه یجی‌ء فی الأَمثال ما لا یجی‌ء فی غیرها، قال ابن بری: لیس المثلُ كما ظنه الجوهری من قوله جُنَاتها بُناتُها، بل المثل كما نَقَل، لا خلاف بین أَحد من أَهل اللغة فیه، قال: و قوله إِن أَشهاداً و أَصحاباً جمع شهد و صحب سهو منه لأَن فَعْلًا لا یجمع علی أَفعال إلا شاذاً، قال: و مذهب البصریین أَن أَشهاداً و أَصحاباً و أَطیاراً جمع شاهد و صاحب و طائر، فإن قیل: فإِن فَعْلًا إِذا كانت عینه واواً أَو یاء جاز جمعه علی أَفعال نحو شیخ و أَشیاخ و حَوْض و أَحواض، فهلا كان أَطیار جمعاً لطیر؟ فالجواب فی ذلك أَن طیراً للكثیر و أَطیاراً للقلیل، أَ لا تراك تقول ثلاثة أَطیار؟ و لو كان أَطیار فی هذا جمعا لطَیْر الذی هو جمع لكان المعنی ثلاثة جُموع من الطیر، و لم یُرَد ذلك، قال: و هذا المَثَل یضرب لمن عمل شیئاً بغیر رَوِیَّة فأَخطأَ فیه ثم اسْتَدْرَكه فنَقَضَ ما عمله، و أَصله أَن بعض ملوك الیمن غَزا و اسْتَخْلَف ابْنَتَه فبَنَتْ بمَشُورة قوم بُنْیاناً كرهه أَبوها، فلما قدم أَمر المُشیرین ببنائه أَن یَهْدموه، و المعنی أَن الذین جَنَوْا علی هذه الدار بالهَدْم هم الذین كانوا بَنَوْها، فالذی جَنَی تَلافَی ما جَنَی، و المدینة التی هدمت اسمها بَرَاقِشُ، و قد ذكرناها فی فصل برقش. و‌فی الحدیث: لا یَجْنِی جَانٍ إلا علی نَفْسِه، الجِنَایَةُ: الذَّنْبُ و الجُرْم و ما یفعله الإِنسان مما یوجب علیه العقاب أَو القصاص فی الدنیا و الآخرة، و المعنی أَنه لا یُطالَبُ بجنایة غیره من أَقاربه و أَباعده، فاذا جَنَی أَحدُهم جِنَایَةً لا یُطالَب بها الآخر لقوله عز و جل: وَ لٰا تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْریٰ*. و جَنَی فلانٌ علی نفسه إِذا جَرَّ جَرِیرَةً یَجْنِی جِنَایَةً علی قومه. و تَجَنَّی فلانٌ علی فلان ذنباً إِذا تَقَوَّلَه علیه و هو بَرِی‌ء. و تَجَنَّی علیه و جَانَی: ادَّعی علیه جِنَایَةً. شمر: جَنَیْتُ لك و علیك، و منه قوله: جَانِیك مَنْ یَجْنِی علیك، و قَدْ تُعْدِی الصِّحاحَ فتَجْرَبُ الجُرْبُ أَبو عبید: قولهم جَانِیكَ من یَجْنِی علیك یضرب مثلًا للرجل یُعاقَب بجنایة و لا یؤخذ غیره بذنبه، إِنما یَجْنِیك مَن جِنایتُه راجعة إلیك، و ذلك أَن الإِخوة یَجْنُون علی الرجل، یدل علی ذلك قوله: و قد تُعْدِی الصحاحَ الجُرْبُ. و قال أَبو الهیثم فی قولهم جانیك من یَجْنِی علیك: یراد به الجانِی لك الخَیْرَ مَنْ یَجْنی علیك الشَّرَّ، و أَنشد: جانِیكَ مَنْ یَجْنِی علیك، و قد تُعْدی الصِّحاحَ مَباركُ الجُرْبِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 155
و التَّجَنّی: مثل التَّجَرُّمِ و هو أَن یدَّعی علیك ذنباً لم تفعله. و جَنَیْتُ الثَّمَرةَ أَجْنِیها جَنًی و اجْتَنَیْتُها بمعنًی، ابن سیدة: جَنَی الثَّمرة و نحوها و تَجَنَّاها كلُّ ذلك تَناولها من شجرتها، قال الشاعر: إِذا دُعِیَتْ بما فی البَیْتِ قالتْ: تَجَنَّ من الجِذَالِ و ما جنیتُ قال أَبو حنیفة: هذا شاعر نزل بقوم فقَرَوْهُ صَمْغاً و لم یأْتوه به، و لكن دَلُّوه علی موضعه و قالوا اذهب فاجْنِه، فقال هذا البیتَ یَذُمُّ به أُمَّ مَثْواه، و استعاره أَبو ذؤیب للشَّرَف فقال: و كلاهما قد عاشَ عِیشةَ ماجِدٍ، و جَنَی العَلاءَ، لو انَّ شیئاً یَنْفَعُ و یروی: و جَنَی العُلَی لو أَنَّ … و جَنَاها له و جَنَاه إِیاها. أَبو عبید: جَنَیْتُ فلاناً جَنًی أَی جنَیْتُ له، قال: و لقد جَنَیْتُكَ أَكْمُؤاً و عَساقِلًا، و لقد نَهَیْتُك عن بَناتِ الأَوْبَرِ و‌فی الحدیث: أَن أَمیر المؤمنین علی بن أَبی طالب، كرم اللَّه وجهه، دخل بیت المال فقال یا حَمْراءُ و یا بیضاءُ احْمَرِّی و ابْیَضِّی و غُرِّی غَیْرِی: هذا جَنایَ و خِیارُه فیهْ، إِذ كُلُّ جَانٍ یَدُه إلی فِیهْ قال أَبو عبید: یضرب هذا مثلًا للرجل یُؤثِر صاحبه بخیار ما عنده. قال أَبو عبید: و ذكر ابن الكلبی أَن المثل لعمرو بن عَدِیٍّ اللَّخْمِیِّ ابن أُخت جَذِیمةَ، و هو أَوَّل من قاله، و أَن جَذِیمة نزل منزلًا و أَمر الناس أَن یَجْتَنُوا له الكَمْأَةَ فكان بعضهم یَسْتَأْثر بخیر ما یجد و یأْكل طَیّبَها، و عَمْرٌو یأْتیه بخیر ما یَجِدُ و لا یأْكل منها شیئاً، فلما أَتَی بها خَالَه جَذِیمةَ قال: هذا جَنَایَ و خِیارُه فیهْ، إِذ كُلُّ جَانٍ یَدُه إِلی فِیهْ و أَراد علیّ، رضوان اللَّه علیه، بقول ذلك أَنه لم یتلطخ بشی‌ء من فَیْ‌ء المسلمین بل وَضَعه مواضعه. و الجَنَی: ما یُجْنَی من الشجر، و یروی: هذا جَنَایَ و هجانه فیه أَی خِیارُه. و یقال: أَتانا بجَنَاةٍ طَیِّبةٍ لكل ما یُجْتَنَی، و یُجْمعُ الجَنَی علی أَجْنٍ مثل عَصاً و أَعْصٍ. و‌فی الحدیث: أُهْدِیَ له أَجْنٍ زُغْبٌ، یرید القِثَّاءَ الغَضَّ، هكذا جاء فی بعض الروایات، و المشهور أَجْرٍ، بالراء، و هو مذكور فی موضعه. ابن سیدة: و الجَنَی كل ما جُنِیَ حتی القُطْنُ و الكَمْأَةُ، واحدتُهُ جَنَاةٌ، و قیل: الجَنَاةُ كالجَنَی، قال: فهو علی هذا من باب حُقٍّ و حُقَّةٍ، و قد یجمع الجَنَی علی أَجْناءٍ، قالت امرأَة من العرب: لأَجْنَاءُ العِضاهِ أَقَلُّ عاراً من الجُوفانِ، یَلْفَحه السَّعِیرُ و قال حسان بن ثابت: كأَنَّ جَنِیَّةً من بَیْتِ رَأْسٍ، یَكُونُ مِزَاجها عَسَلٌ و ماءُ عَلَی أَنْیابِها، أَوْ طَعْمَ غَضٍّ من التُّفَّاحِ، عَصَّرها الجَناءُ قال: و قد یجمع علی أَجْنٍ مثل جَبَلٍ و أَجْبُلٍ. و الجَنَی: الكَلأُ. و الجَنَی: الكَمْأَةُ. و أَجْنَتِ الأَرضُ: كَثُرَ جَناها، و هو الكَلأُ و الكَمْأَة
ُ‌لسان العرب، ج‌14، ص: 156
و نحو ذلك. و أَجْنَی الثمَرُ أَی أَدْرَكَ ثمره. و أَجْنَتِ الشجَرَةُ إِذا صار لها جَنًی یُجْنَی فیُؤكل، قال الشاعر: أَجْنَی له باللِّوَی شَرْیٌ و تَنُّومُ و قیل فی قوله أَجْنَی: صار له التَّنُّومُ و الآءُ جَنًی یأْكله، قال: و هو أَصح. و الجَنِیُّ: الثَّمر المُجْتَنَی ما دام طَرِیًّا. و فی التنزیل العزیز: تُسٰاقِطْ عَلَیْكِ رُطَباً جَنِیًّا. و الجَنَی: الرُّطَبُ و العَسَلُ، و أَنشد الفراء: هُزِّی إِلیكِ الجِذْعَ یُجْنِیكِ الجَنَی و یقال للعَسل إِذا اشْتِیرَ جَنًی، و كل ثَمَرٍ یُجْتَنَی فهو جَنًی، مقصور. و الاجْتِناءُ: أَخْذُك إِیاه، و هو جَنًی ما دام رَطْباً. و یقال لكل شی‌ء أُخِذَ من شجره: قد جُنِیَ و اجْتُنِیَ، قال الراجز یذكر الكَمْأَةَ: جَنَیْتُه من مُجْتَنًی عَویص و قال الآخر: إِنكَ لا تَجْنِی من الشَّوْكِ العِنَبْ و یقال للتمر إِذا صُرِمَ: جَنِیٌّ. و تمر جَنِیٌّ علی فعیل حین جُنِیَ، و فی ترجمة جَنَی: حبّ الجَنَی من شُرَّعٍ نُزُولِ قال: الجَنَی العنب، و شُرَّع نُزُولٌ: یرید به ما شَرَعَ من الكَرْم فی الماء. ابن سیدة: و اجْتَنَیْنا ماءَ مطَرٍ، حكاه ابن الأَعرابی، قال: و هو من جَیّدِ كلام العرب، و لم یفسره، و عندی أَنه أَراد: وَرَدْناه فشَرِبْناه أَو سَقَیْناه رِكابَنا، قال: و وجْهُ استجادة ابن الأَعرابی له أَنه من فصیح كلام العرب. و الجَنَی: الوَدَعُ كأَنه جُنِیَ من البحر. و الجَنَی: الذَّهَب و قد جَناه، قال فی صفة ذهب: صَبِیحةَ دِیمَةٍ یَجْنِیه جَانِی أَی یجمعه من معدنه. ابن الأَعرابی: الجَانِی اللَّقَّاح، قال أَبو منصور: یعنی الذی یُلْقِحُ النَّخِیَل. و الجَانِی: الكاسِبُ. و رجلٌ أَجْنَی كأَجْنَأَ بَیِّنُ الجَنَی، و الأُنثی جَنْوَی، و الهمز أَعرف. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی اللَّه عنه: أَنه رَأَی أَبا ذَرٍّ، رضی اللَّه عنه، فدَعاه فجَنَی علیه فسَارَّه، جَنَی علیه: أَكَبَّ علیه، و قیل: هو مهموز، و الأَصل فیه الهمز من جَنَأَ یَجْنَأُ إِذا مال علیه و عَطَفَ ثم خفف، و هو لغة فی أَجْنَأَ، و قد تقدم، قال ابن الأَثیر: و لو رویت بالحاء المهملة بمعنی أَكَبَّ علیه لكان أَشبه.

جها؛ ج14، ص: 156

: الجُهْوَةُ: الاسْتُ «3». و لا تسمی بذلك إِلا أَن تكون مكشوفة؛ قال: و تَدْفَعُ الشَّیْخَ فتَبْدو جُهْوَتُهْ و اسْتٌ جَهْوَا أَی مكشوفة، یمد و یقصر، و قیل: هی اسم لها كالجُهْوةِ. قال ابن بری: قال ابن درید الجُهْوَةُ موضع الدُّبر من الإِنسان، قال: تقول العرب قَبَح اللهُ جُهْوَتَهُ. و من كلامهم الذی یضعونه علی أَلسنة البهائم قالوا: یا عَنْزُ جاء القُرُّ قالت: یا وَیْلِی ذَنَبٌ أَلْوَی و اسْتٌ جَهْوَا؛ قال: حكاه أَبو زید فی كتاب الغنم. و سأَلته ف أَجْهَی عَلَیَّ أَی لم یُعْطِنِی شیئاً. و أَجْهَتْ علی زوجها فلم تَحْمِلْ و أَوجَهَتْ. و جَهَّی الشَّجةَ: وسَّعها. و أَجْهَتِ السماءُ: انكشفتْ و أَصْحَتْ و انْقَشَع عنها الغیم. و السماء جَهْوَاءُ أَی مُصْحِیَةٌ.
(3). قوله [الجُهْوَة الاست إلخ] ضبطت الجهوة فی هذا و ما بعده بضم الجیم فی الأصل و المحكم، و ضبطت فی القاموس كالتهذیب بفتحها
لسان العرب، ج‌14، ص: 157
و أَجْهَیْنا نحن أَی أَجْهَتْ لنا السماء، كلاهما بالأَلف. و أَجْهَتْ إِلینا السماءُ: انكشفتْ. و أَجْهَتِ الطریقُ: انكشفتْ و وَضَحَتْ، و أَجْهَیْتُها أَنا. و أَجْهَی البیتَ: كشَفَه. و بَیْتٌ أَجْهَی بَیِّنُ الجَهَا و مُجْهیً: مكشوف بلا سقف و لا سِتْر، و قد جَهِیَ جَهاً. و أَجْهَی لك الأَمرُ و الطریقُ إِذا وَضَحَ. و جَهِیَ البیتُ، بالكسر، أَی خَرِبَ، فهو جَاهٍ. و خِباءٌ مُجْهٍ: لا ستر علیه. و بیوت جُهْوٌ، بالواو، و عنز جَهْوَاء: لا یَسْتُر ذَنَبُها حَیاءَها. و قال أَبو زید: الجَهْوَةُ الدُّبر. و قالت أُم حاتم العنزیة «1»: الجَهَّاءُ و المُجْهِیَةُ الأَرض التی لیس فیها شجر. و أَرض جَهَّاءُ: سواءٌ لیس بها شی‌ء. و أَجْهَی الرجلُ: ظَهَر و بَرَزَ.

جوا؛ ج14، ص: 157

: الجَوُّ: الهَواء؛ قال ذو الرمة: و الشمسُ حَیْرَی لها فی الجَوِّ تَدْوِیمُ و قال أَیضاً: و ظَلَّ للأَعْیَسِ المُزْجِی نَوَاهِضَه، فی نَفْنَفِ الجَوِّ، تَصْوِیبٌ و تَصْعِیدُ و یروی: فی نَفْنَفِ اللُّوحِ … و الجَوُّ: ما بین السماء و الأَرض. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: ثم فتَقَ الأَجْوَاءَ و شَقَّ الأَرْجاءَ؛ جمع جَوٍّ و هو ما بین السماء و الأَرض. و جَوُّ السماء: الهواء الذی بین السماء و الأَرض. قال الله تعالی: أَ لَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ مُسَخَّرٰاتٍ فِی جَوِّ السَّمٰاءِ؛ قال قتادة: فِی جَوِّ السَّمٰاءِ فی كَبِدِ السماء، و یقال كُبَیْداء السماء. و جَوُّ الماء: حیث یُحْفَر له؛ قال: تُراحُ إِلی جَوِّ الحِیاضِ و تَنْتَمی و الجُوَّة: القطعة من الأَرض فیها غِلَظ. و الجُوَّةُ: نُقْرة. ابن سیدة: و الجَوُّ و الجَوَّة المنخفض من الأَرض؛ قال أَبو ذؤیب: یَجْری بِجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ، كأَنْضاحِ الخزاعی جازت رَنْقَها الرِّیحُ «2» و الجمع جِوَاءٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنْ صابَ میثاً أُتْئِقَتْ جِوَاؤُه قال الأَزهری: الجِوَاءُ جمع الجَوِّ؛ قال زهیر: عَفَا، من آلِ فاطِمة، الجِوَاءُ و یقال: أَراد بالجِوَاء موضعاً بعینه. و‌فی حدیث سلیمان: إِنَّ لكلِّ امرِئٍ جَوَّانِیّاً و بَرَّانِیّاً فمن أَصلحَ جَوَّانِیَّهُ أَصلحَ الله بَرَّانِیَّهُ؛ قال ابن الأَثیر: أَی باطناً و ظاهراً و سرّاً و علانیة، و عنی بجَوَّانِیَّه سرَّه و ببرَّانِیَّه عَلانِیَتَه، و هو منسوب إِلی جَوِّ البیت و هو داخله، و زیادة الأَلف و النون للتأْكید. و جَوُّ كلِّ شی‌ءٍ: بَطْنُه و داخله، و هو الجَوَّةُ أَیضاً؛ و أَنشد بیت أَبی ذؤیب: یَجْرِی بِجَوَّتِه مَوْجُ الفُراتِ، كأَنْضاحِ الخُزاعی حازَتْ رَنْقَه الرِّیحُ قال: و جَوَّته بطنُ ذلك الموضع؛ و قال آخر: لیست تَرَی حَوْلَها شخصاً، و راكِبُها نَشْوانُ فی جَوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ و الجَوَی: الحُرْقة و شدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن، تقول منه: جَوِیَ الرجل، بالكسر، فهو جَوٍ مثل دَوٍ؛ و منه قیل للماء المتغیر المُنْتِن: جَوٍ؛ قال الشاعر: ثم كان المِزاجُ ماءَ سَحَاب، لا جَوٍ آجِنٌ و لا مَطْروقُ
(1). قوله [أم حاتم العنزیة] كذا بالأصل، و الذی فی التهذیب: أم جابر العنبریة (2). قوله [كأنضاح الخزاعی] هكذا فی الأصل و التهذیب.
لسان العرب، ج‌14، ص: 158
و الآجِنُ: المتغیِّر أَیضاً إِلَّا أَنه دون الجَوِی فی النَّتْن. و الجَوِی: الماء المُنْتنِ. و‌فی حدیث یأْجوج و مأْجوج: فتَجْوَی الأَرضُ من نَتْنِهِم؛ قال أَبو عبید: تُنْتِن، و یروی بالهمز و قد تقدم. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن القاسم: كان القاسم لا یدخُل منْزِلَه إِلَّا تَأَوَّهَ، قلْتُ: یا أَبَتِ، ما أَخْرَجَ هذا منك إِلَّا جَویً، یرید إِلا داء الجَوْف، و یجوز أَن یكون من الجَوَی شِدَّةِ الوَجْدِ من عشق أَو حزن ابن سیدة: الجَوَی الهَوَی الباطن، و الجَوَی السُّلُّ [السِّلُّ و تطاوُل المرض. و الجَوَی، مقصور: كل داءٍ یأْخذ فی الباطن لا یُسْتَمْرَأُ معه الطعام، و قیل: هو داءٌ یأْخذ فی الصدر، جَوِیَ جَویً، فهو جَوٍ و جَویً، وصْفٌ بالمصدر، و امرأَة جَوِیَةٌ. و جَوِیَ الشی‌ءَ جَویً و اجْتَوَاه: كرهه؛ قال: فقدْ جعَلَتْ أَكبادُنا تَجْتَوِیكُمُ، كما تَجْتَوِی سُوقُ العِضاهِ الكَرازِما و جَوِیَ الأَرضَ جَویً و اجْتَوَاها: لم توافقه. و أَرض جَوِیَةٌ و جَوِیَّةٌ غیر موافقة. و تقول: جَوِیَتْ نفسی إِذا لم یُوافِقْكَ البلدُ. و اجْتَوَیْتُ البلَدَ إِذا كرهتَ المُقامَ فیه و إِن كنت فی نِعْمة. و‌فی حدیث العُرَنِیِّینَ: ف اجْتَوَوُا المدینةَ‌أَی أَصابهم الجَوَی، و هو المرض و داءُ الجَوْف إِذا تَطاوَلَ، و ذلك إِذا لم یوافقهم هواؤُها و اسْتَوْخَمُوها. و اجْتَوَیْتُ البلدَ إِذا كرهتَ المُقام فیه و إِن كنت فی نِعْمة. و‌فی الحدیث: أَن وفْد عُرَیْنَة قدموا المدینة فاجْتَوَوْها.أَبو زید: اجْتَوَیْت البلادَ إِذا كرهتها و إِن كانت موافقة لك فی بدنك؛ و قال فی نوادره: الاجْتِوَاءُ النِّزاع إِلی الوطن و كراهةُ المكان الذی أَنت فیه و إِن كنت فی نِعْمة، قال: و إِن لم تكن نازِعاً إِلی وطنك فإِنك مُجْتَوٍ أَیضاً. قال: و یكون الاجْتِواءُ أَیضاً أَن لا تسْتَمْرِئَ الطعامَ بالأَرض و لا الشرابَ، غیرَ أَنك إِذا أَحببت المُقام بها و لم یوافِقْك طعامُها و لا شرابُها فأَنت مُسْتَوْبِلٌ و لستَ بمُجْتَوٍ؛ قال الأَزهری: جعل أَبو زید الاجْتِوَاء علی وجهین. ابن بُزُرْج: یقال للذی یَجْتَوِی البلاد به اجْتِوَاءٌ و جَویً، منقوص، و جِیَةٌ. قال: و حَقَّروا الجِیَة جُیَیَّة. ابن السكین: رجل جَوِی الجَوْفِ و امرأَة جَوِیَة أَی دَوِی الجَوْفِ. و جَوِیَ الطعامَ جَویً و اجْتَواه و اسْتَجْوَاه: كرِهَه و لم یوافقه، و قد جَوِیَتْ نفسی منه و عنه؛ قال زهیر: بَشِمْتُ بِنَیِّها فجَوِیتُ عنْها، و عِنْدی، لو أَشاءُ، لها دَوَاءُ أَبو زید: جَوِیَتْ نفسی جَویً إِذا لم توافقك البلاد. و الجُوَّةُ: مثل الحُوَّةِ، و هو لون كالسُّمرة و صَدَإِ الحدید. و الجِوَاءُ: خِیاطَة حیاءِ الناقة. و الجِواءُ: البطنُ من الأَرض. و الجِوَاء. الواسع من الأَوْدیة. و الجِواءُ: موضع بالصَّمّان؛ قال الراجز یصف مطراً و سیلًا: یَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا، و غَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا و الجِواءُ الفُرْجَةُ بین بُیوت القوم. و الجِواءُ: موضع. و الجِواءُ و الجِواءَةُ و الجِیَاء و الجِیَاءة و الجِیَاوَة، علی القلب: ما توضع علیه القِدْرُ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: لأَنْ أَطَّلِیَ بجِواء قِدْرٍ أَحبُّ إِلیَّ من أَن أَطَّلِیَ بزَعْفران؛ الجِواء: وِعاءُ القِدْر أَو شی‌ءٌ توضع علیه من جِلْد أَو خَصَفَةٍ، و جمعها أَجْوِیَةٌ، و قیل: هی الجِئَاءُ، مهموزة، و جمعها أَجْئِئَةٌ، و یقال لها الجِیَاءُ بلا همز، و‌یروی بِجِئَاوَةٍ‌مثل جِعَاوة.
لسان العرب، ج‌14، ص: 159
و جِیَاوَةُ: بطن من باهِلَة. و جاوَی بالإِبل: دعاها إِلی الماء و هی بعیدة منه؛ قال الشاعر: جَاوَی بها فهاجَها جَوْجَاتُه قال ابن سیدة: و لیست جَاوَی بها من لفظ الجَوْجاةِ إِنما هی فی معناها، قال: و قد یكون جَاوَی بها من ج و و. و جوٌّ: اسم الیمامة كأَنها سمیت بذلك؛ الأَزهری: كانت الیَمامة جَوّاً؛ قال الشاعر: أَخْلَق الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا قال الأَزهری: الجَوُّ ما اتسع من الأَرض و اطْمَأَنَّ و بَرَزَ، قال: و فی بلاد العرب أَجْوِیَة كثیرة كل جَوٍّ منها یعرف بما نسب إِلیه. فمنها جَوُّ غِطْرِیف و هو فیما بین السِّتارَیْن و بین الجماجم «3»، و منها جَوُّ الخُزامَی، و منها جَوُّ الأَحْساء، و منها جَوُّ الیَمامة؛ و قال طَرَفة: خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِیضِی و اصْفِری قال أَبو عبید: الجَوُّ فی بیت طَرَفة هذا هو ما اتَّسع من الأَوْدیة. و الجَوُّ: اسم بلد، و هو الیَمامة یَمامةُ زَرْقاءَ. و یقال: جَوٌّ مُكْلِئٌ أَی كثیر الكلإِ، و هذا جَوٌّ مُمْرِعٌ. قال الأَزهری: دخلت مع أَعرابی دَحْلًا بالخَلْصاءِ، فلما انتهینا إِلی الماء قال: هذا جَوٌّ من الماء لا یُوقف علی أَقصاه. اللیث: الجِوَاءُ موضع، قال: و الفُرْجَةُ التی بین مَحِلَّة القوم وسط البیوت تسمی جِوَاءً. یقال: نزلنا فی جِوَاءِ بنی فلان؛ و قول أَبی ذؤیب: ثم انْتَهَی بَصَرِی عَنْهُم، و قَدْ بَلَغُوا بَطْنَ المَخِیمِ، فقالُوا الجَوَّ أَو راحُوا قال ابن سیدة: المَخِیمُ و الجَوُّ موضعان، فإِذا كان ذلك فقد وضَعَ الخاصَّ موضع العام كقولنا ذَهَبْتُ الشامَ؛ قال ابن درید: كان ذلك اسماً لها فی الجاهلیة؛ و قال الأَعشی: فاسْتَنْزلوا أَهْلَ جَوٍّ من مَنازِلِهِم، و هَدّمُوا شاخِصَ البُنْیانِ فَاتَّضَعا و جَوُّ البیت: داخِلُه، شامیّة. و الجُوَّة، بالضم: الرُّقْعَة فی السِّقاء، و قد جَوَّاهُ و جَوَّیْته تَجْوِیَة إِذا رَقَعْته. و الجَوْجاةُ: الصوتُ بالإِبِل، أَصلُها جَوْجَوَةٌ؛ قال الشاعر: جاوَی بها فَهاجَها جَوْجَاتُه ابن الأَعرابی: الجَوُّ الآخِرةُ.

جیا؛ ج14، ص: 159

: الجِیَّة، بغیر همز: الموضع الذی یجتمع فیه الماء كالجِیئَةِ، و قیل: هی الركیَّة المُنْتِنَة. و قال ثعلب: الجِیَّة الماءُ المُسْتَنْقِعُ فی الموضع، غیر مهموز، یشدّد و لا یشدّد. قال ابن بری: الجِیَّة، بكسر الجیم، فِعْلَة من الجَوِّ، و هو ما انخفض من الأَرض، و جمعها جِیٌّ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّةَ: مِنْ فَوْقِهِ شَعَفٌ قُرٌّ، و أَسْفَلُه جِیٌّ تَنَطَّقُ بالظَّیَّانِ و العَتَمِ «4». و‌فی الحدیث: أَنَّه مَرَّ بنَهْرٍ جَاوَرَ جِیَّةً مُنْتِنَةً؛ الجِیَّة، بالكسر غیر مهموز: مجتَمَع الماء فی هَبْطَةٍ، و قیل: أَصلها الهمز، و قد تخفف الیاء. و‌فی حدیث نافِعِ بنِ جُبَیرِ بنِ مُطْعِمٍ: و ترَكُوكَ بینَ قَرْنِها و الْجِیَّة؛ قال الزمخشری: الجِیَّةُ بوزن النِّیَّة، و الجَیَّةُ بوزن المَرَّة، مُسْتَنْقَعُ الماءِ. و قال الفراء فی الجِئَة: هو الذی تسیل إِلیه المیاه؛ قال شمر:
(3). قوله [و بین الجماجم] كذا بالأصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: و بین الشواجن (4). قوله [من فوقه شعف …] هكذا فی الأصل هنا، و تقدّم فی مادة عتم: من فوقه شعب …
لسان العرب، ج‌14، ص: 160
یقال له جِیَّة و جَیْأَةٌ و كُلٌّ من كلام العرب. و فی نوادر الأَعراب: قِیَّةٌ من ماءٍ «1». و جِیَّةٌ من ماء أَی ماءٌ ناقعٌ خبیث، إِمّا مِلْحٌ و إِمّا مخلوط ببول. و الجِیاءُ: وعاءُ القدر، و هی الجِئاوَةُ: و قول الأَعرابی فی أَبی عمرو الشیبانی: فَكانَ ما جادَ لِی، لا جادَ عن سَعَةٍ، ثلاثَةٌ زائفاتٌ ضَرْبُ جَیَّاتِ «2». یعنی من ضَرب جَیٍّ، و هو اسم مدینة أَصبهان، معرَّب؛ و كان ذو الرمة وردها فقال: نَظَرْتُ ورَائِی نَظْرَة الشَّوْق، بَعْدَ ما بَدَا الجَوُّ مِن جِیٍّ لنا و الدَّسَاكر و فی الحدیث ذِكرُ جِیٍّ، بكسر الجیم و تشدید الیاء، وادٍ بین مكة و المدینة. و جایانِی مُجَایَاةً: قابَلَنی، و قال ابن الأَعرابی: جَایَانی الرجلُ من قُرْبٍ قَابلنی. و مرَّ بی مُجَایَاةً، غیر مهموز، أَی مُقابلةً. و جِیَاوَةُ: حیّ من قَیْس قد دَرَجُوا و لا یُعْرَفُون، و الله أَعلم.

فصل الحاء المهملة؛ ج14، ص: 160

حبا؛ ج14، ص: 160

: حَبَا الشی‌ءُ: دَنا؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و أَحْوَی، كأَیْمِ الضَّالِ أَطْرَقَ بعدَ ما حَبَا تَحْتَ فَیْنانٍ، من الظِّلِّ، وارفِ و حَبَوْتُ للخَمْسِین: دَنَوْتُ لها. قال ابن سیدة: دنوتُ منها. قال ابن الأَعرابی: حباها و حَبَا لَها أَی دَنا لَها. و یقال: إِنه لَحَابِی الشَّراسِیف أَی مُشْرِفُ الجَنْبَیْنِ. و حَبَتِ الشَّراسِیفُ حَبْواً: طالتْ و تَدانَتْ. و حَبَتِ الأَضْلاعُ إِلی الصُّلْب: اتَّصَلَتْ و دَنَتْ. و حَبَا المَسِیلُ: دنا بَعْضُه إلی بعض. الأَزهری: یقال حَبَتِ الأَضْلاعُ و هو اتِّصالُها؛ قال العجاج: حَابِی الحُیودِ فارِضُ الحُنْجُورِ یعنی اتصالَ رؤوس الأَضلاع بعضها ببعض؛ و قال أَیضاً: حَابِی حُیُودِ الزَّوْرِ دَوْسَرِیُّ و یقال للمَسایِل إِذا اتَّصلَ بعضُها إِلی بعض: حَبَا بعضُها إِلی بعض؛ و أَنشد: تَحْبُو إِلی أَصْلابه أَمْعاؤُه قال أَبو الدُّقَیْش: تَحْبُو هاهنا تَتَّصل، قال: و المِعَی كُلُّ مِذْنَبٍ بقَرار الحَضیض؛ و أَنشد: كأَنَّ، بَیْنَ المِرْطِ و الشُّفُوفِ، رَمْلًا حَبَا من عَقَدِ العَزِیفِ و العَزیف: من رمال بنی سعد. و حَبَا الرملُ یَحْبُو حَبْواً أَی أَشَرَفَ مُعْتَرِضاً، فهو حَابٍ. و الحَبْوُ: اتِّساعُ الرَّمْل. و رجل حَابِی المَنْكِبَیْن: مُرْتَفعُهما إِلی العُنُق، و كذلك البعیر. و قد احْتَبَی بثوبه احْتِبَاءً، و الاحْتِبَاءُ بالثوب: الاشتمالُ، و الاسم الحِبْوَةُ «3». و الحُبْوَةُ و الحِبْیَةُ؛ و قول ساعدة بن جُؤَیَّة: أَرْیُ الجَوارِسِ فی ذُؤابةِ مُشْرِفٍ، فیه النُّسُورُ كما تَحَبَّی المَوْكِبُ یقول: استدارت النُّسورُ فیه كأَنهم رَكْبٌ
(1). قوله [قیة من ماء] هكذا فی الأصل و التهذیب (2). قوله [ثلاثة زائفات إلخ] كذا أَنشده الجوهری، و قال الصاغانی و تبعه المجد: هو تصحیف قبیح و زاده قبحاً تفسیره إیاه و إضافة الضرب إلی جیات مع أن القافیة مرفوعة، و صواب إنشاده: دراهم زائفات ضربجیات قال: و الضربجیّ الزائف (3). قوله [و الاسم الحبوة إلخ] ضبطت الأولی فی الأصل كالصحاح بكسر الحاء، و فی القاموس بفتحها كما هو مقتضی إطلاقه
لسان العرب، ج‌14، ص: 161
مُحْتَبُونَ. و الحِبْوَة و الحُبْوَة: الثوبُ الذی یُحْتَبَی به، و جمعها حِبیً، مكسور الأَول؛ عن یعقوب؛ قال ابن بری: و حُبیً أَیضاً عن یعقوب ذكرهما معاً فی إِصلاحه؛ قال: و یُرْوَی بیتُ الفرزدق و هو: و ما حُلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَی حُلَمائنا، و لا قائلُ المعروفِ فینا یُعَنَّفُ بالوجهین جمیعاً، فمن كَسَر كان مثل سِدْرة و سِدَرٍ و من ضم فمثل غُرْفَةٍ و غُرَف. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن الاحْتِباء فی ثوب واحد؛ ابن الأَثیر: هو أَن یَضُمَّ الإِنسانُ رجلیه إِلی بطنه بثوب یجمعهما به مع ظهره و یَشُدُّه علیها، قال: و قد یكون الاحْتِبَاء بالیدین عِوَضَ الثوب، و إِنما نهی عنه لأَنه إِذا لم یكن علیه إِلا ثوب واحد ربما تحرّك أَو زال الثوب فتبدو عورته؛ و منه‌الحدیث: الاحْتِبَاءُ حِیطَانُ العَرب‌أَی لیس فی البراری حِیطانٌ، فإِذا أَرادوا أَن یستندوا احْتَبَوْا لأَن الاحْتِبَاء یمنعهم من السُّقوط و یصیر لهم كالجدار. و‌فی الحدیث: نُهِیَ عن الحَبْوَةِ یومَ الجمعة و الإِمامُ یخطب لأَن الاحْتِبَاءَ یَجْلُب النومَ و لا یَسْمَعُ الخُطْبَةَ و یُعَرِّضُ طهارتَه للانتقاض.و‌فی حدیث سَعْدٍ: نَبَطِیٌّ فی حِبْوَتِه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و المشهور بالجیم، و قد تقدم. و العرب تقول: الحِبَا حِیطَانُ العرب، و هو ما تقدم، و قد احْتَبَی بیده احْتِبَاءً. الجوهری: احْتَبَی الرجلُ إِذا جَمَع ظهره و ساقیه بعمامته، و قد یَحْتَبِی بیدیه. یقال: حَلَّ حِبْوَته و حُبْوَتَه. و‌فی حدیث الأَحْنف: و قیل له فی الحرب أَین الحِلْمُ؟ فقال: عند الحُبَی؛ أَراد أَن الحلم یَحْسُن فی السِّلْم لا فی الحرب. و الحَابِیةُ: رملة مرتفعة مُشْرِفة مُنْبتة. و الحَابِی: نَبْتٌ سمی به لِحُبُوّه و عُلُوِّه. و حَبَا حُبُوّاً: مشی علی یدیه و بطنه. و حَبَا الصَّبِیُّ حَبْواً: مشی علی اسْتِه و أَشرف بصدره، و قال الجوهری: هو إِذا زَحَفَ؛ قال عمرو بن شَقِیقٍ: لو لا السِّفَارُ و بُعْدُه من مَهْمَهٍ، لَتَركْتُها تَحْبُو علی العُرْقُوبِ قال ابن بری: رواه ابن القطاع: و بُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ، و بُعْدُه من مَهْمَهٍ. اللیث: الصبی یَحْبُو قبل أَن یقوم، و البعیر المَعْقُول یَحْبُو فَیَزْحَفُ حَبْواً. و‌فی الحدیث: لو یعلمون ما فی العَتَمةِ و الفجر لأَتوهما و لو حَبْواً؛ الحَبْوُ: أَن یمشی علی یدیه و ركبتیه أَو استه. و حَبَا البعیرُ إِذا بَرَك و زَحَفَ من الإِعْیاء. و الحَبِیُّ: السحابُ الذی یُشرِفُ من الأُفُق علی الأَرض، فَعِیل، و قیل: هو السحاب الذی بعضه فوق بعض؛ قال: یُضِی‌ءُ حَبِیّاً فی شَمارخ بیضِ قیل له حَبِیٌّ من حَبَا كما یقال له سَحاب من سَحَب أَهدابه، و قد جاء بكلیهما شعرُ العرب؛ قالت امرأَة: و أَقْبلَ یَزْحَفُ زَحْفَ الكَبِیر، سِیاقَ الرِّعاءِ البِطَاء العِشَارَا و قال أَوسٌ: دانٍ مُسِفٌّ فُوَیْقَ الأَرضِ هَیْدَبُه، یَكادُ یدفعه مَنْ قامَ بالرَّاحِ و قالت صبیة منهم لأَبیها فتجاوزت ذلك: أَناخَ بذِی بَقَرٍ بَرْكَهُ، كأَنَّ علی عَضُدَیْه كِتافا قال الجوهری: و الحَبِیُّ من السَّحاب الذی یَعْترِض اعتراضَ الجبل قبل أَن یُطَبِّقَ السماءَ؛ قال
لسان العرب، ج‌14، ص: 162
إمرؤ القیس: أَ صاحِ، تَرَی بَرْقاً أُرِیكَ وَمِیضَه، كَلَمْعِ الیَدَیْنِ فی حَبِیٍّ مُكَلَّلِ قال: و الحَبَا مثل العَصا مثْلُه، و یقال: سمی لدنُوِّه من الأَرض. قال ابن بری: یعنی مثل الحَبِیِّ؛ و منه قول الشاعر یصف جَعبة السهام: هی ابْنةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسعین آزَرَتْ أَخاً ثِقةً یَمْرِی حَبَاها ذَوائِبُه و الحَبِیُّ: سحاب فوق سحاب. و الحَبْوُ: امتلاء السحاب بالماء. و كلُّ دانٍ فهو حَابٍ. و‌فی الحدیث حدیث وهب: كأَنه الجبلُ الحَابِی، یعنی الثقیلَ المُشْرِفَ. و الحَبِیُّ من السحاب: المُتَراكِمُ. و حَبَا البعیرُ حَبْواً: كُلِّفَ تَسَنُّمَ صَعْبِ الرَّمْلِ فأَشرَف بصدره ثم زحَف؛ قال رؤبة: أَوْدَیْتَ إِن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك و ما جاء إِلَّا حَبْواً أَی زَحْفاً. و یقال ما نَجا فلان إِلا حَبْواً. و الحَابِی من السِّهام: الذی یَزْحَف إِلی الهَدَف إِذا رُمِیَ به. الجوهری: حَبَا السهمُ إِذا زَلَجَ علی الأَرض ثم أَصاب الهَدَف. و یقال: رَمَی ف أَحْبَی أَی وقع سهمُه دون الغرَض ثم تَقافَزَ حتی یصیب الغرض. و‌فی حدیث عبد الرحمن: إِنَّ حَابِیاً خیرٌ من زاهِقٍ.قال القتیبی: الحَابِی من السهام هو الذی یقع دون الهَدَف ثم یَزْحَفُ إِلیه علی الأَرض، یقال: حَبَا یَحْبُو، و إِن أَصاب الرُّقْعة فهو خازِقٌ و خاسِق، فإِن جاوز الهدَف و وقع خلْفه فهو زاهِقٌ؛ أَراد أَن الحابِیَ، و إِن كان ضعیفاً و قد أَصاب الهدَف، خیر من الزاهق الذی جازَه بشدَّة مَرِّه و قوّته و لم یصب الهدَف؛ ضرَب السَّهْمَیْنِ مثلًا لِوالِیَیْن أَحدهما ینال الحق أَو بعضَه و هو ضعیف، و الآخر یجوز الحقَّ و یَبْعد، عنه و هو. قویٌّ. و حَبَا المالُ حَبْواً: رَزَمَ فلم یَتَحَرَّك هُزالًا. و حَبَت السفینةُ: جَرَتْ. و حَبَا له الشی‌ءُ، فهو حَابٍ و حَبِیٌّ: اعترض؛ قال العجاج یصف قُرْقُوراً: فَهْوَ إِذا حَبَا لَهُ حَبِیُّ فمعنی إِذا حَبَا له حَبِیٌّ: اعترضَ له مَوْجٌ. و الحِبَاءُ: ما یَحْبُو به الرجلُ صاحَبه و یكرمه به. و الحِبَاءُ: من الاحْتِبَاءِ؛ و یقال فیه الحُباءُ، بضم الحاء، حكاهما الكسائی، جاء بهما فی باب الممدود. و حَبَا الرجلَ حَبْوةً أَی أَعطاه. ابن سیدة: و حَبَا الرجُلَ حَبْواً أَعطاهُ، و الاسم الحَبْوَة و الحِبْوَة [الحُبْوَة و الحِبَاءُ، و جعل اللحیانی جمیع ذلك مصادر؛ و قیل: الحِبَاءُ العَطاء بلا مَنٍّ و لا جَزاءٍ، و قیل: حَبَاه أَعطاه و مَنَعَه؛ عن ابن الأَعرابی لم یحكه غیره. و تقول: حَبَوْته أَحْبُوه حِباءً، و منه اشتُقّت المُحَابَاة، و حَابَیْتُه فی البیع مُحَابَاة، و الحِبَاءُ: العطاء؛ قال الفرزدق: خالِی الذَّی اغْتَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهُم، و إِلَیْه كان حِبَاءُ جَفْنَةَ یُنْقَلُ و‌فی حدیث صلاة التسبیح: أَ لا أَمْنَحُكَ أَ لا أَحْبُوكَ؟حَبَاه كذا إِذا أَعطاه. ابن سیدة: حَبَا ما حَوْله یَحْبُوه حَماهُ و منعه؛ قال ابن أَحمر: و رَاحَتِ الشَّوْلُ و لَمْ یَحْبُها فَحْلٌ، و لم یَعْتَسَّ فیها مُدِرّ «1». و قال أَبو حنیفة: لم یَحْبُها لم یتلفت إِلیها أَی أَنَّهُ شُغِل بنفسه، و لو لا شغله بنفسه لحازَها و لم یفارقها؛ قال الجوهری: و كذلك حَبَّی ما حَوْله تَحْبِیَة.
(1). قوله [و لم یعتس فیها مدر] أی لم یطف فیها حالب یحلبها انتهی تهذیب
لسان العرب، ج‌14، ص: 163
و حابَی الرجلَ حِباءً: نصره و اخْتَصَّه و مالَ إِلیه؛ قال: اصْبِرْ یزیدُ، فقدْ فارَقْتَ ذا ثِقَةٍ، و اشْكُر حِباءَ الذی بالمُلْكِ حَابَاكا و جعل المُهَلْهِلُ مَهْرَ المرأَةِ حِباءً فقال: أَنكَحَها فقدُها الأَراقِمَ فی جَنْبٍ، و كان الحِباءُ منْ أَدَمِ أَراد أَنهم لم یكونوا أَرباب نَعَمٍ فیُمْهِروها الإِبِلَ و جعلهم دَبَّاغِین للأَدَمِ. و رجل أَحْبَی: ضَبِسٌ شِرِّیرٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و الدَّهْرُ أَحْبَی لا یَزالُ أَلَمُهْ تَدُقُّ أَرْكانَ الجِبال ثُلَمُهْ و حَبا جُعَیْرانَ: نبات. و حُبَیٌّ و الحُبَیَّا: موضعان؛ قال الراعی: جَعلْنا حُبَیّاً بالیَمِینِ، و نَكَّبَتْ كُبَیْساً لوِرْدٍ من ضَئِیدَةَ باكِرِ و قال القطامی: مِنْ عَنْ یَمینِ الحُبَیّا نَظْرةٌ قبَلُ و كذلك حُبَیَّات؛ قال عُمر بن أَبی ربیعة: أَ لمْ تَسل الأَطْلالَ و المُتَرَبَّعا، ببَطْنِ حُبَیَّاتٍ، دَوارِسَ بَلْقَعا الأَزهری: قال أَبو العباس فلان یَحْبُو قَصَاهُم و یَحُوطُ قَصاهُمْ بمعنًی؛ و أَنشد: أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُها أَفْرادُ عَباهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ یَحْبُو قَصاها مُخْدَرٌ [مُخْدِرٌ سِنادُ، أَحْمَرُ من ضِئْضِئِها مَیّادُ سِنادٌ: مُشْرف، و مَیَّاد: یجی‌ء و یذهب.

حتا؛ ج14، ص: 163

: حَتَا حَتْواً: عَدا عَدْواً شدیداً. و حَتا هُدْبَ الكساءِ حَتْواً: كفَّه. و حَتَیْتُ الثوبَ و أَحْتَیْته و أَحْتأْته إِذا خِطْتَه، و قیل: فتَلْتَه فَتْلَ الأَكْسِیة. شمر: حاشِیَةُ الثوبِ طُرَّته مع الطول، و صِنْفَتُه ناحِیتُه التی تلی الهُدْبَ. یقال: احْتُ صِنْفَةَ هذا الكِساء، و هو أَن یُفتل كما یفتل الكساءُ القُوْمَسِیُّ. و الحَتْیُ: الفتْلُ. قال اللیث: الحَتْوُ كَفُّكَ هُدْب الكساء مُلْزَقاً به، تقول: حَتَوْتُه أَحْتُوه حَتْواً، قال: و فی لغة حَتأْتُه حَتْأً. قال الجوهری: حتَوْتُ هُدْب الكساء حَتْواً إِذا كفَفْتَه مُلْزَقاً به، یُهْمز و لا یُهْمز؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و نَهْبٍ كجُمَّاعِ الثُّرَیَّا حَوَیْتُه غِشَاشاً بمُحْتاتِ الصِّفاقَینِ خَیْفَقِ المُحْتاتُ: المُوَثَّقُ الخَلْقِ، و إِنما أَراد مُحْتتِیاً فقلب موضع اللام إِلی العین، و إِلا فلا مادة له یشتق منها، و كذلك زعم ابن الأَعرابی أَنه من قولك حتَوْتُ الكساء، إِلا أَنه لم ینبه علی القلب، و الكلمة واویة و یائیة. و الحَتِیُّ، علی فَعِیل: سَوِیقُ المُقْلِ، و قیل: ردیئه، و قیل: یابسه؛ قال الهذلی: لا دَرَّ دَرِّیَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِیِّ، و عِنْدی البُرُّ مَكْنُوزُ و أَنشد الأَزهری: أَخذتُ لهُمْ سَلْفَیْ حَتِیٍّ و بُرْنُساً، و سَحْقَ سَراوِیلٍ و جَرْدَ شَلِیلِ و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَنه أَعطی أَبا رافع حَتِیّاً و عُكَّة سَمْنٍ؛ الحَتِیُّ: سَوِیقُ المُقْلٍ. و‌حدیثه الآخر: فأَتیته بمِزْوَدٍ مَخْتُومٍ فإِذا فیه
لسان العرب، ج‌14، ص: 164
حَتِیٌّ.و قال أَبو حنیفة: الحَتِیُّ ما حُتَّ عن المُقْل إِذا أَدْرَكَ فأُكِل، و قیل: الحَتِیُّ قِشرُ الشَّهدِ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: و أَتَتْهُ بِزَغْدَبٍ و حَتِیٍّ، بَعْدَ طِرْمٍ و تامِكٍ و ثُمَالِ و الحَتِیُّ: متاع البیت، و هو أَیضاً عَرَق الزَّبِیل و كِفافُه الذی فی شَفَتِه. الأَزهری: الحَتِیُّ الدِّمْنُ، و الحَتِیُّ فی الغزل، و الحَتِیُّ ثُفْلُ التمر و قشوره. و الحَاتِی: الكثیر الشُّرْب. و ذكر الأَزهری فی هذه الترجمة حتَّی قال: حَتَّی مُشدَّدة، تكتب بالیاء و لا تُمال فی اللفظ، و تكون غایةً معناها إِلی مع الأَسماء، و إِذا كانت مع الأَفعال فمعناها إِلی أَن، و لذلك نصبوا بها الغابِرَ، قال: و قال أَبو زید سمعت العرب تقول جلست عنده عَتَّی اللیلِ، یریدون حتی اللیل فیقلبون الحاء عیناً.

حثا؛ ج14، ص: 164

: ابن سیدة: حَثَا علیه الترابَ حَثْواً هاله، و الیاء أَعلی. الأَزهری: حَثَوْتُ الترابَ و حَثَیْتُ حَثْواً و حَثْیاً، و حَثَا الترابُ نفسُه و غیره یَحْثُو و یَحْثَی؛ الأَخیرة نادرة، و نظیره جَبا یَجْبَی و قَلا یَقْلَی. و قد حَثَی علیه الترابَ حَثْیاً و احْتَثَاه و حَثَی علیه الترابُ نفسُه و حَثَی الترابَ فی وجهه حَثْیاً: رماه. الجوهری: حَثَا فی وجهه التراب یَحْثُو و یَحْثِی حَثْواً و حَثْیاً و تَحْثاءً. و الحَثَی: التراب المَحْثُوُّ أَو الحاثی، و تثنیته حَثَوَان و حَثَیَان. و قال ابن سیدة فی موضع آخر: الحَثَی الترابُ المَحْثِیُّ. و‌فی حدیث العباس و موت النبی، صلی الله علیه و سلم، و دفنِه: و إِنْ یكنْ ما تقول یا ابنَ الخطاب حَقّاً فإِنه لنْ یَعْجِزَ أَن یَحْثُوَ عنه‌أَی یرمیَ عن نفسه الترابَ ترابَ القبرِ و یقُومَ. و‌فی الحدیث: احْثُوا فی وجوه المَدَّاحِین الترابَ‌أَی ارْمُوا؛ قال ابن الأَثیر: یرید به الخَیْبة و أَن لا یُعْطَوْا علیه شیئاً، قال: و منهم من یجریه علی ظاهره فیرمی فیها التراب. الأَزهری: حَثَوْت علیه الترابَ و حَثَیتُ حَثْواً و حَثْیاً؛ و أَنشد: الحُصْنُ أَدْنَی، لَوْ تَآیَیْتِه، من حَثْیِكِ التُّرْبَ علی الرَّاكِبِ الحُصْن: حَصانة المرأَة و عِفَّتها. لو تآییتِه أَی قصدْتِه. و یقال للتراب: الحَثَی. و من أَمثال العرب: یا لیتنی المَحْثِیُّ علیه؛ قال: هو رجل كان قاعداً إِلی امرأَة فأَقبل وَصِیلٌ لها، فلما رأَته حَثَتْ فی وجهه التراب تَرْئِیَةً لجَلِیسِها بأَن لا یدنُوَ منها فَیطَّلِعَ علی أَمرهما؛ یقال ذلك عند تمنی منزلةِ من تُخْفَی له الكرامةُ و تُظْهَر له الإِهانة. و الحَثْیُ: ما رفعت به یدیك. و‌فی حدیث الغسل: كان یَحْثِی علی رأْسه ثَلاثَ حَثَیاتٍ‌أَی ثلاث غُرَفٍ بیدیه، واحدتها حَثْیَة. و‌فی حدیث عائشة و زینب، رضی الله عنهما: فَتقاوَلَتا حتی اسْتَحْثَتَا؛ هو اسْتَفْعَل من الحَثْیِ، و المراد أَن كل واحدة منهما رمت فی وجه صاحبتها التراب. و‌فی الحدیث: ثلاث حَثَیَاتٍ من حَثَیَات ربی تبارك و تعالی؛ قال ابن الأَثیر: هو مبالغة فی الكثرة و إِلا فلا كَفَّ ثَمَّ و لا حَثْیَ، جل الله تبارك و تعالی عن ذلك و عز. و أَرض حَثْواء: كثیرة التراب. و حَثَوْت له إِذا أَعطیته شیئاً یسیراً. و الحَثَی، مقصور: حُطام التِّبْن؛ عن اللحیانی. و الحَثَی أَیضاً: دُقاق التِّبْن، و قیل: هو التِّبْن المُعْتَزَل عن الحبّ، و قیل أَیضاً: التبن خاصة؛ قال: تسأَلُنی عن زَوْجِها أَیُّ فَتَی خَبٌّ جَرُوزٌ، و إِذا جاعَ بَكی و یأْكُلُ التمرَ و لا یُلقِی النَّوَی، كأَنه غِرارةٌ ملأَی حَثَا
لسان العرب، ج‌14، ص: 165
و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: فإِذا حَصیر بین یدیه علیه الذهب مَنْثوراً نَثْرَ الحَثَی؛ هو، بالفتح و القصر: دُقاق التبن، و الواحدة من كل ذلك حَثَاة. و الحَثَی: قشور التمر، یكتب بالیاء و الأَلف، و هو جمع حَثَاة، و كذلك الثَّتَا، و هو جمع ثَتَاة: قشورُ التمرِ و ردیئُه. و الحاثِیَاءُ: تراب جُحْر الیَرْبوع الذی یَحْثُوه برجله، و قیل: الحَاثِیاءُ جحر من جِحَرة الیربوع؛ قال ابن بری: و الجمع حَوَاثٍ. قال ابن الأَعرابی: الحَاثِیاءُ تراب یخرجه الیربوع من نافِقائِهِ، بُنی علی فاعِلاءَ. و الحَثَاة: أَن یؤكل الخبز بلا أُدْمٍ؛ عن كراع بالواو و الیاء لأَن لامها تحتملهما معاً؛ كذلك قال ابن سیدة:

حجا؛ ج14، ص: 165

: الحِجَا، مقصور: العقل و الفِطْنة؛ و أَنشد اللیث للأَعشی: إِذْ هِیَ مِثْلُ الغُصْنِ مَیَّالَةٌ تَرُوقُ عَیْنَیْ ذِی الحِجَا الزائِر و الجمع أَحْجاءٌ؛ قال ذو الرمة: لیَوْم من الأَیَّام شَبَّهَ طُولَهُ ذَوُو الرَّأْی و الأَحْجَاءِ مُنْقَلِعَ الصَّخْرِ و كلمة مُحْجِیَةٌ: مخالفة المعنی للفظ، و هی الأُحْجِیَّةُ و الأُحْجُوَّة، و قد حاجَیْتُه مُحَاجَاةً و حِجاءً: فاطَنْتُه فَحَجَوْتُه. و بینهما أُحْجِیَّة یَتَحَاجَوْنَ بها، و أُدْعِیَّةٌ فی معناها. و قال الأَزهری: حاجَیْتُه فَحَجَوْتُه إِذا أَلقیتَ علیه كلمة مُحْجِیَةً مخالفةَ المعنی للفظ، و الجَواری یَتَحَاجَیْنَ. و تقول الجاریةُ للأُخْرَی: حُجَیَّاكِ ما كان كذا و كذا. و الأُحْجِیَّة: اسم المُحاجاة، و فی لغة أُحْجُوَّة. قال الأَزهری: و الیاء أَحسن. و الأُحْجِیَّة و الحُجَیَّا: هی لُعْبة و أُغْلُوطة یَتَعاطاها الناسُ بینهم، و هی من نحو قولهم أَخْرِجْ ما فی یدی و لك كذا. الأَزهری: و الحَجْوَی أَیضاً اسم المُحاجاة؛ و قالت ابنةُ الخُسِّ: قالت قالَةً أُخْتِی و حَجْوَاها لها عَقْلُ: تَرَی الفِتْیانَ كالنَّخْلِ، و ما یُدْریك ما الدَّخْلُ؟ و تقول: أَنا حُجَیَّاك فی هذا أَی من یُحاجِیكَ. و احْتَجَی هو: أَصاب ما حاجَیْتَه به؛ قال: فنَاصِیَتی و راحِلَتی و رَحْلی، و نِسْعا ناقَتی لِمَنِ احْتَجَاها و هم یَتَحاجَوْنَ بكذا. و هی الحَجْوَی. و الحُجَیَّا: تصغیر الحَجْوی. و حُجَیَّاك ما كذا أَی أُحاجِیكَ. و فلان یأْتینا ب الأَحَاجِی أَی بالأَغالیط. و فلان لا یَحْجُو السِّرَّ أَی لا یحفظه. أَبو زید: حَجَا سِرَّه یَحْجُوه إِذا كتمه. و فی نوادر الأَعراب: لا مُحَاجَاةَ عندی فی كذا و لا مُكافأَة أَی لا كِتْمان له و لا سَتْر عندی. و یقال للراعی إِذا ضیع غنمه فتفرَّقت: ما یَحْجُو فلانٌ غَنَمه و لا إِبِلَه. و سِقاء لا یَحْجُو الماءَ: لا یمسكه. و رَاعٍ لا یَحْجُو إِبله أَی لا یحفظها، و المصدر من ذلك كله الحَجْو، و اشتقاقه مما تقدم؛ و قول الكمیت: هَجَوْتُكُمْ فَتَحَجَّوْا ما أَقُول لكم بالظّنِّ، إِنكُمُ من جارَةِ الجار قال أَبو الهیثم: قوله فَتَحَجَّوْا أَی تفَطَّنوا له و ازْكَنُوا، و قوله من جارة الجار أَراد: إِن أُمَّكم ولدتكم من دبرها لا من قبلها؛ أَراد: إِن آباءكم یأْتون
لسان العرب، ج‌14، ص: 166
النساء فی مَحاشِّهِنَّ، قال: هو من الحِجَی العقلِ و الفطنة، قال: و الدبر مؤنثة و القُبل مذكر، فلذلك قال جارة الجار. و‌فی الحدیث: مَن بات علی ظَهر بیتٍ لیس علیهِ حَجاً [حِجاً فقد بَرِئَتْ منه الذِّمّة؛ هكذا رواه الخطَّابی فی مَعالِمِ السُّنن، و قال: إِنه یروی بكسر الحاء و فتحها، و معناه فیهما معنی السِّتر، فمن قال بالكسر شبهه بالحجی العقل لأَنه یمنع الإِنسان من الفساد و یحفظه من التعرض للهلاك، فشبه الستر الذی یكون علی السطح المانع للإِنسان من التردِّی و السقوط بالعقل المانع له من أَفعال السوء المؤدّیة إِلی التردّی، و من رواه بالفتح فقد ذهب إِلی الناحیة و الطرف. و أَحْجاء الشی‌ء: نواحیه، واحدها حَجاً. و‌فی حدیث المسأَلة: حتی یقولَ ثلاثةٌ من ذَوِی الحِجَی قد أَصابَتْ فلاناً فاقةٌ فحَلَّت له المسأَلة، أَی من ذوی العقل. و الحَجا: الناحیة. و أَحْجَاءُ البلادِ: نَواحیها و أَطرافُها؛ قال ابن مُقْبل: لا تُحْرِزُ المَرْءَ أَحْجَاءُ البلادِ، و لا تُبْنَی له فی السماواتِ السلالِیمُ و یروی: أَعْناءُ. و حَجَا الشی‌ء: حَرْفُه؛ قال: و كأَنَّ نَخْلًا فی مُطَیْطةَ ثاوِیاً، و الكِمْعُ بَیْنَ قَرارِها و حَجَاها و نسب ابن بری هذا البیت لابن الرِّقَاع مستشهداً به علی قوله: و الحَجَا ما أَشرف من الأَرض. و حَجَا الوادی: مُنْعَرَجُهُ. و الحَجَا: الملجأُ، و قیل: الجانب، و الجمع أَحْجَاء. اللحیانی: ما له مَلْجأ و لا مَحْجَی بمعنی واحد. قال أَبو زید: إِنه لَ حَجِیٌّ إِلی بنی فلان أَی لاجئٌ إِلیهم. و تَحَجَّیت الشی‌ءَ: تعمَّدته؛ قال ذو الرمة: فجاءت بأَغْباش تَحَجَّی شَرِیعَةً تِلاداً علیها رَمْیُها و احْتِبالُها قال: تَحَجَّی تَقْصِدُ حَجاهُ، و هذا البیت أَورده الجوهری: فجاءَ بأَغْباشٍ؛ قال ابن بری: و صوابه بالتاء لأَنه یصف حمیر وحش، و تِلاداً أَی قدیمةً، علیها أَی علی هذه الشریعة ما بین رامٍ و مُحْتَبِل؛ و فی التهذیب للأَخطل: حَجَوْنا بنی النُّعمان، إِذْ عَصَّ مُلْكُهُمْ، و قَبْلَ بَنی النُّعْمانِ حارَبَنا عَمْرُو قال: الذی فسره حَجَوْنا قصدنا و اعتمدنا. و تَحَجَّیت الشی‌ءَ: تعمدته. و حَجَوْت بالمكان: أَقمت به، و كذلك تحَجَّیْت به. قال ابن سیدة: و حَجا بالمكان حَجْواً و تَحَجَّی أَقام فثبت؛ و أَنشد الفارسی لعُمارة بن أَیمن الریانی «2».حیث تَحَجَّی مُطْرِقٌ بالفالِقِ و كل ذلك من التمسك و الاحتباس؛ قال العجاج: فهُنَّ یَعْكُفْنَ به، إِذا حَجَا، عكْفَ النَّبِیطِ یَلْعبونَ الفَنْزَجا التهذیب عن الفراء: حَجِئْت بالشی‌ء و تَحَجَّیْت به، یهمز و لا یهمز، تمسكت و لزمت؛ و أَنشد بیت ابن أَحمر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتی تحَجَّی بآخِرِنا، و تَنْسَی أَوَّلِینا أَی تمسَّكُ به و تَلْزَمه، قال: و هو یَحْجُو به؛ و أَنشد للعجاج: فهُنَّ یعكفن به إِذا حَجَا أَی إِذا أَقام به؛ قال: و منه قول عدی بن زید: أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَی قَصِیرٌ، و كان بأَنْفِه حَجِئاً ضَنِینا قال شمر: تَحَجَّیْت تمسكت جیداً. ابن الأَعرابی: الحَجْوُ
(2). قوله [ابن أیمن الریانی] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 167
الوقوف، حَجَا إِذا وقف؛ و قال: و حَجَا معدول من جَحا إِذا وقف. و حَجِیت بالشی‌ء، بالكسر، أَی أُولِعْت به و لزمته، یهمز و لا یهمز، و كذلك تَحَجَّیت به؛ و أَنشد بیت ابن أَحمر: أَصمَّ دُعاءُ عاذلتی تَحَجَّی یقال: تحَجَّیْت بهذا المكان أَی سبقتكم إِلیه و لزمته قبلكم. قال ابن بری: أَصمَّ دعاءُ عاذلتی أَی جعلها الله لا تَدْعو إِلا أَصَمَّ. و قوله: تَحَجَّی أَی تسبق إِلیهم باللَّوم و تدعُ الأَولین. و حَجَا الفحلُ الشُّوَّل یَحْجُو: هدَر فعرفَت هدیره فانصرفت إِلیه. و حَجَا به حَجْواً و تَحَجَّی، كلاهما: ضَنَّ، و منه سمی الرجل حَجْوة. و حَجَا الرجل للقوم كذا و كذا أَی حزاهم و ظنهم كذلك. و إِنی أَحْجُو به خیراً أَی أَظن. الأَزهری: یقال تَحَجَّی فلان بظنه إِذا ظن شیئاً فادعاه ظانّاً و لم یستیقنه؛ قال الكمیت: تَحَجَّی أَبوها مَنْ أَبوهُم فصادَفُوا سِواهُ، و مَنْ یَجْهَلْ أَباهُ فقدْ جَهِلْ و یقال: حَجَوْتُ فلاناً بكذا إِذا ظننته به؛ قال الشاعر: قد كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْروٍ أَخاً ثِقةً، حتی أَلَمَّتْ بنا یَوْماً مُلِمَّاتُ الكسائی: ما حَجَوْتُ منه شیئاً و ما هَجَوْتُ منه شیئاً أَی ما حفِظت منه شیئاً. و حَجَتِ الریحُ السفینة: ساقتها. و‌فی الحدیث: أَقْبَلت سفینةٌ فحَجَتْها الریحُ إِلی موضع كذا‌أَی ساقتها و رمت بها إِلیه. و فی التهذیب: تحجَّیتكم إِلی هذا المكان أَی سبقتكم إِلیه. ابن سیدة: و الحَجْوة الحَدَقة. اللیث: الحَجْوة هی الجَحْمة یعنی الحَدَقة. قال الأَزهری: لا أَدری هی الجَحْوة أَو الحَجْوة للحدقة. ابن سیدة: هو حَجٍ أَنْ یفعلَ كذا و حَجِیٌّ و حَجاً أَی خَلِیقٌ حَرِیٌّ به، فمن قال حَجٍ و حَجِیٌّ ثنَّی و جمَعَ و أَنَّث فقال حَجِیانِ و حَجُونَ و حَجِیَة و حَجِیتانِ و حَجِیاتٌ و كذلك حَجِیٌّ فی كل ذلك، و من قال حَجاً لم یثنِّ و لا جمع و لا أَنث كما قلنا فی قَمَن بل كل ذلك علی لفظ الواحد، و قال ابن الأَعرابی: لا یقال حَجًی. و إِنه لمَحْجَاةٌ أَن یفعل أَی مَقْمَنةٌ؛ قال اللحیانی: لا یثنی و لا یجمع بل كل ذلك علی لفظ واحد. و فی التهذیب: هو حَجٍ و ما أَحْجَاه بذلك و أَحْراه؛ قال العجاج: كَرَّ بأَحْجَی مانِعٍ أَنْ یَمْنَعا و أَحْجِ به أَی أَحْرِ به، و أَحْجِ به أَی ما أَخْلَقَه بذلك و أَخْلِقْ به، و هو من التعجب الذی لا فعل له؛ و أَنشد ابن بری لمَخْرُوعِ بن رقیع: و نحن أَحْجَی الناسِ أَنْ نَذُبَّا عنْ حُرْمةٍ، إِذا الحَدِیثُ عَبَّا، و القائِدون الخیلَ جُرْداً قُبّا و‌فی حدیث ابن صیاد: ما كان فی أَنفُسْنا أَحْجَی أَنْ یكون هو مُذْ ماتَ، یعنی الدجالَ، أَحْجَی بمعنی أَجْدَر و أَولی و أَحق، من قولهم حَجَا بالمكان إِذا أَقام به و ثبت. و‌فی حدیث ابن مسعود: إِنَّكم، معاشرَ هَمْدانَ، من أَحْجَی حَیٍّ بالكوفة‌أَی أَولی و أَحقّ، و یجوز أَن یكون من أَعْقَلِ حیٍّ بها. و الحِجاءُ، ممدود: الزَّمْزَمة، و هو من شِعار المَجُوس؛ قال: زَمْزَمة المَجُوسِ فی حِجائِها قال ابن الأَعرابی فی حدیث رواه عن رجل قال: رأَیت علْجاً یومَ القادِسِیَّة قد تكَنَّی و تَحَجَّی فقَتلْته؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 168
قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابی عن تَحَجَّی فقال معناه زَمْزَمَ، قال: و كأَنهما لغتان إِذا فتَحتَ الحاء قصرت و إِذا كسرتها مددت، و مثله الصَّلا و الصِّلاءُ و الأَیا و الإِیاءُ للضوء؛ قال: و تكَنَّی لَزِمَ الكِنَّ؛ و قال ابن الأَثیر فی تفسیر الحدیث: قیل هو من الحَجَاة السِّتر. و احْتَجَاه إِذا كتَمَه. و الحَجَاةُ: نُفَّاخة الماء من قطر أَو غیره؛ قال: أُقْلِّبُ طَرْفی فی الفَوارِسِ لا أَرَی حِزَاقاً، و عَیْنِی كالحَجَاةِ من القَطْرِ «3». و ربما سموا الغدیر نفسه حَجَاةً، و الجمع من كل ذلك حَجًی، مقصور، و حُجِیٌّ. الأَزهری: الحَجَاةُ فُقَّاعة ترتفع فوق الماء كأَنها قارورة، و الجمع الحَجَوات. و‌فی حدیث عمرو: قال لمعاویة فإِنَّ أَمرَك كالجُعْدُبَة أَو كالحَجَاةِ فی الضعف؛ الحَجَاة، بالفتح: نُفَّاخات الماء. و استَحْجَی اللحمُ: تغیر ریحه من عارض یصیب البعیرَ أَو الشاة أَو ما اللحمُ منه. و‌فی الحدیث: أَنَّ عُمر طاف بناقة قد انكسرت فقال و الله ما هی بِمُغِدٍّ فیَسْتَحْجِیَ لَحْمُها، هو من ذلك؛ و المُغِدُّ: الناقة التی أَخذتها الغُدَّة و هی الطاعون. قال ابن سیدة: حملنا هذا علی الیاء لأَنا لا نعرف من أَی شی‌ء انقلبت أَلفه فجعلناه من الأَغلب علیه و هو الیاء، و بذلك أَوصانا أَبو علی الفارسی رحمه الله. و أَحْجَاءٌ: اسم موضع؛ قال الراعی: قَوالِص أَطْرافِ المُسُوحِ كأَنَّها، برِجْلَةِ أَحْجَاءٍ، نَعامٌ نَوافِرُ

حدا؛ ج14، ص: 168

: حَدَا الإِبِلَ و حَدَا بِها یَحْدُو حَدْواً و حُدَاءً [حِدَاءً، ممدود: زَجَرَها خَلْفَها و ساقَها. و تَحَادَتْ هی: حَدَا بعضُها بعضاً؛ قال ساعدة بن جؤیة: أَرِقْتُ له حتَّی إِذا ما عُرُوضُه تَحَادَتْ و هاجَتْها بُرُوق تُطِیرُها و رجلٌ حَادٍ و حَدَّاءٌ؛ قال: و كانَ حَدَّاءً قُراقِرِیَّا الجوهری: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل و الغِناء لها. و یقال للشَّمالِ حَدْوَاءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَی تَسوقُه؛ قال العجاج: حَدْوَاءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ تُزْجِی أَراعِیلَ الجَهَامِ الخُورِ و بینهم أُحْدِیّة و أُحْدُوَّة أَی نوع من الحُدَاء یحْدُونَ به؛ عن اللحیانی. و حَدَا الشی‌ءَ یَحْدُوه حَدْواً و احْتَدَاه: تبعه؛ الأَخیرة عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: حتی احْتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ و حَدِیَ بالمكان حَداً: لزمه فلم یَبْرَحْه. أَبو عمرو: الحَادِی المتعمد للشی‌ء. یقال: حَدَاه و تَحَدَّاه و تَحَرَّاه بمعنی واحد، قال: و منه‌قول مجاهد: كنتُ أَتَحَدَّی القُرَّاءَ فأَقْرَأُ‌أَی أَتعَمَّدهم. و هو حُدَیَّا الناسِ أَی یَتَحَدَّاهم و یَتَعَمَّدهم. الجوهری: تَحَدَّیْتُ فلاناً إِذا بارَیْته فی فعل و نازَعْته الغَلَبةَ. ابن سیدة: و تحَدَّی الرجلَ تعمَّدَه، و تَحَدَّاه: باراه و نَازَعه الغَلَبَةَ، و هی الحُدَیَّا. و أَنا حُدَیَّاك فی هذا الأَمر أَی ابْرُزْ لی فیه؛ قال عمرو بن كلثوم: حُدَیَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِیعاً، مُقارَعَةً بَنِیهمْ عن بَنِینَا و فی التهذیب تقول: أَنا حُدَیَّاكَ بهذا الأَمر أَی ابْرُزْ لی وَحْدك و جارِنِی؛ و أَنشد: حُدَیَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَمیعاً لِنَغْلِبَ فی الخُطُوب الأَوَّلِینَا
(3). قوله [حزاقاً و عینی إلخ] كذا بالأَصل تبعاً للمحكم، و الذی فی التهذیب: و عینای فیها كالحَجَاة …
لسان العرب، ج‌14، ص: 169
و حُدَیَّا الناس: واحدُهم؛ عن كراع. الأَزهری: یقال لا یقوم «1». بهذا الأَمر إِلا ابن إِحْدَاهما، و ربما قیل للحمار إِذا قَدَّمَ آتُنَه حادٍ. و حَدَا العَیْرُ أُتُنَه أَی تبعها؛ قال ذو الرمة: كأَنَّه حینَ یرمِی خَلْفَهُنَّ بِه حَادِی ثَلاثٍ منَ الحُقْبِ السَّماحِیجِ «2». التهذیب: یقال للعَیْرِ حَادِی ثَلاثٍ و حَادِی ثَمَانٍ إِذا قَدَّم أَمامَه عِدَّة من أُتُنِهِ. و حَدَا الریشُ السَّهم: تبعه. و الحَوَادِی: الأَرْجُل لأَنها تتلو الأَیدی؛ قال: طِوالُ الأَیادی و الحَوَادِی، كأَنَّها سَمَاحِیجُ قُبٌّ طارَ عَنْها نُسالُها و لا أَفْعَله ما حَدَا اللیلُ النهارَ أَی ما تبعه. التهذیب: الهَوَادِی أَوَّلُ كلِّ شی‌ءٍ، و الحَوَادِی أَواخِرُ كلِّ شی‌ءٍ. و روی الأَصمعی قال: یقال لَكَ هُدَیَّا هذا و حُدَیَّا هذا و شَرْوَاه و شَكلُه كُلُّه واحِد. الجوهری: قولهم حَادِی عَشَر مقلوب من واحد لأَن تقدیرَ واحدٍ فاعلٌ فأَخَّروا الفاء، و هی الواو، فقلبت یاء لانكسار ما قبلها، و قدم العین فصار تقدیره عالف. و‌فی حدیث ابن عباس: لا بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ و الأَفْعَوْ؛ هی لغة فی الوقف علی ما آخره أَلف، تقلب الأَلف واواً، و منهم من یقلبها یاء، یخفف و یشدد. و الحِدَوُ: هو الحِدَأُ، جمع حِدَأَةٍ و هی الطائر المعروف، فلما سكن الهمز للوقف صارت أَلفاً فقلبها واواً؛ و منه‌حدیث لقمان: إِنْ أَرَ مَطْمَعِی فَ حِدَوٌّ تَلَمَّعُ‌أَی تَخْتَطِفُ الشی‌ءَ فی انْقِضاضِها، و قد أَجْرَی الوصلَ مُجْرَی الوقف فقَلَب و شدَّد، و قیل: أَهلُ مكة یسمُّون الحِدَأَ حِدَوّاً بالتشدید. و‌فی حدیث الدعاء: تَحْدُونِی علیها خَلَّةٌ واحِدَةٌ‌أَی تبعَثُنی و تَسُوقُنی علیها خَصْلة واحدة، و هو من حَدْوِ الإِبل فإِنه من أَكبر الأَشیاء علی سَوْقِها و بَعْثها. و بَنُو حادٍ: قبیلة من العرب. و حَدْوَاء: موضع بنجد. و حَدَوْدَی: موضع.

حذا؛ ج14، ص: 169

: حَذَا النعلَ حَذْواً و حِذَاءً: قدَّرها و قَطَعها. و فی التهذیب: قطعها علی مِثالٍ. و رجل حَذَّاءٌ: جَیّد الحَذْوِ. یقال: هو جَیّدُ الحِذَاءِ أَی جَیِّد القَدِّ. و فی المثل: مَنْ یَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ. و حَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ و القُذَّةَ بالقُذَّةِ: قَدَّرْتُهُما علیهما. و فی المثل: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ. و حَذَا الجِلْدَ یَحْذُوه إِذا قوّره، و إِذا قلت حَذَی الجِلْدَ یَحْذِیهِ فهُو أَن یَجْرَحَه جَرْحاً. و حَذَی أُذنه یَحْذِیها إِذا قَطَعَ منها شیئاً. و‌فی الحدیث: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ؛ الحَذْو: التقدیر و القطع، أَی تعملون مثل أَعمالهم كما تُقْطَع إِحدی النعلین علی قدر الأُخری. و الحِذَاءُ: النعل. و احْتَذَی: انْتَعَل؛ قال الشاعر: یا لَیْتَ لِی نَعْلَیْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، و شُرُكاً مِنِ اسْتِهَا لا تَنْقَطِعْ، كُلَّ الحِذَاءِ یَحْتَذِی الحافِی الوَقِعْ و‌فی حدیث ابن جریج: قلت لابن عمر رأَیتُك تَحْتَذِی السِّبْتَ‌أَی تَجْعَلُه نَعْلَك. احْتَذَی یَحْتَذِی إِذا انْتَعل؛ و منه‌حدیث أَبی هریرة، رضی
(1). قوله [لا یقوم إلخ] هذه عبارة التهذیب و التكملة، و تمامها: یقول لا یقوم به إلا كریم الآباء و الأَمهات من الرجال و الإِبل (2). قوله [حادی ثلاث] كذا فی الصحاح، و قال فی التكملة: الروایة حادی ثمان لا غیر
لسان العرب، ج‌14، ص: 170
الله عنه، یصف جعفر بن أَبی طالب، رضی الله عنهما: خَیْرُ من احْتَذَی النِّعالَ.و الحِذَاء: ما یَطَأُ علیه البعیر من خُفِّه و الفرسُ من حافِرِه یُشَبَّه بذلك. و حَذانِی فلان نَعْلًا و أَحْذَانِی: أَعطانیها، و كره بعضهم أَحْذَانِی. الأَزهری: و حَذَا له نَعْلًا و حَذَاه نَعْلًا إِذا حَمَله علی نَعْل. الأَصمعی: حَذَانِی فلان نَعْلًا، و لا یقال أَحْذَانِی؛ و أَنشد للهذلی: حَذَانِی، بعدَ ما خذِمَتْ نِعالی، دُبَیَّةُ، إِنَّه نِعْمَ الخَلِیلُ بِمَوْرِكَتَیْنِ مِنْ صَلَوَیْ مِشَبٍّ، مِن الثِّیرانِ عَقْدُهُما جَمِیلُ الجوهری: و تقول اسْتَحْذَیْته فأَحْذَانِی. و رجل حَاذٍ: علیه حِذَاءٌ. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم، فی ضالة الإِبِل: مَعَها حِذاؤُها و سِقاؤُها؛ عَنَی بالحِذَاء أَخْفافَها، و بالسِّقاء یرید أَنها تَقْوی علی ورود المیاه؛ قال ابن الأَثیر: الحِذَاء، بالمدّ، النَّعْل؛ أَراد أَنها تَقْوَی علی المشی و قطع الأَرض و علی قصد المیاه و ورودها و رَعْیِ الشجر و الامتناع عن السباع المفترسة، شبهها بمن كان معه حِذَاء و سِقاء فی سفره، قال: و هكذا ما كان فی معنی الإِبل من الخیل و البقر و الحمیر. و‌فی حدیث جِهَازِ [جَهَازِ فاطمة، رضی الله عنها: أَحَدُ فِراشَیْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ الحَذَّائِین؛ الحُذْوَةُ و الحُذَاوَةُ: ما یسقط «1». من الجُلُودِ حین تُبْشَرُ و تُقْطَعُ مما یُرْمَی به و یَبْقَی. و الحَذَّاؤُونَ: جمع حَذَّاءٍ، و هو صانعُ النِّعالِ. و المِحْذَی: الشَّفْرَةُ التی یُحْذَی بها. و‌فی حدیث نَوْفٍ: إِنَّ الهُدْهُدَ ذهب إِلی خازن البحر فاستعار منه الحِذْیَةَ فجاء بها فأَلْقاها علی الزُجاجة فَفَلَقَها؛ قال ابن الأَثیر: قیل هی الأَلْماسُ «2» الذی یَحْذِی الحجارةَ أَی یَقْطَعُها و یَثْقب الجوهر. و دابة حَسَن الحِذاءِ أَی حَسَنُ القَدّ. و حَذَا حَذْوَه: فَعَل فعله، و هو منه. التهذیب: یقال فلان یَحْتَذِی علی مثال فُلان إِذا اقْتَدَی به فی أَمره. و یقال حاذَیْتُ موضعاً إِذا صرْتَ بحِذائه. و حَاذَی الشی‌ءَ: وازاه. و حَذَوْتُه: قَعَدْتُ بحِذائِه. شمر: یقال أَتَیْتُ علی أَرض قد حُذِیَ بَقْلُها علی أَفواه غنمها، فإِذا حُذِیَ علی أَفواهها فقد شبعت منه ما شاءت، و هو أَن یكون حَذْوَ أَفواهها لا یُجاوزها. و‌فی حدیث ابن عباس: ذاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ؛ الحَذْوُ و الحِذَاءُ: الإِزاءُ و المُقابِل أَی أَنها مُحاذِیَتُها، و ذاتُ عِرْق مِیقاتُ أَهل العراق، و قَرَنٌ میقاتُ أَهل نجد، و مسافتهما من الحرم سواء. و الحِذاءُ: الإِزاءُ. الجوهری: و حِذاءُ الشی‌ء إِزاؤُه. ابن سیدة: و الحَذْوُ من أَجزاءِ القافیة حركةُ الحرف الذی قبل الرِّدْفِ، یجوز ضمته مع كسرته و لا یجوز مع الفتح غیرُه نحو ضمة قُول مع كسرة قِیل، و فتحة قَوْل مع فتحة قَیْل، و لا یجوز بَیْعٌ مع بِیع؛ قال ابن جنی: إِذا كانت الدلالة قد قامت علی أَن أَصل الرِّدْفِ إِنما هو الأَلف ثم حملت الواو و الیاء فیه علیهما، و كانت الأَلف أَعنی المدّة التی یردف بها لا تكون إِلا تابعة للفتحة و صِلَةً لها و مُحْتَذاةً علی جنسها، لزم من ذلك أَن تسمی الحركة قبل الرِّدْف حَذْواً أَی سبیلُ حرف الرَّویِّ أَن یَحْتَذِیَ الحركةَ قبله فتأْتی الأَلف بعد الفتحة و الیاء بعد الكسرة و الواو بعد الضمة؛ قال ابن جنی: ففی هذه السمة من الخلیل، رحمه الله، دلالة علی أَن الرِّدْفَ بالواو و الیاء المفتوح
(1). قوله [الحُذْوَة و الحُذَاوَة ما یسقط إلخ] كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأَصل و نسختین صحیحتین من نهایة ابن الأَثیر (2). قوله [الأَلماس] هو هكذا بأل فی الأَصل و النهایة، و فی القاموس: و لا تقل الأَلماس، و انظر ما تقدَّم فی مادة م و س.
لسان العرب، ج‌14، ص: 171
ما قبلها لا تَمَكُّنَ له كَتَمكُّن ما تَبِعَ من الرَّوِیّ حركةَ ما قبله. یقال: هو حِذاءَكَ و حِذْوَتَكَ و حِذَتَكَ و مُحاذَاكَ، و داری حَذْوَةَ دارك و حَذْوَتُها و حَذَتُها «1». و حَذْوَها و حَذْوُها أَی إِزاءها؛ قال: ما تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حَذْوَ مَنْكِبِه فی حَوْمةٍ دُونَها الهاماتُ و القَصَرُ و یقال: اجلسْ حِذَةَ فلانٍ أَی بِحِذائِه. الجوهری: حَذَوْتُه قعدتُ بحذائه. و جاء الرجلان حِذْیَتَیْنِ أَی كل واحد منهما إِلی جنب صاحبه. و قال فی موضع آخر: و جاء الرجلانِ حِذَتَیْن أَی جمیعاً، كل واحد منهما بجنب صاحبه. و حَاذَی المكانَ: صار بحِذائِه، و فلانٌ بحِذَاءِ فلان. و یقال: حُذ بحِذَاء هذه الشجرة أَی صِرْ بحِذَائها؛ قال الكُمَیْت: مَذانِبُ لا تَسْتَنْبِتُ العُودَ فی الثَّرَی، و لا یَتَحَاذَی الحائِمُونَ فِصالَها یرید بالمَذانِب مَذانبَ الفِتَنِ أَی هذه المَذانِبُ لا تُنْبتُ كمَذَانِبِ الریاض و لا یَقْتسمُ السَّفْرُ فیها الماءَ، و لكنها مَذانِبُ شَرٍّ و فِتْنةٍ. و یقال: تَحَاذَی القومُ الماءَ فیما بینهم إِذا اقْتَسموه مثل التَّصافُنِ. و الحِذْوَةُ من اللحم: كالحِذْیة. و قال: الحِذْیةُ من اللحم ما قُطع طولًا، و قیل: هی القطعة الصغیرة. الأَصمعی: أَعطیته حِذْیَةً من لحم و حُذَّةً و فِلْذَةً كلُّ هذا إِذا قطع طولًا. و‌فی حدیث الإِسراء: یَعْمدونَ إِلی عُرْضِ جَنْبِ أَحدِهم فیَحْذُونَ منه الحُذْوَةَ من اللحم‌أَی یقطعون منه القِطْعة. و‌فی حدیث مس الذكر: إِنما هو حِذْیةٌ مِنْكَ‌أَی قِطْعةٌ؛ قیل: هی بالكسر ما قُطع من اللحْمِ طولًا. و منه‌الحدیثُ: إِنما فاطمة حِذْیَةٌ منی یَقْبضنی ما یقبضها.و حَذَاهُ حَذْواً: أَعطاه. و الحِذْوَة و الحَذِیَّةُ و الحُذْیا و الحُذَیَّا: العطیَّة، و الكلمة یائیة بدلیل الحِذْیَةِ، و واویة بدلیل الحِذْوَة. و فی التهذیب: أَحْذَاهُ یُحْذِیه إِحْذَاءً و حِذْیَةً و حذْیاً، مقصورة، و حِذْوَةً إِذا أَعطاه. و أَحْذَیْتُه من الغنیمة أُحْذِیه: أَعطیته منها، و الاسم الحَذِیَّة و الحِذْوَةُ و الحُذْیا. و أَحْذَی الرجلَ: أَعطاه مما أَصاب، و الاسم الحِذْیَةُ. و الحَذِیَّةُ و الحُذْیا و الحُذَیَّا: و هی القِسْمة من الغنیمة. قال ابن بری: و الحُذَیَّا مثل الثُّرَیَّا ما أَعطی الرجلُ لصاحبه من غنیمة أَو جائزة. و منه المَثَلُ: بینَ الحُذَیَّا و بین الخُلْسةِ، قال ابن سیدة: و أَخَذَه بین الحُذَیَّا و الخُلْسة أَی بین الهِبةِ و الاسْتِلابِ؛ قال ابن بری و شاهد الحِذْوَةِ بمعنی الحُذَیَّا قول أَبی ذؤیب: و قائلةٍ: ما كانَ حِذْوَةَ بَعْلِها، غَداتَئِذٍ، من شَاءِ قَرْدٍ و كاهِلِ قَرْدٌ و كاهل: قبیلتان من هُذَیْل، و هذا البیت أورده ابن سیدة علی ما صوَّرته. قال ابن جنی: لام الحِذْیَةِ واو لقول أَبی ذؤیب، و أَنشد البیت. و حُذْیَایَ من هذا الشی‌ء أَی أَعطنی. و الحُذَیَّا: هَدیَّةُ البِشارة. و یقال: أَحْذانِی من الحُذْیا أَی أَعطانی مما أَصاب شیئاً. و أَحْذَاهُ حُذْیا أَی وهَبَها له. و‌فی الحدیث: مَثَلُ الجَلِیسِ الصالح مَثَلُ الدَّاریِّ، إِن لم یُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من رِیحه‌أَی إِن لم یعطك. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: فیُداوِینَ الجَرْحَی و یُحْذَیْنَ من الغنیمة‌أَی یُعْطَیْنَ. و‌فی حدیث الهَزْهازِ: ما أَصَبْتَ من عُمَر؟ قلتُ: الحُذْیا.اللحیانی: أَحْذَیْتُ الرجلَ طعنةً أَی طَعنتُه. ابن
(1). قوله [و حذتها] برفع التاء و نصبها كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 172
سیدة: و حَذَی اللبنُ اللسانَ و الخَلُّ فاه یَحْذِیه حَذْیَاً قَرَصه، و كذلك النبیذُ و نحوه، و هذا شراب یَحْذِی اللسان. و قال فی موضع آخر: و حَذَا الشرابُ اللسانَ یَحْذُوه حَذْواً قَرَصه، لغة فی حَذَاه یَحْذِیه؛ حكاها أَبو حنیفة، قال: و المعروف حَذَی یَحْذِی. و حَذَی الإِهابَ حَذْیاً: أَكثر فیه من التَخْرِیق. و حَذَا یده بالسكین حَذْیاً: قطعها، و فی التهذیب: فهو یَحْذِیها إِذا حَزَّها، و حَذَیْتُ یَدَه بالسكین. و حَذَتِ الشفرة النعلَ: قطعتها. و حَذَاه بلسانه: قطعه علی المَثَل. و رجل مِحْذَاءٌ: یَحْذِی الناسَ. و حَذِیَت الشاةُ تَحْذَی حَذیً، مقصور: فهو أَن یَنْقَطِعَ سَلاها فی بَطْنها فتَشْتَكی. ابنُ الفَرَج: حَذَوْتُ التُّراب فی وجوههم و حَثَوْتُ بمعنی واحد. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَبَدَّ یَده إِلی الأَرض عند انكشاف المسلمین، یومَ حُنَیْن، فأَخذ منها قَبْضَةً من تُرابٍ فَحَذَا بها فی وجوه المشركین فما زال حَدُّهم كَلِیلًا‌أَی حَثَی؛ قال ابن الأَثیر: أَی حَثَی علی الإِبدال أَو هما لغتان. و الحَذِیَّةُ: اسم هَضْبة؛ قال أَبو قِلابةَ: یَئِسْتُ من الحَذِیَّةِ أُمَّ عَمْروٍ، غَداةَ إِذ انْتَحَوْنِی بالجنَابِ

حری؛ ج14، ص: 172

: حَرَی الشی‌ءُ یَحْرِی حَرْیاً: نَقَصَ، و أَحْرَاه الزمانُ. اللیث: الحَرْیُ النُّقصان بعد الزیادة. یقال: إِنه یَحْرِی كما یَحْرِی القمرُ حَرْیاً یَنْقُصُ الأَوّل منه فالأَول؛ و أَنشد شمر: ما زَالَ مَجْنُوناً علی اسْتِ الدَّهْرِ، فی بَدَنٍ یَنْمِی و عَقْلٍ یَحْرِی و‌فی حدیث وفاة النبی، صلی الله علیه و سلم: فما زال جِسْمُه یَحْرِی‌أَی یَنْقُص. و منه‌حدیث الصِّدیق، رضی الله عنه: فما زال جِسْمُه یَحْرِی بعد وفاةِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، حتی لَحِقَ به.و‌فی حدیث عمرو بن عَبْسَة: فإِذا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مُسْتَخْفِیاً حِراءٌ علیه قومُه‌أَی غِضَابٌ ذَوُو هَمٍّ و غَمٍّ قد انْتَقَصَهم أَمْرُه و عِیلَ صَبْرُهم به حتی أَثَّر فی أَجْسامهم. و الحَارِیَةُ: الأَفْعی التی قد كبِرتْ و نَقَص جسمها من الكِبَر و لم یبق إِلا رأْسُها و نَفَسُها و سَمُّها، و الذَّكر حارٍ؛ قال: أَو حارِیاً من القُتَیْراتِ الأُوَلْ، أَبْتَرَ قِیدَ الشِّبرِ طُولًا أَو أَقَلّ و أَنشد شمر: انْعَتْ علی الجَوْفاءِ فی الصُّبْح الفَضِحْ حوَیْرِیاً مثلَ قَضِیبِ المُجْتَدِحْ و الحَراة: الساحةُ و العَقْوَةُ و الناحیةُ، و كذلك الحَرَا، مقصور. یقال: اذْهَبْ فلا أَرَیَنَّكَ بِحَرَایَ و حَرَاتِی. و یقال: لا تَطُرْ حَرَانا أَی لا تَقْرَبْ ما حولنا. و‌فی حدیث رجل من جُهَینة: لم یكن زید بنُ خالد یَقْرَبه بِحَراهُ سُخْطاً لله عز و جل؛ الحَرَا، بالفتح و القصر: جَنابُ الرجل. و الحَرَا و الحَرَاةُ: ناحیةُ الشی‌ء. و الحَرَا: موضع البَیْض؛ قال: بَیْضَةٌ ذادَ هَیْقُها عن حَرَاها كُلَّ طارٍ علیه أَن یَطْراها هو الأُفْحُوصُ و الأُدْحِیُّ، و الجمع أَحْرَاء. و الحَرَا: الكِناسُ. التهذیب: الحَرَا كُلُّ موضع لظَبْیٍ یأْوِی إِلیه. الأَزهری: قال اللیث فی تفسیر الحَرَا إِنه مَبِیضُ النَّعام أَو مأْوَی الظَّبْی، و هو باطل، و الحَرَا عند العرب ما رواه أَبو عبید عن
لسان العرب، ج‌14، ص: 173
الأَصمعی: الحَرَا جَنابُ الرجل و ما حوله، یقال: لا تَقْرَبَنَّ حَرَانا. و یقال: نزل بحَرَاهُ و عَرَاهُ إِذا نزل بساحته. و حَرَا مَبِیضِ النَّعامِ: ما حَوْله، و كذلك حَرَا كِناسِ الظَّبْی ما حَوْله. و الحَرَا: موضعُ بَیْضِ الیَمامة. و الحَرَا و الحَرَاة: الصوتُ و الجَلَبة و صوتُ التِهاب النار و حَفیفُ الشجر، و خَصَّ ابن الأَعرابی به مرةً صوتَ الطیر. و حَرَاةُ النار، مقصورٌ: التهابها؛ ذكره جماعة اللغویین؛ قال ابن بری: قال علی بن حمزة هذا تصحیف و إِنما هو الخَوَاة، بالخاء و الواو، قال: و كذا قال أَبو عبید الخَوَاة بالخاء و الواو. و الحَرَی: الخَلِیقُ كقولك بالحَرَی أَن یكون ذلك، و إِنه لَحَریً بكذا و حَرٍ و حَرِیٌّ، فمن قال حَریً لم یغیره عن لفظه فیما زاد علی الواحد و سَوَّی بین الجِنْسین، أَعنی المذكر و المؤنث، لأَنه مصدر؛ قال الشاعر: و هُنَّ حَریً أَن لا یُثِبْنَكَ نَقْرَةً، و أَنتَ حَریً بالنارِ حینَ تُثِیبُ و من قال حَرٍ و حَرِیٌّ ثَنَّی و جمع و أَنث فقال: حَرِیانِ و حَرُونَ و حَرِیَة و حَرِیَتانِ و حَرِیاتٌ و حَرِیَّانِ و حَرِیُّونَ و حَرِیَّة و حَرِیَّتانِ و حَرِیَّاتٌ. و فی التهذیب: و هم أَحْرِیاء بذلك و هُنَّ حَرَایَا و أَنتم أَحْرَاءٌ، جمع حَرٍ. و قال اللحیانی: و قد یجوز أَن تثنی ما لا تجمع لأَن الكسائی حكی عن بعض العرب أَنهم یثنون ما لا یجمعون فیقول إِنهما لحَرَیانِ أَن یفعلا؛ و كذلك رُوِیَ بیتُ عَوْفِ بن الأَحْوصِ الجَعْفَرِی: أَوْدَی بَنِیَّ فَما بِرَحْلِی مِنْهُمُ إِلا غُلاما بَیَّةٍ ضَنَیانِ بالفتح، كذا أَنشده أَبو علی الفارسی و صرح بأَنه مفتوح؛ قال ابن بری شاهدُ حَرِیّ قولُ لبید: من حَیاةٍ قد سَئِمْنا طُولَها، و حَرِیٌّ طُولُ عَیْشٍ أَن یُمَلّ و‌فی الحدیث: إِن هذا لَحرِیٌّ إِنْ خَطَبَ أَن یَنْكِحَ.یقال: فلان حَرِیٌّ بكذا و حَریً بكذا و حَرٍ بكذا و بالحَرَی أَن یكون كذا أَی جَدیرٌ و خَلِیقٌ. و یُحَدِّثُ الرجلُ الرجلَ فیقولُ: بالحَرَی أَن یكون، و إِنه لمَحْریً أَن یفعل ذلك؛ عن اللحیانی. و إِنه لمَحْراة أَن یفعلَ، و لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث كقولك مَخْلَقة و مَقْمَنة. و هذا الأَمر مَحْراةٌ لذلك أَی مَقْمنة مثل مَحْجَاة. و ما أَحْرَاه: مثل ما أَحْجاه، و أَحْرِ به: مِثْل أَحْجِ به؛ قال: و مُسْتَبْدِلٍ من بَعْدِ غَضْیَا صُرَیْمَةً، فأَحْرِ به لطُولِ فَقْرٍ و أَحْرِیَا أَی و أَحْرِیَنْ، و ما أَحْراهُ به؛ و قال الشاعر: فإِن كنتَ تُوعِدُنا بالهِجاء، فأَحْرِ بمَنْ رامَنا أَن یَخِیبَا و قولهم فی الرجل إِذا بلغ الخمسین حَریً؛ قال ثعلب: معناه هو حَریً أَن یَنالَ الخیرَ كله. و‌فی الحدیث: إِذا كان الرجلُ یَدْعُو فی شَبِیبَتِه ثم أَصابه أَمرٌ بعدَ ما كَبِرَ فبالحَرَی أَن یُسْتجابَ له.و من أَحْرِ به اشْتُقَّ التَّحَرِّی فی الأَشیاء و نحوها، و هو طَلَبُ ما هو أَحْرَی بالاستعمال فی غالب الظن، كما اشتق التَّقَمُّن من القَمِین. و فلان یتَحَرَّی الأَمرَ أَی یتَوَخّاه و یَقْصِده. و التَّحَرِّی: قصْدُ الأَوْلی و الأَحَقِّ، مأْخوذ من الحَرَی و هو الخَلیقُ، و التَّوَخِّی مثله. و‌فی الحدیث: تحَرَّوْا لیلةَ القَدْرِ فی العَشْرِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 174
الأَواخِر‌أَی تعَمَّدوا طلبها فیها. و التَّحَرِّی: القَصْدُ و الاجتهادُ فی الطلب و العزمُ علی تخصیص الشی‌ء بالفعل و القول؛ و منه‌الحدیث: لا تَتَحَرَّوْا بالصلاة طلوعَ الشمسِ و غروبَها.و تحَرَّی فلانٌ بالمكان أَی تمكَّث. و قوله تعالی: فَأُولٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً؛ أَی توَخَّوْا و عَمَدُوا، عن أَبی عبید؛ و أَنشد لإمرئ القیس: دِیمةٌ هَطْلاء فیها وطَفٌ، طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّی و تَدُرْ [تَدِرْ و حكی اللحیانی: ما رأَیتُ من حَرَاتِه و حَرَاه، لم یزد علی ذلك شیئاً. و حَرَی أَن یكون ذاك: فی معنی عسَی. و تَحَرَّی ذلك: تعَمَّده. و حِرَاء، بالكسر و المد: جبل بمكة معروف، یذكر و یؤَنث. قال سیبویه: منهم من یصرفه و منهم من لا یصرفه یجعله اسماً للبقعة؛ و أَنشد: و رُبَّ وَجْهٍ مِن حِرَاءٍ مُنْحَن و أَنشد أَیضاً: ستَعْلم أَیَّنا خیراً قدیماً، و أَعْظَمَنا ببَطْنِ حِرَاءَ نارا قال ابن بری: هكذا أَنشده سیبویه. قال: و هو لجریر؛ و أَنشده الجوهری: أَ لَسْنا أَكرَمَ الثَّقَلَیْنِ طُرّاً، و أَعْظَمَهم ببطْن حِراءَ نارا قال الجوهری: لم یصرفه لأَنه ذهب به إِلی البلدة التی هو بها. و‌فی الحدیث: كان یتَحَنَّثُ بحِراءٍ، هو بالكسر و المد جبل من جبال مكة. قال الخطابی: كثیر من المحدّثین یَغْلَطون فیه فیفْتَحون حاءه و یَقْصُرونه و یُمیلونه، و لا تجوز إِمالته لأَن الراء قبل الأَلف مفتوحة، كما لا تجوز إِمالة راشد و رافع.

حرو؛ ج14، ص: 174

ابن سیدة: الحَرْوَةُ حُرْقةٌ یَجِدُها الرجلُ فی حَلْقه و صَدْره و رأْسه من الغَیْظ و الوَجَع. و الحَرْوَة: الرائحة الكریهة مع حِدَّةٍ فی الخَیاشِیم. و الحَرْوَةُ و الحَرَاوَةُ: حَرَافةٌ تكون فی طَعْم نحو الخَرْدل و ما أَشبهه حتی یقالُ: لهذا الكُحْل حَرَاوَة و مَضاضَة فی العین. النضر: الفُلْفُل له حَرَاوَة، بالواو، و حَرَارة، بالراء. یقال: إِنی لأَجد لهذا الطعام حَرْوَة و حَرَاوة أَی حَرارة، و ذلك من حَرافةِ شی‌ء یؤْكل. قال الأَزهری: ذكر اللیث الحِرَّ فی المعتل هاهنا، و بابُ المضاعف أَولی به، و قد ذكرناه فی ترجمة حرح و فی ترجمة رحا. یقال: رَحَاه إِذا عَظَّمه، و حَرَاه إِذا أَضاقَه، و الله أعلم.

حزا؛ ج14، ص: 174

: التَّحَزِّی: التَّكَهُّنُ. حَزَی حَزْیاً و تَحَزَّی تكَهَّنَ؛ قال رؤْبة: لا یأْخُذُ التَّأْفِیكُ و التَّحَزِّی فینا، و لا قوْلُ العِدَی ذو الأَزِّ و الحَازِی: الذی ینظر فی الأَعضاء و فی خِیلانِ الوجْهِ یتَكَهَّنُ. ابن شمیل: الحَازِی أَقَلُّ علماً من الطارق، و الطارقُ یكاد أَنْ یكون كاهِناً، و الحَازِی یقول بظَنٍّ و خَوْف، و العائِفُ العالم بالأُمور، و لا یُسْتَعافُ إِلا مَنْ عَلِمَ و جَرَّبَ و عرَفَ، و العَرّافُ الذی یَشُمُّ الأَرض فیعرف مَواقِعَ المیاه و یعْرِفُ بأَیِّ بلد هو و یقول دَواءُ الذی بفلان كذا و كذا، و رجل عَرّافٌ و عائِفٌ و عنده عِرَافة و عِیافَةٌ بالأُمور. و قال اللیث: الحَازِی الكاهِنُ، حَزَا یَحْزُو و یَحْزِی و یَتَحَزَّی؛ و أَنشد: و من تَحَزَّی عاطِساً أَ و طَرَقا و قال: و حَازِیَةٍ مَلْبُونَةٍ و مُنَجِّسٍ، و طارقةٍ فی طَرْقِها لم تُسَدِّدِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 175
و قال ابن سیدة فی موضع آخر: حَزَا حَزْواً و تَحَزَّی تكَهَّنَ، و حَزَا الطیرَ حَزْواً: زَجَرَها، قال: و الكلمة یائیة و واویة. و حَزَی النخلَ حَزْیاً: خَرَصه. و حَزَی الطیرَ حَزْیاً: زَجَرَها. الأَزهری عن الأَصمعی: حَزَیْتُ الشی‌ء أَحْزِیه إِذا خَرَصتَه و حَزَوْتُ، لغتان من الحازِی، و منه حَزَیْتُ الطیرَ إِنما هو الخَرْصُ. و یقال لخارص النخل حَازٍ، و للذی ینظر فی النجوم حَزَّاءٌ، لأَنه ینظر فی النجوم و أَحكامها بظنه و تقدیره فربما أَصاب. أَبو زید: حَزَوْنا الطیرَ نَحْزُوها حَزْواً زَجَرْناها زَجْراً. قال: و هو عندهم أَن یَنْغِقَ الغُرابُ مستقبِلَ رجل و هو یرید حاجة فیقول هو خیر فیخرج، أَو یَنْغِقَ مُسْتدْبِرَه فیقول هذا شر فلا یخرج، و إِن سَنَح له شی‌ء عن یمینه تیَمَّنَ به، أَو سَنَح عن یساره تشاءَم به، فهو الحَزْوُ و الزَّجْرُ. و‌فی حدیث هِرَقل: كان حَزَّاء؛ الحَزَّاءُ و الحَازِی: الذی یَحْزُرُ الأَشیاء و یقَدِّرُها بظنه. یقال: حَزَوْتُ الشی‌ءَ أَحْزُوه و أَحْزِیه. و‌فی الحدیث: كان لفرعونَ حازٍ‌أَی كاهِنٌ. و حَزَاه السَّرابُ یَحْزِیه حَزْیاً: رَفَعه؛ و أَنشد: فلما حَزَاهُنَّ السَّرابُ بعَیْنِه علی البِیدِ، أَذْرَی عَبرَةً و تتَبَّعا و قال الجوهری: حَزَا السَّرابُ الشخصَ یَحْزُوه و یَحْزِیه إِذا رفعه؛ قال ابن بری: صوابه و حَزَا الآل؛ و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی قال: إِذا رُفِعَ له شخص الشی‌ء فقد حُزِیَ، و أَنشد: فلما حَزَاهُنَّ السرابُ «2» … و الحَزَا و الحَزَاءُ جمیعاً: نبتٌ یشبِه الكَرَفْس، و هو من أَحْرار البُقول، و لریحه خَمْطَةٌ، تزعم الأَعراب أَن الجن لا تدخل بیتاً یكون فیه الحَزاءُ، و الناس یَشْرَبون ماءَه من الرِّیح و یُعَلَّقُ علی الصبیان إِذا خُشِیَ علی أَحدهم أَن یكون به شی‌ء. و قال أَبو حنیفة: الحَزَا نوعانِ أَحدهما ما تقدم، و الثانی شجرة ترتفع علی ساق مقدارَ ذراعین أَو أَقلّ، و لها ورقة طویلة مُدْمَجة دقیقةُ الأَطراف علی خِلْقَة أَكِمَّةِ الزَّرْع قبل أَن تتَفَقَّأ، و لها بَرَمَة مثل بَرَمَةِ السَّلَمَةِ و طولُ ورَقها كطول الإِصْبَع، و هی شدیدة الخُضْرة، و تزداد علی المَحْلِ خُضْرَةً، و هی لا یَرْعاها شی‌ء، فإِن غَلِطَ بها البعیر فذاقها فی أَضعاف العُشْب قتَلَتْه علی المكان، الواحدة حَزَاةٌ و حَزَاءَةٌ. و‌فی حدیث بعضهم: الحَزاة یشربها أَكایِسُ النساء للطُّشَّةِ؛ الحَزَاة: نبت بالبادیة یشبه الكَرَفْس إِلا أَنه أَعظم ورقاً منه، و الحَزَا جِنسٌ لها، و الطُّشَّةُ الزُّكامُ، و‌فی روایة: یَشْترِیها أَكایسُ النساء للخافِیَةِ و الإِقْلاتِ؛ الخافِیَةُ: الجِنُّ، و الإِقلاتُ: مَوْتُ الوَلد، كأَنهم كانوا یَرَوْنَ ذلك من قِبَلِ الجنّ، فإِذا تَبَخَّرْنَ به منَعَهُنَّ من ذلك. قال شمر: تقول ریحُ حَزَاء فالنَّجاء؛ قال: هو نباتٌ ذَفِرٌ یُتَدَخَّنُ به للأَرْواح، یُشْبه الكَرَفْسَ و هو أَعظم منه، فیقال: اهْرُبْ إِن هذا ریحُ شرٍّ. قال: و دخل عَمْرو بن الحَكَم النَّهْدِیُّ علی یزید بن المُهَلَّب و هو فی الحبس، فلما رآه قال: أَبا خالد ریحُ حَزَاء فالنَّجاء، لا تَكُنْ فَریسةً للأَسَدِ اللَّابِدِ، أَی أَن هذا تَباشِیرُ شَرٍّ، و ما یجی‌ء بعد هذا شرٌّ منه. و قال أَبو الهیثم: الحَزَاء ممدود لا یقصر. و قال شمر: الحَزَاء یمدّ و یقصر. الأَزهری: یقال أَحْزَی یُحْزی إِحْزَاءً إِذا هابَ؛ و أَنشد: و نفْسِی أَرادَتْ هَجْرَ لیْلی فلم تُطِقْ لها الهَجْرَ هابَتْه، و أَحْزَی جَنِینُها و قال أَبو ذؤَیب:
(2). البیت
لسان العرب، ج‌14، ص: 176
كعُوذِ المُعَطَّعفِ أَحْزَی لها بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَدِی أَی رَجَع لها رَأْمٌ أَی ولدٌ ردی‌ءٌ هالكٌ ضعیفٌ. و العُوذُ: الحدیثةُ العهد بالنَّتاج. و المُحْزَوْزی: المُنْتَصِبُ، و قیل: هو القَلِقُ، و قیل: المُنْكسر. و حُزْوَی و الحَزْوَاءُ و حَزَوْزَی: مواضع. و حُزْوَی: جبل من جبال الدَّهْناء؛ قال الأَزهری: و قد نزلت به. و حُزْوَی، بالضم: اسم عُجْمةٍ من عُجَمِ الدَّهْناء، و هی جُمْهور عظیم یَعْلو تلك الجماهیرَ؛ قال ذو الرمة: نَبَتْ عیناكَ عن طَللٍ بحُزْوَی، عَفَتْه الریحُ و امْتُنِحَ القِطارَا و النسبة إِلیها حُزَاوِیٌّ؛ و قال ذو الرمة: حُزَاوِیَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقِلِیَّةٌ تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَزَاورِ قال ابن بری: صوابه حُزاویةٍ بالخفض؛ و كذلك ما بعده لأَن قبله: كأَنَّ عُرَی المَرْجانِ منها تعلَّقَتْ علی أُمِّ خِشْفٍ من ظِباءِ المَشاقِر قال: و قوله الحَزَاور صوابه الحَرَائِر و هی كرائم الرِّمال، و أَما الحَزَاورُ فهی الرَّوابی الصِّغارُ، الواحدة حَزْوَرَةٌ.

حسا؛ ج14، ص: 176

: حَسَا الطائرُ الماءَ یَحْسُو حَسْواً: و هو كالشُّرْب للإِنسان، و الحَسْوُ الفِعْل، و لا یقال للطائر شَرِبَ، و حَسا الشی‌ءَ حَسْواً و تحَسَّاهُ. قال سیبویه: التَّحَسِّی عمل فی مُهْلةٍ. و احْتَسَاه: كتَحَسَّاه. و قد یكون الاحْتِسَاءُ فی النوم و تَقَصِّی سَیْرِ الإِبلِ، یقال: احْتَسَی سیرَ الفرس و الجمل و الناقةِ؛ قال: إِذا احْتَسی یَوْمَ هَجِیرٍ هائِف غُرُورَ عِیدِیّاتها الخَوانِف و هُنَّ یَطْوِینَ علی التَّكالِف بالسَّیْفِ أَحْیاناً و بالتَّقاذُف جمع بین الكسر و الضم، و هذا الذی یسمیه أَصحاب القوافی السناد فی قول الأَخفش، و اسم ما یُتَحَسَّی الحَسِیَّةُ و الحَسَاءُ، ممدود، و الحَسْوُ؛ قال ابن سیدة: و أُرَی ابن الأَعرابی حكی فی الاسم أَیضاً الحَسْوَ علی لفظ المصدر، و الحَسَا، مقصور، علی مثال القَفا، قال: و لست منهما علی ثقة، و الحُسْوَةُ، كله: الشی‌ء القلیل منه. و الحُسْوةُ: مِلْ‌ءُ الفَمِ. و یقال: اتخذوا لنا حَسِیَّةً؛ فأَما قوله أَنشده ابن جنی لبعض الرُّجَّاز: و حُسَّد أَوْشَلْتُ مِن حِظاظِها علی أَحَاسِی الغَیْظِ و اكْتِظاظِها قال ابن سیدة: عندی أَنه جمع حَسَاءٍ علی غیر قیاس، و قد یكون جمع أُحْسِیَّةٍ و أُحْسُوَّةٍ كأُهْجِیَّةٍ و أُهْجُوَّة، قال: غیر أَنی لم أَسمعه و لا رأَیته إِلا فی هذا الشعر. و الحَسْوة: المرة الواحدة، و قیل: الحَسْوة و الحُسْوَة لغتان، و هذان المثالان یعتقبان علی هذا الضرب كثیراً كالنَّغْبة و النُّغْبة و الجَرْعة و الجُرْعة، و فرق یونس بین هذین المثالین فقال: الفَعْلة للفِعْل و الفُعْلة للاسم، و جمع الحُسْوَة حُسیً، و حَسَوْت المَرَق حَسْواً. و رجل حَسُوٌّ: كثیر التَّحَسِّی. و یوم ك حَسْوِ الطیر أَی قصیر. و العرب تقول: نِمتُ نَوْمةً كحَسْوِ الطیر إِذا نام نوماً قلیلًا. و الحَسُوُّ علی فَعُول: طعام معروف، و كذلك الحَساءُ، بالفتح و المد، تقول: شربت حَسَاءً و حَسُوّاً. ابن السكیت: حَسَوْتُ شربت حَسُوّاً و حَسَاءً، و شربت
لسان العرب، ج‌14، ص: 177
مَشُوّاً و مَشَاءً، و أَحْسَیْتُه المَرَق فحَسَاه و احْتَسَاه بمعنی، و تحَسَّاه فی مُهْلة. و فی الحدیث ذكْرُ الحَسَاءِ، بالفتح و المد، هو طبیخٌ یُتَّخذ من دقیقٍ و ماءٍ و دُهْنٍ، و قد یُحَلَّی و یكون رقیقاً یُحْسَی. و قال شمر: یقال جعلت له حَسْواً و حَساءً و حَسِیَّةً إِذا طَبَخَ له الشی‌ءَ الرقیقَ یتَحَسَّاه إِذا اشْتَكَی صَدْرَه، و یجمع الحَسَا حِساءً و أَحْساءً. قال أَبو ذُبْیان بن الرَّعْبل: إِنَّ أَبْغَضَ الشُّیوخ إِلیَّ الحَسُوُّ الفَسُوُّ الأَقْلَحُ الأَمْلَحُ؛ الحَسُوُّ: الشَّروبُ. و قد حَسَوْتُ حَسْوَةً واحدة. و فی الإِناء حُسْوَةٌ، بالضم، أَی قَدْرُ ما یُحْسَی مَرَّةً. ابن السكیت: حَسَوْتُ حَسْوةً واحدة، و الحُسْوَةُ مِلْ‌ءُ الفم. و قال اللحیانی: حَسْوَة و حُسْوَة و غَرْفة و غُرْفة بمعنی واحد. و كان یقال لأَبی جُدْعانَ حَاسِی الذَّهَب لأَنه كان له إِناءٌ من ذهب یَحْسُو منه. و‌فی الحدیث: ما أَسْكَرَ منه الفَرَقُ فالحُسْوَةُ حرام؛ الحُسْوةُ، بالضم: الجُرْعة بقدر ما یُحْسی مرَّة واحدة، و بالفتح المرة. ابن سیدة: الحِسْیُ سَهْلٌ من الأَرض یَسْتنقع فیه الماء، و قیل: هو غَلْظٌ فوقه رَمْلٌ یجتمع فیه ماء السماء، فكلما نزَحْتَ دَلْواً جَمَّتْ أُخری. و حكی الفارسی عن أَحمد بن یحیی حِسْیٌ و حِسًی، و لا نظیر لهما إِلَّا مِعْی و مِعیً، و إِنْیٌ من اللیل و إِنًی. و حكی ابن الأَعرابی فی حِسْیٍ حَساً، بفتح الحاء علی مثال قَفاً، و الجمع من كل ذلك أَحْساءٌ و حِساءٌ. و احْتَسَی حِسْیاً: احْتَفره، و قیل: الاحْتِسَاءُ نَبْثُ الترابِ لخروج الماء. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من بنی تمیم یقول احْتَسَیْنَا حِسْیاً أَی أَنْبَطْنا ماءَ حِسْیٍ. و الحِسْیُ: الماء القلیل. و احْتَسَی ما فی نفسه: اخْتَبرَه؛ قال: یقُولُ نِساءٌ یَحْتَسِینَ مَوَدَّتی لِیَعْلَمْنَ ما أُخْفی، و یَعلَمْن ما أُبْدی الأَزهری: و یقال للرجل هل احْتَسَیْتَ من فلان شیئاً؟ علی معنی هل وجَدْتَ. و الحَسَی و ذو الحُسَی، مقصوران: موضعان؛ و أَنشد ابن بری: عَفَا ذُو حُسًی من فَرْتَنَا فالفَوارِع و حِسْیٌ: موضع. قال ثعلب: إِذا ذَكَر كثیرٌ غَیْقةَ فمعها حِسَاءٌ، و قال ابن الأَعرابی: فمعها حَسْنَی. و الحِسْی: الرمل المتراكم أَسفله جبل صَلْدٌ، فإِذا مُطِرَ الرمل نَشِفَ ماءُ المطر، فإِذا انْتَهی إِلی الجبل الذی أَسْفلَه أَمْسَكَ الماءَ و منع الرملُ حَرَّ الشمسِ أَن یُنَشِّفَ الماء، فإِذا اشتد الحرُّ نُبِثَ وجْهُ الرملِ عن ذلك الماء فنَبَع بارداً عذباً؛ قال الأَزهری: و قد رأَیت بالبادیة أَحْساءً كثیرة علی هذه الصفة، منها أَحْسَاءُ بنی سَعْدٍ بحذاء هَجَرَ و قُرَاها، قال: و هی الیومَ دارُ القَرامطة و بها منازلهم، و منها أَحْسَاءُ خِرْشافٍ، و أَحْسَاءُ القَطِیف، و بحذَاء الحاجر فی طریق مكة أَحْسَاءٌ فی وادٍ مُتَطامِن ذی رمل، إِذا رَوِیَتْ فی الشتاء من السُّیول الكثیرة الأَمطار لم ینقطع ماءُ أَحْسَائها فی القَیْظ. الجوهری: الحِسْیُ، بالكسر، ما تُنَشِّفه الأَرض من الرمل، فإِذا صار إِلی صَلابةٍ أَمْسكَتْه فتَحْفِرُ عنه الرملَ فتَسْتَخْرجه، و هو الاحْتِسَاءُ، و جمع الحِسْیِ الأَحْسَاء، و هی الكِرَارُ. و‌فی حدیث أَبی التَّیِّهان: ذَهَبَ یَسْتَعْذِب لنا الماءَ من حِسْیِ بنی حارثةَ؛ الحِسْیُ بالكسر و سكون السین و جمعه أَحْسَاء: حَفِیرة قریبة القَعْر، قیل إِنه لا یكون إِلا فی أَرض أَسفلها حجارة و فوقها رمل، فإِذا أُمْطِرَتْ نَشَّفه الرمل، فإِذا
لسان العرب، ج‌14، ص: 178
انتهی إِلی الحجارة أَمْسكَتْه؛ و منه‌الحدیث: أَنهم شَرِبوا من ماء الحِسْیِ.و حَسِیتُ الخَبَر، بالكسر: مثل حَسِسْتُ؛ قال أَبو زُبَیْدٍ الطائی: سِوَی أَنَّ العِتَاقَ من المَطایا حَسِینَ به، فهُنّ إِلیه شُوسُ و أَحْسَیْتُ الخَبر مثله؛ قال أَبو نُخَیْلةَ: لما احْتَسَی مُنْحَدِرٌ من مُصْعِدِ أَنَّ الحَیا مُغْلَوْلِبٌ، لم یَجْحَدِ احْتَسَی أَی اسْتَخْبَر فأُخْبِر أَن الخِصْبَ فاشٍ، و المُنْحدِر: الذی یأْتی القُرَی، و المُصْعِدُ: الذی یأْتی إِلی مكة. و‌فی حدیث عوف بن مالك: فهَجَمْتُ علی رجلین فقلتُ هل حَسْتُما من شی‌ء؟ قال ابن الأَثیر: قال الخطابی كذا ورد و إِنما هو هل حَسِیتُما؟ یقال: حَسِیتُ الخَبر، بالكسر، أَی علمته، و أَحَسْتُ الخبر، و حَسِسْتُ بالخبر، و أَحْسَسْتُ به، كأَنَّ الأَصلَ فیه حَسِسْتُ فأَبْدلوا من إِحدی السینین یاء، و قیل: هو من قولهم ظَلْتُ و مَسْتُ فی ظَلِلْتُ و مَسِسْتُ فی حذف أَحد المثلین، و روی بیت أَبی زُبَیْدٍ أَحَسْنَ به. و الحِسَاء: موضع؛ قال عبد الله بن رَواحَةَ الأَنصاریُّ یُخاطب ناقَته حین توجه إِلی مُوتَةَ من أَرض الشأْم: إِذا بَلَّغْتِنی و حَمَلْتِ رَحْلِی مَسِیرةَ أَرْبَعٍ، بعدَ الحِسَاء

حشا؛ ج14، ص: 178

: الحَشَی: ما دُون الحِجابِ مما فی البَطْن كُلّه من الكَبِد و الطِّحال و الكَرِش و ما تَبعَ ذلك حَشًی كُلُّه. و الحَشَی: ظاهر البطن و هو الحِضْنُ؛ و أَنشد فی صفة امرأَة: هَضِیم الحَشَی ما الشمسُ فی یومِ دَجْنِها و یقال: هو لَطیفُ الحَشَی إِذا كان أَهْیَفَ ضامِرَ الخَصْر. و تقول: حَشَوْتُه سهماً إِذا أَصبتَ حَشَاه، و قیل: الحَشَی ما بین ضِلَعِ الخَلْف التی فی آخر الجَنْبِ إِلی الوَرِك. ابن السكیت: الحَشَی ما بین آخِرِ الأَضْلاع إِلی رأْس الوَرِك. قال الأَزهری: و الشافعی سَمَّی ذلك كله حِشْوَةً، قال: و نحو ذلك حفظته عن العرب، تقول لجمیع ما فی البطن حِشْوَة، ما عدا الشحم فإِنه لیس من الحِشْوة، و إِذا ثنیت قلت حَشَیانِ. و قال الجوهری: الحَشَی ما اضْطَمَّت علیه الضلوع؛ و قولُ المُعَطَّل الهذلی: یَقُولُ الذی أَمْسَی إِلی الحَزْنِ أَهْلُه: بأَیّ الحَشَی أَمْسَی الخَلِیطُ المُبایِنُ؟ یعنی الناحیةَ. التهذیب: إِذا اشْتَكَی الرجلُ حَشَاه و نَساه فهو حَشٍ و نَسٍ، و الجمع أَحْشَاءٌ. الجوهری: حِشْوَةُ البطن و حُشْوته، بالكسر و الضم، أَمعاؤُه. و‌فی حدیث المَبْعَثِ: ثم شَقَّا بَطْنی و أَخْرَجا حِشْوَتی؛ الحُشْوَةُ، بالضم و الكسر: الأَمعاء. و‌فی مَقْتل عبد الله بن جُبَیْر: إِنْ حُشْوَتَه خَرَجَت.الأَصمعی: الحُشْوَة موضع الطعام و فیه الأَحْشَاءُ و الأَقْصابُ. و قال الأَصمعی: أَسفلُ مواضع الطعام الذی یُؤدِّی إِلی المَذْهَب المَحْشَاةُ، بنصب المیم، و الجمع المَحَاشِی، و هی المَبْعَرُ من الدواب، و‌قال: إِیاكم و إِتْیانَ النساءِ فی مَحَاشِیهنَّ فإِنَّ كُلَّ مَحْشَاةٍ حَرامٌ.و‌فی الحدیث: مَحَاشِی النساء حرامٌ.قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و هی جمع مَحْشَاة لأَسفل مواضع الطعام من الأَمْعاء فكَنَی به عن الأَدْبار؛ قال: و یجوز أَن تكون المَحَاشِی جمع المِحْشَی، بالكسر، و هی العُظَّامَة التی تُعَظِّم بها المرأَة عَجیزتها فكَنَی بها عن الأَدْبار.
لسان العرب، ج‌14، ص: 179
و الكُلْیتانِ فی أَسفل البطن بینهما المَثانة، و مكانُ البول فی المَثانة، و المَرْبَضُ تحت السُّرَّة، و فیه الصِّفَاقُ، و الصِّفاقُ جلدة البطن الباطنةُ كلها، و الجلدُ الأَسفل الذی إِذا انخرق كان رقیقاً، و المَأْنَةُ ما غَلُظَ تحت السُّرَّة «3». و الحَشَی: الرَّبْوُ؛ قال الشَّمَّاخ: تُلاعِبُنی، إِذا ما شِئْتُ، خَوْدٌ، علی الأَنْماطِ، ذاتُ حَشًی قَطِیعِ و یروی: خَوْدٍ، علی أَن یجعل من نعت بَهْكنةٍ فی قوله: و لو أَنِّی أَشاءُ كَنَنْتُ نَفْسِی إِلی بَیْضاءَ، بَهْكَنةٍ شَمُوعِ أَی ذات نَفَس مُنْقَطِعٍ من سِمَنها، و قَطِیعٍ نعتٌ لحَشًی. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، خرج من بیتها و مضی إِلی البَقِیع فتَبِعَتْهُ تَظُنُّ أَنه دخل بعضَ حُجَرِ نسائه، فلما أَحَسَّ بسَوادِها قصَدَ قَصْدَه فعَدَتْ فعَدَا علی أَثرها فلم یُدْرِكْها إِلا و هی فی جَوْفِ حُجْرَتِها، فدنا منها و قد وَقَع علیها البُهْرُ و الرَّبْوُ فقال لها: ما لی أَراكِ حَشْیَا «4». رابیَةً‌أَی ما لَكِ قد وقعَ علیك الحَشَی، و هو الرَّبْوُ و البُهْرُ و النَّهِیجُ الذی یَعْرِض للمُسْرِع فی مِشْیَته و المُحْتَدِّ فی كلامه من ارتفاع النَّفَس و تَواتُره، و قیل: أَصله من إِصابة الرَّبْوِ حَشاه. ابن سیدة: و رجل حَشٍ و حَشْیَانُ من الرَّبْوِ، و قد حَشِیَ، بالكسر؛ قال أَبو جندب الهذلی: فنَهْنَهْتُ أُولی القَوْمِ عنهم بضَرْبةٍ، تنَفَّسَ منها كلُّ حَشْیَانَ مُجْحَرِ و الأُنثی حَشِیَةٌ و حَشْیا، علی فَعْلی، و قد حَشِیا حَشًی. و أَرْنب مُحَشِّیَة الكِلابِ أَی تَعْدُو الكلابُ خلفها حتی تَنْبَهِرَ. و المِحْشَی: العُظَّامة تُعَظِّم بها المرأَة عَجِیزتَها؛ و قال: جُمّاً غَنیَّاتٍ عن المَحَاشِی و الحَشِیَّةُ: مِرْفَقة أَو مِصْدَغة أَو نحوُها تُعَظِّم بها المرأَة بدنَها أَو عجیزتها لتُظَنَّ مُبَدَّنةً أَو عَجْزاء، و هو من ذلك؛ أَنشد ثعلب: إِذا ما الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشَایَا، كَفاها أَن یُلاثَ بها الإِزارُ ابن سیدة: و احْتَشَتِ المرأَةُ الحَشِیَّةَ و احْتَشَتْ بها كلاهما لبستها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لا تَحْتَشِی إِلا الصَّمیمَ الصادقا یعنی أَنها تَلْبَسُ الحَشَایا لأَن عِظَمَ عجیزتها یُغْنیها عن ذلك؛ و أَنشد فی التَّعدِّی بالباء: كانت إِذا الزُّلُّ احْتَشَیْنَ بالنُّقَبْ، تُلْقِی الحَشایا ما لَها فیها أَرَبْ الأَزهری: الحَشِیَّةُ رِفاعةُ المرأَة، و هو ما تضعه علی عجیزتها تُعَظِّمُها به. یقال: تحَشَّتِ المرأَةُ تحَشِّیاً، فهی مُتَحَشِّیةٌ. و الاحْتِشَاءُ: الامتلاءُ، تقول: ما احْتَشَیْتُ فی معنی امْتلأْتُ. و احْتَشَتِ المُسْتحاضةُ: حَشَتْ نفْسَها بالمَفارِم و نحوها، و كذلك الرجل ذو الإِبْرِدَةِ. التهذیب: و الاحْتِشَاءُ احْتِشَاءُ الرجل ذی الإِبْرِدَةِ، و المُسْتحاضة تحْتَشِی بالكُرْسُفِ.قال النبی، صلی الله علیه و سلم، لامرأَةٍ: احْتَشِی كُرْسُفاً، و هو القطن تحْشُو به فرجها. و فی الصحاح: و الحائض تَحْتَشِی بالكُرْسُفِ لتحبس الدم. و‌فی حدیث المُسْتحاضةِ:
(3). قوله: و الكلیتان إلی … تحت السرة؛ هكذا فی الأَصل، و لا رابط له بما سبق من الكلام (4). قوله [ما لی أراك حَشْیَا] كذا بالقصر فی الأَصل و النهایة فهو فعلی كسكری لا بالمد كما وقع فی نسخ القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 180
أَمرها أَن تغتسل فإِن رأَت شیئاً احْتَشَتْ‌أَی اسْتَدْخَلَتْ شیئاً یمنع الدم من القطن؛ قال الأَزهری: و به سمی القُطْنُ الحَشْوَ لأَنه تُحْشَی به الفُرُش و غیرها. ابن سیدة: و حَشَا الوِسادة و الفراشَ و غیرهما یَحْشُوها حَشْواً ملأَها، و اسم ذلك الشی‌ء الحَشْوُ، علی لفظ المصدر. و الحَشِیَّةُ: الفِراشُ المَحْشُوُّ. و‌فی حدیث علی: من یَعْذِرُنی من هؤلاءِ الضَّیاطِرةِ یتَخَلَّفُ أَحدُهم یتَقَلَّبُ علی حَشایَاهُ‌أَی علی فَرْشِه، واحدَتُها حَشِیَّة، بالتشدید. و منه‌حدیث عمرو بن العاص: لیس أَخو الحرب من یَضَعُ خُورَ الحَشَایا عن یمینه و شماله.و حَشْوُ الرجل: نفْسُه علی المَثل، و قد حُشِیَ بها و حُشِیَها؛ و قال یزید بن الحَكَم الثَّقَفِیُّ: و ما بَرِحَتْ نفْسٌ لَجُوجٌ حُشِیتَها تُذِیبُكَ حتی قِیلَ: هل أَنتَ مُكْتَوی؟ و حُشِیَ الرجلُ غیظاً و كِبْراً كلاهما علی المَثَل؛ قال المَرَّارُ: و حَشَوْتُ الغَیْظَ فی أَضْلاعِه، فهو یَمْشِی حَظَلاناً كالنَّقِرْ و أَنشد ثعلب: و لا تَأْنَفا أَنْ تَسْأَلا و تُسَلِّما، فما حُشِیَ الإِنسانُ شَرّاً من الكِبْرِ ابن سیدة: و حُشْوَة الشاةِ و حِشْوَتُها جَوْفُها، و قیل: حِشْوة البطن و حُشْوَتُه ما فیه من كبد و طحال و غیر ذلك. و المَحْشَی: موضع الطعام. و الحَشَا: ما فی البطن، و تثنیته حَشَوانِ، و هو من ذوات الواو و الیاء لأَنه مما یثنی بالیاء و الواو، و الجمع أَحْشَاءٌ. و حَشَوْتُه: أَصَبْتُ حَشاه. و حَشْوُ البیت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غیر عروضه و ضربه، و هو من ذلك. و الحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذی لا یعتمد علیه، و كذلك هو من الناس. و حُشْوَةُ الناس: رُذالَتُهم. و حكی اللحیانی: ما أَكثر حِشْوَةَ أَرْضِكم و حُشْوَتها أَی حَشْوَها و ما فیها من الدَّغَل. و فلان من حِشْوَة بنی فلان، بالكسر، أَی من رُذالهم. و حَشْوُ الإِبل و حَاشِیَتُها: صِغارها، و كذلك حَوَاشِیها، واحدتها حَاشِیَةٌ، و قیل: صِغارها التی لا كِبار فیها، و كذلك من الناس. و الحَاشِیَتانِ: ابنُ المَخاض و ابن اللَّبُون. یقال: أَرْسَلَ بنو فلان رائداً فانْتَهی إِلی أَرض قد شَبِعَتْ حاشِیَتاها. و‌فی حدیث الزكاة: خُذْ من حَوَاشِی أَموالهم؛ قال ابن الأَثیر: هی صِغارُ الإِبل كابن المَخاض و ابن اللَّبُون، واحدتها حَاشِیَةٌ. و حَاشِیَةُ كل شی‌ءٍ: جانبه و طَرَفُه، و هو‌كالحدیث الآخر: اتَّقِ كرائمَ أَمْوالهم.و حَشِیَ السِّقاءُ حَشًی: صار له من اللَّبَن شِبْهُ الجِلْدِ من باطن فلَصِقَ بالجلد فلا یَعْدَمُ أَن یُنْتِنَ فیُرْوِحَ. و أَرضٌ حَشَاةٌ: سَوْداء لا خیر فیها. و قال فی موضع آخر: و أَرض حَشَاةٌ قلیلة الخیر سوداءُ. و الحَشِیُّ من النَّبْتِ: ما فسَد أَصله و عَفِنَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها، إِذا هَما، صَوتُ أَفاعٍ فی حَشِیٍّ أَعْشَما و یروی: … فی خَشِیٍّ …؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: و إِنَّ عِندی، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلی، سَمَّ ذَراریحَ رِطابٍ و حَشِی أَراد: و حَشِیٍّ فخفف المشدد. و تَحَشَّی فی بنی فلان إِذا اضْطَمُّوا علیه و آوَوْهُ. و جاء فی حاشِیَتهِ أَی فی قومه الذین فی حَشاه. و هؤلاء حاشِیَتُه أَی أَهله
لسان العرب، ج‌14، ص: 181
و خاصَّتُه. و هؤلاء حَاشِیَته، بالنصب، أَی فی ناحیته و ظِلِّه. و أَتَیْتُه فما أَجَلَّنی و لا أَحْشَانِی أَی فما أَعطانی جَلیلة و لا حاشِیةً. و حَاشِیَتَا الثَّوْبِ: جانباه اللذان لا هُدْبَ فیهما، و فی التهذیب: حاشِیَتا الثوب جَنَبَتاه الطویلتان فی طرفیهما الهُدْبُ. و حَاشِیَةُ السَّراب: كل ناحیة منه. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُصَلِّی فی حَاشِیَةِ المَقامِ‌أَی جانبه و طَرَفه، تشبیهاً بحاشِیَة الثوب؛ و منه‌حدیث مُعاویة: لو كنتُ من أَهل البادیة لنزلتُ من الكَلإِ الحَاشِیَةَ.و عَیْشٌ رقیقُ الحَوَاشِی أَی ناعِمٌ فی دَعَةٍ. و المَحَاشِی: أَكْسیة خَشِنة تَحْلِقُ الجَسدَ، واحدتها مِحْشَاةٌ؛ و قول النابغة الذُّبیانی: إِجْمَعْ مِحَاشَكَ یا یَزِیدُ، فإِننی أَعْدَدْتُ یَرْبُوعاً لكم و تَمِیما قال الجوهری: هو من الحَشْوِ؛ قال ابن بری: قوله فی المِحَاشِ إِنه من الحَشْوِ غلط قبیح، و إِنما هو من المَحْش و هو الحَرْقُ، و قد فسر هذه اللفظة فی فصل محش فقال: المِحاشُ قوم اجتمعوا من قبائل و تحالَفُوا عند النار. قال الأَزهری: المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ، و هم قوم لَفِیف أُشابَةٌ. و أَنشد بیت النابغة: جَمِّعْ مَحاشَك یا یزید. قال أَبو منصور: غَلِطَ اللیث فی هذا من وجهین: أَحدهما فتحه المیم و جعله إِیاه مَفْعَلًا من الحَوْش، و الوجه الثانی ما قال فی تفسیره و الصواب المِحاشُ، بكسر المیم، قال أَبو عبیدة فیما رواه عنه أَبو عبید و ابن الأَعرابی: إِنما هو جَمِّعْ مِحاشَكَ، بكسر المیم، جعلوه من مَحَشَتْه أَی أَحرقته لا من الحَوْش، و قد فُسِّر فی موضعه الصحیح أَنهم یتحالفون عند النار، و أَما المَحاشُ، بفتح المیم، فهو أَثاثُ البیت و أَصله من الحَوْش، و هو جَمْع الشی‌ء و ضَمُّه؛ قال: و لا یقال للفِیفِ الناس مَحاشٌ. و الحَشِیُّ، علی فَعِیل: الیابِسُ؛ و أَنشد العجاج: و الهَدَب الناعم و الحَشِیّ یروی بالحاء و الخاء جمیعاً. و حَاشَی: من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها كما تَجُرُّ حتی ما بعدها. و حاشَیْتُ من القوم فلاناً: استَثنیْت. و حكی اللحیانی: شَتمْتُهم و ما حاشَیْتُ منهم أَحداً و ما تَحَشَّیْتُ و ما حَاشَیْتُ أَی ما قلت حَاشَی لفلان و ما استثنیت منهم أَحداً. و حَاشَی للهِ و حَاشَ للهِ أَی بَرَاءةً لله و مَعاذاً لله؛ قال الفارسی: حذفت منه اللام كما قالوا و لو تَرَ ما أَهل مكة، و ذلك لكثرة الاستعمال. الأَزهری: حاشَ لله كان فی الأَصل حاشَی لله، فكَثُر فی الكلام و حذفت الیاء و جعل اسماً، و إِن كان فی الأَصل فعلًا، و هو حرف من حروف الاستثناء مثل عَدَا و خَلا، و لذلك خَفَضُوا بحَاشَی كما خفض بهما، لأَنهما جعلا حرفین و إِن كانا فی الأَصل فعلین. و قال الفراء فی قوله تعالی: قُلْنَ حٰاشَ لِلّٰهِ*؛ هو من حاشَیْتُ أُحَاشِی. قال ابن الأَنباری: معنی حَاشَی فی كلام العرب أَعْزِلُ فلاناً من وَصْفِ القوم بالحَشَی و أَعْزِلُه بناحیة و لا أُدْخِله فی جُمْلتهم، و معنی الحَشَی الناحیةُ؛ و أَنشد أَبو بكر فی الحَشَی الناحیة بیت المُعَطَّل الهذلی: بأَیِّ الحَشَی أَمْسی الحَبیبُ المُبایِنُ و قال آخر: حَاشَی أَبی مَرْوان، إِنَّ به ضَنّاً عن المَلْحاةِ و الشَّتْمِ و قال آخر «5»: و لا أُحاشِی من الأَقْوامِ من أَحَدِ و یقال: حَاشَی لفلان و حَاشَی فُلاناً و حَاشَی فلانٍ
(5). هو النابغة و صدر البیت: و لا أری فاعلًا فی الناس یشبهُه
لسان العرب، ج‌14، ص: 182
و حَشَی فلانٍ؛ و قال عمر بن أَبی ربیعة: مَن رامَها، حَاشَی النَّبیِّ و أَهْلِه فی الفَخْرِ، غَطْمَطَه هناك المُزْبِدُ و أَنشد الفراء: حَشا رَهْطِ النبیِّ، فإِنَّ منهمْ بُحوراً لا تُكَدِّرُها الدِّلاءُ فمن قال حاشَی لفلان خفضه باللام الزائدة، و من قال حَاشَی فلاناً أَضْمَر فی حاشَی مرفوعاً و نصَب فلاناً بحاشَی، و التقدیر حاشَی فِعْلُهم فلاناً، و من قال حَاشَی فلان خفَض بإِضمار اللام لطول صُحبتها حاشَی، و یجوز أَن یخفضه بحاشی لأَن حَاشَی لما خلت من الصاحب أَشبهت الاسم فأُضیفت إِلی ما بعدها، و من العرب من یقول حاشَ لفلان فیسقط الأَلف، و قد قرئ فی القرآن بالوجهین. و قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: قُلْنَ حٰاشَ لِلّٰهِ*؛ اشْتُقَّ من قولك كنتُ فی حَشَا فلان أَی فی ناحیة فلان، و المعنی فی حٰاشَ لِلّٰهِ* بَراءةً لله من هذا، و إِذا قلت حَاشَی لزید هذا من التَّنَحِّی، و المعنی قد تنَحَّی زیدٌ من هذا و تَباعَدَ عنه كما تقول تنَحَّی من الناحیة، كذلك تَحَاشَی من حاشیةِ الشی‌ء، و هو ناحیتُه. و قال أَبو بكر بنُ الأَنْباری فی قولهم حَاشَی فلاناً: معناه قد استثنیتُه و أَخرجته فلم أُدخله فی جملة المذكورین؛ قال أَبو منصور: جعَلَه من حَشَی الشی‌ءِ و هو ناحیته؛ و أَنشد الباهلی فی المعانی: و لا یَتَحَشَّی الفَحْلُ إِنْ أَعْرَضَتْ به، و لا یَمْنَعُ المِرْباعَ منها فَصِیلُها «1». قال: لا یَتَحَشَّی لا یُبالی من حاشی. الجوهری: یقال حَاشَاكَ و حَاشَی لكَ و المعنی واحد. و حَاشَی: كلمة یستثنی بها، و قد تكون حرفاً، و قد تكون فعلًا، فإِن جعلتها فعلًا نصبت بها فقلت ضربتهم حَاشَی زیداً، و إِن جعلتها حرفاً خفضت بها، و قال سیبویه: لا تكون إِلا حرف جر لأَنها لو كانت فعلًا لجاز أَن تكون صلة لما كما یجوز ذلك فی خلا، فلما امتنع أَن یقال جاءنی القوم ما حَاشَی زیداً دلت أَنها لیست بفعل. و قال المُبرد: حَاشَی قد تكون فعلًا؛ و استدل بقول النابغة: و لا أَری فاعِلًا فی الناس یُشْبِهُه، و ما أُحَاشِی من الأَقْوام من أَحَدِ فتصرُّفه یدل علی أَنه فعل، و لأَنه یقال حَاشَی لزیدٍ، فحرف الجر لا یجوز أَن یدخل علی حرف الجر، و لأَن الحذف یدخلها كقولهم حَاشَ لزیدٍ، و الحذف إِنما یقع فی الأَسماء و الأَفعال دون الحروف؛ قال ابن بری عند قول الجوهری قال سیبویه حَاشَی لا تكون إِلا حرف جر قال: شاهده قول سَبْرة بن عمرو الأَسَدی: حَاشَی أَبی ثَوْبانَ، إِنَّ به ضَنّاً عن المَلْحاة و الشَّتْمِ قال: و هو منسوب فی المُفَضَّلِیّاتِ للجُمَیْح الأَسَدی، و اسمه مُنْقِذُ بن الطَّمّاح؛ و قال الأُقَیْشِر: فی فِتْیةٍ جعَلوا الصلیبَ إِلَهَهُمْ، حَاشَایَ، إِنی مُسْلِمٌ مَعْذُورُ المعذور: المَخْتُون، و حَاشَی فی البیت حرف جر، قال: و لو كانت فعلًا لقلت حاشانی. ابن الأَعرابی: تَحَشَّیْتُ من فلان أَی تَذَمَّمْتُ؛ و قال الأَخطل: لو لا التَّحَشِّی مِنْ رِیاحٍ رَمَیْتُها بكَالِمةِ الأَنْیابِ، باقٍ وُسُومُها التهذیب: و تقول: انْحَشَی صوتٌ فی صوتٍ و انْحَشَی حَرْفٌ فی حَرْف. و الحَشَی: موضع؛ قال:
(1). قوله [و لا یتحشی الفحل إلخ] كذا بضبط التكملة
لسان العرب، ج‌14، ص: 183
إنَّ بأَجْزاعِ البُرَیْراءِ، فالحَشَی، فَوَكْدٍ إلی النَّقْعَیْنِ مِنْ وَبِعَانِ «1».

حصی؛ ج14، ص: 183

: الحَصَی: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصَاة. ابن سیدة: الحَصَاة من الحجارة معروفة، و جمعها حَصَیاتٌ و حَصیً و حُصِیٌّ و حِصِیٌّ؛ و قول أَبی ذؤَیب یصف طَعْنَةً: مُصَحْصِحَة تَنْفِی الحَصَی عن طَرِیقِها، یُطَیِّر أَحْشاء الرَّعیبِ انْثِرَارُها یقول: هی شدیدة السَّیَلان حتی إنه لو كان هنالك حَصیً لدفعته. و حَصَیْتُه بالحَصَی أَحْصِیه أَی رمیته. و حَصَیْتُه ضربته بالحَصَی. ابن شمیل: الحَصَی ما حَذَفْتَ به حَذْفاً، و هو ما كان مثلَ بعر الغنم. و قال أَبو أَسلم: العظیمُ مثلُ بَعَرِ البعیر من الحَصَی، قال: و قال أَبو زید حَصَاةٌ و حُصِیّ و حِصِیّ مثل قَناة و قُنِیّ و قِنِیّ و نَواة و نُوِیّ و دَواة و دُوِیّ، قال: هكذا قیده شمر بخطه، قال: و قال غیره تقول حَصَاة و حَصیً بفتح أَوله، و كذلك قَناةٌ و قَنیً و نَواةٌ و نَویً مثل ثَمَرة و ثَمَر؛ قال: و قال غیره تقول نَهَرٌ حَصَوِیٌّ أَی كثیر الحَصَی، و أَرض مَحْصَاة و حَصِیَةٌ كثیرة الحَصَی، و قد حَصِیَتْ تَحْصَی. و‌فی الحدیث: نَهَی عن بَیْعِ الحَصَاة، قال: هو أَن یقول المشتری أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصَاةَ إلیك فقد وَجَب البیعُ، و قیل: هو أَن یقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ علیه حَصاتُك إذا رمیت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلی حیثُ تَنْتَهی حَصاتُك، و الكُلُّ فاسد لأَنه من بیوع الجاهلیة، و كلها غَرَرٌ لما فیها من الجَهالة. و الحَصَاةُ: داءٌ یَقع بالمَثانة و هو أَن یَخْثُرَ البولُ فیشتدَّ حتی یصیر كالحَصاة، و قد حُصِیَ الرجلُ فهو مَحْصِیٌّ. و حَصاةُ القَسْمِ: الحِجارةُ التی یَتَصافَنُون علیها الماء. و الحَصَی: العددُ الكثیر، تشبیهاً بالحَصَی من الحجارة فی الكثرة؛ قال الأَعشی یُفَضِّلُ عامراً علی عَلْقمة: و لَسْتَ بالأَكثرِ منهم حَصیً، و إنما العِزَّةُ للْكَاثِرِ و أَنشد ابن بری: و قد عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَیِّدٌ، و أَنك منْ دارٍ شَدیدٍ حَصَاتُها و قولهم: نحن أَكثر منهم حَصیً أَی عَدَداً. و الحَصْوُ: المَنْع؛ قال بَشِیرٌ الفَرِیرِیُّ: أَ لا تَخافُ اللهَ إذ حَصَوْتَنِی حَقِّی بلا ذَنْبٍ، و إذْ عَنَّیْتَنِی؟ ابن الأَعرابی: الحَصْوُ هو المَغَسُ فی البَطْن. و الحَصَاةُ: العَقْل و الرَّزانَةُ. یقال: هو ثابت الحَصَاةِ إذا كان عاقلًا. و فلان ذو حَصَاةٍ و أَصاةٍ أَی عقلٍ و رَأْیٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوی: و أَعْلَم عِلْماً، لیس بالظَّنِّ، أَنَّه إذا ذَلَّ مَوْلَی المَرْءِ، فهُوَ ذَلِیلُ و أَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم یَكُنْ له حَصَاةٌ، علی عَوْراتِهِ، لَدَلِیلُ و نسبه الأَزهری إلی طَرَفة، یقول: إذا لم یكن مع اللسان عقل یحجُزه عن بَسْطِه فیما لا یُحَبُّ دلَّ اللسان علی عیبه بما یَلْفِظ به من عُورِ الكلام. و ما له حَصَاة و لا أَصَاة أَی رأْی یُرْجَع إلیه. و قال الأَصمعی فی معناه: هو إذا كان حازماً كَتُوماً علی نفسه یحفَظ
(1). قوله [إن بأجزاع إلخ] كذا بالأَصل و التهذیب، و الذی فی موضعین من یاقوت: فإن بخلص فالبریراء إلخ أی بفتح الخاء المعجمة و سكون اللام
لسان العرب، ج‌14، ص: 184
سرَّه، قال: و الحَصَاة العَقْل، و هی فَعَلة من أَحْصَیْت. و فلان حَصِیٌّ و حَصِیفٌ و مُسْتَحْصٍ إذا كان شدید العقل. و فلان ذو حَصیً أَی ذو عدَدٍ، بغیر هاءٍ؛ قال: و هو من الإِحْصاء لا من حَصَی الحجارة. و حَصَاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه. و‌فی الحدیث: و هل یَكُبُّ الناسَ علی مَناخِرِهِم فی جَهَنَّم إلَّا حَصَا أَلْسِنَتِهِمْ؟قال الأَزهری: المعروف فی الحدیث و‌الروایة الصحیحة إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، و قد ذكر فی موضعه، و أَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ. قال ابن الأَثیر: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ و هی ذَرابَتُه. و الحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. الجوهری: حَصَاةُ المِسْك قطعة صُلْبة توجد فی فأْرة المِسْك. قال اللیث: یقال لكل قطعة من المِسْك حَصَاة. و فی أَسماء الله تعالی: المُحْصِی؛ هو الذی أَحْصَی كلَّ شی‌ءٍ بِعِلْمِه فلا یَفُوته دَقیق منها و لا جَلیل. و الإِحْصَاءُ: العَدُّ و الحِفْظ. و أَحْصَی الشی‌ءَ: أَحاطَ به. و فی التنزیل: وَ أَحْصیٰ كُلَّ شَیْ‌ءٍ عَدَداً؛ الأَزهری: أی أَحاط علمه سبحانه باستیفاء عدد كلِّ شی‌ء. و أَحْصَیْت الشی‌ءَ: عَدَدته؛ قال ساعدة بن جؤیة: فَوَرَّك لَیْثاً أَخْلَصَ القَیْنُ أَثْرَه، و حاشِكةً یُحْصِی الشِّمالَ نَذیرُها قیل: یُحْصِی فی الشِّمال یؤثِّر فیها. الأَزهری: و قال الفراءُ فی قوله: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتٰابَ عَلَیْكُمْ، قال: علم أَن لَنْ تَحفَظوا مواقیت اللیل، و قال غیره: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ أَی لن تُطیقوه. قال الأَزهری: و أَما‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: إنَّ لله تعالی تسعة و تسعین اسماً من أَحْصَاها دخَل الجنةَ، فمعناه عندی، و الله أَعلم، من أَحصاها علْماً و إیماناً بها و یقیناً بأَنها صفات الله عزَّ و جل، و لم یُرِد الإِحْصاءَ الذی هو العَدُّ. قال: و الحَصَاةُ العَدُّ اسم من الإِحصاء؛ قال أَبو زُبَیْد: یَبْلُغُ الجُهْد ذا الحَصَاة من القَوْمِ، و منْ یُلْفَ واهِناً فَهْو مُودِ و قال ابن الأَثیر فی‌قوله من أَحْصَاها دخل الجنة: قیل من أَحْصَاها من حَفِظَها عن ظَهْرِ قلبه، و قیل: من استخرجها من كتاب الله تعالی و أَحادیث رسوله، صلی الله علیه و سلم، لأَن النبی، صلی الله علیه و سلم، لم یعدّها لهم إلَّا ما جاء فی روایة عن أَبی هریرة و تكلموا فیها، و قیل: أَراد من أَطاقَ العمل بمقتضاها مثلُ من یعلَمُ أنه سمیع بصیر فیَكُفُّ سَمْعَه و لسَانَه عمَّا لا یجوزُ له، و كذلك فی باقی الأَسماء، و قیل: أَراد من أَخْطَرَ بِباله عند ذكرها معناها و تفكر فی مدلولها معظِّماً لمسمَّاها، و مقدساً معتبراً بمعانیها و متدبراً راغباً فیها و راهباً، قال: و بالجملة ففی كل اسم یُجْریه علی لسانه یُخْطِر بباله الوصف الدالَّ علیه. و‌فی الحدیث: لا أُحْصِی ثَناءً علیك‌أی لا أُحْصِی نِعَمَك و الثناءَ بها علیك و لا أَبْلغُ الواجِب منه. و‌فی الحدیث: أَ كُلَّ القرآن أَحْصَیْتَ‌أَی حَفِظْت. و قوله للمرأَة: أَحْصِیها أَی احْفَظِیها. و‌فی الحدیث: اسْتَقِیمُوا و لَنْ تُحْصُوا و اعْلَموا أَنَّ خیرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ‌أَی اسْتَقِیموا فی كلّ شی‌ء حتی لا تَمِیلوا و لن تُطِیقوا الاسْتقامة من قوله تعالی: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ؛ أَی لن تُطِیقوا عَدَّه و ضَبْطَه.

حضا؛ ج14، ص: 184

: حَضَا النارَ حَضْواً: حَرَّك الجَمْرَ بعد ما یَهْمُد، و قد ذكر فی الهمز.

حطا؛ ج14، ص: 184

: لم یذكره الجوهری و لا رأَیته فی المحكم، قال الأَزهری عن ابن الأَعرابی: الحَطْوُ تَحْریكك
لسان العرب، ج‌14، ص: 185
الشی‌ءَ مُزَعْزَعاً؛ و منه‌حدیث ابن عباس، رضی الله عنه: أتانی النبی، صلی الله علیه و سلم، فحَطانِی حَطْوَةً؛ هكذا رواه غیر مهموز و همزه غیره، قال: و قرأْته بخط شمر فیما فسر من‌حدیث ابن عباس قال: تَناوَلَ النبی، صلی الله علیه و سلم، بقَفَایَ فحطَأَنِی حَطْأَةً، و قال ابن الأَثیر: قال الهروی جاء به الراوی غیر مهموز، و قال ابن بری فی أَمالیه: یقال للقملة حَطَاة و جمعها حَطاً، قال: و ذكره ابن وَلَّادٍ بالظاء المعجمة، و هو خطأٌ.

حظا؛ ج14، ص: 185

: الحُظْوَة و الحِظْوَة و الحِظَة: المَكانة و المَنزِلة للرجل من ذِی سُلْطان و نحوه، و جمعه حُظاً [حِظاً و حِظَاءٌ، و قد حَظِیَ عنده یَحْظَی حِظْوَة. و رجُل حَظِیٌّ إذا كان ذا حُظْوة و مَنْزِلة، و قد حَظِیَ عند الأَمیر و احْتَظَی به بمعنی. و حَظِیَت المرأَة عند زوجها حُظْوَة و حِظْوَة، بالضم و الكسر، و حِظَةً أَیضاً و حَظِیَ هو عندَها، و امرأَة حَظِیَّة و هی حَظِیَّتِی و إحْدَی حَظَایایَ. و فی المثل: إلَّا حَظِیَّةً «1». فلا أَلِیَّةً أَی إلَّا تكُنْ مِمَّن یَحْظَی عنده فإنِّی غیرُ أَلِیَّةٍ؛ قال سیبویه: و لو عَنَت بالحَظِیَّةِ نفسَها لم یكن إلَّا نَصْباً إذا جعلت الحَظِیَّة علی التفسیر الأَول، و قیل فی المثل: إلَّا حَظِیَّةً فلا أَلِیَّةً؛ تقول: إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوة فیما تَطْلُب فلا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّد إلی الناس لعلك تُدْرِكُ بعض ما ترید، و أَصله فی المرأَة تَصْلَف عند زوجها؛ و فی التهذیب: هذا المثل من أَمثال النساء، تقول: إن لم أَحْظَ عند زوجی فلا آلُوا فیما یُحْظِینی عندَه بانتهائی إلی ما یَهْواه. و یقال: هی الحِظْوَة و الحُظْوَة و الحِظَة؛ قال: هَلْ هِیَ إلَّا حِظَة أو تَطْلِیقْ، أَو صَلَفٌ مِنْ دون ذاك تَعْلِیقْ، قَدْ وجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوقْ و فی المثل: حَظِیِّینَ بَنَاتٍ صَلِفِینَ كَنَّاتٍ؛ یضرب للرجل عند الحاجة یطلبها یصیب بعضها و یَعْسُر علیه بعض. أَبو زید: یقال إنه لَذُو حُظْوَة فیهن و عندهن، و لا یقال ذلك إلا فیما بین الرجال و النساء. و‌فی حدیث عائشة، رضوان الله علیها: تَزَوَّجَنِی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فی شَوَّال و بَنَی بِی فی شَوَّال فأَیُّ نِسائهِ أَحْظَی مِنِّی‌أَی أَقرب إلیه منی و أَسعد به. یقال: حَظِیت المرأَة عند زوجها تَحْظَی حِظْوَة و حُظْوَة، بالكسر و الضم، أَی سَعِدت و دنَت من قلبه و أَحَبَّها. و یقال: إنه لَذو حَظّ فی العلم. أَبو زید: و أَحْظَیْتُ فلاناً علی فلان، من الحُظْوة و التفضیل، أَی فضَّلته علیه. ابن بُزُرْج: واحد الأَحاظِی أَحْظاءٌ «2»، و واحد الأَحْظاءِ حِظیً، منقوص، قال: و أَصلُ الحِظَی الحَظُّ. و قال ابن الأَنباری: الحِظَی الحُظْوة، و جمع الحِظَی أَحْظٍ ثم أَحَاظٍ. و رجل له حُظْوَة و حِظْوَة و حِظَة أَی حَظٌّ من الرزق. و الحَظْوة و الحُظْوة: سهم صغیر قدرُ ذراع، و قیل: الحَظْوة سهم صغیر یلعب به الصبیان، و إذا لم یكن فیه نَصْل فهو حُظَیَّة، بالتصغیر. و فی المثل: إحدَی حُظَیَّاتِ لُقْمَان، و هو لُقْمانُ بن عادٍ و حُظَیَّاتُه سهامه و مَرَامیه؛ یضرب لمن عُرِفَ بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ؛ و قال الأَزهری: حُظَیَّات تصغیر حَظَوَات، واحدتها حَظْوَة، و معنی المثل إحْدی دواهیه و مَرَامیه. و قال أَبو عبید: إذا عُرِف الرجل بالشَّرارة
(1). قوله [و فی المثل إلا حظیة إلی قوله علی التفسیر الأَول] هذه عبارة المحكم بالحرف (2). قوله [ابن بزرج واحد الأَحاظی أحظاء إلخ] هی عبارة التهذیب بالحرف، و ما نقله عن ابن الأَنباری هو الموافق لما فی القاموس و التكملة
لسان العرب، ج‌14، ص: 186
ثم جاءت منه هَنَةٌ قیل إحدی حُظَیَّاتِ لُقْمَانَ أَی أَنَّها من فَعَلاته، و أَصْل الحُظَیَّاتِ المَرامی، واحدتها حُظَیَّة و مُكَبَّرها حَظْوة، و هی التی لا نَصْل لها من المرامی؛ و قال الكمیت: أَ رَهْطَ إمْرِئِ القَیْس، اعْبَؤُوا حَظَواتِكُمْ لِحَیٍّ سِوانا، قَبْلَ قاصمةَ الصُّلْبِ و الحَظْوة من المَرامی: الذی لا قُذَذَ له، و جمع الحَظْوة حَظَوات و حِظاءٌ، بالمد؛ أَنشد ابن بری: إلی ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُیونَها حِظَاءُ غُلامٍ لَیْس یُخْطِین مُهْرَأَ «3». ابن سیدة: الحَظْوة كل قضیب نابت فی أَصل شجرة لم یَشْتَدَّ بعدُ، و الجمع من كل ذلك حِظَاءٌ، ممدود، و یقال للسَّرْوة حَظْوة و ثَلاثُ حِظاءٍ؛ و قال غیره: هی السِّروة، بكسر السین. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث موسی بن طلحة قال: دخل علیّ طلحة و أَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النعلَ فَ حَظَانِی بها حَظَیاتٍ ذَواتِ عَدَدٍ‌أَی ضربنی، قال: هكذا رُوِیَ بالظاء المعجمة، و قال الحربی: إنما أَعْرِفُها بالطاء المهملة، فأَما المعجمة فلا وجه له؛ و قال غیره: یجوز أَن یكون من الحَظْوة بالفتح، و هو السهم الصغیر الذی لا نصل له، و قیل: كل قضیب نابت فی أَصل فهو حَظْوة، فإن كانت اللفظة محفوظة فیكون قد استعار القضیب أَو السهم للنعل. یقال: حَظَاه بالحَظْوة إذا ضربه بها كما یقال عَصاه بالعَصَا. و حُظَیٌّ: اسمُ رجل إن جَعَلته من الحُظْوة [الحِظْوة، و إن كان مرتجلًا غیر مشتق فحكمه الیاء. و یقال: حَنْظَی بِهِ، لغة فی عَنْظَی بِهِ إذا نَدَّد به و أَسْمَعه المكروه. و الحَظَی: القَمْلُ، واحدتُها حَظَاةٌ. ابن سیدة: و حُظَیٌّ اسم رَجُل؛ عن ابن درید، و قد یجوز أَن تكون هذه الیاء واواً علی أَنه ترخیم مُحْظٍ أَی مفَضِّل لأَن ذلك من الحُظْوَة.

حفا؛ ج14، ص: 186

: الحَفا: رِقَّة القَدم و الخُفِّ و الحافر، حَفِیَ حَفاً فهو حافٍ و حَفٍ، و الاسم الحِفْوَة و الحُفْوة. و قال بعضهم: حَافٍ بیِّنُ الحُفْوة و الحِفْوة و الحِفْیة و الحِفَایة، و هو الذی لا شی‌ء فی رِجْله من خُفّ و لا نَعْل، فأَما الذی رقَّت قَدماه من كثرة المَشْی فإنه حَافٍ بیّن الحَفَا. و الحَفَا: المَشْیُ بغیر خُفّ و لا نَعْلٍ. الجوهری: قال الكسائی رجل حافٍ بیّنُ الحُفْوَة و الحِفْیَة و الحِفَایَة و الحفاءِ، بالمد؛ قال ابن بری: صوابه و الحَفَاء، بفتح الحاء، قال: كذلك ذكره ابن السكیت و غیره، و قد حَفِیَ یَحْفَی و أَحْفَاه غیره. و الحِفْوة و الحَفا: مصدر الحَافی. یقال: حَفِیَ یَحْفَی حَفاً إذا كان بغیر خفّ و لا نَعْل، و إذا انْسَحَجَتِ القدم أَو فِرْسِنُ البعیر أَو الحافرُ من المَشْیِ حتی رَقَّت قیل حَفِیَ یَحْفَی حَفاً، فهو حَفٍ؛ و أَنشد: و هو منَ الأَیْنِ حَفٍ نَحِیتُ و حَفِیَ من نَعْلیه و خُفِّه حِفْوة و حِفْیة و حَفاوة، و مَشَی حتی حَفِیَ حَفاً شدیداً و أَحْفاه الله، و تَوَجَّی من الحَفَا وَ وَجِیَ وَجیً شدیداً. و الاحْتِفَاء: أَن تَمْشِیَ حافیاً فلا یُصیبَك الحَفَا. و‌فی حدیث الانتعال: لیُحْفِهِما جمیعاً أَو لِیَنْعَلْهما جمیعاً؛ قال ابن الأَثیر: أَی لیمشِ حافیَ الرِّجلین أَو مُنْتَعِلَهما لأَنه قد یشق علیه المشی بنعل واحدة، فإنَّ وضْعَ إحْدی القدمین حافیة إنما یكون مع التَّوَقِّی من أَذیً یُصیبها، و یكون وضع القدم المُنْتَعِلة علی خلاف ذلك فیختلف حینئذ مشیه الذی اعتاده فلا یأْمَنُ العِثارَ،
(3). قوله: لیس یخطین مُهْرأ؛ هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 187
و قد یتَصَوَّر فاعلُه عند الناس بصورة مَنْ إحْدی رجلیه أَقصرُ من الأُخری. الجوهری: أَما الذی حَفِیَ من كثرة المشی أَی رَقَّت قدَمُه أَو حافِره فإنه حَفٍ بَیِّنُ الحَفَا، مقصور، و الذی یمشی بلا خُفّ و لا نَعْل: حافٍ بیّن الحَفَاءِ، بالمد. الزجاج: الحَفَا، مقصور، أَن یكثر علیه المشی حتی یُؤلِمَه المَشْیُ، قال: و الحَفَاءُ، ممدود، أَن یمشی الرجل بغیر نَعْل، حافٍ بَیِّن الحَفَاء، ممدود، و حَفٍ بیّن الحَفَا، مقصور، إذا رَقَّ حافره. و أَحْفَی الرجلُ: حَفِیت دابته. و حَفِیَ بالرجُل حَفَاوة و حِفاوَة و حِفَایة و تَحَفَّی به و احْتَفَی: بالَغَ فی إكْرامه. و تَحَفَّی إلیه فی الوَصِیَّة: بالغَ. الأَصمعی: حَفِیتُ إلیه فی الوصیة و تَحَفَّیْت به تَحَفِّیاً، و هو المبالغة فی إكْرامه. و حَفِیت إلیه بالوصیة أَی بالغت. و حَفِیَ اللهُ بك: فی معنی أَكرمك الله. و أَنا به حَفِیٌّ أَی بَرٌّ مبالغ فی الكرامة. و التَّحَفِّی: الكلامُ و اللِّقاءُ الحَسَن. و قال الزجاج فی قوله تعالی: إِنَّهُ كٰانَ بِی حَفِیًّا؛ معناه لطیفاً. و یقال: قد حَفِیَ فلان بفلان حِفْوة إذا بَرَّه و أَلْطَفه. و قال اللیث: الحَفِیُّ هو اللطیف بك یَبَرُّكَ و یُلْطِفك و یَحْتَفِی بك. و قال الأَصمعی: حَفِیَ فلان بفلان یَحْفَی به حَفَاوَة إذا قام فی حاجته و أَحْسَن مَثْواه. و حَفا الله به حَفْواً: أَكرمه. و حَفَا شارِبَه حَفْواً و أَحْفَاه: بالَغَ فی أَخْذه و ألْزَقَ حَزَّه. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، أَمر أَن تُحْفَی الشواربُ و تُعْفَی اللِّحَی‌أَی یُبالَغ فی قَصِّها. و‌فی التهذیب: أَنه أَمر بإحْفَاءِ الشوارب و إعْفاء اللِّحَی.الأَصمعی: أَحْفَی شارِبَه و رأْسَه إذا أَلزق حَزَّه، قال: و یقال فی قولِ فلانٍ إحْفَاءٌ، و ذلك إذا أَلْزَق بِك ما تكره و أَلَحَّ فی مَسَاءَتِك كما یُحْفَی الشی‌ءُ أَی یُنْتَقَص. و‌فی الحدیث: إن الله یقول لآدم، علیه السلام: أَخْرِجْ نَصِیبَ جَهَنَّمَ منْ ذُرِّیَّتِكَ، فیقولُ: یَا رَبّ كَمْ؟ فیقول: مِن كلِّ مائة تسْعَةً و تسعینَ، فقالوا: یا رسول الله احْتُفِینا إذاً فَما ذا یَبْقی؟أی اسْتُؤْصِلْنَا، من إحْفَاءِ الشعر. و كلُّ شی‌ءٍ اسْتُؤْصِلَ فَقَد احْتُفِیَ. و منه‌حدیث الفتح: أَنْ یَحْصُدُوهم حَصْداً، و أَحْفَی بیَدِه أَی أَمالَها وصْفاً للحَصْدِ و المُبالَغة فی القَتْل. و حَفَاهُ من كل خَیْر یَحْفُوه حَفْواً: مَنَعَه. و حَفَاه حَفْواً: أَعطاه. و أَحْفَاه: أَلَحَّ علیه فی المَسْأَلة. و أَحْفَی السُّؤالَ: رَدَّده. اللیث: أَحْفَی فلان فلاناً إذا بَرَّح به فی الإِلْحاف علیه أَو سَأَلَه فأَكْثَر علیه فی الطلب. الأَزهری: الإِحْفَاء فی المسأَلة مثلُ الإِلْحاف سَواءً و هو الإِلْحاحُ. ابن الأَعرابی: الحَفْوُ المَنْعُ، یقال: أَتانی فحَفَوْته أَی حَرَمْتُه، و یقال: حَفَا فلان فلاناً من كلّ خیر یَحْفُوه إذا مَنَعه من كلّ خیر.و عَطَس رجلٌ عند النبی، صلی الله علیه و سلم، فَوْقَ ثلاثٍ فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: حَفَوْتَ، یقول مَنَعْتَنا أن نُشمِّتَكَ بعدَ الثلاثِ لأَنَّه إنما یُشَمَّتُ فی الأُولی و الثَّانیة، و من رواه‌حَقَوْتَ‌فمعناه سَدَدْت علینا الأَمْرَ حتی قَطَعْتَنا، مأْخوذٌ من الحَقْوِ لأَنه یقطع البطنَ و یَشُدُّ الظهر. و‌فی حدیث خَلِیفَةَ: كتبتُ إلی ابن عباس أَن یَكْتُب إلیَّ و یُحْفِیَ عَنِّی‌أَی یُمْسِكَ عَنِّی بعضَ ما عنده مِمَّا لا أَحْتَمِلُه، و إن حمل الإِحفاء بمعنی المبالغة فیكون عَنِّی بمعنی علیَّ، و قیل: هو بمعنی المبالغة فی البِرِّ بِهِ و النصیحةِ له، و روی بالخاء المعجمة. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا سلَّم علی بعض السلف فقال و علیكم السلامُ و رحمةُ الله و بَرَكاتُه الزَّاكِیات،
لسان العرب، ج‌14، ص: 188
فقال: أَراك قد حَفَوْتَنا ثَوابَها‌أَی مَنَعتَنا ثواب السلام حیث استَوْفَیت علینا فی الردِّ، و قیل: أَراد تَقَصَّیْتَ ثوابَها و استوفیته علینا. و حَافَی الرجلَ مُحَافَاةً: مارَاه و نازَعه فی الكلام. و حَفِیَ به حِفَایةً، فهو حَافٍ و حَفِیٌّ، و تَحَفَّی و احْتَفَی: لَطَفَ بِهِ و أَظهر السرورَ و الفَرَحَ به و أَكثر السؤال عن حاله. و‌فی الحدیث: أَنَّ عجوزاً دخلَت علیه فسَأَلها فأَحْفَی و قال: إنَّها كانت تَأْتِینا فی زَمَن خَدِیجَة و إنَّ كَرَم العَهْدِ من الإِیمان.یقال: أَحْفَی فلان بصاحبه و حَفِیَ به و تَحَفَّی به أَی بالَغَ فی بِرِّهِ و السؤال عن حاله. و‌فی حدیث عمر: فَأَنْزَلَ أُوَیْساً القَرَنیَّ فَاحْتَفَاهُ و أَكْرَمَه.و‌حدیث علی: إنَّ الأَشْعَثَ سَلَّم علیه فَرَدَّ علیه بغَیْر تَحَفّ‌أَی غیرَ مُبالِغٍ فی الردّ و السُّؤَالِ. و الحَفَاوَة، بالفتح: المُبالَغةُ فی السؤَال عن الرجل و العنایةُ فی أَمرهِ. و فی المثل: مَأْرُبَةٌ لا حَفاوةٌ؛ تقول منه: حَفِیت، بالكسر، حَفاوةً. و تَحَفَّیْت به أَی بالَغْت فی إكْرامِه و إلْطافِه و حَفِیَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافِرهُ. و الإِحْفاء: الاسْتِقْصاء فی الكلام و المُنازَعَةُ؛ و منه قول الحرث بن حِلِّزة: إن إخْوانَنَا الأَراقِمَ یَعْلُونَ عَلَیْنا، فِی قیلِهِم إحْفَاءُ أَی یَقَعون فینا. و حَافَی الرجلَ: نازَعَه فی الكلام و ماراه. الفراء فی قوله عز و جل: إِنْ یَسْئَلْكُمُوهٰا فَیُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا؛ أَی یُجْهِدْكُم. و أَحْفَیْتُ الرجلَ إذا أَجْهَدْتَه. و أَحْفَاه: بَرَّحَ به فی الإِلحاحِ علیه، أَو سأَله فأَكْثَر علیه فی الطلب، و أَحْفَی السؤالَ كذلك. و‌فی حدیث أَنس: أَنهم سأَلوا النبی، صلی الله علیه و سلم، حتی أَحْفَوْه‌أَی اسْتَقْصَوْا فی السؤالِ. و‌فی حدیث السِّواكِ: لَزِمْتُ السِّواكَ حتی كدت أُحْفِی فَمِی‌أَی أَسْتَقْصِی علی أَسنانی فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّكِ. و قوله تعالی: یَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِیٌّ عَنْهٰا؛ قال الزجاج: یسأَلونك عن أَمر القیامة كأَنك فرحٌ بسؤالهم، و قیل: معناه كأَنك أَكثرت المسأَلة عنها، و قال الفراء: فیه تقدیم و تأْخیر، معناه یسأَلونك عنها كأَنك حفِیٌّ بها؛ قال: و یقال فی التفسیر كأَنك حَفِیٌّ عنها كأَنك عالم بها، معناه حافٍ عالم. و یقال: تحافَیْنا إلی السلطان فَرَفَعَنَا إلی القاضی، و القاضی یسمی الحَافِیَ. و یقال: تَحَفَّیْتُ بفلان فی المسأَلة إذا سأَلت به سؤالًا أَظهرت فیه المحَبَّةَ و البِرَّ، قال: و قیل كَأَنَّكَ حَفِیٌّ عَنْهٰا كأَنك أَكثرت المسأَلة عنها، و قیل: كَأَنَّكَ حَفِیٌّ عَنْهٰا كأَنك مَعْنِیٌّ بها، و یقال: المعنی یسأَلونك كأَنك سائل عنها. و قوله: إِنَّهُ كٰانَ بِی حَفِیًّا؛ معناه كان بی مَعْنِیّاً؛ و قال الفراء: معناه كان بی عالماً لطیفاً یجیب دعوتی إذا دعوته. و یقال: تحَفَّی فلان بفلان معناه أَنه أَظهر العِنایة فی سؤَاله إیاه. یقال: فلان بی حَفِیٌّ إذا كان مَعْنِیّاً؛ و أَنشد للأَعشی: فإن تَسْأَلی عنِّی، فیا رُبَّ سائِلٍ حَفِیّ عن الأَعْشی به حیث أَصعَدا معناه: مَعْنِیٌّ بالأَعْشی و بالسؤَال عنه. ابن الأَعرابی: یقال لقیت فلاناً فَحَفِیَ بی حَفَاوَة و تَحَفَّی بی تَحَفِّیاً. الجوهری: الحَفِیُّ العالم الذی یَتَعَلَّم الشی‌ءَ باسْتِقْصاء. و الحَفِیُّ: المُسْتَقْصی فی السؤال. و احْتَفَی البَقْلَ: اقْتَلعَه من وجه الأَرض. و قال أَبو حنیفة: الاحْتِفَاء أَخذُ البقلِ بالأَظافیر من الأَرض. و‌فی حدیث المضْطَرّ الذی سأَل النبیَّ، صلی الله علیه و سلم: مَتی تَحِلُّ لنا المَیْتَةُ؟ فقال: ما لم
لسان العرب، ج‌14، ص: 189
تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أو تَحْتَفِیُوا بها بَقْلًا فشَأْنَكُم بها؛ قال أَبو عبید: هو من الحَفا، مهموز مقصور، و هو أَصل البَرْدی الأَبیض الرَّطبِ منه، و هو یُؤْكَل، فتأَوَّله فی قوله تَحْتَفِیُوا، یقول: ما لم تَقْتَلِعُوا هذا بعَیْنه فتأْكلوه، و قیل: أَی إذا لم تجدوا فی الأَرض من البقل شیئاً، و لو بأَن تَحْتَفُوه فتَنْتِفُوه لِصغَرِه؛ قال ابن سیدة: و إنما قَضَینا علی أَنّ اللام فی هذه الكلمات یاء لا واو لما قیل من أَن اللام یاء أَكثر منها واواً. الأَزهری: و قال أَبو سعید فی قوله أَو تَحْتَفِیُوا بَقْلًا فشَأْنَكُم بها؛ صوابه تَحْتَفُوا، بتخفیف الفاء من غیر همز. و كلُّ شی‌ء اسْتُؤْصل فقد احْتُفِیَ، و منه إحْفاءُ الشَّعَرِ. قال: و احْتَفَی البَقْلَ إذا أَخَذَه من وجه الأَرض بأَطراف أَصابعه من قصره و قِلَّته؛ قال: و من قال تَحْتَفِئُوا بالهمز من الحَفإ البَرْدِیّ فهو باطل لأَن البَرْدِیَّ لیس من البقل، و البُقُول ما نبت من العُشْب علی وجه الأَرض مما لا عِرْق له، قال: و لا بَرْدِیَّ فی بلاد العرب، و‌یروی: ما لم تَجْتَفِئُوا، بالجیم، قال: و الاجْتِفاء أَیضاً بالجیم باطل فی هذا الحدیث لأَن الاجْتِفاء كبُّكَ الآنِیَةَ إذا جَفَأْتَها، و‌یروی: ما لم تَحْتَفُّوا، بتشدید الفاء، من احْتَفَفْت الشی‌ء إذا أَخذتَه كلّه كما تَحُفُّ المرأَة وجهها من الشعر، و یروی بالخاء المعجمة، و قال خالد بن كلثوم: احْتَفَی القومُ المَرْعی إذا رَعَوْهُ فلم یتركوا منه شیئاً؛ و قال فی قول الكمیت: و شُبِّه بالحِفْوة [بالحَفْوة المُنْقَلُ قال: المُنْقَلُ أَن یَنْتَقِلَ القومُ من مَرْعیً احْتَفَوْه إلی مَرْعیً آخر. الأَزهری: و تكون الحَفْوَة [الحِفْوَة من الحَافِی الذی لا نَعْلَ له و لا خُفَّ؛ و منه قوله: و شُبِّه بالِحفْوَة المُنْقَلُ و فی حدیث السِّباق ذكر الحَفْیَاء، بالمد و القصر؛ قال ابن الأَثیر: هو موضع بالمدینة علی أَمیال، و بعضهم یقدم الیاء علی الفاء، و الله أَعلم.

حقا؛ ج14، ص: 189

: الحَقْوُ و الحِقْوُ: الكَشْحُ، و قیل: مَعْقِدُ الإِزار، و الجمع أَحْقٍ و أَحْقَاء و حِقِیٌّ و حِقَاء، و فی الصحاح: الحِقْو الخَصْرُ و مَشَدُّ الإِزار من الجَنْب. یقال: أَخذت بحَقْوِ فلان. و‌فی حدیث صِلةِ الرحم قال: قامت الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ؛ لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة من الرحمن استعار لها الاستمساك به كما یَستمسك القریبُ بقریبه و النَّسیب بنسیبه، و الحِقْو [الحَقْو فیه مجاز و تمثیل. و‌فی حدیث النُّعمان یوم نِهاوَنْدَ [نُهاوَنْدَ: تَعاهَدُوها بَیْنكم فی أَحْقِیكمْ؛ الأَحْقِی: جمع قلّة للحَقْو موضع الإِزار. و یقال: رَمی فلانٌ بحَقْوِه إذا رَمی بإزاره. و حَقاهُ حَقواً: أَصابَ حَقْوَه. و الحَقْوانِ و الحِقْوانِ: الخاصِرَتان. و رجلٌ حَقٍ: یَشْتَكی حَقْوَه [حِقْوَه؛ عن اللحیانی. و حُقِیَ حَقْواً، فهو مَحْقُوٌّ و مَحْقِیٌّ: شَكا حَقْوه؛ قال الفراء: بُنِیَ علی فُعِلَ كقوله: ما أَنا بالجافی و لا المَجْفِیِّ قال: بناه علی جُفِیَ، و أَما سیبویه فقال: إنما فَعَلوا ذلك لأَنهم یَمیلون إلی الأَخَفِّ إذ الیاء أَخَفُّ علیهم من الواو، و كل واحدة منهما تدخل علی الأُخْری فی الأَكثر، و العرب تقول: عُذْتُ بحَقْوِه إذا عاذ به لیَمْنَعه؛ قال: سَماعَ اللهِ و العلماءِ أَنِّی أَعوذُ بحَقْوِ خالك، یا ابنَ عَمْرِو
لسان العرب، ج‌14، ص: 190
و أَنشد الأَزهری: و عُذْتُمْ بِأَحْقَاءِ الزَّنادِقِ، بَعْدَ ما عَرَكْتُكُمُ عَرْكَ الرَّحی بِثِفالِها و قولهم: عُذْتُ بحَقْوِ فلان إذا اسْتَجَرْت به و اعْتَصَمْت. و الحَقْوُ و الحِقْوُ و الحَقْوَةُ و الحِقاءُ، كله: الإِزارُ، كأَنه سُمِّی بما یُلاثُ علیه، و الجمع كالجمع. الجوهری: أَصل أَحْقٍ أَحْقُوٌ علی أَفْعُلٍ فحذِف لأَنه لیس فی الأَسماء اسم آخره حرف علة و قبلها ضمة، فإذا أَدّی قیاسٌ إلی ذلك رفض فأُبْدِلت من الكسرة فصارت الآخرة یاء مكسوراً ما قبلها، فإذا صارت كذلك كان بمنزلة القاضی و الغازی فی سقوط الیاء لاجتماع الساكنین، و الكثیر فی الجمع حُقِیٌّ و حِقِیٌّ، و هو فُعُول، قلبت الواو الأُولی یاء لتدغم فی التی بعدها. قال ابن بری فی قول الجوهری فإذا أَدَّی قیاسٌ إلی ذلك رُفِض فأُبدلت من الكسرة قال: صوابه عكس ما ذكر لأَن الضمیر فی قوله فأُبدلت یعود علی الضمة أَی أُبدلت الضمة من الكسرة، و الأَمر بعكس ذلك، و هو أَن یقول فأُبدلت الكسرة من الضمة. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه أَعطَی النساءَ اللاتی غَسَّلْنَ ابْنَتَه حین ماتَتْ حَقْوَهُ و قال: أَشْعِرْنها إیَّاهُ؛ الحَقْو: الإِزار هاهنا، و جمعه حِقِیٌّ. قال ابن بری: الأَصل فی الحِقْوِ [الحَقْوِ معقدُ الإِزار ثم سمی الإِزار حَقْواً لأَنه یشد علی الحَقْوِ، كما تسمی المَزادة راوِیَة لأَنها علی الراوِیة، و هو الجمَل. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، قال للنساء: لا تَزْهَدْنَ فی جَفَاءِ الحَقْوِ‌أَی لا تزهدن فی تَغْلیظ الإِزار و ثخَانَتِه لیكون أَسْتَر لَكُنَّ. و قال أَبو عبید: الحِقْو و الحَقْو الخاصرة. و حَقْو السهمِ: موضع الریش، و قیل: مُسْتَدَقُّه من مُؤَخَّره مما یلی الریش. و حَقْوُ الثَّنِیَّةِ: جانباها. و الحَقْوُ: موضع غلیظ مرتفع علی السیل، و الجمع حِقَاءٌ؛ قال أَبو النجم یصف مطراً: یَنْفِی ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائِه و قال النضر: حِقِیٌّ الأَرض سُفُوحُها و أَسنادُها، واحدها حَقْوٌ، و هو السَّنَد و الهَدَف. الأَصمعی: كل موضع یبلغه مَسِیلُ الماء فهو حَقْوٌ. و قال اللیث: إذا نَظَرتَ علی رأْس الثَّنیَّة من ثنایا الجبل رأَیت لِمَخْرِمَیْها حَقْوَیْنِ؛ قال ذو الرمة: تَلْوی الثنایا، بأَحْقِیها حَواشِیَه لَیَّ المُلاءِ بأَبْوابِ التَّفارِیجِ یعنی به السَّرابَ. و الحِقاءُ: جمع حَقْوَةٍ، و هو مُرْتَفِع عن النَّجْوة، و هو منها موضع الحَقْوِ من الرجل یتحرّز فیه الضباع من السیل. و الحَقْوة و الحِقاءُ: وجَعٌ فی البطن یصیب الرجلَ من أَنْ یأْكل اللحمَ بَحْتاً فیأْخُذَه لذلك سُلاحٌ، و فی التهذیب: یورث نَفْخَةً فی الحَقْوَیْن، و قد حُقِیَ فهو مَحْقُوٌّ و مَحْقِیٌّ إذا أَصابه ذلك الداءُ؛ قال رؤبة: من حَقْوَةِ البطْنِ و دَاءِ الإِغْدَادْ فمَحْقُوٌّ علی القیاس، و مَحْقِیٌّ علی ما قدمناه. و‌فی الحدیث: إن الشیطان قال ما حَسَدْتُ ابنَ آدم إلَّا علی الطُّسْأَةِ و الحَقْوَة؛ الحَقْوة: وَجَع فی البطن. و الحَقْوة فی الإِبل: نحو التَّقْطِیع یأْخذها من النُّحازِ یَتَقَطَّع له البطنُ، و أَكثر ما تقال الحَقْوة للإِنسان، حَقِیَ یَحْقَی حَقاً فهو مَحْقُوٌّ. و رجل مَحْقُوٌّ: معناه إذا اشتكی حَقْوَه. أَبو عمرو: الحِقاءُ رِباط الجُلِّ علی بَطْنِ الفَرَس إذا حُنِذَ للتَّضْمِیر؛ و أَنشد لطَلْقِ بنِ عدیّ:
لسان العرب، ج‌14، ص: 191
ثم حَطَطْنا الجُلَّ ذا الحِقاءِ، كَمِثْلِ لونِ خالِصِ الحِنَّاءِ أَخْبَرَ أَنه كُمَیْت. الفراء: قالت الدُّبَیْرِیَّةُ یقال وَلَغَ الكلبُ فی الإِناءِ و لَجَنَ و احْتَقَی یَحْتَقِی احْتِقَاءً بمعنیً واحد. و حِقاءٌ: موضع أَو جَبَل.

حكی؛ ج14، ص: 191

: الحِكایةُ: كقولك حَكَیْت فلاناً و حَاكَیْتُه فَعلْتُ مثل فِعْله أَو قُلْتُ مثل قَوْله سواءً لم أُجاوزه، و حَكَیْت عنه الحدیث حِكَایَةً. ابن سیدة: و حَكَوْت عنه حدیثاً فی معنی حَكَیته. و‌فی الحدیث: ما سَرَّنی أَنِّی حَكَیْت إنساناً و أَنَّ لی كذا و كذا‌أَی فعلت مثل فعله. یقال: حَكَاه و حَاكَاه، و أَكثر ما یستعمل فی القبیح المُحَاكَاةُ، و المُحَاكَاة المشابهة، تقول: فلان یَحْكِی الشمسَ حُسناً و یُحَاكِیها بمعنًی. و حَكَیْت عنه الكلام حِكَایَةً و حَكَوت لغة؛ حكاها أَبو عبیدة. و أَحْكَیْت العُقْدة أَی شدَدتها كأَحْكَأْتُها؛ و روی ثعلب بیت عدیّ: أَجْلِ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكمْ فوقَ مَن أَحْكَی بِصُلْبٍ و إزارْ أَی فوق من شدَّ إزاره علیه؛ قال و یروی: فوق ما أَحْكِی بصلب و إزار أَی فوق ما أَقول من الحكایة. ابن القطاع: أَحْكَیْتُها و حَكَیْتُها لغة فی أَحْكَأْتُها و حَكَأْتُها. و ما احْتَكَی ذلك فی صَدْری أَی ما وقع فیه. و الحُكَاةُ، مقصور: العَظایة الضخمة، و قیل: هی دابة تشبه العَظایة و لیست بها، روی ذلك ثعلب، و الجمع حُكیً من باب طَلْحَةٍ و طَلْحٍ. و‌فی حدیث عطاء: أَنه سئل عن الحُكَأَةِ فقال ما أُحِبُّ قَتْلَها؛ الحُكَأَةُ: العَظَاةُ بلغة أَهل مكة، و جمعها حُكیً، قال: و قد یقال بغیر همز و یجمع علی حُكیً، مقصور. و الحُكاءُ، ممدود: ذَكَر الخَنافِس، و إنما لم یُحِبَّ قَتْلَها لأَنها لا تؤذی. و قالت أُم الهیثم: الحُكاءَةُ ممدودة مهموزةٌ، و هو كما قالت. الفراء: الحاكِیَة الشَّادَّة، یقال: حَكَتْ أَی شَدَّت، قال: و الحایِكَةُ المُتَبَخْتِرة.

حلا؛ ج14، ص: 191

: الحُلْو: نقیض المُرّ، و الحَلاوَة ضدُّ المَرارة، و الحُلْوُ كل ما فی طعمه حَلاوة، و قد حَلِیَ و حَلا و حَلُوَ حَلاوةً و حَلْواً و حُلْوَاناً و احْلَوْلَی، و هذا البناء للمبالغة فی الأَمر. ابن بری: حكی قول الجوهری، و احْلَوْلَی مثلُه؛ و قال قال قیس بن الخطیم: أَمَرُّ علی البَاغی و یَغْلُظ جَانِبی، و ذو القَصْدِ أَحْلَوْلِی له و أَلِینُ و حَلِیَ الشی‌ءَ و اسْتَحْلاهُ و تَحَلَّاه و احْلَوْلاهُ، قال ذو الرمة: فلمَّا تَحَلَّی قَرْعَها القاعَ سَمْعُه و بانَ له، وَسْطَ الأَشَاءِ، انْغِلالُها یعنی أَنّ الصائد فی القُتْرَة إذا سمع وَطْءَ الحمیر فعلم أَنه وطْؤُها فرح به و تحَلَّی سمعُه ذلك؛ و جعل حمید بن ثور احْلَوْلَی متعدّیاً فقال: فلمَّا أَتی عامانِ بعدَ انْفِصالِه عن الضَّرْعِ، و احْلَولَی دِثاراً یَرودُها «4». و لم یجئ افْعَوْعَل متعدّیاً إلا هذا الحرف و حرف آخر و هو اعْرَوْرَیْت الفَرَسَ. اللیث: قد احْلَوْلَیْت الشی‌ءَ أَحْلَوْلِیهِ احْلِیلاءً إذا اسْتَحْلَیْتَه، و قَوْلٌ حَلِیٌّ یَحْلَوْلَی فی الفَم؛
(4). قوله [… و احلولی دثاراً …] كذا بالأَصل، و الذی فی الجوهری: … دماثاً …
لسان العرب، ج‌14، ص: 192
قال كثَیِّر عزة: نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِیَّ، و نَمْتَطِی إلَیْك بَنَاتِ الصَّیْعَرِیِّ و شَدْقَمِ و حَلِیَ بقَلْبی و عَیْنِی یَحْلَی و حَلا یَحْلُو حَلاوةً و حُلْوَاناً إذا أَعْجبك، و هو من المقلوب، و المعنی یَحلی بالعَین، و فصل بعضهم بینهما فقال: حَلا الشی‌ءُ فی فَمِی، بالفتح، یَحْلُو حَلاوة و حَلِیَ بعینی، بالكسر، إلا أَنهم یقولون: هو حُلْوٌ فی المعنیین؛ و قال قوم من أَهل اللغة: لیس حَلِیَ من حَلا فی شی‌ء، هذه لغة علی حِدَتِها كأَنها مشتقة من الحَلْیِ المَلْبوسِ لأَنه حَسُن فی عینك كحُسْن الحَلْیِ، و هذا لیس بقویّ و لا مرضیّ. اللیث: و قال بعضهم حَلا فی عَیْنی و حَلا فی فمی و هو یَحْلُو حَلْواً، و حَلِیَ بصدری فهو یَحْلَی حُلْوَاناً «1». الأَصمعی: حَلِیَ فی صدری یَحْلی و حلا فی فمی یَحْلُو، و حَلِیتُ العیشَ أَحْلاهُ أَی اسْتَحْلَیْته، و حَلَّیْتُ الشی‌ءَ فی عَین صاحِبه، و حَلَّیْت الطعام: جعَلْتُه حُلْواً، و حَلِیتُ بهذا المكان. و یقال: ما حَلِیت منه حَلْیاً أَی ما أَصَبت. و حَلِی منه بخیرٍ و حلا: أَصاب منه خیراً. قال ابن بری: و قولهم لم یَحْلَ بطائل أَی لم یظفر و لم یستفد منها كبیرَ فائدة، لا یُتكَلَّم به إلا مع الجَحْد، و ما حَلِیتُ بطائل لا یُستعمل إلا فی النفی، و هو من معنی الحَلْیِ و الحِلْیَة، و هما من الیاء لأَن النفس تَعْتَدُّ الحِلْیة ظَفَراً، و لیس هو من حَلِیَ بعیْنی بدلیل قولهم حَلِیَ بعینی حَلاوَة، فهذا من الواو و الأَول من الیاء لا غیر. و حَلَّی الشی‌ء و حَلَّأَه، كلاهما: جعله ذا حلاوة، همزوه علی غیر قیاس. اللیث: تقول حَلَّیْت السویقَ، قال: و من العرب من همزه فقال حَلَّأْتُ السویقَ، قال: و هذا منهم غلط. قال الأَزهری: قال الفراء توهمت العربُ فیه الهمز لمَّا رأَوْا قوله حَلَّأْتُه عن الماء أَی منعته مهموزاً. الجوهری: أَحْلَیْتُ الشی‌ءَ جعلته حُلْواً، و أَحْلَیْتُه أَیضاً وجدته حُلْواً؛ و أَنشد ابن بری لعمرو بن الهُذیل العَبْدیّ: و نحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، و أَنتَ بِثأْجٍ لا تُمِرُّ و لا تُحْلِی قلت: و هذا فیه نظر، و یشبه أَن یكون هذا البیت شاهداً علی قوله لا یُمِرُّ و لا یُحْلِی أَی ما یتكلم بحُلْوٍ و لا مُرّ. و حَالَیْتُه أَی طایَبْتُه؛ قال المرَّار الفقعسی: فإنی، إذا حُولِیتُ، حُلْوٌ مَذاقتی، و مُرٌّ، إذا ما رامَ ذو إحْنةٍ هَضْمی و الحُلْوُ من الرجال: الذی یَسْتخفه الناسُ و یَسْتَحْلُونه و تستَحْلِیه العینُ؛ أَنشد اللحیانی: و إنی لَحُلْوٌ تَعْتَرینی مَرَارَةٌ، و إنی لَصَعْبُ الرأْسِ غیرُ ذَلُولِ و الجمع حُلْووُنَ و لا یُكسَّر، و الأُنثی حُلْوَة و الجمع حُلْوَاتٌ و لا یُكسَّر أَیضاً. و یقال: حَلَتِ الجاریةُ بعینی و فی عینی تَحْلُو حَلاوَةً. و اسْتَحْلاه: من الحَلاوة كما یقال استجاده من الجَوْدة. الأَزهری عن اللحیانی: احْلَوْلَتِ الجاریةُ تَحْلَوْلِی إذا استُحْلِیَتْ و احْلَوْلاها الرجلُ؛ و أَنشد: فلو كنتَ تُعطی حین تُسْأَلُ سامحَتْ لك النَّفْسُ، و احْلَوْلاكَ كلُّ خلیلِ و یقال: أَحْلَیْتُ هذا المكانَ و استَحْلیتُه و حَلِیتُ به بمعنی واحد. ابن الأَعرابی: احْلَوْلَی الرجل إذا
(1). قوله [فهو یَحْلَی حُلْوَاناً] هذه عبارة التهذیب، و قال عقب ذلك: قلت حُلْوَان فی مصدر حَلِیَ بصدری خطأ عندی
لسان العرب، ج‌14، ص: 193
حسُنَ خلُقه، و احلَوْلی إذا خرَجَ من بلد إلی بلد. و حُلْوَةُ: فرس عبیدِ بن معاویة. و حكی ابن الأَعرابی: رجل حَلُوٌّ، علی مثال عَدُوّ، حُلْوٌ، و لم یحكها یعقوب فی الأَشیاء التی زعم أَنه حَصَرها كحَسُوّ و فَسُوّ. و الحُلْوُ الحَلالُ: الرجل الذی لا ریبة فیه، علی المَثل، لأَن ذلك یُسْتَحلَی منه؛ قال: أَلا ذهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ، و مَنْ قولُه حُكْمٌ و عَدْلٌ و نائِلُ و الحَلْوَاءُ: كلُّ ما عُولج بحُلْو من الطعام، یمدّ و یقصر و یؤنث لا غیر. التهذیب: الحَلْواء اسم لما كان من الطعام إذا كان مُعالَجاً بحَلاوة. ابن بری: یُحْكی أَن ابنَ شُبْرُمَة عاتَبه ابنه علی إتیان السلطان فقال: یا بُنیّ، إن أَباك أَكل من حَلْوائِهم فحَطَّ فی أَهْوائِهم. الجوهری: الحَلْواء التی تؤكل، تمد و تقصر؛ قال الكمیت: من رَیْبِ دَهْرٍ أَری حوادِثَه تَعْتَزُّ، حَلْواءَها، شدائِدُها و الحَلْواءُ أَیضاً: الفاكهة الحُلْوة. التهذیب: و قال بعضهم یقال للفاكهة حَلْوَاءُ. و یقال: حَلُوَتِ الفاكهةُ تَحْلُو حَلاوةً. قال ابن سیدة: و ناقة حَلِیَّة عَلِیَّة فی الحَلاوة؛ عن اللحیانی، هذا نصُّ قوله، و أَصلها حَلُوَّة. و ما یُمِرُّ و لا یُحْلی و ما أَمَرَّ و لا أَحْلَی أَی ما یتكلم بحُلْوٍ و لا مُرّ و لا یَفْعل فعلًا حُلْواً و لا مُرّاً، فإن نفَیْتَ عنه أَنه یكون مُرّاً مَرَّةً و حُلْواً أُخری قلتَ: ما یَمَرُّ و لا یَحْلُو، و هذا الفرق عن ابن الأَعرابی. و الحُلْوَی: نقیضُ المُرَّی، یقال: خُذِ الحُلْوَی و أَعْطِه المُرَّی. قالت امرأَة فی بناتِها: صُغْراها مُرّاها. و تَحَالَتِ المرأَة إذا أَظْهَرَت حَلاوَةً و عُجْباً؛ قال أَبو ذؤیب: فشأْنَكُما، إنِّی أَمِینٌ و إنَّنی، إذا ما تَحَالَی مِثْلُها، لا أَطُورُها و حَلا الرجلَ الشی‌ءَ یَحْلُوه: أَعطاه إیاه؛ قال أَوْسُ ابن حُجْرٍ: كأَنی حَلَوْتُ الشِّعْرَ، یومَ مَدَحْتُه، صفَا صَخْرَةٍ صَمّاءَ یَبْسٍ بِلالُها فجعل الشِّعْرَ حُلْوَاناً مِثلَ العطاء. و الحُلْوانُ: أَن یأْخذ الرجلُ من مَهْرِ ابنتهِ لنفْسهِ، و هذا عارٌ عند العرب؛ قالت امرأَة فی زوجها: لا یأْخُذُ الحُلْوَانَ من بَناتِنا و یقال: احْتَلَی فلان لنفقة امرأَته و مهرها، و هو أَن یتَمَحَّلَ لها و یَحْتالَ، أُخِذَ من الحُلْوانِ. یقال: احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسر اللام، و ابتَسِلْ من البُسْلة، و هو أَجْرُ الراقی. الجوهری: حَلَوْتُ فلاناً علی كذا مالًا فأَنا أَحْلُوه حَلْواً و حُلْواناً إذا وهبتَ له شیئاً علی شی‌ء یفعله لك غیرَ الأُجرة؛ قال عَلْقمةُ ابن عَبَدَة: أَلا رَجُلٌ أَحْلُوهُ رَحْلی و ناقتی یُبَلِّغُ عَنِّی الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائلُهْ؟ أَی أَلا هاهنا رجلٌ أَحْلُوه رَحْلی و ناقتی، و یروی أَلا رجلٍ، بالخفض، علی تأْویل أَمَا مِنْ رجلٍ؛ قال ابن بری: و هذا البیت یروی لضابئٍ البُرْجُمِیّ. و حَلا الرجلَ حَلْواً و حُلْوَاناً: و ذلك أَن یزوجه ابنتَه أَو أُختَه أَو امرأَةً مَّا بمهرٍ مُسَمّیً، علی أَن یجعل له من المهر شیئاً مُسمّیً، و كانت العرب تُعَیِّرُ به. و حُلْوانُ المرأَة: مَهْرُها، و قیل: هو ما كانت تُعْطی علی مُتْعَتِها بمكة. و الحُلْوانُ أَیضاً: أُجْرة
لسان العرب، ج‌14، ص: 194
الكاهِن. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن حُلْوانِ الكاهِنِ؛ قال الأَصمعی: الحُلْوانُ ما یُعطاه الكاهنُ و یُجْعَلُ له علی كهَانَتهِ، تقول منه: حَلَوْتُه أَحْلوه حُلواناً إذا حَبَوْته. و قال اللحیانی: الحُلْوان أُجْرة الدَّلَّالِ خاصةً. و الحُلْوانُ: ما أَعْطَیْتَ من رَشْوة و نحوها. و لأَحلُوَنَّك حُلْوانَكَ أَی لأَجْزِینَّكَ جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابی. و الحُلْوانُ: مصدر كالغُفْران، و نونه زائدة و أَصله من الحَلا. و الحُلْوانُ: الرَّشْوة. یقال: حَلَوْتُ أَی رَشوْتُ؛ و أَنشد بیت علقمة: فَمَنْ راكبٌ أَحْلُوه رَحْلَا و ناقةً یُبَلِّغُ عنی الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائِلُه؟ و حَلاوةُ القفا و حُلاوَتُه و حَلاواؤُه و حُلاواهُ و حَلاءَتُه؛ الأَخیرة عن اللحیانی: وَسَطُه، و الجمع حَلاوی. الأَزهری: حَلاوَةُ القَفا حاقٌّ وَسَطِ القفا، یقال: ضربه علی حَلاوَةِ القَفا أَی علی وسط القفا. و حَلاوَةُ القفا: فَأْسُه. و روی أَبو عبید عن الكسائی: سَقَط علی حُلاوَةِ القفا و حَلاواءِ القفا، و حَلاوةُ القفا تَجُوزُ و لیست بمعروفة. قال الجوهری: و وقع علی حُلاوة القفا، بالضم، أَی علی وسط القفا، و كذلك علی حُلاوَی و حَلاواءِ القَفا، إذا فَتَحت مددت و إذا ضممت قصرت. و‌فی حدیث المبعث: فَسَلَقنی لِ حُلاوَة القفا‌أَی أَضْجَعَنی علی وسط القَفا لم یَمِلْ بی إلی أَحد الجانبین، قال: و تضم حاؤه و تفتح و تكسر؛ و منه‌حدیث موسی و الخَضِر، علیهما السلام: و هو نائم علی حَلاوةِ قفاهُ.و الحِلْو: حَفٌّ صغیر یُنسَجُ به؛ و شَبَّه الشماخ لسان الحمار به فقال: قُوَیْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه، إذا صاح، حِلْوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنْسَجِ و یقال: هی الخشبة التی یُدیرها الحائك و أَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنْبِت ذُكُورَ البَقْلِ. و الحُلاوَی من الجَنْبة: شجَرة تدوم خُضْرتَها، و قیل: هی شجرة صغیرة ذات شوك. و الحُلاوَی: نَبْتة زَهْرتها صفراء و لها شوك كثیر و ورق صغار مستدیر مثل ورق السذاب، و الجمع حُلاوَیات، و قیل: الجمع كالواحد. التهذیب: الحَلاوی ضرب من النبات یكون بالبادیة، و الواحدة حَلاوِیَة علی تقدیر رَباعِیة. قال الأَزهری: لا أَعرف الحَلاوَی و لا الحَلاوِیَة، و الذی عرفته الحُلاوَی، بضم الحاء، علی فُعالی، و روی أَبو عبید عن الأَصمعی فی باب فُعالی خُزامی و رُخامی و حُلاوی كلُّهن نبت، قال: و هذا هو الصحیح. و حُلْوانُ: اسم بلد؛ و أَنشد ابن بری لقیس الرُّقَیَّات: سَقْیاً لِحُلْوانَ ذِی الكُروم، و ما صَنَّفَ من تینهِ و مِنْ عِنَبِهْ و قال مُطِیعُ بن إیاس: أَسْعِدانی یا نَخْلَتَیْ حُلْوانِ، و ابْكِیا لی من رَیْبِ هذا الزَّمانِ و حُلوانُ: كورة؛ قال الأَزهری: هما قریتان إحْداهما حُلْوان العراق و الأُخْری حُلْوان الشام. ابن سیدة: و الحُلاوة ما یُحَكُّ بین حجرین فیُكتحل به، قال: و لست من هذه الكلمة علی ثقة لقولهم الحَلْوُ فی هذا المعنی. و قولهم حَلأْتُه أی كحلته. و الحَلْیُ: ما تُزُیِّنَ به من مَصوغِ المَعْدِنِیَّاتِ أَو الحجارةِ؛ قال: كأَنها من حُسُنٍ و شارهْ، و الحَلْیِ حَلْیِ التِّبْر و الحِجارهْ،
لسان العرب، ج‌14، ص: 195
مَدْفَعُ مَیْثاءَ إلی قَرارهْ و الجمع حُلِیٌّ؛ قال الفارسی: و قد یجوز أَن یكون الحَلْیُ جمعاً، و تكون الواحدة حَلْیَةً كشَرْیَةٍ و شَرْیٍ و هَدْیَةٍ و هَدْیٍ. و الحِلْیَةُ: كالحَلْیِ، و الجمع حِلیً و حُلیً. اللیث: الحَلْیُ كلّ حِلْیةٍ حَلَیت بها امرأَةً أَو سیفاً و نحوَه، و الجمع حُلِیٌّ. قال الله عز و جل: مِنْ حُلِیِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوٰارٌ. الجوهری: الحَلْیُ حَلْیُ المرأَةِ، و جمعه حُلِیٌّ مثل ثَدْیٍ و ثُدِیّ، و هو فُعُولٌ، و قد تكسر الحاء لمكان الیاء مثل عِصیّ، و قرئ: مِنْ حُلِیِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً، بالضم و الكسر. و حَلَیْتُ المرأَةَ أَحْلِیها حَلْیاً و حَلَوْتُها إذا جعلت لها حُلِیّاً. الجوهری: حِلْیَةُ السیفِ جمْعها حِلیً مثل لِحْیةٍ و لِحیً، و ربما ضم. و‌فی الحدیث: أَنه جاءه رجل و علیه خاتم من حدید فقال: ما لی أَری علیكَ حِلْیَة أَهلِ النارِ؟هو اسم لكل ما یُتَزَیَّن به من مصاغ الذهب و الفضة، و إنما جعلها حلیة لأَهل النار لأَن الحدید زِیُّ بعض الكفار و هم أَهل النار، و قیل: إنما كرهه لأَجل نَتْنِه و زُهوكَتهِ، و قال: فی خاتَمِ الشِّبْهِ ریحُ الأَصْنام، لأَن الأَصنام كانت تُتَّخَذ من الشَّبَهِ. و قال بعضهم: یقال حِلْیةُ السیف و حَلْیهُ، و كره آخرون حَلْیَ السیف، و قالوا: هی حِلْیَتُه؛ قال الأَغْلَبُ العِجْلِی: جارِیةٌ من قیْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ، بَیْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَهْ، كأَنها حِلْیَةُ سَیْفٍ مُذْهَبَهْ و حكی أَبو علی حَلاة فی حِلْیَةٍ، و هذا فی المؤنث كشِبْهٍ و شَبَهٍ فی المذكر. و قوله تعالی: وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَهٰا؛ جاز أَن یخبر عنهما بذلك لاختلاطهما، و إلا ف الحِلْیَةُ إنما تُسْتَخرج من المِلْح دون العَذْب. و حَلِیَت المرأَةُ حَلْیاً و هی حَالٍ و حَالِیَةٌ: استفادت حَلْیاً أَو لبسته، و حَلِیَتْ: صارت ذات حَلْیٍ، و نسوة حَوالٍ. و تَحَلَّتْ: لبست حَلْیاً أَو اتخذت. و حَلَّاها: أَلبسها حَلْیاً أَو اتخذه لها، و منه سیف مُحَلّیً. و تَحَلَّی بالحَلْی أَی تزیَّن، و قال: و لغةٌ حَلِیَت المرأَةُ إذا لَبِسَتْه؛ و أَنشد: و حَلْی الشَّوَی منها، إذا حَلِیَتْ به، علی قَصَباتٍ لا شِخاتٍ و لا عُصْلِ قال: و إنما یقال الحَلْیُ للمرأَة و ما سواها فلا یقال إلا حِلْیةٌ للسیفِ و نحوه. و یقال: امرأَة حَالِیَة و مُتَحَلِّیَة. و حَلَّیْت الرجلَ: وصفتُ حِلْیَته. و قوله تعالی: یُحَلَّوْنَ فِیهٰا مِنْ أَسٰاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ*؛ عدَّاه إلی مفعولین لأَنه فی معنی یَلْبَسُون. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: كان یُحَلِّینا رِعاثاً من ذَهَبٍ و لُؤْلُؤٍ، و حَلَّی السیفَ كذلك. و یقال للشجرة إذا أَورقت و أَثمرت: حَالِیَةٌ، فإذا تناثر ورقها قیل: تعطَّلت؛ قال ذو الرمة: و هاجَتْ بَقایا القُلْقُلانِ، و عَطَّلَت حَوَالِیَّهُ هُوجُ الرِّیاحِ الحَواصِد أَی أَیْبَسَتْها الریاح فتناثرت. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: كان یَتَوضَّأُ إلی نصف ساقَیْه و یقول إن الحِلْیَة تبلغ إلی مواضِع الوضوء؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالحِلْیَة هاهنا التحجیل یوم القیامة من أَثر الوضوء من‌قوله، صلی الله علیه و سلم: غُرٌّ مُحَجَّلون.ابن سیدة فی معتل الیاء: و حَلِیَ فی عینی و صَدْرِی قیل لیس من الحَلاوة، إنما هی مشتقة من الحَلْی الملبوس لأَنه حَسُنَ فی عینك كَحُسْنِ الحَلْیِ، و حكی
لسان العرب، ج‌14، ص: 196
ابن الأَعرابی: حَلِیَتْه العَیْنُ؛ و أَنشد: كَحْلاءُ تَحْلاها العُیونُ النُّظَّرُ التهذیب: اللحیانی حَلِیَتِ المرأَة بعَیْنی و فی عَیْنی و بِقَلْبی و فی قَلْبی و هی تَحْلَی حَلاوة، و قال أَیضاً: حَلَتْ تَحْلُو حَلاوة. الجوهری: و یقال حَلِیَ فلان بعینی، بالكسر، و فی عینی و بصدری و فی صدری یَحْلَی حَلاوة إذا أَعجبك؛ قال الراجز: إنَّ سِرَاجاً لَكَرِیمٌ مَفْخَرُهْ، تَحْلَی به العَیْن إذا ما تَجْهَرُهْ قال: و هذا شی‌ء من المقلوب، و المعنی یَحْلَی بالعَین. و‌فی حدیث علیّ، علیه السلام: لكنهم حَلِیَت الدنیا فی أَعْینُهم.یقال: حَلِیَ الشی‌ءُ بعَیْنی یَحْلی إذا استَحْسَنْته، و حَلا بفَمِی یَحْلُو. و الحِلْیَةُ: الخِلْقة. و الحِلْیَةُ: الصفة و الصُّورة. و التَّحْلِیةُ: الوَصْف. و تَحَلَّاه: عَرَفَ صِفَته. و الحِلْیَة: تَحْلِیَتُك وجهَ الرجلِ إذا وصَفْته. ابن سیدة: و الحَلَی بَثْرٌ یخرج بأَفواه الصبیان؛ عن كُراع، قال: و إنما قضینا بأَن لامه یاء لما تقدم من أَن اللام یاء أَكثر منها واواً. و الحَلِیُّ: ما ابیضَّ من یَبِیسِ السِّبَطِ و النَّصِیِّ، واحدته حَلِیَّةٌ؛ قال: لما رأَتْ حَلِیلَتی عَیْنَیَّهْ، و لِمَّتِی كأَنَّها حَلِیَّهْ، تقول هَذِی قرَّةٌ عَلَیَّهْ التهذیب: و الحَلِیُّ نبات بعَیْنه، و هو من خیر مراتع أَهل البادیة للنَّعَم و الخیل، و إذا ظهرت ثمرته أَشبه الزرع إذا أَسبل؛ و قال اللیث: هو كل نبت یشبه نبات الزرع؛ قال الأَزهری: هذا خطأٌ إنما الحَلِیُّ اسم نبت بعینه و لا یشبهه شی‌ء من الكلإِ. الجوهری: الحَلِیُّ علی فَعیل یبیس النَّصِیِّ، و الجمع أَحْلِیة؛ قال ابن بری: و منه قول الراجز: نَحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِیِّ، و مَنْبِتَ الضَّمْرانِ و الحَلِیِّ و قد یُعَبَّر بالحَلِیِّ عن الیابس كقوله: و إنَّ عِنْدِی، إن رَكِبْتُ مِسْحَلِی، سَمَّ ذَراریحَ رطابٍ و حَلِی و‌فی حدیث قُسّ: و حَلِیّ و أَقَاحٍ؛ هو یَبِیسُ النَّصِیِّ من الكَلإِ، و الجمع أَحْلِیَة. و حَلْیَة: موضع؛ قال الشَّنْفَرَی: بِرَیْحانةٍ من بطنِ حَلْیَةَ نَوَّرَتْ، لها أَرَجٌ، ما حَوْلَها غَیرُ مُسْنِتِ و قال بعض نساء أَزدِ مَیْدَعانَ: لَوْ بَیْنَ أَبْیاتٍ بِحَلْیَةَ ما أَلْهاهُمُ، عَنْ نَصْرِكَ، الجُزُرُ و حُلَیَّة: موضع؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: أَو مُغْزِلٌ بالْخَلِّ، أَو بِحُلَیَّةٍ تَقْرُو السلامَ بِشَادِنٍ مِخْماصِ قال ابن جنی: تحتمل حُلَیَّة الحرفین جمیعاً، یعنی الواو و الیاء، و لا أُبعِد أَن یكون تحقیر حَلْیة، و یجوز أَن تكونَ همزةً مخففةً من لفظ حلَّأْت الأَدیم كما تقول فی تخفیف الحُطَیْئة الحُطَیَّة. و إحْلِیَاءُ: موضع؛ قال الشماخ: فأَیْقَنَتْ أَنَّ ذا هاشٍ مَنِیَّتُها، و أَنَّ شَرْقِیَّ إحْلِیاءَ مَشْغُولُ الجوهری: حَلْیة، بالفتح، مأْسَدة بناحیة الیمن؛ قال یصف أَسداً:
لسان العرب، ج‌14، ص: 197
كأَنَّهُمُ یَخْشَوْنَ منْك مُدَرَّباً، بِحَلْیةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَیْن مِهْزَعَا الأَزهری: یقال للبعیر إذا زجرته حَوْبُ و حَوْبَ و حَوْبِ، و للناقة حَلْ جَزْمٌ و حَلِیْ جَزْم لا حَلِیتِ و حَلٍ، قال: و قال أَبو الهیثم یقال فی زجر الناقة حَلْ حَلْ، قال: فإذا أَدخلت فی الزجر أَلِفاً و لاماً جری بما یصیبه من الإِعراب كقوله: و الحَوْبُ لمَّا لم یُقَلْ و الحَلُّ فرفعه بالفعل الذی لم یسم فاعله.

حما؛ ج14، ص: 197

: حَمْوُ المرأَة و حَمُوها و حَماها: أَبو زَوْجها و أَخُو زوجها، و كذلك من كان من قِبَلِه. یقال هذا حَمُوها و رأَیت حَمَاها و مررت بحَمِیها، و هذا حَمٌ فی الانفراد. و كلُّ من وَلِیَ الزوجَ من ذی قَرابته فهم أَحْماء المرأَة، و أُمُّ زَوجها حَمَاتُها، و كلُّ شی‌ء من قِبَلِ الزوج أَبوه أَو أَخوه أَو عمه فهم الأَحْماءُ، و الأُنثی حماةٌ، لا لغة فیها غیر هذه؛ قال: إنّ الحَماةَ أُولِعَتْ بالكَنَّهْ، و أَبَتِ الكَنَّةُ إلَّا ضِنَّهْ و حَمْوُ الرجل: أَبو امرأَته أو أَخوها أَو عمها، و قیل: الأَحْمَاءُ من قِبَل المرأَة خاصةً و الأَخْتانُ من قِبَل الرجل، و الصِّهْرُ یَجْمَعُ ذلك كلَّه. الجوهری: حَمَاةُ المرأَة أُمّ زوجها، لا لغة فیها غیر هذه. و فی الحَمْو أَربع لغات: حَماً مثل قَفاً، و حَمُو مثل أَبُو، و حَمٌ مثل أَبٍ؛ قال ابن بری: شاهد حَماً قول الشاعر: وَ بجارَة شَوْهاءَ تَرْقُبُنی، و حَماً یخِرُّ كَمَنْبِذِ الحِلْسِ و حَمْ‌ءٌ ساكنةَ المیم مهموزة؛ و أَنشد: قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَیْهِ دَارُها: تِئْذَنْ، فإنی حَمْؤُها و جَارُها و یُروْی: … حَمُها …، بترك الهمز. و كلّ شی‌ء من قِبَل المرأَة فهم الأَخْتان. الأَزهری: یقال هذا حَمُوها و مررت بحَمِیها و رأَیت حَمَاها، و هذا حَمٌ فی الانفراد. و یقال: رأَیت حَماها و هذا حَماها و مررت بِحَماها، و هذا حَماً فی الانفراد، و زاد الفراء حَمْ‌ءٌ، ساكنة المیم مهموزة، و حَمُها بترك الهمز؛ و أَنشد: هِیَ ما كَنَّتی، و تَزْعُمُ أَنی لهَا حَمُ الجوهری: و أَصل حَمٍ حَمَوٌ، بالتحریك، لأَن جمعه أَحْماء مثل آباء. قال: و قد ذكرنا فی الأَخ أَن حَمُو من الأَسماء التی لا تكون مُوَحَّدة إلا مضافة، و قد جاء فی الشعر مفرداً؛ و أَنشد: و تزعم أَنی لها حَمُو قال ابن بری: هو لفَقید ثَقِیف «2». قال: و الواو فی حَمُو للإِطلاق؛ و قبل البیت: أَیُّها الجِیرةُ اسْلَمُوا، و قِفُوا كَیْ تُكَلَّمُوا خَرَجَتْ مُزْنَةٌ من البَحْر ریَّا تَجَمْجَمُ هِیَ ما كَنَّتی، و تَزْعُمُ أَنی لَها حَمُ و قال رجل كانت له امرأَة فطلقها و تزوّجها أَخوه: لقد أَصْبَحَتْ أَسْماءُ حَجْراً [حِجْراً مُحَرَّما، و أَصْبَحْتُ من أَدنی حُمُوّتِها حَمَا أَی أَصبحت أَخا زوجها بعد ما كنت زوجها. و‌فی
(2). قوله: فقید ثقیف؛ هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 198
حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: ما بالُ رجال لا یزالُ أَحدُهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة مُغْزِیةٍ یَتحدَّث إلیها؟ علیكم بالجَنْبةِ.و‌فی حدیث آخر: لا یَدْخُلَنَّ رجلٌ علی امرأَة، و‌فی روایة: لا یَخْلُوَنَّ رجلٌ بمُغِیبة و إن قیل حَمُوها أَلا حَمُوها الموتُ؛ قال أَبو عبید: قوله أَلا حَمُوها الموت، یقول فَلْیَمُتْ و لا یفعل ذلك، فإذا كان هذا رأْیَه فی أَبی الزَّوْج و هو مَحْرَم فكیف بالغریب؟ الأَزهری: قد تدبرت هذا التفسیر فلم أَرَهُ مُشاكلًا للفظ الحدیث. و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه قال فی قوله الحَمُ الموتُ: هذه كلمة تقولها العرب كما تقول الأَسَدُ الموت أَی لقاؤه مثل الموت، و كما تقول السلطانُ نارٌ، فمعنی قوله الحَمُ الموتُ أَن خلوة الحَمِ معها أَشد من خلوة غیره من الغرباء، لأَنه ربما حسَّن لها أَشیاء و حملها علی أُمور تثقل علی الزوج من التماس ما لیس فی وسعه أَو سوء عشرة أَو غیر ذلك، و لأَن الزوج لا یؤثر أَن یطلع الحَمُ علی باطن حاله بدخول بیته؛ الأَزهری: كأَنه ذهب إلی أَن الفساد الذی یجری بین المرأَة و أَحمائها أَشد من فساد یكون بینها و بین الغریب و لذلك جعله كالموت. و حكی عن الأَصمعی أَنه قال: الأَحْمَاءُ من قِبَل الزوج، و الأَخْتانُ من قِبَل المرأَة، قال: و هكذا قال ابن الأَعرابی و زاد فقال: الحَمَاةُ أُمُّ الزوج، و الخَتَنة أُمُّ المرأَة، قال: و علی هذا الترتیب العباسُ و علیٌّ و حمزةُ و جعفر أَحْمَاءُ عائشةَ، رضی الله عنهم أَجمعین. ابن بری: و اختلف فی الأَحْماءِ و الأَصْهار فقیل أَصْهار فلان قوم زوجته و أَحْمَاءُ فلانة قوم زوجها. و عن الأَصمعی: الأَحْمَاءُ من قِبَل المرأَة و الصِّهْر یَجْمَعهما؛ و قول الشاعر: سُبِّی الحَمَاةَ و ابْهَتی عَلَیْها، ثم اضْرِبی بالوَدِّ مِرْفَقَیْها مما یدل علی أَن الحَمَاة من قِبَل الرجل، و عند الخلیل أَن خَتَنَ القوم صِهْرُهم و المتزوِّج فیهم أَصهار الخَتَنِ «1»، و یقال لأَهل بیتِ الخَتَنِ الأَخْتَانُ، و لأَهل بیت المرأَة أَصهارٌ، و من العرب من یجعلهم كلَّهم أَصْهاراً. اللیث: الحَمَاةُ لَحْمة مُنْتَبِرَة فی باطِنِ الساق. الجوهری: و الحَمَاة عَضَلَةُ الساق. الأَصمعی: و فی ساق الفرس الحَمَاتانِ، و هما اللَّحْمَتان اللتان فی عُرْض الساق تُرَیانِ كالعَصَبَتَین من ظاهر و باطن، و الجمع حَمَوات. و قال ابن شمیل: هما المُضْغَتان المُنتَبِرتان فی نصف الساقین من ظاهر. ابن سیدة: الحَماتان من الفرس اللَّحْمتان المجتمعتان فی ظاهر الساقین من أَعالیهما. و حَمْوُ الشمس: حَرُّها. و حَمِیَت الشمسُ و النارُ تَحْمَی حَمْیاً و حُمِیّاً و حُمُوّاً، الأَخیرة عن اللحیانی: اشتدَّ حَرُّها، و أَحْماها اللهُ، عنه أَیضاً. الصحاح: اشْتَدَّ حَمْیُ الشمسِ و حَمْوُها بِمعْنیً. و حَمَی الشی‌ءَ حَمْیاً و حِمیً و حِمایة و مَحْمِیَة: منعه و دفع عنه. قال سیبویه: لا یجی‌ء هذا الضرب علی مَفْعِلٍ إلا و فیه الهاء، لأَنه إن جاء علی مَفْعِلٍ بغیر هاءٍ اعْتَلَّ فعدلوا إلی الأَخفِّ. و قال أَبو حنیفة: حَمَیْتُ الأَرض حَمْیاً و حِمْیَةً و حِمَایَةً و حِمْوَةً، الأَخیرة نادرة و إنما هی من باب أَشَاوی. و الحِمْیَة و الحِمَی: ما حُمِیَ من شی‌ءٍ، یُمَدُّ و یقصر، و تثنیته حِمَیانِ علی القیاس و حِمَوان علی غیر قیاس. و كلأٌ حِمیً: مَحْمِیٌّ. و حَماه من الشی‌ء و حَماه إیّاه؛ أَنشد سیبویه: حَمَیْنَ العَراقِیبَ العَصا، فَتَرَكْنَه به نَفَسٌ عَالٍ، مُخالِطُه بُهْرُ و حَمَی المَریضَ ما یضرُّه حِمْیَةً: مَنَعَه إیَّاه؛ و احْتَمَی هو من ذلك و تَحَمَّی: امْتَنَع. و الحَمِیُّ:
(1). قوله: أصهار الختن: هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 199
المَریض الممنوع من الطعام و الشراب؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: وجْدی بصَخْرَةَ، لَوْ تَجْزِی المُحِبَّ به، وَجْدُ الحَمِیِّ بماءِ المُزْنةِ الصَّادی و احْتَمَی المریضُ احْتِمَاءً من الأَطعمة. و یقال: حَمَیْتُ المریض و أَنا أَحْمِیه حِمْیَةً و حِمْوَةً من الطعام، و احْتَمَیت من الطعام احْتِماءً، و حَمَیْت القومَ حِمایةً، و حَمَی فلانٌ أَنْفَه یَحْمِیه حَمِیَّةً و مَحْمِیَةً. و فلان ذُو حَمِیَّةٍ مُنْكَرَة إذا كان ذا غضب و أَنَفَةٍ. و حَمَی أَهلَه فی القِتال حِمایةً. و قال اللیث: حَمِیتُ من هذا الشی‌ءِ أَحْمَی مِنْه حَمِیَّةً أَی أَنَفاً و غَیْظاً. و إنه لَرَجُل حَمِیٌّ: لا یَحْتَمِل الضَّیْم، و حَمِیُّ الأَنْفِ. و‌فی حدیث مَعْقِل بنِ یَسارٍ: فَ حَمِیَ من ذلك أَنَفاً‌أَی أَخَذَتْه الحَمِیَّة، و هی الأَنَفَة و الغَیْرة. و حَمِیت عن كذا حَمِیَّةً، بالتشدید، و مَحْمِیَةً إذا أَنِفْت منه و داخَلَكَ عارٌ و أَنَفَةٌ أَن تفْعَله. یقال: فلان أَحْمَی أَنْفاً و أَمْنَعُ ذِماراً من فلان. و حَماهُ الناسَ یَحْمِیه إیاهمْ حِمیً و حِمایةً: منعه. و الحامِیَةُ: الرجلُ یَحْمِی أَصحابه فی الحرب، و هم أَیضاً الجماعة یَحْمُون أَنفُسَهم؛ قال لبید: و مَعِی حَامِیةٌ من جَعْفرٍ، كلَّ یوْمٍ نَبْتَلی ما فی الخِلَلِ و فلان علی حَامِیة القوم أَی آخِرُ من یَحْمِیهِمْ فی انْهِزامِهم. و أَحْمَی المكانَ: جعله حِمیً لا یُقْرَب. و أَحْمَاهُ: وجَدَه حِمیً. الأَصمعی: یقال حَمیَ فلان الأَرضَ یَحْمِیها حمیً لا یُقْرَب. اللیث: الحِمَی موضع فیه كَلأٌ یُحْمَی من الناس أَن یُرْعی. و قال الشافعی، رضی الله تعالی عنه، فی تفسیر‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لا حِمَی إلا لله و لِرَسُولِه، قال: كان الشریف من العرب فی الجاهلیة إذا نزل بلداً فی عشیرته اسْتَعْوَی كَلْباً فحَمَی لخاصَّته مَدَی عُواءِ الكَلْبِ لا یَشرَكُه فیه غیرهُ فلم یَرْعَه معه أَحد و كان شریكَ القوم فی سائر المرَاتع حَوْله، قال: فنهی النبی، صلی الله علیه و سلم، أن یُحْمَی علی الناس حِمیً كما كانوا فی الجاهلیة یفعلون، قال: و‌قوله إلا لله و لرسوله، یقول: إلا ما یُحْمَی لخیل المسلمین و رِكابِهِم التی تُرْصَد للجهاد و یُحْمَل علیها فی سبیل الله، و إبل الزكاة، كما حَمَی عمر النَّقِیع لِنَعَمِ الصدقة و الخیل المُعَدَّة فی سبیل الله. و‌فی حدیث أَبیَضَ بنِ حَمّالٍ لا حِمَی فی الأَراكَ، فقال أَبیَضُ: أَراكَةٌ فی حِظاری‌أَی فی أَرضی، و‌فی روایة: أَنه سأَله عما یُحْمَی من الأَراك فقال ما لم تَنَلْهُ أَخفافُ الإِبلِ؛ معناه أَن الإِبل تأْكل مُنْتَهی ما تصل إلیه أَفواهها، لأَنها إنما تصل إلیه بمشیها علی أَخفافها فیُحْمَی ما فوق ذلك، و قیل: أَراد أَنه یُحْمَی من الأَراك ما بَعُدَ عن العِمارة و لم تبلغه الإِبلُ السارحة إذا أُرْسِلت فی المَرْعَی، و یشبه أَن تكون هذه الأَراكة التی سأَل عنها یوم أَحْیا الأَرضَ و حَظَر علیها قائمةَ فیها فأَحیا الأَرض فملكها بالإِحیاء و لم یملك الأَراكة، فأَما الأَراك إذا نبت فی مِلك رجل فإنه یحمیه و یمنع غیره منه؛ و قول الشاعر: من سَراةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضّ و رَعْیُ الحِمَی و طولُ الحِیال رَعْیُ الحِمَی: یرید حِمَی ضَرِیَّة، و هو مَراعی إبل المُلوك و حِمَی الرَّبَذَةِ دونَه. و‌فی حدیث الإِفْكِ: أَحْمِی سَمْعی و بصَری‌أَی أَمنَعُهما من أَن أَنسُب إلیهما ما لم یُدْرِكاه و من العذاب لو كَذَبْت علیهما.
لسان العرب، ج‌14، ص: 200
و‌فی حدیث عائشة و ذكَرَت عثمان: عَتَبْنا علیه موضع الغَمامة المُحْماةِ؛ ترید الحِمَی الذی حَماه. یقال: أَحْمَیْت المكان فهو مُحْمیً إذا جعلته حِمیً، و جعلته عائشة، رضی الله عنها، موضعاً للغمامة لأَنها تسقیه بالمطر و الناس شُركاء فیما سقته السماء من الكَلإِ إذا لم یكن مملوكاً فلذلك عَتَبُوا علیه. و قال أَبو زید: حَمَیْتُ الحِمَی حَمْیاً مَنَعْته، قال: فإذا امتَنع منه الناسُ و عَرَفوا أَنه حِمیً قلت أَحمَیْتُه. و عُشْبٌ حِمیً: مَحْمِیٌّ. قال ابن بری: یقال حَمَی مكانَه و أَحْماه؛ قال الشاعر: حَمَی أَجَماتِه فتُرِكْنَ قَفْراً، و أَحْمَی ما سِواه مِنَ الإِجامِ قال: و یقال أَحْمَی فلانٌ عِرْضَه؛ قال المُخَبَّلُ: أَتَیْتَ امْرَأً أَحْمَی علی الناسِ عِرْضَه، فما زِلْتَ حتی أَنْتَ مُقْعٍ تُناضِلُهْ فأَقْعِ كما أَقْعی أَبوكَ علی اسْتِهِ، رأَی أَنَّ رَیْماً فوْقَه لا یُعادِلُهْ الجوهری: هذا شی‌ءٌ حِمیً علی فِعَلٍ أَی مَحْظُور لا یُقْرَب، و سمع الكسائی فی تثنیة الحِمَی حِمَوانِ، قال: و الوجه حِمَیانِ. و قیل لعاصم بن ثابت الأَنصاری: حَمِیُّ الدَّبْرِ، علی فَعِیلٍ بمعنی مَفعول. و فلان حَامِی الحقِیقةِ: مثل حَامِی الذِّمارِ، و الجمع حُماةٌ و حَامِیة؛ و أَما قول الشاعر: و قالوا: یالَ أَشْجَعَ یومَ هَیْجٍ، و وَسْطَ الدارِ ضَرْباً و احْتِمایا قال الجوهری: أَخرجه علی الأَصل و هی لغة لبعض العرب؛ قال ابن بری: أَنشد الأَصمعی لأَعْصُرَ بنِ سعدِ بن قیسِ عَیْلان: إذا ما المَرْءُ صَمَّ فلمْ یُكَلَّمْ، و أَعْیا سَمْعهُ إلا نِدَایا و لاعَبَ بالعَشِیِّ بَنی بَنِیهِ، كفِعْلِ الهِرِّ یَحْتَرِشُ العَظایا یُلاعِبُهُمْ، و وَدُّوا لوْ سَقَوْهُ من الذَّیْفانِ مُتْرَعَةً إنایا فلا ذاقَ النَّعِیمَ و لا شَراباً، و لا یُعْطی منَ المَرَضِ الشِّفایا و قال: قال أَبو الحسن الصِّقِلِّی حُمِلت أَلف النصب علی هاء التأْنیث بمقارنتها لها فی المخرج و مشابهتها لها فی الخفاء، و وجه ثان و هو أَنه إذا قال الشفاءَا وقعت الهمزة بین أَلفین، فكرهها كما كرهها فی عَظاءَا، فقلبها یاءً حملًا علی الجمع. و حُمَّةُ الحَرِّ: مُعْظَمُه، بالتشدید. و حامَیْتُ عنه مُحاماةً و حِماءً. یقال: الضَّرُوسُ تُحامِی عن وَلدِها. و حامَیْتُ علی ضَیْفِی إذا احتَفَلْت له؛ قال الشاعر: حامَوْا علی أَضْیافِهِمْ، فشَوَوْا لَهُمْ مِنْ لَحْمِ مُنْقِیَةٍ و من أَكْبادِ و حَمِیتُ علیه: غَضِبْتُ، و الأُموی یهمزه. و یقال: حِماءٌ لك، بالمد، فی معنی فِداءٌ لك. و تحاماه الناس أَی توَقَّوْهُ و اجتنبوه. و ذهَبٌ حَسَنُ الحَماءِ، ممدود: خرج من الحَماءِ حسَناً. ابن السكیت: و هذا ذهَبٌ جیِّدٌ یخرج من الإِحْماءِ، و لا یقال علی الحَمَی لأَنه من أَحمَیْتُ. و حَمِیَ من الشی‌ء حَمِیَّةً و مَحْمِیَةً: أَنِفَ، و نظیر المَحْمِیَة المَحْسِبةُ من حَسِب، و المَحْمِدة من حَمِدَ، و المَوْدِدة من وَدَّ، و المَعْصِیةُ من عَصَی. و احْتَمَی فی الحرب: حَمِیَتْ نَفْسهُ. و رجل
لسان العرب، ج‌14، ص: 201
حَمِیٌّ: لا یحتمل الضَّیْمَ، و أَنْفٌ حَمِیٌّ من ذلك. قال اللحیانی: یقال حَمِیتُ فی الغضب حُمِیّاً. و حَمِیَ النهار، بالكسر، و حَمِیَ التنور حُمِیّاً فیهما أَی اشتدَّ حَرُّه. و‌فی حدیث حُنَیْنٍ: الآن حَمِیَ الوَطِیسُ؛ التَّنُّورُ و هو كنایة عن شدَّة الأَمر و اضْطِرامِ الحَرْبِ؛ و یقال: هذه الكلمة أوَّلُ من قالها النبی، صلی الله علیه و سلم، لما اشْتَدَّ البأْسُ یومَ حُنَیْنٍ و لم تُسْمَعُ قَبْله، و هی من أَحسن الاستعارات. و‌فی الحدیث: و قِدْرُ القَوْمِ حامِیةٌ تَفُور‌أَی حارَّة تَغْلی، یرید عِزَّةَ جانبِهم و شدَّةَ شَوْكَتِهم. و حَمِیَ الفرسُ حِمیً: سَخُنَ و عَرِقَ یَحْمَی حَمْیاً، و حَمْیُ الشَّدِّ مثله؛ قال الأَعشی: كَأَنَّ احْتِدامَ الجَوْفِ من حَمْیِ شَدِّه، و ما بَعْدَه مِنْ شَدّه، غَلْیُ قُمْقُمِ و یجمع حَمْیُ الشَّدّ أَحْماءً؛ قال طَرَفَة: فهی تَرْدِی، و إذا ما فَزِعَتْ طارَ من أَحْمائِها شَدّ الأُزُرْ و حَمِیَ المِسْمارُ و غیره فی النار حَمْیاً و حُمُوّاً: سَخُنَ، و أَحْمَیْتُ الحدیدة فأَنا أُحْمِیها إحْماءً حتی حَمِیَتْ تَحْمَی. ابن السكیت: أَحْمَیْتُ المسمار إحْماءً فأَنا أُحْمِیهِ. و أَحْمَی الحدیدةَ و غیرها فی النار: أَسْخَنَها، و لا یقال حَمَیْتها. و الحُمَة: السَّمُّ؛ عن اللحیانی، و قال بعضهم: هی الإِبْرة التی تَضْرِبُ بها الحَیّةُ و العقرب و الزُّنْبور و نحو ذلك أَو تَلْدَغُ بها، و أَصله حُمَوٌ أَو حُمَیٌ، و الهاء عوض، و الجمع حُماتٌ و حُمیً. اللیث: الحُمَةُ فی أَفواه العامَّة إبْرةُ العَقْرب و الزُّنْبور و نحوه، و إنما الحُمَةُ سَمُّ كل شی‌ء یَلْدَغُ أَو یَلْسَعُ. ابن الأَعرابی: یقال لسَمّ العقرب الحُمَةُ و الحُمَّةُ. و قال الأَزهری: لم یسمع التشدید فی الحُمَّة إلا لابن الأَعرابی، قال: و أَحسبه لم یذكره إلا و قد حفظه. الجوهری: حُمَةُ العقرب سمها و ضرها، و حُمَة البَرْدِ شِدَّته. و الحُمَیَّا: شِدَّةُ الغضب و أَوَّلُه. و یقال: مضی فلان فی حَمِیَّتهِ أَی فی حَمْلَته. و یقال: سارَتْ فیه حُمَیَّا الكَأْسِ أَی سَوْرَتُها، و معنی سارَت ارتفعت إلی رأْسه. و قال اللیث: الحُمَیَّا بُلُوغ الخَمْر من شاربها. أَبو عبید: الحُمَیَّا دَبِیبُ الشَّراب. ابن سیدة: و حُمَیَّا الكأْسِ سَوْرَتُها و شدَّتها، و قیل: أَوَّلُ سَوْرتها و شدَّتها، و قیل: إسْكارُها و حِدَّتُها و أَخذُها بالرأْس. و حُمُوَّة الأَلَمِ: سَوْرَته. و حُمَیّا كُلّ شی‌ء: شِدَّته و حِدَّته. و فَعَل ذلك فی حُمَیَّا شَبابه أَی فی سَوْرته و نَشاطه؛ و یُنْشَد: ما خِلْتُنی زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً، أَشْكُو إلَیْكُمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ و‌فی الحدیث: أَنَّه رَخَّصَ فی الرُقْیَةِ من الحُمَة، و فی روایة: من كُلِّ ذی حُمَة.و‌فی حدیث الدجال: و تُنْزَع حُمَةُ كُلِّ دابَّة‌أَی سَمُّها؛ قال ابن الأَثیر: و تطلق علی إبرة العقرب للمجاورة لأَن السم منها یخرج. و یقال: إنه لَشدید الحُمَیَّا أَی شدید النَّفْسِ و الغَضَب. و قال الأَصمعی: إنه لحَامِی الحُمَیَّا أَی یَحْمِی حَوْزَتَه و ما وَلِیَه؛ و أَنشد: حَامِی الحُمَیَّا مَرِسُ الضَّرِیر و الحَامِیَةُ: الحجارةُ التی تُطْوَی بها البئر. ابن شمیل: الحَوَامِی عِظامُ الحجارة و ثِقالها، و الواحدة حامِیَةٌ. و الحَوَامِی: صَخْرٌ عِظامٌ تُجْعَل فی مآخِیر الطَّیِّ أَن یَنْقَلِعَ قُدُماً، یَحْفِرون له نِقَاراً
لسان العرب، ج‌14، ص: 202
فیَغْمزونه فیه فلا یَدَعُ تُراباً و لا یَدْنُو من الطَّیِّ فیدفعه. و قال أَبو عمرو: الحَوامِی ما یَحْمِیه من الصَّخْر، واحدتها حامِیَة. و قال ابن شمیل: حجارة الرَّكِیَّة كُلُّها حَوَامٍ، و كلها علی حِذَاءٍ واحدٍ، لیس بعضها بأَعظم من بعض، و الأَثافِی الحَوامِی أَیضاً، واحدتها حَامِیَةٌ؛ و أَنشد شمر: كأَنَّ دَلْوَیَّ، تَقَلَّبانِ بینَ حَوَامِی الطَّیِّ، أَرْنَبانِ و الحَوَامِی: مَیامِنُ الحَافِر و مَیاسِرهُ. و الحَامِیَتانِ: ما عن الیمین و الشمال من ذلك. و قال الأَصمعی: فی الحَوافر الحَوَامِی، و هی حروفها من عن یمین و شمال؛ و قال أَبو دُوادٍ: لَهُ، بَیْنَ حَوامِیهِ، نُسُورٌ كَنَوَی القَسْبِ و قال أَبو عبیدة: الحَامِیَتانِ ما عن یمین السُّنْبُك و شِماله. و الحَامِی: الفَحْلُ من الإِبل یَضْرِبُ الضِّرَابَ المعدودَ قیل عشرة أَبْطُن، فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حامٍ أَی حَمَی ظَهْرَه فیُتْرَك فلا ینتفع منه بشی‌ء و لا یمنع من ماء و لا مَرْعیً. الجوهری: الحامی من الإِبل الذی طال مكثه عندهم. قال الله عز و جل: مٰا جَعَلَ اللّٰهُ مِنْ بَحِیرَةٍ وَ لٰا سٰائِبَةٍ وَ لٰا وَصِیلَةٍ وَ لٰا حٰامٍ؛ فأَعْلَم أَنه لم یُحَرِّمْ شیئاً من ذلك؛ قال: فَقَأْتُ لها عَیْنَ الفَحِیلِ عِیافَةً، و فیهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ و الْحامی قال الفراء: إذا لَقِحَ ولَد وَلَدهِ فقد حَمَی ظَهْرَه و لا یُجَزُّ له وَبَر و لا یُمْنَع من مَرْعیً. و احْمَوْمَی الشی‌ءُ: اسودَّ كاللیل و السحاب؛ قال: تَأَلَّقَ و احْمَوْمَی و خَیَّم بالرُّبَی أَحَمُّ الذُّرَی ذو هَیْدَب مُتَراكِب و قد ذكر هذا فی غیر هذا المكان. اللیث: احْمَوْمَی من الشی‌ء فهو مُحْمَوْمٍ، یُوصف به الأَسْوَدُ من نحو اللیل و السحاب. و المُحْمَوْمِی من السحاب: المُتَراكم الأَسْوَدُ. و حَمَاةُ: موضع؛ قال إمرؤ القیس: عَشیَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ و شَیْزَرا «2». و قوله أَنشده یعقوب: و مُرْهَقٍ سَالَ إمْتاعاً بوُصدَته لم یَسْتَعِنْ، و حَوامِی المَوْتِ تَغْشَاهُ قال: إنما أَراد حَوائِم من حامَ یَحُومُ فقلب، و أَراد بسَال سَأَلَ، فإما أَن یكون أَبدل، و إما أَن یرید لغة من قال سَلْتَ تَسَالُ.

حنا؛ ج14، ص: 202

: حَنَا الشی‌ءَ حَنْواً و حَنْیاً و حَنَّاهُ: عَطَفه؛ قال یزید بن الأَعْوَرِ الشَّنّی: یَدُقُّ حِنْوَ القَتَب المُحَنَّا، إذا عَلا صَوَّانَهُ أَرَنَّا و الانْحِناءُ: الفعل اللازم، و كذلك التَّحَنِّی. و انْحَنَی الشی‌ءُ: انعطف. و انْحَنَی العُودُ و تَحَنَّی: انعطف. و‌فی الحدیث: لم یَحْنِ أَحدٌ منا ظَهْرَه‌أَی لم یَثْنه للركوع. یقال: حَنَی یَحْنی و یَحْنُو. و‌فی حدیث معاویة: و إذا ركع أَحدُكم فلْیَفْرُشْ ذراعیه علی فخذیه و لْیَحْنا «3»؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی الحدیث، فإن كانت بالحاء فهو من حَنَا ظهره إذا عطفه، و إن كانت بالجیم فهو من جنأَ علی الشی‌ء
(2). و صدر البیت: تقطَّعُ أسبابُ اللُّبانة، و الهوی (3). قوله [و لْیَحْنَا] هی فی الأَصل و نسخ النهایة المعتمدة مرسومة بالأَلف
لسان العرب، ج‌14، ص: 203
أَكَبَّ علیه، و هما متقاربان، قال: و الذی قرأْناه فی كتاب مسلم بالجیم و فی كتاب الحمیدی بالحاء. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إِیاك و الحَنْوَةَ، و الإِقْعاء؛ یعنی فی الصلاة، و هو أَن یُطَأْطِئَ رأْسه و یُقَوِّسَ ظَهْره من حَنَیْتُ الشی‌ءَ إِذا عطفته، و‌حدیثه الآخر: فهل یَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَة الشَّبابِ إِلا حَوانِیَ الهَرَمِ؟هی جمع حانِیَة و هی التی تَحْنِی ظَهْرَ الشیخ و تَكُبُّه. و‌فی حدیث رَجْمِ الیهودی: فرأَیتُه یُحْنِی علیها یقیها الحجارة؛ قال الخطابی: الذی جاء فی السنن یُجْنی، بالجیم، و المحفوظ إِنما هو بالحاء أَی یُكِبُّ علیها. یقال: حَنَا یَحْنو حُنُوّاً؛ و منه‌الحدیث: قال لنسائه لا یُحْنی علیكن بَعْدی إِلا الصابرون‌أَی لا یَعْطِفُ و یُشْفِقُ؛ حَنا علیه یَحْنو و أَحْنَی یُحْنِی. و الحَنِیَّةُ: القوس، و الجمع حَنِیٌّ و حَنایا، و قد حَنَوْتُها أَحْنُوها حَنْواً. و‌فی حدیث عمر: لو صَلَّیْتُم حتی تكونوا كالحَنایا؛ هی جمع حَنِیَّةٍ أَو حَنِیٍّ، و هما القوس، فَعِیل بمعنی مفعول، لأَنها مَحْنِیَّة أَی معطوفة؛ و منه‌حدیث عائشة: فحَنَت لها قَوْسَها‌أَی وتَّرَتْ لأَنها إِذا وتَّرَتْها عَطَفَتها، و یجوز أَن تكون حَنَّتْ مشدَّدة، یرید صَوَّتَت. و حَنَت المرأَة علی ولدها تَحْنُو حُنُوّاً و أَحْنَت؛ الأَخیرة عن الهروی: عَطَفَت علیهم بعد زوجها فلم تتزوج بعد أَبیهم، فهی حانِیَةٌ؛ و استعمله قَیْس بن ذَریحٍ فی الإِبل فقال: فأُقْسِمُ، ما عُمْشُ العیونِ شَوارِفٌ رَوائِمُ بَوٍّ حانیاتٌ علی سَقْبِ و الأُمُّ البَرَّة حانِیَة، و قد حَنَت علی ولدها تَحْنُو. أَبو زید: یقال للمرأَة التی تقیم علی ولدها و لا تَتَزَوَّج قد حَنَتْ علیهم تَحْنُو، فهی حانِیَة، و إِذا تزوجت بعده فلیست بحَانِیَة؛ و قال: تُساقُ و أَطفالُ المُصِیف، كأَنَّها حَوانٍ علی أَطلائهنَّ مَطافِلُ أَی كأَنَّها إِبل عَطَفت علی ولدها. و تَحَنَّنتُ علیه أَی رَقَقْت له و رَحِمْته. و تحَنَّیْت أَی عطفت. و‌فی الحدیث: خیرُ نِساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ صالحُ نِساء قرَیشٍ أَحْناهُ علی ولدٍ فی صِغَرهِ و أَرْعاه علی زوج فی ذاتِ یَدِه.و‌روی أَبو هریرة أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: خیرُ نساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ خِیارُ نساءِ قریشٍ أَحناه علی ولدٍ فی صِغَره و أَرعاه علی زوج فی ذاتِ یَدِه؛ قوله: أَحناهُ أَی أَعْطَفه، و قوله: أَرعاهُ علی زوج إِذا كان لها مال واسَتْ زوْجَها؛ قال ابن الأَثیر: و إِنما وحَّد الضمیر ذهاباً إِلی المعنی، تقدیره أَحْنی من وُجِدَ أَو خُلِقَ أَو مَن هُناك؛ و‌منه: أَحسنُ الناس خُلُقاً و أَحسنُه وجْهاً‌یرید أَحسنُهم، و هو كثیر من أَفصح الكلام. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: أَنا و سَفْعاءُ الخَدَّیْنِ الحانِیةُ علی وَلدِها یومَ القیامة كَهاتَیْن، و أَشار بالوُسْطی و المُسَبِّحة، أَی التی تقیم علی ولدها لا تتزوّج شفقة و عطفاً. اللیث: إِذا أَمْكَنَت الشاةُ الكَبْشَ یقال حَنَتْ فهی حانِیَة، و ذلك من شدّة صِرافِها. الأَصمعی: إِذا أَرادت الشاةُ الفحل فهی حانٍ، بغیر هاء، و قد حَنَت تَحْنُو. ابن الأَعرابی: أَحْنَی علی قَرابته و حَنَا و حَنَّی و رَئِمَ. ابن سیدة: و حَنَت الشاةُ حُنُوّاً، و هی حانٍ، أَرادت الفَحل و اشتهته و أَمكنته، و بها حِناء، و كذلك البقرة الوحشیة لأَنها عند العرب نعجة، و قیل: الحانی التی اشْتَدَّ علیها الاسْتِحْرامُ. و الحانِیة و الحَنْواءُ من الغنم: التی تَلْوی عُنُقَها لغیر علة، و كذلك هی من الإِبل، و قد یكون ذلك عن علة؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 204
أَنشد اللحیانی عن الكسائی: یا خالِ، هَلَّا قُلْتَ إِذْ أَعْطَیْتَنی: هِیَّاكَ هِیَّاكَ و حَنْواءَ العُنُقْ ابن سیدة: و حَنا یدَ الرجلِ حَنْواً لَواها، و قال فی ذوات الیاء: حَنی یَدَه حِنایَةً لواها. و حَنَی العُودَ و الظَّهْرَ: عَطَفَهُما. و حَنَی علیه: عَطَف. و حَنَی العُودَ: قَشَره، قال: و الأَعْرفُ فی كلّ ذلك الواو، و لذلك جعلنا تَقَصِّیَ تصارِیفه فی حَدِّ الواو؛ و قوله: بَرَكَ الزمان علیهمُ بِجِرانِه، و أَلحَّ منكِ بحیثُ تُحْنی الإِصْبَع یعنی أَنه أَخذ الخیار المعدودین؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ قال: و مثله قول الأَسدی: فإِنْ عُدَّ مَجْدٌ أَو قَدِیمٌ لِمَعْشَرٍ، فَقَوْمِی بِهِمْ تُثْنی هُناكَ الأَصابِعُ و قال ثعلب: معنی قوله حیث تُحْنَی الإِصبع أَن تقول فلان صدیقی و فلان صدیقی فتَعُدَّ بأَصابعك، و قال: فلان ممن لا تُحْنَی علیه الأَصابع أَی لا یُعَدُّ فی الإِخوان. و حَنْوُ حِنْوُ كلِّ شی‌ءٍ: اعْوِجاجُه. و الحِنْوُ الحَنْوُ: كلّ شی‌ءٍ فیه اعوجاج أَو شبْهُ الاعوجاج، كعَظْم الحِجاج و اللَّحْی و الضِّلَع و القُفِّ و الحِقْفِ و مُنْعَرَجِ الوادی، و الجمع أَحْناءٌ و حُنِیٌّ و حِنِیٌّ. و حِنْوُ الرحْلِ و القَتَبِ و السَّرْج: كلُّ عُود مُعْوَجٍّ من عِیدانِه، و منه حِنْوُ الجبل. الأَزهری: و الحِنْوُ و الحِجاج العَظْم الذی تحت الحاجب من الإِنسان؛ و أَنشد لجریر: و خُورُ مُجاشعٍ تَرَكُوا لَقِیطاً، و قالوا: حِنْوَ عَیْنِكَ و الغُرابا قیل لبَنی مُجاشع خُورٌ بقول عمرو بن أُمَیَّة: یا قَصَباً هَبَّت له الدَّبورُ، فهْو إِذا حُرِّكَ جُوفٌ خُورُ یرید: قالوا احذَرْ حِنْوَ عَیْنِكَ لا یَنْقُرُه الغُراب، و هذا تهكم. و حِنْوُ العَیْن: طَرفها. الأَزهری: حِنْوُ العَیْنِ حِجاجُها لا طَرَفُها، سُمِّی حِنْواً لانحنائه؛ و قول هِمْیان بن قُحافة: و انْعاجَت الأَحْناءُ حتی احلَنْقَفَتْ إِنما أَراد العظام التی هی منه كالأَحْناء. و الحِنْوانِ: الخَشَبتان المَعْطوفتان اللتان علیهما الشَّبكة یُنْقَلُ علیهما البُرُّ إِلی الكُدْسِ. و أَحْناءُ الأُمور: أَطرافها و نواحیها. و حِنْوُ العین: طَرَفها؛ قال الكمیت: والُوا الأُمُورَ و أَحْناءَها، فلمْ یُبْهِلُوها و لمْ یُهْمِلُوا أَی ساسُوها و لم یُضَیِّعُوها. و أَحْناءُ الأُمورِ: ما تَشابَه منها؛ قال: أَ زَیْدُ أَخا وَرْقاءَ، إِنْ كنتَ ثائراً، فقدْ عَرَضَتْ أَحْناءُ حَقٍّ فخاصِمِ و أَحْنَاءُ الأُمور: مُتَشابِهاتُها؛ و قال النابغة: یُقَسِّمُ أَحْنَاءَ الأُمورِ فهارِبٌ، و شاصٍ عن الحَرْبِ العَوانِ، و دائِنُ و المَحْنِیَة من الوادی؛ مُنْعَرَجُه حیث یَنْعطِف، و هی المَحْنُوَة و المَحناةُ؛ قال: سَقَی كلَّ مَحْناةٍ مِنَ الغَرْبِ و المَلا، و جِیدَ بهِ منها المِرَبُّ المُحَلَّلُ و هو من ذلك. و المَحْنِیَة: مُنْحَنی الوادی حیث یَنْعرج منخفضاً عن السَّنَدِ. و تَحَنَّی الحِنْوُ: اعْوَجَّ؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 205
أَنشد ابن الأَعرابی: فی إِثْرِ حَیٍّ كان مُسْتَباؤُهُ، حیثُ تَحَنَّی الحِنْوُ أَو مَیْثاؤُهُ و مَحْنِیة الرمل: ما انْحَنی علیه الحِقْف. قال ابن سیدة: قال سیبویه المَحْنِیة ما انْحَنی من الأَرض، رَمْلًا كان أَو غیره، یاؤُه منقلبة عن واو لأَنها من حَنَوْت، و هذا یدل علی أَنه لم یَعرف حَنَیْت، و قد حكاها أَبو عبید و غیره. و المَحْنِیة: العُلْبة تُتَّخذُ من جلود الإِبل، یُجعَل الرمل فی بعض جلدها، ثم یُعَلَّق حتی ییبس فیبقی كالقصعة، و هی أَرفق للراعی من غیره. و الحَوَانِی: أَطْوَل الأَضلاع كلِّهن، فی كل جانب من الإِنسان ضِلَعان من الحَوَانی، فهنَّ أَربعُ أَضلُع من الجَوانِحِ یَلِینَ الواهِنَتَینِ بَعدَهما. و قال فی رجل فی ظهره انحناء: إِنَّ فیه لَ حِنایَةً یَهُودِیَّة، و فیه حِنَایةٌ یهودیة أَی انحِناءٌ. و ناقة حَنْوَاءُ: حدْباءُ. و الحَانِیَةُ: الحانوت، و الجمع حَوَانٍ. قال ابن سیدة: و قد جعل اللحیانی حَوَانِیَ جمعَ حانوتٍ، و النسب إِلی الحانِیَة حانِیٌّ؛ قال علقمة: كأْسٌ عَزِیزٌ من الأَعْنابِ عَتَّقَها، لِبَعْضِ أَرْبابِها، حانِیَّةٌ حُومُ قال: و لم یعرف سیبویه حانِیَة لأَنه قد قال كأَنه أَضاف إِلی مثل ناحیة، فلو كانت الحَانِیَةُ عنده معروفة لما احتاج إِلی أَن یقول كأَنه أَضاف إِلی ناحیة، قال: و من قال فی النسب إِلی یَثْرِبَ یَثْرَبیّ و إِلی تَغْلِبَ تَغْلَبِیٌّ قال فی الإِضافة إِلی حانِیَة حانَوِیّ؛ و أَنشد: فكیفَ لنا بالشُّرْبِ، إِنْ لم تكنْ لنا دَوانِقُ عند الحَانَوِیِّ، و لا نَقْدُ؟ ابن سیدة: الحَانُوتُ فاعُول من حَنَوْت، تشبیهاً بالحَنِیَّة من البناء، تاؤُه بدل من واو؛ حكاه الفارسی فی البصریات له قال: و یحتمل أَن یكون فَعَلُوتاً منه. و یقال: الحانوتُ و الحانِیَة و الحاناةُ كالناصیة و الناصاة. الأَزهری: التاء فی الحانوت زائدة، یقال حانَةٌ و حَانُوت و صاحبها حانِیٌّ. و‌فی حدیث عمر: أَنه أَحرق بیتَ رُوَیْشِدٍ الثَّقَفِیِّ و كان حانوتاً تُعاقَرُ فیه الخَمر و تُباعُ.و كانت العرب تسمی بیوت الخمَّارین الحَوَانِیت، و أَهل العراق یسمونها المَواخِیرَ، واحدها حانوتٌ و ماخُورٌ، و الحَانَة أَیضاً مثله، و قیل: إِنهما من أَصل واحد و إِن اختلف بناؤُهما، و الحَانُوت یذكر و یؤنث. و الحَانِیّ: صاحب الحانوت. و الحانِیَّة: الخمَّارون، نسبوا إِلی الحانِیة، و علی ذلك قال: حانِیَّة حُوم؛ فأَما قول الآخر: دَنانیرُ عند الحانَوِیِّ و لا نَقْدُ فهو نسب إِلی الحاناةِ. و الحَنْوة، بالفتح: نبات سُهْلیٌّ طیب الریح، و قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ یصف روضة: و كأَنَّ أَنْماطَ المدائنِ حَوْلَها مِن نَوْرِ حَنْوَتها، و مِن جَرْجارِها و أَنشد ابن بری: كأَنَّ ریحَ خُزاماها و حَنْوَتِها، باللیل، رِیحُ یَلَنْجُوجٍ و أَهْضامِ و قیل: هی عُشبة وضِیئة ذات نَوْر أَحمر، و لها قُضُب و ورق طیبة الریح إِلی القِصَر و الجُعُودة ما هی، و قیل: هی آذَرْیُونُ البَرِّ، و قال أَبو حنیفة: الحَنْوة الرَّیْحانة، قال: و قال أَبو زیاد من العُشب الحَنْوة، و هی قلیلة شدیدة الخضرة طیبة الریح و زهرتها صفراء و لیست بضخمة؛ قال جمیل:
لسان العرب، ج‌14، ص: 206
بها قُضُبُ الرَّیْحانِ تَنْدَی و حَنْوةٌ، و من كلّ أَفْواهِ البُقُولِ بها بَقْلُ و حَنْوة: فرس عامر بن الطفیل. و الحِنْوُ: موضع؛ قال الأَعشی: نحنُ الفَوارِسُ یومَ الحِنْوِ ضاحِیةً جَنْبَیْ فُطَیْمةَ، لا مِیلٌ و لا عُزْلُ و قال جریر: حَیِّ الهِدَمْلةَ مِن ذاتِ المَواعِیسِ، فالحِنْوُ أَصبَحَ قَفْراً غیرَ مأْنوسِ و الحَنِیَّانِ: وادیانِ معروفان؛ قال الفرزدق: أَقَمْنا و رَبَّبْنا الدِّیارَ، و لا أَری كمَرْبَعِنا، بَینَ الحَنِیَّینِ، مَرْبَعا و حِنْوُ قُراقِرٍ: موضع. قال الجوهری: الحِنْوُ موضع. و الحِنْو: واحد الأَحْنَاءِ، و هی الجَوانِب مثل الأَعْناء. و قولهم: ازْجُرْ أَحْناءَ طَیرِكَ أَی نواحِیَه یمیناً و شمالًا و أَماماً و خَلْفاً، و یُراد بالطَّیر الخِفَّة و الطَّیْش؛ قال لبید: فَقُلْتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَیْرِك، و اعْلَمَنْ بأَنَّكَ، إِن قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ و الحِنَّاءُ: مذكور فی الهمزة. و حَنَیْت ظَهْری و حَنَیْت العُود: عطفته، و حَنَوْتُ لغة؛ و أَنشد الكسائی: یَدُقُّ حِنْوَ القَتَبِ المَحْنِیَّا دَقَّ الوَلِیدِ جَوْزَه الهِنْدِیَّا فجمع بین اللغتین، یقول: یدقه برأْسه من النعاس. و رجل أَحْنَی الظهر و المرأَة حَنْیَاءُ و حَنْواء أَی فی ظهرها احْدِیداب. و فلان أَحْنَی الناس ضُلوعاً علیك أَی أَشْفَقُهم علیك. و حَنَوْت علیه أَی عطفت علیه. و تَحَنَّی علیه أَی تعَطَّف مثل تَحَنَّن؛ قال الشاعر: تَحَنَّی علیكَ النفْسُ مِنْ لاعِج الهَوی، فكیف تَحَنِّیها و أَنْتَ تُهِینُها؟ و المَحَانِی: معاطِف الأَوْدِیة، الواحدة مَحْنِیة، بالتخفیف؛ قال إمرؤ القیس: بمَحْنِیَة قَدْ آزَرَ الضَّالُ نَبْتَها، مَضَمِّ جُیوشٍ غانِمِین و خُیَّبِ و‌فی الحدیث: كانوا مَعَه فأَشْرَفوا علی حَرَّةِ واقِمٍ فإِذا قبُورٌ بمَحْنِیَة‌أَی بحیث یَنْعَطِف الوادی، و هو مُنْحَناه أَیضاً، و مَحانی الوادی: مَعاطِفه؛ و منه قول كعب بن زهیر: شُجَّتْ بِذِی شَبَمٍ من مَاءٍ مَحْنِیَةٍ، صافٍ بأَبْطَح أَضْحی، و هو مَشْمُول خَصَّ ماءَ المَحْنیة لأَنه یكون أَصفی و أَبرد. و‌فی الحدیث: أَن العَدُوَّ یوم حُنَیْنٍ كَمَنُوا فی أَحْناء الوادی؛ هی جمع حِنْوٍ و هو مُنْعَطَفُه مثل مَحانیه؛ و منه‌حدیث علیّ، رضی الله عنه: مُلائِمةٌ لأَحْنائها‌أَی مَعاطِفِها.

حوا؛ ج14، ص: 206

: الحُوَّةُ: سواد إِلی الخُضْرة، و قیل: حُمْرةٌ تَضْرب إِلی السَّواد، و قد حَوِیَ حَویً و احْوَاوَی و احْوَوَّی، مشدّد، و احْوَوی فهو أَحْوَی، و النسب إِلیه أَحْوِیٌّ؛ قال ابن سیدة: قال سیبویه إِنما ثبتت الواو فی احْوَوَیْت و احْوَاوَیْت حیث كانتا وسطاً، كما أَنَّ التضعیف وسطاً أَقوی نحو اقْتَتل فیكون علی الأَصل، و إِذا كان مثل هذا طرفاً اعتلّ، و تقول فی تصغیر یَحْیَی یُحَیٌّ، و كل اسم اجتمعت فیه ثلاث یاءَات أَولهن یاء التصغیر فإِنك تحذف منهن واحدة، فإِن لم یكن أَولهن یاء التصغیر أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تقول فی تصغیر حَیَّة حُیَیَّة، و فی تصغیر أَیُّوب أُیَیِّیبٌ بأَربع یاءَات، و احْتَملَت ذلك لأَنها فی وسط
لسان العرب، ج‌14، ص: 207
الاسم و لو كانت طرفاً لم یجمع بینهن، قال ابن سیدة: و من قال احْواوَیْت فالمصدر احْوِیَّاءٌ لأَن الیاء تقلبها كما قَلَبت واوَ أیَّام، و من قال احْوَوَیْت فالمصدر احْوِوَاء لأَنه لیس هنالك ما یقلبها كما كان ذلك فی احْوِیَّاء، و من قال قِتَّال قال حِوَّاء، و قالوا حَوَیْت فصَحَّت الواو بسكون الیاء بعدها. الجوهری: الحُوَّة لون یخالطه الكُمْتَة مثل صَدَإ الحدید، و الحُوَّة سُمْرة الشفة. یقال: رجل أَحْوَی و امرأَة حَوَّاءُ و قد حَوِیَتْ. ابن سیدة: شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إلی السواد، و كثر فی كلامهم حتی سَمَّوْا كل أَسود أَحْوَی؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطی حُكْمَه بها القَیْنُ، من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ یعنی بالحَوَّاءِ بكَرَة صنعت من عود أَحْوَی أَی أَسود، و رَكَدَتْ: دارت، و یكون وقفت، و القین: الصانع. التهذیب: و الحُوَّةُ فی الشِّفاهِ شَبیه باللَّعَسِ و اللَّمَی؛ قال ذو الرمة: لَمْیاءُ فی شَفَتَیْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، و فی اللِّثاتِ و فی أَنیابِها شَنَبُ و‌فی حدیث أَبی عمرو النخعی: ولَدَتْ جَدْیاً أَسْفَعَ أَحْوَی‌أَی أَسود لیس بشدید السواد. و احْوَاوَتِ الأَرض: اخْضَرَّت. قال ابن جنی: و تقدیره افْعالَت كاحْمارَتْ، و الكوفیون یُصَحِّحون و یُدغمون و لا یُعِلُّون فیقولون احْوَاوَّت الأَرض و احْوَوَّت؛ قال ابن سیدة: و الدلیل علی فساد مذهبهم قول العرب احْوَوَی علی مثال ارْعَوَی و لم یقولوا احْوَوَّ. و جَمِیمٌ أَحْوَی: یضرب إلی السواد من شدة خُضْرته، و هو أَنعم ما یكون من النبات. قال ابن الأَعرابی: هو مما یبالغون به. الفراء فی قوله تعالی: وَ الَّذِی أَخْرَجَ الْمَرْعیٰ فَجَعَلَهُ غُثٰاءً أَحْویٰ، قال: إذا صار النبت یبیساً فهو غُثاءٌ، و الأَحْوَی الذی قد اسودَّ من القِدَمِ و العِتْقِ، و قد یكون معناه أَیضاً أخرج المَرْعَی أَحْوی أَی أَخضر فجعله غُثاءً بعد خُضْرته فیكون مؤخراً معناه التقدیم. و الأَحْوَی: الأَسود من الخُضْرة، كما قال: مُدْهٰامَّتٰانِ. النضر: الأَحْوَی من الخیل هو الأَحْمر السَّرَاة. و‌فی الحدیث: خَیْرُ الخَیْلِ الحُوُّ؛ جمع أَحْوَی و هو الكُمَیت الذی یعلوه سواد. و الحُوَّة: الكُمْتة. أَبو عبیدة: الأَحْوَی هو أَصْفَی من الأَحَمِّ، و هما یَتَدانَیانِ حتی یكون الأَحْوَی مُحْلِفاً یُحْلَفُ علیه أَنه أَحَمُّ. و یقال: احْوَاوَی یَحْوَاوِی احْوِیوَاءً. الجوهری: احْوَوَی الفرس یَحْوَوِی احْوِوَاءً، قال: و بعض العرب یقول حَوِیَ یَحْوَی حُوَّة؛ حكاه عن الأَصمعی فی كتاب الفرس. قال ابن بری فی بعض النسخ: احْوَوَّی، بالتشدید، و هو غلط، قال: و قد أَجمعوا علی أَنه لم یجئ فی كلامهم فِعْل فی آخره ثلاثة أَحرف من جنس واحد إلا حرف واحد و هو ابْیَضَضَّ؛ و أَنشدوا: فالْزَمی الخُصَّ و اخْفِضی تَبْیَضِضِّی أَبو خیرة: الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ یقال لها نَمْلُ سلیمان. و الأَحْوَی: فرس قُتَیْبَة بنِ ضِرار. و الحُوَّاء: نَبْتٌ یشبه لون الذِّئبِ، واحدته حُوَّاءَةٌ. و قال أَبو حنیفة: الحُوَّاءَةُ بقلة لازقة بالأَرض، و هی سُهْلِیَّة و یسمو من وسطها قضیب علیه ورق أَدق من ورق الأَصل، و فی رأْسه بُرْعُومة طویلة فیها بزرها. و الحُوَّاءة: الرجل اللازم بیته، شبّه بهذه النبتة. ابن شمیل: هما حُوَّاءَانِ أَحدهما حُوَّاء الذَّعالیق و هو حُوَّاءُ البَقَر و هو من أَحْرار البقول،
لسان العرب، ج‌14، ص: 208
و الآخر حُوَّاء الكلاب و هو من الذكور ینبت فی الرِّمْثِ خَشِناً؛ و قال: كما تَبَسَّم للحُوَّاءةِ الجَمَل و ذلك لأَنه لا یقدر علی قَلْعها حتی یَكْشِرَ عن أَنیابه للزوقها بالأَرض. الجوهری: و بعیر أَحْوَی إذا خالط خُضْرتَه سوادٌ و صفرة. قال: و تصغیر أَحْوَی أُحَیْوٍ فی لغة من قال أُسَیْود، و اختلفوا فی لغة من أَدغم فقال عیسی بن عمر أُحَیِّیٌ فصَرَف، و قال سیبویه: هذا خطأٌ، و لو جاز هذا لصرف أَصَمُّ لأَنه أَخف من أَحْوی و لقالوا أُصَیْمٌ فصرفوا، و قال أَبو عمرو بن العلاء فیه أُحَیْوٍ؛ قال سیبویه: و لو جاز هذا لقلت فی عَطَاءٍ عُطَیٌّ، و قیل: أُحَیٌّ و هو القیاس و الصواب. و حُوّة الوادی: جانبه. و حَوَّاءُ: زوج آدم، علیهما السلام، و الحَوَّاء: اسم فرس علقمة بن شهاب. و حُوْ: زجر للمعز، و قد حَوْحَی بها. و الحَوُّ و الحَیُّ: الحق. و اللَّوُّ و اللَّیُّ: الباطل. و لا یعرف الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَی لا یعرف الكلام البَیِّن من الخَفِیِّ، و قیل: لا یعرف الحق من الباطل. أَبو عمرو: الحَوّة الكلمة من الحق. و الحُوَّة: موضع ببلاد كلب؛ قال ابن الرقاع: أَوْ ظَبْیة من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ مَذانِباً، فَجَرَتْ نَبْتاً و حُجْرَانا قال ابن بری: الذی فی شعر ابن الرقاع فُجِرَتْ، و الحُجْران جمع حاجر مثل حائِر و حُوران، و هو مثل الغدیر یمسك الماء. و الحُوَّاء، مثل المُكَّاء: نبت یشبه لون الذئب، الواحِدة حُوّاءَةٌ؛ قال ابن بری شاهده قوله الشاعر: و كأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ و حُوَیُّ خَبْتٍ: طائر؛ و أَنشد: حُوَیَّ خَبْتٍ أَینَ بِتَّ اللَّیلَهْ؟ بِتُّ قَرِیباً أَحْتَذِی نُعَیْلَهْ و قال آخر: كأنَّك فی الرجال حُوَیُّ خَبْتٍ یُزَقّی فی حُوَیّاتٍ بِقَاعِ و حَوَی الشی‌ءَ یحوِیه حَیّاً و حَوَایَةً و احْتَواه و احْتَوَی علیه: جمَعَه و أَحرزه. و احْتَوَی علی الشی‌ء: أَلْمَأَ علیه. و‌فی الحدیث: أَن امرأَة قالت إنَّ ابْنِی هذا كان بَطْنی لَهُ حِواءً؛ الحِوَاءُ: اسم المكان الذی یَحْوِی الشی‌ء أَی یجمعه و یضمه. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا قال یا رسول الله هل عَلَیَّ فی مالی شی‌ءٌ إذا أَدّیْت زَكاتَه؟ قال: فأَینَ ما تَحَاوتْ علیكَ الفُضُول؟هی تفاعَلَت من حَوَیْت الشی‌ء إذا جمعته؛ یقول: لا تَدَع المُواساة من فضل مالك، و الفُضُول جمع فَضْل المالِ عن الحوائج.، و‌یروی: تَحَاوَأتْ، بالهمز، و هو شاذ مثل لَبَّأتُ بالحَجِّ. و الحَیَّة: من الهوامّ معروفة، تكون للذكر و الأُنثی بلفظ واحد، و سنذكرها فی ترجمة حَیَا، و هو رأْی الفارسی؛ قال ابن سیدة: و ذكرتها هنا لأَن أَبا حاتم ذهب إلی أَنها من حَوَی قال لتَحَوِّیها فی لِوَائِها. و رجل حَوَّاءٌ و حاوٍ: یجمع الحَیَّات، قال: و هذا یعضد قول أَبی حاتم أَیضاً. و حَوی الحَیَّةِ: انطواؤها؛ و أَنشد ابن بری لأَبی عنقاء الفزاری: طَوَی نفْسَه طَیَّ الحَریر، كأَنه حَوَی حَیَّةٍ فی رَبْوَةٍ، فهْو هاجِعُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 209
و أَرضٌ مَحْوَاة: كثیرة الحَیَّاتِ. قال الأَزهری: اجتمعوا علی ذلك. و الحَوِیَّةُ: كساء یُحَوَّی حَوْلَ سنامِ البعیر ثم یركب. الجوهری: الحَوِیّة كساء مَحْشُوٌّ حول سنام البعیر و هی السَّویَّة.قال عمیر بن وهب الجُمَحِی یوم بدر و حُنَینٍ لما نظر إلی أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، و حَزَرَهُم و أَخْبر عنهم: رأَیت الحَوایا علیها المَنایا نَواضِحُ یثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ.و الحَوِیَّةُ لا تكون إلا للجِمال، و السَّوِیَّة قد تكون لغیرها، و هی الحَوَایا. ابن الأَعرابی: العرب تَقول المَنایا علی الحَوَایا أَی قد تأْتی المنیةُ الشجاعَ و هو علی سَرْجه. و‌فی حدیث صَفیَّة: كانت تُحَوِّی وراءَه بعباءة أَو كساء؛ التَّحْوِیةُ: أَن تُدیر كساءً حولَ سَنام البعیر ثم تَرْكَبَه، و الاسم الحَوِیّةُ. و الحَوِیّةُ: مَرْكَبٌ یُهَیّأ للمرأَة لتركبه، و حَوَّی حَوِیَّة عَمِلَها. و الحَوِیَّةُ: اسْتدارة كل شی‌ء. و تَحَوَّی الشی‌ءُ: استدارَ. الأَزهری: الحَوِیُّ استدارة كل شی‌ء كَحَوِیِّ الحَیَّة و كَحَوِیِّ بعض النجوم إذا رأَیتها علی نَسَقٍ واحدٍ مُستدیرة. ابن الأَعرابی: الحَوِیُّ المالك بعد استحقاق، و الحَوِیُّ العَلِیلُ، و الدَّوِیُّ الأَحمق، مشددات كلها. الأَزهری: و الحَوِیُّ أَیضاً الحوض الصغیر یُسَوِّیه الرجلُ لبعیره یسقیه فیه، و هو المَرْكُوُّ «4». یقال: قد احتَوَیْتُ حَوِیّاً. و الحَوَایا: التی تكون فی القِیعانِ فهی حفائر مُلْتویة یَمْلَؤها ماءُ السماء فیبقی فیها دهراً طویلًا، لأَن طین أَسفلها عَلِكٌ صُلْبٌ یُمْسِكُ الماءَ، واحدتها حَوِیَّة، و تسمیها العرب الأَمْعاء تشبیهاً بحَوایا البطن یَسْتَنْقِعُ فیها الماء. و قال أَبو عمرو: الحَوایا المَساطِحُ، و هو أَن یَعْمِدوا إلی الصَّفا فیحوون له تراباً و حجارة تَحْبِسُ علیهم الماءَ، واحدتها حَوِیَّة. قال ابن بری: الحَوَایا آبار تحفر ببلاد كَلْب فی أَرض صُلْبة یُحْبس فیها ماء السیول یشربونه طُولَ سنتهم؛ عن ابن خالویه. قال ابن سیدة: و الحَوِیَّة صفاة یُحاط علیها بالحجارة أَو التراب فیجتمع فیها الماء. و الحَوِیَّة و الحاوِیَةُ و الحاوِیَاء: ما تَحَوَّی من الأَمعاء، و هی بَناتُ اللَّبَن، و قیل: هی الدُّوَّارة منها، و الجمع حَوَایا، تكون فَعَائل إن كانت جمع حَوِیَّة، و فَواعل إن كانت جمع حاوِیَةٍ أَو حاوِیاءَ. الفراء فی قوله تعالی: أَوِ الْحَوٰایٰا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ؛ هی المَباعِرُ و بناتُ اللبن. ابن الأَعرابی: الحَوِیَّة و الحَاوِیَةُ واحد، و هی الدُّوَّارة التی فی بطن الشاة. ابن السكیت: الحَاوِیاتُ بَنات اللبن، یقال حَاوِیَةٌ و حَاوِیاتٌ و حَاوِیَاء، ممدود. أَبو الهیثم: حاوِیَةٌ و حَوایا مثل زاویة و زَوایا، و منهم من یقول حَوِیَّة و حَوایا مثل الحَوِیَّة التی توضع علی ظهر البعیر و یركب فوقها، و منهم من یقول لواحدتها حاوِیاءُ، و جمعها حَوایا؛ قال جریر: تَضْغُو الخَنانِیصُ، و الغُولُ التی أَكَلَتْ فی حاوِیاءَ دَرُومِ اللیلِ مِجْعار الجوهری: حَوِیَّة البطن و حَاوِیَة البَطْنِ و حَاوِیَاءُ البطن كله بمعنی؛ قال جریر: كأنَّ نَقیقَ الحَبِّ فی حاوِیَائِه نقِیقُ الأَفاعی، أَو نقِیقُ العَقارِبِ و‌أَنشد ابن بری لعلیّ، كرم الله وجهه: أَضْرِبُهم و لا أَری مُعاویَهْ الجاحِظَ العَینِ، العَظیمَ الحاوِیَهْ
(4). قوله [و هو المركوّ] هكذا فی التهذیب و التكملة، و فی القاموس و غیره أن المركوّ الحوض الكبیر
لسان العرب، ج‌14، ص: 210
و قال آخر: و مِلْحُ الوَشِیقَةِ فی الحَاوِیَهْ یعنی اللبن. و جمع الحَوِیَّةِ حَوَایا و هی الأَمعاء، و جمع الحَاوِیاءِ حَوَاوٍ علی فَوَاعِلَ، و كذلك جمع الحَاوِیَة؛ قال ابن بری: حَوَاوٍ لا یجوز عند سیبویه لأَنه یجب قلب الواو التی بعد أَلف الجمع همزة، لكون الأَلف قد اكتنفها واوان، و علی هذا قالوا فی جمع شاوِیَة شَوَایا و لم یقولوا شَوَاوٍ، و الصحیح أَن یقال فی جمع حَاوِیَة و حَاوِیاءَ حَوَایا، و یكون وزنها فَواعِلَ، و من قال فی الواحدة حَوِیَّة فوزن حَوَایا فَعائِل كصَفِیّة و صَفایا، و الله أَعلم. اللیث: الحِوَاءُ أَخْبِیَةٌ یُدَانَی بعضُها من بعض، تقول: هم أَهل حِوَاءٍ واحد، و العرب تقول لمُجتمَعِ بیوت الحَیِّ مُحْتَوًی و مَحْوًی و حِوَاء، و الجمع أَحْوِیَةٌ و مَحاوٍ؛ و قال: و دَهْماء تستَوْفی الجَزُورَ كأَنَّها، بأَفْنِیَةِ المَحوَی، حِصانٌ مُقَیَّد ابن سیدة: و الحِوَاءُ و المُحَوَّی كلاهما جماعة بیوت الناس إذا تدانت، و الجمع الأَحْوِیَة، و هی من الوَبَر. و‌فی حدیث قَیْلَة: فوَأَلْنا إلی حِوَاءٍ ضَخْمٍ، الحِوَاءُ: بیوت مجتمعة من الناس علی ماءٍ، و وَأَلْنا أَی لَجَأْنا؛ و منه‌الحدیث الآخر: و یُطلَبُ فی الحِواء العظیمِ الكاتِبُ فما یُوجَدُ.و التَّحْوِیَة: الانْقِباض؛ قال ابن سیدة: هذه عبارة اللحیانی، قال: و قیل للكلبة ما تَصْنَعِینَ معَ اللیلةِ المَطِیرَة؟ فقالت: أُحَوِّی نفسی و أَجْعَلُ نفَسی عِندَ اسْتی. قال: و عندی أَنَّ التَّحَوِّیَ الانقباضُ، و التَّحْوِیَةُ القَبْض. و الحَوِیَّةُ: طائر صغیر؛ عن كراع. و تَحَوَّی أَی تَجَمَّع و استدارَ. یقال: تَحَوَّت الحَیَّة. و الحَواةُ: الصوتُ كالخَوَاةِ، و الخاء أَعلی. و حُوَیٌّ: اسمٌ؛ أَنشد ثعلب لبعض اللصوص: تقولُ، و قد نَكَّبْتُها عن بلادِها: أَ تَفْعَلُ هذا یا حُوَیُّ علی عَمْدِ؟ و‌فی حدیث أنَس: شفاعتی لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتی حتی حَكَمٍ و حاءٍ؛ هما حیان من الیمن من وراء رمْل یَبْرینَ؛ قال أَبو موسی: یجوز أن یكون حَا من الحُوَّة، و قد حُذِفت لامُه، و یجوز أَن یكون من حَوَی یَحْوی، و یجوز أَن یكون مقصوراً لا ممدوداً. قال ابن سیدة: و الحاءُ حرف هجاء، قال: و حكی صاحب العین حَیَّیْتُ حاءً، فإذا كان هذا فهو من باب عییت، قال: و هذا عندی من صاحب العین صنعة لا عربیة، قال: و إنما قضیت علی الأَلف أنها واو لأَن هذه الحروف و إن كانت صوتاً فی موضوعاتها فقد لَحِقَتْ مَلْحَقَ الأَسماء و صارت كمالٍ، و إبدال الأَلف من الواو عیناً أَكثر من إبدالها من الیاء، قال: هذا مذهب سیبویه، و إذا كانت العین واواً كانت الهمزة یاء لأَن باب لوَیْتُ أَكثر من باب قُوَّة، أَعنی أَنه أَن تكون الكلمة من حروف مختلفة أَوْلی من أَن تكون من حروف متفقه، لأَن باب ضَرَب أَكثر من باب رَدَدْتُ، قال: و لم أَقض أَنها همزة لأَن حَا و همزةً علی النسق معدوم. و حكی ثعلب عن معاذٍ الهَرَّاء أَنه سمع العرب تقول: هذه قصیدة حاوِیَّة أَی علی الحاء، و منهم من یقول حائیّة، فهذا یقوّی أن الأَلف الأَخیرة همزة وَضْعیة، و قد قدَّمنا عدم حا و همزةٍ علی نَسَقٍ. و حم، قال ثعلب: معناه لا یُنْصَرون، قال: و المعنی یا مَنْصور اقْصِدْ بهذا لهم أو یا الله. قال سیبویه:
لسان العرب، ج‌14، ص: 211
حم لا ینصرف، جعلته اسماً للسورة أَو أَضَفْتَ إلیه، لأَنهم أَنزلوه بمنزلة اسم أَعجمی نحو هابیل و قابیل؛ و أنشد: وجَدْنا لكم، فی آلِ حمیمَ، آیةً تأوَّلَها مِنَّا تَقِیٌّ و مُعْرِبُ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده سیبویه، و لم یجعل هنا حا مع میم كاسمین ضم أَحدهما إلی صاحبه، إذ لو جعلهما كذلك لمدّ حا، فقال حاءْ میم لیصیرَ كحَضْرَمَوْتَ. و حَیْوَةُ: اسم رجل، قال ابن سیدة: و إنما ذكرتها هاهنا لأَنه لیس فی الكلام ح ی و، و إنما هی عندی مقلوبة من ح و ی، إما مصدر حَوَیْتُ حَیَّةً مقلوب، و إما مقلوب عن الحَیَّة التی هی الهامّة فیمن جعل الحَیّة من ح و ی، و إنما صحت الواو لنقلها إلی العلمیة، و سَهَّل لهم ذلك القلبُ، إذ لو أَعَلُّوا بعد القلب و القلبُ علة لَتَوالَی إعلالان، و قد تكون فَیْعلة من حَوَی یَحْوی ثم قلبت الواو یاء للكسرة فاجتمعت ثلاث یاءات، فحذفت الأَخیرة فبقی حیة، ثم أُخرجت علی الأَصل فقیل حَیْوَة.

حیا؛ ج14، ص: 211

: الحَیَاةُ: نقیض الموت، كُتِبَتْ فی المصحف بالواو لیعلم أَن الواو بعد الیاء فی حَدِّ الجمع، و قیل: علی تفخیم الأَلف، و حكی ابن جنی عن قُطْرُب: أَن أَهل الیمن یقولون الحَیَوْةُ، بواو قبلها فتحة، فهذه الواو بدل من أَلف حیاةٍ و لیست بلام الفعل من حَیِوْتُ، أَ لا تری أَن لام الفعل یاء؟ و كذلك یفعل أَهل الیمن بكل أَلف منقلبة عن واو كالصلوة و الزكوة. حَیِیَ حَیاةً «5». و حَیَّ یَحْیَا و یَحَیُّ فهو حَیٌّ، و للجمیع حَیُّوا، بالتشدید، قال: و لغة أُخری حَیَّ و للجمیع حَیُوا، خفیفة. و قرأَ أَهل المدینة: و یَحْیَا مَنْ حَیِیَ عن بیِّنة، و غیرهم: مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ؛ قال الفراء: كتابتُها علی الإِدغام بیاء واحدة و هی أَكثر قراءات القراء، و قرأَ بعضهم: حَیِیَ عن بینة، بإظهارها؛ قال: و إنما أَدغموا الیاء مع الیاء، و كان ینبغی أَن لا یفعلوا لأَن الیاء الأَخیرة لزمها النصب فی فِعْلٍ، فأُدغم لمَّا التَقی حرفان متحركان من جنس واحد، قال: و یجوز الإِدغام فی الاثنین للحركة اللازمة للیاء الأَخیرة فتقول حَیّا و حَیِیَا، و ینبغی للجمع أَن لا یُدْغَم إلا بیاء لأَن یاءها یصیبها الرفع و ما قبلها مكسور، فینبغی لها أَن تسكن فتسقط بواو الجِماعِ، و ربما أَظهرت العرب الإِدغام فی الجمع إرادةَ تأْلیفِ الأَفَعال و أَن تكون كلها مشددة، فقالوا فی حَیِیتُ حَیُّوا، و فی عَیِیتُ عَیُّوا؛ قال: و أَنشدنی بعضهم: یَحِدْنَ بنا عن كلِّ حَیٍّ، كأَنَّنا أَخارِیسُ عَیُّوا بالسَّلامِ و بالكتب «6». قال: و أَجمعت العرب علی إدغام التَّحِیَّة لحركة الیاء الأَخیرة، كما استحبوا إدغام حَیَّ و عَیَّ للحركة اللازمة فیها، فأَما إذا سكنت الیاء الأَخیرة فلا یجوز الإِدغام مثل یُحْیِی و یُعْیِی، و قد جاء فی الشعر الإِدغام و لیس بالوجه، و أَنكر البصریون الإِدغام فی مثل هذا الموضع، و لم یَعْبإ الزجاج بالبیت الذی احتج به الفراء، و هو قوله: و كأَنَّها، بینَ النساء، سَبِیكةٌ تَمْشِی بسُدّةِ بَیْتِها فتُعیِّی و أَحْیاه اللهُ فَحَیِیَ و حَیَّ أَیضاً، و الإِدغام أَكثر لأَن الحركة لازمة، و إذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله: أَ لَیْسَ ذٰلِكَ بِقٰادِرٍ عَلیٰ أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتیٰ.
(5). قوله [حیی حیاة إلی قوله خفیفة] هكذا فی الأصل و التهذیب (6). قوله [و بالكتب] كذا بالأَصل، و الذی فی التهذیب: و بالنسب
لسان العرب، ج‌14، ص: 212
و المَحْیا: مَفْعَلٌ من الحَیاة. و تقول: مَحْیَایَ و مَماتی، و الجمع المَحایِی. و قوله تعالی: فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیٰاةً طَیِّبَةً، قال: نرْزُقُه حَلالًا، و قیل: الحَیَاة الطیبة الجنة، و‌روی عن ابن عباس قال: فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیٰاةً طَیِّبَةً هو الرزق الحلال فی الدنیا، وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مٰا كٰانُوا یَعْمَلُونَ إذا صاروا إلی الله جَزاهُم أَجرَهُم فی الآخرة بأَحسنِ ما عملوا.و الحَیُّ من كل شی‌ء: نقیضُ المیت، و الجمع أَحْیَاء. و الحَیُّ: كل متكلم ناطق. و الحیُّ من النبات: ما كان طَرِیّاً یَهْتَزّ. و قوله تعالی: وَ مٰا یَسْتَوِی الْأَحْیٰاءُ وَ لَا الْأَمْوٰاتُ؛ فسره ثعلب فقال الحَیُّ هو المسلم و المیت هو الكافر. قال الزجاج: الأَحْیَاءُ المؤمنون و الأَموات الكافرون، قال: و دلیل ذلك قوله: أَمْوٰاتٌ غَیْرُ أَحْیٰاءٍ وَ مٰا یَشْعُرُونَ، و كذلك قوله: لِیُنْذِرَ مَنْ كٰانَ حَیًّا؛ أَی من كان مؤمناً و كان یَعْقِلُ ما یُخاطب به، فإن الكافر كالمیت. و قوله عز و جل: وَ لٰا تَقُولُوا لِمَنْ یُقْتَلُ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتٌ بَلْ أَحْیٰاءٌ؛ … أَمْوٰاتٌ بإضْمار مَكْنِیٍّ أَی لا تقولوا هم أَمواتٌ، فنهاهم الله أَن یُسَمُّوا من قُتِل فی سبیل الله میتاً و أَمرهم بأَن یُسَمُّوهم شُهداء فقال: بَلْ أَحْیٰاءٌ؛ المعنی: بل هم أَحیاء عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ، فأَعْلَمنا أَن من قُتل فی سبیله حَیٌّ، فإن قال قائل: فما بالُنا نَری جُثّتَه غیرَ مُتَصَرِّفة؟ فإن دلیلَ ذلك مثلُ ما یراه الإِنسانُ فی منامه و جُثّتُه غیرُ متصرفة علی قَدْرِ ما یُری، و الله جَلَّ ثناؤُه قد تَوَفَّی نفسه فی نومه فقال: اللّٰهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِهٰا وَ الَّتِی لَمْ تَمُتْ فِی مَنٰامِهٰا، و یَنْتَبِهُ النائمُ و قد رَأَی ما اغْتَمَّ به فی نومه فیُدْرِكُه الانْتِباهُ و هو فی بَقِیَّةِ ذلك، فهذا دلیل علی أَن أَرْواحَ الشُّهداء جائز أَن تُفارقَ أَجْسامَهم و هم عند الله أَحْیَاء، فالأَمْرُ فیمن قُتِلَ فی سبیل الله لا یُوجِبُ أَن یُقالَ له میت، و لكن یقال هو شهید و هو عند الله حیّ، و قد قیل فیها قول غیر هذا، قالوا: معنی أَمْوٰاتٌ أَی لا تقولوا هم أَموات فی دینهم أَی قُولوا بل هم أَحیاء فی دینهم، و قال أَصحاب هذا القول دلیلُنا قوله: أَ وَ مَنْ كٰانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْنٰاهُ وَ جَعَلْنٰا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النّٰاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُمٰاتِ لَیْسَ بِخٰارِجٍ مِنْهٰا؛ فجَعَلَ المُهْتَدِیَ حَیّاً و أَنه حین كان علی الضَّلالة كان میتاً، و القول الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّین و أَلْصَقُ بالتفسیر. و حكی اللحیانی: ضُرِبَ ضَرْبةً لیس بِحایٍ منها أَی لیس یَحْیا منها، قال: و لا یقال لیس بحَیٍّ منها إلا أَن یُخْبِرَ أَنه لیس بحَیٍّ أَی هو میت، فإن أَردت أَنه لا یَحْیا قلت لیس بحَایٍ، و كذلك أَخوات هذا كقولك عُدْ فُلاناً فإنه مریض تُرید الحالَ، و تقول: لا تأْكل هذا الطعامَ فإنك مارِضٌ أَی أَنك تَمْرَضُ إن أَكلته. و أَحْیاهُ: جَعَله حَیّاً. و فی التنزیل: أَ لَیْسَ ذٰلِكَ بِقٰادِرٍ عَلیٰ أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتیٰ؛ قرأه بعضهم: علی أن یحیی الموتی، أَجْری النصبَ مُجْری الرفع الذی لا تلزم فیه الحركة، و مُجْری الجزم الذی یلزم فیه الحذف. أَبو عبیدة فی قوله: وَ لَكُمْ فِی الْقِصٰاصِ حَیٰاةٌ؛ أَی مَنْفَعة؛ و منه قولهم: لیس لفلان حَیَاةٌ أَی لیس عنده نَفْع و لا خَیْر. و قال الله عز و جل مُخْبِراً عن الكفار لم یُؤمِنُوا بالبَعْثِ و النُّشُور: إِنْ هِیَ إِلّٰا حَیٰاتُنَا الدُّنْیٰا نَمُوتُ وَ نَحْیٰا وَ مٰا نَحْنُ بِمَبْعُوثِینَ؛ قال أَبو العباس: اختلف فیه فقالت طائفة هو مُقَدَّم و مُؤَخَّرِ، و معناه نَحْیا و نَمُوتُ و لا نَحْیا بعد ذلك، و قالت طائفة: معناه نحیا و نموت و لا نحیا أَبداً و تَحْیا أَوْلادُنا بعدَنا، فجعلوا حیاة أَولادهم
لسان العرب، ج‌14، ص: 213
بعدهم كحیاتهم، ثم قالوا: و تموت أَولادُنا فلا نَحْیا و لا هُمْ. و‌فی حدیث حُنَیْنٍ قال للأَنصار: المَحْیَا مَحْیَاكُمْ و المَماتُ مَمَاتُكُمْ؛ المَحْیا: مَفْعَلٌ من الحَیاة و یقع علی المصدر و الزمان و المكان. و قوله تعالی: رَبَّنٰا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثم أَحْیَیْتَنا ثم أَمَتَّنا بعدُ ثم بَعَثْتَنا بعد الموت، قال الزجاج: و قد جاء فی بعض التفسیر أَنَّ إحْدی الحَیاتَین و إحْدی المَیْتَتَیْنِ أَن یَحْیا فی القبر ثم یموت، فذلك أَدَلُّ علی أَحْیَیْتَنا و أَمَتَّنا، و الأَول أَكثر فی التفسیر. و اسْتَحْیَاه: أَبقاهُ حَیّاً. و قال اللحیانی: استَحْیَاه استَبقاه و لم یقتله، و به فسر قوله تعالی: وَ یَسْتَحْیُونَ نِسٰاءَكُمْ*؛ أَی یَسْتَبْقُونَهُنَّ، و قوله: إِنَّ اللّٰهَ لٰا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا مٰا بَعُوضَةً؛ أَی لا یسْتَبْقی. التهذیب: و یقال حَایَیْتُ النارَ بالنَّفْخِ كقولك أَحْیَیْتُها؛ قال الأَصمعی: أَنشد بعضُ العرب بیتَ ذی الرمة: فقُلْتُ له: ارْفَعْها إلیكَ و حَایِهَا برُوحِكَ، و اقْتَتْه لها قِیتَةً قَدْرا و قال أَبو حنیفة: حَیَّتِ النار تَحَیُّ حَیَاة، فهی حَیَّة، كما تقول ماتَتْ، فهی میتة؛ و قوله: و نار قُبَیْلَ الصُّبحِ بادَرْتُ قَدْحَها حَیَا النارِ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ أَراد حیاةَ النارِ فحذف الهاء؛ و روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده: أَ لا حَیَّ لی مِنْ لَیْلَةِ القَبْرِ أَنَّه مآبٌ، و لَوْ كُلِّفْتُه، أَنَا آیبُهْ أَراد: أَ لا أَحَدَ یُنْجِینی من لیلة القبر، قال: و سمعت العرب تقول إذا ذكرت میتاً كُنَّا سنة كذا و كذا بمكان كذا و كذا و حَیُّ عمرٍو مَعَنا، یریدون و عمرٌو مَعَنا حیٌّ بذلك المكان. و یقولون: أَتیت فلاناً و حَیُّ فلانٍ شاهدٌ و حَیُّ فلانَة شاهدةٌ؛ المعنی فلان و فلانة إذ ذاك حَیٌّ؛ و أَنشد الفراء فی مثله: أَلا قَبَح الإِلَهُ بَنی زِیادٍ، و حَیَّ أَبِیهِمُ قَبْحَ الحِمارِ أَی قَبَحَ الله بَنی زیاد و أَباهُمْ. و قال ابن شمیل: أَتانا حَیُّ فُلانٍ أَی أَتانا فی حَیاتِهِ. و سَمِعتُ حَیَّ فلان یقول كذا أَی سمعته یقول فی حیاته. و قال الكِسائی: یقال لا حَیَّ عنه أَی لا مَنْعَ منه؛ و أَنشد: و مَنْ یَكُ یَعْیا بالبَیان فإنَّهُ أَبُو مَعْقِل، لا حَیَّ عَنْهُ و لا حَدَدْ قال الفراء: معناه لا یَحُدُّ عنه شی‌ءٌ، و رواه: فإن تَسْأَلُونِی بالبَیانِ فإنَّه أبو مَعْقِل، لا حَیَّ عَنْهُ و لا حَدَدْ ابن بری: و حَیُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه؛ و أَنشد أَبو الحسن لأَبی الأَسود الدؤلی: أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً عَلَیْنَا، بَعدَ حَیِّ أَبی المُغِیرَهْ أَی بعد أَبی المُغیرَة. و یقال: قاله حَیُّ رِیاح أَی رِیاحٌ. و حَیِیَ القوم فی أَنْفُسِهم و أَحْیَوْا فی دَوابِّهِم و ماشِیَتِهم. الجوهری: أَحْیَا القومُ حَسُنت حالُ مواشِیهمْ، فإن أَردت أَنفُسَهم قلت حَیُوا. و أَرضٌ حَیَّة: مُخْصِبة كما قالوا فی الجَدْبِ میّتة. و أَحْیَیْنا الأَرضَ: وجدناها حیَّة النباتِ غَضَّة. و أَحْیَا القومُ أَی صاروا فی الحَیا، و هو الخِصْب. و أَتَیْت الأَرضَ ف أَحْیَیتها أَی وجدتها خِصْبة. و قال أَبو حنیفة: أُحْیِیَت الأَرض إذا اسْتُخْرِجَت. و‌فی
لسان العرب، ج‌14، ص: 214
الحدیث: من أَحْیا مَواتاً فَهو أَحقُّ به؛ المَوَات: الأَرض التی لم یَجْرِ علیها ملك أَحد، و إحْیاؤُها مباشَرَتها بتأْثیر شی‌ء فیها من إحاطة أَو زرع أَو عمارة و نحو ذلك تشبیهاً بإحیاء المیت؛ و منه‌حدیث عمرو: قیل سلمانَ أَحْیُوا ما بَیْنَ العِشاءَیْن‌أَی اشغلوه بالصلاة و العبادة و الذكر و لا تعطِّلوه فتجعلوه كالمیت بعُطْلَته، و قیل: أَراد لا تناموا فیه خوفاً من فوات صلاة العشاء لأَن النوم موت و الیقطة حیاة. و إحْیاءُ اللیل: السهر فیه بالعبادة و ترك النوم، و مرجع الصفة إلی صاحب اللیل؛ و هو من باب قوله: فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً، إذا ما نَامَ لَیْلُ الهَوْجَلِ أَی نام فیه، و یرید بالعشاءین المغرب و العشاء فغلب. و‌فی الحدیث: أَنه كان یصلی العصر و الشمس حَیَّة‌أَی صافیة اللون لم یدخلها التغییر بدُنُوِّ المَغِیب، كأنه جعل مَغِیبَها لَها مَوْتاً و أَراد تقدیم وقتها. و طَریقٌ حَیٌّ: بَیِّنٌ، و الجمع أَحْیاء؛ قال الحطیئة: إذا مَخَارِمُ أَحْیاءٍ عَرَضْنَ لَه و یروی: … أَحیاناً عرضن له. و حَیِیَ الطریقُ: استَبَان، یقال: إذا حَیِیَ لك الطریقُ فخُذْ یَمْنَةً. و أَحْیَت الناقة إذا حَیِیَ ولَدُها فهی مُحْیٍ و مُحْیِیَة لا یكاد یموت لها ولد. و الحِیُّ، بكسر الحاء: جمعُ الحَیاةِ. و قال ابن سیدة: الحِیُّ الحیَاةُ زَعَموا؛ قال العجاج: كأنَّها إذِ الحَیاةُ حِیُّ، و إذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِیُّ و كذلك الحیوان. و فی التنزیل: وَ إِنَّ الدّٰارَ الْآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوٰانُ؛ أَی دارُ الحیاةِ الدائمة. قال الفراء: كسروا أَوَّل حِیٍّ لئلا تتبدل الیاء واواً كما قالوا بِیضٌ و عِینٌ. قال ابن بری: الحَیاةُ و الحَیَوان و الحِیِّ مَصادِر، و تكون الحَیَاة صفةً كالحِیُّ كالصَّمَیانِ للسریع. التهذیب: و‌فی حدیث ابن عمر: إنَّ الرجلَ لَیُسْأَلُ عن كلِّ شی‌ءٍ حتی عن حَیَّةِ أَهْلِه؛ قال: معناه عن كلِّ شی‌ءٍ حَیٍّ فی منزله مثلِ الهرّ و غیره، فأَنَّث الحَیّ فقال حَیَّة، و نحوَ ذلك قال أَبو عبیدة فی تفسیر هذا الحدیث قال: و إنما قال حَیَّة لأَنه ذهب إلی كلّ نفس أَو دابة فأَنث لذلك. أَبو عمرو: العرب تقول كیف أَنت و كیف حَیَّةُ أَهْلِكَ أَی كیف من بَقِیَ منهم حَیّاً؛ قال مالك بن الحرث الكاهلی: فلا یَنْجُو نَجَاتِی ثَمَّ حَیٌّ، مِنَ الحَیَواتِ، لَیْسَ لَهُ جَنَاحُ أَی كلّ ما هو حَیٌّ فجمعه حَیَوات، و تُجْمع الحَیَّةُ حَیَواتٍ. و الحَیَوانُ: اسم یقع علی كل شی‌ء حیٍّ، و سمی الله عز و جل الآخرة حَیَواناً فقال: وَ إِنَّ الدّٰارَ الْآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوٰانُ؛قال قتادة: هی الحیاة.الأَزهری: المعنی أَن من صار إلی الآخرة لم یمت و دام حیّاً فیها لا یموت، فمن أُدخل الجنة حَیِیَ فیها حیاة طیبة، و من دخل النار فإنه لٰا یَمُوتُ فِیهٰا وَ لٰا یَحْییٰ*، كما قال تعالی. و كلُّ ذی رُوح حَیَوان، و الجمع و الواحد فیه سواء. قال: و الحَیَوان عینٌ فی الجَنَّة، و قال: الحَیَوان ماء فی الجنة لا یصیب شیئاً إلا حَیِیَ بإذن الله عز و جل. و‌فی حدیث القیامة: یُصَبُّ علیه ماءُ الحَیَا؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی بعض الروایات، و‌المشهور: یُصَبُّ علیه ماءُ الحَیَاةِ.ابن سیدة: و الحَیَوان أَیضاً جنس الحَیِّ، و أَصْلُهُ حَیَیانٌ فقلبت الیاء التی هی لام واواً، استكراهاً لتوالی الیاءین لتختلف الحركات؛ هذا مذهب الخلیل و سیبویه، و ذهب أَبو عثمان
لسان العرب، ج‌14، ص: 215
إلی أَن الحیوان غیر مبدل الواو، و أَن الواو فیه أَصل و إن لم یكن منه فعل، و شبه هذا بقولهم فَاظَ المَیّت یَفِیظُ فَیْظاً و فَوْظاً، و إن لم یَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلًا، كذلك الحیوان عنده مصدر لم یُشْتَقّ منه فعل. قال أَبو علی: هذا غیر مرضی من أَبی عثمان من قِبَل أَنه لا یمتنع أَن یكون فی الكلام مصدر عینه واو و فاؤه و لامه صحیحان مثل فَوْظٍ و صَوْغٍ و قَوْل و مَوْت و أَشباه ذلك، فأَما أَن یوجد فی الكلام كلمة عینها یاء و لامها واو فلا، فحَمْلُه الحیوانَ علی فَوْظٍ خطأٌ، لأَنه شبه ما لا یوجد فی الكلام بما هو موجود مطرد؛ قال أَبو علی: و كأَنهم استجازوا قلب الیاء واواً لغیر علة، و إن كانت الواو أَثقل من الیاء، لیكون ذلك عوضاً للواو من كثرة دخول الیاء و غلبتها علیها. و حَیْوَة، بسكون الیاء: اسمُ رجلٍ، قلبت الیاء واواً فیه لضَرْبٍ من التوَسُّع و كراهة لتضعیف الیاء، و إذا كانوا قد كرهوا تضعیف الیاء مع الفصل حتی دعاهم ذلك إلی التغییر فی حاحَیْت و هَاهَیْتُ، كان إبدال اللام فی حَیْوةٍ لیختلف الحرفان أَحْرَی، و انضاف إلی ذلك أنَّه عَلَم، و الأَعلام قد یعرض فیها ما لا یوجد فی غیرها نحو مَوْرَقٍ و مَوْهَبٍ و مَوْظَبٍ؛ قال الجوهری: حَیْوَة اسم رجل، و إنما لم یدغم كما أُدغم هَیِّنٌ و مَیّت لأَنه اسم موضوع لا علی وجه الفعل. و حَیَوانٌ: اسم، و القول فیه كالقول فی حَیْوَةَ. و المُحَایَاةُ: الغِذاء للصبی بما به حَیَاته، و فی المحكم: المُحَایَاةُ الغِذاء للصبیِّ لأَنّ حَیاته به. و الحَیُّ: الواحد من أَحْیَاءِ العَربِ. و الحَیُّ: البطن من بطون العرب؛ و قوله: و حَیَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَری فلیس الحَیُّ هنا البطنَ من بطون العرب كما ظنه قوم، و إنما أَراد الشخص الحیّ المسمَّی بكراً أَی بكراً طَعَنَّا، و هو ما تقدم، فحَیٌّ هنا مُذَكَّرُ حَیَّةٍ حتی كأَنه قال: و شخصَ بكرٍ الحَیَّ طَعَنَّا، فهذا من باب إضافة المسمی إلی نفسه؛ و منه قول ابن أَحمر: أَدْرَكْتَ حَیَّ أَبی حَفْصٍ وَشِیمَتَهُ، و قَبْلَ ذاكَ، و عَیْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا و قولهم: إن حَیَّ لیلی لشاعرة، هو من ذلك، یُریدون لیلی، و الجمع أَحْیَاءٌ. الأَزهری: الحَیُّ من أَحْیَاء العَرب یقع علی بَنی أَبٍ كَثُروا أَم قَلُّوا، و علی شَعْبٍ یجمَعُ القبائلَ؛ من ذلك قول الشاعر: قَاتَل اللهُ قیسَ عَیْلانَ حَیّاً، ما لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ و قوله: فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَیَّیْنِ لَحْماً، و تُلْقی للإِماء مِنَ الوَزِیمِ یعنی بالحَیَّینِ حَیَّ الرجلِ و حَیَّ المرأَة، و الوَزِیمُ العَضَلُ. و الحَیَا، مقصور: الخِصْبُ، و الجمع أَحْیَاء. و قال اللحیانی: الحَیَا، مقصورٌ، المَطَر و إذا ثنیت قلت حَیَیان، فتُبَیِّن الیاءَ لأَن الحركة غیر لازمة. و قال اللحیانی مرَّةً: حَیَّاهم الله بِحَیاً، مقصور، أَی أَغاثهم، و قد جاء الحَیَا الذی هو المطر و الخصب ممدوداً. و حَیَا الربیعِ: ما تَحْیا به الأَرض من الغَیْث. و‌فی حدیث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَیْثاً مُغیثاً وَ حَیاً رَبیعاً؛ الحَیَا، مقصور: المَطَر لإِحْیائه الأَرضَ، و قیل: الخِصْبُ و ما تَحْیا به الأَرضُ و الناس. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا آكلُ السَّمِینَ حتی یَحْیا الناسُ من أَوَّلِ ما یَحْیَوْنَ‌أَی حتی یُمْطَروا
لسان العرب، ج‌14، ص: 216
و یُخْصِبُوا فإن المَطَر سبب الخِصْب، و یجوز أَن یكون من الحیاة لأَن الخصب سبب الحیاة. و جاء‌فی حدیث عن ابن عباس، رحمه الله، أَنه قال: كان علیٌّ أَمیرُ المؤمنین یُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ و الأَسَدَ الخادِرَ و الفُراتَ الزَّاخِرَ و الرَّبیعَ الباكِرَ، أَشْبَهَ من القَمر ضَوْءَهُ و بَهاءَهُ و مِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ و مَضاءَهُ و من الفُراتِ جُودَه و سَخاءَهُ و من الرَّبیعِ خِصْبَه و حَیاءَه.أَبو زید: تقول أَحْیَا القومُ إذا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حتی سَمِنَتْ، و إن أَرادوا أَنفُسَهم قالوا حَیُوا بعدَ الهُزال. و أَحْیا الله الأَرضَ: أَخرج فیها النبات، و قیل: إنما أَحْیاها من الحَیاة كأَنها كانت میتة بالمحْل فأَحْیاها بالغیث. و التَّحِیَّة: السلام، و قد حَیَّاهُ تحِیَّةً، و حكی اللحیانی: حَیَّاك اللهُ تَحِیَّةَ المؤمِن. و التَّحِیَّة: البقاءُ. و التَّحِیَّة: المُلْك؛ و قول زُهَیْر بن جَنابٍ الكَلْبی: و لَكُلُّ ما نَال الفتی قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِیَّهْ قیل: أَراد المُلْك، و قال ابن الأَعرابی: أَراد البَقاءَ لأَنه كان مَلِكاً فی قومه؛ قال ابن بری: زهیرٌ هذا هو سیّد كَلْبٍ فی زمانه، و كان كثیر الغارات و عُمِّرَ عُمْراً طویلًا، و هو القائل لما حضرته الوفاة: أ بَنِیَّ، إنْ أَهْلِكْ فإنِّی قَدْ بَنَیْتُ لَكُمْ بَنِیَّهْ و تَرَكْتُكُمْ أَولادَ ساداتٍ، زِنادُكُمُ وَرِیَّهْ و لَكُلُّ ما نالَ الفَتی قَدْ نِلْتُه، إلّا التَّحِیَّهْ قال: و المعروف بالتَّحِیَّة هنا إنما هی بمعنی البقاء لا بمعنی الملك. قال سیبویه: تَحِیَّة تَفْعِلَة، و الهاء لازمة، و المضاعف من الیاء قلیل لأَن الیاء قد تثقل وحدها لاماً، فإذا كان قبلها یاءٌ كان أَثقل لها. قال أَبو عبید: و التَّحِیَّةُ فی غیر هذا السلامُ. الأَزهری: قال اللیث فی قولهم‌فی الحدیث التَّحِیَّات لله، قال: معناه البَقاءُ لله، و یقال: المُلْك لله، و قیل: أَراد بها السلام. یقال: حَیَّاك الله أَی سلَّم علیك. و التَّحِیَّة: تَفْعِلَةٌ من الحیاة، و إنما أُدغمت لاجتماع الأَمثال، و الهاء لازمة لها و التاء زائدة. و قولهم: حیَّاكَ اللهُ و بَیَّاكَ اعتَمَدَكَ بالمُلْك، و قیل: أَضْحَكَكَ، و قال الفراء: حَیَّاكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ. و حَیَّاك الله أَی مَلَّكك الله. و حَیَّاك الله أَی سلَّم علیك؛ قال: و قولنا فی التشهد التَّحِیَّات لله یُنْوَی بها البَقاءُ لله و السلامُ من الآفاتِ و المُلْكُ لله و نحوُ ذلك. قال أَبو عمرو: التَّحِیَّة المُلك؛ و أَنشد قول عمرو بن معدیكرب: أَسیرُ بِهِ إلی النُّعْمانِ، حتَّی أُنِیخَ علی تَحِیَّتِهِ بجُنْدی یعنی علی مُلْكِه؛ قال ابن بری: و یروی أَسِیرُ بها، و یروی: أَؤُمُّ بها …؛ و قبل البیت: و كلّ مُفاضَةٍ بَیْضاءَ زَغْفٍ، و كل مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ و قال خالد بن یزید: لو كانت التَحِیَّة المُلْكَ لما قیل التَّحِیَّات لله، و المعنی السلامات من الآفات كلها، و جَمَعها لأَنه أَراد السلامة من كل آفة؛ و قال القتیبی: إنما قیل التَّحِیَّات لله لا علی الجَمْع لأَنه كان فی الأَرض ملوك یُحَیَّوْنَ بتَحِیّات مختلفة، یقال لبعضهم: أَبَیْتَ اللَّعْنَ، و لبعضهم: اسْلَمْ و انْعَمْ و عِشْ أَلْفَ سَنَةٍ، و لبعضهم: انْعِمْ صَباحاً، فقیل لنا: قُولوا التَّحِیَّاتُ لله أَی الأَلفاظُ التی تدل علی الملك و البقاء و یكنی بها عن الملك فهی لله عز و جل.
لسان العرب، ج‌14، ص: 217
و روی عن أَبی الهیثم أَنه یقول: التَّحِیَّةُ فی كلام العرب ما یُحَیِّی بعضهم بعضاً إذا تَلاقَوْا، قال: و تَحِیَّةُ الله التی جعلها فی الدنیا و الآخرة لمؤمنی عباده إذا تَلاقَوْا و دَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن یقولوا السلامُ علیكم و رحمةُ الله و بركاتُه. قال الله عز و جل: تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلٰامٌ. و قال فی تحیَّة الدنیا: وَ إِذٰا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا؛ و قیل فی قوله: قد نلته إلّا التحیَّة یرید: إلا السلامة من المَنِیَّة و الآفات فإن أَحداً لا یسلم من الموت علی طول البقاء، فجعل معنی التَّحِیَّات لله أَی السلام له من جمیع الآفات التی تلحق العباد من العناء و سائر أَسباب الفناء؛ قال الأَزهری: و هذا الذی قاله أَبو الهیثم حسن و دلائله واضحة، غیر أَن التَّحِیَّة و إن كانت فی الأَصل سلاماً، كما قال خالد، فجائز أَن یُسَمَّی المُلك فی الدنیا تَحِیَّةً كما قال الفراء و أَبُو عمرو، لأَن المَلِكَ یُحَیَّا بتَحِیَّةِ المُلْكِ المعروفة للملوك التی یباینون فیها غیرهم، و كانت تحیَّةُ مُلُوك العَجَم نحواً من تحیَّة مُلوك العَرَب، كان یقال لِمَلِكهم: زِهْ هَزَارْ سَالْ؛ المعنی: عِشْ سالماً أَلْفَ عام، و جائز أَن یقال للبقاء تَحِیَّة لأَنَّ من سَلِمَ من الآفات فهو باقٍ، و الباقی فی صفة الله عز و جل من هذا لأَنه لا یموت أَبداً، فمعنی؛ حَیّاك الله أَی أَبقاك الله، صحیحٌ، من الحیاة، و هو البقاء. یقال: أَحْیَاه الله و حَیّاه بمعنی واحد، قال: و العرب تسمی الشی‌ء باسم غیره إذا كان معه أَو من سببه. و سئل سَلَمة بنُ عاصمٍ عن حَیّاك الله فقال: هو بمنزلة أَحْیَاك الله أَی أَبقاك الله مثل كرَّم و أَكرم، قال: و سئل أَبو عثمان المازنی عن حَیَّاك الله فقال عَمَّرك الله. و‌فی الحدیث: أَن الملائكة قالت لآدم، علیه السلام، حَیَّاك الله و بَیَّاك؛ معنی حَیَّاك اللهُ أَبقاك من الحیاة، و قیل: هو من استقبال المُحَیّا، و هو الوَجْه، و قیل: ملَّكك و فَرَّحك، و قیل: سلَّم عَلیك، و هو من التَّحِیَّة السلام، و الرجل مُحَیِّیٌ و المرأَة مُحَیِّیَة، و كل اسم اجتمع فیه ثلاث یاءَات فیُنْظَر، فإن كان غیر مبنیٍّ علی فِعْلٍ حذفت منه اللام نحو عُطَیٍّ فی تصغیر عَطاءٍ و فی تصغیر أَحْوَی أُحَیٍّ، و إن كان مبنیّاً علی فِعْلٍ ثبتت نحو مُحَیِّی من حَیَّا یُحَیِّی. و حَیَّا الخَمْسین: دنا منها؛ عن ابن الأَعرابی. و المُحَیّا: جماعة الوَجْهِ، و قیل: حُرُّهُ، و هو من الفرَس حیث انفرَقَ تحتَ الناصِیة فی أَعلی الجَبْهةِ و هناك دائرةُ المُحَیَّا. و الحیاءُ: التوبَة و الحِشْمَة، و قد حَیِیَ منه حَیَاءً و استَحْیَا و اسْتَحَی، حذفوا الیاء الأَخیرة كراهیة التقاء الیاءَینِ، و الأَخیرتان تَتَعَدَّیانِ بحرف و بغیر حرف، یقولون: استَحْیَا منك و استَحْیاكَ، و اسْتَحَی منك و اسْتَحَاك؛ قال ابن بری: شاهد الحَیَاء بمعنی الاستحیاء قول جریر: لو لا الحَیاءُ لَعَادنی اسْتِعْبارُ، و لَزُرْتُ قَبرَكِ، و الحبیبُ یُزارُ و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: الحَیاءُ شُعْبةٌ من الإِیمان؛ قال بعضهم: كیف جعَل الحیاءَ و هو غَرِیزةٌ شُعْبةً من الإِیمان و هو اكتساب؟ و الجواب فی ذلك: أَن المُسْتَحی ینقطع بالحَیاء عن المعاصی، و إن لم تكن له تَقِیَّة، فصار كالإِیمان الذی یَقْطَعُ عنها و یَحُولُ بین المؤمن و بینها؛ قال ابن الأَثیر: و إنما جعل الحَیَاء بعض الإِیمان لأَن الإِیمان ینقسم إلی ائتمار بما أَمر الله به و انتهاء عمَّا نهی الله عنه، فإذا حصل الانتهاء بالحیاء كان بعضَ الإِیمان؛ و منه‌الحدیث: إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَع ما شئتَ؛ المراد أَنه
لسان العرب، ج‌14، ص: 218
إذا لم یستح صنع ما شاء، لأَنه لا یكون له حیاءٌ یحْجزُه عن المعاصی و الفواحش؛ قال ابن الأَثیر: و له تأْویلان: أَحدهما ظاهر و هو المشهور إذا لم تَسْتَح من العَیْب و لم تخش العارَ بما تفعله فافعل ما تُحَدِّثُك به نفسُك من أَغراضها حسَناً كان أَو قبیحاً، و لفظُه أَمرٌ و معناه توبیخ و تهدید، و فیه إشعار بأَنَّ الذی یردَع الإِنسانَ عن مُواقَعة السُّوء هو الحَیاءُ، فإذا انْخَلَعَ منه كان كالمأْمور بارتكاب كل ضلالة و تعاطی كل سیئة، و الثانی أَن یحمل الأَمر علی بابه، یقول: إذا كنت فی فعلك آمناً أَن تَسْتَحیَ منه لجَریك فیه علی سَنَن الصواب و لیس من الأَفعال التی یُسْتَحَی منها فاصنع منها ما شئت. ابن سیدة: قوله، صلی الله علیه و سلم، إنَّ مما أَدرَك الناسُ من كلام النبوَّة إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شئت «7». أَی من لم یَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء علی جهة الذمِّ لتَرْكِ الحَیاء، و لیس یأْمره بذلك و لكنه أَمرٌ بمعنی الخَبَر، و معنی الحدیث أَنه یأْمُرُ بالحَیاء و یَحُثُّ علیه و یَعِیبُ تَرْكَه. و رجل حَیِیٌّ، ذو حَیاءٍ، بوزن فَعِیلٍ، و الأُنثی بالهاء، و امرأَة حَیِیَّة، و اسْتَحْیَا الرجل و اسْتَحْیَت المرأَة؛ و قوله: و إنِّی لأَسْتَحْیِی أَخی أَنْ أَری له علیَّ من الحَقِّ، الذی لا یَرَی لِیَا معناه: آنَفُ من ذلك. الأَزهری: للعرب فی هذا الحرف لغتان: یقال اسْتَحَی الرجل یَسْتَحِی، بیاء واحدة، و اسْتَحْیَا فلان یَسْتَحْیِی، بیاءَین، و القرآن نزل بهذه اللغة الثانیة فی قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ لٰا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا. و حَیِیتُ منه أَحْیا: استَحْیَیْت. و تقول فی الجمع: حَیُوا كما تقول خَشُوا. قال سیبویه: ذهبت الیاء لالتقاء الساكنین لأَن الواو ساكنة و حركة الیاء قد زالت كما زالت فی ضربوا إلی الضم، و لم تحرّك الیاء بالضم لثقله علیها فحذفت و ضُمَّت الیاء الباقیة لأَجل الواو؛ قال أَبو حُزابة الولیدُ بن حَنیفة: و كنا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ حَیُوا بعد ما ماتُوا، من الدهْرِ، أَعْصُرا قال ابن بری: حَیِیتُ من بنات الثلاثة، و قال بعضهم: حَیُّوا، بالتشدید، تركه علی ما كان علیه للإِدغام؛ قال عبیدُ بنُ الأَبْرص: عَیُّوا بأَمرِهِمُو، كما عَیَّتْ ببَیْضَتِها الحَمامَهْ و قال غیره: اسْتَحْیاه و اسْتَحْیا منه بمعنًی من الحیاء، و یقال: اسْتَحَیْتُ، بیاء واحدة، و أَصله اسْتَحْیَیْتُ فأَعَلُّوا الیاء الأُولی و أَلقَوا حَرَكتها علی الحاء فقالوا اسْتَحَیْتُ، كما قالوا اسْتنعت استثقالًا لَمَّا دَخَلَتْ علیها الزوائدُ؛ قال سیبویه: حذفت الیاء لالتقاء الساكنین لأَن الیاء الأُولی تقلب أَلفاً لتحركها، قال: و إنما فعلوا ذلك حیث كثر فی كلامهم. و قال المازنیّ: لم تحذف لالتقاء الساكنین لأَنها لو حذفت لذلك لردوها إذا قالوا هو یَسْتَحِی، و لقالوا یَسْتَحْیی كما قالوا یَسْتَنِیعُ؛ قال ابن بری: قول أَبی عثمان موافق لقول سیبویه، و الذی حكاه عن سیبویه لیس هو قوله، و إنما هو قول الخلیل لأَن الخلیل یری أَن اسْتَحَیْت أَصله اسْتَحْیَیْت، فأُعل إعلال اسْتَنَعْت، و أَصله اسْتَنْیَعْتُ، و ذلك بأَن تنقل حركة الفاء علی ما قبلها و تقلب أَلفاً ثم تحذف لالتقاء الساكنین، و أما سیبویه فیری أَنها حذفت تخفیفاً لاجتماع الیاءین لا لإِعلال موجب لحذفها، كما حذفت السینَ من أَحْسَسْت حین قلتَ أَحَسْتُ، و نقلتَ حركتها علی ما قبلها
(7). قوله [من كلام النبوة إذا لم تستح إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 219
تخفیفاً. و قال الأَخفش: اسْتَحَی بیاء واحدة لغة تمیم، و بیاءین لغة أَهل الحجاز، و هو الأَصل، لأَن ما كان موضعُ لامه معتّلًا لم یُعِلُّوا عینه، أَ لا تری أَنهم قالوا أَحْیَیْتُ و حَوَیْتُ؟ و یقولون قُلْتُ و بِعْتُ فیُعِلُّون العین لَمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، و إنما حذفوا الیاء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أَدْرِ فی لا أدْرِی. و یقال: فلان أَحْیَی من الهَدِیِّ، و أَحْیَی من كَعابٍ، و أَحْیَی من مُخَدَّرة و من مُخَبَّأَةٍ، و هذا كله من الحَیاء، ممدود. و أَما قولهم أَحْیَی من ضَبّ، فمن الحیاةِ. و‌فی حدیث البُراقِ: فدنَوْتُ منه لأَرْكَبَه فأَنْكَرَنی ف تَحَیَّا مِنِّی‌أَی انْقَبَض و انْزَوی، و لا یخلو أَن یكون مأْخوداً من الحیاء علی طریق التمثیل، لأَن من شأن الحَیِیِّ أَن ینقبض، أَو یكون أَصله تَحَوّی أَی تَجَمَّع فقلبت واوه یاء، أَو یكون تَفَیْعَلَ من الحَیِّ و هو الجمع، كتَحَیَّز من الحَوْز. و أَما قوله: وَ یَسْتَحْیِی نِسٰاءَهُمْ، فمعناه یَسْتَفْعِلُ من الحَیاة أَی یتركهنَّ أَحیاء و لیس فیه إلا لغة واحدة. و قال أَبو زید: یقال حَیِیتُ من فِعْلِ كذا و كذا أَحْیَا حَیاءً أَی اسْتَحْیَیْتُ؛ و أَنشد: أَ لا تَحْیَوْنَ من تَكْثیر قَوْمٍ لعَلَّاتٍ، و أُمُّكُمو رَقُوبُ؟ معناه أَ لا تَسْتَحْیُونَ. و جاء‌فی الحدیث: اقْتُلُوا شُیُوخ المشركین و اسْتَحْیُوا شَرْخَهم‌أَی اسْتَبْقُوا شَبابَهم و لا تقتلوهم، و كذلك قوله تعالی: یُذَبِّحُ أَبْنٰاءَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی نِسٰاءَهُمْ؛ أَی یسْتَبْقیهن للخدمة فلا یقتلهن. الجوهری: الحَیاء، ممدود، الاستحیاء. و الحَیاء أَیضاً: رَحِمُ الناقة، و الجمع أَحْیِیةٌ؛ عن الأَصمعی. اللیث: حَیا الناقة یقصر و یمدّ لغتان. الأَزهری: حَیاءُ الناقة و الشاة و غیرهما ممدود إلّا أَن یقصره شاعر ضرورة، و ما جاء عن العرب إلا ممدوداً، و إنما سمی حَیاءً باسم الحَیاء من الاسْتحیاء لأَنه یُسْتَر من الآدمی و یُكْنی عنه من الحیوان، و یُسْتَفحش التصریحُ بذكره و اسمه الموضوع له و یُسْتَحی من ذلك و یُكْنی عنه. و قال اللیث: یجوز قَصْر الحَیاء و مَدُّه، و هو غلط لا یجوز قصره لغیر الشاعر لأَن أَصله الحَیاءُ من الاستحیاء. و‌فی الحدیث: أَنه كَرِهَ من الشاةِ سَبْعاً: الدَّمَ و المرارة و الحَیاءَ و العُقْدَةَ و الذَّكَر و الأُنْثَیین و المَثانَة؛ الحَیَاءُ، ممدود: الفرج من ذوات الخُفِّ و الظِّلْف، و جمعها أَحْیِیَة. قال ابن بری: و قد جاء الحَیاء لرحم الناقة مقصوراً فی شعر أَبی النَّجْم، و هو قوله: جَعْدٌ حَیاها سَبِطٌ لَحْیاها قال ابن بری: قال الجوهری فی ترجمة عیی: و سمعنا من العرب من یقول أَعْیِیاءُ و أَحْیِیَةٌ فیُبَیِّنُ. قال ابن بری: فی كتاب سیبویه أَحْیِیَة جمع حَیاءٍ لفرج الناقة، و ذكر أَن من العرب من یدغمه فیقول أَحِیَّة، قال: و الذی رأَیناه فی الصحاح سمعنا من العرب من یقول أَعْیِیاءُ و أَعْیِیَةٌ فیبین؛ ابن سیدة: و خص ابن الأَعرابی به الشاة و البقرة و الظبیة، و الجمع أَحْیَاءٌ؛ عن أَبی زید، و أَحْیِیَةٌ و أَحِیَّةٌ و حَیٌّ و حِیٌّ؛ عن سیبویه، قال: ظهرت الیاء فی أَحْیِیَة لظهورها فی حَیِیَ، و الإِدْغامُ أَحسنُ لأَن الحركة لازمة، فإن أَظهرت فأحْسَنُ ذلك أَن تُخْفی كراهیة تَلاقی المثلین، و هی مع ذلك بزنتها متحرّكة، و حمل ابن جنی أَحْیاءً علی أَنه جمع حَیاءٍ ممدوداً؛ قال: كَسَّرُوا فَعالًا علی أَفعال حتی كأنهم إنما كسروا فَعَلًا. الأَزهری: و الحَیُّ فرج المرأَة. و رأی أَعرابی جهاز عَرُوسٍ فقال: هذا سَعَفُ الحَیِّ أَی جِهازُ فرج المرأَة.
لسان العرب، ج‌14، ص: 220
و الحَیَّةُ: الحَنَشُ المعروف، اشتقاقه من الحَیاة فی قول بعضهم؛ قال سیبویه: و الدلیل علی ذلك قول العرب فی الإِضافة إلی حَیَّةَ بن بَهْدَلة حَیَوِیٌّ، فلو كان من الواو لكان حَوَوِیّ كقولك فی الإِضافة إلی لَیَّة لَوَوِیٌّ. قال بعضهم: فإن قلت فهلَّا كانت الحَیَّةُ مما عینه واو استدلالًا بقولهم رجل حَوَّاء لظهور الواو عیناً فی حَوَّاء؟ فالجواب أَنَّ أَبا علیّ ذهب إلی أَن حَیَّة و حَوَّاء كسَبِطٍ و سِبَطْرٍ و لؤلؤٍ و لأْآلٍ و دَمِثٍ و دِمَثْرٍ و دِلاصٍ و دُلامِصٍ، فی قول أبی عثمان، و إن هذه الأَلفاظ اقتربت أُصولها و اتفقت معانیها، و كل واحد لفظه غیر لفظ صاحبه فكذلك حَیَّةٌ مما عینه و لامه یاءَان، و حَوَّاء مما عینه واو و لامه یاء، كما أَن لُؤلُؤاً رُباعِیٌّ و لأْآل ثلاثی، لفظاهما مقتربان و معنیاهما متفقان، و نظیر ذلك قولهم جُبْتُ جَیْبَ القَمیص، و إنما جعلوا حَوَّاء مما عینه واو و لامه یاء، و إن كان یمكن لفظه أَن یكون مما عینه و لامه واوان من قِبَل أَن هذا هو الأَكثر فی كلامهم، و لم یأْت الفاء و العین و اللام یاءَات إلَّا فی قولهم یَیَّیْتُ یاءً حَسَنة، علی أَن فیه ضَعْفاً من طریق الروایة، و یجوز أَن یكون من التّحَوِّی لانْطوائها، و المذكر و المؤنث فی ذلك سواء. قال الجوهری: الحَیَّة تكون للذكر و الأُنثی، و إنما دخلته الیاء لأَنه واحد من جنس مثل بَطَّة و دَجاجة، علی أَنه قد روی عن العرب: رأَیت حَیّاً علی حَیّة أَی ذكراً علی أُنثی، و فلان حَیّةٌ ذكر. و الحاوِی: صاحب الحَیَّات، و هو فاعل. و الحَیُّوت: ذَكَر الحَیَّات؛ قال الأَزهری: التاء فی الحَیُّوت: زائدة لأَن أَصله الحَیُّو، و تُجْمع الحَیَّة حَیَواتٍ. و‌فی الحدیث: لا بأْسَ بقَتْلِ الحَیَواتِ، جمع الحَیَّة. قال: و اشتقاقُ الحَیَّةِ من الحَیاة، و یقال: هی فی الأَصل حَیْوَة فأُدْغِمَت الیاء فی الواو و جُعلتا یاءً شدیدة، قال: و من قال لصاحب الحَیَّاتِ حایٍ فهو فاعل من هذا البناء و صارت الواو كسرة «1». كواو الغازی و العالی، و من قال حَوَّاء فهو علی بناء فَعَّال، فإنه یقول اشتقاقُ الحَیَّة من حَوَیْتُ لأَنها تَتَحَوَّی فی الْتِوائِها، و كل ذلك تقوله العرب. قال أَبو منصور: و إن قیل حاوٍ علی فاعل فهو جائز، و الفرق بینه و بین غازٍ أن عین الفعل من حاوٍ واو و عین الفعل من الغازی الزای فبینهما فرق، و هذا یجوز علی قول من جعل الحَیَّة فی أَصل البناء حَوْیَةً. قال الأَزهری: و العرب تُذَكّر الحَیَّة و تؤنثها، فإذا قالوا الحَیُّوت عَنَوا الحَیَّة الذكَرَ؛ و أَنشد الأَصمعی: و یأكُلُ الحَیَّةَ و الحَیُّوتَا، و یَدْمُقُ الأَغْفالَ و التَّابُوتَا، و یَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا و أَرض مَحْیَاة و مَحْواة: كثیرة الحیّات. قال الأَزهری: و للعرب أَمثال كثیرة فی الحَیَّة نَذْكُرُ ما حَضَرَنَا منها، یقولون: هو أَبْصَر من حَیَّةٍ؛ لحِدَّةِ بَصَرها، و یقولون: هو أَظْلَم من حَیَّةٍ؛ لأَنها تأْتی جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها و تسكُنُ جُحْرَها، و یقولون: فلان حَیَّةُ الوادِی إذا كان شدید الشَّكِیمَةِ حامِیاً لحَوْزَتِه، و هُمْ حَیَّةُ الأَرض؛ و منه قول ذِی الإِصْبعِ العَدْوانی: عَذِیرَ الحَیِّ منْ عَدْوانَ، كانُوا حَیَّةَ الأَرض أَراد أَنهم كانوا ذوی إربٍ و شِدَّةٍ لا یُضَیِّعون ثَأْراً، و یقال رأْسُه رأْسُ حَیَّةٍ إذا كان مُتَوقِّداً شَهْماً عاقلًا. و فلان حَیّةٌ ذكَرٌ أَی شجاع شدید. و یدعون
(1). قوله [و صارت الواو كسرة] هكذا فی الأَصل الذی بیدنا و لعل فیه تحریفاً، و الأَصل: و صارت الواو یاء للكسرة
لسان العرب، ج‌14، ص: 221
علی الرجل فیقولون: سقاه الله دَمَ الحَیَّاتِ أَی أَهْلَكَه. و یقال: رأَیت فی كتابه حَیَّاتٍ و عَقارِبَ إذا مَحَلَ كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إلی سُلْطانٍ و وَشَی به لیُوقِعَه فی وَرْطة. و یقال للرجل إذا طال عُمْره و للمرأَة إذا طال عمرها: ما هُو إلّا حَیَّةٌ و ما هی إلّا حَیّةٌ، و ذلك لطول عمر الحَیّة كأَنَّه سُمِّی حَیَّةً لطول حیاته. ابن الأَعرابی: فلانٌ حَیّةُ الوادی و حَیَّة الأَرض و حَیَّةُ الحَمَاطِ إذا كان نِهایةً فی الدَّهاء و الخبث و العقل؛ و أَنشد الفراء: كمِثْلِ شَیْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ و روی عن زید بن كَثْوَة: من أَمثالهم حَیْهٍ حِمَارِی و حِمَارَ صاحبی، حَیْهٍ حِمَارِی وَحْدِی؛ یقال ذلك عند المَزْرِیَةِ علی الذی یَسْتحق ما لا یملك مكابرة و ظلماً، و أَصله أَن امرأَة كانت رافقت رجلًا فی سفر و هی راجلة و هو علی حمار، قال فأَوَی لها و أَفْقَرَها ظَهْرَ حماره و مَشَی عنها، فبَیْنَما هما فی سیرهما إذ قالت و هی راكبة علیه: حیهٍ حِمَارِی و حِمَارَ صاحبی، فسمع الرجل مقالتها فقال: حَیْهٍ حِمارِی وَحْدِی و لم یَحْفِلْ لقولها و لم یُنْغِضْها، فلم یزالا كذلك حتی بَلَغَتِ الناسَ فلما وَثِقَتْ قالت: حَیْهٍ حِمَاری وَحْدِی؛ و هی علیه فنازعها الرجلُ إیاه فاستغاثت علیه، فاجتمع لهما الناسُ و المرأَةُ راكبة علی الحمار و الرجل راجل، فقُضِیَ لها علیه بالحمار لما رأَوها، فَذَهَبَتْ مَثَلًا. و الحَیَّةُ من سِماتِ الإِبل: وَسْمٌ یكون فی العُنُقِ و الفَخِذ مُلْتَوِیاً مثلَ الحَیَّة؛ عن ابن حبیب من تذكرة أبی علیّ. و حَیَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ: قبیلة، النسب إلیها حَیَوِیٌّ؛ حكاه سیبویه عن الخلیل عن العرب، و بذلك استُدِلّ علی أَن الإِضافة إلی لَیَّةٍ لَوَوِیٌّ، قال: و أَما أَبو عمرو فكان یقول لَیَیِیٌّ و حَیَیِیٌّ. و بَنُو حِیٍّ: بطنٌ من العرب، و كذلك بَنُو حَیٍّ. ابن بری: و بَنُو الحَیَا، مقصور، بَطْن من العرب. و مُحَیَّاةُ: اسم موضع. و قد سَمَّوْا: یَحْیَی و حُیَیّاً و حَیّاً و حِیّاً و حَیَّانَ و حُیَیَّةَ. و الحَیَا: اسم امرأَة؛ قال الراعی: إنَّ الحَیَا وَلَدَتْ أَبی وَ عُمُومَتِی، و نَبَتُّ فی سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ و أَبو تِحْیَاةَ: كنیة رجل من حَیِیتَ تِحْیا و تَحْیا، و التاء لیست بأَصلیة. ابن سیدة: وَ حَیَّ علی الغَداء و الصلاةِ ائتُوهَا، فحَیَّ اسم للفعل و لذلك عُلّق حرفُ الجرّ الذی هو علی به. و حَیَّهَلْ و حَیَّهَلًا و حَیَّهَلا، مُنَوَّناً و غیرَ منوّن، كلّه: كلمة یُسْتَحَثُّ بها؛ قال مُزاحم: بِحَیَّهَلًا یُزْجُونَ كُلَّ مَطِیَّةٍ أَمامَ المَطایا، سَیْرُها المُتَقاذِفُ «1». قال بعض النحویین: إذا قلت حَیَّهَلًا فنوّنت قلت حَثّاً، و إذا قلت حَیَّهَلا فلم تُنون فكأَنَّك قلت الحَثَّ، فصار التنوین علم التنكیر و تركه علم التعریف و كذلك جمیع ما هذه حاله من المبنیَّات، إذا اعْتُقِد فیه التنكیر نُوِّن، و إذا اعتُقِد فیه التعریف حذف التنوین. قال أَبو عبید: سمع أَبو مَهْدِیّة رجلًا من العجم یقول لصاحبه زُوذْ زُوذْ، مرتین بالفارسیة، فسأَله أَبو مَهْدِیَّة عنها فقیل له: یقول عَجِّلْ عَجِّلْ، قال أَبو مَهْدِیَّة: فهَلّا قال له حَیَّهَلَكَ، فقیل له: ما كان الله لیجمع لهم إلی العَجَمِیّة العَرَبِیّة.
(1). قوله [سیرها المتقاذف] هكذا فی الأَصل؛ و فی التهذیب: سیرهن تقاذف
لسان العرب، ج‌14، ص: 222
الجوهری: و قولهم حَیَّ علی الصلاة معناه هَلُمَّ و أَقْبِلْ، و فُتِحت الیاءُ لسكونها و سكون ما قبلها كما قیل لَیتَ و لعلَّ، و العرب تقول: حَیَّ علی الثَّرِیدِ، و هو اسمٌ لِفعل الأَمر، و ذكر الجوهری حَیَّهَلْ فی باب اللام، و حاحَیْتُ فی فصل الحاء و الأَلف آخرَ الكتاب. الأَزهری: حَیَّ، مثَقَّلة، یُنْدَبُ بها و یُدْعَی بها، یقال: حَیَّ علی الغَداء حَیَّ علی الخیر، قال: و لم یُشْتَق منه فعل؛ قال ذلك اللیث، و قال غیره: حَیَّ حَثٌّ و دُعاء؛ و منه‌حدیث الأَذان: حَیَّ علی الصلاة حَیَّ علی الفَلاح‌أَی هَلُمُّوا إلیها و أَقبلوا و تَعالَوْا مسرعین، و قیل: معناهما عَجِّلوا إلی الصلاح و إلی الفلاح؛ قال ابن أَحمر: أَنشَأْتُ أَسْأَلُه ما بالُ رُفْقَته، حَیَّ الحُمولَ، فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَی علیك بالحمول فقد ذهبوا؛ قال شمر أَنشد محارب لأَعرابی: و نحن فی مَسْجدٍ یَدْع مُؤَذِّنُه: حَیَّ تَعالَوْا، و ما نَاموا و ما غَفَلوا قال: ذهب به إلی الصوت نحو طاقٍ طاقٍ و غاقٍ غاقٍ. و زعم أَبو الخطاب أَن العرب تقول: حَیَّ هَلَ الصلاةَ أَی ائْتِ الصلاة، جَعَلَهُما اسمین فَنصَبَهما. ابن الأَعرابی: حَیَّ هَلْ بفلان و حَیَّ هَلَ بفلان و حَیَّ هَلًا بفلان أَی اعْجَلْ. و‌فی حدیث ابن مسعود: إذا ذُكِرَ الصَّالِحُون فَ حَیَّ هَلًا بِعُمَرَ‌أَی ابْدَأ به و عَجِّلْ بذكره، و هما كلمتان جعلتا كلمة واحدة و فیها لغات. و هَلا: حَثٌّ و استعجال؛ و قال ابن بری: صَوْتان رُكِّبا، و معنی حَیَّ أَعْجِلْ؛ و أَنشد بیت ابن أَحمر: أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عن حَالِ رُفْقَتِهِ، فقالَ: حَیَّ، فإنّ الرَّكْبَ قد ذَهَبا قال: و حَاحَیْتُ من بَناتِ الأَرْبعة؛ قال إمرؤ القیس: قَوْمٌ یُحاحُونَ بالبِهام، و نِسْوَانٌ قِصارٌ كهَیْئَةِ الحَجَلِ قال ابن بری: و من هذا الفصل التَّحایِی. قال ابن قتیبةَ: رُبّما عَدَل القَمَر عن الهَنْعة فنزل ب التَّحایی، و هی ثلاثة كواكب حِذَاءَ الهَنْعَة، الواحدة منها تِحْیَاة و هی بین المَجَرَّةِ و تَوابِعِ العَیُّوق، و كان أَبو زیاد الكلابی یقول: التَّحایِی هی الهَنْعَة، و تهمز فیقال التَّحَائی؛ قال أَبو حنیفة: بِهِنَّ ینزل القمر لا بالهَنْعة نَفْسِها، و واحدتها تِحْیَاة؛ قال الشیخ: فهو علی هذا تِفْعَلة كتِحْلَبَة من الأَبنیة، و مَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كعِزْهاةٍ أَنَّ ت ح ی مهملٌ و أَنَّ جَعْلَه و ح ی تَكَلُّفٌ، لإِبدال التاء دون أَن تكون أَصلًا، فلهذا جَعَلناها من الحَیَاء لأَنهم قالوا لها تَحِیَّة، تسمَّی الهَنْعة التَّحِیّة فهذا من ح ی ی لیس إلّا، و أَصلها تحْیِیَة تَفْعِلة، و أَیضاً فإنَّ نوءَها كبیر الحیا من أَنواء الجوزاء؛ یدل علی ذلك قول النابغة: سَرَتْ علیه منَ الجَوْزاء ساریةٌ، تُزْجی الشَّمالُ عَلیَه سالِفَ البَرَد و النَّوْءُ للغارب، و كما أَن طلوع الجوزاء فی الحر الشدید كذلك نوؤها فی البرد و المطر و الشتاء، و كیف كانت واحدتها أَ تِحْیَاةٌ، علی ما ذكر أَبو حنیفة، أَمْ تَحِیَّة علی ما قال غیره، فالهمز فی جمعها شاذ من جهة القیاس، فإن صح به السماع فهو كمصائبَ و معائِشَ فی قراءة خارجة، شُبِّهَت تَحِیَّة بفَعِیلة، فكما قیل تَحَوِیٌّ فی النسب، و قیل فی مَسِیل مُسْلان فی أَحد القولین قیل تَحائی، حتی كأَنه فَعِیلة و فَعائل. و ذكر الأَزهری فی هذه الترجمة: الحَیْهَل شجرٌ؛ قال النضر: رأَیت
لسان العرب، ج‌14، ص: 223
حَیْهَلًا و هذا حَیْهَلٌ كثیر. قال أَبو عمرو: الهَرْمُ من الحَمْضِ یقال له حَیْهَلٌ، الواحدة حَیْهَلَةٌ، قال: و یسمی به لأَنه إِذا أَصابه المطر نَبَت سریعاً، و إِذا أَكلته الناقة أَو الإِبل و لم تَبْعَرْ و لم تَسْلَحْ سریعاً ماتت. ابن الأَعرابی: الحَیُّ الحَقُّ و اللَّیُّ الباطل؛ و منه قولهم: لا یَعْرِف الحَیَّ من اللَّیِّ، و كذلك الحَوَّ من اللَّوِّ فی الموضعین، و قیل: لا یَعْرِف الحَوَّ من اللَّوِّ؛ الحَوُّ: نَعَمْ، و اللَّوُّ لَوْ، قال: و الحَیُّ الحَوِیّةُ، و اللَّیُّ لَیُّ الحَبْلِ أَی فتله؛ یُضرب هذا للأَحْمق الذی لا یَعْرف شیئاً. و أَحْیَا، بفتح الهمزة و سكون الحاء و یاءٍ تحتَها نقطتان: ماءٌ بالحجاز كانت به غَزاة عُبیدَة بن الحرث بن عبد المطلب.

فصل الخاء المعجمة؛ ج14، ص: 223

خبا؛ ج14، ص: 223

: الخِباءُ من الأَبنیة: واحد الأَخْبیة، و هو ما كان من وَبَر أَو صوف و لا یكون من شَعَر، و هو علی عمودین أَو ثلاثة، و ما فوقَ ذلك فهو بَیْت. و قال ابن الأَعرابی: الخِباءُ من شعرٍ أَو صوف، و هو دون المَظَلَّة؛ كذلك حكاها هاهنا بفتح المیم، و قال ثعلب عن یعقوب: من الصوف خاصة. و الخِباءُ: من بُیوت الأَعراب، جمعه أَخْبِیة بلا همز. و‌فی حدیث الاعتكاف: فأَمَرَ بِخبائه فقُوِّضَ؛ الخِباءُ: أَحد بیوت العرب من وَبَر أَو صوف. و‌فی حدیث هندٍ: أَهْل خِباءٍ أَو أَخْباء، علی الشك، و قد یُسْتَعْمل فی المنازل و المساكن؛ و منه‌الحدیث: لأَنه أَتی خِباءَ فاطمة و هی فی المدینة؛ یرید منزلها. و أَصل الخِباء الهمز لأنه یُخْتَبَأُ فیه. و أَخْبَیْت خِباءً و خَبَّیْته و تَخَبَّیته: عملته و نَصَبته. و اسْتَخْبَیْته: نَصَبْته و دخلت فیه. و التَّخْبِیة: من قولك خَبَّیْته و تَخَبَّیْته. و تَخَبَّیت كسائی تَخَبِّیاً و أَخْبَیْت كسائی إِذا جَعَلْتَه خِباءً. الكسائی: یقال من الخباء أَخْبَیْت إِخباءً إِذا أَردت المصدر إِذا عَمِلْته و تَخَبَّیْت أَیضاً. و الخِباءُ: غِشاءُ البُرَّةِ و الشَّعیرة فی السُّنْبُلة، و خِبَاءُ النَّوْرِ: كِمَامُه، و كِلاهما علی المَثَل. و خَبَتِ النارُ و الحَرْبُ و الحِدّةُ تَخْبُو خَبْواً و خُبُوّاً: سَكَنت و طَفِئَت و خَمَدَ لَهَبُها، و هی خَابِیَة، و أَخْبَیْتها أَنا: أَخْمَدْتها؛ قال الكمیت: و مِنَّا ضِرارٌ و ابْنَماهُ و حاجِبٌ مُؤَجِّجُ نِیرانِ المَكارِمِ، لا المُخْبِی و قوله تعالی: كُلَّمٰا خَبَتْ زِدْنٰاهُمْ سَعِیراً؛ قیل: معناه سَكَن لَهَبُها، و قیل: معناه كلَّما تَمَنَّوا أَن تَخْبُوَ و أَرادوا أَن تَخْبُوَ. و الخَابِیَة: الحبُّ، و أَصله الهمز، لأَنه من خَبَأْت إِلَّا أَن العرب تركت همزها.

ختا؛ ج14، ص: 223

: خَتا الرجل یَخْتو خَتْواً إِذا رأَیته مُتَخَشِّعاً، أَو إِذا انْكَسر من حُزْنٍ أَو مَرَضٍ، أَو تَغَیَّر لونُه من فَزَعٍ أَو مَرَضٍ. و المُخْتَتِی: الناقِصُ. و خَتَوْتُ الرجُلَ: كَفَفْته عن الأَمر. و خَتَا الثوبَ خَتْواً: فَتَلَ هُدْبَه. و الخَاتِیة من العِقْبان: التی تَخْتاتُ، و هو صوتُ جَناحَیْها و انْقِضاضِها. و یقال: خاتَتَ تَخُوتُ. یقال: خاتَت العُقابُ و خَتَت إِذا انْقَضّتْ، قال: و یجی‌ء خَتَا یَخْتُو بمعنی انْقَضَّ، و هو مقلوب من خات. الأَصمعی فی المهموز: اخْتَتأَ ذَلَّ؛ و أَنشد لعامر بن الطفیل: و لا یَخْتَتِی ابنُ العَمِّ، ما عِشْتُ، صَوْلَتی، و لا أَخْتَتِی مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ و إِنِّی، و إِن أَوْعَدتُه أَوْ وَعَدْتُه، لَمُخْلِفُ إِیعادِی و مُنْجِزُ مَوْعِدِی
لسان العرب، ج‌14، ص: 224
و قال: إِنما ترك همزه ضرورة؛ قال و قال الشاعر: بَكَتْ جَزَعاً أَنْ عَضَّهُ السَّیْفُ، و اخْتَتَتْ سُلَیْمُ بنُ مَنْصورٍ لقَتْلِ ابن حازِمِ و یقال: هو خاتِلٌ له و خاتٍ بمعنی واحد؛ و أَنشد لأَوْس بن حُجْر: یَدِبُّ إِلیه خاتِیاً، یَدَّرِی له لیَعْقِرَهُ فی رَمْیِهِ حینَ یُرْسِلُ و قال: أَصل اخْتَتَی من خَتَا لَونُه یَخْتُو خَتْواً إِذا تَغَیَّر من فَزَع أَو مَرض. اللیث: المُخْتَتِی الذَّلِیلُ؛ قال ابن بری: و قیل فی خاتِی من قول جریر: و خَطَّ المِنْقَرِیُّ بِها فَخَرَّتْ علی أُمِّ القَفا، و اللیلُ خاتِی إِنه الشدید الظُّلْمَة. ابن الأَعرابی: الخَتْیُ الطَّعْن الوِلاءُ.

خثا؛ ج14، ص: 224

: الخَثْوَة: أَسْفَلُ البَطْنِ إِذا كان مسْتَرْخیاً، امرأَةٌ خَثْوَاءُ، و لا یكادون یقولون ذلك للرجل. و خَثَی البقرُ یَخْثِی و الفِیلُ خَثْیاً: رَمَی بِذِی بَطْنِه، و خص أَبو عبید به الثورَ وحده دون البقرة، و الاسم الخِثْیُ، و الجمع أَخْثَاءٌ مثل حِلْسٍ و أَحْلاس؛ و قال ابن الأَعرابی: الخِثْیُ للثور؛ و أَنشد: عَلَی أَنَّ أَخْثاءً لَدَی البَیْتِ رَطْبةً، كأَخْثاءِ ثَوْرِ الأَهْلِ عِنْدَ المُطَنَّبِ و‌فی حدیث أَبی سفیان: فأَخَذَ مِنْ خِثْیِ الإِبِل فَفَتَّهُ‌أَی رَوْثِها، و أَصل الخِثْیِ للبقر فاستعاره للإِبل.

خجا؛ ج14، ص: 224

: الخجاةُ: القَذَر و اللُّؤْمُ، و الجمع خَجًی. و ما فلان إِلَّا خَجاةٌ من الخَجَی أَی قَذِرٌ لَئِیمٌ. و امرأَة خَجْواءُ: واسعة. و خَجَی برِجْلِه: نَسَف بها التراب فی مَشْیه. و الخَجَوْجَی: الطویلُ الرجْلَین، یُمَدُّ و یقصر، و هو فَعَوْعَل، و الأُنثی خَجَوْجَاةٌ، و قیل: هو المُفْرِط الطُّولِ فی ضِخَمٍ من عِظامِهِ، و قیل: هو الضَّخْمُ الجَسِیم، و قد یكون جَباناً. و رِیحٌ خَجَوْجاةٌ: دائِمةُ الهُبُوبِ شدیدة المَرِّ؛ قال ابن أَحمر: هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواحِ، خَجَوْجَاةُ الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ و‌فی حدیث حذیفة: كالكُوزِ مُخَجِّیاً؛ قال ابن الأَثیر: هكذا أَورده صاحب التتمة و قال: خَجَّی الكُوزَ أَماله، و المشهور بالجیم قبل الخاء، و قد تقدم.

خدی؛ ج14، ص: 224

: خَدَی البعیرُ و الفرس یَخْدِی خَدْیاً و خَدَیاناً، فهو خادٍ: أَسرع و زجَّ بِقَوائِمِه مثلَ وَخَدَ یَخِدُ و خَوَّدَ یُخَوِّدُ كلُّه بمعنی واحد؛ قال الراعی: حَتَّی غَدَتْ فی بَیاضِ الصُّبْحِ طَیِّبَةً رِیحَ المَبَاءَةِ تَخْدِی، و الثَّرَی عَمِدُ و إِنما نصب ریحَ المَباءَة لما نَوَّن طَیِّبَةً، و كان حَقُّها الإِضافَةَ، فضارَعَ قَولَهم هو ضاربٌ زیداً. قال ابن بری فی قول الراعی: حتّی غَدَت ضمیر بقرة وحشیة تقدم ذكرها، و مَبَاءَتُها: مَكْنِسُها، و عَمِدٌ: شدیدُ الابْتلال؛ و فی قصید كعب بن زهیر: تَخْدِی عَلَی یَسَراتٍ و هْیَ لاهِیَةٌ الخَدْیُ: ضرب من السَّیْر، خَدَی فهو خَادٍ، و قیل: هو ضرب من سیرها لم یُحَدَّ. قال الأَصمعی: سأَلْت أَعرابّیاً ما خَدَی؛ فقال: هو عَدْوُ الحِمار بَیْن آرِیِّه و مُتَمَرَّغِه. اللیث: الوَخْدُ سَعَةُ الخَطْوِ فی المَشْی، و مثله الخَدْیُ لغتان. و الخَدَی: دُودٌ یخرج مع رَوْثِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 225
الدابة، واحدته خَدَاةٌ؛ عن كراع. و الخَدَاءُ: موضع؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَن همزته یاء لأَن اللَّامَ یاءً أَكثَر منها واواً مع وجود خ د ی و عدم خ د و، و الله أَعلم.

خذا؛ ج14، ص: 225

: خَذَا الشی‌ءُ یَخْذُو خَذْواً: اسْتَرْخَی، و خَذیَ، بالكسر، مثلُه. و خَذِیَت الأُذُنُ خَذاً و خَذَتْ خَذْواً و هی خَذْواءُ: اسْتَرْخَتْ من أَصلها و انكسرت مُقْبِلةً علی الوَجْه، و قیل: هی التی استرخت من أَصلها علی الخَدَّین فما فوق ذلك، یكونُ فی الناس و الخیل و الحُمُر خِلْقةً أَو حَدَثاً؛ قال ابن ذی كِبَار: یا خَلِیلَیَّ قَهْوَةً مُزَّةً، ثُمَّتَ احْنِذَا تدَعُ الأُذْنَ سُخْنَةً، ذا احْمرارٍ بها خَذَا ذَكَّرَ الأُذنَ علی إِرادة العُضْوِ. و رجل أَخْذَی و امرأَة خَذْواء. و خَذِیَ الحِمارُ یَخْذَی خَذاً، فهو أَخْذَی الأُذنِ، و كذلك فرس أَخْذَی، و الأُنثی خَذْواءُ بَیِّنَةُ الخَذَا؛ و استعار ساعدةُ بنُ جُؤَیَّة الخَذَا للنَّبْلِ فقال: مِمَّا یُتَرَّصُ فی الثِّقافِ، یَزِیِنُه أَخْذَی، كخَافِیةِ العُقابِ، مُحَرَّبُ و یَنَمَةٌ خَذْواءُ: مُتَثَنِّیَة لَیِّنة من النَّعْمة، و هی بَقْلة. قال الأَزهری: جمع الأَخْذی خُذْوٌ، بالواو، لأَنه من بنات الواو كما قیل فی جمع الأَعْشَی عُشْوٌ. و أُذُنٌ خَذْواءُ و خُذَاوِیَّةٌ، زاد الأَزهری من الخیل: خَفیفةُ السمع؛ قال: له أُذُنانِ خُذَاوِیَّتَانِ، و العَیْنُ تُبْصِرُ ما فی الظُّلَمْ «2». و الخَذْوَاءُ: اسم فرس شَیْطانَ بن الحَكم بن جاهِمَة؛ حكاه أَبو علی؛ و أَنشد: و قَدْ مَنَّت الْخَذْوَاءُ مَنّاً عَلَیهِمُ، و شَیطانُ إِذْ یَدْعُوهُمُو و یثوبُ و الخَذَا: دُودٌ یخرج مع رَوْث الدابة؛ عن كراع. و اسْتَخْذَیْتُ: خَضَعْت، و قد یهمز، و قیل لأَعرابی فی مجلس أَبی زید: كیف اسْتَخْذَأْت؟ لیَتَعَرَّف منه الهَمْز، فقال: العرب لا تَسْتَخْذِئُ، فهَمَز. و رجل خِنْذِیانٌ: كثیر الشرِّ. و قد خَنْذَی یُخَنْذِی و خَنْظَی به: أَسْمَعَه المكروه؛ ذكره الأَزهری هنا و قال أَیضاً فی الرباعی: یقال للمرأَة تُخَنْذِی و تُخَنْظی أَی تتسلط بلسانها؛ و أَنشد أَبو عمرو لكثیر المحاربی: قدْ مَنعَتْنی البُرَّ و هْیَ تَلْحانْ، و هْوَ كَثِیرٌ عِنْدَها هِلِمَّانْ، و هی تُخَنْذِی بالمَقالِ البَنْبانْ و یقال للأَتانِ: الخَذْوَاءُ أَی مسترخیةُ الأُذُن؛ و قال أَبو الغُول الطُّهَوِیّ یهجو قوماً: رأَیْتُكُمُو، بَنی الخَذْواءِ، لمَّا دَنا الأَضْحَی و صَلَّلَتِ اللِّحامُ تَوَلَّیْتُمْ بِوِدِّكُمُ و قُلْتُمْ: لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْربُ أَو جُذامُ و‌فی حدیث النخعی: إِذا كان الشقُّ أَو الخَرْقُ أَو الخَذَی فی أُذُن الأُضْحِیة فلا بأْسَ، هو انْكِسارٌ
(2). قوله [و العین تبصر] كذا فی الأَصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: و بالعین یبصر
لسان العرب، ج‌14، ص: 226
و استرخاءٌ فی الأُذُنْ. و أُذُنٌ خَذْواءُ أَی مسترخیة. و الخَذَواتُ: اسم موضع. و‌فی حدیث سعد الأَسْلمیّ: رأَیت أَبا بكر بالخَذَواتِ، و قد حَلَّ سُفْرَةً مُعلَّقة.

خرا؛ ج14، ص: 226

: الخَرَاتانِ: نَجْمانِ كلُّ واحد منهما خَراةٌ. قال ابن سیدة: و لا یُعْرَفُ الخَرَاتانِ إِلا مُثَنّیً، و تاء الأَصل و التاء الزائدة فی التثنیة متساویتا اللفظ، و قد ذكر فی حرف التاء، و ذكره ابن سیدة فی معتل الواو و الیاء، و الله أَعلم.

خزا؛ ج14، ص: 226

: خَزَا الرجلَ یَخْزُوه خَزْواً: ساسَه و قَهَره؛ قال ذو الإِصبع العَدْوانی: لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفضَلْتَ فی حَسَبٍ، یَوْماً، و لا أَنْتَ دَیَّانی فتَخْزُونی معناه: للهِ ابنُ عَمِّك أَی و لا أَنتَ مالك أَمْری فتَسُوسَنی. و خَزَوتُ الفَصیل أَخْزُوه خَزْواً إِذا أَجْرَرْت لسانه فشَقَقْته. و الخَزْوُ: كفُّ النَّفْسِ عن هِمَّتِها و صَبْرُها علی مُرِّ الحق. یقال: اخْزُ فی طاعةِ الله نفْسَكَ. و خَزَا نفْسَه خَزْواً: مَلَكَها و كَفَّها عن هَواها؛ قال لبید: إِكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها، إِنَّ صِدْقَ النفْسِ یُزْری بالأَمَلْ غیرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها فی التُّقَی، و اخْزُها بالبِرِّ للهِ الأَجَلْ و خَزا الدابة خَزْواً: ساسَها و راضَها. و الخِزْیُ: السُّوءُ. خَزِیَ الرجلُ یَخْزَی خِزْیاً و خَزیً؛ الأَخیرة عن سیبویه: وقع فی بَلِیَّة و شَرٍّ و شُهْرةٍ فذَلَّ بذلك و هانَ. و قال أَبو إِسحاق فی قوله تعالی: وَ لٰا تُخْزِنٰا یَوْمَ الْقِیٰامَةِ؛ المُخْزَی فی اللغة المُذَلُّ المَحْقُورُ بأَمْرٍ قد لزمه بحُجَّة، و كذلك أَخْزَیْته أَلْزَمته حُجَّةً إِذا أَذْلَلْته بها. و الخِزْیُ: الهَوان. و قد أَخْزَاهُ الله أَی أَهانَه الله. و أَخْزَاه الله و أَقامَه علی خَزْیةٍ [خِزْیةٍ و مَخْزاةٍ. و قال أَبو العباس فی الفصیح: خَزِیَ الرجلُ خِزْیاً من الهَوان، و خَزِیَ یَخْزَی خَزایةً من الاستحیاء، و امرأَة خَزْیا؛ قال أُمیة: قالتْ: أَرادَ بنا سُوءاً، فقلتُ لها: خَزْیانُ حیثُ یقولُ الزُّورَ بُهْتانا و أَنشد بعضهم: رِزانٌ إِذا شَهِدُوا الأَنْدِیاتِ لم یُسْتَخَفُّوا و لم یخْزَوُوا أَراد بقوله لم یخْزَوُوا بناءَ افْعَلَّ مثل احمرَّ یَحْمرُّ من خَزِیَ یَخْزَی، قال: و اخْزَوَی یَخْزَوی مثلُ ارْعَوَی یَرْعَوی، و لم یَرْعَوُوا للجمع. قال شمر: قال بعضهم أَخْزَیْته أَی فضحته؛ و منه قوله تعالی حكایة عن لوط لقومه: فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ لٰا تُخْزُونِ فِی ضَیْفِی؛ أَی لا تَفْضَحُونِ. و قال فی قوله: ذٰلِكَ لَهُمْ خِزْیٌ فِی الدُّنْیٰا؛ الخِزْیُ الفَضِیحةُ. و قد خَزِیَ یَخْزَی خِزْیاً إِذا افْتَضَح و تَحیَّر فضیحةً. و من كلامهم للرجل إِذا أَتَی بما یُسْتَحْسَن: ما لَه، أَخْزَاهُ اللهُ و ربما قالوا: أَخْزَاهُ الله، من غیر أَن یقولوا ما لَه. و كلامٌ مُخْزٍ: یُسْتَحْسَنُ فیقال لصاحبه أَخْزَاهُ الله. و‌ذكروا أَن الفرزدق قال بیتاً من الشعر جیِّداً فقال: هذا بیتٌ مُخْزٍ‌أَی إِذا أُنْشِد قال الناسُ: أَخْزَی اللهُ قائلَه ما أَشْعَرَه و إِنما یقولون هذا و شِبْهَهُ بدلَ المدحِ لیكون ذلك واقیاً له من العین، و المراد من كل ذلك إِنما هو الدعاء له لا علیه. و قصیدة مُخْزِیة أَی نِهایةٌ فی الحُسْنِ یقال لقائِلِها أَخْزاهُ الله. و الخَزْیة و الخِزْیة: البَلِیَّة یُوقَع فیها؛ قال جریر یخاطب الفرزدق:
لسان العرب، ج‌14، ص: 227
و كنْتَ إِذا حَلَلْتَ بدارِ قوْمٍ، رَحَلْتَ بِخَزْیَةٍ و ترَكْتَ عارا و یروی … لخِزْیة … و‌فی الحدیث: إِنَّ الحَرَم لا یُعیذُ عاصِیاً و لا فارّاً بخَزْیة‌أَی بجَریمة یُسْتَحْیا منها؛ و منه‌حدیث الشعبی: فأَصابَتْنا خَزْیَة [خِزْیَة لم نَكُنْ فیها بَرَرَةً أَتْقِیاءَ و لا فَجَرَةً أَقْوِیاءَ‌أَی خَصلةٌ استَحْیَیْنا منها. و قوله تعالی: لَهُمْ فِی الدُّنْیٰا خِزْیٌ*؛ قال أَبو إِسحاق: معناه قَتْلٌ إِن كانوا حَرْباً أَو یُجَزَّوْا إِن كانوا ذِمَّةً. و خَزِیَ منه و خَزِیَهُ خَزَایَةً و خَزیً، مقصور: استَحْیا. و‌فی حدیث یزید بن شَجَرة: أَنه خَطَبَ الناسَ فی بعض مَغازیه یَحُثُّهم علی الجهاد فقال فی آخر خطبته: انْهَكُوا وُجُوهَ القوم و لا تُخْزُوا الحُورَ العِینَ؛ قال أَبو عبید: قوله لا تُخْزُوا‌لیس من الخِزْی لأَنه لا موضع للخِزْی هاهنا، و لكنه من الخَزَایة، و هی الاستحیاء؛ یقال من الهلاك: خَزِیَ الرجلُ یَخْزَی خِزْیاً، و من الحیاءِ: خَزِیَ یَخْزَی خَزایة؛ یقال: خَزَیْت فلاناً إِذا اسْتَحییت منه؛ قال ذو الرمة: خَزایَةً أَدْرَكَتْه، بعد جَوْلَتِه، من جانبِ الحبْلِ مُخلوطاً بها الغَضَبُ و قال القُطامی یذكر ثوراً وحشیّاً: حَرِجاً و كَرَّ كُرُورَ صاحبِ نَجْدَةٍ، خَزِیَ الحَرائِرُ أَن یكونَ جَبانا أَی اسْتَحَی. قال: و الذی أَراد ابن شجرة‌بقوله لا تُخْزُوا الحورَ العِین‌أَی لا تَجْعَلُوهُنَّ یستحیین من فِعلكم و تَقْصیرِكم فی الجِهاد، و لا تَعَرَّضوُا لذلك منهن و انْهَكُوا وجُوه القوْم و لا تُوَلُّوا عنهم. و قال اللیث: رجل خَزْیانُ و امرأَة خَزْیا، و هو الذی عمِل أَمراً قبیحاً فاشتَدَّ لذلك حیاؤُه و خَزایَتُه، و الجمع الخَزایا؛ قال جریر: و إِنَّ حِمیً لم یَحْمِهِ غیرُ فَرْتَنا، و غیرُ ابنِ ذی الكِیرَیْنِ، خَزْیانُ ضائِعُ و قد یكون الخِزْیُ بمعنی الهلاك و الوقوع فی بَلِیَّةٍ؛ و منه‌حدیث شارب الخمر: أَخْزاهُ اللهُ، و یروی: خَزَاهُ اللهُ‌أَی قَهَره. یقال: خَزاه یَخْزُوه. و خَازَانِی فلانٌ فَخَزَیْتُه أَخْزِیهِ: كنتُ أَشَدَّ خِزْیاً منه و كَرِهْتُ أَنْ أَخْزِیَهُ. و‌فی الدعاء: اللهم احْشُرْنا غَیْرَ خَزَایا و لا نادِمِینَ‌أَی غَیْرَ مُسْتَحْیِینَ من أَعمالنا. و‌فی حدیث وَفْدِ عَبْدِ القَیْس: غیرَ خزایا و لا نَدامی؛ خَزَایا: جمع خَزْیَانَ و هو المُسْتَحْیی. و الخَزَاءُ، بالمدّ: نَبْتٌ.

خسا؛ ج14، ص: 227

: الخَسَا: الفَرْد، و هی المَخاسی جمعٌ علی غیر قیاس كمَسَاوٍ و أَخواتِها. و تَخَاسَی الرجلان: تَلاعَبا بالزَّوْج و الفَرْد. یقال: خَساً أَو زَكاً أَی فَرْد أَو زَوْج؛ قال الكمیت: مَكارِمُ لا تُحْصَی، إِذا نحْنُ لَمْ نَقُلْ خَساً و زَكاً فِیما نَعُدُّ خِلالَها اللیث: خَساً و زَكاً، فَخَساً كلمة مِحْنَتُها أَفْرادُ الشی‌ءِ، یُلْعَبُ بالجَوْزِ فیقال خَساً زَكاً، فَخَساً فَرْدٌ و زَكاً زَوْج، كما یقال شَفْعٌ و وِتْرٌ؛ قال رؤْبة: لم یَدْرِ ما الزَّاكی مِنَ المُخَاسِی و قال رؤبة أَیضاً: حَیْرانُ لا یَشْعُرُ من حَیْثُ أَتَی عنْ قِبْضِ مَنْ لاقَی، أَخَاسٍ أَمْ زَكا؟ یقول: لا یَشْعُر أَ فَرْدٌ هو أَم زَوْج. قال: و الأَخاسِی جمع خَساً. الفراء: العرب تقول للزوج
لسان العرب، ج‌14، ص: 228
زَكَا و للفَرْد خَسَا، و منهم من یُلْحِقها بباب فَتیً، و منهم من یلحقها بباب زُفَرَ، و منهم من یلحقها بباب سَكْرَی؛ قال: و أَنشدتنی الدُّبَیْرِیَّة: كانوا خَساً أَو زَكاً من دونِ أَرْبعةٍ، لم یَخْلَقُوا و جُدُودُ الناسِ تَعْتَلِجُ و یقال: هو یُخَسِّی و یُزَكِّی أَی یَلْعب فیقول أَ زَوْجٌ أَم فَرْد. و تقول: خَاسَیْتُ فلاناً إِذا لاعبته بالجَوْزِ فَرْداً أَو زَوْجاً؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة فرس: یَعْدُو عَلی خَمْسٍ قَوائِمُه زَكَا أَراد: أَن هذا الفرس یَعْدُو علی خَمْسٍ من الأُتُن فیَطْرُدها، و قَوائمُه زَكَا أَی هی أَربع. قال ابن بری: لام الخَسا همزة. یقال: هو یُخاسِئُ یُقامِرُ، و إِنما ترك همزة خَساً إِتباعاً لِزَكاً؛ قال الكمیت: لأَدْنی خَساً أَو زَكاً من سِنِیك إِلی أَرْبَعٍ، فَتقُولُ انْتِظارا قال: و یقال خَسَا زَكَا مثل خمسة عشر؛ قال: و شَرُّ أَصْنافِ الشُّیوخِ ذُو الرّیا، أَخْنَسُ یَحْنُو ظَهْرَه، إِذا مَشی الزُّورُ أَو مالُ الیَتِیمِ، عِنْدَه، لِعْبُ الصَّبِیِّ بالحَصی خَسَا زَكا و‌فی الحدیث: ما أَدْرِی كَمْ حدَّثنی أَبی عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَ خَساً أَمْ زَكاً؛ یعنی فَرْداً أَو زَوْجاً. و تَخَاسَتْ قوائمُ الدابة بالحَصَی أَی تَرامَتْ به؛ قال المُمَزَّق العبدی: تَخاسی یَداها بالحَصَی و تَرُضُّه بأَسْمَر صَرَّافٍ، إِذا حَمَّ مُطْرِقُ «3». أَراد بالأَسْمَر الصَّرَّافِ مَنْسِمَها.

خشی؛ ج14، ص: 228

: الخَشْیَة: الخَوْف. خَشِیَ الرجل یَخْشَی خَشْیة أَی خاف. قال ابن بری: و یقال فی الخَشْیة الخَشَاةُ؛ قال الشاعر: كأَغْلَبَ من أُسُودِ كِرَاءَ وَرْدٍ، یَرُدُّ خَشایَةَ الرَّجُل الظَّلوم كِراءُ: ثَنِیَّة بِیشَةَ. ابن سیدة: خَشِیَه یَخْشَاه خَشْیاً و خَشْیَة و خَشاةً و مَخْشاةً و مَخْشِیةً و خِشیاناً و تَخَشَّاه كلاهما خافَهُ، و هو خاشٍ و خَشٍ و خَشْیانُ، و الأُنثی خَشْیا، و جمعهما معاً خَشایا، أَجروه مُجْری الأَدْواء كحَباطَی و حَباجَی و نحوهما لأَن الخَشْیة كالدَّاء. و یقال: هذا المكان أَخْشَی من ذلك أَی أَشدُّ خوفاً؛ قال العجاج: قَطَعْت أَخْشَاهُ إِذا ما أَحْبَجا و‌فی حدیث خالد: أَنه لما أَخَذ الرایة یومَ مُوتة دَافَع الناسَ و خَاشَی بهم‌أَی أَبْقی علیهم و حَذِر فانْحازَ؛ خَاشَی: فاعَلَ من الخَشْیة. خاشَیْت فلاناً: تارَكْته. و قوله عز و جل: فَخَشِینٰا أَنْ یُرْهِقَهُمٰا طُغْیٰاناً وَ كُفْراً؛ قال الفرّاء: معنی فَخَشِینٰا أَی فعَلِمْنا، و قال الزجاج: فَخَشِینٰا من كلام الخَضِر، و معناه كَرِهْنا، و لا یجوز أَن یكون فَخَشِینا عن الله، و الدلیل علی أَنه من كلام الخَضِر قوله: فَأَرَدْنٰا أَنْ یُبْدِلَهُمٰا رَبُّهُمٰا، و قد یجوز أَن یكون فَخَشِینٰا عن الله عز و جل، لأَنّ الخَشْیة من الله معناها الكَراهة، و من الآدَمِیِّین الخوفُ، و یكون قوله حینئذ فَأَرَدْنٰا بمعنی أَراد الله. و‌فی حدیث ابن عمر: قال له ابن عباس لقَد أَكْثَرْتَ من الدعاء بالموت حتی خَشِیتُ أَن یكونَ ذلك أَسْهَلَ لك عند نُزُوله؛ خَشِیت هنا بمعنی: رَجَوْت. و حكی ابن الأَعرابی: فَعَلْت
(3). قوله [إذا حم] بالحاء المهملة كما فی الأصل و التكملة و التهذیب و قال حم أی قصد انتهی و الذی فی الأساس: جم، بالجیم: و قال یرید الخف و جمومه اجتماع جریه
لسان العرب، ج‌14، ص: 229
ذلك خَشاةَ أَن یكون كذا؛ و أَنشد: فتَعَدَّیْتُ خَشاةً أَنْ یَرَی ظالمٌ أَنی كما كان زَعَمْ و ما حَمَلَه علی ذلك إِلَّا خِشْیُ فلان «1». و خَشَّاهُ بالأَمْر تَخْشِیَة أَی خَوَّفَه. و فی المثل: لقد كُنْت و ما أُخَشَّی بالذِّئْبِ. و یقال: خَشّ ذُؤَالَةَ بالحِبالة، یعنی الذئب. و خَاشَانی فَخَشَیْتُه أَخْشِیهِ: كنتُ أَشَدَّ منه خَشْیَةً. و هذا المكانُ أَخْشی من هذا أَی أَخْوَفُ، جاء فیه التعجبُ من المفعول، و هذا نادر، و قد حكی سیبویه منه أَشیاء. و الخَشِیُّ، علی فَعِیلٍ، مثل الحَشِیِّ: الیابسُ من النَّبْتِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذا خَمی، صَوْتُ أَفاعٍ فی خَشِیٍّ أَعْشَما یَحْسَبُه الجاهلُ، ما كان عَما، شَیْخاً علی كُرْسیِّه مُعَمَّما لو أَنَّه أَبانَ أَو تَكَلَّما، لكان إِیَّاه، و لكن أَحْجَما قال: الخَشِیُّ الیابس العَفِنُ، قال: و خَمی بمعنی خَمَّ، و قوله: ما كان عَمَا، یقول نظر إِلیه من بُعْدٍ، شَبَّهَ اللبن بالشَّیْخِ؛ قال المنذری: اسْتَثْبتُّ فیه أَبا العباس فقال یقال خَشِیّ و حَشِیّ؛ قال ابن سیدة: و یروی فی حَشِیٍّ و هو ما فسد أَصله و عَفِنَ و هو فی موضعه. و یقال: نَبْتٌ خَشِیٌّ و حَشِیٌّ أَی یابس. ابن الأَعرابی: الخَشَا الزرع الأَسْود من البَرْد، و الخَشْوُ الحَشَفُ من التَّمْر. و خَشَت النخلةُ تَخْشُو خَشْواً: أَحْشَفَتْ، و هی لغة بَلْحرث بن كعب؛ و قول الشاعر: إِنَّ بَنی الأَسْودِ أَخْوالُ أَبی فإِنَّ عندِی، لو رَكِبتُ مِسْحَلی، سَمَّ ذَرارِیحَ رِطابٍ و خَشِی أَراد: و خَشِیّ فحذَف إِحدی الیاءین للضرورة، فمن حذف الأُولی اعتلَّ بالزیادة و قال: حذفُ الزائد أَخف منْ حذف الأَصل، و من حَذف الأَخیرة فلأَنَّ الوزن إِنما ارتدع هنالك؛ و أَنشد ابن بری: كأَنَّ صوتَ خِلْفِها و الخِلْفِ، و القادِمَیْن عند قَبْضِ الكَفِّ، صوتُ أَفاعٍ فی خَشِیِّ القُفّ قال: قوله … صوت خلِفها …؛ و الخلف مثل قول الآخر: بَیْن فَكِّها و الفَكِّ و قول الشاعر: و لقد خَشِیتُ بأَنَّ مَنْ تَبِعَ الهُدی سَكَنَ الجنانَ مع النبیِّ مُحَمَّدِ صلی الله علیه و سلم. قالوا: معناه علمت، و الله أَعلم.

خصا؛ ج14، ص: 229

: الخُصْیُ و الخِصْیُ و الخُصْیَةُ و الخِصْیَة من أَعضاء التناسل: واحدة الخُصی، و التثنیة خِصْیتانِ [خُصْیتانِ و خُصْیانِ و خِصْیانِ. قال أَبو عبیدة: یقال خُصْیة و لم أَسمعها بكسر الخاء، و سمعت فی التثنیة خُصْیانِ، و لم یقولوا للواحد خُصْیٌ، و الجمع خُصیً؛ قال ابن بری قد جاء خصْیٌ للواحد فی قول الراجز: شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغة المُلازِمهْ، صغیرةٌ كخُصْیِ تَیْسٍ وارِمهْ و قال آخر: یا بِیَبا أَنتَ، و یا فوقَ البِیَبْ، یا بِیَبا خُصْیاكَ من خُصیً و زُب
(1). قوله [إلا خشی فلان] ضبط فی المحكم بفتح الخاء و كسرها مع سكون الشین فیهما
لسان العرب، ج‌14، ص: 230
فثنَّاه و أَفرده. و خَصی الفحلَ خِصاءً، ممدود: سَلَّ خُصْیَیْه، یكون فی الناس و الدواب و الغنم. یقال: برئت إِلیك من الخِصاء؛ قال بِشْر یهجو رجلًا: جَزِیزُ القَفا شَبْعانُ یَرْبِضُ حَجْرَةً، حَدِیثُ الخِصاءِ، وارمُ العَفْلِ مُعْبَر و قال أَبو عمرو: الخُصْیَتانِ البَیْضَتان، و الخُصْیان الجِلْدتان اللَّتان فیهما البَیضتان؛ و ینشد: تقولُ: یا رَبَّاهُ، یا ربّ هَلِ، إِن كنتَ من هذا مُنَجِّی أَجَلی، إِمَّا بتَطْلِیقٍ و إِمَّا بِارْحَلی كأَنَّ خُصْیَیْهِ، من التَّدَلْدُلِ، ظَرْفُ عجوزٍ فیه ثِنْتا حَنْظَلِ أَراد حنْظَلَتان؛ قال ابن بری و مثله للبعیث: أَ شارَكْتَنی فی ثَعْلبٍ قد أَكَلْته، فلم یَبْقَ إِلا جِلْدُه و أَكارِعُهْ؟ فَدُونَكَ خُصْیَیْهِ و ما ضَمَّتِ اسْتُه، فإِنَّكَ قَمْقامٌ خَبِیثٌ مَراتِعُهْ و قال آخر: كأَنَّ خُصْیَیْهِ، إِذا تَدَلْدَلا، أُثْفِیَّتانِ تَحْمِلانِ مِرْجَلا و قال آخر: كأَنَّ خُصْیَیْه،، إِذا ما جُبَّا دَجاجَتانِ تَلْقُطانِ حَبَّا و قال آخر: قَدْ حَلَفَتْ بالله لا أُحِبُّه، أَن طالَ خُصْیاه و قَصْر زُبُّه و قال آخر: مُتَوَرِّكُ الخُصْیَیْنِ رِخْوُ المَشْرَحِ و قال الحرث بن ظالم یهجو النعمان: أَ خُصْیَیْ حِمارٍ ظَلَّ یَكْدِمُ نَجمَةً، أَ تُؤْكَلُ جاراتی، و جارُك سالِمُ؟ و الخُصْیَة البَیْضة؛ قالت امرأَة من العرب: لَسْتُ أُبالی أَن أَكون مُحْمِقَهْ، إِذا رأَیْتُ خُصْیَةً مُعَلَّقَهْ و إِذا ثنَّیت قلت خُصْیان لم تُلْحِقْه التاء، و كذلك الأَلْیَةُ إِذا ثنَّیت قلتَ أَلْیانِ لم تُلْحِقْه التاءَ، و هما نادران. قال الفراء: كل مقرونین لا یفترقان فلك أَن تحذف منهما هاء التأْنیث؛ و منه قوله: تَرْتَجّ أَلیاهُ ارْتِجاجَ الوَطْب قال ابن بری: قد جاء خُصْیتان و أَلْیتان بالتاء فیهما؛ قال یزید بن الصَّعِق: و إِنَّ الفَحْل تُنْزَعُ خُصْیَتاهُ، فیُضْحی جافِراً قَرِحَ العِجانِ قال النابغة الجعدی: كذی داءٍ بإِحْدی خُصْیَتَیْه، و أُخْری ما تَوَجَّعُ مِنْ سَقامِ و أَنشد ابن الأَعرابی: قدْ نامَ عَنْها جابرٌ و دَفْطَسا، یَشْكُو عُروقَ خُصْیَتَیْهِ و النَّسا كأَنَّ ریحَ فَسْوِهِ، إِذا فَسا، یَخْرُجُ من فِیهِ، إِذا تَنَفَّسَا و قال أَبو المُهَوِّسِ الأَسدی‌قد كُنْتُ أَحْسِبُكُم أُسودَ خَفِیَّةٍ، فإِذا لَصافِ تَبِیضُ فیها الحُمَّرُ عَضَّتْ أُسَیِّدُ جَدْلَ أَیْرِ أَبِیهِمُ، یومَ النِّسارِ، و خُصْیَتَیْهِ العَنْبَرُ «1»
(1). قوله [عضت أسید إلخ] أنشده یاقوت فی المعجم هكذا: عضت تمیم جلد أیر أبیكم یوم الوقیط و عاونتها حضجر لسان العرب، ج‌14، ص: 231
و قال عنترة فی تثنیة الأَلْیة: مَتی ما تَلْقَنی، فَرْدَیْنِ، تَرجُفْ روانِفُ أَلْیَتَیْكَ و تُسْتطارا التهذیب: و الخُصْیَة تؤنث إِذا أُفْرِدَت فإِذا ثَنَّوا ذكَّروا، و من العرب من یقول الخُصْیَتَان. قال ابن شمیل: یقال إِنه لعظیم الخُصْیَتین و الخُصْیین، فإِذا أَفردوا قالوا خُصْیة. ابن سیدة: رجل خَصِیٌّ مخْصِیٌّ. و العرب تقول: خَصِیٌّ بَصِیٌّ إِتباعٌ؛ عن اللحیانی، و الجمع خِصْیَةٌ و خِصْیانٌ؛ قال سیبویه: شبهوه بالاسم نحو ظَلِیم و ظِلْمان، یعنی أَن فِعْلاناً إِنما یكون بالغالب جمعَ فَعِیلٍ اسْماً، و موضع القطع مَخْصیً. قال اللیث: الخِصاءُ أَن تُخْصَی الشاةُ و الدابةُ خِصاءً، ممدود، لأَنه عیب و العُیوب تَجِی‌ء علی فِعال مثل العِثارِ و النِّفارِ و العِضاضِ و ما أَشبهها. و‌فی بعض الأَخْبار: الصَّوْمُ خِصاءٌ، و بعضهم یرویه: وِجاءٌ، و المعنیان متقاربان. و‌روی عن عُتْبَةَ بن عْبدٍ السُّلَمِیِّ قال: كنت جالساً مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فجاءه أَعرابیّ فقال: یا رسول الله، نَسْمَعُك تَذْكُرُ فی الجنة شَجَرةً أَكْثَرُ شَوْكاً منها الطَّلْحُ، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِن الله یَجْعلُ مكانَ كلِّ شوكةِ مِثْلَ خُصْوَةِ التَّیْسِ المَلْبُودِ فیها سَبْعون لَوْناً من الطَّعام لا یُشْبِهُ الآخرَ «1»؛ قال شمر: لم نسمع فی واحدة الخُصَی إِلا خُصْیَة بالیاء لأَن أَصله من الیاء، و الطَّلْح المَوْز. و الخَصِی، مخفف: الذی یشتكی خُصاه. و الخَصِیّ من الشِّعْرِ: ما لم یُتَغَزَّلْ فیه. و العرب تقول: كان جواداً فَ خُصِیَ أَی غَنِیّاً فافْتَقَر، و كلاهما علی المَثَل؛ قال ابن بری فی ترجمة حَلَق فی قول الشاعر: خَصَیْتُك یا ابْنَ حَمْزَة بالقَوافِی، كما یُخْصَی، من الحَلَقِ، الحِمارُ قال الشیخ: الشعراء یجعلون الهِجاء و الغَلَبة خِصاءً كأَنه خرج من الفُحول؛ و منه قول جریر: خُصِیَ الفَرَزْدق، و الخِصَاءُ مَذَلَّةٌ، یَرْجُو مُخاطَرَة القُرُومِ البُزَّلُ

خضا؛ ج14، ص: 231

: الخَضا: تَفَتُّت الشی‌ءِ الرَّطْب؛ قال ابن درید: و لیس بِثَبتٍ، و ذكره ابن سیدة أَیضاً فی المعتل بالیاء و قال: قضینا علی همزتها یاءً لأَن اللام یاءً أَكثرُ منها واواً، و الله أَعلم.

خطا؛ ج14، ص: 231

: خَطَا خَطْواً و اخْتَطَی و اخْتاطَ، مقلوبٌ: مَشَی. و الخُطْوة، بالضم: ما بین القدمین، و الجمع خُطیً و خُطْوات و خُطُوات، قال سیبویه: و خُطَوات لم یقلبوا الواو لأَنهم لم یجمعوا فُعْلًا و لا فُعْلةً علی فُعُلٍ، و إِنما یدخل التثقیل فی فُعُلات، أَ لا تری أَن الواحدة خُطْوَةٌ؟ فهذا بمنزلة فُعْلة و لیس لها مذكر، و قیل: الخَطْوة و الخُطْوة لغتان، و الخَطْوة الفِعْل، و الخَطْوة بالفتح، المَرَّة الواحدة، و الجمع خَطَوات، بالتحریك، و خِطاءٌ مثل رَكْوة و رِكاءٍ؛ قال إمرؤ القیس: لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ، فَوادٍ خِطاءٌ و وادٍ مطَرْ قال ابن بری: أَی تَخْطُو مرةً فتَكفُّ عن العَدْوِ و تَعْدُو مرةً عَدْواً یُشْبه المَطَر، و روی أَبو عبیدة: فَوادٍ خَطِیطٌ. قال الأَصمعی: الأَرض الخَطِیطَة التی لم تُمْطَرْ بَیْن أَرْضَیْن مَمْطورَتَیْن، و روی غیره: كصَوْبِ الخَرِیف؛ یعنی أَن الخریف یقع بموضع و یُخْطِئُ آخر. و‌فی حدیث الجمعة: رأَی
(1). قوله [لا یشبه الآخر] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 232
رجلًا یَتَخَطَّی رِقاب الناس‌أَی یَخْطُو خَطْوة خَطْوة. و‌فی الحدیث: و كَثْرة الخُطَی إِلی المَسْجِد.و قوله عز و جل: وَ لٰا تَتَّبِعُوا خُطُوٰاتِ الشَّیْطٰانِ*؛ قیل: هی طُرُقه أَی لا تَسْلُكوا الطریق التی یدعوكم إِلیها؛ ابن السكیت: قال أَبو العباس فی قوله تعالی لٰا تَتَّبِعُوا خُطُوٰاتِ الشَّیْطٰانِ* أَی فی الشر، یُثَقَّل، قال: و اختاروا التثقیل لما فیه من الإِشباع و خفف بعضهم، قال: و إِنما تَرَك التثقیلَ من تَرَكه استثقالًا للضمة مع الواو یذهبون إِلی أَن الواو أَجْزتْهم من الضمة، و قال الفراء: العرب تجمع فُعْلة من الأَسماء علی فُعُلات مثل حُجْرة و حُجُرات، فرقاً بین الاسم و النعت، النَّعْتُ یُخَفَّف مثل حُلْوة و حُلْوات فلذلك صار التثقیل الاختیارَ، و ربما خفف الاسم، و ربما فُتِح ثانیه فقیل حُجَرات؛ و قال الزجاج: خُطُوات الشیطان طُرُقه و آثارُه؛ و قال الفراء: معناه لا تتَّبعوا أَثَره فإِنّ اتِّباعه معصیة إِنه لكم عدوّ مبین، و قال اللیث: معناه لا تَقْتَدُوا به، قال: و قرأَ بعضهم خُطُؤات الشیطان من الخَطیئةِ المَأْثم؛ قال الأَزهری: ما علمت أَحداً من قُرَّاءِ الأَمْصار قرأَه بالهمزة و لا معنی له. أَبو زید: یقال ناقتك هذه من المُتَخَطِّیات الجِیَفِ أَی هی ناقة قَوِیّة جَلْدَة تَمْضی و تُخَلِّف الَّتی قد سَقَطَت. و تَخَطَّی الناسَ و اخْتَطاهم: رَكِبَهم و جاوزَهم. و خَطَوْت و اخْتَطَیْتُ بمعنیً. و أَخْطَیْت غیری إِذا حَمَلْته علی أَن یَخْطُو، و تَخَطَّیْته إِذا تجاوزْته. یقال: تَخَطَّیت رقابَ الناسِ و تَخَطَّیْت إِلی كذا، و لا یقال تَخَطَّأْت بالهمز. و فلان لا یَتَخَطَّی الطُّنُبَ أَی لا یَبْعُد عن البیت للتَّغَوُّطِ جُبْناً و لُؤْماً و قَذَراً. و فی الدعاء إِذا دُعِیَ للإِنسان: خُطِّیَ عَنْك السُّوءُ أَی دُفِعَ. یقال: خُطِّیَ عنك أَی أُمیطَ. قال: و الخَطَوْطَی النَّزِقُ.

خظا؛ ج14، ص: 232

: الخاظی: الكثیرُ اللَّحمِ. خَظا لحمه یَخْظُو خُظُوّاً و خَظِیَ خَظاً: اكْتَنَز، و قیل: لا یقال خَظِیَ؛ قال عامر بن الطفیل السعدی: و أَهْلَكَنی لكم، فی كلِّ یَومٍ، تَعَوُّجُكُم علیَّ و أَسْتَقیمُ رقابٌ كالمَواجِن خَاظِیَاتٌ، و أَسْتاهٌ علی الأَكْوار كُومُ و الخَاظِی: المُكْتَنِزُ. و لحمُه خَظا بَظا: إِتباع، و أَصله فَعَلٌ؛ قال الأَغلب العجلی: خَاظِی البَضیع لحمُه خَظا بَظا لأَن أَصلها الواو. و خَظا بَظا: مُكْتَنِزٌ. الفراء: خَظَا بَظا و كَظا، بغیر همز، یعنی اكْتَنَز، و مثله یَخْظُو و یَبْظُو و یَكْظُو. أَبو الهیثم: یقال فرس خَظٍ بَظٍ، ثم یقال خَظاً بَظاً. و یقال: خَظِیَة بَظِیَة، ثم یقال خَظاةٌ بَظاة قُلِبَت الیاء أَلفاً ساكنة علی لغة طیِّ‌ء. و‌فی حدیث سَجاح امرأَةِ مُسَیْلمة: خَاظِی البَضِیع، هو من ذلك، و البَضِیعُ اللحمُ؛ و أَنشد ابن بری لِدَخْتَنُوسَ ابْنَةِ لَقِیط: یَعْدُو به خَاظِی البَضِیعِ، كأَنه سِمْعٌ أَزَلْ قال: و لم یذكر القزاز إِلَّا خَظِیَ. قال: و قال ابن فارس خَظِیَ و خَظَی، بالفتح أَكثر، و أَما قولهم حَظِیَت المرأَة و بَظِیَتْ من الحُظْوَة فهو بالحاء، قال: و لم أَسمع فیه الخاء. و الخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ من كل شی‌ء؛ و أَما قول إمرئ القیس:
لسان العرب، ج‌14، ص: 233
لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كما، أَكَبَّ علی ساعِدَیْه النَّمِرْ فإِن الكسائی قال: أَراد خَظَتا فلما حرَّك التاء ردَّ الأَلف التی هی بدل من لام الفعل، لأَنها إِنما كانت حذفت لسكونها و سكون التاء، فلما حرَّك التاء رَدَّها فقال خَظاتا، قال: و یلزمه علی هذا أَن یقول فی قَضَتا و غَزَتا قَضاتا و غَزاتا، إِلا أَن له أَن یقول إِن الشاعر لما اضطرَّ أَجری الحركة العارضة مُجری الحركة اللازمة فی نحو قولا و بیعا و خافا؛ و ذهب الفراء إِلی أَنه أَراد خَظاتان فحذف النون استخفافاً كما قال أَبو دواد الإِیادی: و مَتْنان خَظاتانِ، كزُحْلُوفٍ من الهَضْبِ الزُّحْلُوفُ: المكان الزَّلِقُ فی الرمل و الصفا، و هی آثار تَزَلُّجِ الصبیان، یقال لها الزَّحالِیفُ، شَبَّهَ مسَّها فی سِمَنِها بالصَّفاة المَلْساء، أَراد خَظِیتانِ؛ و أَنشد: أَمْسَیْنا أَمْسَیْنا و لم تَنامِ العَیْنا «2». فلما حرَّك المیمَ لاستقبالها اللامَ ردَّ الأَلف؛ و أَنشد: مَهْلًا فداء لَكَ یا فَضالَهْ، أَجِرَّهُ الرُّمْحَ و لا تُهالَهْ أَی و لا تُهَلْه؛ و قال آخر: حتی تَحاجَزْنَ عن الذُّوَّادِ، تَحاجُزَ الرِّیِّ و لم تَكادِ أَراد: و لم تكَد، فلما حرَّكت القافیةُ الدالَ ردَّ الأَلف؛ قال ابن سیدة و كما قال الآخر: یا حَبَّذَا عَیْنا سُلَیمْی و الفَمَا قال: أَراد الفَمانِ یعنی الفَمَ و الأَنفَ فثناهما بلفظ الفم للمجاورة. و قال بعض النحویین: مذهب الكسائی فی خَظاتا أَقیس عندی من قول الفراء لأَن حذف نون التثنیة شی‌ء غیر معروف، و الجمع خَظَوات؛ و قال ابن الأَنباری: العرب تصل الفتحة بأَلف ساكنة، فقوله: لها مَتْنَتان خَظَاتا أَراد خَظَتا من خَظَا یَخْظُو؛ و أَنشد: قلتُ و قد خَرَّتْ علی الكَلْكالِ أَراد علی الكَلْكلِ، قال: و أَصل الكسر بالیاء و الضم بالواو و احتج لذلك كله. الأَزهری: قال النحویون أَراد خَظَتا فمدَّ الفتحة بأَلف كقوله «3».یَنْباعُ من ذِفْرَی غَضُوب أَراد یَنْبَع. و قال: فَمَا اسْتَكٰانُوا لِرَبِّهِمْ؛ أَی فما اسْتَكَنوا. و قال بعض النحویین: كفَّ نونَ خَظاتان كما قالوا اللَّذا یریدون اللذان؛ و قال الأَخطل: أَ بَنی كُلَیْبٍ، إِنَّ عَمَّیَّ اللَّذَا قَتَلا المُلوكَ، و فَكَّكا الأَغْلالا و رجل خَظَوانٌ: كثیر اللحم. و قَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غلیظٌ؛ حكاه أَبو حنیفة: و قال الشاعر: بأَیدِیهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ، و كلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِی الكُعوبِ الخاظی: الغلیظُ الصُّلبُ؛ و قال الهذلی یصف العَیْر: خَاظٍ، كعِرْقِ السِّدْرِ، یَسْبِقُ غارَةَ الخُوصِ النَّجائبْ و الخَظَوانُ، بالتحریك: الذی رَكِبَ لحمُه بعضُه بعضاً. و رجلٌ أَبَیَانٌ: من الإِباء، و قَطَوانٌ: یَقْطُو فی مِشْیَتِه. و یومٌ صَخَدَانٌ: شدید الحَرِّ. ابن السكیت: یقال رجل خِنْظیانٌ إِذا كان فاحِشاً.
(2). قوله [أمسینا إلخ] هكذا فی الأصول (3). أی عنترة، و البیت من معلقته
لسان العرب، ج‌14، ص: 234
و خَنْظَی به إِذا نَدَّدَ به و أَسْمَعه المكروه. ابن الأَعرابی: الخِنْظِیانُ الكثیر الشرّ و هو یُخَنْظِی و یُعَنْظی، ذكر هذه اللفظة الأَزهری فی الرباعی.

خفا؛ ج14، ص: 234

: خفا البَرْقُ خَفْواً و خُفُوّاً: لَمعَ. و خَفَا الشی‌ءُ خَفْواً: ظَهَر. و خَفَی الشی‌ءَ خَفْیاً و خُفِیّاً: أَظهره و استخرجه. یقال: خَفَی المطرُ الفِئَارَ إِذا أَخرَجهُنَّ من أَنْفاقِهِنّ أَی من جِحَرَتِهِنَّ؛ قال إمرؤ القیس یصف فرساً: خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنَّما خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِ قال ابن بری: و الذی وقع فی شعر إمرئ القیس من عَشِیّ مُجَلِّبِ؛ و قال إمرؤ القیس بن عابس الكِنْدی أَنشده اللحیانی: فإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لا نَخْفِه، و إِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُد قوله لا نَخْفِه أَی لا نُظْهِرْه. و قرئ قوله تعالی: إِنَّ الساعةَ آتِیةٌ أَكادُ أَخْفِیها، أَی أُظْهِرُها؛ حكاه اللحیانی عن الكسائی عن محمد بن سهل عن سعید بن جبیر. و خَفَیْتُ الشی‌ءَ أَخْفِیه: كتَمْتُه. و خَفَیْتُه أَیضاً: أَظْهَرْتُه، و هو من الأَضداد. و أَخْفَیْتُ الشی‌ءَ: سَتَرْتُه و كتَمْتُه. و شی‌ءٌ خَفِیٌّ: خافٍ، و یجمع علی خَفایا. و خَفِیَ علیه الأَمرُ یَخْفَی خَفاءً، ممدود. اللیث: أَخْفَیْتُ الصوتَ و أَنا أُخْفِیه إِخْفَاءً و فعله اللازمُ اخْتَفَی. قال الأَزهری: الأَكثر اسْتَخْفَی لا اخْتَفَی، و اخْتَفَی لغةٌ لیست بالعالیة، و قال فی موضع آخر: أَمّا اخْتَفَی بمعنی خَفِیَ فلغةٌ و لیست بالعالیة و لا بالمُنْكَرة. و الخَفِیَّةُ: الرَّكِیَّة التی حُفِرت ثم تُرِكتْ حتی انْدَفَنَتْ ثم انْتُثِلَت و احتُفِرَتْ و نُقِّیَتْ، سمیت بذلك لأَنها استُخرجت و أُظْهِرَتْ. و اخْتَفَی الشی‌ءَ: كخَفاه، افْتَعَل منه؛ قال: فاعْصَوْصَبُوا ثم جَسُّوهُ بأَعْیُنِهِمْ، ثم اخْتَفَوْهُ، و قَرْنُ الشَّمسِ قد زالا و اخْتَفَیْت الشی‌ءَ: استَخْرَجته. و المُخْتَفِی: النَّبَّاشُ لاسْتِخراجه أَكفانَ الموتی، مَدَنِیَّةٌ. قال ثعلب: و‌فی الحدیث لیس علی المُخْتَفی قَطْعٌ.و‌فی حدیث علیّ بن رَباح: السُّنَّة أَنْ تُقْطَع الیدُ المُسْتَخْفِیة و لا تُقْطَعَ الیدُ المُسْتَعْلِیة؛ یرید بالمُسْتَخْفِیة یَدَ السارق و النَّبَّاشِ، و بالمُسْتَعْلِیة یَدَ الغاصب و الناهب و مَن فی معناهما. و‌فی الحدیث: لَعَنَ المُخْتَفِیَ و المُخْتَفِیَة؛ المُخْتَفِی: النَّبَّاشُ، و هو من الاختفاء و الاستتار لأَنه یَسْرُق فی خُفْیة. و‌فی الحدیث: مَن اخْتَفَی مَیِّتاً فكأَنَّما قتَلَه.و خَفِیَ الشی‌ءُ خَفَاءً، فهو خافٍ و خَفِیٌّ: لم یَظْهَرْ. و خَفاه هو و أَخْفاهُ: سَتَرَه و كتَمَه. و فی التنزیل: إِنْ تُبْدُوا مٰا فِی أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ. و فی التنزیل: إِنَّ السّٰاعَةَ آتِیَةٌ أَكٰادُ أُخْفِیهٰا؛ أَی أَسْتُرها و أُوارِیها؛ قال اللحیانی: و هی قراءة العامة. و فی حَرْف أُبَیٍّ: أَكادُ أُخْفِیها من نفسی؛ و قال ابن جنی: أُخْفِیهٰا یكون أُزیلُ خَفاءها أَی غِطاءَها، كما تقول أَشكیته إِذا زُلْتَ له عَمَّا یَشْكوه؛ قال الأَخفش: و قرئت أَكاد أَخْفِیها أَی أُظْهرها لأَنك تقول خَفَیْتُ السرَّ أَی أَظْهرته. و‌فی الحدیث: ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا بَقْلًا‌أَی تُظهروه، و یروی بالجیم و الحاء؛ و قال الفراء: أَكٰادُ أُخْفِیهٰا، فی التفسیر، من نفسی فكیف أُطْلِعُكُم علیها. و الخَفاءُ، ممدود: ما خَفِیَ علیك. و الخَفا، مقصور: هو الشی‌ء الخافی؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 235
و عالِمِ السّر و عالِمِ الخَفا، لقد مَدَدْنا أَیْدِیاً بَعْدَ الرّجا و قال أُمیة: تُسَبِّحهُ الطَّیْرُ الكَوامِنُ فی الخَفا، و إِذْ هی فی جوّ السماءِ تَصَعَّدُ قال ابن بری: قال أَبو علی القالی خَفَیْت أَظْهَرْتُ لا غیر، و أَما أَخْفَیْت فیكون للأَمرین و غَلَّطَ الأَصمعی و أَبا عبید القاسمَ بنَ سلام. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَخْفِی صَوتَه بآمین؛ رواه بعضهم بفتح الیاء من خَفَی یَخْفِی إِذا أَظْهَر كقوله تعالی: إِن الساعة آتیة أَكاد أَخْفِیها، علی إِحدی القراءتین. و الخَفاء و الخَافِی و الخَافِیَة: الشی‌ءُ الخَفِیُّ. قال اللیث: الخُفْیة [الخِفْیة من قولك أَخْفَیْت الشی‌ءَ أَی سَتَرْته، و لقیته خَفِیّاً أَی سِرّاً. و الخَافِیَة: نقیض العلانیة. و فَعَلَه خَفِیّاً و خِفْیة، بكسر الخاء، و خِفْوة علی المُعاقَبة. و فی التنزیل: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً؛ أَی خاضعین مُتَعَبِّدِین، و قیل أَی اعْتَقِدوا عبادَته فی أَنفسكم لأَن الدعاء معناه العبادة؛ هذا قول الزجاج؛ و قال ثعلب: هو أَن تذكره فی نفسك؛ و قال اللحیانی: خُفْیة فی خَفْضٍ و سكون، و تضَرُّعاً تَمَسْكُناً. و حكی أَیضاً: خَفِیتُ له خِفْیة و خُفْیة أَی اخْتَفَیْت؛ و أَنشد ثعلب: حَفِظْتُ إِزاری، مُذْ نَشَأْتُ، و لم أَضَعْ إِزاری إِلی مُسْتَخْدَماتِ الوَلائِدِ و أَبْناؤُهُنَّ المُسْلمون، إِذا بَدا لك المَوْتُ و ارْبَدَّتْ وجوهُ الأَساوِدِ و هُنَّ الأُلی یَأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً و هَمْساً، و یُوطِئْنَ، السُّری، كُلَّ خابِطِ أَی حفِظْت فَرْجی و هو موضع الإِزار أَی لم أَجعل نفسی إِلی الإِماء، و قوله: یأْكُلْن زادَك خِفْوَة، یقول: یَسْرِقْنَ زادك فإِذا رأَینَك تَموت تركْنَك، و قوله: و یُوطِئْن السُّری كلَّ خابِطِ، یرید كل من یأْتِیهن باللیل یُمَكِّنَّهُ من أَنفُسِهن. و اسْتَخْفَی منه: اسْتَتَر و تواری. و فی التنزیل: یَسْتَخْفُونَ مِنَ النّٰاسِ وَ لٰا یَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّٰهِ؛ و كذلك اخْتَفَی، و لا تَقُل اخْتَفَیْت. و قال ابن بری: الفراء حكی أَنه قد جاء اخْتَفَیْت بمعنی اسْتَخَفْیت؛ و أَنشد: أَصْبَحَ الثعلبُ یَسْمُو لِلعُلا، و اخْتَفَی من شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَدْ فهو علی هذا مُطاوِع أَخْفَیْته فاخْتَفَی كما تقول أَحْرَقْته فاحْتَرَق، و قال الأَخفش فی قوله تعالی: وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سٰارِبٌ بِالنَّهٰارِ، قال: المُسْتَخْفِی الظاهر، و السَّارِبُ المُتَواری؛ و قال الفراء: مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ أَی مُسْتَتر وَ سٰارِبٌ بِالنَّهٰارِ ظاهر كأَنه قال الظاهر و الخَفِیُّ عنده جل و عز واحد. قال أَبو منصور: قول الأَخفش المُسْتَخْفِی الظاهر خطأ و المُسْتَخْفِی بمعنی المُسْتتر كما قال الفراء، و أَما الاخْتِفاء فله معنیان: أَحدهما بمعنی خَفِیَ، و الآخر بمعنی الاسْتِخْراج؛ و منه قیل للنَّبَّاش المُخْتَفی، و جاءَ خَفَیْت بمعنیین و كذلك أَخْفَیْت، و كلام العرب العالی أَن تقول خَفَیْت الشی‌ءَ أَخْفِیه أَی أَظهرته. و اسْتَخْفَیت من فلان أَی تَوارَیْت و اسْتَترت و لا یكون بمعنی الظهور. و اخْتَفَی دمَهُ: قَتَلَه من غیر أَن یُعْلَم به، و هو من ذلك؛ و منه قول الغَنَوِیّ لأَبی العالیة: إِن بَنی عامِرٍ أَرادوا أَن یَخْتَفُوا دَمی. و النون الخَفِیَّة: الساكنة و یقال لها الخَفِیفة أَیضاً. و الخِفاء: رِداءٌ تَلْبَسُه العَرُوس علی ثَوْبها فَتُخْفِیه به. و كلُّ ما سَتَر شیئاً فهو له خِفاءٌ. و أَخْفِیَة النَّوْرِ:
لسان العرب، ج‌14، ص: 236
أَكِمَّتُه. و أَخْفِیَة الكَرَی: الأَعینُ؛ قال: لَقَدْ عَلِمَ الأَیْقاظُ أَخْفِیةَ الكَرَی تَزَجُّجَها من حالِكٍ، و اكْتِحالَها و الأَخْفِیة: الأَكْسِیَة، و الواحد خِفَاءٌ لأَنها تُلْقی علی السِّقاءِ؛ قال الكمیت یذم قوماً و أَنهم لا یَبْرَحون بیوتَهم و لا یحضرون الحرب: فَفِی تلكَ أَحْلاسُ البُیوتِ لَواصِفٌ، و أَخْفِیَةٌ ما هُمْ تُجَرُّ و تُسْحَبُ و‌فی حدیث أَبی ذر: سَقَطْتُ كأَنی خِفاءٌ؛ الخِفَاء: الكِساء. و كلُّ شی‌ءٍ غطَّیْت به شیئاً فهو خِفاءٌ. و‌فی الحدیث: إِنَّ الله یحب العَبْدَ التَّقِیَّ الغَنِیَّ الخَفِیَّ؛ هو المعتَزِل عن الناس الذی یَخْفَی علیهم مكانُه. و‌فی حدیث الهجرة: أَخْفِ عنَّا‌أَی اسْتُر الخَبَر لمن سأَلك عنَّا. و‌فی الحدیث: خیرُ الذّكْرِ الخَفِیُّ‌أَی ما أَخْفاه الذاكره و سَتَره عن الناس؛ قال الحربی: الذی عندی أَنه الشهرة و انتشار خبر الرجل لأَن سعد بن أبی وقاص أَجاب ابنَه عُمَر علی ما أَراده علیه من الظهور و طلب الخلافة بهذا الحدیث. و الخَافِی: الجِنُّ، و قیل الإِنْس؛ قال أَعْشی باهِلَة: یَمْشی بِبَیْداءَ لا یَمْشی بها أَحَدٌ، و لا یُحَسُّ من الخَافِی بها أَثَرُ و حكی اللحیانی: أَصابها ریح من الخَافِی أَی من الجِنِّ. و قال ابن مُناذِرٍ: الخَافِیة ما یَخْفی فی البَدَن من الجِنِّ. یقال: به خَفِیَّة أَی لَمَم و مَسٌّ. و الخَافِیَة و الخَافِیاءُ: كالخافی، و الجمع من كلّ ذلك خَوافٍ. حكی اللحیانی عن العرب أَیضاً: أَصابه ریح من الخَوَافِی؛ قال: هو جمع الخَافِی یعنی الذی هو الجِنُّ، و عندی أَنهم إِذا عَنَوْا بالخَافِی الجِنَّ فهو من الاستتار، و إِذا عَنَوا به الإِنسَ فهو من الظهور و الانتشار. و أَرضٌ خافیةٌ: بها جِنٌّ؛ قال المَرَّار الفقعسی: إِلیك عَسَفْتُ خَافِیَةً و إِنْساً و غِیطاناً، بِها للرَّكْبِ غُولُ و‌فی الحدیث: إِن الحَزَاةَ یَشْرَبُها أَكایِس النّساء للخَافِیة و الإِقْلاتِ؛ الخَافِیة: الجِنُّ سُمُّوا بذلك لاسْتِتارهم عن الأَبصار. و‌فی الحدیث: لا تُحْدِثُوا فی القَرَعِ فإِنه مُصَلَّی الخَافِین؛ و القَرَعُ، بالتحریك: قِطعٌ من الأَرض بَیْنَ الكَلإِ لا نَباتَ بها. و الخَوَافِی: رِیشَات إِذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَیْه خَفِیت؛ و قال اللحیانی: هی الرِّیشَات الأَربع اللواتی بعدَ المَناكِب، و القولان مُقْتربان؛ و قال ابن جَبَلة: الخَوَافِی سبعُ رِیشات یَكُنَّ فی الجَناحِ بعد السبْع المُقَدَّمات، هكذا وقع فی الحكایة عنه، و إِنما حكی الناس أَربعٌ قَوادِمُ و أَربعٌ خَوافٍ، واحدتها خَافِیة. و قال الأَصمعی: الخَوَافِی ما دون الریشات العشر من مُقَدَّمِ الجَناح. و‌فی الحدیث: إِن مَدینةَ قَومِ لُوطٍ حَمَلَها جِبْریل، علیه السلام، علی خَوافِی جَناحِه؛ قال: هی الریش الصغار التی فی جَناحِ الطائر ضِدُّ القَوادِم، واحدَتُها خَافِیَة. و‌فی حدیث أَبی سفیان: و معی خَنْجَرٌ مثلُ خَافِیَة النَّسْرِ؛ یرید أَنه صغیر. و الخَوَافِی: السَّعَفات اللَّواتی یَلِینَ القِلَبةَ، نَجْدیةٌ، و هی فی لغة أَهل الحجاز العَوَاهِنُ. و قال اللحیانی: هی السَّعَفات اللَّواتِی دُون القِلَبة، و الواحدة كالواحدة، و كلّ ذلك من الستر. و الخَفِیّة: غَیْضة مُلْتَفّة یتّخِذُها الأَسدَ عَرِینَهُ و هی خَفِیّته؛ و أَنشد: أُسود شَریً لاقَتْ أُسُودَ خَفِیَّةٍ، تَسَاقَیْنَ سُمّاً كُلُّهُنّ خَوادِرُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 237
و فی المحكم: هی غیضة مُلْتَفَّة یتخذ فیها الأَسد عِرِّیساً فیستتر هنالك، و قیل: خَفِیَّةُ و شَریً اسمان لموضِعین عَلَمان؛ قال: و نحنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِیَّةٍ فما شَرِبُوا، بَعْداً عَلَی لَذَّةٍ، خَمْرَا و قولهم: أُسُودُ خَفِیَّةٍ كما تقول أُسُود حَلْیَةٍ، و هما مَأْسَدَتان؛ قال ابن بری: السماع أُسُود خَفِیَّةٍ و الصواب خفِیَّةَ، غیرَ مصروف، و إِنما یصرف فی الشعر كقول الأَشهب بن رُمیلة: أُسُودُ شَریً لاقَتْ أُسُودَ خَفِیَّةٍ، تَسَاقَوْا، علی لَوحٍ، دِماءَ الأَساوِدِ و الخَفِیَّةُ بئرٌ كانت عادِیَّةً فانْدَفَنَتْ ثم حُفِرَتْ، و الجمع الخَفَایا و الخَفِیَّات. و الخَفِیَّة: البئرُ القَعِیرَةُ لِخَفاءِ مَائِها. و خَفَا البَرْقُ یَخْفُو خَفْواً و خَفَا البَرْقُ و خَفِیَ خَفْیاً فیهما؛ الأَخیرة عن كراع: بَرَق بَرْقاً خَفِیّاً ضَعِیفاً مُعْتَرِضاً فی نَواحی الغیم، فإِن لَمَع قَلِیلًا ثم سَكَن و لیس له اعتراض فهو الوَمِیضُ، و إِن شَقَّ الغَیْم و اسْتَطال فی الجَوِّ إِلی السماءِ من غیر أَن یأْخُذَ یَمیناً و لا شمالًا فهو العَقِیقَة؛ قال ابن الأَعرابی: الوَمیضُ أَن یُومِضَ البَرْق إِیماضَة خَفِیفَة ثم یَخْفی ثم یُومِض، و لیس فی هذا یأْس من المطر. قال أَبو عبید: الخَفْوُ اعْتِراض البَرْق فی نَواحِی السماء. و‌فی الحدیث: أَنه سأَلَ عن البَرْق فَقال أَ خَفْواً أَم ومِیضاً.و خَفا البَرْقُ إِذا بَرَق بَرْقاً ضعیفاً. و رجل خَفِیُّ البَطْنِ: ضَامره خَفیفُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَقامَ، فأَدْنَی مِن وِسادی وِسادَهُ، خَفِیَ البَطْنِ ممْشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ و قولهم: بَرِحَ الخَفَاءُ أَی وضَحَ الأَمرُ و ذلك إِذا ظهر. و صار فی بَراحٍ أَی فی أَمر منكشف، و قیل: بَرِحَ الخَفَاءُ أَی زال الخَفاء، قال: و الأَول أَجود. قال بعضهم: الخَفاءُ المُتَطَأْطِی‌ءُ من الأَرض الخَفِیُّ، و البَراحُ المرتفع الظاهرُ، یقول صار ذلك المُتَطَأْطِئُ مرتفعاً. و قال بعضهم: الخَفَاءُ هنا السِّرّ فیقول ظهَر السِّرّ، لأَنا قد قدمنا أَن البَراحَ الظاهرُ المُرْتَفِع؛ قال یعقوب: و قال بعض العرب إِذا حَسُن من المرأَة خَفِیَّاها حَسُنْ سائرُها؛ یعنی صَوْتَها و أَثَرَ وطْئِها الأَرضَ، لأَنها إِذا كانت رخیمةَ الصوت دلَّ ذلك علی خَفَرِها، و إِذا كانت مُقارِبة الخُطی و تَمَكَّنَ أَثرُ وطْئِها فی الأَرض دلَّ ذلك علی أَنّ لها أَرْدافاً و أَوْراكاً. اللیث: و الخِفاءُ رِداءٌ تَلْبَسه المرأَة فوق ثیابها. و كلُّ شی‌ء غطَّیْته بشی‌ء من كساء أَو نحوه فهو خِفاؤُه، و الجمع الأَخْفِیَة؛ و منه قول ذی الرمة: علیه زادٌ و أَهْدامٌ و أَخْفِیَة، قد كاد یَجْتَرُّها عن ظَهْرِه الحَقَب

خلا؛ ج14، ص: 237

: خَلا المكانُ و الشی‌ءُ یَخْلُو خُلُوّاً و خَلاءً و أَخْلَی إِذا لم یكن فیه أَحد و لا شی‌ء فیه، و هو خالٍ. و الخَلاءُ من الأَرض: قَرارٌ خالٍ. و اسْتَخْلَی: كخَلا من باب علا قِرْنَه و اسْتَعْلاه. و من قوله تعالی: وَ إِذٰا رَأَوْا آیَةً یَسْتَسْخِرُونَ؛ من تذكرة أَبی علی. و مكان خَلاء: لا أَحد به و لا شی‌ء فیه. و أَخْلَی المكان: جعله خالیاً. و أَخْلاه: وجده كذلك. و أَخْلَیْت أَی خَلَوْت، و أَخْلَیْتُ غیرِی، یَتعدَّی و لا یتعدَّی؛ قال عُتَیّ بن مالك العُقَیْلی: أَتیتُ مع الحُدَّاثِ لَیْلَی فَلَمْ أُبِنْ، فأَخْلَیْتُ، فاسْتَعْجَمْت عندَ خَلائی «4».
(4). قوله [عند خلائی] هكذا فی الأَصل و الصحاح، و فی المحكم: عند خلائیا
لسان العرب، ج‌14، ص: 238
قال ابن بری: قال أَبو القاسم الزجاجی فی أَمالیه أَخْلَیْتُ وجدْتُها خالیة مثل أَجْبَنْته وجدْته جَباناً، فعلی هذا القول یكون مفعول أَخْلَیْتُ محذوفاً أَی أَخْلَیْتها. و‌فی حدیث أُمّ حَبیبةَ: قالت له لستُ لك بمُخْلِیَةٍ‌أَی لم أَجِدْكَ خالِیاً من الزَّوْجات غیری، قال: و لیس من قولهم امرأَة مُخْلِیة إِذا خَلَتْ من الزَّوْج. و خَلا الرجلُ و أَخْلَی: وقع فی موضع خالٍ لا یُزاحَمُ فیه. و فی المثل: الذئبُ مُخْلِیاً أَشدُّ. و الخَلاءُ، ممدود: البَرازُ من الأَرض. و أَلْفَیتُ فلاناً بخَلاءٍ من الأَرض أَی بأَرض خالیةٍ. و خَلَت الدار خَلاءً إِذا لم یَبْقَ فیها أَحَدٌ، و أَخْلاها الله إِخْلاءً. و خَلا لك الشی‌ءُ و أَخْلَی: بمعنی فرغ؛ قال مَعْن بن أَوْس المُزَنی: أَ عاذِلَ، هل یأْتی القبائِلَ حَظُّها مِنَ المَوْتِ أَم أَخْلی لنا الموتُ وحْدَنا؟ و وجدْت الدار مُخْلِیَةً أَی خالِیَة، و قد خَلَت الدارُ و أَخْلَتْ. و وَجَدت فلانةَ مُخْلِیَة أَی خالِیَة. و‌فی الحدیث عن ابن مسعود قال: إِذا أَدْرَكْتَ منَ الجُمُعَة رَكْعَةً فإِذا سَلَّم الإِمام فأَخْلِ وَجْهَك و ضُمَّ إِلیها ركْعة، و إِن لم تُدْرِك الرُّكوعَ فَصَلِّ أَرْبعاً؛ قال شمر: قوله ف أَخْلِ وجْهَكَ معناه فیما بَلَغَنا اسْتَتِرْ بإِنسانٍ أَو شَی‌ءْ و صَلِّ رَكْعة أُخْری، و یُحْمَل الاسْتِتار علی أَن لا یراهُ الناسُ مُصَلِّیاً ما فاتَه فَیَعْرِفوا تقصیرَه فی الصلاةِ، أَو لأَنَّ الناس إِذا فَرَغوا من الصلاةِ انْتَشروا راجِعِین فأَمَرَه أَن یَسْتَتِرَ بشی‌ء لئلا یَمُرّوا بین یدیه. قال: و یقال أَخْلِ أَمْرَكَ و اخْلُ بأَمْرِك أَی تَفَرَّدْ به و تَفَرَّغ له. و تَخَلَّیت: تَفَرَّغت. و خَلا علی بعضِ الطعامِ إِذا اقْتَصَر علیه. و أَخْلَیْتُ عنِ الطعامِ أَی خَلَوْت عنه. و قال اللحیانی: تمیم تقول خَلا فُلان علی اللَّبَنِ و علی اللَّحْمِ إِذا لم یأْكُلْ معه شیئاً و لا خَلَطَه به، قال: و كِنانَةُ و قیسٌ یقولون أَخْلی فلان علی اللَّبَنِ و اللَّحْمِ؛ قال الراعی: رَعَتْه أَشهراً و خَلا عَلَیْها، فطارَ النَّیُّ فیها و اسْتَغارا ابن الأَعرابی: اخْلَوْلی إِذا دام علی أَكلِ اللَّبنِ، و اطْلَوْلی حَسُن كلامهُ، و اكْلَوْلی «1». إِذا انْهَزَم. و‌فی الحدیث: لا یَخْلو علیهما أَحدٌ بغیر مكةَ إِلَّا لم یُوافِقاهُ، یعنی الماءَ و اللحْم أَی ینفرِدُ بهما. یقال: خَلا و أَخْلَی، و قیل: یَخْلُو یعتمد، و أَخْلَی إِذا انْفَرَدَ؛ و منه‌الحدیث: ف اسْتَخْلاهُ البُكاءُ‌أَی انْفَرَدَ به؛ و منه قولهم: أَخْلَی فلانٌ علی شُرْب اللَّبنِ إِذا لم یأْكلْ غیرَه، قال أَبو موسی: قال أَبو عمرو هو بالخاء المعجمة و بالحاء لا شی‌ء. و اسْتَخْلاهُ مَجْلِسَه أَی سَأَله أَن یُخْلِیَه له. و‌فی حدیث ابن عباس: كانَ أُناسٌ یَستَحْیُون أَن یَتخَلَّوْا فیُفْضُوا إِلی السماءِ؛ یَتَخَلَّوْا: من الخَلاء و هو قضاءُ الحاجة، یعنی یَستَحْیُون أَن ینكشفوا عند قضائها تحت السماء. و الخَلاء، ممدود: المُتَوَضَّأ لِخُلُوِّه. و اسْتَخْلَی المَلِكَ فأَخْلاه و خَلا به، و خَلا الرجلُ بصاحِبه و إِلَیْه و مَعَه؛ عن أَبی إِسحاق، خُلُوّاً و خَلاءً و خَلْوةً، الأَخیرة عن اللحیانی: اجتمع معه فی خَلْوة. قال الله تعالی: وَ إِذٰا خَلَوْا إِلیٰ شَیٰاطِینِهِمْ؛ و یقال: إِلی بمعْنی مَعْ كما قال تعالی: مَنْ أَنْصٰارِی إِلَی اللّٰهِ*. و أَخْلَی مَجْلِسَه، و قیل: الخَلاءُ و الخلُوُّ المصْدر، و الخَلْوَة الاسم. و أَخْلَی به؛ كخَلا؛ هذه عن اللحیانی، قال: و یصلح أَن یكون خَلَوْت به أَی
(1). قوله [و اكلولی] هكذا فی الأصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌14، ص: 239
سَخِرْتُ منه. و خَلا بهِ: سَخِرَ منه. قال الأَزهری: و هذا حرف غریب لا أَعْرِفه لغیره، و أَظنه حفِظَه. و فلان یَخْلُو بفلانٍ إِذا خادَعَه. و قال بعضهم: أَخْلَیْت بفلان أُخْلِی بهِ إِخْلاءً المعنی خَلَوْت به. و یقول الرجل للرجل: اخْلُ مَعی حتی أُكَلِّمَك أَی كُنْ مَعِی خالیاً. و قد اسْتَخْلَیْتُ فلاناً: قلت له أَخْلِنی؛ قال الجعدی: و ذَلِكَ مِنْ وَقَعاتِ المَنُون، فأَخْلِی إِلَیْكِ و لا تَعْجَبِی أَی أَخْلِی بأَمْرِك من خَلَوْت. و خَلا الرجلُ یَخْلو خَلْوةً. و‌فی حدیث الرؤیا: أَ لَیْسَ كُلُّكُم یَری القَمَر مُخْلِیاً به؟یقال: خَلَوتُ به و معه و إِلیه و أَخْلَیْت به إِذا انفردت به، أَی كُلُّكم یراه منفرداً لنفسه، كقوله: لا تُضارُون فی رُؤْیَته. و‌فی حدیث بَهْزِ بن حَكِیم: إِنَّهُمْ لَیَزْعُمُونَ أَنك تَنْهی عن الغَیِّ و تَسْتَخْلِی به‌أَی تَسْتَقِلّ به و تَنْفَرد. و حكی عن بعض العرب: تَرَكْتُه مُخْلِیاً بفلان أَی خالیاً به. و اسْتَخْلَی به: كَخَلا، عنه أَیضاً، و خَلَّی بینهما و أَخْلاه معه. و كُنَّا خِلْوَیْن أَی خالِیَیْن. و فی المَثَل: خَلاؤُك أَقْنی لِحَیائِك أَی منزِلُك إِذا خَلَوْت فیه أَلْزَم لِحَیائِك، و أَنت خَلِیٌّ من هذا الأَمر أَی خالٍ فارِغٌ من الهمّ، و هو خِلافُ الشَّجِیِّ. و فی المثل: وَیْلٌ للشَّجِیِّ من الخَلِیِّ؛ الخَلِیُّ الذی لَا همَّ لهُ الفارِغ، و الجمع خَلیُّون و أَخْلِیاء. و الخِلْوُ: كالخَلِیِّ، و الأُنثی خِلْوَةٌ و خِلْوٌ؛ أَنشد سیبویه: و قائِلَةٍ: خَوْلانُ فانْكِحْ فتاتَهُمْ و أُكْرُومَةُ الحَیّیْنِ خِلْوٌ كما هِیا و الجمع أَخْلاءٌ. قال اللحیانی: الوجه فی خِلْوٍ أَن لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث و قد ثنی بعضهم و جمع و أَنث، قال: و لیس بالوجه. و‌فی حدیث أَنس: أَنت خِلْوٌ من مُصِیبَتی؛ الخِلْوُ، بالكسر: الفارِغُ البال من الهموم، و الخِلْو أَیضاً المُنْفَرِدُ؛ و منه‌الحدیث: إِذا كنْتَ إِماماً أَوْ خِلْواً.و حكی اللحیانی أَیضاً: أَنت خَلاءٌ من هذا الأَمرِ كَخَلِیّ، فمن قال خِلیٌّ ثنَّی و جمع و أَنث، و من قال خَلاءٌ لم یثن و لا جمع و لا أَنث. و تقول: أَنا منك خَلاءٌ أَی بَراءٌ، إِذا جعلته مصدراً لم تثن و لم تجمع، و إِذا جعلته اسماً علی فعیل ثنیت و جمعت و أَنثت و قلت أَنا خَلِیٌّ منك أَی بَرِی‌ءٌ منك. و یقال: هو خِلْوٌ من هذا الأَمر أَی خالٍ، و قیل أَی خارِجٌ، و هما خِلْوٌ و هم خِلْوٌ. و قال بعضهم: هما خِلْوان من هذا الأَمر و هم خِلاءٌ، و لیس بالوجه. و الخَالِی: العَزَبُ الذی لا زَوْجَة له، و كذلك الأُنثی، بغیر هاء، و الجمع أَخْلاءٌ؛ قال إمرؤ القیس: أَ لَمْ تَرَنی أُصْبی عَلی المَرْءِ عِرْسَهُ، و أَمْنَعُ عِرْسی أَن یُزَنَّ بها الخَالِی؟ و خَلَّی الأَمْرَ و تَخَلَّی منه و عنه و خَالاه: تَرَكه. و خَالَی فلاناً: تَرَكه؛ قال النابغة الذُّبْیانی لزُرْعة بن عَوْف، حینَ بعثَ بنو عامر إِلی حِصْن بن فزارة و إِلی عُیَیْنَة بنِ حِصْنٍ أَن اقْطَعُوا ما بیْنَكُم و بَینَ بنی أَسَدٍ، و أَلْحِقُوهمْ ببَنی كنانَة و نحالِفُكُمْ، فنَحْنُ بنو أَبیكم، و كان عُیَیْنَة هَمَّ بذلك فقال النابغة: قالَتْ بَنُو عامِرٍ: خالُوا بنی أَسدٍ، یا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِ أَی تارِكُوهُمْ، و هو من ذلك. و‌فی حدیث ابن عمر فی قوله تعالی: لِیَقْضِ عَلَیْنٰا رَبُّكَ، قال ف خَلَّی
لسان العرب، ج‌14، ص: 240
عنهم أَربعین عاماً ثم قال اخْسَؤُا فِیهٰا‌أَی ترَكَهُم و أَعرَض عنهم. و خَالانِی فلان مُخَالاةً أَی خالَفَنی. یقال: خَالَیْته خِلاءً إِذا تَركْتَه؛ و قال: یأْبی البَلاءُ فما یَبْغِی بهمْ بَدَلًا، و ما أُرِیدُ خِلاءً بعدَ إِحْكامِ یأْبی البَلاءُ أَی التَّجْرِبة أَی جَرَّبْناهم فأَحْمَدْناهُمْ فلا نخالِیهمْ. و الخَلِیَّةُ و الخَلِیُّ: ما تُعَسِّلُ فیه النَّحْلُ من غیر ما یُعالَجُ لها من العَسَّالاتِ، و قیل: الخَلِیَّة ما تُعَسِّل فیه النَّحل من راقُودٍ أَو طِینٍ أَو خَشبة مَنْقُورة، و قیل: الخَلِیَّة بَیْتُ النَّحْل الذی تُعَسِّلُ فیه، و قیل: الخَلِیَّةُ ما كان مصنوعاً، و قیل: الخَلِیَّة و الخَلِیُّ خَشَبة تُنْقَرُ فیُعَسِّلُ فیها النَّحلُ؛ قال: إِذا ما تأَرَّتْ بالخَلِیِّ ابتَنَتْ به شَرِیجَیْنِ مما تَأْتَرِی و تُتِیع شریجین أَی ضربین من العسل. و الخَلِیَّة: أَسفَلُ شَجَرة یقال لها الخَزَمة كأَنه راقُود، و قیل: هو مثل الراقود یُعْمَل لها من طین. و‌فی الحدیث: فی خَلایا النَّحلِ إِنَّ فیها العُشْرَ.اللیث: إِذا سُوِّیَت الخَلِیَّة من طِین فهی كُوَّارة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنَّ عاملًا له علی الطائِف كتَبَ إِلیه إِن رِجالًا مِنْ فَهْمٍ كَلَّمونی فی خَلایا لهم أَسْلَموا علیها و سأَلونی أَنْ أَحْمِیَها لهمْ؛ الخَلایا: جمعُ خَلِیَّة و هو الموضع الذی تُعَسّل فیه النَّحل. و الخَلِیَّة من الإِبل: التی خُلِّیَتْ للحَلْب، و قیل: هی التی عَطَفتْ علی وَلَدٍ، و قیل: هی التی خَلَتْ عن وَلَدِها و رَئِمَتْ وَلَدَ غیرِها، و إِنْ لم تَرْأَمْهُ فهی خَلِیَّة أَیضاً، و قیل: هی التی خَلَتْ عن ولدها بمَوْت أَو نَحْر فتُسْتَدَرُّ بوَلَدِ غیرِها و لا تُرْضِعُه، إِنما تَعْطِفُ علی حُوارٍ تُستَدَرُّ به من غیر أَن تُرْضِعَه، فسُمِّیت خَلِیَّة لأَنها لا تُرْضِعُ ولدَها و لا غیرَه؛ و قال اللحیانی: الخَلِیَّة التی تُنْتَج و هی غزیرة فیُجَرُّ ولدُها من تحتها فیُجعل تحت أُخری و تُخَلَّی هی للحلب و ذلك لكَرَمِها. قال الأَزهری: و رأَیت الخَلایا فی حَلائبهم، و سمعتهم یقولون: بنو فلان قد خَلَوْا و همْ یَخْلُون. و الخَلِیَّة: الناقة تُنْتَج فیُنْحَر ولدُها ساعةَ یُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه و یُدْنی منها ولدُ ناقةٍ كانت ولدَتْ قَبلَها فتَعْطِفُ علیه، ثم یُنظَر إِلی أَغْزَر الناقتین فتُجعل خَلِیَّةً، و لا یكون للحُوار منها إِلَّا قَدْرُ ما یُدِرُّها و تُركَت الأُخری للحُوار یَرْضعُها متی ما شاء و تُسمَّی بَسُوطاً، و جمعها بُسْطٌ، و الغزیرة التی یتَخلَّی بلَبَنِها أَهلُها هی الخَلِیَّة. أَبو بكر: ناقة مِخلاءٌ أُخْلِیَت عن ولدِها؛ قال أَعرابی: عِیطُ الهَوادی نِیطَ مِنها بالحُقِی [بالحِقِی، أَمْثالُ أَعْدالِ مَزَادِ المُرْتَوی، مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ و مُخْلاةٍ صَفی و المُرْتوی: المُسْتَقی، و قیل: الخَلِیَّة ناقة أَو ناقتان أَو ثلاث یُعْطَفْنَ علی ولدٍ واحد فیَدْرُرْنَ علیه فیَرْضعُ الولد من واحدة، و یتَخلَّی أَهلُ البیت لأَنفُسِهم واحدةً أَو ثنتین یَحْلُبونها. ابن الأَعرابی: الخَلِیَّة الناقة تُنْتَجُ فیُنْحَرُ ولدها عَمْداً لیَدُوم لهم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بِحُوارِ غیرِها، فإِذا دَرَّتْ نُحِّیَ الحُوارُ و احْتُلِبَتْ، و ربما جمعوا من الخَلایا ثلاثاً و أَربعا علی حُوارٍ واحدٍ و هو التَّلَسُّن. و قال ابن شمیل: ربما عَطَفُوا ثلاثاً و أَربعاً علی فَصیل و بأَیَّتِهِنَّ شاؤُوا تَخَلَّوْا. و تَخَلَّی خَلِیَّة: اتَّخَذَها لنفْسه؛ و منه قول خالد بن جعفر بن كلاب یصف فرساً: أَمرْتُ بها الرِّعاءَ لیُكرموها، لها لَبَنُ الخَلِیَّةِ و الصَّعُودِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 241
و یروی: أَمْرتُ الراعِیَیْن لیُكْرِماها و الخَلِیَّة من الإِبل: المطلَقة من عِقال. و‌رُفِعَ إِلی عمر، رضی الله عنه، رجلٌ و قد قالت له امرأَتُه شَبِّهْنی فقال: كأَنكِ ظَبْیَةٌ، كأَنكِ حمامةٌ فقالت: لا أَرضَی حتی تقولَ خَلیَّة طالِقٌ فقال ذلك، فقال عمر، رضی الله عنه: خُذْ بیدها فإِنها امرأَتُك‌لمَّا لم تكن نیتُه الطلاقَ، و إِنما غالَطَتْه بلفظ یُشْبِه لفظ الطلاق؛ قال ابن الأَثیر: أَراد بالخَلِیَّة هاهنا الناقة تُخَلَّی من عِقالها، و طَلَقَت من العِقال تَطْلُقُ طَلْقاً فهی طالق، و قیل: أَراد بالخَلِیَّة الغزیرةَ یؤْخذ ولدها فیُعطَفُ علیه غیرُها و تُخَلَّی للحَیِّ یشربون لبنها، و الطالِقُ: الناقة التی لا خِطَام لها، و أَرادت هی مُخادَعَته بهذا القول لیَلْفِظ به فیقَعَ علیها الطلاقُ،فقال له عُمر: خُذْ بیدها فإِنها امرأَتك، و لم یوقع الطلاق لأَنه لم یَنْوِ الطلاقَ، و كان ذلك خِداعاً منها. و‌فی حدیث أُمّ زَرْع: كنتُ لكِ كأَبی زَرْع لأُم زَرْع فی الأُلْفَة و الرِّفاء لا فی الفُرْقة و الخَلاء، یعنی أَنه طَلَّقها و أَنا لا أُطَلِّقك. و قال اللحیانی: الخَلِیَّةُ كلمة تُطَلَّقُ بها المرأَة یقال لها أَنتِ بَرِیَّة و خَلِیَّة، كنایةً عن الطلاق تَطْلُق بها المرأَة إِذا نوَی طلاقاً، فیقال: قد خَلَت المرأَةُ من زوجها. و قال ابن بُزُرْج: امرأَة خَلِیَّةٌ و نساءٌ خَلِیَّاتٌ لا أَزواج لهُنَّ و لا أَولادَ، و قال: امرأَةٌ خِلْوةٌ و امرأَتان خِلْوَتان و نساء خِلْواتٌ أَی عَزَبات. و رجل خَلِیٌّ و خَلِیّانِ و أَخْلِیاءُ: لا نساءَ لهم. و‌فی حدیث ابن عمر: الخَلِیَّة ثلاث، كان الرجل فی الجاهلیة یقول لزوجته أَنتِ خَلِیَّة فكانت تَطْلُق منه، و هی فی الإِسلام من كِنایات الطلاق فإِذا نوی بها الطلاق وقع. أَبو العباس أَحمد بن یحیی: إِنه لَحُلْوُ الخَلا إِذا كان حسَنَ الكلام؛ و أَنشد لكثیر: و مُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوة مِنْهُمُو بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادعِ شمر: المُخالاةُ المبارَزَةُ. و المُخالاةُ: أَن یَتخلَّوْا من الدُّورِ و یَصیروا إِلی الدُّثُورِ. اللیث: خَالَیْت فلاناً إِذا صارَعْته، و كذلك المُخالاةُ فی كلِّ أَمرٍ؛ و أَنشد: و لا یَدْرِی الشَّقِیُّ بمَنْ یُخالِی قال الأَزهری: كأَنه إِذا صارعه خَلا به فلم یَسْتَعِنْ واحد منهما بأَحَدٍ و كل واحد منهما یَخْلُو بصاحبه. و یقال: عَدُوٌّ مُخَالٍ أَی لیس له عَهْد؛ و قال الجعدی: غَیْرُ بِدْعٍ منَ الجِیادِ، و لا یُجْنَبْنَ إِلَّا علی عَدُوٍّ مُخَالِی و قال بعضهم: خَالَیْت العَدُوَّ تركت ما بَیْنی و بینه من المُواعَدة، و خلا كلُّ واحدٍ منهما من العَهْد. و الخَلِیَّة: السَّفِینة التی تَسیر من غیر أَن یُسَیِّرَها مَلَّاح، و قیل: هی التی یتبعها زَوْرَق صغیر، و قیل: الخَلِیَّة العظیمة من السُّفُن، و الجمع خَلایا، قال الأَزهری: و هو الصحیح؛ قال طرفة: كأَنَّ حُدُوجَ المَالِكِیَّة، غُدْوَةً، خَلایا سَفِین بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ و قال الأَعشی: یَكُبُّ الخَلِیَّةَ ذاتَ القِلاع، و قَدْ كادَ جُؤْجُؤُها یَنْحَطِمْ و خلا الشی‌ءُ خُلُوّاً: مَضَی. و قوله تعالی: وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِیهٰا نَذِیرٌ؛ أَی مضی و أُرْسِل. و القُرون الخَالِیَة: هُم المَواضی. و یقال: خَلا قَرْنٌ فَقَرْنٌ أَی مَضی. و‌فی حدیث جابر: تَزَوَّجْت
لسان العرب، ج‌14، ص: 242
امرأَةً قَدْ خَلا منها‌أَی كَبِرَتْ و مَضی مُعْظَم عُمْرِها؛ و منه‌الحدیث: فلمَّا خَلا سِنِّی و نَثَرْتُ له ذا بَطْنی؛ ترید أَنها كَبِرَت و أَولَدت له. و تَخَلَّی عن الأَمر و من الأَمر: تَبَرَّأَ. و تَخَلَّی: تَفَرَّغ. و‌فی حدیث مُعاویة القُشَیْرِی: قلت یا رسول الله ما آیاتُ الإِسلامِ؟ قال: أَن تقول أَسْلَمْتُ وجْهِی إِلی الله و تَخَلَّیْتُ؛ التَّخَلِّی: التفَرُّغُ. یقال: تَخَلَّی للعبادة، و هو تَفَعُّلٌ من الخُلُوّ، و المراد التَّبَرُّؤُ من الشرْكِ و عقْدُ القَلْبِ علی الإِیمان. و خَلَّی عن الشی‌ء: أَرْسَلَه، و خَلَّی سبیلَه فهو مُخَلّیً عنه، و رأَیته مُخَلِّیاً؛ قال الشاعر: ما لی أَراك مُخَلِّیاً، أَیْنَ السلاسِلُ و القُیُود؟ أَ غَلا الحدِیدُ بأَرْضِكُمْ أَمْ لیسَ یَضْبِطُكَ الحدِید؟ و خَلَّی فلانٌ مكانَه إِذا مات؛ قال: فإِنْ یكُ عبدُ الله خَلَّی مكانَه، فما كان وقَّافاً و لا مُتَنَطِّقا قال ابن الأَعرابی: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ، و خلا إِذا أَكل الطَّیِّبَ، و خلا إِذا تعیَّد، و خلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنب قُرِفَ به. و یقال: لا أَخْلَی اللهُ مكانَك، تدعو له بالبَقاء. و خَلا: كلمة من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها و تنصِبُه، فإِذا قلت ما خَلا زیداً فالنصب لا غیر. اللیث: یقال ما فی الدار أَحد خَلا زیداً و زیدٍ، نصْبٌ و جَرّ، فإِذا قلت ما خلا زیداً فانْصِبْ فإِنه قد بُیِّنَ الفِعْلُ. قال الجوهری: تقول جاؤونی خلا زیداً، تنصب بها إِذا جَعَلْتها فعلًا و تضمر فیها الفاعل كأَنك قلت خلا مَنْ جاءنی مِنْ زید؛ قال ابن بری: صوابه خلا بعضُهم زیداً، فإِذا قلت خلا زید فجررتْ فهو عند بعض النحویین حرف جرّ بمنزلة حاشی، و عند بعضهم مصدر مضاف، و أَما ما خلا فلا یكون بعدها إِلَّا النصب، تقول جاؤونی ما خلا زیداً لأَن خَلا لا تكون بعد ما إِلَّا صلة لها، و هی معها مصدر، كأَنك قلت جاؤونی خُلُوَّ زید أَی خُلُوَّهُم من زید. قال ابن بری: ما المصدریة لا توصل بحرف الجر، فدلّ أَن خلا فعل. و تقول: ما أَردت مَساءَتَك خَلا أَنی وعَظْتك، معناه إِلَّا أَنی وعظتك؛ و أَنشد: خَلا اللهَ لا أَرْجُو سِوَاكَ، و إِنَّما أَعُدُّ عِیالی شُعْبة مِنْ عِیالِكا و فی المثل: أَنا مِنْ هذا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْن خَلاوَةَ أَی بَرِی‌ءٌ خَلاءٌ، و هو مذكور فی حرف الجیم. و خَلاوَةُ: اسم رجل مشتقٌّ من ذلك. و بَنُو خَلاوَةَ: بطن من أَشْجَعَ، و هو خَلاوَةُ بن سُبَیْعِ بنِ بَكْرِ بنِ أَشْجَعَ؛ قال أَبو الرُّبَیْسِ التَّغْلَبیّ: خَلاوِیَّةٌ إِنْ قُلْتَ جُودی، وجَدْتَها نَوَارَ الصَّبَا قَطَّاعَةً للعَلائِقِ و قال أَبو حنیفة: الخَلْوَتانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحدَتُهما خَلْوَة. و قولهم: افْعَلْ كذا و خَلاكَ ذَمٌّ أَی أَعْذَرْتَ و سَقَطَ عَنْكَ الذَّمُّ؛ قال عبد الله بن رواحة: فَشَأْنَكِ فانْعَمی، و خَلاكِ ذَمٌّ، و لا أَرْجِعْ إِلی أَهْلٍ وَرَائی و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: و خَلاكُمْ ذَمٌّ ما لم تَشْرُدوا، هو من ذلك. و الخَلی: الرَّطْبُ من النَّبات، واحدته خَلاةٌ. الجوهری: الخَلی الرَّطْبُ من الحَشِیشِ. قال ابن بری: یقال الخَلی الرُّطْبُ، بالضم لا غیر، فإِذا قلت الرَّطْبُ من الحَشِیش فَتَحْت لأَنك تُرِیدُ ضِدَّ
لسان العرب، ج‌14، ص: 243
الیابس، و قیل: الخَلاةُ كلّ بَقْلة قَلَعْتها، و قد یُجْمَع الخَلی علی أَخْلاءٍ؛ حكاه أَبو حنیفة. و جاءَ فی المثل: عَبْدٌ و خَلیً فی یَدَیْهِ أَی مع عبودِیَّته غَنیٌّ. قال یعقوب: و لا تقل و حَلْیٌ فی یَدَیْه. و قال الأَصمعی: الخَلی الرَّطْب من الحشیش، و به سُمِّیت المِخْلاة، فإذا یَبِس فهو حَشِیش؛ ابن سیدة: و قول الأَعشی: و حَوْلیَ بَكْرٌ و أَشْیاعُهَا، و لَسْتُ خَلاةً لِمَنْ أَوْعَدَنْ أَی لَسْتُ بمنزلة الخَلاةِ یأْخُذُها الآخِذُ كیف شاء بل أَنا فی عِزّ و مَنَعة. و‌فی حدیث مُعْتَمِرٍ: سئل مالك عن عَجین یُعْجَن بِدُرْدِیّ فقال: إن كان یُسْكِرُ فَلا، فَحَدَّث الأَصمعی به مُعْتَمِراً فقال: أَو كان كما قال: رأَی فی كَفِّ صاحِبِه خَلاةً، فتُعْجِبهُ و یُفْزِعُه الجَرِیرُ الخَلاةُ: الطائفة من الخَلا، و ذلك أَن معناه أَن الرجلَ یَنِدُّ بَعیره، فیأْخُذُ بإحْدی یَدَیْه عُشْباً و بالأُخْری حَبْلًا، فینظُر البعیرُ إلَیْهما فلا یَدْرِی ما یَصْنَع، و ذلك أَنه أَعْجَبه فَتْوَی مالِكٍ و خافَ التحریمَ لاختلاف الناسِ فی المسكر فتَوقَّف و تمَثَّل بالبیت. و أَخْلَت الأَرضُ: كَثُرَ خَلاها. و أَخْلَی اللهُ الماشِیَةَ یُخْلِیها إخْلاءً: أَنْبَتَ لها ما تأْكُلُ من الخَلی؛ هذه عن اللحیانی. و خَلی الخَلی خَلْیاً و اخْتَلاه فانْخَلَی: جَزَّه و قَطَعَه و نَزَعه، و قال اللحیانی: نَزَعه. و المِخْلَی: ما خَلاه و جَزَّه به. و المِخْلاةُ: ما وَضَعه فِیه. و خَلی فی المِخْلاةِ: جَمَع؛ عن اللحیانی. اللیث: الخَلی هو الحشیش الذی یُحْتَشُّ من بُقول الرَّبِیع، و قد اخْتَلَیْته، و بِه سُمِّیت المِخْلاة، و الواحدة خَلاةٌ، و أَعْطِنی مِخْلاةً أَخْلِی فیها. و خَلَیْت فَرَسی إذا حَشَشْت علیه الحَشیش. و‌فی حدیث تحریم مَكَّة: لا یُخْتَلَی خَلاها؛ الخَلَی: النَّبات الرقیق ما دام رَطْباً. و‌فی حدیث ابن عمر: كان یَخْتَلِی لِفَرسِه‌أَی یَقْطَع لها الخَلَی. و‌فی حدیث عمرو بن مُرَّةَ: إذا اخْتُلِیَتْ فی الحَرْبِ هامُ الأَكابِرِ‌أی قُطِعَتْ رُؤُوسُهُم. و خَلی البَعِیرَ و الفَرَس یَخْلِیها خَلْیاً: جَزَّ لَه الخَلَی. و السیفُ یَخْتَلِی أَی یَقْطَع. و المُخْتَلُون و الخَالُون: الذین یَخْتَلُون الخَلَی و یقطعونه. و خَلَی اللِّجامَ عن الفرس یَخْلِیهِ: نَزَعَه. و خَلَی الفرسَ خَلْیاً: ألقی فی فیه اللِّجامَ؛ قال ابن مقبل فی خَلَیْت الفرس: تَمَطَّیْت أَخْلِیهِ اللِّجامَ و بَذَّنِی، و شَخْصی یُسامی شَخْصَه و هو طائِلُهْ «2». و خَلَی القِدْرَ خَلْیاً: أَلْقَی تَحْتَها حَطَباً. و خَلاها أَیضاً: طَرحَ فیها اللَّحْمَ. ابن الأَعرابی: أَخْلَیْتُ القِدْرَ إذا أَلْقَیْتَ تَحْتَها حَطَباً. و خَلَیْتُها إذا طَرَحْتَ فیها اللَّحم، و الله أَعلم.

خما؛ ج14، ص: 243

: خَما الصَّوْتُ: اشْتَدَّ، و قیل: ارْتَفَعَ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد هو و ابن الأَعرابی: كأَنّ صَوْتَ شُخْبِها، إذا خَما، صوتُ أَفاعٍ فی خشِیٍّ أَعْشَما قال ابن سیدة: أَلفها یاء لأَن اللام یاءً أَكثر منها واواً. قال ابن بری: الْخَامِی الخامسُ؛ قال الحادِرَةُ: مَضَی ثلاثُ سِنینٍ مُنْذُ حَلَّ بها، و عامُ حَلَّتْ و هذا التابعُ الخَامِی
(2). قوله [و هو طائله] كذا بالأَصل و التكملة، و الذی بهامش نسخة قدیمة من النهایة: و یطاوله
لسان العرب، ج‌14، ص: 244
قال: و هذا كان ینبغی أَن یذكر فی فصل خما، كما ذكر السَّادی فی فصل سَدَی.

خنا؛ ج14، ص: 244

: الخَنا: من قبیح الكلام. خَنا فی مَنْطقه یَخْنُو خَناً، مقصور. و الخَنَا: الفُحْش. و فی التهذیب: الخَنَا من الكلام أَفْحَشُه. و خَنا فی كلامه و أَخْنَی: أَفْحَش، و فی مَنْطقه إخْنَاءٌ؛ قالت بنتُ أَبی مُسافِعٍ القُرَشی و كان قتله النبی، صلی الله علیه و سلم: و ما لَیْثُ غَرِیفٍ ذُو أَظافِیرَ و أَقْدامِ كحِبِّی، إذا تَلاقَوا، و وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانُ و أَنتَ الطاعِنُ النَّجْلاءِ منها مُزْبِدٌ آنِ و فی الكَفِّ حُسامٌ صارِمٌ أَبْیَضُ خَذَّامُ و قد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، فما تُخْنِی لصُحْبانِ ابن سیدة: هكذا رواها الأَخفش كلها مقیدة، و رواها أَبو عمرو مطلقة. قال ابن جنی: إذا قیدت ففیها عیب واحد و هو الإِكْفاء بالنون و المیم، و إذا أَطلقت ففیها عیبان الإِكْفاء و الإِقْواء، قال: و عندی أَن ابن جنی قد وهم فی قوله رواها أَبو الحسن الأَخفش مقیدة، لأَن الشعر من الهَزَج و لیس فی الهزج مفاعیل بالإِسكان و لا فَعُولانْ، فإن كان الأَخْفش قد أَنشده هكذا فهو عندی علی إنشاد من أَنشد: أَقِلِّی اللَّوْمَ عاذِلَ و العِتابْ بسكون الباء، و هذا لا یعتدّ به ضرباً لأَن فَعُولْ مسكنة لیست من ضروب الوافر، فكذلك مفاعیلْ أَو فَعُولانْ لیست من ضروب الهزج، و إذا كان كذلك فالروایة كما رواه أَبو عمرو، و إن كان فی الشعر حینئذ عیبان من الإِقواء و الإِكفاء إذ احتمالُ عیبین و ثلاثة و أَكثر من ذلك أَمْثَلُ من كسر البیت، و إن كنت أَیها الناظر فی هذا الكتاب من أَهل العَروض فعِلْمُ هذا علیك من اللازم المفروض. و كلامٌ خَنٍ و كَلِمَة خَنِیَةٌ، و لیس خَنٍ علی الفِعْل، لأَنا لا نعلم خَنِیَتِ الكلمة، و لكنه علی النَّسَب كما حكاه سیبویه من قولهم رجل طَعِمٌ و نَهِرٌ، و نظیره كاسٍ إلا أَنه علی زنة فاعِلٍ، قال سیبویه: أَی ذو طَعامٍ و كسْوَة و سَیْرٍ بالنهار؛ و أَنشد: لَسْتُ بلَیْلِیٍّ و لكنِّی نَهِرْ و قول القُطامِیّ: دَعُوا النَّمْر، لا تُثْنُوا علیها خَنایَةً، فقد أَحْسَنَتْ فی جُلّ ما بَیننا النَّمْرُ بَنَی من الخنَا فَعالَة. و قد خَنِیَ علیه، بالكسر، و أَخْنَی علیه فی مَنْطِقِه: أَفْحَشَ؛ قال أَبو ذؤیب: و لا تُخْنُوا علیَّ، و لا تُشِطُّوا بقول الفخْر، إنّ الفَخْرَ حُوبُ و‌فی الحدیث: أَخْنَی الأَسماء عند الله رَجُلٌ تَسَمَّی مَلكَ الأَمْلاكِ؛ الخَنا: الفُحْشُ فی القول، و یجوز أَن یكون من أَخْنَی علیه الدَّهْرُ إذا مالَ علیه و أَهلكه. و‌فی الحدیث: من لم یَدَعِ الخَنا و الكَذِبَ فلا حاجةَ لله فی أَن یَدَعَ طَعامَه و شرابه.و‌فی حدیث أَبی عبیدة: فقال رجل من جُهَیْنَة و الله ما كان سَعْدٌ لیُخْنِیَ بابْنهِ «1» فی شِقَّةٍ من تَمْرٍ‌أَی
(1). قوله [لیخنی بابنه] بهامش نسخة من النهایة ما نصه: الإِخناء علی الشی‌ء الإفساد و منه الخنا و هو الفحش و الكلام الفاسد، و دخلت الباء فی بابنه للتعدیة، و المعنی: ما كان لیجعله مخنیاً علی ضمانه خائساً به، و اللام لتأكید معنی النفی كأنه قال: سعد أجلّ من أن یضایق ابنه فی هذا حتی یعجز عن الوفاء بما ضمن
لسان العرب، ج‌14، ص: 245
یُسْلِمه و یَخْفر ذِمَّتَه، و هو من أَخْنَی علیه الدِّهْرُ. و خَنَی الدَّهْرِ: آفاتُه؛ قال لبید: قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَی، و قَدرنا إن خَنَی الدَّهرِ غَفَلْ و أَخْنَی علیه الدَّهْرُ: طالَ. و أَخْنَی علیهم الدهرُ: أَهلكهم و أَتَی علیهم؛ قال النابغة: أَمْسَتْ خَلاءً و أَمْسَی أَهْلُها احْتَمَلُوا، أَخْنَی علیها الذی أَخْنَی علی لُبَدِ و أَخْنَی: أَفْسَدَ. و أَخْنَیْتُ علیه: أَفْسَدْتُ. و الخَنْوةُ: الغَدْرَةُ. و الخَنْوَة أَیضاً: الفُرْجَة فی الخُصّ. و أَخْنَی الجرادُ: كَثُر بیضُه؛ عن أَبی حنیفة. و أَخْنَی المَرْعَی: كَثُرَ نَباتُه و الْتَفَّ؛ و روی بیت زهیر: أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَیْنِ أَخْنَی، له بالسِّیِّ تَنُّومٌ و آءُ و الأَعرف الأَكثر أَجْنَی. قال ابن سیدة: و إنما قضینا أَن أَلفه یاء لأَن اللام یاء أَكثر منها واواً، و الله أَعلم.

خوا؛ ج14، ص: 245

: خَوَتِ الدارُ: تَهَدَّمَتْ و سَقَطَتْ؛ و منه قوله تعالی: فَتِلْكَ بُیُوتُهُمْ خٰاوِیَةً، أَی خالیةً كما قال تعالی: فَهِیَ خٰاوِیَةٌ عَلیٰ عُرُوشِهٰا؛ أَی خالیةٌ، و قیل: ساقِطةٌ علی سُقُوفها. و خَوَّتِ الدارُ و خَوِیَتْ خَیّاً و خُوِیّاً و خَواءً و خَوَایَةً: أَقْوَتْ و خَلَتْ من أَهلها. و أَرضٌ خاوِیَةٌ: خالِیةٌ من أَهلها، و قد تكون خاویةً من المطر. و خَوَی البیتُ إذا انْهَدَمَ؛ و منه قول خَنْساء: كان أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَی مما بَناهُ الدهرُ دانٍ ظَلِیلْ خَوَی أَی تَهَدَّمَ و وَقَع. و‌فی حدیث سهل: فإذا هم بدار خاوِیَة علی عُرُوشِها؛ خَوَی إذا سقط و خَلا، و عُروشُها سُقُوفها؛ و منه قوله: أَعْجٰازُ نَخْلٍ خٰاوِیَةٍ. قال الله تعالی قی قصَّةِ عادٍ: كَأَنَّهُمْ أَعْجٰازُ نَخْلٍ خٰاوِیَةٍ؛ أعجازُ النخل: أُصولُها، و قیل: خاوِیَة نعت للنخل لأَن النخل یذكر و یؤنث. و قال عز و جل فی موضع آخر: كَأَنَّهُمْ أَعْجٰازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ؛ المُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ عن مَنْبِتِه، و كذلك الخاوِیَة معناها معنی المُنْقَلِعِ، و قیل لها إذا انْقَلَعتْ خاوِیَة لأَنها خَوَتْ من مَنْبِتِها الذی كانت تَنْبُتُ فیه و خوَی مَنْبِتُها منها، و معنی خَوَتْ أَی خَلَتْ كما تَخْوِی الدارُ خُوِیّاً إذا خلت من أَهلها. و خَوَتِ الدارُ أَی بادَ أَهْلُها و هی قائمة بلا عامِرٍ. الأَصمعی: خَوَی البیتُ یَخْوِی خَواءً، ممدود، إذا ما خَلا من أَهله. و یقال: وقَع عرشُك بخَوّ أَی بأَرضٍ خَوَّار «1». یُتَعرَّقُ فیه فلا یُخْلِفُ. و خَوَاءُ الأَرض، ممدود: بَراحُها؛ قال أَبو النجم: یَبْدُو خَواءُ الأَرضِ من خَوائِه و یقال: دخل فلان فی خَواءِ فرسِه یعنی ما بین یدیه و رجلیه، و أَبو النجم وصف فرساً طویل القوائم. و یقال لما یَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه من فُرْجَةِ ما بین رجلیه: خَوَایَةٌ؛ قال الطِّرمّاح: فسَدَّ، بمَضْرَحِیِّ اللَّوْن جَثْلٍ، خَوَایَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهینِ أی سَدَّت ما بین فخذیها بذَنَب مَضْرَحِیِّ اللونِ. و الخَوَاءُ: خُلُوُّ الجَوْفِ من الطعام، یمدّ و یقصر، و القصر أَعلی. و خَوَی خَویً و خَواءً: تتابع علیه الجوعُ، و خَوِیَت المرأَةُ خَواً. و خَوَتْ: ولدت فخَوَی بطنُها أَی خَلا، و كذلك إذا لم تأْكل عند
(1). قوله [أی بأرض خوار إلخ] كذا بالأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 246
الولادة، و خَوِیَتْ أَجْودُ. و الخَویَّة: ما أَطعمتها علی ذلك. و خَوَّاها و خَوَّی لها تَخْوِیةً؛ الأَخیرة عن كراع: عَمِلَ لها خَوِیَّةً تأْكلها و هی طعام. الأَصمعی: یقال للمرأَة خُوِّیتْ، فهی تُخَوَّی تَخْوِیَةً، و ذلك إذا حُفِرَتْ لها حَفِیرةٌ ثم أُوِقدَ فیها، ثم تَقْعُدُ فیها من داء تَجِدهُ. و خَوَّتِ الإِبلُ تَخْوِیةً: خَمُصَتْ بُطونُها و ارْتَفعَتْ. و خَوَّی الرجلُ: تَجافی فی سجوده و فَرَّجَ ما بین عَضُدَیْهِ و جَنْبیه، و الطائرُ إذا أَرسل جناحیه، و كذلك البعیر إذا تَجافی فی بُروكِه و مَكَّنَ لثَفِناتِه؛ قال: خَوَّتْ علی ثَفِناتِها و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إذا سَجَدَ خَوَّی؛ و معناه أَنه جافی بطنَه عن الأَرض و رَفَعَها حتی یَخْوِیَ ما بین ذلك و یُخَوِّی عَضُدَیه عن جنبیه؛ و منه یقال للناقة إذا بَرَكَتْ فتَجافی بطنُها فی بُروكها لضُمْرِها: قد خَوَّتْ؛ و أَنشد أَبو عبید فی صفة ناقة ضامر: ذات انْتِباذٍ عن الحادی إذا بَركَتْ، خَوَّتْ علی ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّاتِ و یقال للطائر إذا أَراد أَن یقع فیَبْسُطَ جناحَیه و یَمُدَّ رجلیه: قد خَوَّی تَخْوِیةً. و‌فی حدیث علیّ، رضوان الله علیه: إذا سَجَدَ الرجلُ فلْیُخَوِّ، و إذا سجدت المرأَةُ فلْتَحْتَفِزْ؛ و قوله أَنشده ثعلب: یَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغُبارِ عَوَابساً، كأَصابِعِ المَقْرُورِ خَوَّی فاصْطَلی فسره فقال: یرید أَن الخیل قَرُبَتْ بعضُها من بعض. و الخَوَی: الرُّعافُ. و الخَوَاءُ: الهَواءُ بین الشیئین، و كذلك الهواء الذی بین الأَرض و السماء؛ قال بِشْرٌ یصف فرساً: یَسُدُّ خَوَاءَ طُبْیَیْها الغُبارُ أَی یَسُدُّ الفَجْوةَ التی بین طُبْیَیها. و كلُّ فُرْجة فهی خَوَاءٌ. و الخَوِیُّ: الوِطاءُ بین الجبلین و هو اللَّیِّنُ من الأَرض. و قال أَبو حنیفة: الخَوِیُّ بطْنٌ یكون فی السَّهْل و الحَزْن داخلًا فی الأَرض أَعْظَمُ من السَّهْبِ مِنْباتٌ. قال الأَزهری: كلُّ وادٍ واسع فی جَوٍّ سَهْلٍ فهو خَوٌّ و خَوِیٌّ. و الخَوِیُّ؛ عن الأَصمعی: الوادی السهل البعید؛ و قول الطِّرمّاح: و خَوِیّ سَهْل، یُثِیرُ به القَوْمُ رِباضاً للعِینِ بَعْدَ رِباضِ یقول: یَمرُّ الرُّكْبانُ بالعِینِ فی مَرابضها فتُثِیرها منها، و الرِّباضُ: البقر التی رَبَضَتْ فی كُنُسِها. الأَزهری فی هذا الموضع: ابن الأَعرابی الوَخُّ الأَلمُ، و الوَخُّ القَصْدُ، و الخَوُّ الجُوع. و الخوِیَّةُ: مَفْرَجُ ما بین الضَّرْع و القُبُلِ من الناقة و غیرها من الأَنعام. و خَوَایَةُ السِّنانِ: جُبَّتُه و هی ما الْتَقَم ثَعْلَبَ الرُّمْحِ. و خَوَایةُ الرَّحْل: مُتَّسَعُ داخِله. و خَوَی الزَّنْدُ و أَخْوَی: لم یُورِ. و خَوَتِ النُّجُومُ تَخْوِی خَیّاً و أَخْوَتْ و خَوَّتْ: أَمحَلَتْ، و قیل: خَوَتْ و أَخْوَتْ، و ذلك إذا سَقَطتْ و لم تُمْطِرْ فی نَوْئِها؛ قال كعب بن زهیر: قومٌ إذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ، للطارِقینَ النازِلینَ، مَقارِی و قال آخر: و أَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلا أَنِضَّةً، أَنِضَّةَ مَحْلٍ لیس قاطِرُها یُثْرِی قوله: یُثْری یَبُلُّ الأَرضَ؛ و قال الأَخطل: فأَنتَ الذی تَرْجُو الصَّعالیكُ سَیْبَهُ، إذا السَّنةُ الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها
لسان العرب، ج‌14، ص: 247
و خَوَّتْ تَخْوِیةً: مالَتْ للمَغِیب. و خَوَی الشی‌ءَ خَیّاً و خَوَایةً و اخْتَواه: اختَطَفَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حتی اخْتَوَی طِفْلَها فی الجَوِّ مُنْصَلِتٌ أَزَلُّ منها، كنَصْلِ السَّیفِ، زُهْلُولُ ابن الأَعرابی: یقال اخْتَوَاه و اختدَفَه و اخْتاتَهُ و تَخَوَّتَهُ إذا اقتَطَعهُ؛ و قال أَبو وَجْزَة: ثم اعْتَمَدْتَ إلی ابن یَحْیَی تَخْتَوِی، مِنْ دُونِه، مُتَباعِدَ البُلْدانِ و خَوَایةُ الخَیل: حفیفُ عَدْوِها «2»؛ كذلك حكاه ابن الأَعرابی بالهاء. و خَوَایةُ المطر: حفِیفُ انْهِلاله بالهاء؛ عنه أَیضاً. و حكی أَبو عبیدة: الخَوَاة الصَّوْتُ. قال أَبو مالك: سمعت خَوَایَتَهُ أی سمعت صوته شِبْهَ التَّوَهُّمِ؛ و أَنشد: خَوایَةَ أَجْدَلا یعنی صوته. و‌فی حدیث صِلَةَ: فَسَمِعْتُ كخَوایَةِ الطائِرِ؛ الخَوَایَة: حَفِیفُ الجَناح. و خَواةُ الرِّیحِ: صَوْتها؛ عن ابن الأَعرابی أَیضاً. و الخَوِیُّ: الثابِتُ، طائِیَّة. و الخَاوِیَةُ: الداهِیة؛ عن كراع. و الخَوُّ: العَسَل؛ عن الزجاجیّ. و یومُ خَویً و خُویً و خُوَیّ: معروف. و خَوِیٌّ: موضع. و یَومُ خَوٍّ: من أَیام العرب، معروف. و الخَوِیُّ: البَطْنُ السَّهْلُ من الأَرض، علی فعیل. و‌فی الحدیث: فأَخَذَ أَبا جَهْل خَوَّةٌ «3». فلا یَنْطِقُ‌أَی فَتْرَةٌ؛ ذكره ابن الأَثیر، قال: و الهاء زائدة. و الخَوَّانِ: وادیان معروفان فی دیار تمیم. و خَوٌّ: وادٍ لبنی أَسد؛ قال زهیر: لَئِنْ حَلَلْت بِخَوّ فی بَنی أَسَدٍ، فی دینِ عَمْرٍو، و حالَتْ دُونَنا فَدَكُ قال أَبو محمد الأَسود: و من رواه بالجیم فقد صحَّفه، قال و فیه یقول القائل: و بَیْنَ خَوَّیْنِ زُقاقٌ واسِعُ و خَیْوانُ: بَطنٌ من هَمْدانَ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للأَسود بن یَعْفُر: جُنِّبْتَ خَاوِیَةَ السِّلاحِ و كَلْمَهُ أَبَداً، و جانَبَ نَفْسَكَ الأَسْقامُ و لم یفسر الخَاوِیَةَ، فتأَمله. و الخاء: حرف هجاء، و حكی سیبویه: خَبَّیْت خاءً، و سنذكر ذلك فی موضعه.

فصل الدال المهملة؛ ج14، ص: 247

دأی؛ ج14، ص: 247

: الدَّأْیُ و الدُّئِیُّ و الدِّئِیُّ: فِقَر الكاهِلِ و الظَّهْرِ، و قیل: غَراضِیفُ الصَّدْرِ، و قیل: ضُلُوعه فی مُلْتَقاهُ و مُلْتَقَی الجَنْب؛ و أَنشد الأَصمعی لأَبی ذؤیب: لها من خِلالِ الدَّأْیَتْین أَرِیجُ و قال ابن الأَعرابی: إنَّ الدَّأَیات أَضْلاع الكَتِف و هی ثلاث أَضلاع مِنْ هُنا و ثلاث من هُنا، واحِدتُه دَأْیة. اللیث: الدَّأْیُ جمع الدَّأْیَةِ و هی فَقار الكاهِل فی مُجْتَمَع ما بین الكَتِفَیْن من كاهِل البعیر خاصّة، و الجمع الدَّأَیاتُ، و هی عِظامُ ما هُنالِكَ، كلُّ عَظْمٍ منها دَأْیة. و قال أَبو عبیدة: الدَّأَیَاتُ خَرَزُ العُنُق، و یقال: خَرَزُ الفَقار. و قال ابن شمیل: یقال للضِّلَعَیْن اللتَیْن تَلِیانِ الواهِنَتَیْن الدَّأْیَتَان، قال: و الدَّئِیُّ
(2). قوله [حفیف عدوها و قوله حفیف انهلاله] كذا بالأَصل بإهمال الحاء فیهما، و الذی فی القاموس باعجامها فیهما كالمحكم (3). قوله [فأخذ أبا جهل خوَّة] ضبطت فی بعض نسخ النهایة بضم الخاء و فی بعضها بفتحها كالأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 248
فی الشَّراسیفِ هی البَوَانی الحَرانی «1». المُسْتَأْخِراتُ الأَوْساطُ من الضلوع، و هی أَرْبَع و أَرْبَع، و هُنَّ العُوجُ و هن المُسَقَّفات، و هی أَطْولُ الضّلُوعِ كُلِّها و أَتَمُّها و إلیها ینتفخ الجوف. و قال أَبو زید: لم یَعْرِفُوا، یعنی العرَب، الدَّأَیاتِ فی العُنُقِ و عَرَفُوهُنَّ فی الأَضْلاع، و هی ستٌّ یَلِینَ المَنْحر، من كلِّ جانِبٍ ثلاثٌ، و یقال لِمَقادِیمِهِنّ جَوانِحُ، و یقال لِلَّتَیْن تَلِیان المَنْحَرَ ناحِرَتان؛ قال أَبو منصور: و هذا صواب؛ و منه قول طرفة: كأَنَّ مَجَرَّ النِّسْعِ، فی دَأَیاتِها، مَوارِدُ من خَلْقاء فی ظَهْر قَرْدَدِ و حكی ابن بری عن الأَصمعی: الدُّئِیُّ، علی فُعُولٍ، جمع دَأْیَةٍ لِفَقارِ العُنُق. و ابنُ دَأْیَةَ: الغُراب، سمی بذلك لأَنه یقع علی دأْیة البَعیر الدَّبِرِ فیَنْقُرها؛ و قال الشاعر یصف الشَّیْب: و لمَّا رأَیتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْیَةٍ، و عَشَّشَ فی وَكْرَیْهِ، جاشَتْ له نَفْسی و الدَّأْیَة: مُرَكَّبُ القِدْحِ من القَوْس، و هما دَأْیَتانِ مكْتَنِفَتا العَجْسِ من فوقُ و أَسْفَلَ. و دَأَی له یَدْأَی دَأْیاً و دَأْواً إذا خَتَلَه. و الذِّئْبُ یَدْأَی لِلْغَزال: و هی مِشْیَةٌ شبِیهةٌ بالخَتْلِ. و دَأَوْتُ له: لغة فی دَأَیْت. و دَأَوْتُ له: مثل أَدَیْتُ له؛ قال: كالذِّئْب یَدْأَی للغَزالِ یَخْتِلُهْ و دأَی الذِّئْبُ للْغَزال یَدْؤُو دَأْواً لِیأْخُذَه مثل یَأْدُو: و هو شبیه المُخاتَلَة و المُراوَغَة. و الدَّأْیُ و الدَّأْیَةُ من البعیر: المَوْضِعُ الذی یقعُ علیه ظَلِفَة الرَّحْلِ فیَعْقِرهُ، و یُجْمَع علی دَأْیَاتٍ، بالتحریك و جَمْعُ الدَّأْیِ دَئِیٌّ مثلُ ضَأْنٍ و ضَئینٍ و مَعْزٍ و مَعیزٍ؛ و قال حُمَیْد الأَرْقط: یَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِیّا عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّیَّا

دبی؛ ج14، ص: 248

: الدَّبَی: الجَرادُ قَبل أَن یَطِیر، و قیل: الدَّبی أَصغرُ ما یكون من الجراد و النمل، و قیل: هو بعدَ السِّرْوِ، واحِدَته دباةٌ؛ قال سِنان الأَبانی «2»: أَعارَ، عند السِّنِّ و المَشیبِ، ما شِئْتَ من شَمَرْدَلٍ نَجیبِ أُعِرْته من سَلْفَعٍ صَخُوبِ، عاریَةِ المِرْفَقِ و الظُّنْبُوبِ یابِسَةِ المِرْفَقِ و الكُعُوبِ، كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ علی دَباةٍ أَو علی یَعْسُوبِ، تَشْتِمُنی فی أَنْ أَقُولَ تُوبی المعنی: أَن الله رزقه عند كِبَرِ سِنَّهِ أَولاداً نُجَباءَ من امرأَة سَلْفَعٍ، و هی البَذِیَّة، و جَعل عُنُقَها لِقِصَرِه كعُنُق الدَّباةِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كیفَ الناسُ بعدَ ذلِك؟ قال: دَباً یأْكل شِدادُهُ ضِعافَه حتی تَقومَ علیهم الساعَة‌الدَّبا، مقصور: الجَرَادُ قبلَ أَن یَطِیر، و قیل: هو نَوْعٌ یُشْبِه الجَرادَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قالَ له رجلٌ أَصَبْتُ دَباةً و أَنا مُحْرِم، قال: اذْبَحْ شُوَیْهَةً.أَبو عبیدة: الجراد أَوَّلَ ما یكون سِرْوٌ، و هُو أَبْیض، فإذا تَحَرَّك و اسْوَدّ فهو دَبًی قبلَ أَن تَنْبت أَجنحته. و أَرضٌ مُدْبِیَةٌ:
(1). قوله [الحرانی] هی فی الأَصل بالراء و انظر هل هی محرفة عن الواو و الأَصل الحوانی یعنی الأَضلاع الطوال (2). قوله [سنان الأبانی] كذا فی الأَصل هنا، و الذی فی مادة سلفع: سیار بدل سنان
لسان العرب، ج‌14، ص: 249
كثیرة الدَّبا. و أَرضٌ مُدْبِیَةٌ و مُدَبِّیَة، كلتاهما: من الدَّبا. و أَرض مُدْبِیَةٌ و مَدْبَاةٌ: كثیرة الدَّبا. و أَرض مَدْبِیَّة و مَدْبُوَّةٌ: أَكل الدَّبا نَبْتَها. و أَدْبَی الرِّمْثُ و العَرْفَجُ إذا ما أَشْبَهَ ما یخرج من ورَقِه الدَّبی، و هو حینئذ یَصْلُح أَن یُؤْكلَ. و جاءَ بِ دَبی دُبَیٍّ و دَبَی دُبَیَّیْنِ و دَبَی دَبَیَیْنِ؛ عن ثعلب، یقال ذلك فی موضع الكَثْرة و الخَیرِ و المالِ الكثِیر، فالدَّبَی معروف؛ و دُبَیٌّ: موضع واسع، فكأَنه قال: جاء بمال كدَبَی ذلك الموضع الواسع. ابن الأَعرابی: جاءَ فلانٌ بِ دَبَی دَبَی إذا جاء بمال كالدَّبَی فی الكثرة. و دُبَیٌّ: موضع لَیِّنٌ بالدَّهْناء یأْلفه الجراد فیبیض فیه. و الدَّبَی: موضع. و دَبَی: سوقٌ من أَسواق العرب. و دُبَیَّة: اسم رجل. قال ابن سیدة: و هذا كله بالیاء لأَن الیاء فیه لام، فأَما مَدْبُوَّةٌ فنَوْعٌ من المُعاقَبة. و الدُّبَّاءُ: القَرْعُ علی وزن المُكَّاءِ، واحِدته دُبَّاءَةٌ. قال اللحیانی: و مما تُؤَخِّذُ به نساء العرب الرجالَ أَخَّذْتُه بِدُبَّاءْ مُمَلَّإٍ منَ الماءْ، مُعَلَّقٍ بتِرْشاءْ، فلا یَزَلْ فی تِمْشاءْ، و عَیْنُه فی تِبْكَاءْ، ثم فسره فقال: التِّرْشاءُ الحَبْل، و التِّمشاءُ المَشْیُ، و التِّبْكاءُ البُكاءُ. و الدَّبَّةُ: كالدُّبَّاء؛ و منه قول الأَعرابی: قاتَلَ الله فُلانة كأَنَّ بَطْنَها دَبَّةٌ. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه نهی عن الدُّبَّاء و الحَنْتَمِ و النَّقِیرِ؛ و هو أَوعیة كانوا یَنْتَبِذُون فیها و ضَرِیَت فكان النَّبیذُ فیها یغلی سریعاً و یُسْكِر، فنهاهم عن الْانْتِباذ فیها، ثم رَخَّص، صلی الله علیه و سلم، فی الانْتِباذ فیها بشرط أَن یشربوا ما فیها و هو غیر مسكر، و تحریم الانتباذ فی هذه الظروف كان فی صدر الإِسلام، ثم نسخ، و هو المذهب، و ذهب مالك و أَحمد إلی بقاء التحریم؛ و وزن الدُّبَّاء فُعَّال و لامُه همزة لأَنه لم یُعْرف انْقلاب لامهِ عن واو أو یاء؛ قاله الزمخشری؛ قال ابن الأَثیر: و أَخرجه الهروی فی دبب علی أَن الهمزة زائدة، و أَخرجه الجوهری فی المعتل علی أَن همزته منقلبة، قال: و كأَنه أَشبه، و الله أَعلم؛ و قال: إذا أَقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَةٌ، من الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ فی الغُدَرْ و هذا البیت فی الصحاح منسوب لإمرئ القیس و هو: و إنْ أَدْبَرَتْ قلتَ: دُبَّاءَةٌ، منَ الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ فی الغُدَرْ

دجا؛ ج14، ص: 249

: الدُّجی: سَوادُ اللیلِ مَعَ غَیْمٍ، و أَنْ لا تری نَجْماً و لا قمَراً، و قیل: هو إذا أَلْبَسَ كلَّ شی‌ءٍ و لَیْس هو من الظُّلْمة، و قالوا: لَیْلة دُجیً و لیالٍ دُجًی، لا یُجْمع لأَنه مصدر وُصِفَ به، و قد دَجا اللیلُ یَدْجُو دَجْواً و دُجُوّاً، فهو داجٍ و دَجِیٌّ، و كذلك أَدْجَی و تَدجَّی اللیل؛ قال لبید: و اضْبِطِ اللیلَ، إذا رُمْتَ السُّری، و تَدَجَّی بعد فَوْرٍ و اعْتَدَلْ فَوْرَتُه: ظُلْمَتُه. و تَدَجِّیه: سكونُه؛ و شاهد أَدْجَی اللیلُ قول الأَجْدَعِ الهَمْدانی: إذا اللیلُ أَدْجَی و اسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ، و صاحَ من الأَفْراطِ هامٌ حَوائِمُ الأَفْراطُ: جمع فُرُطٍ و هی الأَكَمة. و كلُّ ما أَلْبَس فقد دجا؛ قال الشاعر: فما شِبْهُ كَعْبٍ غَیرَ أَغْتَمَ فاجِرٍ أَبی، مُذْ دَجا الإِسْلامُ، لا یَتَحَنَّفُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 250
یعنی أَلْبَس كُلَّ شی‌ءٍ، و هذا البیتُ شاهِدُ دَجا بمعنی أَلْبَس و انْتَشَر؛ و منه قولهم: دَجا الإِسلامُ أَی قَوِیَ و أَلْبَسَ كلَّ شی‌ءٍ. و حكی عن الأَصْمعی أَنَّ دَجا اللیلُ بمعنی هَدَأَ و سَكَن؛ و شاهده قول بشر: أَشِحُّ بها، إذا الظَّلْماءُ أَلْقَتْ مَراسِیَها، و أَرْدَفَها دُجَاها و‌فی الحدیث: أَنه بعث عُیَیْنة بن بَدْرٍ حین أَسلَم الناسُ و دَجا الإِسْلامُ فأَغارَ علی بنی عَدِیّ، أَی شاع الإِسلام و كَثُر، من دَجا اللیلُ إذا تَمَّتْ ظُلْمَته و أَلْبس كلَّ شی‌ء. و دَجا أَمْرُهم علی ذلك أَی صَلَح. و‌فی الحدیث: ما رُؤِیَ مثلُ هذا مُنْذُ دَجا الإِسْلامُ، و فی روایة: منذ دَجَتِ الإِسْلامُ‌فأَنَّث علی معنی المِلَّة؛ و منه‌الحدیث: مَن شَقَّ عَصا المُسْلِمِین و هُمْ فی إسْلامٍ داجٍ، و یروی: دامِجٍ.و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: یُوشِكُ أَنْ یَغشاكُمْ دَوَاجِی ظُلَلِه‌أَی ظُلَمُها، واحِدتها دَاجِیَةٌ. و الدُّجَی: جمعُ دُجْیَة و هذه الكلمة واویة و یائیة بتقاربِ المعنی. و دَیَاجِی اللیل: حَنادِسُه كأَنه جمع دَیْجاةٍ. و دَجَا الشی‌ءُ الشی‌ءَ إذا سَتَرَهُ؛ قال: و معنی قوله: أَبی مُذْ دَجا الإِسْلامُ لا یَتحَنَّفُ قال: لَجَّ هذا الكافر أَن یُسْلِم بعد ما غَطَّی الإِسلامُ بثَوْبِه كُلّ شی‌ءٍ. ابن سیدة: و ذهب ابن جنی إلی أَن الدُّجی الظُّلْمة واحِدَتها دُجْیَة، قال: و لیس من دَجَا یَدْجُو و لكنه فی معناه. و لیل دَجِیٌّ: داجٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و الصُّبْحُ خَلْفَ الفَلَق الدَّجِیِّ و الدُّجُوُّ: الظلمة. و لیلةٌ داجِیَةٌ: مُدْجِیة، و قد دَجَتْ تَدْجُو. و داجی الرجلَ: ساتَرَه بالعَداوة و أَخْفاها عنه فكأَنه أَتاه فی الظُّلمة، و دَاجَاه أَیضاً: عاشَرَه و جامَله. التهذیب: و یقال دَاجَیْتُ فلاناً إذا ماسَحْتَه علی ما فی قلبه و جامَلْته. و المُداجاةُ: المُداراةُ. و المُداجاةُ: المُطاولة. و داجَیْتُه أَی داریته، و كأَنك ساترته العَداوَةَ؛ و قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحِبٍ: كلٌّ یُداجِی علی البَغْضاءِ صاحِبَهُ، و لن أُعالِنَهُمْ إلا بما عَلَنُوا و ذكر أَبو عمرو أَن المُداجَاةَ أَیضاً المَنْعُ بین الشِّدَّةِ و الإِرْخاء. و الدُّجْیَةُ، بالضم: قُتْرةُ الصائد، و جمعها الدُّجی؛ قال الشَّماخ: علیها الدُّجی المُسْتَنْشَآتُ، كأَنَّها هوادِجُ مَشْدُودٌ علیها الجزاجِزُ و الدُّجْیَةُ: الصُّوف الأَحمر، و أَراد الشماخ هذا، و یقال دُجیً؛ قال ابن بری: و قول أُمیة بن أَبی عائذ: به ابنُ الدُّجی لاطِئاً كالطِّحالْ قیل: الدُّجَی جمع دُجْیة لقُتْرةِ الصائد، و قیل: جمع دُجْیَةٍ للظلمة لأَنه ینام فیها لیلًا؛ و قال الطِّرِمَّاح فی الدُّجْیَة لقُتْرةِ الصائد: مُنْطَوٍ فی مُسْتوی دُجْیَةٍ، كانْطواءِ الحُرِّ بَیْنَ السِّلامْ و دُجْیَة القَوْس: جلْدَةٌ قدرُ إصْبَعَین توضع فی طَرَف السیر الذی تُعَلَّق به القوس و فیه حَلْقة فیها طرف السیر، و قال: الدُّجَة علی أَربع أَصابع من عُنْتُوت القَوْس، و هو الحَزُّ الذی تدخل فیه
لسان العرب، ج‌14، ص: 251
الغانَة، و الغانَة حَلْقة رأْسِ الوتَر. قال أَبو حنیفة: إذا التَأَمَ السحابُ و تَبَسَّطَ حتی یَعُمَّ السماء فقد تَدَجَّی. و دَجَا شَعَرُ الماعزة: أَلْبَس و رَكِب بَعضُه بَعْضاً و لم یَنْتَفِشْ. و عَنْزٌ دَجْواءُ: سابِغة الشَّعَر، و كذلك الناقة. و نِعْمة داجِیَة: سابِغَة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و إنْ أَصابَتْهُمُ نَعْماءُ داجِیَةٌ لم یَبْطَرُوها، و إن فاتَتْهُمُ صَبَروُا و یقال: إنه لفی عَیْشٍ داجٍ دَجِیّ، كأَنه یُرادُ به الخَفْضُ؛ و أَنشد: و العَیْشُ داجٍ كَنفاً جِلْبابُه ابن الأَعرابی: الدُّجَی صِغارُ النَّحْل، و الدُّجْیَة ولد النَّحْلة، و جَمْعُها دُجیً؛ قال الشاعرِ: تَدِبُّ حُمَیَّا الكأْسِ فیهمْ، إذا انْتَشَوْا، دَبِیبَ الدُّجَی وَسْطَ الضَّرِیبِ المُعَسَّلِ و الدُّجَة: الزِّرُّ، و فی التهذیب: زِرُّ القمیص. یقال: أَصلح دُجَة قمِیصك، و الجمع دُجاتٌ و دُجیً. و الدُّجَة: الأَصابع و علیها اللُّقْمة. ابن الأَعرابی قال: محاجاةٌ للأَعْراب: یقولون ثلاثُ دُجَهْ یَحْمِلْنَ دُجَهْ إلی الغَیْهبانِ فالمِنْثَجَهْ؛ قال: الدُّجَةُ الأَصابعُ الثلاثُ، و الدُّجَةُ اللُّقْمة، و الغَیْهَبانُ البَطْنُ، و المِنْثَجَةُ الاسْتُ، و الدَّجْوُ الجِماع؛ و أَنشد: لَمَّا دَجاها بِمِتَلٍّ كالقَصَب «3».

دحا؛ ج14، ص: 251

: الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ یَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها. و قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحٰاهٰا، قال: بَسَطَها؛ قال شمر: و أَنشدتنی أَعرابیة: الحمدُ لله الذی أَطاقَا، بَنَی السماءَ فَوْقَنا طِباقَا، ثم دَحا الأَرضَ فما أَضاقا قال شمر: و فسرته فقالت دَحَا الأَرضَ أَوْسَعَها؛ و أَنشد ابن بری لزید بن عمرو بن نُفَیْل: دَحَاها، فلما رآها اسْتَوَتْ علی الماء، أَرْسَی علیها الجِبالا و دَحَیْتُ الشی‌ءَ أَدْحاهُ دَحْیاً: بَسَطْته، لغة فی دَحَوْتُه؛ حكاها اللحیانی. و‌فی حدیث علیّ و صلاتهِ، رضی الله عنه: اللهم دَاحِیَ المَدْحُوَّاتِ، یعنی باسِطَ الأَرَضِینَ و مُوَسِّعَها، و‌یروی؛ دَاحِیَ المَدْحِیَّاتِ. و الدَّحْوُ: البَسْطُ. یقال: دَحَا یَدْحُو و یَدْحَی أَی بَسَطَ و وسع. و الأُدْحِیُّ و الإِدْحِیُّ و الأُدْحِیَّة و الإِدْحِیَّة و الأُدْحُوَّة: مَبِیض النعام فی الرمل، وزنه أُفْعُول من ذلك، لأَن النعامة تَدْحُوه برِجْلها ثم تَبِیض فیه و لیس للنعام عُشٌّ. و مَدْحَی النعام: موضع بیضها، و أُدْحِیُّها: موضعها الذی تُفَرِّخ فیه. قال ابن بری: و یقال للنعامة بِنْتُ أُدْحِیَّةٍ؛ قال: و أَنشد أَحمد بن عبید عن الأَصمعی: بَاتَا كَرِجْلَیْ بِنْتِ أُدْحِیَّةٍ، یَرْتَجِلانِ الرِّجْلَ بالنَّعْلِ فأَصْبَحا، و الرِّجْلُ تَعْلُوهُما، تَزْلَعُ عن رِجْلِهِما القَحْلِ یعنی رِجْلَیْ نَعامة، لأَنه إذا انكسرت إحداهما بطلت الأُخری، و یرتجلان یَطْبُخان، یَفْتَعِلان من المِرْجَل، و النَّعْل الأَرض الصُّلبة، و قوله: و الرجْلُ تعلوهما أَی ماتا من البرد و الجرادُ یعلوهما، و تَزْلَعُ تزلق، و القَحْلُ الیابس لأَنهما قد ماتا.
(3). قوله [كالقصب] كذا فی الأَصل و التهذیب و المحكم، و الذی فی التكملة: كالصقب بتقدیم الصاد علی القاف الساكنة أی كالعمود
لسان العرب، ج‌14، ص: 252
و‌فی الحدیث: لا تكونوا كقَیْضِ بَیْضٍ فی أَدَاحِیَّ؛ هی جمع الأُدْحِیِّ، و هو الموضع الذی تبیض فیه النعامة و تُفْرِخ. و‌فی حدیث ابن عمر: ف دَحَا السَّیْلُ فیه بالبَطْحاءِ‌أَی رَمَی و أَلْقَی. و الأُدْحِیُّ: من منازل القمر شبیه بأُدْحِیِّ النَّعام، و قال فی موضع آخر: الأُدْحِیُّ منزلٌ بین النَّعائِمِ و سَعْدٍ الذَّابِحِ یقال له البَلْدَة. و سئل ابن المسیب عن الدَّحْوِ بالحجارة فقال: لا بأْس به، أَی المُراماة بها و المسابقة. ابن الأَعرابی: یقال هو یَدْحُو بالحَجَرِ بیَدِه أی یَرْمِی به و یدفعه، قال: و الدَّاحِی الذی یَدْحُو الحَجَر بیدهِ، و قد دَحَا به یَدْحُو دَحْواً و دَحَی یَدْحَی دَحْیاً. و دَحَا المَطَرُ الحَصَی عن وجه الأَرض دَحْواً: نَزَعه. و المطر الدَّاحِی یَدْحَی الحَصَی عن وجه الأَرض: یَنْزِعُه؛ قال أَوس بن حَجَر: یَنْزِعُ جلْدَ الحَصَی أَجَشُّ مُبْتَرِكٌ، كأَنَّه فاحِصٌ أوْ لاعِبٌ دَاحِی و هذا البیت نسبه الأَزهری لعبید و قال: إنه یصف غیثاً. و یقال للَّاعِب بالجَوْز: أَبْعِدِ المَرْمَی و ادْحُه أی ارْمِهِ؛ و أَنشد ابن بری: فَیَدْحُو بِكَ الدَّاحِی إلی كُلِّ سَوْءَةٍ، فَیَا شَرَّ مَنْ یَدحُو بأَطْیَش مُدْحَوِی و‌فی حدیث أَبی رافع: كنت أُلاعِبُ الحَسَن و الحسین، رضوان الله علیهما، ب المَدَاحِی؛ هی أَحجار أَمثال القِرَصَة، كانوا یحفِرون حُفْرة و یَدْحُون فیها بتلك الأَحْجار، فإن وقع الحجر فیها غَلَب صاحِبُها، و إن لم یَقَع غُلِبَ. و الدَّحْوُ: هو رَمْیُ اللَّاعِب بالحَجَر و الجَوْزِ و غیرهِ. و المِدْحاة: خَشَبة یَدْحَی بها الصبِیُّ فتمر علی وجه الأَرض لا تأْتی علی شی‌ء إلا اجْتَحَفَتْه. شمر: المِدْحَاة لعبة یلعب بها أَهل مكة، قال: و سمعت الأَسَدِیَّ یصفها و یقول: هی المَداحِی و المَسَادِی، و هی أَحجار أَمثال القِرَصة و قد حَفَروا حُفْرة بقدر ذلك الحَجَر فیَتَنَحَّون قلیلًا، ثم یَدْحُون بتلك الأَحْجار إلی تلك الحُفْرة، فإن وقع فیها الحجر فقد قَمَر، و إلَّا فقد قُمِرَ، قال: و هو یَدْحُو و یَسْدُو إذا دَحاها علی الأَرض إلی الحُفْرة، و الحُفْرة هی أُدْحِیَّة، و هی افْعُولة من دَحَوْت. و دَحا الفرسُ یَدْحُو دَحْواً: رَمَی بیدیه رَمْیاً لا یَرْفَع سُنْبُكَه عن الأَرض كثیراً. و یقال للفَرَس: مَرَّ یَدْحُو دَحْواً. العِتْرِیفی: تَدَحَّتِ الإِبِلُ إذا تَفَحَّصَت فی مَبارِكِها السَّهْلةِ حتی تدع فیها قَرامِیصَ أَمْثالَ الجِفارِ، و إنما تفعل ذلك إذا سمنت. و نام فلان فَتَدَحَّی أَی اضْطَجَع فی سَعَةٍ من الأَرض. و دَحَا المرأَةَ یَدْحُوها: نَكَحَها. و الدَّحْوُ: اسْتِرْسال البَطْنِ إلی أَسْفَلَ و عِظَمُه؛ عن كُراع. و دِحْیَة [دَحْیَة الكَلْبِیُّ؛ حكاه ابن السكیت بالكسر، و حكاه غیره بالفتح، قال أَبو عمرو: و أَصل هذه الكلمة السیّد بالفارسیة. قال الجوهری: دِحْیَة، بالكسر، هو دَحْیَةُ بنُ خَلیفة الكَلْبِیُّ الذی كان جبریلُ، علیه السلام، یأْتی فی صورته و كان من أَجمل الناس و أَحسنهم صورة. قال ابن بری: أَجاز ابن السكیت فی دِحْیة الكَلْبِیّ فتح الدال و كسرها، و أَما الأَصمعی ففتح الدال لا غیر. و‌فی الحدیث: كان جبریل، علیه السلام، یأْتیه فی صورة دِحیْة.و الدِّحْیة: رئیسُ الجُنْدِ و مُقَدَّمُهم، و كأَنه من دَحاه یَدْحُوه إذا بَسَطه و مَهَّده لأَن الرئیس له البَسْط و التَّمْهید، و قلبُ الواو فیه یاءً نظیر قَلْبِها
لسان العرب، ج‌14، ص: 253
فی فِتیة و صِبْیة، و أَنكر الأَصمعی فیه الكَسر. و‌فی الحدیث: یدخل البیتَ المعمورَ كلَّ یوم سبعون أَلفَ دِحْیَةٍ مع كل دِحْیةٍ سبعون أَلفَ مَلَكٍ؛ قال: و الدِّحْیَة رئیس الجُنْدِ، و به سُمِّیَ دِحْیَةُ الكَلْبِیّ. ابن الأَعرابی: الدِّحْیَة رئیس القوم و سیِّدهم، بكسر الدال، و أَمّا دَحْیَة بالفَتْح و دِحْیَة فهما ابْنا معاویة بنِ بكرِ بنِ هَوازِن. و بنو دُحَیّ بطن. و الدَّحِیُّ: موضع.

دخی؛ ج14، ص: 253

: الدَّخَی: الظلمة. و لیلة دَخْیَاءُ: مُظْلِمَة. و لیل دَاخٍ: مُظْلِم. قال ابن سیدة: فإمّا أَن یكون علی النَّسبِ، و إما أَن یكون علی فِعْلٍ لم نَسْمعه.

ددا؛ ج14، ص: 253

: الجوهری: الدَّدُ اللهْوُ و اللعِبُ. و‌فی الحدیث: ما أَنا مِنْ دَدٍ و لا الدَّدُ مِنِّی، قال: و فیه ثلاث لغات: هذا دَدٌ، و دَداً مثل قَفاً، و دَدَنٌ؛ قال طرفة: كأَنَّ حُدوجَ المالِكِیّة، غُدْوَةً، خَلایَا سَفِینٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ و یقال: هو موضع؛ قال ابن بری: صواب هذا الحرف أن یُذْكر فی فصل دَدَنَ أَو فی فصل دَدَا من المعتل، لأَنه یائی محذوف اللام، و ترجم علیه الجوهری فی حرف الدال فی ترجمة دد. و الحُدُوج: جمع حِدْجٍ و هی مراكب النساء، و المالِكِیّة: منسوبة إلی مالك بن سعد بن ضُبَیْعَة، و السَّفِینُ: جمع سَفِینة، و النَّواصِفُ: جمع ناصِفة الرَّحَبة الواسِعة تكون فی الوادی؛ قال ابن الأَثیر: الدَّدُ اللهْو و اللَّعِبُ، و هی محذوفة اللام، و قد اسْتُعْمِلَتْ مُتَمَّمة دَدیً كنَدیً و عَصاً، و دَدٌ مثلَ دم، و دَدَنٌ كبَدَنٍ؛ قال: فلا یَخْلُو المحذوف أَن یكون یَاءً كقولهم یَدٌ فی یَدْیٍ، أَو نوناً كقولهم لَدُ فی لَدُنْ، و معنی تنكیرِ الدَّدِ فی الأَوَّلِ الشِّیاع و الاستغراق و أَن لا یبقی شی‌ءٌ منه إلا و هو مُنَزَّه عنه أَی ما أنا فی شی‌ء من اللهْوِ و اللَّعِب، و تعریفه فی الجملة الثانیة لأَنه صار معهوداً بالذكر كأَنه قال و لا ذلك النوع، و إنما لم یقل و لا هو مِنِّی لأَن الصریح آكد و أَبلغ، و قیل: اللام فی الدَّد لاستغراق جنس اللعب أَی و لا جنس اللعب منی، سواء كان الذی قلته أو غیرَه من أَنواع اللعب و اللهو، و اختار الزمخشری الأَول، قال: و لیس یحسن أَن یكون لتعریف الجنس و یخرج عن التئامه، و الكلام جملتان، و فی الموضعین مضاف محذوف تقدیره ما أنا من أَهل دَدٍ و لا الدَّدُ من أَشغالی. ابن الأَعرابی: یقال هذا دَدٌ و دَداً و دَیْدٌ و دَیَدَانٌ و دَدَنٌ و دَیْدَبُونٌ لِلَّهْوِ. ابن السكیت: ما أَنَا مِنْ دَداً و لا الدَّدَا مِنِّیَهْ، ما أَنَا من الباطِلِ و لا الباطِلُ منِّی. و قال اللیث: دَدٌ حكایة الاسْتِنانِ للطَّرَبِ و ضَرْبُ الأَصابِعِ فی ذلك، و إن لم تُضْرَب بعدَ الجری فی بِطالَةٍ فهو دَدٌ؛ قال الطرماح: و اسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُمْ لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ آلُ الضُّحَی نَاشِطاً منْ دَاعِباتِ دَدِ أَراد بالنَّاشِطِ شَوْقاً نازِعاً. قال اللیث: و أَنشده بعضهم: … من دَاعِبٍ دَدِدِ؛ قال: لمَّا جعله نعتاً للدّاعِبِ كسَعَه بدال ثالثة لأَن النعت لا یتمكن حتی یتمَّ ثلاثة أَحْرُفٍ فما فوق ذلك، فصار دَدِدِ نَعْتاً لِلدَّاعِب اللاعِبِ، قال: فإذا أَرادوا اشتقاق الفعل منه لم یَنْفَك لكثرة الدالات، فیفصلون بین حرفی الصدر بهمزة فیقولون دَأْدَدَ یُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، و إنما اختاروا الهمزة لأَنها أَقوی الحروف، و نحو ذلك
لسان العرب، ج‌14، ص: 254
كذلك. أَبو عمرو: الدَّادِی المُولَع باللهْو الذی لا یَكاد یَبْرَحُه.

دری؛ ج14، ص: 254

: دَرَی الشی‌ءَ دَرْیاً و دِرْیاً؛ عن اللحیانی، و دِرْیَةً و دِرْیَاناً و دِرَایَةً: عَلِمَهُ. قال سیبویه: الدَّرْیَةُ كالدِّرْیَةِ لا یُذْهَبُ به إلی المَرَّةِ الواحدة و لكنه علی معنی الحال. و یقال: أَتی هذا الأَمْرَ من غیر دِرْیَة [دَرْیَة أَی من غیر عِلْمٍ. و یقال: دَرَیْت الشی‌ءَ أَدْرِیهِ عَرَفْته، و أَدْرَیْتُه غیری إذا أَعْلَمْته. الجوهری: دَرَیْته و دَرَیْت به دَرْیاً و دَرْیة و دِرْیةً و دِرَایَة أَی علمت به؛ و أَنشد: لاهُمَّ لا أَدْرِی، و أَنْت الدَّارِی، كُلُّ امْرِئٍ مِنْك علی مِقْدارِ و أَدْرَاه به: أَعْلَمه. و فی التنزیل العزیز: وَ لٰا أَدْرٰاكُمْ بِهِ، فأَما من قرأَ: أَدْرَأَكُم به، مهموز، فلَحْنٌ. قال الجوهری: و قرئ و لا أَدْرَأَكُم به؛ قال: و الوجه فیه تَرْك الهمز؛ قال ابن بری: یرید أَنَّ أَدْرَیْته و أَدْرَاهُ، بغیر همز، هو الصحیح؛ قال: و إنما ذكر ذلك لقوله فیما بعد مُدَاراة الناس، یهمز و لا یهمز. ابن سیدة: قال سیبویه و قالوا لا أَدْر، فحذفوا الیاءَ لكثرة استعمالهم له كقولهم لَم أُبَلْ و لَم یكُ، قال: و نظیره ما حكاه اللحیانی عن الكسائی: أَقْبَلَ یَضْرِبُه لا یَأْلُ، مضمومَ اللامِ بلا واو؛ قال الأَزهری: و العرب ربما حذفوا الیاء من قولهم لا أَدْرِ فی موضع لا أَدْرِی، یكتَفُون بالكسرة منها كقوله تعالی: وَ اللَّیْلِ إِذٰا یَسْرِ؛ و الأَصل یَسْری؛ قال الجوهری: و إنما قالوا لا أَدْرِ بحذف الیاء لكثرة الاستعمال كما قالوا لَمْ أُبَلْ و لم یَكُ. و قوله تعالی: وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحُطَمَةُ؛ تأْویله أَیُّ شی‌ء أَعْلَمَك ما الحُطَمة. قال: و قولهم یُصیبُ و ما یَدْرِی و یُخْطِئُ و ما یدرِی أَی إصابَتَه أَی هو جاهلٌ، إن أَخطأَ لم یَعْرِفْ و إن أَصاب لم یَعْرِفْ أَی ما اخْتل «1»، من قولك دَرَیْت الظباء إذا خَتَلْتَها. و حكی ابن الأَعرابی: ما تَدْرِی ما دِرْیَتُها أَی ما تَعْلَمُ ما علْمُها. و دَرَی الصیدَ دَرْیاً و ادَّرَاه و تَدَرَّاه: خَتَلَه؛ قال: فإن كنتُ لا أَدْرِی الظِّباءَ، فإنَّنی أَدُسُّ لها، تحتَ التُّرابِ، الدَّواهِیا و قال: كیفَ تَرانِی أَذَّرِی و أَدَّرِی غِرَّاتِ جُمْلٍ، و تَدرَّی غِرَرِی؟ فالأَول إنما هو بالذال معجمة، و هو أَفْتَعِل من ذَرَیْت تراب المعدن، و الثانی بدال غیر معجمة، و هو أَفْتَعِل من ادَّراه أَی خَتَلَه، و الثالث تَتَفَعَّل من تَدَرَّاه أَی خَتَلَه فأَسقط إحدی التاءین، یقول: كیف ترانی أَذَّرِی التراب و أَخْتِل مع ذلك هذه المرأَة بالنظر إلیها إذا اغتَرَّت أَی غَفَلَت. قال ابن بری: یقول أَذَّرِی التراب و أَنا قاعد أتشاغل بذلك لئلا ترتاب بی، و أَنا فی ذلك أَنظر إلیها و أَخْتِلُها، و هی أَیضاً تفعل كما أَفعل أَی أَغْتَرُّها بالنظر إذا غَفَلَت فترانی و تَغْتَرُّنی إذا غَفَلْت فتَخْتِلُنی و أَخْتِلُها. ابن السكیت: دَرَیْت فلاناً أَدْرِیه دَرْیاً إذا خَتَلْتَه؛ و أَنشد للأَخطل: فإن كُنت قَدْ أَقْصَدْتنی، إذ رَمَیْتنی بسَهْمِك، فالرَّامی یَصِیدُ و لا یَدْرِی أَی و لا یَخْتِلُ و لا یَسْتَتِرُ. و قد دارَیْته إذا خاتَلْته. و الدَّرِیَّة: الناقة و البقرة یَسْتَتِرُ بها من الصید فیختِلُ، و قال أَبو زید: هی مهموزة لأَنها تُدْرأُ للصید أَی
(1). قوله [أی ما اختل إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 255
تدفع، فإن كان هذا فلیس من هذا الباب. و قد ادَّرَیْت دَرِیَّة و تَدَرَّیت. و الدَّرِیّة: الوحش من الصید خاصة. التهذیب: الأَصمعی الدَّرِیّة، غیر مهموز، دابَّة یستتر بها الصائد الذی یرمی الصید لیصیده، فإذا أَمكنَه رمی، قال: و یقال من الدَّرِیّة ادَّرَیْت و دَرَیْت. ابن السكیت: انْدَرَأْتُ علیه انْدِراءً، قال: و العامة تقول انْدَرَیْت. الجوهری: و تَدَرَّاه و ادَّراه بمعنی خَتَله، تَفَعَّل و افْتَعَل بمعنی؛ قال سُحَیم: و ما ذا یَدَّرِی الشُّعَراءُ مِنِّی، و قَدْ جاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِینِ؟ قال یعقوب: كسر نون الجمع لأَن القوافی مخفوضة، أَ لا تری إلی قوله: أَخو خَمْسِین مُجْتَمعٌ أَشُدِّی، و نَجَّذَنی مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ و ادَّرَوْا مكاناً: اعْتَمَدوه بالغارة و الغَزْو. التهذیب: بنو فلان ادَّرَوْا فلاناً كأَنَّهم اعْتَمَدوه بالغارة و الغزو؛ و قال سُحَیم بن وَثیل الریاحی: أَتَتْنا عامِرٌ من أَرْضِ رامٍ، مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِینا و المُدَارَاةُ فی حُسْن الخُلُق و المُعاشَرةِ مع الناس یكونُ مهموزاً و غیر مهموز، فمن همزه كان معناه الاتِّقاءَ لشَرِّه، و من لم یهمزه جعله من دَرَیْت الظَّبْیَ أَی احْتَلْت له و خَتَلْته حتی أَصِیدَه. و دَارَیْته من دَرَیْت أَی خَتَلْت. الجوهری: و مُدَارَاة الناس المُداجاة و المُلایَنَة؛ و منه‌الحدیث: رأْس العَقْلِ بعدَ الإِیمانِ بالله مُدَارَاةُ الناسِ‌أَی مُلایَنَتُهُم و حُسنُ صُحْبَتِهِم و احْتِمالُهُم لئَلَّا یَنْفِروا عَنْكَ. و دَارَیت الرجلَ: لایَنْته و رَفَقْت به، و أَصله من دَرَیْت الظَّبْی أَی احْتَلْت له و خَتَلْته حتی أَصیدَه. و دَارَیْتُه و دَارأْته: أَبْقَیْته، و قد ذكرناه فی الهمز أَیضاً. و دارأْت الرجلَ إذا دَافَعْتَه، بالهمز، و الأَصل فی التَّدَارِی التَّدارُؤُ، فَتُرِكَ الهَمْز و نُقِلَ الحرف إلی التشبیه بالتقاضی و التداعی. و الدَّرْوانُ: ولَدُ الضِّبْعانِ من الذِّئْبة؛ عن كراع. و المِدْرَی و المِدْراة و المَدْرِیَةُ: القَرْنُ، و الجمع مَدارٍ و مَدارَی، الأَلف بدل من الیاء. و دَرَی رَأْسَه بالمِدْری: مَشَطَه. ابن الأَثیر: المِدْرَی و المِدْرَاةُ شی‌ء یُعْمَل من حدید أَو خشب علی شكل سنّ من أَسْنان المُشْطِ و أَطْولُ منه، یُسَرَّحُ به الشَّعَر المُتَلَبِّدُ و یَستَعمله من لم یكن له مُشْط؛ و منه‌حدیث أُبیّ: أَن جاریةً له كانَت تَدَّری رأْسَهُ بِمِدْراها‌أَی تُسَرِّحُه. یقال: ادَّرَت المرأَة تَدَّرِی ادِّراءً إذا سَرَّحَتْ شعرها به، و أَصلها تَدْتَری، تَفْتَعِل من استعمال المِدْری، فأُدغمت التاء فی الدال. و قال اللیث: المِدْرَاةُ حدیدة یُحَكُّ بها الرأْس یقال لها سَرْخارَهْ، و یقال مِدْریً، بغیر هاء، و یُشَبَّه قَرْنُ الثَّوْرِ به؛ و منه قول النابغة: شَكَّ الفَرِیصَةَ بالمِدْرَی فأَنْفَذَها، شَكَّ المُبَیْطِرِ إذْ یَشْفِیِ مِنَ العَضَدِ و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان فی یَدِهِ مِدْریً یَحُكُّ بها رأْسَه فَنَظَر إلَیْه رَجلٌ من شَقِّ بابهِ قال: لو عَلِمْتُ أَنَّك تَنْظُر لَطَعَنْتُ به فی عَیْنِكَ.فقال: و ربما قالوا للمِدْراةِ مَدْرِیَة، و هی التی حدِّدَت حتی صارت مِدْرَاةً؛ و حدث المنذری أَن الحربی أَنشده:
لسان العرب، ج‌14، ص: 256
و لا صُوار مُدَرَّاةٍ مَناسِجُها، مثلُ الفریدِ الذی یَجْری مِنَ النَّظْمِ قال: و قوله مُدَرَّاة كأَنها هُیِّئَت بالمِدْری من طول شعرها، قال: و الفَرِیدُ جمع الفریدة، و هی شَذْرة من فضة كاللؤلؤ، شَبَّه بیاض أَجسادها بها كأَنها الفضة. الجوهری فی المِدْراةِ قال: و ربما تُصْلِحُ بها الماشطة قُرُونَ النِّساء، و هی شی‌ء كالمِسَلَّة یكون مَعَها؛ قال الشاعر: تَهْلِكُ المِدْراةُ فی أَكْنافِه، و إِذا ما أَرْسَلَتْهُ یَعْتَفِرْ و یقال: تَدَرَّت المرأَة أَی سَرَّحت شعَرها. و قولهم جَأْبُ المِدْری أَی غَلِیظ القَرْنِ، یُدَلّ بذلك علی صِغَر سِنِّ الغزال لأَن قَرْنَه فی أَول ما یطلع یغلظ ثم یدق بعد ذلك؛ و قول الهذلی: و بالترك قد دمها و ذات المُدارأَة الغائط «2» المدمومة: المطلیة كأَنها طلیت بشحم. و ذات المدارأَة: هی الشدیدة النفس فهی تُدْرأُ؛ قال و یروی: و ذات المُدَارَاة و الغائط قال: و هذا یدل علی أَن الهمز فیه و ترك الهمز جائز.

درحی؛ ج14، ص: 256

: الجوهری: الدِّرْحَایَةُ الرجُلُ الضَّخْم القصیر، و هی فِعْلایَةٌ؛ قال الراجز: عَكَوَّكاً، إذا مَشَی، دِرْحَایَهْ تَحْسِبُنی لا أَعرفُ الحُدایَهْ قال الشیخ: دِرْحایة ینبغی أَن یكون فی باب الحاء و فصل الدال و الیاء آخره زائدة لأَن الیاء لا تكون أَصلًا فی بنات الأَربعة.

دسا؛ ج14، ص: 256

: دَسَی یَدْسَی: نقیضُ زَكا. اللیث: دَسا فلان یَدْسُو دَسْوَةً، و هو نقیض زَكا یَزْكُو زَكَاةً، و هو داسٍ لا زاكٍ، و دَسَّی نَفْسَه. قال: و دَسَی یَدْسَی لغة، و یَدْسُو أَصوب. ابن الأَعرابی: دَسا إذا اسْتَخَفَی. قال أَبو منصور: و هذا یقرب مما قال اللیث، قال: و أَحسبهما ذهبا إلی قلب حرف التضعیف، و اعتبر اللیث ما قاله فی دَسَّی من قوله عز و جل: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا؛ أَی أَخفاها، و قد تقدم قولنا إِنَّ دَسّٰاهٰا فی الأَصل دَسَّسها، و إِن السینات توالت فقلبت إحداهن یاءً، و أَما دَسَّی غیرَ مُحَوَّل عن المضعف من باب الدَّسِّ فلا أَعرفه و لا أَسمعه، و المعنی خاب من دَسَّی نفسَه أَی أَخْمَلها و أَخَسَّ حَظَّها، و قیل خابت نفسٌ دَسَّاها الله عز و جل. و كل شی‌ء أَخْفَیْته و قلَّلْته فقد دَسَسْته، روی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده: نَزُورُ امْرَأً أَما الإِلَه فَیَتَّقِی، و أَمّا بِفعْلِ الصالِحِینَ فیأْتَمِی قال: أَراد فیَأْتَمُّ. قال أَبو الهیثم: دَسَّی فلان نفْسَه إذا أَخفاها و أَخملها لُؤْماً مخافة أَن یتَنَبَّه له فیُستضافَ. و دسَا اللیلُ دَسْواً و دَسْیاً: و هو خلاف زَكَا. و دَسَّی نفْسَه. و تَدَسَّی و دَسّاه: أَغراه و أَفْسَدَه. و فی التنزیل: وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا؛ و أَنشد ابن الأَعرابی لرجل من طیِّ‌ء: و أَنتَ الذی دَسَّیْتَ عَمْراً، فأَصْبَحَت نِساؤُهُمُ منهم أَرامِلُ ضُیَّعُ قال: دَسَّیْت أَغْوَیْت و أَفسدْت، و عمرو قبیلة.

دشا؛ ج14، ص: 256

: ثعلب عن ابن الأَعرابی: دَشَا إذا غاصَ فی الحرب.
(2). قوله [و بالترك قد دمها إلخ] هذا البیت هو هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌14، ص: 257‌

دعا؛ ج14، ص: 257

: قال الله تعالی: وَ ادْعُوا شُهَدٰاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِینَ؛ قال أَبو إسحاق: یقول ادْعُوا من اسْتَدعَیتُم طاعتَه و رجَوْتم مَعونتَه فی الإِتیان بسورة مثله، و قال الفراء: وَ ادْعُوا شُهَدٰاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ، یقول: آلِهَتَكم، یقول اسْتَغِیثوا بهم، و هو كقولك للرجل إذا لَقِیتَ العدوّ خالیاً فادْعُ المسلمین، و معناه استغث بالمسلمین، فالدُّعَاء هاهنا بمعنی الاستغاثة، و قد یكون الدُّعَاءُ عِبادةً: إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ عِبٰادٌ أَمْثٰالُكُمْ، و قوله بعد ذلك: فَادْعُوهُمْ فَلْیَسْتَجِیبُوا لَكُمْ، یقول: ادعوهم فی النوازل التی تنزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون یُجیبوا دعاءكم، فإن دَعَوْتُموهم فلم یُجیبوكم فأَنتم كاذبون أَنهم آلهةٌ. و قال أَبو إسحاق فی قوله: أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ؛ معنی الدعاء لله علی ثلاثة أَوجه: فضربٌ منها توحیدهُ و الثناءُ علیه كقولك: یا اللهُ لا إله إلا أَنت، و كقولك: ربَّنا لكَ الحمدُ، إذا قُلْتَه فقدَ دعَوْته بقولك ربَّنا، ثم أَتیتَ بالثناء و التوحید، و مثله قوله: وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِی؛ فهذا ضَرْبٌ من الدعاء، و الضرب الثانی مسأَلة الله العفوَ و الرحمة و ما یُقَرِّب منه كقولك: اللهم اغفر لنا، و الضرب الثالث مسأَلة الحَظِّ من الدنیا كقولك: اللهم ارزقنی مالًا و ولداً، و إنما سمی هذا جمیعه دُعَاء لأَن الإِنسان یُصَدّر فی هذه الأَشیاء بقوله یا الله یا ربّ یا رحمنُ، فلذلك سُمِّی دعاءً. و‌فی حدیث عرَفة: أَكثر دُعَائِی و دُعَاء الأَنبیاء قَبْلی بعَرفات لا إله إلا اللهُ وحدهَ لا شریك له، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ، و إنما سمی التهلیلُ و التحمیدُ و التمجیدُ دعاءً لأَنه بمنزلته فی استِیجاب ثوابِ الله و جزائه‌كالحدیث الآخر: إذا شَغَلَ عَبْدی ثناؤه علیَّ عن مسأَلتی أَعْطَیْتُه أَفْضَلَ ما أُعْطِی السائِلین، و أَما قوله عز و جل: فَمٰا كٰانَ دَعْوٰاهُمْ إِذْ جٰاءَهُمْ بَأْسُنٰا إِلّٰا أَنْ قٰالُوا إِنّٰا كُنّٰا ظٰالِمِینَ؛ المعنی أَنهم لم یَحْصُلوا مما كانوا ینْتَحِلونه من المذْهب و الدِّینِ و ما یَدَّعونه إلا علی الاعْتِرافِ بأَنهم كانوا ظالمین؛ هذا قول أَبی إسحاق. قال: و الدَّعْوَی اسمٌ لما یَدَّعیه، و الدَّعْوی تَصْلُح أَن تكون فی معنی الدُّعاء، لو قلت اللهم أَشْرِكْنا فی صالحِ دُعاءِ المُسْلمین أَو دَعْوَی المسلمین جاز؛ حكی ذلك سیبویه؛ و أَنشد: قالت و دَعْوَاها كثِیرٌ صَخَبُهْ و أَما قوله تعالی: وَ آخِرُ دَعْوٰاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ؛ یعنی أَنَّ دُعاءَ أَهلِ الجَنَّة تَنْزیهُ اللهِ و تَعْظِیمُه، و هو قوله: دَعْوٰاهُمْ فِیهٰا سُبْحٰانَكَ اللّٰهُمَّ، ثم قال: وَ آخِرُ دَعْوٰاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِینَ؛ أَخبرَ أَنهم یبْتَدِئُون دُعاءَهم بتَعْظیم الله و تَنزیهه و یَخْتِمُونه بشُكْره و الثناء علیه، فجَعل تنزیهه دعاءً و تحمیدَهُ دعاءً، و الدَّعْوی هنا معناها الدُّعاء. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: الدُّعاءُ هو العِبادَة، ثم قرأَ: وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِی؛ و‌قال مجاهد فی قوله: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِیِّ، قال: یُصَلُّونَ الصَّلَواتِ الخمسَ، و‌رُوِی مثل ذلك عن سعید بن المسیب فی قوله: لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلٰهاً؛ أَی لن نَعْبُد إلهاً دُونَه.و قال الله عز و جل: أَ تَدْعُونَ بَعْلًا؛ أَی أَ تَعْبُدون رَبّاً سِوَی الله، و قال: وَ لٰا تَدْعُ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ؛ أَی لا تَعْبُدْ. و الدُّعاءُ: الرَّغْبَةُ إلی الله عز و جل، دَعَاهُ دُعَاءً و دَعْوَی؛ حكاه سیبویه فی المصادر التی آخرها أَلف التأْنیث؛ و أَنشد لبُشَیْر بن النِّكْثِ:
لسان العرب، ج‌14، ص: 258
وَلَّت و دَعْوَاها شَدیدٌ صَخَبُهْ ذكَّرَ علی معنی الدعاء. و‌فی الحدیث: لو لا دَعْوَةُ أَخِینا سُلْیمانَ لأَصْبَحَ مُوثَقاً یَلْعَبُ به وِلْدانُ أَهلِ المدینة؛ یعنی الشَّیْطان الذی عَرَضَ له فی صلاته، و أَراد بدَعْوَةِ سُلْیمانَ، علیه السلام، قوله: وَ هَبْ لِی مُلْكاً لٰا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی، و من جملة مُلكه تسخیر الشیاطین و انقِیادُهم له؛ و منه‌الحدیث: سأُخْبِرُكم بأَوَّل أَمری دَعْوةُ أَبی إبراهیم و بِشارةُ عِیسی؛ دَعْوةُ إبراهیم، علیه السلام، قولهُ تعالی: رَبَّنٰا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیٰاتِكَ؛ و بِشارَةُ عیسی، علیه السلام، قوله تعالی: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ. و‌فی حدیث معاذ، رضی الله عنه، لما أَصابَهُ الطاعون قال: لیْسَ بِرِجْزٍ و لا طاعونٍ و لكنه رَحْمةُ رَبِّكم و دَعْوَةُ نبِیِّكُم، صلی الله علیه و سلم؛ أَراد‌قوله: اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتی بالطَّعْن و الطاعونِ، و فی هذا الحدیث نَظَر، و ذلك أَنه قال لما أَصابَهُ الطاعون فأَثبَتَ أَنه طاعونٌ، ثم قال: لیسَ برِجْزٍ و لا طاعونٍ فنَفَی أَنه طاعونٌ، ثم فسَّر‌قوله و لكنَّه رحمةٌ من ربِّكم و دَعوةُ نبِیِّكم‌فقال أَراد‌قوله: اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتی بالطَّعْن و الطاعون، و هذا فیه قَلَق. و یقال: دَعَوْت الله له بخَیْرٍ و عَلیْه بِشَرّ. و الدَّعْوة: المَرَّة الواحدةَ من الدُّعاء؛ و منه‌الحدیث: فإن دَعْوتَهم تُحِیطُ من ورائهم‌أَی تحُوطُهم و تكْنُفُهم و تَحْفَظُهم؛ یرید أهلَ السُّنّة دون البِدْعة. و الدُّعَاءُ: واحد الأَدْعِیَة، و أَصله دُعاو لأَنه من دَعَوْت، إلا أن الواو لمَّا جاءت بعد الأَلف هُمِزتْ. و تقول للمرأَة: أَنتِ تَدْعِینَ، و فیه لغة ثانیة: أَنت تَدْعُوِینَ، و فیه لغة ثالثة: أَنتِ تَدْعُینَ، بإشمام العین الضمة، و الجماعة أَنْتُنَّ تَدْعُونَ مثل الرجال سواءً؛ قال ابن بری: قوله فی اللغة الثانیة أَنتِ تَدْعُوِینَ لغة غیر معروفة. و الدَّعَّاءَةُ: الأَنْمُلَةُ یُدْعی بها كقولهم السَّبَّابة كأنها هی التی تَدْعُو، كما أَن السبابة هی التی كأَنها تَسُبُّ. و قوله تعالی: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ؛ قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنها شهادة أَن لا إله إلا الله، و جائزٌ أَن تكون، و الله أَعلم، دَعْوَةُ الْحَقِّ أَنه مَن دَعا الله مُوَحِّداً اسْتُجیب له دعاؤه. و‌فی كتابه، صلی الله علیه و سلم، إلی هِرَقْلَ: أَدْعُوكَ بِ دِعَایَةِ الإِسْلام‌أَی بِدَعْوَتِه، و هی كلمة الشهادة التی یُدْعی إلیها أَهلُ المِلَلِ الكافرة، و‌فی روایة: بداعِیَةِ الإِسْلامِ، و هو مصدر بمعنی الدَّعْوةِ كالعافیة و العاقبة. و منه‌حدیث عُمَیْر بن أَفْصی: لیس فی الخْیلِ داعِیَةٌ لِعاملٍ‌أَی لا دَعْوی لعاملِ الزكاة فیها و لا حَقَّ یَدْعُو إلی قضائه لأَنها لا تَجب فیها الزكاة. و دَعا الرجلَ دَعْواً و دُعَاءً: ناداه، و الاسم الدَّعْوَة. و دَعَوْت فلاناً أَی صِحْت به و اسْتَدْعَیْته. فأَما قوله تعالی: یَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ؛ فإن أَبا إسحق ذهب إلی أَن یَدْعُوا بمنزلة یقول، و لَمَنْ مرفوعٌ بالابتداء و معناه یقولُ لَمَنْ ضَرُّه أَقربُ من نَفْعه إلهٌ و ربٌّ؛ و كذلك قول عنترة: یَدْعُونَ عَنْتَرَ، و الرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بئرٍ فی لَبانِ الأَدْهَمِ معناه یقولون: یا عَنْتَر، فدلَّت یَدْعُون علیها. و هو مِنِّی دَعْوَةَ الرجلِ و دَعْوةُ الرجُلِ، أَی قدرُ ما بینی و بینه، ذلك یُنْصَبُ علی أَنه ظرف و یُرفع علی أَنه اسمٌ. و لبنی فلانٍ الدَّعْوةُ علی قومِهم أَی یُبْدأُ بهم فی الدعاء إلی أَعْطِیاتِهم، و قد انتهت الدَّعْوة إلی بنی فلانٍ. و‌كان عمر بن الخطاب، رضی
لسان العرب، ج‌14، ص: 259
الله عنه، یُقدِّمُ الناسَ فی أَعطِیاتِهِم علی سابِقتِهم، فإذا انتهت الدَّعْوة إلیه كَبَّر‌أَی النداءُ و التسمیةُ و أَن یقال دونكَ یا أَمیرَ المؤمنین. و تَداعی القومُ: دعا بعضُهم بعضاً حتی یَجتمعوا؛ عن اللحیانی، و هو التَّدَاعِی. و التَّدَاعِی و الادِّعَاءُ: الاعْتِزاء فی الحرب، و هو أَن یقول أنا فلانُ بنُ فلان، لأَنهم یَتداعَوْن بأَسمائهم. و‌فی الحدیث: ما بالُ دَعْوی الجاهلیة؟هو قولُهم: یا لَفُلانٍ، كانوا یَدْعُون بعضُهم بعضاً عند الأَمر الحادث الشدید. و منه‌حدیث زیدِ بنِ أَرْقَمَ: فقال قومٌ یا للأَنْصارِ و قال قومٌ: یا للْمُهاجِرین فقال، علیه السلام: دَعُوها فإنها مُنْتِنةٌ.و قولهم: ما بالدَّارِ دُعْوِیٌّ، بالضم، أَی أَحد. قال الكسائی: هو مِنْ دَعَوْت أَی لیس فیها من یَدعُو لا یُتكَلَّمُ به إلَّا مع الجَحْد؛ و قول العجاج: إنِّی لا أَسْعی إلی داعِیَّهْ مشددة الیاء، و الهاءُ للعِمادِ مثل الذی فی سُلْطٰانِیَهْ و مٰالِیَهْ؛ و بعد هذا البیت: إلا ارْتِعاصاً كارْتِعاص الحَیَّهْ و دَعَاه إلی الأَمِیر: ساقَه. و قوله تعالی: وَ دٰاعِیاً إِلَی اللّٰهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرٰاجاً مُنِیراً؛ معناه داعیاً إلی توحید الله و ما یُقَرِّبُ منه، و دَعَاهُ الماءُ و الكَلأُ كذلك علی المَثَل. و العربُ تقول: دَعَانا غَیْثٌ وقع ببَلدٍ فأَمْرَعَ أَی كان ذلك سبباً لانْتِجاعنا إیَّاه؛ و منه قول ذی الرمة: تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّیَبُ و الدُّعَاةُ: قومٌ یَدْعُونَ إلی بیعة هُدیً أَو ضلالة، واحدُهم دَاعٍ. و رجل داعِیَةٌ إذا كان یَدْعُو الناس إلی بِدْعة أَو دینٍ، أُدْخِلَت الهاءُ فیه للمبالغة. و النبی، صلی الله علیه و سلم، داعی الله تعالی، و كذلك المُؤَذِّنُ. و فی التهذیب: المُؤَذِّنُ داعی الله و النبیّ، صلی الله علیه و سلم، داعی الأُمَّةِ إلی توحیدِ الله و طاعتهِ. قال الله عز و جل مخبراً عن الجنّ الذین اسْتَمعوا القرآن: وَلَّوْا إِلیٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِینَ قالوا یٰا قَوْمَنٰا أَجِیبُوا دٰاعِیَ اللّٰهِ. و یقال لكلّ من مات دُعِیَ فأَجاب. و یقال: دعانی إلی الإِحسان إلیك إحسانُك إلیّ. و‌فی الحدیث: الخلافة فی قُرَیْشٍ و الحُكْمُ فی الأَنْصارِ و الدَّعْوَة فی الحَبَشة؛ أَرادَ بالدَّعْوَة الأَذانَ جَعله فیهم تفضیلًا لمؤذِّنِهِ بلالٍ. و الدَّاعِیَة: صرِیخُ الخیل فی الحروب لدعائه مَنْ یَسْتَصْرِخُه. یقال: أَجِیبُوا داعِیَةَ الخیل. و دَاعِیَة اللَّبَنِ: ما یُترك فی الضَّرْع لیَدْعُو ما بعده. و دَعَّی فی الضَّرْعِ: أَبْقی فیه داعیةَ اللَّبنِ. و‌فی الحدیث: أَنه أَمر ضِرارَ بنَ الأَزْوَر أَن یَحْلُبَ ناقةً و قال له دَعْ داعِیَ اللبنِ لا تُجهِده‌أی أَبْق فی الضرع قلیلًا من اللبن و لا تستوعبه كله، فإن الذی تبقیه فیه یَدْعُو ما وراءه من اللبن فیُنْزله، و إذا استُقْصِیَ كلُّ ما فی الضرع أَبطأَ دَرُّه علی حالبه؛ قال الأَزهری: و معناه عندی دَعْ ما یكون سَبباً لنزول الدِّرَّة، و ذلك أَن الحالبَ إذا ترك فی الضرع لأَوْلادِ الحلائبِ لُبَیْنةً تَرضَعُها طابت أَنفُسُها فكان أَسرَع لإِفاقتِها. و دعا المیتَ: نَدَبه كأَنه ناداه. و التَّدَعِّی: تَطْریبُ النائحة فی نِیاحتِها علی مَیِّتِها إذا نَدَبَتْ؛ عن اللحیانی. و النادبةُ تَدْعُو المیّت إذا نَدَبَتْه، و الحمامة تَدْعو إذا ناحَتْ؛ و قول بِشْرٍ: أَجَبْنا بَنی سَعْد بن ضَبَّة إذْ دَعَوْا، و للهِ مَوْلی دَعْوَةٍ لا یُجِیبُها یرید: لله ولیُّ دَعْوةٍ یُجیب إلیها ثم یُدْعی فلا
لسان العرب، ج‌14، ص: 260
یُجیب؛ و قال النابغة فجعَل صوتَ القطا دعاءً: تَدْعُو قَطاً، و به تُدْعی إذا نُسِبَتْ، یا صِدْقَها حین تَدْعُوها فتَنْتَسِب أَی صوْتُها قَطاً و هی قَطاً، و معنی تدعو تُصوّت قَطَا قَطَا. و یقال: ما الذی دعاك إلی هذا الأَمْرِ أَی ما الذی جَرَّكَ إلیه و اضْطَرَّك. و‌فی الحدیث: لو دُعِیتُ إلی ما دُعِیَ إلیه یوسفُ، علیه السلام، لأَجَبْتُ؛ یرید حین دُعِیَ للخروج من الحَبْسِ فلم یَخْرُجْ و قال: ارْجِعْ إِلیٰ رَبِّكَ فَسْئَلْهُ؛ یصفه، صلی الله علیه و سلم، بالصبر و الثبات أَی لو كنت مكانه لخرجت و لم أَلْبَث. قال ابن الأَثیر: و هذا من جنس تواضعه فی‌قوله لا تُفَضِّلونی علی یونُسَ بنِ مَتَّی.و‌فی الحدیث: أَنه سَمِع رجُلًا یقول فی المَسجِدِ من دَعَا إلی الجَمَلِ الأَحمر فقال لا وجَدْتَ؛ یرید مَنْ وجَدَه فدَعا إلیه صاحِبَه، و إنما دعا علیه لأَنه نهی أَن تُنْشَدَ الضالَّةُ فی المسجد. و قال الكلبی فی قوله عز و جل: ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ یُبَیِّنْ لَنٰا مٰا لَوْنُهٰا، قال: سَلْ لنا رَبّك. و الدَّعْوة و الدِّعْوة و المَدْعاة و المِدْعاةُ: ما دَعَوتَ إلیه من طعام و شراب، الكسر فی الدِّعْوَة «3». لعَدِی بن الرِّباب و سائر العرب یفتحون، و خص اللحیانی بالدَّعْوَة الولیمة. قال الجوهری: كُنا فی مَدْعَاةِ فلان و هو مصدر یریدون الدُّعاءَ إلی الطعام. و قول الله عز و جل: وَ اللّٰهُ یَدْعُوا إِلیٰ دٰارِ السَّلٰامِ وَ یَهْدِی مَنْ یَشٰاءُ إِلیٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِیمٍ؛ دارُ السلامِ هی الجَنَّة، و السلام هو الله، و یجوز أَن تكون الجنة دار السلام أَی دار السلامة و البقاء، و دعاءُ اللهِ خَلْقَه إلیها كما یَدْعُو الرجلُ الناسَ إلی مَدْعاةٍ أَی إلی مَأْدُبَةٍ یتَّخِذُها و طعامٍ یدعو الناسَ إلیه. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال إذا دُعِیَ أَحَدُكم إلی طعام فلْیُجِبْ فإن كان مُفْطِراً فلْیَأْكُلْ و إن كان صائماً فلْیُصَلِّ.و فی العُرْسِ دَعْوة أَیضاً. و هو فی مَدْعَاتِهِم: كما تقول فی عُرْسِهِم. و فلان یَدَّعِی بكَرَم فِعالهِ أَی یُخْبِر عن نفسه بذلك. و المَداعِی: نحو المَساعی و المكارمِ، یقال: إنه لذُو مَدَاعٍ و مَساعٍ. و فلان فی خیر ما ادَّعَی أَی ما تَمَنَّی. و فی التنزیل: وَ لَهُمْ مٰا یَدَّعُونَ؛ معناه ما یتَمَنَّوْنَ و هو راجع إلی معنی الدُّعاء أَی ما یَدَّعِیه أَهلُ الجنة یأْتیهم. و تقول العرب: ادَّعِ علیَّ ما شئتَ. و قال الیزیدی: یقال لی فی هذا الأَمر دَعْوَی و دَعاوَی و دَعَاوةٌ و دِعَاوَةٌ؛ و أَنشد: تأْبَی قُضاعَةُ أَنْ تَرْضی دِعاوَتَكم و ابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَیْضَةُ البَلَدِ قال: و النصب فی دَعاوة أَجْوَدُ. و قال الكسائی: یقال لی فیهم دِعْوة أَی قَرابة و إخاءٌ. و ادَّعَیْتُ علی فلان كذا، و الاسم الدَّعْوی. و دعاهُ اللهُ بما یَكْرَه: أَنْزَلَه به؛ قال: دَعاكَ اللهُ من قَیْسٍ بأَفْعَی، إذا نامَ العُیونُ سَرَتْ عَلَیْكا «4». القَیْسُ هنا من أَسماء الذَّكَر. و دَوَاعِی الدَّهْرِ: صُرُوفُه. و قوله تعالی فی ذِكْرِ لَظَی، نعوذ بالله منها: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰی؛ من ذلك أَی تَفْعل بهم الأَفاعیل المَكْرُوهَة، و قیل: هو من الدُّعَاء الذی هو النداء، و لیس بقَوِیّ. و روی الأَزهری عن المفسرین: تَدْعُو الكافر باسمه و المنافق باسمه، و قیل: لیست كالدعاءِ تَعالَ، و لكن دَعْوَتها إیاهم ما تَفْعَل بهم من الأَفاعیل المكروهة، و قال محمد بن یزید: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰی أَی تُعَذِّبُ، و قال
(3). قوله [الكسر فی الدِّعْوَة إلخ] قال فی التكملة: و قال قطرب الدُّعْوَة بالضم فی الطعام خاصة (4). و فی الأَساس: دَعَاك الله من رجلٍ إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 261
ثعلب: تُنادی من أَدْبر و توَلَّی. و دَعَوْته بزیدٍ و دَعَوْتُه إیاهُ: سَمَّیته به، تَعَدَّی الفعلُ بعد إسقاط الحرف؛ قال ابن أَحمرَ الباهلی: أَهْوَی لها مِشْقَصاً جَشْراً فشَبْرَقَها، و كنتُ أَدْعُو قَذَاها الإِثْمِدَ القَرِدا أَی أُسَمِّیه، و أَراد أَهْوَی لها بِمِشْقَصٍ فحذف الحرف و أَوصل. و قوله عز و جل: أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمٰنِ وَلَداً؛ أَی جعَلوا، و أَنشد بیت ابن أَحمر أَیضاً و قال أَی كنت أَجعل و أُسَمِّی؛ و مثله قول الشاعر: أَلا رُبَّ مَن تَدْعُو نَصِیحاً، و إنْ تَغِبْ تَجِدْهُ بغَیْبٍ غیرَ مُنْتَصِحِ الصَّدْرِ و ادَّعیتُ الشی‌ءَ: زَعَمْتُهُ لی حَقّاً كان أَو باطلًا. و قول الله عز و جل فی سورة المُلْك: وَ قِیلَ هٰذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ؛ قرأَ أَبو عمرو تَدَّعُونَ، مثقلة، و فسره الحسن تَكْذبون من قولك تَدَّعِی الباطل و تَدَّعِی ما لا یكون، تأْویله فی اللغة هذا الذی كنتم من أَجله تَدَّعُونَ الأَباطیلَ و الأَكاذیبَ، و قال الفراء: یجوز أَن یكون تَدَّعُونَ بمعنی تَدْعُون، و من قرأَ تَدْعُون، مخففة، فهو من دَعَوْت أَدْعُو، و المعنی هٰذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ و تَدْعُون الله بتَعْجیله، یعنی قولهم: اللّٰهُمَّ إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنٰا حِجٰارَةً مِنَ السَّمٰاءِ، قال: و یجوز أَن یكون تَدَّعُونَ فی الآیة تَفْتَعِلُونَ من الدعاء و تَفْتَعِلون من الدَّعْوَی، و الاسم الدَّعْوی و الدِّعْوة، قال اللیث: دَعا یَدْعُو دَعْوَةً و دُعاءً و ادَّعَی یَدَّعی ادِّعاءً و دَعْوَی. و فی نسبه دَعْوة أَی دَعْوَی. و الدِّعْوة، بكسر الدال: ادِّعاءُ الوَلدِ الدَّعِیِّ غیر أَبیه. یقال: دَعِیٌّ بیِّنُ الدِّعْوة و الدِّعاوَة. و قال ابن شمیل: الدَّعْوة فی الطعام و الدِّعْوة فی النسب. ابن الأَعرابی: المدَّعَی المُتَّهَمُ فی نسَبه، و هو الدَّعِیُّ. و الدَّعِیُّ أَیضاً: المُتَبَنَّی الذی تَبَنَّاه رجلٌ فدعاه ابنَه و نسبهُ إلی غیره،و كان النبی، صلی الله علیه و سلم، تَبَنَّی زیدَ بنَ حارثةَ فأَمَرَ اللهُ عز و جل أَن یُنْسَب الناسُ إلی آبائهم و أَن لا یُنْسَبُوا إلی مَن تَبَنَّاهم فقال: ادْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبٰاءَهُمْ فَإِخْوٰانُكُمْ فِی الدِّینِ وَ مَوٰالِیكُمْ، و قال: وَ مٰا جَعَلَ أَدْعِیٰاءَكُمْ أَبْنٰاءَكُمْ ذٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوٰاهِكُمْ.أَبو عمرو عن أَبیه: و الدَّاعِی المُعَذِّب، دَعاهُ الله أَی عَذَّبَه الله. و الدَّعِیُّ: المنسوب إلی غیر أَبیه. و إنه لَبَیِّنُ الدَّعْوَة و الدِّعْوَةِ، الفتح لعَدِیِّ بن الرِّباب، و سائرُ العرب تَكْسِرُها بخلاف ما تقدم فی الطعام. و حكی اللحیانی: إنه لبیِّنُ الدَّعَاوَة و الدِّعَاوَة. و‌فی الحدیث: لا دِعْوَة فی الإِسلام؛ الدِّعْوَة فی النسب، بالكسر: و هو أَن ینْتَسب الإِنسان إلی غیر أَبیه و عشیرته، و قد كانوا یفعلونه فنهی عنه و جعَل الوَلَدَ للفراش. و‌فی الحدیث: لیس من رجل ادَّعَی إلی غیر أَبیه و هو یَعْلمه إلا كَفَر، و‌فی حدیث آخر: فالجَنَّة علیه حرام، و‌فی حدیث آخر: فعلیه لعنة الله، و قد تكرَّرَت الأَحادیث فی ذلك، و الادِّعَاءُ إلی غیرِ الأَبِ مع العِلْم به حرام، فمن اعتقد إباحة ذلك فقد كفر لمخالفته الإِجماع، و من لم یعتقد إباحته ففی معنی كفره وجهان: أَحدهما أَنه قد أَشبه فعلُه فعلَ الكفار، و الثانی أَنه كافر بنعمة الله و الإِسلام علیه؛ و كذلك‌الحدیث الآخر: فلیس منا‌أَی إن اعْتَقَد جوازَه خرج من الإِسلام، و إن لم یعتقده فالمعنی لم یَتَخَلَّق بأَخلاقنا؛ و منه‌حدیث علی بن الحسین: المُسْتَلاطُ لا یَرِثُ و یُدْعَی له و یُدْعَی به؛ المُسْتَلاطُ المُسْتَلْحَق فی النسب،
لسان العرب، ج‌14، ص: 262
و یُدْعَی له أَی یُنْسَبُ إلیه فیقال: فلان بن فلان، و یُدْعَی به أَی یُكَنَّی فیقال: هو أَبو فلان، و هو مع ذلك لا یرث لأَنه لیس بولد حقیقی. و الدَّعْوة: الحِلْفُ، و فی التهذیب: الدَّعْوَةُ الحِلْف. یقال: دَعْوَة بنی فلان فی بنی فلان. و تَداعَی البناءُ و الحائط للخَراب إذا تكسَّر و آذَنَ بانْهِدامٍ. و دَاعَیْنَاها علیهم من جَوانِبِها: هَدَمْناها علیهم. و تَدَاعَی الكثیب من الرمل إذا هِیلَ فانْهالَ. و‌فی الحدیث: كَمَثَلِ الجَسدَ إذا اشْتَكَی بعضهُ تَدَاعَی سائرهُ بالسَّهَر و الحُمَّی‌كأَن بعضه دعا بعضاً من قولهم تَدَاعَت الحیطان أَی تساقطت أَو كادت، و تَدَاعَی علیه العدوّ من كل جانب: أَقْبَلَ، من ذلك. و تَدَاعَت القبائلُ علی بنی فلان إذا تأَلَّبوا و دعا بعضهم بعضاً إلی التَّناصُر علیهم. و‌فی الحدیث: تَدَاعَتْ علیكم الأُمَم‌أَی اجتمعوا و دعا بعضهم بعضاً. و‌فی حدیث ثَوْبانَ: یُوشكُ أَن تَدَاعَی علیكم الأُمَمُ كما تَدَاعَی الأَكَلَةُ علی قَصْعَتِها.و تَدَاعَتْ إبلُ فلان فهی مُتَدَاعِیةٌ إذا تَحَطَّمت هُزالًا؛ و قال ذو الرمة: تَباعَدْتَ مِنِّی أَن رأَیتَ حَمُولَتی تَدَاعَتْ، و أَن أَحْنَی علیكَ قَطِیعُ و التَّدَاعِی فی الثوب إذا أَخْلَقَ، و فی الدار إذا تصدَّع من نواحیها، و البرقُ یَتَدَاعَی فی جوانب الغَیْم؛ قال ابن أَحمر: و لا بَیْضاءَ فی نَضَدٍ تَدَاعَی ببَرْقٍ فی عَوارِضَ قد شَرِینا و یقال: تَدَاعَت السحابةُ بالبرق و الرَّعْد من كل جانب إذا أَرْعَدَت و بَرَقَت من كل جهة. قال أَبو عَدْنان: كلُّ شی‌ء فی الأَرض إذا احتاجَ إلی شی‌ء فقد دَعا به. و یقال للرجل إذا أَخْلَقَت ثیابُه: قد دَعَتْ ثِیابُكَ أَی احْتَجْتَ إلی أَن تَلْبَسَ غیرها من الثیاب. و قال الأَخفش: یقال لو دُعِینَا إلی أَمر لانْدَعَینا مثل قولك بَعَثْتُه فانْبَعَثَ، و روی الجوهریّ هذا الحرف عن الأَخفش، قال: سمعت من العرب من یقول لو دَعَوْنا لانْدَعَیْنا أَی لأَجَبْنا كما تقول لو بَعَثُونا لانْبَعَثْنا؛ حكاها عنه أَبو بكر ابن السَّرَّاج. و التَّداعِی: التَّحاجِی. و دَاعَاهُ: حاجاهُ و فاطَنَه. و الأُدْعِیَّةُ و الأُدْعُوَّةُ: ما یَتَداعَوْنَ به. سیبویه: صَحَّت الواو فی أُدْعُوَّة لأَنه لیس هناك ما یَقْلِبُها، و من قال أُدْعِیَّة فلخِفَّةِ الیاء علی حَدِّ مَسْنِیَّة، و الأُدْعِیَّة مِثْل الأُحْجِیَّة. و المُدَاعَاة: المُحاجاة. یقال: بینهم أُدْعِیَّة یَتَداعَوْنَ بها و أُحْجِیَّة یَتَحاجَوْنَ بها، و هی الأُلْقِیَّة أَیضاً، و هی مِثْلُ الأُغْلُوطات حتی الأَلْغازُ من الشعر أُدْعِیَّة مثل قول الشاعر: أُدَاعِیكَ ما مُسْتَحْقَباتٌ مع السُّرَی حِسانٌ، و ما آثارُها بحِسانِ أَی أُحاجِیكَ، و أَراد بالمُسْتَحْقَباتِ السُّیوفَ، و قد دَاعَیْتُه أُدَاعِیهِ؛ و قال آخر یصف القَلَم: حاجَیْتُك یا خَنْساءُ، فی جِنْسٍ من الشِّعْرِ و فیما طُولُه شِبْرٌ، و قد یُوفِی علی الشِّبْرِ له فی رَأْسِهِ شَقٌّ نَطُوفٌ، ماؤُه یَجْرِی أَبِیِنی، لَمْ أَقُلْ هُجْراً و رَبِّ البَیْتِ و الحِجْرِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 263‌

دغا؛ ج14، ص: 263

: الدَّغْوَةُ و الدَّغْیَة: السَّقْطَةُ القَبیحة، و قیل: الكلمة القَبیحة تسمعها، و قیل: تَسْمَعُها عن الإِنسان. و رجل ذُو دَغَواتٍ و دَغَیَاتٍ: لا یَثْبُتُ علی خُلُقٍ، و قیل: ذو أَخْلاقٍ رَدِیئةٍ، و الكلمة واویة و یائیة؛ قال رؤبة: ذَا دَغَواتٍ قُلَّبَ الأَخْلاقِ أَی ذا أَخْلاقٍ رَدِیئَةٍ مُتَلَوِّنَة؛ و قال أَیضاً: و دَغْیَة مِنْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ قال: و لم نسمع دَغَیات و لا دَغْیَةً إلا فی بیت رؤبة فإنه قال: نحن نقولُ دَغْیة و غیرنا یَقُول دَغْوة. و قُلَّب الأَخْلاقِ: هالك الأَخْلاق ردیئُها من قُلِب إذا هَلَك، مثل رجلٌ حُوّلٌ قُلَّبٌ مدحٌ للرجل المُحْتال. و حُكِی عن الفراء: إنه لَذُو دَغَواتٍ، بالواو، و الواحدة دَغْیَة؛ قال: و إنما أَرادوا دَغِیَّةً ثم خُفّف كما قالوا هَیّن و هَیْن. و دُغَاوَةُ: جِیلٌ «1». من السودان خَلْف الزِّنْجِ فی جزیرة البحر، قال: و المعروف زُغاوة، بالزای، جنس من السودان. و دُغَةُ: اسم رجل كان أَحْمَقَ. و دُغَةُ: اسم امرأَة من عِجْلٍ تُحَمَّقُ؛ قال ابن بری: هی مارِیَة بنت مَغْنَج. و حكی حمزة الأَصبهانی عن بعض أَهل اللغة أَنَّ الدُّغَة الفَراشَة، و حكی عن إسحاق بن إبراهیم الموصلی أَنها دُویْبَّة. یقال: فلان أَحْمَقُ من دُغَة، و لها قِصَّة «2»، قال: و أَصلها دُغَوٌ أَو دُغَیٌ و الهاء عوض، و قیل: دُغَةُ إسم امرأَة قد وَلَدت «3». فی عِجْلٍ. و الدَّغْیَةُ: الدَّعارة؛ عن ابن الأَعرابی.

دفا؛ ج14، ص: 263

: الأَدْفَی من المَعَزِ و الوُعولِ: الذی طال قرناه حتی انْصَبَّا علی أُذُنَیْه من خَلْفِه، و من الناس الذی یمشِی فی شِقّ، و قیل: هو الأَجْنَأُ، و قیل: المُنضَمُّ المَنْكِبَیْن، و من الطیر ما طال جَناحاه من أُصُولِ قوادِمِه و طَرَف ذَنَبِه و طالت قادِمةُ ذَنَبِه؛ قال الطرمّاح یصف الغراب: شَنِجُ النَّسَا أَدْفَی الجَناحِ كأَنه فی الدارِ، إثْرَ الظاعِنِین، مُقَیَّدُ و طائرٌ أَدْفَی: طویلُ الجَنَاحِ، و إنما قیل للعُقاب دَفْوَاءُ لعَوَج مِنْقارها. و الأَدْفَی من الإِبِلِ: ما طال عُنُقه و احْدَوْدَب و كادت هامَتُه تَمَسُّ سَنامَه، و الأُنثی من ذلك كله دَفْوَاءُ. و الدَّفْوَاءُ من النجائِبِ: الطَّویلة العُنق إذا سارت كادت تضَع هامَتَها علی ظَهْر سَنامِها، و تكون مع ذلك طویلة الظهر. و الدَّفْوَاءُ: الناقة التی تَمْشی فی جانِبِها و هو أَسرع لها و أَحسن؛ و أَنشد: دَفْوَاءُ فی المِشْیَةِ مِنْ غَیْرِ جَنَفْ و الجَنَف: أَن تكون كِرْكِرةُ البَعیر ضَخْمة من أَحَدِ الجانِبَین. و التَّدَافِی: التَّداوُل. یقال: تَدَافَی البعیرُ تَدَافِیاً إذا سار سیراً مُتَجافِیاً، قال: و ربما قیل للنَّجِیبَة الطَّوِیلة العُنُق دَفْوَاءُ. و أُذُنٌ دَفْوَاءُ إذا أَقْبَلَتْ علی الأُخْری حتی كادَتْ أَطْرافُهما تَماسُّ فی انْحِدارٍ قِبَلَ الجَبْهة و لا تَنتَصِب و هی شدیدةٌ فی ذلك، و قیل: إنما ذلك فی آذان الخَیْل. و قال ثعلب: الدَّفْوَاءُ المائِلَة فقطْ. و الدَّفْوَاءُ: العَرِیضَة العِظامِ؛ عن أَبی عبیدة، و الفِعلُ من كلّ ذلك دَفِیَ دَفاً. و كَبْشٌ أَدْفَی: و هو الذی یذهب قَرنه قِبَلَ ذَنَبِه. و الدَّفَا، مقصور: الانْحِناء. و‌فی صفة الدجال: إنه
(1). قوله [و دغاوة جیل إلخ] ضبط بضم الدال فی المحكم و تبعه المجد و صرح به فی زغ و فقال بضم الزای، و ضبط فی التكملة بفتحها كالزغاوة و صرح به فی زغ و فقال بالفتح (2). قوله [و لها قصة] قد ذكرها فی مادة ج ع ر و مغنج بمیم مفتوحة فغین معجمة ساكنة فنون مفتوحة و تحرفت فی نسخ القاموس الطبع (3). قوله [قد ولدت] كذا بضبط الأصل و المحكم، یعنی مبنیاً للفاعل
لسان العرب، ج‌14، ص: 264
عَرِیضُ النَّحْرِ فیهِ دَفاً‌أَی انْحِناء، یقال: رجل أَدفی، قال ابن الأَثیر: هكذا ذكره الجوهری فی المعتل، قال: و جاء به الهروی فی المهموز رجل أَدْفَأُ و امرأَة دَفْآءُ. و رجل أَدْفی إذا كان فی صُلْبِهِ احْدِیدابٌ. و رجل أَدْفی، بغیر همز، أَی فیه انْحِناء. و أَدْفَی الظَّبْیُ إذا طال قَرْناهُ حتَّی كادا یَبْلُغانِ مُؤخَّره. أَبو زید: الدَّفْواء من المعْزَی التی انْصَبَّ قَرْناها إلی طَرَفَی عِلْباوَیْها. و وَعِلٌ أَدْفَی بَیّنُ الدَّفَا: و هو الذی طال قَرْنه جِدّاً و ذَهَبَ قِبَلَ أُذُنَیْهِ. و دَفَا الجَرِیحَ دَفْواً: أَجْهَزَ علیه. و‌فی الحدیث: أَن قوماً من جُهَیْنَةَ جاؤُوا بأَسیر إلی النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو یَرْعُدُ من البَرْد فقال لهم اذْهَبُوا به فأَدْفُوه؛ یرید الدِّفْ‌ءَ من البَرْدِ، و هی لغته، علیه الصلاة و السلام، فذهبوا به فقتلوه، و إنما أَراد أَدْفِئُوه من البرد فَوَداه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم.و دَفَوْتُ الجَرِیحَ أَدْفُوه دَفْواً إذا أَجْهَزْتَ علیه، و كذلك دافَیْتُه و أَدْفَیْتُه. و الدَّفْوَاءُ: الشجرة العظیمة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی بعض أَسفاره أَبْصَرَ شجرةً دَفْوَاء تُسَمَّی ذاتَ أَنْواطٍ لأَنه كان یُناطُ بها السلاحُ و تُعْبَدُ دونَ الله عز و جل.و الدَّفْوَاءُ: العظیمة الظَّلِیلةُ الكثیرةُ الفُروع و الأَغْصان و تَكُونُ المائلةَ. اللیث: یقال أَدْفَیْتُ و اسْتَدْفَیْتُ أَی لَبِسْتُ ما یُدْفِینی. قال: و هذا علی لغة من یترك الهمز. الفراء فی قوله تعالی: لَكُمْ فِیهٰا دِفْ‌ءٌ، قال: الدِّفْ‌ءُ كتب فی المصاحف بالدال و الفاء، و إن كتبت بواو فی الرفع و یاء فی الخفض و أَلف فی النصب كان صواباً، و ذلك علی ترك الهمز.

دقا؛ ج14، ص: 264

: دَقِیَ الفَصیل، بالكسر، یَدْقی دَقیً و أَخِذَ أَخَذاً إذا شرب اللبن و أَكثر حتی یَتَخَثَّرَ بَطْنُه و یَفْسُدَ و یَبْشَمَ و یَكْثُرَ سَلْحُه. یقال: فصیل دَقٍ، علی فَعِلٍ، و دَقِیٌّ و دَقْوَانُ، و الأُنثی دَقِیَة، و هو فی التقدیر مثل فَرِحٍ و فَرِحَة، فمن أَدْخَل فرْحانَ علی فَرِحٍ قال فَرْحانُ و فَرْحَی، و قال علی مثاله دَقْوَانُ و دَقْوَی؛ قال ابن سیدة: و الأُنثی دَقْوَی؛ و أَنشد ابن الأَعرابی فی الدَّقَی: إنی، و إنْ تُنْكِرْ سُیوحَ عَباءَتی، شِفاءُ الدَّقی، یا بَكْرَ أُمِّ تَمِیمِ یقول: إنك إن تنكر سُیوحَ عباءتی یا جملَ أُمِّ تمیمٍ فإنی شفاءُ الدَّقی أَی أَنا بصیرٌ بعلاج الإِبِلِ أَمنع من البَشَمِ، لأَنی أَسقی اللبنَ الأَضیافَ فلا یَبْشَم الفَصِیلُ، لأَنه إذا سُقِیَ اللَبنَ الضَّیْفُ لم یجد الفصیلُ ما یَرْضَعُ.

دكا؛ ج14، ص: 264

: ابن الأَعرابی قال: دَكا إذا سَمِنَ، و كَذَا إذا قَطَع.

دلا؛ ج14، ص: 264

: الدَّلْوُ: معروفة واحدة الدِّلاءِ التی یُسْتَقَی بها، تذكَّر و تؤنَّث؛ قال رؤبة: تَمْشی بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقی و التأْنیث أَعلی و أَكثر، و الجمع أَدْلٍ فی أَقل العدد، و هو أَفْعُلٌ، قلبت الواو یاء لوقوعها طرفاً بعد ضمة، و الكثیر دِلاءٌ و دُلِیٌّ، علی فُعولٍ، و هی الدَّلاةُ و الدَّلا بالفتح و القصر، الواحدة دَلاةٌ؛ قال الجُمَیح: طامی الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا و أَنشد ابن بری هذا البیت و نسبه للشماخ؛ و أَنشد لآخر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 265
إنَّ لَنا قَلَیْذَماً هَمُوما، یَزِیدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما «4». و أَنشد لآخر فی المفرد: دَلْوَكَ إنی رافعٌ دَلاتی و أَنشد لآخر: أَیُّ دَلاةِ نَهَلٍ دَلاتی و قوله‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاة؛ قال ابن الأَثیر: هو جَمْع دالٍ كقاضٍ و قُضاةٍ، و هو النازِعُ فی الدَّلْوِ المُسْتَقِی بها الماءَ من البئر. یقال: أَدْلَیْتُ الدَّلْوَ و دَلیْتُها إذا أَرسلتها فی البئر، و دَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إذا أَخرجْتها، و معنی الحدیث تواضعت لكم و تَطامَنْتُ كما یَفْعَل المُستقی بالدَّلْوِ. و منه‌حدیث ابن الزبیر: أَن حبَشِیّاً وقع فی بئرِ زمزم فأَمرَهُم أَن یَدْلُوا ماءَها‌أَی یَسْتَقُوه، و قیل: الدَّلا جمعُ دَلاةٍ كفَلًا جمع فَلاةٍ. و الدَّلاة أَیضاً: الدَّلْوُ الصغیرة؛ و قول الشاعر: آلَیْتُ لا أُعْطِی غُلاماً أَبَدَا دَلاتَهُ، إنی أُحِبُّ الأَسْوَدا یرید بِدَلاتِه سَجْلَه و نَصِیبَه من الوُدِّ، و الأَسْوَدُ اسمُ ابنِه. و دَلَوْتُها و أَدْلَیْتُها إذا أَرْسَلْتها فی البئر لِتَسْتَقِیَ بها أُدْلِیها إِدْلاءً، و قیل: أَدْلاها أَلْقاها لِیَسْتَقِیَ بها، و دَلاها جَبَذها لیُخْرِجَها، تقول دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إذا أَخرجَتها و جَذَبْتَها من البئر مَلأَی؛ قال الراجز العجاج: یَنْزِعُ من جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال أَی نَزْعُ النازعِ. و دَلَوْتُ الدَّلْوَ: نَزَعْتُها. قال الجوهری: و قد جاء فی الشعر الدَّالی بمعنی المُدْلی؛ و هو قول العجاج: یَكْشِفُ، عن جَمَّاتِه، دَلْوُ الدَّالْ عَباءةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ یعنی المُدْلیَ؛ قال ابن بری: و مثله لرؤبة: یَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَیْلٍ غاضی أی مُغْضٍ، قال: و قال علیّ بن حمزة قد غلط جماعة من الرُّواة فی تفسیر بیت العجاج آخرهم ثعلب، قال: یعنی كونهم قَدَّرُوا الدَّالِیَ بمعنی المُدْلی؛ قال ابن حمزة: و إنما المعنی فیه أَنه لما كان المُدْلی إذا أَدْلی دَلْوَه عادَ فَ دَلاها أَی أَخرجها مَلأَی قال دَلْوُ الدَّالْ كما قال النابغة: مِثْل الإِماء الغَوادِی تَحْمِلُ الحُزُما و إنما تحملها عند الرَّواح، فلما كُنَّ إذا غَدَوْنَ رُحْنَ قال: مثل الإِماء الغَوادِی. و یقال: دَلَوْتُها و أَنا أَدْلُوها و أَدْلَوْتُها. و فی قصة یوسف: فَأَدْلیٰ دَلْوَهُ قٰالَ یٰا بُشْریٰ. و دَلَوْتُ بفلان إلیك أَی اسْتَشْفَعْتُ به إلیك.قال عمر لما اسْتَسْقَی بالعباس، رضی الله عنهما: اللهم إنا نَتَقَرَّبُ إلیك بعَمِّ النبی، صلی الله علیه و سلم، و قَفِیَّةِ آبائِه و كُبْرِ رِجالهِ دَلَوْنا به إلیكَ مُسْتَشْفِعین؛ قال الهروی: معناه مَتَتْنا و تَوَسَّلْنا؛ قال ابن سیدة: و أُرَی معناه أَنهم تَوَسَّلُوا بالعباس إلی رَحْمةِ الله و غِیاثِه كما یُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إلی الماء؛ قال ابن الأَثیر: هو من الدَّلْوِ لأَنه یُتَوَصَّلُ به إلی الماء، و قیل: أَراد به أَقْبَلْنا و سُقْنَا، من الدَّلْوِ و هو السَّیْرُ الرَّفِیقُ. و هو یُدْلی برَحِمِه أَی یَمُتُّ بها. و الدَّلْوُ: سِمَةٌ للإِبل. و قولهم: جاء فلانٌ بالدَّلْوِ
(4). قوله [مخج الدلا] ضبط الدِّلا هنا بالفتح، و ضبط فی غیر موضع من اللسان و غیره بكسر الدال
لسان العرب، ج‌14، ص: 266
أَی بالدَّاهِیةِ؛ قال الراجز: یَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ و عَنْقَفِیرَا، و الدَّلْوَ و الدَّیْلَم و الزَّفِیرَا «1». و الدَّلْوُ: بُرْجٌ من بُرُوج السماء معروف، سمی به تشبیهاً بالدَّلْو. و الدَّالِیَةُ: شی‌ءٌ یُتَّخذُ من خُوصٍ و خَشَبٍ یُسْتَقَی به بحِبالٍ تشد فی رأْس جِذْعٍ طویل؛ قال مِسْكِین الدارمی: بأَیْدِیهِمْ مَغارِفُ من حَدیدٍ یُشَبِّهُها مُقَیَّرَةَ الدَّوَالِی و الدَّالِیَةُ: المَنْجَنُون، و قیل: المَنْجَنُون تُدِیرُها البَقَرَةُ، و الناعُورَة یُدیرُها الماء. ابن سیدة: و الدَّالِیَةُ الأَرض تُسْقَی بالدَّلْو و المَنْجَنُون. و الدَّوَالِی: عِنَبٌ أَسْوَدُ غیرُ حالِكٍ و عَناقِیدُه أَعْظَم العناقِیدِ كُلِّها تَرَاها كأَنَّها تُیُوس معلَّقة، و عِنَبه جافٌّ یتَكَسَّر فی الفم مُدَحْرَج و یُزَبَّبُ؛ حكاه ابن سیدة عن أَبی حنیفة: و أَدْلَی الفَرَسُ و غیرُه: أَخرج جُرْدانَه لیَبُولَ أَو یَضْرِبَ، و كذلك أَدْلَی العَیْرُ و دَلَّی؛ قیل لابْنَةِ الخُسِّ: مَا مائَةٌ منَ الحُمُر؟ قالت: عازِبَةُ اللَّیْل و خِزْیُ المَجْلِس، لا لَبَنَ فَتُحْلَبَ و لا صُوفَ فَتُجَزَّ، إنْ رُبِطَ عَیْرُها دَلَّی و إن أَرْسَلْتَه وَلَّی. و الإِنسانُ یُدْلِی شیئاً فی مَهْوَاةٍ و یَتَدَلَّی هو نَفْسُه. و دَلَّی الشی‌ءَ فی المَهْواةِ: أَرْسَلَهُ فیها؛ قال: مَنْ شَاءَ دَلَّی النَّفْسَ فی هُوَّةٍ ضَنْكٍ، و لَكِنْ مَنْ لَهُ بِالمَضِیقْ أَی بالخروج من المَضِیق، و تَدَلَّیْتُ فیها و علیها؛ قال لبید یصف فرساً: فَتَدَلَّیْتُ عَلَیْها قَافِلًا، و علی الأَرضِ غَیایاتُ الطَّفَلْ أَراد أَنه نَزَل من مِرْبائه و هو عَلَی فَرَسِه راكبٌ. و لا یكون التَّدَلِّی إلا من عُلْوٍ إلی اسْتِفَال، تَدَلَّی من الشجرة. و یقال: تَدَلَّی فلانٌ علینا من أَرض كذا و كذا أی أَتانا. یقال: من أَیْنَ تَدَلَّیْتَ علینا؛ قال أُسامة الهذلی: تَدَلَّی عَلَیه و هُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ، لَهُ طِحْلِبٌ، فی مُنْتَهَی القیضِ، هامِدُ و قوله تعالی: فَدَلّٰاهُمٰا بِغُرُورٍ. قال أَبو إسحاق: دلَّاهُما فی المَعْصِیَة بأَن غَرَّهُما، و قال غیره: فَدَلّٰاهُمٰا فأطْمَعَهُما؛ و منه قول أَبی جُنْدُب الهذلی: أَحُصُّ فلا أُجِیرُ، و مَنْ أُجِرْهُ، فَلَیْسَ كَمَنْ یُدَلَّی بالغُرُورِ أَحُصُّ: أَمْنَع، و قیل: أَحُصُّ أَقْطَع ذلك، و قوله: كَمَنْ یُدَلَّی أَی یُطْمَع؛ قال أَبو منصور: و أَصله الرجل العَطْشانُ یُدَلَّی فی البئر لیَرْوَی من مَائِها فلا یجدُ فیها ماءً فیكون مُدَلیِّاً فیها بالغُرورِ، فوُضِعَت التَّدْلِیَة موضع الإِطْمَاع فیما لا یُجْدِی نَفْعاً؛ و فیه قول ثالث: فَدَلّٰاهُمٰا بِغُرُورٍ، أَی جَرَّأهما إبلیس علی أَكْلِ الشجرة بغُرره، و الأَصلُ فیه دَلَّلهما، و الدَّالُ و الدَّالَّةُ: الجُرْأَة. الجوهری: و دلَّاه بغُرُورٍ أَی أَوْقَعَه فیما أَراد من تَغْرِیره و هو من إِدْلاءِ الدَّلْو. و أَما قوله عز و جل:
(1). قوله [یحملن عنقاء … إلخ] كذا أنشده الجوهری و قال فی التكملة: الإِنشاد فاسد و الروایة: أنعت أعیاراً رعین كیرا یحملن عنقاء و عنقفیرا و أم خشاف و خنشفیرا و الدَّلْو و الدیلم و الزفیرا ثم قال: و الكیر اسم موضع بعینه
لسان العرب، ج‌14، ص: 267
ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰی؛ قال الفراء: ثُمَّ دَنٰا جبریل من محمد فَتَدَلّٰی كأَنَّ المعنی ثم تَدَلَّی فَدَنا، قال: و هذا جائز إذا كان المَعْنی فی الفعلین واحداً. و قال الزجاج: معنی دَنٰا فَتَدَلّٰی واحد لأَن المعنی أَنه قرب فَتَدَلّٰی أَی زاد فی القُرْب، كما تقول قدْ دَنَا فلان منی و قرُبَ. قال الجوهری: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰی، أَی تَدَلَّل كقوله: ثُمَّ ذَهَبَ إِلیٰ أَهْلِهِ یَتَمَطّٰی؛ أَی یَتَمَطَّطُ. و فی حدیث الإِسْراء: فَتَدَلّٰی فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَیْنِ؛ التَّدَلِّی: النزولُ من العُلْو؛ قال ابن الأَثیر: و الضمیرُ لجبریل، علیه الصلاة و السلام. و أَدْلَی بحُجَّتِه: أَحْضَرَها و احْتجَّ بها. و أَدْلَی إلیه بِمالِه: دَفَعه. التهذیب: و أَدْلَی بمالِ فلان إلی الحاكِمِ إذا دَفَعَه إلیه؛ و منه قوله تعالی: وَ تُدْلُوا بِهٰا إِلَی الْحُكّٰامِ؛ یعنی الرِّشْوَةَ. قال أَبو إسحاق: معنی تُدْلُوا فی الأَصل من أَدْلَیْت الدَّلْوَ إذا أَرْسَلْتها لتملأَها، قال: و معنی أَدْلَی فلان بحُجَّته أَی أَرْسَلَها و أَتَی بها علی صحة، قال: فمعنی قوله وَ تُدْلُوا بِهٰا إِلَی الْحُكّٰامِ أَی تَعْمَلون علی ما یوجِبُه الإِدْلاءُ بالحُجة و تَخُونُون فی الأَمانة لِتَأْكُلُوا فَرِیقاً مِنْ أَمْوٰالِ النّٰاسِ بِالْإِثْمِ، كأَنه قال تَعْمَلون علی ما یوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ و تَتْرُكُونَ ما قَدْ عَلِمْتُم أَنه الحَقّ؛ و قال الفراء: معناه لا تأْكُلوا أَمْوالكم بینكم بالباطل و لا تُدْلُوا بها إلی الحُكَّام، و إن شئتَ جَعلْتَ نصبَ وَ تُدْلُوا بِهٰا إذا أَلْقَیْتَ منها لا علی الظَّرْفِ، و المعنی لا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام لیَقْتَطِعُوا لكم حقّاً لغیركم و أَنتم تعلمون أَنه لا یحل لكم؛ قال أَبو منصور: و هذا عندی أَصح القولین لأَن الهاء فی قوله وَ تُدْلُوا بِهٰا للأَموال و هی، علی قول الزجاج، للحُجّة و لا ذكر لها فی أَول الكلام و لا فی آخره. و أَدْلَیْت فیه: قلت قولًا قبیحاً؛ قال: و لو شئتُ أَدْلَی فِیكُمَا غَیْرُ واحِدٍ عَلانِیَةً، أَو قالَ عِنْدِیَ فی السِّرِّ و دَلَوْتُ الناقَةَ و الإِبِلَ دَلْواً: سُقْتُها سَوْقاً رَفیقاً رُوَیْداً؛ قال: لا تَقْلُواهَا و ادْلُوَاهَا دَلْوَا، إنَّ مَعَ الیَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا و قال الشاعر: لا تَعْجَلا بالسَّیْرِ و ادْلُواها، لَبِئْسما بُطْءٌ و لا نَرْعاها و ادْلَوْلَی أَی أَسْرَع، و هی افْعَوْعَلَ. و دَلَوْت الرجلَ و دَالَیْته إذا رَفَقْتَ به و دارَیْته. قال ابن بری: المُدَالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ؛ قال كثیر: أَلا یا لَقَوْمی، للنَّوی و انْفِتَالِها و للصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ ما لَمْ نُدَالِها و قول الشاعر: كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة، إذا تَدَلَّت بِهِ، أَو شارِبٌ ثَمِلُ یجوز أَن یكون تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الذی هو السَّوْق الرَّفِیقُ كأَنَّه دَلَّاها فَتَدَلَّت، قال: و یجوز أَن یكون أَراد تَدَلَّلَت من الإِدْلالِ، فكره التضعیف فحوّل إحدی اللامین یاء كما قالو تظنیت فی تظننت. ابن الأَعرابی: دَلِیَ إذا ساقَ و دَلِیَ إذا تَحَیَّر، و قال: تَدَلَّی إذا قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ، و تَدَلَّی تواضَعَ. و دَالَیْتُه أَی دارَیْتُه.

دمی؛ ج14، ص: 267

: الدَّمُ من الأَخْلاطِ: معروف. قال أَبو الهیثم: الدَّمُ اسم علی حَرْفَین، قال الكسائی: لا أَعرف‌لسان العرب، ج‌14، ص: 268
أَحداً یُثَقِّل الدَّمَ؛ فأَما قول الهُذَلی: و تَشْرَقُ من تَهْمالِها العَیْنُ بالدَّمِّ مع قوله: فالعَینُ دائِمَةُ السَّجْمِ، فهو علی أَنه ثَقَّل فی الوَقْفِ فقال الدَّمّ فشدَّد، ثم اضطر فأَجْری الوَصْل مُجْری الوَقْفِ؛ كما قال: بِبازِلٍ وجْنَاءَ أَو عَیْهَلِّ قال ابن سیدة: و لا یجوز لأَحد أَن یقول إن الهذلی إنما قال بالدَّمِ، بالتخفیف، لأَن القصیدة من الضرب الأَول من الطویل؛ و أَوّلها: أَرِقْتُ لِهَمٍّ ضافَنی بَعْدَ هَجْعَةٍ علی خالِدٍ، فالْعَیْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ فقوله: مَةُ السَّجْمِ مَفَاعِیلُنْ، و قوله: نُ بالدَّمِّ مفاعیلُنْ، و لو قال: نُ بالدَّمِ لجاء مفاعِلُنْ و هو لا یجی‌ء مع مفاعیلن، و تثنیته دَمانِ و دَمَیانِ؛ قال الشاعر: لعَمْرُك إنَّنی و أَبا رَباحٍ، علی طولِ التَّجاوُرِ مُنذُ حِینِ لیُبْغِضُنی و أُبْغِضُه، و أَیْضاً یَرانی دُونَهُ، و أَراه دُونی فلَوْ أَنَّا علی حَجَرٍ ذُبِحْنا، جَری الدَّمیانِ بالخَبَرِ الیَقِینِ فثناه بالیاء، و أَما الدَّمَوانِ فشاذ سماعاً. قال: و تزعم العرب أَن الرجُلَین المتعادیین إذا ذُبِحا لم تختلط دِمَاؤُهُما. قال: و قد یقال دَمَوانِ علی المُعاقبة، و هی قلیلة لأَن أَكثرَ حكمِ المُعاقَبة إنما هو قلب الواو لأَنهم إنما یطلبون الأَخف، و الجمع دِماءٌ و دُمِیٌّ. و الدَّمَة أَخَصُّ من الدَّمِ كما قالوا بیَاضٌ و بَیاضَة؛ قال ابن سیدة: القطعة من الدَّمِ دَمَةٌ واحدة. قال: و حكی ابن جنی دَمٌ و دَمَةٌ مع كَوْكَبٍ و كَوْكَبَةٍ فأَشعر أَنَّهما لغتان. و قال أَبو إسحاق: أَصله دَمَیٌ، قال: و دلیل ذلك قوله دَمِیَتْ یَدُه؛ و قوله: جَرَی الدَّمَیانِ بالخَبَرِ الیَقِین و یقال فی تصریفه: دَمِیَتْ یَدی تَدْمَی دَمیً، فیُظْهِرون فی دَمِیَتْ و تَدْمی الیاءَ و الأَلفَ اللتین لم یَجِدُوهُما فی دَمٍ، قال: و مثله یَدٌ أَصْلُها یَدَیٌ؛ قال ابن سیدة: و قال قوم أَصله دَمْیٌ إلا أَنه لما حُذِف و ردّ إلیه ما حذف منه حركت المیم لتدل الحركة علی أَنه اسْتُعْمِلَ محذوفاً. الجوهری: قال سیبویه: الدَّمُ أَصله دَمْیٌ علی فَعْلٍ، بالتسكین، لأَنه یُجْمع علی دِمَاءٍ و دُمِیّ مثل ظَبْیٍ و ظِباء و ظُبِیٍّ، و دَلْوٍ و دِلاءٍ و دُلِیٍّ، قال: و لو كان مثل قَفاً و عَصاً لم یُجْمع علی ذلك. قال ابن بری: قوله فی فُعُول إنه مختص بجمع فَعْلٍ نحو دَمٍ و دُمِیّ و دَلْوٍ و دُلِیٍّ لیس بصحیح، بل قد یكون جمعاً لفَعَلٍ نحو عَصاً و عُصِیٍّ و قَفاً و قُفِیٍّ و صفَاً و صُفِیٍّ. قال الجوهری: الدَّمُ أَصله دَمَوٌ، بالتحریك، و إنما قالوا دَمِیَ یَدْمَی لِحالِ الكسرة التی قبل الواو كما قالوا رَضِیَ یَرْضَی و هو من الرِّضوان. قال ابن بری: الدَّمُ لامُه یاء بدلیل قول الشاعر: جَرَی الدَّمَیان بالخَبَرِ الیَقِینِ قال الجوهری: و قال المبرد أَصله فَعَلٌ و إن جاء جمعه مخالفاً لنظائره، و الذاهب منه الیاء، و الدلیل علیها قولهم فی تثنیته دَمَیان، أَ لا تری أَن الشاعر لما اضْطُرَّ أَخرجه علی أَصله فقال: فَلَسْنا عَلی الأَعْقابِ تَدْمَی كُلُومُنا، و لَكِنْ علی أَعْقابِنا یَقْطُرُ الدَّما فأَخرجه علی الأَصل. قال: و لا یلزم علی هذا قولهم
لسان العرب، ج‌14، ص: 269
یَدْیانِ، و إن اتفقوا علی أَن تَقدیرَ یَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العین، لأَنه إنما ثُنِّیَ علی لغة من یقول لِلْیَد یَدَا، قال: و هذا القول أَصح. قال ابن بری: قائل فَلَسْنا علی الأَعقاب هو الحُصَین بنُ الحَمامِ المُرِّی؛ قال: و مثله قول جریر: عَوی ما عَوی من غَیْرِ شی‌ءٍ رَمَیْته بقارِعَة أَنْفاذُها تَقْطُر الدَّما قال: أَنْفاذُها جمع نَفَذٍ من قول قیس بن الخَطِیم: لها نَفَذٌ لَوْ لا الشُّعاعُ أَضاءَها و قال اللَّعِینُ المِنْقَری: و أُخْذَلُ خِذْلاناً بِتَقْطِیعِیَ الصُّوی إلیكَ، و خُفٍّ راعِفٍ یَقْطُرُ الدَّما قال: و مثله‌قول علی، كرم الله وجهه: لِمَنْ رایَةٌ سوداء یَخْفِقُ ظِلُّها، إذا قِیلَ: قَدِّمْها حُضَیْنُ، تَقَدَّما و یُورِدُها للطَّعْنِ، حتی یُعِلَّها حِیاضَ المَنایا تَقْطُر المَوْتَ و الدَّما و تصغیر الدَّمِ دُمَیٌّ، و النسبة إلیه دَمِیٌّ، و إن شئت دَمَویٌّ. و یقال: دَمِیَ الشی‌ءُ یَدْمی دَمیً و دُمِیّاً فهو دَمٍ، مثل فَرِقَ یَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ، و المصدر متفق علیه أَنه بالتحریك و إنما اختلفوا فی الاسم. و أَدْمَیْته و دَمَّیْته تَدْمِیَةً إذا ضَرَبْتَه حتی خرج منه دَمٌ. قال ابن سیدة: و قد دَمِیَ دَمیً و أَدْمَیْته و دَمَّیْته؛ أَنشد ثعلب قول رؤبة: فلا تَكُونی، یا ابْنَةَ الأَشَمِّ، وَرْقاءَ دَمَّی ذِئْبُها المُدَمِّی ثم فسره فقال: الذئب إذا رأَی لصاحبه دماً أَقبل علیه لیأْكله فیقول: لا تكونی أَنتِ مثل ذلك الذئب؛ و مثله قول الآخر: و كُنْت كذِئْبِ السُّوء لمَّا رأَی دَماً بِصاحِبِه یوماً، أَحالَ علی الدَّمِ و فی المثل: ولدُكَ مَنْ دمَّی عَقِبَیْك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال لأَبی مَریمَ الحَنَفِیِّ: لأَنا أَشدُّ بُغْضاً لكَ من الأَرْض للدَّمِ؛ یعنی أَنَّ الدم لا تشربه الأَرض و لا یَغُوص فِیها فجعَلَ امْتِناعها منه بُغْضاً مجازاً. و یقال: إن أَبا مریم كان قَتَل أَخاه زیداً یوم الیمامة. و الدَّامِیَة من الشِّجاجِ: التی دَمِیَتْ و لم یَسِلْ بعدُ منها دمٌ، و الدامِعَة هی التی یَسِیلُ منها الدَّمُ. و‌فی حدیث زید بن ثابت: فی الدَّامِیَة بَعیرٌ؛ الدَّامِیةُ: شَجَّة تَشُقُّ الجِلْد حتی یَظْهَر منها الدَّمُ، فإن قَطَر منها فهی دامِعةٌ. و اسْتَدْمَی الرَّجلُ: طَأْطَأَ رأْسَه یقْطُر منه الدَّم. الأَصمعی: المُسْتَدْمِی الذی یَقْطُر من أَنْفِه الدَّمُ المُطَأْطِئُ رأسَه، و المُسْتَدْمِی الذی یستخرج منْ غَریمهِ دَیْنَه بالرِّفْق. و‌فی حدیث العَقیقة: یُحْلَقُ من رأْسِه و یُدَمَّی، و فی روایة: و یُسَمَّی.و‌كان قتادة إذا سئل عن الدَّمِ كیف یُصْنَعُ به؟ قال: إذا ذُبِحَت العقیقة أُخِذَتْ منها صُوفة و اسْتُقْبِلَتْ بها أَوْداجُها، ثم تُوضَع علی یافُوخِ الصَّبِیّ لیَسِیلَ علی رأْسه مثلُ الخَیْط، ثم یُغْسل رأْسُه بعدُ و یُحْلَقُ؛ قال ابن الأَثیر: أَخرجه أَبو داود فی السنن و قال هذا وَهَمٌ من هَمَّامٍ، و جاءَ بتفسیره عن قتادة و هو مَنسوخ، و كان من فِعْلِ الجاهلیة، و قال: و یُسَمَّی أَصَحُّ. قال الخطابی: إذا كان أَمَرهم بإماطَة الأَذی الیابِس عن رأْس الصبی فكیف یأْمُرُهم بتَدْمِیة رأْسِه و الدم نَجِسٌ نجاسَة غلیظة؟ و‌فی الحدیث: أَن رجلًا جاءَ و مَعَه أَرْنَبٌ
لسان العرب، ج‌14، ص: 270
فوَضعَها بینَ یَدیِ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، فقال إنِّی وجَدْتُها تَدْمَی‌أَی أَنَّها تری الدَّمَ، و ذلك لأَن الأَرْنَب تَحِیضُ كما تحیض المرأَة. و المُدَمَّی: الثوبُ الأَحْمَر. و المُدَمَّی: الشدید الشُّقْرة. و فی التهذیب: من الخَیْلِ الشدیدُ الحُمْرَة شبه لَوْنِ الدَّمِ. و كلُّ شی‌ءٍ فی لوْنِهِ سَوادٌ و حُمْرة فهو مُدَمّیً. و كل أَحْمَرَ شدید الحمرة فهو مُدَمّیً. و یقال: كُمَیْتٌ مُدَمّیً؛ قال طفیل: و كُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَری فَوْقَها، و اسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب یقول: تضرب حُمْرَتُها إلی الكُلْفة لیست بشدیدة الحمرة. قال أَبو عُبیدَةَ: كُمَیْتٌ مُدَمّیً إذا كان سوادُه شدیدَ الحُمرة إلی مَراقِّه. و الأَشْقَرُ المُدَمَّی: الذی لَوْنُ أَعلی شعْرَتِه یَعْلُوها صُفْرَةٌ كَلوْنِ الكُمَیْت الأَصْفَرِ. و المُدَمَّی من الأَلْوانِ: ما كان فیه سوادٌ. و المُدَمَّی من السِّهام: الذی تَرْمی به عَدُوَّك ثم یَرْمِیكَ به؛ و كان الرجل إذا رمی العَدُوَّ بسَهْمٍ فأَصاب ثم رماه به العَدُوُّ و عَلَیْه دَمٌ جَعَله فی كِنانَتِه تَبَرُّكاً به. و یقال: المُدَمَّی السهم الذی یَتَعاوَرُه الرُّماة بینَهُم و هو راجِع إلی ما تَقدَّم. و‌فی حدیث سعد قال: رَمَیْتُ یوْمَ أُحْدٍ رَجلًا بِسهْمٍ فقَتَلْتُه ثم رُمِیت بذلك السَّهْم أَعْرِفُه حتی فَعَلْتُ ذلك و فعلُوه ثلاث مرات، فقلت: هذا سَهْمٌ مبارك مُدَمّیً فجعلته فی كِنانَتی، فكان عنده حتی مات؛ المُدَمَّی من السِّهامِ: الذی أَصابه الدَّمُ فحصَل فی لوْنِه سَوادٌ و حمرة مما رُمِیَ به العَدُوّ؛ قال: و یطلق علی ما تَكَرّر به الرمی، و الرماة یتَبرَّكون به؛ و قال بعضهم: هو مأخُوذٌ من الدَّامِیَاء و هی البَرَكَة؛ قال شمر: المُدَمَّی الذی یرمی به الرجلُ العدُوَّ ثم یرْمیه العَدُوّ بذلك السهم بعینه: قال: كأَنه دُمِّیَ بالدَّمِ حین وقَع بالمَرْمِیِّ. و المُدَمَّی: السهم الذی علیه حُمْرة الدَّمِ و قد جَسِدَ به حتی یضرِبَ إلی السَّواد. و یقال: سُمِّیَ مُدَمّیً لأَنه احْمَرَّ من الدَّمِ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، فی بَیْعة الأَنْصار، رضی الله عنهم: أَنَّ الأَنْصار لمَّا أَرادُوا أَن یُبایعُوه بَیْعَةَ العَقَبَة بمَكَّة قال أَبو الهَیْثَمِ بنُ التَّیِّهان إنَّ بینَنا و بینَ القَوْم حِبالًا و نَحْنُ قاطِعُوها، و نَخْشی إنِ اللهُ أَعَزَّك و أَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إلی قَوْمِكَ، فتَبَسَّمَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، و قال: بَلِ الدَّمُ الدَّمُ و الهَدْمُ الهَدْمُ، أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُمْ و أُسالِمُ منْ سالَمْتُمْ، و رواه بعضهم: بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ و الهَدَمُ الهَدَمُ، فمن رواه بل الدَّمُ الدَّمُ فإن ابن الأَعرابی قال: العرب تقول دَمی دَمُكَ و هَدْمی هَدْمُك فی النُّصْرَة أَی إِن ظُلِمْت فقد ظُلِمْت؛ و أَنشد للعُقَیْلی: دَماً طَیِّباً یا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ قال أَبو منصور: و قال الفراء العرب تدخل الأَلف و اللام اللتین للتعریف علی الإِسم فتقومان مقام الإِضافة كقول الله عز و جل: فَأَمّٰا مَنْ طَغیٰ وَ آثَرَ الْحَیٰاةَ الدُّنْیٰا فَإِنَّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأْویٰ؛ أَی أَنَّ الجحیم مَأْواهُ؛ و كذلك قوله: فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْویٰ؛ المعنی فإن الجنةَ مأْواه، و قال الزجاج: معناه فإن الجنة هی المأْوی له، قال: و كذلك هذا فی كل اسْمَیْن یدلان علی مثل هذا الإِضمار، فعلی قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَی دَمُكُمْ دمِی و هَدْمُكُم هَدْمی و أَنْتُمْ تُطْلَبُون بدَمی و أُطْلَبُ بدَمِكم و دَمِی و دمُكُمْ شی‌ء واحد، و أَما من‌رواه بَل
لسان العرب، ج‌14، ص: 271
اللَّدَمُ اللَّدَمُ و الهَدَمُ الهَدَمُ‌فكل منهما مذكور فی بابه. و‌فی حدیث ثُمامة بنِ أُثالٍ: إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دَمٍ‌أَی مَنْ هو مُطالَبٌ بدمٍ أَو صاحب دمٍ مَطْلُوبٍ، و‌یروی: ذا ذِمّ، بالذال المعجمة، أَی ذِمامٍ و حُرْمة فی قومه، و إذا عَقَد ذِمَّة وُفِّی له. و‌فی حدیث قتل كَعْب بن الأَشْرفِ: إنِّی لأَسْمَع صوتاً كأَنه صَوْتُ دَمٍ‌أَی صَوْتُ طالِبِ دَمٍ یَسْتَشْفی بقتله. و‌فی حدیث الولید بن المُغِیرَة: و الدَّمِ ما هو بشاعر، یعنی النبی، صلی الله علیه و سلم؛ هذه یَمینٌ كانوا یحلفون بها فی الجاهلیة یعنی دَمَ ما یُذْبَح علی النُّصُبِ. و منه‌الحدیث: لا و الدِّماءِ‌أَی دماءِ الذَّبائِحِ، و‌یُرْوی: لا و الدُّمَی، جمع دُمْیَةٍ و هی الصورة و یرید بها الأَصْنام. و الدَّمُ: السِّنَّوْرُ؛ حكاه النَّضْر فی كتاب الوُحوش؛ و أَنشد كراع: كَذاك الدَّمُّ یأْدُو للْعَكابِرْ العَكابِرْ: ذكور الیرابیع. و رجلٌ دَامِی الشِّفَة: فقِیرٌ؛ عن أَبی العَمَیْثل الأَعرابی. و دَمُ الغِزْلان: بَقْلَةٌ لها زهرة حَسَنة. و بناتُ دَم: نَبْتٌ. و الدُّمْیَةُ: الصَّنَم، و قیل: الصورة المُنَقَّشة العاجُ و نحوه، و قال كُراع: هی الصورة فعَمَّ بها. و یقال للمرأَة: الدُّمْیَةُ، یكنی عن المرأة بها، عربیة، و جمع الدُّمْیةِ دُمیً؛ و قول الشاعر: و البِیضَ یَرْفُلْنَ فی الدُّمَی و الرَّیْطِ و المُذْهَبِ المَصُونِ یعنی ثیاباً فیها تصاویر؛ قال ابن بری: الذی فی الشعر كالدُّمی، و البیضَ منصوب علی العطف علی اسم إن فی البیت قبله، و هو: إنَّ شِوَاءً و نَشْوَةً و خَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ و دَمَّی الراعی الماشِیَةَ: جعَلَها كالدُّمَی؛ و أَنشد أَبو العلاء: صُلْبُ العَصا بِرَعْیِه دَمَّاها، یَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها أَی أَرعاها فسمنت حتی صارت كالدُّمی، و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْیةٍ؛ الدُّمْیة: الصورة المصورة لأَنها یُتَنَوَّقُ فی صَنْعتِها و یُبالَغُ فی تَحْسِینِها. و خُذْ ما دَمَّی لك أَی ظَهَرَ لك. و دَمَّی له فی كذا و كذا إذا قَرَّب؛ كلاهما عن ثعلب. اللیث: و بَقْلَةٌ لها زَهْرة یقال لها دُمْیةُ الغِزْلانِ. و ساتی دَمَا: اسم جبل: یقال: سُمِّی بذلك لأَنه لیس من یوم إلا و یُسْفَكُ علیه دَمٌ كأَنهما إسمان جعلا إسماً واحداً؛ و أَنشد سیبویه لعمرو بن قمیئة: لمَّا رأَتْ ساتی دَمَا اسْتَعْبرَتْ، للهِ دَرُّ، الیَوْمَ، مَنْ لامَها و قال الأَعشی: و هِرَقْلًا، یَوْمَ ذی ساتی دَمَا، مِنْ بَنی بُرْجانَ ذی البَأْسِ رُجُحْ «2». و قد حذف یزیدُ بن مفرّغ الحِمْیَری منه المیم بقوله: فَدَیْرُ سُویً فساتی دا فبُصْرَی و دم الأَخَویْنِ: العَنْدَمُ.

دنا؛ ج14، ص: 271

: دَنا الشی‌ءُ من الشی‌ءِ دُنُوّاً و دَناوَةً: قَرُبَ. و‌فی حدیث الإِیمان: ادْنُهْ؛ هو أَمْرٌ بالدُّنُوِّ و القُرْبِ، و الهاء فیه للسكت، و جی‌ءَ بها لبیان الحركة. و بینهما دَنَاوَة أَی قَرابة. و الدَّنَاوَةُ: القَرابة و القُربی. و یقال: ما تَزْدادُ منِّا إلا قُرْباً و دَنَاوَةً؛ فرق بین مصدرِ دنا
(2). قوله [ذی البأس] هكذا فی الأصل و الصحاح، قال فی التكملة: و الروایة فی الناس بالنون، و یروی رجح بالتحریك أی رجح علیهم
لسان العرب، ج‌14، ص: 272
و مصدر دَنُؤَ، فجعل مصدر دَنا دَنَاوَةً و مصدر دَنُؤَ دَناءَةً؛ و قول ساعدة بن جُؤیَّة یصف جبلًا: إذا سَبَلُ العَماء دَنا علیه، یَزِلُّ بِرَیْدِهِ ماءٌ زَلولُ أَراد: دَنا منه. و أَدْنَیْته و دَنَّیْته. و‌فی الحدیث: إذا أكَلْتُم فسَمُّوا الله و دَنُّوا و سَمِّتُوا؛ معنی‌قوله دَنُّوا‌كُلُوا مم یَلِیكُم و ما دَنا منكم و قرب منكم، و سمِّتُوا أَی ادْعُوا للُمطْعِم بالبركة، و دَنُّوا: فِعْلٌ من دَنا یَدْنُو أَی كُلُوا مما بین أَیدِیكم. و اسْتَدْنَاه: طلب منه الدُّنُوَّ، و دَنَوْتُ منه دُنُوّاً و أَدْنَیْتُ غیری. و قال اللیث: الدُّنُوُّ غیرُ مهموز مصدرُ دَنا یَدْنُو فهو دانٍ، و سُمِّیت الدُّنْیا لدُنُوِّها، و لأَنها دَنتْ و تأَخَّرَت الآخرة، و كذلك السماءُ الدُّنْیا هی القُرْبَی إلینا، و النسبة إلی الدُّنیا دُنیاوِیٌّ، و یقال دُنْیَوِیٌّ و دُنْیِیٌّ؛ غیره: و النسبة إلی الدُّنْیَا دُنْیَاوِیٌّ؛ قال: و كذلك النسبة إلی كل ما مُؤَنَّثُه نحو حُبْلَی و دَهْنا و أَشباه ذلك؛ و أَنشد: بوَعْساء دَهْناوِیَّة التُّرْبِ طَیِّب ابن سیدة: و قوله تعالی وَ دٰانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلٰالُهٰا؛ إنما هو علی حذف الموصوف كأنه قال و جزاهم جَنَّة دانیةً علیهم فحذف جنة و أَقام دانیة مُقامها؛ و مثله ما أَنشده سیبویه من قول الشاعر: كأنَّكَ من جِمالِ بَنی أُقَیْشٍ، یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیْهِ بِشَنِّ أَراد جَمَلٌ من جمالِ بن أُقَیْشٍ. و قال ابن جنی: دٰانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلٰالُهٰا، منصوبة علی الحال معطوفة علی قوله: مُتَّكِئِینَ فِیهٰا عَلَی الْأَرٰائِكِ؛ قال: هذا هو القول الذی لا ضرورة فیه؛ قال و أَما قوله: كأَنَّك من جِمالِ بَنی أُقَیْشٍ البیت، فإنما جاز ذلك فی ضرورة الشِّعْر، و لو جاز لنا أَن نَجِدَ مِنْ فی بعض المواضع اسماً لجعلناها اسماً و لم نحمل الكلام علی حذف الموصوف و إقامة الصفة مقامه، لأَنه نوع من الضرورة، و كتاب الله تعالی یَجِلّ عن ذلك؛ فأَما قول الأَعشی: أَ تَنْتَهُون و لَنْ یَنْهَی ذَوی شَطَطٍ، كالطَّعْنِ یَذْهَبُ فیه الزَّیْتُ و الفُتُلُ فلو حملته علی إقامة الصفة موضع الموصوف لكان أَقبح من تأَوُّل قوله تعالی: وَ دٰانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلٰالُهٰا؛ علی حذف الموصوف لأَن الكاف فی بیت الأَعشی هی الفاعلة فی المعنی، و دٰانِیَةً فی هذا القول إنما هی مَفْعول بها، و المفعول قد یكون اسماً غیر صریح نحو ظَنَنْتُ زیداً یقوم، و الفاعل لا یكون إلا إسماً صریحاً محضاً، فَهُمْ علی إمْحاضه إسماً أَشدُّ مُحافظة من جمیع الأَسماء، أَ لا تری أَن المبتدأ قد یقع غیرَ اسمٍ محضٍ و هو قوله: تَسْمَعُ بالمُعَیْدیِّ خیرٌ مِن أَن تَراهُ؟ فتسمع كما تری فعل و تقدیره أَن تسمع، فحذْفُهم أَنْ و رفْعُهُم تَسمعُ یدل علی أَن المبتدأ قد یمكن أَن یكون عندهم غیرَ اسمٍ صریح، و إذا جاز هذا فی المبتدإ علی قُوَّة شبِهه بالفاعل فهو فی المفعول الذی یبعُد عنهما أَجْوَزُ؛ فمن أَجل ذلك ارتفع الفعل فی قول طَرَفة: أَلا أَیُّهَذا الزَّاجِرِی أَحْضُرُ الوَغَی، و أَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هلْ أَنتَ مُخلِدی؟ عند كثیر من الناس، لأَنه أَراد أَنْ أَحْضُرَ الوَغَی. و أَجاز سیبویه فی قولهم: مُرْهُ یَحْفِرُها أَن یكون الرفعُ علی قوله أَنْ یَحْفِرَها، فلما حُذِفت أَن ارتفع الفعل بعدها، و قد حَمَلَهم كثرةُ حذفِ أَن مع غیر الفاعل علی أَن اسْتَجازُوا ذلك فیما لم یُسَمَّ فاعِلُه،
لسان العرب، ج‌14، ص: 273
و إِن كان ذلك جاریاً مَجْری الفاعل و قائماً مقامه؛ و ذلك نحو قول جمیل: جَزِعْتُ حِذارَ البَیْنِ، یَوْمَ تَحَمَّلُوا، و حُقَّ لِمِثْلی، یا بُثَیْنَةُ، یَجْزَعُ أَراد أَن یَجْزَع، علی أَن هذا قلیل شاذ، علی أَنّ حذف أَنْ قد كثُر فی الكلام حتی صار كلا حَذْفٍ، أَ لا تری أَن جماعة استَخَفّوا نصب أَعْبُدَ من قوله عزّ اسمُه: قُلْ أَ فَغَیْرَ اللّٰهِ تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ؟ فلو لا أَنهم أَنِسُوا بحَذْفِ أَنْ من الكلام و إِرادَتِها لَمَا اسْتَخَفُّوا انْتِصاب أَعْبُدَ. و دَنَت الشمسُ للغُروبِ و أَدْنَت، و أَدْنَت النَّاقَةُ إِذا دَنا نِتاجُها. و الدُّنْیا: نَقِیضُ الآخرة، انْقَلَبت الواو فیها یاءً لأَن فُعْلی إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوُها یاءً، كما أُبدلت الواو مكان الیاء فی فَعْلی، فأَدخَلوها علیها فی فُعْلی لیَتكافآ فی التغییر؛ قال ابن سیدة: هذا قول سیبویه، قال: و زدته أَنا بیاناً. و حكی ابن الأَعرابی: ما له دُنْیاً و لا آخِرةٌ، فنَوّن دُنْیاً تشبیهاً لها بفُعْلَلٍ، قال: و الأَصل أَن لا تُصْرَفَ لأَنها فُعْلی، و الجمع دُناً مثل الكُبْری و الكُبَر و الصُّغْری و الصُّغَر، قال الجوهری: و الأَصل دُنَوٌ، فحذفت الواو لاجتماع الساكنین؛ قال ابن بری: صوابه فقلبت الواو أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف لالتقاء الساكنین، و هما الأَلف و التنوین. و‌فی حدیث الحج: الجَمْرة الدُّنْیا‌أَی القَرِیبة إِلی مِنیً، و هی فُعْلی من الدُّنُوِّ. و الدُّنْیا أَیضاً: اسمٌ لهذه الحَیاةِ لبُعْدِ الآخرة عَنْها، و السماء الدُّنْیا لقُرْبها من ساكِنی الأَرْضِ. و یقال: سماءُ الدُّنْیا، علی الإِضافة. و‌فی حدیث حَبْسِ الشمسِ: فادَّنَی بالقَرْیَةِ؛ هكذا جاء فی مسلم، و هو افْتَعَلَ من الدُّنُوِّ، و أَصلُه ادْتَنی فأُدْغِمَتِ التاءُ فی الدالِ. و قالوا: هو ابن عَمّی دِنْیَةً، و دِنْیاً، منوَّنٌ، و دِنْیَا، غیر مُنَوَّنٍ، و دُنْیَا، مقصور إِذا كان ابنَ عَمِّه لَحّاً؛ قال اللحیانی: و تقال هذه الحروف أَیضاً فی ابنِ الخالِ و الخالَةِ، و تقال فی ابن العَمَّة أَیضاً. قال: و قال أَبو صَفْوانَ هو ابنُ أَخِیه و أُخْتِه دِنْیَا، مثل ما قیل فی ابنِ العَمِّ و ابنِ الخالِ، و إِنما انْقَلَبت الواو فی دِنْیةً و دِنْیاً یاء لمجاورةِ الكسرةِ و ضعفِ الحاجِزِ، و نَظِیرُهُ فِتْیةٌ و عِلْیَةٌ، و كأَنَّ أَصلَ ذلك كلِّه دُنْیا أَی رَحِماً أَدْنی إِلیَّ من غیرها، و إِنما قَلَبوا لیَدُلّ ذلك علی أَنه یاءُ تأْنیثِ الأَدْنی، و دِنْیَا داخلة علیها. قال الجوهری: هو ابن عَمٍّ دِنْیٍ و دُنْیَا و دِنْیا و دِنْیة. التهذیب: قال أَبو بكر هو ابن عمٍّ دِنْیٍ و دِنْیَةٍ و دِنْیَا و دُنْیَا، و إِذا قلت دنیا، إِذا ضَمَمْت الدال لَم یَجُز الإِجْراءُ، و إِذا كسرتَ الدالَ جازَ الإِجْراءُ و تَرك الإِجْراء، فإِذا أَضفت العمَّ إِلی معرفة لم یجز الخفض فی دِنْیٍ، كقولك: ابن عمك دِنْیٌ و دِنْیَةٌ و ابن عَمِّكَ دِنْیاً لأَن دِنْیاً نكرة و لا یكون نعتاً لمعرفة. ابن الأَعرابی: و الدُّنا ما قرُبَ من خَیْرٍ أَو شَرٍّ. و یقال: دَنا و أَدْنی و دَنَّی إِذا قَرُبَ، قال: و أَدْنَی إِذا عاشَ عَیْشاً ضَیِّقاً بعد سَعَةٍ. و الأَدْنَی: السَّفِلُ. أَبو زید: من أَمثالهم كلُّ دَنِیٍّ دُونَه دَنِیٌّ، یقول: كلُّ قریبٍ و كلُّ خُلْصانٍ دُونَه خُلْصانٌ. الجوهری: و الدَّنِیُّ القَریب، غیرُ مهموزٍ. و قولهم: لقیته أَدْنَی دَنیٍّ أَی أَوَّلَ شی‌ء، و أَما الدنی‌ءُ بمعنی الدُّونِ فمهموز. و قال ابن بری: قال الهروی الدَّنیُّ الخَسِیسُ، بغیر همز، و منه قوله سبحانه: أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدْنیٰ؛ أَی الذی هو أَخَسُّ، قال: و یقوِّی قوله كونُ فعله بغیر همز، و هو دَنِیَ یَدْنَی دَناً و دَنایَةً، فهو دَنِیٌّ. الأَزهری فی قوله: أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدْنیٰ؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 274
قال الفراءُ هو من الدَّناءَةِ؛ و العرب تقول إِنه لَدَنیٌّ یُدَنِّی فی الأُمورِ تَدْنِیَةً، غیر مَهموزٍ، یَتْبَع خسیسَها و أَصاغرَها، و كان زُهَیر الفُرْقُبیُّ یهمز أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدْنیٰ، قال الفراء: و لم نَرَ العرب تهمز أَدْنی إِذا كان من الخِسَّةِ، و هم فی ذلك یقولون: إِنه لَدانئٌ خبیث، فیهمزون. و قال الزجاج فی معنی قوله أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدْنیٰ، غیر مَهْموزِ: أَی أَقْرَبُ، و معنی أَقْرَبُ أَقلُّ قیمةً كما تقول ثوب مُقارِبٌ، فأَما الخسیس فاللغة فیه دَنُؤَ دَناءةً، و هو دَنی‌ءٌ بالهمز، و هو أَدْنَأُ منه. قال أَبو منصور: أَهل اللغة لا یهمزون دَنُوَ فی باب الخِسَّة، و إِنما یهمزونه فی باب المُجون و الخُبْثِ. قال أَبو زید فی النوادر: رجل دَنی‌ءٌ من قوم أَدْنِیاءَ، و قد دَنُؤَ دَناءَةً، و هو الخَبیث البَطْنِ و الفَرْجِ. و رجل دَنیٌّ من قوم أَدْنِیاءَ، و قد دَنی یَدْنَی و دَنُوَ یَدْنُو دُنوّاً: و هو الضعیف الخَسیسُ الذی لا غَناء عنده المُقَصِّرُ فی كلِّ ما أَخَذَ فیه؛ و أَنشد: فلا و أَبِیك ما خُلُقی بوَعْرٍ، و لا أَنا بالدَّنِیِّ و لا المُدَنِّی و قال أَبو الهیثم: المُدَنِّی المُقَصِّر عما ینبغی له أَن یَفْعَله؛ و أَنشد: یا مَنْ لِقَوْمٍ رأْیُهُم خَلْفٌ مُدَنْ أَراد مُدَنِّی فَقَیَّد القافیة.إِن یَسْمَعُوا عَوْراءَ أصْغَوْا فی أَذَنْ و یقال للخسیس: إِنه لَدنِیٌّ من أَدْنِیاءَ، بغیر همز، و ما كان دَنِیّاً و لَقَدْ دَنِیَ یَدْنَی دَنیً و دَنایَةً. و یقال للرجل إِذا طَلَب أَمراً خسیساً: قد دَنَّی یُدَنِّی تَدْنِیَة. و‌فی حدیث الحُدَیْبِیَة: علامَ نُعْطِی الدَّنِیَّة فی دِینِنا‌أَی الخَصْلَة المَذْمُومَة؛ قال ابن الأَثیر: الأَصل فیه الهمز، و قد یخفف، و هو غیر مهموز أَیضاً بمعنی الضعیف الخسیس. و تَدَنَّی فلان أَی دَنا قَلِیلًا. و تَدانَوْا أَی دَنا بعضهم من بعض. و قوله عز و جل: وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذٰابِ الْأَدْنیٰ دُونَ الْعَذٰابِ الْأَكْبَرِ؛ قال الزجاج: كلُّ ما یُعَذَّبُ به فی الدنیا فهو العذابُ الأَدْنَی، و العذابُ الأَكْبَر عذابُ الآخِرةِ. و دَانَیْت الأَمْرَ: قارَبْته. و دَانَیْت بَیْنَهما: جَمَعْت. و دَانَیْت بَیْنَ الشَّیْئَیْن: قَرَّبْت بَیْنَهما و دَانَیْتُ القَیْدَ فی البَعیرِ أَو لِلْبَعیر: ضَیَّقْته علیه، و كذلك دَانَی القَیْدُ قَیْنَیِ البَعِیر؛ قال ذو الرمة: دَانَی لهُ القَیْدُ، فی دَیْمُومَةٍ قُذُفٍ، قَیْنَیْهِ، و انْحَسَرَتْ عَنْه الأَناعِیمُ و قوله: ما لی أَراهُ دانِفاً قدْ دُنْیَ لهْ إِنما أَراد قد دُنِیَ لهُ. قال ابن سیدة: و هو من الواو من دَنَوْتُ، و لكن الواو قلبت یاء من دُنِیَ لانكسار ما قبلها، ثم أُسْكِنَت النون فكان یجب، إِذْ زالت الكسرة، أَن تعود الواو، إِلا أَنه لما كان إِسكان النون إِنما هو للتخفیف كانت الكَسْرَة المنویَّة فی حكم الملفوظ بها، و علی هذا قاس النحویون فقالوا فی شَقِیَ قد شَقْیَ، فتركوا الواوَ التی هی لامٌ فی الشِّقْوة و الشَّقاوة مقلوبة، و إِن زالت كسرة القاف من شَقِیَ، بالتخفیف، لما كانت الكسرةُ مَنْویَّةً مقدرة، و علی هذا قالوا لقَضُوَ الرجلُ، و أَصله من الیاء فی قَضَیْت، و لكنها قُلِبت فی لقَضُو لانضمام الضاد قبلها واواً، ثم أَسكنوا الضاد تخفیفاً فتركوا الواو بحالها و لم یردّوها إِلی الیاء، كما تركوا الیاء فی دنیا بحالها و لم یردّوها إِلی الواو، و مثله من
لسان العرب، ج‌14، ص: 275
كلامهم رَضْیُوا، قال ابن سیدة: حكاه سیبویه بإِسكان الضاد و ترك الواو من الرضوان و مر صریحاً لهؤلاء، قال: و لا أَعلم دُنْیَ بالتخفیف إِلا فی هذا البیت الذی أَنشدناه، و كان الأَصمعی یقول فی هذا الشعر الذی فیه هذا البیت: هذا الرجز لیس بعتیق كأَنه من رَجَز خَلَفٍ الأَحمر أَو غیره من المولدین. و ناقَةٌ مُدْنِیَةٌ و مُدْنٍ: دَنا نِتاجُها، و كذلك المرأَة. التهذیب: و المُدَنِّی من الناس الضعیف الذی إِذا آواه اللیلُ لم یَبْرَحْ ضعفاً و قد دَنَّی فی مَبِیِتِه؛ و قال لبید: فیُدَنِّی فی مَبِیتٍ و محَلّ و الدَّنِیُّ من الرجال: الساقط الضعیف الذی إِذا آواه اللیل لم یَبْرَحْ ضَعْفاً، و الجمع أَدْنِیاءُ. و ما كان دَنِیّاً و لقد دَنِیَ دَناً و دَنَایَة و دِنَایَة، الیاء فیه منقلبة عن الواو لقرب الكسرة؛ كل ذلك عن اللحیانی. و تَدَانَتْ إِبلُ الرجل: قَلَّت و ضَعُفَت؛ قال ذو الرمة: تَباعَدْتَ مِنی أَنْ رأَیْتَ حَمُولتِی تَدَانَتْ، و أَنْ أَحْنَی علیكَ قَطِیعُ و دَنَّی فلانٌ: طَلَبَ أَمْراً خسِیساً، عنه أَیضاً. و الدَّنا: أَرض لكَلْب؛ قال سَلامة بن جَنْدل: من أَخْدَرِیَّاتِ الدَّنَا التَفَعَتْ له بُهْمَی الرِّفاغِ، و لَجَّ فی إِحْناقِ الجوهری: و الدَّنَا موضع بالبادیة؛ قال: فأَمْواهُ الدَّنا فعُوَیْرِضاتٌ دَوارِسُ بعدَ أَحْیاءٍ حِلالِ و الأَدْنَیَانِ: وادیانِ. و دَانِیا: نبیٌّ من بنی إِسرائیل یُقال له دانِیالُ.

دها؛ ج14، ص: 275

: الدَّهْوُ و الدَّهَاءُ: العقل، و قد دَهِیَ فلانٌ یَدْهَی و یَدْهُو دَهاءً و دَهاءَةً و دَهْیاً، فهو داهٍ من قوم دُهاةٍ، و دَهُوَ دَهاءةً، فهو دَهِیٌّ من قوم أَدْهِیاءَ و دُهَواءَ، و دَهِیَ دَهیً، فهو دَهٍ من قوم دَهِینَ. التهذیب: و إِنَّه لَداهٍ و دَهِیٌّ و دَهٍ، فمن قال دَاهٍ قال من قومٍ دُهَاةٍ، و من قال دَهِیٌّ قال من قوم أَدْهِیاءَ، و من قال دَهٍ قال من قوم دَهِینَ مثل عَمِینَ. و دَهاهُ دَهْواً: نَسبَه إِلی الدَّهاءِ. و أَدْهاهُ: وجَدَه داهِیاً. التهذیب: الدَّهْوُ و الدَّهْیُ لغتان فی الدَّهاءِ. یقال: دَهَوْتُه و دَهَیْته، فهو مَدْهُوٌّ و مَدْهِیٌّ. و دَهَیْته و دَهَوْته: نسَبْته إِلی الدَّهاءِ. و دَهاهُ دَهْیاً و دَهَّاهُ: نسبَه إِلی الدَّهاء. و أَدْهاهُ: وجَدَهُ داهیة. ابن سیدة: الدَّهْیُ و الدَّهاءُ الإِرْبُ. و رجلٌ داهٍ و داهِیَةٌ، الهاء للمبالغة: عاقل. و فی التهذیب: رجل دَاهِیَة أَی مُنْكَرٌ بَصِیرٌ بالأُمور. و الدَّاهِیَة: الأَمرُ المُنْكَر العظیم. و قولهم: هی الدَّاهِیَة الدَّهْوَاء بالَغُوا بها، و المصدر الدَّهَاءُ تقول: ما دَهَاك أَی ما أَصابك. و كلُّ ما أَصابكَ من مُنْكَرٍ من وَجْهِ المَأْمَنِ فقد دَهَاكَ دَهْیاً، تقول منه: دُهِیت. و قالوا: هی دَاهِیة دُهْوِیَّةٌ، و هذه الكلمة واویة و یائیة. و دَهَاهُ دَهْواً: خَتَلَه. و الدَّهْیَاءُ: الدَّاهِیة من شدائِدِ الدَّهْر؛ و أَنشد: أَخُو مُحافَظَةٍ، إِذا نزَلَتْ به دَهْیَاءُ داهِیَةٌ من الأَزْمِ و دَوَاهِی الدَّهْر: ما یُصِیبُ الناسَ من عظیم نُوَبِه. و دَهَتْه دَاهِیةٌ دَهْیاءُ و دَهْواءُ أَیضاً، و هو توكید أَیضاً. و أَمرٌ دَهٍ: داهٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَ لمْ أَكُنْ حُذِّرْتُ مِنكَ بالدَّهِی و قد یجوز أَن یكون أَراد بالدَّهْی، فلما وقفَ أَلقَی حركة الیاءِ علی الهاءِ، كما قالوا من البَكِرْ، أَرادوا من البَكْرِ. و دَهِیَ الرجُلُ دَهْیاً و دَهاءً و تَدَهَّی:
لسان العرب، ج‌14، ص: 276
فعَلَ فِعْلَ الدُّهاةِ، و هو یَدْهَی و یَدْهُو و یَدْهِی، كل ذلك للرجل الدَّاهی؛ قال العجاج: و بالدَّهاءِ یُخْتَلُ المَدْهِیُّ و قال: لا یَعْرِفونَ الدَّهْیَ من دَهْیائِها، أَو یَأْخُذَ الأَرْض علی مِیدائِها و یروی: … الدَّهْوَ من دَهائِها. و الدَّهْیُ، ساكنة الهاء: المُنْكَرُ و جَوْدَةُ الرأْیِ. یقال: رجل دَاهِیَة بیِّنُ الدَّهْیِ و الدَّهاءِ، ممدودٌ و الهمزة فیه منقلبة من الیاء لا من الواو، و هما دَهْیَاوان. و دَهاهُ یَدْهَاهُ دَهْیاً: عابَهُ و تَنَقَّصَه؛ و قوله أَنشده ثعلب: وَ قُوَّلٌ إِلَّا دَهٍ فلا دَهِ قال: معناه إِن لم تَتُب الآنَ فلا تَتُوبُ أَبداً. و كذلك قول الكاهن لبعضهم و قد سأَله عن شی‌ء یمكن أَن یكون كذا و كذا فقال له: لا، فقال: فكذا؟ فقال له: لا، فقال له الكاهن: إِلا دَهٍ فلا دَهٍ أَی إِن لم یكن هذا الذی أَقول لك فإِنی لا أَعرِف غیره. و یقال: غَرْبٌ دَهْیٌ أَی ضَخْم؛ و قال الراجز: و الغَرْبُ دَهْیٌ غَلْفَقٌ كَبِیرُ، و الحَوْضُ من هَوْذَلِه یَفُورُ و یوْمُ دَهْوٍ: یومٌ تَناهَضَ فیه بنو المُنْتَفِقِ، و هم رَهْطُ الشَّنَآنِ بن مالك وله حدیثٌ. و بنو دَهْیٍ: بَطْنٌ.

دهدی؛ ج14، ص: 276

: یقال: دَهْدَیْتُ الحَجَر و دَهْدَهْتُه فتَدَهْدَی و تَدَهْدَه. و یقال: ما أَدری أَیُّ الدَّهْدَاء هُو أَی أَیُّ الخَلْقِ هو؛ و قال: و عِنْدی الدَّهْدَهاءُ «3».

دوا؛ ج14، ص: 276

: الدَّوُّ: الفَلاةُ الواسِعَة، و قیل: الدَّوُّ المُسْتویة من الأَرض. و الدَّوِّیَّة: المنسوبة إِلی الدَّوِّ؛ و قال ذو الرمة: و دوّ ككَفِّ المُشْتری غیرَ أَنَّه بساطٌ، لأَخْماسِ المَراسِیلِ، واسعُ «4». أَی هی مُستویةٌ ككَفِّ الذی یُصافِقُ عند صَفْقَة البیع، و قیل: دَوِّیَّة و داوِیَّة إِذا كانت بعیدةَ الأَطرافِ مُستویة واسعة؛ و قال العجاج: دَوِّیَّةٌ لهَوْلها دَوِیُّ، للرِّیحِ فی أَقْرابِها هُوِیُّ «5». قال ابن سیدة: و قیل الدَّوُّ و الدَّوِّیَّة و الدَّاوِیَّة و الدَّاوِیَة المفازة، الأَلف فیه منقلبة عن الواو الساكنة، و نظیره انقلابه عن الیاء فی غایة و طایة، و هذا القلب قلیل غیر مقیس علیه غیره. و قال غیره: هذه دعوی من قائلها لا دلالة علیها، و ذلك أَنه یجوز أَن یكون بَنَی من الدوِّ فاعِلةً فصار داوِیَة بوزن راوِیة، ثم إِنه أَلْحق الكلمة یاءَ النَّسَب و حذَفَ اللام كما تقول فی الإِضافة إِلی ناحیة ناحِیٌّ، و إِلی قاضیة قاضِیٌّ؛ و كما قال علقمة: كأْسَ عَزِیزٍ من الأَعْنابِ عَتَّقَها، لبَعْضِ أَرْبابِها، حانِیَّةٌ حُومُ فنسبها إِلی الحانی بوزن القاضِی؛ و أَنشد الفارسی لعمرو بن مِلْقَط: و الخیلُ قد تُجْشِمُ أَرْبابَها الشِّقَّ، و قَدْ تَعْتَسِفُ الداوِیَهْ قال: فإِن شئت قلت إِنه بنی من الدَّوِّ فاعِلَة، فصار التقدیر داوِوَة، ثم قلب الواو التی هی لام یاءً
(3). قوله [الدَّهْدَهَاء] هكذا فی الأصل (4). قوله [لأَخماس المراسیل إلخ] هو بالخاء المعجمة فی التهذیب (5). قوله [فی أقرابها هوی] كذا بالأصل و التهذیب و لعله فی أطرافها
لسان العرب، ج‌14، ص: 277
لانكسار ما قبلها و وقوعِها طَرَفاً، و إِن شئت قلت أَراد الدَّاوِیَّةَ المحذوفةَ اللام كالحانِیّة إِلا أَنه خفف بالإِضافة كما خفف الآخر فی قوله؛ أَنشده أَبو علی أَیضاً: بَكِّی بعَیْنِك واكِفَ القَطْرِ ابْنَ الحَوَارِی العالِیَ الذّكْرِ «1». و قال فی قولهم دَوِّیَّة قال: إِنما سمیت دَوِّیَّة لَدوِیِّ الصَّوْتِ الذی یُسْمَع فیها، و قیل: سُمِّیَت دَوِّیَّة لأَنَّها تُدَوِّی بِمَنْ صار فیها أَی تَذْهَب بهم. و یقال: قَدْ دَوَّی فی الأَرض و هو ذَهابُهُ؛ قال رؤبة: دَوَّی بها لا یَعْذِرُ العَلائِلا، و هو یُصادِی شُزُناً مَثائِلا «2». دَوَّی بها: مَرَّ بها یعنی العَیْرَ و أُتُنَه، و قیل: الدَّوُّ أَرض مَسیرةُ أَربع لیالٍ شِبْهُ تُرْسٍ خاویةٌ یسار فیها بالنجوم و یخافُ فیها الضلالُ، و هی علی طریق البصرة متیاسرة إِذا أَصْعَدْتَ إِلی مكة شرفها الله تعالی، و إِنما سمیت الدَّوَّ لأَن الفُرْسَ كانت لَطائِمُهُم تَجُوزُ فیها، فكانوا إِذا سلكوها تَحاضُّوا فیها بالجِدِّ فقالوا بالفارسی: دَوْ دَوْ «3». قال أَبو منصور: و قد قَطَعْتُ الدَّوَّ مع القَرامِطَة، أَبادَهُم الله، و كانت مَطْرَقَهُم قافلین من الهَبِیر فسَقَوْا ظَهْرَهم و اسْتَقَوْا بحَفْرِ أَبی موسی الذی علی طریق البصرة و فَوَّزوا فی الدوِّ، و وردوا صبیحةَ خامسةٍ ماءً یقال له ثَبْرَةُ، و عَطِبَ فیها بُخْتٌ كثیرة من إِبل الحاج لبُلُوغ العَطَش منها و الكَلالِ؛ و أَنشد شمر: بالدَّوّ أَو صَحْرائِهِ القَمُوصِ و منه خطبة الحَجّاج: قَد، لَفَّها اللَّیْلُ بعُصْلُبِیِّ أَرْوَعَ خَرَّاجٍ من الدَّاوِیِّ یعنی الفَلَوات جمع داوِیَّة، أَراد أَنه صاحب أَسفار و رِحَلٍ فهو لا یزال یَخْرُج من الفَلَوات، و یحتمل أَن یكون أَراد به أَنه بصیر بالفَلَوات فلا یَشْتَبه علیه شی‌ء منها. و الدَّوُّ: موضع بالبادیة، و هی صَحْراء مَلْساء، و قیل: الدَّوُّ بلد لبنی تمیم؛ قال ذو الرمة: حَتَّی نِساءُ تمِیمٍ، و هْی نازِحةٌ بباحَةِ الدَّوِّ فالصَّمَّانِ فالعَقَدِ «4». التهذیب: یقال داوِیَّة و داوِیَةٌ، بالتخفیف؛ و أَنشد لكثیر: أَجْواز داوِیَةٍ خِلالَ دِماثِهَا جُدَدٌ صَحَاصِحُ، بَیْنَهُنَّ هُزومُ و الدَّوَّةُ: موضع معروف. الأَصمعی: دَوَّی الفَحْلُ إِذا سَمِعْت لهَدِیره دَوِیّاً. الجوهری: الدَّوُّ و الدَّوِّیُّ المَفازة، و كذلك الدَّوِّیَّة لأَنها مَفازَة مثلُها فنُسِبَتْ إِلیها، و هو كقولهم قَعْسَرٌ و قَعْسَرِیّ و دَهْر دَوَّار و دَوَّارِیّ؛ قال الشمّاخ: و دَوِّیَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّی نَعامُها، كَمَشْیِ النَّصارَی فی خِفافِ الأَرَنْدَجِ قال ابن بری: هذا الكلام نقله من كلام الجاحظ لأَنه قال سُمّیت دَوِّیّة بالدَّوِّیّ الذی هو عَزِیفُ الجنِّ،
(1). قوله [بكّی بعینك واكف إلخ] تقدم فی مادة حور ضبطه بكی بفتح الكاف و واكف بالرفع، و الصواب ما هنا (2). قوله‌و هو یصادی شزناً مثائلا كذا بالأصل، و الذی فی التهذیب: و هو یصادی شزباً نسائلا (3). قوله [دو دو] أی أَسْرِعْ أَسْرِعْ، قاله یاقوت فی المعجم (4). قوله [فالعقد] بفتح العین كما فی المحكم، و قال فی یاقوت: قال نصر بضم العین و فتح القاف و بالدال موضع بین البصرة و ضریة و أظنه بفتح العین و كسر القاف
لسان العرب، ج‌14، ص: 278
و هو غَلَطٌ منه، لأَن عَزِیفَ الجنِّ و هو صَوْتها یقال له دَوِیٌّ، بتخفیف الواو؛ و أَنشد بیت العجاج: دَوِّیَّة لِهَوْلِهَا دَوِیُّ قال: و إِذا كانت الواو فیه مخففة لم یكن منه الدَّوِّیّة، و إِنما الدَّوِّیَّة منسوبة إِلی الدَّوِّ علی حد قولهم أَحْمَرُ و أَحْمَرِیٌّ، و حقیقة هذه الیاء عند النحویین أَنها زائدة لأَنه یقال دَوٌّ و دَوِّیٌّ للقَفْر، و دَوِّیَّة للمَفازة، فالیاء فیها جاءت علی حَدِّ یاءِ النسَبِ زائدةً علی الدَّوِّ فلا اعتِبار بها، قال: و یدلّك علی فَسَادِ قول الجاحظ إِن الدوِّیّة سُمّیت بالدَّوِیّ الذی هو عزیف الجن قولهم دَوٌّ بلا یاءٍ، قال: فلیت شعری بأَیِّ شی‌ءٍ سُمِّیَ الدَّوُّ لأَنّ الدَّوَّ لیس هو صوتَ الجِنِّ، فنقول إِنَّه سُمّی الدَّوّ بَدوِّ الجنّ أَی عزِیفهِ، و صواب إِنشاد بیت الشماخ: تَمَشَّی نِعاجُها؛ شبّه بقَر الوحش فی سواد قوائِمها و بیاض أَبْدانِها برجال بیضٍ قد لَبِسُوا خِفافاً سُوداً. و الدَّوُّ: موضع، و هو أَرض من أَرض العرب؛ قال ابن بری: هو ما بین البصرة و الیمامة، قال غیره: و ربما قالوا دَاوِیّة قلبوا الواوَ الأُولی الساكنة أَلِفاً لانفتاح ما قبلها و لا یقاس علیه. و قولهم: ما بها دَوِّیٌّ أَی أَحد مِمَّن یَسْكن الدَّوَّ، كما یقال ما بها دُورِیٌّ و طُورِیٌّ. و الدَّوْدَاة: الأُرْجُوحَة. و الدَوْدَاة: أَثَرُ الأُرْجوحة و هی فَعْلَلَة بمنزلة القَرْقَرَة، و أَصلها دَوْدَوَة ثم قُلِبَت الواوُ یاءً لأَنّها رابِعَة هنا فصارت فی التقدیر دَوْدَیَةً، فانْقَلَبت الیاءُ أَلفاً لتَحَرُّكِها و انفتاح ما قبلها فَصارت دَوْدَاة، قال: و لا یجوز أَن یكون فَعْلاةً كأَرْطاةٍ لئِلَّا تُجْعل الكلمة من باب قَلِقٍ و سَلِسٍ، و هو أَقل من باب صَرْصَر و فَدْفَدٍ، و لا یجوز أَیضاً أَن تجعلها فَوْعَلَةً كجَوْهَرةٍ لأَنك تعدل إِلی باب أَضیق من باب سَلس، و هو باب كَوْكَب و دَوْدَن، و أَیضاً فإِنّ الفَعْلَلَة أَكثر فی الكلام من فَعْلاةٍ و فَوْعَلَةٍ؛ و قول الكمیت: خَرِیع دَوادِیُ فی مَلْعَبٍ تَأَزَّرُ طَوْراً، و تُرْخِی الإِزارَا فإِنه أَخرج دَوادِیَ علی الأَصل ضرورة، لأَنه لو أَعَلّ لامَه فحذَفَها فقال دَوادٍ لانْكَسر البیت؛ و قال القتال الكِلابی: تَذَكَّرَ ذِكْرَی مِنْ قَطاةٍ فَأَنْصَبا، و أَبّنَ دَوْداةً خَلاءً و مَلْعَبا و‌فی حدیث جُهَیْسٍ: و كَائِنْ قَطَعْنَا من دَوِّیَّةٍ سَرْبَخٍ؛ الدوُّ: الصَّحْراء التی لا نَباتَ بها، و الدَّوِّیَّةُ منسوبة إِلیها. ابن سیدة: الدَّوی، مقصورٌ، المرَض و السِّلُّ. دَوِیَ، بالكسر، دَویً فهو دَوٍ و دَویً أَی مَرِضَ، فمن قال دَوٍ ثَنَّی و جَمع و أَنث، و من قال دَویً أَفرد فی ذلك كلّه و لم یؤنِّثْ. اللیث: الدَّوی داءٌ باطنٌ فی الصدر، و إِنه لَدَوِی الصدر؛ و أَنشد: و عَیْنُكَ تُبْدِی أَنَّ صَدْرَكَ لی دَوِی و قول الشاعر: و قَدْ أَقُود بالدَّوَی المُزَمَّلِ أَخْرسَ فی السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِل إِنما عَنی به المریضَ من شدة النعاس. التهذیب: و الدَّوی الضَّنی، مقصور یكتب بالیاء؛ قال: یُغْضی كإِغْضاءِ الدَّوَی الزَّمِینِ و رجلٌ دَویً، مقصور: مثلُ ضَنیً. و یقال: تَرَكْتُ فلاناً دَویً ما أَری به حَیاةً. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: كلُّ داءٍ له داءٌ‌أَی كلّ عیب یكونُ فی الرجال فهو فیه، فجَعَلَتِ العیب داءً،
لسان العرب، ج‌14، ص: 279
و قولها: له داءٌ خبر لكل، و یحتمل أَن یكون صفة لداء، و داء الثانیة خبر لكل أَی كل داء فیه بلیغٌ مُتناهٍ، كما یقال: إِنَّ هذا الفَرَسَ فَرَسٌ. و‌فی الحدیث: و أَیُّ داءٍ أَدْوی من البُخْلِ‌أَی أَیُّ عیب أَقْبحُ منه؛ قال ابن بری: و الصواب أَدْوَأُ من البُخْل، بالهمز و موضعه الهمز، و لكن هذا یُرْوی إِلا أَن یجعل من باب دَوِیَ یَدْوَی دَویً، فهو دَوٍ إِذا هَلَكَ بمرض باطن، و منه‌حدیث العَلاء بن الحضْرَمِیّ: لا داءَ و لا خِبْثَة؛ قال: هو العَیْبُ الباطِن فی السِّلْعة الذی لمْ یَطَّلِعْ عَلیه المُشْتری. و‌فی الحدیث: إِنَّ الخَمر داءٌ و لَیْسَتْ بِدواءٍ؛ استعمل لفظ الداءِ فی الإِثْمِ كما اسْتَعْمَله فی العیب؛ و منه‌قوله: دَبَّ إِلیْكُم داءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم البَغْضاءُ و الحَسَدُ، فنَقَل الداءَ من الأَجْسامِ إِلی المعانی و منْ أَمْر الدُّنیا إِلی أَمْر الآخِرَةِ، قال: و لیست بدَواءٍ و إِن كان فیها دَواءٌ من بعض الأَمْراض، علی التَّغْلِیبِ و المبالغة فی الذمّ، و هذا كما نقل الرَّقُوبُ و المُفْلِسُ و الصُّرَعةُ لضرب من التَّمْثِیل و التَّخْیِیل. و‌فی حدیث علی: إِلی مَرْعیً وبِیٍّ و مَشْرَبٍ دَوِیٍّ‌أَی فیه داءٌ، و هو منسوب إِلی دَوٍ من دَوِیَ، بالكسر، یَدْوَی. و ما دُوِّیَ إِلا ثلاثاً «5». حتی مات أَو بَرَأَ أَی مَرِضَ. الأَصمعی: صَدْرُ فلانٍ دَویً علی فلان، مقصور، و مثله أَرض دَوِیَّة أَی ذات أَدْواءٍ. قال: و رجل دَویً و دَوٍ أَی مریض، قال: و رجل دَوٍ، بكسر الواو، أَی فاسدُ الجوف من داءٍ، و امرأَة دَوِیَةٌ، فإِذا قلت رجل دَویً، بالفتح، استوی فیه المذكر و المؤنث و الجمع لأَنه مصدر فی الأَصل. و رجل دَویً، بالفتح، أَی أَحمق؛ و أَنشد الفراء: و قد أَقُود بالدَّوی المُزَمَّل و أَرض دَوِیَةٌ، مخفف، أَی ذات أَدْواءٍ. و أَرْضٌ دَوِیَةٌ: غیر موافقة. قال ابن سیدة: و الدَّوی الأَحمق، یكتب بالیاء مقصور. و الدَّوی: اللازم مكانه لا یَبْرح. و دَوِیَ صَدْرُه أَیضاً أَی ضَغِنَ، و أَدْوَاهُ غیرُه أَی أَمْرَضَه، و دَاوَاهُ أَی عالَجَهُ. یقال: هو یُدْوِی و یُدَاوِی أَی یُعالِجُ، و یُدَاوَی بالشی‌ء أَی یُعالَجُ به، ابن السكیت: الدَّوَاءُ ما عُولِجَ به الفَرَسُ من تَضْمِیر و حَنْذٍ، و ما عُولِجَتْ به الجارِیَة حتی تَسْمَن؛ و أَنشد لسلامة بن جندل: لیْسَ بأَسْفی و لا أَقْنی و لا سَغِلٍ یُسْقی دَواءَ قَفِیِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ یعنی اللَّبَنَ، و إِنما جعله دواءً لأَنهم كانوا یُضَمِّرونَ الخیلَ بشُرْبِ اللبن و الحَنْذِ و یُقْفُون به الجارِیة، و هی القَفِیَّة لأَنها تُؤْثَر به كما یؤثر الضَّیف و الصَّبیُّ؛ قال ابن بری: و مثله قول امرأَة من بنی شُقیْر: و نُقْفی وِلیدَ الحَیِّ إِنْ كان جائِعاً، و نُحْسِبُه إِنْ كان لیْسَ بجائعِ و الدَّواةُ: ما یُكْتَبُ منه معروفة، و الجمع دَویً و دُوِیٌّ و دِوِیٌّ. التهذیب: إِذا عدَدْت قلت ثلاث دَوَیاتٍ إِلی العَشْر، كما یقال نَواةٌ و ثلاث نَوَیاتٍ، و إِذا جَمَعْت من غیر عَدَدٍ فهی الدَّوَی كما یقال نَواةٌ و نَویً، قال: و یجوز أَن یُجْمَع دُوِیّاً علی فُعُول مثل صَفاةٍ و صَفاً و صُفِیٍّ؛ قال أَبو ذؤیب: عَرَفْتُ الدیارَ كَخَطِّ الدُّوِیِّ حَبَّره الكاتِبُ الحِمْیَرِی و الدُّوَایَةُ و الدِّوَایَةُ: جُلَیْدةٌ رقیقة تعلو اللَّبَنَ
(5). قوله [و ما دُوِّیَ إلا ثلاثاً إلخ] هكذا ضبط فی الأصل بضم الدال و تشدید الواو المكسورة
لسان العرب، ج‌14، ص: 280
و المَرَقَ. و قال اللحیانی: دُوَایَة [دِوَایَة اللبنِ و الهَرِیسَة و هو الذی یَغْلُظُ علیه إِذا ضرَبَتْه الریحُ فیصیرُ مثل غِرْقِئ البَیْض. و قد دَوَّی اللبنُ و المَرَقُ تَدْوِیةً: صارت علیه دُوَایَةٌ أَی قِشْرَةٌ. و ادَّوَیْت: أَكَلْت الدُّوایةَ، و هو افْتَعَلْت، و دَوَّیْته؛ أَعْطَیْته الدُّوایة، و ادَّوَیْتُها: أَخَذْتها فأَكَلْتها؛ قال یزیدُ بن الحَكَم الثَّقَفی: بَدا منْك غِشٌّ، طالما قَدْ كَتَمْته، كما كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِی و ذلك أَن خاطبة من الأَعراب خطبت علی ابنها جاریة فجاءت أُمّها إلی أُمّ الغلام لتنظر إِلیه فدخل الغلام فقال: أَ أَدَّوِی یا أُمِّی؟ فقالت: اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمُودِ البَیْتِ؛ أَرادت بذلك كِتْمان زَلَّةِ الابن و سُوءِ عادَتِهِ. و لبن داوٍ: ذُو دُوَایَةٍ. و الدُّوَایَة [الدِّوَایَة فی الأَسْنان كالطُّرامَة؛ قال: أَعددت لفیك ذو الدوایة «1». و دَوَّی الماءُ: علاهُ مثلُ الدُّوَایَة [الدِّوَایَة مما تَسْفِی الریح فیه، الأَصمعی. ماءٌ مُدَوٍّ و دَاوٍ إِذا عَلَتْه قُشَیْرة مثل دَوَّی اللبنُ إِذا عَلَتْه قُشَیْرة، و یقال للذی یأْخذ تلك القُشَیْرة: مُدَّوٍ، بتشدید الدال، و هو مُفْتَعِل، و الأَول مُفَعِّل. و مَرَقَةٌ دِوَایَةٌ و مُدَوِّیَة: كثیرة الإِهالة. و طعام دَاوٍ و مُدَوٍّ: كثیرٌ. و أَمْرٌ مُدَوٍّ إِذا كان مُغَطّیً؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و لا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّیَ سادِراً بعَمْیاءَ حتَّی أَسْتَبِینَ و أُبْصِرا قال: یجوز أَن یعنی الأَمْر الذی لا یعرف ما وراءَهُ كأَنه قال و دُونه دُوایةٌ قد غَطَّته و سترته، و یجوز أَن یكون من الدَّاءِ فهو علی هذا مهموز. و داوَیْت السُّقْم: عانَیْته. الكسائی: داءَ الرجلُ فهو یَداءُ علی مِثال شاءَ یَشاء إِذا صار فی جوفه الدَّاءُ. و یقال: دَاوَیْت العَلِیلَ دَویً، بفتح الدال، إِذا عالَجْته بالأَشْفِیة التی تُوافِقُه؛ و أَنشد الأَصمعی لثَعْلَبة بن عمرو العَبْدی: و أَهْلَكَ مُهْرَ أَبِیكَ الدَّوَی، و لیسَ له مِنْ طَعامٍ نَصِیبْ خَلا أَنهُم كُلَّما أَوْرَدُوا یُصَبَّحُ قَعْباً علیه ذَنُوبْ قال: معناه أَنه یُسْقَی من لبنٍ علیه دَلْو من ماء، وصفه بأَنه لا یُحْسن دَواءَ فَرسه و لا یُؤْثِرهُ بلبنه كما تفعل الفُرْسان؛ و رواه ابن الأَنباری: و أَهْلَكَ مُهْرَ أَبیكَ الدَّوَاءْ بفتح الدال، قال: معناه أَهلكه تَرْكُ الدواء فأَضْمَر التَّرْكَ. و الدَّواءُ: اللَّبَن. قال ابن سیدة: الدِّوَاءُ و الدَّوَاءُ و الدُّوَاءُ؛ الأَخیرة عن الهجری، ما داوَیْتَه به، ممدود. و دُووِیَ الشی‌ء أَی عُولِجَ، و لا یُدْغَمُ فَرْقاً بین فُوعِلَ و فُعِّل. و الدِّوَاءُ: مصدر دَاوَیْتُه دِوَاءً مثل ضاربته ضِراباً؛ و قول العجاج: بفاحِمٍ دُووِیَ حتی اعْلَنْكَسا، و بَشَرٍ مع البَیاضِ أَملَسا إِنما أَراد عُونِیَ بالأَدْهان و نحوها من الأَدْوِیة حتی أَثَّ و كَثُرَ. و فی التهذیب: دُوِّیَ أَی عُولِجَ و قِیمَ علیه حتی اعْلَنْكَس أَی ركِبَ بعضُه بعضاً من كثرته. و یروی: دُووِیَ فُوعِلَ من الدَّواء، و من رواه دُوِّیَ فهو علی فُعِّلَ منه. و الدِّوَاءُ، ممدود: هو الشِّفاءُ. یقال: دَاوَیْته مُداواةً، و لو
(1). قوله [أعددت لفیك إلخ] هكذا بالأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 281
قلت دِوَاءً كان جائِزاً. و یقال: دُووِیَ فلان یُداوَی، فیُظْهِرُ الواوَیْنِ و لا یُدْغِم إِحداهما فی الأُخری لأَن الأُولی هی مَدّة الأَلف التی فی داواه، فكَرِهوا أَن یُدْغِموا المدَّة فی الواو فیلتبس فُوعِل بفُعِّل. الجوهری: الدَّوَاء، ممدودٌ، واحد الأَدْوِیَة، و الدِّوَاءُ، بالكسرِ، لُغة فیه؛ و هذا البیت یُنْشَد علی هذه اللغة: یقولون: مَخْمورٌ و هذا دِوَاؤُه، علیَّ إِذاً مَشْیٌ، إِلی البیتِ، واجِبُ أَی قالوا إِنَّ الجَلْد و التَّعْزِیزَ دواؤُه، قال: و علَیَّ حجةٌ ماشیاً إِن كنتُ شَرِبْتُها. و یقال: الدِّوَاءُ إِنما هو مصدر دَاوَیْته مُدَاوَاةً و دِوَاءً. و الدَّوَاءُ: الطعامُ و جمع الدَّاء أَدْوَاءٌ، و جمع الدواءِ أَدْوِیَة، و جمع الدَّوَاةِ دُوِیُّ. و الدَّوَی: جمعُ دواةٍ، مقصورٌ یكتب بالیاء، و الدَّوَی للدَّواءِ بالیاء مقصور؛ و أَنشد: إِلا المُقِیمَ علی الدَّوَی المُتَأَفِّن و دَاوَیتُ الفَرَس: صَنَّعْتُها. و الدَّوَی: تَصْنیع الدابَّة و تسْمِینُه و صَقْله بسَقْی اللبن و المواظَبة علی الإِحسان إِلیه، و إِجرائِه مع ذلك البَرْدَینِ قدرَ ما یسیل عَرَقُه و یَشْتَدُّ لحْمه و یذهب رَهَله. و یقال: دَاوَی فلان فرسَه دِواءً، بكسر الدال، و مُدَاوَاةً إِذا سَمَّنه و عَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فیه؛ قال الشاعر: و دَاوَیْتُها حتی شَتَتْ حَبَشِیَّةً، كأَنَّ عَلیها سُنْدُساً و سُدُوسا و الدَّوِیُّ: الصَّوْتُ، و خص بعضهم به صوتَ الرَّعْد، و قد دَوَّی. التهذیب: و قد دَوَّی الصوتُ یُدَوِّی تَدْوِیَةً. و دَوِیُّ الریحِ: حَفِیفُها، و كذلك دَوِیُّ النَّحْلِ. و یقال: دَوَّی الفَحْل تَدْوِیَةً، و ذلك إِذا سمعت لهَدِیره دَوِیّاً. قال ابن بری: و قالوا فی جَمع دَوِیِّ الصوتِ أَدَاوِیَّ؛ قال رؤبة: و للأَدَاوِیِّ بها تَحْذِیما و‌فی حدیث الإِیمانِ: تَسْمَعُ دَوِیَّ صَوْتِه و لا تَفْقَه ما یقول؛ الدَّوِیُّ: صوت لیس بالعالی كصوت النَّحْلِ و نحوه. الأَصمعی: خَلا بَطْنی من الطعام حتی سَمِعْتُ دَوِیّاً لِمَسامِعی. و سَمِعْتُ دَوِیَّ المَطر و الرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما من بعیدٍ. و المُدَوِّی أَیضاً: السحاب ذو الرَّعْدِ المُرْتَجِس. الأَصمعی: دَوَّی الكَلْبُ فی الأَرض كما یقال دَوَّمَ الطائِرُ فی السماء إِذا دار فی طَیَرانِه فی ارتفاعه؛ قال: و لا یكون التَّدْویمُ فی الأَرض و لا التَّدْوِیَة فی السماء، و كان یعیب قول ذی الرمة: حتی إِذا دَوَّمَتْ فی الأَرض راجَعَهُ كِبْرٌ، و لو شاءَ نجَّی نفْسَه الهَرَبُ قال الجوهری: و بعضهم یقول هما لغتان بمعنی، و منه اشْتُقَّت دُوَّامة الصبیّ، و ذلك لا یكون إِلا فی الأَرض. أَبو خَیْرة: المُدَوِّیَةُ الأَرض التی قد اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوایَةُ اللَّبَنِ، و قیل: المُدَوِّیَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإِ التی لم یُؤْكَلْ منها شی‌ءٌ. و الدَّایَة: الظِّئْرُ؛ حكاه ابن جنی قال: كلاهما عربی فصیح؛ و أَنشد للفرزدق: رَبِیبَة دایاتٍ ثلاثٍ رَبَیْنَها، یُلَقِّمْنَها من كلِّ سُخْن و مُبْرَدِ قال ابن سیدة: و إِنما أَثبته هنا لأَن باب لَوَیْتُ أَكثرُ من باب قُوَّة و عییت.

فصل الذال المعجمة؛ ج14، ص: 281

ذأی؛ ج14، ص: 281

: الذَّأْوُ: سیرٌ عنیفٌ. ذأَی یَذْأَی و یَذْؤُو ذَأْواً: مَرَّ مَرّاً خفِیفاً سریعاً، و قال: سار سَیراً شدیداً.
لسان العرب، ج‌14، ص: 282
و ذَأَی الإِبلَ یَذْآها و یَذْؤُوها ذَأْواً و ذَأْیاً: ساقها سَوْقاً شدیداً و طرَدَها؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو عمرو لحبیب بن المِرْقال العنبری: و مَرَّ یَذْآها و مَرَّتْ عُصَبا شِهْذارَة تأْفِرُ أَفْراً عَجَبا و الذَّأْوَةُ: الشاةُ المَهْزُولةُ؛ عن ثعلب. و ذَأَی العُودُ و البَقْلُ یَذْأَی ذَأْواً و ذَأْیاً و ذَأًی و ذُئِیّاً؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، قال یعقوب و هی حِجازیة: ذَوَی و ذَبَل. و ذَأَی الفَرَسُ و الحِمارُ و البعیرُ یَذْأَی ذَأْیاً: أَسرع، و هو ضرب من عَدْوِ الإِبلِ، و فَرَسٌ مِذْأیً؛ قال: مِذْأیً مِخَدّاً فی الرِّقاقِ مِهْرَجا و یروی: بَعِید نَضْحِ الماء مِذْأیً مِهْرَجا و قیل: الذَّأْیُ السَّیرُ الشدید. و ذَأَیْتُه ذَأْیاً: طَرَدْتُه. و حمارٌ مِذْأیً، مقصور مهموز، و حِمار مِذْأیً طَرَّادٌ لأُتُنه؛ و قال أَوسُ بن حجر: فذَأَوْنَه شَرَفاً و كُنَّ له، حتی تَفاضَلَ بیْنَها جَلَبا و قد ذَآها یَذْآها ذَأْیاً و ذَأْواً إِذا طَردها.

ذبی؛ ج14، ص: 282

: ذَبَتْ شَفَتُه: كذَبَّتْ؛ قال ابن سیدة: و قَضَیْنا علیها بالیاء لكونها لاماً. و ذُبْیان و ذِبْیَان: قبیلةٌ، و الضمُّ فیه أَكثرُ من الكسرِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال ابن دُرَید: و أَحسب أَنَّ اشتقاقَ ذُبْیَان من قولهم ذَبَتْ شَفَتُه، قال: و هذا أَیضاً مما یُقَوِّی كَوْنَ ذَبَتْ من الیاء لو أَنَّ ابن درید لم یُمَرِّضه. و الذُّبْیَان: بقیّة الوَبَر؛ عن كراع، قال: و لست منه علی ثقة، قال: و الذی حكاه أَبو عبید الذُّوبانُ و الذِّیبانُ. قال الأَزهریْ: أَما ذَبَی فما عَلِمْتُنی سمعت فیه شیئاً من ثقة غیر هذه القبیلة التی یقال لها ذُبْیان. قال ابن الكلبی: كان أَبی یقول ذِبْیَان، بالكسر، قال: و غیره یقول ذُبْیَان، و هو أَبو قبیلة من قیس، و هو ذُبْیَان بنُ بَغِیضِ بنِ رَیْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَیْسِ عَیْلانَ. و یقال: ذَبَّ الغَدیرُ و ذَبَی و ذَبَتْ شفَتُه و ذَبَّت، قال: و لا أَدْری ما صِحَّتُه.

ذحا؛ ج14، ص: 282

: ذَحا یَذْحی ذَحْواً: ساقَ و طَرَدَ. و ذَحَا الإِبِلَ یَذْحَاها ذَحْواً: طَرَدَها و ساقَها؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلی: و نِعْم مُعَرَّسُ الأَقْوامِ تَذْحی رِحالَهُم شآمِیَةٌ بَلِیلُ أَراد تَذْحی رواحِلَهم، و قیل: أَراد أَنهم یُنْزِلُون رحالَهم فتأْتی الریح فتَسْتَخِفُّها فتَقْلَعُها فكأَنها تَسُوقها و تَطْردها. قال ابن سیدة: فعلی هذا لا حذف هنالك. و ذَحَاهُ یَذْحُوه و یَذْحَاهُ ذَحْواً: طَرَده. و ذَحَتْهُم الریحُ تَذْحَاهُم ذَحْیاً إِذا أَصابتهم و لیس لهم منها سِتْرٌ. و فی التهذیب: و لیس «1». لنا ذَریً نَتَذَرَّی به، و ذَحا المرأَةَ یَذْحُوها ذَحْواً: نكحها؛ هذه عن كراع.

ذرا؛ ج14، ص: 282

: ذَرَت الریح الترابَ و غیرَه تَذْرُوه و تَذْرِیه ذَرْواً و ذَرْیاً و أَذْرَتْهُ و ذَرَّتْه: أَطارَتْه و سفَتْه و أَذْهَبَتْه، و قیل: حَمَلَتْه فأَثارَتْه و أَذْرَتْه إِذا ذَرَتِ التُّرابَ و قد ذَرا هو نفسُه. و فی حرف ابن مسعود و ابن عباس: تَذْرِیهِ الریحُ، و معنی أَذْرَتْه قَلَعَته و رَمَتْ به، و هما لغتان. ذَرَتِ
(1). قوله [و فی التهذیب و لیس إلخ] أول عبارته: قال أبو زید ذَحَتْنَا الریح تذحانا ذحیاً إذا أصابتنا ریح و لیس لنا إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 283
الریحُ التُّرابَ تَذْرُوه و تَذْرِیه أَی طَیَّرَته؛ قال ابن بری: شاهد ذَرَوْتُه بمعنی طَیَّرْتُه قول ابن هَرْمَة: یَذْرُو حَبِیكَ البَیْضِ ذَرْواً یخْتَلی غُلُفَ السَّواعِدِ فی طِراقِ العَنْبَرِ و العَنْبَر هنا: التُّرْس. و‌فی الحدیث: إِنَّ الله خَلق فی الجَنَّة ریحاً من دُونِها بابٌ مُغْلَق لو فُتحَ ذلك الباب لأَذْرَتْ ما بین السماءِ و الأَرْضِ، و فی روایة: لَذَرَّتِ الدُّنْیا و ما فیها.یقال: ذَرَتْه الرِّیحُ و أَذْرَتْه تَذْرُوه و تُذْریه إِذا أَطارَتْه. و‌فی الحدیث: أَن رَجُلًا قال لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُونی ثم ذَرُّونی فی الرِّیحِ؛ و منه‌حدیث علی، كرم الله وجهه: یَذْرُو الرِّوایَةَ ذَرْوَ الریحِ الهَشِیمَ‌أَی یَسْرُدُ الرِّوایة كما تَنْسِفُ الریحُ هَشِیمَ النَّبْتِ. و أَنكر أَبو الهیثم أَذْرَتْه بمعنی طَیَّرَتْه، قال: و إِنما قیل أَذْرَیْت الشی‌ءَ عن الشی‌ء إِذا أَلقَیْتَه؛ و قال إمرؤ القیس: فتُذْرِیكَ منْ أُخْری القَطاةِ فتَزْلَقُ و قال ابن أَحمر یصف الریح: لها مُنْخُلٌ تُذْرِی، إِذا عَصَفَتْ بِهِ أَهابیَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأَمِ قال: معناه تُسْقِطُ و تَطْرَح، قال: و المُنْخُل لا یرفَعُ شیئاً إِنما یُسْقِط ما دقَّ و یُمْسِك ما جَلَّ، قال: و القرآن و كلام العرب علی هذا. و فی التنزیل العزیز: وَ الذّٰارِیٰاتِ ذَرْواً؛ یعنی الرِّیاحَ، و قال فی موضع آخر: تَذْرُوهُ الرِّیٰاحُ. و ریحٌ ذَارِیَةٌ: تَذْرُو التُّراب، و من هذا تَذْرِیة الناس الحنطةَ. و أَذْرَیْتُ الشی‌ءَ إِذا أَلْقَیْتَه مثلَ إِلْقائِكَ الحَبَّ للزَّرْع. و یقال للذی تُحْمَلُ به الحنطة لتُذَرَّی: المِذْرَی. و ذَرَی الشی‌ءُ أَی سَقَط، و تَذْرِیَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة. ذَرَوْت الحِنْطة و الحبَّ و نَحْوَه أَذْرُوها و ذَرَّیْتُها تَذْرِیَة و ذَرْواً منه: نَقَّیْتها فی الریح. و قال ابن سیدة فی موضع آخر: ذَرَیْتُ الحَبَّ و نحوه و ذَرَّیْته أَطَرْته و أَذْهَبْته، قال: و الواو لغة و هی أَعْلی. و تَذَرَّت هی: تَنَقَّت. و الذُّرَاوَةُ: ما ذُرِیَ من الشی‌ء. و الذُّرَاوَةُ: ما سَقَطَ من الطَّعام عند التَّذَرِّی، و خص اللحیانی به الحِنْطة؛ قال حُمَیْد بن ثوْر: و عادَ خُبَّازٌ یُسَقِّیِه النَّدی ذُرَاوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ و المِذْرَاة و المِذْرَی: خَشَبَةٌ ذات أَطْراف، و هی الخشبة التی یُذَرَّی بها الطَّعامُ و تُنَقَّی بها الأَكْداس،، و منه ذَرَّیْتُ تراب المعدن إِذا طَلَبْت منه الذَّهَب. و الذَّرَی: اسمُ ما ذَرَّیْته مثل النَّفَضِ اسم لما تَنْفُضُه؛ قال رؤبة: كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَریً لم یُطْحَنِ یعنی ذَرْوَ الریح دُقاقَ التُّراب. و ذَرَّی نَفَسَه: سَرَّحه كما یُذَرَّی الشی‌ءُ فی الریح، و الدَّالُ أَعْلی، و قد تقدم. و الذَّرَی: الكِنُّ. و الذَّرَی: ما كَنَّكَ من الریح البارِدَةِ من حائِطٍ أَو شجر. یقال: تَذَرَّی مِنَ الشّمال بذَریً. و یقال: سَوُّوا للشَّوْل ذَریً من البَرْدِ، و هو أَن یُقْلَع الشجَر من العَرْفَجِ و غیره فیوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مما یلی مَهَبَّ الشمالِ یُحْظَر به علی الإِبل فی مأْواها. و یقال: فلان فی ذَرَی فلانٍ أَی فی ظِلِّه. و یقال: اسْتَذْرِ بهذه الشجَرة أَی كنْ فی دِفْئها. و تَذَرَّی بالحائِط و غیرِه من البَرْدِ و الرِّیحِ و اسْتَذْرَی، كلاهما: اكْتَنَّ. و تَذَرَّتِ الإِبلُ و اسْتَذْرَت: أَحَسَّت البَرْدَ و اسْتَتَر بعضُها ببعضٍ و اسْتَتَرت بالعِضاهِ. و ذَرا
لسان العرب، ج‌14، ص: 284
فلانٌ یَذْرُو أَی مَرَّ مَرّاً سریعاً، و خص بعضهم به الظبی؛ قال العجاج: ذَارٍ إِذا لاقی العَزازَ أَحْصَفا و ذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسر حَدُّه، و قیل: سقط. و ذَرَوْتُه أَنا أَی طَیَّرته و أَذْهَبْته؛ قال أَوْس: إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نابهِ تَخَمَّطَ فینا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ قال ابن بری: ذَرَا فی البیت بمعنی كَلَّ، عند ابن الأَعرابی، قال: و قال الأَصمعی بمعنی وقَع، فَذَرا فی الوجهین غیر مُتَعَدٍّ. و الذَّرِیَّةُ: الناقة التی یُسْتَتَر بها عن الصید؛ عن ثعلب، و الدال أَعلی، و قد تقدم. و اسْتَذْرَیْت بالشَّجَرة أَی استَظْلَلْت بها و صِرْتُ فی دِفئِها. الأَصمعی: الذَّرَی، بالفتح، كل ما استترت به. یقال: أَنا فی ظِلِّ فلان و فی ذَرَاهُ أَی فی كَنَفه و سِتْره و دِفْئِه. و اسْتَذْرَیْتُ بفلان أَی التَجَأْتُ إِلیه و صِرْتُ فی كَنَفه. و اسْتَذْرَتِ المِعْزَی أَی اشْتَهت الفَحْلَ مثل اسْتَدَرَّتْ. و الذَّرَی: ما انْصَبَّ من الدَّمْع، و قد أَذْرَتِ العینُ الدّمْعَ تُذْرِیه إِذْرَاءً و ذَریً أَی صَبَّتْه. و الإِذْرَاءُ: ضَرْبُك الشی‌ءَ تَرْمی به، تقول: ضَرَبْتُه بالسیف ف أَذْرَیْتُ رأْسَه، و طَعَنته ف أَذْرَیْتُه عن فَرَسه أَی صَرَعْته و أَلْقَیْته. و أَذْرَی الشی‌ءَ بالسیف إِذا ضَرَبه حتی یَصْرَعه. و السیفُ یُذْرِی ضَرِیبَتَه أَی یَرْمِی بها، و قد یوصَفُ به الرَّمْی من غیر قَطْع. و ذَرَّاهُ بالرُّمْحِ: قَلَعَه؛ هذه عن كراع. و أَذْرَتِ الدابَّة راكِبَها: صَرَعَتْه. و ذِرْوَةُ كلِّ شَی‌ءٍ و ذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، و الجَمْع الذُّرَی بالضم. و ذِرْوة السَّنامِ و الرأْسِ: أَشْرَفُهُما. و تَذَرَّیْت الذِّرْوة: رَكِبْتُها و عَلَوْتها. و تَذَرَّیْت فیهم: تَزَوَّجْت فی الذِّرْوة مِنْهُم. أَبو زید: تَذَرَّیْت بَنی فلانٍ و تَنَصَّیْتهم إِذا تَزَوَّجْت منهم فی الذِّرْوة و الناصیة أَی فی أَهل الشرف و العَلاء. و تَذَرَّیت السَّنام: عَلَوْته و فَرَعْته. و‌فی حدیث أَبی موسی: أُتِی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَی «2». أَی بِیض الأَسْنِمَة سِمانها. و الذُّرَی: جمع ذِرْوَةٍ، و هی أَعْلَی سَنامِ البَعِیر؛ و منه‌الحدیث: علی ذِرْوةِ كلِّ بعیر شیطانٌ، و‌حدیث الزُّبیر: سأَلَ عائشةَ الخُروجَ إِلی البَصْرة فأَبَتْ علیه فما زالَ یَفْتِلُ فی الذِّرْوَةِ و الغارِبِ حتی أَجابَتْهُ؛ جَعَلَ وبَرَ ذِرْوَة البعیر و غارِبِه مثلًا لإِزالتها عن رَأْیها، كما یُفْعَلُ بالجمل النَّفُور إِذا أُرید تَأْنیسُه و إِزالَةُ نِفارِه. و ذَرَّی الشاةَ و الناقَةَ و هو أَنْ یَجُزَّ صوفَها و وَبَرَها و یدَعَ فوقَ ظَهْرِها شیئاً تُعْرَف به، و ذلك فی الإِبل و الضأْن خاصة، و لا یكون فی المِعْزَی، و قد ذَرَّیتها تَذْرِیَةً. و یقال: نعجةٌ مُذَرَّاةٌ و كَبْشٌ مُذَرّیً إِذا أُخِّرَ بَیْنَ الكَتِفین فیهما صُوفَةٌ لم تُجَزَّ؛ و قال ساعدة الهذلی: و لا صُوارَ مُذَرَّاةٍ مَناسِجُها، مِثْل الفَرِیدِ الذی یَجْرِی مِنَ النَّظْمِ و الذُّرَةُ: ضربٌ من الحَبِّ معروف، أَصلُه ذُرَوٌ أَو ذُرَیٌ، و الهاءُ عِوَض، یقال للواحِدَة ذُرَةٌ، و الجَماعة ذُرَةٌ، و یقال له أَرْزَن «3». و ذَرَّیْتُه:
(2). قوله [بإبل غرّ الذری] هكذا فی الأصل، و عبارة النهایة: أتی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، بنهب إبل فأمر لنا بخمس ذود غرّ الذری أی بیض إلخ (3). قوله [و یقال له أرزن] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 285
مَدَحْتُه؛ عن ابن الأَعرابی. و فلان یُذَرِّی فلاناً: و هو أَن یرفع فی أَمره و یمدحه. و فلان یُذَرِّی حَسَبَه أَی یمدحه و یَرْفَعُ من شأْنه؛ قال رؤبة: عَمْداً أُذَرّی حَسَبِی أَن یُشْتَمَا، لا ظَالِمَ الناس و لا مُظَلَّما و لم أَزَلْ، عن عِرْضِ قَوْمِی، مِرْجَمَا بِهَدْرِ هَدَّارٍ یَمُجُّ البَلْغَما أَی أَرْفَعُ حَسَبی عن الشَّتِیمةِ. قال ابن سیدة: و إِنما أَثْبَتُّ هذا هنا لأَن الاشتقاق یُؤذِنُ بذلك كأَنِّی جعلته فی الذِّرْوَةِ. و‌فی حدیث أَبی الزناد: كان یقول لابنه عبد الرحمن كیفَ حدیثُ كذا؟یریدُ أَن یُذَرِّیَ منه أَی یَرْفَعَ من قَدْره و یُنَوِّهَ بذِكْرِه. و المِذْرَی: طَرَفُ الأَلْیةِ، و الرَّانِفةُ ناحیَتُها. و قولهم: جاء فلان یَنْفُضُ مِذْرَوَیْه إِذا جاء باغِیاً یَتَهَدَّدُ؛ قال عَنْتَرة یهجو عُمارةَ بنَ زِیادٍ العَبِسِی: أَ حَوْلِیَ تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَیْها لِتَقْتُلَنِی؟ فها أَنا ذا عُمارَا یرید: یا عُمارَةُ، و قیل: المِذْرَوَانِ أَطْرافُ الأَلْیَتَیْن لیس لهما واحد، و هو أَجْوَدُ القولین لأَنه لو قال مِذْرَی لقیل فی التثنیة مِذْرَیانِ، بالیاء، للمجاورة، و لَمَا كانت بالواو فی التثنیة و لكنه من باب عَقَلْتُه بِثنْیَایَیْنِ فی أَنه لم یُثَنَّ علی الواحد؛ قال أَبو علی: الدلیلُ علی أَن الأَلف فی التثنیة حرف إِعراب صحة الواو فی مِذْرَوانِ، قال: أَ لا تری أَنه لو كانت الأَلف إِعراباً أَو دلیلَ إِعراب و لیست مَصُوغَةً فی بناء جملة الكلمة متصلةً بها اتصالَ حرف الإِعراب بما بعده، لوجب أَن تقلب الواو یاء فیقال مِذْریانِ لأَنها كانت تكون علی هذا القول طَرَفاً كلامِ مَغْزیً و مَدْعیً و مَلْهیً، فصحة الواو فی مِذْرَوانِ دلالةٌ علی أَن الأَلف من جملة الكلمة، و أَنها لیست فی تقدیر الانفصال الذی یكون فی الإِعراب، قال: فجَرَتِ الأَلف فی مِذْرَوانِ مَجْرَی الواو فی عُنْفُوانٍ و إِن اختلفت النون و هذا حسن فی معناه، قال الجوهری: المقصور إِذا كان علی أَربعة أَحرف یثنی بالیاء علی كل حال نحو مِقْلیً و مِقْلَیانِ. و المِذْرَوانِ: ناحیتا الرأْسِ مثل الفَوْدَیْن. و یقال: قَنَّع الشیبُ مِذْرَوَیْه أَی جانِبَیْ رأْسه، و هما فَوْداهُ، سمِّیا مِذْرَوَینِ لأَنهما یَذْرَیانِ أَی یَشیبَانِ. و الذُّرْوَةُ: هو الشیب، و قد ذَرِیَتْ لِحْیَتُه، ثم استُعِیر للمَنْكِبَیْنِ و الأَلْیَتَیْن و الطَّرَفَیْن. و قال أَبو حنیفة: مِذْرَوا القَوْس المَوْضِعان اللَّذَانِ یقع علیهما الوَتَر من أَسْفلَ و أَعْلَی؛ قال الهذلی: علی عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَیْنِ، صَفْرَاءَ مُضْجَعَةٍ فی الشِّمالْ قال: و قال أَبو عمرو واحدها مِذْریً، و قیل: لا واحد لها، و‌قال الحسن البصری: ما تَشَاءُ أَن تری أَحدهم ینفض مِذْرَوَیْه، یقول‌ها أَنا ذَا فَاعْرِفُونِی.و المِذْرَوَانِ كَأَنَّهما فَرْعَا الأَلْیَتین، و قیل: المِذْرَوَانِ طرفا كلِّ شی‌ء، و أَراد الحسن بهما فَرْعَی المَنْكِبَیْن، یقال ذلك للرجل إِذا جاء باغیاً یَتَهَدَّدُ. و المِذْرَوَانِ: الجانِبَانِ من كل شی‌ء، تقول العرب: جاء فُلانٌ یَضْرِبُ أَصْدَرَیْه و یَهُزّ عِطْفَیه و یَنْفُضُ مِذْرَوَیْه، و هما مَنْكِبَاه. و إِنّ فلاناً لكَریمُ الذَّرَی أَی كریم الطَّبِیعَة. و ذَرَا الله الخَلْق ذَرْواً: خَلَقهم، لغة فی ذَرَأَ. و الذَّرْوُ و الذَّرَا و الذُّرِّیَّة: الخَلْق، و قیل: الذَّرْوُ و الذَّرَا عددُ الذُّرِّیَّة. اللیث: الذُّرِّیَّة تقع
لسان العرب، ج‌14، ص: 286
علی الآباءِ و الأَبْناءِ و الأَوْلادِ و النِّسَاء. قال الله تعالی: وَ آیَةٌ لَهُمْ أَنّٰا حَمَلْنٰا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ؛ أَراد آباءهم الذین حُمِلُوا مع نوح فی السفینة. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم، و رأَی فی بعض غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فقال: ما كانت هَذِه لتُقاتِلَ، ثم قال للرجل: الْحَقْ خالداً فقلْ له لا تَقْتُلْ ذُرِّیَّةً و لا عَسِیفاً، فسمَّی النساءَ ذُرِّیَّةً. و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: حُجُّوا ب الذُّرِّیَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها و تَذَرُوا أَرْباقَها فی أَعْناقِها؛ قال أَبو عبید: أَراد بالذُّرِّیَّة هاهنا النساءَ، قال: و ذهب جماعة من أَهل العربیَّة إِلی أَن الذُّرِّیَّةَ أَصلها الهمز، روی ذلك أَبو عبید عن أَصحابه، منهم أَبو عبیدة و غیره من البصریین، قال: و ذهَب غیرُهم إِلی أَن أَصل الذُّرِّیَّة فُعْلِیَّةٌ من الذَّرِّ، و كلٌّ مذكورٌ فی موضعه. و قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفیٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِیمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَی الْعٰالَمِینَ، ثم قال: ذُرِّیَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ؛ قال أَبو إِسحاق: نصَبَ ذُرِّیَّةً علی البدلِ؛ المعنی أَنَّ الله اصطفی ذرِّیَّة بعضها من بعضٍ، قال الأَزهری: فقد دخلَ فیها الآباءُ و الأَبْناءُ، قال أَبو إِسحاق: و جائز أَن تُنْصَب ذُرِّیَّةً علی الحال؛ المعنی اصطفاهم فی حال كون بعضهم من بعض. و قوله عز و جل: أَلْحَقْنا بهم ذُرِّیَّاتِهِم؛ یرید أَولادَهُم الصغار. و أَتانا ذَرْوٌ من خَبَرٍ: و هو الیسیرُ منه، لغة فی ذَرْءٍ. و‌فی حدیث سلیمان بن صُرَد: قال لعلیّ، كرم الله وجهه: بلغنی عن أَمیر المؤمنین ذَرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لی فیه بالوَعِید فسِرْتُ إِلیه جواداً؛ ذَرْوٌ من قَوْلٍ أَی طَرَفٌ منه و لم یتكامل. قال ابن الأَثیر: الذَّرْوُ من الحدیث ما ارتفعَ إِلیك و تَرامی من حواشیه و أَطرافِه، من قولهم ذَرا لی فلان أَی ارتفَع و قصَد؛ قال ابن بری: و منه قول أَبی أُنَیْسٍ حلیف بَنی زُهْرة و اسمه مَوْهَبُ بنُ ریاح: أَتانی عَنْ سُهَیْلٍ ذَرْوُ قَوْلٍ فأَیْقَظَنی، و ما بی مِنْ رُقادِ و ذَرْوَة: موضع. و ذَرِیَّات: موضع؛ قال القتال الكِلابی: سقی اللهُ ما بینَ الرِّجامِ و غَمْرَةٍ، و بئْرِ ذَرِیَّاتٍ بهِنَّ جَنِینُ نَجاءَ الثُّرَیَّا، كُلَّما ناءَ كوْكَبٌ، أَهلَّ یَسِحُّ الماءَ فیه دُجُونُ و‌فی الحدیث: أَوَّلُ الثلاثةِ یدخُلونَ النارَ منهم ذو ذَرْوَةٍ لا یُعْطِی حَقَّ اللهِ من ماله‌أَی ذُو ثَرْوةٍ و هی الجِدَةُ و المالُ، و هو من باب الاعتقاب لاشتراكهما فی المخرج. و ذِرْوَةُ: اسم أَرضٍ بالبادیة. و ذِرْوة الصَّمَّان: عالِیَتُها. و ذَرْوَةُ: اسم رجل. و بئر ذَرْوَانَ، بفتح الذال و سكون الراء: بئْر لبَنی زُرَیْق بالمدینة. و‌فی حدیث سِحْرِ النبی، صلی الله علیه و سلم: بئر ذَرْوانَ؛ قال ابن الأَثیر: و هو بتقدیم الراء علی الواو موضع بینَ قُدَیْدٍ و الجُحْفَة. و ذَرْوَةُ بن حُجْفة: من شعرائهم. و عَوْفُ بنُ ذِرْوَة، بكسر الذال: من شُعرائِهِم. و ذَرَّی حَبّاً: اسم رجل؛ قال ابن سیدة: یكون من الواو و یكون من الیاء. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: و لتأْلَمُنَّ النَّوْمَ علی الصوف الأَذْرِیِّ كما یَأْلَم أَحدُكم النومَ علی حَسَكِ السَّعْدانِ؛ قال المبرد: الأَذْرِیّ منسوب إِلی أَذْرَبیجانَ، و كذلك تقول العرب، قال الشماخ:
لسان العرب، ج‌14، ص: 287
تَذَكَّرْتُها وَهْناً، و قَدْ حالَ دُونَها قُری أَذَرْبیجانَ المسالِحُ و الجالُ قال: هذه مواضع كلها.

ذقا؛ ج14، ص: 287

: رجلٌ أَذْقی: رخْوُ الأَنْفِ، و الأُنْثی ذَقْوَاءُ. و فرس أَذْقی، و الأُنْثی ذَقْوَاءُ، و الجمع الذُّقْوُ: و هو الرّخْوُ أَنْفِ الأُذُنِ «1»، و كذلك الحِمارُ؛ قال الأَزهری: هذا تَصْحِیف بَیِّن و الصوابُ فرس أَذْقَی و الأُنْثی ذَقْوَاء إذا كانا مُسْتَرْخِیَیِ الأُذُنَیْنِ، و قد تقدم.

ذكا؛ ج14، ص: 287

: ذَكَتِ النارُ تَذْكُو ذُكُوّاً و ذكاً، مقصور، و اسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ لهَبُها و اشْتَعلت، و نارٌ ذكِیَّةٌ علی النَّسب؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَنْفَحْنَ منه لهَباً مَنْفُوحَا لَمْعاً یُری، لا ذَكِیاً مَقْدُوحا و أَراد یَنْفُخْنَ منه لهباً مَنْفُوخاً، فأَبدل الحاء مكان الخاء لیوافق رَوِیّ هذا الرجز كله لأَن هذا الرجز حائی؛ و مثله قول رؤبة: غَمْرُ الأَجارِیِّ كَرِیمُ السِّنْحِ، أَبلَجُ لم یُولَدْ بنَجْم الشُّحَّ یرید: كریم السِّنْخِ. و أَذْكَاها و ذَكَّاها: رَفَعها و أَلقی علیها ما تَذْكُو به. و الذُّكْوَة و الذُّكْیَة «2»: ما ذَكَّاها به من حَطَب أَو بَعَر، الأَخیرة من باب جَبَوتُ الخَراج جِبایةً. و الذُّكْوة و الذَّكا: الجمرة المُلْتهبة. و أَذْكَیْتُ الحَرْبَ إذا أَوْقَدْتها؛ و أَنشد: إنَّا إذا مُذْكِی الحُروب أَرَّجا و تَذْكِیَةُ النار: رَفْعُها. و‌فی حدیث ذكر النار: قَشَبَنی ریحُها و أَحْرَقَنی ذَكاؤها؛ الذَّكاءُ: شدةُ وهَجِ النارِ؛ یقال: ذَكَّیْتُ النارَ إذا أَتْمَمْتَ إشْعالَها و رفَعْتها، و كذلك قوله تعالی: إِلّٰا مٰا ذَكَّیْتُمْ؛ ذبْحُهُ علی التَّمام. و الذَّكا: تمامُ إیقادِ النارِ، مقصورٌ یكتب بالأَلف؛ و أَنشد: و یُضْرِم فی القَلْبِ اضْطِراماً، كأَنه ذَكا النارِ تُرْفِیهِ الرِّیاحُ النَّوافحُ و ذُكاءُ، بالضم: اسمُ الشمس، معرفة لا یَنْصَرِف و لا تدْخُلها الأَلِفُ و اللام، تقول: هذه ذُكاءُ طالِعةً، و هی مُشْتَقَّة من ذَكَتِ النارُ تَذْكُو، و یقال للصُّبْح ابنُ ذُكاء لأَنه من ضَوْئها؛ و أَنشد: فَوَرَدَتْ قبل انبِلاج الفجرِ، و ابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فی كَفْرِ و قال ثعلبة بن صُعَیر المازنیّ یصف ظَلِیماً و نَعامة: فتذَكَّرا ثَقَلَا رَثِیداً، بَعْدَ ما أَلْقَتْ ذُكاءُ یمینَها فی كافِرِ و الذَّكَاءُ، ممدودٌ: حِدَّةُ الفؤاد. و الذَّكَاءُ: سُرْعة الفِطْنَة. اللیث: الذَّكَاءُ من قولك قلبٌ ذَكِیٌّ و صَبِیٌّ ذكِیٌّ إذا كان سریعَ الفِطْنَةِ، و قد ذكِیَ، بالكسر، یَذْكَی ذَكاً. و یقال: ذَكا یَذْكُو ذَكاءً، و ذَكُوَ فهو ذكِیٌّ. و یقال: ذَكُوَ قَلْبُه یَذْكُو إذا حَیَّ بَعْدَ بَلادَةٍ، فهو ذَكِیٌّ علی فَعِیلٍ، و قد یُسْتَعْمل ذلك فی البَعِیر. و ذَكا الریحِ: شِدَّتها من طِیبٍ أَو نَتْنٍ. و مِسْكٌ ذَكِیٌّ و ذاكٍ: ساطِعُ الرائِحَةِ، و هو منه. و مِسْكٌ ذَكِیٌّ و ذَكِیَّة، فمن أَنَّث ذهب به إلی الرائْحة؛ و قال أَبو هَفَّانَ: المِسْكُ و العَنْبَر یُؤنَّثان و یُذَكَّران. قال ابن بری: و تقول هو ذَكِیُّ الرائِحة و ذَاكِی
(1). قوله [الرخو أنف الأَذن] هی عبارة التهذیب (2). قوله [و الذُّكْوَة و الذَّكْیَة] كلاهما ضبط فی الأصل و المحكم و التهذیب و التكملة بضم الذال، و كذلك الذُّكْوَة الجمرة، و ضبطت فی القاموس بالفتح
لسان العرب، ج‌14، ص: 288
الرائِحَة؛ قال قیس بن الخطیم: كأَنَّ القَرَنْفُل و الزَّنْجَبِیل و ذَاكِی العَبِیرِ بِجِلْبابِها و الذَّكَاءُ: السِّنُّ. و‌قال الحَجَّاج: فُرِرتُ عن ذكاء.و بَلَغَت الدَّابَّةُ الذَّكَاءَ أَی السِّنَّ. و ذَكَّی الرجلُ: أَسَنَّ و بَدُنَ. و المُذَكِّی أَیضاً: المُسِنُّ من كلِّ شی‌ء، و خص بعضُهم به ذواتِ الحافِرِ، و هو أنْ یُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ. و المَذاكِی: الخیلُ التی أَتی علیها بعدَ قُروحها سنَةٌ أَو سَنَتان، الواحد مُذَكٍّ مثل المُخْلِفِ من الإِبل. و المُذَكِّی أَیضاً من الخَیْلِ: الذی یَذْهَب حُضْرُه و یَنْقَطِعُ. و فی المثل: جَرْیُ المُذَكِّیاتِ غِلابٌ أَی جَرْیُ المَسانِّ القُرَّحِ من الخیل أَن تُغالِبَ الجَرْیَ غِلاباً، و تأویلُ تمَام السِّنِّ النهایةُ فی الشّباب، فإذا نقَص عن ذلك أَو زاد فلا یقال له الذكاءُ. و الذَّكَاءُ فی الفَهْمِ: أَن یكون فَهْماً تامّاً سریع القَبُولِ. ابن الأَنباری فی ذَكَاءِ الفَهْمِ و الذَّبْحِ: إنه التَّمامُ، و إنّهما ممدودانِ. و التَّذْكِیَة الذَّبْحُ. و الذَّكَاءُ و الذَّكَاةُ: الذَّبْحُ؛ عن ثعلب. و العرب تقول: ذَكَاةُ الجِنین ذَكاةُ أُمِّهِ أَی إذا ذُبْحتِ الأُمُّ ذُبح الجنینُ. و‌فی الحدیث: ذَكاةُ الجنین ذَكَاةُ أُمِّه.ابن الأَثیر: التَّذْكِیَةُ الذَّبْحُ و النَّحْرُ؛ یقال: ذَكَّیْت الشَّاةَ تَذْكِیَة، و الاسم الذَّكاةُ، و المَذْبوحُ ذَكِیٌّ، و یروی هذا الحدیث بالرفْع و النَّصب، فمن رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدإِ الذی هو ذَكَاةُ الجنین، فتكون ذَكَاةُ الأُمِّ هی ذَكَاةَ الجنین فلا یَحتاجُ إلی ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، و من نَصَب كان التقدیر ذَكاةُ الجِنینِ كذَكاة أُمِّه، فلما حُذِفَ الجارُّ نُصِب، أَو علی تَقْدیرِ یُذَكَّی تَذْكِیَةً مثل ذكاةِ أُمِّه، فحَذَفَ المَصْدرَ و صِفَتَه و أَقام المضاف إلیه مُقامه، فلا بدَّ عنده من ذبح الجنِین إذا خرج حَیّاً، و منهم من یَرْویه بنصب الذّكاتَیْن أَی ذَكُّوا الجنینَ ذكاةَ أُمِّه. ابن سیدة: و ذَكاءُ الحیوان ذبْحُه؛ و منه قوله: یُذَكِّیها الأَسَلْ و قوله تعالی: وَ مٰا أَكَلَ السَّبُعُ إِلّٰا مٰا ذَكَّیْتُمْ؛ قال أَبو إسحاق: معناهُ إلَّاما أَدْرَكْتُمْ ذَكَاتَه من هذه التی وصفنا. و كلُّ ذَبْحٍ ذَكاةٌ. و معنی التَّذْكِیة: أَنْ تُدْرِكَها و فیها بَقِیَّة تَشْخُب مَعَها الأَوْداج و تَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الذی أُدْرِكَتْ ذَكاتُه، و أَهل العلم یقولون: إن أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ [الحُشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ قَطْعاً تخرج معه الحِشْوة [الحُشْوة فلا ذَكاةَ لذلك، و تأْویلُه أَن یصیر فی حالة ما لا یُؤَثِّرُ فی حیاته الذَّبْحُ. و‌فی حدیث الصید: كُلْ ما أَمْسَكَتْ عَلَیْك كلابُكَ ذَكِیٌّ و غیرُ ذَكِیّ؛ أَراد بالذَّكیِّ ما أُمْسِكَ علیه فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه فی الحَلْقِ و اللَّبَّةِ، و أَراد بغیر الذَّكیِّ ما زَهَقَتْ روحُه قبل أَن یُدْركَه فیُذَكِّیَهُ ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه. و‌فی حدیث محمد بن علی: ذَكَاةُ الأَرض یُبْسُها؛ یرید طَهارَتَها من النَّجَاسَةِ، جَعَلَ یُبْسَها من النجاسة الرَّطْبة فی التَّطْهِیر بمَنْزِلة تَذْكِیَةِ الشاةِ فی الإِحْلالِ لأَن الذبح یطهرها و یحلِّل أَكْلَها. و أَصل الذَكَاة فی اللغة كُلِّها إتْمامُ الشی‌ء، فمن ذلك الذَّكَاءُ فی السِّنِّ و الفَهْمِ و هو تمام السنِّ. قال: و قال الخلیل الذَّكَاءُ فی السنِّ أَن یأْتی علی قُرُوحه سَنَةٌ و ذلك تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قال زهیر: یُفَضّلُه، إذا اجْتَهَدُوا علیْهِ، تمامُ السِّنِّ منه و الذَّكَاءُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 289
و جَدْیٌ ذَكِیٌّ: ذَبیْحٌ؛ قال ابن سیدة: و هذه الكلمة واویَّة، و أَما ذ ك ی فعدم، و قد ذَكَرْتُ أَن الذَّكِیَّة نادرٌ. و أَذْكَیْتُ علیه العُیونَ إذا أَرْسَلْتَ علیه الطَّلائع؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذلی: و ظَلَّ لنا یَومٌ، كأَنَّ أُوارَهُ ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَویلُ الفُروعُ، بعین مهملة: فُروعُ الجوزاء، و هی أَشدُّ ما یكون من الحرّ. و ذَكْوَانُ: قبیلةٌ من سُلَیْم. و الذَّكَاوِینُ: صِغارُ السَّرْح، واحِدَتُها ذَكْوَانَةٌ. ابن الأَعرابی: الذَّكْوَان شجر، الواحدةُ ذَكْوَانَةٌ. و مَذَاكِی السَّحابِ: التی مَطَرَتْ مَرَّة بعد أُخری، الواحدة مُذْكِیَة؛ قال الراعی: و تَرْعی القَرارَ الجَوّ، حیثُ تَجاوَبَتْ مَذاكٍ و أَبْكارٌ، من المُزْنِ، دُلَّحُ و ذَكْوَانُ: اسْمٌ. و ذَكْوَةُ: قَرْیةٌ؛ قال الراعی: یَبِتْنَ سجُوداً من نَهِیتِ مُصَدَّرٍ بذَكْوَةَ، إطْراقَ الظِّباءِ من الوَبلِ و قیل: هی مأسَدة فی دیار قَیْسٍ.

ذلا؛ ج14، ص: 289

: ابن الأَعرابی: تَذَلَّی فلان إذا تَواضع. قال أَبو منصور: و أَصله تَذَلَّل، فكَثُرَت اللَّاماتُ فقُلِبت أُخْراهُنَّ یاءً كما قالوا تَظَنَّ و أَصله تَظَنَّنَ. و اذْلَوْلَی: ذَلَّ و انْقادَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لِشُقْرانَ السُّلامِیِّ من قُضاعَة: ارْكَبْ من الأَمْرِ قَرادِیدَهُ بالحَزْمِ و القُوَّةِ، أَو صانِعِ حتی تَری الأَخْدَعَ مُذْلَوْلِیاً، یَلْتَمِسُ الفَضْلَ إلی الخادِعِ قَرادِیدُ الأَرضِ: غَلظُها، و المُذْلَوْلِی: الذی قد ذلَّ و انْقادَ؛ یقول اخْدَعْه بالحقّ حتی یَذِلَّ ارْكَبْ به الأَمْر الصَّعْبَ. و‌فی حدیث فاطمةَ بنت قیس: ما هو إلا أَنْ سمعتُ قائلًا یقول ماتَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ف اذْلَوْلَیْتُ حتی رأَیتُ وجهَه‌أَی أَسْرَعْت؛ یقال: اذْلَوْلَی الرجلُ إذا أسْرع مخافة أَن یَفُوتَه شی‌ءٌ، قال: و هو ثُلاثیٌّ كُرِّرَتْ عینُه و زید واواً للمبالغة كاقْلَوْلی و اغْدَوْدَنَ. و رجلٌ ذَلَوْلَی: مُذْلَوْلٍ. و اذْلَوْلَی اذْلِیلاءً: انْطَلق فی اسْتِخْفاءٍ؛ قال سیبویه: لا یُسْتَعْمَل إلَّا مَزیداً. و اذْلَوْلَیْت اذْلِیلاءً و تَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً: و هو انْطِلاقٌ فی اسْتِخْفاءٍ، و الكلمة یائِیَّة لأَنَّ یاءَها لامٌ. و اذْلَوْلَیْت إذا انكسر قلْبی. و قال أَبو مالك عمرو بنُ كِرْكرَة: اذْلَوْلَی ذَكَرُه إذا قامَ مُسْتَرْخِیاً. و اذْلَوْلَی فذهب إذا وَلَّی مُتَقاذِفاً. و رشاءٌ مُذْلَوْلٍ إذا كان مضطرباً، و الله أَعلم.

ذمی؛ ج14، ص: 289

: الذَّماءُ: الحركة، و قد ذَمِیَ. و الذَّمَاءُ، ممدودٌ: بقیَّةُ النَّفْسِ؛ و قال أَبو ذؤَیب: فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ، فهارِبٌ بِذَمَائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ و الذَّمَاءُ، ممدودٌ: بقِیَّةُ الروحِ فی المَذْبوح، و قیل: الذَّمَاءُ قوّةُ القلْبِ؛ و أَنشد ثعلب: و قاتِلَتی بَعْدَ الذَّمَاءِ و عائِدٌ عَلَیَّ خَیالٌ مِنكِ مُذْ أَنَا یافعُ و قد ذَمِیَ «3». المَذْبوحُ یَذْمَی ذَماً إذا تَحَرَّك.
(3). قوله [و قد ذَمیَ الخ] ضبط فی القاموس كرَضِیَ، و فی الصحاح كرَمَی و مثله فی التهذیب
لسان العرب، ج‌14، ص: 290
و الذَّمَاءُ: الحَرَكَة. قال شمر: و یقال الضَّبُّ أَطولُ شی‌ءٍ ذَمَاءً. الأَصمعی: ذَمَی العلِیلُ یَذْمِی ذَمْیاً إِذا أَخذه النَّزْع فطال علیه عَلَزُ الموت، فیقال ما أَطولَ ذَمَاءَهُ. و الذَّامِی و المَذْمَاةُ، كلاهما: الرَّمِیَّةُ تُصابُ فیَسُوقُها صاحِبُها فتَنْساقُ معه. و قد أَذْمَی الرَّامِی رَمِیَّتَه إذا لم یُصِب المَقْتَل فیُعَجِّلَ قَتْلَه؛ قال أُسامة الهذلی: أَنَابَ، و قد أَمْسَی علی الماءِ قَبْلَه أُقَیْدِرُ لا یُذْمِی الرَّمِیَّةَ راصِدُ أَناب، یعنی الحمارَ: أَتی الماءَ؛ و قال آخر: و أَفْلَتَ زیدُ الخَیْلِ منَّا بِطَعْنَةٍ، و قد كانَ أَذْمَاهُ فَتًی غَیْرُ قُعْدُدِ و ذَمَتْه الریحُ تَذْمِیهِ ذَمْیاً: قَتَلَتْه. و ذَمَی الرجلُ ذَماءً، ممدودٌ: طالَ مرضُه. و اسْتَذْمَیْت ما عندَ فُلانٍ إِذا تَتَبَّعْته و أَخَذْته؛ یقال: خُذْ من فلانٍ ما ذَمَا لك أَی ارْتَفَعَ لك. و اسْتَذْمَی الشی‌ءَ: طَلَبه. و ذَمَی لی منه شی‌ءٌ: تَهَیَّأَ. و الذَّمَی: الرائِحَة المُنْتِنَة، مقصورةٌ تُكْتَب بالیاء. و ذَمَی یَذْمِی: خَرَجَت منه رائِحَة كَرِیهةٌ. و ذَمَتْه رِیحُ الجِیفَةِ تَذْمِیهِ ذَمْیاً إِذا أَخَذَتْ بنَفَسِه؛ قال خِدَاشُ بنُ زُهیرٍ: سَیُخْبِرُ أَهل وَجٍّ مَنْ كَتَمْتُمْ، و تَذْمِی، مَنْ أَلَمَّ بها، القُبُورُ هذا من ذَمَاه ریحُ الجیفةِ إذا أَخَذَتْ بنَفَسِه. الجوهری: و ذَمَتْنِی ریحُ كذا أَی آذَتْنی؛ و أَنشد أَبو عمرو: لَیْسَتْ بعَصْلاءَ تَذْمِی الكَلْبَ نَكْهَتُها، و لا بعَنْدَلَةٍ یَصْطَكُّ ثَدْیاها قال ابن بری: و مثله قول الآخر: یا بِئْرَ بَیْنُونَةَ لا تَذْمِینَا، جِئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِینَا «1». یعنی المَوْتَی. و ذَمَتْنی الریحُ: آذَتْنی؛ عن أَبی حنیفة؛ و أَنشد: إذا ما ذَمَتْنِی رِیحُها حینَ أَقْبَلَتْ، فَكِدت لِمَا لاقَیْتُ من ذاك أَصْعَقُ قال: و ذَمَی الحَبَشِیُّ فی أَنْفِ الرجلِ بصُنَانِه یَذْمِی ذَمْیاً إذا آذاهُ بذلك. و ذَمَتْ فی أَنْفِهِ الریحُ إذا طارتْ إلی رأْسِه؛ و قال البَعِیث: إذا البیضُ سافَتْه، ذَمَی فی أُنُوفِها صُنانٌ، و رِیحٌ من رُغاوَة مُخْشِمِ قوله: ذَمَی أَی بَقِیَ فی أُنوفِها، و مُخْشِمٌ: مُنْتِنٌ. و یقال: ضَرَبَه ضَرْبة فأَذْمَاهُ إذا أَوْقَذَه و تَرَكه برَمَقِه. و الذَّمَیَانُ: السُّرعة. و قد ذَمَی یَذْمِی إذا أَسرع. و حكی بعضهم ذَمِیَ یَذْمَی؛ قال ابن سیدة: و لَسْتُ منها علی ثِقَةٍ. غیره: و الذَّمَاءُ ضَرْبٌ من المَشْیِ أَو السَّیْرِ، یقال: ذَمَی یَذْمِی ذَمَاءً، ممدود. و الذَّمَیَانُ: الإِسْراع.

ذها؛ ج14، ص: 290

: التهذیب: فی ترجمة هَذَی: ابن الأَعرابی هَذَی إذا هَدَر بكلام لا یُفْهَم، و ذَها إذا تَكَبَّر. قال الأَزهری: لم أَسمع ذَهَا إذا تَكَبَّر لغیره.

ذوی؛ ج14، ص: 290

: ذَوَی العُودُ و البَقْلُ، بالفتح، یَذْوِی ذَیّاً و ذُوِیّاً، كلاهما: ذَبَلَ، فهو ذَاوٍ، و هو أَن لا یُصِیبَه رِیُّه أَو یَضْرِبَه الحَرُّ فیَذْبُلَ و یَضْعُفَ، و أَذْوَاهُ العَطَشُ؛ قال ابن بری: و شاهد الذُّوِیّ المَصْدَر قول الراجز:
(1). قوله [یا بئر بینونة] هكذا فی الأَصل، و فی یاقوت: یا ریح بینونة؛ و بینونة: موضع بین عمان و البحرین
لسان العرب، ج‌14، ص: 291
ما زِلْتُ حَوْلًا فی ثَریً ثَرِیِّ، بَعْدَكَ مِنْ ذَاكَ النَّدَی الوَسْمِیِّ، حَتَّی إذا ما هَمَّ بالذُّوِیِّ، جِئْتُكَ و احْتَجْتُ إلی الوَلِیِّ؛ لَیْسَ غَنِیٌّ عَنْكَ بالغَنِیِّ و‌فی حدیث عمر: أَنّه كانَ یَسْتَاكُ و هو صائِمُ بِعُودٍ قَدْ ذَوَی‌أَی یَبِسَ. و قال اللیث: لُغَةُ أَهلِ بُثَیْنَة ذَأَی العُودُ؛ قال: و ذَوِیَ العُودُ یَذْوَی، قال أَبو عبیدة: و هی لغةٌ ردیئَة. قال الجوهری: و لا یقال ذَوِیَ البقلُ، بالكسر؛ و قال یونس: هی لغة. و أَذْوَاهُ الحَرُّ أَی أَذْبَلَهُ. و الذِّوَی: النِّعاجُ الضِّعافُ. و الذَّوَاةُ: قشرة العِنَبة و البِطِّیخة و الحَنْطَلة، و جَمْعُها ذَویً. ابن بری: الذَّاوِی الذی فیه بَعضُ رُطُوبَةٍ؛ قال الشاعر: رَأَیْتُ الفَتَی یَهْتَزُّ كالغُصْنِ ناعِماً، تَرَاهُ عَمِیّاً ثم یُصْبِحُ قَدْ ذَوَی قال: و قال ذو الرمة: و أَبْصَرْتُ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُهُ فَراشاً، و أَنَّ البَقْل ذَاوٍ و یَابِسُ قال: فهذا یدل علی صحة ما ذكرناه.ذیا: قال الكلابی: یقولُ الرجلُ لصاحبه هذا یومُ قُرٍّ، فیقول الآخر: و الله ما أَصْبَحَتْ بِهَا ذِیَّةٌ أَی لا قُرَّ بِهَا.

فصل الراء المهملة؛ ج14، ص: 291

رأی؛ ج14، ص: 291

: الرُّؤْیَة بالعَیْن تَتَعدَّی إلی مفعول واحد، و بمعنی العِلْم تتعدَّی إلی مفعولین؛ یقال: رَأَی زیداً عالماً و رَأَی رَأْیاً و رُؤْیَةً و رَاءَةً مثل راعَة. و قال ابن سیدة: الرُّؤْیَةُ النَّظَرُ بالعَیْن و القَلْب. و حكی ابن الأَعرابی: علی رِیَّتِكَ أَی رُؤیَتِكَ، و فیه ضَعَةٌ، و حَقیقَتُها أَنه أَراد رُؤیَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالًا صحیحاً فقال رُویَتِك، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط علیها من البَدَل فقال رُیَّتِك، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الیاء فقال رِیَّتِكَ. و قد رَأَیْتُه رَأْیَةً و رُؤْیَة، و لیست الهاءُ فی رَأْیَة هنا للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤیةٍ، إلَّا أَنْ تُرِیدَ المَرَّةَ الواحدة فیكون رَأَیْته رَأْیة كقولك ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذ لم تُردْ هذا فرأْیة كرؤْیة لیست الهاءُ فیها للوَحْدَة. و رَأَیْته رِئْیَاناً: كرُؤْیة؛ هذه عن اللحیانی، وَ رَیْتُهُ علی الحَذْف؛ أَنشد ثعلب: وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ یَحْسِبُها مَنْ لَمْ یَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رَأْیَةً جَمَلا حَتَّی یَدُلَّ عَلَیْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ فی لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ، فانْشَمَلا خَلْقُ أَربعةٍ: یعنی ضُمورَ أَخْلافها، و انْشَمَلَ: ارْتَفَعَ كانْشمرَ، یقول: من لم یَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلًا لِعظَمها حتی یَدلَّ علیها ضُمورُ أَخْلافِها فیَعْلَم حینئذ أَنها ناقة لأَن الجمل لیس له خِلْفٌ؛ و أَنشد ابن جنی: حتی یقول من رآهُ إذْ رَاهْ: یا وَیْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ أَراد كلَّ من رَآهُ إذْ رَآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ و أَلقَی حركةَ الهمزة؛ و قوله: مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ یَحْیَی، إذا ما النِّسْعُ طال علی المَطِیَّهْ؟ و مَنْ رَا مثلَ مَعْدانَ بن یَحْیَی، إذا هَبَّتْ شآمِیَةٌ عَرِیَّهْ؟
لسان العرب، ج‌14، ص: 292
أَصل هذا: من رأَی فخفَّف الهمزة علی حدّ: لا هَناك المَرْتَعُ، فاجتمعت أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنین؛ و قال ابن سیدة: أَصله رأَی فأَبدل الهمزة یاء كما یقال فی سأَلْت سَیَلْت، و فی قرأْت قَرَیْت، و فی أَخْطأْت أَخْطَیْت، فلما أُبْدِلت الهمزة التی هی عین یاء أَبدلوا الیاء أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الیاء التی هی لام الفعل لسكونها و سكون الأَلف التی هی عین الفعل؛ قال: و سأَلت أَبا علی فقلت له من قال: مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ یَحْیَی فكیف ینبغی أَن یقول فعلت منه فقال رَیَیْت و یجعله من باب حییت و عییت؟ قال: لأَن الهمزة فی هذا الموضع إذا أُبدلت عن الیاء تُقلب، و ذهب أَبو علی فی بعض مسائله أَنه أَراد رأَی فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَیْت و نحوه، و كیف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة و قلبت الیاء أَلفاً، و هذان إعلالان توالیا فی العین و اللام؛ و مثله ما حكاه سیبویه من قول بعضهم: جَا یَجِی، فهذا إبدال العین التی هی یاء أَلفاً و حذف الهمزة تخفیفاً، فأَعلّ اللام و العین جمیعاً. و أَنا أَرَأُهُ و الأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ و أَلْقَوْا حَرَكَتها علی ما قبلَها. قال سیبویه: كلُّ شی‌ءٍ كانت أَوَّلَه زائدةٌ سوی أَلف الوصل من رأَیْت فقد اجتمعت العرب علی تخفیف همزه، و ذلك لكثرة استعمالهم إیاه، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب، یعنی أَن كل شی‌ءٍ كان أَوّلُه زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَی و یَرَی و نرَی و تَرَی فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أَی أَنَّها لا تقول أَرْأَی و لا یَرْأَی و لا نَرْأَی و لا تَرْأَی، و ذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم فی أَرَی تُعاقِبُ الهمزةَ التی هی عین الفعل، و هی همزةُ أَرْأَی حیث كانتا همزتین، و إن كانت الأُولی زائدةً و الثانیة أَصلیةً، و كأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتین، و إن كان بینهما حرف ساكن، و هی الراء، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا یَرَی و نَرَی و تَرَی كما قالوا أَرَی؛ قال سیبویه: و حكی أَبو الخطاب قدْ أَرْآهم، یَجی‌ءُ به علی الأَصل و ذلك قلیل؛ قال: أَحِنُّ إذا رَأیْتُ جِبالَ نَجْدٍ، و لا أَرْأَی إلی نَجْدٍ سَبِیلا و قال بعضهم: و لا أَرَی علی احتمال الزِّحافِ؛ قال سُراقة البارقی: أُرِی عَیْنَیَّ ما لم تَرْأَیاهُ، كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ و قد رواه الأَخفش: ما لم تَرَیاهُ، علی التخفیف الشائع عن العرب فی هذا الحرف. التهذیب: و تقول الرجلُ یَرَی ذاكَ، علی التخفیف، قال: و عامة كلام العرب فی یَرَی و نَرَی و تَرَی و أَرَی علی التخفیف، قال: و یعضهم یحقِّقُه فیقول، و هو قلیل، زیدٌ یَرْأَی رَأْیاً حَسَناً كقولك یرعی رَعْیاً حَسَناً، و أَنشد بیت سراقة البارقی. و ارْتَأَیْتُ و اسْتَرْأَیْت: كرَأَیْت أَعنی من رُؤیة العَین. قال اللحیانی: قال الكسائی اجتمعت العرب علی همز ما كان من رَأَیْت و اسْتَرْأَیْت و ارْتَأَیْت فی رُؤْیة العین، و بعضهم یَترُك الهمز و هو قلیل، قال: و كل ما جاء فی كتاب الله مَهمُوزٌ؛ و أَنشد فیمن خفف: صاحِ، هَلْ رَیْتَ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ رَدَّ فی الضَّرْعِ ما قَرَی فی الحِلابِ؟ قال الجوهری: و ربما جاء ماضیه بلا هَمزٍ، و أَنشد هذا البیت أَیضاً: صاحِ، هَلْ رَیْتَ، أَو سَمِعتَ
لسان العرب، ج‌14، ص: 293
و یروی: … فی العلاب؛ و مثله للأَحوص: أَوْ عَرَّفُوا بصَنِیعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ مَضَی، و لم یَثْنِه ما رَا و ما سَمِعا و كذلك قالوا فی أَ رَأَیْتَ و أَ رَأَیْتَكَ أَ رَیْتَ و أَ رَیْتَك، بلا همز؛ قال أَبو الأَسود: أَ رَیْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ أَتانی فقال: اتَّخِذْنی خَلِیلا فترَك الهمزةَ، و قال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَیْری: فقُولا صادِقَیْنِ لزَوْجِ حُبَّی جُعلْتُ لها، و إنْ بَخِلَتْ، فِداءَ أَ رَیْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّی، أَ تَمْنَعُنی علی لَیْلی البُكاءَ؟ و الذی فی شعره كلام حبَّی، و الذی رُوِیَ كلام لَیْلی؛ و مثله قول الآخر: أَ رَیْتَ، إذا جالَتْ بكَ الخیلُ جَوْلةً، و أَنتَ علی بِرْذَوْنَةٍ غیرُ طائِلِ قال: و أَنشد ابن جنی لبعض الرجاز: أَ رَیْتَ، إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا مُرَجَّلًا و یَلْبَسُ البُرُودا، أَ قائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا قال ابن بری: و فی هذا البیت الأَخیر شذوذ، و هو لحاق نون التأكید لاسم الفاعل. قال ابن سیدة: و الكلامُ العالی فی ذلك الهمزُ، فإذا جئتَ إلی الأَفعال المستقبلة التی فی أَوائلها الیاء و التاء و النون و الأَلف إجتمعت العرب، الذین یهمزون و الذین لا یهمزون، علی ترك الهمز كقولك یَرَی و تَرَی و نَرَی و أَرَی، قال: و بها نزل القرآن نحو قوله عز و جل: فَتَرَی الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، و قوله عز و جل: فَتَرَی الْقَوْمَ فِیهٰا صَرْعیٰ، و إِنِّی أَریٰ فِی الْمَنٰامِ، وَ یَرَی الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ؛ إلا تَیمَ الرِّباب فإنهم یهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو یَرْأَی و تَرْأَی و نَرْأَی و أَرْأَی، و هو الأَصل، فإذا قالوا متی نَراك قالوا متی نَرْآكَ مثل نَرْعاك، و بعضٌ یقلب الهمزة فیقول متی نَرَاؤكَ مثل نَراعُك؛ و أَنشد: أَلا تلك جاراتُنا بالغَضی تقولُ: أَ تَرْأَیْنَه لنْ یضِیفا و أَنشد فیمن قلب: ما ذا نَراؤُكَ تُغْنی فی أَخی رَصَدٍ من أُسْدِ خَفَّانَ، جأْبِ الوَجْه ذی لِبَدِ و یقال: رأَی فی الفقه رَأْیاً، و قد تركت العرب الهمز فی مستقبله لكثرته فی كلامهم، و ربما احتاجت إلیه فهَمَزَته؛ قال ابن سیدة: و أَنشد شاعِرُ تَیْمِ الرِّباب؛ قال ابن بری: هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدی: أَ لَمْ تَرْأَ ما لاقَیْت و الدَّهْرُ أَعْصُرٌ، و من یَتَمَلَّ الدَّهْرَ یَرْأَ و یَسْمَعِ قال ابن بری: و یروی … و یَسْمَعُ، بالرفع علی الاستئناف، لأَن القصیدة مرفوعة؛ و بعده: بأَنَّ عَزِیزاً ظَلَّ یَرْمی بحوزه إلیَّ، وراءَ الحاجِزَینِ، و یُفْرِعُ یقال: أَفْرَعَ إذا أَخذَ فی بطن الوادی؛ قال و شاهد ترك الهمزة ما أَنشده أَبو زید: لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَیْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَیْنِ عَنْك بما یَرْآكَ شَنآنا قال: و هو كثیر فی القرآن و الشعر، فإذا جِئتَ إلی الأَمر فإن أَهل الحجاز یَتْركون الهمز فیقولون: رَ ذلك، و للإِثنین: رَیا ذلك، و للجماعة: رَوْا ذلك،
لسان العرب، ج‌14، ص: 294
و للمرأَة رَیْ ذلك، و للإِثنین كالرجلین، و للجمع: رَیْنَ ذاكُنَّ، و بنو تمیم یهمزون جمیع ذلك فیقولون: ارْأَ ذلك و ارْأَیا و لجماعة النساء ارْأَیْنَ، قال: فإذا قالوا أَرَیْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَیْتَكُم فلاناً أَ فَرَیْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز یهمزونها، و إن لم یكن من كلامهم الهمز، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب علی ترك الهمز، نحو أَ رَأَیْتَ الَّذِی یُكَذِّبُ أَ رَیْتَكُمْ، و به قرأَ الكسائی تَرَك الهمز فیه فی جمیع القرآن، و قالوا: و لو تَرَ ما أَهلُ مكة، قال أَبو علی: أَرادوا و لو تَری ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال. اللحیانی: یقال إنه لخَبِیثٌ و لو تَرَ ما فلانٌ و لو تَری ما فلان، رفعاً و جزماً، و كذلك و لا تَرَ ما فلانٌ و لا تَری ما فُلانٌ فیهما جمیعاً وجهان: الجزم و الرفع، فإذا قالوا إنه لَخَبِیثٌ و لم تَرَ ما فُلانٌ قالوه بالجزم، و فلان فی كله رفع و تأْویلُها و لا سیَّما فلانٌ؛ حكی ذلك عن الكسائی كله. و إذا أَمَرْتَ منه علی الأَصل قلت: ارْءَ، و علی الحذف: را. قال ابن بری: و صوابه علی الحذف رَهْ، لأَن الأَمر منه رَ زیداً، و الهمزة ساقطة منه فی الاستعمال. الفراء فی قوله تعالی: قُلْ أَ رَأَیْتَكُمْ*، قال: العرب لها فی أَ رأَیْتَ لغتان و معنیان: أَحدهما أَنْ یسأَلَ الرجلُ الرجلَ: أَ رأَیتَ زیداً بعَیْنِك؟ فهذه مهموزة، فإذا أَوْقَعْتَها علی الرجلِ منه قلت أَ رَأَیْتَكَ علی غیرِ هذه الحال، یرید هل رأَیتَ نَفْسَك علی غیر هذه الحالة، ثم تُثَنِّی و تَجْمع فتقولُ للرجلین أَ رَأَیْتُماكُما، و للقوم أَ رَأَیْتُمُوكُمْ، و للنسوة أَ رأَیْتُنَّكُنَّ، و للمرأَة أَ رأَیْتِكِ، بخفض التاءِ لا یجوز إلا ذلك، و المعنی الآخر أَنْ تقول أَ رأَیْتَكَ و أَنت تقول أَخْبِرْنی، فتَهْمِزُها و تنصِب التاءَ منها و تَتركُ الهمزَ إن شئت، و هو أَكثر كلام العرب، و تَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً مفتوحة للواحد و الواحدة و الجمع فی مؤَنثه و مذكره، فنقول للمرأَة: أَ رَأَیْتَكِ زیداً هل خَرج، و للنسوة: أَ رَأَیْتَكُنَّ زیداً ما فَعَل، و إنما تركت العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم یریدوا أَن یكون الفعل منها واقعاً علی نفسها فاكتفوا بذكرها فی الكاف و وجهوا التاء إلی المذكر و التوحید إذا لم یكن الفعل واقعاً، قال: و نحو ذلك قال الزجاج فی جمیع ما قال، ثم قال: و اختلف النحویون فی هذه الكاف التی فی أَ رَأَیْتَكُمْ* فقال الفراء و الكسائی: لفظها لفظُ نصبٍ و تأْویلُها تأْویلُ رَفْعٍ، قال: و مثلها الكاف التی فی دونك زیداً لأَنَّ المعنی خُذْ زیداً قال أَبو إسحاق: و هذا القول لم یَقُلْه النحویون القُدَماء، و هو خطَأٌ لأَن قولك أَ رأَیْتَكَ زیداً ما شأْنُه یُصَیِّرُ أَ رَأَیْتَ قد تَعَدَّتْ إلی الكاف و إلی زیدٍ، فتصیرُ «2» أَ رأَیْتَ اسْمَیْن فیصیر المعنی أَ رأَیْتَ نفْسَكَ زیداً ما حالُه، قال: و هذا محال و الذی یذهب إلیه النحویون الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها، و إنما المعنی أَ رأَیْتَ زیداً ما حالُه، و إنما الكاف زیادة فی بیان الخطاب، و هی المعتمد علیها فی الخطاب فتقول للواحد المذكر: أَ رَأَیْتَكَ زیداً ما حاله، بفتح التاء و الكاف، و تقول فی المؤنث: أَ رَأَیْتَكِ زیداً ما حالُه یا مَرْأَةُ؛ فتفتح التاء علی أَصل خطاب المذكر و تكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما فی الكلمة و المُنْبِئَةَ عن الخطاب، فإن عدَّیْتَ الفاعل إلی المفعول فی هذا الباب صارت الكافُ مفعولةً، تقول: رأَیْتُنی عالماً بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ للرجل: أَ رَأَیْتَكَ عالماً بفلان، و للإِثنین أَ رأَیتُماكما عالمَینِ بفلان، و للجمع أَ رَأَیْتُمُوكُمْ، لأَن هذا فی تأْویل أَ رأَیتُم أَنْفُسَكم، و تقول للمرأَة: أَ رأَیتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بكسر التاء،
(2). قوله [فتصیر إلخ] هكذا بالأصل و لعلها فتنصب إلخ.
لسان العرب، ج‌14، ص: 295
و علی هذا قیاس هذین البابین. و روی المنذری عن أَبی العباس قال: أَ رأَیْتَكَ زیداً قائماً، إذا اسْتَخْبَر عن زید ترك الهمز و یجوز الهمز، و إذا استخبر عن حال المخاطب كان الهمز الاختیار و جاز تَرْكُه كقولك: أَ رَأَیْتَكَ نَفْسَك أَی ما حالُك ما أَمْرُك، و یجوز أَ رَیْتَكَ نَفْسَك. قال ابن بری: و إذا جاءت أَ رأَیْتَكُما و أَ رأَیْتَكُمْ بمعنی أَخْبِرْنی كانت التاء موَحَّدة، فإن كانت بمعنی العِلْم ثَنَّیْت و جَمَعْت، قُلْتَ: أَ رأَیْتُماكُما خارِجَیْنِ و أَ رأَیْتُمُوكُمْ خارِجِینَ، و قد تكرر فی الحدیث أَ رأَیْتَكَ و أَ رأیْتَكُمْ و أَ رأَیْتَكما، و هی كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنی أَخبِرْنی و أَخْبِرانی و أَخْبِرُونی، و تاؤُها مفتوحة أَبداً. و رجل رَءَّاءٌ: كَثیِرُ الرُّؤیَةِ؛ قال غیلان الرَّبَعی: كأَنَّها و قَدْ رَآها الرَّءَّاءُ و یقال: رأَیْتُه بعَیْنی رُؤیَةً و رأَیْتُه رَأْیَ العینِ أَی حیث یقع البصر علیه. و یقال: من رأْیِ القَلْبِ ارْتَأَیْتُ؛ و أَنشد: ألا أَیُّها المُرْتَئِی فی الأُمُور، سیَجْلُو العَمَی عنكَ تِبْیانُها و قال أَبو زید: إذا أَمرْتَ من رأَیْتَ قلت ارْأَ زیداً كأنَّكَ قلت ارْعَ زیداً، فإذا أَردت التخفیف قلت رَ زیداً، فتسقط أَلف الوصل لتحریك ما بعدها، قال: و من تحقیق الهمز قولك رأَیْت الرجل، فإذا أَردت التخفیف قلت رأَیت الرجل، فحرَّكتَ الأَلف بغیر إشباع الهمز و لم تسقط الهمزة لأَن ما قبلها متحرك. و‌فی الحدیث: أَن أَبا البَخْترِی قال ترَاءَیْنا الهِلالَ بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال: إنَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مَدَّهُ إلی رُؤْیَتِه فإنْ أُغْمِیَ علیكم فأَكْمِلوا العِدَّة، قال شمر: قوله تَراءَیْنا الهلالَ أَی تَكَلَّفْنا النَّظَر إلیه هل نَراهُ أَم لا، قال: و قال ابن شمیل انْطَلِقْ بنا حتی نُهِلَّ الهلالَ أَی نَنْظُر أَی نراهُ. و قد تَراءَیْنا الهِلالَ أَی نظرْناه. و قال الفراء: العرب تقول راءَیْتُ و رأَیْتُ، و قرأَ ابن عباس: یُرَاوُون الناس. و قد رأَّیْتُ تَرْئِیَةً: مثل رَعَّیْت تَرْعِیَةً. و قال ابن الأَعرابی: أَرَیْتُه الشی‌ءَ إراءةً و إرایَةً و إرءَاءَةً. الجوهری: أَرَیْتُه الشی‌ءَ فرآهُ و أَصله أَرْأَیْتُه. و الرِّئْیُ و الرُّواءُ و المَرْآةُ: المَنْظَر، و قیل: الرِّئْیُ و الرُّواءُ، بالضم، حُسْنُ المَنْظر فی البَهاء و الجَمال. و قوله‌فی الحدیث: حتی یتَبیَّنَ له رِئْیُهما، و هو بكسر الراء و سكون الهمزة، أَی مَنْظَرُهُما و ما یُرَی منهما. و فلان مِنِّی بمَرْأیً و مَسْمَعٍ أَی بحیث أَراهُ و أَسْمَعُ قولَه. و المَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كان أَو قَبِیحاً. و ما لهُ رُواءٌ و لا شاهِدٌ؛ عن اللحیانی لم یَزِدْ علی ذلك شیئاً. و یقال: امرأَةٌ لها رُواءٌ إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ و المَرْأَی كقولك المَنْظَرَة و المَنْظر. الجوهری: المَرْآةُ، بالفتح علی مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. یقال: امرأَةٌ حَسَنةُ المَرْآةِ و المَرْأَی، و فلان حسنٌ فی مَرْآةِ العَین أَی فی النَّظَرِ. و فی المَثل: تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَی ظاهرُه یدلُّ علی باطِنِه. و‌فی حدیث الرُّؤْیا: فإذا رجلٌ كَرِیهُ المَرْآةِ‌أَی قَبِیحُ المَنْظرِ. یقال: رجل حَسَنُ المَرْأَی و المَرْآةِ حسن فی مَرْآةِ العین، و هی مَفْعَلة من الرؤیة. و التَّرْئِیَةُ: حُسْنُ البَهاء و حُسْنُ المنظرِ، اسم لا مصدر؛ قال ابن مقبل: أَمَّا الرُّواءُ ففِینا حَدُّ تَرْئِیَةٍ، مِثل الجِبالِ التی بالجِزْعِ منْ إضَمِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 296
و قوله عز و جل: هُمْ أَحْسَنُ أَثٰاثاً وَ رِءْیاً؛ قرئت رِءْیاً؛ بوزن رِعْیاً، و قرئت رِیّاً؛ قال الفراء: الرِّئْیُ المَنْظَر، و قال الأَخفش: الرِّیُّ ما ظَهَر علیه مما رأَیْت، و قال الفراء: أَهْلُ المدینة یَقْرؤُونها رِیّاً، بغیر همز، قال: و هو وجه جید من رأَیْت لأَنَّه مع آیاتٍ لَسْنَ مهموزاتِ الأَواخِر. و ذكر بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّیِّ إلی رَوِیت إذا لم یهمز و نحو ذلك. قال الزجاج: من قرأَ رِیّاً، بغیر همز، فله تفسیران أَحدهما أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النَّعْمة كأَن النَّعِیم بَیِّنٌ فیهم و یكون علی ترك الهمز من رأَیت، و قال الجوهری: من همزه جعله من المنظر من رأَیت، و هو ما رأَتْهُ العین من حالٍ حسَنة و كسوة ظاهرة؛ و أَنشد أَبو عبیدة لمحمد بن نُمَیر الثقفی: أَ شاقَتْكَ الظَّعائِنُ یومَ بانُوا بذی الرِّئْیِ الجمِیلِ منَ الأَثاثِ؟ و من لم یهمزه إما أَن یكون علی تخفیف الهمز أَو یكون من رَوِیَتْ أَلْوانهم و جلودهم رِیّاً أَی امْتَلأَتْ و حَسُنَتْ. و تقول للمرأَة: أَنتِ تَرَیْنَ، و للجماعة: أَنْتُنَّ تَرَیْنَ، لأَن الفعل للواحدة و الجماعة سواء فی المواجهة فی خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الیاء، إلا أَن النون التی فی الواحدة علامة الرفع و التی فی الجمع إنما هی نون الجماعة، قال ابن بری: و فرق ثان أَن الیاءَ فی تَرَیْن للجماعة حرف، و هی لام الكلمة، و الیاء فی فعل الواحدة اسم، و هی ضمیر الفاعلة المؤنثة. و تقول: أَنْتِ تَرَیْنَنی، و إن شئت أَدغمت و قلت تَرَیِنِّی، بتشدید النون، كما تقول تَضْرِبِنِّی. و اسْتَرْأَی الشی‌ءَ: اسْتَدْعَی رُؤیَتَه. و أَرَیْتُه إیاه إراءَةً و إراءً؛ المصدر عن سیبویه، قال: الهاء للتعویض، و تركها علی أَن لا تعوَّض وَهْمٌ مما یُعَوِّضُونَ بعد الحذف و لا یُعَوِّضون. و رَاءَیْت الرجلَ مُراآةً و رِیاءً: أَرَیْته أَنِّی علی خلاف ما أَنا علیه. و فی التنزیل: بَطَراً وَ رِئٰاءَ النّٰاسِ، و فیه: الَّذِینَ هُمْ یُرٰاؤُنَ؛ یعنی المنافقین أَی إذا صَلَّی المؤمنون صَلَّوا معَهم یُراؤُونهُم أَنَّهم علی ما هم علیه. و فلان مُراءٍ و قومٌ مُراؤُونَ، و الإِسم الرِّیاءُ. یقال: فَعَلَ ذلك رِیاءً و سُمْعَةً. و تقول من الرِّیاء یُسْتَرْأَی فلانٌ، كما تقول یُسْتَحْمَقُ و یُسْتَعْقَلُ؛ عن أَبی عمرو. و یقال: رَاءَی فلان الناسَ یُرائِیهِمْ مُراآةً، و رَایَاهم مُرَایَاةً، علی القَلْب، بمعنیً، و رَاءَیْته مُراآةً و رِیَاءً قابَلْته فرَأَیْته، و كذلك تَرَاءَیْته؛ قال أَبو ذؤیب: أَبَی اللهُ إلا أَن یُقِیدَكَ، بَعْدَ ما تَراءَیْتُمونی من قَرِیبٍ و مَوْدِقِ یقول: أَقاد الله منك عَلانیَةً و لم یُقِدْ غِیلَة. و تقول: فلان یَتَرَاءَی أَی ینظر إلی وجهه فی المِرْآةِ أَو فی السیف. و المِرْآة: ما تَراءَیْتَ فیه، و قد أَرَیْته إیاها. و رَأَّیْتُه تَرْئِیَةً: عَرَضْتُها علیه أَو حبستها له ینظر نفسَه و تَرَاءَیْتُ فیها و تَرَأَّیْتُ. و جاء‌فی الحدیث: لا یتَمَرْأَی أَحدُكم فی الماء‌أَی لا یَنْظُر وَجْهَه فیه، وَزْنُه یتَمَفْعَل من الرُّؤْیة كما حكاه سیبویه من قول العرب: تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة، و تَمدْرَع من المَدْرَعة، و كما حكاه أَبو عبید من قولهم: تَمَنْدَلْت بالمِندِیل. و‌فی الحدیث: لا یتَمَرْأَی أَحدُكُم فی الدنیا‌أَی لا یَنْظُر فیها، و قال: و‌فی روایة لا یتَمَرْأَی أَحدُكم بالدُّنیا من الشی‌ء المَرْئِیِّ.و المِرآةُ، بكسر المیم: التی ینظر فیها، و جمعها المَرَائِی و الكثیر المَرَایَا، و قیل: من حوَّل الهمزة قال المَرَایَا. قال أَبو زید: تَراءَیْتُ فی المِرآةِ تَرَائِیاً و رَأَّیْتُ الرجلَ تَرْئِیَةً إذا أَمْسَكْتَ له
لسان العرب، ج‌14، ص: 297
المِرآةَ لِیَنْظُر فیها. و أَرْأَی الرجلُ إِذا تراءَی فی المِرآة؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: إِذا الفَتی لم یَرْكَبِ الأَهْوالا، فأَعْطِه المِرْآة و المِكْحالا، واسْعَ له و عُدَّهُ عِیالا و الرُّؤْیا: ما رأَیْته فی منامِك، و حكی الفارسی عن أَبی الحسن رُیَّا، قال: و هذا علی الإِدغام بعد التخفیف البدلی، شبهوا واو رُویا التی هی فی الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلیة غیر المقدَّر فیها الهمز، نحو لوَیْتُ لَیّاً و شَوَیْتُ شَیّاً، و كذلك حكی أَیضاً رِیَّا، أَتبع الیاء الكسرة كما یفعل ذلك فی الیاء الوضعیة. و قال ابن جنی: قال بعضهم فی تخفیف رُؤْیا رِیَّا، بكسر الراء، و ذلك أَنه لما كان التخفیف یصیِّرها إِلی رُویَا ثم شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوی و قُرُونٌ لُیٌّ و أَصلها لُویٌ، فقلبت الواو إِلی الیاء بعدها و لم یكن أَقیسُ القولین قَلْبَها، كذلك أَیضاً كسرت الراء فقیل رِیَّا كما قیل قُرون لِیٌّ، فنظیر قلب واو رؤیا إِلحاقُ التنوین ما فیه اللامُ، و نظیر كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف فی الوقف علی المنوّن المنصوب مما فیه اللام نحو العِتابا، و هی الرُّؤَی. و رأَیتُ عنك رُؤیً حَسَنَةً: حَلَمتها. و أَرْأَی الرجلُ إِذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن رُعاهُ، و هی أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْیا. و رَأَی فی منامه رُؤْیا، علی فُعْلی بلا تنوین، و جمعُ الرُّؤْیا رُؤیً، بالتنوین، مثل رُعیً؛ قال ابن بری: و قد جاء الرُّؤْیا فی الیَقَظَة؛ قال الراعی: فكَبَّر للرُّؤْیا و هَشَّ فُؤادُه، و بَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ یَلُومُها و علیه فسر قوله تعالی: وَ مٰا جَعَلْنَا الرُّؤْیَا الَّتِی أَرَیْنٰاكَ إِلّٰا فِتْنَةً لِلنّٰاسِ؛ قال و علیه قول أَبی الطَّیِّبِ: و رُؤْیاكَ أَحْلی، فی العُیون، من الغَمْضِ التهذیب: الفراء فی قوله، عز و جل: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْیٰا تَعْبُرُونَ؛ إِذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرُّؤْیا قالوا الرُّویا طلباً للخفة، فإِذا كان من شأْنهم تحویلُ الواو إِلی الیاء قالوا: لا تقصص رُیَّاك، فی الكلام، و أَما فی القرآن فلا یجوز؛ و أَنشد أَبو الجراح: لَعِرْضٌ من الأَعْراض یُمْسِی حَمامُه، و یُضْحی علی أَفنانهِ الغِینِ یَهْتِفُ أَحَبُّ إِلی قَلْبی من الدِّیكِ رُیَّةً «3». و بابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ یَصْرِفُ أَراد رُؤْیةً، فلما ترك الهمز و جاءت واو ساكنة بعدها یاء تحولتا یاء مشددة، كما یقال لَوَیْتُه لَیّاً و كَوَیْتُه كَیّاً، و الأَصل لَوْیاً و كَوْیاً؛ قال: و إِن أَشرتَ فیها إِلی الضمة فقلت رُیَّا فرفعت الراء فجائز، و تكون هذه الضمة مثل قوله و حُیلَ [حِیلَ و سُیق [سِیق بالإِشارة. و زعم الكسائی أَنه سمع أَعرابیّاً یقرأ: إِن كنتم للرُّیَّا تَعْبُرون. و قال اللیث: رأَیتُ رُیَّا حَسَنة، قال: و لا تُجْمَعُ الرُّؤْیا، و قال غیره: تجمع الرُّؤْیا رُؤیً كما یقال عُلْیاً و عُلیً. و الرَّئِیُّ و الرِّئِیُّ: الجِنِّیُّ یراه الإِنسانُ. و قال اللحیانی: له رَئِیٌّ من الجن و رِئِیٌّ إِذا كان یُحِبه و یُؤَالِفُه، و تمیم تقول رِئِیٌّ، بكسر الهمزة و الراء، مثل سِعید و بِعِیر. اللیث: الرَّئِیُّ جنِّیّ یتعرض للرجل یُریه كهانة و طِبّاً، یقال: مع فلان رَئِیٌّ. قال ابن الأَنباری: به رَئِیٌّ من الجن بوزن رَعِیّ، و هو الذی یعتاد الإِنسان من الجنّ. ابن الأَعرابی:
(3). قوله [ریة] تقدم فی مادة عرض: رنة، بالراء المفتوحة و النون، و مثله فی یاقوت
لسان العرب، ج‌14، ص: 298
أَرْأَی الرجلُ إِذا صار له رَئِیٌّ من الجنّ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذی أَتاكَ رَئِیُّكَ بِظُهور رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم؟ قال: نَعَمْ.یقال للتابع من الجن: رَئِیٌّ بوزن كَمِیٍّ، و هو فَعِیلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّی به لأَنه یَتَراءی لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْیِ، من قولهم فلانٌ رَئِیُّ قومِهِ إِذا كان صاحب رأْیِهِم، قال: و قد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها؛ و منه‌حدیث الخُدْری: فإِذا رَئِیٌّ مثل نِحْیٍ، یعنی حیة عظِیمَةً كالزِّقِّ، سمّاها بالرَّئِیِّ الجِنِّ لأَنهم یزعمون أَن الحیَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ، و لهذا سموه شیطاناً و حُباباً و جانّاً. و یقال: به رَئِیٌّ من الجنّ أَی مَسٌّ. و تَرَاءَی له شی‌ء من الجن، و للاثنین تَرَاءَیَا، و للجمع تَراءَوْا. و أَرْأَی الرجلُ إِذا تَبَّیَنت الرَّأْوَة فی وجْهِه، و هی الحَماقة. اللحیانی: یقال علی وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فیه قبل أَن تَخْبُرَهُ. و یقال: إِن فی وجهه لرَأْوَةً أَی نَظْرَة و دَمامَةً؛ قال ابن بری: صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ. قال أَبو علی: حكی یعقوب علی وجهه رَأْوَةٌ، قال: و لا أَعرف مثلَ هذه الكلمة فی تصریف رَأَی. و رَأْوَةُ الشی‌ء: دلالَتُه. و علی فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَی دَلالَته. و الرَّئِیُّ و الرِّئِیُّ: الثوب یُنْشَر للبَیْع؛ عن أَبی علیّ. التهذیب: الرِّئْیُ بوزن الرِّعْیِ، بهمزة مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الفاخر الذی یُنشَر لیُری حُسْنُه؛ و أَنشد: بِذِی الرِّئْیِ الجَمیلِ من الأَثاثِ و قالوا: رَأْیَ عَیْنی زیدٌ فَعَلَ ذلك، و هو من نادِرِ المصادِرِ عند سیبویه، و نظیره سَمْعَ أُذُنِی، و لا نظیر لهما فی المُتَعَدِّیات. الجوهری: قال أَبو زید بعینٍ مَا أَرَیَنَّكَ أَی اعْجَلْ و كُنْ كأَنِّی أَنْظُر إِلَیْكَ. و‌فی حدیث حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ و النَّارِ كأَنَّا رَأْیَ عَیْنٍ.تقول: جعلتُ الشَّیْ‌ءَ رَأْیَ عَیْنِك و بمَرْأًی مِنْكَ أَی حِذاءَكَ و مُقابِلَك بحیث تراه، و هو منصوب علی المصدر أَی كأَنَّا نراهُما رَأْیَ العَیْنِ. و التَّرْئِیَةُ، بوزن التَّرْعِیةِ: الرجلُ المُخْتال، و كذلك التَّرَائِیَة بوزْنِ التَّراعِیَة. و التَّرِیَّة و التَّرِّیَّة و التَّرْیَة، الأَخیرة نادرة: ما تراه المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَیاضٍ أَو دمٍ قلیلٍ عند الحیض، و قد رَأَتْ، و قیل: التَّرِیَّة الخِرْقَة التی تَعْرِفُ بها المرأَةُ حَیْضَها من طهرها، و هو من الرُّؤْیَةِ. و یقال للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِیَّةِ، و هی الدم القلیل، و قد رَأَتْ تَرِیَّةً أَی دَماً قلیلًا. اللیث: التَّرِّیَّة مشدَّدة الراء، و التَّرِیَّة خفیفة الراء، و التَّرْیة بجَزْمِ الراء، كُلُّها لغات و هو ما تراه المرأَةُ من بَقِیَّة مَحِیضِها من صُفْرة أَو بیاض؛ قال أَبو منصور: كأَنّ الأَصل فیه تَرْئِیَةٌ، و هی تَفْعِلَةٌ من رأَیت، ثم خُفِّفَت الهَمْزة فقیل تَرْیِیَةٌ، ثم أُدْغِمَت الیاءُ فی الیاء فقیل تَرِیَّة. أَبو عبید: التَّرِیَّةُ فی بقیة حیض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة و الكُدْرَة و أَخْفَی، تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ طَهُرَت من حَیْضِها، قال شمر: و لا تكون التَّرِیَّة إِلا بعد الاغتسال، فأَما ما كان فی أَیام الحیض فلیس بتَرِیَّة و هو حیض، و ذكر الأَزهری هذا فی ترجمة التاء و الراء من المعتل. قال الجوهری: التَّرِیَّة الشی‌ءُ الخَفِیُّ الیَسیِرُ من الصُّفْرة و الكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من الحَیْضِ. و قد رَأَتِ المرأَة تَرِیئَةً إِذا رَأَت الدم القلیلَ عند الحیض، و قیل: التَّرِیَّة الماءُ الأَصْفَر الذی یكون عند انقطاع الحیض.
لسان العرب، ج‌14، ص: 299
قال ابن بری: الأَصل فی تَرِیَّة تَرْئِیَة، فنقلت حركة الهمزة علی الراء فبقی تَرِئْیَة، ثم قلبت الهمزة یاء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك فی المَراة و الكَماة، و الأَصل المَرْأَة، فنقلت حركة الهمزة إِلی الراء ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها. و‌فی حدیث أُمّ عطیة: كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرة و الصُّفْرة و التَّرِیَّة شیئاً، و قد جمع ابن الأَثیر تفسیره فقال: التَّرِیَّة، بالتشدید، ما تراه المرأَة بعد الحیض و الاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة، و قیل: هی البیاض الذی تراه عند الطُّهْر، و قیل: هی الخِرْقة التی تَعْرِف بها المرأَة حیضَها من طُهْرِها، و التاءُ فیها زائدة لأَنه من الرُّؤْیة، و الأَصل فیها الهمز، و لكنهم تركوه و شدَّدوا الیاءَ فصارت اللفظة كأَنها فعیلة، قال: و بعضهم یشدّد الراءَ و الیاء، و معنی الحدیث أَن الحائض إِذا طَهُرت و اغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة أَو كُدْرة لم یُعْتَدَّ بها و لم یُؤَثِّر فی طُهْرها. و تَراءَی القومُ: رَأَی بعضُهُم بعضاً. و تَراءَی لی و تَرَأَّی؛ عن ثعلب: تَصَدَّی لأَرَاهُ. و رَأَی المكانُ المكانَ: قابَلَه حتی كَأَنَّه یَراهُ؛ قال ساعدة: لَمَّا رَأَی نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ و قرأَ أَبو عمرو: و أَرْنا مَنَاسِكَنا، و هو نادِرٌ لما یلحق الفعلَ من الإِجْحاف. و أَرْأَتِ الناقَةُ و الشاةُ من المَعَز و الضَّأْنِ، بتَقْدِیر أَرْعَتْ، و هی مُرْءٍ و مُرْئِیَةٌ: رؤِیَ فی ضَرْعها الحَمْلُ و اسْتُبینَ و عَظُمَ ضَرْعُها، و كذلك المَرْأَة و جمیعُ الحَوامِل إِلا فی الحَافِر و السَّبُع. و أَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَیاؤُها؛ عن ابن الأَعرابی، و تَبَیَّنَ ذلك فیها. التهذیب: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، و لا یقال لِلنَّعْجة أَرْأَتْ، و لكن یقال أَثْقَلَت لأَن حَیاءَها لا یَظْهَر. و أَرْأَی الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ. و تَرَاءَی النَّخْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ بُسْرِهِ؛ عن أَبی حنیفة، و كلُّه من رُؤْیَةِ العین. و دُورُ القوم مِنَّا رِئَاءٌ أَی مُنْتَهَی البَصَر حیثُ نَرَاهُم. و هُمْ مِنِّی مَرْأیً و مَسْمَعٌ، و إِن شئتَ نَصَبْتَ، و هو من الظروف المخصوصة التی أُجْرِیَتْ مُجْرَی غیر المخصوصة عند سیبویه، قال: و هو مثل مَناطَ الثُّرَیَّا و مَدْرَجَ السُّیُول، و معناه هو مِنِّی بحیثُ أَرَاهُ و أَسْمَعُه. و هُمْ رِئَاءُ أَلْفٍ أَی زُهَاءُ أَلْفٍ فیما تَرَی العَیْنُ. و رأَیت زیداً حَلِیماً: عَلِمْتُه، و هو علی المَثَل برُؤْیَةِ العَیْن. و قوله عز و جل: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْكِتٰابِ*؛ قیل: معناه أَ لَمْ تَعْلَم أَی أَ لَمْ یَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلی هَؤُلاء، و مَعْناه اعْرِفْهُم یعنی علماء أَهل الكتاب، أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبی، صلی الله علیه و سلم، بأَنه مكتوب عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهٰاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، و قال بعضهم: أَ لَمْ تَرَ* أَ لَمْ تُخْبِرْ، و تأْویلُهُ سُؤالٌ فیه إِعْلامٌ، و تَأْوِیلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، و قد تكرر فی الحدیث: أَ لَمْ تَرَ إِلی فلان، و أَ لَمْ تَرَ إِلی كذا، و هی كلمة تقولها العربُ عند التَّعَجُّب من الشی‌ء و عند تَنْبِیهِ المخاطب كقوله تعالی: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیٰارِهِمْ، أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْكِتٰابِ*؛ أَی أَ لَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، و أَ لَمْ یَنْتَه شأْنُهُم إِلیك. و أَتاهُم حِینَ جَنَّ رُؤْیٌ رُؤْیاً و رَأْیٌ رَأْیاً أَی حینَ اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ یَتَراءَوْا. و ارْتَأَیْنا فی الأَمْرِ و تَراءَیْنا: نَظَرْناه. و قوله‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، و ذَكَر المُتْعَة: ارْتَأَی امْرُؤٌ بعدَ ذلك ما شاءَ أَنْ یَرْتَئِیَ‌أَی فكَّر و تَأَنَّی، قال: و هو افْتَعَل من رُؤْیَة القَلْب أَو من الرَّأْیِ. و‌رُوِی
لسان العرب، ج‌14، ص: 300
عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: أَنا بَرِی‌ءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قیل: لِمَ یا رسول الله؟ قال: لا تَراءَی نَارَاهُما؛ قال ابنُ الأَثِیر: أَی یَلْزَمُ المُسْلِمَ و یجب علیه أَن یُباعِدَ مَنْزِلَه عن مَنْزِل المُشْرِك و لا یَنْزِل بالموضع الذی إِذا أُوقِدَتْ فیه نارُه تَلُوح و تَظْهَرُ لِنَارِ المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها فی مَنْزِله، و لكنه یَنْزِل معَ المُسْلِمِین فی دَارِهِم، و إِنما كره مُجاوَرَة المشركین لأَنهم لا عَهْدَ لهم و لا أَمانَ، و حَثَّ المسلمین علی الهِجْرة؛ و قال أَبو عبید: معنی الحدیث أَنَّ المسلم لا یَحِلُّ له أَن یَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكین فیكونَ مَعَهم بقَدْر ما یَرَی كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه. و التَّرَائِی: تفاعُلٌ من الرؤیة. یقال: تَرَاءَی القومُ إِذا رَأَی بعضُهُم بعضاً. و تَرَاءَی لی الشی‌ءُ أَی ظَهَر حتی رَأَیْته، و إِسناد التَّرائِی إِلی النَّارَیْن مجازٌ من قولهم دَارِی تَنْظُر إِلی دارِ فلان أَی تُقابِلُها، یقول ناراهما مُخْتَلِفتانِ، هذه تَدْعو إِلی الله و هذه تدعو إِلی الشیطان، فكیف تَتَّفِقانِ؟ و الأَصل فی تَراءَی تَتَراءَی فحذف إِحدی التاءین تخفیفاً. و یقال: تَراءَینا فلاناً أَی تَلاقَیْنا فَرَأَیْتُه و رَآنی. و قال أَبو الهیثم فی قوله لا تَراءَی نارَاهُما: أَی لا یَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ المُشْرِك و لا یَتَشَبَّه به فی هَدْیِه و شَكْلِهِ و لا یَتَخَلّق بأَخْلاقِه، من قولك ما نَارُ بَعِیرِكَ أَی ما سِمةُ بعِیرِكَ. و قولهم: دَارِی تَرَی دارَ فلانٍ أَی تُقابِلُها؛ و قال ابن مقبل: سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَیْ حَبِیرٍ، فَواحِفِ، إِلی ما رَأَی هَضْبَ القَلِیبِ المصَبَّحِ أَراد: إِلی ما قابَلَه. و یقال: مَنازِلُهم رِئَاءٌ علی تقدیر رِعَاء إِذا كانت مُتَحاذِیةً؛ و أَنشد: لَیالِیَ یَلْقَی سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا، و لَسْنا بِجِیرانٍ و نَحْنُ رِئَاءُ و یقال: قَوْم رِئَاءٌ یقابلُ بعضُهُم بعضاً، و كذلك بُیوتُهُم رِئَاءٌ. و تَرَاءَی الجَمْعانِ: رَأَی بعضُهُم بعضاً. و‌فی حدیث رَمَلِ الطَّوافِ: إِنما كُنَّا رَاءَیْنا به المشركین، هو فاعَلْنا من الرُّؤْیة أَی أَرَیْناهم بذلك أَنَّا أَقْوِیاء. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ لیَتَرَاءَوْنَ أَهلَ عِلِّیِّین كما تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّیَّ فی كَبِدِ السماء؛ قال شمر: یَتَرَاءَوْنَ أَی یتَفاعَلون أَی یَرَوْنَ، یَدُلُّ علی ذلك قولُه كما تَرَوْن. و الرَّأْیُ: معروفٌ، و جمعه أَرْآءٌ، و آراءٌ أَیضاً مقلوب، و رَئِیٌّ علی فَعِیل مثل ضَأْنٍ و ضَئِینٍ. و‌فی حدیث الأَزرق بن قیس: و فِینا رجُلٌ له رَأْیٌ.یقال: فلانٌ من أَهل الرَّأْی أَی أَنه یَرَی رَأْیَ الخوارج و یقول بمَذْهَبِهم، و هو المراد هاهنا، و المُحَدِّثون یُسَمُّون أَصحابَ القیاسِ أَصحابَ الرَّأْی یَعْنُون أَنهم یأْخذون بآرائِهِم فیما یُشْكِلُ من الحدیث أَو ما لم یَأْتِ فیه حدیث و لا أَثَرٌ. و الرَّأْیُ: الاعتِقادُ، اسمٌ لا مصدرٌ، و الجمع آراءٌ؛ قال سیبویه: لم یكَسَّر علی غیر ذلك، و حكی اللحیانی فی جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ و رُئِیٌّ و رِئِیٌّ. و یقال: فلان یَتَرَاءَی بِرَأْیِ فلان إِذا كان یَرَی رَأْیَه و یَمِیلُ إِلیه و یَقْتَدی به؛ و أَما ما أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر: أَ ما تَرَانِی رَجُلًا كما تَرَی أَحْمِلُ فَوْقی بِزَّتِی كما تَرَی علی قَلُوص صعبة كما تَرَی أَخافُ أَن تَطْرَحَنی كما تَرَی
لسان العرب، ج‌14، ص: 301
فما تَری فیما تَرَی كما تَرَی قال ابن سیدة: فالقول عندی فی هذه الأَبیات أَنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فیها أَیسر، و ذلك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْیة العَیْنِ كقولك كما تُبْصِر، و الآخر من رُؤْیة القَلْبِ فی معنی العلم فیصیر كقولك كما تَعْلم، و الثالث من رأَیْت التی بمعنی الرَّأْی الاعتقاد كقولك فلان یَرَی رَأْی الشُّراةِ أَی یعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ و منه قوله عز و جل: لِتَحْكُمَ بَیْنَ النّٰاسِ بِمٰا أَرٰاكَ اللّٰهُ؛ فحاسَّةُ البَصَر هاهنا لا تتَوَجَّه و لا یجوز أَن یكون بمعنی أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كذلك لوَجَب تعدِّیه إِلی ثلاثة مَفْعولِین، و لیس هناك إِلا مفعولان: أَحدهما الكاف فی أَراك، و الآخر الضمیر المحذوف للغائب أَی أَراكَه، و إِذا تعدَّت أَری هذه إلی مفعولین لم یكن من الثالث بُدُّ، أَ وَ لا تَراكَ تقول فلان یَرَی رأْیَ الخوارج و لا تَعْنی أَنه یعلم ما یَدَّعون هُمْ عِلْمَه، و إِنما تقول إِنه یعتقد ما یعتقدون و إِن كان هو و هم عندك غیر عالمین بأَنهم علی الحق، فهذا قسم ثالث لرأَیت، قال ابن سیدة: فلذلك قلنا لو كانت الأَبیات ثلاثة لجاز أَن لا یكون فیها إِیطاء لاختلاف المعانی و إِن اتفقت الأَلفاظ، و إِذْ هِی خمسة فظاهر أَمرها أَن تكون إِیطاء لاتفاق الأَلفاظ و المعانی جمیعاً، و ذلك أَن العرب قد أَجرت الموصول و الصلة مُجْری الشی‌ء الواحد و نَزَّلَتْهما منزلة الخبر المنفرد، و ذلك نحو قول الله عز و جل: الَّذِی هُوَ یُطْعِمُنِی وَ یَسْقِینِ وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ یَشْفِینِ وَ الَّذِی یُمِیتُنِی ثُمَّ یُحْیِینِ وَ الَّذِی أَطْمَعُ أَنْ یَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ؛ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأَشیاء كلها وحده، و الشی‌ء لا یُعْطَف علی نفسِه، و لكن لما كانت الصلة و الموصول كالخبر الواحد و أَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما كلاهما شی‌ء واحد مفرد؛ و علی ذلك قول الشاعر: أَیا ابْنَةَ عبدِ الله و ابْنَةَ مالِكٍ، و یا ابْنَةَ ذی الجَدَّینِ و الفَرَسِ الوَرْدِ إِذا ما صَنَعْتِ الزَّادَ، فالْتَمِسی لهُ أَ كِیلًا، فإِنی لسْتُ آكُلُه وَحْدی فإِنما أَراد: أَیا ابْنة عبدِ الله و مالِكٍ و ذی الجَدّین لأَنها واحدةٌ، أَ لا تَراهُ یقول صنعتِ و لم یَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هذا فی المضاف و المضاف إِلیه كان فی الصِّلَةِ و الموصولِ أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ إِلیه بالمُضاف؛ و علی هذا قول الأَعرابی و قد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ عن قول الشاعر: بَناتُ وَطَّاءٍ علی خَدِّ اللَّیْل فقال له: أَین القافیة؟ فقال: خدّ اللیلْ؛ قال أَبو الحسن الأَخفش: كأَنه یرید الكلامَ الذی فی آخر البیت قلَّ أَو كَثُر، فكذلك أَیضاً یجعل ما تَرَی و ما تَرَی جمیعاً القافیة، و یجعل ما مَرَّةً مصدراً و مرة بمنزلة الذی فلا یكون فی الأَبیات إِیطاء؛ قال ابن سیدة: و تلخیص ذلك أَن یكون تقدیرها أَ ما ترانی رجلًا كرُؤْیَتِك أَحمل فوقی بزتی كمَرْئِیِّك علی قلوص صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحنی كمَعْلُومك فما تری فیما تری كمُعْتَقَدِك، فتكون ما تری مرة رؤیة العین، و مرة مَرْئِیّاً، و مرة عِلْماً و مرة مَعلوماً، و مرة مُعْتَقَداً، فلما اختلفت المعانی التی وقعت علیها ما و اتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافیة ما تری جمیعاً، كما صارت فی قوله خدّ اللیل هی خدّ اللیل جمیعاً لا اللیل وحده؛ قال: فهذا قیاس من القوّة بحیث تراه، فإِن قلت: فما رویّ هذه
لسان العرب، ج‌14، ص: 302
الأَبیات؟ قیل: یجوز أَن یكون رَوّیها الأَلفَ فتكون مقصورة یجوز معها سَعَی و أتی لأَن الأَلف لام الفعل كأَلف سَعَی و سَلا، قال: و الوجه عندی أَن تكون رائِیَّة لأَمرین: أَحدهما أَنها قد التُزِمَت، و من غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً إِلا مع وجوبه، و إِن كانت فی بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا یجب علیها و ذلك أَقل الأَمرین و أَدْوَنُهما، و الآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف الشعر المقید، و إِذا جعلتها رائیة فهی مُطْلقة، و إذا جعلتها أَلِفِیَّة فهی مقیدة، أَ لا تری أَن جمیع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب تلتزم فیه ما قبل الأَلف بل تخالف لیعلم بذلك أَنه لیس رَوِیّاً؟ و أَنها قد التزمت القصر كما تلتزم غیره من إِطلاق حرف الروی، و لو التزمت ما قبل الأَلف لكان ذلك داعیاً إِلی إِلْباس الأَمر الذی قصدوا لإِیضاحِه، أَعنی القصرَ الذی اعتمدوه، قال: و علی هذا عندی قصیدة یزیدَ بنِ الحَكَم، التی فیها مُنْهَوی و مُدَّوی و مُرْعَوی و مُسْتَوی، هی واویَّة عندنا لالتزامه الواو فی جمیعها و الیاءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا. التهذیب: اللیث رَأْی القَلْب و الجمعُ الآراءُ. و یقال: ما أَضلَّ آرَاءَهم و ما أَضلَّ رَأْیَهُمْ. و ارْتَآهُ هو: افْتَعَل من الرَّأْی و التَّدْبِیر. و اسْتَرْأَیْتُ الرُّجلَ فی الرَّأْیِ أَی اسْتَشَرْتُه و راءَیْته. و هو یُرَائِیهِ أَی یشاوِرُه؛ و قال عمران بن حطَّان: فإِن تَكُنْ حین شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِیما نُرَائِیكا أَی نستشیرك. قال أَبو منصور: و أَما قول الله عزَّ و جل: یُرٰاؤُنَ النّٰاسَ، و قوله: یُرٰاؤُنَ وَ یَمْنَعُونَ الْمٰاعُونَ، فلیس من المشاورة، و لكن معناه إِذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا و إِذا لم یَرَوْهم تركوا الصلاةَ؛ و من هذا قول الله عزَّ و جل: بَطَراً وَ رِئٰاءَ النّٰاسِ؛ و هو المُرَائِی كأَنه یُرِی الناس أَنه یَفْعَل و لا یَفْعَل بالنیة. و أَرْأَی الرجلُ إِذا أَظْهَر عملًا صالِحاً رِیاءً و سُمْعَة؛ و أَما قول الفرزدق یهجو قوماً و یَرْمِی امرأَة منهم بغیر الجَمِیلِ: و بات یُراآها حَصاناً، و قَدْ جَرَتْ لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِی أَنَا شَاكِرُه قوله: یُراآها یظن أَنها كذا، و قوله: لنا بُرَتاها … معناه أَنها أَمكنته من رِجْلَیْها. و قال شمر: العرب تقول أَرَی اللهُ بفلان أَی أَرَی اللهُ الناسَ بفلان العَذَابَ و الهلاكَ، و لا یقال ذلك إِلَّا فی الشَّرِّ؛ قال الأَعشی: و عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْداً خَسَّها، و أَرَی بِهَا یَعْنِی قبیلة ذكَرَها أَی أَرَی اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به. و قال ابن الأَعرابی: أَی أَرَی الله بها أَعداءَها ما یَسُرُّهم؛ و أَنشد: أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّی و قال فی موضع آخر: أَرَی اللهُ بفلان أَی أَرَی به ما یَشْمَتُ به عَدُوُّه. و أَرِنِی الشَّی‌ءَ: عاطِنیهِ، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤَنث، و حكی اللحیانی: هو مَرآةٌ أَنْ یَفْعَلَ كذا أَی مَخْلَقة، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤَنث، قال: هو أَرْآهُمْ لأَنْ یَفَعَلَ ذلك أَی أَخْلَقُهُم. و حكی ابن الأَعرابی: لَوْ تَرَ ما و أَو تَرَ ما و لَمْ تَرَ ما، معناه كله عنده و لا سِیَّما. و الرِّئَة، تهمز و لا تهمز: مَوْضِع النَّفَس و الرِّیحِ من الإِنْسانِ و غیره، و الجمع رِئَاتٌ و رِئُون،
لسان العرب، ج‌14، ص: 303
علی ما یَطّرِد فی هذا النحو؛ قال: فَغِظْنَاهُمُ، حتَّی أَتَی الغَیْظُ مِنْهُمُ قُلوباً، و أَكْباداً لهُم، و رِئِینَا قال ابن سیدة: و إِنما جاز جمع هذا و نحوه بالواو و النون لأَنها أَسماء مَجْهودة مُنْتَقَصَة و لا یُكَسَّر هذا الضَّرب فی أَوَّلِیَّته و لا فی حد التسمیة، و تصغیرها رُؤَیَّة، و یقال رُوَیَّة؛ قال الكمیت: یُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِینَا و رَأَیْته: أَصَبْت رِئَته. و رُؤِیَ رَأْیاً: اشْتكی رِئَته. غیره: و أَرْأَی الرجلُ إِذا اشْتَكی رِئَته. الجوهری: الرِّئَة السَّحْرُ، مهموزة، و یجمع علی رِئِینَ، و الهاءُ عوضٌ من الیاء المَحْذوفة. و‌فی حدیث لُقْمانَ بنِ عادٍ: و لا تَمْلأُ رِئَتِی جَنْبِی؛ الرِّئَة التی فی الجَوْف: مَعْروفة، یقول: لست بِجَبان تَنْتَفِخُ رِئَتی فَتَمْلأُ جَنْبی، قال: هكذا ذكرها الهَرَوی. و الثَّوْرُ یَرِی الكَلْبَ إِذا طَعَنَه فی رِئَتِه. قال ابن بُزُرج: ورَیْته من الرِّئَةِ، فهو مَوْرِیّ، و وَتَنْته فهو مَوْتونٌ و شَویْته فهو مَشْوِیّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه و شَوَاتَه و وَتِینِه. و قال ابن السكیت: یقال من الرِّئة رَأَیْته فهو مَرْئیٌّ إِذا أَصَبْته فی رِئَته. قال ابن بری: یقال للرجل الذی لا یَقْبَل الضَّیم حامِضُ الرِّئَتَین؛ قال درید: إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ، فَلَیْسَ بحامِضِ الرِّئَتَیْن مَحْضِ ابن شمیل: و قد وَرَی البعیرَ الدَّاءُ أَی وقع فی رِئَتِه وَرْیاً. و رَأَی الزندُ: وَقَدَ؛ عن كراع، و رَأَیْته أَنا؛ و قول ذی الرمة: و جَذْب البُرَی أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ أَوَاخِیُّها بالمُرْأَیاتِ الرَّواجِفِ یعنی أَواخِیَّ الأَمْراسِ، و هذا مثل، و قیل فی تفسیره: رَأْسٌ مُرْأیً بوزن مُرْعًی طویلُ الخَطْمِ فیه شبِیهٌ بالتَّصْویب كهَیْئة الإِبْرِیقِ؛ و قال نصیر: رُؤُوسٌ مُرْأَیاتٌ كَأَنَّها قَراقِیرُ قال: و هذا لا أَعرف له فعلًا و لا مادَّة. و قال النضر: الإِرْآءُ انْتِكابُ خَطْمِ البعیرِ علی حَلْقِه، یقال: جَمَلٌ مُرأیً و جِمال مُرْآةٌ. الأَصمعی: یقال لكل ساكِنٍ لا یَتَحَرَّك ساجٍ و رَاهٍ و رَاءٍ؛ قال شمر: لا أَعرف راء بهذا المعنی إِلَّا أَن یكون أَراد رَاه، فجعل بدل الهاء یاءً. و أَرْأَی الرجلُ إِذا حَرَّك بعَیْنَیْه عند النَّظَرِ تَحْرِیكاً كَثِیراً و هو یُرْئی بِعَیْنَیْه. و سَامَرَّا: المدینة التی بناها المُعْتَصِم، و فیها لغات: سُرَّ مَنْ رَأَی، و سَرَّ مَنْ رَأَی، و سَاءَ مَنْ رأَی، و سَامَرَّا؛ عن أَحمد بن یحیی ثعلب و ابن الأَنباری، و سُرَّ مَنْ رَاءَ، و سُرَّ مَرَّا، و حكی عن أَبی زكریا التبریزی أَنه قال: ثقل علی الناس سُرَّ مَنْ رأَی فَغَیَّروه إِلی عكسه فقالوا سامَرَّی؛ قال ابن بری: یرید أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من سَاءَ و من رَأَی فصار سَا مَنْ رَی، ثم أُدغمت النون فی الراء فصار سَامَرَّی، و من قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَی فجعلها بعد الأَلف فصار سَا مَنْ رَاءَ، ثم أَدغم النون فی الراء. و رُؤَیَّة: اسم أَرْضٍ؛ و یروی بیت الفرزدق: هل تَعْلَمون غَدَاةَ یُطْرَدُ سَبْیُكُم بالسَّفْحِ، بین رُؤَیَّةٍ و طِحَالِ؟ و قال فی المحكم هنا: رَاءَ لغة فی رَأَی، و الاسم الرِّی‌ءُ. و رَیَّأَهُ تَرْیِئَة: فَسَّحَ عنه من خِناقهِ.
لسان العرب، ج‌14، ص: 304
وَ رَایا فلاناً: اتَّقاه؛ عن أَبی زید؛ و یقال رَاءَهُ فی رَآه؛ قال كثیر: و كلُّ خَلِیل رَاءَنی، فهْوَ قَائِلٌ منَ أجْلِك: هذا هامَةُ الیَومِ أَو غَدِ و قال قیس بن الخطیم: فَلَیْت سُوَیْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ، و مَنْ جَرَّ، إِذْ یَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ و قال آخر: و ما ذاكِ من أَنْ لا تَكُونی حَبِیبَةً، و إِن رِی‌ءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ و قال آخر: تَقَرَّبَ یَخْبُو ضَوْءُهُ و شُعاعُه، و مَصَّحَ حتی یُسْتَراءَ، فلا یُری یُسْتَراءَ: یُسْتَفْعَل من رأَیت. التهذیب: قال اللیث یقال من الظنِّ رِیْتُ فلاناً أَخاكَ، و من همز قال رؤِیتُ، فإِذا قلت أَری و أَخَواتها لم تهمز، قال: و من قلب الهمز من رأَی قال راءَ كقولك نأَی و ناءَ. و‌روی عن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة یومَ العِیدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِیَ أَنه لم یُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ و وعَظَهُنَّ؛ قال ابن الأَثیر: رُؤِیَ فِعْلٌ لم یسَمّ فاعله من رَأَیْت بمعنی ظَنَنْت، و هو یَتَعَدَّی إِلی مفعولین، تقول رأَیتُ زیداً عاقِلًا، فإِذا بَنَیْتَه لما لم یُسَمّ فاعلُه تعدَّی إِلی مفعول واحد فقلت رُؤِیَ زیدٌ عاقلًا، فقوله إِنه لم یُسْمِع جملة فی موضع المفعول الثانی و المفعول الأَول ضمیره. و‌فی حدیث عثمان: أَراهُمُنی الباطِلُ شَیْطاناً؛ أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَنی عندهم شیطاناً. قال ابن الأَثیر: و فیه شذوذ من وجهین: أَحدهما أَن ضمیر الغائب إِذا وقع مُتَقَدِّماً علی ضمیر المتكلم و المخاطب فالوجه أَن یُجاء بالثانی منفصلًا تقول أَعطاه إِیای فكان من حقه أَن یقول أَراهم إِیای، و الثانی أَن واو الضمیر حقها أَن تثبت مع الضمائر كقولك أَعطیتمونی، فكان حقه أَن یقول أَراهُمُونی، و قال الفراء: قرأَ بعض القراء: و تُرَی الناسَ سُكاری، فنصب الراء من تُری، قال: و هو وجه جید، یرید مثلَ قولك رُؤِیتُ أَنَّك قائمٌ و رُؤِیتُك قائماً، فیجعل سُكاری فی موضع نصب لأَن تُری تحتاج إِلی شیئین تنصبهما كما تحتاج ظن. قال أَبو منصور: رُؤِیتُ مقلوبٌ، الأَصلُ فیه أُریتُ، فأُخرت الهمزة، و قیل رُؤِیتُ، و هو بمعنی الظن.

ربا؛ ج14، ص: 304

: رَبا الشی‌ءُ یَرْبُو رُبُوّاً و رِباءً: زاد و نما. و أَرْبَیْتُه: نَمَّیته. و فی التنزیل العزیز: وَ یُرْبِی الصَّدَقٰاتِ؛ و منه أُخِذَ الرِّبا الحَرام؛ قال الله تعالی: وَ مٰا آتَیْتُمْ مِنْ رِباً لِیَرْبُوَا فِی أَمْوٰالِ النّٰاسِ فَلٰا یَرْبُوا عِنْدَ اللّٰهِ؛ قال أَبو إِسحاق: یَعنی به دَفْعَ الإِنسان الشی‌ءَ لیُعَوَّضَ ما هو أَكثرُ منه، و ذلك فی أَكثر التفسیر لیس بِحَرامٍ، و لكن لا ثواب لمن زاد علی ما أَخذ، قال: و الرِّبا رِبَوانِ: فالحَرام كلُّ قَرْض یُؤْخَذُ به أَكثرُ منه أَو تُجَرُّ به مَنْفَعة فحرام، و الذی لیس بحرام أَن یَهَبَه الإِنسان یَسْتَدْعی به ما هو أَكْثَر أَو یُهْدیَ الهَدِیَّة لیُهْدی له ما هو أَكثرُ منها؛ قال الفراء: قرئ هذا الحرف لِیَرْبُوَا بالیاء و نصب الواو، قرأَها عاصم و الأَعمش، و قرأَها أَهل الحجاز لتَرْبُو، بالتاء مرفوعة، قال: و كلٌّ صوابٌ، فمن قرأَ لتربو فالفعل للقوم الذین خوطبوا دل علی نصبها سقوط النون، و من قرأَها لِیَرْبُوَا فمعناه لیَرْبُوَ ما أَعطیتم من شی‌ء لتأْخذوا أَكثر، منه، فذلك رُبُوّه و لیس ذلك زاكیاً عند الله، وَ مٰا آتَیْتُمْ مِنْ زَكٰاةٍ تُرِیدُونَ وَجْهَ اللّٰهِ فتلك تَرْبُو بالتضعیف.
لسان العرب، ج‌14، ص: 305
و أَرْبَی الرجل فی الرِّبا یُرْبِی. و الرُّبْیَةُ: من الرِّبا، مخففة. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، فی صلح أَهل نجران: أَن لیس علیهم رُبِّیَّةٌ و لا دَمٌ؛ قال أَبو عبید: هكذا روی بتشدید الباء و الیاء، و قال الفراء: إِنما هو رُبْیَة، مخفف، أَراد بها الرِّبا الذی كان علیهم فی الجاهلیة و الدماءَ التی كانوا یُطْلَبون بها. قال الفراء: و مثل الرُّبْیَة من الرِّبا حُبْیَة من الاحْتِباء، سماعٌ من العرب یعنی أَنهم تكلموا بهما بالیاء رُبْیَة و حُبْیَة و لم یقولوا رُبْوَة و حُبْوة، و أَصلهما الواو، و المعنی أَنه أُسقط عنهم ما اسْتَسْلَفُوه فی الجاهلیة من سَلَفٍ أَو جَنَوه من جنایة، أُسقط عنهم كلُّ دم كانوا یُطْلبون به و كلُّ رِباً كان علیهم إِلَّا رؤوسَ أَموالهم فإِنهم یردّونها، و قد تكرر ذكره فی الحدیث، و الأَصل فیه الزیادة من رَبَا المالُ إِذا زاد و ارْتَفَع، و الاسم الرِّبا مقصور، و هو فی الشرع الزیادة علی أَصل المال من غیر عَقْدِ تبایُعٍ، و له أَحكام كثیرة فی الفقه، و الذی جاء فی الحدیث رُبِّیَّة، بالتشدید؛ قال ابن الأَثیر: و لم یعرف فی اللغة؛ قال الزمخشری: سبیلها أَن تكون فُعُّولة من الرِّبا كما جعل بعضهم السُّرِّیَّة فُعُّولة من السَّرْوِ لأَنها أَسْری جواری الرجل. و‌فی حدیث طَهْفةَ: من أَبی فعلیه الرِّبْوَةُ‌أَی من تَقاعَدَ عن أَداءِ الزكاةِ فعلیه الزیادةُ فی الفریضة الواجبة علیه كالعُقُوبة له، و‌یروی: من أَقَرَّ بالجِزْیة فعلیه الرِّبْوَةُ‌أَی من امتنع عن الإِسلام لأَجْل الزكاة كان علیه من الجِزْیة أَكثرُ مما یجب علیه بالزكاة. و أَرْبی علی الخمسین و نحوها: زاد. و‌فی حدیث الأَنصار یوم أُحُدٍ: لئِنْ أَصَبْنا منهم یَوْماً مثلَ هذا لَنُرْبِیَنَّ علیهم فی التمثیل‌أَی لَنَزِیدَنَّ و لَنُضاعِفَنَّ. الجوهری: الرِّبا فی البیع و قد أَرْبَی الرجلُ. و‌فی الحدیث: من أَجْبی فقد أَرْبَی.و‌فی حدیث الصدقة: و تَرْبُو فی كَفِّ الرحمن حتی تكونَ أَعْظَمَ من الجبل.و رَبا السویقُ و نحوه رُبُوّاً: صُبَّ علیه الماءُ فانْتَفَخ. و قوله عز و جل فی صفةِ الأَرضِ: اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ*؛ قیل: معناه عَظُمَتْ و انْتَفَخَتْ، و قرئ و رَبأَتْ، فمن قرأَ وَ رَبَتْ* فهو رَبَا یَرْبُو إِذا زاد علی أَیِّ الجهاتِ زاد، و من قرأَ و رَبأَتْ بالهمز فمعناه ارْتَفَعَتْ. و سابَّ فلان فلاناً ف أَرْبَی علیه فی السِّباب إِذا زاد علیه. و قوله عز و جل: فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رٰابِیَةً أَی أَخْذَةً تَزِیدُ علی الأَخَذات؛ قال الجوهری: أَی زائِدَةً كقولك أَرْبَیْت إِذا أَخَذْتَ أَكثرَ مما أَعْطَیْتَ. و الرَّبْوُ و الرَّبْوَةُ: البُهْرُ و انْتِفاخُ الجَوْفِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و دُونَ جُذُوٍّ و ابْتِهارٍ و رَبْوةٍ، كأَنَّكُما بالرِّیقِ مُخْتَنِقانِ أَی لسْتَ تقدر علیها إِلَّا بَعْدَ جُذُوٍّ علی أَطْراف الأَصابِعِ و بَعْدَ رَبْوٍ یأْخُذُكَ. و الرَّبْوُ: النَّفَسُ العالی. و رَبَا یَرْبُو رَبْواً: أَخَذَه الرَّبْوُ. و طَلَبْنا الصَّیْدَ حتی تَرَبَّیْنا أَی بُهِرْنا «4». و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لها ما لی أَراكِ حَشْیَا رَابِیَةً؛ أَراد بالرَّابِیَة التی أَخَذَها الرَّبْوُ و هو البُهْرُ، و هو النَّهِیجُ و تَواتُرُ النَّفَسِ الذی یَعْرِضُ للمُسْرِعِ فی مَشْیِه و حَرَكَتِه و كذلك الحَشْیا. و رَبا الفَرَس إِذا انَتَفَخَ من عَدْوٍ أَو فَزَعٍ؛ قال بِشْر بن أَبی خازم: كأَنَّ حَفِیفَ مُنْخُرِه، إِذَا مَا كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِیرٌ مُسْتَعارُ
(4). قوله [حتی تربینا أی بهرنا] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 306
و الرِّبَا: العِینَة. و هو الرِّمَا أَیضاً علی البَدَل؛ عن اللحیانی، و تثنیته رِبَوانِ و رِبَیان، و أَصله من الواو و إِنما ثُنِّیَ بالیاء للإِمالة السائغة فیه من أَجل الكسرة. و رَبَا المالُ: زادَ بالرِّبَا. و المُرْبِی: الذی یَأْتی الرِّبَا. و الرَّبْوُ و الرَّبْوَةُ و الرُّبْوَةُ و الرِّبْوَة و الرَّبَاوَة و الرُّبَاوة و الرِّبَاوَة و الرَّابِیَة و الرَّبَاةُ: كلُّ ما ارْتَفَعَ من الأَرض و رَبا؛ قال المُثَقِّب العَبْدی: عَلَوْنَ رَبَاوَةً و هَبَطْنَ غَیْباً، فَلَمْ یَرْجِعْنَ قَائِمَةً لِحِینِ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَفُوتُ العَشَنَّقَ إِلْجامُهَا، و إِنْ هُوَ وَافَی الرَّبَاةَ المَدِیدَا المدیدَ: صفة للعَشَنَّقِ، و قد یجوز أَن یكون صفة للرَّبَاةِ علی أَن یكون فَعِیلًا فی معنی مَفْعولةٍ، و قد یجوز أَن یكونَ علی المعنی كأَنَه قال الرَّبْوَ المَدِیدَ، فیكون حینئذ فَاعِلًا و مَفْعولًا. و أَرْبَی الرجلُ إِذا قام علی رابِیَة؛ قال ابن أَحمر یصف بقرة یَخْتَلِف الذِّئْبُ إِلی ولَدها: تُرْبِی له، فَهْوَ مَسْرورٌ بطَلْعَتِها طَوْراً، و طَوْراً تَناسَاهُ فتَعْتَكِرُ و‌فی الحدیث: الفِرْدَوْسُ رَبْوَة الجَنَّةِ‌أَی أَرْفَعُها. ابن دُرَیْدٍ: لفُلان علی فلان رَباءٌ بالفتح و المَدِّ، أَی طَوْلٌ. و فی التنزیل العزیز: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ؛ و الاختیار من اللغات رُبْوةٌ لأَنها أَكثر اللغات، و الفتحُ لُغة تَمِیمٍ، و جَمْعُ الرَّبْوة رُبیً و رُبِیٌّ؛ و أَنشد: و لاحَ إِذْ زَوْزَی به الرُّبِیُّ و زَوْزَی به أَی انْتَصَب به. قال ابنُ شُمَیْلٍ: الرَّوَابِی ما أَشْرَف من الرَّمْلِ مثلُ الدَّكْدَاكَةِ غیرَ أَنها أَشَدُّ منها إِشْرافاً، و هی أَسْهَلُ من الدَّكْداكةِ، و الدَّكْدَاكَةُ أَشَدُّ اكْتِنازاً منها و أَغْلَظُ، و الرَّابِیَة فیها خُؤُورَةٌ و إشْرافٌ تُنْبِتُ أَجْوَدَ البَقْلِ الذی فی الرّمال و أَكثرَه یَنْزِلُها الناسُ. و یقال جَمَل صَعْبُ الرُّبَةِ أَی لَطیف الجُفْرةِ؛ قاله ابن شمیل، قال أَبو منصور: و أَصله رُبْوَةٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: هَلْ لَكِ، یا خَدْلَةُ، فی صَعْبِ الرُّبَهْ مُعْتَرِمٍ، هامَتُه كالحَبْحَبَهْ؟ و رَبَوْت الرَّابِیة: عَلَوْتها. و أَرضٌ مُرْبِیة: طَیّبة. و قد رَبَوْت فی حِجْرِهِ [حَجْرِهِ رُبُوّاً و رَبْواً؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و رَبِیْتُ رِباءً و رُبِیّاً، كِلاهما: نَشَأْتُ فیهم؛ أَنشد اللحیانی لمسكین الدارمی: ثَلاثَة أَمْلاكٍ رَبَوْا فی حُجُورِنَا، فهَلْ قائِلٌ حَقّاً كمَنْ هُوَ كاذِبُ؟ هكذا رواه رَبَوْا علی مِثال غَزَوْا؛ و أَنشد فی الكسر للسَّمَوْأَل بنِ عَادِیاءَ: نُطْفَةً مَّا خُلِقْتُ یومَ بُرِیتُ أَمِرَتْ أَمْرَها، و فیها رَبِیتُ كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِیٍّ، فتَجافَیْتُ تَحْتَها فَخَفِیتُ و لكُلٍّ من رِزْقِه ما قَضَی اللّٰهُ، و إِن حكّ أَنْفَه المسْتَمِیتُ ابن الأَعرابی: رَبِیت فی حجرِه و رَبَوْتُ و رَبِیتُ أَرْبَی رَباً و رُبُوّاً: و أَنشد:
لسان العرب، ج‌14، ص: 307
فَمَنْ یكُ سائلًا عَنِّی فإِنِّی بمَكَّة مَنْزِلی، و بِها رَبِیتُ الأَصمعی: رَبَوْتُ فی بَنی فلان أَرْبُو نَشَأْتُ فیهِم، و رَبَّیْتُ فلاناً أُرَبِّیه تَرْبِیَةً و تَرَبَّیْتُه و رَبَبْتُه و رَبَّبْته بمعنی واحد. الجوهری: رَبَّیْته تَرْبِیَة و تَرَبَّیْته أَی غَذَوْتُه، قال: هَذا لكل ما یَنْمِی كالوَلَد و الزَّرْع و نحوه. و تقول: زَنْجَبیل مُرَبّیً و مُرَبَّبٌ أَیضاً أَی معمول بالرُّبِّ. و الأُرْبِیَّة، بالضم و التشدید: أَصل الفَخِذِ، و أَصله أُرْبُوَّة فاستثقلوا التشدید علی الواو، و هما أُرْبِیَّتان، و قیل: الأُرْبِیَّة ما بَیْنَ أَعْلی الفَخِذ و أَسْفَل البَطْنِ، و قال اللحیانی: هی أَصل الفخذ مما یلی البطنَ و هی فُعْلِیَّة، و قیل: الأُرْبِیّة قَرِیبَة من العانَة، قال: و للإِنسان أُرْبِیَّتان و هما العانَة و الرُّفْعُ تَحْتَها. و أُرْبِیَّة الرجل: أَهلُ بَیْتِه و بنُو عَمِّه لا تكون الأُرْبِیَّة من غیرهم؛ قال الشاعر: و إِنِّی وَسْطَ ثَعْلَبةَ بنِ عمروٍ بِلا أُرْبِیَّة نَبَتَتْ فُروعا و یقال: جاء فی أُرْبِیَّةٍ من قومه أَی فی أَهل بیته و بَنِی عمّه و نحوهم. و الرَّبْوُ: الجَماعة هم عشرة آلاف كالرُّبَّة [كالرِّبَّة. أَبو سعید: الرُّبْوة، بضم الراء، عشرة آلاف من الرجال، و الجمع الرُّبِی؛ قال العجاج: بَیْنَا هُمُو یَنْتَظِرون المُنْقَضَی مِنَّا، إِذا هُنَّ أَراعِیلٌ رُبَی و أَنشد: أَكَلْنا الرُّبَی یا أُمَّ عَمْروٍ، و مَنْ یَكُنْ غَرِیباً بأَرْضٍ یأْكُلِ الحَشَراتِ و الأَرْباء: الجماعات من الناس، واحدهم رَبْوٌ غیر مهموز. أَبو حاتم: الرُّبْیَة ضَرْب من الحَشَرات، و جمعه رُبیً. قال الجوهری: الإِرْبِیَانُ، بكسر الهمزة، ضرب من السمك، و قیل: ضَرب من السمكِ بیضٌ كالدُّود یكون بالبصرة، و قیل: هو نَبْتٌ؛ عن السیرافی. و الرُّبْیَة: دُوَیْبَّة بین الفَأْرة و أُمِّ حُبَیْنٍ. و الرَّبْوُ: موضع؛ قال ابن سیدة: قَضَیْنا علیه بالواو لوجودنا رَبَوْت و عدمنا رَبَیت علی مثال رَمَیت.

رتا؛ ج14، ص: 307

: رَتَا الشی‌ءَ یَرْتُوه رَتْواً: شدَّه و أَرْخاه، ضِدٌّ. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال فی الحَساءِ: إِنَّه یَرْتُو فُؤادَ الحَزِینِ و یَسْرو عن فُؤادِ السَّقِیم؛ قال الأَصمعی: یَرْتُو فُؤَادَ الحَزِینِ یَشُدُّه و یُقَوِّیه؛ و قال لبید فی الشَّدِّ یصفِ دِرْعاً: فَخْمَةٌ دَفْراء تُرْتی بالعُری قُرْدُمانِیّاً و تَرْكاً كالبَصَلْ یعنی الدُّروعَ أَنه لیس لها عُریً فی أَوْساطِها، فیُضَمُّ ذَیلُها إِلی تلك العُری و تُشَدُّ إِلی فَوقُ لتَنْشَمِرَ عن لابسها، فذلك الشَّدُّ هو الرَّتْوُ. ابن الأَعرابی: الرَّتْوُ یكون شَدّاً و یكون إِرْخاءً؛ و أَنشد للحرث یذكر جَبَلًا و ارتفاعَه: مُكْفَهِرّاً علی الحَوادِثِ لا یَرْتُوهُ للِدَّهْرِ مُؤْیِدٌ صَمَّاءُ أَی لا تُرْخِیه و لا تُدْهِیهِ داهِیةٌ و لا تُغَیِّرُه. و قال أَبو عبید: معناه لا تَرْتُوهُ لا تَرْمِیه، و أَصل الرَّتْوِ الخَطْوُ، أَراد أَنَّ الداهیةَ لا تَخَطَّاه و لا تَرْمِیه فتُغیِّرَه عن حاله و لكنه باقٍ علی الدهر. و‌فی الحدیث: إِنَّ الخَزِیرَة تَرْتُو فُؤَاد المَریضِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 308
أَی تَشُدُّه و تُقَوِّیه. و رَتَوْتُه: ضَمَمْته. و رُتِیَ فی ذَرْعِه: كَفُتَّ فی عَضُدِه. و الرَّتْوة: الدَّرجة و المَنْزِلة عندَ السُّلْطان. و الرَّتْیَة و الرَّتْوَة: الخَطْوة، و قال ابن سیدة فی موضع آخر: قال اللحیانی و لَسْت منها علی ثقة. و قد رَتَوْت أَرْتُو رَتْواً إِذا خَطَوْت. و‌روی عن معاذ أَنه قال: تَتَقَدَّم العلماءُ یومَ القیامة برَتْوَة؛ قال أَبو عبید: الرَّتْوة الخَطْوة هاهنا أَی بخَطْوة، و یقال بدَرَجَة. و قال ابن الأَثیر: أَی برَمْیة سَهْم، و قیل: بِمیلٍ، و قیل: مَدی البَصَر. و‌فی حدیث أَبی جهل: فَیَغِیب فی الأَرض ثم یَبْدو رَتْوَة.و‌فی حدیث فاطمة، رضی الله عنها: أَنها أَقبلت إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال لها ادْنی یا فاطمة، فدَنَتْ رَتْوة، ثم قال ادْنی یا فاطِمَة، فدَنَتْ رَتْوة؛ الرَّتْوة هاهنا: الخَطْوة، و قیل: الرَّتْوة البَسْطَة، و الرَّتْوَةُ نحوٌ منْ میلٍ، و الرَّتْوة الدَّعْوة، و الرَّتْوَة الزیادة فی الشرَفِ و غیرِه، و الرَّتْوَة العُقْدة الشَّدِیدة، و الرَّتْوَة العُقْدة المسْتَرْخیة، قال: و رَتَا برأْسه یَرْتُو رَتْواً و رُتُوّاً أَوْمَأَ، و قیل: هو مِثْلُ الإِیماءِ، و قیل: هو أَن یقول نعَم و تعال بالإِیماء. و رَتا بالدَّلْو یَرْتُو رَتْواً: مَدَّ بها مدّاً رَفیقاً. و رَتَوْت: رمَیْت. و الرَّتْوة: رَمیةٌ بسَهْم. و الرَّتْوة: نحوٌ من مِیلٍ، و قیل: مَدُّ البَصَر و الرَّتْوَة: سُوَیْعة. و الرَّتْوَة: شَرَفٌ من الأَرضِ نحو الرَّبْوة. ابن الأَعرابی: الرَّاتِی الزائِدُ علی غیره فی العِلْم، و الرَّاتی الربَّانی، و هو العالِمُ العامِل المُعَلِّم، فإِن حُرِم خصلةً لم یُقَل له ربَّانیٌّ.

رثا؛ ج14، ص: 308

: الرَّثْوُ: الرَّثِیئة من اللَّبَن؛ قال ابن سیدة: و لیس علی لفظه فی حكم التصریف لأَن الرَّثِیئة مهموزة، بدلیل قولهم رَثَأْت اللبنَ خَلَطْته، فأَمَّا قولهم رجلٌ مَرْثُوٌّ أَی ضعیفُ العَقْل فمن الرَّثِیَّة. و رَثَوْت الرجل: لغة فی رثَأْتُه، و رَثَتِ المرأَة بَعْلها تَرْثِیه و تَرْثُوه رِثَایةً. قال ابن سیدة: و حكی اللحیانی رَثَیْت عنه حدیثاً أَی حَفِظْته، و المعروف نثَّیْت عنه خبراً أَی حَمَلْته. و قال فی موضع آخر: و أُری اللحیانی حكی رَثَوْت عنه حدیثاً حَفِظته و إِنما المعروف نَثَوْتُ عنه خَبَراً، و فی الصحاح: رَثَیْت عنه حدیثاً أَرْثِی رِثَایَةً إِذا ذكَرْتَه عنه. و رَثَیْت عنه حدیثاً أَرْثی رِثَایَةً إِذا ذكَرْته عنه، و حكی عن العُقَیلی رثَوْنا بیننا حدیثاً و رَثَیْناه و تناثیناه مثله. و الرَّثْیَة، بالفتح: وجَعٌ فی الرُّكْبَتَین و المفاصِل. و قال ابن سیدة: وجعُ المفاصِل و الیَدین و الرجْلین، و قیل: وجعٌ و ظُلاعٌ فی القوائِمِ، و قیل: هو كُلُّ ما مَنَعك من الانْبعاث من وجَع أَو كِبَرٍ؛ قال رؤبة فشَدَّد: فإِن تَرَیْنی الیَومَ ذا رَثِیَّهْ و قال أَبو نُخَیْلة یصف كِبَره: و قد عَلَتْنی ذُرْأَةٌ بادی بَدی، و رَثْیَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ، و صارَ للفَحْلِ لسانی و یَدِی و یروی: … فی تشددِ، قال: الرَّثْیة انْحِلال الرُّكَب و المفاصِل، و قد رَثِیَ رَثْیاً؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و القیاس رَثیً، و قال ثعلب: و الرَّثْیَة و الرَّثِیَّة الضَّعف. التهذیب: الرَّثْیَة داءٌ یعرِض فی المفاصِل و لا هَمْز فیها، و جَمْعها رَثَیاتٌ؛ و أَنشد شمر لجوَّاس بن نُعَیْمٍ أَحد بنی الهُجَیْم بن عمرو بن تَمِیم، قال السكری: و یُعْرَف بابن أُمِّ نَهارٍ، و أُمُّ نهارٍ هی أُمُّ أَبیه و بها یُعرف:
لسان العرب، ج‌14، ص: 309
و للكَبیر رَثَیات أَرْبَعُ: الرُّكبَتان و النَّسا و الأَخْدَعُ و لا یزالُ رأْسُه یَصَّدَّعُ، و كلُّ شی‌ءٍ بعدَ ذاكَ یَیْجَعُ و الرَّثْیَةُ: الحُمْق. و فی أَمْره رَثْیَة أَی فُتُور؛ و قال أَعرابی: لهم رَثْیَةٌ تَعْلو صریمة أَهْلِهمْ، و للأَمْر یَوْماً راحةٌ فقَضاءُ ابن سیدة: و رجل مَرْثُوءٌ من الرَّثْیة نادرٌ أَی أَنه مما همز و لا أَصل له فی الهَمْز. و رجل أَرْثَی: لا یُبْرِمُ أَمْراً، و مَرْثُوٌّ: فی عقْله ضَعْف، و قیاسه مَرْثِیٌّ، فأَدخلوا الواو علی الواو كما أَدخلوا الیاء علی الواو فی قولهم أَرضٌ مَسْنِیَّة و قَوْسٌ مَغْریّة. و رَثَی فلان فلاناً یَرْثِیهِ رَثْیاً و مَرْثِیَةً إِذا بكاهُ بعد مَوته. قال: فإِن مدَحَه بعد موته قیل رَثَّاهُ یُرَثِّیه تَرْثِیَةً. و رَثَیْت المیّتَ رَثْیاً و رِثَاءً و مَرْثَاةً و مَرْثِیَةً و رَثَّیْته: مَدَحْته بعد الموت و بَكَیْته. و رَثَوْت المیّت أَیضاً إِذا بكَیْته و عدَّدت محاسنه، و كذلك إِذا نظَمْت فیه شعراً. و رَثَتِ المرأَةُ بعْلها تَرْثِیه و رَثِیَتْه تَرْثاهُ رِثَایَةً فیهما؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و تَرَثَّتْ كرَثَّت؛ قال رؤبة: بكاءَ ثكْلی فَقَدتْ حَمیما، فهی تُرَثِّی بِأَبا و ابْنِیما و یروی: … و ابْناما، و لم یَحْتَشِمْ من الأَلف مع الیاء لأَنها حكایة، و الحكایة یجوز فیها ما لا یجوز فی غیرها، أَ لا تری أَنهم قالوا مَن زیداً فی حكایة رأَیتُ زیْداً، و مَن زیدٍ فی حكایة مَرَرْتُ بزَیْدٍ؟ و كلُّ ذلك مذْكورٌ فی مواضعه. و امرأَة رثَّاءَةٌ و رثَّایَة: كثیرة الرِّثاء لبَعْلِها أَو لغیره مِمَّن یُكْرمُ عندَها تَنُوحُ نِیاحةً، و قد تقدم فی الهمز، فمن لم یهمز أَخرجه علی أَصله، و من همزه فلأَنَّ الیاء إِذا وقعت بعد الأَلف الساكنة هُمِزَت، و كذلك القول فی سَقَّاءَةٍ و سَقَّایَةٍ و ما أَشْبَهَها. قال ابن السكیت: قالت امرأَة من العرب رَثأْتُ زَوْجی بأَبیات، و هَمَزَت؛ قال الفراء: رُبَّما خرجت بهم فَصاحَتُهم إِلی أَنْ یهمزوا ما لیس بمَهموز، قالوا: رَثَأْت المَیت و لَبَّأْت بالحَجِّ و حَلَّأْت السَّویقَ تَحْلِئَةً إِنما هو من الحَلاوةِ. و‌فی الحدیث: أَنه نهی عن التَّرَثِّی، و هو أَن یُنْدَب المَیِّتُ فیقال وَا فُلاناهْ. و رَثَیْتُ له: رَحِمْتُهُ. و یقال: ما یَرْثِی فلانٌ لی أَی ما یَتَوَجَّع و لا یُبالِی. و إِنِّی لأَرْثِی له مَرْثَاةً و رَثْیاً. و رَثَی له أَی رَقَّ له. و‌فی الحدیث: أَنّ أُخْتَ شَدَّادِ بن أَوْسٍ بَعَثَتْ إلیه عند فِطْرِه بقَدَحِ لَبَنٍ و قالت: یا رسول الله، إِنما بَعَثْت به إِلیكَ مَرْثِیةً لكَ من طُول النهارِ و شِدّة الحرِّ‌أَی تَوَجُّعاً لكَ و إِشْفاقاً، من رَثَی له إِذا رَقّ و توجع، و هی من أَبنیة المصادر نحو المَغْفِرَة و المَعْذِرَة، قال: و قیل الصواب أَن یقال مَرْثاةً لكَ من قولهم رَثَیْت للحیِّ رَثْیاً و مَرْثَاةً، و الله أَعلم.

رجا؛ ج14، ص: 309

: الرَّجَاءُ من الأَمَلِ: نَقِیضُ الیَأْسِ، مَمْدودٌ. رَجاهُ یَرْجُوهُ رَجْواً و رَجَاءً و رَجَاوَةً و مَرْجَاةً و رَجَاةً، و همزَتُه منقلبة عن واو بدلیل ظُهورِها فی رَجاوةٍ. و‌فی الحدیث: إِلَّا رَجَاةَ أَن أَكُونَ من أَهْلِها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: غَدَوْتُ رَجَاةً أَن یَجودَ مُقاعِسٌ و صاحِبُه، فاسْتَقْبَلانِیَ بالغَدْرِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 310
و یروی: … بالعُذْرِ، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الرجاء بمعنی التَّوَقُّعِ و الأَمَل. و رَجِیَهُ و رَجَاهُ و ارْتَجَاه و تَرَجَّاه بمَعْنیً؛ قال بِشْرٌ یخاطب بنته: فرَجِّی الخَیْرَ و انْتَظِرِی إِیَابِی، إِذا ما الْقارِظُ العَنَزِیُّ آبَا و ما لی فی فلان رَجِیَّةٌ أَی ما أَرْجُو. و یقال: ما أَتَیْتُكَ إِلا رَجَاوَةَ الخَیْرِ. التهذیب: من قال فَعَلْت ذلك رَجاةَ كذا هو خَطأٌ، إِنما یقال رَجاءَ كذا، قال: و الرَّجْوُ المُبالاة، یقال: ما أَرْجُو أَی ما أُبالِی. قال الأَزهری: رَجِیَ بمعنی رَجَا لم أَسْمَعْه لغیر اللیث، و لكن رَجِیَ إِذا دُهِشَ. و أَرْجَتِ الناقةُ: دَنا نِتاجُها، یُهْمز و لا یهمز، و قد یكون الرَّجْوُ و الرَّجاءُ بمعنی الخَوْف. ابن سیدة: و الرَّجاءُ الخَوْف. و فی التنزیل العزیز: مٰا لَكُمْ لٰا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقٰاراً. و قال ثعلب: قال الفراء الرَّجَاءُ فی معنی الخَوْفِ لا یكون إِلا مع الجَحْدِ، تقول: ما رَجَوْتُكَ أَی ما خِفْتُك، و لا تقول رَجَوْتُك فی معنی خِفْتُك؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب: إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم یَرْجُ لَسْعَها، و خالَفَها فی بَیْتِ نُوبٍ عَواسِلِ أَی لم یَخَفْ و لم یُبالِ، و یروی: و حالَفَها، قال: فحالفها لزمها، و خالفها دخل علیها و أَخذَ عَسَلَها. الفراء: رَجَا فی موضِعِ الخَوْفِ إِذا كان معه حرفُ نَفْیٍ، و منه قول الله عز و جل: مٰا لَكُمْ لٰا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقٰاراً؛ المعنی لا تَخافون للهِ عَظَمة؛ قال الراجز: لا تَرْتَجِی حِینَ تُلاقِی الذَّائِدَا أَ سَبْعَةً لاقَتْ معاً، أَو واحِدَا؟ قال الفراء: و قال بعض المفسرین فی قوله تعالی: وَ تَرْجُونَ مِنَ اللّٰهِ مٰا لٰا یَرْجُونَ؛ معناه تخافون، قال: و لم نَجِدْ معنی الخَوْفِ یكون رَجاءً إِلَّا و معه جَحْدٌ، فإِذا كان كذلك كان الخوفُ علی جهة الرَّجاء و الخوفِ و كان الرَّجاء كذلك كقوله عز و جل: لٰا یَرْجُونَ أَیّٰامَ اللّٰهِ هذه؛ للذین لا یَخافون أَیامَ الله، و كذلك قوله تعالی: لٰا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقٰاراً؛ و أَنشد بیت أَبی ذؤیب: إِذا لَسَعَتْه النحلُ لم یَرْجُ لَسْعَها قال: و لا یجوز رَجَوْتُك و أَنتَ تُرید خِفْتُك، و لا خِفْتُك و أَنت ترید رَجَوْتك. و قوله تعالی: وَ قٰالَ الَّذِینَ لٰا یَرْجُونَ لِقٰاءَنٰا؛ أَی لا یَخْشَوْنَ لقاءنا، قال ابن بری: كذا ذكره أَبو عبیدة. و الرَّجا، مقصور: ناحیةُ كلِّ شی‌ءٍ، و خص بعضهم به ناحیة البئر من أَعلاها إِلی أَسفلِها و حافَتَیْها. و كلُّ شی‌ء و كلُّ ناحیةٍ رَجاً، و تثنیته رَجَوَان كعَصاً و عَصَوانِ. و رُمِیَ به الرَّجَوانِ: اسْتُهِینَ به فكأَنه رُمِیَ به هنالك، أَرادوا أَنه طُرِحَ فی المَهالِكِ؛ قال: فلا یُرْمَی بِیَ الرَّجَوانِ أَنِّی أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ یُغْنِی مَكانِی و قال المرادی: لقد هَزِئَتْ مِنِّی بنَجْرانَ، إِذْ رَأَتْ مَقامِیَ فی الكِبْلَیْنِ، أُمُّ أَبانِ كأَنْ لَمْ تَرَی قَبْلِی أسِیراً مُكَبَّلًا، و لا رَجُلًا یُرْمَی به الرَّجَوَانِ أَی لا یَسْتطِیع أَن یَسْتَمْسِك، و الجمع أَرْجاءٌ؛ و منه قوله تعالی: وَ الْمَلَكُ عَلیٰ أَرْجٰائِهٰا، أَی نواحیها؛ قال ذو الرمة: بَیْنَ الرَّجَا و الرَّجَا من جَنْبِ واصِبةٍ یَهْماء، خابِطُها بالخَوْفِ مَعْكُومُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 311
و الأَرْجاءُ تُهْمَز و لا تهمز. و‌فی حدیث حذیفة لَمَّا أُتِیَ بكَفَنِه فقال: إنْ یُصِبْ أَخُوكُم خیراً فعَسَی و إلّا فَلْیَتَرامَ بِی رَجَوَاها إلی یومِ القیامة‌أَی جانِبا الحُفْرة، و الضمیر راجع إلی غیر مذكور، یرید به الحُفْرة، و الرَّجَا، مقصور: ناحیة الموضع، و قوله: فَلْیَتَرامَ بِی لفظُ أَمْرٍ، و المراد به الخَبَر أَی و إلَّا تَرامَی بِی رَجَواها كقوله تعالی: فَلْیَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمٰنُ مَدًّا. و‌فی حدیث ابن عباس «5». رضی الله عنهما: كان الناسُ یَرِدُونَ منه أَرْجَاءَ وادٍ رَحْبٍ‌أَی نَواحِیَه، وصَفَه بسَعَة العَطَنِ و الاحتمال و الأَناةِ. و أَرْجَاها: جعَل لها رَجاً. و أَرْجَی الأَمْرَ: أَخَّرَه، لغة فی أَرْجأَهُ. ابن السكیت: أَرْجَأْتُ الأَمْرَ و أَرْجَیْته إذا أَخَّرْتَهُ، یُهْمز و لا یهمز، و قد قرئ: وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ، و قرئ: مُرْجَؤُونَ، و قرئ: أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ*، و أَرْجِئْهُ و أَخاه؛ قال ابن سیدة: و فی قراءة أَهل المدینة قالوا أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ*، و إذا وصفتَ به قلتَ رجلٌ مُرْجٍ و قوم مُرْجِیَة، و إذا نَسَبْتَ إلیه قلتَ رجلٌ مُرْجیٌّ، بالتشدید علی ما ذكرناه فی باب الهمز. و‌فی حدیث تَوْبةِ كعب بن مالكٍ: و أَرْجَأَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، أَمْرَنا‌أَی أَخَّرَه. قال ابن الأَثیر: الإِرْجاء التأْخیر، و هذا مهموز. و قد ورد فی الحدیث ذِكْرُ المُرْجِئَةِ، قال: و هم فِرقة من فِرَقِ الإِسلامِ یعتقدون أَنه لا یَضُرُّ مع الإِیمان مَعْصِیة كما أَنه لا ینْفعُ مع الكُفْرِ طاعة؛ سُمُّوا مُرجِئَة لاعتقادِهم أَن الله أَرجَأَ تَعْذیبَهم علی المعاصی أَی أَخّرَه عنهم، و المُرْجِئة یهمز و لا یهمز، و كلاهما بمعنی التَّأْخیر. و تقول من الهمز: رجل مُرْجِئٌ و هُم المُرْجِئَة، و فی النسب مُرْجِئِیٌّ مثال مُرْجِعٍ و مُرْجِعَةٍ و مُرْجِعِیٍّ، و إذا لم تَهْمِز قلت رجل مُرْجٍ و مُرْجِیَة و مُرْجِیٌّ مثل مُعْطٍ و مُعْطِیة و مُعْطِیّ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَ لا تَرَی أَنَّهم یتَبایَعُون الذَّهبَ بالذَّهبِ و الطعام مُرَجًّی‌أَی مُؤَجّلًا مُؤَخَّراً، و یهمز و لا یهمز؛ قال ابن الأَثیر: و فی كتاب الخطابی علی اختلاف نسخه مُرَجًّی، بالتشدید للمبالغة، و معنی الحدیث أَن یَشْتریَ من إنسانٍ طعاماً بدینارٍ إلی أَجَلٍ، ثم یبیعه منه أَو من غیره قبل أَن یقبضه بدینارین مثلًا فلا یجوز لأَنه فی التقدیر بیعُ ذهب بذهب و الطعامُ غائبٌ، فكأَنه قد باعه دینارَه الذی اشتری به الطعام بدینارین فهو رباً و لأَنه بیع غائبٍ بناجزٍ و لا یصح. و الأُرْجِیّةُ: ما أُرْجِیَ من شی‌ء. و أَرْجَی الصیدَ: لم یُصِبْ منه شیئاً كأَرْجأَهُ. قال ابن سیدة: و هذا كله واویٌّ لوجود ر ج و ملفوظاً به مُبَرْهَناً علیه و عدمِ ر ج ی علی هذه الصفة. و قوله تعالی: تُرْجِی مَنْ تَشٰاءُ مِنْهُنَّ؛ من ذلك. و قَطِیفة حَمْراء أُرْجُوان، و الأُرْجُوانُ: الحُمْرة، و قیل: هو النَّشاسْتَجُ، و هو الذی تسمیه العامة النّشا. و الأُرْجُوَانُ: الثیابُ الحُمْرُ؛ عن ابن الأَعرابی. و الأُرْجُوَانُ: الأَحْمَرُ. و قال الزجاج: الأُرْجُوَانُ صِبْغ أَحْمَر شدید الحمرة، و البَهْرَمانُ دونَه؛ و أنشد ابن بری: عَشِیَّة غادَرَت خَیْلِی حُمَیْداً، كأَنَّ علیه حُلَّةَ أُرْجُوَانِ و حكی السیرافی: أَحمرُ أُرْجُوَانٌ، علی المبالغة به كما قالوا أَحْمَرُ قانِئٌ، و ذلك لأَن سیبویه إنما مَثَّل به فی الصفة، فإما أَن یكون علی المبالغة التی ذهب إلیها السیرافی، و إما أَن یُرید الأُرْجُوَان الذی هو الأَحْمر مطلقاً. و‌فی حدیث عثمان: أَنَّه غَطَّی
(5). قوله [و فی حدیث ابن عباس إلخ] فی النهایة: و فی حدیث ابن عباس و وصف معاویة فقال كان إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 312
وجهَه بقَطِیفَةٍ حَمْراءَ أُرْجُوانٍ و هو مُحْرِمٌ؛ قال أَبو عبید: الأُرْجُوَان الشدید الحُمْرَة، لا یقال لغیر الحُمْرة أُرْجُوَان، و قال غیره أُرْجُوَان مُعَرَّبٌ أَصله أُرْغُوَانٌ بالفارسیة فأُعْرِبَ، قال: و هو شَجَرٌ له نَوْرٌ أَحمر أَحْسَنُ ما یَكُونُ، و كلُّ لون یُشْبهُه فهو أُرْجُوَانٌ؛ قال عمرو بن كلثوم: كأَنَّ ثِیابَنا مِنَّا و منْهُمْ خُضِبْنَ بأُرْجُوَانٍ، أَو طُلِینا و یقال: ثوبٌ أُرْجُوَانٌ و قَطِیفةٌ أُرْجُوَانٌ، و الأَكثر فی كلامهم إضافة الثوب و القطیفة إلی الأُرْجُوَان، و قیل: إنّ الكلمةَ عربیّة و الأَلف و النون زائدتان، و قیل: هو الصِّبْغ الأَحْمَرُ الذی یقال له النَّشاسْتَجُ، و الذَّكَر و الأُنثی فیه سواء. أَبو عبید: البَهْرَمانُ دون الأُرْجُوَانِ فی الحُمْرة، و المُفَدَّمُ المُشْرَبُ حُمْرَةً. و رَجاءٌ و مُرَجَّی: اسمان.

رحا؛ ج14، ص: 312

: الرَّحا: معروفةٌ، و تثنیتها رَحَوانِ، و الیاءُ أَعْلی. و رَحَوْتُ الرَّحا: عَمِلْتُها، و رَحَیْتُ أَكثرُ، و قال فی المعتل بالیاء: الرَّحَی الحَجَر العظیم. قال ابن بری: الرَّحَا عند الفرَّاء یكتُبها بالیاء و بالأَلف لأَنه یقال رَحَوْت بالرَّحا و رَحَیْتُ بها. ابن سیدة: الرَّحَی الحَجَر العظیم، أُنثی. و الرَّحَی: معروفة التی یُطْحَنُ بها، و الجمع أَرْحٍ و أَرْحاءٌ و رُحِیٌّ و رِحِیٌّ و أَرْحِیَةٌ؛ الأَخیرة نادرة؛ قال: و دارَتِ الحَرْبُ كدَوْرِ الأَرْحِیَه قال: و كرهها بعضهم. و حكی الأَزهری عن أَبی حاتم قال: جمع الرَّحَی أَرْحَاءٌ، و من قال أَرْحِیَةٌ فقد أَخطأ، قال: و ربما قالوا فی الجمع الكثیر رِحِیٌّ، و كذلك جمع القَفا أَقْفاءٌ، و من قال أَقْفِیَةٌ فقد أَخطأَ، قال: و سَمِعْنا فی أَدْنَی العدد ثلاثُ أَرْحٍ، قال: و الرَّحَی مؤنثة و كذلك القفا، و أَلف الرَّحَی منقلبة من الیاء، تقول هما رَحَیَانِ؛ قال مُهَلْهِلُ بنُ ربیعة التَّغْلِبِیُّ: كأنَّا غُدْوَةً و بَنی أَبینا، بجَنْبِ عُنَیْزَةٍ، رَحَیا مُدیِرِ و كلُّ مَن مَدَّ قال رَحاءٌ و رَحاءَانِ و أَرْحِیَةٌ مِثْل عطاءٍ و عَطاءانِ و أَعطِیة، جعلها منقلبة من الواو، قال الجوهری: و لا أَدری ما حُجَّته و لا ما صِحَّتُه؛ قال ابن بری هنا: حُجَّتُه رَحَتِ الحَیَّةُ تَرْحُو إذا اسْتَدارَت، قال: و أَما صِحّةُ رَحَاء بالمدّ فقولهم أَرْحِیَةٌ. و رَحَیْتُ الرَّحَی: عَمِلْتُها و أَدَرْتُها. الجوهری: رَحَوْتُ الرَّحا و رَحَیْتُها إذا أَدَرْتها. و‌فی الحدیث: تدور رَحا الإِسلامِ لخَمْسٍ أَو سِتٍّ أَو سبع و ثلاثین سنةً، فإن یَقُمْ لهم دینُهم یَقُمْ لهم سبعین سنة، و إنْ یَهْلِكُوا فسبیلُ مَنْ هَلَك من الأُمَمِ، و‌فی روایة: تدورُ فی ثلاثٍ و ثلاثین سنة أو أربع و ثلاثین سنة، قالوا: یا رسول الله سِوَی الثلاثِ و الثلاثین، قال: نعم؛ قال ابن الأَثیر: یقال دارتْ رَحَی الحرب إذا قامتْ علی ساقها، و أَصل الرَّحَی التی یُطْحَنُ بها، و المعنی أَن الإِسلام یَمْتَدُّ قیامُ أَمره علی سَنَن الاستقامةِ و البُعْدِ من إحداثاتِ الظَّلَمة إلی تَقَضِّی هذه المدة التی هی بِضْعٌ و ثلاثون، و وجهُه أن یكون قاله و قد بَقِیتْ من عُمُره السِّنون الزائدةُ علی الثلاثین باختلاف الروایات، فإذا انْضَمَّت إلی مدة خلافة الأَئمة الراشدین و هی ثلاثون سنة كانت بالغةً ذلك المبلغ، و إن كان أَراد سنةَ خمس و ثلاثین من الهجرة ففیها خرج أَهلُ مصر و حَصَروا عثمان، رضی الله عنه، و جری فیها ما جری، و إن كانت ستّاً و ثلاثین ففیها كانت وقعةُ الجَمَل، و إن كانت سبعاً
لسان العرب، ج‌14، ص: 313
و ثلاثین ففیها كانت وقْعَةُ صِفِّینَ، و أَما قوله یَقُمْ لهم سبعین عاماً فإن الخطابی قال: یُشْبِهُ أن یكون أَراد مدّةَ مُلْكِ بنی أُمیّةَ و انتقاله إلی بنی العباس، فإنه كان بین اسْتِقْرارِ المُلْك لبنی أُمیة إلی أَن ظهرت دُعاةُ الدَّوْلة العباسیة بخُراسان نحو من سبعین سنة، قال ابن الأَثیر: و هذا التأْویل كما تراه فإن المدة التی أشار إلیها لم تكن سبعین سنة و لا كان الدین فیها قائماً، و‌یروی: تَزول رَحی الإِسلام‌عِوَضَ تَدُورُ أَی تَزُول عن ثُبُوتها و استقرارها. و تَرَحَّتِ الحَیّة «6». استدارت و تَلَوَّت فهی مُتَرَحِّیَةٌ؛ و لهذا قیل لها إحدی بناتِ طَبَقٍ؛ قال رؤبة: یا حَیَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّی، أَوْ أَنْ تَرَحَّیْ كرَحَی المُرَحِّی و المُرَحِّی: الذی یُسَوِّی الرَّحی، قال: و فَحِیحُ الحَیَّة بفیهِ و حَفِیفُه من جَرْشِ بَعْضه ببعض إذا مَشی فتَسْمَعُ له صوتاً. الجوهری: رَحَتِ الحَیَّةُ تَرْحُو و تَرَحَّتْ إذا اسْتَدارَتْ. و الأَرْحَاءُ: عامةُ الأَضْراسِ، واحدُها رَحیً، و خَصَّ بعضُهم به بعضَها فقال قوم: للإِنسان اثْنَتا عَشْرَةَ رَحًی، فی كل شِقٍّ سِتٌّ، فسِتٌّ من أَعلی و سِتٌّ من أَسْفَلَ، و هی الطَّواحِنُ، ثم النَّواجِذُ بعدَها و هی أَقْصی الأَضْراس، و قیل: الأَرْحَاءُ بعدَ الضَّواحِك، و هی ثمان: أَربعٌ فی أَعلی الفم، و أَربعٌ فی أَسفله تَلی الضّواحِكَ؛ قال: إذا صَمَّمَتْ فی مُعْظَمِ البَیْضِ أَدْرَكَتْ مَراكِزَ أَرْحَاءِ الضُّروسِ الأَواخِرِ و أَرْحاءُ البعیر و الفِیل: فَراسِنُهما. و الرَّحَا: الصَّدْرُ؛ قال: أُجُدٌ مُداخِلَةٌ و آدَمُ مُصْلِقٌ، كَبْداءُ لاحِقةُ الرَّحَا و شَمَیْذَرُ و رَحَا الناقةِ: كِرْكِرَتُها؛ قال الشَّمَّاخُ: فَنِعْمَ المُعْتَری رَكَدَتْ إلیه، رَحَی حَیْزومِها كرَحَا الطَّحِین و الرَّحَی: كِرْكرَةُ البعیر. الأَزهری: فَراسِنُ الجَمَل أَرْحَاؤُه و ثَفِناتُ رُكَبِهِ و كِرْكِرَته أَرْحَاؤُه؛ و أَنشد ابن السكیت: إلیكَ عَبْدَ اللهِ، یا مُحَمَّدُ، باتَتْ لها قَوائِدٌ و قُوَّدُ، و تالِیاتٌ و رَحًی تَمَیَّدُ قال: و رَحَی الإِبِل مثلُ رَحَی القَوْمِ، و هی الجماعة، یقول: اسْتَأْخَرَت جَواحِرُها و اسْتَقْدَمتْ قَوائِدُها و وَسَطت رَحَاها بین القَوائد و الجَواحِر. و الرَّحی: قِطْعة من النَّجَفَةِ مُشْرِفة علی ما حَوْلَها تَعْظُمُ نحوَ مِیلٍ، و الجمعُ أَرْحَاء، و قیل: الأَرْحَاءُ قِطَعٌ من الأَرض غِلاظٌ دُونَ الجبال تستدیر و تَرْتَفِعُ عما حَوْلَها. ابن الأَعرابی: الرَّحَی من الأَرض مكانٌ مستدیر غَلیظٌ یكون بین رِمالٍ. قال ابن شمیل: الرَّحَا القارَة الضَّخْمة الغلیظةُ، و إنما رَحَّاها اسْتِدارَتُها و غِلَظُها و إشْرافُها علی ما حولها، و أَنها أَكَمَةٌ مستدیرة مُشْرِفَة و لا تَنْقادُ علی وَجْهِ الأَرضِ و لا تُنْبِتُ بَقْلًا و لا شَجَراً؛ و قال الكمیت: إذا ما القُفُّ، ذُو الرَّحَیَیْنِ، أَبْدی مَحاسِنَه، و أَفْرَخَتِ الوُكُورُ
(6). قوله [و تَرَحَّتِ الحیة إلخ] هذه عبارة التهذیب بزیادة قوله و لهذا إلخ من المحكم. و عبارة المحكم: و رحتِ الحیة استدارت كالرحی و لهذا قیل لها إحدی بنات طبق، قال رؤبة إلخ و علیه ینطبق الشاهد
لسان العرب، ج‌14، ص: 314
قال: و الرَّحَا الحجارةُ و الصَّخْرة العظیمة. و رَحَی الحَرْبِ: حَوْمَتُها؛ قال: ثمّ بالنَّیِّراتِ دارَتْ رَحَانا، و رَحَی الحَرْبِ بالكُماةِ تَدُورُ و أَنشد ابن بری لشاعر: فَدارَتْ رَحَانا بفُرْسانِهِمْ، فَعادُوا كأَنْ لم یَكُونوا رَمیما و رَحی المَوْتِ: مُعْظَمُه، و هی المَرْحَی؛ قال: علی الجُرْدِ شُبَّاناً و شِیباً عَلَیْهِمُ، إذا كانتِ المَرْحَی، الحَدیدُ المُجَرَّبُ و مَرْحَی الجمَلِ: مَوْضعٌ بالبصرة دارتْ علیه رَحَی الحرب. التهذیب: رَحَی الحَرْبِ حَوْمَتُها، و رَحَی الموتِ و مَرْحَی الحَرْبِ. و‌فی حدیث سُلَیمانَ بن صُرَدٍ: أَتیتُ عَلِیّاً حین فَرَغَ من مَرْحَی الجَمل؛ قال أَبو عُبَیْدٍ: یعنی الموضعَ الذی دارتْ علیه رَحی الحَرْبِ؛ و أَنشد: فَدُرْنا كما دارَتْ علی قُطْبِها الرَّحَی، و دارَتْ، علی هامِ الرِّجالِ، الصَّفائِحُ و رَحَی القومِ: سَیِّدُهم الذی یَصْدُرُون عن رأْیه و یَنْتَهُونَ إلی أَمره كما یقال لعمر بن الخطاب رَحَا دارَةِ العربِ. قال: و یقال رَحَاهُ إذا عَظَّمَه و حَراه إذا أَضاقَهُ. و الرَّحَی: جماعَةُ العِیالِ. و الرَّحَی: نَبْتٌ تُسَمِّیه الفُرْس اسْبانَخْ. و رَحَا السَّحابِ: مُسْتَدارُها. و‌فی حدیث صِفَةِ السَّحابِ: كیف تَرَوْنَ رَحاها‌أَی اسْتِدارَتَها أَو ما اسْتَدارَ منها. و الأَرْحِی: القَبائلُ التی تَسْتَقِلُّ بنَفْسها و تَسْتَغْنی عن غیرها، و الرَّحَی من قول الراعی: عَجِبْتُ من السارِینَ، و الرِّیحُ قَرَّةٌ، إلی ضَوْء نارٍ بَیْنَ فَرْدَةَ و الرَّحَی قال: اسم موضع. و الرَّحَا من الإِبل: الطَّحَّانة، و هی الإِبل الكثیرةُ تَزْدَحِمُ. و الرَّحَا: فرسُ النَّمِر بنِ قاسِطٍ. و زعم قوم أَن فی شِعْر هُذَیْل رُحَیَّات، و فَسَّرُوه بأنه موضع؛ قال ابن سیدة: و هذا تصحیف إنما هو زُخَیَّات، بالزای و الخاء، و الله أَعلم.

رخا؛ ج14، ص: 314

: قال ابن سیدة: الرِّخْوُ و الرَّخْوُ و الرُّخْو الهَشُّ من كلّ شی‌ءٍ؛ غیره: و هو الشی‌ء الذی فیه رَخاوة. قال أَبو منصور: كلامُ العرب الجیّدُ: الرِّخْو، بكسر الراء؛ قاله الأَصمعی و الفراء، قالا: و الرَّخْوُ، بفتح الراء، مُوَلَّد، و الأُنثی بالهاء. رَخُوَ رَخَاءً و رَخاوَةً و رِخْوَةً، الأَخیرة نادِرَة، و رَخِیَ و اسْتَرْخَی. الجوهری: رَخِیَ الشی‌ءُ یَرْخَی و رَخُوَ أَیضاً إذا صار رِخْواً. ابن سیدة: و أَرْخَی الرِّباط و رَاخَاه جَعَلَه رِخْواً. و فیه رُخْوَة و رِخْوَة أَی اسْتِرْخَاءٌ. و فرسٌ رِخْوَة أَی سَهْلَةٌ مُسْتَرْسِلَة؛ قال أَبو ذؤیب: تَغْدُو بِهِ خَوْصاءُ، تَقْطَعُ جَرْیَها، حَلَقَ الرِّحالَةِ، فَهْیَ رِخْوٌ تَمْزَعُ أَراد: فهی شی‌ءٌ رُخْوٌ، فلهذا لم یقل رِخْوَة. و أَرْخَیْت الشی‌ءَ و غیرَه إذا أَرْسَلْته. و هذه أُرْخِیَّةٌ لما أَرْخَیْتَ من شی‌ءٍ. قال ابن بری: و الأَرَاخِیّ جمع أُرْخِیَّة لما اسْتَرْخی من شَعَرٍ و غیره؛ قال مُلیْح بنُ الحَكَم الهذلی: إذا أَطْرَدَت بین الوِشاحَیْن حَرَّكَتْ أَرَاخِیّ مُصْطَكٍ، من الحَلْیِ، حافِل و قد اسْتَرْخَی الشی‌ءُ. و من أَمثال العرب: أَرْخِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 315
یدَیْكَ و استَرْخْ إنَّ الزِّنادَ من مَرْخْ؛ یُضْرَب لمن طلبَ حاجةً إلی كریم یكفیك عنده الیسیرُ من الكلام. و المُرَاخَاةُ: أَن یُراخِیَ رباطاً و رِباقاً. قال أَبو منصور: و یقال رَاخِ له من خِناقهِ أَی رَفِّهْ عنه. و أَرْخِ له قَیْده أی وسِّعْه و لا تضَیِّقْه. و یقال: أَرْخِ له الحبْلَ أَی وسِّعْ علیه الأَمرَ فی تَصَرُّفه حتی یذهب حیثُ شاء. و قولهم فی الآمِنِ المُطْمَئنِّ أَرْخَی عِمامَتَه، لأَنه لا تُرْخی العمائمُ فی الشِّدّة. و أَرْخَی الفرسَ و أَرْخَی له: طوَّلَ له من الحبْلِ. و التَّرَاخِی: التقاعُدُ عن الشی‌ء. و الحروفُ الرِّخْوَةُ ثلاثة عشر حرفاً و هی: الثاءُ و الحاء و الخاء و الذال و الزای و الظاء و الصاد و الضاد و الغین و الفاء و السین و الشین و الهاء؛ و الحرفُ الرِّخْو: هو الذی یجری فیه الصوت، أَ لا تری أَنك تقول المَسُّ و الرَّشُّ و السَّحُّ و نحو ذلك فتجد الصوت جاریاً مع السین و الشین و الحاء؟ و الرَّخَاء: سَعَة العَیْشِ، و قد رَخُوَ و رَخَا یَرْخُو و یَرْخی رَخاً، فهو راخٍ و رَخِیٌّ أَی ناعِم، و زاد فی التهذیب: و رَخِیَ یَرْخَی و هو رَخِیُّ البال إذا كان فی نَعْمَةٍ واسِعَ الحال بَیّنُ الرَّخاء، ممدودٌ. و یقال: إنه فی عَیْشٍ رخِیٍّ. و یقال: إنّ ذلك الأَمرَ لیَذْهَبُ منِّی فی بالٍ رَخِیٍّ إذا لم یُهْتَمَّ به. و‌فی حدیث الدعاء: اذكر الله فی الرَّخَاء یَذْكُرْك فی الشِّدَّة، و‌الحدیث الآخر: فلْیُكثُر الدعاءَ عند الرَّخَاء؛ الرَّخَاءُ: سَعَة العَیْش؛ و منه‌الحدیث: لیس كلُّ الناسِ مُرْخًی علیه‌أَی مُوسَّعاً علیه فی رِزْقِه و مَعیشَتِه. و قوله‌فی الحدیث: اسْتَرْخِیا عَنِّی‌أَی انْبَسِطا و اتَّسِعا. و‌فی حدیث الزُّبَیْر و أسماءَ فی الحجِّ: قال لها اسْتَرْخِی عنی.و قد تكرر ذكرُ الرَّخَاء فی الحدیث. و ریحٌ رُخَاءٌ: لَیِّنة. اللیث: الرُّخَاءُ من الرِّیاح اللیِّنة السریعة لا تُزَعْزِعُ شیئاً. الجوهری: و الرُّخَاءُ، بالضم، الریحُ اللیِّنَة. و فی التنزیل العزیز: تَجْرِی بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَیْثُ أَصٰابَ؛ أَی حیث قَصَد، و قال الأَخفش: أَی جعلناها رُخاءً. و اسْتَرْخَی به الأَمرُ: وقع فی رَخَاءٍ بعدَ شِدَّةٍ؛ قال طُفَیل الغَنَوی: فأَبَّلَ، و اسْتَرْخَی به الخَطْبُ بعدَ ما أَسافَ، و لو لا سَعْیُنا لم یُؤَبِّل یرید حَسُنَت حاله. و یقال: اسْتَرْخَی به الأَمرُ و اسْتَرْخَت به حالُه إذا وقع فی حال حَسَنةٍ بعد ضیقٍ و شِدَّة. و اسْتَرْخَی به الخَطْبُ أَی أَرْخاهُ خَطْبُه و نعَّمه و جعله فی رَخاءٍ و سَعَةٍ. و أَرْخَت الناقة إِرْخاءً: اسْتَرخی صلاها، فهی مُرْخٍ و یقال: أَصْلتْ، و إصْلاؤُها انْهِكاكُ صَلَوَیْها و هو انْفراجُهما عند الولادة حین یقع الولد فی صَلَوَیْها. و رَاخَتِ المرأَةُ: حان وِلادُها. و تَرَاخَی عنی: تقاعَسَ. و رَاخَاه: باعَدَه. و تَرَاخَی عن حاجَته: فتَرَ. و تَرَاخَی السماءُ: أَبْطأَ المَطرُ. و تَرَاخَی فلانٌ عنی أَی أَبْطَأَ عَنِّی، و غیره یقول: تَرَاخَی بعُدَ عَنِّی. و الإِرْخَاء: شدَّةُ العَدْوِ، و قیل: هو فوقَ التَّقْریب. و الإِرْخَاءُ الأَعلی: أَشدُّ الحُضْر، و الإِرْخَاء الأَدْنی: دون الأَعلی؛ و قال إمرؤ القیس: و إرْخَاءُ سِرْحانٍ و تَقْریبُ تَتْفُلِ «1». و فرسٌ مِرْخاءٌ و ناقةٌ مِرْخَاءٌ فی سیرهما. و أَرْخَیْتُ الفَرسَ و تَرَاخَی الفَرَسُ، و قیل: الإِرْخَاءُ عَدْوٌ دون التقریب. قال أَبو منصور: لا یقال أَرْخَیْت
(1). صدر البیت: له أیطلا ظبیٍ، و ساقا نعامةٍ
لسان العرب، ج‌14، ص: 316
الفرسَ و لكن یقال أَرْخَی الفَرَسُ فی عَدْوه إذا أَحْضَرَ، و لا یقال تَرَاخَی الفرسُ إلَّا عندَ فُتُورِه فی حُضْرِهِ. و قال أَبو منصور: و إرْخَاءُ الفرسِ مأْخُوذٌ من الریح الرُّخَاء، و هی السَّریعة فی لِینٍ، و یجوز أَن یكون من قولهم أَرْخَی به عنا أَی أَبْعَدَه عنَّا. و أَرْخَی الدّابَّةَ: سار بها الإِرْخاءَ؛ قال حمید بن ثور: إلی ابْنِ الخَلیفَة فاعْمِدْ لَهُ، و أَرْخِ المطِیّةَ حَتَّی تَكِلْ و قال أَبو عبید: الإِرْخَاءُ أَن تُخَلِّیَ الفَرَس و شهْوَته فی العَدْو غَیرَ مُتْعِبٍ له. یقال: فرَسٌ مِرْخَاءٌ من خَیْلٍ مَراخٍ. و أَتانٌ مِرْخَاءٌ: كثیرة الإِرخاء.

ردی؛ ج14، ص: 316

: الرَّدی: الهلاكُ. رَدِیَ، بالكسر، یَرْدَی رَدیً: هَلَكَ، فهو رَدٍ. و الرَّدِی: الهالِكُ، و أَرْداهُ اللهُ. و أَرْدَیْتُه أَی أَهلكتُه. و رجلٌ رَدٍ: للهالك. و امرأَة رَدِیَةٌ، علی فَعلةٍ. و فی التنزیل العزیز: إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِینِ؛ قال الزجاج: معناه لتُهْلِكُنی، و فیه: وَ اتَّبَعَ هَوٰاهُ فَتَرْدیٰ. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: ف أَرْدَوْا فرَسَین فأَخَذْتُهما؛ هو من الرَّدی الهلاكِ أَی أَتْعَبُوهُما حتی أَسْقَطوهُما و خَلَّفُوهُما، و الروایة المشهورة فأَرْذَوْا، بالذال المعجمة، أَی تركُوهما لضَعْفِهما و هُزالهما. و رَدی فی الهُوَّةِ رَدًی و تَرَدَّی: تَهَوَّر. و أَرْدَاهُ الله و رَدَّاه فَتَرَدَّی: قلبَه فانْقَلب. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا یُغْنِی عَنْهُ مٰالُهُ إِذٰا تَرَدّٰی؛ قیل: إذا مات، و قیل: إذا تَرَدَّی فی النار من قوله تعالی: وَ الْمُتَرَدِّیَةُ وَ النَّطِیحَةُ؛ و هی التی تَقَع من جَبَلٍ أَو تَطِیحُ فی بِئْرٍ أَو تسقُطُ من موضِعٍ مُشْرفٍ فتموتُ. و قال اللیث: التّرَدِّی هو التَّهَوُّر فی مَهْواةٍ. و قال أَبو زید: رَدِیَ فلانٌ فی القَلِیب یَرْدَی و تَرَدَّی من الجبل تَرَدِّیاً. و یقال: رَدَی فی البئر و تَرَدَّی إذا سَقَط فی بئرٍ أَو نهرٍ من جبَلٍ، لُغتان. و‌فی الحدیث أَنه قال فی بَعیرٍ تَرَدَّی فی بئر: ذَكِّه من حیث قدَرْت؛ تَرَدَّی أَی سقَطَ كأَنه تفَعَّل من الرَّدی الهَلاكِ أَی اذْبَحْه فی أَیِّ موضع أَمْكَن من بدَنِهِ إذا لم تتمكن من نحره. و‌فی حدیث ابن مسعود: من نَصَر قوْمَه علی غیر الحقِّ فهو كالبعیر الذی رَدَی فهو یُنْزَعُ بذَنَبه؛ أَرادَ أَنه وقَع فی الإِثم و هَلَك كالبعِیر إذا تَرَدَّی فی البِئر و أُرید أَن یُنْزَعَ بذَنَبه فلا یُقْدَرَ علی خلاصه، و‌فی حدیثه الآخر: إنَّ الرجلَ لیَتَكَلَّم بالكَلِمَة من سَخَطِ الله تُرْدِیه بُعْدَ ما بین السماء و الأَرضِ‌أَی توقعُهُ فی مَهْلَكة. و الرِّدَاءُ: الذی یُلْبَسُ، و تثنیتُه رِدَاءَانِ، و إن شِئتَ رِدَاوَانِ لأَن كل اسمٍ ممدودٍ فلا تَخْلُو همْزَتُه، إمّا أَن تكون أَصلِیَّة فتَتْرُكها فی التثنیة علی ما هی علیه و لا تَقْلِبها فتقول جَزَاءانِ و خَطاءَانِ، قال ابن بری: صوابه أَن یقولَ قُرّاءَانِ و وُضَّاءَانِ مما آخِرُه همزةٌ أَصلیَّة و قبلَها أَلِفٌ زائدة، قال الجوهری: و إما أَن تكونَ للتأْنیث فتَقْلِبها فی التَّثنیة واواً لا غیرُ، تقول صفراوان و سَوْداوانِ، و إما أَن تكونَ مُنقَلبة من واوٍ أَو یاءٍ مثل كساءٍ و رِدَاءٍ أَو مُلحِقَةً مثلُ عِلْباءٍ و حِرْباءٍ مُلْحِقَةٌ بسِرْداحٍ و شِمْلالٍ، فأَنتَ فیها بالخیار إن شئت قلَبْتها واواً مثل التأْنیثِ فقلت كِساوانِ و عِلْباوانِ و رِدَاوَانِ، و إن شئت تركتَها همزةً مثل الأَصلیة، و هو أَجْوَد، فقلت كِساءَانِ و عِلْباءَانِ و رِدَاءَان، و الجمع أَكْسِیة. و الرِّدَاءُ: من المَلاحِفِ؛ و قول طَرَفة:
لسان العرب، ج‌14، ص: 317
و وَجْه، كأَنّ الشَّمْسَ حَلّتْ رِداءَها علیه، نَقِیّ اللّونِ لم یتَخَدَّدِ «2». فإنه جعل للشمس رداء، و هو جَوْهر لأَنه أَبلغ من النُّور الذی هو العَرَض، و الجمع أَرْدِیَةٌ، و هو الرداءة كقولهم الإِزارُ و الإِزارة، و قد تَرَدّی به و ارْتَدَی بمعنًی أی لبِسَ الرِّداءَ. و إنه لحَسَنُ الرِّدْیَةِ أَی الارْتِداء. و الرِّدْیَة: كالرِّكبةِ من الرُّكوبِ و الجِلْسَةِ من الجُلُوسِ، تقول: هو حسن الرِّدْیَة. و رَدَّیْتُه أَنا تَرْدِیةً. و الرِّدَاءُ: الغِطاءُ الكبیر. و رجلٌ غَمْرُ الرِّدَاءِ: واسِعُ المعروف و إن كان رِدَاؤُه صغیراً؛ قال كثیر: غَمْرُ الرِّدَاءِ، إذا تبَسَّمَ ضاحِكاً غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ و عَیْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعٌ خَصِیبٌ. و الرِّدَاءُ: السَّیْفُ؛ قال ابن سیدة: أُراهُ علی التشبیه بالرِّداءِ من المَلابِسِ؛ قال مُتَمِّم: لقد كَفَّنَ المِنْهالُ، تحتَ رِدَائِه، فتًی غیرَ مِبْطانِ العَشِیَّاتِ أَرْوعا و كان المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، و كان الرجلُ إذا قَتَل رجُلًا مشهوراً وضع سیفَه علیه لیُعرفَ قاتِلُه؛ و أَنشد ابن بری للفرزدق: فِدًی لسُیوفٍ من تمیم وَفَی بِها رِدَائِی، و جَلَّتْ عن وجُوهِ الأَهاتِم و أَنشد آخر: یُنازِعُنی رِدَائِی عَبْدُ عَمْرٍو، رُوَیْداً یا أَخا سَعْدِ بنِ بَكْرِ و قد ترَدَّی به و ارْتَدَی؛ أَنشد ثعلب: إذا كشَفَ الیومُ العَمَاسُ عن اسْتِه، فلا یَرْتَدی مِثْلی و لا یتَعَمَّمُ كَنَی بالارتداء عن تقَلُّد السیفِ، و التَّعَمُّمِ عن حملِ البَیْضة أَو المِغْفَر؛ و قال ثعلب: معناهما أَلْبَسُ ثیابَ الحرب و لا أَتَجَمَّل. و الرِّدَاءُ: القَوْسُ؛ عن الفارسی. و‌فی الحدیث: نِعْمَ الرِّداءُ القَوْسُ‌لأَنها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ. و الرِّداءُ: العقلُ. و الرِّداءُ: الجهلُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: رفَعْتُ رِداءَ الجهلِ عَنِّی و لم یكن یُقَصِّرُ عنِّی، قَبْلَ ذاكَ، رداءُ و قال مرّة: الرِّداء كلُّ ما زَیَّنَك حتی دارُكَ و ابْنُكَ، فعلی هذا یكونُ الرِّداء ما زانَ و ما شانَ. ابن الأَعرابی: یقال أَبوكَ رِدَاؤُكَ و دارُكَ رِدَاؤُكَ و بُنَیُّكَ رِدَاؤُكَ، و كلُّ ما زَیَّنَكَ فهو رِدَاؤُكَ. و رِدَاءُ الشَّبابِ: حُسْنُه و غَضارَتُه و نَعْمَتُه؛ و قال رؤْبة: حتی إذا الدَّهْرُ اسْتَجَدَّ سِیما من البِلی یَسْتَوْهِبُ الوَسِیما رِدَاءَهُ و البِشْرَ و النَّعِیما یَسْتوْهِبُ الدّهرُ الوَسِیمَ أَی الوجهَ الوَسیم رِدَاءَهُ، و هو نَعْمَتُه، و اسْتَجدّ سِیما أَی أَثَراً من البِلی؛ و كذلك قول طرفة: و وَجْه، كأَنّ الشَّمسَ حَلَّتْ رِدَاءَها علیه، نَقیّ اللَّونِ لم یَتَخَدَّدِ أَی أَلقت حسنها و نُورَها علی هذا الوجه، من التحلیة، فصار نُورُها زینةً له كالحَلْیِ. و المَرَادِی: الأَرْدِیةُ واحِدَتُها مِرْدَاةٌ؛ قال: لا یَرْتَدِی مَرادِیَ الحَریرِ، و لا یُرَی بشِدّةِ الأَمِیرِ، إلَّا لِحَلْبِ الشَّاةِ و البَعِیرِ
(2). و فی روایة أخری: … أَلْقَت رداءها
لسان العرب، ج‌14، ص: 318
و قال ثعلب: لا واحد لها. و الرِّدَاءُ: الدَّینُ. قال ثعلب: و‌قول حكیم العرَب من سَرّه النّساءُ و لا نَساءَ، فلْیُباكِرِ الغَداءَ و العَشاءَ، و لیخفِّفِ الرِّدَاء، و لیُحْذِ الحِذاء، و لیُقِلَّ غِشیانَ النِّساء؛ الرِّدَاءُ: هنا الدَینُ؛ قال ثعلب: أَرادَ لو زاد شی‌ء فی العافیة لزاد هذا و لا یكون. التهذیب: و‌روی عن علی، كرّم الله وجهه، أَنه قال: مَنْ أَرادَ البقاء و لا بَقاء، فلْیُباكِرِ الغَداء، و لیُخَفِّف الرِّدَاء، و لیُقِلَّ غِشْیانَ النِّساءِ؛ قالوا له: و ما تَخْفِیفُ الرِّدَاء فی البَقاءِ؟ فقال: قِلَّة الدَّیْنِ.قال أَبو منصور: و سُمِّی الدَّیْنُ رِدَاءً لأَن الرِّدَاء یقَع علی المَنْكِبین و الكَتِفَینِ و مُجْتَمَعِ العُنُقِ، و الدَّیْنُ أَمانةٌ، و العرب تقول فی ضمان الدین هذا لك فی عُنُقی و لازِمٌ رَقَبَتی، فقیل للدَّینِ رِدَاءٌ لأَنه لَزِمَ عُنُقَ الذی هو علیه كالرِّداءِ الذی یَلْزَم المَنْكِبین إذا تُرُدِّیَ به؛ و منه قیل للسَّیفِ رِدَاءٌ لأَن مُتَقلِّدَه بحَمائِله مُتَرَدٍّ به؛ و قالت خنساء: و داهِیةٍ جَرَّها جارِمٌ، جعَلْتَ رِدَاءَكَ فیها خِمارا أَی عَلَوتَ بسَیْفِك فیها رقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الذی یتَجَلَّلُ الرأْسَ، و قَنَّعْتَ الأَبْطالَ فیها بسیفِك. و‌فی حدیث قُسٍّ: ترَدَّوْا بالصَّماصِمِ‌أَی صَیَّرُوا السُّوُف بمنزلة الأَرْدِیة. و یقال للوِشاحِ رِدَاءٌ. و قد تَرَدَّت الجاریة إذا توَشَّحَت؛ و قال الأَعشی: و تَبْرُد بَرْدَ رِدَاءِ العَرُوسِ، بالصَّیفِ، رَقْرَقتَ فیه العَبیرا یعنی به وِشاحَها المُخَلَّقَ بالخَلُوق. و امرأَة هَیْفاءُ المُرَدَّی أَی ضامِرَةُ موضعِ الوِشاحِ. و الرِّدَاءُ: الشباب؛ و قال الشاعر: و هَذَا رِدَائِی عِنْدَهُ یَسْتَعِیرُهُ الأَصمعی: إذا عَدَا الفَرَسُ فرَجَم الأَرْضَ رَجْماً قیل رَدَی، بالفتح، یَرْدِی رَدْیاً و رَدَیَاناً. و فی الصحاح: رَدَی یَرْدِی رَدْیاً و رَدَیَاناً إذا رَجَم الأَرضَ رَجْماً بین العَدْو و المَشْی الشدید؛ و فی حدیث عاتكة: بجَأْوَاءَ تَرْدِی حافَتَیه المَقَانِبُ أَی تَعْدُو. قال الأَصمعی: قلت لِمُنْتَجِعِ بنِ نَبهان ما الرَّدَیان؟ قال: عَدْوُ الحِمارِ بَیْنَ آرِیِّهِ و مُتَمَعَّكِه. و رَدَت الخَیْلُ رَدْیاً و رَدَیاناً: رَجَمَت الأَرضَ بحَوافِرِها فی سَیْرِها و عَدْوِها، و أَرْدَاها هُو، و قیل: الرَّدَیانُ التَّقْریبُ، و قیل: الرَّدَیَانُ عَدْوُ الفَرَس. و رَدَی الغُرابُ یَرْدِی: حَجَلَ. و الجَواری یَرْدِینَ رَدْیاً إذا رَفَعْنَ رِجْلًا و مَشَیْن علی رِجْلٍ أُخْرَی یَلْعَبْنَ. و رَدَی الغُلامُ إذا رَفَع إحدَی رِجْلَیْه و قَفَزَ بالأُخری. و رَدَیتُ فلاناً بحَجَرٍ أَرْدِیهِ رَدْیاً إذا رَمَیْته؛ قال ابن حِلِّزَةَ: و كأنَّ المَنونَ تَرْدِی بِنَا أعْصَم صمٍّ یَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ وَ رَدَیْتُه بالحِجارَةِ أَرْدِیهِ رَدْیاً: رَمَیْته. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: فَ رَدَیْتُهُم بالحجارة‌أَی رَمَیْتُهُم بها. یقال: رَدَی یَرْدِی رَدْیاً إذا رَمَی. و المِرْدَی و المِرْدَاةُ: الحَجَرُ و أَكثر ما یقال فی الحَجَرِ الثَّقِیلِ. و‌فی حدیث أُحد: قال أَبو سفیان من رَدَاهُ‌أَی منْ رَماهُ. و رَدَیْتُه: صَدَمْته. و رَدَیْت الحَجَرَ بِصَخْرَة أَو بِمعْوَلٍ إذا ضَرَبته بها لتَكسِره. و رَدَیْت الشی‌ءَ بالحَجَرِ: كَسَرْته.
لسان العرب، ج‌14، ص: 319
و المِرْدَاةُ: الصَّخْرة تَرْدِی بهَا، و الحَجَر تَرْمِی به، و جَمْعُها المَرَادِی؛ و منه قولهم فی المَثَل: عند جُحْرِ كُلِّ ضَبٍّ مِرْدَاتُهُ؛ یضرب مثلًا للشی‌ءِ العَتِیدِ لیس دونَه شی‌ءٌ، و ذلك أَن الضبَّ لیس یَنْدَلُّ علی جُحْرِه، إذا خَرَج منه فعاد إلیه، إلّا بحَجَرٍ یَجعَلُه علامَةً لجُحْرِه فیَهْتَدِی بِها إلیهِ، و تُشَبَّهُ بِهَا النّاقَةُ فی الصَّلابَةِ فیقالُ مِرْدَاةٌ. و قال الفراء: الصَّخْرة یقالُ لَها رَدَاةٌ، و جمعها رَدَیاتٌ؛ و قال ابن مقبل: و قَافِیة، مثل حَدِّ الرَّدَاةِ، لَمْ تَتّرِكْ لِمُجِیبٍ مَقالا و قال طُفَیل: رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ یَلَمْلَم و یَلَمْلَمُ: جَبَلٌ. و المِرْدَاةُ: الحَجَر الذی لا یَكَادُ الرَّجُلُ الضابِطُ یَرْفَعه بیدِهِ یُرْدَی به الحجرُ، و المكانُ الغَلیظُ یَحْفِرونَهُ فیَضْرِبُونَه فیُلَیِّنُونَهُ، و یُرْدَی به جُحْرُ الضَّبِّ إذا كان فی قَلْعَةٍ فَیُلَیِّنُ القَلْعَة و یَهْدِمُها، و الرَّدْیُ إنَّما هو رَفْعٌ بها و رَمْیٌ بها. الجوهری: المِرْدَی حَجَرٌ یرمی به، و منه قیل للرجل الشجاع: إنه لَمِرْدَی حُروبٍ، و هُمْ مَرادِی الحُرُوبِ، و كذلك المِرْداةُ. و المِرْدَاةُ: صَخْرَةٌ تُكْسَرُ بها الحِجَارَة. الجوهری: و الرَّدَاةُ الصَّخرَةُ، و الجمعُ الرَّدَی؛ و قال: فَحْلُ مَخَاضٍ كالرَّدَی المُنْقَضِّ و المَرَادِی: القَوائِمُ من الإِبِلِ و الفِیَلة علی التّشْبِیه. قال اللیث: تُسَمَّی قوائِمُ الإِبِلِ مَرادِیَ لثِقَلِها و شِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ لها خاصَّة، و كذلك مَرادِی الفِیل. و المَرَادِی: المَرامِی. و فلان مِرْدَی خُصومَةٍ و حَرْبٍ: صَبُورٌ علیهما. و رَادَیْتُ عن القَوْمِ مُرَادَاةً إذا رامَیْت بالحِجارةِ. و المُرْدِیُّ: خَشَبة تُدْفَعُ بها السفینة تكونُ فی یدِ المَلَّاحِ، و الجمعُ المَرَادِی. قال ابن بری: و المَرْدَی مَفْعَلٌ من الرَّدَی و هو الهَلاكُ. و رَادَی الرجلَ: داراهُ و راوَدَهُ، و راوَدْتُه علی الأَمرِ و رَادَیْتُه مقلوب منه. قال ابن سیدة: رادَیْته علی الأَمْر راوَدْته كأَنه مَقْلُوبٌ؛ قال طُفَیْل یَنْعَت فَرَسَه: یُرادَی علی فأْسِ اللِّجام، كأَنما یُرادَی به مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ أَبو عمرو: رَادَیْت الرجل و داجَیْته و دالَیْته و فانَیْته بمعنًی واحِدٍ. و الرَّدَی: الزیادة. یقال: ما بَلَغَت رَدَی عَطائِكَ أَی زیادَتُك فی العَطِیَّة. و یُعْجِبُنی رَدَی قولِك أَی زیادةُ قَوْلك؛ و قال كثیر: له عَهْدُ ودٍّ لم یُكَدَّرْ، یَزینُه رَدَی قَوْلِ معروفٍ حدیثٍ و مُزْمِنِ أَی یَزینُ عَهْدَ وِدِّهِ زیادةُ قولِ معروفٍ منه؛ و قال آخر: تَضمّنَها بَناتُ الفَحْلِ عنهم فأَعْطَوْها، و قد بَلَغوا رَدَاها و یقال: رَدَی علی المائَةِ یَرْدِی و أَرْدَی یُرْدِی أَی زادَ. و رَدَیْت علی الشی‌ء و أَرْدَیْت: زِدْتُ. و أَرْدَی علی الخَمسینَ و الثمانینَ: زادَ؛ و قال أَوس: و أسْمَرَ خَطِّیّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ نَوَی القَسْبِ، قد أَرْدَی ذراعاً علی العَشْرِ و قال اللیث: لغة العرب أَرْدَأَ علی الخمسین زاد. و رَدَتْ غَنَمی و أَرْدَتْ: زادت؛ عن الفرّاء؛ و أَما قول كثیر عزة:
لسان العرب، ج‌14، ص: 320
له عَهْدُ ودٍّ لم یُكَدَّرْ، یَزینُه رَدَی قَوْلِ معروفٍ حدیثٍ و مُزْمِنِ فقیل فی تفسیره: رَدَی زیادة؛ قال ابن سیدة: و أُراه بَنَی منه مَصْدَراً علی فَعِلَ كالضحك و الحمق، أَو اسماً علی فعَل فوضَعه موضِعَ المصدر، قال ابن سیدة: و إنما قضینا علی ما لم تَظْهر فیه الیاءُ من هذا الباب بالیاء لأَنها لامٌ مع وجود ردی ظاهرة و عدم ردو. و یقال: ما أَدرِی أَین رَدَی أَی أَین ذَهَبَ. ابن بری: و المِرْدَاء، بالمدِّ، موضع؛ قال الراجز: هَلَّا سأَلتُم، یَوْمَ مِرْدَاءِ هَجَرْ، إذْ قابَلَتْ بَكْرٌ، و إذْ فَرَّتْ مُضَرْ و قال آخر: فَلَیْتَكَ حالَ البحرُ دونَكَ كلُّه، و مَنْ بالمَرَادِی من فَصیحٍ و أَعْجَمِ قال الأَصمعی: المَرَادِی جمع مِرْداءٍ، بكسر المیم، و هی رمال منبطحة لیست بمُشْرِفة.

رذی؛ ج14، ص: 320

: الرَّذِیُّ: الذی أَثقَلَه المَرَض، و قد رَذِیَ و أُرْذِیَ. و الرَّذِیُّ من الإِبل: المهزُولُ الهالِكُ الذی لا یَستطیعُ بَراحاً و لا یَنبَعِث، و الأُنْثَی رَذِیَّة. و فی الصحاح: الرَّذِیَّة الناقة المهزولة من السیر، و قال أَبو زید: هی المتروكة التی حسَرَها السفَرُ لا تقدر أَن تَلْحَق بالركاب. و‌فی حدیث الصدقة: فلا یُعْطِی الرَّذِیَّةَ و لا الشّرَطَ اللّئِیمَة‌أَی الهَزیلَة. و الرَّذِیُّ: الضعیف من كل شی‌ء، و الجمع رَذَایَا و رُذَاةٌ؛ الأَخیرة شاذَّة، قال ابن سیدة: و عسی أَن یكون علی توهم رَاذٍ، و قد رَذِیَ یَرْذَی رَذَاوَةً، و قد أَرْذَیْتُه. الجوهری: و قد أَرْذَیْت ناقتی إذا هَزَلْتها و خَلَّفْتها. و المُرْذَی: المَنْبُوذ، و قد أَرْذَیْتُه. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: ف أَرْذَوْا فَرَسَیْنِ فأَخذتُهُما‌أَی تركوهُما لضَعْفِهِما و هُزالِهِما، و روی بالدال المهملة من الرَّدَی الهَلاكِ أَی أَتْعَبُوهما و خَلَّفوهما، و المشهور بالذال المعجمة. قال ابن سیدة: و قضَیْنا علی هذا بالواو لوجود رَذَاوَةٍ. و‌فی حدیث یونس علیه السلام: فَقَاءَهُ الحُوتُ رَذِیّاً.ابن الأَعرابی: الرَّذِیُّ الضعیف من كل شی‌ءٍ؛ قال لبید: یَأْوِی إلی الأَطنابِ كُلُّ رَذِیَّةٍ مِثلِ البَلِیّةِ، قالِصاً أهدامُها أَراد: كلُّ امرأَة أَرْذاها الجوعُ و السُّلالُ؛ و السُّلالُ: داءٌ باطِنٌ ملازِمٌ للجَسَدِ لا یَزَال یَسُلُّه و یُذِیبُه.

رزا؛ ج14، ص: 320

: ابن الأَعرابی: رَزَا فلانٌ فلاناً إذا بَرَّه؛ قال أَبو منصور: أَصله مَهْمُوز فخُفِّفَ و كُتِبَ بالأَلف، و قال فی موضع آخر: رَزَا فلانٌ فلاناً إذا قَبِلَ بِرَّهُ. الأُمَوِی: أَرْزَیْتُ إلی الله أَی اسْتَنَدْت. و قال شمر: إنه لَ یُرْزِی إلی قُوّةٍ أَی یَلْجأُ إلیها. قال أَبو منصور: و هذا جائز غیر مهموز؛ و منه قول رؤْبة: یُرْزِی إلی أَیْدِ شَدیدٍ إیَادْ الجوهری: أَرْزَیْتُ ظَهْری إلی فلان أَی الْتَجَأْتُ إلیه؛ قال رؤْبة: لا تُوعِدَنِّی حَیَّةٌ بالنَّكْزِ، أَنا ابنُ أَنْضادٍ إلیها أُرْزِی، نَغْرِفُ منْ ذِی غَیِّثٍ و نُؤْزِی الأَنضاد: الأَعمام. أَنضاد الرجل: أَعمامه و أَخواله المتقدمون فی الشرف. و‌فی الحدیث: لَوْ لا أَنّ الله لا یُحِبُّ ضَلالَةَ العَمَلِ ما رَزَیْنَاكَ عِقالًا، جاءَ فی بعض الروایات هكذا غیر مهموز، قال: و الأَصل الهمز، و هو من التخفیف الشاذ، و ضلالَةُ العَمَل:
لسان العرب، ج‌14، ص: 321
بُطْلانُه و ذَهابُ نَفْعِه.

رسا؛ ج14، ص: 321

: رَسَا الشَّی‌ءُ یَرْسُو رُسُوّاً و أَرْسَی: ثَبَتَ، و أَرْسَاه هو. و رَسَا الجَبَلُ یَرْسُو إذا ثَبَت أَصلهُ فی الأَرض، و جبالٌ رَاسِیاتٌ. و الرَّوَاسِی من الجبال: الثَّوابتُ الرَّواسخُ؛ قال الأَخفش: واحدتها رَاسِیةٌ. و رَسَتْ قَدَمُه: ثبَتَتْ فی الحَرْب. و رَسَتِ السَّفینةُ تَرْسُو رُسُوّاً: بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ و انتهی إلی قرارِ الماءِ فَثَبَتَت و بقیت لا تَسیر، و أَرْساها هو. و فی التنزیل العزیز فی قصة نوح، علیه السلام، و سفینته: بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا، و قرئَ: مُجْرِیهَا و مُرْسِیها، علی النعت لله عز و جل؛ الجوهری: من قرأَ مُجْراها و مُرْساهَا، بالضم، من أَجْرَیْت و أَرْسَیْت، و مَجْراها و مَرْسَاها، بالفتح، من رَسَت و جَرَت؛ التهذیب: القرَّاء كلهم اجتمعوا علی ضم المیم من مُرْسٰاهٰا و اختلفوا فی مُجْراها، فقرأَ الكوفیون مَجْرٰاهٰا و قرأَ نافع و ابن كثیر و أَبو عمرو و ابن عامر مُجْراها؛ قال أَبو إسحاق: من قرأَ مُجْراها و مُرْساها فالمعنی بسم الله إجْراؤُها و إرساؤُها، و قد رَسَت السَّفینةُ و أَرْساها اللهُ، قال: و لَوْ قُرِئَت مُجْرِیها و مُرْسِیها فمعناه أَن الله یُجْریها و یُرْسیها، و من قرأَ مَجْراها و مَرْساها فمعناه جَرْیُها و ثَباتُها غیر جارِیَة، و جائز أَن یكونا بمَعنَی مُجْراها و مُرْساها. و قوله عزَّ و جل: یَسْئَلُونَكَ عَنِ السّٰاعَةِ أَیّٰانَ مُرْسٰاهٰا*؛ قال الزجاج: المعنی یسْأَلُونَكَ عن الساعة متَی وقُوعُها، قال: و الساعة هنا الوقت الذی یموتُ فیه الخَلْق. و المِرْساةُ: أَنْجَرُ السَّفینة التی تُرْسَی بها، و هو أَنْجَرُ ضَخْمٌ یُشَدُّ بالحِبال و یُرْسلُ فی الماء فیُمْسِكُ السَّفینة و یُرْسِیها حتی لا تَسِیر، تُسَمِّیها الفُرْسُ [لَنْگَرْ]. قال ابن بری: یقال أَرْسَیْتُ الوَتِدَ فی الأَرض إذا ضَرَبْتَه فیها؛ قال الأَحوص: سِوَی خَالِدَاتٍ مَا یُرَمْنَ و هَامِدٍ، و أَشْعَتَ تُرْسِیه الوَلِیدَةُ بالفِهْرِ و إذا ثَبَتَت السَّحابة بمكان تُمطِر قیل: أَلْقَت مَرَاسِیَها. قال ابن سیدة: ألْقَت السَّحابَةُ مَراسِیَها اسْتَقَرَّت و دَامَتْ و جَادَت. و رَسا الفَحْل بِشُوَّلِهِ: هَدَرَ بها فاسْتَقَرَّت. التهذیب: و الفَحْل من الإِبِل إذا تَفَرَّقَ عنه شُوَّلُه فَهَدَرَ بها و رَاغَت إلیه و سَكَنَت قِیلَ رَسَا بِهَا؛ و قال رؤْبة: إذا اشمعَلَّتْ سَنَناً رَسَا بِهَا بِذات خَرْقَیْن إذا حَجَا بِها اشمعَلَّت: انْتَشَرَتْ، و قوله: بذات خَرْقَیْنِ … یعنی شِقْشِقَة الفَحْلِ إذا هَدَرَ فیها. و یقال: أَرْسَتْ قَدماه أَی ثَبَتَتا. الجوهری: و ربما قالوا قَد رَسا الفَحْلُ بالشُّوَّل و ذلك إذا قَعَا عَلَیْها. و قِدْرٌ رَاسِیَة: لا تَبْرَح مَكَانَها و لا یُطاقُ تَحْوِیلُها. و قوله تعالی: وَ قُدُورٍ رٰاسِیٰاتٍ؛ قال الفراءُ: لا تُنْزَلُ عن مَكَانِها لعِظَمِها. و الرَّاسِیَةُ: التی تَرْسُو، و هی القائمة. و الجبال الرَّوَاسِی و الرَّاسِیاتُ: هی الثَّوابِتُ. و رَسَا لَهُ رَسْواً من حدیث: ذكره. و رَسَوْت له إذا ذَكَرْتَ له طَرَفاً منه. و رَسَوْتُ عنه حَدیثاً أَرْسُوهُ رَسْواً، و رَسَا عنه حدیثاً رَسْواً: رَفَعه و حَدَّث به عنه؛ قال ابن بری: قال عُمر بن قَبِیصة العَبْدِی من بنی عبد الله بن دارم: أَبا مَالِكٍ، لَوْ لا حَواجِزُ بَیْنَنا و حُرْماتُ حَقّ لم تُهَتَّكْ سُتُورُها، رَمَیْتُك إذْ عَرَّضْتَ نَفْسَكَ رَمْیَةً تَبَازَخُ مِنْها، حِینَ یُرْسَی عَذِیرُها
لسان العرب، ج‌14، ص: 322
قوله: … حِینَ یُرْسَی عَذِیرُها أَی حین یُذْكَرُ حالُها و حَدِیثُها. ابن الأَعرابی: الرَّسُّ و الرُّسُوُّ بمعنًی واحدٍ. و رَسَسْتُ الحَدِیثَ أَرُسُّه فی نَفْسِی أَی حَدَّثْتُ به فی نَفْسی؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: خَلِیلَیَّ، عُوجَا، بارَكَ اللهُ فِیكُمَا، علی دارِ مَیّ، أَوْ أَلِمَّا فَسَلِّمَا كما أَنْتُما لو عُجْتُمَا بِی لِحاجةٍ، لَكَانَ قَلِیلًا أَنْ تُطاعَا و تُكْرَما أَلِمَّا بمَحْزُونٍ سَقِیمٍ، و أَسْعِفا هواهُ بمَیّ قَبْلَ أن تَتَكَلَّما أَلا فاحْذَرَا الأَعْداءَ و اتَّقِیاهُمُ، و رُسَّا إلی مَیّ كلاماً مُتَمَّما و‌فی حدیث النَّخَعی: إنی لأَسْمَعُ الحدیثَ «3». فأُحَدِّثُ به أَرُسُّه فی نَفْسی؛ قال أَبو عبید: أَبتدئ بذكر الحدیث و دَرْسِهِ فی نَفْسی و أُحَدِّثُ به خادمی أَسْتَذْكِرُ الحدیث؛ و قال الفراء: معناه أُرَدِّدُه و أُعاوِدُ ذِكْرَه. و رَسا الصومَ إذا نَواهُ. و رَاسَی فلانٌ فلاناً إذا سابَحَه، و ساراهُ إذا فاخَرَه. و رَسَا بینَهم رَسْواً: أَصْلَح. و الرَّسْوَةُ: السِّوارُ من الذَّبْلِ، و قال كراع: الرَّسْوَةُ الدَّسْتِینَجُ، و جمعهُ رَسَوات و لا یُكَسَّر، و قیل: الرَّسْوَةُ السِّوارُ إذا كان من خَرَزٍ فهو رَسْوةٌ. الجوهری: الرَّسْوَةُ شی‌ء من خَرَزٍ یُنْظَمُ. ابن الأَعرابی: الرَّسِیُّ الثابت فی الخیر و الشر. و الرَّسِیُّ: العمود الثابتُ فی وسَط الخِباءِ. الجوهری: تَمْرةٌ نِرْسِیانَةٌ، بكسر النون، لضرب من التَّمْرِ.

رشا؛ ج14، ص: 322

: الرَّشْوُ: فِعْلُ الرَّشْوَةِ، یقال: رَشَوْتُه. و المُرَاشَاةُ: المُحاباةُ. ابن سیدة: الرَّشْوَةُ و الرُّشْوَةُ و الرِّشْوَةُ معروفة: الجُعْلُ، و الجمع رُشیً و رِشیً؛ قال سیبویه: من العرب من یقول رُشْوَةٌ و رُشیً، و منهم من یقول رِشْوَةٌ و رِشیً، و الأَصل رُشیً، و أَكثر العرب یقول رِشیً. و رَشَاه یَرْشُوه رَشْواً: أَعطاه الرَّشْوَةَ. و قد رَشا رَشْوَةَ و ارْتَشَی منه رَشْوَةً إذا أَخذَها. و رَاشَاهُ: حاباه. و تَرَشَّاه: لایَنَهُ. و رَاشَاه إذا ظاهرهَ. قال أَبو العباس: الرُّشْوَةُ مأْخوذة من رَشَا الفَرْخُ إذا مدَّ رأْسَه إلی أُمِّه لتَزُقَّه. أَبو عبید: الرَّشَا من أَولاد الظِّباء الذی قد تحرَّك و تمشَّی. و الرِّشَاءُ: رَسَنُ الدَّلوِ. و الرَّائِشُ: الذی یُسْدی بین الرَّاشِی و المُرْتَشِی. و‌فی الحدیث: لعَنَ اللهُ الرَّاشِیَ و المُرْتَشِیَ و الرَّائِشَ.قال ابن الأَثیر: الرَّشْوَةُ و الرُّشْوَةُ الوُصْلَةُ إلی الحاجة بالمُصانعة، و أَصله من الرِّشَاءِ الذی یُتَوَصَّلُ به إلی الماء، فالرَّاشِی من یُعطی الذی یُعینُه علی الباطل، و المُرْتَشِی الآخذُ، و الرَّائِش الذی یسعی بینهما یَسْتَزید لهذا و یَسْتَنْقِصُ لهذا، فأَما ما یُعطی توصُّلًا إلی أَخذِ حَقّ أَو دفعِ ظلمٍ فغیرُ داخِلٍ فیه. و‌روی أَن ابن مسعود أُخِذَ بأَرضِ الحَبَشة فی شی‌ء فأَعْطی دینارین حتی خُلِّیَ سبیلُه، و‌روی عن جماعة من أَئمة التابعین قالوا: لا بأْس أَن یُصانعَ الرجلُ عن نفسهِ و مالهِ إذا خافَ الظُّلْمَ.و الرِّشاءُ: الحبْلُ، و الجمع أَرْشِیَةٌ. قال ابن سیدة: و إنما حملناه علی الواو لأَنه یُوصَلُ به إلی الماء كما یوصَلُ بالرُّشْوَةِ إلی ما یُطلَبُ من الأَشیاء. قال اللحیانی: و من كلام المؤَخِّذات للرجال أَخَّذْتُه بدُبَّاء مُمَلَّإٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاء؛ قال: التِّرْشَاءُ الحبل، لا یُسْتَعمَلُ هكذا إلا فی هذه الأُخْذةِ. و أَرْشی
(3). قوله [إنی لأَسمع الحدیث إلخ] هكذا فی الأَصل. و لفظ النهایة: إنی لأَسمع الحدیث أرسه فی نفسی و أحدث به الخادم، أرسه فی نفسی أی أثبته إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 323
الدَّلْوَ: جعل لها رِشاءً أی حَبْلًا. و الرِّشَاءُ: من منازل القمر، و هو علی التشبیه بالحبل. الجوهری الرِّشَاءُ كواكبُ كثیرة صغارٌ علی صورة السَّمَكة یقال لها بطنُ الحُوت، و فی سُرَّتِها كَوْكَبٌ نَیِّرٌ یِنزِلُه القمر. و أَرْشِیَةُ الحنظلِ و الیقطینِ: خُیوطه. و قد أَرْشَت الشجرةُ و أَرْشَی الحنظلُ إذا امْتَدَّتْ أَغصانُه. قال الأَصمعی: إذا امْتَدَّتْ أَغصانُ الحَنظل قیل قد أَرْشَتْ أَی صارت كالأَرْشِیَة، و هی الحِبال. أَبو عمرو: اسْتَرْشَی ما فی الضَّرْع و اسْتَوْشی ما فیه إذا أخرجه. و اسْتَرْشَی فی حكمه: طلب الرَّشْوَة علیه. و اسْتَرْشَی الفصیلُ إذا طلب الرَّضاع، و قد أَرْشَیْتُه إرْشاءً. ابن الأَعرابی: أَرْشَی الرجلُ إذا حكَّ خَوْرانَ الفصیل لیعدُوَ، و یقال للفصیل الرَّشِیُّ. و الرَّشَاةُ: نَبْتٌ یُشْرَب للْمَشِیِّ؛ و قال كراع: الرَّشَاةُ عُشبةٌ نحوُ القَرْنُوَةِ، و جمعها رَشاً. قال ابن سیدة: و حملْنا الرَّشِیّ علی الواو لوجود ر ش و و عدم ر ش ی.

رصا؛ ج14، ص: 323

: ابن الأَعرابی: رَصَاه إذا أَحكمَهُ، و رَصَاهُ إذا نَواهُ للصومِ، و الله أَعلم.

رضی؛ ج14، ص: 323

: الرِّضَا، مقصورٌ: ضدُّ السَّخَطِ. و‌فی حدیث الدعاء: اللهم إنی أَعوذُ برِضَاكَ من سَخَطِكَ و بمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ، و أَعوذُ بك منك لا أُحْصی ثَناءً علیك أَنت كما أَثْنَیْتَ علی نفسك، و‌فی روایة: بَدأَ بالمُعافاة ثم بالرِّضَا؛ قال ابن الأَثیر: إنما ابتدأَ بالمُعافاة من العقوبة لأَنها من صفات الأَفعال كالإِماتة و الإِحیاء و الرِّضَا؛ و السَّخَطُ من صفات القلب، و صفاتُ الأَفعال أَدْنی رُتبةً من صفات الذات، فبدأَ بالأَدْنی مُتَرَقِّیاً إلی الأَعلی، ثم لمَّا ازداد یقیناً و ارْتَقی تَرَكَ الصفاتِ و قَصَر نظره علی الذات فقال أَعوذ بك منك، ثم لمَّا ازداد قرباً اسْتَحیْا معه من الاسْتِعاذة علی بساط القُرْب فالْتَجأَ إلی الثَّناءِ فقال لا أُحْصی ثَناءً علیك، ثم علم أَن ذلك قُصورٌ فقال أَنت كما أَثْنَیْت علی نفسِك؛ قال: و أَما علی الروایة الأُولی فإنما قدم الاستعاذة بالرِّضا علی السَّخَط لأَن المُعافاة من العُقوبة تحصل بحصول الرضا، و إنما ذكرها لأَن دلالة الأُولی علیها دلالة تضمن، فأَراد أن یدل علیها دلالة مطابقة فكنی عنها أَولًا ثم صرح بها ثانیاً، و لأَن الراضِیَ قد یعاقِب للمصلحة أَو لاستیفاء حقِّ الغیر. و تثنیة الرِّضا رِضَوانِ و رِضَیانِ، الأُولی علی الأَصل و الأُخری علی المُعاقبة، و كأَن هذا إنما ثُنِّیَ علی إرادة الجنس. الجوهری: و سمع الكسائی رِضَوانِ و حِمَوانِ فی تثنیة الرِّضا و الحِمی، قال: و الوجه حِمَیان و رِضَیان، فمن العرب من یقولهما بالیاء علی الأَصل، و الواو أَكثر، و قد رَضِیَ یَرْضَی رِضاً و رُضاً و رِضْوَاناً و رُضْوَاناً، الأَخیرة عن سیبویه و نَظَّرهَ بشُكْران و رُجْحانٍ، و مَرْضَاةً، فهو رَاضٍ من قوم رُضَاةٍ، و رَضِیٌّ من قوم أَرْضِیَاءَ و رُضاةٍ؛ الأَخیرة عن اللحیانی، قال ابن سیدة: و هی نادرة، أَعنی تكسیر رَضِیّ علی رُضاةٍ، قال: و عندی أنه جمع رَاضٍ لا غیر، و رَضٍ من قوم رَضِینَ؛ عن اللحیانی، قال سیبویه: و قالوا رَضْیُوا كما قالوا غَزْیا، أَسكن العینَ، و لو كسرها لحذفَ لأَنه لا یَلْتَقی ساكنان حیث كانت لا تدخلها الضمة و قبلها كسرة، و راعَوْا كسرة الضاد فی الأَصل فلذلك أَقروها یاء، و هی مع ذلك كله نادرة. و رَضِیتُ عنك و عَلَیْكَ رِضیً، مقصورٌ: مصدرٌ مَحْضٌ، و الاسمُ الرِّضَاءُ، ممدودٌ عن الأَخفش؛ قال القُحَیْفُ العُقَیْلی: إذا رَضِیَتْ عَلیَّ بَنو قُشَیْرٍ لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَنی رِضاها
لسان العرب، ج‌14، ص: 324
و لا تَنْبو سُیوفُ بَنی قُشَیْرٍ، و لا تَمْضی الأَسِنَّةُ فی صَفاها عدّاه بعَلی لأَنَّه إذا رَضِیَتْ عنه أَحَبَّتْه و أَقْبَلَت علیه، فذلك اسْتَعْمل علی بمعنی عَنْ. قال ابن جنی: و كان أَبو عَلِیّ یستحسن قول الكسائی فی هذا، لأَنه لمَّا كان رَضِیتُ ضِدَّ سَخِطْت عَدَّی رَضیتُ بعَلی، حملًا للشی‌ء علی نقیضه كما یُحْمَلُ علی نَظیره، قال: و قد سلك سیبویه هذه الطریق فی المصادر كثیراً فقال: قالوا كذا كما قالوا كذا، و أَحدُهما ضدُّ الآخرَ. و قوله عز و جل: رَضِیَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ*؛ تأْویله أَنَّ الله تعالی رَضِیَ عَنْهُم أَفْعالَهم و رضوا عنه ما جازاهم به. و أَرْضاهُ: أَعْطاهُ ما یَرْضی به. و تَرَضَّاهُ طَلَب رِضاه؛ قال: إذا العَجوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ، و لا تَرَضَّاها و لا تَمَلَّقِ أَثبت الأَلف من تَرَضَّاها فی موضع الجزم تشبیهاً بالیاء فی قوله: أَ لَمْ یَأْتیكَ، و الأَنْباءُ تَنْمی، بما لاقَتْ لَبونُ بَنی زِیادِ؟ قال ابن سیدة: و إنما فَعَلَ ذلك لَئلَّا یقول تَرَضَّها فیلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ، علی أَنَّ بعضهم قد رَواه علی الوجه الأَعْرَف: و لا تَرَضَّها و لا تَمَلَّقِ، علی احتمال الخَبْن. و الرَّضِیُّ: المَرْضِیُّ. ابن الأَعرابی: الرَّضِیُّ المُطیعُ و الرَّضِیُّ الضّامِنُ. و رَضِیتُ الشی‌ءَ و ارْتَضَیْتُه، فهو مَرْضِیٌّ، و قد قالوا مَرْضُوٌّ، فجاؤوا به علی الأَصْل. ابن سیدة: و رَضِیَهُ لذلك الأَمْر، فهو مَرْضُوٌّ و مَرْضِیٌّ. و ارْتَضَاه: رآه لَهُ أَهْلًا. و رجلٌ رِضیً من قَوْمٍ رِضیً: قُنْعانٌ مَرْضِیٌّ، وصَفوا بالمَصْدر؛ قال زهیر: هُمُ بَیْنَنا فَهُمْ رِضیً و هُمُ عَدْلُ وصَفَ بالمصدر الذی فی مَعْنی مَفْعول كما وُصِفَ بالمَصْدر الذی فی مَعْنی فاعِلٍ فی عَدْلٍ و خَصْمٍ. الصحاح: الرِّضْوَانُ الرِّضا، و كذلك الرُّضْوانُ، بالضم، و المَرْضَاةُ مثلهُ. غَیره: المَرْضَاةُ و الرِّضْوَان مصدران، و القُرّاء كلهم قَرَؤُوا الرِّضْوَانَ، بكسر الراء، إلَّا ما رُوِی عن عاصم أَنه قرأَ رُضْوَان و یقال: هو مَرْضِیٌّ، و منهم من یقول مَرْضُوٌّ لأَن الرِّضَا فی الأَصل من بنات الواو، و قیل فِی عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* أَی مَرْضِیَّة أَی ذات رضیً كقولهم هَمٌّ ناصِبٌ. و یقال: رُضِیَتْ مَعیشَتهُ، علی ما لم یُسَمَّ فاعلهُ، و لا یقال رَضِیَتْ. و یقال: رَضِیتُ به صاحِباً، و ربما قالوا رَضِیتُ علَیْه فی معنَی رَضِیتُ به و عنه. و أَرْضَیْتُه عَنِّی و رَضَّیْته، بالتشدید أَیضاً، فَرَضِیَ. و تَرَضَّیته أَی أَرْضَیْته بعد جَهْدٍ. و اسْتَرْضَیْتُه فأَرْضَانِی. و رَاضَانِی مُرَاضَاةً و رِضَاءً فَرَضَوْتُه أَرْضُوهُ، بالضم، إذا غَلَبْتَه فیه لأَنه من الواو، و فی المحكم: فرَضَوْتُه كنت أَشدَّ رِضاً منه، و لا یُمَدُّ الرِّضَا إلا علی ذلك. قال الجوهری: و إنما قالوا رَضِیتُ عنه رِضاً، و إن كان من الواو، كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً، و قالوا رَضِیَ لِمكان الكسر و حَقُّه رَضُوَ، قال أَبو منصور: إذا جعلت الرِّضَی بمعنی المُراضاةِ فهو ممدود، و إذا جعلته مصدَرَ رَضِی یَرْضَی رِضیً فهو مقصور. قال سیبویه: و قالوا عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ* علی النَّسب أَی ذات رِضاً. و رَضْوَی: جَبَل بالمَدینة، و النِّسْبة إلیه رَضَوِی قال ابن سیدة: و رَضْوَی اسم جبل بعینه، و به سمیت المرأَةُ، قال: و لا أَحمله علی باب تَقْوَی لأَنه لیس فی الكلام ر ض ی فیكون هذا محمولًا علیه.
لسان العرب، ج‌14، ص: 325
التهذیب: و رَضْوَی اسم امرأَة؛ قال الأَخطل: عفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوَی فَنَبْتَلُ، فَمُجْتَمَعُ المَجْرَیْنِ، فالصَّبْرُ أَجْمَلُ و من أَسماء النساء رُضَیَّا بوزن الثُّرَیّا، و تكبیرهما رَضْوَی و ثَرْوی. و رَضْوَی: فَرَس سعد بن شجاع، و الله أَعلم.

رطا؛ ج14، ص: 325

: الأَرْطَی: شجر من شجر الرَّمْل، و هو أَفْعَلُ من وجْهٍ و فَعْلی من وجْه لأَنهم یقولون أَدیمٌ مأْروط إذا دُبِغَ بوَرَقِه، و یقولون أَدیمٌ مَرْطِیٌّ، و الواحدة أَرْطاة و لُحوقُ تاء التأْنیثِ فیه یدلُّ علی أَن الأَلف فیه لیست للتأْنیث و إنما هی للإِلحاق، أَو بُنِیَ الاسمُ علیها؛ و قال الشاعر یصف ذئباً: لمَّا رأَی أَنْ لا دَعَهْ و لا شِبَعْ، مالَ إلی أَرْطَاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ و أَرْطَتِ الأَرض: أَنْبَتَتِ الأَرْطی. و الرَّوَاطِی: رِمالٌ تُنْبِتُ الأَرْطی؛ قال رؤبة: أَبْیَض مُنْهالًا منَ الرَّوَاطِی و روی: … مُنْهَلًّا مِن الرَّواطی، و فُسِّرَ علی هذه الروایة فقیل: الرَّوَاطِی كُثْبانٌ حُمْر، و الأَوَّلُ أَصحُّ. و أَدیم مَرْطِیٌّ: مدبوغ بالأَرْطی. و الرَّاطِیَة و الرَّوَاطِی: موضع من شِقِّ بنی سَعْدٍ، قیل: بنی سَعْد البحرین؛ قال العجاج: فی دفِّ یَبْنِینَ مِن الرَّوَاطِی الجوهری: و رَاطِیَةُ اسمُ موضع، و كذلك أُرَاطٌ؛ و هو فی شعر عمرو بن كُلْثوم: و نحنُ الحابِسونَ بذِی أُراطٍ، تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرینا «1». و رَطاها رَطْواً: نكَحَها، و قد تقدم فی الهمز. و الرَّوَاطِی: مواضع معروفة.

رعی؛ ج14، ص: 325

: الرَّعْیُ: مصدر رَعَی الكَلأَ و نحوَه یَرْعَی رَعْیاً. و الرَّاعِی یَرْعی الماشیةَ أَی یَحوطُها و یحفظُها. و الماشیةُ تَرْعَی أَی ترتفع و تأْكل. و رَاعِی الماشیةِ: حافظُها، صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم، و الجمع رُعَاةٌ مثل قاضٍ و قُضاةٍ، و رِعَاءٌ مثل جائعٍ و جِیاعٍ، و رُعْیانٌ مثل شابّ و شُبَّانٍ، كسَّروه تكسیر الأَسماء كَحاجِرٍ و حُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة، و لیس فی الكلام اسم علی فاعل یَعْتَوِرُ علیه فُعَلَة و فِعالٌ إلا هذا، و قولهم آسٍ و أُساةٌ و إساءٌ. و‌فی حدیث الإِیمان: حتی تَری رِعاءَ الشَّاءِ یَتَطاوَلُون فی البُنْیان.و‌فی حدیث عمر: كأَنه رَاعِی غَنَمٍ‌أَی فی الجَفَاء و البَذاذةِ. و‌فی حدیث دُرَیْدٍ قال یوم حُنَیْنٍ لمالك بن عوف: إنما هو رَاعِی ضأْنٍ ما لَه و للحربِ، كأَنه یَسْتَجْهله و یُقَصِّر به عن رُتْبةِ من یَقُودُ الجُیوشَ و یَسُوسُها؛ و أَما قول ثعلبة بن عُبَیْدٍ العَدَوِیِّ فی صفة نخل: تَبِیتُ رُعَاها لا تَخافُ نِزاعَها، و إن لم تُقَیَّدْ بالقُیودِ و بالأُبض فإن أَبا حنیفة ذهب إلی أَنَّ رُعیً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً و إن كان جمعاً فإن لفظه لفظ الواحد، فصار كَمُهاةٍ و مُهیً، إلا أَن مُهاةً واحد و هو ماءُ الفحل فی رَحِم الناقة، و رُعَاة جمع؛ و أَما قول أُحَیْحَة: و تُصْبِحُ حیثُ یَبِیتُ الرِّعَاء، و إنْ ضَیَّعوها و إنْ أَهْمَلُوا إنما عنی بالرِّعَاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو فی صفة النَّخِیل؛ یقول: تُصْبح النخلُ فی أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإِبل المُهْمَلة. و الرَّعِیَّة: الماشیةُ الراعیةُ أَو المَرْعِیَّة؛ قال:
(1). روایة المعلقة: بذی أُراطی
لسان العرب، ج‌14، ص: 326
ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِیَّهْ، فنَبَتَ البَقْلُ و لا رَعِیَّهْ و فی التنزیل: حَتّٰی یُصْدِرَ الرِّعٰاءُ؛ جمع الرَّاعِی. قال الأَزهری: و أَكثر ما یقال رُعَاةٌ للوُلاةِ، و الرُّعْیَانُ لراعِی الغَنَمِ. و یقال للنَّعَم: هی تَرْعَی و تَرْتَعِی. و قرأَ بعض القُرَّاء: أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعِی «2» و نَلْعَبْ؛ و هو نَفْتَعِلُ من الرَّعْیِ، و قیل: معنی نَرْتَعِی أَی یَرْعَی بعضُنا بعضاً. و فلان یَرْعَی عَلَی أَبِیه أَی یَرْعَی غَنَمَه. الفراء: یقال إنَّه لَتِرْعِیَّةُ مالٍ «3». إذا كان یَصْلُح المالُ علی یَدِهِ و یُجِیدُ رِعْیةَ الإِبِل. قال ابن سیدة: رجلٌ تَرْعِیَّةٌ [تِرْعِیَّةٌ و تِرْعِیٌّ، بغیر هاء، نادرٌ؛ قال تأَبط شرّاً: و لَسْت بِتِرْعِیّ طَوِیلٍ عَشَاؤُه، یُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ مُبْهِل و كذلك تَرْعِیَّة و تُرْعِیَّة، مشددة الیاء، و تِرْعَایَة و تُرْعَایَةٌ بهذا المعنی صِناعتُه و صِنَاعة آبائِهِ الرِّعَایَة، و هو مثال لم یذكره سیبویه. و التِّرْعِیَّة: الحَسَن الالْتِماسِ و الارْتِیادِ لِلْكَلإِ للماشیة؛ و أَنشد الأَزهری للفراء: و دَار حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا، و غَیرُها أَحبُّ إلی التِّرْعِیَّةِ الشَّنَآنِ قال ابن بری: و منه قول حكیم بن مُعَیَّة: یَتْبَعُها تِرْعِیَّةٌ فیه خَضَعْ، فی كَفِّه زَیْعٌ، و فی الرُّسْغِ فَدَعْ و الرِّعَایَةُ: حِرْفةُ الرَّاعِی، و المَسُوسُ مَرْعِیٌّ؛ قال أَبو قیس بن الأَسْلَت: لَیس قَطاً مثلَ قُطَیّ، و لا المَرْعِیُّ، فی الأَقْوامِ، كالرَّاعِی وَ رَعتِ الماشِیةُ تَرْعَی رَعْیاً و رِعَایَةً و ارْتَعَتْ و تَرَعَّتْ؛ قال كثیر عزة: و ما أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّی به أَراكاً عَمِیماً و دَوْحاً ظَلِیلا و رَعَاها و أَرْعَاها، یقال: أَرْعَی اللهُ المَواشِیَ إذا أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه. و فی التنزیل العزیز: كُلُوا وَ ارْعَوْا أَنْعٰامَكُمْ؛ و قال الشاعر: كأَنَّها ظَبْیةٌ تَعْطُو إلی فَنَنٍ، تأْكُلُ مِنْ طَیِّبٍ، و اللهُ یُرْعِیها أَی یُنْبِتُ لها ما تَرْعَی، و الاسمُ الرِّعْیَة؛ عن اللحیانی. و أَرْعَاهُ المكانَ: جعلَهَ له مَرْعیً؛ قال القُطامی: فَمَنْ یَكُ أَرْعاهُ الحِمَی أَخَواتُه، فَما لیَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ و لا بِكْرِ و إبِلٌ رَاعِیةٌ، و الجمع الرَّوَاعِی. و رَعَی البعِیرُ الكلأَ بنَفْسِه رَعْیاً، و ارْتَعَی مثلُه؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علیه: كالظَّبْیةِ البِكْرِ الفَرِیدةِ تَرْتَعِی، فی أَرْضِها، و فَراتِها و عِهادَها خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبِینَها، من عَرْكِها عَلَجانَها و عَرادَها و الرِّعْی، بكسر الراء: الكَلأُ نَفْسُه، و الجمع أَرْعَاءٌ. و المَرْعَی: كالرَّعْیِ. و فی التنزیل: وَ الَّذِی أَخْرَجَ الْمَرْعیٰ. و فی المثل: مَرْعیً و لا كالسَّعْدانِ؛ قال ابن سیدة: و قول أَبی العِیالِ:
(2). قوله [نرتعی] كذا بالأَصل و التهذیب بإثبات الیاء بعد العین و هی قراءة قنبل وقفاً و وصلًا كما فی الخطیب المفسر (3). قوله [إنه لترْعِیَّة مال] حاصل لغاتها إنها مثلثة الأَول مع تشدید الیاء المثناة التحتیة و تخفیفها كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 327
أَ فُطَیْم، هل تَدْرِینَ كَمْ مِنْ مَتْلَفٍ جاوَزْتُ، لا مَرْعیً و لا مَسْكُونِ؟ عندی أَن المَرْعَی هاهنا فی موضع المَرْعِیِّ لمقابلته إیاه بقوله و لا مَسْكون. قال: و قد یكون المَرْعَی الرِّعْیَ أَی ذُو رِعْیٍ. قال الأَزهری: أَفادنی المُنْذِرِیُّ یقال لا تَقْتَنِ فَتاةً و لا مَرْعاة فإنَّ لكُلٍّ بُغاةً؛ یقول: المَرْعَی حیث كان یُطْلَبُ، و الفَتاةُ حیثما كانت تُخْطَبُ، لكلِّ فتاةٍ خاطِب، و لكلِّ مَرْعیً طالب؛ قال: و أَنشدنی محمد بن إسحاق: و لَنْ تُعایِنَ مَرْعیً ناضِراً أُنُفاً، إلَّا وجَدْتَ به آثارَ مأْكُولِ و أَرْعَتِ الأَرضُ: كثُر رِعْیُها. و الرَّعایا و الرَّعاوِیَّةُ: الماشیة المَرْعِیَّة تكون للسوقة و السلطان، و الأَرْعاوِیَّةُ للسلطان خاصة، و هی التی علیها وُسومُه و رُسومُه. و الرَّعاوَی و الرُّعاوَی، بفتح الراء و ضمها: الإِبل التی تَرْعَی حَوالَی القومِ و دیارِهم لأَنها الإِبل التی یُعْتَمَلُ علیها؛ قالت امرأَة من العرب تُعاتب زوجَها: تَمَشَّشْتَنی، حتی إذا ما تَرَكْتَنِی كنِضْوِ الرَّعاوَی، قلتَ: إنِّی ذَاهِبُ قال شمر: لم أَسمع الرَّعاوَی بهذا المعنی إلّا هاهنا. و قال أَبو عمرو: الأُرْعُوَّة بلغة أَزْدِ شَنُوأَة نِیرُ الفَدَّان یُحْتَرَثُ بها. و الراعِی: الوالیِ. و الرَّعِیَّة: العامَّة. و رَعَی الأَمِیرُ رَعِیَّته رِعایةً، و رَعَیْتُ الإِبلَ أَرْعاها رَعْیاً و رَعاه یَرْعاه رَعْیاً و رِعایَةً: حَفِظَه. و كلّ مَنْ وَلِیَ أَمرَ قومٍ فهو راعِیهم و هُم رَعِیَّته، فعیلة بمعنی مفعول. و قد اسْتَرْعَاهُ إیَّاهم: اسْتَحْفَظه، و اسْتَرْعَیْته الشی‌ءَ فرَعَاه. و فی المثل: مَن اسْتَرْعَی الذئْبَ فقد ظَلَمَ أَی مَنِ ائتَمَنَ خائناً فقد وضع الأَمانة فی غیرِ موْضِعِها. و رَعَی النُّجُوم رَعْیاً و رَاعَاها: راقَبَها و انْتَظَر مَغِیبَها؛ قالت الخنساء: أَرْعَی النُّجوم و ما كُلِّفْت رِعْیَتَها، و تارةً أَتَغَشَّی فَضْلَ أَطْمارِی و رَاعَی أَمرهَ: حَفِظَه و تَرَقَّبَه. و المُراعاة: المُناظَرة و المُراقَبَة. یقال: راعَیْتُ فلاناً مُرَاعَاةً و رِعَاءً إذا راقَبْتَه و تأَمَّلْت فِعْلَه. و رَاعَیْتُ الأَمرَ: نَظَرْت إلامَ یصیر. و رَاعَیْته: لاحَظته. و رَاعَیْته: من مُراعاةِ الحُقوق. و یقال: رَعَیْتُ علیه حُرْمَتَه رِعَایَةً. و فلانُ [یُرَاعِی أَمرَ فُلانٍ أَی ینظر إلی ما یصیر إلیه أَمره. و أَرْعَی علیه: أَبْقی؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء: إن كان هذا السِّحْرُ منكِ، فلا تُرْعِی عَلیَّ و جَدِّدِی سِحْرا و الإِرْعَاءُ: الإِبْقاء علی أَخیكَ؛ قال ذو الإِصْبَع: بَغی بعضُهُمُ بَعْضاً، فلم یُرْعُوا علی بَعْضِ و الرُّعْوَی: اسم من الإِرْعَاء و هو الإِبْقاءُ؛ و منه قول ابن قیس: إن تكن للإِله فی هذه الأُمَّةِ رُعْوَی، یعُدْ إلیك النَّعیمُ و أَرْعِنِی سَمْعَكَ و رَاعِنِی سمعكَ أَی اسْتَمِعْ إلیّ. و أَرْعَی إلیه: اسْتَمَع. و أَرْعَیْت فُلاناً سَمْعی إذا اسْتَمَعْت إلی ما یقولُ و أَصْغَیْت إلیه. و یقال: فلان لا یُرْعِی إلی قَوْلِ أَحدٍ أَی لا یلتفِتُ إلی أَحد. و قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لٰا تَقُولُوا رٰاعِنٰا وَ قُولُوا انْظُرْنٰا؛ قال الفراء: هو من الإِرْعاءِ و المُرَاعَاةِ،
لسان العرب، ج‌14، ص: 328
و قال الأَخفش: هو فاعِلْنا من المُراعاة علی معنی أَرْعِنا سَمْعَك و لكن الیاء ذَهَبَتْ للأَمْر، و قرئ رَاعِناً، بالتنوین علی إعْمال القولِ فیه كأَنه قال لا تقولوا حُمْقاً و لا تقولوا هُجْراً، و هو من الرُّعونَةِ، و قد تقدم. و قال أَبو إسحاق: قیل فیه ثلاثة أَقوال، قال بعضهم: معناه أَرْعِنا سَمْعَك، و قیل: أَرْعِنَا سَمْعَك حتی نُفْهِمَك و تَفْهَمَ عَنَّا، قال: و هی قراءة أَهل المدینة، و یُصَدِّقُها قراءة أُبَیِّ بنِ كعب: لا تقولوا راعونا، و العرب تقول أَرْعِنا سَمْعك و رَاعِنَا سَمْعَك، و قد مَرَّ معنی ما أَراد القومُ یقول رَاعِنا فی تَرْجَمة رَعَنَ، و‌قیل: كان المسلمون یقولون للنبی، صلی الله علیه و سلم: راعِنا، و كانت الیهود تَسابُّ بهذه الكلمة بینها، و كانوا یسُبُّون النبی، علیه السلام، فی نُفوسِهِم فلما سَمِعوا هذه الكلمة اغتنموا أَن یظهروا سبّه بلفظ یُسمع و لا یلحقهم فی ظاهره شی‌ء؛ فأَظهر الله النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، و المسلمین علی ذلك و نَهَی عن الكلمة، و قال قوم: رَاعِنَا من المُرَاعَاة و المُكافأَةِ، و أُمِرُوا أَن یخاطِبوا النبی، صلی الله علیه و سلم، بالتعزیر و التَّوْقیر، أَی لا تقولوا رَاعِنا أَی كافِئْنا فی المَقال كما یقول بعضهم لبعض. و فی مصحف ابن مسعود، رضی الله عنه: رَاعُونا. و رَعی عَهْدَه و حَقَّه: حَفِظَه، و الاسم من كل ذلك الرَّعْیا و الرَّعْوَی. قال ابن سیدة: و أُری ثعلباً حكی الرُّعوی، بضم الراء و بالواو، و هو مما قلبت یاؤه واواً للتصریف و تعویض الواو من كثرة دخول الیاء علیها و للفرق أَیضاً بین الاسم و الصفة، و كذلك ما كان مثله كالَبقْوی و الفَتْوی و التَّقْوی و الشَّرْوی و الثَّنْوی، و البَقْوی و البَقْیا اسمان یوضعان موضع الإِبْقاء. و الرَّعْوی و الرَّعْیا: من رِعایةِ الحِفاظِ. و یقال: ارْعَوَی فلان عن الجهل یَرْعَوِی ارْعِوَاءً حَسَناً و رَعْوی حَسَنةً، و هو نُزُوعُه و حُسْنُ رُجوعهِ. قال ابن سیدة: الرَّعْوَی و الرَّعْیا النزوع عن الجهل و حسنُ الرجوعِ عنه. و ارْعَوَی یَرْعَوِی أَی كفَّ عن الأُمور. و‌فی الحدیث: شَرُّ الناسِ رجلٌ یقرأُ كتابَ اللهِ لا یَرْعَوِی إلی شَی‌ءٍ منه‌أَی لا ینكفُّ و لا ینزجر، من رَعَا یَرْعُو إذا كفَّ عن الأُمور. و یقال: فلان حسن الرَّعْوَة و الرِّعْوة و الرُّعْوَة و الرُّعْوَی و الارْعِوَاء، و قد ارْعَوی عن القبیح، و تقدیره افْعَوَلَ و وزنه افْعَلَل، و إنما لم یُدْغَمْ لسكون الیاء، و الاسم الرُّعْیا، بالضم، و الرَّعْوی بالفتح مثل البُقْیا و البَقْوی. و‌فی حدیث ابن عباس: إذا كانت عندك شهادة فسُئِلْت عنها فأَخْبِرْ بها و لا تقُلْ حتی آتِیَ الأَمیر لعله یرجع أَو یَرْعَوِی.قال أَبو عبید: الارْعِوَاءُ النَّدَم علی الشی‌ء و الانصراف عنه و التركُ له؛ و أَنشد: إذا قُلْتُ عن طُول التَّنائی: قد ارْعَوَی، أَبی حُبُّها إلا بَقاءً علی هَجْرِ قال الأَزهری: ارْعَوَی جاء نادراً، قال: و لا أَعلم فی المعتلات مثله كأَنهم بنوه علی الرَّعْوی و هو الإِبْقاءُ. و‌فی الحدیث: إلَّا إرْعَاءً علیه‌أَی إبْقاءً و رِفْقاً. یقال: أَرْعَیْتُ علیه، من المُرَاعَاةِ و المُلاحظةِ. قال الأَزهری: و للرَّعْوَی ثلاثةُ مَعانٍ: أَحدها الرَّعْوی اسمٌ من الإِبْقاء، و الرَّعْوَی رِعایة الحِفاظِ للعهد، و الرَّعْوی حسنُ المُراجَعةِ و النُّزوع عن الجَهْلِ. و قال شمر: تكون المُرَاعَاة من الرَّعْیِ مع آخَرَ، یقال: هذه إبِلٌ تُرَاعِی الوَحْشَ أَی تَرْعی معها. و یقال: الحِمارُ یُراعِی الحُمُر أَی یَرْعی معها؛ قال أَبو ذُؤَیب:
لسان العرب، ج‌14، ص: 329
من وَحشِ حَوضَی یُرَاعِی الصَّیْدَ مُنْتَبِذاً، كأَنَّه كوْكَبٌ فی الجَوِّ مُنْجَرِدُ و المُرَاعَاةُ: المحافَظة و الإِبْقاءُ علی الشی‌ءِ. و الإِرْعَاء: الإِبْقاء. قال أَبو سعید: یقال أَمْرُ كذا أَرْفَقُ بِی و أَرْعَی علیَّ. و یقال: أَرْعَیْت علیه إذا أَبْقَیْت علیه و رحِمْتَه. و‌فی الحدیث: نِساءُ قُرَیْشٍ خیرُ نِساءٍ أَحْناهُ علی طِفْلٍ فی صِغَرِه و أَرْعَاهُ علی زوجٍ فی ذاتِ یدهِ؛ هو من المُراعاةِ الحِفْظِ و الرِّفْقِ و تَخْفِیفِ الكُلَفِ و الأَثْقالِ عنه، و ذاتُ یدهِ كِنایةٌ عما یَمْلِكُ من مالٍ و غیرهِ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا یُعْطی من الغَنائِمِ شی‌ءٌ حتی تُقْسَم إلا لِرَاعٍ أَو دلیلٍ؛ الرَّاعِی هنا: عَیْنُ القوم علی العدوِّ، من الرِّعایَةِ الحِفْظِ. و‌فی حدیث لقمان بن عادٍ: إذا رَعَی القومُ غَفَلَ؛ یرید إذا تَحافَظَ القومُ لشی‌ءٍ یخافُونَه غَفَلَ و لم یَرْعَهُم. و‌فی الحدیث: كُلُّكُمْ راعٍ و كلُّكُم مسؤول عن رعیَّتهِ‌أَی حافِظٌ مؤْتَمَنٌ. و الرَّعِیَّةُ: كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعی و نَظَرهُ. و‌قول عمر، رضی الله عنه: ورِّعِ اللِّصَّ و لا تُرَاعِهْ، فسره ثعلب فقال: معناه كُفَّه أن یأْخُذَ مَتاعَك و لا تُشْهِدْ علیه، و‌یروی عن ابن سیرین أَنه قال: ما كانوا یُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دخل دارَ أَحدِهم تأَثُّماً.و الرَّاعِیَةُ: مُقَدِّمَةُ الشَّیْبِ. یقال: رأَی فلانٌ رَاعِیَةَ الشَّیْبِ، و رَوَاعِی الشیب أَوَّلُ ما یَظْهَرُ منه. و الرِّعْیُ: أَرْضٌ فیها حجارة ناتِئَةٌ تمنع اللُّؤْمَة أَن تَجْری. و رَاعِیَة الأَرضِ: ضَرْبٌ من الجَنادِب. و الرَّاعِی: لقب عُبْیدِ الله بن الحُصَیْن النُّمَیْری الشاعر.

رغا؛ ج14، ص: 329

: الرُّغاءُ: صَوتُ ذواتِ الخُفِّ. و‌فی الحدیث: لا یأْتی أَحدُكُم یومَ القیامةِ ببعیرٍ له رُغاءٌ؛ الرُّغَاءُ: صوتُ الإِبلِ. رَغَا البعیرُ و الناقة تَرْغُو رُغَاءً: صوَّتت فضَجَّت، و قد قیل ذلك للضِّباع و النَّعام. و ناقة رَغُوٌّ، علی فعول، أَی كثیرة الرُّغاءِ. و‌فی حدیث المُغیرة: مَلِیلَة الإِرْغاءِ‌أَی مَمْلولة الصوتِ، یَصِفُها بكَثْرة الكلام و رفع الصوت حتی تُضْجِرَ السامعین، شبَّه صوتَها بالرُّغاء أَو أَراد إزْباد شِدْقیْها لكثرة كلامها، من الرَّغوة الزُّبْدِ. و فی المثل: كَفی بِرُغَائِها مُنادیاً أَی أَن رُغاءَ بعیرهِ یقومُ مَقامَ نِدائهِ فی التَّعَرُّض للضِّیافة و القِری. و سَمِعْتُ رَاغِیَ الإِبل أَی أَصواتَها. و أَرْغَی فلانٌ بعیرَه: و ذلك إذا حمله علی أَن یَرْغُوَ لیلًا فیُضافَ. و أَرْغَیْتُه أَنا: حملتُه علی الرُّغَاء؛ قال سَبْرة بنُ عَمْرو الفَقْعَسی: أَ تَبْغی آلُ شَدَّادٍ علینا، و ما یُرْغی لِشَدَّادٍ فَصیلُ یقول: هم أَشِحَّاء لا یُفَرِّقون بین الفصیل و أُمّه بنحر و لا هبة، و قد یُرْغِی صاحبُ الإِبل إبلَه لیَسْمَعَ ابن السبیل باللیل رُغاءَها فیَمیلَ إلیها؛ قال ابن فَسْوة یصف إبلًا: طِوال الذُّری ما یَلْعَنُ الضَّیْفُ أَهْلَها، إذا هو أَرْغَی وسْطَها بَعْد ما یَسْری أَی یُرْغی ناقَتَه فی ناحِیة هذه الإِبل. و‌فی حدیث الإِفك: و قد أَرْغَی الناسُ للرَّحیل‌أَی حملوا رواحِلَهُم علی الرُّغاءِ، و هذا دأْبُ الإِبل عند رفع الأَحْمالِ علیها؛ و منه‌حدیث أَبی رَجاءٍ: لا یكون الرجل مُتَّقِیاً حتی یكون أَذلَّ من قَعُودٍ كلُّ من أَتی إلیه أَرْغاه‌أی قَهَره و أَذلَّه لأَن البعیر لا یَرْغُو إلا عن ذُلّ و اسْتِكانة، و إنما خصَّ القَعودَ لأَن الفَتِیَّ من
لسان العرب، ج‌14، ص: 330
الإِبل یكون كثیر الرُّغاءِ. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: فسَمِعَ الرَّغْوَةَ خلْفَ ظَهْرهِ فقال هذه رَغْوة ناقة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الجَدْعَاءِ؛ الرَّغْوَةُ، بالفتح: المَرَّة من الرُّغَاءِ، و بالضم الاسم كالغَرْفةِ و الغُرْفة. و تَراغَوْا إذا رَغا واحدٌ هاهُنا و واحد هاهنا. و‌فی الحدیث: إنهم و الله تَرَاغَوْا علیه فقتلُوه‌أَی تَصایَحُوا و تَداعَوْا علی قتلهِ. و ما له ثاغِیَة و لا راغِیَة أَی ما له شاة و لا ناقةٌ، و قد تقدم فی ثَغا، و كذلك قولهم أَتیته فما أَثْغی و لا أَرْغَی أَی لم یعط شاةً و لا ناقةً كما یقال ما أَخْشی و لا أَجلَّ. و الرَّغْوَة: الصخرة. و یقال: رَغَّاهُ إذا أَغضبه، و غَرَّاه إذا أَجبره. و رَغَا الصبیُّ رُغَاءً: و هو أَشدُّ ما یكون من بكائه. و رَغا الضَّبُّ؛ عن ابن الأَعرابی، كذلك. و رَغْوَة اللبن و رُغْوَته و رِغْوَته و رُغَاوَتُه و رِغَاوَتُه و رُغَایَته و رِغایَتُه، كل ذلك: زَبَدهُ، و الجمع رُغاً. و ارْتَغَیْتُ: شربْتُ الرُّغْوة. و الارْتِغَاء: سَحْفُ الرَّغْوة و احْتِساؤها؛ الكسائی: هی رَغْوة اللبن و رُغْوَتهُ و رِغْوَته و رِغَاؤه و رِغَایتهُ، و زاد غیره رُغَایَته، قال: و لم نسمع رُغَاوَته. أَبو زید: یقال للرَّغْوَة رُغَاوی و جمعها رَغَاوَی. و ارْتَغَی الرُّغْوَة: أَخذها و احتساها. و فی المثل: یُسِرُّ حَسْواً فی ارْتِغَاءٍ؛ یُضرب لمن یُظهر أَمراً و هو یرید غیرهَ؛قال الشعبی لمن سأَله عن رجلٍ قبَّل أُمَّ امرأَته قال: یُسِرُّ حسْواً فی ارْتِغَاء و قد حرُمَت علیه امرأَته، و فی التهذیب: یُضرَب مثلًا لمن یُظهر طلَب القلیل و هو یُسِرُّ أَخْذَ الكثیر. و أَمْسَت إبِلُكم تُنَشِّفُ و تُرَغِّی أَی تعلو أَلبانَها نُشافة و رَغْوة، و هما واحد. و المِرْغَاةُ: شی‌ءٌ یؤخذ به الرَّغُوة. و رَغا اللبنُ و رَغَّی و أَرْغَی تَرْغِیَةً: صارت له رَغْوةٌ و أَزبد. و إبلٌ مَرَاغٍ: لأَلبانِها رَغْوة كثیرة. و أَرْغَی البائلُ: صار لبوله رَغْوة؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: من البِیضِ تُرْغِینا سِقاطَ حَدیِثِها، و تَنْكُدُنا لهْوَ الحدیث المُمَتَّعِ «4». فسره فقال: تُرْغِینا، من الرَّغْوة، كأَنها لا تُعْطِینا صریح حدیثِها تَنْفَحُ لنا برَغْوتِه و ما لیس بمَحْضٍ منه؛ معناه أَی تُطْعِمُنا حدیثاً قلیلًا بمنزلة الرَّغْوة، و تَنْكُدنا لا تُعْطِینا إلا أَقَلَّه، قال: و لم أَسمع تُرْغی متعدیاً إلی مفعول واحد و لا إلی مفعولین إلَّا فی هذا البیت، و من ذلك قولُهم: كلامٌ مُرَغٍّ إذا لم یُفْصِحْ عن معناه. و رُغْوةُ: فرس مالك بن عَبْدة.

رفا؛ ج14، ص: 330

: رَفَوْتُه: سَكَّنْته من الرُّعْب؛ قال أَبو خِراشٍ الهذلی: رَفَوْنی و قالوا: یا خُوَیْلِدُ لا تُرَعْ، فقلتُ، و أَنْكَرْت الوُجوهَ: هُمُ هُمُ یقول: سَكَّنُونی، اعتَبرَ بمشاهدة الوجوه، و جعلها دلیلًا علی ما فی النفوس، یرید رَفَؤُونی فأَلقی الهمزة، و قد تقدم. و رَفَوْتُ الثوبَ أَرْفُوه رَفْواً: لغة فی رَفَأْتُه، یُهمز و لا یهمز، و الهمز أَعلی. و قال فی باب تحویل الهمزة: رَفَوْتُ الثوبَ رَفْواً یُحَوِّلُ الهمزة واواً كما تری. أَبو زید: الرِّفاءُ الموافَقة، و هی المُرافاةُ بلا همز؛ و أَنشد: و لمَّا أَنْ رأَیتُ أَبا رُوَیْمٍ یُرافِینی، و یَكْرَهُ أَنْ یُلاما و الرِّفاءُ: الالتِحامُ و الاتِّفاقُ. و یقال: رَفَّیْتُه
(4). قوله [الممتع] كذا بالأَصل بمثناة فوقیة بعد المیم كالمحكم، و الذی فی التهذیب و الأَساس: الممنع، بالنون: و فسره فقال: أی تستخرج منا الحدیث الذی نمنعه إلا منها
لسان العرب، ج‌14، ص: 331
تَرْفِیةً إذا قلت للمتزوّج بالرِّفاءِ و البَنین؛ قال ابن السكیت: و إن شئتَ كان معناه بالسكون و الطمأْنینة، من قولهم رَفَوْت الرجلَ إذا سَكَّنته. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی أَن یقال بالرِّفاءِ و البَنِین، قال ابن الأَثیر: ذكره الهروی فی المعتل هاهنا و لم یذكره فی المهموز؛ قال: و كان إذا رَفَّی رجلًا أَی إذا أَحبَّ أَن یَدْعُوَ له بالرِّفاء، فترَك الهمز و لم یكن الهمزُ من لغته، و قد تقدم أَكثر هذا القول. الفراء: أَرْفَأْتُ إلیه و أَرْفَیْتُ إلیه لغتان بمعنی جَنَحْت إلیه. اللیث: أَرْفَت السَّفینة قَرُبَتْ إلی الشَّطّ. أَبو الدُّقیش: أَرْفَت السفینةُ و أَرْفَیْتُها أَنا، بغیر همز. و الرُّفَةُ، بالتخفیف: التِّبْنُ؛ عن أَبی حنیفة، تقول العرب: اسْتَغْنَتِ التُّفَةُ علی الرُّفَةِ، و التشدید فیهما لغة، و قیل: الرُّفَة التِّبْن، یمانیة، و قد تقدم فی الثنائی. و الرُّفَةُ: دُوَیْبَّة تَصِیدُ تسمَّی عَناقَ الأَرض. قال ابن سیدة: قضینا علی لامِها بالیاء لأَنها لام، قال: و قد یجوز أَن تكون واواً بدلیل الضمة. التهذیب: اللیث الرُّفَة عَناقُ الأَرض تَصِیدُ كما یَصیدُ الفَهْد. قال أَبو منصور: غَلِط اللیث فی الرُّفَةِ فی لفظه و تفسیره، قال: و أَحسبه رأَی فی بعض الصحف أَنا أَغنی عنك من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ، فلم یضبطه و غیَّرَه فأَفسده، فأَما عَناقُ الأَرض فهو التُّفَة مخففة، بالتاء و الفاء و الهاء، و یكتب بالهاء فی الإِدْراج كهاء الرحمة و النعمة. و قال أَبو الهیثم: أما الرَّفْتُ فهو بالتاء فَعْلٌ من رَفَتُّه أَرْفِتُه إذا دَقَقْته. و یقال للتِّبْنِ: رُفَتٌ و رَفْتٌ و رُفاتٌ، و قد مرّ ذكرها. و الأُرْفِیُّ: لبنُ الظبیة، و قیل: هو اللبنُ الخالصُ المَحْضُ الطَّیِّبُ. و الأُرْفِیُّ أَیضاً: الماسِخُ، قال: و قد یكون أُفْعُولًا و قد یكون فُعْلِیّاً، و قد یكون من الواو لوجود رَفَوْت و عدم رَفَیْت. و الأَرْفَی: الأَمرُ العظیمُ.

رقا؛ ج14، ص: 331

: الرَّقْوَةُ: دِعْصٌ من رَمْلٍ. ابن سیدة: الرَّقْوةُ و الرَّقْوُ فُوَیْقَ الدِّعْصِ من الرمل، و أَكثرُ ما یكون إلی جوانب الأَودیة؛ قال یصف ظبیة و خِشْفها: لها أُمُّ مُوَقَّفة وَكُوبٌ، بحیثُ الرَّقْوُ، مَرْتَعُها البَرِیرُ «1». أَراد لها أُمُّ مرتَعها البَریرُ، و كنی بالكُوب عن القلب و غیرهِ، و المُوَقَّفة: التی فی ذِراعَیْها بیاضٌ، و الوَكُوبُ: التی واكَبَتْ ولدَها و لازَمَتْه؛ و قال آخر: مِن البِیضِ مِبْهاجٌ، كأَنَّ ضَجِیعَها یَبِیتُ إلی رَقْوٍ، من الرَّمْلِ، مُصْعب ابن الأَعرابی: الرَّقْوَة القُمْزَة من التراب تَجْتَمِع علی شَفِیر الوادی، و جمعها الرُّقَا. و رَقِیَ إلی الشی‌ءِ رُقِیّاً و رُقُوّاً و ارْتَقَی یَرْتَقِی و تَرَقَّی: صَعِد، و رَقَّی غیرهَ؛ أَنشد سیبویه للأَعشی: لئنْ كُنت فی جُبّ ثمانین قامَةً، و رُقِّیت أَسْبابَ السماء بسُلَّم و رَقِیَ فلانٌ فی الجبل یَرْقَی رُقِیّاً إذا صَعَّدَ. و یقال: هذا جبَل لا مَرْقیً فیه و لا مُرْتَقیً. و یقال: ما زال فلانٌ یَتَرقَّی به الأَمرُ حتی بَلَغ غایتَه. و رَقِیتُ فی السُّلَّم رَقْیاً و رُقِیّاً إذا صَعِدْتَ، و ارتَقَیْت مثلُه؛ أَنشد ابن بری: أَنتَ الذی كلَّفْتَنی رَقْیَ الدَّرَجْ، علی الكَلالِ و المَشِیبِ و العَرَجْ و فی التنزیل: لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِیِّكَ. و‌فی حدیث
(1). قوله: و كنی بالكوب؛ هكذا فی الأَصل، و لم یرد فی البیت و إنما ورد وَكُوب
لسان العرب، ج‌14، ص: 332
اسْتِراقِ السَّمْعِ: و لكنَّهم یُرَقُّونَ فیه‌أَی یتَزَیَّدُون فیه. یقال: رَقَّی فلان علی الباطل إذا تقَوَّلَ ما لم یكن و زاد فیه، و هو من الرُّقِیّ الصُّعُودِ و الارتفاعِ، و رَقَّی شُدِّد للتعدیة إلی المفعول، و حقیقة المعنی أنهم یرتفعون إلی الباطل و یدَّعون فوق ما یسمعون. و‌فی الحدیث: كنتُ رَقَّاءً علی الجبال‌أی صَعَّاداً علیها، و فعَّال للمبالغة. و المَرْقَاة و المِرْقَاة: الدرجة، واحدة من مَرَاقِی الدرَج، و نظیره مَسْقاةٌ و مِسْقاة، و مَثْناةٌ و مِثْناة للحَبْل، و مَبْناةٌ و مِبْناة للعَیْبة أَو النِّطَع، بالفتح و الكسر؛ قال الجوهری: من كسَرَها شبَّهها بالآلة التی یعمل بها، و من فَتَح قال هذا موضع یفعل فیه، فجعَله بفتح المیم مخالفاً؛ عن یعقوب. و تَرَقَّی فی العِلْم أَی رَقِیَ فیه دَرَجة درجة. و رَقَّی علیه كلاماً تَرْقِیةً أَی رفَع. و الرُّقْیَة: العُوذة، معروفة؛ قال رؤْبة: فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ یَعْرِفانها، و لا رُقْیَةٍ إلا بها رَقَیَانی و الجمع رُقیً. و تقول: اسْتَرْقَیْتُه فرَقَانِی رُقْیَة، فهو راقٍ، و قد رَقَاه رَقْیاً و رُقِیّاً. و رجلٌ رَقَّاءٌ: صاحبُ رُقیً. یقال: رَقَی الرَّاقِی رُقْیةً و رُقِیّاً إذا عَوَّذَ و نَفَثَ فی عُوذَتِه، و المَرْقِیُّ یَسْتَرْقی، و هم الراقُونَ؛ قال النابغة: تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها و قول الراجز: لقد عَلِمْت، و الأَجَلِّ الباقی، أَنْ لَنْ یَرُدَّ القَدَرَ الرَّوَاقِی قال ابن سیدة: كأَنه جمَع امرأَةً رَاقِیَةً أَو رجُلًا رَاقِیَةً، بالهاء للمبالغة. و‌فی الحدیث: ما كنَّا نأْبُنُه برُقْیَة.قال ابن الأَثیر: الرُّقْیَة العُوذة التی یُرْقی بها صاحبُ الآفةِ كالحُمَّی و الصَّرَع و غیر ذلك من الآفات، و قد جاء فی بعض الأَحادیث جوازُها و فی بعضِها النَّهْیُ عنها، فمنَ الجواز‌قوله: اسْتَرْقُوا لهَا فإنَّ بها النَّظْرَة‌أَی اطْلُبوا لها من یَرْقِیها، و من النهی عنها‌قوله: لا یَسْتَرْقُون و لا یَكْتَوُون، و الأَحادیث فی القسمین كثیرة، قال: و وجه الجمع بینها أَن الرُّقَی یُكره منها ما كان بغیر اللسان العربی و بغیر أَسماء الله تعالی و صفاتهِ و كلامه فی كتُبه المنزلة، و أَن یعْتَقدَ أَن الرُّقْیا نافعة لا مَحالَة فیتَّكلَ علیها، و إیاها أَراد‌بقوله: ما توَكَّلَ مَنِ اسْتَرْقَی، و لا یُكره منها ما كان فی خلاف ذلك كالتعوّذ بالقرآن و أسماء الله تعالی و الرُّقَی المَرْوِیَّةِ، و لذلك‌قال للذی رَقَی بالقرآن و أَخَذَ علیه أَجْراً: مَن أَخَذ برُقْیة باطِلٍ فقد أَخَذْت برُقْیة حَقّ، و كقوله‌فی حدیث جابر: أَنه، علیه السلام، قال اعْرِضُوها علیَّ فعرَضْناها فقال لا بأْس بها إنما هی مواثِیقُ، كأَنه خاف أَن یقع فیها شی‌ء مما كانوا یتلفظون به و یعتقدونه من الشرك فی الجاهلیة و ما كان بغیر اللسان العربی مما لا یعرف له ترجمة و لا یمكن الوقوف علیه، فلا یجوز استعماله؛ و أَما‌قوله: لا رُقْیَةَ إلا من عَیْنٍ أَو حُمَةٍ، فمعناه لا رُقْیة أولی و أَنفعُ، و هذا كما قیل‌لا فَتیً إلا علیٌّ، و قد أَمَر، علیه الصلاة و السلام، غیر واحد من أَصحابه بالرُّقْیةِ و سَمِعَ بجماعة یَرْقُونَ فلم یُنْكِرْ علیهم، قال: و أَما‌الحدیث الآخر فی صفة أَهل الجنة: الذین یدخلونها بِغَیْرِ حِسٰابٍ و هم الذین لا یَسْتَرقُونَ و لا یَكْتَوُون وَ عَلیٰ رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ*، فهذا من صفة الأَولیاء المعرضین عن أَسباب الدنیا الذین لا یلتفتون إلی شی‌ء من علائقها، و تلك درجةُ الخَواصِّ لا یَبْلُغها غیرُهم، جعلنا الله تعالی
لسان العرب، ج‌14، ص: 333
منهم بمنه و كرمه، فأَما العوامُّ فَمُرَخَّصٌ لهم فی التداوی و المُعالجات، و من صبر علی البلاء و انتظر الفرجَ من الله بالدعاء كان من جملة الخواص و الأَولیاء، و من لم یصبر رخص له فی الرقیة و العلاج و الدواء، أَ لا تری أَن الصدّیق، رضی الله عنه، لما تصدق بجمیع ماله لم ینكر علیه علماً منه بیقینه و صبره؟ و لما أَتاه الرجل بمثل بیضة الحمامة من الذهب و قال: لا أَملك غیره، ضربه به بحیث لو أَصابه عَقَره و قال فیه ما قال. و قولُهم: ارْقَ علی ظَلْعِكَ أَی امْشِ و اصْعد بقدر ما تطیق و لا تَحْمِلْ علی نفسك ما لا تطیقه، و قیل: ارْقَ علی ظَلْعِكَ أَی الْزَمْه و ارْبَعْ علیه. و یقال للرجل: ارْقَ علی ظَلْعِكَ أَی أَصِلحْ أوَّلًا أمرَكَ، فیقول قد رَقِیتُ، بكسر القاف، رُقِیّاً. و مَرْقَیَا الأَنْفِ: حَرْفاه؛ عن ثعلب، كأَنه منه ظَنٌّ، و المعروف مَرَقَّا الأَنْفِ. أَبو عمرو: الرُّقَّی الشحْمة البیضاء النَّقِیَّة تكون فی مَرْجِعِ الكَتِف، و علیها أُخْری مثلُها یقال لها المَأْتاةُ «1». فكما یَراها الآكِلُ یأْخُذُها مُسابَقةً. قال: و فی المثل یَضْرِبُه النِّحْریر للخَوْعَمِ حَسِبْتَنِی الرُّقَّی علیها المَأْتاة. قال الجوهری: و الرُّقَیُّ موضع. و رُقَیَّة: اسم امرأَة. و عبدُ الله بنُ قیسِ الرُّقَیَّات «2». إنما أُضیف قیسٌ إلیهن لأَنه تزوج عدَّة نسوة وافق أَسماؤهن كُلِّهِنَّ رقیَّةَ فنُسب إلیهن؛ قال الجوهری: هذا قول الأَصمعی، و قال غیره: إنه كانت له عدَّةُ جدّات أَسماؤهن كُلِّهنّ رُقَیَّة، و یقال: إنما أُضیف إلیهنّ لأَنه كان یُشَبِّبُ بعدّة نساء یُسَمَّیْن رُقَیَّة.

ركا؛ ج14، ص: 333

: الرَّكْوَةُ و الرِّكْوة «3». شِبْه تَوْرٍ من أَدمٍ، و فی الصحاح: الرِّكْوَةُ التی للماء. و‌فی حدیث جابر: أُتِیَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، بِرَكْوةٍ [بِرِكْوةٍ فیها ماءٌ؛ قال: الرَّكْوة [الرِّكْوة إناءٌ صغیر من جِلْدٍ یُشْرَب فیه الماءُ، و الجمع رَكَوات، بالتحریك، و رِكاءٌ. و الرَّكْوَة [الرِّكْوة أَیضاً: زَوْرَقٌ صغیر. و الرَّكْوةُ [الرِّكْوةُ: رقْعَة تحت العَواصِرِ، و العَواصِرُ حجارة ثلاثٌ بعضها فوق بعض. و رَكا الأَرضَ رَكْواً: حفرها. و رَكا رَكْواً: حَفَرَ حَوْضاً مُسْتَطیلًا. و المَرْكُوُّ من الحِیاضِ: الكبیر، و قیل الصغیر، و هو من الاحْتِفار. ابن الأَعرابی: رَكَوْتُ الحَوْضَ سوَّیته. أَبو عمرو: المَرْكُوُّ الحَوْض الكبیر؛ قال أَبو منصور: و الذی سمعته من العرب فی المَرْكُوِّ أَنه الحُوَیْضُ الصغیر یُسَوِّیه الرجل بیدیه علی رأْس البئر إذا أَعْوَزه إناءٌ یَسْقی فیه بَعیراً أَو بَعیریَن. یقال: ارْكُ مَركُوّاً تَسْقِی فیه بَعیرَك، و أَما الحوض الكبیر فلا یسمی مَرْكُوّاً. اللیث: الرَّكْوُ أَن تَحْفِرَ حَوْضاً مستطیلًا و هو المَرْكُوُّ. و‌فی حدیث البرَاء: فأَتَیْنا علی رَكِیٍّ ذَمَّةٍ؛ الرَّكِیُّ: جِنْسٌ للرَّكِیَّة و هی البئر، و الذَّمَّة القلیلة الماءِ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: فإذا هو فی رَكِیٍّ یَتَبَرَّد.الجوهری: و المَرْكُوُّ الحَوْضُ الكبیر و الجُرْمُوزُ الصغیر؛ قال الراجز: السَّجْلُ و النُّطْفَةُ و الذَّنُوبُ، حتی تَریَ مَرْكُوَّها یَثُوبُ یقول: اسْتَقَی تارَةً ذَنُوباً، و تارة نُطْفَةً حتی رجَعَ الحَوضُ مَلآنَ كما كان قَبْلَ أَن یُشْرَبَ.
(1). قوله [یقال لها المأتاة] هكذا هو فی الأَصل و التهذیب (2). قوله [و عبد الله بن قیس الرقیات] مثله فی الجوهری عبد الله مكبراً، و قال فی التكملة: صوابه عبید الله مصغراً (3). قوله [الركوة إلخ] هی مثلثة الراء كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 334
و الرَّكِیَّة: البئرُ تُحْفَرُ، و الجمع رَكِیٌّ «1». و رَكَایا؛ قال ابن سیدة: و قضینا علیها بالواو لأَنه من رَكَوْت أَی حَفَرْت. و رَكا الأَمْرَ رَكْواً: أَصْلَحَه؛ قال سُوَیْد: فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْك شُؤُونَهُم، و شَأْنُكَ إنْ لا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ معناه إن لا تُصْلِحْه. قال ابن الأَعرابی: رَكَوْتُ الشی‌ءَ أَرْكُوهُ إذا شَدَدْتَه و أَصْلَحْته. و رَكا علی الرجُل رَكْواً و أَرْكَی: أَثْنَی علیه ثَناءً قبیحاً. و رَكَوْتُ علیه الحِمْلَ و أَرْكَیْتُه: ضاعَفْته علیه و أثْقَلْتُه به، و رَكَوْت علیه الأَمْرَ و رَكَّیْته. و یقال: أَرْكَی علیه كذا و كذا كأَنه رَكَّهُ فی عُنقهِ أَی جَعَلَه. و أَرْكَیْت فی الأَمْر: تأَخَّرْت. ابن الأَعرابی: رَكاه إذا أَخَّرَه. و‌فی الحدیث: یَغْفِرُ اللهُ فی لَیْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِم إلَّا لِلْمُتَشاحِنَیْنِ فیقال ارْكُوهُما حتی یَصْطَلِحا؛ هكذا رُویَ بضم الأَلف. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: أَنه قال تُعْرَضُ أَعمالُ الناسِ فی كلِّ جُمْعةٍ مَرَّتَین یومَ الإثنَیْنِ و یومَ الخَمیس فیُغْفَر لكل عبدٍ مُؤْمن إلا عَبْداً كانتْ بینَه و بینَ أَخیهِ شَحْناءُ فیقال ارْكُوا هذَیْنِ حتی یَفِیئَا؛ قال الأَزهری: و هذا خَبَرٌ صحیح، قال: و معنی‌قوله ارْكُوا هَذَیْنِ‌أَی أَخِّرُوا، قال: و فیه لغة أُخری. روی عن الفراء أَنه قال أَرْكَیْت الدَّیْنَ أَی أَخَّرْته، و أَرْكَیْتُ علیَّ دَیْناً و رَكَوْتُه. و‌فی روایة فی الحدیث: اتْرُكُوا هَذَیْنِ، من التَّرْكِ. و‌یروی: ارْهَكُوا، بالهاءُ، أَی كَلِّفُوهُما و أَلْزِمُوهُما، من رَهَكْت الدابَّة إذا حمَلْت علیها فی السَّیْر و أَجْهَدْتها. قال أَبو عمرو: یقال للغَریم اركنی إلی كذا أَی أَخِّرْنی. الأَصمعی: رَكَوْتَ علیّ الأَمرَ أَی وَرَّكْتَه. و رَكَوْتُ علی فلانٍ الذَّنْبَ أَی وَرَّكْتُه. و رَكَوْتُ بَقِیَّةَ یَوْمی أَی أَقَمْتُ. ابن الأَعرابی: أَرْكَیْتُ لِبَنی فلان جُنْداً أی هَیَّأْتُه لهم. و أَرْكَیْتَ علیَّ ذَنْباً لم أَجْنِه. و قولهم فی المثل: صارَتِ القوْسُ رَكْوَةً؛ یُضْرَبُ فی الإِدْبارِ و انْقِلابِ الأُمور. و أَرْكَیْتُ إلی فلان: مِلْتُ إلیه و اعْتَزَیْت. و أَرْكَیْت إلیه: لَجَأْت. و أَنا مُرْتَكٍ علی كذا أَی مُعَوِّلٌ علیه، و ما لی مُرتَكیً إلا علیكَ. علیُّ بن حمزة: رَكَوْتُ إلی فلان اعتَزَیْتُ إلیه و مِلْتُ إلیه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إلی أَیِّما الحَیَّیْنِ تُرْكَوا، فإنَّكُمْ ثِفالُ الرَّحَی مَنْ تَحْتَها لا یَرِیمُها فسر تُرْكَوْا تُنْسَبوا و تُعْزَوْا؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنّ الروایة إنما هی تُرْكُوا أَو تَرْكُوا أَی تَنْتَسِبوا و تَعْتَزُوا. و الرَّكاءُ: اسم موضع، و فی المُحْكم: وادٍ معروف؛ قال لبید: فدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كما دَعْدَعَ ساقی الأَعاجِمِ الغَرَبا قال: و فی بعض النسخ الموثوق بها من كتاب الجمهرة الرِّكَاءِ، بالكسر، و یروی بفتح الراء و كسرها، و الفتح أَصح، و هو موضع؛ وصفَ ماءَیْن التَقَیا من السَّیْل فمَلَآ سُرَّة الرِّكاء كما ملأَ ساقی الأَعاجِم قَدَح الغَرَبِ خمراً. قال ابن بری: الرَّكاء، بالفتح، وادٍ بجانِب نَجْدٍ بینَ البَدِیِّ و الكُلابِ، قال: ذكره ابن وَلَّادٍ فی باب المَمْدود و المَفْتوح أَوَّلُه.
(1). قوله [و الجمع رَكِیّ] كذا بضبط الأَصل و التهذیب بفتح الراء، فلا تغتر بضبطها فی نسخ القاموس الطبع بضمها
لسان العرب، ج‌14، ص: 335
غیره: و رِكَاءٌ، ممدود، موضع؛ قال: إذ بالرِّكَاء مَجالِسٌ فُسُحُ قال ابن سیدة: و قضیت علی هذه الكلمات بالواو لأَنه لیس فی الكلام ر ك ی، و قد تری سعة باب رَكَوْت. ابن الأَعرابی: رَكَاهُ إذا جاوَبَ رَوْكَه، و هو صوتُ الصَّدَی من الجَبل و الحَمَّام. و الرَّكِیُّ: الضَّعِیف مثلُ الرَّكِیكِ، و قیل: یاؤُه بدل من كاف الرَّكِیكِ، قال: فإذا كان ذلك فلیس من هذا الباب. و هذا الأَمرُ أَرْكَی من هذا أَی أَهْوَنُ منه و أَضْعَف؛ قال القُطامی: و غیرُ حَرْبیَ أَرْكَی مِن تَجَشمِها، إجَّانَةٌ مِن مُدامٍ شَدَّ ما احْتَدَما

رمی؛ ج14، ص: 335

: اللیث: رَمی یَرْمِی رَمْیاً فهو رامٍ. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ؛ قال أَبو إسحاق: لیس هذا نَفْیَ رَمْیِ النبی، صلی الله علیه و سلم، و لكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل. و‌روی أَنّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال لأَبی بكر، رضی الله عنه: ناوِلْنی كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَهُ كفّاً فرَمَی به فلم یَبقَ منهم أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَیْنهِ، فأَعْلَمَ الله عز و جل أَن كَفّاً من تُرابٍ أَو حَصًی لا یَمْلأُ به عُیونَ ذلك الجیش الكثیر بَشَرٌ، و أَنه سبحانه و تعالی توَلَّی إیصالَ ذلك إلی أَبصارهم فقال: وَ مٰا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ؛ أَی لم یُصِبْ رَمْیُك ذلك و یبْلُغ ذلك المَبْلَغ، بل إنما الله عز و جل تولی ذلك، فهذا مَجازُ وَ مٰا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ، و روی أَبو عمرو عن أَبی العباس أَنه قال: معناه وَ مٰا رَمَیْتَ الرُّعْبَ و الفَزَعَ فی قلوبهم إِذْ رَمَیْتَ بالحَصی وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ؛ و قال المبرد: معناه مٰا رَمَیْتَ بقوتك إِذْ رَمَیْتَ و لكن بقوة الله رمیت. و رَمی اللهُ لفلان: نَصَره و صنَع له؛ عن أَبی علی، قال: و هو معنی قوله تعالی وَ مٰا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمیٰ، قال: و هذا كله من الرَّمْیِ لأَنه إذا نصره رَمی عدُوَّه. و یقال: طَعَنه فأَرْمَاه عن فَرسه أَی أَلقاه عن ظهر دابته كما یقال أَذْراه. و أَرْمَیْتُ الحجَرَ من یدی أَی أَلقیت. ابن سیدة: رَمَی الشی‌ءَ رَمْیاً و رَمَی به و رَمَی عن القوْس و رَمَی علیها، و لا یقال رَمَی بها فی هذا المعنی؛ قال الراجز: أَرْمِی علیها و هی فَرْعٌ أَجْمَعُ، و هی ثلاثُ أَذْرُعٍ و إصْبَعُ قال ابن بری: إنما جاز رَمَیْتُ علیها لأَنه إذا رَمی عنها جعَلَ السهمَ علیها. و رَمَی القَنَصَ رَمْیاً لا غیر. و خرجتُ أَرْتَمِی و خرج یَرْتَمِی إذا خرج یَرْمی القنَصَ؛ و قال الشماخ: خَلَتْ غیرَ آثارِ الأَراجِیلِ تَرْتَمِی، تَقَعْقَع فی الآباطِ منها وِفاضُها قال: تَرْتَمِی أَی تَرْمی الصَّیدَ، و الأَراجِیلُ رجالةٌ لُصوصٌ [لِصوصٌ. أَبو عبیدة: و من أَمثالهم فی الأَمر یُتقدَّم فیه قَبْلَ فِعْلِه: قبل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَنائنُ. و الرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ. و التِّرْماءُ: مثل الرِّماءِ و المُراماةِ. و خرجْت أَتَرَمَّی و خرجَ یَتَرَمَّی إذا خرج یَرْمی فی الأَغْراضِ و أُصُول الشجر. و‌فی حدیث الكسوف: خرجتُ أَرْتَمِی بأَسْهُمی، و فی روایة: أَتَرَامَی.یقال رَمَیْت بالسَّهْمِ رَمْیاً و ارْتَمَیْت و تَرَامَیْت تَرَامِیاً و رَامَیْت مُرَاماةً إذا رَمَیْت بالسهام عن القِسِیّ، و قیل: خرجتُ أَرْتَمِی إذا رَمَیْت
لسان العرب، ج‌14، ص: 336
القَنَصَ، و أَتَرَمَّی إذا خرجت تَرْمی فی الأَهْدافِ و نحوِها. و فلان مُرْتَمیً للقوم «2». و مُرْتَبیً أی طلیعة. و قوله‌فی الحدیث: لیس وراءَ اللهِ مَرْمیً‌أَی مَقْصِدٌ تُرْمی إلیه الآمالُ و یوجَّه نحوهَ الرَّجاءُ. و المَرْمَی: موضع الرَّمْیِ تشبیهاً بالهَدَف الذی تُرْمی إلیه السهام. و‌فی حدیث زید بن حارثة: أنه سُبِیَ فی الجاهلیة فتَرَامَی به الأَمرُ إلی أَن صار إلی خدیجة، رضی الله عنها، فوَهَبَتْه للنبی، صلی الله علیه و سلم، فأَعْتَقَه؛ تَرامَی به الأَمرُ إلی كذا أَی صار و أَفْضی إلیه، و كأَنه تَفاعَل من الرَّمْی أَی رَمَتْه الأَقدارُ إلیه. و تَیْسٌ رَمِیٌّ: مَرْمِیٌّ، و كذلك الأُنثی و جمعها رَمَایَا، و إذا لم یعرفوا ذكراً من أُنثی فهی بالهاء فیهما. و قال اللحیانی: عَنْزٌ رَمِیٌّ و رَمِیَّة، و الأَول أَعلی. و‌فی الحدیث الذی جاء فی الخوارج: یَمْرُقون من الدین كما یَمْرُق السهم من الرَّمِیَّة؛ الرَّمِیَّة: هی الطریدة التی یَرْمیها الصائد، و هی كلُّ دابةٍ مَرْمِیَّةٍ، و أُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت اسماً لا نعتاً، یقال بالهاء للذكر و الأُنثی: قال ابن الأَثیر: الرَّمِیَّة الصید الذی تَرْمیه فتَقْصِدهُ و یَنْفُذُ فیه سَهْمُك، و قیل: هی كلُّ دابة مَرْمِیَّة. الجوهری: الرَّمِیَّة الصید یُرْمی. قال سیبویه: و قالوا بئس الرَّمِیَّةُ الأَرْنَبُ؛ یریدون بئس الشی‌ءُ مما یُرْمی، یذهب إلی أن الهاء فی غالب الأَمر إنما تكون للإِشعار بأَن الفعل لم یقع بعدُ بالمفعول، و كذلك یقولون: هذه ذبیحتك، للشاة التی لم تُذْبَح بعدُ كالضَّحیة، فإذا وقع بها الفعل فهی ذبیحٌ. قال الجوهری فی قولهم بئس الرَّمِیَّة الأَرنب: أَی بئس الشی‌ءُ مما یُرْمی به الأَرنب، قال: و إنما جاءت بالهاء لأَنها صارت فی عداد الأَسماء، و لیس هو علی رُمِیَتْ فهی مَرْمِیَّة، و عُدِلَ به إلی فعیل، و إنما هو بئسَ الشی‌ءُ فی نفسه مما یُرْمی الأَرْنَبُ. و بینهم رَمِّیَّا أَی رَمْیٌ. و یقال: كانت بین القومِ رِمِّیَّا ثم حَجَزَتْ بینهم حِجِّیزی، أَی كان بین القوم تَرامٍ بالحجارة ثم توسَّطَهم من حجزَ بینهم و كفَّ بعضَهم عن بعض. و الرِّمی: صوت الحجر الذی یَرْمی به الصبی. و المِرْماةُ: سهمٌ صغیر ضعیف؛ قال: و قال أَبو زیاد مثلٌ للعرب إذا رأَوْا كثرةَ المَرَامِی فی جَفِیر الرجل قالوا: و نَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرَامِی قیل: معناه أَن الحُرَّ یغالی بالسهام فیشتری المِعْبَلة و النَّصْل لأَنه صاحب حربٍ و صیدٍ، و العبد إنما یكون راعیاً فتُقْنِعُه المَرَامِی لأَنها أَرخصُ أَثماناً إن اشتراها، و إن اسْتَوهَبها لم یَجُدْ له أَحد إلا بمرْماة. و المِرْمَاة: سهمُ الأَهداف؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: یَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ و هو یُدْعی إلیها فلا یُجیبُ، و لو دُعِیَ إلی مِرْمَاتَیْنِ لأَجابَ، و‌فی روایة: لو أَن أَحدهم دُعِیَ إلی مِرْمَاتَیْن لأَجابَ و هو لا یُجیب إلی الصلاة، فیقال المِرْمَاةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ الشاةِ. قال أَبو عبیدة: یقال إن المرمَاتَینِ ما بین ظِلْفَی الشاةِ، و تُكْسَر میمُه و تُفتح. قال: و‌فی بعض الحدیث لو أَن رجلًا دَعا الناس إلی مِرْمَاتَیْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه، قال: و فیها لغة أُخری مَرْمَاة، و قیل: المِرْمَاةُ، بالكسر، السَّهمُ الصغیر الذی یُتَعلَّمُ فیه الرَّمْیُ و هو أَحْقَرُ السهام و أَرْذَلُها، أَی لو دُعِی إلی أَن یُعْطی سهمین من هذه السهام لأَسْرَعَ الإِجابة؛ قال الزمخشری: و هذا لیس بوجیه، و یدفعه‌قوله فی الروایة الأُخری لو دُعِیَ إلی مِرْمَاتَین أَو عَرْقٍ.
(2). قوله [و فلان مُرْتَمیً للقوم إلخ] كذا بالأَصل و التهذیب بهذا الضبط، و الذی فی القاموس و التكملة: مرتم، بكسر المیم الثانیة و حذف الیاء
لسان العرب، ج‌14، ص: 337
قال أَبو عبید: و هذا حرف لا أَدری ما وجهه إلا أَنه هكذا یُفَسَّر بما بین ظِلْفَی الشاةِ یرید به حقارَته قال ابن بری: قال ابن القَطاع المِرْمَاة ما فی جَوْفِ ظِلْف الشاة من كُراعِها، و روی عن ابن الأَعرابی أَنه قال: المِرْمَاةُ، بالكسر، السَّهْمُ الذی یُرْمی به، فی هذا الحدیث. قال ابن شمیل: و المَرَامِی مثل المَسالِّ دقیقةٌ فیها شی‌ءٌ من طول لا حُروفَ لها، قال: و القِدْحُ بالحدید مِرْمَاةٌ، و الحدیدة وحدها مِرْمَاةٌ، قال: و هی للصید لأَنها أَخَفّ و أَدَقُّ، قال: و المِرْمَاةُ قِدْح علیه رِیشٌ و فی أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإِصْبع؛ قال أَبو سعید: المِرْمَاتانِ، فی الحدیث، سهمان یَرْمی بهما الرجلُ فیُحْرِزُ سَبَقَه فیقول سَابَق إلی إحْرازِ الدنیا و سَبَقِها و یَدَع سَبَق الآخرة. الجوهری: المِرْمَاة مثل السِّرْوةِ و هو نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم. ابن سیدة: المِرْمَاة و المَرْمَاة هَنَة بین ظِلْفَی الشَّاةِ. و یقال: أَرْمَی الفرسُ براكِبه إذا أَلقاه. و یقال: أَرْمَیْت الحِمْل عن ظَهْرِ البَعِیر فارْتَمَی عنه إذا طاح و سَقَط إلی الأَرض؛ و منه قوله: و سَوْقاً بالأَماعِزِ یَرْتَمِینا أَراد یَطِحْن و یَخْرِرْنَ. و رَمَیْت بالسَّهْم رَمْیاً و رِمَایَةً و رَامَیْتُه مُرَامَاةً و رِمَاءً و ارْتَمَیْنَا و تَرَامَیْنا و كانت بینهم رِمِّیَّا ثم صاروا إلی حِجِّیزی. و یقال للمرأَة. أَنتِ تَرْمِینَ و أَنْتُنَّ تَرْمِینَ، الواحدة و الجماعة سواء. و‌فی الحدیث: من قُتِلَ فی عِمِّیَّةٍ فی رِمِّیَّا تكون بینهم بالحجارة؛ الرِّمِّیَّا، بوزن الهِجِّیری و الخِصِّیصی: من الرَّمْی، و هو مصدرٌ یُراد به المبالغة. و یقال: تَرامَی القوم بالسهام و ارْتَمَوْا إذا رَمَی بعضُهم بعضاً. الجوهری: رَمَیْت الشی‌ءَ من یَدی أَی أَلْقَیْته فارْتَمَی. ابن سیدة: و أَرْمَی الشی‌ءَ من یدهِ أَلقاه. و رَمَی الله فی یدِه و أَنْفِه و غیر ذلك من أَعضائهِ رَمْیاً إذا دُعِی علیه؛ قال النابغة: قُعوداً لدی أَبْیاتِهم یَثْمِدُونَها، رَمَی اللهُ فی تلك الأُنوفِ الكَوانِعِ و الرَّمِیُّ: قِطَعٌ صغار من السحاب، زاد التهذیب: قدرُ الكَفِّ و أَعظمُ شیئاً، و قیل: هی سحابة عظیمةُ القَطرِ شدیدة الوقْعِ، و الجمع أَرْمَاءٌ و أَرْمِیَةٌ و رَمَایا؛ و منه قول أَبی ذؤَیب یصف عسلًا: یَمانِیَةٍ أَجْبی لها مَظَّ مائِدٍ، و آلِ قُراسٍ صوبُ أَرْمیَةٍ كُحْلِ و یروی: … صوبُ أَسْقِیة … الجوهری: الرَّمِیّ السّقیُّ و هی السحابة العظیمة القطرِ. الأَصمعی: الرَّمِیّ و السَّقِیُّ، علی وزن فعیل، هما سحابتان عظیمتا القطر شدیدتا الوقع من سحائب الحمیم و الخریف؛ قال الأَزهری: و القول ما قاله الأَصمعی؛ و قال مُلَیح الهُذَلی فی الرَّمیّ السحاب: حَنِین الیَمانی هاجَه، بعْدَ سَلْوةٍ، ومِیضُ رَمیٍّ، آخرَ اللَّیلِ، مُعْرِقِ و قال أَبو جندب الهذلی و جمعه أَرْمِیَةً: هنالك لو دَعَوْت، أَتاكَ منْهمُ رجالٌ مِثْلُ أَرْمِیَةِ الحَمیم و الحَمیم: مطرُ الصیف، و یكون عظیمَ القطر شدیدَ الوَقْع. و السحابُ یَتَرَامَی أَی یَنْضم بعضهُ إلی بعض، و كذلك یَرْمِی؛ قال المُتَنَخِّل الهذلی: أَنْشَأَ فی العَیْقةِ یَرْمِی لَهُ جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ و رَمَی بالقوم من بلد إلی بلد: أَخْرَجهم منه، و قد
لسان العرب، ج‌14، ص: 338
ارْتَمَت به البلادُ و تَرَامَتْ به؛ قال الأَخطل: و لكن قَذاها زائرٌ لا تُحِبُّهُ، تَرَامَتْ به الغِیطانُ من حیثُ لا یَدْرِی ابن الأَعرابی: و رَمَی الرَّجلُ إذا سافر. قال أَبو منصور: و سمعت أَعرابیّاً یقول لآخر أَیْنَ. تَرْمِی؟ فقال: أُرِیدُ بلَدَ كذا و كذا؛ أَراد بقوله أَیْنَ تَرْمِی أَیَّ جهةٍ تَنْوِی. ابن الأَعرابی: و رَمَی فلان فلاناً بأَمرٍ قبیحٍ أَی قذفه؛ و منه قول الله عز و جل: وَ الَّذِینَ یَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ، وَ الَّذِینَ یَرْمُونَ أَزْوٰاجَهُمْ؛ معناه القَذْف. و رَمَی فلان یَرْمِی إذا ظَنَّ ظَنّاً غیرَ مُصیب؛ قال أَبو منصور: هو مثل قوله رَجْماً بِالْغَیْبِ؛ قال طُفَیْل یصف الخیل: إذا قیلَ: نَهْنِهْها و قد جَدَّ جِدُّها، تَرَامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِید المُثَقَّفِ تَرَامَتْ: تَتابَعَت و ازْدادَتْ. یقال: ما زال الشرُّ یَتَرَامَی بینهم أَی یَتَتابَع. و تَرَامَی الجُرْحُ و الحَبْنُ إلی فَسادٍ أَی تَراخَی و صار عَفِناً فاسداً. و یقال: تَرَامَی أَمرُ فلانٍ إلی الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ أَی صار إلیه. و الرَّمْی: الزیادة فی العُمْرِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و عَلَّمَنا الصَّبْرَ آباؤُنا، و خُطَّ لَنا الرَّمْیُ فی الوافِرَهْ الوافرة: الدنیا. و قال ثعلب: الرَّمْی أَن یُرْمَی بالقومِ إلی بَلَدٍ. و رَمَی علی الخمسین رَمْیاً و أَرْمَی: زاد. و كلُّ ما زاد علی شی‌ء فَقَدْ أَرْمَی علیه؛ و قول أَبی ذؤیب: فَلَمَّا تَرَامَاهُ الشَّباب و غَیُّه، و فی النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ و فُجورُها قال السُّكّری: تَرَامَاهُ الشَّباب أَی تَمَّ. و الرَّمَاء، بالمَدَّ: الرِّبا؛ قال اللحیانی: هو علی البَدَل. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تَبیعُوا الذهب بالفِضَّة إلَّا یَداً بِیَدٍ هاءَ و هاء إنی أَخافُ علیكم الرَّمَاء؛ قال الكسائی: هو بالفَتْح و المدّ. قال أَبو عبید: أَراد بالرَّمَاء الزیادة بمعنی الرِّبَا، یقول: هو زیادة علی ما یَحِلُّ. یقال: أَرْمَی علی الشی‌ءِ إرْمَاءً إذا زاد علیه كما یقال أَرْبی؛ و منه قیل: أَرْمَیْت علی الخَمْسین أَی زدت علیها إرْماءً، و‌رواه بعضهم: إنی أَخاف علیكم الإِرْمَاءَ، فجاءَ بالمصدر؛ و أَنشد لحاتم طیّ‌ء: و أَسْمَرَ خَطِّیّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ نَوَی القَسْبِ قَدْ أَرْمَی ذِراعاً علی العَشْرِ أَی قد زَادَ علیها، و أَرْمَی و أَرْبی لغتان. و أَرْمَی فلانٌ أَی أَرْبَی. و یقال: سابَّهُ ف أَرْمَی علیه إذا زادَ، و‌حدیث عَدِیٍّ الجُذَامِی: قال یا رسول الله كانَ لی امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَ رَمَیْتُ إحْداهما ف رُمِیَ فی جنَازَتِها أَی ماتَتْ فقال: اعْقِلْها و لا تَرِثهَا؛ قال ابن الأَثیر: یقال رُمِیَ فی جنازةِ فلان إذا مات لأَنَّ الجِنازَة تَصیرُ مَرْمیّاً فیها، و المراد بالرَّمْیِ الحَمْلُ و الوَضْعُ، و الفِعلُ فاعِلهُ الذی أُسْنِدَ إلیه هو الظَّرْفُ بعینه كقولك سِیرَ بِزَیْدٍ، و لذلك لم یُؤَنَّث الفعل، و‌قد جاء فی روایة فرُمِیَتْ فی جِنازَتها، بإظهار التاء. و رُمَیٌّ و رِمِّیانُ: موضعان. و أَرْمِیَا: اسمُ نَبِیٍّ؛ قال ابن درید: أَحْسبه مُعَرَّباً. قال ابن بری: و رَمَی اسم وادٍ، یصرف و لا یصرف؛ قال ابن مُقْبِل: أَ حَقّاً أَتانی أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِكٍ ببَطْنِ رَمَی یُهْدِی إلَیَّ القَوافِیَا؟ «3».
(3). قوله [ببطن رمی …] فی یاقوت: ببین رمی …، و قال: بِین رمی، بكسر الباء، موضع إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 339‌

رنا؛ ج14، ص: 339

: الرُّنُوُّ: إدامة النَّظَر مع سكونِ الطَّرْف. رَنَوْتُه و رَنَوْتُ إلیه أَرْنُو رَنْواً و رَنَا له: أَدامَ النَّظَرَ. یقال: ظَلَّ رَانِیاً، و أَرْنَاهُ غیرهُ. و الرَّنَا، بالفتح مقصورٌ: الشی‌ءُ المَنْظُورُ إلیه، و فی المحكم: الذی یُرْنَی إلیه من حُسْنهِ، سمَّاه بالمصدر؛ قال جریر: و قد كان من شَأْنِ الغَوِیِّ ظَعائِنٌ رَفَعْنَ الرَّنَا و العَبْقَرِیَّ المُرَقَّما و أَرْنَانی حُسْنُ المَنْظَر و رَنَّانی؛ الجوهری: أَرْنَانِی حسنُ ما رأَیتُ أَی حَمَلَنی علی الرُّنُوِّ. و الرُّنُوّ: اللَّهْوُ مع شَغْلِ القَلْبِ و البَصَرِ و غَلَبةِ الهَوَی. و فُلانٌ رَنُوُّ فلانة أَی یَرْنُو إلی حدیثِها و یُعْجبُ به. قال مبتكر الأَعرابی: حدَّثنی فلان فَ رَنَوْتُ إلی حدیثهِ أَی لَهَوْتُ به، و قال: أَسأَلُ اللهَ أَن یُرْنِیكُم إلی الطاعة أَی یُصَیِّرَكُم إلیها حتی تَسْكُنوا و تَدُومُوا علیها. و إنَّه لَ رَنُوُّ الأَمَانی أَی صاحبُ أُمْنِیَّةٍ. و الرَّنْوَة: اللَّحمة، و جمعُها رَنَوات. و كأْسٌ رَنَوْنَاةٌ: دائمةٌ علی الشُّرْبِ ساكِنة، و وزنها فَعَلْعَلَة؛ قال ابن أَحمر: مَدَّت علیه المُلكَ أَطنابَها كأْسٌ رَنَونَاةٌ و طِرفٌ طِمِرّ أَراد: مَدَّتْ كأْسٌ رَنَوْناةٌ علیه أَطْنابَ الملك، فذَكَرَ المُلْكَ ثمَّ ذكر أَطْنابَه؛ قال ابن سیدة: و لم نسمع بالرَّنَونَاةِ إلَّا فی شِعْرِ ابن أَحمر، و جمعها رَنَوْنَیَاتٌ، و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه سَمِعَه رَوَی بیتَ ابنِ أَحمر: بَنَّتْ علیه الملْكُ أَطْنابَها أَی المُلْكُ، هی الكَأْسُ، و رَفَعَ المُلْكَ ببَنَّت، و رواه ابن السكیت بَنَتْ، بتخفیف النون، و المُلْكَ مفعولٌ له، و قال غیره: هو ظرفٌ، و قیل: حال علی تقدیره مصدراً مثل أَرْسَلَها العِراك، و تقدیره بَنَتْ علیه كأْسٌ رَنَوْناة أَطْنابَها مُلْكاً أَی فی حال كونه ملكاً، و الهاء فی أَطنابها فی هذه الوجوه كلها عائدة علی الكأْس، و قال ابن درید: أَطنابها بدل من الملك فتكون الهاء فی أَطنابها علی هذا عائدة علی الملك، و روی بعضهم: بَنَتْ علیه الملكُ، فرفَعَ الملكَ و أَنَّثَ فعله علی معنی المَمْلَكة؛ و قبل البیت: إنَّ إمرَأَ القَیْس علی عَهْدِهِ، فی إرْثِ ما كان أَبوه حِجِرْ یَلْهو بِهِنْدٍ فَوْقَ أَنْماطِها، و فَرْثَنی یعْدُو إلیه وَهِرْ حتَّی أَتَتْه فَیْلَقٌ طافِحٌ لا تَتَّقی الزَّجْرَ، و لا تَنْزَجِرْ لمَّا رأَی یَوْماً، له هَبْوةٌ، مُرّاً عَبُوساً، شَرُّه مُقْمَطِرْ أَدَّی إلی هِنْدٍ تَحِیَّاتها، و قال: هذا من دَواعی دبرْ إنَّ الفَتی یُقْتِرُ بعدَ الغِنی، و یَغْتَنی مِنْ بَعْدِ ما یَفْتَقِرْ و الحَیُّ كالمَیْتِ و یَبْقی التُّقی، و العَیْشُ فَنَّانِ: فحُلْوٌ، و مُرْ و مثله قوله: فوَرَدَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائِها أَراد: وَرَدَتْ بَرْدَ ماءِ تَقْتَدَ؛ و مثله قول الله عز و جل: أَحْسَنَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلَقَهُ؛ أَی أَحْسَنَ خَلْقَ كُلِّ شی‌ءٍ، و یُسَمَّی هذا البَدَل. و قولهم
لسان العرب، ج‌14، ص: 340
فی الفاجرة: تُرْنَی؛ هی تُفْعَلُ من الرُّنُوِّ أَی یُدامُ النظَرُ إلیها لأَنَّها تُزَنُّ بالرِّیبَة. الجوهری: و قولهم یا ابْنَ تُرْنی كنایةٌ عن اللَّئِیم؛ قال صخر الغی: فإنَّ ابنَ تُرْنی، إذا زُرْتُكُمْ، یُدافِعُ عَنِّیَ قَوْلًا عَنِیفا و یقال: فلان رَنُوُّ فلانة إذا كان یُدِیمُ النَّظَر إلیها. و رجل رَنَّاءٌ، بالتشدید: للَّذی یُدِیمُ النَّظَر إلی النساءِ. و فلان رَنُوُّ الأَمانی أَی صاحِبُ أَمانیَّ یتَوقَّعُها؛ و أَنشد: یا صاحِبَیَّ، إنَّنی أَرْنُوكمُا، لا تُحْرِمانی، إنَّنی أَرْجُوكُما و رَنا إلیها یَرْنُو رُنُوّاً و رَناً، مقصور، إذا نظرَ إلیْها مُداوَمة؛ و أَنشد: إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَدِیث لأَهْلهِ، و جَدَّ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُف «1». ابن بری: قال أَبو علی رَنَوْناةٌ فعَوْعَلة أَو فعَلْعَلة من الرَّنا فی قول الشاعر: حدیثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ ابن الأَعرابی: تَرَنَّی فلان أَدام النَّظر إلی من یُحِبُّ. و تُرْنَی و تَرْنَی: اسم رملة، قال: و قَضَینا علی أَلِفِها بالواو و إن كانت لاماً لوجودنا رَنَوْت. و الرُّناءُ: الصَّوْتُ و الطَّرَب. و الرُّنَاءُ: الصوتُ، و جمعه أَرْنِیَةٌ. و قد رَنَوتُ أَی طَرِبْتُ. و رنَّیْتُ غیری: طرَّبْتُه، قال شمر: سأَلت الریاشی عن الرُّناءِ الصوت، بضم الراء، فلم یَعْرفْه، و قال: الرَّناء، بالفتح، الجمال؛ عن أَبی زید؛ و قال المنذری: سأَلت أَبا الهیثم عن الرُّناءِ و الرَّناء بالمعنیین اللذین تقدما فلم یحفظ واحداً منهما؛ قال أَبو منصور: و الرُّناءُ بمعنی الصوت ممدود صحیح. قال ابن الأَنباری: أخبرنی أَبی عن بعض شیوخه قال كانت العرب تسمی جمادی الآخرة رُنَّی، و ذا القَعدة رُنَة، و ذا الحجة بُرَكَ. قال ابن خالویه: رُنَةُ اسم جمادی الآخرة؛ و أَنشد: یا آلَ زَیدٍ، احْذَرُوا هذی السَّنَهْ، مِنْ رُنَةٍ حتی یُوافیها رُنَهْ قال: و یروی: من أَنةٍ حتی یوافیها أَنَه «2». و یقال أَیضاً رُنَّی، و قال ابن الأَنباری: هی بالباء، و قال أَبو عمر الزاهد: هو تصحیف و إنما هو بالنون. و الرُّبَّی، بالباء: الشاةُ النُّفَساء، و قال قطرب و ابن الأَنباری و أَبو الطیب عبد الواحد و أَبو القاسم الزجاجی: هو بالباء لا غیرُ، قال أَبو القاسم الزجّاجی: لأَن فیه یُعْلَم ما نُتِجَتْ حُروبُهم أَی ما انْجَلَتْ علیه أَو عنه، مأْخوذ من الشاة الرُّبَّی؛ و أَنشد أَبو الطیب: أَتَیْتُك فی الحنِین فقُلْتَ: رُبَّی، و ما ذا بینَ رُبَّی و الحَنِینِ؟ قال: و أَصل رُنَة رُونَة، و هی محذوفة العین. و رُونَة الشی‌ء: غایتُه فی حَرّ أَو بَرْدٍ أَو غیره، فسمِّی به جُمادی لشِدة بَرْدِه. و یقال: إنهم حین سمَّوا الشهور وافق هذا الشهر شدَّةَ البَرْدِ فسَمَّوْه بذلك.

رها؛ ج14، ص: 340

: رَها الشی‌ءُ رَهْواً: سَكَن. و عَیْشٌ رَاهٍ: خصیبٌ ساكنٌ رافِهٌ. و خِمْسٌ راهٍ إذا كان سهْلًا.
(1). قوله [و جد الرنا إلخ] هو هكذا بالجیم و الدال فی الأَصل و شرح القاموس أیضاً، و تقدم فی مادة هنف بلفظ: حدیث الرنا (2). قوله [من أنة إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 341
و كلُّ ساكِنٍ لا یتحَرَّكُ راهٍ و رَهْوٌ. و أَرْهَی علی نفسه: رفقَ بها و سَكَّنها، و الأَمرُ منه أَرْهِ علی نفسِك أَی ارْفُق بها. و یقال: افْعَلْ ذلك رَهْواً أَی ساكِناً علی هِینتِك، الأَصمعی: یقال لكل ساكن لا یتحرك ساجٍ و راهٍ و زاءٍ. اللحیانی: یقال ما أَرْهَیْتُ ذاك أَی ما تَركْتُه ساكناً. الأَصمعی: یقال أَرْهِ ذلك أَی دَعْهُ حتی یسكُن، قال: و الإِرْهاءُ الإِسْكان. و الرَّهْوُ: المَطَر الساكن. و یقال: ما أَرْهَیْتَ إِلا علی نفْسِك أَی ما رَفَقْتَ إِلا بها. و رَها البحرُ أَی سكَن. و فی التنزیل العزیز: وَ اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً؛ یعنی تَفَرُّق الماء منه، و قیل: أَی ساكناً علی هِینتِك، و قال الزجاج: رَهْواً هنا یَبَساً، و كذلك جاء فی التفسیر، كما قال: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِیقاً فِی الْبَحْرِ یَبَساً؛ قال المثقب: كالأَجْدَلِ الطالِب رَهْوَ القَطا، مُسْتَنْشطاً فی العُنُقِ الأَصْیَدِ الأَجْدَل: الصَّقْر. و قال أَبو سعید: یقول دَعْه كما فلَقْته لك لأَن الطریق فی البحر كان رَهْواً بین فِلْقی البحر، قال: و من قال ساكناً فلیس بشی‌ء، و لكن الرَّهْو فی السیر هو اللین مع دوامِه. قال ابن الأَعرابی: وَ اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً، قال: واسعاً ما بین الطاقات؛ قال الأَزهری: رَهْواً ساكناً من نعتِ موسی أَی علی هِینَتِك، قال: و أَجْود منه أَن تَجْعَل رَهْواً من نعت البحر، و ذلك أَنه قام فِرْقاهُ ساكنین فقال لموسی دع البحر قائماً ماؤه ساكناً و اعْبُر أَنت البحر، و قال خالد بن جَنبة: رَهْواً أَی دَمِثاً، و هو السَّهْل الذی لیس برَمْلٍ و لا حَزْنٍ. و الرَّهْوُ أَیضاً: الكثیر الحركة، ضدٌّ، و قیل: الرَّهْوُ الحركة نفسها. و الرَّهْوُ أَیضاً: السریع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فإِنْ أَهْلِكْ، عُمَیْرُ، فَرُبَّ زَحْفٍ یُشَبَّه نَقْعُه رَهْواً ضَبابا قال: و هذا قد یكون للساكن و یكون للسریع. و جاءت الخیلُ و الإِبِلُ رَهْواً أَی ساكنةً، و قیل: متتابعة. و غارَةٌ رَهْوٌ متتابعة. و یقال: الناس رَهْوٌ واحدٌ ما بین كذا و كذا أَی متقاطرون. أَبو عبید فی قوله: یَمْشِینَ رَهْواً قال: هو سیرٌ سَهْل مستقیم. و‌فی حدیث رافِع بن خَدِیجٍ: أَنه اشتَری من رجلُ بَعِیراً بِبَعِیرَیْنِ دَفع إِلیه أَحَدهما و قال آتیكَ بالآخَرِ غَداً رَهْواً؛ یقول: آتیكَ به عَفْواً سَهلًا لا احْتباسَ فیه؛ و أَنشد: یَمْشِینَ رَهْواً، فلا الأَعجازُ خاذِلةٌ، و لا الصُّدورُ عَلَی الأَعْجازِ تَتَّكِلُ و امرأَةٌ رَهْوٌ و رَهْوَی: لا تمتنع من الفُجور، و قیل: هی التی لیست بمحمودة عند الجماع من غیر أَن یُعَین ذلك، و قیل: هی الواسعة الْهَنِ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: لقدْ وَلَدَتْ أَبا قابُوسَ رَهْوٌ نَؤُومُ الفَرْجِ، حَمْراءُ العِجانِ قال ابن الأَعرابی و غیره: نزَلَ المخَبَّل السَّعْدیّ، و هو فی بعض أَسفاره، علی خُلَیْدة ابْنةِ الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ و كان یُهاجِی أَباها فعرَفته و لم یعرفها، فأَتته بغَسُولٍ فغَسَلَتْ رأْسَه و أَحسَنَت قِراهُ و زَوَّدته عند الرِّحْلة فقال لها: من أَنتِ؟ فقالت: و ما تُرِیدُ إِلی اسمِی؟ قال: أُرید أَن أَمدحك فما رأَیت امرأَة من العرب أَكرم منك قالت: اسمی رَهْوٌ قال: تالله ما رأَیت امرأَةً شریفة سُمِّیَت بهذا الاسْم غیرَكِ، قالت: أَنت سَمَّیْتَنی به، قال: و كیف ذلك؟
لسان العرب، ج‌14، ص: 342
قالت: أَنا خُلَیْدةُ بنتُ الزِّبْرِقان، و قد كان هَجَاها و زوجَها هَزَّالًا فی شعره فسماها رَهْواً؛ و ذلك قوله: و أَنْكَحْتَ هَزَّالًا خُلَیْدةَ، بَعْدَ ما زَعَمْتَ برأْسِ العَیْنِ أَنك قاتِلُهْ فأَنْكَحْتُمُ رَهْواً، كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ فجعَل علی نَفْسِه أَن لا یَهْجُوَها و لا یهجُوَ أَباها أَبداً، و اسْتَحَی و أَنشأَ یقول: لقدْ زَلَّ رَأْیِی فی خُلَیْدة زَلَّةً، سأُعْتِبُ قَوْمِی بَعْدَها فأَتُوبُ و أَشْهَدُ، و المُسْتَغْفَرُ اللهُ، أَنَّنی كذَبْتُ علیها، و الهِجاءُ كَذُوبُ و قوله‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه، یصفُ السماءَ: و نَظَمَ رَهَواتِ فُرَجِها‌أَی المواضعَ المُتَفَتِّحَةَ منها، و هی جمع رَهْوَة. أَبو عمرو: أَرْهَی الرجلُ إِذا تَزَوَّج بالرَّهاء، و هی الخِجامُ الواسعة العَفْلَق. و أَرْهَی: دامَ علی أَكْلِ الرَّهْوِ، و هو الكُرْكِیُّ. و أَرْهَی: أَدامَ لضِیفانِه الطَّعامَ سَخاءً. و أَرْهَی: صادَفَ مَوْضِعاً رَهَاءً أَی واسِعاً. و بِئرٌ رَهْوٌ: واسِعَة الفَمِ. و الرَّهْوُ: مُسْتَنْقَع الماء، و قیل: هو مُسْتَنْقَع الماء من الجُوَبِ خاصَّة. أَبو سعید: الرَّهْوُ مَا اطْمَأَنَّ من الأَرض و ارْتَفَع ما حَوْلَه. و الرَّهْوُ: الجَوْبَةُ تكون فی مَحَلَّةِ القَوْمِ یسیلُ إِلیها المَطَر، و فی الصحاح: یَسِیلُ فیها المَطَر أَو غیرُه. و‌فی الحدیث: أَنَّه قَضَی أَنْ لا شُفْعَة فی فِناءٍ و لا طَریقٍ و لا مَنْقَبَةٍ و لا رُكْحٍ و لا رَهْوٍ، و الجمع رِهاءٌ. قال ابن بری: الفِنَاءُ فِنَاءُ الدار و هو ما امْتَدَّ مَعَها من جَوانِبها، و المَنْقَبةُ الطریقُ بینَ الدارَیْنِ، و الرُّكْحُ ناحِیةُ البَیْتِ من وَرائِهِ و رُبَّما كانَ فَضَاءً لا بِناءَ فیه. و الرَّهْوُ: الجَوْبَةُ التی تكون فی مَحَلَّة القَوْم یسیلُ إِلیها مِیاهُهُم، قال: و المعنی فی الحدیث أَنَّ من لَمْ یكُن مشاركاً إِلَّا فی واحدٍ من هؤلاء الخَمْسةِ لم یَسْتَحِقَّ بهذهِ المشارَكة شُفْعَة حتی یكون شریكاً فی عَیْن العَقَار و الدُّورِ و المَنازِلِ التی هذه الأَشْیَاءُ من حُقُوقِها، و أَنّ واحداً من هذه الأَشْیاء لا یوجب له شُفْعة، و هذا قولُ أَهلِ المدینة لأَنَّهم لا یوجِبُون الشُّفْعَة إِلَّا للشَّرِیك المُخالِطِ، و أَما‌قوله، علیه السلام: لا یُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ و لا رَهْوُ الماءِ، و یُرْوی: لا یُباعُ، فإِن الرَّهْو هنا المُستَنْقَع، و قد یجوز أَن یكون الماءَ الواسِعَ المُتَفَجِّر، و الحدیث نَهَی أَن یُباعَ رَهْوُ الماءِ أَو یُمْنع رَهْوُ الماء؛ قال ابن الأَثیر: أَراد مُجْتَمِعَه، سُمِّیَ رَهْواً باسمِ الموضعِ الذی هو فیه لانْخِفاضِه. و الرَّهْوُ: حَفِیرٌ یُجْمَع فیه الماءُ. و الرَّهْو: الواسِعُ. و الرَّهَاءُ: الواسِعُ من الأَرضِ المُسْتَوِی قَلَّما یَخلُو منَ السَّرابِ. و رَهاءُ كلِّ شی‌ء: مُسْتَواهُ. و طریقٌ رَهَاءٌ: واسع، و الرَّهاءُ شبیهٌ بالدُّخانِ و الغَبَرة؛ قال: و تَحْرَجُ الأَبْصار فی رَهَائِهِ أَی تَحَارُ. و الأَرْهاء: الجَوانِبُ؛ عن أَبی حنیفة، قال: و قیل لابْنَةِ الخُسِّ أَیُّ البِلادِ أَمْرَأُ؟ قالت: أَرْهَاءُ أَجَإٍ أَنَّی شَاءَتْ. قال ابن سیدة: و إِنما قضینا أَن همزة الرَّهاء و الأَرْهاءِ واوٌ لا یاءٌ لأَن ر ه و أَكثر من ر ه ی، و لو لا ذلك لكانت الیاء أَمْلَكَ بها لأَنها لام. و رَهَتْ تَرْهُو رَهْواً: مَشَتْ مَشْیاً خَفِیفاً فی رِفْق؛ قال القطامی فی نعت الركاب:
لسان العرب، ج‌14، ص: 343
یَمْشِینَ رَهْواً، فَلا الأَعْجازُ خاذِلَةٌ، و لا الصُّدُورُ عَلَی الأَعْجازِ تَتَّكِلُ و الرَّهْوُ: سَیْرٌ خَفِیفٌ حكاه أَبو عبید فی سیر الإِبل. الجوهری: الرَّهْوُ السَّیْرُ السَّهْلُ. یقال: جاءَت الخَیْلُ رَهْواً أَی متتابعة. و قوله‌فی حدیث ابن مسعود: إِذْ مَرَّتْ به عَنانَةٌ تَرَهْیَأَتْ‌أَی سحابةٌ تَهَیَّأَتْ للمطر فهی تریده و لم تَفْعَل. و الرَّهْو: شدّة السیر؛ عن ابن الأَعرابی؛ و قوله: إِذا ما دَعا داعِی الصَّباحِ أَجابَهُ بَنُو الحَرْب مِنَّا، و المَراهِی الضَّوابِعُ فسره ابن الأَعرابی فقال: المراهی الخیل السراع، واحدها مُرْهٍ، و قال ثعلب: لو كان مِرْهیً كان أَجود، فهذا یدل علی أَنه لم یعرف أَرْهَی الفَرَسُ و إِنما مِرْهیً عنده علی رَها أَو علی النسب. الأَزهری: قال العُكْلِیّ المُرْهِی من الخیل الذی تراه كأَنَّه لا یُسْرِع و إِذا طُلِبَ لم یُدْرَكْ، قال: و قال ابن الأَعرابی: الرَّهْوُ من الطَّیْرِ و الخیلِ السِّراعُ؛ و قال لبید: یُرَیْنَ عَصائباً یَرْكُضْنَ رَهْواً، سَوابِقُهُنَّ كالحِدَإِ التُّؤامِ و یقال: رَهْواً یَتْبَعُ بعضُها بعضاً: و قال الأَخطل: بَنی مهْرَةٍ، و الخَیْلُ رَهْوٌ كأَنها قِداحٌ علی كَفَّی مُجیلٍ یُفیضُها أَی متتابعةٌ. و الرَّهْوُ: من الأَضداد، یكون السَّیْرَ السَّهْلَ و یكون السَّریعَ؛ قال الشاعر فی السَّریع: فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالًا، كأَنَّها جَرادٌ زهَتْهُ ریحُ نَجْدٍ فأَتْهَما و قال ابن الأَعرابی: رَها یَرْهو فی السیر أَی رَفَقَ. و شی‌ء رَهْوٌ: رقیق، و قیل مُتَفَرِّق. و رَها بین رجلیه یَرْهو رَهْواً: فَتَح؛ قال ابن بری: و أَنشد أَبو زیاد: تَبیتُ، من شَفّانِ إِسْكَتَیْها و حِرِها، راهِیَةً رِجْلَیْها و یقال: رَها ما بین رِجْلَیْه إِذا فَتَحَ ما بین رِجلیه. الأَصمعی: و نظر أَعرابی إِلی بعیر فالِجٍ فقال سبحان الله رَهْوٌ بَیْنَ سَنامَیْن أَیْ فَجْوَةٌ بینَ سَنامَیْن، و هذا من الانْهِباط. و الرَّهْوُ: مَشْیٌ فی سُكونٍ. و یقال: افْعَلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَی ساكناً بغیر تَشَدُّدٍ. و ثوبٌ رَهْوٌ: رَقیقٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لأَبی عطاء: و ما ضَرَّ أَثْوابی سَوادی، و تَحْتَه قَمیصٌ من القوهِیِّ، رَهْوٌ بَنائقُهْ و یروی: مَهْوٌ و رَخْفٌ، و كلُّ ذلك سَواءٌ. و خِمارٌ رَهْوٌ: رَقیقٌ، و قیل: هو الذی یَلی الرأْسَ و هو أَسْرَعُهُ وسَخاً. و الرَّهْوُ و الرَّهْوَةُ: المَكانُ المُرْتَفِعُ و المُنْخَفِضُ أَیضاً یَجتَمِع فیه الماءُ، و هو من الأَضداد. ابن سیدة: و الرَّهْوة الارْتِفاعُ و الانْحِدارُ ضدّ؛ قال أَبو العباس النُّمَیْری: دَلَّیْتُ رِجْلَیَّ فی رَهْوَةٍ، فَما نالَتا عندَ ذاكَ القَرارا و أَنشده أَبو حاتم عن أُمّ الهَیْثم؛ و أَنشد أَیضاً: تَظَلُّ النساءُ المُرْضِعاتُ بِرَهْوةٍ تَزَعْزَعُ، من رَوْعِ الجَبانِ، قُلوبُها فهذا انْحِدار و انْخِفاض؛ و قال عمرو بن كُلثوم: نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَدٍّ مُحافَظةً، و كُنّا السابِقینا
لسان العرب، ج‌14، ص: 344
و فی التهذیب: … و كنا المُسْنِفینا، و فی الصحاح: … و كنا الأَیْمَنینا، كأَنَّ رَهْوَةَ هاهنا اسم أَو قارةٌ بعینها، فهذا ارتفاع. قال ابن بری: رَهْوَةُ اسم جبل بعینه، و ذاتُ حَدٍّ: من نعت المحذوف، أَراد نَصَبْنا كَتیبَةً مِثلَ رَهْوَة ذاتَ حدّ، و مُحافظة: مفعول له، و الحدّ: السلاح و الشوكة؛ قال: و كان حق الشاهد الذی استشهد به أَن تكون الرهوة فیه تقع علی كلّ موضع مرتفع من الأَرض فلا تكون اسم شی‌ء بعینه، قال: و عُذْره فی هذا أَنه إِنما سمی الجبل رَهْوَةً لارْتِفاعه فیكون شاهداً علی المعنی. و شاهدُ الرَّهْوَة للمرتفع‌قوله فی الحدیث: و سُئل عن غَطَفان فقال رَهْوَةٌ تَنْبَع ماءً، فَ رَهْوَةٌ هنا جبل یَنْبَعُ منه ماء، و أَراد أَنَّ فیهم خُشونةً و تَوَعُّراً و تَمَنُّعاً، و أَنهم جبل ینبع منه الماء، ضربه مثلًا. قال: و الرَّهْوُ و الرَّهْوَةُ شبه تَلٍّ صغیر یكون فی مُتون الأَرض و علی رؤوس الجبال، و هی مَواقِع الصُّقور و العِقبان؛ الأُولی عن اللحیانی؛ قال ذو الرمة: نَظَرْتُ، كما جَلّی علی رأْسِ رَهْوَةٍ مِن الطَّیْرِ أَقْنی، یَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ الأَصمعی و ابن شمیل: الرَّهْوَةُ و الرَّهْوُ ما ارتفعَ من الأَرض. ابن شمیل: الرَّهْوَةُ الرَّابِیة تضْرِبُ إِلی اللِّین و طولُها فی السماء ذراعان أَو ثلاثة، و لا تكون إِلا فی سهولِ الأَرض و جَلَدِها ما كان طیناً و لا تكون فی الجِبال. الأَصمعی: الرِّهاءُ أَماكنُ مرتفعة، الواحد رَهْوٌ. و الرَّهَاءُ: ما اتَّسع من الأَرض؛ و أَنشد: بِشُعْثٍ علی أَكْوارِ شُدْفٍ رَمی بهم رَهاء الفَلا نابی الهُمومِ القَواذِف و الرَّهَاء: أَرض مُسْتَوِیةٌ قَلَّما تخلو من السراب. الجوهری: و رَهْوَةٌ فی شِعر أَبی ذُؤَیب عَقَبة بمكان معروف؛ قال ابن بری بیت أَبی ذؤیب هو قوله: فإِنْ تُمْسِ فی قَبْرٍ برَهْوَةَ ثاوِیاً، أَنیسُك أَصْداءُ القُبور تَصیحُ قال ابن سیدة: رَهْوَی موضع و كذلك رَهْوَةُ؛ أَنشد سیبویه لأَبی ذؤیب: فإِن تمسِ فی قبر برَهْوَة ثاویاً و قال ثعلب: رَهْوَةُ جبل؛ و أَنشد: یوعِدُ خَیْراً، و هْوَ بالرَّحْراحِ أَبْعَدُ مِن رَهْوةَ مِن نُباحِ نُباحٌ: جبل. ابن بزرج: یقولون للرامی و غیره إِذا أَساء أَرْهِهْ أَی أَحْسِنْ. و أَرْهَیْت: أَحْسَنْت. و الرَّهْو: طائر معروف یقال له الكُرْكِیُّ، و قیل: هو من طَیْر الماء یُشْبِهُهُ و لیس به، و فی التهذیب: و الرَّهْوُ طائر. قال ابن بری: و یقال هو طائر غیر الكركی یَتزوَّد الماء فی استه؛ قال: و إِیاه أَراد طَرَفة بقوله: أَبا كَرِبٍ، أَبْلِغْ لَدَیْكَ رِسالةً أَبا جابِرٍ عَنِّی، و لا تَدَعَنْ عَمْرا هُمُ سَوَّدوا رَهْواً تَزَوَّدَ فی اسْتِه، مِنَ الماءِ، خالَ الطَّیْرَ وارِدةً عَشْرا و أَرْهی لك الشی‌ءُ: أَمْكَنَكَ؛ عن ابن الأَعرابی. و أَرْهَیْتُه أَنا لك أَی مَكَّنْتُكَ منه. و أَرْهَیْتُ لَهُمُ الطَّعامَ و الشرابَ إِذا أَدَمْتَه لَهُم؛ حكاه یعقوب مثل أَرْهَنْتُ، و هو طعام رَاهِنٌ و راهٍ أَی دائمٌ؛ قال الأَعشی: لا یَسْتَفِیقونَ مِنْها، و هْیَ رَاهِیةٌ، إِلَّا بِهاتِ، و إِنْ عَلُّوا و إِن نَهِلُوا
لسان العرب، ج‌14، ص: 345
و یروی: … رَاهِنَةٌ، یعنی الخَمْر. و الرَّهِیَّةُ: بُرٌّ یُطحَن بین حجرین و یُصَبُّ علیه لَبَن، و قد ارْتَهَی. و الرُّها «3»: بلد بالجزیرة ینسب إِلیه ورَق المَصاحف، و النسبة إِلیه رُهاوِیٌّ. و بَنُو رُهاء، بالضم «4»: قبیلة من مَذْحجٍ و النسبة إِلیهم رُهَاوِیٌّ. التهذیب فی ترجمة هرا: ابن الأَعرابی هاراه إِذا طانَزه، و رَاهاهُ إِذا حامقه.

روی؛ ج14، ص: 345

: قال ابن سیدة فی معتل الأَلف: رُواوةُ موضع من قِبَل بلاد بنی مُزَیْنةَ؛ قال كثیر عزة: و غَیَّرَ آیاتٍ، بِبُرْقِ رُواوةٍ، تَنائِی اللَّیالی، و المَدَی المُتَطاوِلُ و قال فی معتل الیاء: رَوِیَ من الماء، بالكسر، و من اللَّبَن یَرْوَی رَیّاً و رِویً أَیضاً مثل رِضاً و تَرَوَّی و ارْتَوَی كله بمعنی، و الاسم الرِّیُّ أَیضاً، و قد أَرْوانی. و یقال للناقة الغزیرة: هی تُرْوِی الصَّبِیَّ لأَنه یَنام أَول اللیلِ، فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه. و الرَّیَّانُ: ضدّ العَطْشان، و رجل رَیّانُ و امرأَة رَیَّا مِن قوم رِواءٍ. قال ابن سیدة: و أَمّا رَیَّا التی یُظنّ بها أَنها من أَسماء النساء فإِنه صفة، علی نحو الحَرث و العَباسِ، و إِن لم یكن فیها اللام، اتخذوا صحة الیاء بدلًا من اللام، و لو كانت علی نحو زید من العلمیة لكانت رَوَّی من رَوِیت، و كان أَصلها رَوْیا فقلبت الیاء واواً لأَن فَعْلی إِذا كانت اسماً و أَلفها یاء قلبت إِلی الواو كتَقْوَی و شرْوَی، و إِن كانت صفة صحت الیاء فیها كصَدْیا و خَزْیا. قال ابن سیدة: هذا كلام سیبویه و زدته بیاناً. الجوهری: المرأَة رَیَّا و لم تُبدل من الیاء واو لأَنها صفة، و إِنما یُبدلون الیاء فی فَعْلَی إِذا كانت اسماً و الیاء موضع اللام، كقولك شَرْوَی هذا الثوبِ و إِنما هو من شَرَیْت، و تَقْوَی و إِنما هو من التَّقِیَّة، و إِن كانت صفة تركوها علی أَصلها قالوا امرأَة خَزْیا و رَیَّا، و لو كانت اسماً لكانت رَوَّی لأَنك كنت تبدل الأَلف واواً موضع اللام و تترك الواو التی هی عین فَعْلَی علی الأَصل؛ و قول أَبی النجم: واهاً لِرَیَّا ثُمَّ واهاً واها إِنما أَخرجه علی الصفة. و یقال: شَرِبْت شُرْباً رَوِیّاً. ابن سیدة: و رَوِیَ النَّبْتُ و تَرَوَّی تَنَعَّم. و نَبْتٌ رَیّانُ و شَجر رِواءٌ؛ قال الأَعشی: طَرِیقٌ و جَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه، عَلَیْهِ أَبابِیلٌ مِنَ الطَّیْرِ تَنْعَبُ و ماء رَوِیٌّ و رِویً و رَواءٌ: كثیر مُرْوٍ؛ قال: تَبَشّرِی بالرِّفْهِ و الماءِ الرِّوَی، و فَرَجٍ مِنْكِ قَرِیب قد أَتَی و قال الحطیئة: أَرَی إِبِلِی بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ، و أَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّوَاءُ و ماءٌ رَوَاء، ممدود مفتوح الراء، أَی عَذْبٌ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: مَنْ یَكُ ذا شَكّ، فهذا فَلْجُ ماءٌ رَواءٌ و طَرِیقٌ نَهْجُ و‌فی حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: و اجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواء، و هو بالفتح و المد الماء الكثیر، و قیل: العَذْب الذی فیه للوارِدین رِیٌّ.
(3). قوله [و الرُّها إلخ] هو بالمدّ و القصر كما فی یاقوت (4). قوله [و بنو رُهَاء بالضم] تبع المؤلف الجوهری، و الذی فی القاموس كسماء
لسان العرب، ج‌14، ص: 346
و ماء رِویً، مقصور بالكسر، إِذا كان یَصْدُر «1». من یَرِدُه عن غیر رِیٍّ، قال: و لا یكون هذا إِلا صفة لأَعْداد المیاه التی لا تَنْزَحُ و لا یَنقطع ماؤها؛ و قال الزَّفیان السعدی: یا إبلی ما ذامُه فَتَأْبَیْهْ «2». ماءٌ رَواءٌ و نَصِیٌّ حَوْلَیْهْ هذا مَقامٌ لَكِ حَتَّی تِیبَیْهْ إِذا كسرت الراء قصرته و كتبته بالیاء فقلت ماء رِویً، و یقال: هو الذی فیه للوارِدةِ رِیٌّ؛ قال ابن بری: شاهده قول العجاج: فصَبِّحا عَیْناً رِویً و فَلْجا و قال الجُمَیْحُ بن سُدَیْدٍ التغلبی: مُسْحَنْفِرٌ یَهْدِی إِلی ماء رِوَی، طامِی الجِمام لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا المُسْحَنْفِرُ: الطریق الواضح، و الماء الرِّوَی: الكثیر، و الجِمامُ: جمع جَمَّة أَی هذا الطریق یَهْدِی إِلی ماء كثیر. و رَوَّیْتُ رأْسِی بالدُّهْن و رَوَّیْت الثَّرِیدَ بالدَّسم. ابن سیدة: و الرَّاوِیَةُ المَزادة فیها الماء، و یسمی البعیر رَاوِیَة علی تسمیة الشی‌ء باسم غیره لقربه منه؛ قال لبید: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْیُهُمُ، كَرَوَایا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ و یقال للضَّعیف الوادِع: ما یَرُدُّ الرَّاوِیَة أَی أَنه یَضْعُف عن ردِّها علی ثِقَلها لما علیها من الماء. و الرَّاوِیَة: هو البعیر أَو البغل أَو الحمار الذی یُستقی علیه الماء و الرَّجل المستقی أَیضاً رَاوِیَة. قال: و العامة تسمی المَزادة رَاوِیَة، و ذلك جائز علی الاستعارة، و الأَصل الأَول؛ قال أَبو النجم: تَمْشِی مِنَ الرِّدَّةِ مَشْیَ الحُفَّلِ، مَشْیَ الرَّوَایَا بالمَزادِ الأَثْقَلِ «3». قال ابن بری: شاهد الرَّاوِیَة البعیر قول أَبی طالب: و یَنْهَضُ قَوْمٌ، فی الحَدِید، إِلَیْكُمُ نُهُوضَ الرَّوایا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِلِ ف الرَّوَایا: جمع رَاوِیَة للبعیر: و شاهد الرَّاوِیَة للمَزادة قول عمرو بن مِلْقَط: ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه، كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِیَةْ و یقال: رَوَیْتُ علی أَهلی أَرْوِی رَیَّةً. قال: و الوعاء الذی یكون فیه الماء إِنما هی المَزادة، سمیت رَاوِیَةً لمكان البعیر الذی یحملها و قال ابن السكیت: یقال رَوَیْتُ القومَ أَرْوِیهم إِذا استَقَیْت لهم. و یقال: من أَیْنَ رَیَّتُكم أَی من أَین تَرْتَوُون الماء، و قال غیره: الرِّوَاء الحَبْل الذی یُرْوَی به علی الراویة إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ. یقال: رَوَیْت علی الراَّویة أَرْوِی رَیّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ علیهما الرِّواء؛ قال: و أَنشدنی أَعرابی و هو یُعاكِمُنی: رَیَّاً تَمِیمیّاً علی المزایدِ و یجمع الرِّواءُ أَرْوِیَةً، و یقال له المِرْوَی، و جمعه مَراوٍ و مَراوَی. و رجل رَوَّاء إِذا كان الاستقاءُ بالرّاویة له صِناعةً، یقال: جاء رَوّاءُ القوم. و‌فی الحدیث: أَنهُ، علیه الصلاة و السلام، سَمَّی السَّحابَ رَوَایا البِلادِ؛ الرَّوَایا من الإِبلِ: الحَوامِلُ للماء،
(1). قوله [إذا كان یصدر إلخ] كذا بالأصل و لعله إذا كان لا یصدر كما یقتضیه السیاق (2). قوله [فتأبیه إلخ] هو بسكون الیاء و الهاء فی الصحاح و التكملة، و وقع لنا فی مادة حول و ذام و أبی من اللسان بفتح الیاء و سكون الهاء (3). قوله [الأثقل] هو هكذا فی الأصل و الجوهری هنا و مادة ردد، و وقع فی اللسان فی ردد المثقل
لسان العرب، ج‌14، ص: 347
واحدتها رَاوِیةٌ فشبَّهها بها، و به سمیت المزادةُ رَاوِیَةً، و قیل بالعكس. و‌فی حدیث بَدْرٍ: فإِذا هو برَوَایا قُرَیْشٍ‌أَی إِبِلِهِم التی كانوا یستقون علیها. و تَرَوَّی القومُ و رَوَّوْا: تزوّدوا بالماء. و یَوْم التّرْوِیة: یوْمٌ قبل یومِ عَرَفَةَ، و هو الثامن من ذی الحِجّة، سمی به لأَن الحُجّاج یتَرَوَّوْنَ فیه من الماء و ینهَضُون إِلی مِنیً و لا ماء بها فیتزوَّدون رِیَّهم من الماء أَی یَسْقُون و یَسْتَقُون. و‌فی حدیث ابن عمر: كان یُلبِّی بالحَجِّ یومَ التَّرْوِیَةِ.و رَوَیْت علی أَهلی و لأَهلی رَیّاً: أَتیتُهم بالماء، یقال: من أَیْن رَیَّتُكم أَی من أَین تَرْتَوُون الماء. و رَوَیْتُ علی البَعیر رَیّاً: اسْتَقَیْتُ علیه؛ و قوله: و لنا رَوایا یَحْمِلون لنا أَثْقالَنا، إِذ یُكْرَهُ الحَمْلُ إِنما یعنی به الرجال الذین یحْمِلون لهم الدِّیاتِ، فجعلهم كروایا الماء. التهذیب: ابن الأَعرابی یقال لسادةِ القوم الرَّوایا؛ قال أَبو منصور: و هی جمع راوِیةٍ، شَبّه السیِّد الذی تحَمَّل الدِّیات عن الحی بالبَعیر الرَّاوِیَة؛ و منه قول الرَّاعی: إِذا نُدِیَتْ روایا الثِّقْلِ یَوْماً، كَفَیْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ یَلِینا أَراد بروایا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل الدِّیات، و المُضْلِعات: التی تُثْقِلُ مَنْ حَمَلَها، یقول: إِذا نُدِبَ للدِّیات المُضْلِعةِ حَمَّالوها كنا نحن المُجِیبین لحمْلِها عمَّن یَلِینا من دوننا. غیره: الرَّوَایا الذین یحْمِلون الحمالات؛ و أَنشدنی ابن بری لحاتم: اغْزُوا بنی ثُعَل، و الغَزْوُ جَدُّكُم جَدُّ الرَّوایا، و لا تَبْكُوا الذی قُتِلا و قال رجل من بنی تمیم و ذكر قوماً أَغاروا علیهم: لقیناهم فقَتَلْنا الرَّوَایَا و أَبَحْنا الزَّوایا أَی قَتَلْنا السادةَ و أَبَحْنا البُیوت و هی الزَّوایا. الجوهری: و قال یعقوب و رَوَیْتُ القومَ أَرْویهم إِذا استقیت لهم الماء. و قوم رِوَاء من الماء، بالكسر و المدّ؛ قال عُمر بن لجَإٍ: تَمْشی إِلی رِواءِ عاطِناتِها، تحَبُّسَ العانِسِ فی رَیْطاتِها و تَرَوَّت مفاصِلُه: اعتدلت و غَلُظَتْ، و ارْتَوَت مفاصل الرجل كذلك. اللیث: ارْتَوَتْ مفاصل الدابة إِذا اعْتَدَلت و غَلُظت، و ارْتَوَت النخلة إِذا غُرست فی قَفْر ثم سُقِیَت فی أَصلها، و ارْتَوَی الحَبْلُ إِذا كثر قُواه و غَلُظ فی شِدَّة فَتْلٍ؛ قال ابن أَحمر یذكر قطاةً و فَرْخَها: تَرْوی لَقیً أُلْقِیَ فی صَفْصَفٍ، تَصْهَرُه الشَّمس فما یَنْصَهِرْ تَرْوِی: معناه تَسْتقی یقال: قد رَوَی معناه اسْتَقی علی الرَّاوِیَة. و فرس رَیَّانُ الظهر إِذا سمِنَ مَتْناهُ. و فرس ظمآن الشَّوی إِذا كان مُعَرَّق القوائم، و إِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كان كذلك؛ و أَنشد: رِواء أَعالِیهِ ظِماء مفاصِلُهْ و الرِّیُّ: المَنْظرُ الحسَنُ فیمن لم یعتقد الهمز. قال الفارسی: و هو حسن لمكان النَّعْمة و أَنه خلاف أَثَرِ الجَهْد و العَطش و الذُّبول. و فی التنزیل العزیز: أَحسَنُ أَثاثاً و رِیّاً؛ قال الفراء: أَهل المدینة یقرؤونها رِیّاً، بغیر همز، قال: و هو وجه جید من رأَیت لأَنه مع آیات لسْنَ مهموزات الأَواخر، و ذكر بعضهم أَنه ذهب بالرِّیّ إِلی رَوَیْت إِذا لم یهمز،
لسان العرب، ج‌14، ص: 348
و نحو ذلك قال الزجاج: من قرأَ رِیّاً بغیر همز فله تفسیران، أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ من النَّعْمة كأَن النعیم بیِّنٌ فیهم، و یكون علی ترك الهمز من رأَیت. و رَوی الحَبْلَ رَیّاً فارْتَوی: فتَلَه، و قیل: أَنْعم فَتْله. و الرِّوَاء، بالكسر و المدّ: حبل من حِبال الخِباء، و قد یُشدُّ به الحِمْل و المَتاع علی البعیر. و قال أَبو حنیفة: الرِّوَاءُ أَغْلَظُ الأَرْشیةِ، و الجمع الأَرْوِیة؛ و انشد ابن بری لشاعر: إِنِّی إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِیَهْ، و شُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْویَهْ، هُناك أَوْصینی و لا تُوصِی بِیَهْ و‌فی الحدیث: و مَعِی إِداوةٌ علیها خِرْقةٌ قد روَّأْتها.قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة بالهمز، و الصواب بغیر همز، أَی شَدَدتها بها وَ رَبَطْتها علیها. یقال: رَوَیْت البعیر، مخفف الواو، إِذا شَدَدْت علیه بالرِّواء. و ارْتَوَی الحبْلُ: غلُظَت قواه، و قد رَوَی علیه رَیّاً و أَرْوَی. و رَوَی علی الرَّجل: شدَّه بالرِّواءِ لئلا یسقُط عن البعیر من النوم؛ قال الراجز: إِنِّی علی ما كانَ مِنْ تَخَدُّدی، و دِقَّةٍ فی عَظْمِ ساقی و یَدِی، أَرْوی علی ذی العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ و‌روی عن عمر، رضی الله عنه: أَنه كان یأْخذ مع كل فریضةٍ عِقالًا و رِواءً؛ الرِّوَاء، ممدود، و هو حبل؛ فإِذا جاءت إِلی المدینة باعَها ثم تَصدَّق بتلك العُقُل و الأَرْوِیَة. قال أَبو عبید: الرِّواء الحَبْلُ الذی یُقْرَن به البعیرانِ. قال أَبو منصور: الرِّوَاء الحَبْل الذی یُرْوی به علی البعیر أَی یُشدّ به المتاع علیه، و أَما الحَبْلُ الذی یُقْرَنُ به البعِیرانِ فهو القَرَنُ و القِرانُ. ابن الأَعرابی: الرَّوِیُّ الساقی، و الرَّوِیُّ الضَّعیفُ، و السَّوِیُّ الصَّحِیحُ البَدَنِ و العقلِ. و روی الحدیثَ و الشِّعْرَ یَرْوِیه رِوَایة و تَرَوَّاه، و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها قالت: تَرَوَّوْا شِعْر حُجَیَّة بن المُضَرِّبِ فإِنه یُعِینُ علی البِرِّ، و قد رَوَّانی إِیاه، و رجل راوٍ؛ و قال الفرزدق: أَ ما كان، فی مَعْدانَ و الفیلِ، شاغِلٌ لِعَنْبَسةَ الرَّاوی علیَّ القَصائدا؟ و رَاوِیةٌ كذلك إِذا كثرت روایتُه، و الهاء للمبالغة فی صفته بالرِّوایة. و یقال: روَّی فلان فلاناً شعراً إِذا رواه له حتی حَفِظه للرِّوایة عنه. قال الجوهری: رَوَیْتُ الحدیث و الشِّعر رِوَایة فأَنا رَاوٍ، فی الماء و الشِّعر، من قوم رُوَاة. و رَوَّیْتُه الشِّعر تَرْوِیَةً أَی حملته علی رِوایتِه، و أَرْوَیْتُه أَیضاً. و تقول: أَنشد القصیدةَ یا هذا، و لا تقل ارْوِها إِلا أَن تأْمره بروایتها أَی باستظهارها. و رجل له رُواء، بالضم، أَی منظرٌ. و‌فی حدیث قیلة: إِذا رأَیتُ رجلًا ذا رُوَاء طمح بصری إِلیه؛ الرُّواء، بالضم و المد: المنظرُ الحسن. قال ابن الأَثیر: ذكره أَبو موسی فی الراء و الواو، و قال: هو من الرِّیِّ و الارْتِواء، قال: و قد یكون من المَرأَی و المنظر فیكون فی الراء و الهمزة. و الرَّوِیُّ: حرف القافیة؛ قال الشاعر: لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُودیِّ، بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِیِّ، مُسْتَوِیاتٍ كنَوی البَرْنیِّ و یقال: قصیدتان علی رَویّ واحد؛ قال الأَخفش:
لسان العرب، ج‌14، ص: 349
الرَّوِیُّ الحرف الذی تُبْنی علیه القصیدة و یلزم فی كل بیت منها فی موضع واحد نحو قول الشاعر: إِذا قلَّ مالُ المَرْءِ قلَّ صدیقُه، و أَوْمَتْ إِلیه بالعُیوبِ الأَصابعُ قال: فالعین حرف الرَّویّ و هو لازم فی كل بیت؛ قال: المتأَمل لقوله هذا غیر مقْنعٍ فی حرف الرَّویّ، أَ لا تری أَن قول الأَعشی: رحَلَتْ سُمَیَّةُ غُدْوَةً أَجْمالَها، غَضْبی علیكَ، فما تقولُ بدا لها تجد فیه أَربعة أَحرف لوازم غیر مختلفة المواضع، و هی الأَلف قبل اللام ثم اللام و الهاء و الأَلف فیما بعد، قال: فلیت شعری إِذا أَخذ المبتدی فی معرفة الرَّویّ بقول الأَخفش هكذا مجرداً كیف یصح له؟ قال الأَخفش: و جمیع حروف المعجم تكون رَوِیّاً إِلا الأَلف و الیاء و الواو اللَّواتی یكُنَّ للإِطلاق. قال ابن جنی: قوله اللواتی یكنَّ للإِطلاق فیه أَیضاً مسامحة فی التحدید، و ذلك أَنه إِنما یعلم أَن الأَلف و الیاء و الواو للإِطلاق، إِذا عَلِمَ أَن ما قبلها هو الرویّ فقد استغنی بمعرفته إِیاه عن تعریفه بشی‌ء آخر. و لم یبقَ بعد معرفته هاهنا غرضٌ مطلوب لأَن هذا موضع تحدیده لیُعرف، فإِذا عُرف و عُلم أَن ما بعده إِنما هو للإِطلاق فما الذی یُلتَمس فیما بعد؟ قال: و لكن أَحْوَطُ ما یقال فی حرف الرویّ أَن جمیع حروف المعجم تكون رَویّاً إِلا الأَلف و الیاء و الواو الزوائد فی أَواخر الكلم فی بعض الأَحوال غیر مَبْنِیَّات فی أَنْفُس الكلم بناء الأُصول نحو أَلف الجَرَعا من قوله: یا دارَ عَفْراء مِن مُحْتَلِّها الجَرعَا و یاء الأَیَّامی من قوله: هَیْهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَیْقةٍ، كانتْ مباركةً من الأَیَّامِ و واو الخِیامُو من قوله: متی كان الخِیامُ بذی طُلُوحٍ، سُقیتِ الغَیْثَ، أَیتها الخِیامُ و إِلَّا هاءی التأْنیث و الإِضمار إِذا تحرك ما قبلهما نحو طَلْحَهْ و ضرَبَهْ، و كذلك الهاء التی تُبَیَّنُ بها الحركة نحو ارْمِهْ و اغْزُهْ و فِیمَهْ و لِمَهْ، و كذلك التنوین اللاحق آخر الكلم للصرف كان أَو لغیره نحو زیداً و صَهٍ و غاقٍ و یومئذٍ؛ و قوله: أَقِلِّی اللَّوْمَ، عاذِلَ، و العِتابَنْ و قول الآخر: دایَنْتُ أَرْوی و الدُّیونُ تُقْضَیَنْ و قال الآخر: یا أَبَتا علَّك أَو عَساكَنْ و قول الآخر: یَحْسَبُه الجاهلُ ما لم یَعْلَمَنْ و قول الأَعشی: و لا تَعْبُدِ الشیطانَ و اللهَ فاعْبُدَنْ و كذلك الأَلفات التی تبدل من هذه النونات نحو: قد رابنی حَفْصٌ فحَرِّكْ حَفْصا و كذلك قول الآخر: یَحْسَبُه الجاهلُ ما لم یَعْلَما و كذلك الهمزة التی یبدلها قوم من الأَلف فی الوقف نحو رأَیت رَجُلأْ و هذه حُبْلأْ، و یرید أَن یضربَهأْ، و كذلك الأَلف و الیاء و الواو التی تلحق الضمیر نحو رأَیتها و مررت بهی و ضربتهو و هذا غلامهو و مررت بهما
لسان العرب، ج‌14، ص: 350
و مررت بهمی و كلمتهمو، و الجمع رَوِیَّات؛ حكاه ابن جنی؛ قال ابن سیدة: و أَظن ذلك تسمحاً منه و لم یسمعه من العرب. و الرَّوِیَّةُ فی الأَمر: أَن تَنْظُر و لا تَعْجَل. و رَوَّیْت فی الأَمر: لغة فی رَوَّأْت. و رَوَّی فی الأَمر: لغة فی رَوَّأَ نظر فیه و تَعقّبه و تَفَكَّر، یهمز و لا یهمز. و الرَّوِیَّة. التَّفَكُّر فی الأَمر، جرت فی كلامهم غیر مهموزة. و‌فی حدیث عبد الله: شَرُّ الرَّوایا رَوَایا الكَذِب؛ قال ابن الأَثیر: هی جمع رَوِیَّة و هو ما یروِّی الإِنسانُ فی نفسه من القول و الفعل أَی یُزَوِّرُ و یُفَكِّرُ، و أَصلها الهمز. یقال: رَوَّأْتُ فی الأَمر، و قیل: هی جمع رَاوِیَةٍ للرجل الكثیر الرِّوایة، و الهاء للمبالغة، و قیل: جمع رَاوِیَة أَی الذین یَرْوُون الكذب أَو تكثر روایاتُهم فیه. و الرَّوُّ: الخِصْبُ. أَبو عبید: یقال لنا عند فلان رَوِیَّةٌ و أَشْكَلةٌ و هما الحاجةُ، و لنا قِبَله صارَّة مثله. قال: و قال أَبو زید بقیت منه رَوِیَّةٌ أَی بقیة مثل التَّلِیَّة و هی البقیة من الشی‌ء. و الرَّوِیَّةُ: البقیِّة من الدَّین و نحوه. و الرَّاوِی: الذی یقومُ علی الخیل. و الرَّیَّا: الرِّیحُ الطیبة؛ قال: تطلَّعُ رَیَّاها من الكَفِرات الكَفِراتُ: الجبال العالیةُ العظام. و یقال للمرأَة: إِنها لطیبة الرَّیَّا إِذا كانت عطرة الجِرْم. و رَیَّا كل شی‌ء: طِیبُ رائحتهِ؛ و منه قوله «4»: نَسِیمَ الصَّبا جاءتْ برَیَّا القَرَنْفُلِ و قال المتلمس یصف جاریة: فلو أَن مَحْمُوماً بخَیْبَر مُدْنَفاً تَنَشَّقَ رَیَّاها، لأَقْلَعَ صالِبُهْ و الرَّوِیُّ: سحابة عظیمة القَطر شدیدة الوقع مثل السَّقِیّ. و عین رَیَّةٌ كثیرة الماء؛ قال الأَعشی: فأَوْرَدَها عَیْناً من السِّیفِ رَیَّةً، به بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِیلِ المُكَمَّمِ «5». و حكی ابن بری: من أَین رَیَّةُ أَهْلِك أَی من أَینَ یَرْتَوُون؛ قال ابن بری: أَما رِیَّةً فی بیت الطرماح و هو: كظَهْرِ اللأَی لو تَبْتَغی رِیَّةً بها نهاراً، لَعَیَّت فی بُطُونِ الشَّواجِنِ قال: فهی ما یُورَی به النارُ، قال: و أَصله وِرْیةٌ مثل وِعْدةٍ، ثم قدموا الراء علی الواو فصار رِیَّةً. و الرَّاءُ: شجر؛ قالت الخنساء: یَطْعُنُ الطَّعْنةَ لا یَنْفَعُها ثَمَرُ الرَّاء، و لا عَصْبُ الخُمُر و رَیَّا: موضع. و بنو رُوَیَّة: بطن «6». و الأُرْوِیَّةُ و الإِرْوِیَّةُ؛ الكسر عن اللحیانی: الأُنثی من الوُعول. و ثلاثُ أَرَاوِیّ، علی أَفاعیلَ، إِلی العشر، فإِذا كثرت فهی الأَرْوَی، علی أَفْعَل علی غیر قیاس، قال ابن سیدة: و ذهب أَبو العباس إِلی أَنها فَعْلَی و الصحیح أَنها أَفْعَل لكون أُرْوِیَّةٍ أُفْعُولةً؛ قال و الذی حكیته من أَنّ أَرَاوِیَّ لأَدنی العدد و أَرْوَی للكثیر قول أَهل اللغة، قال: و الصحیح عندی أَن أَرَاوِیَّ تكسیر أُرْوِیَّةٍ كأُرْجُوحةٍ و أَراجِیحَ، و الأَرْوَی اسم للجمع، و نظیره ما حكاه الفارسی من أَنّ الأَعَمَّ الجماعة؛ و أَنشد عن أَبی زید:
(4). هو إمرؤ القیس. و صدر البیت: إِذا قامتا تَضَوّعَ المِسكُ منهما، (5). قوله [به برأ] كذا بالأصل تبعاً للجوهری، قال الصاغانی، و الروایة: بها، و قد أورده الجوهری فی برأ علی الصحة. و قوله [المكمم] ضبط فی الأصل و الصحاح بصیغة اسم المفعول كما تری، و ضبط فی التكملة بكسر المیم أی بصیغة اسم الفاعل، یقال كمم إذا أخرج الكمام، و كممه غطاه (6). قوله [و بنو رویة إلخ] هو بهذا الضبط فی الأصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 351
ثمَّ رَمانی لأَكُونَنْ ذَبِیحةً، و قد كثُرَتْ بینَ الأَعَمِّ المَضائِضُ «1». قال ابن جنی: ذكرها محمد بن الحسن، یعنی ابن درید، فی باب أَرو، قال: فقلت لأَبی علی من أَین له أَن اللام واو و ما یؤمنه أَن تكون یاء فتكون من باب التَّقْوَی و الرَّعْوَی؛ قال: فجَنَح إِلی الأَخذ بالظاهر، قال: و هو القول، یعنی أَنه الصواب. قال ابن بری: أَرْوَی تنوّن و لا تنوّن، فمن نوّنها احتمل أَن یكون أَفْعَلًا مثل أَرْنَبٍ، و أَن یكون فَعْلَی مثل أَرْطی ملحق، بجَعْفر، فعلی هذا القول یكون أُرْوِیَّةٌ أُفْعُولةً، و علی القول الثانی فُعْلِیَّة، و تصغیر أَرْوَی إِذا جعلت وزنها أَفْعَلًا أُرَیْوٍ علی من قال أُسَیْوِدٌ و أُحَیْوٍ، و أُرَیٍّ علی من قال أُسَیِّدٌ و أُحَیٍّ، و من قال أُحَیٍّ قال أُرَیٍّ فیكون منقوصاً عن محذوف اللام بمنزلة قاضٍ، إِنما حُذفت لامها لسكونها و سكون التنوین، و أَما أَرْوَی فیمن لم ینوّن فوزنها فَعْلی و تصغیرها أُرَیَّا، و من نوَّنها و جعل وزنها فَعْلی مثل أَرْطی فتصغیرها أُرَیٌّ، و أَما تصغیر أُرْوِیَّةٍ إِذا جعلتها أُفْعُولةً فأُرْیَوِیَّةٌ علی من قال أُسَیْوِدٌ و وزنها أُفَیعِیلةٌ، و أُرَیَّةٌ علی من قال أُسَیِّدٌ و وزنها أُفَیْعةٌ، و أَصلها أُرَیْیِیَیةٌ؛ فالیاء الأُولی یاء التصغیر و الثانیة عین الفعل و الثالثة واو أُفعولة و الرابعة لام الكلمة، فحَذَفْت منها اثنتین، و من جعل أُرْوِیَّة فُعْلِیَّةً فتصغیرها أُرَیَّةٌ و وزنها فُعَیْلة، و حذفت الیاء المشدّدة؛ قال: و كون أَرْوَی أَفْعَلَ أَقیسُ لكثرة زیادة الهمزة أَولًا، و هو مذهب سیبویه لأَنه جعل أُرْوِیَّةً أُفْعُولةً. قال أَبو زید: یقال للأُنثی أُرْوِیَّة و للذكر أُرْوِیَّة، و هی تُیُوس الجَبل، و یقال للأُنثی عَنْزٌ و للذكر وَعِلٌ، بكسر العین، و هو من الشاء لا من البقر. و‌فی الحدیث: أَنه أُهْدِیَ له أَرْوَی و هو مُحْرِمٌ فرَدَّها؛ قال: الأَرْوَی جمع كثرة للأُرْوِیَّة، و یجمع علی أَرَاوِیّ و هی الأَیایِلُ، و قیل: غَنَمُ الجبَل؛ و منه‌حدیث عَوْن: أَنه ذكَرَ رجلًا تكلم فأَسقَط فقال جمَع بین الأَرْوَی و النَّعامِ؛ یرید أَنه جمع بین كلمتین مُتناقِضتین لأَن الأَرْوَی تسكن شَعَف الجِبال و النَّعامُ یسكن الفَیافیَ. و فی المثل: لا تَجْمَعْ بین الأَرْوَی و النَّعامِ، و فیه: لَیَعْقِلَنَّ الدِّینُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِیَّةِ من رأْسِ الجَبلِ؛ الجوهری: الأُرْوِیَّةُ الأُنثی من الوُعُول، قال: و بها سمیت المرأَة، و هی أُفْعُولة فی الأَصل إِلا أَنهم قلبوا الواو الثانیة یاء و أَدغموها فی التی بعدها و كسروا الأُولی لتسلم الیاء، و الأَرْوَی مؤنثة؛ قال النابغة: بتَكَلُّمٍ لو تَسْتَطِیعُ كَلامَه، لَدَنَتْ له أَرْوَی الهِضابِ الصُّخَّدِ و قال الفرزدق: و إِلی سُلَیْمَانَ الذی سَكَنَتْ أَرْوَی الهِضابِ له مِنَ الذُّعْرِ و أَرْوَی: اسم امرأَة. و المَرْوَی: موضع بالبادیة. و رَیَّانُ: اسم جبل ببلاد بنی عامر؛ قال لبید: فمَدافِعُ الرَّیَّانِ عُرِّیَ رَسْمُها خَلَقاً، كما ضَمِنَ الوُحِیَّ سِلامُها

ریا؛ ج14، ص: 351

: الرَّایَةُ: العَلَم لا تهمزها العرب، و الجمع رایاتٌ و رایٌ، و أَصلها الهمز، و حكی سیبویه عن أَبی الخطاب راءةً بالهمز، شبه أَلف رایة و إِن كانت بدلًا من العین بالأَلف الزائدة فهمز اللام كما یهمزها بعد الزائدة فی نحو سِقاء و شِفاء. و رَیَّیْتُها: عَمِلْتها كغَیَّیْتُها؛
(1). قوله [ثم إلخ] كذا بالأصل هنا و المحكم فی عمم بدون ألف بعد اللام ألف، و لعله لا أكونن، بلا النافیة، كما یقتضیه الوزن و المعنی
لسان العرب، ج‌14، ص: 352
عن ثعلب. و‌فی حدیث خیبر: سأُعْطِی الرَّایَةَ غداً رجُلًا یُحِبُّه اللهُ و رسولُه؛ الرَّایَةُ هاهنا: العَلَمُ. یقال: رَیَّیْتُ الرَّایَةَ أَی رَكَزْتها. ابنُ سیدة: و أَرْأَیْتُ الرایةَ رَكَزْتها؛ عن اللحیانی؛ قال و همزه عندی علی غیر قیاس إِنما حكمه أَرْیَیْتُها. التهذیب: یقال رأَیْت رایةً أَی رَكَزْتُها، و بعضهم یقول أَرْأَیْتُها، و هما لغتان. و الرایةُ: التی توضَع فی عُنقِ الغلام الآبِق. و‌فی الحدیث: الدَّیْنُ رایةُ الله فی الأَرضِ یَجْعَلُها فی عُنُقِ من أَذَلَّه، قال ابن الأَثیر: الرایةُ حدیدة مستدیرة علی قَدر العُنُق تُجعل فیه؛ و منه‌حدیث قتادةَ فی العبد الآبِق: كَرِهَ له الرَّایَةَ و رَخَّصَ فی القید.اللیث: الرَّایَةُ من رَایاتِ الأَعْلامِ، و كذلك الرَّایَةُ التی تُجعل فی العُنق، قال: و هما من تأْلِیف یاءین و راء، و تصغیر الرَّایَة رُیَیَّةٌ، و الفعل رَیَیْتُ رَیّاً و رَیَّیْتُ تَرِیَّةً، و الأَمر بالتخفیف ارْیِهْ، و التشدید رَیِّهْ. و عَلَمٌ مَرِیٌّ، بالتخفیف، و إِن شئت بَیَّنْت الیاءَات فقلت مَرْیِیٌّ ببیان الیاءَات. و رایةُ: بلد من بلاد هذیل. و الرَّیُّ: من بلاد فارس، النسبُ إِلیه رازِیٌّ علی غیر قیاس. و الراء: حرف هجاء، و هو حرف مَجْهور مكرّر یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً؛ قال ابن جنی و أَما قوله: تَخُطُّ لامَ أَلِف مَوْصُولِ، و الزایَ و الرَّا أَیَّما تَهْلِیلِ فإِنما أَراد و الراء، ممدودة، فلم یمكنه ذلك لئلا ینكسر الوزن فحذف الهمزة من الراء، و كان أَصل هذا و الزای و الراء أَیَّما تَهْلِیل، فلما اتفقت الحركتان حذفت الأُولی من الهمزتین. و رَیَّیْتُ راءً: عَمِلْتها، قال ابن سیدة: و أَما أَبو علی فقال أَلف الراء و أَخواتها منقلبة عن واو و الهمزة بعدها فی حكم ما انقلبتْ عن یاء، لتكون الكلمةُ بعد التَّكمِلةِ و الصَّنعة الإِعرابیة من باب شَوَیْتُ و طَوَیْتُ و حَوَیْت، قال ابن جنی، فقلت له أَ لسنا قد علمنا أَن الأَلف فی الراء هی الأَلف فی یاء و باء و ثاء إِذا تهجیت و أَنت تقول إِن تلك الأَلف غیر منقلبة من یاء أَو واو لأَنها بمنزلة أَلف ما و لا؟ فقال: لما نُقِلت إِلی الاسمیة دخلها الحُكْم الذی یدخل الأَسماء من الانقلاب و التَّصَرُّف، أَ لا تری أَننا إِذا سمینا رجلًا بضَرَبَ أَعربناه لأَنه قد صار فی حَیِّز ما یدخله الإِعراب، و هو الأَسماء، و إِن كنا نعلم أَنه قبل أَن یُسمی به لا یُعْرَبُ لأَنه فعل ماض، و لم تَمْنَعْنا مَعْرِفَتُنا بذلك من أَن نَقْضِیَ علیه بحكم ما صار منه و إِلیه، فكذلك أَیضاً لا یَمْنَعُنا عِلْمُنا بأَن ألف را با تا ثا غیر منقلبة، ما دامت حروف هجاء، من أَن نقضی علیها إِذا زدنا علیها أَلفاً أُخری، ثمَّ همزنا تلك المزیدة بأَنها الآن منقلبة عن واو و أَن الهمزة منقلبة عن الیاء إِذا صارت إِلی حكم الاسمیة التی تَقْضی علیها بهذا و نحوه، قال: و یؤكد عندك أَنهم لا یجوِّزون را با تا ثا حا خا و نحوها ما دامت مقصورة مُتَهَجَّاةً، فإِذا قلت هذه راء حسنة و نظرت إِلی هاء مشقوقة جاز أَن تمثل ذلك فتقول وزنه فَعَلٌ كما تقول فی داء و ماء و شاء إِنه فَعَلٌ، قال: فقال لأَبی علی بعضُ حاضری المجلس أَ فتجمع علی الكلمة إِعلال العین و اللام؟ فقال: قد جاء من ذلك أَحرف صالحة فیكون هذا منها و محمولًا علیها. و رایةُ: مكان؛ قال قیس بن عَیْزارَة: رِجالٌ و نِسْوانٌ بأَكْنافِ رایةٍ، إِلی حُثُنٍ تلكَ العُیونُ الدَّوامعُ و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌14، ص: 353‌

فصل الزای؛ ج14، ص: 353

زأی؛ ج14، ص: 353

: ابن الأَعرابی: زأَی إِذا تكَبَّر.

زبی؛ ج14، ص: 353

: الزُّبْیَةُ: الرابِیةُ التی لا یعلوها الماء، و فی المثل: قد بَلَغَ السَّیْلُ الزُّبَی. و‌كتبَ عثمانُ إِلی علی، رضی الله عنه لما حُوصِر: أَمَّا بعد فقد بلغَ السَّیْلُ الزُّبَی و جاوَزَ الحِزامُ الطُّبْیَیْنِ، فإِذا أَتاك كِتابی هذا فأَقْبِلْ إِلیَّ، علیَّ كنتَ أَمْ لی؛ یضرب مثلًا للأَمر یتَفاقَمُ أَو یتَجاوَزُ الحدَّ حتی لا یُتَلافَی. و الزُّبَی: جمع زُبْیَة و هی الرابیة لا یعلوها الماء، قال: و هی من الأَضداد، و قیل: إِنما أَراد الحفرة التی تُحْفَرُ للأَسد و لا تحفرُ إِلا فی مكان عالٍ من الأَرض لئلا یبلغها السیل فتَنْطَمَّ. و الزُّبْیةُ: حُفرة یتَزَبَی فیها الرجل للصید و تُحْتَفَرُ للذئب فیُصْطاد فیها. ابن سیدة: الزُّبْیَة حُفْرة یَستتر فیها الصائد. و الزُّبْیة: حَفِیرة یُشْتَویَ فیها و یُخْتَبَزُ، و زَبَّی اللحمَ و غیره: طَرَحه فیها؛ قال: طارَ جَرادی بَعْدَ ما زَبَّیْتُه، لو كانَ رأْسی حَجراً رَمَیْتُه و الزُّبْیَة: بئر أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد، و قد زَباها و تَزَبَّاها؛ قال: فكانَ، و الأَمرَ الذی قَد كِیدا، كاللَّذْ تَزَبَّی زُبْیَةً فاصْطِیدا و تَزَبَّی فیها: كتَزَبَّاها؛ و قال علقمة: تَزَبَّی بذی الأَرْطی لها، و وراءَها رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهم و كَلِیبُ و یروی: و أَرادها رجال. و قال الفراء: سمیت زُبْیَةُ الأَسدِ زُبْیة لارتفاعها عن المَسِیل، و قیل: سمیت بذلك لأَنهم كانوا یحْفِرونها فی موضع عالٍ. و یقال قد تَزَبَّیْت زُبْیةً؛ قال الطرماح: یا طَیِّ‌ءَ السَّهْلِ و الأَجْبالِ مَوْعِدُكم كمُبْتَغی الصَّیدِ أَعْلی زُبْیَةِ الأَسَدِ و الزُّبْیَةُ أَیضاً: حُفْرة النمل، و النملُ لا تفعل ذلك إِلا فی موضع مرتفع. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی عن مَزَابِی القُبُور؛ قال ابن الأَثیر: هی ما یُنْدَبُ به المیتُ و یُناحُ علیه به، من قولهم: ما زَبَاهُم إِلی هذا أَی ما دَعاهم، و قیل: هی جمع مِزْبَاةٍ من الزُّبْیةِ و هی الحُفْرة، قال: كأَنه، و الله أَعلم، كَرِهَ أَن یُشَقَّ القَبرُ ضریحاً كالزُّبْیة و لا یُلْحَد، قال: و یُعَضِّدُه قوله اللَّحْدُ لنا و الشَّقُّ لغیرنا، قال: و قد صَحَّفَه بعضُهم فقال نَهی عن مَراثی القُبور. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهَه: أَنه سئل عن زُبْیةٍ أَصْبَحَ الناسُ یتدافَعُون فیها فَهَوَی فیها رجل فتَعَلَّقَ بآخر، و تعلق الثانی بثالث و الثالثُ برابع فوَقَعُوا أَربعَتُهم فیها فخدَشَهم الأَسد فماتوا، فقال: علی حافِرِها الدّیةُ: للأَول ربعها، و للثانی ثلاثة أَرباعها، و للثالث نصفها، و للرابع جمیع الدیة، فأُخْبِرَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، فأَجاز قضاءه؛ الزُّبْیةُ: حُفَیْرَةٌ تُحْفَر للأَسَدِ و الصَّیْدِ و یُغَطَّی رأْسُها بما یسترها لِیَقَع فیها، قال: و قد رُوِی الحُكم فیها بغیر هذا الوجه. و الزَّابِیانِ: نَهَرانِ بناحیة الفُرات، و قیل: فی سافِلة الفُرات، و یسمی ما حَولَهما «2». من الأَنهار الزَّوَابِی: و ربما حذفوا الیاء فقالوا الزّابانِ و الزَّابُ كما قالوا فی البازی بازٌ. و الأُزْبِیُّ: السُّرْعةُ و النَّشاطُ فی السیر، علی أُفْعول. و استثقل التشدید علی الواو، و قیل: الأُزْبِیُّ
(2). قوله [و یسمی ما حولهما إلخ] عبارة التكملة: و ربما سموهما مع ما حوالیهما من الأنهار الزَّوَابِی
لسان العرب، ج‌14، ص: 354
العَجَبُ من السیر و النَّشاط؛ قال منظور بن حَبَّةَ: بِشَمَجَی المَشْیِ عَجُولِ الوَثْبِ، أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ، حتی أَتَی أُزْبِیُّها بالأَدْبِ و الأُزبِیُّ: ضَرْبٌ من سیر الإِبل. و الأَزَابِیُّ: ضُروب مختلفة من السَّیر، واحدها أُزْبِیٌّ. و حكی ابن بری عن ابن جنی قال: مَرَّ بنا فلان و له أَزَابِیُّ منكرة أَی عَدْوٌ شدید، و هو مُشْتَقٌ من الزُّبْیة. و الأُزْبِیُّ: الصَّوْت؛ قال صخر الغیّ: كأَنَّ أُزْبِیَّها، إِذا رُدِمَتْ، هَزْمُ بُغاةٍ فی إِثْرِ ما فَقَدُوا و زَبَی الشّی‌ءَ یَزْبِیهِ: ساقَه؛ قال: تِلْكَ اسْتَفِدْها، و أَعْطِ الحُكْمَ والِیَهَا، فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبِی لَكَ الرَّقِمُ و‌فی حدیث كعب بن مالك: جَرَتْ بینه و بین رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب: فقلت له كَلِمةً أُزْبِیهِ بها‌أَی أُزْعِجُه و أُقْلِقُه، من قولهم أَزْبَیْتُ الشَّی‌ءَ أُزْبِیه إِذا حَمَلْتَه، و یقال فیه زَبَیْتُه لأَن الشَّی‌ءَ إِذا حُمِل أُزْعِجَ و أُزِیلَ عن مكانه. و زَبَی الشَّی‌ءَ: حمله: قال الكمیت: أَ هَمْدانُ مَهْلًا لا تُصَبِّحْ بُیُوتَكُمْ، بِجَهْلِكُمُ، أُمُّ الدُّهَیْمِ و ما تَزْبی یُضرب الدُّهَیْمُ و ما تَزْبِی للدّاهِیة إِذا عَظُمَت و تَفَاقَمَتْ. و زَبَیْتُ الشَّی‌ءَ أَزْبِیه زَبْیاً: حَمَلْتُه. و ازْدَبَاهُ: كزَباه. و تَزَابَی عنه: تَكَبَّر؛ هذه عن ابن الأَعرابی؛ قال: و أَنشدنی المفضل: یا إِبِلی ما ذامُه فَتِیبَیْهْ «1». ماءٌ رواءٌ و نَصِیٌّ حَوْلَیْهْ، هَذا بأَفْواهِك حتَّی تَأْبَیْهْ، حتی تُرُوحِی أُصُلًا تَزَابَیْهْ تَزَابیَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَیْهْ قال: تَزابَیْه تَرَفَّعی عنه تكبراً أَی تكَبَّرِین عنه فلا تُریدینَه و لا تَعْرِضِینَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ، و قوله: … فوق الزَّازَیْهْ المكانُ المرتفع، أَراد علی الزَّیْزاءَةِ فغیَّره. و التَّزَابِی أَیضاً: مِشْیَةٌ فیها تَمَدُّد و بُطْءٌ؛ قال رؤْبة: إِذَا تَزَابَی مِشیةً أَزائِبَا أَراد بالأَزائِبِ الأَزَابِیَّ، و هو النَّشاطُ. و یقال: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ و أَزَمَتْه أَزْمة أَی سَنَة. و یقال: لَقِیتُ منه الأَزَابِیَّ؛ واحدُها أُزْبِیٌّ، و هو الشرُّ و الأَمرُ العظیم.

زجا؛ ج14، ص: 354

: زَجَا الشَّی‌ءُ یَزْجُو زَجْواً و زُجُوّاً و زَجاءً: تَیَسَّر و اسْتقام. و زَجَا الخرَاجُ یَزْجُو زَجَاءً: هو تیَسُّر جِبایتِه. و التَّزْجِیَةُ: دَفْعُ الشی‌ء كما تُزَجِّی البَقَرةُ ولَدَها أَی تَسُوقُه؛ و أَنشد: و صاحِبٍ ذِی غِمْرةٍ داجَیْتُهُ، زَجَّیْتُه بالقَوْلِ و ازْدَجَیْتُه و یقال: أَزْجَیْتُ الشی‌ءَ إِزْجاءً أَی دافَعْت بقلیله. و یقال: أَزْجَیْتُ أَیامی و زَجَّیْتُها أَی دافَعْتها بقُوتٍ قلیل. قال الأَزهری: و سمعت أَعرابیّاً من بنی فزارة یقول أَنتم معاشِرَ الحاضِرَة قَبِلْتُم دُنْیاكُم بِقُبْلانٍ «2». و نحن نُزَجِّیها زَجَاةً أَی نَتَبَلَّغ بقلیل القُوت فنَجْتَزِئُ به. و یقال: زَجَّیْت الشَّی‌ءَ تَزْجِیةً إِذا دفَعته بِرِفْقٍ یقال: كیف تُزَجِّی الأَیَّامَ
(1). قوله [یا إبلی إلخ] هكذا ضبطت القوافی فی التهذیب و التكملة و الصحاح، و وقع لنا ضبطه فی عدة مواضع من اللسان تبعاً للأَصل بخلاف ما هنا (2). قوله [قبلتم دنیاكم بقبلان] هكذا فی الأَصل، و ضبط فی التهذیب بهذا الضبط
لسان العرب، ج‌14، ص: 355
أَی كیف تُدافِعُها؟ و رجل مُزَجٍّ أَی مُزَلِّج. و تَزَجَّیت بكذا: اكتفیت به؛ و قال: تَزَجَّ من دُنْیاكَ بالبَلاغِ و زَجَّی الشی‌ءَ و أَزجاه: ساقَه و دَفَعه. و الرِّیحُ تُزجِی السَّحابَ أَی تَسُوقُه سَوْقاً رفیقاً. و فی التنزیل العزیز: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ یُزْجِی سَحٰاباً؛ و قال الأَعشی: إِلی ذَوْدَة الوَهَّابِ أُزْجِی مَطِیَّتی، أُرَجِّی عَطاءً فاضِلًا من نَوالِكا «1». و قیل: زَجَّاهُ و أَزْجَاهُ ساقَه سَوْقاً لَیِّناً؛ و به فسَّر بعضُهم قولَ النَّابغة: تُزْجِی الشَّمالُ علیه جامِدَ البَرَد و أَزْجَیْتُ الإِبلَ: سُقْتها؛ قال ابن الرِّقاعِ: تُزْجِی أَغَنَّ، كأَنَّ إِبْرةَ رَوْقِه قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها و رجُل مِزْجَاءٌ للمَطِیّ: كثیر الإِزجاءِ لها یُزْجیها و یرسلها؛ قال: و إِنِّی لَمِزْجاءُ المَطِیِّ علی الوَجَی، و إِنِّی لَتَرَّاكُ الفِراشِ المُمَهَّدِ و‌فی الحدیث: كان یَتخلَّف فی السیر ف یُزْجِی الضَّعیف‌أَی یَسُوقُه لِیُلْحِقه بالرِّفاق. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: ما زالَتْ تُزْجِینِی حتی دخلتُ علیه‌أَی تَسُوقُنی و تَدْفَعُنی. و‌فی حدیث جابر: أَعْیا ناضِحِی فجَعَلْت أُزْجیه‌أَی أَسُوقُه. و الزَّجَاءُ: النَّفاذُ فی الأَمر. یقال: فلان أَزْجَی بهذا الأَمر من فلان أَی أَشَدُّ نَفاذاً فیه منه. و المُزْجَی: القَلِیل. و بضاعةٌ مُزْجَاةٌ: قلیلة. و فی التنزیل العزیز: وَ جِئْنٰا بِبِضٰاعَةٍ مُزْجٰاةٍ؛ و قال ثعلب: بِضاعةٌ مُزجَاةٌ فیها إِغْماضٌ لم یَتِمَّ صلاحُها، و قیل: یسیرة قلیلة؛ و أَنشد: و حاجة غیرْ مُزْجَاةٍ مِنَ الحاجِ و‌روی عن أَبی صالح فی قوله مُزْجٰاةٍ قال: كانت حَبَّةَ الخضراءِ و الصَّنوْبَرِ، و‌قال إِبراهیم النخعی: ما أُراها إِلَّا القلیلة، و‌قیل: كانت مَتاعَ الأَعراب الصُّوفَ و السَّمْنَ، و‌قال سعید بن جبیر: هی دراهم سَوْء؛ و‌قال عكرمة: هی الناقِصةُ، و‌قال عطاء: قلیل یَزْجُو خیر من كثیر لا یَزْجُو. و قوله: تَصَدَّقْ عَلَیْنٰا؛ أَی بفَضْلِ ما بین الجَیِّد و الرَّدِی‌ء. و یقال: هذا أَمر قد زَجَوْنا علیه نَزْجُو. و‌فی الحدیث: لا تَزْجُو صلاةٌ لا یُقْرأُ فیها بفاتحة الكتاب، هو من أَزْجَیتُ الشَّی‌ءَ فَزَحا إِذا رَوَّجْته فَراجَ و تیسَّر، المعنی لا تُجزِئ و تصحُّ صلاةٌ إِلَّا بالفاتحة. و ضَحِكَ حتی زَجَا أَی انقَطع ضَحِكُه. و المُزَجَّی من كل شی‌ء: الذی لیس بِتامِّ الشَّرف و لا غیره من الخِلال المحمودة؛ قال: فذاكَ الفَتی، كلُّ الفَتی، كانَ بَیْنه و بینَ المُزَجَّی نَفْنَفٌ مُتَباعِدُ قال ابن سیدة: الحكایة عن ابن الأَعرابی و الإِنشاد لغیره، و قیل: إِنَّ المُزَجَّی هنا كان ابن عم لأُهْبانَ هذا المرثی، و قد قیل: إِنه المَسْبُوق إِلی الكَرَم علی كُرْهٍ.

زخا؛ ج14، ص: 355

: الزَّوَاخِی: مواضع. قال ابن سیدة: و زعم قوم أَن فی شعر هذیل رُحَیّات و فسروه بأَنه موضع، قال: و هذا تصحیف إِنما هو زُخَیّات، بالزای و الخاء.
(1). قوله [إلی ذودة إلخ] هكذا فی الأَصل، و الذی فی المحكم إلی هوذة
لسان العرب، ج‌14، ص: 356‌

زدا؛ ج14، ص: 356

: الزَّدْوُ: كالسَّدْوِ؛ و فی التهذیب: لغة فی السَّدْوِ، و هو من لَعِب الصبیان بالجوز. و المِزْدَاة: موضع ذلك و الغالب علیه الزای یَسْدُونه فی الحَفِیرة. و زَدا الصَّبِیُّ الجَوْزَ و بالجَوْزِ یَزْدُو زَدْواً أَی لَعِب و رَمَی به فی الحَفِیرة، و تلك الحفیرة هی المِزْدَاةُ. یقال: أَبْعِدِ المَدَی و ازْدُهْ. قال ابن بری: قال یعقوب الزَّدَی الزیادة من قولك أَزْدَی علی كذا أَی زادَ علیه؛ قال كثیر: له عَهْدُ وُدٍّ لَمْ یُكَدَّرْ، یَزِینُه زَدَی قَوْلِ مَعْروفٍ حدیثٍ و مُزْمِنِ أَبو عبید: الزَّدْو لغة فی السَّدْو، و هو مَدُّ الیَدِ نحوَ الشی‌ء كما تَسْدُو الإِبلُ فی سَیْرِها بأَیْدِیها.

زری؛ ج14، ص: 356

: زَرَیْتُ علیه و زَرَی علیه، بالفتح، زَرْیاً و زِرَایةً و مَزْرِیةً و مَزْراةً و زَرَیاناً: عابه و عاتَبه؛ قال الشاعر: یا أَیُّها الزَّارِی علی عُمَرٍ، قد قُلْتَ فیه غَیْرَ ما تَعْلَمْ و تَزَرَّیْتُ علیه إذا عتَبْتَ علیه و قال الشاعر: و إِنِّی علی لَیْلَی لَزارٍ، و إِنَّنِی علی ذاكَ، فیما بیننا، مُسْتَدِیمُها أَی عاتِبٌ ساخِطٌ غیر راضٍ. و زَرَی علیه عَمَلَه إِذا عابَه و عَنَّفَه. قال اللیث: و إِذا أَدخل علی أَخیه عیباً فقد أَزْرَی به و هو مُزْریً به. ابن الأَعرابی: زَارَی فُلانٌ فلاناً إِذا عاتَبَه. قال ابن سیدة: و أَزْرَی علیه قلیلة. و أَزْرَی به، بالأَلف، إِزْرَاءً: قَصَّرَ به و حَقَّرَه و هَوَّنه. و قال أَبو عمرو: الزَّارِی علی الإِنسان الذی لا یَعُدُّه شیئاً و یُنْكِر علیه فِعْلَه. و الإِزْرَاء: التَّهاوُن بالشی‌ء. یقال: أَزْرَیْت به إِذا قَصَّرْتَ به و تَهاوَنْتَ. و ازْدَرَیْته أَی حَقَّرته. و‌فی الحدیث: فهو أَجْدَرُ أَن لا تُزْدَرَی نِعْمةُ اللهِ عَلَیْكُم؛ الازْدِرَاء: الاحْتِقارُ و الانْتِقاصُ و العَیْبُ، و هو افْتِعالٌ من زَرَیْت علیه زِرَایةً إِذا عِبْتَه، قال: و أَصل ازْدَرَیْتُ ازْتَرَیْتُ، و هو افْتَعَلْتُ منه، فقُلِبت التاء دالًا لأَجل الزای، و أَزْرَی بِعِلْمِی و زَرَی؛ قال ابن سیدة: حكاه اللحیانی و لم یفسره، قال: و عندی أَنه قَصَّرَ به. و أَزْرَی به: أَدْخَلَ علیه أَمْراً یُرید أَن یُلَبِّسَ علیه. و رَجل مِزْراءٌ: یُزْرِی علی الناس. و سِقاءٌ زَرِیٌّ: بین الصغیر و الكبیر.

زعا؛ ج14، ص: 356

: ابن الأَعرابی: زَعا إِذا عَدَل، و سعَی إِذا هَرَبَ، و قَعا إِذا ذَلَّ، و فَعا إِذا فَتَّتَ شیئاً، و تعی إِذا عدا.

زغا؛ ج14، ص: 356

: الزَّغَاوَةُ: جِنْسٌ من السُّودان، و النّسْبةُ إِلیهم زَغَاوِیٌّ، ابن الأَعرابی: الزُّغَی رائحة الحَبَشیّ. و الزُّغَی: القَصْد «1». ابن سیدة: زُغَاوَةُ قبیلة من السودان؛ حكاها أَبو حنیفة؛ و أَنشد: أَحَمُّ زُغَاوِی النِّجارِ، كأَنَّما یُلاثُ بِلِیتَیْه نُحاسٌ و حِمْحِمُ

زفی؛ ج14، ص: 356

: الزَّفَیَانُ: شدّة هُبوب الریحِ، و الرِّیحُ تَزْفِی الغُبارَ و السَّحابَ و كلَّ شی‌ء إِذا رفَعَتْه و طَرَدَتْه علی وجه الأَرض كما تَزْفِی الأَمْواجُ السَّفِینةَ؛ قال العجاج: یَزْفِیهِ، و المُفَزَّعُ المَزْفِیُّ، من الجَنُوبِ سَنَنٌ رَمْلِیُّ و زَفَتِ الرِّیحُ السَّحابَ و التُّرابَ و نَحْوَهما زَفْیاً
(1). قوله [و الزُّغَی القصد] كذا بالأصل هنا، و الذی فی التهذیب: و الغزی بتقدیم الغین مضمومة، و الذی فیما بأیدینا من مادة غزو: الغزو القصد
لسان العرب، ج‌14، ص: 357
و زَفَیَاناً: طَرَدَتْه و اسْتَخَفَّتْه. و الزَّفَیَانُ: الخِفّةُ، و به سمی الرجل و جعله سیبویه صفة؛ و قوله: كالحِدإِ الزَّافِی أَمامَ الرَّعْدِ إِنما هو الخفیف السریع. و زَفَتِ القَوْسُ زَفَیاناً: صوَّتت. و زَفَاه السَّرابُ یَزْفِیه: رَفَعَه كزَهاهُ. یقال: زَفَی السَّرابُ الآلَ یَزْفِیه و زَهاهُ و حَزاه إِذا رَفَعَه؛ و أَنشد‌و تَحْتَ رَحْلِی زَفَیانٌ مَیْلَعُ و ناقةٌ زَفیانٌ: سَرِیعةٌ؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: یا لَیْتَ شِعْری، و المُنَی لا تَنْفَعُ، هَلْ أَغْدُوَنْ یَوْماً، و أَمْری مُجْمَعُ، و تحت رحلی زَفَیان مَیْلَعُ؟ و قوس زَفَیانٌ: سَرِیعةُ الإِرسال للسَّهم. و زَفَی الظَّلِیمُ زَفْیاً إِذا نَشر جناحیه. قال أَبو العباس: الزَّفَیانُ یكون میزانه فَعَیالٌ فیُصْرَفُ فی حالَیْهِ مِن زَفَنَ إِذا نَزا، قال: و إِذا أَخذته من الزَّفْیِ، و هو تحریك الریح للقصب و التراب، فاصرفه فی النكرة و امنعه الصرف فی المعرفة، و هو فَعَلانُ حینئذ. ابن الأَعرابی: أَزْفَی إِذا نقَل شیئاً من مكان إِلی مكان، و منه أَزْفَیْتُ العَرُوسَ إِذا نَقَلْتَها من بیت أَبَوَیْها إِلی بیتِ زَوْجِها. قال أَبو سعید: هو یَزْفِی بِنَفْسِه أَی یَجُود بها. و زَفَیَانُ: اسم شاعر أَو لَقَبُه.

زقا؛ ج14، ص: 357

: الزَّقْوُ و الزَّقْیُ: مصدر زَقا الدِّیكُ و الطائرُ و المُكَّاء و الصَّدَی و الهامةُ و نحوُها یَزْقُو و یَزْقِی زَقْواً و زُقاء و زُقُوّاً و زَقْیاً و زُقِیّاً و زِقِیّاً صاحَ، و كذلك الصبیُّ إِذا اشتدَّ بُكاؤه و قد أَزْقاه هو، و كلُّ صائحٍ زاقٍ؛ و أَنشد ابن بری: فهْوَ یَزْقُو مِثْلَ ما یَزْقُو الضُّوَعْ و قد تَعَدَّوْا ذلك إِلی ما لا یُحِسُّ فقالوا: زَقَتِ البَكرةُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و عَلَقٌ یَزْقُو زُقاء الهامَهْ العَلَقُ: الحَبْلُ المُعَلَّق بالبكرة، و قیل: الحَبْل الذی فی أَعلاها، قال: لما كانت الهامةُ معلقة فی الحَبْل جُعِل الزُّقاء لها، و إِنما الزُّقاء فی الحقیقة للبكرة؛ قال بعض الأَغفال یصف راهبة: تَضْربُ بالنَّاقُوسِ وَسْطَ الدَّیْر، قَبْلَ الدّجاجِ و زُقاء الطَّیْر أَراد: قبل صُراخ الدّجاج و زُقاء الطیر لیصح له عطف العَرَض علی العَرَض، و العرب تقول: فلان أَثقل من الزَّوَاقِی، و هی الدِّیَكةُ تَزْقُو وقت السَّحَر فَتُفَرِّق بین المُتحابِّین، لأَنهم كانوا یَسْمُرون فإِذا صاحت الدِّیَكة تفرَّقوا. و‌فی حدیث هشام: أَنْتَ أَثْقَلُ من الزَّواقِی؛ هی الدِّیَكةُ، واحدها زاقٍ، یرید أَنها إِذا زَقَت سَحَراً تفرّق السُّمَّار و الأَحبابُ، و‌یروی: أَثْقَلُ من الزَّاوُوق، و إِذا قالوا أَثْقَلُ من الزَّاوُوق فهو الزِّئْبَقُ. و أَزْقَی الشی‌ءَ: جعله یَزْقُو؛ قال: فإِن تَكُ هامةٌ بَهراةَ تَزْقُو، فقد أَزْقَیْت بالمَرْوَیْنِ هاما و الزَّقْیَةُ: الصَّیْحةُ. و روی عن ابن مسعود أَنه كان یقرأ: إِن كانت إِلَّا زَقْیَةً واحدة، فی موضع صَیْحَةً. و یقال: أَزْقَیْت هامةَ فلان أَی قتلته؛ و أَنشد ابن بری: فإِن تكُ هامةٌ بَهراةَ تَزْقُو و یقال: زَقَوْتَ یا دیكُ و زَقَیْتَ.
لسان العرب، ج‌14، ص: 358
و زَقْیَةُ: موضع؛ قال أَبو ذؤیب: یقولوا قد رَأَیْنا خیرَ طِرْفٍ بزَقْیَةَ، لا یُهَدُّ و لا یَخِیبُ

زكا؛ ج14، ص: 358

: الزَّكاء، ممدود: النَّماء و الرَّیْعُ، زَكَا یَزْكو زَكاء و زُكُوّاً. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: المالُ تنقُصه النَّفقة و العِلم یَزْكُو علی الإِنْفاقِ، فاستعار له الزَّكاء و إِن لم یك ذا جِرْمٍ، و قد زَكَّاه اللهُ و أَزْكَاه. و الزَّكاء: ما أَخرجه الله من الثمر. و أَرضٌ زَكِیَّةٌ: طیِّبةٌ سمینة؛ حكاه أَبو حنیفة. زكا، و الزَّرع یَزْكو زَكاء، ممدود، أَی نما. و أَزْكَاه الله، و كلُّ شی‌ء یزداد و یَنْمی فهو یَزْكُو زَكَاء و تقول: هذا الأَمر لا یَزْكُو بفلان زَكاء أَی لا یلیق به؛ و أَنشد: و المالُ یَزْكو بك مُسْتَكْبراً، یَخْتال قد أَشرق للناظرِ «2». ابن الأَنْباری فی قوله تعالی: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَ زَكٰاةً؛ معناه و فعلنا ذلك رحمةً لأَبویه و تَزْكِیةً له؛ قال الأَزهری: أَقام الاسم مُقامَ المصدر الحقیقی. و الزَّكَاةُ: الصلاحُ. و رجل تقیٌّ زَكِیٌّ أَی زاكٍ من قوم أَتْقیاء أَزْكِیاء، و قد زَكا زَكاء و زُكُوّاً و زَكِیَ و تَزَكَّی، و زَكَّاه الله، و زَكَّی نفسَه تَزْكِیةً: مدَحها. و‌فی حدیث زینبَ: كان اسمُها بَرَّةَ فغَّیره و قال تُزَكِّی نفسَها.و زَكَّی الرجل نفسَه إِذا وصفها و أَثنی علیها. و الزَّكَاةُ: زَكاةُ المال معروفة، و هو تطهیره، و الفعل منه زَكَّی یُزَكِّی تَزْكِیةً إِذا أَدّی عن ماله زَكاته غیره: الزَّكاة ما أَخرجته من مالك لتهطره به، و قد زَكَّی المالَ. و قوله تعالی: وَ تُزَكِّیهِمْ بِهٰا؛ قالوا: تُطهِّرُهم بها. قال أَبو علی: الزَّكَاةُ صفوةُ الشی‌ء. و زَكَّاه إِذا أَخذ زَكاتَه. و تَزَكَّی أَی تصدَّق. و فی التنزیل العزیز: وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّكٰاةِ فٰاعِلُونَ؛ قال بعضُهم: الذین هم للزكاة مُؤْتُون، و قال آخرون: الذین هم للعمل الصالح فاعِلُون، و قال تعالی: خَیْراً مِنْهُ زَكٰاةً؛ أَی خیراً منه عملًا صالحاً، و قال الفراء: زَكٰاةً صلاحاً، و كذلك قوله عز و جل: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَ زَكٰاةً؛ قال: صلاحاً. أَبو زید النحوی فی قوله عز و جل: وَ لَوْ لٰا فَضْلُ اللّٰهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ مٰا زَكیٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ یُزَكِّی مَنْ یَشٰاءُ؛ و قرئ ما زَكَّی منكم، فمن قرأَ مٰا زَكیٰ فمعناه ما صلح منكم، و من قرأَ ما زَكَّی فمعناه ما أَصلح، وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ یُزَكِّی مَنْ یَشٰاءُ أَی یُصلح، و قیل لما یُخْرَج من المال للمساكین من حقوقهم زَكاةٌ لأَنه تطهیرٌ للمال و تَثْمیرٌ و إِصْلاحٌ و نماء، كل ذلك قیل، و قد تكرر ذكر الزَّكاةِ و التَّزْكِیةِ فی الحدیث، قال: و أَصل الزكاة فی اللغة الطهارة و النَّماء و البَركةُ و المَدْح و كله قد استعمل فی القرآن و الحدیث، و وزنها فَعَلةٌ كالصَّدَقة، فلما تحرَّكت الواو و انفتح ما قبلها انقلبت أَلفاً، و هی من الأَسماء المشتركة بین المُخْرَج و الفعل، فیطلق علی العین و هی الطائفة من المال المُزَكَّی بها، و علی المَعنی و هی التَّزْكِیَة؛ قال: و من الجهل بهذا البیان أَتی من ظلم نفسَه بالطعن علی قوله تعالی: وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّكٰاةِ فٰاعِلُونَ؛ ذاهباً إِلی العین، و إِنما المراد المعنی الذی هو التَّزْكِیةُ، ف الزَّكاة طُهرةٌ للأَموال و زَكاةُ الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان. و‌فی حدیث الباقر أَنه قال: زَكاةُ الأَرض یُبْسُها، یرید طَهارَتَها من النجاسة كالبول و أَشباهه بأَن یجف و یذهب أَثرُه. و الزَّكا، مقصور: الشَّفْعُ من العدد. الجوهری:
(2). قوله [أشرق] كذا فی الأصل بالقاف، و فی التهذیب بالفاء
لسان العرب، ج‌14، ص: 359
و زَكاً الشَّفْعُ. یقال: خساً أَو زَكاً، و العرب تقول للفرد خَساً و للزوجین اثنین زَكاً، و قیل لهما زَكاً لأَن اثنین أَزْكَی من واحد؛ قال العجاج: عن قبْضِ من لاقی أَخاسٍ أَمْ زَكا ابن السكیت: الأَخاسی جمع خَساً، و هو الفرد. اللحیانی: زَكِیَ الرجل یَزْكَی و زَكا یَزْكو زُكوّاً و زَكاءً، و قد زَكَوْتَ و زَكِیتَ أَی صرت زاكیاً. ابن الأَنباری: الزَّكاءُ الزِّیادة من قولك زَكا یَزْكو زكاءً، و هذا ممدود، و زكاً، مقصورٌ: الزوجان، و یجوز خَساً و زكاً بالإِجْراء، و من لم یُجْرِهما جعلهما بمنزلة مَثْنیٰ وَ ثُلٰاثَ وَ رُبٰاعَ*، و من أَجراهما جعلهما نكرتین. و قال أَحمد بن عبید: خَسا و زَكا لا ینوَّنان و لا تدخلهما الأَلف و اللام لأَنهما علی مذهب فَعَل مثل وَهَی و عَفا؛ و أَنشد للكمیت: لادی خَسا أَو زَكا من سِنِیك إلی أَربعٍ فیقول انتظارا «1». و قال الفراء: یكتب خَسا بالأَلف لأَنه من خَسأَ، مهموز، و زكا یكتب بالأَلف لأَنه من یزكو، و العرب تقول للزوج زَكاً و للفرد خَساً فتلحقه بباب فتیً، و منهم من یقول زَكا و خَسا فیلحقه بباب زُفَرَ. و یقال: هو یُخَسِّی و یُزَكِّی إذا قبض علی شی‌ء فی كفه و قال أَ زَكا أَم خَسا، و هو مهموز. الأَصمعی: رجل زُكأَةٌ أَی موسر. اللحیانی: إنه لمَلِی‌ءٌ زُكأَةٌ أَی حاضر النَّقْد عاجِله. و یقال: قد زَكأَه إذا عجَّل نقده. و‌فی حدیث معاویة أَنه قدِم المدینة بمال فسأل عن الحسن بن علی فقیل إنه بمكة فأَزْكی المالَ و مضی، فلحِق الحسن فقال: قدِمْتُ بمال فلما بلغنی شُخُوصُك أَزْكَیْتُه، و‌ها هو ذا؛ قال: كأَنه یرید أَوْعَیْتُه. و زَكا الرجلُ یَزْكو زُكوّاً: تَنَعَّم و كان فی خِصْب. و زَكِیَ یَزْكی: عَطِشَ. قال ابن سیدة: أَثبته فی الواو لعدم ز ك ی و وجود ز ك و؛ قاله ثعلب؛ و أَنشد: كصاحِبِ الخَمْرِ یَزْكی كُلَّما نَفِدَتْ عنه، و إنْ ذاقَ شِرْباً هَشَّ لِلعَلَلِ

زنا؛ ج14، ص: 359

: الزِّنا یمد و یقصر، زَنَی الرجلُ یَزْنی زِنیً، مقصور، و زناءً ممدود، و كذلك المرأَة. و زَانَی مُزَانَاةً و زَنَّی: كَزَنی؛ و منه قول الأَعشی: إمَّا نِكاحاً و إِمَّا أُزَنّ یرید: أُزَنِّی، و حكی ذلك بعض المفسرین للشعر. و زَانَی مُزاناةً و زِناء، بالمد؛ عن اللحیانی، و كذلك المرأَة أَیضاً؛ و أَنشد: أَما الزّناء فإنِّی لستُ قارِبَه، و المالُ بَیْنی و بَیْنَ الخَمْرِ نصْفانِ و المرأَة تُزانِی مُزاناةً و زِناء أَی تُباغِی. قال اللحیانی: الزِّنی، مقصور، لغة أَهل الحجاز. قال الله تعالی: وَ لٰا تَقْرَبُوا الزِّنیٰ، بالقصر، و النسبة إلی المقصور زِنَوِیٌّ، و الزناء ممدود لغة بنی تمیم، و فی الصحاح: المدّ لأَهل نجد؛ قال الفرزدق: أَبا حاضِرٍ، مَنْ یَزْنِ یُعْرَفْ زِناؤُه، و مَنْ یَشْرَبِ الخُرْطُوم یُصْبِحْ مُسَكَّرا و مثله للجعدی: كانت فَرِیضة ما تقولُ، كما كانَ الزِّناء فَریضةَ الرَّجْم و النسبة إلی الممدود زِنائِیٌّ. و زَنَّاهُ تزْنِیةً: نسبه
(1). قوله [لادی] وضع له فی الأصل علامة وقفة و لم نجده فی غیره، و الرسم قابل أن یكون لأدّی، من التأدیة فاللام مفتوحة، و لأَن یكون أدنی من الدنوّ فاللام مكسورة
لسان العرب، ج‌14، ص: 360
إلی الزِّنا و قال له یا زانی. و فی الحدیث: ذِكر قُسْطَنْطِینیَّةَ الزانیة، یرید الزانی أَهلُها كقوله تعالی: وَ كَمْ قَصَمْنٰا مِنْ قَرْیَةٍ كٰانَتْ ظٰالِمَةً؛ أَی ظالمة الأَهْل. و قد زَانَی المرأَة مُزَانَاةً و زناءً. و قال اللحیانی: قیل لابنةِ الخُسِّ ما أَزْناكِ؟ قالت: قُرْبُ الوِسادِ و طُولُ السِّوادِ؛ فكأَنَّ قوله ما أَزْناكِ ما حَمَلَكِ علی الزِّنا، قال: و لم یسمع هذا إلا فی حدیث ابنةِ الخُسِّ. و هو ابنُ زَنْیةٍ و زِنْیةٍ، و الفتح أَعلی، أَی ابن زِناً، و هو نقِیضُ قولك لِرِشدةٍ و رَشْدة. قال الفراء فی كتاب المصادر: هو لِغَیَّةٍ و لِزَنْیةٍ و هو لغَیْر رَشْدةٍ، كلُّه بالفتح. قال: و قال الكسائی و یجوز رَشْدة [رِشْدة و زَنْیة [زِنْیة، بالفتح و الكسر، فأَما غَیَّة فهو بالفتح لا غیر. و‌فی الحدیث: أَنه وفد علیه مالك بن ثعلبة فقال من أَنتم؟ فقالوا: نحن بنو الزَّنْیة [الزِّنْیة فقال: بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ.و الزنْیة، بالفتح و الكسر: آخِرُ وَلدِ الرجل و المرأَة كالعجْزة، و بنو مَلِكٍ یُسَمَّوْنَ بَنی الزَّنْیة و الزِّنْیة لذلك، و إنما‌قال لهم النبی، صلی الله علیه و سلم، بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ‌نَفْیاً لهم عما یوهمه لفظ الزنْیة من الزِّنا، و الرَّشْدةُ أَفصح اللغتین. و یقال للولد إذا كان من زِناً: هو لِزَنْیة. و قد زَنَّاه. من التَّزْنِیة أَی قَذَفَه. و فی المثل: لا حِصْنُها حِصْنٌ و لا الزِّنا زِنا قال أَبو زید: یضرب مثلًا للذی یكُفُّ عن الخَیْر ثم یُفَرِّط فیه و لا یَدومُ علی طریقة. و تسمَّی القِرْدة زَنَّاءةً، و الزَّنَاءُ: القصیرُ؛ قال أَبو ذؤیب: و تُولِجُ فی الظِّلِّ الزَّنَاءِ رؤُوسها، و تَحْسِبُها هِیماً، و هُنَّ صَحائحُ و أَصل الزَّنَاء الضیقُ، و منه‌الحدیث: لا یُصَلِّیَنَّ أَحدُكم و هو زَنَاءٌ‌أَی مُدافِعٌ للِبَوْل؛ و علیه قول الأَخطل: و إذا بَصُرْتَ إلی زَناءٍ قَعْرُها غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ من الأَحْفارِ و زَنا الموضعُ یَزْنُو: ضاق، لغة فی یَزْنأُ. و‌فی الحدیث: كان النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، لا یُحِبُّ من الدُّنْیا إلا أَزْنَأَها‌أَی أَضیقها. و وِعاءٌ زَنِیٌّ: ضیِّق؛ كذا رواه ابن الأَعرابی بغیر همز. و الزَّنْ‌ءُ: الزُّنُوُّ فی الجَبَل. و زَنَّی علیه: ضَیَّقَ؛ قال: لا هُمَّ، إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ. زَنَّی علی أَبِیهِ ثم قَتَلَهْ قال: و هذا یدل علی أَن همزة الزناء یاءٌ. و بَنُو زِنْیَة: حَیٌّ.

زها؛ ج14، ص: 360

: الزَّهْوُ: الكِبْرُ و التِّیهُ و الفَخْرُ و العَظَمَةُ؛ قال أَبو المُثَلَّمِ الهذلی: مَتی ما أَشَأْ غَیْر زَهْوِ المُلُوكِ، أَجْعَلْكَ رَهْطاً علی حُیَّضِ و رجل مَزْهُوٌّ بنفسه أَی مُعْجَبٌ. و بفُلان زَهْوٌ أَی كِبْرٌ؛ و لا یقال زَها. و زُهِیَ فُلانٌ فهو مَزْهُوٌّ إذا أُعْجِبَ بنفسه و تَكَبَّر. قال ابن سیدة: و قد زُهِیَ علی لفظ ما لم یُسَمَّ فاعلُه، جَزَمَ به أَبو زید و أَحمد بن یحیی، و حكی ابن السكیت: زُهِیتُ و زَهَوْتُ. و للعرب أَحرف لا یتكلمون بها إلا علی سبیل المَفْعول به و إن كان بمعنی الفاعل مثل زُهِیَ الرجُلُ و عُنِیَ بالأَمْر و نُتِجَتِ الشاةُ و الناقة و أَشباهها، فإذا أَمَرْت به قلت: لِتُزْهَ یا رجلُ، و كذلك الأَمْر من كل فِعْل لم یُسمّ فاعله لأَنك إذا
لسان العرب، ج‌14، ص: 361
أَمَرْتَ منه فإنما تأْمر فی التحصیل غیر الذی تُخاطِبه أَن یُوقِع به، و أَمْرُ الغائبِ لا یكون إلا باللام كقولك لیَقُمْ زَید، قال: و فیه لغة أُخری حكاها ابن درید زَها یَزْهُو زَهْواً أَی تَكَبَّر، و منه قولهم: ما أَزْهاهُ، و لیس هذا من زُهِیَ لأَن ما لم یُسم فاعله لا یُتَعَجَّبُ منه. قال الأَحمر النحوی یهجو العُتْبِیَّ و الفَیْضَ بن عبد الحمید: لنا صاحِبٌ مُولَعٌ بالخِلافْ، كثیرُ الخَطاء قلیلُ الصَّوابْ أَلَجُّ لجاجاً من الخُنْفُساءْ، و أَزْهی، إذا ما مَشی، منْ غُرابْ قال الجوهری: قلت لأَعرابی من بنی سلیم ما معنی زُهِیَ الرجلُ؟ قال: أُعجِبَ بنفسِه، فقلت: أَ تقول زَهی إذا افْتَخَر؟ قال: أَمّا نحن فلا نتكلم به. و قال خالد بن جَنبة: زَها فلان إذا أُعجب بنفسه. قال ابن الأَعرابی: زَهاه الكِبْر و لا یقال زَها الرَّجل و لا أَزْهیتُه و لكنْ زَهَوْتُه. و‌فی الحدیث: من اتَّخَذَ الخَیْلَ زُهاءً و نِواءً علی أَهْل الإِسْلام فهی علیه وِزْرٌ؛ الزُّهاء، بالمدّ، و الزَّهْوُ الكِبْرُ و الفَخْر. یقال: زُهِیَ الرجل، فهو مَزْهُوٌّ، هكذا یتكلَّم به علی سبیل المفعول و إن كان بمعنی الفاعل. و‌فی الحدیث: إنّ الله لا یَنْظر إلی العامل المَزْهُوِّ؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها: إن جاریتی تُزْهَی أَن تَلْبَسَه فی البیت‌أَی تَتَرَفَّعُ عنه و لا تَرْضاه، تعنی درْعاً كان لها؛ و أَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: جَزَی اللهُ البَراقِعَ مِنْ ثِیابٍ، عن الفِتْیانِ، شَرّاً ما بَقِینا یُوارِینَ الحِسانَ فلا نَراهُم، و یَزْهَیْنَ القِباحَ فیَزْدَهِینا فإنما حُكْمه و یَزْهُونَ القِباحَ لأَنه قد حكی زَهَوْتُه، فلا معنی لیَزْهَیْنَ لأَنه لم یجئ زَهَیْته، و هكذا أَنشده ثعلب و یَزْهُون. قال ابن سیدة: و قد وهم ابن الأَعرابی فی الروایة، اللهم إلا أَن یكون زَهَیْتُه لغة فی زَهَوْتُه، قال: و لم تُرْوَ لنا عن أَحد. و من كلامهم: هی أَزْهَی مِن غُرابٍ، و فی المثل المعروفِ: زَهْوَ الغُرابِ، بالنصب، أَی زُهِیتَ زَهْوَ الغرابِ: و قال ثعلب فی النوادر: زُهِیَ الرجل و ما أَزْهاهُ فوضَعُوا التعجب علی صیغة المفعول، قال: و هذا شاذٌّ إنما یَقع التعجب من صیغة فِعْلِ الفاعل، قال: و لها نظائر قد حكاها سیبویه و قال: رجُلٌ إنْزَهْوٌ و امرأَة إنْزَهْوَةٌ و قوم إنْزَهْوُون ذَوو زَهْوٍ، ذهبوا إلی أَن الأَلف و النون زائدتان كزیادتهما فی إنْقَحْلٍ، و ذلك إذا كانوا ذَوِی كِبْر. و الزَّهْو: الكَذِب و الباطلُ؛ قال ابن أَحمر: و لا تَقُولَنَّ زَهْواً ما تُخَبِّرُنی، لم یَتْرُكِ الشَّیْبُ لی زَهْواً، و لا العَوَرُ «1». الزَّهْو: الكِبْرُ. و الزَّهْوُ: الظُّلْمُ. و الزَّهْو: الاسْتِخْفافُ: و زَها فلاناً كلامُك زَهْواً و ازْدهاه فازْدَهَی: اسْتَخَفَّه فخفّ؛ و منه قولهم: فلان لا یُزْدَهَی بخَدیعَة. و ازْدَهَیْت فلاناً أَی تَهاوَنْت به. و ازْدَهَی فلان فلاناً إذا اسْتَخَفَّه. و قال الیزیدی: ازْدَهاهُ و ازْدَفاهُ إذا اسْتَخَفَّه. و زَهاهُ و ازْدَهاهُ: اسْتَخَفَّه و تهاون به؛ قال عمر بن أَبی ربیعة: فلما تَواقَفْنا و سَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ وجُوهٌ، زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا
(1). قوله [و لا العور] أنشده فی الصحاح: و لا الكبر، و قال فی التكملة، و الروایة: و لا العور
لسان العرب، ج‌14، ص: 362
قال ابن بری و یروی: و لما تَنَازَعْنا الحَدیثَ و أَشْرَقَت قال: و مثله قول الأَخطل: یا قاتَلَ اللهُ وصْلَ الغانِیات، إذا أَیْقَنَّ أَنَّك مِمَّنْ قد زَها الكِبَرُ و ازْدَهاهُ الطَّرَب و الوَعیدُ: اسْتَخَفَّه. و رجل مُزْدَهیً: أَخَذَتْه خِفَّةٌ من الزَّهْوِ أَو غیره. و ازْدَهاهُ علی الأَمْرِ: أَجْبَرَه. و زَها السَّرابُ الشی‌ءَ یَزْهاهُ: رَفَعَه، بالأَلف لا غیر. و السراب یَزْهی القُور و الحُمُول: كأَنه یَرْفَعُها؛ و زَهَت الأَمْواجُ السفینة كذلك. و زَهَت الریحُ أَی هَبَّت؛ قال عبید: و لَنِعْم أَیْسارُ الجَزورِ إذا زَهَتْ رِیحُ الشِّتَا، و تَأَلَّفَ الجِیرانُ و زَهَت الریحُ النباتَ تَزْهاهُ: هَزَّتْه غِبَّ النَّدَی؛ و أَنشد ابن بری: فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالًا، كأَنَّها جَرادٌ زَهَتْه رِیحُ نَجْدٍ فأَتْهَمَا قال: رَهْواً هنا أَی سِرَاعاً، و الرَّهْوُ من الأَضداد. و زَهَتْه: ساقَتْه. و الریحُ تَزْهَی النباتَ إذا هَزَّتْه بعد غِبِّ المَطَر؛ قال أَبو النجم: فی أُقْحُوانٍ بَلَّهُ طَلُّ الضُّحَی، ثُمَّ زَهَتْهُ ریحُ غَیمٍ فَازْدَهَی قال الجوهری: و رُبَّما قالوا زَهَت الریحُ الشَّجَر تَزْهاه إذا هَزَّتْه. و الزَّهْوُ: النَّبات الناضرُ و المَنْظَرُ الحَسَن. یقال: زُهِیَ الشی‌ءُ لِعَیْنِكَ. و الزَّهْوُ: نَوْرُ النَّبْتِ و زَهْرُهُ و إشْراقُه یكون للْعَرَضِ و الجَوْهَرِ. و زَها النَّبْتُ یَزْهَی زَهْواً و زُهُوّاً و زَهَاءً حَسُنَ. و الزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، یقال: إذا ظَهَرت الحُمْرة و الصفرة فی النَّخْل فقد ظَهَرَ فیه الزَّهْوُ. و الزَّهْوُ و الزُّهْوُ: البُسْرُ إذا ظَهَرَت فیه الحُمْرة، و قیل: إذا لَوَّنَ، واحدته زَهْوة؛ و قال أَبو حنیفة: زُهْوٌ، و هی لغة أَهل الحجاز بالضَّمِّ جمعُ زَهْوٍ، كقولك فَرَسٌ وَرْدٌ و أَفراس وُرْدٌ، فأُجْرِیَ الاسم فی التَّكْسیر مُجْرَی الصفة. و أَزْهَی النَّخْلُ و زَهَا زُهُوّاً: تلوَّن بِحُمْرَةٍ و صُفْرةٍ. و‌روی أَنس بن مالك أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، نَهَی عن بَیْعِ الثَّمَرِ حَتَّی یَزْهو، قیل لأَنس: و ما زَهْوُه؟ قال: أَن یحمرّ أَو یصفر، و‌فی روایة ابن عمر: نهَی عن بَیْع النَّخْلِ حتی یُزْهِیَ.ابن الأَعرابی: زَها النبتُ یَزْهُو إذا نَبَت ثَمَرُه، و أَزْهَی یُزْهِی إذا احْمَرَّ أَو اصفر، و قیل: هما بمعنی الاحمرار و الاصفرار، و منهم من أَنْكَر یَزْهو و منهم مَن أَنكر یُزْهِی. و زَهَا النَّبْتُ: طالَ و اكْتَهَلَ؛ و أَنشد: أَرَی الحُبَّ یَزْهَی لِی سَلامَةَ، كالَّذِی زَهَی الطلُّ نَوْراً واجَهَتْه المَشارِقُ یرید: یزیدُها حسناً فی عَیْنی. أَبو الخطاب قال: لا یقال للنخل إلَّا یُزْهَی، و هو أَن یَحْمَرَّ أَو یصفرّ، قال: و لا یقال یَزْهُو، و الإِزْهَاءُ أَنْ یَحْمَرَّ أَو یصفر. و قال الأَصمعی: إذا ظَهَرت فیه الحُمْرة قیل أَزْهَی. ابن بُزُرج: قالوا زُها الدُّنْیا زِینَتُها و إیناقُها، قال: و مثله فی المعنی قولهم و رَهَجُها. و قال: ما لِرَأْیِكَ بُذْمٌ و لا فَرِیق «2». أَی صَرِیمَة. و قالوا: طَعامٌ طیِّبُ الخَلْف أَی طَیّب آخر الطعم. و قال خالد بن جنبة: زُهِیَ لَنَا حَمْل النَّخْلِ فنَحْسِبُه
(2). قوله [و لا فریق] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 363
أَكثَرَ ممّا هو. الأَصمعی: إذا ظَهَرتْ فی النَّخْل الحُمْرة قیل أَزْهَی یُزْهِی: ابن الأَعرابی: زَهَا البُسْر و أَزْهَی و زَهَّی و شَقَّحَ و أَشْقَحَ و أَفْضَحَ لا غیر. أَبو زید: زَكا الزرع وَ زَها إذا نَما. خالد ابن جنبة: الزَّهْوُ من البُسْرِ حین یصفرّ و یحمرُّ و یحل جَرْمُه، قال: و جَرْمه للشِّرَاء و البَیْع، قال: و أَحْسَنُ ما یكون النخلُ إذ ذاك؛ الأَزهری: جَرْمه خَرْصُه للبیع. و زَها بالسیف: لمَعَ به. و زَهَا السراجَ: أَضاءَه. و زَهَا هو نفسُه. و زُهاءُ الشی‌ءِ و زِهَاؤُه: قَدْرُه، یقال: هُمْ زُهَاءُ مائِةٍ و زِهاءُ مِائةٍ أَی قدرها. و هُم قومٌ ذَوُو زُهاءٍ أَی ذَوُو عَدَدٍ كثیر؛ و أَنشد: تَقَلَّدْتَ إبْریقاً، و عَلَّقْتَ جَعْبة لِتُهْلِكَ حَیّاً ذَا زُهاءٍ و جَامِلِ الإِبریق: السیف، و یقال قوس فیها تلامیع. و زُهاءُ الشی‌ء: شخصُه. و زَهَوْت فلاناً بكذا أَزْهاهُ أَی حَزَرْته. و زَهَوْته بالخشبة: ضربتُه بها. و كم زُهَاؤُهم أَی قدرُهم و حزْرُهم؛ و أَنشد للعجاج؛كأَنما زُهَاؤُهم لمن جَهَرْ و قولُهم: زُهَاءُ مائَة أَی قدر مائةٍ. و‌فی حدیث: قیل له كم كانوا؟ قال: زُهَاءَ ثلَاثمائة‌أَی قدر ثلاثمائة، من زَهَوْت القومَ إذا حَزَرْتَهم. و‌فی الحدیث: إذا سَمِعتم بناسٍ یأْتون من قِبَلِ المَشرق أولی زُهاءٍ یَعجَبُ الناس من زیِّهِمْ فقد أَظَلَّت الساعةُ؛ قوله أُولی زُهَاءٍ أُولی عددٍ كثیرٍ. و زَهَوْتُ الشی‌ءَ إذا خَرَصْتَه و علِمتَ ما زُهاؤُه. و الزُّهَاءُ: الشخصُ، واحده كجمعِه. و منه قول بعض الرُّوّاد: مَداحی سَیْل و زُهَاءُ لیل، یصف نباتاً أَی شخصُه كشخص اللیل فی سوادِه و كَثْرِته؛ أَنشد ابن الأَعرابی: دُهْماً كأَن اللیلَ فی زُهائِها زُهاؤُها: شُخوصُها یصف نَخْلًا یعنی أَن اجتماعها یُری شُخوصَها سوداً كاللیل. و زَهَتِ الإِبلُ تَزْهو زَهْواً: شربَت الماءَ ثم سارت بعد الوِرْد لیلةً أَو أَكثر و لم تَرْعَ حول الماء، و زَهَوْتُها أَنا زَهْواً، یَتَعَدَّی و لا یتعدی. و زَهَتْ زَهْواً: مرَّت فی طلب المَرْعی بعد أَن شرِبت و لم تَرْعَ حول الماء؛ قال الشاعر: و أَنتِ استعرتِ الظَّبیَ جیداً و مُقْلَةً، من المُؤلِفات الزَّهْوَ، غیرِ الأَوارِك و زَهَا المُرَوِّحُ المِرْوَحة و زَهَّاها إذا حَرَّكها؛ و قال مزاحمٌ یصف ذنب البعیر: كمِرْوَحَةِ الدَّارِیّ ظَلَّ یَكُرُّها، بكَفِّ المُزَهِّی سَكْرَةَ الرِّیحِ عُودُها ف المُزَهِّی: المُحَرِّك؛ یقول: هذه المروحة بكفِّ المُزَهِّی المحرِّك لسُكونِ الریح. و الزَّاهِیَةُ من الإِبل: التی لا تَرْعی الحَمْض. قال ابن الأَعرابی: الإِبلُ إبلانِ: إبلٌ زَاهِیَة زالَّة الأَحْناك لا تقرَب العِضاهَ و هی الزَّوَاهِی، و إبلٌ عاضِهةٌ تَرْعی العِضاهَ و هی أَحْمَدُها و خیرها، و أَما الزَّاهِیَة الزَّالَّةُ الأَحْناك فهی صاحبة الحَمْضِ و لا یُشْبِعها دُون الحَمْضِ شی‌ء. و زَهَتِ الشاةُ تَزْهُو زُهاءً و زُهُوّاً: أَضْرَعت و دَنا وِلادُها. و أَزْهَی النخلُ و زَها: طالَ، و زَهَا النبت: غَلا و علا، و زَهَا الغلام: شَبَّ؛ هذه الثلاث عن ابن الأَعرابی.

زوی؛ ج14، ص: 363

: الزَّیُّ: مصدر زَوی الشی‌ءَ یَزْوِیه زَیّاً و زُوِیّاً فانْزَوَی، نَحَّاه فتَنَحَّی. و زَوَاهُ: قبضه. و زَوَیْت الشی‌ءَ: جمعته و قبضته. و‌فی الحدیث: إن الله تعالی زَوَی لی الأَرضَ فأُریتُ مشارقَها و مغاربَها؛ زُوِیَتْ لی الأَرض: جُمِعَت؛ و منه‌دُعاءُ السفر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 364
و ازْوِ لَنا البعید‌أَی اجْمَعْه و اطْوِه. و زَوی ما بین عینیه فانْزَوی: جمَعه فاجتمع و قبضه؛ قال الأَعشی: یَزیدُ، یغُضُّ الطَّرْفَ عندی، كأَنما زَوی بین عینیه علیَّ المَحاجِمُ «1». فلا یَنْبَسِطْ من بین عینیك ما انْزَوَی، و لا تَلْقَنی إلَّا و أَنفُك راغِمُ و انْزَوی القوم بعضُهم إلی بعض إذا تدانوْا و تضامُّوا. و الزَّاوِیَة: واحدة الزَّوَایا. و‌فی حدیث ابن عمر: كان له أَرْضٌ زَوَتْها أَرضٌ أُخری‌أَی قرُبت منها فضیَّقتْها، و قیل: أَحاطت بها. و انْزَوَت الجِلدة فی النار: تَقَبَّضَت و اجتمعَت. و‌فی الحدیث: إن المسجدِ ل یَنْزَوِی من النُّخامة كما تَنْزَوی الجلدة فی النار‌أَی ینضمُّ و یتقبَّضُ، و قیل: أَراد أهل المسجد و هم الملائكة؛ و منه‌الحدیث: أَعطانی رَیحانَتَیْن و زَوَی عنی واحدةً.و‌فی حدیث الدعاء: و ما زَوَیْتَ عنی‌أَی صرفتَه عنی و قبضْتَه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال إن الإِیمان بدأَ غریباً و سیعود كما بدأَ، فطوبی للغرباء إذا فسد الناسُ و الذی نَفْسُ أَبی القاسم بیده لَیُزْوَأَنَّ الإِیمانُ بین هذین المَسْجِدَیْن كما تأْرِزُ الحیة فی جحرها‌قال شمر: لم أَسمعْ زَوَأت بالهمز، و الصواب ل یُزْوَیَنَّ أَی لیُجْمعنَّ و لیُضَمَّنَّ، من زَوَیت الشی‌ء إذا جمعته، و كذلك لیَأْرِزَنَّ أَی لیَنْضَمَّنَّ. قال أَبو الهیثم: كلُّ شی‌ء تام فهو مربَّع كالبیت و الأَرض و الدار و البساط له حدود أَربع، فإذا نقصَت منها ناحیةٌ فهو أَزْوَرُ مُزَوّیً، قال: و أَما الزَّوْءُ، بالهمز، فإن الأَصمعی یقول زَوْءُ المَنِیّة ما یحدث من هلاك المنیّة، و الزَّوْءُ: الهَلاك. و قال ثعلب: زَوُّ المِنیَّة أَحْداثُها؛ هكذا عبَّر بالواحد عن الجمع؛ قال: من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَیَّ به زَوُّ المِنیَّة، إلا حَرَّة [حِرَّة وقَدی و هذا البیت أورده الأَزهری و الجوهری مستشهداً به علی قول ابن الأَعرابی الزوُّ القدر، یقال: قُضِی علینا و قُدِّرَ و حُمَّ و زُیَّ و زِیَّ؛ و صورة إیراده: و لا ابنُ مامَةَ كَعْب حین عَیَّ به قال ابن بری: و الصواب ما ذكرناه أَولًا.من ابنِ مامَةَ كعبٍ ثم عیَّ به. قال: و البیت لِمَامَة الإِیادی أَبی كعب، كذا ذكره السیرافی، و قبله: ما كان من سُوقَةٍ أَسْقَی علی ظَمإٍ خَمْراً بماءٍ، إذا ناجُودُها بَرَدا و قوله: وقدی مثل جَمَزَی أَی تتوقَّد؛ و أَنشد ابن بری أَیضاً للأَسود بن یَعْفُر: فیا لهف نفسی علی مالِكٍ و هل ینفع اللهفُ زَوَّ القَدَرْ؟ و أَنشد أَیضاً لمُتَمِّم بن نُوَیْرة: أَ فبعدَ من ولدتْ بُسَیْبَة أَشْتَكی زَوَّ المَنِیَّة، أَو أُری أَتَوَجَّع؟ «2». و یروی: زَوَّ الحوادث …، و رواه ابن الأَعرابی بغیر همز، و همزه الأَصمعی. و زَوَاهُم الدَّهرُ أَی ذهب بهم؛ قال بشر: فقد كانت لنا، و لهُنَّ حتی زَوَتْها الحربُ، أَیامٌ قِصارُ قال: زَوَتها رَدَّتها. و قد زَوَوْهم أَی رَدُّوهم. و زَوَی اللهُ عنی الشرَّ أَی صَرَفه. و زَوَیْت الشی‌ء
(1). قوله [عندی] فی الصحاح: دونی (2). قوله [بسیبة] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 365
عن فلان أَی نحَّیته. و‌فی حدیث أَبی هریرة أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، كان إذا أَراد سفراً أَمال براحِلَتِه و مدَّ إصْبَعَه و قال اللهم أَنتَ الصاحبُ فی السَّفَرِ و الخَلِیفَةُ فی الأَهْلِ، اللهم اصْحَبْنا بنُصْحٍ و اقْلِبْنا بذِمَّة، اللهم زَوِّ لَنا الأَرضَ و هَوِّنْ علینا السفَرَ، اللهم إنی أَعوذُ بكَ من وَعْثاء السَّفَر و كَآبةِ المُنْقَلَبِ.ابن الأَعرابی: زَوَی إذا عَدَلَ كقولك زَوَی عنه كذا أَی عَدَلَه و صَرَفَه عنه، و زَوَی إذا قَبَض، و زَوَی جمَع، و مصدَرُه كلُّه الزَّیُّ. و قال: الزُّوِیُّ العدولُ من شی‌ء إلی شی‌ء، و الزَّیُّ فی حالِ التَّنْحیَة و فی حال القَبْض. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: عَجِبْت لما زَوَی اللهُ عنكَ من الدنیا؛ قال الحربی: معناه لِمَا نُحِّیَ عنكَ و بُوعِدَ منك، و‌فی حدیث أُمّ مَعْبَدٍ: فیا لِقُصَیٍّ، ما زَوَی اللهُ عنكُم؟ المعنی: أَیُّ شی‌ءٍ نَحَّی اللهُ عنكم من الخیر و الفَضْل، و كذلك‌قوله، صلی الله علیه و سلم: أَعطانی ربی اثنتین و زَوَی عنِّی واحدةً‌أَی نَحَّاها و لم یُجِبْنی إلیها. و زَوَی عنه سِرَّهُ: طواه. و زَاوِیَة البیت: رُكْنُه، و الجمع الزَّوَایا، و تَزَوَّی صار فیها. و تقول: زَوَی فلان المالَ عن وارِثِه زَیّاً. و الزَّوُّ: القَرِینانِ من السُّفُنِ و غیرِها. و جاء زوّاً إذا جاء هو و صاحِبُه، و العرب تقول لكل مفرَدٍ تَوٌّ و لكل زوجٍ زَوٌّ. و أَزْوَی الرجلُ إذا جاء و معه آخَرُ. و زَوْزَیْته و زَوْزَیْت به إذا طَرَدْته. اللیث: الزَّوْزاةُ شِبْهُ الطَّرْدِ و الشَّلِّ، تقول: زَوْزَی به. أَبو عبید: الزَّوْزاةُ مصدرُ قولك زَوْزَی الرجلُ یُزَوْزِی زَوْزاةً، و هو أَن ینصِب ظهْرَه و یُسْرع و یُقارِبَ الخَطْوَ؛ قال ابن بری: و منه قول رؤبة: ناجٍ و قد زَوْزَی بنا زِیزاءَه و قال آخر: مُزَوْزِیاً لَمّا رآها زَوْزَتِ یعنی نعامةً و رَأْلَها، یقول: إذا رآها أَسْرَعَتْ أَسْرَع معها. و زَوْزَی: نصَبَ ظَهْرَه و قارَب خَطْوَه فی سُرْعة. و اسْتَوْزَی كزَوْزَی؛ قال ابن مقبل: ذَعَرْتُ به العَیْرَ مُسْتَوْزِیاً، شَكِیرُ جَحافِلِه قد كَتِنْ و قول ابن كَثْوة أَنشده ابن جنی: وَلَّی نَعامُ بَنی صَفْوانَ زَوْزَأَةً، لمَّا رأَی أَسداً فی الغابِ قد وَثَبا إنما أَراد زَوْزاةً، فأَبدل الهمزةَ من الأَلف اضطراراً. و رجل زُوازٍ و زُوازِیَة و زَوَنْزَی: قصیرٌ غَلیظٌ؛ و فی التهذیب: غلیظ إلی القِصَر ما هو؛ قال الراجز: و بَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَی و قال آخر: إذا الزَّوَنْزَی منهُم ذو البُرْدَیْن رَماهُ سَوَّارُ الكَرَی فی العَیْنَین و الزَّوَنْزَی: الذی یَری لنفْسِه ما لا یَراهُ غیرُه له. و قال: رجلٌ زَوَنْزَی ذو أُبَّهَةٍ و كِبْرٍ، و حكی ابن جنی: زَوَزَّی، و قال: هو فَعَلَّل من مُضاعَفِ الواو. أَبو تراب: زَوَّرْتُ الكلامَ و زَوّیْتُه أَی هَیَّأْتُه فی نفسی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: كنْتُ زَوَّیْتُ فی نفْسی كلاماً‌أَی جَمَعت و الروایة زَوَّرْتُ، بالراء، و قد تقدم ذكره فی موضعه. و الزَّاوِیَة: موضع بالبصرة.
لسان العرب، ج‌14، ص: 366
و الزَّایُ: حرف هجاء؛ قال ابن جنی: ینبغی أَن تكون منقلبة عن واو و لامُه یاءٌ، فهو من لفظ زَوَیْت إلا أَن عینه اعتلَّت و سلمت لامه، و لحق بباب غایٍ و طایٍ و رایٍ و ثایٍ و آیٍ فی الشذوذ، لاعتلال عینه و صحة لامه، و اعتلالُها أَنها متی أُعربت فقیل هذه زایٌ حسَنة، و كتَبْت زایاً صغیرةً أَو نحو ذلك فإنها بعد ذلك ملحقة فی الإِعلال بباب رایٍ و غای، لأَنه ما دام حرفَ هجاءٍ فأَلِفه غیر مُنْقلبة، قال: و لهذا كان عندی قولُهم فی التَّهجِّی زَایٌ أَحْسَن من غایٍ و طایٍ لأَنه ما دام حرفاً فهو غیرُ مُتصرّف، و أَلِفُه غیرُ مَقْضِیّ علیها بانقلاب، و غایٌ و بابُه یتَصرف بالانْقلاب، و إعلالُ العینِ و تصحیحُ اللامِ جارٍ علیه مَعْروفٌ فیه، و لو اشْتَقَقْت منها فعَّلْت لقُلْت زَوَّیْت، قال: و هذا مذهب أَبی علی، و من أَمالَها قال زَیَّیْت زایاً، فإن كسَّرْتها علی أَفْعالٍ قلتَ أَزْوَاءٌ، و علی قول غیره أَزْیَاء، إن صَحَّت إمالتُها، و إن كسَّرتَها علی أَفْعُلٍ قلت أَزْوٍ و أَزْیٍ علی المذهبین. و قال اللیث: الزای و الزاء لغتان، و أَلفها ترجع فی التصریف إلی الیاء و تصغیرها زُیَیَّةٌ. و یقال: زَوَّیْت زایاً فی لغة من یقول الزَّایَ، و من قال الزَّاءَ قال زَیَّیْت كما یقال یَیَّیْت یاءً، و نظیر زَوَّیْت كَوَّفْت كافاً. الجوهری: الزای حرفٌ یُمَدُّ و یُقْصَرُ و لا یكتب إلا بیاءٍ بعد الأَلف؛ قال ابن بری: قوله یقصر أَی یقال زَیْ مثل كَیْ، و یُمَدُّ فیقال زَای بالأَلف، و تقول: هی زایٌ فزَیِّها. و‌قال زید بن ثابت فی قوله عز و جل: نُنْشِزُهٰا، قال: هی زَایٌ فزَیِّها‌أَی اقْرَأْها بالزای. و الزِّیُّ: اللِّباسُ و الهَیْئَة، و أَصله زِوْیٌ، تقول منه: زَیَّیْته، و القیاس زَوَّیْتُه. و یقال: الزِّیُّ الشارَةُ و الهَیْئَةُ؛ قال الراجز: ما أَنا بالبَصْرة بالبَصْرِیِّ، و لا شبِیه زِیُّهُم بِزِیِّی و قرئ قوله تعالی: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً و زِیّاً؛ بالزای و الراء. قال الفراء: من قَرأ و زِیّاً فالزِّیُّ الهیئة و المَنْظر، و العرب تقول قد زَیَّیْتُ الجاریةَ أَی زَیَّنتُها و هَیَّأْتها. و قال اللیث: یقال تَزَیَّا فلان بزِیّ حسن، و قد زَیَّیْته تَزِیَّةً. قال ابن بُزُرْج: قالوا من الزِّیِّ ازْدَیَیْت، افْتَعَلْت، و تَفَعَّلْت تَزَیَّیْت، و فَعِلْت زَیِیت مثلُ رَضِیت، قال: و العرب لا تقول فیها فَعِلْت إلا شاذَّةً؛ قال حكیم الدِّیلی: فلَمّا رآنی زَوَی وَجْهَهُ، و قَرَّبَ من حاجِبٍ حاجِبا فلا بَرِحَ الزِّیُّ منْ وجْهِه، و لا زالَ رائِدُه جادِبا الأُمَویّ: قِدْرٌ زُوَازِیَةٌ و هی التی تضم الجَزُورَ. الأَصمعی: یقال قِدْرٌ زُوَزِیَةٌ و زُوَازِیَةٌ مثال عُلَبِطَةٍ و عُلابِطَةٍ للعَظِیمة التی تضُمُّ الجَزُور. قال ابن بری: الذی ذكره أَبو عبید و القَزّازُ زُؤَزِئَةٌ، بهمزَتَین. الجوهری: و زَوٌّ اسمُ جَبل بالعراق؛ قال ابن بری: لیس بالعراق جبل یسمی زَوّاً، و إنما هو سَمِعَ فی شعر البحتری قَوْلَه یمدح المُعْتَزَّ بالله حین جَمَعَ مَرْكَبَیْنِ و شَحَنَهُما بالحَطَبِ و أَوْقَد فیهما نَاراً، و یُسمَّی ذلك بالعراق زَوّاً فی عِیدِ الفُرْسِ یسمی الصّدق «1». فقال: و لا جَبَلًا كالزَّوِّ.
(1). قوله [الصدق] هكذا فی الأَصل، و فی القاموس فی سذق: السذق، محركة، لیلة الوقود، معرّب سذه
لسان العرب، ج‌14، ص: 367‌

زیا؛ ج14، ص: 367

: الزِّیُّ: الهَیْئة من الناس، و الجمع أَزْیاءٌ، و قد تَزَیَّا الرَّجلُ و زَیَّیْته تَزِیَّةً، و جعله ابن جنی من زَوَی، و أَصله عنده تَزَوْیا فقلبت الواو یاءً لتقدّمها بالسكون و أُدغمت و قد ذكرناه قبلها. و الزَّیُّ و الزَّایُ: حرف سكونٍ، و هو حرف مهموس یكون أَصلًا و بدلًا؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصولِ، و الزَّیَّ و الرَّا أَیَّمَا تَهْلِیلِ قال سیبویه: و من العرب مَنْ یَقُول زَیْ بمَنْزِلة كَیْ، و منهم من یقول زَای فیجعَلُها بزِنَةِ واو، فهی علی هذا من زَوَی؛ قال ابن جنی: من قال زَیْ و أَجْراها مُجْری كَیْ فإنه لو اشتقَّ منها فَعَلْت كمَّلَها اسماً فزاد علی الیاء یاءً أُخری، كما أَنه إذا سمَّی رجُلًا بكَیْ ثَقَّل الیاءَ فقال هذا كَیٌّ، فكذلك تقول أَیضاً زَیٌّ، ثم تقول زَیَّیْت كما تقول من حَیْت «2» حَیَّیْت؛ قال ابن سیدة: فإن قلت إذا كانت الیاءُ من زَیْ فی موضع العین فَهلَّا زَعَمْت أَن الأَلف من زَایٍ یاءٌ لوجودك العین من زَیْ یاءً؟ فالجواب أَنَّ ارتكاب هذا خطأٌ من قِبَل أَنك لو ذهبت إلی هذا لحكمت بأَنَّ زَیْ محذوفةٌ من زایٍ، و الحذف ضرب من التصرف، و هذه الحروف جوامد لا تصرّف فی شی‌ءٍ منها، و أَیضاً فلو كانت الأَلف من زای هی الیاء فی زی لكانت منقلبة، و الانقلاب فی الحروف مفقود غیر موجود.

فصل السین المهملة؛ ج14، ص: 367

سأی؛ ج14، ص: 367

: سَأَیْت الثوبَ و الجلدَ أَسْآهُ سَأْیاً: مَدَدْته فانشقَّ، و سَأَوْته كذلك. و السَّأْیُ: داءٌ فی طَرَف خِلْفِ الناقة. و سِئَةُ القوس و سُؤَتُها: طَرَفها المعطوف المُعَرْقَب. و أَسْأَیْت القوسَ: جَعَلْت لها سِئَة، و جمع سِئَةٍ سِئات؛ و أَنشد ابن بری: قیاسُ نَبْعٍ عاجَ مِن سِئَاتها و ترك الهمز فی سِئَةِ القوس أَعْلی، و هو الأَكثر. قال ابن خالویه: لم یهمزها إلا رؤبة بن العجاج.

سأو؛ ج14، ص: 367

و السَّأْوُ: الوَطَن؛ قال ذو الرمة: كأَنَّنِی من هَوَی خَرْقاءَ مُطَّرَفٌ دَامِی الأَظَلِّ، بعید السَّأْوِ مَهْیُوم و السَّأْوُ: الهِمَّة. یقال: فلان بَعید السَّأوِ أَی بَعِیدُ الهِمَّةِ، و أَنشد أَیضاً بیت ذی الرمة. قال: و فسره فقال یَعنی هَمَّه الذی تُنازِعُه نفسُه إلیه، و یروی هذا البیت بالشین المعجمة من الشَّأْوِ، و هو الغایة و السَّأْوُ بُعدُ الهَمِّ و النِّزاع، یقال: إنكَ لذُو سَأْوٍ بعید أَی لَبَعید الهَمِّ. و السَّأْوُ: النِّیَّة و الطِّیَّة. و سَأَوْتُ بین القوم سَأواً أَی أَفْسَدت. و سآه الأَمْرُ: كَساءَه، مقلوب عن ساءَه؛ حكاه سیبویه؛ و أَنشد لكعب بن مالك: لقد لَقِیَت قُرَیْظَة ما سَآها، و حَلَّ بدارِها ذُلٌّ ذَلیل و أَكْرَهُ مسائِیَكَ، قال: و إنما جُمِعَت المَساءَة ثم قُلِبت فكأَنه جمع مَسْآة مثل مَسْعاة. و یقال: سَأَوته بمعنی سُؤْته.

سبی؛ ج14، ص: 367

: السَّبْیُ و السِّباءُ: الأَسْر معروف. سَبَی العدوَّ و غیرَه سَبْیاً و سِباءً إذا أَسَرَه، فهو سَبِیٌّ، و كذلك الأُنثی بغیر هاءٍ من نِسْوة سَبایا. الجوهری: السَّبِیَّة المرأَةُ تُسْبی. ابن الأَعرابی: سَبَی غیر مهموز إذا مَلَك، و سَبَی إذا تمَتَّع بجاریته شَبابَها كلَّه، و سَبَی إذا استَخْفَی، و اسْتَبَاهُ كَسَباه.
(2). قوله [من حیت] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌14، ص: 368
و السَّبْیُ: المَسْبِیُّ، و الجمع سُبِیٌّ؛ قال: و أَفَأْنا السُّبِیَّ من كلِّ حَیّ، و أَقَمْنا كَراكِراً و كُروشَا و السِّبَاءُ و السَّبْیُ: الاسم. و تَسَابَی القومُ إذا سَبَی بعضهم بعضاً. یقال: هؤُلاء سَبْیٌ كثیر، و قد سَبَیْتهم سَبْیاً و سِباءً، و قد تكرر فی الحدیث ذكر السَّبْیِ و السَّبِیَّة و السَّبایا، ف السَّبْیُ: النَّهْبُ و أَخْذُ الناسِ عَبیداً و إماءً، و السَّبِیَّة: المرأَة المَنْهوبة، فعیلة بمعنی مفعولة. و العرب تقول: إنَّ اللیلَ لَطویلٌ «1» و لا أُسْبَ له و … لا أُسْبِیَ له؛ الأَخیرة عن اللحیانی، قال: و معناه الدُّعاءُ أَی أَنه كالسَّبیِ. و قال ابن الأَعرابی: لیس له هَمٌّ فأَكون كالسَّبیِ له، و جُزِمَ علی مذهب الدعاء، و قال اللحیانی: لا أُسْبَ له لا أَكونُ سَبْیاً لبَلائِه. و سَبَی الخَمْرَ یَسْبِیها سَبْیاً و سِباءً و اسْتَبَاها: حَمَلَها من بلد إلی بلد و جاءَ بها من أَرض إلی أَرض، فهی سَبِیَّة؛ قال أَبو ذؤَیب: فما إنْ رَحیقٌ سَبَتْها التِّجارُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فَوادِی جَدَرْ و أَما إذا اشْتَرَیْتَها لتَشْربَها فتقولُ: سَبَأْت بالهمز، و قد تقدم فی الهمز؛ و أَما قول أَبی ذُؤَیب: فما الرَّاحُ راحُ الشَّامِ جاءَت سَبِیَّة و ما أَشبهه، فإن لم تهمز كان المعنی فیه الجَلْبَ، و إن همزت كان المعنی فیه الشِّراءَ. و سَبَیْت قلْبَه و اسْتَبَیْته: فَتَنْته، و الجاریةُ تَسْبِی قَلْبَ الفَتی و تَسْتَبِیهِ، و المرأَةُ تَسْبِی قلبَ الرجلِ. و فی نوادر الأَعراب: تَسَبَّی فلان لفلان ففَعل به كذا یعنی التَّحَبُّبَ و الاستِمالةَ، و السَّبْیُ یقع علی النساء خاصَّة، إمَّا لأَنَّهنَّ یَسْبِینَ الأَفْئدَةَ، و إمَّا لأَنَّهنَّ یُسْبَیْنَ فیُمْلَكْنَ و لا یقال ذلك للرجال. و یقال: سَبَی طیبُهُ «2» إذا طابَ مِلْكُه و حَلَّ. و سَبَاه الله یَسْبِیه سَبْیاً: لَعَنَه و غَرَّبَه و أَبْعَدَه الله كما تقول لعنه اللهُ. و یقال: ما لَه سَبَاهُ الله أَی غَرَّبه، و سَبَاهُ إذا لعنه؛ و منه قول إمرئ القیس: فقالت: سَبَاكَ اللهُ إنَّكَ فاضِحی أَی أَبْعَدَك و غَرَّبك؛ و منه قول الآخر: یَفُضُّ الطَّلْحَ و الشِّرْیانَ هَضّاً، و عُودَ النَّبْعِ مُجْتَلَباً سَبِیَّا و منه السَّبْیُ لأَنه یُغَرَّب عن وَطَنِه، و المعنی متَقارِب لأَن اللَّعْن إبْعاد. شمر: یقال سَلَّط اللهُ عَلَیكَ من یَسْبِیكَ و یكون أَخَذَكَ الله. و جَاءَ السیلُ بعُودٍ سَبِیٍّ إذا احْتَمَلَه من بلد إلی بلد، و قیل: جاء به من مكانٍ غریب فكأَنه غَرِیب؛ قال أَبو ذؤیب یصف یراعاً: سَبِیٌّ من یَرَاعَتِهِ نَفَاه أَتِیٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ و لُوبُ ابن الأَعرابی: السَّبَاءُ العُودُ الذی تَحْمِلُه من بلد إلی بلد، قال: و منه السِّبَا، یُمَدُّ و یُقْصر. و السَّابِیَاءُ: الماءُ الكثیرُ الذی یخرج علی رَأْسِ الوَلَدِ لأَن الشی‌ءَ قد یُسَمَّی بما یكون مِنه. و السَّابِیَاءُ: ترابٌ رَقِیقٌ یُخْرِجُه الیَرْبُوع من جُحْرِه، یُشَبَّه بِسَابِیَاء الناقَةِ لرِقَّتِه؛ و قال أَبو العباس المبرد: هو من جِحَرَتِهِ «3». قال ابن سیدة: و قد
(1). قوله [إن اللیل لطویل إلخ] عبارة الأَساس: و یقولون طال علیَّ اللیل و لا أُسْبَ له و لا أُسْبِیَ له، دعاء لنفسه بأن لا یقاسی فیه من الشدة ما یكون بسببه مثل المسبی للیل (2). قوله [سبی طیبه] هكذا فی الأَصل. (3). قوله [هو من جحرته] أی هو بعض جحرته، و سیأتی بیان المقام بعد
لسان العرب، ج‌14، ص: 369
رُدّ ذلك علیه. و‌فی الحدیث: تسعة أعْشِرَاءِ البَرَكة فی التجارة و عشرٌ فی السَّابِیاءِ، و الجمع السَّوَابِی؛ یرید بالحدیث النّتاجَ فی المواشی و كثْرَتَها. یقال: إن لِبَنِی فلان سَابِیَاءَ أَی مَوَاشِیَ كثیرةً، و هی فی الأَصل الجلدة التی یَخْرُجُ فیها الولد، و قیل: هی المَشِیمة. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: قال لِظَبْیانَ ما مَالُكَ؟ قال: عَطائی أَلْفان، قال: اتّخِذْ من هَذا الحَرْث و السَّابِیَاءَ قبلَ أَن تَلِیَكِ غِلْمَةٌ من قُرَیْشٍ لا تَعُدُّ العَطاءَ معَهُم مالًا؛ یرید الزِّراعة و النِّتاجَ. و قال الأَصمعی و الأَحمر: السَّابِیَاءُ هو الماءُ الذی یَخْرُج علی رأس الولَدِ إذا وُلِد، و قیل: السَّابِیَاءُ المَشِیمة التی تَخْرُج مَعَ الولد، و قال هُشَیم: مَعَنَی السَّابِیَاء فی الحدیث النّتاج. قال أَبو عبید: الأَصل فی السَّابِیَاء ما قال الأَصمعی، و المعنی یرجع إلی ما قال هُشَیْم. قال أَبو منصور: إنه قیل للنّتاج السَّابِیَاءُ لِمَا یخرُج منَ الماء عند النّتاج علی رَأْس المولود. و قال اللیث: إذا كثر نَسلُ الغَنَم سُمِّیَت السَّابِیَاءَ فیقعُ اسمُ السَّابِیَاءِ علی المال الكثیر و العدد الكثیر؛ و أَنشد: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ بَنِی السَّابِیاء، إذا قارَعُوا نَهْنَهُوا الجُهَّلا؟ و بنو فلان تروح علیهم سَابِیَاءُ من مَالِهِم. و قال أَبو زید: یقال إنّه لَذُو سابِیاءَ، و هی الإِبلُ و كثرة المال و الرجال. و قال فی تفسیر هذا البیت: إنه وصفهم بكثرة العدد. و السَّبِیُّ: جِلْد الحَیّة الذی تَسْلُخُه؛ قال كثیر: یُجَرِّدُ سِرْبالًا عَلَیه، كأَنَّه سَبِیُّ هِلالٍ لم تُفَتّق بنَائِقُهْ و فی روایة: … لم تُقَطَّعْ شَرانِقُهْ، و أَراد بالشَّرانِقِ ما انْسَلَخَ من جِلْدِهِ. و الإِسْبَة «1». و الإِسْبَاءَةُ: الطَّرِیقَةُ من الدَّمِ. و الأَسابیُّ: الطُّرق من الدَّمِ. و أَسَابیُّ الدماء: طَرائِقُها؛ و أَنشد ابن بری: فقامَ یَجُرُّ من عَجَلٍ، إلَیْنا أَسَابِیَّ النُّعاسِ مع الإِزارِ و قال سَلامة بن جَنْدَل یذكر الخیل: و العادِیاتِ أَسَابِیُّ الدِّماءِ بها، كأَنَّ أَعْناقَها أنْصابُ تَرْجیبِ و فی روایة: … أَسابِیُّ الدِّیاتِ …؛ قوله: أَنصاب یحتمل أَن یرید به جَمعَ النُّصُب الذی كانوا یعبدونه و یُرَجِّبُونَ له العَتائِرَ، و یحتمل أَن یرید به ما نُصِبَ من العُود و النَّخْلة الرُّجَبِیَّة، و قیل: واحدتُها أُسْبِیَّة. و الإِسْبَاءَة أَیضاً: خیطٌ من الشَّعر مُمْتَدٌّ. و أَسَابِیُّ الطریق: شَوْكُه. قال ابن بری: و السَّابِیَاءُ أَیضاً بیتُ الیَرْبُوع فیما ذكره أَبو العباس المبرّد، قال: و هو مستعار من السَّابِیَاءِ الذی یخرُج فیه المولود، و هو جُلَیْدَة رقیقة لأَن الیربوع لا یُنْفِذُه بل یُبْقِی منه هَنَةً لا تَنْفُذ، قال: و هذا مما غَلَّط الناسُ فیه قَدِیماً أَبا العباس و عَلِمُوا من أَینَ أُتِیَ فیه، و هو أَنَّ الفَرّاء ذكر بعدَ جِحَرَة الیَرْبوع السَّابِیاءَ فی كتاب المقصور و الممدود فظَنَّ أَن الفراء جَعَل السَّابِیَاءَ منها و لم یُرِدْ ذلك؛ قال: و أَیضاً فلیس السَّابِیَاء الذی یخرُج فیه المولود و إنما ذلك الغِرْس، و أَما السَّابِیاءُ فَرِجْرِجَة فیها ماء و لو كان فیها المولودُ لَغَرَّقَه الماءُ. و سَبَی الماءَ: حَفَر حتی أَدركه؛ قال رؤبة:
(1). قوله [و الإِسْبَة إلخ] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 370
حتی اسْتفاضَ الماءُ یَسْبِیه السَّابْ و سَبَأُ: حیٌّ من الیَمَن، یُجْعَل اسماً للحَیِّ فیُصرفُ، و اسماً للقَبیلة فلا یُصْرف. و قالوا للمُتَفَرِّقینَ: ذَهَبُوا أَیْدِی سَبَأَ و أَیادِی سَبَأَ أَی مُتَفَرِّقینَ، و هما اسمان جُعِلا اسماً واحداً مثل مَعدیكرب، و هو مصروف لأَنه لا یقع إلا حالًا، أَضَفْتَ أَو لم تُضِفْ؛ قال ابن بری: و شاهد الإِضافة قول ذی الرمة: فیا لَكِ من دارٍ تَحَمَّلَ أَهْلُها أیادِی سَبَا بَعْدِی، و طالَ اجْتِنابُها قال: و قوله، و هو مصروف لأَنه لا یقع إلّا حالًا أَضفت أَو لم تضف، كلام متناقض، لأَنه إذا لم تُضِفْه فهو مركّب، و إذا كان مُرَكباً لم ینَوّن و كان مبنیاً عند سیبویه مثل شَغَرَ بَغَرَ و بَیْتَ بَیْتَ من الأَسماء المركبة المبنیة مثل خَمْسةَ عَشَر، و لیس بمَنْزِلَة مَعْدِیكَرِبَ لأَن هذا الصنف من المركب المُعْرَب، فإن جعلته مثلَ مَعْدِیكَرِبَ و حَضْرَمَوْت فهو مُعْرَب إلا أَنه غیر مصروف للتركیب و التعریف، قال: و قوله أَیضاً فی إیجاب صرفه إنه حال لیس بصحیح لأَن الاسْمَین جمیعاً فی موضع الحال، و لیس كون الاسم المركب إذا جعل حالًا مما یُوجِبُ له الصَّرْفَ. الأَزهری: و السّبِیَّة اسمُ رَمْلَةٍ بالدَّهناء. و السَّبِیَّة: دُرَّة یُخْرِجُها الغَوَّاص من البحر؛ و قال مزاحم: بَدَتْ حُسَّراً لم تَحْتَجِبْ، أَو سَبِیَّة من البحر، بَزَّ القُفْلَ عنها مُفِیدُها

ستی؛ ج14، ص: 370

: سَدی الثَّوْبَ یَسْدیه و سَتاه یَسْتِیه؛ قال الشاعر: علی عَلاةِ الأَمَةِ العَطُورِ تُصْبِحُ بعد العَرَق المَعْصُورِ «1» كَدْراءَ مثلَ كُدْرَةِ الیَعْفُورِ، یقول قطْرَاها لقطْرٍ سِیری و یدُها للرِّجْلِ منها سُوری، بهذه اسْتی، و بهذی نِیری و یقال: ما أَنت بلُحْمةٍ و لا سَداةٍ و لا سَتاةٍ؛ یضرب لمن لا یضُر و لا ینفع. الأَصمعی: الأُسْدیُّ و الأُسْتِیُّ سدی الثوب. ابن شمیل: أَسْتَی و أَسْدی ضدُّ أَلحَمَ. أَبو الهیثم: الأُسْتِیُّ الثوب المُسَدَّی، و قال غیره: الأُسْتِیُّ الذی یسمیه النَّسَّاجون السَّتی و هو الذی یُرْفع ثم تُدْخل الخیوطُ بین الخیوطِ، و ذلك الأُسْتِیُّ و النِّیرُ؛ و قول الحطَیْئة: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِیِّ إذ جعلتْ قال: و هذا مثل قولِ الراعی: كأنه مُسْحَلٌ بالنِّیرِ مَنْشُورُ و قال ابن شمیل: أَسْتَیْتُ الثوبَ بسَتاهُ و أَسْدَیْتُه؛ و قال الحُطَیئة یذكر طریقاً: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتِیّ، قد جَعلتْ أَیدی المَطیِّ به عادِیَّةً رُكُبا و قال الشماخ: علی أَن للْمَیْلاءِ أَطْلالَ دِمْنةٍ، بأسْقُفَ تُسْتِیها الصَّبا و تُنِیرُها و قال ابن سیدة: السَّتَی و الأُسْتِیُّ خلاف لُحْمةِ الثوب كالسَّدی و الأُسْدیّ. و سَتَیْته: كسَدیْتُه، أَلف كل ذلك یاءٌ. قال الجوهری: السَّتی، قصرٌ، لغة فی سَدی الثوب؛ قال الراجز: رُبَّ خلیل لی مَلیحٍ رِدْیَتُهْ، علیه سِرْبالٌ شدیدٌ صُفْرَتُهْ،
(1). قوله [العطور] هكذا فی الأصل، و لعله العظور بالظاء المعجمة.
لسان العرب، ج‌14، ص: 371
سَتاهُ قزٌّ و حریرٌ لُحْمتُهْ أَبو زید: سَتاةُ الثوبِ و سَداةُ الثوب بمعنی. أَبو عبیدة: اسْتاتَتِ الناقةُ اسْتِیتَاءً إذا اسْتَرْخَت من الضّبعة؛ قال ابن بری: و لیس هذا من هذا الفصل، و حقُّه أَن یُذْكر فی فصل أَتی لأَن وزنه اسْتَفْعَلت، و الأَصل فیه الهمز فترك الهمز، و یقوِّی أَنه من أَتی روایة من روی الهمز فیها فقال اسْتأْتَت استِئتاءً، قال: و لو كان افتَعلَت من السَّتی لقال فی فعلها استَتَتِ الناقةُ و فی مصدرها اسْتِتاءً. و السّتی و السَّدی: البلح. ابن الأَعرابی: یقال سَتَی و سَدی للبعیر إذا أَسرع، قال: و قد مضی تفسیر الاسْتِ فی باب الهاء و بیَّن عِلَلَها. ابن الأَعرابی: یقال ساتاهُ إذا لعب معه الشّفَلّقَة، و تاساهُ إذا آذاه و اسْتَخَفّ به.

سجا؛ ج14، ص: 371

: قال الله تعالی: وَ الضُّحیٰ وَ اللَّیْلِ إِذٰا سَجیٰ؛ معناه سَكَن و دام؛ و قال الفراء: إذا أَظلم و رَكَد فی طُوله كما یقال بحرٌ ساجٍ و لیل ساجٍ إذا ركد و أَظلم، و معنی رَكَدَ سكن. ابن الأَعرابی: سَجا امْتَدَّ بظلامِهِ، و منه البحر السَّاجِی؛ قال الأَعشی: فما ذَنْبُنا أَن جاشَ بحرُ ابن عَمِّكُمْ، و بحرُك ساجٍ لا یواری الدَّعامِصا؟ و‌فی حدیث علی، علیه السلام: و لا لیل داجٍ و لا بحْر سَاجٍ‌أَی ساكن. الزجاج: سَجا سَكَنَ؛ و أَنشد للحارثی: یا حبَّذا القمراءُ و اللیلُ السَّاجْ، و طُرُقٌ مثلُ مُلاء النَّسَّاجْ و أَنشد ابن بری لآخر: أَلا اسْلَمی الیومَ، ذاتَ الطَّوْقِ و العاجِ، و الجِیدِ و النَّظَرِ المُسْتأْنِسِ السَّاجی معمر: وَ اللَّیْلِ إِذٰا سَجیٰ إذا سَكن بالناسِ، و قال الحسن: إذا لَبِسَ الناسَ إذا جاءَ. الأَصمعی: سُجُوّ اللیل تغطیته للنهار مثل ما یُسَجَّی الرجل بالثوب. و سَجا البحرُ و أَسْجَی إذا سكَنَ. و سَجا اللیلُ و غیرُه یَسْجُو سُجُوّاً و سَجْواً: سكَن و دام. و لیلةٌ ساجِیَةٌ إذا كانت ساكِنَة البرْدِ و الرِّیحِ و السَّحاب غیر مُظْلِمَة. و سَجا البحرُ سَجْواً: سكَن تموُّجُه. و امرأَةٌ سَاجِیَةٌ: فاتِرَة الطَّرْفِ. اللیث: عینٌ سَاجِیَةٌ: فاتِرَةُ النظر، یَعْتَری الحُسْنَ فی النساء «1». و امرأَةٌ سَجْوَاءُ الطّرْفِ و ساجِیَةُ الطرف: فاتِرة الطّرفِ ساكِنَته. و طرْفٌ ساجٍ أَی ساكِنٌ. و ناقة سَجْوَاءُ: ساكنِةٌ عند الحَلْبِ؛ قال: فما بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حتی كأَنما تُغادِرُ، بالزِّیزاءِ، بُرْساً مُقَطَّعا شبّه ما تساقطَ من اللبن عن الإِناء به، و قیل ناقةٌ سَجْوَاءُ مطمئنَّة الوبَر. و ناقة سَجْوَاءُ إذا حُلِبَت سَكَنَت، و كذلك السَّجْواءُ فی النظر و الطرْفِ. و شاةٌ سَجْوَاءُ: مطمئنة الصُّوفِ. و سَجَّی المیتَ: غَطّاه. و سَجَّیْت المیت تَسْجِیَةً إذا مدَدْت علیه ثوباً. و‌فی الحدیث: لما مات، علیه السلام، سُجِّیَ ببُرْدِ حِبَرَةٍ‌أَی غُطِّیَ. و المتَسَجِّی: المتغطِّی من اللیل الساجی لأَنه یغطِّی بظلامه و سكونه. و‌فی حدیث موسی و الخضر، علی نبینا محمد و علیهما الصلاة و السلام: فرأَی رجلًا مُسَجّیً بثوب.ابن الأَعرابی: سَجا یَسْجُو سَجْواً و سَجَّی یُسَجِّی و أَسْجَی یُسْجِی كله: غطَّی شیئاً ما. و التَّسْجِیَةُ: أَن یُسَجَّی المیتُ بثوب أی یُغَطَّی به؛ و أنشد فی صفة الریح: و إن سَجَت أَعْقَبَها صَباها
(1). قوله: یعتری الحسن فی النساء؛ هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 372
أَی سكنت. أَبو زید: أَتانا بطعام فما سَاجَیْناه أَی ما مَسِسْناه. و یقال: هل تُسَاجِی ضَیْعةً؟ أَی هل تُعالِجُها؟ و السَّجِیَّة: الطبیعة و الخُلقُ. و‌فی الحدیث: كانَ خُلُقُه سَجِیَّةً‌أَی طبیعةً من غیر تكلف. ابن بُزُرج: ما كانت البِئرُ سَجْوَاء و لقد أَسْجَتْ، و كذلك الناقةُ أَسْجَتْ فی الغَزارة فی اللَّبنِ، و ما كانت البئرُ عَضُوضاً و لقد أَعَضَّتْ. و سَجَا: موضع: أَنشد ابن الأَعرابی: قد لَحِقَتْ أُمُّ جَمیلٍ بسَجَا، خَوْدٌ تُرَوِّی بالخَلوقِ الدُّمْلُجا و قیل: سَجَا، بالسین و الجیم، اسم بئرٍ ذكرها الأَزهری فی ترجمة شحا. قال ابن بری: و سَجَا اسم ماءَةٍ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: ساقی سَجا یَمِیدُ مَیْدَ المَخْمُورْ، لیسَ علیها عاجزٌ بمَعْذُورْ، و لا أَخو جَلادَةٍ بمَذْكُورْ «2».

سحا؛ ج14، ص: 372

: سَحَوْتُ الطِّینَ عن وجْهِ الأَرض و سَحَیْته إذا جَرَفْته. و سَحَا الطِّینَ بالمِسْحاة عن الأَرض یَسْحُوه و یَسْحِیه و یَسْحاه سَحْواً و سَحْیاً: قَشَره، و أَنا أَسْحَاه و أَسْحُوه و أَسْحِیه، ثلاثُ لغات، و لم یذكر أَبو زید أَسْحِیه. و المِسْحَاة الآلة التی یُسْحَی بها. و مُتَّخِذ المَسَاحِی السَحَّاءُ، و حِرْفَتُه السِّحَایَةُ؛ و استعاره رؤبة لحوافر الحُمُر فقال: سَوَّی مَسَاحِیهِنَّ تَقْطِیطَ الحُقَقْ فسمَّی سَنابكَ الحُمُر مَساحِیَ لأَنها یُسْحَی بها الأَرضُ. و المِسْحَاة: المِجْرَفة إلّا أَنها من حدید، و‌فی حدیث خیبر: فخرجوا بمسَاحِیهِم؛ المَسَاحِی جمع مِسْحَاة و هی المِجرفة من الحدید، و المیم زائدة لأَنه من السَّحْو الكَشْف و الإِزالة. و سَحَی القِرْطاس و الشَّحْمَ و اسْتَحَی اللحمَ: قَشَرة؛ عن ابن الأَعرابی. و كلُّ ما قُشِرَ عن شی‌ء سِحایَةٌ. و سَحْوُ الشَّحمِ عن الإِهاب: قَشْرُه، و ما قُشِرَ عنه سِحاءَة كسِحاءَةِ النَّواةِ و سِحاءَة القرطاس. و السَّحا و السَّحاة و السِّحاءَةُ و السِّحایة: ما انْقَشَر من الشی‌ء كسِحاءَةِ النَّواة و القرطاس. و سیلٌ ساحِیةٌ: یَقْشِرُ كلُّ شی‌ء و یجرُفه، الهاء للمبالغة. قال ابن سیدة: و أُری اللحیانی حكی سَحَیْت الجَمْرَ جَرَفْته، و المعروف سخَیْت بالخاء. و ما فی السماء سِحاءَةٌ من سحاب أَی قِشْرة علی التشبیه أَی غَیمٌ رقیق. و سِحایَة القِرْطاس و سِحَاءته، ممدود، و سَحاتُه: ما أُخِذَ منه؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و سَحا من القِرْطاس: أَخذ منه شیئاً. و سَحَا القِرْطاسَ سَحْواً و سَحّاه: أَخذ منه سِحاءَةً أَو شدَّة بها. و سَحا الكتابَ و سَحَّاهُ و أَسْحَاه: شَدَّه بسِحاءة، یقال منه سَحَوْته و سَحَیْته، و اسم تلك القشرة سِحَایَة و سِحاءَةٌ و سَحَاةٌ. و سَحَّیْت الكتاب تَسْحِیَة: لشدِّه بالسحاءة، و یقال بالسِّحایة. الجوهری: و سِحاءُ الكتاب، مكسور ممدود، الواحدة سِحاءَة، و الجمع أَسحِیةٌ. و سَحَوْت القِرطاسَ و سَحَیْته أَسْحاهُ إذا قَشَرْته. و أَسْحَی الرجلُ إذا كثرت عنده الأَسْحِیةُ. و إذا شَدَدْت الكتابَ بسِحاءَةٍ قلت: سَحَّیته تَسْحِیة، بالتشدید، و سَحَیْته أَیضاً، بالتخفیف. و انْسَحَت اللِّیطة عن السَّهم: زالت عنه. و الأُسْحِیَّة: كلُّ قِشْرة تكون علی مَضائِغِ اللّحم من الجِلْدِ. و سِحاءة أُمِّ الرأْس: التی یكون فیها الدماغ. و سحاةُ كلِّ شی‌ء أَیضاً: قِشرُه، و الجمع سَحاً.
(2). قوله [المخمور] هكذا فی الأصل، و فی یاقوت: المحمور، و فسره بأنه الذی قد أصابه الحمر، بالتحریك، و هو داء یصیب الخیل من أكل الشعیر. و قوله [بمعذور] هكذا فی الأصل أیضاً، و الذی فی یاقوت بمذعور
لسان العرب، ج‌14، ص: 373
و‌فی حدیث أمِّ حكیم: أَتَتْه بكَتِفٍ تَسْحَاها‌أَی تَقْشِرُها و تكشِطُ عنها اللَّحم؛ و منه‌الحدیث: فإذا عُرْضُ وَجهِه، علیه السلام، مُنْسَحٍ‌أَی مُنْقَشِرٌ. و سَحی شعرَه و اسْتَحَاه: حَلَقَه حتی كأَنه قَشَرَه. و اسْتَحَی اللحمَ: قَشَرَه، أُخِذَ من سِحاءة القرطاس، عن ابن الأَعرابی. و سِحَاءَتَا اللسان: ناحِیَتاه. و رجلٌ أُسْحُوان: جمیلٌ طویلٌ. و الأُسْحُوان، بالضم: الكثیرُ الأَكل. و السَّحَاءَة و السَّحَاءُ من الفرس: عِرْقٌ فی أَسفل لسانه. و السَّاحِیَة: المَطْرة التی تَقْشِر الأَرض و هی المطرة الشدیدة الوَقْع؛ و أَنشد: بساحِیَةٍ و أَتْبَعَها طِلالا و السِّحَاء: نبتٌ تأْكله النَّحلُ فیطیب عسلُها علیه، واحدته سِحَاءَة. و‌كتب الحجاج إلی عاملٍ له: أنِ ابْعثْ إلیّ بعَسلٍ من عَسلِ النَّدْغِ و السِّحاء أَخضَر فی الإِناء؛ النَّدْغُ و النِّدْغُ: بالفتح و الكسر: السَّعتر البَرِّی، و قیل: شجرة خضراء لها ثمرة بیضاءُ. و السِّحَاء، بالمدّ و الكسر: شجرة صغیرة مثل الكف لها شوك و زهرة حمراء فی بیاض تُسمَّی زَهرتها البَهْرَمة، قال: و إنما خصَّ هذین النبتین لأَن النحلَ إذا أَكلتهما طاب عسلُها و جادَ. و السَّحَاة، بفتح السین و بالقصر: شجرة شاكةٌ و ثمرتها بیضاءُ، و هی عُشبة من عُشب الربیع ما دامت خضراء، فإذا یبست فی القیظ فهی شجرة، و قیل: السِّحَاءُ و السَّحَاةُ نبتٌ یأْكله الضَّبُّ. و ضبٌّ سَاحٍ حابِلٌ إذا رَعی السِّحاءَ و الحُبْلَة. و السَّحَاة: الخُفّاشُ، و هی السَّحَا و السِّحَاء، إذا فُتِحَ قُصِرَ، و إذا كُسِرَ مُدَّ. الجوهری: السَّحَا الخُفّاشُ، الواحدة سَحَاةٌ، مفتوحانِ مقصوران؛ عن النضر إبن شمیل. و سَحَوْت الجَمْر إذا جَرَفْته، و المعروف سَخَوْت، بالخاء. و السَّحَاة: الناحیة كالساحةِ؛ یقال: لا أَرَیَنَّك بسَحْسَحی و سَحَاتی؛ و أَما قول أَبی زُبَیْد: كأَنَّ أَوْبَ مَسَاحِی القومِ، فَوْقَهُمُ، طَیرٌ تَعِیفُ علی جُونٍ مَزاحِیفِ شبَّه رَجْع أَیدی القوم بالمَسَاحِی المُعْوَجَّة التی یقال لها بالفارسیة كَنَنْد فی حفر قبرِ عثمان، رضی الله عنه، بطیر تَعِیف علی جُونٍ مَزاحِیف؛ قال ابن بری: و الذی فی شعر أَبی زُبید: كأَنَّهُنَّ بأَیدی القوم فی كَبَدٍ

سخا؛ ج14، ص: 373

: السَّخَاوَة و السَّخَاءُ: الجُودُ. و السَّخِیُّ: الجَوَادُ، و الجمع أَسْخِیَاء و سُخَواءُ؛ الأَخیرة عن اللحیانی و ابن الأَعرابی، و امرأَة سَخِیَّة من نِسْوة سَخِیّاتٍ و سَخَایا، و قد سَخَا یَسْخَی و یَسْخُو سَخَاءً. و سَخِیَ یَسْخَی سَخاً و سُخُوَّةً. و سَخُوَ الرجلُ یَسْخُو سَخاءً و سُخُوّاً و سَخاوَةً أَی صار سَخِیّاً، و أَما اللحیانی فقال: سَخَا یَسْخُو سَخَاءً، ممدود، و سُخُوّاً، و سَخِیَ سَخَاءً، ممدود أَیضاً، و سُخُوَّةً. و سَخَّی نفْسَه عنه و بنَفْسِه: تركه. و سَخَّیْتُ نفسی عنه: تَركته و لم تنازعنی نفسی إلیه. و فلان یتَسَخَّی علی أَصحابه أَی یتكَلّف السَّخاء، و إنه لسَخِیُّ النَّفْس عنه. الجوهری: و قول عمرو بن كُلْثوم: مُشَعْشَعَةً، كأَنَّ الحُصَّ فیها، إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِینا أَی جُدْنا بأَموالِنا. قال: و قول من قال سَخِینا، من السُّخُونةِ، نصبٌ علی الحال، فلیس بشی‌ءٍ. قال ابن بری: قال ابن القطاع الصواب ما أَنكره الجوهری من ذلك. و یقال: إن السَّخاء مأْخوذ من السَّخْو،
لسان العرب، ج‌14، ص: 374
و هو الموضِعُ الذی یُوَسَّعُ تحت القِدْرِ لیتمكن الوَقُودُ لأَنّ الصدرَ أَیضاً یتّسِعُ للعَطیَّة، قال: قال ذلك أَبو عمرو الشیبانی. و سَخَوْت النارَ و سَخا النارَ یَسْخُوها و یَسْخَاها سَخْواً و سَخْیاً: جعَلَ لها مَذْهباً تحت القِدْر، و ذلك إذا أَوْقَدْتَ فاجتمعَ الجَمْرُ و الرَّمادُ ففَرَّجْتَه. أَبو عمرو: سَخَوْت النارَ أَسْخُوها سَخْواً و سَخِیتها أَسْخَاها سَخْیاً مثال لَبِثْتُ أَلْبَثُ لَبْثاً. الغَنَوی: سَخَی النارَ و صَخاها إذا فتَحَ عیْنَها. و سَخَا القِدْرَ سَخْواً و سَخَاها سَخْیاً: جعلَ للنارِ تحتها مَذْهَباً. و سَخی القِدْرَ سَخْیاً: فرَّجَ الجَمرَ تحتها، و سَخَاها سَخْواً أَیضاً: نَحَّی الجَمرَ من تحتها. و یقال: اسْخَ نارَكَ أی اجعلْ لها مكاناً تُوقد علیه؛ قال: و یُرْزِمُ أَن یَرَی المَعْجُونَ یُلْقی بسَخْیِ النارِ، إرْزامَ الفَصیلِ و یروی: بسَخْوِ النار، إرْزامَ الفَصیل أَی بمَسْخی النارِ فوضَعَ المصدرَ موضع الاسم، و یُرْزِمُ أَی یُصَوِّتُ؛ یصف رجُلًا نَهِماً إذا رأَی الدقیق المَعْجونَ یُلْقی علی سَخْی النارِ أَی موضعِ إیقادِها یُرْزِمُ إرْزامَ الفَصیل. قال ابن بری: و فی كتاب الأَفعال سَخَوْت النارَ و سخَیْتها و سَخِیتها و أَسْخَیْتها بمعنی. و السَّخاةُ: بَقْلة رَبیعیَّة، و الجمع سَخاً؛ و قال أَبو حنیفة: السَّخَاءَةُ بَقلة ترْتَفِعُ علی ساقٍ لها كهیئةِ السُّنْبُلة، و فیها حب كحب الیَنْبُوت و لُبابُ حَبِّها دواء للجروح، قال: و قد یقال لها الصَّخاءَة أَیضاً، بالصاد ممدود، و جمع السَّخَاءَة سخاءٌ، و همزة السَّخاءَةِ یاءٌ لأَنها لامٌ، و اللام یاءً أَكثر منها واواً. و سَخا یَسْخُو سَخْواً: سَكَنَ من حركته. و السَّخاویُّ: الأَرضُ اللَّیِّنة الترابِ مع بُعدٍ، واحدتُه سَخاوِیَّةٌ. قال ابن سیدة: كذا قال أَبو عبید الأَرض، و الصواب الأَرَضون. و قیل: سَخَاوِیُّها سَعَتُها؛ و مكان سَخاوِیٌّ. قال ابن بری: قال ابن خالویه: السَّخَاوِیُّ من الأَرض الواسِعة البعیدة الأَطراف، و السَّخَاوِیُّ ما بَعُد غَوْلُه؛ و أَنشد: تَنْضُو المَطِیُّ، إذا جَفَّتْ ثَمِیلتُها، فی مهْمَهٍ ذی سَخَاوِیٍّ و غیطانِ و السَّخْوَاءُ: الأَرض السَّهْلة الواسعة، و الجمع السَّخَاوِی و السَّخَاوَی مثل الصَّحاری و الصَّحاری؛ و قال النابغة الذبیانی: أَتانی وعِیدٌ، و التَّنائِفُ بینَنا سخاوِیُّها، و الغائِطُ المُتَصوِّبُ أَبو عمرو: السَّخَاوِیُّ من الأَرض التی لا شی‌ء فیها، و هی سَخَاوِیَّة؛ و قال الجعدی: سَخَاوِیُّ یَطْفُو آلُها ثم یَرْسُبُ و السَّخا، مقصورٌ: ظَلْعٌ یصیبُ البعیرَ أَو الفصیلَ بأَنْ یَثِب بالحِمْل الثقیل فتَعترِضَ الریحُ بین الجِلد و الكَتِفِ. یقال: سَخِیَ البعیرُ، بالكسر، یَسْخی سَخاً، فهو سَخٍ، مقصور مثل عَمٍ؛ حكاه یعقوب.

سدا؛ ج14، ص: 374

: السَّدْوُ: مَدُّ الیَدِ نحوَ الشی‌ء كما تَسْدُو الإِبلُ فی سیرِها بأَیدیها و كما یَسدو الصِّبیانُ إذا لعِبُوا بالجَوْزِ فرَمَوْا به فی الحَفیرة، و الزَّدْوُ لغة كما قالوا للأَسْدِ أَزْدٌ، و للسَّرَّادِ زَرّادٌ. و سَدا یدیه سَدْواً و اسْتَدَی: مَدّ بهما؛ قال: سَدَی بیدَیه ثم أَجَّ بسَیره، كأَجِّ الظَّلِیمِ من قَنِیصٍ و كالِب و أَنشد ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌14، ص: 375
ناجٍ یُغَنِّیهنَّ بالإِبْعاطِ، إذا استَدَی نَوَّهْنَ بالسِّیاطِ یقول: إذا سَدا هذا البعیر حَملَ سَدْوُه هؤلاء القومَ علی أَن یضربوا إبلَهم فكأَنهنّ نوَّهْنَ بالسِّیاطِ لمّا حمَلْنَهم علی ذلك، و قال ثعلب: الروایة یُعَنِّیهنَّ «1». و قوله: یا رَبِّ سَلِّم سَدْوَهُنّ اللَّیلهْ، و لیلةً أُخری، و كلَّ لیلهْ إنما أَراد سَلِّمْهُنَّ و قَوّهِنَّ، لكن أَوْقعَ الفعلَ علی السَّدْوِ لأَنّ السَّدْوَ إذا سَلِمَ فقد سَلِمَ السَّادی. الجوهری: و سَدَت الناقةُ تَسْدُو، و هو تَذَرُّعُها فی المَشیِ و اتساعُ خَطْوِها، یقال: ما أَحسن سَدْوَ رِجلَیها و أَتْوَ یَدَیْها قال ابن بری: قال علی بن حمزة السّدْوُ السَّیرُ اللَّیِّن؛ قال القُطامی: و كلُّ ذلك منها كلَّما رَفَقتْ، مِنها المُكَرِّی، و منها اللَّیِّنُ السَّادِی قال ابن بری: قول الجوهری و هو تَذَرُّعها فی المشی و اتساعُ خطوها لیس فیه طعن لأَن السَّدْوَ اتساعُ خَطْوِ الناقة، و قد یكون ذلك مع رِفْقٍ، أَ لا تری إلی قوله منها المُكَرِّی یرید البطی‌ءَ منها، و منها السَّادِی الذی فیه اتساعُ خطْوٍ مع لینٍ. و ناقة سَدُوٌّ: تمد یدیها فی سَدْوِها و تَطْرَحُهما؛ قال و أَنشد: مائِرَةُ الرِّجْلِ سَدُوٌّ بالیَدِ و نوقٌ سَوَادٍ، و العرب تسمی أَیدیَ الإِبلِ السَّوَادِیَ لِسَدْوِها بها ثم صار ذلك اسماً لها؛ قال ذو الرمة: كأَنّا علی حُقْبٍ خِفافٍ، إذا خَدَتْ سَوادِیهِما بالواخِداتِ الرَّواحِلِ أَراد إذا خَدَتْ أَیدیها و أَرجُلُها. أَبو عمرو: السادی و الزادی الحَسَن السَّیر من الإِبل؛ قال الشاعر: یتْبَعنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ «2». أَی تَمُدُّ ضَبْعَیْها. و السَّدْوُ: رُكُوبُ الرَّأْسِ فی السَّیرِ یكون فی الإِبلِ و الخیلِ. و سَدْوُ الصِّبیانِ بالجَوْزِ و استِداؤُهُم: لعِبُهُمُ به. و سَدا الصَّبیُّ بالجوزة: رماها من علوٍ إلی سُفْلٍ. و سَدا سَدْوَ كذا: نَحا نحْوَه. و فلان یَسْدُو سَدْوَ كذا: یَنْحُو نَحْوَه. و خطب الأَمیر فما زال علی سَدْوٍ واحدٍ أَی علی نَحْوٍ واحدٍ من السَّجْع؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و قول ساعدة بن جؤیة الهذلی یصف سحاباً: سادٍ تَجرّمَ فی البَضِیعِ ثمانِیاً، یُلْوی بعَیْقاتِ البحار و یُجْنَب قال ابن سیدة: قیل معنی سادٍ هُنا مُهْمَلٌ لا یُرَدُّ عن شُرْبٍ، و قیل: هو من الإِسْآدِ الذی هو سیرُ اللیل كله، قال: و هذا لا یجوز إلا أَن یكون علی القلب كأَنه سائدٌ أَی ذو إسْآد، ثم قلب فقیل سادِئ ثم أَبدل الهمز إبدالًا صحیحاً فقال سادِی، ثم أعلَّه كما أُعِلَّ قاضٍ و رامٍ. و تَسَدَّی الشی‌ءَ: رَكِبَه و علاهُ؛ قال ابن مقبل: بسَرْوِ حِمْیَرَ أَبْوالُ البغالِ به، أَنّی تَسَدّیْتِ وهْناً ذلك البِینا و السَّدی المعروف: خلاف لُحْمة الثوب، و قیل: أَسفله، و قیل: ما مُدَّ منه، واحدته سَداةٌ. و الأُسْدِیُّ: كالسَّدی سَدی الثوب، و قد سدَّاه لغیره و تسَدَّاه لنفسِه، و هما سَدَیانِ، و الجمع أسْدِیَةٌ؛ تقول منه: أَسْدَیْتُ الثوبَ و أَسْتَیْته. و سَدی
(1). قوله [و قال ثعلب الروایة یعنیهن] هكذا فی الأصل هنا و تقدم لنا فی مادة بعط فی اللسان كالمحكم نسبة روایة الغین لثعلب (2). قوله [سدو رسلة] تقدم فی مادة بدح: شدو، بالشین المعجمة، و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌14، ص: 376
الثوبَ یَسْدِیه و سَتاهُ یَسْتیه. و یقال: ما أَنت بلُحْمة و لا سَداةٍ و لا سَتاةٍ؛ یُضرَب مثلًا لمن لا یَضُر و لا ینفع؛ و أَنشد شمر: فما تأْتُوا یكنْ حسناً جمیلًا، و ما تَسْدُوا لِمَكْرُمةٍ تُنیرُوا یقول: إذا فعلتم أَمراً أَبْرَمْتُموه. الأَصمعی: الأُسْدیُّ و الأُسْتیُّ سَدی الثوب. و قال ابن شمیل: أَسْدَیتُ الثوب بسَداهُ؛ و قال الشاعر: إذا أَنا أَسْدَیْتُ السَّداةَ، فأَلْحِما، و نِیرا فإنِّی سوف أَكْفِیكُما الدّما و إذا نَسَج إنسانٌ كلاماً أَو أَمراً بین قومٍ قیل: سَدَّی بینهم. و الحائكُ یُسْدِی الثوبَ و یَتَسَدَّی لنفسه، و أَما التَّسْدِیَة فهی له و لغیره، و كذلك ما أَشبه هذا؛ قال رؤبة یصف السراب: كَفَلْكَةِ الطَّاوی أَدارَ الشّهْرَقا، أَرسل غَزْلًا و تَسَدَّی خَشْتَقا و أَسْدَی بینهم حدیثاً: نَسَجَه، و هو علی المثل. و السَّدی: الشهْدُ یُسَدِّیه النَّحْلُ، علی المثل أَیضاً. و السَّدَی: نَدی اللیل، و هو حیاةُ الزَّرْعِ؛ قال الكمیت و جعله مثلًا للجود: فأَنت النَّدی فیما یَنُوبُك و السَّدَی، إذا الخَوْدُ عَدَّتْ عُقْبَةَ القِدْر مالَهَا و سَدِیَت الأَرضُ إذا كثُر نَداها، من السماء كان أَو من الأَرض، فهی سَدِیَةٌ علی فَعِلَة. قال ابن بری: و حكی بعض أَهل اللغة أَن رجلًا أَتی إلی الأَصمعی فقال له: زعم أَبو زید أَن النَّدی ما كان فی الأَرض و السَّدی ما سقط من السماء، فغضب الأَصمعی و قال: مایَصْنع بقول الشاعر: و لقد أَتیتُ البیتَ یُخْشی أَهلُه، بعد الهُدُوِّ، و بعد ما سَقَطَ النَّدی أَ فتَراه یسقُط من الأَرض إلی السماء؟ و سَدِیَت اللیلةُ فهی سَدِیَةٌ إذا كثر نَداها؛ و أَنشد: یَمْسُدُها القَفْرُ و لیلٌ سَدی و السَّدی: هو النَّدی القائم، و قلَّما یوصف به النهارُ فیقال یومٌ سَدٍ، إنما یوصَف به اللیلُ، و قیل: السَّدَی و النَّدی واحدٌ. و مكانٌ سَدٍ: كنَدٍ؛ و أَنشد المازنی لرؤبة: ناجٍ یُعَنِّیهِنّ بالإِبعاطِ، و الماءُ نَضَّاحٌ من الآباطِ، إذا اسْتَدَی نَوَّهْنَ بالسِّیاطِ قال: الإِبْعاط و الإِفراط واحدٌ، إذا استَدَی إذا عَرِقَ، و هو من السَّدَی و هو النَّدی، نَوَّهْنَ: كأَنهن یَدْعُون به لیُضْرَبْن، و المعنی أَنهن یكلَّفْنَ من أَصحابهن ذلك لأَن هذا الفرسَ یسبقهن فیَضْرب أَصحابُ الخیل خَیْلَهم لتلحقه. و السَّدَی: المعروفُ، و قد أَسْدَی إلیه سَدیً و سَدَّاه علیه. أبو عمرو: أَزْدی إذا اصْطَنع معروفاً، و أَسْدَی إذا أَصْلح بین اثنین، و أَصدی إذا مات، و أَصْدی إناءَه إذا مَلأَه «3». و‌فی الحدیث: من أَسْدَی إلیكم معروفاً فكافِئُوه، أَسْدَی و أَوْلی و أَعْطَی بمعنًی. یقال: أَسْدَیْت إلیه معروفاً أُسْدِیَ إسْداءً. شمر: السَّدی و السَّداءُ، ممدودٌ، البلح بلُغة أَهل المدینة، و قیل: السَّدَی البلح الأَخْضَر، و قیل: البلح الأَخضر بشماریخه، یُمَدُّ و یُقْصَر، یمانیةٌ، واحدته سَداةٌ و سَداءَةٌ. و بلحٌ سَدٍ مثال عَمٍ: مُسْتَرْخی الثَّفارِیق نَدٍ. و قد سَدِیَ البلحُ، بالكسر، و أَسدی، و الواحدة سَدِیةٌ
(3). قوله [و أصدی إناءه إذا ملأَه] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 377
و الثُّفْروق قِمَعُ البُسْرَة. و كلُّ رطبٍ نَدٍ فهو سَدٍ؛ حكاه أَبو حنیفة؛ و منه قول الشاعر: مُكَمِّمٌ جبَّارُها و الجَعْلُ، یَنْحَتُّ منهنَّ السَّدی و الحَصْلُ و أَسْدَی النخل إذا سَدی بُسْره. قال ابن بری: و حكی ابن الأَعرابی المَدَّ فی السَّداء البلحِ، قال: و كذلك حكاه أَبو حنیفة؛ و أَنشد: و جارةٍ لی لا یُخافُ داؤُها، عَظیمة جُمّتُها فَنَّاؤُها یَعْجَلُ قبل بُسْرهِا سَداؤُها، فجارةُ السَّوءِ لها فِداؤُها و قیل: إن الروایة … فَنْواؤُها، و القیاس فَنَّاؤُها. و یقال: طلبْت أَمْراً ف أَسْدَیْتُه أَی أَصَبْتُه، و إن لم تصبه قلت أعْمَسْته. و السُّدی و السَّدی: المهمل، الواحد و الجمع فیه سواء. یقال: إبلٌ سُدًی أَی مهملة، و بعضهم یقول: سَدًی. و أَسْدَیْتُها: أَهْمَلْتها؛ و أَنشد ابن بری للبید: فلم أُسْدِ ما أَرْعَی، و تَبْلٌ رَدَدْتُه، فأَنْجَحْتُ بعد الله من خیرِ مَطْلَبِ و قوله عز و جل: أَ یَحْسَبُ الْإِنْسٰانُ أَنْ یُتْرَكَ سُدیً؛ أی یُترك مُهْمَلًا غیر مأْمور و غیر مَنْهیّ، و قد أَسْدَاه. و أَسْدَیْتُ إبِلی إسْدَاء إذا أَهْمَلْتها، و الاسم السُّدَی. و یقال: تَسَدَّی فلان الأَمرَ إذا علاه و قَهَرَه، و تَسَدَّی فلان فلاناً إذا أَخذه من فَوْقِه. و تَسَدَّی الرجل جاریِتَه إذا علاها؛ قال ابن مقبل: أَنَّی تَسَدَّیتِ وهْناً ذلك البِینا یصف جاریة طرقه خیالها من بُعْدٍ فقال لها: كیف علَوْت بعد وهْنٍ من اللیل ذلك البَلَد؟ قال ابن بری: و مثله قول جریر: و ما ابنُ حِنَّاءَةَ بالرَّثّ الوانْ، بوم تَسَدَّی الحَكَمُ بنُ مَرْوانْ «1». و تَسَدَّاه أَی عَلاه؛ قال الشاعر: فلما دَنَوْتُ تَسَدَّیْتُها، فَثَوْباً لَبِسْتُ و ثَوْباً أَجُر قال ابن بری: المعروف سُدًی، بالضم؛ قال حُمید بن ثور یصف إبله: فجاء بها الوُرَّادُ یَسْعَوْنَ حَوْلَها سُدًی، بیْنَ قَرْقارِ الهَدیر و أعْجَما و‌فی الحدیث: أَنه كَتَب لِیَهُودِ تَیْماءَ أَنَّ لهم الذِّمَّة و علیهم الجِزْیةَ بِلا عَدَاء النهارُ مَدی و اللیلُ سُدَی؛ السُّدی: التَّخْلِیَةُ، و المَدَی: الغایة؛ أَراد أَنّ لهم ذلك أَبداً ما دامَ اللیلُ و النهارُ. و السَّادِی: السادِسُ فی بعض اللغات؛ قال الشاعر: إذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، فَزَوْجُكِ خامسٌ و حَمُوكِ سادِی أَراد السادسَ فأبدَل من السین یاءً كما فُسّرَ فی سِتّ. و السادی: الذی یَبِیتُ حیث أَمْسَی؛ و أَنشد: باتَ علی الخَلِّ و ما باتَتْ سُدَی و قال: و یَأْمَنُ سادِینَا و یَنْساحُ سَرْحُنا، إذا أَزَلَ السادِی وَهیت المطَالع «2».

سرا؛ ج14، ص: 377

: السَّرْوُ: المُروءَةُ و الشَّرَفُ. سَرُوَ یَسْرُو سَراوَةً و سَرْواً أَی صار سَرِیّاً؛ الأَخیرة عن
(1). قوله [و ما ابن حناءة إلخ] أورده فی الأَساس بلفظ: و ما أبو ضمرة (2). قوله [وهیت المطالع] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 378
سیبویه و اللحیانی. الجوهری: السَّروُ سَخاءٌ فی مُرُوءَةٍ. و سَرَا یَسْرو سَرْواً و سَرِیَ، بالكسر، یَسْرَی سَرًی و سَرَاءً و سَرْواً إذا شَرُفَ، و لم یحك اللحیانی مصدر سَرَا إلا ممدوداً. الجوهری: یقال سَرَا یَسْرُو و سَرِیَ، بالكسر، یَسْرَی سَرْواً فیهما و سَرُوَ یَسْرُو سَرَاوةً أی صارَ سَریّاً. قال ابن بری: فی سَرَا ثلاث لغات فَعَلَ و فَعِلَ و فَعُلَ، و كذلك سَخِی و سَخا و سَخُوَ، و من الصحیح كَمَل و كَدَر و خَثَر، فی كل منها ثلاث لغات. و رجل سَریٌّ من قوم أَسْرِیاءَ و سُرَوَاءَ؛ كلاهما عن اللحیانی. و السَّرَاةُ: اسم للجمع، و لیس بجمع عند سیبویه، قال: و دلیل ذلك قولهم سَرَواتٌ؛ قال الشاعر: تَلْقَی السَّرِیَّ من الرجال بِنفسه، و ابنُ السَّرِیِّ، إذا سَرَا، أَسْراهُما أَی أَشْرَفُهما. و قولهم: قومٌ سَرَاةٌ جمعُ سَرِیٍّ، جاء علی غیر قیاس أَن یُجْمَع فَعِیلٌ علی فَعَلَة، قال: و لا یُعرَف غیره، و القیاس سُرَاةٌ مثل قُضاةٍ و رُعاةٍ و عُراةٍ، و قیل: جَمعه سَرَاةٌ، بالفتح، علی غیر قیاس، قال: و قد تضم السین، و الاسم منه السَّرْو. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه مَرَّ بالنَّخَع فقال أَرَی السَّرْوَ فیكم متَرَبّعاً‌أَی أَری الشَّرَف فیكم مُتَمَكِّناً. قال ابن بری: موضوع سَرَاةٍ عند سیبویه اسمٌ مفردٌ للجمع كنَفَرٍ و لیس بجمع مكَسَّر، و قد جمِعَ فَعِیلٌ المعتلّ علی فُعَلاءَ فی لَفْظَتَیْن: و هما تَقیٌّ و تُقَواء، و سَریٌّ و سُرَوَاء و أَسْرِیَاء «1». قال: حكی ذلك السِّیرافی تفسیر فَعِیلٍ من الصفات فی باب تكسیر ما كان من الصفات عدّته أَربعةُ أَحرف. أَبو العباس: السَّرِیُّ الرَّفیع فی كلام العرب، و معنی سَرُوَ الرجلُ یَسْرُو أَی ارْتَفَع یَرْتَفِع، فهو رَفِیعٌ، مأْخوذ من سَرَاةِ كلِّ شی‌ء ما ارْتَفَع منه و عَلا، و جمعُ السَّراةِ سَرَواتٌ. و تَسَرَّی أَی تَكَلَّف السَّرْوَ. و تَسَرَّی الجاریةَ أَیضاً: من السُّرّیَّة، و قال یعقوب: أَصله تَسَرَّر من السُّرور، فأَبدلوا من إحدی الراءات یاء كما قالوا تقضَّی من تَقَضّضَ. و فی الحدیث‌حدیث أُمّ زرع: فَنَكَحْتُ بعدَهُ سَرِیّاً‌أَی نَفِیساً شَریفاً، و قیل: سَخِیاً ذا مُرُوءَة؛ و یروی هذا البیت: أَتَوْا نارِی فَقُلْتُ: مَنُونَ؟ قالوا: سَرَاةُ الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا ظَلامَا و یروی: سُراةُ …، و قد ورد هذا البیت بمعنی آخر، و سنذكره فی أَثناء هذه الترجمة. و رجلٌ مَسْرَوَانٌ و امرأَة مَسْرَوانَةٌ: سَرِیّانِ؛ عن أَبی العَمَیْثل الأَعرابی. و امرأَة سَریَّة من نِسْوة سَرِیَّات و سَرَایا. و سَرَاةُ المالِ: خِیارُه، الواحد سَرِیٌّ. یقال: بعیرٌ سَرِیٌّ و ناقة سَرِیَّة؛ و قال: مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضُّ و رِعْیُ الحِمَی و طُولُ الحِیالِ و اسْتَرَیْتُ الشی‌ءَ و اسْتَرْتُهُ، الأَخیرةُ علی القَلبِ: اخْترْته؛ قال الأَعشی: فقد أَطَّبِی الكاعِبَ المُسْتَراةَ منْ خِدْرِها، و أُشِیعُ القِمارَا و فی روایة: و قد أُخْرِجُ الكاعِبَ المُسْتَراةَ قال ابن بری: اسْتَرَیْته اخْتَرْته سَرِیّاً. و منه قول سجَعَة العرب و ذكَرَ ضروبَ الأَزْنادِ فقال: و من اقْتدَح المَرْخَ و العَفارْ فقد اخْتارَ و اسْتَارْ. و أَخَذْت سَرَاتَه أَی خِیارَه. و اسْتَرَیْت الإِبلَ
(1). قوله [و أسریاء] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 379
و الغَنَمَ و الناسَ: اخْتَرْتهم، و هی سَرِیُّ إبِلِهِ و سَراةُ مالِهِ. و اسْتَرَی الموتُ بنی فلان أی اخْتارَ سَراتَهم. و تَسَرَّیْته: أَخَذْت أَسراه؛ قال حمید بن ثور: لقد تَسَرَّیْت إذا الْهَمُّ وَلَجْ، و اجْتَمَع الهَمُّ هُموماً و اعْتَلَجْ، جُنادِفَ المِرْفَقِ مَبْنِیَّ الثَّبَجْ و السَّرِیُّ: المُخْتار. و السُّرْوَة و السِّرْوَة؛ الأَخیرة عن كراع: سَهْم صغیر قصیر، و قیل: سهم عریض النصل طویلُهُ، و قیل: هو المُدَوَّر المُدَمْلَك الذی لا عَرْض له، فأَما العَریضُ الطویل فهو المِعْبَلَة. و السِّرْیة: نصلٌ صغیر قَصیر مُدَوَّر مُدَمْلَك لا عَرْض له؛ قال ابن سیدة: و قد تكون هذه الیاء واواً لأَنهم قالوا السِّرْوة فقلبوها یاءً لقربها من الكسرة. و قال ثعلب: السِّرْوة و السُّرْوة أَدقُّ ما یكون من نصال السهام یدخل فی الدروع. و قال أبو حنیفة: السِّرْوة نصلٌ كأَنه مِخْیَط أَو مِسَلَّة، و الجمع السِّرَاء؛ قال ابن بری: قال القزاز و الجمع سِریً و سُریً؛ قال النمر: و قد رَمَی بِسُراهُ الیومَ مُعْتَمِداً فی المَنْكِبَیْنِ، و فی الساقَیْن و الرَّقَبَهْ و قال آخر: كیف تَراهُنَّ بِذی أُراطِ، و هُنَّ أَمثالُ السُّرَی المِراطِ؟ ابن الأَعرابی: السُّری نِصالٌ دِقاقٌ، و یقال قِصارٌ یُرْمی بها الهَدَفُ. و قال الأَسدی: السِّرْوَةُ تدعی الدِّرْعِیَّة، و ذلك أَنها تدخل فی الدرع و نصالُها مُنْسَلكَة كالمِخْیطِ؛ و قال ابن أَبی الحُقَیقِ یصف الدروع: تَنْفی السُّری، و جِیادَ النَّبْل تَتْرُكُهُ مِنْ بَیْن مُنْقَصِفٍ كَسْراً و مَفْلُولِ و‌فی حدیث أَبی ذر: كانَ إذا الْتاثَتْ راحِلَة أَحدِنا طَعَن بالسِّرْوةَ فی ضَبْعِها، یعنی فی ضَبْع النَّاقة؛ السِّرْیة و السِّرْوة: و هی النِّصال الصغار، و السُّرْوَة أَیضاً. و‌فی الحدیث: أَنَّ الوَلیدَ بنَ المُغیرة مَرَّ به فأَشار إلی قَدَمِه فأَصابَتْه سِرْوَةٌ فجَعَلَ یَضْرِبُ ساقه حتَّی ماتَ.و سَرَاةُ كُلِّ شی‌ءٍ: أَعْلاه و ظَهْرُه و وسَطه؛ و أَنشد ابن بری لحمید بن ثور: سَراةَ الضُّحی، ما رِمْنَ حتَّی تَفَصَّدَتْ جِباهُ العَذاری زَعْفَراناً و عَنْدَما و منه‌الحدیث: فَمَسَحَ سَراةَ البَعِیر و ذِفْراهُ.و سَرَاةُ النهارِ و غیرهِ: ارْتِفاعُه، و قیل: وَسَطُه؛ قال البُرَیق الهذلی: مُقِیماً عِندَ قَبْر أَبی سِباعٍ سَراةَ اللیلِ، عندَكَ، و النَّهارِ فجعل للیل سَراةً، و الجمع سَرَوَات، و لا یكَسَّر. التهذیب: و سَرَاةُ النهارِ وقتُ ارتِفاعِ الشمس فی السماء. یقال: أَتَیْته سَرَاةَ الضُّحی و سَرَاةَ النهار. و سَرَاةُ الطریق: مَتْنُه و مُعْظَمُه. و‌فی الحدیث: لیس للنساء سَرَوَاتُ الطَّریق، یعنی ظُهورَ الطریق و مُعظَمَه و وَسَطَه و لكِنَّهنَّ یَمْشِینَ فی الجَوانِبِ. و سَرَاة الفرس: أَعلی مَتْنِه؛ و قوله: صَرِیفٌ ثمَّ تَكْلِیفُ الفَیافی، كأَنَّ سَرَاةَ جِلَّتِها الشُّفُوفُ أَراد: كأَنَّ سَرَوَاتِهِنَّ الشُّفوفُ فوضَعَ الواحدَ موضِعَ الجَمْع؛ أَ لا تراه قال قبل هذا:
لسان العرب، ج‌14، ص: 380
وقوفٌ فوقَ عِیسٍ قد أُمِلَّتْ، براهُنَّ الإِناخَةُ و الوَجیفُ و سَرا ثَوْبَه عنه سَرْواً و سَرَّاه: نَزَعه، التشدید فیه للمبالغة؛ قال بعض الأَغفال: حَتَّی إذا أَنْفُ العُجَیْرِ جَلَّی بُرْقُعَه، و لم یُسَرِّ الجُلَّا و سَرَی متاعَه یَسْرِی: أَلْقاه عن ظهر دابَّته. و سَرَی عنه الثوبَ سَرْیاً: كَشَفه، و الواو أَعلی، و كذلك سَری الجُلَّ عن ظَهْر الفَرَس؛ قال الكمیت: فَسَرَوْنا عنه الجلالَ، كما سُلَّ لِبَیْعِ اللَّطِیمَة الدَّخْدارُ و السَّرِیُّ: النَّهْر؛ عن ثعلب، و قیل: الجَدْول، و قیل: النَّهْر الصغیر كالجَدْول یجری إلی النَّخْل، و الجمع أَسْرِیَة و سُرْیانٌ؛ حكاها سیبویه مثل أَجْرِبة و جُرْبانٍ، قال: و لم یُسْمع فیه بأَسْرِیاءَ. و قوله عز و جل: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِیًّا؛روی عن الحسن أَنه كان یقول: كان و الله سَرِیّاً من الرجال، یعنی عیسی، علیه السلام، فقیل له: إن من العرب من یسمی النهر سَرِیّاً، فرجع إلی هذا القول.و‌روی عن ابن عباس أَنه قال: السَّرِیُّ الجَدْول، و هو قول أَهل اللغة. و أَنشد أَبو عبید قول لبید یصف نخلًا نابتاً علی ماء النهر: سُحُقٌ یُمَتِّعُها الصَّفا و سَرِیُّهُ، عُمٌّ نَواعِمُ، بَیْنَهُنَّ كُرومُ و‌فی حدیث مالك بن أَنس: یَشتَرطُ صاحبُ الأَرضِ علی المُساقی خَمَّ العَیْنِ و سَرْوَ الشِّرْبِ؛ قال القتیبی: یرید تَنْقِیةَ أَنْهارِ الشِّرْبِ و سَواقیه، و هو من قولك سَرَوْت الشی‌ء إذا نَزَعْته، قال: و سأَلت الحجازیین عنه فقالوا: هی تَنْقِیة الشَّرَبات. و الشَّرَبة: كالحَوْض فی أَصل النَّخْلة منه تَشْرب، قال: و أَحسِبه من سَرَوْت الشی‌ء إذا نَزَعْته و كَشَفْت عنه، و خَمُّ العَیْنِ: كَسْحُها. و السَّراةُ: الظَّهْرُ؛ قال: شَوْقَبٌ شَرْحَبٌ كأَنَّ قَناةً حَمَلَتْه، و فی السَّراةِ دُمُوجُ و الجمع سَرَوات، و لا یُكَسَّر. و سُرِّیَ عنه: تَجلَّی هَمُّه. و انْسَرَی عنه الهَمُّ: انْكَشف، و سُرِّیَ عنه مثله. و السَّرْوُ: ما ارْتَفع من الوادی و انْحَدَر عن غَلْظِ الجَبَل، و قیل: السَّرْوُ من الجَبَل ما ارْتَفَع عن موضع السَّیلْ و انْحَدَر عن غَلْظ الجبَل. و‌فی الحدیث: سَرْوُ حِمْیَر، و هو النَّعْفُ و الخَیْفُ، و قیل: سَرْوُ حِمْیَر مَحَلَّتها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لئِنْ بَقِیت إلی قابِلٍ لیَأْتِیَنَّ الراعِیَ بِسَرْو حِمْیَر حَقُّه لم یَعْرَقْ جَبِینهُ فیه، و‌فی روایة: لیَأْتِیَنَّ الراعِیَ بسَرَوَات حمْیَرَ، و المعروف فی واحدة سَرَواتٍ سَراة. و سَراة الطریقِ: ظَهْرهُ و مُعْظَمهُ؛ و منه‌حدیث رِیاحِ بنِ الحرثِ: فصَعِدوا سَرْواً‌أَی مُنْحَدراً من الجَبل. و السَّرْوُ: شجر، واحدته سَرْوَة. و السَّرَاءُ: شجر، واحدته سَرَاءة؛ قال ابن مقبل: رآها فُؤَادی أُمَّ خِشْفٍ خَلا لها، بقُور الوِراقَیْن، السَّرَاءُ المُصَنَّفُ قال أَبو عبیدة: هو من كِبار الشجر ینبت فی الجبال، و ربما اتُّخِذَ منها القِسِیُّ العَرَبیَّة. و قال أَبو حنیفة: و تُتَّخذ القِسِیُّ من السَّراءِ، و هو من عُتْقِ العیدان و شَجَرِ الجِبال؛ قال لبید:
لسان العرب، ج‌14، ص: 381
تَشِینُ صِحاحَ البِیدِ كُلَّ عَشِیَّةٍ، بعُودِ السَّراء، عِنْدَ بابٍ مُحَجَّب یقول: إنهم حضروا باب الملك و هم مُتنَكِّبو قسِیِّهِمْ فتفاخروا، فكلما ذكر منهم رجل مأْثَرة خط لها فی الأَرض خطّاً، فأَیّهم وُجِدَ أَكثر خُطوطاً كان أكثر مآثِرَ فذلك شَیْنُهم صحاح البِید. و قال فی موضع آخر: و السَّراءُ ضَرْب من شَجر القِسِیِّ، الواحدة سَراءَةٌ. قال الجوهری: السَّراءُ، بالفتح ممدود، شجر تُتَّخذ منه القسیّ؛ قال زُهَیْرٌ یصفُ وَحْشاً: ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء، و ناشِطٌ قد انحَصَّ، من لَسِّ الغَمِیر، جحافِلُهْ و السَّرْوةُ: دودَةٌ تقع فی النبات فتأْكلُه، و الجمع سَرْوٌ. و أَرضٌ مَسْرُوَّة: من السَّرْوةِ. و السِّرْوُ: الجَرادُ أَولَ ما یَنْبُتُ حین یخرُجُ من بَیْضِه. الجوهری: و السِّرْوةُ الجَرادة أولَ ما تكونُ و هی دُودَةٌ، و أَصله الهمز، و السِّرْیَةُ لغة فیها. و أَرض مَسْرُوَّة ذاتُ سِرْوةٍ، و قد أَنكر علی بن حمزة السِّرْوةَ فی الجَرادة و قال: إنما هی السِّرْأَةُ، بالهمز لا غیرُ، من سَرَأَت الجرادةُ سَرْأً إذا باضت. و یقال: جَرادةٌ سَرُوٌّ، و الجمع سِرَاءٌ. و سَراةُ الیَمَنِ: معروفة، و الجمع سَرَوَات؛ حكاه ابن سیدة عن أَبی حنیفة فقال: و بالسَّرَاة شجر جوز لا یربی. و السُّرَی: سَیرُ اللیلِ عامَّتهِ، و قیل: السُّرَی سیرُ اللیلِ كلِّه، تُذَكِّرهُ العرب و تؤَنِّثهُ، قال: و لم یعرف اللحیانی إلا التأْنیث؛ و قول لبید: قلتُ: هَجِّدْنا فقد طال السُّرَی، و قَدَرْنا إنْ خَنی اللیلِ غَفَل قد یكون علی لغة من ذكَّر، قال: و قد یجوز أَن یُرید طالَتِ السُّرَی فحذَفَ علامة التأْنیث لأَنه لیس بمؤنث حقیقی، و قد سَرَی سُریً و سَرْیَةً و سُرْیَةً فهو سارٍ؛ قال: أَتَوْا ناری فقلْتُ: مَنُونَ؟ قالوا: سُرَاةُ الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا صَباحا و سَرَیْت سُریً و مَسْریً و أَسْرَیْت بمعنی إذا سِرْت لیلًا، بالأَلف لغة أَهل الحجاز، و جاءَ القرآنُ العزیزُ بهما جمیعاً. و یقال: سَرَیْنا سَرْیةً واحدة، و الاسم السُّرْیةُ، بالضم، و السُّرَی و أَسْراهُ و أَسْرَی به. و فی المثل: ذهبوا إسْراءَ قُنْفُذَةٍ، و ذلك أن القُنْفُذَ یسری لیلَه كلَّه لا ینام؛ قال حسان بن ثابت: حَیِّ النَّضِیرَةَ رَبَّةَ الخِدْرِ، أَسْرَتْ إلیكَ و لم تكُنْ تُسْری «2». قال ابن بری: رأَیت بخط الوزیر ابن المغربی: حَیِّ النصِیرة؛ و قال النابغة: أَسْرَتْ إلیهِ من الجَوْزاءِ سارِیَةٌ و یروی: سَرَت؛ و قال لبید: فباتَ و أَسْرَی القومُ آخرَ لیْلِهِمْ، و ما كان وقَّافاً بغیرِ مُعَصَّرِ «3». و‌فی حدیث جابر قال له: ما السُّرَی یا جابِرُ؛ السُّرَی: السَّیرُ باللیل، أَراد ما أَوْجبَ مَجیئَك فی هذا الوقت. و اسْتَرَی كأَسْرَی؛ قال الهذلی: و خَفُّوا فأَمّا الجامِلُ الجَوْنُ فاسْترَی بلَیلٍ، و أَمّا الحَیُّ بعدُ، فأَصْبَحُوا و أَنشد ابن الأَعرابی قولَ كثیر: أَرُوحُ و أَغْدُو من هَواكِ و أَسْتَرِی، و فی النَّفْسِ مما قَدْ عَلِمْتِ عَلاقِمُ
(2). عجز البیت: تُزجی الشمالُ علیه وابل البَرَد (3). قوله‌و ما كان وقافاً بغیر معصر هكذا فی الأَصل، و تقدم فی مادة عصر: بدار معصر
لسان العرب، ج‌14، ص: 382
و قد سَرَی به و أَسْرَی. و السَّرَّاءُ: الكثِیرُ السُّری باللیلِ. و فی التنزیل العزیز: سُبْحٰانَ الَّذِی أَسْریٰ بِعَبْدِهِ لَیْلًا، و فیه أَیضاً: وَ اللَّیْلِ إِذٰا یَسْرِ، فنزَل القرآن العزیز باللغتین. و قال أَبو عبید عن أَصحابه: سَرَیْت باللیل و أَسْرَیْت، فجاء باللغتین. و قال أَبو إسحاق فی قوله عز و جل: سُبْحٰانَ الَّذِی أَسْریٰ بِعَبْدِهِ، قال: معناه سَیَّرَ عَبْدَه. یقال: أَسْرَیْت و سَرَیْت إذا سِرْتَ لیلًا. و أَسْراهُ و أَسْرَی به: مثلُ أَخَذَ الخِطامَ و أَخَذَ بالخِطامِ، و إنما قال سبحانه: سُبْحٰانَ الَّذِی أَسْریٰ بِعَبْدِهِ لَیْلًا، و إن كان السُّرَی لا یكون إلا باللیل للتأْكید، كقولهم: سِرْت أَمسِ نهاراً و البارِحةَ لیلًا. و السِّرایَةُ: سُرَی اللیل، و هو مصدر، و یَقلّ فی المصادر أَن تجی‌ء علی هذا البناء لأَنه من أَبنیة الجمع، یدل علی صحة ذلك أَنَّ بعض العرب یؤنث السُّرَی و الهُدی، و هم بنو أَسد، توهُّماً أَنهما جمعُ سُرْیَةٍ و هُدْیَةٍ؛ قال ابن بری: شاهد هذا أَی تأْنیث السُّری قول جریر: هُمُ رَجَعُوها بعدَ ما طالتِ السُّری عَواناً، و رَدُّوا حُمْرةَ الكَیْنِ أَسْودا و قال أَبو إسحاق فی قوله عز و جل: وَ اللَّیْلِ إِذٰا یَسْرِ؛ معنی یَسْرِ یمضی، قال: سَری یَسْری إذا مَضی، قال: و حذفت الیاء من یسری لأَنها رأْس آیة، و قال غیره قوله: وَ اللَّیْلِ إِذٰا یَسْرِ، إذا یُسْری فیه كما قالوا لیل نائمٌ أَی یُنامُ فیه. و قال: فَإِذٰا عَزَمَ الْأَمْرُ أَی عُزِمَ علیه. و الساریة من السحاب: التی تجی‌ءُ لیلًا، و فی مكان آخر: السارِیة السحابة التی تَسْری لیلًا، و جمعها السَّوَارِی؛ و منه قول النابغة: سَرَتْ علیه، من الجَوْزاءِ، سارِیَةٌ تُزْجِی الشَّمالُ علیه جامِدَ البرَد ابن سیدة: و السَّارِیَة السحابة التی بین الغادِیَة و الرائحة. و قال اللحیانی: السَّارِیَة المَطْرة التی تكون باللیل؛ و قول الشاعر: رأَیتُكَ تَغْشَی السَّارِیاتِ، و لم تكن لتَرْكَبَ إلَّا ذا الرّسُوم المُوقَّعا قیل: یعنی ب السَّارِیَات الحُمُرَ لأَنها تَرْعی لیلًا و تَنَفَّسُ و لا تقرّ باللیل، و تَغْشی أَی تركب؛ هذا قول ابن الأَعرابی؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه عنی بغِشْیانِها نِكاحَها، لأَن البیت للفرزدق یهجو جریراً و كأَنه یعیبه بذلك؛ و استعار بعضُهم السُّری للدَّواهی و الحُرُوبِ و الهُمُومِ فقال فی صفة الحرب أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة: و لكنَّها تَسْری، إذا نام أَهلُها، فتأْتی علی ما لیس یَخْطُر فی الوَهْمِ و‌فی حدیث موسی، علیه السلام، و السبعین من قومه: ثم تَبْرُزُونَ صَبیحَةَ سارِیةٍ‌أی صَبیحةَ لیلةٍ فیها مَطَر. و السَّارِیَة: السحابة تُمْطِر لیلًا، فاعِلة من السُّری سَیرِ اللیلِ، و هی من الصفات الغالبة؛ و منه قول كعب بن زهیر: تَنْفی الریاح القَذَی عنه، و أَفْرَطَه، من صَوْبِ ساریةٍ، بیضٌ یَعالِیلُ و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال فی الحَساء إنه یَرْتُو فؤادَ الحَزِین و یَسْرُو عن فؤاد السَّقیم؛ قال الأَصمعی: یَرْتو بمعنی یَشُدُّه و یقوِّیه، و أما یَسْرُو فمعناه یكشِفُ عن فؤادِه الأَلم و یُزیلُه، و لهذا قیل سَرَوْت الثوب و غیره عنی سَرْواً و سَرَیتُه و سَرَّیته إذا أَلقَیته عنك و نَضَوْتَه؛ قال ابن هرمة: سَرَی ثوْبَه عنك الصِّبا المُتَخایلُ، و وَدَّعَ لِلْبَینِ الخَلِیطُ المُزایِلُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 383
أَی كشَف. و سَرَوْت عنیِ درعی، بالواو لا غیر. و‌فی الحدیث: فإذا مَطرَتْ یعنی السَّحابةَ سُرِّی عنه‌أَی كُشِف عنه الخَوْفُ، و قد تكرَّر ذكر هذه اللفظة فی الحدیث، و خاصَّةً فی ذكر نُزول الوَحْی علیه، و كلُّها بمعنی الكشْفِ و الإِزالة. و السَّرِیَّةُ: ما بین خمسة أَنفسٍ إلی ثلاثمائة، و قیل: هی من الخیل نحو أَربِعمائةٍ، و لامُها یاءٌ. و السَّرِیَّة: قطعة من الجیش؛ یقال: خیرُ السَّریا أَرْبعُمائةِ رجلٍ. التهذیب: و أَما السَّرِیَّة من سَرایا الجیوشِ فإنها فَعِیلة بمعنی فاعِلَة، سُمِّیت سریَّةً لأَنها تَسْری لیلًا فی خُفْیةٍ لئلَّا یَنْذَرَ بهم العدوُّ فیَحْذَروا أَو یمتنعوا. یقال: سرَّی قائِدُ الجیشِ سَرِیَّةً إلی العدوِّ إذا جرَّدَها و بعثها إلیهم، و هو التَّسْرِیةُ. و‌فی الحدیث: یَردُّ مُتَسَرِّیهِم علی قاعدِهم؛ المُتَسَرِّی: الذی یخرج فی السَّرِیَّة و هی طائفة من الجیش یبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ، و جمعُها السَّرایا، سُمُّوا بذلك لأَنهم یكونون خُلاصة العسكر و خِیارَهم من الشی‌ء السَّرِیِّ النَّفیس، و قیل: سُمُّوا بذلك لأَنهم یُنَفَّذون سرّاً و خُفْیةً، و لیس بالوجه لأَن لام السِّر راءٌ و هذه یاءٌ، و معنی الحدیث أَن الإِمامَ أَو أَمیر الجیشِ یبعثُهم و هو خارجٌ إلی بلاد العدوِّ، فإذا غنِموا شیئاً كان بینهم و بین الجیش عامَّة لأَنهم رِدْءٌ لهم و فِئَةٌ، فأَما إذا بعثهم و هو مقیم فإن القاعدین معه لا یُشارِكونهم فی المغْنَم، و إن كان جعل لهم نَفَلًا من الغنِیمة لم یَشْرَكْهم غیرُهم فی شی‌ء منه علی الوجهین معاً. و‌فی حدیث سعدٍ: لا یَسِیرُ ب السَّرِیَّة‌أَی لا یَخرُج بنفسهِ مع السَّرِیَّة فی الغَزْوِ، و قیل: معناه لا یَسیر فینا بالسِّیرَةَ النَّفیسة؛ و منه‌الحدیث: أَنه قال لأَصحابه یوم أُحُدٍ الیومَ تُسَرَّوْنَ أی یُقتل سَریُّكُمْ، فقُتِل حمزَةُ، رضوان الله علیه.و‌فی الحدیث: لما حضر بنی شیبانَ و كلَّم سَرَاتَهم و منهم المُثَنَّی بنُ حارِثَة‌أَی أشرافَهم. قال: و یجمع السَّراةُ علی سَرَوات؛ و منه‌حدیث الأَنصار: افتَرَقَ ملَؤُهُم و قُتِلَت سَرَوَاتُهم‌أَی أَشْرافُهم. و سَرَی عرقُ الشَّجَرة یَسْرِی فی الأَرض سَرْیاً: دَبَّ تحت الأَرض. و السَّارِیَةُ: الأُسْطُوانَة، و قیل: أُسْطُوانة من حِجارة أَو آجُرٍّ، و جمعها السَّوَارِی. و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یُصَلَّی بین السَّوَارِی؛ یرید إذا كان فی صلاة الجماعة لأَجل انقطاع الصَّفِّ. أَبو عمرو: یقال هو یُسَرِّی العَرَق عن نفْسِه إذا كان یَنْضَحُه؛ و أَنشد: یَنْضَحْنَ ماءَ البدنِ المُسَرَّی و یقال: فلان یُسَارِی إبِلَ جارِه إذا طَرَقَها لیَحْتلِبَها دون صاحِبِها؛ قال أَبو وجزة: فإنی، لا و أُمِّكَ، لا أُسَارِی لِقاحَ الجارِ، ما سَمَر السَّمِیرُ و السَّرَاةُ: جبل بناحِیة الطائف. قال ابن السكیت: الطَّوْدُ الجَبل المُشْرف علی عرَفَة یَنْقاد إلی صَنْعاءَ یقال له السَّرَاةُ، فأَوَّله سَرَاة ثَقیفٍ ثم سَراةُ فَهمٍ و عدْوانَ ثم الأَزْدِ ثم الحَرَّةِ آخر ذلك. الجوهری: و إسرائیل اسمٌ، و یقال: هو مضاف إلی إیل، قال الأَخفش: هو یُهْمز و لا یهمز، قال: و یقال فی لغةٍ إسرائین، بالنون، كما قالوا جبرین و إسماعین، و الله أَعلم.

سطا؛ ج14، ص: 383

: السَّطْوُ: القهر بالبطش. و السَّطْوة: المرَّة الواحدة، و الجمع السَّطَوات. و سَطا علیه و به سَطْواً و سَطْوةً: صالَ، و سَطا الفحلُ كذلك. و قوله تعالی: یَكٰادُونَ یَسْطُونَ بِالَّذِینَ یَتْلُونَ عَلَیْهِمْ آیٰاتِنٰا؛ فسره ثعلب فقال: معناه یبْسُطون أَیدیَهُم إلینا؛ قال
لسان العرب، ج‌14، ص: 384
الفراء: یعنی أَهل مكة كانوا إذا سمعوا الرجل من المسلمین یتلو القرآن كادوا یبطشون به. ابن شمیل: فلان یسْطُو علی فلان أَی یتطاول علیه. ابن بری: سَطا علیه و أَسْطَی علیه؛ قال أَوس: ففاؤُوا و لو أَسْطَوْا علی أُمِّ بعضِهم، أَصاخَ فلم یَنْطِقْ، و لم یَتكلَّمِ و أَمیرٌ ذو سَطْوةٍ، و السَّطْوةُ: شِدَّةُ البَطْش، و إنما سُمِّی الفرَس ساطِیاً لأَنه یَسْطو علی سائِر الخیل و یقوم علی رجلیه و یسْطُو بیدیه، و الفحل یَسْطو علی طَرُوقَته. و یقال: اتَّقِ سَطْوَتَه أَی أَخْذَتَه. ابن الأَعرابی: سَاطَی فلان و فلاناً إذا شدَّد علیه، و طاساه إذا رفَقَ به. أَبو سعیدٍ: سَطا الرجل المرأَة و سَطَأَها إذا وطِئَها. و سَطا الماءُ: كثُر. و سَطا الراعی علی الناقة و الفرس سَطْواً و سُطُوّاً: أَدخل یدهَ فی رَحِمِها فاستخرج ماءَ الفحل منها، و ذلك إذا نَزا علیها فحلٌ لئِیمٌ أَو كان الماءُ فاسداً لا یُلْقَحُ عنه، و إذا لم یخرُج لم تَلْقَح الناقة. أَبو زید: السَّطْوُ أَن یُدْخِلَ الرجلُ الیدَ فی الرَّحم فیستخرِجَ الولد، و المَسْطُ أَن یُدْخِل الیدَ فی الرحم فیستخرج الوَثْرَ، و هو ماءُ الفحل؛ قال رؤبة: إن كنتَ من أَمرِك فی مَسْماسِ، فاسْطُ علی أُمِّكَ سَطْوَ الماسی قال اللیث: و قد یُسْطَی علی المرأَة إذا نشِبَ ولدُها فی بطنها میِّتاً فیُسْتَخْرَج. و سَطا علی الحامل و ساطَ، مقلوبٌ، إذا أَخرج ولدَها. أَبو عمرو: السَّاطِی الذی یَغْتَلِم فیخرجُ من إبلٍ إلی إبلٍ؛ و قال زیاد الطَّمَّاحی: قامَ إلی عذْراءَ بالغُطاطِ، یَمْشی بمثْلِ قائِمِ الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذی حَطاطِ، هامَتُه مثلُ الفَنِیقِ السَّاطِی قال الأَصمعی: الساطی من الخیل البعیدُ الشَّحْوَة، و هی الخَطوة. و سَطا الفرسُ أی أَبْعَدَ الخَطْوَ. و فرسٌ ساطٍ: یَسْطُو علی الخیل. و سَطا علی المَرأَة: أَخْرجَ الوَلدَ مَیِّتاً. ابن شمیل: الأَیْدِی السَّواطِی التی تَتَناوَلُ الشَّی‌ءَ؛ و أَنشد: تَلَذُّ بأَخْذِها الأَیْدی السَّواطِی «1». و حكی أَبو عُبید السَّطْو فی المرأَةِ قال: و‌فی حدیث الحَسَن، رحمه الله، لا بأْسَ أَن یَسْطُوَ الرَّجُلُ علی المرأَةِ إذا لَمْ تُوجَدِ امرأَةٌ تُعالِجُها و خِیفَ عَلَیها، یعنی إذا نَشِبَ وَلَدُها فی بَطْنها میِّتاً فلَهُ معَ عدَمِ القابلَة أَن یُدخِلَ یَدَه فی فَرْجِهَا و یَسْتَخْرِج الوَلَدَ، و ذلك الفِعلُ السَّطْوُ، و أَصله القَهْرُ و البَطْشُ. و فرسٌ سَاطٍ: بعیدُ الشَّحْوة، و قیل: هو الرَّافِعُ ذَنَبَه فی عَدْوِه، و هو مَحْمود، و قد سَطَا یَسْطُو سَطْواً؛ و قال رؤْبة: عَمّ الیَدَیْنِ بالجِرَاءِ سَاطِی «2». و قال الشاعر: و أَقْدَر مُشْرِف الصَّهَواتِ سَاطٍ، كُمَیْت لا أَحَقّ و لا شَئِیتُ و سَطَا سَطْواً: عاقَب، و قیل: سَطَا الفَرَسُ سَطْواً ركِبَ رأْسَه فی السَّیْر.

سعا؛ ج14، ص: 384

: ابن سیدة: مَضَی سَعْوٌ من اللیل و سِعْوٌ و سِعْواءُ و سُعْواءُ، ممدود، و سَعْوَةٌ و سِعْوَةٌ أَی قطعة. قال ابن بزرج: السِّعْواءُ مُذكَّر، و قال
(1). قوله [تلذ إلخ] هو عجز بیت و صدره كما فی الأَساس: ركود فی الإناء لها حمیا (2). قوله [عم الیدین إلخ] هو هكذا فی الأَصل، و لعله غمر
لسان العرب، ج‌14، ص: 385
بعضهم: السِّعْوَاءُ فوقَ الساعَة من اللیلِ، و كذلك السِّعْوَاءُ من النهار. و یقال: كُنَّا عندَه سِعْوَاتٍ من اللیل «1». و النهارِ. ابن الأَعرابی: السِّعْوة الساعة من اللیلِ، و الأَسْعاءُ ساعاتُ اللیل، و السَّعْو الشَّمَع فی بعض اللغات، و السَّعْوة الشَّمعة. و یقال للمرأَة البَذِیَّة الجالِعة: سِعْوَةٌ و عِلْقَةٌ و سِلْقَةٌ.

سعی؛ ج14، ص: 385

و السَّعْیُ: عدْوٌ دون الشَّدِّ، سَعَی یَسْعَی سَعْیاً. و‌فی الحدیث: إذا أَتیتم الصَّلاةَ فلا تَأْتُوها و أَنْتُمْ تَسْعَوْنَ و لكن ائْتُوها و عَلَیكُمُ السَّكِینَة، فما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا و ما فَاتَكُمْ فأَتِمُّوا؛ ف السَّعْیُ هنا العَدْوُ. سَعَی إذا عَدَا، و سَعَی إذا مَشَی، و سَعَی إذا عَمِلَ، و سَعَی إذا قَصَد، و إذا كان بمعنی المُضِیِّ عُدِّیَ بإلی، و إذا كان بمعنی العَمَل عُدِّی باللام. و السَّعیُ: القَصْدُ، و بذلك فُسِّرَ قوله تعالی: فَاسْعَوْا إِلیٰ ذِكْرِ اللّٰهِ؛ و لیسَ من السَّعْی الذی هو العَدْوُ، و قرأَ ابن مسعود: فامْضُوا إلی ذِكْرِ اللهِ، و قال: لو كانَتْ من السَّعْی لَسَعَیْتُ حتّی یَسْقُط رِدَائِی. قال الزجاج: السَّعْیُ و الذَّهابُ بمعنی واحدٍ لأَنّك تقولُ للرجل هو یَسْعَی فی الأَرض، و لیس هذا باشْتِدادٍ. و قال الزجاج: أَصلُ السَّعْیِ فی كلام العرب التصرُّف فی كل عَمَلٍ؛ و منه قوله تعالی: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلّٰا مٰا سَعیٰ؛ معناه إلَّا مَا عَمِلَ. و معنی قوله: فَاسْعَوْا إِلیٰ ذِكْرِ اللّٰهِ، فاقْصِدُوا. و السَّعْیُ: الكَسْبُ، و كلُّ عملٍ من خیر أَو شرّ سَعْی، و الفعلُ كالفِعْلِ. و فی التنزیل: لِتُجْزیٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا تَسْعیٰ. و سَعَی لهم و علیهم: عَمِلَ لهم و كَسَبَ. و أَسْعَی غیرهَ: جَعَلَه یَسْعَی؛ و قد روی بیتُ أَبی خِراش: أَبْلِغْ عَلِیّاً، أَطالَ اللهُ ذُلَّهُمُ أَنَّ البُكَیْرَ الذی أَسْعَوْا به هَمَلُ أَسْعَوْا و أَشْعَوْا. و قوله تعالی: فَلَمّٰا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ؛ أَی أَدْرَك مَعَه العَمَل، و قال الفراء: أَطاقَ أَنْ یُعِینَه علی عَمَله، قال: و كان إسماعیلُ یومئذٍ ابن ثلاث عشْرةَ سنةً؛ قال الزجاج: یقال إنه قد بَلَغ فی ذلك الوقتِ ثلاث عشرة سنةً و لم یُسَمِّه. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه، فی ذَمّ الدنیا: من ساعاها فاتَتْهُ‌أَی سابَقَها، و هی مُفاعَلَة من السَّعُیِ كأَنها تَسْعَی ذاهِبةً عنه و هو یَسْعَی مُجِدّاً فی طَلَبِها فكلٌّ منهما یطلُبُ الغَلَبة فی السَّعْی. و السَّعاةُ: التَّصَرُّفُ، و نَظیر السَّعاةِ فی الكلامِ النَّجاة من نجَا ینجو، و الفَلاةُ من فَلاهُ یَفْلُوه إذا قَطَعَه عن الرضاع، و عَصاهُ یَعْصُوه عَصاةً، و الغَراةُ من قولك غَرِیتُ به أَی أُولِعْتُ به غَراةً، و فَعَلْت ذلك رَجاةَ كذا و كذا، و تَرَكْت الأَمرَ خَشاةَ الإِثْمِ، و أَغْرَیْتُه إغْراءً و غَراةً، و أَذِیَ أَذیً و أَذَاةً، و غدیت غدوة «2». و غَداةً؛ حكی الأَزهری ذلك كلَّه عن خالد بن یزید. و السَّعْیُ یكون فی الصلاحِ و یكون فی الفساد؛ قال الله عز و جل: إِنَّمٰا جَزٰاءُ الَّذِینَ یُحٰارِبُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَسْعَوْنَ فِی الْأَرْضِ فَسٰاداً؛ نصبَ قوله فَسٰاداً لأَنه مفعولٌ له أَراد یَسْعَوْن فی الأَرضِ للفساد، و كانت العرب تُسَمِّی أَصحابَ الحَمالاتِ لِحَقْنِ الدِّماءِ و إطْفاءِ النَّائِرةِ سُعاةً لسَعْیِهِم فی صَلاحِ ذاتِ البَیْنِ؛ و منه قول زهیر: سَعَی ساعِیَا غَیظِ بنِ مُرَّةَ، بعد ما تَبَزَّلَ ما بَیْنَ العَشیرَةِ بالدَّمِ
(1). قوله [سعوات من اللیل إلخ] هكذا فی نسخ اللسان التی بأَیدینا، و فی بعض الأَصول سعواوات (2). قوله [و غدیت غدوة إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 386
أَی سَعَیَا فی الصلحِ و جمعِ ما تَحَمَّلا من دِیاتِ القَتْلی، و العرب تُسَمِّی مآثر أَهلِ الشَّرَف و الفضل مَساعِیَ، واحدتُها مَسْعاةٌ لسَعْیِهِم فیها كأَنها مَكاسِبُهُم و أَعمالُهم التی أَعْنَوْا فیها أَنفسَهم، و السَّعاةُ اسمٌ من ذلك. و من أَمثال العرب: شَغَلَتْ سَعاتی جَدْوایَ؛ قال أَبو عُبَیْد: یُضْرَب هذا مثلًا للرجل تكونُ شِیمَتُه الكَرَم غیر أَنه مُعْدِمٌ، یقول: شَغَلَتْنی أُمُوری عن الناسِ و الإِفْضالِ علیهم. و المَسْعاةُ: المَكْرُمَة و المَعْلاةُ فی أَنْواعِ المَجْدِ و الجُودِ. سَاعاهُ فسَعاهُ یَسْعِیهِ أی كان أَسْعَی منه. و من أَمثالهم فی هذا: بالساعِدِ تَبْطِشُ الیَدُ. و قال الأَزهری: كأَنه أَرادَ ب السَّعاةِ الكَسْبَ علی نفسهِ و التَّصَرُّفَ فی معاشهِ؛ و منه قولُهم: المَرْءُ یَسْعی لِغارَیْه أَی یَكْسِبُ لبَطْنِهِ و فَرْجِهِ. و یقال لِعامِل الصَّدَقاتِ ساعٍ، و جَمْعُه سُعاةٌ. و سَعی المُصَدِّقُ یَسْعَی سِعایةً إذا عَمِلَ علی الصَّدقاتِ و أَخذها من أَغْنِیائِها و ردّها فی فُقَرائِها. و سَعَی سِعایةً أَیضاً: مَشی لأَخْذِ الصدقة فقَبَضَها من المُصَدِّق. و السُّعاةُ: وُلاةُ الصدقة؛ قال عمرو بن العَدَّاء الكَلْبی: سَعَی عِقالًا فلَمْ یَتْرُكْ لنا سَبَداً، فكَیْفَ لَوْ قد سَعَی عَمْروٌ عِقالَینِ؟ و‌فی حدیث وائل بن حُجْر: إنَّ وائِلًا یُسْتَسْعَی و یَتَرَفَّلُ علی الأَقْوالِ‌أَی یُسْتَعْمَلُ علی الصدقات و یَتَولَّی اسْتِخْراجَها من أَرْبابها، و به سُمِّیَ عامِلُ الزكاةِ الساعِیَ. و منه قولهُ: و لَتُدْرَكَنَّ القِلاصُ فلا یُسْعَی علیها أَی تُتْرَكُ زكاتُها فلا یكون لها ساعٍ. و سَعَی علیها: كعَمِل علیها. و الساعی: الذی یقومُ بأَمرِ أَصحابهِ عند السُّلْطانِ، و الجمعُ السُّعاةُ. قال: و یقال إنه لیَقوم أَهلَه أَی یقومُ بأَمرِهِم. و یقال: فلان یَسْعَی علی عِیاله أَی یَتَصَرَّف لهم، كما قال الشاعرْ: أَسْعَی عَلی جُلِّ بَنِی مالِكٍ، كُلُّ امْرِئٍ فی شَأْنهِ سَاعِی و سَعَی به سِعایَةً إلی الوَالی: وَشَی. و‌فی حدیث ابن عباس أَنَّه قال: السَّاعِی لغَیْرِ رِشْدَةٍ؛ أَراد ب السَّاعِی الذی یَسْعَی بصاحبه إلی سُلطانهِ فیَمْحَلُ به لیُؤْذِیَه أَی أَنَّه لیسَ ثابتَ النَّسَبِ من أَبیه الذی یَنْتَمِی إلیه و لا هُوَ وَلَدُ حَلالٍ. و‌فی حدیث كعب: السَّاعِی مُثَلِّثٌ؛ تأْویلُه أَنه یُهْلِك ثلاثةَ نَفَرٍ بسِعایتهِ: أَحَدُهم المَسْعِیُّ به، و الثانی السُّلْطانُ الذی سَعَی بصاحبهِ إلیه حتی أَهْلَكَه، و الثالث هو السَّاعِی نفسهُ، سُمِّیَ مُثَلِّثاً لإِهْلاكهِ ثلاثَةَ نَفَرٍ، و مما یُحَقّق ذلك الخبرُ الثابت‌عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا یَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ، فالقَتَّاتُ و الساعِی و الماحِلُ واحدٌ. و اسْتَسْعَی العبْدَ: كَلَّفَه من العَمَل ما یُؤَدِّی به عن نَفْسهِ إذا أُعْتِقَ بَعضهُ لِیعْتِقَ به ما بَقِیَ، و السِّعایَةُ ما كُلِّفَ من ذلِك. و سَعَی المُكاتَبُ فی عِتْقِ رَقَبَتهِ سِعایَةً و اسْتَسْعَیْت العَبْدَ فی قِیمَته. و‌فی حدیث العِتْقِ: إذا أُعْتِقَ بعضُ العَبْدِ فإن لم یَكُنْ له مالٌ اسْتُسْعِیَ غیرَ مَشْقُوقٍ علیه؛ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إذا عَتَقَ بَعْضهُ و رَقَّ بعضهُ هو أَنْ یَسْعَی فی فَكاكِ ما بَقی من رِقِّه فیَعْمَلَ و یكسِبَ و یَصْرِفَ ثَمَنه إلی مولاه، فسُمِّی تصرُّفه فی كَسْبه سِعایِةً، و غیرَ مَشْقوق علیه أَی لا یكلِّفهُ فوق طاقَتهِ؛ و قیل: معناه اسْتُسْعِیَ العبدُ لسَیّده أَی یَسْتَخْدِمُه مالِكُ باقِیه بقَدْرِ ما فیه من الرِّقِّ و لا یُحَمِّلُه ما لا یَقْدِرُ علیه. و قال الخطَّابی: قوله اسْتُسْعِیَ غیرَ مَشْقُوقٍ علیه‌لا یُثْبِتُه أَكثر أَهل النَّقْل مُسْنَداً عن النبی، صلی الله علیه و سلم،
لسان العرب، ج‌14، ص: 387
و یزعمون أَنه من قول قتادة. و سَعَتِ الأَمَة: بَغَتْ. و سَاعَی الأَمَةَ: طَلَبَها لِلْبِغَاء، و عَمّ ثعلبٌ به الأَمة و الحرّة؛ و أَنشد للأَعشی: و مِثْلِكِ خَوْدٍ بادِنٍ قد طَلَبْتُها، و ساعَیْتُ مَعْصِیّاً إلیها وُشاتُها قال أَبو الهیثم: المُساعاةُ مُساعاةُ الأَمَة إذا ساعی بها مالِكُها فضَرَب علیها ضَریبَةً تُؤَدِّیها بالزِّنا، و قیل: لا تكون المُساعاةُ إلَّا فی الإِماء، و خُصِّصْنَ بالمُساعاةِ دونَ الحرائِر لأَنُهنَّ كنَّ یَسْعَیْنَ علی مَوالیهِنَّ فیَكْسِبْنَ لهم بضَرائِب كانت علیهِنَّ. و نقول: زَنی الرجلُ و عَهَرَ، فهذا قد یكون بالحُرَّةِ و الأَمَة، و لا تكون المُساعاةُ إلا فی الإِماءِ خاصَّة. و‌فی الحدیث: إماءٌ ساعَیْنَ فی الجاهِلیَّةِ؛ و أُتِیَ عُمَرُ برجل ساعی أَمَةً.و‌فی الحدیث: لا مُساعاةَ فی الإِسْلامِ، و من ساعی فی الجاهِلِیَّةِ فقد لَحِقَ بِعَصَبَتهِ؛ المُساعاةُ: الزِّنا. یقال: ساعَت الأَمَةُ إذا فَجَرَت، و ساعاها فلان إذا فَجَرَ بها، و هو مُفاعَلَةٌ من السَّعْیِ، كأَنَّ كلّ واحد منهما یَسْعی لصاحِبه فی حصول غَرَضهِ، فأَبْطَلَ الإِسلامُ، شرَّفه الله، ذلِك و لم یُلْحِقِ النَّسبَ بها، و عَفا عَمَّا كان منها فی الجاهلیة ممن أُلحِقَ بها. و‌فی حدیث عمرَ: أَنه أُتِیَ فی نساءٍ أَو إماءٍ ساعَیْنَ فی الجاهِلِیَّة فأَمَرَ بأَوْلادِهِنَّ أن یُقَوَّموا علی آبائهم و لا یُسْتَرَقُّوا؛ معنی التقویم أَن تكون قیمَتُهم علی الزانینَ لمِوالی الإِماء و یكونوا أَحراراً لاحِقی الأَنْسابِ بآبائِهِم الزُّناةِ؛ و كانَ عُمَرُ، رضی الله عنه، یُلْحِقُ أَولادَ الجاهِلیَّة بمن ادَّعاهُمْ فی الإِسْلامِ علی شَرْطِ التَّقویم، و إذا كان الوَطْءُ و الدَّعْوی جمیعاً فی الإِسلام فدَعْواهُ باطِلَة و الوَلَد مملوكٌ لأَنه عاهِرٌ؛ قال ابن الأَثیر: و أَهلُ العلم من الأَئِمَّة علی خلاف ذلك و لهذا أَنكروا بأَجمَعِهم علی مُعاویة فی استلحاقه زیاداً، و كان الوَطْءُ فی الجاهِلیة و الدَّعْوی فی الإِسلام. قال أَبو عبید: أَخبرنی الأَصمعی أَنه سَمِعَ ابن عَوْنٍ یَذكُر هذا الحدیث‌فقال: إن المُساعاةَ لا تكونُ فی الحَرائِرِ إنما تكون فی الإِماء؛ قال الأَزهری: من هُنا أُخِذ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إذا عَتَقَ بعضه و رَقَّ بَعْضُه، و ذلك أَنه یَسْعی فی فَكاكِ ما رَقَّ من رَقَبَتهِ فیعمَلُ فیه و یَتَصَرَّف فی كسْبهِ حتی یَعْتِق، و یسمی تصرفه فی كَسبه سعایَةً لأَنه یَعْمل فیه؛ و منه یقال: اسْتُسْعِیَ العَبْدُ فی رَقَبَتهِ و سُوعِیَ فی غَلَّتهِ، ف المُسْتَسْعی الذی یُعْتِقُه مالكُه عند مَوْتهِ و لیسَ له مالٌ غیرهُ فیَعْتِقُ ثُلُثُه و یُسْتَسْعی فی ثُلُثَیْ رقبته، و المُساعاة: أن یُساعِیَه فی حیاتهِ فی ضریبَتهِ. و ساعی الیَهود و النَّصاری: هو رئیسُهُم الذی یَصْدرون عن رَأْیِهِ و لا یَقْضونَ أَمْراً دونَه، و هو الذی ذكَرَه حُذَیْفَةُ فی الأَمانَةِ فقال: إن كان یَهودِیّاً أو نَصْرانِیّاً لَیَرُدّنَّهُ عَلَیَّ ساعیهِ، و قیل: أَراد ب السَّاعی الوالِیَ علیه من المُسْلِمینَ و هو العامِل، یقول یُنْصِفُنی منه. و كلّ من ولیَ أَمر قوم فهو ساعٍ علیهم، و أَكثر ما یُقال فی وُلاةِ الصَّدَقة. یقال سَعی علَیها أَی عَمِلَ عَلیها. و سَعْیَا، مقصور: اسم مَوْضع؛ أَنشد ابن بری لأُخْتِ عمروٍ ذی الكَلْب ترثیه من قصیدة أولها: كُلُّ امْرئٍ بطوال العَیْشِ مَكْذوبُ، و كلُّ مَنْ غالَبَ الأَیّامَ مَغْلوبُ أَبْلِغْ بَنی كاهِلٍ عَنّی مُغَلْغَلَةً، و القَوْمُ من دونِهِم سَعْیَا و مَرْكُوبُ قال ابن جنی: سَعْیَا من الشَّاذِّ عندی عن قیاسِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 388
نظائره و قیاسه سَعْوی، و ذلك أَن فَعْلی إذا كانت اسماً مما لامُه یاءٌ فإنَّ یاءَهُ تُقلَب واواً للفرق بین الاسم و الصفة، و ذلك نحو الشَّرْوَی و البَقْوی و التَّقْوی، فسَعْیَا إذاً شاذَّةٌ فی خُروجِها عن الأَصل كما شَذَّت القُصْوی و حُزْوی. و قولهم: خُذِ الحُلْوی و أَعْطِهِ المُرّی، علی أَنه قد یجوز أَن یكون سَعْیَا فَعْلَلًا من سَعَیْت إلَّا أَنَّه لم یَصْرِفه لأَنه علَّقه علی المَوْضِع عَلَماً مؤنَّثاً. و سَعْیَا: لغةٌ فی شَعْیَا. و هو اسمُ نَبِیٍّ من أَنبِیاء بَنی إسرائیل.

سفا؛ ج14، ص: 388

: السَّفَا: الخِفَّةُ فی كلّ شی‌ء، و هو الجَهْلُ. و السَّفَا، مَقصورٌ: خِفَّة شَعَر الناصِیَة، زاد الجوهری: فی الخَیْل، و لیس بمَحْمود، و قیل: قِصَرُها و قِلَّتُها. یقال: ناصِیَةٌ فیها سَفاً. و فرسٌ أَسْفی إذا كان خَفیفَ الناصِیَة؛ و أَنشد أَبو عبید لسلامة بن جندل: لیس بأَسْفی و لا أَقْنی و لا سَغِلٍ، یُسْقی دَواءَ قَفِیِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ و الأُنْثی سَفْواء. و قال ثعلب: هو السَّفاءُ، ممدود؛ و أَنشد: قلائِصُ فی أَلْبانِهِنّ سَفاءُ أَی فی عُقُولِهِنَّ خِفَّةٌ، استعاره للبن أَی فیه خِفَّةٌ. ابن الأَعرابی: سَفا إذا ضَعُفَ عَقْلُه، و سَفا إذا خَفَّ رُوحُه، و سَفا إذا تَعَبَّد و تواضع لله، و سِفا إذا رَقَّ شَعْرهُ و جَلِحَ، لُغة طَیّ‌ءٍ. الجوهری: الأَصمعی الأَسْفی من الخیل القلیل الناصیَة، و الأَسْفی من البغالِ السریعُ؛ قال: و لا یقال لشی‌ءٍ أَسْفی لخِفَّةِ ناصِیتهِ إلا للفرس. قال ابن بری: الصحیح عن الأَصمعی أَنه قال: الأَسْفَی من الخیل الخفیفُ الناصیة، و لا یقال للأُنثی سَفْواءُ. و السَّفْواءُ فی البغالِ: السریعة، و لا یقال للذكرِ أَسْفَی. قال: و قول الجوهری فی حكایته عن الأَصمعی الأَسْفی من البغالِ السریعُ لیس بصحیحٍ؛ قال: و مما یشهد بأَنه یقال للفرس الخفیفة الناصیةِ سفواءُ قول الشاعر: بل ذات أكْروُمَةٍ تَكَنَّفها الأَحْجارُ، مَشْهورةٌ مَواسِمُها لیست بشامِیَّةِ النِّحاسِ، و لا سَفْواءَ مَضْبُوحةٍ مَعاصِمُها و بَغْلَةٌ سَفْواءُ: خفیفةٌ سریعةٌ مُقْتَدرة الخَلْقِ مُلَزَّزَة الظَّهْرِ، و كذلك الأَتانُ الوَحْشِیَّة؛ قال دُكَینُ بنُ رَجاءٍ الفُقَیْمی فی عمر بنِ هُبَیرة، و كان علی بغلةٍ مُعْتَجِراً ببُرْدٍ رفیعٍ، فقال علی البدیهة: جاءت به، مُعْتَجِراً ببُرْدِهِ، سَفْواءُ تَرْدی بنَسِیجِ وَحْدِهِ مُسْتَقْبِلًا حَدَّ الصَّبا بحَدِّهِ، كالسَّیْفِ سُلَّ نَصْلُه من غِمْدِه خَیْرَ أَمیرٍ جاءَ من مَعَدِّه، مِنْ قَبْلِه أَو رافِدٍ من بَعْدِه فكلُّ قیسٍ قادِحٌ من زَنْدِه، یَرْجُونَ رَفْعَ جَدِّهِم بجَدِّه فإنْ ثَوَی ثوَی النَّدی فی لَحْدِه، و اخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدهِ قال أَبو عبیدة فی قوله سَفْواءُ فی البیت: إنها الخفیفة الناصیة، و ذلك مما تُمْدَح به البغال، و أَنكر هذا الأَصمعی و قال: سَفْواء هنا بمعنی سریعة لا غیر، و قال فی موضع آخر: و یُسْتَحَبُّ السَّفا فی البغال و یكره فی الخیل. و الأَسْفی: الذی تَنْزِعهُ شَعْرةٌ بیضاءُ كُمَیْتاً كان أَو غیرَ ذلك؛ عن ابن الأَعرابی،
لسان العرب، ج‌14، ص: 389
و خَصَّ مرّةً به السَّفا الذی هو بیاضُ الشَّعَرِ الأَدْهم و الأَشْقَرِ، و الصِّفة كالصِّفة فی الذكر و الأُنثی. و سَفا فی مَشْیهِ و طَیَرانهِ یَسْفُو سُفُوّاً: أَسرَع. و سَفَت الریحُ التُّرابَ تَسْفِیه سَفْیاً: ذَرَتْه، و قیل: حمَلَتْه فهو سَفِیٌّ، و تَسْفی الوَرَق الیبسَ سَفْیاً. و تُرابٌ سافٍ: مَسْفِیٌّ، علی النسب أَو یكون فاعلًا فی معنی مفعولٍ. و حكی ابن الأَعرابی: سَفَتِ الریحُ و أَسْفَتْ فلم یُعَدِّ واحداً منهما. و السافِیاءُ: الریحُ التی تَحْمِلُ تراباً كثیراً علی وجه الأَرض تَهْجُمُه علی الناس؛ قال أَبو دُواد: و نُؤْی أَضَرَّ به السافِیاء، كدَرْسٍ من النُّونِ حینَ امَّحَی قال: و السَّفی هو اسمُ كلِّ ما سَفَتِ الریحُ من كلِّ ما ذكرت. و یقال: السافِیاءُ الترابُ یذهَبُ مع الریح، و قیل: السافِیاءُ الغُبارُ فقط. أَبو عمرو: السَّفَی اسمُ الترابِ و إنْ لم تَسْفِه الریح، و السَّفاةُ أَخصُّ منه؛ و أَنشد ابن بری: فلا تَلْمِسِ الأَفْعی یَداكَ تُرِیدُها، و دَعْها إذا ما غَیَّبَتها سَفاتُها و‌فی حدیث كعب: قال لأَبی عثمان النَّهْدی إلی جانِبِكم جبلٌ مُشْرِفٌ علی البَصْرَة یُقالُ له سَنامٌ، قال: نَعَم، قال: فهل إلی جانِبِه ماءٌ كثیرُ السافی؟ قال: نعم، قال: فإنه أَوَّلُ ما یَرِدهُ الدَّجّالُ من مِیاهِ العَرب؛ السافی: الریحُ التی تَسْفی الترابَ، و قیل للتُّراب الذی تَسْفِیه الریحُ أَیضاً: سافٍ أَی مَسْفِیٌّ ك مٰاءٍ دٰافِقٍ أَی مدفوقٍ، و الماءُ السافی الذی ذكَرَه هو سَفَوانُ، و هو علی مَرْحَلة من باب المِرْبَد بالبَصْرة. قال غیره: سَفَوانُ، بالتحریك، موضع قُرْبَ البَصْرة؛ قال نافعُ بنُ لَقِیطٍ، و قیل هو لمَنْظُورِ بنِ مَرْثَدٍ: جاریة بسَفَوانَ دارُها، تَمْشی الهُوَیْنا ساقِطاً خِمارُها، قد أَعْصَرتْ، أَو قد دَنا إعْصارُها و السَّفی: الترابُ، و خصَّ ابن الأَعرابی به الترابَ. المُخْرَج من البئرِ أَو القَبْر؛ أَنشد ثعلب لكثیر: و حالَ السَّفی بینی و بینَك و العِدا، و رَهْنُ السَّفا غَمْرُ النَّقیبَةِ ماجِدُ قال: السَّفی هنا ترابُ القبر، و العِدَا الحجارة و الصُّخور تُجْعَلُ علی القبر؛ و قال أَبو ذؤیب الهذلی یصف القَبْرَ و حُفَّاره: و قد أَرْسَلوا فُرّاطَهُم، فتَأَثَّلوا قَلِیباً سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ قوله: سَفاها الهاءُ فیه للقلیب، أَراد أَیضاً ترابَ القبر شبَّهه بالإِماء القَواعِد، و وجه ذلك أَن الأَمة تقعد مستوفزة للعمل، و الحرة تقعد مطمئنَّة متربِّعة، و قیل: شبَّه التراب فی لینه بالإِماء القواعد، و هُنَّ اللَّواتی قعدنَ عن الوَلَد فاجتَمَع علیهِنّ ذِلَّة الرِّق و القُعودِ فلِنَّ و ذَلَلْن، واحدتُه سَفاةٌ. ابن السِّكِّیت: السَّفی جمعُ سَفاةٍ، و هی ترابُ القُبورِ و البئرِ. و السَّفی: ما سَفَتِ الریحُ علیكَ من التراب، و فِعْلُ الریح السَّفْیُ. و السَّوافی من الرِّیاحِ: اللَّواتی یَسْفِین الترابَ. و السَّفی: السَّحاب. و السَّفی: شَوْكُ البُهْمَی و السُّنْبُلِ و كلِّ شی‌ء له شَوْك، و قال ثعلب: هی أَطراف البُهْمَی، و الواحدة من كل ذلك سَفاة. و أَسْفَتِ البُهْمَی: سَقَط سَفاها. و سَفِیَ الرجلُ سَفیً: مثل سَفِهَ سَفَهاً و سَفاءً مثلُ سَفِهَ سَفاهاً؛ أَنشد ثعلب:
لسان العرب، ج‌14، ص: 390
لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِیانٌ طَمی به سَفاءٌ، و لا بادی الجَفاءِ جَشیبُ و السَّفِیُّ: كالسَّفیه. و أَسْفی الرجلُ إذا أَخَذَ السَّفی، و هو شَوْكُ البُهْمی، و أَسْفی إذا نَقَل السَّفی، و هو التُّرابُ، و أَسْفی إذا صارَ سَفِیّاً أَی سَفیهاً. و قال اللحیانی: یقال للسَّفیه سَفِیٌّ بَیِّنُ السَّفاء، ممدود. و سافاهُ مسافاةً و سِفاءً إذا سافَهَه؛ و قال: إنْ كنتَ سافِیَّ أَخا تَمیمِ، فَجِی‌ءْ بِعِلْجَیْنِ ذَوَیْ وَزیمِ بِفارِسّیٍ و أَخٍ للرُّومِ، كِلاهما كالجَمَلِ المَخْزومِ و یروی: … المَحْجوم؛ قال ابن بری: و یروی: إن سَرَّكَ الرِّیُّ أَخا تَمیمِ و الوَزیمُ: اكْتِنازُ اللَّحْم. و أَسْفی الزرعُ إذا خَشُنَ أَطْرافُ سُنْبُلهِ. و السَّفاءُ، بالمدِّ: الطَّیْشُ و الخِفَّة. قال ابن الأَعرابی: السَّفاءُ من السَّفی كالشَّقاء من الشَّقی؛ قال الشاعر: فَیا بُعْدَ ذاك الوَصْلِ، إنْ لم تُدانِهِ قَلائِصُ، فی آباطِهِنَّ سَفاءُ و أَسْفاهُ الأَمْرُ: حَمَلَهُ علی الطَّیْشِ و الخِفَّةِ؛ و أَنشد لعمرو بن قَمیئة: یا رُبَّ من أَسْفاهُ أَحْلامُهُ، إنْ قیلَ یَوماً: إنَّ عَمْراً سَكورْ أَی أَطاشَه حلْمُه فغَرَّه و جَرّأَه. و أَسْفی الرجلُ بصاحِبهِ: أَساءَ إلیه و لعلَّه من هذا الذی هو الطَّیْش و الخِفَّة؛ قال ذو الرُّمة: عَفَتْ، و عُهودُها مُتَقادِماتٌ، و قد یُسْفِی بِك العَهْدُ القدیمُ كذا رواه أَبو عمرو … یُسْفی بك …، و غیرهُ یَروْیه … یَبْقی لك … و السَّفاءُ: انْقِطاعُ لَبَنِ الناقةِ؛ قال: و ما هی إلَّا أَنْ تُقَرِّبَ وَصْلَها قَلائِصُ، فی أَلبانِهِنَّ سَفاءُ و سِفْیانُ و سَفْیانُ و سُفْیانُ: اسمُ رجل، یُكْسر و یفتح و یضم.

سقی؛ ج14، ص: 390

: السَّقْیُ: معروف، و الاسم السُّقْیا، بالضم، و سَقاهُ اللهُ الغیثَ و أَسْقاهُ؛ و قد جَمَعَهما لَبیدٌ فی قوله: سَقَی قَوْمی بنی مَجْدٍ، و أَسْقَی نُمَیْراً و القبائِلَ من هِلالِ و یقال: سَقَیْته لشَفَتِه، و أَسْقَیْته لِماشیَتهِ و أَرْضِهِ، و الاسْمُ السِّقْیُ، بالكسر، و الجمعُ الأَسْقِیَةُ. قال أَبو ذؤیب یَصِفُ مُشْتارَ عَسَل: فجاءَ بمَزْجٍ لم یَرَ الناسُ مِثْلَهُ، هو الضَّحْكُ، إلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ یَمانیةٍ أَجْبی لها مَظَّ مائِدٍ، و آلِ قُراسٍ صَوْبُ أَسْقِیَةٍ كُحْلِ قال الجوهری: هذا قول الأَصمعی؛ و یرویه أَبو عبیدة: صوبُ أَرْمِیَةٍ كُحْلِ و هما بمعنیً. قال ابن بری: و المَزْجُ العَسَل و الضَّحْكُ الثَّغْرُ، شبَّه العَسَل به فی بیاضهِ، و یمانِیةٍ یریدُ به العَسَلَ، و المَظُّ رمّانُ البَرِّ، و الأَسْقِیةُ جمع سِقْیٍ و هی السَّحابة، و كُحْلٍ: سودٍ أَی سحائبَ سودٍ؛ یقول: أَجْبی نَبْتَ هذا الموضِعِ صَوْبُ هذه السحائب. ابن سیدة: سَقاهُ سَقْیاً و سَقَّاهُ و أَسْقَاه، و قیل: سَقاه بالشَّفَة و أَسْقَاهُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 391
دَلَّهُ علی موضعِ الماء. سیبویه: سَقَاهُ و أَسْقَاهُ جَعَل له ماءً أو سِقْیاً فسَقاه ككسَاه، و أَسْقَی كأَلْبَس. أَبو الحسن یذهَبُ إلی التسویة بین فَعَلْت و أَفْعَلْت، و أَنَّ أَفْعَلْت غیرُ مَنْقولَة من فَعَلْت لضَرْب من المَعانی كنَقْل أَدخلت. و السَّقْیُ: مصدرُ سَقَیْتُ سَقْیاً، و فی الدعاء: سَقْیاً له و رَعْیاً و سَقَّاهُ و رَعّاه: قال له سَقْیاً و رَعْیاً. و سَقَّیْت فلاناً و أَسْقَیْته إذا قُلت له سَقاكَ اللهُ؛ قال ذو الرُّمة: وقَفْتُ، علی رَبْعٍ لِمَیَّةَ، ناقَتی، فما زِلْتُ أُسْقی رَبْعَها و أُخاطِبُهْ و أُسْقِیهِ حتی كادَ، ممَّا أُبِثُّه، تُكَلِّمُنی أَحْجارُهُ و مَلاعِبُهْ قال ابن بری: و المعروف فی شعره: فما زِلْتُ أَبْكی عندهَ و أُخاطِبُهْ و السِّقْیُ: ما أَسْقاهُ إیّاهُ. و السِّقْیُ: الحَظّ من الشُّرْبِ. یقال: كَمْ سِقْیُ أَرْضِكَ أَی كَمْ حَظُّها من الشُّرْبِ؟ و أَنشد أَبو عبید لعبد الله بن رواحة: هُنالِكَ لا أُبالی نَخْلَ سِقْیٍ، و لا بَعْلٍ، و إنْ عَظُمَ الأَتاءُ و یقال: سَقْیٌ و سِقْیٌ، ف السَّقْیُ بالفتح الفعْل، و السِّقْیُ بالكسر الشِّرْب، و قد أَسْقاه علی رَكِیَّته. و أَسْقَاهُ نهراً: جعله له سِقْیاً. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أنَّ رجلًا من بنی تَمیم قال له یا أَمیر المؤْمنین أَسْقِنی شَبَكَةً علی ظَهْرِ جَلّال؛ الشَّبَكة: بِئارٌ مُجْتَمِعة، أَی أَجْعِلْها لی سِقْیاً و أَقْطِعْنیها تكون لی خاصَّة. التهذیب: و أَسْقَیْتُ فلاناً رَكِیَّتی إذا جَعَلْتها له، و أَسْقَیْتُه جَدْولًا من نَهْری إذا جَعَلْت له منه مَسْقیً و أَشْعَبْتَ له منه. و سَقَّیْته الماءَ: شُدِّدَ للكثرة. و تَسَاقَی القَوْمُ: سَقی كلُّ واحدٍ صاحِبَه بِجِمام الإِناءِ الذی یَسْقیان فیه؛ قال طَرَفة بن العبد: و تَسَاقَی القَوْمُ كأْساً مُرَّةً، و علی الخَیْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ و قول المتنخل الهذلی: مُجَدَّلٌ یَتَسَقَّی جِلْدُهُ دَمَه، كما تَقَطَّر جِذعُ الدَّومَةِ القُطُلُ أَی یتَشَرَّبه، و یروی: … یَتَكَسَّی … من الكِسْوة؛ قال ابن بری: صواب إنشاده‌مُجَدَّلًا … لأَن قبله: التارك القِرْنِ مُصْفَرّاً أَنامِلُهُ، كأَنَّهُ منْ عُقارٍ قَهْوَةٍ ثَمِلُ و‌فی الحدیث: أَعْجَلْتُهم أَنْ یَشْربوا سِقْیَهُم؛ هو بالكسر اسم للشّیْ‌ءِ المُسْتَقی. و المِسْقاة و المَسْقاة و السِّقایة: موضعُ السَّقْی. و‌فی حدیث عثمان: أَبلَغْتُ الرَّاتِعَ مَسْقَاتَهُ؛ المَسْقَاةُ، بالفتح: موضع الشُّرْب، و قیل: هو بالكسر آلةُ الشُّرْب، و المیم زائدة؛ قال ابن الأَثیر: «3». أَراد أَنه جمع له بین الأَكل و الشُّرْبِ، ضربه مثلًا لرِفْقِه برَعِیَّتهِ، و لان لهم فی السیاسة كمن خَلَّی المالَ یَرْعی حیث شاء ثم یُبلِغُه الوِرْد فی رِفْقٍ، و من كسر المیم جعلها كالآلة التی هی مِسْقَاةُ الدیك. و المَسْقَی: وقتُ السَّقْیِ. و المِسْقَاةُ: ما یُتَّخذ للجِرار و الكیزان تُعَلَّق علیه. و السَّاقِیَة من سَوَاقِی الزَّرع: نُهَیْر صغیرٌ. الأَصمعی: السَّقِیُّ و الرَّمِیُّ، علی فعیل، سَحابَتان عظیمتا القَطْر شَدِیدتا الوقع، و الجمع أَسْقِیَةٌ. و السِّقَایَةُ: الإِناءُ یُسْقی به. و قال ثعلب:
(3). قوله [قال ابن الأَثیر إلخ] عبارة النهایة: یرید أنه رفق برعیته و لان لهم فی السیاسة كمن خلی المال إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 392
السِّقَایَةُ هو الصاع و الصُّواع بعینه. و السِّقَایَةُ: الموضع الذی یُتَّخذ فیه الشَّراب فی المواسم و غیرها. و السِّقَایَة فی القرآن: الصُّواع الذی كان یَشْرَب فیه الملِك، و هو قوله تعالی: فَلَمّٰا جَهَّزَهُمْ بِجَهٰازِهِمْ جَعَلَ السِّقٰایَةَ فِی رَحْلِ أَخِیهِ، و كان إناءً من فِضَّةٍ كانوا یَكیلون الطعام به. و یقال للبیت الذی یُتَّخذ مَجْمَعاً للماء و یُسْقی منه الناسُ: السِّقایة. و سِقایة الحاجِّ: سَقْیُهم الشراب. و‌فی حدیث معاویة. أَنه باعَ سِقایةً من ذهب بأَكثر من وزْنِها؛ السِّقَایةُ: إناءٌ یُشرب فیه. و سِقایة الماء: معروفة. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ إِنَّ لَكُمْ فِی الْأَنْعٰامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیكُمْ مِمّٰا فِی بُطُونِهِ؛ و قال فی موضع آخر: وَ نُسْقِیَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً؛ العرب تقول لكل ما كان من بطون الأَنعام و من السماء أَو نهَر یَجْری لقوم أَسْقَیْت، فإذا سَقاكَ ماءً لشَفَتِك قالوا سَقاهُ و لم یقولوا أَسْقاهُ كما قال تعالی: وَ سَقٰاهُمْ رَبُّهُمْ شَرٰاباً طَهُوراً، و قال: وَ الَّذِی هُوَ یُطْعِمُنِی وَ یَسْقِینِ؛ و ربما قالوا لِما فی بطون الأَنْعام و لِماءِ السماء سَقَی و أَسْقَی كما قال لبید: سَقَی قومی بَنی مَجْدٍ، و أَسْقَی نُمَیْراً و القَبائِلَ من هِلالِ و قال اللیث: الإِسْقاءُ من قولك أَسْقَیْتُ فلاناً نهَراً أَو ماءً إذا جعلت له سِقْیاً. و فی القرآن: وَ نُسْقِیَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً؛ من سَقی و نُسْقِیَهُ من أَسْقی، و هما لغتان بمعنی واحد. أَبو زید: اللهم أَسْقِنا إسْقاءً إرْواءً. و‌فی الحدیث: كلُّ مأْثَرةٍ من مآثِر الجاهلیة تحت قدمیَّ إلا سِقایةَ الحاجِّ و سِدانةَ البیت، هی ما كانت قریش تَسْقِیه الحُجَّاج من الزَّبیب المُنْبُوذِ فی الماء، و كانَ یلیها العباسُ بن عبد المطلب فی الجاهلیة و الإِسلام. و‌فی الحدیث: أَنه تَفَلَ فی فمِ عبد الله بن عامر و قال: أَرجو أَن تكون سِقاءً‌أَی لا تعطَش. و السِّقاءُ: جلدُ السَّخْلة إذ أَجْذَعَ و لا یكون إلَّا للماء؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَجُبْن بنا عَرْضَ الفَلاةِ و ما لنا علیهنَّ، إلَّا وخْدَهُنَّ، سِقاءُ الوَخْدُ: سَیْرٌ سهلٌ أَی لا نحتاج إلی سِقاءٍ للماء لأَنهنّ یَرِدْنَ بنا الماءَ وقتَ حاجتِنا إلیه و قبل ذلك، و الجمع أَسْقِیَةٌ و أَسْقِیَات، و أَسَاقٍ جمع الجمع. و أَسْقَاهُ سِقاءً: وهَبَه له. و أَسْقاهُ إهاباً: أَعطاه إیَّاه لیَدْبُغَه و یتَّخِذ منه سِقاءً. و‌قال عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، للذی اسْتَفْتاه فی ظَبْیٍ رماه فقتله و هو مُحْرِم فقال: خُذْ شاةً من الغنم فتصدَّقْ بلحمِها و أَسْقِ إهابَها‌أَی أَعْطِ إهابها مَن یتخذهُ سِقاءً. ابن السكیت: السِّقاءُ یكون للَّبن و الماء، و الجمع القلیل أَسْقِیَةٌ و أَسْقِیاتٌ؛ قال أَبو النجم: ضُرُوعُها بالدَّوِّ أَسْقِیَاتُهُ و الكثیر أَساقٍ، و الوَطْبُ للبَنِ خاصَّة، و النِّحْیُ للسَّمن، و القِرْبَةُ للماءِ، و السِّقَاءُ ظَرْفُ الماءِ من الجلد، و یُجمع علی أَسْقِیةٍ، و قیل: السِّقاءُ القِرْبةُ للماء و اللَّبَن. و رجلٌ ساقٍ من قوم سُقَّاءٍ و سَقَّائِینَ «1». و الأُنثی سَقَّاءَة و سَقَّایَة، الهمْزُ علی التذكیر و الیاءُ علی التأْنیث: كشقاءٍ و شَقاوةٍ؛ و فی المثل: اسقِ رَقاشِ إنها سَقَّایهْ و یروی: سَقَّاءَهْ و سَقَّایَةٌ علی التكثیر، و المعنی واحد، و هذا المثل یضرب للمحسن أَی أَحْسِنوا إلیه لإِحْسانهِ؛ عن أَبی عبید.
(1). قوله [من قوم سُقَّاء و سَقَّائِین] هكذا فی الأَصل، و هی عبارة المحكم و نصه: و رجل سَاقٍ من قوم سُقًّی، أی بضم السین و تشدید القاف منوناً. و سُقَّاء، بضم السین و تشدید القاف. و سَقَّاء، بالفتح و التشدید، علی التكثیر من قوم سَقَّائِین
لسان العرب، ج‌14، ص: 393
و اسْتَقَی الرجلَ و اسْتَسْقَاه: طَلب منه السَّقْیَ. و‌فی الحدیث: خرج یَسْتَسْقِی فقلب رِداءَه؛ و تكرر ذكر الاسْتِسْقَاء فی الحدیث، و هو اسْتِفْعال من طَلب السُّقْیا أَی إنْزال الغَیْثِ علی البلادِ و العِبادِ. یقال: اسْتَسْقَی و سَقَی اللهُ عبادَه الغَیْثَ و أَسْقَاهم، و الاسم السُّقْیَا بالضم. و اسْتَسْقَیْت فلاناً إذا طلبت منه أَن یَسقِیَك. و استَقَی من النهَر و البئرِ و الرَّكِیَّة و الدَّحْل اسْتِقَاءً: أَخذ من مائها. و أَسْقَیْت فی القِرْبة و سَقَیْتُ فیها أَیضاً؛ قال ذو الرمة: و ما شَنَّتا خَرْقاءَ واهِیتَا الكُلی سَقَی فیهما ساقٍ، و لمَّا تَبَلّلا، بأَضْیَعَ من عینیك للدّمع، كلّما تعرّفْتَ داراً، أَو توهَّمتَ منزِلا و هذا الشعر أَنشده الجوهری: و ما شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كُلاهُما، سَقَی فیهما مستعجِلٌ لم تَبلّلا و الصواب ما أوردناه. و قول القائل: فجعلوا المُرّان أَرْشِیةَ المَوْت فاستَقَوْا بها أَرواحَهُم، إنما استعارَه و إن لم یكن هناك ماءٌ و لا رِشاءٌ و لا استِقاءٌ. و تَسَقَّی الشی‌ءُ: قَبِلَ السَّقْیَ، و قیل: ثَرِیَ؛ أَنشد ثعلب للمَرّار الفَقْعَسی: هنیئاً لخُوطٍ من بَشامٍ تَرُفُّه، إلی بَرَدٍ، شُهْدٌ بهنَّ مَشُوبُ بما قد تَسَقَّی من سُلافٍ، و ضَمَّهُ بَنانٌ، كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ، خَضیبُ و زرعٌ سِقْیٌ، و نخلٌ سِقْیٌ: للذی لا یعیش بالأَعْذاءِ إنما یُسقی، و السَّقْیُ المصدر. و زرع سِقیٌ: یُسْقی بالماء، و المَسقَوِیُّ: كالسِّقْی؛ حكاه أَبو عبید، كأَنه نسبَه إلی مَسْقیً كَمرْمیً، و لا یكون منسوباً إلی مَسقیٍّ لأَنه لو كان كذلك لكانَ مَسْقیٌّ، و قد صرح سیبویه بذلك. و زرع مَسْقَوِیٌّ إذا كان یُسقی، و مَظْمَئِیٌّ إذا كان عِذْیاً، قال ذلك أَبو عبید و أَنكره أَبو سعید. الجوهری: المَسْقَوِیُّ من الزرع ما یُسقی بالسَّیْح، و المَظْمَئیُّ ما تَسقِیه السماء، و هو بالفاء تصحیف. و‌فی حدیث معاذ فی الخراج: و إن كان نَشْرُ أَرضٍ یُسلِمُ علیها صاحِبُها فإنهُ یخرج منها ما أُعطی نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِیِّ و عشر المَظْمَئِیِّ، المَسْقَوِیُّ، بالفتح و تشدید الیاء، من الزرع: ما یُسقی بالسَّیْح، و المَظْمَئیُّ: ما تسقیه السماءُ، و هما فی الأَصل مصدرا أَسقی و أَظْمأَ أَو سَقی و ظمِئَ منسوباً إلیهما. و السَّقِیُّ: المَسْقِیُّ. و السَّقِیُّ: البَرْدِیُّ، واحدته سَقِیَّةٌ، و هی لا یفوتُها الماءُ، و سمِّیَ بذلك لنَباته فی الماء أَو قریباً منه؛ قال إمرؤ القیس: و كَشْح لطِیف كالجَدیلِ مُخَصَّر، و ساق كأُنبُوب السَّقِیِّ المُذَلَّلِ و قال بعضهم: أَراد بالأُنبُوبِ أُنبُوبَ القصب النابت بین ظَهرانَیْ نخل مَسْقِیٍّ، فكأَنه قال كأُنبوب النخل السَّقِیِّ أَی كقصب النخل، أَضافه إلیه لأَنه نبَت بین ظَهْرانَیه، و قیل: السَّقِیُّ البرْدیٌّ الناعمُ، و أَصله العُنْقَرُ یشبَّه به ساقُ الجاریة؛ و منه قوله: علی خَبَندی قصبٍ مَمْكورِ، كعُنْقُران الحائِر المسْكُورِ و الواحدة سَقِیَّةٌ؛ قال عبد الله بن عَجْلان النَّهدی: جدیدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنها سَقِیَّةُ بَردِیٍّ نَمَتْها غُیولُها و السَّقِیُّ أَیضاً: النخل. و‌فی الحدیث: أَنه كان إمام قومه فمرَّ فتیً بناضِحِه یریدُ سَقِیّاً، و فی روایة:
لسان العرب، ج‌14، ص: 394
یرید سَقِیَّة؛ السَّقِیُّ و السَّقِیَّةُ: النخل الذی یُسقی بالسَّوانی أَی الدوالی. و السَّقْیُ و السِّقْیُ: ماءٌ یقع فی البطن، و أَنكر بعضهم الكسر. و قد سَقَی بطنُه و اسْتَسْقَی و أَسْقَاه الله. و السِّقْیُ: ماءٌ أَصفر یقع فی البطن. یقال: سَقَی بطنُه یَسْقِی سَقْیاً. أَبو زید: استَسْقَی بطنُه اسْتِسْقَاءً أی اجتمع فیه ماءٌ أَصفر، و الاسم السِّقْیُ، بالكسر. و قال شمر: السَّقْیُ المصدر، و السِّقْیُ الاسم، و هو السَّلی كما قالوا رَعْیٌ و رِعْیٌ. و‌فی حدیث عمران بن حصین: أَنه سُقِیَ بطنُه ثلاثین سنة.یقال: سُقِیَ بطنُه و سَقَی بطنُه و اسْتَسْقَی بطنُه أَی حصل فیه الماء الأَصفر. و قال أَبو عبیدة: السِّقْیُ الماءُ الذی یكون فی المَشِیمَة یخرج علی رأْس الولد. و السِّقْیُ: جلدة فیها ماءٌ أَصفر تنشَقُّ عن رأْس الولد عند خروجه. التهذیب: و السِّقْیُ ما یكون فی نفافیخَ بیض فی شحم البطن. و سَقَی العِرْقُ: أَمَدَّ فلم ینقطع. و أَسْقَی الرجلَ إسْقَاءً: اغتابَه؛ قال ابن أَحمر: و لا عِلم لی ما نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ، و لا أَیُّ من فارَقْتُ أَسْقَی سقائیا قال شمر: لا أَعرف قول أَبی عبید أَسْقَی سِقائیاً بمعنی اغتَبْتُه؛ قال: و سمعت ابن الأَعرابی یقول معناه لا أَدری من أَوعی فِیَّ الدَّاءَ. قال ابن الأَعرابی: یقال سَقَی زیدٌ عمراً و أَسْقَاهُ إذا اغتابه غَیْبةً خبیثةً. الجوهری: أَسْقَیْته إذا عِبْته و اغتبْته. و سُقِیَ قلبُه عداوةً: أُشْرِب. و یقال للرجل إذا كرِّر علیه ما یكرهُه مراراً: سُقِّیَ قلبُه بالعدواة تَسْقِیَةً. و سَقَی الثوبَ و سَقَّاهُ: أَشربه صِبغاً. و یقال للثوب إذا صبغته: سَقَیته مَنّاً من عُصْفُرٍ و نحو ذلك. و اسْتَقَی الرجلُ و اسْتَسْقَی: تَقَیَّأَ؛ قال رؤبة: و كنتَ من دائك ذا أَقْلاسِ، فاسْتَسْقِیَنْ بثمر القَسْقاسِ و المُسَاقَاة فی النخیل و الكروم علی الثُّلُثِ و الرُّبُع و ما أَشبهه. یقال: سَاقَی فلانٌ فلاناً نخلَه أو كرْمَه إذا دفعه إلیه و استعمله فیه علی أَن یَعْمُرَه و یَسقِیَه و یقومَ بمصلحته من الإِبارِ و غیره، فما أَخرج الله منه فللعامل سهمٌ من كذا و كذا سَهْماً مما تُغِلُّه، و الباقی لمالِكِ النخل، و أَهل العراق یُسَمُّونَها المُعاملة. و‌فی حدیث الحج: و هو قائلٌ السُّقْیا؛ السُّقْیَا: منزلٌ بین مكة و المدینة، قیل هی علی یومین من المدینة؛ و منه‌الحدیث: أَنه كان یَسْتَعذِبُ الماءَ من بیوت السقیا.

سكا؛ ج14، ص: 394

: ابن الأَعرابی: سَاكَاهُ إذا ضیَّق علیه فی المطالبة، و سَكَا إذا صغُر جسمه.

سلا؛ ج14، ص: 394

: سَلاهُ و سَلا عنه و سَلِیَه سَلْواً و سُلُوّاً و سُلِیّاً و سِلِیّاً و سُلْوَاناً: نَسِیَه، و أَسْلاهُ عنه و سَلَّاه فتَسَلَّی؛ قال أَبو ذؤیب: علی أَن الفتی الخُثَمِیَّ سَلَّی، بنَصْل السیفِ، غَیْبة من یَغِیب أَراد عن غَیْبة من یَغِیب فحذف و أَوْصل، و هی السَّلْوة. الأَصمعی: سَلَوْتُ عنه فأَنا أَسْلُو سُلُوّاً و سَلِیتُ عنه أَسْلَی سُلِیّاً بمعنی سَلَوْت؛ قال رؤبة: مسْلم لا أَنْساك ما حَییتُ، لو أَشرَبُ السُّلْوان ما سَلِیتُ، ما بی غِنیً عنك و إن غَنِیتُ الجوهری: و سَلَّانی من همِّی تَسْلِیَةً و أَسْلانی أَی كشَفَه عنی. و انْسَلَی عنی الهَمُّ و تَسَلَّی بمعنًی أَی انكشَف. و قال أَبو زید: معنی سَلَوْت إذا نَسِیَ
لسان العرب، ج‌14، ص: 395
ذكْره و ذَهِلَ عنه. و قال ابن شمیل: سَلِیتُ فلاناً أَی أَبْغَضْته و تركْته. و حكی محمد بن حیان قال: حضرْت الأَصمعی و نُصَیْرُ بنُ أَبی نُصَیرٍ یَعْرِض علیه بالرَّیِّ فأَجری هذا البیت فیما عرض علیه فقال لنُصَیر: ما السُّلْوَانُ؟ فقال: یقال إنه خَرَزةٌ تُسْحَق و یُشرَب ماؤُها فیورِث شارِبَه سَلْوةً، فقال: اسكُتْ لا یَسخَرْ منك هؤلاء، إنما السُّلْوَانُ مصدر قولك سَلَوْت أَسْلُو سُلْوَاناً، فقال: لو أَشْرب السُلْوان أَی السُّلُوَّ شُرْباً ما سَلَوْتُ. و یقال: أَسْلانی عنك كذا و كذا و سَلَّانِی. أَبو زید: یقال ما سَلِیتُ أَن أَقولَ ذلك أَی لم أَنْسَ و لكن ترَكْتهُ عَمْداً، و لا یقال سَلِیتُ أَن أَقوله إلَّا فی معنی ما سَلِیت أَن أَقوله. ابن الأَعرابی: السُّلْوَانَة خَرزَةٌ للبُغْضِ بعد المَحبَّة. ابن سیدة: و السَّلْوَة و السُّلْوَانة، بالضم، كلاهما خَرَزة شَفَّافَة إذا دَفَنْتها فی الرمل ثم بَحَثْت عنها رأَیْتها سوداء یُسْقاها الإِنسانُ فتُسْلِیه. و قال اللحیانی: السُّلْوَانَةُ و السُّلْوَانُ خَرَزة شفَّافة إذا دفَنْتها فی الرمل ثم بَحَثْت عنها تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرجالَ. و قال أَبو عمرو السَّعْدی: السُّلْوَانة خَرَزة تُسْحَق و یُشْرَبُ ماؤُها فیَسْلُو شارِبُ ذلك الماءِ عن حُبِّ من ابْتُلِیَ بحُبِّه. و السُّلْوَانُ: ما یُشْرَبُ فیُسَلِّی. و قال اللحیانی: السُّلْوَانُ و السُّلْوَانَةُ شی‌ءٌ یُسْقاهُ العاشِقُ لیَسْلُوَ عن المرأَة. قال: و قال بعضهم هو أَن یُؤْخَذَ من ترابِ قَبرِ مَیِّتٍ فیُذَرَّ علی الماء فیُسْقاهُ العاشِقُ لیَسْلوَ عن المرأَة فیَموتَ حُبُّه؛ و أَنشد: یا لَیتَ أَنَّ لِقَلْبی من یُعَلِّلُه، أَو ساقِیاً فسَقانی عنكِ سُلْوَانا و قال بعضهم: السُّلْوانة بالهاء حصاةٌ یُسْقَی علیها العاشِقُ الماءَ فیَسْلُو؛ و أَنشد: شَرِبْتُ علی سُلْوَانةٍ ماءَ مُزْنَةٍ، فلا وَ جَدِیدِ العَیْشِ، یا مَیُّ، ما أَسْلُو الجوهری: السُّلْوَانَة، بالضم، خرزة كانوا یقولون إذا صُبَّ علیها ماءُ المطَرِ فشَرِبه العاشِقُ سَلا، و اسم ذلك الماء السُّلْوَانُ. قال الأَصمعی: یقول الرجلُ لصاحبه سقیتنی سَلْوَةً و سُلْواناً أی طیبت نفسی عنك؛ و أَنشد ابن بری: جعَلْتُ لعَرّافِ الیَمامةِ حُكْمَهُ، و عَرّافِ نجْدٍ إنْ هُما شَفَیانی فما ترَكا من رُقْیَةٍ یَعْلَمانِها و لا سَلْوَةٍ إلا بها سَقَیانی و قال بعضهم: السُّلْوَان دواءٌ یُسْقاهُ الحزِینُ فیَسْلو و الأَطِبَّاءُ یُسَمُّونه المُفَرِّحَ. و فی التنزیل العزیز: وَ أَنْزَلْنٰا عَلَیْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْویٰ؛ السَّلْوَی: طائِرٌ، و قیل: طائرٌ أَبیضُ مثلُ السُّمانَی، واحدتُه سَلْوَاةٌ؛ قال الشاعر: كما انْتَفَضَ السَّلْوَاةُ من بَلَلِ القَطْرِ قال الأَخفش: لم أَسمعْ له بواحدٍ؛ قال: و هو شَبیه أَن یكونَ واحِدهُ سَلْوی مثل جَماعتهِ، كما قالوا دِفْلَی للواحِدِ و الجماعةِ. و فی التهذیب: السَّلْوَی طائرٌ، و هو فی غیر القرآن العسل. قال أَبو بكر: قال المفسرون المَنُّ التَّرَنْجَبِینُ و السَّلْوی السُّمَانَی، قال: و السَّلْوَی عند العرب العَسل؛ و أَنشد: لوْ أُطْعِمُوا المَنَّ و السَّلْوی مَكانَهمُ، ما أَبْصَرَ الناسُ طُعْماً فیهِمُ نَجَعا و یقال: هو فی سَلْوَة من العَیْش أَی فی رَخاءٍ و غَفْلة؛ قال الراعی: أَخْو سَلْوَة مَسَّی به اللیلُ أَمْلَحُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 396
ابن السكیت: السُّلْوة و السَّلْوة رَخاءُ العیش. ابن سیدة: و السَّلْوی العَسل؛ قال خالد بن زهیر: و قاسَمَها باللهِ جَهْداً لأَنْتُمُ أَلَذُّ من السَّلْوی، إذا ما نَشُورُها أَی نأْخُذُها من خَلِیَّتِها، یعنی العسلَ؛ قال الزجاج: أَخْطأَ خالد إنما السَّلْوَی طائرٌ. قال الفارسی: السَّلوی كل ما سَلّاكَ، و قیل للعسل سَلْوَی لأَنه یُسْلِیك بحلاوتهِ و تأَتِّیه عن غیره مما تَلْحَقُك فیه مَؤُونَة الطَّبْخ و غیرهِ من أَنواع الصِّناعة، یَرُدُّ بذلك علی أَبی إسحاق. و بنُو مُسْلِیَة: حیٌّ من بَلْحرِثِ بن كَعْبٍ بطن. و السُّلِیُّ و السُّلَیُّ: واد؛ قال الأَعشی: و كأَنما تَبِعَ الصِّوارَ بشَخْصِها عَجْزاءُ، تَرْزُقُ بالسُّلِیِّ عِیالَها و یروی: … بالسُّلَیِّ …، و كتابه بالأَلف «2». و السَّلَی: الجلدة الرقیقة التی یكون فیها الوَلد، یكون ذلك للناس و الخیل و الإِبلِ، و الجمع أَسْلاءٌ. و قال أَبو زید: السَّلَی لِفافَةُ الوَلد من الدَّوابِّ و الإِبل، و هو من الناس المَشِیمةُ. و سَلَیْتُ الناقة أَی أَخذْت سَلاها. ابن السكیت: السَّلَی سَلی الشاةِ، یُكْتبُ بالیاء، و إذا وصَفْت قلت شاةٌ سَلْیَاء. و سَلِیَتِ الشاةُ: تدَلَّی ذلك منها، و هی إن نُزِعتْ عن وجهِ الفصِیل ساعةَ یُولَد، و إلا قتَلتْه، و كذلك إذا انقَطَع السَّلی فی البَطْنِ، فإذا خرجَ السَّلی سَلِمت الناقة و سَلِمَ الوَلد، و إن انْقطعَ فی بطنِها هَلَكتْ و هَلَك الوَلد. و‌فی الحدیث: أَن المُشْرِكین جاؤُوا بسَلَی جَزُورٍ قطَرَحُوه علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و هو یُصلِّی؛ قیل فی تفسیره: السَّلَی الجِلدُ الرقیقُ الذی یَخرُجُ فیه الوَلد من بطْنِ أُمِّه مَلْفوفاً فیه، و قیل: هو فی الماشیة السَّلَی، و فی الناسِ المَشِیمة، و الأَوَّل أَشْبَه لأَنّ المَشِیمة تخرُج بعد الوَلد و لا یكون الولد فیها حین یخرج. و فی المَثل: وقَع القومُ فی سَلَی جَمَلٍ، و وقع فی سَلَی جَمَلٍ أَی فی أَمرٍ لا مَخْرَج له لأَن الجَمل لا سَلی له، و إنما یكون للناقةِ، و هذا كقولهم: أَعَزُّ من الأَبْلَقِ العَقوقِ، و بَیْضِ الأَنُوق؛ و أَنشد ابن بری لجَحْل بن نضلة: «3».لمَّا رأَتْ ماءَ السَّلَی مَشْروُبَها، و الفَرْثَ یُعْصَرُ فی الإِناءِ، أَرَنَّتِ قال: و مثل هذا الشعر فی العروض قول ابن الخَرِعِ: یا قُرَّةَ بنَ هُبَیْرةَ بن قُشَیِّرٍ، یا سَیِّدَ السَّلَماتِ، إنكَ تَظْلمُ و سَلِیَتِ الشاةُ سَلیً، فهی سَلْیَاءُ: انقطعَ سَلاها. و سَلاها سَلْیاً: نزَعَ سَلاها. و قال اللحیانی: سَلَیْت الناقة مددت سَلاها بعد الرَّحم. و فی التهذیب: سَلَیْت الناقة أَخذْت سَلاها و أَخْرَجْته. الجوهری: و سَلَّیْت الناقة أُسَلِّیها تَسْلِیة إذا نزَعْت سَلاها فهی سَلْیَاءُ؛ و قوله: الآكِل الأَسْلاءِ، لا یَحْفِلُ ضَوْءَ القَمَرِ لیس بالسَّلَی الذی تقدم ذكرهُ و إنما كَنَی به عن الأَفعال الخسیسة لخِسَّة السَّلَی، و قوله: لا یَحْفِلُ ضَوءَ القمرِ أَی لا یُبالی الشُّهَرَ لأَن القمر یَفْضَح المُكْتَتَم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا یَدْخُلَنّ رجلٌ علی مُغِیبَةٍ یقولُ ما سَلَیْتُمُ العامَ و ما نَتَجْتُمُ العام‌أَی ما أَخَذْتُم منْ سَلَی ماشِیَتِكم
(2). قوله [و كتابه بالأَلف] هكذا فی الأَصل (3). قوله [ابن نضلة] هكذا فی الأَصل، و فی القاموس: و جحل بن حنظلة شاعر
لسان العرب، ج‌14، ص: 397
و ما وُلِدَ لكم؟ و قیل: یحتمل أَن یكون أَصله ما سَلأْتُمْ، بالهمز، من السِّلاءِ و هو السَّمْنُ، فترك الهمز فصارت أَلِفاً ثم قُلبت الأَلفُ یاءً. و یقال للأَمْرِ إذا فاتَ: قدِ انقطع السَّلَی؛ یُضْرب مثلًا للأَمْر یفوت و ینقطِع. الجوهری: یقال انقطع السَّلَی فی البطن إذا ذَهَبَت الحیلة، كما یقال: بَلَغَ السِّكِّینُ العظمَ. و یقال: هو فی سَلْوَةٍ من العیش أَی فی رَغَد؛ عن أَبی زید. و‌فی حدیث ابن عمرو: و تكون لكم سَلْوَةٌ من العیش‌أَی نَعْمة و رفاهیة و رَغَد یُسَلّیكم عن الهَمِّ. و السُّلَیُّ: وادٍ بالقرب من النِّباجِ فیه طَلْحٌ لبنی عَبْسٍ؛ قال كعب بن زهیر فی باب المراثی من الحماسة: لعَمْرُك ما خَشِیتُ علی أُبَیٍّ مَصارِعَ بین قَوٍّ فالسُّلَیِّ و لكنّی خَشِیتُ علی أُبَیٍّ جَرِیرَةَ رُمْحِه فی كلِّ حیِّ

سما؛ ج14، ص: 397

: السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ و العُلُوُّ، تقول منه: سَمَوْتُ و سَمَیْتُ مثل عَلَوْت و عَلَیْت و سَلَوْت و سَلَیْت؛ عن ثعلب. و سَمَا الشی‌ءُ یَسْمُو سُمُوّاً، فهو سامٍ: ارْتَفَع. و سَمَا به و أَسْماهُ: أَعلاهُ. و یقال للحَسیب و للشریف: قد سَما. و إذا رَفَعْتَ بَصَرك إلی الشی‌ء قلت: سَما إلیه بصری، و إذا رُفِعَ لك شی‌ءٌ من بعیدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت: سَما لِی شی‌ءٌ. و سَما لِی شخصُ فلان: ارْتَفَع حتی اسْتَثْبَتّه. و سَمَا بصرُه: علا. و تقول: رَدَدْت من سامی طَرْفه إذا قَصَّرْتَ إلیه نفسَه و أَزَلْت نَخْوته. و یقال: ذَهَبَ صیتُه فی الناس و سُمَاهُ أی صوته فی الخیر لا فی الشر؛ و قوله أَنشده ثعلب: إلی جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه، و أَخْلاقُنا فیه سَوامٍ طَوامِحُ فسره فقال: سَوامٍ تَسْمُو إلی كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضیْاف. و ساماهُ: عالاه. و فلان لا یُسامَی و قد علا مَنْ ساماهُ. و تَسامَوْا أَی تَبارَوْا. و‌فی حدیث أُمِّ مَعْبَدٍ: و إن صَمَتَ سَما و علاهُ البَهاءُ‌أَی ارْتَفَع و علا علی جُلَسائه. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: رَجُل طُوال إذا تكلم یَسْمُو‌أَی یَعْلُو برأْسِه و یدیه إذا تكلمَ. و فلان یَسْمُو إلی المَعالِی إذا تَطاوَلَ إلیها. و‌فی حدیث عائشة الذی رُوِیَ فی أَهلِ الإِفْكِ: إنه لم یكن فی نِساءِ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، امرأَةٌ تُسَامِیها غیرُ زَیْنَبَ فَعَصَمها الله تعالی، و معنی تُسَامِیها أَی تُبارِیها و تُفاخِرُها. و قال أَبو عمرو: المُسَامَاةُ المُفاخَرَةُ. و‌فی الحدیث: قالت زینبُ یا رسولَ الله أَحْمِی سَمْعی و بَصَری و هی التی كانت تُسامِینِی منهنّ‌أَی تُعالینی و تفاخِرُنی، و هی مُفاعَلة من السُّمُوّ أَی تُطاوِلُنِی فی الحُظْوة عنده؛ و منه‌حدیث أَهلِ أُحُدٍ: أَنهم خرَجُوا بسیُوفِهم یَتَسَامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول‌أی یَتبارَوْنَ و یَتفاخَرُون، و یجوز أَن یكون یَتداعَوْن بأَسمائهم؛ و قوله أَنشده ثعلب: باتَ ابنُ أَدْماءَ یُساوِی الأَنْدَرا، سامَی طَعامَ الحَیِّ حینَ نَوَّرا فسره فقال: سامَی ارتَفع و صَعِد؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه أَراد كلَّما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إلیه حتی أَدرَك فحَصده و سرَقه؛ و قوله أَنشده ثعلب: فارْفَعْ یَدَیْك ثُم سامِ الحَنْجَرا فسره فقال: سامِ الحَنْجَر ارفع یدَیْك إلی حَلْقهِ. و سماءُ كلِّ شی‌ء: أَعلاهُ، مذكَّر. و السَّماءُ: سقفُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 398
كلِّ شی‌ء و كلِّ بیتٍ. و السمواتُ السبعُ سمَاءٌ، و السمواتُ السبْع: أَطباقُ الأَرَضِینَ، و تُجْمَع سَماءً و سَمَواتٍ. و قال الزجاج: السَّمَاءُ فی اللغة یقال لكلّ ما ارتَفع و عَلا قَدْ سَما یَسْمُو. و كلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ، و من هذا قیل للسحاب السماءُ لأَنها عالیةٌ، و السَّمَاءُ: كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ و منه قیل لسَقْفِ البیت سَمَاءٌ. و السَّمَاءُ التی تُظِلُّ الأَرضَ أُنثی عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ، و سبق الجمعُ الوُحْدانَ فیها. و السماءةُ: أَصلُها سَماوةٌ، و إذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ. و منه قول الله تعالی: السَّمٰاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ؛ و لم یقل مُنْفَطِرة. الجوهری: السماءُ تذكَّر و تؤنَّث أَیضاً؛ و أَنشد ابن بری فی التذكیر: فلَوْ رفَعَ السَّمَاءُ إلیه قَوْماً، لَحِقْنا بالسَّمَاءِ مَعَ السَّحابِ و قال آخر: و قالَتْ سَماءُ البَیْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ، و لَمَّا تَیَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب «1». و الجمع أَسْمِیَةٌ و سُمِیٌّ و سَموَاتٌ و سَمَاءٌ؛ و قولُ أُمَیَّةَ بنِ أَبی الصَّلْتِ: له ما رأَتْ عَیْنُ البَصِیر، و فَوْقَه سَماءُ الإِلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِیا «2». قال الجوهری: جَمعَه علی فَعائل كما تُجْمَعُ سَحابة علی سحائب، ثم ردَّه إلی الأَصل و لم یُنَوِّنْ كما یُنَوَّنُ جوارٍ، ثم نصَبَ الیاء الأَخیرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحیح الذی لا یَنْصَرف كما تقول مررت بصحائفَ، و قد بسط ابن سیدة القولَ فی ذلك و قال: قال أَبو علی جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذی علیه الاستعمال من ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن یكون جمَعَ سماءً علی فعائل، حیث كان واحداً مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ و شَمائل و عَجُوز و عَجائز و نحو هذه الآحادِ المؤنَّثة التی كُسّرت علی فَعائل، حیث كان واحداً مؤنثاً، و الجمعُ المستعملُ فیه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ و عُنوقٌ، فجمْعُه علی فُعول إذا كان علی مِثالِ عَناقٍ فی التأْنیثِ هو المستعمل، فجاء به هذا الشاعر فی سَمَائِیَا علی غیر المستعمل، و الآخر أَنه قال سَمائی، و كان القیاس الذی غلب علیه الاستعمال سَمایا فجاء به هذا الشاعر لما اضطرَّ علی القیاس المتروك، فقال سَمائی علی وزن سَحائبَ، فوقعَت فی الطرَف یاءٌ مكسورٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إذ قُلِبَت فیما لیس فیه حرفُ اعتِلالٍ فی هذا الجمع، و ذلك قولهم مَداری و حروف الاعتلال فی سَمائی أَكثر منها فی مَداری، فإذا قُلِبت فی مَداری وجب أَن تلزم هذا الضرب فیقال سماءَا «3» … الهمزة بین أَلفین و هی قریبة من الأَلف، فتجتمع حروف متشابهة یُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ المثلین و المُتقاربَی المَخارج فأُدْغِما، فأُبدِل من الهمزة یاءٌ فصار سَمایا، و هذا الإِبدال إنما یكون فی الهمزة إذا كانت معترِضَة فی الجمع مثل جمع سَماءٍ و مَطِیَّةٍ و رَكِیَّةٍ، فكان جمع سَماءٍ إذا جُمع مكسَّراً علی فعائل أَن یكون كما ذكرنا من نحو مَطایا و رَكایا، لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحیح، و ثبتت قبلَه فی الجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قال جوارٍ، فهذا وجهٌ آخرُ من الإِخراج عن الأَصل المستعمَل و الردِّ إلی القِیاس المَتروكِ الاستعمالِ، ثم حرَّك الیاءَ بالفتح فی موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ و مَوالٍ فصار مثل مَوالیَ؛ و قوله:
(1). عجز البیت مختلّ الوزن (2). قوله [سبع سمائیا] قال الصاغانی، الروایة: فوق ست سمائیا و السابعة هی التی فوق الست (3). بیاض بأصله
لسان العرب، ج‌14، ص: 399
أَبِیتُ علی مَعاریَ واضِحاتٍ فهذا أَیضاً وجه ثالث من الإِخراج عن الأَصل المستعمل، و إنما لم یأْتِ بالجمع فی وجهه، أَعنی أَن یقولَ فوق سبع سَمایا لأَنه كان یصیر إلی الضرب الثالث من الطویل، و إنما مَبْنی هذا الشِّعرِ علی الضرب الثانی الذی هو مَفاعِلن، لا علی الثالث الذی هو فعولن. و قوله عز و جل: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ*؛ قال أَبو إسحاق: لفظُه لفظُ الواحد و معناهُ مَعنی الجمع، قال: و الدلیل علی ذلك قوله: فَسَوّٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ، فیجب أَن تكون السَّماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ و سَماوَة، و زعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن یكون واحداً كما تقولُ كثُر الدینارُ و الدرهم بأَیْدی الناس. و السماء: السَّحابُ. و السماءُ: المطرُ، مذكَّر. یقال: ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتی أَتَیْناكُم أَی المطر، و منهم من یُؤنِّثُه و إن كان بمَعنی المطر كما تذكَّر السماءُ و إن كانت مؤَنَّثة، كقوله تعالی: السَّمٰاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ؛ قال مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاویةُ بنُ مالِكٍ: إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ رعَیْناه، و إن كانوا غِضابا «1». و سُمِّیَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله فی هذه القصیدة: أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدی، إذا ما الحقُّ فی الحدَثانِ نابا و یجمع علی أَسْمِیَة، و سُمِیّ علی فُعُولٍ؛ قال رؤبة: تَلُفُّه الأَرْواحُ و السُّمِیُّ فی دِفْ‌ءِ أَرْطاةٍ، لها حَنیُّ و هذا الرجز أَورده الجوهری: تلُفُّه الرِّیاحُ و السُّمِیُّ و الصواب ما أَوردناه؛ و أَنشد ابن بری للطرمَّاح: و مَحاهُ تَهْطالُ أَسمِیَةٍ، كلَّ یومٍ و لیلةٍ تَرِدُهْ و یُسَمَّی العشبُ أَیضاً سَماءً لأَنه یكون عن السَّمَاء الذی هو المطر، كما سَمَّوا النبات ندًی لأَنه یكون عن النَّدی الذی هو المطر، و یسمَّی الشحمُ ندًی لأَنه یكون عن النبات؛ قال الشاعر: فلما رأَی أَن السماءَ سَماؤُهم، أَتی خُطَّةً كان الخُضُوع نَكیرها أَی رأَی أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم لیرعی إبِلَه فیه. و‌فی الحدیث: صلی بنا إثْرَ سَماءٍ من اللیل‌أَی إثْر مطرٍ، و سُمِّیَ المطر سَماءً لأَنه یَنزِلُ من السماء. و قالوا: هاجَتْ بهم سَماء جَوْد، فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماء التی تُظِلُّ الأَرض. و السَّمَاءُ أَیضاً: المطَرة الجدیدة «2». یقال: أَصابتهم سَماءٌ و سُمِیٌّ كثیرةٌ و ثلاثُ سُمِیّ، و قال: الجمع الكثیرُ سُمِیٌّ. و السماءُ: ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ و قال طُفَیْل الغَنَوی: و أَحْمَر كالدِّیباجِ، أَما سَماؤُه فرَیَّا، و أَما أَرْضُه فمُحُول و سَمَاءُ النَّعْلِ: أَعلاها التی تقع علیها القدم. و سَمَاوَةُ البیتِ: سَقْفُه؛ و قال علقمة: سَمَاوَتُه من أَتْحَمِیٍّ مُعَصَّب قال ابن بری: صواب إنشاده بكماله: سَمَاوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ، و صَهْوَتُه من أَتْحَمِیٍّ مُعَصَّب قال: و البیت لطفیل. و سَمَاءُ البیت: رُواقُه، و هی
(1). و فی روایة: إذا نَزَلَ السماءُ …
إلخ (2). قوله [الجدیدة] هكذا فی الأصل، و فی القاموس: الجیدة
لسان العرب، ج‌14، ص: 400
الشُّقة التی دونَ العُلیا، أُنثی و قد تذكَّر. و سَماوَتُه: كسمائِه. و سَماوةُ كلِّ شی‌ءٍ: شخْصُه و طلْعتُه، و الجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ و سَماوٌ، و حكی الأَخیرة الكسائیُّ غیرَ مُعْتَلَّة؛ و أَنشد ذو الرمة: و أَقسَمَ سَیَّارٌ مع الرَّكْبِ لم یَدَعْ تَراوُحُ حافاتِ السَّمَاوِ له صَدْرا هكذا أَنشده بتصحیح الواو. و اسْتَمَاهُ: نظر إلی سَماوَتِه. و سَماوَةُ الهِلالِ: شَخْصه إذا ارْتَفَع عن الأُفُق شیئاً؛ و أَنشد للعجاج: ناجٍ طَواهُ الأَیْنُ هَمّاً و جَفا طَیَّ اللیالی زُلَفاً فزُلَفا، سَماوةَ الهلالِ حتی احقَوْقَفا و الصائدُ یَسْمُو الوحشَ و یَسْتَمِیها: یَتَعَیَّن شخوصَها و یطلُبُها. و السُّمَاةُ: الصَّیادُونَ، صفة غالبة مثل الرُّماةِ، و قیل: صَیَّادُو النهارِ خاصَّة؛ و أَنشد سیبویه: و جَدَّاء لا یُرْجی بها ذُو قرابةٍ لعَطْفٍ، و لا یَخْشی السُّماةَ رَبیبُها و السُّماةُ: جمعُ سامٍ. و السَّامی: هو الذی یلبَسُ جَوْرَبَیْ شعَرٍ و یعدُو خلْف الصیدِ نصف النهارِ؛ قال الشاعر: أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ بِه بَیْتَها، فَلا تُحَاذِرُ سامِیَا «1». قال ابن سیدة: و السُّماةُ الصَّیَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ، واحِدُهُم سَامٍ؛ أَنشد ثعلب: و لَیسَ بهَا ریحٌ و لكِنْ ودِیقَةٌ، قلیلٌ بهَا السَّامِی یُهِلُّ و یَنْقع «2». و الاسْتِمَاءُ أَیضاً: أَن یَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَیْدِ الظِّباء، و ذلك فی الحَرّ. و اسْتَمَاهُ: اسْتَعارَ منه جَوْرَباً لذلك. و اسْمُ الجَوْرَبِ: المِسْماةُ، و هو یَلْبَسُه الصیَّادُ لیقیه حرَّ الرَّمْضاءِ إذا أَراد أَن یَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النهار. و قد سَمَوْا و اسْتَمَوْا إذا خرجوا للصَّیْدِ. و قال ثعلب: اسْتَمَانَا أَصادنَا. اسْتَمَی: تَصَیَّد؛ و أَنشد ثعلب: عَوَی ثمَّ نَادَی هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا، وُسِمْنَ علی الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ، فلم یَجِدْ لَهُ بَیْنَ خَبْتٍ و الهَباءَةِ أَجْمَعَا أُناساً سِوانا، فاسْتَمَانَا فلا تَرَی أَخا دَلَجٍ أَهْدَی بلَیْلٍ و أَسْمَعا أَی یطْلُب الصیَّادُ الظِّبَاءَ «3». فی غیرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَیْلٍ؛ عن ابن الأَعرابی، یعنی بالغِیرانِ الكُنُسَ. و إذا خرج القومُ للصیدِ فی قِفارِ الأَرضِ و صَحارِیها قلت: سَمَوْا و هُم السُّماةُ أَی الصَّیادون. أَبو عبید: خرج فلانٌ یَسْتَمِی الوَحْشَ أَی یَطْلُبها. قال ابن بری: و غلَّط ثعلب من یقول خرج فلانٌ یَسْتَمی إذا خرج للصید، قال: و إنما یَسْتَمِی من المِسْمَاةِ، و هو الجَوْرَب من الصُّوف یَلْبَسُه الصائد و یخرُج إلی الظباء نصْفَ النَّهار فتخرُج من أَكْنِسَتِهَا و یَلُدُّها حَتَّی تَقِفَ فیأْخذَها. و القُرُومُ السَّوَامِی: الفُحول الرافعة رؤُوسها. و سَمَا الفحل سَماوةً: تَطاولَ علی شُوَّلِهِ و سطَا، و سَماوَتُه شَخصه؛ و أَنشد:
(1). قوله [حرمل] هو هكذا بهذا الضبط فی الأَصل، و لعله حومل أو جومل (2). قوله [قلیل إلخ] تقدم فی مادة هلل بلفظ یظل (3). قوله [أی یطلب الصیاد الظباء إلخ] هكذا فی الأَصل بعد الأَبیات و یظهر أنه لیس تفسیراً لاستمانا الذی فی البیت. و عبارة القاموس مع شرحه: و اسْتَمَی الصیاد الظباء إذا طلبها من غیرانها عند مطلع سهیل: عن ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌14، ص: 401
كأَنَّ علی أَشْباتِهَا، حِینَ آنَسَتْ سَمَاوَتُهُ، قیّاً من الطَّیْرِ وُقَّعَا «1». و إنَّ أَمامی ما أُسامِی إذا خِفْتَ من أَمَامِكَ أَمراً مّا؛ عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ معناه لا أُطِیقُ مُسامَاتَه و لا مُطاوَلَته. و السَّماوَةُ: ماءٌ بالبَادِیة. و أَسْمَی الرجلُ إذا أَتَی السَّماوة أَو أَخذ ناحِیَتَها، و كانت أُمُّ النعمانِ سُمِّیَتْ بها فكان اسْمُها ماءَ السَّمَاوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ. و‌فی حدیث هاجَرَ: تلْكَ أُمُّكُمْ یا بَنی ماءِ السَّماء؛ قال: یرید العَرَب لأَنَّهُمْ یَعِیشُونَ بماءِ المَطَرِ و یَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ. و السَّماوَةُ: موضِع بالبادِیة ناحِیةَ العواصِمِ. قال ابن سیدة: كانت أُمُّ النُّعْمانِ تُسَمَّی ماء السَّماء. و قال ابن الأَعرابی: ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَنی ماء السماءِ لم یكن اسمها غیر ذلك. و البَكْرَةُ من الإِبل تُسْتَمَی بعد أَربع عشرةَ لیلةً أَو بعد إحدی و عشرین أَی تُخْتَبرُ أَ لاقِحٌ هی أَم لا؛ قال ابن سیدة: حكاه ابن الأَعرابی، و أَنكر ذلك ثعلب و قال: إنما هی تُسْتَمْنَی من المُنْیة، و هی العدَّة التی تعرف بانتهائها أَ لاقح هی أَم لا. و اسم الشی‌ءِ و سَمُه و سِمُه و سُمُه و سَماهُ: علامَتُه. التهذیب: و الإِسم أَلفُه أَلفُ وصلٍ، و الدلیل علی ذلك أَنَّك إذا صَغَّرْت الإِسمَ قلت سُمَیٌّ، و العرب تقول: هذا اسمٌ موصول و هذا أُسْمٌ. و قال الزجاج: معنی قولنا اسمٌ هو مُشْتَق من السُّموِّ و هو الرِّفْعَة، قال: و الأَصل فیه سِمْوٌ مثلُ قِنْوٍ و أَقْناءٍ. الجوهری: و الاسمُ مُشْتَقٌّ من سَموْتُ لأَنه تَنْویهٌ و رِفْعَةٌ، و تقدیرُه إفْعٌ، و الذاهب منه الواو لأَنَّ جمعَه أَسْمَاءٌ و تصغیره سُمَیٌّ، و اخْتُلف فی تقدیر أَصله فقال بعضهم: فِعْلٌ، و قال بعضهم: فُعْلٌ، و أَسْمَاءٌ یكونُ جَمْعاً لهذا الوَزْن، و هو مثلُ جِذْعٍ و أَجْذاع و قُفْل و أَقْفال، و هذا لا یُدْرَی صِیغتهُ إلَّا بالسمعِ، و فیه أَربعُ لُغاتٍ: اسْمٌ و اسْمٌ، بالضم، و سِمٌ و سُمٌ؛ و یُنْشَد: و اللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا، آثَرَكَ اللهُ به إیثارَكا و قال آخر: و عامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ، یُدْعَی أَبا السَّمْحِ و قِرْضابٌ سِمُه [سُمُه، مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ یَلْحُمُهْ سُمُه و سِمُه، بالضم و الكسر جمیعاً، و أَلِفُه أَلفُ وصْلٍ، و ربما جَعَلَها الشاعر أَلِفَ قَطْعٍ للضرورة كقول الأَحْوص: و ما أَنا بالمَخْسُوسِ فی جِذْمِ مالِكٍ، و لا مَنْ تَسَمَّی ثم یَلْتَزِمُ الإِسْما قال ابن بری: و أَنشد أَبو زید لرجل من كَلْب: أَرْسَلَ فیها بازِلًا یُقَرِّمُهْ، و هْوَ بها یَنْحُو طَریقاً یَعْلَمُهْ، باسْمِ الذی فی كل سُورةٍ سِمُهْ و إذا نَسَبْت إلی الاسم قلت سِمَوِیّ و سُمَوِیّ، و إنْ شئت اسْمِیٌّ، تَرَكْته علی حاله، و جَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ، و قال أَبو العباس: الاسْمُ رَسْمٌ و سِمَة تُوضَعُ علی الشی‌ء تُعرف به؛ قال ابن سیدة: و الاسمُ اللفظُ الموضوعُ علی الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل به بعضَه من بعضٍ كقولِك مُبْتَدِئاً اسمُ هذا كذا، و إن شئتَ قلت اسْمُ هذا كذا، و كذلك سِمُه و سُمُه. قال اللحیانی: اسْمُه فلان،
(1). قوله [كأن علی أشباتها إلخ] هو هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 402
كلامُ العرب. و حُكِیَ عن بنی عَمْرو بن تَمیمٍ: اسْمه فلان، بالضم، و قال: الضمُّ فی قُضاعة كثیرٌ، و أَما سِمٌ فعلی لغة من قال اسمٌ، بالكسر، فطرحَ الأَلف و أَلقی حَرَكَتها علی السین أَیضاً؛ قال الكسائی عن بنی قُضاعة: باسْمِ الذی فی كلِّ سورةٍ سُمُهْ بالضم، و أُنْشِد عن غیر قُضاعة سِمُهْ، بالكسر. قال أَبو إسحاق: إنما جُعِلَ الاسمُ تَنْوِیهاً بالدَّلالةِ علی المعنی لأَنَّ المعنی تحت الاسْمِ. التهذیب: و من قال إنَّ اسْماً مأْخوذٌ من وَسَمْت فهو غلط، لأَنه لو كان اسمٌ من سمته لكان تصغیرُهُ وسَیْماً مثلَ تَصْغیر عِدَةٍ وَ صِلَةٍ و ما أَشبههما، و الجمع أَسْماءٌ. و فی التنزیل: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا؛ قیل: معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جمیعِ المخلوقات بجمیع اللغات العربیةِ و الفارسیة و السُّرْیانِیَّة و العِبْرانیَّة و الرومیَّة و غیرِ ذلك من سائرِ اللغات، فكان آدمُ، علی نبیِّنا محمدٍ و علیه أَفضل الصلاة و السلام، و ولدُه یتكَلَّمون بها، ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا فی الدنیا و عَلِقَ كلٌّ منهم بلغة من تلك اللغات، ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم بها، و جمع الأَسْمَاءِ أَسامیُّ و أَسَامٍ؛ قال: و لنا أَسَامٍ ما تَلِیقُ بغَیْرِنا، و مَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِینَ تَرانا و حكی اللحیانی فی جمعِ الاسم أَسْمَاوَاتٌ، و حكی له الكسائی عن بعضهم: سأَلتُك ب أَسماواتِ الله، و حكی الفراء: أُعِیذُكَ ب أَسماواتِ الله، و أَشْبَه ذلك أَن تكونَ أَسماواتٌ جمع أَسماءٍ و إلا فلا وجه له. و‌فی حدیث شُریح: أَقتَضِی ما لی مُسَمّیً‌أَی باسمی، و قد سَمَّیْته فلاناً و أَسْمَیته إیاه، و أَسْمَیته و سَمَّیته به. الجوهری: سَمَّیت فلاناً زیداً و سَمَّیْته بزیدٍ بمعنیً، و أَسْمَیته مثلُه فتسَمَّی به؛ قال سیبویه: الأَصل الباء لأَنه كقولك عرَّفْته بهذه العلامة و أَوضحته بها؛ قال اللحیانی: یقال سَمَّیته فلاناً و هو الكلام، و قال: یقال أَسْمَیته فلاناً؛ و أَنشد: و اللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا و حكی ثعلب: سَمَّوْته، لم یَحْكِها غیرُه. و سئل أَبو العباس عن الاسمِ: أَ هُو المُسَمَّی أَو غیرُ المُسمی؟ فقال: قال أَبو عبیدة الاسمُ هو المُسَمَّی، و قال سیبویه: الاسم غیر المُسَمَّی، فقیل له: فما قولُك؟ قال: لیس لی فیه قول. قال أَبو العباس: السُّمَا، مقصور، سُمَا الرجلِ: بُعْدُ ذهابِ اسْمِه؛ و أَنشد: فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ، و اعْمِدْ بمِدْحةٍ لِخَیْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حیْثُما انْتَمَی لأْعْظَمِها قَدْراً، و أَكْرَمِها أَباً، و أَحْسَنِها، وجْهاً، و أَعْلَنِها سُمَا یعنی الصِّیتَ؛ قال و یروی: لأَوْضَحِها وجْهاً، و أَكْرَمِها أَباً، و أَسْمَحِها كَفّاً، و أَبعَدِها سُمَا قال: و الأَول أَصح؛ و قال آخر: أَنا الحُبابُ الذی یَكْفی سُمِی نَسَبی، إذا القَمِیصُ تَعدَّی وَسْمَه النَّسَبُ و‌فی الحدیث: لما نزَلَتْ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِیمِ*، قال: اجْعَلُوها فی رُكوعِكم، قال: الاسمُ هاهنا صلةٌ و زیادةٌ بدلیل أَنه كان یقول فی ركوعه سبحانَ رَبیَ العظیم فحُذف الاسمُ، قال: و علی هذا قول من زَعم أَن الاسمَ هو المُسَمَّی، و من قال إنه غیرُه لم یَجْعَلْه صِلةً. و سَمِیُّكَ: المُسمَّی باسْمِك، تقول هو سَمِیُّ فلان إذا وافَق اسمُه اسمَه كما تقول هو
لسان العرب، ج‌14، ص: 403
كَنِیُّه. و فی التنزیل العزیز: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا؛قال ابن عباس: لم یُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بیَحْیی، و قیل: معنی لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا أَی نَظِیراً و مِثلًا، و قیل: سُمِّیَ بیَحْیی لأَنه حَیِیَ بالعِلْمِ و الحكْمة. و قوله عز و جل: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا؛ أَی نَظِیراً یستَحِقُّ مثلَ اسمِه، و یقال مُسامِیاً یُسامِیه؛ قال ابن سیدة: و یقال هل تَعْلَمُ له مِثْلًا؛ و جاء أَیضاً: لم یُسَمَّ بالرَّحْمنِ إلا اللهُ، و تأْویلُه، و الله أَعلم، هلْ تعلمُ سَمِیّاً یستَحِق أَن یقال له خالِقٌ و قادِرٌ و عالِمٌ لِما كان و یكون، فكذلك لیس إلا من صفات الله، عز و جل؛ قال: و كمْ مِنْ سَمِیٍّ لیسَ مِثْلَ سَمِیِّهِ مِنَ الدَّهرِ، إلا اعْتادَ عَیْنیَّ واشِلُ و‌قوله، علیه الصلاة و السلام: سَمُّوا و سَمِّتوا و دَنُّوا‌أَی كُلَّما أَكَلْتُم بینَ لُقْمَتین فسَمُّوا الله، عز و جل. و قد تَسَمَّی به، و تَسَمَّی ببنی فلان: والاهُمُ النَّسَبَ. و السماء: فرَسُ صَخْرٍ أَخی الخنساء؛ و سُمْیٌ: اسم بلد؛ قال الهذلی: تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْیَ إذا اسْتباءَتْ، كأَنَّ عَجِیجَهُنَّ عَجِیجُ نِیبِ و یروی إذا اسسات «1»: و قال ابن جنی: لا أَعرفُ فی الكلام س م ی غیر هذه، قال: علی أَنه قد یجوز أَن یكونَ من سَمَوْت ثم لَحِقه التَّغْییرُ للعَلَمِیة كحیوة. و ماسَی فلانٌ فلاناً إذا سَخِرَ منه، و ساماه إذا فاخَرَه، و الله أَعلم.

سنا؛ ج14، ص: 403

: سَنَت النارُ تَسْنُو سَناءً: عَلا ضَوْءُها. و السَّنا، مقصورٌ: ضوءُ النارِ و البرْقِ، و فی التهذیب: السَّنا، مقصورٌ، حَدُّ مُنْتَهی ضوْءِ البرْقِ. و قد أَسْنَی البرْقُ إذا دَخلَ سَناهُ علیكَ بیتَك أَو وقَع علی الأَرض أَو طار فی السَّحابِ. قال أَبو زید: سَنا البرْق ضَوْءُه من غیر أَن ترَی البرْقَ أَو تری مَخرَجَه فی موْضِعه، فإنما یكون السَّنا باللیل دون النهار و ربما كان فی غیر سَحابٍ. ابن السكیت: السَّنَاءُ من المجد و الشرف، ممدود. و السَّنا: سَنَا البرقِ، و هو ضوْءُه، یكتب بالأَلف و یثنی سَنَوَان و لم یَعرفِ الأَصمعی له فِعْلًا. و السَّنَا، بالقصر: الضَّوْءُ. و فی التنزیل العزیز: یَكٰادُ سَنٰا بَرْقِهِ یَذْهَبُ بِالْأَبْصٰارِ؛ و أَنشد سیبویه: أَ لم ترَ أَنِّی و ابنَ أَسْوَدَ، لیلةً، لَنَسْری إلی نارَینِ یَعْلُو سَنَاهُما و سَنَا البرْقُ: أَضاءَ؛ قال تمیمُ بنُ مُقبل: لِجَوْنِ شَآمِ كلما قلت قد وَنَی سنا، و القَواری الخُضْرُ فی الدَّجْنِ جُنَّحُ و أَسْنَی النارَ: رَفَعَ سَناها. و اسْتَنَاها: نَظَر إلی سَناها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و مُسْتَنْبَحٍ، یَعْوی الصَّدی لِعُوائِه، تنَوَّرَ ناری فاسْتَنَاها و أَوْمَضا أَوْمَضَ: نظَرَ إلی وَمِیضِها. و سَنَا البرْقُ: سطَع. و سَنَا إلی مَعالی الأُمُورِ سَناءً: ارتفع. و سَنُوَ فی حَسَبه سَناءً، فهو سَنِیٌّ: ارتفع. و یقال: إنّ فلاناً لسَنِیُّ الحَسَب، و قد سَنُوَ یَسْنُو سَنَاءً، ممدود. و السَّنَاءُ من الرِّفْعة، ممدود. و السَّنِیُّ: الرَّفیعُ. و أَسْناهُ أَی رَفَعه؛ و أَنشد ابن بری: و هُمْ قومٌ كِرامُ الحَیِّ طرّاً، لهم حَوْلٌ إذا ذُكِرَ السَّنَاءُ و‌فی الحدیث: بَشِّرْ أُمَّتی بالسَّناء‌أَی بارتفاع المنزلة و القدر عند الله. و قد سَنِیَ یَسْنَی سَناءً أَی ارتفَع،
(1). قوله [اسسات] هی هكذا بهذه الصورة فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 404
و أَما قراءة من قرأَ: یكادُ سَناءُ بَرْقِه، ممدود، فلیس السَّناءُ ممدوداً لغة فی السَّنا المقصور، و لكن إنما عنی به ارتفاعَ البرق و لُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق رافِع. و سَنَّاه أَی فتَحه و سَهَّله؛ و قال: و أَعْلَم عِلْماً، لیس بالظن، أَنه إذا اللهُ سَنَّی عَقْدَ شی‌ءٍ تیَسَّرا قال ابن بری: هذا البیت أَنشده أَبو القاسم الزجاجی فی أَمالیه: فلا تَیْأَسا و اسْتَغْوِرَا اللهَ، إنه إذا اللهُ سَنَّی عَقْدَ شی‌ءٍ تیَسَّرا معنی قوله: استَغْوِرَا اللهَ اطلبا منه الغِیرةَ، و هی المِیرةُ؛ و فی حدیث معاویة أَنه أَنشد: إذا اللهُ سَنَّی عَقْدَ شی‌ءٍ تیَسَّرا یقال: سَنَّیْتُ الشی‌ءَ إذا فتحته و سهَّلْته. و تَسَنَّی لی كذا أَی تیَسَّر و تأَتَّی. و تَسَنَّی الشی‌ءَ: علاه؛ قال ابن أَحمر: تربی لها و هْوَ مَسْرُورٌ لغَفْلَتِها طَوراً، و طوراً تَسَنَّاه فتَعْتَكِرُ «1». و تَسَنَّی البعیرُ الناقةَ إذا تسَدَّاها و قاعَ علیها لیضربها. الفراء: یقال تَسَنَّی أَی تغَیَّر. قال أَبو عمرو: لم یتَسَنَّ لم یتغیر من قوله تعالی: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛ أَی متغیر، فأَبدل من إحدی النونات یاء مثل تقَضَّی من تقَضَّضَ. و المُسَنَّاةُ: العَرِمُ. و سَنا سُنُوّاً و سِنَایَةً و سِنَاوَةً: سَقی. و السَّانِیَةُ: الغرْبُ و أَداته. و السَّانِیَة: الناضحة، و هی الناقة التی یُسْتَقی علیها. و فی المثل: سَیْرُ السَّوَانِی سَفَرٌ لا ینقطِع. اللیث: السَّانِیَة، و جمعها السَّوَانِی، ما یُسقی علیه الزرع و الحیوان من بعیر و غیره. و قد سَنَتِ السَّانِیَةُ تَسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت و سِنایةً و سِناوةً. و سَنَتِ الناقةُ تَسْنُو إذا سقت الأَرض، و السحابة تَسْنُو الأَرضَ، و القومُ یَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقَوْا، و یَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قال رؤبة: بأَیِّ غَرْبٍ إذْ غَرفْنا نَسْتَنِی و سَنِیَتِ الدابةُ و غیرُها تَسْنَی إذا سُقِی علیها الماء. أَبو زید: سَنَتِ السماءُ تَسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت. و سَنَوْتُ الدَّلْوَ سِنَاوَةً إذا جَرَرْتَها من البئر. أَبو عبید: السَّانِی المُسْتَقی، و قد سَنَا یَسْنُو، و جمْعُ السَّانِی سُنَاةٌ؛ قال لبید: كأَنَّ دُمُوعَه غَرْبا سُنَاةٍ، یُحِیلونَ السِّجالَ علی السِّجال جعلَ السُّنَاةَ الرجالَ الذین یَسْقُون بالسَّوانی و یُقْبِلون بالغروب فیُحِیلونها أَی یَدْفُقُون ماءها. و یقال: هذه رَكِیَّة مَسْنَوِیَّة إذا كانت بعیدة الرِّشاء لا یُسْتَقی منها إلا بالسانیة من الإِبل، و السَّانِیَة تقع علی الجَمل و الناقة بالهاء، و السانی، بغیر هاءٍ، یقع علی الجَمل و البقر و الرَّجُلِ، و ربما جعلوا السَّانِیَة مصدراً علی فاعلة بمعنی الاسْتِقاء؛ و أَنشد الفراء: یا مَرْحباهُ بحِمارٍ ناهِیَهْ، إذا دَنا قَرَّبْتُه للسَّانِیَهْ الفراء: یقال سَنَاها الغیثُ یَسْنُوها فهی مَسْنُوَّةٌ و مَسْنِیَّةٌ، یعنی سقاها، قلبوا الواوَ یاءً كما قلبوها فی قِنْیة. و‌فی حدیث الزكاة: ما سُقِیَ بالسَّوَانِی ففیه نصف العُشْر؛ السَّوَانِی: جمع سَانِیَةٍ و هی الناقة التی یُسْتقی علیها؛ و منه‌حدیث البعیرِ الذی شكا إلیه فقال أَهلُه: إنّا كنا نَسْنُو علیه‌أَی نستَقی؛ و منه‌حدیث
(1). قوله [تربی إلخ] هو هكذا فی الأصل بدون نقط و لا شكل
لسان العرب، ج‌14، ص: 405
فاطمة، رضی الله عنها: لقد سَنَوْتُ حتی اشتكَیْتُ صدری.و‌فی حدیث العزل: إنَّ لی جاریةً هی خادِمُنا و سانِیَتُنا فی النخل، كأَنها كانت تسقی لهم نخْلَهُم عِوَضَ البعیر. و المَسْنَوِیَّةُ: البئرُ التی یُسْنی منها، و اسْتَنَی لنفسِه، و السحاب یَسْنُو المطر، و سَنَتِ السحابةُ بالمطر تَسْنُو و تَسْنِی. و أَرضٌ مَسْنُوَّةٌ و مَسْنِیَّةٌ: مَسْقِیَّة، و لم یعرف سیبویه سَنیْتُها، و أَما مَسْنِیَّةٌ عنده فعلی یَسْنوها، و إنما قلبوا الواوَ یاء لخِفَّتِها و قُرْبِها من الطَّرَف، و شُبِّهَت بمَسْنِیٍّ كما جعلوا عَظاءةً بمنزلة عَظاءٍ. و سَانَاه: راضاه. أَبو عمرو: سَانَیْتُ الرجلَ راضیْتُه و داریته و أَحسنت معاشرته؛ و منه قول لبید: و سَانَیْتُ مِنْ ذی بَهْجةٍ و رَقَیْتُه، علیه السُّموطُ عائصٍ، مُتَعصِّب و أَنشد الجوهری هذا البیت عابسٍ مُتعصِّب. قال ابن بری: قال ابن القطاع مُتعصب بالتاج، و قیل: یُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِیَّةِ، قال: و الذی رواه ابن السكیت فی الأَلفاظ فی باب المُساهَلة مُتغَضِّب، قال: و كذلك أَنشده أَبو عبید فی باب المُداراةِ. و المُسَانَاةُ: الملاینةُ فی المُطالَبة. و المُسَانَاةُ: المُصانَعَة، و هی المُداراة، و كذلك المُصاداة و المُداجاةُ. الفراء: یقال: أَخذتُه ب سِنَایَته و صِنایَتِه أَی أَخذه كلَّه. و السَّنَةُ إذا قُلْته بالهاء و جعَلْت نقصانَه الواو، فهو من هذا الباب، تقول: أَسْنَی القومُ یُسْنُونَ إسْنَاءً إذا لَبِثوا فی موضعٍ سنَةً، و أَسْنَتُوا إذا أَصابتهم الجُدوبةُ، تُقلب الواوُ تاءً للفرق بینهما؛ و قال المازنی: هذا شاذٌّ لا یقاس علیه، و قیل: التاءُ فی أَسْنَتُوا بدلٌ من الیاء التی كانت فی الأَصل واواً لیكونَ الفِعْلُ رُباعِیّاً، و السَّنَةُ من الزَّمَن من الواو و من الهاء، و تصریفها مذكور فی حرف الهاء، و الجمع سَنَواتٌ و سِنُونَ و سَنَهاتٌ، و سِنُونَ مذكور فی الهاء، و تعلیلُ جمعِها بالواو و النونِ هناك. و أَصابتهم السَّنَةُ: یَعْنُونَ به السَّنَة المُجْدِبة، و علی هذا قالوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ من الیاءِ التی أَصلُها الواوُ، و لا یُستعمل ذلك إلا فی الجَدْبِ و ضِدِّ الخِصْب. و أَرضٌ سَنَةٌ: مُجْدِبةٌ، علی التشبیه بالسَّنَةِ من الزمان، و جمعُها سِنُونَ. و حكی اللحیانی: أَرضٌ سِنُونَ، كأَنهم جعلوا كلّ جزءٍ منها أَرضاً سَنَةً ثم جمعُوه علی هذا. و أَسْنَی القومُ: أَتَی علیهم العامُ. و ساناهُ مُسَانَاةً و سِنَاءً: استأْجَرَه السَّنَة، و عامَلَه مُسَانَاةً، و استأْجره مُسَانَاةً كقوله مُسانَهَةً. التهذیب: المُسَانَاةُ المُسانَهةُ، و هو الأَجَلُ إلی سَنَةٍ. و أَصابتهم السَّنَة السَّنْواءُ: الشدیدةُ. و أَرضٌ سَنْهاءُ و سَنواءُ إذا أَصابتها السَّنَةُ. و السَّنا: نبتٌ یُتَداوی به؛ قال ابن سیدة: و السَّنا و السَّناءُ نبتٌ یُكتَحَلُ به، یمدُّ و یقصر، واحدته سَنَاةٌ و سَنَاءَةٌ؛ الأَخیرة قِیاسٌ لا سَماع؛ و قول النابغة الجعدی: كأَنَّ تَبَسُّمَها مَوْهِناً سَنا المِسْكِ، حینَ تُحِسُّ النُّعامی قال: یجوز أَن یكون السَّنا هاهنا هذا النَّباتَ كأَنه خالط المسك، و یجوز أَن یكون من السَّنا الذی هو الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ أَیضاً، و هذا كما قالوا سَطَعَت رائِحتُه أَی فاحَت، و یروی‌كأَنَّ تَنَسُّمَها …، و هو الصحیح. و قال أَبو حنیفة: السَّنا شُجَیْرَةٌ من الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً له و تُقَوِّی لَوْنَه و تُسَوِّدُه، و له حمل أَبیضُ إذا یَبِس فحركَتْه الریحُ سَمِعْتَ له زَجَلًا؛ قال حمید بن ثور:
لسان العرب، ج‌14، ص: 406
صَوْتُ السَّنَا هَبَّتْ به عُلْوِیَّةٌ، هَزَّتْ أَعالِیَهُ بِسَهْبٍ مُقْفِرِ و تَثْنِیَتُه سَنَیانِ، و یقال سَنَوانِ. و‌فی الحدیث: علیكم ب السَّنَا و السَّنُّوتِ، و هو مقصور، هو هذا النَّبْتُ، و بعضهم یرویه بالمد. و قال ابن الأَعرابی: السَّنُّوتُ العَسل، و السَّنُّوت الكمُّون، و السَّنُّوتُ الشِّبِثُّ؛ قال أَبو منصور: و هو السَّنُّوت، بفتح السین. و‌فی الحدیث عن أُمِّ خالدٍ بنتِ خالد: أَنَّ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أُتِیَ بثیاب فیها خَمِیصة سَوْداء فقال: ائْتُونی بأُمِّ خالدٍ، قالت: فأُتِیَ بی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، محمولةً و أَنا صغیرَةٌ فأَخَذَ الخَمِیصَةَ بِیَدِهِ ثم أَلْبَسَنِیها، ثم قال أَبْلی و أَخْلِقِی، ثم نَظَر إلی عَلمٍ فیها أَصْفَرَ و أَخْضَرَ فجعل یقول یا أمَّ خالدٍ سَنَا سَنَا؛ قیل: سَنَا بالحَبَشِیَّةِ حَسَنٌ، و هی لغةٌ، و تُخَفَّفُ نونُها و تشددُ، و‌فی روایة: سَنَهْ سَنَهْ، و‌فی روایة أُخری: سَناهْ سَناهْ، مخفَّفاً و مشدَّداً فیهما؛ و قول العجاج یصف شبابه بعد ما كَبِرَ و أَصْباهُ النِّساءُ: و قَدْ یُسامِی جِنَّهُنَّ جِنِّی فی غَیْطَلاتٍ من دُجی الدُّجُنِّ بمَنطقٍ لوْ أَنَّنی أُسَنِّی حَیَّاتِ هَضْبٍ جِئْن، أَوْ لوَ أنِّی أَرْقِی به الأَرْوِی دَنَوْنَ منِّی، مُلاوَةٌ مُلِّیتُها، كأَنِّی ضارِبُ صَنْجَیْ نَشْوَةٍ، مُغَنِّی شَرْبٍ بِبَیْسانَ من الأُرْدُنِّ، بَیْنَ خَوابی قَرْقَفٍ و دَنِّ قوله: لو أَنَّنی أُسَنِّی أَی أَستَخْرج الحیَّات فأَرْقِیها و أَرفُقُ بها حتی تخرج إلیَّ؛ یقال: سَنَّیْتُ و سَانَیْتُ. و سَنَیْتُ البابَ و سَنَوْته إذا فتحته. و المُسَنَّاة: ضَفیرةٌ تُبْنی للسیل لترُدَّ الماء، سُمّیت مُسَنَّاةً لأَن فیها مفاتحَ للماء بقدر ما تحتاج إلیه مما لا یَغْلِب، مأْخوذٌ من قولك سَنَّیْت الشی‌ءَ و الأَمر إذا فَتَحْت وجهه. ابن الأَعرابی: تَسَنَّی الرجلُ إذا تسَهَّل فی أُموره؛ قال الشاعر: و قد تَسَنَّیْتُ له كلَّ التَّسَنِّی و كذلك تَسَنَّیْتُ فلاناً إذا تَرَضَّیْته.

سها؛ ج14، ص: 406

: السَّهْوُ و السَّهْوةُ: نِسْیانُ الشی‌ء و الغفلة عنه و ذَهابُ القلب عنه إلی غیره، سَهَا یَسْهُو سَهْواً و سُهُوّاً، فهو سَاهٍ و سَهْوَانُ، و إنَّهُ لسَاهٍ بَیِّنُ السَّهْوِ و السُّهُوِّ. و فی المثل: إن المُوَصَّیْنَ بنو سَهْوَانَ؛ قال زِرُّ بنُ أَوْفی الفُقَیْمی یصف إبِلًا: لم یَثْنِها عن هَمِّها قَیْدانِ، و لا المُوَصَّوْنِ من الرُّعْیانِ، إنَّ المُوَصَّیْنَ بَنُو سَهْوانِ أَی إن الذین یُوصَّوْنَ بَنُو من یَسْهُو عن الحاجة فأَنت لا تُوصَّی لأَنك لا تَسْهُو، و ذلك إذا وَصَّیْت ثِقةً عند الحاجة. و قال الجوهری: معناه أَنك لا تحتاج إلی أَن تُوَصِّیَ إلا من كان غافِلًا ساهِیاً. و السَّهْوُ فی الصلاة: الغفلة عن شی‌ء منها، سَهَا الرجلُ فی صلاتِه. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، سَهَا فی الصلاة؛ قال ابن الأَثیر: السَّهْوُ فی الشی‌ء تَرْكُه عن غیر عِلْمٍ، و السَّهْوُ عنه تَرْكُه مع العِلْم، و منه قوله تعالی: الَّذِینَ هُمْ عَنْ صَلٰاتِهِمْ سٰاهُونَ. أَبو عمرو: سَاهَاهُ غافَلَه، و هاساهُ إذا سَخِرَ منه. و مَشْیٌ سَهْوٌ: لیِّنٌ. و السَّهْوَة من الإِبل: اللَّیِّنة السَّیْر الوَطِیئة؛ قال زهیر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 407
تُهَوِّنُ بُعْدَ الأَرضِ عَنِّی فَریدةٌ، كِنازُ البَضِیعِ، سَهْوةُ المَشْیِ، بازِلُ و هی اللَّیِّنة السَّیْرِ لا تُتْعِبُ راكِبها كأَنها تُسَاهِیهِ، و عَدَّی الشاعر تُهَوِّنُ بِعَنِّی لأَنَّ فیه معْنی تخَفِّفُ و تُسَكِّنُ. و جمَلٌ سهْوٌ بیِّن السَّهَاوَةِ: وطِی‌ءٌ. و یقال: بعیرٌ ساهٍ راهٍ، و جِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ؛ و منه‌الحدیث: آتِیكَ به غَداً سهْواً رَهْواً‌أَی لیِّناً ساكِناً. و‌فی الحدیث: و إنَّ عَمَلَ أَهلِ النارِ سَهْلةٌ بسَهوةٍ؛ السَّهْوةُ الأَرضُ اللَّیِّنة التُّرْبة، شَبَّه المعصیة فی سُهولتِها علی مُرْتَكِبِها بالأَرض السَّهْلةِ التی لا حُزُونة فیها، و قیل: كلُّ لیِّنٍ سَهْوٌ، و الأُنثی سَهْوَةٌ. و السَّهْو: السُّكونُ و اللِّینُ، و الجمع سِهاءٌ مثلُ دَلْوٍ و دِلاءٍ؛ قال الشاعر: تَناوَحَتِ الرِّیاحُ لِفَقْد عَمروٍ، و كانتْ قَبْلَ مَهْلَكِه سِهاءَا أَی ساكنة لیِّنة. الأَزهری: و الأَساهِیُّ و الأَساهیج ضُروبٌ مختلفة من سیر الإِبل، و بَغْلةٌ سَهْوَةُ السیر، و كذلك الناقةُ، و لا یقال للبغل سَهْوٌ. و‌روی عن سلْمان أَنه قال: یُوشِكُ أَن یَكْثُرَ أَهلُها، یعنی الكوفة، فتَمْلأَ ما بین النَّهْرین حتی یغْدُوَ الرجلُ علی البَغْلةِ السَّهْوَة فلا یُدْرِكَ أَقْصاها؛ السَّهْوَة: اللیِّنة السَّیْرِ لا تُتْعِبُ راكِبَها. و یقال: افعلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَی عَفواً بِلا تقَاض. و السَّهْوُ: السَّهْلُ من الناس و الأُمور و الحوائجِ. و ماءٌ سَهْوٌ: سَهْلٌ، یعنی سَهْلًا فی الحَلْقِ. و قَوْسٌ سَهْوَةٌ: مُواتِیَةٌ؛ قال ذو الرمة: قلیل نِصاب المالِ إلَّا سِهامَهُ، و إلَّا زَجُوماً سَهْوَةً فی الأَصابِع التهذیب: المُعَرَّسُ الذی عُمِلَ له عَرْسٌ، و هو الحائِطُ یُجْعَل بین حائِطَی البیت لا یُبلَغ به أَقصاهُ، ثم یُجْعَل الجائز من طرَف العَرْسِ الداخل إلی أَقصی البیت، و یُسَقَّفُ البیت كلُّه، فما كان بین الحائطَین فهو السَّهْوَة، و ما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع؛ قال ابن سیدة: السَّهْوَةُ حائطٌ صغیرٌ یُبنی بین حائطَی البیت و یُجعَلُ السقفُ علی الجمیع، فما كان وسَط البیت فهو سَهْوَةٌ، و ما كان داخِلَه فهو المُخْدَع، و قیل: هی صُفَّة بین بیتین أَو مُخْدَع بین بیتین تَسْتَترُ بها سُقاةُ الإِبل من الحرِّ، و قیل: هی كالصُّفَّة بین یَدَی البیت، و قیل: هی شَبیهٌ بالرَّفِّ و الطاقِ یوضع فیه الشی‌ءُ، و قیل: هی بیت صغیرٌ منحَدِرٌ فی الأَرض سَمْكُه مرتَفِعٌ فی السماء شبیهٌ بالخِزانة الصغیرة یكون فیها المَتاعُ، و ذكر أَبو عبید أَنه سمِعَه من غیر واحد من أَهل الیمن، و قیل: هی أَربعةُ أَعوادٍ أَو ثلاثةٌ یعارَضُ بعضُها علی بعضٍ، ثم یوضعُ علیه شی‌ء من الأَمتعة. و السَّهْوَة: الكُنْدُوجُ. و السَّهْوَة: الرَّوْشَنُ. و السَّهْوَة: الكَوَّةُ بین الداریْن. ابن الأَعرابی: السَّهْوة الجَحَلةُ أَو مثل الحجلةِ. و السَّهْوَةُ: بیتٌ علی الماءِ یستَظِلُّون به تَنْصِبه الأَعراب. أَبو لیلی: السَّهْوَة سُتْرَةٌ تكون قدَّامَ فِناء البیتِ، ربما أَحاطت بالبیت شِبهَ سورٍ حوْلَ البیت. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی عائشة و فی البیت سَهْوَةٌ علیها سِترٌ، هو من ذلك، و قیل: هو شبیهٌ بالرَّفِّ أَو الطاقِ یوضع فیه الشی‌ءُ. و السَّهْوَة: الصخرةُ، طائِیَّةٌ، لا یسمون بذلك غیر الصخرة، و خصصه فی التهذیب فقال: الصخرة التی یقوم علیها الساقی، و جمع ذلك كلِّه سِهَاءٌ. و المُسَاهَاة: حُسْن المُخالقة و العِشرة؛ قال العجاج: حُلْو المُسَاهَاة و إن عادی أَمَرّ
لسان العرب، ج‌14، ص: 408
و حُلْو المُسَاهَاة أَی المُیاسَرة و المُساهَلةِ. و المُسَاهَاةُ فی العِشْرة: تَرْكُ الاستِقصاءِ. و السَّهْوَاءُ: ساعة من اللیل و صَدْرٌ منه. و حَمَلتِ المرأَةُ سَهْواً إذا حَبِلَت علی حَیْضٍ. و علیه من المال ما لا یُسْهَی و ما لا یُنهی أَی ما لا تُبلغ غایَتُه، و قیل: معناه أَی لا یُعَدُّ كَثْرة، و قیل: معنی لا یُسْهی لا یُحْزَرُ، و ذهبَت تمیمُ فما تُسْهَی و لا تُنْهی أَی لا تُذْكَر. و السُّها: كُوَیكِبٌ صغیر خَفِیُّ الضَّوء فی بنات نَعْش الكبری، و الناس یَمْتَحِنون به أَبصارَهم، یقال: إنه الذی یُسَمَّی أَسْلَم مع الكوكبِ الأَوسط من بنات نعْشٍ؛ و فی المثل: أُرِیها السُّها و تُرِینی القمر و أَرْطاةُ بن سُهَیَّة: من فُرْسانِهم و شعرائهم. قال ابن سیدة: و لا نحمِلُه علی الیاء لعدم س ه ی. و الأَسَاهِیُّ: الأَلوانُ، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة: إذا القوم قالوا: لا عَرامَةَ عندها، فسارُوا لقُوا منها أَسَاهِیَّ عُرَّما

سوا؛ ج14، ص: 408

: سَوَاءُ الشی‌ء مثلُه، و الجمعُ أَسْوَاءٌ؛ أَنشد اللحیانی: تَری القومَ أَسْوَاءً، إذا جَلَسوا معاً، و فی القومِ زَیْفٌ مثلُ زَیْفِ الدراهمِ و أَنشد ابنُ بری لرافِع بن هُرَیْمٍ: هلّا كوَصْلِ ابن عَمَّارٍ تُواصِلُنی، لیس الرِّجالُ، و إن سُوُّوا، بأَسْواءٍ و قال آخر: الناسُ أَسْواءٌ و شتَّی فی الشِّیَمْ و قال جِرانُ العَوْدِ فی صفة النساء: و لسنَ بأَسْوَاءٍ، فمنهنَّ روْضةٌ تَهِیجُ الرِّیاحُ غیرَها لا تُصَوِّحُ و فی ترجمة عددَ: هذا عِدُّه و عدیدُه و سِیُّه أَی مثله. و سِوَی الشی‌ءِ: نفسُه؛ و قال الأَعشی: تَجانَفُ عن خلِّ الیمامةِ ناقَتی، و ما عَدَلتْ من أَهلها بِسِوائِكا «2». و لِسِوائِكا، یریدُ بك نفسِك؛ و قال ابن مقبل: أَرَدّاً، و قد كان المَزارُ سِواهُما علی دُبُرٍ من صادِرٍ قد تَبَدَّدا «3». قال ابن السكیت فی قوله و قد كان المزادُ سِواهُما أَی وقع المَزادُ علی المزادِ و علی سِواهِما أَخطَأَهُما، یصف مَزادَتَیْنِ إذا تَنَحَّی المزارُ عنهما استرختا، و لو كان علیهما لرفعهما و قل اضطرابهما قال أَبو منصور: و سِوی، بالقصر، یكون بمعنیین: یكون بمعنی نفس الشی‌ء، و یكون بمعنی غیرٍ. ابن سیدة: و سَواسِیَةٌ و سَواسٍ و سَواسِوَةٌ؛ الأَخیرة نادرة، كلُّها أَسماءُ جمعٍ، قال: و قال أَبو علیّ أَما قولهم سَواسِوَة فالقول فیه عندی أَنه من باب ذَلاذِلَ، و هو جمعُ سَوَاءٍ من غیر لفظِه، قال: و قد قالوا سَواسِیَةٌ، قال: فالیاء فی سَواسِیَة مُنْقلبة عن الواو، و نظیرُه من الیاء صَیاصٍ جمع صِیصَةٍ، و إنما صَحَّت الواوُ فیمن قال سَواسِوَة لأَنها لام أَصل و أَن الیاء فیمن قال سَواسِیَةٌ مُنْقلِبة عنها، و قد یكون السَّواءُ جمعاً. و حكی ابن السكیت فی باب رُذالِ الناسِ فی الأَلفاظ: قال أَبو عمرو یقال هم سَواسِیَة إذا استَوَوْا فی اللُّؤْم و الخِسَّةِ و الشَّر؛ و أَنشد:
(2). قوله [تجانف عن خل إلخ] سیأتی فی هذه المادة إنشاده بلفظ: تجانف عن جو الیمامة ناقتی (3). قوله [أردّاً إلی قوله و قل اضطرابهما] هكذا هذه العبارة بحروفها فی الأصل، و وضع علیه بالهامش علامة وقفة
لسان العرب، ج‌14، ص: 409
و كیف تُرَجِّیها، و قد حال دُونَها سَواسِیَةٌ لا یغْفِرُونَ لها ذَنْبا؟ و أَنشد ابن بری لشاعر: سُودٌ سَوَاسِیَةٌ، كأَن أُنُوفَهُمْ بَعْرٌ یُنَظِّمُه الولیدُ بمَلْعَبِ و أَنشد أَیضاً لذی الرمة: لو لا بَنُو ذُهْلٍ لقَرَّبْتُ منكُم، إلی السَّوطِ، أَشْیاخاً سَواسِیَةً مُرْدا یقول لضربتكم و حلقت رؤُوسَكم و لِحاكم. قال الفراء: یقال هُمْ سَواسِیَةٌ و سَواسٍ و سُؤَاسِیَةٌ؛ قال كثیر: سَوَاسٍ، كأَسْنانِ الحِمارِ فما تَری، لِذی شَیبَةٍ مِنْهُمْ علی ناشِی‌ءٍ، فَضْلا و قال آخر: سَبَیْنا مِنْكُمُ سَبْعینَ خَوْداً سَوَاسٍ، لَمْ یُفَضَّ لها خِتامُ التهذیب: و من أَمثالِهم سَوَاسِیَة كأَسْنان الحِمارِ؛ و قال آخر: شَبابُهُمُ و شِیبُهُمُ سَواءٌ، سَواسِیَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ قال: و هذا مِثْلُ قولِهم‌فی الحدیث لا یزالُ الناسُ بخَیْرٍ ما تَبایَنوا، و فی روایة: ما تَفاضَلوا، فإذا تَسَاوَوْا هَلكوا، و أَصل هذا أَن الخَیْرَ فی النادِرِ من الناسِ، فإذا اسْتَوَی النَّاسُ فی الشَّرِّ و لم یكن فیهم ذُو خَیْرٍ كانوا من الهَلْكی؛ قال ابن الأَثیر: معناه أَنهم إنما یَتَسَاوَوْن إذا رَضُوا بالنَّقْصِ و تركوا التَّنافُس فی طَلب الفضائل و دَرْكِ المَعالی، قال: و قد یكون ذلك خاصّاً فی الجَهْل، و ذلك أَن الناسَ لا یَتساوَوْنَ فی العِلْمِ و إنما یَتساوَوْن إذا كانوا جُهّالًا، و قیل: أَراد ب التَّساوی التحزُّبَ و التفرُّقَ و أَن لا یجتمعوا فی إمامٍ و یَدَّعِیَ كلُّ واحدٍ منهم الحَقَّ لِنَفْسِه فَیَنْفَرِدَ برأْیِه. و قال الفراء: یقال هم سَوَاسِیَة یَسْتَوون فی الشرِّ، قال: و لا أَقول فی الخیرِ، و لیس له واحدٌ. و حكی عن أَبی القَمْقامِ سَواسِیَة، أَراد سَواء ثم قال سِیَة؛ و رُوِی عن أَبی عمرو بن العلاءِ أَنه قال: ما أَشدَّ ما هجا القائلُ و هو الفرزدق: سَواسِیَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ و ذلك أَن أَسنانَ الحمارِ مُسْتویة؛ و قال ذو الرمة: و أَمْثَلُ أَخْلاقِ إمْرِئِ القَیْسِ أَنَّها صِلابٌ، علی عَضِّ الهَوانِ، جُلودُها لَهُمْ مجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ، سَوَاسِیَةٌ أَحْرارُها و عَبِیدُها و یقال: أَلآمٌ سَوَاسِیَة و أَرْآدٌ سَوَاسِیَة. و یقال: هو لِئْمُه و رِئْدُهُ أَی مِثْلُه، و الجمعُ أَلآمٌ و أَرْآدٌ. و قوله عز و جل: سَوٰاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ؛ معناه أَنَّ الله یعلَم ما غابَ و ما شَهِدَ، و الظاهرَ فی الطُّرُقاتِ، و المُسْتَخْفِیَ فی الظُّلُماتِ، و الجاهِرَ فی نُطْقِه، و المُضْمِرَ فی نفْسِه، عَلِمَ الله بهم جمیعاً سواءً. و سواءٌ تطلُبُ اثْنَیْنَ، تقول: سَواءٌ زیدٌ و عمْروٌ فی معنی ذَوا سَواءٍ زیدٌ و عمروٌ، لأَن سواءً مصدرٌ فلا یجوز أَن یُرْفع ما بعْدها إلَّا علی الحَذْفِ، تقولُ عَدْلٌ زیدٌ و عمروٌ، و المعنی ذَوا عَدْلٍ زیدٌ و عمروٌ، لأَن المصادر لیست كأَسْماء الفاعلینَ و إنما یَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوصافُها؛ فأَما إذا رفعتها المصادر فهی علی الحذف كما قالت الخنساء:
لسان العرب، ج‌14، ص: 410
تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ، حتی إذا ادَّكَرَتْ، فإنَّما هِیَ إقْبالٌ و إدْبارُ أَی ذاتُ إقْبالٍ و إدْبار؛ هذا قول الزجاج، فأَمّا سیبویه فجَعلها الإِقبالَة و الإِدبارَة علی سَعةِ الكلام. و تَساوَتِ الأُمورُ و اسْتَوَتْ و سَاوَیْتُ بینهما أَی سَوَّیْتُ. و اسْتَوَی الشَّیْئَانِ و تَسَاوَیَا: تَماثَلا. و سَوَّیْتُه به و سَاوَیْتُ بینهما و سَوَّیْتُ و سَاوَیْتُ الشی‌ءَ و سَاوَیْتُ به و أَسْوَیْتُه به؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد اللحیانی للقنانی أَبی الحَجْناء: فإنَّ الذی یُسْویكَ، یَوْماً، بوِاحِدٍ مِنَ الناسِ، أَعْمی القَلْبِ أَعْمی بَصائرهْ اللیث: الاسْتِوَاءُ فِعْلٌ لازِمٌ من قولك سَوَّیْتُه فاسْتَوی. و قال أَبو الهیثم: العرب تقول اسْتَوَی الشی‌ءُ مع كذا و كذا و بكذا إلا قولَهم للغلامِ إذا تَمَّ شَبابُه قد اسْتَوَی. قال: و یقال اسْتَوَی الماءُ و الخَشَبةَ أَی مع الخَشَبةِ، الواوُ بمعنی مَعْ هاهنا. و قال اللیث: یقال فی البیع لا یُسَاوِی أَی لا یكون هذا مَعَ هذا الثَّمَنِ سیَّیْنِ. الفراء: یقال لا یُساوی الثوبُ و غیرُه كذا و كذا، و لَمْ یعْرفْ یَسْوَی؛ و قال اللیث: یَسْوَی نادرة، و لا یقال منه سَوِیَ و لا سَوی، كما أَنَّ نَكْراءَ جاءَت نادرةً و لا یقال لِذَكَرِها أَنْكَرُ، و یقولون نَكِرَ و لا یقولون یَنْكَرُ؛ قال الأَزهری: و قولُ الفراء صحیحٌ، و قولهم لا یَسْوَی أَحسِبُه لغةَ أَهلِ الحجاز، و قد رُوِیَ عن الشافعی: و أَما لا یُسْوی فلیس بعربی صحیح. و هذا لا یُساوِی هذا أَی لا یعادِلُه. و یقال: سَاوَیْتُ هذا بذاكَ إذا رَفَعْته حتی بلَغ قَدْره و مَبْلَغه. و قال الله عزَّ و جل: حَتّٰی إِذٰا سٰاویٰ بَیْنَ الصَّدَفَیْنِ؛ أَی سَوَّی بینهما حین رفَع السَّدَّ بینَهُما. و یقال: سَاوَی الشی‌ءُ الشی‌ءَ إذا عادَلَه. و ساوَیْتُ بینَ الشَّیْئَیْنِ إذا عَدَّلْتَ بینِهما و سَوَّیْت. و یقال: فلانٌ و فلان سَوَاءٌ أَی مُتَساویان، و قَوْمٌ سَوَاءٌ لأَنه مصدر لا یثَنی و لا یجمع. قال الله تعالی: لَیْسُوا سَوٰاءً؛ أَی لَیْسوا مُسْتَوینَ. الجوهری: و هما فی هذا الأَمرِ سَوَاءٌ، و إن شئتَ سَوَاءَانِ، و هم سَوَاءٌ للجمع، و هم أَسْوَاءٌ، و هم سَواسِیَةٌ أَی أَشباهٌ مثلُ یمانِیةٍ علی غیرِ قیاسٍ؛ قال الأَخفش: و وزنه فَعَلْفِلَةُ «4»، ذهَب عنها الحَرْفُ الثالث و أَصله الیاءُ، قال: فأَمَّا سَوَاسِیَة فإنَّ سواءً فَعالٌ و سِیَةٌ یجوز أَن یكون فِعَةً أَو فِعْلَةً «5»، إلا أَنَّ فِعَةً أَقیس لأَن أَكثر ما یُلْقونَ موضِعَ اللام، و انْقَلَبَتِ الواوُ فی سِیَة یاءً لكسرة ما قبلها لأَن أَصله سِوْیَة، و قال ابن بری: سَواسِیَةٌ جمعٌ لواحد لم یُنْطَقْ به، و هو سَوْساةٌ، قال: و وزنه فَعْلَلةٌ مثل مَوْماةٍ، و أَصلهُ سَوْسَوَة فَسَوَاسِیَةٌ علی هذا فَعالِلَةٌ كلمةٌ واحدة، و یدل علی صحة ذلك قولهم سَواسِوَة لغة فی سَواسِیَة، قال: و قول الأَخفش لیس بشی‌ءٍ؛ قال: و شاهِدُ تَثْنیة سواءٍ قولُ قیس ابن مُعاذ: أَیا رَبِّ، إنْ لم تَقْسِمِ الحُبَّ بَیْننا سَواءَیْنِ، فاجْعَلْنی علی حُبِّها جَلْدا و قال آخر: تَعالَیْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ و نَغْتَدی سَوَاءَیْنِ، و المَرْعی بأُمِّ دَرِینِ و یقال للأَرض المجدبة: أُمُّ دَرِینٍ. و إذا قلتَ
(4). قوله [فعلفلة] و هكذا فی الأصل و نسخة قدیمة من الصحاح و شرح القاموس، و فی نسخة من الصحاح المطبوع: فعافلة (5). قوله [و سیة یجوز أن یكون فعة أو فعلة] هكذا فی الأصل و نسخة الصحاح الخط و شرح القاموس أیضاً، و فی نسخة الصحاح المطبوعة: فعة أو فلة
لسان العرب، ج‌14، ص: 411
سَوَاءٌ علَیَّ احْتَجْتَ أَن تُتَرْجِم عنه بشَیْئَیْن، تقول: سَوَاءٌ سأَلْتَنی أَو سَكَتَّ عنِّی، و سَوَاءٌ أَ حَرَمْتَنی أَم أَعْطَیْتَنی؛ و إذا لحِقَ الرجلُ قِرْنَه فی عِلْم أَو شَجاعَةٍ قیل: سَاوَاهُ. و قال ابن بزُرْج: یقال لئنْ فَعَلْتَ ذلك و أَنا سِوَاكَ لیَأتِیَنَّكَ مِنِّی ما تَكْرَهُ؛ یرید و أَنا بأَرْضٍ سِوی أَرْضِكَ. و یقال: رجلٌ سَواءُ البَطْنِ إذا كان بَطْنُه مُسْتَوِیاً مع الصَّدْرِ، و رجلٌ سَوَاءُ القَدَمِ إذا لم یكن لها أَخْمَصٌ، ف سواءٌ فی هذا المَعنی بمعْنی المُسْتَوِی. و‌فی صِفَة النبیّ، صلی الله علیه و سلم: أَنه كان سَوَاءَ البَطْنِ و الصَّدْرِ؛ أَرادَ الواصِفُ أَنّ بَطْنَه كان غَیْرَ مُسْتَفِیضٍ فهو مُساوٍ لصَدْرِه، و أَنَّ صَدْرَه عَرِیضٌ فهو مُسَاوٍ لبَطْنِهِ، و هما مُتَسَاوِیَانِ لا ینْبُو أَحَدُهُما عن الآخرِ. و سَواءُ الشَّی‌ءِ: وسَطُه لاسْتِواءِ المسافةِ إلَیْه من الأَطْرافِ. و قوله عز و جل: إِذْ نُسَوِّیكُمْ بِرَبِّ الْعٰالَمِینَ؛ أَی نَعْدِلُكُمْ فنَجْعَلُكمْ سَواءً فی العِبادة. قال الجوهری: و السِّیُّ المِثْلُ؛ قال ابن بری: و أَصله سِوْیٌ؛ و قال: حدید النَّابِ لَیْسَ لكُمْ بِسِیٍّ و سَوَّیْتُ الشی‌ءَ فاسْتَوَی، و هُما علی سَوِیَّةٍ من هذا الأَمر أی علی سَواء. و قَسَمْت الشی‌ءَ بینَهُما بالسَّوِیَّة. و سِیَّانِ بمعنی سَواءٍ. یقال: هُما سِیَّانِ، و هُمْ أَسْوَاءٌ؛ قال: و قد یقال هُمْ سِیٌّ كما یقال هُمْ سَواءٌ؛ قال الشاعر: و هُمُ سِیٌّ، إذا ما نُسِبُوا، فی سَناء المَجْدِ مِنْ عَبْدِ مَنافْ و السِّیَّان: المِثْلان. قال ابن سیدة: و هما سَواءَانِ و سِیَّان مِثْلان، و الواحِدُ سِیٌّ؛ قال الحُطَیْئَة: فإیَّاكُمْ و حَیَّةَ بَطْنِ وادٍ هَمُوزَ النَّابِ، لیْسَ لَكُمْ بِسِیِّ یرید تَعظِیمه. و‌فی حدیث جُبَیْر بنِ مُطْعِمٍ: قال له النبیُّ، صلی الله علیه و سلم: إنَّما بنُو هاشِمٍ و بنو المُطّلِبِ سِیٌّ واحِدٌ؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه یحیی بنُ مَعِین أَی مِثْلٌ و سَواءٌ، قال: و‌الروایة المشهورة شَی‌ءٌ واحد، بالشین المعجمة. و قولهم: لا سِیَّما كلمة یُسْتَثْنی بها و هو سِیٌّ ضُمَّ إلیْه ما، و الإِسمُ الذی بعد ما لَكَ فیه وجهان: إنْ شِئْتَ جَعَلْتَ ما بمنزلة الذی و أَضْمَرْت ابْتِداءً و رَفَعْتَ الإِسمَ الذی تَذْكُرُه بخَبرِ الإِبْتداء، تقول: جاءَنی القَومُ و لا سیِّما أَخُوكَ أَی و لا سِیَّ الذی هو أَخُوك، و إن شِئْتَ جَرَرْتَ ما بعْدَه علی أَن تَجْعَل ما زائِدةً و تجُرَّ الإِسم بِسیٍّ لأَنَّ معنی سِیٍّ معنی مِثْلٍ؛ و یُنشدُ قولُ إمرئ القیس: أَلا رُبَّ یومٍ لكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ، و لا سِیَّما یومٍ [یومٌ بِدَارةِ جُلْجُلِ مجروراً و مرفوعاً، فمن رواه‌و لا سیَّمَا یومٍ … أَراد و ما مِثْلُ یومٍ و ما صِلةٌ، و من رواه یومٌ أَراد و لا سِیَّ الذی هو یوم. أَبو زید عن العرب: إنَّ فلاناً عالمٌ و لا سِیَّما أَخوه، قال: و ما صلَةٌ و نصبُ سِیَّما بِلا الجَحْدِ و ما زائدة، كأَنك قلت و لا سِیَّ یَوْمٍ، و تقول: اضربن القومَ و لا سِیَّما أَخیك أَی و لا مثْلَ ضَرْبةِ أَخیك، و إن قلت و لا سِیَّما أَخوك أَی و لا مِثْلَ الذی هو أَخوك، تجعل ما بمعنی الذی و تضمر هو و تجعله ابتداء و أَخوك خبره؛ قال سیبویه: قولهم لا سِیَّما زیدٍ أَی لا مثْلَ زید و ما لَغْوٌ، و قال: لا سِیَّما زیدٌ كقولك دَعْ ما زَیْدٌ كقوله تعالی: مَثَلًا مٰا بَعُوضَةً. و حكی اللحیانی: ما هو
لسان العرب، ج‌14، ص: 412
لكَ بسِیٍّ أَی بنظیر، و ما هُمْ لك بأَسْواءٍ، و كذلك المؤنث ما هیَ لكَ بِسِیٍّ، قال: یقولون لا سِیَّ لِمَا فُلانٌ [فُلانٍ و لا سِیَّكَ ما فُلانٌ و لا سِیَّ لمن فَعَل ذلك و لا سِیَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلك و ما هُنَّ لك بأَسْواءٍ؛ و قول أَبی ذؤیب: و كان سِیَّیْن أَن لا یَسْرَحُوا نَعَماً، أَو یَسْرَحُوه بها و اغْبَرَّتِ السُّوحُ معناه أَن لا یَسْرَحُوا نعَمَاً و أَن یَسْرَحُوه بها، لأَن سَواءً و سِیَّانِ لا یستعملان إلا بالواو فوضع أَبو ذؤیب أَو هاهنا موضع الواو؛ و مثله قول الآخر: فسِیَّان حَرْبٌ أَو تَبُوءَ بمثله، و قد یَقْبَلُ الضَّیمَ الذَّلیلُ المسَیَّرُ «1». أَی فَسِیَّانِ حربٌ و بَواؤكم بمثله، و إنما حمل أَبا ذؤیب علی أَن قال أَو یَسْرَحوه بها كراهیةُ الخَبْن فی مستفعلن، و لو قال و یَسْرَحُوه لكان الجزء مخبوناً. قال الأَخفش: قولهم إن فلاناً كریم و لا سِیّما إن أَتیته قاعداً، فإن ما هاهنا زائدة لا تكون من الأَصل، و حذف هنا الإِضمار و صار ما عوضاً منها كأَنه قال و لا مِثْله إن أَتیته قاعداً. ابن سیدة: مررت برجل سَواءٍ و العَدَمُ و سُویً [سِویً و العَدَمُ أَی وجوده و عدمه سَواءٌ. و حكی سیبویه: سَواء هو و العَدَمُ. و قالوا: هذا درهم سَواءً و سَوَاءٌ، النصب علی المصدر كأَنك قلت استواءً، و الرفع علی الصفة كأنك قلت مُسْتَوٍ. و فی التنزیل العزیز: فِی أَرْبَعَةِ أَیّٰامٍ سَوٰاءً لِلسّٰائِلِینَ، قال: و قد قرئ سَواءٍ علی الصفة. و السَّوِیَّةُ و السَّوَاءُ: العَدْل و النَّصَفة؛ قال تعالی: قُلْ یٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ تَعٰالَوْا إِلیٰ كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَیْنَنٰا وَ بَیْنَكُمْ؛ أَی عَدْلٍ؛ قال زهیر: أَرُونی خُطَّةً لا عَیْبَ فیها، یُسَوِّی بَیْننا فِیها السَّواءُ و قال تعالی: فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلیٰ سَوٰاءٍ؛ و أَنشد ابن بری للبراء بن عازب الضَّبّی: أَ تَسْأَلُنی السَّوِیَّة وسْطَ زَیْدٍ؟ أَلا إنَّ السَّوِیَّةَ أَنْ تُضامُوا و سَواءُ الشی‌ءِ و سِوَاهُ و سُوَاهُ؛ الأَخیرتان عن اللحیانی: وسطه؛ قال الله تعالی: فِی سَوٰاءِ الْجَحِیمِ؛ و قال حسان بن ثابت: یا ویْحَ أَصحابِ النَّبیِّ و رَهْطِهِ، بعَدَ المُغَیَّبِ فی سَواءِ المُلْحَدِ و‌فی حدیث أَبی بكرٍ و النسَّابةِ: أَمْكَنْتَ مِن سَواء الثُّغْرَة‌أَی وَسَطِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ. و منه‌حدیث ابن مسعود: یُوضَعُ الصِّراطُ علی سَواءِ جهنم.و‌فی حدیث قُسٍّ: فإذا أَنا بهَضْبةٍ فی تَسْوَائِها‌أَی فی الموضع المُستوی منها، و التاء زائدة للتَّفْعال. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: كان یقول حَبَّذا أَرضُ الكوفة أَرضٌ سَواءٌ سَهْلة‌أَی مُستویة. یقال: مكان سَواءٌ أَی مُتَوسِّطٌ بین المكانَین، و إن كسَرْت السینَ فهی الأَرض التی تُرابُها كالرَّملِ. و سَواءُ الشی‌ء: غیرُه؛ و أَنشد الجوهری للأَعشی: تَجانَفُ عن جَوِّ الیَمامةِ ناقتی، و ما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوَائِكا و‌فی الحدیث: سأَلْتُ رَبی أَن لا یُسَلِّطَ علی أُمَّتی عَدُوّاً مِن سَواءِ أَنفسِهم فیسْتَبِیحَ بیْضتَهم‌أَی من غیر أَهل دینهم؛ سَواءٌ، بالفتح و المدِّ: مثل سِوَی بالقصرِ و الكسرِ كالقِلا و القَلاء، و سُویً [سِویً فی معنی غیر. أَبو عبید: سُوی [سِوی الشی‌ءِ غیرُه كقولك رأَیتُ سُواكَ [سِواكَ، و أَما سیبویه فقال سِویً و سَواءٌ ظرفان،
(1). قوله [أو تبوء إلخ] هكذا فی الأصل، و انظر هل الروایة تبوء بالإفراد أو تبوءوا بالجمع لیوافق التفسیر بعده
لسان العرب، ج‌14، ص: 413
و إنما استعمل سَواءٌ اسماً فی الشعر كقوله: و لا یَنْطِقُ الفحشاءَ من كان منهمُ، إذا جَلَسُوا مِنَّا و لا مِنْ سَوائِنا و كقول الأَعشی: و ما عَدَلَتْ عن أَهلِها لِسَوَائِكا قال ابن بری: سواءٌ الممدودة التی بمعنی غیرٍ هی ظرْفُ مكان بمعنی بَدَلٍ؛ كقول الجعدی: لَوَی اللهُ علْمَ الغیبِ عَمَّنْ سَوَاءَهُ، و یَعْلَمُ منه ما مَضَی و تأَخَّرا و قال یزید بنُ الحَكَم: همُ البُحورُ و تَلْقی مَنْ سَوَاءَهُم، ممن یُسَوَّدُ، أثْماداً و أَوْشالا قال: و سِوَی من الظروف التی لیست بمُتَمَكِّنةٍ؛ قال الشاعر: سَقاكِ اللهُ یا سَلْمی سَقاكِ، و دارَكِ باللِّوَی دارَ الأَرَاكِ أَمَا و الرَّاقِصات بكلِّ فَجٍّ، و مَنْ صَلَّی بنَعْمانِ الأَراكِ لقد أَضْمَرْتُ حُبَّكِ فی فؤادی، و ما أَضْمَرْتُ حبّاً مِن سِواكِ أَطَعْتِ الآمِرِیك بقَطْع حَبْلِی، مُرِیهِمْ فی أَحِبَّتهم بذاكِ، فإنْ هُمْ طاوَعُوكِ فطاوِعِیهم، و إنْ عاصَوْكِ فاعْصِی مَنْ عَصاكِ ابن السكیت: سَواءٌ، ممدود، بمعنی وسَط. و حكی الأَصمعی عن عیسی بن عُمَر: انْقَطَع سَوَائِی أَی وَسَطی، قال: و سِویً و سُویً بمعنی غیرٍ كقولك سَواءٌ. قال الأَخفش: سِویً و سُویً إذا كان بمعنی غیرٍ أَو بمعنی العدلِ یكون فیه ثلاثُ لغاتٍ: إن ضمَمْتَ السین أَو كسَرْت قَصرْتَ فیهما جمیعاً، و إنْ فتحتَ مَددْتَ، تقول مكان سِویً و سُویً و سَواءٌ أَی عَدْلٌ و وَسَطٌ فیما بین الفریقین؛ قال موسی بن جابر: وجَدْنا أَبانا كان حَلَّ ببَلْدَةٍ سِویً بین قَیْسٍ، قَیْسِ عَیْلانَ، و الفِزْرِ و تقول: مررت برجُلٍ سِواكَ و سُواكَ و سَوائِكَ أَی غیرك. قال ابن بری: و لم یأْت سواءٌ مكسورَ السین ممدوداً إلا فی قولهم: هو فی سِوَاء رأْسِه و سِیِّ رأْسِه إذا كان فی نَعْمة و خِصْبٍ، قال: فیكون سِواءٌ علی هذا مصدَر ساوَی. قال ابن بری: و سِیٌّ بمعنی سَواءٍ، قال: و قولهم فلانٌ فی سِیِّ رأسِه و فی سَوَاء رأْسِه كلُّه من هذا الفصل، و ذكره الجوهری فی فصل سَیا و فسَّره فقال: قال الفراء یقال هو فی سِیِّ رأْسه و فی سَواء رأْسه إذا كان فی النَّعمة. قال أَبو عبید: و قد یفسرُ سِیّ رأْسه عَدَدَ شَعرَه من الخیر؛ قال ذو الرمة: كأَنه خاضِبٌ، بالسِّیِّ مَرْتَعُه، أَبو ثَلاثینَ أَمْسَی و هو مُنْقَلِبُ «2». و مكان سِویً و سُویً: مُعْلَمٌ. و قوله عز و جل: مكاناً سِویً، و سُویً؛ قال الفراء: و أَكثر كلام العرب بالفتح إذا كان فی معنی نَصَفٍ و عَدْلٍ فتَحوه و مَدُّوه، و الكسْرُ و الضمُّ معَ القَصْر عَرَبیّانِ، و قد قرئ بهما. قال اللیث: تصغیرُ سَواءٍ الممدودِ سُوَیٌّ. و قال أَبو إسحاق: مَكٰاناً سُویً و یُقْرَأُ بالضم، و معناه مَنْصَفاً أَی مكاناً یكون للنَّصَفِ فیما بینَنا و بینك، و قد جاء فی اللغة سَواءٌ بهذا المعنی،
(2). قوله [كأنه خاضب … إلخ] قال الصاغانی الروایة: أ ذاك أم خاضب … إلخ. یعنی أ ذاك الثور الذی وصفته یشبه ناقتی فی سرعتها أم ظلیم هذه صفته
لسان العرب، ج‌14، ص: 414
تقول هذا مكان سَواءٌ أَی متوسط بین المكانین، و لكن لم یُقْرَأْ إلا بالقَصْر سِویً و سُویً. و لا یُساوِی الثوبُ و غیرُه شیئاً و لا یقال یَسْوَی، قال ابن سیدة: هذا قول أَبی عبید، قال: و قد حكاه أَبو عبیدة. و استَوی الشی‌ءُ: اعْتَدَلَ، و الاسم السَّوَاءُ، یقال: سَوَاءٌ عَلیَّ قمتَ أَو قعدتَ. و اسْتَوَی الرجلُ: بلغ أَشُدَّه، و قیل: بلغ أَربعین سنة. و قوله عزَّ و جل: هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ؛ كما تقول: قد بلغَ الأَمیرُ من بلد كذا و كذا ثم اسْتَوَی إلی بلد كذا، معناه قَصَد بالاسْتِواء إلیه، و قیل: اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ صَعِدَ أَمره إلیها، و فسره ثعلب فقال: أَقْبَلَ إلیها، و قیل: اسْتَوْلی. الجوهری: اسْتَوَی إلی السماء أَی قَصَدَ، و اسْتَوی أَی اسْتَوْلی و ظَهَر؛ و قال: قَدِ اسْتَوی بِشْرٌ علی العِرَاق، من غَیرِ سَیْفٍ و دَمٍ مُهْراق الفراء: الاسْتِوَاء فی كلام العرب علی وجهین: أَحدهما أَن یَسْتَوِی الرجلُ و ینتهی شبابُه و قوَّته، أَو یَسْتَوِی عن اعوجاج، فهذان وجهان، و وجه ثالث أَن تقول: كان فلان مُقْبِلًا علی فلانة ثم استَوَی علیَّ و إلیَّ یُشاتِمُنی، علی معنی أَقبل إلیَّ و علیَّ، فهذا قوله عز و جل: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ*؛ قال الفراء: و‌قال ابن عباس ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ* صعِدَ، و هذا كقولك للرجل: كان قائماً فاسْتَوَی قاعداً، و كان قاعداً فاسْتَوَی قائماً، قال: و كلٌّ فی كلام العرب جائز. و قول ابن عباس: صَعِدَ إلی السماء أَی صعِد أَمره إلی السماء. و قال أَحمد بن یحیی فی قوله عز و جل: الرَّحْمٰنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَویٰ؛ قال الاسْتِوَاءُ الإِقبال علی الشی‌ء، و قال الأَخفش: اسْتَوَی أَی علا، تقول: استَوَیْتُ فوق الدابة و علی ظهر البیت أَی علَوْتُه. و اسْتَوَی علی ظهر دابته أَی استَقَرَّ. و قال الزجاج فی قوله تعالی: ثُمَّ اسْتَویٰ إِلَی السَّمٰاءِ*؛ عمَدَ و قصد إلی السماء، كما تقول: فَرغ الأَمیرُ من بلد كذا و كذا ثم اسْتَوَی إلی بلد كذا و كذا، معناه قصد بالاستواء إلیه. قال داود بنُ علیّ الأَصبهانی: كنت عند ابن الأَعرابی فأَتاه رجلٌ فقال: ما معنی قول الله عز و جل الرَّحْمٰنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَویٰ؟ فقال ابن الأَعرابی: هو علی عرشه كما أَخْبَرَ، فقال: یا أَبا عبدِ الله إنما معناه استَوْلی، فقال ابن الأَعرابی: ما یُدْرِیك؟ العرب لا تقول استَوْلی علی الشی‌ء حتی یكون له مُضادٌّ فأَیهما غَلَب فقد اسْتَوْلی؛ أَ ما سمعت قول النابغة: إلَّا لمِثْلِكَ، أَو مَن أَنت سابِقُه سبْقَ الجوادِ، إذا اسْتَوْلی علی الأَمَدِ و سئل مالك بن أَنس: اسْتَوَی كیف اسْتَوَی؟ فقال: الكیفُ غیر معقولٍ، و الاستِواءُ غیر مَجْهول، و الإِیمانُ به واجبٌ، و السؤالُ عنه بِدْعةٌ. و قوله عز و جل: وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَویٰ؛ قیل: إن معنی اسْتَویٰ هاهنا بلغ الأَربعین. قال أَبو منصور: و كلام العرب أَن المجتمِعَ من الرجالِ و المُسْتَوِی الذی تم شَبابُه، و ذلك إذا تمَّتْ ثمان و عشرونَ سنةً فیكون مجتمِعاً و مُسْتَوِیاً إلی أَن یَتِمَّ له ثلاثٌ و ثلاثون سنةً، ثم یدخل فی حدِّ الكهولةِ، و یحتمل أَن یكون بلوغُ الأَربعین غایةَ الاستِواء و كمالِ العقل. و مكانٌ سَوِیٌّ و سِیٌّ: مُسْتَوٍ. و أَرضٌ سِیٌّ: مسْتَوِیة؛ قال ذو الرمة: رَهاء بَساط الأَرضِ سِیّ مَخُوفة و السِّیُّ: المكان المُسْتَوِی؛ و قال آخر:
لسان العرب، ج‌14، ص: 415
بأَرض وَدْعانَ بِساطٌ سِیٌّ أَی سَواءٌ مستقیمٌ. و سَوَّی الشی‌ءَ و أَسْوَاهُ: جعلَه سَوِیّاً. و هذا المكان أَسْوَی هذه الأَمكنةِ أَی أَشدُّها اسْتِواءً، حكاه أَبو حنیفة. و أَرض سَواءٌ: مُسْتَویةٌ. و دارٌ سَواءٌ: مُسْتَویةُ المَرافِق. و ثوبٌ سَواءٌ: مسْتَوٍ عرضُه و طولُه و طبقاتُه، و لا یقال جملٌ سَوَاءٌ و لا حمارٌ سَوَاءٌ و لا رجلٌ سَوَاءٌ. و اسْتَوَتْ به الأَرضُ و تَسَوَّتْ و سُوِّیَتْ علیه، كلُّه: هَلك فیها. و قوله تعالی: لَوْ تُسَوّٰی بِهِمُ الْأَرْضُ؛ فسره ثعلب فقال: معناه یَصیرُون كالتراب، و قیل: لَوْ تُسَوّٰی بِهِمُ الْأَرْضُ أَی تَسْتَوی بهم؛ و قوله: طال علی رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ، و عَفا و اسْتَوَی به بَلَدُهْ «1». فسره ثعلب فقال: اسْتَوَی به بلدُه صار كلُّه حَدَباً، و هذا البیت مختلِفُ الوزنِ فالمِصراعُ الأَول من المنسرح «2». و الثانی من الخفیف. و رجلٌ سَوِیُّ الخَلْق و الأُنثی سَوِیَّةٌ أَی مُسْتَوٍ. و قد اسْتَوَی إذا كان خَلْقُه و ولدُه سواءً؛ قال ابن سیدة: هذا لفظ أَبی عبید، قال: و الصواب كان خَلْقُه و خَلْق ولده أَو كان هو و ولدُه. الفراء: أَسْوَی الرجلُ إذا كان خَلْق ولدِه سَوِیّاً و خَلْقُه أَیضاً، و اسْتَوَی من اعوِجاجٍ. و قوله تعالی: بَشَراً سَوِیًّا، و قال: ثَلٰاثَ لَیٰالٍ سَوِیًّا؛ قال الزجاج: لما قال زكریّا لربّه اجْعَلْ لِی آیَةً أَی علامَةً أَعلم بها وقوعَ ما بُشِّرْتُ به قال: آیَتُكَ أَلّٰا تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلٰاثَ لَیٰالٍ سَوِیًّا؛ أَی تُمْنَع الكلامَ و أَنت سَوِیٌّ لا أَخرسُ فتعلَم بذلك أَن الله قد وهبَ لك الوَلدَ، قال: و سَوِیًّا منصوبٌ علی الحالِ، قال: و أَما قوله تعالی: فَأَرْسَلْنٰا إِلَیْهٰا رُوحَنٰا فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِیًّا؛ یعنی جبریلَ تمثَّل لمرْیمَ و هی فی غُرْفةٍ مُغْلَقٍ بابُها علیها محجوبةٌ عن الخَلْقِ فتمثَّل لها فی صورة خَلْقِ بَشَرٍ سَویّ، فقالت له: إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا؛ قال أَبو الهیثم: السَّوِیُّ فَعیلٌ فی معنی مُفْتَعلٍ أَی مُسْتَوٍ، قال: و المُستَوِی التامُّ فی كلام العرب الذی قد بلغ الغایة فی شبابِه و تمامِ خَلْقِه و عقلِه. و اسْتَوَی الرجل إذا انتهی شَبابه، قال: و لا یقال فی شی‌ءٍ من الأَشیاء اسْتَوَی بنفسِه حتی یُضَمَّ إلی غیرِه فیقال: اسْتَوَی فلانٌ و فلانٌ، إلَّا فی معنی بلوغِ الرجل النهایةَ فیقال: اسْتَوَی، قال: و اجتمع مثلُه. و یقال: هما علی سَوِیَّةٍ من الأَمر أَی علی سَواءٍ أَی استِواءٍ. و السَّوِیَّة: قتَبٌ عجمیٌّ للبعیر، و الجمع السَّوَایَا. الفراء: السَّایَةُ فَعْلةٌ من التَّسْوِیَةِ. و قولُ الناسِ: ضَرَبَ لی سَایَةً أَی هیّأَ لی كلمةً سَوَّاها علیَّ لیَخْدَعَنی. و یقال: كیف أَمْسَیْتُم؟ فیقولون: مُسْؤُونَ، بالهمز، صالحون، و قیل لقوم: كیف أَصبحتم؟ قالوا: مُسْوِینَ صالحین. الجوهری: یقال كیف أَصبحتم فیقولون: مُسْؤُون صالحون أَی أَن أَولادَنا و مواشینا سویَّةٌ صالحة. قال ابن بری: قال ابن خالویه أَسْوَی نسی «3»، و أَسْوَی صلِعَ، و أَسْوَی بمعنی أَساءَ، و أَسْوَی استقام. و یقال: أَسْوَی القوم فی السَّقْی، و أَسْوَی الرجلُ أَحدث، و أَسْوَی خَزِیَ، و أَسْوَی فی المرأَة أَوعب، و أَسْوَی حرفاً من القرآن أَو آیةً أَسْقطَ.
(1). قوله [مهدد] هو هكذا فی الأصل و شرح القاموس (2). قوله [فالمصراع الأَول من المنسرح] أی بحسب ظاهره، و إلا فهو من الخفیف المخزوم بالزای بحرفین أول المصراع و هما طا و حینئذ فلا یكون مختلفاً (3). قوله [أسوی نسی إلی قوله أسوی القوم فی السقی] هذه العبارة هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 416
و‌روی عن أَبی عبد الرحمن السُّلَمیّ أَنه قال: ما رأَیت أَحداً أَقرأَ من علیّ، صلَّیْنا خَلْفَه فأَسْوَی بَرْزخاً ثم رجع إلیه فقرأَه، ثم عاد إلی الموضع الذی كان انتهی إلیه، قال الكسائی: أَسْوَی بمعنی أَسْقَط و أَغفَل. یقال: أَسْوَیْتُ الشی‌ءَ إذا تركتَه و أَغفَلْتَه؛ قال الجوهری: كذا حكاه أَبو عبید، و أَنا أُری أَن أَصل هذا الحرف مهموز، قال أَبو منصور: أُری‌قول أَبی عبد الرحمن فی علی، رضی الله عنه، أَسْوَی برزخاً‌بمعنی أَسقَط، أَصلُه من قولهم أَسْوَی إذا أَحدث و أَصلُه من السَّوْأَةِ، و هی الدُّبُر، فتُرِكَ الهمزُ فی الفعل؛ قال محمد بن المكرم: رحمَ الله الكسائیَّ فإنه ذكَرَ أَنَّ أَسْوَی بمعنی أَسْقَطَ و لم یَذْكُر لذلك أَصلًا و لا تَعْلیلًا، و لقد كان ینبغی لأَبی منصورٍ، سامَحَه الله، أَن یَقْتدِی بالكِسائی و لا یذكُرَ لهذه اللَّفْظَة أَصلًا و لا اشتِقاقاً، و لیس ذلك بأَوَّل هَفَواتِه و قلة مبالاته بنُطْقه، و قد تقدم فی ترجمة ع م ر ما یُقاربُ هذا، و قد أَجادَ ابنُ الأَثیر العبارة أَیضاً فی هذا فقال: الإِسْوَاءُ فی القراءَةِ و الحسابِ كالإِشْواءِ فی الرَّمْیِ أَی أَسْقَطَ و أَغْفَل، و البَرْزَخُ ما بین الشیئین؛ قال الهروی: و یجوز أَشْوَی، بالشین المعجمة، بمعنی أَسقط، و الروایة بالسین. و أَسْوَی إذا بَرِصَ، و أَسْوَی إذا عُوفیَ بعد عِلةٍ. و یقال: نَزَلْنا فی كَلإٍ سِیٍّ، و أَنْبط ماءً سِیّاً أَی كثیراً واسعاً. و قوله تعالی: بَلیٰ قٰادِرِینَ عَلیٰ أَنْ نُسَوِّیَ بَنٰانَهُ؛ قال أَی نَجْعَلَها مُسْتَوِیةً كخُفِّ البعیر و نحوه و نرفع منافعه بالأَصابع «1». و سَواءُ الجَبَلِ: ذرْوَتُه، و سَواءُ النهارِ: مُنْتَصَفُه، و لیلةُ السَّواء: لَیلةُ أَربعَ عَشْرَة، و قال الأَصمعی: لیلةُ السَّوَاءِ، ممدودٌ، لیلةُ ثلاثَ عشْرةَ و فیها یَسْتَوِی القمر، و هم فی هذا الأَمر علی سَوِیّةٍ أَی اسْتِواءٍ. و السَّوِیَّةُ: كِساء یُحْشَی بثُمامٍ أَو لِیفٍ أَو نحوِه ثم یُجعلُ علی ظهْرِ البعیرِ، و هو مِن مَراكبِ الإِماء و أَهلِ الحاجةِ، و قیل: السَّوِیَّةُ كِساءٌ یُحَوَّی حَوْلَ سَنام البعیرِ ثم یُرْكَبُ. الجوهری: السَّوِیَّةُ كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُمامٍ و نحوِه كالبَرْذَعة؛ و قال عبد الله بن عَنَمة الضَّبیّ، و الصَّحیحُ أَنه لسلام بن عویة الضَّبیّ: فازْجُرْ حِمارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِیَّتُهُ، إذاً یُرَدُّ و قَیْدُ العَیْرِ مَكْرُوبُ قال: و الجَمع سَوایَا، و كذلك الذی یُجْعَل علی ظهر الإِبِل إلا أَنه كالحَلْقَةِ لأَجل السنام، و یُسَمَّی الحَوِیَّةَ. و سِوَی الشَّی‌ءِ: قَصْدُه: و قَصَدْتُ سِوَی فُلانٍ أَی قَصَدْتُ قَصْدُه؛ و قال: و لأَصْرِفَنَّ، سِوَی حُذَیْفَة، مِدْحَتی، لِفَتی العَشِیِّ و فارِسِ الأَحْزابِ و قالوا: عَقْلُكَ سِواكَ أَی عَزَبَ عنكَ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد للحطیئة: لَنْ یَعْدَمُوا رابحاً من إرْثِ مَجْدِهِم، و لا یَبِیتُ سِوَاهُم حِلْمُهُم عَزَبَا و أَما قوله تعالی: فَقَدْ ضَلَّ سَوٰاءَ السَّبِیلِ*؛ فإنَّ سَلَمَة روی عن الفراءِ أَنه قال سَوٰاءَ السَّبِیلِ* قَصْدُ السَّبیلِ، و قد یكونُ سَواءٌ علی مذهبِ غیرٍ كقولك أَتَیْتُ سَواءَكَ، فَتَمُدُّ. و وقَع فلانٌ فی سِیِّ رأْسِه و سَوَاءِ رأْسِه أَی هو مَغْمُورٌ فی النِّعْمَةِ،
(1). قوله [و نرفع منافعه بالأَصابع] عبارة الخطیب: و قال ابن عباس و أكثر المفسرین عَلیٰ أَنْ نُسَوِّیَ بَنٰانَهُ أی نجعل أصابع یدیه و رجلیه شیئاً واحداً كخف البعیر فلا یمكنه أن یعمل بها شیئاً و لكنا فرقنا أصابعه حتی یعمل بها ما شاء
لسان العرب، ج‌14، ص: 417
و قیل: فی عددِ شَعْرِ رأْسِه، و قیل: معناه أَنَّ النِّعْمَةَ سَاوَتْ رأْسَه أَی كثُرَتْ علیه، و وقَعَ من النِّعمة فی سِواءِ رأْسِه، بكسر السین؛ عن الكسائی؛ قال ثعلب: و هو القیاس كأَنَّ النِّعمة ساوَتْ رأْسَه مُساواةً و سِواءً. و السِّیُّ: الفَلاةُ. ابن الأَعرابی: سَوَّی إذا اسْتَوَی، و سَوَّی إذا حَسُنَ. وَ سِوَی: موضع معروف. و السِّیُّ: موضع أَمْلَسُ بالبادِیة. و سایةُ: وادٍ عظیم به أَكثرُ من سبعین نهْراً تجری تَنْزِلُه مُزَیْنَةُ و سُلَیْمٌ. و سایةُ أَیضاً: وادی أَمَجٍ و أَهل أَمَجٍ خُزاعَة؛ و قولُ أَبی ذؤَیب یصف الحمارَ و الأُتُن: فافْتَنَّهُنَّ من السَّوَاء و ماؤهُ بَثْرٌ، و عانَدَهُ طریقٌ مَهْیَعُ قیل: السَّوَاء هاهنا موضعٌ بعَیْنِه، و قیل: السَّوَاءُ الأَكَمَة أَیَّةً كانت، و قیل: الحَرَّةُ، و قیل: رأْس الحَرَّةِ. و سُوَیَّةُ: امرأَةٌ؛ و قول خالد بن الولید: للهِ دَرُّ رافِعٍ أَنَّی اهْتَدَی، فَوَّزَ من قُراقِرٍ إلی سُوَی خِمْساً، إذا سارَ به الجِبْسُ بَكَی عِنْدَ الصَّباحِ یَحْمَدُ القَومُ السُّرَی، و تَنْجلی عَنهُم غَیَاباتُ الكَرَی قُراقِرٌ و سُویً: ماءَانِ؛ و أَنشد ابن بری لابن مفرّغ.فدَیْرُ سُویً فسَاتِیدَ فَبُصْرَی

سیا؛ ج14، ص: 417

: سِیَةُ القَوْسِ، طَرَفُ قابِها، و قیل: رأْسُها، و قیل: ما اعْوَجَّ من رأْسِها، و هو بعدَ الطَّائِفِ، و النَّسَبُ إلیه سِیَوِیٌّ. الأَصمعی: سِیةُ القَوْسِ ما عُطِفَ من طَرَفَیْها، و لها سِیَتَان، و فی السِّیَة الكُظْرُ و هو الفَرْضُ الذی فیه الوَتَرُ، و كان رؤبة ابن العجاج یهمز سِئَةَ القَوْسِ و سائرُ العَرب لا یهمِزونها، و الجمعَ سِیَاتٌ، و الهاء عوضٌ من الواو المحذوفةِ كعِدَةٍ، و‌فی الحدیث: و فی یدِه قَوْسٌ آخِذٌ بِسِیَتِها؛ و منه‌حدیث أَبی سفیان: فَانْثَنَتْ عَلَیَّ سِیَتَاها، یعنی سِیَتَیِ القَوْسِ. و السِّیةُ: عِرِّیسَةُ الأَسَد. و السَّایَةُ: الطریق؛ عن أَبی علی، و حكی: ضَرَب عَلَیه سَایَتَه، و هو ثِقَله علی ما جاءَ فی وَزْنِ آیةٍ. و السِّیُّ، غیرُ مهموزٍ بكسر السین: أَرض فی بلاد العَرَب مَعْروف؛ قال زهیر: بالسِّیِّ تَنُّومٌ و آءُ

فصل الشین المعجمة؛ ج14، ص: 417

شأی؛ ج14، ص: 417

: الشَّأْوُ: الطَّلَقُ و الشَّوْطُ. و الشَّأْوُ: الغَایةُ و الأَمَدُ، و‌فی الحدیث: فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِی شَأواً و أَسِیرُ شَأْواً؛ الشّأْوُ: الشَّوْطُ و المَدَی؛ و منه‌حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: قال لخالد بن صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَیْر و قد ذكَرَ سُنَّة العُمَرَیْن فقال تَرَكْتُمَا سُنَّتَهُما شَأْواً بَعیداً، و فی روایة: شَأْواً مُغَرَّباً و مُغَرِّباً، و المُغَرَّبُ و المُغَرِّبُ البَعِیدُ، و یرید بقوله تَرَكْتُما خالداً و ابْنَ الزُّبَیْر. و الشَّأْوُ: السَّبْقُ، شَأَوْتُ القَوْمَ شَأْواً: سَبَقْتُهم. و شَأَیْتُ القَوْمَ شَأْیاً: سبَقْتُهم؛ قال إمرؤ القیس: فَكانَ تَنادِینَا و عَقْدَ عِذَارِه، و قالَ صِحابی: قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ قال ابن بری: الواو هاهنا بمعنی مَعْ أَی مع عَقْدِ عذاره، فأَغْنَتْ عن الخَبَر علی حدِّ قولهم كُلُّ
لسان العرب، ج‌14، ص: 418
رجلٍ و ضَیْعَتَه؛ و أَنشد أَبو القاسم الزجاجی: شَأَتْكَ المَنازِلُ بالأَبْرَقِ دَوارِسَ كالوَحْیِ فی المُهْرَقِ أَی أَعْجَلَتْك من خَرابها إذ صارَتْ كالخَطِّ فی الصحیفة. و شَآنی الشی‌ءُ شَأْواً: أَعْجَبَنی، و قیل حزَنَنِی؛ قال الحَرِثُ بن خالد المخزومی: مَرَّ الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، و لَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ و قیل: شآنِی طَرَّبَنِی، و قیل: شاقَنِی؛ قال ساعدة: حتَّی شَآها كَلِیلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ؛ باتَتْ طِراباً، و باتَ اللَّیْل لَمْ یَنَمِ شَآها أَی شاقَها و طَرَّبَها بوزن شَعاها. الأَصمعی: شَآنِی الأَمْرُ مثلُ شَعانی، و شاءنی مثل شاعَنِی إذا حَزَنَك، و قد جاء الحَرِثُ بنُ خالد فی بیته باللغتین جمیعاً. و شُؤْتُه أَشُوءُهُ أَی أَعْجَبْتُه. و یقال: شُؤتُ به أَی أُعْجِبْتُ به. ابن سیدة: و شَآنی الشی‌ءُ شَأْیاً حَزَنَنی و شاقَنی؛ قال عَدِیُّ بن زید: لَمْ أُغَمِّضْ له و شَأْیی به مَّا، ذاكَ أَنِّی بصَوْبِهِ مَسْرورُ و یقال: عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَیْنِ أَی طَلَقاً أَو طَلَقَیْن. و شَآهُ یَشْآهُ شَأْواً إذا سَبَقَه. و یقال: تَشَاءَی ما بینهم بوزن تَشاعی أَی تَباعَدَ؛ قال ذو الرُّمَّة یمدح بِلالَ بنَ أَبی بُرْدَة: أَبوكَ تَلافی الدِّینَ و الناسَ بَعْدَ ما تَشاءَوْا، و بَیْتُ الدِّینِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ فشَدَّ إصارَ الدِّینِ، أَیّامَ أَذْرُحٍ، و رَدَّ حروباً قد لَقِحْنَ إلی عُقْرِ ابن سیدة: و شَاءَنِی الشی‌ءُ سبَقَنی. و شَاءَنی: حَزنَنی، مقْلوبٌ من شَآنِی، قال: و الدلیل علی أَنَّهُ مقلوبٌ منه أَنه لا مصدَرَ له، لم یقولوا شاءَنی شَوْءاً كما قالوا شَآنی شَأْواً، و أَما ابن الأَعرابی فقال: هما لغتان، لأَنه لم یكن نحوِیّاً فیَضْبِط مثلَ هذا؛ و قال الحَرِثُ بنُ خالد المخزومی فجاء بهما: مَرَّ الحُمولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، و لَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ تَحْتَ الخُدورِ، و ما لَهُنَّ بَشاشَةٌ، أُصُلًا، خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ یقول: مَرَّت الحُمول و هی الإِبل علیها النساءُ فما هَیَّجْنَ شَوْقَك، و كنتَ قبل ذلك یهیجُ وجْدُك بهِنَّ إذا عایَنْتَ الحُمولَ، و الأَظْعانُ: الهَوادِجُ و فیها النِّساءُ، و الأُصُلُ: جَمْعُ أَصیلٍ، و نَعْمانُ: مَوْضِعٌ معروفٌ، و البشاشة: السُّرورُ و الابْتِهاج؛ یرید أَنه لم یَبْتَهِجْ بهِنَّ إذ مَرَرن علیه لأَنه قد فارق شبابَه و عَزَفَتْ نفْسُه عن اللَّهْوِ فلم یَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ به، و قوله: و ما شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَی لم یُحرِّكْنَ مِن قَلْبِكَ أَدْنی شی‌ءٍ. و شُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً: سُرِرْتُ. و شَاءَنی الشی‌ءُ یَشُوءُنی و یَشِیئُنِی: شاقَنی، مَقْلوبٌ من شآنی؛ حكاه یعقوب؛ و أَنشد: لقد شاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوعَبوا أَراد: شآنا، و الدلیلُ علی أَنه مقلوبٌ أَنه لا مصدر له. و شاءاهُ علی فاعَلَه أَی سابقه. و شاءَه: مثل شآهُ علی القلبِ أَی سَبَقَه. و رجلٌ شیِّئانٌ بوزنِ شَیِّعان: بعیدُ النظرِ، و یُنْعَتُ به الفرس، و هو یحتمل أَن یكون مقلوباً من شَأَی الذی هو سبق لأَن نظره یَسْبِقُ نَظَر غیره، و یحتمل أَن یكون من مادَّةٍ علی حِیالِها كشاءنی الذی هو سَرَّنی؛ قال العجاج:
لسان العرب، ج‌14، ص: 419
مُخْتَتِیاً لِشَیِّئانٍ مِرْجَمِ و شی‌ءٌ مُتَشَاءٍ: مختلِفٌ؛ و قوله أَنشده ثعلب: لَعَمْری لقد أَبْقَتْ وقیعةُ راهِطٍ، لِمَرْوانَ، صَدْعاً بَیِّناً مُتَشائِیا قال ابن سیدة: لم یُفَسِّره. و اشْتَأَی: اسْتَمَع. أَبو عبید: اشْتأَیْتُ اسْتَمَعْت؛ و أَنشد للشماخ: و حُرَّتَیْنِ هِجانٍ لیس بَیْنَهُما، إذا هُما اشْتأَتا للسمع، تَهْمیلُ «2». و اشْتَأَی: اسْتَمَع، و قال المُفَضَّل: سَبَقَ. ابن الأَعرابی: الشَّأَی الفسادُ مثلُ الثَّأَی، قال: و الشَّأَی التَّفْریقُ. یقال: تَشاءَی القَوْمُ إذا تَفَرَّقوا. التهذیب فی هذه الترجمة أَیضاً: و من أَمثالهم شرٌّ ما أَشاءَكَ إلی مُخَّةِ عُرْقوبٍ، و شَرٌّ ما أَجاءَكَ أَی أَلجَأَكَ. و قد أُشِئْتُ إلی فُلانٍ و أُجِئْتُ إلیه أَی أُلْجِئْتُ إلیه. اللیث: المَشِیئَة مصدرُ شاءَ یَشاءُ مَشیئَةً: و شَأْوُ الناقةِ: بَعْرُها، و السین أَعلی. اللیث: شَأْوُ الناقةِ زِمامُها و شَأْوُها بَعْرُها؛ قال الشماخ یصف عَیْراً و أَتانه: إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوی لَهُ مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَیْنِ أَفْلَجُ و قال الأَصمعی: أَصْلُ الشَّأْوِ زَبیلٌ من تُرابٍ یُخْرَجُ مِنَ البِئْر، و یقال للزَّبیلِ المِشْآة، فَشَبَّه ما یُلْقیهِ الحِمارُ و الأَتانُ من رَوْثِهِما به؛ و قال الشماخ فی الشأْوِ بمعنی الزِّمام: ما إن یَزالُ لها شَأْوٌ یُقَوِّمُها، مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ، مَجْدولُ و یقال للرجل إذا تَرَكَ الشی‌ءَ و نَأَی عنه: ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً [مُغَرِّباً، و هَیْهاتَ ذلك شَأْوٌ مُغَرَّبٌ [مُغَرِّبٌ؛ قال الكمیت: أَ عَهْدَكَ من أُولی الشَّبیبَةِ تَطْلُبُ علی دُبُرٍ، هَیْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ و قال المازنی فی قوله: یُصْبِحْنَ، بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْریدِ، شَوائِیاً للسَّائِقِ الغِرِّیدِ التجرید: المتجرد الماضی، و الشَّوَائِی: الشَّوائِقُ، و قول الحرث بن خالد: فِما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً أَی ما شُقْنَكَ و لقد نَراك و أَنتَ تَشْتاق إلَیْهِن فقد كَبِرْتَ و صِرْتَ لا یَشُقْنَك إذا مَرَرْنَ. و الشَّأْوُ: ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ. و شَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً: نَقَّیْتُها و أَخْرَجْت تُرابَها، و اسمُ ذلك التراب الشَّأْوُ أَیضاً. و حكی اللحیانی: شَأَوْتُ البِئْرَ أَخْرَجْت منها شَأْواً أو شَأْوَیْن من تراب. و المِشْآةُ: الشی‌ءُ الذی تُخْرِجهُ به، و قال غیره: المِشْآةُ الزَّبیلُ یُخرَجُ به تُراب البئر، و هو علی وزن المِشْعاةِ، و الجَمْع المَشائی؛ قال: لو لا الإِلَهُ ما سَكنَّا خَضَّما، و لا ظَلِلْنا بالمَشَائِی قُیَّما و قُیَّمٌ: جمع قائمٍ مثل صُیَّمٍ، قال: و قیاسه قُوَّم و صُوَّم. و شَأَوْتُ من البئر إذا نزَعْتَ منها التُّراب. اللحیانی: إنه لَبَعیدُ الشَّأْوِ أی الهِمَّة، و المعْرُوفُ السین.

شبا؛ ج14، ص: 419

: شَباةُ كُلِّ شی‌ءٍ: حدُّ طَرَفِهِ، و قیل حَدُّهُ. و حَدُّ كلِّ شی‌ءٍ شَباتهُ، و الجمْعُ شَبَواتٌ و شَباً. و شَبا النَّعْلِ: جانِبا أَسَلَتِها. و الشَّبا: البَرَدُ؛
(2). قوله [تهمیل] هكذا فی نسخة بیدنا غیر معول علیها، و فی شرح القاموس: تسهیل
لسان العرب، ج‌14، ص: 420
قال الطرِمّاح: لیلَة هاجَتْ جُمادِیَّة، ذات صِرٍّ جِرْبیاء البَشامْ «1». ورْدَة أَدْلَجَ صِنَّبْرُها، تحتَ شَفَّانِ شَباً ذی سِجامْ ورَدة حَمْراء أَی السَّنة الشدیدة، و الشَّبَا: البَرَدُ، و سِجام: مَطر. و‌فی حدیث وائِل بنِ حُجْرٍ: أَنه كتب لأَقْیالِ شَبْوَةَ بما كان لهم فیها من مِلْكٍ؛ شَبْوَةُ: اسمُ الناحِیةِ التی كانوا بها من الیَمَن و حَضْرَمَوتَ، و فیه: فما فَلُّوا له شَباةً؛ الشَّباةُ: طَرَفُ السَّیْفِ و حَدُّه، و جَمْعُها شَباً. و الشَّباةُ: العَقْرَبُ حین تَلِدُها أُمُّها، و قیل: هی العَقربُ الصَّفْراءُ، و جمعها شَبَوات. قال أَبو منصور: و النَّحْوِیُّون یقولون شَبْوَةُ العَقْرَبُ، مَعْرِفَةٌ لا تنصرف و لا تدخلها الأَلف و اللام، و قیل: شَبْوَةُ هی العَقْرَبُ ما كانتْ، غیرُ مُجْراةٍ؛ قال: قدْ جَعَلتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ، تَكْسُو اسْتَها لحْماً و تَقْشَعِرُّ و یروی: … و تَقْمَطِرُّ؛ یقول: إذا لدَغَتْ صار اسْتُها فی لَحْم الناسِ فذلك اللحْم كِسوَةٌ لها. ثعلب عن ابن الأَعرابی: من أَسماءِ العَقْرَبِ الشَّوْشَبُ و الفِرْضِخُ و تَمْرَة «2»، لا تَنْصَرفُ؛ قال: و شَباةُ العَقْرب إبْرَتُها. و الشَّبْوُ: الأَذی. و جاریةٌ شَبْوَةٌ: جریئة كثیرة الحركة فاحشةٌ. و أَشْبی الرجلُ: وُلِدَ لهُ ولدٌ كَیِّسٌ ذَكِیٌّ؛ قال ابن هرْمَة: هُمُو نبَتُوا فَرْعاً بكُلِّ شَرارَةٍ حَرامٍ، فأَشْبَی فَرْعُها و أُرُومُها و رجلٌ مُشْبیً إذا وُلِدَ له وَلدٌ ذكِیٌّ؛ قال ابن سیدة: كذلك رواه ابن الأَعرابی مُشْبیً علی صیغة المفعول، و رَدَّ ذلك ثعلب فقال: إنما هو مُشْبٍ، قال: و هو القیاس و المعلوم. الیزیدی: المُشْبی الذی یُولد له وَلدٌ ذكیٌّ، و قد أَشْبی؛ و أَنشد شمِر قول ذی الإِصْبَع العَدَوانی: و هُمْ إنْ وَلَدُوا أَشْبَوْا بِسِرِّ الحسَبِ المَحْضِ قال: و أَشْبی إذا جاءَ بوَلدٍ مثل شَبا الحدِید. ابن الأَعرابی: رجلٌ مُشْبٍ وَلَد الكِرام. و المُشْبی: المُشْفِقُ، و هو المُشْبِلُ. و أَشْبَی فُلاناً وَلدُه أَی أَشْبَهُوه؛ و أَنشد ابن بری لعِمْرانَ بنِ حَطَّانَ یصف رجلًا من الخوارِج و أَنَّ أُمَّه قد أَنْجَبَتْ بولادَته: قد أَنْجَبَتْهُ و أَشْبَتْه و أَعْجَبَها، لو كان یُعجِبُها الإِنجابُ و الحَبَلُ قال أَبو عمرو: الإِشْباءُ الإِعْطاء؛ و أَنشد للقشیری: إنَّ الطرِمَّاحَ الذی دَرْبَیْتِ دَحاكِ، حَتَّی انْصَعْتِ قدْ أَمْنَیْتِ فكُلَّ خَیْرٍ أَنْتِ قد أَشْبَیْتِ، تُوبی منَ الخِطْءِ فَقَدْ أَشْصَیْتِ و قال ثعلب: أَشْبَی أَشْفَقَ؛ و أَنشد لرؤبة: یُشْبی علیَّ و الكَرِیمُ یُشْبِی و امرأَة مُشْبِیَةٌ علی ولدِها: كمُشْبِلة. و المُشْبَی: المُكْرَمُ؛ عن ابن الأَعرابی. و الإِشْبَاءُ: الدفْعُ.
(1). قوله [البشام] هكذا فی الأَصل المعتمد بیدنا هنا، و فی مادة ج م د من اللسان: النسام، و فی التهذیب فی مادة ج م د: السنام (2). قوله [و تمرة] هكذا فی الأَصل و التهذیب
لسان العرب، ج‌14، ص: 421
و أَشْبَیْتُ الرجلَ: رفعْتُه و أَكْرَمْتُه. و أَشْبَتِ الشَّجَرة: ارْتَفَعت. و یقال: أَشْبَی زیدٌ عمراً إذا أَلْقاه فی بئرٍ أَو فیما یَكْرَهُ؛ و أَنشد: إعْلَوَّطا عمْراً لیُشْبِیاهُ، فی كلِّ سُوءٍ، و یُدَرْبِیاهُ الفراء: شَبا وجهُه إذا أَضاء بعد تَغَیُّرٍ. و أَشْبَی الرجلُ: «1». طال و التَفَّ من النَّعْمَة و الغُضُوضَةِ. و الشَّبَا: الطُّحْلُب، یمانیة. و شَبْوَة: موضعٌ؛ قال بشر بن أَبی خازم: أَلا ظَعَنَ الخَلِیطُ غَداةَ رِیعُوا بشَبْوَةَ، و المَطِیُّ بها خُضُوعُ و الشَّبَا: وادٍ من أَوْدیة المدینة فیه عینٌ لبنی جعفر بن إبراهیمَ من بنی جعفرِ بنِ أَبی طالبٍ، رضوانُ الله علیهم.

شتا؛ ج14، ص: 421

: ابن السكیت: السَّنة عند العرب اسمٌ لاثْنَی عشَر شهراً؛ ثم قسموا السَّنة فجعلوها نصفین: ستة أَشهر و ستة أَشهر، فبدؤوا بأَوَّل السنة أَول الشتاء لأَنه ذكَرٌ و الصیف أُنثی، ثم جعلوا الشتاء نصفین: فالشَّتَویُّ أَوَّله و الربیع آخره، فصار الشَّتْویُّ ثلاثة أشهر و الربیع ثلاثة أَشهر، و جعلوا الصیف ثلاثة أشهر و القَیْظ ثلاثة أَشهر، فذلك اثنا عشر شهراً. غیره: الشتاء معروف أَحد أَرباعِ السنة، و هی الشَّتْوة، و قیل: الشِّتاءُ جمع شَتْوةٍ. قال الجوهری: و جمعُ الشِّتاء أَشْتِیة. قال ابن بری: الشِّتاءُ اسمٌ مفرد لا جمعٌ بمنزلة الصیف لأَنه أَحد الفصول الأَربعة، و یدلُّك علی ذلك قولُ أَهلِ اللغة أَشْتَیْنَا دخَلْنا فی الشِّتاء، و أَصَفْنا دخَلْنا فی الصیف، و أَما الشَّتْوةَ فإنما هی مصدر شَتَا بالمكان شَتْواً و شَتْوةً للمرة الواحدة، كما تقولُ: صافَ بالمكان صَیْفاً و صَیْفةً واحدةً، و النسبة إلی الشتَاء شَتْویٌّ، علی غیر قیاس. و فی الصحاح: النسبة إلیها شَتْویٌّ و شَتَویٌّ مثل خَرْفیٍّ و خَرَفِیٍّ؛ قال ابن سیدة: و قد یجوز أَن یكونوا نسَبوا إلی الشَّتْوَة و رَفضوا النَّسب إلی الشِّتاء، و هو المَشْتَی و المَشْتاةُ، و قد شَتا الشِّتاءُ یَشْتُو، و یومٌ شاتٍ مثلُ یومٍ صائف، و غداةٌ شاتیةٌ كذلك. و أَشْتَوْا: دَخلوا فی الشِّتاء، فإن أَقامُوهُ فی موضع قیل: شَتَوْا؛ قال طَرَفة: حیْثُما قاظُوا بنَجْدٍ، و شَتَوْا عند ذاتِ الطَّلْحِ من ثِنْیَی وُقُرْ و تَشَتَّی المكانَ: أَقامَ به فی الشَّتْوةِ. تقول العرب: من قاظَ الشَّرَفَ و تَرَبَّعَ الحَزْنَ و تَشَتَّی الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرْعی. و یقال: شَتَوْنا الصَّمّانَ أَی أَقَمْنا بها فی الشِّتاء. و تَشَتَّیْنا الصَّمّان أَی رَعَیْناها فی الشِّتاء. و هذه مَشاتِینا و مَصایِفُنا و مَرابِعُنا أَی منَازِلُنا فی الشِّتاء و الصَّیْف و الرَّبیعِ. و شَتَوْتُ بموضِع كذا و تَشَتَّیْتُ: أَقمتُ به الشِّتاءَ. و هذا الذی یُشَتِّینی أَی یَكْفِینی لِشِتائی؛ و قال یصف بَتّاً له: مَنْ یَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّی، مُقَیِّظٌ مُصَیِّفٌ مُشَتِّی، تَخِذْتُه مِن نَعَجاتٍ سِتِّ و حكی أَبو زید: تَشَتَّیْنا من الشِّتاء كتَصیَّفْنا من الصَّیفِ. و المُشْتِی، بتخفیف التاء، من الإِبل: المُرْبِعُ، و الفَصیلُ شَتْوِیٌّ و شَتَوِیٌّ و شَتِیٌّ؛ عن ابن الأَعرابی. و فی الصحاح: الشَّتِیُّ علی فعیل، و الشَّتَوِیُّ مطَر الشتاء، و الشَّتِیُّ مطَرُ الشتاءِ، و فی التهذیب: المَطَر الذی یقع فی الشِّتاء؛ قال النَّمِرُ بن توْلَبٍ
(1). قوله [و أَشْبَی الرجل] هكذا فی الأَصل، و فی المحكم: و أَشْبَی الشجر
لسان العرب، ج‌14، ص: 422
یصف روضة: عَزَبَتْ و باكَرَها الشَّتِیُّ بدِیمَةٍ وَطْفاءَ، تَمْلَؤُها إلی أَصْبارِها قال ابن بری: و الشَّتْوِیُّ منسوبٌ إلی الشَّتْوَةِ؛ قال ذو الرمة: كأَنَّ النَّدی الشَّتْوِیَّ یَرْفَضُّ ماؤُهُ علی أَشْنَبِ الأَنْیابِ، مُتَّسِقِ الثَّغْرِ و عامَلَه مُشَاتَاةً: من الشِّتاءِ. غیرهُ: و عامَله مُشاتاةً و شِتاءً، و شِتاءً هاهنا منصوبٌ علی المصدر لا علی الظَّرْف. و شَتا القومُ یَشْتُون: أَجْدَبوا فی الشِّتاءِ خاصَّة، قال: تَمَنَّی ابنُ كُوزٍ، و السَّفاهَةُ كاسْمِها، لیَنْكِحَ فِینا، إنْ شَتَوْنا، لَیالِیا قال أَبو منصور: و العربُ تسمِّی القَحْطَ شِتاءً لأَنَّ المَجاعاتِ أَكثرُ ما تُصِیبهُم فی الشِّتاء البارِدِ؛ و قال الحُطَیْئة و جعل الشتاءَ قَحْطاً: إذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ، تَجَنَّبَ جارَ بَیْتِهِمُ الشِّتاءُ أَراد بالشتاءِ المَجاعَةَ. و‌فی حدیث أُمِّ معبد حینَ قَصَّتْ أَمْرَ النبی، صلی الله علیه و سلم، مارّاً بها قالت: و الناسُ مُرْمِلُون مُشْتُون؛ المُشْتِی: الذی أصابتْهُ المَجاعَة، و الأَصلُ فی المُشْتِی الداخلُ فی الشِّتاء كالمُرْبِعِ و المُصْیِفِ الداخِل فی الرَّبِیعِ و الصیَّفِ، و العربُ تجعلُ الشِّتاءَ مَجاعةً لأَن الناسَ یلْتَزِمونَ فیه البُیوتَ و لا یَخرُجون للانْتِجاعِ، و أَرادتْ أُمُّ معبد أَن الناسَ كانوا فی أَزْمةٍ و مجاعة و قِلَّةِ لَبَنٍ. قال ابن الأَثیر: و الروایة المشهورة مُسْنِتِینَ، بالسین المهملة و النون قبل التاء، و هو مذكور فی موضعه. و یقال: أَشْتَی القومُ فهم مُشْتُونَ إذا أَصابَتْهُم مَجاعةٌ. ابن الأَعرابی: الشَّتا المَوْضِعُ الخَشِنُ. و الشَّثا، بالثاء: صَدْرُ الوادی. ابن بری: قال أَبو عمرو الشَّتْیَانُ جماعة الجَرادِ و الخَیل و الرُّكْبانِ؛ و أَنشد لعنترة الطائی: و خَیْلٍ كشَتْیَانِ الجَرادِ، وزَعْتُها بطَعْنٍ علی اللَّبّاتِ ذی نَفَحانِ

شثا؛ ج14، ص: 422

: ابن الأَعرابی: الشَّثا، بالثاء، صَدرُ الوادی.

شجا؛ ج14، ص: 422

: الشَّجْوُ: الهَمُّ و الحُزْنُ، و قد شَجانی یَشْجُونی شَجْواً إذا حَزَنَه، و أَشْجَانی، و قیل: شَجَانِی طَرَّبَنی و هَیَّجَنی. التهذیب: شَجَانِی تَذَكُّرُ إلفِی أَی طَرَّبَنی و هَیَّجَنی. و شَجَاهُ الغِناءُ إذا هَیَّجَ أَحزانَه و شَوَّقَه. اللیث: شَجَاهُ الهَمُّ، و فی لغة أَشْجَاهُ؛ و أَنشد: إنِّی أَتانی خَبَرٌ فأَشْجانْ، أَنَّ الغُواةَ قَتَلُوا ابنَ عَفّانْ و یقال: بَكَی شَجْوَه، و دَعَت الحَمامةُ شَجْوَها. و أَشْجانی: حَزَنَنی و أَغْضَبنی. و أَشْجَیْتُ الرجُلَ: أوْقَعْتهُ فی حَزَنٍ. و‌فی حدیث عائشة تصِفُ أَباها، رضی الله عنهما، قالت: شَجِیُّ النشِیجِ؛ الشَّجْوُ: الحُزْنُ، و النَّشِیجُ: الصَّوتُ الذی یترَدَّدُ فی الحَلْقِ. و أَشْجاهُ: حَزَنَه. الجوهری: أَشْجاهُ یُشْجِیهِ إشْجاءً إذا أَغَصَّه «1»، تقول منهما جمیعاً: شَجِیَ، بالكسر. و أَشْجَاكَ قِرْنُك: قَهَركَ و غَلَبَك حتی شَجِیتَ به شَجاً؛ و مثله أَشْجَانِی العُودُ فی الحَلْقِ حتی شَجِیتُ به شَجاً، و أَشْجَاهُ العَظْمُ إذا اعْتَرَض فی حَلْقهِ. و الشَّجَا: ما اعْتَرَض فی حَلْقِ الإِنسانِ و الدابَّةِ من عَظْمٍ أَو عُودٍ أَو
(1). قوله [أغصه] هكذا فی الأَصل، و فی المحكم: أغضبه
لسان العرب، ج‌14، ص: 423
غیرهما؛ و أَنشد: و یَرَانی كالشَّجا فی حَلْقِهِ، عَسِراً مَخْرَجُه ما یُنْتَزَعْ و قد شَجِیَ به، بالكسر، یَشْجی شَجاً؛ قال المُسَیَّب بن زید مَناةَ: لا تُنْكِرُوا القَتْلَ، و قد سُبِینا، فی حَلْقِكم عَظْمٌ، و قد شَجِینا أَراد فی حُلُوقِكم؛ و قول عدیِّ بن الرقاع: فإذا تَجَلْجَلَ فی الفُؤادِ خَیالُها، شَرِقَ الجُفُونُ بعَبْرَةٍ تَشْجاها یجوز أَن یكون أَراد تَشْجَی بها فحذَفَ و عَدَّی، و یجوز أَن یكون عَدَّی تَشْجَی نفْسَها دونَ واسِطةٍ، و الأَوَّل أَعْرَف. و أَشْجَیْتُ فلاناً عنِّی: إمّا غریمٌ، و إما رجُلٌ سأَلك فأَعْطَیتَه شیئاً أَرْضَیْتَه به فذَهب فقد أَشْجَیْتَه. و یقال للغَرِیمِ: شَجِیَ عنِّی یَشْجَی أی ذَهَب. و أَشْجَاه الشی‌ءُ: أَغصَّه. و رجلٌ شَجٍ أَی حزین، و امرأَةٌ شَجِیَةٌ، علی فَعِلَةٍ، و رجلٌ شجٍ. و فی مثَلٍ للعرب: ویلٌ للشَّجِی من الخَلِی، و قد تُشدد یاءُ الشَّجی فیما حكاه صاحب العین، قال ابن سیدة: و الأَول أَعرف. الجوهری: قال المبرد یاءُ الخَلیِّ مشددةٌ و یاءُ الشَّجی مخففة، قال: و قد شدِّد فی الشعر؛ و أَنشد: نامَ الخَلِیُّون عن لیلِ الشَّجِیِّینا، شَأْنُ السُّلاةِ سِوی شأْنِ المُحِبِّینا قال: فإن جعَلْت الشَّجیَّ فعیلًا من شَجاهُ الحُزنُ فهو مَشْجُوٌّ و شَجِیٌّ، بالتشدید لا غیر، قال: و النسبة إلی شَجٍ شَجَوِیٌّ، بفتح الجیم كما فُتِحت میم نَمِرٍ، فانقلبت الیاء أَلفاً ثم قلبتَها واواً، قال ابن بری: قال أَبو جعفر أَحمد بن عبید المعروف بأَبی عَصیدَة الصواب ویلُ الشَّجِیِّ من الخَلیِّ، بتشدید الیاء، و أَما الشَّجِی، بالتخفیف، فهو الذی أَصابَه الشَّجا و هو الغَصَصُ، و أَما الحزینُ فهو الشَّجِیُّ، بتشدید الیاء، قال: و لو كان المثلُ ویلُ الشَّجِی بتخفیف الیاء لكان ینْبغی أن یقال من المُسِیغِ، لأَن الإِساغَة ضدُّ الشَّجا كما أَن الفَرح ضدُّ الحُزنِ، قال: و قد رواه بعضهم ویلُ الشَّجی من الخَلی، و هو غلط ممن رواه، و صوابه الشَّجیّ، بتشدید الیاء؛ و علیه قول أَبی الأَسود الدؤَلی: ویلُ الشَّجیِّ من الخَلیِّ، فإنه نَصِبُ الفُؤاد لشَجْوهِ مَغْمُومُ قال: و منه قول أَبی دواد: مَن لعَینٍ بدَمْعِها مَوْلِیَّهْ، و لنَفْسٍ مما عناها شَجِیَّهْ قال ابن بری: فإذا ثبت هذا من جهة السماع وجب أَن یُنْظَر توْجِیهُه من جهة القیاس، قال: و وجهه أَن یكون المفعولَ من شَجَوْتُه أَشْجُوه، فهو مَشْجُوٌّ و شَجیٌّ، كما تقول جرَحْته فهو مَجْروحٌ و جریحٌ، و أَما شَجٍ، بالتخفیف، فهو اسمُ الفاعل من شَجِیَ یَشْجی، فهو شَجٍ؛ قال أَبو زید: الشَّجِی المشغول و الخَلی الفارِغُ. ابن السكیت: الشَّجِی، مقصور، و الخَلیُّ ممدود؛ التهذیب: هو الذی شَجِیَ بعَظْمٍ غَصَّ به حلْقه. یقال: شَجِیَ یَشْجَی شَجاً فهو شَجٍ كما تری، و كذلك الذی شَجِیَ بالهمِّ فلم یَجِدْ مخرجاً منه و الذی شَجِیَ بقِرْنهِ فلم یُقاوِمْه، و كلُّ ذلك مقصور. قال الأَزهری: و هذا هو الكلام الفصیح فإن تجامَلَ إنسانٌ و مدَّ الشَّجِیَّ فله مخارجُ من جهة العربیة تُسَوِّغُ له مذْهَبَه، و هو أَن تجعلَ الشَّجِیَّ بمعنی المَشْجُوِّ فعیلًا من شَجَاه یَشْجُوه،
لسان العرب، ج‌14، ص: 424
و الوجه الثانی أَن العرب تمدُّ فَعِلًا بیاءٍ فتقول فلان قَمِنٌ لكذا و قَمِین لكذا، و سَمِجٌ و سَمِیجٌ، و فلان كرٍ و كرِیٌّ للنائم؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: متی تَبِتْ ببَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ، تترُكْ به مثلَ الكَرِیِّ المُنجَدِلْ و قال المتنخل: و ما إن صوتُ نائحَةٍ شَجِیُّ فشدَّ الیاءَ، و الكلام صوتٌ شَجٍ، و الوجه الثالث أَن العرب توازِنُ اللفظ باللفظ ازْدِواجاً، كقولهم إنی لآتیه بالغَدایا و العَشایا، و إنما تُجْمَع الغَداةُ غَدَواتٍ فقالوا غَدایا لازْدِواجهِ بالعَشایا، و یقال له ما ساءَه و ناءَهُ، و الأَصل أَناءَه، و كذلك وازَنُوا الشَّجِیَّ بالخَلیِّ، و قیل: معنی قولهم ویلٌ للشَّجِیّ من الخَلیّ ویل للمهموم من الفارِغِ، قال: و شَجِیَ إذا غصَّ. أَبو العباس فی الفصیح عن الأَصمعی: ویلٌ للشَّجِیّ من الخَلیِّ، بتثقیل الیاء فیهما؛ و أَنشد: ویلُ الشَّجِیّ من الخَلیّ، فإنه نَصِبُ الفُؤاد، بحُزْنهِ مَهْمومُ و الشَّجْوُ: الحاجة. و مَفازَةٌ شَجْوَاءُ: صعبَةُ المَسْلَكِ مَهْمَةٌ. أَبو عمرو بن العلاء: جَمَّشَ فتیً من العرب حَضَرِیَّةً فتَشَاجَتْ علیه، فقال لها: و اللهِ ما لكِ مُلأَةُ الحُسْنِ و لا عَمودهُ و لا بُرْنُسهُ فما هذا الامتِناعُ؟ قال: مُلأَتُه بیاضهُ، و عَمودهُ طُولُه، و بُرْنُسهُ شَعَرَهُ، تشاجَت أَی تَمنَّعَت و تحازَنَت، فقالت: وا حَزَنا حینَ یَتَعَرَّضُ جِلْفٌ لِمثلی قال عمرو بن بحر: قلت لابن دَبُوقاءَ أَیُّ شی‌ءٍ أَولُ التَّشَاجِی؟ قال: التَّباهُرُ و القَرْمَطة فی المشی. قال: و توصف مِشْیة المرأَة بمِشْیة القَطاةِ لتَقارُب الخَطْوة؛ قال: یَتَمَشَّیْنَ كما تَمْشی قَطاً، أَو بَقَرات و الشَّجَوْجَی: الطویلُ الظَّهْرِ القصیرُ الرِّجْلِ، و قیل: هو المُفْرِطُ الطولِ الضَّخْمُ العِظامِ، و قیل: هو الطویلُ التامُّ، و قیل: هو الطویلُ الرِّجْلَینِ مثلُ الخَجَوْجی، و فی المحكم: یُمَدُّ و یُقْصَر. و فَرَسٌ شَجَوْجیً ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و كل شَجَوْجیً قُصَّ أَسفلُ ذَیْلِهِ، فشَمَّرَ عن نَهْدٍ مَراكِلُه عَبْل و ریحٌ شَجَوْجیً و شَجَوْجاةٌ: دائمةُ الهُبوب. و الشَّجَوْجَی: العَقْعَق، و الأُنثی شَجَوْجَاةٌ. و‌فی حدیث الحجاج: أَن رُفْقَةً ماتَتْ ب الشَّجِی؛ هو بكسر الجیم و سكون الیاء مَنزِلٌ فی طریق مكة، شَرَّفها الله تعالی.

شحا؛ ج14، ص: 424

: شَحا فاهُ یَشْحُوه و یَشْحَاه شَحْواً: فتَحه. و شَحا فُوهُ یَشْحُو: انفَتَحَ، یَتعدَّی و لا یتَعدَّی. ابن الأَعرابی: شَحا فاهُ و شَحا فُوهُ و أَشْحَی فاهُ و شَحَّی فُوه، و لا یقال أَشْحی فُوهُ. و یقال: شَحا فاهُ یَشْحاهُ شَحْیاً فتَحه، و هو بالواو أَعرف. و اللجامُ یَشْحَی فمَ الفرس شَحْیاً؛ و أَنشد: كأَن فاها، و اللِّجامُ شاحِیهْ، جَنْبا غَبِیطٍ سَلِسٍ نَواحِیهْ و جاءت الخیلُ شَوَاحِیَ و شَاحِیَاتٍ: فاتِحاتٍ أَفواهَها. و شَحا الرجلُ یَشْحُو شَحْواً: باعَد ما بینَ خُطاهُ. و الشَّحْوةُ: الخَطْوةُ. و یقال للفرس إذا كان واسِعَ الذَّرْعِ: إنه لرَغِیب الشَّحْوةِ. و‌فی حدیث علی، علیه السلام، ذكرَ فِتْنةً فقال لعمّارٍ: و اللهِ لتَشْحُوَنَّ فیها شَحْواً لا یُدْرِكُك الرجلُ السریعُ؛ الشَّحْوُ: سَعَةُ الخَطْوِ، یرید
لسان العرب، ج‌14، ص: 425
بذلك تَسْعی فیها و تتَقَدَّم؛ و منه‌حدیث كعب یصف فتنة قال: و یَكونُ فیها فَتیً من قُرَیْشٍ یَشْحُو فیها شَحْواً كَثیراً‌أَی یُمْعِنُ فیها و یتَوسَّعُ. و یقال: ناقةٌ شَحْوی أَی واسِعَةُ الخَطْو؛ و منه: أَنه كان للنبی، صلی الله علیه و سلم، فرس یقال لها الشَّحَاءُ‌كذا رُوی بالمدِّ و فُسِّرَ بالواسِعِ الخَطْوَة. و فرسٌ رَغِیبُ الشَّحْوَةِ كثیرُ الأَخْذِ من الأَرض بخَطْوِه و فرسٌ بعیدُ الشَّحْوةِ أَی بعِیدُ الخَطْو. و جاءَنا شَاحِیاً أَی فی غیر حاجة، و شَاحِیاً خاطِیاً من الخَطْوة. و بئْرٌ واسِعة الشَّحْوَة و ضَیِّقَتُها أَی الفَمِ. و تَشَحَّی الرجلُ فی السَّوْمِ: اسْتامَ بسِلْعَته و تَباعَدَ عن الحقِّ. أَبو سعید: تَشَحَّی فلان علی فلان إذا بَسَط لسانَهُ فیه، و أَصله التَّوَسُّع فی كلِّ شی‌ءٍ. و شَحَاةُ: ماءٌ، و كذلك شَحا؛ قال: ساقی شَحا یمیلُ مَیْلَ السَّكْرانْ و قد قیل: إنما هو وَشْحی، فاحتاج الشاعر فغَیَّره. الأَزهری: الفراء شَحا ماءَةٌ لبعض العرب، یُكْتَب بالیاء و إن شئتَ بالأَلف، لأَنه یقال شَحَوْت و شحَیْت و لا تُجْرِیها، تقول هذه شَحی، فاعلم. قال ابن الأَعرابی: سَجا، بالسین و الجیم، اسم بئرٍ، قال: و ماءَةٌ أُخری یقال لها وَشْحی، بفتح الواو و تسكین الشین؛ قال الراجز: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحی قَلِیباً سُكَّا و قال ابن بری: شَحی اسم بئرٍ؛ و أَنشد: ساقی شَحی یَمیل مَیْلَ المَخْمُورْ قال: و هذا قول الفراء، قال: و قال ابن جنی سُمیت شَحی لأَنها كفَمٍ مَشْحُوٍّ، قال ابن بری: و أَما ابن الأَعرابی فقال: هی سَجا بالسین و الجیم، قال: و هو الصحیح، و قول الفراء غلط. و أَشْحی: اسم موضع؛ قال معن بن أَوس: قعْرِیَّة أَكَلَتْ أَشْحَی، و مَدْفَعُه أَكْنافُ أَشْحی، و لم تُعْقَلْ بأَقْیادِ «2».

شخا؛ ج14، ص: 425

: ابن الأَعرابی: الخَشا الزرع الأَسْودُ من البَرْد، قال: و الشَّخا السَّبَخةُ، و الله أَعلم.

شدا؛ ج14، ص: 425

: الشَّدْوُ: كلُّ شی‌ءٍ قلیلٍ من كثیرٍ. شَدا من العِلْمِ و الغِناءِ و غیرهما شیئاً شَدْواً: أَحْسَنَ منه طَرَفاً، و شَدا بصوته شَدْواً: مَدَّه بغِناءٍ أَو غیره. و شدَوْتُ الإِبِل شَدْواً: سُقْتُها. ابن الأَعرابی: الشَّادِی المُغَنِّی، و الشَّادِی الذی تعَلَّم شیئاً من العِلْم و الأَدَبِ و الغِناءِ و نحوِ ذلك أَی أَخَذ طَرَفاً منه، كأَنه ساقه و جَمَعَه. و شَدَوْتُ إذا أَنْشَدْتَ بیتاً أَو بیتین تمُدُّ بهما صوتَك كالغِناءِ. و یقال للمغنِّی الشَّادِی. و قد شَدا شِعْراً أَو غِناءً إذا غَنَّی أَو ترَنَّم به. و یقال: شَدَوْتُ منه بعضَ المعرفة إذا لم تعرفه معرفة جیِّدة؛ قال الأَخطل: فهُنَّ یَشْدُونَ مِنِّی بعضَ مَعْرِفةٍ، و هُنَّ بالوَصْلِ لا بُخْلٌ و لا جُودُ عَهِدْنَه شابّاً حَسَناً ثم رأَیْنَه بعد كِبَرهِ فأَنكَرْنَ معرفته. قال أَبو منصور: و أَصل هذا من الشَّدا و هو البقیَّة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: فلو كانَ فی لیْلی شَداً منْ خُصُومَةٍ أَی بَقیَّةٌ؛ قال أَبو بكر: الشدا حَدُّ كلِّ شی‌ءٍ یكتَبُ بالأَلف، قال: و الشَّدا من الأَذی؛ و أَنشد: فلو كان فی لَیْلی شَداً من خُصومَةٍ، لَلَوَّیْتُ أَعْناقَ المَطِیِّ المَلاوِیا
(2). قوله [قعریة إلخ] هكذا فی الأَصل و المحكم
لسان العرب، ج‌14، ص: 426
و قال: المَلاوی جمعُ مَلْویً، قال: و هو مصدر، أَنشده الفراء شَذا، بالذالِ، و أَنشده غیره بالدال، و أَكثر الناس علی أَنه بالدال، و هو الحَدُّ، و أَورده ابن بری بالدال شاهداً علی قوله الشَّدا طَرَفٌ من الشی‌ءِ، قال: و منه قولُ المجْنُون، و قال ابن خالَوَیْه: الشَّدا البقیةُ، و أَنشد هذا البیت. ابن الأَعرابی: شَدا إذا قَوِیَ فی بَدَنهِ، و شَدا إذا أَبْقی بقیةً، و شدا تعلَّم شیئاً من خصومةٍ أَو عِلْمٍ. و یقال للمریض إذا أَشْفی علی الموتِ: لم یَبق منه إلَّا شَداً؛ قال مصبح بن منظورٍ الأَسَدی: و لو أَنَّ لَیْلی أَرْسَلَتْ، بشفاعةٍ، من الودِّ شیئاً، لم نَجِدْ ما نَزِیدُها و ما تَسْتَزید الآن منْ حَجْمِ أَعْظُمٍ، و نَفْسٍ شَداً لمْ یَبْقَ إلَّا شَدِیدُها و شدَوْتُ الرجلَ فلاناً: شَبَّهْته إیِّاه. و الشَّدا: بَقِیَّةُ الشی‌ءِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و ارْتَحَلَ الشیبُ شَداً كالفَلِّ و الشَّدا أَیضاً: الشی‌ءُ القلِیلُ، و المْعْنَیان مُقْتَرِبان. و شَدَوَانُ: موضع؛ قال: فَلَیْتَ لنا، من ماءِ زَمْزَم، شَرْبةً مُبَرَّدَةً باتَتْ علی شَدَوَانِ

شذا؛ ج14، ص: 426

: شَذا كلِّ شی‌ءٍ: حَدُّه. و الشَّذاةُ: الحِدَّةُ، و جمعها شَذَواتٌ و شَذاً. التهذیب فی ترجمة شَدا بالدال المهملة قال: قال أَبو بكر الشَّدا حَدُّ كلِّ شی‌ء، یكتب بالأَلف. قال: و الشَّذا من الأَذی؛ و أَنشد: فلوْ كان فی لیْلی شَذاً من خُصومَةٍ، للوَّیْتُ أَعْناقَ المطِیِّ المَلاویا و أَنشده الفراء شَداً، بالدال، و أَنشده غیره شَذاً، بالذال المعجمة، و أَكثر الناس علی الدال، و هو الحدُّ؛ قال ابن بری: و منه قول أَوس: أَقولُ فأَمَّا المُنْكَراتِ فأَتَّقی، و أَمَّا الشَّذا، عَنِّی، المُلِمَّ فأَشْذِبُ و قال أَسماء بن خارجة: یا ضَلَّ سَعْیُكَ ما صَنَعْتَ بما جَمَّعْتَ من شُبّ إلی دُبّ؟ فاعْمِدْ إلی أَهْلِ الوَقِیر، فَما یَخْشی شَذَاك مُقَرْقَمُ الإِزْبِ و ضَرِمَ شَذَاهُ: اشتَدَّ جُوعُه، یقال ذلك للجائِعِ؛ قال الطرِمَّاح: یَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاهُ، شَجٍ لخُصومَة الذِّئْبِ الشَّنُونِ و الشَّذا، مقصورٌ: الأَذی و الشرُّ. و الشَّذَاةُ: ذُبابٌ، و قیل: ذبابٌ أَزْرقُ عظیمٌ یقع علی الدواب فیُؤْذِیها، و الجَمع شَذاً، مقصور، و قیل: هو ذُبابٌ یعضّ الإِبلَ، و قیل: الشَّذا ذُبابُ الكلْب، و قیل: كل ذُبابٍ شَذاً؛ و أَنشد ابن بری لیزید بن الحكم یصف قداحاً: یقیها الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً، و تارةً یُقَلِّبها فی كفِّه و یَذوقُ یقول: لا یترك الذباب یسقُطُ علیها؛ و قال آخر: عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ من الشَّذا قال: و قد یقع هذا الذُّبابُ علی البعیر، الواحدة شَذَاةٌ. و أَشْذَی الرجلُ: آذی، و منه قیل للرجل: آذیْتَ و أَشْذیْتَ. ابن الأَعرابی: شَذا إذا آذی، و شَذا إذا تطیَّبَ بالشَّذْوِ و هو المِسْكُ، و یقال:
لسان العرب، ج‌14، ص: 427
هو رائحة المسك. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: أَوْصَیْتُهم بما یجب علیهم من كفِّ الأَذی و صرف الشَّذَا؛ هو بالقصر الشَّرُّ و الأَذی. و كل شی‌ءٍ یُؤْذی فهو شَذاً؛ و أَنشد: حَكَّ الجِمال جُنوبَهنَّ من الشَّذَا و یقال: إنی لأَخشی شَذَاة فلان أَی شَرَّه. و قال اللیث: شَذَاتهُ شدَّتهُ و جَرْأَته. و الشَّذَاةُ: بقیة القوَّة و الشِّدَّة؛ قال الراجز: فاطِمَ رُدِّی لی شَذاً من نَفْسی، و ما صَریمُ الأَمر مثلُ اللَّبْسِ و الشَّذا: كِسَر العود الصغار، منه. و الشَّذَا: كِسَر العود الذی یُتَطیَّب به. و الشَّذَا: شِدَّةُ ذكاءِ الریح الطَّیِّبة، و قیل: شِدَّة ذكاءِ الریح؛ قال ابن الإِطْنابة: إذا ما مَشَتْ نادی بما فی ثِیابها ذكیُّ الشَّذا، و المَنْدَلیُّ المُطَیَّرُ قال ابن بری: و یقال البیتُ للعُجَیر السَّلولی، و یروی: إذا اتَّكأَتْ … قال: و قال ابن ولَّاد الشَّذا المِسك فی بیت العُجَیر. و الشَّذا: المِسْك؛ عن ابن جنی، و هو الشَّذْوُ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: إن لك الفَضلَ علی صُحْبَتی، و المِسكُ قد یَسْتَصحِبُ الرَّامِكا حتی یظلَّ الشَّذْوُ، من لوْنهِ، أَسْودَ مَضْنوناً به حالِكا و قال الأَصمعی: الشَّذا من الطیب یكتَبُ بالأَلف؛ و أَنشد: ذكیُّ الشَّذا و المندلیُّ المطیَّرُ قال: و قال أَبو عمرو بن العلاء الشَّذْوُ لونُ المِسك؛ و أَنشد: حتی یظلَّ الشَّذْوُ من لونهِ قال ابن بری: و الشِّذْیُ، بكسر الشین، لونُ المسك؛ عن أَبی عمرو و عیسی بن عمر؛ و أَنشد: حتی یظلَّ الشِّذْیُ من لوْنهِ قال: و ذكره ابن ولَّادٍ بفتح الشین و غُلِّط فیه، و صحح ابن حمزة كسر الشین. و الشَّذَا: الجرب. و الشَّذَاةُ: القطْعة من الملحِ، و الجمع شَذاً. و الشَّذَا: شجرٌ ینبُت بالسَّراةِ یُتَّخذ منه المَساوِیك و له صمغٌ. و الشَّذا: ضربٌ من السُّفن؛ عن الزجاجی، الواحدة شَذَاةٌ؛ قال أَبو منصور: هذا معروف و لكنه لیس بعربی. قال ابن بری: الشَّذَاةُ ضرْبٌ من السُّفُن، و الجمع شَذَواتٌ.

شری؛ ج14، ص: 427

: شَری الشی‌ءَ یَشْرِیه شِریً و شِرَاءً و اشْتَرَاه سَواءٌ، و شَرَاهُ و اشْتَرَاهُ: باعَه. قال الله تعالی: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ، و قال تعالی: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرٰاهِمَ مَعْدُودَةٍ؛ أَی باعوه. و قوله عز و جل: أُولٰئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلٰالَةَ بِالْهُدیٰ*؛ قال أَبو إسحاق: لیس هنا شِراءٌ و لا بیعٌ و لكن رغَبتُهم فیه بتَمَسُّكِهم به كرَغْبة المُشْتری بماله ما یَرغَبُ فیه، و العرب تقول لكل من تَرك شیئاً و تمسَّكَ بغیره قد اشْتراهُ. الجوهری فی قوله تعالی: اشْتَرَوُا الضَّلٰالَةَ*؛ أَصلُه اشْتَرَیُوا فاسْتُثقِلت الضمة علی الیاء فحذفت، فاجتمع ساكنان الیاء و الواو، فحذفت الیاء و حُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها ساكن؛ قال ابن بری: الصحیح فی تعلیله أَن الیاء لما تحركت فی اشْتَرَیُوا و انفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنین، قال: و یجمَع الشِّرَی علی أَشْرِیَةٍ، و هو شاذّ، لأَن فِعَلًا لا یجمع علی أَفعِلَة. قال ابن بری: یجوز أَن یكون أَشْرِیَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِیة فی جمع قَفاً لأَن منهم من
لسان العرب، ج‌14، ص: 428
یمُدُّه. و شاراهُ مُشاراةً و شِراءً: بایَعه، و قیل: شاراه من الشِّراءِ و البیع جمیعاً و علی هذا وجَّه بعضهم مَدَّ الشِّراءِ. أَبو زید: شَرَیْتُ بعْتُ، و شَرَیتُ أَی اشْتَرَیْتُ. قال الله عز و جل: وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به أَنفسَهم، و للعرب فی شَرَوْا و اشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن یكون شَرَوا باعُوا، و اشْتَرَوا ابْتاعوا، و ربما جعلُوهما بمَعنی باعوا. الجوهری: الشِّرَاءُ یمَدُّ و یُقْصَر. شَرَیْتُ الشی‌ءَ أَشْرِیه شِرَاءً إذا بعْتَه و إذا اشْتَرَیْتَه أَیضاً، و هو من الأَضداد؛ قال ابن بری: شاهد الشِّرَاء بالمدّ قولهم فی المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها و لا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: و شاهِدُ شَرَیتُ بمعنی بعتُ قول یزید بن مُفَرِّغ: شَرَیْتُ بُرْداً، و لو لا ما تكَنَّفَنی من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا و قال أَیضاً: و شَرَیْتُ بُرْداً لَیتَنی، من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ و‌فی حدیث الزبیر قال لابْنهِ عبد الله: و اللهِ لا أَشْرِی عَملی بشی‌ءٍ و للدُّنیا أَهوَنُ علیّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْرِی أَی لا أَبیعُ. و شَرْوی الشی‌ء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الیاء لأَن الشی‌ءَ إنما یُشْری بمثلهِ و لكنها قُلِبَت یاءً كما قُلِبت فی تَقْوَی و نحوها. أَبو سعید: یقال هذا شَرْوَاه و شَرِیُّه أَی مِثْلُه؛ و أَنشد: و تَرَی هالِكاً یَقُول: أَ لا تبصر فی مالِكٍ لهذا شَرِیَّا؟ و كان شُرَیْحٌ یُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَاهُ أَی مِثْلَ الثَّوبِ الذی أَخَذه و أَهْلَكَه؛ و منه‌حدیث علی، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْوَاها من الغنم‌أَی مِثْلَها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، فی الصدقة: فلا یأْخذ إلَّا تلك السِّنَّ مِن شَرْوَی إبلِه أَو قیمةَ عَدْلٍ‌أَی من مِثْلِ إبلهِ. و‌فی حدیث شریح: قَضَی فی رجلٍ نَزَع فی قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْوَاها.و‌فی حدیث النخعی فی الرجلِ یبیعُ الرجلَ و یشترط الخَلاصَ قال: له الشَّرْوَی‌أَی المِثْلُ. و‌فی حدیث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده رجلًا سَرِیّاً رَكِبَ شَرِیّاً و أَخذَ خَطِّیّاً و أَراحَ علیَّ نَعَماً ثَریّاً؛ قال أَبو عبید: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِیّاً أَی فرساً یَسْتَشْرِی فی سیرهِ أَی یَلِجُّ و یَمْضِی و یَجِدُّ فیه بلا فُتورٍ و لا انكسارٍ، و من هذا یقال للرجل إذا لَجَّ فی الأَمر: قد شَریَ فیه و اسْتَشْری؛ قال أَبو عبید: معناه جادُّ الجَرْی. یقال: شَرِیَ الرجلُ فی غَضَبِهِ و اسْتَشْرَی و أَجَدَّ أَی جَدَّ. و قال ابن السكیت: رَكِبَ شَرِیّاً أی فرَساً خِیاراً فائقاً. و شَرَی المالِ و شَرَاتُه: خیارهُ. و الشَّرَی بمنزلة الشَّوَی: و هما رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد. و أَشْرَاءُ الحَرَمِ: نواحِیه، و الواحِد شَریً، مقصور. و شَرَی الفُراتِ: ناحیتهُ؛ قال القطامی: لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ یومَ وصَلْتَنی بِشَرَی الفُراتِ، و بَعْدَ یَوْمِ الجَوْسَقِ و‌فی حدیث ابن المسیب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْرَاءَ الحَرَمِ‌أَی نواحیَه و جَوانِبَه، الواحدُ شَریً. و شَرِیَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ. و یقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحریكها رأْسَها فی عَدْوِها: قد شَرِیَ زمامُها یَشْرَی شَریً إذا كثُر اضطرابهُ. و شَرِیَ الشرُّ بینهم شَریً: اسْتَطارَ. و شَرِیَ
لسان العرب، ج‌14، ص: 429
البرق، بالكسر، شَریً: لَمَع و تتابَع لمَعانُه، و قیل: اسْتَطارَ و تَفَرَّق فی وجه الغَیْمِ؛ قال: أَ صاحِ تَرَی البَرْقَ لَمْ یغْتَمِضْ، یَمُوتُ فُواقاً، و یَشْرَی فُواقَا و كذلك اسْتَشْرَی؛ و منه یقال للرجلِ إذا تمَادَی فی غَیِّهِ و فسادِه: شَرِیَ یَشْرَی شَریً. و اسْتَشْرَی فُلانٌ فی الشَّرِّ إذا لَجَّ فیه. و المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، یقال: هو یُشَارِی فلاناً أی یُلاجُّه. و‌فی حدیث عائشة فی صفة أَبیها، رضی الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَی فی دِینه‌أی لَجَّ و تَمادَی و جَدَّ و قَوِیَ و اهْتَمَّ به، و قیل: هو مِنْ شَرِیَ البرقُ و اسْتَشْرَی إذا تتابَع لمَعانهُ. و یقال: شَرِیَتْ عینُه بالدَّمْعِ إذا لَجَّت و تابَعَت الهَمَلان. و شَرِیَ فلانٌ غَضَباً، و شَرِیَ الرجل شَریً و اسْتَشْرَی: غَضِبَ و لَجَّ فی الأَمْرِ؛ و أَنشد ابن بری لابن أَحمر: باتَتْ عَلَیه لیلةٌ عَرْشِیَّةٌ شَرِیَت، و باتَ عَلی نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِیَتْ: لَجَّتْ، و عَرْشِیَّةٌ: منسوبة إلی عَرْشِ السِّماكِ، و مُتَهَدِّم: مُتهافِت لا یَتماسك. و الشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا و لَجُّوا، و أَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز و جل: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ، أَی یَبِیعُها و یبذُلُها فی الجهاد و ثَمَنُها الجنة، و قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ اشْتَریٰ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ؛ و لذلك قال قَطَرِیُّ بن الفُجاءَة و هو خارجیٌّ: رأَتْ فِئةً باعُوا الإِلهَ نفوسَهُم بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، و نَعِیمِ التهذیب: الشُّرَاةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُرَاةً لأَنهم أرادوا أنهم باعُوا أَنفسهم لله، و قیل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَیْنا أَنفسنا فی طاعةِ الله أَی بعناها بالجنة حین فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة، و الواحد شارٍ، و یقال منه: تَشَرَّی الرجلُ. و‌فی حدیث ابن عمر: أنه جمع بَنِیهِ حین أَشْرَی أَهلُ المدینةِ مع ابنِ الزُّبَیْر و خَلَعُوا بَیْعَةَ یزیدَ‌أَی صاروا كالشُّراةِ فی فِعْلِهم، و هُم الخَوارجُ، و خُروجِهم عن طاعةِ الإِمامِ؛ قال: و إنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم شَرَوْا دُنْیاهم بالآخرَة أَی باعُوها. و شَرَی نفسَه شِریً إذا باعَها؛ قال الشاعر: فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِیَّةِ و الشِّرَی و الشِّرَی: یكون بیعاً و اشْتِراءً. و الشارِی: المُشْتَرِی. و الشاری: البائِعُ. ابن الأَعرابی: الشراء، ممدودٌ و یُقْصَر فیقال الشرا، قال: أَهلُ نجدٍ یقصُرونه و أَهل تهامَة یَمُدُّونه، قال: و شَرَیْت بنفسی للقوم إذا تقدمت بین أَیدیهم إلی عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلی السلطان فَتَكَلَّمْت عنهم. و قد شَرَی بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَیْتُ الرجلَ و الشَّی‌ءَ و اشْتَرَیْتُه أَی اخْتَرْتُه. و روی بیت الأَعشی: شَرَاة الهِجانِ. و قال اللیث: شَرَاةُ أَرضٌ و النِسبة إلیها شَرَوِیّ، قال أَبو تراب: سمعت السُّلَمِیَّ یقول أَشْرَیْتُ بین القومِ و أَغْرَیْتُ و أَشْرَیْتهُ به فَشَرِیَ مثلُ أَغْرَیْتهُ به فغَرِیَ. و شَرِیَ الفَرَسُ فی سَیْره و اسْتَشْرَی أَی لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِیٌّ، علی فعیل. ابن سیدة: و فَرَسٌ شَرِیٌّ یَسْتَشْرِی فی جَرْیِهِ أَی یَلِجُّ. و شَارَاهُ مُشَارَاةً: لاجَّهُ. و‌فی حدیث السائب: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، شَریكی فكان خیر شَریكٍ لا یُشارِی و لا یُمارِی و لا یُدارِی؛ المُشَارَاةُ: المُلاجَّةُ،
لسان العرب، ج‌14، ص: 430
و قیل: لا یُشَارِی من الشَّرِّ أَی لا یُشارِرُ، فقلب إحدی الراءَیْن یاءً؛ قال ابن الأَثیر: و الأَول الوجه؛ و منه‌الحدیث الآخر: لا تُشارِ أَخاك‌فی إحدی الروایتینِ، و قال ثعلب فی قوله لا یُشَارِی: لا یَستَشْری من الشَّرِّ، و لا یُمارِی: لا یُدافِعُ عن الحقِّ و لا یُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال: و إنی لأَسْتَبْقِی ابنَ عَمِّی، و أَتَّقی مُشَاراتَه كَیْ ما یَرِیعَ و یَعْقِلا قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابی عن‌قوله لا یُشَارِی و لا یُمارِی و لا یُدارِی، قال: لا یُشَارِی من الشَّرِّ، قال: و لا یُماری لا یخاصم فی شی‌ءٍ لیست له فیه منفعة، و لا یُداری أَی لا یَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ و قوله أَنشده ثعلب: إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوی جِلْدَ أَنْفِه، إلی النارِ، یَسْتَشْرِی ذَری كلِّ حاطِبِ ابن سیدة: لم یفسر یَسْتَشْرِی إلا أَن یكون یَلِجُّ فی تأَمُّله. و یقال: لَحاه الله و شَراهُ. و قال اللحیانی: شَراهُ الله و أَوْرَمَه و عَظاهُ و أَرْغَمَه. و الشَّرَی: شی‌ءٌ یخرُجُ علی الجَسَد أَحمَرُ كهیئةِ الدراهم، و قیل: هو شِبْهُ البَثْر یخرج فی الجسد. و قد شَرِیَ شَریً، فهو شَرٍ علی فَعِلٍ، و شَرِیَ جلْدُه شَریً، قال: و الشَّری خُراج صغار لها لَذْعٌ شدید. و تَشَرَّی القومُ: تَفَرَّقوا. و استَشْرَتْ بینهم الأُمورُ: عظُمت و تفاقَمَتْ. و‌فی الحدیث: حتی شَرِیَ أَمرُهما‌أَی عظُم «3». و تَفاقَمَ و لَجُّوا فیه. و فَعَلَ به ما شَرَاهُ أَی ساءَه. و إبِلٌ شَرَاةٌ كسَراةٍ أَی خِیارٌ؛ قال ذو الرمة: یَذُبُّ القَضایا عن شَرَاةٍ كأَنَّها جَماهیرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ و الشَّرَی: الناحیة، و خَصَّ بعضُهم به ناحیة النهر، و قد یُمَدُّ، و القَصر أَعْلی، و الجمع أَشْرَاءٌ. و أَشْرَاه ناحیةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال: اللَّهُ یَعْلَمُ أَنَّا فی تَلَفُّتِنا، یومَ الفِراقِ، إلی أَحْبابِنا صورُ و أَنَّنی حَوْثُما یُشْرِی الهَوی بَصَری، مِنْ حیثُ ما سَلَكوا، أَثْنی فأَنْظورُ «4». یرید أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو. و الشَّری: الطریقُ، مقصورٌ، و الجمع كالجمع. و الشَّرْیُ، بالتسكین: الحَنْظَلُ، و قیل: شجرُ الحنظل؛ و قیل: ورقُه، واحدته شَرْیَةٌ؛ قال رؤْبة: فی الزَّرْبِ لَوْ یَمْضُغُ شَرْیاً ما بَصَقْ و یقال: فی فلان طَعْمانِ أَرْیٌ و شَرْیٌ، قال: و الشَّرْیُ شجر الحنظل؛ قال الأَعلم الهذلی: علی حَتِّ البُرایةِ زَمْخَرِیِّ السَّواعِدِ، ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوالِ و‌فی حدیث أَنس فی قوله تعالی: كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ، قال: هو الشَّرْیان؛ قال الزمخشری: الشَّرْیانُ و الشَّرْیُ الحنظل، قال: و نحوهُما الرَّهْوانُ و الرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْیَةٌ. و‌فی حدیث لَقیط: أَشْرَفْتُ علیها و هی شَرْیَة واحدة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: و‌الروایة شَرْبَة، بالباء الموحدة. و قال أَبو حنیفة:
(3). قوله [حتی شری أمرهما أی عظم إلخ] عبارة النهایة: و منه حدیث المبعث فشَرِیَ الأَمر بینه و بین الكفار حین سب الهتم أی عظم و تفاقم و لجوا فیه، و الحدیث الآخر حتی شَرِیَ أمرهما و حدیث أم زرع إلخ (4). قوله حوثما: لغة فی حیثما
لسان العرب، ج‌14، ص: 431
یقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ و البِطِّیخِ شَرْیٌ، كما یقال لشَجَرِ الحنظل، و قد أَشْرَتِ الشجرةُ و اسْتَشْرَتْ. و قال أَبو حنیفة: الشَّرْیَة النخلة التی تنبُت من النَّواةِ. و تَزَوَّجَ فی شَرِیَّةِ نِساءٍ أَی فی نِساءٍ یَلِدْنَ الإِناثَ. و الشَّرْیانُ و الشِّرْیانُ، بفتح الشین و كسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال یُعْمَلُ مِنْهُ القِسِیُّ، واحدته شِرْیَانَةٌ. و قال أَبو حنیفة: نَبات الشِّرْیانِ نباتُ السِّدْر یَسْنو كما یَسْنو السِّدْر و یَتَّسِعُ، و له أَیضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: و قال أَبو زیادٍ تُصْنَعُ القیاسُ من الشِّرْیانِ، قال: و قَوْسُ الشِّرْیانِ جَیِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، و هو من عُتْقِ العیدانِ و زعموا أَن عوده لا یَكادُ یَعْوَجُّ؛ و أَنشد ابن بری لذی الرمة: و فی الشِّمالِ من الشِّرْیانِ مُطْعَمَةٌ كَبْداءُ، فی عودِها عَطْفٌ و تَقْویمُ و قال الآخر: سَیاحِفَ فی الشِّرْیانِ یَأْمُلُ نَفْعَها صِحابی، و أولی حَدَّها مَنْ تَعَرَّما المبرد: النَّبْعُ و الشَّوْحَطُ و الشِّرْیانُ شجرةٌ واحدةٌ، و لكِنَّها تَخْتَلِف أَسْماؤُها و تَكْرُم بِمَنابِتِها، فما كان منها فی قُلَّة جبَلٍ فهو النَّبْعُ، و ما كان فی سَفْحِهِ فهو الشِّرْیان، و ما كان فی الحَضیضِ فهُو الشَّوْحَطُ. و الشِّرْیَانَاتُ: عروقٌ دقاقٌ فی جَسَدِ الإِنسان و غَیره. و الشَّرْیَانُ و الشِّرْیَانُ، بالفتح و الكسر: واحد الشَّرَایِین، و هی العُروقُ النَّابضَة و مَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابی: الشِّرْیَان الشَّقُّ، و هو الثَّتُّ، و جمعه ثُتُوتٌ و هو الشَّقُّ فی الصَّخْرة. و أَشْرَی حوضَه: مَلأَه و أَشْرَی جِفانَه إذا مَلأَها، و قیل: مَلأَها للضِّیفانِ؛ و أَنشد أَبو عمرو: نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها، و نُشْرِی الجِفانَ و نَقْری النَّزیلا و الشَّرَی: موضعٌ تُنْسب إلیه الأُسْدُ، یقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا أُسودُ الشَّری؛ قال بعضهم: شَری موضع بِعَیْنهِ تأْوی إلیه الأُسْدُ، و قیل: هو شَری الفُراتِ و ناحِیَتُه، و به غِیاضٌ و آجامٌ و مَأْسَدَةٌ؛ قال الشاعر: أُسودُ شَریً لاقتْ أُسودَ خفِیَّةٍ. و الشَّری: طریقٌ فی سَلْمی كثیر الأُسْدِ. و الشَّرَاةُ: موضِع. و شِرْیَانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذی الكلب: بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خیرَهم حسَباً، ببَطْنِ شِرْیَانَ، یَعْویِ عِنْده الذِّیبُ و شَرَاءٌ، و شَرَاءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب: تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ، فقد أَقْفَرَت منها شَرَاءٌ فیَذْبُلُ «1». و فی الحدیث ذكر الشَّرَاةِ؛ هو بفتح الشین جبل شامخٌ من دون عُسْفانَ، و صُقْعٌ بالشام قریب من دِمَشْق، كان یسكنه علی بن عبد الله بن العباس و أَولاده إلی أَن أَتتهم الخلافة. ابن سیدة: و شَرَاوَةُ موضعٌ قریب من تِرْیَمَ دونَ مَدْین؛ قال كثیر عزة: تَرامی بِنا منها، بحَزْنِ شَرَاوَةٍ مفَوِّزَةٍ، أَیْدٍ إلَیْك و أَرْجُلُ و شَرَوْرَی: اسم جبل فی البادیة، و هو فَعَوْعَل، و فی
(1). قوله [أطلال جمرة] هو بالجیم فی المحكم
لسان العرب، ج‌14، ص: 432
المحكم: شَرَوْرَی جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبید، و كان قیاسه أَن یقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه لم ینوّنه أَحد من العرب، و لو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شی‌ء یمنعه من الصرف.

شسا؛ ج14، ص: 432

: التهذیب فی المعتل: ابن الأَعرابی الشَّسَا البُسْرُ الیابس.

ششا؛ ج14، ص: 432

: ثعلب عن ابن الأَعرابی: الشَّشَا الشِّیصُ.

شصا؛ ج14، ص: 432

: الفراء: الشُّصُوُّ من العَیْن مثل الشُّخُوصِ. یقال: شَصَا بصَرهُ، فهو یَشْصُو شُصُوّاً. و شَصَتْ عینُه شُصُوّاً: شَخَصَت حتی كأَنه ینظرُ إلیك و إلی آخر؛ قال: یا رُبَّ مُهْرٍ شَاصِ، و رَبْرَبٍ خِماصِ، یَنْظُرْنَ مِن خَصاصِ، بأَعْیُنٍ شَواصِ، كفِلَقِ الرَّصاصِ و شَصا بصَرُه یَشْصُو شُصُوّاً: شَخَص. و أَشْصَاه صاحِبُه: رفَعَه. و شَصَا الإِنسانُ و غیرُه شُصُوّاً: قُطِعَت قَوائِمُه فارْتَفعتْ مَفاصِلُه، قال: و الشَّاصِی الذی إذا قُطِعتْ قوائمهُ ارْتَفعتْ مفاصِلُه أَبداً. اللحیانی: شَصَا المیِّتُ یَشْصُو شُصُوّاً انْتَفخَ و ارْتَفعت یداهُ و رِجْلاه، فهو شاصٍ، و كذلك القرْبة إذا مُلِئتْ ماءً، و الزِّقُّ إذا مُلِئَ خَمْراً و نحوَها من السَّیّال فارْتفَعتْ قوائِمهُ و شالَتْ؛ قال: و طَعْنٍ كفَم الزِّقِّ شَصا، و الزِّقُّ مَلآنُ و یقال للزِّقاقِ المَمْلوءَةِ الشائِلةِ القَوائِمِ و القِرَبِ إذا كانت مَمْلوءَةً أَو نُفِخَ فیها فارْتَفعتْ قوائِمُها: شاصِیَةٌ، و الجمع شَواصٍ و شاصِیاتٌ؛ أَنشد أَبو عمرو: یا رَبَّنا لا تُخْفِضَنَّ عاصِیَهْ سَریعةَ المَشْی، طَیُورَ الناصِیَةْ «1». تَخافُها أَهلُ البُیوتِ القاصِیَهْ، تُسامرُ القوْمَ و تُضْحی شاصِیَهْ مِثْلَ الهَجینِ الأَحْمَرِ الجُراصِیَهْ، و الإِثْرُ و الصَّرْبُ معاً كالآصِیَهْ و قال الأَخطل یصف زقاق خمر: أَناخُوا، فَجَرُّوا شاصِیاتٍ كأَنها رِجالٌ من السُّودانِ لم یتَسَرْبَلُوا قال: و كذلك القِرَب و الزِّقاقُ إذا كانت مَمْلوءَةً أو نُفِخَ فیها فارتفعتْ قوائِمُها و شالَتْ. و كلُّ ما ارْتَفعَ فقد شصا. اللحیانی: یقال للمیت إذا انتفخ فارتفعت یداهُ و رجلاهُ: قد شَصَی یَشْصِی «2». شُصِیّاً، فهو شَاصٍ؛ حكاه عن الكسائی؛ قال ابن سیدة: و المعروف یَشْصُو. المحكم: شَصا برِجْلِه شُصِیّاً رفَعها. الأَزهری: و یقال للشَّاصِی شاظٍ، بالظاء، و قد شَظَی یَشْظی شُظِیّاً. اللحیانی: شَطَی و شَظَی مثلُ ذلك «3». و من أَمثال العرب: إذا ارْجَحَنَّ شاصِیاً فارْفَعْ یَدا معناه إذا أَلْقَی الرجُلُ لكَ نفْسَه و غَلَبْتَه فرَفَعَ رِجْلَیْهِ فاكْفُفْ یَدَك عنه، قال: و معناه إذا
(1). قوله [لا تخفضن …] هكذا فی الأَصل، و تقدم لنا فی مادة أصی: لا تبقینّ … (2). قوله [قد شصی یشصی إلخ] ضبط فی المحكم و التهذیب و الصحاح من باب رمی، و فی القاموس شَصِیَ كرضی، قال شارحه: و قد ضبط الفعل مثل رمی یرمی علی ما هو فی النسخ و صحح علیه فقول المصنف كرضی محل تأْمل (3). قوله [اللحیانی شطی و شظی مثل ذلك] ضبطهما فی القاموس كرضی، و كتب علیهما شارحه بأنهما من حد رمی
لسان العرب، ج‌14، ص: 433
سقَطَ و رفعَ رِجْلیه فاكْفُفْ عنه. اللیث: شَصَت السَّحابةُ تَشْصُو إذا ارْتفعت فی نُشُوئِها، و شَصا السحاب. ابن الأَعرابی: الشَّصْوُ السِّواكُ، و الشَّصْوُ الشِّدَّةُ. و الشَّاصِلَّی مثل الباقِلَّی «1». نبتٌ إذا شَدَّدْت قَصَرْت، و إذا خفَّفْتَ مددْتَ، و یقال له بالفارسیة وكْرَاوَنْد.

شطی؛ ج14، ص: 433

: شطی: أَرضٌ، و قیل: شَطَی اسمُ قَرْیةٍ بناحیةِ مِصْرَ تُنسَبُ إلیها الثیابُ الشَّطَوِیَّة، و قول الشاعر: تَجَلَّل بالشَّطِیِّ و الحِبَراتِ یرید الشَّطَویَّ. غیره: الشَّطَوِیَّة ضرْبٌ من ثیاب الكَتان تُصْنعُ فی شَطَی، و فی التهذیب: یُعْمَلُ بأَرض یقال لها الشَّطَاةُ؛ قال: و أَلف شطی یاءٌ لكونها لاماً، و اللامُ یاءً أَكثرُ منها واواً. و فی النوادر: ما شَطَّیْنا هذا الطعام أَی ما رَزَأْنا منه شیئاً. و قد شَطَّیْنا الجَزُورَ أَی سَلَخْناه و فَرَّقْنا لَحْمَه.

شظی؛ ج14، ص: 433

: شَظَی المیِّتُ یَشْظِی شَظْیاً، و فی التهذیب شُظِیّاً: انْتَفَخَ فارْتفَعتْ یَداهُ و رجْلاهُ كشَصا؛ حكاه اللحیانی. الأَصمعی: شَظَی السِّقاءُ یَشْظِی شُظِیّاً مثلُ شَصی، و ذلك إذا مُلِئَ فارْتفَعتْ قَوائِمُه. و الشَّظَاةُ: عُظَیْمٌ لازقٌ بالوَظیفِ، و فی المحكم: بالرُّكْبةِ، و جمعُها شَظیً، و قیل: الشَّظَی عَصَبٌ صغارٌ فی الوَظِیفِ، و قیل: الشَّظَی عُظَیْمٌ لازقٌ بالذِّراعِ، فإذا زال قیل شَظِیَتْ عَصَبُ الدابة. أَبو عبیدة: فی رؤُوسِ المِرْفَقْینِ إبْرَةٌ، و هی شَظِیَّةٌ لاصِقَةٌ بالذِّراعِ لیستْ منها؛ قال: و الشَّظَی عظمٌ لاصِقٌ بالرُّكْبةِ، فإذا شَخَصَ قیل شَظِیَ الفرَسُ، و تَحَرُّكُ الشَّظَی كانتِشارِ العَصَب غیرَ أَنَّ الفرَسَ لانتِشارِ العَصَبِ أَشدُّ احْتِمالًا منه لتَحَرُّكِ الشَّظَی، و كذلك قال الأَصمعی. ابن الأَعرابی: الشَّظَی عَصَبةٌ دقِیقةٌ بین عَصَبَتی الوَظیف، و قال غیره: هو عُظَیْمٌ دقِیقٌ إذا زال عن موضعِهِ شَظِیَ الفَرسُ. و شَظِیَ الفرَسُ شَظیً، فهو شَظٍ: فُلِقَ شَظاهُ. و الشَّظَی: انْشِقاقُ العَصَبِ؛ قال إمرؤُ القیس: و لم أَشْهَدِ الخَیْلَ المُغِیرَةَ بالضُّحی علی هَیْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارَةِ جَوَّالِ سَلِیمِ الشَّظَی، عَبْلِ الشَّوی، شَنِجِ النَّسا، له حَجباتٌ مُشْرِفاتٌ علی الفالِ قال ابن بری: و مثله للأَغلبَ العِجلی: لیس بذی واهِنَةٍ و لا شَظَی الأَصمعی: الشَّظَی عُظَیْمُ مُلزَقٌ بالذِّراعِ، فإذا تحَرَّكَ من موضعِهِ قیل قد شَظِیَ الفرَسُ، بالكسر، و قد تَشَظَّی و شَظَّاهُ هو. و الشَّظِیَّة: عَظْمُ الساقِ، و كلُّ فِلْقَةٍ من شی‌ءٍ شَظِیَّةٌ. و الشَّظِیَّة: شِقّة من خَشبٍ أَو قَصَبٍ أَو قِضّةٍ أَو عَظْمٍ. و‌فی الحدیث: إن الله عز و جل لمّا أَرادَ أَن یَخْلُق لإِبْلِیسَ نَسْلًا و زَوْجةً، أَلقی علیه الغَضَبَ فطارَتْ منه شَظِیّةٌ من نارٍ فخَلقَ منها امرأَتَه؛ و منه‌حدیث ابن عباسٍ: فطارَتْ منه شَظِیّةٌ و وَقعَتْ منه أُخری من شِدَّةِ الغَضَب.و الشَّظِیَّة: القوسُ. و قال أَبو حنیفة: الشّظِیَّةُ القَوسُ لأَنَّ خشبَها شَظِیَتْ أَی فُلِقَتْ؛ قال ابن سیدة: فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله:
(1). قوله [و الشَّاصِلَّی مثل الباقلی] هكذا فی الأَصل و الصحاح، و فی القاموس: و الشَّاصِلَّی بضم الصاد و فتح اللام المشددة
لسان العرب، ج‌14، ص: 434
مَهاها السِّنانُ الیَعْمَلیُّ فأَشْرَفَتْ سَناسِنُ منها، و الشَّظِیُّ لُزُوقُ قال: فإنه قد زعم أَن الشَّظِیَّ جمع شَظیً، قال: و لیس كذلك لأَن فَعَلًا لیس مما یُكسَّر علی فَعِیلٍ إلَّا أَن یكون اسماً للجمع فیكون من باب كلِیبٍ و عَبیدٍ، و أَیضاً فإنه إذا كان الشَّظِیُّ جمع شَظیً و الشَّظی لا محالة جمع شَظاةٍ، فإنما الشَّظیُّ جمعُ جمعٍ و لیس بجمع، و قد بیَّنَّا أَنه لیس كلُّ جمع یُجمعُ؛ قال ابن سیدة: و الذی عندی أَن الشَّظِیَّ جمع شَظِیَّةٍ التی هی عظمُ الساقِ كما أَن رَكِیّاً جمع رَكِیَّةٍ. و تَشَظَّی الشی‌ءُ: تفَرَّقَ و تشَقَّق و تَطایَر شَظَایا؛ قال: یا من رأَی لی بُنَیَّ اللَّذَیْن هما كالدُّرَّتَیْن تَشَظَّی عنهما الصَّدَفُ و شَظَّاهُ هو، و تَشَظَّی القومُ: تفَرَّقوا، قال: فصَدّه، عن لعْلَعٍ و بارِقِ، ضرْبٌ یُشَظِّیهمْ علی الخَنادقِ أَی یفرِّقُهم و یَشُقُّ جمعَهم. و شَظَّیْتُ القومَ تَشْظِیَةً أَی فرَّقتُهم فتشَظَّوْا أَی تفرَّقُوا. و شَظِیَ القومُ إذا تفَرَّقُوا. و الشَّظَی من الناس: المَوالی و التِّباعُ. و شَظَی القومِ: خلافُ صمِیمِهِمْ، و هم الأَتْباعُ و الدُّخلاءُ علیهم بالحِلْف؛ و قال هَوْبَرٌ الحارثی: أَلا هل أَتی التَّیْمَ بنَ عبدِ مَناءَةٍ، علی الشَّنْ‌ءِ فیما بیننا، ابنِ تمِیمِ بمَصْرَعِنا النُّعمانَ، یومَ تأَلَّبَتْ علینا تمیمٌ من شَظیً و صَمیمِ تَزَوَّد منَّا بین أُذْنَیهِ طَعنةً، دَعَتْه إلی هابی الترابِ عَقیمِ قوله: بمَصْرعِنا النُّعمانَ فی موضع الفاعل بأَتی فی البیت قبلَه، و الباءُ زائدةٌ؛ و مثله قولُ إمرئ القیس: أَلا هل أَتاها، و الحوادثُ جَمَّةٌ، بأَن إمرأَ القیسِ بنَ تَملِكَ بَیْقَرا؟ قال: و مثله قول الآخر: أَ لمْ یأْتیكَ، و الأَنباءُ تَنْمی، بما لاقتْ لَبُونُ بنی زیادِ؟ و الشَّظَی: جبلٌ؛ أَنشد ثعلب: أَ لمْ ترَ عُصْمَ رُؤوس الشَّظَی، إذا جاءَ قانِصُها تجْلبُ؟ و هو الشَّظاءُ أَیضاً، ممدودٌ؛ قال عنترة‌كمُدِلَّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ ناهِضاً، فی الوَكْرِ، مَوْقِعُها الشَّظاءُ الأَرْفعُ و أَما‌الحدیث الذی جاء عن عقبة بن عامر أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: تعَجَّبَ رَبُّك من راعٍ فی شَظِیَّة یؤذِّنُ و یقیمُ الصلاة یخافُ منی قد غَفَرْتُ لعَبدی و أَدخلتهُ الجنة؛ ف الشَّظِیَّةُ: فِنْدیرةٌ من فَنادیرِ الجبالِ، و هی قطعةٌ من رؤُوسها؛ عن الأَزهری، قال: و هی الشِّنْظِیةُ أَیضاً، و قیل: الشَّظِیَّةُ قِطعَةٌ مرتفعةٌ فی رأْس الجبل. و الشَّظِیَّةُ: الفِلْقةُ من العصا و نحوِها، و الجمع الشَّظَایا، و هو من التَّشَظِّی التَّشَعُّبِ و التَّشَقُّقِ؛ و منه‌الحدیث: ف انْشَظَت رَباعیةُ رسوِل الله، صلی الله علیه و سلم، أَی انكسرت. التهذیب: شَوَاظِی الجبال و شَنَاظِیها هی الكِسَر من رؤوس الجبال كأَنها شُرَفُ المسجد، و قال: كأَنها شَظِیَّةٌ انشَظَتْ و لم تَنْقَسِمْ أی انكسرت
لسان العرب، ج‌14، ص: 435
و لم تنْفرِجْ. و الشَّظِیَّة من الجبل: قِطْعةٌ قُطِعَت منه مثل الدار و مثل البیت، و جمعُها شَظَایا، و أَصغر منها و أَكبر كما تكون. النَّضْرُ: الشَّظَی الدَّبْرَةُ علی إثرِ الدِّبْرةِ فی المزْرَعة حتی تبلُغَ أَقْصاها، الواحِدُ شَظیً بدِبارِها، و الجماعةُ الأَشْظِیةُ، قال: و الشَّظَی ربما كانت عشْر دَبَراتٍ، یُرْوی ذلك عن الشافعی.

شعا؛ ج14، ص: 435

: أَشْعی القومُ الغارةَ إشْعاءً: أَشْعَلُوها. و غارةٌ شَعْوَاءُ: فاشِیةٌ متفرّقة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ماوِیَّ یا رُبَّتَما غارةٍ شَعْوَاءَ كاللَّذْعة بالمِیسَمِ و قال ابن قیس الرقیات: كیف نومی علی الفراش، و لما تَشْمَلِ الشامَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشَّیخَ عن بَنِیهِ، و تُبْدی، عن خِدامِ، العَقِیلةُ العَذْراءُ العقیلة: فاعلة لتُبْدی، و حذف التنوین لالتقاء الساكنین للضرورة «1». و شعِیَت الغارةُ تَشْعَی شَعاً إذا انتَشَرت، فهی شَعْواءُ، كما یقال عَشِیَتِ المرأَة تَعْشی عَشاً فهی عَشْواء. و الشاعی: البعیدُ. و الشَّعْوُ: انتِفاشُ الشَّعَر. و الشُّعَی: خُصَلُ الشَعَر المُشْعانِّ. و الشَّعْوَانَة: الجُمَّة من الشَّعَر المُشعانِّ. و شجرة شَعْواءُ: مُنْتَشِرة الأَغصانِ. و أَشْعی به: اهْتَمَّ؛ قال أَبو خراش: أَبْلِغْ علِیّاً، أَذَلَّ الله سَعْیَهُمُ أن البُكَیْرَ الذی أَشْعَوْا به هَمَلُ قال ابن جنی: هو من قولِهم غارةٌ شَعْواءُ، و رُوِی: أَسْعَوْا به، بالسین غیر معجمة، و قد تقدم. الأَصمعی: جاءت الخیلُ شَوَاعِیَ و شَوائِعَ أَی متفرقةً؛ و أَنشد للأَجْدع بن مالك: و كأَن صَرْعَیْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ علی شُزُنٍ، فهنَّ شَواعی أَراد: شَوائِعَ، فقلَبه؛ الشَّزَن: الناحیة و الجانبُ المرتفع؛ قال ابن بری: صوابه و كأَن صَرْعاها، قال: و المشهورُ فی شِعْرِه عَقْراها، یصف خیلًا عُقِرت و صُرِعَت، یقول: عَقْری هذه الخَیْلِ یقع بعضُها علی جنْبه و بَعْضُها علی ظَهْره كما یقعُ كعبُ المُقامر مَرَّة علی ظهْره و مرَّة علی جنْبهِ، فهی ككِعاب المُقامِر بَعْضُها علی ظهْرٍ و بعضُها علی جنْبٍ و بعضُها علی حرْفٍ. و الشَّعْواءُ: اسمُ ناقة العَجَّاج؛ قال: لم تَرْهَبِ الشَّعْوَاءُ أَن تُناصا

شغا؛ ج14، ص: 435

: الشَّغا: اخْتِلافُ الأَسْنانِ، و قیل: اختلاف نِبْتَة الأَسْنان بالطُّول و القِصَر و الدُّخُول و الخُروج. و شَغَتْ سِنُّه شُغُوّاً و شَغِیَتْ شَغیً و رجلٌ أَشْغَی و امرأَة شَغْوَاءُ و شَغْیَاءُ مُعاقَبَةٌ، حجازیَّة، و الجمع شُغْوٌ. و السِّنُّ الشَّاغِیَةُ: هی الزائِدَةُ علی الأَسنان، و هی المُخالفة لنِبْتَة غیرها من الأَسْنان، و قد شَغِیَ یَشْغی شَغاً، مقصورٌ. قال ابن بری: الشَّغا اختِلاف نِبْتَة الأَسْنانِ و لیسَ الزِّیَادَة كما ذكرَه الجوهری. و‌فی حدیث عُمَر: أَنَّ رجلًا من تمیم شَكا إلیه الحاجة فَمارَهُ فقال: بعدَ حَوْلٍ لأُلِمَّنَّ بعُمَر، و كان شاغِیَ السِّنِّ فقال: ما أُری عُمَر إلَّا سیَعرفُنی، فعالَجَها حتی قلعَها؛ الشَّاغِیةُ من الأَسنان: التی تخالِفُ نِبْتَتُها نِبْتَة أَخَواتِها، و قیل: هو خروج الثَّنیَّتَیْن، و قیل: هو الذی تقع أَسنانُه العُلیا تحتَ رؤوس السُّفْلی، قال ابن
(1). یرید حذف التنوین من خدام
لسان العرب، ج‌14، ص: 436
الأَثیر: و الأَوَّل أَصحّ، و یروی: شاغِنَ، بالنون، و هو تصحیف. و‌فی حدیث عثمان: جِی‌ء إلیه بعامِر بن قیْسٍ «1». فرأَی شیخاً أَشْغی؛ و منه‌حدیث كعب: تكونُ فتْنَةٌ ینهَضُ فیها رجلٌ من قریش أَشْغَی، و فی روایة: له سِنٌّ شاغِیةٌ.و الشَّغْواءُ: العُقابُ، قیل لها ذلك لفَضْلٍ فی منقارها الأَعلی علی الأَسفل، و قیل: سُمِّیت بذلك لتَعَقُّفٍ فی مِنْقارها؛ قال الشاعر: شَغْوَاءُ تُوطِنُ بین الشِّیقِ و النِّیق و قال أَبو كاهل الیشكُری یشبّه ناقَتَه بالعُقاب: كأَنَّ رِجْلی علی شَغْوَاءَ حادِرَةٍ ظَمْیاءَ، قد بُلَّ مِنْ طَلّ خَوافِیها سمیت بذلك لانعطاف منقارها الأَعلی. و التَّشْغِیَةُ: تَقطِیرُ البَوْل، و الاسمُ الشَّغَی. الأَزهری: الشَّغْیَة أَن یقْطُر البَوْلُ قلیلًا قلیلًا. و‌فی حدیث عمر: أَنَّه ضرَبَ امرأَةً حتی أَشَاغَتْ ببَوْلها، هكذا یروی و إنما هو أَشْغَتْ. و الإِشْغَاءُ: أَن یقْطُر البَوْلُ قلیلًا قلیلًا. و أَشْغَی فلانٌ رأْیَه إذا فرَّقَه؛ و قال: أَبْلِغْ عَلِیّاً، أَطال اللهُ ذُلَّهُمُ أَنَّ البُكَیْرَ الذی أَشْغَوْا به هَمَلُ و بُكَیْرٌ: اسم رجل قَتلُوه، هَمَلٌ: غیر صحیح.

شفی؛ ج14، ص: 436

: الشِّفَاء: دواءٌ معروفٌ، و هو ما یُبرئُ من السَّقَم، و الجمعُ أَشْفِیَةٌ، و أَشَافٍ جمعُ الجْمع، و الفعل شَفاه الله من مَرَضهِ شِفاءً، ممدودٌ. و اسْتَشْفَی فلانٌ: طلبَ الشِّفاء. و أَشْفَیْتُ فلاناً إذا وهَبتَ له شِفاءً من الدواء. و یقال: شِفَاءُ العِیِّ السؤَالُ. أَبو عمرو: أَشْفَی زید عمراً إذا وَصَفَ له دواءً یكون شِفاؤه فیه، و أَشْفَی إذا أَعْطی شیئاً ما؛ و أَنشد: و لا تُشْفِی أَباها، لوْ أَتاها فقیراً فی مبَاءَتِها صِماما و أَشْفَیْتُك الشی‌ءَ أَی أَعطیْتُكَه تَستَشْفی به. و شَفَاه بلسانه: أَبْرأَهُ. و شَفَاهُ و أَشْفَاهُ: طلب له الشِّفاءَ. و أَشْفِنِی عَسَلًا: اجْعَلْه لی شِفاءً. و یقال: أَشْفَاهُ اللهُ عسَلًا إذا جعله له شِفاءً؛ حكاه أَبو عبیدة. و اسْتَشْفَی: طلب الشِّفاءَ، و اسْتَشْفَی: نال الشِّفاء. و الشَّفَی: حرْفُ الشی‌ءِ و حَدُّه، قال الله تعالی: عَلیٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ؛ و الاثنان شَفَوان. و شَفَی كلِّ شی‌ء: حَرْفُه؛ قال تعالی: وَ كُنْتُمْ عَلیٰ شَفٰا حُفْرَةٍ مِنَ النّٰارِ؛ قال الأَخفش: لمَّا لم تَجُزْ فیه الإِمالةُ عُرِفَ أَنه من الواو لأَنَّ الإِمالة من الیاء. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: نازلٌ بِ شَفٰا «2». جُرُفٍ هٰارٍ‌أَی جانِبه، و الجمع أَشْفَاءٌ؛ و قال رؤبة یصف قوساً شَبَّه عِطْفَها بعِطْفِ الهلال: كأَنَّها فی كَفِّه تحت الروق «3». وفْقُ هِلالٍ بینَ لیْلٍ و أُفُقْ، أَمسی شَفیً أَو خَطُّهُ یومَ المَحَقْ الشَّفَی: حَرْفُ كلِّ شی‌ء، أَراد أَنَّ قوْسَه كأَنَّها خَطُّ هلالٍ یوم المَحَق. و أَشْفَی علی الشی‌ء: أَشرفَ علیه، و هو من ذلك. و یقال: أَشْفَی علی الهلاك إذا أَشرفَ علیه. و‌فی الحدیث: ف أَشْفَوْا علی المرْج‌أَی أَشرَفُوا، و أَشْفَوْا علی الموتِ. و أَشَافَ علی الشی‌ء و أَشْفَی أَی أَشرَفَ علیه. و شَفَت الشمس تَشْفُو: قارَبَت الغُروب،
(1). قوله [بعامر بن قیس] فی بعض نسخ التهذیب: بعامر بن عبد قیس (2). فی النهایة: بشفی بدل بشفا (3). قوله [تحت الروق إلخ] هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 437
و الكلمة واوِیَّة و یائیَّة. و شفی الهلالُ: طَلعَ، و شَفَی الشخصُ: ظَهَرَ؛ هاتان عن الجوهری. ابن السكیت: الشَّفَی مقصورٌ بقیَّةُ الهلالِ و بقیةُ البصر و بقیة النهار و ما أَشبهه؛ و قال العجاج: و مَرْبَإٍ عالٍ لِمَنْ تَشَرَّفا، أَشْرَفْتُه بلا شَفَی أَو بِشَفَی قوله بلا شَفَی أَی و قد غابَتِ الشمسُ، أَو ب شَفَی أی أَو قدْ بَقِیَتْ منها بقِیَّةٌ؛ قال ابن بری: و مثله قول أَبی النجم: كالشِّعْرَیَیْن لاحَتا بعْدَ الشَّفَی شبَّه عینی أَسَدٍ فی حُمْرَتِهِما بالشِّعْرَیَیْن بعد غروب الشمس لأَنَّهما تَحْمَرَّان فی أَوَّل اللیلِ؛ قال ابن السكیت: یقال للرجل عند موتهِ و للقمر عند امِّحاقِه و للشمس عند غروبها ما بَقِیَ منه إلا شَفیً أَی قلیلٌ. و‌فی الحدیث عن عطاء قال: سمعت ابن عباس یقول ما كانت المُتْعة إلَّا رَحْمةً رَحِمَ اللهُ بها أُمَّة محمدٍ، صلی الله علیه و سلم، فلو لا نَهْیُه عنها ما احتاج إلی الزِّنا أَحَدٌ إلَّا شَفیً‌أَی إلَّا قلیلٌ من الناس؛ قال: و الله لكَأَنِّی أَسمَعُ قوله إلَّا شَفیً؛ عطاء القائلُ؛ قال أَبو منصور: و هذا الحدیث یدلُّ علی أَنَّ ابن عباس عَلِمَ أَنَّ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، نهی عن المُتْعة فرجع إلی تَحْرِیمِها بعد ما كان باح بإحْلالِها، و‌قوله: إلَّا شَفیً‌أَی إلَّا خَطِیئةً من الناس قلیلةً لا یَجدونَ شیئاً یَسْتَحِلُّون به الفُروج، من قولهم غابتِ الشمسُ إلا شَفیً أَی قلیلًا من ضَوْئِها عند غروبها. قال الأَزهری: قوله إلا شَفیً‌أَی إلا أَنْ یُشْفیَ، یعنی یُشْرِفَ علی الزِّنا و لا یُواقِعَه، فأَقام الاسمَ و هو الشَّفَی مُقامَ المصدرِ الحقیقی، و هو الإِشفاءُ علی الشی‌ء. و‌فی حدیث ابن زِمْلٍ: ف أَشْفَوْا علی المَرْجِ‌أَی أَشرَفُوا علیه و لا یَكادُ یقالُ أَشْفَی إلا فی الشَّرِّ. و منه‌حدیث سَعدٍ: مَرِضْتُ مَرَضاً أَشْفَیْتُ منه علی الموت.و‌فی حدیث عمر: لا تَنْظُروا إلی صلاة أَحدٍ و لا إلی صِیامِه و لكن انظروا إلی وَرَعه إذا أَشْفَی‌أَی إذا أَشرَف علی الدُّنیا و أَقبَلَتْ علیه، و‌فی حدیثه الآخر: إذا اؤْتُمِنَ أَدَّی و إذا أَشْفَی وَرِع‌أَی إذا أَشرف علی شی‌ءٍ توَرَّعَ عنه، و قیل: أَراد المَعْصِیة و الخِیانة. و‌فی الحدیث: أَن رجُلًا أَصابَ من مَغْنَمٍ ذَهَباً فأَتی به النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، یدْعُو له فیه فقال: ما شَفَّی فلانٌ أَفضلُ مما شَفَّیْتَ تَعَلَّمَ خَمسَ آیاتٍ؛ أَراد: ما ازْدادَ و رَبِحَ بتَعلُّمِه الآیات الخمسَ أَفضلُ مما اسْتَزَدْتَ و رَبِحْتَ من هذا الذَّهَبِ؛ قال ابن الأَثیر: و لعله من باب الإِبْدالِ فإنَّ الشَّفَّ الزیادةُ و الرِّبْحُ، فكأَنّ أَصلَه شَفّفَ فأُبْدِلت إحدی الفاءَات یاءً، كقوله تعالی: دَسّٰاهٰا، فی دَسَّسَها، و تقَضَّی البازی فی تقَضَّضَ، و ما بقِیَ من الشَّمْسِ و القَمَرِ إلا شَفیً أَی قلیلٌ. و شَفَتِ الشمسُ تَشْفِی و شَفِیَتْ شَفیً: غَرَبَتْ، و فی التهذیب: غابَتْ إلا قلیلًا، و أَتیتهُ بشَفیً من ضَوْءِ الشمسِ؛ و أَنشد: و ما نِیلُ مِصْرٍ قُبَیْلَ الشَّفَی، إذا نفَحَتْ رِیحُه النافِحَهْ أَی قُبَیْلَ غروبِ الشمس. و لما أَمرَ النبی، صلی الله علیه و سلم، حَسّانَ بهِجاءِ كُفارِ قُرَیْشٍ ففَعَلَ قال: شَفَی و اشْتَفَی؛ أَراد أَنه شَفَی المْؤمنین و اشْتَفَی بنفْسهِ أَی اخْتَصَّ بالشِّفاءِ، و هو من الشِّفاءِ البُرْءِ من المرض، یقال: شَفاهُ الله یَشْفِیه، و اشْتَفَی افتَعَل منه، فنقَله من شِفاءِ الأَجسامِ إلی شِفاء القُلُوبِ و النُّفُوس. و اشْتَفَیْتُ بكذا و تَشَفَّیْتُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 438
من غَیْظی. و‌فی حدیث الملْدُوغِ: فشَفَوْا له بكلِّ شی‌ءٍ‌أَی عالَجُوهُ بكلِّ ما یُشْتَفَی به، فوَضَعَ الشِّفاءَ مَوْضِعَ العِلاجِ و المُداواة. و الإِشْفَی: المِثْقَب؛ حكی ثعلب عن العرب: إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ الإِشْفَی، و لم یفسره. قال ابن سیدة: و عندی أَنه إنما ذهَب إلی حِدَّتهِ لأَن الإِنسانَ لو لاطَمَ الإِشْفَی لكان ذلك علیه لا له. و الإِشْفَی: الذی للأَساكِفة، قال ابن السكیت: الإِشْفَی ما كان للأَساقی و المَزاود و القِرَبِ و أَشباهِها، و هو مقصور، و المِخْصَفُ للنِّعالِ؛ قال ابن بری: و منه قول الراجز: فحاصَ ما بینَ الشِّراكِ و القَدَمْ، وَخْزَة إشْفَی فی عُطُوفٍ من أَدَمْ و قوله أَنشده الفارسی: مِئبَرةُ العُرْقُوبِ إشْفَی المِرْفَقِ عَنَی أَنَّ مِرْفَقَها حدیدٌ كالإِشْفَی، و إن كان الجَوْهَر یقتضی وصفاً ما فإن العَرَب رُبما أَقامتْ ذلك الجَوْهَر مُقامَ تلك الصِّفةِ.یقولُ علیّ، رضی الله عنه: و یا طَغامَ الأَحلامِ، لأَنَّ الطَّغامةَ ضعیفةٌ فكأَنه قال: یا ضِعافَ الأَحلام؛ قال ابن سیدة: أَلِفُ الإِشْفَی یاءٌ لوجُود ش ف ی و عدم ش ف و مع أَنها لامٌ. التهذیب: الإِشْفَی السِّرادُ الذی یُخْرَزُ به، و جمعه الأَشَافِی. ابن الأَعرابی: أَشْفَی إذا سار فی شَفَی القمر، و هو آخرُ اللیل، و أَشْفَی إذا أَشرف علی وصِیَّةٍ أَو وَدیعةٍ. و شُفَیَّة: اسم رَكِیّة معروفة. و فی الحدیث ذكر شُفَیّة، و هی بضم الشین مصغرة: بئر قدیمة بمكة حفرتها بنو أَسد. التهذیب فی هذه الترجمة: اللیث الشَّفَةُ نُقْصانُها واوٌ، تقول شَفَةٌ و ثلاثُ شَفَواتٍ، قال: و منهم من یقول نُقْصانُها هاءٌ و تُجْمَعُ علی شِفاهٍ، و المُشافهة مُفاعَلة منه. الخلیل: الباءُ و المیمُ شَفَوِیّتانِ، نسَبهُما إلی الشَّفَة، قال: و سمعت بعض العرب یقول أَخْبَرَنی فلانٌ خَبَراً اشْتَفَیْتُ به أَی انتَفَعْتُ بصحَّته و صدْقِه. و یقول القائلُ منهم: تشَفَّیْتُ من فلانٍ إذا أَنْكَی فی عَدُوِّه نِكایةً تَسُرُّه.

شقا؛ ج14، ص: 438

: الشَّقاءُ و الشَّقَاوَةُ، بالفتح: ضدُّ السعادة، یُمَدُّ و یُقْصَرُ، شَقِیَ یَشَقَی شَقاً و شَقاءً و شَقَاوةً و شَقْوةً و شِقْوَةً. و فی التنزیل العزیز: رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَیْنٰا شِقْوَتُنٰا؛ و هی قراءة عاصم و أَهل المدینة؛ قال الفراء: و هی كثیرةٌ فی الكلام، و قرأَ ابن مسعود شَقاوَتُنا؛ و أَنشد أَبو ثروان: كُلِّفَ مِنْ عَنائهِ و شِقْوَتِهْ بِنتَ ثمانی عَشْرَةٍ من حِجَّتِهْ و قرأَ قتادة: شِقاوتُنا، بالكسر، و هی لغة، قال: و إنما جاء بالواو لأَنه بُنِی علی التأْنیث فی أَوَّلِ أَحواله، و كذلك النهایةُ فلم تكن الیاء و الواو حرفی إعراب، و لو بُنِیَ علی التذكیر لكان مهموزاً كقولهم عَظاءةٌ و عَباءَةٌ و صَلاءَة، و هذا أُعِلَّ قبلَ دُخولِ الهاء، تقول: شَقِیَ الرجلُ، انقلبت الواوُ یاءً لكسرة ما قبلَها، و یَشْقَی انقَلبتْ فی المضارع أَلِفاً لفتحة ما قبلَها، ثم تقولُ یَشْقَیانِ فیكونانِ كالماضی. و قوله تعالی: وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعٰائِكَ رَبِّ شَقِیًّا؛ أَراد: كنتُ مُسْتَجابَ الدَّعْوة، و یجوز أَن یكون أَراد مَنْ دَعاكَ مخلِصاً فقد وَحَّدَكَ و عَبَدَك فلم أَكنْ بعِبادَتِكَ شَقِیّاً؛ هذا قولُ الزجاج. و شَاقَاهُ ف شَقَاهُ: كان أَشَدَّ شَقَاءً منه. و یقال: شَاقَانِی فلان فشَقَوْته أَشْقُوه أَی غَلَبْته فیه. و أَشْقَاه
لسان العرب، ج‌14، ص: 439
اللهُ، فهو شَقِیٌّ بیِّنُ الشِّقْوَة، بالكسر، و فتحُه لغة. و‌فی الحدیث: الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ فی بطْنِ أُمِّه، و قد تكَرَّرَ ذِكْرُ الشَّقِیِّ و الشَّقَاءِ و الأَشقِیاء فی الحدیث، و هو ضد السَّعِید و السُّعداءِ و السَّعادةِ، و المعنی أَنَّ مَنْ قَدَّرَ اللهُ علیه فی أَصْلِ خِلْقَته أَن یكون شَقِیّاً فهو الشَّقِیُّ علی الحقیقة، لا مَنْ عَرَض له الشَّقاء بعدَ ذلك، و هو إِشارة إِلی شَقاءِ الآخرة لا الدنیا. و شَاقَیْت فلاناً مُشَاقَاةً إِذا عاشَرْتَه و عاشَرَك. و الشَّقَاءُ: الشِّدةُ و العُسْرةُ. و شَاقَیْته أَی صابَرْته؛ و قال الراجز: إِذا یُشاقی الصَّابِراتِ لم یَرِثْ، یكادُ مِنْ ضَعْف القُوی لا یَنْبَعِثْ یعنی جَمَلًا یصابرُ الجِمالَ مَشْیاً. و یقال: شَاقَیْتُ ذلك الأَمر بمعنی عانیْتُه. و المُشَاقَاةُ: المُعالَجة فی الحرْب و غیرها. و المُشَاقَاةُ: المُعاناةُ: و المُمارسَةُ. و الشَّاقی: حَیْدٌ من الجَبل طویلٌ لا یُسْتَطاع ارْتِقاؤُه، و الجمْعُ شُقْیَانٌ. و شَقَا نابُ البَعِیرِ یَشْقَی شَقْیاً: طَلع و ظَهَر كشَقَأَ.

شكا؛ ج14، ص: 439

: شكا الرجلُ أَمْرَه یَشْكُو شَكْواً، علی فَعْلًا، و شَكْوی علی فَعْلی، و شَكاةً و شَكاوَةً و شِكَایَةً علی حَدّ القَلْب كعَلایةٍ، إِلَّا أَنَّ ذلك عَلمٌ فهو أَقْبَلُ للتَّغْییر؛ السیرافی: إِنما قُلِبت واوُه یاءً لأَن أَكثر مصادِرِ فِعالَةٍ من المُعْتَلّ إِنما هو من قِسْمِ الیاءِ نحو الجِرایة و الوِلایَة و الوِصایَة، فحُمِلت الشِّكایَةُ علیه لِقلَّة ذلك فی الواو. و تَشَكَّی و اشْتَكَی: كشَكا. و تَشَاكَی القومُ: شَكا بعضُهُم إِلی بَعْضٍ. و شَكَوْتُ فلاناً أَشْكوه شَكْوی و شِكایَةً و شَكِیَّةً و شَكاةً إذا أَخْبَرْتَ عنه بسُوءِ فِعْلِه بِكَ، فهو مَشْكُوٌّ و مَشْكِیٌّ و الاسْم الشَّكْوَی. قال ابن بری: الشِّكَایَة و الشَّكِیَّة إِظْهارُ ما یَصِفُك به غیرُك من المَكْرُوهِ، و الاشْتِكَاءُ إِظْهارُ ما بِكَ من مَكْروهٍ أَو مَرَضٍ و نحوِه. و أَشْكَیْتُ فلاناً إِذا فَعَلْتَ به فِعْلًا أَحْوَجه إِلی أَن یَشْكُوك، و أَشْكَیْتُه أَیضاً إِذا أَعْتَبْته من شَكْواهُ و نَزَعْتَ عن شَكاته و أَزْلْتَه عمَّا یَشْكُوه، و هو من الأَضْداد. و‌فی الحدیث: شَكَوْنا إِلی رسول الله؛ صلی الله علیه و سلم، حَرَّ الرَّمْضاءِ فلم یُشْكِنا‌أَی شَكَوْا إِلیْه حرَّ الشَّمْسِ و ما یُصِیبُ أَقْدامَهُم منه إِذا خَرجوا إِلی صَلاةِ الظُّهْرِ، و سأَلوه تأْخِیرَها قلیلًا فلم یُشْكِهِمْ أَی لم یُجِبْهُم إِلی ذلك و لم یُزِلْ شَكْواهم. و یقال: أَشْكَیْت الرجُلَ إِذا أَزَلْت شَكْواه و إِذا حمَلْته علی الشَّكْوی؛ قال ابن الأَثیر: و هذا الحدیث یذكر فی مواقیت الصلاة لأَجْلِ قول أَبی إسحاق أَحد رُواته: قیل له فی تَعْجیلِها فقال نعَم، و الفُقَهاء یَذْكرونه فی السُّجودِ، فإِنَّهم كانوا یَضَعون أَطْرافَ ثِیابهم تحت جباهِهِم فی السجود من شِدَّة الحرّ، فَنُهُوا عن ذلك، و أَنَّهم لمَّا شَكَوْا إلیه ما یجدونه من ذلك لم یَفْسَحْ لَهُمْ أَن یَسْجُدوا علی طَرَف ثِیابِهِمْ. و اشْتَكَیْته: مثلُ شَكَوْته. و‌فی حدیث ضَبَّةَ بنِ مِحْصَنٍ قال: شَاكَیْتُ أَبا مُوسی فی بَعْض ما یُشَاكِی الرجلُ أَمیرَه؛ هو فاعَلْت من الشَّكْوَی، و هو أَن تُخْبر عن مكروه أَصابَك. و الشَّكْوُ و الشَّكْوی و الشَّكَاةُ و الشَّكَاءُ كُلُّه: المَرَض. قال أَبو المجیب لابن عمِّه: ما شَكَاتُك یا ابن حَكیمٍ؟ قال له: انتِهاءُ المُدّةِ و انْقضاءُ العِدَّةِ. اللیث: الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ، تقول: شَكَا یَشْكُو شَكاةً، یُسْتَعْمَل فی المَوْجِدَةِ و المرَض. و یقال: هو شاكٍ مریض. اللیث: الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌14، ص: 440
أَخی إِنْ تَشَكَّی من أَذیً كنتُ طِبَّهُ، و إِن كان ذاكَ الشَّكْوُ بی فأَخِی طِبِّی و اشْتَكی عُضواً من أَعضائه و تَشَكَّی بمعنیً. و‌فی حدیث عمرو بن حُرَیْث: دخل علی الحسن فی شَكْوٍ له؛ هو المرضُ، و قد شَكا المرضَ شَكْواً و شَكَاةً و شَكْوی و تَشَكَّی و اشْتَكی. قال بعضهم: الشَّاكِی و الشَّكِیُّ الذی یمْرَضُ أَقلَّ المرَض و أَهْوَنه. و الشَّكِی: الذی یَشْتَكی. و الشَّكِیُّ: المشكُوُّ. و أَشْكَی الرجلَ: أَتی إِلیه ما یَشْكو فیه به. و أَشْكَاهُ: نزَع له من شِكایتِه و أَعْتَبَه: قال الراجز یصفُ إِبلًا قد أَتْعَبها السَّیْرُ، فهی تَلْوی أَعناقها تارةً و تَمُدُّها أُخْری و تَشْتَكی إِلینا فلا نُشْكیها، و شَكْواها ما غَلَبها من سُوء الحالِ و الهُزال فیقوم مقامَ كلامِها، قال: تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَثْنیها، و تَشْتكی لو أَنَّنا نُشْكِیها، مَسَّ حَوایا قَلَّما نُجْفیها قال أَبو منصور: و للإِشْكَاء معنیان آخران: قال أَبو زید شَكَانِی فلانٌ فأَشْكَیْتُه إِذا شَكاكَ فزِدْتَه أَذیً و شكْوی، و قال الفراء أَشْكَی إِذا صادَفَ حَبیبَه یشكُو؛ و روی بعضُهم قولَ ذی الرُّمَّة یصف الربع و وقوفه علیه: و أُشكِیه، حتی كاد مما أُبِثُّه تُكَلِّمنی أَحجارُه و ملاعِبُهْ قالوا: معنی أُشْكِیه أَی أُبِثُّه شَكْوای و ما أُكابدُه من الشَّوْق إِلی الظاعِنِین عن الرَّبْعِ حین شَوَّقَتْنی معاهِدُهُم فیه إِلیهم. و أَشْكَی فلاناً من فلانٍ: أَخذَ له منه ما یَرْضی. و‌فی حدیث خَبَّاب بن الأَرَتِّ: شَكَوْنَا إِلی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، الرَّمْضاءَ فما أَشْكَانا‌أَی ما أَذِنَ لنا فی التخلُّف عن صلاة الظَّهیرة وقتَ الرَّمْضاء. قال أَبو عبیدة: أَشْكَیْتُ الرجل أَی أَتَیْتُ إِلیه ما یشْكونی، و أَشْكَیْتُه إِذا شَكا إِلیكَ فرَجَعْت له من شِكایتِه إِیَّاكَ إِلی ما یُحِبُّ. ابن سیدة: و هو یُشْكَی بكذا أَی یُتَّهَمُ و یُزَنُّ؛ حكاه یعقوبُ فی الأَلْفاظِ؛ و أَنشد: قالت له بَیْضاءُ من أَهلِ مَلَلْ، رَقْرَاقَةُ العَیْنین تُشْكَی بالغَزَلْ و قال مُزاحِم: خلِیلَیَّ، هل بادٍ به الشَّیْبُ إِن بكی، و قد كان یُشْكی بالعَزاء مَلُول و الشَّكِیّ أَیضاً: المُوجِع؛ و قول الطِّرِمَّاح بن عَدِیٍّ: أَنا الطَّرِمَّاحُ و عَمِّی حاتِمُ، وسْمی شَكِیٌّ و لسانی عارِمُ، كالبَحر حینَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ وسْمی: من السِّمَةِ، و شَكِیٌّ: موجِعٌ، و الهزائمُ: البئارُ الكثیرة الماءِ، و سمی شَكِیٌّ أَی یُشْكی لذْعُه و إِحْراقُه. التهذیب: سلمة یقال به شَكأٌ شدیدٌ تَقَشُّرٌ. و قد شَكِئَتْ أَصابعُه، و هو التَّقَشُّر بین اللحمِ و الأَظفارِ شَبیهٌ بالتشققِ. و یقالُ للبعیر إذا أَتعبَه السَّیر فمدَّ عنُقَه و كثر أَنِینُه: قد شَكا؛ و منه قول الراجز: شَكَا إِلیَّ جملی طولَ السُّری، صبراً جُمَیْلی، فكِلانا مُبْتَلی أَبو منصور: الشَّكَاةُ تُوضع موضع العَیب و الذَّمِّ؛
لسان العرب، ج‌14، ص: 441
و عیَّر رجلٌ عبد الله بنَ الزُّبَیرِ بأُمِّه فقال ابن الزبیر «4»: و تلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها أَراد: أَن تعییرَه إِیَّاه بأَن أُمَّه كانت ذات النطاقَین لیس بعارٍ، و معنی قوله ظاهرٌ عنك عارُها أَی نابٍ، أَراد أَن هذا لیس عاراً یَلزَق به و أَنه یُفتَخر بذلك، لأَنها إِنما سمیت ذات النِّطاقَین لأَنه كان لها نِطاقانِ تحْمِلُ فی أَحدهما الزاد إِلی أَبیها و هو مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی الغارِ، و كانت تَنْتَطِق بالنطاق الآخر، و هی أَسماءُ بنتُ أَبی بكرٍ الصدیقِ، رضی الله عنهما. الجوهری: و رجلٌ شَاكِی السلاح إِذا كان ذا شَوْكةٍ و حدٍّ فی سلاحه؛ قال الأَخفش: هو مقلوبٌ من شائك، قال: و الشَّكِیُّ فی السلاحِ مُعَرَّبٌ، و هو بالتُّركیَّة بش. ابن سیدة: كل كَوَّةٍ لیست بنافِذةٍ مِشْكاةٌ. ابن جنی: أَلف مِشْكاةٍ منقلِبة عن واو، بدلیل أَن العرب قد تنْحو بها مَنْحاة الواو كما یفعلون بالصلاة. التهذیب: و قوله تعالی: كَمِشْكٰاةٍ فِیهٰا مِصْبٰاحٌ؛ قال الزجاج: هی الكَوَّةُ، و قیل: هی بلغة الحبش، قال: و المِشْكَاةُ من كلام العرب، قال: و مثلُها، و إِن كان لغیر الكَوَّةِ، الشَّكْوَةُ، و هی معروفة، و هی الزُّقَیْقُ الصغیرُ أَولَ ما یُعمَل مثلُه؛ قال أَبو منصور: أَراد، و الله أَعلم، بالمِشْكَاة قصَبة الزجاجة التی یُسْتَصبح فیها، و هی موضِع الفَتیلة، شُبّهت بالمِشْكَاة و هی الكَوَّة التی لیست بنافِذَة. و العرب تقول: سلِّ شاكیَ فلانٍ أَی طَیِّب نفسَه و عزِّه عما عراه. و یقال: سلَّیت شَاكِیَ أَرض كذا و كذا أَی تركتُها فلم أَقرَبْها. و كل شی‌ء كفَفْت عنه فقد سلَّیتَ شاكِیَه. و‌فی حدیث النجاشی: إِنما یخرجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ؛ المشْكاةُ: الكَوَّةُ غیر النافذةِ، و قیل: هی الحدیدة التی یعلَّق علیها القِندیلُ، أَراد أَن القرآن و الإِنجیل كلام الله تعالی، و أَنهما من شی‌ءٍ واحدٍ. و الشَّكْوةُ: جلدُ الرضیع و هو لِلَّبنِ، فإِذا كان جلدَ الجَذَعِ فما فوقَه سمِّی وَطْباً. و‌فی حدیث عبد الله بنِ عمرو: كان له شَكْوةٌ یَنْقَعُ فیها زَبیباً، قال: هی وعاءٌ كالدَّلوِ أَو القِرْبَة الصغیرة، و جمعُها شُكیً. ابن سیدة: الشَّكْوة مَسْكُ السَّخْلَة ما دامَ یَرْضَعُ، فإِذا فُطِم فمَسْكُه البَدْرةُ، فإِذا أَجْذَع فمَسْكُه السِّقاءُ، و قیل: هو وِعاءٌ من أَدَمٍ یُبَرَّدُ فیه الماءُ و یُحبَس فیه اللبن، و الجمع شَكَواتٌ و شِكاءٌ. و قول الرائد: و شكَّتِ النساءُ أَی اتَّخذت الشِّكاءَ، و قال ثعلب: إِنما هو تَشَكَّت النساءُ أَی اتخذْن الشِّكاءَ لِمَخْضِ اللبن لأَنه قلیلٌ، یعنی أَن الشَّكْوةَ صغیرةٌ فلا یُمْخَضُ فیها إِلا القلیلُ، من اللبن. و‌فی حدیث الحجاج: تَشَكَّی النساءُ‌أَی اتخذْن الشُّكی للَّبنِ. و شَكَّی و تَشَكَّی و اشْتَكَی إِذا اتخذَ شَكْوةً. أَبو یحیی بنُ كُناسة: تقول العرب فی طلوع الثُّرَیَّا بالغَدَواتِ فی الصیف: طلَع النَّجمُ غُدَیَّهْ، ابتَغی الرَّاعی شُكیَّهْ و الشُّكَیَّة: تصغیر الشَّكْوة، و ذلك أَن الثُّرَیّا إِذا طَلَعت هذا الوقت هَبَّت البوارِحُ و رَمِضَت الأَرض و عَطِشَت الرُّعیان، فاحتاجوا إِلی شِكاءٍ یَسْتقُون فیها لشفاهِهِم، و یحقِنُون اللُّبَیْنة فی بعضِها لیشربوها قارِصةً. یقال: شَكَّی الراعی و تشَكَّی
(4). قوله [بأمه فقال ابن الزبیر إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة التهذیب: و عیر رجل عبد الله بن الزبیر بأمه فقال یا ابن ذات النطاقین فتمثل بقول الهذلی: و تلك شكاة … إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 442
إِذا اتخذ الشَّكْوةَ؛ و قال الشاعر: و حتی رأَیتُ العَنزَ تَشْری، و شَكَّتِ الأَیامی، و أَضْحی الرِّئْمُ بالدَّوِّ طاوِیا العَنزُ تَشْری للخِصْب سِمَناً و نشاطاً، و قوله: أَضحی الرِّئْمُ طاوِیاً أَی طَوی عنُقه من الشِّبَع فرَبَضَ، و قوله: … شَكَّت الأَیامی أَی كثُرَ الرُّسْلُ حتی صارت الأَیِّمُ یفضلُ لها لبنٌ تَحْقِنُه فی شَكْوتِها. و اشْتَكَی أَی اتخذ شَكْوةً. و الشَّكْوُ: الحَمَلُ الصغیر «1». و بَنو شَكْوٍ: بَطْنٌ؛ التهذیب: و قیل فی قول ذی الرمة: علی مُسْتَظِلَّات العُیونِ سَواهِمٍ شُوَیْكِیَةٍ، یَكْسُو بُراها لُغامُها قیل: شُوَیْكِیَةٌ، بغیر همز، إِبلٌ منسوبةٌ.

شلا؛ ج14، ص: 442

: الشِّلْوُ و الشَّلا: الجِلدُ و الجسَد من كل شی‌ء، و كلُّ مسلوخة أُكِلَ منها شی‌ءٌ فبَقِیَّتُها شِلْوٌ و شَلًا؛ و أَنشد الراعی: فادْفعْ مظالمَ عیَّلت أَبْناءَنا عَنّا، و أَنْقِذْ شِلْوَنا المأْكُولا و‌فی حدیث أَبی رجاءٍ: لما بلغَنا أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَخذ فی القتل هربْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دفیناً.و یجمع الشِّلْوُ علی أَشْلٍ و أَشْلاءٍ؛ فمن أَشْلٍ‌حدیث بكارٍ: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، مَرَّ بقومٍ یَنالون من الثَّعْدِ و الحُلْقان و أَشْلٍ من لحم‌أَی قطَع من اللحم، و وزنُه أَفعُلٌ كأَضرُسٍ، فحُذفت الضمة و الواو استثقالًا و أُلحِق بالمنْقوص كما فُعل بدلو و أَدْل؛ و من أَشْلاءٍ‌حدیث علی، كرم الله وجهه: و أَشْلاءً جامعة لأَعْضائها.و الشِّلْو و الشَّلا: العُضْو من أَعضاء اللحم. و‌فی الحدیث: ائتنی ب شِلوها الأَیَمن‌أَی بعُضوِها الأَیَمنِ، إِما یدِها أَو رجلِها، و الجمعُ أَشْلاءٌ، ممدودٌ.. و أَشْلاءُ الإِنسان: أَعضاؤُه بعدَ البِلی و التفَرُّق. و‌فی حدیث أُبَیِّ بنِ كَعْبٍ: أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له فی القَوْسِ التی أَهْداها له الطُّفَیْلُ بنُ عَمْروٍ الدَّوْسِی علی إِقرائِه إِیَّاه القُرآن: تَقَلَّدها شِلْوَةً من جهنَّم؛ و یروی: شِلْواً من جَهَنَّم‌أَی قِطْعَةً منها، و منه قیل للعُضْوِ شِلْوٌ لأَنه طائِفةٌ من الجَسَد. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه سَأَلَ جُبَیْرَ بنَ مُطْعِمٍ عن النُّعْمانِ بنِ المنْذِر أَنه مِنْ ولَدِ مَنْ هو؟ فقال: كان مِنْ أَشْلاء قَنَصِ بنِ مَعدٍّ؛ أَراد أَنه من بَقایا أَولادِه، و كأَنَّه من الشِّلْوِ القِطْعة من اللحمِ لأَنَّها بقِیَّة منه. و بنو فلانٍ أَشْلاءٌ فی بنی فُلانٍ أَی بَقایا فیهم. و أَشْلاءُ اللِّجَامِ: حَدائِدُه بِلا سُیُورٍ؛ قال ابن سیدة: أُراهُ علی التَّشْبِیهِ بالعُضْوِ من اللَّحْمِ؛ قال كثیر عزة: رَأَتْنی كأَشْلاءِ اللِّجامِ، و بَعْلُها منَ القَوْمِ أَبْزَی مُنْحَنٍ مُتَطامِنُ و یروی: … عاجِنٌ مُتَباطِنُ، و یروی: و زَوْجُها من المَلْ‌ءِ؛ و أَنشد ابن بری: رَمَی الإِدْلاجُ أَیْسَرَ مِرْفَقَیْهَا بأَشْعَثَ مِثْلِ أَشْلاءِ اللِّجامِ و المُشَلَّی من الرِّجالِ: الخَفِیفُ اللَّحْمِ. و بَقِیَتْ له شَلِیَّةٌ من المَالِ أَی قَلِیلٌ، و كلُّه مِن الشِّلْوِ. أَبو زید: ذَهَبَتْ ماشِیَةُ فُلانِ و بَقِیَتْ له شَلِیَّةٌ، و جمعُها شَلایَا، و لا یقالُ إِلَّا فی المَالِ. و أَصْلُ الشِّلْوِ: بَقِیَّةُ الشَّی‌ءِ. ابن الأَنباری: شَلایَا،
(1). قوله [الحمل الصغیر] هكذا بالحاء المهملة فی الأصل و المحكم، و فی القاموس بالجیم
لسان العرب، ج‌14، ص: 443
مقصورٌ، بَقایَا من أَمْوالِهم، و الواحِدَةُ شَلِیَّة. ابن الأَعرابی: الشَّلا بقِیَّةُ المَالِ. و الشَّلِیُّ: بقایا كُلِّ شی‌ء. و شَلا إِذا سارَ، و شَلا إِذا رَفَع شیئاً. و قال بنو عامرٍ لمَّا قَتَلوا بَنی تَمیمٍ یومَ جَبَلة: لم یبقَ منهمْ إِلَّا شِلْوٌ أَی بَقِیَّة، فَغَزَوْهُم یومَ ذِی لَجَب فَقَتَلَتْهم تَمِیمٌ؛ و قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ فی ذلك: فَقُلْتُمُ: ذَاكَ شِلْوٌ سَوْفَ نَأْكُلُه فكَیْفَ أَكْلُكُمُ الشِّلْوَ الذی تَرَكُوا؟ و اشْتَلَی الرجلُ: اسْتَنْقَذَ شِلْوَه و اسْتَرْجَعَه. و‌فی الحدیث: اللِّصُّ إِذا قُطِعَ سَبَقَتْهُ یَدُه إِلی النار، فإِن تاب اشْتَلاها، و فی نسخة: اسْتَشْلاها‌أَی اسْتَنْقَذَها و اسْتَخْرَجها، و معنی سَبْقِهَا أَنَّه بالسَّرِقَةِ اسْتَوْجَبَ النارَ، فكانَتْ من جُمْلَةِ ما یَدخُلُ النارَ، فإِذا قُطِعَتْ سَبَقَتْه إلَیْها لأَنَّها قد فارَقَتْه، فإذا تابَ اسْتَنْقَذَ بِنْیَتَه حتی یَدَهُ. و اشْتَلَی الرجلُ فلاناً أَی أَنْقَذَ شِلْوَه؛ و أَنشد: إِنَّ سُلَیْمانَ، اشْتَلانَا، ابنَ عَلی أَی أَنْقَذَ شِلْوَنَا أَی عُضْوَنا. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه الصلاة و السلام، قال فی الوَرِكِ ظَاهِرُه نَساً و باطِنُه شَلًا؛ یرید لا لَحْمَ علی باطِنِه كأَنَّه اشْتُلِیَ ما فیه من اللحم أَی أُخذ. التهذیب: أَشْلَیْتُ الكَلْبَ و قَرْقَسْتُ به إِذا دَعَوْتَه. و أَشْلَی الشَّاةَ و الكَلْبَ و اسْتَشْلاهُما: دَعاهُما بأَسْمائِهِما. و أَشْلَی دَابَّتَه: أَراها المِخْلاة لتَأْتِیَه. قال ثعلب: و قولُ الناسِ أَشلیتُ الكَلْبَ علی الصیَّدِ خَطَأٌ، و قال أَبو زید: أَشْلَیْتُ الكَلْبَ دَعَوْته، و قال ابن السكیت: یقال أَوسَدْتُ الكَلْبَ بالصَّیْدِ و أَسَّدْتُه إِذا أَغْرَیْته به، و لا یُقالُ أَشْلَیْته، إِنما الإِشْلاءُ الدُّعاءُ. یقال: أَشْلْیتُ الشاةَ و النَّاقَةَ إِذا دَعَوْتَهُما بأَسمائِهِما لتَحْلُبَهُما؛ قال الراعی: و إِنْ بَرَكَتْ مِنْها عَجَاساءُ جِلَّةٌ بِمَحْنِیَةٍ، أَشْلی العِفاسَ و بَرْوَعَا و هما اسما ناقتیه؛ و قال الآخر: أَشْلَیْتُ عَنْزِی و مَسَحْت قَعْبی، ثُمَّ تَهَیَّأْتُ لِشُرْبٍ قَأْبِ و قول زیاد الأَعجم: أَتَیْنا أَبا عَمْروٍ فَأَشْلی كِلابَهُ عَلَیْنَا، فكِدْنا بَیْنَ بَیْتَیهِ نُؤْكَلُ و یروی: … فأَغْرَی كِلابَه. قال ابن بری: المشهورُ فی أَشْلَیتُ الكَلْب أَنَّه دَعَوْته، قال: و قال ابن دَرَسْتَوَیْهِ من قال أَشْلَیْت الكَلْبَ علی الصَّیدِ فإِنَّما مَعناهُ دَعَوْته فأَرْسَلْته علی الصَّیْد، لكن حَذَفَ فأَرْسَلْته تخفیفاً و اختصاراً، و لیس حذفُ مثل هذا الاختصار بخطإٍ، و نفس أَشْلَیْت إِنما هو أَفْعَلْت من الشِّلْوِ، فهو یقتضِی الدُّعاءَ إِلی الشِّلْوِ ضَرورةً. و الشِّلوُ منَ الحَیَوانِ: جِلْدُه و جَسَدُه، و أَشْلاؤُهُ أَعْضاؤُه. و أَنكَرَ أَوْسَدْت و قال: إِنما هُوَ مِنَ الوِسَادَةِ؛ قال ابن بری: انقضی كلام ابن دَرَسْتَوَیْهِ و قد ثبَتَ صحة أَشْلَیْت الكَلْبَ بمعنی أَغْرَیْته، من أَنَّ إِشْلاءَ الكَلْب إِنَّما هو مأْخوذٌ من الشِّلْوِ، و أَنَّ المراد به التسلیط علی أَشْلاءِ الصیدِ و هی أَعْضاؤُه. قال: و رأَیت بخَطِّ الوزیر ابنِ المَغْرِبی فی بعضِ تَصانِیفِه یذكر أَنه قد أَجاز الكسائیُّ أَشْلَیْت الكلب علی الصیدِ بمعنی أَغْرَیْتُه، قال: لأَنه یُدعَی ثم یُوسَدُ فوُضِع موضِعَهُ، قال: و هذا القولُ الذی حكاهُ عن الكسائیّ
لسان العرب، ج‌14، ص: 444
هو المعنی الذی أَشار إِلیه ابنُ دَرَسْتَوَیْه فی تصحیح كون الإِشْلاءِ بمعنی الإِغْراءِ. و قال الشافعی: إِذا أَشْلَیْتَ كَلْبَكَ علی الصیدِ، فغُلِّطَ و لم یَغْلَطْ؛ قال: و قد جاءَ ذلك فی أَشعارِ الفُصَحَاء، منه بیتُ زیادٍ الذی أَنشده الجوهری؛ و منه ما أَنشده أَبو هلالٍ العسكری: أَلا أَیُّها المُشْلِی عَلَیَّ كِلابَهُ، و لی غَیْرَ أَنْ لَمْ أُشْلِهِنَّ كِلابُ و مثله ما أَنشده حبیبُ بنُ أَوْسٍ فی باب المُلَحِ من الحَمَاسَةِ: و إِنَّا لنَجْفُو الضَّیْفَ من غیرِ عُسْرَةٍ، مَخافَةَ أَن یَضْرَی بِنا فیعُودُ و نُشْلِی عَلَیْهِ الكَلْبَ عِندَ مَحَلِّه، و نُبْدِی له الحِرْمانَ ثُمَّ نَزِیدُ و مثله للفَرَزْدَق یَهْجُو جریراً: تُشْلِی كِلابَكَ، و الأَذْنابُ شائلةٌ، علی قُرُومِ عِظامِ الهَامِ و القَصَرِ فقوله: علی قُرومِ یَشْهَدُ بأَنَّ الإِشْلاءَ بمعنی الإِغْراءِ، لأَنَّ علی إِنما یكونُ مع أَغْرَیْتُ و أَشْلَیْتُ إِذا كانت بمعناها، و إِذا قلتَ أَشْلَیْتُ بمعنی دعَوْت لم تحْتَجْ إِلی ذِكْر علی. و‌فی حدیث مطرِّف بن عبد الله قال: وجَدْتُ العَبْدَ بینَ اللهِ و بین الشیطانِ فإِنِ اسْتَشْلاهُ ربُّه نَجّاه، و إِنْ خَلَّاه و الشیطانَ هَلَكَ.أَبو عبید: اسْتَشْلاهُ أَی استَنْقَذَهُ من الهَلَكة و أَخَذَه، و كذلك اشْتَلاه؛ و منه قول حُمید الأَرْقط: قد اشْتَلانا عَفْوُه و كَرَمُهْ أَی استنقذَنا، و قیل: هو من الدعاء؛ قال حاتم طی‌ءٍ یذكرُ ناقةً دعاها فأَقْبلتْ إِلیه: أَشْلَیْتُها باسْمِ المُراحِ فأَقبَلَتْ رَتَكاً، و كانتْ قبلَ ذلك تَرْسُفُ قال: فأَراد مطرِّف أَن الله إِنْ أَغاثَ عبْدَه و دَعاه فأَنقذَه من الهَلكة فقد نجا، و ذلك الاسْتِشلاءُ؛ و قال القُطامی یمدحُ رجُلًا: قتَلْتَ كَلْباً و بَكْراً و اشْتَلیْتَ بنا، فقدْ أَرَدْتَ بأَنْ یَسْتَجْمِعَ الوادی و قوله: اشْتَلیْت و استشْلَیت سواءٌ فی المعنی، و كلُّ منْ دعَوْتَه فقد أَشْلَیْتَه، و كلُّ من دعَوْتَه حتی تُخْرِجَه و تُنَجِّیَهُ من الضِّیق أَو من الهَلكة أَو من موضِعٍ أَو مكانٍ فقد استَشْلیتَه و اشْتَلیتَه، و أَنشد بیت القُطامی.

شما؛ ج14، ص: 444

: التهذیب: ابن الأَعرابی قال شَما إِذا عَلا أَمْرُه، قال: و الشَّما الشَّمَع، و الله أَعلم.

شنا؛ ج14، ص: 444

: شَنُوَّةُ: لغة فی شَنُوءَة، و النسب إِلیه شَنَوِیٌّ. قال ابن سیدة: و لهذا قضینا نحنُ أَنَّ قَلْبَ الهمزة واواً فی شَنُوَّة من قولهم أَزْد شَنُوَّة بدَلٌ لا قیاس، لأَنه لو كان تخفیفاً قِیاسِیّاً لم یَثْبُتْ فی النسب واواً، فإِن جعلت تخفیف شَنُوَّة قِیاسِیّاً قلت فی النسب إِلیه شَنَئِیٌّ علی مثال شَنَعِیٍّ، لأَنك كأَنك إِنما نسبتَ إِلی شَنُوءة، فتفَطَّنْ إِن یُسِّرَ لك ذلك، قال: و لو لا اعتقادُنا أَنه بدَل لما أَفرَدْنا له باباً و لَوَسِعَتْه ترجمة شَنَأَ فی حرف الهمزة. و حكی اللحیانی: رجلٌ مَشْنِیٌّ و مَشْنُوٌّ أَی مُبْغَض، لغة فی مَشْنُوءِ؛ و أَنشد: أَلا یا غُرابَ البَینِ مِمَّ تَصیحُ؟ فصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إِلیَّ قَبیحُ
لسان العرب، ج‌14، ص: 445
فمَشْنِیٌّ یدل علی أَنه لم یُرِدْ فی مَشْنُوٍّ الهمْزَ بل قد أَلحقَه بمَرْضُوٍّ و مَرْضِیٍّ و مَدْعُوٍّ و مَدْعِیٍّ.

شنظی؛ ج14، ص: 445

: التهذیب فی الرباعی: قال أَبو السَّمیدَعِ امرأَةٌ شِنْظِیانٌ عِنْظِیانٌ إِذا كانت سیِّئةَ الخُلُق.

شها؛ ج14، ص: 445

: شَهِیتُ الشی‌ء، بالكسر؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: و أَشْعَثَ یَشْهَی النَّومَ قلتُ له: ارْتَحِلْ، إِذا ما النُّجُومُ أَعْرَضَتْ و اسْبكَّرَتِ و شَهِیَ الشی‌ءَ و شَهاهُ یَشْهاهُ شَهْوَةً و اشْتَهَاهُ و تَشَهَّاهُ: أَحَبَّه و رَغِب فیه. قال الأَزهری: یقال شَهِیَ یَشْهَی و شَهَا یَشْهُو إِذا اشْتَهَی، و قال: قال ذلك أَبو زید. و التَّشَهِّی: اقتِراحُ شَهْوةٍ بعد شَهْوةٍ، یقال: تَشَهَّتِ المرأَةُ علی زوجِها فأَشْهَاها أَی أَطْلَبها شَهَواتِها. و قوله عز و جل: وَ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مٰا یَشْتَهُونَ؛ أَی یَرْغَبُون فیه من الرجوع إِلی الدنیا. غیره: الشَّهْوةُ معروفة. و طعامٌ شَهِیٌّ أَی مُشْتَهیً. و تَشَهَّیْتُ علی فلان كذا. و هذا شی‌ءٌ یُشَهِّی الطعامَ أَی یحمِلُ علی اشْتِهائِه، و رجلٌ شَهِیٌّ و شَهْوَانُ و شَهْوَانِیٌّ و امرأَةٌ شَهْوَی و ما أَشْهَاهَا و أَشْهَانِی لها، قال سیبویه: هذا علی مَعْنَیَین لأَنك إِذا قلت ما أَشْهَاهَا إِلیَّ فإِنما تُخْبِرُ أَنها مُتَشَهَّاةٌ، و كأَنه علی شُهِیَ، و إِن لم یُتَكْلَّمْ به فقلت ما أَشْهَاهَا كقولك ما أَحْظاها، و إِذا قلتَ ما أَشْهَانِی فإِنما تُخْبرُ أَنك شاه. و أَشْهَاهُ: أَعطاه ما یَشْتَهِی، و أَنا إِلیه شَهْوانُ؛ قال العجاج: فهِیَ شَهْوَی و هو شَهْوَانِیُّ و قومٌ شَهَاوَی أَی ذَووُ شَهْوةٍ شدیدةٍ للأَكل. و‌فی حدیث رابعة: یا شَهْوَانِیُّ‌یقال: رجلٌ شَهْوَانُ و شَهْوَانِیٌّ إِذا كان شدیدَ الشَّهْوةِ، و الجمعُ شَهَاوَی كسَكاری. و‌فی الحدیث: إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخافُ علیكم الرِّیاءُ و الشَّهْوَةُ الخفیَّة؛ قال أَبو عبید: ذهب بها بعضُ الناس إِلی شَهْوةِ النِّساءِ و غیرِها من الشهَواتِ، قال: و عندی أَنه لیس بمخصوصٍ بشی‌ءٍ واحد، و لكنه فی كل شی‌ءٍ من المعاصی یُضْمِرُه صاحبه و یُصِرُّ علیه، فإِنما هو الإِصرارُ و إِنْ لم یَعْمَلْه، و قال غیرُ أَبی عُبید: هو أَن یَری جاریةً حَسناءَ فیغُضَّ طرْفَه ثم ینظُرَ إِلیها بقلبه كما كان ینظُر بعینِه، و قیل: هو أَنْ ینظُر إِلی ذاتِ مَحْرَمٍ له حَسناءَ، و یقول فی نفسِه: لیْتَها لم تَحْرُم علیَّ. أَبو سعید: الشَّهْوَةُ الخفِیَّة من الفواحش ما لا یحِلُّ مما یَسْتَخْفی به الإِنسانُ، إِذا فعَلَه أَخفاهُ و كَرِهَ أَنْ یَطَّلِعَ علیه الناسُ؛ قال الأَزهری: و القولُ ما قاله أَبو عبید فی الشهوةِ الخفِیَّة، غیر أَنی أَستَحْسِنُ أَنْ أَنْصِبَ قوله و الشَّهوةَ الخفِیَّةَ، و أَجعل الواوَ بمعنی مَعْ كأَنه قال: أَخْوفُ ما أَخافُ علیكمُ الریاءُ مع الشَّهوةِ الخفِیَّةِ للمعاصی، فكأَنه یُرائی الناسَ بتَرْكِه المَعاصِیَ، و الشهوةُ لها فی قلبِه مُخْفاةٌ، و إِذا استَخْفَی بها عَمِلَها، و قیل: الریاءُ ما كان ظاهراً من العمل، و الشهوةُ الخفِیَّة حُبُّ اطِّلاعِ الناسِ علی العملِ. ابن الأَعرابی: شَاهَاهُ فی إِصابةِ العینِ و هاشاهُ إِذا مازَحَه. و رجلٌ شَاهِی البصرِ: قَلْبُ شائِه البَصرِ أَی حدیدُ البصرِ. و مُوسَی شَهَواتٍ: شاعر معروف.

شوا؛ ج14، ص: 445

: ناقةٌ شَوْشاةٌ مثلُ المَوْماةِ و شَوْشاءُ: سریعة؛ فأَما قول أَبی الأَسود: علی ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ شَوْشَوٍ، صَنیعٍ نبیل یَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ فقد یجوز أَن یُریدَ شَوْشَویٍّ كأَحْمَر و أَحمریٍّ.
لسان العرب، ج‌14، ص: 446
قال ابن بری: و الشَّوْشَاةُ المرأَة الكثیرةُ الحدیث؛ قال ابن أَحمر: لَیْسَتْ بشَوْشَاةِ الحَدِیثِ، وَ لا فُتُقٍ مُغالِبَة علی الأَمْرِ و الشَّیُّ: مَصْدَرُ شَوَیْتُ، و الشِّوَاءُ الاسمُ. و شَوَی اللَّحْمَ شیّاً فانْشَوَی و اشْتَوَی، قال الجوهری: و لا تَقُلِ اشْتَوَی؛ و قال: قَدِ انْشَوَی شِوَاؤُنا المُرَعْبَلُ، فاقْتَرِبُوا إِلی الغَداء فَكُلُوا قال ابن بری: و أَجَازَ سیبویه أَنْ یقال شَوَیْتُ اللَّحْم فانْشَوَی و اشْتَوَی؛ و منه قول الراجز یصف كَمْأَةً جَناها: أَجْنی البِكَار الحُوَّ مِنْ أَكْمِیها، تَمْلأُ ثِنْتاها یَدَیْ طَاهِیها، قَادِرُها رَاضٍ و مُشْتَوِیهَا و هو الشِّواءُ و الشَّویُّ؛ حكاه ثعلب؛ و أَنشد: و مُحْسِبَةٍ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غَیْرَها، تَنَفَّسَ عَنْها حَیْنُها فَهْیَ كالشَّوِی و تفسیر هذا البیت مذكور فی ترجمة حسب، و القطْعَةُ منه شِوَاءةٌ؛ و أَنشد: و انْصِبْ لَنا الدَّهْمَاءَ، طَاهِی، و عَجِّلَنْ لَنا بِشِواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها و اشْتَوَی القَوْمُ: اتَّخَذُوا شِواءً؛ و قال لبید: و غُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّه بأَلُوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ أَو نَهَتْه فأَتَاهُ رِزْقُه، فَاشْتَوَی لَیْلةَ رِیحٍ و اجْتَمَلْ و شَوَّاهُمْ و أَشْواهُمْ: أَطْعَمَهُم شِواءً. و أَشْواهُ لَحْماً: أَطْعَمَه إِیَّاه. و قال أَبو زید: شَوَّی القَوْمَ و أَشْوَاهُمْ أَعْطاهُمْ لحماً طرِیّاً یَشْتَوُونَ منه، تقول: أَشْوَیْتُ أَصْحابِی إِشْواءً إِذا أَطْعَمْتَهُم شِواءً، و كذلك شَوَّیْتُهُم تَشْوِیَةً، و اشْتَوَیْنا لحماً فی حال الخُصوصِ، و حكی الكسائی عن بعضهم: الشُّوَاء یریدُ الشِّوَاءَ؛ و أَنشد: و یخْرجُ لِلْقَوْم الشُّوَاء یَجُرُّه، بأَقْصَی عَصَاهُ، مُنْضَجاً أَو مُلَهْوَجَا قال أَبو بكر: و العرب تقول نَضِجَ الشُّوَاءُ، بضم الشین، یریدون الشِّواء. و الشُّوَایَةُ: القِطْعةُ من اللحْمِ، و قیل: شُوَایَة الشاةِ ما قَطَعَه الجازِرُ من أَطْرافِها. و الشُّوَایَةُ، بالضم: الشی‌ءُ الصغیرُ من الكبیر كالقِطْعةِ من الشَّاةِ. و تَعَشَّی فلانٌ ف أَشْوَی من عَشائِه أَی أَبْقَی منه بِقیَّةً. و یقال: ما بَقِی من الشاةِ إِلَّا شُوَایَةٌ. و شُوَایَةُ الخُبْز: القُرْصُ منه. و أَشْوَی القَمْحُ: أَفْرَكَ و صلَحَ أَنْ یُشْوَی، و قد یستعمل ذلك فی تَسْخینِ الماءِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: بِتْنا عُذُوباً، و باتَ البَقُّ یَلْسِبُنا، نَشْوِی القَراحَ، كأَنْ لا حَیَّ فی الوَادِی نَشْوِی القَراحَ أَی نُسَخِّنُ الماءَ فنَشْرَبُهُ لأَنه إِذا لَمْ یُسَخَّنْ قَتَل من البَرْدِ أَو آذی، و ذلك إِذا شُرِبَ علی غیرِ ثُفْلٍ أَو غِذَاءٍ. ابن الأَعرابی: شَوَیْتُ الماءَ إِذا سَخَّنْتَه. و‌فی الحدیث: لا تَنْقُضِ الحائِضُ شَعَرَها إِذا أَصابَ الماءُ شَوَی رأْسِها‌أَی جِلْدَه. و الشَّوَاةُ: جِلْدَةُ الرأْسِ؛ و قولُ أَبی ذُؤَیْب: علی إِثْرِ أُخْرَی قَبْلَها قد أَتتْ لها إِلیكَ، فجاءتْ مُقْشَعِرّاً شَوَاتُها
لسان العرب، ج‌14، ص: 447
أَراد: المَآلِكَ التی هی الرسائلُ، فاستَعار لها الشَّواةَ و لا شَواةَ لها فی الحقیقة، و إِنما الشَّوَی للحَیَوان، و قیل: هی القائمةُ، و الجمع شَویً، و قیل: الشَّوَی الیَدانِ و الرِّجْلانِ، و قیل: الیَدانِ و الرِّجْلانِ و الرأْسُ من الآدمِیِّینَ و كُلُّ ما لیس مَقْتَلًا. و قال بعضهم: الشَّوَی جماعة الأَطرافِ. و شَوَی الفَرَسِ: قَوَائِمُه. یُقالُ: عَبْلُ الشَّوَی، و لا یكونُ هذا للرَّأْسِ لأَنهم وصَفُوا الخَیْلَ بأَسالَةِ الخَدَّیْنِ و عِتْقِ الوَجْهِ، و هو رِقَّتُه؛ و قول الهذلی: إِذا هی قامَتْ تَقْشَعِرُّ شَوَاتُها، و تُشْرِفُ بین اللِّیتِ منها إِلی الصُّقْلِ أَراد ظاهِرَ الجِلدِ كلّه، و یدُلُّ علی ذلك قوله بین اللّیتِ منها إِلی الصُّقْلِ أَی من أَصلِ الأُذُنِ إِلی الخاصِرَة. و رَماهُ ف أَشْوَاهُ أَی أَصابَ شَواهُ و لم یُصِبْ مَقْتَلَه؛ قال الهذلی: فإِنَّ من القَوْل التی لا شَوَی لها، إِذا زَلَّ عن ظَهْرِ اللسانِ انْفلاتُها یقول: إِنَّ من القَوْل كَلِمَةً لا تُشْوِی و لكنْ تَقْتُلُ، و الاسمُ منه الشَّوَی؛ قال عَمْرو ذُو الكَلْب: فَقُلْتُ: خُذْهَا لا شَویً و لا شَرَمْ ثم اسْتُعْمِلَ فی كُلِّ مَن أَخْطَأَ غَرَضاً، و إِن لم یكن له شَویً و لا مَقْتَلٌ. الفراء فی قوله تعالی: كَلّٰا إِنَّهٰا لَظیٰ نَزّٰاعَةً لِلشَّویٰ؛ قال: الشَّوَی الیَدَانِ و الرِّجْلانِ و أَطْرافُ الأَصابع و قِحْفُ الرَّأْسِ، و جِلْدَةُ الرَّأْسِ یقال لها شَوَاةٌ، و ما كان غیرَ مَقْتَلٍ فهو شَویً؛ و قال الزجاج: الشَّوَی جمع الشَّوَاةِ و هی جِلْدَةُ الرَّأْسِ؛ و أَنشد: قَالَتْ قُتَیْلَةُ: مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَیْباً شَوَاتُهْ؟ قال أَبو عبید: أَنشدها أَبو الخطاب الأَخفش أَبا عمرو ابن العلاءِ فقال له: صحَّفتَ، إِنما هو سراتُه أَی نواحیه، فسكت أَبو الخطَّاب الأَخْفَش ثم قال لنا: بل هو صَحَّفَ، إِنما هو شَوَاتُه؛ و قوله أَنشده أَبو العَمَیْثَل الأَعرابی: كَأَنّ لَدَی مَیْسُورها متْنَ حَیَّةٍ تَحَرَّكَ مُشْوَاهَا، و مَاتَ ضَرِیبُها فسَّره فقال: المُشْوَی الذی أَخْطَأَه الحَجَر، و ذكر زِمامَ ناقَةٍ شَبَّه ما كان مُعَلَّقاً منه بالذی لم یُصِبْهُ الحَجرُ من الحیَّة فهو حَیٌّ، و شبَّه ما كان بالأَرض غیر متحرك بما أَصابه الحجر منها فهو میِّتٌ. و الشَّوِیَّةُ و الشَّوَی: المَقْتلُ؛ عن ثعلب. و الشَّوَی: الهَیِّنُ من الأَمر. و‌فی حدیث مجاهد: كل ما أَصابَ الصائمُ شَویً إِلَّا الغِیبةَ و الكَذِبَ فهی له كالمقْتَل؛ قال یحیی بن سعید: الشَّوَی هو الشی‌ءُ الیَسیرُ الهَیِّن، قال: و هذا وجهُه، و إِیاه أَراد مجاهدٌ، و لكنِ الأَصلُ فی الشَّوی الأَطْراف، و أَراد أَن الشَّوی لیس بمَقْتلٍ، و أَن كلَّ شی‌ءٍ أَصابَه الصائم لا یُبْطِل صوْمَه فیكون كالمَقتل له، إِلا الغِیبةَ و الكَذِبَ فإِنهما یُبْطِلان الصَّوْم فهما كالمَقتل له؛ و قولُ أُسامة الهُذَلی: تاللهِ ما حُبِّی عَلِیّاً بشَوَی أَی لیس حُبِّی إِیاه خطأً بل هو صوابٌ. و الشُّوَایَةُ و الشِّوَایَةُ «2»: البَقِیة من المالِ أَو القوم الهَلْكی. و الشَّوِیَّةُ: بقیَّةُ قومٍ هَلَكوا، و الجمع شَوَایا؛ و قال:
(2). قوله [و الشوایة] هی مثلثة كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 448
فهمْ شَرُّ الشَّوَایا من ثُمودٍ، و عَوْفٌ شَرُّ مُنْتَعِلٍ و حافِ و أَشْوَی من الشی‌ءِ: أَبقی، و الاسم الشَّوَی؛ قال الهذلی: فإِنَّ من القولِ التی لا شَوَی لها، إِذا ذلَّ عن ظهرِ اللسانِ انفِلاتُها یعنی لا إِبْقاءَ لها، و قال غیرُه: لا خطأَ لها؛ و قال الكمیت: أَجِیبوا رُقَی الآسی النِّطاسیِّ، و احْذَروا مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ التی لا شَوَی لها أَی لا برء لها. و الإِشْوَاءُ: یُوضَعُ مَوضِع الإِبْقاءِ حتی قال بعضُهم تعشَّی فلانٌ ف أَشْوَی عن عَشائِه أَی أَبْقی بعضاً، و أَنشد بیت الكمیت؛ و قال أَبو منصور: هذا كلُّه من إِشْوَاءِ الرامی و ذلك إِذا رَمی فأَصابَ الأَطْرافَ و لم یصِبِ المقْتل، فیوضَع الإِشْواءُ موضع الخَطإِ و الشی‌ء الهَیِّن؛ و أَنشد ابن بری للبُرَیْق الهُذلی: و كنتُ، إِذا الأَیامُ أَحْدَثنَ هالِكاً، أَقولُ شَویً، ما لم یُصِبْنَ صمیمی و‌فی حدیث عبد المطلب: كان یَری أَن السهمَ إِذا أَخطأَه فقد أَشْوَی؛ یقال: رَمی ف أَشْوَی إِذا لم یُصِبِ المقتلَ. قال أَبو بكر: الشَّوَی جلدةُ الرأْس. و الشَّوَی: إِخْطاءُ المقْتل. و الشَّوَی: الیدانِ و الرِجلان. و الشَّوَی: رُذالُ المالِ. و یقالُ: كلُّ شی‌ءٍ شَویً أَی هَیِّنٌ ما سَلِمَ لك دینُك. و الشَّوَی: رُذالُ الإِبل و الغنم، و صغارُها شَویً؛ قال الشاعر: أَكَلْنا الشَّوَی، حتی إِذا لم نَدَعْ شَویً، أَشَرْنا إِلی خَیراتِها بالأَصابعِ و للسَّیفُ أَحْری أَن تُباشِرَ حَدَّهُ من الجُوعِ، لا یثنی علیه المضاجع «1». یقول: إِنه نحرَ ناقةً فی حَطْمَةٍ أَصابَتْهم، و هی السَّنة المُجْدِبة، یقولُ: نحْرُ الناقةِ خیرٌ من الجوعِ و أَحْری، و فی تُباشِر ضمیرُ الناقة. و شِوایَةُ الإِبلِ و الغَنَم و شَوَایَتُهُما رَدِیئُهما؛ كلْتاهُما عن اللحیانی. و أَشْوَی الرجلُ و شَوْشَی و شَوْشَمَ «2». و أَشری إِذا اقْتَنی النَّقَزَ من ردی‌ء المالِ، و الشَّاةُ: التی یُصْعَدُ بها النَّخْل فهو المِصْعادُ، و هو الشَّوَائِی «3»، قال: و هو الذی یقال له التَّبَلْیا، و هو الكَرُّ بالعربیة. و الشَّاوِی: صاحبُ الشاءِ؛ و قال مبشر بن هذیل الشمخی: بل رُبَّ خَرْقٍ نازِحٍ فَلاتُهُ لا یَنْفَعُ الشَّاوِیَّ فیها شَاتُه، و لا حِماراهُ و لا عَلاقُ و الشَّوِیُّ: جمع شاةٍ؛ قال الراجز: إِذا الشَّوِیُّ كَثُرت مواجهْ، و كانَ من تحْتِ الكُلی مناتِجُهْ «4». أَی تموتُ الغنم من شِدَّةِ الجَدْبِ فتُشقُّ بُطونُها و تُخْرَجُ منها أَولادُها. و‌فی حدیث الصدَقة: و فی الشَّوِیِّ فی كلِّ أَرْبَعینَ واحدةٌ؛ الشَّوِیُّ: اسمُ جمعٍ للشَّاةِ، و قیل: هو جمعٌ لها نحو كَلْب و كَلِیبٍ؛ و منه‌كتابُه لقَطَن بن حارثة: و فی الشَّوِیِّ الوریِّ مُسِنَّةٌ.و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه سُئِل عن المُتعة أَ تَجْزی فیها شاةٌ؟ فقال: ما لی و للشَّوِیِّ‌أَی الشاء، و كان مذهَبُه أَن المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلی الحجِّ تجِبُ علیه بدنَة. و جاءَ بالعِیِّ و الشَّیِّ: إِتْباعٌ، واوُ الشَّیِّ مُدْغَمة فی یائِها. قال ابن سیدة: و إِنما قلنا إِن واوَها مدغَمة
(1). قوله [من الجوع إلی آخر البیت] هو هكذا فی الأصل (2). قوله [و شوشی و شوشم] هكذا فی الأصل و التهذیب (3). قوله [و هو الشوائی] و قوله [التبلیا] هما هكذا فی الأصل (4). قوله [نواتجه]هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 449
فی یائِها لما یذكر من قولِه شَوِیٌّ، و عَیِیٌّ و شَوِیٌّ و شَیِیٌّ مُعاقبَة، و ما أَعْیاه و أَشْوَاهُ و أَشْیاهُ. الكسائی: یقال فلان عَیِیٌّ شَیِیٌّ إِتباعٌ له، و بعضُهم یقول شَوِیٌّ، یقال: هو عَوِیٌّ شَوِیٌّ. و‌فی حدیث ابنِ عُمَر: أَنه قال لابن عباس هذا الغلام الذی لم یجتمعْ شَوَی رأْسِه، یرید شؤونَه.

شیا؛ ج14، ص: 449

: أَبو عبید عن الأَحمر: یا فیَّ مالی و یا شَیَّ مالی و یا هَیَّ مالی؛ معناه كله الأَسفُ و التلهفُ و الحزنُ. الكسائی: یا فَیَّ مالی و یا هَیَّ مالی لا یهمزان، و یا شَیَّ مالی و یا شَیْ‌ءَ مالی یُهمز و لا یهمز، و ما فی كلها فی موضع رفع، تأْویله یا عَجَباً مالی و معناه التلهُّف و الأَسی. قال الفراء: قال الكسائی من العرب من یتعجب بشَیَّ و هَیَّ و فَیَّ، و منهم من یزیدُ ما فیقول یا شَیَّما و یا هَیَّما و یا فَیَّما أَی ما أَحسن هذا. و جاء بالعِیِّ و الشِّیِّ، واو الشِّیِّ مدغمة فی یائِها. و فلان عَیِیٌّ شَیِیٌّ، و یقال عَوِیٌّ شَوِیٌّ. الأَصمعی: الأَیْدَعُ و الشَّیَّانُ دَمُ الأَخوینِ، و هو فَعْلانُ؛ قال ابن بری شاهده ما أَنشده الأَصمعی: مِلاطٌ، تَری الذِّئبانَ فیه كأَنه مَطِینٌ بثأْطٍ قد أُمِیر بشَیَّان المِلاط: الكَتِف، و الذِّئبانُ: الوَبَر الذی یكون علیه، و الثَّأْطُ: الحَمْأَةُ الرقیقة، و الشَّیَّانُ: البعیدُ النَّظَر.

فصل الصاد المهملة؛ ج14، ص: 449

‏؛ ج14، ص:؛ ج14، ص: 449

: الصَّئِیُّ، علی فعیلٍ: صَوْتُ الفَرْخ. صَأَی الطَّائرُ و الفَرْخُ و الفأْرُ و الخِنْزیرُ و السِّنَّوْرُ و الكلبُ و الفِیلُ بوزن صَعَی یَصْأَی صَئِیّاً و صِئِیّاً و تَصَاءَی أَی صاحَ، و كذلك الیَرْبُوعُ؛ و أَنشد أَبو صفوان للعجاج: لَهُنَّ فی شَباتِه صَئِیُّ و قال جریر: لَحَی اللهُ الفَرَزدقَ حینَ یَصْأَی صَئِیَّ الكلْبِ، بَصْبَص للعِظالِ و أَصْأَیْتُه أَنا. و یقال للكلبة: صَئِیٌّ، سمیت بذلك لأَنها تَصْأَی أَی تُصَوِّت. ابن الأَعرابی: فی المثل جاء بما صَأَی و صَمَت، یعنی جاء بالشاء و الإِبلِ، و ما صَمَتَ بالذهبِ و الفِضة، و قیل: أَی جاء بالمال الكثیر أَی بالناطِق و الصامِت، و یقال أَیضاً: جاء بما صاءَ و صَمَتَ و هو مقلوبٌ من صأَی. الأَصمعی: الصائی كلُّ مالٍ من الحَیَوان مثل الرقیقِ و الدَّوابِّ، و الصامِتُ مثلُ الأَثوابِ و الوَرِقِ، و سُمِّی صامِتاً لأَنه لا رُوحَ له. و یقال: صاءَ یَصِی‌ءُ مثل صاعَ یَصیعُ، و صَأَی یَصْأَی مثلُ صَعَی یَصْعی صاح؛ قال الشاعر: ما لی إِذا أَنْزِعُها صَأَیْتُ؟ أَ كِبَرٌ غَیَّرَنی أَمْ بَیْتُ؟ قال الفراء: و العَقْرَب أَیضاً تَصْئِی، و فی المثل: تَلْدَغُ العقرَبُ و تَصْئِی، و الواو للحال؛ حكاه الأَصمعی فی كتاب الفَرْقِ. و الصَّآةُ مثلُ الصَّعاةِ: الماءُ الذی یكون علی رأْسِ الوَلد، و قال الأَحمر: هو الصَّاءَةُ، بوزن الصاعة «1». ماءٌ ثخِینٌ یَخْرُجُ مع الوَلد.

صبا؛ ج14، ص: 449

: الصَّبْوَة: جَهْلَة الفُتُوَّةِ و اللَّهْوِ من الغَزَل، و منه التَّصابی و الصِّبا. صَبا صَبْواً و صُبُوّاً و صِبیً
(1). قوله [و قال الأحمر الصاءة بوزن الصاعة إلخ] هكذا فی الأصل، و عبارة التهذیب: أبو عبید عن الأحمر الصَّآة بوزن الصعاة ماء ثخین یخرج مع الولد. ثعلب عن ابن الأعرابی: الصاءة بوزن الصاعة إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 450
و صَباءً. و الصِّبْوَة: جمع الصَّبیِّ، و الصِّبْیةُ لغة، و المصدر الصِّبا. یقال: رأَیتُه فی صِباهُ أَی فی صِغَرِه. و قال غیره: رأَیتُه فی صَبائِه أَی فی صِغَره. و الصَّبِیُّ: من لَدُنْ یُولَد إِلی أَنْ یُفْطَم، و الجمع أَصْبِیَةٌ و صِبْوةٌ و صِبْیَةٌ «1». و صَبْیَةٌ و صِبْوانٌ و صُبْوانٌ و صِبْیانٌ، قلبوا الواو فیها یاءً للكسرة التی قبلها و لم یعتدُّوا بالساكن حاجِزاً حَصیناً لضَعْفِه بالسكون، و قد یجوز أَن یكونوا آثَرُوا الیاءَ لخِفَّتها و أَنهم لم یُراعوا قرْبَ الكسرة، و الأَول أَحسنُ، و أَما قول بعضهم صُبْیانٌ، بضم الصاد و الیاء ففیه من النظر أَنه ضمَّ الصاد بعد أَن قُلِبَت الواوُ یاءً فی لغة من كَسَر فقال صُبیان، فلما قُلِبَت الواوُ یاءً للكسرة و ضمت الصاد بعد ذلك أُقِرَّت الیاءُ بحالها التی هی علیها فی لغة من كَسر، و تصغیر صِبْیَة أُصَیْبِیَةٌ، و تصغیر أَصْبِیَة صُبَیَّة، كلاهما علی غیر قیاس؛ هذا قول سیبویه؛ و أَنشد لرؤبة: صُبَیَّةً علی الدُّخَانِ رُمْكا، ما إِنْ عَدا أَكْبَرُهم أَنْ زَكَّا قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ صُبَیَّة تصغیر صِبْیَةٍ، و أُصَیْبِیَة تصغیرُ أَصْبِیَة، لیكون كلُّ شی‌ءٍ منهما علی بناء مُكَبَّره. و الصَبِیُّ: الغلامُ، و الجمع صِبْیَة و صِبْیَانٌ، و هو من الواو، قال: و لم یقولوا أَصْبِیَة استغناءً بصِبْیةٍ كما لم یقولوا أَغْلِمَة استغناءً بِغلْمة، و تصغیر صِبْیَةٍ صُبَیَّةٌ فی القیاس. و‌فی الحدیث: أَنه رأَی حَسَناً یَلْعَبُ مع صِبْوةٍ فی السِّكَّة؛ الصِّبْوة و الصِّبْیَة: جمعُ صَبِیٍّ، و الواو هو القیاس و إِن كانت الیاءُ أَكثر استعمالًا. و‌فی حدیث أُمِّ سَلَمَة: لمَّا خَطبها رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، قالت إِنی امرأَةٌ مُصْبِیةٌ مُوتِمَةٌ‌أَی ذاتُ صِبْیانٍ و أَیتامٍ، و قد جاء فی الشعر أُصَیْبِیَة كأَنه تصغیرُ أَصْبِیَةٍ، قال الشاعر عبد الله بن الحجاج التغلبی: ارْحَمْ أُصَیْبِیَتی الذین كأَنهمْ حِجْلی، تَدَرَّجُ فی الشَّرَبَّةِ، وُقَّعُ و یقال: صَبِیٌّ بیِّنُ الصِّبَا و الصَّبَاءِ، إِذا فتحت الصاد مدَدْت، و إِذا كسَرْت قصَرْت؛ قال سُوَیْدُ بن كُراع: فهلْ یُعْذَرَنْ ذُو شَیْبَةٍ بصَبَائِه؟ و هلْ یُحمَدَنْ بالصَّبرِ، إِنْ كان یَصبِرُ؟ و الجاریة صَبِیَّةٌ، و الجمع صَبَایا مثلُ مَطِیَّةٍ و مَطایا. و صَبِیَ صِباً: فَعَلَ فِعْلَ الصِّبْیانِ. و أَصْبَتِ المرأَة، فهی مُصْبٍ إِذا كان لها ولدٌ صَبیٌّ أَو ولدٌ ذكرٌ أَو أُنثی. و امرأَةٌ مُصْبِیَةٌ، بالهاء: ذاتُ صِبْیةٍ. التهذیب: امرأَةٌ مُصْبٍ، بلا هاءٍ، معها صَبیٌّ. ابن شمیل: یقال للجاریة صَبِیَّة و صبیٌّ، و صَبایا للجماعة، و الصِّبْیانُ للغِلْمان. و الصِّبا من الشَّوْق یقال منه: تَصابَی و صَبا یصْبُو صَبْوةً و صُبُوّاً أَی مالَ إِلی الجهل و الفُتوَّةِ. و‌فی حدیث الفِتنِ: لَتَعُودُنَّ فیها أَساوِدَ صُبّیً؛ هی جمعُ صابٍ كغازٍ و غُزّیً، و هم الذین یَصْبُون إِلی الفتنة أَی یمیلون إِلیها، و قیل: إِنما هو صُبّاءٌ جمع صابِئٍ بالهمز كشاهِدٍ و شُهَّادٍ، و یروی: صُبّ، و ذكر فی موضعه. و‌فی حدیث هَوازِنَ: قال دُرَید بنُ الصِّمَّة ثم الْقَ الصُّبَّی علی مُتُونِ الخیل‌أَی الذین یَشْتَهُون الحَرْبَ و یمیلون إِلیها و یحبُّون التقدُّم فیها و البِراز. و یقال: صَبا إِلی اللَّهْوِ صَباً و صُبُوّاً و صَبْوةً؛ قال زیدُ بنُ ضَبَّة:
(1). قوله [و صبیة] هی مثلثة كما فی القاموس. و قوله [صبوان و صبیان] هما بالكسر و الضم كما فی القاموس
لسان العرب، ج‌14، ص: 451
إِلی هنْدٍ صَبا قَلْبی، و هِنْدٌ مِثْلُها یُصْبِی و‌فی حدیث الحسن بن علی، رضی الله عنهما: و اللهِ ما تَرَكَ ذَهَباً و لا فِضَّةً و لا شیئاً یُصْبَی إِلیه.و‌فی الحدیث: و شابٌّ لیست له صَبْوةٌ‌أَی مَیْلٌ إِلی الهَوَی، و هی المَرَّةُ منه. و‌فی حدیث النخعی: كان یُعْجِبُهم أَن یكون للغلامِ إِذا نشَأَ صَبْوَةٌ، و ذلك لأَنه إِذا تاب و ارْعَوَی كان أَشدّ لاجتهاده فی الطاعة و أَكثرَ لنَدَمِه علی ما فَرَط منه، و أَبْعَدَ له من أَنْ یُعْجَبَ بعمَله أَو یتَّكِلَ علیه. و أَصْبَتْه الجاریةُ و صَبِیَ صَباءً مثلُ سَمِعَ سَماعاً أَی لَعِبَ مع الصِّبْیانِ. و صَبا إِلیه صَبْوةً و صُبُوّاً: حَنَّ. و كانت قریشٌ تُسَمی أَصحاب النبی، صلی الله علیه و سلم، صُباةً. و أَصْبَتْه المرأَةُ و تَصَبَّتْه: شاقَتْه و دَعَتْه إِلی الصِّبا فحَنَّ لها و صَبا إِلیها. و صَبِیَ: مالَ، و كذلك صَبَتْ إِلیه و صَبِیَتْ، و تَصَبَّاها هو: دَعاها إِلی مِثْل ذلك، و تَصَبَّاها أَیضاً: خدَعها و فَتَنها؛ أَنشد ابن الأَعرابی: لعَمْرُك لا أَدْنُو لأَمْر دَنِیَّةٍ، و لا أَتَصَبَّی آصراتِ خَلیلِ قال ثعلب: لا أَتَصَبَّی لا أَطْلُب خدیعَة حُرْمَة خَلیلٍ و لا أَدْعوها إِلی الصِّبا، و الآصِراتُ: المُمْسِكاتُ الثَّوابتُ كإِصارِ البَیْتِ، و هو الحبْلُ من حبال الخِباءِ. و فی التنزیل العزیز فی خبر یوسف، علیه السلام: وَ إِلّٰا تَصْرِفْ عَنِّی كَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ؛ قال أَبو الهیثم: صَبا فُلان إِلی فلانة و صَبا لها یَصْبُو صَباً مَنْقُوصٌ و صَبْوَةً أَی مالَ إِلیها. قال: و صَبا یَصْبُو، فهو صابٍ و صَبِیٌّ مثل قادرٍ و قَدیرٍ، قال: و قال بعضهم إِذا قالوا صَبِیٌّ فهو بمعنی فَعول، و هو الكثیر الإِتْیان للصِّبا، قال: و هذا خطأٌ، لو كان كذلك لقالوا صَبُوٌّ، كما قالوا دَعُوٌّ و سَمُوٌ و لَهُوٌّ فی ذوات الواو، و أَما البكِیُّ فهو بمعنی فَعُولٍ أَی كثیر البُكاء لأَن أَصْله بَكُویٌ؛ و أَنشد: و إِنَّما یأْتی الصِّبَا الصَّبِیُّ و یقال: أَصْبَی فلان عِرْس فلان إِذا اسْتَمالها. و صَبَتِ النَّخْلةُ تَصْبُو: مالتْ إِلی الفُحَّال البعید منها. و صَبَت الراعِیَةُ تَصْبُو صُبُوّاً: أَمالتْ رأْسَها فوضعَتْه فی المرْعی. و صابی رُمْحَه: أَماله للطَّعن به؛ قال النابغة الجعدی: مُصَابِینَ خِرْصانَ الوَشِیجِ كأَنَّنا، لأَعدائِنا، نُكْبٌ، إِذا الطعنُ أَفقَرا و صَابَی رمحه إِذا صَدَّر سِنانه إِلی الأَرض للطَّعن به. و‌فی الحدیث: لا یُصَبِّی رأْسَه فی الرُّكُوعِ‌أَی لا یخفِضُه كثیراً و لا یُمیلُه إِلی الأَرضِ، مِنْ صَبا إِلی الشی‌ء یَصبُو إِذا مالَ، و صَبَّی رأْسه، شُدِّد للتكثیر، و قیل: هو مهموز من صَبأَ إِذا خرج من دِین إِلی دین. قال الأَزهری: الصواب لا یُصَوِّبُ، و یروی لا یَصُبُّ. و الصَّبا: ریحٌ معروفة تُقابل الدَّبُور. الصحاح: الصَّبا ریحٌ و مَهَبُّها المُسْتَوِی أَن تَهُبَّ من موضع مطلع الشمس إِذا اسْتَوی اللیلُ و النهارُ و نیِّحتُها الدَّبُور. المحكم: و الصَّبا رِیحٌ تَسْتَقبلُ البیتَ، قیل: لأَنَّها تحِنُّ إِلی البیت. و قال ابن الأَعرابی: مَهَبُّ الصَّبا من مطْلع الثُّرَیَّا إِلی بنات نَعْش، من تذكرة أَبی علیّ، تكون اسماً و صِفة، و تَثْنیته صَبَوانِ و صَبَیانِ؛ عن اللحیانی، و الجمع صَبَواتٌ و أَصْباءٌ. و قد صَبَت الریح تَصْبُو صُبُوّاً و صَباً.
لسان العرب، ج‌14، ص: 452
و صُبِیَ القومُ: أَصابَتْهُمُ الصَّبا، و أَصْبَوْا: دخلوا فی الصَّبا، و تزعمُ العَرَب أَنَّ الدَّبُور تُزْعِج السَّحاب و تُشْخِصُه فی الهواء ثم تسوقُه، فإِذا علا كشَفَتْ عنه و استقبلته الصَّبا فوزَّعت بعضَه علی بعض حتی یصیرَ كِسْفاً واحداً، و الجَنُوبُ تُلْحِقُ روادفَه به و تُمِدُّه من المَدد، و الشَّمالُ تمزِّقُ السَّحاب. و الصَّابِیَة: النُّكَیْباءُ التی تجری بین الصَّبا و الشَّمال. و الصَّبِیُّ: ناظرُ العَین، و عَزاه كراعٌ إِلی العامة. و الصَّبِیَّان: جانِبا الرَّحْل. و الصَّبِیَّان، علی فعیلان: طَرَفا اللَّحْیَین للبَعِیر و غیره، و قیل: هما الحرْفان المُنْحنِیان من وسَط اللَّحْیَین من ظاهِرهِما؛ قال ذو الرمة: تُغَنِّیه، من بین الصَّبِیَّیْن، أُبْنَةٌ نَهُومٌ، إِذا ما ارْتَدَّ فیها سَحِیلُها الأُبْنَةُ هاهنا: غَلْصَمَتُه. و قال شمر: الصَّبِیَّان مُلْتَقی اللَّحْیَین الأَسْفَلین. و قال أَبو زید: الصَّبِیَّان ما دَقَّ من أَسافِلِ اللَّحْیَین، قال: و الرَّأْدانِ هُما أَعْلی اللحْیَین عند الماضغتَین، و یقال الرُّؤْدانِ أَیضاً؛ و قال أَبو صدقة العجلی یصف فرساً: عارٍ منَ اللَّحْم صَبِیَّا اللَّحیَیْنْ، مُؤَلَّلُ الأُذْن أَسِیلُ الخَدَّیْنْ و قیل: الصَّبِیُّ رأْس العَظْم الذی هو أَسْفلُ من شَحمَة الأُذنِ بنحو من ثلاث أَصابعَ مَضْمُومة. و الصَّبِیُّ من السَّیف: ما دُون الظُّبَةِ قلیلًا. و صَبیُّ السیَّف: حَدُّه، و قیل: عَیْرُه الناتئُ فی وَسَطِه، و كذلك السِّنانُ. و الصَّبِیُّ: رأْسُ القَدم. التهذیب: الصَّبِیُّ من القَدم ما بین حِمارتِها إِلی الأَصابِع. و صَابَی سیفَه: جعله فی غِمْده مَقلوباً، و كذلك صَابَیْتُه أَنا. و إِذا أَغْمَد الرجلُ سَیفاً مقلوباً قیل: قد صَابَی سَیفَه یُصَابِیه؛ و أَنشد ابن بری لعِمْران بن حَطَّان یصف رجلًا: لم تُلْهِه أَوْبَةٌ عن رَمْیِ أَسْهُمِه، و سَیْفه لا مُصَابَاةٌ و لا عَطَل و صَابَیْتُ الرُّمح: أَمَلْتُه للطَّعْن. و صَابَی البیتَ: أَنْشَده فلم یُقِمْه. و صَابَی الكلام: لم یُجْرِه علی وجهه. و یقال: صَابَی البعیرُ مشافِره إِذا قلبها عند الشُّرب؛ و قال ابن مقبل یذكر إِبلًا: یُصَابِینَها، و هی مَثْنِیَّةٌ كَثَنْی السُّبُوت حُذینَ المِثالا و قال أَبو زید: صَابَیْنَا عن الحَمْض عدَلْنا.

صتا؛ ج14، ص: 452

: صتا یَصْتُو صَتْواً: مشی مَشْیاً فیه وثْبٌ.

صحا؛ ج14، ص: 452

: الصَّحْوُ: ذهابُ الغَیْم، یومٌ صَحْوٌ و سَماءٌ صَحْوٌ، و الیومُ صَاحٍ. و قد أَصْحَیَا و أَصْحَیْنَا أَی أَصْحَتْ لنا السماء. و أَصْحَتِ السماءُ، فهی مُصْحِیَةٌ: انْقَشَع عنها الغَیْم، و قال الكسائی: فهی صَحْوٌ قال: و لا تَقُلْ مُصْحِیَةٌ، قال ابن بری: یقال أَصْحَتِ السماء، فهی مُصْحِیَةٌ، و یقال: یومٌ مُصْحٍ. و صحا السَّكْرانُ لا غَیْرُ. قال: و أَما العاذِلة فیقال فیها أَصْحَت و صَحَتْ، فیُشبَّه ذهابُ العَقْل عنْها تارةً بذهاب الغَیم و تارة بذهاب السُّكْر، و أَما الإِفاقة عن الحُبِّ فلم یُسمَع فیه إِلَّا صَحَا مثل السُّكْر؛ قال جریر: أَ تَصحُو أَم فؤَادُكَ غیرُ صاحِ؟ و یقال: صَحْوان مثلُ سكْران؛ قال الرحَّال و هو عمرو بن النعمان بنِ البراء: بان الخَلیطُ، و لم أَكُنْ صَحْوَانا دَنفاً بزَیْنَبَ، لو تُریدُ هَوانا
لسان العرب، ج‌14، ص: 453
و الصَّحْوُ: ارْتِفاعُ النهارِ؛ قال سُوَیْد: تَمْنَحُ المِرْآةَ وَجْهاً واضِحاً، مثلَ قَرْنِ الشمس فی الصَّحْوِ ارْتَفَعْ و الصَّحْوُ: ذَهابُ السُّكْرِ و تَرْكُ الصِّبا و الباطلِ. یقال: صَحَا قلبهُ. و صَحا السكرانُ من سُكْرِه یَصْحُو صَحْواً و صُحُوّاً، فهو صاحٍ، و أَصْحَی: ذَهَب سُكْرُه، و كذلك المُشْتاقُ؛ قال: صُحُوَّ ناشِی الشَّوْقِ مُسْتَبِلِّ و العرب تقول: ذَهَبَ بین الصَّحْوِ و السَّكْرَةِ أَی بین أَنْ یَعْقِلَ و لا یَعْقِلَ. ابن بُزُرْج: من أَمثالهم یریدُ أَن یأْخذَها بین السَّكْرَةِ و الصَّحْوَةِ، مَثلٌ لطالبِ الأَمْرِ یَتجاهَلُ و هو یعلم. و المِصْحَاة: جامٌ یُشْرَبُ فیه. و قال أَبو عبیدة: المِصْحَاة إناءٌ، قال: و لا أَدرِی من أَیِّ شی‌ءٍ هو؛ قال الأَعشی: بكَأْسٍ و إبْرِیقٍ كأَنّ شَرابَهُ، إذا صُبَّ فی المِصْحَاةِ، خالَطَ بَقَّمَا و قیل: هو الطاسُ. ابن الأَعرابی: المِصْحَاةُ الكَأْسُ، و قیل: هو القَدَح من الفِضةِ؛ و احْتَجَّ بقول أَوْسٍ: إذا سُلّ مِن جَفْنٍ تَأَكَّلَ أَثْرُه، علی مِثل مِصْحَاةِ اللُّجَین، تأَكُّلا قال: شَبَّهَ نَقاءَ حَدیدة السیفِ بنَقاءِ الفِضةِ. قال ابن بری: المِصْحَاةُ إناءٌ مِن فِضةٍ قد صَحَا من الأَدْناسِ و الأَكْدارِ لِنقاءِ الفِضةِ؛ و فی النهایة فی تَرْجَمَة مَصَحَ: دَخَلَتْ علیه أُم حَبیبةَ و هو مَحْضُورٌ كأَنَّ وجهَه مِصحاةٌ.

صخا؛ ج14، ص: 453

: اللیث: صَخِیَ الثوبُ یَصْخَی صَخاً، فهو صَخٍ، اتَّسَخَ و دَرِنَ، و الاسم الصَّخَاوةُ، و ربما جعلت الواوُ یاءً لأَنه بُنِیَ علی فَعِلَ یَفْعَل؛ قال أَبو منصور: لم أَسْمَعْه لغیرِ اللیث. و الصَّخَاءَةُ: بَقْلَة تَرْتَفِعُ علی ساقٍ لها كهیئةِ السُّنْبُلَةِ، فیها حَبٌّ كحَب الیَنْبُوت، و لُباب حَبِّها دواءٌ للجُروح، و السین فیها أَعلَی.

صدی؛ ج14، ص: 453

: الصَّدَی: شدَّةُ العَطَشِ، و قیل: هو العطشُ ما كان، صَدِیَ یَصْدَی صَدیً، فهو صَدٍ و صادٍ و صَدْیانُ، و الأُنْثَی صَدْیا؛ و شاهد صادٍ قول القطامی: فهُنَّ یَنْبِذْنَ مِن قَوْلٍ یُصِبْنَ به مَواقِعَ الماء من ذِی الغُلَّةِ الصادِی و الجمع صِداءٌ. و رجل مِصْدَاءٌ: كثیرُ العَطَشِ؛ عن اللحیانی. و كأْسٌ مُصْدَاةٌ: كثیرة الماء، و هی ضِدُّ المُعْرَقَةِ التی هی القلیلةُ الماءِ. و الصَّوَادِی النَّخْلُ التی لا تَشْرَبُ الماءَ؛ قال المَرّار: بناتُ بناتِها و بناتُ أُخْرَی صَوَادٍ ما صَدِینَ، و قَدْ رَوِینا صَدِینَ أَی عَطِشْنَ. قال ابن بری: و قال أَبو عمرو الصَّوادی التی بَلَغَتْ عُرُوقُها الماءَ فلا تَحْتاجُ إلی سَقْیٍ. و‌فی الحدیث: لتَرِدُنّ یومَ القیامةِ صَوَادِیَ‌أَی عِطاشاً، و قیل: الصَّوَادِی النَّخْلُ الطِّوالُ منها و من غیرِها؛ قال ذو الرُّمَّة: مَا هِجْنَ، إذْ بَكَرْنَ بالأَحْمالِ، مِثْلَ صَوَادِی النَّخْلِ و السَّیالِ واحدتها صَادِیَةٌ؛ قال الشاعر: صَوَادِیاً لا تُمْكِنُ اللُّصُوصَا و الصَّدی: جَسَدُ الإِنْسَانِ بعدَ مَوْتِهِ. و الصَّدَی: الدِّماغُ نَفْسُه، و حَشْوُ الرَّأْسِ، یقال: صَدَعَ
لسان العرب، ج‌14، ص: 454
اللهُ صَدَاهُ. و الصَّدَی: موضِعُ السَّمْعِ من الرَّأْسِ. و الصَّدَی: طائِرٌ یَصِیحُ فی هامَةِ المَقْتُولِ إذا لَمْ یُثْأَرْ به، و قیل: هو طائِرٌ یَخْرُجُ من رَأْسِهِ إذا بَلِیَ، و یُدْعَی الهامَةَ، و إنما كان یزعُم ذلك أَهلُ الجاهِلیة. و الصَّدَی: الصَّوْت. و الصَّدَی: ما یُجِیبُكَ من صَوْتِ الجَبَلِ و نحوهِ بمِثْلِ صَوْتِكَ. قال الله تعالی: وَ مٰا كٰانَ صَلٰاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلّٰا مُكٰاءً وَ تَصْدِیَةً؛ قال ابن عرفة: التَّصْدِیَة من الصَّدَی، و هو الصَّوْتُ الذی یَرُدُّهُ علیكَ الجَبَلُ، قال: و المُكاءُ و التَّصْدیَة لَیْسَا بصَلاةٍ، و لكنّ الله عز و جل أَخبر أَنهم جعلوا مكانَ الصَّلاةِ الَّتی أُمِروا بها المكاء و التَّصْدِیَة؛ قال: و هذا كقولِكَ رَفَدَنِی فلانٌ ضَرْباً و حرْماناً أَی جَعل هَذَیْن مكانَ الرِّفْدِ و العَطاءِ كقول الفرزدق: قَرَیْناهُمُ المَأَثُورَةَ البِیضَ قَبْلَها، یَثُجُّ القُرونَ الأَیْزَنِیُّ المُثَقَّف «2». أَی جَعَلْنا لهم بدَلَ القِرَی السُّیوفَ و الأَسِنَّة. و التَّصْدِیَة: ضَرْبُكَ یَداً علی یَدٍ لتُسْمِعَ ذلك إنساناً، و هو من قوله مُكٰاءً وَ تَصْدِیَةً. صَدَّی: قیلَ أَصْلُه صَدَّدَ لأَنَّه یقابِلُ فی التَّصْفِیقِ صَدُّ هذا صَدَّ الآخَرِ أَی وجْهاهُما وجْهُ الكَفِّ یقابِلُ وَجْهَ الكَفِّ الأُخْرَی. قال أَبو العَبَّاسِ روایةً عن المُبَرِّدِ «3». الصَّدَی علی ستة أَوجه، أَحدها مَا یَبْقَی من المَیّتِ فی قَبْرِه و هو جُثَّتهُ؛ قال النَّمِر بنُ تَوْلَبٍ: أَ عاذِلُ، إنْ یُصْبِحْ صَدَایَ بقَفْرَةٍ بَعِیداً نَآنِی ناصِرِی و قرِیبی ف صَدَاهُ: بَدَنهُ و جُثَّتهُ، و قوله: نَآنِی أَی نَأَی عَنِّی، قال: و الصَّدَی الثانی حُشْوةُ الرأْسِ یقال لها الهَامَةُ و الصَّدَی، و كانت العرب تَقولُ: إنَّ عِظامَ المَوْتَی تَصِیرُ هامَةً فتَطِیرُ، و كان أَبو عبیدة یقول: إنهم كانوا یسَمون ذلك الطَّائِرَ الذی یخرُجُ من هَامَةِ المَیِّتِ إذا بَلِیَ الصَّدَی، و جَمْعُه أَصْدَاءٌ؛ قال أَبو دواد: سُلِّطَ المَوْتُ و المَنُونُ عَلَیْهِم، فلَهُمْ فی صَدَی المَقابِرِ هَامُ و قال لبید: فَلَیْسَ الناسُ بَعْدَك فی نَقِیرٍ، و لَیْسُوا غَیْرَ أصْدَاءٍ و هامِ و الثالث الصَّدَی الذَّكَر من البُومِ، و كانت العرب تقول: إذا قُتلَ قَتِیلٌ فلم یُدْرَكْ به الثَّأْرُ خَرجَ من رَأْسِه طائِرٌ كالبُومَة و هی الهامَة و الذَّكر الصَّدَی، فیصیح علی قَبْرِه: اسْقُونِی اسْقُونِی فإن قُتِل قاتِلُه كَفَّ عن صِیاحهِ؛ و منه قول الشاعر «4».أَضْرِبْكَ حتّی تَقولَ الهَامَةُ: اسْقُونِی و الرابع الصَّدَی ما یرجِع علیك من صوتِ الجبل؛ و منه قول إمرئ القیس: صمَّ صَدَاها و عَفا رَسْمُها، و اسْتَعْجَمَتْ عن منطِقِ السَّائل و روی ابن أَخی الأَصمعی عن عمه قال: العرب تقول الصَّدی فی الهامةَ، و السَّمْعُ فی الدِّماغ. یقال: أَصمَّ اللهُ صَداهُ، من هذا، و قیل: بل أَصمَّ اللهَ صَدَاه، من صدی الصوتِ الذی یجیب صوت المُنادی؛ و قال رؤبة فی تصدیق من یقول الصَّدَی الدِّماغ:
(2). قوله [القرون] هكذا فی الأَصل هنا، و الذی فی التهذیب هنا و اللسان فی مادة یزن: یثج العروق (3). قوله [روایة عن المبرد] هكذا فی الأَصل، و فی التهذیب: و قال أبو العباس المبرد (4). هو أبو الإِصبع العدوانی، و صدر البیت: یا عمرو و إن لم تدع شتمی و منقصتی
لسان العرب، ج‌14، ص: 455
لِهامِهِم أَرُضُّه و أَنقَخُ أُمَّ الصَّدی عن الصَّدی و أَصْمَخُ و قال المبرد: و الصَّدَی أَیضاً العَطش. یقال: صَدِیَ الرجلُ یَصْدَی صَدیً، فهو صَدٍ و صَدْیانُ؛ و أَنشد «1»: ستعلمُ، إن مُتنا صَدیً، أَیُّنا الصَّدِی و قال غیره: الصَّدَی العَطَشُ الشدیدُ. و یقال: إنه لا یشتدُّ العطشُ حتی ییبَسَ الدماغُ، و لذلك تنشَقُّ جلدةُ جَبهةِ من یموتُ عطشاً، و یقال: امرأَة صَدْیا و صادِیَةٌ. و الصَّدَی السادسُ قولُهُم: فلان صَدَی مال إذا كان رفیقاً بسِیاسِتها «2»؛ و قال أَبو عمرو: یقال فلانٌ صَدَی مالٍ إذا كان عالماً بها و بمَصلحَتِها، و مثلُه هو إزاءُ مالٍ، و إنه ل صَدَی مالٍ أَی عالِمٌ بمصلحتهِ، و خصَّ بعضهم به العالم بمصلحةِ الإِبل فقال: إنه لصَدَی إبلٍ. و قال: و یقال للرجل إذا مات و هَلَك صمَّ صَدَاه، و فی الدعاء علیه: أَصَمَّ الله صَدَاه أَی أَهْلكه، و أَصلهُ الصوت یَرُدُّه علیك الجبل إذا صِحْتَ أَو المكانُ المُرْتَفِعُ العالی، فإذا مات الرجل فإنه لا یُسْمَع و لا یُصَوِّت فیَرُدَّ علیه الجبل، فكأَن معنی قوله صَمَّ صَداهُ أَی مات حتی لا یُسْمع صوتهُ و لا یجابُ، و هو إذا ماتَ لم یَسْمَع الصَّدی منه شیئاً فیُجیبَه؛ و قد أَصْدَی الجبل. و‌فی حدیث الحجاج: قال لأَنَسٍ أَصَمَّ الله صَدَاكَ‌أَی أَهْلَكك الصَّدَی: الصَّوْتُ الذی یسمَعُه المُصَوِّتُ عقَیبَ صِیاحهِ راجعاً إلیه من الجَبلِ و البِناءِ المُرْتَفِع، ثم استعیر للهلاك لأَنه إنما یجاب الحَیُّ، فإذا هلكَ الرجلُ صَمَّ صَدَاه كأَنه لا یَسْمَعُ شیئاً فیُجیبَ عنه؛ ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده لسَدوسِ بن ضِبابٍ: إنی إلی كلِّ أَیْسارٍ و نادِبَةٍ أَدْعُو حُبَیْشاً، كما تُدْعی ابْنَةُ الجَبلِ أی أُنَوِّهُ به كما یُنَوَّه بابْنة الجَبل، و قیل: ابنةُ الجَبل هی الحَیَّة، و قیل: هی الداهیة؛ و أَنشد: إن تَدْعهُ مَوْهِناً یَعْجَلْ بجابَتِهِ عارِی الأَشاجِعِ، یَسْعی غَیْرَ مُشْتمِل یقول: یَعْجَل حبیش بجابَتهِ كما یَعْجَلُ الصَّدی و هو صوتُ الجَبل. أَبو عبید: و الصَّدی الرجلُ اللّطِیفُ الجَسَدِ؛ قال شمر: روی أَبو عبید هذا الحَرْفَ غیرَ مهموزٍ، قال: و أُراهُ مهموزاً كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ فی الصَّدَعِ، و هو اللطیف الجِسْمِ، قال: و منه ما جاء‌فی الحدیث صَدَأٌ من حدیدٍ‌فی ذِكْرِ علیّ، علیه السلام. و الصَّدی: ذكرُ البُومِ و الهامُ، و الجمعُ أَصْداءٌ؛ قال یزید بن الحَكَم: بكلِّ یَفاعٍ بُومُها تُسْمِعُ الصَّدی دُعاءً، متی ما تُسْمِعِ الهامَ تَنْأَجِ تَنْأَج: تَصِیحُ، قال: و جمعهُ صَدَوَات؛ قال یزید بن الصَّعِق: فلنْ تَنْفَكَّ قُنْبُلَة و رَجْلٌ إلیكمْ، ما دَعا الصَّدَواتِ بُومُ قال: و الیاءُ فیه أَعرَفُ. و التَّصْدِیَةُ: التَّصْفِیقُ. و صَدَّی الرجل: صَفَّقَ بیدیه، و هو من مُحَوَّل التَّضْعِیف. و المُصَادَاةُ: المُعارَضَة. و تصَدَّی للرجلِ: تَعَرَّض له و تَضَرَّعَ، و هو الذی یَسْتَشْرِفهُ ناظراً إلیه. و‌فی حدیث أَنسٍ فی غزوة حنینٍ: فجعل الرَّجُلُ یتَصدَّی لرسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، لیَأْمُرَه بقَتْلِه؛ التَّصَدِّی: التَّعَرُّض للشی‌ءِ. و تَصَدَّی للأَمر: رَفع رأْسَه إلیه. و الصَّدَی: فعلُ المُتَصَدِّی. و الصَّدَاةُ: فعلُ المُتَصَدِّی، و هو الذی یَرْفعُ رأْسَه و صَدْرَه یتصَدَّی للشی‌ء یَنْظُرُ
(1). البیت لطرفة من معلقته (2). المراد بالمال هنا الإِبل، و لذلك أنث الضمیر العائد إلیها
لسان العرب، ج‌14، ص: 456
إلیه؛ و أَنشد للطرماح: لها كلَّما صاحتْ صَدَاةٌ و رَكْدَةٌ «1». یصف هامةً إذا صاحتْ تَصَدَّتْ مرَّةً و ركَدَت أُخْری. و فی التنزیل العزیز: ص وَ الْقُرْآنِ ذِی الذِّكْرِ؛ قال الزجاج: من قرأَ صَادِ بالكسرِ فله وجهانِ: أَحدهما أَنه هجاءٌ موقوفٌ فكُسِرَ لالتقاء الساكنین، و الثانی أَنه أَمرٌ من المُصاداةِ علی معنی صَادِ القرآنَ بعَملِك أَی قابِلْه. یقال: صادَیْتُه أَی قابَلْتُه و عادَلْتُه، قال: و القراءة صادْ بسكونِ الدال، و هی أَكثرُ القراءة لأَن الصادَ من حُروفِ الهِجاء و تقدیر سكونِ الوقْفِ علیها، و قیل: معناه الصادِقُ اللهُ، و قیل: معناه القَسَم، و قیل: ص اسم السورةِ و لا یَنْصَرِف. أَبو عمرو: و صادَیْت الرجلَ و داجَیْتُه و دارَیْتُه و ساتَرْتُه بمعنًی واحد؛ قال ابن أَحمر یصف قدوراً: و دُهْمٍ تُصَادِیها الوَلائِدُ جِلَّةٍ، إذا جَهِلَت أَجْوافُها لم تَحَلَّمِ قال ابن بری: و منه قولُ الشاعر: صادِ ذا الظَّعْن إلی غِرَّتِهِ، و إذا دَرَّتْ لَبونٌ فاحْتَلِبْ «2». و‌فی حدیث ابن عباس: ذَكَر أَبا بكر، رضی الله عنهما، كان و الله بَرّاً تَقِیّاً لا یُصادی غَرْبُه‌أَی تُداری حدَّثُه و تُسَكَّنُ، و الغَرْبُ الحِدَّةُ، و‌فی روایة: كان یُصَادی منه غَرْبٌ، بحذف النفی، قال: و هو الأَشْبَه لأَن أَبا بكر، رضی الله عنه، كانت فیه حِدَّةٌ یَسیرة؛ قال أَبو العباس فی المُصَادَاةِ: قال أَهلُ الكوفَة هی المداراةُ، و قال الأَصمعیْ: هی العنایة بالشی‌ء، و قال رجل من العرب و قد نتَجَ ناقةً له فقال لما مَخَضَتْ: بتُّ أُصادِیها طولَ لیلی، و ذلك أَنه كَرِه أَن یَعْقِلَها فیُعَنِّتَها أَو یَدَعَها فتَفْرَقَ أَی تَنِدَّ فی الأَرض فیأْكُلَ الذئبُ ولدَها، فذلك مُصاداتهُ إیّاها، و كذلك الراعی یُصادِی إبِلَه إذا عَطِشَتْ قبل تمامِ ظِمْئِها یمنعُها عن القَرَب؛ و قال كثیر: أَیا عَزُّ، صَادِی القَلْبَ حتی یَوَدَّنی فؤادُكِ، أَو رُدِّی علَیَّ فؤادِیا و قیل فی قولهم فُلانٌ یَتصَدَّی لفلانٍ: إنه مأْخُوذٌ من اتِّباعهِ صَداه أَی صَوْتَه؛ و منه قول آخر مأْخوذ من الصَّدَدِ فقُلِبَتْ إحدی الدالات یاءً فی یتَصدَّی، و قیل‌فی حدیث ابنِ عباسٍ إنه كان یُصادَی منه غَرْبٌ‌أَی أَصدقاؤُهُ كانوا یَحْتَملون حدَّتَهُ؛ قوله یُصَادَی أَی یُدارَی. و المُصاداةُ و المُوالاةُ و المُداجاةُ و المُداراةُ و المُراماةُ كلُّ هذا فی معنی المُداراةِ. و قوله تعالی: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰی؛ أَی تتَعَرَّض، یقال: تَصَدَّی له أَی تَعَرَّضَ له؛ قال الشاعر: مِنَ المُتَصَدِّیاتِ بغیرِ سُوءٍ، تسِیلُ، إذا مَشتْ، سَیْلَ الحُبابِ یعنی الحَیَّةَ، و الأَصلُ فیه الصَّدَد و هو القُرْب، و أَصله یتصَدَّدُ فقُلِبتْ إحدی الدالات یاءً. و كلُّ ما صار قُبالَتَك فهو صَدَدُك. أَبو عبید عن العَدَبَّسِ: الصَّدَی هو الجُدْجُدُ الذی یَصِرُّ باللیل أَیضاً، قال: و الجُنْدُبُ أَصغر من الصَّدَی یكون فی البَراری؛ قال: و الصَّدَی هو هذا الطائرُ الذی یَصِرُّ باللیل و یَقْفِز قَفَزاناً و یَطِیرُ، و الناسُ یَرَوْنَه الجُنْدُبَ، و إنما هو الصَّدَی.
(1). قوله [… كلما صاحت … إلخ] هكذا فی الأَصل، و فی التكملة: … كلما ریعت … إلخ (2). قوله [الظعن] هو بالظاء المعجمة فی الأَصل، و فی بعض النسخ بالطاء المهملة
لسان العرب، ج‌14، ص: 457
و صَادَی الأَمرَ و صادَ الأَمرَ «3». دَبَّرَهُ. و صَادَاهُ: دَاراهُ و لایَنَه. و الصَّدْوُ: سُمٌّ تُسْقاهُ النِّصالُ مثلُ دَمِ الأَسْودِ. و صُداءٌ: حَیٌّ من الیمن؛ قال: فقُلْتُم: تعالَ یا یَزی بنَ مُحَرِّقٍ، فقلتُ لكم: إنی حَلِیفُ صُداءِ و النَّسَبُ إلیه صُداوِیٌّ «4». علی غیر قیاس.

صری؛ ج14، ص: 457

: صَرَی الشی‌ءَ صَرْیاً: قَطَعَه و دَفَعه؛ قال ذو الرُّمة: فوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ، هَواهُنَّ، إن لم یَصْرِهِ اللهُ، قاتِلُهْ و‌فی الحدیث: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال إنَّ آخِرَ مَنْ یَدْخُلُ الجنَّةَ لرَجُلٌ یمشی علی الصراط فیَنْكَبُّ مرة و یمشی مرة و تَسْفَعُه النارُ، فإذا جاوز الصراطَ تُرْفَع له شَجرةٌ فیقول یا ربِّ أَدْنِنی منها؛ فیقول اللهُ عز و جل أَی عبدی ما یَصْرِیك منی؟قال أَبو عبید: قوله ما یَصْرِیكَ ما یَقطَعُ مَسْأَلتَك عنی و یَمْنَعُك من سؤالی. یقال: صَرَیْتُ الشی‌ءَ إذا قطَعْته و منَعْته. و یقال: صَرَی اللهُ عنكَ شرَّ فلانٍ أَی دَفَعه؛ و أَنشد ابن بری للطرماح: و لو أَنَّ الظعائِنَ عُجْنَ یوماً علیَّ ببَطْنِ ذی نَفْرٍ، صَرانِی «5». أَی دَفعَ عنی و وقانی. و صَرَیْتهُ: منَعْتُه؛ قال ابن مقبل: لیس الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَها أَبداً، و لیس صارِیَهُ مِنْ ذِكرِها صارِ و صَرَیْتُ ما بینهم صَرْیاً أَی فَصَلْتُ. یقال: اخْتَصَمنا إلی الحاكم ف صَرَی ما بینَنا أَی قَطَعَ ما بینَنا و فَصَلَ. و صَرَیْتُ الماءَ إذا اسْتَقَیْتَ ثم قَطَعْتَ. و الصَّارِی: الحافِظُ. و صَراهُ الله: وقاه، و قیل: حَفِظَه، و قیل: نَجَّاه و كَفاهُ، و كلُّ ذلك قریبٌ بعضهُ من بعضٍ. و صَرَی أَیضاً: نَجَّی؛ قال الشاعر: صَرَی الفَحْلَ مِنِّی أَنْ ضَئِیلٌ سَنامُه، و لم یَصْرِ ذاتَ النَّیِّ منها بُرُوعُها و صَرَی ما بینَنا یَصْرِی صَرْیاً: أَصْلَحَ. و الصَّرَی و الصِّرَی: الماءُ الذی طالَ اسْتِنقاعه؛ و قال أَبو عمرو: إذا طال مُكْثُه و تغَیَّر، و قد صَرِیَ الماءُ بالكسر؛ قال ابن بری: و منه قول ذی الرمة: صَریً آجِنٌ یَزْوی له المَرْءُ وجْهَه، إذا ذاقَه ظَمْآنُ فی شَهْرِ ناجِرِ و أَنشد لذی الرمة أَیضاً: و ماء صَریً عافی الثَّنایا كأَنه، من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضَّوارِبِ و نُطْفةٌ صَراةٌ: مُتَغیِّرَة. و صَرَی فُلانٌ الماءَ فی ظَهْرِه زَماناً صَرْیاً: حَبَسه بامْتِساكه عن النكاح، و قیل جَمَعه. و نُطْفةٌ صَرَاةٌ: صَرَاها صاحِبُها فی ظَهْرهِ زماناً؛ قال الأَغلب العجلی: رُبَّ غُلامٍ قد صَرَی فی فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ، عُنْفُوانَ سَنْبَتِهْ، أَنْعَظَ حتی اشتَدَّ سَمُّ سُمَّتِهْ
(3). قوله [و صَادَی الأَمر و صاد الأَمر] هكذا فی الأَصل (4). قوله [صُدَاوِی] هكذا فی بعض النسخ، و هو موافق لما فی المحكم هنا و للسان فی مادة صدأ، و فی بعضها صدائی و هو موافق لما فی القاموس (5). قوله [ذی نفر] هكذا فی الأَصل بهذا الضبط، و لعله ذی بقر
لسان العرب، ج‌14، ص: 458
و یروی: رأَتْ غلاماً …، و قیل: صَرَی أَی اجْتَمع، و الأَصل صَرِیَ، فقلبت الیاءُ أَلفاً كما یقال بَقَی فی بَقِیَ. المُنْتَجع: الصَّرْیانُ من الرجال و الدوابِّ الذی قد اجْتَمع الماءُ فی ظَهْرهِ؛ و أَنشد: فهو مِصَكُّ صَمَیان صَرْیان أَبو عمرو: ماءٌ صَریً و صِریً، و قد صَرِیَ یَصْرَی. و الصَّرَی: اللبن الذی قد بَقِیَ فتَغَیَّرَ طَعْمهُ، و قیل: هو بقیَّةُ اللَّبَنِ، و قد صَرِیَ صَریً، فهو صَرٍ، كالماء. و صَرِیَتِ الناقةُ صَریً و أَصْرَتْ: تَحَفَّل لبَنُها فی ضَرْعِها؛ و أَنشد: مَنْ للجَعافِرِ یا قوْمی، فقد صَرِیَتْ، و قد یُساقُ لذاتِ الصَّرْیةِ الحَلَبُ اللیث: صَرِیَ اللَّبَنُ یَصْرَی فی الضَّرْعِ إذا لم یُحْلَبْ ففَسَدَ طَعْمُهُ، و هو لَبَنٌ صَریً. و‌فی حدیث أَبی موسی: أَنَّ رجلًا اسْتَفْتاه فقال: امرأَتی صَرِیَ لبَنُها فی ثَدْیها فدَعَتْ جارِیةً لها فمَصَّته، فقال: حَرُمَت علیكَ، أَی اجْتَمَع فی ثدْیِها حتی فسَدَ طَعْمُه، و تحْریمُها علی رأْیِ من یَرَی أَنَّ إرْضاع الكبیر یُحَرِّم. و صَرَیْتُ الناقةَ و غیرَها من ذواتِ اللَّبنِ و صَرَّیْتُها و أَصْرَیتها: حفَّلْتها. و ناقةٌ صَرْیَاءُ: مُحَفَّلة، و جمعُها صَرَایا علی غیر قیاس. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: من اشتری مُصَرَّاة فهو بخیر النَّظَرَینِ، إن شاءَ رَدَّها و رَدَّ معها صاعاً من تمرٍ؛ قال أَبو عبید: المُصَرّاة هی الناقةُ أَو البَقرة أَو الشاة یُصَرَّی اللبنُ فی ضَرْعِها أَی یُجْمَعُ و یُحْبَسُ، یقال منه: صَرَیْتُ الماءَ و صَرَّیْتُه. و قال ابن بزرج: صَرَتِ الناقةُ تَصْرِی من الصَّرْیِ، و هو جمع اللبنِ فی الضَّرْعِ: و صَرَّیْت الشاة تَصْرِیةً إذا لم تَحْلُبْها أَیاماً حتی یجتمعَ اللَّبَنُ فی ضَرْعِها، و الشاةُ مُصَرَّاة. قال ابن بری: و یقال ناقةٌ صَرْیاءُ و صَرِیَّة؛ و أَنشد أَبو عَمْرو لمُغَلِّس الأَسَدِیِّ: لَیَالیَ لم تُنْتَجْ عُذامٌ خَلِیَّةً، تُسَوِّقُ صَرْیَا فی مُقَلَّدَةٍ صُهْبِ «1». قال: و قال ابن خالَویَه الصَّرْیة اجتماعُ اللبنِ، و قد تُكْسَر الصادُ، و الفتح أَجْوَدُ. و روی ابن بری قال: ذكر الشافعی، رضی الله عنه، المُصَرَّاةَ و فسرها أَنها التی تُصَرُّ أَخلافُها و لا تحْلَبُ أَیاماً حتی یجتمعَ اللبنُ فی ضَرْعِها، فإذا حَلَبَها المشتری اسْتغْزرَها. قال: و قال الأَزهری جائزٌ أَن تكونَ سُمِّیَتْ مُصَرَّاةً من صَرِّ أَخلافِها كما ذكر، إلَّا أَنهم لما اجتَمع لهم فی الكلمة ثلاثُ راءَاتٍ قُلِبَتْ إحداها یاءً كما قالوا تَظَنَّیْتُ فی تَظنَّنْتُ، و مثلهُ تَقَضَّی البازِی فی تَقَضَّضَ، و التَّصَدِّی فی تَصَدَّدَ، و كثیرٌ من أَمثالِ ذلك أَبْدلوا من أَحدِ الأَحرفِ المكرَّرةِ یاءً كراهیةً لاجتماعِ الأَمثالِ، قال: و جائز أَن تكون سمِّیتْ مُصَرَّاةً من الصَّرْیِ، و هو الجمع كما سَبق، قال: و إلیه ذهب الأَكثرون، و قد تكررت هذه اللفظةُ فی أَحادیث منها‌قوله، صلی الله علیه و سلم: لا تصرُّوا الإِبِلَ و الغَنَم، فإن كان من الصَّرِّ فهو بفتح التاء و ضم الصاد، و إن كان من الصَّرْیِ فیكون بضم التاء و فتح الصاد، و إنما نَهَی عنه لأَنه خِداعٌ و غِشٌّ. ابن الأَعرابی: قیل لابْنَةِ الخُسِّ أَیُّ الطعَامِ أَثْقَلُ؟ فقالت: بَیْضُ نَعامْ و صَرَی عامٍ بعدَ عامْ أَی ناقة تُغَرِّزُها عاماً بعدَ عامٍ؛ الصَّرَی اللَّبَنُ یُتْرَكُ فی ضَرْعِ النَّاقَةِ فلا یُحتَلَبُ فَیصِیرُ مِلْحاً ذا رِیاحٍ. و ردَّ أَبو الهیثم علی ابن الأَعرابی قوله صَرَی عامٍ بعدَ عامٍ، و قال:
(1). قوله [لیالی إلخ] هذا البیت هو هكذا بهذا الضبط فی الأَصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 459
كیف یكونُ هذا و الناقَةُ إنَّما تُحْلَب ستَّةَ أَشهُرٍ أَو سَبْعَةَ أَشْهُرٍ فی كلامٍ طَویلٍ قَدْ وَهِمَ فی أَكْثَرِه؛ قال الأَزهری: و الذی قاله ابن الأَعرابی صحیحٌ، قال: و رأَیتُ العَرَب یَحْلُبُونَ النَّاقَةَ من یومِ تُنْتَجُ سَنَةً إذا لم یَحْمِلُوا الفَحْلَ عَلَیْها كِشافاً، ثم یُغَرِّزُونَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ لیَبْقَی طِرْقُها، و إذا غَرَّزُوها و لم یَحْتَلِبُوها و كانت السَّنَةُ مُخْصِبَةً تَرادَّ اللبنُ فی ضَرْعِها فَخَثُرَ و خَبُثَ طَعْمُه فَامَّسَح، قال: و لقد حَلَبْتُ لَیلَةً من اللَّیالی ناقةً مُغَرَّزَة فلم یَتَهیأْ لی شربُ صَرَاهَا لِخُبْثِ طَعْمِهِ و دَفَقْتُه، و إنما أَرادتِ ابنَةُ الخُسِّ بقولِها صَرَی عامٍ بعد عامٍ لَبَنَ عامٍ اسْتَقْبَلَتْه بعد انْقِضاءِ عامٍ نُتِجَتْ فیه، و لم یَعْرِف أَبو الهیثم مُرادَها و لم یَفْهم منه ما فَهِمَه ابن الأَعرابی، فطفِقَ یَرُدُّ علی من عَرَفَه بتَطْویلٍ لا معنی فیه. و صَرَی بَوْله صَرْیاً إذا قَطَعَه. و صَرِیَ فلانٌ فی یدِ فلانٍ إذا بَقِیَ فی یَدِهِ رَهْناً مَحْبوساً؛ قال رؤْبة: رَهْنَ الحَرُورِیِّینَ قد صَرَیتُ و الصَّری: ما اجْتَمع من الدَّمْعِ، واحدته صَراةٌ. و صَرِیَ الدَّمْعُ إذا اجْتَمع فَلَمْ یَجْرِ؛ و قالت خَنْساء: فلم أَمْلِكْ، غَداةَ نَعِیِّ صَخْرٍ، سَوابِقَ عَبْرةٍ حُلِبَتْ صَرَاها ابن الأَعرابی: صَرَی یَصْرِی إذا قَطَع، و صَرَی یَصْرِی إذا عَطَفَ، و صَرَی یَصْرِی إذا تقدَّم، و صَرَی یَصْرِی إذا تأَخَّرَ، و صَرَی یَصْرِی إذا عَلا، و صَرَی یَصْرِی إذا سَفَلَ، و صَرَی یَصْرِی إذا أَنْجَی إنْساناً مِنْ هَلَكةٍ و أَغاثَهُ؛ و أَنشد: أَصْبَحْتُ لَحْمَ ضِباعِ الأَرضِ مُقْتَسَماً بَیْنَ الفَراعِلِ، إنْ لَمْ یَصْرِنی الصَّارِی و قال آخر فی صَرَی إذا سَفَل: و الناشِیاتِ الماشیاتِ الخَیْزَرَی و‌فی الحدیث: أَنه مَسَحَ بیدهِ النَّصْلَ الذی بَقِیَ فی لَبَّةِ رافِعِ بن خَدِیجٍ و تَفَلَ علیه فلم یَصْرِ‌أی لم یَجْمَع المِدَّةَ. و‌فی حدیث عَرْضِ نَفْسِه علی القبائل: و إنما نزلنا الصَّرَیَیْنِ الیَمامةَ و السَّمامة؛ هما تثنیةُ صَرًی، و یروی الصِّیرَیْن، و هو مذكور فی موضعه. و كلُّ ماءٍ مُجْتَمِعٍ صَریً، و منه الصراة؛ و قال: كعُنُق الآرام أَوْفی أَو صری «1». قال: أَوْفی عَلا، و صَرَی سَفَلَ؛ و أَنشد فی عَطَفَ: و صَرَیْنَ بالأَعْناقِ فی مَجْدُولةٍ، وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصفَهُنَّ جَدِیدَا قال ابن بزرج: صَرَتِ النَّاقةُ عُنُقَها إذا رَفَعَتْه من ثِقَلِ الوِقْرِ؛ و أَنشد: و العِیسُ بیْنَ خاضِعٍ و صارِی و الصَّراة: نهرٌ معروف، و قیل: هو نهر بالعراق، و هی العظمی و الصغری. و الصَّرَایة: نَقِیعُ ماءِ الحَنْظَلِ. الأَصمعی: إذا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فهو الصَّراءُ، ممدودٌ؛ و روی قول إمرئِ القیس: كأَنَّ سَراتَه لَدَی البَیْتِ قائماً مَداكُ عَرُوسٍ، أَو صَرَایةُ حَنْظَلِ «2».
(1). قوله [كعنق الآرام … إلی قوله و صری سفل] هكذا فی الأَصل. و محل هذه العبارة بعد قوله: و الناشیات الماشیات الخیزری (2). صدر البیت مختلّ الوزن، و روایة المعلقة: كأنَّ علی المتنین منه، إذا انتحی، مداكَ عروسٍ أو صَلایةَ حَنظلِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 460
و الصَّرَایة: الحَنْظَلَةُ إذا اصْفَرَّتْ، و جَمْعها صَراءٌ و صَرَایا. قال ابن الأَعرابی: أَنشد أَبو مَحْضَة أَبیاتاً ثم قال هذه بِصَراهُنَّ و بِطَراهُنَّ؛ قال أَبو تراب: و سأَلت الحُصَیْنیَّ عن ذلك فقال: هذه الأَبیات بِطَرَاوَتِهِنَّ و صَرَاوَتِهِنَّ أَی بِجِدَّتِهِنَّ و غَضاضَتِهِنَّ؛ قال العجاج: قُرْقُورُ ساجٍ، ساجُه مَصْلیُّ بالقَیْرِ و الضَّباب زَنْبَرِیُّ رَفَّعَ من جِلالِهِ الدَّارِیُّ، و مَدَّهُ، إذْ عَدلَ الخَلیُّ، جَلٌّ و أَشْطانٌ و صرَّارِیُّ، و دَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبِیُّ و قال سُلَیْك بنُ السُّلَكة: كأَنَّ مفالِق الهامات مِنهُمْ صَرایاتٌ تهادَتْها الجواری قال بعضهم: الصِّرایَةُ نقِیعُ الحَنظل. و فی نوادر الأَعراب: الناقةُ فی فِخاذِها، و قد أَفْخَذتْ، یعنی فی إلْبائِها، و كذلك هی فی إحْداثها و صَراها. و الصَّری: أَن تحْمِل الناقةُ اثْنَی عشر شهراً فتُلْبئَ فذلك الصَّری، و هذا الصَّری غیر ما قاله ابن الأَعرابی، فالصَّری وجهان. و الصَّاریَةُ من الرَّكایا: البَعِیدَة العَهْد بالماء فقد أَجَنَت و عَرْمَضَتْ. و الصَّاری: الملّاحُ، و جمعه صُرٌّ علی غیر قیاس، و فی المحكم: و الجمع صُرَّاءٌ، و صَرارِیُّ و صَرارِیُّون كلاهما جمع الجمع؛ قال: جذْبُ الصَّراریِّین بالكُرُور و قد تقدم أَنّ الصَّرارِیَّ واحد فی تَرْجمة صَرر؛ قال الشاعر: خَشِی الصَّرارِی صَوْلةً منهُ، فعاذوا بالكلاكِلْ و صاری السَّفِینة: الخَشَبة المُعترضةُ فی وَسَطِها. و‌فی حدیث ابن الزُّبَیْر و بناء البیت: فأَمرَ بصَوارٍ فنُصِبَتْ حوْل الكَعبة؛ هی جمع الصَّاری و هُو ذَقَلُ السفینة الذی یُنصَبُ فی وَسَطِها قائماً و یكُون علیه الشِّراعُ. و‌فی حدیث الإِسراء فی فَرْض الصلاة: علِمْتُ أَنَّها فَرْضُ الله صِرَّی‌أَی حَتْمٌ واجبٌ، و قیل: هی مُشتَقَّة من صَرَی إذا قَطَع، و قیل: من أَصْرَرْت علی الشی‌ء إذا لزمنه، فإن كان هذا فهو من الصَّاد و الرَّاءِ المُشَدَّدة. و قال أَبو موسی: هو صِرِّیٌّ بوزن جِنِّیٍّ، و صِرِّیُّ العَزْم ثابتُه و مُستَقِرُّه، قال: و من الأَول‌حدیث أَبی سَمَّال الأَسَدی و قد ضَلَّت ناقَتُه فقال: أَیْمُنكَ لئِنْ لم ترُدَّها علیَّ لا عَبَدْتُك فأَصابها و قد تَعلَّق زمامُها بعَوْسجة فأَخذها و قال: علِمَ ربَّی أَنَّها منی صِرَّی‌أَی عزیمة قاطعةٌ و یمینٌ لازمَة. التهذیب فی قوله تعالی: فَصُرْهُنَّ إِلَیْكَ، قال: فسروه كلُّهم فصُرْهُنَّ أَمِلْهُنَّ، قال: و أَما فصِرْهُنَّ، بالكسر، فإنه فُسِّر بمعنی قَطِّعْهُنَّ، قال: و لم نجد قَطِّعْهُنَّ معروفة، قال: و أُراها إن كانت كذلك من صَرَیْتُ أَصْری أَی قطَعْت، فقُدِّمَتْ یاؤُها و قلب، و قیل: صِرْتُ أَصِیر كما قالوا عَثَیْت أَعْثی و عِثْت أَعیثُ بالعین، من قولك عِثْتُ فی الأَرض أَی أَفسَدْت.

صعا؛ ج14، ص: 460

: فی حدیث أُمِّ سُلَیْم: قال لها ما لی أَری ابنَكِ خاثرَ النفْس؟ قالت: ماتت صَعْوَته؛ الصَّعْوَةُ: صِغارُ العصافیر، و قیل: هو طائرٌ أَصغرُ من العصفور و هو أَحمر الرأْس، و جمعُه صِعاءٌ علی لفظ سِقاءٍ و یقال: صَعْوَةٌ واحدةٌ و صَعْوٌ كثیرٌ، و الأُنثی
لسان العرب، ج‌14، ص: 461
صَعْوة، و الجمع صَعَواتٌ. ابن الأَعرابی: صعَا إذا دَقَّ، و صَعَا إذا صَغُر؛ قال الأَزهری: كأَنه ذهَبَ إلی الصَّعْوة و هو طائِرٌ لطیفٌ و جمعه صِعاءٌ، قال: و الأَصْعاء جمع الصَّعْو طائرٌ صغیرٌ. و یقال: الصَّعْوُ و الوصْع واحد، كما یقال جَبَذَ و جذَبَ.

صغا؛ ج14، ص: 461

: صَغا إلیه یَصْغَی و یَصْغُو صَغْواً و صُغُوّاً و صَغاً: مال، و كذلك صَغِیَ، بالكسر، یَصْغی صَغیً و صُغِیّاً. ابن سیدة فی معتلّ الیاء: صَغَی صَغْیاً مالَ. قال شمر: صَغَوْتُ و صَغَیْتُ و صَغِیتُ و أَكثرهُ صَغَیْت. و قال ابن السكیت: صَغَیْت إلی الشی‌ء أَصْغَی صُغِیّاً إذا مِلت، و صَغَوْت أَصْغُو صُغُوّاً. قال الله تعالی: وَ لِتَصْغیٰ إِلَیْهِ أَفْئِدَةُ؛ أَی و لِتَمِیل. و صَغْوه معك و صِغْوه و صَغاهُ أَی مَیْلُه معَك. و صَاغِیَةُ الرجل: الذین یمیلونَ إلیه و یأْتونه و یَطْلُبون ما عنده و یَغْشَوْنَه؛ و منه قولهم: أَكرِموا فلاناً فی صاغیَتِه؛ قال ابن سیدة: و أُراهُم إنما أَنَّثُوا علی معنی الجماعة، و قال اللحیانی: الصَّاغِیَة كلُّ من أَلمَّ بالرجلِ من أَهلهِ. و‌فی حدیث ابن عَوْف: كاتَبْتُ أُمَیَّة بنَ خَلَف أَن یَحْفَظَنی فی صاغِیَتی بمكة و أَحْفَظه فی صاغِیَته بالمدینة؛ هم خاصَّة الإِنسان و المائلون إلیه. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: كان إذا خلا مع صَاغِیَته و زافِرتهِ انْبَسط، و الصَّغَا كتابته بالأَلف. و صَغَا الرجلُ إذا مال علی أَحدِ شِقَّیْه أَو انْحَنی فی قوسه، و صغَا علی القوم صَغاً إذا كان هواه مع غیرهم. و صغا إلیه سمْعی یَصْغُو صُغُوّاً و صَغِیَ یَصْغی صغاً: مال. و أَصْغَی إلیه رأْسَه و سَمْعه: أَماله. و أَصْغَیْتُ إلی فلانٍ إذا مِلْت بسَمْعك نحوَه؛ و أَنشد ابن بری شاهداً علی الإِصْغاء بالسمْع لشاعر: تَری السَّفِیه به عن كلّ مَكرُمَةٍ زَیْغٌ، و فی إلی التشبیه إصغاءُ «1». و قال بعضُهم: صَغَوْت إلیه برأْسی أَصْغَی صَغْواً و صَغاً و أَصْغَیْتُ. و أَصْغَتِ الناقةُ تُصْغِی إذا أَمالتْ رأْسَها إلی الرجلِ كأَنها تَسْتَمع شیئاً حین یَشُدُّ علیها الرحْل؛ قال ذو الرمة یصف ناقته: تُصْغِی إذا شَدَّها بالكُورِ جانِحَةً، حتی إذا ما استَوی فی غَرْزِها تَثِبُ و أَصْغَی الإِناءَ: أَماله و حَرَفَه علی جَنْبه لیَجَتمِع ما فیه، و أَصْغَاهُ: نقَصَه. یقال: فلان مُصْغیً إناؤُه إذا نُقِصَ حَقُّه. و یقال: أَصْغَی فُلان إناءَ فُلانٍ إذا أَماله و نقَصَه من حظِّه، و كذلك أَصْغَی حظَّه إذا نقَصَه؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلبٍ: و إنَّ ابن أُخْتِ القومِ مُصْغیً إناؤُه، إذا لم یزاحِمْ خالَه بأَبٍ جَلْدِ و‌فی حدیث الهرَّة: كان یُصْغِی لها الإِناءَ‌أی یُمیلُه لیَسْهُل علیها الشربُ؛ و منه‌الحدیث: ینفخُ فی الصُّور فلا یسمَعُه أَحدٌ إلا أَصْغی لِیتاً‌أی أَمال صَفْحَة عُنقهِ إلیه. و قالوا: الصَّبیُّ أَعلمُ بمُصْغَی خدِّه أی هو أعلم إلی من یلجأُ أو حیثُ یَنْفعُه. و الصَّغا: مَیَلٌ فی الحَنَك فی إحدی الشَّفَتین، صَغا یَصْغُو صُغُوّاً و صَغِیَ یَصْغَی صَغاً، فهو أَصْغَی، و الأُنْثی صَغْواءُ؛ قال الشاعر: قِراعٌ تَكْلَحُ الرَّوْقاءُ منه، و یعْتَدِلُ الصَّغا منه سَوِیَّا و قوله أنشده ثعلب:
(1). قوله [و فی إلی التشبیه] هكذا فی الأصول، و لعلها: و فیه إلی التسفیه
لسان العرب، ج‌14، ص: 462
لم یَبْقَ إلا كلُّ صَغْواءَ صَغْوَةٍ بصَحْراء تِیهٍ، بین أَرْضَیْنِ مَجْهَلِ لم یفسره؛ قال ابن سیدة: و عندی أَنه یعنی القَطاةَ. و الصَّغْوَاءُ: التی مالَ حَنَكُها و أَحدُ مِنْقارَیْها، فأَمّا صَغْوةٌ فعلی المبالغة، كما تقول لَیْلٌ لائِلٌ، و إن اختَلَف البِناءَانِ، و قد یجوز أَن یرید صَغِیَّةً فخَفَّفَ فردَّ الواوَ لعدم الكسرة، علی أَن هذا البابَ الحكمُ فیه أَن تَبْقَی الیاءُ علی حالِها لأَن الكسرة فی الحرفِ الذی قَبْلَها منویة. و صَغَتِ الشمسُ و النجومُ تَصْغُو صُغُوّاً: مالَتْ للغُروبِ، و یقال للشمسِ حینئذ صَغْواءُ، و قد یتَقاربُ ما بین الواو و الیاء فی أَكثرِ هذا الباب، قال: و رأَیتُ الشمسَ صَغْوَاءَ؛ یریدُ حین مالَتْ؛ و أَنشد: صَغْواءَ قد مالَتْ و لَمَّا تَفْعَلِ و قال الأَعْشَی: تَرَی عینَها صَغْوَاءَ فی جَنْبِ مُوقِها، تُراقِبُ كَفِّی و القَطِیعَ المُحَرَّمَا قال الفراء: و یقالُ للقَمَرِ إذا دَنا للغُروبِ صَغَا، و أَصْغَی إذا دَنَا. و صِغْوُ المِغْرَفَةِ: جَوْفُها. و صِغْوُ البئرِ: ناحِیَتُها. و صِغْوُ الدَّلْوِ: ما تَثَنَّی من جَوانِبِه؛ قال ذو الرمَّة: فجاءت بمُدٍّ نِصفُه الدِّمْنُ آجِنٌ، كَماء السَّلَی فی صِغْوِها یَتَرَقْرَقُ ابن الأَعرابی: صِغْوُ المِقْدَحَةِ جَوْفُها. و یقال: هو فی صِغْوِ كفّهِ أَی فی جَوْفِها. و الأَصَاغِی: بلد؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: لَهُنَّ بما یَبْنَ الأَصَاغِی و مَنْصَحٍ تَعَاوٍ، كما عَجَّ الحَجِیجُ المُلَبِّدُ «2».

صفا؛ ج14، ص: 462

: الصَّفْوُ و الصَّفَاءُ، مَمْدودٌ: نَقِیضُ الكَدَرِ، صفَا الشی‌ءُ و الشَّرابُ یَصْفُو صَفاءً و صُفُوّاً، و صَفْوُهُ و صَفْوَتُه و صِفْوَتُه و صُفْوَتُه: ما صَفَا منه، و صَفَّیْتُه أَنَا تَصْفِیَةً. و صَفْوَةُ كُلِّ شی‌ءٍ: خالِصُهُ من صَفْوَةِ المالِ و صَفْوَةِ الإِخَاء. الكسائی: هو صُفْوَةُ المَاءِ و صِفْوَةُ الماءِ، و كذلك المالُ. و قال أَبو عبیدة: یقال له صَفْوَةُ مالِی و صِفْوَةُ مالِی و صُفْوَة مالِی، فإذا نَزَعُوا الهاءَ قالوا له صَفْوُ مالِی، بالفتح لا غیر. و‌فی حدیث عَوفِ بن مالك: لَهُمْ صِفْوَةُ أَمْرِهِمْ؛ الصِّفْوةُ، بالكَسْرِ: خِیارُ الشی‌ء و خُلاصَتُه و ما صَفَا منه، فإذا حذفت الهاء فتحت الصاد، و هو صَفْوُ الإِهالَة لا غیرُ. و الصَّفَاءُ: مَصْدَرُ الشی‌ءِ الصافی. و إذا أَخَذَ صَفْوَ ماءٍ من غدِیرٍ قال: اسْتَصْفَیْتُ صَفْوَةً. و صَفَوْتُ القِدْرَ إذا أَخَذْتَ صَفْوَتَها. و المِصْفَاةُ: الرَّاوُوقُ. و فی الإِناءِ صِفْوَةٌ مِن مَاءٍ أَوْ خَمْرٍ أَی قَلِیلٌ. و صَفَا الجَوُّ: لم تكن فیه لُطْخَةُ غَیْمٍ. و یومٌ صافٍ و صَفْوانُ إذا كان صَافِیَ الشَّمْس لا غَیْمَ فیه و لا كَدَرَ و هو شدِیدُ البَرْدِ. و قولُ أَبی فَقْعَسٍ فی صِفَةِ كَلإٍ: خَضِعٌ مَضِغٌ صافٍ رَتِعٌ؛ أَراد أَنَّه نَقِیٌّ من الأَغْثَاءِ و النَّبْتِ الذی لا خَیْرَ فیه، فإذا كان ذلك فهو من هذا الباب، و قد یكون صَافٍ مقلوباً من صائِفٍ أَی أَنه نَبْتٌ صَیْفِیٌّ فقُلِبَ، فإذا كان هذا فلیس من هذا الباب و إنما هو من باب ص ی ف. أَبو عبید: الصَّفِیُّ من الغنیمة ما اخْتارَه الرئیس من المَغْنَمِ و اصْطَفاه لنَفْسِه قبلَ القسْمَةِ منْ فَرسٍ أَو سیفٍ أَو غیره، و هو الصَّفِیَّةُ أَیضاً، و جَمْعُه صَفَایا؛ و أَنشد لعبد الله بن عَنَمة یخاطب بِسْطامَ بنَ قَیْسٍ: لَكَ المِرْباعُ فِیها و الصَّفَایا، و حُكْمُكَ و النَّشِیطَةُ و الفُضولُ
(2). قوله [الملبد] تقدم لنا فی مادة نصح: الحجیج المبلد؛ و الصواب ما هنا
لسان العرب، ج‌14، ص: 463
و‌فی الحدیث: إنْ أَعْطَیْتُمُ الخُمُس و سهمَ النبی، صلی الله علیه و سلم، و الصَّفِیَّ فأَنْتُم آمِنُونَ؛ قال الشعبی: الصفیّ عِلْقٌ تَخَیَّرَهُ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، منَ المَغْنم، كانَ منه صَفِیَّةُ بنتُ حُیَیٍّ؛ و منه‌حدیث عائشة: كانت صَفِیَّةُ من الصَّفَایا، تَعْنی صَفِیَّة بنْتَ حُیَیٍّ كانتْ من غَنیمَةِ خَیْبَرَ. و اسْتَصْفَیْتُ الشی‌ء إذا اسْتَخْلَصْتَه. و من قرأَ: فاذكُروا اسمَ اللهِ عَلَیْها صَوافِیَ، بالیاء، فَتفسیرهُ أَنَّها خالصَة لله تعالی یذْهَب بها إلی جمع صافِیَة؛ و منه قیل للضِّیَاع التی یَسْتَخْلِصُها السلطانُ لخاصته: الصَّوَافِی. و‌فی حدیث علیّ و العباس، رضی الله عنهما: أَنهما دَخَلا علی عمر، رضی الله عنه، و هُما یَخْتَصِمان فی الصَّوافِی التی أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلیٰ رَسُولِهِ*، صلی الله علیه و سلم، من أَموال بَنی النَّضِیر؛ الصَّوَافِی: الأَمْلاكُ و الأَرض التی جَلا عَنْها أَهْلُها أَو ماتُوا و لا وارِثَ لَها، واحدتها صَافِیَةٌ. و اسْتَصْفَی صَفْوَ الشی‌ء: أَخَذَه. و صَفَا الشی‌ءَ: أَخَذَ صَفْوَه؛ قال الأَسْودُ بن یَعْفُرَ: بَهَالِیلُ لا تَصْفُو الإِمَاءُ قُدُورَهُمْ، إذا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بشَمْأَلِ و قول كثیر عزة: كأَنَّ مَغارِزَ الأَنْیابِ منْها، إذا ما الصُّبْحُ نَوَّرَ لانْفِلاقِ، صَلِیتُ غَمامَةٍ بجَناةِ نَحْلٍ، صَفَاةِ اللَّوْنِ طَیِّبَةِ المَذَاقِ قال ابن سیدة:؛ قیل فی تفسیر صَفاةُ اللَّوْنِ صَافِیةٌ، قال: و هو عندی فَعِلَةٌ علی النَّسَب كأَنه صَفِیَةٌ، قُلِب إلی صَفَاةٍ، كما قیل ناصَاةٌ و باناةٌ. و اسْتَصْفَی الشی‌ءَ و اصْطَفاه: اختارَهُ. اللیث: الصَّفَاءُ مُصَافَاةُ المَوَدَّةِ و الإِخاءِ. و الاصْطِفَاءُ: الاخْتِیارُ، افْتِعالٌ من الصَّفْوَةِ. و منه: النبِیُّ، صلی الله علیه و سلم، صَفْوَةُ الله منْ خَلْقِه و مُصْطَفاةُ، و الأَنْبِیاءُ المُصْطَفَوْنَ، و هم من المُطْطَفَین إذا اخْتِیرُوا، و هُمُ المُصْطَفُون إذا اختاروا، و هذا بضم الفاء. و صَفِیُّ الإِنْسانِ: أَخُوهُ الذی یُصافِیه الإِخاءَ. و الصَّفِیُّ: المُصافِی. و أَصْفَیْتُه الوُدَّ: أَخْلَصْته و صَافیتُه. و تَصافَیْنا: تخالَصْنا. و صَافَی الرجلَ: صَدَقَهُ الإِخاءَ. و صَفِیُّكَ: الذی یُصافِیكَ. و الصَّفِیُّ: الخالِصُ من كلِّ شی‌ءٍ. و اصْطَفَاه: أَخذَه صفیّاً؛ قال أَبو ذؤیب: عَشِیَّةَ قامتْ بالفِناء كأَنها عَقیلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفی و تَغُوجُ و‌فی الحدیث: إن الله لا یَرْضی لعبدهِ المُؤمِن إذا ذَهَبَ بصَفِیِّه من أَهلِ الأَرض فصَبَر و احْتَسَب بثَوابٍ دونَ الجنةِ؛ صَفِیُّ الرجلِ: الذی یصافِیهِ الوُدَّ و یُخْلِصُه له، فَعِیلٌ بمعنی فاعلٍ أَو مفعول. و‌فی الحدیث: كَسانِیه صَفِیِّی عُمَرُ‌أَی صدیقی. و ناقةٌ صَفِیٌّ أَی غَزیرةٌ كثیرةُ اللبنِ، و الجمعُ صَفایا؛ قال سیبویه: و لا یُجمَع بالأَلف و التاء لأَن الهاء لم تَدْخُلْه فی حَدِّ الإِفرادِ، و قد صَفُوَتْ و صَفَتْ. و‌فی حدیث عوف بن مالك: تَسْبِیحةٌ فی طَلَب حاجَةٍ خیرٌ من لَقُوحٍ صَفِیّ فی عامِ لَزْبَةٍ، هی الناقة الغزیرَةُ، و كذلك الشاة. و یقال: ما كانت الناقةُ و الشاةُ صَفِیّاً و لقد صَفَتْ تَصْفُو، و كذلك الإِبلُ. و بنو فلانٍ مُصْفُونَ إذا كانت غنمُهُمْ صَفایا، و النَّخْلة كذلك. و نَخْلةٌ صَفِیٌّ: كثیرةُ الحَمْل، و الجمع الصَّفَایا. و یقال: أَصْفَیْتُ فلاناً بكذا و كذا إذا
لسان العرب، ج‌14، ص: 464
آثرْتَه به. الأَصمعی: الصَّفْواءُ و الصَّفْوانُ و الصَّفا، مقصور، كلُّه واحدٌ؛ و أَنشد لإمرئ القیس: كُمَیتٌ یَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه، كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ «1». ابن السكیت: الصَّفا العریضُ من الحِجارَةِ الأَمْلَسُ، جمع صَفاةٍ یكتَبُ بالأَلف، فإذا ثُنِّی قیل صَفَوانِ، و هو الصَّفْواءُ أَیضاً؛ و منه الصَّفا و المروةُ، و هما جَبَلانِ بین بَطْحاء مَكَّة و المَسْجِد، و فی الحدیث ذِكرُهما. و الصَّفا: اسم أَحد جبلَی المَسْعی. و الصَّفا: موضِعٌ بمكة. و الصَّفاةُ: صخْرةٌ مَلْساءُ. یقال فی المَثَل: ما تَنْدی صفَاتُه. و‌فی حدیث معاویة: یَضْرِبُ صَفاتَها بمِعْوَلِه، هو تمثیلٌ أَی اجْتَهد علیه و بالغَ فی امْتحانهِ و اخْتِباره؛ و منه‌الحدیث: لا تُقْرَعُ لهمْ صَفاةٌ‌أَی لا یَنالهم أَحدٌ بسُوءٍ. ابن سیدة: الصَّفاةُ الحَجر الصَّلْدُ الضَّخْمُ الذی لا یُنبِتُ شیئاً، و جمعُ الصَّفاة صَفَواتٌ و صَفاً، مقصور، و جمع الجمع أَصْفاءٌ و صُفِیٌّ و صِفیٌّ؛ قال الأَخیل: كأَن مَتْنَیْهِ، مِنَ النَّفِیِّ، مواقعُ الطَّیْر علی الصُّفِیِّ كذا أَنشده متنیه؛ و الصحیح مَتْنَیَّ كما أَنشده ابن درید لأَن بعده: من طول إشْرافی علی الطَّویِّ قال ابن سیدة: و إنما حَكَمنا بأَن أَصْفاءً و صُفیّاً إنما هو جمع صَفاً لا جمع صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لا تُكَسَّر علی فُعُولٍ، إنما ذلك لفَعْلة كبَدْرَةٍ و بُدورٍ، و كذلك أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لا صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لا تجمع علی أَفْعالٍ. و هو الصَّفْواءُ: كالشَّجْراءِ، واحدتُها صَفاةٌ، و كذلك الصَّفْوانُ واحدَته صَفوانةٌ. و فی التنزیل: كَمَثَلِ صَفْوٰانٍ عَلَیْهِ تُرٰابٌ؛ قال أَوس بن حجر: علی ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه عُلِلْنَ بدُهْنٍ یُزْلِقُ المُتَنَزِّلا و‌فی حدیث الوحْی: كأَنها سِلْسلَةٌ علی صَفْوانٍ.و أَصْفَی الحافِرُ: بلَغ الصَّفا فارْتَدَع. و أَصْفَی الشاعرُ: انقطَع شِعْرُه و لم یقلْ شِعْراً. ابن الأَعرابی: أَصْفَی الرجلُ إذا أَنْفَدَت النساءُ ماءَ صُلْبهِ. و أَصْفَی الرجلُ من المالِ و الأَدَبِ أی خلا. و أَصْفَی الأَمِیرُ دارَ فلانٍ؛ و اسْتَصْفَی مالَه إذا أَخذه كلَّه. و أَصْفَتِ الدَّجاجةُ إصْفَاءً: انْقطَع بیضُها. و الصَّفَا: اسم نهرٍ بعیْنهِ؛ قال لبید یصف نخلًا: سُحُقٌ یُمَتِّعُها الصَّفَا و سَرِیُّهُ، عُمٌّ نَواعِمُ، بینهنَّ كرومُ و بالبحرین نهرٌ یَتَخَلَّجُ من عینِ مُحَلِّمٍ یقال له الصَّفا، مقصورٌ. و صَفِیٌّ: اسم أبی قیس بن الأَسْلَتِ السُّلَمی. و صَفْوَانُ: اسم.

صكا؛ ج14، ص: 464

: ابن الأَعرابی: صَكا إذا لزِمَ الشی‌ءَ.

صلا؛ ج14، ص: 464

: الصَّلاةُ: الرُّكوعُ و السُّجودُ. فأَما‌قولُه، صلی الله علیه و سلم: لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إلا فی المسْجِد، فإنه أَراد لا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ، و الجمع صَلَوَات. و الصلاةُ: الدُّعاءُ و الاستغفارُ؛ قال الأَعشی: و صَهْباءَ طافَ یَهُودِیُّها و أَبْرَزَها، و علیها خَتَمْ و قابَلَها الرِّیحُ فی دَنِّها، و صلی علی دَنِّها و ارْتَسَمْ قال: دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ و لا تفسُدَ. و الصَّلاةُ من الله تعالی: الرَّحمة؛ قال عدی بن الرقاع:
(1). و فی روایة أخری: یُزِلُّ اللِّبدَ. و المُتَنزِّل بدل و المُتنزَّل
لسان العرب، ج‌14، ص: 465
صلی الإِلَهُ علی امْرِئٍ ودَّعْتُه، و أَتمَّ نِعْمَتَه علیه و زادَها و قال الراعی: صلی علی عَزَّةَ الرَّحْمَنُ و ابْنَتِها لیلی، و صلی علی جاراتِها الأُخَر و صلاةُ الله علی رسوله: رحْمَتُه له و حُسْنُ ثنائِه علیه. و‌فی حدیث ابن أَبی أَوْفی أَنه قال: أَعطانی أَبی صَدَقة مالهِ فأَتیتُ بها رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: اللهم صَلِّ علی آلِ أَبی أَوْفی؛ قال الأَزهری: هذه الصَّلاةُ عندی الرَّحْمة؛ و منه قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلٰائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یٰا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً؛ ف الصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ و اسْتِغْفارٌ، و من الله رحمةٌ، و به سُمِّیَت الصلاةُ لِما فیها من الدُّعاءِ و الاسْتِغْفارِ. و‌فی الحدیث: التحیَّاتُ لله و الصَّلَوَات؛ قال أَبو بكر: الصَّلَوَاتُ معناها التَّرَحُّم. و قوله تعالی: إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلٰائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ؛ أَی یتَرَحَّمُون. و‌قوله: اللهم صَلِّ علی آلِ أَبی أَوْفی‌أَی تَرَحَّم علیهم، و تكونُ الصَّلاةُ بمعنی الدعاء. و فی الحدیث‌قوله، صلی الله علیه و سلم: إذا دُعیَ أَحدُكُم إلی طَعامٍ فلیُجِبْ، فإن كان مُفْطِراً فلیَطْعَمْ، و إن كان صائماً فلیُصَلّ؛ قوله: ف لْیُصَلّ یَعْنی فلْیَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ بالبركةِ و الخیرِ، و الصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت علیه الملائكةُ؛ و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم: من صَلَّی علیَّ صَلاةً صَلَّت علیه الملائكةُ عَشْراً.و كلُّ داعٍ فهو مُصَلّ؛ و منه قول الأَعشی: علیكِ مثلَ الذی صَلَّیْتِ فاغتَمِضِی نوْماً، فإن لِجَنْبِ المرءِ مُضْطَجَعا معناه أَنه یأْمُرُها بأن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَی تُعید الدعاءَ له، و یروی: علیكِ مثلُ الذی صَلَّیت، فهو ردٌّ علیها أَی علیك مثلُ دُعائِكِ أَی یَنالُكِ من الخیرِ مثلُ الذی أَرَدْتِ بی و دَعَوْتِ به لی. أَبو العباس فی قوله تعالی: هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْكُمْ وَ مَلٰائِكَتُهُ؛ ف یُصَلِّی یَرْحَمُ، و ملائكتُه یَدْعون للمسلمین و المسلمات. و من الصلاة بمعنی الاستغفار‌حدیث سودَةَ: أَنها قالت یا رسولَ الله، إذا مُتْنا صَلَّی لنا عثمانُ بنُ مَظْعون حتی تأْتِینا، فقال لها: إن الموتَ أَشدُّ مما تُقَدِّرینَ؛ قال شمر: قولها صَلَّی لنا أَی اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه، و كان عثمانُ ماتَ حین قالت سودَةُ ذلك. و أَما قوله تعالی: أُولٰئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ؛ فمعنی الصَّلَوَات هاهنا الثناءُ علیهم من الله تعالی؛ و قال الشاعر: صَلَّی، علی یَحْیَی و أَشْیاعِه، ربٌّ كریمٌ و شفِیعٌ مطاعْ معناه ترحَّم الله علیه علی الدعاءِ لا علی الخبرِ. ابن الأَعرابی: الصَّلاةُ من اللهِ رحمةٌ، و من المخلوقین الملائكةِ و الإِنْسِ و الجِنِّ: القیامُ و الركوعُ و السجودُ و الدعاءُ و التسبیحُ؛ و الصلاةُ من الطَّیرِ و الهَوَامِّ التسبیح. و قال الزجاج: الأَصلُ فی الصَّلاةِ اللُّزوم. یقال: قد صَلِیَ و اصْطَلَی إذا لَزِمَ، و من هذا مَنْ یُصْلَی فی النار أَی یُلْزَم النارَ. و قال أَهلُ اللغة فی الصلاة: إنها من الصَّلَوَیْنِ، و هما مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة و غیرها، و أَوَّلُ مَوْصِلِ الفخذین من الإِنسانِ فكأَنهما فی الحقیقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ؛ قال الأَزهری: و القولُ عندی هو الأَوّل، إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالی، و الصلاةُ من أَعظم الفَرْض الذی أُمِرَ بلُزومِه. و الصلاةُ: واحدةُ الصَّلَواتِ المَفْروضةِ، و هو اسمٌ یوضَعُ مَوْضِعَ
لسان العرب، ج‌14، ص: 466
المَصْدر، تقول: صَلَّیْتُ صلاةً و لا تَقُلْ تَصْلِیةً، و صلَّیْتُ علی النبی، صلی الله علیه و سلم. قال ابن الأَثیر: و قد تكرر فی الحدیث ذكرُ الصَّلاةِ، و هی العبادةُ المخصوصةُ، و أَصلُها الدعاءُ فی اللغة فسُمِّیت ببعض أَجزائِها، و قیل: أَصلُها فی اللغة التعظیم، و سُمِّیت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما فیها من تعظیم الرَّبِّ تعالی و تقدس. و قوله فی التشهد: الصلواتُ لله أَی الأَدْعِیة التی یُرادُ بها تعظیمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِیقُ بأَحدٍ سواه. و أَما قولنا: اللهم صلِّ علی محمدٍ، فمعناه عَظِّمْه فی الدُّنیا بإعلاءِ ذِكرِهِ و إظْهارِ دعْوَتِه و إبقاءِ شَریعتِه، و فی الآخرة بتَشْفِیعهِ فی أُمَّتهِ و تضعیفِ أَجْرهِ و مَثُوبَتهِ؛ و قیل: المعنی لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة علیه و لم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ علی اللهِ و قلنا: اللهم صلِّ أَنتَ علی محمدٍ، لأَنك أَعْلَمُ بما یَلیق به، و هذا الدعاءُ قد اختُلِفَ فیه هل یجوزُ إطلاقُه علی غیر النبیِّ، صلی الله علیه و سلم، أَم لا، و الصحیح أَنه خاصٌّ له و لا یقال لغیره. و قال الخطابی: الصَّلاةُ التی بمعنی التعظیم و التكریم لا تُقال لغیره، و التی بمعنی الدعاء و التبریك تقالُ لغیره؛ و منه: اللهم صَلِّ علی آلِ أَبی أَوْفَی‌أَی تَرَحَّم و بَرِّك، و قیل فیه: إنَّ هذا خاصٌّ له، و لكنه هو آثَرَ به غیرَه؛ و أَما سِواه فلا یجوز له أَن یَخُصَّ به أَحداً. و‌فی الحدیث: من صَلَّی علیَّ صلاةً صَلَّتْ علیه الملائكةُ عشراً‌أَی دَعَتْ له و بَرَّكَتْ. و‌فی الحدیث: الصائمُ إذا أُكِلَ عندَه الطعامُ صَلَّتْ علیه الملائكةُ.و صَلوات الیهودِ: كَنائِسُهم. و فی التنزیل: لَهُدِّمَتْ صَوٰامِعُ وَ بِیَعٌ وَ صَلَوٰاتٌ وَ مَسٰاجِدُ؛قال ابن عباس: هی كَنائِسُ الیهود أَی مَواضِعُ الصَّلواتِ، و أَصلُها بالعِبْرانِیَّة صَلُوتا.و قُرئَتْ و صُلُوتٌ و مساجِدُ، قال: و قیل إنها مواضِعُ صَلواتِ الصابِئِین، و قیل: معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ الصلواتِ فأُقِیمت الصلواتُ مقامَها، كما قال: وَ أُشْرِبُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ؛ أی حُبَّ العجلِ؛ و قال بعضهم: تَهْدِیمُ الصَّلَوات تَعْطِیلُها، و قیل: الصلاةُ بیْتٌ لأَهْلِ الكتابِ یُصَلُّون فیه. و قال ابن الأَنباری: عَلَیْهِمْ صَلَوٰاتٌ أَی رَحَماتٌ، قال: و نَسَقَ الرَّحمة علی الصلوات لاختلافِ اللَّفظَین. و قوله: وَ صَلَوٰاتِ الرَّسُولِ أَی و دَعَواته. و الصَّلا: وسَطُ الظَّهرِ من الإِنسانِ و من كلِّ ذی أَرْبَعٍ، و قیل: هو ما انْحَدَر من الوَرِكَیْنِ، و قیل: هی الفُرْجَةُ بین الجاعِرَةِ و الذَّنَب، و قیل: هو ما عن یمین الذَّنَبِ و شِمالِه، و الجمعُ صَلَواتٌ و أَصْلاءٌ الأُولی مما جُمِعَ من المُذَكَّر بالأَلف و التاء. و المُصَلِّی من الخَیْل: الذی یجی‌ء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه یَلِی صَلا المتقدِّم و هو تالی السابق، و قال اللحیانی: إنما سُمِّیَ مُصَلِّیاً لأَنه یجی‌ء و رأْسُه علی صَلا السابقِ، و هو مأْخوذ من الصِّلَوَیْن لا مَحالة، و هما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس، فكأَنه یأْتی و رأْسُه مع ذلك المكانِ. یقال: صَلَّی الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّیاً. و صَلَوْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْتُ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشی‌ء سَهْمٍ أَو غیرهِ؛ عن اللحیانی قال: و هی هُذَلِیَّة. و یقال: أَصْلَتِ الناقةُ فهی مُصْلِیةٌ إذا وَقَعَ ولدُها فی صَلاها و قَرُبَ نَتاجُها. و‌فی حدیث علیّ أَنه قال: سبق رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، و صَلَّی أَبو بكر و ثَلَّث عُمَر و خَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء الله؛ قال أَبو عبید: و أَصلُ هذا فی الخیلِ فالسابقُ الأَولُ، و المُصَلِّی الثانی، قیل له مُصَلٍّ لأَنه یكونُ عند صَلا
لسان العرب، ج‌14، ص: 467
الأَوّلِ، و صَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن یمینهِ و شمالهِ، ثم یَتْلُوه الثالثُ؛ قال أَبو عبید: و لم أَسمَعْ فی سوابقِ الخیلِ ممن یوثَقُ بعِلْمِه اسماً لشی‌ءٍ منها إلا الثانیَ و السُّكَیْتَ، و ما سِوی ذلك إنما یقال الثالثُ و الرابع و كذلك إلی التاسع. قال أَبو العباس: المُصَلِّی فی كلام العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ؛ قال: و هو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّی من الخیلِ، و هو السابقُ الثانی، قال: و یقال للسابقِ الأَولِ من الخیلِ المُجَلِّی، و للثانی المُصَلِّی، و للثالث المُسَلِّی، و للرابع التالی، و للخامس المُرْتاحُ، و للسادس العاطفُ، و للسابع الحَظِیُّ، و للثامن المُؤَمَّلُ، و للتاسعِ اللَّطِیمُ، و للعاشِرِ السُّكَیْت، و هو آخرُ السُّبَّق جاء به فی تفسیر قولِهِم رَجُلٌ مُصَلٍّ. و صَلاءَةُ: اسْمٌ. و صَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَیْرِی: أَحدُ القَلْعیْنِ؛ قال ابن بری: القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَیْنِ من بَنِی نُمَیْرٍ، و هما صَلاءَة و شُرَیْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَیْلِفَةَ بنِ عبدِ الله بن الحَرِث ابن نُمَیْر. و صَلَی اللَّحْمَ و غیرَهُ یَصْلیهِ صَلْیاً: شَواهُ، و صَلَیْتهُ صَلْیاً مثالُ رَمَیْتُه رَمْیاً و أَنا أَصْلِیهِ صَلْیاً إذا فَعَلْت ذلك و أَنْت تُرید أَنْ تَشْویَه، فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِیه فیها إلْقاءً كأَنَّكَ تُریدُ الإِحْراقَ قلتَ أَصْلَیْته، بالأَلف، إصْلاءً، و كذلك صَلَّیْتُه أُصَلِّیه تَصْلِیةً. التهذیب: صَلَیْتُ اللَّحْمَ، بالتَّخفیفِ، علی وَجْهِ الصَلاحِ معناه شَوَیْته، فأَمَّا أَصْلَیْتُه و صَلَّیْتُه فَعَلَی وجْهِ الفَسادِ و الإِحْراق؛ و منه قوله: فَسَوْفَ نُصْلِیهِ نٰاراً، و قوله: وَ یَصْلیٰ سَعِیراً. و الصِّلاءُ، بالمدِّ و الكَسْرِ: الشِّواءُ لأَنَّه یُصْلَی بالنَّارِ. و‌فی حدیث عمر: لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ؛ هو بالكَسْرِ و المَدِّ الشِّوَاءُ. و‌فی الحدیث: أَنَّ النبیَّ، صلَّی الله علیه و سلم، أُتِیَ بشَاةٍ مَصْلِیَّةٍ؛ قال الكسائی: المَصْلِیَّةُ المَشْوِیَّةُ، فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه و أَبْقَیْتَه فی النارِ قُلْتَ صَلَّیْته، بالتشدید، و أَصْلَیْته. و صَلَی اللحْمَ فی النار و أَصْلاه و صَلَّاهُ: أَلْقاهُ لِلإِحْراقِ؛ قال: أَلا یَا اسْلَمِی یَا هِنْدُ، هِنْدَ بَنی بَدْرِ، تَحِیَّةَ مَنْ صَلَّی فُؤَادَكِ بالجَمْرِ أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ عَلَیهم. و صَلِیَ بالنارِ و صَلِیَها صَلْیاً و صُلِیّاً و صِلِیّاً و صَلیً و صِلاءً و اصْطَلَی بها و تَصَلَّاهَا: قَاسَی حَرَّها، و كذلك الأَمرُ الشَّدیدُ؛ قال أَبو زُبَیْد: فَقَدْ تَصَلَّیْت حَرَّ حَرْبِهِم، كَما تَصَلَّی المَقْرُورُ مِنْ قَرَسِ و فُلان لا یُصْطَلَی بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا یُطاق. و‌فی حدیث السَّقِیفَة: أَنا الذی لا یُصْطَلَی بنارِهِ؛ الاصْطِلاءُ افْتِعالٌ من صَلا النارِ و التَّسَخُّنِ بها أی أنا الذی لا یُتَعَرَّضُ لحَرْبِی. و أَصْلاهُ النارَ: أَدْخَلَه إیَّاها و أَثْواهُ فیها، و صَلاهُ النارَ و فی النَّارِ و علی النَّار صَلْیاً و صُلِیّاً و صِلِیّاً و صُلِّیَ فلانٌ النَّارَ تَصْلِیَةً. و فی التنزیل العزیز: وَ مَنْ یَفْعَلْ ذٰلِكَ عُدْوٰاناً وَ ظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِیهِ نٰاراً. و‌یروی عن علیّ، رضی الله عنه، أَنه قَرَأَ: و یُصَلَّی سَعِیراً، و كان الكسائیُّ یقرَأُ به، و هذا لیسَ من الشَّیِّ إنما هو من إلْقائِكَ إیَّاهُ فیها؛ و قال ابن مقبل: یُخَیَّلُ فِیها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا یُطَلَّی بِجِصٍّ، أَو یُصَلَّی فَیُضْیَحُ و مَنْ خَفَّفَ فهو من قولهم: صَلِیَ فلانٌ بالنار یَصْلَی صُلِیّاً احْتَرَق. قال الله تعالی: هُمْ أَوْلیٰ
لسان العرب، ج‌14، ص: 468
بِهٰا صِلِیًّا؛ و قال العجاج: قال ابن بری، و صوابه الزفیان: تَاللهِ لَو لا النارُ أَنْ نَصْلاها، أَو یَدْعُوَ الناسُ عَلَیْنَا اللهَ، لَمَا سَمِعْنَا لأَمِیرٍ قَاهَا و صَلِیتُ النارَ أَی قاسَیْتُ حَرَّها. اصْلَوْها أَی قاسُوا حَرَّها، و هی الصَّلا و الصِّلاءُ مثل الأَیَا و الإِیَاءِ للضِّیاء، إذا كَسَرْتَ مَدَدْت، و إذا فَتَحْت قَصَرْت؛ قال إمرؤ القیس: و قَاتَلَ كَلْب الحَیِّ عَنْ نَارِ أَهْلِهِ لِیَرْبِضَ فیهَا، و الصَّلا مُتَكَنَّفُ و یقال: صَلَیْتُ الرَّجُلَ ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ و جَعَلْتَه یَصْلاهَا، فإن أَلْقَیْتَه فیها إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِیدُ الإِحْراقَ قُلت أَصْلَیْته، بالأَلف، و صَلَّیْته تَصْلِیَةً. و الصِّلاءُ و الصَّلَی: اسمٌ للوَقُودِ، تقول: صَلَی النارِ، و قیل: هُما النارُ. و صَلَّی یَدَهُ بالنارِ: سَخَّنَها؛ قال: أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ طُروقاً، و صَلَّی كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ و اصْطَلَی بها: اسْتَدْفَأَ. و فی التنزیل: لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ*؛قال الزجاج: جاءَ فی التفسیر أَنهم كانوا فی شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلی الاصْطِلاءِ.و صَلَّی العَصَا علی النارِ و تَصَلَّاها: لَوَّحَها و أَدارَها علی النارِ لیُقَوِّمَها و یُلَیِّنَها. و‌فی الحدیث: أَطْیَبُ مُضْغَةٍ صَیْحانِیَّةٌ مَصْلِیَّةٌ قد صُلِیَتْ فی الشمسِ و شُمِّسَتْ، و یروی بالباء، و هو مذكور فی موضعه. و‌فی حدیث حُذَیْفَة: فرأَیْتُ أَبا سُفْیانَ یَصْلِی ظَهْرَه بالنار‌أَی یُدْفِئُهُ. و قِدْحٌ مُصَلّیً: مَضْبوحٌ؛ قال قیس بن زهیر: فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ و اسْتَدِمْهُ، فمَا صَلَّی عَصاهُ كَمُسْتَدِیمِ و المِصْلاةُ: شَرَكٌ یُنْصَب للصَّیْد. و‌فی حدیث أَهلِ الشَّام: إنَّ للِشیْطانِ مَصَالِیَ و فُخُوخاً؛ و المَصَالِی شبیهة بالشَّرَك تُنْصَبُ للطَّیْرِ و غیرها؛ قال ذلك أَبو عبید یعنی ما یَصِیدُ به الناسَ من الآفات التی یَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِینَةِ الدُّنیا و شَهَواتِها، واحِدَتُها مِصْلاة. و یقال: صَلِیَ بالأَمْرِ و قد صَلِیتُ به أَصْلَی به إذا قَاسَیْت حَرَّه و شِدَّتَه و تَعَبَه؛ قال الطُّهَوِی: و لا تَبْلَی بَسالَتُهُمْ، و إنْ هُمْ صَلُوا بالحَرْبِ حِیناً بَعْدَ حِینِ و صَلَیْتُ لِفُلانٍ، بالتَّخفِیفِ، مثالُ رَمَیْت: و ذلك إذا عَمِلْتَ لَه فی أَمْرٍ تُرِیدُ أَن تَمْحَلَ به و تُوقِعَه فی هَلَكة، و الأَصلُ فی هذا من المَصَالِی و هی الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّیْرِ و غیرها. و صَلَیْتُه و صَلَیْتُ له: مَحَلْتُ به و أَوْقَعْتُه فی هَلَكَةٍ من ذلك. و الصَّلایَةُ و الصَّلاءَةُ: مُدُقُّ الطِّیبِ؛ قال سیبویه: إنما هُمِزَت و لم یَكُ حرف العلة فیها طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ علی قولهم فی الجمعِ صَلاءٌ، مهموزة، كما قالوا مَسْنِیَّة و مَرْضِیّة حینَ جاءَت علی مَسْنِیٍّ و مَرْضِیٍّ، و أَما من قال صلایَة فإنّه لم یجئ بالواحد علی صَلاءٍ. أَبو عمرو: الصَّلایة كلُّ حَجَرٍ عَرِیضٍ یُدَقُّ علیه عِطْرٌ أَو هَبِیدٌ. الفراء: تجمع الصَّلاءَة صُلِیّاً و صِلِیّاً، و السَّماءُ سُمِیّاً و سِمِیّاً؛ و أَنشد: أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِیَّا [الصِّلِیَّا
لسان العرب، ج‌14، ص: 469
یعنی الوَتِد. و یُجْمَعُ خِثْیُ البَقَر علی خُثِیٍّ و خِثِیٍّ. و الصَّلایَةُ: الفِهْرُ؛ قال أُمَیَّة یصف السماء: سَراة صَلایةٍ خَلْقاء صِیغَتْ تُزِلُّ الشمسَ، لیس لها رِئابُ «2». قال: و إنما قال إمرؤُ القیس: مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلایةُ حنْظلِ فأَضافه إلیه لأَنه یُفَلَّق به إذا یَبِسَ. ابن شمیل: الصَّلایَة سَرِیحَةٌ خَشِنةٌ غَلِیظةٌ من القُفِّ، و الصَّلا ما عن یمین الذَّنَب و شِماله، و هُما صَلَوان. و أَصْلتِ الفَرسُ إذا اسْتَرْخی صَلَواها، و ذلك إذا قرُبَ نتاجُها. و صَلَیْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته، نادرٌ، و إنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَیل. اللیث: الصِّلِّیانُ نبْتٌ؛ قال بعضهم: هو علی تقدیر فِعِّلان، و قال بعضهم: فِعْلِیان، فمن قال فِعْلِیان قال هذه أَرضٌ مَصْلاةٌ و هو نبْتٌ له سنَمَة عظیمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت أَذْنابُها تجْذِبُها الإِبل، و العرب تُسمِّیه خُبزَة الإِبل، و قال غیره: من أَمثال العرب فی الیمینِ إذا أَقدَمَ علیها الرجُلُ لیقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ: جَذَّها جَذَّ العَیْر الصِّلِّیَانَة، و ذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً فی الأَرض، فإذا كَدَمها العَیْر اقتلعها بجِعْثِنتها. و‌فی حدیث كعب: إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ المُجاهدین فی صِلِّیان أَرض الرُّوم كما بارك لها فی شعیر سُوریَة؛ معناه أی یقومُ لخیلِهم مقامَ الشعیر، و سُوریة هی بالشام.

صما؛ ج14، ص: 469

: الصَّمَیَانُ من الرِّجال: الشدیدُ المُحْتَنَك السِّنِّ. و الصَّمَیان: الشجاعُ الصادقُ الحَمْلَة، و الجمع صِمْیان؛ عن كراع. قال أَبو إسحاق: أَصل الصَّمَیان فی اللغة السرعة و الخِفَّةُ. ابن الأَعرابی: الصَّمَیانُ الجَری‌ءُ علی المعاصی. قال ابن بُزُرْج: یقال لا صَمْیاء له و لا عَمْیاء من ذلك متروكَتان كذلك إذا أَكَبَّ علی أَمر فلم یُقلِع عنه. و رجُلٌ صَمَیان: جری‌ءٌ شجاع. و الصَّمَیانُ، بالتَّحریك: التلفُّتُ و الوَثْبُ. و رجُلٌ صَمَیانٌ إذا كان ذا توثُّب علی الناس. و أَصْمَی الفرَسُ علی لجامه إذا عضَّ علیه و مَضی؛ و أَنشد: أَصْمَی علی فأْس اللِّجام، و قُرْبُه بالماء یقطُر تارةً و یسیلُ و انْصَمَی علیه أَی انْصَبَّ؛ قال جریر: إنِّی انْصَمَیْتُ من السماء علیكُمُ حتی اختَطَفْتُك، یا فرزْدَقُ، من عَل و یروی: … انْصَببْتُ … و أَصْمَیت الصید إذا رمَیْتَه فقتَلْتَه و أَنت تراه. و أَصْمَی الرَّمیَّة: أَنفذَها. و‌روی عن ابن عباس أَنه سُئل عن الرجُل یَرْمی الصید فیجده مقتولًا فقال: كُلْ ما أَصْمَیْت و دع ما أَنْمَیْت؛ قال أَبو إسحاق: المعنی فی قوله كُلْ ما أَصْمَیْت أَی ما أَصابَه السهمُ و أَنت تراه فأَسْرع فی الموت فرأَیَته، و لا محالة أَنه مات برَمْیك، و أَصله من الصَّمَیَان و هو السُّرعة و الخِفَّة. و صَمی الصیدُ یَصْمِی إذا مات و أَنت تراه. و الإِصْمَاءُ: أن تقتُلَ الصیدَ مكانه، و معناه سرعةُ إزْهاق الرُّوحِ من قولهم للمُسْرِع صَمَیانٌ، و الإِنْماءُ أَن تصیب إصابَةً غیر قاتلةٍ فی الحال. یقال: أَنْمَیْت الرَّمِیَّة و نَمَتْ بنَفْسها، و معناه إذا صدْت بِكلْب أَو بسهْم أَو غیرهما فمات و أَنت تراه غیر غائب عنك فكُلْ منه،
(2). قوله [لیس لها رئاب] هكذا فی الأَصل و الصحاح، و قال فی التكملة الروایة: تزل الشمس، لیس لها إیاب
لسان العرب، ج‌14، ص: 470
و ما أَصَبْته ثم غاب عنك فمات بعد ذلك فلا تأْكله فإنك لا تدری أَ مات بصیدك أَم بعارضٍ آخر. و انْصَمَی علیه: انْقضَّ و أَقبل نحوه. و قال شمر: یقال صَمَاه الأَمْرُ أَی حلَّ به یَصْمِیه صَمْیاً؛ و قال عمران بن حِطَّان: و قاضِی المَوت یعْلمُ ما علیه، إذا ما متُّ منه ما صَمانی أی ما حلَّ بی. و رجلٌ صَمَیان: ینْصمی علی الناس بالأَذی. و صَامَی مَنِیَّته و أَصْمَاها: ذاقها. و الانْصِمَاء: الإِقبالُ نحو الشی‌ء كما ینْصَمی البازی إذا انْقضَّ.

صنا؛ ج14، ص: 470

: الصِّنا و الصِّناءُ: الوَسَخُ، و قیل: الرَّمادُ؛ قال ثعلب: یمدُّ و یُقْصَرُ و یُكْتَب بالیاء و الأَلف، و كتابه بالأَلف أَجود. و یقال: تَصَنَّی فلان إذا قعَد عند القِدْر من شرهِه یُكَبِّبُ و یَشْوی حتی یُصیبَه الصِّناء. و‌فی حدیث أَبی قلابَة قال: إذا طال صِناءُ المیت نُقِّیَ بالأُشْنانِ إن شاؤُوا «1»؛ قال الأَزهری: أَی درَنُه و وَسَخُه، قال: و روی ضِناء، بالضاد، و الصواب صِناء، بالصاد، و هو وسَخُ النار و الرماد. الفراء: أَخَذْتُ الشی‌ءَ ب صِنایَته أَی أَخذْتُهُ بجمِیعِه، و السینُ لغةٌ. أَبو عمرو: الصُّنَیُّ شِعبٌ صغیر یسیلُ فیه الماء بین جبلین، و قیل: الصُّنَیُّ حِسْیٌ صغیر لا یَرِدُهُ أَحدٌ و لا یُؤْبه له، و هو تصغیر صَنْوٍ قالت لیلی الأَخْیَلِیَّة: أَ نابغَ، لم تَنْبَغْ و لم تَكُ أَوَّلا، و كُنْتَ صُنَیّاً بین صُدَّینِ مَجْهَلا و یقال: هو شقٌّ فی الجَبل. ابن الأَعرابی: الصَّانِی اللازِمُ للخِدْمَة، و النَّاصی المُعَرْبِدُ. و الصَّنْوُ: الغَوْرُ «2». الخَسِیسُ بین الجبَلین؛ قال: و الصَّنْوُ الماءُ القلِیلُ بین الجبلین. و الصَّنْوُ: الحجر بین الجبلین، و جمعها كلِّها صُنُوٌّ. و الصِّنْوُ: الأَخ الشقیق و العمُّ و الابنُ، و الجمع أَصْنَاءٌ و صِنْوانٌ، و الأُنْثی صِنْوة. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: عمُّ الرجل صِنْوُ أَبیه؛ قال أَبو عبید: معناه أَن أَصلهُما واحدٌ، قال: و أَصل الصِّنْو إنما هو فی النَّخْل. قال شمر: یقال فُلانٌ صِنْوُ فلان أَی أَخوه، و لا یسمَّی صِنْواً حتی یكون معه آخر، فهما حینئذ صِنْوانِ، و كلُّ واحدٍ منهما صِنْو صاحِبه. و‌فی حدیث: العَبَّاسُ صِنْوُ أَبی، و فی روایة: صِنْوِی.و الصِّنْوُ: المِثلُ، و أصله أن تطلع نخلتانِ من عِرْق واحد، یرید أَنَّ أَصل العبَّاس و أَصلَ أَبی واحدٌ، و هو مثلُ أَبی أو مِثْلی، و جمعه صِنْوانٌ، و إذا كانت نخلتان أو ثلاثٌ أو أَكثرُ أَصلها واحد فكل واحد منها صِنْوٌ، و الاثنان صِنْوَان، و الجمع صِنْوانٌ، برفع النون، و حكی الزجاجی فیه صُنْوٌ، بضم الصاد، و قد یقال لسائر الشَّجر إذا تشابه، و الجمعُ كالجمع. و قال أَبو حنیفة: إذا نبتت الشجرتان من أَصل واحد فكل واحدة منهما صِنْو الأُخری. و ركِیَّتان صِنْوان: متجاورتان إذا تقاربتا و نَبَعتا من عَین واحدةٍ. و‌روی عن البَراءِ بن عازِبٍ فی قوله تعالی: صِنْوٰانٌ وَ غَیْرُ صِنْوٰانٍ؛ قال الصِّنْوانُ المُجْتَمِعُ و غیرُ الصِّنْوانِ المُتفرِّقُ، و قال: الصِّنْوانُ النَّخلاتُ أَصْلُهُنَّ واحدٌ، قال: و الصِّنْوانُ النَّخلتان و الثلاثُ و الخمسُ و الستُّ أَصلُهنَّ واحدٌ و فروعُهنَّ شتیَّ، وَ غَیْرُ صِنْوٰانٍ الفارِدَةُ؛ و قال أَبو زید: هاتان نخلتانِ صِنْوانِ
(1). قوله [إن شاؤوا] هكذا فی الأَصل، و لیست فی النهایة (2). قوله [الغور] هكذا فی الأَصل، و الذی فی القاموس و التهذیب: العود
لسان العرب، ج‌14، ص: 471
و نَخِیلٌ صِنْوانٌ و أَصْناءٌ، و یقال للاثنین قِنْوانِ و صِنْوانِ، و للجماعة قِنْوانٌ و صِنْوانٌ. الفراء: الأَصْناءُ الأَمْثالُ و الأَنْصاءُ السابقون. ابن الأَعرابی: الصِّنْوةُ الفَسِیلةُ. ابن بزرج: یقال للحَفَرِ المُعَطَّل صِنْوٌ، و جمعُه صِنْوانٌ. و یقال إذا احْتَفَر: قدِ اصْطَنَی.

صها؛ ج14، ص: 471

: صَهْوَةُ كلّ شی‌ءٍ: أَعْلاهُ؛ و أَنشد بیت عارِقٍ: فأَقْسَمْتُ لا أَحْتَلُّ إلا بصَهْوَةٍ حَرامٍ علیَّ رَمْلُه و شَقائِقُهْ «3». و هی منَ الفَرَسِ موضِعُ اللِّبْدِ من ظَهْرِه، و قیل: مَقْعَدُ الفارِسِ و قیل: هی ما أَسْهَلَ من سَرَاةِ الفَرَسِ من ناحِیتیْها كِلْتَیْهِما، و الصَّهْوَةُ: مُؤَخَّر السَّنامِ، و قیل: هی الرَّادِفة تَراها فوْقَ العَجُزِ؛ قال ذو الرمة یصف ناقة: إلی صَهْوَةٍ تَتْلُو مَحالًا كأَنها صَفاً دَلَّصَتْهُ طَحْمَةُ السَّیْلِ أَخْلَقُ و الجمع صَهَواتٌ و صِهاءٌ. الجوهری: أَعْلی كلِّ جَبلٍ صَهْوَتُهُ. و الصِّهَاءُ: مَنابِعُ الماءِ، الواحدة صَهْوةٌ؛ و أَنشد ابن بری: تَظَلَّلُ فِیهِنَّ أَبْصارُها، كما ظَلَّل الصَّخْر ماء الصِّهاءْ و الصَّهْوةُ: ما یُتَّخَذُ فوقَ الرَّوابی من البُروُج فی أَعالیها، و الجمعُ صهًی نادِرٌ، و فی التهذیب: و الصَّهَواتُ؛ و أَنشد: أَزْنَأَنی الحُبُّ فی صُهَی تَلَفٍ، ماكنتُ لو لا الرَّبابُ أَزْنَؤُها و الصَّهْوةُ: مكانٌ مُتَطامِنٌ من الأَرض تأْوی إلیه ضَوَالُّ الإِبِل: و الصَّهَواتُ: أَوْساطُ المَتْنَیْنِ إلی القَطاةِ. و هاصاهُ: كسَرَ صُلْبَه. و صَاهَاه: رَكِبَ صَهْوَتَه. و الصَّهْوة: كالغارِ فی الجَبل یكونُ فیه الماءُ، و قد یكونُ فیه ماءُ المَطَر، و الجمعُ صِهاءٌ. و صَهَا الجُرْحُ، بالفتح، یَصْهی صَهْیاً: نَدِیَ. و قال الخلیل: صَهِیَ الجُرْحُ، بالكسر. و أَصْهَی الصَّبیَّ: دَهَنه بالسَّمْنِ و وضَعه فی الشمس من مرضٍ یُصِیبهُ. قال ابن سیدة: و حَمَلْناهُ علی الواوِ لأَنّا لا نَجِدُ ه ص ی. ابن الأَعرابی: تَیْسٌ ذو صَهَواتٍ إذا كان سمیناً؛ و أَنشد: ذا صَهَواتٍ یَرْتَعِی الأَدْلاسا، كأَنَّ فوقَ ظَهْرِه أَحْلاسا، من شَحْمِه و لَحْمِهِ دِحاسا و الدَّلْسُ: أَرضٌ أَنْبَتتْ بعدَ ما أُكِلَتْ. و صَها إذا كَثُرَ مالهُ. الأَصمعی: إذا أَصابَ الإِنسانَ جُرْحٌ فجعَلَ یَنْدَی قیلَ صَها یَصْهی. و صِهْیَوْنُ: هی الرُّوم، و قیل: هی بیتُ المَقْدِس؛ و أَنشد: و إنْ أَجْلَبَتْ صِهْیَوْنُ یوماً علیكُما، فإنَّ رَحی الحَرْبِ الدَّلوك رَحاكُما

صوی؛ ج14، ص: 471

: الصُّوَّةُ: جَماعةُ السِّباعِ؛ عن كراع. و الصُّوَّة: حَجَرٌ یكونُ علامةً فی الطریق، و الجمْع صُوًی، و أَصْوَاء جمعُ الجمعِ؛ قال: قد أَغْتَدی و الطَّیرُ فوقَ الأَصْوا و أَنشد أَبو زید: و مِن ذاتِ أَصْوَاءٍ سُهُوب كأَنها مَزاحِفُ هَزْلَی، بینَها مُتَباعَدُ
(3). قوله [حرام علی] هكذا فی الأَصل، و فی الصحاح: علیك
لسان العرب، ج‌14، ص: 472
قال ابن بری: و قد جاء فُعْلَةٌ علی أَفعالٍ كما قال: و عُقْبة الأَعْقابِ فی الشهر الأَصَمّ قال: و قد یجوز أَن یكون أَصْوَاءٌ جمعَ صُویً مثلَ رُبَعٍ و أَرباعٍ، و قیل: الصُّوَی و الأَصْواءُ الأَعلامُ المَنْصُوبة المُرْتَفِعة فی غَلْظٍ. و‌فی حدیث أَبی هریرة: إنَّ للإِسلامِ صُوًی و مَناراً كمَنارِ الطریقِ، و منه قیل للقبور أَصْواءٌ. قال أَبو عمرو: الصُّوَی أَعْلامٌ من حجارةٍ منصوبةٌ فی الفَیافی و المَفازةِ المجهولةِ یُسْتدَلُّ بها علی الطریق و علی طَرَفیها، أَراد أَنَّ للإِسلام طَرائقَ و أَعْلاماً یُهْتَدَی بها؛ و قال الأَصمعی: الصُّوَی ما غَلُظَ من الأَرض و ارتفع و لم یَبْلُغ أَن یكون جبلًا؛ قال أَبو عبید: و قولُ أَبی عمرو أَعْجَبُ إلیَّ و هو أَشْبَهُ بمعنی الحدیث؛ و قال لبید: ثم أَصْدَرْناهما فی وارِدٍ صادِرِ، وَهْمٍ صُواهُ قد مثَلْ «1». و قال أَبو النجم: و بینَ أَعلامِ الصُّوَی المَوائِلِ ابن الأَعرابی: أَخْفَضُ الأَعلامِ الثَّایَةُ، و هی بلُغة بنی أَسَدٍ بقَدْرِ قِعْدَةِ الرجلِ، فإذا ارْتفعَتْ عن ذلك فهی صُوَّة. قال یعقوبُ: و العَلَم ما نُصِبَ من الحجارة لیُسْتدَلَّ به علی الطریقِ، و العَلَمُ الجبلُ. و‌فی حدیث لَقیط: فیَخْرُجون مِن الأَصْواءِ فیَنْظُرون إلیه ساعةً، قال القُتیبی: یعنی ب الأَصْواءِ القُبورَ، و أَصلُها الأَعلامُ، شَبَّه القبورَ بها، و هی أَیضاً الصُّوَی، و هی الآرام، واحدها أَرَمٌ و إرَمٌ و أَرَمیٌّ و إرَمیٌّ و أَیْرَمیٌّ و یَرَمیٌّ أَیضاً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: فتخرجون من الأَصْواءِ فتَنْظُرُون إلیه؛ الأَصْوَاءُ: القُبورُ. و الصاوی: الیابِسُ. الأَصمعی فی الشاء: إذا أَیْبَس أَرْبابُها أَلْبانَها عَمْداً لیكون أَسْمَنَ لها فذلك التَّصْوِیَةُ و قد صَوَّیْناها، یقال: صَوَّیْتها فصَوَتْ. ابن الأَعرابی: التَّصْوِیَة فی الإِناثِ أَن تُبَقَّی أَلبانُها فی ضُروعِها لیكون أَشدَّ لها فی العامِ المُقْبِلِ. و صَوَّیْت الناقة: حَفَّلْتُها لتَسْمَنَ، و قیل: أَیْبَسْتُ لَبنَها، و إنما یُفْعَلُ ذلك لیكونَ أَسْمَنَ لها؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّی لِقاحَه، فإنَّ لنا ذَوْداً عِظامَ المَحالِبِ قال: و ناقةٌ مُصَوَّاةٌ و مُصَرّاة و مُحَفَّلَةٌ بمعنیً واحدٍ. و جاء‌فی الحدیث: التَّصْوِیَةُ خِلابَةٌ، و كذلك التَّصْرِیة. و صَوَّیْت الغَنمَ: أَیْبَسْتُ لَبنَها عَمْداً لیكون أَسْمَنَ لها مثلُه فی الإِبِل، و الاسمُ من كلِّ ذلك الصَّوَی، و قیل: الصَّوی أن تترُكَها فلا تَحْلُبَها؛ قال: یَجْمع للرِّعاءِ فی ثَلاثٍ: طُولَ الصَّوَی، و قِلَّةَ الإِرْغاثِ و التَّصْوِیَةُ مثلُ التَّصْرِیَةِ: و هو أَنْ تُتْرَكَ الشاةُ أَیّاماً لا تُحْلَب. و الخِلابَةُ: الخِدَاعُ. و ضَرْعٌ صاوٍ إذا ضَمَرَ و ذَهَبَ لَبَنُه؛ قال أَبو ذُؤَیب: مُتَفَلِّق أَنْساؤُها عن قَانِئٍ كالقُرْطِ صَاوٍ، غُبْرهُ لا یُرْضَعُ أَرادَ بالقانِی‌ءِ ضَرْعَها، و هو الأَحْمَر لأَنه ضَمَر و ارْتَفعَ لَبَنُه. التهذیب: الصَّوَی أنْ تُغَرَّز الناقةُ فیَذْهَبَ لَبَنُها؛ قال الراعی: فَطَأْطَأْتُ عَیْنی، هلْ أَرَی من سَمِینة تَدارَك مِنها نَیّ عامَیْنِ و الصَّوَی؟
(1). قوله [قد مثل] هكذا فی الأَصل هنا، و تقدم فی مادة مثل: صواه كالمثل؛ و شرحه هناك نقلًا عن ابن سیدة
لسان العرب، ج‌14، ص: 473
قال: و یكون الصَّوَی بمعنی الشَّحْمِ و السِّمَنِ. الأَحمر: هو الصَّاءَةُ بوزن الصَّاعَة ماءٌ ثَخِین یَخْرُج مع الوَلَد. و قال العَدَبَّس الكِنَانی: التَّصْوِیَة للْفُحولِ من الإِبِلِ أَن لا یُحْمَل علیه و لا یُعْقَد فیه حبلٌ لیكون أَنْشَطَ له فی الضِّرَاب و أَقْوَی؛ قال الفقعسی یصف الراعی و الإِبل: صَوَّی لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِیَّا، أَخْیَفَ كانَتْ أُمُّه صَفِیَّا و صَوَّیْتُ الفَحْلَ من ذلك، و قیل: إِنَّما أَصل ذلك فی الإِناثِ تُغَرَّزُ فلا تُحْلَب لتَسْمَن و لا تَضْعُفَ فَجَعَله الفَقْعَسی للفَحْل أَی تُرِكَ من العملِ و عُلِفَ حتی رَجَعَت نفسُه إِلیه و سَمِنَ. و صَوَّیْتُ لإِبلی فَحْلًا إِذا اخْتَرْتَه و رَبَّیْتَه للفِحْلة. اللیث: الصَّاوِی من النخیل الیابِسُ، و قد صَوَتِ النخلةُ تَصْوِی صُوِیّاً. قال ابن الأَنباری: الصَّوَی فی النخلة مقصورٌ یكتب بالیاء، و قد صَوِیَت النخلَة، فهی صَاوِیَة إِذا عَطِشَت و ضَمَرَتْ و یَبِسَتْ، قال: و قد صَوِیَ النَّخْلُ و صَوَّی النَّخْلُ، قال الأَزهری: و هذا أَصَحُّ مما قالَ اللیث، و كذلك غیرُ النَّخْلِ من الشَّجَر، و قد یكُونُ فی الحَیَوانِ أَیضاً؛ قال ساعدة یصف بَقَر وحش: قَدْ أُوبِیَتْ كُلَّ مَاءٍ فَهْی صَاوِیَةٌ، مَهْمَا تُصِبْ أُفُقاً مِنْ بارِقٍ تَشِمِ و الصَّوُّ: الفارِغُ. و أَصْوَی إِذا جَفَّ. و الصُّوَّةُ: مُخْتَلَفُ الرِّیحِ؛ قال إمرؤُ القَیس: و هَبَّتْ لَهُ ریحٌ، بِمُخْتَلَفِ الصُّوَی، صَباً و شمالٌ فی مَنَازِلِ قُفَّالِ ابن الأَعرابی: الصَّوَی السُّنْبُلُ الفارِغُ و القُنْبُعُ غِلافُهُ؛ الأَزهری فی ترجمة صعنب: تحسبُ باللَّیْل صُویً مُصَعْنَبَا قال: الصُّوَی الحجارةُ المَجْمُوعَة، الواحدَة صُوَّة. ابن الأَعرابی: الصُّوَّةُ صَوْتُ الصَّدَی، بالصاد. التهذیب فی ترجمة ضَوَی: سَمِعْتُ ضَوَّةَ القَوْمِ و عَوَّتَهُم أَی أَصْوَاتَهُم، و روی عن ابن الأَعرابی الصَّوَّة و العَوَّة بالصاد. و ذاتُ الصُّوَی: مَوْضِعٌ؛ قال الراعی: تَضَمَّنَهُم، و ارْتَدَّتِ العَیْنُ دُونَهُم، بذاتِ الصَوَی من ذِی التَّنَانِیر، ماهِرُ

صیا؛ ج14، ص: 473

: الصَّیَّةُ: ما یَخْرُجُ من رَحِمِ الشَّاةِ بعدَ الوِلادة. قال ابن أَحمر: الصَّاءَةُ بوزن الصَّاعَةِ، و الصَّآةُ بوزن الصَّعَاةِ، و الصَّیْأةُ بوزن الصَّیْعَةِ، و الصَّیَّةُ الماءُ الذی یكونُ فی المَشِیمَةِ؛ و أَنشد شمر: علی الرِّجْلَیْنِ صَاءٍ كالخُراجِ قال: و بِعْتُ النَّاقَةَ ب صَیَّتِها أَی بِحِدْثانِ نَتاجِها. و الصِّیَّةُ: أُنْثَی الطَّائِرِ الذی یقال له الهَامُ. و الصَّیاصِی: شَوْكُ النَّسَّاجِینَ، واحِدَتُه صِیصِیةٌ، و قیل: صِیصِیَةُ الحَائِك الذی یَخُطُّ به الثَّوْبَ و تُدْعَی المِخَطَّ. أَبو الهیثم: الصیِّصِیَّة حَفٌّ صَغِیرٌ من قُرُونِ الظِّبَاءِ تَنْسُجُ به المَرْأَةُ؛ قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّة: فجِئْتُ إِلَیْه، و الرِّماحُ تَنُوشُه كوَقْعِ الصَّیَاصِی فی النَّسِیجِ المُمَدَّدِ و منه‌الحدیث حین ذَكَر الفِتْنَة فقال: كَأَنَّها صَیاصِی البَقَرِ؛ قال أَبو بكر: شبَّه الفِتْنة بقُرونِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 474
البَقَرِ لشِدَّتِها و صُعوبَةِ الأَمْرِ فیها. و العرب تَقُول: فِتْنَةٌ صَمَّاءُ إِذا كانَتْ هَائِلَةً عَظِیمَةً. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَصحابُ الدَّجَّالِ شَوَارِبُهُمْ كالصَّیَاصِی‌یَعْنی قُرونَ البَقَرِ، یریدُ أَنَّهم أَطَالُوا شَوَارِبَهُم و فَتَلُوها فصارَتْ كأَنَّها قُرُونُ بَقَرٍ. و الصَّیَاصِی: القُرَی، و قیل: الحُصُونُ. و فی التنزیل: وَ أَنْزَلَ الَّذِینَ ظٰاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ مِنْ صَیٰاصِیهِمْ؛ قال الفراءُ: من حُصُونهم، و قال الزجاج: الصَّیَاصِی كلُّ ما یُمْتَنَعُ به، و هی الحُصُونُ، و قیل: القُصُور لأَنَّه یُتَحَصَّنُ بها. و صِیصِیَّة الثَّوْرِ: قَرْنه لاحْتِصانِه به مِن عَدُوِّه؛ قال النَّابغة الجَعْدِی، و قیل سُحَیْمٌ عبدُ بنی الحَسْحاسِ: فَأَصْبَحَتِ الثِّیرَانُ غَرْقَی، و أَصْبَحَتْ نِساءُ تَمِیمٍ یَلْتَقِطْنِ الصَّیَاصِیَا ذهب إِلی أَنَّ رجالَ تَمِیمٍ نسَّاجُون فنِساؤُهم یَلْتَقِطْنَ لهُم الصیَّاصِیَ لیَحْفِزوا بها الغَزْل. و صِیصِیَّة الدیك: مِخْلَبانِ فی ساقَیْه، و قیل: صیصِیَّةُ الدِّیكِ و غیرِه من الطَّیْرِ الإِصْبَع الزائِدةُ التی فی مُؤَخَّرِ رِجْلِه، و قیل: صیصِیَّة الدِّیكِ شَوْكَتُه لأَنه یَتَحَصَّنُ بها.

فصل الضاد المعجمة؛ ج14، ص: 474

ضأی؛ ج14، ص: 474

: ابن الأَعرابی: ضأَی الرَّجُلُ إِذا دَقَّ جِسمُه.

ضبا؛ ج14، ص: 474

: ضَبَتْهُ الشمسُ و النارُ تَضْبُوهُ ضَبْیاً و ضَبْواً: لَفَحَتْه و لَوَّحَتْه و غَیَّرَتْه، و كذلك ضَبَحَتْه ضَبْحاً. و ضَبَتْه النار ضَبْواً: أَحْرَقَتْه و شَوَتْهُ، و بعضُ أَهلِ الیَمَن یُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً «1». من هذا؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیفَ ذلك إِلَّا أَن تُسَمَّی باسم المَوْضِعِ. و أَضْبَی الرجلُ علی ما فی یَدَیْهِ: أَمْسَك، لغةٌ فی أَضْبَأَ؛ عن اللحیانی. و أَضْبَی بِهِمُ السَّفَر: أَخْلَفَهُم ما رَجَوْا فیه مِنْ رِبْحٍ و مَنْفَعةٍ؛ عن الهَجَری؛ و أَنشد: لا یَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَیْسَرَةٍ، و لا یَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَی بنا السَّفَر الكسائی: أَضْبَیْتُ علی الشی‌ء أَشْرَفْتُ علیه أَنْ أَظْفَرَ به. و الضَّابی: الرَّمادُ. و أَضْبَی یُضْبِی إِذا رَفَع؛ قال رؤْبة: تَرَی قَناتی كقَناة الأضْهابْ یُعْمِلُها الطَّاهِی، و یُضْبِیها الضَّابْ یُضْبیها أَی یَرْفَعُها عن النارِ كی لا تَحْتَرِقَ، و الضّابْ: یرید الضّابِیَ، و هو الرافِعُ، و الطّاهی هنا: المُقَوِّم للقِسِیِّ و الرِّماحِ علی النّارِ.

ضجا؛ ج14، ص: 474

: ضَجَا بالمكانِ: أَقامَ؛ حكاه ابن دریدٍ؛ قال: و لیس بثَبتٍ.

ضحا؛ ج14، ص: 474

: الضَّحْوُ و الضَّحْوَةُ و الضَّحِیَّةُ علی مثال العَشِیَّة: ارْتِفاعُ النهار: أَنشد ابن الأَعرابی: رَقُود ضَحِیَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ، إِذا واجَهَ السُّفّارَ، مِكْحالُ أَرْمَدا و الضُّحی: فُوَیْقَ ذلك أُنْثی و تَصْغیرُها بغَیْر هاءٍ لِئَلَّا یَلْتَبِسَ بتَصْغیر ضَحْوَةٍ. و الضَّحاءُ، ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ و كرَبَ أَن یَنْتَصِفَ؛ قال رؤْبة: هابی العَشِیِّ دَیْسَق ضَحاؤُه و قال آخر: عَلَیْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحی شُفوفُ
(1). قوله [مضباة] بفتح المیم كما فی المحكم، و فی القاموس بضم المیم
لسان العرب، ج‌14، ص: 475
شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور البیض، و قیل: الضُّحی من طلوعِ الشمس إِلی أَنْ یَرْتَفِعَ النهارُ و تَبْیَضَّ الشمس جدّاً، ثم بعد ذلك الضَّحاءُ إِلی قَریب من نِصْفِ النهار، قال الله تعالی: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا؛ قال الفراء: ضُحٰاهٰا نَهارُها، و كذلك قوله: وَ الضُّحیٰ وَ اللَّیْلِ إِذٰا سَجیٰ؛ هو النهارُ كُلُّه؛ قال الزَّجاج: وَ ضُحٰاهٰا و ضِیائها، و قال فی قوله وَ الضُّحیٰ: و النهارِ، و قیل: ساعةٌ من ساعات النهار. و الضُّحی: حینَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَیَصْفو ضَوْءُها. و الضَّحاء، بالفتح و المدّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ و اشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، و قیل: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلی رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه. و الضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلی. و الضُّحی، مقصورة مؤَنثة: و ذلك حینَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. و‌فی حدیث بلال: فَلَقَدْ رأَیْتُهم یَتَرَوَّحون فی الضَّحاء‌أَی قریباً من نِصْفِ النهارِ، فأَمّا الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، و الضُّحی، بالضَّمّ و القصر، فَوْقَه، و به سُمِّیَتْ صلاة الضُّحی. غیره: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثم بعده الضُّحی، و هی حینَ تُشْرِقُ الشمسُ؛ قال ابن بری: و قد یقالُ ضَحْوٌ لغة فی الضُّحی؛ قال الشاعر: طَرِبْتَ و هاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ، تَمیلُ بها ضَحْواً غُصونٌ یَوانِعُ قال: فعلی هذا یجوز أَن یكون ضُحَیٌّ تصغیرَ ضَحْو. قال الجوهری: الضُّحی مقصورة تؤَنث و تذكر، فمن أَنث ذهب إِلی أَنها جمع ضَحْوَةٍ، و من ذكَّر ذهب إِلی أَنه اسمٌ علی فُعَلٍ مثل صُرَدٍ و نُغَرٍ، و هو ظرْف غیر متمكن مثلُ سَحَر، تقول: لقِیتُه ضُحًی و ضُحَی، إِذا أَرَدْتَ به ضُحی یَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه؛ قال ابن بری: ضُحیً مصروفٌ علی كلِّ حالٍ؛ قال الجوهری: ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ و هو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلی، تقول منه: أَقَمْتُ بالمكان حتی أَضْحَیْت كما تقول من الصَّبَاح أَصْبَحْت. و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحی‌أَی صَلُّوها لِوَقْتهِا و لا تُؤَخِّروها إِلی ارْتِفاعِ الضُّحی. و یقال: أَضْحَیْتُ بصَلاةِ الضُّحی أَی صَلَّیْتُها فی ذلك الوقتِ. و الضَّحاءُ أَیضاً: الغَداءُ، و هو الطَّعامُ الذی یُتَغَدَّی به، سُمِّیَ بذلك لأَنه یُؤْكلُ فی الضَّحاءِ، تقول: هم یَتَضَحَّوْن أَی یَتَغَدَّوْنَ؛ قال ابن بری: و منه قول الجعدی: أَعْجَلَها أَقْدُحی الضَّحَاءَ ضُحًی، و هی تُناصی ذَوائِبَ السَّلَمِ و قال یزید بن الحَكم: بِها الصَّوْنُ: إِلَّا شَوطَها من غَداتِها لتَمْرینها، ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحَاؤُها و‌فی حدیث سَلَمَة بن الأَكْوَعِ: بَیْنا نحنُ نَتَضَحَّی مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی نَتَغَدَّی، و الأَصلُ فیه أَن العرَبَ كانوا یَسیرونَ فی ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فیها كَلأٌ و عُشْبٌ قال قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَیْداً أَی ارْفُقوا بالإِبلِ حتی تَتَضَحَّی أَی تَنالَ من هذا المَرْعی، ثم وُضِعَتِ التَّضْحِیَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلی المَنْزِل و قد شَبِعَتْ، ثم اتُّسِعَ فیه حتی قیل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحی هو یتَضَحَّی أَی یأَكُلُ فی هذا الوقْتِ كما یقال یَتَغَدَّی و یتعشَّی فی الغَداء و العَشاء. و ضَحَّیْتُ فلاناً أُضَحِّیه تَضْحِیَةً أَی غَدَّیْتُه؛ و أَنشد لذی الرمة: تَری الثَّوْرَ یَمْشی، راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ بها، مِثْلَ مَشْیِ الهِبْرِزِیّ المُسَرْوَلِ
لسان العرب، ج‌14، ص: 476
الهِبْرِزِیُّ: الماضی فی أَمْرِه؛ من ضَحَائِه أَی منْ غَدائِه من المَرْعی وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ. و رجل ضَحْیَانٌ إِذا كانَ یأْكُلُ فی الضُّحی. و امرأَةٌ ضَحْیانَةٌ مثل غَدْیانٍ و غَدْیانَةٍ. و یقال: هذا یُضَاحِینا ضَحِیَّةَ كلِّ یومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ. و ضَحّی الرجلُ: تَغَدَّی بالضُّحی؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: ضَحَّیْتُ حتی أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ، و حَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ یقول: ضَحَّیْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَی تغَدَّیْت تلك الساعةَ انتِظاراً لها، و الاسمُ الضَّحاءُ علی مِثالِ الغَداءِ و العَشاء، و هو ممدودٌ مذَكَّر. و الضَّاحِیةُ من الإِبلِ و الغَنَمِ: التی تَشْرَبُ ضُحی. و تَضَحَّتِ الإِبلُ: أَكَلَتْ فی الضُّحی، و ضَحَّیتُها أَنا. و فی المثل: ضَحِّ و لا تَغْتَرَّ، و لا یقال ذلك للإِنسان؛ هذا قولُ الأَصْمعی و جعله غیرُه فی الناسِ و الإِبلِ، و قیل: ضَحَّیْتُها غَذَّیْتُها أَیَّ وقْتٍ كان، و الأَعْرَف أَنه فی الضُّحی. و ضَحَّی فلان غنَمه أَی رعاها بالضُّحی. قال الفراء: و یقال ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحیً إِذا وَردَتْ ضُحیً؛ قال أَبو منصور: فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحیً قالوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّی تَضَحِّیاً. و المُضَحِّی: الذی یُضَحّی إِبله. و قد تُسَمّی الشمسُ ضُحًی لظُهورِها فی ذلك الوَقْتِ. و أَتَیْتُك ضَحْوَةً أَی ضُحیً، لا تُسْتَعْمَل إِلا ظرفاً إِذا عنَیْتَها من یومِك، و كذلك جمیعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَیْتَها من یومِك أَو لَیْلَتِكَ، فإِن لم تَعْنِ ذلك صَرَّفْتَها بوجوه الإِعْراب و أَجْرَیْتها مُجْری سائرِ الأَسْماء. و الضَّحِیَّة: لغةٌ فی الضَّحْوَةِ؛ عن ابن الأَعرابی، كما أَنَّ الغَدِیَّة لغةٌ فی الغَداةِ، و سیأْتی ذكرُ الغَدِیَّة. و ضَاحَاهُ: أَتاه ضُحًی. و ضَاحَیْتُه: أَتیتُه ضَحاءً. و فلانٌ یُضَاحِینا ضَحْوَ كل یومٍ أَی یأْتِینا. و ضَحَّیْنا بنی فلانٍ: أَتیناهمْ ضُحًی مُغیرینَ علیهم؛ و قال: أَرانی، إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً فضحَّیْتُهم، إنی علی الناسِ قادِرُ و أَضْحَیْنا: صِرْنا فی الضُّحی و بلغْناها، و أَضْحَی یفعلُ ذلك أَی صار فاعِلًا له فی وقتِ الضُّحی كما تقول ظَلَّ، و قیل: إِذا فعل ذلك من أَولِ النهارِ، و أَضْحَی فی الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه. و ضَحَّی بالشاةِ: ذَبَحها ضُحی النَّحْر، هذا هو الأَصل، و قد تُسْتَعمَل التَّضْحِیةُ فی جمیع أَوقات أَیام النَّحْر. و ضَحَّی بشاةٍ من الأُضْحِیةِ و هی شاةٌ تُذْبَحُ یومَ الأَضْحی. و الضَّحِیَّة: ما ضَحَّیْت به، و هی الأَضْحاةُ، و جمعها أَضْحًی یذكَّر و یؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلی الیومِ؛ قال أَبو الغُولِ الطُّهَوی «2».رَأَیْتُكمُ بنی الخَذْواءِ لما دَنا الأَضْحَی و صَلَّلَتِ اللِّحامُ، تَولَّیْتُم بوِدِّكُمُ و قُلْتُمْ: لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ و أَضْحیً: جمع أَضْحَاةٍ مُنَوَّناً، و مثلُه أَرْطیً جمعُ أَرْطاةٍ؛ و شاهِدُ التأْنیث قول الآخر: یا قاسِمَ الخَیراتِ یا مَأْوی الكَرَمْ، قد جاءَتِ الأَضْحی و ما لی من غَنَمْ
(2). قوله [أبو الغول الطهوی] قال فی التكملة الشعر لأبی الغول النهشلی لا الطهوی، و قوله: لعك منك أقرب أو جذام قال فی التكملة: هكذا وقع فی نوادر أبی زید، و الروایة: أ عك منك أقرب أم جذام بالهمزة لا باللام
لسان العرب، ج‌14، ص: 477
و قال: أَلا لیت شِعْری هلْ تَعودَنَّ بعدَها علی الناس أَضْحَی تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ قال یعقوب: یُسَمَّی الیومُ أَضْحیً بجمع الأَضْحَاةِ التی هی الشَّاةُ، و الإِضْحِیَّة و الأُضْحِیَّة كالضَّحِیَّة. ابن الأَعرابی: الضَّحِیَّة الشاةُ التی تُذْبَحُ ضَحْوَةً مثل غَدِیَّةٍ و عَشِیَّة، و فی الضَّحِیَّة أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِیَّةٌ و إِضْحِیَّةٌ و الجمع أَضَاحیُّ، و ضَحِیَّةٌ علی فَعِیلة، و الجمع ضَحایا، و أَضْحَاةٌ، و الجمع أَضْحیً كما یقال أَرْطاةٌ و أَرْطیً، و بها سُمِّیَ یومُ الأَضْحی. و‌فی الحدیث: إِن علی كل أَهلِ بیْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ‌أَی أُضحیة؛ و أَما قولُ حَسَّان بن ثابت یَرْثی عثمانَ، رضی الله عنه: ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ به، یُقَطِّعُ اللَّیلَ تسْبِیحاً و قُرْآنا فإِنه اسْتَعارَهُ و أَرادَ قِراءةً. و ضَحَا الرجل ضَحْواً و ضُحُوّاً و ضُحِیّاً: بَرَز للشمس. و ضَحا الرجل و ضَحِیَ یَضْحی فی اللغتین معاً ضُحُوّاً و ضُحِیّاً: أَصابَتْه الشمسُ. و فی التهذیب: قال شمر ضَحِیَ یَضْحی ضُحِیّاً و ضَحا یَضْحُو ضُحُوّاً، و عن اللیث ضَحِیَ الرجلُ یَضْحی ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشمس. قال الله تعالی: وَ أَنَّكَ لٰا تَظْمَؤُا فِیهٰا وَ لٰا تَضْحیٰ؛ قال: لا یُؤْذِیك حَرُّ الشمس. و قال الفراء: لٰا تَضْحیٰ لا تُصِیبُك شمسٌ مؤْذِیَةٌ، قال: و فی بعض التفسیر وَ لٰا تَضْحیٰ لا تَعْرَق؛ قال الأَزهری: و الأَول أَشْبَهُ بالصواب؛ و أَنشد: رَأَتْ رَجُلًا، أَمَّا إِذا الشمس عارضَتْ فیَضْحَی، و أَمَّا بالعَشیِّ فَیَخْصَرُ و ضَحِیتُ، بالكسر، ضَحیً: عَرِقتُ. ابن عرفة: یقال لكل من كان بارِزاً فی غیرِ ما یُظِلُّه و یُكِنُّه إِنه لضاحٍ؛ ضَحِیتُ للشمس أَی بَرَزْت لها، و ضَحَیْتُ للشمس لغةٌ. و‌فی الحدیث عن عائشة: فلم یَرُعْنی إِلا و رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قد ضَحا‌أَی ظَهَر؛ قال شمر: قال بعضُ الكلابیِّینَ الضَّاحِی الذی بَرَزَتْ علیه الشمس و غَدا فلانٌ ضَحِیاً و غَدا ضاحِیاً و ذلك قُرْبَ طُلوعِ الشمس شیئاً، و لا یزالُ یقالُ غَدا ضاحِیاً ما لم تكن قائلةٌ. و قال بعضُهم: الغادی أَن یَغْدُوَ بعد صلاةِ الغَداةِ، و الضاحی إِذا اسْتَعْلَت علیه الشمس. و قال بعض الكِلابیِّینَ: بین الغادی و الضاحی قَدْرُ فُواقِ ناقةٍ؛ و قال القُطامی: مُسْتَبْطئُونی، و ما كانت أَناتُهُمُ إِلا كما لبثَ الضَّاحِی عن الغادی «1». و ضَحَیْتُ للشمس و ضَحِیتُ أَضْحَی منهما جمیعاً. و المَضْحَاةُ: الأَرض البارزةُ التی لا تكادُ الشمس تَغِیبُ عنها، تقول: علیكَ بمَضْحَاةِ الجبل. و ضَحَا الطریق یَضْحُو ضُحُوّاً: بَدا و ظَهَر و بَرَزَ. و ضاحِیةُ كلِّ شی‌ء: ما بَرَزَ منه. و ضَحَا الشَّی‌ءُ و أَضْحَیْتُه أَنا أَی أَظْهَرْتُه. و ضَواحی الإِنسان: ما بَرَزَ منه للشمس كالمَنْكِبَیْن و الكَتِفَیْنِ. ابن بری: و الضَّوَاحِی من الإِنسان كَتِفاهُ و مَتْناه؛ و قیل: إِن الأَصمعی دخل علی سعید بن سَلْمٍ و كان ولدُ سعیدٍ یَترَدَّدُ إِلیه ابن الأَعرابی فقال له الأَصمعیُّ: أَنشد عمَّك مما رواه أُستاذُكَ، فأَنشد: رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ، أُمَیْمَةُ، قاعِداً علی نِضْوِ أَسفارٍ، فَجُنَّ جُنُونُها فقالت مِنَ أَیِّ الناسِ أَنتَ، و من تكنْ؟ فإِنكَ راعی ثَلَّةٍ لا یَزِینُها
(1). قوله [مستبطئونی …] هكذا فی الأصل، و فی التهذیب: مستبطئون …
لسان العرب، ج‌14، ص: 478
فقلتُ لها: لیس الشُّحوبُ علی الفَتی بعارٍ، و لا خَیرُ الرجالِ سَمِینُها علیكِ براعِی ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ، یرُوحُ علیه مَحْضُها و حَقِینُها «1». سَمینِ الضَّواحِی لم تُؤَرِّقْه لیلةً، و أَنْعَمَ، أَبْكارُ الهمومِ و عُونُها الضَّوَاحِی: ما بَدا من جَسَدِه، و معناه لم تُؤَرِّقْه لیلةً أَبكارُ الهمومِ و عُونُها، و أَنْعَمَ أَی و زادَ علی هذه الصِّفةِ. و ضَحِیتُ للشمس ضَحَاءً، ممدودٌ، إِذا بَرَزْت، و ضَحَیت، بالفتح، مثلُه، و المُسْتَقْبَلُ أَضْحَی فی اللغتین جمیعاً. و‌فی الحدیث: أَن ابن عمر، رضی الله عنهما، رأَی رجلًا مُحْرِماً قد استَظَلَّ فقال أَضْحِ لمن أَحْرَمْتَ له‌أَی اظْهَرْ و اعْتَزِلِ الكِنَّ و الظِّلَّ؛ هكذا یَرْویه المُحَدِّثون، بفتح الأَلف و كسر الحاء، من أَضْحَیْت؛ و قال الأَصمعی: إِنما هو اضْحَ لِمَن أَحْرَمْتَ له، بكسر الهمزة و فتح الحاء، من ضَحِیتُ أَضْحَی، لأَنه إِنما أَمَرَهُ بالبروز للشمس؛ و منه قوله تعالی: وَ أَنَّكَ لٰا تَظْمَؤُا فِیهٰا وَ لٰا تَضْحیٰ و الضَّحْیانُ من كُلِّ شی‌ءٍ: البارِزُ للشمسِ؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: و لو أَنَّ الذی تَتْقَی علیه بضَحْیانٍ أَشَمَّ به الوُعُولُ قال ابن جنی: كان القیاس فی ضَحْیانٍ ضَحْوانٌ لأَنه من الضَّحْوة، أَ لا تَراهُ بارِزاً ظاهِراً، و هذا هو معنی الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ بالیاء، و الأُنْثی ضَحْیانَةٌ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یَكْفیك، جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ، ضَحْیانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِ فسَّره فقال: ضَحْیَانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ فی الشمس حتی طَبَخَتْها و أَنْضَجَتْها، فهی أَشدُّ ما یكونُ، و هی من الطَّلْحِ، و سَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناءِ، و یقال سَلاسِلٌ و شجَرُه طَلحٌ، فإِذا كانت ضَحْیانَةً و كانت من طَلْحٍ ذَهَبَتْ فی الشِّدَّةِ كلَّ مذهب؛ و شَدَّ ما ضَحَیْت و ضَحَوْت للشمسِ و الریحِ و غیرِهِما، و تمیم تَقول: ضَحَوْتُ للشمس أَضْحُو. و‌فی حدیث الاسْتِسْقاء: اللهم ضَاحَتْ بِلادُنا و اغْبَرَّتْ أَرْضُنا‌أَی بَرَزَتْ للشمس و ظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فیها، و هی فَاعَلَتْ من ضَحَی مثلُ رامَتْ من رَمَی، و أَصلُها ضاحَیَتْ؛ المعنی أَنَّ السَّنَة أَحْرَقَت النباتَ فَبَرَزَت الأَرض للشمس. و اسْتَضْحَی للشمس: بَرَزَ لها و قَعَدَ عندها فی الشِّتاءِ خاصَّة. و ضَواحِی الرجُلِ: ما ضَحَا منه للشمسِ و بَرَز كالمَنْكِبَیْنِ و الكَتِفَیْنِ. و ضَحَا الشی‌ءُ یَضْحُو فهو ضاحٍ أَی بَرَزَ. و الضَّاحِی من كلِّ شی‌ءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الذی لا یَسْتُرُه منك حائِطٌ و لا غیرُه. و ضَواحِی كلِّ شی‌ءٍ: نَواحیهِ البارِزَةُ للشمسِ. و الضَّوَاحِی من النَّخْلِ: ما كان خارِجَ السُّورِ، صِفةٌ غالبة لأَنها تَضْحَی للشمسِ. و‌فی كتابِ النبیِّ، صلی الله علیه و سلم، لأُكَیْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ: لكُمُ الضامِنَةُ من النَّخْلِ و لَنا الضَّاحِیَة من البَعْلِ؛ یعنی بالضَّامِنَةِ ما أَطَافَ به سُورُ المَدینَةِ، و الضَّاحِیَة الظاهرة البارِزَة من النَّخیلِ الخارِجَة من العِمارَةِ التی لا حَائِلَ دونَها، و البَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه فی الأَرض، و الضامِنَة ما تَضَمَّنها الحدائِقُ و الأَمْصار و أُحِیطَ علیها. و‌فی الحدیث: قال لأَبِی ذَرٍّ إِنِّی أَخافُ علیكَ من هذه الضَّاحِیَةِ‌أَی الناحِیَةِ البارِزَة. و الضَّوَاحِی من الشَّجَرِ: القَلِیلةُ الوَرَق التی تَبْرُزُ
(1). قوله [محضها] هكذا فی بعض الأصول، و فی بعضها: مخضها، بالخاء
لسان العرب، ج‌14، ص: 479
عِیدانُها للشمس. قال شمر: كلُّ ما ظَهَر و بَرَزَ فقد ضَحَا. و یقال: خرج الرجلُ من مَنْزِله فضَحَا لی. و الشَّجَرة الضَّاحِیَة: البارِزَةُ للشمسِ؛ و أَنشد لابن الدُّمَیْنَة یصف القَوْس: و خُوطٍ من فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ، لَها فی كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ الضَّاحِی: عُودُها الذی نَبَت فی غیر ظِلٍّ و لا فی ماءٍ فهو أَصْلَبُ له و أَجْوَدُ. و یقال للبادِیَةِ الضَّاحِیَةُ. و یقال: وَلِیَ فُلانٌ علی ضاحیَةِ مِصْرَ، و باعَ فلانٌ ضاحیَةَ أَرْضٍ إذا بَاعَ أَرضاً، لیس علیها حائِطٌ، و باعَ فلانٌ حائطاً و حَدیقةً إذا باعَ أَرضاً علیها حائط. و ضَواحِی الحَوْض: نَوَاحِیه، و هذه الكلمة واویَّة و یائیة. و ضَواحِی الرُّومِ: ما ظَهَر من بِلادِهم و بَرَزَ. و ضاحِیَةُ كلِّ شی‌ءٍ: ناحیتُه البارزَة. یقال: هم یَنْزِلُون الضَّواحی. و مكانٌ ضاحٍ أَی بارِزٌ، قال: و القُلَّة الضَّحْیَانَةُ فی قول تأبَّط شرّاً هی البارِزة للشَّمْسِ؛ قال ابن بری: و بیت تأَبَّط شَرّاً هو قوله: و قُلَّةٍ، كسِنانِ الرُّمْحِ، بارِزةٍ ضَحْیانَةٍ فی شُهُورِ الصَّیْفِ مِحْرَاقِ بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِی، و ما كَسِلُوا حتی نَمَیْتُ إلیها بَعْدَ إشراقِ المحراقُ: الشدیدةُ الحرّ: و یقال: فَعَل ذلك الأَمرَ ضاحِیَةً أَی عَلانِیَة؛ قال الشاعر: عَمِّی الذی مَنَعَ الدینارَ ضاحِیَةً، دِینارَ نَخَّةِ كَلْبٍ، و هو مَشْهودُ و فَعَلْت الأَمْرَ ضاحِیةً أَی ظاهراً بَیّناً؛ و قال النابغة: فقد جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْیانَ ضَاحِیَةً حَقّاً یَقِیناً، و لمَّا یَأْتِنا الصَّدَرُ و أَما قوله فی البیت: عَمِّی الذی مَنَع الدِّینارَ ضَاحِیَةً فمعناه أَنه مَنعه نهاراً جِهاراً أَی جاهرَ بالمَنْعِ؛ و قال لبید: فَهَرَقْنا لَهما فی داثِرٍ، لضَوَاحِیه نَشِیشٌ بالبَلَلْ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه رَأَی عَمْرو بنَ حُرَیْثٍ فقال إلی أَیْنَ؟ قال: إلی الشامِ، قال: أَما إنَّها ضاحِیَةُ قَوْمِكَ‌أَی ناحِیَتُهم. و‌فی حدیث أَبی هریرة: و ضاحِیَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَی أَهلُ البادیة منهم، و جمعُ الضَّاحِیَة ضَوَاحٍ؛ و منه‌حدیث أَنس: قال له البَصْرَةُ إحْدَی المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ فی ضَواحِیها؛ و منه قیل: قُرَیْشُ الضَّوَاحِی أَی النازِلونَ بظَواهر مكة. و لیلةٌ ضَحْیَاءُ و ضَحیَا و ضَحْیانٌ و ضَحْیَانَةٌ و إضْحِیَانٌ و إضْحِیانَةٌ، بالكسر: مضِیئَةٌ لا غَیْمَ فیها، و قیل: مُقْمِرَة، و خَص بعضُهم به اللیلَة التی یكونُ القَمَر فیها من أَوَّلِها إلی آخِرِها. و‌فی حدیث إسلام أَبی ذَرٍّ: فی لیلةٍ إضْحِیَانٍ‌أَی مُقْمِرَةٍ، و الأَلف و النون زائدتان. و یومٌ إضْحِیانٌ: مُضِی‌ءٌ لا غَیْم فیه، و كذلك قَمَر ضَحْیانٌ؛ قال: ما ذا تُلاقِینَ بسَهْب إنسانْ من الجَعالاتِ به و العرْفانْ، من ظُلُماتٍ و سِرَاجٍ ضَحْیَانْ و قَمَرٌ إضْحِیانٌ كضَحْیانٍ. و یومٌ ضَحْیَانٌ أَی
لسان العرب، ج‌14، ص: 480
طَلْقٌ. و سِراجٌ ضَحْیَانٌ: مُضِی‌ءٌ. و مَفازةٌ ضَاحِیَة الظِّلالِ: لیس فیها شجرٌ یُسْتَظَلُّ به. و لیس لكلامه ضُحیً أَی بیانٌ و ظُهور. و ضَحَّی عن الأَمر: بَیَّنه و أَظهره؛ عن ابن الأَعرابی، و حكی أَیضاً: أَضْحِ لی عن أَمْرِكَ، بفتح الهمزة، أَی أَوْضِح و أَظْهِر. و أَضْحی الشی‌ءَ: أَظْهَرَه و أَبْداهُ؛ قال الراعی: حَفَرْنَ عُرُوقَها حتی أَجَنَّتْ مَقاتِلَها، و أَضْحَین القُرُونا و المُضَحِّی: المُبیِّنُ عن الأَمْرِ الخفِیّ؛ یقال: ضَحِّ لی عن أَمرِكَ و أَضْحِ لی عن أَمرِك. و ضَحَّی عن الشی‌ء: رَفَقَ به. و ضَحِّ رُوَیْداً أَی لا تَعْجَلْ؛ و قال زیدُ الخیلِ الطائی: فلو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بیْنها، لضَحَّتْ رُوَیْداً عن مَطالِبِها عَمْرُو و نصرٌ و عَمْروٌ: ابْنا قُعَینٍ، و هما بطنان من بنی أَسدٍ. و‌فی كتاب علی إلی ابن عباس، رضی الله عنهم: أَلا ضَحِّ رُوَیداً فقد بلَغْتَ المَدَی‌أَی اصبِرْ قلیلًا. قال الأَزهری: و العربُ قد تَضَع التَّضحِیةَ موضِع الرِّفْقِ و التَّأَنی فی الأَمرِ، و أَصلُه أَنهم فی البادِیة یَسیِرُون یومَ ظَعْنِهمْ، فإذا مرُّوا بلُمْعَة من الكَلإِ قال قائِدُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَیْداً، فیدَعُونَها تُضَحِّی و تَجْتَرُّ، ثم وضَعُوا التَّضْحِیَة موضِعَ الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَمولتِهِم و مالِهم فی ضَحائِها و ما لَها من الرِّفقِ فی تَضْحِیتِها و بُلوغها مَثْواها و قد شَبِعتْ؛ و أَما بیت زید الخیل فقول ابن الأَعرابی فی قوله: لَضَحَّتْ رُوَیداً عن مَطالِبِها عَمْرو بمعنی أَوْضَحتْ و بَیَّنتْ حَسَنٌ. و العربُ تضَعُ التَّضحِیة موْضِعَ الرِّفْقِ و التُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ فی ضَحائِها كی تُوافیَ المَنْزِلَ و قد شَبِعتْ و ضاحٍ: موضِعٌ؛ قال ساعدة بن جؤیة: أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، فمَرٌّ فأَعْلَی حَوْزِها فخُصورُها قال: أَضَرَّ به ضاحٍ و إن كان المكان لا یَدْنُو لأَن كلَّ ما دَنا منك فقد دَنَوْت منه. و الأَضْحَی من الخیلِ: الأَشْهَبُ، و الأُنثی ضَحْیاءُ. قال أَبو عبیدة: لا یقال للفَرَس إذا كان أَبْیَضَ أَبیضُ، و لكن یقال له أَضْحی، قال: و الضُّحی منه مأْخوذٌ لأَنهم لا یُصَلُّون حتی تَطْلُعَ الشمسُ. أَبو عبید: فَرَسٌ أَضْحی إذا كان أَبْیَضَ، و لا یقال فرسٌ أَبیضُ، و إذا اشْتَدَّ بیاضُه قالوا أَبْیَض قرْطاسیٌّ. و قال أَبو زید: أُنْشِدْتُ بیتَ شِعرٍ لیس فیه حَلاوَةٌ و لا ضَحیً أَی لیس بِضاحٍ، قال أَبو مالك: و لا ضَحَاءٌ. و بنو ضَحْیانَ: بطنٌ. و عامرٌ الضَّحْیانُ: معروف؛ الجوهری: و عامرٌ الضَّحْیانُ رجل من النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، و هو عامرُ بن سعدِ بن الخزرجِ بن تَیْمِ الله بنِ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، سُمِّیَ بذلك لأَنه كان یَقْعُدُ لقومِه فی الضَّحاء یقضی بینهم؛ قال ابن بری: و یجوز عامرُ الضَّحْیانِ، بالإِضافة، مِثلَ ثابتِ قُطْنَة و سَعیدِ كُرْزٍ. و فارسُ الضَّحْیاء، ممدودٌ: من فرْسانِهم. و الضَّحْیاءُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ربیعة بن عامرِ بنِ صَعْصَةَ و هو فارسُ الضَّحْیاء؛ قال خِداشُ بنُ زهیر «2». بنِ ربیعةَ بنِ عَمْروِ بن عامرٍ،
(2). قوله [قال خداش بن زهیر] إلی قوله: أبی فارس الضحیاء یوم هبالة البیت هكذا فی الأصل، قال فی التكملة و الروایة: فارس الحوّاء، و هی فرس أبی ذی الرمة، و البیت لذی الرمة. و قوله [و الضحیاء فرس عمرو بن عامر] صحیح و الشاهد علیها بیت خداش بن زهیر: أبی فارس الضحیاء عمرو بن عامر البیت الثانی
لسان العرب، ج‌14، ص: 481
و عَمْروٌ جدُّه فارسُ الضَّحْیاء: أَبی فارِسُ الضَّحْیاءِ یومَ هُبالَةٍ، إذِ الخَیلُ، فی القَتْلی من القومِ، تَعْثُرُ و هو القائل أَیضاً: أَبی فارسُ الضَّحیاءِ، عَمْروُ بنُ عامرٍ، أَبَی الذَّمَّ و اخْتارَ الوَفاءِ علی الغَدْرِ و ضَحْیاءُ: موضعٌ؛ قال أَبو صخر الهُذَلی: عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها فضَحْیاؤُها وَحْشٌ قد أجْلَی سَوامُها و الضَّواحِی: السمواتُ؛ و أَما قول جریر یمدح عبد الملك: فما شَجَراتُ عِیصِكَ، فی قُرَیْشٍ، بِعَشّاتِ الفُروعِ و لا ضَواحِ فإنما أَراد أَنها لیست فی نواحٍ؛ قال أَبو منصور: أَراد جریرٌ ب الضَّواحِی فی بیتِه قُرَیْشَ الظَّواهِرِ، و هم الذین لا یَنْزِلُونَ شِعْبَ مكة و بَطْحاءها، أَراد جریر أَنَّ عبدَ الملك من قُرَیْش الأَباطِحِ لا مِن قُرَیْش الظَّواهِرِ، و قُرَیش الأَباطِح أَشْرف و أَكْرَمُ من قُرَیش الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِیِّینَ من قُرَیشٍ حاضِرَةٌ و هُمْ قُطَّانُ الحَرَمِ، و الظِّواهِرُ أَعْرابُ بادیةٍ. و ضَاحِیَة كلِّ بَلَدٍ: ناحِیتُها البارِزة. و یقال: هؤلاء ینزِلُون الباطنةَ، و هؤلاء ینزِلُون الضَّواحِیَ. و قال ابن بری فی شرح بیتِ جریر: العَشَّةُ الدَّقِیقةُ و الضَّواحی البادیة العِیدانِ لا وَرَقَ علیها.النهایة فی الحدیث: و رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی الضِّحِّ و الرِّیحِ؛ أَراد كثرة الخَیلِ و الجَیْشِ. یقال: جاء فلانٌ بالضِّحِّ و الرِّیحِ، و أَصلُ الضِّحِّ ضِحْیٌ. و‌فی حدیث أَبی بكر: إذا نَضَبَ عُمْرُه و ضَحَا ظِلُّه‌أَی إذا مات. یقال للرجُل إذا مات و بَطَلَ: ضَحَا ظِلُّه. یقال: ضَحَا الظِّلُ إذا صار شَمْساً، و إذا صار ظِلُّ الإِنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه و ماتَ. ابن الأَعرابی: یقال للرجل إذا ماتَ ضَحا ظِلُّه لأَنه إذا مات صار لا ظِلَّ له. و فی الدعاء: لا أَضْحَی الله ظِلَّكَ؛ معناه لا أَماتَكَ اللهُ حتی یَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ. و شجرةٌ ضاحِیةُ الظّلِّ أَی لا ظِلِّ لها لأَنها عَشَّةٌ دقیقةُ الأَغصانِ؛ قال الأَزهری: و بیتُ جَریرٍ معناه جَیِّدٌ، و قد تقدم تفسیره؛ و قول الشاعر: و فَخَّمَ سَیْرَنا من قُورِ حِسْمَی مَرُوتِ الرِّعْی ضاحِیةِ الظِّلالِ یقول: رِعْیُها مَرُوتٌ لا نَباتَ فیه، و ظِلالُها ضاحیةٌ أَی لیس لها ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها. أَبو عبید: فَرَسٌ ضاحی العِجانِ یوصفُ به المُحَبَّبُ یُمْدَحُ به، و ضاحِیَةُ كلِّ بَلَدٍ: ناحِیَتُها، و الجَوُّ باطِنُها. یقال: هؤلاء ینزلون الباطِنةَ و هؤلاء ینزلون الضَّوَاحِیَ. و ضَوَاحِی الأَرضِ: التی لم یُحَطْ علیها. قال الأَصمعی: و یُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن یَضْحَی عِجانُه أَی یظهرَ.

ضخا؛ ج14، ص: 481

: الضَّاخِیةُ: الداهیة:

ضدا؛ ج14، ص: 481

: ابن بری: قال أَبو زیاد ضَداً جبلٌ؛ و أَنشد الأَعور بن بَراء: رَفَعْتُ علیه السَّوْطَ لما بَدا ضَداً، و زال زَوِیلا أَجْلَدٍ عن شِمالِیا «1».
(1). قوله [زویلا أجلد] هكذا فی الأصل
لسان العرب، ج‌14، ص: 482‌

ضرا؛ ج14، ص: 482

: ضَرِیَ به ضَراً و ضَراوَةً: لهِجَ، و قد ضَرِیتُ بهذا الأَمر أَضْرَی ضَراوَةً. و‌فی الحدیث: إن للإِسلام ضَراوَةً‌أَی عادةً و لَهجاً به لا یُصْبَرُ عنه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إیاكُمْ و هذه المَجازِرَ فإن لها ضَرَاوَةً كضَراوَةِ الخمرِ.و قد ضَرَّاه بذلك الأَمرِ. و سِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: یَعْتُقُ فیه و یَجُودُ طَعْمُه، و جَرَّةٌ ضارِیَةٌ بالخَلِّ و النَّبیذِ. و ضَرِیَ النَّبِیذُ یَضْری إذا اشْتَدَّ. قال أَبو منصور: الضَّارِی من الآنِیَةِ الذی ضُرِّی بالخمر، فإذا جُعِلَ فیه النَّبیذُ صار مُسْكِراً، و أَصلُه من الضَّرَاوَةِ و هی الدُّرْبَةُ و العادةُ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَنه نهی عن الشُّرْبِ فی الإِناء الضَّارِی؛ هو الذی ضُرِّیَ بالخمر و عُوِّدَ بها، فإذا جُعِلَ فیه العَصیرُ صار مُسْكراً، و قیل فیه معنیً غیر ذلك. أَبو زید: لذِمْتُ به لَذَماً و ضَرِیتُ به ضَریً و دَرِبْتُ به دَرَباً، و الضَّرَاوَةُ: العادة. یقال: ضَرِیَ الشی‌ءُ بالشی‌ء إذا اعْتادَه فلا یَكادُ یَصْبرُ عنه. و ضَرِیَ الكلْبُ بالصَّیْدِ إذا تَطَعَّم بلَحْمِه و دَمِه. و الإِناءُ الضَّارِی بالشَّراب و البیتُ الضَّارِی باللَّحْم من كثرة الاعْتیادِ حتی یَبْقی فیه ریحُه. و‌فی حدیث عمر: إن للَّحْم ضَراوَةً كضَرَاوَةِ الخمرِ، أَی أَن له عادةً یَنزِعُ إلیها كعادةِ الخمرِ و أَراد أَن له عادةً طَلَّابَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن من اعتاد الخمرَ و شُرْبَها أَسْرَفَ فی النَّفَقة حِرْصاً علیها، و كذلك من اعْتادَ اللحمَ و أَكلَه لم یَكَدْ یصبر عنه فدخل فی باب المُسْرفِ فی نفَقَته، و قد نَهی الله عز و جل عن الإِسْراف. و كلْبٌ ضَارٍ بالصَّیْدِ، و قد ضَرِیَ ضَراً و ضِراءً و ضَراءً؛ الأَخیرةِ عن أَبی زید، إذا اعْتادَ الصَّیْدَ. و الضِّرْوُ: الكلبُ الضاری، و الجمع ضِرَاءٌ و أَضْرٍ مثل ذئبٍ و أَذْؤُبٍ و ذئابٍ؛ قال ابن أَحمر: حتی إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه أَضْرِی ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْحشَ و العَزَبَا أَراد: باتَ وحْشاً و عَزباً؛ و قال ذو الرمة: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ لیسَ له إلَّا الضَّراءَ، و إلَّا صَیْدَها، نَشَبُ و‌فی الحدیث: مَنِ اقْتَنی كلْباً إلا كلبَ ماشِیَةٍ أَو ضَارٍ‌أَی كلباً مُعَوَّداً بالصیْد. یقال: ضَرِیَ الكلْبُ و أَضْرَاهُ صاحِبُه أَی عَوَّده و أَغراهُ به، و یُجْمع علی ضَوارٍ. و المَواشی الضَّارِیَة: المُعتادَةُ لِرَعْی زُرُوع الناسِ. و یقال: كلبٌ ضارٍ و كلبةٌ ضارِیةٌ، و‌فی الحدیث: إن قیساً ضِراءُ اللهِ؛ هو بالكسر جمع ضِرْوٍ، و هو من السِّباع ما ضَرِیَ بالصَّیْدِ و لَهِجَ بالفَرائِس؛ المعنی أَنهم شُجْعان تَشْبیهاً بالسِّباعِ الضَّاریة فی شَجاعَتها. و الضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاری من أَوْلادِ الكِلابِ، و الأُنثی ضِرْوَةٌ. و قد ضَرِیَ الكلبُ بالصَّیْدِ ضَرَاوَةً أَی تَعَوَّد، و أَضْرَاهُ صاحِبُه أَی عَوَّده، و أَضْرَاهُ به أَی أَغراهُ، و كذلك التَّضْرِیَة؛ قال زهیر: متی تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِیمَةً، و تَضْرَی، إذا ضَرَّیْتُموها، فتَضْرَم و الضِّرْوُ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه. و‌فی الحدیث: أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، أَكلَ مع رجلٍ به ضِرْوٌ من جُذامٍ‌أَی لطْخٌ، و هو من الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِیَ به؛ حكاه الهَرَویُّ فی الغَریبَیْن؛ قال ابن الأَثیر: روی بالكسر و الفتح، فالكسرُ یرید أنَه دَاءٌ قد ضَرِیَ به لا یُفارِقُه، و الفتحُ من ضَرَا الجُرحُ یَضْرُو ضَرْواً إذا لم یَنْقَطِعْ سَیَلانُه أَی به
لسان العرب، ج‌14، ص: 483
قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ. و الضِّرْوُ و الضَّرْوُ: شجرٌ طَیِّبُ الرِّیحِ یُسْتاكُ و یُجْعَل ورَقُه فی العِطْرِ؛ قال النابغة الجعْدی: تَسْتَنُّ بالضِّروْ من بَراقِشَ، أَوْ هَیْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ و یروی: أَو ضامِرٍ من العُتُم، بَراقِشُ و هَیْلانُ: مَوْضَعانِ، و قیل: هما وادِیانِ بالیَمَن كانا للأُمم السالفة. و الضِّرْوُ: المَحْلَب، و یقال: حَبَّةُ الخَضْراء؛ و أَنشد: هَنِیئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ یَنالُه علی خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِیفُ أَی له بَرِیقٌ؛ أراد عُودَ سِواكٍ من شجَرةِ الضَّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِیَةُ. قال أَبو حنیفة: و أَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ بالیَمنِ، و قیل: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه. ابن الأَعرابی: الضَّرْوُ و البُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قال جارِیة بن بدر: و كأَن ماءَ الضَّرْوِ فی أَنْیابِها، و الزَّنْجَبیلَ علی سُلافٍ سَلْسَلِ قال أَبو حنیفة: الضِّرْوُ من شَجَرِ الجِبالِ، و هی مثل شَجَر البَلُّوطِ العَظیمِ، له عَناقِیدُ كعَناقِیدِ البُطْمِ غیرَ أَنه أَكبرُ حبّاً و یُطْبَخُ ورَقُه حتی یَنْضَجَ، فإذا نَضِجَ صُفِّیَ ورَقُه و رُدَّ الماءُ إلی النارِ فیعقد و یصیر كالقُبَّیطی، یُتداوی به من خُشُونةِ الصَّدرِ وَ وَجَعِ الحلْقِ. الجوهری: الضِّرْوُ، بالكسر، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعی الكَمْكامَ تُجْلَبُ من الیَمَن. و اضْرَوْرَی الرجلُ «1». اضْرِیراءً: انتَفَخَ بطْنُه من الطَّعامِ و اتَّخَمَ. و الضَّرَاءُ: أَرضٌ مستویةٌ فیها السِّباعُ و نُبَذٌ من الشجر. و الضَّرَاء: البَرازُ و الفَضاءُ، و یقال: أَرضٌ مُسْتَویةٌ فیها شجر فإذا كانت فی هَبْطةٍ فهی غَیْضَةٌ. ابن شمیل: الضَّرَاءُ المُسْتَوی من الأَرضِ، یقال: لأَمْشِیَنَّ لك الضَّرَاءَ، قال: و لا یقال أَرضٌ ضَراءٌ و لا مكانٌ ضَرَاءٌ. قال: و نَزَلنا ب ضَرَاءٍ من الأَرض من الأَرض أَی بأَرضٍ مُسْتویة. و‌فی حدیث مَعْدِیكرِبَ: مَشَوْا فی الضَّراءِ؛ و الضَّرَاءُ، بالفتح و المدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ فی الوَادی. یقال: تَوارَی الصَّیْدُ منه فی ضَرَاءٍ. و فلانٌ یَمْشِی الضَّراءَ إذا مَشَی مُسْتَخْفِیاً فیما یُوارِی من الشَّجَر. و اسْتَضْرَیتُ للصَّیدِ إذا خَتَلْتَه من حیثُ لا یعلمَ. و الضَّراءُ: ما وَارَاكَ من الشَّجَرِ و غیرِهِ، و هو أَیضاً المشیُ فیما یُوارِیكَ عمن تَكِیدُه و تَخْتِلُه. یقال: فلانٌ لا یُدَبُّ له الضَّرَاءُ؛ قال بشْرُ بن أَبی خازم.عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا بشَهْباءَ، لا یَمْشِی الضَّرَاءَ رَقِیبُها و یقال للرجلُ إذا خَتَل صاحِبَه و مَكَرَ به: هو یَدِبُّ له الضَّرَاءَ و یَمْشِی له الخَمَرَ؛ و یقال: لا أَمْشِی له الضَّراءَ و لا الخَمَرَ أَی أُجاهِرُهُ و لا أُخاتِلُه. و الضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ. و یقال: ما وَارَاك من أَرضٍ فهو الضَّراءُ، و ما وَاراك من شجرٍ فهو الخَمَر. و هو یَدِبُّ له الضَّراءَ إذا كان یَخْتِلُه. ابن شمیل: ما وَارَاك من شی‌ء و ادَّارَأْتَ به فهو خَمَر، الوَهدة خَمَر و الأَكَمَة خَمَر و الجبل خَمَر و الشجرُ خَمَرٌ، و ما واراك فهو خَمَر. أَبو زید: مكانٌ خَمِرٌ إذا كان یُغَطِّی كلَّ شی‌ء و یُوارِیه. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: یَمْشونَ الخَفاءَ و یَدِبُّون
(1). قوله [و اضْرَوْرَی الرجل إلخ] قال الصاغانی فی التكملة: هو تصحیف، و الصواب اظروری بالظاء المعجمة. و قد ذكرناه فی موضعه علی الصحة، و یحوز بالطاء المهملة أیضاً
لسان العرب، ج‌14، ص: 484
الضَّرَاءَ، هو، بالفتح و تخفیف الرَّاء و المدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ یریدُ به المَكْرَ و الخَدِیعَةَ. و العِرْقُ الضَّارِی: السَّائلُ؛ قال الأَخطل یصف خمراً بُزِلَت: لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ و مِبْزَلِهم، سارتْ إلیهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِی و المِبْزَلُ عندَ الخَمّارِینَ: هی حَدِیدةٌ تُغْرَزُ فی زِقِّ الخَمْرِ إذا حَضَر المشتری لیكون أُنْموذَجاً للشَّراب و یشتریه حینئذ، و یُستَعْمل فی الحَضَر فی أَسْقِیَةِ الماء و أَوْعِیَتِه، یُعالَج بشی‌ءٍ له لَوْلَبٌ كلما أُدِیرَ خَرَج الماءُ، فإذا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إلی مَوْضِعِه فیَحْتَبِسُ الماءُ فكذلك المِبْزَل؛ و قال حمید: نَزِیفٌ تَرَی رَدْعَ العَبِیرِ بجَیْبِها، كما ضَرَّجَ الضَّارِی النَّزِیف المُكَلَّمَا أَی المَجْرُوحَ. و قال بعضهم: الضَّارِی السائِلُ بالدَّمِ من ضَرَا یَضْرُو، و قیل: الضَّارِی العِرْقُ الذی اعْتادَ الفَصْدَ، فإذا حانَ حِینُه و فُصِدَ كان أَسرعَ لخروج دَمِه، قال: و كلاهما صحیحٌ جیّد، و قد ضَرَا العِرْقُ. و الضَّرِیُّ: كالضَّارِی؛ قال العجاج: لها، إذا ما هَدَرَتْ، أَتِیُّ ممَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَّرِیُّ و عِرْقٌ ضَرِیٌّ: لا یكادُ ینقطع دَمُه. الأَصمعی: ضَرَا العِرْقُ یَضْرُو ضَرْواً، فهو ضارٍ إذا نَزا منه الدَّمُ و اهتَزَّ و نَعَر بالدَّمِ. قال ابن الأَعرابی: ضَرَی یَضْرِی إذا سال و جَرَی،قال: و نَهَی علیٌّ، رضی الله عنه، عن الشُّرْبِ فی الإِناء الضَّارِی، قال: معناه السائِلُ لأَنه یُنَغِّصُ الشُّرْبَ إلی شارِبهِ. ابن السكیت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، و كانت منازِلَ الملُوك من بنی آكِلِ المُرارِ، و فیها الیومَ حِمَی ضَرِیَّةَ. و‌فی حدیث عثمان: كان الحِمَی حِمَی ضَرِیَّةَ علی عَهْدِه ستَّةَ أَمْیالٍ، و ضَرِیَّةُ: امرأَةٌ سُمِّی المَوضع بها، و هو بأَرْضِ نَجْدٍ. قال أَبو عبیدة: و ضَرِیَّة بِئرٌ؛ و قال الشاعر: فأَسْقَانی ضَرِیَّةَ خَیْرَ بِئْرٍ تَمُجّ الماءَ و الحَبَّ التُّؤَامَا و فی الشَّرَفِ الرَّبَذَة. و ضَرِیَّةُ: موضع؛ قال نُصَیْب: أَلا یا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِیَّةٍ، سُقِیتِ الغَوادِی من عُقاب و مِنْ وَكْرِ و ضَرِیَّةُ: قَرْیَةٌ لبَنی كلابٍ علی طَرِیق البَصرة إلی مَكَّة، و هی إلی مَكَّة أَقْرَب.

ضعا؛ ج14، ص: 484

: الضَّعَةُ: شَجَرٌ بالبادِیة، قیل: هو مِثلُ الثُّمامِ، و فی التهذیب: مثلُ الكمام «1»، و قال ابن الأَعرابی: هُو شَجَرٌ أَوْ نَبْتٌ، و لا تكسَر الضاد، و الجمع ضَعَوات؛ قال جریر یهجو البَعِیث: قَدْ غَبَرَتْ أُمُّ البَعِیث حِجَجَا، علی الشَّوایَا، ما تَحُفُّ هَوْدَجَا فَوَلَدَتْ أَعْثَی ضَرُوطاً عَنْثَجا، كأَنَّه ذِیخٌ إذا تَنَفِّجَا مُتّخِذاً فی ضَعَواتٍ تَوْلَجَا التَّوْلَجُ و الدَّوْلَج: الكِناسُ، تَاؤُه بدلٌ من
(1). قوله [و فی التهذیب مثل الكمام] هكذا فی الأصل، و الذی فی نسخة التهذیب التی بیدنا: مثل الثمام، بالثاء، فلعل النسخة التی وقعت للمؤلف بالكاف
لسان العرب، ج‌14، ص: 485
واوٍ، و داله بدل من تاءٍ. قال ابن بری: العَنْثَجُ الثَّقیلُ الأَحْمَق. و رأَیت فی أَمالی ابن بری فی أَصل النسخة ما صورته: انقَضی كلامُ الشیخ، و قد أَنشد هذه الأَبیات فی باب الجیم إلا البیت الأَخیر، قال: و علی هذا یجب أَن یكون بعده مُتَّخِذٌ بالرفع لأَنه من صفة الذِّیخِ، و أَنشدها أَیضاً باختلاف بعض أَلفاظها، فأَنشد هناك عَنْثَجا بالعین المهملة مفتوحة و هنا غُنْثُجا بالغین المعجمة مضمومة، و كلاهما لم یذكره الجوهری فی فصل العین و الغین، قال: و لا نبه علیهما الشیخ أَیضاً، و ما عَلِمْت هذا من كلام مَنْ هُو لكِنّی نَقَلْته علی صورته. قال الجوهری: و النِّسْبةُ إلیها ضعویٌّ. قال الأَزهری: الضَّعَة كانت فی الأَصل ضَعْوَةً، نُقِصَ منها الواو، أ لا تَرَاهُم جَمَعُوها ضَعَواتٍ؟ قال الجوهری: و أَصْلُها ضَعَوٌ و الهاء عِوَض من الواو الذاهِبَةِ من أَوَّلهِ، و قد ذُكِرَتْ فی فَصْل وَضَع. ابن الأَعرابی: ضَعَا إِذا اخْتَبَأَ، و طَعا، بالطاء، إذا ذل، و طَعا إذا تَباعَد أَیضاً. قال الأَزهری فی قوله ضَعا إذا اخْتَبَأَ: و قال فی موضع آخَرَ إذا اسْتَتَرَ، مأْخُوذٌ من الضَّعْوَةِ كأَنَّه اتخَذَ فیها تَوْلَجاً أَی سَرَباً فدخل فیه مستتراً. ابن الأَعرابی: الأَضْعاءُ السِّفَلُ.

ضغا؛ ج14، ص: 485

: الضَّغْوُ: الاسْتِخْذاءُ. ضَغَا یَضْغُو ضُغُوّاً و أَضْغَاه هو إضْغَاءً و ضَغَّاه، و ضَغَا الذِّئْبُ و السِّنَّوْرُ و الثَّعْلَبُ یَضْغُو ضَغْواً و ضُغَاءً: صَوَّتَ و صَاحَ، و كذلك الكَلْبُ و الحَیَّةُ، ثم كثُر حتی قیلَ للإِنسانِ إذا ضُرِب فاسْتَغاثَ. و‌فی حدیث حُذیفة فی قِصَّةِ قومِ لُوطٍ: فأَلْوَی بها حتی سَمِعَ أَهلُ السماء ضُغَاءَ كِلابِهِمْ، و فی روایة: حتی سَمِعَتِ الملائكةُ ضَوَاغِی كِلابها، جمعُ ضاغِیَةٍ و هی الصائحة، و یقال: ضُغاءٌ لِصَوْتِ كلِّ ذلِیلٍ مَقْهورٍ. و الضُّغَاءُ: صوتُ الذَّلِیلِ إذا شُقَّ علیه. و یقال: رأَیت صِبْیاناً یَتَضَاغَوْنَ إذا تَباكَوْا. و‌فی الحدیث: قال لعائشة، رضی الله عنها، عن أَولاد المشركین: إنْ شئِتِ دَعَوْتُ اللهَ أَن یُسْمِعَكِ تَضَاغِیَهم فی النارِ‌أَی صِیاحَهُم و بُكاءَهم. و ضَغَا یَضْغُو ضَغْواً إذا صاحَ و ضَجَّ؛ و منه‌قوله: و لكِنِّی أُكْرِمُكَ أَن تَضْغُوَ هذه الصِّبْیةُ عند رأْسِك بُكْرَةً و عَشِیّاً.و‌الحدیث الآخر: و صِبْیَتِی یَتَضَاغَوْن حَوْلی.و ضَغَا المُقامرُ ضَغْواً إذا خانَ و لم یَعْدِلْ. قال أَبو منصور: لا أعرف قائلَه، و لعله صَغا بالصاد. و جاءنا بثَرِیدةٍ تَضَاغَی أَی تتراجَعُ من الدَّسَمِ. قال ابن سیدة: و أَلِفُها واوٌ لوجود ض غ و و عدم ض غ ی.

ضفا؛ ج14، ص: 485

: ضفا مالُه یَضْفُو ضَفْواً و ضُفُوّاً: كثر. و ضَفَا الشَّعَرُ و الصُّوفُ یَضْفُو ضَفْواً و ضُفُوّاً: كَثُرَ و طالَ. و الضَّفْوُ: السَّعة و الخَیْر؛ قال أَبو ذؤَیب و نسبه الجوهری للأَخطل و غلطه ابن بری فی ذلك و قال هو لأَبی ذؤَیب: إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رأْسَه، و أَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ «2». و شَعَرٌ ضافٍ و ذَنَبٌ ضافٍ؛ قال الشاعر: بضافٍ فُوَیْقَ الأَرضِ لیس بأَعْزَلِ «3». و الضَّفْوُ: السُّبُوغُ. ضَفَا الشی‌ءُ یَضْفُو. و فَرَسٌ ضَافِی السَّبِیبِ: سابِغُه. و ثَوْبٌ ضَافٍ أَی سابِغٌ؛ قال بشر: لَیالیَ لا أُطاوِعُ مَنْ نَهانی، و یَضْفُو تحتَ كَعْبَیَّ الإِزارُ
(2). قوله [المعزال] هو باللام فی الأصل و التهذیب و الصحاح، و قال الصاغانی: الروایة المعزاب (3). هذا البیت من معلقة إمرئ القیس و صدره: ضَلیعٍ، إِذا استدبرتَه، سدّ فرجَه
لسان العرب، ج‌14، ص: 486
و رجلٌ ضَافِی الرأْسِ. كثیرُ شَعَرِ الرأْسِ، و فلانٌ ضَافِی الفَضْلِ علی المَثَلِ. و دِیمةٌ ضَافِیَة و هی تَضْفُو ضَفْواً: تُخْصِبُ منها الأَرضُ. و هو فی ضَفْوٍ من عَیْشه و ضَفْوةٍ من عیشِه أَی سَعةٍ. و ضَفا الماءُ یَضْفُو: فاضَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و ماكِدٍ تَمْأَدُه من بَحْرِه یَضْفُو، و یُبْدی تارةً عن قَعْرِه تَمْأَدُه أَی تأْخُذُه فی ذلك الوقت؛ یقول: یَمْتَلِئُ فتَشْرَبُ الإِبلُ ماءَه حتی یَظْهَرَ قَعْرُهُ. و ضَفَا الحَوْضُ یَضْفُو إذا فاضَ من امتِلائِه. و الضَّفا: جانِبُ الشی‌ء، و هما ضَفَواهُ أَی جانِباهُ.

ضقا؛ ج14، ص: 486

: التهذیب: ابن الأَعرابی ضَقَا الرجلُ إذا افتَقَرَ.

ضلا؛ ج14، ص: 486

: التهذیب: ضَلا إذا هَلَكَ.

ضمی؛ ج14، ص: 486

: ثعلب عن ابن الأَعرابی: ضَمی إذا ظَلَمَ؛ قال أَبو منصور: كأَنه مقلوبٌ من ضامَ، قال: و كذلك بَضَی إذا أَقام، مقلوب من باضَ.

ضنا؛ ج14، ص: 486

: الضَّنَی: السَّقِیمُ الذی قد طالَ مَرَضُه و ثَبَتَ فیه، بعضُهم لا یُثَنِّیه و لا یَجْمَعُه، یذهب به مذْهَب المصدر، و بعضهم یُثنیه و یجمعه؛ قال عوف بن الأَحوص الجعفری «1»: أَوْدَی بَنِیَّ، فما بِرحْلی مِنهُمُ إلَّا غُلاما بِیئَةٍ ضَنَیانِ قال ابن سیدة: هكذا أَنشده أَبو علی الفارسی، بفتح النون، و قد ضَنِیَ ضَنیً، فهو ضَنٍ. و أَضْنَاهُ المرضُ أَی أَثْقَلَه. و الضَّنَی: المرضُ. ضَنِیَ الرجلُ، بالكسر، یَضْنَی ضَنیً شدیداً إذا كان به مرضٌ مُخامرٌ، ظُنَّ أَنه قد بَرَأَ نُكِسَ. الفراء: العرب تقول رجلٌ ضَنیً و قوم دنَفٌ و ضَنیً لأَنه مصدر، كقولهم قوم زَوْرٌ و عَدْل و صَوْم. و قال ابن الأَعرابی: رجلٌ ضَنیً و امرأَة ضَنیً، و هو المُضْنَی من المرض؛ و قال: إذا ارْعَوَی عادَ إلی جَهْلِه، كَذِی الضَّنَی عادَ إلی نُكْسِه الجوهری: رجلٌ ضَنیً و ضَنٍ مثلُ حَریً و حَرٍ. یقال: تَرَكْته ضَنیً و ضَنِیاً، فإذا قلت ضَنیً اسْتَوی فیه المُذَكَّر و المُؤنَّث و الجمع لأَنه مصدر فی الأَصل، و إذا كسرتَ النونَ ثنَّیْت و جمَعْت كما قُلْناه فی حَرٍ. و یقال: تَضَنَّی الرجلُ إذا تمارَضَ، و أَضْنَی إذا لَزِمَ الفِراشَ من الضَّنَی. و‌فی الحدیث فی الحُدودِ: إن مریضاً اشتكی حتی أَضْنَی‌أَی أَصابه الضَّنی، و هو شِدَّةُ المَرض، حتی نَحَلَ جِسمُه. و‌فی الحدیث: لا تَضْطَنِی عَنِّی‌أَی لا تَبْخَلی بانْبِساطك إلیَّ، و هو افْتِعالٌ من الضَّنَی المرضِ، و الطاءُ بدلٌ من التاء. و یقال: رجلٌ ضَنٍ و رجُلانِ ضَنِیانِ و امرأَة ضَنِیَةٌ و قومٌ أَضْناءٌ. و المُضانَاةُ: المُعاناة: و ضنَت المرأَةُ تَضْنی ضَنیً و ضَناءً، ممدود: كَثُرَ ولَدُها، یُهْمَزُ و لا یُهمز؛ و قال غیره: ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو و تَضْنی ضَنیً إذا كثُرَ ولَدُها، و هی الضَانِیَة، و قیل: ضَنَت و ضَنَأَتْ و أَضْنأَتْ إذا كثُرَ أَولادُها. أَبو عمرو: الضَّنْ‌ءُ الوَلَدُ، مهموزٌ ساكِنُ النونِ، و قد یقال الضِّن‌ءُ. قال أَبو المُفَضَّل: أعرابیٌّ من بنی سَلامة من بنی أَسَد قال الضَّنْ‌ءُ الوَلَد و الضِّنْ‌ءُ الأَصل؛ قال الشاعر:
(1). قوله [عوف بن الأَحوص الجعفری] هكذا فی الأصل، و فی المحكم: ابن الأَخوص الجعدی
لسان العرب، ج‌14، ص: 487
و مِیراث ابنِ آجَرَ حیثُ أَلْقَی بأَصْلِ الضِّنْ‌ءِ ضِئْضِئه الأَصیل «1». ابن الأَعرابی: الضُّنَی الأَولاد. أَبو عمرو: الضَّنْو و الضِّنْو الوَلَد، بفتح الضاد و كسرها بلا هَمْز. و‌فی حدیث ابن عمر: قال له أَعرابیٌّ إنِّی أَعْطَیْتُ بعضَ بَنِیَّ ناقةً حَیاتَه و إنها أَضْنَتْ و اضْطَرَبَتْ، فقال هی له حَیاتَه و مَوْتَه؛ قال الهَرَوی و الخطَّابی: هكذا روی و الصواب ضَنَتْ أَی كثُر أَولادُها، یقال: امرأَةٌ ماشِیةٌ و ضَانِیَةٌ، و قد مَشَتْ و ضَنَتْ أَی كثر أَولادها. و الضِّنَی، بالكسر: الأَوجاعُ المُخِیفة.

ضها؛ ج14، ص: 487

: اللیث: المُضَاهَاةُ مشاكَلَة الشی‌ء بالشی‌ء، و ربما همزوا فیه. و ضَاهَیتُ الرجلَ: شاكَلْتُه، و قیل: عارَضْتُه. و فلان ضَهِیُّ فلانٍ أَی نظیرُه و شَبیهُه، علی فَعِیلٍ. قال الله تعالی: یُضاهُونَ قَوْلَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ؛ قال الفراء: یُضَاهُون أَی یُضارعونَ قول الذین كفروا لِقولِهم اللَّات و العُزَّی، قال: و بعض العرب یَهْمِزُ فیقول یُضٰاهِؤُنَ، و قد قرأَ بها عاصم؛ و قال أَبو إسحاق: معنی یُضَاهُون قول الذین كفروا أی یشابهون فی قولهم هذا قولَ من تقدَّم من كَفَرتهم أَی إنما قالوه اتّباعاً لهم، قال: و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: اتَّخَذُوا أَحْبٰارَهُمْ وَ رُهْبٰانَهُمْ أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ؛ أَی قَبِلُوا منهم أَنَّ المسیحَ و العُزَیْرَ ابْنا الله، قال: و اشْتِقاقُه من قولهم امرأَةٌ ضَهْیَأٌ، و هی التی لا یَظْهَرُ لها ثدْیٌ و قیل: هی التی لا تَحِیضُ، فكأَنها رجُلٌ شَبَهاً، قال: و ضَهْیَأٌ فَعْلأٌ، الهمزةُ زائدةٌ كما زِیدَت فی شَمْألٍ و فی غِرْقِئ البَیْضِ، قال: و لا نَعْلَم الهمزةَ زِیدَتْ غیر أَوَّلٍ إلّا فی هذه الأَسماء، قال: و یجوز أَن تكون الضَّهْیَأُ بوزن الضَّهْیَعِ فَعْیَلًا، و إن كانت لا نَظِیرَ لها فی الكلام فقد قالوا كنَهْبَل و لا نظیر له. و الضَّهْیَأُ: التی لم تَحِضْ قَطُّ، و قد ضَهِیَتْ تَضْهَی ضَهیً، قال ابن سیدة: الضَّهْیَأُ و الضَّهْیَاءُ علی فَعْلاء من النِّساء التی لا تَحِیضُ و لایَنْبُتُ ثَدْیاها و لا تَحْمِل، و قیل: التی لا تَلِدُ و إنْ حاضَتْ. و قال اللحیانی: الضَّهْیَأُ التی لا یَنْبُتُ ثَدْیاهَا، فإذا كانت كذا فهی لا تَحِیضُ. و قال بعضهم: الضَّهْیَاءُ، مَمْدودٌ، التی لا تحیضُ و هی حُبْلَی. قال ابنُ جنِّی: امرأَةٌ ضَهْیَأةٌ وزنُها فعلأَةٌ لقولهم فی معناها ضَهْیاءُ، و أَجاز أَبو إسحاق فی همزة ضَهْیَأَة أَن تكون أَصلًا و تكون الیاءُ هی الزائِدَةَ، فعَلَی هذا تكون الكَلِمَة فَعْیَلَةً، و ذَهَبَ فی ذلك مَذْهَباً من الاشتقاق حَسَناً لو لا شی‌ءٌ اعتَرَضه، و ذلك أَنه قال یقال ضاهَیْتُ زیداً و ضَاهَأْتُ زیداً، بالیاء و الهمزة، قال: و الضَّهْیَأَةُ هی التی لا تَحِیضُ، و قیل: هی التی لا ثَدْیَ لها، قال: فیكون «2». ضَهیَأَة فَعْیَلَة من ضَاهأْت بالهَمْز، قال ابن سیدة: قال ابن جنی هذا الذی ذهب إلیه من الاشتِقاق معنیً حَسَنٌ، و لیس یَعْتَرِضُ قولَه شی‌ءٌ إلا أَنه لیس فی الكَلام فَعْیَلٌ، بفتح الفاء، إنما هو فِعْیَلٌ بكسرها نحو حِذْیَمٍ و طِرْیَمٍ و غِرْیمٍ و غِرْیَنٍ و لم یأْت الفتح فی هذا الفَنِّ ثَبْتاً إنما حكاه قومٌ شاذّاً؛ و الجمعُ ضُهْیٌ، ضَهِیَتْ ضَهیً. و قالت إمرأَة للحجاج فی ابْنِها و هو محبوسٌ: إنِّی أَنا الضَّهْیَاءُ الذَّنَّاءُ؛ ف الضَّهْیَاءُ هنا: التی لا تَلِدُ و إنْ حاضَتْ،
(1). قوله [حیث ألقی] هكذا فی الأصل، و فی التهذیب: حیث ألقت (2). قوله [هی التی لا ثدی لها قال فیكون إلخ] هكذا فی النسخ التی بأیدینا، و عبارة المحكم: هی التی لا ثدی لها، قال: و فی هذین معنی المضاهأة لأَنها قد ضاهأت الرجال بأنها لا تحیض كما ضاهأتهم بأنها لا ثدی لها، قال فیكون إلخ
لسان العرب، ج‌14، ص: 488
و الذَّنَّاءُ المُسْتَحاضَة؛ و‌روُی أَن عِدَّةً من الشعراء دَخَلُوا علی عبد الملك فقال أَجیزوا: و ضَهْیاءَ من سِرَّ المَهارِی نَجِیبةٍ جَلَسْتُ عَلَیْها، ثمّ قلتُ لها إخِّ فقال الراعی: لِتَهْجَعَ و اسْتَبْقَیْتُها، ثمّ قَلَّصَتْ بِسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ وارِیَةِ المُخِّ قال علی بنُ حمزة: الضَّهْیَاءُ التی لا ثَدْیَ لَها، و أَما التی لا تَحِیضُ فهی الضَّهْیَأَةُ؛ و أَنشد: ضَهْیَأَة أَو عاقِر جماد و قیل: إنها فی كِلْتا اللُّغَتَیْنِ التی لا ثَدْی لها و التی لا تحِیضُ. و الضَّهْیَاءُ من النُّوقِ: التی لا تَضْبَعُ و لم تَحْمِلْ قطُّ، و من النساءِ التی لا تَحِیضُ. و حكی أَبو عمرو: امرأَة ضَهْیَاةٌ و ضَهْیَاهٌ، بالتاء و الهاءِ، و هی التی لا تَطْمِث، قال: و هذا یقتضی أَن یكون الضَّهْیا مقصوراً؛ و قال غیره: الضَّهْواءُ من النسَاءِ الَّتِی لم تَنْهُد، و قیل: التی لا تحیض و لا ثدی لها. و الضَّهْیا، مقصورٌ: الأَرضُ الَّتِی لا تُنْبِتُ، و قیل: هو شجرٌ عِضاهِیٌّ له بَرَمَةٌ و عُلَّفَةٌ، و هی كثیرةُ الشَّوْكِ، و عُلَّفُها أَحْمَرُ شدِید الحُمْرة و ورَقُها مثلُ ورَقِ السَّمرُ. الجوهری: الضَّهْیَاءُ، ممدودٌ، شجَرٌ، و قال ابن بری: واحِدَتُه ضَهْیاءَةٌ. أَبو زید: الضَّهْیَأُ بوزن الضَّهْیَعِ، مهموز مقصور، مثلُ السیَّالِ وجَناتُهُما واحِدٌ فی سِنْفَةٍ، و هی ذاتُ شَوْكٍ ضعیفٍ و منَبِتُها الأَوْدِیةُ و الجبالُ. و یقال: أَضْهَی فُلان إذا رَعَی إبِله الضَّهْیَأَ، و هو نَبَاتٌ مَلْبَنَة مَسْمَنَة. التهذیب: أَبو عمرو الضَّهْوَةُ برْكَةُ الماء، و الجَمع أَضْهاءٌ. ابن بزرج: ضَهْیَأَ فلانٌ أَمْرَه إذا مَرَّضَه و لم یَصْرِمْهُ. الأُمَوی: ضَاهَأْتُ الرجلَ رَفَقْتُ به. خالد بن جَنْبَة: المُضَاهَاةُ المُتابَعة. یقال: فلانٌ یُضَاهِی فلاناً أَی یُتَابِعُه. و‌فی الحدیث: أَشدّ الناسِ عَذاباً یومَ القیامَة الذین یُضَاهُونَ خَلْقَ اللهِ‌أَی یُعارِضُون بما یَعْملون خَلْقَ الله تعالی، أَرادَ المُصَوِّرینَ، و كذلك معنی‌قولِ عُمَر لكَعْب ضَاهَیْتَ الیَهُودیَّةَ‌أَی عارَضْتَها و شابَهْتَها. و ضُهَاءٌ: مَوضِعٌ؛ قال الهذلی: لَعَمْرُكَ ما إنْ ذو ضُهاءٍ بِهَیِّنٍ عَلَیَّ، و ما أَعْطَیْتُه سَیْبَ نائِلِی قال ابن سیدة: وَ قَضَیْنا أَنَّ همزَةَ ضُهاءٍ یاءٌ لكونها لاماً مع وجودنا لضَهْیَإٍ و ضَهْیاءَ.

ضوا؛ ج14، ص: 488

: الضَّوَّةُ و العَوَّةُ: الصوتُ و الجَلَبَةُ. أَبو زید و الأَصمعی معاً: سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ و عَوَّتَهُمْ أَی أَصْواتَهُم. و روی عن ابن الأَعرابی: الصَّوَّة و العَوَّة بالصاد، و قال: الصَّوَّةُ الصَّدَی و العَوَّةُ الصِّیاحُ فكأَنهما لغتانِ. و الضَّوَّةُ من الأَرضِ: كالصُّوَّةِ، و لیس بِثَبتٍ. و الضَّوْضَاةُ و الضَّوْضَاءُ: أَصْواتُ الناس و جَلَبَتُهُمْ، و قیل الأَصْوات المُخْتَلِطَة و الجَلَبة. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، حین ذَكَر رؤْیتَه النارَ و أَنه رأَی فیها قوماً: إذا أَتاهم لَهَبُها ضَوْضَوْا؛ قال أَبو عبیدة: یعنی ضجُّوا و صاحوا، و المصدرُ منه الضَّوْضَاءُ؛ قال الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ: أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً، فلما أصْبَحُوا، أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ قال ابن سیدة: و عِندی أَنَّ ضَوْضاء هاهنا فَعْلاء،
لسان العرب، ج‌14، ص: 489
ضَوْضَیْتُ ضَوْضاةً و ضِیضَاءً. التهذیب: الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ، و هو الضَّوْضاءُ. و یقال: ضَوْضَوْا، بلا هَمْزٍ، و ضَوْضَیْتُ، أَبْدَلوا من الواوِ یاءً. و رجلٌ ضُواضِیَةٌ: داهِیَةٌ مُنْكَرٌ.

ضوی؛ ج14، ص: 489

و الضَّوَی: دقَّةُ العَظْمِ و قلَّةُ الجِسْمِ خِلْقَةً، و قیل: الضَّوَی الهُزالُ، ضَوِیَ ضَویً؛ و قال ذو الرُّمَّة یصف الزَّنْدَیْنِ الزَّنْدَ و الزَّنْدَةَ حینَ یُقْدَح منهما: أَخُوها أَبُوها، و الضَّوَی لا یَضِیرُها، و ساقُ أَبِیعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا یصِفُهما بأَنهما من شَجَرة واحِدَة، و قوله: و سَاقُ أَبِیها أُمّها یرید أَنَّ ساقَ الغُصْنِ «1». الذی قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ و أُمُّها ساقُه، و غلامٌ ضاوِیٌّ، و كذلك غیرُ الإِنْسانِ من أَنواعِ الحَیوانِ، و ما أَدْرِی ما أَضْوَاهُ. و أَضْوَی الرجلُ: وُلِدَ له وَلَدٌ ضَاوِیٌّ و كذلك المرأَةُ. و‌فی الحدیث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا‌أَی تَزَوَّجُوا فی البِعَادِ الأَنْسابِ لا فی الأَقَارِبِ لِئَلَّا تَضْوَی أَوْلادُكُمْ، و قیل: معناه انْكِحُوا فی الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ، فإِنَّ ولَد الغَرِیبَةِ أَنْجَبُ و أَقْوَی، و ولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ و أَضْوَی؛ و منه قول الشاعر: فَتیً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِیبَةٌ فَیَضْوَی، و قَدْ یَضْوَی رَدِیدُ القَرَائِبِ «2». و قیل: معناه تَزَوَّجُوا فی الأَجْنَبِیَّاتِ و لا تَتَزَوَّجُوا فی العُمُومَةِ و ذلك أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ من قَرابَتِه یَجِی‌ءُ ضَاوِیّاً نَحِیفاً، غیرَ أَنَّه یَجِی‌ءُ كریماً علی طَبْع قَوْمِه؛ قال الشاعر: ذَاكَ عُبَیْدٌ قَدْ أَصابَ مَیَّا، یَا لَیْتَه أَلْقَحَها صَبِیَّا فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِیَّا و قال الشاعر: تَنَحَّیْتُها للنَّسْلِ، وَهْیَ غَرِیبَةٌ، فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا و معنی لا تُضْوُوا أَی لا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِینَ أَی ضُعفَاءَ، الواحِدُ ضَاوٍ، و منه: لا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِیبَة فإِنَّ الوَلَد یُخْلَقُ ضَاوِیّاً. الأَزهری: الضَّوَی مَقصورٌ مصدَرُ الضَّاوِی، و یُمَدُّ فیقال ضَاوِیٌّ علی فاعُولٍ إِذا كانَ نحِیفاً قلیلَ الجِسْمِ، و الفِعْلُ ضَوِیَ، بالكسر، یَضْوَی ضَویً، فهو ضَاوٍ، و هو الذی یولد بَیْنَ الأَخِ و الأُخْتِ و بینَ ذَوِی مَحْرَمٍ، و أَنشدَ بیتَ ذی الرُّمة. و سُئِلَ شَمِرٌ عن الضَّاوِی فقال: جَاءَ مُشَدَّداً، و قال: رجلٌ ضَاوِیٌّ بَیِّنُ الضاوِیَّةِ، و فیه ضاوِیَّة، و جاریة ضاوِیَّة، و قال: جاءَ عن الفراء أَنَّه قال ضَاوِیٌّ ضعِیفٌ فاسِدٌ، علی فاعُولٍ مثل سَاكُوتٍ، قال: و تقول العرب من الضَّاوِی مِنَ الهُزال ضَوِیَ یَضْوَی ضَویً، و هو الذی خَرَجَ ضَعِیفاً. ابن الأَعرابی: و أَضْوَتِ المرأَةُ، و هو الضَّوَی، و رجلٌ ضاوٍ إِذا كان ضعیفاً، و هو الحَارِضُ. و قال الأَصمعی: المُودَنُ الذی یولدُ ضَاویّاً. و قال ابن الأَعرابی: واحد الضواوِیِّ ضاوِیٌّ، و واحد العَواوِیر عاوِرٌ «3». و أَضْوَیْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه و لَمْ تُحْكِمْهُ.
(1). قوله [یرید أن ساق الغصن إلخ] هذه العبارة فی الأَصول (2). قوله [القرائب] هكذا فی الأَصل المعتمد و التهذیب و الأَساس، و تقدم لنا فی مادة ردد: الغرائب: بالغین، كما فی بعض الأُصول هنا (3). قوله [واحد العواویر عاور] هكذا فی الأُصول، و فی القاموس أن العواویر جمع عوّار، كرمان
لسان العرب، ج‌14، ص: 490
و أَضْوَاهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِیَّاهُ؛ عن ابن الأَعرابی. و ضَوَی إِلیه ضَیّاً و ضُوِیّاً: انْضَمَّ و لَجَأَ. و ضَوَیْتُ إِلیه، بالفتح، أَضْوِی ضُوِیّاً إِذا أَوَیْت إِلیه و انْضَمَمْت. و‌فی الحدیث: لَمَّا هَبَطَ من ثَنِیَّةِ الأَرَاكِ یومَ حُنَیْنٍ ضَوَی إِلیه المسلمون‌أَی مالُوا، و قد انْضَوَی إِلیه. و یقال: ضَواهُ إِلیه و أَضْوَاه. و ضَوَی إِلیَّ منه خَیْرٌ ضَیّاً و ضُوِیّاً. و ضَوَی إِلَیْنَا خَبَرُه: أَتانا لَیْلًا. و الضَّاوِی: الطَّارِقُ. ابنُ بُزُرج: یقال ضَوَی الرجلُ إِلَیْنا أَشَدَّ المَضْوِیَة أَی أَوَی إِلَینا، كالمَأْوِیَةِ من أَوَیْت. و یقال: ضَوَیْت إلی فلان أَی ملْت، و ضَوَی إِلینا أَوَی إِلینا، و قال بعض العرب: ضَوَی إِلینا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كذا و كذا أَی أَوَی إِلینا، و قد أَضْواهُ اللیلُ إِلینا فغَبَقْناه، و هو یَضْوِی إِلینا ضَیّاً. و الضَّواةُ: غُدَّةٌ تحت شَحْمةِ الأُذُنِ فوق النَّكَفةِ، و قد ضُوِیَتِ الإِبِلُ. و الضَّواةُ: ورَمٌ یكون فی حلوقِ الإِبلِ و غیرِها، و الجمعُ ضَوًی. التهذیب: الضَّوی ورَمٌ یُصِیبُ البعیرَ فی رأْسِه یَغْلِبُ علی عَیْنَیْه و یَصْعُبُ لذلك خَطْمُه فیقال بعیرٌ مَضْوِیٌّ، و ربما اعْتَرَی الشِّدْقَ؛ قال أَبو منصور: هی الضَّوَاةُ عند العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ. و السِّلْعةُ ضَوَاةٌ أَیضاً، و كلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ. یقال: بالبعیر ضَواةٌ أَی سِلْعة، و كلُّ سِلْعةٍ فی البَدَنِ ضَواةٌ؛ قال مُزَرِّد: قَذِیفة شَیْطانٍ رَجیمٍ رَمَی بها، فصارت ضَواةً فی لَهازِمِ ضِرْزِمِ و الضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ من حَیاءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد، و فی التهذیب: قبلَ أَن یُزایِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ، قال الشاعر یصف حَوْصَلة قطاةٍ: لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُریً و لا خَرْزِ كَفٍّ، بینَ نَحْرٍ و مَذْبَحِ و الضَّاوِیُّ: اسمُ فَرَسٍ كان لِغَنیٍّ؛ و أَنشد شمر: غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِی مِنْ نَسَبِ الضَّاوِیِّ، ضاوِیِّ غَنی.

الجزء الخامس عشر‌

وی؛ ج15، ص: 3

فصل الطاء المهملة؛ ج15، ص: 3

طآ؛ ج15، ص: 3

: الطآةُ مثلُ الطَّعاةِ: الحَمْأَةُ، قال الجوهری: كذا قرأْتُه علی أَبی سعید فی المُصَنَّف. قال ابن بری: قال الأَحمر الطاءَةُ مثلُ الطاعَةِ الحَمْأَةُ، و الطَّآةُ مَقْلوبَةٌ من الطَّاءَةِ مثل الصَّآةِ مقلوبةٌ من الصَّاءَةِ، و هی ما یَخْرُجُ من القَذَی مَعَ المَشِیمة. و قال ابن خالویه: الطُّؤاةُ الزُّناة. و ما بالدار طُوئِیٌّ مثال طُوعِیٍّ و طُؤْوِیٌّ أی ما بها أَحَدٌ؛ قال العجاج: و بَلْدَة لیسَ بِها طُوئِیُّ، و لا خَلا الجِنَّ بِها إِنْسِیُّ قال ابن بری: طُوئِیٌّ علی أَصله، بتقدیم الواو علی الهمزة، لیس من هذا الباب لأَن آخره همزة، و إنما یكون من هذا الباب طُؤْوِیٌّ، الهمزة قبل الواوِ، علی لغة تَمِیمٍ. قال: و قال أبو زید الكِلابیون یقولون: و بَلْدَةٍ لیسَ بها طُوئِیُّ الواو قبل الهمزة، و تمیمٌ تجعلُ الهمزة قبل الواو فتقولُ طُؤْوِیٌّ.

طبی؛ ج15، ص: 3

: طَبَیْته عن الأَمر: صَرَفْتَه. و طَبَی فلان فلاناً یَطْبیه عن رَأْیه و أَمْرِه. و كلُّ شی‌ءٍ صَرَفَ شیئاً عن شی‌ءٍ فقَدْ طَبَاهُ عنه؛ قال الشاعر: لا یَطَّبینی العَمَلُ المُفَدَّی «4» أَی لا یَسْتَمیلُنی. و طَبَیته إلینا طَبْیاً و أَطْبَیْته: دَعَوْته، و قیل: دَعَوْتُه دُعاءً لطیفاً، و قیل: طَبَیْته قُدْته؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: لَیالیَ اللَّهوُ یَطْبِینی فأَتبَعُه، كأَنَّنی ضارِبٌ فی غَمْرةٍ لَعِبُ و یروی: یَطْبُونی أَی یَقُودُنی. و طَباهُ یَطْبُوه و یَطْبِیه إذا دَعاه؛ قال الجوهری: یقول ذو الرمة یَدْعُونی اللَّهوُ فأَتْبَعُه، قال: و كذلك اطَّباهُ علی افْتَعَلَه. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَنَّ مُصْعَباً اطَّبَی القُلوب حتی ما تَعْدِلُ به‌أَی تَحَبَّب إلی قُلُوب النَّاس و قَرَّبَها منه. یقال: طَباهُ یَطْبُوه
(4). قوله [المفدی] هكذا فی الأصل المعتمد علیه، و فی التهذیب: المقذی، بالقاف و الذال المعجمة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 4
و یَطْبِیه إذا دَعاهُ و صَرَفَه إلیه و اختارَه لنَفْسِه، و اطَّباه یَطَّبِیه افْتَعَلَ منه، فقُلِبَت التاءُ طاءً و أُدْغِمَت. و الطَّباةُ: الأَحْمَقُ. و الطُّبْیُ و الطِّبْیُ: حَلَماتُ الضَّرْع التی فیها اللَّبَنُ من الخُفِّ و الظِّلْفِ و الحافرِ و السِّباع، و قیل: هو لذَواتِ الحافِرِ و السِّباعِ، كالثَّدْی للمرأة و كالضَّرْعِ لِغَیْرها، و الجمع من كلّ ذلك أَطْباءٌ. الأَصمعی: یقال للسِّباعِ كلها طِبْیٌ [طُبْیٌ و أَطْبَاءٌ، و ذوات الحافِرِ كُلُّها مِثْلُها، قال: و الخُفّ و الظِّلْف خِلْفٌ و أَخلافٌ. التهذیب: و الطُّبْیُ الواحد من أَطْباءِ الضَّرْع، و كلُّ شَی‌ء لا ضَرْع له، مثلُ الكَلْبَة، فَلَها أَطْباءٌ. و‌فی حدیث الضَّحَایا: و لا المُصْطَلَمَة أَطْباؤُها‌أی المَقْطُوعَة الضُّرُوعِ. قال ابن الأَثیر: و قیل یقال لِمَوْضع الأَخْلافِ من الخَیْلِ و السِّباعِ أَطْبَاءٌ كما یقال فی ذَواتِ الخُفِّ و الظِّلْفِ خِلْفٌ و ضَرْعٌ. و‌فی حدیث ذی الثُّدَیَّة: كأَنَّ إحْدَی یَدَیه طُبْیُ شاةٍ.و فی المَثَل: جاوَزَ الحزام الطُّبْیَین. و‌فی حدیث عثمان: قد بَلغ السیْلُ الزُّبی و جاوَزَ الحِزامُ الطُّبْیَیْن؛ قال: هذا كنایة عن المبالغة فی تَجاوُزِ حَدِّ الشَّرِّ و الأَذی لأَن الحزام إذا انتهی إلی الطُّبْیَیْنِ فقد انْتَهی إلی أَبعد غایاتِه، فكیفَ إذا جَاوَزَه؟ و استعاره الحسینُ بن مُطَیْر للمطَر علی التشبیه فقال: كَثُرَتْ ككَثْرَة وَبْلِهِ أَطْبَاؤه، فإذا تَجَلَّتْ فاضَتِ الأَطْباءُ «1» و خِلْفٌ طَبِیٌّ مُجَیَّبٌ. و یقال: أَطْبَی بنُو فلانٍ فلاناً إذا خالُّوه و قَبِلُوه. قال ابن بری: صوابه خالُّوه ثم قَتَلوه. و قوله خالُّوه من الخُلَّة، و هی المَحَبَّة. و حكی عن أبی زیاد الكلابی قال: شاةٌ طَبْوَاءُ إذا انْصَبَّ خِلْفاها نحو الأَرض و طالا.

طثا؛ ج15، ص: 4

: الطَّثْیَة: شجرةٌ تَسْمُو نحوَ القامةِ شَوِكَةٌ من أَصلها إلی أَعْلاها، شوكُها غالبٌ لوَرَقِها، و وَرَقُها صِغارٌ، و لها نُوَیْرةٌ بیضاء یَجْرُسُها النَّحْلُ، و جمعها طَثْیٌ؛ حكاه أَبو حنیفة. ابن الأَعرابی: طَثَا إذا لعِبَ بالقُلَةِ. و الطُّثَی: الخَشَبات الصِّغارُ.

طحا؛ ج15، ص: 4

: طَحَاه طَحْواً و طُحُوّاً: بسطه. و طَحَی الشی‌ء یَطْحِیه طَحْیاً: بَسَطَه أَیضاً. الأَزهری: الطَّحْو كالدَّحْو، و هو البَسْطُ، و فیه لغتان طَحَا یَطْحُو و طَحَی یَطْحَی. و الطَّاحِی: المُنْبَسِطُ. و فی التنزیل العزیز: وَ الْأَرْضِ وَ مٰا طَحٰاهٰا؛ قال الفراء: طَحٰاهٰا و دَحٰاهٰا واحدٌ، قال شمر: معناه و مَنْ دَحاها فأَبدَل الطاءَ من الدَّالِ، قال: و دَحٰاهٰا وسَّعَها. و طَحَوْته مثلُ دَحَوْته أَی بَسَطْته. قال ابن سیدة: و أَما قِراءَة الكِسائی طَحِیَها بالإِمالَة، و إن كانت من ذَواتِ الواوِ، فإنما جاز ذلك لأَنّها جاءتْ مع ما یجوز أَن یُمال، و هو یَغْشاها و بَناها، علی أَنهم قد قالوا مِظَلَّة مَطْحِیَّة، فلولا أن الكسائی أَمال تَلاها من قوله تعالی: وَ الْقَمَرِ إِذٰا تَلٰاهٰا، لقُلْنا إنه حمله علی قولهم مِظَلَّة مَطْحِیَّة و مِظَلَّة مَطْحُوَّة: عظیمة. ابن سیدة: و مِظَلَّة طاحِیةٌ وَ مَطْحِیَّةٌ عَظیمةٌ، و قد طَحاها طحْواً و طَحْیاً. أبو زید: یقال للبیت العظیم: مِظَلَّةٌ مَطْحُوَّةٌ و مَطْحِیَّة و طاحیة، و هو الضخْمُ. و ضَربَه ضرْباً طَحَا منه أَی امْتَدَّ. و طَحَا به قَلْبُه و هَمُّه یَطْحَی طَحْواً: ذهب به فی مذهبٍ بعیدٍ، مأْخوذٌ من ذلك. و طَحَا بك قَلْبُكَ یَطْحی طَحیاً: ذهب. قال: و أَقبَل التَّیْسُ فی طَحْیَائه
(1). قوله [تجلت] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 5
أَی هِبَابِه. و طَحَا یَطْحُو طُحُوّاً: بعُدَ؛ عن ابن دُریدٍ. و القومُ یَطْحَی بعضُهم بعضاً أَی یَدفَع. و یقال: ما أَدْرِی أَینَ طَحَا، من طَحَا الرجلُ إذا ذهب فی الأَرضِ. و الطَّحَا مقصورٌ: المُنْبَسِطُ من الأَرض. و الطَّحْیُ من الناسِ: الرُّذالُ. و المُدوِّمَةُ الطَّواحی: هی النُّسورُ تَسْتدیرُ حولَ القَتْلی. ابن شمیل: المُطَحِّی اللازِقُ بالأَرض. رأیته مُطَحِّیاً أَی مُنْبَطِحاً. و البَقْلة المُطَحِّیَة: النابتَةُ علی وجه الأَرضِ قد افْتَرَشَتْها. و قال الأَصمعی فیما رَوی عنه أبو عبید: إذا ضرَبَه حتی یمتدّ من الضَّرْبَةِ علی الأَرضِ قیل طَحَا منها؛ و أَنشد لصَخْر الغَیّ: و خَفِّضْ عَلیكَ القَولَ، و اعْلَم بأَنَّنی منَ الأَنَسِ الطَّاحِی علیكَ العَرَمْرَمِ و ضَرَبَه ضرْبةً طَحا منها أَی امْتَدَّ؛ و قال: له عَسْكَرٌ طاحِی الضِّفَافِ عَرَمْرَم و منه قیل طَحَا به قلْبُه أَی ذهب به فی كلِّ مَذْهَبٍ؛ قال عَلْقَمة بنُ عَبدَة: طَحَا بكَ قلبٌ، فی الحِسانِ طَرُوبُ، بُعَیْدَ الشَّبابِ، عَصْرَ حانَ مَشیبُ قال الفراء: شَرِبَ حتی طَحَّی، یریدُ مَدَّ رجلیه؛ قال: و طَحَّی البعیرُ إلی الأَرض إِمّا خِلاءً و إمّا هُزالًا أَی لَزِقَ بها. و قد طَحَّی الرجلُ إلی الأَرض إذا ما دَعَوْه فی نَصْرٍ أَو معروفٍ فلمْ یأْتِهِم، كلُّ ذلك بالتشدید؛ قال الأَصمعی: كأَنه رَدَّ قوله بالتخفیف «1» و الطاحِی: الجمع العظیمُ. و الطائحُ: الهالكُ، و طَحا إذا مَدَّ الشی‌ءَ، و طَحا إذا هَلَكَ. و طَحَوْته إذا بَطَحْته و صَرَعْته فطَحَّی: انْبَطَح انبطاحاً. و الطَّاحِی: المُمْتَدُّ. و طحَیْتُ أَی اضْطَجَعت. و فَرَسٌ طاحٍ أَی مُشْرِفٌ. و قال بعضُ العرب فی یمینٍ له: لا و القمرِ الطَّاحِی أَی المُرْتَفِعِ. و الطُّحَیُّ: موضعٌ؛ قال مُلَیْح: فأَضْحَی بأَجْزاعِ الطُّحَیِّ، كأَنه فَكِیكُ أُسارَی فُكَّ عنه السلاسِلُ و طاحیةُ: أَبو بَطْنٍ من الأَزْدِ، من ذلك.

طخا؛ ج15، ص: 5

: طَخا اللیلُ طَخْواً و طُخُوّاً: أَظْلَم. و الطَّخْوةُ: السَّحابةُ الرَّقیقة. و لیلة طَخْوَاءُ: مُظلِمة. و الطَّخْیَةُ و الطُّخْیَةُ؛ عن كراعٍ: الظُّلْمَة. و لیلةٌ طَخْیاءُ: شدیدةُ الظُّلْمَة قد وارَی السَّحابُ قَمَرَها. و لیالٍ طاخیاتٌ علی الفعل أَو علی النسب إِذ فاعلاتٌ لا یكونُ جَمْعَ فَعْلاءَ. و ظلامٌ طاخٍ. و الطَّخْیَاءُ: ظُلمةُ اللیلِ، ممدودٌ، و فی الصحاح: اللیلة المُظلِمةُ؛ و أَنشد ابن بری: فی لَیْلةٍ صَرَّةٍ [صِرَّةٍ طَخْیَاءَ داجِیَةٍ ما تُبْصِرُ العینُ فیها كَفَّ مُلْتَمِسِ قال: و طَخا لیلُنا طَخْواً و طُخُوّاً أَظلم. و الطَّخَاءُ و الطَّهاءُ و الطَّخافُ، بالمد: السَّحابُ الرقیقُ المرتفعُ؛ یقال: ما فی السماء طَخَاءٌ أَی سحاب و ظُلْمَة، واحدتُه طَخاءة. و كلُّ شی‌ءٍ أُلْبِسَ شیئاً طَخاء. و علی قلبه طَخاءٌ و طَخاءَةٌ أَی غَشْیَةٌ و كَرْبٌ، و یقال: وجَدتُ علی قلبی طَخاءً من ذلك. و‌فی الحدیث: إذا وجَدَ أَحَدُكم علی قلبه طَخاءً فلیأْكل السَّفَرْجَلَ؛ الطَّخَاءُ: ثقلٌ و غِشاءٌ و غَشْیٌ، و أَصل الطَّخَاء و الطَّخْیَة الظُّلْمة و الغَیم.
(1). قوله [قال الأَصمعی كأنه رد قوله بالتخفیف] هكذا فی الأصل و عبارة التهذیب، قلت كأنه (یعنی الفراء) عارض بهذا الكلام ما قال الأَصمعی فی طحا بالتخفیف.
لسان العرب، ج‌15، ص: 6
و‌فی الحدیث: إنَّ للقلبِ طَخاءً كطَخاء القمر‌أَی شیئاً یَغْشاه كما یُغْشَی القمرُ. و الطَّخْیَةُ: السَّحابةُ الرقیقة. اللحیانی: ما فی السماء طُخْیَةٌ، بالضم، أَی شی‌ءٌ من سَحابٍ، قال: و هو مثل الطُّخْرُورِ. التهذیب: الطَّخَاءَةُ و الطَّهاءةُ من الغَیْمِ كلُّ قطعةٍ مستدِیرةٍ تَسُدُّ ضَوْءَ القَمر و تُغَطِّی نُورَهُ، و یقال لها الطَّخْیَةُ، و هو ما رقَّ و انفرد، و یُجْمَع علی الطِّخاء و الطِّهاءِ. و الطَّخْیَةُ: الأَحْمَق، و الجمع الطَّخْیُون. و تكلَّم فلانٌ بكلمةٍ طَخْیَاءَ: لا تُفْهم. و طاخِیةُ، فیما ذُكرَ عن الضَّحَّاك: اسمُ النَّملة التی أَخْبَر الله عنها أَنها كلَّمَت سلیمان، علی سیدنا محمد و علیه الصلاة و السلام.

طدی؛ ج15، ص: 6

: الجوهری: عادةٌ طادِیَةٌ أَی ثابتةٌ قدیمةٌ، و یقال: هو مقلوب من واطِدة؛ قال القطامی: ما اعْتادَ حُبُّ سُلَیْمَی حینَ مُعْتادِ، و ما تَقَضَّی بَواقِی دِینِها الطادِی أَی ما اعْتادنی حین اعتیادٍ، و الدینُ: الدَّأْبُ و العادة.

طرا؛ ج15، ص: 6

: طَرا طُرُوّاً: أَتی من مكانٍ بعیدٍ، و قالوا الطَّرَا و الثرَی، فالطَّرَا كلُّ ما كان علیه من غیر جِبِلَّة الأَرضِ؛ و قیل الطَّرَا ما لا یُحْصی عَدَدُه من صُنُوف الخلق. اللیث: الطَّرَا یُكَثَّرُ به عَدَدُ الشی‌ء. یقال: هُمْ أَكْثَرُ من الطَّرَا و الثرَی، و قال بعضهم: الطَّرَا فی هذه الكلمة كلُّ شی‌ءٍ من الخَلْق لا یُحْصَی عَدَدُه و أَصنافُه، و فی أَحَدِ القَولَیْن كلُّ شی‌ءٍ علی وجه الأَرض مما لیس من جِبِلَّة الأَرض من التُّرابِ و الحَصْباءِ و نحوه فهو الطَّرَا. و شی‌ءٌ طَرِیٌّ أَی غَضٌّ بیِّنُ الطَّراوَةِ، و قال قطرب: طَرُوَ اللحْمُ و طَرِیَ و لَحْمٌ طَرِیٌّ، غیرُ مهموزٍ؛ عن ابن الأَعرابی. ابن سیدة: طَرُوَ الشی‌ءُ یَطْرُو و طَرِیَ طَراوَةً و طَراءً و طَراءَةً و طَراةً مثل حَصاةٍ، فهو طَرِیٌّ. و طَرَّاهُ: جعله طَرِیَّاً؛ أَنشد ثعلب: قُلْت لطاهِینا المُطَرِّی للْعَمَلْ: عَجِّلْ لَنا هذا و أَلْحِقْنا بِذَا الْ «1» بالشَّحْم إِنَّا قَدْ أَجِمْناهُ بَجَلْ و قد تقدم فی الهمز. و أَطْرَی الرجلَ: أَحسَن الثناء علیه. و أَطْرَی فلان فُلاناً إذا مَدَحَه بما لیس فیه؛ و منه‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تُطْرُونی كما أَطْرَتِ النصارَی المسِیحَ فإِنَّما أَنا عَبْدٌ و لكن قولوا عبدُ الله و رَسُولُه؛ و ذلك أَنَّهم مَدَحُوه بما لیس فیه فقالوا: هو ثالثُ ثَلاثةٍ و إنه ابنُ الله و ما أَشْبَهَهُ من شِرْكهم و كُفرِهِم. و أَطْرَی إذا زاد فی الثناء. و الإِطراءُ: مُجاوَزَةُ الحَدِّ فی المَدْحِ و الكَذِبُ فیه. و یقال: فلان مُطَرًّی فی نَفْسه أَی مُتَحَیِّرٌ. و الطَّرِیُّ: الغریبُ. و طَرَی إذا أَتَی، و طَرَی إذا مَضی، و طَرَی إذا تَجَدَّدَ، و طَرِیَ یَطْرَی إِذا أَقبَل، «2» و طَرِیَ یَطْرَی إذا مَرّ. أَبو عمرو: یقال رجلٌ طارِیٌّ و طُورانیٌّ و طُورِیٌّ و طُخْرورٌ و طُمْرورٌ أَی غریب، و یقال للغُربَاء الطُّرَّاءُ، و هم الذین یأتون من مَكانٍ بَعِیدٍ، و یقال: لكلِّ شی‌ءٍ أُطْرُوانِیَّةٌ یَعْنی الشَّبابَ. و طَرَّی الطِّیبَ: فَتَقَه بأَخْلاطٍ و خَلَّصه،
(1). قوله [بذا ال بالشحم] هكذا فی الأصول بإعادة الباء فی الشحم. (2). قوله [و طری یطری إذا أقبل] ضبطه فی القاموس كرَضِیَ، و فی التكملة و التهذیب كرَمَی.
لسان العرب، ج‌15، ص: 7
و كذلك طَرَّی الطعامَ. و المُطَرَّاةُ: ضربٌ من الطِّیب؛ قال أَبو منصور: یقال لِلأَلُوَّة مُطَرَّاةٌ إذا طُرِّیَتْ بطِیبٍ أَو عَنْبرٍ أَو غَیرِه، و طرَّیْتُ الثوب تَطْرِیَةً. أَبو زید: أَطْرَیْتُ العَسَل إِطْرَاءً و أَعْقَدْتُه و أَخْتَرْتُه سَواءٌ. و غِسْلَة مُطَرَّاةٌ أَی مُرَبَّاةٌ بالأَفاوِیه یُغْسَلُ بها الرأسُ أو الیَدُ، و كذلك العُودُ المُطَرَّی المُرَبَّی منه مثلُ المُطیَّرِ یُتَبَخَّرُ به. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّةِ: هو العُودُ «1» و المُطَرَّاةُ التی یُعْمَلُ علیها أَلوانُ الطیبِ غیرها كالعَنْبرِ و المِسْكِ و الكافور. و الإِطْرِیَةُ، بكسر الهمز مثل الهِبْرِیَةِ: ضربٌ من الطَّعامِ، و یقال له بالفارسیة لاخْشَهْ. قال شمر: الإِطْرِیَةُ شی‌ءٌ یُعْمَلُ مثل النَّشاسْتَجْ المُتَلَبِّقة؛ و قال اللیث: هو طَعامٌ یتَّخِذُه أَهلُ الشامِ لیسَ له واحدٌ، قال: و بعضهم یَكْسِرُ الهمزة فیقولُ إِطْرِیَة بوزن زِبْنِیةٍ، قال أَبو منصور: و كسرها هو الصواب و فتحُها لحنٌ عندَهُم؛ قال ابن سیدة: أَلِفُها واوٌ، و إِنما قَضَیْنا بذلك لوجود ط ر و و عدم ط ر ی، قال: و لا یُلْتَفَتُ إِلی ما تَقْلِبه الكسرة فإِنَّ ذلك غیرُ حُجَّة. و اطْرَوْرَی الرجل: اتَّخَمَ و انْتَفَخَ جَوْفُهُ. أَبو عمرو: إِذا انْتَفَخَ بَطنُ الرجلِ قیل اطْرَوْرَی اطْرِیرَاءً. و قال شمر: اطْرَوْرَی، بالطاءِ، لا أَدْرِی ما هو، قال: و هو عندی بالظاءِ؛ قال أَبو منصور: و قد روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه قال ظَرِیَ بطنُ الرجل إِذا لم یَتمالَكْ لِیناً؛ قال أَبو منصور: و الصواب اظْرَوْرَی، بالظاء، كما قال شمر. و الطِّریَّانُ: الطَّبَقُ. و قال ابن سیدة: الطِّرِیَّان الذی یُؤْكلُ علیه، قال: وقَع فی بعض نسخ كتاب یعقوب مخفَّفَ الراءِ مشَدَّد الیاء علی فِعِلَّان كالفِرِكَّانِ و العِرِفَّانِ، و وقع فی النسخ الجِیلِیَّة منه الطِّرِّیَانُ، مشدّد الراء مخفَّف الیاء. و‌فی الحدیث عن أَبی أُمامة قال: بَیْنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یأْكلُ قَدِیداً علی طِرِّیانٍ جالساً علی قدمیه؛ قال شمر: قال الفراء هو الطِّرِّیَانُ الذی تُسَمِّیه الناسُ الطِّرْیَانَ؛ قال ابن السكیت: هو الطِّرِیَّانُ الذی یُؤْكَلُ علیه، جاء به فی حروفٍ شُدِّدَتْ فیها الیاء مثل الباریِّ و البَخاتیِّ و السَّراریِّ.

طسی؛ ج15، ص: 7

: طَسَتْ نَفْسُه طَسْیاً و طَسِیَتْ: تَغَیَّرَتْ من أَكلِ الدَّسَمِ و عَرَضَ له ثِقَلٌ من ذلك و رأَیته مُتَكَرِّهاً لذلك، و هو أَیضاً بالهمزِ. و طَسا طَسْیاً: شرِبَ اللَّبَنَ حتی یُخَثِّرَهُ.

طشا؛ ج15، ص: 7

: تَطَشَّی المریضُ: بَرِئَ. و فی نوادِرِ الأَعراب: رجلٌ طِشَّةٌ، و تصغیره طُشَیَّة إِذا كان ضعِیفاً. و یقال: الطُّشَّة أُمُّ الصِّبْیانِ. و رجل مَطْشِیٌّ و مَطْشُوٌّ.

طعا؛ ج15، ص: 7

: حكی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: طَعَا إِذا تَباعَد. غیره: طَعَا إِذا ذَلَّ. أَبو عمرو: الطاعِی بمعنی الطائِعِ إِذا ذَلَّ. قال ابن الأَعرابی: الإِطْعاءُ: الطَّاعَةُ.

طغی؛ ج15، ص: 7

: الأَزهری: اللیث الطُّغْیانُ و الطُّغْوانُ لغةٌ فیه، و الطَّغْوَی بالفتح مثلُه، و الفِعْل طَغَوْت و طَغَیْت، و الاسم الطَّغْوَی. ابن سیدة: طَغَی یَطْغی طَغْیاً و یَطْغُو طُغْیاناً جاوَزَ القَدْرَ و ارتفع و غَلا فی الكُفْرِ. و‌فی حدیث وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْیاناً كطُغْیانِ المَالِ‌أَی یَحْمِل صاحِبَه علی التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلی ما لا یَحِلُّ له، و یَتَرَفَّع به علی مَنْ دُونَه، و لا یُعْطی حَقَّه بالعَمَلِ به كما یَفْعَلُ
(1). قوله: [هو العود أی العود الذی یتبخر به]. و روایة هذا الحدیث فی النهایة: أنه كانَ یستجمرُ بالأَلُوَّةِ غیرَ مُطَرَّاة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 8
رَبُّ المالِ. و كلُّ مجاوز حدَّه فی العِصْیانِ طَاغٍ. ابنَ سیدة: طَغَوْتُ أَطْغُو و أَطْغَی طُغُوّاً كَطَغَیْت، و طَغْوَی فَعْلی منهما. و قال الفراء منهما فی قوله تعالی: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوٰاهٰا، قال: أَراد بطُغْیانِها، و هما مصدَران إِلَّا أَنَّ الطَّغْوَی أَشكل برُؤُوس الآیات فاخْتیر لذلك أَ لا تراه قال: وَ آخِرُ دَعْوٰاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ معناهُ و آخِرُ دُعائِهِمْ. و قال الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها طَغْیاهَا، و فَعْلی إِذا كانت من ذواتِ الیاءِ أُبْدِلَتْ فی الاسم واواً لیُفْصَل بین الاسم و الصِّفَةِ، تقول هی التَّقْوَی، و إِنما هی من تَقَیْتُ، و هی البَقْوَی من بَقیت. و قالوا: امرأَةٌ خَزْیا لأَنه صِفَة. و فی التنزیل العزیز: وَ نَذَرُهُمْ فِی طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ. و طَغِیَ یَطْغَی مِثْلُه. و أَطْغاهُ المالُ أَی جَعَلَه طاغِیاً. و قوله عز و جل: فَأَمّٰا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطّٰاغِیَةِ؛ قال الزجاجُ: الطَّاغِیَةُ طُغْیانُهُم اسم كالعاقِبَةِ و العافِیَة. و‌قال قَتادة: بَعَثَ اللهُ علیهم صیحةً، و قیل: أُهْلِكُوا بِالطّٰاغِیَةِ أَی بصیحة العذابِ، و قیل أُهْلِكوا بِالطّٰاغِیَةِ أَی بطُغْیانهم. و قال أَبو بكر: الطَّغْیَا البغی و الكُفْرُ؛ و أَنشد: و إِنْ رَكِبوا طَغْیاهُمُ و ضلالَهُم، فلیس عذابُ اللهِ عنهم بِلابِثِ و قال تعالی: وَ یَمُدُّهُمْ فِی طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ. و طَغَی الماءُ و البحر: ارتَفَع و علا علی كلِّ شی‌ءٍ فاخْتَرَقَه. و فی التنزیل العزیز: إِنّٰا لَمّٰا طَغَی الْمٰاءُ حَمَلْنٰاكُمْ فِی الْجٰارِیَةِ. و طَغَی البحرُ: هاجَتْ أمواجُه. و طَغَی الدم: تَبَیَّغَ. و طَغَی السَّیْلُ إِذا جاءَ بماءٍ كثیرٍ. و كلُّ شی‌ءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَی كما طَغَی الماءُ علی قومِ نوحٍ، و كما طَغَتِ الصیحةُ علی ثمودَ. و تقول: سمعتُ طَغْیَ فلانٍ أَی صَوْتَه، هُذَلِیَّة، و فی النوادِرِ: سمعتُ طَغْیَ القومِ و طَهْیَهم و وَغْیَهم أَی صَوْتَهم. و طَغَتِ البقرةُ تَطْغَی: صاحَتْ. ابن الأَعرابی: یقالُ للبقرة الخائرَةُ و الطَّغْیَا، و قال المُفَضَّل: طُغْیَا، و فتَحَ الأَصْمَعِیُّ طاء طَغْیَا. و قال ابن الأَنْبارِی: قال أَبو العباس طَغْیَا، مقصورٌ غیر مصروفة، و هی بقرةُ الوَحْشِ الصغیرةُ. و یحكی عن الأَصْمعی أَنه قال: طُغْیَا، فَضَمَّ. و طَغْیَا: اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، و قیل للصَّغیرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً؛ قال أُمَیَّةُ بنُ أَبی عائذٍ الهُذَلی: و إِلَّا النَّعامَ و حَفَّانَهُ، و طَغْیَا مع اللَّهَقِ الناشِطِ قال الأَصمعی: طُغْیَا بالضم، و قال ثعلب: طَغْیَا بالفتح، و هو الصغیرُ من بقر الوحشِ؛ قال ابن بری: قول الأَصمعی هو الصحیح، و قول ثعلب غلط لأَن فَعْلی إِذا كانت اسماً یجبُ قلب یائها واواً نحو شَرْوَی و تَقْوَی، و هما من شَرَیْتُ و تَقَیْت، فكذلك یجب فی طَغْیا أَن یكون طَغْوَی، قال: و لا یلزم ذلك فی قول الأَصمعی لأَن فُعْلی إِذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو فیها یاءً نحو الدنیا و العُلْیا، و هُما من دَنَوْتُ و عَلَوْت. و الطَّاغِیَة: الصاعِقةُ. و الطَّغْیَةُ: المُسْتَصْعَبُ العالی من الجبل، و قیل: أَعْلی الجبل، قال ساعِدة بن جُؤیَّة: صَبَّ اللَّهِیفُ لها السُّبُوبَ بطَغْیةٍ تُنبی العُقابَ، كما یُلَطُّ المِجْنَبُ قوله: تُنْبی أَی تَدْفَع لأَنه لا یَثْبُت علیها مَخالِبُها لمَلاسَتِها، و كلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوَةٌ، و قیل:
لسان العرب، ج‌15، ص: 9
الطَّغْیَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ؛ و قال أَبو زید: الطَّغْیةُ من كلِّ شی‌ء نُبْذَةٌ منه، و أَنشد بیتَ سَاعدةَ أَیضًا یصف مُشْتارَ العسل؛ قال ابن بری: و اللَّهِیفُ المكروبُ، و السُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل، و الطَّغْیةُ الناحیة من الجبلِ، و یُلَطُّ یُكَبُّ، و المِجْنَبُ التُّرْس أَی هذه الطَّغْیة كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ. و قال ابن الأَعرابی: قیل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من الخَیْل؟ قالت: طَغْیٌ عند مَنْ كانت و لا توجدُ؛ فإِما أَن تكون أَرادت الطُّغْیَانَ أَی أَنها تُطْغی صاحبَها، و إِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ، و لم یُفَسِّره ابنُ الأَعْرابی. و الطاغوتُ، یقعُ علی الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث: وزْنُه فَعَلُوتٌ إنما هو طَغَیُوتٌ، قُدِّمتِ الیاءُ قبل الغَیْن، و هی مفتوحة و قبلها فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً. و طاغُوتٌ، و إِن جاء علی وزن لاهُوتٍ فهو مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَی، و لاهُوت غیر مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة الرَّغَبُوت و الرَّهَبُوتِ، و أَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَیُوت علی فَعَلُوتٍ، ثم قُدِّمَتِ الیاءُ قبل الغینِ مُحافَظَة علی بَقائِها فَصار طَیَغُوت، و وَزْنُه فَلَعُوت، ثم قُلِبت الیاء أَلفاً لتَحَرُّكها و انفتاح ما قبلها فصار طاغُوت. و قوله تعالی: یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ؛ قال اللیث: الطاغُوت تاؤها زائدةٌ و هی مُشْتَقَّةٌ من طَغَی، و قال أَبو إِسحاق: كلُّ معبودٍ من دون الله عز و جلّ جِبْتٌ و طاغُوتٌ، و قیل: الجِبْتُ و الطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ و الشَّیاطینُ، و‌قیل فی بعض التفسیر: الجِبْتُ و الطَّاغُوت حُیَیُّ بن أَخْطَبَ و كعبُ بنُ الأَشْرفِ الیَهودِیّانِ؛ قال الأَزهری: و هذا غیرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد أَطاعُوهما من دون الله. و‌قال الشَّعبیُّ و عطاءٌ و مجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ، و الطاغوتُ: الشیطان: و الكاهِنُ و كلُّ رأْسٍ فی الضَّلال، قد یكون واحداً؛ قال تعالی: یُرِیدُونَ أَنْ یَتَحٰاكَمُوا إِلَی الطّٰاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ یَكْفُرُوا بِهِ؛ و قد یكون جَمْعاً؛ قال تعالی: وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیٰاؤُهُمُ الطّٰاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ؛ فَجَمَع؛ قال اللیث: إِنما أَخبر عن الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ علی حدّ قوله تعالی: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلیٰ عَوْرٰاتِ النِّسٰاءِ؛ و قال الكسائی: الطاغوتُ واحدٌ و جِماعٌ؛ و قال ابن السكیت: هو مثل الفُلْكِ یُذَكَّرُ و یؤنَّث؛ قال تعالی: وَ الَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطّٰاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوهٰا؛ و قال الأَخفش: الطاغوتُ یكونُ للأَصْنامِ، و الطاغوتُ یكون من الجِنِّ و الإِنس، و قال شمر: الطاغوت یكون من الأَصنام و یكون من الشیاطین؛ ابن الأَعرابی: الجِبْتُ رَئیس الیَهود و الطاغوتُ رئیس النصارَی؛ و‌قال ابن عباس: الطَّاغُوتُ كعبُ بنُ الأَشْرفِ، و الجِبْتُ حُیَیُّ بن أَخْطَبَ، و جمعُ الطاغوتِ طَواغِیتُ. و‌فی الحدیث: لا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ و لا بالطَّواغِی، و فی الآخر: و لا بالطَّواغِیتِ، فالطَّوَاغِی جمع طاغِیَةٍ، و هی ما كانوا یَعْبُدونه من الأَصْنامِ و غَیْرِها؛ و منه: هذه طَاغِیَةُ دَوْسٍ و خَثْعَمَ أَی صَنَمُهم و مَعْبودُهم، قال: و یجوز أَن یكون أَراد بالطَّواغِی من طَغَی فی الكُفرِ و جاوَزَ الحَدَّ، و هم عُظَماؤهم و كُبَراؤهم، قال: و أَما الطَّواغِیتُ فجمع طاغوت و هو الشیطانُ أَو ما یُزَیّن لهم أَن یَعْبُدوا من الأَصْنامِ. و یقال: للصَّنَم: طاغوتٌ. و الطاغِیةُ: مَلِكُ الرُّومِ. اللیث: الطاغِیةُ الجَبَّارُ العَنیدُ. ابن شمیل: الطاغِیةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ. و قال شمر: الطَّاغِیَة الذی لا یُبالی ما أَتی یأْكلُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 10
الناسَ و یَقْهَرُهم، لا یَثْنِیه تَحَرُّجٌ و لا فَرَقٌ.

طفا؛ ج15، ص: 10

: طَفَا الشی‌ءُ فَوْقَ الماء یَطْفُو طَفْواً و طُفُوّاً: ظَهَرَ و عَلا و لمْ یَرْسُبْ. و‌فی الحدیث: أَنه ذكرَ الدَّجَّالَ فقال كأَنَّ عَیْنَه عِنَبَةٌ طافِیَةٌ؛ و سئل أَبو العباس عن تفسیره فقال: الطَّافِیَة من العِنَبِ الحَبَّةُ التی قد خرجت عن حدّ نِبْتَةِ أَخَواتِها من الحَبِّ فَنَتَأَتْ و ظَهَرَتْ و ارْتَفَعَتْ، و قیل: أَراد به الحَبَّةَ الطافیةَ علی وجهِ الماءِ، شبَّه عینه بها، و منه الطَّافِی من السَّمَك لأَنه یَعْلُو و یَظْهَرُ علی رأْسِ الماءِ. و طَفَا الثَّورُ الوَحْشِیُّ علی الأَكَمِ و الرِّمالِ؛ قال العَجَّاج: إِذا تَلَقَّتْهُ الدِّهاسُ خَطْرَفا، و إنْ تَلَقَّتْه العَقَاقِیلُ طَفَا و مَرَّ الظَّبْیُ یَطْفُو إِذا خَفَّ علی الأَرض و اشْتَدَّ عَدْوُه. و الطُّفَاوَة: ما طَفا من زَبَد القِدْر و دَسَمها. و الطُّفَاوَة، بالضم: دارَةُ الشمسِ و القمرِ. الفراء: الطُّفَاوِیُّ مأْخوذٌ من الطُّفاوَةِ، و هی الدَّارَةُ حولَ الشمسِ؛ و قال أَبو حاتم: الطُّفَاوَة الدَّارَةُ التی حولَ القمرِ، و كذلك طُفَاوَةُ القِدْرِ ما طَفا علیها من الدَّسَمِ؛ قال العجاج: طُفاوَةُ الأُثْرِ كَحَمِّ الجُمَّلِ و الجُمَّل: الذینَ یُذِیبُون الشَّحْمَ: و الطَّفْوَةُ: النَّبْتُ الرقیقُ. و یقال: أَصَبْنَا طُفَاوةً من الرَّبِیعِ أَی شیئاً منه. و الطُّفاوةُ: حَیٌّ من قَیْسِ عَیْلانَ. و الطَّافِی: فرسُ عَمْرو بنِ شَیْبانَ. و الطُّفْیَةُ: خُوصَةُ المُقْلِ، و الجَمْع طُفْیٌ؛ قال أَبو ذؤیب: لِمَنْ طَلَلٌ بالمنْتَضی غَیرُ حائِلِ، عَفَا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ وَ وابِلِ؟ عَفَا غَیْرَ نُؤْیِ الدارِ ما إِنْ تُبِینُهُ، و أَقْطاعِ طُفْیٍ قَدْ عَفَتْ فی المَعاقِلِ المَناقِلُ: جَمْعُ مَنْقَلٍ و هو الطَّریقُ فی الجَبَل، و یروی: … فی المَنازِل، و یروی … فی المَعاقِلِ، و هو كذا فی شعره.و ذو الطُّفْیَتَیْنِ: حَیَّة لها خَطَّان أَسْودان یُشَبَّهانِ بالخُوصَتَیْن، و قد أَمر النبِیُّ، صلی الله علیه و سلم، بقَتْلِها.و‌فی الحدیث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْیَتَیْن و الأَبْتَرَ، و قیل: ذو الطُّفْیَتَیْن الذی له خَطَّانِ أَسْوَدان علی ظَهرِه. و الطُّفْیَةُ: حَیَّةٌ لَیِّنَة خَبیثَة قَصِیرة الذَّنَب یقال لها الأَبْتَرُ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: اقْتُلُوا الجانَّ ذا الطُّفْیَتَیْن و الأَبْتَرَ؛ قال الأَصمعی: أُراه شَبَّه الخَطَّیْن اللَّذَیْنِ علی ظَهْرِهِ بخُوصَتَیْن من خُوصِ المُقْلِ، و هما الطُّفْیَتَانِ، و رُبَّما قیل لِهَذِه الحَیَّةِ طُفْیَةٌ علی معنی ذات طُفْیَة؛ قال الشاعر: و هُمْ یُذِلُّونَها من بَعْدِ عِزَّتِها، كما تَذِلُّ الطُّفَی مِنْ رُقْیَةِ الراقی أَی ذَواتُ الطُّفَی، و قد یُسَمَّی الشیُّ باسم ما یُجاوِرُه. و حكی ابن بری: أَن أَبا عُبَیدة قال خَطَّانِ أَسْودَانِ، و أَنّ ابن حَمْزَة قال أَصْفَرانِ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: عَبْدٌ إِذا ما رَسَبَ القَوْمُ طَفَا قال: طَفَا أَی نزَا بِجَهْلِهِ إِذا تَرَزَّنَ الحَلِیمُ.

طلی؛ ج15، ص: 10

: طَلی الشی‌ءَ بالهِنَاءِ و غَیرِهِ طَلْیاً: لَطَخَه، و قد جاء فی الشِّعْرِ طَلَیْته إِیَّاه؛ قال مِسْكینٌ الدَّارِمی: كأَنّ المُوقِدِینَ بها جِمالٌ، طَلاهَا الزَّیْتَ و القَطِرانَ طالِ
لسان العرب، ج‌15، ص: 11
و طَلَّاهُ: كطَلاه؛ قال أَبو ذؤیب: و سِرْبٍ یُطَلَّی بالعَبِیرِ، كأَنَّه دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِیح و قد اطَّلی به و تَطَلَّی؛ و روی بیت أَبی ذؤیب: و سِرْبٍ تَطَلَّی بالعَبیرِ و الطِّلاءُ: الهِناءُ. و الطِّلاءُ: القَطِرانُ و كلُّ ما طَلَیت به. و طَلَیْتُه بالدُّهْنِ و غیرِه طَلْیاً، و تَطَلَّیْت به و اطَّلیْتُ به علی افْتَعَلْت. و الطِّلاءُ: الشَّرابُ، شُبِّهَ بطِلاءِ الإِبل و هو الهِناءُ. و الطِّلاءُ: ما طُبخَ من عَصیر العِنَبِ حتی ذهَبَ ثُلُثاه، و تُسَمِّیه العَجَمُ المَیْبَخْتَج، و بعضُ العرب یسَمِّی الخَمْرَ الطِّلاء؛ یریدُ بذلك تحسین اسْمِها إِلا أَنها الطِّلاءُ بعَیْنها؛ قال عبید بنُ الأَبْرصْ للمُنْذِرِ حین أَراد قتلَه: هی الخَمْرُ یكنُونَها بالطِّلا، كما الذِّئبُ یُكْنَی أَبا جَعْدَهْ و استشهد به ابن سیدة علی الطلاءِ خاثِرِ المنَصَّف یُشبه به، و ضربه عبید مَثَلًا أَی تُظهِرُ لی الإِكْرامَ و أَنتَ تُرِیدُ قَتْلی، كما أَنَّ الذئبَ و إِن كانت كُنْیَتُه حَسَنَةً فإِنَّ عملَه لیس بحَسَنٍ، و كذلك الخمرُ و إِن سمیت طِلاءً و حسُنَ اسمُها فإِن عَمَلَها قبیح؛ و روی ابن قُتَیْبة بیتَ عبید: هی الخَمْر تُكْنَی الطِّلا، و عَرُوضُه، علی هذا، تنقص جزءاً، فإِذاً هذه الروایة خطأٌ؛ و قال ابن بری: و قالوا هی الخَمْرُ؛ و قال أَبو حنیفة أَحمد بن داود الدِّینَوَرِی: هكذا یُنْشد هذا البیت علی مَرِّ الزمان و نصفُه الأَول ینقص جزءاً. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه: أَنه كان یرزُقُهمُ الطِّلاءَ؛ قال ابن الأَثیر: هو، بالكسر و المدّ، الشرابُ المطبوخُ من عَصیر العنَبِ، قال: و هو الرُّبُّ، و أَصله القَطِرانُ الخاثِرُ الذی تُطْلی به الإِبل؛ و منه‌الحدیث: إِنّ أَوَّلَ ما یُكْفَأُ الإِسلامُ كما یُكفَأُ الإِناءُ فی شرابٍ یقالُ له الطِّلاءُ؛ قال هذا نحو‌الحدیث الآخر: سیَشْرَبُ ناسٌ من أُمَّتی الخَمْرَ یُسَمُّونها بغیر اسمها؛ یریدُ أَنهم یَشْرَبون النَّبیذَ المُسكرَ المطبوخَ و یسمونه طِلاءً تَحرُّجاً من أَن یسموه خمراً، فأَما الذی فی حدیث علیٍّ، رضی الله عنه، فلیس من الخمر فی شی‌ء و و ناقة طَلْیَاءُ، ممدودٌ: مَطْلِیَّة. و الطُّلْیَة: صوفة تُطْلی بها الإِبل. و یقال: فلان ما یُساوی طُلْیَة، و هی الصوفة التی تُطْلی بها الجَرْبی، و هی الرِّبْذةُ أَیضاً؛ قاله ابن الأَعرابی، و قال أَبو طالب: ما یُساوی طُلْیَةً أَی الخَیطَ الذی یُشَدُّ فی رِجلِ الجَدْی ما دام صغیراً، و قیل: الطُّلْیَةُ خِرْقة العارك، و قیل: هی الثَّمْلَةُ التی یُهنَأُ بها الجَربُ. قال ابن بری: و قول العامة لا یُساوی طُلیَةً غَلَط إِنما هو طِلْوة، و الطِّلْوَةُ قطعَة حَبْلٍ. و الطَّلَی: المَطْلِیُّ بالقَطِران. و طَلَیْتُ البَعیرَ أَطْلِیه طَلْیاً، و الطِّلاءُ الاسم. و الطَّلِیُّ: الصغیر من أَولادِ الغَنم، و إنما سمی طَلِیّاً لأَنه یُطْلی أَی تُشَدّ رجله بخیطٍ إلی وَتِدٍ أَیاماً، و اسمُ ما یُشَّدُ به الطَّلْی. و الطِّلاءُ: الحبلُ الذی یُشَدَّ به رِجْلُ الطَّلی إلی وتد. و طَلَوْتُ الطَّلَی: حَبَسْته. و الطِّلْوُ و الطِّلْوَة: الخَیْط الذی یُشَدُّ به رجل الطَّلی إلی الوتِدِ. و الطَّلْیُ و الطُّلْیَة و الطِّلْیَة؛ قال اللحیانی: هو الخَیْطُ الذی یُشَدّ فی رِجْل الجَدْی ما دام صغیراً، فإذا كَبِرَ رُبِقَ و الرَّبْقُ فی العُنُق. و قد طَلَیْت الطَّلی أَی شَدَدْتُه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 12
و حكی ابن بری عن ابن دُرَیْد قال: الطِّلْوُ و الطَّلَی بمعنًی. و الطِّلْوَة: قِطعة خَیْطٍ. و قال ابن حَمْزة: الطَّلِیُّ المَرْبوطُ فی طُلْیَتِه لا فی رِجْلَیْه. و الطُّلْیَة: صَفْحَة العُنُقِ، و یقال الطُّلاةُ أَیضاً؛ قال: و یُقَوِّی أَن الطَّلِیَّ المربوطُ فی عُنُقه قول ابن السكیت: رَبَقَ البَهْمَ یَرْبُقُها إذا جَعَلَ رُؤوسَها فی عُرَی حَبْلٍ. و یقال: اطْلِ سَخْلَتَك أَی ارْبُقها. و قال الأَصمعی: الطَّلِیُّ و الطَّلَی و الطَّلْوُ بمعنیً. و الطُّلْیَة أَیضاً: خِرْقة العرِك، و قد طَلَیْته. قال الفارسی: الطَّلِیُّ صفةٌ غالبةٌ كسَّروه تكسیر الأَسماء فقالوا طُلْیانٌ، كقولهم للجَدْولَ سَریٌّ و سُرْیانٌ. و یقال: طَلوتُ الطَّلَی و طَلَیْته إذا رَبَطْته برِجْله و حَبَسْته. و طَلَیْتُ الشی‌ءَ: حَبَسْته، فهو طَلِیٌّ و مَطْلِیٌّ. و طَلَیْت الرجُلَ طَلْیاً فهو طَلِیٌّ و مَطلِیٌّ: حَبَسْته. و الطَّلَی و الطَّلَیَانُ و الطَّلَوَانُ: بیاضٌ یعلُو اللِّسانَ من مَرَض أَو عطش؛ قال: لقَدْ تَرَكَتْنی ناقَتی بتَنُوفَةٍ، لِسانیَ مَعْقُولٌ من الطَّلَیَانِ و الطَّلِیُّ و الطِّلْیانُ: القَلَح فی الأَسْنانِ، و قد طَلِیَ فُوه فهو یَطْلَی طَلًی، و الكلمة واویة و یائیّة. و بأَسْنانِه طَلِیٌّ و طِلْیَانٌ، مثلُ صبیٍّ و صِبْیانٍ، أَی قَلَحٌ. و قد طَلِیَ فَمه، بالكسر، یَطْلَی طَلًی إذا یَبِسَ رِیقُه من العَطَشِ. و الطُّلاوَةُ: الرِّیقُ الذی یَجِفُّ علی الأَسْنانِ من الجُوع، و هو الطَّلَوَانُ. الكلابی: الطِّلْیانُ لیس بالفَتْح، یقال: طَلِیَ فَمُ الإِنسانِ إِذا عَطِشَ و بقِیَتْ رِیقة ثَقِیلَةٌ فی فَمِه، و ربما قیل كان الطَّلَی من جَهْدٍ یُصیبُ الإِنسانَ من غیر عَطَشٍ، و طَلِیَ لسانُه إِذا ثقُلَ، مأْخوذٌ من طَلَی البَهْمَ إِذا أَوْثقَه. و الطَّلَا و الطُّلاوَةُ و الطِّلاوة و الطَّلَوان و الطُّلْوانُ: الرِّیقُ یَتَخَثَّر و یَعْصِبُ بالفَمِ من عطشٍ أَو مَرَضٍ، و قیل: الطُّلْوَانُ، بضم الطاء، الرِّیقُ یَجِفُّ علی الأَسنان، لا جَمْع له؛ و قال اللحیانی: فی فَمِه طُلاوَةٌ أَی بَقِیَّةٌ من طَعامٍ. و طَلاوة الكلإِ: القلیل منه. و الطُّلایَة و الطُّلاوَة: دُوایة اللَّبَن. و الطُّلاوة: الجِلْدَة الرَّقِیقَة فَوْقَ اللبنِ أَو الدمِ. و الطُّلاوَة: ما یُطْلی به الشی‌ءُ، و قیاسُه طُلایَة لأَنه من طَلَیْت، فدَخَلَت الواو هنا علی الیاء كما حكاه الأَحْمَر عن العَرَب من قولهم إنَّ عندك لأَشاوِیَّ. و الطَّلَی: الصغیرُ من كلِّ شی‌ءٍ، و قیل: الطَّلَی هو الولد الصغیرُ من كلِّ شی‌ءٍ؛ و شبه العجَّاج رَمادَ المَوْقِد بَینَ الأَثافی بالطَّلَی بین أُمَّهاتِه فقال: طَلَی الرّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّلِیُّ أَرادَ: اسْتُرْئِمَهُ؛ قال أَبو الهیثم: هذا مَثَل جعَل الرَّمادَ كالولد لثلاثةِ أَیْنُقٍ، و هی الأَثافی عَطَفْنَ علیه؛ یقول: كأَنَّما الرَّمادُ ولدٌ صغیرٌ عَطَفَتْ علیه ثلاثة أَیْنُقٍ. الجوهری: الطَّلا الولد من ذواتِ الظِّلْفِ و الخُفِّ، و الجمعُ أَطلاءٌ؛ و أَنشد الأَصمعی لزهیر: بها العِینُ و الآرامُ یَمْشِینَ خِلْفَةً، و أَطْلاؤُها یَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ ابن سیدة: و الطَّلْوُ و الطَّلا الصغیرُ من كلِّ شی‌ءٍ، و قیل: الطَّلا ولَدُ الظَّبْیة ساعة تَضَعهُ، و جمعه طِلْوَانٌ، و هو طَلًا ثم خِشْفٌ، و قیل: الطَّلا من أَولادِ الناسِ و البَهائمِ و الوَحْشِ من حینِ یولدُ إِلی أَن یَتَشدّدَ. و امرأَة مُطْلِیَةٌ: ذاتُ طَلًی. و‌فی حدیثه، صلی الله علیه و سلم: لو لا ما یَأْتِینَ
لسان العرب، ج‌15، ص: 13
لأَزواجِهِنَّ دَخلَ مُطْلِیاتُهُنّ الجنة، و الجمع أَطلاءٌ و طُلِیٌّ و طُلْیانٌ و طِلْیانٌ؛ و استعار بعض الرُّجَّاز الأَطْلاء لفَسیلِ النخل فقال: دُهْما كأَنَّ اللیلَ فی زُهائِها، لا تَرْهَبُ الذِّئبَ علی أَطْلائِها یقول: إِن أَولادَها إنما هی فَسِیلٌ، فهی لا تَرْهَب الذئب، لذلك فإن الذِّئاب لا تأكلُ الفَسیلَ. الفراء: اطْلُ طَلِیَّكَ، و الجمع الطُّلْیانُ، و طَلَوْته، و هو الطَّلا، مقصورٌ، یعنی ارْبطْه برِجلِه. و الطِّلَی: اللَّذَّةُ؛ قال أَبو صَخْر الهذلی: كما تُثَنِّی حُمَیّا الكأْسِ شارِبَها، لم یَقْضِ منها طِلاهُ بعد إِنْفادِ و قضی ابن سیدة علی الطِّلَی اللذَّة بالیاءِ، و إِنْ لم یُشْتَقَّ كما قال لكثرة ط ل ی و قلة ط ل و. و تَطَلَّی فلانٌ إِذا لَزِمَ اللَّهْوَ و الطَّرَبَ. و یقال: قَضَی فلانٌ طَلاهُ من حاجتِه أَی هواه. و الطُّلاةُ: هی العُنُق، و الجمع طُلیً مِثلُ تُقاةٍ و تُقیً، و بعضهم یقول طُلْوةٌ و طُلیً. و الطُّلَی: الأَعْناق، و قیل: هی أُصُولُ الأَعناقِ، و قیل: هی ما عَرُضَ من أَسفل الخُشَشاءِ، واحدتُها طُلْیَة. غیره: الطُّلَی جمع طُلْیَةٍ، و هی صَفْحة العُنُق. و قال سیبویه: قال أَبو الخطاب طُلاةٌ و هو من باب رُطَبَة و رُطَبٍ لا من باب تَمْرَةٍ و تَمْرٍ، فافهم؛ و أنشد غیرُه قولَ الأَعْشی: متی تُسْقَ من أَنْیابِها بعد هَجْعةٍ من اللیلِ شِرْباً، حین مالت طُلاتُها قال سیبویه: و لا نَظیرَ له إلا حَرْفان: حُكاةٌ و حُكیً، و هو ضَرْبٌ من العَظاء، و قیل: هی دابة تُشْبه العظاء،، و مُهاةٌ و مُهیً، و هو ماءُ الفحل فی رَحِم الناقةِ، و احتج الأَصمعی علی قوله واحدتُها طُلْیَة بقول ذی الرمة: أَضَلَّه راعِیا كَلْبِیَّةٍ صَدَرا عن مُطْلِبِ، و طُلی الأَعْناقِ تضْطَرِبُ قال ابن بری: و هذا لیس فیه حجة لأَنه یجوز أن یكون جمعَ طَلاةٍ كمَهاةٍ و مَهیً. و أَطْلَی الرجلُ و البعیرُ إطْلاءً، فهو مُطْلٍ: و ذلك إذا مالت عُنُقُه للموت أَو لغیره؛ قال: و سائلةٍ تُسائلُ عن أَبیها، فقلت لها: وَقَعْتِ علی الخَبیرِ تَرَكْتُ أَباكِ قد أَطْلَی، و مالت علیه القَشْعَمان مِن النُّسورِ و یروی: مثالَ الثُّعْلُبان … و‌فی الحدیث: ما أَطْلَی نَبیٌّ قَطُّ‌أَی ما مالَ إلی هواهُ، و أَصله من مَیل الطُّلا، و هی الأَعْناقُ، إلی أَحدِ الشِّقَّیْنِ، و الطُّلْوَة: لغةٌ فی الطُّلْیَة التی هی عَرْضُ العُنُق. و الطُّلْیَة: بیاضُ الصُّبْحِ و النُّوَّار. و رجل طَلیً، مقصورٌ إذا كان شدید المَرَضِ مثل عَمیً، لا یُثَنَّی و لا یُجْمَع، و ربما قیل رَجُلانِ طَلَیَان و عَمَیان و رِجالٌ أَطْلاءٌ و أَعْماءٌ؛ قال الشاعر: أ فاطِمَ، فاسْتَحْیی طَلًی و تَحَرَّجِی مُصاباً، متی یَلْجَجْ به الشَّرُّ یَلْجَجِ ابن السكیت: طَلَّیْتُ فلاناً تَطلِیَةً إذا مَرَّضْته و قمت فی مَرَضِه علیه. و الطُّلَّاءُ مثال المُكَّاء: الدَّمُ؛ یقال: تَرَكْته یَتَشَحَّط فی طُلَّائِه أَی یضطرِب فی دَمِه مقتولًا، و قال أَبو سعید: الطُّلَّاءُ شی‌ءٌ یَخْرُجُ بعد شُؤْبُوبِ الدَّمِ یُخالِفُ لَونَ الدَّمِ، و ذلك عند خروج
لسان العرب، ج‌15، ص: 14
النَّفْسِ من الذَّبیحِ و هو الدَّم الذی یُطْلی به. و قال ابن بزرج: یقال هو أَبغضُ إِلیَّ من الطَّلِیَّا و المُهْلِ، و زَعم أَن الطَّلِیَّا قُرْحة تَخْرُج فی جَنْبِ الإِنسان شَبِیهَة بالقُوبَاء، فیقال للرجل إنما هی قُوبَاء و لیستْ بطَلِیَّا، یُهَوّنُ بذلك علیه، و قیل: الطَّلِیَّا الجَرَب. قال أَبو منصور: و أَما الطَّلْیاءُ فهی الثَّمَلة، ممدودة. و قال ابن السكیت فی قولهم هو أَهْون علیه من طَلْیة: هی الرِّبذَة و هی الثَّمَلة؛ قاله بفتح الطاء. أبو سعید: أَمْرٌ مَطْلِیٌّ أَی مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قد طُلِیَ بما لبَّسَه؛ و أَنشد ابن السكیت: شامِذاً، تَتَّقِی المُبِسَّ علی المُرْیَةِ، كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذی الطُّلَّاءِ قال: الطُّلَّاءُ الدَّمُ فی هذا البیت، قال: و هؤلاء قوم یریدون تسكِین حَرْبٍ «2» و هی تَسْتَعْصِی علیهم و تَزْبِنُهُم لما هُریقَ فیها منَ الدِّماءِ، و أَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص. و الطَّلَی: الشَّخْصُ، یقال: إِنه لَجَمِیلُ الطَّلَی؛ و أَنشد أَبو عمرو: و خَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبیِّ جَلَوْتُه، جَمِیلِ الطَّلَی، مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ ابن سیدة: الطَّلاوَة و الطُّلاوَة الحُسْنُ و البَهْجَةُ و القَبولُ فی النَّامی و غیر النامی، و حدیثٌ علیه طُلاوَةٌ «3» و علی كلامِهِ طُلاوةٌ علی المَثَل، و یجوز طَلاوةٌ. و یقال: ما علی وجْهه حَلاوةٌ و لا طَلاوةٌ، و ما علیه طُلاوةٌ، و الضم اللغةُ الجیِّدة، و هو الأَفْصَح. و قال ابن الأَعرابی: ما علی كلامه طَلاوةٌ و حَلاوة، بالفتح، قال: و لا أَقول طُلاوة بالضم إِلا للشی‌ءِ یُطْلی به، و قال أَبو عمرو: طَلاوة و طُلاوة و طِلاوة. و‌فی قِصَّة الوَلِید بن المُغِیرة: إِنَّ له لحَلاوةً و إِنَّ علیه لَطُلاوَةً‌أَی رَوْنَقاً و حُسْناً، قال: و قد تفتح الطَّاءُ. و الطُّلاوَة: السِّحْر «4» ابن الأَعرابی: طلّی إِذا شتَم شَتْماً قَبیحاً و الطِّلاءُ: الشَّتْمُ. و طَلَّیْتُه أَی شَتَمْته. أَبو عمرو: و لیلٌ طالٍ أَی مُظْلِمٌ كأَنه طَلی الشُّخُوصَ فَغَطَّاها؛ قال ابن مقبل: أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِینَة، بَعْدَ ما طَلی اللَّیْلُ أَذْنابَ النِّجادِ، فأَظْلَمَا أَی غَشَّاها كما یُطْلی البَعِیرُ بالقَطِرانِ. و المِطلاءُ: مَسِیلٌ ضَیِّقٌ من الأَرض، یُمَدُّ و یُقْصَر، و قیل: هی أَرضٌ سَهْلةٌ لیِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاهَ؛ و قد وَهِمَ أَبو حنیفة حین أَنشد بیت هِمْیان: و رُغُلَ المِطْلَی به لَواهِجا و ذلك أَنه قال: المِطْلاءِ ممدود لا غیر، و إِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة، و لیس هِمْیانُ وحْدَه قَصَرَها. قال الفارسیُّ: إِن أَبا زیاد الكِلابیَّ ذكر دَارَ أَبی بَكْرِ بن كلاب فقال تَصُبُّ فی مَذانِبَ و نَواصِرَ، و هی مِطْلیً؛ كذلك قالها بالقَصْر. أَبو عبید: المَطالِی الأَرض السَّهْلة اللَّیِّنَة تُنْبِتُ العِضاهَ، واحدَتُها مِطْلاء علی وزن مِفْعال. و یقال: المَطَالِی المَواضِعُ التی تَغْذُو فیها الوَحْش أَطلاءَها. و حكی ابن بری عن علیّ بن حَمْزَة: المَطالی رَوْضاتٌ، واحدها مِطْلًی، بالقَصْر لا غیرُ، و أَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض من الأَرض و اتَّسَعَ فَیُمَدُّ و یُقْصَرُ، و القَصْرُ فیه أَكثر، و جمعهُ مَطالٍ؛ قال زَبَّانُ بنُ سَیّارٍ الفزاری:
(2). قوله [یریدون تسكین حرب إلخ] تقدم لنا فی مادة شمذ: قال أبو زبید یصف حرباء، و الصواب یصف حرباً. (3). قوله [طلاوة] هی مثلثة كما فی القاموس. (4). قوله [و الطلاوة السحر] فی القاموس أنه مثلث.
لسان العرب، ج‌15، ص: 15
رَحَلْتُ إِلیكَ من جَنَفاءِ، حَتَّی أَنَخْتُ فِناءَ بَیْتِك بالمَطَالِی و قال ابن السیرافی: الواحدة مِطْلاءٌ، بالمدّ، و هی أَرضٌ سَهْلة. و المُطَلِّی: هو المُغَنِّی. و الطِّلْوُ: الذِّئْب. و الطِّلْوُ: القانصُ اللطیفُ الجِسْمِ، شُبِّه بالذِّئبِ؛ قال الطرِمَّاح: صادَفَتْ طِلْواً طَویلَ القَرَا، حافِظَ العَینِ قَلِیلَ السَّأَمْ «1»

طما؛ ج15، ص: 15

: طَمَا الماءُ یَطْمُو طُمُوًّا و یَطْمِی طُمِیّاً: ارْتَفَعَ و عَلا و مَلأَ النهر، فهو طامٍ، و كذلك إِذا امْتلأَ البحْرُ أَو النَّهر أَو البئر. و‌فی حدیث طَهْفة: ما طَمَا البحرُ و قام تِعارٌ‌أَی ارْتَفَع موجُه، و تِعارٌ اسم جَبَل. و طَمَی النَّبْتُ: طالَ و عَلا، و منه یقال: طَمَت المرأَةُ بزَوْجها أَی ارْتَفَعَتْ به. و طَمَتْ به هِمَّتُه: عَلَتْ، و قد یُستَعار فیما سِوی ذلك؛ أَنشد ثعلب: لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِیانٌ طَمَی بهِ سَفاهٌ، و لا بادِی الجَفاءِ جَشِیبُ أَی أَنه لم یَعْلُ به كما یَعْلُو الماءُ بالزَّبَد فَیَقْذِفُه. و طَمَی یَطْمِی مثلُ طَمَّ یَطِمُّ [یَطُمُّ إِذا مَرَّ مُسْرعاً؛ قال الشاعر: أَراد وِصالًا ثم صَدَّتْه نِیَّةٌ، و كانَ له شَكْلٌ فخالفَها یَطْمِی و طَمِیَّةُ: جَبَلٌ؛ قال إمرؤ القیس: كأَنَّ طَمِیَّة المُجَیْمِر غُدْوَةً، منَ السَّیلِ و الأَغْثاءِ، فِلْكة مِغْزَل

طنا؛ ج15، ص: 15

: الطَّنَی: التُّهَمَةُ و هو مذكور فی الهمز أَیضاً. و الطُّنِیُّ و الطُّنُوُّ: الفُجور، قَلبوا فیه الیاء واواً كما قالوا المُضُوّ فی المُضِیّ، و قد طَنِیَ إِلیها طَنًی، و قومٌ زناة طُناةٌ. و طَنِیَ فی الفُجور و أَطْنَی: مَضَی فیه. و الطَّنَی: الرِّیبَةُ و التُّهَمة. و الطَّنَی: الظنُّ ما كانَ. و الطَّنَی: أَن یَعظُم الطِّحالُ عن الحمَّی، یقال منه: رجل طَنٍ؛ عن اللحیانی، و هو الذی یُحَمُّ غِبّاً فیَعْظُمُ طِحالُه، و قد طَنِیَ طَنًی، و بعضهم یهمز فیقول: طَنِئَ طَنَأً فهو طَنِئٌ. و الطَّنَی فی البَعیر: أَن یَعْظُم طِحالُه عن النُّحازِ؛ عن اللحیانی. و الطَّنَی: لُزُوقُ الطحال بالجَنْبِ و الرئَةِ بالأَضْلاعِ من الجانِبِ الأَیْسَرِ، و قیل: الطَّنَی لزُوق الرئَةِ بالأَضْلاعِ حتی رُبَّما عَفِنَتْ و اسْوَدَّتْ، و أَكثرُ ما یُصیبُ الإِبِلَ، و بَعِیرٌ طَنیً؛ قال رؤبة: من داءِ نَفْسِی بَعْدَ ما طَنِیتُ مِثلَ طَنَی الإِبْلِ، و ما ضَنِیتُ أَی و بعدَ ما ضَنِیتُ. الجوهری: الطَّنَی لزُوق الطِّحالِ بالجَنْبِ من شِدَّةِ العَطشِ؛ تقولُ منه: طَنِیَ، بالكسر، یَطْنَی طَنًی فهو طنٍ و طَنًی، و طَنَّاهُ تَطنِیَةً: عالَجَه من ذلك؛ قال الحرث بن مُصرّف و هو أَبو مزاحِمٍ العُقَیلی: أَكْوِیه، إِمَّا أَرادَ الكَیَّ، مُعْتَرِضاً كَیَّ المُطَنِّی من النَّحْزِ الطَّنَی الطَّحِلا قال: و المُطَنِّی الذی یُطَنِّی البَعِیرَ إِذا طَنِیَ. قال أَبو منصور: و الطَّنَی یكونُ فی الطِّحالِ. الفراء: طَنِیَ الرجلُ طَنًی إِذا التَصَقَتْ رئتَهُ بجَنْبِهِ من العَطشِ. و قال اللحیانی: طَنَّیْت بعیری فی جَنْبیه كَوَیْته من الطَّنَی، و دواءُ الطَّنَی أَن یُؤخذ وتِدٌ فیُضجَعَ علی جَنْبِه فیُجْرَی بین أَضلاعِه
(1). قوله [طویل القرا] فی التكملة: طویل الطوی.
لسان العرب، ج‌15، ص: 16
أَحْزازٌ لا تُخْرَقُ. و الطَّنَی: المَرضُ، و قد طَنِیَ. و رجلٌ طَنًی: كضَنًی. و الإِطْنَاء: أَن یَدَع المرضُ المَرِیضَ و فیه بقِیَّة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد فی صفة دلو: إِذا وَقَعْتِ فَقَعِی لِفِیكِ، إِن وقُوعَ الظَّهْرِ لا یُطْنِیكِ أَی لا یُبْقِی فیك بَقِیَّةً؛ یقول: الدَّلْو إِذا وَقَعَت علی ظَهْرِها انْشَقَّت و إِذا وَقَعَت لِفِیها لم یَضِرْها. و قوله: وقُوعَ الظَّهْرِ أَراد أَن وقُوعَك علی ظَهْركِ. ابن الأَعرابی: و رَماهُ الله بأَفْعَی حارِیَةٍ و هی التی لا تُطْنی أَی لا تُبْقِی. و حَیَّة لا تُطْنِی أَی لا تُبْقی و لا یَعِیش صاحِبُها، تَقْتُل من ساعَتِها، و أَصله الهمز، و قد تقدم ذكره. و‌فی حدیث الیهودیَّة التی سَمَّتِ النبی، صلی الله علیه و سلم: عَمَدَتْ إِلی سُمٍّ لا یُطْنِی‌أَی لا یَسْلم علیه أَحدٌ. یقال: رماه الله بأَفْعَی لا تُطْنِی أَی لا یُفْلت لَدیغُها. و ضَرَبه ضَرْبَةً لا تُطْنی أَی لا تُلْبثُه حتی تَقْتُلَه، و الاسم من ذلك الطَّنَی. قال أَبو الهیثم: یقال لدَغَتْه حَیَّة فأَطْنَتْه إِذا لم تَقْتُلْه، و هی حیَّة لا تُطْنِی أَی لا تُخْطِئ، و الإِطْنَاءُ مثلُ الإِشْواءِ، و الطَّنَی المَوْتُ نَفْسه. ابن الأَعرابی: أَطْنَی الرجل إِذا مال إِلی الطَّنَی، و هو الریبَة و التُّهَمة، و أَطْنَی إِذا مال إِلی الطَّنَی، و هو البِساطُ، فنامَ علیه كَسَلًا، و أَطْنَی إِذا مال إِلی الطَّنَی، و هو المنزلُ، و أَطْنَی إِذا مال إِلی الطَّنَی «1». فشَرِبَه، و هو الماءُ یَبْقَی أَسْفَلَ الحَوْض، و أَطْنَی إِذا أَخَذَه الطَّنَی، و هو لُزُوقُ الرِّئةِ بالجَنْبِ. و الأَطْناءُ: الأَهواء. و الطَّنَی: غَلْفَقُ الماءِ؛ قال ابن سیدة: و لستُ منه علی ثِقَةٍ. و الطَّنَی شِراءُ الشَّجَرِ، و قیل: هو بیع ثَمَر النَّخْل خاصَّةً، أَطْنَیْتُها: بِعْتُها، و أَطْنَیْتُها: اشْتَرَیْتُها، و أَطنَیْتُه: بعت علیه نَخْلَه؛ قال ابن سیدة: و هذا كله من الیاء لعدم ط ن و و وجود ط ن ی، و هو قوله الطَّنَی التُّهَمَة.

طها؛ ج15، ص: 16

: طَهَا اللحْمَ یَطْهُوهُ و یَطْهاهُ طَهْواً و طُهُوًّا و طُهِیّاً و طِهایَةً و طَهْیاً: عالجَه بالطَّبْخِ أَو الشیِّ، و الاسم الطَّهْیُ، و یقال یَطْهَی، و الطَّهْوُ و الطَّهْیُ أَیضاً الخَبْزُ. ابن الأَعرابی: الطُّهَی الطَّبیخُ، و الطَّاهِی الطَّبَّاخ، و قیل: الشَّوَّاء، و قیل: الخَبَّازُ، و قیل: كلّ مُصْلِحٍ لِطعام أَو غیرِهِ مُعالِجٍ له طاهٍ، رواه ابن الأَعرابی، و الجمع طُهَاةٌ و طُهِیٌّ؛ قال إمرؤ القیس: فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ من بَیْنِ مُنْضِجٍ صفِیفَ شِواء، أَو قَدِیرٍ مُعَجَّلِ أَبو عمرو: أَطْهَی حَذِقَ صِنَاعَتَه. و‌فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ: و ما طُهاةُ أَبی زَرْعٍ، یعنی الطبَّاخِینَ، واحِدُهم طاهٍ، و أَصلُ الطَّهْوِ الطَّبْخُ الجَیِّدُ المُنْضِجُ. یقال: طَهَوْتُ الطّعَامَ إِذا أَنْضَجْتَه و أَتْقَنْتَ طَبْخَه. و الطَّهْو: العَمَل؛ اللیث: الطَّهْوُ عِلاجُ اللَّحْم بالشَّیِّ أَو الطَّبْخ، و‌قیل لأَبی هریرة: أَ أَنت سَمِعْتَ هذا من رسول الله، صلی الله علیه و سلم؟ فقال: و ما كان طَهْوی «2» أَی ما كان عَمَلی إِن لم أُحكم ذلك قال أَبو عبید: هذا عندی مَثَلٌ ضَرَبه لأَنَّ الطَّهْوَ فی كلامِهِمْ إِنْضاجُ الطَّعامِ، قال: فنُرَی أَنّ معناه أَنّ أَبا هریرة جعل إِحْكامَه للحدیث و إِتْقانَه إِیَّاه كالطَّاهی المُجِیدِ المُنْضِجِ لِطَعامِهِ، یقول: فما كان عَمَلی إِن كنتُ
(1). قوله [إذا مال إلی الطنی] هكذا فی الأَصل و المحكم، و الذی فی القاموس: إلی الطنو، بالكسر (2). قوله [و ما كان طَهْوِی]. هذا لفظ الحدیث فی المحكم، و لفظه فی التهذیب: فقال أنا ما طَهْوِی إلخ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 17
لم أُحْكِمْ هذه الروایَةَ التی رَوَیْتها عن النبی، صلی الله علیه و سلم، كإِحْكامِ الطاهی للطعام، و كان وجْه الكلام أَن یقول فما كان إِذاً طَهْوِی «1» و لكن الحدِیث جاء علی هذا اللَّفْظِ، و معناه أَنَّه لم یكن لی عَمَلٌ غیرُ السمَاعِ، أَو أَنَّه إنكارٌ لأَنْ یكونَ الأَمْرُ علی خلاف ما قال، و قیل: هُوَ بمعنی التَّعَجُّب كأَنه قال و إِلَّا فأَیُّ شی‌ءٍ حِفْظِی و إِحْكامی ما سَمِعْتُ و الطُّهَی: الذَّنْبُ. طَهَی طَهْیاً: أَذْنَبَ؛ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابی، قال: و ذلك من قَوْل أَبی هریرة أَنا ما طَهْوِی أَی أَیُّ شی‌ء طَهْوِی، علی التَّعَجب، كأَنه أَراد أَی شَی‌ءٍ حِفْظِی لما سمعته و إحكامی. و طَهَتِ الإِبلُ تَطْهَی طَهْواً و طُهُوّاً و طَهْیاً: انْتَشَرَتْ و ذَهَبَتْ فی الأَرض؛ قال الأَعشی: و لَسْنَا لبَاغِی المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ، إذا ما طَهَی باللَّیْلِ مُنْتَشِراتُها و رواه بعضهم: إِذا ماطَ، من ماطَ یَمِیطُ. و الطُّهَاوَة: الجِلْدَة الرَّقِیقَة فوقَ اللَّبَنِ أَو الدَّم. و طَهَا فی الأَرض طَهْیاً: ذَهب فیها مثلَ طَحَا؛ قال: ما كانَ ذَنْبِی أَنْ طَهَا ثُمَّ لم یَعُد، و حُمْرانُ فیها طائِشُ العَقْلِ أَصْوَرُ و أَنشد الجوهری: طَهَا هِذْرِیانٌ، قَلَّ تَغْمِیضُ عَیْنِه علی دُبَّة مثل الخَنِیف المُرَعْبَلِ و كذلك طَهَتِ الإِبلُ. و الطَّهْیُ: الغَیْمُ الرَّقیق، و هو الطَهاءُ لغة فی الطَّخاءِ، واحدَتُه طَهاءَةٌ؛ یقال: ما علی السماء طَهاءَةٌ أَی قَزَعة. و لَیلٌ طاهٍ أَی مُظْلِمٌ. الأَصمعی: الطَّهَاءُ و الطَّخاءُ و الطَّخافُ و العَماءُ كلُّه السحابُ المرتفِعُ، و الطَّهْی الصِّراع، و الطَّهْی الضرب الشدید. و طُهَیَّةُ: قَبیلة، النسَبُ إلیها طُهَوِیٌّ و طُهْوِیٌّ و طَهَوِیٌّ و طَهْوِیٌّ، و ذكروا أَنَّ مُكَبَّره طهْوة، و لكنهم غلَب استعمالهم له مُصَغَّراً؛ قال ابن سیدة: و هذا لیس بقَوِیٍّ، قال: و قال سیبویه النَّسَب إِلی طُهَیَّة طُهْوِیٌّ، و قال بعضهم: طُهَوِیٌّ علی القیاس، و قیل: هم حَیٌّ من تمیم نُسِبوا إِلی أُمِّهِمْ، و هم أَبو سَوْدٍ و عَوْفٌ و حبیش «2» بنو مالكِ بنِ حَنْظَلَة؛ قال جریر: أَ ثَعْلَبَة الفَوارِسَ أَوْ رِیاحاً، عَدَلْتَ بهم طُهَیَّةَ و الخِشابا؟ قال ابن بری: قال ابن السیرافی لا یروی فیه إِلَّا نصبُ الفوارِس علی النَّعْتِ لثَعلبة؛ الأَزهری: مَنْ قال طَهْوِیٌّ جَعلَ الأَصلَ طَهْوَةَ. و فی النوادِرِ: ما أَدْرِی أَیُّ الطَّهْیاءِ هو «3» و أَیُّ الضَّحْیاءِ هو و أَیُّ الوَضَحِ هو؛ و قال أَبو النجم: جَزَاهُ عنّا ربُّنا، رَبُّ طَهَا، خَیْرَ الجزاء فی العَلالیِّ العُلا فإنما أَرادَ رَبُّ طَه السُّورة، فَحَذَف الأَلِفَ؛ و أَنشد الباهلیُّ للأَحْولِ الكِنْدِیِّ: و لیْتَ لنا، من ماءِ زَمْزَمَ، شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ علی الطَّهَیَانِ یعنی من ماءِ زمزمٍ، بدلَ ماءِ زَمْزَمَ، كقوله:
(1). قوله [فما كان إذاً طهوی] هكذا فی الأصل، و عبارة التهذیب: أن یقول فما طهوی أی فما كان إذاً طهوی إلخ. (2). قوله [حبیش] هكذا فی الأصل و بعض نسخ الصحاح، و فی بعضها: حنش. (3). قوله [أی الطهیاء هو إلخ] فسره فی التكملة فقال: أی أَیّ الناس هو.
لسان العرب، ج‌15، ص: 18
كَسَوْناها من الرَّیْطِ الیَمانی مُسُوحاً، فی بَنائِقها فُضُولُ یصف إِبلًا كانت بیضاً و سَوَّدها العَرَنُ، فكأَنها كُسِیَتْ مُسُوحاً سوداً بعد ما كانت بیضاً. و الطَّهَیَانُ: كأَنه اسم قُلَّةِ جبلٍ. و الطَّهَیَانُ: خَشَبَةٌ یُبَرَّد علیها الماءُ؛ و أَنشد بیت الأَحولِ الكِنْدِی: مُبرَّدةً باتَتْ علی طَهَیانِ و حَمْنانُ مكةُ «1» شرَّفَها الله تعالی. و رأَیتُ بخط الشیخ الفاضل رضیّ الدین الشاطِبیّ، رحمه الله، فی حواشی كتاب أَمَالی ابن بری قال: قال أَبو عبید البكری طَهَیَان، بفتح أَوله و ثانیه و بعده الیاءُ أُخت الواوِ، اسم ماءٍ. و طَهَیَان: جبل؛ و أَنشد: فلَیْتَ لنا، من ماءِ حَمْنانَ، شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَت علی الطَّهَیَانِ و شَرحَه فقال: یرید بدلًا من ماءِ زمزَم كما‌قال علی، كرم الله وجهه، لأَهل العراق، و هم مائة أَلف أَو یزیدون: لَوَدِدْتُ لو أَنَّ لی منكم مائَتَیْ رجلٍ من بَنی فِراسِ بنِ غَنْمٍ لا أُبالی مَنْ لَقِیتُ بهم.

طوی؛ ج15، ص: 18

: الطَّیُّ: نَقِیضُ النَّشْرِ، طَوَیْته طَیّاً و طِیَّةً وَ طِیَةً، بالتخفیف؛ الأَخیرة عن اللحیانی و هی نادرة، و حكی: صَحِیفة جافیَة الطِّیَةِ، بالتخفیف أَیضاً، أَی الطَّیّ. و حكی أَبو علی: طَیَّةٌ و طُوًی ككَوَّة و كُوًی، و طَوَیته و قد انْطَوَی و اطَّوَی و تَطَوَّی تَطَوِّیاً، و حكی سیبویه: تَطَوَّی انْطِواءً؛ و أَنشد: و قد تَطَوَّیْتُ انطِواءَ الحِضْبِ الحِضْبُ: ضربٌ من الحَیَّاتِ، و هو الوتَرُ أَیضاً، قال: و كذلك جمیعُ ما یُطْوَی. و یقال: طَوَیتُ الصَّحیفةَ أَطْوِیها طَیّاً، فالطَّیُّ المصدرُ، و طَوَیْتُها طَیَّةً واحدة أَی مَرَّةً واحدةً. و إِنه لحَسَنُ الطِّیَّة، بكسر الطاءِ: یریدون ضَرْباً من الطَّیِّ مثلُ الجِلسَة و المِشْیَة و الرِّكْبةِ؛ و قال ذو الرمة: من دِمْنَةٍ نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعاً، كما تُنَشَّرُ بعدَ الطِّیَّةِ الكُتُبُ فكسَر الطاء لأَنه لم یُرِدْ به المَرَّة الواحدة. و یقال للحیَّة و ما یُشبِهُها: انْطَوَی یَنْطوِی انْطِواءً فهو مُنْطَوٍ، علی مُنْفَعِلٍ. و یقال: اطَّوَی یَطَّوِی اطِّواءً إِذا أَردتَ به افْتَعَل، فأَدْغِمِ التاء فی الطاءِ فتقول مُطَّوٍ مُفْتَعِل. و‌فی حدیث بناءِ الكَعْبةِ: فتَطَوَّتْ موضعَ البَیْتِ كالحَجَفَة‌أَی اسْتَدارَتْ كالتُّرْسِ، و هو تَفَعَّلَتْ من الطیِّ. و‌فی حدیث السفَرِ: اطْوِ لَنا الأَرضَ‌أَی قَرِّبها لنا و سَهِّلِ السَّیْرَ فیها حتی لا تَطُولَ علینا فكأَنها قد طُوِیَتْ. و‌فی الحدیث: أَن الأَرضَ تُطْوَی باللیلِ ما لا تُطْوَی بالنَّهارِ‌أَی تُقْطَع مسافتُها لأَن الإِنسان فیه أَنشَطُ منه فی النهارِ و أَقدرُ علی المَشْی و السیرِ لعدمِ الحَرِّ و غیره. و الطَّاوِی من الظِّباءِ: الذی یَطْوِی عُنُقَه عند الرُّبوضِ ثم یَرْبِضُ؛ قال الراعی: أَغَنّ غَضِیض الطَّرْفِ، باتَتْ تَعُلُّه صَرَی ضَرّةٍ شَكْری، فأَصْبَحَ طَاوِیا عَدَّی تَعُلُّ إِلی مفعولَیْن لأَن فیه معنی تَسْقِی. و الطِّیَّة: الهیئة التی یُطْوَی علیها. و أَطْوَاءُ الثَّوْبِ و الصحیفةِ و البطْنِ و الشَّحمِ و الأَمعاء و الحَیَّةِ و غیر ذلك: طَرائِقُه و مَكاسِرُ طَیِّه،
(1). قوله [و حمنان مكة] أی فی صدر البیت علی الروایة الآتیة بعده،. و قد أسلفها فی مادة ح م ن و نسب البیت هناك لیعلی بن مسلم بن قیس الشكری، قال: و شكر قبیلة من الأزد.
لسان العرب، ج‌15، ص: 19
واحدُها طِیٌّ، بالكسر، و طَیٌّ، بالفتح، و طِوًی. اللیث: أَطْوَاءُ الناقةِ طَرائقُ شَحْمها، و قیل: طَرائِقُ شَحْمِ جَنْبَیْها و سنَامِها طَیٌّ فوق طَیٍّ. و مَطاوی الحیَّةِ و مَطَاوِی الأَمْعاءِ و الثَّوْبِ و الشحمِ و البطْنِ: أَطواؤُها، و الواحدُ مَطْوًی. و تَطوَّتِ الحَیَّة أَی تحوَّت. و طِوَی الحیَّة: انْطِواؤُها. و مَطَاوِی الدِّرْعِ: غُضُونُها إِذا ضُمَّتْ، واحدها مِطْوًی؛ و أَنشد: و عِندیَ حَصْداءُ مَسْرُودَةٌ، كأَنَّ مَطاوِیَها مِبْرَدُ و المِطْوَی: شی‌ءٌ یُطوَی علیه الغَزْلُ. و المُنْطَوِی: الضامرُ البَطْنِ. و هذا رجلٌ طَوِیّ البَطنِ، علی فَعِلٍ، أَی ضامِرُ البَطنِ، عن ابن السِّكِّیت؛ قال العُجَیرُ السَّلولیّ: فقامَ فأَدنَی من وِسادِی وِسادَه طَوِی البَطْنِ، ممشُوقُ الذراعَینِ، شَرْجَبُ و سِقاءٌ طَوٍ: طُوِیَ و فیه بَلَلٌ أَو بَقِیَّةُ لبَنٍ فَتَغَیَّر و لَخِنَ و تَقَطَّع عَفَناً، و قد طَوِیَ طَوًی. و الطَّیُّ فی العَرُوضِ: حَذْفُ الرابِعِ من مُسْتَفْعِلُنْ و مَفْعُولاتُ، فیبقی مُسْتَعِلُنْ و مَفْعُلات فیُنْقَل مُسْتَعِلُنْ إلی مُفْتَعِلُنْ و مَفْعُلات إِلی فاعلاتُ، یكون ذلك فی البَسیطِ و الرَّجَز و المنْسَرِح، و ربما سمی هذا الجزءُ إِذا كان ذلك مَطْوِیّاً لأَن رابعهُ وسَطُه علی الاسْتِواء فشُبِّه بالثَّوْبِ الذی یُعطَفُ من وَسَطه. و طَوَی الرَّكِیَّة طَیّاً: عرشها بالحِجارةِ و الآجُرِّ، و كذلك اللَّبِنُ تَطْوِیه فی البِناءِ. و الطَّوِیُّ: البئرُ المَطْوِیَّة بالحجارة، مُذَكَّر، فإِن أُنِّثَ فَعَلی المعنی كما ذُكِّرَ البئرُ علی المعنی فی قوله: یا بِئرُ، یا بِئرَ بَنی عَدِیِّ لأَنْزَحَنْ قَعْرَكِ بالدُّلِیِّ، حتی تَعُودی أَقْطَعَ الوَلِیِّ أَرادَ قَلِیباً أَقْطَعَ الوَلِیِّ، و جمع الطَّوِیِّ البئرِ أَطْوَاءٌ. و‌فی حدیث بَدْرٍ: فَقُذِفوا فی طَوِیٍّ من أَطْوَاءِ بَدْرٍ‌أَی بِئرٍ مَطوِیَّةٍ من آبارِها؛ قال ابن الأَثیر: و الطَّوِیُّ فی الأَصْل صِفَةٌ فعیلٌ بمعنی مَفْعول، فلذلك جَمَعُوه علی الأَطْوَاء كَشَرِیفٍ و أَشرافٍ و یَتِیمٍ و أَیْتامٍ، و إِن كان قد انْتَقَلَ إِلی بابِ الاسْمِیَّة. و طَوَی كَشْحَه علی كذا: أَضْمَرَه و عزم علیه. و طَوَی فلانٌ كَشْحَهُ: مَضَی لِوَجْهِه؛ قال الشاعر: و صاحبٍ قد طَوَی كَشْحاً فَقُلْتُ له: إِنَّ انْطِواءَكَ هذا عَنْكَ یَطْوِینی و طَوَی عنِّی نَصِیحتَه و أَمْرَه: كَتَمه. أَبو الهیثم: یقال طَوَی فُلانٌ فُؤادَهُ علی عَزِیمةِ أَمرٍ إِذا أَسَرَّها فی فُؤادِه. و طَوَی فُلانٌ كَشْحَه: أَعْرَضَ بِودِّهِ. و طوَی فلانٌ كَشْحَه علی عَدواةٍ إِذا لم یُظْهِرْها. و یقال: طَوَی فُلانٌ حَدیثاً إِلی حَدیثٍ أَی لم یُخْبِرْ به و أَسَرَّه فی نفسِه فَجازَه إِلی آخر، كما یَطْوِی المُسافِرُ مَنزلًا إِلی مَنزلٍ فلا یَنْزِلُ. و یقال: اطْوِ هذا الحدیثَ أَی اكْتُمْه. و طَوَی فلانٌ كَشْحَه عَنی أَی أَعْرَضَ عَنِّی مُهاجِراً. و طَوَی كَشْحَهُ علی أَمْرٍ إذا أَخْفاه؛ قال زهیر: و كانَ طَوَی كَشْحاً علی مُسْتَكِنَّةٍ، فَلا هُوَ أَبْداها و لم یَتَقَدَّم أَرادَ بالمُسْتَكِنَّةِ عَداوَةً أَكَنَّها فی ضَمیره. و طَوَی البِلادَ طَیّاً: قَطَعَها بلَداً عَنْ بَلَدٍ. و طَوَی الله
لسان العرب، ج‌15، ص: 20
لنا البُعْدَ أَی قرّبَه. و فلانٌ یَطْوِی البلادَ أَی یَقْطَعُها بَلداً عن بَلَدٍ. و طَوَی المَكانَ إِلی المَكانِ: جاوَزه؛ أَنشد ابن الأَعرابی: علیها ابنُ عَلَّاتٍ إِذا اجْتَسَّ مَنْزِلًا، طَوَتْهُ نُجُومُ اللَّیْلِ، وَ هْی بَلاقِعُ أَی أَنه لا یُقِیمُ بالمَنْزِل، لا یُجاوِزُه النَّجْمُ إِلا و هو قَفْر منه، قال: و هی بلاقِعُ لأَنه عَنَی بالمَنْزل المنازِلَ أَی إِذا اجْتَسَّ مَنازِلَ؛ و أَنشد: بهَا الوَجْناءُ ما تَطْوِی بماءٍ إِلی ماءٍ، و یُمْتَلُّ السَّلِیلُ یقول: و إِن بَقِیَتْ فإِنها لا تَبْلغُ الماءَ و مَعَها حِین بُلوغِها فَضْلَةٌ من الماءِ الأَوَّلِ. و طَوَیْت طِیَّةً بَعُدَتْ؛ هذه عن اللحیانی؛ فأَما قول الأَعشی: أَجَدَّ بِتَیَّا هَجْرُها و شَتاتُها، و حُبَّ بها لو تُسْتَطاعُ طِیاتُها إِنما أَراد طِیَّاتُها فحَذَف الیاء الثانیة. و الطِّیَّة: الناحیة. و الطِّیَّةُ: الحاجة و الوَطَر، و الطِّیَّةُ تكونُ مَنْزِلًا و تكونُ مُنْتَوًی. و مضی لِطیَّتِه أَی لوجهِه الذی یریدُه و لِنِیَّتِه التی انْتَواها. و‌فی الحدیث: لَمَّا عَرَضَ نفسَه علی قَبائلِ العرب قالوا له یا محمد اعْمِدْ لِطِیَّتِكَ‌أَی امْضِ لِوَجْهِكَ و قَصْدِك. و یقال: الْحَقْ بطِیَّتِك و بنِیَّتِك أَی بحاجتِك. و طِیَّةٌ بعیدةٌ أَی شاسِعةٌ. و الطَّوِیَّة: الضَّمِیرُ. و الطِّیَّة: الوَطَنُ و المَنْزِلُ و النِّیَّة. و بَعُدَتْ عَنَّا طِیَّتُه: و هو المَنْزِلُ الذی انْتَواهُ، و الجمع طِیَّاتٌ، و قد یُخَفَّفُ فی الشِّعْرِ؛ قال الطرمّاح: أَصَمّ القلبِ حُوشِیّ الطِّیَاتِ و الطَّواءُ: أَن یَنْطَوِی ثَدْیا المرأَةِ فلا یَكْسِرهما الحَبَل؛ و أَنشد: و ثَدْیانِ لم یَكْسِرْ طَواءَهُما الحَبَلْ قال أَبو حنیفة: و الأَطْواءُ الأَثْناءُ فی ذَنَب الجَرادة و هی كالعُقْدَةِ، واحِدُها طِوًی. و الطَّوَی: الجُوعُ. و‌فی حدیث فاطمة: قال لها لا أُخْدِمُكِ و أَتْرُكَ أَهلَ الصُّفَّة تَطْوَی بطونُهم.و الطَّیَّانُ: الجائعُ. و رجلٌ طَیَّانُ: لم یأْكل شیئاً، و الأُنثی طَیَّا، و جمعها طِوَاءٌ. و قد طَوِیَ یَطْوَی، بالكسر، طَوًی و طِوًی؛ عن سیبویه: خَمُصَ من الجوعِ، فإذا تَعَمَّدَ ذلك قیل طَوَی یَطْوِی، بالفتح، طَیّاً. اللیث: الطَّیَّانُ الطاوی البطن، و المرأَةُ طَیَّا و طاوِیةٌ. و قال: طَوَی نهارَه جائعاً یَطْوِی طَوًی، فهو طاوٍ و طَوًی أَی خالی البَطنِ جائع لم یأْكل. و‌فی الحدیث: یَبِیتُ شَبْعانَ و جارُهُ طاوٍ.و‌فی الحدیث: أَنه كان یَطْوِی بَطنَه عن جارِه‌أَی یُجِیعُ نفسَه و یؤثِرُ جارَه بطعامِه. و‌فی الحدیث: أَنه كان یَطْوِی یومین‌أَی لا یأْكل فیهما و لا یَشْرَب. و أَتیته بعد طُوًی من اللیل أَی بعد ساعة منه. ابن الأَعرابی: طَوَی إِذا أَتی، و طَوَی إِذا جاز، و قال فی موضع آخر: الطَّیُّ الإِتیانُ و الطَّیُّ الجوازُ؛ یقال: مَرَّ بنا فَطَوَانا أَی جَلَسَ عندنا، و مَرَّ بنا فطَوَانا أَی جازَنا. و قال الجوهری: طُوًی اسم موضِعٍ بالشأْم، تُكْسَرُ طاؤُه و تُضَمُّ و یُصْرَفُ و لا یُصْرَف، فمن صَرَفَه جَعلَه اسمَ وادٍ و مكانٍ و جَعَله نكرَةً، و من لم یَصْرِفْه جَعَلَه اسم بَلْدة و بُقْعَة و جَعَله معرفة؛ قال ابن بری: إِذا كان طُوًی اسْماً للوادی فهو عَلم له، و إِذا كان اسماً عَلَماً فلیس یَصِحُّ تَنْكیرُه لتَبایُنِهما، فمن صَرَفه جعله اسماً للمكان، و من لم
لسان العرب، ج‌15، ص: 21
یَصْرفه جعله اسماً للبُقْعة، قال: و إذا كان طُوًی و طِوًی، و هو الشی‌ء المَطْوِیّ مرتین، فهو صفة بمنزلة ثُنًی و ثِنًی، و لیس بعَلَمٍ لشی‌ءٍ، و هو مَصْروفٌ لا غیرُ كما قال الشاعر: أَ فی جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْنی مَلامَةً؟ لعَمْری لقد كانت مَلامَتُها ثِنَی و قال عدیّ بن زید: أَ عاذِل، إِنَّ اللَّوْمَ فی غیرِ كُنْهِه، علیَّ طِوًی [طُوًی من غَیِّك المُتَرَدِّد و رأَیت فی حاشیة نسخة من أَمالی ابن بری: إِن الذی فی شعر عَدِیّ: عَلیَّ ثِنًی من غَیِّك. ابن سیدة: و طُوًی و طِوًی جَبَلٌ بالشام، و قیل: هو وادٍ فی أَصلِ الطُّورِ. و فی التنزیل العزیز: إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُویً؛ قال أَبو إِسحاق: طُویً اسمُ الوادی، و یجوز فیه أَربعة أَوجه: طُوَی، بضم الطاء بغیر تنوین و بتنوین، فمن نَوَّنه فهو اسم للوادی أَو الجَبَل، و هو مذكَّر سمی بمذكَّرٍ علی فُعَلٍ نحو حُطَمٍ و صُرَدٍ، و من لم یُنَوِّنْه تركَ صَرْفَه من جهتین: إِحداهما أَن یكون مَعْدُولًا عن طاوٍ فیصیر مثلَ عُمَرَ المعدولِ عن عامرٍ فلا ینصرف كما لا ینصرف عُمَر، و الجهة الأُخری أَن یكون اسماً للبُقْعة كما قال فِی الْبُقْعَةِ الْمُبٰارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ، و إذا كُسر فَنُوِّن فهو طِوًی مثلُ مِعًی و ضِلَعٍ، مصروفٌ، و من لم یُنَوِّن جعلَه اسماً للبُقْعة، قال: و من قرأَ طِوًی، بالكسر، فعلی معنی المُقَدَّسة مرة بعد مرة كما قال طرفة، و أَنشد بیت عدی بن زید المذكور آنِفاً، و قال: أَرادَ اللَّوْمَ المكَرَّرَ علیَّ. و سُئل المُبَرِّد عن وادٍ یقال له طُوًی: أَ تَصْرِفُه؟ قال: نعم لأَن إِحدی العِلَّتین قد انْخَرَمت عنه. و قرأَ ابن كُثیرٍ و نافعٌ و أَبو عمرو و یعقوب الحَضْرَمیّ: طُوَی و أَنا و طُوَی اذْهَبْ، غیرَ مُجْرًی، و قرأَ الكسائیُّ و عاصمٌ و حمزة و ابنُ عامر: طُویً*، مُنَوَّناً فی السورتین. و قال بعضهم طُوًی مثل طِوًی، و هو الشی‌ء المَثْنِیُّ. و قالوا فی قوله تعالی: بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُویً*؛ أَی طُوِیَ مرتین أَی قُدِّسَ، و‌قال الحسن: ثُنِیَتْ فیه البَرَكة و التَّقْدِیسُ مرتین.و ذو طُوًی، مقصور: وادٍ بمكة، و كان فی كتاب أَبی زید ممدوداً، و المعروف أَن ذا طُوًی مقصور وادٍ بمكة. و ذو طُواءٍ، ممدود: موضع بطریق الطائفِ، و قیل: وادٍ. قال ابن الأَثیر: و ذو طُوًی، بضم الطاء و فتح الواو المخففة، موضع عند باب مكة یُسْتحب لمن دخل مكة أَن یَغْتَسِلَ به. و ما بالدار طُوئِیٌّ بوزن طُوعِیٍّ و طُؤوِیٌّ بوزن طُعْوِیٍّ أَی ما بها أَحَدٌ، و هو مذكورٌ فی الهَمْزة. و الطَّوُّ: موضِعٌ. و طَیِّ‌ءٌ: قَبیلة، بوزن فَیْعِلٍ، و الهمزة فیها أَصلیة، و النسبة إِلیها طَائِیٌّ لأَنه نُسِبَ إِلی فعل فصارت الیاء أَلِفاً و كذلك نسبوا إِلی الحیرة حارِیّ لأَن النسبة إِلی فعل فعلیّ كما قالوا فی رجل من النَّمِر نَمَرِیٌّ «2»، قال: و تأْلیفُ طَیِّ‌ءٍ من همزة و طاء و یاء، و لیست من طَوَیْت فهو مَیِّتُ التَّصْرِیف. و قال بعض النسَّابِینَ: سُمِّیت طَیِّ‌ءٌ طَیّئاً لأَنه أَوّلُ من طَوَی المَناهِلَ أَی جازَ مَنْهَلًا إِلی منهل آخر و لم یَنْزِلْ. و الطاءُ: حرفُ هِجاءٍ من حُرُوفِ المُعْجَمِ، و هو حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ، یكون أَصلًا و بَدَلًا، و أَلفُها تَرْجِع إِلی الیاء، إِذا هَجَّیْتَه جَزَمْتَه
(2). قوله [من النمر نمری] تقدم لنا فی مادة حیر كما نسبوا إلی التمر تمری بالتاء المثناة و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 22
و لم تُعْرِبْهُ كما تقول طَ دَ مُرْسَلَةَ اللَّفْظِ بلا إِعْرابٍ، فإِذا وَصَفْتَه و صَیَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه كما تُعْرِبُ الاسم، فتقولُ: هذه طاءٌ طَویلَةٌ، لمَّا وَصَفْتَه أَعْرَبْتَه. و شعرٌ طاوِیٌّ: قافِیَتُه الطاء.

طیا؛ ج15، ص: 22

: الطَایَةُ: الصَّخْرَةُ العظِیمةُ فی رَمْلَةٍ أَو أَرض لا حِجارةَ بها. و الطَّایَة: السَّطْحُ الذی یُنامُ علیه، و قد یُسَمَّی بها الدُّكّانُ. قال: و تودیه التایة «1» و هو أَن یجمع بین رؤوس ثلاث شجرات أَو شجرتین، ثم یلقی علیها ثوب فیستظلَّ بها. و جاءت الإِبل طَایَاتٍ أَی قُطْعاناً، واحدتها طَایَة؛ و قال عمرو بن لَجَإٍ یصف إِبلًا: تَرِیعُ طایاتٍ و تَمْشِی هَمْسا

فصل الظاء المعجمة؛ ج15، ص: 22

ظبا؛ ج15، ص: 22

: الظُّبَة: حدّ السیف و السِّنانِ و النَّصْل و الخَنجر و ما أَشْبه ذلك. و‌فی حدیث قَیْلة: أَنها لمَّا خرجت إِلی النبی، صلی الله علیه و سلم، أَدركها عمُّ بناتِها قال فأَصابَتْ ظُبَةُ سیفِه طائفةً من قُرون رأْسه؛ ظُبَة السیف: حَدُّه، و هو ما یَلی طَرَف السیف، و مثله ذُبابه؛ قال الكمیت: یَرَی الرَّاؤُونَ، بالشَّفَرات، مِنَّا وَقُودَ أَبی حُباحِبَ و الظُّبِینا و الجمع ظُبَاتٌ و ظِبُونَ و ظُبُونَ؛ قال ابن سیدة: و إنما قضینا علیه بالواو لمكان الضمة لأَنها كأَنها دلیل علی الواو، مع أَن ما حذفت لامه واواً نحو أَب و أَخ و حَمٍ و هَنٍ و سَنَة و عِضَة فیمن قال سَنَوات و عِضَوات أَكثر مما حذفت لامُه یاءً، و لا یجوز أَن یكون المحذوف منها فاء و لا عیناً، أَما امتناع الفاء فلأَن الفاء لم یَطَّرِد حذفها إِلا فی مصادر بنات الواو نحو عِدَة و زِنَة و حِدَة، و لیست ظُبَة من ذلك، و أَوائل تلك المصادر مكسورة و أَول ظُبَةٍ مضموم، و لم یحذف فاء من فُعْلة إِلا فی حرف شاذ لا نظیر له و هو قولهم فی الصِّلة صُلة، و لو لا المعنی و أَنَّا قد وجدناهم یقولون صِلَة فی معناها، و هی محذوفة الفاء من وَصَلْت، لما أَجَزْنا أَن تكون محذوفة الفاء، فقد بطل أَن تكون ظُبَة محذوفة الفاء، و لا تكون أَیضاً محذوفة العین لأَن ذلك لم یأْت إِلا فی سه و مه، و هما حرفان نادران لا یقاس علیهما. و ظُبَةُ السیف و ظُبَةُ السَّهْم: طَرَفُه؛ قال بَشامة بن حری النَّهْشلی: إِذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أَن یَنالهُم حَدُّ الظُّبَات، وصَلْناها بأَیدینا و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: نافحوا بالظُّبَی؛ هی جمع ظُبَة السیف، و هو طَرَفُه و حَدُّه. قال: و أَصل الظُّبَة ظُبَوٌ، بوزن صُرَد، فحذفت الواو و عوّض منها الهاء. و‌فی حدیث البراء: فوضَعْتُ ظَبیبَ السیف فی بطنه؛ قال الحربی: هكذا روی و إِنما هو ظُبَة السیف، و هو طَرَفه، و تجمع علی الظُّبَات و الظُّبِین، و أَما الضَّبیب، بالضاد، فَسَیَلانُ الدم من الفم و غیره؛ و قال أَبو موسی: إنما هو بالصاد المهملة، و قد تقدم ذكره. و یقال لِحَدِّ السكین: الغِرار و الظُّبَة و القُرْنَةُ، و لِجانِبِها الذی لا یقطع: الكَلُّ. و الظُّبَة: جنس من المَزاد. التهذیب: الظَّبْیَة شبه العِجْلة و المَزادة، و إِذا خرج الدجَّال تخرج قُدَّامه امرأَة تسمی ظَبْیَةَ، و هی تُنْذِر المسلمین به. و الظَّبْیة: الجِراب، و قیل: الجراب الصغیر خاصة، و قیل: هو من جلد الظِّباء. و‌فی الحدیث: أَنه أُهْدِی للنبی، صلی الله علیه و سلم، ظَبْیَة فیها خَرَزٌ فأَعطی الآهِلَ منها و العَزَبَ؛
(1). قوله [و تودیه التایة إلخ] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 23
الظبیة: جِراب صغیر علیه شعر، و قیل: شِبْه الخَریطة و الكِیس. و‌فی حدیث أَبی سعید مولی أَبی أُسید قال: التَقَطْتُ ظَبْیَةً فیها أَلف و مائتا درهم و قُلْبانِ من ذهب‌أَی وَجَدْت، و تُصَغَّر فیقال ظُبَیَّة، و جمعها ظِبَاء؛ و قال عَدِیّ: بَیْتِ جُلُوفٍ طَیِّبٍ ظِلُّهُ، فیه ظِبَاءٌ و دَواخِیلُ خُوصْ و‌فی حدیث زَمْزَم: قیل له احْفِرْ ظَبْیَة، قال: و ما ظَبْیَةُ؟ قال: زَمْزَم؛ سمیت به تشبیهاً بالظَّبیة الخَریطة لجمعها ما فیها. الظَّبْیُ: الغزال، و الجمع أَظْبٍ و ظِبَاءٌ و ظُبِیٌّ. قال الجوهری: أَظْبٍ أَفْعُلٌ، فأَبدلوا ضمة العین كسرة لتسلم الیاء، و ظُبِیٌّ علی فُعُول مثل ثَدْیٍ و ثُدِیّ، و الأُنثی ظَبْیَة، و الجمع ظَبَیَاتٌ و ظِبَاء. و أَرض مَظْبَاةٌ: كثیرة الظِّباء. و أَظْبَتِ الأَرض: كثرَ ظِباؤها. و لك عندی مائةٌ سِنَّ الظَّبْیِ أَی هنَّ ثُنْیان لأَن الظبی لا یزید علی الإِثْناء؛ قال: فجاءت كسِنِّ الظَّبْی، لم أَرَ مِثْلَها بَوَاءَ قَتیل، أَو حَلُوبَة جائع و من أَمثالهم فی صِحَّة الجسم: بفلان داء ظَبْیٍ؛ قال أَبو عمرو: معناه أَنه لا داء به، كما أَن الظَّبْیَ لا داء به؛ و أَنشد الأُموی: فلا تَجْهَمِینا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما بِنا داءُ ظَبْیٍ، لم تَخُنه عَوامِلُه قال أَبو عبید: قال الأُموی و داء الظَّبی أَنه إِذا أَراد أَن یَثِبَ مكث ساعة ثم وَثَب. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَمر الضحاك بن قیس أَن یأْتی قومه فقال إذا أَتَیْتَهم فارْبِضْ فی دارهم ظَبْیاً؛ و تأْویله أَنه بعثه إِلی قوم مشركین لیَتَبصَّر ما هم علیه و یتجسس أَخبارهم و یرجع إلیه بخبرهم و أَمره أَن یكون منهم بحیث یراهم و یَتَبَیَّنُهُم و لا یستمكنون منه، فإِن أَرادوه بسوء أَو رابَه منهم رَیْبٌ تَهَیّأَ له الهَرَب و تَفَلَّتَ منهم، فیكون مثل الظَّبْی الذی لا یَرْبِض إِلا و هو متباعد متوحّش بالبلد القَفْر، و متی ارتاب أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر، و نصب ظَبْیاً علی التفسیر لأَن الرُّبوض له، فلما حوّل فعله إِلی المخاطب خَرَج قوله ظبْیاً مفسِّراً؛ و قال القتیبی: قال ابن الأَعرابی أَراد أَقِم فی دارهم آمِناً لا تَبْرح كأَنك ظَبْیٌ فی كِناسه قد أَمِن حیث لا یری إنساً. و من أَمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْی ظِلَّه، و ذلك أَن الظَّبْیَ إِذا تَرَك كِناسه لم یَعُد إِلیه؛ یقال ذلك عند تأْكید رفض الشی‌ء، أَیَّ شی‌ء كان. و من دعائهم عند الشَّماتة: بهِ لا بِظَبْیٍ أَی جَعَلَ اللهُ تعالی ما أَصابه لازماً له؛ و منه قول الفرزدق فی زیاد: أَقُولُ له لمَّا أَتانا نَعِیُّه: به لا بِظَبْیٍ بالصَّرِیمةِ أَعْفَرَا و الظَّبْیُ: سِمَةٌ لبعض العرب؛ و إِیاها أَراد عنترة بقوله: عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَا زَبَّاءَ قاربةٍ ماءَ الكُلابِ علیها الظَّبْیُ، مِعْناقِ «1» و الظَّبْیَة: الحَیَاء من المرأَة و كلِّ ذی حافِرٍ. و قال اللیث: و الظَّبْیَة جَهاز المرأَة و الناقة، یعنی حَیَاءَها؛ قال ابن سیدة: و بعضهم یجعل الظَّبْیَة للكَلْبة؛ و خَصَّ ابن الأَعرابی به الأَتانَ و الشاةَ و البَقَرةَ. و الظَّبْیَةُ من الفَرس: مَشَقُّها و هو مَسْلَكُ الجرْدان فیها. الأَصمعی: یقال لكلِّ ذات خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَیَاءُ، و لكلِّ ذات حافرٍ الظَّبْیَة؛ و للسباع كلّها الثَّفْر.
(1). فا زبَّاء أی فم زباء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 24
و الظَّبْیُ: اسم رجل. و ظَبْیٌ: اسمُ موضع، و قیل: هو كَثِیبُ رَمْل، و قیل: هو وادٍ، و قیل: هو اسم رَمْلة؛ و به فُسِّر قولُ إمرئ القیس: و تَعْطُو برَخْصٍ غیرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِیعُ ظَبْیٍ، أَو مَسَاویكُ إِسْحِل ابن الأَنباری: ظُبَاء اسم كثیب بعینه؛ و أَنشد: و كَفّ كَعُوَّاذِ النَّقا لا یَضیرُها، إِذا أُبْرِزَتْ، أَن لا یكونَ خِضابُ «1» و عُوَّاذ النَّقا: دوابُّ تشبه العَظَاء، واحدتها عائذة تَلْزم الرملَ لا تَبْرَحُه، و قال فی موضع آخر: الظُّبَاءُ وادٍ بِتهامة. و الظَّبْیَة: مُنْعَرَج الوادی، و الجمع ظِبَاء، و كذلك الظُّبَة، و جمعها ظُباءٌ، و هو من الجمع العزیز؛ و قد روی بیت أَبی ذؤیب بالوجهین: عَرَفْتُ الدیارَ لأُمّ الرَّهینِ بینَ الظُّبَاء فَوَادِی عُشَرْ قال: الظُّبَاء جمع ظُبَة لمُنْعَرج الوادی، و جعل ظُبَاءً مثل رُخالٍ و ظُؤارٍ من الجمع الذی جاء علی فُعال، و أَنكر أَن یكون أَصلَه ظُبًی ثم مَدَّه للضرورة؛ و قال ابن سیدة: قال ابن جنی ینبغی أَن تكون الهمزةُ فی الظُّبَاءِ بدلًا من یاءٍ و لا تكون أَصلًا، أَمّا ما یدفع كونَها أَصلًا فلأَنهم قد قالوا فی واحِدِها ظُبَة، و هی مُنْعَرَج الوادی، و اللامُ إِنما تُحْذَف إِذا كانت حرفَ علَّة، و لو جَهِلْنا قولَهم فی الواحد منها ظُبَة، لحكمنا بأَنها من الواو اتِّباعاً لما وَصَّی به أَبو الحسن من أَن اللَّام المحذوفة إِذا جُهِلَت حُكم بأَنها واوٌ، حَمْلًا علی الأَكثر، لكنَّ أَبا عبیدة و أَبا عمرو الشیبانی رویاه بین الظِّبَاء، بكسر الظاء و ذكرا أَن الواحد ظَبْیة، فإذا ظهرت الیاء لاماً فی ظبیة وجب القَطْع بها و لم یَسُغ العدولُ عنها، و ینبغی أَن یكون الظُّباء المضموم الظاء أَحدَ ما جاء من الجُمُوع علی فُعال، و ذلك نحو رُخال و ظُؤَارٍ و عُراق و ثُناء و أُناسٍ و تُؤَامٍ و رُباب، فإن قلت: فلعله أَراد ظُبًی جمع ظُبَة ثم مدّ ضرورة؟ قیل: هذا لو صح القصر، فأَما و لم یثبت القصرُ من جهة فلا وجه لذلك لتركك القیاسَ إِلی الضرورة من غیر ضرورة، و قیل: الظِّبَاءُ فی شعر أَبی ذؤیب هذا وادٍ بعینه. و ظَبْیَةُ: موضعٌ؛ قال قیس بن ذریح: فغَیْقَةُ فالأَخْیافُ، أَخْیافُ ظَبْیةٍ، بها من لُبَیْنی مَخْرَفٌ و مَرابِعُ و عِرْقُ الظُّبْیَة، بضم الظاء: موضع علی ثلاثة أَمیال من الرَّوْحاء به مسجدُ سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. و‌فی حدیث عمرو بن حزم: من ذی المروة إِلی الظَّبْیَة؛ و هو موضع فی دیار جُهینة أَقْطعه النبی، صلی الله علیه و سلم، عَوْسَجَة الجُهَنی. و الظُّبْیَة: اسم موضع ذكره ابن هشام فی السیرة. و ظَبْیَان: اسم رجل، بفتح الظاء.

ظرا؛ ج15، ص: 24

: الظَّرَوْرَی: الكَیِّسُ. رجل ظَرَوْرَی: كَیِّسٌ. و ظَرِیَ یَظْرَی إِذا كاسَ. قال أَبو عمرو: ظَرَی إِذا لان، و ظَرَی إِذا كاسَ، و اظْرَوْرَی كاسَ و حَذِقَ، و قال ابن الأَعرابی: اطْرَوْری، بالطاء غیر المعجمة. و اظْرَوْرَی الرجلُ اظْرِیرَاءً: اتَّخَم فانْتَفَخ بطنه، و الكلمة واوِیَّة و یائِیَّة. و اظْرَوْرَی بطْنُه إِذا انْتَفَخَ، و ذكره الجوهری فی ضرا، بالضاد، و لم یذكر هذا الفصل. الأَزهری: قرأْت فی نوادر الأَعْراب الاطْرِیرَاء و الاظْرِیراءُ البِطْنَةُ، و هو مُطْرَوْرٍ و مُظْرَوْرٍ،
(1). قوله [… كعوّاذ النقا … إلخ] هكذا فی الأصول التی بأیدینا، و لا شاهد فیه علی هذه الروایة، و لعله روی: … كعوّاذ الظبا …
لسان العرب، ج‌15، ص: 25
قال: و كذلك المُحْبَنْطی و المُحْبَنْظِی، بالظاء؛ و قال الأَصمعی: اطْرَوْرَی بَطْنُه، بالطاء. أبو زید اظْرَوْرَی الرجلُ غَلب الدَّسَمُ علی قَلْبِه فانتفَخَ جوفُه فمات، و رواه الشیبانی: اطْرَوْری، و الشیبانی ثقة، و أَبو زید أَوثق منه.

ظری؛ ج15، ص: 25

ابن الأَنباری: ظَرَی بَطْنُه یَظْرِی إذا لم یَتَمالَكْ لِیناً. و یقال: أَصابَ المالَ الظَّرَی فأَهْزَلَه، و هو جُمُود الماء لِشِدَّة البَرْدِ. ابن الأَعرابی: الظَّارِی العاضُّ. وَ ظَرَی یَظْرِی إذا جَرَی.

ظلا؛ ج15، ص: 25

: ابن الأَعرابی: تَظَلَّی فلانٌ إذا لَزِمَ الظِّلالَ و الدَّعَة؛ قال أَبو منصور: كان فی الأَصل تَظَلَّلَ، فقُلبَت إحد اللامات یاءً كما قالوا تَظَنَّیْت من الظنّ.

ظما؛ ج15، ص: 25

: الظِّمْو من أَظْماء الإِبل لغة فی الظِّمْ‌ءِ. و الظَّمَا، بلا همز: ذُبُولُ الشَّفَةِ من العَطَشِ؛ قال أَبو منصور: و هو قِلَّة لحْمِه و دَمِه و لیس من ذُبُولِ العَطَشِ، و لكنه خِلْقَة محمودَةٌ. و كلُّ ذابلٍ من الحَرِّ ظَمٍ و أَظْمَی. و المَظْمِیُّ من الأَرضِ و الزَّرْعِ: الذی تَسْقِیهِ السَّماءُ، و المَسْقَوِیُّ: ما یُسْقَی بالسَّیحِ. و‌فی حدیث معاذٍ: و إن كان نَشْرُ أَرضٍ یُسْلِمُ علیها صاحِبُها فإنه یُخْرِجُ منها ما أَعْطَی نَشْرُها: ربعَ المَسْقَوِیّ و عُشْرَ المَظْمِیّ، و هما منسوبان إلی المَظْمَی و إلی المَسْقَی، مَصْدَرَی سَقَی و ظَمَی. قال أَبو موسی: المَظْمِیُّ أَصله المَظْمَئیُّ فتُرك هَمْزُه، یعنی فی الرِّوایة، قال: و ذكره الجوهری فی المعتل و لم یذكره فی الهمز و لا تعرَّض إلی ذكره تخفیفه. و الظَّمَی: قِلَّةُ دَمِ اللِّثَةِ و لَحْمِها، و هو یَعْتَری الحُبْش. رجلٌ أَظْمَی و امرأَة ظَمْیَاء و شَفَةٌ ظَمْیَاءُ: لیْسَتْ بوارِمة كثیرة الدَّمِ و یُحْمَدُ ظَماها. و شَفَةٌ ظَمْیَاء بَیِّنَة الظَّمَی إذا كان فیها سُمْرَة و ذُبُولٌ. و لِثَةٌ ظَمْیَاءُ: قلیلة الدم. و عینٌ ظَمْیاءُ: رَقِیقَةُ الجَفْن. و ساقٌ ظَمْیَاءُ: قلِیلة اللَّحْمِ، و فی المحكم: مُعْتَرِقَةِ اللحم. و ظِلٌّ أَظْمَی: أَسْوَدُ. و رجل أَظْمی: أَسود الشَّفَة، و الأُنْثَی ظَمْیاء. و رُمْحٌ أَظْمَی: أَسْمَرُ. الأَصمعی: من الرِّماح الأَظْمی، غیرُ مهموز، و هو الأَسْمَرُ، و قَناةٌ ظَمیاءُ بینة الظَّمی منقوصٌ. أَبو عمرو: ناقَةٌ ظَمْیَاءُ و إبل ظُمْیٌ إذا كان فی لونها سواد. أَبو عمرو: الأَظْمی الأَسودُ، و المرأة ظَمْیاء لسَوْداء الشَّفَتَین، و حكی اللحیانی: رجلٌ أَظْمَی أَسمر، و امرأَةٌ ظَمْیَاء، و الفعلُ من كل ذلك ظَمِیَ ظَمًی. و یقال للفرسِ إذا كان مُعَرَّقَ الشَّوَی: إنه لأَظْمَی الشَّوَی، و إنَّ فُصُوصه لظِماءٌ إذا لم یكن فیها رَهَلٌ و كانت مُتَوَتِّرَةً، و یُحْمَدُ ذلك فیها، و الأَصلُ فیها الهمز؛ و منه قول الراجز یصف فرساً أَنشده ابن السكیت: یُنْجِیه من مِثْلِ حَمامِ الأَغلالْ وَقْعُ یَدٍ عَجْلَی و رِجْلٍ شِمْلالْ ظَمْأَی النَّسَی من تحتِ رَیَّا مِنْ عالْ و الظَّمْیَان: شجرٌ یَنْبُتُ بنَجْدٍ یشبه القَرَظ.

ظنی؛ ج15، ص: 25

: قال الأَزهری: لیس فی باب الظاء و النون غیرُ التَّظَنِّی من الظنِّ، و أَصله التَّظَنُّنُ، فأُبْدل من إحدی النُّوناتِ یاءٌ، و هو مثلُ تَقَضّی من تَقَضَّضَ.

ظوا؛ ج15، ص: 25

: أَرض مَظْواةٌ و مَظْیاةٌ: تُنْبتُ الظَّیّان، فأَما مَظْواةٌ فإنها من ظ و ی، و أَما مَظْیَاةٌ فإِما أَن تكون علی المعاقبة، و إما أَن تكون مقلوبة من مَظْواةٍ، فهی علی هذا مَفْعَلة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 26
و أَدِیمٌ مُظَوًّی: مدبوغٌ بالظَّیّانِ؛ عن أَبی حنیفة. و الظاءُ: حرفُ هِجاءٍ، و هو حرف مهجور یكون أَصلًا لا بدلًا و لا زائداً؛ قال ابن جنی: اعلم أَن الظَّاء لا توجد فی كلام النَّبَطِ، فإِذا وقَعَت فیه قلَبوها طاءً، و لهذا قالوا البُرْطُلة و إنما هو ابن الظِّلِّ، و قالوا ناطُور و إنما هو ناظور، فاعُول من نَظَرَ یَنْظُر. قال ابن سیدة: كذا یقول أَصحابنا البصریون، فأَما قول أَحمَد بنِ یحیی فیقول ناطُور و نواطِیر مثل حاصود و حَواصِید، و قد نَطَرَ یَنْطُر. ابن الأَعرابی: أَظْوَی الرجل إِذا حَمُقَ.

ظیا؛ ج15، ص: 26

: الظَّیَاةُ: الرجلُ الأَحْمَقُ. و الظَیَّانُ: نَبْتٌ بالیمن یُدْبَغُ بوَرَقه، و قیل: هو یاسَمینُ البَرّ، و هو فَعْلانُ، واحدتُه ظَیَّانَةٌ. و أَدِیمٌ مُظَیّاً: مدبوغ بالظَّیّان. و أَرض مِظْیَاةٌ: لكثیرة الظیّان. الأَصمعی: من أَشجارِ الجبالِ العَرْعَرُ و الظَّیَّانُ و النَّبْعُ و النَّشَمُ. اللیث: الظَیَّانُ شی‌ء من العسَل، و یجی‌ءُ فی بعض الشعرِ الظَّیُّ و الظِّیُّ، بلا نون، قال: و لا یُشْتقُّ منه فِعْلٌ فتُعْرَف یاؤُه، و بعضهم یُصَغِّرُه ظُیَیّاناً، و بعضهم ظُوَیَّاناً. قال أَبو منصور: لیس الظَّیَّانُ من العسل فی شی‌ءٍ، إنما الظیّانُ ما فسره الأَصمعی أَوَّلًا؛ و قال مالك بن خالد الخُناعِی: یا مَیُّ، إن سِباعَ الأَرضِ هالِكةٌ، و الغُفْرُ و الأُدْمُ و الآرامُ و الناسُ و الجَیشُ لن یُعْجِزَ الأَیامَ ذُو حِیَدٍ بمُشْمَخِرّ، به الظَّیَّانُ و الآسُ أَرادَ: بذی حِیَدٍ وعلًا فی قَرْنِهِ حِیَدٌ، و هی أَنابیبهُ، و حِیَدٌ جمع حَیدَة كَحَیْضَةٍ و حِیَضٍ؛ قال ابن بری: و هذه الكلمة قد عَزَبَ أَن یُعْلَم أَصلُها من طریقِ الاشتِقاقِ فلم یَبْقَ إِلا حَمْلُها علی الأَكثر، و عند المحققین أَن عینَها واوٌ، لأَنّ باب طَوَیْت أَكثر من باب حَیِیت، و المُشْمَخِرُّ: الجبل الطویلُ: و الآسُ هاهنا: شجر، و الآسُ: العسلُ أَیضاً، و المعنی لا یَبْقی لأَنه لو أَراد الإِیجابَ لأَدْخَلَ علیه اللامَ لأَنَّ اللامَ فی الإِیجاب بمنْزلة لا فی النَّفْی. و الظَّیَّان: العَسَل، و الآس: بَقِیَّةُ العَسَل فی الخَلِیَّةِ. و الظاءُ: حرفٌ من حُرُوفِ المُعْجَم، و هو حرف مُطبَقٌ مستَعْل. و الظاء: نَبِیبُ التَّیْسِ و صَوْتُه؛ و علیه قوله: له ظَاءٌ كما صَخِب الغریمُ و یروی: ظَأْبٌ. و ظَیَّیْتُ ظاءً: عَمِلْتها.

فصل العین المهملة؛ ج15، ص: 26

عاعا؛ ج15، ص: 26

: قال الأَزهری فی آخر لفیف المعتل فی ترجمة وَعَعَ العاعاء صَوْتُ الذِّئبِ.

عبا؛ ج15، ص: 26

: عَبَا المَتاعَ عَبْواً و عَبَّاه: هَیَّأَه. و عَبَّی الجیش: أَصْلَحه و هَیّأَه تَعْبِیَةً و تَعْبِئَةً و تَعْبیئاً، و قال أَبو زید: عَبّأْتُه بالهمزة. و العَبایةُ ضَرْبٌ من الأَكْسِیَة واسِعٌ فیه خُطوطٌ سُودٌ كِبارٌ، و الجمع عَباءٌ. و‌فی الحدیث: لِباسُهم العَباءُ، و قد تكَرَّر فی الحدیث، و العَباءَةُ لُغَةٌ فیه. قال سیبویه: إنما هُمِزَتْ و إن لم یكن حرفُ العِلّة فیها طَرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحد علی قولهم فی الجمع عَبَاء، كما قالوا مَسنِیَّة و مَرْضِیَّة، حین جاءت علی مسنِیٍّ و مرضِیٍّ، و قال: العَبَاءُ ضربٌ من الأَكْسِیة، و الجمع أَعْبِیَةٌ، و العَباءُ علی هذا واحدٌ. و قال ابن سیدة: قال ابنُ جِنی و قالوا عَبَاءة،
لسان العرب، ج‌15، ص: 27
و قد كان ینبغی، لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخِراً و جَرَی الإِعرابُ علیها و قَوِیَت الیاءُ لبُعْدِها عن الطرَف، أَنْ لا تُهْمَز و أَنْ لا یقال إِلا عَبایة فیُقْتَصَر علی التصحیح دون الإِعْلال، و أَن لا یجوز فیه الأَمرانِ، كما اقْتُصر فی نِهایَةٍ و غَباوةٍ و شَقاوةٍ و سعایةٍ و رِمایةٍ علی التصحیح دون الإِعلال، لأَن الخلیلَ، رحمه الله، قد عَلَّل ذلك فقال: إِنهم إِنما بَنَوْا الواحِدَ علی الجمع، فلما كانوا یقولون عَباءٌ فیلزمهم إِعْلالُ الیاء لوقوعها طَرَفاً، أَدْخَلُوا الهاء، و قد انْقَلَبَت الیاءُ حینئذ همزةً فَبَقِیَت اللامُ مُعْتَلَّة بعدَ الهاء كما كانت مُعْتَلَّة قَبْلها؛ قال الجوهری: جمعُ العَباءَة و العَبایَة العَباءَاتُ. قال ابن سیدة: و العَبَی الجافی، و المَدُّ لُغَةٌ؛ قال: كَجَبْهَةِ الشَّیْخِ العَبَاءِ الثَّطِّ و قیل: العَبَاءُ بالمدِّ الثَّقِیلُ الأَحْمَقُ. و روی الأَزهری عن اللیث: العَبَی، مقصورٌ، الرجلُ العَبامُ، و هو الجافی العَیِیُّ، و مَدّه الشاعر فقال، و أَنشد أَیضاً البیت: كَجَبْهَةِ الشَّیْخِ العَبَاءِ الثَّطِّ قال الأَزهری: و لم أَسمع العَبَاءَ بمعنی العَبامِ لغیر اللیث، و أَما الرجزُ فالروایة عندی: كَجَبْهَةِ الشَّیْخِ العَیَاءِ بالیاء. یقال: شیخٌ عَیاءٌ و عَیایَاءٌ، و هو العَبامُ الذی لا حاجة له إلی النِّساءِ، قال: و مَنْ قاله بالباء فقد صَحَّفَ. و قال اللیث: یقال فی تَرْخِیم اسْمٍ مثلِ عبدِ الرحمنِ أَو عبدِ الرحِیم عَبْوَیْه مثل عمروٍ و عَمْرَوَیْه. و العَبُ: ضَوْءُ الشمس و حُسْنُها یقال: ما أَحْسَنَ عَبَها، و أَصْلُه العَبْوُ فنُقِصَ. و یقال: امرأَةٌ عابِیَةٌ أَی ناظِمَة تَنْظِمُ القلائد؛ قال الشاعر یصف سهاماً: لها أُطُرٌ صُفْرٌ لِطافٌ كأنها عَقِیقٌ، جَلاهُ العَابِیَاتُ، نظِیمُ قال: و الأَصل عابِئَةٌ، بالهمز، من عَبَأْتُ الطِّیبَ إذا هَیَّأْتَه. قال ابن سیدة: و العَبَاةُ من السُّطَّاحِ الذی یَنْفَرِشُ علی الأَرض. و ابن عَبَایَة: من شُعَرائِهم. و عَبَایَةُ بن رِفاعَةَ: من رُواةِ الحدیث.

عتا؛ ج15، ص: 27

: عَتَا یَعْتُو عُتُوّاً و عِتِیّاً: اسْتَكْبَرَ و جاوَزَ الحَدَّ، فأَما قوله: أَدْعُوكَ یا رَبِّ، من النارِ التی أَعْدَدْتَها للظَّالِمِ العاتی العَتی فقد یجور أن یكون أَراد العَتیَ علی النَّسَبِ كقولك رَجلٌ حَرِحٌ و سَتِهٌ، و قد یجوز أَن یكون أراد العَتِیَّ فخَفَّفَ لأَنَ الوزن قد انتهی فارتَدَعَ. و یقال: تَعَتَّتِ المرأةُ و تَعَتَّی فلانٌ؛ و أَنشد: بأَمْرِهِ الأَرض فما تَعَتَّتِ أی فما عَصَتْ. و قال الأَزهری فی ترجمة تَعا: و العُتَا العِصْیانُ. و العَاتِی: الجَبَّار، و جمعه عُتَاةٌ. و العَاتِی: الشدید الدُّخُولِ فی الفَساد المُتَمَرِّدُ الذی لا یقبلُ موعِظَة. الفراء: الأَعْتَاءُ الدُّعَّارُ من الرجالِ، الواحدُ عَاتٍ. و تَعَتَّی فلانٌ: لم یُطِعْ. و عَتا الشیخُ عُتِیّاً و عَتِیّاً، فتح العین: أَسَنَّ و كَبِرَ و وَلَّی. و فی التنزیل: وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِیًّا، و قرئَ: عتیا. و قول أبی إسحاق: كلُّ قد انتهی فقد عَتَا
لسان العرب، ج‌15، ص: 28
یَعْتُو عِتْیاً و عُتُوّاً، و عَسَا یَعْسو عُسُوّاً و عُسِیّاً، فأَحبَّ زكریاءُ، سلام الله علیه، أَن یَعْلَم من أَیِّ جِهْةٍ یكونُ له ولدٌ، و مِثْلُ امْرَأَته لا تَلِدُ و مِثْلُه لا یُولَدُ له، قال الله عز و جل: كَذٰلِكَ، معناه، و اللهُ أَعلم، الأَمرُ كما قیلَ لك. و یقال للشیخ إذا ولَّی و كَبِرَ: عَتَا یَعْتُو عُتُوّاً و عَسا یَعْسُو مثلُه، الجوهری: یقال عَتَوْتَ یا فلانُ تَعْتُو عُتُوّاً و عُتِیّاً و عِتِیّاً، و الأَصل عُتُوٌّ ثم أَبْدَلُوا إحدی الضمتین كسرةً فانْقَلَبَتْ الواوُ یاءً فقالوا عُتِیّاً، ثم أَتْبَعُوا الكسرةَ الكسرةَ فقالوا عِتِیّاً لیُؤَكِّدُوا البَدَل، و رجلٌ عاتٍ و قومٌ عُتِیٌّ، قَلَبوا الواوَ یاءً؛ قال محمد بن السَّرِی: و فُعولٌ إذا كانت جَمْعاً فحَقُّها القلبُ، و إذا كانت مصدَراً فحقُّه التصحیح لأَن الجمعَ أَثْقَل عندهم من الواحدِ. و‌فی الحدیث: بِئْسَ العبدُ عبدٌ عَتا و طَغی؛ العُتُوُّ: التجبُّر و التكبُّر. و تَعَتَّیتُ: مثلُ عَتَوْتُ، قال: و لا تَقُل عَتَیْتُ. و قال ابن سیدة: عَتِیتُ لغة فی عَتَوْتُ. و عَتَّی: بمعنی حتَّی، هُذَلِیَّةٌ و ثَقَفِیَّة، و قرأَ بعضهم: عَتَّی حینٍ؛ أَی حتی حینٍ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: بَلَغَه أَنَّ ابنَ مسعودٍ، رضی الله عنه، یُقْرِئُ الناسَ عَتَّی حینٍ، یُرِیدُ حَتّٰی حِینٍ* فقال: إِن القرآن لمْ یَنْزِلْ بلُغَة هُذَیْلٍ، فأَقْرِئ الناسَ بلُغَةِ قریشٍ، كلُّ العربِ یَقُولون حتی إلّا هُذَیلًا و ثَقِیفاً فإنهم یقولون عَتَّی. و عَتْوَةُ: اسمُ فرسٍ.

عثا؛ ج15، ص: 28

: العَثَا: لَونٌ إلی السَّوادِ مع كَثْرَةِ شَعَر. و الأَعْثَی: الكثیرُ الشَّعَرِ الجافی السَّمِجُ، و الأُنثی عَثْوَاءُ. و العُثْوَةُ: جُفوفُ شَعَرِ الرأَس و الْتبادُهُ و بُعْدُ عَهْده بالمَشْطِ. عَثِیَ شعرهُ یَعْثَی عثواً و عَثاً، و ربما قیل للرجل الكثیر الشعر أَعْثَی، و للعجوز عَثْوَاء، و ضِبْعانٌ أَعْثَی: كثیرُ الشَّعَرِ، و الأُنثی عَثْوَاء، و الجمع عُثْوٌ و عُثْیٌ مُعاقبَة. و قال أبو عبید: الذكر من الضِّباعِ یقال له عِثْیَانٌ؛ قال ابن سیدة: و العِثْیانُ الذكر من الضِّباعِ؛ قال ابن بری: و یقال للضَّبُع غَثْواء، بالغین المعجمة أَیضاً، و سنذكره فی موضعه. و قال أَبو زید: فی الرأْس العُثْوَة، و هو جُفوف شعره و الْتِبَادُه مَعاً. و رجل أَعْثی: كثیر الشعر. و رجل أَعْثی: كثیف اللحْیة؛ و أَنشد ابن بری فی الأَعْثَی الكَثِیر الشَّعَر لشاعر: عَرَضَتْ لنا تَمْشِی فیَعْرِضُ، دُونَها، أَعْثَی غَیُورٌ فاحِشٌ مُتَزَعِّمُ ابن السكیت: یقال شابَ عُثَا الأَرضِ إِذا هاج نَبْتُها، و أَصل العُثَا الشَّعَر ثم یُستَعار فیما تَشَعَّثَ من النبات مثل النَّصِیِّ و البُهْمی و الصِّلِّیان؛ و قال ابن الرقاع: بِسَرارة حَفَشَ الرَّبِیعُ غُثَاها، حوَّاءَ یَزْدَرِعُ الغَمِیرَ ثَراها حَتَّی اصْطَلی وَهَجَ المَقِیظ، و خانَه أَنْقَی مَشارِبِه، و شابَ عُثاها أَی یَبِسَ عُشْبُها. و الأَعْثَی: لونٌ إلی السواد. و الأَعْثَی: الضَّبُع الكبیر. أَبو عمرو: العَثْوَة و الوَفْضةُ «2» و الغُسْنة هی الجُمَّة من الرأس و هی الوَفْرة. و قال ابن الأَعرابی: العُثَی اللِّمَم الطِّوال؛ و قول ابن الرقاع: لو لا الحَیاءُ، و أَنَّ رأْسِیَ قد عَثَا فیه المَشِیبُ، لَزُرْتُ أَمَّ القاسم
(2). قوله [و الوفضة] هكذا فی الأصول.
لسان العرب، ج‌15، ص: 29
عَثَا فیه المَشیبُ أَی أَفسد. قال ابن سیدة: عَثَا عُثُواً و عَثِیَ عُثُوّاً أَفْسَدَ أَشَدَّ الإِفسادِ، و قال: و قد ذكرت هذه الكلمة فی المعتل بالیاء علی غیر هذه الصیغة من الفعل، و قال فی الموضع الذی ذكره: عَثِیَ فی الأَرضِ عُثِیًّا و عِثِیّاً و عَثَیاناً و عَثَی یَعْثَی؛ عن كراع نادرٌ، كلُّ ذلك أَفسد. و قال كراع: عَثَی یَعْثَی مَقلوبٌ من عاث یَعیثُ، فكان یجب علی هذا یَعْثی إلَّا أَنه نادرٌ، و الوجه عَثِیَ فی الأَرض یَعْثَی. و فی التنزیل: وَ لٰا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ*؛ القُرَّاء كلُّهم قرؤوا وَ لٰا تَعْثَوْا*، بفتح الثاء، من عَثِیَ یَعْثَی عُثُوّاً و هو أَشدُّ الفساد، و فیه لغتان أُخْرَیان لم یُقْرأْ بواحدة منهما: إحداهما عَثَا یَعْثُو مثل سمَا یَسْمُو؛ قال ذلك الأَخفش و غیره، و لو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ و لا تَعْثُوا، و لكن القراءة سُنَّة و لا یُقْرأُ إلَّا بما قَرأَ به القرَّاء، و اللغة الثانیة عاثَ یَعِیثُ، و تفسیره فی بابه. ابن بزرج: و هم یَعْثَوْنَ مثْل یَسْعَوْن، و عَثَا یَعْثُو عُثُوّاً. قال الأَزهری: و اللغة الجیدة عَثِیَ یَعْثَی لأَن فَعَل یَفْعَل لا یكون إلَّا فیما ثانیه أو ثالثُه أحدُ حروف الحلق؛ أَنشد أَبو عمرو: و حاصَ مِنِّی فَرَقاً و طَحْرَبا، فأَدْرَكَ الأَعْثَی الدَّثُورَ الخُنْتُبا، فَشَدّ شَدّاً ذا نَجاءٍ مُلْهبا ابن سیدة: الأَعْثَی الأَحْمَقُ الثَّقِیلُ، لامُه یاءٌ لقولهم فی جَمْعِه عُثْیٌ؛ قال ابن بری: شاهده قول الراجز: فوَلَدتْ أَعْثَی ضَروطاً عُنْبُجا و العَثَوْثَی: الجافی الغلیظ.

عجا؛ ج15، ص: 29

: الأُمُّ تَعْجُو ولَدَها: تُؤخِّرُ رَضاعَه عن مَواقِیته و یورثُ ذلك ولدها وَهْناً؛ قال الأَعشی: مُشْفِقاً قَلْبُها عَلَیْه، فما تَعْجُوه إلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ قال الجوهری: عَجَتِ الأُمُّ وَلَدها تَعْجُوه عَجْواً إذا سَقَتْه اللَّبن، و قیل: عَجَتِ المرأة ابْنَها عَجْواً أَخَّرَتْ رَضاعَه عن وَقْتِهِ، و قیل: داوَتْه بالغِذاء حتی نَهَض. و العُجْوَة و المُعاجاةُ: أَن لا یكون للأُمِّ لبنٌ یُرْوِی صَبِیَّها فتُعاجِیه بشی‌ءٍ تعلِّلُه به ساعةً، و كذلك إن ولِیَ ذلك منه غیر أُمِّه، و الاسمُ منه العُجْوة، و الفعل العَجْوُ، و اسم ذلك الوَلد العَجِیُّ، و الأُنثی عجیَّةٌ، و قد عَجتْه. و عجاه اللَبنُ: غَذاه؛ و أَنشد بیت الأَعشی.و تَعادَی عنه النهارُ، فما تَعْجُوه إلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ و أَما من مُنِع اللبنَ فغُذِی بالطَّعام فیقال: عُوجِیَ. و العَجیُّ: الفَصِیلُ تموتُ أُمُّه فیُرْضِعُه صاحبه بلبَنِ غیرها و یقوم علیه، و كذلك البَهْمة؛ و قال ثعلب: هو الذی یُغَذَّی بغیر لَبَنٍ، و الأُنثی عَجِیَّة، و قیل: الذكر و الأُنثی جمیعاً بغیر هاءٍ، و الجمع من كلِّ ذلك عُجایا و عَجایا، و الأَخیرة أَقیس؛ قال الشاعر: عَدانی أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمی عَجَایا، كلُّها، إلا قَلِیلَا و یقال للَّبَنِ الذی یُعَاجَی به الصَّبیُّ الیَتیم أَی یُغَذَّی به: عُجاوَةٌ، و یقال لذلك الیتیم الذی یُغَذَّی بغیر لبن أُمِّه: عَجِیٌّ. و‌فی الحدیث: كنتُ یَتِیماً و لم أَكُنْ عَجِیّاً؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی لا لَبنَ لأُمِّه، أَو ماتَتْ أُمُّه فعُلِّلَ بلَبن غیرها أَو بشی‌ءٍ آخر فأَورثه ذلك وَهْناً. و عاجیْتُ الصّبیَّ إذا أَرْضَعْتَه بلَبن غَیر أُمّه أَو مَنَعْته اللَّبنَ و غَذَّیْته
لسان العرب، ج‌15، ص: 30
بالطعام. و عَجا الصَّبیَّ یَعْجُوه إذا عَلَّله بشی‌ء فهو عَجِیٌّ، و عَجِیَ هو یَعْجَی عَجاً، و یقال للبن الذی یُعاجَی به الصَّبیُّ: عُجَاوَةٌ؛ و أَنشد اللیث للنابغة الجعدی: إِذا شِئْتَ أَبْصَرْتَ، من عَقْبِهِمْ یَتَامی یُعاجَوْنَ كالأَذْؤُب و قال آخر فی صفة أَولاد الجراد: إذا ارْتَحَلَتْ من مَنزِلٍ خَلَّفَتْ بِه عَجَایا، یُحاثی بالتُّرابِ صغیرُها قال ابن بری: قال ابن خالویه العَجِیّ فی البهائم مثل الیَتیم فی الناس. قال ابن سیدة: العَجِیُّ من الناس الذی یَفْقِدُ أُمَّه. و عَجَوْته عَجْواً: أَمَلْته؛ قال الحرث بن حِلِّزَة: مُكْفَهِرًّا علی الحوادث، لا تَعْجُوهُ للِدَّهْرِ مُؤْیِدٌ صَمَّاءُ و یروی: … لا تَرْتُوه. و عَجا البَعیرُ: رَغا. و عَجا فاه: فَتَحه. قال الأَزهری: و عَجا شِدْقَه إذا لواه. قال خلَفٌ الأَحْمر: سأَلتُ أَعرابیّاً عن قولهِم عَجَا شِدْقَه فقال إذا فَتَحه و أَمالَه؛ قال الأَزهری: قال الطِّرمَّاح یصف صائداً له أَولادٌ لا أُمَّهات لَهمُ فهم یعاجَون تَرْبِیةً سَیِّئة: إِنْ یُصِبْ صَیداً یكُنْ جُلُّهُ لعَجایا، قُوتُهمْ باللِّحامْ و قال ابن شمیل: یقال لَقِیَ فلانٌ ما عَجَاه و ما عَظاه و ما أَوْرَمَه إذا لَقِیَ شِدّةً و بَلاءً. و لَقَّاه الله ما عَجَاه و ما عَظاه أَی ما ساءهُ. و‌فی حدیث الحجاج: أَنه قال لبعض الأَعراب أَراكَ بَصیراً بالزرع، فقال: إنی طالَما عَاجَیْتُهُ‌أَی عانَیْتُه و عالَجْتُه. و العَجِیُّ: السّیّ‌ءُ الغِذاء؛ و أَنشد أَبو زید: یَسْبِقُ فیها الحَمَل العَجِیّا رَغْلًا، إذا ما آنسَ العَشِیَّا و العُجَاوَة: قدر مُضْغةٍ من لحْمٍ تكونُ موصولةً بِعَصبة تَنْحَدِرُ من رُكْبةِ البعیرِ إلی الفرْسِنِ، و هی من الفَرَسِ مَضِیغَةٌ، و هی العُجَایة أَیضًا، و قیل: هیَ عَصَبة فی باطِنِ یدِ الناقةِ. و قال اللحیانی: عُجَاوَةُ الساقِ عَصَبة تَتقَلَّع معَها فی طَرَفِها مثلُ العُظَیْمِ، و جمعها عُجًی كَسَّروه علی طرح الزائد فكأنهم جَمَعوا عُجْوَةً أَو عُجَاةً؛ قال ابن سیدة: و هذه الكلمة واویة و یائیة. و قال ابن شمیل: العُجَایَة من الفَرَسِ العَصَبةُ المُسْتَطیلة فی الوَظیفِ و مُنْتَهاها إلی الرُّسْغَین و فیها یكون الحَطْمُ، قال: و الرُّسْغُ مُنتهی العُجایةِ. و قال ابن سیدة فی معتلّ الیاء: العُجَایَة عصبٌ مركَّبٌ فیه فصوصٌ من عِظامٍ كأَمثالِ فُصُوصِ الخاتَمِ تكون عند رُسْغِ الدابةِ؛ زاد غیره: و إذا جاعَ أَحدُهم دَقَّها بین فِهْرَیْنِ فأَكلها؛ و قال كعب: سُمْرُ العُجَایَاتِ یَتْرُكْنَ الحَصَی زِیَمًا، لم یَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِیلُ قال: و تُجْمَعُ علی العُجَی، یصف حَوافِرَها بالصلابة؛ قال ابن الأَثیرِ: هی أَعصابُ قوائِمِ الإِبلِ و الخَیْلِ واحدتُها عُجایةٌ. قال ابن سیدة: و قیل العجایة كل عَصَبةٍ فی یدٍ أَو رِجْلٍ، و قیل: هی عَصبَة باطِنِ الوَظیفِ من الفرسِ و الثَّوْرِ، و الجمْعُ عُجًی و عُجِیٌّ، علی حذف الزائِدِ فیهما، و عُجَایا؛ عن ابن الأَعرابی. قال الجوهری: العُجَایَتَانِ عَصَبتان فی باطِنِ یَدَی الفرَسِ، و أَسْفَلَ منهما هَناتٌ كأَنها الأَظفارُ تسمی السَّعْداناتِ، و یقال: كلُّ عَصَبٍ یَتَّصلُ بالحافِرِ فهو عُجایةٌ؛ قال الراجز:
لسان العرب، ج‌15، ص: 31
و حافِرٌ صُلْبُ العُجَی مُدَمْلَقُ، و ساقُ هَیْقُواتِها مُعَرَّقُ «3» معرَّق: قلیل اللحم؛ قال ابن بری: و أَنشده فی فصلِ دملق: و ساقُ هَیْقٍ أَنفُها مُعرَّقُ و العَجْوَة: ضَرْبٌ من التَّمرِ یقالُ هو مما غَرَسهُ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، بیده، و یقال: هو نَوعٌ من تَمرِ المَدینةِ أَكبر منَ الصَّیْحانیِّ یَضْرِبُ إلی السواد من غَرْسِ النبیِ، صلی الله علیه و سلم. قال الجوهری: العَجْوَةُ ضَرْبٌ من أَجْوَدِ التَّمْرِ بالمدینة و نَخْلتُها تسمی لِینَةً؛ قال الأَزهری: العَجْوَةُ التی بالمدینة هی الصَّیْحَانیَّةُ، و بها ضُرُوبٌ من العَجْوة لیس لها عُذُوبة الصَّیْحانیَّةِ و لا رِیُّها و لا امتِلاؤها. و‌فی الحدیث: العَجْوَةُ من الجنةِ.و حكی ابن سیدة عن أَبی حنیفة: العَجْوةُ بالحجازِ أُمُّ التَّمْرِ الذی إلیه المَرْجِعُ كالشِّهْرِیز بالبَصْرةِ، و التَّبّیّ بالبحرین، و الجُذامیِّ بالیمامة. و قال مرَّة أُخری: العَجْوَة ضربٌ من التمر. و قیل لأُحَیْحةَ بن الجُلاحِ: ما أَعْدَدْتَ للشتاء؟ قال: ثلثَمائةٍ و سِتِّینَ صاعاً من عَجْوة تُعْطِی الصبیَّ منها خَمْسًا فیردُّ علیكَ ثلاثاً. قال الجوهری: و یقال العُجی الجُلود الیابسةُ تُطْبَخُ و تُؤكلُ، الواحدةُ عُجْیة؛ و قال أَبو المُهَوِّش: و مُعَصِّبٍ قَطَعَ الشِّتاءَ، و قُوتُه أَكلُ العُجَی و تَكَسُّبُ الأَشْكادِ فبَدَأْتُه بالمَحْضِ، ثم ثَنَیْتُه بالشَّحْمِ، قَبْلَ مُحَمَّدٍ و زِیادِ و حكی ابن بری عن ابن وَلَّاد: العُجَی فی البیت جمع عُجْوَةٍ، و هو عَجْبُ الذَّنَبِ، و قال: و هو غلط منه إِنما ذلك عُكوَةٌ و عُكًی؛ قال: حَتَّی تُوَلِّیك عُكَی أَذْنابِها و سیأْتی ذكره. و العُجَی أَیضاً: عَصَبَة الوَظِیف، و الأَشْكادُ: جمع شُكْدٍ، و هو العَطاءُ.

عدا؛ ج15، ص: 31

: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرجل و الفرسُ و غیره یَعْدُو عَدْواً و عُدُوّاً و عَدَوانًا و تَعْداءً و عَدَّی: أَحْضَر؛ قال رؤبة: من طُولِ تَعْداءِ الرَّبیعِ فی الأَنَقْ و حكی سیبویه: أَتیْته عَدْواً، وُضع فیه المصدرُ علی غَیْر الفِعْل، و لیس فی كلِّ شی‌ءٍ قیل ذلك إنما یُحكی منه ما سُمع. و قالوا: هو مِنِّی عَدْوةُ الفَرَس، رفعٌ، ترید أَن تجعل ذلك مسافَة ما بینك و بینه، و قد أَعْدَاه إذا حَمَله علی الحُضْر. و أَعْدَیْتُ فرسی: اسْتَحضَرته. و أَعْدَیْتَ فی مَنْطِقِكَ أَی جُرت. و یقال للخَیْل المُغِیرة: عادِیَة؛ قال الله تعالی: وَ الْعٰادِیٰاتِ ضَبْحاً؛قال ابن عباس: هی الخَیْل؛ و‌قال علی، رضی الله عنه: الإِبل هاهنا.و العَدَوانُ و العَدَّاء، كلاهما: الشَّدیدُ العَدْوِ؛ قال: و لو أَنَّ حیًّا فائتُ المَوتِ فاتَه أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ و أَنشد ابن بری شاهداً علیه قول الشاعر: و صَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِید، فإِنَّه أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ و قال الأَعشی: و القارِحَ العَدَّا، و كلّ طِمِرَّةٍ لا تَسْتَطِیعُ یَدُ الطَّویلِ قَذالَها أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، و أَراد نیلَ قَذالها
(3). قوله [و ساق هیقواتها إلخ] قال فی التكملة: هكذا وقع فی النسخ، و الصواب هیق أنفها إلخ. و قد أنشده فی حرف القاف علی الصواب و الرجز للزفیان.
لسان العرب، ج‌15، ص: 32
فحَذَف للعلم بذلك. و قال بعضهم: فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كان كثیر العَدْو، و ذئْبٌ عَدَوانٌ إذا كان یَعْدُو علی الناس و الشَّاءِ؛ و أَنشد: تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَدیدُ القَفْزِ، نَهْدُ القُصَیْری عَدَوانُ الجَمْزِ، و أَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِی و العِداء و العَداءَ: الطَّلَق الواحد، و فی التهذیب: الطَّلَق الواحد للفرس؛ و أَنشد: یَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً فی طَلَقْ و قال: فمن فَتَحَ العینَ قال جازَ هذا إلی ذاك، و من كَسَر العِدَاء فمعناه أَنه یُعادِی الصیدَ، من العَدْو و هو الحُضْر، حتی یَلْحقَه. و تَعَادَی القومُ: تَبارَوْا فی العَدْو. و العَدِیُّ: جماعةُ القومِ یَعْدون لِقِتال و نحوه، و قیل: العَدِیّ أَول من یَحْمل من الرَّجَّالة، و ذلك لأَنهم یُسْرِعُونَ العَدْوَ، و العَدِیُّ أَولُ ما یَدْفَع من الغارةِ و هو منه؛ قال مالك بن خالد الخُناعِی الهُذلی: لمَّا رأَیتُ عَدِیَّ القَوْمِ یَسْلُبُهم طَلْحُ الشَّواجِنِ و الطَّرْفاءُ و السَّلَمُ یَسْلُبهم: یعنی یتعلق بثیابهم فیُزِیلُها عنهم، و هذا البیت استشهد به الجوهری علی العَدِیِّ الذین یَعْدون علی أَقْدامِهم، قال: و هو جمع عادٍ مثل غازٍ و غَزِیٍّ؛ و بعده: كَفَتُّ ثَوْبیَ لا أُلْوی إلی أَحدٍ، إِنی شَنِئتُ الفَتَی كالبَكْر یُخْتَطَم و الشَّواجِنُ: أَوْدیة كثیرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة، یقول: لمَّا هَرَبوا تَعَلَّقت ثیابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. و‌فی حدیث لُقْمان: أَنا لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعادیَةٍ لِعادٍ؛ العادیَة: الخَیْل تَعْدو، و العادی الواحدُ أَی أَنا للجمع و الواحد، و قد تكون العادیةُ الرجال یَعْدونَ؛ و منه‌حدیث خیبر: فَخَرَجَتْ عادِیَتُهم‌أَی الذین یَعْدُون علی أَرجُلِهِم. قال ابن سیدة: و العَادِیَةُ كالعَدِیِّ، و قیل: هو من الخَیْلِ خاصَّة، و قیل: العَادِیَةُ أَوَّلُ ما یحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان؛ قال أبو ذؤیب: و عَادِیَة تُلْقِی الثِّیابَ كأَنما تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِیحُ و یقال: رأَیْتُ عَدِیَّ القوم مقبلًا أَی مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون الفُرْسان. و قال أَبو عبید: العَدِیُّ جماعة القَوْم، بلُغةِ هُذَیل. و قوله تعالی: وَ لٰا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ فَیَسُبُّوا اللّٰهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ، و قرئ: عُدُوّاً مثل جُلُوس؛ قال المفسرون: نُهُوا قبل أَن أَذِن لهم فی قتال المشركین أَن یَلْعَنُوا الأَصْنامَ التی عَبَدوها، و قوله: فَیَسُبُّوا اللّٰهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ؛ أَی فیسبوا الله عُدْوَاناً و ظُلْماً، و عَدْواً منصوب علی المصدر و علی إرادة اللام، لأَن المعنی فیَعْدُون عَدْواً أَی یظْلِمون ظلماً، و یكون مَفْعولًا له أَی فیسُبُّوا الله للظلم، و من قرأَ فیَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنی عَدْواً أَیضاً. یقال فی الظُّلْم: قد عَدَا فلان عَدْواً و عُدُوّاً و عُدْوَاناً و عَدَاءً أَی ظلم ظلماً جاوز فیه القَدْر، و قرئ: فیَسُبُّوا الله عَدُوّاً، بفتح العین و هو هاهنا فی معنی جماعة، كأَنه قال فیسُبُّوا الله أَعداء، و عَدُوّاً منصوب علی الحال فی هذا القول؛ و كذلك قوله تعالی: وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیٰاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ؛ عَدُوًّا فی معنی أَعداءً، المعنی كما جعلنا لك و لأُمتك شیاطینَ الإِنس و الجن أَعداء، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك من الأَنبیاء و أُممهم، و عَدُوًّا هاهنا منصوب لأَنه مفعول به، و شیاطینَ
لسان العرب، ج‌15، ص: 33
الإِنس منصوب علی البدل، و یجوز أَن یكون عَدُوًّا منصوباً علی أَنه مفعول ثان و شَیٰاطِینَ الْإِنْسِ المفعول الأَول. و العَادِی: الظالم، یقال: لا أَشْمَتَ اللهُ بك عادِیَكَ أَی عَدُوَّك الظالم لَكَ. قال أَبو بكر: قولُ العَرَب فلانٌ عَدُوُّ فلانٍ معناه فلان یعدو علی فلان بالمَكْروه و یَظْلِمُه. و یقال: فلان عَدُوُّك و هم عَدُوُّك و هما عَدُوُّك و فلانةُ عَدُوَّةُ فلان و عَدُوُّ فلان، فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال: هو خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ التأْنیثِ لازمةٌ له، و من قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ و غَضوبٌ و صَبور؛ قال الأَزهری: هذا إِذا جَعَلْت ذلك كُلَّه فی مذهبِ الاسم و المَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً مَحْضاً قلت هو عدوّك و هی عدُوَّتُك و هم أَعداؤك و هُنَّ عَدُوَّاتُك. و قوله تعالی: فَلٰا عُدْوٰانَ إِلّٰا عَلَی الظّٰالِمِینَ؛ أَی فلا سَبیل، و كذلك قوله: فَلٰا عُدْوٰانَ عَلَیَّ؛ أَی فلا سبیل علیَّ. و قولهم: عَدَا علیه فَضَربه بسیفه، لا یُرادُ به عَدْوٌ علی الرِّجْلین و لكن مِنَ الظُّلْم. و عَدَا عَدْواً: ظَلَمَ و جار. و‌فی حدیث قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِیَ علیه‌أَی سُرِقَ مالُه و ظُلِمَ. و‌فی الحدیث: ما ذِئبْان عَادِیانِ أَصابا فَرِیقَةَ غَنَمٍ؛ العَادِی: الظَّالِمُ، و أَصله من تجاوُزِ الحَدِّ فی الشی‌ء. و‌فی الحدیث: ما یَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا و كذا و السَّبُعُ العادِی‌أَی الظَّالِمُ الذی یَفْتَرِسُ الناسَ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: لا قَطْعَ علی عادِی ظَهْرٍ.و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أُتیَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً فلم یَرَ قَطْعَه و قال: تِلك عادِیَةُ الظَّهْرِ؛ العَادِیة: من عَدَا یَعْدُو علی الشی‌ء إِذا اخْتَلَسه، و الظَّهْرُ: ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْیاء، و لم یرَ فی الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ علی المَرْأَة و الصَّبیّ. و قوله تعالی: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بٰاغٍ وَ لٰا عٰادٍ*؛ قال یعقوب: هو فاعِلٌ من عَدَا یَعْدُو إذا ظَلَم و جارَ. قال: و‌قال الحسن أَی غیرَ باغٍ و لا عائِدٍ فقلب، و الاعْتداءُ و التَّعَدِّی و العُدْوان: الظُّلْم. و قوله تعالی: وَ لٰا تَعٰاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوٰانِ؛ یقول: لا تَعاوَنوا علی المَعْصیة و الظُّلْم. و عَدَا علیه عَدْواً و عَدَاءً و عُدُوّاً و عُدْواناً و عِدْواناً و عُدْوَی و تَعَدَّی و اعْتَدَی، كُلُّه: ظَلَمه. و عَدَا بنُو فلان علی بنی فلان أَی ظَلَمُوهم. و‌فی الحدیث: كَتَبَ لیَهُود تَیْماءَ أَن لَهُم الذمَّةَ و علیهم الجِزْیَةَ بلا عَداء؛ العَداءُ، بالفتح و المد: الظُّلْم و تَجاوُز الحدّ. و قوله تعالی: وَ قٰاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللّٰهِ الَّذِینَ یُقٰاتِلُونَكُمْ وَ لٰا تَعْتَدُوا؛ قیل: معناه لا تقاتِلُوا غَیْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه و لا تَقتلوا غَیْرَهُمْ، و قیل: وَ لٰا تَعْتَدُوا أَی لا تُجاوزوا إِلی قَتْل النِّساءِ و الأَطفال. و عَدَا الأَمرَ یَعْدُوه و تَعَدَّاه، كلاهما: تَجاوَزَة. و عَدَا طَوْرَه و قَدْرَهُ: جاوَزَهُ علی المَثَل. و یقال: ما یَعْدُو فلانٌ أَمْرَك أَی ما یُجاوِزه. و التَّعَدِّی: مُجاوَزَةُ الشی‌ء إِلی غَیْرِه، یقال: عَدَّیْتُه فتَعَدَّی أَی تَجاوزَ. و قوله: فَلٰا تَعْتَدُوهٰا أَی لا تَجاوَزُوها إِلی غیرها، و كذلك قوله: وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللّٰهِ؛ أَی یُجاوِزْها. و قوله عز و جل: فَمَنِ ابْتَغیٰ وَرٰاءَ ذٰلِكَ فَأُولٰئِكَ هُمُ العٰادُونَ*؛ أَی المُجاوِزُون ما حُدَّ لهم و أُمِرُوا به، و قوله عز و جل: فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بٰاغٍ وَ لٰا عٰادٍ*؛ أَی غَیْرَ مُجاوِزٍ لما یُبَلِّغه و یُغْنِیه من الضرورة، و أَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ و القَدْر و الحَقّ. یقال: تَعَدَّیْت الحَقَّ و اعْتَدَیْته و عَدَوْته أَی جاوَزْته. و قد قالت العرب: اعْتَدَی فلانٌ عن الحق و اعْتَدَی فوقَ الحقِّ، كأَن معناه
لسان العرب، ج‌15، ص: 34
جاز عن الحق إِلی الظلم. و عَدَّی عن الأَمر: جازه إِلی غَیْرِه و تَرَكه. و‌فی الحدیث: المُعْتَدِی فی الصَّدَقَةِ كمانِعِها، و فی روایة: فی الزَّكاة؛ هُو أَن یُعْطِیَها غَیْرَ مُسْتَحِقِّها، و قیل: أَرادَ أَنَّ الساعِیَ إِذا أَخذَ خِیارَ المال رُبَّما منعَه فی السَّنة الأُخری فیكون الساعی سبَبَ ذلك فهما فی الإِثم سواء. و‌فی الحدیث: سَیكُون قومٌ یَعْتَدُون فی الدُّعاءِ؛ هو الخُروج فیه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِیِّ و السُّنَّة المأْثورة. و قوله تعالی: فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ؛ سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ فسُمِّی بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلین واحدةٌ، و إِن كان أَحدُهما طاعةً و الآخر معصیة؛ و العرب تقول: ظَلَمنی فلان فظلَمته أَی جازَیْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا، و الأَوَّلُ ظُلْم و الثانی جزاءٌ لیس بظلم، و إن وافق اللفظُ اللفظَ مثل قوله: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا؛ السیئة الأُولی سیئة، و الثانیة مُجازاة و إن سمیت سیئة، و مثل ذلك فی كلام العرب كثیر. یقال: أَثِمَ الرجلُ یَأْثَمُ إِثْماً و أَثَمه اللهُ علی إِثمه أَی جازاه علیه یَأْثِمُه أَثاماً. قال الله تعالی: وَ مَنْ یَفْعَلْ ذٰلِكَ یَلْقَ أَثٰاماً؛ أَی جزاءً لإِثْمِه. و قوله: إِنَّهُ لٰا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون ما أُمرُوا به. و العَدْوَی: الفساد، و الفعلُ كالفعل. و عَدا علیه اللِّصُّ عَداءً و عُدْوَاناً و عَدَواناً: سَرَقَه؛ عن أَبی زید. و ذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. و ذِئْبٌ عَدَوانٌ: یَعْدُو علی الناسِ؛ و منه‌الحدیث: السلطانُ ذو عَدَوانٍ و ذو بَدَوانٍ؛ قال ابن الأَثیر: أَی سریعُ الانصِرافِ و المَلالِ، من قولك: ما عَداك أَی ما صَرَفَك. و رجلٌ مَعْدُوٌّ علیه و مَعْدِیٌّ علیه، علی قَلْب الواوِ یاءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حكاها سیبویه؛ و أَنشد لعبد یَغُوث بن وَقَّاص الحارثِی: و قد عَلِمَتْ عِرْسِی مُلَیْكَة أَنَّنی أَنا اللیث، مَعْدِیّاً علیه و عادِیا أُبْدِلَت الیاءُ من الواو اسْتِثْقالًا. و عدا علیه: وَثَب؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لأَبی عارِمٍ الكلابی: لقد عَلمَ الذئْب الذی كان عادِیاً، علی الناس، أَنی مائِرُ السِّهم نازِعُ و قد یكون العَادِی هنا من الفساد و الظُّلم. و عَدَاهُ عن الأَمْرِ عَدْواً و عُدْواناً و عَدّاه، كلاهما: صَرَفَه و شَغَله. و العَدَاءُ و العُدَواءُ و العَادِیَة، كلُّه: الشُّغْلُ یَعْدُوك عن الشی‌ء. قال مُحارب: العُدَواءُ عادةُ الشُّغْل، و عُدَوَاءُ الشُّغْلِ موانِعُه. و یقال: جِئْتَنی و أَنا فی عُدَوَاءَ عنكَ أَی فی شُغْلٍ؛ قال اللیث: العَادِیَةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر یَعْدُوك عن أُمورك أَی یَشْغَلُك، و جمعها عَوَادٍ، و قد عَدَانِی عنك أَمرٌ فهو یَعْدُونی أَی صَرَفَنی؛ و قول زهیر: و عَادَكَ أَن تُلاقِیها العَدَاء قالوا: معنی عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، و یقال: معنی قوله عادَكَ عادَ لك و عاوَدَك؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابِی: عَدَاكَ عن رَیَّا و أُمِّ وهْبِ، عَادِی العَوَادِی و اختلافُ الشَّعْبِ فسره فقال: عَادِی العَوَادِی أَشدُّها أَی أَشدُّ الأَشغالِ، و هذا كقوله زیدٌ رجُلُ الرجالِ أَی أَشدُّ الرجالِ. و العُدَوَاءُ: إِناخةٌ قلیلة. و تَعَادَی المكانُ: تَفاوَتَ و لم یَسْتوِ. و جَلَس علی عُدَوَاءَ أَی علی غیر استقامة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 35
و مَرْكَبٌ ذُو عُدَوَاءَ أَی لیس بمُطْمَئِنٍّ؛ قال ابن سیدة: و فی بعض نسخ المصنف جئتُ علی مركبٍ ذِی عُدَواءٍ مصروف، و هو خطأٌ من أَبی عُبَید إِن كان قائله، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ینصرف فی معرفة و لا نكرة. و التَّعَادِی: أَمكنةٌ غیر مستویةٍ. و‌فی حدیث ابن الزبیر و بناء الكعبة: و كان فی المسجد جَراثِیمُ و تَعَادٍ‌أَی أَمكنة مختلفة غیر مُستویة؛ و أَما قول الشاعر: منها علی عُدَواء الدار تَسقِیمُ «4» قال الأَصمعی: عُدَواؤه صَرْفُه و اختلافه، و قال المؤرّج: عُدَوَاء علی غیر قَصْدٍ، و إذا نام الإِنسانُ علی مَوْضِعٍ غیر مُسْتو فیهِ ارْتفاعٌ و انْخفاضٌ قال: نِمْتُ علی عُدَواءَ. و قال النضر: العُدَوَاءُ من الأَرض المكان المُشْرِف یَبْرُكُ علیه البعیرُ فیَضْطَجعُ علیه، و إلی جنبه مكانٌ مطمئنٌ فیمیل فیه البعیر فیتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، و تَوَهُّنه أَن یَمُدَّ جسمَه إلی المكان الوَطِی‌ء فتبقی قوائمه علی المُشْرِف و لا یَسْتَطیع أَن یقومَ حتی یموت، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عمرو: العُدَوَاءُ المكان الذی بعضه مرتفع و بعضه مُتطأْطِئٌ، و هو المُتَعَادِی. و مكانٌ مُتَعَادٍ: بعضُه مرتفع و بعضُه مُتطامِن لیس بمُسْتوٍ. و أَرضٌ مُتَعَادِیَةٌ: ذاتُ جِحَرة و لَخاقِیق. و العُدَوَاءُ، علی وَزْن الغُلَواءِ: المكان الذی لا یَطْمَئِنُّ مَن قَعَد علیه. و قد عادَیْتُ القِدْر: و ذلك إذا طامَنْتَ إحدی الأَثافیِّ و رَفَعْت الأُخْرَیَیْن لتمیل القِدْر علی النار. و تَعَادَی ما بینهم: تَباعَدَ؛ قال الأَعشی یصف ظَبْیَة و غَزالها: و تَعَادَی عنه النهارَ، فمَا تَعْجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ یقول: تباعَدُ عن وَلَدها فی المَرعی لئلا یَسْتَدِلَّ الذِّئبُ بها علی ولدِها. و العُدَوَاءُ: بُعْدُ الدار. و العَدَاءُ: البُعْد، و كذلك العُدَواءُ. و قومٌ عِدًی: متَباعدون، و قیل: غُرباءُ، مقصورٌ یكتب بالیاء، و المَعْنیان مُتقارِبانِ، و هُم الأَعْدَاءُ أَیضا لأَن الغَریبَ بَعِیدٌ؛ قال الشاعر: إذا كنتَ فی قَوْمٍ عِدًی لستَ منهم، فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِیثٍ و طَیِّب قال ابن بری: هذا البیتُ یُروی لِزُرارة بنِ سُبَیعٍ الأَسَدی، و قیل: هو لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِی، و قال ابن السیرافی: هو لدُودانَ بنِ سَعْدٍ الأَسَدِی، قال: و لم یأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًی، و مكانٌ سِوًی، و ماءٌ رِوًی، و ماءٌ صِرًی، و مَلامةٌ ثِنًی، و وادٍ طِوًی، و قد جاء الضمُّ فی سُوًی و ثُنًی و طُوًی، قال: و جاء علی فِعَل من غیر المعتلِّ لحمٌ زِیَمٌ و سَبْیٌ طِیَبَة؛ قال علیّ بنُ حمزة: قومٌ عِدًی أَی غُربَاءُ، بالكسر، لا غیرُ، فأما فی الأَعداءِ فیقال عِدًی و عُدًی و عُداةٌ. و‌فی حدیث حبیب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر، رضی الله عنه، عن حِمْصَ قال: رَحِمَ الله عُمَرَ یَنزِعُ قَوْمَه و یَبْعثُ القَوْمَ العِدَی «5»؛ العِدَی، بالكسر: الغُرَباءَ، أراد أنه یعزل قَوْمه من الولایات و یوَلّی الغُربَاء و الأَجانِبَ؛ قال: و قد جاء فی الشعر العِدَی بمعنی الأَعْداءِ؛ قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن
(4). قوله [منها علی عدواء إلخ] هو عجز بیت صدره كما فی مادة سقم: هام الفؤاد بذكراها و خامره (5). فی النهایة: العِدَی بالكسر الغرباء و الأجانب و الأَعداء، فأما بالضم فهم الأَعداء خاصة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 36
مالك الأَنصاری: فأَمَتْنا العُدَاةَ من كلِّ حَیٍّ فاسْتَوَی الرَّكْضُ حِینَ ماتَ العِدَاءُ قال: و هذا یتوجه علی أَنه جمع عادٍ، أَو یكون مَدَّ عِدًی ضرورة؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول الأَخطل: أَلا یا اسْلَمِی یا هِنْدُ، هِنْدَ بَنی بَدْرِ، و إنْ كان حَیَّانا عِدًی آخِرَ الدهْرِ قال: العِدَی التَّباعُد. و قَوْمٌ عِدًی إذا كانوا مُتَباعِدِین لا أَرحامَ بینهم و لا حِلْفَ. و قومٌ عِدًی إذا كانوا حَرْباً، و قد رُوِی هذا البیتُ بالكسر و الضم، مثل سِوًی و سُوًی. الأَصمعی: یقال هؤلاء قوم عِدًی، مقصور، یكون للأَعداء و للغُرَباء، و لا یقال قوم عُدًی إلا أَن تدخل الهاء فتقول عُداة فی وزن قضاة، قال أَبو زید: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَی تباعُدُهم و تَفَرُّقُهم. و العَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِیق، یكون للواحد و الاثنین و الجمع و الأُنثی و الذكَر بلفظٍ واحد. قال الجوهری: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِیِّ، و هو وصْفٌ و لكِنَّه ضارع الاسم. قال ابن السكیت: فَعُولٌ إذا كان فی تأْویل فاعلٍ كان مُؤَنَّثُه بغیر هاء نحو رجلٌ صَبُور و امرأَة صَبور، إلا حرفاً واحداً جاءَ نادراً قالوا: هذه عَدُوَّة لله؛ قال الفراء: و إنما أَدخلوا فیها الهاء تشبیهاً بصَدیقةٍ لأَن الشی‌ءَ قد یُبْنی علی ضِدِّهِ، و مما وضَع به ابن سیدة من أَبی عبد الله بن الأَعرابی ما ذكره عنه فی خُطْبة كتابه المحكم فقال: و هل أَدَلُّ علی قلة التفصیل و البعد عن التحصیل من قولِ أَبی عبدِ الله بنِ الأَعرابی فی كتابه النوادر: العَدوّ یكون للذكر و الأُنثی بغیر هاء، و الجمع أَعداءٌ و أَعادٍ و عُداةٌ و عِدًی و عُدًی، فأَوْهم أَن هذا كلَّه لشی‌ءٍ واحد؟ و إنما أَعْدَاءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْری فَعِیل صِفَةً كشَرِیفٍ و أَشْرافٍ و نصِیرٍ و أَنصارٍ، لأَن فَعُولًا و فَعِیلًا متساویانِ فی العِدَّةِ و الحركة و السكون، و كون حرف اللین ثالثاً فیهما إلا بحسب اختلاف حَرفَیِ اللِّین، و ذلك لا یوجبُ اختلافاً فی الحكم فی هذا، أَ لا تَراهم سَوَّوْا بین نَوارٍ و صَبورٍ فی الجمع فقالوا نُوُرٌ و صُبُرٌ، و قد كان یجب أَن یكسَّر عَدُوٌّ علی ما كُسّرَ علیه صَبُورٌ؟ لكنهم لو فعلوا ذلك لأَجْحفوا، إذ لو كَسَّروه علی فُعُلٍ للزم عُدُوٌ، ثم لزم إسكان الواو كراهیة الحركة علیها، فإذا سَكَنَت و بعدها التنوین التقَی ساكناً فحذفت الواو فقیل عُدٌ، و لیس فی الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة، فإن أَدَّی إلی ذلك قیاس رُفِضَ، فقلبت الضمة كسرة و لزم لذلك انقلاب الواو یاء فقیل عُدٍ، فتَنَكَّبت العرب ذلك فی كل معتلِّ اللام علی فعول أَو فَعِیل أَو فَعال أَو فِعالٍ أَو فُعالٍ علی ما قد أَحكمته صناعة الإِعرابِ، و أَما أَعادٍ فجمعُ الجمع، كَسَّروا عَدُوّاً علی أَعْداءٍ ثم كَسَّروا أَعْدَاءً علی أَعَادٍ و أَصلُه أَعَادِیّ كأَنْعامٍ و أَناعیم لأَن حرفَ اللّین إذا ثبَت رابعاً فی الواحدِ ثبتَ فی الجمع، و كان یاء، إلا أن یُضْطَرَّ إلیه شاعر كقوله أَنشده سیبویه: و البَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا و لكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الیاءَین مع الكسرة كما حكی سیبویه فی جمع مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قال: و لا یمتنع أَن یجی‌ء علی الأَصل مَعاطِیّ كأَثافیّ، فكذلك لا یمتنع أَن یقال أَعَادِیّ، و أَما عُداةٌ فجمع عادٍ؛ حكی أَبو زید عن العرب: أَشْمَتَ اللهُ عادِیَكَ أَی عَدُوّكَ، و هذا مُطَّرِدٌ فی باب فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ، یعنی أَن یُكَسَّر علی فُعلَةٍ كقاضٍ
لسان العرب، ج‌15، ص: 37
و قُضاةٍ و رامٍ و رُماةٍ، و هو قول سیبویه فی باب تكسیر ما كان من الصفة عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، و هذا شبیه بلفظِ أَكثرِ الناس فی توهُّمِهم أَن كُماةً جمعُ كَمِیٍّ، و فعیلٌ لیس مما یكسَّر علی فُعَلةٍ، و إنما جمعُ كَمِیٍّ أَكماءٌ؛ حكاه أَبو زید، فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَی شجاعتَه و شهادَتَه كتَمها، و أَما عِدًی و عُدًی فاسمان للجمع، لأَن فِعَلًا و فُعَلًا لیسا بصیغتی جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة و ربما كانت لفَعْلة، و ذلك قلیل كهَضْبة و هِضَب و بَدْرة و بِدر، و الله أَعلم. و العَدَاوَة: اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ، یقال: عَدُوٌّ بَیِّنُ العَدَاوَة، و فلانٌ یُعَادِی بنی فلان. قال الله عز و جل: عَسَی اللّٰهُ أَنْ یَجْعَلَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ الَّذِینَ عٰادَیْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً؛ و فی التنزیل العزیز: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِی؛ قال سیبویه: عَدُوٌّ وصْفٌ و لكنه ضارَع الاسم، و قد یُثنَّی و یُجمع و یُؤَنَّث، و الجمع أَعْدَاءٌ، قال سیبویه: و لم یكسَّر علی فُعُلٍ، و إن كان كصَبُورٍ، كراهیة الإِخْلالِ و الاعْتلال، و لم یكسَّر علی فِعْلانٍ كراهیة الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن لیس بحاجز حصِین، و الأَعَادِی جمع الجمع. و العِدَی و العُدَی: اسمان للجمع. قال الجوهری: العِدَی، بكسر العین، الأَعْدَاءُ، و هو جمعٌ لا نظیر له، و قالوا فی جَمْعِ عَدُوَّة عَدَایَا لم یُسْمَعْ إلا فی الشعر. و قوله تعالی هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ؛ قیل: معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَی، و قیل: معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ لأَنهم كانوا أَعْداء النبی، صلی الله علیه و سلم، و یُظهرون أَنهم معه. و العَادِی: العَدُوُّ، و جَمْعُه عُداةٌ؛ قالت امرأَة من العرب: أَشْمَتَ ربُّ العالَمین عادِیَكْ و قال الخلیل فی جماعة العَدُوِّ عُدًی و عِدًی، قال: و كان حَدُّ الواحد عَدُو، بسكون الواو، ففخموا آخره بواو و قالوا عَدُوٌّ، لأَنهم لم یجدوا فی كلام العرب اسماً فی آخره واو ساكنة، قال: و من العرب من یقول قومٌ عِدًی، و حكی أَبو العباس: قومٌ عُدًی، بضم العین، إلا أَنه قال: الاخْتِیار إذا كسرت العین أن لا تأْتیَ بالهاء، و الاختیارُ إذا ضَمَمْتَ العینَ أَن تأْتیَ بالهاء؛ و أَنشد: مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَی بلَیلی، و إن لم تَجْزنی ما أَدِینُها و قد عَادَاه مُعَادَاةً و عِداءً، و الاسمُ العَدَاوَة، و هو الأَشدُّ عادیاً. قال أَبو العباس: العُدَی جمع عَدُوّ، و الرُّؤَی جمع رؤیَةٍ، و الذُّرَی جمع ذِرْوَة؛ و قال الكوفیون: إنما هو مثل قُضاة و غُزاة و دُعاة فحذفوا الهاء فصارت عُدًی، و هو جمع عادٍ. و تَعَادَی القومُ: عَادَی بعضُهم بعضاً. و قومٌ عِدًی: یكتب بالیاء و إن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التی فی أَوَّله، و عُدًی مثله، و قیل: العُدَی الأَعْداءُ، و العِدَی الأَعْداءُ الذین لا قَرابة بینك و بینَهُم، قال: و القول هو الأَوّل. و قولُهم: أَعْدَی من الذئبِ، قال ثعلب: یكون من العَدْوِ و یكون من العَداوَة، و كونُه من العَدْوِ أَكثر، و أُراه إنما ذهب إلی أَنه لا یقال أَفْعَل من فاعَلْت، فلذلك جاز أَن یكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة. و تَعَادَی ما بینَهم: اخْتَلف. و عَدِیتُ له: أَبْغَضْتُه؛ عن ابن الأَعرابی. ابن شمیل: رَدَدْت عنی عادِیَةَ فلان أَی حِدَّته و غَضبه. و یقال: كُفَّ عنا عادِیَتَك أَی ظُلْمك و شرّك، و هذا مصدر جاء علی فاعلة كالراغِیة و الثاغیة. یقال: سمعت راغِیَةَ البعیر و ثاغیة الشاة أَی رُغاء البعیر و ثُغاء الشاة، و كذلك عَادِیَةُ الرجل عَدْوُه علیك بالمكروه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 38
و العُدَوَاء: أَرض یابسة صُلْبة و رُبَّما جاءت فی البئر إذا حُفِرَتْ، قال: و قد تَكُون حَجَراً یُحادُ عنه فی الحَفْرِ؛ قال العجاج یصف ثوراً یحفر كناساً: و إنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا عَنْها، وَ وَلّاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أَكَّد بالظُّلَّفِ كما یقال نِعافٌ نُعَّف و بِطاحٌ بُطَّحٌ و كأَنه جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً، و هذا الرجز أَورده الجوهری شاهداً علی عُدَوَاءِ الشُّغْلِ موانِعِه؛ قال ابن بری: هو للعجاج و هو شاهد علی العُدَوَاء الأَرضِ ذات الحجارة لا علی العُدَواء الشُّغْلِ، و فسره ابن بری أَیضاً قال: ظُلَّف جمع ظالِف أَی ظُلُوفُهُ تمنع الأَذی عنه؛ قال الأَزهری: و هذا من قولهم أَرض ذاتُ عُدَوَاءَ إذا لم تكن مستقیمة وَطِیئةً و كانت مُتَعادِیةً. ابن الأَعرابی: العُدَوَاءُ المكان الغَلِیظ الخَشِن. و قال ابن السكیت: زعم أَبو عمرو أَن العِدَی الحجارة و الصُّخور؛ و أَنشد قول كُثَیِّر: و حالَ السَّفَی بَینی و بَینَك و العِدَی، و رهْنُ السَّفَی غَمْرُ النَّقیبة ماجِدُ أَراد بالسَّفَی ترابَ القبر، و بالعِدَی ما یُطْبَق علی اللَّحد من الصَّفائح. و أَعْدَاءُ الوادی و أَعْناؤه: جوانبه؛ قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلی فمدَّ العِدَی، و هی الحجارة و الصخور: أَو اسْتَمَرّ لمَسْكَنٍ، أَثْوَی به بِقَرارِ ملْحَدةِ العِدَاءِ شَطُونِ و قال أَبو عمرو: العِدَاءُ، ممدودٌ، ما عادَیْت علی المَیّت حینَ تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه، الواحدة عِداءة. و یقال أَیضاً: العِدَی و العِداءُ حجر رقیق یستر به الشی‌ء، و یقال لكلِّ حجر یوضع علی شی‌ء یَسْتُره فهو عِدَاءٌ؛ قال أُسامة الهذلی: تالله ما حُبِّی عَلِیّاً بشَوی قد ظَعَنَ الحَیُّ و أَمْسی قدْ ثَوی، مُغادَراً تحتَ العِدَاء و الثَّرَی معناه: ما حُبِّی علیّاً بخَطَإٍ. ابن الأَعرابی: الأَعْدَاء حِجارَة المَقابر، قال: و الأَدْعاء آلام النار «1» و یقال: جئْتُك علی فَرَسٍ ذی عُدَوَاء، غیر مُجْرًی إذا لم یكن ذا طُمَأْنینة و سُهولة. و عُدَوَاءُ الشَّوْق: ما بَرَّح بصاحبه. و المُتَعَدِّی من الأَفعال: ما یُجاوزُ صاحبَه إلی غیره. و التَّعَدِّی فی القافِیة: حَرَكة الهاء التی للمضمر المذكر الساكنة فی الوقف؛ و المُتَعَدِّی الواوُ التی تلحقُه من بعدها كقوله: تَنْفُشُ منه الخَیْل ما لا یَغْزِلُهُو فحَركة الهاء هی التَّعَدِّی و الواو بعدها هی المُتَعَدِّی؛ و كذلك قوله: و امْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِی حركة الهاء هی التَّعَدِّی و الیاء بعدها هی المُتَعَدِّی، و إنما سمیت هاتان الحركتان تَعَدِّیاً، و الیاء و الواوُ بعدهما مُتَعَدِّیاً لأَنه تَجاوزٌ للحَدّ و خروجٌ عن الواجبِ، و لا یُعْتَدُّ به فی الوزن لأَنّ الوزنَ قد تَناهی قبلَه، جعلوا ذلك فی آخر البیت بمنزلة الخَزْمِ فی أَوَّله. و عَدَّاه إلیه: أَجازَه و أَنْفَذَه. و رأیتهم عَدَا أَخاك و ما عَدَا أَخاكَ أَی ما خَلا، و قد یُخْفَض بها دون ما، قال الجوهری: و عَدَا فعل یُسْتَثْنی به مع ما و بغیر ما، تقولُ جاءَنی القومُ ما عَدَا زیداً، و جاؤونی عَدَا زیداً، تنصبُ ما بعدها بها و الفاعلُ مُضْمَر فیها. قال الأَزهری: من حروف الاستثناء قولهم ما رأَیت أَحداً ما عَدَا زیداً كقولك
(1). قوله [آلام النار] هو هكذا فی الأصل و التهذیب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 39
ما خلا زیداً، و تَنْصب زیداً فی هذَیْن، فإذا أَخرجتَ ما خَفَضتَ و نَصَبت فقلتَ ما رأیتُ أَحداً عدَا زیداً و عَدَا زیدٍ و خلا زَیْداً و خَلا زیدٍ، النصب بمعنی إلَّا و الخفضُ بمعنی سِوی. و عَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَی اطْلُبْها عندَ غیرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ لك علیها، هذه عن ابن الأَعرابی. و یقال: تَعَدَّ ما أَنت فیه إلی غیره أَی تجاوَزْه. و عَدِّ عما أَنت فیه أَی اصرف هَمَّك و قولَك إلی غیره. و عَدَّیْتُ عنی الهمَّ أَی نحَّیته. و تقول لمن قَصَدَك: عدِّ عنِّی إلی غیری: و یقال: عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَی جافِها، و ما عَدَا فلانٌ أَن صَنعَ كذا، و ما لی عن فلانٍ مَعْدیً أَی لا تَجاوُزَ لی إلی غیره و لا قُصُور دونه. و عَدَوْته عن الأَمر: صرَفْته عنه. و عدِّ عما تَرَی أَی اصرف بصَرَك عنه. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه أُتیَ بسَطِیحَتَیْنِ فیهما نبیذٌ فشَرِبَ من إحداهما و عَدَّی عن الأُخری‌أَی تَرَكها لما رابه منها. یقال: عدِّ عن هذا الأَمرِ أَی تجاوَزْه إلی غیره؛ و منه حدیثه الآخرُ: أَنه أُهْدِیَ له لبن بمكة فعدَّاه أَی صرفه عنه. و الإِعْدَاءُ: إعْداءُ الحرب. و أَعْدَاه الداءُ یُعْدِیه إعْدَاءً: جاوزَ غیره إلیه، و قیل: هو أَن یصیبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ. و أَعْدَاهُ من علَّته و خُلُقِه و أَعْدَاهُ به: جوّزه إلیه، و الاسم من كل ذلك العَدْوَی. و‌فی الحدیث: لا عَدْوَی و لا هامَة و لا صَفَر و لا طیرَةَ و لا غُولَ‌أَی لا یُعْدی شی‌ء شیئاً. و قد تكرر ذكر العَدْوَی فی الحدیث، و هو اسمٌ من الإِعْدَاء كالرَّعْوی و البَقْوَی من الإِرْعاءِ و الإِبْقاءِ. و العَدْوَی: أن یكون ببعیر جَرَب مثلًا فتُتَّقی مُخالَطَتُه بإبل أُخری حِذار أَن یَتعَدَّی ما به من الجَرَب إلیها فیصیبَها ما أَصابَه، فقد أَبطَله الإِسلامُ لأَنهم كانوا یظُنُّون أَن المرض بنفسه یتَعَدَّی، فأَعْلَمَهم النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، أَن الأَمر لیس كذلك، و إنما الله تعالی هو الذی یُمرض و یُنْزلُ الداءَ، و لهذا‌قال فی بعض الأَحادیث و قد قیل له، صلی الله علیه و سلم: إِن النُّقْبة تَبْدُو و بمشْفر البعیر فتُعْدِی الإِبل كلها، فقال النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، للذی خاطبه: فمَن الذی أَعدَی البعیرَ الأَول‌أَی من أَین صار فیه الجَرَب؟ قال الأَزهری: العَدْوَی أَن یكون ببعیر جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقیَ مخالطتَه أَو مؤاكلته حِذار أَن یَعْدُوَه ما به إِلیك أَی یُجاوِزه فیُصیبك مثلُ ما أَصابه. و یقال: إِنَّ الجَرَب لیُعْدِی أَی یجاوز ذا الجَرَب إلی مَنْ قاربه حتی یَجْرَبَ، و قد نَهی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، مع إنكاره العَدْوَی، أَن یُورِدَ مُصِحٌّ علی مُجْرِب لئلا یصیب الصِّحاحَ الجَرَبُ فیحقق صاحبُها العَدْوَی. و العَدْوَی: اسمٌ من أَعْدَی یُعْدِی، فهو مُعْدٍ، و معنی أَعْدَی أَی أَجاز الجَرَبَ الذی به إِلی غیره، أَو أَجاز جَرَباً بغیره إِلیه، و أَصله مِنْ عَدَا یَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ. و تَعَادَی القومُ أَی أَصاب هذا مثلُ داء هذا. و العَدْوَی: طَلَبُك إِلی والٍ لیُعْدِیَكَ علی منْ ظَلَمك أَی یَنْتَقِم منه. قال ابن سیدة: العَدْوَی النُّصْرَة و المَعُونَة. و أَعْدَاهُ علیه: نَصَره و أَعانه. و اسْتَعْدَاهُ: اسْتَنْصَره و استعانه. و اسْتَعْدَی علیه السلطانَ أَی اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه. و أَعْدَاهُ علیه: قَوَّاه و أَعانه علیه؛ قال یزید بن حذاق: و لقد أَضاءَ لك الطَّریقُ، و أَنْهَجَتْ سُبُلُ المكارِمِ، و الهُدَی یُعْدِی أَی إِبْصارُكَ الطَّریقَ یقوِّیك علی الطَّریقِ و یُعینُك؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 40
و قال آخر: و أَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجیَّةٌ فتُعْطِی، و قد یُعْدِی علی النَّائِلِ الوُجْدُ و یقال: اسْتَأْداه، بالهمزة، فآداه أَی أَعانَه و قَوَّاه، و بعضُ أَهل اللغة یجعل الهمزة فی هذا أَصلًا و یجعل العین بدلًا منها. و یقال: آدَیْتُك و أَعْدَیْتُك من العَدْوَی، و هی المَعونة. و عَادَی بین اثنین فصاعِداً مُعَادَاةً و عِدَاءً: والی؛ قال إمرؤ القیس: فعَادَی عِدَاءً بین ثَوْرٍ و نَعْجَةٍ، و بین شَبُوبٍ كالقَضِیمَةِ قَرْهَبِ و یقال: عَادَی الفارِسُ بین صَیْدَیْن و بین رَجُلَین إِذا طَعَنهما طعنتین مُتَوالِیَتَیْن. و العِدَاء، بالكسر، و المُعَادَاة: المُوالاة و المتابَعة بین الاثنین یُصرَعُ أَحدهما علی إِثر الآخر فی طَلَقٍ واحد؛ و أَنشد لإمرئ القیس: فعَادَی عِدَاءً بین ثَوْرٍ و نَعْجةٍ دِراكاً، و لم یُنْضَحْ بماءٍ فیُغْسَلِ یقال: عَادَی بین عَشَرة من الصَّیْد أَی والی بینها قَتْلًا و رَمْیاً. و تَعَادَی القومُ علی نصرهم أَی تَوالَوْا و تَتابَعوا. و عِداءُ كلِّ شی‌ءٍ و عَدَاؤُه و عِدْوَتُه و عُدْوَتُه و عِدْوُه: طَوَارُه، و هو ما انْقادَ معه مِن عَرْضِه و طُولِه؛ قال ابن بری: شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن العلاء: بَكَتْ عَیْنی، و حَقَّ لها البُكاءُ، و أَحْرَقَها المَحابِشُ و العَدَاء «2» و قال ابن أَحمر یخاطب ناقته: خُبِّی، فَلَیْس إِلی عثمانَ مُرْتَجَعٌ إِلّا العَدَاءُ، و إِلا مكنع ضرر «3» و یقال: لَزِمْت عَدَاءَ النهر و عَدَاءَ الطریق و الجبلِ أَی طَوَاره. ابن شمیل: یقال الْزَمْ عَدَاء الطریق، و هو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه. و یقال: خُذْ عَداءَ الجبل أَی خذ فی سَنَدِه تَدورُ فیه حتی تعلُوَه، و إِن اسْتَقام فیه أَیضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَه. و قال ابن بزرج: یقال الْزَمِ عِدْوَ أَعْدَاءِ الطریقِ «4» و الْزَمْ أَعْدَاء الطریق أَی وَضَحَه. و قال رجل من العرب لآخر: أَ لَبناً نسقیك أَم ماءً؟ فأَجاب: أَیَّهُما كان و لا عَدَاءَ؛ معناه لا بُدَّ من أَحدهما و لا یكونن ثالث. و یقال: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ. قال الأَزهری: و التَّعْدَاءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز. و العِدَی و العَدَا: الناحیة؛ الأَخیرة عن كراع، و الجمع أَعْدَاءٌ. و العُدْوَةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عن كراع. و العِدَی و العُدْوةُ و العِدْوَةُ و العَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الوادی؛ حكی اللحیانی هذه الأَخیرةَ عن یونس. و العُدْوَة: سنَدُ الوادی، قال: و من الشاذِّ قراءة قَتادة: إِذ أَنتم بالعَدْوَةِ الدنیا. و العِدْوَة و العُدْوة أَیضاً: المكان المرتفع. قال اللیث: العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادی، و یقال عِدْوة. و فی التنزیل: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْیٰا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْویٰ؛ قال الفراء: العُدْوَة شاطئُ الوادی، الدنیا مما یَلی المدینة، و القُصْوَی مما یلی مكة، قال ابن السكیت: عُدْوَةُ الوادی و عِدْوَتُه جانبُه و حافَتُه، و الجمع عِدًی و عُدًی؛ قال الجوهری: و الجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ و بِرامٍ و رِهْمَةٍ و رِهامٍ و عِدَیاتٌ؛ قال ابن بری: قال الجوهری الجمع عِدَیاتٌ، قال: و صوابه عِدَواتٌ
(2). قوله [المحابش] هكذا فی الأصل. (3). قوله [إلا مكنع ضرر] هو هكذا فی الأصل. (4). قوله [عدو أعداء الطریق] هكذا فی الأصل و التهذیب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 41
و لا یجوز عِدِواتٌ علی حدّ كِسِراتٍ. قال سیبویه: لا یقولون فی جمع جِرْوةٍ جِرِیاتٌ، كراهة قلْب الواو یاءً، فعلی هذا یقال جِرْوات و كُلْیاتٌ بالإِسكان لا غیرُ. و‌فی حدیث الطاعون: لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادیاً له عُدْوَتَانِ؛ العُدْوَة، بالضم و الكسر: جانبُ الوادی، و قیل: العُدْوَة المكان المرتفع شیئاً علی ما هو منه. و عَدَاءُ الخَنْدَقِ و عَداء الوادی: بطنُه و عَادَی شعَره: أَخَذَ منه. و‌فی حدیث حُذَیْفَة: أَنه خرج و قد طَمَّ رأْسَه فقال: إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا یُصیبُها الماء جَنابةً، فمن ثَمَّ عَادَیْتُ رأْسی كما تَرَوْنَ؛ التفسیر لشمر: معناه أَنه طَمّه و اسْتَأْصله لیَصِلَ الماءُ إِلی أُصولِ الشَّعَر، و قال غیره: عادَیْتُ رأْسِی أَی جَفَوْت شعرَه و لم أَدْهُنْه، و قیل: عادَیْتُ رأْسی أَی عاوَدْتُه بوضُوء و غُسْلٍ. و‌رَوَی أَبو عَدْنانَ عن أَبی عبیدة: عَادَی شعره رَفَعَه، حكاه الهَرَویّ فی الغریبین، و فی التهذیب: رَفَعَه عند الغسلِ. و عَادَیْت الوسادةَ أَی ثَنَیْتُها. و عَادَیْتُ الشی‌ءَ: باعَدْته. و تَعَادَیْتُ عنه أَی تَجَافَیْت. و فی النوادر: فلان ما یُعَادِینی و لا یُوادینی؛ قال: لا یُعادِینی أَی لا یُجافِینی، و لا یُوادینی أَی لا یُواتینی. و العَدَوِیَّة: الشجر یَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربیع. قال أَبو حنیفة: قال أَبو زِیادٍ العَدَوِیَّة الرَّبْل، یقال: أَصاب المالُ عَدَوِیَّةً، و قال أَبو حنیفة: لم أَسمَعْ هذا من غیر أَبی زِیادٍ. اللیث: العَدَوِیَّة من نبات الصیف بعد ذهاب الربیع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل، تقول: أَصابت الإِبلُ عَدَوِیَّةً؛ قال الأَزهری: العَدَوِیَّة الإِبل التی تَرْعی العُدْوَة، و هی الخُلَّة، و لم یضبط اللیث تفسیر العَدَوِیَّة فجعله نَباتاً، و هو غلط، ثم خَلَّط فقال: و العَدَوِیَّة أَیضاً سِخالُ الغنم، یقال: هی بنات أَربعین یوماً، فإِذا جُزَّت عنها عَقِیقتُها ذهب عنها هذا الاسم؛ قال الأَزهری: و هذا غلط بل تصحیف منكر، و الصواب فی ذلك الغَدَویَّة، بالغین، أَو الغَذَویَّة، بالذال، و الغِذاء: صغار الغنم، واحدها غَذِیٌّ؛ قال الأَزهری: و هی كلها مفسرة فی معتل الغین، و من قال العَدَوِیةُ سِخال الغنم فقد أَبْطَل و صحَّف، و قد ذكره ابن سیدة فی مُحكَمِه أَیضاً فقال: و العَدَوِیَّة صِغارُ الغنمِ، و قیل: هی بناتُ أَربعین یوماً. أَبو عبید عن أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً و تَعادَوْا تَعادِیاً و هو أَن یَمُوتَ بعضهم فی إِثْر بعض. قال ابن سیدة: و تَعادَی القومُ و تَعادَتِ الإِبلُ جمیعاً أَی مَوَّتَتْ، و قد تَعادَتْ بالقَرْحة. و تَعَادَی القوم: ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ فی شَهْرٍ واحدٍ و عامٍ واحد؛ قال: فَما لَكِ منْ أَرْوَی تَعَادَیْت بالعَمی، و لاقَیْتِ كَلّاباً مُطِلًّا و رامیا یدعُو علیها بالهلاكِ. و العُدْوة: الخُلَّة من النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِلیها أَو رَعَتْها الإِبلُ قیل إِبل عُدْوِیَّةٌ علی القِیاسِ، و إِبلٌ عَدَوِیَّة علی غَیْرِ القِیاسِ، و عَوادٍ علی النَّسَبِ بغیر یاء النَّسَبِ؛ كلّ ذلك عن ابن الأَعرابی. و إِبلٌ عادِیَةٌ و عَوادٍ: تَرْعی الحَمْضَ قال كُثَیِّر: و إِنَّ الذی یَنْوی منَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، و عَوَادِی و یُرْوی: … یَبْغِی …؛ ذكَرَ امرأَةً و أَن أَهلَها یطلبُون فی مَهْرِها من المالِ ما لا یُمْكن و لا یكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ و العَوَادِی، فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوَادِیَ علی هذَیْن القولین هی التی
لسان العرب، ج‌15، ص: 42
تَرْعی الخُلَّةَ و التی تَرْعَی الحَمْضَ، و هما مُخْتَلِفا الطَّعْمَیْن لأَن الخُلَّة ما حَلا من المَرْعی، و الحَمْض منه ما كانت فیه مُلُوحَةٌ، و الأَوارك التی ترعی الأَراك و لیسَ بحَمْضٍ و لا خُلَّة، إِنما هو شجر عِظامٌ. و حكی الأَزهری عن ابن السكیت: و إِبلٌ عَادِیَةٌ تَرْعَی الخُلَّة و لا تَرْعَی الحَمْضَ، و إِبلٌ آركة و أَوَارِكُ مقیمة فی الحَمْضِ؛ و أَنشد بیت كثیر أَیضاً و قال: و كذلك العَادِیات؛ و قال: رأَی صاحِبی فی العَادِیاتِ نَجِیبةً، و أَمْثالها فی الواضِعاتِ القَوامِسِ قال: و رَوَی الرَّبیعُ عن الشافعی فی باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ و أَوارِكَ، قال: و الفرق بینهما ما ذكر. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: فقَرَّبوها إِلی الغابة تُصیبُ مِن أَثْلها و تَعْدُو فی الشَّجَر؛ یعنی الإِبلَ أَی تَرْعی العُدْوَةَ، و هی الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَی مَحبوبٌ إِلی الإِبل. قال الجوهری: و العَادِیَةُ من الإِبل المُقِیمة فی العِضاهِ لا تُفارِقُها و لیست تَرْعَی الحَمْضَ، و أَما الذی‌فی حدیث قُسٍّ: فإذا شَجَرة عادِیَّةٌ‌أَی قَدِیمة كأَنها نُسِبَت إِلی عادٍ، و همْ قومُ هودٍ النبیِّ، صلی الله علیه و علی نَبیِّنا و سلم، و كلّ قدیمٍ یَنْسُبُونه إِلی عادٍ و إِن لم یُدْرِكْهُم. و‌فی كتاب علیٍّ إِلی مُعاویة: لم یَمْنَعْنا قَدِیمُ عِزِّنا و عادِیُّ طَوْلِنا علی قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا.و تَعدَّی القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً یَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن اشْتِراء اللَّحْمِ، و تَعَدَّوْا أَیضاً: وجَدُوا مَراعِیَ لمَواشیهِمْ فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ و قول سَلامَة بن جَنْدَل: یَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَی لمَرْتَعِها، و لَوْ تَعَادَی ببكْ‌ءٍ كلُّ مَحْلُوب معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ و قول الكمیت: یَرْمِی بعَیْنَیْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الأَبعدِ، هَلْ فی مطافِهِ رِیَب؟ قال: عَدْوَة الأَمد مَدُّ بصَره ینظُر هل یَری رِیبةً تَریبهُ. و قال الأَصمعی: عَدَانِی منه شر أَی بَلَغنی، و عَدَانِی فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ یَعْدُونِی عَدْواً؛ و فلان قد أَعْدَی الناس بشَرٍّ أَی أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً، و قد جَلَسْتُ إِلیه فأَعْدَانِی شرًّا أَی أَصابنی بشرِّه. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه، أَنه قال لطَلْحَة یومَ الجَمَل: عرَفْتَنی بالحجاز و أَنْكَرْتنی بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا؟و ذلك أَنه كان بایَعه بالمَدِینة و جاءَ یقاتله بالبَصْرة، أَی ما الذی صَرَفَك و مَنَعك و حملك علی التَّخَلّف، بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم فی الطاعة و المتابعة، و قیل: معناه ما بَدَا لكَ مِنِّی فصَرَفَك عَنِّی، و قیل: معنی‌قوله ما عَدَا مِمَّا بدَا‌أَی ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَی ما شَغَلك؛ و أَنشد: عَدَانی أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِی عَجایا كلُّها، إِلَّا قَلِیلَا و قال الأَصمعی فی قول العامة: ما عَدَا مَنْ بَدَا، هذا خطأٌ و الصواب أَ مَا عَدَا مَنْ بَدَا، علی الاستفهام؛ یقول: أَ لمْ یَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم، و لو أَراد الإِخبار قال: قد عَدَا منْ بَدانا بالظلم أَی قد اعْتَدَی، أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا. قال أَبو العباس: و یقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَی ظاهراً جِهاراً. و عَوَادِی الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قال الشاعر: هَجَرَتْ غَضُوبُ و حُبَّ من یتَجَنَّبُ، و عَدَتْ عَوَادٍ دُونَ وَلْیك تَشْعَبُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 43
و قال المازنی: عَدَا الماءُ یَعْدُو إِذا جَرَی؛ و أَنشد: و ما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْری ابتلَّا، حتی رأَیْتُ الماءَ یَعْدُو شَلَّا و عَدِیٌّ: قَبیلَةٌ. قال الجوهری: و عَدِیٌّ من قُرَیش رهطُ عُمر بن الخطاب، رضی الله عنه، و هو عَدِیُّ بن كَعْب بن لُؤَیِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ بن مالكِ بنِ النَّضْرِ، و النسبة إِلیه عَدَوِیٌّ وَ عَدَیِیٌّ، و حُجَّة مَن أَجازَ ذلك أَن الیاءَ فی عَدِیٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْری الصحیح فی اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب علیها فقالوا عَدِیٌّ و عَدِیّاً و عَدِیٍّ، جَرَی مَجْرَی حَنِیفٍ فقالوا عَدَیِیٌّ كما قالوا حَنَفِیٌّ، فِیمَن نُسِب إِلی حَنِیفٍ. و عَدِیُّ بن عبد مَناة: من الرِّباب رَهْطِ ذی الرُّمَّة، و النسبة إِلیهم أَیضاً عَدَوِیّ، و عَدِیٌّ فی بنی حَنیفة، و عَدِیٌّ فی فَزارة. و بَنُو العَدَوِیَّة: قومٌ من حَنْظلة و تَمِیمٍ. و عَدْوَانُ، بالتسكین: قَبیلَةٌ، و هو عَدْوَانُ بن عَمْرو بن قَیْس عَیْلانَ؛ قال الشاعر: عَذِیرَ الحَیِّ مِنْ عَدْوانَ، كانوا حیَّةَ الأَرضِ أَراد: كانوا حَیَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ موضع الجمع. و بَنُو عِدًی: حَیٌّ من بنی مُزَیْنَة، النَسَبَ إِلیه عِدَاوِیٌّ نادرٌ؛ قال: عِداوِیَّةٌ، هیهاتَ منكَ محلُّها إِذا ما هی احْتَلَّتْ بقُدْسٍ و آرَةِ و یروی: بقدس أُوارَةِ … و مَعْدِیكرَبَ: من جَعله مَفْعِلًا كان له مَخْرَج من الیاء و الواو، قال الأَزهری: مَعْدِیكرَب اسمان جُعِلا اسماً واحداً فأُعْطِیا إِعراباً واحداً، و هو الفتح. و بنو عِدَاءٍ «1»: قبیلة؛ هن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَ لمْ تَرَ أَنَّنا، و بَنی عِداءٍ، توارَثْنا من الآباء داءَ؟ و هم غیرُ بنی عِدًی من مُزینة. و سَمَوْأَلُ بنُ عادِیاءَ، ممدودٌ؛ قال النَّمِر بن تَوْلب: هَلَّا سأَلْت بِعادِیاءَ و بَیْتِه، و الخَلِّ و الخَمْرِ التی لم تُمْنَع و قد قصَره المُرادِی فی شِعْره فقال: بَنَی لی عادِیَا حِصْناً حَصِیناً، إِذا ما سامَنی ضَیْمٌ أَبَیْتُ

عذا؛ ج15، ص: 43

: العَذَاةُ: الأَرضُ الطَّیِّبة التُّرْبَةِ الكَریمَةُ المَنْبِتِ التی لیستْ بسَبِخَةٍ، و قیل: هی الأَرضُ البعیدةُ عن الأَحْساءِ و النُّزُوزِ و الریف، السَّهْلَة المَریئَة التی یكون كَلَؤُها مَریئاً ناجِعاً، و قیل: هی البعیدةُ من الأَنْهارِ و البُحورِ و السِّبَاخِ، و قیل: هی البعیدة من الناس، و لا تكونُ العَذَاةُ ذات وخامَةٍ و لا وَباءٍ؛ قال ذو الرمة: بأَرْضٍ هِجانِ التُّرْب وسْمِیَّةِ الثَّری، عَذَاةٍ نَأَتْ عنها المُلوحة و البَحْرُ و الجمع: عَذَواتٌ و عَذاً. و العِذْیُ: كالعَذاةِ، قلبَت الواوُ یاءً لضعف الساكن أَن یَحْجُز كما قالوا صِبْیة، و قد قیل إِنه یاءٌ، و الاسم العَذَاءُ، و كذلك أَرضٌ عَذِیَةٌ مثلُ خَرِبَةٍ. أَبو زید: و عَذُوَتِ الأَرض و عَذِیَتْ أَحسنَ العَذاةِ و هی الأَرضُ الطیبةُ التُّرْبةِ البعیدةُ من الماء. و قال حُذَیفة لرجل: إِن كنت لا بدَّ نازلًا بالبَصْرة فانْزِلْ عَذَواتِها و لا تَنْزِلْ سُرَّتها؛ جمعُ عَذاةٍ، و هی الأَرضُ الطیبة التربة البعیدة من المِیاه و السِّباخ. و اسْتَعْذَیْتُ المكانَ و اسْتَقْمَأْتُه، و قد قامأَنی فلانٌ أَی وافَقَنی.
(1). قوله [و بنو عِدَاء إلخ] ضبط فی المحكم بكسر العین و تخفیف الدال و المدّ فی الموضعین، و فی القاموس: و بنو عَدَّاء، مضبوطاً بفتح العین و التشدید و المدّ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 44
و أَرْضٌ عَذَاةٌ إِذا لم یكن فیها حَمْضٌ و لم تكنْ قَریبةً من بلاده. و العَذَاة: الخَامَةُ من الزَّرْعِ. یقال: رَعَیْنا أَرْضاً عَذَاةً و رَعَیْنا عَذَواتِ الأَرْض، و یقال فی تصریفه: عَذِیَ یَعْذَی عَذًی، فهو عَذِیٌّ و عِذْیٌ، و جمع العِذْیِ أَعْذَاءٌ. و قال ابن سیدة فی ترجمة عذی بالیاء: العِذْیُ اسم للموضع الذی یُنبت فی الصیف و الشتاءِ من غیر نَبْعِ ماءٍ، و العِذْیُ، بالتسكین: الزَّرْع الذی لا یُسْقی إِلَّا من ماءِ المَطَرِ لبُعْدِه من المِیاهِ، و كذلك النَّخْلُ، و قیل: العِذْی من النَّخِیل ما سَقَتْه السماءُ، و البَعْلُ ما شَرِبَ بعُرُوقه من عیونِ الأَرض من غیرِ سَماءٍ و لا سَقْیٍ، و قیل: العِذْیُ البَعْل نَفْسُه، قال: و قال أَبو حنیفة العِذْیُ كلُّ بَلَدٍ لا حَمْضَ فیه. و إبلٌ عَوَاذٍ إِذا كانت فی مَرْعًی لا حَمْض فیه، فإِذا أَفْرَدْت قلتَ إِبل عَاذِیَة؛ قال ابن سیدة: و لا أَعْرِفُ معنی هذا، و ذهبَ ابنُ جنی إِلی أَنَّ یاءَ عِذْیٍ بدلٌ من واوٍ لقولهم أَرَضُونَ عَذَوَاتٌ، فإِن كان ذلك فبابُه الواو. و قال أَبو حنیفة: إِبلٌ عاذِیَةٌ و عَذَوِیَّة تَرْعی الخُلَّة. و اللیث: و العِذْیُ موضعٌ بالبادیة؛ قال الأَزهری: لا أَعرِفُه و لم أَسْمَعْه لغیرِه، و أَما قوله فی العِذْیِ أَیضاً إِنه اسم للموضع الذی یُنْبِتُ فی الشتاء و الصیف من غیر نَبْعِ ماءٍ فإِن كلام العرب علی غیره، و لیس العِذْیُ اسماً للموضع، و لكن العِذْیُ من الزروع و النخیلِ ما لا یُسْقَی إِلَّا بماء السماء، و كذلك عِذْیُ الكَلإِ و النباتِ ما بَعُدَ عن الرِّیفِ و أَنْبَتَه ماءُ السماءِ. قال ابن سیدة: و العَذَوَانُ النَّشِیطُ الخفیف الذی لیس عنده كبِیرُ حِلمٍ و لا أَصالةٍ؛ عن كراع، و الأُنثی بالهاء. و عَذَا یَعْذُو إذا طابَ هَواؤه.

عرا؛ ج15، ص: 44

: عَرَاهُ عَرْواً و اعْتَرَاه، كلاهما: غَشِیَه طالباً معروفه، و حكی ثعلب: أَنه سمع ابن الأَعرابی یقول إِذا أَتیْت رجُلًا تَطْلُب منه حاجة قلتَ عَرَوْتُه و عَرَرْتُه و اعْتَرَیْتُه و اعْتَرَرْتُه؛ قال الجوهری: عَرَوْتُه أَعْرُوه إِذا أَلْمَمْتَ به و أَتیتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: ما لَك لا تَعْتَرِیهمْ و تُصِیبُ منهم؟هو من قَصْدِهم و طَلَبِ رِفْدِهم و صِلَتِهِم. و فلان تَعْرُوه الأَضْیافُ و تَعْتَرِیهِ أَی تَغْشاهُ؛ و منه قول النابغة: أَتیتُكَ عَارِیاً خَلَقاً ثِیابی، علی خَوْفٍ، تُظَنُّ بیَ الظُّنونُ و قوله عز و جل: إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرٰاكَ بَعْضُ آلِهَتِنٰا بِسُوءٍ؛ قال الفراء: كانوا كَذَّبوه یعنی هُوداً، ثم جعَلوه مُخْتَلِطاً و ادَّعَوْا أَنَّ آلهَتَهم هی التی خَبَّلَتْه لعَیبِه إِیَّاها، فهُنالِكَ قال: إِنِّی أُشْهِدُ اللّٰهَ وَ اشْهَدُوا أَنِّی بَرِی‌ءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ؛ قال الفراء: معناه ما نقول إِلا مَسَّكَ بعضُ أَصْنامِنا بجُنون لسَبِّكَ إِیّاها. و عَرانی الأَمْرُ یَعْرُونی عَرْواً و اعْتَرَانِی: غَشِیَنی و أَصابَنی؛ قال ابن بری: و منه قول الراعی: قالَتْ خُلَیْدةُ: ما عَرَاكَ؟ و لمْ تكنْ بَعْدَ الرُّقادِ عن الشُّؤُونِ سَؤُولا و‌فی الحدیث: كانت فَدَكُ لِحُقوقِ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، التی تَعْرُوه‌أَی تغشاه و تَنْتابُه. و أَعْرَی القومُ صاحِبَهُم: تركوه فی مكانه و ذَهَبُوا عنه. و الأَعْرَاءُ: القوم الذین لا یُهِمُّهم ما یُهِمُّ أَصحابَهم. و یقال: أَعْرَاه صَدِیقُه إِذا تباعد عنه و لم یَنْصُرْه. و قال شمر: یقال لكلِّ شی‌ء أَهْمَلْتَه و خَلَّیْتَه
لسان العرب، ج‌15، ص: 45
قد عَرَّیْته؛ و أَنشد: أَیْجَعُ ظَهْری و أُلَوِّی أَبْهَرِی، لیس الصحیحُ ظَهْرُه كالأَدْبَرِ، و لا المُعَرَّی حِقْبةً كالمُوقَرِ و المُعَرَّی: الجَمَل الذی یرسَلُ سُدًی و لا یُحْمَل علیه؛ و منه قول لبید یصف ناقة: فكَلَّفْتُها ما عُرِّیَتْ و تأَبَّدَتْ، و كانت تُسامی بالعَزیبِ الجَمَائِلا قال: عُرِّیت أُلْقی عنها الرحْل و تُرِكت من الحَمْل علیها و أُرْسِلَتْ تَرْعی. و العُرَوَاءُ: الرِّعْدَة، مثل الغُلَواء. و قد عَرَتْه الحُمَّی، و هی قِرَّة الحُمَّی و مَسُّها فی أَوَّلِ ما تأْخُذُ بالرِّعْدة؛ قال ابن بری و منه قول الشاعر: أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوَائِه، بمَدَافِعِ الرَّجَّازِ أَو بِعُیُون الرَّجَّازُ: واد، و عُیُونٌ: موضعٌ، و أَكْثَرُ ما یُسْتَعْمل فیه صیغة ما لم یُسَمَّ فاعِلُه. و یقال: عَرَاه البَرْدُ و عَرَتْه الحُمَّی، و هی تَعْرُوه إِذا جاءَته بنافضٍ، و أَخَذَتْه الحُمَّی بعُرَوَائِها، و اعْتَرَاهُ الهمُّ، عامٌّ فی كل شی‌ء. قال الأَصمعی: إِذا أَخَذَتِ المحمومَ قِرَّةٌ و وَجَدَ مسَّ الحُمَّی فتلك العُرَوَاء، و قد عُرِیَ الرجلُ، علی ما لم یُسَمَّ فاعله، فهو مَعْرُوٌّ، و إِن كانت نافضاً قیل نَفَضَتْه، فهو مَنْفُوضٌ، و إِن عَرِقَ منها فهی الرُّحَضاء. و قال ابن شمیل: العُرَواء قِلٌّ یأْخذ الإِنسانَ من الحُمَّی و رِعدَة. و‌فی حدیث البراء بن مالك: أَنه كان تُصیبُه العُرَواءُ، و هی فی الأَصْل بَرْدُ الحُمَّی. و أَخَذَتْه الحُمَّی بنافضٍ أَی برِعْدة و بَرْد. و أَعْرَی إِذا حُمَّ العُرَوَاء. و یقال: حُمَّ عُرَواء و حُمَّ العُرَوَاء و حُمَّ عُرْواً «2». و العَرَاة: شدة البرْد. و‌فی حدیث أَبی سلمة: كنتُ أَری الرُّؤْیا أُعْرَی منها‌أَی یُصیبُنی البَرْدُ و الرِّعْدَة من الخَوْف. و العُرَوَاء: ما بینَ اصْفِرارِ الشَّمْسِ إِلی اللَّیْلِ إِذا اشْتَدَّ البَرْدُ و هاجَتْ رِیحٌ باردةٌ. و رِیحٌ عَرِیٌّ و عَرِیَّةٌ: بارِدَة، و خص الأَزهری بها الشَّمالَ فقال: شَمال عَرِیَّةٌ باردة، و لیلة عَریَّةٌ باردة؛ قال ابن بری: و منه قول أَبی دُواد: و كُهولٍ، عند الحِفاظ، مَراجِیح یُبارُونَ كلَّ ریح عَرِیَّة و أَعْرَیْنا: أَصابنا ذلك و بلغنا بردَ العشیّ. و من كلامِهم: أَهْلَكَ فقَدْ أَعْرَیْتَ أَی غابت الشمس و بَرَدَتْ. قال أَبو عمرو: العَرَی البَرْد، و عَرِیَت لَیْلَتُنا عَرًی؛ و قال ابن مقبل: و كأَنَّما اصْطَبَحَتْ قَرِیحَ سَحابةٍ بِعَرًی، تنازعُه الریاحُ زُلال قال: العَرَی مكان بارد. و عُرْوَةُ الدَّلْوِ و الكوزِ و نحوهِ: مَقْبِضُهُ. و عُرَی المَزادة: آذانُها. و عُرْوَةُ القَمِیص: مَدْخَلُ زِرِّه. و عَرَّی القَمِیص و أَعْراه: جَعَلَ له عُرًی. و‌فی الحدیث: لا تُشَدُّ العُرَی إلا إِلی ثلاثة مَساجِدَ؛ هی جمعُ عُرْوَةٍ، یریدُ عُرَی الأَحْمالِ و الرَّواحِلِ. و عَرَّی الشَّیْ‌ءَ: اتَّخَذَ له عُرْوَةً. و قوله تعالی: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقیٰ لَا انْفِصٰامَ لَهٰا؛ شُبِّه بالعُرْوَة التی یُتَمسَّك بها. قال الزجاج: العُرْوَة الوُثْقَی قولُ لا إِلهَ إلا الله، و قیل: معناه فقد عَقَدَ لنَفْسِه من الدِّین عَقْداً وثیقاً لا تَحُلُّه حُجَّة. و عُرْوَتا الفَرْجِ: لحْمٌ
(2). قوله [و حم عرواً] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 46
ظاهِرٌ یَدِقُّ فیَأْخُذُ یَمْنَةً و یَسْرةً مع أَسْفَلِ البَطْنِ، و فَرْجٌ مُعَرًّی إذا كان كذلك. و عُرَی المَرْجان: قلائدُ المَرْجان. و یقال لطَوْق القِلادة: عُرْوَةٌ. و فی النوادر: أَرضٌ عُرْوَةٌ و ذِرْوَة و عِصْمة إِذا كانت خَصیبة خصباً یَبْقَی. و العُرْوَة من النَّباتِ: ما بَقِی له خضْرة فی الشتاء تَتعلَّق به الإِبلُ حتی تُدرِكَ الرَّبیع، و قیل: العُرْوَة الجماعة من العِضاهِ خاصَّةً یرعاها الناسُ إذا أَجْدَبوا، و قیل: العُرْوَةُ بقیة العِضاهِ و الحَمْضِ فی الجَدْبِ، و لا یقال لشی‌ء من الشجر عُرْوَةٌ إلا لها، غیرَ أَنه قد یُشْتَقُّ لكل ما بَقِیَ من الشجر فی الصیف. قال الأَزهری: و العُرْوَة من دِقِّ الشجر ما له أَصلٌ باقٍ فی الأَرض مثل العَرْفَج و النَّصِیِّ و أَجناسِ الخُلَّةِ و الحَمْضِ، فإذا أَمْحَلَ الناسُ عَصَمت العُرْوةُ الماشیةَ فتبلَّغَت بها، ضربها اللهُ مثلًا لما یُعْتَصَم به من الدِّین فی قوله تعالی: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقیٰ*؛ و أَنشد ابن السكیت: ما كان جُرِّبَ، عندَ مَدِّ حِبالِكُمْ، ضَعْفٌ یُخافُ، و لا انْفِصامٌ فی العُرَی قوله: انفصام فی العُرَی أَی ضَعْف فیما یَعْتَصِم به الناس. الأَزهری: العُرَی ساداتُ الناس الذین یَعْتَصِم بهم الضُّعفاء و یَعیشون بعُرْفِهم، شبِّهوا بعُرَی الشَّجَر العاصمة الماشیةَ فی الجَدْب. قال ابن سیدة: و العُرْوَة أَیضاً الشجر المُلْتَفُّ الذی تَشْتُو فیه الإِبل فتأْكلُ منه، و قیل: العُرْوَة الشی‌ءُ من الشجرِ الذی لا یَزالُ باقیاً فی الأَرض و لا یَذْهَب، و یُشَبَّه به البُنْكُ من الناس، و قیل: العُرْوَة من الشجر ما یَكْفِی المالَ سَنَته، و هو من الشجر ما لا یَسْقُط وَرَقُه فی الشِّتاء مثل الأَراكِ و السِّدْرِ الذی یُعَوِّلُ الناسُ علیه إِذا انقطع الكلأَ، و لهذا قال أَبو عبیدة إنه الشجر الذی یَلجأُ إلیه المالُ فی السنة المُجْدبة فیَعْصِمُه من الجَدْبِ، و الجمعُ عُرًی؛ قال مُهَلْهِل: خَلَع المُلوكَ و سارَ تحت لِوائِه شجرُ العُرَی، و عُراعِرُ الأَقوامِ یعنی قوماً یُنتَفَع بهم تشبیهاً بذلك الشجر. قال ابن بری: و یروی البیت لشُرَحْبِیل بنِ مالكٍ یمدَحُ معدیكرب بن عكب. قال: و هو الصحیح؛ و یروی عُراعِر و عَراعِر، فمن ضَمَّ فهو واحد، و من فتَح جعله جمعاً، و مثلُه جُوالِق و جَوالِق و قُماقِم و قَماقِم و عُجاهِن و عَجاهِن، قال: و العُراعِرُ هنا السیِّد؛ و قول الشاعر: و لمْ أَجِدْ عُرْوَةَ الخلائقِ إلا الدِّینَ، لمَّا اعْتَبَرْتُ، و الحَسبَا أَی عِمادَه. و رَعَیْنا عُرْوَة مكَّةَ لِما حولَها. و العُرْوَة: النفیسُ من المالِ كالفَرَسِ الكریم و نحوه. و العُرْیُ: خلافُ اللُّبْسِ. عَرِیَ من ثَوْبه یَعْرَی عُرْیاً و عُرْیَةً فهو عارٍ، و تَعَرَّی هو عُرْوة شدیدة أَیضاً و أَعْرَاهُ و عَرَّاه، و أَعْرَاهُ من الشی‌ءِ و أَعْرَاه إِیاهُ؛ قال ابن مُقْبلٍ فی صفة قِدْحٍ: به قَرَبٌ أَبْدَی الحَصَی عن مُتونِه، سَفاسقُ أَعْرَاها اللِّحاءَ المُشَبِّحُ و رَجلٌ عُرْیَانٌ، و الجمع عُرْیَانُون، و لا یُكسَّر، و رجل عارٍ من قومٍ عُرَاةٍ و امرأَة عُرْیَانَةٌ و عَارٍ و عَارِیَةٌ. قال الجوهری: و ما كان علی فُعْلانٍ فَمُؤَنَّثُه بالهاء. و جاریةٌ حسَنة العُرْیةِ و المُعَرَّی و المُعَرَّاةِ أی المُجَرَّدِ أَی حَسَنَة عندَ تَجْریدِها من ثیابها، و الجمع المَعَارِی، و المَحاسِرُ من المرأةِ مِثْلُ المَعَاری، و عَرِیَ البَدَن من اللَّحْم كذلك؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 47
قال قیس بنُ ذَریح: و للحُبِّ آیات تُبَیّنُ بالفَتی شُحوباً، و تَعْرَی من یَدَیْه الأَشاجعُ و یروی: … تَبَیَّنُ شُحُوبٌ. و‌فی الحدیث فی صفته، صلی الله علیه و سلم: عارِی الثَّدْیَیْن، و یروی: الثَّنْدُوَتَیْن؛ أَراد أَنه لم یكن علیهما شعر، و قیل: أَرادَ لم یكن علیهما لحم، فإنه‌قد جاء فی صفته، صلی الله علیه و سلم، أَشْعَر الذراعَیْن و المَنْكِبَین و أَعْلی الصَّدرِ.الفراء: العُرْیَانُ من النَّبْتِ الذی قد عَرِیَ عُرْیاً إذا اسْتَبانَ لك. و المَعَارِی: مبادی العِظامِ حیثُ تُری من اللَّحْمِ، و قیل: هی الوَجْهُ و الیَدَانِ و الرِّجْلانِ لأَنها بادیةٌ أَبداً؛ قال أَبو كبِیرٍ الهُذَلیّ یصف قوماً ضُرِبُوا فسَقَطوا علی أَیْدیهم و أَرْجُلِهمْ: مُتَكَوِّرِینَ علی المَعَاری، بَیْنَهُم ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ و یروی: الأَنْجَلِ، و مُتَكَوِّرینَ أَی بعضُهم علی بَعْضٍ. قال الأَزهری: و مَعَارِی رؤوس العظام حیث یُعَرَّی اللحمُ عن العَظْم. و مَعَارِی المرأة: ما لا بُدَّ لها من إظْهاره، واحدُها مَعْرًی. و یقال: ما أَحْسَنَ مَعَارِیَ هذه المرأَة، و هی یَدَاها و رِجْلاها و وجهُها، و أَورد بیت أَبی كبیر الهذلی. و‌فی الحدیث: لا یَنْظُر الرجل إلی عِرْیَة المرأَةِ؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی بعض روایات مسلم، یرید ما یَعْرَی منها و یَنْكَشِفُ، و المشهور‌فی الروایة لا یَنْظُر إلی عَوْرَة المرأَةِ؛ و قول الراعی: فإنْ تَكُ ساقٌ من مُزَیْنَة قَلَّصَتْ لِقَیْسٍ بحَرْبٍ لا تُجِنُّ المَعَارِیا قیل فی تفسیره: أَراد العورةَ و الفَرْجَ؛ و أَما قول الشاعر الهُذَلی: أَبِیتُ علی مَعَارِیَ واضِحَاتٍ، بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ فإنما نَصَبَ الیاءَ لأَنه أَجْراها مُجْری الحَرْفِ الصحیح فی ضَرُورةِ الشِّعْرِ، و لم یُنَوّن لأَنه لا یَنْصرِف، و لو قال مَعارٍ لم ینكَسر البیتُ و لكنه فرَّ من الزحاف. قال ابن سیدة: و المَعَارِی الفُرُش، و قیل: إنَّ الشاعر عَناها، و قیل: عَنی أَجْزاءَ جِسْمِها و اخْتار مَعَارِیَ علی مَعَارٍ لأَنه آثَرَ إتْمامَ الوَزْنِ، و لو قال معارٍ لمَا كُسر الوزن لأَنه إنما كان یصیر من مُفاعَلَتُن إلی مَفاعِیلن، و هو العَصْب؛ و مثله قول الفرزدق: فلَوْ كانَ عبدُ اللهِ مَولًی هَجَوْتُه، و لكِنَّ عبدَ اللهِ مَولی مَوَالِیا قال ابن بری: هو للمُتَنَخّل الهذلی. قال: و یقال عَرِیَ زیدٌ ثوبَه و كسِی زیدٌ ثَوْباً فیُعَدِّیه إلی مفعول؛ قال ضَمْرة بنُ ضمرة: أَ رَأَیْتَ إنْ صَرَخَتْ بلَیلٍ هامَتی، و خَرَجْتُ مِنْها عَارِیاً أَثْوابی؟ و قال المحدث: أَمَّا الثِّیابُ فتعْرَی من مَحاسِنِه، إذا نَضاها، و یُكْسَی الحُسْنَ عُرْیَانا قال: و إذا نَقَلْتَ أَعرَیْت، بالهمز، قُلْتَ أَعْرَیْتُه أَثْوَابَه، قال: و أَما كَسِیَ فتُعَدِّیه من فَعِل إلی فَعَل فتقول كسوته ثوباً، قال الجوهری: و أَعْرَیْته أَنا و عَرَّیْتُه تَعْریة فتَعَرَّی. أَبو الهیثم: دابة عُرْیٌ و خَیْلٌ أَعْرَاءٌ و رَجلٌ عُرْیَان و امرأَةٌ عُرْیَانَةٌ إذا عَرِیا من أَثوابهما، و لا یقال رجلٌ عُرْیٌ. و رجلٌ عارٍ إذا أَخْلَقَت أَثوابُه؛ و أَنشد
لسان العرب، ج‌15، ص: 48
الأَزهری هنا بیت النابغة: أَتَیْتُك عارِیاً خَلَقاً ثِیابی و قد تقدم. و العُرْیانُ من الرَّمْل: نقاً أَو عَقِدٌ لیس علیه شجر. و فَرَسٌ عُرْیٌ: لا سَرْجَ علیه، و الجمع أَعْراءٌ. قال الأَزهری: یقال: هو عِرْوٌ من هذا الأَمر كما یقال هو خِلْوٌ منه. و العِرْوُ: الخِلْو، تقول أَنا عِرْوٌ منه، بالكسر، أی خِلْو. قال ابن سیدة: و رجلٌ عِرْوٌ من الأَمْرِ لا یَهْتَمُّ به، قال: و أُرَی عِرْواً من العُرْیِ علی قولهم جَبَیْتُ جِباوَةً و أَشاوَی فی جمع أَشْیاء، فإن كان كذلك فبابُه الیاءُ، و الجمعُ أَعْرَاءٌ؛ و قول لبید: و النِّیبُ إنْ تُعْرَ منِّی رِمَّةً خَلَقاً، بَعْدَ المَماتِ، فإنی كُنتُ أَتَّئِرُ و یروی: … تَعْرُ مِنِّی … أَی تَطْلُب لأَنها ربما قَضِمت العظامَ؛ قال ابن بری: تُعْرَ منِّی من أَعْرَیْتُه النخلةَ إذا أَعطیته ثمرتها، و تَعْرُ منی تَطْلُب، من عَرَوْتُه، و یروی: تَعْرُمَنِّی، بفتح المیم، من عَرَمْتُ العظمَ إذا عَرَقْت ما علیه من اللحم. و‌فی الحدیث: أنه أُتیَ بفرس مُعْرَوْرٍ؛ قال ابن الأَثیر: أَی لا سَرْج علیه و لا غیره. و اعْرَوْرَی فرسَه: رَكبه عُرْیاً، فهو لازم و متعدّ، أَو یكون أُتی بفرس مُعْرَوْریً علی المفعول. قال ابن سیدة: و اعْرَوْرَی الفرسُ صارَ عُرْیاً. و اعْرَوْرَاه: رَكبَه عُرْیاً، و لا یُسْتَعْمل إلا مزیداً، و كذلك اعْرَوْرَی البعیر؛ و منه قوله: و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ، تَرْكُضُه أُمُّ الفوارس بالدِّئْداء و الرَّبَعَهْ و هو افعَوْعَل؛ و اسْتَعارَه تأَبَّطَ شرّاً للمَهْلَكة فقال: یَظَلُّ بمَوْماةٍ و یُمْسِی بغیرِها جَحِیشاً، و یَعْرَوْرِی ظُهورَ المَهالكِ و یقال: نحن نُعاری أَی نَرْكَبُ الخیل أَعْرَاءً، و ذلك أَخفُّ فی الحرب. و‌فی حدیث أَنس: أَن أَهل المدینة فَزِعوا لیلًا، فركب النبی، صلی الله علیه و سلم، فرساً لأَبی طلحة عُرْیاً.و اعْرَوْرَی مِنِّی أَمراً قبیحاً: رَكِبَه، و لم یَجِئ فی الكلامِ افْعَوْعَل مُجاوِزاً غیر اعْرَوْرَیْت، و احْلَوْلَیْت المكانَ إذا اسْتَحْلَیْته. ابن السكیت فی قولهم أَنا النَّذیر العُریان: هو رجل من خَثْعَم، حَمَل علیه یومَ ذی الخَلَصة عوفُ بنُ عامر بن أبی عَوْف بن عُوَیْف بن مالك بن ذُبیان ابن ثعلبة بن عمرو بن یَشْكُر فقَطع یدَه و ید امرأَته، و كانت من بنی عُتْوارة بن عامر بن لیث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال إنما مَثَلی و مَثَلُكم كمثل رجل أَنْذَر قومَه جَیْشاً فقال: أَنا النَّذیر العُرْیان أُنْذِركم جَیْشاً؛ خص العُرْیان لأَنه أَبْیَنُ للعین و أَغرب و أَشنع عند المُبْصِر، و ذلك أَن رَبیئة القوم و عَیْنَهم یكون علی مكان عالٍ، فإذا رأی العَدُوَّ و قد أَقبل نَزَع ثوبه و أَلاحَ به لیُنْذِرَ قومَه و یَبْقی عُرْیاناً. و یقال: فلان عُرْیَان النَّجِیِّ إذا كان یُناجی امرأَتَه و یُشاوِرها و یصَدُرُ عن رَأْیها؛ و منه قوله: أَصاخَ لِعُرْیانِ النَّجِیِّ، و إنَّه لأَزْوَرُ عن بَعْض المَقالةِ جانِبُهْ أَی اسْتَمع إلی امرأته و أَهاننی. و أَعْرَیتُ المَكانَ: ترَكْتُ حضُوره؛ قال ذو الرمة: و مَنْهَل أَعْرَی حَیاه الحضر
لسان العرب، ج‌15، ص: 49
و المُعَرَّی من الأَسماء: ما لمْ یدخُلْ عَلَیه عاملٌ كالمُبْتَدإ. و المُعَرَّی من الشِّعْر: ما سَلِمَ من الترْفِیلِ و الإِذالةِ و الإِسْباغِ. و عَرَّاهُ من الأَمرِ: خَلَّصَه و جَرَّده. و یقال: ما تَعَرَّی فلان من هذا الأَمر أَی ما تخلَّص. و المَعَارِی: المواضع التی لا تُنْبِتُ. و روی الأَزهری عن ابن الأَعرابی: العَرَا الفِناء، مقصور، یكتب بالأَلف لأَن أُنْثاه عَرْوَة؛ قال: و قال غیره العَرَا الساحةُ و الفِناء، سمی عَراً لأَنه عَرِیَ من الأَبنیة و الخِیام. و یقال: نزل بِعَراه و عَرْوَتِه و عَقْوَتِه أَی نزَل بساحَتهِ و فنائه، و كذلك نَزَل بِحَراه، و أَما العَراء، ممدوداً، فهو ما اتَّسَع من فضاء الأَرض؛ و قال ابن سیدة: هو المكانُ الفَضاءُ لا یَسْتَتِرُ فیه شی‌ءٌ، و قیل: هی الأَرضُ الواسعة. و فی التنزیل: فَنَبَذْنٰاهُ بِالْعَرٰاءِ وَ هُوَ سَقِیمٌ، و جَمْعُه أَعْرَاءٌ؛ قال ابن جنی: كَسَّروا فَعالًا علی أَفْعالٍ حتی كأنهم إنما كسَّروا فَعَلًا، و مثله جَوادٌ و أَجوادٌ و عَیاءٌ و أَعْیاءٌ، و أَعْرَی: سارَ فِیها «3»؛ و قال أَبو عبیدة: إنما قیل له عَراءٌ لأَنه لا شجر فیه و لا شی‌ء یُغَطِّیه، و قیل: إن العَرَاء وَجْه الأَرض الخالی؛ و أَنشد: وَ رَفَعْتُ رِجلًا لا أَخافُ عِثارَها، و نَبَذْتُ بالبَلَدِ العَرَاء ثیابی و قال الزجاج: العَرَاء علی وجْهین: مقصور، و ممدود، فالمقصور الناحیة، و الممدود المكان الخالی. و العَراء: ما اسْتَوَی من ظَهْر الأَرض و جَهَر. و العَراء: الجَهراء، مؤنثة غیر مصروفة. و العَرَاء: مُذكَّر مصروف، و هُما الأَرض المستویة المُصْحرة و لیس بها شجر و لا جبالٌ و لا آكامٌ و لا رِمال، و هما فَضاء الأَرض، و الجماعة الأَعْرَاء. یقال: وَطِئْنا عَرَاءَ الأَرض و الأَعْرِیَة. و قال ابن شمیل: العَرَا مثل العَقْوَة، یقال: ما بِعَرانا أَحَدٌ أَی مابعَقْوَتنا أَحدٌ. و‌فی الحدیث: فكَرِهَ أَن یُعْرُوا المدینة، و فی روایة: أَن تَعْرَی‌أَی تخلو و تصیر عَرَاءً، و هو الفضاء، فتصیر دُورهُم فی العَراء. و العَراء: كلُّ شی‌ءٍ أُعْرِیَ من سُتْرَتِه. و تقول: اسُتُرْه عن العَرَاء. و أَعْرَاءُ الأَرض: ما ظَهَر من مُتُونِها و ظُهورِها، واحدُها عَرًی؛ و أَنشد: و بَلَدٍ عارِیَةٍ أَعْرَاؤه و العَرَی: الحائطُ، و قیلَ كلُّ ما سَتَرَ من شی‌ءٍ عَرًی. و العِرْو: الناحیةُ، و الجمع أَعْرَاءٌ. و العَرَی و العَرَاةُ: الجنابُ و الناحِیة و الفِناء و الساحة. و نزَل فی عَرَاه أَی فی ناحِیَتِه؛ و قوله أَنشده ابن جنی: أو مُجْزَ عنه عُرِیَتْ أَعْراؤُه «4» فإنه یكونُ جمعَ عَریً من قولك نَزَل بِعَراهُ، و یجوز أَن یكون جَمْعَ عَراءٍ و أَن یكون جَمع عُرْیٍ. و اعْرَوْرَی: سار فی الأَرضِ وَحْدَه و أَعْرَاه النخلة: وَهَبَ له ثَمرَة عامِها. و العَرِیَّة: النخلة المُعْراةُ؛ قال سُوَیدُ بن الصامت الأَنصاری: لیست بسَنْهاءَ و لا رُجَّبِیَّة، و لكن عَرَایا فی السِّنینَ الجَوائحِ یقول: إنَّا نُعْرِیها الناسَ. و العَرِیَّةُ أَیضاً: التی تُعْزَلُ عن المُساومةِ عند بیع النخلِ، و قیل: العَرِیَّة النخلة التی قد أكِل ما علیها. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: خَفِّفوا فی الخَرْصِ فإنّ فی المال العَرِیَّة و الوَصِیَّة، و‌فی حدیث آخر: أنه رَخَّص فی العَرِیَّة و العَرَایا؛ قال أَبو عبید: العَرَایا
(3). قوله: سار فیها أی سار فی الأَرض العراء. (4). قوله [أو مجز عنه] هكذا فی الأَصل، و فی المحكم: أو مجن عنه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 50
واحدتها عَرِیَّة، و هی النخلة یُعْرِیها صاحبُها رجلًا محتاجاً، و الإِعراءُ: أن یجعلَ له ثَمرَة عامِها. و قال ابن الأَعرابی: قال بعض العرب مِنَّا مَنْ یُعْرِی، قال: و هو أَن یشتری الرجل النخلَ ثم یستثنی نخلة أَو نخلتین. و قال الشافعی: العرایا ثلاثة أَنواع، واحدتها أَن یجی‌ء الرجل إلی صاحب الحائط فیقول له: بِعْنی من حائطك ثَمَرَ نَخلَات بأَعیانها بِخرْصِها من التَّمْر، فیبیعه إیاها و یقبض التَّمر و یُسَلِّم إلیه النخَلات یأْكلها و یبیعها و یُتَمِّرها و یفعل بها ما یشاء، قال: و جِماعُ العَرَایا كلُّ ما أُفْرِد لیؤكل خاصَّة و لم یكن فی جملة المبیع من ثَمَر الحائط إذا بیعَتْ جُمْلتُها من واحد، و الصنف الثانی أَن یَحْضُر رَبَّ الحائط القومُ فیعطی الرجلَ النخلة و النخلتین و أَكثر عَرِیَّةً یأْكلها، و هذه فی معنی المِنْحة، قال: و للمُعْرَی أَن یبیع ثَمرَها و یُتَمِّره و یصنع به ما یصنع فی ماله لأَنه قد مَلَكه، و الصنف الثالث من العرایا أَن یُعْرِی الرجلُ الرجلَ النَّخلةَ و أَكثر من حائطه لیأْكل ثمرها و یُهْدِیه و یُتَمِّره و یفعل فیه ما أَحبَّ و یبیع ما بقی من ثمر حائطه منه، فتكون هذه مُفْرَدة من المبیع منه جملة؛ و قال غیره: العَرَایا أَن یقول الغنیُّ للفقیر ثَمَرُ هذه النخلة أَو النَّخلات لك و أَصلُها لی، و أَما تفسیر‌قوله، صلی الله علیه و سلم، إنه رخَّص فی العَرَایا، فإن الترخیص فیها كان بعد نهی النبی، صلی الله علیه و سلم عن المُزابَنة، و هی بیع الثمر فی رؤوس النخل بالتمر، و رخَّصَ من جملة المزابنة فی العرایا فیما دون خمسة أَوسُق، و ذلك للرجل یَفْضُل من قوت سَنَته التَّمْرُ فیُدْرِك الرُّطَب و لا نَقْدَ بیده یشتری به الرُّطَب، و لا نخل له یأْكل من رُطَبه، فیجی‌ء إلی صاحب الحائط فیقول له بِعْنِی ثمر نخلة أَو نخلتین أَو ثلاث بِخِرْصِها من التَّمْر، فیعطیه التمر بثَمَر تلك النَّخلات لیُصیب من رُطَبها مع الناس، فرَخَّص النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، من جملة ما حَرَّم من المُزابَنة فیما دون خمسة أَوْسُق، و هو أَقلُّ مما تجب فیه الزكاة، فهذا معنی ترخیص النبی، صلی الله علیه و سلم، فی العَرایا لأَن بیع الرُّطَب بالتَّمْر محرَّم فی الأَصل، فأَخرج هذا المقدار من الجملة المُحَرَّمة لحاجة الناس إلیه؛ قال الأَزهری: و یجوز أَن تكون العَرِیَّة مأْخوذة من عَرِیَ یَعْرَی كأَنها عَرِیَتْ من جملة التحریم أَی حَلَّتْ و خَرَجَتْ منها، فهی عَرِیَّة، فعیلة بمعنی فاعلة، و هی بمنزلة المستثناةِ من الجملة. قال الأَزهری: و أَعْرَی فلان فلاناً ثمر نخلةٍ إذا أَعطاه إیاها یأْكل رُطَبها، و لیس فی هذا بیعٌ، و إنما هو فضل و معروف. و روی شَمِرٌ عن صالح بن أَحمد عن أَبیه قال: العَرایا أَن یُعْرِی الرجلُ من نخله ذا قرابته أَو جارَه ما لا تجب فیه الصدقة أَی یَهبَها له، فأُرْخص للمُعْرِی فی بیع ثمر نخلة فی رأسها بِخِرْصِها من التمر، قال: و العَرِیَّة مستثناةٌ من جملة ما نُهِی عن بیعه من المُزابنَة، و قیل: یبیعها المُعْرَی ممن أَعراه إیَّاها، و قیل: له أَن یبیعها من غیره. و قال الأَزهری: النخلة العَرِیَّة التی إذا عَرَضْتَ النخیلَ علی بَیْع ثَمَرها عَرَّیْت منها نخلة أَی عَزَلْتها عن المساومة. و الجمع العَرَایا، و الفعل منه الإِعْرَاء، و هو أَن تجعل ثمرتها لِمُحْتاج أَو لغیر محتاج عامَها ذلك. قال الجوهری: عَرِیَّة فعیلة بمعنی مفعولة، و إنما أُدخلت فیها الهاء لأَنها أُفردت فصارت فی عداد الأَسماء مثل النَّطِیحة و الأَكیلة، و لو جئت بها مع النخلة قلت نخلة عرِیٌّ؛ و قال: إن ترخیصه فی بیع العَرایا بعد نهیه عن المُزابنة لأَنه ربَّما تأَذَّی بدخوله علیه فیحتاج إلی أَن یشتریها منه بتمر فرُخِّص له فی ذلك.
لسان العرب، ج‌15، ص: 51
و اسْتعْرَی الناسُ فی كلِّ وجهٍ، و هو من العَرِیَّة: أَكلوا الرُّطَبَ من ذلك، أَخَذَه من العَرایا. قال أبو عدنان: قال الباهلی العَرِیَّة من النخل الفارِدَةُ التی لا تُمْسِك حَمْلَها یَتَناثر عنها؛ و أَنشدنی لنفسه: فلما بَدَتْ تُكْنَی تُضِیعُ مَوَدَّتی، و تَخْلِطُ بی قوماً لِئاماً جُدُودُها رَدَدْتُ علی تُكْنَی بقیة وَصْلِها رَمِیماً، فأمْسَتْ وَ هیَ رثٌّ جدیدُها كما اعْتكرَتْ للَّاقِطِین عَرِیَّةٌ من النَّخْلِ، یُوطَی كلَّ یومٍ جَریدُها قال: اعْتِكارُها كثرةُ حَتِّها، فلا یأْتی أَصلَها دابَّةٌ إلا وَجَدَ تحتها لُقاطاً من حَمْلِها، و لا یأتی حَوافیها إلا وَجَد فیها سُقاطاً من أَیّ ما شاءَ. و‌فی الحدیث: شَكا رجلٌ إلی جعفر بن محمد، رضی الله عنه، وَجَعاً فی بطنه فقال: كُلْ علی الریق سَبْعَ تَمَرات من نَخْلٍ غیر مُعَرّیً؛ قال ثعلب: المُعَرَّی المُسَمَّد، و أَصله المُعَرَّر من العُرَّة، و قد ذكر فی موضعه فی عرر. و العُرْیان من الخیل: الفَرَس المُقَلِّص الطویل القوائم. قال ابن سیدة: و بها أَعراءٌ من الناسِ أَی جماعةٌ، واحدُهُم عِرْوٌ. و قال أَبو زید: أَتَتْنا أَعْرَاؤُهم أَی أَفخاذهم. و قال الأَصمعی: الأَعْرَاء الذین ینزلون بالقبائل من غیرهم، واحدهم عُرْیٌ؛ قال الجعدی: و أَمْهَلْت أَهْلَ الدار حتی تَظاهَرُوا عَلیَّ، و قال العُرْیُ مِنْهُمْ فأَهْجَرَا و عُرِیَ إلی الشی‌ء عَرْواً: باعه ثم اسْتَوْحَش إلیه. قال الأَزهری: یقال عُریتُ إلی مالٍ لی أَشدَّ العُرَوَاء إذا بِعْته ثم تَبِعَتْه نفسُكَ. و عُرِیَ هَواه إلی كذا أَی حَنَّ إلیه؛ و قال أَبو وَجْزة: یُعْرَی هَواكَ إلی أَسْماءَ، و احْتَظَرَتْ بالنأْیِ و البُخْل فیما كان قَد سَلَفا و العُرْوَة: الأَسَدُ، و بِه سُمِّی الرجل عُرْوَة. و العُرْیَان: اسم رجل. و أَبو عُرْوَةَ: رجلٌ زَعَموا كان یصیح بالسَّبُعِ فیَموت، و یَزْجُرُ الذِّئْبَ و السَّمْعَ فیَموتُ مكانَه، فیُشَقُّ بَطْنُه فیوجَدُ قَلْبُه قد زالَ عن مَوْضِعِهِ و خرَجَ من غِشائه؛ قال النابغة الجعدی: و أَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ، إذا اغْتابَك، زَجْراً مِنِّی علی وَضَمِ زَجْرَ أَبی عُرْوَةَ السِّباعَ، إذا أَشْفَقَ أَنْ یَلْتَبِسْنَ بالغَنَمِ و عُرْوَةُ: اسمٌ. و عَرْوَی و عَرْوَانُ: موضعان؛ قال ساعِدَة بن جُؤیَّة: و ما ضَرَبٌ بَیْضاءُ یَسْقِی دَبُوبَها دُفاقٌ، فعَرْوانُ الكَراثِ، فَضِیمُها؟ و قال الأَزهری: عَرْوَی اسم جبل، و كذلك عَرْوَانُ، قال ابن بری: و عَرْوَی اسم أَكَمة، و قیل: موضع؛ قال الجعدی: كَطاوٍ بعَرْوَی أَلْجَأَتْهُ عَشِیَّةٌ، لها سَبَلٌ فیه قِطارٌ و حاصِبُ و أَنشد لآخر: عُرَیَّةُ لیسَ لها ناصرٌ، و عَرْوَی التی هَدَمَ الثَّعْلَبُ قال: و قال علیّ بن حَمزة و عَرْوَی اسم أَرْضٍ؛ قال الشاعر: یا وَیْحَ ناقتی، التی كَلَّفْتُها عَرْوَی، تَصِرُّ وِبارُها و تُنَجِّم
لسان العرب، ج‌15، ص: 52
أَی تَحْفِرُ عن النَّجْمِ، و هو ما نَجَم من النَّبْت. قال: و أَنْشَدَه المُهَلَّبی فی المَقصور كلَّفْتها عَرَّی، بتشدید الراءِ، و هو غلط، و إنما عَرَّی وادٍ. و عَرْوَی: هَضْبَة. و ابنُ عَرْوَانَ: جبَل؛ قال ابن هَرْمة: حِلْمُه وازِنٌ بَناتِ شَمامٍ، و ابنَ عَرْوانَ مُكْفَهِرَّ الجَبینِ و الأُعْرُوَانُ: نَبْتٌ، مثَّل به سیبویه و فسَّره السیرافی. و فی حدیث عُرْوَة بن مسعود قال: و الله ما كلَّمتُ مسعودَ بنَ عَمْروٍ منذ عَشْرِ سِنین و اللیلةَ أُكَلِّمُه، فخرج فناداه فقال: مَنْ هذا؟ قال: عُرْوَة، فأَقْبَل مسعودٌ و هو یقول: أَطَرَقَتْ عَرَاهِیَهْ، أَمْ طَرَقَتْ بِداهِیهْ؟ حكی ابن الأَثیر عن الخطابی قال: هذا حرفٌ مُشْكِل، و قد كَتَبْتُ فیه إلی الأَزهری، و كان من جوابه أَنه لم یَجِدْه فی كلام العرب، و الصوابُ عِنْده عَتاهِیَهْ، و هی الغَفْلة و الدَّهَش أَی أَ طَرَقْت غَفْلَةً بلا روِیَّة أَو دَهَشاً؛ قال الخطابی: و قد لاح لی فی هذا شی‌ءٌ، و هو أَنْ تكون الكَلِمة مُركَّبةً من اسْمَیْن: ظاهرٍ، و مكْنِیٍّ، و أَبْدَل فیهما حَرْفاً، و أَصْلُها إماَّ من العَراءِ و هو وجه الأَرض، و إِما منَ العَرا مقصورٌ، و هو الناحیَة، كأَنه قال أَ طَرَقْتَ عَرائی أَی فِنائی زائراً و ضَیْفاً أَم أَصابتك داهِیَةٌ فجئْتَ مُسْتَغِیثاً، فالهاءُ الأُولی من عَرَاهِیَهْ مُبدلَة من الهمزة، و الثانیة هاءُ السَّكْت زیدت لبیان الحركة؛ و قال الزمخشری: یحتمِل أَن یكونَ بالزای، مصدرٌ من عَزِه یَعْزَهُ فهو عَزِةٌ إذا لم یكن له أَرَبٌ فی الطَّرَب، فیكون. معناه أَ طَرَقْت بلا أَرَبٍ و حاجةٍ أَم أَصابَتْك داهیة أَحوجَتْك إلی الاستغاثة؟ و ذكر ابن الأَثیر فی ترجمة عَرَا حدیث المَخْزومیة التی تَسْتَعِیرُ المَتاع و تَجْحَدُه، و لیس هذا مكانَه فی ترتیبِنا نحن فذكرناه فی ترجمة عَوَر.

عزا؛ ج15، ص: 52

: العَزَاءُ: الصَّبْرُ عن كل ما فَقَدْت، و قیل: حُسْنُه، عَزِیَ یَعْزَی عَزَاءً، ممدود، فهو عَزٍ. و یقال: إنه لعَزِیٌّ صَبُورٌ إذا كان حَسَنَ العَزَاء علی المَصائِب. و عَزَّاه تَعْزِیَةً، علی الحذف و العِوَض، فتَعَزَّی؛ قال سیبویه: لا یجوز غیرُ ذلك. قال أَبو زید: الإِتمامُ أَكثر فی لِسان العرب، یعنی التفعیل من هذا النحو، و إنما ذكَرْت هذا لیُعْلَمَ طریقُ القِیاس فیه، و قیل: عَزَّیْتُه من باب تَظَنَّیْت، و قد ذكر تعلیله فی موضعه. و تقول: عَزَّیْتُ فلاناً أُعَزِّیه تَعْزِیَةً أَی أَسَّیْته و ضَرَبْت له الأُسی، و أَمَرْتُه بالعَزَاء فتَعَزَّی تَعَزِّیاً أَی تَصَبَّرَ تَصَبُّراً. و تَعازی القومُ: عَزَّی بعضهم بعضاً؛ عن ابن جنی. و التَّعْزُوَةُ: العَزاءُ؛ حكاه ابن جنی عن أَبی زید، اسم لا مصدرٌ لأَن تَفْعُلَة لیستْ من أَبْنِیة المصادر، و الواو هاهنا یاءٌ، و إنما انقلبت للضَّمَّة قبلَها كما قالوا الفُتُوّة. و عَزَا الرجلَ إلی أبیه عَزْواً: نسبه، و إنه لحَسَن العِزْوَةِ. قال ابن سیدة: و عَزَاه إلی أَبیه عَزْیاً نَسَبه، و إنه لحَسَنُ العِزْیَة؛ عن اللحیانی. یقال: عَزَوْتُه إلی أَبیه و عَزَیْتُه، قال الجوهری: و الاسم العَزَاء. و عَزَا فلانٌ نفسَه إلی بنی فلانٍ یَعْزُوها عَزْواً و عَزَا و اعْتَزَی و تَعَزَّی، كله: انتَسَب، صِدْقاً أَو كَذباً، و انْتَمی إلیهم مثله، و الاسمُ العِزْوَة و النِّمْوَة، و هی بالیاء أَیضاً. و الاعْتِزَاءُ: الادِّعاءُ و الشِّعارُ فی الحَرْبِ منه. و الاعْتِزَاءُ: الانْتِماءُ. و یقال: إلی من تَعْزِی هذا الحدیث؟ أَی إلی مَن تَنْمِیه. قال ابن جریج:
لسان العرب، ج‌15، ص: 53
حدَّث عطاءٌ بحدیث فقیل له: إلی مَن تَعْزِیه؟ أَی إلی مَنْ تُسْنِدُه، و فی روایة: فقُلْتُ له أَ تَعْزِیهِ إلی أَحد؟ و‌فی الحدیث: مَن تَعَزَّی بعَزَاء الجاهلیة فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبیه و لا تَكْنُوا؛ قوله تَعَزَّی أَی انْتَسَبَ و انْتَمی. یقال: عَزَیْتُ الشی‌ءَ و عَزَوْتُه أَعْزِیه و أَعْزُوه إذا أَسْنَدْتَه إلی أَحدٍ، و معنی قوله و لا تَكْنُوا أَی قولوا له اعضَضْ بأَیْرِ أَبیك، و لا تَكْنُوا عن الأَیْرِ بالْهَنِ. و العَزَاءُ و العِزْوَة: اسم لدَعْوَی المُسْتَغِیثِ، و هو أَن یقول: یا لَفُلانٍ، أَو یا لَلأَنصار، أَو یا لَلْمُهاجرینَ قال الراعی: فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسانُنا و رجالُهم، دَعَوْا: یا لَكَعْبٍ و اعْتَزَیْنا لعامِرِ و قول بشرِ بن أَبی خازِمٍ: نَعْلُو القَوانِسَ بالسیُّوف و نَعْتَزِی، و الخَیلُ مُشْعَرَة النُّحورِ من الدَّمِ و‌فی الحدیث: مَن لمْ یَتَعَزَّ بعزَاءِ الله فلیس منّا‌أَی مَن لم یَدْعُ بدَعْوَی الإِسلامِ فیقولَ: یا لَلَّه أَو یا لَلإِسلامِ أَو یا لَلْمُسْلِمِینَ و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: یا للهِ لِلْمُسْلِمِینَ‌قال الأَزهری: له وَجْهان: أَحدهما أَنّ لا یَتَعَزَّی بعَزاء الجاهِلیَّة و دَعْوَی القَبائل، و لكن یقول یا لَلْمُسْلِمِینَ فتكون دَعْوَة المُسْلِمِینَ واحدةً غیرَ مَنْهِیٍّ عنها، و الوجه الثانی أَن مَعْنی التَّعَزِّی فی هذا الحدیث التَّأَسِّی و الصَّبرُ، فإذا أَصاب المُسْلِمَ مصیبةٌ تَفْجَعُه قال: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَیْهِ رٰاجِعُونَ، كما أَمَره الله، و مَعنی قوله بعَزَاءِ الله أَی بتَعْزِیَةِ الله إیّاه؛ فأَقام الاسمَ مُقامَ المَصْدرِ الحقیقی، و هو التَّعْزیة، مِنْ عَزَّیْتُ كما یقال أَعْطَیْته عَطاءً و معناه أَعْطَیته إعطاءً. و‌فی الحدیث: سَیَكون للْعَرَبِ دَعْوَی قَبائِلَ، فإذا كان كذلك، فالسَّیفَ السَّیفَ حتی یَقُولوا یا لَلْمُسلمین‌و قال اللیث: الاعْتِزَاءُ الاتّصالُ فی الدَّعوَی إذا كانت حربٌ فكلُّ مَنِ ادَّعی فی شعارِهِ أَنا فلانٌ ابنُ فُلانٍ أَو فلانٌ الفُلانیُّ فقدِ اعْتَزَی إلیه. و العِزَةُ: عُصْبَة من الناس، و الجمع عِزُونَ. الأَصمعی: یقال فی الدارِ عِزُونَ أَی أَصنافٌ من النَّاسِ. و العِزَة: الجماعةُ و الفِرْقَةُ من الناسِ، و الهاءُ عِوَضٌ من الیاء، و الجَمع عِزًی علی فِعَل و عِزُون، و عُزون أَیضاً بالضم، و لم یقولوا عِزات كما قالوا ثُبات؛ و أَنشد ابن بری للكمیت: و نحنُ، و جَنْدَلٌ باغٍ، تَرَكْنا كَتائبَ جَنْدَلٍ شَتیً عِزِینا و قوله تعالی: عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمٰالِ عِزِینَ؛ معنی عِزِینَ حِلَقاً حِلَقاً و جَماعةً جماعةً، و عِزُونَ: جَمْع عِزَةٍ فكانوا عن یَمِینِه و عن شِماله جماعاتٍ فی تَفْرِقَة. و قال اللیث: العِزَةُ عُصْبَة من الناس فَوْقَ الحَلْقَة و نُقْصانُها واو. و‌فی الحدیث: ما لی أَراكم عِزِینَ؟قالوا: هی الحَلْقَة المُجْتَمِعَة من الناس كأَنَّ كلَّ جماعةٍ اعْتِزَاؤها أَی انْتِسابُها واحِدٌ، و أَصلها عِزْوَة، فحذفت الواو و جُمِعَت جمعَ السلامَةِ علی غَیْر قیاسٍ كثُبِین و بُرِینَ فی جمع ثُبَةٍ و بُرَةٍ. و عِزَةٌ، مثلُ عِضَةٍ: أَصْلُها عِضْوَة، و سنذكرها فی موضعها. قال ابن بری: و یَأْتی عِزِین بمعنی مُتَفَرِّقِین و لا یلزم أَن یكون من صفَة الناس بمَنْزِلَة ثُبِین؛ قال: و شاهده ما أَنشده الجوهری: فلما أَنْ أَتَیْنَ علی أُضاخٍ، ضَرَحْنَ حَصاهُ أَشْتاتاً عِزِینا
لسان العرب، ج‌15، ص: 54
لأَنه یرید الحَصی؛ و مثله قول ابن أَحمر البجلی: حُلِقَتْ لَهازِمُه عِزینَ و رأْسُه، كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِینِ شَعِیرِ و عِزْوِیتٌ فِعْلِیتٌ؛ قال ابن سیدة: و إنما حكمنا علیه بأَنَّه فِعْلِیتٌ لوجود نَظیره و هو عِفْرِیت و نِفْریتٌ، و لا یكون فِعْویلًا لأَنه لا نَظِیرَ له؛ قال ابن بری: جَعَلَه سیبویه صفَة و فسَّره ثعلب بأَنه القصیر. و قال ابن دُرَید: هو اسم مَوْضِع. و بَنو عَزْوَانَ: حَیٌّ من الجِنِّ؛ قال ابن أَحمر یصف الظَّلِیمَ و العربُ تقول إن الظَّلِیمَ من مَراكِبِ الجنِّ: حَلَقَتْ بَنُو عَزْوَانَ جُؤْجُؤَهُ و الرأْسَ، غیرَ قَنازِعٍ زُعْرِ قال اللیث: و كلمة شَنْعاءُ من لغة أَهل الشحر، یقولون یَعْزَی ما كان كذا و كذا، كما نقولُ نحن: لعَمْری لقد كان كذا و كذا، و یَعْزِیكَ ما كان كذا، و قال بعضهم: عَزْوَی، كأَنها كلمة یُتَلَطَّف بها. و قیل: بِعِزِّی، و قد ذُكِرَ فی عزز؛ قال ابن درید: العَزْوُ لغة مرغوبٌ عنها یَتكلم بها بَنُو مَهْرَة بن حَیْدَانَ، یقولون عَزْوَی كأَنها كلمة یُتَلَطّفُ بها، و كذلك یقولون یَعْزی.

عسا؛ ج15، ص: 54

: عَسَا الشیخُ یَعْسُو عَسْواً و عُسُوّاً و عُسِیّاً مثلُ عُتِیّاً و عَساءً و عَسْوَةً و عَسِیَ عَسًی، كلُّه: كَبِرَ مثلُ عَتِیَ. و یقال للشیخ إذا وَلَّی و كَبِرَ: عَتَا یَعْتُو عُتِیّاً، و عَسا یَعْسُو مِثله، و رأیت فی حاشیة أَصل التهذیب للأَزهری الذی نَقَلْت منه‌حدیثاً متصلَ السَّند إلی ابن عباس قال: قد عَلِمْتُ السنَّةَ كلَّها غیر أَنی لا أَدْری أَ كانَ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یَقرَأُ من الْكِبَرِ عِتِیًّا أَو عُسِیّاً‌فما أَدری أَ هذا من أَصلِ الكتاب أَم سَطَره بعضُ الأَفاضل. و‌فی حدیث قتادة بن النُّعْمان: لمَّا أَتیتُ عَمِّی بالسلاح و كان شیخاً قد عَسا أَو عَشا؛ عَسَا، بالسین المهملة، أَی كَبِرَ و أَسَنَّ من عَسا القضِیبُ إذا یَبِسَ، و بالمعجمة أی قَلَّ بصرُه و ضَعُف. و عَسَتْ یَدُه تَعْسُو عُسُوّاً: غَلُظَتْ مِن عَمَلٍ؛ قال ابن سیدة: و هذا هو الصواب فی مصدرِ عَسا. و عَسَا النباتُ عُسُوّاً: غَلُظَ و اشْتَدَّ؛ و فیه لغة أُخری عَسِیَ یَعْسَی عَسًی؛ و أَنشد: یَهْوُون عن أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما، عن صامِلٍ عاسٍ، إذا ما اصْلَخْمَما قال: و العَسَاءُ مصدرُ عَسَا العُودُ یَعْسُو عَسَاءً، و القَساءُ مصدر قَسا القلبُ یَقْسُو قَساءً. و عَسا اللیلُ: اشتَدت ظُلْمَته؛ قال: و أَظْعَنُ اللیلَ، إذا اللیلُ عَسَا و الغَینُ أَعْرَفُ. و العَاسِی مِثلُ العاتی: و هو الجافی. و العَاسِی: الشِّمْراخُ من شَمَارِیخِ العِذْقِ فی لغة بَلْحرِث بن كعبٍ. الجوهری: و عَسَا الشی‌ءُ یَعْسُو عُسُوَّاً و عَساءً، ممدود أَی یَبِسَ و اشتد و صَلُبَ. و العَسَا، مقصوراً: البَلَح «5» و العَسْوُ: الشَّمَعُ فی بعضِ اللغات. و عَسَی: طَمَعٌ و إشفاقٌ، و هو من الأَفعال غیرِ المُتَصَرِّفة؛ و قال الأَزهری: عَسَی حرف من حروف المُقَارَبَةِ، و فیه تَرَجٍّ و طَمَعٌ؛ قال الجوهری: لا یَتَصَرَّف لأَنه وقع بلفظ الماضی لِما جاء فی الحال، تقول: عَسَی زیدٌ أَن یَخْرُجَ، وَ عَسَتْ فلانةُ أَن تَخْرُجَ، فزَیْدٌ فاعلُ عَسَی و أَن یَخْرُجَ مفعولُها «6»، و هو بمعنی الخروج إلا أَن خبرَه لا
(5). قوله [و العسا مقصوراً البلح] هذه عبارة الصحاح، و قال الصاغانی فی التكملة: و هو تصحیف قبیح، و الصواب الغسا بالغین. (6). عَسَی عند جمهور النحویین من أخوات كاد ترفع الاسم و تنصب الخبر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 55
یكون اسماً، لا یقال عَسَی زیدٌ مُنْطَلِقاً. قال ابن سیدة: عَسَیْتُ أَنْ أَفْعَل كذا و عَسِیتُ قارَبْتُ، و الأُولی أَعْلی، قال سیبویه: لا یقال عَسَیْتُ الفعلَ و لا عَسَیْتُ للفعلِ، قال: اعلم أَنهم لا یَستعملون عَسَی فِعلُك، اسْتَغْنَوْا بأَن تَفْعَلَ عن ذلكَ كما استَغْنی أَكثرُ العربِ بِعَسی عن أَن یقولوا عَسَیا و عَسَوْا، و بِلَوْ أَنه ذاهبٌ عن لو ذهابُه، و مع هذا أنهم لم یَسْتَعْمِلوا المَصْدر فی هذا الباب كما لم یَسْتَعْمِلوا الاسمَ الذی فی موضِعِه یَفْعَل فی عَسَی و كادَ، یعنی أَنهم لا یقولون عَسَی فاعلًا و لا كادَ فاعِلًا فتُرِك هذا مِنْ كلامِهِمْ للاسْتغْناء بالشی‌ء عن الشی‌ء؛ و قال سیبویه: عَسَی أَن تَفْعَلَ كقولك دنا أَن تَفْعل، و قالوا: عَسی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً أَی كان الغُوَیْرُ أَبْؤُساً؛ حكاه سیبویه؛ قال الجوهری: أَما قولُهم عَسَی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً فشاذٌّ نادرٌ، وضع أَبْؤُساً موضعَ الخَبَر، و قد یأْتی فی الأَمثال ما لا یأْتی فی غیرها، و ربما شَبَّهوا عَسَی بكادَ و استعملوا الفِعل بعدَه بغیر أَن فقالوا عسَی زیدٌ یَنْطَلِق؛ قال سُماعَةُ بن أسول النعامی: عَسَی اللهُ یغنی، عن بلادِ ابنِ قادرٍ، بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَّبابِ سَكُوب هكذا أَنشده الجوهری؛ قال ابن بری: و صواب إنشاده: عن بلادِ ابن قاربٍ و قال: كذا أنشده سیبویه؛ و بعده: هِجَفٍّ تَحُفُّ الریحُ فوق سِبالِهِ، له من لَوِیَّاتِ العُكُومِ نَصِیبُ و حكی الأَزهری عن اللیث: عَسَی تَجْرِی مَجْری لعلَّ، تقول عَسَیْتَ و عَسَیْتُما و عَسَیْتُمْ و عَسَتِ المرأَة و عَسَتا و عَسَیْنَ؛ یُتَكلَّم بها علی فعلٍ ماضٍ و أُمِیتَ ما سواه من وجوهِ فِعْلِهِ، لا یقالُ یَعْسی و لا مفعولَ له و لا فاعلَ. و عَسَی، فی القرآنِ من اللهِ جَلَّ ثَناؤُه، واجبٌ و هو مِنَ العِبادِ ظَنٌّ، كقوله تعالی: فَعَسَی اللّٰهُ أَنْ یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ، و قد أَتی اللهُ به؛ قال الجوهری: إلا فی قوله عَسیٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ یُبْدِلَهُ؛ قال أَبو عبیدة: عَسَی من الله إیجابٌ فجاءَت علی إحْدی اللغتین لأَن عَسَی فی كلامهم رجاءٌ و یَقِین؛ قال ابن سیدة: و قیل عَسَی كلمة تكون للشَّك و الیَقینِ؛ قال الأَزهری: و قد قال ابن مقبل فجعله یَقِیناً أَنشده أَبو عبید: ظَنِّی بهم كعَسَی، و هم بِتَنُوفَةٍ، یَتَنازَعُونَ جوائزَ الأَمثالِ أَی ظَنِّی بهم یَقین. قال ابن بری: هذا قول أَبی عبیدة، و أَما الأَصمعی فقال: ظَنِّی بهم كعَسَی أَی لیس بثبت كعَسی، یرید أَن الظَّن هنا و إن كان بمعنی الیقین فهو كعَسی فی كونها بمعنی الطمع و الرجاء، و جوائزُ الأَمثال ما جاز من الشعر و سار. و هو عَسِیٌ أَن یَفْعَل كذا و عَسٍ أَی خَلِیقٌ؛ قال ابن الأَعرابی: و لا یقال عَسًی. و ما أَعْسَاهُ و أَعْسِ به و أَعْسِ بأَن یفعلَ ذلك: كقولك أَحْرِ بهِ، و علی هذا وجَّهَ الفارِسِیُّ قراءة نافع: فهل عَسِیتُم، بكسر السین، قال: لأَنَّهم قد قالوا هو عَسٍ بذلك و ما أَعْساهُ و أَعْسِ به، فقوله عَسٍ یقوّی عَسِیتم، أ لا تری أَنَّ عَسٍ كحَرٍ و شجٍ؟ و قد جاء فَعَلَ و فَعِلَ فی نَحْوِ وَرَی الزَّنْدُ و وَرِیَ، فكذلك عَسَیتُم و عَسِیتُم، فإن أُسْنِدَ الفِعلُ إلی ظاهِرٍ فقیاس عَسِیتم أَن یقول فیه عَسِیَ زیدٌ مثلُ رَضِیَ زیدٌ، و إن لم یَقُلْه فسائِغٌ له أَن یأْخذَ باللغَتَین فیستعملَ إحداهما فی موضع دون الأُخری كما فَعَلَ ذلك فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 56
غیرها. و قال الأَزهری: قال النحویون یقال عَسَی و لا یقال عَسِیَ. و قال الله عز و جل: فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ؛ اتَّفَقَ القراءُ أَجمعون علی فتح السین من قوله عَسَیْتُمْ إلَّا ما جاء عن نافِعٍ أَنه كان یقرأُ فهل عَسِیتم، بكسر السین، و كان یقرأُ: عَسیٰ رَبُّكُمْ أَنْ یُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ، فدلَّ موافقتُه القرّاء علی عَسَی علی أَنّ الصواب فی قوله عَسَیْتُمْ فتح السین. قال الجوهری: و یقال عَسَیْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذلك و عَسِیتُ، بالفتح و الكسر، و قرئ بهما فَهَلْ عَسَیْتُمْ و عَسِیتُمْ. و حكی اللحیانی عن الكسائی: بالعَسَی أن یَفْعَل، قال: و لم أَسْمعهم یُصَرِّفُونها مُصَرَّفَ أَخَواتِها، یعنی بأَخواتها حَرَی و بالْحَرَی و ما شاكَلَها. و هذا الأَمرُ مَعْسَاةٌ منه أَی مَخْلَقَة. و إنه لَمَعْسَاةٌ أن یَفْعَل ذاك: كقولك مَحْراةٌ، یكون للمُذَكر و المُؤنَّث و الاثنین و الجمع بلفظٍ واحد. و المُعسِیَةُ: الناقة التی یُشَكُّ فیها أَ بِها لَبَنٌ أَم لا، و الجمع المُعْسِیاتُ؛ قال الشاعر: إذا المُعْسِیات مَنَعْنَ الصَّبُوحَ، خَبَّ جَرِیُّكَ بالمُحْصَنِ جَرِیُّه: وكِیلُه و رَسُولُه، و قیل: الجَرِیُّ الخَادِمُ، و المُحْصَنُ ما أُحْصِنَ و ادُّخِرَ من الطَّعامِ للجَدْبِ؛ و أَما ما أَنشده أَبو العباس: أَ لم تَرَنی تَرَكْتُ أَبا یَزِیدٍ و صاحِبَه، كمِعْسَاءِ الجَوارِی بلا خَبْطٍ و لا نَبْكٍ، و لكنْ یَداً بِیدٍ فَها عِیثی جَعارِ قال: هذا رجل طَعَن رجُلًا، ثم قال: ترَكْتُه كمِعْساءٍ الجَواری یسِیلُ الدَّمُ علیه كالمرأة التی لم تأْخذ الحُشْوةَ فی حَیْضِها فَدَمُها یسیلُ. و المِعْسَاءُ من الجوارِی: المُراهِقَة التی یَظنُّ من رآها أَنها قد تَوَضَّأَتْ. و حكی الأَزهری عن ابن كیسان قال: اعلم أَن جَمْعَ المقصور كله إذا كان بالواو و النون و الیاء فإن آخره یَسْقُط لسكونه و سكونِ واوِ الجمعِ و یاء الجمعِ و یبقی ما قبلَ الأَلِف علی فَتْحه، من ذلك الأَدْنَونَ جمع أَدْنَی و المُصْطَفَون و المُوسَون و العِیسَوْنَ، و فی النصب و الخفض الأَدْنَین و المُصْطَفَیْن. و الأَعْسَاء: الأَرزانُ الصُّلبَةُ، واحدُها عاسٍ. و روی ابن الأَثیر فی كتابه‌فی الحدیث: أَفضلُ الصدقة المَنِیحة تَغْدُو بِعِسَاءٍ و تروح بعِسَاء، و قال: قال الخطابی قال الحُمَیْدِی العِسَاءُ العُسُّ، قال: و لم أَسْمعه إلَّا فی هذا الحدیث. قال: و الحُمَیْدی من أَهْلِ اللِّسانِ، قال: و رواه أَبو خیثَمة ثم قال بِعِساسٍ كان أَجودَ «1»، و علی هذا یكون جَمْع العُسِّ أَبدل الهمزة من السین، و قال الزمخشری: العِسَاءُ و العِساسُ جمعُ عُسٍّ. و أَبو العَسَا: رَجُلٌ؛ قال الأَزهری: كان خلَّاد صاحبُ شُرَطَة البَصْرَة یُكْنَی أَبا العَسَا.

عشا؛ ج15، ص: 56

: العَشَا، مقصورٌ: سوءُ البَصَرِ باللیلِ و النهارِ، یكونُ فی الناسِ و الدَّوابِّ و الإِبلِ و الطَّیرِ، و قیل: هو ذَهابُ البَصَرِ؛ حكاه ثعلب، قال ابن سیدة: و هذا لا یصحُّ إذا تأَمَّلته، و قیل: هو أَن لا یُبْصِر باللیل، و قیل: العَشَا یكونُ سُوءَ البصَرِ من غیرِ عَمًی، و یكونُ الذی لا یُبْصِرُ باللَّیْلِ و یُبْصِرُ بالنَّهارِ، و قد عَشا یَعْشُو عَشْواً، و هو أَدْنَی بَصَرِه و إنما یَعْشُو بعدَ ما یَعْشَی. قال سیبویه:
(1). قوله [بعساس كان أجود] هكذا فی جمیع الأصول.
لسان العرب، ج‌15، ص: 57
أَمالوا العَشَا، و إن كان من ذَواتِ الواوِ، تَشْبیهاً بذَوات الواوِ من الأَفعال كغَزا و نحوها، قال: و لیس یطَّرِدُ فی الأَسْماء إنما یَطَّرِدُ فی الأَفْعالِ، و قد عَشِیَ یَعْشَی عَشًی، و هو عَشٍ و أَعْشَی، و الأُنثی عَشْوَاء، و العُشْوُ جَمعُ الأَعْشَی؛ قال ابن الأَعرابی: العُشْوُ من الشُّعراء سَبْعة: أَعْشَی بنی قَیْسٍ أَبو بَصِیر، و أَعْشَی باهلَةَ أَبو قُحافة «1» و أَعْشَی بَنی نَهْشَلٍ الأَسْودُ بنُ یَعْفُرَ، و فی الإِسلام أَعْشَی بَنی رَبیعة من بنی شَیْبانَ، و أَعْشَی هَمْدان، و أَعْشَی تَغْلِب بنُ جاوانَ، و أَعْشَی طِرْوَدٍ من سُلَیْم، و قال غیره: و أَعْشَی بَنی مازِنٍ من تَمِیم. و رَجُلان أَعْشَیَانِ، و امرأتانِ عَشْوَاوَانِ، و رجال عُشْوٌ و أَعْشَوْنَ. و عَشَّی الطَّیْرَ: أَوْقَد لها ناراً لتعَشی منها فیصیدها. و عَشا یَعْشُو إذا ضَعُفَ بَصَرُه، و أَعْشَاهُ الله. و‌فی حدیث ابنِ المُسَیَّب: أَنه ذَهَبَتْ إحدْی عَینَیْه و هو یَعْشُو بالأُخْری‌أَی یُبْصِر بها بَصَراً ضَعِیفاً. و عَشا عن الشی‌ء یَعْشُو: ضَعُفَ بَصَرُه عنه، و خَبَطَه خَبْطَ عَشْواء: لم یَتَعَمَّدْه. و فلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْوَاء، و أَصْلُه من الناقةِ العَشْواءِ لأَنها لا تُبْصِر ما أَمامَها فهی تَخْبِطُ بِیَدَیْها، و ذلك أَنها تَرْفَع رَأْسها فلا تَتَعَهَّدُ مَواضِعَ أَخْفافِها؛ قال زهیر: رأَیْتُ المَنایَا خَبْطَ عَشْوَاءَ، مَنْ تَصِبْ تُمِتْهُ، و مَنْ تُخْطِئْ یُعَمَّرْ فَیَهْرَمِ و من أَمثالهم السَّائرة: و هو یَخْبِط خَبْطَ عَشْوَاء، یضرَبُ مثلًا للسَّادِرِ الذی یَرْكَبُ رَأْسَهُ و لا یَهْتَمُّ لِعاقِبَتِهِ كالنَّاقَة العَشْوَاء التی لا تُبْصِرُ، فهی تَخْبِطُ بیَدَیْها كلَّ ما مَرَّت به، و شَبَّه زُهَیرٌ المنایا بخَبْطِ عَشْواءَ لأَنَّها تَعُمُّ الكُلَّ و لا تَخُصُّ. ابن الأَعرابی: العُقابُ العَشْواءُ التی لا تُبالی كیْفَ خَبَطَتْ و أَیْنَ ضَرَبَتْ بمخالِبها كالنَّاقة العَشْوَاء لا تَدْرِی كَیْفَ تَضَع یَدَها. و تَعَاشَی: أَظْهَرَ العَشا، و أَری من نَفْسِه أَنه أَعْشَی و لیس به. و تَعَاشَی الرجلُ فی أَمْرِه إذا تَجَاهَلَ، علی المَثَل. و عَشَا یَعْشُو إذا أَتی ناراً للضِّیافَة و عَشَا إلی النار، و عَشَاها عَشْواً و عُشُوّاً و اعْتَشَاها و اعْتَشَی بها، كلُّه: رآها لَیْلًا علی بُعْدٍ فقَصَدَها مُسْتَضِیئاً بها؛ قال الحطیئة: مَتَی تأْتِهِ تَعْشُو إِلی ضَوْء نارِهِ، تَجِدْ خَیرَ نارٍ، عندَها خَیرُ مُوقِدِ أَی متی تأْتِهِ لا تَتَبَیَّن نارَهُ مِنْ ضَعْف بَصَرِك؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: وُجُوهاً لو أنَّ المُدْلِجِینَ اعْتَشَوْا بها، صَدَعْنَ الدُّجی حتَّی تَری اللّیْلَ یَنْجَلی «2» و عَشَوْتُه: قَصَدْتُه لیلًا، هذا هو الأَصْلُ ثم صار كلُّ قاصِدٍ عاشِیاً. و عَشَوْت إِلی النارِ أَعْشُو إِلیها عَشْواً إِذا اسْتَدْلَلْتَ علیها بِبَصَرٍ ضَعیفٍ، و یُنْشد بیت الحُطیئة أَیضاً، و فسَّره فقال: المعنی متی تَأْتِه عَاشِیاً، و هو مَرْفُوعٌ بین مَجْزُومَیْن لأَن الفعلَ المُسْتَقْبَل إِذا وَقَع مَوقِعَ الحال یَرْتَفِع، كقولك: إِن تأْتِ زیداً تُكْرِمُه یَأْتِكَ، جَزَمْتَ تأْتِ بأَنْ، و جَزَمْتَ یأْتِكَ بالجواب، و رفَعْتَ تُكْرِمُه بینهما و جَعَلْتَه حالًا، و إِن صَدَرْت عنه إِلی غیره قلت عَشَوْتُ عنه، و منه قوله تعالی: وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطٰاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ؛
(1). قوله [أبو قحافة] هكذا فی الأَصل، و فی التكملة: أبو قحفان. (2). قوله [وجوهاً] هو هكذا بالنصب فی الأصل و المحكم، و هو بالرفع فیما سیأتی.
لسان العرب، ج‌15، ص: 58
قال الفراء: معناه من یُعْرضْ عن ذكر الرحمن، قال: و من قرأَ وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ فمعناه مَن یَعْمَ عنه، و قال القُتَیبی: معنی قوله وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ أَی یُظْلِمْ بَصَرُه، قال: و هذا قولُ أَبی عبیدة، ثم ذهب یَرُدُّ قولَ الفراء و یقول: لم أَرَ أَحداً یُجیزُ عَشَوْتُ عن الشی‌ء أَعْرَضْتُ عنه، إِنما یقال تَعَاشَیْتُ عن الشی‌ء أَی تَغافَلْت عنه كأَنی لم أَرَهُ، و كذلك تعامَیْت، قال: و عَشَوْتُ إِلی النار أَی اسْتَدْلَلْت علیها ببَصَرٍ ضعیف. قال الأَزهری: أَغْفَل القُتَیْبی موضعَ الصوابِ و اعْتَرَض مع غَفْلَتِه علی الفراء یَرُدُّ علیه، فذكرت قوله لأَبَیِّن عُوارَه فلا یَغْتَرَّ به الناظرُ فی كتابه. و العرب تقول: عَشَوْتُ إِلی النار أَعْشُو عَشْواً أَی قَصَدتُها مُهْتَدِیاً بها، و عَشَوْتُ عنها أَی أَعْرَضْت عنها، فیُفرِّقون بین إِلی و عَنْ موصولَیْن بالفعل. و قال أَبو زید: یقال عَشَا فلانٌ إِلی النار یَعْشُو عَشْواً إِذا رأَی ناراً فی أَوَّل اللیل فیَعْشُو إِلیها یَسْتضِی‌ءُ بضَوْئها. و عَشَا الرجلُ إِلی أَهلِه یَعْشُو: و ذلك من أَوَّل اللیل إِذا عَلِمَ مكانَ أَهلِه فقَصدَ إِلیهم. و قال أَبو الهیثم: عَشِیَ الرجلُ یَعْشَی إِذا صار أَعْشَی لا یُبْصِرُ لَیْلًا؛ و قال مُزاحِمٌ العُقَیْلی فجعَل الاعْتِشَاء بالوجوه كالاعتشاء بالنار یَمْدَحُ قوماً بالجمال: یَزینُ سَنا الماوِیِّ كلَّ عَشِیَّةٍ، علی غَفلات الزَّیْنِ و المُتَجَمَّلِ، وُجُوهٌ لوَانَّ المُدْلِجینَ اعْتَشَوْا بها، سَطَعْنَ الدُّجی حتی ترَی اللیْلَ یَنْجَلی و عَشَا عن كذا و كذا یَعْشُو عنه إِذا مَضی عنه. و عَشَا إِلی كذا و كذا یَعْشُو إِلیه عَشْواً و عُشُوّاً إِذا قَصَد إِلیه مُهْتَدِیاً بضَوْء نارِه. و یقال: اسْتَعْشَی فلانٌ ناراً إِذا اهْتَدی بها؛ و أَنشد: یَتْبعن حروباً إِذا هِبْنَ قَدَمْ، كأَنه باللَّیْلِ یَسْتَعْشِی ضَرَم «1» یقول: هو نَشِیطٌ صادِقُ الطَّرْفِ جَرِی‌ءٌ علی اللیلِ كأَنه مُسْتَعْشٍ ضَرَمةً، و هی النارُ، و هو الرجلُ الذی قد ساقَ الخارِبُ إِبله فطَرَدَها فَعَمَد إِلی ثَوْبٍ فشَقَّه و فَتَلَه فَتْلًا شدیداً، ثم غَمَره فی زَیْتٍ أَو دُهْن فرَوَّاهُ، ثم أَشْعل فی طَرَفِه النار فاهْتَدی بها و اقْتَصَّ أَثَرَ الخارِبِ لیَسْتَنْقِذَ إِبلَه؛ قال الأَزهری: و هذا كله صحیح، و إِنما أَتی القُتَیْبیَّ فی وهمه الخَطَأُ من جهة أَنه لم یَفْرُق بین عَشَا إِلی النار و عَشَا عنها، و لم یَعْلَم أَن كلَّ واحدٍ منهما ضد الآخر من باب المَیْلِ إِلی الشی‌ءِ و المَیْل عنه، كقولك: عَدَلْت إِلی بنی فلانٍ إِذا قَصدتَهم، و عَدَلْتُ عنهم إِذا مَضَیْتَ عنهم، و كذلك مِلْتُ إِلیهم و مِلْت عنهم، و مَضیْت إِلیهم و مضیْت عنهم، و هكذا قال أَبو إِسحق الزجَّاج فی قوله عز و جل: وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ أَی یُعْرِض عنه كما قال الفراء؛ قال أَبو إِسحاق: و معنی الآیة أَنَّ من أَعرض عن القرآن و ما فیه من الحكمة إِلی أَباطِیل المضلِّین نُعاقِبْه بشیطانٍ نُقَیِّضُه له حتی یُضِلَّه و یلازمه قریناً له فلا یَهْتدی مُجازاةً له حین آثرَ الباطلَ علی الحق البیِّن؛ قال الأَزهری: و أَبو عبیدة صاحب معرفة بالغریب و أَیام العرب، و هو بَلیدُ النظر فی باب النحو و مقَاییسه. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنَّ رجلًا أَتاه فقال له كما لا یَنْفَعُ مع الشِّرْكِ عَمَلٌ هل یَضُرُّ مع الإِیمان ذَنْبٌ؟ فقال ابن عمر: عَشِّ
(1). قوله [حروبا] هكذا فی الأصل، و لعله محرف، و الأصل حُوذیّاً أی سائقاً سریع السیر
لسان العرب، ج‌15، ص: 59
و لا تَغْتَرَّ، ثم سأَل ابنَ عباس فقال مثلَ ذلك؛ هذا مَثَلٌ للعرب تَضْربُه فی التَّوْصِیة بالاحتِیاط و الأَخْذِ بالحَزْم، و أَصلُه أَن رجلًا أَراد أَن یَقْطَع مَفازَة بإبلِه و لم یُعَشِّها، ثقة علی ما فیها «1» من الكَلإِ، فقیل له: عَشِّ إِبلَك قبل أَن تُفَوِّزَ و خُذْ بالاحتیاط، فإِن كان فیها كلأٌ لم یَضُرَّك ما صنَعْتَ، و إِن لم یكن فیها شی‌ءٌ كنتَ قد أَخَذْت بالثِّقة و الحَزْم، فأَراد ابن عمر بقوله هذا اجتَنِبِ الذنوبَ و لا تَرْكبْها اتِّكالًا علی الإِسلام، و خُذْ فی ذلك بالثِّقة و الاحتیاط؛ قال ابن بری: معناه تَعَشَّ إِذا كنتَ فی سَفَرٍ و لا تَتَوانَ ثِقةً منك أَنْ تتَعَشَّی عند أَهلِكَ، فلَعَلَّك لا تَجِدُ عندهم شیئاً. و قال اللیث: العَشْوُ إِتْیانُكَ ناراً تَرْجُو عندها هُدًی أَو خَیْراً، تقول: عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً و عُشُوّاً، و العَاشِیَة: كل شی‌ءٍ یعشُو باللیلِ إِلی ضَوءِ نارٍ من أَصنافِ الخَلقِ الفَراشِ و غیرِه، و كذلك الإِبل العَوَاشِی تَعْشُو إِلی ضَوءِ نارٍ؛ و أَنشد: و عَاشِیَةٍ حُوشٍ بِطانٍ ذَعَرْتُها بضَرْبِ قَتِیلٍ، وَسْطَها، یَتَسَیَّفُ قال الأَزهری: غَلِطَ فی تفسیر الإِبلِ العَوَاشِی أَنها التی تَعْشُو إِلی ضَوْءِ النارِ، و العَوَاشِی جمعُ العَاشِیَة، و هی التی تَرْعی لیلًا و تتَعَشَّی، و سنذكرها فی هذا الفصل: و العُشْوَة و العِشْوَة: النارُ یُسْتَضاءُ بها. و العَاشِی: القاصِدُ، و أَصلُه من ذلك لأَنه یَعْشُو إِلیه كما یَعْشُو إِلی النار؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: شِهابی الذی أَعْشُو الطریقَ بضَوْئِه و دِرْعی، فَلَیلُ الناسِ بَعْدَك أَسْوَدُ و العُشْوَة: ما أُخِذَ من نارٍ لیُقْتَبس أَو یُسْتَضاءَ به. أَبو عمرو: العُشْوَة كالشُّعْلة من النارِ؛ و أَنشد: حتی إِذا اشْتالَ سُهَیْلٌ بسَحَرْ، كعُشْوَةِ القابِسِ تَرْمی بالشَّرر قال أَبو زید: ابْغُونا عُشْوَةً أَی ناراً نَسْتَضی‌ءُ بها. قال أَبو زید: عَشِیَ الرجلُ عن حق أَصحابِه یَعْشَی عَشًی شدیداً إِذا ظَلَمَهم، و هو كقولك عَمِیَ عن الحق، و أَصله من العَشَا؛ و أَنشد: أَلا رُبَّ أَعْشَی ظالِمٍ مُتَخَمِّطٍ، جَعَلْتُ بعَیْنَیْهِ ضِیاءً، فأَبْصَرا و قال: عَشِیَ علیَّ فلانٌ یَعْشَی عَشًی، منقوص، ظَلَمَنی. و قال اللیث: یقال للرجال یَعْشَوْنَ، و هُما یَعْشَیَانِ، و فی النساء هُنَّ یَعْشَیْن، قال: لمَّا صارت الواو فی عَشِیَ یاءً لكَسْرة الشین تُرِكَتْ فی یَعْشَیَانِ یاءً علی حالِها، و كان قِیاسُه یَعْشَوَانِ فتَرَكوا القیاس، و فی تثنیة الأَعْشَی هما یَعْشَیانِ، و لم یقولوا یَعْشَوانِ لأَنَّ الواو لمَّا صارت فی الواحد یاءً لكَسْرة ما قَبْلَها تُرِكَت فی التَّثْنیة علی حالها، و النِّسْبة إِلی أَعْشَی أَعْشَوِیٌّ، و إِلی العَشِیَّةِ عَشَوِیٌّ. و العَشْوَةُ و العُشْوَةُ و العِشْوَةُ: رُكوبُ الأَمْر علی غیر بیانٍ. و أَوْطأَنی عَشْوَةً و عِشْوَةً و عُشْوَة: لبَسَ علیَّ، و المعنی فیه أَنه حَمَله علی أَن یَرْكَب أَمراً غیرَ مُسْتَبینِ الرشد فرُبَّما كان فیه عَطَبُه، و أَصله من عَشْوَاءِ اللیل و عُشْوَتِه مثلُ ظَلْماءِ اللیل و ظُلْمَته، تقول: أَوْطَأْتَنی عَشْوَةً أَی أَمْراً مُلْتَبِساً، و ذلك إِذا أَخْبَرْتَه بما أَوْقَعْتَه به فی حَیْرَةٍ أَو بَلِیَّة. و حكی ابن بری عن ابن قتیبة: أَوطَأْته عَشْوَة أَی غَرَرْته و حَمَلْته علی أَن یَطَأَ
(1). قوله [ثقة علی ما فیها إلخ] هكذا فی الأصل الذی بأیدینا، و فی النهایة: ثقة بما سیجده من الكلإ، و فی التهذیب: فاتكل علی ما فیها إلخ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 60
ما لا یُبْصِرُه فرُبَّما وقع فی بِئْرٍ. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: خَبَّاط عَشَوَات‌أَی یَخْبِطُ فی الظَّلامِ و الأَمر المُلْتَبِس فیَتَحَیَّر. و‌فی الحدیث: یا مَعْشَرَ العَرَب احْمَدُوا اللهَ الذی رَفَعَ عنكمُ العُشْوَةَ؛ یرید ظُلْمة الكُفْرِ كُلَّما ركِبَ الإِنسانُ أَمراً بجَهْلٍ لا یُبْصرُ وجْهَه، فهو عُشْوَة من عُشْوَة اللَّیْلِ، و هو ظُلْمة أَوَّله. یقال: مَضی من اللَّیْلِ عَشْوَة، بالفتح، و هو ما بین أَوَّلِه إِلی رُبْعه. و‌فی الحدیث: حتی ذَهَبَ عَشْوَةٌ من اللَّیْلِ.و یقال: أَخَذْتُ عَلَیْهم بالعَشْوَة أَی بالسَّوادِ من اللَّیل. و العُشْوَة، بالضم و الفتح و الكسر: الأَمْرُ المُلْتَبس. و ركب فلانٌ العَشْوَاءَ إِذا خَبَطَ أَمرَه علی غیرِ بَصِیرة. و عَشْوَةُ اللَّیْلِ و السَّحَر و عَشْوَاؤه: ظُلْمَتُه. و‌فی حدیث ابن الأَكوع: فأَخَذَ عَلَیْهِمْ بالعَشْوَةِ‌أَی بالسَّوادِ من اللَّیْلِ، و یُجْمَع علی عَشَواتٍ. و‌فی الحدیث: أَنه، علیه السلام، كان فی سَفَر فاعْتَشَی فی أَوَّلِ اللَّیْلِ‌أَی سار وقتَ العِشاء كما یقال اسْتَحَر و ابْتَكَر. و العِشاءُ: أَوَّلُ الظَّلامِ من اللَّیْلِ، و قیل: هو من صلاةِ المَغْرِب إِلی العَتَمة. و العِشَاءَانِ: المَغْرِب و العَتَمة؛ قال الأَزهری: یقال لصلاتی المَغْرِب و العِشاءِ العِشَاءَانِ، و الأَصلُ العِشاءُ فغُلِّبَ علی المَغْرِب، كما قالوا الأَبَوان و هما الأَبُ و الأُمُّ، و مثله كثیر. و قال ابن شمیل: العِشَاءُ حینَ یُصَلّی الناسُ العَتَمة؛ و أَنشد: و محوّل مَلَثَ العِشَاءِ دَعَوْتُه، و اللیلُ مُنْتَشِرُ السَّقِیط بَهِیمُ «1» قال الأَزهری: صَلاةُ العِشاءِ هی التی بعدَ صلاةِ المَغْرِب، و وَقْتُها حینَ یَغِیبُ الشَّفَق، و هو قوله تعالی: وَ مِنْ بَعْدِ صَلٰاةِ الْعِشٰاءِ. و أَما العَشِیُّ فقال أَبو الهیثم: إِذا زالت الشَّمْسُ دُعِی ذلك الوقتُ العَشِیَّ، فَتَحَوَّلَ الظلُّ شَرْقِیّاً و تحوَّلت الشمْسُ غَرْبیَّة؛ قال الأَزهری: و صلاتا العَشِیِّ هما الظُّهْر و العَصْر. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: صلی بنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، إحْدی صلاتَی العَشِیِّ، و أَكْبَرُ ظَنی أَنها العَصْر، و ساقه ابن الأَثیر‌فقال: صَلی بنا إحْدی صلاتی العَشِیِّ فسَلَّم من اثْنَتَیْن، یریدُ صلاةَ الظُّهْر أَو العَصْر؛ و قال الأَزهری: یَقَع العَشِیُّ علی ما بَیْنَ زَوالِ الشمْسِ إلی وَقْت غُروبها، كل ذلك عَشِیٌّ، فإذا غابَتِ الشَّمْسُ فهو العِشَاءُ، و قیل: العَشِیُّ منْ زَوالِ الشَّمْس إِلی الصَّباح، و یقال لِما بین المَغْرِب و العَتَمة: عِشاءٌ؛ و زعم قوم أَنَّ العِشَاء من زَوال الشمس إِلی طُلوع الفَجْر، و أَنشدوا فی ذلك: غَدَوْنا غَدْوَةً سَحَراً بلیْلٍ عِشاءً، بعدَ ما انْتَصف النَّهارُ و جاء عَشْوَةَ أَی عِشاءً، لا یتمكَّن؛ لا تقول مضتْ عَشْوَةٌ. و العَشِیُّ و العَشِیَّةُ: آخرُ النهار، یقال: جئتُه عَشِیَّةً و عَشِیَّةَ؛ حكی الأَخیرةَ سیبویه. و أَتَیْتُه العَشِیَّةَ: لیوْمِكَ، و آتیه عَشِیَّ غدٍ، بغیر هاءٍ، إِذا كان للمُسْتَقبل، و أَتَیتك عَشِیّاً غیر مضافٍ، و آتِیه بالعَشِیِّ و الغد أَی كلَّ عَشیَّة و غَداةٍ، و إِنی لآتیه بالعَشَایا و الغَدایا. و قال اللیث: العَشِیُّ، بغیر هاءٍ، آخِرُ النهارِ، فإِذا قلت عَشِیَّة فهو لِیوْم واحدٍ، یقال: لَقِیته عَشِیَّةَ یوم كذا و كذا، و لَقِیته عَشِیَّةً من العَشِیّات، و قال الفراء فی قوله تعالی: لَمْ یَلْبَثُوا إِلّٰا عَشِیَّةً أَوْ ضُحٰاهٰا، یقول القائلُ: و هل للعَشِیَّة ضُحًی؟ قال: و هذا جَیِّد من
(1). قوله [و محوّل] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 61
كلام العرب، یقال: آتِیك العَشِیَّةَ أَو غداتَها، و آتیك الغَداةَ أَو عَشِیَّتَها، فالمعنی لم یَلْبثوا إِلَّا عَشِیَّة أَو ضُحی العَشِیَّة، فأَضاف الضُّحی إِلی العَشِیَّة؛ و أَما ما أَنشده ابن الأَعرابی: أَلا لَیتَ حَظِّی من زِیارَةِ أُمِّیَهْ غَدِیَّات قَیْظٍ، أَو عَشِیَّات أَشْتِیَهْ فإِنه قال: الغَدَوات فی القَیْظ أَطْوَلُ و أَطْیَبُ، و العَشِیَّاتُ فی الشِّتاءِ أَطولُ و أَطیبُ، و قال: غَدِیَّةٌ و غَدِیَّات مثلُ عَشِیَّةٍ و عَشِیَّات، و قیل: العَشِیُّ و العَشِیَّة من صلاةِ المَغْرِب إلی العَتمة، و تقول: أَتَیْتُه عَشِیَّ أَمْسِ و عَشِیَّة أَمْسِ. و قوله تعالی: وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیهٰا بُكْرَةً وَ عَشِیًّا، و لیسَ هُناك بُكْرَةٌ و لا عَشِیٌّ و إنما أَراد لهُم رزْقُهُم فی مِقْدار، بین الغَداةِ و العَشِیِّ، و قد جاء فی التَّفْسِیر: أَنَّ معْناه و لهُمْ رِزْقُهُم كلَّ ساعةٍ، و تصٌغِیرُ العَشِیِّ عُشَیْشِیانٌ، علی غیر القیاس، و ذلك عند شَفیً و هو آخِرُ ساعةٍ من النَّهار، و قیل: تصغیر العَشِیِّ عُشَیَّانٌ، علی غیر قیاس مُكَبَّره، كأنهم صَغَّروا عَشیْاناً، و الجمع عُشَیَّانات. و لَقِیتُه عُشَیْشِیَةً و عُشَیْشِیَاتٍ و عُشَیْشِیاناتٍ و عُشَیَّانات، كلُّ ذلك نادر، و لقیته مُغَیْرِبانَ الشَّمْسِ و مُغَیْرِباناتِ الشَّمْسِ. و‌فی حدیث جُنْدَب الجُهَنی: فأَتَیْنا بَطْنَ الكَدید فنَزَلْنا عُشَیْشِیَةً، قال: هی تصغیر عَشِیَّة علی غیر قیاس، أُبْدلَ من الیاء الوُسْطی شِینٌ كأَنّ أَصلَه عُشَیِّیةً. و حكی عن ثعلب: أَتَیْتُه عُشَیْشَةً و عُشَیْشِیاناً و عُشیَّاناً، قال: و یجوز فی تَصْغیرِ عَشِیَّةٍ عُشَیَّة و عُشَیْشِیَةٌ. قال الأَزهری: كلام العرب فی تصغیر عَشِیَّة عُشَیْشِیَةٌ، جاء نادراً علی غیر قیاس، و لم أَسْمَع عُشَیَّة فی تصغیر عَشِیَّة، و ذلك أَنَّ عُشَیَّة تصْغِیرُ العَشْوَة، و هو أَولُ ظُلْمة اللیل، فأَرادوا أَن یَفْرُقوا بین تصغیر العَشِیَّة و بین تَصغیر العَشْوَة؛ و أَمَّا ما أَنشده ابن الأَعرابی من قوله: هَیْفاءُ عَجْزاءُ خَرِیدٌ بالعَشِی، تَضْحَكُ عن ذِی أُشُرٍ عَذْبٍ نَقِی فإنه أَراد باللَّیل، فإمَّا أَن یكون سَمَّی اللیلَ عَشِیاً لمَكانِ العِشاء الذی هو الظلمة، و إمَّا أَن یكون وضع العَشِیَّ موضِعَ اللیل لقُرْبِه منه من حیث كانَ العَشِیُّ آخِرَ النَّهار، و آخرُ النَّهارِ مُتَّصِلٌ بأَوَّل اللیل، و إنما أَرادَ الشاعرُ أَنْ یُبالغَ بتَخَرُّدِها و اسْتِحیائِها لأَنَّ اللیلَ قد یُعْدَمُ فیه الرُّقَباءُ و الجُلَساءُ، و أَكثرُ من یُسْتَحْیا منه، یقول: فإذا كان ذلك مع عدم هَؤُلاء فما ظَنُّكَ بتَخَرُّدِها نَهاراً إذا حَضَرُوا؟ و قد یجوز أَن یُعْنَی به اسْتِحیاؤها عند المُباعَلَة لأَنَّ المُباعَلَة أَكثرُ ما تكون لَیْلًا. و العِشْیُ: طَعامُ العَشیّ و العِشاءِ، قلبت فیه الواوُ یاءً لقُرْب الكسرة. و العَشاءُ: كالعِشْیِ، و جَمعه أَعْشِیَة. و عَشِیَ الرجلُ یَعْشَی و عَشَا و تَعَشَّی، كلُّه: أَكلَ العَشاء فهو عاشٍ. و عَشَّیْت الرجلَ إذا أَطْعَمته العَشَاءَ، و هو الطعام الذی یُؤكَلُ بعد العِشاء. و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم إذا حَضَر العَشَاءُ و العِشَاءُ فابْدَؤوا بالعَشَاءِ؛ العَشَاء، بالفتح و المدِّ: الطعامُ الذی یؤكَلُ عند العِشَاء، و هو خِلاف الغَداءِ و أَراد بالعِشاءِ صلاةَ المغرب، و إنما قدَّم العَشاء لئلَّا یَشْتَغِل قلْبُه به فی الصلاة، و إنما قیل إنها المغرب لأَنها وقتُ الإِفطارِ و لِضِیقِ وقتِها. قال ابن بری: و فی المثل سَقَطَ العَشَاءُ به علی سِرْحان؛ یضرب للرجُلِ یَطْلُب الأَمر التَّافِه
لسان العرب، ج‌15، ص: 62
فیقَع فی هَلَكةٍ، و أَصله أَنَّ دابَّة طَلبَت العَشاءَ فَهَجَمَتْ علی أَسَدٍ. و‌فی حدیث الجمع بعَرفة: صلَّی الصَّلاتَیْن كلُّ صلاةٍ وحْدها و العَشَاءُ بینهما‌أَی أَنه تَعَشَّی بین الصَّلاتَیْن. قال الأَصمعی: و من كلامهم لا یَعْشَی إلا بعد ما یَعْشُو أَی لا یَعْشَی إلا بعد ما یَتَعَشَّی. و إذا قیل: تَعَشَّ، قلتَ: ما بی من تَعَشٍّ أَی احتیاج إلی العَشاءِ، و لا تقُلْ ما بی عَشاءٌ. و عَشَوْتُ أَی تَعَشَّیْتُ. و رجلٌ عَشْیَانٌ: مُتَعَشٍّ، و الأَصل عَشْوانٌ، و هو من باب أَشاوَی فی الشُّذُوذِ و طَلَب الخِفَّة. قال الأَزهری: رجلٌ عَشْیَان و هو من ذوات الواوِ لأَنه یقال عَشَیته و عَشَوته فأَنا أَعْشُوه أَی عَشَّیْته، و قد عشِیَ یَعْشَی إذا تَعشَّی. و قال أَبو حاتم: یقال من الغَداء و العَشاء رجلٌ غَدْیان و عَشْیان، و الأَصل غَدْوان و عَشْوان لأَنَّ أَصْلَهُما الواوُ، و لكن الواوُ تُقْلَب إلی الیاء كثیراً لأَن الیاء أَخفُّ من الواوِ. و عَشاه عَشْواً و عَشْیاً فتَعَشَّی: أَطْعَمَهُ العَشاءَ، الأَخیرةُ نادرةٌ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: قَصَرْنا عَلَیْه بالمَقِیظِ لِقاحَنَا، فَعَیَّلْنَه من بَینِ عَشْیٍ و تَقْییلِ «2» و أَنشد ابن بری لقُرْط بن التُّؤام الیشكری: كانَ ابنُ أَسْماءَ یَعْشُوه و یَصْبَحُه من هَجْمَةٍ، كفَسِیلِ النَّخلِ دُرَّارِ و عَشَّاهُ تَعْشِیة و أَعْشاه: كَعَشاه قال أَبو ذؤیب: فأَعْشَیْتُه، من بَعدِ ما راثَ عِشْیُهُ، بسَهْمٍ كسَیْرِ التَّابِرِیَّةِ لَهْوَقِ عدّاه بالباء فی معنی غَذَّیْتُه. و عَشَّیْتُ الرجُل: أَطْعَمْتُهُ العَشاءَ. و یقال: عَشِّ إِبِلَكَ و لا تَغْتَرَّ؛ و قوله: باتَ یُعَشِّیها بِعَضْبٍ باتِرِ، یَقْصِدُ فی أَسْؤُقِها، و جائِرِ أَی أَقامَ لهَا السَّیْفَ مُقامَ العَشاءِ. الأَزهری: العِشْیُ ما یُتَعَشَّی به، و جَمْعه أَعْشَاء؛ قال الحُطَیْئة: و قَدْ نَظَرْتُكُمُ أَعْشَاءَ صادِرَةٍ للْخِمْسِ، طالَ بها حَوْزی و تَنْساسِی قال شمر: یقولُ انْتَظَرْتُكُمُ انْتِظارَ إبِلٍ خَوامِسَ لأَنَّها إذا صَدَرَتْ تَعَشَّت طَویلًا، و فی بُطونِها ماءٌ كثیرٌ، فهی تَحْتاجُ إلی بَقْلٍ كَثِیرٍ، و واحدُ الأَعْشَاء عِشْیٌ. و عِشْیُ الإِبلِ: ما تَتَعشَّاه، و أَصلُه الواو. و العَوَاشِی: الإِبل و الغَنم التی تَرْعَی باللیلِ، صِفَةٌ غالبَةٌ و الفِعْلُ كالفِعْل؛ قال أَبو النجم: یَعْشَی، إذا أَظْلَم، عن عَشائِه، ثم غَدَا یَجْمَع من غَدائِهِ یقول: یَتَعَشَّی فی وقت الظُّلْمة. قال ابن بری: و یقال عَشِیَ بمعنی تَعَشَّی. و‌فی حدیث ابن عمر: ما مِنْ عاشِیَةٍ أَشَدَّ أَنَقاً و لا أَطْولَ شِبَعاً مِنْ عالِمٍ مِن عِلْمٍ؛ العاشیة: التی تَرْعَی بالعَشِیِّ من المَواشِی و غیرِها. یقال: عَشِیَت الإِبلُ و تَعَشَّتْ؛ المعنی: أَنَّ طالِبَ العِلْمِ لا یكادُ یَشْبَعُ منه،كالحدیث الآخر: مَنْهُومانِ لا یَشْبَعانِ: طالِبُ عِلْمٍ و طالِبُ دُنْیا.و‌فی كتاب أَبی موسی: ما مِنْ عاشِیَة أَدوَمُ أَنقاً و لا أَبْعَدُ مَلالًا من عَاشِیَةِ عِلْمٍ.و فسره فقال: العَشْوُ إتْیانُكَ ناراً تَرْجُو عندَها خیراً. یقال: عَشَوْتُه أَعْشُوه، فأَنا عاشٍ
(2). قوله [فعیلنه إلخ] هكذا فی الأصول.
لسان العرب، ج‌15، ص: 63
من قوم عاشِیَة، و أراد بالعَاشِیَة هَاهُنا طالبی العِلْمِ الرَّاجینَ خیرَه و نَفْعَه. و فی المثل: العَاشِیَةُ تَهِیجُ الآبِیَةَ أَی إذا رَأتِ التی تأبَی الرَّعْیَ التی تَتَعَشَّی هاجَتْها للرَّعْی فرَعَتْ معها؛ و أنشد: تَرَی المِصَكَّ یَطْرُدُ العَواشِیَا: جِلَّتَها و الأُخرَ الحَواشِیَا و بَعِیرٌ عَشِیٌّ: یُطِیلُ العَشاءَ؛ قال أَعْرابیٌّ و وصف بَعیرَه: عریضٌ عَروُضٌ عَشِیٌّ عَطُوّ و عَشَا الإِبلَ و عَشَّاها: أَرْعاها لیلا. و عَشَّیْتُ الإِبلَ إذا رَعَیْتَها بعد غروب الشمس. و عَشِیَت الإِبلُ تَعْشَی عَشًی إذا تَعشَّت، فهی عَاشِیَة. و جَمَلٌ عَشٍ و ناقة عَشِیَة: یَزیدان علی الإِبلِ فی العَشاء، كلاهُما علی النَّسَب دون الفعل؛ و قول كُثَیِّر یصف سحاباً: خَفِیٌّ تَعَشَّی فی البحار و دُونَه، من اللُّجِّ، خُضْرٌ مُظْلِماتٌ و سُدَّفُ إنما أَراد أَنَّ السحابَ تَعَشَّی من ماء البحر، جَعَلَه كالعَشاءِ له؛ و قول أُحَیْحَةَ بنِ الجُلاح: تَعَشَّی أَسافِلُها بالجَبُوب، و تأْتی حَلُوبَتُها من عَل یعنی بها النخل، یعنی أَنها تَتَعَشَّی من أَسفل أَی تَشْرَبُ الماءَ و یأْتی حَمْلُها من فَوْقُ، و عَنی بِحَلُوبَتِها حَمْلَها كأَنه وَضَعَ الحَلُوبة موضعَ المَحْلُوب. و عَشِیَ علیه عَشًی: ظَلَمه. و عَشَّی عن الشی‌ء: رَفَقَ به كَضَحَّی عنه. و العُشْوان: ضَرْبٌ من التَّمْرِ أَو النَّخْلِ. و العَشْواءُ، مَمْدودٌ: ضربٌ من متأخِّر النخلِ حَمْلًا.

عصا؛ ج15، ص: 63

: العَصا: العُودُ، أُنْثَی. و فی التنزیل العزیز: هِیَ عَصٰایَ أَتَوَكَّؤُا عَلَیْهٰا. و فلانٌ صُلْبُ العَصَا و صلیبُ العَصَا إذا كان یَعْنُفُ بالإِبل فیَضْرِبُها بالعَصا؛ و قوله: فأَشْهَدُ لا آتِیكِ، ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العصا من رجالِكِ أَی صَلِیبُ العَصا. قال الأَزهری: و یقال للرّاعی إذا كان قَویّاً علی إبِلِه ضابطاً لها إنه لصُلْبُ العَصا و شدیدُ العَصَا؛ و منه قول عمر بنِ لَجَإٍ: صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ قال ابن بری: و یقال إنه لصُلْبُ العَصا أی صُلْبٌ فی نفسه و لیس ثَمَّ عَصاً، و أَنشد بیت عمر بن لجإٍ و نسبه إلی أبی النَّجْم. و یقال: عَصاً و عَصَوانِ، و الجمع أَعْصٍ و أَعْصاءٌ و عُصِیٌّ و عِصِیٌّ، و هو فُعول، و إنما كُسِرت العَیْنُ لما بَعْدَها من الكسرة، و أَنكر سیبویه أَعصاءً، قال: جعلوا أَعْصِیاً بدلًا منه. و رجلٌ لَیِّنُ العصا: رفیقٌ حَسَنُ السیاسة لما یَلی، یكْنونُ بذلك عن قِلة الضَّرْب بالعَصا. و ضعیفُ العَصا أَی قلیلُ الضَّرْب للإِبلِ بالعَصا، و ذلك مما یُحْمَدُ به؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد الأَزهری لمَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنی: علیه شَرِیبٌ وادِعٌ لَیِّنُ العَصا، یُساجِلُها جُمَّاتِهِ و تُساجِلُهْ قال الجوهری: موضعُ الجُمَّاتِ نَصْبٌ، و جَعَل شُرْبَها للماء مُساجَلة؛ و أَنشد غیرهُ قول الراعی یصف راعیاً: ضَعیفُ العَصا بادی العُروقِ، تری له علیها، إذا ما أَجْدَبَ الناسُ، إصبَعَا و قولهم: إنه لضعیف العَصَا أَی تِرْعِیَة. قال ابن
لسان العرب، ج‌15، ص: 64
الأَعرابی: و العربُ تَعیبُ الرِّعاءَ بضَرْبِ الإِبلِ لأَن ذلك عُنْفٌ بها و قلَّةُ رِفْقٍ؛ و أَنشد: لا تَضْرِباها و اشْهَرا لها العصِی، فرُبّ بَكْرٍ ذِی هِبابٍ عَجْرَفی فیها، و صَهْباءَ نَسوُلٍ بالعَشِی یقول: أَخیفاها بشهْرِكُما العِصِیَّ لها و لا تَضْرِباها؛ و أَنشد: دَعْها مِن الضَّرْبِ و بَشِّرْها بِرِیْ، ذاكَ الذِّیادُ لا ذِیادٌ بالعِصِیْ و عَصاه بالعَصا فهو یَعْصُوه عَصْواً إذا ضَرَبَه بالعصا. و عَصی بها: أَخذها. و عَصِیَ بسَیْفه و عَصا به یَعْصُو عَصاً: أَخذَه أَخْذَ العَصا أَو ضَرَبَ به ضَرْبَه بها؛ قال جریر: تَصِفُ السُّیُوفَ و غیرُكُمْ یَعْصَی بها، یا ابنَ القُیونِ، و ذاكَ فِعْلُ الصَّیْقَلِ و العَصا، مقصورٌ: مصدرُ قَولِك عَصِیَ بالسیف یَعْصَی إذا ضَرَبَ به، و أَنشد بیت جریر أَیضاً. و قالوا: عَصَوتُه بالعَصا و عَصَیْتُه و عَصِیتُه بالسیف و العَصا و عَصَیْتُ و عَصِیتُ بهما علیه عَصاً؛ قال الكسائی: یقال عَصَوْتُه بالعَصا، قال: و كَرِهَها بعضُهم، و قال: عَصِیت بالعَصا ثم ضَرَبْتُه بها فأَنا أَعْصَی، حتی قالوها فی السیف تشبیهاً بالعصا؛ و أَنشد ابن بری لمعبد بن علقمة: و لكنَّنا نأْتی الظَّلامَ، و نَعْتَصِی بكُلِّ رَقِیقِ الشَّفْرَتَینَ مُصَمِّمِ و قال أَبو زید: عَصِیَ الرجلُ فی القوم بسیفه و عَصاه فهو یَعْصَی فیهم إذا عاثَ فیهم عَیْثاً، و الاسمُ العَصَا. قال ابن الأَعرابی: یقال عَصَاهُ یَعْصُوه إذا ضرَبَه بالعصا. و عَصِیَ یَعْصَی إذا لَعِبَ بالعَصا كَلِعبه بالسیفِ. قال ابن سیدة فی المعتل بالیاء: عَصَیْته بالعصا و عَصِیته ضربْتُه، كلاهما لُغةٌ فی عَصَوْتُه، و إنما حَكَمْنا علی أَلف العَصا فی هذا الباب أنها یاءٌ لقَولهم عَصَیْته، بالفتح فأَمّا عَصِیته فلا حجة فیه لأَنه قد یكون من بابِ شَقِیتُ و غَبِیت، فإذا كان كذلك فلامُه واوٌ، و المعروف فی كل ذلك عَصَوْته. و اعْتَصی الشجرةَ: قَطَع منها عَصاً؛ قال جریر: و لا نَعْتصِی الأَرْطَی، و لكن سَیُوفُنا حِدادُ النواحی، لا یُبِلُّ سَلِیمُها و هو یَعْتَصِی علی عَصاً جَیِّدة أَی یَتوَكَّأُ. و اعْتَصَی فلانٌ بالعَصا إذا تَوكَّأَ علیها فهو مُعْتصٍ بها. و فی التنزیل: هِیَ عَصٰایَ أَتَوَكَّؤُا عَلَیْهٰا. و فلان یَعْتَصِی بالسیفِ أَی یجعلهُ عَصاً. قال الأَزهری: و یقال للعصا عَصاةٌ، بالهاء، یقال أَخذْتُ عَصاتَه، قال: و منهم مَن كرِهَ هذه اللغة، روی الأَصمعی عن بعض البصریین قال: سُمِّیت العَصا عَصاً لأَن الیَدَ و الأَصابعَ تَجْتَمعُ علیها، مأْخوذٌ من قول العرب عَصَوْتُ القومَ أَعْصُوهم إذا جَمَعْتهم علی خیر أَو شرٍّ، قال: و لا یجوز مَدُّ العَصا و لا إدخال التاء معها، و قال الفراء: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بالعِراق هذه عَصاتی، بالتاء. و‌فی الحدیث: أَنه حرم شجر المدینة إلَّا عَصَا حَدیدةٍ‌أَی عصًا تصلح أَن تكون نِصاباً لآلة من الحدید. و‌فی الحدیث: أَلا إنَّ قَتِیل الخَطَإ قَتیلُ السَّوْطِ و العَصَا، لأَنَّهما لیسا من آلات القتل، فإذا ضُرِبَ بهما أَحدٌ فماتَ كان قَتْلُه خطأً.و عَاصَانِی فعَصَوْتُه أَعْصُوه؛ عن اللحیانی لم یزد علی ذلك، و أُراه أَرادَ خاشَننی بها أَو عارَضَنی بها فغَلَبْتُه، و هذا قلیل فی الجواهر، إنما بابه الأَعْراضُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 65
ككَرَمْتُه و فَخَرْتُه من الكَرَم و الفَخْر. و عَصَّاه العَصَا: أَعطاه إیاها؛ قال طُرَیح: حَلَّاك خاتَمَها و مِنْبَرَ مُلْكِها، و عَصا الرسولِ كرامةً عَصَّاكَها و أَلْقی المسافِرُ عَصاهُ إذا بَلَغ موضِعَه و أَقام، لأَنه إذا بلغ ذلك أَلْقی عَصاه فخیَّم أَو أَقام و تركَ السفر؛ قال مُعَقِّرُ بنُ حِمارٍ البارقیُّ یصف امرأَةً كانت لا تَسْتَقِرُ علی زَوْج، كلما تَزَوَّجت رجلًا فارَقتْه و اسْتَبْدلتْ آخرَ به، و قال ابن سیدة: كلما تزوَّجَها رجُلٌ لم تواتِه و لم تَكْشِفْ عن رأْسِها و لم تُلْقِ خِمارها، و كان ذلك علامة إبائِها و أَنها لا تُریدُ الزَّوْج، ثم تَزَوَّجها رجُلٌ فرَضِیتْ به و أَلْقَتْ خِمارها و كَشفتْ قِناعَها: فأَلْقتْ عَصاها و اسْتَقرَّ بها النَّوَی، كما قَرَّ عَیْناً بالإِیابِ المُسافِرُ و قال ابن بری: هذا البَیتُ لعبدِ رَبِّه السلمی، و یقال لسُلَیْم بن ثُمامَة الحَنَفی، و كان هذا الشاعر سَیَّر امرأَتَه من الیمامة إِلی الكوفة؛ و أَول الشعر: تَذَكَّرْتُ من أُمِّ الحُوَیْرث بَعْدَ ما مَضَتْ حِجَجٌ عَشْرٌ، و ذو الشَّوق ذاكِرُ قال: و ذكر الآمِدی أَنَّ البیت لمُعَقِّر بن حمارٍ البارقی؛ و قبله: و حَدَّثَها الرُّوّادُ أَنْ لیس بینَها، و بین قُری نَجْرانَ و الشامِ، كافِرُ كافر أَی مَطَر؛ و قوله: فأَلْقَتْ عَصاها و اسْتَقرَّ بها النَّوی یُضْرب هذا مثلًا لكلِّ منْ وافَقَه شی‌ءٌ فأَقام علیه؛ و قال آخر: فأَلْقَتْ عَصَا التَّسْیارِ عنها، و خَیَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِیضٍ مَحافِرُه و قیل: أَلْقی عَصاه أَثْبَتَ أَوتادَه فی الأَرض ثم خَیَّمَ، و الجمع كالجمع؛ قال زهیر: وضَعْنَ عِصِیَّ الحاضِرِ المُتَخَیِّمِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَظُنُّك لمَّا حَضْحَضَتْ بَطْنَكَ العَصا، ذَكَرْتَ من الأَرْحام ما لَسْتَ ناسِیا «1» قال: العَصا عَصا البین هَاهُنا. الأَصمعی فی باب تَشبیه الرجُل بأَبیه: العَصَا من العُصَیّة؛ قال أَبو عبید: هكذا قال «2» و أَنا أَحسَبُه العُصَیَّةُ من العَصَا، إِلَّا أَن یُرادَ به أَن الشی‌ء الجلِیل إنما یكون فی بَدْئه صَغِیراً، كما قالوا إِنَّ القَرْمَ من الأَفِیلِ، فیجوز علی هذا المعنی أَنْ یقال العَصا من العُصَیَّة؛ قال الجوهری: أَی بَعْضُ الأَمر من بَعضٍ؛ و قوله أَنشده ثعلب: و یَكْفِیكَ أَنْ لا یَرْحلَ الضَّیْفُ مُغْضَباً عَصَا العَبْدِ، و البِئْرُ التی لا تُمِیهُها یعنی بعَصَا العَبْدِ العُودَ الذی تحرَّكُ به المَلَّة و بالبئر التی لا تُمِیهُها حُفْرَةَ المَلَّة، و أَرادَ أَنْ یرحَلَ الضیفُ مغْضَباً فزاد لا كقوله تعالی: مٰا مَنَعَكَ أَلّٰا تَسْجُدَ؛ أَی أَنْ تَسْجُدَ. و أَعْصَی الكَرْمُ: خَرَجَت عِیدانُه أَو عِصِیُّه و لم یُثْمِرْ. قال الأَزهری: و یقال للقوْم إِذا اسْتُذِلُّوا ما هم إِلَّا عبیدُ العَصَا؛ قال ابن سیدة: و قولهم عبیدُ العَصا أَی یُضْرَبُون بها؛ قال: قولا لِدُودانَ عَبِیدِ العَصَا: ما غَرَّكمْ بالأَسَد الباسِلِ؟
(1). قوله [حضحضت إلخ] هو هكذا بالحاء المهملة فی الأصل. (2). قوله [قال أبو عبید هكذا قال إلخ] فی التكملة: و العُصَیَّة أم العَصَا التی هی لجذیمة و فیها المثل العَصَا من العُصَیَّة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 66
و قَرَعْته بالعَصا: ضَرَبْته؛ قال یزید بن مُفَرِّغ: العَبْدُ یُضْرَبُ بالعَصا، و الحُرُّ تَكْفِیهِ المَلامَة قال الأَزهری: و من أَمْثالِهم إِن العَصا قُرِعَتْ لذی الحِلْم؛ و ذلك أَن بعض حُكَّامِ العَرب أَسَنَّ و ضعُف عن الحُكْم، فكان إِذا احْتَكَم إِلیه خَصْمانِ و زَلَّ فی الحُكْم قَرَع له بعضُ ولدِه العَصا یُفَطِّنُه بقَرْعِها للصَّواب فیَفْطُنُ له. و أَما ما ورد‌فی حدیث أَبی جَهْمٍ: فإنه لا یَضَعُ عَصاهُ عن عاتِقِه، فقیل: أَراد أَنه یُؤَدِّبُ أَهْلَه بالضَّرْبِ، و قیل: أَراد به كَثْرةَ الأَسْفار. یقال: رَفَع عَصَاهُ إِذا سار، و أَلْقی عَصَاهُ إِذا نزَل و أَقام. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال لرجُلٍ: لا تَرْفَعْ عَصَاكَ عن أَهْلِكَ‌أَی لا تَدَعْ تَأْدیبَهُم و جَمْعَهُم علی طاعَةِ الله تعالی؛ روی عن الكسائی و غیره أَنه لم یُرِد العَصا التی یُضْرَبُ بها و لا أَمَر أَحَداً قطُّ بذلك، و لم یُرِدِ الضَّرْبَ بالعَصا، و لكنه أَراد الأَدَبَ و جَعَلَه مَثَلًا یعنی لا تَغْفُلْ عن أَدَبهم و مَنْعِهم من الفَساد. قال أَبو عبید: و أَصْلُ العَصا الاجْتِماعُ و الائْتِلافُ؛ و منه‌الحدیث: إِن الخَوارجَ قد شَقُّوا عَصَا المُسْلِمین و فَرَّقوا جَماعَتهم‌أَی شَقُّوا اجْتماعَهُم و أْتِلافَهُم؛ و منه‌حدیث صِلَة: إِیَّاك و قَتِیلَ العَصا؛ معناه إِیَّاك أَن تكونَ قاتِلًا أَو مَقْتُولًا فی شَقِّ عَصا المُسْلِمِین. و انْشَقَّت العَصا أَی وقَع الخِلافُ؛ قال الشاعر: إِذا كانتِ الهَیْجاءُ و انْشَقَّت العَصَا، فحَسْبُك و الضَّحَّاكَ سَیْفٌ مُهَنَّدُ أَی یكفیك و یكفی الضَّحَّاكَ؛ قال ابن بری: الواو فی قوله و الضحاك بمعنی الباء، و إن كانت معطوفة علی المفعول، كما تقول بِعْتُ الشاءَ شاةً و دِرْهَماً، لأَن المعنی أَن الضَّحَّاكَ نَفْسَه هو السَّیْفُ المُهَنَّدُ، و لیس المعنی یَكْفِیكَ و یَكْفِی الضَّحَّاك سَیْفٌ مُهَنَّدٌ كما ذكر. و یقال للرجُلِ إِذا أَقام بالمَكان و اطْمَأَنَّ و اجْتَمع إِلیه أَمْرُه: قد أَلْقی عَصَاه و أَلْقی بَوانِیَهُ. أَبو الهیثم: العَصَا تُضْرَب مثلًا للاجتماع، و یُضْرب انْشِقاقُها مثلًا للافْتِراقِ الذی لا یكونُ بعده اجتماعٌ، و ذلك لأَنها لا تُدْعی عَصاً إِذا انْشَقَّت؛ و أَنشد: فَلِلَّهِ شَعْبَا طِیَّةٍ صَدَعا العَصَا، هی الیَوْمَ شَتَّی، و هی أَمْسِ جَمیع قوله: فَلِلَّه له معنیان: أَحدهما أَنها لامُ تَعجُّب، تَعجَّبَ مما كانا فیه من الأُنس و اجتماعِ الشَّمْل، و الثانی أَن ذلك مُصِیبَةٌ موجِعة فقال: لله ذلك یَفْعَلُ ما یشاءُ و لا حِیلة فیه للْعِباد إِلا التَّسْلِیم كالاسْتِرْجاع. و العِصِیُّ: العظامُ التی فی الجَناح؛ و قال: و فی حُقّها الأَدْنی عِصِیُّ القَوادم و عَصَا السَّاق: عَظْمها، علی التشبیه بالعَصا؛ قال ذو الرمة: و رِجْلٍ كظِلِّ الذِّئْبِ أَلْحَقَ سَدْوَها وظِیفٌ، أَمَرَّتْهُ عَصَا السَّاقِ، أَرْوَحُ و یقال: قَرَع فلانٌ فلاناً بعَصَا المَلامَةِ إِذا بالغَ فی عذله، و لذلك قیل للتَّوْبِیخ تَقْریعٌ. و قال أَبو سعید: یقال فلانٌ یُصَلِّی عَصَا فلانٍ أَی یُدَبِّرُ أَمْره و یَلِیه؛ و أَنشد: و ما صَلَّی عَصَاكَ كَمُسْتَدِیمِ قال الأَزهری: و الأَصل فی تَصْلِیَة العَصا أَنها إِذا
لسان العرب، ج‌15، ص: 67
اعْوَجَّتْ أَلْزَمَها مُقَوِّمُها حَرَّ النَّارِ حتی تَلِین و تُجِیب التَّثْقِیفَ. یقال: صَلَّیْتُ العَصَا النارَ إِذا أَلْزَمْتَها حَرَّها حتی تَلِینَ لِغامِزها. و تفاریقُ العَصا عند العرب: أَن العَصا إِذا انْكَسَرَت جُعِلَت أَشِظَّةً، ثم تُجْعَلُ الأَشِظَّةُ أَوْتاداً، ثم تجعل الأَوْتادُ تَوادِیَ للصِّرار، یقال: هو خَیْرٌ من تَفاریق العَصا. و یقال: فلانٌ یَعْصِی الریحَ إِذا اسْتَقْبل مَهَبَّها و لم یَتَعرَّضْ لها. و یقال: عَصا إِذا صَلُبَ؛ قال الأَزهری: كأَنه أرادَ عسا، بالسین، فقَلَبها صاداً. و عَصَوْتُ الجُرْحَ: شَدَدْتُه. قال ابن بری: العُنْصُوَة الخُصْلة من الشَّعَر. قال: و عَصَوَا البئر عَرْقُوتاهُ؛ و أَنشد لذی الرمة: فجاءَتْ بنَسْجِ العَنْكبُوتِ كأَنَّه، علی عَصَوَیْها، سابِرِیٌّ مُشَبْرَقُ و الذی ورد‌فی الحدیث: أَنَّ رَجُلًا قال مَنْ یُطِعِ اللهَ و رسُوله فقَدْ رَشَدَ و منْ یَعْصِهِما فقد غَوی، فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: بِئْسَ الخَطِیبُ أَنتَ قُلْ: و مَنْ یَعْصِ اللهَ و رسُوله فقد غَوی؛ إِنما ذمَّه لأَنه جمَع فی الضَّمِیر بین الله تعالی و رسُوله فی قوله و مَنْ یَعْصِهِما، فأَمَرَهُ أَن یَأْتی بالمُظْهَرِ لیَتَرَتَّب اسم الله تعالی فی الذِّكْر قبل اسْم الرَّسُول، و فیه دلیل علی أَن الواو تُفِید التَّرْتِیب. و العِصیانُ: خِلافُ الطَّاعَة. عَصی العبدُ ربه إِذا خالَف أَمْرَه، و عصی فلان أَمیرَه یَعْصِیه عَصْیاً و عِصْیاناً و مَعْصِیَةً إِذا لم یُطِعْهُ، فهو عاصٍ و عَصِیٌّ. قال سیبویه: لا یجی‌ءُ هذا الضَّرْبُ علی مَفْعِلٍ إِلَّا و فیه الهاء لأَنه إن جاءَ علی مَفْعِلٍ، بغیر هاءٍ، اعْتلَّ فعدَلوا إِلی الأَخَفِّ. و عاصَاهُ أَیضاً: مثلُ عَصَاه. و یقال للجَماعةِ إِذا خَرَجَتْ عن طاعةِ السلْطان: قد اسْتَعْصَتْ علیه. و‌فی الحدیث: لو لا أَنْ نَعْصِیَ اللهَ ما عَصانا‌أَی لم یَمْتَنعْ عن إِجابَتِنا إِذا دَعَوْناه، فجعَل الجوابَ بمنْزِلة الخِطاب فسمَّاهُ عِصْیاناً كقوله تعالی: وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ. و‌فی الحدیث: أَنه غیَّرَ اسْم العاصِی؛ إنما غَیَّره لأَنَّ شعارَ المُؤْمِن الطَّاعة، و العِصْیانُ ضِدُّها. و‌فی الحدیث: لم یكن أَسْلَم مِنْ عُصاة قُریش غیر مُطِیع بن الأَسْوَدِ؛ یرید مَنْ كانَ اسْمُه العاصِی. و اسْتَعْصی علیه الشی‌ءُ: اشْتَدَّ كأَنه من العِصْیانِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: عَلِقَ الفُؤادُ برَیِّقِ الجَهْلِ فأَبَرَّ و اسْتَعْصَی علی الأَهْلِ و العَاصِی: الفَصِیلُ إِذا لم یَتْبَع أُمَّه لأَنه كأَنه یَعْصِیها و قد عَصی أُمَّه. و العاصی: العِرْقُ الذی لا یَرْقَأُ. و عِرْقٌ عاصٍ: لا یَنْقَطعُ دَمُه، كما قالوا عانِدٌ و نَعَّارٌ، كأَنه یَعصی فی الانْقِطاع الذی یُبْغی منه، و منه قول ذی الرمَّة: و هُنَّ مِنْ واطئٍ تُثْنی حَوِیَّتُه و ناشِجٍ، و عَواصِی الجَوْفِ تَنْشَخِبُ یعنی عُروقاً تَقَطَّعَتْ فی الجَوف فلم یَرْقَأْ دَمُها؛ و أَنشد الجوهری: صَرَتْ نَظْرةً، لوْ صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ غَدا، و العَواصِی مِنْ دَمِ الجَوْف تَنْعَرُ و عَصی الطائِرُ یَعْصِی: طار؛ قال الطرماح: تُعِیرُ الرِّیحَ مَنْكِبَها، و تَعْصِی بأَحْوذَ غَیْرِ مُخْتَلِف النَّباتِ و ابنُ أَبی عاصِیَة: من شُعرائهم؛ ذكره ثعلب، و أَنشد له شِعْراً فی مَعْن بن زائدة و غیره؛ قال ابن سیدة: و إنما حَمَلْناه علی الیاء لأَنهم قد سمّوْا بضِدِّه، و هو قولُهُم فی الرجل مُطِیع، و هو مُطِیع بن إیاس
لسان العرب، ج‌15، ص: 68
قال: و لا عَلیْك من اخْتِلافِهما بالذَّكَریَّة و الإِناثیَّة، لأَن العَلَم فی المذكَّر و المؤنث سواءٌ فی كونه عَلَماً. و اعْتَصَت النَّواةُ أَی اشْتَدَّتْ. و العَصا: اسمُ فَرس عوف بن الأَحْوصِ، و قیل: فَرس قَصِیر بن سعدٍ اللخْمِی؛ و من كلام قَصِیر: یا ضُلَّ ما تَجْری به العَصَا. و فی المثل: رَكب العَصَا قصِیر؛ قال الأَزهری: كانت العَصا لجَذیمة الأَبْرش، و هو فَرسٌ كانت من سَوابق خیْل العرب. و عُصَیَّةُ: قبیلةٌ من سُلَیم.

عضا؛ ج15، ص: 68

: العُضْوُ و العِضْوُ: الواحدُ من أَعضَاءِ الشاةِ و غیرها، و قیل: هو كلُّ عَظْمٍ وافِرٍ بلَحْمه، و جمْعُهما أَعضاءٌ. و عَضَّی الذَّبیحة: قطَّعها أَعْضاءً. و عَضَّیْتُ الشاةَ و الجَزُور تَعْضِیةً إِذا جعَلْتها أَعضاءً و قَسَمْتَها. و‌فی حدیث جابر فی وقت صلاة العصر: ما لوْ أَنَّ رجُلًا نَحَرَ جَزُوراً و عَضَّاها قبل غُروبِ الشمسِ‌أَی قَطَّعَها و فَصَّلَ أَعضاءَها. و عَضَّی الشی‌ءَ: وزَّعَه و فرّقه؛ قال: و لیس دینُ اللهِ بالمُعَضَّی ابن الأَعرابی: و عَضا مالًا یَعْضُوه إِذا فرَّقَه و‌فی الحدیث: لا تَعْضِیةَ فی مِیراثٍ إِلَّا فیما حَمَلَ القَسْمَ؛ معناه أن یموتَ المَیِّت و یَدَعَ شیئاً إِن قُسِمَ بینَ ورَثَته كان فی ذلك ضَرَرٌ علی بعضهم أَو علی جَمیعِهم، یقول فلا یُقْسَم. و عَضَّیت الشی‌ءَ تَعْضِیة إِذا فَرَّقْته. و التَّعْضِیة: التَّفْرِیقُ، و هو مأْخُوذٌ من الأَعْضاءِ. قال: و الشی‌ءُ الیَسِیر الذی لا یَحْتَمِل القَسْمَ مثلُ الحَبَّة من الجَوهر، لأَنها إِن فُرِّقَتْ لم یُنْتَفع بها، و كذلك الطَّیْلَسان من الثیاب و الحَمَّام و ما أَشْبهَه، و إِذا أَراد بعضُ الوَرَثَة القَسْمَ لم یُجَبْ إِلیه و لكن یُباعُ ثم یُقسم ثمنُه بینَهم. و العِضَة: القِطْعَة و الفِرْقة. و فی التنزیل: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ؛ واحدَتها عضة و نقصانها الواو أَو الهاء، و قد ذكره فی باب الهاء. و العِضَةُ: من الأَسماء الناقِصة، و أَصلُها عِضْوَة، فنُقِصَت الواوُ، كما قالوا عِزَة و أَصْلُها عِزْوَةُ، و ثُبَة و أَصلُها ثُبْوَة من ثَبَّیت الشی‌ء إِذا جمَعْته؛ و‌فی حدیث ابن عباس فی تفسیر جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ: أَی جَزَّؤُوه أَجْزاءً، و قال اللیث: أَی جَعَلُوا القرآن عِضَةً عِضَةً فتفَرَّقوا فیه أَی آمَنوا ببَعْضِه و كفَروا ببَعضه، و كلُّ قِطعة عِضَةٌ؛ و قال ابن الأَعرابی: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ فرَّقوا فیه القَوْل فقالوا شِعْر و سِحْر و كَهانة، قال المشركون: أَساطِیرُ الأَوَّلِین، و قالوا سِحْرٌ، و قالوا شِعْرٌ، و قالوا كَهانة فقسّمُوه هذه الأَقْسام و عَضَّوْه أَعْضاءً، و قیل: إِنَّ أَهلَ الكِتابِ آمَنُوا ببعضٍ و كفَرُوا ببعضٍ كما فعل المشركون أَی فرَّقوه كما تُعَضَّی الشاةُ؛ قال الأَزهری: من جَعَل تفسیر عِضِینَ السِّحْرَ جعل واحدتها عِضَةً، قال: و هی فی الأَصل عِضَهَة، و قال ابن عباس: كَمٰا أَنْزَلْنٰا عَلَی الْمُقْتَسِمِینَ؛ المُقْتسمون الیَهودُ و النصارَی، و العِضَةُ الكَذِبُ منه، و الجمع كالجمع. و رجل عَاضٍ بیِّن العُضُوِّ: طَعِمٌ كاسٍ مَكْفِیٌّ. قال الأَصمعی: فی الدار فِرَقٌ من الناس و عِزُون و عِضُونَ و أَصْناف بمعنی واحدٍ.

عطا؛ ج15، ص: 68

: العَطْوُ: التَّناوُلُ، یقال منه: عَطَوْت أَعْطُو. و‌فی حدیث أَبی هریرة: أَرْبَی الرِّبا عَطْوُ الرجُلِ عِرْضَ أَخِیه بغَیر حَقٍّ‌أَی تَناوُلُه بالذَّمِّ و نحوه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: لا تَعْطُوهُ الأَیْدِی‌أَی لا تَبْلُغُه فتَتناوَلَه. و عَطا الشی‌ءَ و عَطا إِلیه عَطْواً: تَناوَله؛ قال الشاعر
لسان العرب، ج‌15، ص: 69
یصف ظبیة: و تَعْطُو البَرِیرَ، إِذا فاتَها، بِجِیدٍ تَرَی الخَدَّ منه أَسِیلَا و ظَبیٌ عَطُوٌّ: یَتطاوَلُ إِلی الشَّجَر لیَتناولَ منه، و كذلك الجَدْی، و رواه كُراع ظَبْیٌ عَطْوٌ و جَدْی عَطْوٌ، كأَنه وصفَهُما بالصدر. و عَطا بیدِه إِلی الإِناء: تَناوَله و هو محمولٌ قَبل أَن یُوضَع علی الأَرض؛ و قول بشر بن أَبی خازم: أَو الأُدْم المُوَشَّحةَ العَوَاطِی بأَیْدِیهِنَّ مِنْ سَلَمِ النِّعافِ یعنی الظِّباء و هی تَتطاوَلُ إِذا رَفَعت أَیْدِیها لتَتَناوَل الشَّجَر، و الإِعْطاءُ مأْخوذٌ من هذا. قال الأَزهری: و سَمِعتُ غیر واحدٍ من العَرَب یقول لراحِلَته إِذا انْفَسَحَ خَطْمُه عن مِخْطَمِه أَعْطِ فیَعُوجُ رأْسه إِلی راكبه فیُعِیدُ الخَطْمَ علی مَخْطِمِه. و یقال: أَعْطَی البعِیرُ إِذا انْقادَ و لم یَسْتَصْعِبْ. و العَطاء: نَوْلٌ للرجُلِ السَّمْحِ. و العَطاءُ و العَطِیَّة: اسمٌ لما یُعْطَی، و الجمع عَطایا و أَعْطِیَة، و أَعْطِیَاتٌ جمعُ الجَمع؛ سیبویه: لم یُكَسَّر علی فُعُل كراهیة الإِعْلالِ، و من قال أُزْرٌ لم یقل عُطْیٌ لأَن الأَصل عندَهم الحركة. و یقال: إِنَّه لَجَزیلُ العَطاء، و هو اسمٌ جامِعٌ، فإذا أُفرِد قیلَ العَطِیَّة، و جمعُها العَطَایا، و أَمَّا الأَعْطِیَة فهو جَمْع العَطاء. یقال: ثلاثةُ أَعْطِیَةٍ، ثم أَعْطِیاتٌ جمعُ الجمعِ. و أَعطاه مالًا، و الاسمُ العَطاء، و أَصله عَطاوٌ، بالواو، لأَنه من عَطَوْت، إِلا أَنَّ العرب تَهْمِزُ الواوَ و الیاء إِذا جاءتا بعد الأَلف لأَنَّ الهمزة أَحْمَل للحركة منهما، و لأَنهم یستثقلون الوقف علی الواو، و كذلك الیاءُ مثل الرداءِ و أَصله رِدایٌ، فإِذا أَلْحقوا فیها الهاء فمنهم من یهمزها بناءً علی الواحد فیقول عَطاءَةٌ و رِداءَةٌ، و منهم من یَرُدُّها إِلی الأَصل فیقول عَطَاوَة و ردایة، و كذلك فی التثنیة عطاءَان و عطاوان و رداءَان و ردایان، قال ابن بری فی قول الجوهری: إِلا أَن العرب تهمز الواوَ و الیاء إذا جاءَتا بعد الأَلف لأَنّ الهمزة أَحْمل للحركة منهما، قال: هذا لیس سبَب قَلْبِها، و إِنما ذلك لكَوْنها متَطَرِّفة بعد أَلِفٍ زائدة، و قال فی قوله فی تثنیة رداء ردایان، قال: هذا وهَمٌ منه، و إنما هو رِداوانِ بالواو، فلیست الهمزةُ تُرَدُّ إِلی أصْلِها كما ذَكَر، و إِنما تُبْدل منها واوٌ فی التثنیة و النسَب و الجمعِ بالأَلف و التاءِ. و رجلٌ مِعْطاءٌ: كثیرُ العَطاءِ، و الجمعُ مَعاطٍ، و أَصلُه معاطِییُ، اسْتَثْقلُوا الیاءَیْن و إِن لم یكونا بعد أَلِفٍ یَلِیانِها، و لا یمتَنع مَعاطِیّ كأَثافیّ؛ هذا قول سیبویه. و قومٌ مَعاطِیُّ و مَعاطٍ؛ قال الأَخفش: هذا مثلُ قولِهِم مَفاتِیح و مَفاتِح و أَمانیّ و أَمانٍ. و قولهم: ما أَعْطاهُ للمال كما قالوا ما أَولاه للمَعْروف و ما أَكْرَمَه لی و هذا شاذّ لا یَطرّد لأَن التعجّب لا یدخل علی أَفْعَلَ، و إنما یجوز من ذلك ما سُمِع من العرب و لا یقاسُ علیه: قال الجوهری: و رجلٌ مِعْطَاءٌ كثیر العَطاء، و امرأة مِعْطاءٌ كذلك، و مِفْعالٌ یَسْتَوِی فیه المذكَّر و المؤنَّث. و الإِعْطاء و المُعاطاةُ جمیعاً: المُناوَلة، و قد أَعْطاهُ الشی‌ءَ. و عَطَوْتُ الشی‌ءَ: تَناوَلْته بالیَدِ. و المُعَاطاة: المُناوَلة. و فی المَثل: عاطٍ بغَیرِ أَنْواط أَی یَتَناوَلُ ما لا مَطْمَع فیه و لا مُتَناوَل، و قیل: یُضْرَب مثلًا لمن یَنْتَحِلُ عِلْماً لا یقومُ به؛ و قول القُطامی: أَ كُفْراً بعدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّی، و بعدَ عَطائِكَ المِائَةَ الرِّتاعَا؟
لسان العرب، ج‌15، ص: 70
لیس علی حَذْفِ الزیادة، أَ لا تری أَنَّ فی عَطاءٍ أَلِفَ فَعالٍ الزائِدَةَ، و لو كان علی حذف الزیادة لقالَ و بَعْدَ عَطْوِكَ لیَكون كوحْده؟ و عَاطَاهُ إِیاهُ مُعَاطَاةً و عِطَاءً، قال: مثل المَنادِیلِ تُعاطَی الأَشْرُبا أَراد تُعاطاها الأَشْرُبُ فقلب. و تَعَاطَی الشی‌ءَ: تَنَاوَله. و تَعاطَوُا الشی‌ء: تَناوَله بعضُهم من بعضٍ و تنازَعُوه، و لا یقال أَعْطَی به، فأَمَّا قولُ جریر: أَلا رُبَّما لمْ نُعْطِ زِیقاً بِحكْمِه، و أَدَّی إِلینا الحَقَّ، و الغُلُّ لازِبُ فإِنما أَراد لم نُعطِه حُكْمَه، فزاد الباءَ. و فلان یَتَعَاطَی كذا أَی یَخُوضُ فیه. و تَعَاطینا فَعَطَوْتُه أَی غَلَبْتُه. الأَزهری: الإِعْطَاءُ المُناوَلَةُ. و المُعَاطاةُ: أَن یَسْتَقْبِلَ رَجُلٌ رجُلًا و مَعَه سَیْف فیقولَ أَرِنی سَیْفَكَ، فیُعْطِیَه فیَهُزُّه هذا ساعَةً و هذا ساعَةً و هما فی سُوقٍ أَو مَسْجِدٍ، و قد نُهیَ عنه. و اسْتَعْطَی و تَعَطَّی: سأَل العَطاءَ. و اسْتَعْطَی الناسَ بكَفِّه و فی كَفِّه اسْتِعْطَاءً: طَلَبَ إِلیهم و سأَلَهم. و إِذا أَردْتَ من زَیدٍ أَن یُعْطِیَكَ شیئاً تقولُ: هل أَنتَ مُعْطِیَّه؟ بیاءٍ مفتوحة مشدَّدة، و كذلك تقول للجماعة: هل أَنْتُمْ مُعْطِیَّهُ؟ لأَن النون سقطت للإِضافة، و قلبت الواو یاء و أَدْغَمْتَ و فتَحْتَ یاءَك لأَنَّ قبلَها ساكناً، و للاثنین هل أَنتما مُعْطِیایَهُ، بفتح الیاء، فقِس علی ذلك. و إِذا صَغَّرْت عَطاءً حذفْت اللامَ فقلْتَ عُطَیٌّ، و كذلك كل اسم اجتمعت فیه ثلاث یاءَاتٍ، مثل عُلَیّ و عُدَیّ، حُذِفَت منه اللام إِذا لم یكن مبنیّاً علی فِعْل، فإِن كان مَبْنیّاً علی فِعْلٍ ثبتَت نحو مُحَیّی من حیَّا یُحَیِّی تَحِیَّة، قال ابن بری: إِن المُحَیِّیَ فی آخرِه ثلاث یاءَات و لم تحذف واحدة منها حملًا علی فعله یُحَیِّی، إِلا أَنك إِذا نكَّرتها حذفْتها للتنوین كما تحذفُها من قاضٍ. و التَّعاطِی: تَناوُل ما لا یَحِقُّ و لا یجوزُ تَناوُلُه، یقال: تَعَاطَی فلانٌ ظُلْمَك. و تَعاطَی أَمراً قبیحاً و تَعَطَّاه، كلاهُما: رَكِبَه. قال أَبو زید: فلان یَتَعاطَی مَعالیَ الأُمُورِ و رَفِیعَها. قال سیبویه: تَعَاطَیْنا و تَعَطَّیْنا فتَعاطَیْنا، من اثْنَین و تَعَطّینا بمنزلة غَلَّقَتِ الْأَبْوٰابَ، و فَرَقَ بعضُهم بینَهُما فقال: هو یَتَعاطَی الرِّفْعة و یَتَعَطَّی القَبیح، و قیل: هما لُغتان فیهما جمیعاً. و فی التنزیل: فَتَعٰاطیٰ فَعَقَرَ، أَی فتَعاطَی الشَّقِیُّ عَقْرَ الناقةِ فبلَغ ما أَراد، و قیل: بل تَعاطِیه جُرْأَتُه، و قیل: قامَ علی أَطراف أَصابِعِ رِجْلَیْه ثم رَفَع یَدَیْه فضَربها. و‌فی صفته، صلی اللّٰه علیه و سلم: فإِذا تُعُوطِیَ الحَقُّ لم یَعْرِفْه أَحَدٌ‌أَی أَنه كان من أَحسن الناس خُلُقاً مع أَصْحابه، ما لم یَرَ حَقّاً یُتَعَرَّض له بإِهْمالٍ أَو إِبْطالٍ أَو إِفسادٍ، فإِذا رأَی ذلك شمَّر و تَغیَّر حتی أَنكَره من عَرَفه، كل ذلك لنُصْرة الحق. و التَّعَاطِی: التناوُل و الجَراءَة علی الشی‌ء، من عَطَا الشی‌ءَ یَعْطُوه إِذا أَخَذَه و تَناوَله. و عَاطَی الصبیُّ أَهلَه: عَمِلَ لهم و ناوَلهم ما أَرادوا. و هو یُعَاطِینِی و یُعَطِّینی، بالتشدید، أَی یَنْصُفُنی و یَخْدُمُنی. و یقال: عَطَّیْته و عاطَیته أَی خَدَمْته و قُمْت بأَمره كقولك نَعَّمْته و ناعَمْته، تقول: من یُعَطِّیك أَی مَن یَتَوَلَّی خِدمَتك؟ و یقال للمرأَة: هی تُعَاطِی خِلْمَها أَی تُناوِلُه قُبَلَها و رِیقَها، قال ذو الرمة:
لسان العرب، ج‌15، ص: 71
تُعاطِیه أَحیاناً، إِذا جِیدَ جَوْدةً، رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجَبیل المُعَسَّلِ و فلانٌ یَعْطُو فی الحَمْضِ: یَضْرِبُ یَدَه فیما لیس له. و قَوسٌ مُعْطِیة: لَیّنة لیست بكَزَّةٍ و لا مُمْتَنِعَة علی من یَمُدُّ وتَرَها، قال أَبو النجم: و هَتَفَی مُعْطِیَةً طَرُوحَا أَرادَ بالهَتَفَی قوْساً لِوَترِها رَنِینٌ. و قَوْسٌ عَطْوَی، علی فَعْلَی: مواتیةٌ سَهْلةٌ بمعنی المُعطِیة، و یقال: هی التی عُطِفَت فلم تَنْكَسِرْ، قال ذو الرمة یصف صائداً: له نَبْعَةٌ عَطْوَی، كأَنَّ رَنِینَها بأَلْوَی تَعاطَتْها الأَكُفُّ المَواسِحُ أَراد بالأَلوی الوَتَر. و قد سَمَّوا عَطَاءً و عَطِیَّة، و قول البعیث یهجو جریراً: أَبوكَ عَطاءٌ أَلأَمُ الناسِ كُلِّهِم! فقُبّح من فَحْلٍ، و قُبِّحْتَ من نَجْلِ! إِنما عَنی عَطِیَّة أَباهُ، و احتاج فوَضَع عَطاءً موضعَ عَطِیَّة، و النسبة إِلی عَطِیَّة عَطَوِیٌّ، و إِلی عَطاءٍ عَطائیٌّ.

عظی؛ ج15، ص: 71

: قال ابن سیدة: العَظایة علی خِلْقة سامِّ أَبْرص أُعَیْظِمُ منها شیئاً، و العَظاءَة لغة فیها كما یقال امرأَةٌ سَقَّایة و سقَّاءَة، و الجمع عَظایا و عَظاءٌ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: كَفِعْلِ الهِرِّ یَفْتَرِسُ العَظایا؛ قال ابن الأَثیر: هی جمع عَظایة دُوَیْبَّة معروفة. قال: و قیل أَراد بها سامَّ أَبْرَصَ، قال سیبویه: إِنما هُمِزَت عَظاءَة و إِن لم یكن حرفُ العِلة فیها طَرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحد علی قولهم فی الجمع عِظاء. قال ابن جنی: و أَما قولهم عَظاءَة و عَباءَةٌ و صَلاءَةٌ فقد كان ینبغی، لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخراً و جَری الإِعرابُ علیها و قَویت الیاءُ ببعدِها عن الطرَف، أَن لا تُهْمَز، و أَن لا یقال إِلا عَظایةٌ و عَبایة و صَلایة فیُقْتَصَر علی التصحیح دون الإِعلال، و أَن لا یجوز فیه الأَمران، كما اقتُصر فی نهایة و غَباوةٍ و شقاوة و سِعایة و رمایة علی التصحیح دون الإِعلالِ، إِلا أَنَّ الخلیل، رحمه الله، قد علل ذلك فقال: إِنهم إِنما بَنَوُا الواحدَ علی الجمع، فلما كانوا یقولون عَظاءٌ و عَباءٌ و صَلاءٌ، فیلزَمُهم إِعلالُ الیاءِ لوقوعِها طرَفاً، أَدخلوا الهاء و قد انقَلَبت اللامُ همزَةً فبَقیت اللامُ معتلَّة بعد الهاء كما كانت معتَلَّة قبلَها، قال: فإِن قیل أَ وَ لست تَعْلَم أَن الواحد أَقدَم فی الرُّتْبة من الجمع، و أَن الجمعَ فَرعٌ علی الواحد، فكیف جاز للأَصل، و هو عَظاءَةٌ، أَن یبنی علی الفرع، و هو عَظاء؛ و هل هذا إِلا كما عابه أَصحابُك علی الفراء فی قوله: إِن الفعلَ الماضی إِنما بنی علی الفتح لأَنه حُمِل علی التثنیة فقیل ضرَب لقولهم ضَرَبا، فمن أَین جازَ للخلیل أَن یَحْمِل الواحدَ علی الجمع، و لم یجُزْ للفراء أَن یحمِل الواحِدَ علی التثنیة؟ فالجواب أَن الانفصال من هذه الزیادة یكون من وجهین: أَحدهما أَنَّ بین الواحدِ و الجمعِ من المضارعة ما لیس بین الواحِدِ و التثنیة، أَ لا تَراك تقول قَصْرٌ و قُصُور و قَصْراً و قُصُوراً و قَصْرٍ و قُصُورٍ، فتُعرب الجمع إعراب الواحد و تجد حرفَ إِعراب الجمع حرف إِعراب الواحد، و لستَ تجد فی التثنیة شیئاً من ذلك، إِنما هو قَصْران أَو قَصْرَیْن، فهذا مذهب غیر مذهب قَصْرٍ و قُصُورٍ، أَ وَ لا تری إِلی الواحد تختلف معانیه كاختلاف معانی الجمع، لأَنه قد یكونُ جمعٌ أَكثرَ من جَمْعٍ، كما یكون الواحدُ مخالفاً للواحد فی أَشیاءَ كثیرة، و أَنت لا تجدُ هذا إِذا
لسان العرب، ج‌15، ص: 72
ثَنَّیْت إِنما تَنْتَظِم التثنیة ما فی الواحد البتة، و هی لضرب من العدد البتة لا یكونُ اثنان أَكثرَ من اثنین كما تكون جماعة أَكثرَ من جماعة، هذا هو الأَمر الغالب، و إِن كانت التثنیة قد یراد بها فی بعض المواضع أَكثر من الاثنین فإِن ذلك قلیل لا یبلغ اختلاف أَحوال الجمع فی الكثرة و القلَّة، فلما كانت بین الواحد و الجمع هذه النسبة و هذه المقاربة جاز للخلیل أَن یحمل الواحدَ علی الجمع، و لما بَعُدَ الواحد من التثنیة فی معانیه و مواقِعِه لم یجُزْ للفرّاء أَن یحمِل الواحدَ علی التثنیة كما حمل الخلیل الواحدَ علی الجماعة. و قالت أَعرابیَّة لمولاها، و قد ضَرَبَها: رَماكَ اللهُ بداءٍ لیس له دَواءٌ إِلا أَبْوالُ العَظاءِ و ذلك ما لا یوجد. و عَظاه یَعْظُوه عَظْواً: اغْتاله فسَقاه ما یَقْتُله، و كذلك إِذا تَناوَله بلسانِه. و فَعَل به ما عَظَاه أَی ما ساءَه. قال ابن شمیل: العَظا أَن تأْكلَ الإِبلُ العُنْظُوانَ، و هو شجرٌ، فلا تستطیعَ أَن تَجْتَرَّه و لا تَبْعَرَه فتَحْبَطَ بطونُها فیقال عَظِیَ الجَمَلُ یَعْظَی عَظاً شدیداً، فهو عَظٍ و عَظْیانُ إِذا أَكثر من أَكل العُنْظُوانِ فتوَلّد وجَعٌ فی بطْنه. و عَظاهُ الشی‌ءُ یَعْظِیه عَظْیاً: ساءَه. و من أَمثالهم: طَلبتُ ما یُلْهینی فلَقِیتُ ما یَعْظِینی أَی ما یَسُوءُنی؛ أَنشد ابن الأَعرابی: ثم تُغادیك بما یَعْظِیك الأَزهری: فی المثل أَردتَ ما یُلْهینی فقُلْتَ ما یَعْظِینی؛ قال: یقال هذا للرجل یریدُ أَن یَنْصَح صاحبَه فیُخْطِی‌ءُ و یقولُ ما یسوءُه، قال:، و مثله أَراد ما یُحْظِیها فقال ما یَعْظِیها. و حكی اللحیانی عن ابن الأَعرابی قال: ما تَصْنع بی؟ قال: ما عَظَاكَ و شَرَاك و أَوْرَمَك؛ یعنی ما ساءَك. یقال: قلت ما أَوْرَمَه و عَظَاه أَی قلت ما أَسْخَطهُ. و عَظَی فلانٌ فلاناً إِذا ساءَه بأَمرٍ یأْتِیه إِلیه یَعْظِیه عَظْیاً. ابن الأَعرابی: عَظا فلاناً یَعْظُوه عَظْواً إِذا قَطَّعَه بالغِیبَة. و عَظِی: هلك. و العَظاءَةُ: بئرٌ بَعِیدة القَعْرِ عَذبة بالمَضْجَع بین رَمْل السُّرَّة «3» و بِیشَة؛ عن الهَجَری. و لقی فلانٌ ما عَجاهُ و ما عَظَاهُ أَی لَقیَ شِدَّة. و لَقّاه اللهُ ما عَظَاه أَی ما ساءه.

عفا؛ ج15، ص: 72

: فی أَسماءِ الله تعالی: العَفُوُّ، و هو فَعُولٌ من العَفْوِ، و هو التَّجاوُزُ عن الذنب و تَرْكُ العِقابِ علیه، و أَصلُه المَحْوُ و الطَّمْس، و هو من أَبْنِیة المُبالَغةِ. یقال: عَفَا یَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ و عَفُوٌّ، قال اللیث: العَفْوُ عَفْوُ اللهِ، عز و جل، عن خَلْقِه، و الله تعالی العَفُوُّ الغَفُور. و كلُّ من اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ عنه. قال ابن الأَنباری فی قوله تعالی: عَفَا اللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ من قولهم عفَت الریاحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها و مَحَتْها، و قد عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظُ اللازم و المُتَعدِّی سواءٌ. قال الأَزهری: قرأْت بخَطّ شمر لأَبی زید عَفا الله تعالی عن العبد عَفْواً، و عَفَتِ الریحُ الأَثر عفاءً فعَفَا الأَثَرُ عُفُوّاً. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: سَلُوا اللهَ العَفْو و العافیة و المُعافاة، فأَما العَفْوُ فهو ما وصفْناه من مَحْو الله تعالی ذُنوبَ عبده عنه، و أَما العافیة فهو أَن یُعافیَهُ الله تعالی من سُقْمٍ أَو بَلِیَّةٍ و هی الصِّحَّةُ ضدُّ المَرَض. یقال: عافاهُ الله و أَعْفَاه أَی وهَب له العافیة من العِلَل و البَلایا. و أَما المُعافاةُ فأَنْ یُعافِیَكَ اللهُ من الناس و یُعافِیَهم منكَ أَی یُغْنیك عنهم و یغنیهم عنك و یصرف أَذاهم
(3). قوله [رمل السرة إلخ] هكذا فی الأصل المعتمد و المحكم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 73
عنك و أَذاك عنهم، و قیل: هی مُفاعَلَة من العفوِ، و هو أَن یَعْفُوَ عن الناس و یَعْفُوا هُمْ عنه. و قال اللیث: العافیة دِفاعُ الله تعالی عن العبد. یقال: عافاه اللهُ عافیةً، و هو اسم یوضع موضِع المصدر الحقیقی، و هو المُعافاةُ، و قد جاءَت مصادرُ كثیرةٌ علی فاعلة، تقول سَمعْت راغِیَة الإِبل و ثاغِیَة الشاءِ أَی سمعتُ رُغاءَها و ثُغاءَها. قال ابن سیدة: و أَعْفاهُ الله و عافَاهُ مُعَافاةً و عافِیَةً مصدرٌ، كالعاقِبة و الخاتِمة، أَصَحَّه و أَبْرأَه. و عَفا عن ذَنْبِه عَفْواً: صَفَح، و عَفا الله عنه و أَعْفَاه. و قوله تعالی: فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْ‌ءٌ فَاتِّبٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَدٰاءٌ إِلَیْهِ بِإِحْسٰانٍ؛ قال الأَزهری: و هذه آیة مشكلة، و قد فسَّرها ابن عباس ثم مَنْ بعدَه تفسیراً قَرَّبوه علی قَدْر أَفْهام أَهل عصرهم، فرأَیتُ أَن أَذكُر قولَ ابن عباس و أُؤَیِّدَه بما یَزیدهُ بیاناً و وُضوحاً،روی مجاهد قال: سمعت ابنَ عباسٍ یقول كان القصاصُ فی بنی إِسرائیلَ و لم تكن فیهم الدِّیَة، فقال الله عز و جل لهذه الأُمَّة: كُتِبَ عَلَیْكُمُ الْقِصٰاصُ فِی الْقَتْلیٰ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الْأُنْثیٰ بِالْأُنْثیٰ فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْ‌ءٌ فَاتِّبٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَدٰاءٌ إِلَیْهِ بِإِحْسٰانٍ؛ فالعَفْوُ: أَن تُقْبَلَ الدیَةُ فی العَمْدِ، ذٰلِكَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّكُمْ مما كُتِبَ علی من كان قَبْلَكم، یطلُب هذا بإِحسانٍ و یُؤَدِّی هذا بإحسانٍ.قال الأَزهری: فقول ابن عباس العَفْوُ أَن تُقْبَل الدیَة فی العَمْد، الأَصلُ فیه أَنَّ العَفْو فی موضوع اللغة الفضلُ، یقال: عَفا فلان لفلان بماله إِذا أَفضَلَ له، و عَفَا له عَمَّا له علیه إِذا تَرَكه، و لیس العَفْو فی قوله فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ عَفْواً من ولیِّ الدَّمِ، و لكنه عفوٌ من الله عز و جل، و ذلك أَنَّ سائرَ الأُمَم قبلَ هذه الأُمَّة لم یكن لهم أَخذُ الدِّیة إِذا قُتِلَ قتیل، فجعَله الله لهذه الأُمة عَفْواً منه و فَضْلًا مع اختیار وَلیِّ الدمِ ذلك فی العمْد، و هو قوله عز و جل: فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْ‌ءٌ فَاتِّبٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ؛ أَی مَن عَفا اللهُ جَلَّ اسمُه بالدّیة حین أَباحَ له أَخْذَها، بعد ما كانت مَحْظُورةً علی سائر الأُمم مع اختیاره إِیَّاها علی الدَّمِ، فعلیه اتِّباع بالمعروف أَی مطالبَة للدِّیة بمعرُوف، و علی القاتل أَداءُ الدیَةِ إِلیه بإحْسانٍ، ثم بَیَّنَ ذلك فقال: ذٰلِكَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّكُمْ لكم یا أُمَّة محمدٍ، و فَضْل جعله الله لأَوْلِیاءِ الدم منكم، وَ رَحْمَةٌ خصَّكم بها، فَمَنِ اعْتَدیٰ أَی فمن سَفَك دَمَ قاتل ولیِّه بعدَ قبولِه الدِّیَة فَلَهُ عَذٰابٌ أَلِیمٌ، و المعنی الواضح فی قوله عز و جل: فَمَنْ عُفِیَ لَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْ‌ءٌ؛ أی من أُحِلَّ لَه أَخذُ الدِّیة بدلَ أَخیه المَقتول عفْواً من الله و فَضْلًا مع اختیاره، فلْیطالِبْ بالمَعْروف، و مِن فی قوله مِنْ أَخِیهِ معناها البدل، و العَرَبُ تقولُ عرَضْتُ له من حَقِّه ثَوْباً أَی أَعْطَیْته بدَل حقّه ثوباً؛ و منه قول الله عز و جل: وَ لَوْ نَشٰاءُ لَجَعَلْنٰا مِنْكُمْ مَلٰائِكَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ؛ یقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة فی الأَرض، و الله أَعلم. قال الأَزهری: و ما علمت أَحداً أَوضَح من مَعْنی هذه الآیة ما أَوْضَحْتُه. و قال ابن سیدة: كان الناسُ من سائِر الأُمَمِ یَقْتُلون الواحدَ بالواحدِ، فجعل الله لنا نحنُ العَفْوَ عَمَّن قتل إِن شِئْناه، فعُفِیَ علی هذا مُتَعَدٍّ، أَ لا تراه مُتَعَدِّیاً هنا إِلی شی‌ء؟ و قوله تعالی: إِلّٰا أَنْ یَعْفُونَ أَوْ یَعْفُوَا الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَةُ النِّكٰاحِ؛ معناه إِلا أَن یَعْفُوَ النساء أَو یعفُوَ الذی بیده عُقْدَة النكاح، و هو الزَّوْجُ أَو الوَلیُّ إِذا كان أَباً، و معنی عَفْوِ المَرْأَة أَن تَعْفُوَ عن النِّصْفِ الواجبِ لها فتَتْرُكَه للزوج، أَو یَعْفُوَ الزوج بالنّصفِ فیُعْطِیَها الكُلَّ؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌15، ص: 74
و أَما قولُ الله عزَّ و جلَّ فی آیة ما یجبُ للمرأَة من نصف الصَّداق إِذا طُلِّقَت قبل الدخول بها فقال: إِلّٰا أَنْ یَعْفُونَ أَوْ یَعْفُوَا الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَةُ النِّكٰاحِ، فإن العَفْوَ هاهنا معناهُ الإِفْضالُ بإعْطاء ما لا یَجبُ علیه، أَو تركُ المرأَة ما یَجبُ لها؛ یقال: عَفَوْتُ لِفلان بمالی إِذا أَفْضَلْت له فأَعْطَیْته، و عَفَوْت له عمَّا لی علیه إِذا تركْتَه له؛ و قوله: إِلّٰا أَنْ یَعْفُونَ فِعْلٌ لجَماعَةِ النِّساءِ یطلِّقُهُنَّ أَزْواجُهُنَّ قبل أَن یَمَسُّوهُنَّ مع تسمیة الأَزْواجِ لهنَّ مُهورَهُنَّ، فیَعْفُون لأَزْواجِهِنَّ بما وَجَب لهن من نِصفِ المهْرِ و یَتْرُكْنَه لَهُم، أَوْ یَعْفُوَا الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَةُ النِّكٰاحِ، و هو الزوج، بأَن یُتَمِّمَ لها المَهْر كله، و إِنما وَجَبَ لها نصْفُه، و كلُّ واحد من الزَّوْجین عافٍ أَی مُفْضِلٌ، أَما إِفْضالُ المرأَةِ فأَن تتركَ للزوج المُطَلِّق ما وجَبَ لها علیه من نِصف المَهْر، و أَما إِفْضاله فأَنْ یُتِمَّ لها المَهْرَ كَمَلًا، لأَنَّ الواجِبَ علیه نصْفُه فیُفْضِلُ مُتَبَرِّعاً بالكلِّ، و النونُ من قوله یَعْفُونَ نونُ فِعلِ جماعةِ النساءِ فی یَفْعُلْنَ، و لو كان للرجال لوجَبَ أَن یقال إِلَّا أَن یعفُوا، لأَنَّ أَن تنصب المستقبلَ و تحذف النونَ، و إِذا لم یكن مع فعلِ الرجال ما ینْصِب أَو یجزِم قیل هُم یَعْفُونَ، و كان فی الأَصل یَعْفُوُون، فحُذِفت إِحْدی الواوینِ استثقالًا للجمع بینهما، فقیل یَعْفُونَ، و أَما فِعلُ النساء فقِیلَ لهُنَّ یَعْفُونَ لأَنه علی تقدیر یَفْعُلْنَ. و رجل عَفُوٌّ عن الذَّنْبِ: عافٍ. و أَعْفاهُ من الأَمرِ: بَرَّأَه. و اسْتَعْفَاه: طَلَب ذلك منه. و الاسْتِعْفَاءُ: أَن تَطْلُب إِلی مَنْ یُكَلِّفُكَ أَمراً أَن یُعْفِیَكَ مِنْه. یقال: أَعْفِنِی منَ الخرُوجِ مَعَك أَی دَعْنی منه. و اسْتَعْفَاهُ من الخُروجِ مَعَه أَی سأَله الإِعفاءَ منه. و عَفَت الإِبلُ المَرعی: تَناولَتْه قَریباً. و عَفَاه یَعْفُوه: أَتاه، و قیل: أَتاه یَطْلُب معروفه، و العَفْوُ المَعْروف، و العَفْوُ الفضلُ. و عَفَوْتُ الرجلَ إذا طَلَبْتَ فضلَه. و العافیة و العُفَاةُ و العُفَّی: الأَضْیافُ و طُلَّاب المَعْرُوف، و قیل: هم الذین یَعْفُونك أی یأْتونك یَطْلبُون ما عندك. و عافِیَةُ الماء: وارِدَتُه، واحدهم عافٍ. و فلان تَعْفُوه الأَضْیافُ و تَعْتَفِیه الأَضْیافُ و هو كثیر العُفَاةِ و كثیرُ العَافِیَة و كثیرُ العُفَّی. و العَافِی: الرائدُ و الوارِدُ لأَن ذلك كلَّه طلبٌ؛ قال الجُذامی یصف ماءً: ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عَافِیَهْ أَی وارِدِه أَو مُسْتَقِیه. و العَافِیَةُ: طُلَّابُ الرزقِ من الإِنسِ و الدوابِّ و الطَّیْر؛ أَنشد ثعلب: لَعَزَّ عَلَیْنا، و نِعْمَ الفَتی مَصِیرُك یا عَمْرُو، و العَافِیَهْ یعنی أَنْ قُتِلْتَ فصِرْتَ أُكْلةً للطَّیْر و الضِّباعِ و هذا كلُّه طَلَب. و‌فی الحدیث: مَن أَحْیا أَرضاً مَیِّتَةً فهی له، و ما أَكَلَتِ العَافِیَةُ منها فهو له صَدقةٌ، و فی روایة: العَوَافِی.و‌فی الحدیث فی ذكرِ المدینة: یتْرُكُها أَهلُها علی أَحسنِ ما كانت مُذَلَّلة للعَوافِی؛ قال أَبو عبید: الواحدُ من العَافِیَة عافٍ، و هو كلُّ من جاءَك یطلُب فضلًا أَو رزقاً فهو عافٍ و مُعْتَفٍ، و قد عَفَاك یَعْفُوكَ، و جمعه عُفَاةٌ؛ و أَنشد قول الأَعشی: تطوفُ العُفَاةُ بأَبوابِه، كطَوْفِ النصاری ببَیْتِ الوَثنْ قال: و قد تكونُ العَافِیَةُ فی هذا الحدیث من الناسِ و غیرهم، قال: و بیانُ ذلك‌فی حدیث أُمّ مُبَشِّرٍ الأَنصاریة قالت: دخل عَلیَّ رسُول الله، صلی الله
لسان العرب، ج‌15، ص: 75
علیه و سلم، و أَنا فی نَخْلٍ لی فقال: مَن غَرَسَه أَ مُسْلِمٌ أَم كافرٌ؟ قلت: لا بَلْ مُسْلِمٌ، فقال: ما من مُسْلِمٍ یَغْرِس غَرْساً أَو یزرَع زرعاً فیأْكلُ منه إِنسانٌ أَو دابةٌ أَو طائرٌ أَو سَبُعٌ إِلا كانت له صدقةً.و أَعطاه المالَ عَفْواً بغیر مسألةٍ؛ قال الشاعر: خُذِی العَفْوَ منی تَسْتَدیمی مَوَدّتی، و لا تَنْطِقِی فی سَوْرَتی حین أَغضَبُ و أَنشدَ ابن بری: فتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً، و هْی وادِعَة، حتی تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ و قال حسان بن ثابت: خُذْ ما أَتی منهمُ عَفْواً، فإن مَنَعُوا، فلا یَكُنْ هَمَّكَ الشی‌ءُ الذی مَنَعُوا قال الأَزهری: و المُعْفِی الذی یَصْحَبُكَ و لا یَتَعَرَّضُ لمَعْروفِك، تقولُ: اصْطَحَبْنَا و كلُّنا مُعْفٍ؛ و قال ابن مقبل: فإنَّكَ لا تَبْلُو امْرَأً دونَ صُحْبةٍ، و حتی تَعیشا مُعْفِیَیْنِ و تَجْهَدا و عَفْوُ المالِ: ما یُفْضُلُ عن النَّفَقة. و قوله تعالی: وَ یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ؛ قال أَبو إسحاق: العَفْوُ الكثرة و الفَضْلُ، فأُمِرُوا أَن یُنُفِقوا الفَضْل إلی أَن فُرِضَت الزكاةُ. و قوله تعالی: خُذِ الْعَفْوَ؛ قیل: العَفْو الفَضْلُ الذی یجی‌ءُ بغیرِ كُلْفَةٍ، و المعنی اقْبَلِ المَیْسُورَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ و لا تَسْتَقْصِ علیهم فیَسْتَقْصِیَ اللهُ علیك مع ما فیه من العَداوة و البَغْضاءِ. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَمَرَ اللهُ نَبیَّه أَن یأَخُذ العَفْوَ من أَخْلاقِ الناسِ؛ قال: هو السَّهْل المُیَسَّر، أَی أَمرَه أَن یَحْتَمِل أَخْلاقَهُم و یَقْبَلَ منها ما سَهُل و تَیَسَّر و لا یستَقْصِیَ علیهم. و قال الفراء فی قوله تعالی: یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ؛ قال: وجه الكلام فیه النصبُ، یریدُ قل یُنْفِقُون العَفْوَ، و هو فضلُ المال؛ و قال أَبو العباس: مَنْ رَفَع أَراد الذی یُنْفِقون العَفْوُ، قال: و إنما اختار الفراء النصبَ لأَن ما ذا عندنا حَرْفٌ واحد أَكثرُ فی الكلام، فكأنه قال: ما یُنْفِقُون، فلذلك اخْتِیرَ النَّصبُ، قال: و مَنْ جَعلَ ذا بمَعْنی الذی رَفَعَ، و قد یجوز أن یكونَ ما ذا حرفاً، و یُرْفَع بالائتناف؛ و قال الزجاج: نَزَلَت هذه الآیة قبلَ فرض الزكاة فأُمروا أَن یُنْفِقوا الفَضْلَ إلی أَن فُرضَت الزكاةُ، فكان أَهلُ المَكاسِب یأْخذُ الرجلُ ما یُحْسِبه فی كل یوم أَی ما یَكْفِیه و یَتَصَدَّقُ بباقیهِ، و یأخذُ أَهلُ الذَّهَب و الفِضَّة ما یَكْفِیهم فی عامِهِمْ و ینفِقُون باقیَهُ، هذا قد روی فی التفسیر، و الذی علیه الإِجماع أَنَّ الزَّكاةَ فی سائرِ الأَشیاء قد بُیِّنَ ما یَجِبُ فیها، و قیل: العَفْوُ ما أَتَی بغَیرِ مسألةٍ. و العَافِی: ما أَتی علی ذلك من غیر مسأَلةٍ أَیضاً؛ قال: یُغْنِیكَ عَافِیَه وعِیدَ النَّحْزِ النَّحْزُ: الكَدُّ و النَّخْس، یقول: ما جاءَكَ منه عَفْواً أَغْناكَ عن غیره. و أَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَی فی سُهُولة و سَراحٍ. و یقال: خُذْ من مالِه ما عَفَا و صَفا أَی ما فَضَل و لم یَشُقَّ علیه. و ابن الأَعرابی: عَفَا یَعْفُو إذا أَعطی، و عَفَا یَعْفُو إذا تَرَكَ حَقّاً، و أَعْفَی إذا أَنْفَقَ العَفْوَ من ماله، و هو الفاضِلُ عن نَفَقَتِه. و عَفا القومُ: كَثُرُوا. و فی التنزیل: حَتّٰی عَفَوْا؛ أَی كَثُرُوا. و عَفا النَّبتُ و الشَّعَرُ و غیرُه یَعْفُو فهو عافٍ: كثُرَ و طالَ. و‌فی الحدیث: أَنه صلی الله علیه و سلم، أَمَرَ بإعْفَاء اللِّحَی؛ هو أَن یُوفَّر شَعَرُها و یُكَثَّر و لا یُقَصَّ
لسان العرب، ج‌15، ص: 76
كالشَّوارِبِ، من عَفا الشی‌ءُ إذا كَثُرَ و زاد. یقال: أَعْفَیْتُه و عَفَّیْتُه لُغتان إذا فعَلتَ به كذلك. و فی الصحاح: و عَفَّیْتُه أَنا و أَعْفَیْتُه لغتان إذا فعَلْتَ به ذلك؛ و منه‌حدیث القصاص: لا أَعْفَی مَنْ قَتَل بعدَ أَخْذِ الدِّیَةِ؛ هذا دُعاء علیه أَی لا كَثُر مالُه و لا اسْتَغنی؛ و منه‌الحدیث: إذا دخَل صَفَرُ و عَفا الوَبَرُ و بَرِئَ الدَّبَر حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ، أَی كَثُرَ وبرُ الإِبلِ، و‌فی روایة: و عَفا الأَثَرُ، بمعنی دَرَس و امَّحَی. و‌فی حدیث مُصْعَبِ بن عُمَیر: إنه غلامٌ عَافٍ‌أَی وافی اللَّحم كثیرُه. و العَافِی: الطویلُ الشَّعَر. و‌حدیث عمر، رضی الله عنه: إنَّ عامِلَنا لیسَ بالشَّعِثِ و لا العَافِی، و یقال للشَّعَرِ إذا طال و وَفی عِفَاءٌ؛ قال زهیر: أَ ذلِكَ أَمْ أَجَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ، عَلَیْهِ، مِنْ عَقِیقَتِهِ، عِفاءُ؟ و ناقةٌ ذاتُ عِفَاءٍ: كثیرةُ الوَبَر. و عَفا شَعْرُ ظَهْرِ البعیرِ: كَثُرَ و طالَ فغَطَّی دَبَرَه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: هَلَّا سَأَلْت إذا الكَوَاكِبُ أَخْلَفَت، و عَفَتْ مَطِیَّة طالِبِ الأَنْسابِ فسره فقال: عَفَت أَی لم یَجِد أَحدٌ كریماً یرحلُ إلیه فعَطَّل مَطِیَّته فسَمِنت و كَثُر وَبَرُها. و أَرضٌ عَافِیَةٌ: لم یُرْعَ نَبْتُها فوَفَرَ و كثر. و عَفْوَةُ المَرْعَی: ما لم یُرْعَ فكان كثیراً. و عَفَتِ الأَرضُ إذا غَطَّاها النبات؛ قال حُمَیْد یصف داراً: عَفَتْ مثلَ ما یَعْفُو الطَّلِیحُ فأَصْبَحَتْ بها كِبریاءُ الصَّعْبِ، و هیَ رَكُوبُ یقول: غَطاها العشْبُ كما طَرَّ وَبَرُ البعیرِ و بَرَأَ دَبَرُه. و عَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قبل أَن یُسْتَقَی منه، و هو من الكثرة. قال اللیث: ناقةٌ عَافِیَةُ اللَّحْمِ كثیرةُ اللحم، و نوقٌ عَافِیَاتٌ؛ و قال لبید: بأَسْوُقِ عَافِیَاتِ اللحمِ كُوم و یقالُ: عَفُّوا ظَهْرَ هذا البعیرِ أَی دَعُوه حتی یَسْمَن. و یقال: عَفَا فلانٌ علی فلان فی العلمِ إذا زاد علیه؛ قال الراعی: إذا كان الجِراءُ عَفَتْ علیه أَی زادت علیه فی الجَرْیِ؛ و روی ابن الأَعرابی بیت البَعیث: بَعِید النَّوَی جالَتْ بإنسانِ عَیْنه عِفاءَةُ دَمْعٍ جالَ حتی تَحَدَّرا یعنی دَمْعاً كَثُرَ و عَفَا فسالَ. و یقال: فلانٌ یعفُو علی مُنْیةِ المتَمَنِّی و سؤالِ السائلِ أَی یزید عطاؤُه علیهما؛ و قال لبید: یَعْفُو علی الجهْدِ و السؤالِ، كما یَعْفُو عِهادُ الأَمْطارِ و الرَّصَد أَی یزیدُ و یَفْضُلُ. و قال اللیث: العَفْوُ أَحلُّ المالِ و أَطْیَبُه. و عَفْوُ كلِّ شی‌ءٍ: خِیارُه و أَجْوَدُه و ما لا تَعَب فیه، و كذلك عُفاوَتُه و عِفاوتُه. و عَفا الماءُ إذا لم یَطأْهُ شی‌ءٌ یُكَدِّرُه. و عَفْوةُ المالِ و الطعامِ و الشَّرابِ و عِفْوَتُه؛ بالكسر عن كراعٍ: خیاره و ما صفا منه و كَثُرَ، و قد عَفَا عَفْواً و عُفُوّاً. و‌فی حدیث ابن الزبیر أَنه قال للنابغة: أَمَّا صَفْوُ أَموالِنا فلآلِ الزُّبَیْرِ، و أما عَفْوُه فإن تَیْماً و أَسَداً تَشْغَلُه عنكَ.قال الحَرْبی: العَفْوُ أَحَلُّ المالِ و أَطیَبُه، و قیل: عَفْوُ المالِ ما یَفْضُلُ عن النَّفَقة؛ قال ابن الأَثیر: و كِلاهما جائزٌ فی اللغة،
لسان العرب، ج‌15، ص: 77
قال: و الثانی أشبَه بهذا الحدیث. و عَفْوُ الماءِ: ما فَضَل عن الشَّارِبَةِ و أُخذَ بغیرِ كُلْفةٍ و لا مزاحمة علیه. و یقال: عفَّی علی ما كان منه إذا أَصلَح بعد الفساد. أبو حنیفة: العُفْوَة، بضم العین، من كل النبات لَیِّنُه و ما لا مَؤُونة علی الراعیة فیه. و عَفْوة كلّ شی‌ء و عِفَاوتُه؛ عُفَاوتُه الضم عن اللحیانی: صَفْوُه و كثرَتُه، یقال: ذَهَبَتْ عِفْوَة هذا النَّبْت أَی لِینُه و خَیرُه؛ قال ابن بری: و منه قول الأَخطل: المانعینَ الماءَ حتی یَشْرَبوا عِفْواتِه، و یُقَسِّمُوه سِجالا و العِفَاوَةُ: ما یرفع للإِنسان من مَرَقٍ. و العَافِی: ما یُرَدُّ فی القِدْرِ من المَرَقةِ إذا اسْتُعِیرَتْ. قال ابن سیدة: و عَافِی القِدْرِ ما یُبْقِی فیها المُسْتَعِیر لمُعِیرِها؛ قال مُضَرِّس الأَسَدی: فلا تَسْأَلینی، و اسأَلی ما خَلِیقَتی، إذا رَدَّ عَافِی القِدْرِ مَن یَسْتَعیرُها قال ابن السكیت: عافی فی هذا البیت فی موضع الرَّفْع لأَنه فاعل، و مَن فی موضع النَّصْب لأَنه مفعول به، و معناه أَنَّ صاحبَ القِدرِ إذا نَزَلَ به الضَّیْفُ نَصَبَ لهم قِدْراً، فإذا جاءهُ مَنْ یستعیر قِدْرهُ فرآها منصوبَةً لهُم رجَعَ و لم یَطْلُبْها، و العَافِی: هو الضَّیْفُ، كأَنه یرُدُّ المُسْتَعِیر لارْتِدادِه دونَ قضاءِ حاجَته، و قال غیرُه: عَافِی القِدْرِ بقِیَّة المَرَقة یردُّها المستَعیرُ، و هو فی موضع النَّصْبِ، و كانَ وجه الكلام عافِیَ القدر فترَك الفتح للضرورة. قال ابن بری: قال ابن السكیت العَافِی و العَفْوَة و العِفَاوَة ما یَبْقَی فی أَسْفَلِ القِدْرِ من مَرَقٍ و ما اخْتَلَط به، قال: و موضِعُ عافِی رَفْعٌ لأَنه هو الذی رَدَّ المُسْتَعِیر، و ذلك لكلَب الزمان و كونه یمنَع إعارَة القِدْرِ لتِلك البَقِیَّة. و العِفَاوةُ: الشی‌ءُ یُرْفَع من الطَّعام للجاریة تُسَمَّنُ فَتُؤثَرُ به؛ و قال الكمیت: و ظَلَّ غُلامُ الحَیّ طَیّانَ ساغِباً، و كاعِبُهُم ذاتُ العِفاوَةِ أَسْغَبُ قال الجوهری: و العِفاوة، بالكسر، ما یُرْفَعُ من المَرَقِ أَوَّلًا یُخَصُّ به مَنْ یُكْرَم، و أَنشد بیت الكمیت أَیضاً، تقول منه: عَفَوْت له منَ المَرَق إذا غَرَفْتَ له أَوَّلًا و آثَرْتَهُ به، و قیل: العِفَاوَة، بالكسر، أَوّل المَرَقِ و أَجودُه، و العُفَاوَة، بالضم، آخِرهُ یردُّها مُسْتَعِیرُ القِدْرِ مع القِدْرِ؛ یقال منه: عَفَوْت القِدْرَ إذا تركت ذلك فی أَسفلها. و العِفاء، بالمدِّ و الكَسْر: ما كَثُر من الوَبَر و الرِّیشِ، الواحِدَةُ عِفاءَةٌ؛ قال ابن بری: و منه قول ساعدة بن جؤیة یصف الضبع: كمَشْیِ الأَفْتَلِ السَّارِی علیه عِفاءٌ، كالعَباءَةِ، عَفْشَلِیلُ و عِفَاءُ النَّعام و غیره: الریشُ الذی علی الزِّفِّ الصِّغار، و كذلك عِفاءُ الدِّیكِ و نحوه من الطیر، الواحدة عِفاءَةٌ، ممدودة. و ناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ، و لیست همزة العِفاءِ و العِفاءَةِ أَصْلِیَّة، إنما هی واو قلبتْ أَلِفاً فمُدَّت مثل السماء، أَصلُ مَدَّتِها الواو، و یقال فی الواحدة: سَماوَة و سَماءَة، قال: و لا یقال للرِّیشة الواحدة عِفَاءَةٌ حتی تكون كثیرة كَثیفة؛ و قال بعضُهم فی همزة العِفاء: إنَّها أَصلِیَّة؛ قال الأَزهری: و لیست همزتها أَصلیَّة عند النحویین الحُذَّاقِ، و لكنها همزةٌ ممدودة، و تصغیرها عُفَیٌّ. و عِفاءُ السَّحابِ: كالخَمْل فی وجْهِه لا یَكادُ یُخْلِفُ. و عِفْوَةُ الرجُل
لسان العرب، ج‌15، ص: 78
و عُفْوَتُه: شَعَر رَأْسِه. و عَفا المَنزِلُ یَعْفُو و عَفَت الدارُ و نحوُها عَفاءً و عُفُوّاً و عَفَّت و تَعَفَّت تَعَفِّیاً: دَرَسَت، یَتَعدَّی و لا یَتَعَدَّی، و عَفَتْها الرِّیحُ و عَفَّتْها، شدّد للمبالغة؛ و قال: أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ، باللِّوَی، لأَسماءَ عَفَّی آیَةُ المُورُ و القَطْرُ؟ و یقال: عَفَّی اللهُ علی أَثَرِ فلان و عَفَا الله علیه و قَفَّی الله علی أَثَرِ فلانٍ و قَفا علیه بمعنًی واحدٍ. و العُفِیُّ: جمع عافٍ و هو الدارسُ. و‌فی حدیث الزكاة: قد عَفَوْتُ عن الخَیل و الرَّقیقِ فأَدُّوا زَكَاةَ أَموالِكم‌أَی ترَكْتُ لكم أَخْذَ زكاتها و تجاوَزْت عنه، من قولهم عَفَت الریحُ الأَثَرَ إذا طَمَسَتْه و مَحَتْه؛ و منه‌حدیث أَم سلمة: قالت لعثمان، رضی الله عنهما: لا تُعَفِّ سبیلًا كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لَحَبَها‌أَی لا تَطْمِسْها؛ و منه‌الحدیث: تَعافَوُا الحُدُود فیما بینكم؛ أَی تجاوَزُوا عنها و لا تَرْفَعُوها إلی فإنی متی علمْتُها أَقَمْتُها. و‌فی حدیث ابن عباس: و سُئل عما فی أَموال أَهلِ الذِّمَّةِ فقال العَفْو‌أَی عُفِیَ لهم عَمَّا فیها من الصَّدَقَة و عن العُشْرِ فی غَلَّاتهم. و عَفا أَثَرهُ عَفاءً: هَلَك، علی المَثَل؛ قال زهیر یذكر داراً: تَحَمَّلَ أَهلُها منها فبانُوا، علی آثارِ مَن ذَهَبَ العَفَاءُ و العَفَاءُ، بالفتح: التُرابُ؛روی أَبو هریرة، رضی الله عنه، عن النبیِّ، صلی الله علیه و سلم، أنه قال: إذا كان عندك قوتُ یومِكَ فعَلی الدنیا العَفَاءُ.قال أَبو عبید و غیرُه: العَفَاءُ التراب، و أَنشد بیتَ زهیر یذكر الدارَ، و هذا كقولهم: علیه الدَّبارُ إذا دَعا علیه أَنْ یُدْبِرَ فلا یَرْجِع. و‌فی حدیث صفوانَ ابنِ مُحْرِزٍ: إذا دَخَلْتُ بَیْتی فأَكَلْتُ رغیفاً و شَرِبْتُ علیه ماءً فعَلی الدُّنْیا العَفاءُ.و العَفَاءُ: الدُّرُوس و الهَلاكُ و ذهاب الأَثَر. و قال اللیث: یقال فی السَّبِّ بِفیِهِ العَفَاءُ، و علیه العَفاءُ، و الذئبُ العَوّاءُ؛ و ذلك أَنَّ الذئب یَعْوِی فی إثْرِ الظاعِنِ إذا خَلَت الدار علیه، و أَما ما ورد‌فی الحدیث: إنَّ المُنافِقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِیَ كان كالبعیر عَقَلَه أَهلُه ثم أَرْسَلوه فلم یَدْرِ لِمَ عَقَلُوه و لا لِمَ أَرسَلوه؛ قال ابن الأَثیر: أُعْفِیَ المریض بمعنی عُوفِیَ. و العَفْوُ: الأَرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ و لیست بها آثارٌ. قال ابن السكیت: عَفْوُ البلاد ما لا أَثَرَ لأَحدٍ فیها بِمِلْكٍ. و قال الشافعی فی‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم من أَحْیا أَرْضاً میتَة فهی له: إنما ذلك فی عَفْوِ البلادِ التی لم تُمْلَكْ؛ و أَنشد ابن السكیت: قَبیلةٌ كَشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ، إنْ یَهْبِطُوا العَفْوَ لا یُوجَدْ لهم أَثَرُ قال ابن بری: الشِّعْر للأَخطَل؛ و قبله: إنَّ اللَّهازِمَ لا تَنْفَكُّ تابِعَةً، هُمُ الذُّنابَی و شِرْبُ التابِع الكَدَرُ قال: و الذی فی شعره: تَنْزُو النِّعاجُ علیها و هْی بارِكة، تَحْكی عَطاءَ سُویدٍ من بنی غُبَرا قبیلةٌ كشِراكِ النَّعْل دارجةٌ، إنْ یَهْبِطُوا عَفْوَ أَرضٍ لا تری أَثرَا قال الأَزهری: و العَفَا من البلاد، مقصورٌ، مثلُ العَفْو الذی لا ملْك لأَحد فیه. و‌فی الحدیث: أَنه أَقْطَعَ من أَرض المدینة ما كان عَفاً‌أَی ما لیس لأَحد فیه أَثَرٌ، و هو من عَفا الشی‌ءُ إذا دَرَس أو ما
لسان العرب، ج‌15، ص: 79
لیس لأَحد فیه مِلْكٌ، من عفا الشی‌ءُ یَعْفُو إذا صَفا و خلُص. و‌فی الحدیث: و یَرْعَوْن عَفَاها‌أَی عَفْوَها. و العَفْوُ و العِفْو و العُفْو و العَفا و العِفا، بقصرهما: الجَحشُ، و فی التهذیب: وَلَد الحِمار: و أَنشد ابن السكیت و المُفَصَّل لأَبی الطَّمحان حَنْظَلة بن شَرْقیِّ: بضَرْبٍ یُزیلُ الهامَ عن سَكِناتِه، و طَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ و الجمع أَعْفَاءٌ و عِفاءٌ و عِفْوةٌ. و العِفَاوَة، بكسر العین: الأَتانُ بعَینِها؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو زید: یقال عِفْوٌ و ثلاثة عِفَوَةٍ مثلُ قِرَطَةٍ، قال: و هو الجَحْشُ و المُهْرُ أَیضاً، و كذلك العِجَلَة و الظِّئَبة جمع الظَّأْبِ، و هو السلْفُ. أَبو زید: العِفَوَةُ أَفْتاءُ الحُمُر، قال: و لا أَعلم فی جمیع كلام العرب واواً متحركة بعد حرف متحرك فی آخر البناء غیرَ واوِ عِفَوَةٍ، قال: و هی لغة لقَیس، كَرهُوا أَن یقولوا عفاة فی موضع فِعَلة، و هم یریدون الجماعة، فتَلْتَبس بوُحْدانِ الأَسماء، و قال: و لو تكَلَّف متكَلِّف أَن یَبنیَ من العفو اسماً مفْرداً علی بناء فِعَلة لقال عِفاة. و‌فی حدیث أبی ذرّ، رضی الله عنه: أَنه ترك أَتانَیْن و عِفْواً؛ العفْو، بالكسر و الضم و الفتح: الجَحْش، قال ابن الأَثیر: و الأُنثی عُفْوة و عِفْوَة. و معافًی: اسم رجل؛ عن ثعلب.

عقا؛ ج15، ص: 79

: العَقْوةُ و العَقَاةُ: الساحة و ما حوْلَ الدارِ و المَحَلَّة، و جمعُهما عِقَاءٌ. و عَقْوَةُ الدار: ساحَتُها؛ یقال: نَزَل بعَقْوَته، و یقال: ما بِعَقْوةِ هذه الدَّار مثل فلانٍ، و تقول: ما یَطُورُ أَحد بعَقْوَة هذا الأَسدِ، و نَزَلَت الخیلُ بعَقْوَة العَدُوِّ. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: المؤمنُ الذی یأْمَنُ مَن أَمْسی بعَقْوتِه؛ عَقْوَةُ الدارِ حَوْلَها و قریباً منها. و عَقَا یَعْقُو و اعْتَقَی: احْتَفَرَ البئر فأَنْبَطَ من جانبها. و الاعْتِقَاء: أَن یأْخذَ الحافِرُ فی البئر یمنَةً و یَسْرَةً إذا لم یُمكِنُه أَن یُنْبِطَ الماءَ من قَعْرِها، و الرجلُ یحفرُ البئرَ فإذا لم یُنْبِطِ الماءَ من قَعْرها اعْتَقَی یَمْنَةً و یَسْرَةً. و اعْتَقَی فی كلامه: استَوْفاه و لم یَقْصِدْ، و كذلك الأَخذ فی شُعَبِ الكلامِ، و یَشْتَقُّ الإِنسانُ الكلامَ فیَعْتَقِی فیه، و العَاقِی كذلك، قال: و قَلَّما یقولون عَقَا یَعْقُو؛ و أَنشد لبعضهم: و لقد دَرِبْتُ بالاعتِقَاءِ و الاعْتقامِ، فنِلْت نُجْحَا و قال رؤبة: بشَیْظَمِیٍّ یفهمُ التَّفهیما، و یَعْتَقِی بالعُقَمِ التَّعْقیما و قال غیره: معنی قوله: و یَعْتَقِی بالعُقَمِ التَّعْقیما معنی یعْتَقِی أی یحبِسُ و یمنَع بالعُقَم التَّعْقیمَ أَی بالشرِّ الشرَّ. قال الأَزهری: أَما الاعْتقام فی الحَفْر فقد فسرناه فی موضعه من عَقَم، و أَما الاعْتِقَاء فی الحفر بمعنی الاعتقامِ فما سمعتُه لغیر اللیث؛ قال ابن بری البیت: بشُطَسِیٍّ یفهم التَّفْهیما قال: و یَعْتَقِی یَرُدُّ أَی یردُّ أَمر من عَلا علیه، قال: و قیل التعقیمُ هنا القَهْرُ. و یقال: عَقَّ الرجلُ بسَهْمِه إذا رَمی به فی السماء فارتَفع، و یُسَمَّی ذلك السهمُ العَقیقة. و قال أَبو عبیدة: عَقَّی الرامی بسهمِه فجعله من عَقَّق. و عَقَّی
لسان العرب، ج‌15، ص: 80
بالسهم: رَمی به فی الهواء فارتفع، لغة فی عَقَّه؛ قال المُتَنَخَّل الهذلی: عَقَّوا بسَهْمٍ فلم یَشْعُرْ به أَحدٌ، ثم اسْتَفاؤُوا و قالوا: حَبَّذا الوَضَحُ یقول: رَمَوْا بسهمٍ نحو الهواءِ إِشْعاراً أَنهم قد قَبِلوا الدِّیة و رَضُوا بها عِوَضاً عن الدَّمِ، و الوَضَحُ اللَّبَن أَی قالوا حَبَّذا الإِبل التی نأْخُذُها بدَلًا من دَمِ قَتِیلنا فنشرَبَ أَلْبانَها، و قد تَقَدَّم ذلك. و عَقَا العَلَمُ، و هو البَنْدُ: عَلا فی الهواء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و هْوَ، إذا الحَرْبُ عَقَا عُقَابُهُ، كُرْهَ اللِّقاء تَلْتَظی حِرابُهُ ذكّر الحَرْب علی معنی القِتال، و یروی: عَفَا عُقابُه أَی كثُر. و عَقَّی الطائِرُ إذا ارْتَفَع فی طَیَرانه. و عَقَّتِ العُقاب: ارْتَفَعَت، و كذلك النَّسْر. و المُعَقِّی: الحائِمُ علی الشی‌ء المُرْتَفِعُ كما تَرْتَفِعُ العُقابُ، و قیل: المُعَقِّی الحائِمُ المُسْتَدِیرُ من العِقْبَان بالشی‌ء. و عَقَّتِ الدَّلْوُ إذا ارْتَفَعت فی البِئْر و هی تَسْتَدیرُ؛ و أَنشد فی صفة دلو: لا دَلْوَ إلَّا مِثْلُ دَلْوِ أُهْبانْ، واسِعَة الفَرْغ أَدِیمانِ اثْنانْ مما تَبَقَّی من عُكاظِ الرُّكْبانْ، إذا الكُفاةُ اضطَجَعُوا للأَذْقانْ «4» عَقَّت كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ، بها فَنَاهِبْ كلَّ ساقٍ عَجْلانْ عقَّتْ أَی حامَتْ، و قیل: ارْتَفَعتْ، یعنی الدَّلْوَ، كما تَرْتَفِعُ العُقابُ فی السماء، قال: و أَصله عَقَّقَتْ، فلمَّا توالَتْ ثلاثُ قافَاتٍ قُلِبت إحداهنَّ یاءً؛ كما قال العجاج: تَقَضِّیَ البازی إذا البازی كَسَرْ و مثله قولهم: التظَنِّی من الظَّنّ و التَّلَعِّی من اللُّعاعَةِ، قال: و أَصل تَعْقِیَةِ الدَّلْوِ من العَقِّ و هو الشَّقُّ؛ أَنشد أَبو عمرو لعَطاءٍ الأَسَدی: و عَقَّتْ دَلْوُهُ حینَ اسْتَقَلَّت بما فیها، كَتَعْقِیَةِ العُقابِ و اعْتَقَی الشی‌ءَ و عَقَاه: احْتَبَسَه، مقلوب عن اعْتاقَه؛ و منه قول الراعی: صَباً تَعْتَقِیها تارَةً و تُقِیمُها و قال بعضهم: معنی تَعْتَقیها تُمْضِیها، و قال الأَصمعی: تَحْتَبِسُها. و الاعْتِقاءُ: الاحْتِباسُ، و هو قَلْبُ الاعْتِیَاق؛ قال ابن بری: و منه قول مزاحم: صَباً و شَمالًا نَیْرَجاً یَعْتَقِیهما أَحایین نَوْبات الجَنُوبِ الزَّفازِف و قال ابن الرقاع: و دُونَ ذلِكَ غُولٌ یَعْتَقِی الأَجَلا و قالوا: عَاقٍ علی تَوَهُّمِ عَقَوْتُه. الجوهری: عَقَاه یَعْقُوه إذا عاقَه، علی القَلْب، و عاقَنی و عاقانی و عَقَانی بمعنًی واحدٍ؛ و أَنشد أَبو عبید لذی الخِرَقِ الطُّهَوی: أَ لَمْ تَعْجَبْ لذِئْبٍ باتَ یَسْری لیُؤْذِنَ صاحِبًا لهُ باللَّحاقِ حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتی عَناقًا، و ما هِیَ، ویْبَ غَیْرِكَ بالعَناقِ
(4). قوله [الكفاة] هكذا فی الأصل، و فی كثیر من المواد: السقاة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 81
و لَوْ أَنی رَمَیْتُكَ من قَریبٍ، لعَاقَك عن دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ و لكنِّی رَمَیتُك من بَعِیدٍ، فلَمْ أَفْعَلْ و قدْ أَوهَتْ بساقی علیكَ الشاءَ شاءَ بنی تَمِیمٍ، فعَافِقْهُ فإنَّكَ ذو عِفاقِ أراد بقوله عاقِ عائِقٌ فقَلَبه، و قیل: هو علی توهم عَقَوْتُه. قال الأَزهری: یجوز عاقَنی عنْك عائِقٌ و عَقانی عنكَ عاقٍ بمعنًی واحد علی القَلْب؛ و هذا الشعر اسْتَشْهد الجوهری بقوله: و لو أَنی رمیتك من قریبٍ و قال فی إیراده: و لو أَنی رمیتك من بَعیدٍ، لعاقَك. قال ابن بری و صواب إنشاده: و لو أَنیَ رَمَیْتُك من قَریبٍ، لعَاقَك عن دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ كما أَوردناه. و عَقَا یَعْقُو و یَعْقِی إذا كَرِه شیئاً. و العَاقِی: الكارِهُ للشی‌ء. و العِقْیُ، بالكسر: أولُ ما یَخْرُجُ من بَطْن الصَّبی یَخْرَؤُه حین یولد إذا أَحْدَثَ أَولَ ما یُحْدِثُ؛ قال الجوهری: و بعد ذلك ما دام صغیراً. یقال فی المثل: أَحْرَصُ من كَلْبٍ علی عِقْیِ صَبیٍّ؛ و هو الرَّدَجُ من السَّخْلة و المُهْر. قال ابن شمیل: الحُوَلاءُ مضمَنة لما یَخْرُجُ من جَوْف الوَلد و هو فیها، و هو أَعْقَاؤه، و الواحد عِقْیٌ، و هو شی‌ء یخرُج من دُبُره و هو فی بطنِ أُمّه أَسْودُ بَعْضِه و أَصْفَرُ بَعْضٍ، و قد عَقی یَعْقِی یَعنی الحُوارَ إذا نُتِجَتْ أُمُّه، فما خرج من دُبُره عِقْیٌ حتی یأْكل الشَّجَر. و‌فی حدیث ابن عباس و سُئل عن امْرَأَةٍ أَرضعَت صَبیاً رَضْعةً فقال: إذا عَقَی حَرُمَت علیه المرأَةُ و ما ولَدَتْ، العِقْیُ: ما یَخْرُج من بَطْنِ الصَّبیِّ حین یُولَدُ أَسودُ لزجٌ كالغِراءِ قبلَ أَن یَطْعَم، و إنما شرطَ العَقْیَ لیُعْلم أَن اللبَن قد صارَ فی جَوفه و لأَنْه لا یَعْقی من ذلك اللَّبنِ حتی یصیر فی جوفه؛ قال ابن سیدة: و هو كذلك من المُهْر و الجَحْشِ و الفَصیل و الجَدْی، و الجمع أَعْقَاءٌ، و قد عَقَی المَوْلُودُ یَعْقِی من الإِنْس و الدوابِّ عَقْیاً، فإذا رَضَع فما بعد ذلك فهو الطَّوْفُ. و عَقَّاه: سَقاه دواءً یُسْقِط عِقْیَه. یقال: هل عَقَّیْتُم صبیَّكُم أَی سقَیتُموه عَسَلًا لیَسْقُط عِقْیُه. و العِقْیانُ: ذهبٌ ینبتُ نَباتاً و لیس مما یُستَذابُ و یُحصَّلُ من الحجارة، و قیل: هو الذَّهبُ الخالصُ. و‌فی حدیث علیٍّ: لو أَراد الله أَن یَفْتَحَ علیهم مَعادن العِقْیَان؛ قیل: هو الذَّهَب الخالصُ، و قیل: هو ما ینبُتُ منه نَباتاً، و الأَلف و النون زائدتان. و أَعْقَی الشی‌ءُ یُعْقِی إِعْقَاء: صار مُرّاً، و قیل: اشْتَدَّتْ مَرارَتُه. و یقال فی مَثلٍ: لا تكُنْ مُرًّا فتُعْقِیَ و لا حُلْواً فتُزْدَرَدَ، و یقال: فتُعْقَی، فمن رواه فتُعْقِیَ علی تُفْعِل فمعناه فتَشْتَدَّ مرارَتُك، و من رواه فتُعْقَی فمعناه فتُلْفَظَ لمرارَتِكَ. و أَعْقَیْتُ الشی‌ء إذا أَزَلْته من فیك لِمَرارَتِه، كما تقولُ: أَشْكَیْتُ الرجلَ إذا أَزَلْتَه عما یَشْكُو. و فی النوادر: یقال ما أَدْری مِنْ أَیْنَ عُقِیَت و لا من أَیْنَ طُبِیت، و اعْتُقِیَت و اطُّبِیت، و لا مِنْ أَیْنَ أُتِیت و لا مِنْ أَیْنَ اغْتُیِلْت بمعنی واحد. قال الأَزهری: وجه الكلام اغْتِلْت. و بَنُو العِقْیِ: قبیلةٌ و هُم العُقَاةُ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 82‌

عكا؛ ج15، ص: 82

: العُكْوَة: أَصلُ اللِّسانِ، و الأَكثر العَكَدَة. و العَكْوَة: أَصلُ الذَّنَب، بفتح العین، حیثُ عَرِیَ من الشَّعَر من مَغْرِز الذَّنَب، و قیل فیه لغتان: عَكْوَة [عُكْوَة، و جمعها عُكیً و عِكَاءٌ؛ قال الشاعر: هَلَكْتَ، إن شَرِبْتَ فی إكْبابها، حتَّی تُوَلِّیك عُكَی أَذْنابِها قال ابن الأَعرابی: و إذا تَعَطَّف ذَنَبُه عند العَكْوَة و تعَقَّد قیلَ بَعِیرٌ أَعْكَی. و یقال: بِرْذَوْنٌ مَعْكُوٌّ؛ قال الأَزهری: و لو استعْمِل الفعلُ فی هذا لقِیل عَكِیَ یَعْكَی فهو أَعْكَی، قال: و لم أَسْمَعْ ذلك. و عَكَا الذَّنَبَ عَكْواً: عَطَفَه إلی العُكْوة و عَقَده. و عَكَوْتُ ذَنَبَ الدابةِ، و عَكَی الضَّبُّ بذَنَبِه: لواه، و الضَّبُّ یَعْكُو بذَنَبِه یَلْویه و یَعْقِدُه هنالك. و الأَعْكَی: الشدید العُكْوة. و شاةٌ عَكْواءُ: بیضاءُ الذَّنَبِ و سائِرُها أَسْودُ و لا فِعْلَ له و لا یكون صفةً للمذكَّر، و قیل: الشاةُ التی ابْیَضَّ مؤَخَّرُها و اسْودَّ سائرُها. و عُكْوَةُ كلِّ شی‌ءٍ: غِلَظُه و مُعْظَمُه. و العُكْوَة: الحُجْزة الغَلِیظة. و عَكا بإزاره عَكْواً: أَعْظَم حُجْزَتَه و غَلَّظها. و عَكَت الناقةُ و الإِبل تَعْكُو عَكْواً: غَلُظَت و سَمِنَتْ من الربیع و اشتَدَّتْ من السِّمَنِ. و إبلٌ مِعْكَاءٌ: غَلِیظة سَمینة ممتلئة، و قیل: هی التی تَكْثُر فیكونُ رأْس ذا عند عُكْوَة ذا؛ قال النابغة: الواهِب المائَةَ المِعْكاءَ زَیَّنَها السَّعدانُ یُوضح فی أَوْبارِها اللِّبَدِ «5» ابن السكیت: المِعْكَاءُ، علی مِفْعالٍ، الإِبلُ المجتمعة، یقال: مائة مِعْكَاءٌ، و یُوضِحُ: یُبَیِّنُ فی أَوْبارِها إذا رُعِیَ فقال المائةَ المِعْكَاءَ أَی هِی الغِلاظُ الشِّداد، لا یثنّی و لا یجمع؛ قال أَوس: الواهِب المائةَ المِعْكَاءَ یَشْفَعُها، یَومَ الفِضالِ، بأُخْرَی، غیر مجْهُود و العَاكِی: الشادُّ، و قد عَكا إذا شَدَّ، و منه عَكْوُ الذَّنَبِ و هو شَدُّه. و العُكْوَةُ: الوَسَط لغِلَظِه. و العاكی: الغَزَّالُ الذی یبِیع العُكَی، جمع عُكْوَة، و هی الغَزْلُ الذی یَخْرُج من المِغْزَلِ قبلَ أَن یُكَبَّبَ علی الدُّجاجة، و هی الكُبَّة. و یقال: عَكَا بإزارِه یَعْكُو عُكِیّاً أَغْلَظَ مَعْقِدَه، و قیل: إذا شَّده قالِصاً عن بَطْنِه لئَلَّا یَسْتَرْخِیَ لِضِخَمِ بطنه؛ قال ابن مقبل: شُمٌّ مَخامِیضُ لا یَعْكون بالأُزُرِ یقول: لیسوا بِعظام البطون فیرفعوا مآزِرَهُم عن البطونِ و لكنهم لِطافُ البطون. و قال الفراء: هو عَكْوانُ من الشَّحْمِ، و امرأَة مُعَكِّیةٌ. و یقال: عَكَوْتُه فی الحدید و الوَثاقِ عَكْواً إذا شَدَدْتَه؛ قال أُمَیَّة یذكر مُلْك سلیمان: أَیُّما شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ، ثم یُلْقی فی السِّجنِ و الأَغْلالِ و الأَعْكَی: الغلِیظُ الجَنْبَین؛ عن ثعلب، فأَمَّا قول ابنةِ الخُسِّ حین شاوَرَ أَبوها أَصحابه فی شِراءِ فَحْلٍ: اشْتَرِهِ سَلْجَمَ اللَّحْییَنِ أَسْحَجَ الخَدَّیْن غائرَ العَیْنَین أَرْقَبَ أَحْزَمَ أَعْكَی أَكْوَمَ، إنْ عُصِیَ غَشَمَ و إن أُطِیعَ اجْرَنْثَمَ؛ فقد یكونُ الغَلِیظَ العُكْوةِ التی هی أَصلُ الذَّنَبِ، و یكونُ الغَلِیظَ الجَنْبَین و العَظیمَ الوَسَط، و الأَحْزَمُ و الأَرْقَبُ و الأَكْوَمُ كلٌّ مذكور فی موضعه. و العَكْوَةُ و العُكْوَةُ جمیعاً: عَقَبٌ یُشَقُّ ثم یُفتَل فَتْلَین
(5). فی روایة دیوان النابغة: تُوضِحُ بدل یُوضِح، و هو اسم موضع.
لسان العرب، ج‌15، ص: 83
كما یُفْتَلُ المِخراقُ. و عَكَاهُ عَكْواً: شدَّه. و عَكَّی علی سیفه و رُمحِه: شدَّ علیهما عِلْباءً رَطْباً. و عَكا بخُرْئِه إذا خرَج بعضُه و بَقِی بَعضٌ. و عَكَّی: مات. قال الأَزهری: یقال للرجل إذا ماتَ عَكَّی و قَرضَ الرِّباطَ. و العَاكِی: المَیّت. و عَكَّی الدخانُ: تَصَعَّد فی السماءِ؛ عن أبی حنیفة. و ذكر فی ترجمة كعی: الأَعْكَاءُ العُقَد. و عَكَا بالمكان: أَقَامَ. و عَكَتِ المرأَة شَعَرَها إذا لم تُرْسِلْه، و ربما قالوا: عَكَا فلان علی قومه أَی عَطَف، مثلُ قولِهِم عَكَّ علی قَوْمِه. الفراء: العَكِیُّ من اللَّبن المَحْضُ. و العَكِیُّ من أَلْبَانِ الضَّأْنِ: ما حُلِبَ بعضُه علی بعضٍ، و قال شمر: العَكِیُّ الخاثِر؛ و أَنشد للراجز: تَعَلَّمَنْ، یا زیدُ یا ابنَ زَیْنِ، لَأُكْلَةٌ من أَقِطٍ و سَمْنِ، و شَرْبَتانِ من عَكِیِّ الضأْنِ، أَحْسَنُ مَسّاً فی حَوایا البَطْنِ من یَثْرَبِیَّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ، یَرْمی بها أَرْمی من ابنِ تِقْنِ قال شمر: النِّیُّ من اللَّبَنِ ساعَة یُحْلَب، و العَكِیُّ بعد ما یَخْثُر، و العَكِیُّ وَطْبُ اللَّبن.

علا؛ ج15، ص: 83

: عُلْو كلّ شی‌ء و عِلْوه و عَلْوُه و عُلاوَتُه و عَالِیه و عالِیَتُه: أَرْفَعُه، یَتَعَدَّی إلیه الفعلُ بحَرْف و بغیر حَرْف كقولك قَعَدْتُ عُلْوه و فی عُلْوِه. قال ابن السكیت: سِفْلُ الدار و عِلْوُها و سُفْلُها و عُلْوُها، و علا الشی‌ءُ عُلُوًّا فهو عَلِیٌّ، و عَلِیَ و تَعَلَّی؛ و قال بعض الرُّجَّاز: و إنْ تَقُلْ: یا لَیْتَه اسْتَبلَّا مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه و بَلَّا، تَقُلْ لأَنْفَیْهِ و لا تَعَلَّی و‌فی حدیث ابن عباس: فإذا هو یَتَعَلَّی عنِّی‌أَی یَتَرَفَّع علیَّ. و عَلاه عُلُوّاً و اسْتَعْلاه و اعْلَوْلاه، و عَلا به و أَعْلاهُ و عَلَّاهُ و عَالاه و عَالَی به؛ قال: كالثِّقْلِ إذ عَالَی به المُعَلِّی و یقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِیَه یَعْلُوه عُلُوّاً، و عَلا فلان فلاناً إذا قَهَرَه. و العَلِیُّ: الرَّفیعُ. و تَعَالَی: تَرَفَّع؛ و قول أبی ذؤیب: عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفیِّ، و عُرِّیَتْ نِصالُ السُّیوفِ تَعْتَلِی بالأَماثِلِ تَعْتَلی: تَعْتَمِد، و عدّاه بالباء لأَنه فی معنی تَذهَب بهم. و أَخذَه من عَلِ و من عَلُ؛ قال سیبویه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حین قالوا ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، و قالوا: من عَلا و عَلْوُ، و من عالٍ و مُعالٍ؛ قال أَعْشی باهِلَة: إنِّی أَتَتْنی لِسانٌ لا أُسَرُّ بها، مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، و لا سَخَرُ و یُرْوَی: من عَلْوِ و عَلْوَ أَی أَتانی خَبرٌ من أَعْلی؛ و أَنشد یعقوب لدُكَیْن بنِ رجاءٍ فی أَتیتُه من عالٍ: یُنْجِیِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ، وَقْعُ یَدٍ عَجْلی و رِجْلٍ شِمْلالْ، ظَمأَی النَّسَا مِنْ تَحْتُ رَیَّا منْ عالْ یعنی فرساً؛ و قال ذو الرمَّة فی مِن مُعال: فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلالِ جَذْبُ العُریَ و جِرْیةُ الجِبالِ، و نَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعالِ
لسان العرب، ج‌15، ص: 84
أَراد فَرَّج عن جَنِین الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، یعنی حَلَق الرحِمِ، سَیرُنا، و قیل: رَمَی به من عَلِ الجبَل أَی من فَوْقِه؛ و قول العجلی: أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِیضٌ مِن عَلِی إنما هو محذوف المضاف إلیه لأَنه معرفة و فی موضِع المبنِیِّ علی الضمّ، أَ لا تراه قابَل به ما هذه حالُه و هو قوله: مِنْ تَحْتُ، و ینبغی أَن تُكْتَب عَلی فی هذا الموضِع بالیاء، و هو فَعِلٌ فی معنی فاعِلٍ، أَی أَقَبُّ من تحتِه، عریضٌ من عالِیه: بمعنی أَعْلاه. و العَالِی و السافلُ: بمنزلة الأَعْلی و الأَسْفل؛ قال: ما هو إلا المَوتُ یَغْلی غالِیهْ مُخْتَلِطاً سافِلُه بعَالِیَهْ، لا بُدَّ یوماً أَنَّنی مُلاقِیه و قولهم: جئتُ من عَلُ أَی من أَعْلی كذا. قال ابن السكیت: یقال أَتَیْته مِنْ عَلُ، بضم اللام، و أَتَیته من عَلُو، بضم اللام و سكون الواو، و أَتیته مِن عَلِی بیاء ساكنة، و أَتیته من عَلْوُ، بسكون اللام و ضم الواو، و من عَلْوَ و من عَلْوِ. قال الجوهری: و یقال أَتیتُه من عَلِ الدارِ، بكسر اللام، أَی من عالٍ؛ قال إمرؤ القیس: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً، كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّیلُ من عَلِ و أَتیتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم: باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا، نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا و أَتَیْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد یعقوب لعَدِیّ بن زید: فی كِناسٍ ظاهِرٍ یَسْتُرُه، من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ و أَما قول أَوس: فَمَلَّكَ باللِّیطِ الذی تحتَ قِشْرِها، كغِرْقئِ بَیْضٍ كَنَّه القَیْضُ مِنْ عَلُو فإن الواو زائدة، و هی لإِطلاقِ القافیة و لا یجوزُ مثلُه فی الكلام. و قال الفراء فی قوله تعالی: عٰالِیَهُمْ ثِیٰابُ سُندُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عٰالِیَهُمْ بفتح الیاء، و عَالِیهِم بسكونها، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم، قال: و العرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فیَنْصِبون داخلَ لأَنه محَلٌ، فعالِیَهُم من ذلك، و قال الزجاج: لا نعرف عالِیَ فی الظروف، قال: و لعلَّ الفراء سمع بِعالی فی الظروف، قال: و لو كان ظرفاً لم یَجُزْ إسكان الیاء، و لكنه نَصَبه علی الحال من شیئین: أَحدُهما من الهاء و المیم فی قوله تعالی: یَطُوفُ عَلَیْهِمْ، ثم قال: عٰالِیَهُمْ ثِیٰابُ سُندُسٍ؛ أی فی حالِ عُلُوِّ الثیاب إیاهم، قال و یجوز أن یكون حالًا من الوِلْدان، قال: و النصب فی هذا بَیِّنٌ، قال: و من قرأَ عالِیهِم فرفْعُه بالابتداء و الخبر ثِیٰابُ سُندُسٍ، قال: و قد قرئ عالِیَتَهُمْ، بالنصب، و عالِیَتُهم، بالرفع و القراءة بهما لا تجوز لخلافهما المصحف، و قرئ: عَلَیْهم ثیابُ سندس، و تفسیر نصب عالِیَتَهُم و رفعها كتفسیر عٰالِیَهُمْ و عالِیهم. و المُسْتَعْلِی من الحروف سبعة و هی: الخاءُ و الغین و القاف و الضاد و الصاد و الطاء و الظاء، و ما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، و معنی الاسْتِعْلاء أَن تَتَصَعَّد فی الحَنَك الأَعلی، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، و أَما الخاء و الغینُ و القاف فلا إطباق مع استعلائها. و العَلاءُ: الرِّفْعَة. و العلاءُ: اسم سُمِّیَ بذلك، و هو معرفة بالوضع دون اللام، و إنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل و كونه علَماً مراعاةً لمذهب الوصف فیها قبلَ النَّقْلِ، و یدلُّ علی تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَبو
لسان العرب، ج‌15، ص: 85
عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوینَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابناً مضافٌ إلی العَلَم، فجرَی مَجْرَی قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، و لو كان العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوین كما تُثْبته مع ما تعرَّف باللام، نحو جاءَنی أَبو عمرٍ و ابن الغُلامِ و أَبو زیدٍ ابنُ الرجلِ، و قد ذهَب عَلاءً و عَلْواً. و عَلا النهارُ و اعْتَلَی و اسْتَعْلَی: ارْتَفَعَ. و العُلُوُّ: العَظَمة و التَّجَبُّر. و قال الحسن البصری و مسلم البَطِین فی قوله تعالی: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِینَ لٰا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لٰا فَسٰاداً؛ قال: العُلُو التكبُّر فی الأَرض، و‌قال الحسن: الفَسادُ المَعاصی، و‌قال مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغیر حق، و قال تعالی: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلٰا فِی الْأَرْضِ؛ جاء فی التفسیر أَن معناه طَغَی فی الأَرض. یقال: عَلا فلانٌ فی الأَرض إذا اسْتَكْبَرَ و طَغَی. و قوله تعالی: وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً؛ معناه لَتَبْغُنّ و لَتَتَعَظَّمُنّ. و یقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَلا و تَعَظَّمَ. و اللهُ عز و جل هو العَلِیّ المُتَعَالِی العَالِی الأَعْلَی ذُو العُلا و العَلاء و المَعَالِی، تَعالی عَمَّا یقول الظالمون عُلُوّاً كبیراً، و هو الأَعْلی سبحانه بمعنی العالی، و تفسیر تَعالَی جلَّ و نَبَا عن كلِّ ثناءٍ فهو أَعظم و أَجلُّ و أَعْلی مما یُثنی علیه لا إله إلا الله وحده لا شریك له؛ قال الأَزهری: و تفسیر هذه الصفات لله سبحانه یَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِیُّ الشریف فَعِیل من عَلا یَعْلُو، و هو بمعنی العالِی، و هو الذی لیس فوقه شی‌ء. و یقال: هو الذی عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته. و أَما المُتَعَالی: فهو الذی جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِین و تَنَزَّه عن وَساوس المتحیِّرین، و قد یكون المُتَعَالِی بمعنی العالی. و الأَعْلَی: هو الله الذی هو أَعْلی من كل عالٍ و اسمه الأَعْلی أَی صفته أَعْلی الصفات، و العَلاءُ: الشرفُ، و ذو العُلا: صاحب الصفات العُلا، و العُلا: جمع العُلْیا أَی جمع الصفة العُلیا و الكلمة العلْیا، و یكون العُلی جمع الاسم الأَعْلی، و صفةُ الله العُلْیا شهادةُ أَنْ لا إله إلا الله، فهذه أَعلی الصفات، و لا یوصف بها غیر الله وحده لا شریك له، و لم یزل الله عَلِیّاً عالیاً متعالیاً، تعالی اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِین، و هو العَلیُّ العظیم. و عَلا فی الجبَل و المَكان و علی الدابَّةِ و كلِّ شی‌ء و عَلاهُ عُلُوّاً و اسْتَعْلاه و اعْتَلاه مثلُه، و تَعَلَّی أَی عَلا فی مُهْلة. و عَلِیَ، بالكسر، فی المَكارِم و الرِّفْعة و الشَّرَف یَعْلَی عَلاءً، و یقال أَیضاً: عَلا، بالفتح، یَعْلی؛ قال رؤبة فَجَمَع بین اللغتین: لَمَّا عَلا كَعْبُك لی عَلِیتُ، دَفْعك دَأْدانی و قد جَوِیتُ «1» قال ابن سیدة: كذا أَنشده یعقوب و أَبو عبید: عَلا كَعْبُك لی؛ و وجهه عندی عَلا كَعْبُكَ بی أَی أَعْلانی، لأن الهمزة و الباء یَتَعاقبان، و حكی اللحیانی عَلا فی هذا المعنی. و یقال: فلان تَعْلو عنه العَینُ بمعنی تَنْبو عنه العَین، و إذا نَبا الشی‌ءُ عن الشی‌ء و لم یَلْصَقْ به فقد عَلا عنه. و‌فی الحدیث: تَعْلُو عنهُ العین‌أَی تَنْبو عنه و لا تَلْصَق به؛ و منه‌حدیث النجاشی: و كانوا بِهِمْ أَعْلَی عَیْناً‌أَی أَبصَرَ بهم و أَعْلَم بحالِهِم. و‌فی حدیث قیلة: لا یزالُ كعْبُكِ؛ عالِیاً أَی لا تزالِین شریفة مرتَفِعة علی من یعادِیكِ.و‌فی حدیث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ فی المِرْكَنِ ثم تَخْرُج و هی عَالِیَة الدَّمِ‌أَی یَعْلُو دَمُها الماءَ. و اعْلُ علی الوِسادة أَی اقْعُد علیها، و أَعْلِ عنها أَی انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإِیادیّ لامرَأة من العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها:
(1). قوله [دأدانی و قد جویت] هكذا فی الأَصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 86
فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّنی بصَدْرِكَ؟ لا تُغْنی فَتِیلًا و لا تُعْلی أَی لا تَنْزِل و أَنت عاجزٌ عن الإِیلاجِ. و عالِ عنِّی و أَعْلِ عَنِّی: تَنَحَّ. و عالِ عَنَّا أَی اطْلُبْ حاجَتك عندَ غیرنا فإِنَّا نَحْن لا نَقْدِرُ لك علیها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلی مَن سِوانا. و‌فی حدیث ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلی علی مُذَمَّر أَبی جَهْل قال أَعْلِ عَنِّجْ‌أَی تَنَحَّ عنی، و أَراد بِعَنِّجْ عنی، و هی لغة قوم یقلبون الیاء فی الوَقْف جیماً. و عالِ علیَّ أَی احْمِلْ؛ و قول أُمیَّة بن أَبی الصَّلْت: سَلَعٌ مَّا، و مِثْلُه عُشَرٌ مَّا عائِلٌ مَّا، و عالَتِ البَیْقُورا أَی أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ من السَّلَع و العُشَر. و رجل عَالِی الكَعْبِ: شریفٌ ثابتُ الشَرف عالی الذِّكْر. و‌فی حدیث أُحدٍ: قال أَبو سفیان لمَّا انْهزَم المسلمون و ظَهروا علیهم: اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضی الله عنه: اللهُ أَعْلی و أَجَلّ، فقال لعُمَر: أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قریشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْرٍ عمَد إِلی سَهْمَیْن فكَتَب علی أَحدِهما نَعَمْ، و علی الآخر لا، ثم یتَقَدَّم إِلی الصَّنَم و یُجِیلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم، و إِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، و كان أَبو سفیان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِلی أُحدٍ اسْتَفْتی هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك‌قوله لعُمَر، رضی الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ‌أَی تَجافَ عَنْها و لا تَذْكُرْها بسُوءٍ، یعنی آلهَتَهم. و‌فی حدیثٍ: الیَدُ العُلْیا خَیْرٌ من الیَدِ السُّفْلی، العُلْیا المَتَعَفِّفة و السُّفْلی السائلة؛ روی ذلك عن ابن عمر، رضی الله عنهما، و‌رُوِیَ عنه أَنها المُنْفِقة، و قیل: العُلْیا المُعْطِیَة و السُّفْلی الآخِذة، و قیل: السُّفْلی المانِعة. و المَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهری: المَعْلاة مَكْسَبُ الشَّرَف، و جمعها المَعالی. قال ابن بری: و یقال فی واحدة المَعالی مَعْلُوَة. و رَجُلٌ عَلِیٌّ أَی شریف، و جمعه عِلْیةٌ. یقال: فلان مِنْ عِلْیَة الناس أَی من أَشرافهم و جِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو یاءً لضعف حَجْز اللام الساكنة، و مثله صبیٌّ و صبِیْة، و هو جمع رجُل عَلیٍّ أَی شَریف رَفیعٍ. و فلانٌ من عِلِّیَّةِ قَوْمِه «2» و عِلِیِّهم و عُلِیِّهِم أَی فی الشَّرَفِ و الكَثْرة. قال ابن بری: و یقال رَجلٌ عَلیٌّ أَی صُلْبٌ؛ قال الشاعر: و كلّ عَلیٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَیْلِه، فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ و أَوْظِفَةٍ عُجْرِ و یقال: فَرَسٌ عَلِیٌّ. و العِلِّیَّة و العُلِّیَّة جمیعاً: الغُرفة علی بناء حُرِّیة، قال: و هی فی التصریف فُعُّولةٌ، و الجمع العَلالیُّ؛ قال الجوهری: هی فُعِّیلة مثلُ مُرِّیقةٍ، و أَصلُه عُلِّیْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ یاءً و أُدغمت لأَنَّ هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما یُنْسب إِلی الدَّلْوِ دَلْوِیٌّ، قال: و بعضهم یقول هی العِلِّیَّة، بالكسر، علی فِعِّیلة، و بعضهم یَجْعَلُها من المُضاعف، قال: و لیس فی الكلام فُعِّیلة. و قال الأَصمعی: العِلِّیُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّیَّة؛ قال العجاج: و بِیعَة لِسُورها عِلِیُّ و قال أَبو حاتم: العَلالیُّ من البیوت واحدتها عِلِّیَّة، قال: و وزن عِلِّیَّة فِعِّیلة، العین شدیدة. قال الأَزهری: و عِلِّیَّة أَكثر من عُلِّیَّة. و‌فی حدیث عمر رضی الله عنه: فارْتَقَی عُلِّیَّة، هو من ذلك،
(2). قوله [من عِلِّیَّةِ قومه إلخ] هو بتشدید اللام و الیاء فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 87
بضم العین و كسرها. و عَلا به و أَعْلاهُ و عَلَّاه: جَعَلَه عالیاً. و العَالِیَة: أَعْلی القَناةِ، و أَسْفَلُها السافِلةُ، و جمعها العَوَالِی، و قیل: العَالِیَة القَناة المستقیمة، و قیل: هو النصفُ الذی یَلی السِّنانَ، و قیل: عالِیَة الرُّمْح رأْسُه؛ و به فَسَّرَ السُّكَّری قول أَبی ذُؤیْب: أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْیَضانِ كِلاهما، كعَالِیَة الخَطِّیِّ واری الأَزانِدِ أَی كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح فی مُضِیِّه. و‌فی حدیث ابن عمر: أَخذت بعَالِیَةِ رُمْحٍ، قال: و هی ما یَلی السِّنانَ من القَناةِ. و عَوَالِی الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عالیةٌ؛ و منه قول الخَنْساءِ حین خَطَبَهَا دُرَیْدُ بن الصِّمَّة: أَ تَرَوْنَنی تارِكةً بَنی عَمِّی كأَنهم عَوَالِی الرِّماح و مُرْتَثَّةً شَیْخَ بنی جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوَالِی الرِّماح لطَراءة شَبابهم و بریق سَحْنائهم و حُسْن وجوههم، و قیل: عَالِیَة الرُّمْحِ ما دَخَل فی السِّنانِ إِلی ثُلُثِه، و العَالِیَةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِلی أَرض تِهامَةَ و إِلی ما وراء مكة، و هی الحجاز و ما وَالاها، و فی الحدیث ذكر العَالِیَة و العَوَالِی فی غیر موضع من الحدیث، و هی أَماكِنُ بأَعْلی أَراضی المدینة و أَدْناها من المدینة علی أَربعةِ أَمْیالٍ، و أَبعَدُها من جهة نَجْدٍ ثمانیة، و النسب إِلیها عَالِیٌّ علی القیاس، و عُلْوِیٌّ نادر علی غیر قیاس؛ و أَنشد ثعلب: أَ أَنْ هَبَّ عُلْوِیٌّ یُعَلِّل فِتْیَةً، بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامعُ و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: و جاء أَعرابیٌّ عُلْویٌّ جافٍ.و عالوا: أَتَوُا العَالِیَة. قال الأَزهری: عَالِیَة الحجاز أَعلاها بلداً و أَشرفُها موضعاً، و هی بلاد واسعة، و إِذا نَسَبُوا إِلیها قیل عُلْوِیٌّ، و الأُنثی عُلْوِیَّة. و یقال: عَالَی الرجلُ و أَعْلَی إِذا أَتی عالِیة الحجاز و نَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبی خازم: مُعالِیَة لا هَمَّ إِلَّا مُحَجَّرٌ، و حَرَّة لَیلی السَّهْلُ منها فَلُوبُها و حَرَّة لَیْلی و حَرَّة شَوْران و حَرَّة بنی سُلَیم فی عالِیة الحجاز، و علی السطحَ عَلْیاً و عِلْیاً، «1». و فی حرف ابن مسعود، رضی الله عنه: ظُلْماً و عِلْیاً؛ كل هذا عن اللحیانی. و علی: حرف جَرٍّ، و معناه اسْتِعْلاء الشی‌ءِ، تقول: هذا عَلَی ظهر الجبل و عَلَی رأْسه، و یكون أَیضاً أَن یَطْوی مُسْتَعْلِیاً كقولك: مَرَّ الماءُ عَلَیْهِ و أَمْررْت یدی عَلَیْهِ، و أَما مَرَرْت علی فلان فَجَری هذا كالمثل. و علینا أَمیرٌ: كقولك علیه مالٌ لأَنه شی‌ء اعْتَلاهُ، و هذا كالمثَل كما یَثْبُت الشی‌ءُ علی المكان كذلك یَثْبُت هذا علیه، فقد یَتَّسِع هذا فی الكلام، و لا یرید سیبویه بقوله علیه مال لأَنه شی‌ء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه من لفظ علی، إِنما أَراد أَنها فی معناها و لیست من لفظها، و كیف یظن بسیبویه ذلك و عَلی من ع ل ی و اعْتَلاه من ع ل و؟ و قد تأْتی علی بمعنی فی؛ قال أَبو كبیر الهُذَلی: و لَقَدْ سَرَیْتُ عَلَی الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ جَلْدٍ من الفِتْیانِ، غَیْرِ مُهَبَّل أَی فی الظلام. و یجی‌ء عَلَی فی الكلام و هو اسم، و لا یكون إِلا ظرفاً، و یَدُلُّك علی أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ مِنْ عَلَیْه؛ قال مزاحم العُقَیْلی:
(1). قوله [و علیاً] هكذا فی الأصل و المحكم بكسر العین و سكون اللام، و كذلك فی قراءة ابن مسعود، و فی القاموس و شرحه: و العِلِیّ بكسرتین و شد الیاء العلو و منه قراءة ابن مسعود ظلماً و عِلِیّاً انتهی. یعنی بكسر العین و اللام و تشدید الیاء
لسان العرب، ج‌15، ص: 88
غَدَتْ مِنْ عَلَیْهِ بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها، تَصِلُّ و عَنْ قَیْضٍ بزِیزاء مَجْهَل و هو بمعنی عِنْد؛ و هذا البیت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ. و قوله‌فی الحدیث: فإِذا انْقَطَعَ مِنْ عَلَیها رَجع إِلیه الإِیمانُ‌أَی منْ فَوْقها، و قیل منْ عندها. و قالوا: رَمَیْتُ عَلَی القوس و رَمَیْت عنها، و لا یقال رَمَیْتُ بها؛ قال: أَرْمِی عَلَیْها و هی فَرْعٌ أَجْمَع و‌فی الحدیث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُیِّقَتْ عَلَیْه جَهَنَّم؛ قال ابن الأَثیر: حَمَل بعضهم هذا الحدیث علی ظاهِره و جعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ، كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، و یشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو عن صومِ الدهرِ و كَراهیتُه له، و فیه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْلة قُرْبة، و قد صامه جماعة من الصحابة، رضی الله عنهم، و التابِعین، رحمهم الله، فما یَسْتَحِقُّ فاعلُه تضییقَ جهَنَّم علیه؛ و ذهب آخرون إِلی أَن عَلَی هنا بمعنی عن أَی ضُیِّقت عَنْه فلا یدخُلُها، و عن و عَلَی یَتداخلان؛ و منه‌حدیث أَبی سفیان: لو لا أَن یأْثُروا عَلَیَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ‌أَی یَروُوا عنِّی. و قالوا: ثَبَتَ عَلَیْه مالٌ أَی كثر، و كذلك یقال: عَلَیْه مالٌ، یریدون ذلك المعنی، و لا یقال له مالٌ إِلا من العین كما لا یقال عَلَیْه مالٌ إِلَّا من غیر العَین؛ قال ابن جنی: و قد یستعمل عَلَی فی الأَفعال الشاقة المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً و بَقِیَتْ عَلَیْنا لیلتان، و قد حَفِظْتُ القرآن و بَقِیَت عَلَیَّ منه سورتان، و قد صُمْنا عِشْرین من الشهر و بَقِیَتْ عَلَیْنَا عشر، كذلك یقال فی الاعتداد علی الإِنسان بذنوبه و قُبح أَفعاله، و إنما اطَّرَدَتْ علی فی هذه الأَفعال من حیث كانت علی فی الأَصل للاسْتِعْلاءِ و التَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، و مَشاقَّ تَخْفِضُ الإِنسانَ و تَضَعُه و تَعْلُوه و تَتَفَرَّعُه حتی یَخْنَع لها و یَخْضع لما یَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع علی، أَ لا تراهم یقولون هذا لك و هذا عَلَیْك، فتستعمل اللامَ فیما تُؤْثِره و عَلَی فیما تكرهه؟ و قالت الخنساء: سأَحْمِلُ نَفْسی عَلی آلةٍ، فإِمّا عَلَیْها و إِمَّا لَها و عَلَیْكَ: من أَسماء الفعل المُغْری به، تقول عَلَیْك زیداً أَی خُذْه، و عَلَیكَ بزید كذلك؛ قال الجوهری: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ، و إِن كان أَصله الارتفاع، و فسر ثعلب معنی قوله عَلَیْكَ بزید فقال: لم یجی‌ء بالفعل و جاء بالصفة فصارت كالكنایة عن الفعل، فكأَنك إِذا قلت عَلَیْك بزید قلت افْعَلْ بزید مثل ما تكنی عن ضربت فتقول فعلتُ به. و‌فی الحدیث: عَلَیْكُمْ بكذا‌أَی افْعَلُوه، و هو اسمٌ للفعل بمعنی خذ، یقال: عَلَیْك زیداً و عَلَیْك بزیدٍ أَی خذه. قال ابن جنی: لیس زیداً من قولك عَلَیْكَ زیداً منصوباً بخُذ الذی دلت علیه عَلیْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَلیْك من حیث كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ. قال الأَزهری: عَلی لها معانٍ و القُرَّاء كلهم یُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة. قال أَبو العباس فی قوله تعالی: عَلیٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ*؛ جاء فی التفسیر: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءنی الخَیْرُ علی وجهك و مع وجهك. و‌فی حدیث زكاة الفِطْر: عَلَی كلِّ حُرٍّ و عبدٍ صاعٌ، قال: عَلَی بمعنی مع لأَن العبد لا تجب علیه الفطرة و إِنما تجب علی سیّده. قال ابن كیسان: عَلَیك و دونكَ و عندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك: عَلَیْكَ ثوبٌ و عندَك مالٌ و دونك مالٌ، و یُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْری مُجْری الفعل
لسان العرب، ج‌15، ص: 89
فیَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عَلَیْكَ زیداً و دونَك و عندك خالداً أَی الزَمْه و خُذْه، و أَما الصفاتُ سواهُنَّ فیرفعن إِذا جُعِلَت أَخباراً و لا یغْری بها. و یقولون: عَلَیْه دَیْن، و رأَیته علی أَوْفازٍ كأَنه یرید النُّهُوض. و تَجِی‌ء عَلَی بمعنی عن؛ قال الله عز و جل: إِذَا اكْتٰالُوا عَلَی النّٰاسِ یَسْتَوْفُونَ؛ معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم. قال الجوهری: عَلی لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قال المبرّد: هی لفظة مشتَرَكة للاسم و الفعل و الحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَو الفعل، و لكن یَتَّفِق الاسمُ و الحرف فی اللفظ، أَ لا تَری أَنك تقول عَلَی زیدٍ ثوبٌ، فعلی هذه حرفٌ، و تقول عَلا زیداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَلا یَعْلُو؛ قال طرَفة: و تَساقی القَوْمُ كأْساً مُرَّةً، و عَلا الخَیْلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ و یروی: … علی الخیل …، قال سیبویه: أَلف عَلا زیداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو، إِلا أَنها تقلب مع المضمر یاءً، تقول علیكَ، و بعضُ العرب یتركها علی حالها؛ قال الراجز: أَیّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها، فاشْدُدْ بمَثْنَیْ حَقَبٍ حَقْواها نادِیَةً و نادِیاً أَباها، طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاها و یقال: هی بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بری: أَنشده أَبو زید: ناجِیةً و ناجِیاً أَباها قال: و كذلك أَنشده الجوهری فی ترجمة نجا. و قال أَبو حاتم: سأَلت أَبا عبیدة عن هذا الشعر فقال لی: انْقُطْ علیه، هذا من قول المفضل. و عَلَی: حرف خافض، و قد تكون اسماً یدخل علیه حرف؛ قال یزید بن الطَّثَرِیَّة: غَدَتْ مِنْ عَلَیْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَ ما رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَی فَتَرَفَّعَا أَی غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا یدخل علی حرف الجرّ، و قولهم: كانَ كذا عَلَی عهد فلان أَی فی عهده، و قد یوضع موضع من كقوله تعالی: إِذَا اكْتٰالُوا عَلَی النّٰاسِ یَسْتَوْفُونَ؛ أَی من الناس. و تقول: عَلَیَّ زیداً و عَلَیَّ بزید؛ معناه أَعْطِنی زیداً؛ قال ابن بری: و تكون عَلَی بمعنی الباء؛ قال أَبو ذؤیب: و كأَنَّهنّ ربَابةٌ، و كأَنه یَسَرٌ یَفِیضُ علَی القِداحِ و یَصْدَعُ أَی بالقِداحِ. و عَلَی: صفةٌ من الصِّفاتِ، و للعَرَب فیها لغتانِ: كُنْت عَلَی السَّطْح و كنت أَعْلَی السَّطْح؛ قال الزجاج فی قوله عَلَیْهم و إِلیهم: الأَصل عَلاهُم و إِلاهُم كما تقول إِلی زَیْد و عَلَی زَیدٍ، إِلا أَنَّ الأَلف غُیِّرَت مع المضمر فأُبْدلت یاءً لتَفْصِل بینَ الأَلف التی فی آخر المُتَمَكِّنة و بَیْنَ الأَلف فی آخر غیر المتمكنة التی الإِضافة لازمة لها، أَ لا تَرَی أَنّ عَلَی وَلَدی و إِلی لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة؟ و لذلك قالت العرب فی كِلا فی حال النصب و الجر: رأَیْتُ كِلَیْهما و كِلَیْكُما و مررت بكِلَیْهما، ففَصَلت بین الإِضافة إِلی المُظْهرِ و المُضْمر لما كانت كِلا لا تَنْفَرِد و لا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة. و العِلاوَة: أَعْلَی الرَّأْسِ، و قیل: أَعْلَی العُنُق. یقال: ضربت عِلاوَتَه أَی رأْسه و عُنُقه. و العِلاوَة أَیضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ فی عُنُقهِ. و العِلاوَة: ما یُحْمَل علی البعیر و غیره، و هو ما وُضِع بین العِدْلَیْنِ، و قیل: عِلاوَة كلِّ شی‌ءٍ ما زاد علیه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 90
یقال: أَعطاه أَلفاً و دیناراً عِلاوةً، و أَعطاه أَلفین و خمسمائةٍ عِلاوةً، و جمع العِلاوَة عَلاوَی مثل هِراوَة و هَرَاوَی. و‌فی حدیث معاویة: قال للبید الشاعِر كم عَطاؤك؟ فقال: أَلفان و خمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بینَ الفَوْدَیْنِ؟ العِلاوَة: ما عُولیَ فوقَ الحِمْلِ و زِیدَ علیه، و الفَودانِ: العِدْلانِ. و یقال: عَلِّ عَلاوَاكَ علی الأَحْمال و عَالِها. و العِلاوَةُ: كلُّ ما عَلَّیْتَ به علی البعیر بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته علیه نحو السِّقاءِ و السَّفُّودِ، و الجمع العَلاوَی مثلُ إِداوَة و أَداوَی. و العَلْیَاءُ: رأْسُ الجَبَل، و فی التهذیب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ، و قیل: كلُّ ما عَلا من الشی‌ءِ؛ قال زهیر: تَبَصَّرْ خَلِیلی، هَلْ تَرَی من ظَعائِنٍ تَحَمَّلْنَ بالعَلْیاءِ، من فوقِ جُرْثُم؟ و العَلْیَاءُ: السماءُ اسمٌ لها، و لیس بصفةٍ، و أَصله الواو إِلا أَنه شَذَّ. و السَّماوات العُلَی: جمع السماء العُلْیَا، و الثَّنایا العُلْیَا و الثَّنایا السُّفْلی. یقال للجماعة: عُلْیَا و سُفْلَی، لتأْنیث الجماعة؛ و منه قوله تعالی: لِنُرِیَكَ مِنْ آیٰاتِنَا الْكُبْریٰ، و لم یقل الكُبَر، و هو بمنزلة الأَسماء الحُسْنَی، و بمنزلة قوله تعالی: وَ لِیَ فِیهٰا مَآرِبُ أُخْریٰ. و العَلْیاءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ و فی شعر العباس یمدَح النّبی، صلی الله علیه و سلم: حتی احْتَوَی بیتُك المُهَیْمِنُ مِنْ خِنْدِفَ عَلْیَاءَ، تَحتَها النُّطُقُ قال: عَلیاء اسمُ المكان المرتَفعِ كالیفاعِ، و لیست بتأْنیثِ الأَعْلَی لأَنها جاءت منكَّرة، و فَعْلاءُ أَفْعَل یلزَمها التعریف. و العَلْیا: اسمٌ للمكان العالی، و للفَعْلة العالیة علی المَثَل، صارت الواو فیها یاءً لأَن فَعلَی إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه یاءً، كما أَبدلوا الواوَ مكان الیاء فی فُعْلی إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها علیها فی فعْلَی لتتكافآ فی التغیر؛ قال ابن سیدة: هذا قول سیبویه. و یقال: نزل فلان بعالِیَة الوادِی و سافِلَته، فعالِیَتُه حیث یَنْحَدِرُ الماءُ منه، و سافِلتُه حیث یَنْصَبُّ إِلیه. و عَلا حاجتَه و اسْتَعْلاها: ظَهَر علیها، و عَلا قِرْنَه و اسْتَعْلاهُ كذلك. و رجل عَلُوٌّ للرجال علی مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابی، و لم یستثنها یعقوب فی الأَشیاء التی حصرها كَحَسُوّ و فَسُوّ، و كل من قَهَر رجلًا أَو عَدُوّاً فإِنه یقال عَلاه و اعْتَلاه و اسْتَعْلاه، و اسْتَعْلَی علیه، و اسْتَعْلَی علی الناس: غَلَبَهم و قَهَرَهُم و عَلاهُم. قال الله عز و جل: وَ قَدْ أَفْلَحَ الْیَوْمَ مَنِ اسْتَعْلیٰ؛ قال اللیث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغایة فی الرِّهانِ یقال قد اسْتَعْلَی علی الغایة. و عَلَوْت الرجل: غَلَبْته، و عَلَوته بالسیف: ضَرَبْته. و العُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ. و قالوا فی النداءِ: تَعَالَ أَی اعل، و لا یُسْتَعْمَلُ فی غیر الأَمر. و التَّعالِی: الارْتِفاعُ. قال الأَزهری: تقول العرب فی النداء للرجل تَعالَ، بفتح اللام، و للاثنین تَعالَیا، و للرجال تَعالَوْا، و للمرأَة تَعالَی، و للنساء تَعالَیْنَ، و لا یُبالُون أَین یكون المدعوّ فی مكان أَعْلی من مكان الداعی أَو مكان دونه، و لا یجوز أَن یقال منه تعالَیْت و لا یُنْهی عنه. و تقول: تَعالَیْت و إِلی أَی شی‌ء أَتَعَالَی. و عَلا بالأَمْرِ: اضْطَلَع به و اسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوی یُخاطِبُ ابنَه علیّ بن كعب، و قیل هو لعلیّ بن عدیٍّ الغَنَوی المعروف بابن العریر: «2»
(2). قوله [العریر] هو هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 91
اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِی لا تَسْتَطِیع مِنَ الأُمورِ، یَدانِ هكذا أَورده الجوهری؛ قال ابن بری: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله: و إذا رأیتَ المرْءَ یَشْعَبُ أَمْرَه شَعْبَ العَصا، و یَلِجُّ فی العِصیان یقول: إِذا رأیت المَرْءَ یَسعَی فی فَسادِ حاله و یَلِجُّ فی عِصْیانِك، و مُخالَفَة أَمْرِك فیما یُفْسدُ حاله فدَعْه و اعْمِدْ لِما تَسْتَقِلُّ به من الأَمْر و تَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك علی مَنْ لا یُوافِقُك. و عَلا الفَرَسَ: رَكِبَه. و أَعْلَی عنه: نَزَلَ. و عَلَّی المَتاعَ عن الدابَّة: أَنْزَله، و لا یقال أَعْلاهُ فی هذا المَعْنی إِلَّا مُسْتَكْرَهاً. و عَالَوْا نَعِیَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و لا یقال أَعْلَوْه و لا عَلَّوه. ابن الأَعرابی: تَعَلَّی فلانٌ إِذا هَجَمَ علی قوم بغیر إِذن، و كذلك دَمَقَ و دَمَرَ. و یقال: عَالَیْتُه علی الحمار و عَلَّیْتُه علیه؛ و أَنشد ابن السكیت: عَالَیْتُ أَنْساعی و جِلبَ الكُورِ عَلَی سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ و قال: فَإِلَّا تَجلَّلْها یُعالُوك فَوْقَها، و كَیْفَ تُوَقَّی ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه؟ أَی یُعْلُوك فوقها؛ و قال رؤبة: و إِنْ هَوَی العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا لَهُ، و عَالَیْنا بتَنْعِیشٍ لَعا أَبو سعید: عَلَوْتُ علی فلان الرِّیحَ أَی كنت فی عُلاوَتِها. و یقال: لا تَعْلُ الریحَ علی الصَّیْدِ فَیراحَ رِیحَكَ و یَنْفِرَ. و یقال: كُنْ فی عُلاوَةِ الرِّیحِ و سُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فوق الصیدِ، و سُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصیدِ لئَلَّا یَجِدَ الوَحْش رائِحَتَك. و یقال: أَتَیْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَی من قِبَل إِنْسِیِّها. و المُعَلَّی، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ فی المَیْسِر، و هو أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ و قال اللحیانی: و له سبعة فُروض و له غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، و علیه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِن لم یَفُزْ. و العَلاةُ: الصَّخْرة، و قیل: صَخْرة یُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثاء و من اللَّبِنِ و الرماد ثم یطبخ فیها الأَقِطُ، و تجمع علًا؛ و أَنشد أَبو عبید: و قالُوا: عَلَیْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به، رُوَیْدَكَ حَتَّی یَصْفِقَ البَهْمَ عاصمُ و حَتَّی تَرَی أَن العَلاةَ تَمُدُّها جُخادِیَّةٌ، و الرائحاتُ الرَّوائِمُ یرید: أَن تلك العَلاة یَزیدُ فیها جُخادِیَّة، و هی قِرْبةٌ مَلأَی لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَی تَمْراً أَو حِنْطَةً، یُصَبُّ منها فی العَلاة للتأْقیط، فذلكَ مَدُّها فیها. قال الجوهری: و العَلاةُ حَجَرٌ یُجْعَل علیه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَیل الشمجی: لا یَنْفَعُ الشاوِیَّ فیها شاتُه، وَ لا حِمارَاه و لا عَلاتُه و العَلاة: الزُّبْرة التی یَضْرِب علیها الحدَّاد الحدیدَ. و العلاة: السَّنْدان. و‌فی حدیث عَطاءٍ فی مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، و هی السَّنْدانُ، و الجمع العَلا. و یقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها فی صَلابَتِها، یقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌15، ص: 92
و مَتْلَفٍ، بینَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَةٍ جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْیان أَی طَوِیلَة جَسِیمة. و ذكر ابن بری عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْیان، بكسر العین، و ذكر أَبو علی أَنه یقال: رجل عِلْیان و عِلِّیان، و أَصلُ الیاءِ واوٌ انقلبت یاءً كما قالوا صبیة و صِبْیان؛ و علیه قول الأَجلح: تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْیان و یقال: رجلٌ عَلْیانُ مثلُ عَطْشانَ، و كذلك المرأَة، یستَوی فیه المذكَّر و المؤنّث. و فی التنزیل: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ؛ قیل فی تفسیره: أَنْزَل العَلاةَ و المَرّ. و عَلَّی الحَبْلَ: أَعادَه إِلی مَوْضِعِه من البَكَرة یُعَلِّیه، و یقالُ للرجُل الذی یَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقی بالبَكَرة إِلی موضعه منها إِذا مَرِسَ المُعَلِّی و الرِّشاء المُعَلَّی. و قال أَبو عمرو: التَّعْلِیة أَن یَنْتَأَ بعضُ الطَّیِّ أَسفَل البئر فینزل رجل فی البئر یُعلِّی الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ و أَنشد لعدیّ: كَهُوِیِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَلْ أَراد المُعَلِّی و قال: لَوْ أَنَّ سَلْمی أَبْصَرَتْ مَطَلِّی تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّی و قیل: المُعَلِّی الذی یرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلی فوق یُعین المُسْتَقیَ بذلك. و عُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، و قد عَلَّیْتُه، هذا أَقیس. و یقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً و عُلْواناً و عَنْوَنْتُه عَنْوَنَةً و عُنْواناً. قال أَبو زید: عُلْوانُ كل شی‌ء ما عَلا منه، و هو العُنْوانُ؛ و أَنشد: و حاجةٍ دُونَ أُخری قد سَمَحْتُ بها، جَعَلْتُها للَّذی أَخْفَیْتُ عُنْوانا أَی أَظْهَرْتُ حاجةً و كتمت أُخری و هی التی أُریغُ فصارت هذه عُنْواناً لما أَرَدْتُ. قال الأَزهری: العرب تبدل اللام من النون فی حروف كثیرة مثل لعَلَّك و لَعَنَّك، و عَتَلَه إِلی السِّجن و عَتَنَه، و كأَنَّ عُلْوان الكتاب اللام فیه مبدَلة من النون، و قد مَضی تفسیره. و رجل عِلْیانٌ و عِلِّیانٌ: ضَخْم طویل، و الأُنثی بالهاء. و ناقة عِلْیان: طویلَة جسِیمة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْیان، مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْیان و قال اللحیانی: ناقة عَلاةٌ و عَلِیَّة و عِلِّیان مُرْتَفِعة السیر لا تُری أَبداً إِلَّا أَمام الرِّكاب. و العِلْیَان: الطویل من الضِّباع، و قیل: الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهری: هذا تصحیف و إِنما یقال لذكر الضباع عِثْیَان، بالثاء، فصحَّفه اللیث و جعل بدل الثاء لاماً، و قد تقدم ذكره. و بَعِیرٌ عِلْیَانٌ: ضَخْمٌ؛ و قال اللحیانی: هو القدیم الضخم. و صوت عِلْیَانٌ: جَهِیرٌ؛ عنه أَیضاً، و الیاء فی كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقرب الكسْرة و خفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون. و العَلایَة: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤیب: فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلایةِ، فاردٌ تَنُوشُ البَریر، حَیْثُ نال اهْتِصارها قال ابن جنی: الیاء فی العَلایة بدل عن واو، و ذلك أَنَّا لا نعرف فی الكلام تصریف ع ل ی، إنما هو ع ل و، فكأَنه فی الأَصل علاوة، إِلَّا أَنه غُیِّر إِلی الیاء من حیث كان عَلَماً، و الأَعلام مما یكثرُ فیها التغییر و الخلاف كمَوْهَب و حَیْوَة و مَحْبَب، و قد
لسان العرب، ج‌15، ص: 93
قالوا الشِّكایة، فهذه نظیر العَلایة، إِلَّا أَن هذا لیس بعَلَمٍ. و فی الحدیث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ و القَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِیةِ وادی القُری نزلَه سیِّدُنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی طَرِیقِه إِلی تَبُوكَ و به مَسْجِد. و اعْتَلَی الشی‌ء: قَوِیَ علیه و عَلاه؛ قال: إِنی، إِذا ما لم تَصِلْنی خلَّتی و تَباعَدَتْ مِنی، اعْتَلَیْتُ بِعَادَها أَی عَلَوْتُ بِعَادَها ببِعَادٍ أَشدَّ منه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی لبعض ولد بلال بن جریر: لَعَمْرُكَ إِنی یَوْمَ فَیْدَ لمُعْتَلٍ بما ساء أَعْدائی، علی كَثْرَة الزَّجْر فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ. و العَلِیُّ: الصُّلْب الشدیدُ القَویُّ. و عَالِیَةُ تمیمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تمیم، و هم بَنُو الهُجَیم و العَنْبَر و مازنٍ. و عُلْیا مُضَر: أَعْلاها، و هم قُرَیْش و قَیْس. و العَلِیَّة من الإِبل و المُعْتَلِیَةُ و المُسْتَعْلِیَة: القویَّة علی حِمْلِها. و للناقة حالِبانِ: أَحدُهما یُمْسِك العُلْبَة من الجانب الأَیمن، و الآخر یَحْلُب من الجانب الأَیسر، فالذی یَحْلُبُ یُسمَّی المُعَلِّیَ و المُسْتَعْلِیَ، و الذی یُمْسِك یُسَمَّی البائِنَ؛ قال الأَزهری: المُسْتَعْلِی هو الذی یقوم علی یَسار الحَلُوبة، و البائن الذی یقوم علی یمینها، و المُسْتَعْلِی یأْخذ العُلْبة بیَده الیُسْری و یَحْلُب بالیمنی؛ و قال الكمیت فی المُسْتَعْلِی و البائن: یُبَشِّرُ مُسْتَعْلِیاً بائِنٌ، من الحالِبَیْنِ، بأَنْ لا غِرارا و المُسْتَعْلِی: الذی یَحْلُبها من شِقِّها الأَیْسر، و البائن من الأَیمن. قال الجوهری: المُعَلِّی، بكسر اللام، الذی یأْتی الحَلُوبة من قِبَل یَمِینها. و العَلاة أَیضاً: شبیه بالعُلْبة یُجْعَل حَوالَیْها الخِثْی، یُحْلَب بها. و ناقة عَلاةٌ: عالِیةٌ مُشْرِفة؛ قال: حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَج و یقال: عَلِیَّة حَلِیَّة أَی حُلْوة المَنْظَر و السیر عَلِیَّة فائقة. و العَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة. و عُولِیَ السمن و الشَّحْم فی كل ذی سمن: صُنِعَ حتی ارتفع فی الصَّنْعة؛ عن اللحیانی؛ و أَنشد غیره قول طَرَفة: لها عَضُدانِ عُولیَ النَّحْضُ فیهما، كأَنهما بابا مُنِیفٍ مُمرَّدِ و حكی اللحیانی عن العامِریَّة: كان لی أَخٌ هَنِیُّ «1» عَلِیّ أَی یَتَأَنَّثُ للنساء. و علِیٌّ: اسم، فإِمَّا أَن یكون من القُوَّة، و إِما أَن یكون من عَلا یَعْلُو. و عِلِّیُّون: جماعة عِلِّیٍّ فی السماء السابعة إلیه یُصْعَدُ بأَرواح المؤمنین. و قوله تعالی: كَلّٰا إِنَّ كِتٰابَ الْأَبْرٰارِ لَفِی عِلِّیِّینَ أَی فی أَعلی الأَمكنة. یقول القائل: كیف جُمِعَتْ عِلِّیُّون بالنون و هذا من جمع الرجال؟ قال: و العرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا یذهبون فیه إِلی أَن له بناءً من واحدٍ و اثنین، و قالوا فی المذكر و المؤنث بالنون: من ذلك عِلِّیُّون، و هو شی‌ءٌ فوق شی‌ءٍ غیر معروف واحده و لا اثناه. قال: و سمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِینَ؛ ترید اللُّحْمان إِذا طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ و أَنشد:
(1). قوله [هنی إلخ] هكذا فی الأصل المعتمد، و فی بعض الاصول: هییّ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 94
قد رَوِیَتْ إِلَّا دُهَیْدِهِینا قُلَیِّصاتٍ و أُبَیْكِرِینا فجمع بالنون لأَنه أَراد العَدَد الذی لا یُحَدُّ آخره؛ و كذلك قول الشاعر: فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ بها الإِعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِینا أَراد المَطَر بعد المَطَر غیر محدود، و كذلك عِلِّیُّون ارتفاعٌ بعد ارتفاعٍ. قال أبو إسحاق فی قوله جل و عز: لَفِی عِلِّیِّینَ؛ أَی فی أَعلی الأَمكنة، وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا عِلِّیُّونَ، قال: و إعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْع لأَنه علی لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون و رأَیت قِنِّسْرینَ، و عِلِّیُّونَ السماءُ السابعة؛ قال الأَزهری: و منه‌قولُ النبی، صلی الله علیه و سلم: إِنَّ أَهل الجنة لیَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّیِّین كما تَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّیَّ فی أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثیر: عِلِّیُّونَ اسم للسماء السابعة، و قیل: هو اسم لدِیوانِ الملائكة الحَفَظَة یُرفع إلیه أَعمال الصالحین من العِبادِ، و قیل: أَرادَ أَعْلی الأَمكنة و أَشرف المراتب و أَقربها من الله فی الدارِ الآخرة، و یُعْرَب بالحروفِ و الحركات كقِنِّسْرین و أَشباهِها، علی أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعید: هذه كلمة معروفةٌ عند العرب أَن یقولوا لأَهل الشَّرَف فی الدنیا و الثَّرْوَة و الغِنی أَهل عِلِّیِّین، فإذا كانوا مَتَّضِعین قالوا سِفْلِیُّون. و العِلِّیُّون فی كلام العرب: الذین یَنزلون أَعالیَ البلاد، فإذا كانوا ینزلون أَسافِلهَا فهم سِفْلِیُّون. و یقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلِی لسانی إذا كانت تَعْتَرُّه و تَجْری علیه كثیراً. و تقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً و عُلْواً و لم یذهب سُفْلًا إذا ارْتَفع. و تَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها. و‌فی حدیث سُبَیْعة: أَنها لما تَعَلَّتْ من نِفاسها‌أَی سَلِمَت، و قیل: تَشَوَّفَتْ لخُطَّابها، و‌یروی: تَعَالَت‌أَی ارْتَفَعَت و ظهرت، قال: و یجوز أَن یكون من قولهم تَعَلَّی الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ أی خَرَجت من نفاسها و سلمت و منه قول الشاعر: و لا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّتِ و تَعَلَّی المریضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها. و یَعْلی: اسمٌ؛ فأَما قوله: قدْ عَجِبَتْ مِنی و من یُعَیْلِیا، لَمّا رأَتْنی خَلَقاً مُقْلَوْلِیا فإنه أَراد من یُعَیْلِی فردّه إلی أَصله بأَن حَرَّك الیاءَ ضرورة، و أَصل الیاءَات الحركة، و إنما لم یُنَوَّن لأَنه لا ینصرف. قال الجوهری: و یُعَیْلِی مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بری: صوابه یُعَیْلٍ، و إذا نُسِبَ الرجلُ إلی علیِّ بن أَبی طالب، رضی الله عنه، قالوا عَلَوِیٌّ، و إذا نسبوا إلی بنی عَلِیٍّ و هم قبیلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِیُّون؛ و روی عن ابن الأَعرابی فی قوله: بَنُو عَلِیٍّ كلُّهم سواء قال: بَنُو عَلِیٍّ من بنی العَبَلات من بنی أُمَیَّة الأَصغر، كان وَلِیَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأَن أُمّهم عَبْلة بنت حادل «1» من البراجم، و هی أُمّ ولد ابن أُمیة الأَصْغر. و عَلْوَان و مُعَلًّی: اسمان، و النسب إلی مُعَلًّی مُعَلّوِیٌّ. و تِعْلَی: اسم امْرَأَة «2». و أَخَذَ مالی عَلْوَةً أَی عَنْوَة؛ حكاها اللحیانی عن الرُّؤاسی.
(1). قوله [حادل] هكذا فی الأَصل. (2). قوله [و تِعْلَی اسم امرأة] هكذا فی الأَصل و التكملة، و فی القاموس: یِعْلَی، بكسر الیاء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 95
و حكی أَیضاً أَنه یقال للكثیر المال: اعْل به أَی ابْقَ بعده، قال ابن سیدة: و عندی أنه دعاء له بالبَقاء؛ و قول طُفَیل الغَنَوی: و نَحْنُ مَنَعْنا، یَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُمْ غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَیْرَ مُعْتَلِ إنما أَراد مُؤْتَلی فحوّل الهمزة عیْناً. یقال: فلانٌ غیر مُؤْتَلٍ فی الأَمْر و غیر مُعْتَلٍ أَی غیر مُقَصِّر. و المُعْتَلِی: فرس عقبة بن مُدْلجٍ. و المُعَلِّی أَیضاً: «3» اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر. و عَلْوَی: اسم فَرَس سُلَیكٍ. و عَلْوَی: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، و هی التی یقول فیها: وَقَفْتُ له عَلْوَی، و قد خامَ صُحْبَتِی، لأَبْنیَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا و قیل: عَلْوَی فَرَس خُفافِ بن عُمَیْر. قال الأَزهری: و عَلْوَی اسم فرس كانت من سَوابق خَیْل العَرَب.

عمی؛ ج15، ص: 95

: العَمَی: ذهابُ البَصَر كُلِّه، و فی الأَزهری: من العَیْنَیْن كِلْتَیْهِما، عَمِیَ یَعْمَی عَمًی فهو أَعْمَی، و اعمایَ یَعْمایُ «4» اعْمِیاءً، و أَرادوا حَذْوَ ادْهامَّ یَدْهامُّ ادْهِیماماً فأَخْرَجُوه علی لفْظٍ صحیح و كان فی الأَصل ادْهامَمَ فأَدْغَمُوا لاجْتماع المِیمَین، فَلما بَنَوا اعْمایَا علی أَصل ادهامَمَ اعتمدت الیاءُ الأَخیرة علی فَتْحَةِ الیاء الأُولی فصارت أَلِفاً، فلما اختلفا لم یكن للإِدْغامِ فیها مَساغٌ كمساغِه فی المِیمین، و لذلك لم یَقولوا: اعمایَّ فلان غیر مستعمل. و تَعَمَّی: فی مَعْنی عَمِیَ؛ و أَنشد الأَخْفَش: صَرَفْتَ، و لم نَصْرِف أَواناً، و بادَرَتْ نُهاكَ دُموعُ العَیْنِ حَتَّی تَعَمَّت و هو أَعْمَی و عَمٍ، و الأُنثی عَمْیاء و عَمِیة، و أَما عَمْیة فَعَلی حدِّ فَخْذٍ فی فَخِذٍ، خَفَّفُوا مِیم عَمِیَة؛ قال ابن سیدة: حكاه سیبویه. قال اللیث: رجلٌ أَعْمَی و امْرَأَةٌ عَمْیاء، و لا یقع هذا النَّعْتُ علی العینِ الواحِدَة لأَن المعنی یَقَعُ علیهما جمیعاً، یقال: عَمِیتْ عَیْناهُ، و امرأتانِ عَمْیَاوَانِ، و نساءٌ عَمْیَاوَاتٌ، و قومٌ عُمْیٌ. و تَعَامَی الرجلُ أَی أَرَی من نفسه ذلك. و امْرَأَةٌ عَمِیَةٌ عن الصواب، و عَمِیَةُ القَلْبِ، علی فَعِلة، و قومٌ عَمُون. و فیهم عَمِیَّتُهم أَی جَهْلُهُم، و النِّسْبَة إلی أَعْمَی أَعْمَوِیٌّ و إلی عَمٍ عَمَوِیٌّ. و قال الله عز و جل: وَ مَنْ كٰانَ فِی هٰذِهِ أَعْمیٰ فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمیٰ وَ أَضَلُّ سَبِیلًا؛ قال الفراء: عَدَّدَ الله نِعَم الدُّنْیا علی المُخاطَبین ثم قال مَنْ كٰانَ فِی هٰذِهِ أَعْمیٰ، یَعْنی فی نِعَم الدُّنْیا التی اقْتَصَصْناها علَیكم فَهُوَ فِی نِعَمِ الْآخِرَةِ أَعْمیٰ وَ أَضَلُّ سَبِیلًا، قال: و العرب إذا قالوا هو أَفْعَلُ مِنْك قالوه فی كلِّ فاعل و فعِیلٍ، و ما لا یُزادُ فی فِعْلِه شی‌ءٌ علی ثَلاثة أَحْرُفٍ، فإذا كان علی فَعْلَلْت مثل زَخْرَفْت أَو علی افْعَلَلت مثل احْمَرَرْت، لم یقولوا هو أَفْعَلُ منكَ حتی یقولوا هو أَشدُّ حُمْرَةً منك و أَحسن زَخْرفةً منك، قال: و إنما جازَ فی العَمَی لأَنه لم یُرَدْ به عَمَی العَیْنَینِ إنما أُرِید، و الله أَعلم، عَمَی القَلْب، فیقال فلانٌ أَعْمَی من فلان فی القَلْبِ، و لا یقال هو أَعْمَی منه فی العَیْن، و ذلك أَنه لمَّا جاء علی مذهب أَحْمَر و حَمْراءَ تُرِك فیه أَفْعَلُ منه كما تُرِكَ فی كَثیرٍ، قال: و قد تَلْقی بعض النحویین یقولُ أُجِیزُه فی الأَعْمَی و الأَعْشَی و الأَعْرَج و الأَزْرَق، لأَنَّا قد نَقُول عَمِیَ و زَرِقَ
(3). قوله [و المُعَلِّی أیضاً إلخ] هكذا فی الأصل و الصحاح، و كتب علیه فی التكملة فقال: و قال الجوهری و المُعَلِّی بكسر اللام الذی یأتی الحلوبة من قبل یمینها، و المُعَلِّی أیضاً فرس الأشعر الشاعر، و فرس الأَشعر المُعَلَّی بفتح اللام. (4). و قد تشدد الیاء كما فی القاموس.
لسان العرب، ج‌15، ص: 96
و عَشِیَ و عَرِجَ و لا نقول حَمِرَ و لا بَیضَ و لا صَفِرَ، قال الفراء: لیس بشی‌ء، إنما یُنْظر فی هذا إلی ما كان لصاحبِهِ فِعْلٌ یقلُّ أَو یكثُر، فیكون أَفْعَلُ دلیلًا علی قِلَّةِ الشی‌ء و كَثْرَتِه، أَ لا تَرَی أَنك تقولُ فلان أَقْوَمُ من فلانٍ و أَجْمَل، لأَنَّ قیام ذا یزیدُ علی قیام ذا، و جَمالَهُ یزیدُ علی جَمالِه، و لا تقول للأَعْمَیَیْن هذا أَعْمَی من ذا، و لا لِمَیِّتَیْن هذا أَمْوتُ من ذا، فإن جاء شی‌ءٌ منه فی شعر فهو شاذٌّ كقوله: أَمَّا المُلوك، فأَنت الیومَ أَلأَمُهُمْ لُؤْماً، و أَبْیَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ و قولهم: ما أَعْماهُ إنما یُراد به ما أَعْمَی قَلْبَه لأَنَّ ذلك ینسبُ إلیه الكثیرُ الضلالِ، و لا یقال فی عَمَی العیونِ ما أَعْماه لأَنَّ ما لا یَتزَیَّد لا یُتَعَجَّب منه. و قال الفراء فی قوله تعالی: وَ هُوَ عَلَیْهِمْ عَمًی أُولٰئِكَ یُنٰادَوْنَ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛ قرأَها ابنُ عباس، رضی الله عنه: عَمٍ. و قال أَبو معاذ النحویّ: من قرأَ وَ هُوَ عَلَیْهِمْ عَمًی فهو مصدرٌ. یقال: هذا الأَمرُ عَمًی، و هذه الأُمورُ عَمًی لأَنه مصدر، كقولك: هذه الأُمور شُبْهَةٌ و رِیبةٌ، قال: و من قرأَ عَمٍ فهو نَعْتٌ، تقول أَمرٌ عَمٍ و أُمورٌ عَمِیَةٌ. و رجل عَمٍ فی أَمرِه: لا یُبْصِره، و رجل أَعْمَی فی البصر؛ و قال الكُمَیت: أَلا هَلْ عَمٍ فی رَأْیِه مُتَأَمِّلُ و مثله قول زهیر: و لكِنَّنی عَنْ عِلْمِ ما فی غَدٍ عَمِ و العامِی: الذی لا یُبْصرُ طَریقَه؛ و أَنشد: لا تَأْتِیَنِّی تَبْتَغِی لِینَ جانِبی بِرَأْسِك نَحْوی عامِیًا مُتَعاشِیَا قال ابن سیدة: و أَعْمَاه و عَمَّاهُ صَیَّره أَعْمَی؛ قال ساعدة بنُ جُؤیَّة: و عَمَّی علَیهِ المَوْتُ یأْتی طَریقَهُ سِنانٌ، كعَسْراء العُقابِ و مِنْهَب «1» یعنی بالموت السنانَ فهو إذاً بدلٌ من الموت، و یروی، و‌عَمَّی علیه الموت بَابَیْ طَریقه یعنی عَیْنَیْه. و رجل عَمٍ إذا كان أَعْمَی القَلْبِ. و رجل عَمِی القَلْب أَی جاهلٌ. و العَمَی: ذهابُ نَظَرِ القَلْبِ، و الفِعْلُ كالفِعْلِ، و الصِّفةُ كالصّفةِ، إلَّا أَنه لا یُبْنَی فِعْلُه علی افْعالَّ لأَنه لیس بمَحسوسٍ، و إنما هو علی المَثَل، و افْعالَّ إنما هو للمَحْسوس فی اللَّوْنِ و العاهَةِ. و قوله تعالی: وَ مٰا یَسْتَوِی الْأَعْمیٰ وَ الْبَصِیرُ وَ لَا الظُّلُمٰاتُ وَ لَا النُّورُ وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ؛ قال الزجاج: هذا مَثَل ضَرَبه اللهُ للمؤمنین و الكافرین، و المعنی وَ مٰا یَسْتَوِی الْأَعْمیٰ عن الحَق، و هو الكافِر، وَ الْبَصِیرُ، و هو المؤمن الذی یُبْصِر رُشْدَهُ، وَ لَا الظُّلُمٰاتُ وَ لَا النُّورُ، الظُّلماتُ الضلالات، و النورُ الهُدَی، وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ أَی لا یَسْتَوی أَصحابُ الحَقِّ الذینَ هم فی ظلٍّ من الحَقّ و لا أَصحابُ الباطِلِ الذین هم فی حَرٍّ دائمٍ؛ و قول الشاعر: و ثلاثٍ بینَ اثْنَتَینِ بها یُرْسلُ أَعْمَی بما یَكیِدُ بَصیرَا یعنی القِدْحَ، و جَعَله أَعْمی لأَنه لا بَصَرَ لَهُ، و جعله بصیراً لأَنه یُصَوِّب إلی حیثُ یَقْصد به الرَّامِی.
(1). قوله [و عَمَّی الموت إلخ] برفع الموت فاعلًا كما فی الأصول هنا، و تقدم لنا ضبطه فی مادة عسر بالنصب و الصواب ما هنا، و قوله و یروی: و عَمَّی علیه الموت بَابَیْ طریقه یعنی عینیه إلخ هكذا فی الأصل و المحكم هنا، و تقدم لنا فی مادة عسر أیضاً: و یروی یأبی طریقه یعنی عیینة، و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 97
و تَعَامَی: أَظْهَر العَمَی، یكون فی العَین و القَلب. و قوله تعالی: وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیٰامَةِ أَعْمیٰ؛ قیل: هو مثْلُ قوله: وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً؛ و قیل: أَعْمَی عن حُجَّته، و تأْویلُه أَنَّه لا حُجَّة له یَهْتَدی إلَیْها لأَنه لیس لِلنّٰاسِ عَلَی اللّٰهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، و قد بَشَّر و أَنْذَر و وَعَد و أَوْعَد. و‌روی عن مجاهد فی قوله تعالی: قٰالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمیٰ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً، قال: أَعْمَی عن الحُجَّة و قد كنتُ بصیراً بها.و قال نَفْطَوَیْه: یقال عَمِیَ فلانٌ عن رُشْدِه و عَمِیَ علیه طَریقُه إذا لم یَهْتَدِ لِطَرِیقه. و رجلٌ عمٍ و قومٌ عَمُونَ، قال: و كُلَّما ذكرَ الله جل و عز العَمَی فی كتابه فَذَمَّه یریدُ عَمَی القَلْبِ. قال تعالی: فَإِنَّهٰا لٰا تَعْمَی الْأَبْصٰارُ وَ لٰكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ. و قوله تعالی: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ*، هو علی المَثَل، جَعَلهم فی ترك العَمَل بما یُبْصِرُون و وَعْی ما یَسْمعُون بمنزلة المَوْتی، لأَن ما بَیّن من قدرتِه و صَنعته التی یَعْجز عنها المخلوقون دلیلٌ علی وحدانِیَّته. و الأَعْمِیانِ: السَّیْلُ و الجَمَل الهائِجُ، و قیل: السَّیْلُ و الحَرِیقُ؛ كِلاهُما عن یَعقوب. قال الأَزهری: و الأَعْمَی اللیلُ، و الأَعْمَی السَّیْلُ، و هما الأَبهمانِ أَیضاً بالباء للسَّیْلِ و اللیلِ. و‌فی الحدیث: نَعُوذُ بالله مِنَ الأَعْمَیَیْن؛ هما السَّیْلُ و الحَریق لما یُصیبُ من یُصیبانِهِ من الحَیْرَة فی أَمرِه، أَو لأَنهما إذا حَدَثا و وَقَعا لا یُبْقِیان موضِعاً و لا یَتَجَنَّبانِ شیئاً كالأَعْمَی الذی لا یَدْرِی أَینَ یَسْلك، فهو یَمشِی حیث أَدَّته رجْلُه؛ و أَنشد ابن بری: و لما رَأَیْتُك تَنْسَی الذِّمامَ، و لا قَدْرَ عِنْدَكَ للمُعْدِمِ و تَجْفُو الشَّرِیفَ إذا ما أُخِلَّ، و تُدْنِی الدَّنیَّ علی الدِّرْهَمِ وَهَبْتُ إخاءَكَ للأَعْمَیَیْن، و للأَثْرَمَیْنِ و لَمْ أَظْلِمِ أُخِلَّ: من الخَلَّة، و هی الحاجة. و الأَعْمَیانِ: السَّیْل و النارُ. و الأَثْرَمان: الدهْرُ و الموتُ. و العَمْیَاءُ و العَمَایَة و العُمِیَّة و العَمِیَّة، كلُّه: الغَوایةُ و اللَّجاجة فی الباطل. و العُمِّیَّةُ و العِمِّیَّةُ: الكِبرُ من ذلك. و‌فی حدیث أُم مَعْبَدٍ: تَسَفَّهُوا عَمایَتَهُمْ؛ العَمایةُ: الضَّلالُ، و هی فَعالَة من العَمَی. و حكی اللحیانی: تَرَكْتُهم فی عُمِّیَّة و عِمِّیَّة، و هو من العَمَی. و قَتیلُ عِمِّیَّا أَی لم یُدْرَ من قَتَلَه. و‌فی الحدیث: مَنْ قاتَلَ تحتَ رایة عِمِّیَّة یَغْضَبُ لعَصَبَةٍ أَو یَنْصُرُ عَصَبَةً أَو یَدْعو إلی عَصَبَة فقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةً جاهلِیَّةً؛ هو فِعِّیلَةٌ من العَماء الضَّلالِة كالقتالِ فی العَصَبِیّةِ و الأَهْواءِ، و حكی بعضُهم فیها ضَمَّ العَیْن. و سُئل أَحْمدُ بن حَنْبَل عَمَّنْ قُتِلَ فی عِمِّیَّةٍ قال: الأَمرُ الأَعْمَی للعَصَبِیَّة لا تَسْتَبِینُ ما وجْهُه. قال أَبو إسحاق: إنما مَعنی هذا فی تَحارُبِ القَوْمِ و قتل بعضهم بعضاً، یقول: مَنْ قُتِلَ فیها كان هالكاً. قال أَبو زید: العِمِّیَّة الدَّعْوة العَمْیاءُ فَقَتِیلُها فی النار. و قال أَبو العلاء: العَصَبة بنُو العَمِّ، و العَصَبیَّة أُخِذَتْ من العَصَبة، و قیل: العِمِّیَّة الفِتْنة، و قیل: الضَّلالة؛ و قال الراعی: كما یَذُودُ أَخُو العِمِّیَّة النَّجدُ یعنی صاحبَ فِتْنَةٍ؛ و منه‌حدیث الزُّبَیر: لئلا یموتَ مِیتَةَ عِمِّیَّةٍ‌أَی مِیتَةَ فِتْنَةٍ و جَهالَةٍ. و‌فی الحدیث: من قُتِلَ فی عِمِّیّاً فی رَمْیٍ یكون بینهم فهو
لسان العرب، ج‌15، ص: 98
خطأٌ، و‌فی روایة: فی عِمِّیَّةٍ فی رِمِّیًّا تكون بینهم بالحجارة فهو خَطَأٌ؛ العِمِّیَّا، بالكسر و التشدید و القصر، فِعِّیلی من العَمَی كالرِّمِّیَّا من الرَّمْی و الخِصِّیصَی من التَّخَصُّصِ، و هی مصادر، و المعنی أَن یوجَدَ بینهم قَتِیلٌ یَعْمَی أَمرُه و لا یَبِینُ قاتِلُه، فحكمُه حكْمُ قتیلِ الخَطَإ تجب فیه الدِّیة. و‌فی الحدیث الآخر: یَنزُو الشیطانُ بینَ الناس فیكون دَماً فی عَمیاء فی غَیر ضَغِینَة‌أَی فی جَهالَةٍ من غیر حِقْدٍ و عَداوة، و العَمْیَاءُ تأْنیثُ الأَعْمَی، یُریدُ بها الضلالة و الجَهالة. و العمایة: الجهالة بالشی‌ء؛ و منه قوله: تَجَلَّتْ عمایاتُ الرِّجالِ عن الصِّبَا و عَمَایَة الجاهِلَّیةِ: جَهالَتها. و الأَعمَاءُ: المَجاهِلُ، یجوز أن یكون واحدُها عَمیٌ. و أَعْماءٌ عامِیَةٌ علی المُبالَغة؛ قال رؤبة: و بَلَدٍ عَامِیةٍ أَعْمَاؤهُ، كأَنَّ لَوْنَ أَرْضِه سَماؤُهُ یرید: و رُبَّ بَلَد. و قوله: … عَامِیَة أَعْمَاؤُه، أَراد مُتَناهِیة فی العَمَی علی حدِّ قولِهم لیلٌ لائلٌ، فكأَنه قال أَعْمَاؤُه عامِیَةٌ، فقدَّم و أَخَّر، و قلَّما یأْتون بهذا الضرب من المُبالَغ به إلا تابعاً لِما قَبْلَه كقولهم شغْلٌ شاغلٌ و لیلٌ لائلٌ، لكنه اضْطُرَّ إلی ذلك فقدَّم و أَخَّر. قال الأَزهری: عَامِیَة دارِسة، و أَعْمَاؤُه مَجاهِلُه. بَلَدٌ مَجْهَلٌ و عَمًی: لا یُهْتدی فیه. و المَعَامِی: الأَرَضُون المجهولة، و الواحدة مَعْمِیَةٌ، قال: و لم أَسْمَعْ لها بواحدةٍ. و المَعَامِی من الأَرَضین: الأَغْفالُ التی لیس بها أَثَرُ عِمارَةٍ، و هی الأَعْمَاءُ أَیضاً. و‌فی الحدیث: إنَّ لنا المَعَامِیَ؛ یُریدُ الأَراضِیَ المجهولة الأَغْفالَ التی لیس بها أَثَرُ عِمارةٍ، واحدُها مَعْمًی، و هو موضِع العَمَی كالمَجْهَلِ. و أَرْضٌ عَمْیَاءُ و عامِیَةٌ و مكانٌ أَعْمَی: لا یُهْتَدَی فیه؛ قال: و أَقْرَأَنی ابنُ الأَعرابی: و ماءٍ صَرًی عافِی الثَّنایا كأَنَّه، من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضوارِبِ عَمٍ شَرَكَ الأَقْطارِ بَیْنی و بَیْنَه، مَرَارِیُّ مَخْشِیّ به المَوتُ ناضِب قال ابن الأَعرابی: عَمٍ شَرَك كما یقال عَمٍ طَریقاً و عَمٍ مَسْلَكاً، یُریدُ الطریقَ لیس بیّن الأَثَر، و أَما الذی‌فی حدیث سلمان: سُئِلَ ما یَجِلُّ لنا من ذمّتِنا؟ فقال: من عَمَاك إلی هُداكَ‌أَی إذا ضَلَلْتَ طریقاً أَخَذْتَ منهم رجُلًا حتی یَقِفَكَ علی الطریق، و إنما رَخّص سَلْمانُ فی ذلك لأَنَّ أَهلَ الذمَّة كانوا صُولِحُوا علی ذلك و شُرِطَ علیهم، فأَما إذا لم یُشْرَط فلا یجوزُ إلَّا بالأُجْرَة، و قوله: من ذِمَّتِنا أَی من أَهلِ ذِمَّتِنا. و یقال: لقیته فی عَمَایَةِ الصُّبحِ أَی فی ظلمته قبل أن أَتَبَیَّنَه. و‌فی حدیث أَبی ذرّ: أَنه كان یُغِیرُ علی الصِّرْمِ فی عَمَایةِ الصُّبْحِ‌أَی فی بقیَّة ظُلمة اللیلِ. و لقِیتُه صَكَّةَ عُمَیٍّ و صَكَّةَ أَعْمَی أَی فی أَشدَّ الهاجِرَةِ حَرّاً، و ذلك أَن الظَّبْیَ إذا اشتَدَّ علیه الحرُّ طَلَبَ الكِناسَ و قد بَرَقَتْ عینُه من بیاضِ الشمسِ و لَمعانِها، فیَسْدَرُ بصرُه حتی یَصُكَّ بنفسِه الكِناسَ لا یُبْصِرُه، و قیل: هو أَشدُّ الهاجرة حرّاً، و قیل: حین كادَ الحَرُّ یُعْمِی مِن شدَّتِه، و لا یقال فی البرْد، و قیل: حین یقومُ قائِمُ الظَّهِیرة، و قیل: نصف النهار فی شدَّة الحرّ، و قیل: عُمَیٌّ الحَرُّ بعینه، و قیل: عُمَیٌّ رجلٌ من عَدْوانَ كان
لسان العرب، ج‌15، ص: 99
یُفتی فی الحجِّ، فأَقبل مُعْتَمِرًا و معه ركبٌ حتی نَزَلُوا بعضَ المنازل فی یومٍ شدیدِ الحَرِّ فقال عُمَیٌّ: من جاءتْ علیه هذه الساعةُ من غَدٍ و هو حرامٌ لم یَقْضِ عُمْرَتَه، فهو حرامٌ إلی قابِلٍ، فوثَبَ الناسُ یَضْرِبون حتی وافَوُا البیتَ، و بَینهم و بَینَه من ذلك الموضِع لیلتانِ جوادان، فضُرِبَ مَثلًا. و قال الأَزهری: هو عُمَیٌّ كأَنه تصغیرُ أَعْمی؛ قال: و أَنشد ابن الأَعرابی: صَكَّ بها عَیْنَ الظَّهِیرة غائِراً عُمَیٌّ، و لم یُنْعَلْنَ إلّا ظِلالَها و‌فی الحدیث: نَهی رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عن الصلاة نصفَ النهار إذا قام قائم الظهیرة صَكَّةَ عُمَیٍّ؛ قال: و عُمَیٌّ تصغیر أَعْمَی علی التَّرْخیم، و لا یقال ذلك إلا فی حَمارَّة القَیْظِ، و الإِنسان إذا خَرَج نصفَ النهارِ فی أَشدّ الحرِّ لم یَتَهَیّأْ له أَن یَمْلأَ عینیه من عَین الشمس، فأَرادُوا أَنه یصیرُ كالأَعْمَی، و یقال: هو اسم رجلٍ من العَمالِقةِ أَغارَ علی قومٍ ظُهْراً فاسْتَأْصَلَهم فنُسِبَ الوقتُ إِلیه؛ و قولُ الشاعر: یَحْسَبُه الجاهِلُ، ما كان عَمَی، شَیْخاً، علی كُرْسِیِّهِ، مُعَمَّمَا أَی إِذا نظَرَ إِلیه من بعید، فكأَنَّ العَمَی هنا البُعْد، یصف وَطْبَ اللَّبن، یقول إِذا رآه الجاهلُ من بُعْدٍ ظَنَّه شیخاً معَمَّماً لبیاضه. و العَمَاءُ، ممدودٌ: السحابُ المُرْتَفِعُ، و قیل: الكثِیفُ؛ قال أَبو زید: هو شِبهُ الدُّخانِ یركب رُؤوس الجبال؛ قال ابن بری: شاهِدُه قولُ حمیدِ بن ثورٍ: فإِذا احْزَأَلَّا فی المُناخِ، رأَیتَه كالطَّوْدِ أَفْرَدَه العَماءُ المُمْطِرُ و قال الفرزدق: و وَفْراء لم تُخْرَزْ بسَیرٍ، وكِیعَة، غَدَوْتُ بها طبّاً یَدِی بِرِشائِها ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِیّاً جُلودُه، كنَجْمِ الثُّرَیَّا أَسْفَرَتْ من عَمائِها و یروی: إِذْ بَدَتْ من عَمَائِها و قال ابن سیدة: العَمَاء الغَیْمُ الكثِیفُ المُمْطِرُ، و قیل: هو الرقِیقُ، و قیل: هو الأَسودُ، و قال أَبو عبید: هو الأَبیض، و قیل: هو الذی هَراقَ ماءَه و لم یَتَقَطَّع تَقَطُّعَ الجِفَالِ، واحدتُه عَمَاءَةٌ. و‌فی حدیث أَبی رَزین العُقَیْلی أَنه قال للنبی، صلی الله علیه و سلم: أَین كان ربُّنا قبلَ أَن یخلق السماواتِ و الأَرضَ؟ قال: فی عَماءٍ تَحْتَه هَواءٌ و فَوْقَه هَواءٌ؛ قال أَبو عبید: العَمَاء فی كلام العرب السحاب؛ قاله الأَصمعی و غیرُه، و هو ممدودٌ؛ و قال الحرث بن حِلِّزَة: و كأَنَّ المنون تَرْدِی بنا أَعْصم صمٍّ، یَنْجابُ عنه العَمَاءُ یقول: هو فی ارتفاعه قد بلَغ السحابَ فالسحابُ یَنْجابُ عنه أَی ینكشف؛ قال أَبو عبید: و إِنما تأَوَّلْنا هذا الحدیث علی كلام العرب المَعْقُول عنهم و لا نَدْری كیف كان ذلك العَماءُ، قال: و أَما العَمَی فی البَصَر فمقصور و لیس هو من هذا الحدیث فی شی‌ء. قال الأَزهری: و قد بلَغَنی عن أَبی الهیثم، و لم یعْزُه إِلیه ثقةٌ، أَنه قال فی تفسیر هذا الحدیث و لفظِه إِنه كان فی عمًی، مقصورٌ، قال: و كلُّ أَمرٍ لا تدرِكه القلوبُ بالعُقولِ فهو عَمًی، قال: و المعنی أَنه كان حیث لا تدْرِكه عقولُ بنی آدمَ و لا
لسان العرب، ج‌15، ص: 100
یَبْلُغُ كنهَه وصْفٌ؛ قال الأَزهری: و القولُ عندی ما قاله أَبو عبید أَنه العَمَاءُ، ممدودٌ، و هو السحابُ، و لا یُدْری كیف ذلك العَماء بصفةٍ تَحْصُرُه و لا نَعْتٍ یحدُّه، و یُقَوِّی هذا القولَ قولُه تعالی: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلّٰا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللّٰهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمٰامِ وَ الْمَلٰائِكَةُ، و الغَمام: معروفٌ فی كلام العرب إِلا أَنَّا لا ندْری كیف الغَمامُ الذی یأْتی الله عز و جل یومَ القیامة فی ظُلَلٍ منه، فنحن نُؤْمن به و لا نُكَیِّفُ صِفَتَه، و كذلك سائرُ صِفاتِ الله عز و جل؛ و قال ابن الأَثیر: معنی قوله فی عَمًی مقصورٌ لیسَ مَعَه شی‌ءٌ، قال: و لا بد فی قوله أَین كان ربنا من مضاف محذوف كما حذف فی قوله تعالی: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلّٰا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللّٰهُ، و نحوه، فیكون التقدیر أَین كان عرش ربّنا، و یدلّ علیه قوله تعالی: وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمٰاءِ. و العَمَایَةُ و العَمَاءَة: السحابَةُ الكثِیفة المُطْبِقَةُ، قال: و قال بعضهم هو الذی هَراقَ ماءَه و لم یَتَقَطَّع تَقَطُّع الجَفْل «2» و العربُ تقولُ: أَشدُّ بردِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِیاء فی غبِّ سَماء تحتَ ظِلِّ عَمَاء. قال: و یقولون للقِطْعة الكَثِیفة عَماءةٌ، قال: و بعضٌ ینكرُ ذلك و یجعلُ العَمَاءَ اسْماً جامعاً. و‌فی حدیث الصَّوْم: فإِنْ عُمِّیَ عَلَیكُمْ؛ هكذا جاء فی روایة، قیل: هو من العَمَاء السَّحابِ الرقِیقِ أَی حالَ دونَه ما أَعْمی الأَبْصارَ عن رُؤیَتِه. و عَمَی الشی‌ءُ عَمْیاً: سالَ. و عَمَی الماءُ یَعْمِی إِذا سالَ، و هَمی یَهْمِی مثله؛ قال الأَزهری: و أَنشد المنذری فیما أَقرأَنی لأَبی العباس عن ابن الأَعرابی: و غَبْراءَ مَعْمِیٍّ بها الآلُ لم یَبِنْ، بها مِنْ ثَنَایا المَنْهَلَیْنِ، طَریقُ قال: عَمَی یَعْمِی إِذا سالَ، یقول: سالَ علیها الآلُ. و یقال: عَمَیْتُ إِلی كذا و كذا أَعْمِی عَمَیَاناً و عطِشْت عَطَشاناً إِذا ذَهَبْتَ إِلیه لا تُریدُ غیره، غیرَ أَنَّك تَؤُمُّه علی الإِبْصار و الظلْمة، عَمَی یَعْمِی. و عَمَی الموجُ، بالفتح، یَعْمِی عَمْیاً إِذا رَمی بالقَذی و الزَّبَدِ و دَفَعَه. و قال اللیث: العَمْیُ علی مِثالِ الرَّمْی رفعُ الأَمْواج القَذَی و الزَّبَد فی أَعالِیها؛ و أَنشد: رَها زَبَداً یَعْمِی به المَوْجُ طامِیا و عَمَی البَعِیرُ بلُغامه عَمْیاً: هَدَرَ فرمَی به أَیّاً كان، و قیل: رَمی به علی هامَته. و قال المؤرج: رجلٌ عامٍ رامٍ. و عَمَانِی بكذا و كذا: رمانی من التُّهَمَة، قال: و عَمَی النَّبْتُ یَعْمِی و اعْتَمَّ و اعْتَمی، ثلاثُ لغاتٍ، و اعْتَمَی الشی‌ءَ: اخْتاره، و الاسم العِمْیَة. قال أَبو سعید: اعْتَمَیْتُه اعْتِمَاءً أَی قَصَدته، و قال غیره: اعْتَمَیْتُه اختَرْته، و هو قَلب الاعْتِیامِ، و كذلك اعتَمْته، و العرب تقول: عَمَا و اللهِ، و أَمَا و اللهِ، و هَمَا و الله، یُبْدِلون من الهمزة العینَ مرَّة و الهاءَ أُخْری، و منهم من یقول: غَمَا و الله، بالغین المعجمة. و العَمْو: الضلالُ، و الجمع أَعْمَاءٌ. و عَمِیَ علیه الأَمْرُ: الْتَبَس؛ و منه قوله تعالی: فَعَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْبٰاءُ یَوْمَئِذٍ. و التَّعْمِیَةُ: أَنْ تُعَمِّیَ علی الإِنْسانِ شیئاً فتُلَبِّسَه علیه تَلْبِیساً. و‌فی حدیث الهجرة: لأُعَمِّیَنَّ علی مَنْ وَرائی، من التَّعْمِیَة و الإِخْفاء و التَّلْبِیسِ، حتی لا یَتبعَكُما أَحدٌ. و عَمَّیتُ معنی البیت تَعْمِیة، و منه المُعَمَّی من الشِّعْر، و قُرئَ: فَعمِیَّتْ عَلَیْهِمُ، بالتشدید. أَبو زید: تَرَكْناهُم عُمَّی إِذا أَشْرَفُوا علی الموت. قال الأَزهری: و قرأْت بخط أَبی الهیثم فی قول الفرزدق
(2). قوله: [هو الذی … إلخ.] أعاد الضمیر إلی السحاب المنویّ لا إلی السحابة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 101
: غَلَبْتُك بالمُفَقِّئ و المُعَمَّی، و بَیْتِ المُحْتَبی و الخافِقاتِ قال: فَخَر الفرزدق فی هذا البیت علی جریر، لأَن العرب كانت إِذا كان لأَحَدهم أَلفُ بعیر فقأَ عینَ بعیرٍ منها، فإِذا تمت أَلفان عَمَّاه و أَعْمَاه، فافتخر علیه بكثرة ماله، قال: و الخافقات الرایات. ابن الأَعرابی: عَمَا یَعْمو إِذا خَضَع و ذَلَّ. و منه‌حدیث ابنِ عُمر: مَثَلُ المُنافق مَثَلُ الشاةِ بینَ الرَّبیضَیْنِ، تَعْمُو مَرَّةً إِلی هذه و مَرَّةً إِلی هذه؛ یرید أَنها كانت تَمِیلُ إِلی هذه و إِلی هذه، قال: و الأَعرف تَعْنُو، التفسیر للهَرَویِّ فی الغریبَین؛ قال: و منه قوله تعالی: مُذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذٰلِكَ. و العَمَا: الطُّولُ. یقال: ما أَحْسَنَ عَما هذا الرجُلِ أَی طُولَه. و قال أَبو العباس: سأَلتُ ابنَ الأَعرابی عنه فعَرَفه، و قال: الأَعْمَاءُ الطِّوال منَ الناسِ. و عَمَایَةُ: جَبَلٌ من جبال هُذَیْلٍ. و عَمَایَتَانِ: جَبَلان معروفان.

عنا؛ ج15، ص: 101

: قال الله تعالی: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ. قال الفراء: عَنَتِ الْوُجُوهُ نَصِبَتْ له و عَمِلتْ له، و ذكر أَیضاً أَنه وضْعُ المُسْلِمِ یَدَیْه و جَبْهَته و ركْبَتَیْه إِذا سَجَد و رَكَع، و هو فی معنی العَرَبیَّة أَن تقول للرجل: عَنَوْتُ لَكَ خَضَعْت لك و أَطَعْتُك، و عَنَوْتُ للْحَقِّ عُنُوّاً خَضَعْت. قال ابن سیدة: و قیل: كلُّ خاضِعٍ لِحَقٍّ أَو غیرِه عانٍ، و الاسم من كلّ ذلك العَنْوَة. و العَنْوَة: القَهْرُ. و أَخَذْتُه عَنْوَةً أَی قَسْراً و قَهْراً، من باب أَتَیْته عَدْواً. قال ابن سیدة: و لا یَطَّرِدُ عندَ سیبویه، و قیل: أَخَذَه عَنْوَة أَی عن طَاعَة و عن غیرِ طاعَةٍ. و فُتِحَتْ هذه البلدةُ عَنْوَةً أَی فُتِحَت بالقتال، قُوتِل أَهلُها حتی غُلِبوا علیها، و فُتِحَت البلدةُ الأُخری صُلْحاً أَی لم یُغْلبوا، و لكن صُولِحُوا علی خَرْج یؤدُّونه. و‌فی حدیث الفتح: أَنه دَخَل مَكَّة عَنْوَةً‌أَی قَهْراً و غَلَبةً. قال ابن الأَثیر: هو من عَنا یَعْنُو إِذا ذلَّ و خَضَع، و العَنْوَة المَرَّة منه، كأَنَّ المأْخُوذَ بها یَخْضَع و یَذلُّ. و أُخِذَتِ البلادُ عَنْوَةً بالقَهْرِ و الإِذْلالِ. ابن الأَعرابی: عَنَا یَعْنُو إِذا أَخَذَ الشی‌ءَ قَهْراً. و عَنَا یَعْنُو عَنْوَةً فیهما إِذا أَخَذَ الشی‌ءَ صُلْحاً بإكْرام و رِفْقٍ. و العَنْوَة أَیضاً: الموَدَّة. قال الأَزهری: قولهم أَخَذْتُ الشی‌ءَ عَنْوَةً یكون غَلَبَةً، و یكون عن تَسْلِیمٍ و طاعة ممن یؤْخَذُ منه الشی‌ء؛ و أَنشد الفراء لكُثَیِّر: فما أَخَذُوها عَنْوَةً عن مَوَدَّة، و لكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفیِّ اسْتَقالهَا فهذا علی معنی التَّسْلِیم و الطَّاعَة بلا قِتالٍ. و قال الأَخْفش فی قوله تعالی: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ؛ اسْتَأْسَرَتْ. قال: و العَانِی الأَسِیرُ. و قال أَبو الهیثم: العَانِی الخاضِعُ، و العَانِی العَبْدُ، و العَانِی السائِلُ من ماءٍ أَوْ دَمٍ. یقال: عَنَت القِرْبة تَعْنُو إِذا سالَ ماؤُها، و فی المحكم: عَنَتِ القِرْبَةُ بماءٍ كَثِیرٍ تَعْنُو، لم تَحْفَظْه فظهر؛ قال المُتَنَخِّل الهُذَلی: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضحٌ، ذُو رَیِّقٍ یَغْذُو، و ذُو شَلْشَل و یروی: … قاطِر بدَلَ … ناضِحٍ. قال شمر: تعْنُو تَسِیلُ بمَخْرُوتٍ أَی من شَقّ مَخْرُوتٍ، و الخَرْتُ: الشَّقُّ فی الشَّنَّة، و المَخْرُوتُ: المَشْقُوقُ، رَوَّاه ذُو شَلْشَلٍ. قال الأَزهری: معناه ذو قَطَرانٍ من
لسان العرب، ج‌15، ص: 102
الواشن، و هو القاطِرُ، و یروی: ذو رَوْنَقٍ … و دَمٌ عانٍ: سائِلٌ؛ قال: لمَّا رأَتْ أُمُّه بالبابِ مُهْرَتَه، علی یَدَیْها دَمٌ من رَأْسِه عانِ و عَنَوْت فیهم و عَنَیْت عُنُوّاً و عَناءً: صرتُ أَسیراً. و أَعْنَیْته: أَسَرْته. و قال أَبو الهیثم: العَنَاء الحَبْس فی شدة و ذُلٍّ. یقال: عَنَا الرجُلُ یَعْنُو عُنُوّاً و عَناءً إِذا ذلَّ لك و اسْتَأْسَرَ. قال: و عَنَّیْتُه أُعَنّیه تَعْنِیَةً إِذا أَسَرْتَه و حَبَسْته مُضَیِّقاً علیه. و‌فی الحدیث: اتَّقُوا اللهَ فی النِّساء فإِنَّهُنَّ عندكم عَوانٍ‌أَی أَسْری أَو كالأَسْرَی، واحدة العَوَانِی عانِیَةٌ، و هی الأَسیرة؛ یقول: إنما هُنَّ عندكم بمنزلة الأَسْری. قال ابن سیدة: و العَوَانِی النساءُ لأَنَّهُنَّ یُظْلَمْنَ فلا یَنْتَصِرْنَ. و‌فی حدیث المِقْدامِ: الخالُ وارِثُ منْ لا وارِثَ له یَفُكُّ عانَه‌أَی عانِیَه، فحذَف الیاء، و‌فی روایة: یَفُكُّ عُنِیَّه، بضم العین و تشدید الیاء. یقال: عَنَا یَعْنُو عُنُوّاً و عُنِیّاً، و معنی الأَسر فی هذا الحدیث ما یَلْزَمهُ و یتعلق به بسبب الجنایات التی سَبیلُها أَن یَتَحَمَّلَها العاقلَة، هذا عند من یُوَرِّث الخالَ، و من لا یُوَرِّثه یكونُ معناه أَنها طُعْمَة یُطْعَمُها الخالُ لا أَن یكون وارثاً، و رجلٌ عانٍ و قوم عُنَاة و نِسْوَةٌ عَوَانٍ؛ و منه‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم: عُودُوا المَرْضی و فُكُّوا العَانِیَ، یعنی الأَسیرَ. و‌فی حدیث آخر: أَطْعِموا الجائِعَ و فُكُّوا العَانِیَ، قال: و لا أُراه مأْخُوذاً إِلا من الذُّلِّ و الخُضُوع. و كلُّ مَن ذَلَّ و اسْتَكان و خَضَع فقد عَنَا، و الاسم منه العَنْوَة؛ قال القُطامیّ: و نَأَتْ بحاجَتِنا، و رُبَّتَ عَنْوَةٍ لكَ مِنْ مَواعِدِها التی لم تَصْدُقِ اللیث: یقال للأَسِیر عَنَا یَعْنُو و عَنِیَ یَعْنی، قال: و إِذا قلت أَعْنُوه فمعناه أَبْقُوه فی الإِسار. قال الجوهری: یقال عَنَی فیهم فلانٌ أَسیراً أَی أَقامَ فیهم علی إِسارِه و احْتَبسَ. و عَنَّاه غیرُه تَعْنِیةً: حَبَسه. و التَّعْنِیَة: الحَبس؛ قال أَبو ذؤیب: مُشَعْشَعة من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها رِكابٌ، و عَنَّتْها الزِّقاقُ وَقارُها و قال ساعدة بن جُؤیَّة: فإن یَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بِسَهْمِه حَشاه، فعَنَّاه الجَوَی و المَحارِفُ دَعا علیه بالحَبْسِ و الثِّقَلِ من الجِراحِ. و‌فی حدیث علیّ، كرم الله وجهه: أَنه كان یُحَرِّضُ أَصحابَه یومَ صِفِّینَ و یقولُ: اسْتَشْعِرُوا الخَشْیَةَ و عَنُّوا بالأَصْواتِ‌أَی احْبِسُوها و أَخْفُوها. من التَّعْنِیَة الحَبْسِ و الأَسْرِ، كأَنه نَهاهُمْ عن اللَّغَط و رفْعِ الأَصواتِ. و الأَعْنَاء: الأَخْلاطُ من الناس خاصَّة، و قیل: من الناس و غیرهم، واحدُها عِنْوٌ. و عَنَی فیه الأَكْلُ یَعْنَی، شاذَّةٌ: نَجَعَ؛ لم یَحكِها غیرُ أَبی عبید. قال ابن سیدة: حكمنا علَیها أَنَّها یائیَّة لأَنَّ انْقِلاب الأَلف لاماً عن الیاء أَكثرُ من انقلابها عن الواو. الفراء: ما یَعْنَی فیه الأَكْلُ أَی ما یَنْجَعُ، عَنَی یَعْنَی. الفراء: شَرِبَ اللبنَ شهراً فلم یَعْنَ فیه، كقولك لم یُغْنِ عنه شیئاً، و قد عَنِیَ یَعْنَی عُنِیّاً، بكسر النون من عَنِیَ. و من أَمثالهم: عَنِیَّتُه تَشْفِی الجَرب؛ یضرب مثلًا للرجل إِذا كان جَیِّد الرأْی، و أَصل العَنِیَّة، فیما روی أَبو عبید، أَبوالُ الإِبل یؤخذ معها أَخلاط فتخلط ثم تُحْبس زماناً فی الشمس ثم تعالج بها الإِبل
لسان العرب، ج‌15، ص: 103
الجَرْبَی، سُمِّیت عَنِیَّةً من التَّعْنِیَة و هو الحبس. قال ابن سیدة: و العَنِیَّة علی فَعیلَةٍ. و التَّعْنِیَة: أَخلاطٌ من بَعَرٍ و بَوْلٍ یُحْبَس مُدَّة ثم یُطْلی به البعیر الجَرِبُ؛ قال أَوْسُ بن حجر: كأَنَّ كُحَیلًا مُعْقَداً أَو عَنِیَّةً، علی رَجْعِ ذِفْراها، من اللِّیتِ، واكِفُ و قیل: العَنِیَّة أَبوالُ الإِبلِ تُسْتَبالُ فی الربیع حین تَجْزَأُ عن الماءِ، ثم تُطْبَخ حتی تَخْثُر، ثم یُلْقَی علیها من زَهْرِ ضُروبِ العُشْبِ و حبِّ المَحْلَبِ فتُعْقدُ بذلك ثم تُجْعلُ فی بساتِیقَ صغارٍ، و قیل: هو البول یُؤخذُ و أَشْیاءَ معه فیُخْلَط و یُحْبَس زمناً، و قیل: هو البَوْلُ یوضَعُ فی الشمس حتی یَخْثُر، و قیل: العَنِیَّة الهِناءُ ما كان، و كله من الخَلْط و الحَبْسِ. و عَنَّیت البعیر تَعْنِیَة: طَلَیْته بالعَنِیَّة؛ عن اللحیانی أَیضاً. و العَنِیَّة: أَبوالٌ یُطْبَخ معها شی‌ءٌ من الشجرِ ثم یُهْنَأُ به البعیرُ، واحِدُها عِنْو. و‌فی حدیث الشَّعبی: لأَنْ أَتَعَنَّی بعَنِیَّةٍ أَحَبُّ إِلیَّ من أَن أَقولَ فی مسأَلة بِرَأْیی؛ العَنِیَّة: بولٌ فیه أَخلاطٌ تُطْلَی به الإِبل الجَرْبَی، و التَّعَنِّی التَّطَلِّی بها، سمیت عَنِیَّة لطول الحَبسِ؛ قال الشاعر: عندی دَواءُ الأَجْرَبِ المُعَبَّدِ، عَنِیَّةٌ من قَطِرانٍ مُعْقَدِ و قال ذو الرمة: كأَنَّ بذِفْراها عَنِیَّةَ مُجْربٍ، لها وَشَلٌ فی قُنْفُذِ اللِّیت یَنْتَح و القُنْفُذُ: ما یَعْرَقُ خَلْف أُذُن البعیرِ. و أَعْنَاءُ السماءِ: نواحیها، الواحدُ عِنْوٌ. و أَعْنَاءُ الوجه: جوانِبُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فما بَرِحتْ تَقْرِیه أَعَنَاءَ وَجْهِها و جَبْهَتها، حتی ثَنَته قُرونُها ابن الأَعرابی: الأَعْنَاء النَّواحی، واحدُها عَناً، و هی الأَعْنان أَیضاً؛ قال ابن مقبل: لا تُحْرِز المَرْء أَعْنَاءُ البلادِ و لا تُبْنَی له، فی السماواتِ، السَّلالِیمُ و یروی: … أَحجاء … و أَورد الأَزهری هنا‌حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه سئل عن الإِبل فقال أعْنانُ الشیاطِین؛ أَراد أَنها مثلُها، كأَنه أَراد أَنها من نَواحِی الشیاطین. و قال اللحیانی: یقال فیها أَعْنَاءٌ من الناس و أَعْراءٌ من الناس، واحدهما عِنْوٌ و عِرْوٌ أَی جماعات. و قال أَحمد بن یحیی: بها أَعْنَاءٌ من الناس و أَفْناءٌ أَی أَخلاط، الواحد عِنْوٌ و فِنْوٌ، و هم قومٌ من قبَائِلَ شَتَّی. و قال الأَصمعی: أَعْنَاءُ الشی‌ء جَوانِبُه، واحدها عِنْوٌ، بالكسر. و عَنَوْت الشی‌ءَ: أَبْدَیْته. و عَنَوْت به و عَنَوْته: أَخْرَجْته و أَظْهَرْته، و أَعْنَی الغَیْثُ النَّباتَ كذلك؛ قال عَدِیُّ بنُ زید: و یَأْكُلْنَ ما أَعْنَی الوَلِیُّ فلم یَلِتْ، كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَا فَلم یَلِتْ أَی فلم یَنْقُصْ منه شیئاً؛ قال ابن سیدة: هذه الكلمة واوِیَّة و یائِیَّة. و أَعْنَاه المَطَرُ: أَنبَته. و لَمْ تَعْنِ بلادُنا العامَ بشی‌ء أَی لم تُنْبِتْ شیئاً، و الواو لغة. الأَزهری: یقال للأَرض لم تَعْنُ بشی‌ء أَی لم تُنْبِت شیئاً، و لم تَعْنِ بشی‌ء، و المعنی واحد كما یقال حَثَوْت علیه التراب و حَثَیْت. و قال الأَصمعی: سأَلته فلم یَعْنُ لی بشی‌ء، كقولك: لم
لسان العرب، ج‌15، ص: 104
یَنْدَ لی بشی‌ء و لم یَبِضَّ لی بشی‌ء. و ما أَعْنَتِ الأَرضُ شیئاً أَی ما أَنْبَتَت؛ و قال ابن بری فی قول عدی: و یَأْكُلْنَ ما أَعْنَی الوَلِیُّ قال: حذف الضمیر العائد علی ما أَی ما أَعْناهُ الوَلِیُّ، و هو فعل منقول بالهمز، و قد یَتَعدَّی بالباء فیقال: عَنَتْ به فی معنی أَعْنَتْهُ؛ و علیه قول ذی الرمة: مما عَنَتْ به و سنذكره عقبها. و عَنَت الأَرضُ بالنباتِ تَعْنُو عُنُوّاً و تَعْنی أَیضاً و أَعْنَتْهُ: أَظْهَرَتْه. و عَنَوْت الشی‌ءَ: أَخرجته؛ قال ذو الرمة: و لم یَبْقَ بالخَلْصاءِ، مِمَّا عَنَتْ به مِن الرُّطْبِ، إِلَّا یُبْسُها و هَجِیرُها و أَنشد بیت المُتَنَخِّل الهُذَلی: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضِحٌ و عَنَا النَّبْتُ یَعْنُو إِذا ظهر، و أَعْنَاهُ المَطَرُ إِعْنَاءً. و عَنا الماءُ إِذا سالَ، و أَعْنَی الرجلُ إِذا صادَف أَرضاً قد أَمْشَرَتْ و كَثُرَ كَلَؤُها. و یقال: خُذْ هذا و ما عَانَاه أَی ما شاكَلَه. و عَنَا الكلبُ للشی‌ء یَعْنُو: أَتاهُ فشَمَّه. ابن الأَعرابی: هذا یَعْنُو هذا أَی یأْتیه فیَشَمُّه. و الهُمُومُ تُعَانِی فلاناً أَی تأْتیه؛ و أَنشد: و إِذا تُعانِینی الهُمُومُ قَرَیْتُها سُرُحَ الیَدَیْنِ، تُخالِس الخَطَرانا ابن الأَعرابی: عَنَیْت بأَمره عِنایة و عُنِیّاً و عَنانی أَمره سواءٌ فی المعنی؛ و منه قولهم: إِیَّاكِ أَعْنِی؛ و اسْمَعی یا جارَهْ و یقال: عَنِیتُ و تعَنَّیْت، كلٌّ یقال. ابن الأَعرابی: عَنَا علیه الأَمرُ أَی شَقَّ علیه؛ و أَنشد قول مُزَرِّد: و شَقَّ علی امْرِئٍ، و عَنَا علیه تَكالیفُ الذی لَنْ یَسْتَطِیعا و یقال: عُنِیَ بالشی‌ء، فهو مَعْنِیٌّ به، و أَعْنَیْته و عَنَّیْتُه بمعنی واحد؛ و أَنشد: و لم أَخْلُ فی قَفْرٍ و لم أُوفِ مَرْبَأً یَفاعاً، و لم أُعنِ المَطِیَّ النَّواجِیا و عَنَّیْتُه: حَبَسْتُه حَبْساً طویلًا، و كل حَبْسٍ طویل تَعْنِیَةٌ؛ و منه قول الولید بن عقبة: قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّی، تُهَدِّرُ فی دِمَشْقَ، و ما تَریمُ قال الجوهری: و قیل إن المُعَنَّی فی هذا البیت فَحْلٌ لَئیمٌ إِذا هاج حُبِسَ فی العُنَّة، لأَنه یُرغبُ عن فِحْلتِه، و یقال: أَصلُه معَنَّن فأُبدِلت من إِحدی النونات یاءٌ. قال ابن سیدة: و المُعَنَّی فَحْلٌ مُقْرِفٌ یُقَمَّط إِذا هاج لأَنه یُرغب عن فِحْلتِه. و یقال: لَقِیتُ من فلان عَنْیةً و عَنَاءً أَی تَعَباً. و عَناهُ الأَمرُ یَعْنِیه عِنَایةً و عُنِیّاً: أَهَمَّه. و قوله تعالی: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ، و قرئ یعْنیه، فمن قرأَ یعْنیه، بالعین المهملة، فمعناه له شأْن لا یُهِمُّه معه غیرهُ، و كذلك شَأْنٌ یُغْنِیهِ أَی لا یقدر مع الاهتمام به علی الاهتمام بغیره. و قال أَبو تراب: یقال ما أَعْنَی شیئاً و ما أَغنی شیئاً بمعنی واحد. و اعْتَنَی هو بأَمره: اهْتَمَّ. و عُنِیَ بالأَمر عنایةً، و لا یقال ما أَعْنَانِی بالأَمر، لأَن الصیغة موضوعة لما لم یُسَمَّ فاعله، و صیغة التعجب إنما هی لما سُمِّی فاعله.
لسان العرب، ج‌15، ص: 105
و جلس أَبو عثمان إِلی أَبی عبیدة فجاءه رجل فسأَله فقال له: كیف تأْمر من قولنا عُنِیتُ بحاجتك؟ فقال له أَبو عبیدة: أُعْنَ بحاجتی، فأَوْمأْتُ إِلی الرجل أَنْ لیس كذلك، فلما خَلَوْنا قلت له: إِنما یقال لِتُعْنَ بحاجتی، قال: فقال لی أَبو عبیدة لا تدخُلْ إِلیّ، قلت: لِمَ؟ قال: لأَنك كنت مع رجل دوری سَرَقَ منی عامَ أَولَ قطِیفةً لی، فقلت: لا و الله ما الأَمر كذلك، و لكنَّك سمعتنی أَقول ما سمعت، أَو كلاماً هذا معناه. و حكی ابن الأَعرابی وحده: عَنِیتُ بأَمره، بصیغة الفاعل، عِنَایةً و عُنِیّاً فأَنا به عَنٍ، و عُنِیتُ بأَمرك فأَنا مَعْنِیٌّ، و عَنِیتُ بأَمرك فأَنا عانٍ. و قال الفراء: یقال هو مَعْنِیٌّ بأَمره و عانٍ بأَمره و عَنٍ بأَمره بمعنی واحد. قال ابن بری: إِذا قلت عُنِیتُ بحاجتك، فعدَّیتَه بالباء، كان الفعلُ مضمومَ الأَولِ، فإِذا عَدَّیتَه بفی فالوجه فتحُ العین فتقول عَنِیت؛ قال الشاعر: إِذا لمْ تَكُنْ فی حاجةِ المَرءِ عانِیاً نَسِیتَ، و لمْ یَنْفَعْكَ عَقدُ الرَّتائمِ و قال بعض أَهل اللغة: لا یقال عُنِیتُ بحاجتك إِلا علی مَعْنی قصَدْتُها، من قولك عَنَیْتُ الشی‌ء أَعْنِیه إِذا كنت قاصِداً له، فأَمَّا من العَنَاء، و هو العِنَایَةُ، فبالفتح نحوُ عَنَیتُ بكذا و عَنَیت فی كذا. و قال البطلیوسی: أَجاز ابن الأَعرابی عَنِیتُ بالشی‌ء أَعْنَی به، فأَنا عانٍ؛ و أَنشد: عانٍ بأُخراها طَویلُ الشُّغْلِ، له جَفِیرانِ و أَیُّ نَبْلِ و عُنِیتُ بحاجتك أُعْنَی بها و أَنا بها مَعْنِیٌّ، علی مفعول. و‌فی الحدیث: مِنْ حُسنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُه ما لا یَعْنِیه‌أَی لا یُهِمُّه. و‌فی الحدیث عن عائشة، رضی الله عنها: كان النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، إِذا اشْتَكی أتاه جبریلُ فقال بسْمِ الله أَرْقِیكَ من كلِّ داءٍ یَعْنیك، من شرِّ كلِّ حاسدٍ و من شرِّ كلِّ عَین؛ قوله یَعْنِیك أَی یشغَلُك. و یقال: هذا الأَمر لا یَعْنِینی أَی لا یَشْغَلُنی و لا یُهِمُّنی؛ و أَنشد: عَنانی عنكَ، و الأَنْصاب حَرْبٌ، كأَنَّ صِلابَها الأَبْطالَ هِیمُ أَراد: شَغَلَنی؛ و قال آخر: لا تَلُمْنی علی البُكاء خَلِیلی، إِنه ما عَناكَ قِدْماً عَنَانِی و قال آخر: إِنَّ الفَتی لیس یَعْنِیهِ و یَقمَعُه إِلَّا تَكَلُّفُهُ ما لیس یَعْنِیهِ أَی لا یَشْغَله، و قیل: معنی قول جبریل، علیه السلام، یَعْنِیكَ أَی یَقْصِدُك. یقال: عَنَیْتُ فلاناً عَنْیاً أَی قَصَدْتُه. و مَنْ تَعْنِی بقولك أَی مَنْ تَقْصِد. و عَنَانِی أَمرُك أَی قَصَدنی؛ و قال أَبو عمرو فی قوله الجعدی: و أَعْضادُ المَطِیّ عَوَانی أَی عَوامِلُ. و قال أَبو سعید: معنی قوله عَوَانِی أَی قَواصِدُ فی السیر. و فُلانٌ تَتَعَنَّاه الحُمَّی أَی تَتَعَهَّده، و لا تقال هذه اللفظة فی غیر الحُمَّی. و یقال: عَنِیتُ فی الأَمر أَی تَعَنَّیْتُ فیه، فأَنا أَعْنَی و أَنا عَنٍ، فإِذا سألت قلت: كیف مَن تُعْنی بأَمره؟ مضموم لأَن الأَمْرَ عَنَاهُ، و لا یقال كیف مَنْ تَعْنَی بأَمره. و عَانَی الشی‌ءَ: قاساه. و المُعَانَاةُ: المُقاساة. یقال:
لسان العرب، ج‌15، ص: 106
عَانَاه و تَعَنَّاه و تَعَنَّی هو؛ و قال: فَقُلْتُ لها: الحاجاتُ یَطْرَحْنَ بالفَتَی، و هَمّ تَعَنَّاه مُعَنّیً رَكائبُهْ و روی أَبو سعید: المُعَانَاة المُداراة؛ قال الأَخطل: فإِن أَكُ قد عَانَیْتُ قَوْمی و هِبْتُهُمْ، فَهَلْهِلْ و أَوِّلْ عَنْ نُعَیْم بنِ أَخْثَما هَلْهِلْ: تَأَنَّ و انْتَظِرْ. و قال الأَصمعی: المُعَانَاة و المُقَاناةُ حُسْنُ السِّیاسة. و یقال: ما یُعَانُونَ مالَهُم و لا یُقانُونه أَی ما یقومون علیه. و‌فی حدیث عُقْبَة بن عامِرٍ فی الرمی بالسهام: لَوْ لا كلامٌ سَمِعْتُه من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لمْ أُعَانِهِ؛ مُعَانَاةُ الشی‌ءِ: مُلابَسَته و مُباشَرَته. و القَوْمُ یُعَانُون مالَهُم أَی یقومون علیه. و عَنَی الأَمْرُ یَعْنِی و اعْتَنَی: نَزَلَ؛ قال رؤبة: إِنی و قد تَعْنِی أُمورٌ تَعْتَنِی علی طریقِ العُذْر، إِنْ عَذَرْتَنی و عَنَتْ به أُمورٌ: نَزَلَتْ. و عَنَی عَنَاءً و تَعَنَّی: نَصِبَ. و عَنَّیْتُه أَنا تَعْنِیَةً و تَعَنَّیْتُه أَیضاً فَتَعَنَّی، و تَعَنَّی العَناء: تَجَشَّمَه، و عَنَّاه هو و أَعْنَاه؛ قال أُمَیَّة: و إِنی بِلَیْلَی، و الدِّیارِ التی أَرَی، لَكالْمُبْتَلَی المُعْنَی بِشَوْقٍ مُوَكَّلِ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: عَنْساً تُعَنِّیها و عَنْساً تَرْحَلُ فسره فقال: تُعَنِّیها تَحْرُثُها و تُسْقِطُها. و العَنْیَةُ: العَناء. و عَنَاءٌ عَانٍ و مُعَنٍّ: كما یقال شِعْرٌ شاعِرٌ و مَوْتٌ مائتٌ؛ قال تَمیم بن مُقْبِل: تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إِقامَةٍ، و بَعْدَ عَنَاءٍ مِنْ فُؤادِك عانِ «3» و قال الأَعشی: لَعَمْرُكَ ما طُولُ هذا الزَّمَنْ، علی المَرْءِ، إِلَّا عَنَاءٌ مُعَنُّ و مَعْنی كلِّ شی‌ء: مِحْنَتُه و حالُه التی یصیر إلیها أَمْرُه. و روی الأَزهری عن أَحمد بن یحیی قال: المَعْنَی و التفسیرُ و التَّأْوِیل واحدٌ. و عَنَیْتُ بالقول كذا: أَردت. و مَعْنَی كلّ كلامٍ و مَعْنَاتُه و مَعْنِیَّتُه: مَقْصِدُه، و الاسم العَنَاء. یقال: عَرَفْتُ ذلك فی مَعْنَی كلامِه و مَعْنَاةِ كلامه و فی مَعْنِیِّ كلامِه. و لا تُعَانِ أَصحابَك أَی لا تُشاجِرْهُم؛ عن ثعلب. و العَنَاء: الضُّرُّ. و عُنْوَانُ الكتاب: مُشْتَقّ فیما ذكروا من المَعْنَی، و فیه لغات: عَنْوَنْتُ و عَنَّیْتُ و عَنَّنْتُ. و قال الأَخْفش: عَنَوْتُ الكتاب و اعْنُه؛ و أَنشد یونس: فَطِنِ الكِتابَ إِذا أَرَدْتَ جوابَه، و اعْنُ الكتابَ لِكَیْ یُسَرَّ و یُكْتما قال ابن سیدة: العُنْوَانُ و العِنْوَانُ سِمَةُ الكِتابِ. و عَنْوَنَه عَنْوَنَةً و عِنْوَاناً و عَنَّاهُ، كِلاهُما: وَسَمَه بالعُنوان. و قال أَیضاً: و العُنْیَانُ سِمَةُ الكتاب، و قد عَنَّاه و أَعْنَاه، و عَنْوَنْتُ الكتاب و عَلْوَنْته. قال یعقوب: و سَمِعْتُ من یقول أَطِنْ و أَعِنْ أَی عَنْوِنْه و اخْتِمْه. قال ابن سیدة: و فی جَبْهَتِه عُنْوانٌ من كَثْرَةِ السُّجودِ أَی أَثَر؛ حكاه اللحیانی؛ و أَنشد: و أَشْمَطَ عُنْوانٌ به مِنْ سُجودِه، كَرُكْبَةِ عَنزٍ من عُنوزِ بَنی نَصْرِ
(3). قوله [من جبان] هو هكذا فی الأصل بالباء الموحدة و الجیم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 107
و المُعَنَّی: جَمَلٌ كان أَهلُ الجاهلیة یَنزِعُونَ سناسِنَ فِقْرَتِهِ و یَعْقِرُون سَنامَه لئلَّا یُرْكَب و لا یُنْتَفَع بظَهْرِه. قال اللیث: كان أَهل الجاهلیة إِذا بَلَغَتْ إِبلُ الرجل مائةً عمدوا إِلی البعیر الذی أَمْأَتْ به إِبلُه فأَغْلقوا ظَهْرَه لئلا یُرْكَب و لا یُنْتَفَع بظَهْره، لیعرف أَن صاحِبَها مُمْئٍ، و إِغْلاق ظَهْرِه أَن یُنْزَع منه سناسِنُ من فَقْرته و یُعْقر سَنامَه؛ قال ابن سیدة: و هذا یجوز أَن یكونَ من العَنَاءِ الذی هو التَّعَب، فهو بذلك من المُعْتلّ بالیاء، و یجوز أَن یكونَ من الحَبْسِ عن التَّصَرُّفِ فهو علی هذا من المعتَلِّ بالواو؛ و قال فی قول الفرزدق: غَلَبْتُكَ بالمُفَقَّئِ و المُعَنِّی، و بَیْتِ المُحْتَبی و الخافقاتِ یقول: غَلَبْتُك بأَربع قصائد منها المُفَقِّئُ، و هو بیته: فلَسْتَ، و لو فَقَّأْتَ عَینَك، واجداً أَباً لكَ، إِن عُدَّ المَساعِی، كَدارِم قال: و أَراد بالمُعَنِّی قوله تَعَنَّی فی بیته: تَعَنَّی یا جَرِیرُ، لِغَیرِ شی‌ءٍ، و قد ذهَبَ القَصائدُ للرُّواةِ فكیف تَرُدُّ ما بعُمانَ منها، و ما بِجِبالِ مِصْرَ مُشَهَّراتِ؟ قال الجوهری: و منها قوله: فإِنّكَ، إِذ تَسْعَی لتُدْرِكَ دارِماً، لأَنْتَ المُعَنَّی یا جَرِیرُ، المُكَلَّف و أَراد بالمُحْتَبی قوله: بَیْتاً زُرارَةُ مُحْتَبٍ بِفنائه، و مُجاشِعٌ و أَبو الفَوارسِ نَهْشَلُ لا یَحْتَبی بفِناءِ بَیْتِك مِثْلُهُم أَبداً، إِذا عُدَّ الفعالُ الأَفْضَلُ و أَراد بالخافقات قوله: و أَیْنَ یُقَضِّی المالِكانِ أُمُورَها بِحَقٍّ، و أَینَ الخافِقاتُ اللَّوامِعُ؟ أَخَذْنا بآفاقِ السَّماءِ عَلَیْكُمُ، لنا قَمَرَاها و النُّجُومُ الطَّوالِعُ

عها؛ ج15، ص: 107

: حَكی أَبو منصور الأَزهری فی ترجمة عوه عن أَبی عدنان عن بعضهم قال: العِفْوُ و العِهْوُ جمیعاً الجَحْش، قال: و وَجَدْتُ لأَبی وجْزَة السَّعْدِیّ بیتاً فی العِهْوِ: قَرَّبْنَ كلَّ صَلَخْدیً مُحْنِقٍ قَطِمٍ عِهْوٍ، له ثَبَجٌ، بالنِّیِّ، مَضْبُورُ و قیل: هو جَمَلٌ عِهْوٌ نَبیلُ الثَّبَجِ لَطِیفُه، و هو شدیدٌ مع ذلك؛ قال الأَزهری: كأَنه شبَّه الجَمَل به لخِفَّتِه.

عوی؛ ج15، ص: 107

: العَوِیُّ: الذِّئْبُ. عَوَی الكَلْبُ و الذئبُ یَعْوِی عَیّاً و عُواءً و عَوَّةً و عَوْیَةً، كلاهما نادرٌ: لَوَی خَطْمَه ثم صوَّت، و قیل: مَدَّ صَوْته و لم یُفْصِحْ. و اعْتَوَی: كَعَوی؛ قال جریر: أَلا إِنما العُكْلِیُّ كلْبٌ، فقُل لهُ، إِذا ما اعْتَوَی: إِخْسَأْ و أَلْقِ له عَرْقَا و كذلك الأَسَد. الأَزهری: عَوَت الكِلابُ و السِّباعُ تَعْوِی عُواءً، و هو صوت تَمُدُّه و لیس بِنَبْحٍ، و قال أَبو الجَرَّاح: الذِّئْبُ یَعْوِی؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 108
و أَنشدنی أَعرابی: هَذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بالتَّرْكِ، الذِّئبُ یَعْوِی و الغُرابُ یَبْكی و قال الجوهری: عَوَی الكلْبُ و الذِّئبُ و ابنُ آوی یَعْوِی عُواءً صاحَ. و هو یُعَاوِی الكلابَ أَی یُصایِحُها. قال ابن بری: الأَعلم العِواء فی الكلاب لا یكون إِلَّا عِندَ السِّفادِ. یقال: عاوَتِ الكِلاب إِذا اسْتَحْرَمَتْ، فإِنْ لم یكن للسفاد فهو النُّباحُ لا غَیْر؛ قال و علی ذلك قوله: جَزَی رَبُّه عَنِّی عَدِیَّ بن حاتِمٍ جَزاءَ الكِلابِ العَاوِیَاتِ، و قَدْ فَعَلْ و‌فی حدیث حارثة: كأَنی أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهل النَّارِ‌أَی صِیاحَهُمْ. قال ابن الأَثیر: العُوَاءُ صَوْتُ السِّباع، و كأَنَّه بالذئْبِ و الكَلْبِ أَخَصُّ. و العَوَّةُ: الصَّوْتُ، نادِر. و العَوَّاءُ، ممدُود: الكَلْب یَعْوِی كَثیراً. و كَلْبٌ عَوّاءٌ: كثیر العُواء. و فی الدُّعاء علیه: علیه العَفاءُ و الكَلْبُ العَوَّاءُ. و المُعَاوِیَة: الكَلْبَة المُسْتَحْرِمَةُ تَعْوی إِلی الكلاب إِذا صَرَفَتْ و یَعْوینَ، و قد تَعاوَتِ الكِلابُ. و عاوَت الكِلابُ الكَلْبَة: نابَحَتْها. و مُعاوِیَةُ: اسم، و هو منه، و تصغیر مُعَاوِیَة مُعَیَّة؛ هذا قول أَهل البصرة، لأَن كلَّ اسم اجْتمَع فیه ثلاث یاءاتٍ أُولاهُنَّ یاءُ التصغیر خُذِفَتْ واحدة مِنْهُنَّ، فإِن لم تكن أُولاهن یاء التَّصْغِیر لم یُحْذَف منه شی‌ءٌ، تقول فی تصغیر مَیَّة مُیَیَّة، و أَما أَهلُ الكوفة فلا یحذفون منه شیئاً یقولون فی تصغیر مُعَاوِیَة مُعَیِّیَة، علی قول من قال أُسَیِّد، و مُعَیْوَة، علی قول من یقول أُسَیْوِد؛ قال ابن بری: تصغیر مُعَاوِیَة، عند البصریین، مُعَیْوِیَة علی لغة من یقول فی أَسْودَ أُسَیْوِد، و مُعَیَّة علی قول من یقول أُسَیِّدٌ، و مُعَیِّیَة علی لغة من یقول فی أَحْوَی أُحَیِّیٌ، قال: و هو مذهب أَبی عمرو بن العَلاء، قال: و قولُ الجَوْهری و مُعَیْوة علی قَوْلِ من یقولُ أُسَیْوِد غَلَطٌ، و صوابه كما قُلنا، و لا یجوز مُعَیْوة كما لا یجوز جُرَیْوة فی تصغیر جِرْوة، و إِنما یجوز جُرَیَّة. و فی المَثَل: لَوْ لَك أَعْوِی ما عَوَیْتُ؛ و أَصله أَنَّ الرجلَ كان إِذا أَمْسی بالقَفْرِ عَوَی لیُسمِعَ الكِلابَ، فإن كان قُرْبَه أَنِیسٌ أَجابَتْه الكلابُ فاستَدَلَّ بعُوائها، فعَوَی هذا الرجلُ فجاءَهُ الذِّئْب فقال: لَو لَك أَعْوِی ما عَوَیْتُ، و حكاه الأَزهری. و من أَمثالهم فی المُستَغِیث بمَنْ لا یُغِیثُه قولُهم: لَوْ لَكَ عَوَیْتُ لم أَعْوِهْ؛ قال: و أَصله الرجلُ یبیت بالبَلَدِ القَفْرِ فیَستَنْبِحُ الكِلابَ بعُوائِه لیَسْتَدِلَّ بنُباحِها علی الحَیِّ، و ذلك أَنّ رجلًا باتَ بالقَفْرِ فاستَنْبَح فأَتاه ذِئْبٌ فقال: لَوْ لَكَ عَوَیْتُ لم أَعْوِهْ، قال: و یقال للرجل إِذا دَعا قوماً إِلی الفِتنة، عَوَی قوماً فاستُعْوُوا، و روی الأَزهری عن الفراء أَنه قال: هو یَستَعْوی القَوْمَ و یَسْتَغْویهم أَی یَستَغِیثُ بهمْ. و یقال: تَعَاوَی بنُو فلانٍ علی فلانٍ و تَغاوَوْا علیه إِذا تَجَمَّعُوا علیه، بالعین و الغین. و یقال: استَعْوَی فلان جَماعَةً إِذا نَعَقَ بهم إِلی الفِتنَة. و یقال للرجُل الحازمِ الجَلْدِ: ما یُنْهی و لا یُعْوَی. و ما له عاوٍ و لا نابحٌ أَی ما له غَنَم یَعْوی فیها الذئبُ و یَنْبَح دونها الكَلب، و رُبَّما سُمِّی رُغاءُ الفصِیلِ عُواءً إِذا ضَعُف؛ قال: بها الذِّئْبُ مَحزُوناً كأَنَّ عُواءَهُ عُواءُ فَصِیلٍ، آخِرَ اللیْلِ، مُحْثَلِ
لسان العرب، ج‌15، ص: 109
و عَوَی الشی‌ءَ عَیّاً و اعْتَواهُ: عَطَفَه؛ قال: فلَمَّا جَرَی أَدْرَكنَه فاعْتَوَیْنَه عَنِ الغایَة الكُرْمی، و هُنَّ قُعودُ و عَوَی القَوْسَ: عَطَفَها. و عَوَی رأْسَ الناقة فانْعَوَی: عاجَه. و عَوَتِ الناقَةُ البُرَةَ عَیّاً إِذا لَوَتْها بخَطْمِها؛ قال رؤبة: إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَو نِقضا، تَعْوِی البُرَی مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا و عَوی القَومُ صُدُورَ رِكابهمْ و عَوَّوْها إِذا عَطَفُوها. و‌فی الحدیث: أَنَّ أُنَیْفاً سأَله عن نَحرِ الإِبلِ فأَمَرَه أَن یَعْوِیَ رُؤوسَها‌أَی یَعْطِفَها إِلی أَحَد شِقَّیها لتَبرُز اللَّبةُ، و هی المَنحَرُ. و العَیُّ: اللَّیُّ و العَطْفُ. قال الجوهری: و عَوَیْتُ الشَّعْر و الحَبل عَیّاً و عَوَّیْته تَعْوِیَةً لَوَیته؛ قال الشاعر: و كأَنَّها، لما عَوَیْت قُرُونَها، أَدْماءُ ساوَقَها أَغَرُّ نَجِیبُ و استَعْوَیته أَنا إِذا طَلَبتَ منه ذلك. و كلُّ ما عَطَفَ من حَبْلٍ و نحوه فقد عَواهُ عَیّاً، و قیل: العَیُّ أَشَدُّ من اللَّیِّ. الأَزهری: عَوَیْتُ الحبلَ إِذا لَوَیتَه، و المصدَر العَیُّ. و العَیُّ فی كلِّ شی‌ءٍ: اللَّیُّ. و عَفَتَ یَدَهُ و عَواها إِذا لَواها. و قال أَبو العَمَیثَلِ: عَوَیْت الشی‌ءَ عَیّاً إِذا أَمَلْته. و قال الفراء: عَوَیْت العِمامَة عَیَّةً و لَوَیتُها لَیَّةً. و عَوَی الرجلُ: بلغ الثلاثین فقَویَتْ یَدهُ فعَوَی یَدَ غیره أَی لَواها لَیّاً شدیداً. و‌فی حدیث المسلم قاتِلِ المشرِكِ الذی سَبَّ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم: فتَعَاوَی المشركون علیه حتی قتلوه‌أَی تعاوَنوا و تَساعَدوا، و یروی بالغین المعجمة و هو بمعناه. الأَزهری: العَوّا اسمُ نَجمٍ، مقصورٌ، یكتَب بالأَلف، قال: و هی مؤنثة من أَنْواءِ البَرْدِ؛ قال ساجع العرب: إِذا طَلَعَتِ العَوَّاءُ و جَثَم الشِّتاءُ طاب الصِّلاءُ؛ و قال ابن كُناسة: هی أَربعة كواكبَ ثلاثةٌ مُثَفَّاةٌ متفرقة، و الرابع قریبٌ منها كأَنه من الناحیة الشامیَّة، و به سمیت العَوَّاءُ كأَنه یَعْوِی إِلیها من عُواءِ الذئْب، قال: و هو من قولك عَوَیْتُ الثوبَ إِذا لَوَیتَه كأَنه یعْوی لما انفرد. قال: و العَوَّاءُ فی الحساب یَمانیَةٌ، و جاءت مُؤَنَّثَة عن العرب، قال: و منهم من یقول أَوَّل الیَمانیة السِّماكُ الرامِحُ، و لا یجعل العَوَّاء یمانیة للكوكب الفَردِ الذی فی الناحیة الشامیَّة. و قال أَبو زید: العَوَّاءُ ممدودةٌ، و الجوزاء ممدودة، و الشِّعْری مقصور. و قال شمر: العَوَّاءُ خمسة كواكِبَ كأَنها كِتابة أَلِفٍ أَعْلاها أَخفاها، و یقال: كأَنها نُونٌ، و تُدْعی ورِكی الأَسَد و عُرْقوبَ الأَسَد، و العرب لا تُكْثِرُ ذِكْرَ نَوْئِها لأَن السِّماكَ قد استَغْرَقَها، و هو أَشهر منها، و طُلوعها لاثنَتین و عشرین لیلةً من أَیلولٍ، و سقُوطُها لاثنتین و عشرین لیلةً تَخْلُو من أَذار؛ و قال الحُصَیْنی فی قصیدته التی یذكر فیها المنازل: و انْتَثَرَت عَوَّاؤه تَناثُرَ العِقْد انْقَطعْ و من سجعهم فیها: إِذا طَلَعت العَوَّاءُ ضُرِبَ الخِباءُ و طابَ الهواءُ و كُرِه العَراءُ و شَثُنَ السِّقاءُ. قال الأَزهری: مَن قَصَرَ العَوَّا شَبَّهَها باسْتِ الكلبِ، و مَن مَدَّها جَعَلها تَعْوِی كما یَعْوِی الكلبُ،
لسان العرب، ج‌15، ص: 110
و القَصْرُ فیها أَكثرُ «4» قال ابن سیدة: العَوَّاءُ مَنْزِلٌ من منازل القمر یُمَدُّ و یُقصَر، و الأَلف فی آخره للتأْنیث بمنزلة ألف بُشْرَی و حُبْلی، و عینُها و لامُها واوان فی اللفظ كما تری، أ لا تری أَن الواوَ الآخرة التی هی لامٌ بدل من یاءٍ، و أَصلها عَوْیَا و هی فَعْلَی من عَوَیْت؟ قال ابن جنی: قال لی أَبو علی إنما قیلَ العَوَّا لأَنها كواكبُ مُلْتَویةٌ، قال: و هی من عَوَیْتُ یدَه أَی لَوَیتها، فإن قیل: فإذا كان أَصلها عَوْیا و قد اجتمعت الواو و الیاء و سبقت الأُولی بالسكون، و هذه حالٌ توجب قَلْب الواو یاءً و لیستْ تقتضی قلبَ الیاء واواً، أَ لا تراهم قالوا طَوَیْت طَیّاً و شوَیْت شَیّاً، و أَصلُهما طَوْیاً و شَوْیاً، فقلت الواوَ یاءً، فهلَّا إذ كان أَصل العَوَّا عَوْیَا قالوا عَیّاً فقلَبوا الواو یاءً كما قلبوها فی طَوَیت طَیّاً و شَوَیت شَیّاً؟ فالجواب أَن فَعْلَی إذا كانت اسماً لا وصفاً، و كانت لامُها یاءً، قلبت یاؤها واواً، و ذلك نحو التَّقْوَی أَصلُها وَقْیَا، لأَنها فَعْلَی من وَقَیْت، و الثَّنْوَی و هی فَعْلَی من ثَنَیْتُ، و البَقْوَی و هی فَعْلی من بَقِیت، و الرَّعْوَی و هی فَعْلَی من رَعَیْت، فكذلك العَوَّی فَعْلی من عَوَیْت، و هی مع ذلك اسمٌ لا صفة بمنزلة البَقْوَی و التَّقْوَی و الفَتْوَی، فقلبت الیاء التی هی لامٌ واواً، و قبلها العین التی هی واو، فالتقت واوان الأُولی ساكنة فأُدغمت فی الآخِرة فصارت عَوًّا كما تَرَی، و لو كانت فَعْلَی صفة لما قُلِبَت یاؤها واواً، و لَبَقِیَت بحالها نحو الخَزْیَا و الصَّدْیا، و لو كانت قبل هذه الیاء واوٌ لَقُلِبَت الواوُ یاءً كما یجب فی الواوِ و الیاء إذا التَقَتا و سَكَن الأَوَّل منهما، و ذلك نحو قولهم امرأَة طَیَّا و رَیَّا، و أَصلُهما طوْیَا و رَوْیَا، لأَنهما من طَوَیْت و رَوِیت، فقلبت الواوُ منهما یاءً و أُدغِمَت فی الیاء بَعْدَها فصارت طَیَّا و ریَّا، و لو كانت ریّاً اسماً لوَجَب أَن یُقال رَوَّی و حالُها كحالِ العَوَّا، قال: و قد حُكِیَ عنهم العَوَّاءُ، بالمدِّ، فی هذا المنزِلِ من منازِل القَمر؛ قال ابن سیدة: و القولُ عندی فی ذلك أَنه زاد للمدّ الفاصل أَلفَ التأْنیثِ التی فی العَوَّاء، فصار فی التقدیر مثالُ العَوَّا أَلفین، كما تری، ساكنین، فقلبت الآخرة التی هی علم التأْنیث همزة لمَّا تحركت لالتقاء الساكنین، و القولُ فیها القولُ فی حمراء و صَحْراءَ و صَلْفاءَ و خَبْراءَ، فإن قیل: فلَمَّا نُقِلَت من فَعْلی إلی فَعْلاء فزال القَصْرُ عنها هلّا رُدَّت إلی القیاس فقلبت الواو یاء لزوال وزن فَعْلی المقصورة، كما یقال رجل أَلْوی و امرأَة لَیَّاءُ، فهلَّا قالوا علی هذا العَیَّاء؟ فالجواب أَنهم لم یَبْنوا الكَلِمةِ علی أَنها ممدودة البَتَّة، و لو أَرادوا ذلك لقالوا العَیَّاء فمدّوا، و أَصله العَوْیاء، كما قالوا امرأَة لَیَّاء و أَصلها لَوْیاء، و لكنهم إنما أَرادوا القَصْر الذی فی العَوّا، ثم إنهم اضْطُرُّوا إلی المدّ فی بعض المواضِع ضرورة، فبَقّوا الكلمة بحالِها الأُولی من قلب الیاء التی هی لامٌ واواً، و كان تَرْكُهُم القلبَ بحالِه أَدلَّ شی‌ءٍ علی أَنهم لم یَعتَزِموا المدّ البتَّة، و أَنهم إنما اضْطُرُّوا إلیه فَرَكبوه، و هم حینئذ للقصر ناوُون و به مَعْنیُّون؛ قال الفرزدق: فلَو بَلَغَتْ عَوّا السِّماكِ قَبیلةٌ، لزادَت علَیها نَهْشَلٌ و تَعَلَّت و نسبه ابن بری إلی الحطیئة. الأَزهری: و العَوَّاء النابُ من الإِبلِ، ممدودةٌ، و قیل: هی فی لُغة هُذیل النابُ الكَبیرة التی لا سَنامَ لها؛ و أنشد:
(4). قوله [و القصر فیها أكثر] هكذا فی الأَصل و المحكم، و الذی فی التهذیب: و المدّ فیها أكثر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 111
و كانوا السَّنامَ اجْتُثَّ أَمْسِ، فقَوْمُهُم كَعَوَّاءَ بعد النِّیِّ غابَ رَبِیعُها و عَوَاهُ عن الشی‌ء عَیّاً: صَرفه. و عَوَّی عن الرجُل: كَذَّب عنه و ردَّ علی مُغْتابه. و أَعْوَاءٌ: موضع؛ قال عبدُ منافِ بنُ رِبْع الهُذلی: أَلا رُبَّ داعٍ لا یُجابُ، و مُدَّعٍ بساحةِ أَعْوَاءٍ و ناجٍ مُوائِلِ الجوهری: العَوَّاءُ سافِلَة الإِنسانِ، و قد تُقْصر. ابن سیدة: العَوَّا و العُوَّی و العَوَّاء و العُوَّة كلُّه الدُّبُر. و العَوَّةُ: عَلَم من حِجارة یُنْصَب علی غَلْظِ الأَرض. و العَوَّةُ. الضَّوَّة و عَوْعَی عَوْعاةً: زجَرَ الضأْنَ. اللیث: العَوَّا و العَوّة لغتان و هی الدُّبُر؛ و أَنشد: قِیاماً یُوارُون عَوَّاتِهمْ بِشَتْمِی، و عَوَّاتُهُم أَظْهَر و قال الآخر فی العَوَّا بمعنی العَوَّة: فَهَلَّا شَدَدْتَ العَقْدَ أَو بِتَّ طاوِیاً، و لم یفرح العَوَّا كما یفرح القتْبُ «1» و العَوّةُ و الضَّوَّةُ: الصَّوْتُ و الجلَبَة. یقال: سمِعت عَوَّةَ القومِ و ضَوَّتَهُم أَی أَصْواتَهُم و جَلَبَتَهُم، و العَوُّ جمع عَوَّةٍ، و هی أُمُّ سُوَیْد. و قال اللیث: عَا، مَقْصورٌ، زجْرٌ للضِّئِینَ، و رُبَّما قالوا عَوْ و عاء و عایْ، كل ذلك یُقال، و الفعل منه عاعَی یُعاعِی مُعَاعَاةً و عاعاةً. و یقال أَیضاً: عَوْعَی یُعَوْعِی عَوْعاةً و عَیْعَی یُعَیْعِی عَیْعَاة و عِیعَاءً؛ و أَنشد: و إنّ ثِیابی من ثِیابِ مُحَرِّقٍ، و لمْ أَسْتَعِرْها من مُعَاعٍ و ناعِقِ

عیا؛ ج15، ص: 111

: عَیَّ بالأَمرِ عِیّاً و عَیِیَ و تَعایا و اسْتَعْیا؛ هذه عن الزجَّاجی، و هو عَیٌّ و عَیِیٌّ و عَیَّانُ: عجز عنه و لم یُطِقْ إحْكامه. قال سیبویه: جمع العَیِیِّ أَعْیِیاءُ و أَعِیَّاءُ، و التصحیح من جهة أَنه لیس علی وزن الفِعْلِ، و الإِعْلال لاسْتِثقالِ اجتماع الیاءَینِ، و قد أَعْیَاه الأَمرُ؛ فأَمَّا قول أبی ذؤیب: و ما ضَرَبٌ بَیْضاءُ، یأْوِی مَلِیكُها إلی طُنُفٍ أَعْیَا بِراقٍ و نازِلِ فإنما عَدّی أَعْیَا بالباء لأَنه فی معنی برَّح، فكأَنه قال برَّح بِراقٍ و نازِلٍ، و لو لا ذلك لما عَدَّاه بالباء. و قال الجوهری: قوم أَعْیَاء و أَعْیِیَاء، قال: و قال سیبویه أَخبرنا بهذه اللغة یونس، قال ابن بری: صوابه و قوم أَعِیّاء و أَعْیِیَاء كما ذكره سیبویه. قال ابن بری: و قال، یعنی الجوهری، و سَمِعْنا من العرب من یقول أَعْیِیَاء و أَحْیِیَةٌ فیُبَیِّن؛ قال فی كتاب سیبویه: أَحْیِیَةٌ جمع حَیاء لفَرْج الناقة، و ذكر أَنَّ من العرب من یُدْغِمُه فیقول أَحِیَّة. الأَزهری: قال اللیث العِیُّ تأْسِیسٌ أَصله من عَین و یاءَیْن و هو مصدر العَیِیِّ، قال: و فیه لغتان رجل عَیِیٌّ، بوزن فعیل؛ و قال العجاج: لا طائِشٌ قاقٌ و لا عَیِیُّ و رجل عَیٌّ: بوَزْنِ فَعْلٍ، و هو أَكثر من عَییٍّ، قال: و یقال عَیِیَ یَعْیا عن حُجَّته عَیّاً، و عَیَّ یَعْیَا، و كلُّ ذلك یقال مثل حَیِیَ یَحْیَا و حَیَّ؛ قال الله عز و جل: وَ یَحْییٰ مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ، قال: و الرَّجلُ یَتَكَلَّف عملًا فیَعْیَا به و عَنه إذا لم یَهْتَدِ
(1). قوله [و لم یفرح إلخ] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 112
لوجِه عَمَله. و حكی عن الفراء قال: یقال فی فِعْلِ الجمیع من عَیَّ عَیُّوا؛ و أَنشد لبعضهم: یَحِدْنَ بنا عَنْ كلِّ حَیٍّ، كأَنَّنا أَخاریسُ عَیُّوا بالسَّلامِ و بالنَّسَبْ و قال آخر: مِنَ الذین إذا قُلْنا حدیثَكُمُ عَیُّوا، و إنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا قال: و إذا سُكِّن ما قبل الیاء الأُولی لم تُدْغَمْ كقولك هو یُعْیی و یُحْیی. قال: و من العرب مَنْ أَدغَمَ فی مثلِ هذا؛ و أَنشد لبعضهم: فكَأَنَّها بینَ النّساء سَبیكةٌ تَمْشی بسُدَّة بَیتها، فتُعِیُّ و قال أبو إسحاق النحوی: هذا غیرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحویین. و ذكر أَنَّ البیتَ الذی اسْتَشْهد به الفراء لیس بمعروف؛ قال الأَزهری: و القیاس ما قاله أَبو إسحاق و كلامُ العرب علیه و أَجمع القُرّاء علی الإِظْهار فی قوله یُحْیِی وَ یُمِیتُ*. و حكی عن شمر: عَیِیتُ بالأَمر و عَیَیْتُه و أَعْیَا علیَّ ذلك و أَعْیَانِی. و قال اللیث: أَعْیَانِی هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه و عَیِیت عنه، و قال غیره: عَیِیتُ فلاناً أَعْیَاهُ أَی جَهِلْته. و فلان لا یَعْیَاه أَحدٌ أی لا یَجْهَله أحدٌ، و الأصل فی ذلك أن لا تَعْیا عن الإِخبارِ عنه إذا سُئِلْتَ جَهْلًا به؛ قال الراعی: یسأَلْنَ عنك و لا یَعْیاك مسؤولُ أَی لا یَجْهَلُك. و عَیِیَ فی المَنْطِق عِیّاً: حَصِرَ. و أَعْیَا الماشی: كلَّ. و أَعْیَا السیرُ البَعیرَ و نحوَه: أَكَلَّه و طَلَّحه. و إبلٌ مَعَایَا: مُعْیِیَة. قال سیبویه: سألت الخلیلَ عن مَعایا فقال: الوَجْه مَعَایٍ، و هو المُطَّرد، و كذلك قال یونس، و إنما قالوا مَعایا كما قالوا مَداری و صَحاری و كانت مع الیاء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها. و رجلٌ عَیایاءُ: عَیِیٌّ بالأُمور. و‌فی الدعاء: عَیٌّ له و شَیٌّ، و النَّصْبُ جائِزٌ. و المُعَایَاةُ: أَن تأْتیَ بكلامٍ لا یٌهتَدی له، و قال الجوهری: أَن تأْتی بشی‌ءٍ لا یهتدی له، و قد عَایَاهُ و عَیَّاه تَعْیِیَةً. و الأُعْیِیَّةُ: ما عایَیْتَ به. و فَحْلٌ عَیَاءٌ: لا یَهْتَدی للضراب، و قیل: هو الذی لم یَضْرِبْ ناقةً قطُّ، و كذلك الرجل الذی لا یَضْرِبُ، و الجمع أَعْیاءٌ، جمَعُوه علی حذف الزائد حتی كأَنهم كسَّروا فَعَلًا كما قالوا حیاءُ الناقةِ، و الجمع أَحْیاءٌ. و فَحْلٌ عَیَایَاءُ: كعَیاءٍ، و كذلك الرجُلُ. و‌فی حدیث أُمّ زرع: أَنَّ المرأَة السادسة قالت زوجی عَیَایَاءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ له داءٌ؛ قال أبو عبید: العَیَایَاءُ من الإِبلِ الذی لا یَضْرِبُ و لا یُلْقِحُ، و كذلك هو من الرجال؛ قال ابن الأَثیر فی تفسیره: العَیَایَاءُ العِنِّینُ الذی تُعْییهِ مُباضَعَة النساء. قال الجوهری: و رَجلٌ عَیَایَاءُ إذا عَیَّ بالأَمْر و المَنْطِقِ؛ و ذكر الأَزهری فی ترجمة عبا: كَجَبْهَةِ الشَّیخِ العَباء الثَّطِّ و فسره بالعَبام، و هو الجافی العَیِیُّ، ثم قال: و لم أَسْمَع العَباءَ بمعنی العَبام لغیر اللیث، قال: و أَما الرَّجَز فالروایة عنه: كَجَبْهَة الشیخ العَیَاء بالیاء. یقال: شیخ عَیَاءٌ و عَیَایَاءُ، و هو العَبامُ الذی لا حاجة له إلی النساء، قال: و من قاله بالباء فقد صَحَّف. و داءٌ عَیَاءٌ: لا یُبْرَأُ منه، و قد أَعْیَاه
لسان العرب، ج‌15، ص: 113
الداءُ؛ و قوله: و داءٌ قد اعْیَا بالأَطبَّاء ناجِسُ أراد أَعْیا الأَطِبَّاءَ فعَدَّاه بالحَرْفِ، إذ كانت أَعْیا فی معنی بَرَّحَ، علی ما تقدم. الأَزهری: و داءٌ عَیٌّ مثلُ عَیاءٍ، و عَیِیٌّ أَجود؛ قال الحرث بن طُفَیل: و تَنْطِقُ مَنْطِقاً حُلْواً لذیذاً، شِفاءَ البَثِّ و السُّقْمِ العَیِیِّ كأَن فَضِیضَ شارِبه بكأْس شَمُول، لَوْنُها كالرَّازِقِیِّ جَمِیعاً یُقْطَبانِ بِزَنْجَبیلٍ علی فَمِها، مَعَ المِسْكِ الذَّكِیِّ و حكی عن اللیث: الداءُ العَیَاءُ الذی لا دَواءَ له، قال: و یقال الداءُ العَیَاءُ الحُمْقُ. قال الجوهری: داءٌ عَیَاءٌ أَی صعبٌ لا دواءَ له كأَنه أَعْیا علی الأَطِباء. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: فِعْلُهم الداءُ العَیَاءُ؛ هو الذی أَعْیا الأَطِباء و لم یَنْجَعْ فیه الدواءُ. و‌حدیث الزُّهْری: أَنَّ بَرِیداً من بعض المُلوك جاءَه یسأله عن رجل معه ما مع المرأة كیف یُوَرَّث؟ قال: من حیثُ یخرجُ الماءُ الدافِقُ؛ فقال فی ذلك قائلهم: و مُهِمَّةٍ أَعْیا القُضاةَ عَیاؤُها تَذَرُ الفقیهَ یَشُكُّ شَكَّ الجاهِلِ عَجَّلْتَ قبلَ حَنِیذها بِشِوَائِها، و قَطَعْتَ مَحْرِدَها بحُكْمٍ فاصِلِ قال ابن الأَثیر: أَرادَ أَنك عجلتَ الفَتْوی فیها و لم تَسْتَأْنِ فی الجواب، فشَبَّهه برجُلٍ نَزلَ به ضیفٌ فعَجَّل قِراهُ بما قَطعَ له من كَبِدِ الذَّبیحة و لَحْمِها و لم یَحْبِسُه علی الحَنیذِ و الشّواء، و تَعْجیلُ القِری عندهم محمودٌ و صاحبُه ممدوح. و تَعَیَّا بالأَمر: كَتَعَنَّی؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حتی أَزُورَكُم و أَعْلَمَ عِلْمَكُمْ، إنَّ التَّعَیِّیَ لی بأَمرِك مُمْرِضُ و بنو عَیَاءٍ: حَیٌّ من جَرْمٍ. و عَیْعَایَةُ: حَیٌّ من عَدْوان فیهم خَساسة. الأَزهری: بَنُو أَعْیَا یُنْسَبُ إلیهم أَعْیَوِیٌّ، قال: و هم حَیٌّ من العرب. و عَاعَی بالضأْنِ عَاعَاةً و عِیعَاءً: قال لها عا، و ربما قالوا عَوْ و عَایْ و عاءِ، و عَیْعَی عَیْعَاةً و عِیعَاءً كذلك؛ قال الأَزهری: و هو مثال حاحَی بالغَنَم حِیحاءً، و هو زَجْرُها. و‌فی الحدیث شِفاءُ العِیِّ السؤالُ؛ العِیُّ: الجهلُ، عَیِیَ به یَعْیا عِیّاً و عَیَّ، بالإِدغام و التشدید، مثلُ عَییَ. و منه‌حدیث الهَدْی: فأَزْحَفَتْ علیه بالطریق فعَیَّ بشأْنِها‌أَی عَجَزَ عنها و أَشكل علیه أَمرُها. قال الجوهری: العِیُّ خلافُ البیانِ، و قد عَیَّ فی مَنْطِقِه. و فی المثل: أَعْیَا من باقِلٍ. و یقال أَیضاً: عَیَّ بِأَمرِه و عَیِیَ إذا لم یَهْتَدِ لوجهِه، و الإِدْغامُ أَكثر، و تقول فی الجمع: عَیُوا، مخَفَّفاً، كما قلناه فی حَیُوا، و یقال أَیضاً: عَیُّوا، بالتشدید، و قال عبید بن الأَبرص: عَیُّوا بأَمرِهِمُ، كما عَیَّتْ ببَیْضتِها الحَمامَهْ و أَعْیَانِی هو؛ و قال عمرو بن حسان من بنی الحَرِث بنِ همَّام: فإنَّ الكُثْرَ أَعْیَانِی قَدیماً، و لم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنّی غُلامُ یقول: كنت متوسطاً لم أَفْتَقر فقراً شدیداً و لا
لسان العرب، ج‌15، ص: 114
أَمكَننی جمعُ المال الكثیر، و یُرْوی: … أَعْنَانِی … أَی أَذَلَّنی و أَخْضَعنی. و حكی الأَزهری عن الأَصمعی: عَیِیَ فلان، بیاءَین، بالأَمر إذا عَجَز عنه، و لا یقال أَعْیا به. قال: و من العرب من یقول عَیَّ به، فیُدْغِمُ. و یقال فی المَشْی: أَعْیَیْت و أَنا عَیِیّ؛ «2» قال النابغة: عَیَّتْ جواباً و ما بالرَّبْعِ من أَحد قال: و لا یُنْشَدُ أَعْیَتْ جواباً؛ و أَنشد لشاعر آخر فی لغة من یقول عیی: و حتی حسِبْناهمْ فوارِسَ كَهْمَسٍ، حَیُوا بعد ما ماتُوا من الدَّهْرِ أَعْصُرَا و یقال: أَعْیَا علیَّ هذا الأَمرُ و أَعْیانی، و یقال: أَعْیَانِی عَیَاؤه؛ قال المرَّارُ: و أَعْیَتْ أَن تُجِیبَ رُقیً لِرَاقِ قال: و یقال أَعْیَا به بعیره و أَذَمَّ سواءٌ. و الإِعْیَاءُ: الكَلال؛ یقال: مَشَیْت فأَعْیَیْت، و أَعْیَا الرجلُ فی المَشْیِ، فهو مُعْیٍ؛ و أَنشد ابن بری: إنّ البَراذِینَ إذا جَرَیْنَهْ، مَعَ العِتاقِ ساعَةً، أَعْیَینَهْ قال الجوهری: و لا یقال عَیَّانٌ. و أَعْیَا الرجلُ و أَعْیَاهُ الله، كلاهما بالأَلف. و أَعْیَا علیه الأَمْرُ و تَعَیَّا و تَعایا بمعنی. و أَعْیَا: أَبو بطن من أَسَدٍ، و هو أَعْیَا أَخو فَقْعسٍ ابنا طَریفِ بن عمرو بن الحَرِثِ بن ثَعْلبة بن دُوادانَ بن أَسدٍ؛ قال حُرَیث بنُ عتَّابٍ النَّبْهانی: تَعالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَ أَعْیَا، و فَقْعَسٌ إلی المَجْدِ أَدْنَی أَمْ عَشِیرَةُ حاتِمِ و النسبَة إلیهم أَعْیَوِیّ.

فصل الغین المعجمة؛ ج15، ص: 114

غبا؛ ج15، ص: 114

: غَبِیَ الشی‌ءَ و غَبِیَ عنه غَباً و غباوَةً: لم یَفْطُنْ له؛ قال الشاعر: فی بَلْدَة یَغبَی بها الخِرِّیتُ أَی یَخْفَی؛ و قال ابن الرقاع: أَلا رُبَّ لَهْوٍ آنِسٍ و لَذاذَةٍ، من العَیْشِ، یُغبِیِه الخِباءُ المُسَتَّرُ و غَبِیَ الأَمرُ عنی: خَفِیَ فلمْ أَعرفه. و‌فی حدیث الصوم: فإن غَبِیَ علیكم‌أَی خَفِیَ، و‌رواه بعضهم غُبِّیَ، بضم الغین و تشدید الباء المكسورة لما لم یسم فاعله، و هما من الغَباء شِبه الغَبَرة فی السماء. التهذیب: ابن الأَنباری الغَبَا یكتب بالأَلف لأَنه من الواو. یقال: غَبِیت عن الأَمْر غَبَاوة. اللیث: یقال غَبِیَ عن الأَمرِ غَبَاوَةً، فهو غَبِیٌّ إذا لم یَفْطُنْ للخِبِّ و نحوه. یقال: غَبِیَ علیَّ ذلك الأَمرُ إذا كان لا یَفطُن له و لا یعرفُه، و الغَبَاوَة المصدر. و یقال: فلان ذو غَبَاوَةٍ أی تَخْفی علیه الأُمور. و یقال: غَبِیتُ عن ذلك الأَمرِ إذا كان لا یَفْطُن له. و یقال: ادْخُلْ فی الناس فهو أَغْبَی لك أَی أَخفی لك. و یقال: دَفَن فلان لی مُغَبَّاةً ثم حَمَلنی علیها، و ذلك إذا أَلْقاك فی مَكْرٍ أَخْفاه. و یقال: غَبِّ شَعْرَك أَی استَأْصِلْهُ، و قد غَبَّی شَعَرَه تَغْبِیَةً، و غَبَیْتُ الشی‌ءَ أَغْبَاهُ، و قد غَبِیَ
(2). قوله [أَعْیَیْت و أنا عَیِیّ] هكذا فی الأَصل، و عبارة التهذیب: أَعْیَیْت إِعْیَاء، قال: و تكلمت حتی عییت عیاً، قال: و إذا طلب علاج شی‌ء فعجز یقال: عییت و أنا عَیِیٌّ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 115
علیَّ مثلُه إذا لم تَعْرفه؛ و قولُ قیسِ بن ذَریح: و كَیفَ یُصَلِّی مَنْ إذا غَبِیَتْ لهُ دِماءُ ذوی الذمَّاتِ و العَهْدِ طُلَّتْ لم یفسر ثعلب غبیَتْ له. و تَغَابَی عنه: تَغَافَلَ. و فیه غَبْوَة و غَباوَةَ أَی غَفْلَةٌ. و الغَبِیُّ، علی فَعیل: الغافِلُ القلیلُ الفِطْنة، و هو من الواو، و أَما أَبو علی فاشْتَقَّ الغَبِیَّ من قولهم شَجَرَة غَبْیَاءُ كأَنَّ جهْلَه غَطَّی عنه ما وَضَح لغیره. و غَبِیَ الرجُلُ غَبَاوةً و غَباً، و حكی غیره غَباءً، بالمدّ. و‌فی الحدیث: إلا الشَّیاطِینَ و أَغْبِیَاءَ بنی آدم؛ الأَغبِیَاء: جمع غَبِیٍّ كغنی و أَغْنِیاء، و یجوز أَن یكون أَغْباءً كأَیْتامٍ، و مثلُه كمِیٌّ و أَكْماءٌ. و‌فی الحدیث قَلِیلُ الفِقْهِ خیرٌ من كثیرِ الغباوةِ.و‌فی حدیث عَلیٍّ: تغابَ عن كلِّ ما لا یَصِحُّ لك‌أَی تغافَلْ و تَبالَهْ. و حكی ابن خالویه: أَنَّ الغَبَاء الغُبارُ، و قد یضم و یقصر فیقال الغُبَی. و الغُباءُ: شبیهٌ بالغَبَرَة تكونُ فی السماء. و الغَبْیَة: الدفْعَة من المطر؛ و قال امرؤ القیس: و غَبْیَة شُؤْبُوبٍ من الشَّدِّ مُلْهِب و هی الدفْعَة من الخُضْر شَبَّهها بدفْعَة المطر. قال ابن سیدة: الغَبْیة الدفْعة الشدیدةُ من المطر، و قیل: هی المَطْرَة لیست بالكثیرة، و هی فوقَ البَغْشَةِ؛ قال: فصَوَّبْتُه، كأَنَّه صَوْبُ غَبْیةٍ علی الأَمْعَزِ الضَّاحی، إذا سِیطَ أَحْضَرا و یقال: أَغْبَتِ السماءُ إغْباءً، فهی مُغْبِیَة؛ قال الراجز: و غَبَیاتٌ بینَهُنَّ وَبْلُ قال: و ربما شُبِّه بها الجَرْیُ الذی یَجِی‌ءُ بعدَ الجَرْی الأَوَّل. و قال أَبو عبید: الغَبْیَة كالوَثْبَة فی السَّیْر، و الغَبْیَة صَبٌ كثیرٌ من ماءٍ و من سیاطٍ؛ عن ابن الأَعرابی؛ أنشد: إنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّجْلُ السَّوْطُ و الرِّشاءُ ثم الحَبْلُ، و غَبَیَاتٌ بَیْنَهُنَّ هَطْلُ قال ابن سیدة: و أَنا أُری علی التشبیه بغَبَیات المَطر. و جاء علی غَبْیةِ الشمسِ أی غَیْبتها؛ قال: أُراه علی القلبِ. و شجرةٌ غَبْیاءُ: مُلْتَفَّة، و غُصن أَغْبَی كذلك. و غَبْیَة التُّرابِ: ما سَطَعَ منه؛ قال الأَعشی: إذا حالَ من دُونها غَبْیةٌ من التُّرْبِ، فانْجال سِربالُها و حكی الأَصمعی عن بعض الأَعراب أَنه قال: الحُمَّی فی أُصول النَّخْل، و شَرُّ الغَبَیاتِ غَبْیة التَّبْل، و شرُّ النساء السُّوَیْداء المِمْراضُ، و شَرٌّ منها الحُمَیْراءُ المِحْیاضُ. و غَبَّی شَعْره: قَصَّر منه، لغة لعبد القیس، و قد تكلم بها غیرهم؛ قال ابن سیدة: و إنما قضینا بأَنَّ أَلِفَها یاءٌ لأَنها یاءٌ و اللامُ یاءً أَكثرُ منها واواً. و غَبَّی الشی‌ءَ: سَتَره؛ قال ابن أَحمر: فما كَلَّفْتُكِ القَدَرَ المُغَبَّی، و لا الطَیرَ الذی لا تُعبِرِینَا الكسائی: غَبَّیت البئرَ إذا غَطَّیت رَأْسها ثم جَعلت فوقَها تُرابًا؛ قال أَبو سعید: و ذلك التُّرابُ هو الغِباءُ. و الغابیاءُ: بعضُ جِحَرة الیَرْبوع.

غثا؛ ج15، ص: 115

: الغُثاءُ، بالضم و المدّ: ما یَحملِهُ السَّیلُ من
لسان العرب، ج‌15، ص: 116
القَمَشِ، و كذلك الغُثَّاءُ، بالتشدید، و هو أَیضاً الزَّبَد و القَذَر، و حَدَّه الزجاج فقال: الغُثَاءُ الهالِكُ البالی من ورق الشجر الذی إذا خَرَجَ السیلُ رأَیته مخالِطاً زَبَدَه، و الجمع الأَغْثَاء. و‌فی حدیث القیامة: كما تَنْبتُ الحِبَّة فی غُثاءِ السیلِ، قال: الغُثَاءُ، بالمدّ و الضم، ما یجی‌ءُ فوقَ السیلِ مما یَحْمِلُه من الزَّبَدِ و الوَسَخِ و غیره، و قد تكرر فی الحدیث. و‌جاء فی مسلم: كما تَنْبُت الغُثَاءَةُ؛ یرید ما احتمَله السیلُ من البُزورات. و‌فی حدیث الحسن: هذا الغُثَاءُ الذی كنا نُحَدَّث عنه؛ یرید أَرْذال الناسِ و سَقَطهم. و غَثَا الوادِی یَغْثُو غَثْواً فهو غَاثٍ إذا كثر غُثَاؤُه، و هو ما عَلا الماءَ؛ قال ابن سیدة: هذه الكلمة یائِیَّة و واوِیَّة. و الغَثَیان: خُبْثُ النفس. غَثَتْ نَفْسَه تَغْثِی غَثْیاً و غَثَیاناً و غَثِیَتْ غَثیً: جاشت و خَبُثَتْ. قال بعضهم: هو تحلُّب الفَمِ فربَّما كان منه القَی‌ءُ، و هو الغَثَیان. و غَثَت السماء بسَحاب تَغْثِی إذا بَدَأَت تُغِیمُ. و غَثَا السیلُ المَرْتَعَ یَغْثوه غَثْواً إذا جمع بعضه إلی بعض و أَذْهَب حلاوَتَه، و أَغْثَاهُ مثلُه. و قال أَبو زید: غَثَا الماءُ یَغْثُو غَثْواً و غَثَاءً إذا كثر فیه البَعَرُ و الوَرَق و القَصب. و قال الزجاج فی قوله تعالی: الَّذِی أَخْرَجَ الْمَرْعیٰ فَجَعَلَهُ غُثٰاءً أَحْویٰ، قال: جَعَله غُثَاءً جَفَّفَه حتی صَیَّره هَشِیماً جافاً كالغُثاء الذی تراه فوق السَّیل، و قیل: معناه أَخْرَج المَرْعَی أَحْوَی أَی أَخْضَر فجَعَله غُثَاءً بعدَ ذلك أَی یابساً. و حكی ابن جنی: غَثَی الوادِی یَغْثِی، فهمزةُ الغُثَاءِ علی هذا منقلبة عن یاء، و سَهّلَه ابن جنی بأَن جَمَع بینه و بین غَثَیان المعدَة لما یَعْلوها من الرُّطوبةِ و نحوها، فهو مُشَبّه بغُثَاء الوادی، و المعروف عند أَهْلِ اللغة غَثَا الوادِی یَغْثُو غَثًا، قال الأَزهری: الذی رواه أَبو عبید عن أَبی زید و غیره غَثَتْ نَفسُه غَثْیاً، و أَما اللیث فقال فی كتابه: غَثِیَت نفسُه تَغْثَی غَثیً و غَثَیانًا. قال الأَزهری: و كلام العرب علی ما رواه أَبو عبید، قال: و ما رواه اللیث فهو مولَّد، و ذكر ابن بری فی ترجمة عَثَا: یقال للضَّبُع عَثْوَاء لكَثْرةِ شعرها، قال: و یقال غَثْوَاءُ، بالغین المعجمة؛ قال الشاعر: لا تَسْتَوی ضَبُعٌ غَثْوَاءُ جَیْأَلَةٌ، و عَلْجَمٌ من تُیوسِ الأُدْمِ قِنْعال «1»

غدا؛ ج15، ص: 116

: الغُدْوَة، بالضم: البُكْرَة ما بین صَلاةِ الغَداة و طلُوعِ الشمس. و غُدْوَةُ، من یومٍ بعینِه، غیر مُجْراة: عَلَمٌ للوقت. و الغَدَاة: كالغُدْوة، و جمعها غَدَوات. التهذیب: و غُدْوَة معرفة لا تُصْرَفُ؛ قال الأَزهری: هكذا یقولُ، قال النحویون: إنها لا تُنَوَّن و لا یَدخل فیها الأَلِف و اللامُ، و إذا قالوا الغَدَاة صَرَفوا، قال الله تعالی: بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ*؛ و هی قراءةُ جمیع القُرّاء إلا ما رُوی عن ابن عامرٍ فإنه قرأَ بالغُدْوَةِ، و هی شاذة. و یقال: أَتَیْته غُدْوَةَ، غیر مصروفةٍ، لأَنها معرفة مثلُ سَحَر إلّا أَنها من الظروفِ المُتَمَكِّنةِ، تقولُ: سِیرَ علی فَرسك غُدْوَةَ و غُدْوَةً و غُدْوَةُ و غُدْوَةٌ، فما نُوِّنَ من هذا فهو نَكِرَة، و ما لم یُنَوَّنْ فهو معرفة، و الجمع غُدیً. و یقال: آتِیك غَداةَ غَدٍ، و الجمع الغَدَواتُ مثل قَطاةٍ و قَطَواتٍ. اللیث: یقال غَدَا غَدُكَ و غَدَا غَدْوُكَ، ناقصٌ و تامٌّ؛ و أَنشد للبید: و ما الناسُ إلَّا كالدِّیارِ و أَهلِها بها، یومَ حَلُّوها، و غَدْواً بَلاقِعُ
(1). قوله [قنعال] هو هكذا فی الأصل المعتمد بیدنا بالعین المهملة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 117
و غَدٌ: أَصلُه غَدْوٌ، حَذَفُوا الواوَ بلا عوضٍ، و یدخلُ فیه الأَلفُ و اللامُ للتعریف؛ قال: الیوم عاجله و یعذل فی الغد «1» و قال آخر: «2» إن كانَ تَفْرِیقُ الأَحِبَّةِ فی غَدِ و غدْوٌ: هو الأَصلُ كما أَتی به لَبِید، و النِّسبةُ إلیه غَدِیٌّ، و إن شئت غَدَوِیٌّ؛ و أَنشد ابن بری للراجز: لا تَغْلُواها و ادْلُواها دَلْوَا، إنَّ مَعَ الیَوْمِ أَخاه غَدْوَا و‌فی حدیث عبدِ المطلبِ و الفیلِ: لا یَغْلِبَنّ صَلیبُهُم، و مِحالُهمْ، غَدْواً، مِحالَكْ الغَدْوُ: أَصلُ الغَدِ، و هو الیومُ الذی یأْتی بعدَ یومِك، فحُذِفَت لامُه و لم یُسْتْعمَلْ تامّاً إلَّا فی الشعر، و لم یُرد عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَیْنِه، و إنما أَرادَ القریبَ من الزمان. و الغَدُ ثانی یومكَ، محذوفُ اللامِ، و ربما كُنِیَ به عن الزَّمن الأَخِیر. و فی التنزیل العزیز: سَیَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذّٰابُ الْأَشِرُ؛ یعنی یومَ القیامة، و قیل: عَنَی یومَ الفتح. و‌فی حدیث قَضَاءِ الصلَواتِ: فلْیُصَلِّها حین یذكُرُها، و من الغَدِ لِلْوَقْتِ؛ قال الخطابی: لا أَعْلَمُ أَحداً من الفُقهاء قال إنَّ قضاء الصلَواتِ یؤخَّر إلی وقتِ مثْلِها من الصلواتِ و یُقْضی؛ قال: و یُشْبِه أَن یكونَ الأَمرُ اسْتِحْباباً لیَحُوزَ فَضِیلة الوقتِ فی القَضاء، و لم یرد إعادة الصلاة المَنْسِیة حتی تُصَلَّی مَرَّتَین، و إنما أَراد أَن هذه الصلاة و إن انْتَقل وقتُها للنِّسیْان إلی وقتِ الذُّكْر فإنها باقِیةٌ علی وقتها فیما بعد ذلك مع الذُّكْرِ، لئلَّا یَظُنَّ ظانٌّ أَنها قد سَقَطت بانِقضاءِ وقتها أَو تَغَیّرَتْ بتَغَیُّرِه. و قال ابن السكیت فی قوله تعالی: وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ، قال: قدّمت لغد بغیر واو. فإذا صَرَّفوها قالوا غَدَوْت أَغْدوُ غَدْواً و غُدُوّاً، فأَعادوا الواوَ. و قال اللیث: الغُدُوُّ جمع مثلُ الغَدَواتِ، و الغُدَی جمعُ غُدْوَة؛ و أَنشد: بالغُدی و الأَصائِلِ و قالوا: إنی لآتِیه بالغَدَایا و العَشایا، و الغَدَاةُ لا تُجْمع علی الغَدایا، و لكنهم كسَّروه علی ذلك لیطابقوا بین لَفظِه و لَفْظِ العشایا، فإذا أَفْردُوه لم یكَسِّروه. و قال ابن السكیت فی قولهم: إنی لآتیِه بالغَدَایا و العَشایا، قال: أَرادوا جمع الغَدَاة فأَتْبَعُوها العَشایا للازدواج، و إذا أَفْرَدَ لم یجز، و لكن یقال غَداةٌ و غَدَواتٌ لا غیرُ، كما قالوا: هَنَأَنی الطعامُ و مَرَأَنی، و إنما قالوا أَمْرَأَنی. قال ابن الأَعرابی: غَدِیَّةٌ مثلُ عَشِیَّة لغةٌ فی غَدْوةٍ كضَحیَّة لغة فی ضَحْوة، فإذا كان كذلك فغَدِیَّة و غَدَایَا كعَشِیَّةٍ و عَشایا. قال ابن سیدة: و علی هذا لا تقول إنَّهم إنما كَسَّروا الغَدایا من قولهم إنی لآتیه بالغَدَایَا و العَشایا علی الإِتْباع للعشایا، إنما كسَّروه علی وجْهِه لأَن فَعِیلة بابُه أَن یكَسَّر علی فَعائِلَ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: أَلا لَیْتَ حَظِّی من زِیارَة أُمِّیَهْ غَدِیَّاتُ قَیْظِ، أَو عَشِیّاتُ أَشْتِیَهْ قال: إنما أَراد غَدِیَّات قیظٍ أَو عَشِیّات أَشْتِیة
(1). قوله [الیوم عاجله إلخ] هو هكذا فی الأصل. (2). هو النابغة و أول البیت: لا مرحباً بغد و لا أهلًا بِه
لسان العرب، ج‌15، ص: 118
لأَنَّ غَدِیَّاتِ القَیْظِ أَطول من عَشِیَّاتِه، و عَشِیَّاتُ الشتَاءِ أَطْولُ من غَدِیَّاته. و الغُدُوُّ: جمع غَدَاةٍ، نادرةٌ. و أَتَیْته غُدَیَّانات، علی غیر قیاس، كعُشَیَّانات؛ حكاهما سیبویه و قال: هما تصغیرٌ شاذّ. و غَدَا علیه غَدْواً و غُدُوّاً و اغْتَدَی: بكَّر. و الاغْتِدَاء: الغُدُوُّ. و غَادَاه: باكَره، و غَدَا علیه. و الغُدُوُّ: نقِیضُ الرَّواحِ، و قد غَدا یَغْدُو غُدُوّاً. و قوله تعالی: بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ*؛ أَی بالغدوات فعبَّر بالفعْل عن الوَقْتِ كما یقال: أَتَیْتُك طلوعَ الشمسِ أَی فی وقْتِ طلوع الشمس. و یقال: غَدا الرجلُ یَغْدُو، فهو غادٍ. و‌فی الحدیث: لَغَدْوَةٌ أَو رَوْحَةٌ فی سبیلِ الله؛ الغَدْوَة: المَرَّة من الغُدُوِّ، و هو سَیْرُ أَولِ النهارِ نقیضُ الرَّواحِ. و الغَادِیَة: السَّحابَة التی تَنْشَأُ غُدْوة، و قیل لابنة الخُسِّ: ما أَحْسَنُ شی‌ءٍ؟ قالت: أَثَرُ غَادِیَة فی إثْرِ ساریةٍ فی مَیْثاء رابیَةٍ؛ و قیل: الغَادِیَة السَّحابة تنشأُ فتُمْطر غُدْوةً، و جمعُها غَوادٍ، و قیل: الغَادِیَةُ سحابةٌ تَنْشَأُ صباحاً. و الغَدَاءُ: الطَّعامُ بعَیْنِه، و هو خِلافُ العَشاء. ابن سیدة: الغَدَاءُ طَعامُ الغُدْوَةِ، و الجمع أَغْدِیَة؛ عن ابن الأَعرابی. أَبو حنیفة: الغَدَاءُ رَعْیُ الإِبلِ فی أَولِ النهارِ، و قد تَغَدَّتْ، و تَغَدَّی الرجل و غَدَّیْتُه. و رجلٌ غَدْیَانُ و امرأَة غَدْیا، علی فَعْلی، و أَصلُها الواو و لكنها قُلِبَت اسْتِحْساناً، لا عن قُوَّةِ علّة، و غَدَّیْتُه فتَغَدَّی، و إذا قیل لك: تَغَدَّ، قلتَ: ما بی غَدَاءٌ؛ حكاه یعقوبُ. و تقول أَیضاً: ما بی من تَغَدٍّ، و قیل: لا یقال ما بی غَدَاء «1» و لا عَشاءٌ لأَنه الطعامُ بعیْنه، و إذا قیل لك ادْنُ فكُلْ قلتَ ما بی أَكْلٌ، بالفتح. و‌فی حدیث السحور: قال هَلُمَّ إلی الغَدَاء المُباركِ، قال: الغَدَاءُ الطعامُ الذی یُؤْكَل أَوّلَ النهارِ، فسُمِّی السحور غَدَاءً لأَنه للصائم بمنزلته لِلمُفْطِر؛ و منه‌حدیث ابن عباس: كنتُ أَتَغَدَّی عندَ عُمر بن الخَطَّاب، رضی الله عنه، فی رمضانَ‌أَی أَتَسَحَّر. و یقال: غَدِیَ الرجل یَغْدَی، فهو غَدْیَانٌ و امرأَة غَدْیَانةٌ، و عَشِیَ الرجلُ یَعْشی فهو عَشْیانٌ و امرأَةٌ عَشْیانةٌ بمعنی تَغَدَّی و تَعَشَّی. و ما تَرَكَ من أَبِیهِ مَغْدًی و لا مَراحاً، و مَغْدَاةً و لا مَراحَةً أَی شَبَهاً؛ حكاهما الفارسی. و الغَدَوِیُّ: كلُّ ما فی بُطون الحَواملِ، و قومٌ یجعَلونه فی الشاءِ خاصَّة. و الغَدَوِیُّ: أَن یُباعَ البعیرُ أَو غیرُه بما یَضْرِب الفَحْلُ، و قیل: هو أَن تُباعَ الشاةُ بِنتاجِ ما نَزا به الكَبْشُ ذلك العامَ؛ قال الفرزدق: و مُهورُ نِسْوتِهمْ، إِذا ما أَنْكحوا، غَدَویُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ قال ابن سیدة: و المَحْفوظ عند أَبی عبید الغَذَوِیُّ، بالذال المعجمة. و قال شمر: قال بعضهم هو الغَذَوی، بالذال المعجمة، فی بیت الفرزدق، ثم قال: و یروی عن أَبی عبیدة أَنه قال كلُّ ما فی بُطون الحَواملِ غَذَویٌّ من الإِبل و الشاء، و فی لغة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، ما فی بطون الشاءِ خاصة؛ و أَنشد أَبو عبیدة: أَرْجُو أَبا طَلْقٍ بحُسْنِ ظَنِّی، كالغَدَوِیِّ یُرْتَجَی أَن یُغْنی
(1). قوله [قلت ما بی غداء] حكاه یعقوب هكذا فی الأَصل، و عبارة المحكم: قلت ما بی تغدّ و لا تقل ما بی غداه؛ حكاه یعقوب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 119
و‌فی الحدیث عن یزیدَ بن مرَّة أَنه قال: نُهِی عن الغَدَوِیِّ، و هو كلُّ ما فی بُطون الحوامِل كانوا یَتبایَعُونَه فیما بینهم فنُهوا عن ذلك لأَنه غَرَرٌ؛ و أَنشد: أَعْطَیْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ، بالغَدَوِیَّاتِ و بالفِصالِ و عاجِلاتِ آجِلِ السِّخَالِ، فی حلَقِ الأَرْحامِ ذِی الأَقْفالِ و بعضهم یرویه بالذال المعجمة. و غادِیَةُ: امْرأَةٌ من بنی دُبَیْرٍ، و هی غَادِیَة بنتُ قَزَعَة.

غذا؛ ج15، ص: 119

: الغِذاءُ: ما یُتَغَذّی به، و قیل: ما یكونُ به نَماءُ الجِسْمِ و قِوامُه من الطَّعامِ و الشَّرابِ و اللَّبن، و قیل: اللَّبَنُ غِذاء الصغیر و تُحْفَةُ الكَبیرِ، و غَذاهُ یَغْذُوهُ غِذاء. قال ابن السكیت: یقال غَذَوْتُه غِذاءً حَسَناً، و لا تقل غَذَیْتُه؛ و استَعْمله أَیوبُ بنُ عَبایةَ فی سَقْیِ النَّخل فقال: فجاءَتْ یَداً مَعَ حُسْنِ الغِذَاءِ، إِذْ غَرْسُ قَوْمٍ قَصِیرٌ طویلُ غَذاهُ غَذْواً و غَذَّاه فاغْتَذی و تغَذَّی. و یقال: غَذَوْتُ الصبیَّ باللَّبَنِ فاغْتذَی أَی رَبَّیْته به، و لا یقال غَذَیْته، بالیاء. و التَّغْذِیَة أَیضاً: التَّرْبیة. قال ابن سیدة: غَذَیتُ الصبِیَّ لغة فی غَذَوْتُه إِذا غَذَّیْتَه؛ عن اللحیانی. و‌فی الحدیث: لا تُغَذُّوا أَولادَ المشركین؛ أَرادَ وَطْءَ الحَبالی من السَّبْیِ فجَعَلَ ماءَ الرَّجُلِ لِلْحَمْل كالغذَاء. و الغَذِیُّ: السَّخْلَةُ؛ أَنشد أَبو عمرو بنُ العلاء: لو أَنَّنی كُنْتُ من عادٍ و من إِرَمِ غَذِیَّ بَهْمٍ، و لُقْماناً و ذا جَدَنِ قال ابن بری: البیت لأُفْنُونٍ التغلبی، و اسمه صُرَیم بن مَعْشر، قال: و غَذِیُّ بَهْمٍ فی البیت هو أَحد أَملاكِ حِمْیَرَ، و سُمِّی بذلك لأَنه كان یُغَذَّی بلُحُوم البَهْمِ؛ و علیه قول سلمی بن ربیعة الضَّبّی: من لَذَّة العَیْشِ، و الفَتَی للدهر، و الدَّهْرُ ذُو فُنُونِ أَهْلَكْنَ طَسْماً، و بَعْدَهمْ غَذِیَّ بَهْمٍ و ذا جُدُونِ قال: و یَدُلُّك علی صحة ذلك عَطْفُه لقماناً و ذا جَدَنٍ علیه فی قوله: لو أَننی كنتُ من عادٍ و من إرَمِ قال: و هو أَیضاً خبر كُنتُ و لا یَصِحُّ كنتُ سِخالًا. قال الأَصمعی: أَخْبرَنی خَلَف الأَحْمر أَنه سمِع العرب تنشد البیت غُذَیَّ بَهْمٍ، بالتصغیر، لقبُ رجلٍ. قال شمر: و بلغنی عن ابن الأَعرابی أَنه قال الغَذَوِیُّ البَهْمُ الذی یُغْذَی. قال: و أَخبرنی أَعرابی من بَلْهُجَیم قال الغَذَوِیُّ الحَمَلُ أَو الجَدْیُ لا یُغَذَّی بلَبَنِ أُمِّه، و لكن یُعاجَی، و جمع غَذِیّ غِذاءٌ مثلُ فَصِیلٍ و فِصالٍ؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: أَ مُحْتَسِبٌ علیهم بالغِذاءِ؛ هكذا رواه الجوهری؛ و قال ابن بری: الصواب‌فی حدیث عمر أَنه قال احْتَسِبْ علیهم بالغِذَاءِ و لا تَأْخُذْها منهم، و كذلك ورد‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال لعامل الصَّدَقات: احْتَسِبْ علیهم بالغِذَاءِ و لا تأْخذها منهم.قال أَبو عبیدة: الغِذَاءُ السِّخالُ الصِّغارُ، واحِدُها غَذِیٌّ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: شَكا إِلیه أَهلُ الماشِیَة تَصْدیقَ الغِذَاء و قالوا إِن
لسان العرب، ج‌15، ص: 120
كنتَ مُعْتَدًّا علینا بالغِذَاءِ فخُذْ منه صَدَقَته، فقال: إِنا نَعْتَدُّ بالغِذَاءِ حتی السَّخْلَةَ یَرُوحُ بها الرَّاعِی علی یَدِه، ثم قال فی آخره: و ذلك عَدْلٌ بَیْنَ غِذاء المالِ و خِیارِه.قال ابن الأَثیر: و إِنما ذَكَّرَ الضمیرَ رَدّاً إِلی لفظ الغِذاء، فإِنه بوزْن كِساءٍ و رداءٍ، و قد جاء السِّمامُ المُنْقَع، و إن كان جَمْع سَمٍّ؛ قال: و المراد بالحدیث أَنْ لا یَأْخُذَ الساعی خِیارَ المالِ و لا رَدِیَّه، و إِنما یَأْخُذُ الوسَط، و هو معنی قوله: و ذلك عَدْلٌ بین غِذَاءِ المال و خیارِه. و غَذِیُّ المال و غَذَوِیُّه: صِغارُه كالسِّخالِ و نحْوِها. و الغَذَوِیُّ: أَن یَبِیعَ الرجُلُ الشاةَ بِنتاجِ ما نَزَا به الكَبْشُ ذلك العامَ؛ قال الفرزدق: و مُهُورُ نِسْوَتِهِمْ، إِذا ما أَنكحوا، غَذَوِیُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ و یروی غَدَوِیُّ، بالدال المهملة، منسوب إِلی غَدٍ كأَنهم یُمَنُّونَه فیقولون: تَضَعُ إِبلُنا غَداً فنُعْطِیك غَداً. قال ابن بری: و روی أَبو عبید هذا البیت: و مُهورُ نِسْوَتِهِم إِذا ما أَنْكَحُوا بفتح الهمزة و الكاف مبنیاً للفاعل. و الغَذَی، مقصورٌ: بَوْلُ الجَمَلِ. و غَذَا بِبَوْلهِ و غَذاهُ غَذْواً: قَطَعَه، و فی التهذیب: غَذَّی البعیرُ ببَوْلِه یُغَذِّی تَغْذِیَةً. و‌فی الحدیث: حتی یَدْخُلَ الكلبُ فیُغَذِّیَ علی سَواری المَسْجِدِ‌أَی یبولَ علی السَّوارِی لعدَم سُكَّانِه و خُلُوِّه من الناس. یقال: غَذَّی ببَوْلِه یُغَذِّی إِذا أَلقاهُ دَفْعَة دَفْعَة. غَذَا البَوْلُ نَفْسُه یَغْذُو غَذْواً و غَذَواناً: سالَ، و كذلك العَرَقُ و الماءُ و السِّقاءُ، و قیل: كلُّ ما سالَ فقد غَذَا. و العِرْق یَغْذُو غَذْواً أَی یسِیلُ دَماً، و یُغَذِّی تَغْذِیَةً مثلُه. و‌فی حدیث سعد بن مُعاذٍ: فإِذا جُرْحُه یَغْذُو دَماً‌أَی یَسِیلُ. و غَذَا الجُرْحُ یَغْذُو إِذا دام سَیَلانُه. و‌فی حدیث العباس: مَرَّت سَحابة فنظر إِلیها النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال: ما تُسَمُّون هذه؟ قالوا: السَّحابَ، قال: و المُزْنَ، قالوا: و المُزْنَ، قال: و الغَیْذَی؛ قال الزمخشری: كأَنَّه فَیْعَلٌ من غَذا یَغْذُو إِذا سالَ، قال: و لم أَسمع بفَیْعل فی معتلّ اللام غیر هذا إِلَّا الكَیْهاةَ، و هی الناقة الضَّخْمة؛ قال الخطابی: إِن كانَ محفوظاً فلا أُراه سُمِّی به إِلَّا لسیلان الماء من غَذَا یَغْذُو. و غَذَا البَوْلُ: انْقَطَع، و غَذَا أَی أَسْرَع. و الغَذَوَانُ: المُسْرِعُ الذی یَغْذُو ببَوْلِه إِذا جَرَی؛ قال: و صَخْر بن عَمْرِو بنِ الشریدِ كأَنَّه أَخُو الحَربِ، فَوْقَ القارِح الغَذَوانِ هذه روایة الكوفیین، و رواه غیرهم العَدَوانِ، بالفتح، و قد غَذَا. و الغَذَوانُ أَیضاً: المُسْرِع. و فی الصحاح: و الغَذَوَانُ من الخَیْل النَّشِیطُ المُسْرِعُ، و قد روی بیتُ إمرئ القیس: كَتَیْسِ ظِباءِ الحُلَّب الغَذَوانِ مكان العَدَوانِ. أَبو عبید: غَذَا الماءُ یَغْذُو إِذا مرَّ مرّاً مُسرِعاً؛ قال الهذلی: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ لَه ناضِحٌ، ذُو رَیِّقٍ یَغْذُو و ذُو شَلْشَلِ و عَرَقٌ غاذٍ أَی جارٍ. و الغَذَوَان: النَّشِیطُ من الخیل. و غَذَا الفَرسُ غَذواً: مَرَّ مَرّاً سَریعاً. أَبو زید: الغَاذِیَة یافُوخُ الرَأْسِ ما كانَتْ جِلْدَةً
لسان العرب، ج‌15، ص: 121
رَطْبَةً، و جَمْعُها الغَوَاذِی. قال ابن سیدة: و الغَاذِیَةُ من الصَّبیِّ الرَّمَّاعَةُ ما دامَتْ رَطْبَةً، فإِذا صَلُبَتْ و صارَتْ عَظماً فهی یافُوخٌ.

غرا؛ ج15، ص: 121

: الغِراءُ: الذی یُلْصَق به الشی‌ءُ یكونُ من السَّمَكِ، إِذا فَتَحْتَ الغَین قَصَرتَ، و إِن كَسَرْت مَدَدْتَ، تقول منه: غَرَوْتُ الجِلْدَ أَی أَلْصَقْتُه بالغِراءِ. و غَرَا السِّمَنُ قَلْبَهُ یَغْرُوه غَرْواً: لَصِقَ به و غَطَّاه. و‌فی حدیث الفَرَعِ: لا تَذْبحْها و هی صغِیرَة لم یَصْلُبْ لَحْمُها فیَلْصَقَ بعضُها ببعضٍ كالغِراءِ؛ قال: الغِرَا بالمدِّ و القَصْرِ، هو الذی یُلْصَقُ به الأَشیاء و یُتَّخذُ من أَطْرافِ الجُلود و السَّمَكِ. و منه‌الحدیث: فَرِّعُوا إِن شِئْتُمْ و لكن لا تَذْبَحُوا غَرَاةً حتی یَكْبَرَ، و هی بالفتح و القصر، القِطْعَة من الغَرَا و هی لغة فی الغِراء. و‌فی الحدیث: لَبَّدْت رَأْسِی بغِسْلٍ أَو بغِراءٍ.و‌فی حدیث عمرو بن سَلَمَة الجَرْمی: فكأَنَّما یَغْرَی فی صَدْرِی‌أَی یَلْصَقُ به. یقال: غَرِیَ هذا الحدیث فی صَدْری، بالكسر، یَغْرَی، بالفتح، كأَنه أُلْصِقَ بالغِراءِ. و غَرِیَ بالشی‌ء یَغْرَی غَراً و غَرَاءً: أُولِعَ به، و كذلك أُغْرِیَ به إِغْرَاءً و غَرَاةً و غُرِّیَ و أَغْرَاهُ به لا غیرُ، و الاسم الغَرْوَی، و قیل: الاسم الغَرَاءُ، بالفتح و المد. و حكی أَبو عبید: غَارَیْتُ بین الشَّیْئین غِرَاءً إِذا والَیْت؛ و منه قول كثیر: إِذا قُلْتُ أَسْلُو، غارَتِ العَیْنُ بالبُكا غِرَاءً، و مَدّتْها مَدامِعُ حُفَّلُ قال: و هو فاعلْت من قولك غَرِیَت به أَغْری غَراءً. و غَرِیَ به غَراةً، فهو غَرِیٌّ: لَزِقَ به و لَزمه؛ عن اللحیانی. و‌فی حدیث جابر: فَلمَّا رأَوه أَغْرُوا بی تلك الساعة‌أَی لَجُّوا فی مُطالَبتی و أَلَحُّوا. و غارَیْتُه أُغَارِیه مُغَارَاةً و غِراءً إِذا لاجَجْتَه؛ و قال فی بیت كثیر: إِذا قُلتُ أَسْلُو، غارَتِ العَیْنُ بالبُكا غِراءً، و مَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ قال: هو من غارَیْت. و قال خالد بن كُلْثوم: غَارَیْتُ بین اثْنَیْن و عادَیْتُ بین اثْنَیْن أَی والَیت، و أَنشد أَیضاً بیت كثیر. و یقال: غارَت فاعَلَتْ من الوِلاءِ. و قال أَبو عبیدة: هی فاعَلَت من غَرِیت به أَغْرَی غَراءً. و أَغْرَی بینهم العَداوة: أَلْقاها كأَنه أَلْزَقَها بهمْ، و الاسم الغَرَاةُ. و الإِغْرَاءُ: الإِیسادُ. و قد أَغْرَی الكَلْبَ بالصَّیْد و هو منه لأَنه إِلْزاقٌ، و أَغْرَیْتُ الكَلْبَ إِذا آسَدْتَه و أَرَّشْتَه، و غَرَیْتُ به غَرَاءً أَی أُولِعْتُ و غَرَیْتُ به غَرَاةً؛ قال الحرث: لا تُحِلْنا علی غَرَاتِكَ، إِنّا قَبْلُ ما قَدْ وَشی بنا الأَعْداءُ أَی علی إِغْرَائِكَ بنا إِغْرَاءً و غَراةً. و هو یُغَارِیه و یُوارِیه و یُمارِیه و یُشارُّه و یُلاحُّه؛ قال الهذلی: و لا بالدِّلاءِ لَه نازِعٌ، یُغَارِی أَخاهُ إِذا ما نَهاهُ و غَرَا الشی‌ءَ غَرْواً و غَرَّاهُ: طَلاهُ. و قَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ و مَغْرِیَّةٌ، بُنِیت الأَخیرة علی غَرَیْت، و إِلا فأَصله الواو و كذلك السَّهْمُ. و یقال: غَرَوْتُ السَّهْمَ و غَرَیْته، بالواو و الیاء، أَغْرُوه و أَغْرِیه. و هو سَهْمٌ مَغْرُوٌّ و مَغْرِیٌّ؛ قال أَوس: لأَسْهُمِه غارٍ و بارٍ و راصِفُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 122
و فی المثل: أَدْرِكْنی و لو بأَحَدِ المَغْرُوَّیْنِ؛ قیل: یعنی بالمَغْرُوَّیْنِ السهمَ و الرُّمْحَ؛ عن أَبی علیّ فی البصریات، و قیل: بأَحَد السَّهْمَیْنِ. و قال ثعلب: أَدْرِكْنی بسهم أَو برُمْحٍ. قال الأَزهری: و من أَمثالهم أَنْزِلْنی و لَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّیْن؛ حكاه المُفَضَّل، أَی بأَحَد السَّهْمَیْن، قال: و ذلك أَن رجلًا رَكِبَ بعِیراً صَعْباً فَتَقَحَّمَ به، فاسْتغاث بصاحبٍ له معه سَهْمان فقال أَنْزِلْنی و لو بأَحَدِ المَغْرُوَّیْنِ؛ قال ابن بری: یُضْرَب مثلًا فی السُّرْعةِ و التعجِیلِ بالإِغاثةِ و لو بأَحَدِ السَّهْمَیْن المكسورَین، و قیل: بل الذی لم یَجِفّ علیه الغِراء. و الغِراءُ: ما طُلیَ به. قال بعضهم: غَرَی السَّرْجِ، مقصورٌ مفتوحُ الأَوّل، فإِذا كسَرْتَه مَدَدْتَه. و قال أَبو حنیفة: قومٌ یفتحون الغَرَا فیَقْصُرونَه و لیْست بالجَیِّدة. و الغَرِیُّ: صِبْغٌ أَحْمَر «2» كأَنه یُغْرَی به؛ قال: كأَنَّما جَبِینُه غَرِیُّ اللیث: الغِرَاءُ ما غَرَّیْتَ به شیئاً ما دامَ لَوناً واحداً. و یقال أَیضاً: أَغْرَیْتُه، و یقال: مَطْلِیٌّ مُغَرَّی، بالتشدید. و الغَرِیُّ: صَنَمٌ كانَ طُلیَ بدَمٍ؛ أَنشد ثعلب: كغَرِیٍّ أَجْسَدَتْ رَأْسَه فُرُعٌ، بینَ رِئاسٍ و حام أَبو سعید: الغَرِیُّ نُصُبٌ كان یُذْبَحُ علیه النسكُ، و أَنشد البیت. و الغَرَی: مقصورٌ: الحسن. و الغَرِیُّ: الحَسَنُ من الرجالِ و غیرهمْ، و فی التهذیب: الحَسن الوَجْه؛ و أَنشد ابن بری للأَعشی: و تَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِیٍّ، إِذا تُعْطِی المُقَبِّلَ یَسْتَزیدُ و كلُّ بناءٍ حَسَنٍ غَرِیُّ، و الغَرِیَّانِ المَشْهورانِ بالكوفة منه؛ حكاها سیبویه؛ أَنشد ثعلب: لو كان شی‌ءٌ لَهُ أَنْ لا یَبِیدَ علی طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِیَّانِ قال ابن بری: و أَنشد ثعلب: لو كان شی‌ءٌ أَبَی أَنْ لا یَبِیدَ علی طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِیَّانِ قال: و هما بناءَان طویلان، یقال هُما قَبْرُ مالكٍ و عَقِیلٍ نَدیمَی جَذیمَةَ الأَبْرش، و سُمِّیا الغَرِیَّیْن لأَنَّ النعمان بن المنذرِ كان یُغَرِّیهما بدَمِ من یَقْتُله فی یوم بُؤْسِه؛ قال خطام المجاشعی: أَ هَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِیَّیْنْ؟ لم یَبْقَ منْ آیٍ بها یُحَلَّیْنْ، غیر خِطامٍ و رَمادٍ كِنْفَیْنْ، و صالِیاتٍ كَكما یُؤَثْفَیْنْ و الغَرْوُ: موضعٌ؛ قال عُرْوةُ بنُ الوَرْدِ: و بالغَرْوِ و الغَرَّاءِ منها مَنازِلٌ، و حَوْلَ الصَّفَا منْ أَهْلِها مُتَدَوَّرُ و الغَرِیُّ و الغُرَیُّ: موضعٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَغَرَّكَ یا مَوْصولُ، منها ثُمالَةٌ و بَقْلٌ بأَكْناف الغَرِیِّ تُؤَانُ؟ أَراد تُؤَامُ فأَبْدلَ. و الغَرَا: وَلدُ البقرة؛ و فی التهذیب: البَقَرَةِ
(2). قوله [و الغَرِیّ صبغ أحمر] هو هكذا فی الأصل، و كذلك ضبطه شارح القاموس كغنی
لسان العرب، ج‌15، ص: 123
الوَحْشِیَّة؛ قال الفراء: و یكتب بالأَلف، و تَثْنِیتُه غَرَوانِ، و جمعه أَغْرَاءٌ. و یقال للحُوارِ أَوَّلَ ما یُولدَ: غَراً أَیضاً. ابن شمیل: الغَرَا مَنقُوصٌ، هو الوَلَد الرَّطْبُ جِدّاً. و كلُّ مولود غَراً حتی یَشْتَدَّ لَحْمه. یقال: أَ یُكَلِّمُنی فلانٌ و هو غَراً و غِرْسٌ للصَّبِیِّ. و الغَرْوُ: العَجَب. و لا غَرْوَ و لا غَرْوَی أَی لا عَجَب؛ و منه قول طَرَفة: لا غَرْوَ إِلَّا جارَتی و سؤالَها: أَلا هَلْ لَنا أَهْلٌ سئلت كذلك؟ و‌فی الحدیث: لا غَرْوَ إِلَّا أَكْلَةٌ بِهَمْطَةٍ؛ الغَرْوُ: العَجَبُ. و غَرَوْت أَی عجبت. و رَجلٌ غِرَاءٌ: لا دابَّةَ له؛ قال أَبو نُخَیْلة: بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِرَاءٍ معظم و غَرِیَ العِدُّ: بَرَدَ ماؤُه؛ و روی بیت عمرو بن كُلْثوم: كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدٍّ تُصَفِّقُه الرِّیاحُ، إِذا غَرِینا و غَرِیَ فلانٌ إِذا تمادَی فی غَضَبه، و هو من الواو.

غزا؛ ج15، ص: 123

: غَزَا الشی‌ءَ غَزْواً: أَرادَه و طَلَبَه. و غَزَوت فُلاناً أَغْزُوه غَزْواً. و الغِزْوَة: ما غُزِی و طُلِبَ؛ قال ساعدة بن جُؤیة: لَقُلْتُ لدَهْرِی: إِنه هو غِزْوَتی، و إِنِّی، و إِن أَرْغَبْتَنی، غیرُ فاعِلِ و مَغْزَی الكلام: مَقْصِدُه. و عَرفْتُ ما یُغْزَی من هذا الكلام أَی ما یُرادُ. و الغَزْوُ: القَصْدُ، و كذلك الغَوْزُ، و قد غَزاهُ و غازَهُ غَزْواً و غَوْزاً إِذا قَصَدَه. و غَزَا الأَمرَ و اغْتَزَاه، كلاهما: قَصَدَه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قد یُغْتَزَی الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ التَّجَرُّمُ هنا: ادِّعاءُ الجُرْم. و غَزْوِی كذا أَی قَصْدِی. و یقال: ما تَغْزو و ما مَغْزَاك أَی ما مَطْلَبُك. و الغَزْوُ: السیرُ إِلی قِتالِ العَدُوِّ و انْتِهابه، غَزَاهُم غَزْواً و غَزَواناً؛ عن سیبویه، صحت الواو فیه كراهِیة الإِخلالِ، و غَزَاوةً؛ قال الهذلی: تقولُ هُذَیْلٌ: لا غَزَاوَة عندَه، بَلَی غَزَوَاتٌ بَینَهُنّ تَواثُبُ قال ابن جنی: الغَزَاوَة كالشَّقاوة و السَّراوَةِ، و أَكثرُ ما تأْتی الفَعالةُ مصدراً إِذا كانت لغیرِ المُتَعَدِّی، فأَما الغَزَاوَة ففِعْلُها مُتَعَدٍّ، و كأَنها إِنما جاءت علی غَزُوَ الرجلُ جاد غَزْوُه، و قَضُوَ جادَ قضاؤُه، و كما أَن قَوْلَهم ما أَضْرَبَ زیداً كأَنه علی ضَرُبَ إِذا جادَ ضَرْبُه، قال: و قد رُوِینا عن محمد بن الحسن عن أَحمدَ بن یحیی ضَرُبَتْ یَدُهُ إِذا جاد ضَرْبُها. و قال ثعلب: إِذا قیل غَزَاةٌ فهو عَمَلُ سنَةٍ، و إِذا قیل غَزْوَةٌ فهی المَرَّةُ الواحدة من الغَزْوِ، و لا یَطَّرِدُ هذا الأَصل، لا تقول مثلَ هذا فی لَقاةٍ و لَقْیَةٍ بل هما بمعنًی واحد. و رجل غازٍ من قوم غُزًّی مثل سابقٍ و سُبَّقٍ و غَزِیّ علی مثال فَعِیلٍ مثل حاجٍّ و حَجِیجٍ و قاطِنٍ و قَطِینٍ؛ حكاها سیبویه و قال: قلبت فیه الواو یاءً لخفة الیاء و ثقل الجمع، و كسرت الزای لمجاورتها الیاء. قال الأَزهری: یقال لجمع الغَازِی غَزِیٌّ مثل نادٍ و نَدِیٍّ، و ناجٍ و نَجِیٍّ للقوم یَتَناجَوْنَ؛ قال زیاد الأَعجم: قُلْ للقَوافِلِ و الغَزِیِّ، إِذا غَزَوْا، و الباكِرین و للمُجِدِّ الرائِحِ و رأَیتُ فی حاشیة بعض نسخ حواشی ابن بری أَنَّ هذا
لسان العرب، ج‌15، ص: 124
البیت للصِّلِّیان العَبْدِی لا لزِیاد، قال: و لها خبر رواه زیاد عن الصِّلِّیان مع القصیدة، فذُكِر ذلك فی دیوان زیاد، فتَوهَّم من رآها فیه أَنها له، و لیس الأَمر كذلك، قال: و قد غلط أَیضاً فی نسبتها لزیاد أَبو الفَرَج الأَصْبهانی صاحب الأَغانی، و تبعه الناسُ علی ذلك. ابن سیدة: و الغَزِیُّ اسمٌ للجمع؛ قال الشاعر: سرَیْت بهم حتی تكلّ غَزِیُّهُم، و حتی الجِیادُ ما یُقَدْن بأَرْسانِ و فی جمعِ غَازٍ أَیضاً غُزَّاءٌ، بالمدِّ، مثلُ فاسِقٍ و فُسَّاقٍ؛ قال تأَبَّط شَرًّا: فیَوْماً بغُزَّاءٍ، و یوماً بسُرْیةٍ؛ و یوماً بخَشْخاشٍ مِنَ الرَّجْلِ هَیْضَلِ و غُزاةٌ: مثلُ قاضٍ و قُضاةٍ. قال الأَزهری: و الغُزَّی علی بِناءِ الرُّكَّعِ و السُّجَّدِ. قال الله تعالی: أَوْ كٰانُوا غُزًّی. سیبویه: رجلٌ مَغْزِیٌّ شَبَّهُوها حیث كانَ قَبْلَها حرفٌ مضمومٌ و لم یكن بینهما إِلَّا حرفٌ ساكنٌ بأَدْلٍ، و الوجْهُ فی هذا النَّحْوِ الواوُ، و الأُخری عَرَبیَّة كثیرةٌ. و أَغْزَی الرجلَ و غَزَّاه: حَمَلَه علی أَن یَغْزُوَ. و أَغْزَی فلان فلاناً إِذا أَعْطاه دابَّة یَغْزُو علیها. قال سیبویه: و أَغْزَیْتُ الرجُل أَمْهَلْته و أَخَّرْت ما لی علیه من الدَّین. قال: و قالوا غَزَاة واحدةٌ یریدون عَمَلَ وَجْهٍ واحدٍ، كما قالوا حَجَّة واحدة یریدون عَمَلَ سنَةٍ واحدة؛ قال أَبو ذؤیب: بَعِید الغَزاةِ، فما إِنْ یَزالُ مُضُطَمِراً طُرَّاتاهُ طَلِیحا و القیاس غَزْوَة؛ قال الأَعشی: و لا بُدَّ من غَزْوَةٍ، فی الرَّبیعِ، حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا و النَّسب إِلی الغَزْوِ غَزَوِیٌّ، و هو من نادر معدول النسب، و إِلی غَزِیَّة غَزَوِیٌّ. و المَغَازِی: مَناقِبُ الغُزاةِ. الأَزهری: و المَغْزَی و المَغْزاةُ و المغازِی مواضِعُ الغَزْوِ، و قد تكون الغَزْوَ نَفْسه؛ و منه‌الحدیث: كان إِذا اسْتَقْبَلَ مَغْزًی، و تكون المَغازِی مَناقِبَهُم و غَزَواتِهِم. و غَزَوْتُ العَدُوَّ غَزْواً، و الاسم الغَزاةُ؛ قال ابن بری: و قد جاء الغَزْوَة فی شعر الأَعشی، قال: و فی كلِّ عامٍ أَنت حاسم غَزْوةٍ، تَشُدُّ لأَقْصاها عَزِیمَ عَزائكا «3» و قوله: و فی كلِّ عام له غَزْوَةٌ، تَحُثُّ الدَّوابِرَ حَثَّ السَّفَنْ و قال جمیل: یقولُون جاهِدْ، یا جمیلُ، بغَزْوَةٍ، و إِنَّ جِهاداً طَیِّ‌ءٌ و قِتالُها تقدیرها و إِنَّ جِهاداً جِهادُ طَیِّ‌ءٍ فحذف المضاف. و‌فی الحدیث: قال یوم فتح مكة لا تُغْزَی قُرَیْشٌ بعدَها‌أَی لا تَكْفُرُ حتی تُغْزَی علی الكُفْرِ، و نظیره: لا یُقْتَلُ قُرَشِیٌّ صَبراً بعد الیومِ‌أَی لا یَرْتَدُّ فَیُقْتَلَ صَبْراً علی رِدَّتِه؛ و منه‌الحدیث الآخر: لا تُغْزَی هذه بعدَ الیومِ إِلی یومِ القیامة یعنی مكة‌أَی لا تَعودُ دارَ كُفْرٍ یُغْزَی علیه، و یجوز أَن یُراد بها أَنَّ الكفَّار لا یَغْزُونَها أَبداً فإِن المسلمین قد غَزَوْها مَرَّات. و أَما قوله: ما مِنْ غازِیَةٍ تُخْفِقُ و تُصابُ إِلَّا تَمَّ أَجْرُهُم؛ الغَازِیَة تأْنیثُ الغَازِی و هی هاهنا صفةٌ لجماعة. و أَخْفَقَ
(3). قوله [حاسم] هو هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 125
الغازِی إِذا لم یَغْنَم و لم یَظْفَرْ. و أَغْزَتِ المرأَةُ، فهی مُغْزِیَةٌ إِذا غَزَا بَعْلُها. و المُغْزِیة: التی غزَا زوجُها و بَقِیتَ وحْدَها فی البیت. و‌حدیث عمر، رضی الله عنه: لا یزال أَحدُهم كاسِراً وِسادَهُ عند مُغْزِیةٍ.و غَزا فلانٌ بفلانٍ و اغْتَزَی اغْتزاءً إِذا اخْتصَّه من بین أَصحابه. و المُغْزِیَة من الإِبل: التی جازَتِ الحَقَّ و لم تَلِدْ، و حَقُّها الوَقْت الذی ضُرِبَتْ فیه. ابن سیدة: و المُغْزِیَة من النُّوقِ التی زادت علی السَّنَةِ شَهْراً أَو نَحْوَه و لم تَلِدْ مثل المِدْراجِ. و المُغْزی من الإِبلِ: التی عَسُر لِقاحُها، و أَغْزَتِ الناقةُ من ذلك؛ و منه قول رؤبة: و الحَرْبُ عسْراءُ اللِّقاحِ مُغْزِ أَی عَسِرَة اللقاح؛ و استعارَه أُمَیَّة فی الأُتُنِ فقال: تُزَنُّ علی مُغْزِیاتِ العِقاقِ، و یَقْرُو بها قفِراتِ الصِّلال یرید القَفِرات التی بها الصلال، و هی أَمْطارٌ تَقَع متفرّقة، واحدتها صَلَّة. و أَتانٌ مُغْزِیةٌ: متأَخرة النِّتاجِ ثم تُنْتَج. و الإِغْزاءُ و المُغْزی: نِتاجُ الصَّیْفِ؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و هو مَذْموم؛ و قال ابن سیدة: و عنْدی أَنَّ هذا لیس بشی‌ء. قال ابن الأَعرابی: النِّتاجُ الصَّیْفِیُّ هو المُغْزی، و الإِغْزاءُ نِتاجُ سَوْءٍ حُوارُه ضعیف أَبداً. الأَصمعی: المُغْزِیَة من الغَنَمِ التی یَتَأَخَّرُ وِلادُها بعد الغَنَم شهراً أَو شَهْرَین لأَنها حَمَلت بأَخَرَة؛ و قال ذو الرمة فجعل الإِغْزَاءَ فی الحمیر: رَباعٌ، أَقبُّ البَطْنِ، جأْب، مُطَرَّد، بلَحْیَیهِ صَكُّ المُغْزِیَاتِ الرَّواكِلِ و غَزِیَّة: قبیلة؛ قال دُریدُ بنُ الصِّمَّة: و هَل أَنا إِلا من غَزِیَّةَ، إِن غَوَتْ غَوَیْتُ، و إِنْ تَرْشُدْ غَزِیَّةُ أَرْشُدِ و قال: نَزَلت فی غَزِیَّة أَو مَرَاد و أَبو غَزِیَّة: كنیة. و ابنُ غَزِیَّة: من شعراء هذیل. و غَزْوَان: اسمُ رجل.

غسا؛ ج15، ص: 125

: غَسا اللیلُ یَغْسُو غُسُوًّا و غَسِیَ یَغْسَی؛ قال ابن أَحمر: كأَنّ اللیلَ لا یَغْسَی عَلیه، إِذا زَجَر السَّبَنْتاةَ الأَمُونا و أَغْسَی یُغْسی: أَظْلَم، قال ابن أَحمر: فلما غَسَی لَیْلی و أَیْقَنْتُ أَنَّها هی الأُرَبی، جاءَت بأُمِّ حَبَوْكَری و قد ذكره ابن سیدة: فی معتل الیاء أَیضاً؛ قال ابن بری: شاهدُ أَغْسَی قول الهجیمی: هَجَوْا شَرَّ یَرْبوعٍ رجالًا و خَیْرَها نِساءً، إِذا أَغْسی الظلامُ تُزارُ قال: و قال العجاج: و مرّ أَعْوام بلَیْلٍ مُغْسِ و حكی ابنُ جنِّی: غَسَی یَغْسَی كأَبی یأْبی، قال: و ذلك لأَنهم شَبَّهوا الأَلفَ فی آخِره بالهمزة فی قَرَأَ یقْرأُ و هَدَأَ یَهْدَأُ، و قد قالوا غَسِیَ یَغْسَی؛ قال ابن سیدة: فقَدْ یجوز أَن یكون غَسَی یَغْسَی من التركیب، یعنی أَنه إِنما قامَ یَغْسَی من غَسِیَ و یَغْسُو من غَسا و قد أَغْسَیْنا، و ذلك عند المغرب و بُعَیْده. و أَغْسِ من اللَّیْل أَی لا تَسِرْ أَوَّله حتی یذهَبَ غُسُوُّه، كما یقال أَفْحِمْ عنك من اللَّیْلِ أَی لا تَسِرْ حتی تَذْهب فَحْمَتُه. و شیخٌ غَاسٍ: قد طالَ عُمْرُه؛ قال ابن سیدة: و لم أَرَها
لسان العرب، ج‌15، ص: 126
بالغین المعجمة إِلَّا فی كتاب العین؛ قال الأَزهری: الصواب شیخٌ عاسٍ، بالعین المهملة، و من قال غاسٍ فقد صحَّف. و الغَسَاةُ: البَلَحة الصَّغیرةُ، و جمعها غَسَواتٌ و غَساً. و قال أَبو حنیفة: الغَسَا البَلَح فعَمَّ به. و قال مَرَّةً: الغَاسِی أَوَّلُ ما یخرُجُ من التَّمْرِ فیكون كأَبْعارِ الفِصالِ، قال: و إنما حملناه علی الواو لمقارَبَتِهِ الغَسواتِ فی المعنی.

غشا؛ ج15، ص: 126

: الغِشاءُ: الغِطاءُ. غَشَّیْت الشی‌ءَ تَغْشِیَة إِذا غَطَّیْته. و علی بَصَره و قَلْبِه غَشْوٌ و غَشْوَةٌ و غُشْوَة و غِشْوَة و غِشَاوَةٌ و غَشَاوَة و غُشاوةٌ و غاشِیةٌ و غُشْیة و غُشایة و غِشایةٌ؛ هذه الثلاث عن اللحیانی، أَی غِطاءٌ. و غاشِیة القَلْب و غِشاوتُه: قَمِیصُه؛ قال أَبو عبید: فی القَلْبِ غِشَاوةٌ و هی الجِلْدة المُلْبَسة، و ربما خرج فؤادُ الإِنسانِ و الدابَّة من غِشائه، و ذلك من فَزَعٍ یَفْزَعه فیموتُ مكانه، و كذلك تقول العرب: انْخَلَعَ فؤادُه، و الفؤادُ فی الجَوْفِ هو القَلْبُ، و فیه سُوَیداؤه و هی عَلَقةٌ سَوْداءُ، إِذا شُقَّ القَلْبُ بَدَتْ كقِطْعة كَبِدٍ. و الغِشاوةُ: ما غَشِیَ القَلْبَ من الطَّبَع. و قال بعضهم: الغِشَاوَةُ جِلْدةٌ غُشِّیَتِ القَلْبَ فإِذا انْخَلَعَ منها القَلْب ماتَ صاحبُه؛ و أَنشد ابن بری للحرث بن خالد المخزومی: صَحِبْتُكَ، إِذْ عَیْنی علیها غِشَاوَةٌ، فلمّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسی أَلُومُها تقول: غَشَّیْت الشی‌ءَ تَغْشِیَةً إِذا غَطَّیْته، و قد غَشَّی اللهُ علی بَصَرِه و أَغْشَی؛ و منه قوله تعالی: فَأَغْشَیْنٰاهُمْ فَهُمْ لٰا یُبْصِرُونَ. و قال تعالی: وَ عَلیٰ أَبْصٰارِهِمْ غِشٰاوَةٌ، و قرئ: غَشْوَة، كأَنه رُدَّ إِلی الأَصل لأَن المصادر كلها تردّ إِلی فَعْلة، و القراءة المختارة الغِشَاوة، و كل ما كان مشتملًا علی الشی‌ء فهو مبنیٌّ علی فِعالَةٍ نحو الغِشَاوَةِ و العِمامة و العِصابة، و كذلك أَسماءُ الصِّناعاتِ لاشْتِمالِ الصِّناعةِ علی كلِّ ما فیها نحو الخِیاطة و القِصارةِ. و غَشِیَه الأَمْرُ و تَغَشَّاه و أَغْشَیْته إِیَّاه و غَشَّیْته. و فی التنزیل العزیز: یُغْشِی اللَّیْلَ النَّهٰارَ*. و قال اللحیانی: و قرئ یُغَشِّی اللیلَ النهارَ، قال: و قرئ فی الأَنْفال: یُغْشِیكُم النُّعاسَ، و یُغَشِّیكم النعاسَ، و یَغْشَاكُم النُّعاسُ. و قوله تعالی: هَلْ أَتٰاكَ حَدِیثُ الْغٰاشِیَةِ؛ قیل: الغَاشِیَة القیامة لأَنها تَغْشی الخَلْق بأَفْزاعِها، و قیل: الغَاشِیَة النارُ لأَنَّها تَغْشی وجُوه الكُفَّار. و غِشَاءُ كلِّ شی‌ءٍ: ما تَغَشَّاه كغِشاءِ القَلْب و السَّرْجِ و الرَّحْلِ و السَّیْفِ و نحوِها. و الغَشْوَاءُ من المَعَزِ: التی یَغْشی وجْهَها كلَّه بیاضٌ و هی بَیِّنةُ الغَشا. و الأَغْشَی من الخَیْلِ: الذی غَشِیَتْ غُرَّتُه وجْهَه و اتَّسَعَتْ، و قیل: الأَغْشی من الخَیْلِ و غیرها ما ابْیَضَّ رأْسُه كلُّه من بَیْنِ جَسدِه مثل الأَرْخَمِ. و الغَشْوَاءُ: فَرَس حَسَّانَ بنِ سَلَمة، صِفةٌ غالِبة. و الغَاشِیَةُ: السُّؤَّالُ الذین یَغْشَوْنَكَ یَرْجُون فَضْلَكَ و مَعْرُوفَكَ. و غَاشِیَة الرجُلِ: مَنْ یَنْتابُه من زُوَّارِه و أَصْدقائه. و غَاشِیَةُ الرَّحْلِ: الحَدیدة التی فوقَ المؤخرَةِ. قال أَبو زید: یقال للحدیدة التی فوق مؤخرَةِ الرَّحْلِ الغَاشِیَة، و هی الدامِغة. و الغاشیة: غَاشِیَة السَّرْج، و هی غِطاؤه. و الغَاشِیَة: ما أُلْبِسَ جَفْنُ السَّیْفِ من الجُلودِ من أَسْفلِ شاربِ السَّیفِ إِلی أَن یَبْلُغَ نَعْلَ السَّیْفِ، و قیل: هی ما یَتَغَشَّی قوائِمَ السُّیوفِ من الأَسْفانِ «1»
(1). قوله [من الأسفان] هكذا فی الأصل تبعاً للمحكم، و فی القاموس: من الأسفار.
لسان العرب، ج‌15، ص: 127
و قال جعفر بن عُلْبة الحارثی: نُقاسِمُهُم أَسْیافَنا شَرَّ قِسْمَةٍ، ففِینا غَوَاشِیها، و فیهم صُدُورُها و الغَاشِیَة: داءٌ یأْخُذُ فی الجَوْفِ و كلُّه من التَّغْطِیة. یقال: رماه الله بغَاشِیَة؛ قال الشاعر: فی بطنِه غَاشِیَةٌ تُتَمِّمُهْ قال: تُتَمِّمه تُهْلِكُه. قال أَبو عمرو: و هُو داءٌ أَو وَرَم یكونُ فی البطنِ یعنی الغَاشِیَة. و قوله تعالی: أَ فَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِیَهُمْ غٰاشِیَةٌ مِنْ عَذٰابِ اللّٰهِ؛ أَی عُقوبة مُجَلِّلة تَعُمُّهم. و اسْتَغْشَی ثِیابَه و تَغَشَّی بها: تَغَطَّی بها كَیْ لا یُرَی و لا یُسْمَع. و فی التنزیل العزیز: وَ اسْتَغْشَوْا ثِیٰابَهُمْ. و قال تعالی: أَلٰا حِینَ یَسْتَغْشُونَ ثِیٰابَهُمْ «1» و‌قیل: إنَّ طائفة من المنافقین قالوا إِذا أَغْلَقْنا أَبوابَنا و أَرْخَیْنا سُتُورَنا و اسْتَغْشَیْنا ثِیابَنا و ثَنیْنا صُدُورَنا علی عداوة محمد، صلی الله علیه و سلم كیف یَعْلمُ بنا؟ فأَنزل اللهُ تعالی: أَلٰا حِینَ یَسْتَغْشُونَ ثِیٰابَهُمْ یَعْلَمُ مٰا یُسِرُّونَ وَ مٰا یُعْلِنُونَ؛ اسْتَغْشَی بثَوْبِه و تَغَشَّی أَی تَغَطَّی. و الغَشْوَة: السِّدْرَة؛ قال: غَدَوْتُ لغَشْوَةٍ فی رَأْسِ نِیقٍ، و مُورَة نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا و غُشِی علیه غَشْیَةً و غَشْیاً و غَشَیَاناً: أُغْمِیَ، فهو مَغْشِیٌّ علیه، و هی الغَشْیَة، و كذلك غَشْیَةُ المَوْت. قال الله تعالی: نَظَرَ الْمَغْشِیِّ عَلَیْهِ مِنَ الْمَوْتِ، و قال تعالی: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهٰادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَوٰاشٍ؛ أَی إِغْمَاءٌ؛ قال أَبو إِسحاق: زعم الخلیل و سیبویه جمیعاً أَن النونَ هاهنا عوضٌ من الیاء، لأَنَّ غَوٰاشٍ لا یَنْصَرِفُ و الأَصل فیها غَوَاشِیُ، إِلَّا أَن الضمة تحذَفُ لِثِقَلِها فی الیاء، فإِذا ذَهَبَت الضمة أَدخَلْتَ التنوینَ عوضاً منها، قال: و كان سیبویه یذهب إِلی أَنَّ التنوینَ عِوضٌ من ذهابِ حركةِ الیاء، و الیاءُ سَقَطت لسُكونِها و سكون التنوین. و غَشِیَهُ غِشْیَاناً: أَتاه و أَغْشَاهُ إِیَّاهُ غیرُه؛ فأَما قوله: أَ تُوعِدُ نِضْوَ المَضْرَحِیِّ، و قد تَرَی بعَیْنَیْك ربَّ النَّضْوِ یَغْشَی لكم فَرْدا؟ فقد یكون یَغْشَی من الأَفْعالِ المُتَعَدِّیة بحَرْفٍ و غیرِ حرفٍ، و قد تكونُ اللامُ زائدةً أَی یَغْشاكم كقوله تعالی: قُلْ عَسیٰ أَنْ یَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ، أَی رَدِفَكُم. و غَشِیَ الأَمرَ غِشیاناً: باشرَه. و غَشِیتُ الرجُلَ بالسَّوْط: ضَرَبْته. و الغِشْیَانُ: إِتْیانُ الرجُلِ المرأَةَ، و الفِعْلُ غَشِیَ یَغْشی. و غَشِیَ المرأَةَ غِشْیَاناً: جامَعَها. و قوله تعالی: فَلَمّٰا تَغَشّٰاهٰا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ؛ كنایة عن الجِماع. یقال: تَغَشَّی المرأَة إِذا عَلاها، و تجَلَّلها مثله، و قیل للقِیامةِ غَاشِیَة لأَنها تُجَلِّلُ الخَلْق فتَعُمُّهم. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث المَسْعی فإِن الناسَ غَشُوه‌أَی ازْدَحَمُوا علیه و كَثُروا. یقال: غَشِیَةُ یَغْشَاهُ غِشْیاناً إِذا جاءَهُ، و غَشَّاهُ تَغْشِیةً إِذا غَطَّاه. و غَشِیَ الشی‌ء إِذا لابَسَه. و غَشِیَ المرأَة إِذا جامَعها. و غُشِیَ علیه: أُغْمِیَ علیه. و اسْتَغْشَی بثَوْبه و تَغَشَّی إِذا تغَطّی، و الجمیع قد جاء فی الحدیث علی اختلاف لفظه، فمنها‌قوله: و هو مُتغَشٍّ بثوْبه، و‌قوله: و تَغْشَّی أَنامِلَه‌أَی تسْتُرها، و‌قولُه: غَشِیَتْهُم الرَّحْمَة و غَشِیَها أَلْوانٌ‌أَی تعْلوُها. و‌قوله: فلا یَغْشَنا فی مساجدنا، و‌قوله: و إِن غشِینَا من ذلك شی‌ءٌ من القَصد إِلی الشی‌ءِ و المُباشَرَة، و‌قوله: ما لم یَغْشَ الكبَائِرَ؛ و منه
(1). الآیة
لسان العرب، ج‌15، ص: 128
حدیث سَعْد: فَلَمّا دَخَلَ علیه وجدَه فی غَاشِیَةٍ؛ الغَاشِیةُ: الدَّاهِیة من خَیْر أَو شرٍّ أَو مكْروهٍ، و منه قیلَ للْقِیامة الغَاشِیَةُ، و أَراد فی غَشْیةٍ منْ غَشَیاتِ المَوْتِ، قال: و یجوز أَن یُرِیدَ بالغاشِیَة القوْمَ الحُضُورَ عندَه الذین یَغْشَوْنه للخِدْمَة و الزیارَةِ أَی جماعة غاشِیةٍ أَو ما یَتغَشَّاه من كَرْب الوَجع الذی به أَی یُغَطِّیه فظُنَّ أَنْ قد مات. و غُشَیٌّ: موضعٌ.

غضا؛ ج15، ص: 128

: غَضَوْت علی الشی‌ءِ و علی القَذی و أَغْضَیْت: سَكَتّ؛ و قول الطرماح: غَضِیٌّ عن الفحْشاء یَقْصُرُ طَرْفَه، و إِنْ هُوَ لاقی غارَةً لمْ یُهَلِّلِ یجوز أَن یكون من غَضا، و أَن یكونَ منْ أَغْضی كقولهم عَذابٌ أَلیمٌ و ضرْبٌ وَجِیع، و الأَوَّل أَجْوَد. و الإِغْضاءُ: إِدْناءُ الجُفُونِ. و غَضَی الرجلُ و أَغْضَی: أَطْبَقَ جفْنیْهِ علی حَدَقَتِه. و أَغْضَی عَیْناً علی قَذیً: صَبَر علی أَذیً. و أَغْضَی عنه طَرْفَه: سَدَّه أَو صَدَّهُ؛ أَنشد ثعلب: دَفعْتُ إِلَیْه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدَةٍ، و أَغْضَیْتُ عنْه الطَّرْفَ حتَّی تَضَلَّعا و قول الشاعر: كعتِیقِ الطَّیْرِ یُغْضِی و یُجَلْ یعنی یُغْضی الجُفُون مَرَّةً و یُجَلِّی مَرَّة؛ و قال الآخر: لم یُغْضِ فی الحَرْبِ علی قَذاكا قال ابن بری: أَغْضَیْتُ یَتعدَّی و لا یَتعدَّی؛ فمثاله مُتعدِّیاً قولُ الشاعر: فما أَسْلَمَتْنا عندَ یومِ كرِیهَةٍ، و لا نَحنُ أَغْضَیْنا الجُفونَ علی وَتْرِ و منه ما‌یُحْكی عن عَلیّ، رضی الله عنه: فكمْ أُغْضِی الجُفونَ علی القَذَی، و أَسْحَبُ ذَیْلی علی الأَذی، و أَقولُ لعَلَّ و عَسی؛ و مثاله غیرَ مُتَعدٍّ قول الآخر «1»: یُغْضِی حَیاءً و یُغْضَی من مَهابَتِه، فما یُكَلَّمُ إِلَّا حِینَ یَبْتَسِمُ و تَغاضَیْت عن فُلان إِذا تَغابَیْت عنه و تَغافَلْت. و لَیلٌ غاضٍ: غاطٍ. و قال ابن بزُرْج: لَیلٌ مُغْضٍ و غَاضٍ، و مَقامٌ فاضٍ و مُفْضٍ؛ و أَنشد: عَنْكُمْ كِراماً بالمَقامِ الفاضی و غَضَی اللیلُ غُضُوّاً و أَغْضَی: أَلْبَسَ كلَّ شی‌ءٍ. و أَغْضَی اللیلُ: أَظْلَم. و لَیلٌ مُغْضٍ: لُغَةٌ قلیلة، و أَكثَرُ ما یُقال لَیْلٌ غاضٍ؛ قال رؤبة: یَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَیْلٍ غاضِ، نَضْوَ قداحِ النَّابِلِ النَّواضِی، كأَنَّما یَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ الخَضْخاضُ: القَطِرانُ، یُریدُ أَنَّها عَرِقَتْ من شِدَّةِ السَّیرِ فاسْوَدَّتْ جُلُودُها. و لَیْلَةٌ غاضِیةٌ: شَدِیدَة الظُّلْمَةِ. و نارٌ غَاضِیَةٌ: عَظیمة مُضیئةٌ، و هو من الأَضْدادِ. قال الأَزهری: قوله نار غَاضِیَة عَظِیمة أُخِذَ من نارِ الغَضَی، و هو من أَجودِ الوُقُودِ عند العرب. و رَجلٌ غَاضٍ: طاعِمٌ كاسٍ مَكْفِیٌّ، و قد غَضَا یَغْضو. و الغَضَی: شَجَر؛ و منه قولُ سُحَیْمٍ عبدِ بنی الحَسْحاسِ: كأَنَّ الثُّرَیَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِها، و جَمْر غَضیً هَبَّتْ له الریحُ ذاكِیَا و منه قولهم: ذِئبُ غَضًی. و الغَضَی: من نَباتِ الرمل له هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَی؛ ابن سیدة:
(1). هو الفرزدق.
لسان العرب، ج‌15، ص: 129
و قال ثعلب یُكْتَبُ بالأَلِفِ و لا أَدْرِی لمَ ذلك، واحِدتُه غَضاةٌ؛ قال أَبو حنیفة: و قد تكونُ الغَضَاة جَمْعاً؛ و أَنشد: لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ، و مُجْتَمَعُ الأَلاءَةِ و الغَضَاةِ و یقال لِمَنْبِتِها: الغَضْیَا. و أَهلُ الغَضَی: أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هنالك؛ قالت أُمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِیَّة: لَیْتَ سِماكِیّاً تَطِیرُ رَبابُه، یُقادُ إِلی أَهلِ الغَضَی بِزِمامِ و فیها: رأَیتُ لهم سِیماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ، و أَهْلُ الغَضَی قومٌ علیَّ كِرام أَراد: كَرِهْتُهم لها أَو بها. ابن السكیت: یقال للإِبلِ الكثیرةِ غَضْیَا، مقصورٌ، قال: شُبِّهَتْ عندی بمنابِتِ الغَضَی. و إِبلٌ غَضَوِیَّةٌ: منسوبة إِلی الغَضَی؛ قال: كیف تَرَی وقْعَ طُلاحِیَّاتِها، بالغَضَویَّاتِ علی عِلَّاتِها؟ و إِبِلٌ غاضِیةٌ و غَواضٍ و بعیرٌ غاضٍ: یأْكل الغَضَی؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: أَ بعیر عض أَنتَ ضَخْمٌ رأْسُه، شَثْنُ المَشافِرِ، أَمْ بعیرٌ غَاضِ؟ و بعیرٌ غَضٍ: یَشْتَكِی بَطْنَهُ من أَكل الغَضَی، و الجمع غَضِیَةٌ و غَضَایَا، و قد غَضِیَتْ غَضًی، و إِذا نَسَبْتَه إِلی الغَضَی قلتَ بعیرٌ غَضَوِیٌّ. و الرِّمْثُ و الغَضَی إِذا باحتَتْهما الإِبِلُ و لم یَكُنْ لها عُقْبة من غیرِهما یُصیبُها الداءُ فیقال: رَمِثَتْ و غَضِیَتْ، فهی رَمِثَةٌ و غَضِیَةٌ. و أَرْض غَضْیا: كثیرة الغَضی. و الغَضْیَاءُ، ممدودٌ: منَبِتُ الغَضَی و مُجْتَمَعُه. و الغَضَی: الخَمَرُ؛ عن ثعلب، و العرب تقول: أَخْبثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَی، و إِنما صار كذا لأَنه لا یُباشِرُ الناس إِلا إِذا أَراد أَن یُغیرَ، یَعْنُونَ بالغَضَی هنا الخَمَرَ، فیما ذكر ثعلب، و قیل: الغَضَی هنا هذا الشَّجَرُ، و یزعُمون أَنه أَخبثُ الشَّجَرِ ذِئاباً. و ذِئابُ الغَضَی: بنُو كعبِ بنِ مالكِ بن حَنْظَلة، شُبِّهُوا بتلك الذئابِ لخُبْثِها. و غَضْیَا، معرِفةٌ مقصورٌ: مائةٌ من الإِبلِ مثلُ هُنَیْدَةَ، لا یَنْصَرِفان؛ قال: و مُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْیَا صُرَیْمَةً، فأَحْرِ به من طُولِ فَقْرٍ و أَحْرِیَا أَراد: و أَحْرِیَنْ، فجعل النونَ أَلفاً ساكنةً. أَبو عمرو: الغَضْیانَةُ من الإِبل الكِرامُ. و غَضْیَانُ: موضع؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَصَبَّحَتْ، و الشمسُ لم تُقَضِّبِ عَیْناً، بغَضْیَانَ، ثَجُوجَ العُنْبُبِ

غطی؛ ج15، ص: 129

: غَطَی الشَّبابُ غَطْیاً و غُطِیّاً: امْتَلأَ. یقال للرجُلِ إِذا امْتَلأَ شَباباً: غَطَی یَغْطِی غَطْیاً و غُطِیّاً؛ قال رجل من قیس: یَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَی فیه الشَّبابُ مَعاً، و أَخْطَأَتْه عُیونُ الجِنِّ و الحَسَدُ و هذا البیت فی الصحاح: و أَخْطأَتْه عیونُ الجِنِّ و الحَسَدَهْ قال ابن سیدة: و كذلك أَنشده أَبو عبید؛ ابن بری: قال ابن الأَنباری أَكثرُ الناسِ یروی هذا البیت: و أَخْطأَتْه عیونُ الجِنِّ و الحَسَدَهْ و إِنما هو: و أَخْطأَتْه عیونُ الجنِّ و الحَسَدُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 130
و بعده: ساجِی العُیونِ غَضِیض الطَّرْفِ تَحْسِبُه یوماً، إِذا ما مَشی، فی لِینِه أَوَدُ اللحیانی: غَطَاهُ الشبابُ یَغْطِیه غَطْیاً و غُطِیّاً و غَطَّاه كلاهما أَلْبَسَه، و غَطَاه اللیلُ و غَطَّاه: أَلْبَسَه ظُلْمَته؛ عنه أَیضاً. و غَطَتِ الشَجرة و أَغْطَتْ: طالَتْ أَغْصَانُها و انْبَسَطَت علی الأَرض فأَلْبَسَت ما حولها؛ و قوله أَنشده ابن قتیبة: و مِن تَعاجِیبِ خَلْقِ اللهِ غاطِیَةٌ، یُعْصَرُ منها مُلاحِیٌّ و غِرْبِیبُ إِنما عَنی به الدالیَةَ، و ذلك لسُمُوِّها و بُسُوقها و انتِشارِها و إِلْباسِها. المفضل: یقال للكَرْمةِ الكثیرةِ النَّوامی غَاطِیَةٌ. و النَّوامی: الأَغْصانُ، واحِدَتُها نامِیةٌ. و غَطَی الشی‌ءَ یَغْطِیه غَطْیاً و غَطَّی علیه و أَغْطَاه و غَطَّاه: سَتَره و عَلاه؛ قال: أَنا ابنُ كِلابٍ و ابنُ أَوْسٍ، فمَنْ یَكُنْ قِناعُه مَغْطِیّاً فإِنی مُجْتَلی و فی التهذیب: فإنی لَمُجْتَلی. و فلانٌ مَغْطِیُّ القِناعِ إِذا كان خامِلَ الذِّكْرِ؛ و قال حسان: رُبَّ حِلْمٍ أَضاعه عَدَمُ المال، و جَهْلٍ غَطَّی علیه النَّعِیمُ قال أَبو عبد الله بنُ الأَعرابی: حُكِیَ أَنَّ حسانَ بنَ ثابت صاحَ قبلَ النُّبوّة فقال: یا بَنی قَیْلةَ، یا بَنی قَیْلة قال: فجاءه الأَنصارُ یُهْرَعُونَ إِلیه قالوا: ما دَهاكَ؟ قال لهم: قلتُ الساعةَ بیتاً خَشِیتُ أَن أَموتَ فیَدّعِیَه غیری قالوا: هاتِه، فأَنشَدهم هذا البیت: رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَه عَدَمُ المالِ و الغِطاءُ: ما غُطِّیَ به. و‌فی الحدیث: أَنه نَهَی أَن یُغَطِّیَ الرجلُ فاهُ فی الصلاةِ.ابن الأَثیر: من عادة العرب التَّلَثُّم بالعَمائمِ علی الأَفْواه فنُهوا عن ذلك فی الصلاة، فإِنْ عَرَضَ له التَّثاؤب جاز له أَن یُغَطِّیه بثَوْبه أَو یده لحدیث ورد فیه. و قالوا: اللهمَّ أَغْطِ علی قَلْبه أَی غَشِّ قلْبَه. و فعَلَ به ما غطاه أَی ما ساءَه. و ماءٌ غاطٍ: كثیرٌ، و قد غَطَی یَغْطِی؛ قال الشاعر: یَمُرُّ كمُزْبِدِ الأَعْرافِ غَاطِ ابن سیدة: و غَطَا الشی‌ءَ غَطْواً و غَطَّاه تَغْطِیةً و أَغْطاه واراهُ و سَتَرَه. قال: و هذه الكلمة واویَّة و یائیَّة، و الجمع الأَغْطِیَة، و قد تَغَطَّی. و الغِطَاءُ: ما تَغَطَّی به أَو غَطَّی به غیرَه. و الغِطایةُ: ما تغَطَّتْ به المرأَةُ من حشْو الثیاب تحت ثیابها كالغِلالة و نحوها، قُلبَت الواو فیها یاء طَلَبَ الخفَّة مع قربِ الكسرة. و غَطَا اللیلُ یَغْطُو و یَغْطِی غَطْواً و غَطُوّاً إِذا غَسا و أَظْلَم، و قیل: ارْتَفَع و غَشَّی كلَّ شی‌ءٍ و أَلبسه، و غَطا الماء. و كل شی‌ءٍ ارْتَفَع و طالَ علی شی‌ءٍ فقدْ غَطا علیه؛ قال ساعدة بن جُؤیَّة: كذَوائِب الحَفإِ الرَّطِیبِ غَطا به عَبْلٌ، و مَدَّ بجانبیه الطُّحْلُبُ غَطا به: ارْتَفَع. و لیلٌ غَاطٍ: مظْلِمٌ؛ قال العجاج: حتی تَلا أَعْجازَ لَیْلٍ غَاطِ و یقال: غَطَا علیهم البَلاءُ. و أَغْطَی الكَرْمُ: جَری الماءُ فیه و زادَ، و كلُّ ذلك مذكورٌ فی الواو و الیاء،

غفا؛ ج15، ص: 130

: الأَزهری: غَفَا الرجل و غیره غفوة إِذا نامَ نومَةً خَفیفة. و‌فی الحدیث: فَغَفَوْتُ غَفْوَةً‌أَی نِمْتُ نَوْمةً خفیفة. قال: و كلام العرب أَغْفَی. و قلَّما
لسان العرب، ج‌15، ص: 131
یقال غَفا. ابن سیدة: غَفَی الرجلُ غَفْیَةً و أَغْفَی نَعَس. و أَغْفَیْتُ إِغْفَاءً نِمْتُ. قال ابن السكیت: و لا تقُلْ غَفَوْتُ. و یقال: أَغْفَی إِغْفَاءً و إِغْفَاءَةً إِذا نامَ. أَبو عمرو: و أَغْفَی نامَ علی الغَفا، و هو التِّبْنُ فی بَیْدَرِه. و الغَفْیَةُ: الحُفْرة التی یَكْمُن فیها الصائد، و قال اللحیانی: هی الزُّبْیة. و الغَفَی: ما یَنْفونَه من إِبِلهم. و الغَفَی، منقوصٌ: ما یُخْرَج من الطعام فیُرْمی به كالزُّؤان و القَصَل، و قیل: غَفَی الحِنْطةِ عیدانُها، و قیل: الغَفَی حُطامُ البُرِّ و ما تَكَسَّر منه، و قیل: هو كلُّ ما یُخْرَجُ منه فیُرْمی به. ابن الأَعرابی: یقال فی الطَّعامِ حَصَلَة و غَفَاءَةٌ، ممدود، و فَغاةٌ و حُثالَةٌ كل ذلك الرَّدی‌ءُ الذی یُرْمی به. قال ابن بری: و الغَفَا قِشْرُ الحنْطة، و تَثْنِیَتُه غَفَوان، و الجمع أَغْفَاءٌ، و هو سَقَطُ الطَّعام من عِیدانِه و قصبِه؛ و قول أَوس: حَسِبْتُمُ وَلَدَ البَرْشاءِ قاطِبَةً نَقْلَ السِّمادِ و تَسْلِیكاً غَفَی الغِیَرِ «2» یجوز أَن یُعْنی به هذا، و یجوز أَن یُعنی به السَّفِلة، و الواحِدة من كلِّ ذلك غَفَاةٌ. و حِنْطة غَفِیَةٌ: فیها غَفًی علی النَّسَب. و غَفَّی الطعامَ و أَغْفَاه: نَقَّاه من غفاه. و الغَفَی: قِشْرٌ صغِیرٌ یَعْلُو البُسْر، و قیل: هو التَّمْر الفاسِدُ الذی یَغْلُظ و یَصِیرُ فیه مثلُ أَجْنِحَة الجَرادِ، و قیل: الغَفَی آفةٌ تصیبُ النَّخْلَ، و هو شِبْهُ الغُبارِ یَقَع علی البُسْر فیمْنعُه من الإِدْراك و النُّضْجِ و یَمْسَخ طَعْمَه. و الغَفَی: حُسافةُ التَّمْرِ و دُقاقُ التمر. و الغَفَی: داءٌ یقع فی التِّینِ فیُفْسِدُه؛ و قول الأَغلب: قَدْ سَرَّنی الشیخُ الذی ساءَ الفَتی، إِذْ لم یَكُنْ ما ضَمَّ أَمْساد الغَفَی أَمْسادُ الغَفَی: مُشاقَه الكَتَّانِ و ما أَشْبَهَه. ابن سیدة فی غَفا بالأَلف: غَفا الشی‌ءُ غَفْواً و غُفُوّاً طَفا فَوْقَ الماءِ. و الغَفْوُ و الغَفْوَةُ جمیعاً: الزُّبْیَة؛ عن اللحیانی.

غلا؛ ج15، ص: 131

: الغَلاءُ: نَقیضُ الرُّخْصِ. غَلا السِّعْرُ و غیرُه یَغْلُو غَلاءً، ممدود، فهو غالٍ و غَلِیٌّ؛ الأَخیرة عن كراعٍ. و أَغْلاهُ الله: جَعَلَه غالِیاً. و غَالَی بالشی‌ءِ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ. و غَالَی بالشی‌ءِ و غَلَّاه: سامَ فأَبْعَطَ؛ قال الشاعر: نُغَالِی اللَّحمَ للأَضْیافِ نِیئاً، و نُرْخِصُهُ إِذا نَضِجَ القَدیرُ فحذف الباء و هو یریدُها، كما یقال لَعِبْتُ الكِعابَ و لَعِبْتُ بالكِعابِ، المعنی نُغالی باللحمِ. و قال أَبو مالك: نُغَالِی اللحمَ نَشتَریه غالیاً ثم نَبْذُلُه و نُطْعِمُه إِذا نَضِجَ فی قُدُورِنا. و یقال أَیضاً: أَغْلَی؛ قال الشاعر: كأَنَّها دُرَّة أَغْلَی التِّجارُ بها و قال ابن بری: شاهدُ أَغْلَی اللحمَ قول شَبیب بن البَرْصاء: و إِنی لأُغْلِی اللحمَ نِیئاً، و إنَّنی لمُمْسٍ بهَیْنِ اللحم، و هو نَضِیجُ الفراء: غالَیْتُ اللحمَ و غَالَیْتُ باللحم جائز. و یقال: غَالَیْتُ صَداق المرأَة أَی أَغْلَیته؛ و منه‌قول عمر، رضی الله عنه: لا تُغَالُوا صُدُقات النساء، و‌فی روایة: لا تُغَالوا صُدُقَ النساء، و فی روایة: فی صَدُقاتِهنَّ، أَی لا تُبالِغُوا فی كثرة الصَّداقِ، و أَصلُ الغَلاء
(2). قوله [الغیر] هكذا فی الأصل، و فی المحكم: العبر بالعین المهملة و الیاء المثناة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 132
الارتفاعُ و مُجاوَزة القَدْرِ فی كلِّ شی‌ء. و بِعْتُه بالغَلاءِ و الغَالِی و الغَلِیّ؛ كلهنَّ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: و لو أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمی، لأَعْطَیْنا به ثَمَناً غَلِیَّا و غَلا فی الدِّینِ و الأَمْر یَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّه. و فی التنزیل: لٰا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ*؛ و قال الحَرِث بن خالد: خُمْصانة قَلِق مُوَشَّحُها، رُؤْد الشَّبابِ غَلا بها عَظْمُ التهذیب: و قال بعضهم غَلَوْت فی الأَمر غُلُوّاً و غَلانِیَةً و غَلانِیاً إِذا جاوزْتَ فیه الحَدّ و أفْرَطْت فیه؛ قال الأَعشی: أَنشده ابن بری: أَوْ زِدْ علیه الغَلانِیا و فی التهذیب: زادوا فیه النونَ؛ قال ذو الرمة: و ذو الشَّنْ‌ءِ فاشْنَأْه، و ذو الوِدِّ فاجْزِه علی وِدِّه، و ازْدَدْ علیه الغَلانِیا زاد فیه النونَ. و‌فی الحدیث: إِیاكم و الغُلُوَّ فی الدین‌أَی التَّشَدُّدَ فیه و مجاوَزة الحَدِّ،كالحدیث الآخر: إِنَّ هذا الدینَ مَتِینٌ فأَوْغِلْ فیه بِرفْقٍ، و قیل: معناه البحثُ عن بواطنِ الأَشْیاء و الكَشْفُ عن عِلَلِها و غَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها؛ و منه‌الحدیث: و حاملُ القرآن غیرُ الغَالِی فیه و لا الجافی عنه،إِنما قال ذلك لأَنَّ من آدابه و أَخلاقِه التی أَمرَ بها القَصْدَ فی الأُمورِ، و خیرُ الأُمورِ أَوْساطُها. و: كلا طَرَفَیْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِیمُ و الغُلُوُّ: الإِعْداءُ. و غَلا بالسَّهْمِ یَغْلُو غَلْواً و غُلُوًّا و غَالَی به غِلاءً: رَفَع یدَه یرید به أَقْصَی الغایة و هو من التجاوزِ؛ و منه قول الشاعر: كالسَّهْمِ أَرْسَلَه من كَفِّه الغَالِی و قال اللیث: رمی به؛ و أَنشد للشماخ: كما سَطَع المِرِّیخُ شَمَّره الغَالِی و المُغَالِی بالسَّهْمِ: الرافِعُ یدَه یریدُ به أَقصَی الغایةِ. و رجلٌ غَلَّاءٌ: بَعیدُ الغُلُوِّ بالسَّهْم؛ قال غَیْلانُ الرَّبَعِی یصف حَلْبَة: أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِیطاءْ بمائَتَیْن بغِلاءِ الغَلَّاءْ و غَلا السَّهْمُ نفسُه: ارتفَع فی ذَهابِه و جاوَزَ المَدَی، و كذلك الحجَر، و كلُّ مَرْماةٍ من ذلك غَلْوَةٌ؛ و أَنشد: من مائةٍ زَلْخٍ بمرِّیخٍ غال و كلُّه من الارتفاعِ و التَّجاوزِ، و الجمعُ غَلَواتٌ و غِلاءٌ. و‌فی الحدیث: أَهْدَی له یَكْسُومُ سِلاحاً و فیه سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ؛ الغِلاء، بالكسر و المدّ: من غَالَیْته أُغَالِیه مُغَالاةً و غِلاءً إِذا رامَیْتَه، و القِترُ سَهْم الهَدَف، و هی أَیضاً أَمَدُ جَرْیِ الفَرَسِ و شوْطِه، و الأَصلُ الأَول. و‌فی حدیث ابن عمر: بَیْنه و بینَ الطَّرِیق غَلْوَةٌ؛ الغَلْوَةُ: قدرُ رَمْیةٍ بسَهْمٍ، و قد تُسْتَعْمَل الغَلْوَة فی سِباقِ الخَیْل، و الغَلْوَةُ الغایة مقدار رَمْیةٍ. و فی المثل: جَرْیُ المُذْكیات غِلاءٌ. و المِغْلاةُ: سهمٌ یُتَّخَذُ لمغالاة الغَلْوَة، و یقال له المِغْلَی، بلا هاءٍ؛ قال ابن سیدة: و المِغْلَی سَهْمٌ تُعْلی به أَی تُرْفَعُ به الیَدُ حتی یَتَجاوزَ المِقدارَ أَو یقارِب ذلك. و سهمُ الغِلاءِ، ممدودٌ: السهمُ الذی
لسان العرب، ج‌15، ص: 133
یقدَّر به مَدَی الأَمْیالِ و الفراسِخِ و الأَرضِ التی یُسْتَبَقُ إِلیها. التهذیب: الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ و عشرون غَلْوَةً. و الغُلُوُّ فی القافِیة: حَرَكَةُ الرَّوِیّ الساكِنِ بعد تمامِ الوزنِ، و الغَالِی: نونٌ زائدة بعد تلك الحركة، و ذلك نحو قوله فی إنشادِ من أَنشده هكذا: و قاتِم الأَعْماقِ خاوی المُخْتَرَقِنْ فحركة القافِ هی الغُلُوُّ، و النونُ بعد ذلك هی الغالی، و إنما اشتُقَّ من الغُلُوِّ الذی هو التجاوُزُ لقدر ما یجبُ، و هو عندهم أَفْحَشُ من التَّعَدّی، و قد ذكرنا التَّعَدِّیَ فی الموضع الذی یَلیق به، و لا یُعْتَدُّ به فی الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قد تَناهَی قبلَه، جعلوا ذلك فی آخرِ البیت بمَنْزلة الخَزْمِ فی أَوَّله. و الدابَّة تَغْلُو فی سَیْرِها غَلْواً و تَغْتَلِی بخفَّةِ قوائمِها؛ و أَنشد: فَهْی أَمامَ الفَرْقَدَیْن تَغْتَلِی ابن سیدة: و غَلَتِ الدابة فی سَیرِها غُلُوًّا و اغْتَلَت ارْتَفَعَت فجاوَزَت حُسْنَ السَّیْر؛ قال الأَعشی: جُمالِیَّة تَغْتَلی بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِیرَا و الاغْتِلاءُ: الإِسْراعُ؛ قال الشاعر: كَیْفَ تَراها تَغْتَلی یا شَرْجُ، و قد سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ؟ و ناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها؛ قال رؤبة: تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ الهاء للمُخْتَرَق، و هو المفازة. و غَلا بالجارِیة و الغلام عَظْمٌ غُلُوًّا: و ذلك فی سرعة شبابهما و سَبْقِهِما لداتِهِما، و هو من التجاوُزِ. و غُلْوَانُ الشَّبابِ و غُلَوَاؤُه: سُرْعَتُه و أَوَّله. أَبو عبید: الغُلَوَاءُ، ممدودٌ، سرعةُ الشبابِ؛ و أنشد قول ابن الرُّقَیَّات: لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها، و مَضَتْ علی غُلَوَائِها و قال آخر: فَمَضَی عَلی غُلَوَائِهِ، و كأَنَّه نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُیُومُ فَلاحَا و قال طُفَیْل: فَمَشَوْا إِلی الهَیْجاءِ، فی غُلَوَائِها، مَشْیَ اللُّیُوثِ بكُلِّ أَبْیَضَ مُذْهَبِ و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: شُمُوخُ أَنْفِه و سُمُوُّ غُلَوَائِه؛ غُلَوَاءُ الشبابِ: أَوَّلُه و شِرَّتُه؛ و قال ابن السكیت فی قول الشاعر: خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها، رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ قال: هذا مثلُ قول ابن الرقیات: لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها، و مَضَتْ علی غُلَوائِها و كما قال: كالغُصْنِ فی غُلَوَائِهِ المُتَأَوِّدِ و قال غیرُه: الغَالِی اللّحْمُ السَّمِینُ، أُخِذَ منه قوله: غَلا بها عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ؛ و قال أَبو وجْزَة السَّعْدی: تَوَسَّطَها غَالٍ عَتِیقٌ، و زانَها مُعَرّسُ مَهْرِیٍّ، به الذَّیْلُ یَلْمَعُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 134
أَراد بمُعَرّس مَهْرِیّ حَمْلَها الذی أَجَنَّتْه فی رَحِمِها من ضِرابِ جَملٍ مَهْرِیّ أَی تَوَسَّطَها شَحْم عَتِیق فی سنامِها. و یقال للشی‌ء إذا ارْتَفَع: قد غَلا؛ قال ذو الرمة: فما زالَ یَغْلُو حُبُّ مَیَّة عنْدَنا، و یَزْدادُ حتی لم نَجِدْ ما نَزِیدُها و غَلا النَّبْت: ارْتَفَع و عَظُمَ و الْتَفَّ قال لبید: فغَلا فُرُوعُ الأَیْهُقانِ، و أَطْفَلَتْ، بالجَلْهَتَیْنِ، ظِباؤُها و نَعامُها و كذلك تغالی و اغْلَوْلَی؛ قال ذو الرمة: مِمَّا تَغَالَی مِنَ البُهْمَی ذَوائِبُه بالصَّیْفِ، و انْضَرَجَتْ عنه الأَكامِیمُ و أَغْلَی الكَرْمُ: التَفّ وَرَقُه و كَثُرَتْ نوامِیهِ و طالَ، و أَغْلاهُ: خَفَّفَ من وَرَقِه لِیَرتَفِعَ و یَجُودَ. و كلّ ما ارْتَفَع فقدْ غَلا و تَغالَی. و تَغالَی لَحْمُه: انْحَسر عند الضَّمادِ كأَنّه ضِدٌّ. التهذیب: و تَغَالَی لحمُ الدابَّة أَو الناقة إذا ارتفع و ذهَب، و قیل: إذا انْحَسَرَ عندَ التَّضْمِیر؛ قال لبید: فإذا تَغَالَی لَحْمُها و تحَسَّرَتْ، و تقَطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها تَغَالَی لَحْمُها أَی ارْتفَع و صارَ علی رُؤوس العِظام، و رواه ثعلب بالعین غیر المعجمة. و الغُلَوَاءُ: الغُلُوُّ. و غَلْوَی: اسمُ فرَسٍ مَشْهورَةٍ. و غَلَتِ القِدرُ و الجَرَّةُ تَغْلِی غَلْیاً و غَلَیَاناً و أَغْلاها و غَلَّاها، و لا یقال غَلِیتْ؛ قال أَبو الأَسود الدُّؤَلی: و لا أَقولُ لِقدرِ القَوْمِ: قدْ غَلِیتْ، و لا أَقولُ لبابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ أَی أَنی فَصِیح لا أَلْحَنُ. ابن سیدة: قال ابن درید و فی بعْضِ كلامِ الأَوائِلِ أَنَّ ماءً و غَلِّه، قال: و بعضهم یرویه: أُزَّ ماءً و غَلِّه. و الغَالِیَةُ من الطِّیب: معروفة و قد تَغَلَّی بها؛ عن ثعلب، و غَلَّی غَیرَه. یقال: إنَّ أَولَ منْ سَمَّاها بذلك سلیمانُ بنُ عبدِ المَلكِ، و یقال منها تَغَلَّلتُ و تَغَلَّفْتُ و تَغَلَّیْت، كله من الغالیة. و قال أَبو نصر: سألت الأَصمعی هل یجوز تغَلَّلت؟ فقال: إنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ أَدْخَلْتَه فی لِحْیَتِك أو شارِبك فجائِزٌ. و الغَلْوَی: الغالیة فی قول عَدیّ ابن زید: یَنْفَحُ من أَرْدانِها المِسْكُ و العَنْبَرُ و الغَلْوَی و لُبْنی قَفُوص و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: كنتُ أُغَلِّفُ لِحْیَةَ رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، بالغالِیةِ؛ قال: هو نوعٌ من الطِّیب مُرَكَّبٌ من مِسْكٍ و عَنْبَرٍ و عُودٍ و دُهْنٍ، و هی معروفة، و التَّغلُّف بها التَّلَطُّخ.

غما؛ ج15، ص: 134

: ابن درید: غَما البیتَ یَغْمُوه غَمْواً و یَغْمِیهِ غَمْیاً إذا غَطَّاه، و قیل: إذا غَطَّاه بالطِّین و الخشب. و الغُّمَا: سَقْفُ البیت، و تَثنیته غَمَوَان و غَمَیان، و هو الغِماءُ أَیضاً، و الكلمة واویة و یائیَّة. و غُمِیَ علی المریض و أُغْمِیَ علیه: غُشِیَ علیه ثم أَفاقَ. و فی التهذیب: أُغْمِیَ علی فلان إذا ظُنَّ أَنه ماتَ ثم یَرْجِع حَیًّا. و رجلٌ غَمًی: مُغْمًی علیه: و امرأة غَمًی كذلك، و كذلك الاثنان و الجمعُ و المؤنث لأَنه مصدرٌ، و قد ثَنَّاه بعضهم و جَمعه فقال: رجلان غَمَیان و رجال أَغْمَاء. و فی التهذیب: غمیان فی التذكیر و التأنیث. و یقال:
لسان العرب، ج‌15، ص: 135
تَرَكْتُ فلاناً غَمًی، مقصورٌ مثل قَفًی أَی مَغْشِیًّا علیه. قال ابن بری: أَی ذا غَمًی لأَنه مصدر. یقال: غُمِیَ علیه غَمًی و أُغْمِیَ علیه إغْمَاءً، و أُغْمِیَ علیه فهو مُغْمًی علیه، و غُمِیَ علیه فهو مَغْمِیٌّ علیه علی مفعول. أَبو بكر: رجل غَمًی للمُشْرِف علی الموت، و لا یُثَنَّی و لا یُجْمَع، و رجالٌ غَمًی و امرأة غَمًی. و أُغْمِیَ علیه الخَبَرُ أَی استَعْجَمَ مثلُ غُمَّ. التهذیب: و یقال رجلٌ غَمًی و رجلان غَمَیانِ إذا أَصابَه مرَضٌ؛ و أَنشد: فراحوا بیَحْبُورٍ تَشِفُّ لِحاهُمُ غَمًی، بَیْنَ مَقْضِیٍّ علیه و هائِعِ قال: یَحْبورٌ رجلٌ ناعِم، تَشِفّ: تَحَرَّكُ. الفراء: تَركْتُهم غَمًی لا یَتَحرَّكون كأَنَّهم قد سَكَنُوا. و قال: غَمًی البیت فقَصر، و قال: أَقرب لها و أَبعد إذا تكلَّمْت بكلمةٍ و تَكلَّم الآخرُ بكلمة، قال: أَنا أَقْرَبُ لها منك أَی أَنا أَقْرَبُ إلی الصوابِ منك. و الغَمَی: سَقْفُ البیتِ، فإذا كسَرْتَ الغینَ مَدَدْت، و قیل: الغَمَی القَصَب و ما فَوقَ السَّقْفِ من التُّرابِ و ما أَشْبَهه، و التثنیة غَمَیان و غَمَوان؛ عن اللحیانی، قال: و الجمع أَغْمِیَةٌ، و هو شاذٌ، و نظیره نَدًی و أَنْدِیةٌ، و الصحیح أَنَّ أَغْمِیَةً جمعُ غِمَاءٍ كرِداءٍ و أَرْدِیةٍ، و أَن جمع غَمًی إنما هو أَغْمَاءٌ كنَقًی و أَنْقاءٍ. و قد غَمَیْت البیتَ و غَمَّیْته إذا سقفْتَه. ابن درید: و غَمَی البیتِ ما غَمَّی علیه أَی غَطَّی؛ و قال الجعدی یصف ثوراً فی كِناسِه: مُنَكِّب رَوْقَیْه الكِناسَ كأنه مُغَشًّی غَمًی إلا إذا ما تَنَشَّرا قال: تَنَشَّر خرج من كناسه. قال ابن بری: غَمَی كل شی‌ءٍ أَعلاه. و الغَمَی أَیضاً: ما غُطِّی به الفرسُ لیَعْرَقَ؛ قال غَیْلانُ الرَّبَعی یصف فرساً: مُداخَلًا فی طِوَلٍ و أَغْمَاءْ و أُغْمِیَ یومُنا: دامَ غَیْمُه. و أُغْمِیَتْ لیلَتُنا: غُمَّ هلالُها، و لَیْلَة مُغْمَاةٌ. و‌فی حدیث الصوم: فإن أُغْمِیَ عَلَیْكمْ، و فی روایة: فإن غُمِّی عَلَیْكُمْ.یقال: أُغْمِیَ عَلینا الهِلالُ و غُمِّیَ، فهو مُغْمیً و مُغَمّیً إذا حالَ دونَ رُؤْیته غَیمٌ أَو قَتَرَة، كما یقال علینا. و فی السَّماء غَمًی و غَمْیٌ إذا غُمَّ علیهم الهِلالُ، و لیس من لفظِ غُمَّ. الجوهری: و یقال صُمْنا للِغُمَّی و للْغَمَّی، بالفتح و الضم، أی صُمنا من غیر رُؤیةِ إذا غُمَّ علَیهم الهلال، و أَصلُ التَّغْمِیَة الستْرُ و التَّغْطِیَة؛ و منه أُغْمِیَ علی المریض إذا أُغْشِیَ علیه، كأَنَّ المَرَضَ سَتَر عَقْلَه و غَطَّاه، و هی لَیْلَةُ الغُمَّی؛ قال الراجز: لَیْلَة غُمَّی طامِس هِلالُها أَوْغَلْتُها و مُكْرَةٌ إیغالُها قال ابن بری: هذا الفصل ذكره الجوهری هاهنا، و حقُّ هذا الفصل أَن یذكر فی فصل غمم لا فی فصل غَمی لأَنه من غُمَّ علَیهم الهلالُ. التهذیب: و‌فی الحدیث فإن غُمِّیَ علَیكُم، و فی روایة: فإن أُغْمِیَ علیكم، و فی روایة: فإن غُمَّ علَیْكُمْ فأَكْمِلوا العِدَّةَ، و المعنی واحدٌ. یقال: غُمَّ علَینا الهِلالُ فهو مَغْمُومٌ، و أُغْمِیَ فهو مُغْمًی. و كان علی السماء غَمْیٌ، مثل غَشْیٍ، و غَمٌّ، فحالَ دونَ رُؤیَة الهلالِ.

غنا؛ ج15، ص: 135

: فی أَسْماء الله عز و جل: الغَنِیُّ. ابن الأَثیر: هو الذی لا یَحْتاجُ إلی أَحدٍ فی شی‌ءٍ و كلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إلیه، و هذا هو الغِنی المُطْلَق و لا یُشارِك
لسان العرب، ج‌15، ص: 136
الله تعالی فیه غیرُهُ. و من أَسمائه المُغْنِی، سبحانه و تعالی، و هو الذی یُغنی من یشاءُ من عِباده. ابن سیدة: الغِنَی، مقصورٌ، ضدُّ الفَقْر، فإذا فُتِح مُدَّ؛ فأَما قوله: سَیُغْنِینی الذی أَغْنَاكَ عنی، فلا فَقْرٌ یدُومُ و لا غِناءٌ فإنه: یُروی بالفتح و الكسر، فمن رواه بالكسر أَراد مصدَرَ غَانَیْت، و من رواه بالفتح أَراد الغِنی نَفْسه؛ قال أَبو اسحاق: إنما وَجْهُه و لا غَناء لأَن الغَناء غیرُ خارجٍ عن معنی الغِنی؛ قال: و كذلك أَنشده من یُوثَقُ بعِلْمِه. و‌فی الحدیث: خیرُ الصَّدَقَةِ ما أَبْقَتْ غِنًی، و فی روایة: ما كان عن ظَهْرِ غِنًی‌أَی ما فَضَل عن قُوت العیال و كِفایتِهِمْ، فإذا أَعْطَیْتَها غَیْرَك أَبْقَیْتَ بعدَها لكَ و لهُم غِنًی، و كانت عن اسْتِغْناءٍ منكَ، و مِنْهُم عَنْها، و قیل: خیرُ الصَّدَقَة ما أَغْنَیْتَ به مَن أَعْطَیْته عن المسأَلة؛ قال: ظاهر هذا الكلامِ أَنه ما أَغْنی عن المَسْأَلة فی وقْتِه أَو یَوْمِه، و أَما أَخْذُه علی الإِطلاق ففیه مَشقَّة للعَجْزِ عن ذلك. و‌فی حدیث الخیل: رجلٌ رَبَطها تَغَنِّیاً و تَعَفُّفًا‌أَی اسْتَغْناءً بها عن الطَّلب من الناس. و‌فی حدیث الجُمعة: مَن اسْتَغْنَی بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنَی اللّٰهُ عنه، وَ اللّٰهُ غَنِیٌّ حَمِیدٌ، أَی اطَّرَحَه اللهُ و رَمَی به من عَیْنه فِعْلَ من اسْتَغْنَی عن الشی‌ء فلم یَلْتَفِتْ إلیه، و قیل: جَزاهُ جَزاءَ اسْتِغْنائه عنها كقوله تعالی: نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِیَهُمْ. و قد غَنِیَ به عنه غُنْیَة و أَغْناه الله. و قد غَنِیَ غِنیً و اسْتَغْنَی و اغْتَنَی و تَغَانَی و تَغَنَّی فهو غَنِیٌّ. و‌فی الحدیث: لیس مِنَّا مَنْ لم یَتَغَنَّ بالقرآنِ؛ قال أَبو عبید: كان سفیانُ بنُ عُیَیْنة یقول لیسَ مِنَّا مَنْ لم یَسْتَغنِ بالقرآن عن غیرِه و لم یَذْهَبْ به إلی الصوت؛ قال أَبو عبید: و هذا جائزٌ فاش فی كلام العرب، و یقول: تَغَنَّیْت تَغَنِّیاً بمعنی اسْتَغْنَیْت و تَغانَیْتُ تَغانِیاً أَیضاً؛ قال الأَعشی: و كُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق، عَفِیفَ المُناخِ طَویلَ التَّغَنْ یرید الاسْتِغْناءَ، و قیل: أَرادَ مَنْ لم یَجْهَر بالقراءة. قال الأَزهری: و أَما‌الحدیث الآخر ما أَذِنَ الله لشی‌ءٍ كأَذَنِه لنَبیٍّ یَتَغَنَّی بالقرآنِ یَجْهَرُ به، قال: فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرنی عن الربیع عن الشافعی أَنه قال معناه تَحْسِینُ القِراءةِ و تَرْقِیقُها، قال: و مما یُحَقّقُ ذلك‌الحدیثُ الآخرُ زَیِّنُوا القرآن بأصواتكم، قال: و نحوَ ذلك قال أبو عبید؛ و قال أَبو العباس: الذی حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغة فی‌قوله، صلی الله علیه و سلم: كأَذَنِه لِنَبیٍّ یَتَغَنَّی بالقرآنِ، أَنه علی مَعْنَیَیْنِ: علی الاستغناء، و علی التَّطْرِیبِ؛ قال الأَزهری: فمن ذهَب به إلی الاستغناء فهو من الغِنَی، مقصورٌ، و من ذهَب به إلی التَّطْرِیبِ فهو من الغِنَاء الصَّوْتِ، ممدودٌ. الأَصمعی فی المقصور و الممدود: الغِنَی من المال مقصورٌ، و من السَّماعِ ممدود، و كلُّ مَنْ رَفَع صوتَه و وَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ. و الغَنَاءُ، بالفتح: النَّفْعُ. و الغِناء، بالكسر: من السَّماع. و الغِنَی، مقصورٌ: الیَسارُ. قال ابن الأَعرابی: كانت العرب تتَغَنَّی بالرُّكْبانیِّ، «3» إذا رَكِبَت الإِبلَ، و إذا جَلَست فی الأَفْنِیة و علی أَكثر أَحوالها، فلمَّا نَزَلَ القرآنُ أَحبَّ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، أَن یكون هِجِّیرَاهُم بالقرآن
(3). قوله [الركبانی] فی هامش نسخة من النهایة: هو نشید بالمد و التمطیط یعنی لیس منا من لم یضع القرآن موضع الركبانی فی اللهج به و الطرب علیه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 137
مكانَ التَّغَنِّی بالرُّكْبانیِّ، و أَوَّلُ مَن قرَأَ بالأَلحانِ عُبَیْدُ اللهِ بنُ أبی بَكْرة، فَوَرِثَه عنه عَبَیْدُ الله بنُ عُمر، و لذلك یقال قرأْتُ العُمَرِیَّ، و أَخَذ ذلك عنه سعیدٌ العَلَّافُ الإِباضیُّ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: و عندی جارِیتان تُغَنِّیانِ بغِناءِ بُعاثَ‌أَی تُنْشِدانِ الأَشعارَ التی قیلَتْ یومَ بُعاث، و هو حربٌ كانت بین الأَنصار، و لم تُرِدِ الغِناء المعروفَ بین أَهلِ اللَّهْوِ و اللَّعِبِ، و‌قد رَخَّصَ عمر، رضی الله عنه، فی غناءِ الأَعرابِ و هو صوتٌ كالحُداءِ.و اسْتَغْنَی اللهَ: سأَله أَن یُغْنِیهَ؛ عن الهَجَری، قال: و‌فی الدعاء اللهمَّ إنی أَسْتَغْنِیكَ عن كلِّ حازِمٍ، و أَسْتَعِینُك علی كلِّ ظالِمٍ.و أَغْناهُ اللهُ و غَنَّاه، و قیل: غَنَّاه فی الدعاء و أَغْناه فی الخبر، و الاسم من الاستغناء عن الشی‌ء الغُنْیَة و الغُنْوة و الغِنْیة و الغُنْیانُ. و تَغانُوا أَی استغنی بعضهم عن بعض؛ قال المُغیرة بن حَبْناء التَّمیمی.كِلانا غَنِیٌّ عن أَخِیه حَیاتَه، و نَحْنُ إذا مُتْنا أَشَدُّ تَغَانِیَا و اسْتَغْنَی الرجلُ: أَصابَ غِنًی. أَبو عبید: أَغْنَی اللهُ الرجلَ حتی غَنِیَ غِنًی أَی صار له مالٌ، و أَقناه اللهُ حتی قَنِیَ قِنًی و هو أَن یَصیرَ له قِنیةٌ من المال. قال الله عز و جل: وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنیٰ وَ أَقْنیٰ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنَّ غُلاماً لأُناسٍ فُقَراء قَطَع أُذُنَ غُلامٍ لأَغْنِیاءَ، فأَتَی أَهلُه النبی، صلی الله علیه و سلم، فلم یَجْعَلْ علیه شیئاً.قال ابن الأَثیر: قال الخطَّابی كانَ الغلامُ الجانی حُرًّا و كانت جِنایتُه خَطَأً و كانت عاقِلَتُه فقراءَ فلا شی‌ء علیهم لفَقْرِهم. قال: و یُشْبِه أَن یكون الغلامُ المَجْنیّ علیه حُرًّا أَیضاً، لأَنه لو كان عبداً لم یكن لاعتذارِ أَهلِ الجانی بالفَقْرِ معنًی، لأَن العاقلة لا تَحْمِلُ عبداً كما لا تحْمِلُ عَمْداً و لا اعترافاً، فأمّا المَمْلوك إذا جنَی علی عَبْدٍ أو حُرٍّ فجنایَتُه فی رَقَبَتِه، و للفُقهاء فی اسْتِیفائها منه خلافٌ؛ و قول أبی المُثَلّم: لَعَمْرُكَ و المَنایا غالِیاتٌ، و ما تُغْنِی التَّمِیماتُ الحِمامَا «1» أراد من الحِمامِ، فحذَفَ و عَدَّی. قال ابن سیدة: فأَما ما أُثِرَ من أَنه قیلَ لابْنةِ الخُسِّ ما مِائةٌ من الضأْنِ فقالت غِنَی، فرُوِی لی أَن بعضَهم قال: الغِنَی اسمُ المِائةِ من الغَنمِ، قال: و هذا غیرُ معروفٍ فی موضوعِ اللغةِ، و إنما أَرادَتْ أَن ذلك العدَدَ غِنًی لمالِكِه كما قیل لها عند ذلك و ما مِائةٌ من الإِبلِ فقالت مُنی، فقیل لها: و ما مِائة من الخیل؟ فقالت: لا تُرَی؛ فمُنی و لا تُرَی لیسا باسمَین للمائة من الإِبلِ و المِائةِ من الخَیْلِ، و كتَسْمِیة أبی النَّجْم فی بعضِ شعْره الحِرْباء بالشقِیِّ، و لیس الشَّقِیُّ باسمٍ للحِرْباء، و إنما سمَّاه به لمكابَدَتِه للشمسِ و استِقبالِه لها، و هذا النحوُ كثیرٌ. و الغَنِیُّ و الغَانِی: ذُو الوَفْرِ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لعَقِیل بن عُلَّفة قال: أَری المالَ یَغْشَی ذا الوُصُومِ فلا تُری، و یُدْعی من الأَشرافِ مَن كان غَانِیا و قال طرفة: و إن كنتَ عنها غَانِیاً فاغْنَ و ازْدَدِ و رجل غانٍ عن كذا أَی مُسْتَغْنٍ، و قد غَنِیَ عنه. و ما لَك عنه غِنًی و لا غُنْیَةٌ و لا غُنْیانٌ و لا مَغْنًی أَی ما لك عنهُ بُدٌّ. و یقال: ما یُغْنِی عنك هذا أی
(1). قوله [غالیات] هو هكذا فی المحكم بالمثناة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 138
ما یُجْزِئُ عنك و ما یَنْفَعُك. و قال فی معتل الأَلف: لی عنه غُنْوَةٌ أَی غِنًی؛ حكاه اللحیانی عن الكسائی، و المعروف غُنْیَة. و الغانِیَةُ من النساء: التی غَنِیَتْ بالزَّوْج؛ و قال جمیل: أُحبُّ الأَیامی: إذْ بُثَیْنَةُ أَیِّمٌ، و أَحْبَبْتُ لمَّا أَن غَنِیتِ الغَوَانِیَا و غَنِیَت المرأةُ بزَوْجِها غُنْیَاناً أَی اسْتَغْنَتْ، قال قَیْسُ بنُ الخَطیم: أَجَدَّ بعَمْرة غُنْیَانُها، فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها؟ و الغَانِیَةُ من النساء: الشابَّة المُتَزَوّجة، و جمعُها غَوَانٍ؛ و أَنشد ابن بری لنُصَیْب: فهَل تَعُودَنْ لَیالینا بذی سَلمٍ، كما بَدَأْنَ، و أَیّامی بها الأُوَلُ أَیّامُ لَیلی كعابٌ غیرُ غانِیَةٍ، و أَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ و الغَانِیَة: التی غَنِیَتْ بحُسْنِها و جمالها عن الحَلْی، و قیل: هی التی تُطْلَب و لا تَطْلُب، و قیل: هی التی غَنِیَتْ ببَیْتِ أَبَویْها و لم یَقَعْ علیها سِباءٌ. قال ابن سیدة: و هذه أَعْزَبُها؛ و هی عن ابن جنی، و قیل: هی الشابَّة العَفیفة، كان لها زَوْجٌ أَو لم یكُنْ. الفراء: الأَغْنَاءُ إملاكاتُ العَرائسِ. و قال ابن الأَعرابی: الغِنَی التَّزْویجُ، و العَرَبُ تقول: الغِنَی حِصْنُ العَزَب أَی التَّزْویجُ. أَبو عبیدة: الغَوَانِی ذواتُ الأَزْواج؛ و أَنشد: أَزْمانُ لیلی كعابٌ غیرُ غَانِیَةٍ و قال ابن السكیت عن عمارة: الغَوَانِی الشَّوابُّ اللَّواتی یُعْجِبْنَ الرجالَ و یُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ. و قال غیره: الغَانِیَة الجاریَةُ الحَسْناءُ، ذاتَ زوْج كانت أَو غیرَ ذاتِ زَوْج، سمیِّتْ غانِیَة لأَنها غَنِیَتْ بحُسْنِها عن الزینَة. و قال ابن شمیل: كلُّ امْرأَة غَانِیَةٌ، و جمعها الغَوَانِی؛ و أَما قول ابنِ قیس الرُّقَیَّات: لا بارَكَ اللهُ فی الغَوَانِی، هَلْ یُصْبِحْنَ إلَّا لَهُنَّ مُطَّلَب؟ فإنما حرَّك الیاءَ بالكَسْرة للضَّرُورة و رَدَّه إلی أَصْله، و جائزٌ فی الشعر أَن یُرَدَّ الشی‌ءُ إلی أَصْله؛ و قوله‌و أَخُو الغَوَانِ متی یَشأْ یَصْرِمْنَهُ، و یَعُدْنَ أَعْداءً بُعَیْدَ ودادِ إنما أَراد الغَوَانِی، فحذَف الیاء تشبیهاً لِلام المَعْرفة بالتنوین من حیث كانت هذه الأَشیاءُ من خَواصِّ الأَسماء، فحذَفَ الیاءَ لأَجل اللام كما تحذِفها لأَجل التنوین؛ و قول المثَقّب العَبْدی: هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ، مِنْ نَهْلَةٍ فی الیَوْمِ أَوْ فی غَدِ؟ إنما أَراد غانِیَةٍ فذَكّرَ علی إرادة الشخص، و قد غَنِیَتْ غِنًی. و أَغْنَی عنه غَنَاء فلانٍ و مَغْناه و مَغْنَاتَه و مُغْناهُ و مُغْنَاتَه: نابَ عنه و أَجْزَأَ عنه مُجْزَأَه. و الغَنَاءُ، بالفتح: النَّفْعُ. و الغَنَاءُ، بفتح الغین ممدودٌ: الإِجْزاءُ و الكفایَة. یقال: رَجُلٌ مُغْنٍ أَی مُجْزئٌ كافٍ؛ قال ابن بری: الغَنَاءُ مصدرُ أَغْنَی عنْكَ أَی كَفاكَ علی حَذْفِ الزّوائد مثل قوله: و بعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا و‌فی حدیث عثمان: أَنّ عَلِیّاً، رضی الله عنهُما، بَعث إلیه بصَحیفة فقال للرّسول أَغْنِها عَنَّا‌أَی
لسان العرب، ج‌15، ص: 139
اصْرفْها و كُفَّها، كقوله تعالی: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ؛ أَی یَكُفُّه و یَكْفِیه. یقال: أَغْنِ عَنی شَرَّكَ أَی اصْرِفْه و كُفَّهُ؛ و منه قوله تعالی: لَنْ یُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللّٰهِ شَیْئاً؛ و‌حدیث ابن مسعود: و أَنا لا أُغْنِی لو كانت لی مَنَعَة‌أَی لو كان مَعِی مَنْ یَمْنَعُنی لكَفَیْت شَرَّهم و صَرَفْتُهم. و ما فیه غَنَاءُ ذلك أَی إقامَتُه و الاضْطلاعُ به. و غَنِیَ به أَی عاش. و غَنِیَ القومُ بالدارِ غِنیً: أَقاموا. و غَنِیَ بالمكان: أَقامَ. قال ابن بری: تقول غَنِیَ بالمكانِ مَغْنیً و غَنِیَ القومُ فی دِیارِهم إِذا طالَ مُقامُهم فیها. قال الله عز و جل: كَأَنْ لَمْ یَغْنَوْا فِیهَا*، أَی لم یُقِیموا فیها، و قال مهَلْهِل: غَنِیَتْ دارُنا تِهامَةَ فی الدَّهْر، و فیها بَنو مَعَدّ حُلُولا و قال اللیث: یقال للشی‌ء إِذا فَنِیَ كأَنْ لم یَغْنَ بالأَمْسِ أَی كأَنْ لم یَكُنْ. و‌فی حدیث علی، رضی اللّٰه عنه: و رَجلٌ سَمَّاهُ الناسُ عالِماً و لم یَغْنَ فی العِلْمِ یَوْماً سالِماً‌أَی لم یَلْبَثْ فی أَخْذ العِلْمِ یَوْماً تامّاً، من قولك غَنِیتُ بالمَكان أَغْنَی إِذا أَقَمْتَ به. و المَغَانِی: المنازِلُ التی كان بها أَهْلُوها، واحِدُها مَغْنیً، و قیل: المَغْنَی المَنْزِلُ الذی غَنِیَ به أَهْلُه ثم ظَعَنُوا عنه. و غَنِیتُ لك مِنِّی بالبِرِّ و المَوَدَّة أَی بَقِیتُ. و غَنِیَتْ دارُنا تِهامَةَ أَی كانت دارُنا تِهامة، و أَنشد لمُهَلْهِل: غَنِیَتْ دارنُا … أَی كانت، و قال تَمِیمُ بنُ مُقْبلٍ: أَ أُمَّ تَمِیمٍ، إِنْ تَرَیْنی عَدُوَّكُم و بَیْتی فقد أَغْنی الحبیبَ المُصافِیا أَی أَكونُ الحَبیبَ. الأَزهری: و سمِعْت رجُلًا من العرب یُبَكِّتُ خادماً له یقول أَغْنِ عَنِّی وجهَكَ بل شَرَّك بمعنی اكْفِنی شَرَّك و كُفَّ عنی شَرَّك، و منه قوله تعالی: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ، یقول: یَكْفِیه شُغْلُ نفسِه عن شُغْلِ غیره. و المَغْنَی: واحدُ المَغَانِی و هی المواضعُ التی كان بها أَهْلُوها. و الغِنَاءُ من الصَّوتِ: ما طُرِّبَ به، قال حُمَیْد بن ثور: عَجِبْتُ لها أَنَّی یكونُ غِنَاؤها فَصِیحاً، و لم تَفْغَرْ بمَنْطِقِها فَما و قد غَنَّی بالشعر و تَغَنَّی به، قال: تَغَنَّ بالشِّعْرِ، إِمّا كنتَ قائِلَه، إِنَّ الغِناءَ بهذا الشِّعْرِ مِضْمارُ أَراد إِنَّ التَّغَنِّیَ، فوَضَع الاسم موضع المصدر. و غَنَّاه بالشِّعْرِ و غَنَّاه إِیَّاه. و یقال: غَنَّی فلانٌ یُغَنِّی أُغْنِیَّة و تَغَنَّی بأُغْنِیَّة حَسَنة، و جمعها الأَغانِی، فأَمَّا ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: ثم بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها، إِنْ مُتَغَنَّاةً و إِنْ حادِیَهْ فإِنه أَرادَ إِنْ مُتَغَنِّیَةً، فأَبدلَ الیاءَ أَلِفاً كما قالوا الناصاةُ فی الناصِیة، و القاراةُ فی القارِیةِ. و غَنَّی بالمرأَة: تَغَزَّلَ بها. و غَنَّاهُ بها: ذَكَّرهُ إِیّاها فی شِعْرٍ، قال: أَلا غَنِّنا بالزَّاهِریَّة، إِنَّنی علی النَّأْیِ مما أَن أُلِمَّ بها ذِكْرَا و بَیْنَهم أُغنِیَة «2» و إِغْنِیَةٌ یَتَغَنَّون بها أَی نَوعٌ من
(2). 1 قوله «و بینهم أُغْنِیة إلخ» فی القاموس: و بینهم أُغْنِیَّة كأُثْفِیَّةِ، و یخفف و یكسران.
لسان العرب، ج‌15، ص: 140
الغِناء، و لیست الأُولی بقویة إِذ لیس فی الكلام أُفْعُلة إِلا أُسْنُمة، فیمن رواه بالضم، و الجمع الأَغَانِی. و غَنَّی و تَغَنَّی بمعنًی. و غَنَّی بالرجُلِ و تَغَنَّی به: مَدَحَه أَو هَجاهُ. و‌فی الخبر: أَنَّ بعضَ بنی كُلَیْب قال لجریر هذا غَسَّانُ السَّلِیطِی یَتَغَنَّی بنا‌أَی یَهْجُونا، و قال جریر: غَضِبْتُم علینا أَمْ تَغَنَّیْتُم بنا، أَنِ اخْضَرّ من بَطْنِ التِّلاعِ غَمِیرُها و غَنَّیْت الرَّكْبَ به: ذَكَرْتُه لهم فی شِعْرٍ. قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ الغَزَل و المَدْحَ و الهِجاءَ إِنما یقال فی كلِّ واحدٍ منها غَنَّیْت و تَغَنَّیت بعد أَن یُلَحَّن فیُغنَّی به. و غَنَّی الحمامُ و تَغنَّی: صَوّت. و الغَناءُ: رَمْلٌ بعَیْنِه، قال الراعی: لها خُصُورٌ و أَعْجازٌ یَنُوءُ بها رَمْلُ الغَناءِ، و أَعْلَی متنها رُؤدُ «1» التهذیب: و رَمْلُ الغَناءِ ممدودٌ «2»، و منه قول ذی الرمة: تَنَطَّقْنَ من رمْلِ الغَناءِ و عُلِّقَتْ، بأَعْناقِ أُدْمانِ الظِّباءِ، القَلائِدُ أَی اتَّخَذْن من رَمْلِ الغَناءِ أَعْجازاً كالكُثْبانِ و كأَنَّ أَعْناقَهُنَّ أَعْناقُ الظِّباء. و قال الأَصمعی: الغِناءُ موضِعٌ، و اسْتَشْهَدَ ببیت الراعی: رَمْل الغِناء، و أَعْلی مَتْنِها رُؤدُ و المُغَنِّی: الفَصِیلُ الذی یَصْرِفُ بِنابِه، قال: یا أَیُّها الفُصَیِّلُ المُغَنِّی و غَنِیٌّ: حَیٌّ من غَطَفان.

غنذی؛ ج15، ص: 140

: التهذیب: قال أَبو تراب سَمِعتُ الضبابی یقول إِنَّ فُلانة لتُعَنْذِی بالناسِ و تُغَنْذِی بهم أَی تُغْرِی بهم. و دَفَع الله عَنْكَ غَنْذَاتَها أَی إِغْراءَها‌

غوی؛ ج15، ص: 140

: الغَیُّ: الضَّلالُ و الخَیْبَة. غَوَی، بالفَتح، غَیّاً و غَوِیَ غَوَایَةً؛ الأَخیرة عن أَبی عبید: ضَلَّ. و رجلٌ غَاوٍ و غَوٍ و غَوِیٌّ و غَیَّان: ضالٌّ، و أَغْواه هو؛ و أَنشد للمرقش: فمَنْ یَلْقَ خَیراً یَحْمَدِ الناسُ أَمْرَه و مَنْ یَغْوَ لا یَعْدَمْ عَلی الغَیِّ لائمَا و قال دُرَیْدُ بن الصِّمَّة: و هَلْ أَنا إِلَّا مِنْ غَزِیَّة، إِن غَوَتْ غَوَیْتُ، و إِنْ تَرْشُدْ غَزِیَّة أَرْشُدِ؟ ابن الأَعرابی: الغَیُّ الفَسادُ، قال ابن بری: غَوٍ هو اسمُ الفاعِلِ مِنْ غَوِیَ لا من غَوَی، و كذلك غَوِیٌّ، و نظیره رَشَدَ فهو راشِدٌ و رَشِدَ فهو رَشِیدٌ. و‌فی الحدیث: مَنْ یُطِع اللهَ و رَسُولَه فقَدْ رَشَد و من یَعْصِهما فقَدْ غَوَی؛ و‌فی حدیث الإِسراء: لو أَخَذْت الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُك‌أَی ضَلَّت؛ و‌فی الحدیث: سَیكونُ عَلَیْكم أَئِمَّةٌ إِن أَطَعْتُموهُم غَوَیْتُم؛ أَی إِنْ أَطاعُوهم فیما یأْمُرُونَهم به من الظُّلْم و المعاصی غَوَوْا أَی ضَلّوا. و‌فی حدیث موسی و آدم، علیهما السلام: أَغْوَیْتَ الناس‌أَی خَیَّبْتَهُم؛ یقال: غَوَی الرجُلُ خابَ و أَغْوَاه غَیْرُه، و قوله عز و جل: وَ عَصیٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَویٰ؛ أَی فسَدَ علیه عَیْشُه، قال: و الغَوَّةُ و الغَیَّةُ واحد. و قیل: غَوَی أَی ترَك النَّهْیَ و أَكلَ من الشَّجَرة فعُوقِبَ بأَنْ أُخْرِجَ
(1). 1 قوله «رؤد» هو بالهمز فی الأصل و الحكم و التكملة، و فی یاقوت: رود بالواو. (2). 2 قوله «و رمل الغناء ممدود» فی التهذیب: مفتوح الأول، و أنشد بیت ذی الرمة تنطقن إلخ. و فی معجم یاقوت: أنه بكسر الغین، و أنشد البیت علی ذلك.
لسان العرب، ج‌15، ص: 141
من الجنَّة. و قال اللیث: مصدر غَوَی الغَیُّ، قال: و الغَوَایَةُ الانْهِماكُ فی الغَیِّ. و یقال: أَغْوَاه الله إِذا أَضلَّه. و قال تعالی: فَأَغْوَیْنٰاكُمْ إِنّٰا كُنّٰا غٰاوِینَ؛ و حكی المُؤَرِّجُ عن بعض العرب غَوَاهُ بمعنی أَغْوَاهُ؛ و أَنشد: و كائِنْ تَرَی منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ غَوَاهُ الهَوَی جَهْلًا عَنِ الحَقِّ فانْغَوَی قال الأَزهری: لو كان عَواه الهَوَی بمعنی لَواهُ و صَرَفه فانْعَوَی كان أَشبَه بكلامِ العرب و أَقرب إِلی الصواب. و قوله تعالی: فَبِمٰا أَغْوَیْتَنِی لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰاطَكَ الْمُسْتَقِیمَ؛ قیلَ فیه قَولانِ، قال بَعْضُهُم: فَبما أَضْلَلْتَنِی، و قال بعضهم: فَبما دَعَوْتَنِی إِلی شی‌ءٍ غَوَیْتُ به أَی غَوَیْت من أَجلِ آدَمَ، لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰاطَكَ أَی علی صِراطِك، و مثله قوله ضُرِبَ زیدٌ الظَّهْرَ و البَطْنَ المعنی علی الظهر و البَطْنِ. و قوله تعالی: وَ الشُّعَرٰاءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغٰاوُونَ؛ قیل فی تفسیره: الْغٰاوُونَ الشیاطِینُ، و قیل أَیضاً: الْغٰاوُونَ من الناس، قال الزجاج: و المعنی أَنَّ الشاعرَ إِذا هَجَا بما لا یجوزُ هَوِیَ ذلك قَوْمٌ و أَحَبُّوه فهم الغَاوُون، و كذلك إِن مَدَح ممدوحاً بما لیس فیه و أَحَبَّ ذلك قَوْمٌ و تابَعوه فهم الغَاوُون. و أَرْضٌ مَغْوَاةٌ: مَضَلة. و الأُغْوِیَّةُ: المَهْلَكة: و المُغَوَّیَاتُ، بفتح الواو مشددة، جمع المُغَوَّاةِ: و هی حُفْرَةٌ كالزُّبْیة تُحْتَفَر للأَسَدِ؛ و أَنشد ابن بری لمُغَلّس بن لَقِیط: و إِنْ رَأَیانی قد نَجَوْتُ تَبَغَّیَا لرِجْلی مُغَوَّاةً هَیاماً تُرابُها و فی مثل للعرب: مَن حَفَرَ مُغَوَّاةً أَوْشَكَ أَن یَقَع فیها. و وَقَعَ الناسُ فی أُغْوِیَّةٍ أَی فی داهیَة. و‌روی عن عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: إِن قُرَیْشاً تریدُ أَن تكونَ مُغْوِیَاتٍ لمال اللهِ؛ قال أَبو عبید: هكذا روی بالتخفیف و كسر الواو، قال: و أَما الذی تَكَلَّمَت به العرب فالمُغَوَّیاتُ، بالتشدید و فتح الواو، واحدتها مُغَوَّاةٌ، و هی حُفْرةٌ كالزُّبْیة تُحْتَفَرُ للذئْبِ و یجعلُ فیها جَدْیٌ إِذا نَظر الذئبُ إِلیه سقَط علیه یریدهُ فیُصادُ، و من هذا قیلَ لكلِّ مَهْلَكة مُغَوَّاةٌ؛ و قال رؤبة: إِلی مُغَوَّاةِ الفَتی بالمِرْصاد یرید إِلی مَهْلَكَتِه و مَنِیَّتِه، و شَبَّهَها بتلك المُغَوَّاةِ، قال: و إِنما أَراد عمر، رضی الله عنه، أَن قریشاً تریدُ أَن تكونَ مهلكَةً لِمالِ اللهِ كإِهلاكِ تلك المُغَوَّاة لما سقط فیها أَی تكونَ مصایدَ للمالِ و مَهالِكَ كتلك المُغَوَّیاتِ. قال أَبو عمرو: و كلُّ بئرٍ مُغَوَّاةٌ، و المُغَوَّاة فی بیت رُؤبة: القَبْرُ. و تَغاوَوْا علیه أی تَعاوَنُوا علیه فقَتَلُوه و تَغاوَوْا علیه: جاؤوه من هُنا و هُنا و إِن لم یَقْتُلُوه. و التَّغَاوِی: التَّجَمُّع و التَّعاوُن علی الشَّرِّ، و أَصلُه من الغَوایة أَو الغَیِّ؛ یُبَیِّن ذلك شِعْرٌ لأُخْتِ المنذِرِ بنِ عمرو الأَنصارِیّ قالَتْه فی أَخیها حین قَتَله الكفار: تَغَاوَتْ علیه ذِئابُ الحِجاز بَنُو بُهْثَةٍ و بَنُو جَعْفَرِ و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه، و قتْلَته قال: فتَغَاوَوْا و اللهِ علیه حتی قَتلوه‌أَی تَجَمَّعوا. و التَّغَاوِی: التَّعاوُنُ فی الشَّرِّ، و یقال بالعین المهملة، و منه‌حدیث المسلِم قاتِل المشرِكِ الذی كان یَسُبُّ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فتَغَاوَی المشركون علیه حتی قتلوه، و یروی بالعین المهملة،
لسان العرب، ج‌15، ص: 142
قال: و الهرویّ ذكرَ مَقْتَل عثمانَ فی المعجمة و هذا فی المهملة. أَبو زید: وقَع فلان فی أُغْوِیَّة و فی وامِئة أَی فی داهیة. الأَصمعی: إذا كانت الطیر تَحُومُ علی الشی‌ء قیل هی تَغَایَا علیه و هی تَسُومُ علیه، و قال شمر: تَغَایَا و تَغَاوَی بمعنی واحدٍ؛ قال العجاج: و إنْ تَغَاوَی باهِلًا أَو انْعَكَرْ تَغَاوِیَ العِقْبانِ یَمْزِقْنَ الجَزَرْ قال: و التَّغَاوِی الارتقاءُ و الانْحِدارُ كأَنه شی‌ءٌ بعضُه فوْق بعضٍ، و العِقْبانُ: جمع العُقابِ، و الجَزَرُ: اللحْمُ. و غَوِیَ الفصیلُ و السَّخْلَة یَغْوِی غَویً فهو غَوٍ: بَشِمَ من اللبنِ و فَسَدَ جَوْفُه، و قیل: هو أَن یُمْنَع من الرَّضاعِ فلا یَرْوی حتی یُهْزَل و یَضُرَّ به الجوعُ و تَسُوءَ حالُه و یموتَ هُزالًا أَو یكادَ یَهْلِكُ؛ قال یصف قوساً: مُعَطَّفَة الأَثْناء لیس فَصِیلُها بِرازِئِها دَرّاً و لا مَیِّت غَوَی و هو مصدرٌ یعنی القوسَ و سَهْماً رمی به عنها، و هذا من اللُّغَزِ. و الغَوَی: البَشَمُ، و یقال: العَطَش، و یقال: هو الدَّقی؛ و قال اللیث: غَوِیَ الفَصِیلُ یَغْوَی غَویً إذا لم یُصِبْ رِیّاً من اللَّبن حتی كاد یَهْلِك، قال أَبو عبید: یقال غَوَیتُ أَغْوَی و لیست بمعروفة، و قال ابن شمیل: غَوِیَ الصبیُّ و الفَصِیلُ إذا لم یَجِدْ من اللَّبَنِ إلَّا عُلْقَةً، فلَا یَرْوَی و تَراهُ مُحْثَلًا، قال شمر: و هذا هو الصحیح عند أَصحابنا. و الجوهری: و الغَوَی مصدرُ قولِكَ: غَوِیَ الفَصِیلُ و السَّخْلَة، بالكسر، یَغْوَی غَویً، قال ابن السكیت: هو أَنْ لا یَرْوی من لِبَإِ أُمّه و لا یَرْوی من اللبن حتی یموتَ هُزالًا. قال ابن بری: الظاهر فی هذا البیت قولُ ابن السكیت و الجمهور علی أَن الغَوَی البَشَم من اللَّبَن. و فی نوادر الأَعراب یقال: بتُّ مُغْوًی و غَوًی و غَوِیّاً و قاوِیاً و قَوًی و قَویّاً و مُقْوِیاً إذا بِتَّ مُخْلِیاً مُوحِشاً. و یقال رأَیته غَوِیّاً من الجوع و قَویّاً وَ ضوِیّاً و طَوِیّاً إذا كان جائِعاً؛ و قول أَبی وجزة: حتَّی إذا جَنَّ أَغْوَاءُ الظَّلامِ لَهُ مِنْ فَوْرِ نَجْمٍ من الجَوزاء مُلْتَهِبِ أَغْوَاءُ الظَّلام: ما سَتَرَكَ بسَوادِهِ، و هو لِغَیَّة و لِغِیَّة أَی لزَنْیَةٍ، و هو نَقِیضُ قولك لِرَشْدَةٍ. قال اللحیانی: الكسر فی غِیَّةٍ قلیلٌ. و الغَاوِی: الجَرادُ. تقول العرب: إذا أَخْصَبَ الزمانُ جاء الغَاوِی و الهاوی؛ الهاوی: الذئبُ. و الغَوْغَاء: الجَرادُ إذا احْمَرَّ و انْسَلَخ من الأَلْوان كلِّها و بَدَتْ أَجنِحتُه بعد الدَّبی. أَبو عبید: الجَرادُ أَوّل ما یكونُ سَرْوَةٌ، فإذا تَحَرَّكَ فهو دَبًی قبل أَن تَنْبُتَ أَجنِحَتُه، ثم یكونُ غَوْغاء، و به سُمِّی الغَوْغاءُ. و الغاغَةُ من الناس: و هم الكثیر المختلطون، و قیل: هو الجراد إذا صارت له أَجنحة و كادَ یَطیرُ قَبْلَ أَنْ یَسْتَقِلَّ فیَطِیرَ، یُذَكَّر و یُؤَنَّث و یُصْرَفُ و لا یُصْرف، واحِدتُه غَوْغَاءَةٌ و غَوْغَاةٌ، و به سُمِّی الناسُ. و الغَوْغَاء: سَفِلَة الناسِ، و هو من ذلك. و الغَوْغَاء: شی‌ءٌ یُشبهُ البَعُوضَ و لا یَعَضُّ و لا یُؤذی و هو ضعیف، فمَن صَرَفه و ذَكَّرَهُ جَعَله بمنزلة قَمْقام، و الهمزةُ بدلٌ من واو، و من لم یَصْرِفْه جَعَله بمنزلة عَوْراء. و الغَوْغَاء: الصَّوتُ و الجَلَبة؛ قال الحرث بنُ حِلِّزة الیشكری:
لسان العرب، ج‌15، ص: 143
أَجْمَعُوا أَمْرَهم بلَیْلٍ، فلمَّا أَصْبَحُوا أَصْبَحَت لهم غَوْغاءُ و یروی: ضَوْضاءُ. و حكی أَبو علیّ عن قُطْرُب فی نوادِرَ له: أَنّ مُذَكَّرَ الغَوْغاء أَغْوَغُ، و هذا نادرٌ غیرُ معروف. و حكی أَیضاً: تَغَاغَی علیه الغَوْغَاء إذا رَكِبُوه بالشَّرِّ. أَبو العباس: إذا سَمَّیْتَ رجلًا بغَوْغَاء فهو علی وجهین: إن نَوَیْتَ به میزانَ حَمراءَ لم تصرفه، و إن نَوَیتَ به میزانَ قعْقاع صَرَفْتَه. و غَوِیٌّ و غَوِیَّةُ و غُوَیَّةُ: أَسماءٌ. و‌بَنُو غَیَّانَ: حَیٌّ همُ الذین وَفَدوا علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقال لهم: من أَنتم؟ فقالوا: بَنو غَیّانَ، قال لهم: بَنُو رَشْدانَ، فبناه علی فَعْلانَ علماً منه أَن غَیّانَ فَعْلانُ، و أَنَّ فَعْلانَ فی كلامهم مما فی آخره الأَلفُ و النونُ أَكثرُ من فَعَّالٍ مما فی آخره الأَلف و النون، و تعلیلُ رَشْدانَ مذكور فی مَوْضِعه. و قوله تعالی فَسَوْفَ یَلْقَوْنَ غَیًّا؛ قیل: غیٌّ وادٍ فی جَهَنَّم، و قیل: نهر، و هذا جدیر أَن یكون نهراً أَعَدَّه الله للغاوین سَمَّاه غَیّاً، و قیل: معناه فسَوْفَ یَلْقَوْنَ مُجازاة غَیِّهم، كقوله تعالی: وَ مَنْ یَفْعَلْ ذٰلِكَ یَلْقَ أَثٰاماً؛ أَی مُجازاةَ الأَثامِ. و غَاوَةُ: اسمُ جَبَل؛ قال المُتَلَمّس یخاطب عمرو بنَ هِنْد: فإذا حَلَلْتُ و دُونَ بَیْتیَ غَاوَةٌ، فابْرُقْ بأَرْضِكَ ما بَدا لَكَ و ارْعُدِ

غیا؛ ج15، ص: 143

: الغَایَةُ: مَدَی الشی‌ء. و الغَایَةُ أَقْصی الشی‌ء. اللیْثُ: الغَایَةُ مَدی كلِّ شی‌ءٍ و أَلِفُه یاءٌ، و هو من تأْلیف غَیْنٍ و یاءَینِ، و تَصْغیرُها غُیَیَّة، تقول: غَیَّیْت غَایِةً. و‌فی الحدیث: أَنه سابَق بَیْنَ الخَیْلِ فجعَلَ غَایَةَ المُضَمَّرةِ كذا؛ هو من غَایَة كلِّ شی‌ءٍ مَداهُ و مُنْتَهاه. و غَایَة كلِّ شی‌ءٍ: مُنْتهاهُ، و جمعها غَایَاتٌ و غَایٌ مثلُ ساعَةٍ و ساعٍ. قال أَبو إسحاق: الغَایَاتُ فی العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلًّا، لأَنَّ الغایاتِ إذا كانت فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِیلُنْ أَو فَعُولُن فقد لَزِمَها أَنْ لا تُحْذَف أَسْبابُها، لأَنَّ آخِرَ البَیتِ لا یكونُ إلا ساكناً فلا یجوزُ أَن یُحْذَف الساكنُ و یكونَ آخِرُ البیتِ مُتَحَرِّكاً، و ذلك لأَن آخر البیت لا یكون إلَّا ساكناً، فمن الغَایَات المَقْطُوعُ و المَقصورُ و المَكْشوف و المَقْطُوف، و هذه كلها أشیاء لا تكون فی حَشْوِ البیتِ، و سُمِّی غایَةً لأَنه نهایة البیت. قال ابن الأَنباری: قول الناس هذا الشی‌ءُ غَایَةٌ، معناه هذا الشی‌ءُ علامةٌ فی جِنْسِه لا نظیرَ له أَخذاً من غایةِ الحَرْب، و هی الرایَة، و من ذلك غایَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ یَرْفَعُها. و یقال: معنی قولهم هذا الشی‌ءُ غَایَةٌ أَی هو مُنْتَهَی هذا الجِنْسِ، أُخِذَ من غَایَة السَّبْقِ، قَصَبَة تُنْصَب فی الموضع الذی تَكُونُ المُسابَقَةُ إلیه لیَأْخُذها السابِقُ. و الغَایَة: الرایة. یقال: غَیَّیْت غَایَةً. و‌فی الحَدیث: أَنَّ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، قال فی الكوائنِ قبلَ الساعَةِ منها هُدْنَةٌ تكونُ بَیْنَكُم و بین بنی الأَصْفرِ فیَغْدِرُون بِكُمْ و تَسِیرُون إلیهم فی ثمانینَ غَایَةً تحت كلِّ غَایَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً؛ الغَایَةُ و الرَّایة سواءٌ، و‌رواه بعضهم: فی ثمانین غابَة، بالباء؛ قال أَبو عبید: من‌رواه غایَةً‌بالیاء فإنه یرید الرایَة؛ و أَنشد بیت لبید: قَدْ بِتُّ سامِرَها و غَایَةَ تاجِرٍ وافَیْت، إذْ رُفِعَتْ و عَزَّ مُدامُها قال: و یقال إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ له رایَة
لسان العرب، ج‌15، ص: 144
یَرْفَعُها لیُعْرَف أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ؛ و یقال: بَلْ أَرادَ بقوله غَایَةَ تاجِرٍ أَنها غَایَة متاعِه فی الجَودَةِ؛ قال: و من‌رَواه غابَة، بالباء، یرید الأَجَمَة، شَبَّه كثْرَة الرِّماح فی العسكر بها؛ قال أَبو عبید: و‌بعضهم روی الحدیث فی ثمانین غَیَایَةً، و لیس ذلك بمحْفوظ و لا موضِعَ للغَیایة هاهنا. أَبو زید: غَیَّیْت للقَوم تَغْیِیّاً و رَیَّیْت لهم تَرْیِیّاً جَعَلْت لهم غایةً و رایة. و غَایَةُ الخَمَّارِ: رایتُه. و غَیّاها: عَمِلَها، و أَغْیَاها: نَصبَها. و الغَایَة: القَصَبة التی یُصادُ بها العَصافیرُ. و الغَیَایَة: السحابة المُنْفَرِدَة، و قیل: الواقِفة؛ عن ابن الأَعرابی. و الغیَایَةُ: ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ و العَشیِّ، و قیل: هو ضَوْءُ شُعاعِ الشَّمْسِ و لیس هو نَفْسَ الشُّعاعِ؛ قال لبید: فتَدَلَّیْت علیه قافِلًا، و علی الأَرضِ غَیایاتُ الطَّفَلْ و كلُّ ما أَظَلَّك غَیَایَةٌ. و‌فی الحدیث: تَجِی‌ءُ البَقَرة و آلُ عِمْران یومَ القیامَة كأَنَّهما غَمامَتان أَو غَیَایَتَان؛ الأَصمعی: الغَیَایَة كل شی‌ءٍ أَظَلَّ الإِنسانَ فوق رَأْسِهِ مثلُ السّحابة و الغَبَرة و الظِّلِّ و نحوِه؛ و منه‌حدیث هِلالِ رمضان: فإن حالَتْ دونه غَیَایَةٌ‌أَی سَحابَةٌ أَو قَتَرة. أَبو زید: نَزلَ الرجُلُ فی غَیابَةٍ، بالباء أَی فی هَبْطةٍ مِنَ الأَرض. و الغَیَایَة، بالیاء: ظِلُّ السَّحابة، و قال بعضهم: غَیاءَةٌ. و‌فی حدیث أُمّ زرع: زَوْجی غَیایاءُ طَباقاءُ؛ كذا جاء فی روایة أَی كأَنه فی غَیایَةٍ أَبداً و ظُلْمة لا یَهْتَدِی إلی مَسْلَكٍ ینفذ فیه، و یجوز أَن تكون قد وصَفَتْه بثِقَلِ الرُّوحِ، و أَنه كالظِّلِّ المُتكاثِفِ المُظِلمِ الذی لا إشْراقَ فیه. و غایا القَوْمُ فَوْقَ رأْسِ فلانٍ بالسَّیفِ: كأَنهم أَظَلُّوه به. و كلُّ شی‌ءٍ أَظَلَّ الإِنسانَ فَوْق رَأْسِه مثل السَّحابة و الغَبَرة و الظلمة و نحوِه فهو غَیَایَة. ابن الأَعرابی: الغَیَایَة تكونُ من الطَّیرِ الذی یُغَیِّی علی رَأْسِك أَی یُرَفْرِفُ. و یقال: أَغْیَا علیه السَّحاب بمعنی غَایَا إذا أَظَلّ علیه؛ و أَنشد: أَرَبَّتْ به الأَرْواحُ بَعْدَ أَنیسِه، و ذُو حَوْمَل أَغْیا علَیْه و أَظْلَما و تَغَایَتِ الطَّیْرُ علی الشی‌ء: حامَتْ. و غَیَّتْ: رَفْرَفَتْ. و الغَایَةُ: الطَّیْرُ المُرَفْرِفُ، و هو منه. و تَغَایَوْا علیه حتی قَتَلُوه أَی جاؤوا من هُنا و هُنا. و یقال: اجْتَمَعُوا علیه و تَغَایَوْا علیه فقَتلُوه، و إن اشْتُقَّ من الغاوِی قیل تَغاوَوْا. و غیایة البئر: قَعْرُها مثل الغَیابَة. و ذكر الجوهری فی ترجمة غیا: و یقال فلان لِغَیَّةٍ، و هو نَقِیض قولك لِرَشْدَةٍ؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: أَلا رُبَّ مَنْ یَغْتابُنی و كأَنَّنی أَبوه الذی یُدْعَی إلیه و یُنْسَبُ علی رَشْدَةٍ من أَمْرِهِ أَو لِغَیَّةٍ، فیَغْلِبُها فَحْلٌ علی النَّسْلِ مُنْجِبُ قال ابن خالویه: یُروی رَشْدة و غَیَّة، بفتح أَوّلهما و كسره، و الله أَعلم.

فصل الفاء؛ ج15، ص: 144

فأی؛ ج15، ص: 144

: فَأَوْتُه بالعَصا: ضَرَبْتُه؛ عن ابن الأَعرابی. قال اللیث: فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً و فأَیْتُه فَأْیاً إذا فَلَقته بالسَّیف، و قیل: هو ضربك قِحْفَه حتی ینفرج عن الدماغ. و الانْفِیَاءُ: الانْفراج، و منه اشْتق اسم
لسان العرب، ج‌15، ص: 145
الفئةِ، و هم طائفة من الناس. و الفَأْوُ: الشَّق. فَأَوْتُ رأْسه فأْواً و فَأَیْتُه فانْفَأَی و تَفَأَّی و فَأَیْت القَدَح فَتَفَأَّی: صَدَعْتُه فَتَصَدَّع. و انْفَأَی القَدَح: انشقَّ. و الفَأْو: الصَّدْع فی الجبل؛ عن اللحیانی. و الفَأْوُ: ما بین الجبلین، و هو أَیضاً الوَطِی‌ءُ بین الحَرَّتَیْن، و قیل: هی الدَّارةُ من الرِّمال؛ قال النمر بن تولب: لم یَرْعَها أَحَدٌ و اكْتَمَّ رَوْضتَها فَأْوٌ، من الأَرضِ، مَحْفُوفٌ بأَعلامِ و كله من الانشقاق و الانفراج. و قال الأَصمعی: الفَأْو بطن من الأَرض تُطِیفُ به الرّمال یكون مُسْتطِیلًا و غیر مستطیل، و إنما سمی فَأْواً لانْفِراج الجبال عنه لأَن الانْفِیَاء الانفتاح و الانْفِراج؛ و قول ذی الرمة: راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِیراً فما وَقَعَتْ حتی انْفَأَی الفَأْوُ، عن أَعناقِها، سَحَرا الخرج: موضع، یعنی أَنها قَطعت الفأْوَ و خرجت منه، و قیل فی تفسیره: الفَأْو اللیل؛ حكاه أَبو لیلی. قال ابن سیدة: و لا أَدری ما صحته. التهذیب فی قول ذی الرمة: حتی انْفَأَی أَی انكشف. و الفَأْو فی بیته أَیضاً: طریق بین قارتین بناحیة الدَّوّ بینهما فَجٌّ واسع یقال له فَأْوُ الرَّیّان، قال الأَزهری: و قد مررت به. و الفَأْوَی، مقصور: الفَیْشةُ؛ قال: و كُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ، فأَضْحَوْا هُمُ الفَأْوی و أَسْفَلُها قَفاها و الفِئَة: الجماعة من الناس، و الجمع فِئَات و فِئُون علی ما یطرد فی هذا النحو، و الهاء عوض من الیاء؛ قال الكمیت: تَرَی مِنْهُمْ جَماجِمَهم فِئینا أَی فرقاً متفرقة؛ قال ابن بری: صوابه أن یقول و الهاء عوض من الواو لأَن الفِئَة الفرقة من الناس، من فَأَوْت بالواو أَی فَرَّقْت و شَقَقْت. قال: و حكی فأَوْتُ فَأَواً و فَأْیاً، قال: فعلی هذا یصح أَن یكون فئة من الیاء. التهذیب: و الفِئة، بوزن فِعة، الفِرقة من الناس، من فَأَیْت رأسه أَی شققته، قال: و كانت فی الأَصل فِئْوة بوزن فِعْلَة فنقص. و‌فی حدیث ابن عُمر و جماعته: لما رجعوا من سَریَّتهم قال لهم أنا فِئَتكم؛ الفِئَة: الفرقة و الجماعة من الناس فی الأَصل، و الطائفة التی تُقیم وراء الجیش، فإن كان علیهم خوف أَو هزیمة التجأُوا إلیهم.

فتا؛ ج15، ص: 145

: الفتاء: الشَّباب. و الفَتَی و الفَتِیَّةُ: الشابُّ و الشابَّةُ، و الفعل فَتُوَ یَفْتُو فَتاء. و یقال: افْعَلْ ذلك فی فَتائِه. و قد فَتِیَ، بالكسر، یَفْتَی فَتًی فهو فَتِیُّ السنِّ بَیِّن الفَتاء، و قد وُلد له فی فَتَاء سنه أَولاد؛ قال أَبو عبید: الفَتَاء، ممدود، مصدر الفَتِیِّ؛ و أَنشد للربیع بن ضبع الفزاری قال: إذا عاشَ الفَتَی مائتَینِ عاماً، فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ و الفَتَاء فقصر الفتی فی أَول البیت و مدَّ فی آخره، و استعاره فی الناس و هو من مصادر الفَتِیِّ من الحیوان، و یجمع الفَتَی فِتْیاناً و فُتُوًّا، قال: و یجمع الفَتِیُّ فی السن أَفْتَاء. الجوهری: و الأَفْتَاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ، واحدها فَتِیٌّ مثل یتِیم و أَیتام؛ و قوله أَنشده ثعلب: وَیْلٌ بزَیْدٍ فَتیً شَیْخٍ أَلُوذُ به، فلا أُعَشَّی لَدَی زَیْدٍ و لا أَرِدُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 146
فسر فتی شیخ فقال أَی هو فی حَزْم المشایخ، و الجمع فتْیان و فِتْیة و فِتْوة؛ الواو عن اللحیانی، و فُتُوٌّ و فُتِیٌّ. قال سیبویه: و لم یقولوا أَفْتَاء استغنوا عنه بفِتْیَة. قال الأَزهری: و قد یجمع علی الأَفْتَاء. قال القتیبی: لیس الفَتَی بمعنی الشابّ و الحَدَث إنما هو بمعنی الكامل الجَزْل من الرجال، یَدُلُّك علی ذلك قول الشاعر: إنَّ الفَتَی حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ، لیسَ الفَتَی بمُنَعَّمِ الشُّبَان قال ابن هرمة: قَد یُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَی، و رِداؤُه خَلَقٌ، و جَیْبُ قَمِیصِه مَرْقُوعُ و قال الأَسود بن یعفر: ما بَعدَ زَیْد فی فَتَاةٍ فُرِّقُوا قَتْلًا و سَبْیاً، بَعدَ طُولِ تَآدی فی آلِ عَرْف لَوْ بَغَیْتَ لی الأُسی، لَوَجَدْتَ فیهم أُسوةَ العُوّادِ فتَخَیَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ، و یَزیدُ رافِدُهُمْ علی الرُّفَّادِ قال ابن الكلبی: هؤلاء قوم من بنی حنظلة خطب إلیهم بعض الملوك جاریة یقال لها أُم كَهْف فلم یُزوّجوه، فغَزاهم و أَجْلاهم من بلادهم و قَتَلهم؛ و قال أَبوها: أَبَیْتُ أَبَیْتُ نِكاحَ المُلُوك، كأَنی امْرُؤٌ منْ تَمِیم بن مُرّ أَبَیْتُ اللِّئامَ و أَقْلِیهمُ، و هل یُنْكِحُ العَبْدَ حُرُّ بن حرّ؟ و قد سماه الجوهری فقال: خطب بعض الملوك إلی زید بن مالك الأَصغر بن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلی بعض ولده ابنته یقال لها أُم كهف، قال: و زید هاهنا قبیلة، و الأُنثی فَتاة، و الجمع فَتَیاتٌ. و یقال للجاریة الحدثة فَتاة و للغلام فَتًی، و تصغیر الفَتَاة فُتَیَّةٌ، و الفَتَی فُتَیٌّ، و زعم یعقوب أَن الفِتْوَان لغة فی الفِتْیَان، فالفُتُوَّة علی هذا من الواو لا من الیاء، و واوه أَصل لا منقلبة، و أما فی قول من قال الفِتْیان فواوه منقلبة، و الفَتِیُّ كالفَتی، و الأُنثی فَتِیَّة، و قد یقال ذلك للجمل و الناقة، یقال للبَكْرة من الإِبل فَتِیَّة، و بكر فَتِیٌّ، كما یقال للجاریة فَتَاة و للغلام فَتًی، و قیل: هو الشابُّ من كل شی‌ء، و الجمع فِتَاء؛ قال عدی بن الرِّقاع: یَحْسَبُ الناظِرُونَ، ما لم یُفَرُّوا، أَنها جِلَّةٌ و هُنَّ فِتَاء و الاسم من جمیع ذلك الفُتُوّة، انقلبت الیاء فیه واواً علی حد انقلابها فی مُوقِن و كقَضُوَ؛ قال السیرافی: إنما قلبت الیاء فیه واواً لأَن أَكثر هذا الضرب من المصادر علی فُعولة، إنما هو من الواو كالأُخُوّة، فحملوا ما كان من الیاء علیه فلزمت القلب، و أما الفُتُوُّ فشاذ من وجهین: أَحدهما أَنه من الیاء، و الآخر أَنه جمع، و هذا الضرب من الجمع تقلب فیه الواو یاء كعِصِیّ و لكنه حمل علی مصدره؛ قال: و فُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَیْلَهمْ، حتی إذا انْجابَ حَلُّوا و قال جذیمة الأَبرش: فی فُتُوٍّ، أَنا رابِئهُمْ، مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا و لفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَی تشبهت بالفَتَیات و هی
لسان العرب، ج‌15، ص: 147
أَصغرهنَّ. و فُتِّیَت الجاریةُ تَفْتِیةً: مُنِعت من اللعب مع الصِّبیان و العَدْو معهم و خُدِّرت و سُتِرت فی البیت. التهذیب: یقال تَفَتَّتِ الجاریةُ إذا راهَقت فخُدِّرت و مُنعت من اللعب مع الصبیان. و قولهم‌فی حدیث البخاری: الحَرْب أَوَّل ما تكون فُتَیَّةٌ، قال ابن الأَثیر: هكذا جاء علی التصغیر أَی شابّة، و رواه بعضهم فَتِیَّةٌ، بالفتح. و الفَتَی و الفَتَاةُ: العبد و الأَمة. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا یَقولَنَّ أَحدُكم عبدی و أَمتی و لكن لیَقل فَتَایَ و فَتَاتِی‌أَی غلامی و جاریتی، كأَنه كره ذكر العُبودیة لغیر الله، و سمی الله تعالی صاحبَ موسی، علیه السلام، الذی صحبه فی البحر فَتاه فقال تعالی: وَ إِذْ قٰالَ مُوسیٰ لِفَتٰاهُ، قال: لأَنه كان یخدمه فی سفره، و دلیله قوله: آتِنٰا غَدٰاءَنٰا. و یقال‌فی حدیث عمران بن حُصین: جَذَعَةٌ أَحبُّ إلیَّ مِن هَرِمةٍ، الله أَحقُّ بالفَتاء و الكَرَم؛ الفَتاء، بالفتح و المد: المصدر من الفَتی السِّنّ «3». یقال: فَتِیٌّ بیِّن الفَتاء أَی طَرِیّ السن، و الكَرمُ الحُسن. و قوله عز و جل: وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ یَنْكِحَ الْمُحْصَنٰاتِ الْمُؤْمِنٰاتِ فَمِنْ مٰا مَلَكَتْ أَیْمٰانُكُمْ مِنْ فَتَیٰاتِكُمُ الْمُؤْمِنٰاتِ؛ المُحصناتُ: الحرائر، و الفَتَیَاتُ: الإِماء. و قوله عز و جل: وَ دَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَیٰانِ؛ جائز أَن یكونا حَدَثین أَو شیخین لأَنهم كانوا یسمون المملوك فَتًی. الجوهری: الفَتَی السخیّ الكریم:. یقال: هو فَتًی بَیِّن الفُتُوَّة، و قد تَفَتَّی و تَفَاتَی، و الجمع فِتْیَانٌ و فِتْیَة و فُتُوّ، علی فُعُولٍ، و فُتِیٌّ مثل عُصِیّ؛ قال سیبویه: أَبدلوا الواو فی الجمع و المصدر بدلًا شاذّاً. قال ابن بری: البدل فی الجمع قیاس مثل عُصِیّ و قُفِیٍّ، و أَما المصدر فلیس قلب الواوین فیه یاءین قیاساً مطرداً نحو عَتَا یَعْتُو عُتُوًّا و عُتِیّاً، و أَما إبدال الیاءین واوین فی مثل الفُتُوّ، و قیاسه الفُتِیّ، فهو شاذ. قال: و هو الذی عناه الجوهری. قال ابن بری: الفَتَی الكریم، هو فی الأَصل مصدر فَتِیَ فَتًی وُصف به، فقیل رجل فَتًی؛ قال: و یدلك علی صحة ذلك قول لیلی الأَخیلیة: فإنْ تَكُنِ القَتْلی بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًی ما قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامر و الفَتَیانِ: اللیل و النهار. یقال: لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَیانِ، یعنی اللیل و النهار، كما یقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ و الجَدِیدانِ؛ و منه قول الشاعر: ما لبِثَ الفَتَیانِ أَن عَصَفا بِهِمْ، و لكُلِّ قُفْلٍ یَسَّرا مِفْتاحا و أَفْتَاه فی الأَمر: أَبانَه له. و أَفْتَی الرجلُ فی المسأَلة و اسْتَفْتَیْته فیها فأَفْتَانِی إفْتَاء. و فُتًی «4» و فَتْوَی: اسمان یوضعان موضع الإِفْتاء. و یقال: أَفْتَیْت فلاناً رؤیا رآها إِذا عبرتها له، و أَفْتَیْتُه فی مسأَلته إِذا أَجبته عنها. و‌فی الحدیث: أَن قوماً تَفَاتَوا إِلیه؛ معناه تحاكموا إِلیه و ارتفعوا إِلیه فی الفُتْیا. یقال: أَفْتَاه فی المسأَلة یُفْتِیه إِذا أَجابه، و الاسم الفَتْوَی؛ قال الطرماح: أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِیٍّ و من جَرْمٍ، و هُمْ أَهلُ التَّفَاتِی «5» أَی التَّحاكُم و أَهل الإِفتاء. قال: و الفُتْیَا تبیین
(3). قوله [الفَتَی السن] كذا فی الأصل و غیر نسخة یوثق بها من النهایة. (4). قوله [و فُتًی] كذا بالأصل و لعله محرف عن فتیا أو فتوی مضموم الأول. (5). قوله [و هم أهل] فی نسخة: و من أهل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 148
المشكل من الأَحكام، أَصله من الفَتَی و هو الشاب الحدث الذی شَبَّ و قَوِی، فكأَنه یُقَوّی ما أَشكل ببیانه فیَشِبُّ و یصیر فَتِیّاً قوّیاً، و أَصله من الفَتَی و هو الحدیث السنّ. و أَفْتَی المفتی إِذا أَحدث حكماً. و‌فی الحدیث: الإِثْمُ ما حَكَّ فی صدرك و إِن أَفْتَاك الناسُ عنه و أَفْتَوكَ‌أَی و إِن جعلوا لك فیه رُخْصة و جَوازاً. و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: فَاسْتَفْتِهِمْ أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً؛ أَی فاسْأَلهم سؤال تقریر أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنٰا من الأُمم السالفة. و قوله عز و جل: یَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّٰهُ یُفْتِیكُمْ أَی یسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم. الهروی: و التَّفَاتِی التخاصم، و أَنشد بیت الطرماح: و هم أَهل التفاتی. و الفُتْیَا و الفُتْوَی و الفَتْوَی: ما أَفتی به الفقیه، الفتح فی الفَتْوَی لأَهل المدینة. و المُفْتِی: مِكیال هشام بن هبیرة؛ حكاه الهروی فی الغریبین. قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَلف أَفتی بالیاء لكثرة ف ت ی و قلة ف ت و، و مع هذا إِنه لازم، قال: و قد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الیاء لاماً أَكثر. و الفُتَیُّ: قَدَحُ الشُّطَّارِ. و قد أَفْتَی إِذا شرب به. و العُمَرِیّ: مِكیال اللبن، قال: و المد الهشامی، و هو الذی كان یتوضأُ به سعید بن المسیب. و‌روی حضر بن یزید الرَّقاشِی عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت علی أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِیَها الإِناء الذی كان یتوضَّأُ منه سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فأَخْرجته فقالت: هذا مَكُّوك المُفتِی، قالت: أَرِینی الإِناء الذی كان یغتسل منه، فأَخرجته فقالت: هذا قفیز المُفْتِی؛ قال الأَصمعی: المُفْتِی مِكیال هشام بن هبیرة، أَرادت تشبیه الإِناء بمكوك هشام، أَو أَرادت مكوك صاحب المفتی فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب و هو ما یكال به الخمر. و الفِتْیانُ: قَبیلة من بَجِیلة إِلیهم ینسب رِفاعةُ الفِتْیَانِی المحدّث، و الله أَعلم.

فجا؛ ج15، ص: 148

: الفَجْوَةُ و الفُرْجَةُ: المُتَّسَع بین الشیئین، تقول منه: تَفَاجَی الشی‌ءُ صار له فَجْوَة. و‌فی حدیث الحج: كان یَسیرُ العَنَقَ فإِذا وَجَد فَجْوَةً نَصَّ؛ الفَجْوَةُ: الموضع المتسع بین الشیئین. و‌فی حدیث ابن مسعود: لا یُصَلِّینَّ أَحدكم و بینه و بین القِبلة فَجْوَة‌أَی لا یَبْعُد من قبلته و لا سترته لئلَّا یمر بین یدیه أَحد. و فَجَا الشی‌ءَ: فَتَحَه. و الفَجْوَةُ فی المكان: فَتْحٌ فیه. شمر: فَجَا بابَه یَفْجُوه إِذا فتحه، بلغة طیِّ‌ء؛ قال ابن سیدة: قاله أَبو عمرو الشیبانی؛ و أَنشد للطرماح: كَحَبَّةِ السَّاجِ فَجَا بابَها صُبْحٌ جَلا خُضْرة أَهْدامها قال: و قوله فَجا بابَها یعنی الصبح، و أَما أَجافَ البابَ فمعناه ردَّه، و هما ضدان. و انْفَجَی القومُ عن فلان: انْفَرجوا عنه و انكشفوا؛ و قال: لَمَّا انْفَجَی الخَیْلانِ عن مُصْعَبٍ، أَدَّی إِلیه قَرْضَ صاعٍ بصاع و الفَجْوةُ و الفَجْواء، ممدود: ما اتَّسع من الأَرض، و قیل: ما اتسع منها و انخفض. و فی التنزیل العزیز: وَ هُمْ فِی فَجْوَةٍ مِنْهُ؛ قال الأَخفش: فی سَعة، و جمعه فَجَوَات و فِجَاء، و فسره ثعلب بأَنه ما انْخفضَ من الأَرض و اتسع. و فَجْوَةُ الدَّارِ: ساحتها؛ و أَنشد ابن بری: أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مخْزاةً و مَنْقَصةً، حتَّی أُبِیحُوا و حَلُّوا فَجْوَةَ الدَّارِ و فَجْوَةُ الحافِر: ما بین الحَوامی. و الفَجَا: تَباعُد ما بین الفَخِذین، و قیل: تباعد ما
لسان العرب، ج‌15، ص: 149
بین الركبتین و تباعد ما بین الساقین. و قیل: هو من البعیر تَباعُد ما بین عُرْقُوبَیْه، و من الإِنسان تباعد ما بین ركبتیه، فَجِیَ فَجًی، فهو أَفْجَی، و الأُنثی فَجْوَاء. و قیل: الفَجَا و الفَحَجُ واحد. ابن الأَعرابی: و الأَفْجَی المُتباعِدُ الفخذین الشدیدُ الفَحَجِ. و یقال: بفلان فَجاً شدید إِذا كان فی رجلیه انفتاح، و قد فَجِیَ یَفْجَی فَجًی. ابن سیدة: فَجِیَت الناقة فَجاً عظُم بطنها. قال ابن سیدة: و لا أَدری ما صحته، و ذكره الأَزهری مهموزاً و أَكده بأَن قال: الفَجأُ مهموز مقصور؛ عن الأَصمعی. و قوس فَجْواءُ: بان وَتَرُها عن كَبِدها. و فَجاها یَفْجُوها فَجْواً: رفع وَتَرَها عن كبِدها، و فَجِیَتْ هی تَفْجَی فَجًی؛ و قال العجاج: لا فَحَجٌ یُری بها و لا فَجَا، إِذا حِجاجا كلِّ جَلْدٍ مَحَجا و قد انْفَجَتْ؛ حكاه أَبو حنیفة، و من ثم قیل لوسط الدار فَجْوَة؛ و قول الهذلی: تُفَجِّی خُمامَ الناسِ عَنَّا كأَنَّما یُفَجِّیهمُ خَمٌّ، من النار، ثاقِب معناه تَدْفَع. ابن الأَعرابی: أَفْجَی إِذا وَسَّع علی عِیاله فی النفَقة.

فحا؛ ج15، ص: 149

: الفَحَا و الفِحَا، مقصور: أَبْزارُ القِدْر، بكسر الفاء و فتحها، و الفتح أَكثر، و فی المحكم: البزر، قال: و خص بعضهم به الیابس منه، و جمعه أَفْحَاء. و‌فی الحدیث: مَن أَكل فَحَا أَرْضِنا لم یَضُرّه ماؤها، یعنی البصل؛ الفَحَا: تَوابِلُ القُدور كالفُلْفُل و الكمُّون و نحوهما، و قیل: هو البصل. و‌فی حدیث معاویة: قال لقوم قَدِموا علیه كلوا من فِحا أَرْضِنا فقَلَّ ما أَكل قوم من فِحا أَرض فضَرَّهم ماؤها؛ و أَنشد ابن بری: كأَنَّما یَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كلَّ مِدادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ «6» المِدادُ: جمع مُدّ الذی یكال به، و یَبْرُدْنَ: یَخْلِطْنَ. و یقال: فَحِّ قِدْرَك تَفْحِیَةً، و قد فَحَّیْتُها تَفْحِیَةً. و الفَحْوَةُ: الشَّهْدةُ؛ عن كراع. و فَحْوَی القَوْل: مَعناه و لَحْنُه. و الفَحْوَی: معنی ما یُعرف من مَذهب الكلام، و جمعه الأَفْحَاء. و عرَفت ذلك فی فَحْوَی كَلامِه و فَحْوَائِه و فَحَوَائه و فُحَوَائِه أَی مِعراضِه و مَذْهَبِه، و كأَنه من فَحَّیْت القِدْر إِذا أَلْقَیْتَ الأَبزار، و الباب كله بفتح أَوله مثل الحَشا الطَّرَفِ من الأَطْراف، و الغَفا و الرّحی و الوغَی و الشَّوَی. و هو یُفَحِّی بكلامه إِلی كذا و كذا أَی یَذْهَب. ابن الأَعرابی: الفَحِیَّة الحَساء؛ أَبو عمرو: هی الفَحْیَةُ و الفَحِیَّةُ و الفَأْرةُ و الفَئِیرَةُ و الحَریرةُ: الحَسُوُّ الرَّقِیقُ.

فدی؛ ج15، ص: 149

: فَدَیْتُه فِدًی و فِدَاءً و افْتَدَیْتُه؛ قال الشاعر: فلَوْ كانَ مَیْتٌ یُفْتَدَی، لَفَدَیْتُه، بما لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِیبُ و إِنه لَحَسَنُ الفِدْیَةِ. و المُفَادَاةُ: أَن تدفع رجلًا و تأْخذ رجلًا. و الفِدَاء: أَن تَشتریه، فَدَیْته بمالی فِدَاءً و فَدَیْتُه بِنَفْسی. و فی التنزیل العزیز: و إن یأْتُوكم أُساری تَفْدُوهم؛ قرأَ ابن كثیر و أَبو عمرو و ابن عامر أُسٰاریٰ بأَلف، تَفْدُوهم بغیر أَلف، و قرأَ نافع و عاصم و الكسائی و یعقوب الحضرمی أُسٰاریٰ تُفٰادُوهُمْ، بأَلف فیهما، و قرأَ حمزة أَسْری
(6). قوله [كل مداد] كذا بالأصل هنا، و تقدم فی م د د: كیل مداد، و كذا هو فی شرح القاموس هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 150
تَفْدُوهم، بغیر أَلف فیهما؛ قال أَبو معاذ: من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم من العَدُوِّ و تُنْقِذوهم، و أَما تُفٰادُوهُمْ فیكون معناه تُماكِسُون مَن هم فی أَیدیهم فی الثمن و یُماكِسُونكم. قال ابن بری: قال الوزیر ابن المعری فَدَی إِذا أَعطی مالًا و أَخذ رجلًا، و أَفْدَی إِذا أَعطی رجلًا و أَخذ مالًا، و فَادَی إِذا أَعطی رجلًا و أَخذ رجلًا، و قد تكرر فی الحدیث ذكر الفِدَاء؛ الفِدَاء، بالكسر و المد و الفتح مع القصر: فَكاكُ الأَسیر؛ یقال: فَدَاه یَفْدِیه فِدَاءً و فَدًی و فَادَاهُ یُفَادِیه مُفَادَاةً إِذا أَعطی فِداءه و أَنقذه. فَدَاه بنفسه و فَدَّاه إِذا قال له: جُعلت فَداك. و الفِدْیَةُ: الفِداء. و روی الأَزهری عن نُصَیر قال: یقال فَادَیت الأَسِیرَ و فَادَیْتُ الأُسَارَی، قال: هكذا تقوله العرب، و یقولون: فَدَیْتُه بأَبی و أُمی و فَدَیْتُه بمالی كأَنه اشتریته و خَلَّصتُه به إِذا لم یكن أَسیراً، و إِذا كان أَسیراً مملوكاً قلت فَادَیْته، و كان أَخی أَسیراً ففَادَیْته؛ كذا تقوله العرب؛ و قال نُصَیب: و لَكِنَّنی فَادَیْتُ أُمِّی، بَعْدَ ما عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ و مَشِیبُ قال: و إِذا قلت فَدَیت الأَسیر فهو أَیضاً جائز بمعنی فَدَیته مما كان فیه أَی خلصته منه، و فَادَیْت أَحسن فی هذا المعنی. و قوله عز و جل: وَ فَدَیْنٰاهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ أَی جعلنا الذِّبح فِداء له و خَلَّصناه به من الذَّبح. الجوهری: الفِداء إِذا كسر أَوله یمدّ و یقصر، و إِذا فتح فهو مقصور؛ قال ابن بری: شاهد القصر قول الشاعر: فِدًی لك عَمِّی، إِنْ زَلِجْتَ، و خالی یقال: قُمْ: فِدًی لك أَبی، و من العرب من یكسر فِداءٍ، بالتنوین، إِذا جاور لام الجر خاصة فیقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة، یریدون به معنی الدعاءِ؛ و أَنشد الأَصمعی للنابغة: مَهْلًا فِدَاءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ، و ما أُثَمِّرُ من مال و من وَلَدِ و یقال: فَدَاه و فَادَاه إِذا أَعطی فِداءَه فأَنْقَذه، و فَدَاه بنفسه و فَدَّاهُ یُفَدِّیه إِذا قال له جُعِلت فَداك. و تَفَادَوا أَی فَدی بعضهم بعْضاً. و افْتَدَی منه بكذا و تَفَادَی فلان من كذا إِذا تَحاماه و انزَوی عنه؛ و قال ذو الرمة: مُرِمّین مِنْ لَیْثٍ عَلیْه مَهابةٌ، تَفَادَی اللُّیُوثُ الغُلْبُ منه تَفَادِیا «1» و الفِدْیَة و الفَدَی و الفِدَاءُ كله بمعنی. قال الفراء: العرب تَقْصُرُ الفِدَاء و تمده، یقال: هذا فِدَاؤُك و فِداك، و ربما فتحوا الفاء إِذا قصروا فقالوا فَداك، و قال فی موضع آخر: من العرب من یقول فَدًی لك، فیفتح الفاء، و أَكثر الكلام كسر أَولها و مدّها؛ و قال النابغة و عَنَی بالرَّبِّ النعمان بن المنذر: فَدًی لَكَ مِنْ رَبٍّ طَریفِی و تالِدِی قال ابن الأَنباری: فِدَاء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، و إِذا فُتِحَت قصر؛ قال الشاعر: مَهْلًا فِداءً لك یا فَضالَهْ، أَجِرَّه الرُّمْحَ و لا تُهالَهْ و أَنشد الأَصمعی: فِدًی لك والِدِی و فَدَتْكَ نَفْسِی و مالی، إِنه مِنكُم أَتانی فكسر و قصر؛ قال ابن الأَثیر: و قول الشاعر:
(1). قوله [مرمین] هو من أرمّ القوم أَی سكتوا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 151
فاغْفِرْ فِداءً لك ما اقْتَفَیْنا قال: إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالی محمول علی المجاز و الاستعارة، لأَنه إِنما یُفْدَی من المَكارِه مَن تلحقه، فیكون المراد بالفداء التعظیم و الإِكبار لأَن الإِنسان لا یُفَدِّی إِلا من یعظمه فَیَبْذُل نفسه له، و یروی فداءٌ، بالرفع علی الابتداء، و النصب علی المصدر؛ و قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابی: یَلْقَمُ لَقْماً و یُفَدِّی زادَه، یَرْمِی بأَمْثال القَطا فُؤادَه قال: یبقی زاده و یأْكل من مال غیره؛ قال و مثله: جَدْح جُوَیْنٍ مِنْ سَوِیقٍ لیس لَه و قوله تعالی: فَمَنْ كٰانَ مِنْكُمْ مَرِیضاً أَوْ بِهِ أَذیً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْیَةٌ مِنْ صِیٰامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ؛ إِنما أَراد فَمَنْ كٰانَ مِنْكُمْ مَرِیضاً أَوْ بِهِ أَذیً مِنْ رَأْسِهِ فحلَق فعلیه فدیة، فحذف الجملة من الفعل و الفاعل و المفعول للدلالة علیه. و أَفْدَاه الأَسیرَ: قَبِلَ منه فِدْیَته؛ و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم، لقریش حین أُسِرَ عثمان بن عبد الله و الحَكَم بن كَیْسان: لا نُفْدِیكُمُوهما حتی یَقْدَمَ صاحبانا، یعنی سعْد بن أَبی وقَّاص و عُتْبةَ بن غَزْوان. و الفَدَاء، ممدود بالفتح: الأَنبار، و هو جماعة الطعام من الشعیر و التمر و البُر و نحوه. و الفَدَاء: الكُدْس من البُر، و قیل: هو مَسْطَحُ التمر بلغة عبد القیس؛ و أَنشد یصف قریة بقلَّة المیرة: كأَنَّ فَدَاءها، إِذ جَرَّدُوه و طافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ یَتِیمُ «1» شبه طعام هذه القریة حین جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو یتیم، یرید أَنه قلیل حقیر، و یروی سُلَفٌ یتیم، و السُّلَفُ: ولد الحَجل، و قال ابن خالویه فی جمعه الأَفْدَاء، و قال فی تفسیره: التمر المجموع. قال شمر: الفَدَاء و الجُوخانُ واحد، و هو موضع التمر الذی یُیَبَّس فیه، قال: و قال بعض بنی مُجاشِع الفَدَاء التمر ما لم یُكْنَز؛ و أَنشد: مَنَحْتَنی، مِنْ أَخْبَثِ الفَدَاءِ، عُجْرَ النَّوَی قَلیلَةَ اللِّحاءِ ابن الأَعرابی: أَفْدَی الرجلُ إِذا باعَ، و أَفْدَی إِذا عظُم بدنُه. و فَدَاء كل شی‌ء حَجْمه، و أَلفه یاء لوجود ف د ی و عدم ف د و. الأَزهری: قال أَبو زید فی كتاب الهاء و الفاء إِذا تعاقبا: یقال للرجل إِذا حدَّث بحدیث فعدَل عنه قبل أَن یَفْرُغ إِلی غیره خُذ علی هِدْیَتِك و فِدْیَتِك أَی خُذ فیما كنت فیه و لا تَعْدِل عنه؛ هكذا رواه أَبو بكر عن شمر و قیده فی كتابه بالقاف، و قِدْیَتُك، بالقاف، هو الصواب.

فرا؛ ج15، ص: 151

: الفَرْو و الفَرْوَة: معروف الذی یُلبس، و الجمع فِراء، فإِذا كان الفَرْو «2» ذا الجُبَّة فاسمها الفَرْوَة؛ قال الكمیت: إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِیع، وَ وَحْوَح ذو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ و أَورد بعضهم هذا البیت مستشهداً به علی الفروة الوَفْضَة التی یجعل فیها السائل صدقته. قال أَبو منصور: و الفَرْوة إِذا لم یكن علیها وَبَر أَو صوف لم تُسَمَّ فَروة. و افْتَرَیْت فَرْواً: لَبِسته؛ قال العجاج: یَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسرِ قَلْبَ الخُراسانیِّ فَرْوَ المُفْترِی
(1). قوله [فداءها] هو بالفتح، و أَما ضبطه فی حرد بالكسر فخطأ. (2). قوله [فإذا كان الفرو إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 152
و الفَرْوَة: جِلدة الرأْس. و فَرْوَة الرأْس: أَعْلاه، و قیل: هو جلدته بما علیه من الشعر یكون للإِنسان و غیره؛ قال الراعی: دَنِس الثِّیاب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسه غُرِسَتْ، فأَنْبَت جانباها فُلْفُلا و الفَرْوَة، كالثَّروة فی بعض اللغات: و هو الغنی، و زعم یعقوب أَن فاءها بدل من الثاء. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: و سئل عن حدِّ الأَمة فقال إِن الأَمَة أَلقت فَرْوَة رأْسِها من وراء الدار، و روی: من وراء الجدار، أَراد قِناعها، و قیل خمارها أَی لیس علیها قناع و لا حِجاب و أَنها تخرج مُتَبَذِّلة إِلی كل موضع تُرْسَل إِلیه لا تَقْدِر علی الامتناع، و الأَصل فی فَرْوَة الرأْس جلدته بما علیها من الشعر؛ و منه‌الحدیث: إِنَّ الكافر إِذا قُرِّبَ المُهْلُ مِن فیه سقطت فَرْوة وجهه‌أَی جلدته، استعارها من الرأْس للوجه. ابن السكیت: إِنه لذو ثَرْوة فی المال و فَرْوَة بمعنی واحد إِذا كان كثیر المال. و‌روی عن علی بن أَبی طالب، كرّم الله وجهه، أَنه قال علی منبر الكوفة: اللهم إِنی قد مَلِلْتُهم و مَلُّونی و سَئِمْتُهم و سَئِمُونی فسَلِّط علیهم فَتَی ثَقِیفٍ الذَّیَّالَ المَنَّانَ یَلْبَسُ فَرْوَتَها و یأْكل خَضِرَتَها؛ قال أَبو منصور: أَراد علیّ، علیه السلام، أَن فتی ثقیف إِذا ولی العراق توسَّع فی فَیْ‌ء المسلمین و استأْثر به و لم یَقْتَصِر علی حصته، و فَتَی ثقیف: هو الحَجَّاجُ بن یوسف، و قیل: إِنه ولد فی هذه السنة التی دعا فیها علیّ، علیه السلام، بهذا الدعاء و هذا من الكَوائِن التی أَنبأَ بها النبی، صلی الله علیه و سلم، من بعده، و قیل: معناه یَتَمَتَّعُ بِنِعْمَتها لُبْساً و أَكلًا؛ و قال الزمخشری: معناه یلبس الدَّفی‌ءَ اللَّیِّنَ من ثیابها و یأكل الطریَّ الناعم من طعامها، فضرب الفَرْوَة و الخَضِرة لذلك مثلا، و الضمیر للدنیا. أَبو عمرو: الفَرْوَة الأَرض البیضاء التی لیس فیها نبات و لا فَرْش. و‌فی الحدیث: أَن الخَضِر، علیه السلام، جلس علی فَرْوَة بیضاء فاهتزت تحته خَضْراء؛ قال عبد الرزاق: أَراد بالفَرْوَة الأَرضَ الیابسةَ؛ و قال غیره: یعنی الهَشیم الیابس من النَّبات، شبهه بالفَروة. و الفَروةُ: قطعة نبات مجتمعة یابسة؛ و قال: و هامةٍ فَرْوَتُها كالفَرْوَهْ و‌فی حدیث الهجرة: ثم بَسَطْتُ علیه فَرْوَةً، و فی أُخری: فَفَرَشْتُ له فَرْوَةً.و قیل: أَراد بالفَرْوَة اللِّباس المعروف.

فری؛ ج15، ص: 152

و فَرَی الشی‌ءَ یَفْرِیه فَرْیاً و فَرَّاه، كلاهما: شقَّه و أَفسده، و أَفْرَاه أَصلحه، و قیل: أَمرَ بإِصلاحه كأَنه رَفَع عنه ما لحقه من آفة الفَرْی و خَلَلِه. و تَفَرَّی جِلدُه و انْفَرَی: انشقَّ. و أَفْرَی أَوداجه بالسیف: شقها. و كل ما شقَّه فقد أَفْرَاه و فَرَّاه؛ قال عَدِی بن زید العبادی: فصافَ یُفَرِّی جِلْدَه عن سَراتِه، یَبُذُّ الجِیاد فارِهاً مُتتایِعا أَی صافَ هذا الفَرسُ یكاد یشُق جلده عما تحته من السِّمَن. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، حین سئل عن الذَّبِیحة بالعُود فقال: كلُّ ما أَفْرَی الأَوْداجَ غیر مُثَرِّدٍ‌أَی شقَّقها و قطعها فأَخرج ما فیها من الدم. یقال: أَفْرَیْت الثوبَ و أَفْرَیْت الحُلَّة إِذا شقَقْتَها و أَخرجت ما فیها، فإِذا قلت فَرَیْت، بغیر أَلف، فإِن معناه أَن تُقَدِّر الشی‌ء و تُعالجه و تُصلحه مثل النَّعْل تَحْذُوها أَو النِّطَع أَو القِرْبة و نحو ذلك. یقال: فَرَیْت أَفْرِی فَرْیاً، و كذلك فَرَیْت الأَرض إِذا سرتها و قطعتها. قال:
لسان العرب، ج‌15، ص: 153
و أَما أَفْرَیْت إِفْرَاء فهو من التشقیق علی وجه الفساد. الأَصمعی: أَفْرَی الجلد إِذا مَزَّقَه و خَرَقَه و أَفسده یُفْرِیه إِفْرَاء. و فَرَی الأَدِیمَ یَفْرِیه فَرْیاً، و فَرَی المَزادة یَفْرِیها إِذا خَرَزَها و أَصلحها. و المَفْرِیَّةُ: المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة. و تَفَرَّی عن فلان ثوبه إِذا تشقَّق. و قال اللیث: تَفَرَّی خَرْز المزادة إِذا تشقق. قال ابن سیدة: و حكی ابن الأَعرابی وحده فَرَی أَوْداجَه و أَفْرَاها قطعها. قال: و المتقنون من أَهل اللغة یقولون فَرَی للإِفساد، و أَفْرَی للإِصلاح، و معناهما الشق، و قیل: أَفْرَاه شقَّه و أَفسده و قطعه، فإِذا أَردت أَنه قدّره و قطعه للإِصلاح قلت فَرَاه فَرْیاً. الجوهری: و أَفْرَیْت الأَوْداج قطعتها؛ و أَنشد ابن بری لراجز: إِذا انْتَحَی بِنابِه الهَذْهَاذِ، فَرَی عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِی الجوهری: فَرَیْت الشی‌ء أَفْرِیه فَرْیاً قطعته لأُصلحه، و فَرَیْت المَزادة خَلَقْتها و صنعتها؛ و قال: شَلَّتْ یَدا فَارِیةٍ فَرَتْها «1» مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها، لو كانتِ الساقِیَ أَصْغَرَتْها قوله: فَرَتْها أَی عَمِلَتها. و حكی الجوهری عن الكسائی: أَفْرَیْت الأَدیم قطعته علی جهة الإِفساد، و فَرَیْته قطعته علی جهة الإِصلاح. غیره: أَفْرَیْت الشی‌ء شققته فانْفَرَی و تَفَرَّی أَی انشق. یقال: تَفَرَّی اللیل عن صبحه، و قد أَفْرَی الذئبُ بطنَ الشاةِ، و أَفْرَی الجُرحَ یُفْرِیه إِذا بَطَّه. و جِلْد فَرِیٌّ: مَشْقُوق، و كذلك الفَرِیَّة، و قیل: الفَرِیَّة من القِرَب الواسعة. و دلْو فَرِیٌّ: كبیرة واسعة كأَنها شقت؛ و قول زهیر: و لأَنْتَ تَفْرِی ما خَلَقْتَ، وَ بَعْضُ القَوْمِ یَخْلُقُ ثُم لا یَفْرِی معناه تُنَفِّذُ ما تَعْزِم علیه و تُقَدِّرُه، و هو مثل. و یقال للشجاع: ما یَفْرِی فَرِیَّه أَحد، بالتشدید؛ قال ابن سیدة: هذه روایة أَبی عبید، و قال غیره: لا یَفْرِی فَرْیَه، بالتخفیف، و من شَدَّد فهو غلط. التهذیب: و یقال للرجل إِذا كان حادّاً فی الأَمر قوِیّاً تَرَكْتُه یَفْرِی الفَرا «2». و یَقُدُّ، و العرب تقول: تركته یَفْرِی الفَرِیَّ إِذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْی فأَجاد. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم، فی عمر، رضی الله عنه، و رآه فی منامه ینزع عن قَلِیب بغَرْب: فلم أَرَ عَبْقَرِیّاً یَفْرِی فَرِیَّه؛ قال أَبو عبید: هو كقولك یعمَل عمَله و یقول قوله و یقطَع قطعه؛ قال: و أَنشدنا الفراء لزُرارة بن صَعْب یُخاطب العامِرِیَّةَ: قد أَطْعَمَتْنی دَقَلًا حَوْلِیّا مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِیَّا، قد كنتِ تَفْرِینَ به الفَرِیَّا أَی كنت تُكْثِرِین فیه القَول و تُعَظِّمِینه. یقال: فلان یَفْرِی الفَرِیَّ إِذا كان یأْتی بالعَجَب فی عمله، و روی یَفْرِی فَرْیَه، بسكون الراء و التخفیف، و حكی عن الخلیل أَنه أَنكر التثقیل و غلَّط قائله. و أَصل الفَرْی: القَطْع، و تقول العرب: تركته
(1). قوله [شلت یدا إلخ] بین الصاغانی خلل هذا الإنشاد فی مادة صغر فقال و بعد الشطر الأول: و عمیت عین التی أرتها أساءت الخرز و أنجلتها أعارت الأشفی و قدرتها مسك شبوب … إلخ و أبدل الساقی بالنازع. (2). قوله [تركته یفری الفرا] كذا ضبط فی الأصل و التكملة و عزاه فیها للفراء، و علیه ففیها لغتان
لسان العرب، ج‌15، ص: 154
یَفْرِی الفَرِیَّ إِذا عمل العمل فأَجاده. و‌فی حدیث حسان: لأَفْرِیَنَّهم فَرْیَ الأَدِیم‌أَی أُقَطِّعُهم بالهجاء كما یُقَطَّع الأَدِیم، و قد یكنی به عن المبالغة فی القتل؛ و منه‌حدیث غَزوة مُوتة: فجعل الرومی یَفْرِی بالمسلمین‌أَی یبالغ فی النِّكایة و القتل؛ و‌حدیث وحشی: فرأَیت حمزة یَفرِی الناس فَرْیاً، یعنی یوم أُحد. و تَفَرَّت الأَرضُ بالعُیون: تَبَجَّسَتْ؛ قال زهیر: غِماراً تُفَرَّی بالسِّلاحِ و بالدَّمِ و أَفْرَی الرجلَ: لامه. و الفِرْیةُ: الكذب. فَرَی كذباً فَرْیاً و افْتَرَاه: اختلقه. و رجل فَرِیٌّ و مِفْرًی و إِنه لقَبِیح الفِرْیة؛ عن اللحیانی. اللیث: یقال فَرَی فلان الكذب یَفْرِیه إِذا اختلقه، و الفِرْیَة من الكذب. و قال غیره: افْتَرَی الكذب یَفْترِیه اختلقه. و فی التنزیل العزیز: أَمْ یَقُولُونَ افْتَرٰاهُ*؛ أَی اختلقه. و فَرَی فلان كذا إِذا خلَقَه، و افتَرَاه: اختلقه، و الاسم الفِرْیَة. و‌فی الحدیث: مِن أَفْرَی الفِرَی أَن یُرِیَ الرَّجلُ عَیْنَیْهِ ما لم تَرَیا؛ الفِرَی: جمع فِرْیَة و هی الكذبة، و أَفْرَی أَفعل منه للتفضیل أَی أَكْذَب الكذبات أَن یقول: رأَیت فی النوم كذا و كذا، و لم یكن رأَی شیئاً، لأَنه كَذِبٌ علی الله تعالی، فإِنه هو الذی یُرْسِل ملَك الرؤیا لیریه المنام. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فقد أَعظم الفِرْیَةَ علی الله‌أَی الكَذِب. و فی حدیث بَیْعة النساء: وَ لٰا یَأْتِینَ بِبُهْتٰانٍ یَفْتَرِینَهُ؛ هو افتعال من الكذب. أَبو زید: فَرَی البَرْقُ یَفْرِی فَرْیاً و هو تَلأْلُؤه و دوامه فی السماء. و الفَرِیُّ: الأَمر العظیم. و فی التنزیل العزیز فی قصة مریم: لَقَدْ جِئْتِ شَیْئاً فَرِیًّا؛ قال الفراء: الفَرِیُّ الأَمر العظیم أَی جئت شیئاً عظیماً، و قیل: جِئْتِ شَیْئاً فَرِیًّا أَی مصنوعاً مخْتلَقاً، و فلان یَفْرِی الفَرِیَّ إِذا كان یأْتی بالعجب فی عمله. و فَرِیتُ: دَهِشْتُ و حِرْتُ؛ قال الأَعلم الهذلی: و فَرِیتُ مِنْ جَزَعٍ فلا أَرْمِی، و لا وَدّعْتُ صاحِبْ أَبو عبید: فَرِیَ الرجل، بالكسر، یَفْرَی فَرًی، مقصور، إذا بُهِتَ و دَهِشَ و تَحَیَّر. قال الأَصمعی: فَرِیَ یَفْری إذا نظر فلم یدر ما یَصْنَع. و الفَرْیَة: الجَلَبة. و فَرْوَة و فَرْوَان: اسْمان.

فسا؛ ج15، ص: 154

: الفَسْو: معروف، و الجمع الفُسَاء «3». و فَسا فَسْوَة واحدة و فَسَا یَفْسو فَسْواً و فُسَاء، و الاسم الفُساء، بالمد؛ و أَنشد ابن بری: إذا تَعَشَّوْا بَصَلًا و خَلًّا، یأْتُوا یَسُلُّون الفُسَاءَ سَلًّا و رجل فَسَّاء و فَسُوٌّ: كثیر الفَسْو. قال ثعلب: قیل لامرأة أَیُّ الرجال أَبغض إلیك؟ قالت: العَثِنُ «4» النَّزَّاء القصیر الفَسّاء الذی یَضْحَك فی بیت جاره و إذا أَوی بیته وَجَم؛ الشدید الحَمْل «5» قال أَبو ذُبیان ابن الرَّعْبل: أَبغض الشیوخ إلیَّ الأَقْلح الأَمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ. و یقال للخُنْفساء: الفَسَّاءَة، لنَتْنها. و فی المثل: ما أَقرَبَ مَحْساه من مَفْسَاه. و فی المثل: أَفحش من فَاسِیَةٍ، و هی الخنفساء تَفْسو فتُنْتِنُ القوم بخُبث رِیحها، و هی الفَاسِیَاء أَیضاً. و العرب تقول: أَفْسَی من الظَّرِبان، و هی دابة تجی‌ء إلی حُجر الضب فتضع قَبَّ استها عند فَم الجُحر فلا تزال تَفُسُو حتی تَسْتَخْرِجه، و تصغیر
(3). قوله [و الجمع الفُسَاء] كذا ضبط فی الأصل و لعله بكسر الفاء كدلو و دلاء. (4). قوله [العثن] كذا فی الأصل مضبوطاً و لعله العبنّ أو العتن كفرح أو غیر ذلك (5). قوله: [الشدید الحمل]؛ هكذا فی الأَصل
لسان العرب، ج‌15، ص: 155
الفَسْوَة فُسَیَّة. و یقال: أَفْسَی من نِمس و هی دُویْبَّة كثیرة الفُسَاء. ابن الأَعرابی: قال نُفَیع بن مُجاشع لبلال بن جریر یُسابُّه یا ابن زَرَّة و كانت أُمه أَمة وهبها له الحجاج، و قال: و ما تَعِیب منها؟ كانت بنت مَلِك و حِباء مَلِك حبَا بها ملكاً قال: أَما علی ذلك لقد كانت فَسَّاءً أَدَمُّها وجهها و أَعظمها رَكَبُها قال: ذلك أعْطِیةُ الله، قال: و الفَسَّاء و البَزْخاء واحد، قال: و الانْبِزاخُ انبزاخ ما بین وركیها و خروج أَسفل بطنها و سرتها؛ و قال أَبو عبید فی قول الراجز: بِكْراً عَواساءَ تَفاسی مُقْرِبا قال: تَفَاسَی تُخرج استَها، و تَبازی ترفع أَلیَتَیْها. و حكی عن الأَصمعی أنه قال: تَفَاسأَ الرجل تَفَاسُؤاً، بالهمزة، إذا أَخرج ظهره، و أَنشد هذا البیت فلم یهمزه. و تَفَاسَتِ الخنفساءُ إذا أَخرجت استها كذلك. و تَفَاسَی الرجل: أَخرج عجیزته. و الفَسْوُ و الفُساة: حی من عبد القیس. التهذیب: و عبد القیس یقال لهم الفُسَاة یعرفون بهذا. غیره: الفَسْوُ نَبْزُ حیّ من العرب جاء منهم رجل ببُردَیْ حِبَرة إلی سوق عُكاظ فقال: من یشتری منا الفَسْوَ بهذین البُردین؟ فقام شیخ من مَهْوٍ فارْتَدی بأَحدهما و أْتَزر بالآخر، و هو مشتری الفسو ببردی حِبرة، و ضرب به المثل فقیل أَخْیَبُ صَفْقةً من شیخ مهو، و اسم هذا الشیخ عبد الله بن بَیْذَرة؛ و أَنشد ابن بری: یا مَنْ رَأَی كصَفْقَةِ ابن بَیْذَرهْ مِن صَفْقةٍ خاسِرةٍ مُخَسِّرهْ، المُشْتَری الفَسْوَ ببُردَی حِبَرَه و فَسَوَاتُ الضِّباع: ضَرْب من الكَمْأَة. قال أَبو حنیفة: هی القَعْبَلُ من الكمأَة، و قد ذكر فی موضعه. قال ابن خالویه: فَسْوَةُ الضبع شجرة تحمل مثل الخَشْخاش لا یُتحصل منه شی‌ء. و‌فی حدیث شریح: سئل عن الرجل یُطلِّق المرأَة ثم یَرْتَجِعها فیَكْتُمها رَجْعتها حتَی تَنقضیَ عِدَّتُها، و قال: لیس له إلا فَسوة الضبع‌أَی لا طائل له فی ادّعاء الرجعة بعد انقِضاء العدَّة، و إنما خص الضبع لحُمْقها و خُبْثها، و قیل: هی شجرة تحمل الخشخاش لیس فی ثمرها كبیر طائل؛ و قال صاحب المنهاج فی الطب: هی القَعْبل و هو نبات كریه الرائحة له رأس یُطبخ و یؤكل باللبن، و إذا یبس خرج منه مثل الوَرْس. و رجل فَسَوِیٌّ: منسوب إلی فَسَا، بلد بفارس. و رجل فَسَاسارِیٌّ علی غیر قیاس.

فشا؛ ج15، ص: 155

: فَشا خَبَرُه یَفْشُو فُشُوًّا و فُشِیًّا: انتشر و ذاعَ، كذلك فَشَا فَضْلُه و عُرْفُه و أَفْشَاه هو؛ قال: إنَّ ابنَ زَیْدٍ لا زالَ مُسْتَعْملًا بالخَیْرِ یُفْشی فی مِصْرِه العُرُفا و فشا الشی‌ءُ یَفْشُو فُشوًّا إذا ظهر، و هو عامّ فی كل شی‌ء، و منه إفْشَاء السر. و قد تَفَشَّی الحِبرُ إذا كُتب علی كاغَد رقیق فتمشَّی فیه. و یقال: تَفَشَّی بهم المرض و تَفَشَّاهم المرض إذا عَمَّهم؛ و أَنشد: تَفَشَّی بإخْوانِ الثِّقاتِ فعَمَّهم، فأَسْكَتُّ عَنِّی المُعْوِلاتِ البَواكیا و‌فی حدیث الخاتم: فلما رآه أَصحابه قد تخَتَّم به فَشَت خواتیم الذهب‌أَی كثرت و انتشرت. و‌فی الحدیث: أَفْشَی اللهُ ضَیْعَته‌أَی كثَّر علیه معاشَه لیَشْغَلَه عن الآخرة، و‌روی: أَفْسدَ الله ضَیْعَته، رواه الهروی كذلك فی حرف الضاد، و المعروف المروی أَفْشی. و‌فی حدیث ابن مسعود: و آیةُ ذلك
لسان العرب، ج‌15، ص: 156
أَن تَفْشُوَ الفاقة.و الفَوَاشِی: كل شی‌ء مُنْتَشر من المال كالغنم السائمة و الإِبل و غیرها لأَنها تَفْشُو أَی تنتشر فی الأرض، واحدتها فَاشِیَةٌ. و‌فی حدیث هَوازِن: لمَّا انهزموا قالوا الرأْیُ أَن نُدْخِلَ فی الحِصْنِ ما قَدَرنا علیه من فَاشِیَتِنَا‌أَی مَواشِینا. و تَفَشَّی الشی‌ء أی اتسع. و حكی اللحیانی: إنی لأَحفظ فلاناً فی فَاشَیْته، و هو ما انتشر من ماله من ماشیة و غیرها. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ضُمُّوا فَواشِیَكم باللیل حتی تذهب فَحْمةُ العِشاء.و أَفْشَی الرجل إذا كثرت فَوَاشِیه. ابن الأَعرابی: أَفْشَی الرجل و أَمْشی و أَوْشی إذا كثر ماله، و هو الفَشَاء و المَشاء، ممدود. اللیث: یقال فَشَتْ علیه أُموره إذا انتشرت فلم یدر بأَیِّ ذلك یأْخذ، و أَفْشَیْته أَنا. و الفَشَاء، ممدود: تَناسل المال و كثرته، سمی بذلك لكثرته حینئذ و انتشاره. و قد أَفْشَی القوم. و تَفَشَّتِ القَرحة: اتسعت و أَرِضَتْ. و تَفَشَّاهم المَرَض و تَفَشَّی بهم: انتشر فیهم. و إِذا نِمت من اللیل نَوْمة ثم قمت فتلك الفَاشِیَةُ. و الفَشَیَانُ: الغَثْیة «1» التی تعتری الإِنسان، و هو الذی یقال له بالفارسیة تاسا. قال ابن بری: الفَشْوَةُ قُفَّة یكون فیها طِیب المرأَة؛ قال أَبو الأَسود العِجْلی: لها فَشْوَةٌ فِیها مَلابٌ و زِئْبَقٌ، إِذا عَزَبٌ أَسْرَی إِلیها تَطَیَّبا

فصی؛ ج15، ص: 156

: فَصی الشی‌ءَ من الشی‌ء فَصْیاً: فَصَله. و فَصْیَةُ ما بین الحَرّ و البرد: سَكْتة بینهما من ذلك. و یقال منه: لیلةُ فُصْیَةٍ و لیلةٌ فُصْیَةٌ، مضاف و غیر مضاف. ابن بُزُرْج: الیومُ فُصْیةٌ «2» و الیومُ یومُ فُصْیةٍ، و لا یكون فُصْیة صفة، و یقال: یومٌ مُفْصٍ صفة، قال: و الطَّلْقة تَجْری مَجْری الفُصْیة و تكون وصفاً للیلة كما تقول یومٌ طَلْقٌ. و أَفْصی الحرّ: خرج، و لا یقال فی البرد. و قال ابن الأَعرابی: أَفْصَی عنكَ الشتاء و سقط عنك الحرّ. قال أَبو الهیثم: و من أَمثالهم فی الرجل یكون فی غمّ فیخرج منه قولهم: أَفْصَی علینا الشتاء. أَبو عمرو بن العلاء: كانت العرب تقول اتقوا الفَصْیَة، و هو خروج من برد إِلی حرّ و من حر إِلی برد. و قال اللیث: كل شی‌ء لازق فخلَّصته قلت هذا قد انْفَصَی. و أَفْصَی المطر: أَقْلَع. و تَفَصَّی اللحمُ عن العظم و انْفَصَی: انفسخ. و فَصَی اللحم عن العظم و فَصَّیْتُه منه تَفْصِیة إِذا خلَّصته منه، و اللحم المُتهرّی ینْفَصی عن العظم، و الإِنسان یَنْفَصِی من البلیة. و تَفَصَّی الإِنسانُ إِذا تخلَّص من الضیق و البلیة. و تَفَصَّی من الشی‌ء: تخلص، و الاسم الفَصْیَة، بالتسكین. و‌فی حدیث قَیلة بنت مَخْرمة: أَن جُوَیْریة من بنات أُختها حُدَیْباء قالت، حین انْتَفَجَت الأَرنب و هما تَسیرانِ: الفَصْیَة، و الله لا یزال كَعبكِ عالیاً؛ قال أَبو عبید: تفاءلت بانتفاج الأَرنب فأَرادت بالفَصْیَة أَنها خرجت من الضیق إلی السعة؛ و من هذا‌حدیث آخر عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه ذكر القرآن فقال: هو أَشد تفَصِّیاً من قلوب الرجال من النَّعَم من عُقُلِها‌أَی أَشدّ تَفَلُّتاً و خروجاً. و أَصل التَّفَصِّی: أَن یكون الشی‌ء فی مضیق ثم یخرج إِلی غیره. ابن الأَعرابی: أَفْصَی إِذا تخلص من خیر أَو شر. قال الجوهری: أَصل الفَصْیَة الشی‌ء تكون فیه ثم تخرج
(1). قوله [و الفَشَیَان الغثیة] ضبط الفشیان فی التكملة و الأصل و التهذیب بهذا الضبط، و اغتروا بإطلاق المجد فضبطوه فی بعض النسخ بالفتح. و أما الغثیة فهی عبارة الأصل و التهذیب أیضا و لكن الذی فی القاموس و التكملة بالشین المعجمة بدل المثلثة. (2). قوله [فصیة] ضبط فی الأصل بالضم كما تری و فی المحكم أیضاً، و ضبط فی القاموس بالفتح.
لسان العرب، ج‌15، ص: 157
منه، فكأَنها أَرادت أَنها كانت فی ضیق و شدة من قبل عمّ بناتها، فخرجت منه إِلی السعة و الرخاء، و إِنما تفاءَلت بانتفاج الأَرنب. و یقال: ما كدت أَتَفَصَّی من فلان أَی ما كدت أَتخلص منه. و تَفَصَّیْتُ من الدیون إِذا خرجت منها و تخلصت. و تفَصَّیت من الأَمر تَفَصِّیاً إِذا خرجت منه و تخلصت. و الفَصَی: حب الزبیب، واحدته فَصاة؛ و أَنشد أَبو حنیفة: فَصًی من فَصی العُنْجُد قال ابن سیدة: هذا جمیع ما أَنشده من هذا البیت. و أَفْصَی: اسم رجل. التهذیب: أَفْصَی اسم أَبی ثَقِیف و اسم أَبی عبد القیس. قال الجوهری: هما أَفْصَیان أَفْصی بن دُعْمی بن جَدیلة بن أَسد بن ربیعة، و أَفْصَی بن عبد القیس بن أَفْصَی بن دعمی بن جدیلة بن أَسد بن ربیعة. و بنو فُصَیَّة: بطن.

فضا؛ ج15، ص: 157

: الفَضَاءُ: المكان الواسع من الأَرض، و الفعل فَضا یَفْضُو فُضُوّاً «1» فهو فَاضٍ؛ قال رؤبة: أَفْرَخَ فَیْضُ بَیْضِها المُنْقاضِ، عَنكُم، كِراماً بالمَقام الفَاضِی و قد فَضَا المكانُ و أَفْضَی إِذا اتسع. و أَفْضَی فلانٌ إِلی فلان أَی وَصَل إِلیه، و أصله أَنه صار فی فُرْجَته و فَضائه و حَیِّزه؛ قال ثعلب بن عبید یصف نحلًا: شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تتَّقی، و لا الذِّئْب تَخْشی، و هی بالبَلدِ المُفْضِی أَی العَراء الذی لا شی‌ء فیه، و أَفْضَی إِلیه الأَمْرُ كذلك. و أَفْضَی الرجل: دخل علی أَهله. و أَفْضی إِلی المرأَة: غَشِیها، و قال بعضهم: إِذا خلا بها فقد أَفْضَی، غَشِیَ أَو لم یَغْشَ، و الإِفضاء فی الحقیقة الانتهاء؛ و منه قوله تعالی: وَ كَیْفَ تَأْخُذُونَهُ وَ قَدْ أَفْضیٰ بَعْضُكُمْ إِلیٰ بَعْضٍ؛ أَی انْتَهی و أَوی، عدَّاه بإِلی لأَن فیه معنی وصَل، كقوله تعالی: أُحِلَّ لَكُمْ لَیْلَةَ الصِّیٰامِ الرَّفَثُ إِلیٰ نِسٰائِكُمْ. و مَرَة مُفْضَاة: مجموعة المَسْلَكین. و أَفْضَی المرأَةَ فهی مُفْضَاة إِذا جامَعها فجعلَ مَسْلَكَیْها مَسْلَكاً واحداً كأَفاضها، و هی المُفْضَاة من النساء. الجوهری: أَفْضَی الرجلُ إِلی امرأَته باشَرها و جامعها. و المُفْضَاةُ: الشَّریمُ. و أَلقی ثَوبه فَضاً: لم یُودعْه. و‌فی حدیث دُعائه للنابغة: لا یُفْضِی اللهُ فاك؛ هكذا جاء فی روایة، و معناه أَن لا یجعله فَضاء لا سنَّ فیه. و الفَضَاء: الخالی الفارغ الواسع من الأَرض. و‌فی حدیث معاذ فی عذاب القبر: ضربه بِمرْضَافَةٍ وسَط رأْسه حتی یُفْضِیَ كلُّ شی‌ء منه‌أَی یصیر فَضاء. و الفَضَاء: الساحةُ و ما اتسع من الأَرض. یقال: أَفْضَیت إِذا خرجت إِلی الفضاء. و أَفْضَیْت إِلی فلان بسرّی. الفراء: العرب تقول لا یُفْضِ اللهُ فاك من أَفْضَیْت. قال: و الإِفْضَاء أَن تَسقط ثنایاه من فوق و من تحت و كل أَضراسه؛ حكاه شمر عنه؛ قال أَبو منصور: و من هذا إِفْضَاء المرأَة إِذا انقطع الحِتار الذی بین مسلكیها؛ و قال أَبو الهیثم فی قول زهیر: و مَنْ یوفِ لا یذمم، و مَنْ یُفْضِ قَلْبه إِلی مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا یَتَجَمْجَمِ أَی مَن یَصر قلبُه إِلی فَضاء من البر لیس دونه ستر لم یَشتبه أَمره علیه فیتجَمجم أَی یتردّد فیه. و الفَضَی، مقصور: الشی‌ء المختلط، تقول: طعام فَضًی أَی فَوْضی مختلط. شمر: الفَضاء ما استوی من الأَرض و اتسع، قال: و الصحراء فَضَاء. قال
(1). قوله [یَفْضُو فُضُوّاً] كذا بالأصل و عبارة ابن سیدة یَفْضُو فَضَاءً و فُضُوّاً و كذا فی القاموس فالفَضَاء مشترك بین الحدث و المكان
لسان العرب، ج‌15، ص: 158
أَبو بكر: الفِضَاء، ممدود، كالحِساء و هو ما یجری علی وجه الأَرض، واحدته فَضِیَّةٌ «1»؛ قال الفرزدق: فصَبَّحْن قَبْلَ الوارِداتِ من القَطا، ببَطْحاءِ ذِی قارٍ، فِضَاءً مُفَجَّرا و الفَضْیَةُ: الماء المُسْتَنْقِع، و الجمع فِضَاء، ممدود؛ عن كراع؛ فأَما قول عدی بن الرِّقاع: فأَوْرَدها، لَمَّا انْجَلی اللیلُ أَوْ دَنا، فِضًی كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا قال ابن سیدة: یروی فَضًی و فِضًی، فمن رواه فَضًی جعله من باب حَلْقةٍ و حَلَقٍ و نَشْفةٍ و نَشَفٍ، و من رواه فِضًی جعله كَبَدْرَةٍ و بِدَرٍ. و الفَضَا: جانِب «2» الموضع و غیره، یكتب بالأَلف، و یقال فی تثنیته ضَفَوانِ؛ قال زهیر: قَفْراً بِمُنْدَفِع النَّحائِتِ مِنْ ضَفَوَیْ أُلاتِ الضّالِ و السِّدْرِ النحائت: آبار معروفة. و مكان فاضٍ و مُفْضٍ أَی واسع. و أَرض فَضاء و بَرازٌ، و الفَاضِی: البارِزُ؛ قال أَبو النجم یصف فرسه: أَمّا إِذا أَمْسَی فَمُفْضٍ مَنْزِلُه، نَجْعَلُه فی مَرْبَطٍ، نَجْعَلُه مُفْضٍ: واسع. و المُفْضَی: المُتَّسَع؛ و قال رؤبة: خَوْقاء مُفْضَاها إِلی مُنْخاقِ أَی مُتَّسَعُها؛ و قال أَیضاً: جاوَزْته بالقَوْم حتی أَفْضَی بهِم، و أَمْضیَ سَفَرٌ ما أَمْضَی «3» قال: أَفْضَی بلغ بهم مكاناً واسعاً أَفْضَی بهم إِلیه حتی انقطع ذلك الطریق إِلی شی‌ء یعرفونه. و یقال: قد أَفْضَیْنا إِلی الفَضاء، و جمعه أَفْضِیَة. و یقال: تركت الأَمر فَضاً أَی تركته غیرَ مُحْكَم. و قال أَبو مالك: یقال ما بقی فی كِنانته إِلَّا سهم فَضاً؛ فَضاً أَی واحد. و قال أَبو عمرو: سهم فَضاً إِذا كان مُفْرداً لیس فی الكِنانة غیره. و یقال: بَقِیت من أَقْرانی فَضاً أَی بقیت وحدی، و لذلك قیل للأَمر الضعیف غیر المحكم فَضاً، مقصور. و أَفْضَی بیده إِلی الأَرض إِذا مَسَّها بباطن راحته فی سُجوده. و الفَضَا: حب الزَّبیب. و تمر فَضاً: منثور مختلط، و قال اللحیانی: هو المختلط بالزبیب؛ و أَنشد: فَقُلْتُ لهَا: یا خالتی لَكِ ناقَتی، و تمرٌ فَضاً، فی عَیْبَتی، و زَبیبُ أَی منثور، و رواه بعض المتأَخرین: … یا عَمَّتی … و أَمرُهم بینهم فَضاً أَی سواء. و مَتاعُهم بینهم فَوْضَی فَضاً أَی مختلط مشترك. غیره: و أَمرهم فَوْضَی و فَضاً أَی سواء بینهم؛ و أَنشد للمُعَذِّل البَكْریِّ: طَعامُهُمُ فَوْضَی فَضاً فی رِحالِهم، و لا یُحْسِنُون الشَّرَّ إِلَّا تَنادِیا و یقال: الناسُ فَوْضَی إِذا كانوا لا أَمیرَ علیهم و لا مَنْ یجمعهم. و أَمرُهُم فَضاً بینهم أَی لا أَمیر علیهم. و أَفْضَی إِذا افْتَقَرَ.

فطا؛ ج15، ص: 158

: فَطَا الشی‌ءَ یَفْطُوه فَطْواً: ضربه بیده و شَدَخَه، و فَطَوْتُ المرأَةَ: أَنْكَحْتها. و فَطَا المرأَة
(1). قوله [واحدته فضیة] هذا ضبط التكملة، و فی الأصل فتحة علی الیاء فمقتضاه أنه من باب فعلة و فعال. (2). قوله [و الفَضَا جانب إلخ] كذا بالأصل، و لعله الضفا بتقدیم الضاد إذ هو الذی بمعنی الجانب و بدلیل قوله: و یقال فی تثنیته ضفوان، و بعد هذا فإیراده هنا سهو كما لا یخفی (3). قوله [ما أمضی] كذا فی الأصل، و الذی فی نسخة التهذیب: ما أفضی.
لسان العرب، ج‌15، ص: 159
فَطْواً: نكَحها.

فظا؛ ج15، ص: 159

: الفَظَی، مقصور «1»: ماء الرَّحِم، یكتب بالیاء؛ قال الشاعر: تَسَرْبَلَ حُسْنَ یُوسُف فی فَظاهُ، و أُلْبِسَ تاجَه طِفْلًا صَغِیرا حكاه كراع، و التثنیة فظوان، و قیل: أَصله الفَظُّ فقلبت الظاء یاء، و هو ماء الكرش؛ قال ابن سیدة: و قضینا بأَن أَلفه منقلبة عن یاء لأَنها مجهولة الانقلاب و هی فی موضع اللام، و إِذا كانت فی موضع اللام فانقلابها عن الیاء أَكثر منه عن الواو.

فعا؛ ج15، ص: 159

: قال الأَزهری: الأَفْعَاء الرَّوائحُ الطیِّبةُ. و فَعا فلان شیئاً إِذا فَتَّتَه. و قال شمر فی كتاب الحیّات: الأَفْعَی من الحَیّاتِ التی لا تَبْرَحُ، إِنما هی مُتَرَحِّیة، و تَرَحِّیها اسْتِدارَتُها علی نفسها و تحَوِّیها؛ قال أَبو النجم: زُرْقِ العُیونِ مُتَلَوِّیاتِ، حَوْلَ أَفَاعٍ مُتَحَوِّیاتِ و قال بعضهم: الأَفْعَی حیّة عَرِیضة علی الأَرض إِذا مشَت مُتَثَنِّیَةً بثِنیین أَو ثلاثة تمشی بأَثْنائها تلك خَشْناء یَجْرُشُ بعضُها بعضاً، و الجَرْشُ الحَكُّ و الدَّلْك. و سئل أَعرابی من بنی تمیم عن الجَرْش فقال: هو العدْو البَطِی‌ء. قال: و رَأْسُ الأَفْعَی عریض كأَنه فَلْكة و لها قَرْنانِ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَنه سئل عن قَتْل المُحْرِم الحیّاتِ فقال لا بأْس بقتله الأَفْعَوْ و لا بأْس بقتل الحِدَوْ، فقلب الأَلف فیهما واواً فی لغته، أَراد الأَفْعَی و هی لغة أَهل الحجاز، قال ابن الأَثیر: و منهم من یَقلب الأَلف یاء فی الوقف، و بعضهم یشدِّد الواو و الیاء، و همزتها زائدة. و قال اللیث: الأَفْعَی لا تنفع منها رُقْیة و لا تِرْیاقٌ، و هی حَیَّة رَقْشاء دقیقة العُنق عریضةُ الرأْس، زاد ابن سیدة: و ربما كانت ذات قَرْنَین، تكون وصفاً و اسماً، و الاسم أَكثر، و الجمع أَفاعٍ. و الأُفْعُوانُ، بالضم: ذكر الأَفاعی، و الجمع كالجمع. و‌فی حدیث ابن الزبیر: أَنه قال لمعاویة لا تُطْرِقْ إِطراقَ الأُفْعوان؛ هو بالضم ذكر الأَفَاعِی. و أَرض مَفْعاةٌ: كثیرة الأَفاعی. الجوهری: الأَفْعی حیة، و هی أَفْعَلُ، تقول هذه أَفْعًی بالتنوین؛ قال الأَزهری: و هو من الفِعْل أَفعَل و أَرْوًی مثل أَفْعًی فی الإِعراب، و مثلها أَرْطًی مثل أَرطاة «2». و تَفَعَّی الرجل: صار كالأَفْعَی فی الشر؛ قال ابن بری: و منه قول الشاعر: رَأَتْه علی فَوْت الشَّبابِ، و أَنَّه تَفَعَّی لها إِخْوانُها و نَصِیرُها و أَفْعَی الرجل إِذا صار ذا شرّ بعد خیر. و الفَاعِی: الغَضْبان المُزْبِدُ. أَبو زید فی سِمات الإِبل: منها المُفَعَّاةُ التی سِمَتها كالأَفعی، و قیل هی السِّمة نَفْسُها، قال: و المُثَفَّاة كالأَثافی، و قال غیره: جمل مُفَعَّی إِذا وُسِم هذه، و قد فَعَّیْتُه أَنا. و أُفَاعِیَةُ: مَكان؛ و قول رجل من بنی كلاب: هَلْ تَعْرِفُ الدَّار بِذِی البَناتِ إِلی البُرَیْقاتِ إِلی الأَفْعَاةِ، أَیَّامَ سُعْدَی و هی كالمَهاةِ أَدخل الهاء فی الأَفْعی لأَنه ذهَب بها إِلی الهَضْبة.
(1). قوله [الفَظَی مقصور یكتب بالیاء] ثم قوله [و التثنیة فظوان] هذه عبارة التهذیب (2). قوله [مثل أرطاة] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 160
و الأَفْعَی: هَضْبَة فی بلاد بنی كِلاب.

فغا؛ ج15، ص: 160

: الفَغْو و الفَغْوَة و الفاغِیةُ: الرائحة الطیبة؛ الأَخیرة عن ثعلب. و الفَغْوَة: الزهرة. و الفَغْو و الفاغِیَةُ: وَرْدُ كل ما كان من الشجر له ریح طیبة لا تكون لغیر ذلك. و أَفْغَی النباتُ أَی خرجت فاغیته. و أَفْغَتِ الشجرة إِذا أَخرجت فاغِیَتها، و قیل: الفَغْو و الفَاغِیَةُ نور الحِناء خاصة، و هی طیبة الریح تَخْرج أَمثال العناقید و ینفتح فیها نَوْر صِغار فتُجْتَنَی و یُرَبَّب بها الدُّهن. و‌فی حدیث أَنس، رضی الله عنه: كان رسول الله، صلی الله علیه و سلم، تُعْجبه الفَاغِیَةُ.و دُهْنٌ مَفْغُوٌ: مُطَیِّب بها. و فَغَا الشَجَرُ فَغْوًا و أَفْغی: تفَتَّح نَوْرُه قبل أَن یُثْمِر. و یقال: وجدت منه فَغْوةً طیبة و فَغْمة. و‌فی الحدیث: سَیِّدُ رَیْحانِ أهلِ الجنةِ الفَاغِیَةُ؛ قال الأَصمعی: الفَاغِیَةُ نَوْرُ الحِنَّاء، و قیل: نور الریحان، و قیل: نَوْر كل نبت من أَنوار الصحراء التی لا تزرع، و قیل: فَاغِیَة كل نبت نوره. و كلُّ نَوْرٍ فَاغِیةٌ؛ و أَنشد ابن بری لأَوْس ابن حَجر: لا زالَ رَیْحانٌ و فَغْوٌ ناضِرٌ یَجْری عَلَیْكَ بِمُسْبِلٍ هَطَّالِ قال: و قال العریان: فَقُلْتُ له: جادَتْ عَلَیْكَ سحابةٌ بِنَوْءٍ یُنَدِّی كلَّ فَغْوٍ و رَیْحانِ و‌سئل الحسن عن السَّلَف فی الزعفران فقال: إِذا فَغَا، یرید إِذا نَوَّر، قال: و یجوز أَن یرید إِذا انتشرت رائحته، من فَغَتِ الرائحةُ فَغْواً، و المعروف فی خروج النَّوْر من النبات أَفْغی لا فَغا. الفراء: هو الفَغْوُ و الفَاغِیَةُ لنَوْرِ الحِناء. ابن الأَعرابی: الفَاغِیَةُ أَحْسَنُ الرَّیاحِینِ و أَطیَبُها رائحة. شمر: الفَغْوُ نَوْر، و الفَغْوُ رائحة طیبة؛ قال الأَسود بن یعفر: سُلافة الدَّنِّ مَرْفُوعاً نَصائِبُه، مُقَلَّدَ الفَغْوِ و الرَّیْحانِ مَلْثُوما و الفَغَی، مقصور: البُسْر الفاسد المُغْبَرُّ؛ قال قَیْسُ بن الخَطِیم: أَ كُنْتُم تَحْسَبونَ قِتالَ قَوْمی، كأَكْلِكُم الفَغایا و الهَبِیدا؟ و قال ابن سیدة فی موضع آخر «1»: الفَغَی فسادُ البُسر. و الفَغَی، مقصور: التمر الذی یَغْلُظ و یصیر فیه مثل أَجنحة الجَراد كالغَفَی. قال اللیث: الفَغَی ضرب من التمر؛ قال الأَزهری: هذا خطأٌ. و الفَغَی: داءٌ یقع علی البُسر مثل الغبار، و یقال: ما الذی أَفْغَاكَ أَی أَغْضَبَك و أَوْرَمك؛ و أَنشد ابن السكیت: و صارَ أَمثالَ الفَغَی ضَرائِری و قد أَفْغَت النخلة. غیره: الإِغْفاء فی الرُّطب مثل الإِفْغاء سواء. و الفَغَی: ما یَخرج من الطعام فیُرمی به كالغَفی. أَبو العباس: الفَغَی الردی‌ء من كل شی‌ء من الناس و المأْكول و المشروب و المركوب؛ و أَنشد: إِذا فِئةٌ قُدِّمت للقِتال، فَرَّ الفَغی و صَلِینا بها ابن سیدة: و الفَغَی مَیَلٌ فی الفم و العُلْبة و الجَفْنة. و الفَغَی: داء؛ عن كراع، و لم یَحُدّه، قال: غیر أَنی أُراه المَیَل فی الفم. و أَخذَ بفَغْوِه أَی بفمه. و رجل أَفْغَی و امرأَة فَغْوَاء إِذا كان فی فمه مَیَل. و أَفْغَی الرجلُ إِذا افتقر بعد غنی، و أَفْغَی إِذا عَصی بعد طاعة، و أَفْغَی إِذا سَمُجَ بعد حُسْن،
(1). قوله [فی موضع آخر] أی فی باب الیاء و المؤلف لم یفرد الواوی من الیائی كما صنع ابن سیدة و تبعه المجد لكنه قصر هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 161
و أَفْغَی إِذا دام علی أَكل الفَغی، و هو المُتغَیِّر من البُسر المتترب. و الفَغْوَاء: اسم، و قیل: اسم رجل أَو لقب؛ قال عنترة: فهَلَّا وَفی الفَغْوَاءُ عَمرُو بنُ جابِرٍ بذِمَّتِه، و ابنُ اللَّقِیطةِ عِصْیَدُ

فقا؛ ج15، ص: 161

: الفَقْوُ: شی‌ء أَبیض یخرج من النفساء أَو الناقة الماخض، و هو غلافٌ فیه ماء كثیر، و الذی حكاه أَبو عبید فَقْ‌ء، بالهمز، و الفَقْوُ: موضع. و الفَقَا: ماء لهم؛ عن ثعلب. و فَقَوْتُ الأَثرَ: كقَفَوْته؛ حكاه یعقوب فی المقلوب. و فُقا النَّبْلِ، مقلوب: لغة فی فُوقِها؛ قال الفِندُ الزِّمّانی: و نَبْلی و فُقَاها، كعَراقِیبِ قَطاً طُحْلِ ذكره ابن سیدة فی ترجمة فوق. الجوهری: فُقْوَةُ السهم فُوقُه، و الجمع فُقاً؛ ابن بری: ذكر أَبو سعید السیرافی فی كتابه أَخبار النحویین أَن أَبا عمرو بن العلاء قال: أَنشدنی هذه الأَبیات الأَصمعی لرجل من الیمن و لم یسمه، قال: و سماه غیره فقال هی لامرئ القیس بن عابس، و أَنشد: أَیا تَمْلِكُ، یا تَمْلِ ذَرینی، و ذَری عَذْلی ذَرِینی و سِلاحی ثم شُدِّی الكَفَّ بالعُزْلِ و نَبلی و فُقاها، كعراقیب قطاً طُحْلِ و ثَوبایَ جَدِیدان، و أَرْخِی شُرُكَ النَّعْلِ و مِنِّی نَظْرةٌ خَلْفِی، و مِنِّی نَظْرةٌ قَبْلی أَی أَفهم ما حضر و غاب.فإِمَّا مُتُّ یا تَمْلِ، فَمُوتی حُرَّةً مِثْلی قال أَبو عمرو: و زادنی فیها الجمحی: و قد أَشْنَأُ للنُّدْمانِ بالناقةِ و الرَّحْلِ و قد أَخْتَلِسُ الضَّرْبةَ، لا یَدْمی لها نَصْلی و قد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَةَ، تَنْفِی سَنَن الرَّحْلِ «1» كجَیْب الدِّفْنِسِ الوَرْهاء ریعَتْ، و هْیَ تَسْتَفْلی و قوله: تنفی سَنَن الرحل … أَی یخرج منها من الدم ما یمنع سَنَن الطریق؛ و قال یزید بن مُفَرِّغ: لقد نَزَعَ المُغِیرةُ نَزْعَ سَوْءٍ، و غَرَّقَ فی الفُقا سَهْماً قَصِیرا و‌فی حدیث المُلاعنة: فأَخذت بفَقْوَیه، قال: كذا جاء فی بعض الروایات، و الصواب بفَقْمَیْه أَی حنكیه، و قد تقدم.

فلا؛ ج15، ص: 161

: فَلا الصَّبِیَّ و المُهْرَ و الجَحْش فَلْواً و فِلاءً «2» و أَفْلاه و افْتَلاه: عَزَلَه عن الرَّضاع و فصَلَه. و قد فَلَوْناه عن أُمه أَی فَطَمْناه. و فَلَوْتُه عن أُمه و افْتَلَیْته إِذا فطمته. و افْتَلَیْته: اتخذته؛ قال الشاعر: نَقُودُ جِیادَهُنَّ و نَفْتَلِیها، و لا نَغْذُو التُّیُوسَ و لا القِهادا
(1). قوله [الرحل] كذا فی الأصل هنا بالحاء المهملة، و تقدمت فی دفنس بالجیم. (2). قوله [و فلاء] كذا ضبط فی الأصل، و قال فی شرح القاموس: و فَلاء كسَحَاب، و ضبط فی المحكم بالكسر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 162
و قال الأَعشی: مُلْمِعٍ، لاعَةِ الفُؤادِ إِلی جَحشٍ فَلاه عَنها، فبِئْس الفَالِی أَی حالَ بینها و بین ولدها. ابن درید: یقال فَلَوْت المهر إِذا نَتَجْته، و كان أَصله الفِطام فكثر حتی قیل للمُنْتَتج مُفْتَلًی؛ و منه قوله: نقود جیادهن و نَفْتَلِیها قال: و فلاه إِذا رَبَّاه؛ قال الحطیئة یصف رجلًا: سَعِیدٌ و ما یَفْعَلْ سَعِیدٌ فإِنَّه نَجِیبٌ فلاهُ، فی الرِّباطِ، نَجیبُ یعنی سعید بن العاص، و كذلك افْتَلَیْته؛ و قال بَشَّامَة بن حَزْن النَّهْشَلی: و لیس یَهْلِك مِنَّا سیِّد أَبداً، إِلَّا افْتَلَیْنا غُلاماً سَیِّداً فِینا ابن السكیت: فَلَوْت المُهر عن أُمه أَفْلُوه و افْتَلَیْته فَصَلْتُه عنها و قطَعت رَضاعة منها. و الفَلُوُّ و الفُلُوُّ و الفِلْوُ: الجَحش و المُهر إِذا فطم؛ قال الجوهری: لأَنه یُفْتَلی أَی یُفْطَم؛ قال دكین: كان لَنا، وَ هْوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ، مُجَعْثَنُ الخَلْقِ یَطیرُ زَغَبُهْ قال أَبو زید: فَلُوٌّ إِذا فتحت الفاء شددت، و إِذا كسرت خففت فقلت فِلْو مثل جِرْوٍ؛ قال مجاشِع ابن دارِم: جَرْوَلُ یا فِلْوَ بنی الهُمامِ، فأَینَ عنك القَهْرُ بالحُسامِ؟ و الفُلُوُّ أَیضاً: المهر إِذا بلغ السنة؛ و منه قول الشاعر: مُسْتَنَّةٌ سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٌ و‌فی حدیث الصدقة: كما یُرَبِّی أَحدُكم فَلُوَّه؛ الفَلُوّ: المهر الصغیر، و قیل: هو العظیم من أَولاد ذات الحافر. و‌فی حدیث طَهْفَة: و الفَلُوُّ الضَّبِیس‌أَی المهر العَسر الذی لم یُرَضْ، و قد قالوا للأُنثی فَلُوَّة كما قالوا عدوّ و عَدُوّه، و الجمع أَفْلاء مثل عدوّ و أَعداء، و فَلاوَی أَیضاً مثل خَطایا، و أَصله فَعائل، و قد ذكر فی الهمز؛ و أَنشد ابن بری لزهیر فی جمع فَلُوّ علی أَفْلاء: تَنْبِذُ أَفْلاءَها فی كلِّ مَنْزِلَةٍ، تَبْقُرُ أَعْیُنَها العِقْبانُ و الرَّخَمُ قال سیبویه: لم یكسِّروه علی فُعْلٍ كراهیة الإِخلال و لا كسروه علی فِعْلان كراهیة الكسرة قبل الواو، و إِن كان بینهما حاجز لأَن الساكن لیس بحاجز حصین، و حكی الفراء فی جمعه فُلْوٌ؛ و أَنشد: فُلْو تَرَی فِیهنَّ سِرَّ العِتْقِ، بَیْنَ كماتِیٍّ و حُوٍّ بُلْقِ و أَفْلَتِ الفرس و الأَتان: بلغ ولدهما أَن یُفْلَی؛ و قول عدی بن زید: و ذی تَناوِیرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ، یَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَیْنَ أَمْهارا فسر أَبو حنیفة أَفْلَیْنَ فقال: معناه صرن إِلی أَن كبر أَولادهنّ و استغنت عن أُماتهن، قال: و لو أَراد الفعل لقال فَلَوْن. و فرس مُفْلٍ و مُفْلِیَة: ذات فِلْو. و فَلا رَأْسَه یَفْلُوه و یَفْلِیه فِلایة و فَلْیاً و فَلَّاه: بَحَثه عن القمل، و فَلَیْت رأْسه؛ قال: قد وَعدَتْنی أُمُّ عَمْرو أَنْ تا تَمْسَحَ رأْسِی، و تُفَلِّینی وا تُمَسَّحَ القَنْفاءَ حتی تَنْتا
لسان العرب، ج‌15، ص: 163
أَراد تَنْتَأَ فأَبدل الهمزة إِبدالًا صحیحاً؛ و هی الفِلایة من فَلْی الرأْس. و التَّفَلِّی: التَّكلُف لذلك؛ قال: إِذا أَتَت جاراتِها تَفَلَّی، تُرِیك أَشْغَی قَلِحاً أَفَلَّا و فَلَیْت رأْسه من القمل و تَفَالی هو و اسْتَفْلی رأْسُه أَی اشْتهی أَن یُفْلَی. و‌فی حدیث معاویة: قال لسعید بن العاص دَعْه عنك فقد فَلَیْتُه فَلْیَ الصَّلَعِ؛ هو من فَلْی الشَّعَر و أَخذِ القمل منه، یعنی أَن الأَصْلَع لا شعر له فیحتاج أَن یُفْلَی. التهذیب: و الحطا «1» و النِّساء یقال لهن الفالِیاتُ و الفَوَالِی؛ قال عمرو بن معدیكرب: تَراهُ كالثَّغام یُعَلُّ مِسْكاً یسُوء الفَالِیاتِ، إِذا فَلَیْنی أَراد فَلَیْنَنی بنونین فحذف إِحداهما استثقالًا للجمع بینهما؛ قال الأَخفش: حذفت النون الأَخیرة لأَن هذه النون وقایة للفعل و لیست باسم، فأَمّا النون الأُولی فلا یجوز طرحها لأَنها الاسم المضمر؛ و قال أَبو حیة النمیری: أَ بالمَوْتِ الذی لا بُدَّ أَنی مُلاقٍ، لا أَباكِ، تُخَوِّفِینی؟ أَراد تُخَوِّفِیننی فحذف، و علی هذا قرأَ بعض القراء: فَبِمَ تُبَشِّرُونِ؛ فأَذهب إِحدی النونین استثقالًا، كما قالوا ما أَحَسْتُ منهم أَحداً فأَلقوا إِحدی السینین استثقالًا، فهذا أَجدر أَن یستثقل لأَنهما جمیعاً متحركان. و تَفالَت الحُمُر: احْتَكَّت كأَنَّ بَعضها یَفْلی بَعضاً. التهذیب: و إِذا رأَیت الحُمُر كأَنها تَتحاكُّ دَفَقاً فإِنها تَتَفَالَی؛ قال ذو الرمة: ظَلَّتْ تَفَالَی، و ظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً، كأَنَّه عن سَرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ و یروی: … عن تَناهِی الرَّوْضِ … و فَلَی رأْسه بالسیف فَلْیاً: ضربه و قطعه؛ و اسْتَفْلاه: تعرَّض لذلك منه. قال أَبو عبید: فَلَوْتُ رأْسه بالسیف و فَلَیْته إِذا ضربت رأْسه؛ قال الشاعر: أَ ما تَرانی رابِطَ الجَنانِ أَفْلِیه بالسیف، إِذا اسْتَفْلانی؟ ابن الأَعرابی: فَلَی إِذا قطَع، و فَلِیَ إِذا انقطَع. و فَلَوْته بالسیف فَلْواً و فَلَیْته: ضربت به رأْسه؛ و أَنشد ابن بری: نُخاطِبُهم بأَلسِنةِ المَنایا، و نَفْلِی الهامَ بالبِیضِ الذُّكورِ و قال آخر: أَفْلِیهِ بالسیفِ إِذا اسْتَفْلانِی، أُجِیبُه: لَبَّیْكَ، إِذْ دَعانی و فَلَتِ الدابةُ فِلْوَها و أَفْلَتْه، و فَلَتْ أَحسن و أَكثر؛ و أَنشد بیت عدی بن زید: قد أَفْلَیْنَ أَمْهارا ابن الأَعرابی: فَلا الرجلُ إِذا سافر، و فَلا إِذا عقَل بعد جهل، و فَلا إِذا قطَع. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: امْرِ الدَّمَ بما كان قاطِعاً من لِیطةٍ فالِیَةٍ‌أَی قَصبة و شِقَّة قاطعة. قال: و السكین یقال لها الفَالِیَةُ. و مرَی دم نَسِیكته إِذا استخرجه. و فَلَیْت الشِّعرَ إِذا تدبرته و استخرجت معانیه و غریبه؛ عن ابن السكیت. و فَلَیْت الأَمر إِذا تأَملت وجوهه
(1). قوله [و الحطا] كذا بالأصل، و لعله الحظی القمل، واحدته حظاة و یكون مقدماً من تأَخیر، و الأصل. و النساء یقال لهن الفَالِیَات الحظی و الفَوَالِی. و أما الحطا فمعناه عظام القمل، و راجع التهذیب فلیست هذه المادة منه عندنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 164
و نظرت إِلی عاقبته. و فَلَوْتُ القوم و فَلَیْتهم إِذا تخللتهم. و فَلاه فی عَقْله فَلْیاً: رازَه. أَبو زید: یقال فَلَیْت الرجل فی عقله أَفْلِیه فَلْیاً إِذا نظرت ما عَقْلُه. و الفَلاة: المَفازة. و الفَلاة: القَفر من الأَرض لأَنها فُلِیَت عن كل خیر أَی فُطِمت و عُزِلت، و قیل: هی التی لا ماء فیها، فأَقلها للإِبل رِبْع، و أَقلها للحمر و الغنم غِبٌّ، و أَكثرها ما بلغت مما لا ماء فیه، و قیل: هی الصحراء الواسعة، و الجمع فَلًا و فَلَوات و فُلِیٌّ؛ قال حمید بن ثور: و تَأْوی إِلی زُغْبٍ مَراضِیعَ دُونَها فَلًا، لا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ، مَهُوبُ ابن شمیل: الفَلاة التی لا ماء بها و لا أَنیسَ، و إن كانت مُكْلِئة. یقال: علونا فَلاة من الأَرض، و یقال: الفَلاة المستویة التی لیس فیها شی‌ء. و أَفْلَی القومُ إِذا صاروا إِلی فلاة. قال الأَزهری: و سمعت العرب تقول نزل بنو فلان علی ماء كذا و هم یَفْتَلون الفَلاة من ناحیة كذا أَی یَرعَوْن كلأَ البلد و یَرِدون الماء من تلك الجهة، و افْتِلاؤها رَعْیها و طَلَبُ ما فیها من لُمَع الكَلإِ، كما یُفْلی الرأْسُ، و جمع الفَلا فُلِیٌّ، علی فُعول، مثل عَصاً و عُصِیٍّ؛ و أَنشد أَبو زید: مَوْصُولة وَصْلًا بها الفُلِیُّ، القِیُّ ثم القِیُّ ثم القِیُّ و أَما قول الحرث بن حِلِّزة: مِثْلُها یُخُرِجُ النَّصِیحةَ للقَوْمِ، فَلاةٌ مِن دونها أَفْلاء قال ابن سیدة: لیس أَفْلاء جمع فَلاة لأَن فَعَلة لا یكَسَّر علی أَفْعال، إِنما أَفلاء جمع فَلًا الذی هو جمع فَلاةٍ. و أَفْلَیْنَا: صِرْنا إِلی الفَلاة: و فَالِیَةُ الأَفاعی: خُنْفُساء رَقْطاء ضخمة تكون عند الجِحرَة و هی سیدة الخنافس، و قیل: فَالِیَةُ الأَفاعی دوابُّ تكون عند جحرة الضِّباب، فإِذا خرجت تلك علم أَن الضَّبّ خارج لا مَحالة فیقال: أَتتكم فَالِیَة الأَفاعی، جمعٌ، علی أَنه قد یخبر فی مثل هذا عن الجمع بالواحد؛ قال ابن الأَعرابی: العرب تقول أَتتكم فَالِیَة الأَفاعی؛ یضرب مثلًا لأَول الشر یُنتظر، و جمعها الفَوَالِی، و هی هَناةٌ كالخَنافِس رُقْطٌ تأْلف العقارب و الحیات، فإِذا رؤیت فی الجحرة علم أَن وراءها العقارب و الحیات.

فنی؛ ج15، ص: 164

: الفَنَاء: نَقِیض البقاء، و الفعل فَنَی یَفْنَی نادر؛ عن كراع، فَنَاء فهو فانٍ، و قیل: هی لغة بلحرث بن كعب؛ و قال فی ترجمة قرع: فلما فَنی ما فی الكنائن، ضارَبُوا إلی القُرْعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَی ضربوا بأَیدیهم إِلی التِّرَسةِ لما فَنِیت سهامهم. قال: و فَنَی بمعنی فَنِیَ فی لغات طیّ‌ء، و أَفْنَاه هو. و تَفَانَی القومُ قتلًا: أَفنی بعضهم بعضاً، و تَفَانَوا أَی أَفنی بعضهم بعضاً فی الحرب. و فَنِیَ یَفْنَی فَناء: هَرِمَ و أَشرف علی الموت هَرَماً، و بذلك فسر أَبو عبید‌حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال: حَجَّةً هاهنا ثم احْدِجْ هاهنا حتی تَفْنی‌یعنی الغزو؛ قال لبید یصف الإِنسان و فَناءه: حَبائِلُه مَبْثوثةٌ بسَبِیلِه، و یَفْنی إِذا ما أَخْطَأَتْه الحَبائلُ یقول: إِذا أَخطأَه الموت فإِنه یفنی أَی یَهْرَمُ فیموت لا بدَّ منه إِذا أَخطأَته المنِیَّةُ و أَسبابها فی شَبِیبَته و قُوَّته. و یقال للشیخ الكبیر: فانٍ. و‌فی حدیث معاویة: لو كنتُ من أَهل البادِیةِ بعت
لسان العرب، ج‌15، ص: 165
الفانِیةَ و اشتریت النامِیةَ؛ الفَانِیَةُ: المُسِنَّة من الإِبل و غیرها، و النامِیةُ: الفَتِیَّةُ الشابَّة التی هی فی نموّ و زیادة. و الفِنَاء: سَعةٌ أَمامَ الدار، یعنی بالسعة الاسم لا المصدر، و الجمع أَفْنِیةٌ، و تبدل الثاء من الفاء و هو مذكور فی موضعه؛ و قال ابن جنی: هما أَصلان و لیس أَحدهما بدلًا من صاحبه لأَن الفِناء من فَنِیَ یَفْنَی، و ذلك أَن الدار هنا تَفْنی لأَنك إِذا تناهیت إِلی أَقصی حدودها فَنِیَتْ، و أَما ثِناؤها فمن ثَنی یَثْنی لأَنها هناك أَیضاً تنثنی عن الانبساط لمجی‌ء آخرها و اسْتِقْصاء حدودها؛ قال ابن سیدة: و همزتها بدل من یاء لأَن إِبدال الهمز من الیاء إِذا كانت لاماً أَكثر من إِبدالها من الواو، و إن كان بعض البغدادیین قد قال: یجوز أَن یكون أَلفه واواً لقولهم شجرة فَنْوَاء أَی واسِعة فِناء الظل، قال: و هذا القول لیس بقوی لأَنا لم نسمع أَحداً یقول إِن الفَنْوَاء من الفِناء، إنما قالوا إِنها ذات الأَفنان أَو الطویلة الأَفنان. و الأَفْنِیة: السَّاحات علی أَبواب الدور؛ و أَنشد: لا یُجْتَبی بِفِنَاء بَیْتِك مثْلهم و فناء الدار: ما امْتدَّ من جوانبها. ابن الأَعرابی: بها أَعناء من الناس و أَفْناء أَی أَخْلاط، الواحد عِنْوٌ و فِنْوٌ. و رجل من أَفْناء القبائل أَی لا یُدری من أَیّ قبیلة هو، و قیل: إِنما یقال قوم من أَفناء القبائل، و لا یقال رجل، و لیس للأَفْناء واحد. قالت أُم الهیثم: یقال هؤلاء من أَفْنَاء الناس و لا یقال فی الواحد رجل من أَفْنَاء الناس، و تفسیره قوم نُزَّاعٌ من هاهنا و هاهنا. و الجوهری: یقال هو من أَفْنَاء الناس إِذا لم یُعلم من هو. قال ابن بری: قال ابن جنی واحد أَفناء الناس فَناً و لامه واو، لقولهم شجرة فَنْوَاء إِذا اتسعت و انتشرت أَغصانها، قال: و كذلك أَفْنَاء الناس انتشارهم و تشعبهم. و‌فی الحدیث: رجل من أَفْنَاء الناس‌أَی لم یُعلم ممن هو، الواحد فِنْوٌ، و قیل: هو من الفِنَاء و هو المُتَّسَعُ أَمام الدار، و یجمع الفِنَاء علی أَفْنِیَة. و المُفَانَاة: المُداراة. و أَفْنَی الرجلُ إِذا صَحِب أَفناء الناس. و فَانَیْت الرجلَ: دارَیْته و سَكَّنْته؛ قال الكمیت یذكر هموماً اعترته: تُقِیمُه تارةً و تُقْعِدُه، كما یُفانِی الشَّمُوسَ قائِدُها قال أَبو تراب: سمعت أَبا السمیدع یقول بنو فلان ما یُعانُون مالهم و لا یُفانُونه أَی ما یقومون علیه و لا یُصْلِحونه. و الفَنا، مقصور، الواحدة فَنَاة: عنب الثَّعلب، و یقال: نبت آخر؛ قال زهیر: كأَنّ فُتاتَ العِهْنِ، فی كلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ، به حَبُّ الفَنَا لم یُحَطَّمِ و قیل: هو شجر ذو حب أَحمر ما لم یُكسَّر، یتخذ منه قراریط یوزن بها كل حبة قیراط، و قیل: یتخذ منه القَلائد، و قیل: هی حشیشة تنبت فی الغَلْظ ترتفع علی الأَرض قِیسَ الإِصْبع و أَقل یَرعاها المالُ، و أَلفها یاء لأَنها لام؛ و روی أَبو العباس عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده قول الراجز: صُلْبُ العَصا بالضَّرْبِ قد دَمَّاها، یقولُ: لَیْتَ الله قد أَفْناها «2» قال یصف راعی غنم و قال فیه معنیان: أَحدهما أَنه جعل عصاه صُلبة لأَنه یحتاج إِلی تقویمها و دَعا علیها فقال لیت اللهَ قد أَهلكها و دمَّاها أَی سیَّلَ دَمها بالضرب لخِلافِها علیه، و الوجه الثانی فی قوله صُلْبُ العصا أَی
(2). قوله [صلب العصا] فی التكملة: ضخم العصا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 166
لا تحوجه إِلی ضربها فعصاه باقیة، و قوله: … بالضرب قد دمَّاها أَی كساها السِّمَن كأَنه دمَّمها بالشحم لأَنه یُرَعِّیها كل ضرب من النبات، و أَما قوله … لیت اللهَ قد أَفْنَاها أَی أَنبت لها الفَنا، و هو عنب الذئب، حتی تغزر و تَسْمَن. و الأَفَانِی: نبت ما دام رطباً، فإِذا یبس فهو الحَماط، واحدتها أَفَانِیَةٌ مثال ثمانیة، و یقال أَیضاً: هو عنب الثعلب. و‌فی حدیث القِیامة: فیَنْبُتُون كما یَنْبُت الفَنَا؛ هو عنب الثعلب. و قیل: شجرته و هی سریعة النبات و النموّ؛ قال ابن بری شاهد الأَفَانِی النبت قول النابغة: شَرَی أَسْتاهِهِنَّ من الأَفَانِی و قال آخر: فَتِیلانِ لا یَبْكِی المَخاضُ علیهما، إِذا شَبِعا مِنْ قَرْمَلٍ و أَفَانِی «1» و قال آخر: یُقَلِّصْن عن زُغْبٍ صِغارٍ كأَنَّها، إِذا دَرَجَتْ تَحتَ الظِّلالِ، أَفَانِی و قال ضباب بن وَقْدان السَّدُوسِی: كأَنَّ الأَفَانِی شَیْبٌ لها، إِذا التَفَّ تحتَ عَناصِی الوَبَرْ قال ابن بری: و ذكر ابن الأَعرابی أن هذا البیت لضباب بن واقد الطَّهَوِی، قال: و الأَفانِی شجر بیض، واحدته أَفَانِیَةٌ، و إِذا كان أَفَانِیَة مثل ثمانیة علی ما ذكر الجوهری فصوابه أَن یذكر فی فصل أَفن، لأَن الیاء زائدة و الهمزة أَصل. و الفَنَاة: البقَرة، و الجمع فَنَوات؛ و أَنشد ابن بری قول الشاعر: و فَناة تَبْغِی، بحَرْبةَ، طِفْلًا مِن ذَبِیحٍ قَفَّی علیه الخَبالُ و شعَر أَفْنَی: فی معنی فَیْنان، قال: و لیس من لفظه. و امرأَة فَنْوَاء: أَثِیثة الشعَر منه؛ روی ذلك ابن الأَعرابی، قال: و أَما جمهور أَهل اللغة فقالوا امرأَة فَنْوَاء أَی لشَعَرها فُنُون كأَفْنان الشِّعْر، و كذلك شجرة فَنْوَاء إِنما هی ذات الأَفْنان، بالواو. و روی عن ابن الأَعرابی: امرأَة فَنْوَاء و فَنْیَاء. و شعَر أَفْنَی و فَیْنانٌ أَی كثیر. التهذیب: و الفنوة المرأَة العربیة؛ و فی ترجمة قنا قال قَیْس بن العَیْزار الهُذَلی: بما هی مَقْناةٌ، أَنِیقٌ نَباتُها، مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قال: مَقْناةٌ أَی مُوافِقة لكل مَن نَزَلها من قوله مُقاناةِ البیاض بصُفْرَةٍ أَی یوافق بیاضُها صفرتها، قال الأَصمعی: و لغة هذیل مَفْناةٌ بالفاءِ، و الله أَعلم.

فها؛ ج15، ص: 166

: فها فؤادُه: كهفا، قال: و لم یسمع له بمصدر فأُراه مقلوباً. الأَزهری: الأَفْهَاء البُلْه من الناس. و یقال: فَهَا إِذا فَصُح بعد عجمة.

فوا؛ ج15، ص: 166

: الفُوّةُ: عُروق نبات یستخرج من الأَرض یُصبغ بها، و فی التهذیب: یصبغ بها الثیاب، یقال لها بالفارسیة رُوین، و فی الصحاح رُوِینَه، و لفظها علی تقدیر حُوّة و قُوّة. و قال أَبو حنیفة: الفُوّة عروق و لها نبات یسمو دقیقاً، فی رأْسه حَب أَحمر شدید الحمرة كثیر الماء یكتب بمائه و ینقش؛ قال الأَسود
(1). قوله [فتیلان] كذا بالأصل، و لعله مصغر مثنی الفتل. ففی القاموس: الفتل ما لم ینبسط من النبات، أو شبه الشاعر النبت الحقیر بالفتیل الذی یفتل بالإصبعین. و علی كلا الاحتمالین فحق شبعا شبعت و مقتضی أن واحد الأفانی كثمانیة أن تكون الأفانی مكسورة، و ضبطت فی القاموس هنا بالكسر و وزنه المجد فی أفن بسكاری.
لسان العرب، ج‌15، ص: 167
بن یعفر: جَرَّتْ بها الرِّیحُ أَذْیالًا مُظاهَرةً، كما تَجُرُّ ثِیابَ الفُوّةِ العُرُسُ و أَدِیمٌ مُفَوّیً: مصبوغ بها، و كذلك الثوب و أرض مُفَوَّاة: ذاتُ فُوّة. و قال أَبو حنیفة: كثیرة الفُوَّة؛ قال الأَزهری: و لو وصفت به أَرضاً لا یزرع فیها غیره قلت أَرضٌ مَفْوَاة من المَفَاوِی، و ثوب مُفَوًّی لأَن الهاء التی فی الفُوَّة لیست بأَصلیة بل هی هاء التأْنیث. و ثوب مُفَوًّی أَی مصبوغ بالفُوَّة كما تقول شی‌ء مُقَوًّی من القُوَّة.

فیا؛ ج15، ص: 167

: فَیَّ: كلمة معناها التعجب، یقولون: یا فَیَّ ما لی أَفْعَلُ كذا و قیل: معناه الأَسَفُ علی الشی‌ءِ یفوت. قال اللحیانی: قال الكسائی لا یهمز، و قال: معناه یا عَجَبی، قال: و كذلك یا فَیَّ ما أَصْحابُك، قال: و ما، من كل، فی موضع رفع. التهذیب: فِی حرف من حروف الصفات، و قیل: فِی تأْتی بمعنی وسَط، و تأْتی بمعنی داخل كقولك: عبدُ الله فِی الدار أَی داخِلَ الدار، و وسط الدار، و تجی‌ء فِی بمعنی علی. و فی التنزیل: لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ؛ المعنی علی جذوع النخل. و قال ابن الأَعرابی فی قوله: وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً؛ أَی معهن. و قال ابن السكیت: جاءت فِی بمعنی مع؛ قال الجعدی: و لَوْحُ ذِراعَیْنِ فِی بِرْكةٍ، إِلی جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِ و قال أَبو النجم: یَدْفَعُ عنها الجُوعَ، كلَّ مَدْفَعِ، خَمْسُون بُسْطاً فی خَلایا أَرْبَعِ أَراد: مع خلایا. و قال الفراء فی قوله تعالی: یَذْرَؤُكُمْ فِیهِ؛ أَی یُكَثِّرُكُم به؛ و أَنشد: و أَرْغَبُ فِیها عن عُبَیْدٍ و رَهْطِه، و لكِنْ بها عن سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغبُ أَی أَرغب بها، و قیل فی قوله تعالی: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِی النّٰارِ؛ أَی بُورِكَ من علی النار، و هو الله عز و جل. و قال الجوهری: فِی حرفٌ خافض، و هو للوِعاء و الظَّرف و ما قُدِّر تقدیر الوِعاء، تقول: الماء فِی الإِناء و زید فِی الدار و الشَّكُّ فِی الخبر، و زعم یونس أَن العرب تقول نَزَلْتُ فِی أَبیك، یریدون علیه، قال: و ربما تُسْتَعمل بمعنی الباء، و قال زید الخیل: و یَرْكَبُ یَومَ الرَّوْع مِنّا فَوارِسٌ بَصِیرُون فِی طَعْنِ الأَباهِرِ و الكُلی أَی بطعن الأَباهر و الكُلی. ابن سیدة: فِی حرف جر، قال سیبویه: أَما فِی فهی للوِعاء، تقول: هو فِی الجِراب و فی الكیس، و هو فی بطن أُمه، و كذلك هو فِی الغُلِّ جعله إِذ أَدخله فیه كالوِعاء، و كذلك هو فی القُبَّة و فی الدار، و إِن اتسعت فی الكلام فهی علی هذا، و إنما تكون كالمثل یجاء بها لما یُقارب الشی‌ء و لیس مثله؛ و قال عنترة: بَطَلٌ كأَنَّ ثِیابَه فی سَرْحةٍ، یُحْذی نِعالَ السِّبْتِ لیس بتَوْأَم أَی علی سرحة، قال: و جاز ذلك من حیث كان معلوماً أَن ثیابه لا تكون من داخل سَرْحة لأَن السرحة لا تُشَقُّ فتُسْتَوْدَع الثیاب و لا غیرها، و هی بحالها سرحة، و لیس كذلك قولك فلان فی الجبل لأَنه قد یكون فی غار من أَغْواره و لِصْبٍ من لِصابه فلا یلزم علی هذا أَن یكون علیه أَی عالیاً فیه أَی الجبل؛ و قال:
لسان العرب، ج‌15، ص: 168
و خَضْخَضْنَ فینا البَحْرَ، حتی قَطَعْنَه علی كلِّ حال من غِمارٍ و من وَحَلْ قال: أَراد بنا، و قد یكون علی حذف المضاف أَی فی سَیْرنا، و معناه فی سَیْرهِنَّ بنا؛ و مثل قوله: كأَنَّ ثیابه فی سرحة و قول امرأَة من العرب: هُمُو صَلَبُوا العَبْدیَّ فی جِذْعِ نَخْلةٍ، فلا عَطَسَت شَیْبانُ إِلا بأَجْدَعا أَی علی جِذع نخلة؛ و أَما قوله: و هل یَعِمَنْ مَن كان أَقْرَبُ عَهْدِه ثلاثِین شَهْراً فی ثلاثة أَحْوالِ؟ فقالوا: أَراد مع ثلاثة أَحوال، قال ابن جنی: و طریقه عندی أَنه علی حذف المضاف، یریدون ثلاثین شهراً فی عَقِبِ ثلاثة أَحوال قبلها، و تفسیره بعد ثلاثة أَحوال؛ فأَما قوله: یَعْثُرْنَ فی حَدِّ الظُّباتِ كأَنما كُسِیَتْ، بُرود بنی تَزیدَ، الأَذْرُعُ فإِنما أَراد یعثرن بالأَرض فی حد الظبات أَی و هن فی حد الظبات، كقوله: خرج بثِیابه أَی و ثِیابُه علیه، و صلی فی خُفَّیه أَی و خُفَّاه علیه. و قوله تعالی: فَخَرَجَ عَلیٰ قَوْمِهِ فِی زِینَتِهِ؛ فالظرف إِذاً متعلق بمحذوف لأَنه حال من الضمیر أَی یَعْثُرْن كائناتٍ فی حد الظبات؛ و قول بعض الأَعراب: نَلُوذُ فِی أُمٍّ لنا ما تَعْتَصِبْ من الغَمام تَرْتَدی و تَنْتَقِبْ فإِنه یرید بالأُم لنا سَلْمی أَحد جبلی طَیِّ‌ء، و سماها أُمًّا لاعْتِصامهم بها و أُوِیِّهم إِلیها، و استعمل فِی موضع الباء أَی نلوذ بها لأَنها لاذوا فهم فیها لا محالة، أَ لا تری أَنهم لا یَلُوذون و یَعْتَصِمُون بها إِلَّا و هم فیها؟ لأَنهم إِن كانوا بُعَداء عنها فلیسوا لائذین فیها، فكأَنه قال نَسْمَئِلُّ فیها أَی نَتَوَقَّلُ، و لذلك استعمل فی مكانَ الباء. و قوله عز و جل: وَ أَدْخِلْ یَدَكَ فِی جَیْبِكَ تَخْرُجْ بَیْضٰاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ، فِی تِسْعِ آیٰاتٍ؛ قال الزجاج: فی من صلة قوله وَ أَلْقِ عَصٰاكَ وَ أَدْخِلْ یَدَكَ فِی جَیْبِكَ، و قیل: تأْویله و أَظهر هاتین الآیتین فِی تِسْعِ آیٰاتٍ أَی من تسع آیات، و مثله قولك: خذ لی عَشْراً من الإِبل و فیها فَحْلان أَی و منها فحلان، و الله أَعلم.

فصل القاف؛ ج15، ص: 168

قأی؛ ج15، ص: 168

: ابن الأَعرابی: قأَی إِذا أَقَرَّ لخَصْمه و ذلَّ.

قبا؛ ج15، ص: 168

: قَبا الشی‌ءَ قَبْواً: جمعه بأَصابعه. أَبو عمرو: قَبَوْتُ الزعفران و العُصْفُر أَقْبُوه قَبْواً أَی جنیته. و القَابِیَةُ: المرأَة التی تلقُط العصفر. و القَبْوَةُ: انضمام ما بین الشفتین، و القَبَاء، ممدود، من الثیاب: الذی یلبس مشتق من ذلك لاجتماع أَطرافه، و الجمع أَقْبِیة. و قَبَّی ثوبه: قطع منه قَباء؛ عن اللحیانی. یقال: قَبِّ هذا الثوب تَقْبِیَة أَی قَطِّعْ منه قَباء. و تَقَبَّی قَباءَه: لبسه. و تَقَبَّی: لبس قباءه؛ قال ذو الرمة یصف الثور: كأَنه مُتَقَبِّی یَلْمَقٍ عَزَبُ و روی‌فی حدیث عطاء أَنه قال: یُكره أَن یدخُل المعتكِف قَبْواً مَقْبُوّاً، قیل له: فأَین یُحدث؟ قال: فی الشِّعاب، قیل: فعُقودُ المسجد؟ قال: إِنَّ المسجد لیس لذلك؛ القَبْوُ: الطاقُ المعقود بعضه إِلی بعض، هكذا رواه الهروی. و قال الخطابی: قیل لعطاء أَ یمرّ المعتكف تحت قَبْوٍ مَقْبُوٍّ؟ قال:
لسان العرب، ج‌15، ص: 169
نعم، قال شمر: قَبَوْتُ البناء أَی رفعته. و السماء مَقْبُوَّةٌ أَی مرفوعة، قال: و لا یقال مقبوبة من القُبَّة و لكن یقال مُقَبَّبة. و القَبایةُ: المفازة، بلغة حِمْیر؛ و أَنشد: و ما كان عَنْزٌ تَرْتَعِی بقَبایةٍ و القَبا: ضرب من الشجر. و القَبا: تَقْویس الشی‌ء. و تَقَبَّی الرجل فلاناً إِذا أَتاه من قبل قَفاه؛ قال رؤبة: و إِنْ تَقَبَّی أَثْبَتَ الأَنائِبا، فی أُمَّهاتِ الرَّأْسِ، هَمْزاً واقِبا «2» و قال شمر فی قوله: مِن كلِّ ذاتِ ثَبَجٍ مُقَبِّی المُقَبِّی: الكثیر الشحم، و أَهل المدینة یقولون للضمة قَبْوَةٌ. و قد قَبَا الحرفَ یَقْبُوه، إِذا ضمه، و كأَنَّ القَباء مشتق منه. و القَبْوُ: الضم. قال الخلیل: نَبْرةٌ مَقْبُوَّة أَی مَضْمومة، و قِبَةُ الشاة، إِذا لم تشدد، یحتمل أَن تكون من هذا الباب، و الهاء عوض من الواو، و هی هَنة متصلة بالكرش ذاتُ أَطباق. الفراء: هی القبة للفَحِث. و فی نوادر الأَعراب: قِبةُ الشاةِ عَضَلَتُها. و القابِیَاء: اللئیم لكَزازته و تجمعه. و فی التهذیب: و قَابِیاءُ و قابِعاءُ یقال ذلك للِّئام. و بنو قابِیَاء: المتجمعون لشرب الخمر. و بنو قَابِیَاء و بنو قَوْبعةَ. و القَابِیَةُ: المرأَة التی تلقط العصفر و تجمعه؛ قال الشاعر و وصف قَطاً مُعْصَوْصِباً فی الطیران: دَوامِكَ حِینَ لا یَخْشَینَ رِیحاً مَعاً كبَنانِ أَیْدِی القَابِیَاتِ و قُبَاء، ممدود: موضع بالحجاز، یذكر و یؤنث. و انْقَبَی فلان عنا انْقِبَاء إِذا استخفی. و قال أَبو تراب: سمعت الجعفری یقول اعْتَبَیْت المتاعَ و اقْتَبَیْتُه إِذا جمعته، و قد عَبَا الثیاب یَعْباها و قَبَاها یَقْبَاها؛ قال الأَزهری: و هذا علی لغة من یری تلیین الهمزة. ابن سیدة: و قُبَاء موضعان: موضع بالمدینة، و موضع بین مكة و البصرة، یصرف و لا یصرف، قال: و إنما قضینا بأَن همزة قُبَاء واو لوجود ق ب و و عدم ق ب ی.

قتا؛ ج15، ص: 169

: القَتْوُ: الخِدْمة. و قد قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْواً و مَقْتًی أَی خَدَمْت مثل غَزَوْت أَغْزُو غَزْواً و مَغْزًی، و قیل: القَتْو حُسْنُ خِدمة الملوك، و قد قَتاهم. اللیث: تقول هو یَقْتُو الملوك أَی یَخْدُمُهم؛ و أَنشد: إِنی امْرُؤٌ من بنی خُزَیمَةَ، لا أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ و الخَبَبَا قال اللیث فی هذا الباب: و المَقاتِیةُ هم الخُدَّام، و الواحد مَقْتَوِیٌّ، بفتح المیم و تشدید الیاء كأَنه منسوب إِلی المَقْتَی، و هو مصدر، كما قالوا ضَیْعةٌ عَجْزِیَّةٌ للتی لا تَفی غَلَّتها بخَراجها؛ قال ابن بری شاهده قول الجعفی: بَلِّغْ بنی عُصَمٍ بأَنی، عن فُتاحَتِكُمْ، غَنیُّ لا أُسْرَتی قَلَّتْ، و لا حالی لحالِكَ مَقْتَوِیُّ قال: و یجوز تخفیف یاء النسبة؛ قال عمرو بن كلثوم: تُهَدِّدُنا و تُوعِدُنا، رُوَیْداً مَتی كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِینا؟
(2). قوله [الأنائبا] كذا فی التكملة مضبوطا و مثله فی التهذیب غیر أن فیه الأنایبا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 170
و إِذا جمعت «1» بالنون خففت الیاء مَقْتَوُون، و فی الخفض و النصب مَقْتَوِین كما قالوا أَشْعَرِینَ، و أَنشد بیت عمرو بن كلثوم. و قال شمر: المَقْتَوُون الخُدَّام، واحدهم مَقْتَوِیّ؛ و أَنشد: أَرَی عَمْرَو بن ضَمْرَةَ مَقْتَوِیّاً، له فی كلِّ عامٍ بَكْرتانِ «2» و یروی عن المفضل و أَبی زید أَن أَبا عون الحِرْمازی قال: رجل مَقْتَوِینٌ و رجلانِ مَقْتَوِینٌ و رجال مَقْتَوِینٌ كله سواء، و كذلك المرأَة و النساء، و هم الذین یخدمون الناس بطعام بطونهم. المحكم: و المَقْتَوُون و المَقَاتِوَةُ و المَقَاتِیَةُ الخدام، واحدهم مَقْتَوِیٌّ. و یقال: مَقْتَوِینٌ، و كذلك المؤنث و الاثنان و الجمع؛ قال ابن جنی: لیست الواو فی هؤلاء مَقْتَوُون و رأَیت مَقْتَوِین و مررت بمَقْتَوِین إِعراباً أَو دلیل إِعراب، إِذ لو كانت كذلك لوجب أَن یقال هؤُلاء مَقْتَوْنَ و رأَیت مَقْتَینَ و مررت بمَقْتَیْن، و یجری مَجری مُصْطَفَیْن. قال أَبو علیّ: جعله سیبویه بمنزلة الأَشْعَرِیّ و الأَشْعَرِین، قال: و كان القیاس فی هذا، إِذ حذفت یاء النسب منه، أَن یقال مَقْتَوْن كما یقال فی الأَعْلی الأَعْلَوْن إِلا أَن اللام صحت فی مَقْتَوِین، لتكون صحتها دلالة علی إرادة النسب، لیعلم أَن هذا الجمع المحذوف منه النسب بمنزلة المثبت فیه. قال سیبویه: و إِن شئت قلت جاؤوا به علی الأَصل كما قالوا مَقَاتِوَةٌ، حدثنا بذلك أَبو الخطاب عن العرب، قال: و لیس العرب یعرف هذه الكلمة. قال: و إن شئت قلت هو بمنزلة مِذْرَوَیْنِ حیث لم یكن له واحد یفرد. قال أَبو علیّ: و أَخبرنی أَبو بكر عن أَبی العباس عن أَبی عثمان قال لم أَسمع مثل مَقاتِوَة إِلَّا حرفاً واحداً، أَخبرنی أَبو عبیدة أَنه سمعهم یقولون سَواسِوةٌ فی سَواسِیةٍ و معناه سواء؛ قال: فأَما ما أَنشده أَبو الحسن عن الأَحول عن أَبی عبیدة: تَبَدَّلْ خَلِیلًا بی كَشَكْلِك شَكْلُه، فإِنِّی خَلِیلًا صالِحاً بك مُقْتَوِی فإِن مُقْتَوٍ مُفْعَلِلٌ،، و نظیره مُرْعَوٍ، و نظیره من الصحیح المدغم مُحْمَرّ و مُخْضَرٌّ، و أَصله مُقْتَوٌّ، و مثله رجل مُغْزَوٍ و مُغْزاوٍ، و أَصلهما مُغْزَوٌّ و مُغْزاوٌّ، و الفعل اغْزَوَّ یَغزاوّ «3» كاحمرّ و احمارّ و الكوفیون یصححون و یدغمون و لا یُعِلّون، و الدلیل علی فساد مذهبهم قول العرب ارْعَوَی و لم یقولوا ارْعَوَّ، فإِن قلت: بم انتصب خلیلًا و مُقْتَوٍ غیر متعدّ؟ فالقول فیه أَنه انتصب بمضمر یدل علیه المظهر كأَنه قال أَنا متخذ و مُستعدّ، أَ لا تری أَن من اتخذ خلیلًا فقد اتخذه و استعدّه؟ و قد جاء فی الحدیث: اقْتَوَی متعدّیاً و لا نظیر له، قال: و سئل عبید الله بن عبد الله بن عتبة عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته فقال: إِن اقْتَوتْه فُرِّقَ بینهما، و إِن أَعتقته فهما علی النكاح؛ اقْتَوَتْه أَی استخدَمَتْه. و القَتْوُ: الخِدْمة؛ قال الهروی: أَی استخدمته، و هذا شاذ جدّاً لأَن هذا البناء غیر متعد البتة، من الغریبین. قال أَبو الهیثم: یقال قَتَوْتُ الرجل قَتْواً و مَقْتًی أَی خدمته، ثم نسبوا إِلی المَقْتَی فقالوا رجل مَقْتَوِیٌّ، ثم خَففوا یاء النسبة فقالوا رجل مَقْتَوٍ و رجال مَقْتَوُون، و الأَصل مَقْتَوِیُون. ابن الأَعرابی: القَتْوَةُ النَّمِیمَة.
(1). قوله [و إذا جمعت إلخ] كذا بالأصل و التهذیب أیضاً. (2). قوله [ابن ضمرة] كذا فی الأصل، و الذی فی الأساس: ابن هودة، و فی التهذیب: ابن صرمة. (3). قوله [اغزوّ یغزاوّ إلخ] كذا بالأصل و المحكم و لعله اغزوّ و اغزاوّ
لسان العرب، ج‌15، ص: 171‌

قثا؛ ج15، ص: 171

: ابن الأَعرابی: القَثْوَةُ جمع المال و غیره. یقال: قَثَی فلان الشی‌ءَ قَثْیاً و اقْتَثَاه و جَثاه و اجْتَثاه و قَباه و عَباه عَبْواً و جَباه كله إِذا ضمَّه إِلیه ضمّاً. أَبو زید فی كتاب الهمز: هو القُثَّاء و القِثَّاء، بضم القاف و كسرها؛ اللیث: مدها همزة، و أَرض مَقْثَأَة. ابن الأَعرابی: التَّقَیُّثُ الجمع و المَنع، و التَّهَیُّثُ الإِعْطاء، و قال: القَثْوُ أَكل القَثَد و الكِربِز «1». و القَثَدُ: الخِیار، و الكِربِزُ: القثاء الكبار.

قحا؛ ج15، ص: 171

: القَحْوُ: تأْسیس الأُقْحُوان، و هی فی التقدیر أُفْعُلان من نبات الرَّبیع مُفَرَّضُ الورق دقیق العِیدان له نَور أَبیض كأَنه ثغر جاریة حدَثةِ السن. الأَزهری: الأُقْحُوَانُ هو القُرَّاصُ عند العرب، و هو البابُونج و البابونك عند الفرس. و‌فی حدیث قس بن ساعدة: بَواسِق أُقْحُوَان؛ الأُقْحُوَان: نبت تشبه به الأَسنان، و وزنه أُفْعُلان، و الهمزة و النون زائدتان. ابن سیدة: الأُقْحُوَان البابونج أَو القُرَّاص، واحدته أُقْحُوَانَة، و یجمع علی أَقَاحٍ، و قد حكی قُحْوانٌ و لم یر إِلَّا فی شعر، و لعله علی الضرورة كقولهم فی حد الاضطرار سامةَ فی أُسامةَ. قال الجوهری: و هو نبت طیب الریح حوالیه ورق أَبیض و وسطه أَصفر، و یصغر علی أُقَیْحِیٍّ لأَنه یجمع علی أَقَاحِیَّ بحذف الأَلف و النون، و إِن شئت قلت أَقاح بلا تشدید. قال ابن بری عند قول الجوهری و یصغر علی أُقَیْحِیٍّ، قال: هذا غلط منه و صوابه أُقَیْحِیَانٌ، و الواحدة أُقَیْحِیانَةٌ، لقولهم أَقاحِیَّ كما قالوا ظُرَیْبانٌ فی تصغیر ظَرِبانٍ، لقولهم ظَرابیَّ. و المَقْحُوُّ من الأَدْویة: الذی فیه الأُقْحوان. و دَواءٌ مَقْحُوٌّ و مُقَحًّی: جعل فیه الأُقحوان. الأَزهری: و العرب تقول: رأَیتُ أَقاحِیَّ أَمْرِه كقولك رأَیت تَباشیرَ أَمره. و فی النوادر: اقْتَحَیْتُ المالَ و قَحَوْتُه و اجْتَفَفْته و ازْدَفَفْتُه أَی أَخذته. الأَزهری: أُقْحُوَانَةُ موضع معروف فی دِیار بنی تَمیم، قال: و قد نزلت بها. ابن سیدة: و الأُقْحُوَانَةُ موضع بالبادیة؛ قال: مَنْ كانَ یَسْأَلُ عَنَّا أَیْنَ مَنْزِلُنا؟ فالأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ

قخا؛ ج15، ص: 171

: قَخا جوفُ الإِنسان قَخْواً: فسد من داء به. و قَخَّی: تَنَخَّم تَنَخُّماً قبیحاً. اللیث: إِذا كان الرجل قبیح التَّنَخُّع یقال قَخَّی یُقَخِّی تَقْخِیةً، و هی حكایة تَنَخُّعِه.

قدا؛ ج15، ص: 171

: القَدْوُ: أَصل البناء الذی یَتَشَعَّبُ منه تصریف الاقتداء، یقال: قِدْوَةٌ و قُدْوةٌ لما یُقْتَدی به. ابن سیدة: القُدْوَة و القِدْوَة ما تَسَنَّنْتَ به، قلبت الواو فیه یاء للكسرة القریبة منه و ضَعْف الحاجز. و القِدَی: جمع قِدْوَة یكتب بالیاء «2». و القِدَة: كالقِدْوة. یقال: لی بك قِدْوَةٌ و قُدْوَة و قِدَةٌ، و مثله حَظِیَ فلانٌ حِظْوةً و حُظْوةً و حِظة، و داری حِذْوةَ دارِك و حُذْوةَ دارك و حِذةَ دارك، و قد اقتدی به. و القُدوة و القِدوة: الأُسْوة. یقال: فلان قُدْوَة یقتدی به. ابن الأَعرابی: القَدْوةُ التقَدُّمُ. یقال فلان لا یُقادِیه أَحد و لا یُمادیه أَحد و لا یُباریه أَحد و لا یُجاریه أَحد، و ذلك إِذا بَرَّز فی الخِلال كلها. و القِدْیةُ: الهِدْیةُ، یقال: خُذْ فی هِدْیَتِك و قِدْیَتِك أَی فیما كنت فیه.
(1). قوله [و الكربز] هو الصواب كما فی التكملة و اللسان هنا و فی مادة كربز و وقع فی القاموس الكزبرة و هو تحریف (2). قوله [جمع قدوة یكتب بالیاء] هی عبارة التهذیب عن أَبی بكر
لسان العرب، ج‌15، ص: 172
و تَقَدَّت به دابَّته: لَزِمَتْ سَنَنَ الطریق، و تَقَدَّی هو علیها، و من جعله من الیاء أَخذه من القَدَیان، و یجوز فی الشعر جاء تَقْدُو به دابته. و قَدَی الفرسُ یَقْدِی قَدَیاناً: أَسرع، و مر فلان تَقْدُو به فرسُه. یقال: مرَّ بی یَتَقَدَّی فرسُه أَی یلزَم به سَنَنَ السِّیرة. و تَقَدَّیْتُ علی فرسی، و تَقَدَّی به بعیرُه: أَسرع. أَبو عبید: من عَنَقِ الفرس التَّقَدِّی، و تَقَدِّی الفرسِ اسْتِعانَتُه بهادیه فی مشیه برَفْع یدیه و قَبْض رجلیه شِبْه الخَبَب. و قَدا اللحمُ و الطعامُ یَقْدُو قَدْواً و قَدَی یَقْدِی قَدْیاً و قَدِیَ، بالكسر، یَقْدَی قَدًی كله بمعنی إِذا شَمِمْت له رائحة طیبة. یقال: شمِمت قَدَاةَ القِدْر، و هی قَدِیةٌ علی فَعِلة أَی طیبة الریح؛ و أَنشد ابن بری لمبشر بن هذیل الشَّمْخِی: یقاتُ زاداً طَیِّباً قَداتُه و یقال: هذا طعام له قَداةٌ و قَداوة؛ عن أَبی زید، قال: و هذا یدل أَن لام القَدا واو. و ما أَقْدَی طعامَ فلانٍ أَی ما أَطیَبَ طَعْمه و رائحته. ابن سیدة: و طعام قَدِیٌّ و قَدٍ طیب الطَّعم و الرائحة، یكون ذلك فی الشِّواء و الطبیخ، قَدِیَ قَدًی و قَدَاوَةً و قَدُوَ قَدْواً و قَداةً و قَدَاوَةً. و حكی كراع: إِنی لأجد لهذا الطعام قَداً أَی طیباً، قال: فلا أَدری أَ طِیبَ طَعْمٍ عَنی أَم طِیب رائحة. قال أَبو زید: إِذا كان الطبیخ طَیِّب الریح قلت قَدِیَ یَقْدَی و ذَمِیَ یَذْمی. أَبو زید: یقال: أَتَتْنا قَادِیَةٌ من الناس أَی جماعة قلیلة، و قیل: القَادِیَةُ من الناس أَول ما یطرأُ علیك، و جمعها قَوادٍ. و قَدْ قَدَت، فهی تَقْدِی قَدْیاً، و قیل: قَدَتْ قادیة إِذا أَتی قوم قد أَنْجَمُوا «3» من البادیة، و قال أَبو عمرو: قاذِیةٌ، بالذال المعجمة، و المحفوظ ما قال أَبو زید. أَبو زید: قَدًی و أَقْدَاء و هم الناس یتساقطون بالبلد فیقیمون به و یَهْدؤون. ابن الأَعرابی: القَدْو القُدوم من السفر، و القَدْوُ القُرْب. و أَقْدَی إِذا استوی فی طریق الدین، و أَقْدَی أَیضاً إِذا أَسَنَّ و بلغ الموت. أَبو عمرو: و أَقْدَی إِذا قَدِمَ من سَفَر، و أَقْدَی إِذا استقام فی الخیر. و هو منی قِدَی رُمْحٍ، بكسر القاف، أَی قَدْرَه، كأَنه مقلوب من قِیدَ. الأَصمعی: بینی و بینه قِدَی قَوْسٍ، بكسر القاف. و قِید قوس و قادَ قوس؛ و أَنشد: و لكنَّ إِقْدامی إِذا الخیلُ أَحْجَمَتْ، و صَبْری إِذا ما الموتُ كان قِدَی الشِّبْرِ و قال هُدبة بن الخَشْرم: و إِنی، إِذا ما الموتُ لم یَكُ دُونَه قِدَی الشِّبْرِ، أَحْمِی الأَنْفَ أَن أَتأَخرا قال الأَزهری: قِدَی و قادَ و قِیدَ كله بمعنی قدر الشی‌ء. أَبو عبید: سمعت الكسائی یقول سِنْدَأْوةٌ و قِنْدَأْوَةٌ، و هو الخفیف؛ قال الفراء: و هی من النوق الجریئة. قال شمر: قِنْدَاوَة یهمز و لا یهمز. ابن سیدة: و قِدَةُ هو هذا الموضع الذی یقال له الكُلاب، قال: و إِنما حمل علی الواو لأَن ق د و أَكثر من ق د ی.

قذی؛ ج15، ص: 172

: القَذی: ما یقع فی العین و ما تَرمی به، و جمعه أَقْذَاء و قُذِیٌّ؛ قال أَبو نخیلة: مِثْلُ القَذَی یَتَّبعُ القُذِیّا و القَذَاة: كالقذی، و قد یجوز أَن تكون القَذاة الطائفة من القَذی. و قَذِیَتْ عینُه تَقْذَی قَذًی
(3). قوله [أنجموا] الذی فی المحكم و القاموس: أقحموا
لسان العرب، ج‌15، ص: 173
و قَذْیاً و قَذَیاناً: وقع فیها القذَی أَو صار فیها. و قَذَتْ قَذْیاً و قَذَیَاناً و قُذِیّاً و قَذًی: أَلقت قَذاها و قَذَفت بالغَمَصِ و الرَّمَصِ؛ هذا قول اللحیانی، و قَذَّی عینَه و أَقْذَاها: أَلقی فیها القَذی، و قَذَّاها مشدد لا غیر: أَخرجه منها. و قال أَبو زید: أَقْذَیْتها إِذا أَخرجت منها القَذی، و منه یقال: عین مُقَذَّاة. و رجل قَذِیُ العین، علی فَعِل، إِذا سقطت فی عینه قذاة. و قال اللحیانی: قَذَّیْتُ عینَه أُقَذِّیها تَقْذِیة أَخرجت ما فیها من قذًی أَو كحل، فلم یقصره علی القذی. الأَصمعی: لا یصیبك منی ما یَقْذِی عینَك، بفتح الیاء، و قال: قَذِیَت عینُه تَقْذَی إِذا صار فیها القَذَی. اللیث: قَذِیت عینه تَقْذَی، فهی قَذِیَة مخففة، و یقال قَذِیَّة مشددة الیاء؛ قال الأَزهری: و أَنكر غیره التشدید. و یقال: قَذاةٌ واحدة، و جمعها قَذًی و أَقْذَاء. الأَصمعی: قَذَت عینُه تَقْذی قَذْیاً رمت بالقَذی. و عین مَقْذِیَّةٌ: خالَطها القَذی. و اقْتِذاء الطیر: فَتْحُها عُیونَها و تَغْمِیضُها كأَنها تُجَلِّی بذاك قَذاها لیكون أَبْصَرَ لها، یقال: اقْتَذَی الطائرُ إِذا فتح عینه ثم أَغمضَ إِغماضة، و قد أَكثرت العرب تشبیه لَمْع البرقِ به فقال شاعرهم محمد بن سَلَمة: أَلا یا سَنی بَرْقٍ علی قُلَل الحِمی، لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلیَّ كَریمُ لَمَعْتَ اقْتِذاءَ الطیرِ، و القومُ هُجَّعٌ، فَهَیَّجْتَ أَحْزاناً، و أَنت سَلِیمُ و قال حمید بن ثور: خَفَی كاقْتِذاء الطیر وَهْناً كأَنَّه سِراجٌ، إِذا ما یَكْشِفُ اللیلُ أَظْلما و القَذی: ما علا الشراب من شی‌ءٍ یسقط فیه، التهذیب: و قال حمید یصف برقاً: خَفَی كاقتذاء الطیر، و اللیلُ واضِعٌ بأَرْواقِه، و الصُّبْحُ قد كادَ یَلْمَعُ قال الأَصمعی: لا أَدری ما معنی قوله … كاقْتِذَاء الطیر …، و قال غیره: یرید كما غَمَّضَ الطیر عینه من قَذاة وقعت فیها. ابن الأَعرابی: الاقْتِذَاء نظر الطیر ثم إِغْماضُها تنظر نظرة ثم تُغْمِض، و أَنشد بیت حمید. ابن سیدة: القَذَی ما یَسْقُط فی الشراب من ذباب أَو غیره. و قال أَبو حنیفة: القَذَی ما یَلْجأُ إِلی نواحی الإِناء فیتعلق به، و قد قَذَی الشراب قَذًی؛ قال الأَخطل: و لیس القَذَی بالعُودِ یَسْقُطُ فی الإِنا، و لا بذُبابٍ قَذْفُه أَیْسَرُ الأَمْرِ و لكنْ قَذاها زائِرٌ لا نُحِبُّه، تَرامَتْ به الغِیطانُ من حیثُ لا نَدْری و القَذی: ما هَراقت الناقةُ و الشاةُ من ماء و دم قبل الولد و بعده؛ و قال اللحیانی: هو شی‌ء یخرج من رَحمها بعد الولادة، و قد قَذَت. و حكی اللحیانی: أَن الشاة تَقْذِی عشراً بعد الولادة ثم تَطْهُر، فاستعمل الطُّهْر للشاة. و قَذَت الأُنثی تَقْذِی إِذا أَرادت الفحل فأَلْقت من مائها. یقال: كل فَحل یَمْذی، و كل أُنثی تَقْذِی. قال اللحیانی: و یقال أَیضاً كل فحل یَمْنی و كل أُنثی تَقْذِی. و یقال: قَذَت الشاة فهی تَقْذِی قَذْیاً إِذا أَلقت بیاضاً من رحمها، و قیل: إِذا أَلقت بیاضاً من رحمها حین ترید الفحل. و قَاذَیْتهُ: جازَیْته؛ قال الشاعر: فسَوفَ أُقَاذِی الناسَ، إِن عِشْتُ سالِماً، مُقَاذَاةَ حُرٍّ لا یَقِرُّ علی الذُّلِّ
لسان العرب، ج‌15، ص: 174
و القَاذِیَةُ: أَول ما یَطْرأُ علیك من الناس، و قیل: هم القلیل، و قد قَذَت قَذْیاً، و قیل: قَذَتْ قَاذِیةٌ إِذا أَتی قوم من أَهل البادیة قد أَنْجَمُوا «1» و هذا یقال بالذال و الدال، و ذكر أَبو عمرو أَنها بالذال المعجمة. قال ابن بری: و هذا الذی یختاره علی بن حمزة الأَصبهانی، قال: و قد حكاها أَبو زید بالدال المهملة، و الأَول أَشهر. أَبو عمرو: أَتتنا قاذِیَةٌ من الناس، بالذال المعجمة، و هم القلیل، و جمعها قَواذٍ؛ قال أَبو عبید: و المحفوظ بالدال. و‌قول النبی، صلی الله علیه و سلم، فی فتنة ذكرها: هُدْنةٌ علی دَخَنٍ و جماعةٌ علی أَقْذَاء؛ الأَقْذَاء: جمع قَذًی و القَذَی جمع قَذَاة، و هو ما یقع فی العین و الماء و الشراب من تراب أَو تبن أو وسخ أَو غیر ذلك، أَراد أَن اجتماعهم یكون علی فساد من قلوبهم فشبهه بقذی العین و الماء و الشراب. قال أَبو عبید: هذا مثل، یقول اجتماع علی فساد فی القلوب شُبِّه بأَقْذاءِ العین. و یقال: فلان یُغْضی علی القَذَی إِذا سكت علی الذلِّ و الضیم و فَساد القلب. و‌فی الحدیث: یُبصِرُ أَحدُكم القَذَی فی عین أَخیه و یَعْمی عن الجِذْع فی عینه؛ ضربه مثلًا لمن یری الصغیر من عیوب الناس و یُعَیِّرُهم به و فیه من العیوب ما نسبته إِلیه كنسبة الجذع إِلی القَذَاة، و الله أَعلم.

قرا؛ ج15، ص: 174

: القَرْو: من الأَرض الذی لا یكاد یَقْطعه شی‌ء، و الجمع قُرُوٌّ و القَرْوُ: شبه حَوْض. التهذیب: و القَرْوُ شِبه حوضٍ ممْدود مستطیل إِلی جنب حوض ضَخْم یُفرغ فیه من الحوض الضخم ترده الإِبل و الغنم، و كذلك إِن كان من خشب؛ قال الطرماح: مُنْتَأًی كالقَرْو رهْن انْثِلامِ شبه النؤْیَ حول الخَیْمة بالقَرْو، و هو حوض مستطیل إِلی جنب حوض ضخم. الجوهری: و القَرْوُ حوض طویل مثل النهر ترده الإِبْل. و القَرْوُ: قدَحٌ من خشب. و‌فی حدیث أُم معبد: أَنها أَرسلت إِلیه بشاة و شَفْرةٍ فقال ارْدُدِ الشَّفْرة و هاتِ لی قَرْواً؛ یعنی قدَحاً من خشب. و القَرْوُ: أَسْفَلُ النخلة ینقر و ینبذ فیه، و قیل: القَرْوُ إناء صغیر یردّد، فی الحوائج. ابن سیدة: القَرْوُ أَسفَلُ النخلة، و قیل: أَصلها یُنْقَرُ و یُنْبَذُ فیه، و قیل: هو نَقِیرٌ یجعل فیه العصیر من أَی خشب كان. و القَرْوُ: القَدح، و قیل: هو الإِناء الصغیر. و القَرْوُ: مَسِیل المِعْصَرةِ و مَثْعَبُها و الجمع القُرِیُّ و الأَقْرَاء، و لا فِعْل له؛ قال الأَعشی: أَرْمی بها البَیْداءَ، إِذ أَعْرَضَتْ، و أَنْتَ بَیْنَ القَرْوِ و العاصِرِ و قال ابن أَحمر: لَها حَبَبٌ یُری الرَّاوُوقُ فیها، كما أَدْمَیْتَ فی القَرْوِ الغَزالا یصف حُمْرة الخَمْر كأَنه دَم غَزال فی قَرْو النخل. قال الدِّینَوری: و لا یصح أَن یكون القدحَ لأَن القدح لا یكون راووقاً إِنما هو مِشْربةٌ؛ الجوهری: و قول الكمیت: فاشْتَكَّ خُصْیَیْهِ إِیغالًا بِنافِذةٍ، كأَنما فُجِرَتْ مِنْ قَرْو عَصَّارِ «2» یعنی المعصرة؛ و قال الأَصمعی فی قول الأَعشی: و أَنت بین القَرْو و العاصر
(1). قوله [أنجموا] كذا فی الأصل، و الذی فی القاموس و المحكم: أقحموا. (2). قوله [فاشتك] كذا فی الأصل بالكاف، و الذی فی الصحاح و تاج العروس: فاستل، من الاستلال.
لسان العرب، ج‌15، ص: 175
إِنه أسفل النخلة یُنْقَرُ فیُنبذ فیه. و القَرْوُ: مِیلَغةُ الكلب، و الجمع فی ذلك كله أَقْرَاء و أَقْرٍ و قُرِیٌّ. و حكی أَبو زید: أَقْرِوَةٌ، مصحح الواو، و هو نادر من جهة الجمع و التصحیح. و القَرْوَةُ غیر مهموز: كالقَرْوِ الذی هو مِیلَغةُ الكلب. و یقال: ما فی الدار لاعِی قَرْوٍ. ابن الأَعرابی: القِرْوَةُ و القَرْوَةُ و القُرْوَةُ مِیلغة الكلب. و القَرْوُ و القَرِیُّ: كل شی‌ء علی طریق واحد. یقال: ما زال علی قَرْوٍ واحد و قَرِیٍّ واحد. و رأَیت القوم علی قَرْوٍ واحد أَی علی طریقة واحدة. و فی إسلام أَبی ذر: وضعت قوله علی أَقْراء الشِّعر فلیس هو بشعر؛ أَقْرَاءُ الشعرِ: طَرائقُه و أَنواعُه، واحدها قَرْوٌ و قِرْیٌ و قَرِیٌّ. و‌فی حدیث عُتبة بن ربیعة حین مدَح القرآن لما تَلاه رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، فقالت له قریش: هو شعر، قال: لا لأَنی عَرضْته علی أَقْرَاء الشعر فلیس هو بشعر، هو مِثل الأَوَّل.و أَصبحت الأَرض قَرْواً واحداً إِذا تَغَطی وجْهُها بالماء. و یقال: ترَكتُ الأَرض قَرْواً واحداً إِذا طَبَّقَها المطر. و قَرَا إِلیه قَرْواً: قَصَد. اللیث: القَرْوُ مصدر قولك قَرَوْتُ إِلیهم أَقْرُو قَرْواً، و هو القَصْدُ نحو الشی‌ء؛ و أَنشد: أَقْرُو إِلیهم أَنابیبَ القَنا قِصَدا و قَرَاه: طعَنه فرمی به؛ عن الهجری؛ قال ابن سیدة: و أُراه من هذا كأَنه قَصَدَه بین أَصحابه؛ قال: و الخَیْل تَقْرُوهم علی اللحیات «1» و قَرَا الأَمر و اقْتَرَاه: تَتَبَّعَه. اللیث: یقال الإِنسان یَقْتَرِی فلاناً بقوله و یَقْتَرِی سَبیلًا و یَقْرُوه أَی یَتَّبعه؛ و أَنشد: یَقْتَرِی مَسَداً بِشِیقِ و قَرَوْتُ البلاد قَرْواً و قَرَیْتُها قَرْیاً و اقْتَرَیْتها و اسْتَقْرَیتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلی أَرض. ابن سیدة: قَرا الأَرضَ قَرْواً و اقْتَرَاها و تَقَرَّاها و اسْتَقْرَاها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً و سار فیها ینظر حالهَا و أَمرها. و قال اللحیانی: قَرَوْت الأَرض سرت فیها، و هو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلی غیره ثم إِلی موضع آخر. و قَرَوْت بنی فلان و اقْتَرَیْتهم و اسْتَقْرَیتهم: مررت بهم واحداً واحداً، و هو من الإِتباع، و استعمله سیبویه فی تعبیره فقال فی قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً: لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشی‌ء، كقولهم بدرهم و زیادة، و لكنك أَخبرت بأَدنی الثمن فجعلته أَوّلًا، ثم قَرَوْت شیئاً بعد شی‌ء لأَثمان شتی. و قال بعضهم: ما زلت أَسْتَقْرِی هذه الأَرض قَرْیَةً قَرْیَةً. الأَصمعی: قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً. و القَرَی: مجری الماء إِلی الریاض، و جمعه قُرْیَانٌ و أَقْرَاء؛ و أَنشد: كأَنَّ قُرْیَانَها الرِّجال و تقول: تَقَرَّیْتُ المیاه أَی تتبعتها. و اسْتَقْرَیْت فلاناً: سأَلته أَن یَقْرِیَنی. و‌فی الحدیث: و الناسُ قَوَارِی الله فی أَرضه‌أَی شُهَداء الله، أُخذ من أَنهم یَقْرُون الناس یَتَتَبَّعونهم فینظرون إِلی أَعمالهم، و هی أَحد ما جاء من فاعل الذی للمذكر الآدمی مكسراً علی فواعل نحو فارِسٍ و فوارِسَ و ناكِس و نواكِسَ. و قیل: القارِیةُ الصالحون من الناس. و قال اللحیانی: هؤلاء قَوارِی الله فی الأَرض أَی شهود الله لأَنه یَتَتَبَّع بعضهم أَحوال بعض، فإِذا
(1). قوله [علی اللحیات] كذا فی الأصل و المحكم بحاءمهملة فیهما.
لسان العرب، ج‌15، ص: 176
شهدوا لإِنسان بخیر أَو شر فقد وجب، واحدهم قارٍ، و هو جمع شاذ حیث هو وصف لآدمی ذكَر كفوارِسَ؛ و منه‌حدیث أَنس: فَتَقَرَّی حُجَرَ نسائه كُلِّهِنَّ، و‌حدیث ابن سلام: فما زال عثمان یَتَقَرَّاهم و یقول لهم ذلك‌و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: بلغنی عن أُمهات المؤمنین شی‌ء فاسْتَقْرَیْتُهنَّ أَقول لَتَكْفُفنَ عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَو لیُبَدِّلَنَّه الله خیراً منكن؛ و منه‌الحدیث: فجعل یَسْتَقْرِی الرِّفاقَ؛ قال: و قال بعضهم هم الناس الصالحون، قال: و الواحد قارِیَةٌ بالهاء. و القَرَا: الظهر؛ قال الشاعر: أُزاحِمُهُمْ بالبابِ، إِذ یَدْفَعُونَنی، و بالظَّهْرِ منِی مِنْ قَرا الباب عاذِرُ و قیل: القَرَا وسط الظهر، و تثنیته قَرَیان و قَرَوَان؛ عن اللحیانی، و جمعه أَقْرَاء و قِرْوانٌ؛ قال مالك الهذلی یصف الضبع: إِذا نفَشَتْ قِرْوَانَها، و تَلَفَّتَتْ، أَشَبَّ بها الشُّعْرُ الصُّدورِ القراهبُ «1» أَراد بالقَراهِب أَولادها التی قد تَمَّت، الواحد قرهَب، أَراد أَن أَولادها تُناهِبها لحُوم القَتْلی و هو القَرَوْرَی. و القِرْوانُ: الظهر، و یجمع قِرْواناتٍ. و جمل أَقْرَی: طویل القَرَا، و هو الظهر، و الأُنثی قَرْوَاء. الجوهری: ناقة قَرْوَاء طویلة السنام؛ قال الراجز: مَضْبُورَةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ و یقال للشدیدة الظهر: بیِّنة القَرَا، قال: و لا تقل جمل أَقْرَی. و قد قال ابن سیدة: یقال كما تری و ما كان أَقْرَی، و لقد قَرِیَ قَرًی، مقصور؛ عن اللحیانی. و قَرَا الأَكَمةِ: ظهرها. ابن الأَعرابی: أَقْرَی إِذا لزم الشی‌ء و أَلَحَّ علیه، و أَقْرَی إِذا اشتكی قَرَاه، و أَقْرَی لزِم القُرَی، و أَقْرَی طلب القِرَی. الأَصمعی: رجع فلان إِلی قَرْوَاه أَی عادَ إِلی طریقته الأُولی. الفراء: هو القِری و القَراء، و القِلی و القَلاء و البِلی و البَلاء و الإِیا و الأَیاء ضوء الشمس. و القَرْواء، جاء به الفراء ممدوداً فی حروف ممدودة مثل المَصْواء: و هی الدبر. ابن الأَعرابی: القَرا القرع الذی یؤكل. ابن شمیل: قال لی أَعرابی اقْتَرِ سلامی حتی أَلقاك، و قال: اقْتَرِ سلاماً حتی أَلقاك أَی كن فی سَلام و فی خَیر و سَعة. و قُرَّی، علی فُعْلی: اسم ماء بالبادیة. و القَیْرَوان: الكثرة من الناس و معظم الأَمر، و قیل: هو موضع الكَتیبة، و هو معرَّب أَصله كاروان، بالفارسیة، فأُعرب و هو علی وزن الحَیْقُطان. قال ابن درید: القَیْرَوان، بفتح الراء الجیش، و بضمها القافلة؛ و أَنشد ثعلب فی القَیْرَوان بمعنی الجیش: فإِنْ تَلَقَّاكَ بِقَیرَوانِه، أَو خِفْتَ بعضَ الجَوْرِ من سُلْطانِه، فاسْجُد لقِرْدِ السُّوء فی زمانِه و قال النابغة الجعدی: و عادِیةٍ سَوْم الجَرادِ شَهِدْتها، لهَا قَیْرَوانٌ خَلْفَها مُتَنَكِّبُ قال ابن خالویه: و القَیْرَوان الغبار، و هذا غریب و یشبه أَن یكون شاهده بیت الجعدی المذكور؛
(1). قوله [أشب] كذا فی الأصل و المحكم، و الذی فی التهذیب: أشت.
لسان العرب، ج‌15، ص: 177
و قال ابن مفرغ: أَغَرّ یُواری الشمسَ، عِندَ طُلُوعِها، قَنابِلُه و القَیْرَوانُ المُكَتَّبُ و‌فی الحدیث عن مجاهد: إِن الشیطانَ یَغْدُو بقَیْرَوانه إِلی الأَسواق.قال اللیث: القَیْرَوَان دخیل، و هو معظم العسكر و معظم القافلة؛ و جعله إمرؤ القیس الجیش فقال: و غارةٍ ذاتِ قَیْرَوَانٍ، كأَنَّ أَسْرابَها الرِّعالُ و قَرَوْری: اسم موضع؛ قال الراعی: تَرَوَّحْن مِنْ حَزْمِ الجُفُولِ فأَصْبَحَتْ هِضابُ قَرَوْری، دُونها، و المُضَیَّحُ «2» الجوهری: و القَرَوْرَی موضع علی طریق الكوفة، و هو مُتَعَشًّی بین النُّقْرة و الحاجر؛ قال: بین قَرَوْرَی و مَرَوْرَیاتِها و هو فَعَوْعَلٌ؛ عن سیبویه. قال ابن بری: قَرَوْرًی منونة لأَن وزنها فَعَوْعَلٌ. و قال أَبو علی: وزنها فَعَلْعَل من قروت الشی‌ء إذا تتبعته، و یجوز أن یكون فَعَوْعَلًا من القریة، و امتناع الصرف فیه لأَنه اسم بقعة بمنزلة شَرَوْرَی؛ و أَنشد: أَقولُ إِذا أَتَیْنَ علی قَرَوْرَی، و آلُ البِیدِ یَطَّرِدُ اطِّرادا و القَرْوَةُ: أَنْ یَعظُم جلد البیضتین لریح فیه أَو ماء أَو لنزول الأَمعاء، و الرجل قَرْوَانِی. و‌فی الحدیث: لا ترجع هذه الأُمة علی قَرْوَاها‌أَی علی أَوّل أَمرها و ما كانت علیه، و‌یروی علی قَرْوَائها، بالمد. ابن سیدة: القَرْیَة و القِرْیَة لغتان المصر الجامع؛ التهذیب: المكسورة یمانیة، و من ثم اجتمعوا فی جمعها علی القُری فحملوها علی لغة من یقول كِسْوة و كُساً، و قیل: هی القَرْیَة، بفتح القاف لا غیر، قال: و كسر القاف خطأٌ، و جمعها قُرًی، جاءَت نادرة. ابن السكیت: ما كان من جمع فَعْلَة بفتح الفاء معتلًّا من الیاء و الواو علی فِعال كان ممدوداً مثل رَكْوة و رِكاء و شَكْوة و شِكاء و قَشْوة و قِشاء، قال: و لم یسمع فی شی‌ء من جمیع هذا القصرُ إِلَّا كَوَّة و كُوًی و قَرْیَة و قُرًی، جاءَتا علی غیر قیاس. الجوهری: القَرْیَة معروفة، و الجمع القُرَی علی غیر قیاس. و‌فی الحدیث: أَن نبیّاً من الأَنبیاء أَمر بقَرْیة النمل فأُحْرقتْ؛ هی مَسْكَنُها و بیتها، و الجمع قُرًی، و القَرْیَة من المساكن و الأَبنیة و الضِّیاع و قد تطلق علی المدن. و‌فی الحدیث: أُمِرْتُ بقَرْیَة تأْكل القُری؛ هی مدینة الرسول، صلی الله علیه و سلم، و معنی أَكلها القری ما یُفتح علی أَیدی أَهلها من المدن و یصیبون من غَنائمها، و قوله تعالی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی كُنّٰا فِیهٰا؛ قال سیبویه: إِنما جاء علی اتساع الكلام و الاختصار، و إنما یرید أَهل القریة فاختصر و عمل الفعل فی القریة كما كان عاملًا فی الأَهل لو كان هاهنا؛ قال ابن جنی: فی هذا ثلاثة معانٍ: الاتساع و التشبیه و التوكید، أَما الاتساع فإِنه استعمل لفظ السؤال مع ما لا یصح فی الحقیقة سؤاله، أَ لا تراك تقول و كم من قَرْیَة مسؤولة و تقول القُرَی و تسآلك كقولك أَنت و شأْنُك فهذا و نحوه اتساع، و أَما التشبیه فلأَنها شبهت بمن یصح سؤاله لما كان بها و مؤالفاً لها، و أَما التوكید فلأَنه فی ظاهر اللفظ إِحالة بالسؤال علی من لیس من عادته الإِجابة، فكأَنهم تضمنوا لأَبیهم، علیه السلام، أَنه إِن سأَل الجمادات
(2). قوله [قروری] وقع فی مادة جفل: شروری بدله.
لسان العرب، ج‌15، ص: 178
و الجِمال أَنبأَته بصحة قولهم، و هذا تَناهٍ فی تصحیح الخبر أی لو سأَلتها لأَنطقها الله بصدقنا فكیف لو سأَلت ممن عادته الجواب؟ و الجمع قُرًی. و قوله تعالی: وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بٰارَكْنٰا فِیهٰا قُریً ظٰاهِرَةً؛ قال الزجاج: القُرَی المبارك فیها بیت المقدس، و قیل: الشام، و كان بین سبَإٍ و الشام قری متصلة فكانوا لا یحتاجون من وادی سبإٍ إِلی الشام إِلی زاد، و هذا عطف علی قوله تعالی: لَقَدْ كٰانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْكَنِهِمْ آیَةٌ جَنَّتٰانِ … وَ جَعَلْنٰا بَیْنَهُمْ. و النسب إِلی قَرْیَة قَرْئِیٌّ، فی قول أَبی عمرو، و قَرَوِیٌّ، فی قول یونس. و قول بعضهم: ما رأَیت قَرَوِیّاً أَفصَح من الحجاج إِنما نسبه إِلی القَرْیَة التی هی المصر؛ و قول الشاعر أَنشده ثعلب: رَمَتْنی بسَهْمٍ ریشُه قَرَوِیَّةٌ، و فُوقاه سَمْنٌ و النَّضِیُّ سَوِیقُ فسره فقال: القَرَوِیَّة التمرة. قال ابن سیدة: و عندی أَنها منسوبة إِلی القَرْیَة التی هی المصر، أَو إِلی وادی القُری، و معنی البیت أَن هذه المرأَة أَطعمته هذا السمن بالسویق و التمر. و أُمُّ القُری: مكة، شرفها الله تعالی، لأَن أَهل القُری یَؤُمُّونها أَی یقصدونها. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أَنه أُتی بضَبّ فلم یأْكله و قال إِنه قَرَوِیٌّ‌أَی من أَهل القُری، یعنی إِنما یأْكله أَهل القُری و البَوادی و الضِّیاع دون أَهل المدن. قال: و القَرَوِیُّ منسوب إِلی القَرْیَة علی غیر قیاس، و هو مذهب یونس، و القیاس قَرْئِیٌّ. و القَرْیَتَیْنِ، فی قوله تعالی: رَجُلٍ مِنَ الْقَرْیَتَیْنِ عَظِیمٍ؛ مكة و الطائف. و قَرْیَة النمل: ما تَجمعه من التراب، و الجمع قُرَی؛ و قول أَبی النجم: و أَتَتِ النَّملُ القُری بِعِیرها، من حَسَكِ التَّلْع و من خافُورِها و القَارِیَةُ و القَارَاةُ: الحاضرة الجامعة. و یقال: أَهل القارِیَة للحاضرة، و أَهل البادیة لأَهل البَدْوِ. و جاءنی كل قارٍ و بادٍ أَی الذی ینزل القَرْیة و البادیة. و أَقْرَیْت الجُلَّ علی ظهر الفرس أَی أَلزمته إِیاه. و البعیر یَقْرِی العَلَف فی شِدْقه أَی یجمعه. و القَرْیُ: جَبْیُ الماء فی الحوض. و قَرَیْتُ الماء فی الحوض قَرْیاً و قِرًی «1»: جمعته. و قال فی التهذیب: و یجوز فی الشعر قِرًی فجعله فی الشعر خاصة، و اسم ذلك الماء القِری، بالكسر و القصر، و كذلك ما قَرَی الضیفَ قِرًی. و المِقْرَاة: الحوض العظیم یجتمع فیه الماء، و قیل: المِقْرَاة و المِقْرَی ما اجتمع فیه الماء من حوض و غیره. و المِقْرَاةُ و المِقْرَی: إِناء یجمع فیه الماء. و فی التهذیب: المِقْرَی الإِناء العظیم یُشرب به الماء. و المِقْرَاة: الموضع الذی یُقْرَی فیه الماء. و المِقْرَاة: شبه حوض ضخم یُقْرَی فیه من البئر ثم یُفرغ فی المِقْراة، و جمعها المَقارِی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: ما وَلِیَ أَحدٌ إِلَّا حامَی علی قَرابَته و قَرَی فی عَیْبَتِه‌أَی جَمَع؛ یقال: قَرَی الشی‌ءَ یَقْرِیه قَرْیاً إِذا جمعه، یرید أَنه خانَ فی عَمَله. و‌فی حدیث هاجر، علیها السلام، حین فَجَّرَ الله لها زَمْزَم: فَقَرَتْ فی سِقاء أَو شَنَّةٍ كانت معها.و‌فی حدیث مُرَّة بن شراحیلَ: أَنه عُوتِبَ فی ترك الجمعة فقال إِنَّ بی جُرْحاً یَقْرِی و رُبَّما ارْفَضَّ فی إِزاری، أَی یَجْمع المِدَّة و یَنْفَجِرُ. الجوهری: و المِقْراةُ المَسیل و هو الموضع الذی یجتمع فیه ماء المطر من
(1). قوله [و قری] كذا ضبط فی الأصل و المحكم و التهذیب بالكسر كما تری، و أطلق المجد فضبط بالفتح.
لسان العرب، ج‌15، ص: 179
كُلِّ جانب. ابن الأَعرابی: تَنَحَّ عن سَنَنِ الطریق و قَریِّه و قَرَقِه بمعنی واحد. و قَرَتِ النملُ جِرَّتها: جَمَعَتْها فی شِدْقها. قال اللحیانی: و كذلك البعیر و الشاة و الضائنة و الوَبْرُ و كل ما اجْتَرَّ. یقال للناقة: هی تَقْرِی إِذا جمعت جِرَّتها فی شِدقِها، و كذلك جمعُ الماء فی الحوض. و قَرَیْتُ فی شِدقی جَوْزةً: خَبَأْتُها. و قَرَتِ الظبیةُ تَقْرِی إِذا جمعت فی شِدْقها شیئاً، و یقال للإِنسان إِذا اشتكی شدقَه: قَرَی یَقْرِی. و المِدَّةُ تَقْرِی فی الجرح: تَجْتَمع. و أَقْرَتِ الناقة تُقْرِی، و هی مُقْرٍ: اجتمع الماء فی رحمها و استقرّ. و القَرِیُّ، علی فَعِیل: مَجْرَی الماءِ فی الروض، و قیل: مجری الماء فی الحوض، و الجمع أَقْرِیةٌ و قُرْیانٌ؛ و شاهد الأَقْرِیَة قول الجعدی: و مِنْ أَیَّامِنا یَوْمٌ عَجِیبٌ، شَهِدْناه بأَقْرِیَةِ الرّداع و شاهد القُرْیَانِ قول ذی الرمة: تَسْتَنُّ أَعْداءَ قُرْیانٍ، تَسَنَّمَها غُرُّ الغَمامِ و مُرْتَجَّاتُه السُّودُ و‌فی حدیث قس: و رَوْضَة ذات قُرْیانٍ، و یقال فی جمع قَرِیٍّ أَقْراء. قال معاویة بن شَكَل یَذُمُّ حَجْلَ بن نَضْلَة بین یدی النعمان: إِنه مُقْبَلُ النعلین مُنْتَفِخُ الساقین قَعْوُ الأَلْیَتَین مَشَّاء بأَقْرَاء قَتَّال ظِباء بَیَّاع إِماء، فقال له النعمان: أَردت أَن تَذِیمَه فَمَدَحْتَه؛ القَعْو: الخُطَّاف من الخشب مما یكون فوق البئر، أَراد أَنه إِذا قعد التزقت أَلیتاه بالأَرض فهما مثل القَعْو، وصفه بأَنه صاحب صید و لیس بصاحب إِبل. و القَرِیُّ: مَسِیلُ الماء من التِّلاع: و قال اللحیانی: القَرِیُّ مَدْفَعُ الماء من الرَّبْوِ إِلی الرَّوْضة؛ هكذا قال الربو، بغیر هاء، و الجمع أَقْرِیَةٌ و أَقْرَاء وَ قُرْیان، و هو الأَكثر. و‌فی حدیث ابن عمر: قام إِلی مَقْرَی بستان فقعد یَتَوَضَّأُ؛ المَقْرَی و المقْراة: الحوض الذی یجتمع فیه الماء. و‌فی حدیث ظبیان: رَعَوْا قُرْیانه‌أَی مَجارِیَ الماء، واحدها قَرِیٌّ بوزن طَرِیٍّ. و قَری الضیف قِرًی و قَراء: أَضافَه. و اسْتَقْرَانِی و اقترانی و أَقْرانی: طلب منی القِری. و إِنه لقَرِیٌّ للضیف، و الأُنْثی قَرِیَّةٌ؛ عن اللحیانی. و كذلك إِنه لمِقْریً للضیف و مِقْراءٌ، و الأُنثی مِقْراةٌ و مِقْراء؛ الأَخیرة عن اللحیانی. و قال: إِنه لمِقْراء للضیف و إِنه لمِقْراء للأَضْیاف، و إِنه لقَرِیٌّ للضیف و إِنها لقَرِیَّة للأَضْیاف. الجوهری: قَرَیت الضیف قِرًی، مثال قَلَیْتُه قِلًی، و قَرَاء: أَحسنت إِلیه، إِذا كسرت القاف قصرت، و إِذا فتحت مددت. و المِقْرَاةُ: القصعة التی یُقْری الضیف فیها. و فی الصحاح: و المِقْرَی إِناء یُقْرَی فیه الضیف. و الجَنْفَةُ مِقْرَاة؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: حتی تَبُولَ عَبُورُ الشِّعْرَیَیْنِ دَماً صَرْداً، و یَبْیَضَّ فی مِقْرَاتِه القارُ و المَقَارِی: القُدور؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَرَی فُصْلانَهم فی الوِرْدِ هَزْلَی، و تَسْمَنُ فی المَقَارِی و الحِبالِ یعنی أَنهم یَسْقُون أَلبان أُمَّهاتها عن الماء، فإِذا لم یفعلوا ذلك كان علیهم عاراً، و قوله: و تسمن فی المَقارِی و الحِبال أَی أَنهم إِذا نَحروا لم یَنحروا إِلا سمیناً، و إِذا وهبوا لم یَهبوا إِلا كذلك؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابی. و قال اللحیانی: المِقْرَی، مقصور بغیر هاء، كل ما یؤتی به من قِری الضیف قصْعَة أَو جَفْنة أَو عُسٍّ؛ و منه قول الشاعر:
لسان العرب، ج‌15، ص: 180
و لا یَضَنُّون بالمِقْرَی و إِن ثَمِدُوا قال: و تقول العرب لقد قَرَوْنا فی مِقْرًی صالح. و المَقارِی: الجِفان التی یُقْرَی فیها الأَضْیافُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و أَقضِی قُروضَ الصّالِحینَ و أَقْتَرِی فسره فقال: أَنَّی أَزِیدُ «1» علیهم سوی قَرْضهم. ابن سیدة: و القَرِیَّةُ، بالكسر، أَن یُؤْتَی بعُودین طولهما ذراع ثم یُعرَض علی أَطرافهما عُوَیدٌ یُؤْسَرُ إِلیهما من كل جانب بقِدٍّ، فیكون ما بین العُصَیَّتین قدر أَربع أَصابع، ثم یؤْتی بعُوَید فیه فَرْض فیُعْرض فی وسط القَرِیّة و یشد طرفاه إِلیهما بقِدّ فیكون فیه رأْس العمود؛ هكذا حكاه یعقوب، و عبر عن القرِیّةِ بالمصدر الذی هو قوله أَن یؤْتی، قال: و كان حكمه أَن یقول القَرِیَّةُ عُودان طولهما ذراع یصنع بهما كذا. و فی الصحاح: و القرِیَّةُ علی فَعیلة خَشبات فیها فُرَض یُجعل فیها رأْس عمود البیت؛ عن ابن السكیت. و قَرَیْتُ الكتاب: لغة فی قرأْت؛ عن أَبی زید، قال: و لا یقولون فی المستقبل إِلا یَقرأ. و حكی ثعلب: صحیفة مَقْرِیَّة؛ قال ابن سیدة: فدلّ هذا علی أَن قَرَیْت لغة كما حكی أَبو زید، و علی أَنه بَناها علی قُرِیَت المغیَّرة بالإِبدال عن قُرِئت، و ذلك أَن قُرِیت لما شاكلت لفظ قُضِیت قیل مَقْرِیَّة كما قیل مَقْضِیَّة. و القارِیةُ: حدّ الرمح و السیف و ما أَشبه ذلك، و قیل: قارِیةُ السِّنان أَعلاه و حَدّه. التهذیب: و القارِیَةُ هذا الطائر القصیر الرجل الطویل المنقار الأَخضر الظهر تحبه الأَعراب، زاد الجوهری: و تَتَیَمَّن به و یُشَبِّهون الرجل السخیَّ به، و هی مخففة؛ قال الشاعر: أَ مِنْ تَرْجیعِ قارِیَةٍ تَرَكْتُمْ سَبایاكُمْ، و أُبْتُمْ بالعَناق؟ و الجمع القَوَارِی. قال یعقوب: و العامة تقول قارِیَّة، بالتشدید. ابن سیدة: و القارِیَةُ طائر أَخضر اللون أَصفر المِنقار طویل الرجل؛ قال ابن مقبل: لِبَرْقٍ شآمٍ كُلَّما قلتُ قد وَنَی سَنَا، و القَوَارِی الخُضْرُ فی الدَّجْنِ جُنَّحُ و قیل: القَارِیَة طیر خضر تحبها الأَعراب، قال: و إنما قضیت علی هاتین الیاءَین أَنهما وضع و لم أَقض علیهما أَنهما منقلبتان عن واو لأَنهما لام، و الیاء لاماً أَكثر منها واواً. و قَرِیُّ: اسم رجل. قال ابن جنی: تحتْمل لامه أَن تكون من الیاء و من الواو و من الهمزة، علی التخفیف. و یقال: أَلقه فی قِرِّیَّتِك. و القِرِّیَّةُ: الحَوْصَلة، و ابن القِرِّیَّةِ مشتق منه؛ قال: و هذان قد یكونان ثنائیین، و الله أَعلم.

قزی؛ ج15، ص: 180

: ابن سیدة: القِزْیُ اللقب؛ عن كراع، لم یحكه غیره؛ غیره: یقال بئس القِزْیُ هذا أَی بئس اللقب. ابن الأَعرابی: أَقْزَی الرجل إِذا تلطَّخ بعَیب بعد استواء. ابن الأَعرابی: و القُزَةُ الحَیَّة، و لُعْبة للصبیان أَیضاً تسمی فی الحضر یا مُهَلْهِلَهْ هَلِلَهْ «2». و القَزْوُ: العِزْهاةُ أَی الذی لا یلهو، و قیل: القُزَةُ حیة عَرْجاء بَتْراء، و جمعها قُزَاتٌ.

قسا؛ ج15، ص: 180

: القَسَاء: مصدر قَسا القَلبُ یَقْسُو قَسَاء. و القَسْوَةُ: الصَّلابةُ فی كل شی‌ء. و حجَر قَاسٍ:
(1). قوله [أنی أزید] هذا ضبط المحكم. (2). قوله [یا مهلهله إلخ] بهذا ضبط فی التكملة
لسان العرب، ج‌15، ص: 181
صُلْب. و أَرض قَاسِیَةٌ: لا تُنبت شیئاً. و قال أَبو إِسحق فی قوله تعالی: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ؛ تأْویل قَسَتْ فی اللغة غَلُظت و یَبِست و عَسَت، فتأْویل القَسْوَة فی القلب ذَهاب اللِّین و الرحمة و الخشوع منه. و قَسَا قلبُه قَسْوَة و قَسَاوة و قَسَاء، بالفتح و المد، و هو غِلَظ القلب و شدَّته، و أَقْسَاه الذنبُ، و یقال: الذنب مَقْساةٌ للقلب. ابن سیدة: قَسا القلبُ یَقْسُو قَسْوة اشتدَّ و عَسا، فهو قاسٍ، و استعمل أَبو حنیفة القَسْوَة فی الأَزمنة فقال: من أَحوال الأَزمنة فی قَسْوَتِها و لِینها. التهذیب: عام قَسِیٌّ ذو قَحْط؛ قال الراجز: و یُطْعِمُونَ الشحمَ فی العامِ القَسِیْ قُدْماً [قِدْماً، إِذا ما احْمَرّ آفاقُ السُّمِیْ و أَصْبَحَتْ مِثْلَ حَواشِی الأَتْحَمِیْ قال شمر: العامُ القَسِیُّ الشدید لا مطَرَ فیه. و عشیة قَسِیَّةٌ: باردة؛ قال ابن بری: و منه قول العُجیر السَّلُولی: یا عَمْرُو یا أُكَیْرِمَ البَریَّهْ، و اللهِ لا أَكْذِبُكَ العَشِیَّهْ، إِنا لَقِینا سَنةً قَسِیَّهْ، ثم مُطِرْنا مَطْرةً رَوِیَّهْ، فنَبَتَ البَقْلُ و لا رَعِیَّهْ أَی لیس لنا مال یَرعاه. و القَسِیَّةُ: الشدیدة. و لیلة قَاسِیةٌ: شدیدةُ الظُّلمة. و المُقاساةُ: مكابدة الأَمر الشدید. و قَاسَاه أَی كابَده. و یوم قَسِیٌّ، مثال شقی: شدید من حَرْب أَو شرّ. و قَرَبٌ قَسِیٌّ: شدید؛ قال أَبو نخیلة: و هُنَّ، بَعْد القَرَبِ القَسِیِّ، مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَلیِّ القَسِیُّ: الشدید: و دِرْهَم قَسِیٌّ: ردی‌ء، و الجمع قِسْیانٌ مثل صَبیّ و صِبْیان، قلبت الواو یاء للكسرة قبلها كقِنْیة، و قد قَسا قَسْواً. قال الأَصمعی: كأَنه إِعراب قاشِی؛، قیل: درهم قَسِیٌّ ضَرْبٌ من الزُّیوف أَی فِضته صُلبة ردیئة لیست بلینة. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: أَنه باع نُفایة بیت المال و كانت زیُوفاً و قِسْیاناً بدون وزنها، فذُكر ذلك لعُمر فنهاه و أَمره أَن یرُدَّها؛ قال أَبو عبید: قال الأَصمعی واحد القِسْیان درهم قَسِیٌّ مخفف السین مشدد الیاء علی مثال شَقِیٍّ؛ و منه‌الحدیث الآخر: ما یَسُرُّنی دینُ الذی یأْتی العَرَّاف بدرهم قَسِیٍّ.و دراهمُ قَسِیَّةٌ و قَسِیَّاتٌ و قد قَسَتِ الدراهم تَقْسُو إِذا زافت. و‌فی حدیث الشعبی: قال لأَبی الزِّناد تأْتینا بهذه الأَحادیث قَسِیَّة و تأْخذها منا طازَجةً‌أَی تأْتینا بها ردیئة و تأْخذها خالصة مُنقّاة؛ قال أَبو زبید یذكر المَساحی: لهَا صَواهِلُ فی صُمِّ السِّلامِ، كما صاحَ القَسِیَّاتُ فی أَیْدی الصَّیاریفِ و منه‌حدیث آخر لعبد الله أَنه قال لأَصحابه: أَ تدرون كیف یَدْرُسُ العِلمُ؟ فقالوا: كما یَخْلُقُ الثوبُ أَو كما تَقْسُو الدراهم، فقال: لا و لكنْ دُرُوسُ العِلم بموت العُلماء؛ و منه قول مُزَرِّد: و ما زَوَّدُونی غَیْرَ سَحْقِ عِمامةٍ، و خَمْسِمِئٍ منها قَسِیٌّ و زائِفُ و‌فی خطبة الصدِّیق، رضی الله عنه: فهو كالدرهم القَسِیِّ و السَّراب الخادع؛ القَسِیُّ: هو الدرهم الردی‌ء و الشی‌ء المرذول. و سارُوا سیراً قَسِیّاً أَی سیراً شدیداً. و قَسِیُّ بن مُنَبِّه: أَخو ثَقِیف. الجوهری:
لسان العرب، ج‌15، ص: 182
قَسِیٌّ لقب ثقیف، قال أَبو عبید: لأَنه مرَّ علی أَبی رِغالٍ و كان مُصَدِّقاً فقتله فقیل قَسا قلبه فسمی قَسِیّاً؛ قال شاعرهم: نحنُ قَسِیٌّ و قَسا أَبونا و قَسًی: موضع، و قیل: هو موضع بالعالیة، قال ابن أَحمر: بِجَوٍّ، من قَسًی، ذَفِرِ الخُزامی، تَهادی الجِرْبِیاء به الجَنِینا «3» و أَنشد الجوهری لرجل من بنی ضبة: لنا إِبلٌ لم تَدْرِ ما الذُّعْرُ، بَیْتُها بِتِعْشارَ، مَرْعاها قَسا فصَرائِمُهْ و قیل: قَسا حَبْل رَمْل من رمال الدَّهناء؛ قال ذو الرمة: سَرَتْ تَخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبَیْ قَسا، و حُبَّ بها، مِن خابِطِ اللیلِ، زائر و قال أَیضاً: و لكنَّنی أُفْلِتُّ مِنْ جانِبَیْ قَسا، أَزُورُ امرأً مَحْضاً كرِیماً یَمانِیا ابن سیدة: و قُسَاءٌ موضع أَیضاً، و قد قیل: هو قَسًی بعینه، فإِن قلت: فلعل قَسًی مبدل من قُساءٍ و الهمزة فیه هو الأَصل؟ قیل: هذا حَمْل علی الشذوذ لأَن إِبدال الهمز شاذ، و الأَوّل أَقْوی لأَن إِبدال حرف العلة همزةً إِذا وقع طرفاً بعد أَلف زائدة هو الباب. ابن الأَعرابی: أَقْسَی إِذا سكن قُساء، و هو جبل، و كل اسم علی فُعال فهو ینصرف، فأَما قُساء «4»، و لذلك لم یصرف؛ قال ابن بری: قُسَاء، بالضم و المد، اسم جبل، و یقال: ذو قُساء؛ قال جِرانُ العَوْدِ: یُذكِّر أَیّاماً لَنا بِسُوَیْقَةٍ و هَضْبِ قُساءٍ، و التَّذَكُّرُ یَشْعَفُ و قال الفرزدق: وقَفْتُ بأَعلی ذِی قُساء مَطِیَّتی، أُمَیِّلُ فی مَرْوانَ و ابنِ زِیادِ و یقال: ذو قُساء موضع؛ قال نَهْشَلُ بن حَرِّیٍّ: تَضَمَّنها مشَارِفُ ذی قُساءٍ، مَكانَ النَّصْلِ من بَدَنِ السِّلاحِ قال الوزیر: قِسَاء اسم موضع مصروف، و قُسَاء اسم موضع غیر مصروف‌

قشا؛ ج15، ص: 182

: المُقَشَّی: هو المُقَشَّر. و قَشَا العُودَ یَقْشُوه قَشْواً: قَشَرَه و خرَطه، و الفاعل قاشٍ، و المَفعول مَقْشُوٌّ. و قَشَّیْته فهو مُقَشًّی. و قَشَوْتُ وجهَه: قَشَرْته و مَسَحْتُ عنه. و‌فی حدیث قَیلة: و معه عَسِیبُ نخلة مَقْشُوٌّ غیرُ خُوصَتین من أَعلاه‌أَی مقشور عنه خُوصه. و قَشَّیْته تَقْشِیة فهو مُقَشًّی أَی مُقَشَّر. و قَشَّیْتُ الحَبَّة: نَزَعْت عنها لباسها. و‌فی بعض الحدیث: أَنه دخل علیه و هو یأْكل لِیاءً مُقَشًّی؛ قال بعض الأَغفال: و عَدَسٍ قُشِّیَ من قُشَیرِ و تَقَشَّی الشی‌ءُ: تَقَشَّر؛ قال كُثیر عَزَّةَ: دَعِ القَوْمَ ما احْتَلُّوا جُنُوبَ قُراضِمٍ، بِحَیْثُ تَقَشَّی بَیْضُه المُتَفَلِّقُ
(3). قوله [بجوّ من قسی … إلخ] أورده ابن سیدة فی الیائی بهذا اللفظ، و أورده الأزهری و تبعه یاقوت بما لفظه: بهجل من قسا ذفر الخزامی تداعی الجربیاء به الحنینا و فیهما الحنینا بالحاء المهملة، و قال یاقوت: قسا منقول من الفعل. (4). قوله [فأَما قساء إلخ] عبارة التكملة: فأما قُسَاء فلا ینصرف لأنه فی الأصل علی فعلاء فی الأَصل قُسَواء علی فُعَلاء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 183
ابن الأَعرابی: اللِّیاء بالیاء واحدته لِیاءة و هو اللُّوبیاء و اللُّوبِیاج، و یقال للصبیة المَلِیحة: كأَنها لِیاءةٌ مَقْشُوَّةٌ. و روی أَبو تراب عن أَبی سعید أَنه قال: إِنما اللبأُ الذی یجعل فی قِداد الجَدْی و جعله تصحیفاً من المحدّث. قال أَبو سعید: اللِّبَأُ یُحْلب فی قِدادٍ، و هی جُلود صِغار المِعْزَی، ثم یُمَلُّ فی المَلَّة حتی یَیْبَس و یَجْمُدَ، ثم یُخْرَج فَیُباع كأَنه الجُبْن، فإِذا أَراد الآكل أَكله قَشا عنه الإِهاب الذی طُبِخ فیه، و هو جلد السخلة الذی جعل فیه؛ قال أَبو تراب: و قال غیره هو اللِّیاء بالیاء، و هو من نبات الیمن و ربما نبت فی الحجاز فی الخِصْب، و هو فی خِلقة البصلة و قدر الحِمَّصة، و علیه قُشُور رِقاق إِلی السواد ما هو، یُقْلی ثم یُدْلَكُ بشی‌ء خَشن كالمِسح و نحوه فیخرج من قشره فیؤْكل بَحْتاً، و ربَّما أُكل بالعسل و هو أَبیض، و منهم من لا یَقْلِیه. و‌فی حدیث أُسَیْد بن أَبی أُسید: أَنه أَهدی لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، بوَدّانَ لِیاء مُقَشًّی‌أَی مَقشوراً، و اللِّیاء حب كالحِمَّص. و القُشاء: البُزاق. و قَشَّی الرجلَ عن حاجته: رَدَّه. و القَشْوَانُ: القلیل اللحم؛ قال أَبو سَوْداء العِجْلی: أَ لم تَرَ للقَشْوانِ یَشْتِمُ أُسْرَتی، و إِنی به من واحدٍ لخَبِیرُ و القَشْوَانَة: الرَّقیقة الضَّعِیفة من النساء. و القَشْوَة: قُفَّة تجعل فیها المرأَة طیبها، و قیل: هی هَنة من خُوص تجعل فیها المرأَة القُطن و القَزَّ و العِطْر؛ قال الشاعر: لها قَشْوَةٌ فیها مَلابٌ و زَنْبَقٌ، إِذا عَزَبٌ أَسْرَی إِلیها تَطَیَّبَا و الجمع قَشَوَات و قِشاء، و قیل: القَشْوَة شی‌ء من خوص تجعل فیها المرأَة عِطْرها و حاجَتها. قال أَبو منصور: القَشْوَة شبه العَتِیدة المُغَشَّاة بجلد. و القَشْوَة: حُقَّة للنُّفَساء. و القَاشِی فی كلام أَهل السواد: الفَلْسُ الرَّدی‌ء. الأَصمعی: یقال درهم قَشِیٌّ كأَنه علی مثال دَعِیٍّ، قال الأَصمعی: كأَنه إِعرابُ قاشِی.

قصا؛ ج15، ص: 183

: قَصا عنه قَصْواً و قُصُوًّا و قَصاً و قَصاء و قَصِیَ: بَعُدَ. و قَصا المَكانُ یَقْصُو قُصُوّاً: بَعُدَ. و القَصِیُّ و القَاصِی: البعید، و الجمع أَقْصاء فیهما كشاهدٍ و أَشْهاد و نصِیر و أَنصار؛ قال غَیْلان الرَّبَعِی: كأَنَّما صَوْتَ حَفِیفِ المَعْزاء، مَعْزُولِ شَذَّان حَصاها الأَقْصاء، صَوْتُ نَشِیشِ اللحمِ عند الغَلَّاء و كلُّ شی‌ء تَنَحَّی عن شی‌ء فقد قَصا یَقْصُو قُصُوًّا، فهو قاصٍ، و الأَرض قاصِیةٌ و قَصِیَّةٌ. و قَصَوْت عن القوم: تباعدت. و یقال: فلان بالمَكان الأَقْصَی و الناحیة القُصْوی و القُصْیا، بالضم فیهما. و‌فی الحدیث: المسلمون تَتَكافَأُ دِماؤهم یَسْعَی بذِمَّتِهِم أَدْناهم و یُرَدُّ علیهم أَقْصَاهم‌أَی أَبْعَدُهم، و ذلك فی الغَزْو إِذا دخل العسكر أَرض الحرب فَوَجَّه الإِمامُ منه السرایا، فما غَنِمَتْ من شی‌ء أَخذَت منه ما سَمَّی لها، و رَدَّ ما بقی علی العسكر لأَنهم، و إِن لم یشهدوا الغنیمة، رِدْءٌ للسَّرایا و ظهْرٌ یَرْجِعون إِلیهم. و القُصْوَی و القُصْیا: الغایة البعیدة، قلبت فیه الواو یاء لأَن فُعْلَی إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوه یاء كما أُبدلت الواو مكان الیاء فی فَعْلی فأَدخلوها علیها فی فُعْلی لیَتَكافآ فی التغییر؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 184
قال ابن سیدة: هذا قول سیبویه، قال: و زدته أَنا بیاناً، قال: و قد قالوا القُصْوَی فأَجروها علی الأَصل لأَنها قد تكون صفة بالأَلف و اللام. و فی التنزیل: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْیٰا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْویٰ؛ قال الفراء: الدنیا مما یَلی المدینة و القُصْوَی مما یَلی مكة. قال ابن السكیت: ما كان من النعوت مثل العُلْیا و الدُّنیا فإِنه یأْتی بضم أَوَّله و بالیاء لأَنهم یستثقلون الواو مع ضمة أَوّله، فلیس فیه اختلاف إِلا أَن أَهل الحجاز قالوا القُصْوَی، فأَظهروا الواو و هو نادر و أَخرجوه علی القیاس، إِذ سكن ما قبل الواو، و تمیم و غیرهم یقولون القُصْیا؛ و قال ثعلب: القُصْوَی و القُصْیا طَرف الوادی، فالقُصْوَی علی قول ثعلب من قوله تعالی بِالْعُدْوَةِ الْقُصْویٰ، بدل. و القاصِی و القاصِیةُ و القَصِیُّ و القَصِیَّةُ من الناس و المواضع: المُتَنَحِّی البعیدُ. و القُصْوَی و الأَقْصَی كالأَكْبر و الكُبری. و‌فی الحدیث: أَن الشیطان ذِئبُ الإِنسانِ یأْخُذُ القاصِیةَ و الشَّاذَّةَ، القاصِیَةُ: المُنْفَرِدة عن القطیع البعیدة منه، یرید أَن الشیطان یتسلط علی الخارج من الجماعة و أَهل السنَّة. و أَقْصی الرجلَ یُقْصِیه: باعَدَه. و هَلُمَّ أُقاصِكَ یعنی أَیُّنا أَبْعَدُ من الشرّ. و قَاصَیْتُه فقَصَوته و قَاصَانِی فقَصَوْته. و القَصَا: فِناء الدار، یمد و یقصر. و حُطْنی القَصا أَی تباعَدْ عنی؛ قال بشر بن أَبی خازم: فَحاطُونا القَصَا، و لقَدْ رَأَوْنا قریباً، حیث یُسْتَمَعُ السِّرارُ و القَصَا یمد و یقصر؛ و یروی: فحاطُونا القَصاءَ و قد رأَوْنا و معنی حاطُونا القَصَاء أَی تباعَدوا عنا و هم حولنا، و ما كنا بالبعد منهم لو أَرادوا أَن یَدْنُوا منَّا، و توجیه ما ذكره ابن السكیت من كتاب النجو أَن یكون القَصَاء بالمد مصدر قَصا یَقْصو قَصاءً مثل بَدا یَبْدُو بَداءً، و أَما القَصَا بالقصر فهو مصدر قَصِیَ عن جِوارِنا قَصاً إِذا بعد. و یقال أَیضاً: قَصِیَ الشی‌ءُ قَصاً و قَصاءً. و القَصَا: النسَبُ البعید، مقصور. و القَصَا: الناحیةُ. و القَصَاةُ: البُعْد «1» و الناحیة، و كذلك القَصا. یقال: قَصِیَ فلان عن جوارنا، بالكسر، یَقْصَی قَصاً، و أَقْصَیْته أَنا فهو مُقْصًی، و لا تقل مَقْصِیٌّ. و قال الكسائی: لأَحُوطَنَّك القَصا و لأَغْزُوَنَّك القَصا، كلاهما بالقصر، أَی أَدَعُك فلا أَقْرَبُك. التهذیب: یقال حاطَهم القَصا، مقصور، یعنی كان فی طُرَّتِهم لا یأْتِیهم. و حاطَهم القَصا أَی حاطَهم من بعید و هو یَتَبَصَّرهم و یَتَحَرَّزُ منهم. و یقال: ذهبت قَصا فلان أَی ناحِیَته، و كنت منه فی قاصِیَتِه أَی ناحِیته. و یقال: هَلُمَّ أُقاصِك أَیُّنا أَبعد من الشرّ. و یقال: نزلنا مَنزلًا لا تُقْصِیه الإِبل أَی لا تَبْلُغ أَقصاه. و تَقَصَّیت الأَمر و اسْتَقْصَیتُه و اسْتَقْصَی فلان فی المسأَلة و تَقَصَّی بمعنی. قال اللحیانی: و حكی القَنانی قَصَّیْت أَظفاری، بالتشدید، بمعنی قَصَصْت فقال الكسائی أَظنه أَراد أَخَذ من قاصیتها، و لم یحمله الكسائی علی مُحوّل التضعیف كما حمله أَبو عبید عن ابن قَنان، و قد ذكر فی حرف الصاد أَنه من مُحوّل التضعیف، و قیل: یقال إِن وُلدَ لكِ ابن فقَصِّی أُذنیه أَی احْذفِی منهما. قال ابن بری: الأَمر من قَصَّی قَصِّ، و للمؤنث قَصِّی، كما تقول خَلِّ عنها و خَلِّی. و القَصا: حَذْفٌ فی طرَف أُذن الناقة و الشاة، مقصور، یكتب بالأَلف
(1). قوله [و القَصَاة البعد] كذا فی الأصل، و لم نجده فی غیره، و لعله القَصَاء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 185
و هو أَن یُقْطع منه شی‌ء قلیل، و قد قَصاها قَصْواً و قَصَّاها. یقال: قَصَوْت البعیر فهو مَقْصُوّ إِذا قطَعْت من طرف أُذنه، و كذلك الشاة؛ عن أَبی زید. و ناقة قَصْواء: مَقْصُوَّة، و كذلك الشاة، و رجل مَقْصُوّ و أَقْصی، و أَنكر بعضهم أَقْصَی. و قال اللحیانی: بعیر أَقْصی و مُقَصَّی و مَقْصُوّ. و ناقة قَصْوَاء و مُقَصَّاةٌ و مَقْصُوَّةٌ: مقطوعة طرف الأُذن. و قال الأَحمر: المُقَصَّاة من الإِبل التی شُق من أُذنها شی‌ء ثم ترك معلقاً. التهذیب: اللیث و غیره القَصْوُ قطع أُذن البعیر. یقال: ناقة قَصْواء و بعیر مَقْصُوّ، هكذا یتكلمون به، قال: و كان القیاس أَن یقولوا بعیر أَقصی فلم یقولوا. قال الجوهری: و لا یقال جمل أَقصی و إِنما یقال مَقْصُوٌّ و مُقَصًّی، تركوا فیه القیاس، و لأَن أَفعل الذی أُنثاه علی فَعْلاء إِنما یكون من باب فَعِلَ یَفْعَل، و هذا إِنما یقال فیه قَصَوْت البعیرَ، و قَصْواء بائنة عن بابه، و مثله امرأَة حَسناء، و لا یقال رجل أَحْسَن؛ قال ابن بری: قوله تركوا فیها القیاس یعنی قوله ناقة قَصْواء، و كان القیاس مَقْصُوَّة، و قیاس الناقة أَن یقال قَصَوْتها فهی مَقْصُوَّة. و یقال: قَصَوْت الجملَ فهو مَقْصُوّ، و قیاس الناقة أَن یقال قَصَوتها فهی مَقْصُوَّة،و كان لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، ناقة تسمی قَصْوَاء و لم تكن مقطوعة الأُذن.و‌فی الحدیث: أَنه خطب علی ناقَتِه القَصْوَاء، و هو لقب ناقة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم. قال: و القَصْواء التی قُطِع طرَف أُذنها. و كل ما قُطع من الأُذن فهو جَدْعٌ، فإِذا بلغ الرُّبُع فهو قَصْوٌ، فإِذا جاوزه فهو غَضْبٌ، فإِذا استُؤصِلت فهو صَلْم، و لم تكن ناقة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قَصْواء و إِنما كان هذا لقباً لها، و قیل: كانت مقطوعة الأُذن. و قد جاء‌فی الحدیث: أَنه كان له ناقة تسمی العَضْباء و ناقة تسمی الجَدْعاء، و فی حدیث آخر: صلماءَ، و فی روایة أُخری: مخَضْرَمةً؛ هذا كله فی الأُذن، و یحتمل أَن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة، و یحتمل أَن یكون الجمیع صفة ناقة واحدة فسماها كل منهم بما تخیّل فیها، و یؤید ذلك ما روی‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه، حین بعثه رسول الله، صلی الله علیه و سلم، یبلغ أَهل مكة سُورة براءة فرواه ابن عباس، رضی الله عنه، أَنه ركب ناقة رسول الله، صلی الله علیه و سلم، القَصْواء، و فی روایة جابر العَضْباء، و فی روایة غیرهما الجَدْعاء، فهذا یصرح أَن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأَن القضیة واحدة، و قد‌روی عن أَنس أَنه قال: خطبنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، علی ناقة جَدْعاء و لیست بالعَضباء، و فی إِسناده مقال. و‌فی حدیث الهجرة: أَن أَبا بكر، رضی الله عنه، قال: إِن عندی ناقتین، فأَعْطَی رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، إِحداهما و هی الجَدْعاء.و القَصِیَّةُ من الإِبل: الكریمة المُوَدَّعة التی لا تُجْهَد فی حَلَب و لا حَمْلٍ. و القَصایا: خِیارُ الإِبل، واحدتها قَصِیَّة و لا تُركب و هی مُتَّدِعة؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: تَذُود القَصایا عن سَراة، كأَنها جَماهیرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ و إِذا حُمِدت إِبل الرجل قیل فیها قَصایا یثق بها أَی فیها بقیة إِذا اشتدّ الدهر، و قیل: القَصِیَّة من الإِبل رُذالتها. و أَقْصی الرجلُ إِذا اقتنی القَوَاصِی من الإِبل، و هی النهایة فی الغَزارة و النَّجابة، و معناه أَن صاحب الإِبل إِذا جاء المُصَدِّق أَقصاها ضِنّاً بها. و أَقْصی إِذا حفظ قَصَا العسكر و قَصَاءه، و هو ما حول العسكر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 186
و‌فی حدیث وَحْشِیٍّ قاتل حَمْزة، علیه السلام: كنتُ إِذا رأَیته فی الطریق تَقَصَّیْتها‌أَی صرت فی أَقْصاها و هو غایتها. و القَصْوُ: البعد. و الأَقْصی: الأَبعد؛ و قوله: و اخْتَلَس الفَحْلُ منها، و هی قاصِیةٌ، شیئاً فقد ضَمِنَتْه، و هو مَحْقُورُ فسره ابن الأَعرابی فقال: معنی قوله قاصِیَة هو أَن یتبعها الفحل فیضربها فَتَلْقَح فی أَوَّل كَوْمة فجعل الكَوْم للإِبل، و إِنما هو للفرس. و قُصْوَانُ: موضع؛ قال جریر: نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصَةِ الخُصَی بِقُصْوانَ، فی مُسْتَكْلِئِینَ بِطانِ ابن الأَعرابی: یقال للفحل هو یَحْبُو قَصا الإِبل إِذا حَفِظها من الانتشار. و یقال: تَقَصَّاهم أَی طَلَبهم واحداً واحداً. و قُصَیٌّ، مصغر: اسم رجل، و النسبة إِلیه قُصَوِیّ بحذف إِحدی الیاءَین، و تقلب الأُخری أَلفاً ثم تقلب واواً كما قلبت فی عَدَوِیّ و أُمَوِیٍّ.

قضی؛ ج15، ص: 186

: القَضاء: الحكم، و أَصله قَضایٌ لأَنه من قَضَیْت، إِلا أَنَّ الیاء لما جاءت بعد الأَلف همزت؛ قال ابن بری: صوابه بعد الأَلف الزائدة طرفاً همزت، و الجمع الأَقْضِیةُ، و القَضِیَّةُ مثله، و الجمع القَضَایَا علی فَعالَی و أَصله فَعائل. و قَضَی علیه یَقْضِی قَضَاء و قَضِیَّةً، الأَخیرة مصدر كالأُولی، و الاسم القَضِیَّة فقط؛ قال أَبو بكر: قال أَهل الحجاز القاضی معناه فی اللغة القاطِع للأُمور المُحِكم لها. و اسْتُقْضِی فلان أَی جُعِل قاضِیاً یحكم بین الناس. و قَضَّی الأَمیرُ قاضِیاً: كما تقول أَمرَ أَمیراً. و تقول: قَضی بینهم قَضِیَّة و قَضایا. و القَضایا: الأَحكام، واحدتها قَضِیَّةٌ. و‌فی صلح الحُدَیْبِیةِ: هذا ما قَاضَی علیه محمد، هو فاعَلَ من القَضاء الفَصْلِ و الحُكْم لأَنه كان بینه و بین أَهل مكة، و قد تكرر فی الحدیث ذكر القَضاء، و أَصله القَطْع و الفصل. یقال: قَضَی یَقْضِی قَضَاء فهو قاضٍ إِذا حَكَم و فَصَلَ. و قَضاء الشی‌ء: إِحْكامُه و إِمْضاؤُه و الفراغ منه فیكون بمعنی الخَلْق. و قال الزهری: القَضَاء فی اللغة علی وجوه مرجعها إِلی انقطاع الشی‌ء و تمامه. و كلُّ ما أُحْكِم عمله أَو أُتِمَّ أَو خُتِمَ أَو أُدِّیَ أَداء أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو أُمْضِیَ فقد قُضِیَ. قال: و قد جاءت هذه الوجوه كلها فی الحدیث، و منه القَضاء المقرون بالقَدَر، و المراد بالقَدَر التقدیر، و بالقَضاء الخَلق كقوله تعالی: فَقَضٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ؛ أَی خلقهن، فالقَضاء و القَدَرُ أَمران مُتَلازمان لا یَنْفك أَحدهما عن الآخر، لأَن أَحدهما بمنزلة الأَساس و هو القَدر، و الآخر بمنزلة البناء و هو القَضاء، فمن رام الفَصْل بینهما فقد رام هَدْمَ البناء و نَقْضه. و قَضَی الشی‌ءَ قَضاءً: صنَعه و قَدَّره؛ و منه قوله تعالی: فَقَضٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ فِی یَوْمَیْنِ؛ أَی فخلقهن و عَمِلهن و صنعهن و قطَعَهن و أَحكم خلقهن، و القضاء بمعنی العمل، و یكون بمعنی الصنع و التقدیر. و قوله تعالی: فَاقْضِ مٰا أَنْتَ قٰاضٍ؛ معناه فاعمل ما أَنت عامل؛ قال أَبو ذؤیب: و عَلَیْهِما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قال ابن السیرافی: قَضاهما فَرغ من عملهما. و القضاء: الحَتْم و الأَمْرُ. و قَضَی أَی حَكَمَ، و منه القَضَاء و القَدر. و قوله تعالی: وَ قَضیٰ رَبُّكَ أَلّٰا تَعْبُدُوا إِلّٰا إِیّٰاهُ؛ أَی أَمَر ربك و حَتم، و هو أَمر قاطع حَتْم. و قال تعالی: فَلَمّٰا قَضَیْنٰا عَلَیْهِ الْمَوْتَ؛ و قد یكون
لسان العرب، ج‌15، ص: 187
بمعنی الفراغ، تقول: قَضَیت حاجتی. و قَضی علیه عَهْداً: أَوصاه و أَنفذه، و معناه الوصیة، و به یفسر قوله عز و جل: وَ قَضَیْنٰا إِلیٰ بَنِی إِسْرٰائِیلَ فِی الْكِتٰابِ؛ أَی عَهِدْنا و هو بمعنی الأَداء و الإِنْهاء. تقول: قَضَیْتُ دَیْنی، و هو أَیضاً من قوله تعالی: وَ قَضَیْنٰا إِلیٰ بَنِی إِسْرٰائِیلَ فِی الْكِتٰابِ، و قوله: وَ قَضَیْنٰا إِلَیْهِ ذٰلِكَ الْأَمْرَ: أَی أَنْهَیْناه إلیه و أَبْلَغْناه ذلك، و قَضی أَی حكم. و قوله تعالی: وَ لٰا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضیٰ إِلَیْكَ وَحْیُهُ؛ أَی من قبل أَن یُبَیَّن لك بیانه. اللیث فی قوله: فَلَمّٰا قَضَیْنٰا عَلَیْهِ الْمَوْتَ؛ أَی أَتْمَمْنا علیه الموت. و قَضَی فلان صلاته أَی فَرَغَ منها. و قَضَی عَبْرَتَه أَی أَخرج كل ما فی رأْسِه؛ قال أَوس: أَمْ هَل كَثِیرُ بُكیً لم یَقْضِ عَبْرَتَه، إثرَ الأَحِبَّةِ یومَ البَیْنِ، مَعْذُور؟ أی لم یُخْرِج كلَّ ما فی رأْسه. و القاضِیَةُ: المَنِیَّة التی تَقْضِی وَحِیّاً. و القَاضِیَةُ: المَوت، و قد قَضَی قَضاء و قُضِیَ علیه؛ و قوله: تَحنُّ فَتُبْدِی ما بها من صَبابةٍ، و أُخِفی الذی لو لا الأَسا لقَضَانِی معناه قَضَی عَلیَّ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: سَمَّ ذَرارِیحَ جَهِیزاً بالقَضِی فسره فقال: القَضِی الموت القاضی، فإما أَن یكون أَراد القَضی، بالتخفیف، و إما أَن یكون أَراد القَضِیّ فحذف إحدی الیاءین كما قال: أَ لم تَكُنْ تَحْلِف باللهِ العَلی، إنَّ مَطایاكَ لَمِنْ خَیْرِ المَطِی؟ و قَضَی نَحْبَه قَضاءً: مات؛ و قوله أَنشده یعقوب للكمیت: و ذا رَمَقٍ منها یُقَضِّی و طافِسا إما أَن یكون فی معنی یَقْضِی، و إما أَن یكون أَن الموت اقتضاه فقضاه دینه؛ و علیه قول القطامی: فی ذی جُلُولٍ یُقَضِّی الموتَ صاحبُه، إذا الصَّراریُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَی یَقْضِی الموتَ ما جاءه یَطْلُب منه و هو نفْسُه. و ضَرَبَه فَقَضَی علیه أَی قتله كأَنه فَرَغَ منه. و سَمٌّ قَاضٍ أَی قاتل. ابن بری: یقال قَضَی الرجلُ و قَضَّی إذا مات؛ قال ذو الرمة: إذا الشَّخْصُ فیها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ علیهِ، كإغْماضِ المُقَضِّی هُجُولُها و یقال: قَضَی عَلیَّ و قَضَانِی، بإِسقاط حرف الجر؛ قال الكلابی: فَمَنْ یَكُ لم یَغْرَضْ فإنی و ناقَتی، بِحَجْرٍ إلی أَهلِ الحِمَی، غَرِضان تَحِنُّ فَتُبْدِی ما بها من صَبابَة، و أُخْفِی الذی لو لا الأَسا لقَضانی و قوله تعالی: وَ لَوْ أَنْزَلْنٰا مَلَكاً لَقُضِیَ الْأَمْرُ ثُمَّ لٰا یُنْظَرُونَ؛ قال أَبو إسحاق: معنی قُضِیَ الأَمر أُتِم إهْلاكُهم. قال: و قَضَی فی اللغة علی ضُروب كلُّها ترجع إلی معنی انْقِطاعِ الشی‌ء و تَمامِه؛ و منه قوله تعالی: ثُمَّ قَضیٰ أَجَلًا؛ معناه ثم حَتَم بذلك و أَتَمَّه، و منه الإِعْلام؛ و منه قوله تعالی: وَ قَضَیْنٰا إِلیٰ بَنِی إِسْرٰائِیلَ فِی الْكِتٰابِ؛ أَی أَعْلَمْناهم إعلاماً قاطعاً، و منه القَضَاء للفَصْل فی الحُكْم و هو قوله: لَوْ لٰا (كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلیٰ) أَجَلٍ مُسَمًّی لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ؛ أَی لفُصِلَ الحُكْم بینهم، و مثل ذلك قولهم: قد قَضَی القاضِی
لسان العرب، ج‌15، ص: 188
بین الخُصومِ أَی قد قَطَع بینهم فی الحكم، و من ذلك: قد قَضَی فلان دَیْنه، تأْویله أَنه قد قَطَع ما لغَریمه علیه و أَدَّاه إلیه و قَطَعَ ما بینه و بینه. و اقْتَضَی دَیْنه و تَقاضاه بمعنی. و كلُّ ما أُحْكِمَ فقد قُضِیَ. تقول: قد قَضَیْتُ هذا الثوبَ، و قد قَضَیْتُ هذه الدار إذا عَمِلْتها و أَحْكَمْتَ عَمَلَها، و أَما قوله: ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَ لٰا تُنْظِرُونِ، فإن أَبا إسحاق قال: ثم افْعلُوا ما تُریدون، و قال الفراء: معناه ثم امْضُوا إلیَّ كما یقال قد قَضیَ فلان، یرید قد مات و مَضی؛ و قال أَبو إسحاق: هذا مثل قوله فی هود: فَكِیدُونِی جَمِیعاً ثُمَّ لٰا تُنْظِرُونِ؛ یقول: اجْهَدُوا جَهْدَكم فی مُكایَدَتی و التَّأَلُّب علیَّ، وَ لٰا تُنْظِرُونِ أَی و لا تُمْهِلونی؛ قال: و هذا من أَقوی آیات النبوة أن یقول النبی لقومه و هم مُتعاوِنون علیه افعلوا بی ما شئتم. و یقال: اقتتل القوم فقَضَّوْا بینهم قَواضِیَ و هی المَنایا؛ قال زهیر: فقَضَّوا مَنایا بینَهم ثم أَصْدَرُوا «2» الجوهری: قَضَّوا بینهم منایا، بالتشدید، أَی أَنْفَذوها. و قَضَّی اللُّبانةَ أَیضاً، بالتشدید، و قَضاها، بالتخفیف بمعنی. و قَضی الغَریمَ دَیْنَه قَضَاءً: أَدَّاه إلیه. و استَقْضاه: طلَب إلیه أن یَقْضِیَه. و تَقَاضَاه الدَّیْنَ: قَبَضَه منه؛ قال: إذا ما تَقَاضَی المَرْءَ یومٌ و لَیلةٌ، تَقَاضَاه شی‌ءٌ لا یَمَلُّ التَّقَاضِیا أَراد: إذا ما تَقاضی المرءَ نَفْسَه یومٌ و لیلة. و یقال: تَقَاضَیْته حَقِّی فَقضانِیه أَی تَجازَیْتُه فجَزانِیه. و یقال: اقْتَضَیْتُ ما لی علیه أَی قَبَضْته و أَخذْته. و القَاضِیةُ من الإِبل: ما یكون جائزاً فی الدِّیة و الفَریضةِ التی تَجِب فی الصَّدقة؛ قال ابن أَحمر: لَعَمْرُكَ ما أَعانَ أَبو حَكِیمٍ بِقاضِیةٍ، و لا بَكْرٍ نَجِیب و رجل قَضِیٌّ: سریع القَضاء، یكون من قَضاء الحكومة و من قَضَاء الدَّین. و قَضی وطَرَه: أَتمَّه و بلَغه. و قَضَّاه: كَقَضاه؛ و قوله أَنشده أَبو زید: لقَدْ طالَ ما لَبَّثْتَنی عن صَحابَتی و عَن حِوَجٍ، قِضَّاؤُها من شِفائِیا «3» قال ابن سیدة: هو عندی من قَضَّی ككِذّابٍ من كَذَّبَ، قال: و یحتمل أَن یرید اقتضاؤها فیكون من باب قِتَّالٍ كما حكاه سیبویه فی اقْتِتالِ. و الانْقِضاء: ذَهاب الشی‌ء و فَناؤه، و كذلك التَّقَضِّی. و انْقَضَی الشی‌ء و تَقَضَّی بمعنی. و انْقِضاء الشی‌ء و تَقَضِّیه: فَناؤه و انْصِرامُه؛ قال: و قَرَّبُوا للْبَیْن و التَّقَضِّی من كلِّ عَجَّاجٍ تَری للغَرْضِ، خَلْفَ رَحی حَیْزُومِه كالغَمْضِ أَی كالغمض الذی هو بطن الوادی؛ فیقول تری للغَرْضِ فی جَنْبِه أَثراً عظیماً كبطن الوادی. و القَضَاة: الجِلدة الرَّقیقةُ التی تكون علی وجه الصبیّ حین یولد. و القِضَةُ، مخففةً: نِبْتةٌ سُهْلِیَّةٌ و هی منقوصة، و هی من الحَمْض، و الهاء عوض، و جمعها قِضًی؛ قال ابن سیدة: و هی من معتلّ الیاء، و إنما قَضَیْنا بأَن لامها یاء لعدم ق ض و و وجود ق ض ی. الأَصمعی: من نبات السهل الرِّمْثُ و القِضةُ، و یقال فی جمعه قِضاتٌ و قِضُون. ابن السكیت:
(2). عجز البیت: إلی كَلأٍ مُستَوْبلٍ مُتَوَخَّمِ (3). قوله [قضاؤها] هذا هو الصواب و ضبطه فی ح و ج بغیره خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 189
تجمع القِضةُ قِضِینَ؛ و أَنشد أَبو الحجاج: بِساقَیْنِ ساقَیْ ذی قِضِینَ تَحُشُّه بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِیةً شُقْرا و قال أُمیة بن أَبی الصَّلْت: عَرَفْتُ الدَّارَ قد أَقْوَتْ سِنینا لِزَیْنَبَ، إذْ تَحُلُّ بذی قِضِینا و قِضةُ أَیضاً: موضع كانت به وقعة تحْلاق اللِّمَمِ، و تَجمع علی قِضَاتٍ و قِضِین، و فی هذا الیوم أَرسلت بنو حنیفة الفِنْد الزِّمَّانیَّ إلی أَولاد ثعلبة حین طلبوا نصرهم علی بنی تَغْلِب، فقال بنو حنیفة: قد بعثنا إلیكم بأَلف فارس، و كان یقال له عَدِید الأَلف، فلما قدم علی بنی ثعلبة قالوا له: أَین الأَلف؟ قال أَنا، أَ ما تَرضَوْن أَنی أَكون لكم فِنْداً؟ فلما كان من الغد و برزوا للقِتال حمل علی فارس كان مُرْدِفاً لآخر فانتظمهما و قال: أَیا طَعْنَةَ ما شَیْخٍ كبِیرٍ یَفَنٍ بالی أَبو عمرو: قَضَّی الرجل إذا أَكل القَضا و هو عَجَم الزبیب، قال ثعلب: و هو بالقاف؛ قاله ابن الأَعرابی. أَبو عبید: و القَضَّاء من الدُّروع التی قد فُرغ من عملها و أُحْكمت، و یقال الصُّلْبة؛ قال النابغة: و كلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِیَّةٍ، و نَسْجُ سُلَیْمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذائِل قال: و الفعل من القَضَّاء قَضَیْتها؛ قال أَبو منصور: جعل القَضَّاء فَعَّالًا من قَضَی أَی أَتَمَّ، و غیره یجعل القَضّاء فَعْلاء من قَضَّ یَقَضُّ، و هی الجَدیدُ الخَشِنةُ، من إقْضاضِ المَضْجَع. و تَقَضَّی البازی أَی انْقَضَّ، و أَصله تَقَضَّضَ، فلما كثرت الضادات أُبدلت من إحداهن یاء؛ قال العجاج: إذا الكرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، تَقَضِّیِ البازی إذا البازی كَسَرْ و فی الحدیث ذكر دار القَضَاء فی المدینة، قیل: هی دارُ الإِمارة، قال بعضهم: هو خطأٌ و إنما هی دار كانت لعمر بن الخطاب، رضی الله عنه، بیعت بعد وفاته فی دَینه ثم صارت لمَرْوان، و كان أَمیراً بالمدینة، و من هاهنا دخل الوهم علی من جعلها دار الإِمارة.

قطا؛ ج15، ص: 189

: قَطا یَقْطُو: ثَقُل مشیه. و القَطَا: طائر معروف، سمی بذلك لثِقَل مَشیْه، واحدته قَطاة، و الجمع قَطَوات و قَطَیاتٌ، و مشیها الاقْطِیطاء. تقول: اقْطَوْطَتِ القَطَاةُ تَقْطَوْطِی، و أَما قَطت تَقْطُو فبعض یقول من مشیها، و بعض یقول من صوتها، و بعض یقول صوتها القَطْقَطةُ. و القَطْوُ: تَقَارُب الخَطْو من النَّشاط. و الرجل یَقْطَوْطِی فی مشیه إذا اسْتَدارَ و تَجَمَّع؛ و أَنشد: یَمْشِی مَعاً مُقْطَوْطِیاً إذا مَشَی و قَطَت القَطاةُ: صوّتت وحدها فقالت قَطا قَطا؛ قال الكسائی: و ربما قالوا فی جمعه قَطَیاتٍ، و لَهَیاتٍ فی جمع لَهاة الإِنسان، لأَن فَعَلْت منهما لیس بكثیر فیجعلون الأَلف التی أَصلها واو یاء لقلتها فی الفعل، قال: و لا یقولون فی غَزَواتٍ غَزَیات لأَن غَزَوْتُ أَغْزُو كثیر معروف فی الكلام. و فی المثل: إنه لأَصْدَقُ من قَطاة؛ و ذلك لأَنها تقول قَطا قَطا. و فی المثل أَیضاً: لو تُرِكَ القَطا لَنامَ؛ یضرب مثلًا لمن یَهِیجُ إذا تُهُیِّج. التهذیب: دل بیت النابغة أَن القَطاة سمیت قَطاة بصوتها؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 190
قال النابغة: تَدْعُو قَطا، و به تُدْعی إذا نُسِبَتْ، یا صِدْقَها حِینَ تَدْعُوها فتَنْتَسِبُ و قال أَبو وَجْزة یصف حمیراً وردت لیلًا ماء فمرت بِقَطاً و أَثارَتْها: ما زِلْنَ یَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ، باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَیْرَ أَزْواجِ یعنی أَنها تمرُّ بالقَطا فتُثِیرها فتَصِیح قَطا قطا، و ذلك انتسابها. الفراء: و یقال فی المثل إنه لأَدَلُّ من قَطاة، لأَنها تَرد الماء لیلًا من الفَلاة البعیدة. و القَطَوَانُ و القَطَوْطَی: الذی یُقارِبُ المشی من كل شی‌ء. و قال شمر: و هو عندی قَطْوَان، بسكون الطاء، و الأُنثی قَطَوَانَة و قَطَوطَاة، و قد قَطا یَقْطُو قَطْواً و قُطُوًّا و اقْطَوْطی. و القَطَوطی: الطویل الرجلین إلا أَنه لا یقارب خَطْوه كمشی القطا. و القَطَاةُ: العَجُز، و قیل: هو ما بین الوَرِكین، و قیل: هو مَقعَد الرِّدف «1» أَو موضع الردف من الدابة خلف الفارس، و یقال: هی لكل خَلْق؛ قال الشاعر: و كَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرجا و ثلاث قَطَوات. و القَطا: مَقْعَد الرِّدف و هو الرَّدیف؛ قال إمرؤ القیس: و صُمٌّ صِلابٌ ما یَقِینَ من الوَجی، كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه علی رالِ یصفه بإشرافِ القَطاة. و الرَّأْلُ: فرخ النَّعامِ؛ و منه قول الراجز: و أَبوكَ لم یَكُ عارِفاً بلَطاتِه، لا فَرْقَ بینَ قَطاتِه و لَطاتِه و تقول العرب فی مثل: لیس قَطاً مثلَ قُطَیٍّ أَی لیس النَّبِیلُ كالدَّنی‌ءِ؛ و أَنشد: لیس قَطاً مِثْلَ قُطَیٍّ، و لا المَرْعِیُّ، و فی الأَقْوامِ، كالرّاعِی أَی لیس الأَكابر كالأَصاغر. و تَقَطَّی عنی بوجهه: صدَف لأَنه إذا صدَف بوجهه فكأَنه أَراه عَجُزَه؛ حكاه ابن الأَعرابی و أَنشد: أَلِكْنی إلی المَوْلی الذی كُلَّما رَأی غَنِیاًّ تَقَطَّی، و هو للطَّرف قاطِعُ و یقال: فلان من رَطاتِه «2» لا یعرف قَطاتَه من لَطاتِه؛ یضرب مثلًا للرجل الأَحمق لا یعرف قُبُله من دُبُرِه من حَماقَته. و قال أَبو تراب: سمعت الحُصَیْبی یقول تَقَطَّیْتُ علی القوم و تَلَطَّیْتُ علیهم إذا كانت لی طَلِبةٌ فأَخذت من مالهم شیئاً فسبقت به. و القَطْوُ: مُقاربة الخَطْو مع النَّشاط، یقال منه: قَطَا فی مِشْیته یَقْطُو، و اقْطَوطی مثله، فهو قَطَوان، بالتحریك، و قَطَوطَی أَیضاً، علی فَعَوْعَلٍ، لأَنه لیس فی الكلام فعَوَّل، و فیه فَعَوْعَل مثل عَثَوثَل، و ذكر سیبویه فیما یلزم فیه الواو أَن تبدل یاء نحو أَغْزَیْت و اسْتَغْزَیت أَن قَطَوْطی فَعَلْعَلٌ مثل صَمَحْمحٍ، قال: و لا تجعله فَعَوْعَلًا لأَن فعَلْعَلًا أَكثر من فَعَوْعَلٍ، قال: و ذكر فی موضع آخر أَنه فَعَوْعَل، قال السیرافی: هذا هو الصحیح لأَنه یقال اقْطَوْطَی
(1). قوله [مقعد الردف] هی عبارة المحكم. و قوله [موضع إلخ] هی عبارة التهذیب جمع المؤلف بینهما علی عادته معبراً بأو. (2). قوله [من رطاته] لیس من المعتل و إنما هو من الصحیح، ففی القاموس: الرطأ، محركة، الحمق، و لینت هنا للمشاكلة و الازدواج.
لسان العرب، ج‌15، ص: 191
و اقْطَوْطَی افعَوْعَل لا غیر. قال: و القَطَوطی أَیضاً القصیر الرجلین، و قال ابن ولّاد: الطویل الرجلین، و غلطه فیه علی بن حمزة. و قال ثعلب: المُقْطَوْطِی الذی یَخْتِل؛ و أَنشد للزِّبرقان: مُقْطَوْطِیاً یَشْتِمُ الأَقْوامَ ظالِمَهُمْ، كالعِفْوِ سافَ رَقِیقَی أُمِّه الجَذَعُ مُقْطَوْطِیاً أَی یختل جاره أَو صدیقه، و العِفْوُ: الجَحْش، و الرقیقان: مَراقُّ البطن أَی یرید أَن ینزو علی أُمه. و القَطْیُ: داء یأْخذ فی العجز؛ عن كراع. و تَقَطَّت الدلو: خرجت من البئر قلیلًا قلیلًا؛ عن ثعلب؛ و أَنشد: قد أَنْزِعُ الدلْوَ تَقَطَّی فی المَرَسْ، تُوزِغُ من مَلْ‌ءٍ كإیزاغِ الفَرَسْ و القَطَیاتُ: لغة فی القَطَوات. و قُطَیَّات: موضع. و كساء قَطَوانیٌّ، و قَطَوانُ: موضع بالكوفة. و قُطَیَّاتٌ: موضع، و كذلك قَطاتانِ موضع، و رَوْض القَطا؛ قال: أَصابَ قُطَیّاتٍ فَسالَ لِواهُما و یروی: أَصاب قَطاتَیْنِ؛ و قال أَیضاً: دَعَتْها التَّناهِی برَوْضِ القَطا إلی وحْفَتَیْنِ إلی جُلْجُل «1» و ریاض القطا: موضع؛ و قال: فما رَوْضةٌ من رِیاضِ القَطا، أَلَثَّ بها عارِضٌ مُمْطِرُ و قُطَیَّةُ بنت بشر: امرأَة مَرْوان بن الحكم. و‌فی الحدیث: كأنی أَنظر إلی موسی بن عمران فی هذا الوادی مُحْرماً بین قَطَوانِیَّتَیْن؛ القَطَوَانِیَّةُ: عباءة بیضاء قصیرة الخَمْلِ، و النون زائدة، كذا ذكره الجوهری فی المعتل، و قال: كساء قَطَوَانیٌّ؛ و منه‌حدیث أُمّ الدرداء: قالت أَتانی سَلْمانُ الفارسیُّ فسلم علی و علیه عَباءة قَطَوَانِیّة، و الله أَعلم.

قعا؛ ج15، ص: 191

: القَعْو: البكرة، و قیل: شبهها، و قیل: البكرة من خشب خاصة، و قیل: هو المِحْور من الحدید خاصة، مدنیة، یَسْتَقی علیها الطیَّانُون. الجوهری: القَعْو خشبتان فی البكرة فیهما المحور، فإن كانا من حدید فهو خُطّاف. قال ابن بری: القَعْوُ جانب البكرة، و یقال خدّها؛ فسر ذلك عند قول النابغة: له صَریفٌ صَریفَ القَعْوِ بالمَسَدِ و قال: الأَعلم: القَعْوُ ما تدور فیه البكرة إذا كان من خشب، فإن كان من حدید فهو خطاف. و المِحْور: العود الذی تدور علیه البكرة، فبان بهذا أَن القَعْوَ هو الخشبتان اللتان فیهما المحور؛ و قال النابغة فی الخطاف: خَطاطِیفُ حُجْنٌ فی حِبالٍ مَتِینَةٍ، تَمُدُّ بها أَیدٍ إلیك نَوازِعُ و القَعْوَانِ: خشبتان تَكْتَنِفان البكرة و فیهما المحور، و قیل: هما الحدیدتان اللتان تجری بینهما البكرة، و جمع كل ذلك قُعِیٌّ لا یكسَّر إلا علیه. قال الأَصمعی: الخُطاف الذی تجری البكرة و تدور فیه إذا كان من حدید، فإن كان من خشب فهو القَعْو؛ و أَنشد غیره: إنْ تَمْنَعی قَعْوَكِ، أَمْنَعْ مِحْوَرِی لِقَعْوِ أُخْرَی حَسَنٍ مُدَوّرِ و المحور: الحدیدة التی تدور علیها البكرة. ابن
(1). قوله [إلی وحفتین إلخ] هذا بیت المحكم. و فی مادة وح ف بدل هذا المصراع: فنعف الوحاف إلی جلجل
لسان العرب، ج‌15، ص: 192
الأَعرابی: القَعْوُ خدّ البكرة، و قیل: جانبها. و القَعْوُ: أَصل الفخذ، و جمعه القُعَی. و العُقَی: الكلمات المكروهات. و أَقْعَی الفرس إذا تَقَاعَس علی أَقْتاره، و امرأَة قَعْوَی و رجل قَعْوَانُ. و قَعَا الفحل علی الناقة یَقْعُو قَعْواً و قُعُوًّا، علی فُعُول، و قَعاها و اقْتَعَاها: أَرسل نفسه علیها، ضَرب أَو لم یَضرب؛ الأَصمعی: إذا ضرب الجمل الناقة قیل قَعَا علیها قُعُوٌّا، و قاعَ یَقُوع مثله، و هو القُعُوُّ و القَوْعُ، و نحو ذلك قال اللیث؛ یقال: قاعَها و قَعا یَقْعُو عن الناقة و علی الناقة؛ و أَنشد: قاعَ و إِنْ یَتْرُكْ فَشَوْلٌ دُوَّخُ و قَعَا الظلیم و الطائر یَقْعُو قُعُوًّا: سَفِدَ. و رجل قَعُوّ العجیزتین «1»: أَرْسَح؛ و قال یعقوب: قَعُوّ الأَلیتین ناتئهما غیر منبسطهما. و امرأَة قَعْوَاء: دقیقة الفخذین أَو الساقین، و قیل: هی الدقیقة عامّة. و أَقْعَی الرجل فی جُلُوسه: تَسانَدَ إلی ما وراءه، و قد یُقْعِی الرجل كأَنه مُتَسانِدٌ إلی ظهره، و الذئب و الكلب یُقْعِی كل واحد منهما علی استه. و أَقْعَی الكلب و السبعُ: جلس علی استه. و القَعا، مقصور: رَدَّة فی رأَس الأَنف، و هو أَن تُشْرِفَ الأَرنبة ثم تُقْعِی نحو القصبة، و قد قَعِیَ قَعاً فهو أَقْعَی، و الأُنثی قَعْوَاء، و قد أَقْعَتْ أَرنبته، و أَقْعَی أَنفه. و أَقْعَی الكلب إذا جلس علی استه مفترشاً رجلیه و ناصباً یدیه. و قد جاء فی الحدیث النهی عن الإِقْعَاء فی الصلاة، و‌فی روایة: نَهی أَن یُقْعِیَ الرجل فی الصلاة، و هو أَن یضع أَلیتیه علی عقبیه بین السجدتین، و هذا تفسیر الفقهاء، قال الأَزهری: كما روی عن العبادلة، یعنی عبد الله بن العباس، و عبد الله بن عمر، و عبد الله بن الزبیر، و عبد الله بن مسعود، و أَما أَهل اللغة فالإِقْعاء عندهم أَن یُلْصِقَ الرجل أَلیتیه بالأَرض و ینْصِب ساقیه و فخذیه و یضع یدیه علی الأَرض كما یُقْعِی الكلب، و هذا هو الصحیح، و هو أَشبه بكلام العرب، و لیس الإِقْعاء فی السباع إلا كما قلناه، و قیل: هو أَن یلصق الرجل أَلیتیه بالأَرض و ینصب ساقیه و یتساند إلی ظهره؛ قال المخبل السعدی یهجو الزبرقان ابن بدر: فَأَقْعِ كما أَقْعَی أَبُوك علی اسْتِه، رَأَی أَنَّ رَیْمًا فَوقَه لا یُعادِلُهْ قال ابن بری: صواب إنشاد هذا البیت و أَقْعِ بالواو لأَن قبله: فإنْ كُنْتَ لم تُصْبِحْ بحَظِّك راضِیاً، فَدَعْ عنكَ حَظّی، إنَّنی عنك شاغِلُهْ و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، أَكل مُقْعِیاً؛ أَراد أَنه كان یجلس عند الأَكل علی وركیه مستوفزاً غیر متمكن. قال ابن شمیل: الإِقْعاء أَن یجلس الرجل علی وركیه، و هو الاحتفاز و الاستِیفازُ.

قفا؛ ج15، ص: 192

: الأَزهری: القَفا، مقصور، مؤخر العُنق، أَلفها واو و العرب تؤنثها، و التذكیر أَعم. ابن سیدة: القَفا وراء العنق أُنثی؛ قال: فَما المَوْلَی، و إن عَرُضَت قَفاه، بأَحْمَل للمَلاوِمِ مِن حِمار و یروی: … للمَحامِد …، یقول: لیس المولی و إن أَتَی بما یُحمَد علیه بأَكثر من الحِمار مَحامِد. و قال اللحیانی: القَفا یذكر و یؤنث، و حَكَی عن عُكْلٍ هذه قَفاً، بالتأْنیث، و حكی ابن جنی المدّ فی
(1). قوله [قَعُوّ العجیزتین إلخ] هو بهذا الضبط فی الأَصل و التكملة و التهذیب، و ضبط فی القاموس بفتح فسكون خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 193
القَفا و لیست بالفاشیة؛ قال ابن بری: قال ابن جنی المدّ فی القَفَا لغة و لهذا جمع علی أَقفِیَة؛ و أَنشد: حتی إذا قُلْنا تَیَفَّع مالكٌ، سَلَقَت رُقَیَّةُ مالِكاً لقَفائِه فأَما قوله: یا ابنَ الزُّبَیر طالَ ما عَصَیْكا، و طالَ ما عَنَّیْتَنا إلَیْكا، لَنَضْرِبَنْ بسَیْفِنا قَفَیْكا أَراد قَفاك، فأَبدل الأَلف یاء للقافیة، و كذلك أَراد عَصَیْتَ، فأَبدل من التاء كافاً لأَنها أُختها فی الهمس، و الجمع أَقْفٍ و أَقْفِیةٌ؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، و هو علی غیر قیاس لأَنه جمعُ الممدود مثل سَماء و أَسْمِیَةٍ، و أَقْفَاءٌ مثل رَحاً و أَرْحاء؛ و قال الجوهری: هو جمع القلة، و الكثیر قُفِیٌّ علی فُعُول مثل عَصاً و عُصِیٍّ، و قِفِیٌّ و قَفِینٌ؛ الأَخیرة نادرة لا یوجبها القیاس. و القَافِیَةُ: كالقَفا، و هی أَقلهما. و یقال: ثلاثة أَقْفَاء، و من قال أَقْفِیَة فإنه جماعة و القِفِیّ و القُفِیّ؛ و قال أَبو حاتم: جمع القَفَا أَقْفَاء، و من قال أَقْفِیَة فقد أَخطأَ. و یقال للشیخ إذا هَرِمَ: رُدَّ علی قَفاه و رُدَّ قَفاً؛ قال الشاعر: إن تَلْقَ رَیْبَ المَنایا أَو تُرَدُّ قَفاً، لا أَبْكِ مِنْكَ علی دِینٍ و لا حَسَبِ و‌فی حدیث مرفوع: یَعْقِدُ الشیطانُ علی قافِیةِ رأْس أَحدكم ثلاث عُقَد، فإذا قام من اللیل فَتَوَضَّأَ انحلت عُقْدة؛ قال أَبو عبیدة: یعنی بالقَافِیَة القَفا. و یقولون: القَفَنُّ فی موضع القَفا، و قال: هی قافیة الرأْس. و قافِیةُ كل شی‌ء: آخره، و منه قَافِیَة بیت الشِّعْر، و قیل قَافِیَة الرأْس مؤخره، و قیل: وسطه؛ أَراد تَثْقِیلَه فی النوم و إطالته فكأنه قد شَدَّ علیه شِداداً و عَقَده ثلاث عُقَد. و قَفَوْتُه: ضربت قَفاه. و قَفَیْتُه أَقْفِیه: ضربت قَفاه. و قَفَیْتُه و لَصَیْتُه: رمیته بالزنا. و قَفَوْتُه: ضربت قَفاه، و هو بالواو. و یقال: قَفاً و قَفوان، قال: و لم أَسمع قَفَیانِ. و تَقَفَّیْته بالعصا و اسْتَقْفَیْته: ضربت قفاه بها. و تَقَفَّیت فلاناً بعصا فضربته: جِئته من خَلْف. و‌فی حدیث ابن عمر: أَخَذَ المِسْحاةَ فاسْتَقْفاه فضربه بها حتی قتله‌أَی أَتاه من قِبَل قفاه. و‌فی حدیث طلحة: فوضعوا اللُّجَّ علی قَفَیَّ‌أَی وضَعوا السیف علی قَفای، قال: و هی لغة طائِیة یشددون یاء المتكلم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، كتب إلیه صحیفة فیها: فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ سَلْعٌ: جبل، و قَفاه: وراءه و خَلْفه. و شاة قَفِیَّة: مذبوحة من قفاها، و منهم من یقول قَفِینَةٌ، و الأَصل قَفِیَّة، و النون زائدة؛ قال ابن بری: النون بدل من الیاء التی هی لام الكلمة. و‌فی حدیث النخعی: سئل عمن ذبح فأَبان الرأْس، قال: تلك القَفِینة لا بأْس بها؛ هی المذبوحة من قِبَل القَفا، قال: و یقال للقَفا القَفَنُ، فهی فَعِیلة بمعنی مَفْعولة. یقال: قَفَنَ الشاةَ و اقْتَفَنَها؛ و قال أَبو عبیدة «1»: هی التی یبان رأْسها بالذبح، قال: و منه‌حدیث عمر، رضی الله عنه: ثم أَكون علی قَفّانِه، عند من جعل النون أَصلیة. و یقال: لا أَفعله قَفا الدهر أَی أَبداً أَی طول الدهر و هو قَفا الأَكَمَة و بقَفا الأَكَمة أَی بظهرها.
(1). قوله [أَبو عبیدة] كذا بالأصل، و الذی فی غیر نسخة من النهایة: أبو عبید بدون هاء التأنیث.
لسان العرب، ج‌15، ص: 194
و القَفَیُّ: القَفا. و قَفاه قَفْواً و قُفُوّاً و اقْتَفَاه و تَقَفَّاه: تَبِعَه. اللیث: القَفْوُ مصدر قولك قَفَا یَقْفُو قَفْواً و قُفُوّاً، و هو أَن یتبع الشی‌ء. قال الله تعالی: وَ لٰا تَقْفُ مٰا لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؛ قال الفراء: أَكثر القراء یجعلونها من قَفَوْت كما تقول لا تدع من دعوت، قال: و قرأَ بعضهم و لا تَقُفْ مثل و لا تَقُلْ، و قال الأَخفش فی قوله تعالی: وَ لٰا تَقْفُ مٰا لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؛ أَی لا تَتَّبِع ما لا تعلم، و قیل: و لا تقل سمعت و لم تسمع، و لا رأَیت و لم تر، و لا علمت و لم تعلم، إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا. أَبو عبید: هو یَقْفُو و یَقُوفُ و یَقْتافُ أَی یتبع الأَثر. و قال مجاهد: وَ لٰا تَقْفُ مٰا لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ لا تَرُمْ؛ و قال ابن الحنفیة: معناه لا تشهد بالزور. و قال أَبو عبید: الأَصل فی القَفْوِ و التَّقافی البُهْتان یَرمی به الرجل صاحبه، و العرب تقول قُفْتُ أَثره و قَفَوْته مثل قاعَ الجمل الناقة و قَعاها إِذا ركبها، و مثل عاثَ و عَثا. ابن الأَعرابی: یقال قَفَوْت فلاناً اتبعت أَثره، و قَفَوْته أَقْفُوه رمیته بأَمر قبیح. و فی نوادر الأَعراب: قَفَا أَثره أَی تَبِعَه، و ضدُّه فی الدعاء: قَفَا الله أَثَره مثل عَفا الله أَثَره. قال أَبو بكر: قولهم قد قَفا فلان فلاناً، قال أَبو عبید: معناه أَتْبَعه كلاماً قبیحاً. و اقْتَفَی أَثَره و تَقَفَّاه: اتبعه. و قَفَّیْت علی أَثره بفلان أَی أَتْبَعْته إِیاه. ابن سیدة: و قَفَّیْته غیری و بغیری أَتْبَعْته إِیاه. و فی التنزیل العزیز: ثُمَّ قَفَّیْنٰا عَلیٰ آثٰارِهِمْ بِرُسُلِنٰا؛ أَی أَتبعنا نوحاً و إِبراهیم رُسُلًا بعدهم؛ قال إمرؤ القیس: و قَفَّی علی آثارِهِنَّ بحاصِبِ أَی أَتْبَع آثارَهن حاصباً. و قال الحوفی: اسْتَقْفَاه إِذا قَفا أَثره لیَسْلُبَه؛ و قال ابن مقبل فی قَفَّی بمعنی أَتی: كَمْ دُونَها من فَلاةٍ ذاتِ مُطَّرَدٍ، قَفَّی علیها سَرابٌ راسِبٌ جاری أَی أَتی علیها و غَشِیَها. ابن الأَعرابی: قَفَّی علیه أَی ذهب به؛ و أَنشد: و مَأْرِبُ قَفَّی علیه العَرِمْ و الاسم القِفْوةُ، و منه الكلام المُقَفَّی. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: لی خمسة أَسماء منها كذا و أَنا المُقَفِّی، و فی حدیث آخر: و أَنا العاقب؛ قال شمر: المُقَفِّی نحو العاقب و هو المُوَلِّی الذاهب. یقال: قَفَّی علیه أَی ذهبَ به، و قد قَفَّی یُقَفِّی فهو مُقَفٍّ، فكأَنَّ المعنی أَنه آخِر الأَنبیاءَ المُتَّبِع لهم، فإِذا قَفَّی فلا نبیَّ بعده، قال: و المُقَفِّی المتَّبع للنبیین. و‌فی الحدیث: فلما قَفَّی قال كذا أَی ذهب مُوَلِّیاً، و كأَنه من القَفا أَی أَعطاه قفاه و ظهره؛ و منه‌الحدیث: أَ لا أُخبركم بأَشدَّ حرّاً منه یوم القیامة هَذَیْنِكَ الرجلین المُقَفِّیَیْن‌أَی المُوَلِّیَین، و‌الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: أَنا محمد و أَحمد و المُقَفِّی و الحاشِر و نبیّ الرحْمة و نبی المَلْحَمة؛ و قال ابن أَحمر: لا تَقْتَفِی بهمُ الشمالُ إِذا هَبَّتْ، و لا آفاقُها الغُبْرُ أَی لا تُقِیم الشمال علیهم، یرید تُجاوِزهم إِلی غیرهم و لا تَستَبِین علیهم لخِصْبهم و كثرة خَیرهم؛ و مثله قوله: إِذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَومٍ، تَجَنَّبَ دارَ بیتِهمُ الشِّتاءُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 195
أَی لا یظهر أَثر الشتاء بجارهم. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، فی الاسْتسقاءِ: اللهم إِنا نتقرب إِلیك بعمِّ نبیك و قَفِیَّةِ آبائه و كُبْر رجاله؛ یعنی العباس. یقال: هذا قَفِیُّ الأَشیاخ و قَفِیَّتُهم إِذا كان الخَلَف منهم، مأْخوذ من قَفَوْت الرجل إِذا تَبِعْتَه، یعنی أَنه خَلَفُ آبائه و تِلْوهم و تابعهم كأَنه ذهب إِلی استسقاء أَبیه عبد المطلب لأَهل الحرمَین حین أَجْدَبوا فسقاهم الله به، و قیل: القَفِیَّةُ المختار. و اقْتَفَاه إِذا اختاره. و هو القِفْوةُ: كالصِّفْوة من اصْطَفی، و قد تكرر ذلك القَفْو و الاقْتفاء فی الحدیث اسماً و فعلًا و مصدراً. ابن سیدة: و فلان قَفِیُّ أَهله و قَفِیَّتُهم أَی الخلف منهم لأَنه یَقْفُو آثارهم فی الخیر. و القَافِیَة من الشعر: الذی یقفو البیت، و سمیت قَافِیَة لأَنها تقفو البیت، و فی الصحاح: لأَن بعضها یتبع أَثر بعض. و قال الأَخفش: القَافِیَة آخر كلمة فی البیت، و إنما قیل لها قَافِیَة لأَنها تقفو الكلام، قال: و فی قولهم قافیة دلیل علی أَنها لیست بحرف لأَن القافیة مؤنثة و الحرف مذكر، و إن كانوا قد یؤنثون المذكر، قال: و هذا قد سمع من العرب، و لیست تؤخذ الأَسماء بالقیاس، أَ لا تری أَن رجلًا و حائطاً و أَشباه ذلك لا تؤخذ بالقیاس إِنما ینظر ما سمته العرب، و العرب لا تعرف الحروف؟ قال ابن سیدة: أَخبرنی من أَثق به أَنهم قالوا لعربی فصیح أَنشدنا قصیدة علی الذال فقال: و ما الذال؟ قال: و سئل بعض العرب عن الذال و غیرها من الحروف فإِذا هم لا یعرفون الحروف؛ و سئل أَحدهم عن قافیة: لا یَشْتَكینَ عَمَلًا ما أَنْقَیْنْ فقال: أَنقین؛ و قالوا لأَبی حیة: أَنشدنا قصیدة علی القاف فقال: كَفی بالنَّأْیِ من أَسماء كاف فلم یعرف القاف. قال محمد بن المكرّم: أَبو حیة، علی جهله بالقاف فی هذا كما ذكر، أَفصح منه علی معرفتها، و ذلك لأَنه راعی لفظة قاف فحملها علی الظاهر و أَتاه بما هو علی وزن قاف من كاف و مثلها، و هذا نهایة العلم بالأَلفاظ و إِن دق علیه ما قصد منه من قافیة القاف، و لو أَنشده شعراً علی غیر هذا الروی مثل قوله: آذَنَتْنا بِبَیْنِها أَسماءُ و مثل قوله: لِخَوْلةَ أَطْلالٌ ببُرْقةِ ثَهْمَدِ «2» كان یعد جاهلًا و إِنما هو أَنشده علی وزن القاف، و هذه معذرة لطیفة عن أَبی حیة، و الله أَعلم. و قال الخلیل: القَافِیَة من آخر حرف فی البیت إِلی أَوّل ساكن یلیه مع الحركة التی قبل الساكن، و یقال مع المتحرك الذی قبل الساكن كأَن القافیة علی قوله من قول لبید: عَفَتِ الدِّیارُ مَحَلُّها فَمُقامُها من فتحة القاف إِلی آخر البیت، و علی الحكایة الثانیة من القاف نفسها إِلی آخر البیت؛ و قال قطرب: القَافِیَة الحرف الذی تبنی القصیدة علیه، و هو المسمی رَوِیّاً؛ و قال ابن كیسان: القَافِیَة كل شی‌ء لزمت إِعادته فی آخر البیت، و قد لاذ هذا بنحو من قول الخلیل لو لا خلل فیه؛ قال ابن جنی: و الذی یثبت عندی صحته من هذه الأَقوال هو قول الخلیل؛ قال ابن سیدة: و هذه الأَقوال إِنما یخص بتحقیقها صناعة القافیة، و أَما نحن فلیس من غرضنا هنا إِلا أَن نعرّف
(2). قوله [ببرقة] هی بالضم كما فی یاقوت، و ضبطت فی ثهمد بالفتح خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 196
ما القافیة علی مذهب هؤلاء من غیر إسهاب و لا إطناب؛ و أَما ما حكاه الأَخفش من أَنه سأَل من أَنشد: لا یشتكین عملًا ما أَنقین فلا دلالة فیه علی أَن القَافِیَة عندهم الكلمة، و ذلك أَنه نحا نحو ما یریده الخلیل، فلَطُف علیه أَن یقول هی من فتحة القاف إِلی آخر البیت فجاء بما هو علیه أَسهل و به آنَس و علیه أَقْدَر، فذكر الكلمة المنطویة علی القافیة فی الحقیقة مجازاً، و إِذا جاز لهم أَن یسموا البیت كله قَافِیَة لأَن فی آخره قافیة، فتسمیتهم الكلمة التی فیها القافیة نفسها قَافیة أَجدر بالجواز، و ذلك قول حسان: فَنُحْكِمُ بالقَوافی مَن هَجانا، و نَضْرِبُ حینَ تخْتَلِطُ الدِّماءُ و ذهب الأَخفش إِلی أَنه أَراد هنا بالقَوَافِی الأَبیات؛ قال ابن جنی: لا یمتنع عندی أَن یقال فی هذا إِنه أَراد القصائد كقول الخنساء: و قافِیَةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنانِ تَبْقی، و یَهْلِك مَن قالَها تعنی قصیدة و القافِیَة القصیدة؛ و قال: نُبِّئْتُ قافِیَةً قیلَتْ، تَناشَدَها قَوْمٌ سأَتْرُك فی أَعْراضِهِمْ نَدَبا و إِذا جاز أَن تسمی القصیدة كلها قافیة كانت تسمیة الكلمة التی فیها القافیة قافیة أجدر، قال: و عندی أَن تسمیة الكلمة و البیت و القصیدة قَافِیَة إِنما هی علی إِرادة ذو القافیة، و بذلك خَتَم ابن جنی رأْیه فی تسمیتهم الكلمة أَو البیت أَو القصیدة قَافِیَة. قال الأَزهری: العرب تسمی البیت من الشِّعر قَافِیَة و ربما سموا القصیدة قافیة. و یقولون: رویت لفلان كذا و كذا قافیة. و قَفَّیْتُ الشِّعر تَقْفِیَة أَی جعلت له قافیة. و قَفَاه قَفْواً: قَذَفه أَو قَرَفَه، و هی القِفْوةُ، بالكسر. و أَنا له قَفِیٌّ: قاذف. و القَفْوُ القَذْف، و القَوْفُ مثل القفْو. و‌قال النبی، صلی الله علیه و سلم: نحن بنو النضر بن كِنانة لا نَقْذِفُ أَبانا و لا نقْفُو أُمنا؛ معنی نقفو: نقذف، و‌فی روایة: لا نَنْتَفی عن أَبینا و لا نَقْفُو أُمنا‌أَی لا نتهمها و لا نقذفها. یقال: قَفَا فلان فلاناً إِذا قذفه بما لیس فیه، و قیل: معناه لا نترك النَّسَب إِلی الآباءِ و نَنْتَسب إِلی الأُمهات. و قَفَوْت الرجل إِذا قذفته بفُجور صریحاً. و‌فی حدیث القاسم بن محمد: لا حَدَّ إِلا فی القَفْوِ البیّن‌أَی القذف الظاهر. و‌حدیث حسان بن عطیة: من قَفا مؤمناً بما لیس فیه وقَفَه الله فی رَدْغةِ الخَبال.و قَفَوْت الرجل أَقْفُوه قَفْواً إِذا رمیته بأَمر قبیح. و القِفْوةُ: الذنب. و فی المثل: رُبَّ سامع عِذْرَتی لم یَسمَع قِفْوَتی؛ العِذْرةُ: المَعْذِرةُ، أَی رب سامع عُذْری لم یَسمع ذَنبی أَی ربما اعتذرت إِلی من لم یعرف ذنبی و لا سمع به و كنت أَظنه قد علم به. و قال غیره: یقول ربما اعتذرت إِلی رجل من شی‌ء قد كان منی إِلی مَنْ لم یبْلُغه ذنبی. و فی المحكم: ربما اعتذرت إِلی رجل من شی‌ء قد كان منی و أَنا أَظن أَنه قد بلغه ذلك الشی‌ء و لم یكن بلغه؛ یضرب مثلًا لمن لا یحفظ سره و لا یعرف عیبه، و قیل: القِفْوَة أَن تقول فی الرجل ما فیه و ما لیس فیه. و أَقْفَی الرجلَ علی صاحبه: فضَّله؛ قال غیلان الربعی یصف فرساً: مُقْفًی علی الحَیِّ قَصِیرَ الأَظْماء لسان العرب، ج‌15، ص: 197
و القَفِیَّةُ: المَزِیَّة تكون للإِنسان علی غیره، تقول: له عندی قَفِیَّةٌ و مزیة إِذا كانت له منزلة لیست لغیره. و یقال: أَقْفَیته و لا یقال أَمْزَیته، و قد أَقْفاه. و أَنا قَفِیٌّ به أَی حَفِیٌّ، و قد تَقَفَّی به. و القَفِیُّ: الضَّیْف المُكْرَم. و القَفِیُّ و القَفِیَّةُ: الشی‌ء الذی یُكْرَم به الضیْفُ من الطعام، و فی التهذیب: الذی یكرم به الرجل من الطعام، تقول: قَفَوْته، و قیل: هو الذی یُؤثر به الضیف و الصبی؛ قال سلامة بن جندل یصف فرساً: لیس بأَسْفی و لا أَقْنی و لا سَغِلٍ، یُسْقی دَواء قَفِیّ السَّكْنِ مَرْبُوب و إِنما جُعِل اللبنُ دواء لأَنهم یُضَمِّرون الخیل بسَقْی اللبن و الحَنْذ، و كذلك القَفاوة، یقال منه: قَفَوْته به قَفْواً و أَقْفَیته به أَیضاً إِذا آثَرْته به. یقال: هو مُقْتَفًی به إِذا كان مُكْرَماً، و الاسم القِفْوَة، بالكسر، و روی بعضهم هذا البیت دِواء، بكسر الدال، مصدر داویته، و الاسم القَفَاوَة. قال أَبو عبید: اللبن لیس باسم القَفِیِّ، و لكنه كان رُفِعَ لإِنسان خص به یقول فآثرت به الفرس. و قال اللیث: قَفِیُّ السَّكْنِ ضَیْفُ أَهل البیت. و یقال: فلان قَفِیٌّ بفلان إِذا كان له مُكْرِماً. و هو مُقْتَفٍ به أَی ذو لُطْف و بِرّ، و قیل: القَفِیُّ الضَّیف لأَنه یُقْفَی بالبِر و اللطف، فیكون علی هذا قَفِیّ بمعنی مَقْفُوّ، و الفعل منه قَفَوته أَقْفُوه. و قال الجعدی: لا یُشِعْن التَّقافِیا؛ و یروی بیت الكمیت: و باتَ وَلِیدُ الحَیِّ طَیَّانَ ساغِباً، و كاعِبُهمْ ذاتُ القَفاوَةِ أَسْغَبُ أَی ذات الأُثْرَة و القَفِیَّةِ؛ و شاهد أَقْفَیْتُه قول الشاعر: و نُقْفِی وَلِیدَ الحیّ إِن كان جائعاً، و نُحْسِبُه إِن كان لیس بجائعِ أی نُعْطِیه حتی یقول حَسْبی. و یقال: أَعطیته القَفَاوة، و هی حسن الغِذاء. و اقْتَفَی بالشی‌ء: خَص نفسه به؛ قال: و لا أَتَحَرَّی وِدَّ مَن لا یَودُّنی، و لا أَقْتَفِی بالزادِ دُون زَمِیلِی و القَفِیَّة: الطعام یُخص به الرجل. و أَقْفَاه به: اخْتصَّه. و اقْتَفَی الشی‌ءَ و تَقَفَّاه: اختاره، و هی القِفْوةُ، و القِفْوةُ: ما اخترت من شی‌ء. و قد اقْتَفَیْت أَی اخترت. و فلان قِفْوَتی أَی خیرتی ممن أُوثره. و فلان قِفْوَتی أَی تُهَمَتی، كأَنه من الأَضداد، و قال بعضهم: قِرْفتی. و القَفْوة: رَهْجة تثور عند أَوّل المطر. أَبو عمرو: القَفْو أَن یُصیب النبتَ المطرُ ثم یركبه التراب فیَفْسُد. أَبو زید: قَفِئَتِ الأَرضُ قَفْأً إِذا مُطِرت و فیها نبت فجعل المطرُ علی النبت الغُبارَ فلا تأْكله الماشیة حتی یَجْلُوه الندی. قال الأَزهری: و سمعت بعض العرب یقول قُفِیَ العُشب فهو مَقْفُوٌّ، و قد قَفَاه السَّیل، و ذلك إِذا حَمل الماءُ الترابَ علیه فصار مُوبِئاً. و عُوَیْفُ القَوَافِی: اسم شاعر، و هو عُوَیْفُ بنُ معاویة بن عُقْبة بن حِصْن بن حذیفة بن بدر. و القِفْیَةُ: العیب؛ عن كراع. و القُفْیَة: الزُّبْیةُ، و قیل: هی مثل الزبیة إِلا أَن فوقها شجراً، و قال اللحیانی: هی القُفْیةُ و الغُفْیةُ. و القَفِیَّةُ: الناحیة؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فأَقْبَلْتُ حتی كنتُ عند قَفِیَّةٍ من الجالِ، و الأَنُفاسُ مِنِّی أَصُونُها
لسان العرب، ج‌15، ص: 198
أَی فی ناحیة من الجال و أَصون أَنفاسِی لئلا یُشعَر بی.

قلا؛ ج15، ص: 198

: ابن الأَعرابی: القَلا و القِلا و القَلاء المَقْلِیةُ. غیره: و القِلَی البغض، فإِن فتحت القاف مددت، تقول قَلاه یَقْلِیه قِلًی و قَلاء، و یَقْلاه لغة طی‌ء؛ و أَنشد ثعلب: أیامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلاها، و لو تَشاءُ قُبِّلَت عَیْناها فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لو رآها، مَلاحةً و بَهْجةً، زهاها قال ابن بری: شاهد یَقْلِیه قول أَبی محمد الفقعسی: یَقْلِی الغَوانی و الغَوانی تَقْلِیه و شاهد القَلاء فی المصدر بالمد قول نُصَیْب: عَلَیكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِیبَةً، و ما لَكِ عِنْدی، إِنْ نَأَیْتِ، قَلاءُ ابن سیدة: قَلَیْتُه قِلًی و قَلاء و مَقْلِیةً أَبغضته و كَرِهْتُه غایة الكَراهة فتركته. و حكی سیبویه: قَلی یَقلَی، و هو نادر، شبهوا الأَلف بالهمزة، و له نظائر قد حكاها كلها أَو جلها، و حكی ابن جنی قَلاه و قَلِیَه. قال: و أُری یَقْلَی إِنما هو علی قَلِیَ، و حكی ابن الأَعرابی قَلَیْته فی الهجر قِلًی، مكسور مقصور، و حكی فی البُغْض: قَلِیته، بالكسر، أَقْلاه علی القیاس، و كذلك رواه عنه ثعلب. و تَقَلَّی الشی‌ءُ: تَبَغَّضَ؛ قال ابن هَرْمةَ: فأَصْبَحْتُ لا أَقْلی الحَیاةَ و طُولَها أَخیراً، و قد كانتْ إِلَیَّ تَقَلَّتِ الجوهری: و تَقَلَّی أَی تَبَغَّض؛ قال كثیر: أَسِیئی بنا أو أَحسنی، لا مَلُولةٌ لَدَیْنا، و لا مَقْلِیَّةٌ إِن تَقَلَّتِ خاطَبها ثم غایَبَ. و فی التنزیل العزیز: مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلیٰ؛قال الفراء: نزلت فی احتباس الوحی عن سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم خمس عشرة لیلة، فقال المشركون: قد وَدَّعَ محمداً ربُّه و قَلاه التابعُ الذی یكون معه، فأَنزل الله تعالی: مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلیٰ؛ یرید و ما قَلاك، فأُلقیت الكاف كما تقول قد أَعْطَیْتُك و أَحْسَنْتُ، معناه أَحسنت إِلیك، فیُكْتَفَی بالكاف الأُولی من إِعادة الأُخری. الزجاج: معناه لم یَقطع الوحی عنك و لا أَبْغَضَك. و‌فی حدیث أَبی الدرداء: وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ؛ القِلَی: البُغْضُ، یقول: جَرِّب الناس فإِنك إِذا جرّبتهم قلیتهم و تركتهم لما یظهر لك من بَواطِن سرائرهم، لفظه لفظ الأَمر و معناه الخبر أَی من جرَّبهم و خبرهم أَبغضهم و تركهم، و الهاء فی تَقْلِهْ للسكت، و معنی نظم الحدیث وجدت الناس مقولًا فیهم هذا القول، و قد تكرر ذكر القِلی فی الحدیث. و قَلَی الشی‌ء قَلْیاً: أَنْضَجَه علی المِقْلاة. یقال: قَلَیْت اللحم علی المِقْلَی أَقْلِیه قَلْیاً إِذا شویته حتی تُنْضِجه، و كذلك الحبّ یُقْلَی علی المِقلی. ابن السكیت: یقال قَلَوْت البُرَّ و البُسْر، و بعضهم یقول قَلَیْت، و لا یكون فی البُغْض إِلا قَلَیْت. الكسائی: قَلَیْت الحَبّ علی المِقْلَی و قَلَوْته. الجوهری: قَلَیْت السویق و اللحم فهو مَقْلِیٌّ، و قَلَوْت فهو مَقْلُوّ، لغة. و المِقْلاة و المِقْلَی: الذی یُقْلَی علیه، و هما مِقْلَیانِ، و الجمع المَقالی. و یقال للرجل إِذا أَقْلقَه أَمر مُهمّ فبات لیله ساهراً: باتَ یَتَقَلَّی أَی یتقَلَّب علی فراشه كأَنه علی المِقْلی. و القَلِیَّةُ من الطعام، و الجمع قَلایا، و القَلِیَّة: مرَقة تتخذ من لحوم
لسان العرب، ج‌15، ص: 199
الجَزُور و أَكْبادِها. و القَلَّاء: الذی حرفته ذلك. و القَلَّاء: الذی یَقْلی البُرّ للبیع. و القَلَّاءة، ممدودة: الموضع الذی تتخذ فیه المَقالی، و فی التهذیب: الذی تتخذ فیه مَقالی البر، و نظیره الحَرَّاضةُ للمَوضِع الذی یطبخ فیه الحُرُضُ. و قَلَیْت الرَّجل: ضربت رأْسه. و القِلْیُ و القِلَی: حب یشبب به العصفر. و قال أَبو حنیفة: القِلْی یتخذ من الحَمض و أَجوده ما اتخذ من الحُرُض، و یتخذ من أَطراف الرِّمث و ذلك إِذا اسْتَحْكَم فی آخر الصیف و اصفرَّ و أَوْرَس. اللیث: یقال لهذا الذی یُغسل به الثیاب قِلْیٌ، و هو رَماد الغَضَی و الرِّمْث یُحرق رَطباً و یرش بالماء فینعقد قِلْیاً. الجوهری: و القِلْیُ الذی یتخذ من الأُشْنان، و یقال فیه القِلَی أَیضاً، ابن سیدة: القُلة عود یجعل فی وسطه حبل ثم یدفن و یجعل للحبل كِفَّة فیها عیدان، فإِذا وَطِئ الظبی علیها عَضَّت علی أَطراف أَكارِعِه. و المِقْلَی: كالقُلةِ. و القُلةُ و المِقْلَی و المِقْلاء، علی مِفْعالٍ، كلهُ: عودانِ یَلعب بهما الصبیان، فالمِقْلَی العود الكبیر الذی یضرب به، و القُلَةُ الخَشبة الصغیرة التی تنصب و هی قدر ذراع. قال الأَزهری: و القَالِی الذی یَلعب فیَضْرب القُلةَ بالمِقْلَی. قال ابن بری: شاهد المِقْلاء قول إمرئ القیس: فأَصْدَرَها تَعْلُو النِّجادَ، عَشِیَّةً، أَقبُّ، كمِقْلاءِ الوَلیدِ، خَمِیصُ و الجمع قُلاتٌ و قُلُونَ و قِلُونَ علی ما یَكثر فی أَوَّل هذا النحو من التغییر؛ و أَنشد الفراء: مِثْل المَقَالِی ضُرِبَتْ قِلِینُها قال أَبو منصور: جعل النون كالأَصلیة فرفعها، و ذلك علی التوهم، و وجه الكلام فتح النون لأَنها نون الجمع. و تقول: قَلَوْت القُلَة أَقْلُو قَلْواً، و قَلَیْتُ أَقْلِی قَلْیاً لغة، و أَصلها قُلَوٌ، و الهاء عوض، و كان الفراء یقول: إِنما ضم أَوّلها لیدل علی الواو، و الجمع قُلاتٌ و قُلُونَ و قِلُون، بكسر القاف. و قَلا بها قَلْواً و قَلاها: رَمی؛ قال ابن مقبل: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بَیْنَهُمُ، نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِینا أَراد قَلْوُ قالِینا فقلب فتغیر البناء للقَلْب، كما قالوا له جاهٌ عند السلطان، و هو من الوجه، فقلبوا فَعْلًا إِلی فَلْع لأَن القلب مما قد یغیر البناء، فافهم. و قال الأَصمعی: القالُ هو المِقْلاء، و القالُون الذین یلعبون بها، یقال منه قَلَوْت أَقْلُو. و قَلَوْتُ بالقُلة و الكُرة: ضربت. ابن الأَعرابی: القُلَّی القصیرة من الجواری. قال الأَزهری: هذا فُعْلَی من الأَقَلّ و القِلَّةِ. و قَلا الإِبلَ قَلْواً: ساقَها سَوْقاً شدیداً. و قَلا العَیْرُ آتُنَهُ یَقْلُوها قَلْواً: شَلَّها و طَرَدَها و ساقَها. التهذیب: یقال قَلا العَیرُ عانته یَقْلُوها و كَسَأَها و شَحَنَها و شَذَّرَها إِذا طَرَدَها؛ قال ذو الرمة: یَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً، وُرْقَ السَّرابِیلِ، فی أَلْوانِها خَطَبُ و القِلْوُ: الحمار الخفیف، و قیل: هو الجحش الفَتیُّ، زاد الأَزهری: الذی قد أَركَب و حَمَل، و الأُنثی قِلْوَة، و كل شدید السوق قِلْوٌ، و قیل: القِلْو الخفیف من كل شی‌ء، و القِلْوة الدابة تتقدَّم بصاحبها، و قد قَلَتْ به و اقْلَوْلَتْ. اللیث: یقال الدابة تَقْلُو بصاحبها قَلْواً، و هو
لسان العرب، ج‌15، ص: 200
تَقَدِّیها به فی السیر فی سرعة. یقال: جاء یَقْلو به حماره. و قَلَت الناقة براكبها قَلْواً إِذا تقدمت به. و اقْلَوْلَی القوم: رحلوا، و كذلك الرجل؛ كلاهما عن اللحیانی. و اقْلَوْلَی فی الجبل: صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ. و كلُّ ما عَلَوت ظهره فقد اقْلَوْلَیْتَه، و هذا نادر لأَنَّا لا نعرف افْعَوْعَل متعدِّیة إِلا اعْرَوْرَی و احْلَوْلی. و اقْلَوْلَی الطائر: وقع علی أَعلی الشجرة؛ هذه عن اللحیانی. و القَلَوْلَی: الطائر إِذا ارتفع فی طیرانه. و اقْلَوْلَی أَی ارتفع. قال ابن بری: أَنكر المهلبی و غیره قَلَوْلَی، قال: و لا یقال إِلا مُقْلَوْلٍ فی الطائر مثل مُحْلَوْلٍ. و قال أَبو الطیب: أَخطأَ من ردَّ علی الفراء قَلَوْلَی؛ و أَنشد لحمید بن ثور یصف قطاً: وَقَعْنَ بِجَوْف الماء، ثم تَصَوَّبَتْ بِهِنَّ قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ ابن سیدة: قال أَبو عبیدة قَلَوْلَی الطائر جعله علماً أَو كالعلم فأَخطأَ. و المُقْلَوْلِی: المُسْتَوْفِز المُتَجافی. و المُقْلَوْلِی: المُنْكَمِش؛ قال: قد عَجِبَتْ مِنِّی و مِن بُعَیْلِیا، لَمَّا رأَتْنی خَلَقاً مُقْلَوْلِیا و أَنشد ابن بری هنا لذی الرمة: و اقْلَوْلَی علی عُودِه الجَحْلُ و‌فی الحدیث: لو رأَیت ابن عُمر ساجداً لرأَیته مُقْلَوْلِیاً؛ هو المُتَجافی المُسْتَوْفِزُ، و قیل: هو مَن یَتَقَلَّی علی فراشه أَی یَتَمَلمَل و لا یَسْتَقِرّ، قال أَبو عبید: و بعض المحدثین كان یفسر مُقْلَوْلِیاً كأَنه علی مِقْلًی، قال: و لیس هذا بشی‌ء إِنما هو من التجافی فی السجود. و یقال: اقْلَوْلَی الرجل فی أَمره إِذا انكمش، و اقْلَوْلَتِ الحُمر فی سرعتها؛ و أَنشد الأَحمر للفرزدق: تقُولُ، إِذا اقْلَوْلَی علیها و أَقْرَدَتْ: أَلا هَل أَخُو عَیْشٍ لَذیذٍ بدائمِ؟ قال ابن الأَعرابی: هذا كان یزنی بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها، و أَقْرَدَتْ: ذَلَّت؛ قال ابن بری: أَدخل الباء فی خبر المبتدإِ حملًا علی معنی النفی كأَنه قال ما أَخو عیش لذیذ بدائم؛ قال: و مثله قول الآخر: فاذْهَبْ، فأَیُّ فَتًی، فی الناس، أَحْرَزَه مِنْ یَوْمِه ظُلَمٌ دُعْجٌ و لا خَبَلُ؟ و علی ذلك قوله سبحانه و تعالی: أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّ اللّٰهَ الَّذِی خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ … بِقٰادِرٍ؛ و من هذا قول الفرزدق أَیضاً: أَنا الضَّامِنُ الحانِی عَلیهِم، و إِنَّما یُدافِعُ عن أَحْسابِهِم أَنا، أَو مِثْلِی و المعنی ما یُدافِع عن أَحسابهم إِلا أَنا؛ و قوله: سَمِعْنَ غِناءً بعد ما نِمْنَ نَوْمةً، من اللیلِ، فاقْلَوْلَیْنَ فوق المَضاجع «3» یجوز أَن یكون معناه خَفَقْنَ لصوته و قَلِقْنَ فزال عنهن نومهن و استثقالهن علی الأَرض، و بهذا یعلم أَن لام اقْلَوْلَیْت واو لا یاء؛ و قال أَبو عمرو فی قول الطرماح: حَواتم یَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً، إِذا اقْلَوْلَیْنَ بالقَرَبِ البَطینِ اقْلَوْلَیْنَ أَی ذَهبن. ابن الأَعرابی: القُلَی رُؤوس الجِبال، و القُلَی هامات الرجال، و القُلَی جمع القُلةِ التی یلعب بها. و قلا الشی‌ءَ
(3). قوله [غناء] كذا بالأصل و المحكم، و الذی فی الأساس غنائی، بیاء المتكلم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 201
فی المِقْلی قَلْواً، و هذه الكلمة یائیة و واویة. و قَلَوْت الرجل: شَنِئْتُه لغة فی قَلَیْتُه. و القِلْو: الذی یستعمله الصباغ فی العفصر، و هو یائی أَیضاً لأَن القِلْیَ فیه لغة.ابن الأَثیر فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لما صالح نصاری أَهل الشأْم كتبوا له كتاباً إنا لا نُحدِث فی مدینتنا كنیسة و لا قَلِیَّةً و لا نَخْرج سَعانِینَ و لا باعُوثاً؛ القَلِیَّةُ: كالصومعة، قال: كذا وردت، و اسمها عند النصاری القَلَّایةُ، و هی تَعْریب كَلاذةَ، و هی من بیوت عباداتهم. و قالی قَلا: موضع؛ قال سیبویه: هو بمنزلة خمسة عشر؛ قال: سَیُصْبِحُ فَوْقی أَقْتَمُ الرِّیشِ واقِعاً بِقالی قَلا، أَو من وَراء دَبیلِ و من العرب من یضیف فینوِّن. الجوهری: قالی قَلا اسمان جعلا واحداً؛ قال ابن السراج: بنی كل واحد منهما علی الوقف لأَنهم كرهوا الفتحة؛ فی الیاء و الأَلف.

قمی؛ ج15، ص: 201

: ما یُقامِینی الشی‌ءُ و ما یُقانِینی أَی ما یُوافقنی؛ عن أَبی عبید، و قَامَانِی فلان أَی وافقنی. ابن الأَعرابی: القُمَی الدخول «1» و‌فی الحدیث: كان النبی، صلی الله علیه و سلم، یَقْمُو إلی منزل عائشة كثیراً‌أَی یدخل. و القُمَی: السِّمَنُ. یقال: ما أَحسن قَمْو هذه الإِبل. و القُمَی: تنظیف الدار من الكِبا. الفراء: القامیة من النساء الذلیلة فی نفسها. ابن الأَعرابی: أَقْمَی الرجلُ إذا سَمِنَ بعد هزال، و أَقْمَی إذا لزمَ البیت فراراً من الفِتن، و أَقْمَی عدوَّه إذا أَذله.

قنا؛ ج15، ص: 201

: القِنْوَةُ و القُنْوَةُ و القِنْیَةُ و القُنْیَة: الكِسْبةُ، قلبوا فیه الواو یاءً للكسرة القریبة منها، و أَما قُنْیَة فأُقِرَّت الیاء بحالها التی كانت علیها فی لغة من كسر، هذا قول البصریین، و أَما الكوفیون فجعلوا قَنَیْت و قَنَوْت لغتین، فمن قال قَنَیْت علی قلتها فلا نظر فی قِنْیة و قُنْیة فی قوله، و من قال قَنَوت فالكلام فی قوله هو الكلام فی قول من قال صُبْیان، قَنَوْت الشی‌ء قُنُوًّا و قُنْواناً و اقْتَنَیْتُه: كسبته. و قَنَوْت العنزَ: اتخذتها للحلَب. و له غنم قِنْوة و قُنْوة أَی خالصة له ثابتة علیه، و الكلمة واویة و یائیة. و القِنْیَةُ: ما اكتُسب، و الجمع قِنًی، و قد قَنَی المال قَنْیاً و قُنْیاناً؛ الأُولی عن اللحیانی. و مالٌ قِنْیَانٌ: اتخذته لنفسك؛ قال: و منه قَنِیتُ حَیائی أَی لَزِمته؛ و أَنشد لعنترة: فأَجَبْتُها إنَّ المَنِیَّةَ مَنْهَلٌ، لا بُدَّ أَن أُسْقَی بِذاكَ المَنْهَلِ إقْنَیْ حَیاءكِ، لا أَبا لَكِ و اعْلَمی أَنِّی امْرُؤٌ سأَموتُ إن لم أُقْتَلِ قال ابن بری: صوابه‌فاقْنَیْ حَیاءك …؛ و قال أَبو المثلم الهذلی یرثی صخر الغی: لو كان للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَه، لكان للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْیانِ و قال اللحیانی: قَنَیْت العنز اتخذتها للحَلْب. أَبو عبیدة: قَنِیَ الرَّجل یَقْنَی قِنًی مثل غَنِیَ یَغْنَی غِنًی؛ قال ابن بری: و منه قول الطَّمَّاحِی: كیفَ رأَیتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَی، یُعْطَی الذی یَنْقُصهُ فَیَقْنَی؟ أَی فَیرْضِی به و یَغْنی. و‌فی الحدیث: فاقْنُوهم
(1). قوله [القمی الدخول و یَقْمُو و القُمَی السمن و قَمْو هذه و القُمَی تنظیف] كل ذلك مضبوط فی الأصل و التهذیب بهذا الضبط، و أورد ابن الأَثیر الحدیث فی المهموز.
لسان العرب، ج‌15، ص: 202
أَی عَلِّموهم و اجعلوا لهم قِنْیة من العلم یَسْتَغْنُون به إذا احتاجوا إلیه. و له غنم قِنْیَةٌ و قُنْیة إذا كانت خالصة له ثابتة علیه. قال ابن سیدة أَیضاً: و أَما البصریون فإنهم جعلوا الواو فی كل ذلك بدلًا من الیاء لأَنهم لا یعرفون قَنَیْتُ. و قَنِیت الحَیاء، بالكسر، قُنُوًّا: لزمته؛ قال حاتم: إذا قَلَّ مالی أَو نُكِبْت بِنَكْبَةٍ، قَنِیتُ مالی حَیائی عِفَّةً و تَكَرُّما و قَنِیتُ الحَیاء، بالكسر، قُنْیاناً، بالضم، أَی لزمته؛ و أَنشد ابن بری: فاقْنَیْ حیاءكِ، لا أَبا لَكِ إنَّنی، فی أَرضِ فارِسَ، مُوثَقٌ أَحْوالا الكسائی: یقال أَقْنَی و اسْتَقْنَی و قَنا و قَنَّی إذا حفِظ حَیاءه و لزمه. ابن شمیل: قَنانی الحَیاءُ أَن أَفعل كذا أَی رَدَّنی و وعظَنی، و هو یَقْنِینی؛ و أَنشد: و إنِّی لَیَقْنِینی حَیاؤكَ كلَّما لَقِیتُكَ، یَوْماً، أَنْ أَبُثَّك ما بِیا قال: و قد قَنَا الحَیاءَ إذا اسْتحیا. و قَنیُّ الغَنم: ما یتخذ منها للولد أَو اللبن. و‌فی الحدیث: أَنه نَهی عن ذبْح قَنِیّ الغَنم.قال أَبو موسی: هی التی تُقْتَنَی للدرّ و الولد، واحدتها قُنْوَة و قِنْوة، بالضم و الكسر، و قِنْیة بالیاء أَیضاً. یقال: هی غنم قُنْوة و قِنْیة. و قال الزمخشری: القَنِیُّ و القَنِیَّةُ ما اقْتُنی من شاة أَو ناقة، فجعله واحداً كأَنه فعیل بمعنی مفعول، قال: و هو الصحیح، و الشاة، قَنِیَّةٌ، فإن كان جعل القَنیّ جنساً للقَنِیّةِ فیجوز، و أَما فُعْلة و فِعْلة فلم یجمعا علی فَعِیل. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لو شئت أَمرت بِقَنِیَّةٍ سمینة فأُلقی عنها شعرها.اللیث: یقال قَنا الإِنسان یَقْنُو غنماً و شیئاً قَنْواً و قُنْوَاناً، و المصدر القِنْیَان و القُنْیَان، و تقول: اقْتَنَی یَقْتَنی اقْتِناء، و هو أَن یتخذه لنفسه لا للبیع. و یقال: هذه قِنْیةٌ و اتخذها قِنْیةً للنسل لا للتجارة؛ و أَنشد: و إِنّ قَناتی، إنْ سَأَلتَ، و أُسْرَتی مِن الناس، قَوْمٌ یَقْتَنُون المُزَنَّما «1» الجوهری: قنوت الغنم و غیرها قِنْوة و قُنْوة و قَنیت أَیضاً قِنْیة و قُنْیة إذا اقتنیتها لنفسك لا للتجارة؛ و أَنشد ابن بری للمتلمس: كذلك أَقْنُو كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ «2» و مال قُنْیانٌ و قِنْیان: یتخذ قِنْیة. و تقول العرب: من أُعْطِیَ مائة من المَعز فقد أُعطی القِنَی، و من أُعطی مائة من الضأْن فقد أُعطِیَ الغِنی، و من أُعطی مائة من الإِبل فقد أُعطِی المُنَی. و القِنَی: الرِّضا. و قد قَنَّاه الله تعالی و أَقْناه: أَعطاه ما یَقْتَنی من القِنْیة و النَّشَب. و أَقْنَاه الله أَیضاً أَی رَضَّاه. و أَغناه الله و أَقْنَاه أَی أَعطاه ما یَسكُن إلیه. و فی التنزیل: وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنیٰ وَ أَقْنیٰ؛ قال أَبو إسحق: قیل فی أَقْنیٰ قولان: أَحدهما أَقْنیٰ أَرْضَی، و الآخر جعل قِنْیة أَی جعل الغنی أَصلًا لصاحبه ثابتاً، و منه قولك: قد اقتنیتُ كذا و كذا أَی عملت علی أَنه یكون عندی لا أُخرجه من یدی. قال الفراء: أَغْنیٰ رَضَّی الفقیر بما أَغناه به، وَ أَقْنیٰ من القِنیة و النَّشَب. ابن الأَعرابی: أَقْنیٰ أَعطاه ما یدّخره بعد الكِفایة. و یقال: قَنِیت به أَی رَضِیت به.
(1). قوله [قناتی] كذا ضبط فی الأصل بالفتح، و ضبط فی التهذیب بالضم (2). قوله [قط مضلل] كذا بالأصل هنا و معجم یاقوت فی كفر و شرح القاموس هناك بالقاف و الطاء، و الذی فی المحكم فی كفر: فظ، بالفاء و الظاء، و أنشده فی التهذیب هنا مرتین مرة وافق المحكم و مرة وافق الأصل و یاقوت.
لسان العرب، ج‌15، ص: 203
و‌فی حدیث وابصة: و الإِثمُ ما حَكَّ فی صدرك و إن أَقْناك الناسُ عنه و أَقْنَوْكَ‌أَی أَرْضَوْكَ؛ حكی أَبو موسی أَنَّ الزمخشری قال ذلك و أَن المحفوظ بالفاء و التاء من الفُتْیا؛ قال ابن الأَثیر: و الذی رأَیته أَنا فی الفائق فی باب الحاء و الكاف أَفْتَوْك، بالفاء، و فسره بأَرْضَوْك و جعل الفتیا إرْضاء من المفتی، علی أَنه قد جاء عن أَبی زید أَن القِنَی الرِّضا. و أَقْناه إذا أَرْضاه. و قَنِیَ مالَه قِنایة: لزمه، و قَنِیَ الحیاء كذلك. و اقْتَنَیْت لنفسی مالًا أَی جعلته قِنیة ارْتَضَیْته؛ و قال فی قول المتلمس: و أَلْقَیْتُها بالثِّنْی من جَنْبِ كافِرٍ، كذلك أَقْنُو كل قِطٍّ مُضَلَّلِ إنه بمعنی أَرْضَی. و قال غیره: أَقنُو أَلزم و أَحفظ، و قیل: أَقنُو أَجزی و أُكافئ. و یقال: لأَقْنُوَنَّك قِنَاوتَك أَی لأَجْزِیَنَّك جَزاءك، و كذلك لأَمْنُونَّك مَناوَتَك. و یقال: قَنَوته أَقْنُوه قِناوةً إذا جزیته. و المَقْنُوةُ، خفیفة، من الظل: حیث لا تصیبه الشمس فی الشتاء. قال أَبو عمرو: مَقْناةٌ و مَقْنُوة بغیر همز؛ قال الطرماح: فی مَقانی أُقَنٍ، بَیْنَها عُرَّةُ الطیرِ كصوْمِ النَّعامِ و القَنا: مصدر الأَقْنَی من الأُنوف، و الجمع قُنْوٌ، و هو ارتفاع فی أَعلاه بین القصبة و المارنِ من غیر قبح. ابن سیدة: و القَنا ارتفاع فی أَعلی الأَنف و احْدیدابٌ فی وسطه و سُبُوغٌ فی طرَفه، و قیل: هو نُتوء وسَطِ القصبة و إشْرافُه و ضِیقُ المَنْخَرَیْن، رجل أَقْنَی و امرأَة قَنْوَاء بَیِّنة القَنا. و‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كان أَقْنَی العِرْنین؛ القَنا فی الأَنف: طوله و دِقَّة أَرْنبته مع حدَب فی وسطه، و العِرْنینُ الأَنف. و‌فی الحدیث: یَمْلِكُ رجل أَقْنَی الأَنف.یقال: رجل أَقْنَی و امرأَة قَنْوَاء؛ و فی قصید كعب: قَنْوَاءُ فی حُرَّتَیْها للبَصِیر بها عِتْقٌ مُبِینٌ، و فی الخَدَّیْنِ تَسْهِیلُ و قد یوصف بذلك البازی و الفرس، یقال: فرس أَقْنَی، و هو فی الفرس عیب و فی الصقر و البازی مَدْح؛ قال ذو الرمة: نظَرْتُ كما جَلَّی علی رَأْسِ رَهْوَةٍ، من الطَّیْرِ، أَقْنَی یَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ و قیل: هو فی الصقر و البازی اعْوجاج فی مِنقاره لأَن فی منقاره حُجْنة، و الفعل قَنِیَ یَقْنَی قَنًا. أَبو عبیدة: القَنا فی الخیل احْدِیدابٌ فی الأَنف یكون فی الهُجُن؛ و أَنشد لسلامة بن جندل: لیس بأَقْنَی و لا أَسْفَی و لا سَغِلٍ، یُسْقَی دَواءَ قَفِیِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ و القَناةُ: الرمح، و الجمع قَنَواتٌ و قَناً و قُنِیٌّ، علی فُعُولٍ، و أَقْنَاء مثل جبل و أَجبال، و كذلك القَناة التی تُحْفَر، و حكی كراع فی جمع القَنَاة الرمح قَنَیاتٌ، و أُراه علی المعاقبة طَلَبَ الخِفَّة. و رجل قَنَّاء و مُقَنٍّ أَی صاحبُ قَناً؛ و أَنشد: عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّی و قیل: كل عصا مستویة فهی قَنَاة، و قیل: كل عصا مُستویة أَو مُعْوَجَّة فهی قناة، و الجمع كالجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابی فی صفة بَحْر: أَظَلُّ مِنْ خَوْفِ النُّجُوخِ الأَخْضَرِ، كأَنَّنی، فی هُوَّةٍ، أُحَدَّر «1»
(1). فی هذا الشطر إقواء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 204
و تارَة یُسْنِدُنی فی أَوْعُرِ، من السَّراةِ، ذِی قَناً و عَرْعَرِ كذا أَنشده فی أَوْعُر جمع وَعْرٍ، و أَراد ذواتِ قَناً فأَقام المفرد مُقام الجمع. قال ابن سیدة: و عندی أَنه فی أَوْعَرِ لوصفه إیاه بقوله ذی قَناً فیكون المفرد صفة للمفرد. التهذیب: أَبو بكر و كلُّ خشبة عند العرب قَناةٌ و عَصا، و الرُّمْح عَصاً؛ و أَنشد قول الأَسود بن یعفر: و قالوا: شریسٌ، قلتُ: یَكْفِی شَریسَكُمْ سِنانٌ، كنِبْراسِ النِّهامِی، مُفَتَّقُ نَمَتْه العصا، ثم اسْتَمَرَّ كأَنَّه شِهابٌ بِكَفَّیْ قابِسٍ یَتَحَرَّقُ نَمَتْه: رفعته، یعنی السِّنانَ، و النِّهامِی فی قول ابن الأَعرابی: الراهب و قال الأَصمعی: هو النجَّار. اللیث: القَناة أَلِفها واو و الجمع قَنَوات و قَناً. قال أَبو منصور: القَنَاة من الرماح ما كان أَجْوف كالقَصبة، و لذلك قیل للكظائم التی تجری تحتَ الأَرض قَنَوَات، واحدتها قَنَاة، و یقال لمجارِی مائها قَصَبٌ تشبیهاً بالقَصَب الأَجوف، و یقال: هی قَنَاة و قَناً، ثم قُنِیٌّ جمع الجمع، كما یقال دَلاةٌ و دَلًا، ثم دِلِیٌّ و دُلِیٌّ لجمع الجمع. و‌فی الحدیث فیما سَقَتِ السماء و القُنِیُّ العُشور؛ القُنِیُّ: جمع قَنَاة و هی الآبار التی تُحْفر فی الأَرض متتابعة لیستخرج ماؤها و یَسیح علی وجه الأَرض، قال: و هذا الجمع إنما یصح إذا جمعت القَناة علی قَناً، و جمع القَنا علی قُنِیّ فیكون جمع الجمع، فإنَّ فَعَلة لم تجمع علی فُعول. و القَناة: كَظِیمةٌ تحفر تحت الأَرض، و الجمع قُنِیٌّ. و الهُدْهُد قَناء الأَرض أَی عالم بمواضع الماء. و قَناةُ الظهر: التی تنتظم الفَقارَ. أَبو بكر فی قولهم فلان صُلْبُ القَناةِ: معناه صُلْبُ القامةِ، و القَناةُ عند العرب القامةُ؛ و أَنشد: سِباطُ البنانِ و العَرانِینِ و القَنَا، لطافُ الخُصورِ فی تمامٍ و إكمالِ أَراد بالقَنا القاماتِ. و القِنْوُ: العِذْق، و الجمع القِنْوانُ و الأَقْناء؛ و قال: قد أَبْصَرَتْ سُعْدَی بها كَتائِلی طَویلةَ الأَقْناءِ و الأَثاكِلِ و‌فی الحدیث: أَنه خرج فرأَی أَقْناء مُعَلَّقة قِنْوٌ منها حَشَفٌ؛ القِنْو: العِذق بما فیه من الرطب، و جمعه أَقْنَاء، و قد تكرر فی الحدیث. و القِنا، مقصور: مِثْل القِنْوِ. قال ابن سیدة: القِنْوُ و القِنا الكِباسةُ، و القَنا، بالفتح: لغة فیه؛ عن أَبی حنیفة، و الجمع من كل ذلك أَقْناء و قِنْوانٌ و قِنْیانٌ، قلبت الواو یاء لقرب الكسرة و لم یعتدَّ الساكن حاجزاً، كسَّروا فِعْلًا علی فِعْلانٍ كما كسروا علیه فَعَلًا لاعْتقابهما علی المعنی الواحد نحو بِدْلٍ و بَدَلٍ و شِبْهٍ و شَبَه، فكما كسروا فَعَلًا علی فِعْلانٍ نحو خَرَبٍ و خِرْبانٍ و شَبَثٍ و شِبْثانٍ كذلك كسروا علیه فِعْلًا فقالوا قِنْوانٌ، فالكسرة فی قِنْو غیر الكسرة فی قِنْوانٍ، تلك وضعیة للبناء و هذه حادثة للجمع، و أَما السكون فی هذه الطریقة أَعنی سكون عین فِعْلان فهو كسكون عین فِعْل الذی هو واحد فِعْلان لفظاً، فینبغی أَن یكون غیره تقدیراً لأَن سكون عین فِعْلان شی‌ء أَحدثته الجمعیة، و إِن كان بلفظِ ما كان فی الواحد، أَ لا تری أَن سكون عین شِبْثان و بِرْقان غیر فتحة عین شَبَثٍ و بَرَقٍ؟ فكما أَنَّ هذین مختلفان لفظاً كذلك السكونان هنا مختلفان
لسان العرب، ج‌15، ص: 205
تقدیراً. الأَزهری: قال الله تعالی: قِنْوٰانٌ دٰانِیَةٌ؛ قال الزجاج: أَی قریبة المُتَناوَلِ. و القِنْوُ: الكباسة، و هی القِنا أَیضاً، مقصور، و من قال قِنْوٌ فإِنه یقول للاثنین قِنْوانِ، بالكسر، و الجمع قُنْوانٌ، بالضم، و مثله صِنْوٌ و صِنْوانٌ. و شجرة قَنْواء: طویلة. ابن الأَعرابی: و القَناة البقرة الوحشیة؛ قال لبید: و قَنَاةٍ، تَبْغِی بحَرْبَةَ عَهْداً مِن ضَبُوحٍ قَفَّی علیه الخَبالُ الفراء: أَهل الحجاز یقولون قِنْوانٌ، و قیس قُنْوان، و تمیم و ضبة قُنْیان؛ و أَنشد: و مالَ بِقُنْیانٍ من البُسْرِ أَحْمَرا و یجتمعون فیقولون قِنْوٌ و قُنْو، و لا یقولون قِنْیٌ، قال: و كلب تقول قِنْیان؛ قال قَیْسُ بن العَیْزارِ الهُذَلی: بِما هِیَ مَقْناةٌ، أَنِیقٌ نَباتُها، مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قال: معناه أَی هی مُوافِقة لكل من نزلها، من قوله: مُقَانَاةِ البیاضَ بصُفْرةٍ أَی یوافِق بیاضها صفرتها. قال الأَصمعی: و لغة هذیل مَفْناة، بالفاء. ابن السكیت. ما یُقانِینِی هذا الشی‌ء و ما یُقامِینی أَی ما یُوافِقُنی. و یقال: هذا یُقَانِی هذا أَی یُوافِقُه. الأَصمعی: قَانَیْت الشی‌ء خلطته. و كلُّ شی‌ءٍ خلطته فقد قَانَیْتَه. و كلُّ شی‌ء خالط شیئاً فقد قَانَاه؛ أَبو الهیثم: و منه قول إمرئ القیس: كبِكْرِ المُقانَاةِ، البَیاضُ بِصُفْرةٍ، غَذاها نَمِیرُ الماء غیرَ مُحَلَّلِ «2» قال: أَراد كالبكر المقاناة البیاض بصفرة أَی كالبیضة التی هی أَوّل بیضة باضتها النعامة، ثم قال: المقاناةِ البیاضُ بصفرة أَی التی قُونِیَ بیاضُها بصفرة أَی خلِط بیاضُها بصفرة فكانت صفراء بیضاء، فترك الأَلف و اللام من البكر و أَضاف البكر إِلی نعتها؛ و قال غیره أَراد كَبِكْر الصدَفَةِ المُقاناةِ البیاض بصفرة لأَنَّ فی الصدفة لونین من بیاض و صفرة أَضاف الدُّرَّة إِلیها. أَبو عبید: المُقاناةُ فی النسج خیط أَبیض و خیط أَسود. ابن بُزُرْج: المُقاناة خلط الصوف بالوبر و بالشعر من الغَزل یؤلف بین ذلك ثم یبرم. اللیث: المُقاناة إِشْراب لون بلون، یقال: قُونِیَ هذا بذاك أَی أُشْرِب أَحدهما بالآخر. و أَحمر قَانٍ: شدید الحمرة. و‌فی حدیث أَنس عن أَبی بكر و صَبْغِه: فَغَلَّفَها بالحِنَّاء و الكَتَم حتی قَنَا لونها‌أَی احمرَّ. یقال: قَنا لونها یَقْنُو قُنُوًّا، و هو أَحمرُ قانٍ. التهذیب: یقال قَانَی لك عیش ناعم أَی دامَ؛ و أَنشد یصف فرساً: قَانَی له بالقَیْظ ظِلٌّ بارِدٌ، و نَصِیُّ ناعِجةٍ و مَحْضٌ مُنْقَعُ حتی إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بدا له عِجَلٌ، كأَحْمِرة الشَّریعَةِ أَرْبَعُ «3» العِجَل: جمع عِجْلة، و هی المزادة مَثْلُوثة أَو مربوعة. و قَانَی له الشی‌ءُ أَی دام. ابن الأَعرابی: القُنَا ادِّخار المال. قال أَبو تراب: سمعت الحُصَیبیّ یقول هم لا یُفانون مالهم و لا یُقانونه أَی ما یَقومون علیه. ابن الأَعرابی: تَقَنَّی فلان إِذا اكتفی بنفقته ثم فَضَلَت فَضْلة فادَّخرها. و اقْتِناء المال و غیره: اتِّخاذه.
(2). البیاض [یروی بالحركات الثلاث. (3). قوله [الشریعة] الذی فی ع ج ل: الصریمة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 206
و فی المثل: لا تَقْتَنِ من كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً. و‌فی الحدیث: إِذا أَحبَّ الله عبداً اقْتَنَاه فلم یترك له مالًا و لا ولداً‌أَی اتخذه و اصطفاه. یقال: قَناه یَقْنُوه و اقْتَناه إِذا اتخذه لنفسه دون البیع. و المقْنَاة: المَضْحاة، یهمز و لا یهمز، و كذلك المَقْنُوةُ. و قُنِیَتِ الجاریة تُقْنَی قِنْیةً، علی ما لم یُسمَّ فاعله، إِذا مُنِعَتْ من اللَّعِب مع الصبیان و سُتِرَت فی البیت؛ رواه الجوهری عن أَبی سعید عن أَبی بكر بن الأَزهر عن بُندار عن ابن السكیت، قال: و سأَلته عن فُتِّیَتِ الجارِیة تَفْتِیة فلم یعرفه. و أَقْناكَ الصیدُ و أَقْنَی لك: أَمْكَنك؛ عن الهجریّ؛ و أَنشد: یَجُوعُ إِذا ما جاعَ فی بَطْنِ غیرهِ، و یَرْمِی إِذا ما الجوع أَقْنَتْ مَقاتِلُه و أَثبته ابن سیدة فی المعتل بالیاء قال: علی أَنَّ ق ن و أَكثر من ق ن ی، قال: لأَنی لم أَعرف اشتقاقه، و كانت اللام یاء أَكثر منها واواً. و القُنْیَان: فرس قرابة الضّبی؛ و فیه یقول: إِذا القُنْیَانُ أَلحَقَنی بِقَوْمٍ فلم أَطْعَن، فَشَلَّ إِذاً بَنانی و قَنَاةُ: وادٍ بالمدینة؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِر الطائی: سَرَتْ من لِوَی المَرُّوتِ حتی تجاوزت إِلیَّ، و دونی مِن قَناةَ شُجُونُها و‌فی الحدیث: فنزلنا بِقَنَاة، قال: هو وادٍ من أَوْدِیةِ المدینة علیه حَرْثٌ و مال و زُرُوع، و قد یقال فیه وادِی قَناةَ، و هو غیر مصروف. و قانِیةُ: موضع؛ قال بشر بن أَبی خازم: فَلأْیاً ما قَصَرْتُ الطَّرْفَ عنهم بِقانِیةٍ، و قد تَلَع النَّهارُ و قَنَوْنَی: موضع.

قها؛ ج15، ص: 206

: أَقْهی عن الطعام و اقْتَهَی: ارتدَّت شهوتُه عنه من غیر مرض مثل أَقْهَمَ، یقال للرجل القلیل الطُّعم: قد أَقْهَی و قد أَقْهَم، و قیل: هو أَن یقدر علی الطعام فلا یأَكله و إِن كان مشتهیاً له. و أَقْهَی عن الطعام إِذا قَذِره فتركه و هو یَشْتَهیه. و أَقْهَی الرجلُ إِذا قلَّ طُعْمُه. و أَقْهَاه الشی‌ءُ عن الطعام: كفّه عنه أَو زَهَّدَه فیه. و قَهِیَ الرجل قَهْیاً: لم یشته الطعام. و قَهِیَ عن الشراب و أَقْهَی عنه: تركه. أَبو السمح: المُقْهِی و الآجِم الذی لا یشتهی الطعام من مرض أَو غیره؛ و أَنشد شمر: لَكالمِسْكِ لا یُقْهِی عن المِسْكِ ذائقُه و رجل قَاهٍ: مُخْصِب فی رحله. و عیشٌ قَاهٍ: رَفِیهٌ. و القَهةُ: من أَسماء النرجس؛ عن أَبی حنیفة؛ قال ابن سیدة: علی أَنه یحتمل أَن یكون ذاهبها واواً و هو مذكور فی موضعه. و القَهْوة: الخمر، سمیت بذلك لأَنها تُقْهِی شاربها عن الطعام أَی تذهب بشهوته، و فی التهذیب أَی تُشبِعه؛ قال أبو الطَّمَحان یذكر نساء: فأَصبَحْنَ قد أَقْهَین عنی، كما أَبَتْ حِیاضَ الإِمدَّانِ الهِجانُ القَوامِحُ و عیش قاهٍ بیِّن القَهْوِ و القَهْوةِ: خَصِیبٌ، و هذه یائیة و واویة. الجوهری القاهِی الحَدیدُ الفؤاد المُستطارُ؛ قال الراجز: راحَتْ كما راحَ أَبو رِئالِ قاهِی الفُؤادِ دائبُ الإِجْفالِ

قوا؛ ج15، ص: 206

: اللیث: القوّة من تأْلیف ق و ی، و لكنها حملت علی فُعْلة فأُدغمت الیاء فی الواو كراهیة تغیر الضمة،
لسان العرب، ج‌15، ص: 207
و الفِعالةُ منها قِوایَةٌ، یقال ذلك فی الحَزْم و لا یقال فی البَدَن؛ و أَنشد: و مالَ بأَعْناقِ الكَرَی غالِباتُها، و إِنِّی علی أَمْرِ القِوَایةِ حازِمُ قال: جعل مصدر القوِیّ علی فِعالة، و قد یتكلف الشعراء ذلك فی الفعل اللازم. ابن سیدة: القُوَّةُ نقیض الضعف، و الجمع قُوًی و قِوًی. و قوله عز و جل: یٰا یَحْییٰ خُذِ الْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ؛ أَی بِجِدّ و عَوْن من الله تعالی، و هی القِوایةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، یكون ذلك فی البَدن و العقل، و قد قَوِیَ فهو قَوِیّ و تَقَوَّی و اقْتَوَی كذلك، قال رؤبة: و قُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَیْنا و قَوّاه هو. التهذیب: و قد قَوِیَ الرجل و الضَّعیف یَقْوَی قُوَّة فهو قَوِیٌّ و قَوَّیْتُه أَنا تَقْوِیةً و قاوَیْتُه فَقَوَیْتُه أَی غَلَبْته. و رجل شدید القُوَی أَی شدِیدُ أَسْرِ الخَلْقِ مُمَرُّه. و قال سبحانه و تعالی: شَدِیدُ الْقُویٰ؛ قیل: هو جبریل، علیه السلام. و القُوَی: جمع القُوَّة، قال عز و جل لموسی حین كتب له الأَلواح: فَخُذْهٰا بِقُوَّةٍ؛ قال الزجاج: أَی خذها بقُوَّة فی دینك و حُجَّتك. ابن سیدة: قَوَّی الله ضعفَك أَی أَبدَلك مكان الضعف قُوَّة، و حكی سیبویه: هو یُقَوَّی أَی یُرْمَی بذلك. و فرس مُقْوٍ: قویٌّ، و رجل مُقْوٍ: ذو دابة قَوِیّة. و أَقْوَی الرجلُ فهو مُقْوٍ إِذا كانت دابته قَوِیَّة. یقال: فلان قَوِیٌّ مُقْوٍ، فالقَوِی فی نفسه، و المُقْوِی فی دابته. و‌فی الحدیث أَنه قال فی غزوة تبوك: لا یَخْرُجَنَّ معنا الَّا رجل مُقْوٍ‌أَی ذو دابة قَوِیَّة. و منه‌حدیث الأَسود بن زید فی قوله عز و جل: وَ إِنّٰا لَجَمِیعٌ حٰاذِرُونَ، قال: مُقْوون مُؤْدونَ‌أَی أَصحاب دَوابّ قَوِیّة كامِلُو أَداةِ الحرب. و القَوِیُّ من الحروف: ما لم یكن حرف لین. و القُوَی: العقل؛ و أَنشد ثعلب: و صاحِبَیْنِ حازِمٍ قُواهُما نَبَّهْتُ، و الرُّقادُ قد عَلاهُما، إِلی أَمْونَیْنِ فَعَدَّیاهما القُوَّة: الخَصْلة الواحدة من قُوَی الحَبل، و قیل: القُوَّة الطاقة الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، و الجمع كالجمع قُوًی و قِوًی. و حبل قَوٍ و وتَرٌ قَوٍ، كلاهما: مختلف القُوَی. و أَقْوَی الحبلَ و الوَتر: جعل بعض قُواه أَغلظ من بعض. و‌فی حدیث ابن الدیلمی: یُنْقَضُ الإِسلامُ عُرْوَةً عُروة كما یُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة.و المُقْوِی: الذی یُقَوِّی وتره، و ذلك إِذا لم یُجد غارَته فتراكبت قُواه. و یقال: وتَر مُقْوًی. أَبو عبیدة: یقال أَقْوَیْتَ حبلَك، و هو حبلٌ مُقْوًی، و هو أَن تُرْخِی قُوَّة و تُغیر قوَّة فلا یلبث الحبل أَن یَتَقَطَّع، و یقال: قُوَّةٌ و قُوًی مثل صُوَّة و صُوًی و هُوَّة و هُوًی، و منه الإِقْوَاء فی الشعر. و‌فی الحدیث: یذهَب الدِّین سُنَّةً سُنة كما یذهب الحبل قُوَّة قُوَّة.أَبو عمرو بن العلاء: الإِقْواء أَن تختلف حركات الروی، فبعضه مرفوع و بعضه منصوب أَو مجرور. أَبو عبیدة: الإِقواء فی عیوب الشعر نقصان الحرف من الفاصلة یعنی من عَرُوض البیت، و هو مشتق من قوَّة الحبل، كأَنه نقص قُوَّة من قُواه و هو مثل القطع فی عروض الكامل؛ و هو كقول الربیع بن زیاد: أَ فَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَیْرٍ تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار؟ فنقَص من عَروضه قُوَّة. و العَروض: وسط البیت:
لسان العرب، ج‌15، ص: 208
و قال أَبو عمرو الشیبانی: الإِقْواء اختلاف إِعراب القَوافی؛ و كان یروی بیت الأَعشی: ما بالُها باللیل زالَ زَوالُها بالرفع، و یقول: هذا إِقْواء، قال: و هو عند الناس الإِكفاء، و هو اختلاف إِعراب القَوافی، و قد أَقْوَی الشاعر إِقْوَاء، ابن سیدة: أَقْوَی فی الشعر خالفَ بین قَوافِیه، قال: هذا قول أَهل اللغة. و قال الأَخفش: الإِقْوَاء رفع بیت و جرّ آخر نحو قول الشاعر: لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ و من عِظَمٍ، جِسْمُ البِغال و أَحْلامُ العَصافیرِ ثم قال: كأَنهم قَصَبٌ، جُوفٌ أَسافِلُه، مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فیه الأَعاصیرُ قال: و قد سمعت هذا من العرب كثیراً لا أُحصی، و قَلَّت قصیدة ینشدونها إِلا و فیها إِقْواء ثم لا یستنكِرونه لأَنه لا یكسر الشعر، و أَیضاً فإِن كل بیت منها كأَنه شعر علی حِیاله. قال ابن جنی: أَما سَمْعُه الإِقواء عن العرب فبحیث لا یُرتاب به لكن ذلك فی اجتماع الرفع مع الجرّ، فأَما مخالطة النصب لواحد منهما فقلیل، و ذلك لمفارقة الأَلف الیاء و الواو و مشابهة كل واحدة منهما جمیعاً أُختها؛ فمن ذلك قول الحرث بن حلزة: فَمَلَكْنا بذلك الناسَ، حتی مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء مع قوله: آذَنَتْنا بِبَیْنِها أَسْماءُ، رُبَّ ثاوٍ یُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ و قال آخر أَنشده أَبو علیّ: رَأَیْتُكِ لا تُغْنِینَ عَنِّی نَقْرَةً، إِذا اخْتَلَفَت فیَّ الهَراوَی الدَّمامِكْ و یروی: … الدَّمالِكُ. فأَشْهَدُ لا آتِیكِ ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ و معنی هذا أَن رجلًا واعدته امرأَة فعَثر علیها أَهلُها فضربوه بالعِصِیّ فقال هذین البیتین، و مثل هذا كثیر، فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقلیل؛ من ذلك ما أَنشده أَبو علیّ: فَیَحْیَی كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً، و أَحْسَنَ فی المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ ثم قال: و فی قَلْبی علی یَحْیَی البَلاء قال ابن جنی: و قال أَعرابی لأَمدحنّ فلاناً و لأَهجونه و لیُعْطِیَنِّی، فقال: یا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه، و أَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه «1» و أَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه، كالهِنْدُوَانِیِّ إِذا شَمَّسْتَه و قال رجل من بنی ربیعة لرجل وهبه شاة جَماداً: أَ لم تَرَنی رَدَدْت علی ابن بَكْرٍ مَنِیحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْنی: رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ و قال العلاء بن المِنهال الغَنَوِیّ فی شریك بن عبد الله النخعی: لَیتَ أَبا شَرِیكٍ كان حَیّاً، فَیُقْصِرَ حِینَ یُبْصِرُه شَرِیكُ
(1). قوله [یا أمرس الناس إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 209
و یَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علینا، إِذا قُلنا له: هذا أَبُوكا و قال آخر: لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً، و لا یسُوقَنَّها فی حَبْلِك القَدَرُ أَراد و لا یسُوقَنَّها صَیْداً فی حَبْلِك أَو جَنیبة لحبلك.و إِنْ أَتَوْكَ و قالوا: إنها نَصَفٌ، فإِنَّ أَطْیَبَ نِصْفَیها الذی غَبَرا و قال القُحَیف العُقَیْلی: أَتانی بالعَقِیقِ دُعاءُ كَعْبٍ، فَحَنَّ النَّبعُ و الأَسَلُ النِّهالُ و جاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَیْشٌ، كَسَیْلِ أَتِیِّ بیشةَ حین سالا و قال آخر: و إِنی بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَی، و لم یَكُ قَوْمِی قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا و إِنی بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ لَبِسْتُ، و لا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ و من ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابی: قد أَرْسَلُونی فی الكَواعِبِ راعِیاً، فَقَدْ، و أَبی راعِی الكواعِبِ، أَفْرِسُ أَتَتْه ذِئابٌ لا یُبالِینَ راعِیاً، و كُنَّ سَواماً تَشْتَهِی أَن تُفَرَّسا و أَنشد ابن الأَعرابی أَیضاً: عَشَّیْتُ جابانَ حتی اسْتَدَّ مَغْرِضُه، و كادَ یَهْلِكُ لو لا أَنه اطَّافا قُولا لجابانَ: فَلْیَلْحَقْ بِطِیَّته، نَوْمُ الضُّحَی بعدَ نَوْمِ اللیلِ إِسْرافُ و أَنشد ابن الأَعرابی أَیضاً: أَلا یا خیْزَ یا ابْنَةَ یَثْرُدانٍ، أَبَی الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا یَنام و یروی: … أُثْردانٍ. و بَرْقٌ للعَصِیدةِ لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْتَ فی القِدْر السَّناما و قال: و كل هذه الأَبیات قد أَنشدنا كل بیت منها فی موضعه. قال ابن جنی: و فی الجملة إِنَّ الإِقْوَاء و إِن كان عَیباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد كثر، قال: و احتج الأَخفش لذلك بأَن كل بیت شعر برأْسه و أَنَّ الإِقْوَاء لا یكسر الوزن؛ قال: و زادنی أَبو علی فی ذلك فقال إِن حرف الوصل یزول فی كثیر من الإِنشاد نحو قوله: قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَی حَبِیبٍ و مَنْزِل و قوله: سُقِیتِ الغَیْثَ أَیَّتُها الخِیام و قوله: كانت مُبارَكَةً مِن الأَیَّام فلما كان حرف الوصل غیر لازم لأَن الوقف یُزیله لم یُحْفَل باختلافه، و لأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل، أَ لا تری أَنه لا یمكن الوقوف دون هاء الوصل كما یمكن الوقوف علی لام منزل و نحوه؟ فلهذا قل جدّاً نحو قول الأَعشی: ما بالُها باللیلِ زال زوالُها فیمن رفع. قال الأَخفش: قد سمعت بعض العرب یجعل الإِقْوَاء سِناداً؛ و قال الشاعر:
لسان العرب، ج‌15، ص: 210
فیه سِنادٌ و إِقْوَاءٌ و تَحْرِیدُ قال: فجعل الإِقْوَاء غیر السِّنَاد كأَنه ذهب بذلك إِلی تضعیف قول من جعل الإِقْوَاء سِنَاداً من العرب و جعله عیباً. قال: و للنابغة فی هذا خبر مشهور، و قد عیب قوله فی الدالیَّة المجرورة: و بذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ فعِیب علیه ذلك فلم یفهمه، فلما لم یفهمه أُتی بمغنیة فغنته: مِن آلِ مَیّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِی و مدّت الوصل و أَشبعته ثم قالت: و بذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ و مَطَلَت واو الوصل، فلما أَحسَّه عرفه و اعتذر منه و غیَّره فیما یقال إِلی قوله: و بذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ و قال: دَخَلْتُ یَثْرِبَ و فی شعری صَنْعة، ثم خرجت منها و أَنا أَشْعر العرب. و اقْتَوَی الشی‌ءَ: اخْتَصَّه لنفسه. و التَّقَاوِی: تزایُد الشركاء. و القِیُّ: القَفْر من الأَرض، أبدلوا الواو یاء طلباً للخفة، و كسروا القاف لمجاورتها الیاء. و القَواءُ: كالقِیّ، همزته منقلبة عن واو. و أَرض قَواء و قَوایةٌ؛ الأَخیرة نادرة: قَفْرة لا أَحد فیها. و قال الفراء فی قوله عز و جل: نَحْنُ جَعَلْنٰاهٰا تَذْكِرَةً وَ مَتٰاعاً لِلْمُقْوِینَ، یقول: نحن جعلنا النار تَذْكِرَةً لجهنم وَ مَتٰاعاً لِلْمُقْوِینَ، یقول: منفعةً للمُسافرین إِذا نزلوا بالأَرض القِیّ و هی القفر. و قال أَبو عبید: المُقْوِی الذی لا زاد معه، یقال: أَقْوَی الرجلُ إِذا نَفِد زاده. و روی أَبو إسحاق: المُقْوِی الذی ینزل بالقَوَاء و هی الأَرض الخالیة. أَبو عمرو: القَوَایَة الأَرض التی لم تُمْطَر. و قد قَوِیَ المطر یَقْوَی إِذا احْتبس، و إنما لم یدغم قَوِیَ و أُدغمت قِیٌّ لاختلاف الحرفین، و هما متحركان، و أُدغمت فی قولك لوَیْتُ لَیّاً و أَصله لَوْیاً، مع اختلافهما، لأَن الأُولی منهما ساكنة، قَلَبْتَها یاء و أَدغمت. و القَواء، بالفتح: الأَرض التی لم تمطر بین أَرضین مَمطورتَین. شمر: قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم یكن فیه مطر، و بلد قاوٍ لیس به أَحد. ابن شمیل: المُقْوِیةُ الأَرض التی لم یصبها مطر و لیس بها كلأٌ، و لا یقال لها مُقْوِیة و بها یَبْسٌ من یَبْسِ عام أَوَّل. و المُقْوِیة: المَلْساء التی لیس بها شی‌ء مثل إِقْوَاء القوم إِذا نَفِد طعامهم؛ و أَنشد شمر لأَبی الصوف الطائی: لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار رِسْلًا، و إن خِفْتَ تَقَاوِی الأَمْطار قال: و التَّقَاوِی قِلَّته. و سنة قَاوِیَةٌ: قلیلة الأَمطار. ابن الأَعرابی: أَقْوَی إِذا اسْتَغْنَی، و أَقْوَی إِذا افتقَرَ، و أَقْوَی القومُ إِذا وقعوا فی قِیٍّ من الأَرض. و القِیُّ: المُسْتَوِیة المَلْساء، و هی الخَوِیَّةُ أَیضاً. و أَقْوَی الرجلُ إِذا نزل بالقفر. و القِیُّ: القفر؛ قال العجاج: و بَلْدَةٍ نِیاطُها نَطِیُّ، قِیٌّ تُناصِیها بلادٌ قِیُّ و كذلك القَوا و القَواء، بالمد و القصر. و منزل قَواء: لا أَنِیسَ به؛ قال جریر: أَلا حَیِّیا الرَّبْعَ القَواء و سَلِّما، و رَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: و بی رُخِّصَ لكم فی صَعِیدِ الأَقْواءِ؛ الأَقْواءُ: جمع قَواء و هو
لسان العرب، ج‌15، ص: 211
القفر الخالی من الأَرض، ترید أَنها كانت سبب رُخصة التیمم لما ضاع عِقْدُها فی السفر و طلبوه فأَصبحوا و لیس معهم ماء فنزلت آیة التیمم، و الصَّعِیدُ: التراب. و دارٌ قَواء: خَلاء، و قد قَوِیَتْ و أَقْوَتْ. أَبو عبیدة: قَوِیَت الدار قَواً، مقصور، و أَقْوَتْ إِقْوَاءً إِذا أَقْفَرت و خَلَتْ. الفراء: أَرض قِیٌّ و قد قَوِیَتْ و أَقْوَتْ قَوایةً و قَواً و قَواء. و‌فی حدیث سَلْمان: مَن صَلَّی بأَرْض قِیٍّ فأَذَّنَ و أَقامَ الصلاةَ صلَّی خَلْفَه من الملائكة ما لا یُرَی قُطْرُه، و‌فی روایة: ما من مسلم یصلی بِقِیٍّ من الأَرض؛ القِیُّ، بالكسر و التشدید: فِعْل من القَوَاء، و هی الأَرض القَفْر الخالیة. و أَرض قَواء: لا أَهل فیها، و الفِعْل أَقْوَت الأَرضُ و أَقْوَتِ الدارُ إِذا خلت من أَهلها، و اشتقاقه من القَواء. و أَقْوَی القومُ: نزلوا فی القَواء. الجوهری: و بات فلان القَواء، و بات القَفْر إِذا بات جائعاً علی غیر طُعْم؛ و قال حاتم طیِّ‌ء: و إِنی لأَختارُ القَوا طاوِیَ الحَشَی، مُحافَظَةً مِنْ أَنْ یُقالَ لَئِیمُ ابن بری: و حكی ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِیِّ، و أَنشد بیت حاتم؛ قال المهلبی: لا معنی للأَرض هاهنا، و إِنما القَوَا هاهنا بمعنی الطَّوَی. و أَقْوی الرجلُ: نَفِدَ طعامه و فَنِی زاده؛ و منه قوله تعالی: وَ مَتٰاعاً لِلْمُقْوِینَ. و‌فی حدیث سریة عبد الله بن جَحش: قال له المسلمون إِنَّا قد أَقْوَیْنا فأَعْطِنا من الغنیمة‌أَی نَفِدَت أَزْوادنا، و هو أَن یبقی مِزْوَدُه قَواء أَی خالیاً؛ و منه‌حدیث الخُدْرِی فی سَرِیَّةِ بنی فَزارةَ: إِنی قد أَقْوَیْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن یَحْطِمَنی الجُوع؛ و منه‌حدیث الدعاء: و إِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَی‌أَی لا تَخْلُو من الجوهر، یرید به العطاء و الإِفْضال. و أَقْوَی الرجل و أَقْفَرَ و أَرْمَلَ إِذا كان بأَرض قَفْرٍ لیس معه زاد. و أَقْوَی إِذا جاعَ فلم یكن معه شی‌ء، و إِن كان فی بیته وسْطَ قومه. الأَصمعی: القَواء القَفْر، و القِیُّ من القَواء فعل منه مأْخوذ؛ قال أَبو عبید: كان ینبغی أَن یكون قُوْیٌ، فلما جاءت الیاء كسرت القاف. و تقول: اشتری الشركاء شیئاً ثم اقْتَوَوْه أَی تزایدوه حتی بلغ غایة ثمنه. و‌فی حدیث ابن سیرین: لم یكن یری بأْساً بالشُّركاء یَتَقَاوَوْنَ المتاع بینهم فیمن یزید؛ التَّقَاوِی بین الشركاء: أَن یشتروا سلعة رخیصة ثم یتزایدوا بینهم حتی یَبْلُغوا غایة ثمنها. یقال: بینی و بین فلان ثوب فتَقَاوَیْناه أَی أَعطیته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطانی به ثمناً فأَخذه. و‌فی حدیث عطاء: سأَل عُبَیْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته، فقال: إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق بینهما و إن أَعتقته فهما علی نكاحهما‌أَی إِن اسْتخْدمَتْه، من القَتْوِ الخِدمةِ، و قد ذكر فی موضعه من قَتا؛ قال الزمخشری: هو افْعَلَّ من القَتْوِ الخِدمةِ كارْعَوَی من الرَّعْوَی، قال: إِلا أَن فیه نظراً لأَن افْعَلَّ لم یَجئْ متعَدِّیاً، قال: و الذی سمعته اقْتَوَی إِذا صار خادماً، قال: و یجوز أَن یكون معناه افْتَعَل من الاقْتواء بمعنی الاستخلاص، فكَنی به عن الاستخدام لأَن من اقْتَوَی عبداً لا بُدَّ أَن یستخدمه، قال: و المشهور عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت علیه من غیر اشتراط خدمة، قال: و لعل هذا شی‌ء اختص به عبید الله. و‌روی عن مسروق أَنه أَوصی فی جاریة له: أَن قُولوا لِبَنِیَّ لا تَقْتَوُوها بینكم و لكن بیعوها، إِنی لم أَغْشَها و لكنی جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن یَجلِس ولد لی ذلك المَجْلِس، قال أَبو
لسان العرب، ج‌15، ص: 212
زید: یقال إِذا كان الغلام أَو الجاریة أَو الدابة أَو الدار أَو السلعة بین الرجلین فقد یَتَقَاوَیانِها، و ذلك إِذا قوّماها فقامت علی ثمن، فهما فی التَّقاوِی سواء، فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو المُقْتَوِی دون صاحبه فلا یكون اقْتِواؤهما و هی بینهما إِلا أَن تكون بین ثلاثة فأَقول للاثنین من الثلاثة إِذا اشتریا نصیب الثالث اقْتَوَیاها و أَقْواهما البائع إِقْواء. و المُقْوِی: البائع الذی باع، و لا یكون الإِقْواء إِلا من البائع، و لا التَّقاوِی إِلا من الشركاء، و لا الاقتواء إِلا ممن یشتری من الشركاء، و الذی یباع من العبد أَو الجاریة أَو الدابة من اللَّذَیْنِ تَقاویا، فأَما فی غیر الشركاء فلیس اقْتِواء و لا تَقاوٍ و لا إِقْواء. قال ابن بری: لا یكون الاقْتِواء فی السلعة إِلا بین الشركاء، قیل أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَی ثمنها؛ قال شمر: و یروی بیت ابن كلثوم: مَتی كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِینا أَی متی اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا. و قال ابن شمیل: كان بینی و بین فلان ثوب فَتَقاوَیْناه بیننا أَی أَعطیته ثمناً و أَعطانی به هو فأَخذه أَحدنا. و قد اقْتَوَیْت منه الغلام الذی كان بیننا أَی اشتریت منه نصیبه. و قال الأَسدی: القاوِی الآخذ، یقال: قاوِه أَی أَعْطِه نصیبه؛ قال النَّظَّارُ الأَسدی: و یومَ النِّسارِ و یَوْمَ الجِفارِ كانُوا لَنا مُقْتَوِی المُقْتَوِینا التهذیب: و العرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا فی دَلْوٍ مَلآنَ ماء فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه، و قد تقاوَینا الدَّلْوَ تَقاوِیاً. الأَصمعی: من أَمثالهم انقَطَع قُوَیٌّ من قاوِیةٍ إِذا انقطع ما بین الرجلین أَو وجَبت بَیْعَةٌ لا تُسْتقال؛ قال أَبو منصور: و القاوِیَةُ هی البیضة، سمیت قاوِیَةً لأَنها قَوِیَتْ عن فَرْخها. و القُوَیُّ: الفَرْخ الصغیر، تصغیر قَاوٍ، سمی قُوَیّاً لأَنه زایل البیضة فَقَوِیَتْ عنه و قَوِیَ عنها أَی خَلا و خَلَتْ، و مثله: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ؛ أَبو عمرو: القائبةُ و القاوِیَةُ البیضة، فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ و القُوَیُّ، قال: و العرب تقول للدَّنی‌ءِ قُوَیٌّ من قاوِیة. و قُوَّةُ: اسم رجل. و قَوٌّ: موضع، و قیل: موضع بین فَیْدٍ و النِّباج؛ و قال إمْرُؤ القَیْس: سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا، و حَلَّتْ سُلَیْمَی بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا و القَوقاةُ: صوت الدجاجة. و قَوْقَیْتُ: مثل ضَوْضَیْتُ. ابن سیدة: قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقی قیقاءً و قَوْقاةً صوّتت عند البیض، فهی مُقَوْقِیةٌ أَی صاحت، مثل دَهْدَیْتُ الحجر دِهْداء و دَهْداةً، علی فَعْلَلَ فَعَللة و فِعْلالًا، و الیاء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فیه الفاء و العین؛ قال ابن سیدة: و ربما استعمل فی الدیك؛ و حكاه السیرافی فی الإِنسان، و بعضهم یهمز فیبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فیقول قَوْقَأَت الدجاجة. ابن الأَعرابی: القِیقاءة و القِیقایةُ، لغتان: مشْرَبَة كالتَّلْتلةِ؛ و أَنشد: و شُرْبٌ بِقِیقاةٍ و أَنتَ بَغِیرُ «2» قصره الشاعر. و القِیقَاءة: القاعُ المستدیرة فی صلابة من الأَرض إِلی جانب سهل، و منهم من یقول قِیقاةٌ؛ قال رؤبة: إِذا جَرَی، من آلِها الرَّقْراقِ، رَیْقٌ و ضَحْضاحٌ علی القَیاقی
(2). قوله [و شرب] هذا هو الصواب كما فی التهذیب هنا و فی مادة بغر، و تصحف فی ب غ ر من اللسان بسرت خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 213
و القِیقاءة: الأَرض الغَلیظة؛ و قوله: و خَبَّ أَعْرافُ السَّفی علی القِیَقْ كأَنه جمع قِیقةٍ، و إِنما هی قِیقاة فحذفت ألفها، قال: و من قال هی قِیقة و جمعها قَیاقٍ، كما فی بیت رؤبة، كان له مخرج.

فصل الكاف؛ ج15، ص: 213

كأی؛ ج15، ص: 213

: التهذیب عن ابن الأَعرابی: كأَی إِذا أَوْجَع بالكلام.

كبا؛ ج15، ص: 213

: روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: ما أَحدٌ عَرَضْتُ علیه الإِسلامَ إِلا كانت له عنده كَبْوةٌ غَیرَ أَبی بكر فإِنه لم یَتَلَعْثَمْ!؛ قال أَبو عبید: الكَبْوَةُ مثل الوَقْفة تكون عند الشی‌ء یكرهه الإِنسان یُدْعَی إِلیه أَو یُراد منه كوَقْفةِ العاثر، و منه قیل: كَبا الزَّندُ فهو یَكْبُو إِذا لم یُخْرج نارَه، و الكَبْوَةُ فی غیر هذا: السقوط للوجه، كَبا لوَجْهِهِ یَكْبُو كَبْواً سقط، فهو كابٍ. ابن سیدة: كَبا كَبْواً و كُبُوًّا انكبَّ علی وجهه، یكون ذلك لكل ذی رُوح. و كَبَا كَبْواً: عثَر؛ قال أَبو ذؤیب یصف ثوراً رُمِیَ فسقَط: فكَبا كما یَكْبُو فَنِیقٌ تارِزٌ بالخَبْتِ، إِلا أَنه هُوَ أَبْرَعُ و كَبا یَكْبُو كَبْوَةً إِذا عَثَر. و فی ترجمة عنن: لكُلِّ جَوادٍ كَبْوة، و لكل عالِم هَفْوة، و لكل صارِم نَبْوة. و كَبا الزِنْدُ كَبْواً و كُبُوًّا و أَكْبَی: لم یُورِ. یقال: أَكْبَی الرجلُ إِذا لم تَخرج نارُ زندِه، و أَكْباه صاحبه إِذا دَخَّن و لم یُورِ. و‌فی حدیث أُم سلمة: قالت لعثمان لا تَقْدَحْ بزَنْدٍ كان رسولُ اللهِ، صلی الله علیه و سلم، أَكْبَاها‌أَی عطَّلها من القَدْح فلم یُورِ بها. و الكابی: التراب الذی لا یستقر علی وجه الأَرض. و كبَا البیتَ كَبْواً: كَنَسه. و الكِبا، مقصور: الكُناسة، قال سیبویه: و قالوا فی تثنیته كِبوانِ، یذهب إِلی أَن أَلفها واو، قال: و أَما إِمالتهم الكِبا فلیس لأَن أَلفها من الیاء، و لكن علی التشبیه بما یمال من الأَفعال من ذوات الواو نحو غَزا، و الجمع أَكْباء مثل مِعًی و أَمْعاء، و الكُبَةُ مثله، و الجمع كُبِین. و فی المثل: لا تكونوا كالیهودِ تَجمع أَكْباءها فی مَساجدِها. و‌فی الحدیث: لا تَشَبَّهوا بالیهود تجمع الأَكْباء فی دورها‌أَی الكُناساتِ. و یقال للكُناسة تلقی بِفِناء البیت: كِبا، مقصور، و الأَكْبَاء للجمع و الكِبَاء ممدود فهو البَخُور. و یقال: كَبَّی ثوبَه تَكْبِیَةً إِذا بَخَّره. و‌فی الحدیث عن العباس أَنه قال: قلت یا رسول الله إِنَّ قریشاً جلسوا فتذاكروا أَحْسابَهم فجعلوا مَثَلَك مثل نَخلة فی كَبْوةٍ من الأَرض، فقال رسول الله، صلی الله علیه و سلم: إِنَّ الله خلق الخَلْق فجعلنی فی خیرهم، ثم حین فَرَّقهم جعلنی فی خیر الفَرِیقین، ثم جعلهم بُیوتاً فجعلنی فی خیر بیوتهم، فأَنا خَیْرُكم نفساً و خیركم بَیْتاً؛ قال شمر: قوله فی كَبْوة لم نسمع فیها من علمائنا شیئاً، و لكنا سمعنا الكِبا و الكُبَة، و هو الكُناسة و التراب الذی یُكْنَس من البیت. و قال خالد: الكُبِینَ السِّرْجِین، و الواحدة كُبَةٌ. قال أَبو منصور: الكُبَةُ الكُناسةُ من الأَسماء الناقصة، أَصلها كُبْوة، بضم الكاف مثل القُلةِ أَصلها قُلْوة، و الثُّبة أَصلها ثُبْوة، و یقال للرّبْوة كُبْوَةٌ، بالضم. قال: و قال الزمخشری الكِبَا الكُناسة، و جمعه أَكْبَاء، و الكُبَةُ بوزن قُلةٍ و ظُبةٍ نحوها، و أَصلها كُبوة و علی الأَصل جاء
لسان العرب، ج‌15، ص: 214
الحدیث: قال: و كأَنَّ المحدِّث لم یضبطه فجعلها كَبْوَة، بالفتح، قال ابن الأَثیر: فإِن صحت الروایة بها فوجهه أَن تطلق الكَبْوة، و هی المرة الواحدة من الكَسْح، علی الكُساحة و الكُناسة. و قال أَبو بكر: الكُبا جمع كُبَةٍ و هی البعر، و قال: هی المَزْبُلة، و یقال فی جمع لُغَةٍ و كُبَةٍ لُغِین و كُبِینَ؛ قال الكمیت: و بالعَذَواتِ مَنْبِتُنا نُضارٌ، و نَبْعٌ لا فَصافِصُ فی كُبِینا أَراد: أَنَّا عرب نشأْنا فی نُزْهِ البلاد و لسنا بحاضرة نَشَؤوا فی القری؛ قال ابن بری: و العَذَوات جمع عَذاة و هی الأَرض الطیبة، و الفَصافِصُ هی الرَّطْبة. و أَما كِبُون فی جمع كِبَة فالكِبَةُ، عند ثعلب، واحدة الكِبا و لیس بلغة فیها، فیكون كِبَةٌ و كِباً بمنزلة لِثَةٍ و لِثًی. و قال ابن ولاد: الكِبا القُماش، بالكسر، و الكُبا، بالضم، جمع كُبَةٍ و هی البعر، و جمعها كُبُون فی الرفع و كُبِینَ فی النصب و الجر، فقد حصل من هذا أَن الكُبا و الكِبا الكُناسة و الزِّبل، یكون مكسوراً و مضموماً، فالمكسور جمع كِبَةٍ و المضموم جمع كُبَةٍ، و قد جاء عنهم الضم و الكسر فی كِبَة، فمن قال كِبَة، بالكسر، فجمعها كِبُونَ و كِبینَ فی الرفع و النصب، بكسر الكاف، و من قال كُبَة، بالضم، فجمعها كُبُونَ و كِبُونَ، بضم الكاف و كسرها، كقولك ثُبون و ثِبون فی جمع ثُبة؛ و أَما الكِبا الذی جمعه الأَكْبَاء، عند ابن ولاد، فهو القُماش لا الكُناسة. و‌فی الحدیث: أَنَّ ناساً من الأَنصار قالوا له إِنَّا نسمع من قومك إِنما مثَلُ محمد كمثَل نخلة تَنْبُت فی كِباً؛ قال: هی، بالكسر و القصر، الكناسة، و جمعها أَكْباء؛ و منه‌الحدیث: قیل له أَیْنَ تَدْفِنُ ابنك؟ قال: عند فَرَطِنا عثمان بن مظعون، و كان قبر عثمان عند كِبا بنی عمرو بن عوف أَی كُناستهم. و الكِباء، ممدود: ضرب من العُود و الدُّخْنة، و قال أَبو حنیفة: هو العود المُتَبَخَّر به؛ قال إمرؤ القیس: و باناً و أَلْوِیّاً، من الهِنْدِ، ذاكِیاً، و رَنْداً و لُبْنَی و الكِباء المُقَتَّرا «3» و الكُبَةُ: كالكِباء؛ عن اللحیانی، قال: و الجمع كُباً. و قد كَبَّی ثوبَه، بالتشدید، أَی بَخَّره. و تَكَبَّتِ المرأَةُ علی المِجمر: أَكَبَّت علیه بثوبها. و تَكَبَّی و اكْتَبی إِذا تبخر بالعود؛ قال أَبو دواد: یَكْتَبِینَ الیَنْجُوجَ فی كُبَةِ المَشْتَی، و بُلهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ «4» أَی یَتَبَخَّرْن الیَنْجُوج، و هو العُود، و كُبَةُ الشتاء: شدّة ضرره، و قوله: … بُلْه أَحلامهن … أَراد أَنهن غافلات عن الخَنی و الخِبّ. و كَبَتِ النارُ: علاها الرَّماد و تحتها الجمر. و یقال: فلان كَابَی الرماد أَی عظیمه منتفخه ینهال أَی أَنه صاحب طعام كثیر. و یقال: نار كابیةٌ إِذا غطَّاها الرماد و الجمر تحتها، و یقال فی مثل: الهابی شرٌّ من الكَابِی؛ قال: و الكَابِی الفحم الذی قد خَمدت ناره فكَبا أَی خَلا من النار كما یقال كَبا الزَّندُ إِذا لم یخرج منه نار؛ و الهابی: الرماد الذی تَرَفَّتَ و هَبا، و هو قبل أَن یكون هَباء كابٍ. و‌فی حدیث جریر: خلقَ اللهُ الأَرضَ السُّفلَی من الزبَد الجُفاء و الماء الكُباء، قال القتیبی: الماء الكُباء هو العظیم العالی، و منه یقال: فلان كَابِی الرّماد أی عظیم الرماد. و كَبا
(3). قوله [المقترا] هذا هو الصواب بصیغة اسم المفعول فما وقع فی رند خطأ. (4). قوله [فی كبة] تقدم ضبطه فی نجج من اللسان خطأ و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 215
الفَرسُ إِذا ربَا و انتفخ؛ المعنی أَنه خلقها من زَبَد اجتمع للماء و تكاثفَ فی جنَبات الماء و من الماء العظیم، و جعله الزمخشری حدیثاً مرفوعاً. و كَبا النارَ: أَلقی علیها الرّماد. و كَبا الجَمْرُ: ارتفع؛ عن ابن الأَعرابی، قال: و منه قول أَبی عارِم الكلابی فی خبر له ثم أَرَّثْت نارِی ثم أَوْقَدْتُ حتی دفِئَتْ حَظیرتی و كَبا جَمرها أَی كَبا جَمْر ناری. و خَبَتِ النارُ أَی سكن لهبها، و كَبَت إِذا غطَّاها الرَّماد و الجمر تحته، و هَمَدت إِذا طَفِئَت و لم یبق منها شی‌ء البتة. و عُلْبة كابیة: فیها لبن علیها رَغْوة، و كَبَوت الشی‌ء إِذا كسَحْته، و كَبَوْت الكُوز و غیره: صَبَبْت ما فیه. و كَبَا الإِناءَ كَبْواً: صبَّ ما فیه. و كَبَا لونُ الصبح و الشمس: أَظلم. و كَبَا لونُه: كَمَد. و كَبَا وجهُه: تَغیّر، و الاسم من ذلك كله الكَبْوَة. و أَكْبَی وَجْهَه: غَیَّره؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: لا یَغْلِبُ الجَهْلُ حِلْمی عند مَقْدُرةٍ، و لا العظیمةُ من ذی الظُّعْنِ تُكْبِینی و‌فی حدیث أَبی موسی: فشقّ علیه حتی كَبَا وجههُ‌أَی ربَا و انتفخ من الغَیْظ. یقال: كَبا الفرسُ یَكْبُو إِذا انتفخ و ربا، و كَبا الغبارُ إِذا ارتفع. و رجل كَابِی اللونِ: علیه غَبَرة. و كَبَا الغُبارُ إِذا لم یَطِر و لم یتحرك. و یقال: غُبار كابٍ أَی ضخم؛ قال ربیعة الأَسدی: أَهْوَی لها تحتَ العَجاجِ بطَعْنةٍ، و الخَیْلُ تَرْدِی فی الغُبارِ الكَابِی و الكَبْوَة: الغَبَرَةُ كالهَبْوَة. و كَبَا الفرس كَبْواً: لم یَعرق. و كَبَا الفرس یَكْبُو إِذا رَبا و انتفخ من فَرَق أَو عَدْوٍ؛ قال العجاج: جَرَی ابنُ لَیْلی جِرْیةَ السَّبُوحِ، جِریةَ لا كابٍ و لا أَنُوحِ اللیث: الفرس الكَابِی الذی إِذا أَعْیا قام فلم یتحرك من الإِعیاء. و كَبَا الفرسُ إِذا حُنِذَ بالجِلال فلم یَعرق. أَبو عمرو: إِذا حَنَذْتَ الفرس فلم یعرق قیل كَبَا الفرسُ، و كذلك إِذا كَتَمْت الرَّبْوَ.

كتا؛ ج15، ص: 215

: الكَتْوُ: مقاربة الخطو، و قد كَتَا. ابن الأَعرابی: أَكْتَی إِذا غَلا «1» علی عدوّه. اللیث. اكْتَوْتَی الرجلُ فهو یَكْتَوتِی إِذا بالغ فی صفة نفسه من غیر فعل و لا عمل، و عند العمل یَكْتَوتِی أَی كأَنه یَنْقَمِع. و اكْتَوْتَی إِذا تَتَعْتَع.

كثا؛ ج15، ص: 215

: الكُثْوة: التراب المجتمع كالجُثْوة، و كُثْوةُ اللبن كَكُثْأَته، و هو الخاثر المجتمع علیه. و كُثْوة: اسم رجل؛ عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: أُراه سمی بها. و أَبو كُثْوة: شاعر. الجوهری: و كَثْوة، بالفتح، اسم أُم شاعر و هو زید بن كَثْوة؛ و هو القائل: أَلا إنَّ قَوْمِی لا تُلَطُّ قُدُورُهم، و لَكِنَّما یُوقَدْن بالعَذِراتِ أَی لا یسترون قُدورهم و إِنما یجعلونها فی أَفْنِیة دورهم لتظهر. و الكَثا، مقصور: شجر مثل شجر الغُبَیْراء سواء فی كل شی‌ء إِلا أَنه لا ریح له، و له أَیضاً ثمرة مثل صغار ثمر الغُبَیراء قبل أَن یَحْمرَّ؛ حكاه أَبو حنیفة. قال ابن سیدة: و هو بالواو لأَنَّا لا نعرف فی الكلام ك ث ی. و الكَثَاءةُ، ممدودة مؤنثة بالهاء: جِرْجِیر البر؛ عنه أَیضاً، قال: و قال أَعرابی هو الكَثاة، مقصور.
(1). قوله [غلا] هو بالمعجمة كما فی الأصل و التهذیب و التكملة و بعض نسخ القاموس.
لسان العرب، ج‌15، ص: 216
أَبو مالك: الكَثاة بلا همز و كَثًی كثیر و هو الأَیْهُقان و النَّهَقُ و الجِرْجِیر كله بمعنی واحد. و زید بن كَثْوة كأَنه فی الأَصل كَثْأَة فترك همزه فقیل كَثْوة. و كَثْوَی: اسم رجل، قیل إِنه اسم أَبی صالح، علیه السلام.

كحا؛ ج15، ص: 216

: الأَزهری عن ابن الأَعرابی: كحا إِذا فَسَد، قال: و هو حرف غریب.

كدا؛ ج15، ص: 216

: كَدَت الأَرض تَكْدُو كَدْواً و كُدُوّاً، فهی كَادِیَةٌ إِذا أَبطأَ نباتها؛ و أَنشد أَبو زید: عَقْر العَقِیلةِ مِن مالی، إِذا أَمِنَتْ عَقائلُ المالِ عَقْرَ المُصْرِخِ الكَادِی الكَادِی: البطی‌ء الخیر من الماء. و كَدَا الزرع و غیره من النبات: ساءت نِبْتَته. و كَدَاه البردُ: ردَّه فی الأَرض. و كَدَوْتُ وجه الرجل أَكْدُوه كَدْواً إِذا خَدَشته. و الكُدْیَة و الكَادِیَةُ: الشدَّة من الدهر. و الكُدْیَة: الأَرض المرتفعة، و قیل: هو شی‌ء صُلب من الحجارة و الطین. و الكُدْیَة: الأَرض الغلیظة، و قیل: الأَرض الصلبة، و قیل: هی الصَّفاة العظیمة الشدیدة. و الكُدْیَة: الارتفاع من الأَرض. و الكُدْیَة: صَلابة تكون فی الأَرض. و أَصابَ الزرعَ بَردٌ فكَدَاه أَی ردَّه فی الأَرض. و یقال أَیضاً: أَصابتهم كُدْیَة و كادِیَةٌ من البرد، و الكُدْیَةُ كلُّ ما جُمع من طعام أَو تراب أَو نحوه فجعل كُثْبة، و هی الكُدَایةُ و الكُداة «1» أَیضاً. و حفَر فأَكْدَی إِذا بلغ الصلب و صادَف كُدْیة. و سأَله فأَكْدَی أَی وجده كالكُدْیةِ؛ عن ابن الأَعرابی. قال ابن سیدة: و كان قیاس هذا أَن یقال فأَكْداه و لكن هكذا حكاه. و یقال: أَكْدَی أَی أَلَحَّ فی المسأَلة؛ و أَنشد: تَضَنُّ فَنُعْفِیها، إِن الدارُ ساعَفَتْ، فلا نحنُ نُكْدِیها، و لا هی تَبْذُلُ و یقال: لا یُكْدِیك سُؤالی أَی لا یُلحُّ علیك، و قوله: فلا نحن نُكدیها … أَی فلا نحن نُلِحُّ علیها. و تقول: لا یُكْدِیك سؤالی أَی لا یُلح علیك سؤالی؛ و قالت خنساء: فَتَی الفِتْیانِ ما بَلغُوا مَداهُ، و لا یُكْدِی، إِذا بَلَغَتْ كُداها أَی لا یَقطع عطاءه و لا یُمسك عنه إِذا قَطَعَ غیره و أَمسك. و ضِبابُ الكُدَا: سمیت بذلك لأَن الضِّباب مُولعة بحفر الكُدا، و یقال ضَبُّ كُدْیةٍ، و جمعها كُداً. و أَكْدَی الرجلُ: قلَّ خیره، و قیل: المُكْدِی من الرجال الذی لا یَثُوب له مال و لا یَنْمِی، و قد أَكْدَی؛ أَنشد ثعلب: و أَصْبَحَتِ الزُّوّارُ بَعدكَ أَمْحَلُوا، و أُكْدِیَ باغِی الخَیْرِ و انْقَطَعَ السَّفْرُ و أَكْدَیْتُ الرجل عن الشی‌ء: رددته عنه. و یقال للرجل عند قهر صاحبه له: أَكْدَتْ أَظفارك. و أَكدَی المطر: قلّ و نَكِد. و كَدَی الرجل یَكْدِی و أَكْدَی: قلل عطاءه، و قیل: بخل. و فی التنزیل العزیز: وَ أَعْطیٰ قَلِیلًا وَ أَكْدیٰ؛ قیل أَی و قَطع القلیل؛ قال الفراء: أَكْدیٰ أَمسك من العَطِیَّة و قَطَع، و قال الزجاج: معنی أَكْدیٰ قطع، و أَصله من الحفر فی البئر، یقال للحافر إِذا بلغ فی حفر البئر إِلی حجر لا یُمَكِّنه من الحفر: قد بلغ إِلی الكُدْیة، و عند ذلك یَقطع الحفر. التهذیب: و یقال
(1). قوله [و الكداة] كذا ضبط فی الأصل، و فی شرح القاموس أنها بالفتح.
لسان العرب، ج‌15، ص: 217
الكِدا، بكسر الكاف «1»، القطع من قولك أَعْطیٰ قَلِیلًا وَ أَكْدیٰ أَی قطع. و الكَدَا: المنع؛ قال الطرماح: بَلَی ثم لم نَمْلِك مَقادِیرَ سُدِّیَتْ لنا من كَدَا هِنْدٍ، علی قِلَّةِ الثَّمْدِ أَبو عمرو: أَكْدَی منع، و أَكْدَی قطَع، و أَكْدَی إِذا انقطع، و أَكْدَی النَّبْت إِذا قَصُر من البرد، و أَكْدَی العامُ إِذا أَجدَبَ، و أَكْدَی إِذا بلغ الكُدَا، و هی الصحراء، و أَكْدَی الحافِر إِذا حَفَر فبلغ الكُدا، و هی الصخور، و لا یمكنه أَن یحفر. و كَدِیَتْ أَصابعه أَی كَلَّت من الحفر. و‌فی حدیث الخندق: فعَرَضَت فیه كُدْیة فأَخذ المِسْحاة ثم سمَّی و ضرب؛ الكُدُیَةُ: قطعه غلیظة صُلبة لا یعمل فیها الفأْس؛ و منه‌حدیث عائشة تصف أَباها، رضی الله عنهما: سَبَق إِذ وَنَیْتُم و نَجَح إِذ أَكْدَیْتم‌أَی ظَفِر إِذ خِبتم و لم تَظْفَرُوا، و أَصله من حافِر البئر ینتهی إِلی كُدْیة فلا یمكنه الحفر فیتركه؛ و‌منه: أَنَّ فاطمة، رضی الله عنها، خرجت فی تَعْزیة بعض جیرانها، فلما انصرفت قال لها رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لعلك بَلَغْتِ معهم الكُدَی، أَراد المَقابرَ، و ذلك لأَنه كانت مَقابِرُهم فی مواضع صُلْبَة، و هی جمع كُدْیَة، و یروی بالراء، و سیجی‌ء. ابن الأَعرابی: أَكْدَی افْتَقَر بعد غِنًی، و أَكْدَی قَمِئَ خَلْقه، و أَكْدَی المَعْدِنُ لم یتكوّن فیه جوهر. و بَلَغ الناسُ كُدْیةَ فلان إِذا أَعطَی ثم مَنع و أَمسَك. و كَدِیَ الجِرْوُ، بالكسر، یَكْدَی كَداً: و هو داء یأْخذ الجِراء خاصة یصیبها منه قَی‌ء و سُعال حتی یُكْوَی ما بین عینیه فیذهب. شمر: كَدِیَ الكلب كَداً إِذا نَشِب العظم فی حَلقْه، و یقال: كَدِیَ بالعظم إِذا غَصَّ به؛ حكاه عنه ابن شمیل. و كَدِیَ الفصیلُ كَداً إِذا شرب اللبن ففسَد جَوْفُه. و مِسْك كَدِیٌّ: لا رائحة له. و المُكْدِیةُ من النساء: الرَّتْقاء. و ما كَداك عنی أَی ما حبَسك و شغَلك. و كُدَیٌّ و كَدَاء: موضعان، و قیل: هما جبلان بمكة، و قد قیل كَداً، بالقصر؛ قال ابن قیس الرُّقَیّاتِ: أَنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطاح كُدَیِّها و كَدائِها «2» ابن الأَنباری: كَدَاء، ممدود، جبل بمكة، و قال غیره: كداً جبل آخر؛ و قال حسان بن ثابت: عَدِمْنا خَیْلَنا، إن لم تَرَوْها تُثیرُالنَّقْعَ، مَوْعِدُها كَداء و قال بشیر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاری: فسَلِ الناسَ، لا أَبا لَكَ عَنّا یومَ سالَتْ بالمُعْلِمِینَ كَداء قال: و كذلك كُدَیٌّ؛ قال ابن قَیس الرُّقَیَّات: أَقْفَرَتْ بعدَ عبد شَمْسٍ كَداء، فَكُدَیٌّ فالرُّكْنُ فالبَطْحاء و‌فی الحدیث: أَنه دخل مكة عام الفتح من كَداء و دخل فی العُمرة من كُدًی، و قد روی بالشك فی الدخول و الخروج علی اختلاف الروایات و تكرارها.
(1). قوله [الكِدَا بكسر الكاف إلخ] كذا فی الأصل، و عبارة القاموس: و الكِدَاء ككساء المنع و القطع، و عبارة التكملة: و قال ابن الأنباری الكِدَاء، بالكسر و المدّ: القطع. (2). قوله [أنت ابن … إلخ] فی التكملة: و قال عبید الله بن قیس الرقیات یمدح عبد الملك بن مروان: فاسمع أمیر المؤمنین لمدحتی و ثنائها، أنت ابن معتلج البطاح كُدَیِّهَا و كَدَائِها
لسان العرب، ج‌15، ص: 218
و كَداء، بالفتح و المدّ: الثنیة العلیا بمكة مما یلی المقابر، و هو المَعْلَی. و كُداً، بالضم و القصر: الثنیة السفلی مما یلی باب العمرة، و أَما كُدَیٌّ، بالضم و تشدید الیاء، فهو موضع بأَسفل مكة، شرفها الله تعالی. ابن الأَعرابی: دَكا إِذا سَمِن و كَدا إِذا قطَع.

كذا؛ ج15، ص: 218

: ابن الأَعرابی: أَكْذی الشی‌ءُ إِذا احمرَّ، و أَكْذَی الرجلُ إِذا احمرَّ لونه ممن خَجَلٍ أَو فَزَعٍ، و رأَیته كاذِیاً «3» كَرِكاً أَی أَحمرَ، قال: و الكَاذِی و الجِرْیال البَقَّم، و قال غیره: الكَاذِی ضرب من الأَدْهان معروف، و الكَاذِی ضرب من الحبوب یجعل فی الشراب فیشدّده. اللیث: العرب تقول كذا و كذا، كافهما كاف التشبیه و ذا اسم یشار به، و هو مذكور فی موضعه. الجوهری: قولهم كَذَا كنایة عن الشی‌ء، تقول فَعَلْت كَذَا و كَذَا یكون كنایة عن العدد فتنصب ما بعده علی التمییز، تقول: له عندی كَذَا و كَذَا درهماً، كما تقول له عندی عشرون درهماً. و‌فی الحدیث: نجی‌ء أَنا و أُمتی یوم القیامة علی كَذَا و كَذَا؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی مسلم كأَن الراوی شك فی اللفظ فكنی عنه بكَذَا و كَذَا، و هی من أَلفاظ الكِنایات مثْل كَیْتَ و كَیْتَ، و معناه مثل ذا، و یُكنی بها عن المجهول و عما لا یراد التصریح به؛ قال أَبو موسی: المحفوظ فی هذا الحدیث نجی‌ء أَنا و أُمتی علی كَوْم‌أَو لفظ یؤدّی هذا المعنی. و‌فی حدیث عمر: كَذَاك لا تَذْعَرُوا علینا إِبلَنا‌أَی حَسْبُكم، و تقدیره دَعْ فِعْلَك و أَمرَك كَذاك، و الكاف الأُولی و الآخرة زائدتان للتشبیه و الخطاب و الاسم ذا، و استعملوا الكلمة كلها استعمال الاسم الواحد فی غیر هذا المعنی. یقال: رجل كَذَاكَ أَی خَسِیسٌ. و اشْتَرِ لی غلاماً و لا تشتره كَذَاكَ أَی دَنِیئاً، و قیل: حقیقة كَذَاكَ أَی مثل ذاك، و معناه الزم ما أَنت علیه و لا تتجاوزه، و الكاف الأُولی منصوبة الموضع بالفعل المضمر. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه، یوم بَدْر: یا نبیّ الله كَذَاك‌أَی حَسْبُك الدُّعاء فإِن الله مُنجز لك ما وعدك.

كرا؛ ج15، ص: 218

: الكِرْوَةُ و الكِراء: أَجر المستأْجَر، كَارَاه مُكَارَاةً و كِرَاءً و اكْتَرَاه و أَكْرَانِی دابَّتَه و دارَه، و الاسمُ الكِرْوُ بغیر هاء؛ عن اللحیانی، و كذلك الكِرْوَةُ و الكُرْوَةُ، و الكِرَاء ممدود لأَنه مصدر كَارَیْت، و الدلیل علی ذلك أَنك تقول رجل مُكارٍ، و مُفاعِلٌ إنما هو من فاعَلْت، و هو من ذوات الواو لأَنك تقول أَعطیت الكَرِیَّ كِرْوَتَه، بالكسر؛ و قول جریر: لَحِقْتُ و أَصْحابی علی كُلِّ حُرَّةٍ مَرُوحٍ، تُبارِی الأَحْمَسِیَّ المُكَارِیا و یروی: … الأَحمشی …، أَراد ظل الناقة شبهه بالمكاری؛ قال ابن بری: كذا فسر الأَحمشی فی الشعر بأَنه ظل الناقة. و المُكَارِی: الذی یَكْرُو بیده فی مشیه، و یروی … الأَحْمَسِی … منسوب إِلی أَحْمَس رجل من بَجیلة. و المُكاری علی هذا الحادِی، قال: و المُكارِی مخفف، و الجمع المُكارون، سقطت الیاء لاجتماع الساكنین، تقول هؤلاء المُكارُون و ذهبت إِلی المُكارِینَ، و لا تقل المُكارِیِّین بالتشدید، و إِذا أَضفت المُكارِیَ إِلی نفسك قلت هذا مُكارِیَّ، بیاء مفتوحة مشددة، و كذلك الجمع تقول هؤلاء مُكارِیَّ، سقطت نون الجمع للإِضافة و قلبت الواو
(3). قوله [كَاذِیاً إلخ] الكَاذِی بمعنی الأحمر و غیره، لم یضبط فی سائر الأصول التی بأیدینا إلا كما تری، لكن عبارة التكملة: الكَاذِی، بتشدید الیاء، من نبات بلاد عمان و هو الذی یطیب به الدهن الذی یقال له الكَاذِی، و وصفت ذلك النبات.
لسان العرب، ج‌15، ص: 219
یاء و فَتَحْت یاءك و أَدغمتَ لأَن قبلها ساكناً، و هذانِ مُكارِیایَ تفتح یاءك، و كذلك القول فی قاضِیَّ و رامیَّ و نحوهما. و المُكارِی و الكَرِیُّ: الذی یُكْرِیك دابته، و الجمع أَكْرِیاء، لا یكسر علی غیر ذلك. و أَكْرَیْت الدارَ فهی مُكْرَاة و البیت مُكْرًی، و اكْتَرَیت و اسْتَكْرَیْت و تَكَارَیْت بمعنی. و الكَرِیُّ، علی فَعِیل: المُكارِی؛ و قال عُذافِر الكِندی: و لا أَعودُ بعدها كَرِیّا، أُمارِسُ الكَهْلةَ و الصَّبیَّا و یقال: أَكْرَی الكَرِیُّ ظهره. و الكَرِیُّ أَیضاً: المُكْترِی. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فقالت أَشَرْت إِلی أَرْنَبٍ فرماها الكَرِیُّ؛ الكَرِیُّ، بوزن الصَّبیّ: الذی یُكری دابته، فَعِیل بمعنی مُفْعِل. یقال: أَكْرَی دابته فهو مُكْرٍ و كَرِیٌّ، و قد یقع علی المُكْتَرِی فَعِیل بمعنی مُفْعَل، و المراد الأَول. و‌فی حدیث أَبی السَّلیل: الناسُ یزعمون أَنَّ الكَرِیَّ لا حج له.و الكَرِیُّ: الذی أَكریته بعیرك، و یكون الكَرِیّ الذی یُكْریك بعیره فأَنا كَرِیُّك و أَنت كَرِیِّی؛ قال الراجز: كَرِیُّه ما یُطْعِم الكَرِیّا، باللیل، إِلا جِرْجِراً مَقْلِیّا ابن السكیت: أَكْرَی الكَرِیُّ ظهره یُكْرِیه إِكْرَاء. و یقال: أَعطِ الكَرِیَّ كِرْوَتَه؛ حكاها أَبو زید. ابن السكیت: هو الكِرَاء ممدود لأَنه مصدر كَارَیْت، و الدلیل علی ذلك أَنك تقول رجل مُكَارٍ مُفاعِل، و هو من ذوات الواو. و یقال: اكْتَرَیْتُ منه دابّة و اسْتَكْرَیْتها فأَكْرَانِیها إِكْرَاءً، و یقال للأُجرة نفسها كِرَاءٌ أَیضاً. و كَرَا الأَرضَ كَرْواً: حفَرها و هو من ذوات الواو و الیاء. و‌فی حدیث فاطمة، رضی الله عنها: أَنها خرجت تُعَزِّی قوماً، فلما انصرفت قال لها: لَعَلكِ بَلغْتِ معهم الكُرَی؟ قالت: معاذَ اللهِ‌هكذا جاء فی روایة بالراء، و هی القُبور جمع كُرْیةٍ أَو كُرْوةٍ، من كَرَیْتُ الأَرض و كَرَوْتُها إِذا حفرتها كالحُفرة؛ و منه‌الحدیث: أَن الأَنصار سأَلوا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی نهر یَكْرُونه لهم سَیْحاً‌أَی یَحْفِرُونه و یُخْرِجون طینه. و كَرَا البئر كَرْواً: طواها بالشجر. و كَرَوْتُ البئر كَرْواً: طویتها. أَبو زید: كَرَوْتُ الرَّكِیَّة كَرْواً إِذا طویتها بالشجر و عَرَشْتها بالخشب و طویتها بالحجارة، و قیل: المَكْرُوَّة من الآبار المطویة بالعَرْفَج و الثُّمام و السَّبَط.، و كَرَا الغلامُ یَكْرُوا كَرْواً إِذا لعب بالكُرة. و كَرَوْتُ بالكُرة أَكْرُو بها إِذا ضربت بها و لَعِبت بها. ابن سیدة: و الكُرَةُ معروفة، و هی ما أَدَرْت من شی‌ء. و كَرَا الكُرَة كَرْواً: لعب بها؛ قال المسیب بن عَلَس: مَرِحَت یَداها للنَّجاء، كأَنما تَكْرُو بِكَفَّی لاعِبٍ فی صاعِ و الصاعُ: المطمئن من الأَرض كالحُفْرة. ابن الأَعرابی: كَرَی النهر یَكْرِیه إِذا نقص تِقْنَه، و قیل: كَرَیْت النهر كَرْیاً إِذا حفرته. و الكُرَةُ: التی یُلعَبُ بها، أَصلها كُرْوَةٌ فحذفت الواو، كما قالوا قُلةٌ للتی یُلعب بها، و الأَصل قُلْوةٌ، و جمع الكُرَةِ كُراتٌ و كُرُون. الجوهری: الكُرَةُ التی تُضرب بالصَّوْلَجان و أَصلها كُرَوٌ، و الهاء
لسان العرب، ج‌15، ص: 220
عِوض، و تجمع علی كُرِین و كِرِینَ أَیضاً، بالكسر، و كُرَاتٍ؛ و قالت لیلی الأَخیلیة تصف قَطاة تدلَّت علی فِراخِها: تَدَلَّت علی حُصٍّ ظِماءٍ كأَنها كُرَاتُ غُلامٍ فی كِساءٍ مُؤَرْنَبِ و یروی: حُصِّ الرؤوس كأَنها؛ قال: و شاهد كُرِینَ قول الآخر «1»: یُدَهْدِین الرُّؤوسَ كما یُدَهْدی حَزاوِرةٌ، بأَیدیها، الكُرِینا و یجمع أَیضاً علی أُكَرٍ، و أَصله وُكَرٌ مقلوب اللام إِلی موضع الفاء، ثم أُبدلت الواو همزة لانضمامها. و كَرَوْتُ الأَمرَ و كَرَیْتُه: أَعَدْتُه مرة بعد أُخری. و كَرَتِ الدابة كَرْواً: أَسرعت. و الكَرْوُ: أَن یَخْبِط بیده فی استقامة لا یَفْتِلُها نحو بطنه، و هو من عیوب الخیل یكون خِلْقة، و قد كَرَی الفرسُ كَرْواً و كَرَتِ المرأَةُ فی مِشْیَتها تَكْرُو كَرْواً. و الكَرَا: الفَحَجُ فی الساقین و الفخذین، و قیل: هو دِقَّة الساقین و الذِّراعین، امرأَة كَرْوَاءُ و قد كَرِیَت كَراً، و قیل: الكَرْوَاء المرأَة الدقیقة الساقین. أَبو بكر: الكَرَا دِقَّةُ الساقین، مقصور یكتب بالأَلف، یقال: رجل أَكْرَی و امرأَة كَرْوَاءُ؛ و قال: لیْسَتْ بكَرْوَاءَ، و لكِنْ خِدْلِمِ، و لا بِزَلَّاءَ، و لكِنْ سُتْهُمِ قال ابن بری: صوابه أَن ترفع قافیته؛ و بعدهما: و لا بِكَحْلاء، و لكِن زُرْقُم و الكَرَوَانُ، بالتحریك: طائر و یدعی الحجلَ و القَبْجَ، و جمعه كِرْوَانٌ، صحت الواو فیه لئلا یصیر من مثال فَعَلان فی حال اعتلال اللام إِلی مثال فَعالٍ، و الجمع كَرَاوِینُ، كما قالوا وراشِینُ؛ و أَنشد بعض البغدادیین فی صفة صقر لدلم العَبْشَمی و كنیته أَبو زغب: عَنَّ له أَعْرَفُ ضافی العُثْنُونْ، داهِیةً صِلَّ صَفاً دُرَخْمِینْ، حَتْفَ الحُبارَیاتِ و الكَراوِینْ و الأُنثی كَرَوانةٌ، و الذكر منها الكَرَا، بالأَلف؛ قال مُدرك بن حِصْن الأَسدی: یا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا، فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فلما شَنَّا، بَلَّ الذُّنابی عَبَساً مُبِنَّا قالوا: أَراد به الحُباری یَصُكُّه البازی فیتَّقِیه بسَلْحِه، و یقال له الكُرْكِیُّ، و یقال له إِذا صیدَ: أَطْرِقْ كَرا أَطْرِقْ كَرا إِن النَّعامَ فی القُری، و الجمع كِرْوانٌ، بكسر الكاف، علی غیر قیاس، كما إِذا جمعت الوَرشانَ قلت وِرْشانٌ، و هو جمع بحذف الزوائد، كأَنهم جمعوا كَراً مثل أَخٍ و إخْوان. و الكَرا: لغة فی الكَرَوانِ؛ أَنشد الأَصمعی للفرزدق: علی حِینَ أَن رَكَّیْتُ و ابْیَضَّ مِسْحَلی، و أَطْرَقَ إِطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه «2» ابن سیدة: و فی المثل أَطْرِقْ كَرا إِنَّ النَّعامَ فی القُری؛ غیره: یضرب مثلًا للرجل یُخْدَعُ بكلام یُلَطَّف له و یُراد به الغائلة، و قیل: یضرب مثلًا للرجل یُتَكَلَّم عنده بكلام فَیَظن أَنه هو المراد بالكلام، أَی اسكت فإِنی أُرید من هو أَنْبَلُ منك و أَرفع منزلة؛ و قال أَحمد بن عبید: یضرب للرجل
(1). هو عمرو بن كلثوم (2). قوله [علی حین أن ركیت] كذا بالأصل، و الذی فی الدیوان: أ حین التقی نابای و ابیض مسحلی
لسان العرب، ج‌15، ص: 221
الحقیر إِذا تكلم فی الموضع الذی لا یُشبهه و أَمثالَه الكلامُ فیه، فیقال له اسكت یا حقیر فإِنَّ الأَجِلَّاء أَولی بهذا الكلام منك. و الكَرا: هو الكَرَوانُ طائر صغیر، فخُوطب الكَروانُ و المعنی لغیره، و یُشبَّه الكَرَوَانُ بالذَّلِیل، و النعامُ بالأَعزة، و معنی أَطْرِقْ أَی غُضَّ ما دام عزیز فإیاك أَن تَنطِق أَیها الذلیل، و قیل: معنی أَطرق كرا أَن الكَرَوَان ذلیل فی الطیر و النعام عزیز، یقال: اسكن عندَ الأَعزة و لا تستشرف للذی لست له بند، و قد جعله محمد بن یزید ترخیم كروان فغلط، قال ابن سیدة: و لم یعرف سیبویه فی جمع الكَرَوَانِ إِلا كِرْوَاناً فوجهه علی أَنهم جمعوا كراً، قال: و قالوا كَرَوانٌ و للجمع كِرْوانٌ، بكسر الكاف، فإِنما یُكسَّر علی كَراً كما قالوا إخْوان. قال ابن جنی: قولهم كَرَوانٌ و كِرْوانٌ لما كان الجمع مضارعاً للفعل بالفرعیة فیهما جاءت فیه أَیضاً أَلفاظ علی حذف الزیادة التی كانت فی الواحد، فقالوا كَرَوانٌ و كِرْوان، فجاءَ هذا علی حذف زائدتیه حتی صار إِلی فَعَل، فجَری مجری خَرَب و خِرْبان و بَرَقٍ و بِرْقانٍ، فجاء هذا علی حذف الزیادة كما قالوا عَمْرَك اللهَ. قال أَبو الهیثم: سمی الكَرَوَانُ كَرَوَاناً بضدّه لأَنه لا یَنام باللیل، و قیل: الكَرَوَان طائر یشبه البط. و قال ابن هانئ فی قولهم أَطْرِق كَرَا، قال: رُخِّم الكروان، و هو نكرة، كما قال بعضهم یا قُنْفُ، یرید یا قُنْفُذ، قال: و إِنما یرخم فی الدعاء المَعارف نحو مالك و عامر و لا ترخم النكرة نحو غلام، فرُخم كَرَوانٌ و هو نكرة، و جعل الواو أَلفاً فجاء نادراً. و قال الرسمی: الكَرا هو الكَرَوان، حرف مقصور، و قال غیره: الكَرَا ترخیم الكَرَوان، قال: و الصواب الأَوّل لأَن الترخیم لا یستعمل إِلا فی النداء، و الأَلف التی فی الكَرا هی الواو التی فی الكَروان، جعلت أَلفاً عند سقوط الأَلف و النون، و یكتب الكرا بالأَلف بهذا المعنی، و قیل: الكروان طائر طویل الرجلین أَغبر دون الدجاجة فی الخَلق، و له صوت حسن یكون بمصر مع الطیور الداجنة فی البیوت، و هی من طیور الرِّیف و القُرَی، لا یكون فی البادیة. و الكَرَی: النوم. و الكَرَی: النعاس، یكتب بالیاء، و الجمع أَكْراء؛ قال: هاتَكْتُه حتی انْجَلَتْ أَكْراؤُه كَرِیَ الرجل، بالكسر، یَكْرَی كَرًی إِذا نام، فهو كَرٍ و كَرِیٌّ و كَرْیان. و‌فی الحدیث: أَنه أَدْرَكه الكَرَی‌أَی النوم، و رجل كَرٍ و كَرِیٌّ؛ و قال: مَتی تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ، تَتْرُكْ به مِثْلَ الكَرِیّ المُنْجَدِلْ أَی متَی تَبِت هذه الإِبل فی مكان أَو تَقِل به نهاراً تَتْركْ به زِقّاً مملوءاً لبناً، یصف إِبلًا بكثرة الحلب أَی تَحْلُب وَطْباً من لبن كأَن ذلك الوطب رجل نائم. و امرأَة كَرِیَةٌ علی فَعِلة؛ و قال: لا تُسْتَمَلُّ و لا یَكْرَی مُجالِسُها، و لا یَمَلُّ من النَّجْوی مُناجِیها و أَصبح فلان كَرْیانَ الغداةِ أَی ناعِساً. ابن الأَعرابی: أَكْرَی الرجُل سَهِر فی طاعةِ الله عز و جل. و كَرَی النهرَ كَرْیاً: استحدث حَفْرة. و كَرَی الرجلُ كَرْیاً: عَدا عدواً شدیداً، قال ابن درید: و لیس باللغة العالیة. و قد أَكْرَیْت أَی أَخَّرت. و أَكْرَی الشی‌ءَ و الرحْلَ و العَشاء: أَخَّره، و الاسم الكَراء؛ قال الحطیئة:
لسان العرب، ج‌15، ص: 222
و أَكْرَیْت العَشاء إِلی سُهَیْلٍ أَو الشِّعْرَی، فطالَ بی الأَناءُ قیل: هو یَطْلُع سَحَراً و ما أُكل بعده فلیس بعَشاء، یقول: انتظرت معروفك حتی أَیِسْت. و‌قال فقیه العرب: من سَرَّه النِّساء و لا نَساء، فَلْیُبَكِّر العَشاء، و لیُباكِر الغَداء، و لیُخَفِّف الرِّداء، و لیُقِلَّ غِشْیانَ النساء.و أَكْرَیْنا الحدیث اللیلة أَی أَطَلْناه. و‌فی حدیث ابن مسعود: كنا عند النبی، صلی الله علیه و سلم، ذات لیلة فأَكْرَیْنا فی الحدیث‌أَی أَطَلْناه و أَخَّرناه. و أَكْرَی من الأَضداد، یقال: أَكْرَی الشی‌ءُ یُكْرِی إِذا طالَ و قَصُرَ و زادَ و نَقَص؛ قال ابن أَحمر: و تَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً، و الظِّلُّ لم یَفْضُلْ و لم یُكْرِی أَی و لم ینقص، و ذلك عند انتصاف النهار. و أَكْری الرجل: قلَّ ماله أَو نَفِد زادُه. و قد أَكری زادُه أَی نقص؛ و أَنشد ابن الأَعرابی للبید: كذِی زادٍ مَتی ما یُكْرِ مِنْه، فلیس وراءه ثِقَةٌ بزادِ و قال آخر یصف قِدْراً: یُقَسِّمُ ما فیها، فإَنْ هِیَ قَسَّمَتْ فَذاكَ، و إِنْ أَكْرَتْ فعن أَهلها تُكْرِی قَسَّمَتْ: عَمَّت فی القَسْم، أَراد و إِن نقَصت فعن أَهلها تَنْقُص، یعنی القِدْر. أَبو عبید: المُكَرِّی السَّیرُ «1» اللَّیِّن البَطِی‌ء، و المُكَرِّی من الإِبل التی تَعْدُو، و قیل: هو السیر البطی‌ء؛ قال القطامی: و كلُّ ذلك منها كُلَّما رَفَعَتْ، مِنْها المُكَرِّی، و مِنها اللَّیِّن السَّادِی أَی رفَعَتْ فی سیرها؛ قال ابن بری و قال الراجز: لمَّا رأَتْ شَیْخاً له دَوْدَرَّی، ظَلَّتْ علی فِراشِها تَكَرَّی «2» دَوْدَرَّی: طَویل الخُصیتین. و قال الأَصمعی: هذه دابة تُكَرِّی تَكْرِیَةً إِذا كان كأَنه یتلقف بیده إِذا مشی. و كَرَت الناقةُ برجلیها: قلَبتهما فی العَدْوِ، و كذلك كَرَی الرجلُ بقدمیه، و هذه الكلمات یائیة لأَن یاءها لام و انقلاب الأَلف یاء عن اللام أَكثر من انقلابها عن الواو. و الكَرِیُّ: نبت. و الكَرِیَّةُ، علی فعِیلة: شجرة تنبت فی الرمل فی الخَصب بنجد ظاهرة، تنبت علی نِبْتة الجَعْدة. و قال أَبو حنیفة: الكَرِیُّ، بغیر هاء، عُشبة من المَرْعی، قال: لم أَجد من یصفها، قال: و قد ذكرها العجاج فی وصف ثور وحش فقال: حتی عَدا، و اقْتادَه الكَرِیُّ و شَرْشَرٌ و قَسْوَرٌ نَضْرِیُّ «3» و هذه نُبوت غَضَّة، و قوله: اقتادَه أَی دَعاه، كما قال ذو الرمة: یَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ «4» و الكَرَوْیا: من البزر، وزنها فَعَوْلَلٌ، أَلفها منقلبة عن یاء و لا تكون فَعَولَی و لا فَعَلْیا لأَنهما بِناءَان لم یثبُتا فی الكلام، إِلا أَنه قد یجوز أَن تكون فَعَوْلٌ فی قول من ثبت عنده قَهَوْباة. و حكی أَبو حنیفة: كَرَوْیَاء، بالمد، و قال مرة: لا أَدری أَ یمد الكَرَوْیا أَم لا، فإِن مدّ فهی أُنثی، قال: و لیست
(1). قوله [المكرّی السیر إلخ] هذه عبارة التهذیب، و عبارة الجوهری: و المكرّی من الإبل اللین السیر و البطی‌ء. (2). قوله [لما رأت إلخ] لم یقدّم المؤلف المستشهد علیه، و فی القاموس: تكرّی نام، فتكرّی فی البیت تتكرّی. (3). قوله [نضری] هو الصواب و تصحف فی شرشر بنصری. (4). قوله [یدعو] أَوّله كما فی شرح القاموس فی مادة ربب: أمسی بوهبین مجتازاً لمرتعه بذی الفوارس یدعو أنفه الربب
لسان العرب، ج‌15، ص: 223
الكَرَوْیاء بعربیة، قال ابن بری: الكرَوْیا من هذا الفصل، قال: و ذكره الجوهری فی فصل قردم مقصوراً علی وزن زكریا، قال: و رأَیتها أَیضاً الكَرْوِیاء، بسكون الراء و تخفیف الیاء ممدودة، قال: و رأَیتها فی النسخة المقروءة علی ابن الجوالیقی الكَرَوْیاء، بسكون الواو و تخفیف الیاء ممدودة، قال: و كذا رأَیتها، فی كتاب لیس لابن خالویه، كَرَوْیا، كما رأَیتها فی التكملة لابن الجوالیقی، و كان یجب علی هذا أَن تنقلب الواو یاء لاجتماع الواو و الیاء و كون الأَول منهما ساكناً إِلا أَن یكون مما شذ نحو ضَیْوَن و حَیْوةٍ و حَیْوان و عَوْیة فتكون هذه لفظة خامسة. و كَرَاء: ثنیة بالطائف ممدودة. قال الجوهری: و كَرَاء موضع؛ و قال: مَنَعْناكمْ كَراء و جانِبَیْهِ، كما مَنَعَ العَرینُ وَحَی اللُّهامِ و أَنشد ابن بری: كأَغْلَبَ، من أُسُود كَراءَ، ورْدٍ یَرُدُّ خَشَایَةَ الرجلِ الظَّلُومِ قال ابن بری: و الكَرا ثنیة بالطائف مقصورة.

كزا؛ ج15، ص: 223

: ابن الأَعرابی: كَزا إِذا أَفضلَ علی مُعْتَفِیه؛ رواه أَبو العباس عنه.

كسا؛ ج15، ص: 223

: الكِسْوَةُ و الكُسْوَةُ: اللباس، واحدة الكُسا؛ قال اللیث: و لها معانٍ مختلفة. یقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوَةً إِذا أَلبسته ثوباً أَو ثیاباً فاكْتَسَی. و اكْتَسَی فلان إِذا لبَس الكِسْوَة [الكُسْوَة؛ قال رؤبة یصف الثور و الكلاب: قد كَسَا فیهن صِبْغاً مُرْدِعاً یعنی كساهنَّ دَماً طرّیاً؛ و قال یصف العیر و أُتُنه: یَكْسُوه رَهْباها إِذا تَرَهَّبا، علی اضْطِرامِ اللُّوحِ، بَوْلًا زَغْرَبا یَكْسُوه رَهْباها أَی یَبُلْن علیه. و یقال: اكتَسَتِ الأَرض بالنبات إِذا تغطَّت به. و الكُسا: جمع الكُسْوَة. و كَسِیَ فلان یَكْسَی إِذا اكْتَسَی، و قیل: كَسِیَ إِذا لبس الكُسْوَة؛ قال: یَكْسی و لا یَغْرَثُ مملوكُها، إِذا تَهَرَّت عَبْدَها الهارِیهْ أَنشده یعقوب. و اكْتَسَی: كَكَسِیَ، و كَساه إِیاها كَسْواً. قال ابن جنی: أَما كَسِیَ زیدٌ ثوباً و كَسَوْته ثوباً فإِنه و إِن لم ینقل بالهمزة فإِنه نقل بالمثال، أ لا تراه نقل من فَعِلَ إِلی فَعَلَ، و إِنما جاز نقله بفَعَل لما كان فَعَلَ و أَفْعَلَ كثیراً ما یعتقبان علی المعنی الواحد نحو جَدَّ فی الأَمر و أَجَدَّ، و صدَدْته عن كذا و أَصدَدْته، و قصر عن الشی‌ء و أَقْصَر، و سَحَته الله و أَسْحَته و نحو ذلك، فلما كانت فَعَلَ و أَفْعَلَ علی ما ذكرناه من الاعتقاب و التَّعاوُض و نُقِل بأَفْعل، نقل أَیضاً فَعِلَ یَفعَل نحو كَسِیَ و كَسَوْتُه و شَتِرَت عینُه و شَتَرْتها و عارَتْ و عُرْتها. و رجل كاسٍ: ذو كُسوة، حمله سیبویه علی النسب و جعله كَطاعِم، و هو خلاف لما أَنشدناه من قوله: یَكْسَی و لا یَغْرَثُ قال ابن سیدة: و قد ذكرنا فی غیر موضع أَن الشی‌ء إِنما یحمل علی النسب إِذا عُدِمَ الفِعل. و یقال: فلان أَكْسَی من بَصَلةٍ إِذا لبس الثیاب الكثیرة، قال: و هذا من النوادر أَن یقال للمُكْتَسِی كاسٍ بمعناه. و یقال: فلان أَكْسَی من فلان أَی أَكثر إِعطاء للكُسوة، من كَسَوْتُه أَكْسُوه. و فلان أَكْسَی
لسان العرب، ج‌15، ص: 224
من فلان أَی أَكثر اكْتِساء منه؛ و قال فی قول الحطیئة: دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْیَتها، و اقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكَاسِی أَی المُكْتَسی. و قال الفراء: یعنی المَكْسُوَّ، كقولك ماء دافِقٌ و عیشةٌ راضِیةٌ، لأَنه یقال كَسِیَ العُرْیانُ و لا یقال كَسا. و‌فی الحدیث: و نِساءٍ كاسِیاتٍ عارِیاتٍ‌أَی أَنهنَّ كاسیاتٌ من نِعَم الله عارِیاتٌ من الشكر، و قیل: هو أَن یَكْشِفْنَ بعضَ جسدهن و یَسْدُلْن الخُمُر من ورائهن فهنَّ كاسِیاتٌ كعارِیات، و قیل: أَراد أَنهن یَلْبَسْن ثِیاباً رقاقاً یَصِفْنَ ما تحتها من أَجْسامِهن فهن كاسِیاتٌ فی الظاهر عارِیاتٌ فی المعنی. قال ابن بری: یقال كَسِیَ یَكْسَی ضدّ عَرِیَ یَعْرَی؛ قال سعید بن مسحوج الشیبانی: لقَدْ زادَ الحَیاةَ إِلیَّ حُبّاً بَناتی، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مَخافةَ أَن یَرَیْنَ البُؤسَ بَعْدی، و أَن یَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ و أَن یَعْرَیْنَ، إِنْ كَسِیَ الجَواری، فَتَنْبُو العینُ عَن كَرَمٍ عجافِ و اكْتَسَی النَّصِیُّ بالوَرق: لبسه؛ عن أَبی حنیفة. و اكْتَسَتِ الأَرضُ: تمَّ نباتُها و التفَّ حتی كأَنها لَبسته. و الكِسَاء: معروف، واحد الأَكْسِیَة اسم موضوع، یقال: كِسَاءٌ و كِسَاءَان و كِسَاوَانِ، النسبة إِلیها كِسَائِیٌّ و كِسَاوِیٌّ، و أَصله كِساوٌ لأَنه من كَسَوْتُ إِلا أَن الواو لما جاءت بعد الأَلف همزت. و تَكَسَّیْتُ بالكِساء: لبسته؛ و قول عمرو بن الأَهتم: فبَاتَ له دونَ الصَّبا، و هی قُرَّةٌ، لِحافٌ، و مَصْقولُ الكِساء رَقِیقُ أَراد اللبنَ تعلوه الدُّوایةُ؛ قال ابن بری: صواب إِنشاده‌و بات له …، یعنی للضیف؛ و قبله: فباتَ لَنا منها، و للضَّیْف مَوْهناً، شِواءٌ سَمِینٌ زاهِقٌ و غَبُوقُ ابن الأَعرابی: كاساهُ إِذا فاخَره، و ساكاه إِذا ضَیَّقَ علیه فی المُطالبة، و سَكا إِذا صغر جسمه. التهذیب: أَبو بكر الكَساء، بفتح الكاف ممدود، المجد و الشرف و الرِّفْعة؛ حكاه أَبو موسی هارون بن الحرث، قال الأَزهری: و هو غریب. و الأَكْسَاء: النَّواحی؛ واحدها كُسْ‌ء، و هو مذكور فی الهمزة أَیضاً، و هو یائی. و الكُسْیُ: مؤخَّر العجز، و قیل: مؤخر كل شی‌ء، و الجمع أَكْسَاء؛ قال الشماخ: كأَنّ علی أَكْسَائِها، من لُغامِها، و خِیفةَ خِطْمِیٍّ بماء مُبَحْزَجِ و حكی ثعلب: رَكِبَ كَسَاه «1» إِذا سقط علی قَفاه، و هو یائی لأَن یاءه لام، قال ابن سیدة: و لو حمل علی الواو لكان وجهاً فإِن الواو فی كَسَا أَكثر من الیاء، و الذی حكاه ابن الأَعرابی رَكِبَ كُسْأَه مهموز، و قد تقدم ذكره فی موضعه.

كشی؛ ج15، ص: 224

: كُشْیةُ الضَّبِّ: أَصل ذَنَبه، و قیل: هی شَحْمة صفراء من أَصل ذنبه حتی تبلغ إِلی أَصل حَلْقه، و هما كُشْیَتان مُبْتَدَّتا الصلب من داخل من أَصل ذنبه إِلی عنقه، و قیل: هی علی موضع
(1). قوله [ركب كَسَاه] هذا هو الصواب، و ما فی القاموس: أكساءه، غلطه فیه شارحه و قد ضبط فی الأصل بالفتح و لعله بالضم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 225
الكُلْیَتَیْنِ، و هما شحمتان علی خِلْقة لِسان الكلب صفراوان علیهما مِقْنعة سَوْداء أَی مثل المِقْنعة، و قیل: هی شَحْمة مُسْتطیلة فی الجنبین من العُنُق إِلی أَصل الفَخِذ. و فی المثل: أَطْعِمْ أَخاكَ مِنْ كُشْیَةِ الضبِّ؛ یَحُثُّه علی المُواساة، و قیل: بل یَهْزَأُ به؛ قال قائل الأَعراب: و أَنت لو ذُقْتَ الكُشَی بالأَكْباد، لَما تَرَكْتَ الضَّبَّ یَعْدُو بالواد و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه وضَع یدَه فی كُشْیةِ ضَبٍّ، و قال إِنَّ نبیَّ الله، صلی الله علیه و سلم، لم یُحرِّمْه و لكن قَذِرَه؛ الكُشْیَةُ شَحْم یكون فی بَطن الضبِّ و وضْعُ الید فیه كِنایةٌ عن الأَكل منه؛ قال ابن الأَثیر: هكذا رواه القتیبی فی حدیث عمر، و الذی‌جاء فی غَرِیب الحَرْبی عن مُجاهِد: أَن رجلًا أَهْدَی للنبی، صلی الله علیه و سلم، ضَبّاً فقَذِرَه فوضع یده فی كُشْیَتَی الضَّبِّ، قال: و لعله حدیث آخر، و الجمع الكُشَی؛ و قال الشاعر: فلو كان هذا الضبُّ لا ذَنَبٌ لَه و لا كُشْیةٌ، ما مَسَّه الدَّهْرَ لامِسُ و لَكِنَّه من أَجْلِ طِیبِ ذُنَیْبِه و كُشْیَتِه دَبَّتْ إِلیهِ الدَّهارِسُ و یقال: كُشَّةٌ «1» و كُشْیَةٌ بمعنی واحد. ابن سیدة: و كَشَا الشی‌ءَ كَشْواً عَضَّه بفیه فانتزعه.

كصی؛ ج15، ص: 225

: ابن الأَعرابی: كَصَی إِذا خَسَّ بعد رِفْعة.

كظا؛ ج15، ص: 225

: كَظا لحمه یَكْظُو: اشتدَّ، و قیل: كثر و اكتنز. یقال: خَظا لحمُه و كَظا و بَظا كله بمعنی. الفراء: خَظا بَظا و كَظا، بغیر همز، یعنی اكتنز، و مثله یَخْظُو و یَبْظُو و یَكْظُو. اللحیانی: خَظَا بَظا كَظا إِذا كان صُلْباً مكتنزاً. ابن الأَعرابی: كَظا تابع لِخَظا، كَظا یَكْظُو كَظاً إِذا ركب بعضه بعضاً؛ ابن الأَنباری: یكتب بالأَلف؛ و أَنشد ابن بری للقلاخ: عُراهِماً كاظِی البَضِیعِ ذا عُسُنْ

كعا؛ ج15، ص: 225

: ابن الأَعرابی: كَعا إِذا جَبُنَ. أَبو عمرو: الكَاعِی المُنْهَزم. ابن الأَعرابی: الأَكْعَاء الجُبناء، قال: و الأَعْكاء العُقَد.

كفی؛ ج15، ص: 225

: اللیث: كَفَی یَكْفِی كِفایةً إِذا قام بالأَمر. و یقال: اسْتَكْفَیْته أَمْراً فكَفانِیه. و یقال: كَفاك هذا الأَمرُ أَی حَسْبُك، و كَفَاكَ هذا الشی‌ء. و‌فی الحدیث: من قرأَ الآیتین من آخر سورة البقرة فی لیلة كَفَتاه‌أَی أَغْنَتاه عن قیام اللیل، و قیل: إِنهما أَقل ما یُجزئ من القراءة فی قیام اللیل، و قیل: تَكْفِیانِ الشرَّ و تَقِیان من المكروه. و‌فی الحدیث: سَیَفْتَحُ اللهُ علیكم و یَكْفِیكم اللهُ‌أَی یَكْفیكم القِتالَ بما فتَح علیكم. و الكُفاةُ: الخَدَمُ الذین یَقومون بالخِدْمة، جمع كافٍ. و كفَی الرجلُ كِفایةً، فهو كافٍ و كُفًی مثل حُطَمٍ؛ عن ثعلب، و اكْتَفَی، كلاهما: اضْطَلَع، و كَفاه ما أَهَمَّه كِفایةً و كَفاه مَؤُونَته كِفایَةً و كَفاك الشی‌ءُ یَكفِیك و اكْتَفَیْت به. أَبو زید: هذا رجل كافِیك من رَجُل و ناهیك من رجل و جازیكَ من رجل و شَرْعُكَ من رجُل كله بمعنی واحد. و كَفَیْته ما أَهَمَّه. و كَافَیْته: من المُكافاة، و رَجَوْتُ مُكافاتَك. و رجل كافٍ و كَفِیٌّ: مثل سالِم و سَلِیمٍ. ابن سیدة: و رجل كافِیكَ من رجل و كَفْیُكَ [كِفْیُكَ من رجُل «2» و كَفَی به رجلًا. قال: و حكی ابن الأَعرابی
(1). قوله [كشة] هو بهذا الضبط فی التهذیب (2). قوله [و كفیك من رجل] فی القاموس مثلثة الكاف.
لسان العرب، ج‌15، ص: 226
كَفاكَ بفلان و كَفْیُكَ به و كِفاكَ، مكسور مقصور، و كُفاكَ، مضموم مقصور أَیضاً، قال: و لا یثنی و لا یجمع و لا یؤنث. التهذیب: تقول رأَیت رجُلًا كَافِیَك من رجل، و رأَیت رجلین كافِیَك من رجلین، و رأَیت رجالًا كافِیَكَ من رجال، معناه كَفاك به رجلًا. الصحاح: و هذا رجل كافِیكَ من رجُل و رَجلان كافِیاكَ من رجلین و رِجالٌ كافُوكَ من رِجال، و كَفْیُك، بتسكین الفاء، أَی حَسْبُكَ؛ و أَنشد ابن بری فی هذا الموضع لجثامة اللیثی: سَلِی عَنِّی بَنی لَیْثِ بنِ بَكْرٍ، كَفَی قَوْمی بصاحِبِهِمْ خَبِیرا هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِیهمْ، إِذا عَرَضَتْ، و أَقْتَطِعُ الصُّدُورا و قال أَبو إِسحاق الزجاج فی قوله عز و جل: وَ كَفیٰ بِاللّٰهِ وَلِیًّا، و ما أَشبهه فی القرآن: معنی الباء للتَّوْكید، المعنی كَفَی اللهُ ولیّاً إِلا أَن الباء دخلت فی اسم الفاعل لأَن معنی الكلام الأَمْرُ، المعنی اكْتَفُوا بالله ولیّاً، قال: و وَلِیًّا منصوب علی الحال، و قیل: علی التمییز. و قال فی قوله سبحانه: أَ وَ لَمْ یَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلیٰ كُلِّ شَیْ‌ءٍ شَهِیدٌ؛ معناه أَ وَ لم یَكْفِ ربُّك أَ وَ لم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك، و معنی الكِفَایَة هاهنا أَنه قد بین لهم ما فیه كِفایة فی الدلالة علی توحیده. و‌فی حدیث ابن مریم: فأَذِنَ لی إِلی أَهْلی بغیر كَفِیٍّ‌أَی بغیر مَن یَقوم مَقامی. یقال: كَفاه الأَمرَ إِذا قام فیه مَقامه. و‌فی حدیث الجارود: و أَكْفِی مَنْ لم یَشهد‌أَی أَقوم بأَمْرِ مَن لم یَشهد الحَرْبَ و أُحارِبُ عنه؛ فأَمّا قول الأَنصاری: فكَفَی بِنا فَضْلًا، علی مَن غَیْرُنا، حُبُّ النبیِّ مُحَمَّدٍ إِیّانا فإِنما أَراد فكَفانا، فأَدخل الباء علی المفعول، و هذا شاذ إِذ الباء فی مثل هذا إِنما تدخل علی الفاعل كقولك كَفیٰ بِاللّٰهِ*؛ و قوله: إِذا لاقَیْتِ قَوْمی فاسْأَلِیهمْ، كَفَی قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِیرا هو من المقلوب، و معناه كَفَی بقوم خَبِیراً صاحبُهم، فجعل الباء فی الصاحب، و موضعها أَن تكون فی قوم و هم الفاعلون فی المعنی؛ و أَما زیادَتها فی الفاعل فنحو قولهم: كَفیٰ بِاللّٰهِ*، و قوله تعالی: وَ كَفیٰ بِنٰا حٰاسِبِینَ، إِنما هو كفی اللهُ و كفانا كقول سحیم: كَفَی الشَّیْبُ و الإِسْلامُ للمَرْء ناهِیاً فالباء و ما عملت فی موضع مرفوع بفعله، كقولك ما قام من أَحد، فالجار و المجرور هنا فی موضع اسم مرفوع بفعله، و نحوه قولهم فی التعجب: أَحْسِنْ بِزَیْدٍ، فالباء و ما بعدها فی موضع مرفوع بفعله و لا ضمیر فی الفعل، و قد زیدت أَیضاً فی خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل؛ قال: و لَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَیِّنٍ، و هَلْ یُعْرَفُ المعْروفُ فی الناسِ و الأَجْرُ «1» أَراد: و لكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَیِّن، و قد یجوز أَن یكون معناه و لكنَّ أَجراً لو فعلته بشی‌ء هین أَی أَنت تَصِلین إِلی الأَجرِ بالشی‌ء الهین، كقولك: وُجُوبُ الشكر بالشی‌ءِ الهیّن، فتكون الباء علی هذا غیر زائدة، و أَجاز محمد بن السَّرِیّ أَن یكون قوله: كَفیٰ بِاللّٰهِ*، تقدیره كفَی اكْتِفاؤك بالله أَی اكْتفاؤك بالله یَكْفِیك؛ قال ابن جنی: و هذا یضعف عندی لأَن الباء علی هذا متعلقة بمصدر محذوف و هو الاكتفاء، و محال حذف الموصول و تبقیة صلته، قال: و إِنما
(1). قوله [و هل یعرف] كذا بالأصل، و الذی فی المحكم: و لم ینكر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 227
حسَّنه عندی قلیلًا أَنك قد ذكرت كفَی فدلَّ علی الاكتفاء لأَنه من لفظه، كما تقول: مَن كَذب كان شرًّا له، فأَضمرته لدلالة الفعل علیه، فهاهنا أَضمر اسماً كاملًا و هو الكذب، و هناك أَضمر اسماً و بقی صلته التی هی بعضه، فكان بعضُ الاسم مضمراً و بعضه مظهراً، قال: فلذلك ضعف عندی، قال: و القول فی هذا قول سیبویه من أَنه یرید كفی الله، كقولك: وَ كَفَی اللّٰهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتٰالَ؛ و یشهد بصحة هذا المذهب ما حكی عنهم من قولهم مررت بأَبْیاتٍ جادَ بِهنَّ أَبیاتاً و جُدْنَ أَبْیاتاً، فقوله بهنَّ فی موضع رفع، و الباء زائدة كما تری. قال: أَخبرنی بذلك محمد بن الحسن قراءة علیه عن أَحمد بن یحیی أَن الكسائی حكی ذلك عنهم؛ قال: و وجدت مثله للأَخطل و هو قوله: فقُلْتُ: اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها، و حُبَّ بِها مَقْتولَةً حِینَ تُقْتَل فقوله بها فی موضع رفع بحُبَّ؛ قال ابن جنی: و إِنما جاز عندی زیادة الباء فی خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتیاج المبتدإِ إِلیه كاحتیاج الفعل إِلی فاعله. و الكُفْیةُ، بالضم: ما یَكْفِیك من العَیش، و قیل: الكُفْیَةُ القُوت، و قیل: هو أَقلّ من القوت، و الجمع الكُفَی. ابن الأَعرابی: الكُفَی الأَقوات، واحدتها كُفْیَةٌ. و یقال: فلان لا یملك كُفَی یومه علی میزان هذا أَی قُوتَ یومه؛ و أَنشد ثعلب: و مُخْتَبِطٍ لم یَلْقَ مِن دُونِنا كُفًی، و ذاتِ رَضِیعٍ لم یُنِمْها رَضِیعُها قال: یكون كُفًی جمع كُفْیَة و هو أَقلّ من القُوت، كما تقدّم، و یجوز أَن یكون أَراد كُفاةً ثم أَسقط الهاء، و یجوز أَن یكون من قولهم رجل كَفِیٌّ أَی كافٍ. و الكِفْیُ: بطن الوادی؛ عن كراع، و الجمع الأَكْفَاء. ابن سیدة: الكُفْوُ النظیر لغة فی الكُف‌ءِ، و قد یجوز أَن یریدوا به الكُفُؤ فیخففوا ثم یسكنوا.

كلا؛ ج15، ص: 227

: ابن سیدة: كِلا كلمة مَصُوغة للدلالة علی اثنین، كما أَنَّ كُلًّا مصوغة للدلالة علی الجمع؛ قال سیبویه: و لیست كِلا من لفظ كلٍّ، كلٌّ صحیحة و كِلا معتلة. و یقال للأُنثیین كِلْتا، و بهذه التاء حُكم علی أَن أَلف كِلا منقلبة عن واو، لأَن بدل التاء من الواو أَكثر من بدلها من الیاء، قال: و أَما قول سیبویه جعلوا كِلا كَمِعًی، فإِنه لم یرد أَن أَلف كِلا منقلبة عن یاء كما أَنَّ أَلف مِعًی منقلبة عن یاء، بدلیل قولهم معیان، و إِنما أَراد سیبویه أَن أَلف كلا كأَلف معی فی اللفظ، لا أَن الذی انقلبت علیه أَلفاهما واحد، فافهم، و ما توفیقنا إِلا بالله، و لیس لك فی إِمالتها دلیل علی أَنها من الیاء، لأَنهم قد یُمِیلون بنات الواو أَیضاً، و إِن كان أَوَّله مفتوحاً كالمَكا و العَشا، فإِذا كان ذلك مع الفتحة كما تری فإِمالَتُها مع الكسرة فی كِلا أَولی، قال: و أَما تمثیل صاحب الكتاب لها بِشَرْوَی، و هی من شریت، فلا یدل علی أَنها عنده من الیاء دون الواو، و لا من الواو دون الیاء، لأَنه إِنما أَراد البدل حَسْبُ فمثل بما لامه من الأَسماء من ذوات الیاء، مبدلة أَبداً نحو الشَّرْوَی و الفَتْوَی. قال ابن جنی: أَما كلتا فذهب سیبویه إِلی أَنها فِعْلَی بمنزلة الذِّكْرَی و الحِفْرَی، قال: و أَصلها كِلْوا، فأُبدلت الواو تاء كما أُبدلت فی أُخت و بنت، و الذی یدل علی أَنَّ لام كلتا معتلة قولهم فی مذكرها كِلا، و كِلا فِعْلٌ و لامه معتلة بمنزلة لام حِجاً و رِضاً، و هما من الواو لقولهم حَجا یَحْجُو و الرِّضْوان،
لسان العرب، ج‌15، ص: 228
و لذلك مثلها سیبویه بما اعتلَّت لامه فقال هی بمنزلة شَرْوَی، و أَما أَبو عُمر الجَرْمِی فذهب إِلی أَنها فِعْتَلٌ، و أَن التاء فیها علم تأْنِیثها و خالف سیبویه، و یشهد بفساد هذا القول أَن التاء لا تكون علامة تأْنیث الواحد إِلا و قبلها فتحة نحو طَلحة و حَمْزَة و قائمة و قاعِدة، أَو أَن یكون قبلها أَلف نحو سِعْلاة و عِزْهاة، و اللام فی كِلتا ساكنة كما تری، فهذا وجه، و وجه آخر أَن علامة التأْنیث لا تكون أَبداً وسطاً، إِنما تكون آخراً لا محالة، قال: و كِلْتَا اسم مفرد یفید معنی التثنیة بإِجماع من البصریین، فلا یجوز أَن یكون علامة تأْنیثه التاء و ما قبلها ساكن، و أَیضاً فإِن فِعتَلًا مثال لا یوجد فی الكلام أَصلًا فیُحْمَل هذا علیه، قال: و إِن سمیت بكِلْتا رجلًا لم تصرفه فی قول سیبویه معرفة و لا نكرة، لأَن أَلفها للتأْنیث بمنزلتها فی ذكْری، و تصرفه نكرة فی قول أَبی عمر لأَن أَقصی أَحواله عنده أَن یكون كقائمة و قاعدة و عَزَّة و حمزة، و لا تنفصل كِلا و لا كِلتا من الإِضافة. و قال ابن الأَنباری: من العرب من یمیل أَلف كِلْتَا و منهم من لا یمیلها، فمن أَبطل إمالتها قال أَلفها أَلف تثنیة كأَلف غلاما و ذوا، و واحد كلتا كِلت، و أَلف التثنیة لاتمال، و من وقف علی كلتا بالإِمالة فقال كلتا اسم واحد عبر عن التثنیة، و هو بمنزلة شِعْرَی و ذِكْرَی. و روی الأَزهری عن المنذری عن أَبی الهیثم أَنه قال: العرب إِذا أَضافت كُلًّا إِلی اثنین لینت لامها و جعلت معها أَلف التثنیة، ثم سوّت بینهما فی الرفع و النصب و الخفض فجعلت إِعرابها بالأَلف و أَضافتها إِلی اثنین و أَخبرت عن واحد، فقالت: كِلا أَخَوَیْك كان قائماً و لم یقولوا كانا قائمین، و كِلا عَمَّیْك كان فقیهاً، و كِلْتَا المرأَتین كانت جمیلة، و لا یقولون كانتا جمیلتین،. قال الله عز و جل: كِلْتَا الْجَنَّتَیْنِ آتَتْ أُكُلَهٰا، و لم یقل آتَتا. و یقال: مررت بكِلا الرجلین، و جاءنی كِلا الرجلین، فاستوی فی كِلا إِذا أَضفتها إِلی ظاهرین الرفع و النصب و الخفض، فإِذا كنوا عن مخفوضها أَجروها بما یصیبها من الإِعراب فقالوا أَخواك مررت بكلیهما، فجعلوا نصبها و خفضها بالیاء، و قالوا أَخوای جاءانی كِلَاهما فجعلوا رفع الاثنین بالأَلف، و قال الأَعشی فی موضع الرفع: كِلا أَبَوَیْكُمْ كانَ فَرْعاً دِعامةً یرید كلّ واحد منهما كان فرعاً؛ و كذلك قال لبید: فَغَدَتْ، كِلا الفَرْجَیْنِ تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلی المَخافةِ: خَلْفَها و أَمامها غَدَتْ: یعنی بقرة وحشیة، كلا الفرجین: أَراد كلا فرجیها، فأَقام الأَلف و اللام مُقام الكِنایة، ثم قال تحسب، یعنی البقرة، أَنه و لم یقل أَنهما مولی المخافة أَی ولیُّ مَخافتها، ثم تَرْجَم عن كِلا الفَرْجین فقال خلفها و أَمامها، و كذلك تقول: كِلا الرجلین قائمٌ و كِلْتا المرأَتین قائمة؛ و أَنشد: كِلا الرَّجُلَیْن أَفَّاكٌ أَثِیم و قد ذكرنا تفسیر كلٍّ فی موضعه. الجوهری: كِلا فی تأْكید الاثنین نظیر كلٍّ فی المجموع، و هو اسم مفرد غیر مُثَنّی، فإِذا ولی اسماً ظاهراً كان فی الرفع و النصب و الخفض علی حالة واحدة بالأَلف، تقول: رأَیت كِلا الرجلین، و جاءنی كِلا الرجلین، و مررت بكلا الرجلین، فإِذا اتصل بمضمر قلَبْت الأَلف یاء فی موضع الجر و النصب، فقلت: رأَیت كلیهما و مررت بكلیهما، كما تقول علیهما، و تبقی فی الرفع علی حالها؛ و قال الفراء: هو مثنی مأْخوذ من كل فخففت اللام و زیدت الأَلف للتثنیة، و كذلك كِلْتَا
لسان العرب، ج‌15، ص: 229
للمؤنث، و لا یكونان إِلا مضافین و لا یتكلم منهما بواحد، و لو تكلم به لقیل كِلٌ و كِلْتٌ و كِلانِ و كِلْتانِ؛ و احتج بقول الشاعر: فی كِلْتِ رِجْلَیْها سُلامی واحدهْ، كِلتاهما مقْرُونةٌ بزائدهْ أَراد: فی إِحدی رجلیها، فأَفْرد، قال: و هذا القول ضعیف عند أَهل البصرة، لأَنه لو كان مثنی لوجب أَن تنقلب أَلفه فی النصب و الجر یاء مع الاسم الظاهر، و لأَن معنی كِلا مخالف لمعنی كلّ، لأَن كُلًّا للإِحاطة و كِلا یدل علی شی‌ءٍ مخصوص، و أَما هذا الشاعر فإِنما حذف الأَلف للضرورة و قدّر أَنها زائدة، و ما یكون ضرورة لا یجوز أَن یجعل حجة، فثبت أَنه اسم مفرد كَمِعی إِلا أَنه وضع لیدل علی التثنیة، كما أَن قولهم نحن اسم مفرد یدل علی الاثنین فما فوقهما؛ یدل علی ذلك قول جریر: كِلا یَومَیْ أُمامةَ یوْمُ صَدٍّ، و إِنْ لم نَأْتِها إِلَّا لِماما قال: أَنشدنیه أَبو علی، قال: فإِن قال قائل فلم صار كِلا بالیاء فی النصب و الجرّ مع المضمر و لزمت الأَلف مع المظهر كما لزمت فی الرفع مع المضمر؟ قیل له: من حقها أَن تكون بالأَلف علی كل حال مثل عصا و معی، إِلا أَنها لما كانت لا تنفك من الإِضافة شبهت بعلی و لدی، فجعلت بالیاء مع المضمر فی النصب و الجر، لأَن علی لا تقع إِلا منصوبة أَو مجرورة و لا تستعمل مرفوعة، فبقیت كِلا فی الرفع علی أَصلها مع المضمر، لأَنها لم تُشَبَّه بعلی فی هذه الحال، قال: و أَما كِلْتَا التی للتأْنیث فإِن سیبویه یقول أَلفها للتأْنیث و التاء بدل من لام الفعل، و هی واو و الأَصل كِلْوا، و إِنما أُبدلت تاء لأَن فی التاء علم التأْنیث، و الأَلف فی كِلْتَا قد تصیر یاء مع المضمر فتخرج عن علم التأْنیث، فصار فی إِبدال الواو تاء تأْكید للتأْنیث. قال: و قال أَبو عُمر الجَرْمی التاء ملحقة و الأَلف لام الفعل، و تقدیرها عنده فِعْتَلٌ، و لو كان الأَمر كما زعم لقالوا فی النسبة إِلیها كِلْتَویٌّ، فلما قالوا كِلَویٌّ و أَسقطوا التاء دلّ أَنهم أَجْروها مُجْری التاء التی فی أُخت التی إِذا نَسَبت إِلیها قلت أَخَوِیٌّ؛ قال ابن بری فی هذا الموضع: كِلَویٌّ قیاس من النحویین إِذا سمیت بها رجلًا، و لیس ذلك مسموعاً فیحتج به علی الجرمی. الأَزهری فی ترجمة كلأَ عند قوله تعالی: قُلْ مَنْ یَكْلَؤُكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ؛ قال الفراء: هی مهموزة و لو تَركتَ همزة مثله فی غیر القرآن قلت یَكْلَوْكم، بواو ساكنة، و یَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل یخشاكم، و من جعلها واواً ساكنة قال كَلات، بأَلف، یترك النَّبْرة منها، و من قال یَكلاكم قال كَلَیْتُ مثل قَضَیْت، و هی من لغة قریش، و كلٌّ حسن، إِلا أَنهم یقولون فی الوجهین مَكْلُوَّة و مَكْلُوّ أَكثر مما یقولون مَكْلِیٌّ، قال: و لو قیل مَكْلِیّ فی الذین یقولون كَلَیْتُ كان صواباً؛ قال: و سمعت بعض العرب ینشد: ما خاصَمَ الأَقوامَ من ذی خُصُومةٍ كَوَرْهاء مَشْنِیٍّ، إِلیها، حَلِیلُها فبنی علی شَنَیْتُ بترك النبرة. أَبو نصر: كَلَّی فلانٌ یُكَلِّی تَكْلِیَة، و هو أَن یأْتی مكاناً فیه مُسْتَتَر، جاء به غیر مهموز. و الكُلْوَةُ: لغة فی الكُلْیَة لأَهل الیمن؛ قال ابن السكیت: و لا تقل كِلوة، بكسر الكاف. الكُلْیَتان من الإِنسان و غیره من الحیوان: لحمَتان
لسان العرب، ج‌15، ص: 230
مُنْتَبِرَتان حَمْراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتین فی كُظْرَین من الشحم، و هما مَنْبِتُ بیت الزرع، هكذا یسمیان فی الطب، یراد به زرع الولد. سیبویه: كُلْیَةٌ و كُلًی، كرهوا أَن یجمعوا بالتاء فیحركوا العین بالضمة فتجی‌ء هذه الیاء بعد ضمة، فلما ثقل ذلك علیهم تركوه و اجتزؤوا ببناء الأَكثر، و من خفف قال كُلْیات. و كَلاه كَلْیاً: أَصاب كُلْیته. ابن السكیت: كَلَیْتُ فلاناً فاكْتَلَی، و هو مَكْلِیٌّ، أَصبت كُلْیَته؛ قال حمید الأَرقط: من عَلَقِ المَكْلیِّ و المَوْتونِ و إِذا أَصبت كَبِدَه فهو مَكْبُود. و كَلا الرجلُ و اكْتَلَی: تأَلَّمَ لذلك؛ قال العجاج: لَهُنَّ فی شَباتِه صَئِیُّ، إِذا اكْتَلَی و اقْتَحَمَ المَكْلِیُّ و یروی: كَلا؛ یقول: إِذا طَعن الثورُ الكلبَ فی كُلْیَته و سقط الكلبُ المَكْلِیُّ الذی أُصیبت كُلْیَتُه. و جاء فلان بغنمه حُمْرَ الكُلَی أَی مهازیل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِذا الشَّوِیُّ كَثُرتْ ثَوائِجُهْ، و كانَ مِن عندِ الكُلَی مَناتِجُهْ كثرت ثَوائجُه من الجَدْب لا تجد شیئاً ترعاه. و قوله: مِن عند الكُلَی مَناتِجُه، یعنی سقطت من الهُزال فَصاحِبها یَبْقُر بطونها من خَواصِرها فی موضع كُلاها فیَستخرج أَولادها منها. و كُلْیَةُ المَزادة و الرّاویة: جُلَیْدة مستدیرة مشدودة العُروة قد خُرِزَتْ مع الأَدیم تحت عُروة المَزادة. و كُلْیة الإِداوَةِ: الرُّقعة التی تحت عُرْوَتها، و جمعها الكُلَی؛ و أَنشد: كأَنَّه من كُلَی مَفْرِیّةٍ سَرَب الجوهری: و الجمع كُلْیَاتٌ و كُلًی، قال: و بنات الیاء إِذا جمعت بالتاء لم یحرّك موضع العین منها بالضم. و كُلْیَةُ السحابة: أَسفلُها، و الجمع كُلًی. یقال: انْبَعَجَت كُلاه؛ قال: یُسِیلُ الرُّبی واهِی الكُلَی عارِضُ الذُّری، أَهِلَّة نَضَّاخِ النَّدی سابِغُ القَطْرِ «2» و قیل: إِنما سمیت بكُلْیة الإِداوة؛ و قول أَبی حیة: حتی إِذا سَرِبَت عَلَیْهِ، و بَعَّجَتْ وَطْفاء سارِبةٌ كُلِیّ مَزادِ «3» یحتمل أَن یكون جَمَع كُلْیة علی كُلِیّ، كما جاء حِلْیَة و حُلِیّ فی قول بعضهم لتقارب البناءین، و یحتمل أَن یكون جمعه علی اعتقاد حذف الهاء كبُرْد و بُرُود. و الكُلْیَةُ من القَوس: أَسفل من الكَبِد، و قیل: هی كَبِدُها، و قیل: مَعْقِد حَمالتها، و هما كُلْیَتان، و قیل: كُلْیَتها مِقدار ثلاثة أَشبار من مَقْبِضها. و الكُلْیة من القوس: ما بین الأَبهر و الكبد، و هما كُلْیَتان. و قال أَبو حنیفة: كُلیتا القوس مَثْبَت مُعَلَّق حَمالتها. و الكلیتان: ما عن یمین النَّصل و شِماله. و الكُلَی: الرّیشات الأَربع التی فی آخر الجَناح یَلِینَ جَنْبه. و الكُلَیَّةُ: اسم موضع؛ قال الفرزدق: هل تَعْلَمونَ غَداةَ یُطْرَدُ سَبْیُكُمْ، بالسَّفْح بینَ كُلَیَّةٍ و طِحال؟
(2). قوله [عارض] كذا فی الأصل و المحكم هنا، و سبق الاستشهاد بالبیت فی عرس بمهملات. (3). قوله [سربت إلخ] كذا فی الأصل بالسین المهملة، و الذی فی المحكم و شرح القاموس: شربت، بالمعجمة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 231
و الكُلَیَّان: اسم موضع؛ قال القتال الكلابی: لِظَبْیَةَ رَبْعٌ بالكُلَیَّیْنِ دارِسُ، فَبَرْق نِعاجٍ، غَیَّرَتْه الرَّوامِسُ «1» قال الأَزهری فی المعتل ما صورته: تفسیر كَلَّا الفراء قال: قال الكسائی لا تَنْفِی حَسْبُ و كلَّا تنفی شیئاً و توجب شیئاً غیره، من ذلك قولك للرجل قال لك أَكلت شیئاً فقلت لا، و یقول الآخر أَكلت تمراً فتقول أَنت كَلَّا، أَردت أَی أَكلت عسلًا لا تمراً، قال: و تأْتی كلَّا بمعنی قولهم حَقّاً، قال: رَوی ذلك أَبو العباس أَحمد بن یحیی. و قال ابن الأَنباری فی تفسیر كَلَّا: هی عند الفراء تكون صلة لا یوقف علیها، و تكون حرف ردّ بمنزلة نعم و لا فی الاكْتفاء، فإِذا جعلتها صلة لما بعدها لم تَقِف علیها كقولك كَلَّا و رَبّ الكعبة، لا تَقِف علی كَلَّا لأَنها بمنزلة إِی و اللهِ، قال اللهُ سُبحانه و تعالی: كَلّٰا وَ الْقَمَرِ؛ الوقف علی كَلَّا قبیح لأَنها صلة للیمین. قال: و قال الأَخفش معنی كَلَّا الرَّدْع و الزَّجر؛ قال الأَزهری: و هذا مذهب سیبویه «2» و إِلیه ذهب الزجاج فی جمیع القرآن. و قال أَبو بكر بن الأَنباری: قال المفسرون معنی كَلَّا حَقّاً، قال: و قال أَبو حاتم السجستانی جاءت كلَّا فی القرآن علی وجهین: فهی فی موضع بمعنی لا، و هو ردّ للأَوَّل كما قال العجاج: قد طَلَبَتْ شَیْبانُ أَن تُصاكِمُوا كَلَّا، و لَمَّا تَصْطَفِقْ مآتِمُ قال: و تجی‌ء كَلَّا بمعنی أَلا التی للتنبیه كقوله تعالی: أَلٰا إِنَّهُمْ یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِیَسْتَخْفُوا مِنْهُ؛ و هی زائدة لو لم تأْتِ كان الكلام تامّاً مفهوماً، قال: و منه المثل كلَّا زَعَمْتَ العِیرُ لا تُقاتلُ؛ و قال الأَعشی: كَلَّا زَعَمْتُمْ بأَنَّا لا نُقاتِلُكُمْ، إِنَّا لأَمْثالِكُمْ، یا قَوْمَنا، قُتُلُ قال أَبو بكر: و هذا غلط معنی كَلَّا فی البیت. و فی المثل: لا، لیس الأَمر علی ما تقولون. قال: و سمعت أَبا العباس یقول لا یوقف علی كلَّا فی جمیع القرآن لأَنها جواب، و الفائدةُ تقع فیما بعدها، قال: و احتج السجستانی فی أَنَّ كَلَّا بمعنی أَلا بقوله جل و عز: كَلّٰا إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَیَطْغیٰ، فَمعْناه أَلا؛ قال أَبو بكر: و یجوز أَن یكون بمعنی حقاً إِن الإِنسان لیطغی، و یجوز أَن یكون ردّاً كأَنه قال: لا، لیس الأَمر كما تظنون. أَبو داود عن النضر: قال الخلیل قال مقاتل بن سلیمان ما كان فی القرآن كلَّا فهو ردّ إِلا موضعین، فقال الخلیل: أَنا أَقول كله ردّ. و روی ابن شمیل عن الخلیل أَنه قال: كلُّ شی‌ء فی القرآن كلَّا ردّ یردّ شیئاً و یثبت آخر. و قال أَبو زید: سمعت العرب تقول كلَّاكَ و اللهِ و بَلاكَ و اللهِ، فی معنی كَلَّا و اللهِ، و بَلَی و اللهِ. و‌فی الحدیث: تَقع فِتَنٌ كأَنَّها الظُّلَلُ، فقال أَعرابی: كَلَّا یا رسولَ اللهِ؛ قال: كَلَّا رَدْع فی الكلام و تنبیه و زَجْر، و معناها انْتهِ لا تَفْعَل، إِلا أَنها آكَدُ فی النفی و الرَّدْع من لا لزیادة الكاف، و قد ترِد بمعنی حقّاً كقوله تعالی: كَلّٰا لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ. و الظُّلَلُ: السحاب، و قد تكرر فی الحدیث.

كمی؛ ج15، ص: 231

: كَمَی الشی‌ءَ و تَكَمَّاه: سَتَرَه؛ و قد تَأَوَّل بعضهم قوله: بَلْ لو شَهِدْتَ الناسَ إِذْ تُكُمُّوا
(1). قوله [فبرق نعاج] كذا فی الأصل و المحكم، و الذی فی معجم یاقوت: فبرق فعاج، بفاء العطف. (2). قوله [مذهب سیبویه] كذا فی الأصل، و الذی فی تهذیب الأزهری: مذهب الخلیل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 232
إِنه من تَكَمَّیت الشی‌ءَ. و كَمَی الشهادة یَكْمِیها كَمْیاً و أَكْمَاها: كَتَمَها و قَمَعَها؛ قال كثیِّر: و إِنی لأَكْمِی الناسَ ما أَنا مُضْمِرٌ، مخَافَةَ أَن یَثْرَی بِذلك كاشِحُ یَثْری: یَفْرَح. و انْكَمَی أَی اسْتَخْفی. و تَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا غَشِیَتْهم. و تَكَمَّی قِرْنَه: قَصَده، و قیل: كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد مُتَكَمًّی. و تَكَمَّی: تَغَطَّی. و تَكَمَّی فی سِلاحه: تَغَطَّی به. و الكَمِیُّ: الشجاع المُتَكَمِّی فی سِلاحه لأَنه كَمَی نفسَه أَی ستَرها بالدِّرع و البَیْضة، و الجمع الكُمَاة، كأَنهم جمعوا كَامِیاً مثل قاضِیاً و قُضاة. و‌فی الحدیث: أَنه مر علی أَبواب دُور مُسْتَفِلة فقال اكْمُوها، و فی روایة: أَكِیمُوها‌أَی استُرُوها لئلا تقع عیون الناس علیها. و الكَمْوُ: الستر «3»، و أَما أَكِیمُوها فمعناه ارْفَعُوها لئلا یَهْجُم السیل علیها، مأْخوذ من الكَوْمَة و هی الرَّمْلة المُشْرِفة، و من الناقة الكَوْماء و هی الطَّویلة السَّنام، و الكَوَمُ عِظَم فی السنام. و‌فی حدیث حذیفة: للدابة ثلاث خَرَجاتٍ ثم تَنْكَمِی‌أَی تستتر، و منه قیل للشجاع كَمِیّ لأَنه استتر بالدرع، و الدابةُ هی دابةُ الأَرض التی هی من أَشراط الساعة؛ و منه‌حدیث أَبی الیَسَر: فجِئْته فانْكَمَی منی ثم ظهر.و الكَمِیُّ: اللابسُ السلاحِ، و قیل: هو الشجاع المُقْدِمُ الجَری‌ء، كان علیه سلاح أَو لم یكن، و قیل: الكَمِیُّ الذی لا یَحِید عن قِرنه و لا یَرُوغ عن شی‌ء، و الجمع أَكْمَاء؛ و أَنشد ابن بری لضَمْرة بن ضَمرة: تَرَكْتَ ابنتَیْكَ للمُغِیرةِ، و القَنا شَوارعُ، و الأَكْمَاء تَشْرَقُ بالدَّمِ فأَما كُمَاةٌ فجمع كَامٍ، و قد قیل إِنَّ جمع الكَمِیِّ أَكْمَاء و كُمَاة. قال أَبو العباس: اختلف الناس فی الكَمِیِّ من أَی شی‌ء أُخذ، فقالت طائفة: سمی كَمِیّاً لأَنه یَكْمِی شجاعته لوقت حاجته إِلیها و لا یُظهرها مُتَكَثِّراً بها، و لكن إِذا احتاج إِلیها أَظهرها، و قال بعضهم: إِنما سمی كَمِیّاً لأَنه لا یقتل إِلا كَمِیّاً، و ذلك أَن العرب تأْنف من قتل الخسیس، و العرب تقول: القوم قد تُكُمُّوا و القوم قد تُشُرِّفُوا و تُزُوِّروا إِذا قُتل كَمِیُّهم و شَریفُهم و زَوِیرُهم. ابن بزُرْج: رجل كَمِیٌّ بیِّن الكَمَایَة، و الكَمِیُّ علی وجهین: الكَمِیُّ فی سلاحه، و الكَمِیُّ الحافظ لسره. قال: و الكَامِی الشهادة الذی یَكْتُمها. و یقال: ما فلان بِكَمِیٍّ و لا نَكِیٍّ أَی لا یَكْمِی سرّه و لا یَنْكِی عَدُوَّه. ابن الأَعرابی: كل من تعمَّدته فقد تَكَمَّیته. و سمی الكَمِیُّ كَمِیّاً لأَنه یَتَكَمَّی الأَقران أَی یتعمدهم. و أَكْمَی: سَتَر منزله عن العیون، و أَكْمَی: قتَل كَمِیَّ العسكر. و كَمَیْتُ إِلیه: تقدمت؛ عن ثعلب. و الكِیمیاء، معروفة مثال السِّیمیاء: اسم صنعة؛ قال الجوهری: هو عربی، و قال ابن سیدة: أَحسبها أَعجمیة و لا أَدری أَ هی فِعْلِیاء أَم فِیعِلاء. و الكَمْوَی، مقصور: اللیلة القَمْراء المُضِیئة؛ قال: فَباتُوا بالصَّعِیدِ لهم أُجاجٌ، و لو صَحَّتْ لنا الكَمْوَی سَرَینا التهذیب: و أَما كَمَا فإِنها ما أُدخل علیها كاف التشبیه،
(3). قوله [و الكَمْو الستر] هذه عبارة النهایة و مقتضاها أن یقال كَمَا یَكْمُو.
لسان العرب، ج‌15، ص: 233
و هذا أَكثر الكلام، و قد قیل: إِن العرب تحذف الیاء من كَیْما فتجعله كما، یقول أَحدهم لصاحبه اسْمع كما أُحَدِّثك، معناه كَیْما أُحَدِّثك، و یرفعون بها الفعل و ینصبون؛ قال عدی: اسْمَعْ حَدِیثاً كَمَا یَوْماً تُحَدِّثه عن ظَهْرِ غَیْبٍ، إِذا ما سائلٌ سالا من نصب فبمعنی كَیْ، و من رفع فلأَنه لم یلفظ بكی، و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة قال: و‌فی الحدیث من حَلَف بِملَّةٍ غیر مِلَّة الإِسلام كاذباً فهو كَمَا قال؛ قال: هو أَن یقول الإِنسان فی یَمینه إِن كان كذا و كذا فهو كافر أَو یهودیّ أَو نصرانی أَو بَری‌ء من الإِسلام، و یكون كاذباً فی قوله، فإِنه یصیر إِلی ما قاله من الكفر و غیره، قال: و هذا و إن كان یَنعقد به یمین، عند أَبی حنیفة، فإِنه لا یوجب فیه إِلا كفَّارة الیمین، أَما الشافعی فلا یعدّه یمیناً و لا كفَّارة فیه عنده. قال: و‌فی حدیث الرؤیة فإِنكم تَرَوْنَ ربكم كَمَا تَرَوْنَ القمَر لیلة البدْر، قال: و قد یُخیل إِلی بعض السامعین أَن الكاف كاف التشبیه للمَرْئیّ، و إِنما هو للرُّؤیة، و هی فعل الرّائی، و معناه أَنكم ترون ربكم رُؤیة ینزاح معها الشك كرؤیتكم القمر لیلة البدر لا تَرتابون فیه و لا تَمْتَرُون. و قال: و هذان الحدیثان لیس هذا موضعهما لأَن الكاف زائدة علی ما، و ذكرهما ابن الأَثیر لأَجل لفظهما و ذكرناهما نحن حفظاً لذكرهما حتی لا نخل بشی‌ء من الأُصول.

كنی؛ ج15، ص: 233

: الكُنْیَةُ علی ثلاثة أوجه: أَحدها أَن یُكْنَی عن الشی‌ء الذی یُستفحش ذكره، و الثانی أَن یُكْنی الرجل باسم توقیراً و تعظیماً، و الثالث أَن تقوم الكُنْیة مَقام الاسم فیعرف صاحبها بها كما یعرف باسمه كأَبی لهب اسمه عبد العُزَّی، عرف بكُنیته فسماه الله بها. قال الجوهری: و الكُنْیةُ و الكِنْیة أَیضاً واحدة الكُنَی، و اكْتَنَی فلان بكذا. و الكِنَایَة: أَن تتكلم بشی‌ء و ترید غیره. و كَنَی عن الأَمر بغیره یَكْنِی كِنَایَةً: یعنی إِذا تكلم بغیره مما یستدل علیه نحو الرفث و الغائط و نحوه. و‌فی الحدیث: من تَعَزَّی بعزَاء الجاهلیة فأَعِضُّوه بأَیْر أَبیه و لا تَكْنُوا.و‌فی حدیث بعضهم: رأَیت عِلْجاً یومَ القادِسیةِ و قد [تَكَنَّی و تَحَجَّی‌أَی تستر، من كَنَی عنه إِذا وَرَّی، أَو من الكُنْیة، كأَنه ذكر كنْیته عند الحرب لیُعرف، و هو من شعار المُبارزین فی الحرب، یقول أَحدهم: أَنا فلان و أَنا أَبو فلان؛ و منه‌الحدیث: خُذها منی و أَنا الغُلام الغِفاریُّ.و‌قول علی، رضی الله عنه: أَنا أَبو حَسَنٍ القَرْم.و كَنَوت بكذا عن كذا؛ و أَنشد: و إِنی لأَكْنِی عن قَذورَ بغَیْرِها، و أُعْرِبُ أَحْیاناً بها فأُصارِحُ و رجل كانٍ و قوم كَانُونَ. قال ابن سیدة: و استعمل سیبویه الكِنَایَة فی علامة المضمر. و كَنَیْتُ الرجل بأَبی فلان و أَبا فلان علی تَعْدِیة الفعل بعد إِسقاط الحرف كُنْیَةً و كِنْیَةً؛ قال: راهِبة تُكْنَی بأُمِّ الخَیْر و كذلك كَنَیْته؛ عن اللحیانی، قال: و لم یعرف الكسائی أَكْنَیْتُه، قال: و قوله و لم یعرف الكسائی أكنیته یوهم أَن غیره قد عرفه. و كُنْیَةُ فلان أَبو فلان، و كذلك كِنْیَتُه أَی الذی یُكْنَی به، و كُنْوَة فلان أَبو فلان، و كذلك كُنْوَة كِنْوَته؛ كلاهما عن اللحیانی. و كُنْوَة كَنَوْتُه: لغة فی كَنَیْته. قال أَبو عبید: یقال كَنَیْتُ الرجل و كُنْوَة كَنَوْتُه لغتان؛ و أَنشد
لسان العرب، ج‌15، ص: 234
أَبو زیاد الكلابی: و إِنی كُنْوَة لأَكْنُو عن قَذُورَ بغیرها و قذور: اسم امرأَة؛ قال ابن بری: شاهد كَنَیْت قول الشاعر: و قد أَرْسَلَتْ فی السِّرِّ أَنْ قد فَضَحْتَنی، و قد بُحْتَ باسْمِی فی النَّسِیبِ و ما تَكْنِی و تُكْنَی: من أَسماء «1» النساء. اللیث: یقول أَهل البصرة فلان یُكْنَی بأَبی عبد الله، و قال غیرهم: فلان یُكْنَی بعبد الله، و قال الجوهری: لا تقل یُكْنَی بعبد الله، و قال الفراء: أَفصح اللغات أَن تقول كُنِّیَ أَخُوك بعمرو، و الثانیة كُنِّیَ أَخوك بأَبی عمرو، و الثالثة كُنِّیَ أَخُوك أَبا عمرو. و یقال: كَنَیْته و كُنْوَة كَنَوْتُه و أَكْنَیْته و كَنَّیْته، و كَنَّیْته أَبا زید و بأَبی زید تَكْنِیَةً، و هو كَنِیُّه: كما تقول سَمِیُّه. و كُنَی الرؤیا: هی الأَمثال التی یَضربها مَلك الرؤیا، یُكْنَی بها عن أَعْیان الأُمور. و‌فی الحدیث: إِنَّ للرُّؤیا كُنًی و لها أَسماء فكَنُّوها بكُنَاها و اعتبروها بأَسمائها؛ الكُنَی: جمع كُنْیَة من قولك كَنَیْت عن الأَمر و كُنْوَة كَنَوْت عنه إِذا ورَّیت عنه بغیره، أَراد مَثِّلوا لها أَمثالًا إِذا عبَّرْتموها، و هی التی یَضربها ملَك الرؤیا للرجل فی منامه لأَنه یُكَنَّی بها عن أَعیان الأُمور، كقولهم فی تعبیر النخل: إِنها رجال ذوو أَحساب من العرب، و فی الجَوْز: إِنها رجال من العجم، لأَن النخل أَكثر ما یكون فی بلاد العرب، و الجوز أَكثر ما یكون فی بلاد العجم، و‌قوله: فاعتبروها بأَسمائها‌أَی اجعلوا أَسماء ما یُری فی المنام عبرة و قیاساً، كأَن رأَی رجلًا یسمی سالماً فأَوَّله بالسلامة، و غانماً فأَوله بالغنیمة.

كها؛ ج15، ص: 234

: ناقة كَهَاةٌ: سَمِینة، و قیل: الكَهَاةُ الناقة العظیمة؛ قال الشاعر: إِذا عَرَضَتْ منها كَهَاةٌ سَمِینةٌ، فَلا تُهْدِ مِنها، و اتَّشِقْ و تَجَبْجَبِ و قیل: الكَهَاةُ الناقة الضَّخْمة التی كادت تدخل فی السِّنّ؛ قال طرفة: فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَیْفٍ جُلالةٌ عَقِیلةُ شَیْخٍ، كالوبیل، یَلَنْدَدِ و قیل: هی الواسعة جلد الأَخْلاف لا جمع لها من لفظها، و قیل: ناقة كَهاة عظیمة السنام جلیلة عند أَهلها. و‌فی الحدیث: جاءت امرأَة إِلی ابن عباس، رضی الله عنهما، فقالت فی نفسی مسأَلة و أَنا أَكْتَهِیكَ أَن أُشافِهَك بها أَی أُجِلُّك و أُعَظمك و أَحتشِمك، قال: فاكتبیها فی بِطاقة‌أَی فی رُقعة، و یقال فی نِطاقة، و الباء تبدل من النون فی حروف كثیرة، قال: و هذا من قولهم للجبان أَكْهَی، و قد كَهِیَ یَكْهَی و اكْتَهَی، لأَن المحتشم تمنعه الهیبة عن الكلام. و رجل أَكْهَی أَی جَبان ضعیف، و قد كَهِیَ كَهًی؛ و قال الشَّنْفَرَی: و لا جبَّإٍ أَكْهَی مُرِبٍّ بِعِرْسِه یُطالِعُها فی شأْنِه: كیف یَفْعَلُ؟ و الأَكْهَاء: النبَلاء من الرجال، قال: و یقال كَاهَاهُ إِذا فاخَرَه أَیهما أَعظمُ بَدناً، و هاكاهُ إِذا استصغر عَقْلَه. و صَخْرةُ أَكْهَی: اسم جبل. و أَكْهَی: هَضْبة؛ قال ابن هَرمة:
(1). قوله [و تُكْنَی من أسماء إلخ] فی التكملة: هی علی ما لم یسم فاعله، و كذلك تكتم، و أنشد: طاف الخیالان فهاجا سقما خیال تُكْنَی و خیال تكتما
لسان العرب، ج‌15، ص: 235
كما أَعْیَتْ علی الراقین أَكْهَی تَعَیَّتْ، لا مِیاهَ و لا فِراغا و قضی ابن سیدة أَن أَلف كَهَاة یاء، لأَن الأَلف یاء أَكثر منها واواً. أَبو عمرو: أَكْهَی الرجلُ إِذا سَخَّن أَطراف أَصابعه بنَفَسه، و كان فی الأَصل أَكَهَّ فقُلبت إِحدی الهاءین یاء؛ و قول الشاعر: و إِنْ یَكُ إِنْساً ما كَهَا الإِنسُ یَفْعَل «1» یرید: ما هكذا الإِنس تَفعل، فترك ذا و قدم الكاف.

كوی؛ ج15، ص: 235

: الكَیُّ: معروف إِحراقُ الجلد بحدیدة و نحوها، كَوَاه كَیّاً. و كوَی البَیْطارُ و غیره الدابة و غیرها بالمِكْواة یَكْوِی كَیّاً و كَیَّة، و قد كَوَیْتُه فاكْتَوَی هو. و فی المثل: آخِرُ الطِّبِّ الكَیُّ. الجوهری: آخر الدَّواء الكَیّ، قال: و لا تقل آخرُ الداء الكیّ. و‌فی الحدیث: إنی «2» لأَغتسل من الجنابة قبل امرأَتی ثم أَتَكَوَّی بها‌أَی أَسْتَدْفئُ بمُباشَرتها و حَرِّ جسمها، و أَصله من الكیّ. و المِكْواةُ: الحدیدة المِیسَمُ أَو الرَّضفة التی یُكْوی بها؛ و فی المثل: قد یَضْرَطُ العَیْرُ و المِكْوَاةُ فی النار یضرب هذا للرجل یتوقع الأَمر قبل أَن یَحِلَّ به؛ قال ابن بری: هذا المثل یضرب للبخیل إِذا أَعطَی شیئاً مخافةً ما هو أَشدّ منه، قال: و هذا المثل یروی عن عمرو بن العاص، قاله فی بعضهم، و أَصله أَن مُسافر بن أَبی عمرو سَقَی بَطْنُهُ فداواه عِبادِیٌّ و أَحْمَی مَكاوِیه، فلما جعلها علی بطنه و رجل قریب منه ینظر إِلیه جعل یَضْرَطُ فقال مسافر: العَیْرُ یَضْرَط و المِكواةُ فی النار فأَرْسَلها مثلًا. قال: و یقال إِن هذا یضرب مثلًا لمن أَصابه الخوف قبل وقوع المكروه. و‌فی الحدیث: أَنه كَوَی سعدَ بن مُعاذ لینقطع دم جرحه؛ الكیّ بالنار: من العِلاج المعروف فی كثیر من الأَمراض، و قد جاء فی أَحادیث كثیرة النهی عن الكَیّ، فقیل: إِنما نُهیَ عنه من أَجل أَنهم كانوا یعظمون أَمره و یرون أَنه یَحْسِمُ الدَّاء، و إِذا لم یُكْوَ العُضو عَطِب و بطل، فنهاهم عنه إِذا كان علی هذا الوجه، و أَباحه إِذا جُعل سبباً للشفاء لا علة له، فإِن الله عز و جل هو الذی یُبرئه و یَشفِیه لا الكَیّ و لا الداء، و هذا أَمر یكثر فیه شكوك الناس، یقولون: لو شرب الدَّواء لم یمت، و لو أَقام ببلده لم یقتل، و لو اكْتَوَی لم یَعْطَب؛ و قیل: یحتمل أَن یكون نهیه عن الكیّ إِذا استعمل علی سبیل الاحتراز من حدوث المرض و قبل الحاجة إِلیه، و ذلك مكروه، و إِنما أُبِیح التداوی و العلاج عند الحاجة إِلیه، و یجوز أَن یكون النهی عنه من قبیل التوكل‌كقوله: الذین لا یَسْتَرْقُون و لا یَكْتَوُون وَ عَلیٰ رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ*.و التوكُّلُ: درجة أُخری غیر الجواز، و الله أَعلم. و الكَیَّةُ: موضع الكَیِّ. و الكاوِیاء: مِیسَمٌ یُكْوَی به. و اكْتَوَی الرجل یَكْتَوِی اكْتِوَاءً: استعمل الكَیَّ. و اسْتَكْوَی الرجل: طلب أَن یُكْوَی. و الكَوَّاء: فَعَّال من الكَاوِی. و كَوَاه بعینه إِذا أَحدَّ إِلیه النظر. و كَوَتْه العقرب: لدغته. و كاوَیْتُ الرجلَ إِذا شاتمته مثل كاوَحْته.
(1). قوله [و إن یك إلخ] صدره كما فی التكملة: فإن یك من جن فأَبرح طارقاً (2). قوله [و فی الحدیث إنی إلخ] فی النهایة: و فی حدیث ابن عمر إنی لأغتسل إلخ
لسان العرب، ج‌15، ص: 236
و رجل كَوَّاء: خبیث اللسان شتام، قال ابن سیدة: أُراه علی التشبیه. و اكْتَوَی: تَمَدَّح بما لیس من فعله. و أَبو الكَوَّاء: من كُنَی العرب. و الكَوُّ و الكَوَّةُ: الخَرْق فی الحائط و الثَّقْب فی البیت و نحوه، و قیل: التذكیر للكبیر و التأْنیث للصغیر، قال ابن سیدة: و لیس هذا بشی‌ء. قال اللیث: تأْسیس بنائها من ك و ی كأَن أَصلها كَوًی ثم أُدغمت الواو فی الیاء فجعلت واواً مشددة، و جمع الكَوّة كِوًی، بالقصر نادر، و كِواء بالمدّ، و الكاف مكسورة فیهما مثل بَدْرة و بِدَر. و قال اللحیانی: من قال كَوَّة ففتح فجمعه كِواء ممدود، و الكُوَّة، بالضم لغة، و من قال كُوَّة فَضَم فجمعه كِوًی مكسور مقصور؛ قال ابن سیدة: و لا أَدری كیف هذا. و فی التهذیب: جمع الكَوَّة كُوًی كما یقال قَرْیة و قُرًی. و كَوَّی فی البیت كَوَّة: عَمِلها. و تَكَوَّی الرجل: دخل فی موضع ضَیِّق فتقبض فیه. و كُوَیٌ: نجم من الأَنواء، قال ابن سیدة: و لیس بثبَت.

كیا؛ ج15، ص: 236

: كَیْ: حرف من حروف المعانی ینصب الأَفعال بمنزلة أَن، و معناه العلة لوقوع الشی‌ء، كقولك: جئت كَیْ تُكْرِمَنی، و قال فی التهذیب: تنصب الفعل الغابر. یقال: أَدِّبْه كَیْ یَرْتَدِعَ. قال ابن سیدة: و قد تدخل علیه اللام، و فی التنزیل العزیز: لِكَیْلٰا تَأْسَوْا عَلیٰ مٰا فٰاتَكُمْ؛ و قال لبید: لِكَیْ لا یَكُونَ السَّنْدَریُّ نَدِیدَتی و ربما حذفوا كَیْ اكتفاء باللام و توصّلًا بما و لا، فیقال تَحَرَّزْ كی لا تَقَع، و خرج كَیْما یُصلِّی، قال الله تعالی: كَیْ لٰا یَكُونَ دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیٰاءِ مِنْكُمْ؛ و فی كیما لغة أُخری حذف الیاء لفظه كما قال عدی: اسْمَعْ حَدِیثاً كما یوماً تُحَدِّثُه، عن ظَهرِ غَیْبٍ، إِذا ما سائِلٌ سالا أَراد كیما یوماً تحدّثه. و كَیْ و كَیْ‌لا و كَیْما و كما تعمل فی الأَلفاظ المستقبلة عمل أَنْ و لَن و حتی إِذا وقعت فی فعل لم یجب. الجوهری: و أَما كَیْ مخففة فجواب لقولك لم فعلت كذا؟ فتقول كی یكون كذا، و هی للعاقبة كاللام و تنصب الفعل المستقبل. و كان من الأَمر كَیْتَ و كَیْتَ: یُكْنی بذلك عن قولهم كذا و كذا، و كان الأَصل فیه كَیَّةَ و كَیَّةَ، فأُبدلت الیاء الأَخیرة تاء و أَجروها مُجری الأَصل لأَنه ملحق بفَلْس، و الملحق كالأَصلی. قال ابن سیدة: قال ابن جنی أَبدلوا التاء من الیاء لاماً، و ذلك فی قولهم كَیْتَ و كَیْتَ، و أَصلها كَیَّةُ و كَیَّةُ، ثم إِنهم حذفوا الهاء و أَبدلوا من الیاء التی هی لامٌ تاءً كما فعلوا ذلك فی قولهم ثنتان فقالوا كیت، فكما أَن الهاء فی كَیَّة علم تأْنیث كذلك الصیغة فی كیت علم تأْنیث. و فی كیت ثلاث لغات: منهم من یَبنیها علی الفتح فیقول كَیْتَ، و منهم من یبنیها علی الضم فیقول كَیْتُ، و منهم من یبنیها علی الكسر فیقول كَیْتِ، قال: و أَصل التاء فیها هاء و إِنما صارت تاء فی الوصل.، و حكی أَبو عبید: كَیَّهْ و كَیَّهْ، بالهاء، قال: و یقال كَیْمَهْ كما یقال لِمَهْ فی الوقف. قال ابن بری: قال الجوهری حكی أَبو عبیدة كان من الأَمر كَیَّهْ و كَیَّهْ، قال: الصواب كَیَّتَ و كَیَّهْ، الأُولی بالتاء و الثانیة بالهاء، و أَما كَیَّهْ فلیس فیها مع الهاء إِلا البناء علی الفتح، فإِن قلت: فما تنكر أَن تكون التاء فی كیت منقلبة عن
لسان العرب، ج‌15، ص: 237
واو بمنزلة تاء أُخت و بنت، و یكون علی هذا أَصلُ كَیَّة كَیْوَة، ثم اجتمعت الیاء و الواو و سبقت الیاء بالسكون فقلبت الواو یاء و أُدغمت الیاء فی الیاء، كما قالوا سَیِّد و مَیِّت و أَصلهما سَیْوِد و مَیْوِت؟ فالجواب أَن كَیَّةَ لا یجوز أَن یكون أَصلها كَیْوة من قبل أَنك لو قضیت بذلك لأَجزت ما لم یأْتِ مثله من كلام العرب، لأَنه لیس فی كلامهم لفظة عَینُ فعلها یاء و لامُ فعلها واو، أَ لا تری أَن سیبویه قال لیس فی كلام العرب مثل حَیَوْت؟ فأَما ما أَجازه أَبو عثمان فی الحیوان من أَن تكون واوه غیر منقلبة عن الیاء و خالف فیه الخلیل، و أَن تكون واوه أَصلًا غیر منقلبة، فمردود علیه عند جمیع النحویین لادّعائه ما لا دلیل علیه و لا نظیر له و ما هو مخالف لمذهب الجمهور، و كذلك قولهم فی اسم رَجاء بن حَیْوة إِنما الواو فیه بدل من یاء، و حسَّن البدل فیه و صِحَّةَ الواو أَیضاً بعد یاء ساكنة كونُه علماً و الأَعلام قد یحتمل فیها ما لا یحتمل فی غیرها، و ذلك من وجهین: أَحدهما الصیغة، و الآخر الإِعراب، أَما الصیغة فنحو قولهم مَوْظَبٍ و مَوْرَقٍ و تَهْلَلٍ و مَحْبَبٍ و مَكْوَزَة و مَزْیَدٍ و مَوْأَلةٍ فیمن أَخذه من وأَل و مَعْدیكرب، و أَما الإِعراب فنحو قولك فی الحكایة لمن قال مررت بزید: من زید؟ و لمن قال ضربت أَبا بكر: مَن أَبا بكر؟ لأَن الكُنی تجری مَجری الأَعلام، فلذلك صحت حَیْوة بعد قلب لامها واواً و أَصلها حَیَّة، كما أَن أَصل حَیَوانٍ حَیَیانٌ، و هذا أَیضاً إِبدال الیاء من الواو لامین، قال: و لم أَعلمها أُبدلت منها عینین، و الله أَعلم.

فصل اللام؛ ج15، ص: 237

لأَی؛ ج15، ص: 237

: اللَّأَی: الإِبْطاء و الاحْتِباس، بوزن اللَّعا، و هو من المصادر التی یعمل فیها ما لیس مِن لفظها، كقولك لَقِیته التِقاطاً و قَتَلْته صَبْراً و رأَیته عِیاناً؛ قال زهیر: فَلأْیاً عَرفت الدارَ بعد توهُّم و قال اللحیانی: الَّلأْیُ اللُّبْثُ، و قد لأَیْت أَلأَی لأْیاً، و قال غیره: لأْأَیْت فی حاجتی، مشدَّد، أَبطأْت. و التَأَتْ هی: أَبْطَأَت. التهذیب: یقال لأَی یَلأَی لأْیاً و التَأی یَلْتَئی إِذا أَبطأَ. و قال اللیث: لم أَسمع العرب تجعلها معرفة، و یقولون: لأْیاً عرفْتُ و بَعدَ لأْیٍ فعلت أَی بعد جَهْد و مشقة. و یقال: ما كِدْت أَحمله إِلَّا لأْیاً، و فعلت كذا بعد لأْیٍ أَی بعد شدَّة و إِبْطاء. و‌فی حدیث أُم أَیمن، رضی الله عنها: فبِلأْیٍ ما استَغْفَرَ لهم رسولُ الله‌أَی بعد مشقة و جهدْ و إِبْطاء؛ و منه‌حدیث عائشة، رضی الله عنها، و هِجْرَتِها ابنَ الزُّبَیْرِ: فبِلأْیٍ مَّا كَلَّمَتْهُ.و اللأَی: الجَهْد و الشدَّة و الحاجة إِلی الناس؛ قال العجیر السلولی: و لیس یُغَیِّرُ خِیمَ الكَریم خُلُوقةُ أَثْوابِه و اللأَی و قال القتیبی فی قوله: فَلأْیاً بِلأْیٍ مَّا حَمَلْنا غُلامَنا أَی جَهْداً بعد جَهْد قَدَرْنا علی حَمْله علی الفرس. قال: و اللأْیُ المشقة و الجهد. قال أَبو منصور: و الأَصل فی اللأْی البُطْء؛ و أَنشد أَبو الهیثم لأَبی زبید: و ثارَ إِعْصارُ هَیْجا بینَهُمْ، و خَلَتْ بالكُورِ لأْیاً، و بالأَنساع تَمْتَصِعُ قال: لأْیاً بعد شدَّة، یعنی أَن الرجل قتله الأَسد و خلت ناقته بالكور، تمتصع: تحرك ذنبها. و اللأَی: الشدة فی العیش، و أَنشد بیت العجیر السلولی أَیضاً. و‌فی الحدیث: مَن كان له ثلاثُ بنات فصَبَر علی
لسان العرب، ج‌15، ص: 238
لأْوائهن كُنَّ له حجاباً من النار؛ اللأْواء الشدة و ضیق المعیشة؛ و منه‌الحدیث: قال له أَ لَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَ لَسْتَ تُصِیبُك اللأْواء؟و منه‌الحدیث الآخر: مَن صبر علی لأْواء المَدینة؛ و اللأْواء المشَقة و الشدة، و قیل: القَحْط، یقال: أَصابتهم لأْواء و شَصاصاء، و هی الشدة، قال: و تكون اللأْواء فی العلة؛ قال العجاج: و حالَتِ اللأْواء دون نسعی و قد أَلأَی القومُ، مثل أَلعی، إِذا وقعوا فی اللأْواء. قال أَبو عمرو: اللأْلاء الفرح التام. و الْتَأَی الرجل: أَفلَسَ و اللأَی، بوزن اللَّعا: الثَّوْر الوحشیّ؛ قال اللحیانی: و تثنیته لأَیَان، و الجمع أَلْآء مثل أَلْعاعٍ مثل جبَل و أَجبال، و الأُنثی لَآة مثل لَعاةٍ و لَأَیً، بغیر هاء، هذه عن اللحیانی، و قال: إِنها البقرة من الوحش خاصة. أَبو عمرو: اللَّأَی البقرة، و حكی: بكَمْ لَآك هذه أَی بقرتُك هذه؛ قال الطرماح: كظَهْرِ اللَّأَی لو یُبْتَغی رَیَّةٌ بها، لَعَنَّتْ و شَقَّتْ فی بُطُون الشَّواجِنِ ابن الأَعرابی: لآةٌ و أَلاة بوزن لَعاة و عَلاة. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: یَجِی‌ء من قِبَل المَشْرِق قَوم وصفَهم، ثم قال: و الرّاویة یَومئذٍ یُسْتَقی علیها أَحَبُّ إِلیَّ من لاءٍ و شاءٍ؛ قال ابن الأَثیر: قال القتیبی هكذا رواه نَقَلة الحدیث لاء بوزن ماء، و إِنما هو أَلْآء بوزن أَلْعاع، و هی الثِّیران، واحدها لَأیً بوزن قَفاً، و جمعه أَقْفاء، یرید بَعِیر یُسْتقی علیه یومئذ خیر من اقتناء البقر و الغنم، كأَنه أَراد الزراعة لأَن أَكثر من یَقْتَنی الثیران و الغنم الزرَّاعون. و لَأْیٌ و لُؤَیُّ: اسمان، و تصغیر لَأْی لُؤَیٌّ، و منه لُؤَیُّ بن غالب أَبو قریش. قال أَبو منصور: و أَهل العربیة یقولون هو عامر بن لُؤَیّ، بالهمز، و العامة تقول لُوَیّ، قال علی بن حمزة: العرب فی ذلك مختلفون، من جعله من اللأْی همزه، و من جعله من لِوَی الرَّمْل لم یهمزه. و لَأْیٌ: نهر من بلاد مُزَیْنةَ یدفع فی العقیق؛ قال كثیر عزة: عَرَفْتُ الدَّار قدْ أَقْوَتْ برِیمِ إِلی لَأْیٍ، فمَدْفَعِ ذِی یَدُومِ «3» و اللَّائی: بمعنی اللَّواتی بوزن القاضی و الدَّاعی. و فی التنزیل العزیز: وَ اللّٰائِی یَئِسْنَ مِنَ الْمَحِیضِ. قل ابن جنی: و حكی عنهم اللَّاؤو فعلوا ذلك یرید اللَّاؤون، فحذف النون تخفیفاً.

لبی؛ ج15، ص: 238

: اللُّبَایَةُ: البَقِیَّةُ من النبت عامة، و قیل: البَقِیَّةُ من الحَمض، و قیل: هو رقیق الحَمْض، و المَعْنَیان متقاربان. ابن الأَعرابی: اللُّبَایَة شَجر الأُمْطِیّ؛ قال الفراء و أَنشد: لُبَایَةً من هَمِقٍ عَیْشُومِ و الهَمِقُ: نبت. و العَیْشُوم: الیابس. و الأُمْطِیُّ: الذی یعمل منه العلك. و حكی أَبو لیلی: لَبَیْت الخُبْزة فی النار أَنضجتها. و لَبَّیْتُ بالحج تَلْبِیَة. قال الجوهری: و ربما قالوا لبَّأْت، بالهمز، و أَصله غیر الهمز. و لَبَّیت الرجل إِذا قلت له لَبَّیْك. قال یونس بن حبیب الضبی: لَبَّیك لیس بمثنی و إِنما هو مثال عَلَیك و إِلیك، و حكی أَبو عبید عن الخلیل أَن أَصل التَّلْبِیَة الإِقامة بالمكان، یقال: أَلْبَبْت بالمكان و لَبَّبْت لغتان إِذا أَقمت به، قال: ثم قلبوا
(3). قوله [إلی لَأْی] هذا ما فی الأصل، و فی معجم یاقوت: ببطن لَأَی بوزن اللعا، و لم یذكر لَأْی بفتح فسكون.
لسان العرب، ج‌15، ص: 239
الباء الثانیة إِلی الیاء استثقالًا كما قالوا تَظَنَّیْت، و إِنما أَصلها تَظَنَّنْت. قال: و قولهم لبَّیْك مثنی علی ما ذكرناه فی باب الباء؛ و أَنشد للأَسدی: دَعَوْتُ لِما نابَنی مِسْوَراً فَلَبَّی، فَلَبَّیْ یَدَیْ مِسْوَرِ قال: و لو كان بمنزلة علی لقال فَلَبَّی یَدَیْ مسور لأَنك تقول علی زید إِذا أَظهرت الاسم، و إِذا لم تظهر تقول علیه، كما قال الأَسدی أَیضاً: دَعَوْتُ فَتًی، أَجابَ فَتًی دَعاه بَلَبَّیْهِ أَشَمُّ شَمَرْدَلِیُّ قال ابن بری فی تفسیر قوله‌فَلَبَّیْ یَدیْ مِسْورِ: یقول لَبَّیْ یدی مِسور إِذا دعانی أَی أُجیبه كما یُجیبنی. الأَحمر: یقال بینهم المُلْتَبِیة غیر مهموز أَی مُتَفاوِضون لا یكتم بعضهم بعضاً إِنكاراً، و أَكثر هذا الكلام مذكور فی لبب، و إِنما الجوهری أَعاد ذكره فی هذا المكان أَیضاً فذكرناه كما ذكره. و اللَّبْوُ: قبیلة من العرب، النسب إِلیه لَبَوِیٌّ علی غیر قیاس، و قد تقدم فی الهمز.

لتا؛ ج15، ص: 239

: ابن الأَعرابی: لَتَا إِذا نَقص. قال أَبو منصور: كأَنه مقلوب من لاتَ أَو من أَلَتَ. و قال ابن الأَعرابی: اللَّتِیُّ اللازم للموضع. و الَّتی: اسم مبهم للمؤنث، و هی معرفة و لا تتم إِلا بصلة، و قال ابن سیدة: الَّتی و اللَّاتی تأْنیث الذی و الذین علی غیر صیغته، و لكنها منه كبنت من ابن، غیر أَن التاء لیست مُلْحِقة كما تُلْحِقُ تاءُ بنت ببناء عدل، و إِنما هی للدلالة علی التأْنیث، و لذلك استجاز بعض النحویین أَن یجعلها تاء تأْنیث، و الأَلف و اللام فی الَّتِی و اللَّاتِی زائدة لازمة داخلة لغیر التعریف، و إِنما هنّ متعرّفات بصلاتهن كالذی و اللَّاتِی بوزن القاضی و الداعی، و فیه ثلاث لغات: الَّتِی و اللَّتِ فَعَلَتْ ذلك، بكسر التاء، و حكی اللحیانی: هی اللَّتِ فَعَلَتْ ذلك، و هی اللَّتْ فعَلتْ ذلك بإِسكانها؛ و أَنشد لأُقَیْشِ بن ذُهیْل العُكْلِی: و أَمْنَحُه اللَّتْ لا یُغَیَّبُ مِثْلُها، إِذا كانَ نِیرانُ الشِّتاء نَوائما و فی تثنیتها ثلاث لغات أَیضاً: هما اللَّتانِ فَعَلتا، و هما اللَّتَا فَعَلَتا، بحذف النون، و اللَّتَانِّ، بتشدید النون، و فی جمعها لغات: اللَّاتِی و اللَّاتِ، بكسر التاء بلا یاء؛ و قال الأَسود بن یعفر: اللَّاتِ، كالبَیْضِ لَمّا تَعْدُ أَنْ دَرَسَتْ صُفْرُ الأَنامِلِ مِنْ قَرْعِ القَوارِیرِ و یروی: اللَّاء كالبیض …، و اللَّوَاتی و اللَّواتِ بلا یاء؛ قال: إِلَّا انْتِیاءته البَیْضَ اللَّواتِ لَه، ما إِنْ لَهُنَّ طُوالَ الدَّهْرِ أَبْدالُ و أَنشد أَبو عمرو: مِنَ اللَّوَاتِی و اللَّتی و اللَّاتی زَعَمْنَ أَنْ قد كَبِرَتْ لِداتی و هن اللَّاءِ و اللَّائی و اللَّا فَعَلْن ذلك؛ قال الكمیت: و كانَتْ مِن اللَّا لا یُغَیِّرُها ابْنُها، إِذا ما الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَیَّرا قال بعضهم: من قال اللَّاء فهو عنده كالباب، و من قال اللَّائی فهو عنده كالقاضی؛ قال: و رأَیت كثیراً قد استعمل اللَّائی لجماعة الرجال فقال: أَبی لَكُمُ أَنْ تَقْصُرُوا أَو یَفُوتَكُمْ، بتَبْلٍ من اللَّائی تُعادُونَ، تابَلُ و هُنَّ اللَّوا فَعَلْنَ ذلك، بإِسقاط التاء؛ قال:
لسان العرب، ج‌15، ص: 240
جَمَعْتُها من أَنْوُقٍ خِیارِ، مِن اللِّوا شُرِّفْن بالصِّرارِ و هنَّ اللَّاتِ «1» فعلن ذلك، قال: هو جمع اللَّاتی، قال: أُولئكَ إِخوانی و أَخْلالُ شِیمَتی، و أَخْدانُك اللَّاتی تَزَیَّنَّ بالكَتَمْ و أَورد ابن بری هذا البیت مستشهداً به علی جمع آخر فقال: و یقال اللاءَات أَیضاً؛ قال الشاعر: أُولئك أَخْدانی الذینَ أَلِفْتُهمْ، و أَخْدانُكَ اللاءَاتِ زُیِّنَّ بالكتم قال ابن سیدة: و كل ذلك جمع الَّتِی علی غیر قیاس، و تصغیر اللَّاء و اللَّائی اللُّؤَیَّا و اللُّوَیَّا، و تصغیر الَّتِی و اللَّاتی و اللَّاتِ اللُّتَیّا و اللَّتَیَّا، بالفتح و التشدید؛ قال العجاج: دافَعَ عنی بنَقِیرٍ مَوْتَتی، بعد اللُّتَیَّا و اللَّتَیَّا و الَّتی، إِذا عَلَتْها نَفَسٌ تَرَدَّتِ و قیل: أَراد العجاج باللُّتَیَّا تصغیر الَّتِی، و هی الداهِیة الصغیرة، و الَّتِی الداهیة الكبیرة، و تصغیر اللَّوَاتی اللُّتَیَّات و اللُّوَیّات. قال الجوهری: و قد أَدخل بعض الشعراء حرف النداء علی التی، قال: و حروف النداء لا تدخل علی ما فیه الأَلف و اللام إِلا فی قولنا یا اللَّه وحده، فكأَنه فعل ذلك من حیث كانت الأَلف و اللام غیر مفارقتین لها؛ و قال: مِن اجْلِكِ یا الَّتِی تَیَّمْتِ قَلْبی، و أَنْت بَخِیلةٌ بالوُدِّ عَنِّی و یقال: وقع فلان فی اللَّتَیَّا و الَّتِی، و هما اسمان من أَسماء الداهیة:

لثی؛ ج15، ص: 240

: اللَّثَی: شی‌ء یسقط من السَّمُر، و هو شجر؛ قال: نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ، أَهلُ اللَّثَی و المَغْدِ و المَغافِرِ و قیل: اللَّثَی شی‌ء یَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبیض خاثر، و قال أَبو حنیفة: اللَّثَی ما رَقَّ من العُلوك حتی یَسِیل فیجری و یَقطُر. اللیث: اللَّثَی ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً. قال ابن السكیت: اللَّثَی شی‌ء ینضحه الثمام حُلو، فما سقط منه علی الأَرض أُخذ و جعل فی ثوب و صُبَّ علیه الماء، فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً، و ربما أَعْقَد. قال أَبو منصور: اللَّثَی یسیل من الثمام و غیره، و فی جبال هَراةَ شجر یقال له سیرو، له لَثًی حلو یُداوی به المَصْدُور، و هو جید للسعال الیابس، و للعُرْفُط لَثًی حلو یقال له المَغافیر. و حكی سَلَمة عن الفراء أَنه قال: اللَّثَأُ، بالهمز، لما یسیل من الشجر. الجوهری: قال أَبو عمرو اللَّثَی ماء یسیل من الشجر كالصمغ، فإِذا جَمد فهو صُعْرُور. و أَلْثَتِ الشجرة ما حولها إِذا كانت یقطر منها ماء. و لَثِیَت الشجرة لَثًی فهی لَثِیَةٌ و أَلْثَت: خرج منها اللَّثَی و سال. و أَلْثَیْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثی. و خرجنا نَلْتَثِی و نَتَلَثَّی أَی نأْخذ اللَّثَی. و اللَّثَی أَیضاً: شبیه بالنَّدی، و قیل: هو النَّدی نَفْسه. و لَثِیت الشجرةُ: نَدِیَت. و أَلْثَت الشجرة ما حولها لَثًی شدیداً: نَدَّتْه. الجوهری: لَثِیَ الشی‌ءُ، بالكسر، یَلْثَی لَثًی أَی نَدِیَ. و هذا ثوب لَثٍ، علی فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ من العَرَق و اتَّسخ. و لَثَی الثوبِ: وسخُه. و اللَّثَی: الصَّمَغُ؛ و قوله أَنشده ابن
(1). قوله [و هن اللات إلخ] كذا بالأصل، و بیت الشاهد تقدم فی خلل بوجه آخر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 241
الأَعرابی: عَذْبَ اللَّثَی تَجرِی علیه البَرْهَما یعنی باللَّثَی ریقَها، و یروی … اللِّثی … جمع لِثَةٍ. و امرأَة لَثِیَةٌ و لثْیاءُ: یَعْرَقُ قُبُلُها و جسدها. و امرأَة لَثِیَةٌ إِذا كانت رَطْبة المكان، و نساء العرب یتسابَبْن بذلك، و إِذا كانت یابسة المكان فهی الرَّشُوف، و یُحمد ذلك منها. ابن السكیت: هذا ثوب لَثٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق و الوسَخ. و یقال: لَثِیَتْ رِجْلی من الطین تَلْثَی لَثًی إِذا تلطَّخت به. ابن الأَعرابی: لَثَا إِذا شرب «2» الماء قلیلًا، و لَثَا إِذا لَحِسَ القِدْر. و اللَّثِیُّ: المُولَع بأَكل الصمغ؛ و حكی هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَیْریة قالت: لَثَا الكلب و لَجَذَ و لَجِذَ و لَجَنَ و احْتَفَی إِذا وَلِغَ فی الإِناء. و اللَّثَا: وطء الأَخفاف إِذا كان مع ذلك ندی من ماء أَو دم؛ قال: بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِیعُ و لَثِیَ الوَطْب لَثًی: اتسخ. و اللَّثَی: اللَّزِج من دَسَم اللبن؛ عن كراع. و اللَّثَاةُ: اللَّهاةُ. و اللِّثَةُ تُجمع لِثَاتٍ و لِثِینَ و لِثًی. أَبو زید: اللِّثَةُ مَراكز الأَسنان، و فی اللِّثَة الدُّرْدُرُ، و هی مخارِجُ الأَسنان، و فیها العُمور، و هو ما تَصعَّد بین الأَسنان من اللِّثة. قال أَبو منصور: و أَصل اللِّثَة اللِّثْیة فنقص. و اللِّثَةُ: مَغْرِز الأَسنان. و الحروف اللّثَوِیة: الثاء و الذال و الظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة. و اللَّثَاةُ و اللِّثَةُ: شجرة مثل السِّدْر، و هی من ذوات الیاء. الجوهری: اللِّثَة، بالتخفیف، ما حول الأَسنان، و أَصلها لِثَیٌ، و الهاء عوض من الیاء. قال ابن بری: قال ابن جنی اللّثَة محذوفة العین من لُثْت العِمامة أی أَدرتها علی رأْسی، و اللِّثةُ مُحِیطة بالأَسنان. و‌فی حدیث ابن عمر: لُعِنَ الواشِمةُ، قال نافع: الوَشْمُ فی اللّثة. و اللِّثَةُ، بالكسر و التخفیف: عُمور الأَسنان، و هی مَغارِزها؛ الأَزهری: و أَما قول العجاج: لاثٍ بها الأَشاءُ و العُبْرِیُّ فإِنما هو لائثٌ من لاثَ یَلُوثُ فهو لائث، فجعله من لَثَا یَلْثُو فهو لاثٍ، و مثله: جُرفٌ هارٍ، و هائرٌ علی القلب، قال: و مثله عاثَ و عَثا و قافَ و قَفا.

لجا؛ ج15، ص: 241

: اللَّجَا: الضِّفْدَع، و الأُنثی لَجَاة، و الجمع لَجَواتٌ؛ قال ابن سیدة: و إِنما جئنا بهذا الجمع و إِن كان جمع سلامة لیتبین لك بذلك أَن أَلف اللَّجَاة منقلبة عن واو، و إِلا فجمع السلامة فی هذا مطَّرد، و الله أَعلم.

لحا؛ ج15، ص: 241

: لَحا الشجرةَ یَلْحُوها لَحواً: قَشَرها؛ أَنشد سیبویه: و اعْوَجَّ عُودُكَ مِنْ لَحْیٍ و مِنْ قِدَمٍ، لا یَنْعَمُ الغُصْنُ حتی یَنْعَمَ الورَقُ «3» و‌فی الحدیث: فإِذا فعلتم ذلك سلَّط الله علیكم شرارَ خَلقه فالتَحَوْكم كما یُلْتَحَی القَضِیبُ؛ هو من لَحَوْت الشجرة إِذا أَخذت لِحاءها، و هو قشرها، و‌یروی: فَلَحَتُوكُمْ، و هو مذكور فی موضعه. و‌فی الحدیث: فإِن لم یَجِد أَحدُكم إِلَّا لحاءَ عِنبة أَو عُودَ شجرة فلْیَمْضَغْه؛ أَراد قِشر العنبة، استعاره من قِشر العود. و‌فی خطبة الحجاج: لأَلْحُوَنَّكُم
(2). قوله [لَثَا إذا شرب إلخ] كذا هو فی الأصل و التكملة أیضاً مضبوطاً مجوداً، و ضبط فی القاموس كرَضِیَ خطأ، و إطلاقه قاض بالفتح. (3). قوله [من لحی] كذا فی الأصل بالیاء و لا یطابق ما قبله، و الذی تقدم فی نعم: من لحو بالواو.
لسان العرب، ج‌15، ص: 242
لَحْوَ العَصا؛ و اللِّحَاء: ما علی العَصا من قِشرها، یمد و یقصر؛ و قال أَبو منصور: المعروف فیه المدّ. و لِحَاء كل شجرة: قشرها، ممدود، و الجمع أَلْحِیَةٌ و لُحِیٌّ و لِحِیٌّ. و لَحَاها یَلْحَاها لَحْیاً و الْتَحَاها: أَخذ لِحاءها. و أَلْحَی العُودُ إِذا أَنَی له أَن یُلْحَی قِشرُه عنه. و اللِّحَاء: قِشرُ كل شی‌ء. و لَحَوْت العُود أَلْحُوه و أَلْحَاه إِذا قَشرته. و التَحَیْت العصا وَ لَحَیْتها الْتِحَاء و لَحْیاً إِذا قشرتها. الكسائی: لَحَوْتُ العَصا و لَحَیْتُها، فأَما لَحَیْتُ الرجل من اللَّوْم فبالیاء لا غیر. و فی المثل: لا تَدْخُلْ بین العَصا و لِحَائها أَی قِشرتها؛ و أَنشد: لَحَوْتُ شَمّاساً كما تُلْحَی العَصا سَبّاً، لو ان السَّبَّ یُدْمِی لَدَمِی قال أَبو عبید: إِذا أَرادوا أَن صاحب الرجل موافق له لا یخالفه فی شی‌ء قالوا بینَ العَصا و لِحَائها، و كذلك قولهم: هو علی حَبْلِ ذِراعِك، و الحَبْلُ عِرْق فی الذراع. ابن السكیت: یقال للتمرة إِنها لكثیرة اللِّحَاء، و هو ما كَسا النَّواةَ. الجوهری: اللِّحَاء، ممدود، قشر الشجر. و فی المثل: بین العَصا و لِحَائها. و لَحَوْت العَصا أَلْحُوها لَحْواً: قشرتها، و كذلك لَحَیْت العَصا لَحْیاً؛ قال أَوس بن حجر: لَحَیْنَهُم لَحْیَ العَصا، فَطَرَدْنَهم إِلی سَنَةٍ، قِردانُها لم تَحَلَّمِ یقول: إِذا كانت جِرْذانُها «1» لم تحلم فكیف غیرها، و تَحَلَّمَ: سَمِنَ. و لَحَا الرجلَ لَحْواً: شَتَمَه، و حكی أَبو عبید: لَحَیْته أَلْحَاه لَحْواً، و هی نادرة. و‌فی الحدیث: نُهِیتُ عن مُلاحَاةِ الرِّجال‌أَی مُقاوَلَتِهم و مخاصمتهم، هو من لَحَیْت الرجل أَلْحَاه لَحْیاً إِذا لُمْتَه و عَذَلته. و لاحَیْتُه مُلاحَاةً و لِحَاء إِذا نازَعْته. و‌فی حدیث لیلة القدر: تلاحَی رجلان فرُفِعَت.و‌فی حدیث لُقْمان: فلَحْیاً لصاحِبنا لَحْیاً‌أَی لَوْماً و عَذْلًا، و هو نصب علی المصدر كسَقْیاً و رَعْیاً. و لَحَا الرجلَ یَلْحَاه لَحْیاً: لامه و شتمه و عَنَّفه، و هو مَلْحِیٌّ. و لاحَیْته مُلاحَاةً و لِحَاء إِذا نازعته، و تَلاحَوْا: تنازعوا. و لَحَاه الله لَحْیاً أَی قَبَّحه و لَعَنه. ابن سیدة: لَحَاه الله لَحْیاً قشره و أَهلكه و لَعنه من ذلك، و منه: لَحَوْت العُود لَحْواً إِذا قشرته؛ و قول رؤبة: قالَتْ، و لم تُلْحِ و كانت تُلْحِی: عَلَیْكَ سَیْبَ الخُلَفاء البُجْحِ معناه لم تأْت بما تُلْحی علیه حین قالت علیك سَیْبَ الخلفاء، و كانت تُلْحِی قبل الیوم، قیل: كانت تقول لی اطْلُبْ من غیرهم من الناس فتأْتی بما تُلامُ علیه. و اللِّحَاء، ممدود: المُلاحاةُ كالسِّبابِ؛ قال الشاعر: إِذا ما كان مَغْثٌ أَو لِحاء و لاحَی الرجلَ مُلاحاةً و لِحَاء: شاتَمه. و فی المثل: مَن لاحاك فقد عاداكَ؛ قال: و لو لا أَن یَنالَ أَبا طَریفٍ إِسارٌ من مَلِیك، أَو لِحاءُ و تَلاحَی الرجلان: تشاتَما. و لاحَی فلان فلاناً مُلاحاة و لِحاء إِذا اسْتَقْصَی علیه. و یحكی عن الأَصمعی أَنه قال: المُلاحَاة المُلاوَمة و المُباغضة، ثم كثر ذلك حتی جعلت كل مُمانعة و مُدافعة مُلاحاة؛ و أَنشد: و لاحَتِ الرَّاعِیَ من دُرُورِها مَخاضُها، إِلَّا صَفایا خُورِها
(1). قوله [إذا كانت جرذانها] كذا بالأصل هنا، و البیت یروی بوجهین كما فی مادة حلم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 243
و اللِّحَاء: اللَّعْنُ. و اللِّحَاء: العَذْل. و اللَّوَاحِی: العَواذِل. و اللَّحْیُ: مَنْبِت اللِّحْیة من الإِنسان و غیره، و هما لَحْیانِ و ثلاثة أَلْحٍ، علی أَفْعُلٍ، إِلا أَنهم كسروا الحاء لتسلم الیاء، و الكثیر لُحِیٌّ و لِحِیٌّ، علی فُعُول، مثل ثُدِیّ و ظُبیٍّ و دُلِیٍّ فهو فُعول. ابن سیدة: اللِّحْیة اسم یجمع من الشعر ما نبت علی الخدّین و الذقَن، و الجمع لِحًی و لُحًی، بالضم، مثل ذِرْوةٍ و ذُرًی؛ قال سیبویه: و النسب إِلیه «1» لَحَوِیّ؛ قال ابن بری: القیاس لَحْیِیٌّ. و رجل أَلْحَی و لِحْیَانِیٌّ: طویل اللِّحْیة، و أَبو الحسن علیّ بن خازم یلقب بذلك، و هو من نادر معدول النسب، فإِن سمیت رجلًا بلحیة ثم أَضفت إِلیه فعلی القیاس. و الْتَحَی الرجلُ: صار ذا لِحْیة، و كَرِهَها بعضهم. و اللَّحْی: الذی یَنْبُت علیه العارض، و الجمع أَلْحٍ و لُحِیٌّ و لِحَاء؛ قال ابن مقبل: تَعَرَّضُ تَصْرِفُ أَنْیابُها، و یَقْذِفْنَ فوقَ اللِّحَا التُّفالا و اللِّحْیَانِ: حائطا الفم، و هما العظمان اللذان فیهما الأَسنان من داخل الفم من كل ذی لَحْی؛ قال ابن سیدة: یكون للإِنسان و الدابة، و النسب إِلیه لَحَوِیٌّ، و الجمع الأَلْحِی. یقال: رجل لَحْیَانٌ «2» إِذا كان طویل اللِّحیة، یُجْری فی النكرة لأَنه یقال للأُنثی لَحْیَانَةٌ. و تَلَحَّی الرجل: تعمم تحت حَلْقه؛ هذا تعبیر ثعلب، قال ابن سیدة: و الصواب تعمم تحت لَحْیَیه لیصح الاشتقاق. و‌فی الحدیث: نَهی عن الاقْتِعاطِ و أَمرَ بالتَّلَحِّی؛ هو جعل بعض العمامة تحت الحنك، و الاقْتِعاطُ أَن لا یجعل تحت حنكه منها شیئاً، و التَّلَحِّی بالعمامةِ إِدارةُ كَوْر منها تحت الحنك. الجوهری: التَّلَحِّی تطویق العمامة تحت الحنك. و لَحْیَا الغَدیرِ: جانباه تشبیهاً باللَّحْیَیْنِ اللَّذین هما جانبا الفم؛ قال الراعی: و صَبَّحْنَ للصَّقْرَیْنِ صَوْبَ غَمامةٍ، تضَمَّنَها لَحْیا غَدیرٍ و خانِقُهْ «3» و اللِّحْیانُ: خُدود فی الأَرض مما خدَّها السیل، الواحدة لِحْیانةٌ. و اللِّحیان: الوَشَل و الصَّدیعُ فی الأَرض یَخِرّ فیه الماء، و به سمیت بنو لِحْیان، و لیست تثنیة اللَّحْی. و یقال: أَلْحَی الرجلُ إِذا أَتی ما یُلْحَی علیه أَی یُلامُ، و أَلْحَت المرأَة؛ قال رؤبة: فابْتَكَرَتْ عاذلةً لا تُلْحِی و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، احْتَجَمَ بلَحْیَیْ جَمَلٍ، و فی روایة: بلَحْی جَمَلٍ؛ هو بفتح اللام، و هو مكان بین مكة و المدینة، و قیل: عقبة، و قیل: ماء. و قد سمت لَحْیاً و لُحَیّاً و لِحْیانَ، و هو أَبو بطن. و بنو لِحْیَان: حَیٌّ من هذیل، و هو لِحْیان بن هذیل بن مُدْرِكة. و بنو لِحْیَةَ: بطن، النسب إِلیهم لِحَویٌّ علی حدّ النسب إِلی اللِّحْیة. و لِحْیَة التیس: نَبْتة.

لخا؛ ج15، ص: 243

: اللَّخَا: كَثْرَةُ الكلام فی الباطل، و رجل أَلْخَی و امرأَة لَخْوَاء، و قد لَخِیَ، بالكسر، لَخاً.
(1). قوله [و النسب إلیه] أی لَحَی الإنسان بالفتح لَحَوِیّ بالتحریك كما ضبط فی الأصل و غیره، و وقع فی القاموس خلافه. (2). قوله [لَحْیَان] كذا فی الأصل، و عبارة القاموس: و اللِّحْیان أی بالكسر اللِّحْیَانِی. قال الشارح: الصواب لَحْیَان بالفتح لكن الذی فی التكملة هو ما فی القاموس. (3). قوله [و صبحن إلخ] فی معجم یاقوت: جعلن أریطاً بالیمین و رملة و زال لغاط بالشمال و خانقه و صادفن بالصقرین صوب سحابة تضمنها جنبا غدیر و خافقه لسان العرب، ج‌15، ص: 244
و اللَّخا: أَن تكون إِحدی ركبتی البعیر أَعظم من الأُخری مثل الأَرْكَب، تقول منه: بعیر لَخٍ و أَلْخَی و ناقة لَخْوَاء. و الأَلْخَی: المُعْوَجُّ. و اللَّخا: مَیَلٌ فی العُلْبة و الجَفْنة. و اللَّخا: مَیَل فی أَحد شِقَّی الفم، فم أَلْخَی و رجل أَلْخَی و امرأَة لَخْوَاء، و قیل: اللَّخَا اعوجاج فی اللَّحْیِ، و عُقاب لَخْوَاء منه لأَن مِنقارها الأَعلی أَطول من الأَسفل. و امرأَة لَخْوَاء بینة اللَّخَا: فی فرجها میَل. و اللَّخْو: الفَرْج المُضْطَرِبُ الكثیر الماء. قال اللیث: اللَّخْوُ لَخْوُ القُبُل المضطرب الكثیر الماء. الصحاح: اللَّخَا نَعْت القُبُل المضطرب الكثیر الماء. الأَصمعی: اللَّخْوَاء المرأَة الواسعة الجَهاز، و اللَّخَا غارُ الفَم، و اللَّخَا استرخاء فی أَسفل البطنِ، و قیل: هو أَن تكون إِحدی الخاصرتین أَعظم من الأُخری، و الفعل كالفعل مما تقدم، و الصفة كالصفة. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابی یقول اللَّخَا، مقصور، أَن یَمیل بَطن الرجل فی أَحد جانبیه. قال: و اللَّخَا المُسْعُط، و صرح اللحیانی فیه المدَّ فقال: اللَّخَاء، ممدود، المُسْعُط، و قد لَخَاه لَخْواً. التهذیب: و اللَّخَا شی‌ء مثل الصَّدف یتخذ مُسْعُطاً. أَبو عمرو: اللَّخَا إِعطاء الرجل ماله صاحبه؛ قال الشاعر: لخَیْتُكَ مالی ثمّ لم تُلْفَ شاكِراً، فعَشِّ رُوَیْداً، لستُ عَنْكَ بغافلِ ابن سیدة: اللَّخَا، مَقْصُور، المُسْعُط، و المِلْخَی مثله، و قیل: هو ضرب من جُلود دواب البحر یُسْتَعَطُ به. و لَخَیْتُه و أَلْخَیْتُه و لَخَوْتُه كلُّ هذا: سَعَطْته، و قیل: أَوْجَرْته الدواء. قال ابن بری: یقال الْتَخَتْ باللَّخَا أَی شربت بالمُسْعُط؛ قال الراجز: و ما الْتَخَتْ من سُوءِ جسْمٍ بلَخَا و قال ابن میادة: فَهُنَّ مِثْل الأُمَّهاتِ یُلْخِینْ، یُطْعِمْنَ أَحْیاناً، و حِیناً یَسْقِینْ و أَلْخَیتُه مالًا أَی أَعْطَیْتُه. و اللِّخَاء: الغِذاء للصبی سِوی الرَّضاع. و التَخَی: أَكل الخُبز المَبلول، و الاسم اللِّخَاءُ مثل الغِذاءِ، تقول: الصبی یَلْتَخِی الْتِخَاء أَی یأْكل خُبزاً مبلولًا؛ و أَنشد الفراء لبعضهم من بنی أَسد: فَهُنَّ مِثْلُ الأُمَّهاتِ یُلْخِینْ، یُطْعِمْنَ أَحْیاناً، و حِیناً یَسْقِینْ كأَنها من شَجَرِ البَساتِینْ: العِنَباء المُنْتَقی و التِّینْ لا عَیْبَ إِلا أَنهُنَّ یُلْهِینْ عن لَذّة الدُّنیا، و عن بَعْضِ الدِّینْ و الْتَخَی صدْرَ البعیر أَو جِرانه: قَدَّ منه سیراً للسوط و نحوه؛ قال جِرانُ العَود یذكر أَنه اتخذ سَیْراً من صدر بعیر لتأْدیب نسائه: خُذا حَذَراً یا خُلَّتیَّ، فإِنَّنی رأَیتُ جِرانَ العَوْدِ قد كاد یُصْلَحُ عَمَدْتُ لعَوْدٍ فالتَخَیْتُ جِرانَه، و لَلْكَیْسُ أَمْضی فی الأُمور و أَنْجَحُ قال أَبو منصور: التَحَیْتُ جِران البعیر بالحاء، و العرب تُسوّی السیاط من الجِران لأَنَّ جِلده أَصلب و أَمتن، قال: و أَظنه من قولك لَحَوْت العُود و لَحَیْته إِذا قَشرته، و كذلك اللِّخَاء و المُلاخَاة، بالخاء، بمعنی التَّحْمِیلِ و التَّحریش، یقال: لاخَیْتَ بی عند فلان أَی أَثَیْتَ بی عنده مُلاخاةً و لِخاء، و قال: و اللِّخاءُ بالخاءِ بهذا المعنی تصحیف عندی. و لاخَی به: وشی؛ قال ابن سیدة: و قضینا علی هذا بالیاء
لسان العرب، ج‌15، ص: 245
لأَن اللام یاء أَكثر منها واواً. أَبو عمرو: المُلاخَاةُ المُخالفة و أَیضاً المُصانعة؛ و أَنشد: و لاخَیْتَ الرِّجال بذات بَیْنی و بَیْنِكَ، حِین أَمْكَنَكَ اللِّخاءُ قال: لاخَیْتَ وافَقْتَ؛ قال الطرماح: فلم نَجْزَعْ لمَن لاخَی عَلیْنا، و لم نَذَرِ العشیرةَ للجُناةِ

لدی؛ ج15، ص: 245

: اللیث: لَدَی معناها معنی عند، یقال: رأَیته لَدَی باب الأَمیر، و جاءنی أَمرٌ من لَدَیْكَ أَی من عندك، و قد یحسن من لَدَیْك بهذا المعنی، و یقال فی الإِغْراء: لَدَیْك فلاناً كقولك علیكَ فلاناً؛ و أَنشد: لَدَیْكَ لَدَیْك ضاقَ بها ذِراعا و یروی: إِلَیْكَ إِلیكَ علی الإِغراء. ابن الأَعرابی: أَلْدَی فلان إِذا كثرت لِداتُه. و فی التنزیل العزیز: هٰذٰا مٰا لَدَیَّ عَتِیدٌ؛ یقوله الملك یعنی ما كُتب من عمل العبد حاضرٌ عندی. الجوهری: لَدَی لغة فی لَدُنْ، قال تعالی: وَ أَلْفَیٰا سَیِّدَهٰا لَدَی الْبٰابِ؛ و اتِّصالُه بالمضمرات كاتصال علیك؛ و قد أَغری به الشاعر فی قول ذی الرمة: فَدَعْ عنك الصِّبا و لَدَیْك هَمّاً، تَوَقَّشَ فی فُؤادِكَ، و اخْتِبالا و یروی: فَعَدِّ عن الصِّبا و علیك هَمّاً

لذا؛ ج15، ص: 245

: الَّذِی: اسم مبهم، و هو مبنیٌّ معرفة و لا یتم إِلَّا بصلة، و أَصله لَذِی فأُدخل علیه الأَلف و اللام، قال: و لا یجوز أَن یُنْزَعا منه. ابن سیدة: الَّذِی من الأَسماء الموصولة لیتوصل بها إِلی وصف المعارف بالجمل، و فیه لغات: الَّذِی، و الَّذِ بكسر الذال، و الَّذْ بإِسكانها، و الَّذِیّ بتشدید الیاء؛ قال: و لیسَ المالُ، فاعْلَمْه، بمالٍ من الأَقْوامِ إِلَّا للَّذِیّ یُرِیدُ به العَلاءَ و یَمْتَهِنْه لأَقْرَبِ أَقْرَبِیه، و للقَصِیّ و التثنیة اللَّذانِّ، بتشدید النون، و اللَّذانِ النون عوض من یاء الذی، و اللَّذا، بحذف النون، فَعَلی ذلك قال الأَخطل: أَ بَنی كُلَیْبٍ، إِنَّ عَمَّیَّ اللَّذا قَتَلا الملُوكَ، و فَكَّكا الأَغْلالا قال سیبویه: أَراد اللَّذانِ فحذف النون ضرورة. قال ابن جنی: الأَسماء الموصولة نحو الَّذِی و الَّتی لا یصح تثنیة شی‌ء منها من قِبَل أَن التثنیة لا تَلحق إِلا النكرة، فما لا یجوز تنكیره فهو بأَن لا تصح تثنیته أَجدر، فالأَسماء الموصولة لا یجوز أَن تنكر فلا یجوز أَن یثنی شی‌ء منها، أَ لا تراها بعد التثنیة علی حدّ ما كانت علیه قبل التثنیة، و ذلك قولك ضربت اللذین قاما، إِنما یتعرَّفان بالصلة كما یتعرَّف بها الواحد فی قولك ضربت الذی قام، و الأَمر فی هذه الأَشیاء بعد التثنیة هو الأَمر فیها قبل التثنیة، و هذه أَسماء لا تنكر أَبداً لأَنها كِنایات و جاریة مَجری المضمرة، فإِنما هی أَسماء لا تنكر أَبداً مصوغة للتثنیة، و لیس كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زید و عمرو، أَ لا تری أَن تعریف زید و عمرو إِنما هو بالوضع و العلمیة؟ فإِذا ثنیتهما تنكرا فقلت رأَیت زَیْدَیْنِ كَرِیمین، و عندی عَمْران عاقلان، فإِن آثرت التعلیم بالإِضافة أَو باللام قلت الزیدانِ و العَمْران و زَیْداك و عَمْراك، فقد تعرَّفا بعد التثنیة من غیر وجه تَعْرّفهما قبلها، و لَحِقا بالأَجناس و فارقا ما كانا علیه من تعریف العلمیة و الوضع، فإِذا صح ذلك فینبغی أَن تعلم أَن
لسان العرب، ج‌15، ص: 246
اللَّذَان و اللتان و ما أَشبههما إِنما هی أَسماء موضوعة للتثنیة مخترعة لها، و لیست تثنیة الواحد علی حد زید و زیدان، إِلا أَنها صیغت علی صورة ما هو مثنی علی الحقیقة فقیل اللَّذَانِ و اللتانِ و اللَّذَیْنِ و اللَّتَیْنِ لئلا تختلف التثنیة، و ذلك أَنهم یحافظون علیها ما لا یحافظون علی الجمع، و هذا القول كله مذكور فی ذا و ذی، و فی الجمع هم الَّذِینَ فَعَلُوا ذاك و اللَّذُو فعلوا ذاك، قال: أَكثر هذه عن اللحیانی؛ و أَنشد فی الَّذی یعنی به الجمع للأَشهب بن رُمیلة: و إِنَّ الَّذِی حانَت بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ، یا أُمَّ خالِدِ و قیل: إِنما أَراد الذین فحذف النون تخفیفاً؛ الجوهری: فی جمعه لغتان الَّذِینَ فی الرفع و النصب و الجر، و الَّذِی بحذف النون، و أَنشد بیت الأَشهب بن رمیلة، قال: و منهم من یقول فی الرفع اللَّذُون، قال: و زعم بعضهم أَن أَصله ذا لأَنك تقول ما ذا رأَیْتَ بمعنی ما الذی رأَیت، قال: و هذا بعید لأَن الكلمة ثلاثیة و لا یجوز أَن یكون أَصلها حرفاً واحداً، و تصغیر الَّذِی اللُّذَیَّا و اللِّذَیَّا، بالفتح و التشدید، فإِذا ثَنَّیْت المصغر أَو جمعته حذفت الأَلف فقلت اللَّذَیَّانِ و اللَّذَیُّونَ، و إِذا سمیت بها قلت لَذٍ، و من قال الحرث و العباس أَثبت الصلة فی التسمیة مع اللام فقال هو الذی فعل، و الأَلف و اللام فی الَّذِی زائدة، و كذلك فی التثنیة و الجمع، و إِنما هنَّ متعرّفات بصلاتهن و هما لازمتان لا یمكن حذفهما، فرب زائد یلزم فلا یجوز حذفه، و یدل علی زیادتهما وجودك أَسماء موصولة مِثلَها معرَّاة من الأَلف و اللام و هی مع ذلك معرفة، و تلك الأَسماء مَن و ما و أَیّ فی نحو قولك: ضربت مَن عندك، و أَكلت ما أَطعمتنی، و لأَضربن أَیُّهم قام، فتعرّفُ هذه الأَسماء التی هی أَخوات الذی و التی بغیر لام و حصول ذلك لها بما تبعها من صلاتها دون اللام یدل علی أَن الَّذِی إِنما تعرّفه بصلته دون اللام التی هی فیه، و أَن اللام فیه زائدة؛ و قول الشاعر: فإِنْ أَدَعِ اللَّواتی مِنْ أُناسٍ أَضاعُوهُنَّ، لا أَدَعِ الَّذِینا فإِنما تركه بلا صلة لأَنه جعله مجهولًا. ابن سیدة: اللَّذْوَی اللَّذّةُ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، أَنها ذكرت الدنیا فقالت: قد مَضَتْ لَذْواها و بَقِیَتْ بَلْواها‌أَی لَذَّتُها، و هی فَعْلی من اللذة، فقلبت إِحدی الذالین یاء كالتَّقَضِّی و التَّظَنِّی؛ قال ابن الأَعرابی: اللَّذْوَی و اللَّذَّة و اللَّذاذةُ كله الأَكل و الشرب بنَعْمة و كِفایة، كأَنها أَرادت بذهاب لَذْواها حیاةَ النبیّ، صلی الله علیه و سلم، و بالبَلْوَی ما امْتُحِن به أُمته من الخِلاف و القِتال علی الدنیا و ما حدث بعده من المحن. قال ابن سیدة: و أَقول إِن اللَّذْوَی، و إِن كان معناه اللَّذة و اللَّذاذة، فلیس من مادة لفظه و إِنما هو من باب سِبَطرْ و لأْآلٍ و ما أَشبهه، اللهم إِلا أَن یكون اعتقد البدل للتضعیف كباب تَقَضَّیْت و تَظَنَّیْت، فاعتقد فی لَذِذتُ لَذِیتُ كما تقول فی حَسِسْتُ حَسِیتُ فیُبنی منه مثال فَعْلی اسماً فتنقلب یاؤه واواً انقلابها فی تَقْوی و رَعْوی، فالمادة إِذاً واحدة.

لسا؛ ج15، ص: 246

: ابن الأَعرابی: اللَّسَا الكَثیرُ «4» الأَكل من الحیوان، و قال: لَسَا إِذا أَكل أَكلًا یَسیراً، أَصله من اللِّسِّ و هو الأَكل، و الله أَعلم.

لشا؛ ج15، ص: 246

: التهذیب: أَهمله اللیث فی كتابه. و قال ابن
(4). قوله [اللَّسَا الكثیر إلخ] كذا فی التهذیب أیضاً، و عبارة التكملة: لَسَا أكل أكلًا كثیراً، و هو لَسِیّ أی كغنیّ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 247
الأَعرابی: لَشا إِذا خَسَّ بعد رِفْعة، قال: و اللَّشِیُّ الكثیر الحَلَب، و الله أَعلم.

لصا؛ ج15، ص: 247

: لَصاه یَلْصوه و یَلْصاه؛ الأَخیرة نادرة، لَصْواً: عابه، و الاسم اللَّصَاةُ، و قیل: اللَّصَاةُ أَن ترمیه بما فیه و بما لیس فیه، و خص بعضهم به قَذْفَ المرأَة برجل بعینه. و إِنه لَیَلْصُو إِلی رِیبة أَی یَمیل. و قال ابن سیدة فی معتل الیاء: لَصَاه لَصْیاً عابَه و قَذَفه، و شاهد لَصَیْت بمعنی قَذَفْتُ و شَتَمْت قول العجاج: إِنی امْرُؤٌ، عن جارتی، كَفِیُّ عَفٌّ، فَلا لاصٍ و لا مَلْصِیُّ أَی لا یُلْصی إِلیه، یقول: لا قاذِفٌ و لا مَقْذُوف، و الاسم اللَّصاة. و لَصَا فلان فلاناً یَلْصُوهُ و یَلْصُو إِلیه إِذا انْضَمَّ إِلیه لریبة، و یَلْصِی أَعربهما. و‌فی الحدیث: مَن لَصَا مسلماً‌أَی قَذَفه. و اللَّاصِی: القاذفُ، و قیل: اللَّصْوُ و القَفْوُ القَذْفُ للإِنسان برِیبة یَنسُبه إِلیها، یقال: لَصَاه یَلْصُوه و یَلْصِیه إِذا قذفَه، قال أَبو عبید: یروی عن امرأَة من العرب أَنها قیل لها إِن فلاناً قد هجاك، فقالت: ما قَفا و لا لَصا، تقول: لم یَقْذِفْنی، قال: و قولها لَصَا مثل قَفا، یقال مه: قافٍ لاصٍ. و لَصَی أَیضاً: أَتَی مستتر الرِّیبة. و لَصِیَ أَیضاً: أَثِمَ؛ و أَنشد أَبو عمرو شاهداً علی لَصَیْت بمعنی أَثِمْت قول الراجز القشیری: تُوبی مِنَ الخِطْء فَقد لَصِیتِ، ثم اذْكُری اللهَ إذا نَسِیتِ «1» و فی روایة: … إِذا لَبَّیْتِ. و اللَّاصی: العَسَلُ، و جمعه لَواصٍ؛ قال أُمیة بن أَبی عائذ الهذلی: أَیّامَ أَسْأَلُها النَّوالَ، و وَعْدُها كالرَّاحِ مَخْلُوطاً بِطَعْمِ لَوَاصِی قال ابن جنی: لام اللَّاصی یاء لقولهم لَصَاه إِذا عابه، و كأَنهم سموه به لتعلقه بالشی‌ء و تَدْنیسه له كما قالوا فیه نَطَفٌ، و هو فَعَلٌ من الناطِف، لِسَیلانه و تَدَبُّقه، و قال مخلوطاً ذهب به إِلی الشراب، و قیل: اللَّصَی و اللَّصَاة أَن ترمیه بما فیه و بما لیس فیه، و الله أَعلم.

لضا؛ ج15، ص: 247

: التهذیب: لَضا إِذا حَذِقَ بالدَّلالة.

لطا؛ ج15، ص: 247

: أَلقی علیه لَطاتَه أَی ثِقَلَه و نَفْسَه. و اللَّطَاةُ: الأَرض و الموضع. و یقال: أَلْقی بلَطَاتِه أَی بثِقَله، و قال ابن أَحمر: و كُنَّا و هُمْ كابْنَی سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًی، ثم كانا مُنْجِداً و تِهامِیا فأَلقی التِّهامی مِنْهُما بِلَطاتِه، و أَحْلَطَ هذا، لا أَرِیمُ مَكانِیا قال أَبو عبید فی قوله بلَطَاتِه: أَرضِه و موضعه، و قال شمر: لم یُجِد أَبو عبید فی لَطَاته. و یقال: أَلقی لَطَاتَه طرح نفسه. و قال أَبو عمرو: لَطَاتَه مَتَاعه و ما معه. قال ابن حمزة فی قول ابن أَحمر أَلقی بلطاته: معناه أَقام، كقوله فأَلْقَتْ عَصاها. و اللَّطَاةُ: الثِّقَلُ. یقال: أَلقی علیه لَطاتَه. و لَطأْتُ بالأَرض و لطِئْتُ أَی لَزِقْتُ؛ و قال الشماخ فترك الهمز: فَوافَقَهنّ أَطْلَسُ عامِرِیٌّ، لَطا بصَفائِحٍ مُتَسانِداتِ أَراد لَطأَ یعنی الصَّیَّادَ أَی لَزِقَ بالأَرض، فترك
(1). قوله [فقد لَصِیت] كذا ضبط فی الأصل بكسر الصاد مع ضبطه السابق بما تری، و لعل الشاعر نطق به هكذا لمشاكلة نسیت.
لسان العرب، ج‌15، ص: 248
الهمز. و دائرة اللَّطاةِ: التی فی وسَط جَبْهة الدابَّة. و لَطاةُ الفرس: وسَطُ جبهته، و ربما استعمل فی الإِنسان. ابن الأَعرابی: بَیَّضَ اللهُ لَطاتَك أَی جَبْهَتك. و اللَّطاةُ: الجبهة. و قالوا: فلان من رَطاتِه لا یَعرِفُ قَطاتَه من لَطاتِه، قصر الرطاة إِتباعاً للقَطاة. و فی التهذیب: فلان من ثَطاتِه لا یعرف قَطاتَه من لَطَاتِه أَی لا یعرف مُقدِّمه من مُؤَخَّره. و اللَّطَاةُ و اللُّطَاة: اللُّصُوص، و قیل: اللُّصُوص یكونون قریباً منكَ، یقال: كان حوْلی لَطاةُ سوء و قوم لَطاة. و لَطا یَلْطا، بغیر همز: لَزِقَ بالأَرض و لم یكد یبرح، و لَطأَ یَلْطأُ، بالهمز. و المِلْطاء، علی مِفْعال: السِّمْحاقُ من الشِّجاج، و هی التی بینها و بین العظم القِشرة الرقیقة. قال أَبو عبید: أَخبرنی الواقدی أَن السِّمحاق فی لغة أَهل الحجاز المِلْطا، بالقصر؛ قال أَبو عبید: و یقال لها المِلْطاةُ، بالهاء، قال: فإِذا كانت علی هذا فهی فی التقدیر مقصورة؛ قال: و تفسیر الحدیث الذی جاء أَن المِلْطی بدمِها؛ یقول: معناه أَنه حین یُشَجُّ صاحِبُها یؤخذ مقدارها تلك الساعةَ ثم یُقْضی فیها بالقصاص أَو الأَرش لا یُنظَر إِلی ما یَحدُث فیها بعد ذلك من زیادة أَو نقصان، قال: و هذا قولهم و لیس هو قول أَهل العراق. و‌فی الحدیث: أَنه بالَ فمَسَح ذكره بلِطًی ثم توضأَ؛ قال ابن الأَثیر: هو قلب لِیَطٍ جمع لِیطةٍ كما قیل فی جمع فُوقةٍ فُوَقٌ، ثم قُلِبت فقیل فُقاً، و المراد به ما قشر من وجه الأَرض من المدر.

لظی؛ ج15، ص: 248

: اللَّظَی: النار، و قیل: اللَّهَبُ الخالص؛ قال الأَفوه: فی مَوقِفٍ ذَرِب الشَّبا، و كأَنما فیه الرّجالُ علی الأَطائم و اللَّظَی و یروی: فی مَوْطِنٍ … و لَظَی: اسم جهنم، نعوذ بالله منها، غیر مصروف، و هی معرفة لا تنوّن و لا تنصرف للعلمیة و التأْنیث، و سمیت بذلك لأَنها أَشد النیران. و فی التنزیل العزیز: كَلّٰا إِنَّهٰا لَظیٰ نَزّٰاعَةً لِلشَّویٰ. و الْتِظَاءُ النار: التِهابُها، و تَلَظِّیها: تَلَهبُها، و قد لَظِیَت النار لَظًی و الْتَظَتْ؛ أَنشد ابن جنی: و بَیَّنَ للوُشاةِ، غداةَ بانَتْ سُلَیْمی، حَرّ وجْدِی و الْتِظایَهْ أراد: و التِظَائِیَهْ، فقَصر للضرورة. و تَلَظَّتْ: كالْتَظَتْ. و قد تَلَظَّت تَلَظِّیاً إِذا تَلَهَّبت، و فی التنزیل العزیز: فَأَنْذَرْتُكُمْ نٰاراً تَلَظّٰی؛ أَراد تَتَلَظَّی أَی تَتَوَهَّج و تَتَوَقَّدُ. و یقال: فلان یَتَلَظَّی علی فلان تَلَظِّیاً إِذا تَوَقَّد علیه من شدَّة الغضب؛ و جعل ذو الرمة اللَّظَی شدّة الحرّ فقال: و حتَّی أَتی یَوْمٌ یَكادُ من اللَّظَی تَری التُّومَ، فی أُفْحُوصِه، یَتَصَیَّحُ أَی یَتشَقَّقُ، و‌فی حدیث خَیْفانَ لما قَدِم علی عثمان: أَما هذا الحیُّ من بَلْحَرِث بن كعب فحَسَكٌ أَمْراسٌ تَتَلَظَّی المنِیَّةُ فی رِماحهم‌أَی تَلْتَهِبُ و تَضْطرم، من لَظَی و هو اسم من أَسماء النار. و التَظَتِ الحِراب: اتَّقَدَت، علی المثل؛ أَنشد ابن الأَعرابی: و هْوَ، إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، كَرْهُ اللِّقاء تَلْتَظِی حِرابُه و تَلَظَّتِ المَفازةُ: اشْتدَّ لهبها. و تَلَظَّی غَضَباً و الْتَظَی: اتَّقَد، و أَلفها یاء لأَنها لام. الأَزهری فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 249
ترجمة لظظ: وَجْنة تَتَلَظَّی من تَوقُّدها و حُسْنها، كان الأَصل تَتَلَظَّظُ. و أَما قولهم فی الحرّ: یَتَلَظَّی فكأَنه یَلْتَهِب كالنار من اللَّظی.

لعا؛ ج15، ص: 249

: قال اللیث: یقال كلبة لَعْوَةٌ و ذِئبة لَعْوَةٌ و امرأَة لَعْوَة یعنی بكل ذلك الحریصة التی تقاتل علی ما یؤكل، و الجمع اللَّعَوَاتُ. و اللِّعَاء و اللَّعْوَةُ و اللَّعَاةُ: الكلبة، و جمعها لَعاً؛ عن كراع، و قیل: اللَّعْوَةُ و اللَّعَاةُ الكلبة من غیر أَن یخصوا بها الشَّرهة الحریصة، و الجمع كالجمع. و یقال فی المثل: أَجْوَعُ من لَعْوَة أَی كلبة. و اللَّعْو: السی‌ء الخُلُق، و اللَّعْوُ الفَسْلُ، و اللَّعْوُ و اللَّعَا الشَّرِه الحَریص، رجل لَعْوٌ و لَعاً، منقوص، و هو الشره الحریص، و الأُنثی بالهاء و كذلك هما من الكلاب و الذئاب؛ أَنشد ثعلب: لو كُنتَ كلبَ قَنیصٍ كُنتَ ذا جُدَدٍ، تَكونُ أُرْبَتُهُ فی آخِرِ المَرَسِ لَعْواً حَریصاً یَقولُ القانِصانِ له: قُبِّحْتَ ذا أَنْفِ وَجْهٍ حَقّ مُبْتَئِسِ اللفظ للكلب و المعنی لرجل هجاه، و إنما دَعا علیه القانِصان فقالا له قُبِّحت ذا أَنف وجه لأَنه لا یَصید؛ قال ابن بری: شاهد اللَّعْوِ قول الراجز: فَلا تَكُونَنَّ رَكِیكاً ثَیْتَلا لَعْواً، متی رأَیته تَقَهَّلا و قال آخر: كلْبٍ علی الزَّادِ یُبْدی البَهْلَ مَصْدَقُه، لَعْوٍ یُعادیكَ فی شَدٍّ و تَبْسِیل «1» و اللَّعْوَة و اللُّعْوَةُ: السواد حول حلمة الثدی؛ الأَخیرة عن كراع، و بها سمی ذو لَعْوَةَ: قَیْلٌ من أَقیال حِمْیَر، أُراه للَعْوَة كانت فی ثدیه. ابن الأَعرابی: اللَّوْلَع الرُّغَثاء و هو السواد الذی علی الثدی، و هو اللطخة. و تَلَعَّی العسَلُ و نحوه: تَعَقَّد. و اللاعی: الذی یُفزعه أَدنی شی‌ء؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد، أُراه لأَبی وجزة: لاعٍ یَكادُ خَفِیُّ الزَّجْرِ یُفْرِطُه، مُسْتَرْیِعٍ لسُری المَوْماةِ هَیَّاجِ یُفْرِطُه: یَملؤه رَوْعاً حتی یذهب به. و ما بالدار [لاعِی قَرْوٍ أَی ما بها أَحد، و القَرْوُ: الإِناء الصغیر، أَی ما بها مَن یَلحَس عُسّاً، معناه ما بها أَحد، و حكی ابن بری عن أَبی عُمر الزاهِد أَن القَرْو مِیلَغَةُ الكلب. و یقال: خرجنا نَتَلَعَّی أَی نأْخذ اللُّعاع، و هو أَول النَّبت، و فی التهذیب: أَی نُصیب اللُّعاعة من بُقول الربیع؛ قال الجوهری: أَصله نَتَلَعَّع، فكرهوا ثلاث عینات فأَبدلوا یاء. و أَلَعَّتِ الأَرض: أَخرجت اللُّعاع. قال ابن بری: یقال أَلَعَّت الأَرض و أَلْعَتْ، علی إِبدال العین الأَخیرة یاء. و اللاعی: الخاشِی؛ و قال ابن الأَعرابی فی قول الشاعر: داوِیَة شَتَّتْ علی اللاعی السَّلِعْ، و إِنما النَّوْمُ بها مِثْلُ الرَّضع قال الأَصمعی: اللاعی من اللَّوْعةِ. قال الأَزهری: كأَنه أَراد اللَّائع فقلب، و هو ذو اللّوعة، و الرَّضع: مصة بعد مصة. أَبو سعید: یقال هو یَلْعَی به و یَلْغَی به أَی یتولع به. ابن الأَعرابی: الأَلْعَاء السُّلامَیاتُ. قال الأَزهری فی هذه الترجمة: و أَعْلاء الناسِ الطِّوال من الناس.
(1). قوله [كلب إلخ] ضبط بالجر فی الأصل هنا، و وقع ضبطه بالرفع فی بهل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 250
و لَعاً: كلمة یُدعَی بها للعاثر معناها الارتفاع؛ قال الأَعشی: بِذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ، إِذا عَثَرَتْ فالتَّعْسُ أَدْنی لَها مِن أَنْ أَقُولَ لَعا أَبو زید: إِذا دُعی للعاثر بأَن یَنْتَعِشَ قیل لَعاً لك عالیاً، و مثله: دَعْ دَعْ. قال أَبو عبیدة: من دعائهم لا لَعاً لفلان أَی لا أَقامه الله و العرب تدعو علی العاثر من الدّوابّ إِذا كان جواداً بالتَّعْس فتقول: تَعْساً له و إِن كان بَلِیداً كان دعاؤهم له إِذا عَثَرَ: لَعاً لك؛ و هو معنی قول الأَعشی: فالتعس أَدنی لها من أَن أَقول لعا قال ابن سیدة: و إِنما حملنا هذین «2» علی الواو لأَنا قد وجدنا فی هذه المادة لعو و لم نجد لعی. و لَعْوةُ: قومٌ من العرب. و لَعْوةُ الجوع: حِدَّته.

لغا؛ ج15، ص: 250

: اللَّغْو و اللَّغا: السَّقَط و ما لا یُعتدّ به من كلام و غیره و لا یُحصَل منه علی فائدة و لا نفع. التهذیب: اللَّغْو و اللَّغا و اللَّغْوَی ما كان من الكلام غیر معقود علیه. الفراء: و قالوا كلُّ الأَولاد لَغاً أَی لَغْو إِلا أولاد الإِبل فإِنها لا تُلْغی، قال: قلت و كیف ذلك؟ قال: لأَنك إِذا اشتریت شاة أَو ولیدة معها ولد فهو تبع لها لا ثمن له مسمی إِلا أَولاد الإِبل، و قال الأَصمعی: ذلك الشی‌ء لك لَغْوٌ و لَغاً و لَغْوَی، و هو الشی‌ء الذی لا یُعتدّ به. قال الأَزهری: و اللُّغَة من الأَسماء الناقصة، و أَصلها لُغْوة من لَغا إِذا تكلم. و اللَّغا: ما لا یُعدّ من أَولاد الإِبل فی دیة أَو غیرها لصغرها. و شاة لَغْو و لَغاً: لا یُعتدّ بها فی المعاملة، و قد أَلْغَی له شاة، و كلُّ ما أسقط فلم یعتد به مُلْغًی؛ قال ذو الرمة یهجو هشام بن قیس المَرَئی أَحد بنی إمرئ القیس بن زید مناة: و یَهْلِكُ وَسْطَها المَرئیُّ لَغْواً، كما أَلغَیْتَ فی الدِّیةِ الحُوارا عَمِله له جریر، ثم لَقِیَ الفَرَزْدَقُ ذا الرّمة فقال: أَنشِدنی شعرك فی المَرَئِیِّ، فأَنشده، فلما بلغ هذا البیت قال له الفرزدق: حَسِّ أَعِدْ علیَّ، فأَعاد، فقال: لاكَها و الله من هو أَشدُّ فكَّین منك. و قوله عز و جل: لٰا یُؤٰاخِذُكُمُ اللّٰهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمٰانِكُمْ*؛ اللَّغوُ فی الأَیمان: ما لا یَعْقِدُ علیه القلب مثل قولك لا و اللهِ و بلی و اللهِ. قال الفراء: كأَن‌قول عائشة إِنَّ اللَّغْوَ ما یجری فی الكلام علی غیر عَقْدٍ،قال: و هو أَشبه ما قیل فیه بكلام العرب. قال الشافعی: اللَّغْوُ فی لسان العرب الكلام غیر المعقود علیه، و جِماعُ اللَّغْو هو الخطأُ إِذا كان اللَّجاجُ و الغضب و العجلة، و عَقْدُ الیمین أَن تثبتها علی الشی‌ء بعینه أَن لا تفعله فتفعله، أَو لتفعلنه فلا تفعله، أَو لقد كان و ما كان، فهذا آثم و علیه الكفارة. قال الأَصمعی: لَغا یَلْغُو إِذا حَلَفَ بیمین بلا اعتقاد، و قیل: معنی اللَّغْوِ الإِثم، و المعنی لا یؤاخذكم الله بالإِثم فی الحَلِف إِذا كفَّرتم. یقال: لَغَوْتُ بالیمین. و لَغا فی القول یَلْغُو و یَلْغَی لَغْواً و لَغِیَ، بالكسر، یَلْغَی لَغاً و مَلْغاةً: أَخطأَ و قال باطلًا؛ قال رؤبة و نسبه ابن بری للعجاج: و رَبّ أَسْرابِ حَجِیجٍ كُظَّمِ عن اللَّغا، و رَفَثِ التَّكَلُّمِ و هو اللَّغْو و اللَّغا، و منه النَّجْوُ و النَّجا لِنَجا الجِلد؛
(2). قوله [و إِنما حملنا هذین إلخ] اسم الإشارة فی كلام ابن سیدة راجع إلی لاعی قرو و إلی لعاً لك كما یعلم بمراجعته.
لسان العرب، ج‌15، ص: 251
و أَنشد ابن بری لعبد المسیح بن عسلة قال: باكَرْتُه، قَبْلَ أَن تَلْغَی عَصافِرُه، مُسْتَحْفِیاً صاحبی و غیره الحافی «1» قال: هكذا روی … تَلْغَی عَصافِرُه، قال: و هذا یدل علی أَن فعله لَغِیَ، إِلا أَن یقال إِنه فُتح لحرف الحلق فیكون ماضیه لَغا و مضارعه یَلْغُو و یَلْغَی، قال: و لیس فی كلام العرب مثل اللَّغْو و اللَّغَی إِلا قولهم الأَسْوُ و الأَسا، أَسَوْتُه أَسْواً و أَساً أَصلحته. و اللَّغْو: ما لا یُعْتَدّ به لقلته أَو لخروجه علی غیر جهة الاعتماد من فاعله، كقوله تعالی: لٰا یُؤٰاخِذُكُمُ اللّٰهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمٰانِكُمْ*؛ و قد تكرر فی الحدیث ذكر لَغْوِ الیمین، و هو أَن یقولَ لا و الله و بلی و الله و لا یَعْقِد علیه قَلْبه، و قیل: هی التی یحلفها الإِنسان ساهیاً أَو ناسیاً، و قیل: هو الیمین فی المعصیة، و قیل: فی الغضب، و قیل: فی المِراء، و قیل: فی الهَزْل، و قیل: اللَّغْو سُقوط الإِثم عن الحالف إِذا كفَّر یمینه یقال: لَغا إِذا تكلم بالمُطَّرَحِ من القول و ما لا یَعْنی، و أَلغی إِذا أَسقط. و‌فی الحدیث: و الحَمُولةُ المائرةُ لهم لاغیةٌ‌أَی مُلغاة لا تُعَدُّ علیهم و لا یُلْزَمُون لها صدقة، فاعلة بمعنی مفعولة، و المائرةُ من الإِبل التی تَحمِل المِیرة. و اللَّاغِیةُ: اللَّغْو. و‌فی حدیث سلمان: إِیّاكُم و مَلْغاةَ أَوَّلِ اللیلِ، یرید به اللغو؛ المَلْغاة: مَفْعلة مِن اللَّغْو و الباطل، یرید السَّهَر فیه فإِنه یمنع من قِیام اللیل. و كلمة لاغِیةٌ: فاحشة. و فی التنزیل العزیز: لٰا تَسْمَعُ فِیهٰا لٰاغِیَةً؛ هو علی النسب أَی كلمة ذات لَغْو، و قیل أَی كلمة قبیحة أَو فاحشة، و‌قال قتادة أَی باطلًا و مَأْثماً، و‌قال مجاهد: شَتْماً، و هو مثل تامِر و لابِن لصاحب التمر و اللبن، و قال غیرهما: اللَّاغِیة و اللَّواغِی بمعنی اللَّغْوِ مثل راغِیةِ الإِبل و رَواغِیها بمعنی رُغائها، و نُباحُ الكلب «2» لَغْوٌ أَیضاً؛ و قال: و قُلنْا لِلدَّلِیلِ: أَقِمْ إِلیهِمْ، فلا تُلْغَی لِغَیْرِهِمِ كلابُ أَی لا تُقْتَنَی كلاب غیرهم؛ قال ابن بری و فی الأَفعال: فَلا تَلْغَی بِغَیرِهِم الرِّكابُ أَتَی به شاهداً علی لَغِیَ بالشی‌ء أُولِع به. و اللَّغَا: الصوت مثل الوَغَی. و قال الفراء فی قوله تعالی: لٰا تَسْمَعُوا لِهٰذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِیهِ، قالت كفار قریش: إِذا تَلا محمد القرآن فالغَوْا فیه أَی الغطُوا فیه، یُبَدَّل أَو یَنسی فَتَغْلِبوه. قال الكسائی: لَغا فی القول یَلْغَی، و بعضهم یقول یَلْغُو، و لَغِیَ یَلغَی، لُغةٌ، و لَغا یَلْغُو لَغْواً: تكلم. و‌فی الحدیث: مَن قال یوم الجُمعة و الإِمامُ یَخْطُبُ لصاحبه صَهْ فقد لَغا‌أَی تَكلَّم، و قال ابن شمیل: فقد لَغَا‌أَی فقد خابَ. و أَلغَیْتُه أَی خَیَّبْتُه. و‌فی الحدیث: مَن مَسَّ الحَصی فقد لَغا‌أَی تكلم، و قیل: عَدَلَ عن الصواب، و قیل: خابَ، و الأَصل الأَوَّل. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ؛ أَی مَرُّوا بالباطل. و یقال: أَلْغَیْت هذه الكلمة أَی رأَیتها باطلًا أَو فضلًا، و كذلك ما یُلْغَی من الحِساب. و أَلغَیْتُ الشی‌ء: أَبطلته.و كان ابن عباس، رضی الله عنهما، یُلْغِی طَلاقَ المُكْرَه‌أَی یُبْطِله. و أَلغاه من العدد: أَلقاه منه. و اللُّغَة: اللِّسْنُ، و حَدُّها أَنها أَصوات یُعبِّر بها كل
(1). قوله [مستحفیاً إلخ] كذا بالأصل و لعله مستخفیاً، و الخافی، بالخاء المعجمة فیهما أو بالجیم فیهما. (2). قوله [و نباح الكلب إلی قوله قال ابن بری] هذا لفظ الجوهری، و قال فی التكملة: و استشهاده بالبیت علی نباح الكلب باطل، و ذلك أن كلاباً فی البیت هو كلاب بن ربیعة لا جمع كلب، و الروایة تَلْغَی بفتح التاء بمعنی تولع.
لسان العرب، ج‌15، ص: 252
قوم عن أَغراضِهم، و هی فُعْلةٌ من لَغَوْت أَی تكلَّمت، أَصلها لُغْوة ككُرةٍ و قُلةٍ و ثُبةٍ، كلها لاماتها واوات، و قیل: أَصلها لُغَیٌ أَو لُغَوٌ، و الهاء عوض، و جمعها لُغًی مثل بُرة و بُرًی، و فی المحكم: الجمع لُغات و لُغونَ. قال ثعلب: قال أَبو عمرو لأَبی خیرة یا أَبا خیرةَ سمعتَ لُغاتِهم، فقال أَبو خیرة: و سمعت لُغاتَهم، فقال أَبو عمرو: یا أَبا خیرة أُرید أَكثَفَ منك جِلداً جِلْدُك قد رقَّ، و لم یكن أَبو عمرو سمعها، و من قال لُغاتَهم، بفتح التاء، شبَّهها بالتاء التی یوقف علیها بالهاء، و النسبة إِلیها لُغَوِیّ و لا تقل لَغَوِیٌّ. قال أَبو سعید: إِذا أَردت أَن تنتفع بالإِعراب فاسْتَلْغِهم أَی اسمع من لُغاتِهم من غیر مسأَلة؛ و قال الشاعر: و إِنی، إِذا اسْتَلْغانیَ القَوْمُ فی السُّرَی، بَرِمْتُ فأَلفَوْنی بسِرِّك أَعْجَما اسْتَلْغَوْنی: أَرادونی علی اللَّغْو. التهذیب: لَغا فلان عن الصواب و عن الطریق إِذا مالَ عنه؛ قاله ابن الأَعرابی، قال: و اللُّغَةُ أُخِذَت من هذا لأَن هؤلاء تكلموا بكلام مالُوا فیه عن لُغةِ هؤلاء الآخرین. و اللَّغْو: النُّطق. یقال: هذه لُغَتهم التی یَلْغُون بها أَی یَنْطِقُون. و لَغْوی الطیرِ: أَصواتُها. و الطیرُ تَلْغَی بأَصْواتِها أَی تَنْغَم. و اللَّغْوَی: لَغَط القَطا؛ قال الراعی: صُفْرُ المَحاجِرِ لَغْواها مُبَیَّنَةٌ، فی لُجَّةِ اللیل، لَمَّا راعَها الفَزَعُ «1» و أَنشد الأَزهری صدر هذا البیت: قَوارِبُ الماء لَغْواها مبینة فإِما أَن یكون هو أَو غیره. و یقال: سمعت لَغْو الطائر و لَحْنه، و قد لَغا یَلْغُو؛ و قال ثعلبة بن صُعیر: باكَرْتُهم بسباء جَوْنٍ ذارِعٍ، قَبْلَ الصَّباح، و قبْلَ لَغْو الطائر و لَغِیَ بالشی‌ء یَلْغَی لَغاً: لهِجَ. و لَغِیَ بالشراب: أَكثر منه، و لَغِیَ بالماء یَلغَی به لَغاً: أَكثر منه، و هو فی ذلك لا یَرْوَی. قال ابن سیدة: و حملنا ذلك علی الواو لوجود ل غ و و عدم ل غ ی. و لَغِیَ فلان بفلان یَلْغَی إِذا أُولِعَ به. و یقال: إِنَّ فرَسَكَ لمُلاغِی الجَرْیِ إِذا كان جَرْیُه غیرَ جَرْیٍ جِدٍّ؛ و أَنشد أَبو عمرو: جَدَّ فَما یَلْهُو و لا یُلاغِی

لفا؛ ج15، ص: 252

: لَفا اللحمَ عن العظم لَفْواً: قشره كَلَفَأَه. و اللَّفَاةُ: الأَحْمَقُ، فَعَلةٌ من قولهم لَفَوْت اللحمَ، و الهاء للمبالغة، زعموا. و أَلْفَی الشی‌ءَ: وَجَدَه. و تَلافاه: افْتَقَدَه و تَدارَكه؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: یُخَبِّرُنی أَنی به ذو قَرابةٍ، و أَنْبَأْتُه أَنِّی به مُتَلافی فسره فقال: معناه أَنی لأُدْرِكُ به ثأْرِی. و‌فی الحدیث: لا أُلفِیَنَّ أَحدَكم مُتَّكِئاً علی أَرِیكَتِه‌أَی لا أَجد و أَلقَی. یقال: أَلفَیْتُ الشی‌ءَ أُلفِیه إِلفَاء إِذا وجدته و صادَفْته و لَقِیته. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: ما أَلْفَاه السَّحَرُ عندی إِلا نائماً‌أی ما أَتی علیه السحر إِلا و هو نائم، تعنی بعد صلاة اللیل، و الفعل فیه للسحر. و اللَّفَی: الشی‌ء المَطْرُوح كأَنه من أَلفَیْتُ أَو تَلافَیْت، و الجمع أَلْفَاء، و أَلفه یاء لأَنها لام. الجوهَرِی: اللَّفاء الخَسِیس من
(1). قوله [المحاجر] فی التكملة: المناخر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 253
كل شی‌ء، و كلُّ شی‌ء یَسیرٍ حقیر فهو لَفاءٌ؛ قال أَبو زبید: و ما أَنا بالضَّعیف فَتَظْلِمونی، و لا حَظِّی اللَّفاء و لا الخَسِیسُ و یقال: رَضِیَ فلانٌ من الوَفاء باللَّفاء أَی من حقّه الوافی بالقلیل. و یقال: لَفَّاه حقَّه أَی بَخَسَه، و ذكره ابن الأَثیر فی لفأَ، بالهمز، و قال: إِنه مشتق من لفَأْت العظم إِذا أَخذت بعضَ لحمه عنه.

لقا؛ ج15، ص: 253

: اللَّقْوة: داء یكون فی الوجه یَعْوَجُّ منه الشِّدق، و قد لُقِیَ فهو مَلْقُوٌّ. و لَقَوْتُه أَنا: أَجْرَیْت علیه ذلك. قال ابن بری: قال المهلبی و اللُّقاء، بالضم و المد، من قولك رجل مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته اللَّقْوة. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه اكْتَوَی من اللَّقْوَة، هو مرض یَعْرِضُ للوجه فیُمیلُه إِلی أَحد جانبیه. ابن الأَعرابی: اللُّقَی الطُّیور، و اللُّقَی الأَوْجاع، و اللُّقَی السَّریعاتُ اللَّقَح من جمیع الحیوان. و اللَّقْوَةُ و اللِّقْوة: المرأَة السَّریعةُ اللَّقاحِ و الناقة السریعة اللقاح؛ و أَنشد أَبو عبید فی فتح اللام: حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً، فأُمٌّ لَقْوةٌ و أَبٌ قَبِیسُ و كذلك الفرسُ. و ناقة لِقْوَةٌ و لَقْوَةٌ: تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ. قال الأَزهری: و اللَّقْوَة فی المرأَة و الناقة، بفتح اللام، أَفصح من اللِّقْوَة، و كان شمر و أَبو الهیثم یقولان لِقْوَة فیهما. أَبو عبید فی باب سرعة اتفاق الأَخوین فی التحابّ و المودَّة: قال أَبو زید من أَمثالهم فی هذا كانت لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِیساً؛ قال: اللَّقْوَةُ هی السریعة اللَّقَح و الحَمْل، و القَبِیسُ هو الفَحْل السریع الإِلقاح أَی لا إبْطاء عندهما فی النِّتاج، یضرب للرجلین یكونان متفقین علی رأْی و مذهب، فلا یَلْبَثان أَن یتصاحبا و یتَصافَیا علی ذلك؛ قال ابن بری فی هذا المثل: لَقْوَةٌ بالفتح مذهب أَبی عمرو الشیبانی، و ذكر أَبو عبید فی الأَمثال لِقْوَة، بكسر اللام، و كذا قال اللیث لِقْوَة، بالكسر. و اللَّقْوَة و اللِّقْوَة: العُقاب الخَفِیفة السَّریعةُ الاخْتِطاف. قال أَبو عبیدة: سمیت العقاب لَقْوَة لسَعة أَشْداقها، و جمعها لِقاءٌ و أَلْقَاءٌ، كأَنَّ أَلْقَاءً علی حذف الزائد و لیس بقیاس. و دَلْو لَقْوَةٌ: لَیِّنة لا تَنْبَسِطُ سریعاً لِلِینها؛ عن الهَجَریّ؛ و أَنشد: شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوَةُ المُلازِمه، و البَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ و الصحیح: الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ. و لَقِیَ فلان فلاناً لِقاءً و لِقاءةً، بالمدّ، و لُقِیّاً و لِقِیّاً، بالتشدید، و لُقْیاناً و لِقْیاناً و لِقْیانة واحدة و لُقْیةً واحدة و لُقًی، بالضم و القصر، و لَقاةً؛ الأَخیرة عن ابن جنی، و استضعفها و دَفَعها یعقوب فقال: هی مولَّدة لیست من كلام العرب؛ قال ابن بری: المصادر فی ذلك ثلاثة عشر مصدراً، تقول لَقِیته لِقاءً و لِقاءَةً و تِلقاءً و لُقِیّاً و لِقِیّاً و لِقْیاناً و لُقْیاناً و لِقْیانَةً و لَقْیةً و لَقْیاً و لُقًی و لَقًی، فیما حكاه ابن الأَعرابی، و لَقاةً؛ قال: و شاهد لُقًی قول قیس بن المُلَوّح: فإِن كان مَقْدُوراً لُقاها لَقِیتُها، و لم أَخْشَ فیها الكاشِحِینَ الأَعادِیا و قال آخر: فإِنَّ لُقَاها فی المَنامِ و غیره، و إِنْ لم تَجُدْ بالبَذْل عندی، لرابِحُ و قال آخر: فلوْلا اتِّقاءُ الله، ما قلتُ مَرْحَباً لأَوَّلِ شیباتٍ طَلَعْنَ، و لا سَهْلا
لسان العرب، ج‌15، ص: 254
و قد زَعَمُوا حُلْماً لُقاك، فلم یَزِدْ، بِحَمْدِ الذی أَعْطاك، حِلْماً و لا عَقْلا و قال ابن سیدة: و لَقَاه طائیة؛ أَنشد اللحیانی: لمْ تَلْقَ خَیْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ، و سَیْرٍ مُسْأَدِ اللیث: و لَقِیه لَقْیَةً واحدة و لَقاةً واحدة، و هی أَقبحها علی جوازها، قال ابن السكیت: و لِقیانةً واحدة و لَقْیةً واحدة، قال ابن السكیت: و لا یقال لَقاة فإِنها مولدة لیست بفصیحة عربیة، قال ابن بری: إِنما لا یقال لَقاة لأَن الفَعْلة للمرة الواحدة إِنما تكون ساكنة العین و لَقاةٌ محركة العین. و حكی ابن درستویه: لَقًی و لَقَاة مثل قَذًی و قَذاةٍ، مصدر قَذِیت تَقْذَی. و اللِّقَاء: نقیض الحِجاب؛ ابن سیدة: و الاسم التِّلقَاء؛ قال سیبویه: و لیس علی الفعل، إِذ لو كان علی الفعل لفتحت التاء؛ و قال كراع: هو مصدر نادر و لا نظیر له إِلا التِّبْیان. قال الجوهری: و التِّلْقَاء أَیضاً مصدر مثل اللِّقَاء؛ و قال الراعی: أَمَّلْتُ خَیْرَكَ هل تَأْتی مَواعِدُه، فالْیَوْمَ قَصَّرَ عن تِلْقائِه الأَمَلُ قال ابن بری: صوابه أَمَّلت خیركِ، بكسر الكاف، لأَنه یخاطب محبوبته، قال: و كذا فی شعره و فیه عن تِلْقائِك بكاف الخطاب؛ و قبله: و ما صَرَمْتُك حتی قُلْتِ مُعْلِنةً: لا ناقةٌ لی فی هذا، و لا جَملُ و‌فی الحدیث: مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لقاءه و مَن كَرِه لقاء اللهِ كرهَ الله لقاءه و الموتُ دون لقاء الله؛ قال ابن الأَثیر: المراد بلقاء الله المصیرُ إِلی الدار الآخرة و طلبُ ما عند الله، و لیس الغرض به الموت لأَن كلًّا یكرهه، فمن تَرك الدنیا و أَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ، و مَن آثَرَها و رَكِنَ إِلیها كَرِهَ لِقاء الله لأَنه إِنما یصل إِلیه بالموت. و‌قوله: و الموتُ دون لقاء الله، یُبَیِّنُ أَن الموتَ غیرُ اللقاء، و لكنه مُعْتَرِضٌ دون الغَرَض المطلوب، فیجب أَن یَصْبر علیه و یحتمل مشاقَّه حتی یصل إِلی الفَوْز باللِّقاء. ابن سیدة: و تَلَقَّاه و التَقاه و التَقَیْنا و تَلاقَیْنا. و قوله تعالی: لِیُنْذِرَ یَوْمَ التَّلٰاقِ؛ و إِنما سمی یومَ التَّلاقِی لتَلاقی أَهل الأَرضِ و أَهل السماء فیه. و التَقَوْا و تَلاقَوْا بمعنی. و جلس تِلْقَاءه أَی حِذاءه؛ و قوله أَنشده ثعلب: أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَی، نَعَمْ، و أَلا لا حیثُ یَلْتَقِیانِ فسره فقال: أَراد مُلْتَقَی شفتیها لأَن التِقاء نَعمْ و لا إِنما یكون هنالك، و قیل: أَراد حَبَّذا هی مُتكلِّمةً و ساكتة، یرید بمُلْتَقَی نعم شفتیها، و بأَلا لا تَكلُّمَها، و المعنیان متجاوران. و اللَّقِیَانِ «2»: المُلتَقِیانِ. و رجل لَقِیٌّ و مَلْقِیٌّ و مُلَقًّی و لَقَّاء یكون ذلك فی الخیر و الشر، و هو فی الشر أَكثر. اللیث: رجل شَقِیٌّ لَقِیٌّ لا یزال یَلْقی شَرّاً، و هو إِتباع له. و تقول: لاقَیْتُ بین فلان و فلان. و لاقَیْتُ بین طَرَفَیْ قضیب أَی حَنَیْته حتی تلاقیا و التَقَیَا. و كلُّ شی‌ءٍ استقبل شیئاً أَو صادفه فقد لقِیَه من الأَشیاء كلها. و اللَّقِیَّان: كل شیئین یَلْقی أَحدهما صاحبه فهما لَقِیَّانِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: أَنها قالت إِذا الْتَقَی الخِتانان فقد وجَب الغُسْلُ؛ قال ابن الأَثیر: أَی حاذی أَحدهما الآخر و سَواء تَلامَسا أَو لم یتَلامَسا، یقال: الْتَقَی الفارسان إِذا
(2). قوله [اللَّقِیان] كذا فی الأصل و المحكم بتخفیف الیاء، و الذی فی القاموس و تكملة الصاغانی بشدها و هو الأشبه
لسان العرب، ج‌15، ص: 255
تَحاذَیا و تَقابلا، و تظهر فائدته فیما إِذا لَفَّ علی عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل یجب علیه و إن لم یَلْمَسِ الخِتانُ الخِتانَ. و‌فی حدیث النخعی: إِذا الْتَقَی الماءَانِ فقد تَمَّ الطُّهورُ؛ قال ابن الأَثیر: یرید إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَین من أَعْضائك فی الوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ فی الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة و لا یُبالی أَیُّهما قدَّم، قل: و هذا علی مذهب من لا یوجب الترتیب فی الوضوء أَو یرید بالعضوین الیدین و الرجلین فی تقدیم الیمنی علی الیسری أَو الیسری علی الیمنی، و هذا لم یشترطه أَحد. و الأُلْقِیَّةُ: واحد من قولك لَقِیَ فلانٌ الأَلاقیَّ من شَرٍّ و عُسْر. و رجل مُلَقًّی: لا یزالُ یلقاه مكروه. و لَقِیتُ منه الأَلاقِیَ؛ عن اللحیانی، أَی الشَّدائد، كذلك حكاه بالتخفیف. و المَلاقِی: أَشْراف نَواحی أَعْلی الجبل لا یزال یَمْثُل علیها الوعل یعتصم بها من الصیاد؛ و أَنشد: إِذا سامَتْ علی المَلْقاةِ ساما قال أَبو منصور: الرواة رووا: إِذا سامت علی المَلَقاتِ ساما واحدتها مَلَقةٌ، و هی الصَّفاة المَلْساء، و المیم فیها أَصلیة، كذا روی عن ابن السكیت، و الذی رواه اللیث، إِن صح، فهو مُلْتَقی ما بین الجبلین. و المَلاقِی أَیضاً: شُعَبُ رأْس الرَّحِم و شُعَبٌ دونَ ذلك، واحدها مَلْقًی و مَلْقَاةٌ، و قیل: هی أَدنی الرحم من موضع الولد، و قیل: هی الإِسَكُ؛ قال الأَعشی یذكر أُم عَلْقمةَ: و كُنَّ قد أَبْقَیْنَ منه أَذًی، عند المَلاقِی، وافیَ الشَّافِرِ الأَصمعی: المُتَلاحِمةُ الضیِّقة المَلاقِی، و هو مَأْزِمُ الفَرْجِ و مَضایِقُه. و تلقَّت المرأَة، و هی مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، و قلّ ما أَتی هذا البناء للمؤنث بغیر هاء. الأَصمعی: تَلَقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا قَبِلَتْه و أَرتَجَتْ علیه. و المَلاقِی من الناقة: لحم باطن حیَائها، و من الفرس لحم باطن ظَبْیَتها. و أَلْقَی الشی‌ء: طَرَحَه. و‌فی الحدیث: إِنَّ الرجل لیتكلم بالكلمة ما یُلْقِی لها بالًا یَهْوی بها فی النار‌أَی ما یُحْضِرُ قلبَه لما یَقولُه منها، و البالُ: القَلبُ. و‌فی حدیث الأَحنف: أَنه نُعِیَ إِلیه رَجلٌ فما أَلْقَی لذلك بالًا‌أَی ما اسْتَمع له و لا اكْتَرَثَ به؛ و قوله: یَمْتَسِكُونَ، مِن حِذارِ الإِلْقَاءِ، بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّیصاء إِنما أَراد أَنهم یَمْتسكون بخَیْزُران السَّفینة خشیة أَن تُلقِیَهم فی البحر، و لَقَّاه الشی‌ءَ و أَلْقَاه إِلیه و به. فسر الزجاج قوله تعالی: وَ إِنَّكَ لَتُلَقَّی الْقُرْآنَ؛ أَی یُلْقی إِلیك وحْیاً من عند الله. و اللَّقَی: الشی‌ء المُلْقی، و الجمع أَلْقَاء؛ قال الحرث بن حلزة: فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن كلِّ حَیٍّ، كأَنهم أَلْقَاءُ و‌فی حدیث أَبی ذر: ما لی أَراك لَقًی بَقًی؟هكذا جاءَا مخففین فی روایة بوزن عَصاً. و اللَّقَی: المُلْقی علی الأَرض، و البَقی إِتباع له. و‌فی حدیث حكیم بن حزام: و أُخِذَتْ ثِیابُها فجُعِلتْ لَقًی‌أَی مُرْماةً مُلْقاةً. قال ابن الأَثیر: قیل أَصل اللَّقَی أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثیابَهم و قالوا لا نَطُوف فی ثیاب عَصَیْنا اللهَ فیها، فیُلقُونها عنهم و یُسمّون ذلك الثوب لَقًی، فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم یأْخُذوها و تركوها بحالها مُلْقاةً. أَبو
لسان العرب، ج‌15، ص: 256
الهیثم: اللَّقَی ثوبُ المُحْرِمِ یُلْقِیه إذا طاف بالبیت فی الجاهلیة، و جمعه أَلْقَاء. و اللَّقَی: كل شی‌ء مطروح متروك كاللُّقَطة. و الأُلْقِیَّةُ: ما أُلقِیَ. و قد تَلاقَوْا بها: كتَحاجَوْا؛ عن اللحیانی. أَبو زید: أَلْقَیت علیه أُلْقِیَّةً كقولك أَلْقَیْت علیه أُحْجِیَّةً، كل ذلك یقال؛ قال الأَزهری: معناه كلمة مُعایاةٍ یُلقِیها علیه لیستخرجها. و یقال: هم یَتَلاقَوْن بأُلْقِیَّةٍ لهم. و لَقاةُ الطریق: وسَطُه؛ عن كراع. و‌نهی النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، عن تَلَقِّی الرُّكْبان؛ و‌روی أَبو هریرة، رضی الله عنه، قال: قال رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لا تَتَلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَری منه شیئاً فصاحِبُه بالخِیار إذا أَتی السُّوقَ؛ قال الشافعی: و بهذا آخذ إن كان ثابتاً، قال: و فی هذا دلیل أَن البیع جائِز غیرَ أَن لصاحبها الخیار بعد قُدوم السوق، لأَنَّ شراءَها من البَدوِیّ قبل أَن یصیر إلی موضع المُتساومَیْنِ من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخیار؛ و تَلَقِّی الرُّكبان: هو أَن یستقبل الحضَریُّ البدویَّ قبل وصوله إلی البلد و یخبره بكَسادِ ما معه كَذِباً لیشتری منه سِلْعَته بالوَكْس و أَقلَّ من ثمن المثل، و ذلك تَغْریر مُحرَّم و لكن الشراء منعقد، ثم إذا كذب و ظهر الغَبْنُ ثبت الخِیار للبائع، و إن صدَق ففیه علی مذهب الشافعی خلاف. و‌فی الحدیث: دخَل أَبو قارظٍ مكةَ فقالت قُریش حَلِیفُنا و عَضُدُنا و مُلْتَقَی أَكُفِّنا‌أَی أَیدینا تَلتَقی مع یده و تجتمع، و أَراد به الحِلْفَ الذی كان بیْنه و بینهم. قال الأَزهری: و التَّلَقِّی هو الاستقبال؛ و منه قوله تعالی: وَ مٰا یُلَقّٰاهٰا إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَ مٰا یُلَقّٰاهٰا إِلّٰا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ؛ قال الفراء: یرید ما یُلَقَّی دفعَ السیئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظیم، فأَنثها لتأْنیث إرادة الكلمة، و قیل فی قوله وَ مٰا یُلَقّٰاهٰا* أی ما یُعَلَّمها و یُوَفَّقُ لها إلا الصابر. و تَلَقَّاه أَی استقبله. و فلان یَتَلَقَّی فلاناً أَی یَسْتَقْبِله. و الرجل یُلَقَّی الكلام أَی یُلَقَّنه. و قوله تعالی: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ؛ أَی یأْخذ بعض عن بعض. و أَما قوله تعالی: فَتَلَقّٰی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ؛ فمعناه أَنه أَخذها عنه، و مثله لَقِنَها و تَلَقَّنَها، و قیل: فَتَلَقّٰی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ، أَی تَعلَّمها و دعا بها. و‌فی حدیث أَشراط الساعة: و یُلْقَی الشُّحُّ؛ قال ابن الأَثیر: قال الحمیدی لم یَضْبِط الرواةُ هذا الحرف، قال: و یحتمل أَن یكون یُلَقَّی بمعنی یُتَلَقَّی و یُتَعَلَّم و یُتَواصی به و یُدعی إلیه من قوله تعالی: وَ لٰا یُلَقّٰاهٰا إِلَّا الصّٰابِرُونَ؛ أَی ما یُعَلَّمُها و یُنَبَّه علیها، و لو قیل یُلْقَی، مخففة القاف، لكان أَبعد، لأَنه لو أُلقِیَ لترك و لم یكن موجوداً و كان یكون مدحاً، و الحدیث مبنی علی الذم، و لو قیل یُلْفی، بالفاء، بمعنی یوجد لم یَستَقِم لأَن الشحّ ما زال موجوداً. اللیث: الاسْتِلْقَاءُ علی القفا، و كلُّ شی‌ء كان فیه كالانْبِطاح ففیه اسْتِلْقَاء، و اسْتَلْقَی علی قفاه؛ و قال فی قول جریر: لَقًی حَمَلَتْه أُمُّه و هی ضَیْفةٌ جعله البعیث لَقًی لا یُدْری لمن هو و ابْنُ مَن هو، قال الأَزهری: كأَنه أَراد أَنه منبوذ لا یُدری ابن مَن هو. الجوهری: و اللَّقَی، بالفتح، الشی‌ء المُلْقی لهَوانه، و جمعه أَلْقَاء؛ قال: فلَیْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه، و كنت لَقًی تَجْری علیْكَ السَّوائِلُ قال ابن بری: قال ابن جنی قد یجمع المصدر جمع اسم
لسان العرب، ج‌15، ص: 257
الفاعل لمشابهته له، و أَنشد هذا البیت، و قال: السَّوائلُ جمع سَیْل فجَمَعه جَمع سائل؛ قال: و مثله: فإِنَّكَ، یا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ، مُعِیدٌ علی قِیلِ الخَنا و الهَواجِرِ فالهَواجِرُ جمع هُجْر؛ قال: و مثله: مَن یفْعَلِ الخَیْرَ لا یَعْدَمْ جَوازِیَهُ فیمن جعله جمع جزاء؛ قال: قال ابن أَحمر فی اللَّقَی أَیضاً: تَرْوی لَقًی أَلْقِیَ فی صَفْصَفٍ، تَصْهَرُه الشمس فما یَنْصَهِر و أَلْقَیْتُه أَی طَرحته. تقول: أُلقِه مِن یدِك و أَلقِ به من یدك، و أَلقَیْتُ إلیه المودّة و بالمودّةِ.

لكی؛ ج15، ص: 257

: لَكِیَ به لَكًی، مقصور، فهو لَكٍ به إذا لزمه و أُولِعَ به. و لَكِیَ بالمكان: أَقام؛ قال رؤبة: أَوْهی أَدِیماً حَلِماً لم یُدْبَغِ، و المِلْغُ یَلْكَی بالكلام الأَمْلَغِ و لَكِیتُ بفلان: لازَمْته.

لما؛ ج15، ص: 257

: لمَا لَمْواً: أَخذ الشی‌ءَ بأَجمعه. و أَلْمَی علی الشی‌ء: ذهَب به؛ قال: سامَرَنی أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِیَهْ، و صَوْتُ صَحْنَیْ قَیْنةٍ مُغَنِّیَهْ و اللُّمَةُ: الجَماعة من الناس. و‌روی عن فاطمة البَتُول، علیها السلام و الرَّحْمةُ، أَنها خرجت فی لُمةٍ من نسائها تَتَوَطَّأُ ذیْلَها حتی دخلت علی أَبی بكر الصدیق، رضی الله عنه، فعاتَبَتْه، أَی فی جماعة من نسائها؛ و قیل اللُّمَةُ من الرجال ما بین الثلاثة إلی العشرة. الجوهری: و اللُّمَة الأَصْحاب بین الثلاثة إلی العشرة. و اللُّمَة: الأُسْوة. و یقال: لك فیه لُمَةٌ أَی أُسْوة. و اللُّمَةُ: المثل یكون فی الرجال و النساء، یقال: تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَی مثله. و لُمَةُ الرجلِ: تِرْبُه و شَكْلُه، یقال: هو لُمَتِی أَی مِثلِی. قال قیس بن عاصم: ما هَمَمْت بأَمة و لا نادَمت إلا لُمَة. و‌روی أَن رجلًا تزوج جاریة شابَة زمن عمر، رضی الله عنه، فَفَرِكَتْه فقَتَلَتْه، فلما بلغ ذلك عمر قال: یا أَیها الناس لیَتَزَوَّجْ كلُّ رجلٍ منكم لُمَتَه من النساء، و لْتَنْكِحِ المرأَةُ لُمَتَها من الرجال‌أَی شكلَه و تِرْبَه؛ أَراد لیتزوج كل رجل امرأَة علی قَدْرِ سنه و لا یتزوَّجْ حَدَثةً یشقُّ علیها تزوّجه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: قَضاءُ اللهِ یَغْلِبُ كلَّ حیٍّ، و یَنْزِلُ بالجَزُوعِ و بالصَّبُورِ فإنْ نَغْبُرْ، فإنَّ لَنا لُمَاتٍ، و إنْ نَغْبُرْ، فنحنُ علی نُذورِ یقول: إنْ نَغْبُر أَی نَمْض و نَمُتْ، و لنا لُماتٍ أَی أَشْباهاً و أَمثالًا، و إن نَغْبُر أَی نَبْق فنحن علی نُذور، نُذورٌ جمع نَذْر، أَی كأَنا قد نَذَرْنا أَن نموت لا بدَّ لنا من ذلك؛ و أَنشد ابن بری: فَدَعْ ذِكْرَ اللُّمَاتِ فقد تَفانَوْا، و نَفْسَكَ فابْكِها قبلَ المَماتِ و خص أَبو عبید باللُّمَة المرأَة فقال: تزوج فلان لُمَته من النساءِ أَی مثله. و اللُّمَةُ: الشَّكْلُ. و حكی ثعلب: لا تُسافِرَنَّ حتی تُصیب لُمَةً أَی شَكلًا. و‌فی الحدیث: لا تُسافروا حتی تُصیبوا لُمَةً‌أَی رُفْقَةً. و اللُّمَةُ: المِثل فی السنِّ و التِّرْب. قال الجوهری: الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، قال: و هو مما أُخذت عینُه كسَهٍ و مُذْ، و أَصلها فُعْلةٌ من
لسان العرب، ج‌15، ص: 258
المُلاءمة و هی الموافقة. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: أَلا و إنَّ مُعاویةَ قادَ لُمَةً من الغُواةِ‌أَی جماعة. و اللُّماتُ: المُتَوافِقُون من الرجال. یقال: أَنتَ لی لُمَةٌ و أَنا لَكَ لُمَةٌ، و قال فی موضع آخر: اللُّمَی الأَتْراب. قال الأَزهری: جعل الناقص من اللُّمَة واواً أَو یاء فجمعها علی اللُّمَی، قال: و اللُّمْیُ، علی فُعْلٍ جماعة لَمْیاء، مثل العُمْی جمع عَمْیاء: الشِّفاهُ السود. و اللَّمَی، مقصور: سُمْرة الشفَتین و اللِّثاتِ یُسْتحسن، و قیل: شَرْبة سَوادٍ، و قد لَمِیَ لَمًی. و حكی سیبویه: یَلْمِی لُمِیّاً إِذا اسودَّت شفته. و اللُّمَی، بالضم: لغة فی اللَّمَی؛ عن الهجری، و زعم أَنها لغة أَهل الحجاز، و رجل أَلْمَی و امرأَة لَمْیَاء و شَفَةٌ لَمْیَاء بَیِّنَةُ اللَّمَی، و قیل: اللَّمْیَاء من الشِّفاهِ اللطِیفةُ القلیلةُ الدم، و كذلك اللِّثةُ اللَّمْیاء القلیلة اللحم. قال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعی عن اللَّمَی مرة فقال هی سُمرة فی الشفة، ثم سأَلته ثانیة فقال هو سَواد یكون فی الشفتین؛ و أَنشد: یَضْحَكْنَ عن مَثْلُوجةِ الأَثْلاجْ، فیها لَمًی مِن لُعْسةِ الأَدْعاجْ قال أَبو الجراح: إن فلانة لَتُلَمِّی شفتیها. و قال بعضهم: الأَلْمَی البارد الرِّیق، و جعل ابن الأَعرابی اللَّمَی سواداً. و الْتُمِیَ لونُه: مثل التُمِعَ، قال: و ربما هُمِز. و ظِلٌّ أَلْمَی: كثیفٌ أَسودُ؛ قال طَرفة: و تَبْسِمُ عن أَلْمَی، كأَنَّ مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِی أَراد تَبْسِم عن ثَغْرٍ أَلْمَی اللِّثات، فاكتفی بالنعت عن المنعوت. و شجرة لَمْیَاء الظل: سوداء كثیفة الورق؛ قال حمید بن ثور: إِلی شَجَرٍ أَلْمَی الظِّلالِ، كأَنه رَواهبُ أَحْرَمْنَ الشرابَ، عُذُوبُ قال أَبو حنیفة: اختار الرواهب فی التشبیه لسواد ثیابهن. قال ابن بری: صوابه كأَنها رَواهِبُ لأَنه یصف رِكاباً؛ و قبله.ظَلَلْنا إِلی كَهْفٍ، و ظَلَّتْ رِكابُنا إِلی مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ و قوله: أَحْرَمْن الشَّرابَ جَعلْنه حَراماً، و عُذُوب: جمع عاذِب و هو الرافع رأْسه إِلی السماء. و شجر أَلْمَی الظِّلال: من الخُضرة. و‌فی الحدیث: ظِلٌّ أَلْمَی؛ قال ابن الأَثیر: هو الشدید الخُضرة المائل إِلی السواد تشبیهاً باللَّمَی الذی یُعمل فی الشفة و اللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو سواد؛ قال محمد بن المكرَّم: قوله تشبیهاً باللمی الذی یُعمل فی الشفة و اللِّثة یدل علی أَنه عنده مصنوع و إِنما هو خلقة انتهی. و ظِلٌّ أَلْمَی: بارد. و رُمْح أَلْمَی: شدید سُمْرة اللِّیط صُلْب، و لَمَاهُ شِدَّةُ لِیطِه و صَلابَته. و فی نوادر الأَعراب: اللُّمَةُ فی المِحْراث ما یَجرُّ به الثور یُثیر به الأَرض، و هی اللُّومةُ و النَّوْرَجُ. و ما یَلْمُو فم فلان بكلمة؛ معناه أَنه لا یستعظم شیئاً تكلم به من قبیح، و ما یَلْمَأْ فمُهُ بكلمة: مذكور فی لمأَ بالهمز.

لنا؛ ج15، ص: 258

: ابن بری: اللُّنَةُ جُمادی الآخرة؛ قال: من لُنَةٍ حتی تُوافیها لُنَهْ

لها؛ ج15، ص: 258

: اللَّهْو: ما لَهَوْت به و لَعِبْتَ به و شغَلَك من هوی و طَربٍ و نحوهما. و‌فی الحدیث: لیس شی‌ء من اللَّهْوِ إِلَّا فی ثلاث أَی لیس منه مباح إِلَّا هذه،
لسان العرب، ج‌15، ص: 259
لأَنَّ كلَّ واحدة منها إِذا تأَملتها وجدتها مُعِینة علی حَق أَو ذَرِیعة إِلیه.و اللَّهْوُ: اللَّعِب. یقال: لهَوْتُ بالشی‌ء أَلهُو به لَهْواً و تَلَهَّیْتُ به إِذا لَعِبتَ به و تَشاغَلْت و غَفَلْتَ به عن غیره. و لَهِیتُ عن الشی‌ء، بالكسر، أَلْهَی، بالفتح، لُهِیّاً و لِهْیَاناً إِذا سَلَوْتَ عنه و تَرَكْتَ ذكره و إِذا غفلت عنه و اشتغلت. و قوله تعالی: وَ إِذٰا رَأَوْا تِجٰارَةً أَوْ لَهْواً؛ قیل: اللَّهْوُ الطَّبْل، و قیل: اللَّهْوُ كلُّ ما تُلُهِّیَ به، لَهَا یَلْهُو لَهْواً و الْتَهَی و أَلْهَاه ذلك؛ قال ساعدة بن جؤیَّة: فَأَلْهَاهُمُ باثْنَیْنِ منْهمْ كِلاهُما به قارتٌ، من النَّجِیعِ، دَمِیمُ و المَلاهِی: آلاتُ اللَّهْو، و قد تَلاهَی بذلك. و الأُلْهُوَّةُ و الأُلْهِیَّةُ و التَّلْهِیَة: ما تَلاهَی به. و یقال: بینهم أُلْهِیَّةٌ كما یقال أُحْجِیَّةٌ، و تقدیرها أُفْعُولةٌ. و التَّلْهِیَةُ: حدیث یُتَلَهَّی به؛ قال الشاعر: بِتَلهِیَةٍ أَرِیشُ بها سِهامی، تَبُذُّ المُرْشِیاتِ من القَطِینِ و لَهَتِ المرأَةُ إِلی حدیث المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا و لَهْواً: أَنِسَت به و أَعْجَبها؛ قال «3»: كَبِرتُ، و أَن لا یُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالی و قد یكنی باللَّهْوِ عن الجماع. و فی سَجْع للعرب: إِذا طلَع الدَّلْوُ أَنْسَلَ العِفْوُ و طلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَی طلَب الخِلْوُ التزویجَ. و اللَّهْوُ: النكاح، و یقال المرأَة. ابن عرفة فی قوله تعالی: لٰاهِیَةً قُلُوبُهُمْ؛ أَی مُتشاغِلةً عما یُدْعَوْن إِلیه، و هذا من لَها عن الشی‌ء إِذا تَشاغل بغیره یَلْهَی؛ و منه قوله تعالی: فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّٰی أَی تتشاغل. و النبی، صلی الله علیه و سلم، لا یَلْهُو‌لأَنه، صلی الله علیه و سلم، قال: ما أَنا من دَدٍ و لا الدَّدُ مِنِّی.و الْتَهَی بامرأَة، فهی لَهْوَته. و اللَّهْوُ و اللَّهْوَةُ: المرأَة المَلْهُوّ بها و فی التنزیل العزیز: لَوْ أَرَدْنٰا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا؛ أَی امرأَةً، و یقال: ولداً، تعالی الله عز و جل؛ و قال العجاج: و لَهْوَةُ اللَّاهِی و لو تَنَطَّسا أَی و لو تعمَّقَ فی طلَب الحُسْن و بالغ فی ذلك. و قال أَهل التفسیر: اللَّهْوُ فی لغة أَهل حضرموت الولد، و قیل: اللَّهْوُ المرأَة، قال: و تأْویله فی اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنیا أَی لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا لَهْوٍ نَلهَی به، و معنی لَاتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا أَی لاصْطفَیْناه مما نخلُق. و لَهِیَ به: أَحبَّه، و هو من ذلك الأَول لأَن حبك الشی‌ء ضَرْب من اللهو به. و قوله تعالی: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ یَشْتَرِی لَهْوَ الْحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللّٰهِ؛ جاء فی التفسیر: أَن لَهْوَ الْحَدِیثِ هنا الغِناء لأَنه یُلْهی به عن ذكر الله عز و جل، و كلُّ لَعِب لَهْوٌ؛ و‌قال قتادة فی هذه الآیة: أَما و الله لعله أَن لا یكون أَنفق مالًا، و بحَسْب المَرء من الضلالة أَن یختار حدیث الباطل علی حدیث الحق؛ و‌قد روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه حَرَّم بیعَ المُغنِّیة و شِراءها، و قیل: إِن لَهْوَ الْحَدِیثِ هنا الشِّرْكُ، و الله أَعلم. و لَهِیَ عنه و منه و لَها لُهِیّاً و لِهْیَاناً و تَلَهَّی عن الشی‌ء، كلُّه: غَفَل عنه و نَسِیَهُ و ترك ذكره و أَضرب عنه. و أَلْهَاهُ أَی شَغَلَه. و لَهِیَ عنه و به: كَرِهَه، و هو من ذلك لأَن نسیانك له و غَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه. و لَهَّاه به تَلْهِیَةً أَی عَلَّله. و تَلاهَوْا أَی لَها بعضُهم ببعض. الأَزهری: و‌روی عن عُمر، رضی الله عنه، أَنه أَخذ أَربعمائة دینار
(3). البیت لإمرئ القیس و صدره: أَ لا زعمت بَسبَاسة، الیومَ، أننی
لسان العرب، ج‌15، ص: 260
فجعلها فی صُرة ثم قال للغلام: اذهب بها إِلی أَبی عبیدة بن الجرّاح، ثم تَلَهَّ ساعة فی البیت، ثم انْظُرْ ما ذا یَصْنَعُ، قال: ففرَّقها؛ تَلَهَّ ساعة أَی تَشاغَلْ و تَعَلَّلْ و التَّلَهِّی بالشی‌ء: التَّعَلُّلُ به و التَّمكُّثُ. یقال: تَلَهَّیْت بكذا أَی تَعَلَّلْتُ به و أَقَمْتُ علیه و لم أُفارقُه؛ و فی قصید كعب: و قال كلُّ صَدیق كنت آمُلُهُ: و لا أُلْهِیَنّكَ، إِنی عنكَ مَشْغُول أَی لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِنی مَشْغُول عنك، و قیل: معناه لا أَنفعك و لا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك. و تقول: الْهَ عن الشی‌ء أَی اتركه. و‌فی الحدیث فی البَلَل بعد الوُضوء: الْهَ عنه، و فی خبر ابن الزبیر: أَنه كان إِذا سمع صوت الرعد لَهِیَ عن حدیثه أَی تَركه و أَعْرَضَ عنه. و كلُّ شی‌ء تَركْتَه فقد لَهِیتَ عنه؛ و أَنشد الكسائی: الْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها و الْهَ عنه و منه بمعنی واحد. الأَصمعی: لَهِیتُ من فلان و عنه فأَنا أَلْهَی. الكسائی: لَهِیتُ عنه لا غیر، قال: و كلام العرب لَهَوْتُ عنه و لَهَوْتُ منه، و هو أَن تدعه و تَرْفُضَه. و فُلانٌ لَهُوٌّ عن الخیر، علی فَعُولٍ. الأَزهری: اللَّهْو الصُّدُوفُ. یقال: لَهَوْتُ عن الشی‌ء أَلْهُو لَهاً، قال: و قول العامة تَلَهَّیْتُ، و تقول: أَلْهَانِی فلان عن كذا أَی شَغَلنی و أَنسانی؛ قال الأَزهری: و كلام العرب جاء بخلاف ما قال اللیث، یقولون لَهَوْتُ بالمرأَة و بالشی‌ء أَلْهُو لَهْواً لا غیر، قال: و لا یجوز لَهاً. و یقولون: لَهِیتُ عن الشی‌ء أَلْهَی لُهِیّاً. ابن بزرج: لَهَوْتُ «1» و لَهِیتُ بالشی‌ء أَلْهو لَهْواً إِذا لعبت به؛ و أَنشد: خَلَعْتُ عِذارَها و لَهِیتُ عنها كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ و‌فی الحدیث: إِذا اسْتأْثَر اللهُ بشی‌ء فالْهَ عنه‌أَی اتْرُكْه و أَعْرِضْ عنه و لا تَتعرَّضْ له. و‌فی حدیث سهل بن سعد: فَلَهِیَ رسولُ اللهِ، صلی الله علیه و سلم، بشی‌ءٍ كان بین یدیه‌أَی اشتغل. ثعلب عن ابن الأَعرابی: لَهِیتُ به و عنه كَرهته، و لَهَوْت به أَحببته؛ و أَنشد: صَرَمَتْ حِبالَكَ، فالْهَ عنها، زَیْنَبُ، و لقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها، لو تُعْتِبُ لو تُعْتِبُ: لو تُرْضِیك؛ و قال العجاج: دارَ لُهَیَّا قَلْبِكَ المُتَیَّمِ یعنی لَهْو قلبه، و تَلَهَّیْتُ به مثله. و لُهَیَّا: تصغیر لَهْوَی، فَعْلی من اللهو: أَ زَمان لَیْلی عامَ لَیْلی و حَمِی أَی هَمِّی و سَدَمی و شَهْوَتی؛ و قال: صَدَقَتْ لُهَیَّا قَلْبیَ المُسْتَهْتَرِ قال العجاج: دارٌ لِلَهْوٍ للمُلَهِّی مِكْسالْ جعل الجاریة لَهْواً للمُلَهِّی لرجل یُعَلِّلُ بها أی لمن یُلَهِّی بها.الأَزهری بإِسناده عن أَنس بن مالك عن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: سأَلت ربی أَن لا یُعَذِّبَ اللَّاهِینَ من ذُرِّیَّة البشر فأَعْطانِیهم؛ قیل فی تفسیر اللَّاهِینَ: إِنهم الأَطفال الذین لم یَقْتَرفُوا ذنباً، و قیل: هم البُلْه الغافِلُون، و قیل: اللَّاهُون الذین لم یَتَعَمَّدوا الذنب إِنما أتوه غَفْلة و نِسیاناً و خَطأً، و هم الذین
(1). قوله [ابن بزرج لَهَوْت إلخ] هذه عبارة الأَزهری و لیس فیها أَلْهُو لَهْواً.
لسان العرب، ج‌15، ص: 261
یَدْعُون الله فیقولون: رَبَّنٰا لٰا تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِینٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا، كما علمهم الله عز و جل. و تَلَهَّتِ الإِبل بالمَرْعی إِذا تَعَلَّلَتْ به؛ و أَنشد: لَنا هَضَباتٌ قد ثَنیْنَ أَكارِعاً تَلَهَّی ببَعْضِ النَّجْمِ، و اللَّیْلُ أَبْلَقُ یرید: ترْعی فی القمر، و النَّجْمُ: نبت، و أَراد بهَضَباتٍ هاهنا إِبلًا؛ و أَنشد شمر لبعض بنی كلاب: و ساجِیةٍ حَوْراءَ یَلْهُو إِزارُها إِلی كَفَلٍ رابٍ، و خَصْرٍ مُخَصَّرِ قال: یَلْهُو إِزارُها إِلی الكَفَلِ فلا یُفارِقُه، قال: و الإِنسانُ اللَّاهِی إِلی الشی‌ءِ إِذا لم یُفارِقْه. و یقال: قد لَاهَی الشی‌ءَ إِذا داناهُ و قارَبَه. و لَاهَی الغُلامُ الفِطامَ إِذا دنا منه؛ و أَنشد قول ابن حلزة: أَتَلَهَّی بها الهَواجِزَ، إِذْ كُلُّ ابْنِ هَمٍّ بَلِیّةٌ عَمْیاء قال: تَلَهِّیه بها رُكُوبه إِیاها و تَعَلُّله بسیرها؛ و قال الفرزدق: أَلا إِنَّما أَفْنی شَبابیَ، و انْقَضَی علی مَرِّ لَیْلٍ دائبٍ و نهَارِ یُعِیدانِ لی ما أَمْضَیا، و هُما مَعاً طَریدانِ لا یَسْتَلْهِیانِ قَراری قال: معناه لا ینتظران قراری و لا یَسْتَوْقِفانی، و الأَصل فی الاسْتِلْهَاء بمعنی التوقف أَن الطاحِنَ إِذا أَراد أَن یُلقِیَ فی فم الرحی لَهْوة وقَفَ عن الإِدارة وقْفة، ثم استعیر ذلك و وضع موضع الاسْتِیقاف و الانتظار. و اللُّهْوَةُ و اللَّهْوَةُ: ما أَلقَیْتَ فی فَمِ الرَّحی من الحُبوب للطَّحْن؛ قال ابن كلثوم: و لَهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِینا و أَلْهَی الرَّحی و للرَّحی و فی الرَّحی: أَلقی فیها اللَّهْوَة، و هو ما یُلقِیه الطاحن فی فم الرَّحی بیده، و الجمع لُهاً. و اللُّهْوَةُ و اللُّهْیَةُ؛ الأَخیرة علی المُعاقبة: العَطِیَّةُ، و قیل: أَفضل العطایا و أَجْزلُها. و یقال: إِنه لمِعْطاء لِلُّها إِذا كان جَواداً یُعطی الشی‌ء الكثیر؛ و قال الشاعر: إِذا ما باللُّهَا ضَنَّ الكِرامُ و قال النابغة: عِظامُ اللُّهَا أَبْناءُ أَبْناءِ عُذْرَةٍ، لَهامِیمُ یَسْتَلْهُونَها بالجراجِرِ یقال: أَراد بقوله عِظام اللُّهَا أَی عظام العَطایا. یقال: أَلْهَیْت له لُهْوَةً من المال كما یُلْهَی فی خُرْتَی الطَّاحُونة، ثم قال یَسْتَلْهُونَها، الهاء للمَكارم و هی العطایا التی وصَفها، و الجَراجِرُ الحَلاقِیم، و یقال: أَراد باللُّها الأَمْوال، أَراد أَن أَموالهم كثیرة، و قد اسْتَلْهَوْها أَی استكثروا منها. و‌فی حدیث عمر: منهم الفاتِحُ فاه لِلُهْوَةٍ من الدنیا؛ اللُّهْوَةُ، بالضم: العطِیَّة، و قیل: هی أَفضل العَطاء و أَجزله. و اللُّهْوَة: العَطِیَّة، دَراهِمَ كانت أَو غیرها. و اشتراه بِلُهْوَةٍ من مال أَی حَفْنَةٍ. و اللُّهْوَةُ: الأَلف من الدنانیر و الدراهم، و لا یقال لغیرها؛ عن أَبی زید. و هُمْ لُهَاء مائةٍ أَی قَدْرُها كقولك زُهاء مائة؛ و أَنشد ابن بری للعجاج: كأَنَّما لُهاؤه لِمَنْ جَهَر لَیْلٌ، و رِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَر و اللَّهَاةُ: لَحمة حَمْراء فی الحَنك مُعَلَّقَةٌ علی عَكَدَةِ اللسان، و الجمع لَهَیاتٌ. غیره: اللَّهَاةُ الهَنةُ المُطْبِقة فی أَقصَی سَقْف الفم. ابن سیدة:
لسان العرب، ج‌15، ص: 262
و اللَّهَاةُ من كلّ ذی حَلق اللحمة المُشْرِفة علی الحَلق، و قیل: هی ما بین مُنْقَطَع أَصل اللسان إِلی منقطَع القلب من أَعلی الفم، و الجمع لَهَواتٌ و لَهَیَاتٌ و لُهِیٌّ و لِهِیٌّ و لَهاً و لِهَاء؛ قال ابن بری: شاهد اللَّها قول الراجز: تُلْقِیه، فی طُرْقٍ أَتَتْها من عَلِ، قَذْف لَهاً جُوفٍ و شِدْقٍ أَهْدَلِ قال: و شاهد اللَّهَواتِ قول الفرزدق: ذُبابٌ طارَ فی لَهَواتِ لَیْثٍ، كَذاكَ اللَّیْثُ یَلْتَهِمُ الذُّبابا و‌فی حدیث الشاة المسمومة: فما زلْتُ أَعْرِفُها فی لَهَوات رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم.و اللَّهَاةُ: أَقْصی الفم، و هی من البعیر العربیّ الشِّقْشِقةُ. و لكل ذی حلق لهَاة؛ و أَما قول الشاعر: یا لكَ من تَمْرٍ و من شِیشاءِ، یَنْشَبُ فی المَسْعَلِ و اللَّهاءِ فقد روی بكسر اللام و فتحها، فمن فتحها ثم مدَّ فعلی اعتقاد الضرورة، و قد رآه بعض النحویین، و المجتمع علیه عكسه، و زعم أَبو عبید أَنه جمع لَهاً علی لِهاء. قال ابن سیدة: و هذا قول لا یُعرج علیه و لكنه جمع لَهاةٍ كما بینَّا، لأَن فَعَلَة یكسَّر علی فِعالٍ، و نظیره ما حكاه سیبویه من قولهم أَضاةٌ و إِضاءٌ، و مثله من السالم رَحَبةٌ و رِحابٌ و رَقَبةٌ و رِقابٌ؛ قال ابن سیدة: و شرحنا هذه المسأَلة هاهنا لذهابها علی كثیر من النُّظَّار. قال ابن بری: إِنما مدّ قوله فی المَسْعَل و اللَّهاء للضرورة، قال: هذه الضرورة علی من رواه بفتح اللام لأَنه مدّ المقصور، و ذلك مما ینكره البصریون؛ قال: و كذلك ما قبل هذا البیت: قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبی السِّعْلاء أَنْ نِعْمَ مأْكُولًا علی الخَواء فمدَّ السِّعْلاء و الخَواء ضرورة. و حكی سیبویه: لَهِیَ أَبُوك مقلوب عن لاهِ أَبوك، و إِن كان وزن لَهِیَ فَعِلَ و لاهِ فَعَلٌ فله نظیر، قالوا: له جاهٌ عند السلطان مقلوب عن وجْهٍ. ابن الأَعرابی: لاهاهُ إِذا دنا منه و هالاهُ إِذا فازعه. النضر: یقال لاهِ أَخاك یا فلان أَی افْعَلْ به نحو ما فَعَل بك من المعروف و الْهِهِ سواء. و تَلَهْلَأْتُ أَی نَكَصْتُ. و اللَّهْوَاء، ممدود: موضع. و لَهْوَةُ: اسم امرأَة؛ قال: أَصدُّ و ما بی من صُدُودٍ و لا غِنًی، و لا لاقَ قَلْبی بَعْدَ لَهْوَةَ لائقُ

لوی؛ ج15، ص: 262

: لَوَیْتُ الحَبْلَ أَلْوِیه لَیّاً: فَتَلْتُه. ابن سیدة: اللَّیُّ الجَدْلُ و التَّثَنِّی، لَواهُ لَیّاً، و المرَّةُ منه لَیَّةٌ، و جمعه لِوًی ككَوَّةٍ و كِوًی؛ عن أَبی علی، و لَواهُ فالتَوَی و تَلَوَّی. و لَوَی یَده لَیّاً و لَوْیاً نادر علی الأَصل: ثَناها، و لم یَحْكِ سیبویه لَوْیاً فیما شذَّ، و لَوَی الغلامُ بلغ عشرین و قَوِیَتْ یدُه فلوَی یدَ غیره. و لَوِیَ القِدْحُ لَوًی فهو لَوٍ و التَوی، كِلاهما: اعْوجَّ؛ عن أَبی حنیفة. و اللِّوَی: ما التَوی من الرمل، و قیل: هو مُسْتَرَقُّه، و هما لِوَیانِ، و الجمع أَلْوَاء، و كسَّره یعقوب علی أَلْوِیَةٍ فقال یصف الظِّمَخ: ینبت فی أَلْوِیَةِ الرَّمل و دَكادِكِه، و فِعَلٌ لا یجمع علی أَفْعِلةٍ. و أَلْوَیْنا: صِرْنا إِلی لِوَی الرملِ، و قیل: لَوِیَ الرمْلُ لَوًی، فهو لَوٍ؛ و أَنشد ابن الأَعرابی:
لسان العرب، ج‌15، ص: 263
یا ثُجْرةَ الثَّوْرِ و ظَرْبانَ اللَّوِی و الاسم اللِّوی، مقصور. الأَصمعی: اللِّوی مُنْقَطَعُ الرَّملة؛ یقال: قد أَلْوَیْتُم فانزِلوا، و ذلك إِذا بلغوا لِوَی الرمل. الجوهری: لِوَی الرملِ، مقصور، مُنْقَطَعُه، و هو الجَدَدُ بعدَ الرملة، و لِوَی الحیة حِواها، و هو انْطِواؤها؛ عن ثعلب. و لاوَتِ الحَیَّةُ الحَیَّةَ لِواءً: التَوَت علیها. و الْتَوَی الماءُ فی مَجْراه و تَلَوَّی: انعطف و لم یجر علی الاستقامة، و تَلَوَّتِ الحیةُ كذلك. و تَلَوَّی البَرْقُ فی السحاب: اضطَرب علی غیر جهة. و قَرْنٌ أَلْوَی: مُعْوَجٌّ، و الجمع لُیٌّ، بضم اللام؛ حكاها سیبویه، قال: و كذلك سمعناها من العرب، قال: و لم یَكسِروا، و إِن كان ذلك القیاس، و خالفوا باب بِیض لأَنه لما وقع الإِدغام فی الحرف ذهب المدّ و صار كأنه حرف متحرك، أَ لا تری لو جاء مع عُمْیٍ فی قافیة جاز؟ فهذا دلیل علی أَن المدغم بمنزلة الصحیح، و الأَقیسُ الكسر لمجاورتها الیاء. و لَوَاه دَیْنَه و بِدَیْنِه لَیّاً و لِیّاً و لَیَّاناً و لِیَّاناً: مَطَله؛ قال ذو الرمة فی اللَّیَّانِ: تُطِیلِینَ لَیَّانی، و أَنت مَلِیَّةٌ، و أُحْسِنُ، یا ذاتَ الوِشاحِ، التَّقاضِیا قال أَبو الهیثم: لم یجی‌ء من المصادر علی فَعْلان إِلا لَیَّانَ. و حكی ابن بری عن أَبی زید قال: لِیَّان، بالكسر، و هو لُغَیَّة، قال: و قد یجی‌ء اللَّیَّان بمعنی الحبس و ضدّ التسریح؛ قال الشاعر «2»: یَلْقَی غَریمُكُمُ من غیر عُسْرَتِكمْ بالبَذْلِ مَطْلًا، و بالتَّسْریحِ لَیّانا و أَلْوی بحقِّی و لَوَانِی: جَحَدَنی إِیّاه، و لَوَیْتُ الدَّیْنَ. و‌فی حدیث المَطْلِ: لَیُّ الواجِدِ یُحِلُّ عِرْضَه و عُقوبَتَه.قال أَبو عبید: اللَّیُّ هو المَطْل؛ و أَنشد قول الأَعشی: یَلْوِینَنِی دَیْنی، النَّهارَ، و أَقْتَضِی دَیْنی إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدا لَواه غریمُه بدَیْنِه یَلْوِیه لَیّاً، و أَصله لَوْیاً فأُدغمت الواو فی الیاء. و أَلْوَی بالشی‌ء: ذهَب به. و أَلْوَی بما فی الإِناء من الشراب: استأْثر به و غَلَب علیه غیرَه، و قد یقال ذلك فی الطعام؛ و قول ساعدة بن جؤیَّة: سادٍ تَجَرَّمَ فی البَضِیع ثَمانِیاً، یُلْوِی بِعَیْقاتِ البِحارِ و یُجْنَبُ یُلْوِی بعیقات البحار أَی یشرب ماءها فیذهب به. و أَلْوَتْ به العُقاب: أَخذته فطارت به. الأَصمعی: و من أَمثالهم أَیْهاتَ أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأَنها داهیةٌ، و لم یفسر أَصله. و فی الصحاح: أَلْوَتْ به عَنْقاء مُغْرِب أَی ذهَبَت به. و‌فی حدیث حُذَیْفَة: أَنَّ جِبریلَ رَفَع أَرضَ قَوْم لُوطٍ، علیه السلام، ثمَّ أَلْوَی بها حتی سَمِعَ أَهلُ السماء ضُغاء كِلابهم‌أَی ذَهَبَ بها، كما یقال أَلْوَتْ به العَنْقاء أَی أَطارَتْه، و‌عن قتادة مثله، و قال فیه: ثم أَلْوَی بها فی جَوّ السماء، و أَلْوَی بثوبه فهو یُلوِی به إِلْوَاء. و أَلْوَی بِهم الدَّهْرُ: أَهلكهم؛ قال: أَصْبَحَ الدَّهْرُ، و قد أَلْوَی بِهِم، غَیرَ تَقْوالِك من قیلٍ و قال و أَلْوَی بثوبه إِذا لَمَع و أَشارَ. و أَلْوَی بالكلام: خالَفَ به عن جِهته. و لَوَی عن الأَمر و الْتَوی: تثاقَل. و لَوَیْت أَمْری عنه لَیّاً و لَیّاناً: طَوَیْتُه. و لَوَیْتُ عنه الخَبَرَ: أَخبرته به علی غیر وجهه. و لَوَی فلان خبره إِذا كَتَمه. و الإِلْوَاء: أَن تُخالف
(2). أی جریر
لسان العرب، ج‌15، ص: 264
بالكلام عن جهته؛ یقال: أَلْوَی یُلوِی إِلْواءً و لَوِیَّةً. و الإخلاف الاستقاء «1» و لَوَیْتُ علیه: عطَفت. و لَوَیْتُ علیه: انتظرت. الأَصمعی: لَوَی الأَمْرَ عنه فهو یَلْوِیه لَیّاً، و یقال أَلْوَی بذلك الأَمر إِذا ذَهَب به، و لَوَی علیهم یَلوِی إِذا عطَف علیهم و تَحَبَّس؛ و یقال: ما تَلْوِی علی أَحد. و‌فی حدیث أَبی قتادة: فانطلق الناس لا یَلْوِی أَحد علی أَحد‌أَی لا یَلتَفِت و لا یَعْطف علیه. و‌فی الحدیث: و جَعَلَتْ خَیلُنا تَلَوَّی خَلفَ ظهورنا‌أَی تَتَلَوَّی. یقال: لَوَّی علیه إِذا عَطَف و عَرَّج، و یروی بالتخفیف، و‌یروی تَلُوذ، بالذال، و هو قریب منه. و أَلْوَی: عطَف علی مُسْتَغِیث، و أَلْوَی بثوبه للصَّریخِ و أَلْوَتِ المرأَةُ بیدها. و أَلْوَتِ الحَرْبُ بالسَّوامِ إِذا ذهَبَت بها و صاحِبُها یَنْظُر إِلیها و أَلْوَی إِذا جَفَّ زرعُه. و اللَّوِیُّ، علی فَعِیل: ما ذَبُل و جَفَّ من البَقل؛ و أَنشد ابن بری: حتی إِذا تَجَلَّتِ اللَّوِیَّا، و طَرَدَ الهَیْفُ السَّفا الصَّیْفِیَّا و قال ذو الرمة: و حتی سَرَی بعدَ الكَرَی فی لَوِیِّهِ أَساریعُ مَعْرُوفٍ، و صَرَّت جَنادِبُه و قد أَلْوَی البَقْلُ إِلواءً أَی ذَبُلَ. ابن سیدة: و اللَّوِیُّ یَبِیس الكَلإِ و البَقْل، و قیل: هو ما كان منه بین الرَّطْبِ و الیابس. و قد لَوِیَ لَوًی و أَلْوَی صار لَوِیّاً. و أَلْوَتِ الأَرضُ: صار بقلها لَوِیّاً. و الأَلْوَی و اللُّوَیُّ، علی لفظ التصغیر: شجرة تُنْبِت حبالًا تَعَلَّقُ بالشجر و تَتَلَوَّی علیها، و لها فی أَطرافها ورق مُدوَّر فی طرفه تحدید. و اللَّوَی، و جمعه أَلْوَاء: مَكْرُمة للنَّبات؛ قال ذو الرمة: و لم تُبْقِ أَلْوَاءُ الیَمانی بَقِیَّةً، من النَّبتِ، إِلا بَطْنَ واد رحاحم «2» و الأَلْوَی: الشدید الخُصومة، الجَدِلُ السَّلِیطُ، و هو أَیضاً المُتَفَرِّدُ المُعْتَزِلُ، و قد لَوِیَ لَوًی. و الأَلْوَی: الرجل المجتَنب المُنْفَرِد لا یزال كذلك؛ قال الشاعر یصف امرأَة: حَصانٌ تُقْصِدُ الأَلْوَی بِعَیْنَیْها و بالجِیدِ و الأُنثی لَیَّاء، و نسوة لِیَّانٌ،، و إِن شئت بالتاء لَیَّاواتٍ، و الرجال أَلْوُون، و التاء و النون فی الجماعات لا یمتَنع منهما شی‌ء من أَسماء الرجال و نعوتها، و إِن فعل «3» فهو یَلْوِی لوی، و لكن استغنوا عنه بقولهم لَوَی رأْسه، و من جعل تأْلیفه من لام و واو قالوا لَوَی. و فی التنزیل العزیز فی ذكر المنافقین: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ، و لَوَوْا، قرئ بالتشدید و التخفیف. و لَوَّیْت أَعْناقَ الرجال فی الخُصومة، شدد للكثرة و المبالغة. قال الله عز و جل: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ. و أَلْوَی الرجلُ برأْسِه و لَوَی رَأْسه: أَمالَ و أَعْرضَ. و أَلْوَی رأْسه و لَوَی برأْسِه: أَمالَه من جانب إِلی جانب. و‌فی حدیث ابن عباس: إِنَّ ابن الزبیر، رضی الله عنهم، لَوَی ذَنَبه؛ قال ابن الأَثیر: یقال لَوَی رأْسه و ذَنَبه و عطْفَه عنك إِذا ثناه و صَرَفه، و یروی بالتشدید للمبالغة، و هو مَثَلٌ لترك المَكارِم و الرَّوَغانِ عن المعْرُوف و إِیلاء الجمِیل، قال و یجوز أَن یكون كنایة عن التأَخر و التخلف لأَنه قال فی مقابلته: و إِنَّ ابنَ العاصِ مَشَی الیَقْدُمِیَّةَ. و قوله تعالی:
(1). قوله [و لویة و الإخلاف الاستقاء] كذا بالأصل. (2). قوله [رحاحم] كذا بالأصل. (3). قوله [و إن فعل إلخ] كذا بالأصل و شرح القاموس
لسان العرب، ج‌15، ص: 265
وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا، بواوین؛قال ابن عباس، رضی الله عنهما: هو القاضی یكون لَیُّه و إِعْراضُه لأَحد الخصمین علی الآخر‌أَی تَشدّده و صَلابَتُه، و قد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وَلَیْتُ؛قال مجاهد: أَی أَن تَلُوا الشهادة فتُقِیموها أَوْ تُعْرِضُوا عنها فَتَتْرُكُوها؛ قال ابن بری: و منه قول فُرْعانَ بن الأَعْرَفِ.تَغَمَّدَ حَقِّی ظالماً، و لَوَی یَدِی، لَوَی یَدَه اللهُ الذی هو غالِبُهْ و الْتَوَی و تَلَوَّی بمعنی. اللیث: لَوِیتُ عن هذا الأَمر إِذا التَوَیْت عنه؛ و أَنشد: إِذا الْتَوَی بی الأَمْرُ أَو لَوِیتُ، مِن أَیْنَ آتی الأَمرَ إِذْ أُتِیتُ؟ الیزیدی: لَوَی فلان الشهادة و هو یَلْوِیها لَیّاً و لَوَی كَفَّه و لَوَی یَده و لَوَی علی أَصحابه لَوْیاً و لَیّاً و أَلْوَی إِلیَّ بِیَدِه إِلْوَاءً أَی أَشار بیده لا غیر. و لَوَیْتُه علیه أَی آثَرْتُه علیه؛ و قال: و لم یَكُنْ مَلَكٌ لِلقَومِ یُنْزِلُهم، إِلَّا صَلاصِلُ لا تُلْوَی علی حَسَب أَی لا یُؤْثَرُ بها أَحد لحسَبه للشدَّة التی هم فیها، و یروی: … لا تَلْوی … أَی لا تَعْطِفُ أَصحابُها علی ذوی الأَحساب، من قولهم لَوی علیه أَی عَطَف، بل تُقْسَم بالمُصافَنة علی السَّویة؛ و أَنشد ابن بری لمجنون بنی عامر: فلو كان فی لَیْلی سَدًی من خُصومةٍ، لَلَوَّیْتُ أَعْناقَ المَطِیِّ المَلاوِیا و طریق أَلْوی: بعید مجهول. و اللَّوِیَّةُ: ما خَبَأْته عن غیرك و أَخْفَیْتَه؛ قال: الآكِلین اللَّوَایا دُونَ ضَیْفِهِمِ، و القدْرُ مَخْبوءةٌ منها أَثافِیها و قیل: هی الشی‌ء یُخْبَأُ للضیف، و قیل: هی ما أَتحَفَتْ به المرأَةُ زائرَها أَو ضَیْفَها، و قد لَوَی لَوِیَّةً و الْتَوَاها. و أَلْوَی: أَكل اللَّوِیَّةَ. التهذیب: اللَّوِیَّةُ ما یُخْبَأُ للضیف أَو یَدَّخِره الرَّجلُ لنفْسِه، و أَنشد: آثَرْت ضَیْفَكَ باللَّوِیَّة و الذی كانتْ لَه و لمِثْلِه الأَذْخارُ قال الأَزهری: سمعت أَعرابیّاً من بنی كلاب یقول لقَعِیدةٍ له أَیْنَ لَوَایَاكِ و حَوایاكِ، أَ لا تُقَدِّمینَها إِلینا؟ أَراد: أَین ما خَبَأْتِ من شُحَیْمةٍ و قَدیدةٍ و تمرة و ما أَشبهها من شی‌ءٍ یُدَّخَر للحقوق. الجوهری: اللَّوِیَّةُ ما خبأْته لغیرك من الطعام؛ قال أَبو جهیمة الذهلی: قُلْتُ لِذاتِ النُّقْبةِ النَّقِیَّهْ: قُومی فَغَدِّینا من اللَّوِیَّهْ و قد التَوَتِ المرأَة لَوِیَّةً. و الْوَلِیَّة: لغة فی اللَّوِیَّةِ، مقلوبة عنه؛ حكاها كراع، قال: و الجمع الولایا كاللَّوَایَا، ثبت القلب فی الجمع. و اللَّوَی: وجع فی المعدة، و قیل: وجع فی الجَوْف، لَوِیَ، بالكسر، یَلْوَی لَوًی، مقصور، فهو لَوٍ. و اللَّوَی: اعْوِجاج فی ظهر الفرس، و قد لَوِیَ لَوًی. و عُود لَوٍ: مُلْتَوٍ. و ذَنَبٌ أَلْوَی: معطوف خِلْقةً مثل ذَنَبِ العنز. و یقال: لَوِیَ ذنَبُ الفرَس فهو یَلْوَی لَوًی، و ذلك إِذا ما اعْوَجَّ؛ قال العجاج:
لسان العرب، ج‌15، ص: 266
كالكَرِّ لا شَخْتٌ و لا فیه لَوَی «1» یقال منه: فرس ما به لَوًی و لا عَصَلٌ. و قال أَبو الهیثم: كبش أَلْوَی و نعجة لَیَّاء، ممدود، من شاءٍ لِیٍّ. الیزیدی: أَلْوَتِ الناقة بذنَبها و لَوَّتْ ذنَبها إِذا حرَّكته، الباء مع الأَلف فیها، و أَصَرَّ الفرسُ بأُذنه و صَرَّ أُذنَه، و الله أَعلم. و اللِّوَاء: لِواء الأَمیر، ممدود. و اللِّوَاء: العَلَم، و الجمع أَلْوِیَة و أَلْوِیاتٌ، الأَخیرة جمع الجمع؛ قال: جُنْحُ النَّواصِی نحوُ أَلْوِیاتِها و‌فی الحدیث: لِواءُ الحَمْدِ بیدی یومَ القیامةِ؛ اللِّوَاء: الرایةُ و لا یمسكها إِلا صاحبُ الجَیْش؛ قال الشاعر: غَداةَ تَسایَلَتْ من كلِّ أَوْب، كَتائبُ عاقِدینَ لهم لِوَایا قال: و هی لغة لبعض العرب، تقول: احْتَمَیْتُ احْتِمایا. و الأَلْوِیة: المَطارِد، و هی دون الأَعْلام و البُنود. و‌فی الحدیث: لكلِّ غادِرٍ لِوَاء یوم القیامة‌أَی علامة یشْهَرُ بها فی الناس، لأَنَّ موضوع اللِّواء شُهْرةُ مكان الرئیس. و أَلْوَی اللِّوَاءَ: عمله أَو رفعَه؛ عن ابن الأَعرابی، و لا یقال لَوَاه. و أَلْوَی: خاطَ لِواء الأَمیر. و أَلْوَی إِذا أَكثر التمنی. أَبو عبیدة: من أَمثالهم فی الرجل الصعب الخلق الشدید اللجاجة: لتَجِدَنَّ فلاناً أَلوَی بَعِیدَ المستمَر؛ و أَنشد فیه: وجَدْتَنی أَلْوَی بَعِیدَ المُسْتَمَرْ، أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خَیْرٍ و شَرِّ أَبو الهیثم: الأَلْوَی الكثیر الملاوی. یقال: رجل أَلْوَی شدید الخُصومة یَلْتَوی علی خصمه بالحجة و لا یُقِرّ علی شی‌ء واحد. و الأَلْوَی: الشدید الالْتِواء، و هو الذی یقال له بالفارسیة سحابین. و لَوَیْت الثوبَ أَلْوِیه لَیّاً إِذا عصرته حتی یخرج ما فیه من الماء. و‌فی حدیث الاخْتمار: لَیَّةً لا لَیَّتَیْنِ‌أَی تَلْوی خِمارَها علی رأْسها مرة واحدة، و لا تدیره مرتین، لئلا تشتبه بالرجال إِذا اعتمُّوا. و اللَّوَّاء: طائر. و اللَاوِیا: ضَرْبٌ من النَّبْت «2» و اللاوِیَاء: میسم یُكْوی به. و لِیَّةُ: مكان بوادی عُمانَ. و اللَّوَی: فی معنی اللائی الذی هو جمع التی؛ عن اللحیانی، یقال: هُنَّ اللَّوَی فعلن؛ و أَنشد: جَمَعْتُها من أَیْنُقٍ غِزارِ، مِنَ اللَّوَی شُرِّفْن بالصِّرارِ و اللَّاؤُون: جمع الذی من غیر لفظه بمعنی الذین، فیه ثلاث لغات: اللَّاؤون فی الرفع، و اللَّائِینَ فی الخفض و النصب، و اللَّاؤُو بلا نون، و اللَّائِی بإِثبات الیاء فی كل حال یستوی فیه الرجال و النساء، و لا یصغر لأَنهم استغنوا عنه باللَّتیَّات للنساء و باللَّذَیُّون للرجال، قال: و إِن شئت قلت للنساء اللَّا، بالقصر بلا یاء و لا مدّ و لا همز، و منهم من یهمز؛ و شاهده بلا یاء و لا مدّ و لا همز قول الكمیت: و كانَتْ مِنَ اللَّا لا یُغَیِّرُها ابْنُها؛ إِذا ما الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَیَّرا قال: و مثله قول الراجز:
(1). قوله [شخت] بشین معجمة كما فی مادة كرر من التهذیب، و تصحف فی اللسان هناك. (2). قوله [و اللَاوِیا ضرب إلخ] وقع فی القاموس مقصوراً كالأصل، و قال شارحه: و هو فی المحكم و كتاب القالی ممدود.
لسان العرب، ج‌15، ص: 267
فدُومی علی العَهْدِ الذی كان بَیْنَنا، أَمَ انْتِ من اللَّا ما لَهُنَّ عُهودُ؟ و أَما قول أَبی الرُّبَیْس عبادة بن طَهْفَة «1» المازنی، و قیل اسمه عَبَّاد بن طَهفة، و قیل عَبَّاد بن عباس: مِنَ النَّفَرِ اللَّائی الذینَ، إِذا هُمُ، یَهابُ اللِّئامُ حَلْقةَ الباب، قَعْقَعُوا فإِنما جاز الجمع بینهما لاختلاف اللفظین أَو علی إِلغاء أَحدهما. و لُوَیُّ بنُ غالب: أَبو قریش، و أَهل العربیة یقولونه بالهمز، و العامة تقول لُوَیٌّ؛ قال الأَزهری: قال ذلك الفراء و غیره. یقال: لَوَی علیه الأَمْرَ إِذا عَوَّصَه. و یقال: لَوَّأَ الله بك، بالهمز، تَلْوِیَةً أَی شوَّه به. و یقال: هذه و الله الشَّوْهةُ و اللَّوْأَةُ، و یقال اللَّوَّةُ، بغیر همز. و یقال للرجل الشدید: ما یُلْوَی ظَهرُه أَی لا یَصْرَعُه أَحد. و المَلاوی: الثَّنایا الملتویة التی لا تستقیم. و اللُّوَّةُ: العود الذی یُتبخَّر به، لغة فی الأَلُوَّة، فارسی معرب كاللِّیَّة. و‌فی صفة أَهل الجنة: مَجامِرُهم الأَلُوَّةُ‌أَی بَخُورهم العُود، و هو اسم له مُرْتَجل، و قیل: هو ضرب من خیار العود و أَجوده، و تفتح همزته و تضم، و قد اختلف فی أَصلیتها و زیادتها. و‌فی حدیث ابن عمر: أَنه كان یَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّة غیرَ مُطَرَّاة.و قوله‌فی الحدیث: مَن حافَ فی وَصِیَّته أُلْقِیَ فی اللَّوَی «2»؛ قیل: إِنه وادٍ فی جهنم، نعوذ بعفو الله منها. ابن الأَعرابی: اللَّوَّة السّوْأَة، تقول: لَوَّةً لفلان بما صنع أَی سَوْأَةً. قال: و التَّوَّةُ الساعة من الزمان، و الحَوَّة كلمة الحق، و قال: اللَّیُّ و اللَّوُّ الباطل و الحَوُّ و الحَیُّ الحق. یقال: فلان لا یعرف الحَوَّ من اللَّوِّ أَی لا یعرف الكلامَ البَیِّنَ من الخَفِیّ؛ عن ثعلب. و اللَّوْلاء: الشدَّة و الضر كاللأْواء. و قوله‌فی الحدیث: إیَّاك و اللَّوَّ فإِن اللَّوّ من الشیطان؛ یرید قول المتندّم علی الفائت لو كان كذا لقلت و لفعلت، و سنذكره فی لا من حرف الأَلف الخفیفة. و اللّاتُ: صنم لثَقِیف كانوا یعبدونه، هی عند أَبی علی فَعَلة من لَوَیْت علیه أَی عَطَفْت و أَقَمْت، یَدُلك علی ذلك قوله تعالی: وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلیٰ آلِهَتِكُمْ؛ قال سیبویه: أَما الإِضافة إِلی لات من اللات و العُزّی فإِنك تَمُدّها كما تمدّ لا إِذا كانت اسماً، و كما تُثَقِّل لو و كی إِذا كان كل واحد منهما اسماً، فهذه الحروف و أَشباهها التی لیس لها دلیل بتحقیر و لا جمع و لا فعل و لا تثنیة إِنما یجعل ما ذهب منه مثل ما هو فیه و یضاعف، فالحرف الأَوسط ساكن علی ذلك یبنی إِلا أَن یستدل علی حركته بشی‌ء، قال: و صار الإِسكان أَولی لأَن الحركة زائدة فلم یكونوا لیحركوا إِلا بثبَت، كما أَنهم لم یكونوا لیجعلوا الذاهب من لو غیر الواو إِلا بثَبَت، فجَرَت هذه الحروف علی فَعْل أَو فُعْل أَو فِعْل؛ قال ابن سیدة: انتهی كلام سیبویه، قال: و قال ابن جنی أَما اللَّاتُ و العُزَّی فقد قال أَبو الحسن إِن اللام فیها زائدة، و الذی یدل علی صحة مذهبه أَن اللات و العُزّی عَلَمان بمنزلة یَغُوثَ و یَعُوقَ و نَسْرٍ و مَناةَ و غیر ذلك من أَسماء الأَصنام، فهذه كلها
(1). قوله [طهفة] الذی فی القاموس: طهمة (2). قوله [ألقی فی اللَّوَی] ضبط اللوی فی الأَصل و غیر نسخة من نسخ النهایة التی یوثق بها بالفتح كما تری، و أما قول شارح القاموس فبالكسر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 268
أَعلام و غیر محتاجة فی تعریفها إِلی الأَلف و اللام، و لیست من باب الحَرِث و العَبَّاس و غیرهما من الصفات التی تَغْلِبُ غَلبَة الأَسماء، فصارت أَعلاماً و أُقِرَّت فیها لام التعریف علی ضرب من تَنَسُّم روائح الصفة فیها فیُحْمل علی ذلك، فوجب أَن تكون اللام فیها زائدة، و یؤكِّدُ زیادتها فیها لزومُها إِیاها كلزوم لام الذی و الآن و بابه، فإِن قلت فقد حكی أَبو زید لَقِیتُه فَیْنَة و الفَیْنةَ و إِلاهةَ و الإِلاهةَ، و لیست فَیْنةُ و إِلاهةُ بصفتین فیجوز تعریفهما و فیهما اللام كالعَبَّاس و الحَرِث؟ فالجواب أَن فَیْنةَ و الفَیْنةَ و إِلاهةَ و الإِلاهةَ مما اعْتَقَبَ علیه تعریفان: أَحدهما بالأَلف و اللام، و الآخر بالوضع و الغلبة، و لم نسمعهم یقولون لاتَ و لا عُزَّی، بغیر لام، فدَلَّ لزومُ اللام علی زیادتها، و أَنَّ ما هی فیه مما اعْتَقَبَ علیه تعریفان؛ و أَنشد أَبو علی: أَمَا و دِماءٍ لا تَزالُ، كأَنها علی قُنَّةِ العُزَّی و بالنَّسْرِ عَنْدَما قال ابن سیدة: هكذا أَنشده أَبو علی بنصب عَنْدَما، و هو كما قال لأَن نَسْراً بمنزلة عمرو، و قیل: أَصلها لاهةٌ سمیت باللاهة التی هی الحَیة. و لاوَی: اسم رجل عجمی، قیل: هو من ولد یعقوب، علیه السلام، و موسی، علیه السلام، من سِبْطه.

لیا؛ ج15، ص: 268

: اللَّیَّة: العود الذی یُتَبَخَّر به، فارسی معرب. و‌فی حدیث الزبیر، رضی الله عنه: أَقبلتُ مع رسول الله، صلی الله علیه و سلم، من لِیَّةَ؛ هی اسم موضع بالحجاز. التهذیب: الفراء اللِّیاءُ شی‌ء یؤكل مثل الحِمَّص و نحوه و هو شدید البیاض، و فی الصحاح: یكون بالحجاز یؤكل؛ عن أَبی عبید. و یقال للمرأَة إِذا وصفت بالبیاض: كأَنها اللِّیاء، و فی الصحاح: كأَنها لِیاءَةٌ، قال ابن بری: صوابه أَن یقال كأَنها لِیاءَةٌ مقْشُوَّةٌ. و‌روی عن معاویة، رضی الله عنه، أَنه أَكَل لِیاءً مُقَشًّی.و‌فی الحدیث: أَن فلاناً أَهدی لرسول الله، صلی الله علیه و سلم، بِوَدَّانَ لِیاءً مُقَشًّی؛ و‌فیه: أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَكل لِیاءً ثم صلی و لم یتوضأ؛ اللِّیاءُ، بالكسر و المد: اللُّوبیاء، و قیل: هو شی‌ء كالحِمَّص شدید البیاض بالحجاز. و اللِّیاءُ أَیضاً: سَمَكة فی البحر تُتَّخَذُ من جلدها التِّرَسَةُ فلا یَحِیكُ فیها شی‌ء، قال: و المراد الأَوّل. ابن الأَعرابی: اللِّیاءُ اللُّوبیاء، واحدته لِیاءَةٌ. و یقال للصبیَّة الملیحة: كأَنها لِیاءَةٌ مَقْشُوَّة أَی مقشورة، قال: و المُقَشَّی المُقَشَّر، و قیل: اللِّیاء من نبات الیمن و ربما نبت بالحجاز، و هو فی خِلْقة البصل و قدر الحِمَّص، و علیه قشور رِقاقٌ إِلی السواد ما هو، یُقْلی ثم یُدْلَك بشی‌ءٍ خَشِنٍ كالمِسْح و نحوه فیخرج من قشره فیؤكل، و ربما أُكل بالعسل، و هو أَبیض، و منهم من لا یَقْلِیه. أبو العباس: اللِّیَا، مقصور «3»، الأَرض التی بَعُدَ ماؤها و اشتدّ السیر فیها، قال العجاج: نازِحةُ المِیاهِ و المُسْتافِ، لَیَّاءُ عن مُلْتَمِسِ الإِخْلافِ الذی ینظر ما بُعْدُها «4»
(3). قوله [أبو العباس اللِّیَا مقصور] عبارة التكملة فی لوی: قال أبو العباس اللَّیَّاء بالفتح و التشدید و المد الأَرض التی بعُد ماؤها و اشتد السیر فیها، قال: نازحةُ المیاه و المستاف لَیَّاء عن ملتمس الإخلاف ذات فیاف بینها فیافی و ذكره الجوهری مكسوراً مقصوراً. (4). قوله [الذی ینظر إلخ] هكذا فی الأصل هنا، و لعل فیه سقطاً من الناسخ. و أَصل الكلام: و المستاف الذی ینظر ما بعدها.
لسان العرب، ج‌15، ص: 269

فصل المیم؛ ج15، ص: 269

مأی؛ ج15، ص: 269

: مَأَیْتُ فی الشی‌ء أَمْأَی مَأْیاً: بالغتُ. و مأَی الشجرُ مَأْیاً: طَلَع، و قیل: أَوْرَقَ. و مَأَوْتُ الجلْدَ و الدَّلوَ و السِّقاءَ مَأْواً و مَأَیْتُ السقاءَ مَأْیاً إِذا وَسَّعْتَه و مددته حتی یتسع. و تَمَأّی الجلدُ یَتَمَأّی تَمَئِّیاً تَوَسَّع، و تَمَأَّتِ الدلوُ كذلك، و قیل: تَمَئِّیها امتدادها، و كذلك الوعاء، تقول: تَمَأَّی السِّقاءُ و الجِلدُ فهو یَتَمأَّی تَمَئِّیاً و تَمَؤُّواً، و إِذا مددتَه فاتَّسع، و هو تَفَعُّل؛ و قال: دَلْوٌ تَمَأَّی دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، أَو بأَعالی السَّلَمِ المُضَرَّبِ، بُلَّتْ بِكَفَّیْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ، إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِیِّ الأَشْهَبِ، فلا تُقَعْسِرْها و لكِنْ صَوِّبِ و قال اللیث: المَأْیُ النَّمِیمة بین القوم. مَأَیْتُ بین القوم: أَفسدت. و قال اللیث: مَأَوْتُ بینهم إِذا ضربت بعضهم ببعض، و مَأَیتُ إِذا دَبَبْتَ بینهم بالنمیمة؛ و أَنشد: و مَأَی بَیْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ لمْ یَزَلْ ذا نَمِیمَةٍ مَأْآءَا و امرأَة مَأْآءَةٌ: نَمَّامةٌ مثل مَعَّاعةٍ، و مُسْتَقْبِلُه یَمْأَی. قال ابن سیدة: و مَأَی بین القوم مَأْیاً أَفسَدَ و نَمَّ. الجوهری: مَأَی ما بینهم مَأْیاً أَی أَفسد؛ قال العجاج: و یَعْتِلُونَ مَن مَأَی فی الدَّحْسِ، بالمأْسِ یَرْقَی فوقَ كلِّ مَأْسِ و الدَّحْسُ و المَأْسُ: الفساد. و قد تَمَأّی ما بینهم أَی فسد. و تَمَأَّی فیهم الشَّر: فَشا و اتَّسع. و امرأَة مَاءَةٌ، علی مثل ماعةٍ: نَمَّامَةٌ مقلوب، و قیاسه مآةٌ علی مِثال مَعاةٍ. و ماءَ السِّنَّوْرُ یَمُوءُ مُواءً «1» و مأَتِ السنورُ كذلك إِذا صاحت، مثل أَمَتْ تَأْمُو أُماء؛ و قال غیره: مَاءَ السنورُ یَمُوءُ كَمَأَی. أَبو عمرو: أَمْوَی إِذا صاح صِیاحَ السنورِ. و المِائةُ: عدد معروف، و هی من الأَسماء الموصوف بها، حكی سیبویه: مررت برجُلٍ مائةٍ إِبلُه، قال: و الرفع الوجه، و الجمع مِئاتٌ و مِئُونَ علی وزن مِعُونَ، و مِئٌ مثال مِعٍ، و أَنكر سیبویه هذه الأَخیرة، قال: لأَن بنات الحرفین لا یُفعل بها كذا، یعنی أَنهم لا یجمعون علیها ما قد ذهب منها فی الإِفراد ثم حذفَ الهاء فی الجمع، لأَن ذلك إِجحاف فی الاسم و إِنما هو عند أَبی علی المِئِیُّ. الجوهری فی المِائَة من العدد: أَصلها مِئًی مثل مِعًی، و الهاء عوض من الیاء، و إِذا جمعت بالواو و النون قلت مِئُون، بكسر المیم، و بعضهم یقول مُؤُونَ، بالضم؛ قال الأَخفش: و لو قلت مِئَاتٌ مثل مِعاتٍ لكان جائزاً؛ قال ابن بری: أَصلها مِئْیٌ. قال أَبو الحسن: سمعت مِئْیاً فی معنی مِائةٍ عن العرب، و رأَیت هنا حاشیة بخط الشیخ رضِیّ الدِّین الشاطبی اللغوی رحمه الله قال: أَصلها مِئْیةٌ، قال أَبو الحسن: سمعت مِئْیَةً فی معنی مِائةٍ، قال: كذا حكاه الثمانینی فی التصریف، قال: و بعض العرب یقول مِائَة درهم، یشمون شیئاً من الرفع فی الدال و لا یبینون، و ذلك الإِخفاء، قال ابن بری: یرید مائة درهم بإدغام التاء فی الدال من درهم و یبقی الإِشمام علی حدّ قوله تعالی: مٰا لَكَ لٰا تَأْمَنّٰا؛ و قول امرأَة من بنی عُقَیْل تَفْخَرُ
(1). قوله [و مَاءَ السنور یموء مُوَاءً] كذا فی الأَصل و هو من المهموز، و عبارة القاموس: مُؤَاء بهمزتین.
لسان العرب، ج‌15، ص: 270
بأَخوالها من الیمن، و قال أَبو زید إِنه للعامرِیَّة: حَیْدَةُ خالی و لَقِیطٌ و عَلی، و حاتِمُ الطائیُّ وهَّابُ المِئِی، و لمْ یكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِی یَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ و السِّنی هَناتِ عَیْرٍ مَیِّتٍ غیرِ ذَكی قال ابن سیدة: أَراد المِئِیَّ فخفف كما قال الآخر: أَ لَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلی إِنَّ مَطایاكَ لَمِنْ خَیرِ المَطِی و مثله قول مُزَرِّد: و ما زَوّدُونی غیر سَحْقِ عَباءةٍ، و خَمْسِمِئٍ منها قَسِیٌّ و زائفُ «1» قال الجوهری: هما عند الأَخفش محذوفان مرخمان. و حكی عن یونس: أَنه جمع بطرح الهاء مثل تمرة و تمر، قال: و هذا غیر مستقیم لأَنه لو أَراد ذلك لقال مِئًی مثل مِعًی، كما قالوا فی جمع لِثةٍ لِثًی، و فی جمع ثُبةٍ ثُباً؛ و قال فی المحكم فی بیت مُزَرِّد: أَرادَ مُئِیٍّ فُعُول كحِلْیةٍ و حُلِیٍّ فحذف، و لا یجوز أَن یرید مِئِین فیحذف النون، لو أَراد ذلك لكان مئِی بیاء، و أما فی غیر مذهب سیبویه فمِئٍ من خَمْسِمِئٍ جمع مِائَة كسِدْرة و سِدْرٍ، قال: و هذا لیس بقویّ لأَنه لا یقال خَمْسُ تَمْرٍ، یراد به خَمْس تَمْرات، و أَیضاً فإِنَّ بنات الحرفین لا تجمع هذا الجمع، أَعنی الجمع الذی لا یفارق واحده إِلا بالهاء؛ و قوله: ما كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا و رافِدُكُمْ و حامِلُ المِینَ بَعْدَ المِینَ و الأَلَفِ «2» إنما أَراد المئین فحذف الهمزة، و أَراد الآلاف فحذف ضرورة. و حكی أَبو الحسن: رأَیت مِئْیاً فی معنی مائة؛ حكاه ابن جنی، قال: و هذه دلالة قاطعة علی كون اللام یاء، قال: و رأَیت ابن الأَعرابی قد ذهب إِلی ذلك فقال فی بعض أَمالیه: إِنَّ أَصل مائة مِئْیَةٌ، فذكرت ذلك لأَبی علی فعجب منه أَن یكون ابن الأَعرابی ینظر من هذه الصناعة فی مثله، و قالوا ثلاثمائةٍ فأَضافوا أَدنی العدد إِلی الواحد لدلالته علی الجمع كما قال: فی حَلْقِكُمْ عَظْمٌ و قَدْ شَجِینا و قد یقال ثلاث مِئَاتٍ و مِئِینَ، و الإِفراد أَكثر علی شذوذه، و الإِضافة إِلی مِائَة فی قول سیبویه و یونس جمیعاً فیمن ردَّ اللام مِئَوِیٌّ كمِعَوِیٍّ، و وجه ذلك أَنَّ مِائَة أَصلها عند الجماعة مِئْیة ساكنة العین، فلما حذفت اللام تخفیفاً جاورت العین تاء التأْنیث فانفتحت علی العادة و العرف فقیل مائة، فإِذا رددت اللام فمذهب سیبویه أَن تقرأَ العین بحالها متحركة، و قد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام أَلفاً فیصیر تقدیرها مِئاً كَثِنًی، فإِذا أَضفت إِلیها أَبدلت الأَلف واواً فقلت مِئَوِیٌّ كَثِنَوِیٍّ، و أَما مذهب یونس فإِنه كان إِذا نسب إِلی فَعْلة أَو فِعْلة مما لامه یاء أَجراهُ مجْری ما أَصله فَعِلة أَو فِعِلة، فیقولون فی الإِضافة إِلی ظَبْیَة ظَبَوِیٌّ، و یحتج بقول العرب فی النسبة إِلی بِطْیَة بِطَوِیّ و إِلی زِنْیَة زِنَوِیّ، فقیاس هذا أَن تجری مائة و إِن كانت فِعْلة مجری فِعَلة فتقول فیها مِئَوِیٌّ فیتفق اللفظان من أَصلین مختلفین. الجوهری: قال سیبویه یقال ثَلَاثمائةٍ، و كان حقه أَن یقولوا مِئِینَ أَو مِئاتٍ كما تقول ثلاثة آلاف، لأَن ما بین الثلاثة إِلی العشرة یكون جماعة نحو ثلاثة رجال و عشرة رجال، و لكنهم شبهوه بأَحد
(1). قوله [عباءة] فی الصحاح: عمامة. (2). قوله [ما كان حاملكم إلخ] تقدم فی أ ل ف: و كان.
لسان العرب، ج‌15، ص: 271
عشر و ثلاثة عشر، و من قال مِئِینٌ و رَفَع النونَ بالتنوین ففی تقدیره قولان: أَحدهما فِعْلِینٌ مثل غِسْلِینٍ و هو قول الأَخفش و هو شاذ، و الآخر فِعِیل، كسروا لكسرة ما بعده و أَصله مِئِیٌّ و مُئِیٌّ مثال عِصِیّ و عُصِیّ، فأَبدلوا من الیاء نوناً. و أَمْأَی القومُ: صاروا مائةً و أَمْأَیْتُهُمْ أَنا، و إِذا أَتممت القومَ بنفسك مائةً فقد مَأَیْتَهم، و هم مَمْئِیُّون، و أَمْأَوْا هم فهم مُمْؤُون. و إِن أَتممتهم بغیرك فقد أَمْأَیْتَهُمْ و هم مُمْأَوْنَ. الكسائی: كان القوم تسعة و تسعین فأَمْأَیْتُهم، بالأَلف، مثل أَفعَلْتُهم، و كذلك فی الأَلف آلَفْتُهم، و كذلك إِذا صاروا هم كذلك قلت: قد أَمْأَوْا و آلَفُوا إِذا صاروا مائةً أَو أَلْفاً. الجوهری: و أَمْأَیْتُها لك جعلتها مائةً. و أَمْأَتِ الدراهمُ و الإِبلُ و الغنمُ و سائر الأَنواع: صارت مائةً، و أَمْأَیْتها مِائةً. و شارطْتُه مُمَاآةً أَی علی مائةٍ؛ عن ابن الأَعرابی، كقولك شارطته مُؤالفةً. التهذیب: قال اللیث المِائَةُ حذفت من آخرها واو، و قیل: حرف لین لا یدری أَ واو هو أَو یاء، و أَصل مِائَة علی وزن مِعْیة، فحولت حركة الیاء إِلی الهمزة، و جمعها مِأَیات علی وزن مِعَیات، و قال فی الجمع: و لو قلت مِئات بوزن مِعات لجاز. و المَأْوة: أَرض منخفضة، و الجمع مَأْوٌ.

متا؛ ج15، ص: 271

: مَتَوْت فی الأَرض كمَطَوْت. و مَتَوْت الحبلَ و غیرَه مَتْواً و مَتَیْتُه: مَدَدْتُه؛ قال إمرؤ القیس: فأَتَتْه الوَحْشُ وارِدةً، فتَمَتَّی النَّزْعَ من یَسَرِهْ فكأَنه فی الأَصل فَتَمَتَّتَ فقلبت إِحدی التاءَات یاء، و الأَصل فیه مَتَّ بمعنی مَطَّ و مدّ بالدال. و التَّمَتِّی فی نَزْع القوس: مَدُّ الصُّلْب. ابن الأَعرابی: أَمْتَی الرجلُ إِذا امتدَّ رزقُه و كثر. و یقال: أَمْتَی إِذا طال عمرُه، و أَمْتَی إِذا مشَی مِشْیة قبیحة، و الله أَعلم.

محا؛ ج15، ص: 271

: مَحَا الشی‌ءَ یَمْحُوه و یَمْحَاه مَحْواً و مَحْیاً: أَذْهَبَ أَثَرَه. الأَزهری: المَحْوُ لكل شی‌ء یذهب أَثرُه، تقول: أَنا أَمْحُوه و أَمْحاه، و طیِّ‌ء تقول مَحَیْتُه مَحْیاً و مَحْواً. و امَّحَی الشی‌ءُ یَمَّحِی امِّحاءً، انْفَعَلَ، و كذلك امْتَحَی إِذا ذهب أَثرُه، و كره بعضهم امْتَحَی، و الأَجود امَّحَی، و الأَصل فیه انْمَحَی، و أَما امْتَحَی فلغة ردیئة. و مَحَا لَوْحَه یَمْحُوه مَحْواً و یَمْحِیه مَحْیاً، فهو مَمْحُوٌّ و مَمْحِیٌّ، صارت الواو یاء لكسرة ما قلبها فأُدغمت فی الیاء التی هی لام الفعل؛ و أَنشد الأَصمعی: كما رأَیتَ الوَرَقَ المَمْحِیَّا قال الجوهری: و امْتَحَی لغة ضعیفة. و المَاحِی: من أَسماء سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، مَحَا الله به الكفرَ و آثارَه، و قیل: لأَنه یَمحُو الكفرَ و یُعَفِّی آثارَه بإِذن الله. و المَحْوُ: السواد الذی فی القمر كأَن ذلك كان نَیِّراً فمُحِی. و المَحْوَة: المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عن ابن الأَعرابی. و أَصبحت الأَرض مَحْوَةً واحدة إِذا تَغَطَّی وجْهُها بالماء حتی كأَنها مُحِیَتْ. و تركتُ الأَرضَ مَحْوَةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ، و فی المحكم: إِذا جِیدَتْ كلُّها، كانت فیها غُدْرانٌ أَو لم تكن. أَبو زید: تَرَكَتِ السماءُ الأَرضَ مَحْوَةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ. و مَحوَة: الدَّبُورُ لأَنها تمحو السحابَ معرفة، فإِن قلت: إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها فی كلامهم إِنما هو علی الأَعیان المرئِیَّاتِ، فالریح و إِن لم تكن مرئیة فإِنها علی كل حال جسم،
لسان العرب، ج‌15، ص: 272
أَ لا تری أَنها تُصادِمُ الأَجرام، و كلُّ ما صادَمَ الجِرْم جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قیل: و لم قَلَّتِ الأَعلام فی المعانی و كثرت فی الأَعیان نحو زید و جعفر و جمیع ما علق علیه علم و هو شخص؟ قیل: لأَن الأَعیان أَظهر للحاسة و أَبدی إِلی المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِیة مما لا یُری و لا یشاهد حسّاً، و إِنما یعلم تأَمُّلًا و استدلالًا، و لیست من معلوم الضرورة للمشاهدة، و قیل: مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛ و قال الشاعر: سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ و قیل: هی الشَّمال. قال الأَصمعی و غیره: من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ، غیر مصروفة. قال ابن السكیت: هَبَّتْ مَحْوَةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛ و أَنشد: قَدْ بكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ، فَدَمَّرَتْ بَقِیَّةَ الرَّجَاجِ و قیل: هو الجَنوب، و قال غیره: سُمِّیت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو السحابَ و تَذْهَبُ بها. و مَحْوَة: ریح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ بالسحاب، و هی معرفة لا تنصرف و لا تدخلها أَلف و لام؛ قال ابن بری: أَنكر علی بن حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ و تَذْهَب به، قال: و هذا موجود فی الجَنوب؛ و أَنشد للأَعشی: ثمَّ فاؤوا علی الكَریهَةِ و الصَّبْرِ، كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما و مَحْوٌ: اسم موضع بغیر أَلف و لام. و فی المحكم: و المَحْوُ اسم بلد؛ قالت الخنساء: لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَی الْمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالَها و الأَذْلالُ: جمع ذِلّ، و هی المسالك و الطُّرُق. یقال: أُمورُ الله تَجْری علی أَذْلالها أَی علی مجَاریها و طُرُقِها. و المِمْحَاةُ: خِرْقة یزال بها المَنیُّ و نحوه.

مخا؛ ج15، ص: 272

: التهذیب عن ابن بزرج فی نوادره: تَمَخَّیْتُ إِلیه أَی اعتذرت، و یقال: امَّخَیتُ إِلیه؛ و أَنشد الأَصمعی: قالت و لم تَقْصِدْ لَهُ و لم تَخِهْ، و لم تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِهْ مِنْ ظُلْمِ شَیْخٍ آضَ منْ تَشَیُّخِهْ، أَشْهَبَ مثْلَ النَّسْرِ بَیْنَ أَفْرُخِهْ قال ابن بری: صواب إِنشاده: ما بالُ شَیْخِی آضَ مِن تَشَیُّخِهْ، أَزْعَرَ مِثْلَ النَّسْرِ عِنْدَ مَسْلَخِهْ و قال الأَصمعی: امَّخَی من ذلك الأَمر امِّخَاءً إِذا حَرِجَ منه تَأَثُّماً، و الأَصل انْمَخَی. الجوهری: تَمَخَّیتُ من الشی‌ءِ و امَّخَیْتُ منه إِذا تبرّأْت منه و تَحَرّجت.

مدی؛ ج15، ص: 272

: أَمْدَی الرجلُ إِذا أَسَنّ؛ قال أَبو منصور: هو من مَدَی الغایة. و مَدَی الأَجَل: منتهاه. و المَدَی: الغایة؛ قال رؤبة: مُشْتَبِه مُتَیِّه تَیْهاؤهُ، إِذا المَدَی لم یُدْرَ ما مِیداؤُه و قال ابن الأَعرابی: المِیداءُ مِفْعال من المَدَی، و هو الغایة و القَدْر. و یقال: ما أَدری ما مِیْدَاءُ هذا الأَمر یعنی قدره و غایته. و هذا بِمِیداء أَرضِ كذا إِذا كان بحِذائها، یقول: إِذا سار لم یدرِ أَ ما مضی أَكثر أَم ما بقی. قال أَبو منصور: قول ابن الأَعرابی
لسان العرب، ج‌15، ص: 273
المِیدَاء مفعال من المَدَی غلط، لأَن المیم أَصلیة و هو فِیعالٌ من المَدَی، كأَنه مصدر مَادَی مِیدَاءً، علی لغة من یقول فاعَلْتُ فِیعالًا. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كتب لیهود تَیْماءَ: أَن لهم الذمَّةَ و علیهم الجِزْیَة بلا عَداءٍ النهارَ مَدًی و اللیلَ سُدًی‌أَی ذلك لهم أَبداً ما دام اللیل و النهار. یقال: لا أَفعله مَدَی الدهرِ أَی طُولَه، و السُّدی: المُخَلَّی؛ و كتب خالد بن سعید: المَدَی الغایة أَی ذلك لهم أَبداً ما كان النهارُ و اللیلُ سُدًی أَی مُخَلًّی، أَراد ما تُرك اللیلُ و النهار علی حالهما، و ذلك أَبداً إِلی یوم القیامة. و یقال: قطْعة أَرض قَدْر مَدَی البصر، و قدر مدّ البصر أَیضاً؛ عن یعقوب. و‌فی الحدیث: المؤذِّن یُغْفَرُ له مَدَی صَوْتِه؛ المَدَی: الغایة أَی یَسْتكمل مغفرةَ الله إِذا اسْتَنْفَد وُسْعَه فی رفع صوته فیبلغ الغایة فی المغفرة إِذا بلغ الغایة فی الصوت، قیل: هو تمثیل أَی أَن المكان الذی ینتهی إِلیه الصوت لو قُدّر أَن یكون ما بین أَقصاه و بین مَقام المؤذن ذنوبٌ تملأُ تلك المسافة لَغَفَرَها الله له؛ و هو مِنی مَدَی البصرِ، و لا یقال مَدّ البصر. و فلان أَمْدَی العرب أَی أَبْعَدُهم غایة فی الغزو؛ عن الهجری؛ قال عُقَیْلٌ تقوله، و إِذا صح ما حكاه فهو من باب أَحْنَكِ الشاتین. و یقال: تَمَادَی فلان فی غَیِّه إِذا لَجَّ فیه، و أَطال مَدَی غَیِّه أَی غایته. و‌فی حدیث كعب بن مالك: فلم یزل ذلك یَتمادی بی‌أَی یَتطاول و یتأَخر، و هو یتفاعل من المَدی. و‌فی الحدیث الآخر: لو تَمادی بی الشهرُ لَواصَلْتُ.و أَمْدی الرجلُ إِذا سُقی لَبَناً فأَكثر. و المُدْیةُ و المِدْیة: الشَّفْرة، و الجمع مِدًی و مُدًی و مُدْیات، و قوم یقولون مُدْیة فإِذا جمعوا كسَروا، و آخرُون یقولون مِدْیة فإِذا جمعوا ضموا، قال: و هذا مطرد عند سیبویه لدخول كل واحدة منهما علی الأُخری. و المَدْیة، بفتح المیم، لغة فیها ثالثة؛ عن ابن الأَعرابی. قال الفارسی: قال أَبو إِسحق سمیت مُدْیة لأَن بها انقضاء المَدَی، قال: و لا یعجبنی. و‌فی الحدیث: قلت یا رسول الله، إِنَّا لاقُو العدوِّ غداً و لیست مَعَنا مُدًی؛ هی جمع مُدْیة، و هی السكین و الشَّفْرة. و‌فی حدیث ابن عوف: و لا تَفُلُّوا المَدی بالاختلاف بینكم، أَراد لا تختلفوا فتقع الفتنة بینكم فَیَنْثَلِمَ حَدُّكم، فاستعاره لذلك. و مَدْیةُ القَوس «3» كَبِدُها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَرْمِی و إِحْدی سِیَتَیْها مَدْیَهْ، إِنْ لم تُصِبْ قَلْباً أَصابَتْ كُلْیَهْ و المَدِیُّ، علی فَعِیل: الحوض الذی لیست له نَصائبُ، و هی حجارة تُنْصَب حولَه؛ قال الشاعر: إِذا أُمِیلَ فی المَدِیّ فاضا و قال الراعی یصف ماءً ورَدَهُ: أَثَرْتُ مَدِیَّهُ، و أَثَرْتُ عنه سَواكِنَ قد تَبَوَّأْن الحُصونا و الجمع أَمْدِیةٌ. و المَدِیُّ أَیضاً: جدول صغیر یسیل فیه ما هُریقَ من ماء البئر. و المَدِیُّ و المَدْیُ: ما سال «4» من فروغ الدلو یسمی مَدِیّاً ما دام یُمَدُّ، فإِذا استقَرَّ و أَنْتَنَ فهو غَرَب.
(3). قوله [و مَدْیَة القوس إِلی قوله فی الشاهد و إحدی سیتیها مَدْیَة] ضبط فی الأصل بفتح المیم من مَدْیَة فی الموضعین و تبعه شارح القاموس فقال: و المَدْیَة، بالفتح، كبد القوس: و أَنشد البیت. و عبارة الصاغانی فی التكملة: و المُدْیَة بالضم كبد القوس؛ و أنشد البیت. (4). قوله [و المَدِیّ و المَدْی ما سال إلخ] كذا فی الأصل مضبوطاً.
لسان العرب، ج‌15، ص: 274
قال أَبو حنیفة: المَدِیُّ الماء الذی یسیل من الحوض و یَخْبُثُ فلا یُقْرَبُ. و المُدْیُ: من المكاییل معروف؛ قال ابن الأَعرابی: هو مكیال ضَخْم لأَهل الشام و أَهل مصر، و الجمع أَمْداءٌ. التهذیب: و المُدْیُ مكیال یأْخذ جَریباً. و‌فی الحدیث: أَن علیّاً، رضی الله عنه، أَجْرَی للناس المُدْیَیْنِ و القِسْطَیْنِ؛ فالمُدْیانِ الجَریبانِ، و القِسْطانِ قِسطانِ من زیت كل یَرْزُقهما الناسَ؛ قال ابن الأَثیر: یرید مُدْیَیْنِ من الطعام و قِسْطَیْن من الزیت، و القِسْط نصف صاع. الجوهری: المُدْیُ القَفیز الشامی و هو غیر المُدِّ. قال ابن بری: المُدْیُ مكیال لأَهل الشام یقال له الجَریب، یسع خمسة و أَربعین رطلًا، و القَفِیزُ ثمانیة مَكاكِیكَ، و المَكُّوك صاع و نصف. و‌فی الحدیث: البُرُّ بالبُرِّ مُدْیٌ بِمُدْیٍ‌أَی مكیال بمكیال. قال ابن الأَثیر: و المُدْیُ مكیال لأَهل الشام یسع خمسة عشر مَكُّوكاً، و المَكُّوك صاع و نصف، و قیل: أَكثر من ذلك.

مذی؛ ج15، ص: 274

: المَذْیُ، بالتسكین: ما یخرج عند الملاعبة و التقبیل، و فیه الوضوء. مَذَی الرجلُ و الفَحْلُ، بالفتح، مَذْیاً و أَمْذَی، بالأَلف، مثله و هو أَرَقُّ ما یكون من النطفة، و الاسم المَذْیُ و المَذِیُّ، و التخفیف أَعلی. التهذیب: و هو المذا و المذی مثل العمی «1». و یقال: مَذَی و أَمْذَی و مَذَّی، قال: و الأَول أَفصحها. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: كنتُ رجلًا مَذَّاءً فاستحیتُ أَن أَسأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، فأَمرتُ المِقْداد فسأَله فقال فیه الوضوء؛ مَذَّاء أَی كثیر المَذْی. قال ابن الأَثیر: المَذْیُ، بسكون الذال مخفف الیاء، البلل اللَّزِج الذی یخرج من الذكر عند مُلاعبة النساءِ و لا یجب فیه الغُسْل، و هو نجس یجب غَسْله و ینقض الوضوء، و المَذَّاءُ فَعَّالٌ للمبالغة فی كثرة المَذْی، من مَذَی یَمْذِی لا مِنْ أَمْذی، و هو الذی یكثر مَذْیُه. الأُمَوِیّ: هو المَذِیُّ، مشدد، و بعضٌ یُخَفِّف. و حكی الجوهری عن الأَصمعی: المَذِیُّ و الوَدِیُّ و المَنِیُّ مشددات. و قال أَبو عبیدة: المَنِیُّ وحده مشدد، و المَذْیُ و الوَدْیُ مخففان، و المَذْیُ أَرق ما یكون من النطفة. و قال علی بن حمزة: المَذِیُّ، مشدد، اسم الماءِ، و التخفیف مصدر مَذَی. یقال: كلُّ ذَكَرٍ یَمْذِی و كل أُنثی تَقْذی؛ و أَنشد ابن بری للأَخطل: تَمْذِی إِذا سَخَنَتْ فی قُبْلِ أَذرُعِها، و تَدْرَئِمُّ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ و المَذْیُ: الماءُ الذی یخرج من صُنْبُور الحوض. ابن بری: المَذِیُّ أَیضاً مَسِیل الماء من الحوض؛ قال الراجز: لَمَّا رآها تَرْشُفُ المَذِیَّا، ضَجَّ العَسِیفُ و اشْتَكی الْوُنِیّا و المَذِیَّةُ: أُم بعض شعراء العرب یُعَیَّرُ بها. و أَمْذَی شرابه: زاد فی مِزاجه حتی رَقَّ جدّاً. و مَذَیْتُ فرسی و أَمْذَیْته و مَذَّیْته: أَرسلته یرعی. و المِذَاء: أَن تَجْمع بین رجال و نساء و تتركهم یلاعب بعضهم بعضاً. و المِذَاء: المماذاة. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: الغَیْرَةُ من الإِیمان و المِذَاءُ من النفاق «2»؛ و هو الجمع بین الرجال و النساء للزنا، سمی مِذَاءً لأَنَّ بعضهم یُماذِی بعضاً مِذاءً.
(1). قوله [و هو المذا و المذی مثل العمی] كذا فی الأصل بلا ضبط. (2). قوله [و المِذَاء من النفاق إلخ] كذا هو فی الأصل مضبوطاً بالكسر كالصحاح، و فی القاموس: و المَذَاء كسماء، و كذلك ضبط فی التكملة مصرحاً بالفتح، و قد روی بالوجهین فی الحدیث.
لسان العرب، ج‌15، ص: 275
قال أَبو عبید: المِذاءُ أَن یُدخِل الرجلُ الرجالَ علی أَهله ثم یُخَلِّیَهم یُماذِی بعضُهم بعضاً، و هو مأْخوذ من المَذْی، یعنی یجمع بین الرجال و النساء ثم یخلیهم یُماذِی بعضهم بعضاً مِذاءً. ابن الأَعرابی: أَمْذَی الرجلُ و مَاذَی إِذا قاد علی أَهله، مأْخوذ من المَذْی، و قیل: هو من أَمْذَیْت فرسی و مَذَیته إِذا أَرسلته یرعی، و أَمْذَی إِذا أَشهد. قال أَبو سعید فیما جاءَ‌فی الحدیث: هو المَذاءُ، بفتح المیم، كأَنه من اللِّین و الرخاوة، من أَمْذَیْت الشرابَ إِذا أَكثرت مِزاجَه فذهبتْ شِدَّتُه و حِدَّتُه، و یروی المِذال، باللام، و هو مذكور فی موضعه. و المَذَاء: الدِّیاثة، و الدَّیُّوث: الذی یُدَیِّث نفسَه علی أَهله فلا یبالی ما یُنال منهم، یقال: داث یَدِیث إِذا فعل ذلك، یقال: إِنه لَدَیُّوثٌ بَیِّن المَذاءِ، قال: و لیس من المَذْی الذی یخرج من الذكر عند الشهوة. قال أَبو منصور: كأَنه من مَذَیْت فرسی. ابن الأَنباری: الوَدْی الذی یخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا كان قد جامع قبل ذلك أَو نظر، یقال: وَدَی یَدِی و أَوْدَی یُودِی، و الأَول أَجود. و المَذْی: ما یخرج من ذكر الرجل عند النظر. یقال: مَذَی یَمْذِی و أَمْذَی یُمْذِی، و الأَول أَجود. و المَاذِیُّ: العسَل الأَبیض. و الماذِیَّةُ: الخَمْرة السهلة السَّلِسة، شبهت بالعسل، و یقال: سُمِّیت ماذِیَّةً لِلِینِها. یقال: عسل مَاذِیٌّ إِذا كان لَیِّناً، و سمیت الخمر سُخامِیَّةً لِلینها أَیضاً. و یقال: شعر سُخامٌ إِذا كان لیِّناً. الأَصمعی: المَاذِیَّةُ السهلة اللَّیِّنة، و تسمی الخمر ماذِیَّةً لسهولتها فی الحلق. و المِذَی: المَرایا، واحدتها مَذْیَةٌ، و تجمع مَذْیاً و مَذَیات و مِذًی و مِذاء؛ و قال أَبو كبیر الهذلی فی المَذِیَّة فجعلها علی فَعِیلة: و بَیاضُ وجْهكَ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه مِثْلُ المَذِیَّةِ، أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ قال فی تفسیر المَذِیَّة: المِرآة، و یروی: مثل الوَذِیلة … و أَمْذَی الرجلُ إِذ تَجَرَ فی المِذَاء، و هی المَرائی. و المَذِیَّةُ: المِرآةُ المَجْلُوَّة. و الماذِیَّةُ من الدروع: البیضاء. و دِرْعٌ ماذِیَّة: سهلة لیِّنة، و قیل: بیضاء. و الماذِیُّ: السلاح كله من الحدید. قال ابن شمیل و أَبو خیرة: الماذِیُّ الحدید كله الدِّرْع و المِغْفَر و السلاح أَجمع، ما كان من حدید فهو مَاذِیٌّ؛ قال عنترة: یَمْشُونَ، و المَاذِیُّ فوقَ رؤوسهِمْ، یَتَوَقَّدُونَ تَوَقُّدَ النَّجْم و یقال: المَاذِیُّ خالص الحدید و جَیِّدُه. قال ابن سیدة: و قَضَیْنا علی ما لم تظهر یاؤُه من هذا الباب بالیاء لكونها لاماً مع عدم م ذ و، و الله أَعلم.

مرا؛ ج15، ص: 275

: المَرْوُ: حجارة بیضٌ بَرَّاقة تكون فیها النار و تُقْدَح منها النار؛ قال أَبو ذؤیب: الواهِبُ الأُدْمَ كالمَرْوِ الصِّلاب، إِذا ما حارَدَ الخُورُ، و اجْتُثَّ المَجالیحُ «1» واحدتها مَرْوَةٌ، و بها سمیت المَرْوَة بمكة، شرفها الله تعالی. ابن شمیل: المَرْوُ حجر أَبیض رقیق یجعل منها المَطارُّ، یذبح بها، یكون المَرْوُ منها كأَنه البَرَدُ، و لا یكون أَسود و لا أَحمر، و قد یُقْدَح بالحجر الأَحمر فلا یسمی مَرْواً، قال: و تكون المَرْوَة مثل جُمْعِ الإِنسان و أَعظم و أَصغر. قال شمر: و سأَلت عنها أَعرابیّاً من بنی أَسد فقال: هی هذه القدَّاحات التی یخرج منها النار. و قال أَبو
(1). قوله [الواهب الأدم] وقع البیت فی مادة جلح محرفاً فیه لفظ الصلاب بالهلاب و اجتث مبنیاً للفاعل، و الصواب ما هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 276
خَیْرَة: المَرْوَة الحجر الأَبیض الهَشُّ یكون فیه النار. أَبو حنیفة: المَرْوُ أَصلب الحجارة، و زعم أَن النَّعام تبتلعُه و ذكر أَن بعض الملوك عَجِب من ذلك و دَفَعَه حتی أَشهده إِیاه المُدَّعِی. و‌فی الحدیث: قال له عَدِیُّ بن حاتم إِذا أَصاب أَحدُنا صیداً و لیس معه سِكِّین أَ یَذْبَحُ بالمَرْوة و شِقَّةِ العَصا؟المَرْوَة: حجر أَبیض بَرَّاق، و قیل: هی التی یُقْدَح منها النار، و مَرْوَةُ المَسْعَی التی تُذكرُ مع الصَّفا و هی أَحد رأْسَیْه اللذَیْنِ ینتهِی السعیُ إِلیهما سمیت بذلك، و المراد فی الذبح جنس الأَحجار لا المَرْوةُ نفسُها. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: إِذا رجل من خَلْفی قد وضع مَرْوَتَه علی مَنْكِبی فإِذا هو علیٌّ، و لم یفسره. و‌فی الحدیث: أَن جبریل، علیه السلام، لَقِیَه عند أَحجار المِرَاء؛ قیل: هی بكسر المیم قُباء، فأَما المُراء، بضم المیم، فهو داء یصیب النخل. و المَرْوَةُ: جبل مكة، شرفها الله تعالی. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ. و المَرْوُ: شجر طَیِّبُ الریح. و المَرْوُ: ضرب من الریاحین؛ قال الأَعشی: و آسٌ وَ خِیرِیٌّ و مَرْوٌ و سَمْسَقٌ، إِذا كان هِنْزَمْنٌ، و رُحْتُ مُخَشَّما «1» و یروی: و سَوْسَنٌ، و سَمْسقٌ هو المَرْزَجُوش، و هِنْزَمْنٌ: عیدٌ لهم. و المُخَشَّمُ: السكران. و مَرْو: مدینة بفارس، النسب إِلیها مَرْوِیٌّ و مَرَوِیٌّ و مَرْوَزیٌّ؛ الأَخیرتان من نادر معدول النسب؛ و قال الجوهری: النسبة إِلیها مَرْوَزِیٌّ علی غیر قیاس، و الثَّوْبُ مَرْوِیٌّ علی القیاس. و مَروان: اسم رجل: و مَرْوان: جبل. قال ابن درید: أَحسب ذلك. و المَرَوراةُ: الأَرض أَو المفازة التی لا شی‌ء فیها. و هی فَعَوْعَلةٌ، و الجمع المَرَوْرَی و المَرَوْرَیات و المَرارِیُّ. قال ابن سیدة: و الجمع مَرَوْرَی، قال سیبویه: هو بمنزلة صَمَحْمَح و لیس بمنزلة عَثَوْثل لأَن باب صَمَحْمَح أَكثر من باب عَثَوْثَل. قال ابن بری: مَرَوْراةٌ عند سیبویه فَعَلْعَلَةٌ، قال فی باب ما تُقْلب فیه الواو یاء نحو أَغْزَیْتُ و غازَیْتُ: و أَما المَرَوْراةُ فبمنزلة الشَّجَوْجاة و هما بمنزلة صَمَحْمَح، و لا تَجْعَلْهُما علی عَثَوْثَل، لأَن فَعَلْعَلًا أَكثر. و مَرَوْراةُ: اسم أَرض بعینها؛ قال أَبو حیَّة النُّمیری: و ما مُغْزِلٌ تحْنو لأَكْحَلَ، أَیْنَعَتْ لها بِمَرَوْراةَ الشروجُ الدَّوافِعُ التهذیب: المَرَوْرَاةُ الأَرض التی لا یَهْتَدِی فیها إِلا الخِرِّیت. و قال الأَصمعی: المَروْرَاةُ قَفْرٌ مُسْتو، و یجمع مَرَوْرَیاتٍ و مَرارِیَّ. و المَرْیُ: مَسْح ضَرْع الناقة لتَدِرَّ. مَرَی الناقةَ مَرْیاً: مَسَحَ ضَرْعَها لِلدِّرَّةِ، و الاسم المِرْیَة، و أَمرَتْ هی دَرَّ لبنُها، و هی المِرْیَة و المُرْیَة، و الضم أَعلی. سیبویه: و قالوا حَلَبتها مِرْیَةً، لا ترید فعلًا و لكنك ترید نَحْواً من الدِّرَّة. الكسائی: المَرِیُّ الناقة التی تَدِرُّ علی من یمسح ضُروعها، و قیل: هی الناقة الكثیرة اللبن، و قد أَمْرَتْ، و جمعها مَرایا. ابن الأَنباری: فی قولهم مَارَی فلان فلاناً معناه قد استخرج ما عنده من الكلام و الحُجَّة، مأْخوذ من قولهم مَرَیْت الناقةَ إِذا مسحتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ. أَبو زید: المَرِیُّ الناقة تُحْلَب علی غیر ولد و لا
(1). قوله [و خیری] هو بكسر الخاء كما تری، صرح بذلك المصباح و غیره، و ضبط فی مادة خیر من اللسان بالفتح خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 277
تكون مَرِیّاً و معها ولدها، و هو غیر مهموز، و جمعها مَرایا. و‌فی حدیث عدیّ بن حاتم، رضی الله عنه: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال له امْرِ الدمَ بما شئت، من رواه أَمِرْه فمعناه سَیِّلْه و أَجْرِه و استخرجه بما شئت، یرید الذبح و هو مذكور فی مور، و من رواه امْرِهِ أَی سَیِّلْه و استخرجه، فمن مَرَیْتُ الناقةَ إِذا مسحت ضَرعَها لِتَدِرَّ؛ و روی ابن الأَعرابی: مَرَی الدمَ و أَمْراه إِذا استخرجه؛ قال ابن الأَثیر، و یروی: أَمِر الدمَ من مارَ یَمُور إِذا جری، و أَماره غیره؛ قال: و قال الخطابی أَصحاب الحدیث یروونه مشدَّد الراء و هو غَلط، و قد جاءَ فی سنن أَبی داود و النسائی أَمْرِرْ، براءین مظهرتین، و معناه اجعل الدمَ یمُرّ أَی یذهب، قال: فعلی هذا من رواه مشدد الراء یكون قد أَدغم، قال: و لیس بغلط؛ قال: و من الأَول حدیث عاتكة: مَرَوْا بالسُّیوفِ المُرْهَفاتِ دِماءهُمْ أَی استخرجوها و استدرُّوها. ابن سیدة: مَرَی الشی‌ءَ و امْتَرَاه استخرجه. و الریح تَمْرِی السحاب و تَمْتَرِیه: تستخرجه و تَسْتَدِرُّه. و مَرَت الریحُ السحابَ إِذا أَنزلت منه المطر. و ناقة مَرِیٌّ: غزیرة اللبن، حكاه سیبویه، و هو عنده بمعنی فاعلة و لا فِعْلَ لها، و قیل: هی التی لیس لها ولد فهی تَدُرّ بالمَرْیِ علی ید الحالب، و قد أَمْرَتْ و هی مُمْرٍ. و المُمْری: التی جَمَعَت ماءَ الفحل فی رحمها. و‌فی حدیث نَضْلة بن عمرو: أَنه لَقِیَ النبیِّ، صلی الله علیه و سلم، بمَرِیَّیْن؛ هی تثنیة مَرِیٍّ بوزن صَبیّ، و‌یروی: مَرِیَّتَیْنِ، تثنیة مَرِیَّة، و المَرِیُّ و المَرِیَّة: الناقة الغزیرة الدَّرِّ، من المَرْی، و وزنها فَعِیلٌ أَو فَعُول. و‌فی حدیث الأَحنف: و ساق معه ناقة مَرِیّاً.و مِرْیَةُ الفَرَس: ما استُخْرج من جَرْیه فدَرَّ لذلك عَرَقُه، و قد مَراهُ مَرْیاً. و مَرَی الفرسُ مَرْیاً إِذا جعل یمسح الأَرض بیده أَو رجله و یَجُرُّها من كَسْر أَو ظَلَع. التهذیب: و یقال مَرَی الفرسُ و الناقةُ إِذا قام أَحدهما علی ثلاث ثم بحَثَ الأَرض بالید الأُخری، و كذلك الناقة؛ و أَنشد: إِذا حُطَّ عنها الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها إِلی شَذَبِ العِیدانِ، أَو صَفَنَتْ تَمْرِی الجوهری: مَرَیْتُ الفرسَ إِذا استخرجتَ ما عنده من الجَرْیِ بسوط أَو غیره، و الاسم المِرْیَة، بالكسر، و قد یضم. و مَرَی الفرسُ بیدیه إِذا حَرَّكهما علی الأَرض كالعابث. و مَرَاه حَقَّهُ أَی جَحَده؛ و أَنشد ابن بری: ما خَلَفٌ مِنْكِ یا أَسماءُ فاعْتَرِفی، مِعَنَّة البَیْتِ تَمْری نِعْمةَ البَعَلِ أَی تجحدها، و قال عُرْفُطة بن عبد الله الأَسَدی: أَ كُلَّ عِشاءٍ مِنْ أُمَیْمةَ طائفُ، كَذِی الدَّیْنِ لا یَمْری، و لا هو عارِفُ؟ أَی لا یَجْحَد و لا یَعْترف. و مَارَیْتُ الرجلَ أُمَارِیه مِراءً إِذا جادلته. و المِرْیةُ و المُرْیَةُ: الشَّكُّ و الجدَل، بالكسر و الضم، و قرئَ بهما قوله عز و جل: فَلٰا تَكُ فِی مِرْیَةٍ مِنْهُ؛ قال ثعلب: هما لغتان، قال: و أَما مِرْیَةُ الناقة فلیس فیه إِلا الكسر، و الضم غلط. قال ابن بری: یعنی مَسْحَ الضَّرْعِ لتَدُرَّ الناقةُ، قال: و قال ابن درید مُرْیَة الناقةِ، بالضم، و هی اللغة العالیة؛ و أَنشد: شامِذاً تَتَّقی المُبِسَّ علی المُرْیَةِ، كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذی الطُّلَّاء
لسان العرب، ج‌15، ص: 278
شبه «2» بناقة قد شَمَذَتْ بذَنَبها أَی رفعته، و الصِّرْف: صِبْغٌ أَحمر، و الطُّلَّاء: الدم. و الامْتِرَاءُ فی الشی‌ءِ: الشَّكُّ فیه، و كذلك التَّماری. و المِراءُ: المُماراةُ و الجدَل، و المِراءُ أَیضاً: من الامْتِراءِ و الشكِّ. و فی التنزیل العزیز: فَلٰا تُمٰارِ فِیهِمْ إِلّٰا مِرٰاءً ظٰاهِراً؛ قال: و أَصله فی اللغة الجِدال و أَن یَستخرج الرجلُ من مُناظره كلاماً و معانی الخصومة و غیرها منْ مَرَیْتُ الشاةَ إِذا حلبتها و استخرجت لبنها، و قد مَارَاهُ مُمَاراةً و مِیراءً. و امْتَرَی فیه و تَمَارَی: شَكَّ؛ قال سیبویه: و هذا من الأَفعال التی تكون للواحد. و قوله‌فی صفة سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: لا یُشاری و لا یُمَارِی؛ یُشاری: یَسْتَشْری بالشر، و لا یُمَارِی: لا یُدافع عن الحق و لا یردّد الكلام. و قوله عز و جل: أَ فَتُمٰارُونَهُ عَلیٰ مٰا یَریٰ، و قرئَ: أَ فتَمْرُونَه علی ما یَرَی؛ فمن قرأَ أَ فَتُمٰارُونَهُ فمعناه أَ فتجادلونه فی أَنه رأَی الله عز و جل بقلبه و أَنه رأَی الكُبْری من آیاته، قال الفراء: و هی قراءة العوام، و من قرأَ أَ فتَمرونه فمعناه أَ فتجحدونه، و قال المبرد فی قوله أَ فَتَمْرُونه علی ما یری أَی تدفعونه عما یری، قال: و علی فی موضع عن. و مارَیْتُ الرجلَ و مارَرْتُه إِذا خالفته و تَلَوَّیْتَ علیه، و هو مأْخوذ من مِرار الفَتْل و مِرارِ السِّلسِلة تَلَوِّی حَلَقِها إِذا جُرَّتْ علی الصَّفا. و‌فی الحدیث: سَمِعَتِ الملائكة مثلَ مِرار السلسلة علی الصفا.و‌فی حدیث الأَسود «3»: أَنه سأَل عن رجل فقال ما فَعَلَ الذی كانت امرأَتُه تُشارُّه و تُماریه؟و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لا تُماروا فی القرآن فإِنَّ مِراءً فیه كُفْرٌ؛ المِراءُ: الجدال. و التَّماری و المُمَارَاة: المجادلة علی مذهب الشك و الرِّیبة، و یقال للمناظرة مُمَارَاة لأَن كل واحد منهما یستخرج ما عند صاحبه و یَمْتَریه به كما یَمْتری الحالبُ اللبنَ من الضَّرْع؛ قال أَبو عبید: لیس وجه الحدیث عندنا علی الاختلاف فی التأْویل، و لكنه عندنا علی الاختلاف فی اللفظ، و هو أَن یقرأَ الرجل علی حرف فیقول له الآخر لیس هو هكذا و لكنه علی خلافه، و قد أَنزلهما الله عز و جل كلیهما، و كلاهما منزل مقروءٌ به، یُعلم ذلك‌بحدیث سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: نزل القرآن علی سبعة أَحرف، فإِذا جحد كل واحد منهما قراءَة صاحبه لم یُؤْمَنْ أَن یَكونَ ذلك قد أَخْرَجه إِلی الكُفر لأَنه نَفی حَرفاً أَنزله الله علی نبیه، صلی الله علیه و سلم؛ قال ابن الأَثیر: و التنكیر فی المِراء إِیذاناً بأَن شیئاً منه كُفْرٌ فَضلًا عمَّا زاد علیه، قال: و قیل إِنما جاء هذا فی الجِدال و المِراء فی الآیات التی فیها ذكر القَدَر و نحوه من المعانی، علی مذهب أَهل الكلام و أَصحاب الأَهْواءِ و الآراءِ، دون ما تَضمَّنته من الأَحكام و أَبواب الحَلال و الحرام، فإِن ذلك قد جَری بین الصحابة فمَن بعدهم مِن العلماء، رضی الله عنهم أَجمعین، و ذلك فیما یكون الغَرَضُ منه و الباعِثُ علیه ظُهورَ الحق لیُتَّبَع دون الغَلَبة و التَّعْجِیز. اللیث: المِرْیةُ الشَّكُّ، و منه الامْتراء و التَّماری فی القُرآن، یقال: تَماری یَتَماری تَمارِیاً، و امْتَرَی امْتِراءً إِذا شكَّ. و قال الفراءُ فی قوله عز و جل: فَبِأَیِّ آلٰاءِ رَبِّكَ تَتَمٰاریٰ؛ یقول: بأَیِّ نِعْمةِ رَبِّك تُكَذِّبُ أَنها لیست منه، و كذلك قوله عز و جل: فَتَمٰارَوْا بِالنُّذُرِ؛ و قال الزجاج: و المعنی أَیها الإِنسان بأَیِّ نعمة ربك التی تدلك علی أَنه واحد تتشكك.
(2). قوله [شبه] أی الشاعر الحرباء بناقة إلخ كما یؤخذ من مادة ش م ذ. (3). قوله [و فی حدیث الأسود] كذا فی الأصل، و لم نجده إلا فی مادة مرر من النهایة بلفظ تمارّه و تشارّه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 279
الأَصمعی: القَطاةُ المارِیَّةُ، بتشدید الیاء، هی المَلْساءُ المُكْتنزة اللحم. و قال أَبو عمرو: القَطاة المارِیةُ، بالتخفیف، و هی لُؤْلُؤیَّة اللون. ابن سیدة: الماریَّة، بتشدید الیاء، من القَطا المَلْساء. و امرأَة مارِیَّةٌ: بیضاء برّاقة. قال الأَصمعی: لا أَعلم أَحداً أَتی بهذه اللفظة إِلَّا ابن أَحمر، و لها أَخوات مذكورة فی مواضعها. و المَری‌ء: رأْس المَعِدة و الكَرِش اللَّازِقُ بالحلْقُوم و منه یدخل الطعام فی البطن، قال أَبو منصور: أَقرأَنی أَبو بكر الإِیادیُّ المَری‌ءَ لأَبی عبید فهمزه بلا تشدید، قال: و أَقرأَنیه المنذری المَرِیُّ لأَبی الهیثم فلم یهمزه و شدد الیاءَ. و المارِیُّ: ولد البقرة الأَبیضُ الأَمْلَس. و المُمْرِیةُ من البقر: التی لها ولد ماریٌّ أَی بَرَّاقٌ. و المارِیَّةُ: البراقة اللَّونِ. و المارِیَّةُ: البقرة الوحشیة؛ أَنشد أَبو زید لابن أَحمر.مارِیَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها طَلٌّ، و بَنَّس عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ «1» و قال الجعدی: كَمُمْرِیةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ أَنامَتْ بِذی الدَّنَّیْنِ، بالصَّیْفِ، جُؤْذَرا ابن الأَعرابی: المارِیَّةُ بتشدید الیاء. ابن بزرج: المارِیُّ الثوب الخَلَقُ؛ و أَنشد: قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المَارِیِّ و یقال: مَراهُ مائةَ سوْطٍ و مَراهُ مائةَ دِرْهم إِذا نَقَده إِیّاها. و مارِیةُ: اسم امرأَة، و هی مارِیةُ بنت أَرْقَمَ بن ثَعْلبةَ بن عَمرو بن جَفْنَة بن عَوْف بن عَمرو بن رَبیعة بن حارِثة بن عَمروٍ مُزَیْقِیاء بن عامر، و ابنها الحرث الأَعرج الذی عناه حَسَّانُ بقوله: أَوْلادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِیهِمِ، قَبْرِ ابنِ مارِیةَ الكَریمِ المُفْضِلِ و قال ابن بری: هی مارِیةُ بنتُ الأَرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جَفْنة بن عمرو، و هو مُزَیقیاء بن عامر، و هو ماءُ السماء بن حارثة، و هو الغِطْریفُ بن إمْرئ القیس، و هو البِطْریقُ بن ثعلبة، و هو البُهْلُول بن مازن، و هو الشَّدَّاخُ، و إِلیه جِماعُ نَسَب غَسَّان بن الأَزْد، و هی القبیلة المشهورة، فأَما العَنْقاء فهو ثعلبة بن عمرو مزیقیاء. و فی المثل: خُذْه و لو بقُرْطَیْ مارِیةَ؛ یضرب ذلك مثلًا فی الشی‌ء یُؤمَر بأَخْذه علی كل حال، و كان فی قُرْطَیْها مائتا دینار. و المُرِیُّ: معروف، قال أَبو منصور: لا أَدری أَ عربی أَم دخیل؛ قال ابن سیدة: و اشتقه أَبو علی من المَری‌ء، فإِن كان ذلك فلیس من هذا الباب، و قد تقدم فی مرر، و ذكره الجوهری هناك. ابن الأَعرابی: المَری‌ءُ الطعام «2» الخفیف، و المَری الرجل المقبول فی خَلْقه و خُلُقه. التهذیب: و جمع المِرْآةِ مَراءٍ مثل مَراعٍ، و العوام یقولون فی جمعها مَرایا، و هو خطأٌ، و الله أَعلم.

مزا؛ ج15، ص: 279

: مَزا مَزْواً: تكبر. و المَزْو و المَزْیُ و المَزیَّة فی كل شی‌ء: التَّمام و الكمَال. و تَمازَی القومُ: تَفاضَلُوا. و أَمْزَیْته علیه: فَضَّلته؛ عن ابن الأَعرابی، و أَباها ثعلب. و المَزِیَّةُ: الفَضِیلة. یقال:
(1). قوله [أوردها] كذا بالأصل هنا، و تقدم فی ب ن س أوّدها و كذلك هو فی المحكم هناك غیر أنه تحرف فی تلك المادة من اللسان ماریة بماویة. (2). قوله [المری‌ء الطعام] كذا بالأصل مهموزاً و لیس هو من هذا الباب. و قوله [المری الرجل] كذا فی الأصل بلا ضبط و لعله بوزن ما قبله.
لسان العرب، ج‌15، ص: 280
له علیه مَزِیَّةٌ، قال: و لا یُبْنی منه فعل. ابن الأَعرابی: یقال له عندی قَفِیَّةٌ و مَزِیَّةٌ إِذا كانت له منزلة لیست لغیره. و یقال: أَقْفَیْتُه، و لا یقال أَمزَیْتُه. و فی نوادر الأَعراب: یقال هذا سِرْبُ خَیْلِ غارةٍ قد وقَعَت علی مَزایاها أَی علی مَواقِعِها التی یَنْصَبُّ علیها مُتقدِّم و مُتأَخِّر. و یقال: لِفُلانٍ علی فلان مازِیةٌ أَی فَضْلٌ، و كان فلان عَنِّی مازِیةً العامَ و قاصِیةً و كالِیةً و زاكِیةً. و قَعَد فلان عنی مازِیاً و مُتَمازِیاً أَی مخالفاً بعیداً. و المَزِیَّةُ: الطعام یُخص به الرجل؛ عن ثعلب.

مسا؛ ج15، ص: 280

: مَسَوْتُ علی الناقة و مَسَوْتُ رَحِمَها أَمْسُوها مَسْواً كلاهما إِذا أَدخَلْتَ یدك فی حیائها فَنَقَّیْته. الجوهری: المَسْیُ إِخْراج النُّطْفة من الرَّحِم علی ما ذكرناه فی مَسَط، یقال: مَساه یَمْسِیه؛ قال رؤبة: یَسطُو علی أُمِّك سَطْوَ الماسِی قال ابن بری: صوابه‌فاسْطُ علی أُمك … لأَن قبله: إِنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِك فی مَسْماسِ «1» و المسْماسُ: اخْتِلاطُ الأَمْر و التِباسُه؛ قال ذو الرمة: مَسَتْهُنَّ أَیامُ العُبورِ، و طُولُ ما خَبَطْن الصُّوَی، بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ ابن الأَعرابی: یقال مَسَی یَمْسِی مَسْیاً إِذا ساءَ خُلُقُه بعد حُسْن. و مَسا و أَمْسی و مَسَّی كله إِذا وعَدَك بأَمر ثم أَبْطَأَ عنك. و مَسَیْتُ الناقةَ إِذا سطوت علیها و أَخرجت ولدها. و المَسْیُ: لغة فی المَسْو إِذا مَسَطَ الناقة، یقال: مَسَیْتُها و مَسَوْتُها. و مَسَیْتُ الناقَة و الفَرس و مَسَیْتُ علیهما مَسْیاً فیهما إِذا سَطَوْت علیهما، و هو إِذا أَدْخَلْت یدك فی رحمها فاستخرجت ماء الفحل و الولد، و فی موضع آخر: اسْتِلآماً للفحل كَراهةَ أَن تَحْمِل له؛ و قال اللحیانی: هو إِذا أَدخلت یدك فی رحمها فنقَّیْتَها لا أَدری أَ من نُطفة أَم من غیر ذلك. و كل اسْتِلالٍ مَسْیٌ. و المَساء: ضد الصَّباح. و الإِمْساء: نَقِیض الإِصْباح. قال سیبویه: قالوا الصَّباح و المَساء كما قالوا البیاض و السواد. و لقیته صباحَ مَساءَ: مبنی، و صَباحَ مَساءٍ: مضاف؛ حكاه سیبویه، و الجمع أَمْسِیة؛ عن ابن الأَعرابی. و قال اللحیانی: یقولون إِذا تَطَیَّروا من الإِنسان و غیره مَساءُ الله لا مساؤك، و إن شئت نصبت. و المُسْیُ و المِسْیُ: كالمَساء. و المُسْیُ: من المَساء كالصُّبْح من الصَّباحِ. و المُمْسی: كالمُصْبَح، و أَمْسَینا مُمْسًی؛ قال أُمیة بن أَبی الصلت: الحمدُ لله مُمْسانا و مُصْبَحَنا، بالخَیْرِ صَبَّحَنا رَبی و مَسَّانا و هما مصدران و موضعان أَیضاً؛ قال إمرؤ القیس یصف جاریة: تُضی‌ءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ، كأَنها مَنارةُ مُمْسی راهِبٍ مُتَبَتِّلِ یرید صومعته حیث یُمسی فیها، و الاسم المُسْیُ و الصُّبْح؛ قال الأَضبط بن قریع السعدی: لكلّ هَمٍّ من الأُمُورِ سَعَهْ، و المُسْیُ و الصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ و یقال: أَتیته لِمُسْیِ خامسةٍ، بالضم، و الكسر لغة. و أَتَیته مُسَیّاناً، و هو تصغیر مَساء، و أَتیته أُصْبوحة كل یوم و أُمْسِیَّةَ كل یوم. و أَتیته مُسِیَّ أَمْسِ «2» أَی
(1). قوله [فی مسماس] ضبط فی الأصل و الصحاح هنا و فی مادة م س س بفتح المیم كما تری، و نقله الصاغانی هناك عن الجوهری مضبوطاً بالفتح و أنشده هنا بكسر المیم. و عبارة القاموس هناك: و المسماس، بالكسر، و المسمسة اختلاط إلخ و لم یتعرض الشارح له. (2). قوله [أتیته مسی أمس] كذا ضبط فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 281
أَمْسِ عند المَساء. ابن سیدة: أَتیتُه مَساء أَمْسِ و مُسْیَه و مِسْیَه و أَمْسِیَّتَه، و جئته مُسَیَّاناتٍ كقولك مُغَیْرِباناتٍ نادر، و لا یستعمل إِلا ظرفاً. و المَساء: بعد الظهر إِلی صلاة المغرب، و قال بعضهم إِلی نصف اللیل. و قول الناس كیف أَمْسَیتَ أَی كیف أَنت فی وقت المَساء. و مَسَّیْتُ فلاناً: قلت له كیف أَمْسَیْتَ. و أَمْسَیْنا نحن: صِرْنا فی وقت المَساءِ؛ و قوله: حتی إِذا ما أَمْسَجَتْ و أَمْسَجا إِنما أَراد حتی إِذا أَمْسَتْ و أَمْسی، فأَبدل مكان الیاء حرفاً جَلْداً شبیهاً بها لتصح له القافیة و الوزن؛ قال ابن جنی: و هذا أَحد ما یدلُّ علی أَن ما یُدَّعی من أَن أَصل رَمَت و غَزَت رَمَیَت و غَزَوَتْ و أَعْطَتْ أَعْطَیَتْ و اسْتَقْصَت اسْتَقْصَیَت و أَمْسَتْ أَمْسَیَتْ، أَ لا تری أَنه لما أَبدل الیاء من أَمْسَیَتْ جیماً، و الجیم حرف صحیح یحتمل الحركات و لا یلحقه الانقلاب الذی یلحق الیاءَ و الواو، صحَّحها كما یجب فی الجیم، و لذلك قال أَمْسَجا فدل علی أَن أَصل غَزا غَزَوَ. و قال أَبو عمرو: لقیت من فلان التَّماسِی أَی الدَّواهی، لا یعرف واحده و أَنشد لمرداس: أُداوِرُها كیْما تَلِینَ، و إِنَّنی لأَلْقی، علی العِلَّاتِ منها، التَّماسِیا و یقال: مَسَیْتُ الشی‌ءَ مَسْیاً إِذا انتزعته؛ قال ذو الرمة: یَكادُ المِراحُ العَرْبُ یَمْسِی غُروضَها، و قد جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ و قال ابن الأَعرابی: أَمْسی فلانٌ فلاناً إِذا أَعانَه بشی‌ء. و قال أَبو زید: رَكِبَ فلان مَساء الطریق إِذا ركب وسَط الطریق. و ماسی فلان فلاناً إِذا سَخِرَ منه، و ساماهُ إِذا فاخَره. و رجل ماسٍ، علی مثال ماشٍ: لا یَلْتَفِتُ إِلی موعظة أَحد و لا یقبل قوله. و قال أَبو عبید: رجل ماسٌ علی مثال مالٍ، و هو خطأٌ. و یقال: ما أَمْساهُ، قال الأَزهری: كأَنه مقلوب كما قالوا هارٍ و هارٌ و هائرٌ، و مثله رجل شاكی السِّلاحِ و شاكٌ، قال أَبو منصور: و یحتمل أَن یكون الماسُ فی الأَصل ماسِیاً، و هو مهموز فی الأَصل. و یقال: رجل ماسٌ أَی خفیفٌ، و ما أَمْساه أَی ما أَخَفَّه، و الله أَعلم.

مشی؛ ج15، ص: 281

: المَشی: معروف، مَشی یَمْشی مَشْیاً، و الاسم المِشْیَة؛ عن اللحیانی، و تَمَشَّی و مَشَّی تَمْشِیَةً؛ قال الحطیئة: عَفا مُسْحُلانٌ من سُلَیْمی فحامِرُهْ، تَمَشَّی به ظِلْمانُه و جَآذِرُهْ و أَنشد الأَخفش للشماخ: و دَوِّیَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّی نَعامُها، كمَشْیِ النَّصاری فی خِفافِ الأَرَنْدَجِ و قال آخر: و لا تَمَشَّی فی فضاءٍ بُعْداً قال ابن بری: و مثله قول الآخر: تَمَشَّی بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، كأَنْ بَطْنُ حُبْلی ذاتِ أَوْنَین مُتْئِمِ و أَمْشاهُ هو و مَشَّاهُ، و تَمَشَّتْ فیه حُمَیَّا الكأْس. و المِشْیَةُ: ضَرْب من المَشْی إِذا مَشی. و حكی سیبویه: أَتیته مَشْیاً، جاؤوا بالمصدر علی غیر فِعْله، و لیس فی كل شی‌ءٍ یقال ذلك، إِنما یحكی منه ما سُمع. و حكی اللحیانی أَن نساءَ الأَعراب یقلن فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 282
الأُخَذ: أَخَّذْته بدُبَّاءِ مُمَلإٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاءٍ فلا یزال فی تِمْشاءٍ، ثم فسره فقال: التِّمْشاءُ المَشی. قال ابن سیدة: و عندی أَنه لا یستعمل إِلا فی الأُخْذة. و كل مستمرٍّ ماشٍ و إِن لم یكن من الحیوان فیقال: قد مَشَی هذا الأَمر. و‌فی حدیث القاسم بن محمد فی رجل نَذَرَ أَن یَحُجَّ ماشِیاً فأَعْیا قال: یَمْشِی ما رَكِب و یركَبُ ما مَشی‌أَی أَنه یَنْفُذُ لوجهه ثم یعُود من قابل فیركب إِلی الموضع الذی عَجَز فیه عن المَشْی ثم یَمْشی من ذلك الموضع كلَّ ما ركِب فیه من طریقه. و المَشَّاءُ: الذی یَمْشِی بین الناس بالنَّمِیمة. و المُشَاةُ: الوُشاة. و المَاشِیَةُ: الإِبل و الغنم معروفة، و الجمع المَوَاشِی اسم یقع علی الإِبل و البقر و الغنم؛ قال ابن الأَثیر: و أَكثر ما یستعمل فی الغنم. و مَشَتْ مَشَاء: كثُرت أَولادُها. و یقال: مَشَتْ إِبل بنی فلان تَمْشی مَشَاء إِذا كثرت. و المَشَاء: النَّماء، و منه قیل المَاشِیَةُ. و كلُّ ما یكون سائمةً للنسل و القِنْیة من إِبل و شاءٍ و بقر فهی مَاشِیَةٌ. و أَصل المَشَاء النَّماء و الكثرة و التَّناسُل؛ و قال الراجز: مِثْلِیَ لا یُحْسِنُ قَوْلًا فَعْفَعِی، العَیْرُ لا یَمْشِی مع الهَمَلَّعِ، لا تأْمُرِینی ببناتِ أَسْفَعِ یعنی الغنم. و أَسْفَع: اسم كَبْش. ابن السكیت: المَاشِیةُ تكون من الإِبل و الغنم. یقال: قد أَمْشَی الرجل إِذا كثرَت ماشِیَتُه. و مَشَت الماشِیةُ إِذا كثرت أَولادُها؛ قال النابغة الذبیانی: فكُلُّ قَرینةٍ و مَقَرِّ إِلْفٍ مُفارِقُه إِلی الشَّحَطِ، القَرِینُ و كلُّ فَتًی، و إِن أَثْرَی و أَمْشَی، ستَخْلِجُه، عن الدُّنْیا، مَنُونُ و كلُّ فَتًی، بما عَمِلتْ یَداهُ، و ما أَجْرَتْ عَوامِلُه، رَهِینُ و‌فی الحدیث: أَن إِسمعیلَ أَتی إِسحقَ، علیهما السلام، فقال له إِنَّا لم نَرِثْ من أَبینا مالًا و قد أَثْریْتَ و أَمْشَیْتَ فأَفِئْ علیَّ مما أَفاء اللهُ علیك، فقال: أَ لم تَرْضَ أَنی لم أَسْتَعْبِدْك حتی تَجِیئنی فتَسأَلنی المالَ؟قوله: أَثْرَیْتَ و أَمْشَیْتَ أَی كثُر ثَراكَ أَی مالُك و كثُرت ماشیتُك، و قوله: لم أَسْتَعْبِدْك أَی لم أَتَّخِذْكَ عبداً، قیل: كانوا یَسْتَعْبدون أَولادَ الإِماء؛ و كانت أُمُّ إِسمعیل أَمة، و هی هاجَر، و أُمُّ إِسحق حُرَّة، و هی سارةُ. و ناقةٌ مَاشِیَةٌ: كثیرة الأَولاد. و المَشَاء: تَناسُل المالِ و كثرته، و قد أَمْشَی القَوْمُ و امْتَشَوْا؛ قال طُرَیْحٌ: فأَنْتَ غَیْثُهُمُ نفْعاً و طَوْدُهُمُ دَفْعاً، إِذا ما مَرادُ المُمْتَشِی جَدَبا و أَفْشَی الرجلُ و أَمْشَی و أَوْشَی إِذا كثر ماله، و هو الفَشاء و المَشَاء، ممدود. اللیث: المَشَاء، ممدود، فعل الماشیة، تقول: إِن فلاناً لَذُو مَشَاءٍ و ماشِیةٍ. و أَمْشَی فلان: كثرت ماشیتُه؛ و أَنشد للحطیئة: فَیَبْنی مَجْدَها و یُقِیمُ فیها، و یَمْشِی، إِن أُرِیدَ به المَشاءُ قال أَبو الهَیثَم: یَمْشِی یكثُر. و مَشَی علی آلِ فلان مالٌ: تَناتَجَ و كثُر. و مالٌ ذو مَشَاء أَی نَماء یَتَناسَلُ. و امرأَة ماشِیَةٌ: كثیرة الولد. و قد مَشَتِ المرأَةُ تَمْشِی مَشَاء، ممدود، إِذا كثر ولدها، و كذلك المَاشِیَةُ إِذا كثر نسلها؛ و قول كثیر:
لسان العرب، ج‌15، ص: 283
یَمُجُّ النَّدَی لا یذكرُ السَّیرَ أَهْلُه، و لا یَرْجِعُ المَاشِی به، و هْوَ جادِبُ یعنی بالمَاشِی الذی یَسْتَقْرِیه؛ التفسیر لأَبی حنیفة. و مَشَی بطنُه مَشْیاً: اسْتَطْلَق. و المَشِیُّ و المَشِیَّة: اسم الدواء. و شربت مَشِیّاً و مَشُوًّا و مَشْواً، الأَخیرتان نادرتان، فأَما مَشُوٌّ فإِنهم أَبدلوا فیه الیاء واواً لأَنهم أَرادوا بناء فَعُول فكرهوا أَن یلتبس بفَعِیل، و أَمَّا مَشْوٌ فإِنَّ مثل هذا إِنما یأْتی علی فَعُول كالقَیُوء. التهذیب: و المَشَاء، ممدود، و هو المَشُوُّ و المَشِیُّ، یقال: شَرِبت مَشُوًّا و مَشِیًّا و مَشَاء؛ أَو استطلاقُ البطن، و الفعل اسْتَمْشَی إِذا شَرِبَ المَشِیَّ، و الدَّواء یُمْشِیه. و‌فی حدیث أَسماء: قال لها بِم تَسْتَمْشِینَ‌أَی بمَ تُسْهِلِینَ بَطْنَكِ؟ قال: و یجوز أَن یكون أَراد المَشْی الذی یَعْرِض عند شُرْب الدواء إِلی المَخْرج. ابن السكیت: شربت مَشُوًّا و مَشاء و مَشِیّاً، و هو الدواء الذی یُسهل مثل الحَسُوِّ و الحَساء؛ قاله بفتح المیم و ذكر المَشِیَّ أَیضاً، و هو صحیح، و سُمی بذلك لأَنه یحمل شاربه علی المَشْی و التَّرَدُّد إِلی الخلاء، و لا تقل شربت دواء المَشْیِ. و یقال: اسْتَمْشَیْتُ و أَمْشَانِی الدَّواء. و‌فی الحدیث: خیر ما تداوَیْتم به المَشِیُّ.ابن سیدة: المَشْوُ و المَشُوُّ الدَّواء المُسْهِل؛ قال: شَرِبْتُ مَشْواً طَعْمه كالشَّرْیِ قال ابن درید: و المَشْیُ خطأٌ، قال: و قد حكاه أَبو عبید. قال ابن سیدة: و الواو عندی فی المَشُوِّ معاقبة فبابه الیاء. أَبو زید: شربت مَشِیّاً فَمَشَیْت عنه مَشْیاً كثیراً. قال ابن بری: المَشِیُّ، بیاء مشدَّدة، الدواء، و المَشْیُ، بیاء واحدة: اسم لما یجی‌ء من شاربه؛ قال الراجز: شَرِبْتُ مُرًّا مِن دواءِ المَشْیِ، مِنْ وَجَعٍ بِخَثْلَتی و حَقْوِی ابن الأَعرابی: أَمْشَی الرجلُ یُمْشِی إِذا أَنْجَی دَواؤه «3»، و مَشَی یَمْشِی بالنَّمائم. و المَشا: نبت یشبه الجَزَر، واحدته مَشاةٌ. ابن الأَعرابی: المَشا الجَزَرُ الذی یُؤكل، و هو الإِصْطَفْلِینُ: و ذات المَشا: موضع؛ قال الأَخطل: أَجَدُّوا نَجاءً غَیَّبَتْهُمْ، عَشِیَّةً، خَمائِلُ من ذاتِ المَشا و هُجُولُ

مصا؛ ج15، ص: 283

: أَبو عمرو: المَصْواء من النساء التی لا لحم علی فَخِذیها. الفراء: المَصْواء الدُّبُر؛ و أَنشد: و بَلَّ حِنْوَ السَّرْجِ مِنْ مَصْوائِه أَبو عبیدة و الأَصمعی: المَصْواء الرَّسْحاء. و المُصایةُ: القارُورةُ الصغیرة و الحَوْجَلةُ الكبیرة.

مضی؛ ج15، ص: 283

: مَضَی الشی‌ءُ یَمْضِی مُضِیّاً و مَضاء و مُضُوًّا: خلا و ذهب؛ الأَخیرة علی البدل. و مَضَی فی الأَمر و علی الأَمر مُضوًّا، و أَمْرٌ مَمْضُوٌّ علیه، نادر جِی‌ء به فی باب فَعُول بفتح الفاء. و مَضَی بِسَبیله: مات. و مَضَی فی الأَمر مَضاء: نَفَذَ. و أَمْضَی الأَمرَ: أَنفذه. و أَمِضَیت الأَمرَ: أَنفذته. و‌فی الحدیث: لیسَ لَك من مالِكَ إِلا ما تَصَدَّقْت فأَمْضَیْت‌أَی أَنْفَذْتَ فیه عَطاءَك و لم تتوقف فیه. و مَضَی السیفُ مَضاءً: قطع؛ قال الجوهری: و قول جَریر: فَیَوْماً یُجازِینَ الهَوی غَیْرَ ماضِیٍ، و یَوْماً تُرَی مِنْهُنَّ غُولٌ تُغَوَّلُ
(3). قوله [أنجی دواؤه] فی القاموس و التكملة: ارتجی دواؤه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 284
قال: فإِنما ردَّه إِلی أَصله للضرورة لأَنه یجوز فی الشعر أَن یُجری الحرفُ المُعتلُّ مُجری الحرف الصحیح من جمیع الوجوه لأَنه الأَصل؛ قال ابن بری: و روی … یُجارِینَ …، بالراء و مُجاراتُهنَّ الهَوی یعنی بأَلسِنَتِهنَّ أَی یُجاریِنَ الهَوی بأَلسنتهنَّ و لا یُمْضِینَه، قال: و یروی … غیرَ ما صِباً أَی من غیر صِباً منهن إِلیَّ؛ و قال ابن القطاع: الصحیح … غیر ما صباً، قال: و قد صحَّفه جماعة. و مَضَیْتُ علی الأَمر مُضِیّاً و مَضَوْتُ علی الأَمر مَضُوًّا و مُضُوًّا مثل الوَقُودِ و الصعودِ، و هذا أَمرٌ مَمْضُوٌّ علیه، و التَّمَضِّی تَفَعُّل منه، قال: أَصْبَحَ جِیرانُكَ، بَعْدَ الخَفْضِ، یُهْدِی السَّلامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ و قَرَّبوا، لِلْبَیْنِ و التَّمَضِّی، جَوْلَ مَخاضٍ كالرَّدَی المُنْقَضِّ الجَوْلُ: ثلاثون من الإِبل. و المُضَواء: التَّقدُّم؛ قال القطامی: فإِذا خَنَسْنَ مَضَی علی مُضَوائِه، و إِذا لَحِقْنَ به أَصَبْنَ طِعانا و ذكر أَبو عبید مُضَواء فی باب فُعَلاء و أَنشد البیت، و قال بعضهم: أَصلها مُضَیاء فأَبدلوه إِبدالًا شاذّاً، أَرادوا أَن یُعَوِّضوا الواو من كثرة دخول الیاء علیها. و مَضی و تَمَضَّی: تقدَّم؛ قال عمرو بن شاس: تَمَضَّتْ إِلیْنا لم یرِبْ عَیْنَها القَذی بكَثْرةِ نِیرانٍ، و ظَلْماءَ حِنْدِسِ یقال: مَضَیْت بالمكان و مَضَیْتُ علیه. و یقال: مَضَیْتُ بَیْعِی «1» أَجَزْتُه. و المَضَاءُ: اسم رجل، و هو المَضَاء بن أَبی نُخَیْلةَ یقول فیه أَبوه: یا رَبِّ مَنْ عابَ المَضَاءَ أَبَدا، فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضاءِ ولدا و الفرس یكنی أَبا المَضَاء.

مطا؛ ج15، ص: 284

: المَطْوُ: الجِدُّ و النَّجاء فی السیر، و قد مَطا مَطْواً؛ قال إمرؤُ القیس: مَطَوْتُ بهم حتَّی یَكِلَّ غَرِیُّهُمْ، و حتَّی الجِیادُ ما یُقَدْنَ بأَرْسانِ «2» و مَطا إِذا فتح عینیه، و أَصل المَطْو المدّ فی هذا. و مَطا إِذا تَمَطَّی. و مَطا الشی‌ءَ مَطْواً: مدَّه. و مَطا بالقوم مَطْواً: مدَّ بهم. و تَمَطَّی الرجل: تَمدَّد. و التَّمَطِّی: التبختر و مَدُّ الیدین فی المشی، و یقال التَّمَطِّی مأْخوذ من المَطِیطةِ و هو الماءُ الخاثر فی أَسفل الحوض لأَنه یَتَمَطَّطُ أَی یتمَدَّد، و هو مثل تَظَنَّیْتُ من الظَّنِّ و تَقَضَّیْتُ من التَّقَضُّض، و المُطَواءُ من التَّمَطِّی علی وزن الغُلَواءِ، و ذكر ابن بری المَطا التَّمَطِّی؛ قال ذَرْوةُ بن جُحْفةَ الصَّمُوتی: شَمَمْتُها إِذْ كَرِهَتْ شَمِیمِی، فَهْیَ تَمَطَّی كمَطا المَحْمُومِ و إِذا تَمَطَّی علی الحُمَّی فذلك المُطَواءُ، و قد تقدَّم تفسیر المَطِیطاء و هو الخُیَلاءُ و التَّبَخْتُر. و‌فی الحدیث: إِذا مَشَتْ أُمَّتی المُطَیْطا، بالمد و القصر؛
(1). قوله [و یقال مضیت بیعی إلخ] كذا بالأصل. و عبارة التهذیب: و یقال أَمْضَیْت بیعی و مَضَیْت علی بیعی أی إلخ. (2). قوله [غریهم] كذا فی الأصل. و عبارة القاموس: الغریّ كغنی الحسن منا و من غیرنا، و بعد هذا فالذی فی الدیوان: حتی تكل مطیهم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 285
هی مِشْیة فیها تَبَخْتُر و مَدُّ الیدین. و یقال: مَطَوْتُ و مَطَطْتُ بمعنی مدَدْت؛ قال ابن الأَثیر: و هی من المصغرات التی لم یستعمل لها مكبر، و الله أَعلم. و قوله تعالی: ثُمَّ ذَهَبَ إِلیٰ أَهْلِهِ یَتَمَطّٰی؛ أَی یتبختر، یكون من المَطِّ و المَطْوِ، و هما المدّ، و یقال: مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً إِذا مدَدْت بهم فی السیر. و‌فی حدیث أَبی بكر، رضی الله عنه: أَنه مَرَّ علی بلال و قد مُطِیَ فی الشمس یُعذَّبُ فاشتراه و أَعْتَقه؛ معنی مُطِیَ أَی مُدَّ و بُطحَ فی الشمس. و كلُّ شی‌ءٍ مَدَدْتَه فقد مَطَوْتَه؛ و منه المَطْوُ فی السَّیْر. و مَطا الرجلُ یَمْطو إِذا سارَ سیراً حسَناً؛ قال رؤبة: به تَمَطَّت غَوْلَ كلِّ مِیلَهِ، بنا حَراجِیجُ المَطِیِّ النُّفَّهِ تَمَطَّتْ بنا أَی سارَتْ بنا سَیْراً طَویلًا ممدوداً؛ و یروی: بنا حراجِیجُ المَهاری النُّفَّهِ و قوله أَنشده ثعلب: تَمَطَّتْ به أُمُّه فی النِّفاس، فلیسَ بِیَتْنٍ و لا تَوْأَمِ فسَّره فقال: یرید أَنها زادت علی تسعة أَشهر حتی نَضَّجَتْهُ و جرَّتْ حَمْلَه؛ و قال الآخر: تَمَطَّتْ به بَیْضاءُ فَرْعٌ نَجِیبةٌ هِجانٌ، و بَعْضُ الوالِداتِ غَرامُ و تَمَتَّی: كَتَمَطَّی علی البدل، و قیل لأَعرابی: ما هذا الأَثر بوجهك؟ فقال: من شِدَّة التَّمَتِّی فی السجود. و تمَطَّی النهارُ: امتدَّ و طال، و قیل: كلُّ ما امْتَدَّ و طال فقد تمَطَّی. و تمَطَّی بهم السَفرُ: امْتَدَّ و طالَ، و تمَطَّی بك العهْدُ كذلك، و الاسم من كل ذلك المُطَوَاءُ. و المَطاةُ و المَطا أَیضاً: التَّمَطِّی؛ عن الزجاجی، حكاه فی الجُمل قرنه بالمَطا الذی هو الظَّهْر. و المَطِیَّةُ من الدَّوابِّ التی تَمُطُّ فی سیرها، و هو مأْخوذ من المَطْوِ أَی المَدّ. قال ابن سیدة: المَطِیَّة من الدَّوابِّ التی تَمْطُو فی سیرها، و جمعها مطایا و مَطِیٌّ؛ و من أَبیات الكتاب: متی أَنامُ لا یُؤَرِّقْنی الكَرِی لیْلًا، و لا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِی قال سیبویه: أَراد لا یُؤَرِّقْنی الكَرِیُّ فاحتاجَ فأَشمَّ الساكنَ الضمة، و إِنما قال سیبویه ذلك لأَن بعده و لا أَسمعُ، و هو فعل مرفوع، فحُكْمُ الأَول الذی عُطف علیه هذا الفعل أَن یكون مرفوعاً، لكن لما لم یمكنه أَن یُخلص الحركة فی یؤرِّقْنی أَشمها و حمل أَسمعُ علیه لأَنه و إِن كانت الحركة مشمة فإِنها فی نیة الإِشباع، و إِنما قلنا فی الإِشمام هنا إِنه ضرورة لأَنه لو قال لا یؤرقنی فأَشبع لخرج من الرجز إِلی الكامل، و محال أَن یجمع بین عروضین مختلفین؛ و أَنشد الأَخفش: أَ لم تَكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلی، أَنَّ مَطایاكَ لَمِنْ خَیْرِ المَطی؟ جعل التی فی موضع یاءٍ فَعِیلٍ القافیة و أَلقی المتحركة لما احتاج إِلی إِلقائها، و قد قال قوم: إِنما أَلقی الزائد و ذلك لیس بحسن لأَنه مستخفٌّ للأَوَّل، و إِنما یَرْتَدِع عند الثانیة، فلما جاءَ لفظ لا یكون مع الأَول تركه كما یقف علی الثقیل بالخفة؛ قال ابن جنی: ذهب الأَخفش فی العلی و المطی إِلی حذف الحرف الأَخیر الذی هو لام و تبقیة یاء فعیل، و إِن كانت
لسان العرب، ج‌15، ص: 286
زائدة، كما ذهب فی نحو مَقُول و مَبیع إِلی حذف العین و إِقرار واو مفعول، و إِن كانت زائدة، إِلا أَن جهة الحذف هنا و هناك مختلفتان لأَن المحذوف من المَطیّ و العلیّ الحرف الآخر، و المحذوف فی مقول لعلة لیست بعلة الحذف فی المطِیّ و العَلیّ، و الذی رآه فی المَطِیّ حسن لأَنك لا تتناكر الیاء الأُولی إِذا كان الوزن قابلًا لها و هی مكلمة له، أَ لا تری أَنها بإِزاءِ نون مستفْعلن؟ و إِنما استغنی الوزن عن الثانیة فإِیاها فاحذف، و رواه قطرب: أَنّ مطایاك …، بفتح أَن مع اللام، و هذا طریق، و الوجه الصحیح كسر إِن لتزول الضرورة، إِلا أَنا سمعناها مفتوحة الهمزة. و قد مَطَتْ مَطْواً. و امْتَطاها: اتخذها مَطِیَّةً. و امْتَطَاها و أَمْطَاها: جعلها مَطِیَّتَه. و المَطِیَّةُ: الناقة التی یُرْكب مَطاها. و المَطِیَّةُ: البعیر یُمْتَطی ظهره، و جمعه المَطَایا، یقع علی الذكر و الأُنثی. الجوهری: المَطِیَّةُ واحدة المَطِیِّ و المَطایا، و المَطِیُّ واحد و جمع، یذكر و یؤنث، و المَطایا فَعالی، أَصله فَعائلُ إِلا أَنه فُعِل به ما فُعِلَ بخَطایا. قال أَبو العمیثل: المطیة تذكر و تؤنث؛ و أَنشد أَبو زید لربیعة بن مَقْرُوم الضَّبِّی جاهلی: و مَطِیّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه یَشْكُو الكَلالَ إِلیَّ دامی الأَظْلَل قال أَبو زید: یقال منه امْتَطَیتها أَی اتخذتها مَطِیَّةً. و قال الأُموی: امْتَطَیْنَاها أَی جعلناها مَطایانا. و‌فی حدیث خزیمة: تَرَكَتِ المُخَّ راراً و المَطِیَّ هاراً؛ المَطِیّ: جمع مطیة و هی الناقة التی یركب مَطاها أَی ظهرها، و یقال: یُمْطِی بها فی السیر أَی یُمَدُّ، و الهارُ: الساقطُ الضعیف. و المَطَا، مقصور: الظَّهر لامتداده، و قیل: هو حَبْل المتن من عَصَب أَو عَقَب أَو لحم، و الجمع أَمْطَاء. و المَطْوُ: جریدة تُشَقُّ بشِقَّیْنِ و یُحْزَم بها القَتُّ من الزرع، و ذلك لامتدادها. و المَطْوُ: الشِّمراخ، بلغة بَلْحَرثِ بن كعب، و كذلك التَّمطِیةُ، و الجمع مِطاء، و المَطا، مقصور: لغة فیه؛ عن ابن الأَعرابی. و قال أَبو حنیفة: المَطْوُ و المِطْوُ، بالكسر، عِذْق النخلة، و الجمع مِطاء مثل جَرْو و جِراء؛ قال ابن بری: شاهد الجمع قول الراجز: تَخَدَّدَ عن كَوافِرِه المِطاء و المَطْوُ و المِطْوُ جمیعاً: الكُباسة و العاسی؛ و أَنشد أَبو زیاد: و هَتَفُوا و صَرَّحُوا یا أَجْلَحْ، و كان هَمّی كلَّ مُطْوٍ أَمْلَحْ كذا أَنشده مُطْو، بالضم، و هذا الرجز أَورده الشیخ محمد بن بری مستشهداً به علی المِطو، بالكسر، و أَورده بالكسر، و رأَیت حاشیة بخط الشیخ رضی الدین الشاطبی، رحمه الله: قال علی بن حمزة البصری و قد جاءَ عن أَبی زیاد الكلابی فیه الضم. و مَطا الرجلُ إِذا أَكل الرطب من الكُباسة. و المِطْوُ: سَبَل الذُّرة. و الأُمْطِیُّ: الذی یُعمل منه العِلْكُ، و اللُّبایةُ شجر الأُمْطِیّ. و مِطْوُ الشی‌ء: نظیره و صاحبه؛ و قال: نادَیْت مِطْوِی، و قد مالَ النهارُ بهمْ، و عَبْرةُ العین جارٍ دَمْعُها سَجمُ و مَطا إِذا صاحبَ صَدِیقاً. و مِطْو الرجل: صدیقُه و صاحبه و نظیره، سَرَوِیَّةٌ، و قیل: مِطْوه صاحبه فی السفر لأَنه كان إِذا قُویِس به فقد مُدَّ معه؛ قال یصف
لسان العرب، ج‌15، ص: 287
سَحاباً، و قال ابن بری: هو لرجل من أَزْد السَّراة یصف برقاً، و ذكر الأَصبهانی أَنه لیعلی بن الأَحول: فَظَلْتُ، لدی البَیْتِ الحَرامِ، أُخِیلُه، و مِطْوایَ مُشْتاقانِ لَهُ أَرِقانِ «3» أَی صاحِبایَ، و معنی أُخِیله أَنظر إِلی مَخِیلته، و الهاءُ عائدة علی البرق فی بیت قبله، و هو: أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونه شَرَوانِ یَمانٍ، و أَهْوَی البَرْقَ كلَّ یَمانِ و المَطا أَیضاً: لغة فیه، و الجمع أَمْطاءٌ و مَطِیٌّ، الأَخیرة اسم للجمع؛ قال أَبو ذؤیب: لقد لاقَ المَطِیَّ بنَجْدِ عُفْرٍ حدیثٌ، إِنْ عَجِبْتَ له، عَجِیبُ و الأُمْطِیُّ: صمغ یؤكل، سمی به لامتداده، و قیل: هو ضرب من نبات الرمل یمتدّ و ینفرش. و قال أَبو حنیفة: الأُمْطِیُّ شجر ینبت فی الرَّمْل قُضْباناً، و له عِلْك یُمْضَغ؛ قال العجاج و وصف ثور وحش: و بالفِرِنْدادِ له أُمطِیُّ و كل ذلك من المَدِّ لأَن العلكَ یَمْتَدّ.

معی؛ ج15، ص: 287

: ابن سیدة: المَعَی و المِعَی من أَعْفاج البطن، مذكر، قال: و رَوی التأْنیث فیه من لا یوثق به، و الجمع الأَمْعَاءُ، و قول القطامی: كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلی، حین ضَمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً و مِعًی جِیاعا أَقام الواحد مقام الجمع كما قال تعالی: نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا. قال الأَزهری عن الفراء: و المِعَی أَكثر الكلام علی تذكیره، یقال: هذا مِعًی و ثلاثة أَمْعَاء، و ربما ذهبوا به إِلی التأْنیث كأَنه واحد دلَّ علی الجمع، و أَنشد بیت القطامی: و مِعًی جِیاعا. و قال اللیث: واحد الأَمْعَاءِ یقال مِعًی و مِعَیان و أَمْعاء، و هو المَصارین. قال الأَزهری: و هو جمیع ما فی البطن مما یتردد فیه من الحَوایا كلها. و‌فی الحدیث: المؤمنُ یأْكل فی مِعًی واحد و الكافر یأْكل فی سبعة أَمْعاءٍ، و هو مَثَل لأَن المؤمن لا یأْكل إِلا من الحلال و یتوقی الحرام و الشبهة، و الكافر لا یبالی ما أَكل و من أَین أَكل و كیف أَكل، و قال أَبو عبید: أُری ذلك لتَسمیة المؤمن عند طَعامه فتكون فیه البركة و الكافر لا یَفعل ذلك، و قیل: إِنه خاص برجل كان یُكثر الأَكل قبل إِسلامه فلما أَسلم نقص أَكله، و یروی أَهل مصر أَنه أَبو بَصْرة الغِفاریّ، قال أَبو عبید: لا نعلم للحدیث وجهاً غیره لأَنا نری من المسلمین من یَكْثُر أَكله و من الكافرین مَن یقلّ أَكله، و حدیث النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، لا خُلْفَ له فلهذا وُجِّه هذا الوجه، قال الأَزهری: و فیه وجه ثالث أَحسَبه الصواب الذی لا یجوز غیره، و هو أَن‌قول النبی، صلی اللَّه علیه و سلم: المؤمن یأْكل فی مِعًی واحد و الكافر یأْكل فی سبعة أَمْعَاءٍ، مَثَلٌ ضربه للمؤمن و زُهْدِه فی الدنیا و قَناعَته بالبُلْغة من العیش و ما أُوتی من الكِفایة، و للكافر و اتساع رَغبته فی الدنیا و حِرْصِه علی جَمْع حُطامها و مَنْعها من حقها مع ما وصَف اللَّهُ تعالی به الكافرَ من حِرْصه علی الحیاة و رُكونه إِلی الدنیا و اغْتِراره بزُخْرُفِها، فالزُّهد فی الدنیا محمود لأَنه من أَخلاق المؤمنین، و الحِرْصُ علیها و جَمْعُ عَرَضِها مذموم لأَنه من أَخلاق الكفار، و لهذا قیل: الرُّغْبُ شُؤْمٌ، لأَنه یحمل صاحبه علی اقتحام النار، و لیس معناه كثرة الأَكل دون اتساع الرغبة فی الدنیا و الحِرْص علی جمعها، فالمراد من الحدیث فی مثل الكافر استكثاره من الدنیا و الزیادةُ
(3). عجز البیت مختلّ الوزن.
لسان العرب، ج‌15، ص: 288
علی الشبع فی الأَكل داخل فیه، و مثَل المؤمن زهدُه فی الدنیا و قلة اكتراثه بأَثاثِها و استعدادُه للموت، و قیل: هو تخصیص للمؤمن و تَحامِی ما یجرُّه الشبع من القَسْوة و طاعةِ الشهوة، و وَصْفُ الكافر بكَثرة الأَكل إِغلاظٌ علی المؤمن و تأْكید لما رُسِمَ له، و اللَّه أَعلم. قال الأَزهری حكایة عن الفراء: جاء فی الحدیث المؤمن یأْكل فی مِعًی واحدةٍ، قال: و مِعًی واحدٌ أَعْجَبُ إِلیَّ. و مِعَی الفأْرة: ضَرْبٌ من رَدِی‌ءِ تَمْرِ الحجاز. و المِعَی مِن مَذانِب الأَرض: كلُّ مِذْنَب بالحَضِیض یُناصِی مِذْنَباً بالسَّنَدِ و الذی فی السَّفْح هو الصُّلْبُ. قال الأَزهری: و قد رأَیت بالصَّمَّان فی قِیعانها مَساكاتٍ للماء و إِخاذاً مُتَحَوِّیة تسمی الأَمْعاء و تسمی الحَوایا، و هی شبه الغُدْران، غیر أَنها مُتضایِقةٌ لا عَرْضَ لها، و رُبما ذَهَبَتْ فی القاع غَلْوَةً. و قال الأَزهری: الأَمْعَاء ما لانَ من الأَرض و انْخَفض، قال رؤبة: یَحْبُو إِلی أَصلابه أَمْعَاؤه قال: و الأَصْلاب ما صَلُبَ من الأَرض. قال أَبو عمرو: و یَحْبُو أَی یَمیلُ، و أَصْلابُه وَسَطُهُ، و أَمْعاؤه أَطْرافُه. و حكی ابن سیدة عن أَبی حنیفة: المِعَی سَهْل بین صُلْبَیْنِ، قال ذو الرمة: بِصُلْبِ المِعَی أَو بُرْقةِ الثَّوْرِ لم یَدَعْ لها جِدَّةً جَوْلُ الصَّبا و الجَنائبِ «1» قال الأَزهری: المِعَی غیر ممدود الواحدة أَظن مِعاةٌ سَهْلة بین صُلْبَیْن، قال ذو الرمة: تراقِبُ بَیْنَ الصُّلْبِ مِنْ جانِبِ المِعَی، مِعَی واحِفٍ، شَمْساً بطیئاً نُزُولُها «2» و قیل: المِعَی مَسِیل الماء بین الحِرار. و قال الأَصمعی: الأَمْعاء مَسایلُ صغار. و المُعَیُّ: اسم مكان أَو رَمْل، قال العجاج: و خِلْتُ أَنْقاء المُعَیِّ رَبْرَبا و قالوا: جاءا مَعاً و جاؤوا مَعاً أَی جمیعاً. قال أَبو الحسن: معاً علی هذا اسم و أَلفه مُنقلبة عن یاء كرَحًی، لأَن انقلاب الأَلف فی هذا الموضع عن الیاء أَكثر من انقلابها عن الواو، و هو قول یونس، و علی هذا یسلم قول حَكِیم بن مُعَیَّة التَّمِیمِی من الإِكْفاء و هو: إِنْ شِئْتِ، یا سَمْراء، أَشْرَفْنَا مَعَا، دَعا كِلانا رَبَّه فأَسْمَعا بالخَیْرِ خَیْراتٍ، و إِن شَرّاً فأَی، و لا أُرِیدُ الشرَّ إِلا أَنْ تَأَی قال لُقمان بن أَوْس بن ربیعة بن مالك بن زید مناة بن غنم: إِن شئت أَشرفْنا كِلانا، فدَعا اللَّهَ جَهْداً رَبَّه، فأَسْمَعا بالخَیرِ خَیراتٍ، و إِن شَرٌّ فأَی، و لا أُریدُ الشرَّ إِلَّا أَن تَأَی و ذلك أَن امرأَة قالت فأَجابها: قَطَّعَكِ اللَّهُ الجَلِیلُ قِطَعَا، فَوْقَ الثُّمامِ قِصَداً مُوَضَّعَا تاللَّهِ ما عَدَّیْتُ إِلَّا رُبَعا، جَمَعْتُ فیه مَهْرَ بِنْتی أَجْمعَا و المَعْوُ: الرُّطب، عن اللحیانی: و أَنشد: تُعَلَّلُ بالنَّهِیدَةِ، حینَ تُمْسِی، و بالمَعْوِ المُكَمَّمِ و القَمِیمِ
(1). قوله" جول" هو روایة المحكم، و فی معجم یاقوت: نسج. (2). قوله" بین الصلب إلخ" كذا فی الأصل و التهذیب، و الذی فی التكملة: تراقب بین الصلب و الهضب و المعی معی واحف شمساً بطیئاً نزولها
لسان العرب، ج‌15، ص: 289
النَّهِیدةُ: الزُّبْدة، و قیل: المَعْو الذی عَمَّه الإِرْطابُ، و قیل: هو التمر الذی أَدرَك كله، واحدته مَعْوةٌ، قال أَبو عبیدة: هو قیاس و لم أَسمعه. قال الأَصمعی: إِذا أَرطب النخل كله فذلك المَعْوُ، و قد أَمْعَتِ النخلة و أَمْعَی النخل. و‌فی الحدیث: رأَی عثمانُ رجُلًا یقطع سَمُرَةً فقال أَ لَسْتَ تَرْعَی مَعْوَتَها‌أَی ثَمَرَتَها إِذا أَدْرَكَتْ، شبَّهها بالمَعْو و هو البُسْرُ إِذا أَرْطَب، قال ابن بری و أَنشد ابن الأَعرابی: یا بِشْرُ یا بشْرُ أَ لا أَنتَ الوَلی، إِنْ مُتُّ فادْفِنِّی بدارِ الزَّیْنَبی، فی رُطَبٍ مَعْوٍ و بِطِّیخٍ طَرِی و المَعْوَة: الرُّطَبة إِذا دَخلها بعض الیبس. الأَزهری: العرب تقول للقوم إِذا أَخصبوا و صَلَحت حالُهم هم فی مِثْلِ المِعَی و الكَرِش، قال الراجز: یا أَیُّهذا النائمُ المُفْتَرِشْ، لستَ علی شی‌ءٍ، فَقُمْ و انْكَمِشْ لستَ كقَوْمٍ أَصْلَحُوا أَمْرَهم، فأَصْبَحُوا مِثْلَ المِعَی و الكَرِشْ و تَمَعَّی الشرُّ: فَشا. و المُعَاء، ممدود: أَصواتُ السَّنانیر. یقال: مَعَا یَمْعُو و مَغا یَمْغُو، لونان أَحدهما یقرب من الآخر و هو أَرفع من الصَّئِیِّ. و المَاعِی: اللَّیِّنُ من الطعام.

مغا؛ ج15، ص: 289

: مَغا السِّنَّوْرُ مَغْواً و مُغُوّاً و مُغاء: صاحَ. الأَزهری: مَعا السنورُ یَمْعُو و مَغا یَمْغو، لونان أَحدهما یقرب من الآخر، و هو أَرفع من الصَّئِیِّ. ابن الأَعرابی: مَغَوْتُ أَمْغُو و مَغَیْتُ أَمْغِی بمعنی نَغَیْتُ.

مقا؛ ج15، ص: 289

: مَقا الفَصیلُ أُمَّه مَقْواً: رَضِعَها رَضْعاً شدیداً. و مَقَوْتُ الشی‌ءَ مَقْواً: جَلَوْتُه، و مَقَیْتُ لغة. و مقوت السیفَ: جلوته. و كذا المرآة و الطَّسْت حتی قالوا مَقا أَسنانه، و مَقْو الطست جَلاؤه، و مَقَوْتُه أَیضاً: غسلته. و‌فی حدیث عائشة و ذكرت عثمان، رضی الله عنهما، فقالت: مَقَوْتُمُوه مَقْوَ الطست ثم قتلتموه، أَرادت أَنهم عَتَبُوه علی أَشیاء فأَعتبهم و أَزال شَكْواهم و خرج نقِیّاً من العَتْب ثم قتلوه بعد ذلك. ابن سیدة: مَقَی الطسْتَ و المِرآة و غیرهما مَقْیاً جَلاها و یَمْقِیها، و مَقَوْت أَسنانی و نَقَّیتها. و قالوا: امْقِه مِقْیَتَك مالك «1» و امْقُه مَقْوَكَ مالَك و مُقاوَتَك مالَك أَی صُنْه صِیانَتَك مالَكَ. و المُقْیَةُ: المَأْقُ؛ عن كراع، و الله أَعلم.

مكا؛ ج15، ص: 289

: المُكاء، مُخفف: الصَّفِیر. مَكا الإِنسان یَمْكُو مَكْواً و مُكاءً: صَفَرَ بفِیه. قال بعضهم: هو أَن یَجمع بین أَصابع یدیه ثم یُدخِلها فی فیه ثم یَصْفِر فیها. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كٰانَ صَلٰاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلّٰا مُكٰاءً وَ تَصْدِیَةً. ابن السكیت: المُكاءُ الصَّفیر، قال: و الأَصوات مضمومة إِلا النِّداء و الغِناء؛ و أَنشد أَبو الهیثم لحسان: صَلاتُهُمُ التَّصَدِّی و المُكاء اللیث: كانوا یطُوفون بالبیت عُراة یَصْفِرُون بأَفواههم و یُصفِّقُون بأَیدیهم. و مَكَتِ اسْتُه تَمْكُو مُكاءً: نَفَخَتْ، و لا یكون ذلك إِلا و هی مَكْشُوفة مفتوحة، و خص بعضهم به
(1). قوله [مقیتك مالك] ضبط فی الأصل مقیتك بالكسر كما تری و فی المحكم أیضاً و التكملة بخط الصاغانی نفسه بالكسر، و قال السید مرتضی بفتح المیم و سكون القاف و كأَنه اتكل علی إطلاق المجد و قلده المصححون الأَول فضبطوه بالفتح.
لسان العرب، ج‌15، ص: 290
اسْتَ الدّابَّة. و المَكْوةُ: الاست، سمیت بذلك لصَفِیرها؛ و قول عنترة یصف رجلًا طَعَنَه: تَمْكُو فَریصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَمِ یعنی طَعْنةً تَنْفَحُ بالدم. و یقال للطعنة إِذا فَهَقَتْ فاها «1»: مَكَتْ تَمْكُو. و المُكَّاء، بالضم و التشدید: طائر فی ضرب القُنْبُرةِ إِلا أَن فی جناحیه بَلَقاً، سمی بذلك لأَنه یجمع یدیه ثم یَصْفِرُ فیهما صَفِیراً حسناً؛ قال: إِذا غَرَّدَ المُكَّاءُ فی غَیْرِ رَوْضةٍ، فَوَیْلٌ لأَهْلِ الشاء و الحُمُراتِ التهذیب: و المُكَّاء طائر یأْلَف الرِّیف، و جمعه المَكاكِیُّ، و هو فُعّالٌ من مَكا إِذا صَفَرَ. و المَكْوُ و المَكا، بالفتح مقصور: جُحْر الثعلب و الأَرنب و نحوهما، و قیل: مَجْثِمُهُما؛ و قال الطرمّاح: كَمْ بهِ من مَكْوِ وَحْشِیَّة و أَنشد ابن بری: و كَمْ دُونَ بَیتِكَ مِنْ مَهْمَةٍ، و مِنْ حَنَشٍ جاحِرٍ فی مَكا قال ابن سیدة: و قد یهمز، و الجمع أَمْكَاء، و یثنی مَكاً مَكَوانِ؛ قال الشاعر: بُنی مَكَوَیْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَیْدَنِ و قد یكون المَكْوُ للطائر و الحَیَّة. أَبو عمرو: تَمَكَّی الغلامُ إِذا تَطهَّر للصلاة، و كذلك تطهر و تَكَرَّعَ؛ و أَنشد لعنترة الطائی: إِنَّكَ، و الجَوْرَ علی سَبِیلِ، كالمُتَمَكِّی بدَمِ القَتِیلِ یرید كالمُتَوَضِّئِ و المُتَمَسِّح. أَبو عبیدة: تَمَكَّی الفرس تَمَكِّیاً إِذا ابْتَلَّ بالعرق؛ و أَنشد: و القُودُ بعْدَ القُودِ قد تَمَكَّیْن أَی ضَمَرْنَ لما سالَ من عَرَقِهنَّ. و تَمَكَّی الفرسُ إِذا حَكَّ عینه برُكبته. و یقال: مَكِیَتْ یده تَمْكی مَكاً شدیداً إِذا غَلُظت، و فی الصحاح: أَی مَجِلَتْ من العمل؛ قال یعقوب: سمعتها من الكلابی. الجوهری فی هذه الترجمة: مِیكائیلُ اسم، یقال هو میكا أُضیف إِلی إِیل، و قال ابن السكیت مِیكائین، بالنون لغة، قال الأَخفش: یهمز و لا یهمز، قال: و یقال مِیكالُ، و هو لغة؛ و قال حسان بن ثابت: و یَوْمَ بَدْرٍ لَقِیناكُمْ لنا مَدَدٌ، فَیَرْفَعُ النَّصرَ مِیكالٌ و جِبْریلُ

ملا؛ ج15، ص: 290

: المِلاوةُ و المُلاوةُ و المَلاوةُ و المَلا و المَلِیُّ، كله: مَدَّة العیش. و قد تَمَلَّی العَیْشَ و مُلِّیَه و أَمْلاه الله إِیاه و مَلَّاهُ و أَمْلی اللهُ له: أَمْهلَه و طوَّلَ له. و‌فی الحدیث: إنَّ اللهَ لَیُمْلِی للظالم؛ الإِمْلاء: الإِمْهالُ و التأْخیر و إِطالةُ العُمُر. و تَمَلَّی إِخْوانَه: مُتِّعَ بهم. یقال: مَلَّاك الله حَبیبَك أَی مَتَّعَك به و أَعاشَك معه طویلًا؛ قال التمیمی فی یزید بن مِزْید الشَّیْبانی: و قد كنتُ أَرْجُو أَنْ أُمَلَّاك حِقْبةً، فحالَ قَضاءُ اللهِ دُونَ رَجائِیا أَلا فَلْیَمُتْ من شاء بَعْدَكَ، إِنما عَلَیْكَ، منَ الأَقْدارِ، كان حِذارِیا و تَمَلَّیْت عُمُری: استمتعت به. و یقال لمن لَبِس الجَدیدَ: أَبْلَیْتَ جَدیداً و تَمَلَّیْت حَبیباً أَی
(1). قوله [فهقت فاها] كذا ضبط فی التهذیب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 291
عِشْتَ معه مِلاوةً من دهرك و تَمَتَّعْت به. و أَمْلَی للبعیر فی القَیْدِ: أَرْخی و وَسَّع فیه. و أَمْلی له فی غَیِّه: أَطالَ. ابن الأَنباری فی قوله تعالی: إِنَّمٰا نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدٰادُوا إِثْماً؛ اشتقاقه من المَلْوة و هی المدّة من الزمان، و من ذلك قولهم: البَسْ جدیداً و تَمَلَّ حبیباً أَی لتَطُلْ أَیامُك معه؛ و أَنشد: بوِدِّیَ لَوْ أَنی تَمَلَّیْتُ عُمْرَه بِما لیَ مِنْ مالٍ طَریفٍ و تالِدِ أَی طالَتْ أَیامی معَه؛ و أَنشد: أَلا لَیْتَ شِعْری هل تَرُودَنَّ ناقَتی بِحزْمِ الرَّقاشِ مِنْ مَتالٍ هَوامِلِ؟ هُنالِكَ لا أُمْلی لها القَیْدَ بالضُّحی، و لَسْتُ، إِذا راحَتْ علیَّ، بعاقِلِ أَی لا أُطِیلُ لها القید لأَنها صارت إِلی أُلَّافِها فتَقِرُّ و تسكن، أَخذ الإِمْلاءَ من المَلا، و هو ما اتَّسَع من الأَرض. و مرَّ مَلیٌّ من اللیل و مَلًا: و هو ما بین أَوَّله إِلی ثلثه، و قیل: هو قِطْعة منه لم تُحَدَّ، و الجمع أَمْلاء، و تكرر‌فی الحدیث: و مرَّ علیه مَلًا من الدهر‌أَی قطْعة. و المَلِیُّ: الهَوِیُّ من الدهر. یقال: أَقامَ مَلِیّاً من الدهر. و مضی مَلِیٌّ من النهار أَی ساعةٌ طَویلة. ابن السكیت: تَمَلَّأْتُ من الطعام تَمَلُّؤاً. و قد تَمَلَّیْت العیش تَمَلِّیاً إِذا عشت مَلِیّاً أَی طَویلًا. و فی التنزیل العزیز: وَ اهْجُرْنِی مَلِیًّا؛ قال الفراء: أَی طویلًا. و المَلَوانِ: اللیلُ و النهار؛ قال الشاعر: نَهارٌ و لَیْلٌ دائمٌ مَلَواهما، علی كلِّ حالِ المَرْءِ یَخْتَلِفانِ و قیل: المَلَوانِ طَرفا النهار؛ قال ابن مقبل: أَلا یا دِیارَ الحَیِّ بالسَّبُعانِ، أَمَلَّ عَلیها بالبِلی المَلَوانِ واحدهما مَلًا، مقصور. و یقال: لا أَفعله ما اختلف المَلَوانِ. و أَقام عنده مَلْوَةً من الدهر و مُلْوَةً و مِلْوَةً و مَلاوَةً و مُلاوَةً و مِلاوةً أَی حیناً و بُرهة من الدهر. اللیث: إِنه لفی ملاوة من عیش أَی قد أُمْلِیَ له، و الله یُمْلی مَن یشاء فیؤجِّله فی الخَفْض و السِّعة و الأَمْن؛ قال العجاج: مُلاوةً مُلِّیتُها، كأَنی ضارِبُ صَنْجِ نَشْوةٍ مُغَنِّی الأَصمعی: أَمْلَی علیه الزَّمنُ أَی طال علیه، و أَمْلَی له أَی طَوَّلَ له و أَمْهَلَه. ابن الأَعرابی: المُلَی الرَّماد الحارُّ، و المُلَی الزمان «2» من الدهر. و الإِمْلاء و الإِمْلالُ علی الكاتب واحد. و أَمْلَیْتُ الكتاب أُمْلِی و أَمْلَلْتُه أُمِلُّه لغتان جَیِّدتان جاءَ بهما القرآن. و اسْتَمْلَیْته الكتاب: سأَلته أَن یُمْلِیَه علیَّ، و الله أَعلم. و المَلاةُ: فَلاة ذات حر، و الجمع مَلًا؛ قال تأَبَّط شرّاً: و لَكِنَّنی أُرْوی مِنَ الخَمْرِ هامَتی، و أَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل و هو الذی تَخَدَّدَ لحمه و قلَّ، و قیل: المَلا واحد و هو الفَلاةُ. التهذیب فی ترجمة ملأَ: و أَما المَلا المُتَّسَعُ من الأَرض فغیر مهموز، یكتب بالأَلف و الیاء و البصریون یكتبونه بالأَلف؛ و أَنشد:
(2). و قوله [المُلَی الرماد و المُلَی الزمان] كذا ضبطا بالضم فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 292
أَلا غَنِّیانی و ارْفَعا الصَّوْتَ بالمَلا، فإِنَّ المَلا عِنْدی یَزیدُ المَدی بُعْدا الجوهری: المَلا، مقصور، الصَّحراء؛ و أَنشد ابن بری فی المَلا المُتَّسعِ من الأَرض لبشر: عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ المَلا بِشَهْباء لا یَمْشِی الضَّراءَ رَقِیبُها و المَلا: موضع؛ و به فسر ثعلب قول قیس بن ذَریح: تبكِی علی لُبْنی، و أَنْتَ تَرَكْتَها، و كُنْتَ عَلَیْها بالمَلا أَنْتَ أَقْدَرُ و مَلا الرجلُ یَمْلُو: عَدا؛ و منه حكایة الهذلی: فرأَیتُ الذی ذَمی یَمْلُو أَی الذی نَجا بذَمائه. قال ابن سیدة: و قضینا علی مجهول هذا الباب بالواو لوجود م ل و و عدم م ل ی. و یقال: مَلا البعیرُ یَمْلُو مَلْواً أَی سارَ سیراً شدیداً؛ و قال مُلَیْح الهذلی: فأَلْقَوْا عَلَیْهِنَّ السِّیاطَ، فَشَمَّرَتْ سَعالی عَلیْها المَیْسُ تَمْلُو و تَقْذِفُ

منی؛ ج15، ص: 292

: المَنی، بالیاءِ: القَدَر؛ قال الشاعر: دَرَیْتُ و لا أَدْری مَنَی الحَدَثانِ مَنَاهُ الله یَمْنِیه: قدَّره. و یقال: مَنی اللهُ لك ما یسُرُّك أَی قَدَّر الله لك ما یَسُرُّك؛ و قول صخر الغیّ: لعَمرُ أَبی عمرو لقَدْ ساقَه المَنی إِلی جَدَثٍ یُوزَی لهُ بالأَهاضِبِ أَی ساقَه القَدَرُ. و المَنی و المَنِیَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علینا. و قد مَنی الله له الموت یَمْنِی، و مُنِی له أَی قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة الهذلی: و لا تَقُولَنْ لشی‌ءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه، حتی تُلاقِیَ ما یَمْنی لك المَانِی و فی التهذیب: حتی تبَیّنَ ما یَمْنِی لك المَانِی أَی ما یُقَدِّر لك القادر؛ و أَورد الجوهری عجز بیت: حتی تُلاقیَ ما یَمْنِی لك المَانِی و قال ابن بری فیه: الشعر لسُوَیْد بن عامرٍ المُصْطلِقی و هو: لا تَأْمَنِ المَوتَ فی حِلٍّ و لا حَرَمٍ، إِنَّ المَنَایا تُوافی كلَّ إِنْسانِ و اسْلُكْ طَریقَكَ فِیها غَیْرَ مُحْتَشِمٍ، حتَّی تُلاقیَ ما یَمْنی لك المَانِی و‌فی الحدیث: أَن منشداً أَنشد النبی، صلی الله علیه و سلم: لا تَأْمَنَنَّ، و إِنْ أَمْسَیْتَ فی حَرَمٍ، حتی تلاقیَ ما یَمْنِی لك المَانِی فالخَیْرُ و الشَّرُّ مَقْرونانِ فی قَرَنٍ، بكُلِّ ذلِكَ یأْتِیكَ الجَدِیدانِ فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتی تُلاقیَ ما یُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ و هو الله عز و جل. یقال: مَنَی الله علیك خیراً یَمْنِی مَنْیاً، و به سمیت المَنِیَّةُ، و هی الموت، و جمعها المَنَایا لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ و قال آخر: مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِیَنی المَنَایَا أُحادَ أُحادَ فی الشَّهْر الحَلالِ أَی قدَّرت لك الأَقْدارُ. و قال الشَّرفی بن القطامی: المَنَایا الأَحْداث، و الحِمامُ الأَجَلُ، و الحَتْفُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 293
القَدَرُ، و المَنُونُ الزَّمانُ؛ قال ابن بری: المَنِیَّة قدَرُ الموت، أَ لا تری إِلی قول أَبی ذؤیب: مَنَایا یُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جِهاراً، و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ فجعل المنایا تُقرِّب الموت و لم یجعلها الموت. و امْتَنَیْت الشی‌ءَ: اخْتَلقْته. و مُنِیتُ بكذا و كذا: ابْتُلِیت به. و مَنَاه اللهُ بحُبها یَمنِیه و یَمْنُوه أَی ابْتلاه بحُبِّها مَنْیاً و مَنْواً. و یقال: مُنِیَ ببَلِیَّة أَی ابْتُلی بها كأَنما قُدِّرت له و قُدِّر لها. الجوهری: منَوْتُه و مَنَیْته إِذا ابتلیته، و مُنِینا له وُفِّقْنا. و دارِی مَنَی دارِك أَی إِزاءَها و قُبالَتها. و داری بمَنَی دارِه أَی بحذائها؛ قال ابن بری: و أَنشد ابن خالویه: تَنَصَّیْتُ القِلاصَ إِلی حَكِیمٍ، خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ، حَكِیمُ بنُ المُسَیَّبِ مُنتَهاها و‌فی الحدیث: البیتُ المَعْمُور مَنَی مكة‌أَی بِحذائها فی السماء. و‌فی حدیث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَنَاه مِن السماواتِ السبع و الأَرَضِین السبع‌أَی حِذاءه و قَصْدَه. و المَنی: القَصْدُ؛ و قول الأَخطل: أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما یُبَلِّغُها، بصاحِبِ الهَمِّ، إِلَّا الجَسْرةُ الأُجُدُ قیل: أَراد قَصْدَها و أَنَّث علی قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، و إِن شئت أَضمرت فی أَمْسَتْ كما أَنشده سیبویه: إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ، فحَسْبُكَ ما تُریدُ إِلی الكَلامِ و قد قیل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، و هو مذكور فی موضعه؛ التهذیب: و أَما قول لبید: دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ قیل: إِنه أَراد بالمَنَا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج: قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما أَراد الحَمام. قال الجوهری: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، و لكنه حذف الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، و هو ضرورة قبیحة. و المَنِیُّ، مشَدّد: ماء الرجل، و المَذْی و الوَدْی مخففان؛ و أَنشد ابن بری للأَخطل یهجو جریراً: مَنِیُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبی سُواجٍ، أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعیبا قال: و قد جاء أَیضاً مخففاً فی الشعر؛ قال رُشَیْدُ بن رُمَیْضٍ: أَ تَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً، و تَشْرَبُ مَنْیَ عَبْدِ أَبی سُواجِ؟ و جمعهُ مُنْیٌ؛ حكاه ابن جِنی؛ و أَنشد: أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غیرَ طاهِرةٍ، مُنْیُ الرِّجالِ علی الفَخذَیْنِ كالمُومِ و قد مَنَیْتُ مَنْیاً و أَمْنَیْتُ. و فی التنزیل العزیز: مِنْ مَنِیٍّ یُمْنیٰ؛ و قرئ بالتاء علی النطفة و بالیاء علی المَنِیِّ، یقال: مَنَی الرَّجلُ و أَمْنَی من المَنِیِّ بمعنًی، و اسْتَمْنَی أَی اسْتَدْعَی خروج المنیّ. و مَنَی اللهُ الشی‌ء: قَدَّرَه، و به سمیت مِنًی، و مِنًی بمكة، یصرف و لا یصرف، سمیت بذلك لما یُمْنَی فیها من الدماء أَی یُراق، و قال ثعلب: هو مِن قولهم مَنَی الله علیه الموت أَی قدَّره لأَن الهَدْیَ یُنحر هنالك. و امْتَنَی القوم و أَمْنَوْا أَتوا مِنی؛ قال ابن شمیل: سمی مِنًی لأَن الكبش مُنِیَ به أَی
لسان العرب، ج‌15، ص: 294
ذُبح، و قال ابن عیینة: أُخذ من المَنایا. یونس: امْتَنَی القوم إِذا نزلوا مِنًی. ابن الأَعرابی: أَمْنَی القومُ إِذا نزلوا مِنًی. الجوهری: مِنًی، مقصور، موضع بمكة، قال: و هو مذكر، یصرف. و مِنًی: موضع آخر بنجد؛ قیل إِیاه عنی لبید بقوله: عَفَتِ الدِّیارُ محَلُّها فَمُقامُها بمِنًی، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها و المُنَی، بضم المیم: جمع المُنْیَة، و هو ما یَتَمَنَّی الرجل. و المَنْوَةُ: الأُمْنِیَّةُ فی بعض اللغات. قال ابن سیدة: و أُراهم غیروا الآخِر بالإِبدال كما غیروا الأَوَّل بالفتح. و‌كتب عبد الملك إِلی الحجاج: یا ابنَ المُتَمَنِّیةِ، أَراد أُمَّه و هی الفُرَیْعَةُ بنت هَمَّام؛ و هی القائلة: هَلْ مِنْ سَبِیلٍ إِلی خَمْرٍ فأَشْرَبَها، أَمْ هَلْ سَبِیلٌ إِلی نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ و كان نصر رجلًا جمیلًا من بنی سُلَیم یفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه و نفاه إِلی البصرة، فهذا كان تمنیها الذی سماها به عبد الملك، و منه‌قول عروة بن الزُّبیر للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له یا ابنَ المُتَمنِّیة.و الأُمْنِیّة: أُفْعولةٌ و جمعها الأَمَانِی، و قال اللیث: ربما طرحت الأَلف فقیل منیة علی فعلة قوله [فقیل منیة علی فعلة] كذا بالأصل و شرح القاموس، و لعله علی فعولة حتی یتأتی ردّ أَبی منصور علیه؛ قال أَبو منصور.: و هذا لحن عند الفصحاء، إِنما یقال مُنْیَة علی فُعْلة و جمعها مُنًی، و یقال أُمْنِیّةٌ علی أُفْعولة و الجمع أَمَانِیُّ، مشدَّدة الیاء، و أَمانٍ مخففة، كما یقال أَثافٍ و أَثافیُّ و أَضاحٍ و أَضاحِیُّ لجمع الأُثْفِیّةِ و الأُضْحیَّة. أَبو العباس: أَحمد بن یحیی التَّمَنِّی حدیث النفس بما یكون و بما لا یكون، قال: و التَّمَنِّی السؤال للرب فی الحوائج. و‌فی الحدیث: إِذا تَمَنَّی أَحدُكم فَلْیَسْتَكثِرْ فإِنَّما یسْأَل رَبَّه، و فی روایة: فلْیُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثیر: التَّمَنِّی تَشَهِّی حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فیه و حدیثُ النَّفْس بما یكون و ما لا یكون، و المعنی إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه و فَضْله فلْیُكْثِرْ فإِن فضل الله كثیر و خزائنه واسعة. أَبو بكر: تَمَنَّیْتُ الشی‌ءَ أَی قَدَّرته و أَحْبَبْتُ أَن یصیر إِلیَّ مِن المَنَی و هو القدر. الجوهری: تقول تَمَنَّیْت الشی‌ءَ و مَنَّیْتُ غیری تَمْنِیةً. و تَمَنَّی الشی‌ءَ: أَراده، و مَنَّاه إِیاه و به، و هی المِنْیَةُ و المُنْیَةُ و الأُمْنِیَّةُ. و تَمَنَّی الكتابَ: قرأَه و كَتَبَه. و فی التنزیل العزیز: إِلّٰا إِذٰا تَمَنّٰی أَلْقَی الشَّیْطٰانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ؛ أَی قَرَأَ و تَلا فأَلْقَی فی تِلاوته ما لیس فیه؛ قال فی مَرْثِیَّةِ عثمان، رضی الله عنه: تَمَنَّی كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَیْلِه، و آخِرَه لاقَی حِمامَ المَقادِرِ «1» و التَّمَنِّی: التِّلاوةُ. و تَمَنَّی إِذا تَلا القرآن؛ و قال آخر: تَمَنَّی كِتابَ اللهِ آخِرَ لَیْلِه، تَمَنِّیَ داودَ الزَّبُورَ علی رِسْلِ أَی تلا كتاب الله مُتَرَسِّلًا فیه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلًا فیه. قال أَبو منصور: و التِّلاوةُ سمیت أُمْنِیَّة لأَنَّ تالی القرآنِ إِذا مَرَّ بآیة رحمة تَمَنَّاها، و إِذا مرَّ بآیة عذاب تَمَنَّی أَن یُوقَّاه. و فی التنزیل العزیز: وَ مِنْهُمْ أُمِّیُّونَ لٰا یَعْلَمُونَ الْكِتٰابَ إِلّٰا أَمٰانِیَّ؛ قال أَبو إِسحاق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، و قیل: إِلّٰا أَمٰانِیَّ إِلا أَكاذیبَ، و العربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَنِی هذا القولَ أَی تَخْتَلِقُه، قال:
(1). قوله [أول لیله و آخره] كذا بالأصل، و الذی فی نسخ النهایة: أول لیلة و آخرها.
لسان العرب، ج‌15، ص: 295
و یجوز أَن یكون أَمَانِیَّ نُسِب إِلی أَنْ القائل إِذا قال ما لا یعلمه فكأَنه إِنما یَتَمَنَّاه، و هذا مستَعمل فی كلام الناس، یقولون للذی یقول ما لا حقیقة له و هو یُحبه: هذا مُنًی و هذه أُمْنِیَّة. و‌فی حدیث الحسن: لیس الإِیمانُ بالتَّحَلِّی و لا بالتَّمَنِّی و لكن ما وَقَر فی القلب و صَدَّقَتْه الأَعْمال‌أَی لیس هو بالقول الذی تُظهره بلسانك فقط، و لكن یجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، و قیل: هو من التَّمَنِّی القراءة و التِّلاوة. یقال: تَمَنَّی إِذا قرأَ. و التَّمَنِّی: الكَذِب. و فلان یَتَمَنَّی الأَحادیث أَی یَفْتَعِلها، و هو مقلوب من المَیْنِ، و هو الكذب. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: ما تَغَنَّیْتُ و لا تَمَنَّیْتُ و لا شَرِبت خَمراً فی جاهلیة و لا إِسلام، و‌فی روایة: ما تَمَنَّیْتُ منذ أَسلمت‌أَی ما كَذَبْت. و التَّمَنِّی: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَی یَمْنِی إِذا قَدَّر لأَن الكاذب یُقدِّر فی نفسه الحدیث ثم یقوله، و یقال للأَحادیث التی تُتَمَنَّی الأَمَانِیُّ، واحدتها أُمْنِیّةٌ؛ و فی قصید كعب: فلا یغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ و ما وعَدَتْ، إِنَّ الأَمَانِیَّ و الأَحْلامَ تَضلِیلُ و تَمَنَّی: كَذَبَ و وضَعَ حدیثاً لا أَصل له. و تَمَنَّی الحَدیث: اخترعه. و قال رجل لابن دَأْبٍ و هو یُحدِّث: أَ هذا شی‌ء رَوَیْتَه أَم شی‌ء تَمَنَّیْته؟ معناه افْتَعَلْتَه و اخْتَلَقْته و لا أَصل له. و یقول الرجل: و الله ما تَمَنَّیْت هذا الكلام و لا اخْتَلَقْته. و قال الجوهری: مُنْیةُ الناقة الأَیام التی یُتعَرَّف فیها أَ لاقِحٌ هی أَم لا، و هی ما بین ضِرابِ الفَحْل إِیاها و بین خمس عشرة لیلة، و هی الأَیام التی یُسْتَبْرَأُ فیها لَقاحُها من حِیالها. ابن سیدة: المُنْیَةُ و المِنْیَة أَیّام الناقة التی لم یَسْتَبِنْ فیها لَقاحُها من حِیالها، و یقال للناقة فی أَوَّل ما تُضرب: هی فی مُنْیَتِها، و ذلك ما لم یعلموا أَ بها حمل أَم لا، و مُنْیَةُ البِكْر التی لم تحمل قبل ذلك عشرُ لیال، و منیة الثِّنْی و هو البطن الثانی خمس عشرة لیلة، قیل: و هی منتهی الأَیام، فإِذا مضت عُرف أَ لاقِح هی أَم غیر لاقح، و قد استَمْنَیْتُها. قال ابن الأَعرابی: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنَی بعد أَربع عشرة و إحدی و عشرین، و المُسِنَّةُ بعد سبعة أَیام، قال: و الاسْتِمْنَاء أَن یأْتی صاحبها فیضرب بیده علی صَلاها و یَنْقُرَ بها، فإِن اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها و جمعت بین قُطْرَیها عُلِم أَنها لاقح؛ و قال فی قول الشاعر: قامَتْ تُریكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ، و العَیْنُ شاحِبةٌ، و القَلْبُ مَسْتُورُ قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها.كأَنَّها بصَلاها، و هْی عاقِدةٌ، كَوْرُ خِمارٍ علی عَذْراءَ مَعْجُورُ قال شمر: و قال ابن شمیل مُنْیَةُ القِلاصِ و الجِلَّةِ سَواء عَشْرُ لیال: و روی عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنَی القِلاصُ لسبع لیال إِلا أَن تكون قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَویلة المُنیة فتُمْتَنی عشراً و خمس عشرة، و المُنْیَة التی هی المُنْیة سبع، و ثلاث للقِلاص و للجِلَّةِ عَشْر لَیالٍ. و قال أَبو الهیثم یردّ علی من قال تُمْتَنی القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما هو تَمْتَنی القِلاصُ، لا یجوز أَن یقال امْتَنَیْتُ الناقةَ أَمْتَنِیها، فهی مُمْتَناةٌ، قال: و قرئ علی نُصَیر و أَنا حاضر. یقال: أَمْنَتِ الناقةُ فهی تُمْنِی إِمْنَاء، فهی مُمْنِیةٌ و مُمْنٍ، و امْتَنَتْ، فهی مُمْتَنِیَة إِذا كانت فی مُنْیَتِها علی أَن الفِعل لها دون راعِیها، و قد امْتُنیَ للفحل؛ قال: و أَنشد فی ذلك لذی الرمة یصف بیضة:
لسان العرب، ج‌15، ص: 296
و بَیْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، و أُمُّها إِذا ما رأَتْنا زیِلَ مِنَّا زَویلُها نَتُوجٍ، و لم تُقْرَفْ لِما یُمْتَنی له، إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ و حَیَّ سَلِیلُها و رواه هو و غیره من الرواة: لما یُمْتَنَی، بالیاء، و لو كان كما روی شمر لكانت الروایة لما تَمْتَنی له، و قوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما یُمْتَنی له أَی ینظر إِذا ضُربت أَ لاقح أَم لا أَی لم تحمل الحمل الذی یمتنی له؛ و أَنشد نصیر لذی الرمة أَیضاً: و حتی اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها، مِنَ الصَّیْف، ما اللَّاتی لَقِحْنَ و حُولها فلم یقل بعد امْتِنائه فیكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هی. و قال ابن السكیت: قال الفراء مُنْیة الناقة و مِنْیة الناقة الأَیام التی یُستبرأُ فیها لَقاحها من حِیالها، و یقال: الناقة فی مُنْیَتِها. قال أَبو عبیدة: المُنْیَةُ اضْطِراب الماء و امِّخاضه فی الرَّحِم قبل أَن یتغیر فیصیر مَشِیجاً، و قوله: لم تُقْرَف لما یُمْتَنی له یصف البیضة أَنها لم تُقْرَف أَی لم تُجامَع لما یُمْتنی له فیُحتاج إِلی معرفة مُنْیتها؛ و قال الجوهری: یقول هی حامل بالفرخ من غیر أَن یقارفها فحل؛ قال ابن بری: الذی فی شعره: نَتُوجٍ و لم تُقْرِف لما یُمْتَنی له بكسر الراء، یقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَی لم تُقْرِف هذه البیضةُ لما له مُنیةٌ أَی هذه البیضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غیر جهة حمل الناقة، قال: و الذی رواه الجوهری أَیضاً صحیح أَی لم تُقْرَف بفحل یُمْتَنَی له أَی لم یُقارِفْها فحل. و المُنُوَّةُ «2»: كالمُنْیة، قلبت الیاء واواً للضمة؛ و أَنشد أَبو حنیفة لثعلبة بن عبید یصف النخل: تَنادَوْا بِجِدٍّ، و اشْمَعَلَّتْ رِعاؤها لِعِشْرینَ یَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِی فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلی التشبیه لها بالإِبل، و أَراد لعشرین یوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، و هو واسع؛ حكاه سیبویه فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد یقع موضع فَعَلْت؛ و أَنشد: و لَقَدْ أَمُرُّ علی اللئیم یَسُبُّنی، فَمَضَیْتُ ثُمَّت قلتُ لا یَعْنِینی أَراد: و لقد مَرَرْتُ. قال ابن بری: مُنْیَة الحِجْر عشرون یوماً تعتبر بالفعل، فإِن مَنَعت فقد و سَقَتْ. و مَنَیْت الرجل مَنْیاً و مَنَوْتُه مَنْواً أَی اختبرته، و مُنِیتُ به مَنْیاً بُلِیت، و مُنِیتُ به مَنْواً بُلِیت، و مانَیْتُه جازَیْتُه. و یقال: لأَمْنِینَّك مِناوَتَك أَی لأَجْزِیَنَّك جزاءك. و مَانَیْته مُمَانَاة: كافأْته، غیر مهموز. و مَانَیْتُك: كافأْتك؛ و أَنشد ابن بری لسَبْرة بن عمرو: نُمَانِی بها أَكْفاءَنا و نُهینُها، و نَشْرَبُ فی أَثْمانِها و نُقامِرُ و قال آخر: أُمَانِی به الأَكْفاء فی كلِّ مَوْطِنٍ، و أَقْضِی فُروضَ الصَّالِحینَ و أَقْتَری و مانَیْتُه: لَزِمْته. و مانَیْتُه: انْتَظَرْتُه و طاوَلْتُه. و المُمَانَاة: المُطاولةُ. و المُمَاناةُ: الانْتِظار؛ و أَنشد یعقوب: عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْنی، و جُبْتُ لَمَّاعاً بَعِیدَ البَوْنِ، مِنْ أَجْلِها بفِتْیةٍ مانَوْنِی أَی انتَظَرُونی حتی أُدْرِك بُغْیَتی. و قال ابن بری:
(2). قوله [و المنوَّة] ضبطت فی غیر موضع من الأصل بالضم، و قال فی شرح القاموس: هی بفتح المیم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 297
هذا الرجز بمعنی المُطاولة أَیضاً لا بمعنی الانتظار كما ذكر الجوهری؛ و أَنشد لغَیْلان بن حُریث: فإِنْ لا یَكُنْ فیها هُرارٌ، فإِنَّنی بسِلٍّ یُمانِیها إِلی الحَوْلِ خائفُ و الهُرار: داءٌ یأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ و أَنشد ابن بری لأَبی صُخَیْرة: إِیَّاكَ فی أَمْركَ و المُهاواهْ، و كَثْرةَ التَّسْویفِ و المُمَانَاهْ و المُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكیت: أَنشدنی أَبو عمرو: صُلْبٍ عَصاه للمَطِیِّ مِنْهَمِ، لیسَ یُمَانِی عُقَبَ التَّجَسُّمِ قال: یقال مانَیْتُك مُذُ الیومِ أَی انتظرتك. و قال سعید: المُنَاوَة المُجازاة. یقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك و لأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ. و تَمَنٍّ: بلد بین مكة و المدینة؛ قال كثیر عزة: كأَنَّ دُموعَ العَیْنِ، لما تَحَلَّلَتْ مَخارِمَ بِیضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها، قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَیْحَةَ أَتْرَعَتْ بِهِنَّ السَّوانی، فاسْتدارَ مَحالُها و المُمَانَاةُ: قِلَّة الغَیرةِ علی الحُرَمِ. و المُمَانَاةُ: المُداراةُ. و المُمَانَاةُ: المُعاقَبةُ فی الرُّكوب. و المُمَانَاةُ: المكافأَةُ. و یقال للدَّیُّوث: المُماذِلُ و المُمَانِی و المُماذِی. و المَنَا: الكَیْلُ أَو المِیزانُ الذی یُوزَنُ به، بفتح المیم مقصور یكتب بالأَلف، و المِكیال الذی یَكِیلون به السَّمْن و غیره، و قد یكون من الحدید أَوزاناً، و تثنیته مَنَوانِ و مَنَیانِ، و الأَوَّل أَعلی؛ قال ابن سیدة: و أُری الیاء معاقبة لطلب الخفة، و هو أَفصح من المَنِّ، و الجمع أَمْناء، و بنو تمیم یقولون هو مَنٌّ و مَنَّانِ و أَمْنانٌ، و هو مِنِّی بِمَنَی مِیلٍ أَی بقَدْرِ مِیلٍ. قال: و مَناةُ صخرة، و فی الصحاح: صنم كان لهُذَیْل و خُزاعَة بین مكة و المدینة، یَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشی‌ء، و قیل: مَنَاةُ اسم صَنَم كان لأَهل الجاهلیة. و فی التنزیل العزیز: وَ مَنٰاةَ الثّٰالِثَةَ الْأُخْریٰ؛ و الهاء للتأْنیث و یُسكت علیها بالتاءِ، و هو لغة، و النسبة إِلیها مَنَوِیٌّ. و‌فی الحدیث: أَنهم كانوا یُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم المذكور. و عبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة. و زیدُ مَناةَ: ابن تَمیم بن مُرٍّ، یمد و یقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثی: أَلا هل أَتَی التَّیْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ علی الشِّنْ‌ءِ، فیما بَیْنَنا، ابنُ تَمِیمِ قال ابن بری: قال الوزیر من قال زیدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: و قد غلط الطائی فی قوله: إِحْدَی بَنی بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاه، بَینَ الكئیبِ الفَرْدِ فالأَمْواه و من احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ و لم یرد التصریع.

مها؛ ج15، ص: 297

: المَهْوُ من السیوف: الرَّقِیق؛ قال صخر الغی: و صارِم أُخْلِصَتْ خَشِیبَتُه، أَبْیَض مَهْو فی مَتْنِهِ رُبَدُ و قیل: هو الكثیر الفِرِنْد، وزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه؛ قال ابن جنی: و ذلك لأَنه أُرِقَّ حتی صار كالماء. و ثوب مَهْوٌ: رَقِیق، شبّه بالماء؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد لأَبی عطاء: قَمِیصٌ من القُوهِیِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ و یروی: زَهْوٌ و رَخْفٌ، و كل ذلك سواء. الفراء:
لسان العرب، ج‌15، ص: 298
الأَمْهَاء السُّیوف الحادة. و مَهْوُ الذهَب: ماؤه و المَهْوُ: اللبن الرقیق الكثیر الماء، و قد مَهُوَ یَمْهُو مَهَاوَةً و أَمْهَیْتُه أَنا. و المُهَاة، بضم المیم: ماء الفحل فی رحم الناقة، مقلوب أَیضاً، و الجمع مُهْیٌ؛ حكاه سیبویه فی باب ما لا یُفارق واحدَه إِلا بالهاء و لیس عنده بتكسیر؛ قال ابن سیدة: و إِنما حمله علی ذلك أَنه سمع العرب تقول فی جمعه هو المُها، فلو كان مكسراً لم یَسُغْ فیه التذكیر، و لا نظیر له إِلا حُكاةٌ و حُكًی و طُلاةٌ و طُلًی، فإِنهم قالوا هو الحُكَی و هو الطُّلَی، و نظیره من الصحیح رُطبَةٌ و رُطَب و عُشَرةٌ و عُشَرٌ. أَبو زید: المُهَی ماء الفحل، و هو المُهْیةُ. و قد أَمْهَی إِذا أَنزل الماء عند الضِّراب. و أَمْهَی السمْنَ: أَكثر ماءه، و أَمْهَی قِدْرَهُ إِذا أَكثر ماءَها، و أَمْهَی الشَّرابَ: أَكثر ماءه، و قد مَهُوَ هو مَهَاوَةً فهو مَهْوٌ، و أَمْهَی الحَدِیدة: سَقاها الماء و أَحَدَّها؛ قال إمرؤ القَیس: راشَه مِنْ رِیش ناهِضَةٍ، ثم أَمْهَاهُ علی حَجَرِهْ و أَمْهَی النَّصْلَ علی السِّنان إِذا أَحدَّه و رقَّقه. و المَهْیُ: تَرْقیق الشَّفْرة، و قد مَهَاها یَمْهِیها. و أَمْهَی الفَرَس: طَوَّلَ رَسَنَه، و الاسمُ المَهْیُ علی المعاقبة. و مَهَا الشی‌ءَ یَمْهاهُ و یَمْهِیه مَهْیاً معاقبة أَیضاً: مَوَّهَه. و حَفَر البئر حتی أَمْهَی أَی بلغ الماء، لغة فی أَماه علی القلب، و حَفَرْنا حتی أَمْهَیْنا. أَبو عبید: حَفَرْتُ البئر حتی أَمَهْتُ و أَمْوَهْتُ، و إِن شئت حتی أَمْهَیْتُ، و هی أَبعد اللغات، كلها إِذا انتهیت إِلی الماء؛ قال ابن هرمة: فإِنَّكَ كالقَرِیحةِ عامَ تُمْهَی، شَرُوبَ الماءِ ثُمَّ تعُودُ ماجَا ابن بُزُرْج فی حَفْرِ البِئرِ: أَمْهَی و أَماهَ، و مَهَتِ العَیْنُ تَمْهُو؛ و أَنشد: تَقولُ أُمامةُ عندَ الفِراقِ، و العَیْنُ تَمْهُو علی المَحْجَرِ قال: و أَمْهَیْتها أَسَلْت دَمْعَها. ابن الأَعرابی: أَمْهَی إِذا بَلَغ من حاجَته ما أَراد، و أَصله أَن یبلُغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئراً. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما، أَنه قال لعُتْبة بن أَبی سفیان و قد أَثنی علیه فأَحْسَن: أَمْهَیْتَ یا أَبا الولیدِ أَمْهَیْت‌أَی بالغْتَ فی الثناء و اسْتَقْصَیْت، من أَمْهَی حافِرُ البئرِ إِذا اسْتَقْصَی فی الحَفْرِ و بَلَغَ الماءَ. و أَمْهَی الفَرسَ إِمْهَاءً: أَجْراه لیَعْرَقَ. أَبو زید: أَمْهَیْتُ الفَرَس أَرْخَیت له من عنانه، و مثله أَمَلْت به یَدِی إِمالَةً إِذا أَرْخَی له من عِنانه. و اسْتَمْهَیت الفَرَس إِذا اسْتَخْرَجْت ما عِنْدَه من الجَرْیِ؛ قال عَدِیّ: هُمْ یَسْتَجِیبُونَ للدَّاعِی و یُكْرِهُهمْ حَدُّ الخَمِیس، و یَسْتَمْهُونَ فی البُهَمِ و المَهْوُ: شدَّةُ الجَرْیِ. و أَمْهَی الحَبْلَ: أَرْخاه. و أَمْهَی فی الأَمرِ حَبْلًا طَویلًا علی المثل. اللیث: المَهْیُ إِرْخاءُ «1» الحَبل و نحوِه؛ و أَنشد لطرفَة: لَكالطِّوَلِ المُمْهَی و ثِنْیاهُ فی الیَدِ الأُموی: أَمْهَیْت إِذا عَدَوْتَ، و أَمْهَیْت الفرسَ إِذا أَجْرَیْته و أَحْمَیْته. و أَمْهَیْت السَّیفَ: أَحْدَدْته. و المَهَاةُ: الشمسُ؛ قال أُمَیَّةُ بن أَبی الصلْت: ثُمَّ یَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ رَحِیمٌ بمَهَاةٍ، شُعاعُها مَنْشُور و استشهد ابن بری فی هذا المكان ببیت نسبه إِلی أَبی
(1). قوله [المهی إلخ] هكذا فی الأصل و التهذیب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 299
الصَّلْتِ الثَّقَفِی: ثمَّ یَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ قَدیرُ بمَهَاةٍ، لهَا صَفاءٌ و نُورُ و یقال للكَواكب: مَهاً؛ قال أُمیة: رَسَخَ المَهَا فیها، فأَصْبَحَ لَوْنُها فی الوارِساتِ، كأَنَّهُنَّ الإِثْمِدُ و فی النوادر: المَهْوُ البَرَدُ. و المَهْو: حصًی أَبیض یقال له بُصاقُ القَمَر. و المَهْوُ: اللُّؤْلُؤُ. و یقال للثغر النَّقِیِّ إِذا ابیضَّ و كثر ماؤه: مَهاً؛ قال الأَعشی: و مَهاً تَرِفُّ غُروبُه، یَشْفِی المُتَیَّمَ ذا الحَرارهْ و المَهَاة: الحِجارة «1» البیض التی تَبْرُق، و هی البلَّوْرُ. و المَهَاةُ: البلَّوْرة التی تَبِصُّ لشدَّة بیاضها، و قیل: هی الدُّرَّةُ، و الجمع مَهاً و مَهَواتٌ و مَهَیاتٌ؛ و أَنشد الجوهری للأَعشی: و تَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِیٍّ، إِذا تُعْطی المُقَبِّلَ یَسْتَزیدُ و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أَن رجلًا سأَل ربهُ أَن یُرِیَه مَوْقِع الشیطان من قَلْب ابنِ آدمَ فرأَی فیما یَری النائمُ جَسَدَ رجُلٍ مُمَهًّی یُری داخِلُه من خارجه؛ المَها: البِلَّوْرُ، و رَأَی الشیطانَ فی صورة ضِفْدع له خُرطُوم كخُرطومِ البَعُوضة قد أَدْخَله فی مَنْكِبه الأَیسر، فإِذا ذكَر اللهَ عز و جل خَنَسَ.و كلُّ شی‌ءٍ صُفِّیَ فأَشبه المها فهو مُمَهًّی. و المَهَاةُ: بَقرةُ الوحش، سُمِّیت بذلك لبیاضها علی التشبیه بالبِلَّوْرة و الدُّرَّة، فإِذا شُبِّهت المرأَة بالمَهاةِ فی البَیاض فإِنما یُعنی بها البِلَّوْرة أَو الدُّرَّة، فإِذا شُبهت بها فی العینین فإِنما یُعنی بها البقرة، و الجمع مَهاً و مَهَوات، و قد مَهَتْ تَمْهُو مَهاً فی بیاضها. و ناقةٌ مِمْهَاء: رَقِیقة اللَّبن. و نُطْفة مَهْوَةٌ: رَقِیقة. و سَلَحَ سَلْحاً مَهْواً أَی رقِیقاً. و المَهَاء، بالمدّ: عیب أَو أَوَدٌ یكون فی القِدْحِ؛ قال: یقِیمُ مَهاءهُنَّ بإِصْبَعَیْهِ و مَهَوْت الشی‌ءَ مَهْواً: مثل مَهَیْتُه مَهْیاً. و المَهْوَةُ من التمر: كالمَعْوةِ؛ عن السیرافی، و الجمع مَهْوٌ. و بنو مَهْوٍ: بَطْن من عبد القیس. أَبو عبید: من أَمثالهم فی باب أَفْعَل: إِنه لأَخْیَبُ مِن شیخ مَهْوٍ صَفْقةً؛ قال: و هم حیّ مِن عبد القَیْس كانت لهم فی المَثَل قصة یَسْمُج ذِكرها. و المِمْهَی: اسم موضع؛ قال بشر بن أَبی خازم: و باتَتْ لَیلةً و أَدِیمَ لَیْل، علی المِمْهَی، یُجَزُّ لها الثَّغامُ

موا؛ ج15، ص: 299

: المَاوِیَّة: المِرْآةُ، كأَنها نُسِبت إِلی الماءِ لصَفائها و أَن الصُّورَ تُری فیها كما تُری فی الماء الصافی، و المیم أَصلیة فیها، و قیل: المَاوِیَّة حَجر البِلَّوْرِ، و ثلاث مَاوِیَّاتٍ، و لو تُكُلِّف منه فِعْلٌ لقیل مُمْواةٌ؛ قال ابن سیدة: و الجمع مَأْوٍ «2» نادرة حكمه مَأَوٍ، و حكی ابن الأَعرابی فی جمعه ماوِیٌّ؛ و أَنشد: تَرَی فی سَنی الماوِیِّ بالعَصْرِ و الضُّحَی، علی غَفَلاتِ الزَّیْنِ و المُتَجَمَّلِ وُجُوهاً لَوَ انَّ المُدْلِجینَ اعْتَشَوْا بِها، صَدَعْنَ الدُّجی حتَّی تَرَی اللیل یَنْجَلی و قد یكون الماوِیُّ لغة فی الماوِیَّة. قال أَبو منصور:
(1). قوله [و المَهَاة الحجارة] هی عبارة التهذیب. (2). قوله [و الجمع مأو إلخ] كذا بالأصل مضبوطاً.
لسان العرب، ج‌15، ص: 300
ماوِیَّةٌ كانت فی الأَصل مائیة، فقلبت المدَّة واواً فقیل ماویة، كما یقال رجل شاوِیٌّ. و ماوِیَّة: اسم امرأَة، و هو من أَسماء النساء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: ماوِیّ، یا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواء، كاللَّذْعةِ بالمِیسَمِ أَراد یا ماوِیَّة فَرخَّم. قال الأَزهری: رأَیت فی البادیة علی جادَّة البصرة إِلی مكة مَنْهلةً بین حَفَرِ أَبی موسی و یَنْسُوعةَ یقال لها ماوِیَّة.

مومی؛ ج15، ص: 300

: الجوهری: المَوْمَاةُ واحدة المَوَامی و هی المَفاوِزُ. و قال ابن السراج: الموماة أَصله مَوْمَوة، علی فَعْلَلةٍ، و هو مضاعف قلبت واوه أَلفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها.

میا؛ ج15، ص: 300

: مَیَّةُ: اسم امرأَة، و مَیٌّ أَیضاً، و قیل: مَیَّةُ من أَسماء القِرَدةِ، و بها سمیت المرأَة. اللیث: مَیَّةُ اسم امرأَة، قال: زعموا أَن القِرْدةَ الأُنثی تسمی مَیَّةَ، و یقال منَّة. و قال ابن بری: المَیَّةُ القِرْدةُ؛ عن ابن خالویه. و أَما قولهم مَیَّ ففی الشعر خاصة، فإِما أَن یكون اللفظ فی أَصله هكذا، و إِما أَن یكون من باب أَمال. ابن حَنْظَل: و المایِیَّةُ حِنْطة بیضاء إِلی الصفرة و حبها دون حب البُرْثجانِیَّة؛ حكاه أَبو حنیفة.

فصل النون؛ ج15، ص: 300

نأی؛ ج15، ص: 300

: النَّأْیُ: البُعدُ. نَأَی یَنْأَی: بَعُدَ، بوزن نَعی یَنْعَی. و نَأَوْتُ: بَعُدْت، لغة فی نأَیْتُ. و النَّأْی: المُفارقة؛ و قول الحطیئة: و هِنْدٌ أَتی من دُونِها النَّأْیُ و البُعْدُ إِنما أَراد المُفارقةَ، و لو أَراد البُعْدَ لما جَمع بینهما. نَأَی عنه، و ناء و نآه یَنْأَی نَأْیاً و انْتَأَی، و أَنْأَیْتُه أَنا فانْتَأَی: أَبْعَدْتُه فبَعُد. الجوهری: أَنأَیْته و نَأَیْتُ عنه نأْیاً بمعنی أَی بَعُدْت. و تَنَاءَوا: تباعَدُوا. و المُنْتَأَی: الموضع البعید؛ قال النابغة: فإِنَّك كاللَّیْل الذی هُوَ مُدْرِكِی، و إِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَی عنك واسِعُ الكسائی: نَاءَیْتُ عنك الشرَّ علی فاعَلْت أَی دافعت؛ و أَنشد: و أَطْفَأْتُ نِیرانَ الحُروبِ و قد عَلَتْ، و ناءَیْتُ عَنهمْ حَرْبَهُمْ فتَقَرَّبُوا و یقال للرجل إِذا تكبر و أعْرِض بوجهه: نَأَی بجانبه، و معناه أَنه نأَی جانِبَه من وَراء أَی نَحّاه. قال الله تعالی: وَ إِذٰا أَنْعَمْنٰا عَلَی الْإِنْسٰانِ أَعْرَضَ وَ نَأیٰ بِجٰانِبِهِ*؛ أَی أَنْأَی جانِبَه عن خالِقه مُتَغانیاً مُعْرضاً عن عبادته و دعائه، و قیل: نَأیٰ بِجٰانِبِهِ* أَی تباعَدَ عن القبول. قال ابن بری: و قرأَ ابن عامر ناءَ بجانِبه، علی القلب؛ و أَنشد: أَقولُ، و قد ناءتْ بها غُرْبَةُ النَّوَی: نَوًی خَیْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِیارُكِ قال المنذری: أَنشدنی المبرد: أَ عاذِل، إِنْ یُصْبِحْ صَدایَ بِقَفْرةٍ بَعِیداً، نآنی زائِرِی و قَریبی قال المبرد: قوله نآنی فیه وجهان: أَحدهما أَنه بمعنی أَبعدنی كقولك زِدْته فزاد و نقصته فنقص، و الوجه الآخر فی نَآنِی أَنه بمعنی نَأَی عنی، قال أَبو منصور: و هذا القول هو المعروف الصحیح. و قد قال اللیث: نَأَیتُ الدمعَ عن خَدِّی بِإِصْبَعی نَأْیاً؛ و أَنشد: إِذا ما التَقَیْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا شآبِیبُ، یُنْأَی سَیْلُها بالأَصابِع
لسان العرب، ج‌15، ص: 301
قال: و الانْتِیَاء بوزن الابْتِغاء افتعال من النَّأْی. و العرب تقول: نَأَی فلان عنی یَنْأَی إِذا بَعُد، و ناء عنی بوزن باع، علی القلب، و مثله رآنی فلان بوزن رَعانی، و راءنی بوزن راعَنی، و منهم من یُمیل أَوَّله فیقول نَأَی و رَأَی. و النُّؤْی و النِّئْی و النَّأْیُ و النُّؤَی، بفتح الهمزة علی مثال النُّفَی؛ الأَخیرة عن ثعلب: الحَفِیر حول الخِباء أَو الخَیْمة یَدْفَع عنها السیلَ یمیناً و شمالًا و یُبْعِدُه؛ قال: و مُوقَدُ فِتْیَةٍ و نُؤَی رَمادٍ، و أَشْذابُ الخِیامِ و قَد بَلِینا و قال: عَلیها مَوْقِدٌ و نُؤَی رَمادٍ و الجمع أَنْآء، ثم یقدّمون الهمزة فیقولون آنَاء، علی القلب، مثل أَبْآرٍ و آبارٍ، و نُؤُیٌّ علی فُعُول و نِئِیٌّ تتبع الكسرة. التهذیب: النُّؤْی الحاجز حول الخیمة، و فی الصحاح: النُّؤْی حُفرة حول الخِباء لئلا یدخله ماء المطر. و أَنْأَیْتُ الخِباء: عملت له نُؤْیاً. و نَأَیْتُ النُّؤْیَ أَنْآه و أَنْأَیْتُه: عملته. و انْتَأَی نُؤْیاً: اتخذه، تقول منه: نأَیْتُ نُؤْیاً؛ و أَنشد الخلیل: شَآبیبُ یُنْأَی سیلُها بالأَصابع قال: و كذلك انْتَأَیْتُ نُؤْیاً، و المُنْتَأَی مثله؛ قال ذو الرمة: ذَكَرْتَ فاهْتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ مَیّاً، و شاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ آرِیُّها و المُنْتَأَی المُدَعْثَرُ و تقول إِذا أَمرت منه: نَ نُؤْیَك أَی أَصْلِحْه، فإِذا وقفت علیه قلت نَهْ، مثل رَ زیداً، فإِذا وقَفت علیه قلت رَهْ؛ قال ابن بری: هذا إِنما یصح إِذا قدَّرت فعلَه نأَیتُه أَنْآه فیكون المستقبل یَنْأَی، ثم تخفف الهمزة علی حدِّ یَری، فتقول نَ نُؤْیَك، كما تقول رَ زیداً، و یقال انْأَ نُؤیك، كقولك انْعَ نُعْیَك إِذا أَمرته أَن یُسوِّی حولَ خِبائه نُؤیاً مُطیفاً به كالطَّوْف یَصْرِفُ عنه ماء المطر. و النُّهَیْر الذی دون النُّؤْی: هو الأَتیُّ، و من ترك الهمز فیه قال نَ نُؤْیَك، و للاثنین نَیا نُؤْیكما، و للجماعة نَوْا نُؤْیَكم، و یجمع نُؤْی الخِباء نُؤًی، علی فُعَلٍ. و قد تَنَأَّیْتُ نُؤیاً، و المُنْتَأَی: موضعه؛ قال الطرماح: مُنْتَأًی كالقَرْوِ رَهْنَ انْثِلامِ و من قال النُّؤی الأَتِیُّ الذی هو دون الحاجز فقد غلط؛ قال النابغة: و نُؤْیٌ كَجِذْمِ الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ فإِنما یَنْثَلِمُ الحاجزُ لا الأَتِیُّ؛ و كذلك قوْله: و سَفْع علی آسٍ و نُؤْی مُعَثْلَب و المُعَثْلَبُ: المَهْدُوم، و لا یَنْهَدِم إِلا ما كان شاخصاً. و المَنْأَی: لغة فی نؤی الدار، و كذلك النِّئْیُ مثل نِعْیٍ، و یجمع النُّؤْی نُؤْیاناً بوزن نُعْیاناً و أَنْآء.

نبا؛ ج15، ص: 301

: نَبا بصره عن الشی‌ء نُبُوًّا و نُبِیّاً؛ قال أَبو نخیلة: لمَّا نَبَا بی صاحِبی نُبِیّا و نَبْوة مرة واحدة. و‌فی حدیث الأَحنف: قَدِمْنا علی عُمر معَ وفْد فَنَبَتْ عَیناه عنهم و وقعَتا علیَّ؛ یقال: نَبا عنه بَصَرهُ یَنْبُو أَی تَجافَی و لم ینظر إِلیه، كأَنه حَقَرَهم و لم یَرْفَع بهم رأْساً. و نَبَا السیفُ عن الضَّریبة نَبْواً و نَبْوة، قال ابن سیدة لا یراد بالنَّبْوة المرَّة الواحدة: كَلَّ و لم یَحِكْ فیها. و نَبا
لسان العرب، ج‌15، ص: 302
حَدُّ السیفِ إِذا لم یَقطع. و نَبَتْ صُورته: قَبُحَت فلم تَقبلها العین. و نَبَا بهِ مَنْزِله: لم یوافِقْه، و كذلك فِراشُه؛ قال: و إِذا نَبا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ و نَبَتْ بی تلك الأَرضُ أَی لم أَجد بها قَراراً. و نَبا فلان عن فلان: لم یَنْقَدْ له. و‌فی حدیث طلحة: قال لعمر أنتَ ولِیُّ ما وَلِیتَ لا نَنْبُو فی یدیك‌أَی ننْقاد لك و لا نَمْتَنع عما ترید منا. و نَبَا جَنْبِی عن الفِراش: لم یَطْمئنّ علیه. التهذیب: نَبَا الشی‌ءُ عنی یَنْبُو أَی تَجافَی و تَباعَد. و أَنْبَیْتُه أَنا أَی دفعته عن نفسی. و فی المثل: الصِّدْقُ یُنْبِی عنكَ لا الوعیدُ أَی أَنَّ الصِّدقَ یَدفَع عنك الغائلة فی الحَرب دون التهْدید. قال أَبو عبید: هو یُنْبِی، بغیر همز؛ قال ساعدة بن جُؤَیَّة: صَبَّ اللَّهِیفُ لهَا السُّبُوبَ بِطَغْیةٍ تُنْبی العُقابَ، كما یُلَطُّ المِجْنَبُ و یقال: أَصله الهمز من الإِنْبَاء أَی أَن الفِعل یُخبر عن حَقِیقتك لا القول. و نَبا السَّهم عن الهَدَف نَبْواً: قَصَّر. و نَبَا عن الشی‌ء نَبْواً و نَبْوةً: زایَلَه، و إِذا لم یَسْتَمكِن السَّرْج أَو الرَّحْل من الظهر قیل نَبَا؛ و أَنشد: عُذافِرُ یَنْبُو بأَحْنا القَتَب ابن بزرج: أَكل الرَّجل أَكْلة إِنْ أَصْبَح منها لَنابیاً، و لقد نَبَوْت مِنْ أَكلة أَكلْتُها بقول سَمِنت منها، و أَكل أَكْلة ظَهَر منها ظَهْرةً أَی سَمِنَ منها. و نَبا بی فلان نَبْواً إِذا جَفانی. و یقال: فلان لا یَنْبُو فی یدیك إِن سأَلتَه أَی لا یَمْنَعُك. ابن الأَعرابی: و النَّابِیَةُ القَوْس التی نَبَتْ عن وتَرها أَی تَجافَتْ. و النَّبْوَة: الجَفْوةُ. و النَّبْوَةُ: الإِقامة. و النَّبْوَةُ: الارْتِفاع. ابن سیدة: النَّبْوُ العُلُوُّ و الارْتِفاعُ، و قد نَبا. و النَّبْوَةُ و النَّبَاوَةُ و النبیُّ: ما ارْتَفَع من الأَرض. و‌فی الحدیث: فأُتِی بثلاثة قِرَصةٍ فَوُضعت علی نَبیّ‌أَی علی شی‌ء مرتفع من الأَرض، من النَّباوَة و النَّبْوةِ الشرَفِ المُرْتَفِع من الأَرض؛ و منه‌الحدیث: لا تُصلُّوا علی النَّبیِّ‌أَی علی الأَرض المرتفعة المُحْدَوْدِبةِ. و النبیُّ: العَلَم من أَعْلام الأَرض التی یُهتَدَی بها. قال بعضهم: و منه اشتقاق النَبِیّ لأَنه أَرفع خلق الله، و ذلك لأَنه یهتدی به، و قد تقدم ذكر النَّبِیّ فی الهمز، و هم أَهل بیت النُّبُوَّة. ابن السكیت: النَّبیّ هو الذی أَنْبأَ عن الله، فترك همزه، قال: و إِن أخذت النَّبِیَّ من النَّبْوة و النَّبَاوَةِ، و هی الارتفاعُ من الأَرض، لارْتِفاع قَدْره و لأَنه شُرِّف علی سائر الخلق، فأَصله غیر الهمز، و هو فَعِیل بمعنی مَفْعول، و تصغیره نُبَیٌّ، و الجمع أَنْبِیَاء؛ و أَما قول أَوس ابن حَجر یَرْثی فُضالةَ بن كَلْدةَ الأَسَدِیّ: علی السَّیِّدِ الصَّعْب، لَو أَنَّه یَقُومُ علی ذِرْوةِ الصَّاقِبِ، لأَصْبَح رَتْماً دُقاقَ الحَصی، مَكانَ النَّبِیِّ من الكاثِبِ قال: النَّبِیُّ المكان المُرْتَفِعُ، و الكاثِبُ: الرمل المجتمع، و قیل: النَّبِیُّ ما نَبا من الحجارة إِذا نَجَلَتْها الحَوافِرُ، و یقال: الكاثِبُ جبل و حَوله رَوابٍ یقال لها النَّبیُّ، الواحد نابٍ مثل غازٍ و غَزیٍّ، یقول: لو قام فُضالةُ علی الصاقِب، و هو جَبَل، لذَلَّلَه و تَسَهَّل له حتی یصیر كالرَّمْلِ الذی
لسان العرب، ج‌15، ص: 303
فی الكاثب؛ و قال ابن بری: الصحیح فی النَّبِیّ هاهنا أَنه اسم رمل معروف، و قیل: الكاثِبُ اسم قُنَّةٍ فی الصاقِب، و قیل: یَقُومُ بمعنی یُقاوِمُ. و‌فی حدیث أَبی سلمة التَّبُوذَكیّ قال: قال أَبو هِلال قال قَتادة ما كان بالبَصْرة رجل أَعْلَمُ من حُمَیْد بن هِلال غیر أَنَّ النَّبَاوَةَ أَضَرَّتْ به‌أَی طَلَبَ الشَّرَفِ و الرِّیاسةِ و حُرْمةَ التَّقَدُّم فی العِلم أَضَرَّ به، و یروی بالتاء و النون. و قال الكسائی: النَّبِیُّ الطَّریقُ، و الأَنْبِیاء طُرُق الهُدَی. قال أَبو مُعاذ النحوی: سمعت أَعرابیّاً یقول مَن یَدُلُّنی علی النَّبِیِّ أَی علی الطَّریق. و قال الزجاج: القراءة المجتمع علیها فی النبیین و الأَنبیاء طرح الهمز، و قد همز جماعة من أَهل المدینة جمیع ما فی القرآن من هذا، و اشتقاقه من نَبَّأَ و أَنْبَأَ أَی أَخبر، قال: و الأَجود ترك الهمز لأَن الاستعمال یُوجب أَنَّ ما كان مهمُوزاً من فَعِیل فجمعه فُعَلاء مثل ظَریف و ظُرَفاء، فإِذا كان من ذوات الیاء فجمعه أَفْعِلاء نحو غنیّ و أَغْنِیاء و نَبیٍّ و أَنْبِیاء، بغیر همز، فإِذا هَمَزْت قلت نَبی‌ء و نُبَآء كما تقول فی الصحیح، قال: و قد جاءَ أَفعلاء فی الصَّحیح، و هو قلیل، قالوا خَمِیسٌ و أَخْمِساء و نَصِیبٌ و أَنْصِباء، فیجوز أَن یكون نَبِیّ من أَنبأْت مما ترك همزه لكثرة الاستعمال، و یجوز أَن یكون من نَبا یَنْبُو إِذا ارتفع، فیكون فَعِیلًا من الرِّفْعة. و تَنَبَّی الكَذَّابُ إِذا ادَّعی النُّبُوَّة و لیس بنَبیٍّ، كما تنَبَّی مُسیْلِمة الكَذَّاب و غیره من الدَّجَّالِینَ المُتَنَبِّینَ. و النَّبَاوَةُ و النَبِیُّ: الرَّمْل. و نَبَاةُ، مقصور: موضع؛ عن الأَخفش؛ قال ساعدة بن جؤیة: فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ و غُودِرَ طافِیاً، ما بَیْنَ عَیْنَ إِلی نَبَاةَ، الأَثْأَبُ و روی: نَباتی، و هو مذكور فی موضعه. و نُبَیٌّ: مكان بالشام «3» دون السِّرِّ؛ قال القطامی: لَمَّا وَرَدْنَ نُبَیّاً، و اسْتَتَبَّ بِنا مُسْحَنْفِرٌ، كخُطوطِ النَّسْجِ، مُنْسَحِلُ و النَبِیُّ: موضع بعینه. و النَّبَوَانُ: ماء بعینه؛ قال: شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما و زُنْقُبُ، و النَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ یعنی بالقَصب مَخارجَ ماء العیون، و مُثَقَّب: مفتوح بالماء. و النَّبَاوةُ: موضع بالطائف معروف. و‌فی الحدیث: خَطَبَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، یَوماً بالنَّبَاوَة من الطائف، و الله أَعلم.

نتا؛ ج15، ص: 303

: نَتا الشی‌ءُ نَتْواً و نُتُوًّا: وَرِمَ. و نَتا عُضْوٌ من أَعْضائه یَنْتُو نُتُوًّا، فهو ناتٍ إِذا وَرِمَ، بغیر همز، و قد تقدَّمَ أَیضاً فی الهمز. اللحیانی: تَحْقِرُه و یَنْتُو أَی تَسْتَصْغِره و یَعظم، و قیل: معناه تَحقِرُه و یَنْدَرِئُ علیك بالكلام، قال: یُضْرب هذا للذی لیس له ظاهر مَنْظَر و له باطِن مَخْبَر، و قد تقدم فی الهمز لأَنَّ هذا المثل یقال فیه یَنْتُو و یَنْتَأُ، بهمز و بغیر همز. ابن الأَعرابی: أَنْتَی إِذا تأَخر، و أَنْتَی إِذا كسَرَ أَنْفَ إِنسان فوَرَّمَه، و أَنْتَی إِذا وافَقَ شَكْلَه فی الخَلْق و الخُلُق، مأْخوذ من التِّنِّ. و النَّواتِی: المَلَّاحُون، واحدهم نُوتِیٌّ.

نثا؛ ج15، ص: 303

: نَثا الحَدیثَ و الخَبر نَثْواً: حَدَّث به و أَشاعَه و أَظْهَره؛ و أَنشد ابن بری للخنساء: قامَ یَنْثُو رَجْعَ أَخْباری
(3). قوله [و نبی مكان بالشام] كذا ضبط بالأصل مصغراً، و فی یاقوت مكبراً و أورد الشاهد كذلك، و فیه أیضاً: كخطوط السیح منسحل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 304
و‌فی حدیث أَبی ذر: فجاءَ خالُنا فنَثا علینا الذی قیل له‌أَی أَظْهَرَه إِلینا و حَدَّثَنا به؛ و فی حدیث مازِنٍ: و كُلُّكُمْ حین یُنْثَی عَیْبُنا فَطِن و‌فی حدیث الدُّعاء: یا مَن تُنْثَی عنده بَواطِنُ الأَخبار.و النَّثَا: ما أَخْبَرْتَ به عن الرجل من حَسَن أَو سَیِّ‌ء، و تَثْنِیتُه نَثَوانِ و نَثَیانِ، یقال: فلان حسن النَّثَا و قَبیح النَّثا، و لا یشتق من النَّثَا فعل؛ قال أَبو منصور: الذی قال إِنه لا یشتق من النَّثا فعل لم نعرفه. و‌فی حدیث ابن أَبی هالة فی صفة مجلس رسول الله، صلی الله علیه و سلم: و لا تُنْثَی فَلَتَاتُه‌أَی لا تُشاعُ و لا تُذاعُ؛ قال أَبو عبید: معناه لا یُتَحدَّث بتلك الفَلَتات، یقال منه: نَثَوْتُ الحدیث أَنْثُوه نَثْواً، و الاسم منه النَّثا؛ و قال أَحمد بن جَبَلة فیما أَخبر عنه ابن هاجَك: معناه أَنه لم یكن لمجلسه فَلَتات فَتُنْثی؛ قال: و الفَلَتاتُ السَّقَطات و الزَّلَّات. و نَثا علیه قولًا: أَخْبَر به عنه. قال سیبویه: نَثا یَنْثُو نَثاء و نَثاً كما قالوا بذا یَبْذُو بذاء و بَذاً، و نَثَوْتُ الحدیث و نَثَیْتُه. و النَّثْوَة: الوَقِیعة فی الناس. و النَّثَا فی الكلام یُطْلق علی القَبیح و الحَسن، یقال: ما أَقبح نَثاه و ما أَحسن نَثاه ابن الأَعرابی: یقال أَنْثَی إِذا قال خیراً أَو شرّاً، و أَنثی إِذا اغْتاب. و النَّاثِی: المُغْتابُ، و قد نَثا یَنْثُو. قال ابن الأَنباری: سمعت أَبا العباس یقول النَّثَا یكون للخیر و الشر، یقال: هو یَنْثو علیه ذُنُوبه، و یكتب بالأَلف؛ و أَنشد: فاضِلٌ كامِلٌ جَمِیلٌ نَثَاهُ، أَرْیَحِیٌّ مُهَذَّبٌ مَنْصُورُ شمر: یقال ما أَقْبَح نَثاه؛ و قال: قال ذلك ابن الأَعرابی. و یقال: هم یَتَنَاثَوْنَ الأَخبار أَی یُشِیعُونها و یَذْكُرونها. و یقال: القوم یَتَنَاثَوْن أَیامهم الماضِیةَ أَی یذكرونها. و تَنَاثَی القومُ قَبائحَهم أَی تَذاكَرُوها؛ قال الفرزدق: بما قد أَری لَیْلی، و لَیْلی مُقِیمَةٌ، بهِ فی جَمِیعٍ لا تُنَاثَی جَرائرُهْ الجوهری: النَّثَا، مقصور، مثل الثَّنا إِلا أَنه فی الخیر و الشر و الثَّنا فی الخیر خاصة. و أَنْثَی الرجلُ إِذا أَنِفَ من الشی‌ء إِنْثَاءً. و نَثَا الشی‌ءَ یَنْثُوه، فهو نَثِیٌّ و مَنْثِیٌّ: أَعادَه. و النَّثِیُّ و النَّفِیُّ: ما نَثاه الرِّشاء من الماء عند الاستقاء، و لیس أَحدهما بدلًا عن الآخر، بل هما أَصلان لأَنَّا نَجِد لكل واحد منهما أَصلًا نردّه إِلیه و اشتقاقاً نحمله علیه، فأَما نَثِیٌّ فَفَعِیل من نَثا الشی‌ءَ یَنْثُوه إِذا أَذاعَه و فَرَّقَه لأَن الرِّشاء یُفَرِّقه و یَنْشُره، قال: و لام الفعل واو لأَنها لام نَثَوْتُ بمنزلة سَرِیٍّ و قَصِیٍّ، و النَّفِیُّ فَعِیل من نَفَیْتُ لأَنَّ الرِّشاء یَنْفِیه، و لامه یاء بمنزلة رَمِیٍّ و عَصِیٍّ؛ قال ابن جنی: و قد یجوز أَن تكون الفاء بدلًا من الثاء؛ و یؤنسك لنحو ذلك إِجْماعُهم فی بیت إمْرئ القیس: و مَرَّ علی القَنانِ منْ نَفَیانِه، فأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كلِّ مَنْزِلِ فإِنهم أَجمعوا علی الفاءِ، قال: و لم نسمعهم قالوا نَثَیانِه. و النُّثَاءَة، ممدود: موضع بعینه؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا بأَنها یاء لأَنها لام و لم نجعله من الهمز لعدم ن ث ء، و الله أَعلم.

نجا؛ ج15، ص: 304

: النَّجَاءُ: الخَلاص من الشی‌ء، نَجا یَنْجُو نَجْواً و نَجاءً، ممدود، و نَجاةً، مقصور، و نَجَّی و اسْتَنْجَی كنَجَا؛ قال الراعی:
لسان العرب، ج‌15، ص: 305
فإِلَّا تَنَلْنی منْ یَزیدَ كَرامةٌ، أُنَجِّ و أُصْبحْ من قُری الشام خالِیا و قال أَبو زُبید الطائی: أَمِ اللَّیْثُ فاسْتَنْجُوا، و أَینَ نَجاؤُكُمْ؟ فَهذا، و رَبِّ الرَّاقِصاتِ، المُزَعْفَرُ و نَجَوْت من كذا. و الصِّدْقُ مَنْجاةٌ. و أَنْجَیْتُ غیری و نجَّیْته، و قرئَ بهما قوله تعالی: فَالْیَوْمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ؛ المعنی نُنَجِّیك لا بفِعْل بل نُهْلِكُكَ، فأَضْمَر قوله لا بفِعْل؛ قال ابن بری: قوله لا بفعل یرید أَنه إِذا نجا الإِنسان ببدنه علی الماء بلا فعل فإِنه هالك، لأَنه لم یَفعل طَفْوَه علی الماء، و إِنما یطفُو علی الماءِ حیّاً بفعله إِذا كان حاذقاً بالعَوْم، و نَجَّاهُ الله و أَنْجَاه. و فی التنزیل العزیز: وَ كَذٰلِكَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ، و أَما قراءَة من قرأَ: و كذلك نُجِّی المؤْمِنین، فلیس علی إِقامة المصدر موضع الفاعل و نصب المفعول الصریح، لأَنه علی حذف أَحد نونی نُنْجِی، كما حذف ما بعد حرف المضارعة فی قول الله عز و جل: تَذَكَّرُونَ*، أَی تَتَذَكَّرون، و یشهد بذلك أَیضاً سكون لام نُجِّی، و لو كان ماضیاً لانفتحت اللام إِلا فی الضرورة؛ و علیه قول المُثَقَّب: لِمَنْ ظُعُنٌ تَطالَعُ مِن صُنَیْبٍ؟ فما خَرَجتْ مِن الوادی لِحِینِ «4» أَی تتَطالَع، فحذف الثانیة علی ما مضی، و نجَوْت به و نَجَوْتُه؛ و قول الهذلی: نَجا عامِرٌ و النَّفْسُ مِنه بشِدْقِه، و لم یَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سَیْفٍ و مِئْزَرا أَراد: إِلَّا بجَفْنِ سَیفٍ، فحذف و أَوْصل. أَبو العباس فی قوله تعالی: إِنّٰا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ؛ أَی نُخَلِّصُك من العذاب و أَهْلَك. و استَنْجَی منه حاجته: تخَلَّصها؛ عن ابن الأَعرابی. و انْتَجَی مَتاعَه: تَخلَّصه و سَلبَه؛ عن ثعلب. و معنی نجَوْت الشی‌ءَ فی اللغة: خَلَّصته و أَلْقَیْته. و النَّجْوَةُ و النَّجَاةُ: ما ارتفَع من الأَرض فلم یَعْلُه السَّیلُ فظننته نَجاءَك، و الجمع نِجاءٌ. و قوله تعالی: فَالْیَوْمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ؛ أَی نجعلك فوق نَجْوةٍ من الأَرض فنُظْهِرك أَو نُلْقِیك علیها لتُعْرَفَ، لأَنه قال ببدنك و لم یقل برُوحِك؛ قال الزجاج: معناه نُلْقِیكَ عُریاناً لتكون لمن خَلْفَك عِبْرَةً. أَبو زید: و النَّجْوةُ المَكان المُرْتَفِع الذی تَظُنُّ أَنه نجاؤك. ابن شمیل: یقال للوادِی نَجْوة و للجبل نَجْوةٌ، فأَما نَجْوة الوادی فسَنداه جمیعاً مُستَقِیماً و مُسْتَلْقِیاً، كلُّ سَنَدٍ نَجْوةٌ، و كذلك هو من الأَكَمةِ، و كلُّ سَنَدٍ مُشْرِفٍ لا یعلوه السیل فهو نَجْوة لأَنه لا یكون فیه سَیْل أَبداً، و نَجْوَةُ الجبَل مَنْبِتُ البَقْل. و النَّجَاةُ: هی النَّجْوَة من الأَرض لا یَعلوها السیل؛ قال الشاعر: فأَصُونُ عِرْضِی أَنْ یُنالَ بنَجْوةٍ، إِنَّ البَرِیَّ مِن الهَناةِ سَعِیدُ و قال زُهَیر بن أَبی سُلْمی: أَ لم تَرَیا النُّعمانَ كان بنَجْوةٍ، مِنَ الشَّرِّ، لو أَنَّ امْرَأً كان ناجِیا؟ و یقال: نَجَّی فلان أَرضَه تَنْجِیةً إِذا كبَسها مخافة الغَرَقِ. ابن الأَعرابی: أَنْجی عَرِقَ، و أَنْجَی إِذا شَلَّح، یقال للِّصِّ مُشَلِّح لأَنه یُعَرِّی الإِنسانَ من ثیابه. و أَنْجَی: كشَفَ الجُلَّ عن ظهر فرسه. أَبو حنیفة: المَنْجَی المَوْضع الذی لا یَبْلُغه السیلُ. و النَّجَاء: السُّرْعةُ فی السیر، و قد نَجَا نَجَاءً، ممدود،
(4). قوله [صنیب] هو هكذا فی الأصل و المحكم مضبوطاً
لسان العرب، ج‌15، ص: 306
و هو یَنْجُو فی السُّرْعة نَجَاءً، و هو نَاجٍ: سَریعٌ. و نَجَوْتُ نَجَاء أَی أَسرَعْتُ و سَبَقْتُ. و قالوا: النَّجَاءَ النَّجَاءَ و النَّجَا النَّجا، فمدّوا و قَصَرُوا؛ قال الشاعر: إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجَا النَّجَا و قالوا: النَّجَاكَ فأَدخلوا الكاف للتخصیص بالخطاب، و لا موضع لها من الإِعراب لأَن الأَلف و اللام مُعاقِبة للإِضافة، فثبت أَنها ككاف ذلك و أَرَیْتُك زیداً أَبو من هو. و‌فی الحدیث: و أَنا النَّذِیرُ العُرْیان فالنَّجَاءَ النَّجاءَ‌أَی انْجُوا بأَنفسكم، و هو مصدر منصوب بفعل مضمر أَی انْجُوا النَّجاء. و النَّجاءُ: السُّرعة. و‌فی الحدیث: إِنما یأْخذ الذِّئْبُ القاصِیةَ و الشاذَّة الناجِیةَ‌أَی السریعة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی عن الحربی بالجیم. و‌فی الحدیث: أَتَوْكَ علی قُلُصٍ نَواجٍ‌أَی مُسْرِعاتٍ. و ناقة نَاجِیةٌ و نَجَاة: سریعة، و قیل: تَقطع الأَرض بسیرها، و لا یُوصف بذلك البعیر. الجوهری: الناجِیةُ و النَّجاة الناقة السریعة تنجو بمن ركبها؛ قال: و البَعیر ناجٍ؛ و قال: أَیّ قَلُوصِ راكِبٍ تَراها ناجِیةً و ناجِیاً أَباها و قول الأَعشی: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخْداً بِنَواجٍ سَرِیعةِ الإِیغالِ أَی بقوائمَ سِراعٍ. و اسْتَنْجَی أَی أَسْرَعَ. و‌فی الحدیث: إِذا سافَرْتُمْ فی الجَدْب فاسْتَنْجُوا؛ معناه أَسْرِعُوا السیرَ و انْجُوا. و یقال للقوم إِذا انهزموا: قد اسْتَنْجَوْا؛ و منه‌قول لقمان بن عاد: أَوَّلُنا إِذا نَجَوْنا و آخِرُنا إِذا اسْتَنْجَیْنا‌أَی هو حامِیَتُنا إِذا انْهَزَمْنا یَدفع عنَّا. و النَّجْوُ: السَّحاب الذی قد هَراقَ ماءه ثم مَضَی، و قیل: هو السحاب أَوَّل ما یَنشأُ، و الجمع نِجاء و نُجُوٌّ؛ قال جمیل: أَ لیسَ مِنَ الشَّقاءِ وَ جِیبُ قَلْبی، و إِیضاعی الهُمُومَ مع النُّجُوِّ فأَحْزَنُ أَنْ تَكُونَ علی صَدِیقٍ، و أَفْرَحُ أَن تكون علی عَدُوِّ یقول: نحن نَنْتَجِعُ الغَیْثَ، فإِذا كانت علی صدِیقٍ حَزِنْت لأَنی لا أُصیب ثَمَّ بُثَیْنَة، دعا لها بالسُّقْیا. و أَنْجَتِ السحابةُ: وَلَّتْ. و حكی عن أَبی عبید: أَین أَنْجَتْكَ السماء أَی أَینَ أَمطَرَتْكَ. و أُنْجِیناها بمكان كذا و كذا أَی أُمْطِرْناها. و نَجْوُ السبُع: جَعْره. و النَّجْوُ: ما یخرج من البطن من ریح و غائط، و قد نَجا الإِنسانُ و الكلبُ نَجْواً. و الاسْتِنْجاء: الاغتسال بالماء من النَّجْوِ و التَّمَسُّحُ بالحجارة منه؛ و قال كراع: هو قطع الأَذَی بأَیِّهما كان. و اسْتَنْجَیْتُ بالماءِ و الحجارة أَی تَطَهَّرْت بها. الكسائی: جلَست علی الغائط فما أَنْجَیْتُ. الزجاج: یقال ما أَنْجَی فلان شیئاً، و ما نَجَا منذ أَیام أَی لم یأْتِ الغائطَ. و الاسْتِنجاء: التَّنَظُّف بمدَر أَو ماء. و اسْتَنجَی أَی مسح موضع النَّجْو أَو غَسَله. و یقال: أَنْجَی أَی أَحدَث. و شرب دَواء فما أَنْجَاه أَی ما أَقامه. الأَصمعی: أَنْجَی فلان إِذا جلس علی الغائط یَتَغَوَّط. و یقال: أَنْجَی الغائطُ نَفْسُه یَنجُو، و فی الصحاح: نَجا الغائطُ نَفْسُه. و قال بعض العرب: أَقلُّ الطعامِ نَجْواً اللَّحم. و النَّجْوُ: العَذِرة نَفْسُه. و اسْتَنْجَیْتُ النخلةَ إِذا أَلقَطْتَها؛ و فی الصحاح: إِذا لقطتَ رُطبَها.
لسان العرب، ج‌15، ص: 307
و‌فی حدیث ابن سلام: و إِنی لَفِی عَذْقٍ أُنْجِی منه رُطَباً‌أَی أَلتَقِطُ، و‌فی روایة: أَسْتَنْجِی منه‌بمعناه. و أَنْجَیْت قَضِیباً من الشجرة فَقَطَعْتُه، و اسْتَنْجَیْت الشجرةَ: قَطَعْتُها من أَصلها. و نَجَا غُصونَ الشجرة نَجْواً و اسْتَنْجَاها: قَطَعها. قال شمر: و أُری الاسْتِنْجاءَ فی الوُضوء من هذا لِقَطْعِه العَذِرةَ بالماءِ؛ و أَنْجَیت غیری. و اسْتَنجَیت الشجر: قطعته من أُصوله. و أَنْجَیْتُ قضیباً من الشجر أَی قطعت. و شجرة جَیِّدة النَّجا أَی العود. و النَّجا: العصا، و كله من القطع. و قال أَبو حنیفة: النَّجا الغُصونُ، واحدته نَجاةٌ. و فُلان فی أَرضِ نَجاةٍ: یَسْتَنجِی من شجرها العِصِیَّ و القِسِیَّ. و أَنْجِنِی غُصناً من هذه الشجرة أَی اقْطَعْ لی منها غُصْناً. و النَّجا: عِیدانُ الهَوْدَج. و نَجَوْتُ الوَتَر و اسْتَنجَیتُه إِذا خَلَّصته. و اسْتَنْجَی الجازِرُ وتَرَ المَتْنِ: قَطَعه؛ قال عبد الرحمن بن حسان: فَتَبازَتْ فَتَبازَخْتُ لهَا، جِلْسةَ الجازِرِ یَسْتَنْجِی الوَتَرْ و یروی: جِلْسةَ الأَعْسَرِ … الجوهری: اسْتَنْجَی الوَتَر أَی مدّ القوس، و أَنشد بیت عبد الرحمن بن حسان، قال: و أَصله الذی یَتَّخذ أَوْتارَ القِسِیّ لأَنه یُخرج ما فی المَصارِین من النَّجْو. و‌فی حدیث بئر بُضاعةَ: تُلقَی فیها المَحایِضُ و ما یُنْجِی الناسُ‌أَی یُلقُونه من العذرة؛ قال ابن الأَثیر: یقال منه أَنْجَی یُنْجِی إِذا أَلقَی نَجْوه، و نَجا و أَنْجَی إِذا قَضَی حاجته منه. و الاسْتِنجاءُ: اسْتِخْراج النَّجْو من البطن، و قیل: هو إِزالته عن بدنه بالغَسْل و المَسْح، و قیل: هو من نَجَوْت الشجرة و أَنْجَیْتُها إِذا قطعتها، كأَنه قَطَعَ الأَذَی عن نفسه، و قیل: هو من النَّجْوَة، و هو ما ارْتَفع من الأَرض كأَنه یَطلُبها لیجلس تحتها. و منه‌حدیث عمرو بن العاص: قیل له فی مرضه كیفَ تجِدُك؟ قال: أَجِدُ نَجْوِی أَكثرَ مِن رُزْئی‌أَی ما یخرج منی أَكثَرَ مما یدخل. و النَّجَا، مقصور: من قولك نَجَوْتُ جِلدَ البعیر عنه و أَنْجَیْتُه إِذا سَلَخْتَه. و نَجا جِلدَ البعیر و الناقةِ نَجْواً و نَجاً و أَنْجَاه: كشَطَه عنه. و النَّجْوُ و النَّجَا: اسم المَنْجُوّ؛ قال یخاطب ضَیْفَینِ طَرَقاه: فقُلْتُ: انْجُوَا عنها نَجا الجِلدِ، إِنَّه سَیُرْضِیكما مِنها سَنامٌ و غارِبُهْ قال الفراء: أَضافَ النَّجَا إِلی الجِلد لأَن العرب تُضیف الشی‌ء إِلی نفسه إِذا اختلف اللفظان، كقوله تعالی: لَحَقُّ الْیَقِینِ و لَدٰارُ الْآخِرَةِ. و الجِلدُ نَجاً، مقصور أَیضاً؛ قال ابن بری: و مثله لیزید بن الحكم: تُفاوضُ مَنْ أَطْوِی طَوَی الكَشْحِ دُونه، و مِنْ دُونِ مَنْ صافَیْتُه أَنتَ مُنْطَوِی قال: و یُقَوِّی قول الفراء بعد البیت قولهم عِرْقُ النَّسا و حَبْل الوَرِید و ثابت قُطْنةَ و سعِید كُرْزٍ. و قال علی بن حمزة: یقال نَجَوْت جِلدَ البعیر، و لا یقال سَلَخته، و كذلك قال أَبو زید؛ قال: و لا یقال سَلَخته إِلا فی عُنُقه خاصة دون سائر جسده، و قال ابن السكیت فی آخر كتابه إِصلاح المنطق: جَلَّدَ جَزُوره و لا یقال سَلَخه. الزجاجی: النَّجا ما سُلخ عن الشاة أَو البعیر، و النَّجا أَیضاً ما أُلقی عن الرَّجل من اللباس. التهذیب: یقال نَجَوْت الجِلد إِذا أَلقَیْته عن البعیر و غیره، و قیل: أَصل هذا كله من النَّجْوة، و هو ما ارْتَفع من الأَرض، و قیل: إِن الاستِنْجاء من الحَدث مأْخوذ من هذا لأَنه إِذا أَراد قضاء الحاجة استتر بنَجْوةٍ من الأَرض؛ قال عبید:
لسان العرب، ج‌15، ص: 308
فَمَنْ بِنَجْوَتِه كمَنْ بِعَقْوته، و المُستَكِنُّ كمَنْ یَمْشِی بقِرواحِ ابن الأَعرابی: بَیْنی و بین فلان نَجَاوَةٌ من الأَرض أَی سَعة. الفراء: نَجَوْتُ الدَّواءَ شَربته، و قال: إِنما كنت أَسمع من الدواء ما أَنْجَیْته، و نَجَوْتُ الجِلد و أَنْجَیْتُه. ابن الأَعرابی: أَنْجَانِی الدَّواءُ أَقْعدَنی. و نَجَا فلان یَنْجُو إِذا أَحْدَث ذَنْباً أَو غیر ذلك. و نَجَاهُ نَجْواً و نَجْوَی: سارَّه. و النَّجْوَی و النَّجِیُّ: السِّرُّ. و النَّجْوُ: السِّرُّ بین اثنین، یقال: نَجَوْتُه نَجْواً أَی سارَرْته، و كذلك ناجَیْتُه، و الاسم النَّجْوی؛ و قال: فبِتُّ أَنْجُو بها نَفْساً تُكَلِّفُنی ما لا یَهُمُّ به الجَثَّامةُ الوَرَعُ و فی التنزیل العزیز: وَ إِذْ هُمْ نَجْویٰ؛ فجعلهم هم النَّجْوی، و إِنما النَّجْوی فِعلهم، كما تقول قوم رِضاً، و إِنما رِضاً فِعْلهم. و النَّجِیُّ، علی فَعِیل: الذی تُسارُّه، و الجمع الأَنْجِیَة. قال الأَخفش: و قد یكون النَّجِیُّ جَماعة مثل الصدِیق، قال الله تعالی: خَلَصُوا نَجِیًّا. قال الفراء: و قد یكون النَّجِیُّ و النَّجْوی اسماً و مصدراً. و‌فی حدیث الدُّعاء: اللهم بمُحمد نبیِّك و بمُوسی نَجِیِّك؛ هو المُناجِی المُخاطِب للإِنسان و المحدِّث له، و قد تنَاجَیا مُناجاة و انْتِجاء. و‌فی الحدیث: لا یَتَنَاجی اثنان دون الثالث، و‌فی روایة: لا یَنْتَجِی اثنان دون صاحبهما‌أَی لا یَتَسارَران مُنْفَردَیْن عنه لأَن ذلك یَسوءُه. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: دعاهُ رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، یومَ الطائف فانْتَجاه فقال الناسُ: لقد طالَ نَجْواهُ فقال: ما انْتَجَیْتُه و لكنَّ اللهَ انْتَجَاه‌أَی أَمَرَنی أَن أُناجِیه. و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: قیل له ما سمعت من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فی النَّجْوَی؟یُرید مناجاةَ الله تعالی للعبد یوم القیامة. و‌فی حدیث الشعبی: إِذا عَظُمت الحَلْقة فهی بِذاء و نِجاء‌أَی مُناجاة، یعنی یكثر فیها ذلك. و النَّجْوَی و النَّجِیُّ: المُتسارُّون. و فی التنزیل العزیز: وَ إِذْ هُمْ نَجْویٰ؛ قال: هذا فی معنی المصدر، و إِذْ هم ذوو نَجْوی، و النَّجْوی اسم للمصدر. و قوله تعالی: مٰا یَكُونُ مِنْ نَجْویٰ ثَلٰاثَةٍ؛ یكون علی الصفة و الإِضافة. و نَاجَی الرجلَ مُنَاجَاةً و نِجَاءً: سارَّه. و انْتَجَی القومُ و تَناجَوْا: تَسارُّوا؛ و أَنشد ابن بری: قالت جَواری الحَیِّ لَمَّا جِینا، و هنَّ یَلْعَبْنَ و یَنْتَجِینا: ما لِمَطایا القَوْمِ قد وَجِینا؟ و النَّجِیُّ: المُتناجون. و فلان نجِیُّ فلان أَی یناجیه دون من سواه. و فی التنزیل العزیز: فَلَمَّا اسْتَیْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِیًّا؛ أَی اعتزلوا مُتَناجین، و الجمع أَنْجِیَةٌ؛ قال: و ما نَطَقُوا بأَنْجِیَةِ الخُصومِ و قال سُحَیْم بن وَثِیل الیَرْبُوعِی: إِنی إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِیَهْ، و اضْطرب القَوْمُ اضْطرابَ الأَرْشِیَهْ، هُناكِ أَوْصِینی و لا تُوصی بِیَهْ قال ابن بری: حكی القاضی الجرجانی عن الأَصمعی و غیره أَنه یصف قوماً أَتعبهم السیر و السفر، فرقدوا علی رِكابهم و اضطربوا علیها و شُدَّ بعضهم علی ناقته حِذارَ سقوطه من علیها، و قیل: إِنما ضربه مثلًا لنزول الأَمر المهمّ، و بخط علی بن حمزة: هُناكِ، بكسر
لسان العرب، ج‌15، ص: 309
الكاف، و بخطه أَیضاً: أَوْصِینی و لا تُوصِی، بإِثبات الیاء، لأَنه یخاطب مؤنثاً؛ و روی عن أَبی العباس أَنه یرویه: و اخْتَلَفَ القومُ اخْتلافَ الأَرْشِیَهْ قال: و هو الأَشهر فی الروایة؛ و روی أَیضاً: و الْتَبَسَ القومُ الْتِباسَ الأَرشیه و رواه الزجاج: و اختلف القول؛ و أَنشد ابن بری لسحیم أَیضاً: قالتْ نِساؤُهم، و القومُ أَنْجِیَةٌ یُعْدَی علیها، كما یُعْدی علی النّعَمِ قال أَبو إِسحاق: نجِیٌّ لفظ واحد فی معنی جمیع، و كذلك قوله تعالی: وَ إِذْ هُمْ نَجْویٰ؛ و یجوز: قومٌ نَجِیٌّ و قومٌ أَنْجِیةٌ و قومٌ نَجْوی. و انْتَجاه إِذا اختصَّه بمُناجاته. و نَجَوْتُ الرجل أَنْجُوه إِذا ناجَیْتَه. و فی التنزیل العزیز: لٰا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْوٰاهُمْ؛ قال أَبو إِسحاق: معنی النَّجْوی فی الكلام ما یَنْفَرِد به الجماعة و الاثنان، سِرّاً كان أَو ظاهراً؛ و قوله أَنشده ثعلب: یَخْرُجْنَ منْ نَجِیِّه للشاطی فسره فقال: نجِیُّه هنا صوته، و إِنما یصف حادیاً سَوَّاقاً مُصَوِّتاً. و نَجاه: نكَهه. و نَجَوْت فلاناً إِذا استَنْكَهْته؛ قال: نَجَوْتُ مُجالِداً، فوَجَدْتُ منه كریح الكلب ماتَ حَدیثَ عَهْدِ فقُلْتُ له: مَتی استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابَنی فی جَوْفِ مَهْدی و روی الفراء أَن الكسائی أَنشده: أَقولُ لِصاحِبَیَّ و قد بَدا لی مَعالمُ مِنْهُما، و هُما نَجِیَّا أَراد نَجِیَّانِ فحذف النون؛ قال الفراء: أَی هما بموضع نَجْوَی، فنصب نَجِیّاً علی مذهب الصفة. و أَنْجَت النخلة فأَجْنَتْ؛ حكاه أَبو حنیفة. و اسْتَنْجَی الناسُ فی كل وجه: أَصابُوا الرُّطب، و قیل: أَكلوا الرطب. قال: و قال غیر الأَصمعی كل اجْتِنَاءٍ استِنْجاءٌ، یقال: نَجوْتُك إِیاه؛ و أَنشد: و لقَدْ نَجَوْتُك أَكْمُؤاً و عَساقِلًا، و لقد نَهَیْتُك عن بَناتِ الأَوْبَرِ و الروایة المعروفة … جَنیْتُك …، و هو مذكور فی موضعه. و النُّجَوَاءُ: التَّمَطِّی مثل المُطَواء؛ و قال شبیب بن البرْصاء: و هَمٌّ تأْخُذُ النجَواء مِنه، یُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ قال ابن بری: صوابه … النُّحَواء …، بحاء غیر معجمة، و هی الرِّعْدة، قال: و كذلك ذكره ابن السكیت عن أَبی عمرو بن العلاء و ابن ولَّاد و أَبو عمرو الشیبانی و غیره، و المُلالُ: حرارة الحمَّی التی لیست بصالبٍ، و قال المُهَلَّبی: یروی‌یُعَكُّ بصالِبٍ … و ناجِیةُ: اسم. و بنو ناجیةَ: قبیلة؛ حكاها سیبویه. الجوهری: بنو ناجیةَ قوم من العرب، و النسبة إِلیهم ناجِیٌّ، حذف منه الهاء و الیاء، و الله أَعلم.

نحا؛ ج15، ص: 309

: الأَزهری: ثبت عن أَهل یُونانَ، فیما یَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُون بلسانهم و لغتهم، أَنهم یسمون عِلْمَ الأَلفاظ و العِنایةَ بالبحثْ عنه نَحْواً، و یقولون كان فلان من النَّحْوِیینَ، و لذلك سُمی یُوحنَّا الإِسكَنْدَرانیُّ یَحْیَی النَّحْوِیَّ للذی كان حصل له من المعرفة بلغة الیُونانِیِّین. و النَّحْوُ: إِعراب الكلام العربی. و النَّحْوُ: القَصدُ و الطَّرِیقُ، یكون ظرفاً و یكون اسماً، نَحاه یَنْحُوه و یَنْحاه
لسان العرب، ج‌15، ص: 310
نَحْواً و انْتَحاه، و نَحْوُ العربیة منه، إِنما هو انْتِحَاء سَمْتِ كلام العرب فی تَصَرُّفه من إِعراب و غیره كالتثنیة و الجمع و التحقیر و التكبیر و الإِضافة و النسب و غیر ذلك، لیَلْحَق مَن لیس من أَهل اللغة العربیة بأَهلها فی الفصاحة فیَنطِق بها و إِن لم یكن منهم، أَو إِن شَذَّ بعضهم عنها رُدَّ به إِلیها، و هو فی الأَصل مصدر شائع أَی نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت قَصْداً، ثم خُص به انْتِحاء هذا القَبیل من العلم، كما أَن الفِقه فی الأَصل مصدر فَقِهْت الشی‌ء أَی عَرَفته، ثم خُص به علم الشریعة من التحلیل و التحریم، و كما أَن بیت الله عز و جل خُص به الكعبة، و إن كانت البیوت كلها لله عز و جل؛ قال ابن سیدة: و له نظائر فی قصر ما كان شائعاً فی جنسه علی أَحد أَنواعه، و قد استعملته العرب ظَرْفاً، و أَصله المصدر؛ و أَنشد أَبو الحسن: تَرْمِی الأَماعِیزَ بمُجْمَراتِ، بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ یَحْدُو بها كلُّ فَتًی هَیّاتٍ، و هُنَّ نَحْوَ البیتِ عامِداتِ و الجمع أَنْحاء و نُحُوٌّ؛ قال سیبویه: شبهوها بعُتُوٍّ و هذا قلیل. و فی بعض كلام العرب: إِنَّكم لَتَنْظُرون فی نُحُوٍّ كثیرة أَی فی ضُروب من النَّحو، شبهها بعُتُوٍّ، و الوجه فی مثل هذه الواوات إِذا جاءت فی جمعٍ الیاءُ كقولهم فی جمع ثَدْی ثُدِیٌّ و عُصِیٌّ و حُقِیٌّ. الجوهری: یقال نَحَوْتُ نَحْوَك أَی قَصَدْتُ قَصْدَك. التهذیب: و بَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود الدُّؤلیَّ وضع وجُوه العربیة و قال للناس انْحُوا نحْوه فسمی نَحْواً. ابن السكیت: نَحا نَحْوَه إِذا قصده، و نَحا الشی‌ءَ یَنْحاه و یَنْحُوه إِذا حَرَّفه، و منه سمی النَّحْوِیُّ لأَنه یُحرّف الكلام إِلی وجوه الإِعراب. ابن بزرج: نَحَوْت الشی‌ء أَمَمْتُه أَنْحُوه و أَنْحاه. و نَحَّیْتُ الشی‌ءَ «5» و نَحَوْته؛ و أَنشد: فلم یَبْقَ إِلَّا أَن تَرَی، فی مَحَلِّه، رَماداً نَحَتْ عنه السُّیولَ جَنادِلُهْ و رجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ: نَحْوِیٌّ، و كأَنَّ هذا إِنما هو علی النسب كقولك تامرٌ و لابِنٌ. اللیث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشی‌ء. و أَنْحَیْ علیه و انْتَحَی علیه إِذا اعتمد علیه. ابن الأَعرابی: أَنْحَی و نَحَی و انْتَحَی أَی اعْتَمَدَ علی الشی‌ء. و انْتَحَی له و تَنَحَّی له: اعتمد. و تَنَحَّی له بمعنی نَحا له و انْتَحَی؛ و أَنشد: تَنحَّی له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء، و النَّقْعُ ساطِعُ و‌فی حدیث ابن عمر، رضی الله عنهما: أَنه رأْی رجلًا تَنَحَّی فی سُجُوده فقال لا تَشِینَنَّ صُورَتَكَ؛ قال شمر: الانْتِحَاء فی السجود الاعْتِمادُ علی الجبهة و الأَنف حتی یُؤثِّر فیهما ذلك. الأَزهری فی ترجمة ترح: ابن مُناذر التَّرَحُ الهَبوط، «6»؛ و أَنشد: كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ، إِذا انْتَحَی بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قال: الانْتِحَاء أَن یَسْقُط هكذا، و قال بیده، بعضُها فوق بعض، و هو فی السجود أَن یسقط جبینه إِلی الأَرض و یشدَّه و لا یعتمد علی راحتیه و لكن یعتمد علی جبینه، قال الأَزهری: حكی شمر هذا عن عبد
(5). قوله [و نَحَّیْتُ الشی‌ءَ] كذا فی الأصل مضبوطاً، و فی التهذیب: نَحَّیْتُ عن الشی‌ءِ، بشد الحاء و زیادة عن. (6). قوله [الترح الهبوط إلخ] هذا الضبط هو الصواب كما ضبط فی مادة ترح من التكملة، و تقدم ضبط الهبوط بالضم و انتحی بضم التاء فی ترح من اللسان خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 311
الصمد بن حسان عن بعض العرب، قال شمر: و كنت سأَلت ابن مناذر عن الانْتِحَاء فی السجود فلم یعرفه، قال: فذكرت له ما سمعت فدَعا بدواته فكتبه بیده. و انْتَحَیْت لفلان أَی عَرَضْت له. و‌فی حدیث حرام بن مِلْحان: فانْتَحَی له عامر بن الطُّفَیل فقَتَله‌أَی عَرَضَ له و قَصَد. و‌فی الحدیث: فانْتَحَاه رَبیعَةُ‌أَی اعْتَمَدَه بالكلام و قَصَده. و‌فی حدیث الخضر. علیه السلام: و تَنَحِّی له‌أَی اعْتَمَد خَرْقَ السًّفینةِ. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: فلم أَنْشَبْ حتی أَنْحَیْتُ علیها.و قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی روایة، و المشهور بالثاء المثلثة و الخاء المعجمة و النون. و‌فی حدیث الحسن: قد تَنَحَّی فی بُرْنُسِه و قامَ اللیلَ فی حِنْدِسِه‌أَی تَعَمَّدَ العِبادة و توجَّه لها و صار فی ناحِیتها و تَجَنَّب الناس و صار فی ناحیة منهم. و أَنْحَیْتُ علی حَلقه السِّكین أَی عَرَضْتُ؛ و أَنشد ابن بری: أَنْحَی علی وَدَجَیْ أُنْثَی مُرَهَّفةً مَشْحُوذةً، و كذاكَ الإِثْمُ یُقْتَرَفُ و أَنْحَی علیه ضرباً: أَقبَلَ. و أَنْحَی له السِّلاح: ضَرَبه بها أَو طَعَنَه أَو رَماه، و أَنْحَی له بِسَهْم أَو غیره من السلاح. و تَنَحَّی و انْتَحَی: اعْتَمَدَ. یقال: انْتَحَی له بسهم و نَحا علیه بشُفْرته، و نَحَا له بسهم. و نَحَا الرَّجلُ و انْتَحَی: مالَ علی أَحد شِقَّیْهِ أَو انْحَنی فی قَوْسِه. و أَنْحَی فی سَیره أَی اعْتَمَد علی الجانب الأَیسر. قال الأَصمعی: الانْتِحَاء فی السیر الاعْتماد علی الجانب الأَیسر، ثم صار الاعتماد فی كل وجه؛ قال رؤبة: مُنْتَحِیاً مِنْ نَحْوِه علی وُفَقْ ابن سیدة: و الانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل فی سیرها علی الجانب الأَیسر، ثم صار الانْتِحَاء المَیلُ و الاعْتماد فی كل وجه؛ و أَنشد ابن بری لكعب بن زهیر: إذا ما انْتَحَاهُنَّ شُؤْبُوبُه أَی اعْتَمَدهن. و نَحَوْتُ بَصَرِی إلیه أَی صرَفْت. و نَحَا إلیه بصَره یَنْحُوه و یَنْحَاه: صرَفه. و أَنْحَیْتُ إلیه بصَری: عَدَلْتُه؛ و قول طریف العبسی: نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ و حرِثٌ، و فی الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ أَی صَیَّرا هذا المیت فی ناحیة القبر. و نَحَیْتُ بَصَری إلیه: صَرَفْته. التهذیب: شمر انْتَحَی لی ذلك الشی‌ءُ إذا اعتَرَض له و اعتمدَه؛ و أَنشد للأَخطل: و أَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِیلًا و یَنْتَحِی لنا، من لَیالِینا العَوارِمِ أَوَّلُ قال ابن الأَعرابی: یَنْتَحِی لنا یَعودُ لنا، و العَوارِمُ: القِباحُ. و نَحَی الرجلَ: صَرَفَه؛ قال العجاج: لقد نَحَاهُم جَدُّنا و الناحی ابن سیدة: و النُّحَواء الرِّعْدة، و هی أَیضاً التَّمَطِّی؛ قال شَبِیب بن البَرْصاء: و هَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ منه، یُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ و انْتَحَی فی الشی‌ء: جَدَّ. و انْتَحَی الفرَسُ فی جَرْیه أَی جَدَّ. و النِّحْیُ و النَّحْیُ و النَّحَی: الزِّقُّ، و قیل: هو ما كان للسمْن خاصة. الأَزهری: النِّحْیُ عند العرب الزِّقُ الذی فیه السمن خاصة، و كذلك قال الأَصمعی و غیره: النحی الزق الذی یجعل فیه السمن خاصة؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 312
و منه قِصَّةُ ذاتِ النِّحْیَیْنِ المَثَلِ المشهور: أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحْیَیْن؛ و هی امرأَة من تَیْمِ الله بن ثعْلَبةَ و كانت تَبِیع السمن فی الجاهلیة، فأَتی خَوَّاتُ بن جُبَیْر الأَنصاری یَبتاع منها سَمناً فساوَمَها، فحلَّت نِحْیاً مَمْلُوءاً، فقال: أَمْسِكِیه حتی أَنظر غیره، ثم حلَّ آخر و قال لها: أَمسكیه، فلما شَغل یدیها ساوَرَها حتی قَضی ما أَراد و هرَب فقال فی ذلك: و ذاتِ عِیالٍ، واثقِینَ بِعَقْلِها، خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ و شَدَّتْ یَدَیْها، إذ أَرَدْتُ خِلاطَها، بنِحْیَیْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَی عُجَراتِ فكانتْ لها الوَیْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها، و رَجْعَتِها صِفْراً بغیر بتاتِ فشَدَّتْ علی النِّحْیَیْنِ كَفّاً شَحِیحةً علی سَمْنِها، و الفَتْكُ مِن فَعَلاتی قال ابن بری: قال علی بن حمزة الصحیح فی روایة خَوَّات بن جُبَیْر: فشدَّت علی النِّحْیَیْنِ كَفَّیْ شَحیحةٍ تثنیة كفّ، ثم أَسْلم خَوَّاتٌ و شهد بدراً، فقال له رسول الله، صلی الله علیه و سلم: كیف شِرادُك؟ و تَبَسَّمَ رسول الله، صلی الله علیه و سلم، فقال: یا رسول الله قد رَزَقَ الله خیراً و أَعوذ بالله من الحَوْرِ بَعدَ الكَوْرِ و هَجا العُدَیلُ بن الفَرْخِ بنی تَیمِ اللهِ فقال: تَزَحْزَحْ، یا ابنَ تَیْمِ اللهِ، عَنَّا فَما بَكْرٌ أَبُوكَ، و لا تَمِیمُ لكُلِّ قَبِیلةٍ بَدرٌ و نجْمٌ، و تَیْمُ الله لیس لها نُجُومُ أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْیَیْنِ مِنْهُمْ، فُعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِیمُ قال ابن بری: قال ابن حمزة الصحیح أَنها امرأَة من هذیل، و هی خَوْلة أُم بشر بن عائذ، و‌یحكی أَن أَسَدِیًّا و هُذَلیًّا افتخرا و رضیا بإِنسان یحكم بینهما فقال: یا أَخا هذیل كیف تُفاخِرُون العرب و فیكم خِلال ثلاث: منكم دلیل الحَبَشة علی الكعبة، و منكم خَولةُ ذاتُ النِّحیین، و سأَلتم رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَن یُحلِّلَ لكم الزنا؟قال: و یُقَوِّی قول الجوهری إنها من تیم الله ما أَنشده فی هجائهم: أُناس ربة النِّحْیَیْنِ منهم و جمع النِّحْی أَنْحَاء و نُحِیٌّ و نِحاء؛ عن سیبویه. و النِّحْی أَیضاً: جَرْةُ فَخّار یجعل فیها اللبن لیُمخض. و فی التهذیب: یجعل فیها اللبن المَمْخُوض. الأَزهری: العرب لا تعرف النِّحْیَ غیر الزق، و الذی قاله اللیث إنه الجَرَّةُ یُمْخَض فیها اللبن غیر صحیح. و نَحَی اللبنَ یَنْحِیهِ و یَنْحَاه: مَخَضه؛ و أَنشد: فی قَعْرِ نِحْیٍ أَستَثیرُ حُمَّهْ و النِّحْیُ: ضَرْب من الرُّطَب؛ عن كراع. و نَحَی الشی‌ءَ یَنْحَاه نَحْیاً و نَحَّاه فتَنَحَّی: أَزاله. التهذیب: یقال نَحَّیْت فلاناً فتَنَحَّی، و فی لغة: نَحَیْتُه و أَنا أَنْحَاه نَحْیاً بمعناه؛ و أَنشد: أَلا أَیُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه لِشی‌ءٍ نَحَتْهُ، عن یَدَیْهِ، المَقادِرُ أَی باعَدَتْه. و نَحَّیْته عن موضعه تَنْحِیَةً فتَنَحَّی، و قال الجعدی: أُمِرَّ و نُحِّیَ عن زَوْرِه، كتَنْحِیَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ و یقال: فلان نَحِیَّةُ القَوارِعِ إذا كانت الشَّدائد
لسان العرب، ج‌15، ص: 313
تَنْتَحِیه؛ و أَنْشد: نَحِیَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه نُضاضةُ دَمْعٍ، مِثْلُ ما دَمَعَ الوَشَلْ و یقال: استَخَذَ فلانٌ فلاناً أُنْحِیَّةً أَی انْتَحی علیه حتی أَهلَك مالَه أو ضَرّه أَو جَعلَ به شَرًّا؛ و أَنشد: إنی إذا ما القوْمُ كانوا أُنْحِیَهْ أَی انْتَحَوْا عن عمل یَعملونه. اللیث: كل مَن جدَّ فی أَمرٍ فقد انْتَحَی فیه، كالفرس یَنْتَحِی فی عَدْوه. و النَّاحِیةُ من كل شی‌ء: جانِبه. و النَّاحِیَة: واحدة النَّوَاحِی؛ و قول عُتیِّ بن مالك: لقد صَبَرَتْ حَنیفة صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ، تَحتَ أَظْلال النَّوَاحِی فإنما یرید نَوَاحی السُّیوف، و قیل: أَراد النَّوائح فقلب، یعنی الرَّایات المُتقابلات. و یقال: الجبلان یَتَنَاوَحانِ إذا كانا متقابلین. و النَّاحِیَةُ و النَّاحَاة: كل جانب تَنَحَّی عن القَرار كناصِیةٍ و ناصاةٍ؛ و قوله: أَلِكْنی إلَیْها، و خَیْرُ الرَّسُولِ أَعْلَمُهمْ بنَواحِی الخَبَرْ إنما یَعْنی أَعلَمهم بنَواحی الكلام. و إبِل نَحِیٌّ: مُتَنَحِّیةٌ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: ظَلَّ و ظَلَّتْ عُصَباً نَحِیَّا، مثْلَ النَّجیِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِیَّا و النِّحی من السِّهام: العریضُ النَّصْل الذی إذا أَردت أَن تَرمی به اضْطَجَعْته حتی تُرْسله. و المَنْحَاة: ما بین البئر إلی منتهی السَّانیِة؛ قال جریر: لقد ولدَتْ أُمُّ الفَرَزدَقِ فَخَّةً، تَرَی بَیْنَ فَخْذَیْها مَنَاحِیَ أَرْبَعا الأَزهری: المَنْحَاةُ مُنتهی مذهب السَّانِیة، و ربما وُضِع عنده حجر لیَعلم قائدُ السانیة أَنه المُنتَهَی فیَتَیَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إذا جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ و أَداتُه. الجوهری: و المَنْحَاةُ طریق السانیِة؛ قال ابن بری: و منه قول الراجز: كأَنَّ عَینَیَّ، و قد بانُونی، غَرْبانِ فی مَنْحَاةِ مَنْجَنُونِ و قال ابن الأَعرابی: المَنْحَاة مَسِیلُ الماء إذا كان مُلْتَوِیاً؛ و أَنشد: و فی أَیْمانِهِمْ بِیضٌ رِقاقٌ، كباقِی السَّیلِ أَصْبَحَ فی المَنَاحِی و أَهْلُ المَنْحَاةِ: القوم البُعداء الذین لیسوا بأَقارِب. و قوله‌فی الحدیث: یأْتینی أَنْحَاء مِن الملائكة‌أَی ضُرُوبٌ منهم، واحدهم نَحْوٌ، یعنی أَن الملائكةَ كانوا یَزُورُونه سِوَی جبریلَ، علیه السلام. و بنو نَحْوٍ: بَطْنٌ من الأَزْد، و فی الصحاح: قوم من العرب.

نخا؛ ج15، ص: 313

: النَّخْوَةُ: العَظَمَة و الكِبْرُ و الفَخْرُ، نَخا یَنْخُو و انْتَخَی و نُخِیَ، و هو أَكثر؛ و أَنشد اللیث: و ما رأَیْنا مَعْشَرا فیَنْتَخُوا الأَصمعی: زُهِیَ فلان فهو مَزْهُوٌّ، و لا یقال: زها، و یقال: نُخِیَ فلان و انْتَخَی، و لا یقال نَخا. و یقال: انْتَخَی فلان علینا أَی افْتَخَرَ و تَعَظَّم، و الله أَعلم.

ندی؛ ج15، ص: 313

: النَّدَی: البَلَلُ. و النَّدَی: ما یَسْقُط باللیل، و الجمع أَنْداء و أَنْدِیَةٌ، علی غیر قیاس؛ فأَما قول مُرَّة بن مَحْكانَ: فی لَیْلةٍ من جُمادی ذاتِ أَنْدِیَةٍ لا یُبْصِرُ الكلبُ، من ظَلْمائِها، الطُّنُبا
لسان العرب، ج‌15، ص: 314
قال الجوهری: هو شاذٌ لأَنه جَمْعُ ما كان ممدوداً مثل كِساء و أَكْسیة؛ قال ابن سیدة: و ذهب قوم إلی أنه تكسیر نادر، و قیل: جَمَعَ نَدًی علی أَنْدَاء، و أَنْدَاءً علی نِدَاء، و نِداء علی أَنْدِیَة كرِداء و أَرْدِیة، و قیل: لا یرید به أَفْعِلةً نحو أَحْمِرةٍ و أَقْفِزَةٍ كما ذهب إلیه الكافَّة، و لكن یجوز أَن یرید أَفْعُلة، بضم العین تأْنیث أَفْعُل، و جَمَعَ فَعَلا علی أَفْعُلٍ كما قالوا أَجْبُلٌ و أَزْمُنٌ و أَرْسُنٌ، و أَما محمد بن یزید فذهب إلی أَنه جمع نَدِیٍّ، و ذلك أَنهم یجتمعون فی مجالِسهم لِقرَی الأَضْیاف. و قد نَدِیَتْ لَیْلتُنا نَدًی، فهی نَدِیَّةٌ، و كذلك الأَرض، و أَنْدَاهَا المطر؛ قال: أَنْدَاهُ یومٌ ماطِرٌ فَطَلَّا «1» و المصدر النُّدُوَّةُ. قال سیبویه: هو من باب الفُتوَّة، فدل بهذا علی أَن هذا كله عنده یاء، كما أَن واو الفتوّة یاء. و قال ابن جنی: أَما قولهم فی فلان تَكرُّمٌ و نَدًی، فالإِمالة فیه تدل علی أَن لام النُّدُوَّة یاء، و قولهم النَّدَاوَة، الواو فیه بدل من یاء، و أَصله نَدایةٌ لما ذكرناه من الإِمالة فی النَّدَی، و لكن الواو قلبت یاء لضرب من التوسع. و‌فی حدیث عذاب القَبْر: و جَریدَتَی النَّخْل لَنْ یَزال یُخفِّفُ عنهما ما كان فیهما نُدُوٌّ، یرید نَداوةً؛ قال ابن الأَثیر: كذا جاء فی مسند أَحمد بن حنبل، و هو غریب، إنما یقال نَدِیَ الشی‌ءُ فهو نَدٍ، و أَرضٌ نَدِیةٌ و فیها نَداوةٌ. و النَّدَی علی وجوه: نَدَی الماءِ، و نَدَی الخَیرِ، و نَدَی الشَّرِّ، و نَدَی الصَّوْتِ، و نَدَی الحُضْر، و نَدَی الدُّخْنةِ، فأَمَّا نَدَی الماء فمنه المطر؛ یقال: أَصابه نَدًی من طَلٍّ، و یومٌ نَدِیٌّ و لیلة نَدِیَّةٌ. و النَّدَی: ما أَصابَك من البَلَلِ. و نَدَی الخَیْر: هو المعرُوف. و یقال: أَنْدَی فلان علینا نَدًی كثیراً، و إنَّ یده لَنَدِیَّةٌ بالمعروف؛ و قال أَبو سعید فی قول القطامی: لَوْ لا كَتائبُ مِنْ عَمْروٍ یَصُولُ بها، أُرْدِیتُ یا خَیْرَ مَنْ یَنْدُو له النَّادِی قال: معناه مَن یحوُل له شخصٌ أَو یَتَعَرَّض له شَبَحٌ. تَقول: رَمَیْتُ ببصری فما نَدَی لی شی‌ء أَی ما تحرَّك لی شی‌ء. و یقال: ما نَدِیَنی من فلان شی‌ء أَكْرَهُه أَی ما بلَّنی و لا أَصابنی، و ما نَدِیَتْ كفِّی له بشَّرٍ و ما نَدِیتُ بشی‌ء تَكْرَهُه؛ قال النابغة: ما إن نَدِیتُ بِشی‌ء أَنْتَ تَكْرَهُه، إذاً فَلا رَفَعَتْ صَوْتی إلیَّ یَدِی «2» و‌فی الحدیث: مَن لَقِیَ الله و لم یَتَنَدَّ من الدمِ الحَرامِ بشی‌ء دخل الجنة‌أَی لم یُصِبْ منه شیئاً و لم یَنَلْه منه شی‌ء، فكأَنه نالَتْه نَداوةُ الدمِ و بَلَلُه. و قال القتیبی: النَّدَی المَطر و البَلَل، و قیل للنَّبْت نَدًی لأَنه عن نَدَی المطرِ نبَتَ، ثم قیل للشَّحْم نَدًی لأَنه عن ندَی النبت یكون؛ و احتج بقول عَمرو بن أَحمر: كثَوْر العَداب الفَرْدِ یَضْرِبهُ النَّدَی، تَعَلَّی النَّدَی فی مَتْنهِ و تَحَدَّرا أَراد بالنَّدَی الأَوّل الغَیْث و المطر، و بالنَّدَی الثانی الشَّحْمَ؛ و شاهِدُ النَّدَی اسم النبات قول الشاعر: یَلُسُّ النَّدَی، حتی كأَنَّ سَراتَه. غَطاها دِهانٌ، أَو دَیابِیجُ تاجِرِ
(1). قوله [فطلا] كذا ضبط فی الأَصل بفتح الطاء، و ضبط فی بعض نسخ المحكم بضمها. (2). روایة الدیوان، و هی المعوّلُ علیها: ما قُلتُ من سیّ‌ءٍ ممَّا أُتِیتَ به، اذاً فلا رفعت سوطی إلیَّ یدی
لسان العرب، ج‌15، ص: 315
و نَدَی الحُضْر: بقاؤه؛ قال الجعدی أَو غیره: كَیْفَ تَرَی الكامِلَ یُفْضِی فَرَقاً إلی نَدَی العَقْبِ، و شدًّا سَحْقا و نَدَی الأَرض: نَداوتها و بَلَلُها. و أَرض نَدِیَةٌ، علی فَعِلة بكسر العین، و لا تقل نَدِیَّةٌ، و شجر نَدْیَانُ. و النَّدَی: الكَلأ؛ قال بشر: و تِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بِلادِه تَسَفُّ النَّدَی مَلْبُونة، و تُضَمَّرُ و یقال: النَّدَی نَدَی النهار، و السَّدَی نَدَی اللیل؛ یُضربان مثلًا للجود و یُسمی بهما. و نَدِیَ الشی‌ء إذا ابْتلَّ فهو نَدٍ، مثال تَعِبَ فهو تِعِبٌ. و أَنْدَیْته أَنا و نَدَّیْته أَیضاً تَنْدِیَةً. و ما نَدِیَنِی منه شی‌ء أَی نالَنی، و ما نَدِیت منه شیئاً أَی ما أَصَبْت و لا علِمت، و قیل: ما أَتَیْت و لا قارَبْت. و لا یَنْدَاك منی شی‌ء تكرهه أَی ما یَصِیبك؛ عن ابن كیسان. و النَّدَی: السَّخاء و الكرم. و تَنَدَّی علیهم و نَدِیَ: تَسَخَّی، و أَنْدَی نَدًی كثیراً كذلك. و أَنْدَی علیه: أَفضل. و أَنْدَی الرَّجلُ: كثر نداه أَی عَطاؤه، و أَنْدَی إذا تَسَخَّی، و أَنْدَی الرجلُ إذا كثر نَداه علی إخوانه، و كذلك انْتَدَی و تَنَدَّی. و فلان یَتَنَدَّی علی أَصحابه: كما تقول هو یَتَسَخَّی علی أَصحابه، و لا تقل یُنَدِّی علی أَصحابِه. و فلان نَدِی الكَفِّ إذا كان سَخِیًّا. و نَدَوتُ من الجُود. و یقال سَنَّ للناس النَّدَی فنَدَوْا. و النَّدَی: الجُود. و رجل نَدٍ أَی جَوادٌ. و فلانٌ أَنْدَی من فلان إذا كان أَكثر خیراً منه. و رجلٌ نَدِی الكفِّ إذا كان سخیًّا؛ و قال: یابِسُ الجنْبَیْنِ مِنْ غَیْرِ بُوسٍ، و نَدِی الكَفَّیْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ و حكی كراع: نَدِیُّ الید، و أَباه غیره. و‌فی الحدیث: بَكْرُ بن وائلٍ نَدٍ‌أَی سَخِیٌّ. و النَّدَی: الثَّری. و المُنْدِیَة: الكلمة یَعْرَق منها الجَبین. و فلان لا یُنْدِی الوَتَرَ، بإسكان النون، و لا یُنَدِّی الوتر أی لا یُحسِنُ شیئاً عَجْزاً عن العمل و عِیًّا عن كل شی‌ء، و قیل: إذا كان ضعیف البدن. و النَّدَی: ضَرْب من الدُّخَن. و عُود مُنَدًّی و نَدِیٌّ: فُتِقَ بالنَّدی أَو ماء الورد؛ أَنشد یعقوب: إلی مَلِكٍ له كَرَمٌ و خِیرٌ، یُصَبَّحُ بالیلَنْجُوجِ النَّدِیِّ.

ندو؛ ج15، ص: 315

و نَدَتِ الإِبلُ إلی أَعْراقٍ كَریمةٍ: نَزَعَت. اللیث: یقال إنَّ هذه الناقة تَنْدُو إلی نُوقٍ كِرامٍ أَی تَنْزِع إلیها فی النسب؛ و أَنشد: تَنْدُو نَوادیها إلی صَلاخِدا و نَوَادِی الإِبلِ: شَوارِدها. و نَوَادِی النّوی: ما تَطایرَ منها تحت المِرْضَخة. و النَّدَاءُ و النُّدَاء: الصوت مثل الدُّعاء و الرُّغاء، و قد نَادَاه و نَادَی به و نَادَاه مُنَادَاةً و نِدَاءً أَی صاح به. و أَنْدَی الرجلُ إذا حسُن صوته. و قوله عز و جل: یٰا قَوْمِ إِنِّی أَخٰافُ عَلَیْكُمْ یَوْمَ التَّنٰادِ؛ قال الزجاج: معنی یومِ التَّنادی یوم یُنادی أَصحابَ الجنةِ أَصحابُ النار أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنٰا مِنَ الْمٰاءِ أَوْ مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ، قال: و قیل یَوْمَ التَّنٰادِ، بتشدید الدال، من قولهم نَدَّ البعیرُ إذا هَرَب علی وجهه أی یَفِرّ بعضكم من بعض، كما قال تعالی: یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ. و النَّدی: بُعد الصوت. و رجل نَدِیُّ الصوتِ: بَعِیدُه. و الإِنْدَاء: بُعْدُ مَدی الصوت. و نَدی الصوتِ: بُعْدُ مَذْهَبه. و النِّدَاءُ، ممدود: الدُّعاء بأَرفع الصوت، و قد نَادَیْته نِدَاء، و فلان
لسان العرب، ج‌15، ص: 316
أَنْدَی صوتاً من فلان أَی أَبْعَدُ مَذْهباً و أَرفع صوتاً و أَنشد الأَصمعی لِمِدْثارِ بن شَیْبان النَّمَری: تقولُ خَلِیلَتی لمّا اشْتَكَیْنا: سَیُدْرِكنا بَنْو القَرْمِ الهِجانِ فقُلْتُ: ادْعِی و أَدْعُ، فإِنَّ أَنْدَی لِصَوْتٍ أَنْ یُنَادِیَ داعِیانِ و قول ابن مقبل: أَلا نادیا ربعی كبسها للوی بحاجةِ مَحْزُونٍ، و إنْ لم یُنادِیا «1» معناه: و إن لم یُجیبا. و تنَادَوْا أَی نادی بعضُهم بعضاً. و‌فی حدیث الدعاء: ثنتان لا تُردّان عند النّداء و عند البَأْس‌أَی عند الأَذان للصلاة و عند القتال. و‌فی حدیث یأْجوجَ و مأْجوج: فبینما هم كذلك إذ نُودُوا نادِیةً أَتی أَمْرُ اللهِ؛ یرید بالنَّادِیةِ دَعْوةً واحدةً و نِداء واحداً، فقَلب نِداءَة إلی نادِیةٍ و جعل اسم الفاعل موضع المصدر؛ و فی حدیث ابن عوف: و أَوْدَی سَمْعَه إلَّا نِدایا «2» أراد إلا نِداء، فأَبدل الهمزة یاء تخفیفاً، و هی لغة بعض العرب. و‌فی حدیث الأَذان: فإِنه أَندی صوتاً‌أَی أَرْفَعُ و أَعلی، و قیل: أَحْسَنُ و أَعْذَب، و قیل: أَبعد. و نادی بسرِّه: أَظهَره؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: غَرَّاء بَلْهاء لا یَشْقی الضَّجِیعُ بها، و لا تُنادی بما تُوشِی و تَسْتَمِعُ قال: و به یفسر قول الشاعر: إذا ما مَشَتْ، نَادَی بما فی ثِیابها ذَكِیُّ الشَّذا، و المَنْدَلیُّ المُطَیَّرُ أَی أَظهره و دل علیه. و نَادَی لك الطریقُ و نَادَاكَ: ظهر، و هذا الطریقُ یُنَادِیك؛ و أَما قوله: كالكَرْمِ إذ نَادَی من الكافُورِ فإنما أَراد: صاح. یقال: صاحَ النَّبْتُ إذا بَلَغ و الْتَفَّ، فاستقبح الطَّیَّ فی مستفعلن، فوضَع نادی موضع صاحَ لِیكْمُل به الجزء، و قال بعضهم: نَادَی النبتُ و صاحَ سواء معروف من كلام العرب. و فی التهذیب: قال: نَادَی ظَهَر، و نَادَیْتُه أَعْلَمْتَه، و نَادَی الشی‌ء رآه و علمه؛ عن ابن الأَعرابی. و النَّدَاتَان من الفَرَس: الغرُّ الذی یَلی باطنَ الفائل، الواحدة نَدَاةٌ. و النَّدَی: الغایة مثل المَدی، زعم یعقوب أَن نونه بدل من المیم. قال ابن سیدة: و لیس بقویّ. و النَّادِیَاتُ من النخل: البعیدةُ الماء. و نَدَا القومُ نَدْواً و انْتَدَوْا و تَنَادَوا: اجْتَمعوا؛ قال المُرَقِّشُ: لا یُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ و الغاراتِ، إذْ قال الخَمِیسُ نَعَمْ و العَدْوَ بَیْنَ المَجْلِسَیْنِ إذا آدَ العَشِیُّ، و تَنَادَی العَمُّ و النَّدْوَةُ: الجَماعة. و نَادَی الرجلَ: جالَسَه فی النَّادی، و هو من ذلك؛ قال: أُنَادِی به آلَ الوَلِیدِ و جعْفَرا و النَّدَی: المُجالسة. و نَادَیْتُه: جالَسْته. و تَنَادَوْا أَی تَجالَسُوا فی النَّادی. و النَّدِیُّ: المجلس ما داموا
(1). قوله [ألا نادیا …] كذا فی الأَصل. (2). قوله [سمعه] كذا ضبط فی الأصل بالنصب و یؤیده ما فی بعض نسخ النهایة من تفسیر أودی بأهلك، و سیأْتی فی مادة ودی للمؤلف ضبطه بالرفع و یؤیده ما فی بعض نسخها من تفسیر أودی بهلك.
لسان العرب، ج‌15، ص: 317
مجتمعین فیه، فإذا تفرقوا عنه فلیس بنَدِیٍّ، و قیل: النَّدِیُّ مجلس القوم نهاراً؛ عن كراع. و النَّادِی: كالنَّدیّ. التهذیب: النَّادِی المَجْلِس یَنْدُو إلیه مَن حَوالَیْه، و لا یَسمی نَادِیاً حتی یكون فیه أَهلُه، و إذا تفرَّقوا لم یكن نادِیاً، و هو النَّدِیُّ، و الجمع الأَنْدِیَةُ. و‌فی حدیث أُمّ زرع: قریبُ البیتِ من النَّادی؛ النَّادِی: مُجْتَمعُ القومِ و أَهلُ المجلس، فیقع علی المجلس و أَهلِه، تقول: إنَّ بیته وسَطَ الحِلَّة أَو قریباً منه لِیَغْشاه الأَضیافُ و الطُّرَّاقُ. و‌فی حدیث الدُّعاء: فإن جارَ النَّادِی یَتَحَوَّل‌أَی جار المجلس، و یروی بالباء الموحدة من البَدْوِ. و‌فی الحدیث: و اجعلنی فی النَّدِیِّ الأَعْلی؛ النَّدِیُّ، بالتشدید: النَّادی أَی اجعلنی مع المَلإِ الأَعلی من الملائكة، و‌فی روایة: و اجعلنی فی النِّدَاء الأَعلی؛ أَراد نداء أَهل الجنةِ أَهلَ النار أَنْ قَدْ وَجَدْنٰا مٰا وَعَدَنٰا رَبُّنٰا حَقًّا. و‌فی حدیث سَرِیَّة بنی سُلَیْم: ما كانوا لیَقْتُلُوا عامِراً و بَنی سُلَیْمٍ و هم النَّدِیُّ‌أَی القومُ المُجْتَمِعُون. و‌فی حدیث أَبی سعید: كنا أَنْدَاء فخرج علینا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم؛ الأَنْدَاء: جمع النَّادِی و هم القوم المجتمعون، و قیل: أَراد أَنَّا كنا أَهل أَنْداء، فحذف المضاف. و‌فی الحدیث: لو أَن رجلًا نَدَی الناسَ إلی مَرْماتَیْن أَو عَرْقٍ أَجابوه‌أَی دَعاهم إلی النَّادِی. یقال: نَدَوْتُ القومَ أَنْدُوهم إذا جَمَعْتَهم فی النَّادِی، و به سُمِّیت دارُ النَّدْوَة بمكة التی بَناها قُصَیٌّ، سُمِّیت بذلك لاجتماعهم فیها. الجوهری: النَّدِیُّ، علی فَعِیل، مجلس القوم و مُتَحَدَّثُهم، و كذلك النَّدْوَةُ و النَّادِی و المُنْتَدَی و المُتَنَدَّی. و فی التنزیل العزیز: وَ تَأْتُونَ فِی نٰادِیكُمُ الْمُنْكَرَ؛ قیل: كانوا یَحْذفون الناس فی مَجالِسِهم فأَعْلَم اللهُ أَن هذا من المنكر، و أَنه لا ینبغی أَن یَتَعاشَرَ الناسُ علیه و لا یَجْتَمِعُوا علی الهُزُؤ و التَّلَهِّی، و أَن لَا یَجْتَمعوا إلا فیما قَرَّب من الله و باعَدَ من سَخَطه؛و أَنشدوا شعراً زعموا أَنه سُمع علی عَهْد سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: و أَهْدَی لَنا أَكْبُشاً تَبَخْبَخُ فی المِرْبَدِ و روحك فی النَّادِی و یَعْلَمُ ما فی غَدِ «1» فقال رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم: لا یعلم الْغَیْبَ إِلَّا اللّٰهُ.و نَدَوْتُ أَی حَضَرْتُ النَّدِیَّ، و انْتَدَیْتُ مثله. و نَدَوْتُ القوم: جمعتهم فی النَّدِیِّ. و ما یَنْدُوهم النَّادِی أَی ما یَسَعُهم؛ قال بشر بن أبی خازم: و ما یَنْدُوهمُ النَّادی، و لكنْ بكلِّ مَحَلَّةٍ مِنْهم فِئامُ أَی ما یَسَعُهم المجلس من كثرتهم، و الاسم النَّدْوَةُ، و قیل: النَّدْوَةُ الجماعة، و دارُ النَّدْوَةِ منه أَی دارُ الجماعةِ، سُمیت من النَّادی، و كانوا إذا حَزَبهم أَمْرٌ نَدَوْا إلیها فاجتمعوا للتَّشاورِ، قال و أُنادیكَ أُشاوِرُك و أُجالِسُك، من النَّادی. و فلان یُنادی فلاناً أَی یُفاخِرُه؛ و منه سمیت دارُ النَّدْوَة، و قیل للمفاخَرةُ مُنَادَاة، كما قیل مُنافَرة؛ قال الأَعشی: فَتیً لو یُنَادِی الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها، أَو القَمَرَ السَّارِی لأَلْقَی القَلائِدا «2» أَی لو فاخَر الشمس لَذَلَّتْ له، و قِناعُ الشمسِ حُسْنُها. و قوله تعالی: فَلْیَدْعُ نٰادِیَهُ؛ یرید
(1). قوله [و روحك] كذا فی الأصل. (2). قوله [القلائدا] كذا فی الأصل، و الذی فی التكملة: المقالدا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 318
عَشِیرَته، و إنما هم أَهلُ النَّادِی، و النَّادِی مكانه و مجلسه فسماه به، كما یقال تَقَوَّضَ المجلس. الأَصمعی: إذا أَورَدَ الرجُلُ الإِبلَ الماء حتی تشرب قلیلًا ثم یَجی‌ء بها حتی تَرْعَی ساعةً ثم یَرُدّها إلی الماءِ، فذلك التَّنْدِیَةُ. و‌فی حدیث طلحة: خرجتُ بفَرَسٍ لی أُنَدِّیه «1»؛ التَّنْدِیَةُ: أَن یُورِدَ الرجُلُ فرسَه الماء حتی یَشْرَبَ، ثم یَرُدَّه إلی المَرْعَی ساعة، ثم یُعیده إلی الماء، و قد نَدَا الفرسُ یَنْدُو إذا فَعَل ذلك؛ و أَنشد شمر: أَكلْنَ حَمْضاً و نَصِیًّا یابِسا، ثمَّ نَدَوْنَ فأَكلْنَ وارِسا أَی حَمْضاً مُثْمِراً. قال أَبو منصور: و ردَّ القتیبی هذا علی أَبی عُبید روایتَه حدیثَ طَلحَة لأُنَدِّیَه، و زعم أَنه تَصْحیف، و صوابه لأُبَدِّیَه، بالباء أَی لأُخْرِجه إلی البَدْوِ، و زعم أَن التَّنْدِیَةَ تكون للإِبل دون الخیل، و أَن الإِبل تُنَدَّی لطُول ظَمَئِها، فأَما الخیل فإِنها تُسْقَی فی القَیْظ شَربتین كلّ یوم؛ قال أَبو منصور: و قد غَلِط القتیبی فیما قال، و الصواب الأَوّل، و التَّنْدِیَةُ تكون للخیل و الإِبل، قال: سمعت العرب تقول ذلك، و قد قاله الأَصمعی و أَبو عمرو، و هما إمامان ثقتان. و‌فی هذا الحدیث: أَنَّ سَلمَة بن الأَكْوَع قال كنت أَخْدُمُ طلحة و أَنه سأَلنی أَن أَمْضِیَ بفرسه إلی الرِّعْی و أَسْقِیَه علی ما ذكره ثم أُنَدِّیه، قال: و للتَّنْدِیَةِ معنی آخر، و هو تَضْمِیرُ الخیلِ و إجْراؤها حتی تَعْرَقَ و یَذْهَبَ رَهَلُها، و یقال للعَرَق الذی یسِیل منها النَّدَی، و منه قولُ طُفیل: نَدَی الماء مِنْ أَعْطافِها المُتَحَلِّب قال الأَزهری: سمعت عَریفاً من عُرفاء القَرامِطة یقول لأَصحابه و قد نُدِبُوا فی سَرِیَّةٍ اسْتُنْهِضَتْ أَلا و نَدُّوا خیلَكم؛ المعنی ضَمِّرُوها و شُدُّوا علیها السُّرُوج و أَجْرُوها حتی تَعرَق. و اخْتصَم حَیّانِ مِن العرب فی موضع فقال أَحدهما: مَرْكَزُ رِماحِنا و مَخْرَجُ نِسائنا و مَسْرَحُ بَهْمِنا و مُنَدَّی خَیْلنا أَی موضع تَنْدِیتها، و الاسم النَّدْوَة. و نَدَت الإِبلُ إذا رَعَتْ فیما بین النَّهَلِ و العَلَل تَنْدُو نَدْواً، فهی نَادِیَةٌ، و تَنَدَّت مثله، و أَنْدَیْتها أنا و نَدَّیْتُها تَنْدِیَةً. و النُّدْوَةُ، بالضم: موضع شرب الإِبل؛ و أَنشد لهِمْیان: و قَرَّبُوا كلَّ جُمالِیٍّ عَضِهْ، قرِیبةٍ نُدْوَتُه مِنْ مَحمَضِه، بَعِیدةٍ سُرَّتُه مِنْ مَغْرِضِهْ یقول: موْضِع شربه قریب لا یُتعب فی طلَب الماء. و رواه أَبو عبید: نَدْوَتُه من مُحْمَضِهْ، بفتح نون النَّدوة و ضم میم المُحمض. ابن سیدة: و نَدَتِ الإِبلُ نَدْواً خرجت من الحَمْض إلی الخُلَّةِ و نَدَّیْتُها، و قیل: التَّنْدِیَة أَن تُوردها فتَشْرب قلیلًا ثم تَجی‌ء بها تَرْعَی ثم تَردّها إلی الماء، و المَوضعُ مُنَدًّی؛ قال علقمة بن عَبْدَة: تُرادَی علی دِمْنِ الحِیاضِ، فإنْ تَعَفْ، فإنَّ المُنَدَّی رِحْلةٌ فَرُكُوب «2» و یروی: … وَ رَكُوب؛ قال ابن بری: فی تُرادَی ضمیر ناقة تقدَّم ذكرها فی بیت قبله، و هو: إلیكَ، أَبَیْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتُ ناقتی، لِكَلْكَلِها و القُصْرَیَیْنِ وجیبُ
(1). قوله [أُنَدِّیه] تبع فی ذلك ابن الأثیر، و روایة الأزهری: لأَندّیه. (2). قوله [فركوب] هذه روایة ابن سیدة، و روایة الجوهری بالواو مع ضم الراء أَیضاً.
لسان العرب، ج‌15، ص: 319
و قد تقدّم أَن رِحلة و رَكُوب هضبتان، و قد تكون التَّنْدِیَة فی الخیل. التهذیب: النَّدْوَةُ السَّخاءُ، و النّدْوَةُ المُشاورة، و النَّدْوَةُ الأَكْلة بین السَّقْیَتَینِ، و النَّدَی الأَكلة بین الشَّرْبتین. أَبو عمرو: المُنْدِیَاتُ المُخْزِیاتُ؛ و أَنشد ابن بری لأَوسْ بن حَجَر: طُلْس الغِشاء، إذا ما جَنَّ لَیْلُهُمُ بالمُنْدِیَاتِ، إلی جاراتِهم، دُلُف قال: و قال الراعی: و إنَّ أَبا ثَوْبانَ یَزْجُرُ قَوْمَهُ عن المُنْدِیَاتِ، و هْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ و یقال: إنه لیَأْتِینی نَوَادِی كلامك أَی ما یخرج منك وقتاً بعد وقت؛ قال طرفة: و بَرْكٍ هُجُودٍ قد أَثارت مَخافَتی نَوَادِیَهُ، أَمْشِی بعَضْبٍ مُجَرَّدِ «3» قال أَبو عمرو: النَّوَادِی النَّواحی؛ أَراد أَثارَتْ مخافَتی إبلًا فی ناحیة من الإِبل مُتَفَرِّقةً، و الهاء فی قوله نَوادِیَه راجعة علی البَرْكِ. و نَدا فلان یَنْدُو نُدُوًّا إذا اعْتزلَ و تَنحَّی، و قال: أَراد بنَوَادِیَه قَواصِیَه. التهذیب: و فی النوادر یقال ما نَدِیتُ هذا الأَمْرَ و لا طَنَّفْته أَی ما قَرِبْتُه أَنْدَاه و یقال: لم یَنْدَ منهم نادٍ أَی لم یبق منهم أَحد. و نَدْوَةُ: فرس لأَبی قَیْد بن حَرْمَل «4»

نرا؛ ج15، ص: 319

: التهذیب: ابن الأَعرابی النَّرْوَةُ حَجَر أَبْیضُ رقِیق، و ربما ذُكِّی به.

نزا؛ ج15، ص: 319

: النَّزْو: الوَثَبانُ، و منه نَزْو التَّیس، و لا یقال إلَّا للشاء و الدَّوابِّ و البقر فی معنی السِّفاد. و قال الفراء: الأَنْزَاء حركات التُّیوس عند السِّفاد. و یقال للفحل: إنه لكثیر النَّزَاءِ أَی النَّزْو. قال: و حكی الكسائی النِّزَاء، بالكسر، و الهُذاء من الهَذَیان، بضم الهاء و نَزَا الذكر علی الأُنثی نِزَاء، بالكسر، یقال ذلك فی الحافر و الظِّلف و السِّباع، و أَنْزَاه غیره و نَزَّاه تَنْزِیَةً. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: أُمِرنا أَن لا نُنْزِیَ الحُمُر علی الخَیْلِ‌أَی نَحْمِلَها علیها للنَّسل. یقال: نَزَوْتُ علی الشی‌ء أَنْزُو نَزْواً إذا وَثَبْت علیه؛ قال ابن الأَثیر: و قد یكون فی الأَجسام و المعانی، قال الخطابی: یشبه أَن یكون المَعنی فیه، و الله أَعلم، أن الحُمر إذا حُمِلت علی الخیل قَلَّ عدَدُها و انْقَطع نَماؤها و تعَطَّلَتْ مَنافِعها، و الخیل یُحتاج إلیها للركوب و للرَّكْض و للطَّلَب و للجِهاد و إحْراز الغَنائم، و لحْمُها مأْكول و غیر ذلك من المنافع، و لیس للبغل شی‌ء من هذه، فأَحَبَّ أَن یَكثر نَسْلُها لیَكْثر الانتفاع بها. ابن سیدة: النُّزَاء الوَثْب، و قیل: هو النَّزَوانُ فی الوَثْب، و خصَّ بعضُهم به الوَثْب إلی فَوْقُ، نَزَا یَنْزُو نَزْواً و نُزَاء و نُزُوّاً و نَزَواناً؛ و فی المثل: نَزْوُ الفُرارِ استَجْهَلَ الفُرارا قال ابن بری: شاهد النَّزَوَان قولهم فی المثل: قد حِیلَ بیْنَ العَیْرِ و النَّزَوَان؛ قال: و أَول مَن قاله صخر بن عمرو السُّلَمِی أَخو الخنْساء: أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِیعُه، و قد حِیلَ بیْنَ العَیْرِ و النَّزَوَانِ و تَنَزَّی و نَزا؛ قال: أَنا شَماطِیطُ الذی حُدِّثْتَ بهْ، مَتی أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ
(3). روایة الدیوان: بوادیَها … أی أوائلها، بدل‌نوادیَه …، و لعلها نوادیَها لأَن الضمیر یعود إلی البرك جماعة الإبل و هی جمع بارك. (4). قوله [قید بن حرمل] لم نره بالقاف فی غیر الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 320
ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه و أَحْتَبِهْ، حتی یُقالُ سَیِّدٌ، و لَسْتُ بِهْ الهاء فی أَحْتَبِهْ زائدة للوقف، و إنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر من ذلك، و لیست بضمیر لأَن أَحْتَبی غیر متعدّ، و أَنْزَاه و نَزَّاه تَنْزِیَةً و تَنْزِیًّا؛ قال: باتَتْ تُنَزِّی دَلْوَها تَنْزِیّا، كما تُنَزِّی شَهْلةٌ صَبِیّا النُّزَاء: داء یأْخذ الشاء فتَنْزُو منه حتی تَمُوت. و نَزَا به قلبُه: طمَح. و یقال: وقع فی الغنم نُزَاء، بالضم، و نُقازٌ و هما معاً داء یأْخذها فتَنْزُو منه و تَنْقُزُ حتی تموت. قال ابن بری: قال أَبو علی النُّزَاء فی الدابة مثل القُماص، فیكون المعنی أَن نُزَاء الدابة هو قُماصُها؛ و قال أَبو كبیر: یَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْیَل فهذا یدل علی أَن النَّزْوَ الوُثوب؛ و قال ابن قتیبة فی تفسیر بیت ذی الرمة: مُعْرَوْریِاً رَمَضَ الرَّضْراضِ یَرْكضُه یرید أَنه قد ركب جَوادُه الحصی فهو یَنْزُو من شدَّة الحرّ أَی یَقْفِز. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَصابَته جِراحة فنُزِیَ منها حتی مات.یقال: نُزِیَ دمُه و نُزِف إذا جَری و لم یَنْقَطِع. و‌فی حدیث أَبی عامر الأَشعری: أَنه كان فی وَقْعةِ هَوازِنَ رُمِی بسَهْم فی رُكْبته فنُزِیَ منه فماتَ.و‌فی حدیث السَّقِیفة: فنَزَوْنا علی سعد‌أَی وقَعُوا علیه و وَطِئُوه. و النَّزَوَانُ: التَّفَلُّتُ و السَّوْرةُ. و إنه لَنَزِیٌّ إلی الشرِّ و نَزَّاء و مُتَنَزٍّ أَی سَوَّار إلیه، و العرب تقول: إذا نَزَا بك الشر فاقْعُد؛ یضرب مثلًا للذی یَحْرِصُ علی أَن لا یَسْأَم الشر حتی یَسْأَمَه صاحبُه. و النَّازِیَةُ: الحِدَّةُ و النادِرةُ «1» اللیث: النَّازِیَةُ حِدَّة الرجل المُتَنَزِّی إلی الشر، و هی النَّوَازِی. و یقال: إن قلبه لیَنْزُو إلی كذا أی یَنْزِعُ إلی كذا. و التَّنَزِّی: التوثُّب و التسرُّع؛ و قال نُصَیب، و قیل هو لبشار: أَقولُ، و لَیْلَتی تَزْدادُ طُولًا: أَ ما للَّیْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ؟ جَفَتْ عَیْنی عن التَّغْمِیضِ حتی كأَنَّ جُفونَها، عنها، قِصارُ كأَنَّ فُؤادَه كُرةٌ تَنَزَّی حِذارَ البَیْنِ، لو نَفَعَ الحِذارُ و‌فی حدیث وائل بن حُجْر: إنَّ هذا انْتَزَی علی أَرضی فأَخَذها؛ هو افْتَعَلَ من النَّزْوِ. و الانْتِزَاءُ و التَّنَزِّی أَیضاً: تسَرُّع الإِنسان إلی الشر. و‌فی الحدیث الآخر: انْتَزَی علی القَضاء فقضی بغیر علم.و نَزَتِ الخَمر تَنْزُو: مُزِجَتْ فوَثَبَتْ. و نَوَازِی الخَمر: جَنادِعُها عند المَزْجِ و فی الرأْس. و نَزا الطعامُ یَنْزُو نَزْواً: علا سِعْرُه و ارتفع. و النُّزَاء و النِّزَاء: السِّفاد، یقال ذلك فی الظِّلْف و الحافِرِ و السَّبُعِ، و عمَّ بعضهم به جمیع الدواب، و قد نَزَا یَنْزُو نُزَاء و أَنْزَیْتُه. و قَصْعة نَازِیَةُ القَعْر أَی قَعِیرةٌ، و نَزِیَّةٌ إذا لم یُذكر القَعْرُ و لم یُسمَّ قَعْرُها أَی قَعِیرة. و فی الصحاح: النَّازِیَة قصعة قَریبة القَعْر. و نُزِیَ الرجل: كُنزِفَ و أَصابه جُرح فنُزِیَ منه فمات. ابن الأَعرابی: یقال للسِّقاء الذی لیس بضَخْم أَدِیٌّ، فإذا كان صغیراً فهو نَزِی‌ء، مهموز.
(1). قوله [و النادرة] كذا فی الأصل بالنون، و الذی فی متن شرح القاموس: و الباردة، بالباء و تقدیم الدال، و فی القاموس المطبوع: و البادرة بتقدیم الراء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 321
و قال: النَّزِیَّةُ، بغیر همز، ما فاجأَكَ من مطر أَو شَوق أَو أَمر؛ و أَنشد: و فی العارِضِینَ المُصْعِدینَ نَزِیَّةٌ من الشَّوقِ، مَجْنُوبٌ به القَلْبُ أَجْمعُ قال ابن بری: ذكر أَبو عبید فی كتاب الخیل فی باب نعوت الجری و العَدْو من الخیل: فإذا نَزا نَزْواً یقاربُ العَدْو فذلك التوقُّص، فهذا شاهد علی أَن النُّزاء ضَرْبٌ من العَدْو مثل التوقُّص و القُماص و نحوه. قال: و قال ابن حمزة فی كتاب أَفعلَ من كذا: فأَما قولهم أَنْزَی من ظَبْیٍ فمن النَّزَوان لا من النَّزْو، فهذا قد جعل النَّزَوَانَ و القُماصَ و الوَثْبَ، و جعل النَّزْو نَزْوَ الذكر علی الأُنثی، قال: و یقال نَزَّی دلوه تَنْزِیَةً و تَنْزِیًّا؛ و أَنشد: باتَت تُنَزِّی دَلْوها تَنْزِیّا «1»

نسا؛ ج15، ص: 321

: النِّسْوةُ و النُّسْوة، بالكسر و الضم، و النِّساء و النِّسْوانُ و النُّسْوان: جمع المرأَة من غیر لفظه، كما یقال خلِفةٌ و مَخاضٌ و ذلك و أُولئك و النِّسُونَ «2» قال ابن سیدة: و النِّسَاء جمع نِسْوَة إذا كثرن، و لذلك قال سیبویه فی الإِضافة إلی نِسَاء نِسْوِیّ، فردَّه إلی واحده، و تصغیر نِسْوَةٍ نُسَیَّةٌ، و یقال نُسَیَّاتٌ، و هو تصغیر الجمع. و النَّسا: عرق من الورك إلی الكعب، أَلفه منقلبة عن واو لقولهم نَسَوانِ فی تثنیته، و قد ذكرت أَیضاً منقلبة عن الیاء لقولهم نَسَیانِ؛ أَنشد ثعلب: ذِی مَحْزِمٍ نَهْدٍ و طَرْفٍ شاخِصِ، و عَصَبٍ عَنْ نَسَوَیْه قالِصِ الأَصمعی: النَّسَا، بالفتح مقصور بوزن العَصا، عِرْق یخرج من الوَرِك فیَسْتَبْطِنُ الفخذین ثم یمرّ بالعُرْقوب حتی یبلغ الحافر، فإذا سمنت الدابة انفَلَقت فخذاها بلَحْمَتَین عظیمتین و جَری النَّسا بینهما و استبان، و إذا هُزِلَت الدابة اضطرَبَت الفخذان و ماجَت الرَّبَلَتان و خَفِی النَّسا، و إنما یقال مُنْشَقُّ النَّسا، یرید موضع النَّسا. و‌فی حدیث سعد: رَمَیْتُ سُهَیْلَ بن عَمرو یوم بَدْر فقَطَعْتُ نَسَاه، و الأَفصح أَن یقال له النَّسا، لا عِرْقُ النَّسا. ابن سیدة: و النسا من الوَرِك إلی الكعب، و لا یقال عِرْقُ النَّسا، و قد غلط فیه ثعلب فأَضافه، و الجمع أَنْسَاء؛ قال أَبو ذؤیب: مُتَفَلِّقٌ أَنْسَاؤها عن قانِئٍ كالقُرْطِ صاوٍ، غُبْرُه لا یُرْضَعُ و إنما قال مُتفلق أَنساؤها، و النَّسَا لا یَتفلَّقُ إنما یتفلَّقُ موضعه، أَراد یتفلق فَخِذاها عن موضع النَّسا، لما سَمِنت تفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا، صاوٍ: یابس، یعنی الضَّرع كالقُرْط، شبهه بقُرط المرأَة و لم یُرد أَنَّ ثَمَّ بقیة لبن لا یُرْضَع، إنما أَراد أَنه لا غُبْرَ هنالك فیُهْتَدی به «3»؛ قال ابن بری: و قوله عن قانئ أَی عن ضَرْع أَحمر كالقُرْط، یعنی فی صِغَره، و قوله: غُبْره لا یُرْضَع أَی لیس لها غُبْر فیُرضَع؛ قال: و مثله قوله: علی لاحِبٍ لا یُهْتَدی لِمَنارِه أَی لیس ثَمَّ مَنار فیُهْتَدَی به؛ و مثله قوله تعالی: لٰا یَسْئَلُونَ النّٰاسَ إِلْحٰافاً؛ أَی لا سُؤالَ لهم فیكون منه الإِلحافُ؛ و إذا قالوا إنه لشَدید النَّسَا فإنما یُراد به النَّسا نَفْسُه. و نَسَیْتُه أَنْسِیه نَسْیاً فهو مَنْسِیٌّ: ضَرَبْت نَساه. و نَسِیَ الرجلُ یَنْسَی
(1). و عجز البیت: كما تنزِّی شهلةٌ صَبیًّا (2). قوله [و النِّسُون] كذا ضبط فی الأصل و المحكم أَیضاً، و ضبط فی النسخة التی بأیدینا من القاموس بكسر فسكون ففتح. (3). قوله [لا غُبر هنالك إلخ] كذا بالأصل، و المناسب فیرضَع بدل فیهتدی به
لسان العرب، ج‌15، ص: 322
نَساً إذا اشتكی نَساه، فهو نَسٍ علی فَعِل إذا اشتكی نَساه، و فی المحكم: فهو أَنْسی، و الأُنثی نَسْآء، و فی التهذیب نَسْیَاء، إذا اشْتَكَیا عِرْق النَّسا، و قال ابن السكیت: هو عِرْقُ النَّسا، و قال الأَصمعی: لا یُقال عِرق النَّسا، و العرب لا تقول عِرْق النَّسَا كما لا یقولون عِرْقُ الأَكْحَل، و لا عِرْق الأَبْجَل، إنما هو النَّسا و الأَكْحَلُ و الأَبْجَل، و أَنشد بیتین لإمرئ القیس، و حكی الكسائی و غیره: هو عرق النَّسَا، و حكی أَبو العباس فی الفصیح: أَبو عبید یقال للذی یشتكی نَساه نَسٍ، و قال ابن السكیت: هو النَّسا لهذا العرق؛ قال لبید: مِنْ نَسا النَّاشِط، إذْ ثَوَّرْتَه، أَو رَئِیس الأَخْدَرِیّاتِ الأُوَلْ قال ابن بری: جاء فی التفسیر عن ابن عباس و غیره كُلُّ الطَّعٰامِ كٰانَ حِلًّا لِبَنِی إِسْرٰائِیلَ إِلّٰا مٰا حَرَّمَ إِسْرٰائِیلُ عَلیٰ نَفْسِهِ؛ قالوا: حرَّم إسرائیل لحوم الإِبل لأَنه كان به عِرْق النَّسا، فإذا ثبت أَنه مسموع فلا وجه لإِنكار قولهم عِرْق النَّسَا، قال: و یكون من باب إضافة المسمی إلی اسمه كحَبْل الوَرِید و نَحوِه؛ و منه قول الكمیت: إلَیْكم، ذَوی آلِ النَّبیِّ، تَطَلَّعَتْ نَوازعُ، من قَلْبی، ظِماءٌ و أَلْبُبُ أَی إلیكم یا أَصحاب هذا الاسم، قال: و قد یضاف الشی‌ء إلی نفسه إذا اختلَف اللفظان كحَبْل الوَرید و حَبِّ الحَصید و ثابِتِ قُطْنةَ و سعیدِ كُرْزٍ، و مثله: فقلتُ انْجُوَا عنها نجا الجِلْدِ؛ و النَّجا: هو الجلد المسلوخ؛ و قول الآخر: تُفاوِضُ مَنْ أَطوی طَوَی الكَشْحِ دونه و قال فَرْوة بن مُسَیْك: لَمَّا رَأَیْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ كالرِّجْلِ، خانَ الرِجْلَ عِرْقُ نَسائها قال: و مما یقوّی قولَهم عِرْق النَّساء قول هِمْیانَ: كأَنَّما یَیْجَع عِرْقا أَبْیَضِه و الأَبْیَضُ: هو العِرْقُ. و النِّسْیَان، بكسر النون: ضدّ الذِّكر و الحِفظ، نَسِیَه نِسْیاً و نِسْیاناً و نِسْوةً و نِسَاوَةً و نَسَاوَة؛ الأَخیرتان علی المعاقبة. و حكی ابن بری عن ابن خالویه فی كتاب اللغات قال: نَسِیت الشی‌ءَ نِسْیَاناً و نَسْیاً و نِسْیاً و نِسَاوَةً و نِسْوَةً؛ و أَنشد: فلَسْت بصَرَّامٍ و لا ذِی مَلالةٍ، و لا نِسْوَةٍ للعَهْدِ، یا أُمَّ جَعْفَرِ و تَنَاسَاه و أَنْسَاه إِیاه. و قوله عز و جل: نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِیَهُمْ؛ قال ثعلب: لا یَنْسَی الله عز و جل، إنما معناه تركوا الله فتركهم، فلما كان النِّسْیان ضرباً من الترك وضعَه موضعه، و فی التهذیب: أَی تركوا أَمرَ الله فتركهم من رحمته. و قوله تعالی: فَنَسِیتَهٰا وَ كَذٰلِكَ الْیَوْمَ تُنْسیٰ؛ أَی ترَكْتَها فكذلك تُتْرَكُ فی النار. و رجل نَسْیانُ، بفتح النون: كثیر النِّسْیانِ للشی‌ء. و قوله عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلیٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ؛ معناه أَیضاً تَرَكَ لأَن النَّاسِی لا یُؤاخَذُ بِنِسْیانِه، و الأَول أَقیس «1». و النِّسْیَانُ: الترك. و قوله عز و جل: مٰا نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا؛ أَی نأْمُركم بتركها. یقال: أَنْسَیْته أَی أَمَرْت بتركه. و نَسِیتُه: تَرَكْتُه. و قال الفراء: عامة القراء یجعلون قوله أَو نَنْساها من النِّسیان، و النِّسْیانُ هاهنا علی وجهین: أَحدهما علی
(1). قوله [و الأَول أقیس] كذا بالأَصل هنا، و لا أول و لا ثان، و هو فی عبارة المحكم بعد قوله الذی سیأتی بعد قلیل، و النسی و النسی الأخیرة عن كراع، فالأول الذی هو النسی بالكسر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 323
الترك نَتْرُكها فلا نَنْسَخها كما قال عز و جل: نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِیَهُمْ؛ یرید تركوه فتركهم، و قال تعالی: وَ لٰا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَكُمْ؛ و الوجه الآخر من النِّسْیَان الذی یُنْسَی كما قال تعالی: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذٰا نَسِیتَ؛ و قال الزجاج: قرئ أَوْ نُنْسِهٰا، و قرئ: نُنَسِّها، و قرئ: نَنْسَأْها، قال: و قول أَهل اللغة فی قوله أَوْ نُنْسِهٰا قولان: قال بعضهم أَوْ نُنْسِهٰا من النِّسْیان، و قال دلیلنا علی ذلك قوله تعالی: سَنُقْرِئُكَ فَلٰا تَنْسیٰ إِلّٰا مٰا شٰاءَ اللّٰهُ؛ فقد أَعلمَ الله أَنه یشاء أَن یَنسَی، قال أَبو إسحاق: هذا القول عندی غیر جائز لأَن الله تعالی قد أَنبأ النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فی قوله: وَ لَئِنْ شِئْنٰا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِی أَوْحَیْنٰا؛ أَنه لا یشاء أَن یَذْهَب بما أَوحَی به إلی النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: و قوله فَلٰا تَنْسیٰ، أَی فلستَ تَتْرُك إلا ما شاء الله أَن تَترك، قال: و یجوز أَن یكون إلا ما شاء الله مما یلحق بالبشریة ثم تَذَكَّرُ بعدُ لیسَ أَنه علی طریق السَّلْب للنبی، صلی الله علیه و سلم، شیئاً أُوتِیَه من الحكمة، قال: و قیل فی قوله أَوْ نُنْسِهٰا قول آخر، و هو خطأٌ أَیضاً، أَو نَتْرُكها، و هذا إنما یقال فیه نَسِیت إذا ترَكت، لا یقال أُنْسِیت تركت، قال: و إنما معنی أَوْ نُنْسِهٰا أَو نُتْرِكْها أَی نأْمُرْكُم بتركها؛ قال أَبو منصور: و مما یقوّی هذا ما رَوی ثعلب عن ابن الأَعرابی أَنه أَنشده: إنَّ علیَّ عُقْبةً أَقضِیها، لَسْتُ بنَاسِیها و لا مُنْسِیها قال: بناسِیها بتارِكها، و لا مُنْسِیها و لا مؤخِّرها، فوافق قولُ ابن الأَعرابی قولَه فی النَّاسِی إنه التارك لا المُنْسِی، و اختلفا فی المُنْسِی، قال أَبو منصور: و كأَنَّ ابن الأَعرابی ذهب فی قوله و لا مُنسِیها إلی تَرك الهمز من أَنسأْتُ الدَّین إذا أَخَّرته، علی لغة من یُخفف الهمز. و النَّسْوَةُ: التَّرْك للعمل. و قوله عز و جل: نَسُوا اللّٰهَ فَأَنْسٰاهُمْ أَنْفُسَهُمْ؛ قال: إنما معناه أَنساهم أَن یعملوا لأَنفسهم. و قوله عز و جل: وَ تَنْسَوْنَ مٰا تُشْرِكُونَ؛ قال الزجاج: تَنْسَوْنَ هاهنا علی ضربین: جائز أَن یكون تَنْسَوْنَ تتركون، و جائز أَن یكون المعنی أَنكم فی ترككم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِیَهم؛ و كذلك قوله تعالی: فَالْیَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ یَوْمِهِمْ هٰذٰا؛ أَی نتركهم من الرحمة فی عذابهم كما تركوا العمل للقاء یومهم هذا؛ و كذلك قوله تعالی: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ*؛ یجوز أَن یكون معناه ترَكوا، و یجوز أَن یكونوا فی تركهم القبول بمنزلة من نَسِیَ. اللیث: نَسِیَ فلانٌ شیئاً كان یذكره، و إنه لَنَسِیٌّ كثیر النِّسیان. و النِّسْیُ: الشی‌ء المَنْسِیُّ الذی لا یذكر. و النِّسْیُ و النَّسْیُ؛ الأَخیرة عن كراع، و آدم قد أُوخِذَ بِنسْیانِه فهَبَط من الجنة. و جاء‌فی الحدیث: لو وُزِنَ حِلْمُهم و حَزْمُهم مُذْ كان آدمُ إلی أَن تقوم الساعةُ ما وَفَی بحِلْمِ آدَمَ و حَزْمِه.و قال الله فیه: فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً. النِّسْیُ: المَنْسِیُّ. و قوله عز و جل حكایة عن مریم: و كنتُ نِسْیاً مَنْسِیّاً؛ فسره ثعلب فقال: النِّسْیُ خِرَقُ الحَیْض التی یُرمَی بها فتُنْسَی، و قرئ: نِسْیاً و نَسْیاً، بالكسر و الفتح، فمن قرأ بالكسر فمعناه حَیْضة ملقاة، و من قَرأَ نَسْیاً فمعناه شیئاً مَنسِیّاً لا أُعْرَفُ؛ قال دُكَیْنٌ الفُقَیْمِی: بالدَّارِ وَحْیٌ كاللَّقَی المُطَرَّسِ، كالنَّسْیِ مُلْقًی بالجَهادِ البَسْبَسِ و الجَهاد، بالفتح: الأَرض الصُّلبةُ. و النِّسْیُ أَیضاً: ما نُسی و ما سَقَط فی منازل المرتحلین من
لسان العرب، ج‌15، ص: 324
رُذال أَمْتعتهم. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: ودَدْتُ أَنِّی كنتُ نِسْیاً مَنْسِیّاً‌أَی شیئاً حقِیراً مُطَّرَحاً لا یُلْتَفَت إِلیه. و یقال لخِرقة الحائضِ: نِسْیٌ، و جمعه أَنْسَاء. تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل: انظروا أَنْسَاءَكم، ترید الأَشیاء الحَقیرة التی لیست عندهم ببال مثل العَصا و القَدَح و الشِّظاظ أَی اعْتَبِرُوها لئلا تَنْسَوْها فی المنزل، و قال الأَخفش: النِّسْیُ ما أُغفل من شی‌ء حقیر و نُسِیَ، و قال الزجاج: النِّسْی فی كلام العرب الشی‌ء المَطْرُوح لا یُؤْبَهُ له؛ و قال الشَّنْفَرَی: كأَنَّ لها فی الأَرضِ نِسْیاً تَقُصُّه علی أَمِّها، و إِنْ تُخاطِبْكَ تَبْلَتِ [تَبْلِتِ قال ابن بری: بَلَتَ، بالفتح، إِذا قطع، و بَلِتَ، بالكسر، إِذا سَكَنَ. و قال الفراء: النِّسْی و النَّسْیُ لغتان فیما تُلقِیه المرأَة من خِرَق اعْتِلالها مثل وِتْرٍ وَ وَتْرٍ، قال: و لو أَردت بالنِّسْی مصدر النِّسْیان كان صواباً، و العرب تقول نَسِیته نِسْیاناً و نِسْیاً، و لا تقل نَسَیاناً، بالتحریك، لأَن النَّسَیان إِنما هو تثنیة نَسَا العِرْقِ. و أَنْسَانِیه اللهُ و نَسَّانِیه تَنْسِیَةً بمعنی. و تَنَاسَاه: أَرَی من نفسه أَنه نَسِیَه؛ و قول إمرئ القیس: و مِثْلِكِ بَیْضاءِ العَوارِضِ طَفْلةٍ لَعُوبٍ تَنَاسَانِی، إِذا قُمْتُ، سِرْبالی «2» أَی تُنْسِینی؛ عن أَبی عبید. و النَّسِیُّ: الكثیر النِّسْیان، یكون فَعِیلًا و فَعُولًا و فَعِیلٌ أَكثر لأَنه لو كان فَعولًا لقیل نَسُوّ أَیضاً. و قال ثعلب: رجل ناسٍ و نَسِیٌّ كقولك حاكِمٌ و حَكِیمٌ و عالِم و عَلیم و شاهد و شهید و سامع و سمیع. و فی التنزیل العزیز: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِیًّا؛ أَی لا یَنْسَی شیئاً، قال الزجاج: و جائز أَن یكون معناه، و الله أَعلم، ما نَسِیَكَ ربُّكَ یا محمد و إِن تأَخَّر عنك الوَحْی؛یُرْوَی أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، أَبطأَ علیه جبریل، علیه السلام، بالوَحْی فقال و قد أَتاه جبریل: ما زُرْتَنا حتی اشتَقْناكَ، فقال: مٰا نَتَنَزَّلُ إِلّٰا بِأَمْرِ رَبِّكَ.و‌فی الحدیث: لا یَقولَنَّ أَحدُكم نَسِیتُ آیةَ كَیْتَ و كَیْتَ، بل هو نُسِّیَ، كره نِسْبةَ النِّسْیانِ إِلی النفْس لمعنیین: أَحدهما أَن الله عزَّ و جل هو الذی أَنْساه إِیَّاه لأَنه المُقَدِّر للأَشیاء كلها، و الثانی أَنَّ أَصل النِّسْیَان الترك، فكره له أَن یقول تَرَكْتُ القُرآن أَو قَصَدْتُ إِلی نِسْیانه، و لأَن ذلك لم یكن باختیاره. یقال: نَسَاه الله و أَنْسَاه، و لو روی نُسِیَ، بالتخفیف، لكان معناه تُرِك من الخیر و حُرِمَ، و‌رواه أَبو عبید: بِئْسَما لأَحَدِكم أَن یقول نَسِیتُ آیةَ كَیْتَ و كَیْتَ، لیس هو نَسِیَ و لكنه نُسِّیَ، قال: و هذا اللفظ أَبْیَنُ من الأَول و اختار فیه أَنه بمعنی الترك؛ و منه‌الحدیث: إِنما أُنَسَّی لأَسُنَّ‌أَی لأَذكر لكم ما یَلزم النَّاسِیَ لشی‌ء من عبادتِه و أَفْعَل ذلك فَتَقْتَدوا بی. و‌فی الحدیث: فیُتْرَكون فی المَنْسَی تحت قَدَمِ الرحمن‌أَی یُنْسَونَ فی النار، و تحتَ القدَمِ استعارةٌ كأَنه قال: یُنْسِیهمُ اللهُ الخَلق لئلا یَشفع فیهم أَحد؛ قال الشاعر: أَبْلَتْ مَوَدَّتَها اللَّیالی بَعْدَنا، و مَشَی علَیْها الدَّهْرُ، و هْوَ مُقَیَّدُ و منه‌قوله، صلی الله علیه و سلم، یومَ الفَتْح: كلُّ مَأْثُرَةٍ من مآثِرِ الجاهلیّةِ تحت قدَمَیَّ إِلی یوم القیامة.و النَّسِیُّ: الذی لا یُعَدُّ فی القوم لأَنه مَنْسِیٌّ. الجوهری فی قوله تعالی: وَ لٰا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَكُمْ
(2). فی دیوان إمرئ القیس: … تُنَسِّینی … بدل … تناسانی …
لسان العرب، ج‌15، ص: 325
؛ قال: أَجاز بعضهم الهمز فیه. قال المبرد: كل واو مضمومة لك أَن تهمزها إِلا واحدة فإِنهم اختلفوا فیها، و هی قوله تعالی: وَ لٰا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَكُمْ، و ما أَشبهها من واو الجمع، و أَجاز بعضهم الهمز و هو قلیل و الاختیار ترك الهمز، قال: و أَصله تَنْسَیُوا فسكنت الیاء و أُسقطت لاجتماع الساكنین، فلما احتیج إِلی تحریك الواو رُدَّت فیها ضمة الیاء. و قال ابن بری عند قول الجوهری فسكنت الیاء و أُسقطت لاجتماع الساكنین قال: صوابه فتحركت الیاء و انفتح ما قبلها فانقلبت أَلفاً، ثم حذفت لالتقاء الساكنین. ابن الأَعرابی: نَاسَاهُ إِذا أَبْعَدَه، جاء به غیر مهموز و أَصله الهمز. الجوهری: المِنْسَاةُ العَصا؛ قال الشاعر: إِذا دَبَبْتَ علی المِنْسَاةِ من هرَمٍ، فقَدْ تَباعَدَ عَنكَ اللَّهْوُ و الغَزَلُ قال: و أَصله الهمز، و قد ذكر؛ و روی شمر أَن ابن الأَعرابی أَنشده: سَقَوْنی النَّسْیَ، ثم تَكَنَّفُونی عُداةَ الله من كَذِبٍ و زُورِ بغیر همز، و هو كل ما نَسَّی العقل، قال: و هو من اللبن حَلِیب یُصَبُّ علیه ماء؛ قال شمر: و قال غیره هو النَّسِیُّ، نصب النون بغیر همز؛ و أَنشد: لا تَشْرَبَنْ یومَ وُرُودٍ حازِرا و لا نَسِیّاً، فتجی‌ء فاتِرا ابن الأَعرابی: النَّسْوةُ الجُرْعة من اللبن.

نشا؛ ج15، ص: 325

: النَّشا، مقصور: نَسِیم الرِّیح الطیبة، و قد نَشِیَ منه ریحاً طیبة نِشْوَةً و نَشْوَة أَی شَمِمْت؛ عن اللحیانی؛ قال أَبو خِراش الهُذلی: و نَشِیتُ رِیحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهمْ، و خَشِیتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ قال ابن بری: قال أَبو عبیدة فی المَجاز فی آخر سورة ن و القلم: إِنَّ البیت لقَیْس بن جَعْدة الخُزاعی. و اسْتَنْشَی و تَنَشَّی و انْتَشَی. و أَنْشَی الضَّبُّ الرجلَ: وجَدَ نِشْوَتَه، و هو طَیِّب النِّشْوَةِ و النَّشْوَةِ و النِّشْیَةِ «1»؛ الأَخیرة عن ابن الأَعرابی، أَی الرائحة، و قد تكون النِّشْوَة فی غیر الریح الطیبة. و النَّشَا، مقصور: شی‌ء یعمل به الفالوذَجُ، فارسی معرب، یقال له النَّشاسْتَج، حذف شطره تخفیفاً كما قالوا للمَنازِل مَنا، سمی بذلك لخُموم رائحته. و نشِیَ الرجل من الشراب نَشْواً و نُشْوَةً و نَشْوَةً و نِشْوَةً؛ الكسر عن اللحیانی، و تَنَشَّی و انْتَشَی كله: سَكِرَ، فهو نَشْوَان؛ أَنشد ابن الأَعرابی: إِنی نَشِیتُ فما أَسْطِیعُ مِن فَلَتٍ، حتی أُشَقِّقَ أَثْوابی و أَبْرادِی و رجل نَشْوَانُ و نَشْیَانُ، علی المُعاقبة، و الأُنثی نَشْوَی، و جمعها نَشَاوَی كسَكارَی؛ قال زهیر: و قد أَغْدُو علی ثُبةٍ كِرامٍ نَشَاوَی واجِدینَ لِما نَشاء و اسْتَبانَتْ نَشْوَتُه، و زعم یونس أَنه سمع نِشْوته. و قال شمر: یقال من الرِّیح نِشْوةٌ و من السُّكْر نَشْوةٌ. و‌فی حدیث شرب الخمر: إِن انْتَشَی لم تُقْبل له صلاةٌ أَربعین یوماً؛ الانْتِشَاء: أَول السُّكر و مُقدَّماته، و قیل: هو السكر نفْسُه، و رجل نَشْوَانُ بیِّن النَّشْوَة. و‌فی الحدیث: إِذا اسْتَنْشَیْت
(1). قوله [و النِّشْیَة] كذا ضبط فی الأصل، و الذی فی القاموس: النُّشْیَة كغنیة، و غلطه شارحه فقال: الصواب نِشْیَة، بالكسر، زاعماً أنه نص ابن الأعرابی لكن الذی عن ابن الأعرابی كما فی غیر نسخة عتیقة من المحكم یوثق بها نُشْیَة كغنیة
لسان العرب، ج‌15، ص: 326
و اسْتَنْثَرْت‌أَی اسْتَنْشَقْت بالماء فی الوضوء، من قولك نَشِیت الرائحة إِذا شَمِمْتَها. أَبو زید: نَشِیت منه أَنْشَی نشوة، و هی الرِّیح تجدها، و اسْتَنْشَیْتُ نَشا رِیح طیبة أَی نَسِیمها؛ قال ذو الرمة: و أَدْرَك المُتَبَقَّی مِنْ ثَمِیلَتِه و مِن ثمائِلها، و اسْتُنْشِیَ الغَرَبُ و قال الشاعر: و تَنْشَی نَشا المِسْك فی فارةٍ، و ریحَ الخُزامَی علی الأَجْرَع قال ابن بری: قال علی بن حمزة یقال للرائحة نَشْوَة و نَشَاة و نَشاً؛ و أَنشد: بآیةِ ما إِنَّ النَّقا طَیِّبُ النَّشا، إِذا ما اعْتراه، آخِرَ اللَّیل، طارِقُهْ قال أَبو زید: النَّشَا حِدَّة الرائحة، طیبة كانت أَو خبیثة؛ فمن الطیب قول الشاعر: بآیة ما إِن النقا طیب النَّشَا و من النَّتْن النَّشَا، سمی بذلكَ لنَتْنِه فی حال عمله، قال: و هذا یدل علی أَن النَّشا عربی و لیس كما ذكره الجوهری، قال: و یدلك علی أَن النَّشا لیس هو النَّشاسْتَج، كما زعم أَبو عبیدة فی باب ضروب الأَلوان من كتاب الغریب المصنف الأُرْجُوان: الحُمْرة، و یقال الأُرْجُوان النَّشاستج، و كذلك ذكره الجوهری فی فصل رجا فقال: و الأُرْجوان صبغ أَحمر شدید الحمرة؛ قال أَبو عبید: و هو الذی یقال له النشاستج، قال: و البَهْرَمان دونه؛ قال ابن بری: فثبت بهذا أَن النشاستج غیر النَّشا. و النِّشْوَة: الخَبَرُ أَوّل ما یَرِدُ. و رجل نَشْیانُ بَیِّن النِّشْوَة: یتَخَبَّرُ الأَخبار أَوَّلَ ورُودها، و هذا علی الشذوذ، إِنما حكمه نَشْوان، و لكنه من باب جَبَوْت المال جبایة. الكسائی: رجل نَشْیَانُ للخبر و نَشْوَان، و هو الكلام المُعْتَمد. و نَشِیت الخبرَ إِذا تَخبَّرت و نظرتَ من أَین جاء. و یقال: من أَین نَشِیتَ هذا الخبرَ أَی من أَین علمته؟ الأَصمعی: انْظُر لنا الخبر و استَنْشِ و استَوْشِ أَی تعَرَّفْه. و رجل نَشْیانُ للخبر بیِّن النِّشْوَة، بالكسر، و إِنما قالوه بالیاء للفرق بینه و بین النَّشْوانِ، و أَصل الیاء فی نَشِیت واو، قلبت یاء للكسرة. قال شمر: و رجل نَشْیانُ للخبَر و نَشْوانُ من السُّكر، و أَصلهما الواو ففَرقوا بینهما. الجوهری: و رجل نَشْوَان أَی سَكران بیِّن النَّشْوَة، بالفتح. قال: و زعم یونس أَنه سمع فیه نِشْوة، بالكسر، و قول سنان بن الفحل: و قالوا: قد جُنِنْتَ فقلت: كَلَّا و رَبی ما جُنِنْتُ، و لا انْتشَیْتُ یرید: و لا بَكَیْتُ من سكر؛ و قوله: من النَّشَواتِ و النَّشَإِ الحِسانِ أَراد جمع النَّشْوة. و‌فی الحدیث: أَنه دخل علی خَدیجةَ خَطَبها و دخلَ علیها مُسْتَنْشِیةٌ من مُوَلَّدات قُریش، و قد روی بالهمز، و قد تقدَّم. و المُسْتَنْشِیَةُ: الكاهِنةُ سمیت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِی الأَخبارَ أَی تبحَث عنها، من قولك رجل نَشْیانُ للخبر. یعقوب: الذئب یَسْتَنْشِئُ الریح، بالهمز، قال: و إِنما هو من نَشِیت غیر مهموز. و نَشَوْتُ فی بنی فلان: رُبِّیتُ، نادر، و هو محوّل من نشأْت، و بعكسه هو یَسْتَنْشِئُ الریح، حوّلوها إِلی الهمزة. و حكی قطرب: نَشا یَنْشُو لغة فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 327
نشأَ ینشأُ، و لیس عنده علی التحویل. و النَّشَاة: الشجرة الیابسة، إِما أَن یكون علی التحویل، و إِما أَن یكون علی ما حكاه قطرب؛ قال الهذلی: تَدَلَّی عَلَیْه من بَشامٍ و أَیْكةٍ نَشاة فُرُوعٍ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ و الجمع نَشاً. و النَّشْوُ: اسم للجمع؛ أَنشد: كأَنَّ علی أَكتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ، و قد جاوَزُوا نَیَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ

نصا؛ ج15، ص: 327

: النَّاصِیَةُ: واحدة النَّوَاصِی. ابن سیدة: النَّاصِیَةُ و النَّاصَاةُ، لغة طیئیة، قُصاصُ الشعر فی مُقدَّم الرأْس؛ قال حُرَیْث بن عَتاب الطائی: لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ الیَمامةِ طَیِّ‌ءٌ بحَرْبٍ كنَاصَاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ و لیس لها نظیر إِلا حرفین: بادِیةٌ و باداةٌ و قارِیةٌ و قاراةٌ، و هی الحاضِرةُ. و نَصَاه نَصْواً: قبض علی ناصِیَتِه، و قیل: مَدَّ بها. و قال الفراء فی قوله عز و جل: لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ؛ ناصِیَتُه مقدَّمُ رأْسه أَی لنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بها أَی لنُقِیمَنَّه و لَنُذِلَّنَّه. قال الأَزهری: النَّاصِیَة عند العرب مَنْبِتُ الشعر فی مقدَّم الرأْس، لا الشعَرُ الذی تسمیه العامة النَّاصِیَة، و سمی الشعر ناصیة لنباته من ذلك الموضع، و قیل فی قوله تعالی: لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ؛ أَی لنُسَوِّدَنَّ وجهه، فكَفَتِ النَّاصِیَةُ لأَنها فی مقدّم الوجه من الوجه؛ و الدلیل علی ذلك قول الشاعر: و كُنتُ، إِذا نَفْس الغَوِیِّ نَزَتْ به، سَفَعْتُ علی العِرْنِینِ منه بِمِیسَمِ و نَصَوْته: قبضت علی ناصِیَتِه. و المُنَاصَاةُ: الأَخْذُ بالنَّواصی. و قوله عز و جل: مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلّٰا هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِیَتِهٰا؛ قال الزجاج: معناه فی قَبْضَته تَنالُه بما شاء قُدرته، و هو سبحانه لا یَشاء إِلا العَدْلَ. و ناصَیْتُه مُنَاصَاةً و نِصَاء: نَصَوْتُه و نَصَانی؛ أَنشد ثعلب: فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ یَقْتادُ نَفْسَه، خَلِیعاً تُنَاصِیه أُمُورٌ جَلائِلُ و قال ابن درید: نَاصَیْتُه جَذَبْت ناصِیَتَه؛ و أَنشد: قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا، و عِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُنَاصَی و نَاصَیْتُه إِذا جاذبْته فیأْخذ كل واحد منكما بناصِیةِ صاحبه. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها: لم تكن واحدةٌ من نساء النبی، صلی الله علیه و سلم، تُناصِینی غیر زَیْنَبَ‌أَی تُنازِعُنی و تبارینی، و هو أَن یأْخذ كل واحد من المُتنازعین بناصِیةِ الآخر. و‌فی حدیث مقتل عُمر: فثارَ إِلیه فتَنَاصَیَا‌أَی تَواخَذا بالنَّواصِی؛ و قال عمرو بن مَعْدِیكرب: أَ عَبَّاسُ لو كانت شَناراً جِیادُنا بتَثْلِیثَ، ما نَاصَیْتَ بَعْدی الأَحامِسا و‌فی حدیث ابن عباس: قال للحسین حین أَراد العِراق لو لا أَنی أَكْرَهُ لنَصَوْتك‌أَی أَخذت بناصِیَتِك و لم أَدَعْك تخرج. ابن بری: قال ابن درید النَّصِیُّ عَظْم العُنُق؛ و منه قول لیلی الأَخیلیة: یُشَبّهُونَ مُلوكاً فی تَجِلَّتِهمْ، و طولِ أَنْصِیةِ الأَعْناقِ و الأُمَمِ و یقال: هذه الفلاة تُناصِی أَرض كذا و تُواصِیها أَی تَتَّصل بها. و المفازة تَنْصُو المَفازة و تُنَاصِیها أَی تتصل بها؛ و قول أَبی ذؤیب:
لسان العرب، ج‌15، ص: 328
لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصی غَیْرُ حائلِ، عَفا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ و وابِلِ؟ قال السكری: المُنْتَصَی أَعلی الوادِیین. و إِبل ناصِیةٌ إِذا ارتَفَعتْ فی المرعی؛ عن ابن الأَعرابی. و إِنی لأَجِد فی بطنی نَصْواً و وَخْزاً أَی وَجَعاً، و النَّصْوُ مثل المَغَس، و إِنما سمی بذلك لأَنه یَنْصُوك أَی یُزْعِجُك عن القَرار. قال أَبو الحسن: و لا أَدری ما وجه تعلیله له بذلك. و قال الفراء: وجدْتُ فی بطنی حَصْواً و نَصْواً و قَبْصاً بمعنی واحد. و انْتَصَی الشی‌ءَ: اخْتارَه؛ و أَنشد ابن بری لحمید بن ثور یصف الظبیة: و فی كلِّ نَشْزٍ لها مَیْفَعٌ، و فی كلِّ وَجْهٍ لها مُنْتَصی قال: و قال آخر فی وصف قطاة: و فی كلِّ وَجْهٍ لها وِجْهةٌ، و فی كلِّ نَحْوٍ لها مُنْتَصَی قال: و قال آخر: لَعَمْرُكَ ما ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ، و لا هُوَ مِمّا یُنْتَصَی فیُصانُ یقول: ثوبه من العُذْر لا یُخْلِقُ، و الاسم النِّصْیَةُ، و هذه نَصِیَّتی. و تَذَرَّیت بنی فلان و تَنَصَّیْتُهم إِذا تَزَوَّجت فی الذِّروة منهم و النّاصِیة. و‌فی حدیث ذِی المِشْعارِ: نَصِیّةٌ من هَمْدان من كلِّ حاضِر و بادٍ؛ النَّصِیّةُ منْ یُنْتَصَی من القوم أَی یُخْتار من نَوَاصِیهم، و همُ الرُّؤوس و الأَشْراف، و یقال للرُّؤساء نَوَاصٍ كما یقال للأَتباع أَذْنابٌ. و انْتَصَیْتُ من القوم رَجلًا أَی اخترته. و نَصِیّةُ القومِ: خِیارُهم. و نَصِیَّةُ المال: بَقِیَّتُه. و النَّصِیَّة: البَقِیَّة؛ قاله ابن السكیت؛ و أَنشد للمَرّار الفَقْعَسی: تَجَرَّدَ مِنْ نَصِیَّتها نَواجٍ، كما یَنْجُو من البَقَر الرَّعِیلُ «2» و قال كعب بن مالك الأَنصاری: ثَلاثةُ آلافٍ و نحنُ نَصِیّةٌ ثلاثُ مِئینٍ، إِن كَثُرْنا، و أَربَعُ و قال فی موضع آخر: و‌فی الحدیث أَن وفْدَ هَمْدانَ قَدِمُوا علی النبی، صلی الله علیه و سلم، فقالوا نحْنُ نَصِیَّةٌ من هَمْدانَ؛ قال الفراء: الأَنْصَاء السابقُونَ، و النَّصِیَّةُ الخِیار الأَشراف، و نَوَاصِی القوم مَجْمَعُ أَشرافِهم، و أَما السَّفِلة فهم الأَذْنابُ؛ قالت أُمّ قُبَیْسٍ الضَّبِّیّة: و مَشْهَدٍ قد كفَیْتُ الغائِبینَ به فی مَجْمَعٍ، من نَوَاصِی النّاسِ، مَشْهُودِ و النَّصِیَّةُ من القوم: الخِیارُ، و كذلك من الإِبل و غیرها. و نَصَتِ الماشِطةُ المرأَةَ و نَصَّتْها فتَنَصَّتْ، و‌فی الحدیث: أَن أُم سلمة «3» تَسَلَّبَت علی حمزة ثلاثة أَیام فدعاها رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و أَمرها أَن تنَصَّی و تَكْتَحِلَ؛ قوله: أَمرها أَن تنَصَّی‌أَی تُسَرِّح شَعَرَها، أَراد تَتَنَصَّی فحذف التاء تخفیفاً. یقال: تَنَصَّتِ المرأَةُ إِذا رجَّلت شَعْرَها. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، حین سُئِلت عن المیت یُسرَّح رأْسه فقالت: عَلامَ تَنْصُون میِّتَكم؟ قولها: تَنْصُون مأْخوذ من الناصِیة، یقال: نَصَوْتُ الرجل أَنْصُوه نَصْواً إِذا مَدَدْت ناصِیَتَه، فأَرادت
(2). قوله [تجرد من إلخ] ضبط تجرد بصیغة الماضی كما تری فی التهذیب و الصحاح، و تقدم ضبطه فی مادة رعل برفع الدال بصیغة المضارع تبعاً لما وقع فی نسخة من المحكم. (3). قوله [أن أم سلمة] كذا بالأصل، و الذی فی نسخة التهذیب: أن بنت أبی سلمة، و فی غیر نسخة من النهایة: أن زینب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 329
عائشة أَنَّ المیتَ لا یَحتاجُ إِلی تَسْریحِ الرَّأْس، و ذلك بمنزلة الأَخذ بالناصِیةِ؛ و قال أَبو النَّجم: إِنْ یُمْسِ رأْسی أَشْمَطَ العَناصی، كأَنما فَرَّقَه مُنَاصِی قال الجوهری: كأَنَّ عائشةَ، رضی الله عنها، كَرِهَت تَسْریحَ رأْسِ المیّتِ. و انْتَصَی الشعَرُ أَی طال. و النَّصِیُّ: ضَرْب من الطَّریفةِ ما دام رَطْباً، واحدتُه نَصِیّةٌ، و الجمع أَنْصَاء، و أَناصٍ جمعُ الجمع؛ قال: تَرْعی أَناصٍ مِنْ حریر الحَمْضِ «1» و روی … أَناضٍ …، و هو مذكور فی موضعه. قال ابن سیدة: و قال لی أَبو العلاء لا یكون أَناضٍ لأَنَّ مَنْبِتَ النصیِّ غیر منبت الحمض. و أَنْصَتِ الأَرضُ: كثر نَصِیُّها. غیره: النَّصِیُّ نَبت معروف، یقال له نَصِیٌّ ما دام رَطباً، فإِذا ابْیضَّ فهو الطَّریفة، فإِذا ضَخُمَ و یَبِس فهو الحَلِیُّ؛ قال الشاعر: لَقَدْ لَقِیَتْ خَیْلٌ بجَنْبَیْ بُوانةٍ نَصِیّاً، كأَعْرافِ الكَوادِنِ، أَسْحَما «2» و قال الراجز: نَحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِیِّ، و مَنْبِتَ الضَّمْرانِ و الحَلِیِّ و‌فی الحدیث: رأَیتُ قبُورَ الشُّهداء جُثاً قد نَبَتَ علیها النَّصِیُّ؛ هو نَبْتٌ سَبْطٌ أَبیضُ ناعِمٌ من أَفضل المَرْعی. التهذیب: الأَصْناء الأَمْثالُ، و الأَنْصَاءُ السَّابقُون.

نضا؛ ج15، ص: 329

: نَضا ثوبَه عنه نَضْواً: خَلَعه و أَلقاه عنه. و نَضَوْت ثِیابی عنی إِذا أَلقَیْتَها عنك. و نَضَاه من ثوبه: جَرَّدَه؛ قال أَبو كبیر: و نُضِیتُ ممّا كُنتُ فیه فأَصْبَحَتْ نَفْسِی، إِلی إِخْوانِها، كالمَقْذَرِ و نَضَا الثَّوبُ الصِّبْغَ عن نَفْسِه إِذا أَلقاه، و نَضَتِ المرأَةُ ثَوبَها؛ و منه قول إمرئ القیس: فَجِئْتُ، و قد نَضَتْ لِنَوْمٍ ثِیابَها، لدی السِّتْرِ، إِلَّا لِبْسةَ المُتَفَضِّلِ قال الجوهری: و یجوز عندی تشدیده للتكثیر. و الدابة تَنْضُو الدوابُّ إِذا خرجت من بینها. و‌فی حدیث جابر: جعَلَتْ ناقتی تَنْضُو الرِّفاقَ «3» أَی تَخرج من بینها. یقال: نَضَتْ تَنْضُو نُضُوّاً و نُضِیّاً، و نَضَوْتُ الجُلَّ عن الفرس نَضْواً. و النِّضْوُ: الثوبُ الخَلَقُ. و أَنْضَیْتُ الثوبَ و انْتَضَیْتُه: أَخْلَقْتُه و أَبَلَیْتُه. و نَضَا السیفَ نَضْواً و انْتَضَاه: سَلَّه من غِمْدِه. و نَضَا الخِضابُ نَضْواً و نُضُوّاً: ذَهَبَ لَوْنُه و نَصَل، یكون ذلك فی الید و الرِّجْل و الرأْسِ و اللحیةِ، و خصَّ بعضُهم به اللحیةُ و الرأْس. و قال اللیث: نَضا الحِنَّاءُ یَنْضُو عن اللِّحْیةِ أَی خرج و ذَهب عنه. و نُضَاوَةُ الخِضاب: ما یُوجد منه بعد النُّصُول. و نُضَاوَةُ الحِنَّاء: ما یَبس منه فأُلقی؛ هذه عن اللحیانی. و نُضَاوَةُ الحِنَّاء: ما یؤخذ من الخِضاب بعد ما یُذهب لونه فی الید و الشعَر؛ و قال كثیر:
(1). قوله [حریر الحمض] كذا فی الأَصل و شرح القاموس بمهملات، و الذی فی بعض نسخ المحكم بمعجمات. (2). قوله [لقیت خیل] كذا فی الأصل و الصحاح هنا، و الذی فی مادة بون من اللسان شول و مثله فی معجم یاقوت. (3). قوله [تنضو الرفاق] كذا فی الأصل، و فی نسخة من النهایة: الرفاق بالفاء و فیها: أی تخرج من بینهم، و فی نسخة أخری من النهایة: الرقاق، بالقاف، أی تخرج من بینها، و كتب بهامشها: الرقاق جمع رق و هو ما اتسع من الأَرض و لان.
لسان العرب، ج‌15، ص: 330
و یا عَزِّ لِلْوَصْل الذی كان بَیْنَنا نَضَا مِثْلَ ما یَنْضُو الخِضابُ فَیَخْلَقُ الجوهری: نَضا الفرَسُ الخیلَ نُضِیّاً سَبَقها و تقدَّمها و انْسَلَخَ منها و خَرَجَ منها. و رَمْلةٌ تَنْضُو الرِّمالَ: تخرج من بینها. و نَضَا السَّهمُ: مَضَی؛ و أَنشد: یَنْضُونَ فی أَجْوازِ لَیْلٍ غاضی، نَضْوَ قِداحِ النَّابِلِ النَّوَاضِی و‌فی حدیث علی و ذكر عمر فقال: تَنَكَّبَ قوسَه و انْتَضَی فی یده أَسْهماً‌أَی أَخذ و اسْتَخْرَجَها مِن كِنانَتِه. یقال: نَضَا السیفَ من غمده و انْتَضَاه إِذا أَخْرَجَه. و نَضا الجُرْحُ نُضُوًّا: سَكَنَ ورَمُه. و نَضا الماءُ نُضُوًّا: نَشِفَ. و النِّضْوُ، بالكسر: البَعیر المهزول، و قیل: هو المهزول من جمیع الدواب، و هو أَكثر، و الجمع أَنْضَاء، و قد یستعمل فی الإِنسان؛ قال الشاعر: إِنَّا من الدَّرْبِ أَقْبَلْنا نَؤُمُّكُمُ، أَنْضَاءَ شَوْقٍ علی أَنْضَاء أَسْفارِ قال سیبویه: لا یكسَّر نِضْوٌ علی غیر ذلك؛ فأَما قوله: تَرْعَی أَنَاضٍ من حَریرِ الحَمْضِ فعلی جمع الجمع، و حكمه أَناضیّ فخَفَّفَ، و جعَل ما بقی من النّبات نِضْواً لقِلَّته و أَخذه فی الذهاب، و الأُنثی نِضْوَةٌ، و الجمع أَنْضَاء كالمُذَكَّر، علی توهم طرح الزائد؛ حكاه سیبویه. و النَّضِیُّ: كالنِّضْوِ؛ قال الراجز: و انْشَنَجَ العِلْباءُ فاقْفَعَلَّا، مِثْلَ نَضِیّ السُّقْمِ حینَ بَلَّا و یقال لأَنْضاء الإِبل: نِضْوَانٌ أَیضاً، و قد أَنْضَاه السَّفَرُ. و أَنْضَیْتها، فهی مُنْضَاةٌ، و نَضَوْتُ البِلاد: قَطَعْتُها؛ قال تأَبَّط شرًّا: و لكِنَّنِی أُرْوِی مِن الخمْرِ هامَتی، و أَنْضُو الفَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل و أَنْضَی الرَّجلُ إِذا كانت إِبلُه أَنْضاء. اللیث: المُنْضِی الرَّجلُ الذی صار بعیره نِضْواً. و أَنضَیْتُ الرَّجلَ: أَعطیته بعیراً مهزولًا. و أَنْضَی فلان بعیره أَی هَزَله، و تَنَضَّاه أَیضاً؛ و قال: لو اصْبَحَ فی یُمْنَی یَدَیَّ زِمامُها، و فی كَفِّیَ الأُخْرَی وَبیلٌ تُحاذِرُهْ لجَاءتْ علی مَشْی التی قد تُنُضِّیَتْ، و ذَلَّتْ و أَعْطَتْ حَبْلَها لا تُعاسِرُهْ و یروی: … تُنُصِّیَتْ أَی أُخِذَتْ بناصِیتها، یعنی بذلك امرأَة اسْتَصعَبَتْ علی بَعْلها. و‌فی الحدیث: إِن المؤمِنَ لیُنْضِی شَیْطانه كما یُنْضِی أَحَدُكم بَعِیرَه‌أَی یَهْزِلُه و یجعله نِضْواً. و النِّضْوُ: الدابة التی هَزَلَتْها الأَسفار و أَذْهَبَتْ لحمها. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: كلِماتٌ لو رَحَلْتُم فیهن المَطِیَّ لأَنْضَیْتُمُوهُنَّ.و‌فی حدیث ابن عبد العزیز: أَنْضَیْتُم الظَّهْر‌أَی هَزَلْتُموه. و‌فی الحدیث: إِن كان أَحَدُنا لیأْخُذ نِضْوَ أَخیه.و نِضْوُ اللِّجام: حَدِیدَتُه بلا سَیْر، و هو من ذلك. قال دُرَیدُ ابن الصِّمَّة: إِمّا تَرَیْنِی كَنِضْوِ اللِّجام، أُعِضَّ الجَوامِحَ حتی نَحَلْ أَراد أُعِضَّتْه الجَوامِحُ فقَلَبَ، و الجمع أَنْضَاء؛ قال كثیر:
لسان العرب، ج‌15، ص: 331
رأَتْنِی كأَنْضَاءِ اللِّجامِ و بَعْلُها، مِنَ المَلْ‌ءِ، أَبْزَی عاجِزٌ مُتَباطِنُ و یروی: … كأَشْلاء اللجام … و سَهمٌ نِضْوٌ: رُمِیَ به حتی بَلِیَ. و قِدْحٌ نِضْوٌ: دقیق؛ حكاه أَبو حنیفة. و النَّضِیُّ من السِّهام و الرِّماح: الخَلَقُ. و سَهم نِضْوٌ إِذا فَسَدَ من كثرة ما رُمِیَ به حتی أَخْلَقَ. أَبو عمرو: النَّضِیُّ نَصْلُ السهم. و نِضْوُ السَّهم: قِدْحُه. المحكم: نَضِیُّ السهم قِدْحُه و ما جاوَزَ من السَّهمِ الرِّیشَ إِلی النَّصل، و قیل: هو النصل، و قیل: هو القِدْحُ قبل أَن یُعْمَل، و قیل: هو الذی لیس له ریش و لا نصل؛ قال أَبو حنیفة: و هو نَضِیٌّ ما لم یُنَصَّلْ و یُرَیَّشْ و یُعَقَّب، قال: و النّضِیُّ أَیضاً ما عَرِیَ من عُوده و هو سهم؛ قال الأَعشی و ذَكَرَ عَیْراً رُمِیَ: فَمَرَّ نَضِیُّ السَّهْمِ تَحتَ لبَانِه، و جالَ علی وَحْشِیِّه لم یُعَتِّمِ لم یُبْطئْ. و النَّضِیُّ، علی فَعِیل: القِدْحُ أَوَّل ما یكون قبل أَن یُعْمَل. و نَضِیُّ السهم: ما بین الرِّیش و النَّصل. و قال أَبو عمرو: النَّضِیُّ نصل السَّهم. یقال: نَضِیٌّ مُفَلَّلٌ؛ قال لبید یصف الحمار و أُتُنَه قال: و أَلزَمَها النِّجادَ و شایَعَتْه هَوادِیها كأَنْضِیَة المُغالی قال ابن بری: صوابه المَغالی جمع مِغْلاة للسهم. و‌فی حدیث الخوارج: فَینظُرُ فی نَضِیِّه؛ النَّضِیُّ: نَصل السهم، و قیل: هو السهم قبل أَن یُنحَت إِذا كان قِدْحاً، قال ابن الأَثیر: و هو أَولی لأَنه قد جاء فی الحدیث ذكر النصل بعد النَّضیّ، قالوا: سمی نضِیّاً لكثرة البَرْی و النَّحْت، فكأَنه جُعل نِضْواً. و نَضِیُّ الرُّمح: ما فوقَ المَقْبِض من صدره، و الجمع أَنْضَاء؛ قال أَوْس بن حَجَر: تُخُیِّرْنَ أَنْضَاءً و رُكِّبْنَ أَنْصُلًا، كجَزْلِ الغَضَی فی یومِ رِیحٍ تَزَیَّلا و یروی: كجَمْرِ الغَضَی؛ و أَنشد الأَزهری فی ذلك: و ظلَّ لِثیران الصَّرِیم غَماغِمٌ، إِذا دَعَسُوها بالنَّضِیِّ المُعَلَّبِ الأَصمعی: أَوَّل ما یكون القِدْحُ قبل أَن یُعْمَل نَضِیٌّ، فإِذا نُحِتَ فهو مَخْشُوب و خَشِیبٌ، فإِذا لُیِّنَ فهو مَخَلَّقٌ. و النَّضِیُّ: العُنُق علی التشبیه، و قیل: النَّضِیُّ ما بین العاتق إِلی الأُذن، و قیل: هو ما عَلا العُنُقَ مما یَلی الرأْسَ، و قیل: عَظْمه؛ قال: یُشَبَّهُونَ ملوكاً فی تَجِلَّتِهِمْ، و طُولِ أَنْضِیَةِ الأَعْناقِ و اللِّمَمِ ابن درید: نَضِیُّ العُنق عَظْمه، و قیل: طُوله. و نَضِیُّ كل شی‌ء طوله؛ و قال أَوْس: یُقَلِّب للأَصْواتِ و الرِّیحِ هادِیاً تَمِیمَ النَّضِیِّ كَدَّحَتْه المَناشِفُ یقول: إِذا سمع صوتاً خافَه التَفَتَ و نظر، و قوله: و الرِّیحِ، یقول یَسْتَرْوِحُ هل یَجِدُ رِیحَ إِنسان، و قوله: كَدَّحَته المَناشف، یقول: هو غَلِیظ الحاجبین أَی كان فیه حجارةٌ. و نَضِیُّ السهمِ: عُوده قبل أَن یُراشَ. و النَّضِیُّ: ما بین الرأْس و الكاهِل من العُنق؛ قال الشاعر: یُشَبَّهُون سُیُوفاً فی صَرائِمِهمْ، و طُولِ أَنْضِیَةِ الأَعْناقِ و اللِّمَمِ «1» قال ابن بری: البیت للیلی الأَخیلیة، و یروی للشَّمَرْدل
(1). ورد هذا البیت فی صفحة 327 و فیه أنصیة بدل أنضیة و الأَمم بدل اللِّمم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 332
ابن شریك الیربوعی، و الذی رواه أَبو العباس: یشبهون ملوكاً فی تجلتهم و التَّجلَّة: الجلالةُ، و الصحیحُ و الأُمَمِ، جمع أُمَّةٍ، و هی القامةُ. قال: و كذا قال علیّ بن حَمْزة، و أَنكر هذه الروایة فی الكامل فی المسأَلة الثامنة، و قال لا تُمْدَح الكُهول بطول اللِّمم، إِنما تُمْدح به النِّساء و الأَحداثُ؛ و بعد البیت: إِذا غَدا المِسْكُ یَجْرِی فی مَفارِقِهِمْ، راحُوا تَخالُهُمُ مَرْضی مِنَ الكَرَمِ و قال القتَّال الكلابی: طِوالُ أَنْضِیَةِ الأَعْناقِ لم یجِدُوا رِیحَ الإِماء، إِذا راحَتْ بأَزْفارِ و نَضِیُّ الكاهِل: صَدْرُه. و النَّضِیُّ: ذكر الرجل؛ و قد یكون للحِصان من الخیل، و عمَّ به بعضهم جمیع الخَیل، و قد یقال أَیضاً للبَعیر، و قال السِّیرافی: هو ذكر الثعلب خاصة. أَبو عبیدة: نَضَا الفرسُ یَنْضُو نُضوّاً إِذا أَدْلَی فأَخرج جُرْدانه، قال: و اسم الجُرْدانِ النَّضِیُّ. یقال: نَضَا فلانٌ موضع كذا یَنْضُوه إِذا جاوزَه و خَلَّفه. و یقال: أَنْضَی وجهُ فلان و نَضَا علی كذا و كذا أَی أَخْلَقَ.

نطا؛ ج15، ص: 332

: نَطَوْتُ الحَبْلَ: مَدَدْتُه. و یقال: نَطَتِ المرأَة غَزْلَها، أَی سَدَّتْه، تَنْطُوه نَطْواً، و هی نَاطِیَةٌ و الغَزْلُ مَنْطُوٌّ و نَطِیٌّ أَی مُسَدًّی. و النَّاطِی: المُسَدِّی؛ قال الراجز: ذَكّرْتُ سَلْمَی عَهْدَه فَشَوَّقا، و هُنَّ یَذْرَعْنَ الرَّقاقَ السَّمْلَقا ذَرْعَ النَّوَاطِی السُّحُلَ المُدَقَّقا خُوصاً، إِذا ما اللَّیْلُ أَلقَی الأَرْوُقا خَرَجْنَ مِن تحتِ دُجاه مُرَّقا یَقْلِبْنَ للنَّأْی البَعِیدِ الحَدَقا تَقْلِیبَ وِلْدانِ العِراقِ البُنْدُقا و النَّطْوُ: البُعْدُ. و مكانٌ نَطِیٌّ: بَعیدٌ، و أَرضٌ نَطِیَّةٌ؛ و قال العجاج: و بلْدةٍ نِیاطُها نَطِیُّ، قِیٌّ تُناصِیها بِلادٌ قِیُّ نِیاطُها نَطِیٌّ أَی طریقها بعید. و النَّطْوَة: السَّفْرة البَعیدة. و‌فی حدیث طَهْفةَ: فی أَرضٍ غائلةِ النِّطَاء؛ النِّطَاءُ: البُعدُ. و بَلَدٌ نَطِیٌّ: بَعِیدٌ، و‌رُوی المَنْطَی‌و هو مَفْعَلٌ منه. و المُنَاطَاةُ: أَن تَجْلس المَرَتانِ فترمِی كلُّ واحدة منهما إِلی صاحبتها كُبَّةَ الغَزْل حتی تُسَدِّیا الثوبَ. و النَّطْوُ: التَّسدِیةُ، نَطَتْ تَنْطُو نَطْواً. و النَّطَاةُ: قِمَعُ البُسْرةِ، و قیل: الشُّمْرُوخ، و جمعه أَنطَاء؛ عن كراع، و هو علی حذف الزائد. و نَطَاةُ: حِصْنٌ بخَیْبَرَ، و قیل: عَینٌ بها، و قیل: هی خَیْبَرُ نَفْسُها. و نَطَاةُ: حُمَّی خیبر خاصةً، و عمَّ به بعضهم؛ قال أَبو منصور: هذا غلط. و نَطَاةُ: عینٌ بخیبر تَسْقِی نَخیلَ بَعضِ قُراها، و هی وَبِئةٌ؛ و قد ذكرها الشماخ: كأَنَّ نَطَاةَ خَیْبرَ زَوَّدَتْه بَكُورُ الوِرْدِ رَیِّثةُ القُلُوعِ فظنَّ اللیث أَنها اسم للحُمَّی، و إِنما نَطَاةُ اسم عین بخیبر. الجوهری: النَّطَاةُ اسم أُطُمٍ بخیبر؛ قال كثیر: حُزِیَتْ لی بحَزْمِ فَیْدَةَ تُحْدَی، كالیَهُودِیِّ مِن نَطَاةَ الرِّقالِ حُزِیَتْ: رُفِعَتْ. حَزاها الآلُ: رَفَعها، و أَراد كنخل الیهودی الرِّقالِ. و نطاةُ: قَصَبَة خیبر. و‌فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 333
حدیث خیبر: غَدا إِلی النَّطَاةِ؛ هی عَلَم لِخَیْبَرَ أَو حِصْنٌ بها، و هی من النَّطْو البُعد. قال ابن الأَثیر: و قد تكررت فی الحدیث، و إدخالُ اللام علیها كإِدخالها علی حَرثٍ و عباس، كأَنَّ النَّطَاةَ وصف لها غلب علیها. و نَطَا الرَّجلُ: سَكَتَ. و‌فی حدیث زید بن ثابت، رضی الله عنه: كنتُ مع رسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، و هو یُمْلی علیَّ كتاباً و أَنا أَسْتَفهمُه، فدخل رجل فقال له: انْطُ‌أَی اسكت، بلغة حِمْیَر. قال ابن الأَعرابی: لقد شَرَّفَ سیدُنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، هذه اللغةَ و هی حِمْیَرِیَّة. قال المفضل و زجر للعرب تقوله للبعیر تسكیناً له إِذا نَفَرَ: انْطُ فیَسْكُن، و هی أَیضاً إِشْلاء للكلب. و أَنْطَیْتُ: لغة فی أَعطیت، و قد قرئ: إِنَّا أَنْطَیْناك الكَوْثَرَ؛ و أَنشد ثعلب: مِنَ المُنْطِیاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَ ما یُرَی، فی فُرُوعِ المُقْلَتَینِ، نُضُوبُ و الأَنْطاء: العَطِیّاتُ. و‌فی الحدیث: و إِنَّ مالَ اللهِ مَسْؤولٌ و مُنْطًی، أَی مُعْطًی. و‌روی الشعبی أَن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، قال لرجل: أَنْطِه كذا و كذا‌أَی أَعْطِه. و الإِنْطَاء: لغة فی الإِعْطاءِ، و قیل: الإِنطاءُ الإِعطاءُ، بلغة أَهل الیمن. و‌فی حدیث الدعاء: لا مانِعَ لِمَا أَنْطَیْتَ و لا مُنْطِیَ لَمَا مَنَعْتَ، قال: هو لغة أَهل الیمن فی أَعْطَی. و‌فی الحدیث: الیدُ المُنطِیةُ خَیرٌ مِنَ الیدِ السُّفلی.و‌فی كتابه لوائل: و أَنْطُوا الثَّبَجَةَ.و التَّنَاطِی: التَّسابُقُ فی الأَمرِ. و تَنَاطَاه: مارَسَه. و حكی أَبو عبید: تَنَاطَیْتُ الرِّجالَ تَمَرَّسْتُ بهم. و یقال: لا تُناطِ الرِّجالَ أَی لا تَمرَّسْ بهم و لا تُشارِّهِم؛ قال ابن سیدة: و أُراه غلطاً، و إِنما هو تَنَاطَیْت الرجالَ و لا تَنَاطَ الرجالَ؛ قال أَبو منصور: و منه قول لبید: و هُمُ العَشِیرةُ إِنْ تَنَاطَی حاسِدٌ أَی هم عشیرتی إِن تَمَرَّسَ بی عَدُوّ یَحْسُدنی. و التَّنَاطِی: تَعاطی الكلام و تَجاذُبه. و المُنَاطَاةُ: المُنازَعةُ؛ قال ابن سیدة: و قضینا علی هذا بالواو لوجود ن ط و و عدم ن ط ی، و الله أَعلم.

نعا؛ ج15، ص: 333

: النَّعْوُ: الدائرةُ تحت الأَنف. و النَّعْو الشَّقُّ فی مِشْفَر البَعِیر الأَعْلی، ثم صار كلُّ فَصْلٍ نَعْواً؛ قال الطرماح: تُمِرُّ علی الوِراكِ، إِذا المَطایا تقایَسَتِ النَّجادَ من الوَجِینِ، خَریعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحی، كأَخْلاقِ الغَریفةِ ذِی غُضُونِ «2» خَریعُ النَّعْوِ: لَیِّنُه أَی تُمِرُّ مِشْفَراً خَریع النَّعْوِ علی الوِراك، و الغَریفةُ النَّعل. و قال اللحیانی: النَّعْوُ مشَقُّ مِشْفَرِ البعیر فلم یخص الأَعلی و لا الأَسفل، و الجمع من كل ذلك نُعِیٌّ لا غیر. قال الجوهری: النَّعْوُ مَشَقُّ المِشفر، و هو للبعیر بمنزلة التَّفِرة للإِنسان. و نَعْوُ الحافِر: فَرْجُ مُؤخَّره؛ عن ابن الأَعرابی. و النَّعْوُ: الفَتْقُ الذی فی أَلْیَة حافِرِ الفَرَس. و النَّعْوُ: الرُّطَبُ. و النَّعْوَةُ: موضع، زعموا. و النُّعَاء: صوت السِّنَّوْر؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا
(2). قوله [… ذی غضون] كذا هو فی الصحاح مع خفض الصفتین قبله، و فی التكملة و الروایة: … ذا غضون، و النصب فی عین خریع و باء مضطرب مردوداً علی ما قبله و هو تمرّ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 334
علی همزتها أَنها بدل من واو لأَنهم یقولون فی معناه المُعاء، و قد مَعا یَمْعُو، قال: و أَظنُّ نون النُّعَاء بدلًا من میم المعاء. و النَّعْیُ: خَبَر الموت، و كذلك النَّعِیُّ. قال ابن سیدة: و النَّعْیُ و النَّعِیُّ، بوزن فَعیل، نِداء الداعی، و قیل: هو الدُّعاء بموت المیت و الإِشْعارُ به، نَعَاه یَنْعَاه نَعْیاً و نُعْیَاناً، بالضم. و جاء نَعِیُّ فلانٍ: و هو خبر موته. و فی الصحاح: و النَّعْیُ و النَّعِیُّ، و قال أَبو زید: النَّعِیُّ الرَّجل المیِّت، و النَّعْیُ الفِعْل؛ و أَوقع ابن مَجْكان النَّعْیَ علی الناقة العَقیر فقال: زَیَّافةٍ بنْتِ زَیَّافٍ مُذَكَّرةٍ، لَمَّا نَعَوْها لِراعی سَرْحِنا انْتَحَبا و النَّعِیُّ: المَنْعِیُّ. و الناعی: الذی یأْتی بخبر الموت؛ قال: قامَ النَّعِیُّ فأَسْمَعا، و نَعَی الكَریمَ الأَرْوَعا و نَعاءِ: بمعنی انْعَ. و روی عن شدَّاد بن أَوس أَنه قال: یا نَعایا العرب. و روی عن الأَصمعی و غیره: إِنما هو فی الإِعراب یا نَعَاءِ العَرَبَ، تأْویلُه یا هذا انْعَ العربَ؛ یأْمر بنعیهم كأَنه یقول قد ذهبت العربُ. قال ابن الأَثیر‌فی حدیث شداد بن أَوس: یا نَعایا العرب إِن أَخوف ما أَخاف علیكم الرِّیاء و الشَّهْوةُ الخَفِیَّةُ، و‌فی روایة: یا نُعْیانَ العربِ.یقال: نَعَی المیتَ یَنْعاهُ نَعْیاً و نَعِیّاً إِذا أَذاعَ موته و أَخبر به و إِذا نَدَبَه. قال الزَّمخشری: فی نَعایا ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن یكون جمع نَعِیٍّ و هو المصدر كصَفِیٍّ و صَفایا، و الثانی أَن یكون اسم جمع كما جاء فی أَخِیَّةٍ أَخایا، و الثالث أَن یكون جمع نَعاءِ التی هی اسم الفعل، و المعنی یا نَعایا العرب جِئنَ فهذا وقَتكنَّ و زمانكُنَّ، یرید أَن العرب قد هلكت. و النُّعْیان مصدر بمعنی النَّعْی. و قال أَبو عبید: خَفْض نَعاءِ مثل قَطامِ و دَراكِ و نَزال بمعنی أَدْرِكْ و انْزِلْ؛ و أَنشد للكمیت: نَعَاءِ جُذاماً غَیْرَ مَوتٍ و لا قَتْلِ، و لكِنْ فِراقاً للدَّعائِمِ و الأَصْلِ و كانت العرب إِذا قتل منهم شریف أَو مات بعثوا راكباً إِلی قبائلهم یَنْعاه إِلیهم فنَهی النبی، صلی الله علیه و سلم، عن ذلك.قال الجوهری: كانت العرب إِذا مات منهم میت له قَدْرٌ ركب راكب فرساً و جعل یسیر فی الناس و یقول: نَعَاءِ فلاناً أَی انْعَه و أَظْهِرْ خبر وفاته، مبنیةٌ علی الكسر كما ذكرناه؛ قال ابن الأَثیر: أَی هلك فلان أَو هَلكت العرب بموت فلان، فقوله یا نعاءِ العربَ مع حرف النداء تقدیره یا هذا انْعَ العرب، أَو یا هؤلاء انْعَوا العرب بموت فلان، كقوله: أَلا یا اسْجُدوا أَی یا هؤلاء اسجدوا، فیمن قرأَ بتخفیف أَلا، و بعض العلماء یرویه یا نُعْیانَ العرب، فمن قال هذا أَراد المصدر، قال الأَزهری: و یكون النُّعْیان جمعَ النَّاعِی كما یقال لجمع الرَّاعی رُعْیان، و لجمع الباغی بُغْیان؛ قال: و سمعت بعض العرب یقول لخَدَمه إِذا جَنَّ علیكم اللیل فثَقِّبوا النیران فوق الإِكام یَضْوی إِلیها رُعْیانُنا و بُغْیانُنا. قال الأَزهری: و قد یجمع النَّعِیُّ نَعَایَا كما یُجْمع المَریُّ من النُّوق مَرایا و الصَّفِیُّ صفایا. الأَحمر: ذهبت تَمِیمُ فلا تُنْعَی و لا تُسْهی أَی لا تُذكر. و المَنْعَی و المَنْعَاة: خبر الموت، یقال: ما كانَ مَنْعَی فلان مَنْعَاةً واحدة، و لكنه كان مَنَاعِیَ. و تَنَاعَی القومُ و اسْتَنْعَوْا فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 335
الحرب: نَعَوْا قَتْلاهم لیُحرِّضوهم علی القتل و طلَب الثأْر، و فلان یَنْعَی فلاناً إِذا طلَب بثأْره. و النَّاعِی: المُشَنِّع. و نَعَی علیه الشی‌ءَ یَنْعَاه: قبَّحه و عابه علیه و وبَّخه. و نَعَی علیه ذُنوبه: ذَكرها له و شَهَره بها. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: إِن الله تعالی نَعی علی قوم شَهَواتِهم‌أَی عاب علیهم. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: تَنْعَی علیَّ امْرَأً أَكرمه الله علی یَدَیَّ‌أَی تَعِیبنی بقتلی رجلًا أَكرمه الله بالشهادة علی یدَیَّ؛ یعنی أَنه كان قتل رجلًا من المسلمین قبل أَن یُسْلِمَ. قال ابن سیدة: و أُری یعقوب حكی فی المقلوب نَعَّی علیه ذنوبه ذكرها له. أَبو عمرو: یقال: أَنْعَی علیه و نَعَی علیه شیئاً قبیحاً إِذا قاله تَشْنِیعاً علیه؛ و قول الأَجدع الهمْدانی: خَیْلانِ مِنْ قَوْمِی و من أَعْدائِهمْ خَفَضُوا أَسِنَّتَهم، فكلٌّ نَاعِی هو من نَعَیْتُ. و فلان یَنْعَی علی نفسه بالفَواحش إِذا شَهَرَ نفسَه بتَعاطِیه الفَواحشَ، و كان إمرؤ القیس من الشعراء الذین نَعَوْا علی أَنفسهم بالفَواحش و أَظْهَرُوا التَّعَهُّر، و كان الفرزدق فعولًا لذلك. و نَعَی فلان علی فلان أَمراً إِذا أَشادَ به و أَذاعه. و اسْتَنْعَی ذِكرُ فلان: شاعَ. و اسْتَنْعَتِ الناقةُ: تقَدَّمت، و اسْتَنْعَت تراجعت نافرة أَو عَدَتْ بصاحبها. و اسْتَنْعَی القومُ: تفَرَّقوا نافرین. و الاسْتِنْعَاء: شبه النِّفار. یقال: اسْتَنْعَی الإِبلُ و القوم إِذا تفرَّقوا من شی‌ء و انتشروا. و یقال: اسْتَنْعَیْت الغنَم إِذا تَقَدَّمْتَها و دَعَوْتَها لتتبعك. و اسْتَنْعَی بفلان الشرُّ إِذا تتابع به الشر، و استَنْعَی به حُبُّ الخَمر أَی تَمادی به، و لو أَن قوماً مجتمعین قیل لهم شی‌ء ففزعوا منه و تفَرَّقوا نافرین لقلت: اسْتَنْعَوْا. و قال أَبو عبید فی باب المقلوب: اسْتَنَاعَ و اسْتَنْعَی إِذا تقدَّم، و یقال: عطَفَ؛ و أَنشد: ظَلِلْنا نَعُوجُ العِیسَ فی عَرصَاتِها وُقوفاً، و نَسْتَنْعِی بها فنَصُورُها و أَنشد أَبو عبید: و كانت ضَرْبَةً من شَدْقَمِیٍّ، إِذا ما اسْتَنَّتِ الإِبلُ اسْتَناعا و قال شمر: اسْتَنْعَی إِذا تقدَّم لیتبعوه، و یقال: تَمادی و تتابع. قال: و رُبَّ ناقةٍ یَسْتَنْعِی بها الذئبُ أَی یعدو بین یدیها و تتبعه حتی إِذا امَّازَ بها عن الحُوارِ عَفَقَ علی حُوارِها مُحْضِراً فافترسه. قال ابن سیدة: و الإِنْعَاء أَن تستعیر فرساً تُراهِنُ علیه و ذِكْرُه لصاحبه؛ حكاه ابن درید و قال: لا أَحُقُّه.

نغی؛ ج15، ص: 335

: النَّغْیَةُ: مثل النَّغمة، و قیل: النَّغْیة ما یُعْجِبك من صوت أَو كلام. و سمعت نَغْیةً من كذا و كذا أَی شیئاً من خبر؛ قال أَبو نُخَیْلة: لَمَّا أَتَتْنی نَغْیَةٌ كالشُّهْدِ، كالعَسَل المَمْزوج بَعْدَ الرَّقْدِ، رَفَّعْتُ من أَطْمارِ مُسْتَعِدِّ، و قلْتُ للعِیسِ: اغْتَدی و جِدِّی «1» یعنی ولایة بعض ولد عبد الملك بن مروان، قال ابن سیدة: أَظنه هشاماً. أَبو عمرو: النَّغْوة و المَغْوَةُ النَّغْمة. یقال: نَغَوْتُ و نَغَیْتُ نَغْوَةً و نَغْیَةً، و كذلك مَغَوْت و مَغَیْتُ. و ما سمعت له نَغْوَةً أَی كلمة. و النَّغْیَةُ من الكلام و الخبرِ: الشی‌ءُ تَسمعه و لا تفهمه، و قیل: هو أَوَّل ما یبلغك من الخبر قبل أَن تستبینه. و نَغَی إِلیه نَغْیَةً: قال له
(1). قوله [و قلت للعیس اغتدی و جدی] هكذا فی الأصل و نسختین من الصحاح، و الذی فی التكملة: و قلت للعنس، بالنون، اغتلی، باللام.
لسان العرب، ج‌15، ص: 336
قولًا یفهمه عنه. و المُناغاةُ: المغازَلة. و المُنَاغَاة: تكلیمك الصَّبیَّ بما یَهْوی من الكلام. و المرأَة تُنَاغِی الصبیَّ أَی تكلمه بما یُعْجِبه و یَسُرُّه. و نَاغَی الصبیَّ: كلَّمه بما یَهواه و یَسُرُّه؛ قال: و لم یَكُ فی بُؤْسٍ، إِذا بات لیلةً یُنَاغِی غَزالًا فاتِرَ الطَّرْفِ أَكْحَلا الفراء: الإِنْغَاء كلام الصبیان. و قال أَحمد بن یحیی: مُنَاغَاةُ الصبی أَن یصیر بحِذاء الشمس فیُناغِیها كما یُناغی الصبیُّ أُمَّه. و‌فی الحدیث: أَنه كان یُنَاغِی القمرَ فی صِباه؛ المُناغاةُ: المحادثة. و ناغَتِ الأُمُّ صبیَّها: لاطَفَتْه و شاغَلَته بالمحادثة و المُلاعبة. و تقول: نَغَیْت إِلی فلان نَغْیَةً و نَغَی إِلیَّ نَغْیَةً إِذا أَلقی إِلیك كلمة و أَلقیت إِلیه أُخری. و إِذا سمعت كلمة تعجبك تقول: سمعت نَغْیَةً حَسَنة. الكسائی: سمعت له نَغْیَةً و هو من الكلام الحسنُ. ابن الأَعرابی: أَنْغَی إِذا تَكلَّم بكلام «1»، و نَاغَی إِذا كلَّم صبیّاً بكلام ملیح لطیف. و یقال للموج إِذا ارتفع:؛ كاد یُنَاغِی السحابَ. ابن سیدة: نَاغَی الموجُ السحابَ كاد یرتفع إلیه؛ قال: كأَنَّكَ بالمُبارَكِ، بَعْدَ شَهْرٍ، یُنَاغِی مَوْجُه غُرَّ السَّحابِ المُبارَكُ: موضع. التهذیب: یقالُ إِنَّ ماءَ رَكِیَّتنا یُنَاغِی الكواكب، و ذلك إِذا نظرت فی الماء و رأَیت بَریقَ الكواكب، فإِذا نظرت إِلی الكواكب رأَیتها تتحرَّك بتحَرُّك الماء؛ قال الراجز: أَرْخَی یَدَیه الأُدْمِ وَضَّاح الیَسَر، فتَركَ الشمسَ یُنَاغِیهِ القَمَر أَی صَبَّ لَبناً فتركه یُناغِیه القمرُ، قال: و الأُدْم السَّمْن. و هذا الجبل یُناغِی السماءَ أَی یُدانیها لطوله.

نفی؛ ج15، ص: 336

: نفَی الشی‌ءُ یَنْفِی نَفْیاً: تنَحَّی، و نَفَیْتُه أنا نَفْیاً؛ قال الأَزهری: و من هذا یقال نَفَی شَعَرُ فلان یَنْفِی إِذا ثارَ و اشْعانَّ؛ و منه‌قول محمد بن كعب القُرَظی لعُمر بن عبد العزیز حین اسْتُخْلِفَ فرآه شَعِثاً فأَدام النظر إِلیه فقال له عمر: ما لَك تُدیمُ النظر إِلیَّ؟ فقال: أَنْظُرُ إِلی ما نَفی من شَعَرك و حالَ من لونِك؛ و معنی نَفَی هاهنا أَی ثارَ و ذهب و شَعِثَ و تساقط، و كان رآه قبل ذلك ناعماً فَیْنانَ الشَّعَر فرآه متغیراً عما كان عَهِده، فتعجب منه و أَدام النظر إِلیه، و كان عمر قبل الخلافة مُنَعَّماً مُتْرَفاً، فلما اسْتُخْلِف تَشَعَّث و تَقَشَّف. و انْتَفَی شعرُ الإِنسان و نَفَی إِذا تساقط. و السَّیْل یَنْفِی الغُثاء: یحمله و یدفعه؛ قال أَبو ذؤیب یصف یراعاً: سَبیّ مِنْ أَباءَتِهِ نَفاهُ أَتیٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ «2» و نَفَیَانُ السَّیْلِ: ما فاض من مجتمعه كأَنه یجتمع فی الأَنهار الإِخاذاتُ ثم یَفِیضُ إِذا ملأَها، فذلك نَفَیانُه. و نَفَی الرجلُ عن الأَرض و نَفَیْتُه عنها: طردته فانْتَفی؛ قال القُطامی: فأَصْبح جاراكُمْ قَتِیلًا و نَافِیاً أَصَمَّ فزادوا، فی مَسامِعِه، وَقْرا أَی مُنْتَفِیاً. و نَفَوْته: لغة فی نَفَیْته. یقال:
(1). قوله [ابن الأعرابی أَنْغَی إلخ] عبارته فی التهذیب: أَنْغَی إِذا تكلم بكلام لا یفهم، و أَنْغَی أیضاً إذا تكلم بكلام یفهم، و یقال: نَغَوْت أَنْغُو و نَغَیْتُ أَنْغِی، قال و أَنْغَی و نَاغَی إذا كلم إلی آخر ما هنا. (2). قوله [من أباءته] تقدم فی مادة صحر: من یراعته، و فسرها هناك.
لسان العرب، ج‌15، ص: 337
نَفَیْت الرجلَ و غیرَه أَنْفِیه نَفْیاً إِذا طردته. قال الله تعالی: أَوْ یُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ؛ قال بعضهم: معناه مَن قَتَله فدَمُه هَدَرٌ أَی لا یطالَب قاتله بدمه، و قیل: أَوْ یُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ یُقاتَلون حَیْثُما تَوَجَّهوا منها لأَنه كونٌ، و قیل: نَفْیُهم إِذا لم یَقْتلوا و لم یأْخذوا مالًا أَن یُخَلَّدوا فی السجن إِلا أَن یتوبوا قبل أَن یُقْدَر علیهم. و نَفْیُ الزانی الذی لم یُحْصِنْ: أَن یُنْفی من بلده الذی هو به إِلی بلد آخر سَنَةً، و هو التغریب الذی جاء فی الحدیث. و نَفْیُ المُخَنَّث: أَن لا یُقَرّ فی مدن المسلمین؛أَمَرَ النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، بنَفْی هِیتٍ و ماتعٍ و هما مُخَنَّثان كانا بالمدینة؛ و قال بعضهم: اسمه هِنْبٌ، بالنون، و إِنما سمی هِنْباً لحمقه. و انْتَفَی منه: تبرَّأَ. و نَفَی الشی‌ءَ نَفْیاً: جَحَده. و نَفَی ابنَه: جحَده، و هو نَفِیٌّ منه، فَعِیل بمعنی مفعول. یقال: انْتَفَی فلان من ولده إِذا نَفاه عن أَن یكون له ولداً. و انْتَفَی فلان من فلان و انْتَفَل منه إِذا رَغِب عنه أَنَفاً و استِنْكافاً. و یقال: هذا یُنَافِی ذلك و هما یَتَنافَیانِ. و نَفَتِ الریحُ التراب نَفْیاً و نَفَیَاناً: أَطارته. و النَّفِیُّ: ما نَفَتْه. و‌فی الحدیث: المدینة كالكِیرِ تَنْفِی خَبَثَها‌أَی تخرجه عنها، و هو من النَّفْی الإِبْعادِ عن البلد. یقال: نَفَیْته أَنْفِیه نَفْیاً إِذا أَخرجته من البلد و طردته. و نَفِیُّ القِدْرِ: ما جَفَأَتْ به عند الغَلْی. اللیث: نَفِیُّ الریح ما نَفَی من التراب من أُصول الحیطان و نحوه، و كذلك نَفِیُّ المطر و نَفِیُّ القِدْر. الجوهری: نَفِیُّ الریح ما تَنْفی فی أُصول الشجر من التراب و نحوه، و النَّفَیان مثله، و یُشَبّه به ما یَتَطَرَّف من معظم الجیش؛ و قالت العامریة: و حَرْبٍ یَضِجُّ القومُ من نَفَیانِها، ضَجِیجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَّبِرات و نَفَتِ السحابةُ الماءَ: مَجَّته، و هو النَّفَیان؛ قال سیبویه: هو السحاب یَنْفی أَوَّلَ شی‌ءٍ رَشًّا أَو بَرَداً، و قال: إِنما دعاهم للتحریك أَنَّ بعدها ساكناً فحرَّكوا كما قالوا رَمَیَا و غَزَوَا، و كرهوا الحذف مخافة الالتباس، فیصیر كأَنه فَعَالٌ من غیر بنات الواو و الیاء، و هذا مُطَّرِد إِلا ما شذ. الأَزهری: و نَفَیانُ السحابِ ما نَفته السحابة من مائها فأَسالته؛ و قال ساعدة الهذلی: یَقْرُو به نَفَیانَ كلِّ عَشِیَّةٍ، فالماءُ فوقَ مُتونِه یَتَصَبَّبُ و النَّفْوةُ: الخَرْجة من بلد إِلی بلد. و الطائر یَنْفِی بجناحیه نَفَیاناً كما تَنْفی السحابةُ الرَّشَّ و البَرَدَ. و النَّفَیانُ و النَّفِیُّ و النَّثِیُّ: ما وقَع عن الرِّشاء من الماء علی ظهر المُسْتَقِی لأَن الرِّشاء یَنْفیه، و قیل: هو تطایُر الماء عن الرِّشاء عند الاستقاء، و كذلك هو من الطین. الجوهری: و نَفِیُّ المطر، علی فَعِیل، ما تَنْفِیه و تَرُشُّه، و كذلك ما تطایر من الرشاء علی ظَهْر الماتح؛ قال الأَخیل: كأَنَّ مَتْنَیْهِ من النَّفِیّ، مِن طُولِ إِشْرافِی علی الطَّویّ، مَواقِعُ الطَّیْرِ علی الصُّفِیّ قال ابن سیدة: كذا أَنشده أَبو علیّ، و أَنشده ابن درید فی الجمهرة: كأَنَّ مَتْنَیَّ …، قال: و هو الصحیح لقوله بعده: من طول إِشرافی علی الطویّ و فسره ثعلب فقال: شَبَّه الماء و قد وقع علی مَتْنِ المُسْتَقِی بذَرْقِ الطائر علی الصُّفِیّ؛ قال الأَزهری:
لسان العرب، ج‌15، ص: 338
هذا ساقٍ كان أَسْوَدَ الجِلْدة و اسْتَقَی من بئر مِلْحٍ، و كان یَبْیَضُّ نَفِیُّ الماء علی ظهره إِذا ترشش لأَنه كان مِلْحاً. و نَفِیُّ الماء: ما انْتَضَحَ منه إِذا نُزِع من البئر. و النَّفِیُّ: ما نَفَتْه الحَوافِر من الحَصَی و غیره فی السیر. و أَتانی نَفِیُّكم أَی وعیدكم الذی توعدوننی. و نُفَایَةُ الشی‌ءِ: بقیته و أَردؤه، و كذلك نُفاوته و نَفاته و نَفایَتُه و نِفْوَته و نِفْیته و نَفِیُّه، و خص ابن الأَعرابی به ردی‌ء الطعام. قال ابن سیدة: و ذكرنا النِّفْوة و النُّفاوة هاهنا لأَنها معاقبة، إِذ لیس فی الكلام ن ف و وضعاً. و النُّفایةُ: المَنفِیُّ القلیل مثل البُرایة و النُّحاتة. أَبو زید: النِّفْیة و النِّفْوة و هما الاسم لنَفِیِّ الشی‌ء إِذا نَفَیْته. الجوهری: و النِّفْوَة، بالكسر، و النِّفْیَة أَیضاً كل ما نَفَیْتَ. و النُّفَایَة، بالضم: ما نَفَیْته من الشی‌ء لرداءَته. ابن شمیل: یقال للدائرة التی فی قصاص الشعر النَّافِیة، و قُصاصُ الشَّعَرِ مُقدَّمه. و یقال: نَفَیتُ الشعرَ أَنْفِیه نَفْیاً و نُفایة إِذا رَدَدْتَه. و النَّفِیّة: شِبْه طَبَق من خوص یُنْفی به الطعام. و النَّفِیَّة و النُّفْیَة: سُفرة مُدَوَّرَة تتخذ من خوص؛ الأَخیرة عن الهروی. ابن الأَعرابی: النُّفْیَة و النَّفِیَّة شی‌ء مُدوَّر یُسَفُّ من خوص النخل، تسمیها الناس النَّبِیَّة و هی النَّفِیَّة. و‌فی الحدیث عن زید بن أَسلم قال: أَرسلنی أَبی إِلی ابن عمر، و كان لنا غنم، فجئت ابن عمر فقلت: أَ أَدخل و أَنا أَعرابی نشأْت مع أَبی فی البادیة؟ فكأَنه عرف صوتی فقال: ادخل، و قال: یا ابن أَخی إِذا جئت فوقفت علی الباب فقل السلام علیكم، فإِذا ردُّوا علیك السلام فقل أَ أَدخل؟ فإِن أَذِنوا و إِلا فارجع، فقلت: إِنَّ أَبی أَرسلنی إِلیك تكتب إِلی عاملك بخیبر یصنع لنا نَفِیَّتَیْن نُشَرِّرُ علیهما الأَقطَ، فأَمر قَیِّمه لنا بذلك، فبینا أَنا عنده خرج عبد الله بن واقد من البیت إِلی الحُجْرة و إِذا علیه مِلحفة یَجُرُّها فقال: أَیْ بُنَیَّ ارفع ثوبك، فإِنی سمعت النبی، صلی الله علیه و سلم، یقول: لا ینظر الله إِلی عبد یجرّ ثوبه من الخُیلاء، فقال: یا أَبتِ إِنما بی دمامیل؛ قال أَبو الهیثم: أَراد بِنَفِیَّتَین سُفْرتین من خوص؛ قال ابن الأَثیر: یروی نَفِیتَیْن، بوزن بعیرین، و إِنما هو نَفِیَّتَیْن، علی وزن شَقِیَّتین، واحدتهما نَفِیَّة كطَوِیَّة، و هی شی‌ء یعمل من الخوص شِبه الطَّبَق عریض. و قال الزمخشری: قال النضر النُّفْتة بوزن الظُّلْمة، و عوض الیاء تاء فوقها نقطتان؛ و قال غیره: هی بالیاء و جمعها نُفًی كنُهْیة و نُهًی، و الكل شی‌ء یعمل من الخوص مدوَّر واسع كالسفرة. و النَّفِیُّ، بغیر هاء: تُرْسٌ یعمل من خوص. و كلُّ ما رددته فقد نَفَیته. ابن بری: و النُّفَأُ لُمَعٌ من البقل، واحدتُه نُفْأَةٌ؛ قال: نُفَأٌ من القُرَّاصِ و الزُّبّاد و ما جَرَّبْتُ علیه نُفْیة فی كلامه أَی سقَطةً و فضیحةً. و نَفَیْتُ الدَّراهم: أَثَرْتُها للانتقاد؛ قال: تَنْفِی یَداها الحَصَی فی كلّ هاجِرةٍ، نَفْیَ الدراهِمِ تَنْقادُ الصَّیاریف

نقا؛ ج15، ص: 338

: النُّقَاوَةُ: أَفضلُ ما انتَقَیْتَ من الشی‌ء. نَقِیَ الشی‌ءُ، بالكسر، یَنْقَی نَقاوةً، بالفتح، و نَقاءً فهو نَقِیٌّ أَی نظیف، و الجمع نِقاءٌ و نُقَواء، الأَخیرة نادرة. و أَنْقَاه و تَنَقَّاه و انْتَقَاه: اختاره. و نَقَوةُ الشی‌ء و نَقَاوَتُه و نُقَاوَتُه و نُقَایَتُه و نَقاته: خِیارُه، یكون ذلك فی كل شی‌ء. الجوهری: نُقَاوَة الشی‌ء خِیاره، و كذلك النُّقَایَة، بالضم فیهما،
لسان العرب، ج‌15، ص: 339
كأَنه بنی علی ضدّه، و هو النُّفایة، لأَن فُعالة تأتی كثیراً فیما یَسقُط من فَضْلة الشی‌ء. قال اللحیانی: و جمع النُّقَاوة نُقاً و نُقاءٌ، و جمع النُّقایة نَقایا و نُقاءٌ، و قد تَنَقَّاهُ و انْتَقاه و انْتَاقَه، الأَخیر مقلوب؛ قال: مِثْل القِیاسِ انْتاقَها المُنَقِّی و قال بعضهم: هو من النِّیقَةِ. و التّنْقِیةُ: التنظیف. و الانْتِقاءُ: الاختیار. و التَّنَقِّی: التَّخیُّر. و‌فی الحدیث: تَنَقَّهْ و تَوَقّهْ؛ قال ابن الأَثیر: رواه الطبرانی بالنون، و قال: معناه تَخیّر الصدیقَ ثم احْذَرْه؛ و قال غیره: تَبَقَّه، بالیاءِ، أَی أَبْقِ المال و لا تُسرف فی الإِنفاق و تَوقّ فی الاكتساب. و یقال: تَبَقَّ بمعنی اسْتَبْقِ كالتَقَصِّی بمعنی الاستقصاء. و نَقَاةُ الطعام: ما أُلقِیَ منه، و قیل: هو ما یَسْقُط منه من قُماشه و تُرابه؛ عن اللحیانی، قال: و قد یقال النُّقَاةُ، بالضم، و هی قلیلة، و قیل: نَقاتُه و نَقَایَتُه و نُقَایَتُه ردیئه؛ عن ثعلب؛ قال ابن سیدة: و الأَعرف فی ذلك نَقاتُه و نُقایَتُه. اللحیانی: أَخذتُ نُقایَتَه و نُقاوتَه أَی أَفضله. الجوهری: و قال بعضهم نَقاةُ كلِّ شی‌ء ردیئه ما خلا التمر فإِن نَقاتَه خِیارُه، و جمع النُّقَاوة نُقَاوَی و نُقَاء، و جمع النُّقَایة نَقایا و نُقاء، ممدود. و النَّقاوةُ: مصدر الشی‌ء النَّقِیِّ. یقال: نَقِیَ یَنْقَی نَقاوةً، و أَنا أَنْقَیْتُه إِنْقاءً، و الانْتِقاء تَجَوُّدُه. و انْتَقَیْتُ الشی‌ءَ إِذا أَخذت خِیاره. الأَموی: النَّقَاةُ ما یُلْقی من الطعام إِذا نُقِّیَ و رُمِیَ به؛ قال: سمعته من ابن قَطَریٍّ، و النُّقاوة خِیاره. و قال أَبو زیاد: النَّقاةُ و النُّقایة الرَّدی‌ء، و النُّقاوة الجَیّد. اللیث: النَّقاءُ، ممدود، مصدر النقیّ، و النَّقا، مقصور، من كُثْبان الرمل، و النَّقاء، ممدود، النظافةُ، و النَّقَا، مقصور، الكثیبُ من الرمل، و النَّقَا من الرمل: القطعةُ تَنْقاد مُحْدَوْدِبةً، و التثنیة نَقَوانِ و نَقَیانِ، و الجمع أَنْقَاءٌ و نُقِیٌّ؛ قال أَبو نخیلة: و اسْتَرْدَفَتْ مِن عالجٍ نُقِیّا و‌فی الحدیث: خلق الله جُؤْجؤَ آدمَ من نَقا ضَریَّةَ‌أَی من رملها، و ضَریَّةُ: موضع معروف نسب إِلی ضریة بنت ربیعة بن نزار، و قیل: هو اسم بئر. و النِّقْو «3» و النَّقَا: عَظْمُ العَضُد، و قیل: كل عظم فیه مُخٌّ، و الجمع أَنْقَاء. و النَّقْوُ: كل عظم من قَصَب الیدین و الرجلین نِقْوٌ علی حیاله. الأَصمعی: الأَنْقاء كل عظم فیه مخ، و هی القَصَب، قیل فی واحدها نِقْیٌ و نِقْوٌ. و رجل أَنْقَی و امرأَة نَقْوَاء: دقیقا القَصَب؛ و فی التهذیب: رجل أَنْقَی دقیق عظم الیدین و الرجلین و الفخذ، و امرأَة نَقْواء. و فخِذٌ نَقْواء: دقیقة القَصب نحیفة الجسم قلیلة اللحم فی طُول. و النِّقْوُ، بالكسر، فی قول الفراء: كل عظم ذی مخ، و الجمع أَنْقاءٌ. أَبو سعید: نِقَةُ المال خِیارُه. و یقال: أَخذْتُ نِقَتی من المال أَی ما أَعجبنی منه و آنقنی. قال أَبو منصور: نِقَةُ المال فی الأَصل نِقْوَة، و هو ما انْتُقِیَ منه، و لیس من الأَنَقِ فی شی‌ء، و قالوا: ثِقَةٌ نِقَةٌ فأَتْبَعُوا كأَنهم حذفوا واو نِقْوَة؛ حكی ذلك ابن الأَعرابی. و النُّقَاوَی: ضرب من الحَمْض؛ قال الحَذْلَمی: حتی شَتَتْ مِثلَ الأَشاءِ الجُونِ، إِلی نُقَاوَی أَمْعَزِ الدَّفِینِ و قال أَبو حنیفة: النُّقَاوَی تُخْرِجُ عِیداناً سَلِبةً لیس فیها ورق، و إِذا یَبست ابْیَضَّتْ، و الناس
(3). قوله [و النقو إلخ] ضبط النقو بالكسر فی الأصل و التهذیب و كذلك ضبط فی المصباح، و مقتضی إطلاق القاموس أنه بالفتح.
لسان العرب، ج‌15، ص: 340
یغسلون بها الثیاب فتتركها بیضاء بیاضاً شدیداً، واحدتها نُقَاوَاةٌ. ابن الأَعرابی: هو أَحمر كالنَّكَعة، و هی ثمرة النُّقَاوَی، و هو نبت أَحمر؛ و أَنشد: إِلَیْكُمْ لا تكون لكم خَلاةً، و لا نَكَع النُّقَاوَی إِذْ أَحالا و قال ثعلب: النُّقَاوَی ضرب من النبت، و جمعه نُقَاوَیات، و الواحدة نُقَاوَاةٌ و نُقَاوَی. و النُّقَاوَی: نبت بعینه له زهر أَحمر. و یقال للحُلَكة، و هی دویبة تسكن الرمل، كأَنها سمكة ملساء فیها بیاض و حمرة: شَحْمة النَّقا، و یقال لها: بنات النَّقَا؛ قال ذو الرمة و شبَّه بَنانَ العذاری بها: بناتُ النَّقَا تَخْفی مِراراً و تظْهَرُ و‌فی حدیث أُم زرع: و دائسٍ و مُنَقٍّ؛ قال ابن الأَثیر: هو بفتح النون، الذی یُنَقِّی الطعام أَی یخرجه من قشره و تبنه، و روی بالكسر، و الفتح أَشبه لاقترانه بالدائس، و هما مختصان بالطعام. و النَّقْیُ: مُخُّ العظام و شحمُها و شحمُ العین من السِّمَن، و الجمع أَنْقَاء، و الأَنقاء أَیضاً من العظام ذوات المخ، واحدها نِقْیٌ و نَقًی. و نَقَی العظم نَقْیاً: استخرج نِقْیه. و انْتَقَیْتُ العظمَ إذا استخرجت نِقْیَهُ أَی مخه؛ و أَنشد ابن بری: و لا یَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوُّ نِعالَنا، و لا یَنْتَقِی المُخَّ الذی فی الجَماجِمِ و‌فی حدیث أُم زرع: لا سَهْلٌ فیُرْتَقَی و لا سَمینٌ فیُنْتَقَی‌أَی لیس له نِقْیٌ فیستخرج، و النِّقْیُ: المخ، و‌یروی: فَیُنْتَقَل، باللام. و‌فی الحدیث: لا تُجْزِئ فی الأَضاحی الكَسِیرُ التی لا تُنْقِی‌أَی التی لا مخ لها لضعفها و هُزالها. و‌فی حدیث أَبی وائل: فغَبَطَ منها شاةً فإذا هی لا تُنْقِی؛ و فی ترجمة حلب: یَبِیتُ النَّدی، یا أُمَّ عمروٍ، ضَجِیعَه، إذا لم یكن فی المُنْقِیاتِ حَلُوبُ المُنْقیاتُ: ذوات الشحم. و النِّقْیُ: الشحم. یقال: ناقة مُنْقِیَة إذا كانت سمینة. و‌فی حدیث عمرو بن العاص یصف عمر، رضی الله عنه: و نَقتْ له مُخَّتَها، یعنی الدنیا یصف ما فُتح علیه منها. و‌فی الحدیث: المدینة كالكیر تُنْقِی خَبَثها «1»؛ قال ابن الأَثیر: الروایة المشهورة بالفاء و قد تقدمت، و قد جاء فی روایة بالقاف، فإِن كانت مخففة فهو من إِخراج المخ أَی تستخرج خبثها، و إِن كانت مشددة فهو من التَّنْقِیَة، و هو إِفراد الجید من الردی‌ء. و أَنْقَتِ الناقةُ: و هو أَول السِّمَن فی الإِقبال و آخر الشحم فی الهُزال، و ناقة مُنْقِیَةٌ و نُوقٌ مَناقٍ؛ قال الراجز: لا یَشْتَكِینَ عَملًا ما أَنْقَیْنْ و أَنْقی العُودُ: جری فیه الماء و ابْتَلَّ. و أَنْقَی البُرُّ: جری فیه الدقیق، و یقولون لجمع الشی‌ء النَّقِیِّ نِقاء. و‌فی الحدیث: یُحْشَرُ الناسُ یوم القیامة علی أَرض بیضاء كقُرْصَةِ النَّقِیِّ؛ قال أَبو عبید: النَّقِیُّ الحُوّاری؛ و أَنشد: یُطْعِمُ الناسَ، إِذا أَمْحَلُوا، من نَقِیٍّ فوقَه أُدُمُهْ قال ابن الأَثیر: النَّقِیُّ یعنی الخبز الحُوَّاری، قال: و منه‌الحدیث ما رأَی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، النَّقِیَّ من حِینَ ابْتَعَثَه اللهُ حتی قَبَضه.و أَنْقَتِ
(1). قوله [تُنْقِی خبثها] كذا ضبط تنقی بضم التاء فی غیر نسخة من النهایة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 341
الإِبلُ أَی سَمِنت و صار فیها نِقْیٌ، و كذلك غیرها؛ قال الراجز فی صفة الخیل: لا یَشْتَكِینَ عملًا ما أَنْقَیْنْ، ما دام مُخٌّ فی سُلامی أَو عَیْنْ قال ابن بری: الرجز لأَبی میمون النضر بن سلمة؛ و قبل البیتین: بَنات وَطَّاءٍ علی خَدِّ اللَّیْلْ و یقال: هذه ناقة مُنْقِیَةٌ و هذه لا تُنْقِی. و یقال: نَقَوْت العَظْمَ و نَقَیْتُه إِذا استخرجت النِّقْیَ منه؛ قال: و كلهم یقول انْتَقَیْتُه. و النَّقِیُّ: الذَّكَر. و النَّقَی من الرمل: القطعة تنقاد مُحْدَوْدِبَةً، حكی یعقوب فی تثنیته نَقَیانِ و نَقَوان، و الجمع نُقْیان و أَنْقاء. و هذه نَقَاةٌ من الرمل: للكثیب المجتمع الأَبیض الذی لا ینبت شیئاً.

نكی؛ ج15، ص: 341

: نَكَی العَدُوَّ نِكایةً: أَصاب منه. و حكی ابن الأَعرابی: إِنَّ اللیلَ طویلٌ و لا یَنْكِنا یعنی لا نُبلَ مِن هَمِّه و أَرَقِهِ بما یَنْكِینا و یَغُمُّنا. الجوهری: نَكَیْتُ فی العَدوّ نِكایة إِذا قتلت فیهم و جرحت؛ قال أَبو النجم: نَحْنُ مَنَعْنا وادِیَیْ لَصافا، نَنْكِی العِدا و نُكْرِمُ الأَضیافا و‌فی الحدیث: أَو یَنْكِی لك عَدُوّاً؛ قال ابن الأَثیر: یقال نَكَیْتُ فی العدوّ أَنْكِی نِكایةً فأَنا ناكٍ إِذا كَثَّرْتَ فیهم الجِراح و القتل فوَهَنُوا لذلك. ابن السكیت فی باب الحروف التی تهمز فیكون لها معنی و لا تهمز فیكون لها معنی آخر: نَكَأْتُ القُرْحةَ أَنْكَؤُها نَكْأً إِذا قَرفْتها و قَشَرْتها. و قد نَكَیْتُ فی العدوّ أَنْكِی نِكایةً أَی هَزَمْته و غلبته، فَنكِیَ یَنْكَی نَكًی.

نمی؛ ج15، ص: 341

: النَّماءُ: الزیادة. نَمَی یَنْمِی نَمْیاً و نُمِیّاً و نَماءَ: زاد و كثر، و ربما قالوا یَنْمُو نُمُوًّا. المحكم: قال أَبو عبید قال الكسائی و لم أَسمع یَنْمُو، بالواو، إِلا من أَخَوین من بنی سلیم، قال: ثم سأَلت عنه جماعة بنی سلیم فلم یعرفوه بالواو؛ قال ابن سیدة: هذا قول أَبی عبید، و أَما یعقوب فقال یَنْمَی و یَنْمُو فسوَّی بینهما، و هی النَّمْوة، و أَنْماه الله إِنْماءً. قال ابن بری: و یقال نَماه اللهُ، فیعدّی بغیر همزة، و نَمَّاه، فیعدِّیه بالتضعیف؛ قال الأَعور الشَّنِّی، و قیل: ابن خَذَّاق: لقَدْ عَلِمَتْ عَمِیرةُ أَنَّ جارِی، إِذا ضَنَّ المُنَمِّی، من عِیالی و أَنْمَیْتُ الشی‌ءَ و نَمَّیْته: جعلته نامیاً. و‌فی الحدیث: أَن رجلًا أَراد الخروج إِلی تَبُوكَ فقالت له أُمه أَو امرأَته كیف بالوَدِیِّ؟ فقال: الغَزْوُ أَنْمَی للوَدِیِّ‌أَی یُنَمِّیه الله للغازی و یُحْسن خِلافته علیه. و الأَشیاءُ كلُّها علی وجه الأَرض نامٍ و صامِتٌ: فالنَّامی مثل النبات و الشجر و نحوِه، و الصامتُ كالحجَر و الجبل و نحوه. و نَمَی الحدیثُ یَنْمِی: ارتفع. و نَمَیْتُه: رَفَعْته. و أَنْمَیْتُه: أَذَعْته علی وجه النمیمة، و قیل: نَمَّیْته، مشدَّداً، أَسندته و رفعته، و نَمَّیْته، مشدداً أَیضاً: بَلَّغته علی جهة النمیمة و الإِشاعة، و الصحیح أَن نَمَیْته رفعته علی وجه الإِصلاح، و نَمَّیته، بالتشدید: رفعْته علی وجه الإِشاعة أَو النمیمة. و‌فی الحدیث أَنَّ النبی، صلی الله علیه و سلم، قال: لیس بالكاذب مَن أَصلح بین الناس فقال خیراً و نَمَی خیراً؛ قال الأَصمعی: یقال نَمَیْتُ حدیث فلان، مخففاً، إِلی فلان أَنْمِیه نَمْیاً إِذا بَلَّغْته علی وجه الإِصلاح و طلب الخیر، قال: و أَصله الرفع، و معنی‌قوله و نَمَی خیراً‌أَی بلغ خیراً و رفع خیراً. قال ابن
لسان العرب، ج‌15، ص: 342
الأَثیر: قال الحربی نَمَّی مشددة و أَكثر المحدثین یقولونها مخففة، قال: و هذا لا یجوز، و سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، لم یكن یَلْحَن، و من خفف لزمه أَن یقول خیر بالرفع، قال: و هذا لیس بشی‌ء فإنه ینتصب بنَمَی كما انتصب بقال، و كلاهما علی زعمه لازمان، و إنما نَمَی متعدّ، یقال: نَمَیْت الحدیث أَی رفعته و أَبلغته. و نَمَیْتُ الشی‌ءَ علی الشی‌ء: رفعته علیه. و كل شی‌ء رفعته فقد نَمَیْته؛ و منه قول النابغة: فعَدَّ عمَّا تَرَی، إذْ لا ارْتِجاعَ له، و انْمِ القُتُودَ علی عَیرانةٍ أُجُدِ و لهذا قیل: نَمَی الخِضابُ فی الید و الشعر إنما هو ارتفع و علا و زاد فهو یَنْمِی، و زعم بعض الناس أَن یَنْمُو لغة. ابن سیدة: و نَما الخِضاب ازداد حمرة و سواداً؛ قال اللحیانی: و زعم الكسائی أَن أَبا زیاد أَنشده: یا حُبَّ لَیْلی، لا تَغَیَّرْ و ازْدَدِ و انْمُ كما یَنْمُو الخِضابُ فی الیَدِ قال ابن سیدة: و الروایة المشهورة‌و انْمِ كما یَنْمِی … قال الأَصمعی: التَّنْمِیةُ من قولك نَمّیت الحدیث أُنَمِّیه تَنْمِیة بأَن تُبَلِّغ هذا عن هذا علی وجه الإِفساد و النمیمة، و هذه مذمومة و الأُولی محمودة، قال: و العرب تَفْرُق بین نَمَیْت مخففاً و بین نَمَّیت مشدداً بما وصفت، قال: و لا اختلاف بین أَهل اللغة فیه. قال الجوهری: و تقول نَمَیْتُ الحدیثَ إلی غیری نَمْیاً إِذا أَسندته و رفعته؛ و قول ساعدة بن جؤیة: فَبَیْنا هُمُ یَتّابَعُونَ لیَنْتَمُوا بِقُذْفِ نِیافٍ مُسْتَقِلٍّ صُخُورُها أَراد: لیَصْعدُوا إلی ذلك القُذْفِ. و نَمَیْتُه إلی أَبیه نَمْیاً و نُمِیًّا و أَنْمَیْتُه: عَزَوته و نسبته. و انْتَمَی هو إلیه: انتسب. و فلان یَنْمِی إلی حسَبٍ و یَنْتمِی: یرتفع إلیه. و‌فی الحدیث: مَن ادَّعَی إلی غیر أَبیه أَو انْتَمَی إلی غیر موالیه‌أَی انتسب إلیهم و مال و صار معروفاً بهم. و نَمَوْت إلیه الحدیثَ فأَنا أَنْمُوه و أَنْمِیه، و كذلك هو یَنْمُو إلی الحسب و یَنْمِی، و یقال: انْتَمَی فلان إلی فلان إذا ارتفع إلیه فی النسب. و نَمَاه جَدُّه إذا رَفع إلیه نسبه؛ و منه قوله: نَمَانِی إلی العَلْیاء كلُّ سَمَیْدَعٍ و كلُّ ارتفاعٍ انْتِمَاءٌ. یقال: انْتَمَی فلان فوق الوِسادة؛ و منه قول الجعدِی: إذا انْتَمَیَا فوقَ الفِراشِ، عَلاهُما تَضَوُّعُ رَیّا رِیحِ مِسْكٍ و عَنْبرِ و نَمَیْتُ فلاناً فی النسب أَی رفعته فانْتَمَی فی نسبه. و تَنَمَّی الشی‌ءُ تَنَمِّیاً: ارتفع؛ قال القطامی: فأَصْبَحَ سَیْلُ ذلك قد تَنَمَّی إلی مَنْ كان مَنْزِلُه یَفاعا و نَمَّیْت النار تَنْمِیَةً إذا أَلقیت علیها حَطَباً و ذكَّیتها به. و نَمَّیْت النارَ: رفَعتها و أَشبعت وَقودَها. و النَّمَاءُ: الرَّیْعُ. و نَمَی الإِنسانُ: سمن. و النَّامِیةُ من الإِبل: السَّمِینةُ. یقال: نَمَتِ الناقةُ إذا سَمِنَتْ. و‌فی حدیث معاویة: لَبِعْتُ الفانِیةَ و اشتریت النَّامِیَة‌أَی لبِعْتُ الهَرمة من الإِبل و اشتریت الفَتِیَّة منها. و ناقة نَامِیَةٌ: سمینةٌ، و قد أَنْمَاها الكَلأُ. و نَمَی الماءُ: طَما. و انْتَمَی البازی و الصَّقْرُ و غیرُهما و تَنَمَّی: ارتفع من مكان إلی آخر؛ قال أَبو ذؤیب:
لسان العرب، ج‌15، ص: 343
تَنَمَّی بها الیَعْسُوبُ، حتی أَقَرَّها إِلی مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءَةِ عاسِلِ أَی ذی عَسَل. و النَّامِیةُ: القَضِیبُ الذی علیه العَناقید، و قیل: هی عین الكَرْم الذی یتشقق عن ورقه و حَبِّه، و قد أَنْمَی الكَرْمُ. المفضل: یقال للكَرْمة إِنها لكثیرة النَّوَامِی و هی الأَغصان، واحدتها نَامِیَةٌ، و إِذا كانت الكَرْمة كثیرة النَّوامی فهی عاطِبةٌ، و النَّامِیةُ خَلْقُ الله تعالی. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: لا تُمَثِّلوا بنامِیَةِ الله‌أَی بخَلْق الله لأَنه یَنْمی، من نَمی الشی‌ءُ إِذا زاد و ارتفع. و‌فی الحدیث: یَنْمِی صُعُداً‌أَی یرتفع و یزید صعوداً. و أَنْمَیْتُ الصیدَ فنَمَی یَنْمِی: و ذلك أَن ترمیه فتصیبه و یذهب عنك فیموت بعد ما یَغیب، و نَمَی هو؛ قال إمرؤ القیس: فهْو لا تَنْمِی رَمِیَّته، ما له؟ لا عُدَّ مِنْ نَفَرِه و رَمَیْتُ الصیدَ فأَنْمَیْتُه إِذا غاب عنك ثم مات. و‌فی حدیث ابن عباس: أَن رجلًا أَتاه فقال إنی أرْمی الصیدَ فأُصْمِی و أُنْمِی، فقال: كلْ ما أَصْمَیْتَ و دَعْ ما أَنْمَیْتَ؛ الإِنْمَاءُ: ترمی الصید فیغیب عنك فیموت و لا تراه و تجده میتاً، و إنما نهی عنها «2» لأَنك لا تدری هل ماتت برمیك أَو بشی‌ء غیره، و الإِصْماء: أَن ترمیه فتقتله علی المكان بعینه قبل أَن یغیب عنه، و لا یجوز أَكله لأَنه لا یؤمَن أَن یكون قتله غیر سهمه الذی رماه به. و یقال: أَنْمَیْتُ الرَّمِیَّةَ، فإِن أَردت أَن تجعل الفعل للرمِیَّةِ نَفْسها قلت قد نَمَتْ تَنْمِی أَی غابت و ارتفعت إلی حیث لا یراها الرامی فماتت، و تُعَدِّیه بالهمزة لا غیر فتقول أَنْمَیْتُها، منقول من نَمَت؛ و قول الشاعر أَنْشده شمر: و ما الدَّهْرُ إلا صَرْفُ یَوْمٍ و لَیْلَةٍ: فَمُخْطِفَةٌ تُنْمِی، و مُوتِغَةٌ تُصْمی «3» المُخْطِفَةُ: الرَّمْیة من رَمَیات الدهر، و المُوتِغَةُ: المُعْنِتَةُ. و یقال: أَنْمَیْت لفلان و أَمْدَیْتُ له و أَمْضَیْتُ له، و تفسیر هذا تتركه فی قلیل الخَطإِ حتی یبلغ أَقصاه فتُعاقِب فی موضع لا یكون لصاحب الخطإ فیه عذر. و النَّامِی: الناجی؛ قال التَّغْلَبیّ: و قافِیةٍ كأَنَّ السُّمَّ فیها، و لیسَ سَلِیمُها أَبداً بنَامِی صَرَفْتُ بها لِسانَ القَوْمِ عَنْكُم، فخَرَّتْ للسَّنابك و الحَوامی و قول الأَعشی: لا یَتَنَمَّی لها فی القَیْظِ یَهْبِطُها إلَّا الذین لهُمْ، فیما أَتَوْا، مَهَلُ قال أَبو سعید: لا یَعْتَمِدُ علیها. ابن الأَثیر: و‌فی حدیث ابن عبد العزیز أَنه طلَب من امرأَته نُمِّیَّةً أَو نَمَامِیَّ لیشتری بها عنباً فلم یجِدْها؛ النُّمِّیَّةُ: الفَلْسُ، و جمعها نَمَامِیُّ كذُرِّیَّةٍ و ذَرارِیّ. قال ابن الأَثیر: قال الجوهری النُّمِّیُّ الفَلْس بالرومیة، و قیل: الدرهم الذی فیه رَصاص أَو نُحاس، و الواحدة نُمِّیَّةٌ. و قال: النَّمْ‌ءُ و النِّمْوُ القَمْلُ الصِّغار.

نهی؛ ج15، ص: 343

: النَّهْیُ: خلاف الأَمر. نَهاه یَنْهاه نَهْیاً فانْتَهی و تَنَاهَی: كَفَّ؛ أَنشد سیبویه لزیاد بن
(2). قوله [و إنما نهی عنها] أی عن الرمیة كما فی عبارة النهایة. (3). قوله [و موتغة] أورده فی مادة خطف: و مقعصة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 344
زید العذری: إذا ما انْتَهَی عِلْمی تَنَاهَیْتُ عندَه، أَطالَ فأَمْلی، أَو تَنَاهَی فأَقْصَرا و قال فی المعتل بالأَلف: نَهَوْته عن الأَمر بمعنی نَهیْته. و نَفْسٌ نَهاةٌ: منتهیة عن الشی‌ء. و تَناهَوْا عن الأَمر و عن المنكر: نَهی بعضهم بعضاً. و فی التنزیل العزیز: كٰانُوا لٰا یَتَنٰاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ؛ و قد یجوز أَن یكون معناه یَنْتَهُونَ.، و نَهَیْته عن كذا فانْتَهَی عنه؛ و قول الفرزدق: فَنَهَّاكَ عنها مَنْكَرٌ و نَكِیرُ إنما شدَّده للمبالغة. و‌فی حدیث قیام اللیل: هو قُرْبةٌ إلی الله و مَنْهَاةٌ عن الآثام‌أَی حالة من شأْنها أَن تَنْهی عن الإِثم، أَو هی مكان مختص بذلك، و هی مَفْعَلة من النَّهْیِ، و المیم زائدة؛ و قوله: سُمَیَّةَ وَدِّعْ، إنْ تجَهزْتَ غادِیا، كفی الشَّیْبُ و الإِسْلامُ للمَرْءِ ناهِیا فالقول أَن یكون ناهیاً اسمَ الفاعل من نَهَیْتُ كساعٍ من سَعَیْتُ و شارٍ من شَرَیْت، و قد یجوز مع هذا أَن یكون ناهیاً مصدراً هنا كالفالجِ و نحوه مما جاء فیه المصدر علی فاعِل حتی كأَنه قال: كفی الشیب و الإِسلام للمرء نَهْیاً و رَدْعاً أَی ذا نَهْیٍ، فحذف المضاف و عُلِّقت اللام بما یدل علیه الكلام، و لا تكون علی هذا مَعَلَّقة بنفس الناهی لأَن المصدر لا یتقدم شی‌ء من صلته علیه، و الاسم النُّهْیَةُ. و فلان نَهِیُّ فلان أَی یَنْهاه. و یقال: إنه لأَمُورٌ بالمعروف و نَهُوٌّ عن المنكر، علی فعول. قال ابن بری: كان قیاسه أَن یقال نَهیٌّ لأَن الواو و الیاء إذا اجتمعتا و سبق الأَوّل بالسكون قلبت الواو یاء، قال: و مثل هذا فی الشذوذ قولهم فی جمع فَتًی فُتُوٌّ. و فلان ما له نَاهِیَةٌ أَی نَهْیٌ. ابن شمیل: اسْتَنْهَیْتُ فلاناً عن نفسه فأَبی أَن یَنْتَهِیَ عن مَساءَتی. و استَنْهَیْتُ فلاناً من فلان إذا قلتَ له انْهَهُ عنِّی. و یقال: ما یَنْهاه عَنَّا ناهِیةٌ أَی ما یَكُفُّه عنا كافَّةٌ. الكلابی: یقول الرجل للرجل إذا وَلِیتَ وِلایة فانْهِ أَی كُفَّ عن القَبیحِ، قال: و انْهِ بمعنی انْتَهِ، قاله بكسر الهاء، و إذا وقف قال فانْهِهْ أَی كُفَّ. قال أَبو بكر: مَرَرْت برجل «1» كَفاكَ به، و مررت برجلین كفاك بهما، و مررت برجال كفاك بهم، و مررت بامرأَة كفاك بها، و بامرأَتین كفاك بهما، و بنسوة كفاك بهنَّ، و لا تُثَنِّ كفاك و لا تجمعه و لا تؤنثه لأَنه فعل للباء. و فلان یَرْكَبُ المَناهِیَ أَی یأْتی ما نُهِیَ عنه. و النُّهْیَةُ و النِّهَایَة: غایة كل شی‌ء و آخره، و ذلك لأَن آخره یَنْهاه عن التمادی فیرتدع؛ قال أَبو ذؤیب: رَمَیْناهُمُ، حتی إذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ، و عادَ الرَّصیعُ نُهْیَةً للحَمائِل یقول: انْهَزَموا حتی انقلبت سیوفُهن فعاد الرَّصِیعُ علی حیث كانت الحمائل، و الرصیعُ: جمع رصیعة، و هی سَیْرٌ مضفور، و یروی … الرُّصُوع …، و هذا مَثَلٌ عند الهزیمة. و النُّهْیَةُ: حیث انتهت إلیه الرُّصُوع، و هی سیور تُضْفَرُ بین حِمالة السیف و جَفْنِه. و النِّهَایَةُ: كالغایة حیث یَنْتَهِی إلیه الشی‌ء، و هو النِّهَاء، ممدود. یقال: بلَغَ نِهایَتَه. و انْتَهَی الشی‌ءُ و تَنَاهَی و نَهَّی: بلغ نِهایَتَه؛ و قول أَبی ذؤیب: ثم انْتَهَی بَصَری عنهم، و قد بلغوا، بَطْنَ المَخِیمِ، فقالوا الجَوّ أَوْ راحوا
(1). قوله [أبو بكر مررت برجل إلخ] كذا فی الأصل و لا مناسبة له هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 345
أَراد انقطع عنهم، و لذلك عدَّاه بعن. و حكی اللحیانی عن الكسائی: إِلیك نَهَّی المَثَلُ و أَنْهَی و انْتَهَی و نُهِّی و أُنْهِی و نَهَی، خفیفة، قال: و نَهَی خفیفة قلیلة، قال: و قال أَبو جعفر لم أَسمع أَحداً یقول بالتخفیف. و قوله‌فی الحدیث: قلت یا رسول الله هل من ساعةٍ أَقْرَب إِلی الله؟ قال: نَعَمْ جوفُ اللیل الآخِرُ فَصَلِّ حتی تُصبِح ثم أَنْهِهْ حتی تطلع الشمس؛ قال ابن الأَثیر: قوله أَنْهِهْ‌بمعنی انْتَهِ. و قد أَنْهَی الرجلُ إِذا انْتَهَی، فإِذا أَمرت قلت أَنْهِهْ، فتزید الهاء للسكت كقوله تعالی: فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ؛ فأَجری الوصل مُجرَی الوقف. و فی الحدیث ذكر سِدْرة المُنْتَهی أَی یُنْتَهی و یُبْلَغ بالوصول إِلیها و لا تُتجاوز، و هو مُفْتَعَلٌ من النِّهَایَة الغایة. و النِّهَایَة: طَرَفُ العِران الذی فی أَنف البعیر و ذلك لانتهائه. أَبو سعید: النِّهَایَة الخشبة التی تُحْمل علیها الأَحمال، قال: و سأَلت الأَعراب عن الخشبة التی تدعی بالفارسیة باهوا، فقالوا: النِّهَایَتَانِ و العاضِدَتانِ و الحامِلَتان. و النَّهْی و النِّهْی: الموضع الذی له حاجز یَنْهَی الماء أَن یَفِیض منه، و قیل: هو الغدیِر فی لغة أَهل نجد؛ قال: ظَلَّتْ بِنِهْی البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، تَشْرَبُ منه نَهِلاتٍ و تَعِلّ و أَنشد ابن بری لمَعْن بن أَوس: تَشُجُّ بِیَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ، كأَنَّ لها بَوًّا بِنَهْیٍ تُغاوِلُهْ و الجمع أَنْهٍ و أَنْهَاءٌ و نُهِیٌّ و نِهَاء؛ قال عدیّ بن الرِّقاع: و یَأْكُلْنَ ما أَغْنَی الوَلیُّ فَلْم یُلِتْ، كأَنَّ بِحافاتِ النِّهَاءِ المَزارِعا و‌فی الحدیث: أَنه أَتَی علی نِهْیٍ من ماء؛ النِّهْیُ، بالكسر و الفتح: الغدیر و كل موضع یجتمع فیه الماء. و منه‌حدیث ابن مسعود: لو مَرَرْتُ علی نِهْیٍ نصفُه ماءٌ و نصفُه دَمٌ لشربتُ منه و توضأْت.و تَنَاهَی الماءُ إِذا وقف فی الغدیر و سكن؛ قال العجاج: حتی تَنَاهَی فی صَهارِیج الصَّفا، خالَطَ من سَلْمَی خَیاشِیمَ وَفا الأَزهری: النِّهْیُ الغدیر حیث یَتَحیَّر السیلُ فی الغدیر فیُوسِعُ، و الجمع النِّهَاء، و بعض العرب یقول نِهْیٌ، و بعضٌ یقول تَنْهِیَةٌ. و النِّهَاء أَیضاً: أَصغر مَحابِس المطر و أَصله من ذلك. و التَّنْهَاةُ و التَّنْهِیَةُ: حیث یَنْتَهِی الماءُ من الوادی، و هی أَحد الأَسماء التی جاءت علی تَفْعِلة، و إِنما باب التَّفْعِلة أَن یكون مصدراً، و الجمع التَّنَاهِی. و تَنْهِیَةُ الوادی: حیث یَنْتَهِی إِلیه الماءُ من حروفه. و الإِنْهَاء: الإِبلاغ. و أَنْهَیْتُ إِلیه الخَبَر فانْتَهَی و تَنَاهَی أَی بلَغ. و تقول: أَنْهَیْتُ إِلیه السهم أَی أَوصلته إِلیه. و أَنْهَیْتُ إِلیه الكتابَ و الرِّسالة. اللحیانی: بَلَغْتُ مَنْهَی فلان و مَنْهَاتَه و مُنْهَاه و مُنْهَاتَه. و أَنْهَی الشی‌ءَ: أَبلغه. و ناقة نَهِیَّةٌ: بلغت غایة السِّمَن، هذا هو الأَصل ثم یستعمل لكل سمین من الذكور و الإِناث، إِلا أَن ذلك إِنما هو فی الأَنْعام؛ أَنشد ابن الأَعرابی: سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِیِّ مِن الكِباشِ زَمِرٍ خَصِیِّ و حكی عن أَعرابی أَنه قال: و الله لَلْخُبْزُ أَحبُّ إِلیَّ من جَزُورٍ نَهِیَّة فی غداة عَرِیَّة. و نُهْیَةُ الوَتِد: الفُرْضَةُ التی فی رأْسه تَنْهَی الحبلَ أَن یَنْسلخ. و نُهْیَة كل شی‌ء: غایَته.
لسان العرب، ج‌15، ص: 346
و النُّهَی: العَقْل، یكون واحداً و جمعاً. و فی التنزیل العزیز: إِنَّ فِی ذٰلِكَ لَآیٰاتٍ لِأُولِی النُّهیٰ.* و النُّهْیَةُ: العقل، بالضم، سمیت بذلك لأَنها تَنْهَی عن القبیح؛ و أَنشد ابن بری للخَنساء: فَتًی كان ذا حِلْمٍ أَصِیلٍ و نُهْیَةٍ، إِذا ما الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْل حُلَّتِ و من هنا اختار بعضهم أَن یكون النُّهَی جمع نُهْیَةٍ، و قد صرح اللحیانی بأَن النُّهَی جمع نُهْیَة فأَغْنَی عن التأْویل. و‌فی الحدیث: لِیَلِیَنِّی منكم أُولو الأَحلام و النُّهَی؛ هی العقول و الأَلباب. و‌فی حدیث أَبی وائل: قد عَلِمْتُ أَن التَّقِیَّ ذو نُهْیَةٍ‌أَی ذو عقل. و النِّهَایَة و المَنْهَاة: العقل كالنُّهْیة. و رجل مَنْهَاةٌ: عاقلٌ حَسَنُ الرأْی؛ عن أَبی العمیثل. و قد نَهُو ما شاء فهو نَهِیٌّ، من قوم أَنْهِیَاء: كل ذلك من العقل. و فلان ذو نُهْیَةٍ أَی ذو عقل یَنْتَهِی به عن القبائح و یدخل فی المحاسن. و قال بعض أَهل اللغة: ذو النُّهْیَةِ الذی یُنْتَهَی إِلی رأْیه و عقله. ابن سیدة: هو نَهِیٌّ من قوم أَنْهِیَاء، و نَهٍ من قوم نَهِینَ، و نِهٍ علی الإِتباع، كل ذلك مُتَناهی العقل؛ قال ابن جنی: هو قیاس النحویین فی حروف الحلق، كقولك فِخِذ فی فَخِذ و صِعِق فی صَعِق، قال: و سمی العقل نُهْیَةً لأَنه یُنْتَهی إِلی ما أَمَر به و لا یُعْدی أَمْرُه. و فی قولهم: نَاهِیكَ بفلان معناه كافِیكَ به، من قولهم قد نَهَی الرجلُ من اللحم و أَنْهَی إِذا اكْتَفی منه و شَبِع؛ قال: یَمْشُونَ دُسْماً حَوْلَ قُبَّتِهِ، یَنْهَوْنَ عن أَكْلٍ و عَنْ شُرْب فمعنی یَنْهَوْن یشبعون و یكتفون؛ و قال آخر: لَوْ كانَ ما واحِداً هَواكِ لقدْ أَنْهَی، و لكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ و رجل نَهْیُكَ مِن رجل، و نَاهِیك من رجل، و نَهَاكَ من رجلٍ أَی كافیك من رجل، كلُّه بمعنی: حَسْب، و تأْویله أَنه بجِدِّه و غَنائه یَنْهاكَ عن تَطَلُّب غیره؛ و قال: هو الشَّیخُ الذی حُدِّثْتَ عنهُ، نَهَاكَ الشَّیْخُ مَكْرُمةً و فَخْرا و هذه امرأَةٌ نَاهِیَتُك من امرأَة، تذكر و تؤنث و تثنی و تجمع لأَنه اسم فاعل، و إِذا قلت نَهْیُك من رجل كما تقول حَسْبُك من رجل لم تثن و لم تجمع لأَنه مصدر. و تقول فی المعرفة: هذا عبدُ الله ناهِیَك من رجل فتنصبه علی الحال. و جَزُورٌ نَهِیَّةٌ، علی فَعِیلة، أَی ضخمة سمینة. و نِهاءُ النهار: ارتفاعُه قرابَ نصف النهار. و هم نُهاءُ مائة و نِهاء مائة أَی قدر مائة كقولك زُهاء مائة. و النُّهاء: القواریر «2»، قیل: لا واحد لها من لفظها، و قیل: واحدته نَهاءَةٌ؛ عن كراع، و قیل: هو الزُّجَاج عامة؛ حكاه ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: تَرُضُّ الحَصی أَخْفافُهُنَّ كأَنما یُكَسَّرُ قَیْضٌ، بَیْنها، و نُهَاءُ قال: و لم یسمع إِلا فی هذا البیت. و قال بعضهم: النُّهَا الزُّجَاج، یمدّ و یقصر، و هذا البیت أَنشده الجوهری: تَرُدُّ الحصی أَخفافُهن؛ قال ابن بری: و الذی رواه ابن الأَعرابی تَرُضُّ الحصی، و رواه النِّهَاء، بكسر النون، قال: و لم أَسمع النِّهاء مكسور الأَول إِلا فی هذا البیت؛ قال ابن بری: و روایته
(2). قوله [و النُّهَاء القواریر و قوله و النُّهَاء حجر إلخ] هكذا ضبطا فی الأصل و نسخة من المحكم، و فی القاموس: أنهما ككساء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 347
نِهَاء، بكسر النون، جمع نَهَاة الوَدْعة، قال: و یروی بفتح النون أَیضاً جمع نَهَاة، جمع الجنس، و مدّه لضرورة الشعر. قال: و قال القالی النُّهَاء، بضم أَوله، الزجاج، و أَنشد البیت المتقدّم، قال: و هو لعُتَیّ بن مالك؛ و قبله: ذَرَعْنَ بنا عُرْضَ الفَلاةِ، و ما لَنا عَلَیْهِنَّ إِلَّا وَخْدَهُن سِقاء و النُّهاء: حجر أَبیض أَرخی من الرُّخام یكون بالبادیة و یُجاء به من البحر، واحدته نُهَاءَةٌ. و النُّهَاء: دواء «1» یكون بالبادیة یتعالجون به و یشربونه. و النَّهَی: ضرب من الخَرَز، واحدته نَهاةٌ. و النَّهاة أَیضاً: الودْعَة، و جمعها نَهًی، قال: و بعضهم یقول النِّهَاء ممدود. و نُهَاء الماء، بالضم: ارتفاعه. و نَهَاةُ: فرس لاحق بن جریر. و طلب حاجةً حتی أَنْهَی عنها و نَهِیَ عنها، بالكسر، أَی تركها ظَفِرَ بها أَو لم یَظْفَر. و حَوْلَه من الأَصوات نُهْیَةٌ أَی شُغْلٌ. و ذهبَتْ تمیم فما تُسْهی و لا تُنْهی أَی لا تُذكر. قال ابن سیدة: و نِهْیَا اسم ماء؛ عن ابن جنی، قال: و قال لی أَبو الوفاء الأَعرابی نَهَیا، و إِنما حرَّكها لمكان حرف الحلق قال لأَنه أَنشدنی بیتاً من الطویل لا یَتَّزِنُ إِلّا بنَهْیَا ساكنة الهاء، أَذكر منه: إِلی أَهْلِ نَهْیا، و الله أَعلم.

نوی؛ ج15، ص: 347

: نَوی الشی‌ءَ نِیَّةً و نِیَةً، بالتخفیف؛ عن اللحیانی وحده، و هو نادر، إِلَّا أَن یكون علی الحذف، و انْتَوَاه كلاهما: قصده و اعتقده. و نَوَی المنزلَ و انْتَوَاه كذلك. و النِّیَّةُ: الوجه یُذْهَب فیه؛ و قول النابغة الجعدی: إِنَّكَ أَنْتَ المَحْزُونُ فی أَثَرِ الْحَیِّ، فإِنْ تَنْوِ نِیَّهُم تُقِمِ قیل فی تفسیره: نِیٌّ جمع نِیَّة، و هذا نادر، و یجوز أَن یكون نِیّ كنِیَّة. قال ابن الأَعرابی: قلت للمفضل ما تقول فی هذا البیت؟ یعنی بیت النابغة الجعدی، قال: فیه معنیان: أَحدهما یقول قد نَوَوْا فِراقَك فإِن تَنْوِ كما نَوَوْا تُقِمْ فلا تطلبهم، و الثانی قد نَوَوا السفَر فإِن تَنْوِ كما نَوَوْا تُقِمْ صدورَ الإِبل فی طلبهم، كما قال الراجز: أَقِمْ لها صُدُورَها یا بَسْبَس الجوهری: و النِّیَّة و النَّوَی الوجهُ الذی یَنْویهِ المسافرُ من قُرْبٍ أَو بُعد، و هی مؤنثة لا غیر؛ قال ابن بری: شاهده: و ما جَمَعَتْنا نِیَّة قبْلَها معا قال: و شاهد النَّوَی قول مُعَقِّر بن حمار: فأَلْقَتْ عَصاها و اسْتقَرَّ بها النَّوَی، كما قَرَّ عَیْناً بالإِیابِ المُسافِرُ و النِّیَّة و النَّوَی جمیعاً: البُعْد؛ قال الشاعر: عَدَتْهُ نِیَّةٌ عنها قَذوف و النَّوَی: الدار. و النَّوَی: التحوُّل من مكان إِلی مكان آخر أَو من دار إِلی دار غیرها كما تَنْتَوی الأَعرابُ فی بادیتها، كل ذلك أُنْثی. و انْتَوَی القومُ إِذا انتقلوا من بلد إِلی بلد. الجوهری: و انْتَوَی القومُ منزلًا بموضع كذا و كذا و استقرَّت نَواهم أَی أَقاموا. و‌فی حدیث عروة فی المرأَة البدویة یُتَوفی عنها زوجُها: أَنها تَنْتَوِی حیث انْتَوَی أَهلُها‌أَی تنتقل و تتحوّل؛ و قول الطرماح:
(1). قوله [و النُّهَاء دواء] كذا ضبط فی الأصل و المحكم، و صرح الصاغانی فیه بالضم و انفرد القاموس بضبطه بالكسر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 348
آذَنَ النَّاوِی ببَیْنُونةٍ، ظَلْتُ منْها كمُرِیغِ المُدام النَّاوِی: الذی أَزْمَعَ علی التحوُّل. و النَّوَی: النِّیَّة و هی النِّیَة، مخففة، و معناها القصد لبلد غیر البلد الذی أَنت فیه مقیم. و فلان یَنْوِی وجه كذا أَی یقصده من سفر أَو عمل. و النَّوَی: الوجهُ الذی تقصده. التهذیب: و قال أَعرابی من بنی سُلیم لابن له سماه إِبراهیم نَاوَیْتُ به إِبراهیمَ أَی قصدت قَصْدَه فتبرَّكت باسمه. و قوله‌فی حدیث ابن مسعود: و مَنْ یَنْوِ الدنیا تُعْجِزْه‌أَی من یَسْعَ لها یَخِبْ، یقال: نَوَیْتُ الشی‌ءَ إِذا جَدَدْتَ فی طلبه. و‌فی الحدیث: نِیَّةُ الرجل خَیرٌ من عمله، قال: و لیس هذا بمخالف‌لقول النبی، صلی الله علیه و سلم: من نَوَی حَسَنَةً فلم یَعْملها كُتِبت له حسنة، و من عَمِلَها كتبت له عشراً؛ و المعنی فی‌قوله نِیَّةُ المؤمن خیر من عمله‌أَنه یَنْوی الإِیمان ما بقی، و ینوی العمل لله بطاعته ما بقی، و إِنما یخلده الله فی الجنة بهذه النیة لا بعمله، أَ لا تری أَنه إِذا آمن «1» و نوی الثبات علی الإِیمان و أَداء الطاعات ما بقیت و لو عاش مائة سنة یعمل الطاعات و لا نیة له فیها أَنه یعملها لله فهو فی النار؟ فالنیة عمل القلب، و هی تنفع الناوی و إِن لم یعمل الأَعمال، و أَداؤها لا ینفعه دونها، فهذا معنی‌قوله نِیَّة الرجل خیر من عمله.و فلان نَواكَ و نِیَّتُك و نَواتُك؛ قال الشاعر: صَرَمَتْ أُمَیْمَةُ خُلَّتی و صِلاتی، و نَوَتْ و لَمَّا تَنْتَوِی كنَوَاتِی الجوهری: نَوَیْتُ نِیَّةً و نَواةً أَی عزمت، و انْتَوَیْتُ مثله؛ قال الشاعر: و نَوَتْ و لَمَّا تَنْتَوِی كنَوَاتِی قال: یقول لم تَنْوِ فیّ كما نویت فی مودّتها، و یروی: و لما تَنْتَوِی بنَوَاتِی أَی لم تقض حاجتی؛ و أَنشد ابن بری لقیس بن الخطیم: و لم أَرَ كامْرِئٍ یَدْنُو لخَسْفٍ، له فی الأَرض سَیْرٌ و انْتِوَاءُ و حكی أَبو القاسم الزجاجی عن أَبی العباس ثعلب أَن الریاشی أَنشده لمُؤرِّج: و فَارَقْتُ حتی لا أُبالی مَنِ انْتَوَی، و إِنْ بانَ جیرانٌ عَلیَّ كِرامُ و قد جَعَلَتْ نَفْسی علی النَّأْی تَنْطوی، و عَیْنی علی فَقْدِ الحبیبِ تَنامُ یقال: نَوَاه بنَوَاتِه أَی ردَّه بحاجته و قضاها له. و یقال: لی فی بنی فلان نَوَاةٌ و نِیَّةٌ أَی حاجة. و النِّیَّةُ و النَّوَی: الوجه الذی تریده و تَنْویه. و رجل مَنْوِیٌّ «2» و نِیَّةٌ مَنْوِیَّةٌ إِذا كان یصیب النُّجْعة المحمودة. و أَنْوَی الرجلُ إِذا كثر أَسفاره. و أَنْوَی إِذا تباعد. و النَّوِیُّ: الرفیق، و قیل: الرفیق فی السفر خاصة. و نَوَّیْتُه تَنْوِیَةً أَی وَكَلْتُه إِلی نِیَّتِه. و نَوِیُّك: صاحبُك الذی نیته نیّتك؛ قال الشاعر: و قد عَلِمْت، إِذ دُكَیْنٌ لی نَوِی، أَنَّ الشَّقِیَّ یَنْتَحی له الشَّقِی و فی نوادر الأَعراب: فلان نَوِیُّ القوم و نَاوِیهِمْ و مُنْتَویهم أَی صاحب أَمرهم و رأْیهم. و نَوَاهُ اللهُ: حفظه؛ قال ابن سیدة: و لست منه علی ثقة. التهذیب:
(1). قوله [أ لا تری أنه إذا آمن إلخ] هكذا فی الأصل، و لعله سقط من قلم الناسخ جواب هذه الجملة، و الأصل و الله أعلم: فهو فی الجنة و لو عاش إلخ. (2). قوله [و رجل منوی إلخ] هكذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 349
قال الفراء نَوَاكَ الله أی حفظك الله؛ و أَنشد: یا عَمْرو أَحسِنْ، نَواكَ اللهُ بالرَّشَدِ، و اقْرا السلامَ علی الأَنْقاءِ و الثَّمَدِ و فی الصحاح: علی الذَّلفاء بالثَمد. الفراء: نَوَاه اللهُ أَی صَحِبه اللهُ فی سفره و حَفِظه، و یكون حَفِظَه الله. و النَّوَی: الحاجة. قال أَبو عبید: و من أَمثال العرب فی الرجل یُعْرفُ بالصدق یُضْطَرُّ إِلی الكذب قولهم: عند النَّوی یَكْذِبُك الصادِقُ، و ذكر قِصَّةَ العبد الذی خُوطِرَ صاحِبُه علی كَذِبه، قال: و النَّوَی هاهنا مَسِیرُ الحیِّ مُتَحَوِّلین من دار إِلی أُخری. و النَّوَاةُ: عَجَمةُ التَّمر و الزبیب و غیرهما. و النَّوَاةُ: ما نَبَتَ علی النَّوی كالجَثیثة النابتة عن نَواها، رواها أَبو حنیفة عن أَبی زیاد الكلابی، و الجمع من كل ذلك نَوًی و نُوِیٌّ و نِوِیٌّ، و أَنْوَاء جمع نَوًی؛ قال ملیح الهذلی: مُنِیرٌ تَجُوزُ العِیسُ، مِن بَطِناتِه، حَصًی مِثْلَ أَنْوَاء الرَّضِیخِ المُفَلَّقِ و تقول: ثلاث نَوَیاتٍ. و‌فی حدیث عمر: أَنه لَقَطَ نَوَیاتٍ من الطریق فأَمْسَكَها بیده حتی مَرَّ بدار قوم فأَلقاها فیها و قال تأْكله داجِنَتُهم.و النَّوَی: جمع نَوَاة التمر، و هو یذكر و یؤنث. و أَكلت التمر و نَوَیْت النَّوی و أَنْوَیْتُه: رمیته. و نَوَّتِ البُسْرةُ و أَنْوَتْ: عَقَدَ نَواها. غیره: نَوَیْتُ النَّوَی و أَنْوَیْتُه أَكلت التمر و جمعت نَواهُ. و أَنْوَی و نَوَّی و نَوَی إِذا أَلقی النوی. و أَنْوَی و نَوَی و نَوَّی: من النِّیَّةِ، و أَنْوَی و نَوَّی فی السفر، و نَوَتِ الناقةُ تَنْوِی نَیّاً و نَوَایةً و نِوَایَةً، فهی نَاوِیَةٌ، من نُوق نِواء: سَمِنَت، و كذلك الجمل و الرجل و المرأَة و الفرس؛ قال أَبو النجم: أَو كالمُكَسَّرِ لا تَؤُوبُ جِیادُه إِلَّا غَوانِمَ، و هْیَ غَیْرُ نِواء و قد أَنْوَاها السِّمَنُ، و الاسم من ذلك النِّیُّ. و‌فی حدیث علی و حمزة، رضی الله عنهما: أَلا یا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاء قال: النِّوَاءُ السِّمانُ. و جَمل نَاوٍ و جِمال نِوَاءٌ، مثل جائعٍ و جِیاعٍ، و إِبل نَوَوِیَّةٌ إِذا كانت تأْكل النَّوی. قال أَبو الدُّقَیْش: النِّیُّ الاسم، و هو الشَّحم، و النَّیُّ هو الفعل؛ و قال اللیث: النِّیُّ ذو النَّیِّ، و قال غیره: النِّیُّ اللحم، بكسر النون، و النَّیُّ الشَّحمُ. ابن الأَنباری: النَّیُّ الشَّحْم، من نَوَت الناقةُ إِذا سَمِنَتْ. قال: و النِّی‌ءُ، بكسر النون و الهمز، اللحم الذی لم یَنْضَجْ. الجوهری: النَّیُّ الشحم و أَصله نَوْیٌ؛ قال أَبو ذؤیب: قَصَرَ الصَّبُوحَ لهَا فشَرَّجَ لَحْمَها بالنَّیِّ، فَهْیَ تَثُوخُ فیها الإِصْبَعُ «1» و روی: … تَثُوخُ فیه …، فیكون الضمیر فی قوله فیه یعود علی لحمها، تقدیره فهی تَثُوخُ الإِصْبَع فی لَحْمها، و لما كان الضمیر یقوم مقام لحمها أَغنی عن العائد الذی یعود علی هی، قال: و مثله مررت برجل قائم أَبواه لا قاعدین، یرید لا قاعدین أَبواه، فقد اشتمل الضمیر فی قاعدین علی ضمیر الرجل، و الله أَعلم. الجوهری: و ناواه أَی عاداه، و أَصله الهمز لأَنه من النَّوْء و هو النُّهُوض. و‌فی حدیث الخیل: و رَجلٌ رَبَطها رِیاءً و نِوَاءً‌أَی مُعاداةً لأَهل الإِسلام، و أَصلها الهمز.
(1). قوله [فشرج إلخ] هذا الضبط هو الصواب و ما وقع فی شرج و ثوخ خلف.
لسان العرب، ج‌15، ص: 350
و النَّوَاةُ من العدد: عشرون، و قیل: عشرة، و قیل: هی الأُوقیة من الذهب، و قیل: أَربعة دنانیر. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی علیه وَضَراً من صُفْرةٍ فقال: مَهْیَمْ؟ قال: تزوّجتُ امرأَة من الأَنصار علی نَواةٍ من ذهب، فقال: أَوْلِمْ و لو بشاةٍ؛ قال أَبو عبید: قوله علی نَوَاةٍ یعنی خمسة دراهم، قال: و قد كان بعض الناس یَحْمِلُ معنی هذا أَنه أَراد قدر نواة من ذهب كانت قیمتُها خمسة دراهم، و لم یكن ثم ذهب، إِنما هی خمسة دراهم تسمی نَواةً كما تسمی الأَربعون أُوقیة و العشرون نَشّاً. قال منصور: و نَصُّ حدیثِ عبدِ الرحمنِ یدلُّ علی أَنه تزوَّجَ امرأَةً علی ذهب قیمتُه دَراهِمَ، أَ لا تراه قال علی نَواةٍ من ذهب؟ رواه جماعة عن حمید عن أَنس، قال: و لا أَدری لِمَ أَنكره أَبو عبید. و النَّوَاةُ فی الأَصل: عَجَمةُ التمرة. و النَّوَاةُ: اسم لخمسة دراهم. قال المبرد: العرب تعنی بالنَّوَاة خمسة دراهم، قال: و أَصحاب الحدیث یقولون علی نَواةٍ من ذهب قیمتها خمسة دراهم، قال: و هو خطأٌ و غلط. و‌فی الحدیث: أَنه أَوْدَعَ المُطْعِمَ بن عَدِیٍّ جُبْجُبةً فیها نَوًی من ذهب‌أَی قِطَعٌ من ذهب كالنَّوَی، وزن القِطعة خمسة دراهم. و النَّوَی: مَخْفِضُ الجاریة و هو الذی یَبْقی من بَظْرِها إِذا قُطِعَ المُتْكُ. و قالت أَعرابیة: ما ترك النَّخْجُ لنا من نَوًی. ابن سیدة: النَّوَی ما یَبقَی من المَخْفِض بعد الخِتان، و هو البَظْرُ. و نِوَاءٌ: أخو مُعاوِیةَ بن عَمرو بن مالك و هناة و قراهید و جذیمة الأَبرش. قال ابن سیدة: و إِنما جعلنا نواء علی باب ن و ی لعدم ن و ثنائیة. و نَوًی: اسم موضع؛ قال الأَفْوَه: و سَعْدٌ لو دَعَوْتُهُمُ، لَثابوا إِلیَّ حَفِیفَ غابِ نَوًی بِأُسْدِ و نَیَّانُ: موضع؛ قال الكمیت: مِنْ وَحْشِ نَیَّانَ، أَو مِن وَحشِ ذی بَقَرٍ، أَفْنَی حَلائِلَه الإِشْلاءُ و الطَّرَدُ

فصل الهاء؛ ج15، ص: 350

هبا؛ ج15، ص: 350

: ابن شمیل: الهَباء التراب الذی تُطَیِّرُه الریح فتراه علی وجوه الناس و جُلُودِهم و ثیابهم یَلْزَقُ لُزوقاً. و قال: أَقول أَرَی فی السماء هَبَاءً، و لا یقال یَوْمُنا ذو هَباء و لا ذو هَبْوةٍ. ابن سیدة و غیره: الهَبْوةُ الغَبَرَةُ، و الهَبَاءُ الغُبار، و قیل: هو غُبار شبه الدُّخان ساطِعٌ فی الهَواء؛ قال رؤبة: تَبْدُو لنا أَعْلامُه بعدَ الغَرَقْ فی قِطَعِ الآلِ، و هَبْوَاتِ الدُّقَقْ قال ابن بری: الدُّقَقُ ما دَقَّ من التراب، و الواحد منه الدُّقَّی كما تقول الجُلَّی و الجُلَل. و‌فی حدیث الصوم: و إِن حالَ بینكم و بینه سَحاب أَو هَبْوَةٌ فأَكمِلُوا العِدَّة‌أَی دون الهِلالِ؛ الهَبْوة: الغَبَرَة، و الجمع أَهْبَاء، علی غیر قیاس. و أَهْبَاءُ الزَّوْبَعةِ: شِبه الغُبار یرتفع فی الجوّ. و هَبا یَهْبُو هُبُوًّا إِذا سطع، و أَهْبَیْتُه أَنا. و الهَبَاء: دُقاق التراب ساطِعُه و مَنْثُورُه علی وجه الأَرض. و أَهْبَی الفرَسُ: أَثار الهَباء؛ عن ابن جنی، و قال أَیضاً: و أَهْبَی الترابَ فعَدَّاه؛ و أَنشد: أَهْبَی الترابَ فَوْقَه إِهْبَایا جاء بإِهْبایا علی الأَصل. و یقال: أَهْبَی الترابَ
لسان العرب، ج‌15، ص: 351
إِهْبَاءً، و هی الأَهَابِیّ؛ قال أَوْس بن حَجَر: أَهَابِیَّ سَفْساف منَ التُّرْب تَوْأَم و هَبَا الرَّمادُ یَهْبُو: اخْتلَطَ بالتراب و هَمَد. الأَصمعی: إِذا سَكَن لَهَبُ النارِ و لم یَطْفَأْ جَمْرُها قیل خَمَدت، فإِن طَفِئَت البتة قیل هَمَدَت، فإِذا صارت رَماداً قیل هَبَا یَهْبُو و هو هابٍ، غیر مهموز. قال الأَزهری: فقد صح هَبَا الترابُ و الرَّمادُ معاً. ابن الأَعرابی: هَبَا إِذا فَرَّ، و هَبَا إِذا مات أَیضاً، و تَها إِذا غَفَل، و زها إِذا تكبَّر، و هزا إِذا قَتَل، و هزا إِذا سار، و ثَها إِذا حَمُقَ. و الهَبَاء: الشی‌ء المُنْبَثُّ الذی تراه فی البیت من ضَوْء الشمس شَبیهاً بالغُبار. و قوله عز و جل: فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً؛ تأْویله أَنَّ اللهَ أَحْبطَ أَعمالهم حتی صارت بمنزلة الهَبَاء المنثور. التهذیب: أَبو إسحاق فی قوله هَبٰاءً مُنْبَثًّا، فمعناه أَن الجبال صارت غُباراً، و مثله: وَ سُیِّرَتِ الْجِبٰالُ فَكٰانَتْ سَرٰاباً؛ و قیل: الهَباء المُنْبثُّ ما تُثِیره الخَیل بحَوافِرها من دُقاق الغُبار، و قیل لما یظهر فی الكُوَی من ضوء الشمس هَبَاء. و‌فی الحدیث: أَن سُهَیْلَ بن عَمرو جاء یَتَهَبَّی كأَنه جمل آدم.و یقال جاء فلان یَتَهَبَّی إِذا جاء فارغاً یَنْفُض یدیه؛ قال ذلك الأَصمعی، كما یقال جاء یضرب أَصْدَرَیْه إِذا جاء فارغاً. و قال ابن الأَثیر: التَّهَبِّی مَشْی المُخْتال المعجب من هَبَا یَهْبُو هُبُوًّا إِذا مشی مشیاً بَطِیئاً. و موضعٌ هَابِی التراب: كأَنَّ ترابه مثل الهَبَاء فی الرّقة. و الهَابِی من التراب: ما ارْتفَعَ و دَقَّ؛ و منه قول هَوْبرٍ الحارِثی: تَزَوَّدَ مِنَّا بَیْنَ أُذْنَیْهِ ضَرْبةً، دَعَتْه إِلی هَابِی التُّرابِ عقِیمُ و تُرابٌ هَابٍ؛ و قال أَبو مالك بن الرّیب: تَرَی جَدَثاً قد جَرَّتِ الرِّیحُ فَوْقَه تُراباً، كلَوْنِ القَسْطلانِیِّ، هَابِیا «2» و الهَابِی: تُراب القبر؛ و أَنشد الأَصمعی: و هَابٍ، كجُثْمانِ الحَمامةِ، أَجْفَلَتْ به رِیحُ تَرْجٍ و الصَّبا كلّ مُجْفَلِ «3» و قوله: یكونُ بها دَلیلَ القَومِ نَجْمٌ، كعَینِ الكلْبِ فی هُبًّی قِباعِ قال ابن قتیبة فی تفسیره: شبه النجم بعین الكلب لكثرة نعاس الكلب لأَنه یفتح عینیه تارة ثم یُغْضِی فكذلك النجم یظهر ساعة ثم یَخْفَی بالهَباء، و هُبًّی: نُجُوم قد استترت بالهباء، واحدها هابٍ، و قِباعٌ: قابِعةٌ فی الهباء أَی داخلة فیه؛ و فی التهذیب: وصف النجم الهابی الذی فی الهباء فشبهه بعین الكلب نهاراً، و ذلك أَنَّ الكلب باللیل حارس و بالنهار ناعس، و عین الناعس مُغْمِضة، و یبدو من عینیه الخَفِیُّ، فكذلك النجم الذی یهتدی به هو هابٍ كعین الكلب فی خَفائه، و قال فی هُبًّی: و هو جمع هابٍ مثل غُزًّی جمع غازٍ، و المعنی أَنَّ دلیل القوم نجم هابٍ فی هُبًّی یَخفی فیه إِلا قلیلًا منه، یَعرف به الناظر إِلیه أَیَّ نجم هو و فی أَیِّ ناحیة هو فیهتدی به، و هو فی نجوم هُبًّی أَی هابِیةٍ إِلا أَنها قِباعٌ كالقَنافِذ إِذا قَبَعَت فلا یُهْتَدَی بهذه القِباع، إِنما یُهتدی بهذا النجم الواحد الذی هو هابٍ غیر قابِعٍ فی نجوم هابِیةٍ قابعة، و جمع القابعَ علی قِباعٍ كما جمعوا صاحباً علی صِحابٍ و بعیراً قامِحاً علی قِماحٍ.النهایة فی حدیث الحسن: ثم اتَّبَعه من الناس هَبَاءٌ رَعاعٌ؛ قال:
(2). هذا البیت لمالك بن الریب لا لأَبیه و هو من قصیدته الشهیرة التی یرثی بها نفسه. (3). قوله [مجفل] هو بضم المیم، و ضبط فی ترج بفتحها و هو خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 352
الهَبَاء فی الأَصل ما ارتفع من تحت سَنابك الخیل، و الشی‌ءُ المُنْبَثُّ الذی تراه فی ضوء الشمس، فشبه بها أَتباعه. ابن سیدة: و الهَبَاء من الناس الذین لا عقول لهم. و الهَبْوُ: الظلیم. و الهَبَاءَةُ: أَرض ببلاد غَطَفان، و منه یوم الهَبَاءَة لقَیس بن زُهیر العبسی علی حُذیفة بن بَدْر الفزاریّ، قتله فی جَفْر الهَبَاءَة و هو مُسْتَنْقع ماء بها. ابن سیدة: الهَبَیُّ الصبی الصغیر، و الأُنثی هَبَیَّةٌ؛ حكاهما سیبویه، قال: وزنهما فَعَلٌّ و فَعَلّةٌ، و لیس أَصل فَعلّ فیه فَعْلَلًا و إِنما بنی من أَول وهلة علی السكون، و لو كان الأَصل فَعْلَلًا لقلت هَبْیاً فی المذكر و هَبْیَاةً فی المؤنث؛ قال: فإِذا جمعت هَبَیّاً قلت هَبَائِیّ لأَنه بمنزلة غیر المعتلّ نحو مَعدّ و جُبُنّ. قال الجوهری: و الهَبَیُّ و الهَبَیّةُ الجاریة الصغیرة. و هَبِی: زَجْرٌ للفرس أَی تَوسَّعی و تَباعَدی؛ و قال الكمیت: نُعَلِّمُها هَبِی و هَلًا و أَرْحِبْ، و فی أَبْیاتِنا و لَنا افْتُلِینا النهایة: و‌فی الحدیث أَنه حَضَرَ ثَریدةً فهَبَّاها‌أَی سوّی موضع الأَصابع منها، قال: و كذا روی و شرح.

هتا؛ ج15، ص: 352

: هاتی: أَعطی، و تصریفه كتصریف عاطی؛ قال: و الله ما یُعْطی و ما یُهَاتِی أَی و ما یأْخذ. و قال بعضهم: الهاء فی هَاتَی بدل من الهمزة فی آتی. و المُهَاتَاةُ: مُفاعَلَةٌ من قولك هاتِ. یقال: هَاتَی یُهَاتِی مُهَاتَاةً، الهاء فیها أَصلیة، و یقال: بل الهاء مبدلة من الأَلف المقطوعة فی آتی یُؤاتی، لكن العرب قد أَماتت كل شی‌ء من فعلها غیر الأَمر بهاتِ. و ما أُهَاتِیك أَی ما أَنا بمُعْطِیك، قال: و لا یقال منه هَاتَیْتُ و لا یُنهی بها؛ و أَنشد ابن بری لأَبی نخیلة: قل لِفُراتٍ و أَبی الفُراتِ، و لِسَعِیدٍ صاحِبِ السَّوْآتِ: هَاتُوا كما كُنّا لكم نُهَاتِی أَی نُهاتِیكم، فلما قدَّم المفعول وصله بلام الجرّ. و تقول: هَاتِ لا هاتَیْتَ، و هَاتِ إِن كانت بك مُهَاتَاةٌ. و إِذا أَمرت الرجل بأَن یُعطِیك شیئاً قلت له: هَاتِ یا رجل، و للاثنین هَاتِیا، و للجمع هَاتُوا، و للمرأَة هَاتی، فزدت یاء فرقاً بین الذكر و الأُنثی، و للمرأَتین هاتِیا، و لجماعة النساء هاتِینَ مثل عاطِینَ. و تقول: أَنت أَخذته فهَاتِه، و للاثنین أَنتما أَخذتماه فهَاتِیَاه، و للجماعة أَنتم أَخذتموه فهاتوه، و للمرأَة أَنت أَخذتِه فهَاتیه، و للجماعة أَنتن أَخَذْتُنَّه فهاتِینَه. و هاتاه إِذا ناوَلَه شیئاً. المفضل: هَاتِ و هَاتِیا و هَاتُوا أَی قَرِّبُوا؛ و منه قوله تعالی: قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ*؛ أَی قَرِّبُوا، قال: و من العرب من یقول هَاتِ أَی أَعْطِ. و هَتَا الشی‌ءَ هَتْواً: كسره وَطْأً برجلیه. و الهِتْیُ و الأَهْتَاء: ساعات اللیل. و الأَتْهَاءُ: الصَّحاری البَعیدةُ.

هثی؛ ج15، ص: 352

: الهَثَیَانُ: الحَثْوُ؛ عن كراع. الأَزهری: هَثَی إِذا احْمَرَّ وجْهُه، و ثَها إِذا حَمُقَ، و هَاثَاه إِذا مازَحَه و مایَله، و ثاهاه إِذا قاوَلَه. و فی ترجمة قعبث: هِثْتُ له هَیْثاً إِذا حَثَوْتَ له.
لسان العرب، ج‌15، ص: 353

هجا؛ ج15، ص: 353

: هَجَاه یَهْجُوه هَجْواً و هِجاء و تَهْجَاء، مدود: شتمه بالشِّعر، و هو خلاف المَدْح. قال اللیث: هو الوَقِیعةُ فی الأَشْعار. و‌روی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: اللهم إِنَّ فلاناً هَجانی فاهْجُه اللهم مكانَ ما هَجانی؛ معنی قوله اهْجُه أَی جازِه علی هِجائه إِیایَ جَزاءَ هِجائه، و هذا كقوله عز و جل: وَ جَزٰاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهٰا، و هو كقوله تعالی: فَمَنِ اعْتَدیٰ عَلَیْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ؛ فالثانی مُجازاةٌ و إِن وافَق اللفظُ اللفظَ. قال ابن الأَثیر: و‌فی الحدیث اللهم إِنَّ عمرو بنَ العاصِ هَجَانِی، و هو یعلم أَنی لست بشاعر، فاهْجُه اللهم و الْعَنْه عدَدَ ما هَجَانِی أَو مكان ما هَجَانِی، قال: و هذا‌كقوله مَن یُرائی یُرائی اللهُ به‌أَی یُجازِیه علی مُراءَاته. و المُهَاجَاةُ بین الشاعِرَیْنِ: یَتهاجَیانِ. ابن سیدة: و هَاجَیْتُه هَجَوْتُه و هَجَانِی. و هم یَتَهَاجَوْنَ: یَهْجُو بعضُهم بعضاً، و بینهم أُهْجُوَّةٌ و أُهْجِیّةٌ و مُهَاجَاةٌ یتَهاجَوْن بها؛ و قال الجعدی یَهْجُو لیلی الأَخْیَلِیَّة: دَعی عَنْكِ تَهْجَاءَ الرِّجالِ، و أَقْبلی علی أَذْلَغِیٍّ یَمْلأُ اسْتَكِ فَیْشَلا الأَذَلَغِیُّ: منسوب إِلی رجل من بنی عُبادة بن عُقَیْلٍ رَهْطِ لَیْلی الأَخْیَلِیَّة، و كان نَكَّاحاً، و یقال: ذكر أَذْلَغِیٌّ إِذا مَذی؛ و أَنشد أَبو عمرو الشیبانی: فدَحَّها بأَذْلَغِیٍّ بَكْبَكِ، فصَرَخَتْ: قد جُزْتَ أَقْصی المَسْلَكِ و هو مَهْجُوٌّ. و لا تقل هَجَیْتُه. و المرأَة تَهْجُو زَوْجَها أَی تَذُمُّ صُحبته؛ و فی التهذیب: تَهْجُو صُحبة زوجها أَی تَذُمُّه و تَشْكُو صُحْبتَه. أَبو زید: الهِجَاءُ القِراءَة، قال: و قلت لرجل من بنی قیس أَ تَقْرَأُ من القرآن شیئاً؟ فقال: و اللهِ ما أَهْجُو منه حَرفاً؛ یرید ما أَقْرَأُ منه حَرْفاً. قال: و رَوَیْتُ قَصِیدةً فما أَهْجُو الیومَ منها بیتین أَی ما أَرْوی. ابن سیدة: و الهِجَاء تَقْطِیعُ اللفظة بحُروفِها. و هَجَوْتُ الحروف و تَهَجَّیْتُها هَجْواً و هِجاء و هَجَّیْتها تَهْجِیةً و تَهَجَّیتُ كله بمعنی؛ و أَنشد ثعلب لأَبی وَجْزةَ السَّعْدی: یا دارَ أَسْماءَ، قد أَقْوَتْ بأَنْشاجِ كالوَحْیِ، أَو كإِمامِ الكاتِبِ الهَاجِی قال ابن سیدة: و هذه الكلمة یائیة و واویة، قال: و هذا علی هِجَاء هذا أَی علی شَكْلِه و قَدْرِهِ و مِثاله و هو منه. و هَجُوَ یَوْمُنا: اشتَدَّ حَرُّه. و الهَجَاةُ: الضِّفْدَعُ، و المعروف الهاجةُ. و هَجِیَ البیتُ هَجْیاً: انْكَشَفَ. و هَجِیَتْ عَیْنُ البعیر: غارَتْ. ابن الأَعرابی: الهِجَی الشِّبعُ من الطَّعام.

هدی؛ ج15، ص: 353

: من أَسماء الله تعالی سبحانه: الهَادِی؛ قال ابن الأَثیر: هو الذی بَصَّرَ عِبادَه و عرَّفَهم طَریقَ معرفته حتی أَقرُّوا برُبُوبیَّته، و هَدی كل مخلوق إِلی ما لا بُدَّ له منه فی بَقائه و دَوام وجُوده. ابن سیدة: الهُدی ضدّ الضلال و هو الرَّشادُ، و الدلالة أُنثی، و قد حكی فیها التذكیر؛ و أَنشد ابن بری لیزید بن خَذَّاقٍ: و لقد أَضاءَ لك الطرِیقُ و أَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ، و الهُدَی تُعْدِی قال ابن جنی: قال اللحیانی الهُدَی مذكر، قال: و قال الكسائی بعض بنی أَسد یؤنثه، یقول: هذه هُدًی مستقیمة. قال أَبو إِسحاق: قوله عز و جل:
لسان العرب، ج‌15، ص: 354
قُلْ إِنَّ هُدَی اللّٰهِ هُوَ الْهُدیٰ*؛ أَی الصِّراط الذی دَعا إِلیه هو طَرِیقُ الحقّ. و قوله تعالی: إِنَّ عَلَیْنٰا لَلْهُدیٰ؛ أَی إِنَّ علینا أَنْ نُبَیِّنَ طریقَ الهُدَی من طَرِیق الضَّلال. و قد هَداه هُدًی و هَدْیاً و هِدَایةً و هِدیَةً و هَداه للدِّین هُدًی و هَداه یَهْدِیه فی الدِّین هُدًی. و قال قتادة فی قوله عز و جل: وَ أَمّٰا ثَمُودُ فَهَدَیْنٰاهُمْ؛ أَی بَیَّنَّا لهم طَرِیقَ الهُدی و طریق الضلالة فَاسْتَحَبُّوا أَی آثرُوا الضلالة عَلَی الْهُدیٰ. اللیث: لغة أَهل الغَوْرِ هَدَیْتُ لك فی معنی بَیَّنْتُ لك. و قوله تعالی: أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: أَ وَ لم یُبَیِّنْ لهم. و‌فی الحدیث: أَنه قال لعلیّ سَلِ اللهَ الهُدَی، و فی روایة: قل اللهم اهْدِنِی و سَدِّدْنی و اذكر بالهُدَی هِدایَتك الطریقَ و بالسَّدادِ تَسْدِیدَك السَّهْمَ؛ و المعنی إِذا سأَلتَ الله الهُدَی فأَخْطِر بقَلْبك هِدایةَ الطَّریق و سَلِ الله الاستقامة فیه كما تتَحَرَّاه فی سُلوك الطریق، لأَنَّ سالكَ الفَلاة یَلزم الجادّةَ و لا یُفارِقُها خوفاً من الضلال، و كذلك الرَّامِی إِذا رَمَی شیئاً سَدَّد السَّهم نحوه لیُصِیبه، فأَخْطِر ذلك بقلبك لیكون ما تَنْویه مِنَ الدُّعاء علی شاكلة ما تستعمله فی الرمی. و قوله عز و جل: الَّذِی أَعْطیٰ كُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدیٰ؛ معناه خَلَق كلَّ شی‌ء علی الهیئة التی بها یُنْتَفَعُ و التی هی أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه لمَعِیشته، و قیل: ثم هَداه لموضعِ ما یكون منه الولد، و الأَوَّل أَبین و أَوضح، و قد هُدِیَ فاهْتَدَی. الزجاج فی قوله تعالی: قُلِ اللّٰهُ یَهْدِی لِلْحَقِّ؛ یقال: هَدَیْتُ للحَقِّ و هَدَیْت إِلی الحق بمعنًی واحد، لأَنَّ هَدَیْت یَتَعدَّی إِلی المَهْدِیّین، و الحقُّ یَتَعَدَّی بحرف جر، المعنی: قل الله یهدی مَن یشاء للحق. و‌فی الحدیث: سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِین المَهْدِیّینَ؛ المَهْدِیُّ: الذی قد هَداه الله إِلی الحق، و قد اسْتُعْمِل فی الأَسماء حتی صار كالأَسماء الغالبة، و به سُمی المهْدِیُّ الذی بَشَّر به النبیُّ، صلی الله علیه و سلم، أَنه یجی‌ء فی آخر الزمان، و یرید بالخلفاء المَهْدِیِّینَ أَبا بكر و عمر و عثمان و علیّاً، رضوان الله علیهم، و إِن كان عامّاً فی كل من سار سِیرَتَهم، و قد تَهَدَّی إِلی الشی‌ء و اهْتَدَی. و قوله تعالی: وَ یَزِیدُ اللّٰهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً؛ قیل: بالناسخ و المنسوخ، و قیل: بأَن یَجْعَلَ جزاءهم أَن یزیدهم فی یقینهم هُدًی كما أَضَلَّ الفاسِق بفسقه، و وضع الهُدَی مَوْضِعَ الاهْتداء. و قوله تعالی: وَ إِنِّی لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً ثُمَّ اهْتَدیٰ؛ قال الزجاج: تٰابَ مِنْ ذنبه وَ آمَنَ برَبِّهِ ثُمَّ اهْتَدیٰ أَی أَقامَ علی الإِیمان، و هَدَی و اهْتَدَی بمعنی. و قوله تعالی: فَإِنَّ اللّٰهَ لٰا یَهْدِی مَنْ یُضِلُّ؛ قال الفراء: یرید لا یَهْتدِی. و قوله تعالی: أَمَّنْ لٰا یَهِدِّی إِلّٰا أَنْ یُهْدیٰ، بالتقاء الساكنین فیمن قرأَ به، فإِن ابن جنی قال: لا یخلو من أَحد أَمرین: إِما أَن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من یَهْتَدِی مختلسة الحركة، و إِما أَن تكون الدال مشدَّدة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إِلیها أَو مكسورة لسكونها و سكون الدال الأُولی، قال الفراء: معنی قوله تعالی: أَمَّنْ لٰا یَهِدِّی إِلّٰا أَنْ یُهْدیٰ؛ یقول: یَعْبُدون ما لا یَقْدِر أَن یَنتقل عن مكانه إِلا أَن یَنْقُلُوه، قال الزجاج: و قرئ أَمْ مَن لا یَهْدْی، بإسكان الهاء و الدال، قال: و هی قراءة شاذة و هی مرویة، قال: و قرأَ أَبو عمرو أَمْ مَن لا یَهَدِّی، بفتح الهاء، و الأَصل لا یَهْتَدِی. و قرأَ عاصم: أَمَّنْ لٰا یَهِدِّی، بكسر الهاء، بمعنی یَهْتَدِی أَیضاً، و من قرأَ أَمْ من لا یَهْدِی خفیفة، فمعناه یَهْتَدِی أَیضاً. یقال: هَدَیْتُه فَهَدَی أَی اهْتَدَی؛ و قوله أَنشده
لسان العرب، ج‌15، ص: 355
ابن الأَعرابی: إِنْ مَضَی الحَوْلُ و لم آتِكُمُ بِعَناجٍ تَهتدِی أَحْوَی طِمِرْ فقد یجوز أَن یرید تهتدی بأَحوی، ثم حذف الحرف و أَوصل الفعل، و قد یجوز أَن یكون معنی تهتدی هنا تَطْلُب أَن یَهْدِیها، كما حكاه سیبویه من قولهم اخْتَرَجْتُه فی معنی استخرجته أَی طلبت منه أَن یَخْرُج. و قال بعضهم: هَدَاه اللهُ الطریقَ، و هی لغة أَهل الحجاز، و هَداه للطَّریقِ و إِلی الطریقِ هِدایةً و هَداه یَهْدِیه هِدایةً إِذا دَلَّه علی الطریق. و هَدَیْتُه الطَّریقَ و البیتَ هِدایة أَی عرَّفته، لغة أَهل الحجاز، و غیرهم یقول: هَدَیْتُه إِلی الطریق و إِلی الدار؛ حكاها الأَخفش. قال ابن بری: یقال هدیته الطریق بمعنی عرّفته فیُعَدَّی إلی مفعولین، و یقال: هدیته إِلی الطریق و للطریق علی معنی أَرشَدْته إِلیها فیُعدَّی بحرف الجر كأَرْشَدْتُ، قال: و یقال: هَدَیْتُ له الطریقَ علی معنی بَیَّنْتُ له الطریق، و علیه قوله سبحانه و تعالی: أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ، وَ هَدَیْنٰاهُ النَّجْدَیْنِ، و فیه: اهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِیمَ، معنی طَلَب الهُدَی منه تعالی، و قد هَداهُم أَنهم قد رَغِبُوا منه تعالی التثبیت علی الهدی، و فیه: وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلیٰ صِرٰاطِ الْحَمِیدِ، و فیه: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلیٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِیمٍ. و أَمّا هَدَیْتُ العَرُوس إِلی زوجها فلا بدّ فیه من اللام لأَنه بمعنی زَفَفْتها إِلیه، و أَمَّا أَهْدَیْتُ إِلی البیت هَدْیاً فلا یكون إِلا بالأَلف لأَنه بمعنی أَرْسَلْتُ فلذلك جاء علی أَفْعَلْتُ. و‌فی حدیث محمد بن كعب: بلغنی أَن عبد الله بن أَبی سَلِیط قال لعبد الرحمن بن زَیْدِ بن حارِثةَ، و قد أَخَّر صلاة الظهر: أَ كانوا یُصَلُّون هذه الصلاة السَّاعةَ؟ قال: لا و اللهِ، فَما هَدَی مِمّا رَجَعَ‌أَی فما بَیَّنَ و ما جاء بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب، إِنما قال لا و اللهِ و سَكَتَ، و المَرْجُوعُ الجواب فلم یجی‌ءْ بجواب فیه بیان و لا حجة لما فعل من تأْخیر الصلاة. و هَدَی: بمعنی بیَّنَ فی لغة أَهل الغَوْر، یقولون: هَدَیْتُ لك بمعنی بَیَّنْتُ لك. و یقال بلغتهم نزلت: أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ. و حكی ابن الأَعرابی: رَجُل هَدُوٌّ علی مثال عدُوٍّ، كأَنه من الهِدایة، و لم یَحكها یعقوب فی الأَلفاظ التی حصرها كحَسُوٍّ و فَسُوٍّ. و هَدَیْت الضالَّةَ هِدایةً. و الهُدی: النَّهارُ؛ قال ابن مقبل: حتی اسْتَبَنْتُ الهُدی، و البِیدُ هاجِمةٌ یخْشَعْنَ فی الآلِ غُلْفاً، أَو یُصَلِّینا و الهُدی: إِخراج شی‌ء إِلی شی‌ء. و الهُدی أَیضاً: الطاعةُ و الوَرَعُ. و الهُدَی: الهادی فی قوله عز و جل: أَوْ أَجِدُ عَلَی النّٰارِ هُدیً؛ و الطریقُ یسمَّی هُدًی؛ و منه قول الشماخ: قد وكَّلَتْ بالهُدی إِنسانَ ساهِمةٍ، كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْ‌ءِ مَسْمولُ و فلان لا یَهْدی الطریقَ و لا یَهْتَدی و لا یَهَدِّی و لا یَهِدِّی، و ذهب علی هِدْیَتِه أَی علی قَصْده فی الكلام و غیره. و خذ فی هِدْیَتِك أَی فیما كنت فیه من الحدیث و العَمَل و لا تَعْدِل عنه. الأَزهری: أَبو زید فی باب الهاء و القاف: یقال للرجل إِذا حَدَّث بحدیث ثم عَدل عنه قبل أَن یَفْرُغ إِلی غیره: خذ علی هِدْیَتِك، بالكسر، و قِدْیَتِك أَی خذ فیما كنت فیه و لا تَعْدِل عنه، و قال: كذا أَخبرنی أَبو بكر عن شمر، و قیده فی كتابه المسموع من شمر: خذ فی هِدْیَتِك و قِدْیَتِك أَی خذ فیما كنت فیه، بالقاف. و نَظَرَ
لسان العرب، ج‌15، ص: 356
فلان هِدْیَةَ أَمرِه أَی جِهةَ أَمرِه. و ضلَّ هِدْیَتَه و هُدْیَتَه أَی لوَجْهِه؛ قال عمرو بن أَحمر الباهلیّ: نَبَذَ الجُؤارَ و ضَلَّ هِدْیَةَ رَوْقِه، لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَی ترَك وجهَه الذی كان یُرِیدُه و سقَط لما أَنْ صَرَعْتُه، و ضلَّ الموضعَ الذی كان یَقْصِدُ له برَوْقِه من الدَّهَش. و یقال: فلان یَذْهَب علی هِدْیَتِه أَی علی قَصْدِه. و یقال: هَدَیْتُ أَی قصدْتُ. و هو علی مُهَیْدِیَتِه أَی حاله؛ حكاها ثعلب، و لا مكبر لها. و لك هُدَیّا هذه الفَعْلةِ أَی مِثلُها، و لك عندی هُدَیَّاها أَی مثلُها. و رمی بسهم ثم رمی بآخرَ هُدَیَّاهُ أَی مثلِه أَو قَصْدَه. ابن شمیل: اسْتَبَقَ رجلان فلما سبق أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فقال له المَسْبُوق: لم تَسْبِقْنی فقال السابقُ: فأَنت علی هُدَیَّاها أَی أُعاوِدُك ثانیةً و أَنت علی بُدْأَتِكَ أَی أُعاوِدك؛ و تبالحا: و تَجاحَدا، و قال: فَعل به هُدَیَّاها أَی مِثلَها. و فلان یَهْدی هَدْیَ فلان: یفعل مثل فعله و یَسِیر سِیرَته. و‌فی الحدیث: و اهْدُوا بهَدْی عَمَّارٍ‌أَی سِیرُوا بسِیرَتِه و تَهَیَّأُوا بهَیْئَتِه. و ما أَحسن هَدْیَه أَی سَمْتَه و سكونه. و فلان حسَنُ الهَدْی و الهِدْیَةِ أَی الطریقة و السِّیرة. و ما أَحْسَنَ هِدْیَتَهُ و هَدْیَه أَیضاً، بالفتح، أَی سِیرَته، و الجمع هَدْیٌ مثل تَمْرة و تَمْرٍ. و ما أَشبه هَدْیَه بهَدْی فلان أَی سَمْتَه. أَبو عدنان: فلان حَسَنُ الهَدْی و هو حُسْنُ المذهب فی أُموره كلها؛ و قال زیادةُ بن زید العدوی: و یُخْبِرُنی عن غائبِ المَرْءِ هَدْیُه، كفی الهَدْیُ عما غَیَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا و هَدی هَدْیَ فلان أَی سارَ سَیْره. الفراء: یقال لیس لهذا الأَمر هِدْیةٌ و لا قِبْلةٌ و لا دِبْرةٌ و لا وِجْهةٌ. و‌فی حدیث عبد الله بن مسعود: إِن أَحسَنَ الهَدْیِ هَدْیُ محمدٍ‌أَی أَحسَنَ الطریقِ و الهِدایة و الطریقة و النحو و الهیئة، و‌فی حدیثه الآخر: كنا نَنْظُر إِلی هَدْیهِ و دَلِّه؛ أَبو عبید: و أَحدهما قریب المعنی من الآخر؛ و قال عِمْرانُ بن حِطَّانَ: و ما كُنتُ فی هَدْیٍ علیَّ غَضاضةٌ، و ما كُنْتُ فی مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ «4» و‌فی الحدیث: الهَدْیُ الصالح و السَّمْتُ الصالِحُ جزء من خمسة و عشرین جُزءاً من النبوَّة؛ ابن الأَثیر: الهَدْیُ السِّیرةُ و الهَیْئة و الطریقة، و معنی الحدیث أَن هذه الحالَ من شمائل الأَنبیاء من جملة خصالهم و أَنها جُزْء معلوم من أَجْزاء أَفْعالهم، و لیس المعنی أَن النبوّة تتجزأ، و لا أَنَ من جمع هذه الخِلال كان فیه جزء من النُّبُوّة، فإِن النبوّةَ غیر مُكْتَسبة و لا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب، و إِنما هی كرامةٌ من الله تعالی، و یجوز أَن یكون أَراد بالنبوّة ما جاءت به النبوّة و دعت إِلیه، و تَخْصیصُ هذا العدد مما یستأْثر النبی، صلی الله علیه و سلم، بمعرفته. و كلُّ متقدِّم هادٍ. و الهَادِی: العُنُقُ لتقدّمه؛ قال المفضل النُّكْری: جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابی، و هَادِیها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ و الجمع هَوادٍ. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه بَعَثَ إِلی ضُباعةَ و ذَبَحت شاةً فطَلَب منها فقالت ما بَقِیَ منها إِلا الرَّقَبَةُ فبَعَثَ إِلیها أَن أَرْسِلی بها فإِنها هَادِیَةُ الشاةِ.و الهَادِیَةُ و الهَادِی: العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم علی البدَن و لأَنها تَهْدی الجَسَد.
(4). قوله [فی مخزاته] الذی فی التهذیب: من مخزاته.
لسان العرب، ج‌15، ص: 357
الأَصمعی: الهادِیَةُ من كل شی‌ء أَوَّلُه و ما تقَدَّمَ منه، و لهذا قیل: أَقْبَلَتْ هَوَادِی الخیلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها. و‌فی الحدیث: طَلَعَتْ هَوَادِی الخیل‌یعنی أَوائِلَها. و هَوَادِی اللیل: أَوائله لتقدمها كتقدُّم الأَعناق؛ قال سُكَیْن بن نَضْرةَ البَجَلیّ: دَفَعْتُ بِكَفِّی اللیلَ عنه و قد بَدَتْ هَوَادِی ظَلامِ اللیلِ، فالظِّلُّ غامِرُهُ و هَوَادِی الخیل: أَعْناقُها لأَنها أَولُ شی‌ء من أَجْسادِها، و قد تكون الهَوَادِی أَولَ رَعیل یَطْلُع منها لأَنها المُتَقَدِّمة. و یقال: قد هَدَت تَهْدِی إِذا تَقَدَّمتْ؛ و قال عَبِید یذكر الخیل: و غَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً، تَهْدِی أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَی یَتَقَدَّمُهن؛ و قال الأَعشی و ذكر عَشاه و أَنَّ عَصاه تَهْدِیه: إِذا كان هَادِی الفَتی فی البلادِ، صَدْرَ القَناةِ، أَطاع الأَمِیرا و قد یكون إِنما سَمَّی العَصا هَادِیاً لأَنه یُمْسِكها فهی تَهْدیه تتقدَّمه، و قد یكون من الهِدَایَةِ لأَنها تَدُلُّه علی الطریق، و كذلك الدلیلُ یسمی هَادِیاً لأَنه یَتَقَدَّم القومَ و یتبعونه، و یكون أَن یَهْدِیَهم للطریقِ. و هَادِیَاتُ الوَحْشِ: أَوائلُها، و هی هَوَادِیها. و الهَادِیَةُ: المتقدِّمة من الإِبل. و الهَادِی: الدلیل لأَنه یَقْدُمُ القومَ. و هَدَاه أَی تَقَدَّمه؛ قال طرفة: لِلْفَتَی عَقْلٌ یَعِیشُ به، حیثُ تَهْدِی ساقَه قَدَمُهْ و هَادِی السهمِ: نَصْلُه؛ و قول إمرئ القیس: كأَنَّ دِماء الهَادِیَاتِ بنَحْرِه عُصارة حِنَّاءٍ بشَیْبٍ مُرَجَّلِ یعنی به أَوائلَ الوَحْشِ. و یقال: هو یُهَادِیه الشِّعرَ، و هَادَانِی فلان الشِّعرَ و هَادَیْتُه أَی هاجانی و هاجَیْتُه. و الهَدِیَّةُ: ما أَتْحَفْتَ به، یقال: أَهْدَیْتُ له و إِلیه. و فی التنزیل العزیز: وَ إِنِّی مُرْسِلَةٌ إِلَیْهِمْ بِهَدِیَّةٍ؛قال الزجاج: جاء فی التفسیر أَنها أَهْدَتْ إِلی سُلَیْمَانَ لَبِنة ذهب، و قیل: لَبِنَ ذهب فی حریر، فأَمر سلیمان، علیه السلام، بلَبِنة الذهب فطُرحت تحت الدوابِّ حیث تَبولُ علیها و تَرُوث، فصَغُر فی أَعینهم ما جاؤُوا به، و قد ذكر أَن الهدیة كانت غیر هذا، إِلا أَن قول سلیمان: أَ تُمِدُّونَنِ بِمٰالٍ؟ یدل علی أَن الهدیة كانت مالًا. و التَّهَادِی: أَن یُهْدی بعضُهم إِلی بعض. و‌فی الحدیث: تَهَادُوا تَحابُّوا، و الجمع هَدَایا و هَدَاوَی، و هی لغة أَهل المدینة، و هَدَاوِی و هَدَاوٍ؛ الأَخیرة عن ثعلب، أَما هَدایا فعلی القیاس أَصلها هَدائی، ثم كُرهت الضمة علی الیاء فأُسكنت فقیل هَدائیْ، ثم قلبت الیاء أَلفاً استخفافاً لمكان الجمع فقیل هَداءا، كما أَبدلوها فی مَدارَی و لا حرف علة هناك إِلا الیاء، ثم كرهوا همزة بین أَلفین لأَن الهمزة بمنزلة الأَلف، إِذ لیس حرف أَقرب إِلیها منها، فصوروها ثلاث همزات فأَبدلوا من الهمزة یاء لخفتها و لأَنه لیس حرف بعد الأَلف أَقرب إِلی الهمزة من الیاء، و لا سبیل إِلی الأَلف لاجتماع ثلاث أَلفات فلزمت الیاء بدلًا، و من قال هَداوَی أَبدل الهمزة واواً لأَنهم قد یبدلونها منها كثیراً كبُوس و أُومِن؛ هذا كله مذهب سیبویه، قال ابن سیدة: و زِدْته أَنا إیضاحاً، و أَما هَدَاوِی فنادر، و أَما هَداوٍ فعلی أَنهم حذفوا الیاء من هَداوی حذفاً ثم عوض منها التنوین. أَبو زید: الهَدَاوَی لغة
لسان العرب، ج‌15، ص: 358
عُلْیا مَعَدٍّ، و سُفْلاها الهَدَایا. و یقال: أَهْدَی و هَدَّی بمعنًی و منه: أَقولُ لها هَدِّی و لا تَذْخَری لَحْمی «1» و أَهْدَی الهَدِیَّةَ إِهْداءً و هَدَّاها. و المِهْدَی، بالقصر و كسر المیم: الإِناء الذی یُهْدَی فیه مثل الطَّبَقِ و نحوه؛ قال: مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًی حِینَ تَنْسُبُه، فُقَیْرةٌ أَو قَبیحُ العَضْدِ مَكْسُورُ و لا یقال للطَّبَقِ مِهْدًی إِلَّا و فیه ما یُهْدَی. و امرأَة مِهْداءٌ، بالمد، إِذا كانت تُهْدی لجاراتها. و فی المحكم: إِذا كانت كثیرة الإِهْداء؛ قال الكمیت: و إِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْلِ، و صارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِیرا «2» و كذلك الرجل مِهْدَاءٌ: من عادته أَن یُهْدِیَ. و‌فی الحدیث: مَنْ هَدَی زُقاقاً كان له مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ؛ هو من هِدَایَةِ الطریقِ أَی من عَرَّف ضالًّا أَو ضَرِیراً طَرِیقَه، و یروی بتشدید الدال إما للمبالغة من الهِدایة، أَو من الهَدِیَّةِ أَی من تصدَّق بزُقاق من النخل، و هو السِّكَّةُ و الصَّفُّ من أَشجاره، و الهِداءُ: أَن تجی‌ءَ هذه بطعامِها و هذه بطعامها فتأْكُلا فی موضع واحد. و الهَدِیُّ و الهِدِیَّةُ: العَرُوس؛ قال أَبو ذؤیب: برَقْمٍ و وَشْیٍ كما نَمْنَمَتْ بمِشْیَتِها المُزْدهاةُ الهَدِیّ و الهِدَاء: مصدر قولك هَدَی العَرُوسَ. و هَدَی العروسَ إِلی بَعْلِها هِداء و أَهْدَاها و اهْتَدَاها؛ الأَخیرة عن أَبی علی؛ و أَنشد: كذَبْتُمْ و بَیتِ اللهِ لا تَهْتَدُونَها و قد هُدِیَتْ إِلیه؛ قال زهیر: فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ، فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء ابن بُزُرْج: و اهْتَدَی الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِلیه و ضَمَّها، و هی مَهْدِیَّةٌ و هَدِیٌّ أَیضاً، علی فَعِیلٍ؛ و أَنشد ابن بری: أَلا یا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِیّ، كرَجْعِ الوَشْمِ فی كَفِّ الهَدِیّ و الهَدِیُّ: الأَسیرُ؛ قال المتلمس یذكر طَرفة و مَقْتل عَمرو بن هِند إِیاه: كطُرَیْفَةَ بنِ العَبْدِ كان هَدِیَّهُمْ، ضَرَبُوا صَمِیمَ قَذالِه بِمُهَنَّدِ قال: و أَظن المرأَة إِنما سمیت هَدِیًّا لأَنها كالأَسِیر عند زوجها؛ قال الشاعر: كرجع الوشم فی كف الهَدِیّ قال: و یجوز أَن یكون سمیت هَدِیًّا لأَنها تُهْدَی إِلی زوجها، فهی هَدِیٌّ، فَعِیلٌ بمعنی مفعول. و الهَدْیُ: ما أُهْدِیَ إِلی مكة من النَّعَم. و فی التنزیل العزیز: حَتّٰی یَبْلُغَ الْهَدْیُ مَحِلَّهُ، و قرئ: حتی یبلغ الهَدِیُّ مَحِلَّه، بالتخفیف و التشدید، الواحدة هَدْیَةٌ و هَدِیَّةٌ؛ قال ابن بری: الذی قرأَه بالتشدید الأَعرج و شاهده قول الفرزدق: حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ و المُصَلَّی، و أَعْناقِ الهَدِیِّ مُقَلَّداتِ و شاهد الهَدِیَّةِ قولُ ساعدةَ بن جُؤَیَّة:
(1). قوله [أقول لها إلخ] صدره كما فی الأساس: لقد علمت أم الأدیبر أننی (2). قوله [اغبررن] كذا فی الأصل و المحكم هنا، و وقع فی مادة ع ف ر: اعتررن خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 359
إنی و أَیْدِیهم و كلّ هَدِیَّة مما تَثِجُّ له تَرائِبُ تَثْعَبُ و قال ثعلب: الهَدْیُ، بالتخفیف، لغة أَهل الحجاز، و الهَدِیُّ، بالتثقیل علی فَعِیل، لغة بنی تمیم و سُفْلی قیس، و قد قرئ بالوجهین جمیعاً: حَتّٰی یَبْلُغَ الْهَدْیُ مَحِلَّهُ. و یقال: ما لی هَدْیٌ إِن كان كذا، و هی یمین. و أَهْدَیْتُ الهَدْیَ إِلی بیت اللهِ إِهْدَاءً. و علیه هَدْیَةٌ أَی بَدَنة. اللیث و غیره: ما یُهْدی إِلی مكة من النَّعَم و غیره من مال أَو متاعٍ فهو هَدْیٌ و هَدِیٌّ، و العرب تسمی الإِبل هَدِیًّا، و یقولون: كم هَدِیُّ بنی فلان؛ یعنون الإِبل، سمیت هَدِیّاً لأَنها تُهْدَی إِلی البیت. غیره: و‌فی حدیث طَهْفةَ فی صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِیُّ و مات الوَدیُّ؛ الهَدِیُّ، بالتشدید: كالهَدْی بالتخفیف، و هو ما یُهْدی إِلی البَیْتِ الحَرام من النعم لتُنْحَر فأُطلق علی جمیع الإِبل و إِن لم تكن هَدِیّاً تسمیة للشی‌ء ببعضه، أَراد هَلَكَتِ الإِبل و یَبِسَتِ النَّخِیل. و‌فی حدیث الجمعة: فكأَنَّما أَهْدَی دَجاجةً و كأَنما أَهْدَی بَیْضةً؛ الدَّجاجةُ و البَیضةُ لیستا من الهَدْیِ و إِنما هو من الإِبل و البقر، و فی الغنم خلاف، فهو محمول علی حكم ما تَقدَّمه من الكلام، لأَنه لما قال أَهْدَی بدنةً و أَهْدَی بقرةً و شاة أَتْبَعه بالدَّجاجة و البیضة، كما تقول أَكلت طَعاماً و شَراباً و الأَكل یختص بالطعام دون الشراب؛ و مثله قول الشاعر: مُتَقَلِّداً سَیفاً و رُمْحاً و التَّقَلُّدُ بالسیف دون الرمح. و فلانٌ هَدْیُ بنی فلان و هَدِیُّهمْ أَی جارُهم یَحرم علیهم منه ما یَحْرُم من الهَدْی، و قیل: الهَدْیُ و الهَدِیُّ الرجل ذو الحرمة یأْتی القوم یَسْتَجِیر بهم أَو یأْخذ منهم عَهْداً، فهو، ما لم یُجَرْ أَو یأْخذِ العهدَ، هَدِیٌّ، فإِذا أَخَذ العهدَ منهم فهو حینئذ جارٌ لهم؛ قال زهیر: فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَدِیّاً، و لمْ أَرَ جارَ بَیْتٍ یُسْتَباءُ و قال الأَصمعی فی تفسیر هذا البیت: هو الرَّجل الذی له حُرمة كحُرمة هَدِیِّ البیت، و یُسْتَباء: من البَواء أَی القَوَدِ أَی أَتاهم یَسْتَجیر بهم فقَتلُوه برجل منهم؛ و قال غیره فی قِرْواشٍ: هَدِیُّكُمُ خَیْرٌ أَباً مِنْ أَبِیكُمُ، أَبَرُّ و أَوْفی بالجِوارِ و أَحْمَدُ و رجل هِدانٌ و هِداءٌ: للثَّقِیل الوَخْمِ؛ قال الأَصمعی: لا أَدری أَیّهما سمعت أَكثر؛ قال الراعی: هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ و صاحِبُ عُلْبةٍ یَری المَجْدَ أَن یَلْقی خِلاءً و أَمْرُعا «1» ابن سیدة: الهِداء الرجل الضعیف البَلید. و الهَدْیُ: السُّكون؛ قال الأَخطل: و ما هَدی هَدْیَ مَهْزُومٍ و ما نَكَلا یقول: لم یُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم و لكن علی سكون و هَدْیٍ حَسَنٍ. و التَّهادِی: مَشْیُ النِّساء و الإِبل الثِّقال، و هو مشی فی تَمایُل و سكون. و جاء فلان یُهَادَی بین اثنین إِذا كان یمشی بینهما معتمداً علیهما من ضعفه و تَمایُله. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، خرج فی مرضه الذی مات فیه یُهادَی بین رَجُلَیْن؛ أَبو عبید: معناه أَنه كان یمشی بینهما یعتمد علیهما من ضَعْفِه و تَمایُلِه، و كذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو یُهَادِیه؛ قال ذو الرمة:
(1). قوله [خلاء] ضبط فی الأصل و التهذیب بكسر الخاء.
لسان العرب، ج‌15، ص: 360
یُهَادِینَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً، كَلِیلةَ حَجْمِ الكَعْبِ رَیَّا المُخَلْخَلِ و إِذا فَعلت ذلك المرأَة و تَمایَلَتْ فی مِشْیتها من غیر أَن یُماشِیها أَحد قیل: تَهَادَی؛ قال الأَعشی: إِذا ما تأَتَّی تُریدُ القِیام، تَهَادَی كما قد رأَیتَ البَهِیرا و جئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن اللیلِ، و هَدِیٍّ لغة فی هَدْءٍ؛ الأَخیرة عن ثعلب. و الهَادِی: الراكِسُ، و هو الثَّوْرُ فی وسط البَیْدَر یَدُور علیه الثِّیرانُ فی الدِّراسة؛ و قول أَبی ذؤیب: فما فَضْلةٌ من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهَادِیَةِ الضَّحْلِ أَراد بهَادِیَةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ، و هی الصخرة المَلْساء. و الهادِیَةُ: الصخرة النابتةُ فی الماء.

هذی؛ ج15، ص: 360

: الهَذَیانُ: كلام غیر معقول مثل كلام المُبَرْسَم و المَعْتُوه. هَذَی یَهْذِی هَذْیاً و هَذَیَاناً: تكلم بكلام غیر معقول فی مرض أَو غیره، و هَذَی إِذا هذَرَ بكلام لا یفهم، و هَذَی به: ذَكَره فی هُذائه، و الاسم من ذلك الهُذَاء. و رجل هَذَّاءٌ و هَذَّاءَةٌ: یَهْذی فی كلامه أَو یهْذی بغیره؛ أَنشد ثعلب: هِذْرِیانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ، مُوشِكُ السِّقْطةِ ذُو لُبٍّ نَثِرْ هَذَی فی منْطِقه یَهْذِی و یَهْذُو. و هَذَوْتُ بالسیف: مثل هَذَذْتُ. و أَما هَذَا و هَذَان فالهاء فی هَذَا تنبیه، و ذا إِشارة إِلی شی‌ءٍ حاضر، و الأَصل ذا ضم إِلیها ها، و قد تقدم.

هرا؛ ج15، ص: 360

: الهِرَاوَةُ: العَصا، و قیل: العصا الضَّخمةُ، و الجمع هَرَاوَی، بفتح الواو علی القیاس مثل المَطایا، كما تقدم فی الإِداوةِ، و هُرِیٌّ علی غیر قیاس، و كأَن هُرِیّاً و هِرِیّاً إِنما هو علی طَرْح الزائد، و هی الأَلف فی هِراوة، حتی كأَنه قال هَرْوَة ثم جَمَعه علی فُعول كقولهم مَأْنةٌ و مُؤُونٌ و صَخْرة و صُخور؛ قال كثیر: یُنَوَّخُ ثم یُضرَبُ بالهَرَاوَی، فلا عُرْفٌ لَدَیْه و لا نَكِیرُ و أَنشد أَبو علی الفارسی: رأَیتك لا تُغْنِینَ عَنِّی نَقْرةً، إِذا اخْتَلَفَتْ فیَّ الهَرَاوَی الدَّمامِكُ قال: و یروی … الهِرِیُّ …، بكسر الهاء. و هَرَاه بالهِراوةِ یَهْرُوه هَرْواً و تَهَرَّاه: ضرَبه بالهِراوةِ؛ قال عمرو بن مِلْقَط الطائی: یَكْسی و لا یَغْرَثُ مَمْلُوكُها، إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِیَهْ و هَرَیْتُه بالعَصا: لغة فی هَرَوْتُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ قال الشاعر: و إِنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْدُ الهارْ «2» و هَرا اللحمَ هَرْواً: أَنْضَجه؛ حكاه ابن درید عن أَبی مالك وحده؛ قال: و خالفه سائر أَهل اللغة فقال هَرَأَ. و‌فی حدیث سَطِیح: و خَرج صاحبُ الهِرَاوَةِ؛ أَراد به سیدَنا رسولَ الله، صلی الله علیه و سلم، لأَنه كان یُمْسِك القَضِیب بیده كثیراً، و كان یُمْشی بالعَصا بین یدیه و تُغْرَزُ له فیُصَلِّی إِلیها، صلی الله علیه و سلم.
(2). قوله [و إن تهراه إلخ] قبله كما فی التهذیب: لا یلتوی من الوبیل القسبار
لسان العرب، ج‌15، ص: 361
و‌فی الحدیث: أَنه قال لحَنِیفةِ «1» النَّعَمِ، و قد جاء معه بیَتیمٍ یَعْرِضُه علیه، و كان قد قارَبَ الاحتِلامَ و رآه نائماً فقال: لعَظُمَت هذه هِراوةُ یَتیمٍ‌أَی شَخْصُه و جُثَّتُه، شبَّهه بالهِرَاوَة، و هی العَصا، كأَنه حِینَ رآه عظیم الجُثّة اسْتَبْعَدَ أَن یقال له یتیم لأَنّ الیُتْم فی الصِّغَر. و الهُرْیُ: بیت كبیر ضَخْم یُجْمَع فیه طَعام السُّلْطانِ، و الجمع أَهْرَاء؛ قال الأَزهریّ: و لا أَدرِی أَ عربی هو أَم دخیل. و هَراةُ: مَوضِعٌ، النسب إِلیه هَرَوِیٌّ، قلبت الیاء واواً كراهیة توالی الیاءَات؛ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَنّ لام هراة یاء لأَن اللام یاء أَكثر منها واواً، و إِذا وقفت علیها وقفت بالهاء، و إِنما قیل مُعاذ الهَرَّاء لأَنه كان یَبِیع الثیابَ الهَرَوِیّة فَعُرِفَ بها و لُقِّب بها؛ قال شاعر من أَهل هَراةَ لما افتتحها عبد الله بن خازم سنة 66: عاوِدْ هَرَاةَ، و إِنْ مَعْمُورُها خَرِبا، و أَسْعِدِ الیومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا و ارْجِعْ بِطَرْفِكَ نَحْوَ الخَنْدَقَیْنَ تَرَی رُزءاً جَلیلًا، و أَمْراً مُفْظِعاً عَجَبا: هاماً تَزَقَّی و أَوْصالًا مُفَرَّقةً، و مَنْزِلًا مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرِبا لا تَأْمَنَنْ حَدَثاً قَیْسٌ و قد ظَلَمَتْ، إِنْ أَحْدَثَ الدَّهْرُ فی تَصْرِیفه عُقَبا مُقَتَّلُون و قَتّالونَ، قد عَلِمُوا أَنَّا كذلِك نَلْقَی الحَرْبَ و الحَرَبا و هَرَّی فلان عِمامته تَهْرِیَةً إذا صَفَّرها؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: رَأَیْتُكَ هَرَّیْتَ العِمامَةَ بَعْدَ ما أَراك زماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ و فی التهذیب: … حاسِراً لا تَعَصَّبُ؛ معناه جعلتها هَرَوِیة، و قیل: صَبَغْتَها و صفَّرتها، و لم یسمع بذلك إِلا فی هذا الشعر، و كانت ساداتُ العرب تَلْبَسُ العمَائم الصُّفر، و كانت تُحمَل من هَراةَ مَصْبوغةً فقیل لمن لَبِسَ عمامة صفراء: قد هَرَّی عِمامته، یرید أَن السید هو الذی یتَعمَّم بالعِمامة الصفراء دون غیره. و قال ابن قتیبة: هَرَّیت العِمامة لبستها صَفْراء. ابن الأَعرابی: ثوب مُهَرًّی إِذا صبغ بالصَّبِیب، و هو ماء ورق السمسم، و مُهَرًّی أَیضاً إِذا كان مصبوغاً كلون المِشْمِش و السِّمسم. ابن الأَعرابی: هَارَاه إِذا طانَزَه، و راهاه إِذا حامَقَه. و الهِرَاوَةُ: فَرس الرَّیان بن حُوَیْصٍ. قال ابن بری: قال أَبو سعید السیرافی عند قول سیبویه عَزَبٌ و أَعْزابٌ فی باب تكسیر صفة الثلاثی: كان لعبد القیس فرس یقال لها هِرَاوَةُ الأَعْزاب، یركبها العَزَبُ و یَغْزُو علیها، فإِذا تأَهَّل أَعْطَوْها عَزَباً آخر؛ و لهذا یقول لبید: یَهْدِی أَوائِلَهُنّ كُلُّ طِمِرَّةٍ جَرْداء مِثْلِ هِرَاوَةِ الأَعْزابِ قال ابن بری: انقضی كلام أَبی سعید، قال: و البیت لعامر بن الطفیل لا للبید. و ذكر ابن الأَثیر فی هذه الترجمة قال: و‌فی حدیث أَبی سلمة أَنه، علیه السلام، قال ذاك الهُرَاء شیطان
(1). قوله [و فی الحدیث إنه قال لحنیفة إلخ] نص التكملة: و فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أن حنیفة النعم أتاه فأشهده لیتیم فی حجره بأربعین من الإِبل التی كانت تسمی المطیبة فی الجاهلیة فقال النبی، صلی الله علیه و سلم: فأین یتیمك یا أبا حذیم؟ و كان قد حمله معه، قال: هو ذاك النائم، و كان یشبه المحتلم. فقال، صلی الله علیه و سلم: لعظمت هذه هِرَاوَة یتیم، یرید شخص الیتیم و شطاطه شبه بالهراوة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 362
وُكِّل بالنُّفوس، قیل: لم یسمع الهُرَاء أَنه شیطان إِلا فی هذا الحدیث، قال: و الهُراء فی اللغة السَّمْحُ الجَوادُ و الهَذَیانُ، و الله أَعلم.

هسا؛ ج15، ص: 362

: ابن الأَعرابی: الأَهْسَاء المُتَحَیِّرُونَ.

هصا؛ ج15، ص: 362

: ابن الأَعرابی: هاصاهُ إِذا كسر صلبه، و صاهاهُ: ركب صَهْوَته. و الأَهصاء: الأَشِداء. و هَصا إِذا أَسَنَّ.

هضا؛ ج15، ص: 362

: ابن الأَعرابی: هاضاهُ إِذا اسْتَحْمَقَه و اسْتَخَفَّ به. و الأَهْضَاء: الجَماعات من الناس.

هطا؛ ج15، ص: 362

: ابن الأَعرابی: هطا إِذا رَمَی، و طها إِذا وَثَب.

هفا؛ ج15، ص: 362

: هَفا فی المشی هَفْواً و هَفَواناً: أَسرع و خَفَّ فیه، قالها فی الذی یَهْفُو بین السماء و الأَرض. و هَفَا الظَّبْی یَهْفُو علی وجه الأَرض هَفْواً: خَفَّ و اشْتَدَّ عَدْوُه. و مرَّ الظبیُ یَهْفُو: مثل قولك یَطْفُو؛ قال بشر یصف فرساً: یُشَبِّه شَخْصُها، و الخَیْلُ تَهْفُو هُفُوًّا، ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ و هَوَافِی الإِبل: ضَوالُّها كهَوامِیها. و‌روی أَن الجارُودَ سأَل النبی، صلی الله علیه و سلم، عن هَوَافِی الابِلِ، و قال قوم هَوامِی الإِبل؛ واحدتها هافِیةٌ من هَفا الشی‌ء یَهْفُو إِذا ذَهَب. و هَفا الطائرُ إِذا طارَ، و الرِّیحُ إِذا هَبَّتْ. و‌فی حدیث عثمان، رضی الله عنه: أَنه وَلَّی أَبا غاضِرةَ الهَوَافِیَ‌أَی الإِبلَ الضَّوالَّ. و یقال للظلیم إِذا عَدا: قد هَفا، و یقال الأَلف اللینة هافِیةٌ فی الهَواء. و هَفا الطائرُ بجناحَیْهِ أَی خَفَقَ و طارَ؛ قال: و هْوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، مِرْجَمُ حَرْبٍ تَلْتَظِی حِرابُه قال ابن بری: و كذلك القَلْبُ و الرِّیحُ بالمطر تَطْرُدُه، و الهَفَاء ممدود منه؛ قال: أَ بَعْدَ انْتِهاء القَلْبِ بَعْدَ هَفَائِه، یَرُوحُ عَلَیْنا حُبُّ لَیْلَی و یَغْتَدِی؟ و قال آخر: أُولئكَ ما أَبْقَیْنَ لی مِنْ مُرُوءتی هَفَاء، و لا أَلْبَسْنَنی ثَوبَ لاعِبِ و قال آخر: سائلةُ الأَصْداغِ یَهَفُو طاقُها و الطاقُ: الكِساء، و أَورد الأَزهری هذا البیت فی أثناء كلامه علی وهف؛ و قال آخر: یا ربِّ فَرِّقْ بَیْنَنا، یا ذا النِّعَمْ، بشَتْوةٍ ذاتِ هَفَاء و دِیَمْ و الهَفْوَةُ: السَّقْطة و الزَّلَّة. و قد هَفا یَهْفُو هَفْواً و هَفْوةً. و الهَفْوُ: الذَّهاب فی الهواء و هَفَا الشی‌ء فی الهواء: ذهب. و هَفَت الصُّوفة فی الهَواء تَهْفُو هَفْواً و هُفُوًّا: ذهبت، و كذلك الثوب. و رَفارِفُ الفُسطاط إِذا حرّكته الرّیح قلت: یَهْفُو و تَهْفُو به الرّیح، و هَفَت به الرّیحُ: حرَّكته و ذَهَبت به. و‌فی حدیث علی، رضوان الله علیه: إِلی مَنابِتِ الشِّیحِ و مَهَافِی الرِّیحِ؛ جمع مَهْفًی و هو موضع هُبُوبها فی البراری. و‌فی حدیث معاویة: تَهْفُو منه الرِّیحُ بجانِبٍ كأَنه جَناحُ نَسْرٍ، یعنی بیتاً تهُبُّ من جانبه الرِّیحُ، و هو فی صغره كجناح نَسْر. و هَفَا الفُؤاد: ذهَب فی أَثر الشی‌ء و طَرِبَ. أَبو سعید: الهَفَاءة خَلَقَةٌ تَقْدُم الصَّبِیرَ، لیست من الغیم فی شی‌ء غیر أَنها تَسْتُر عنك الصَّبِیرَ، فإِذا جاوَزَت
لسان العرب، ج‌15، ص: 363
بذلك الصَّبیر «1»، و هو أَعْناقُ الغَمامِ السَّاطِعة فی الأُفُق، ثم یَرْدُفُ الصِّبِیرَ الحَبیُّ، و هو ما اسْتَكَفَّ منه، و هو رَحا السَّحابَة، ثم الرَّبابُ تحت الحَبیِّ، و هو الذی یَقْدُم الماء، ثم روادفُه بعد ذلك؛ و أَنشد: ما رَعَدَتْ رَعْدَةً و لا بَرَقَتْ، لكِنَّها أَنْشَأَت لَنا خَلَقَهْ فالماءُ یَجْرِی و لا نِظامَ لهُ، لو یَجِدُ الماءُ مَخْرَجاً خَرَقَهْ قال: هذه صفة غیث لم یكن برِیحٍ و لا رَعْدٍ و لا بَرْق، و لكن كانت دِیمةً، فوصف أَنها أَغْدَقَتْ حتی جَرَت الأَرضُ بغیرِ نظام، و نِظامُ الماء الأَوْدِیةُ. النضر: الأَفاء القِطَعُ من الغیم، و هی الفِرَقُ یَجِئن قِطَعاً كما هی، قال أَبو منصور: الواحدة أَفاءةٌ، و یقال هَفَاءةٌ أَیضاً. و الهَفَا، مقصور: مطر یَمْطُر ثم یَكُفُّ. أَبو زید: الهَفَاءَة، و جمعها الهَفَاء، نحو من الرِّهْمة. العنبری: أَفاءٌ و أَفاءة؛ النضر: هی الهَفَاءة و الأَفاءة و السُّدُّ و السَّماحِیقُ و الجِلْبُ و الجُلْبُ. غیره: أَفاء و أَفاءةٌ كأَنه أَبدل من الهاء همزة، قال: و الهَفَاء من الغَلَط و الزَّلَل مثله؛ قال أَعرابی خیَّرَ امرأَته فاختارت نفسها فَنَدم: إِلی الله أَشْكُو أَنَّ مَیّاً تَحَمَّلَتْ بِعَقْلِیَ مَظلوماً، و وَلَّیْتُها الأَمْرَا هَفَاء مِن الأَمْرِ الدَّنِیِّ، و لم أُرِدْ بها الغَدْرَ یَوماً، فاسْتجازَت بیَ الغَدْرا و هَفَتْ هافِیةٌ من الناس: طَرَأَتْ، و قیل: طَرَأَتْ عن جَدْب، و المعروف هَفَّتْ هافَّةٌ. و رجل هَفاةٌ: أَحْمق. و الأَهْفَاء: الحَمْقَی من الناس. و الهَفْو: الجُوع. و رجل هافٍ: جائع. و فلان جائع یَهْفُو فُؤادُه أَی یَخْفِقُ. و الهَفْوَةُ: المَرُّ الخفیف. و الهَفاةُ: النَّظْرَةُ «2»

هقی؛ ج15، ص: 363

: هقَی الرجل یَهْقِی هَقْیاً و هَرَف یَهْرِفُ: هَذی فأَكثر؛ قال: أَ یُتْرَكُ عَیرٌ قاعِدٌ وَسْطَ ثَلَّةٍ، وِعالاتُها تَهْقِی بأُمِّ حَبِیبِ؟ و أَنشد ابن سیدة: لو أَنَّ شَیْخاً رَغِیبَ العَیْنِ ذا أَبَلٍ یَرْتادُه لِمَعَدٍّ كُلِّها لَهَقَی قوله: ذا أَبَلٍ أَی ذا سِیاسةٍ للأُمور و رِفْق بها. و فلان یَهْقِی بفلان: یَهْذِی؛ عن ثعلب. و هَقَی فلان فلاناً یَهْقِیه هَقْیاً: تَناوَله بمكروه و بقَبیح. و أَهْقَی: أَفْسَدَ. و هَقَی قلبُه: كهَفَا؛ عن الهجری؛ و أَنشد: فغَصَّ بِریقه و هَقَی حَشاه

هكا؛ ج15، ص: 363

: الأَزهری: هاكاهُ إِذا استصغر عَقْلَه، و كاهاهُ فاخَره، و قد تقدم.

هلا؛ ج15، ص: 363

: هَلا: زجر للخیل، و قد یستعار للإِنسان؛ قالت لیلی الأَخیلیة: و عَیَّرْتَنی داءً بأُمِّكَ مثلُه، و أَیُّ حَصانٍ لا یقالُ لها هَلَی؟ قال ابن سیدة: و إِنما قضینا علی أَن لام هلی یاء لأَن اللام یاء أَكثر منها واواً، و هذه الترجمة ذكرها الجوهری فی باب الأَلف اللینة، و قال: إِنه باب مبنی
(1). قوله [فإذا جاوزت بذلك الصبیر] كذا فی الأصل و تهذیب الأَزهری حرفاً فحرفاً و لا جواب لإذا، و لعله فذلك الصبیر، فتحرفت الفاء بالباء (2). قوله [و الهَفَاة النظرة] تبع المؤلف فی ذلك الجوهری و غلطه الصاغانی، و قال: الصواب المطرة بالمیم و الطاء، و تبعه المجد.
لسان العرب، ج‌15، ص: 364
علی أَلفات غیر منقلبات من شی‌ء، و قد قال ابن سیدة كما تری إِنه قضی علیها أَنَّ لامها یاء، و الله أَعلم؛ قال أَبو الحسن المدائنی لما قال الجعدی للیلی الأَخیلیة: أَلا حَیِّیا لَیْلی و قُولا لها: هَلا فقد رَكِبَتْ أَمْراً أَغْرَّ مُحَجَّلا قالت له: تُعَیِّرُنا داءً بأُمِّكَ مِثْلُه، و أَیُّ حَصانٍ لا یقالُ لها هَلا؟ فغلبته: قال و هَلا زجر یُزْجَر به الفرس الأَنثی إذا أُنزِی علیها الفحل لتَقِرَّ و تَسْكُن.فی حدیث ابن مسعود: إذا ذكر الصالحون فَحَیَّهَلًا بعُمر‌أَی أَقْبِل و أَسْرِعْ أَی فأَقْبِل بعمر و أَسْرِعْ، قال: و هی كلمتان جعلتا واحدة. فَحیَّ بمعنی أَقبِل، و هَلَا بمعنی أَسْرِعْ، و قیل: بمعنی اسكُتْ عند ذكره حتی تَنْقَضیَ فضائله. و فیها لغات، و قد تقدم الحدیث علی ذلك. أَبو عبید: یقال للخیل هی أَی أَقْبِلی «1»، و هَلًا أَی قِرِّی، و أَرْحِبی أَی توَسَّعِی و تَنَحَّیْ. الجوهری: هَلا زَجْرٌ للخیل أی تَوسَّعی و تَنَحَّیْ، و للناقة أَیضاً؛ و قال: حتی حَدَوْناها بِهَیْدٍ و هَلا، حتی یُری أَسْفَلُها صارَ عَلا و هما زجران للناقة، و یُسكَّن بها الإِناث عند دُنُوّ الفحل منها. و أَما هَلَّا، بالتشدید، فأَصلها لا، بنیت مع هَلْ فصار فیها معنی التحضیض، كما بنوا لو لا و أَلَّا جعلوا كل واحدة مع لا بمنزلة حرف واحد و أَخلصوهن للفعل حیث دخل فیهن معنی التحضیض. و‌فی حدیث جابر: هلَّا بكراً تُلاعِبُها و تُلاعِبُكَ؛ قال: هلَّا، بالتشدید، حرف معناه الحَثُّ و التَّحْضیض. و ذهب بذی هِلِّیَانٍ [هِلِّیَانَ و بذِی بِلِّیانٍ [بِلِّیانَ و قد یصرف أَی حیث لا یُدْرَی أَین هو. و الهِلْیَوْنُ: نبت عربی معروف، واحدته هِلْیَوْنَةٌ.

همی؛ ج15، ص: 364

: هَمَتْ عینُه هَمْیاً و هُمِیًّا و هَمَیَاناً: صَبَّتْ دمعها؛ عن اللحیانی، و قیل: سالَ دَمْعُها، و كذلك كلُّ سائل من مطر و غیره، قال: و لیس هذا من الهائم فی شی‌ء؛ قال مُساوِر بن هند: حتی إذا أَلْقَحْتها تَقَمَّما، و احْتَمَلَتْ أَرْحامُها منه دَمَا، مِن آیِلِ الماء الذی كان هَمَی آیلُ الماء: خاثِرُه، و قیل: الذی قد أَتی علیه الدهرُ، و هو بالخاثر هنا أَشبه لأَنه إِنما یصف ماء الفحل، و هَمَت السماء. ابن سیدة: و هَمَت عینُه تَهْمُو صَبَّتْ دُموعها، و المعروف تَهْمِی، و إِنما حكی الواو اللحیانی وحده. و الأَهْمَاء: المیاه السائلة. ابن الأَعرابی: هَمَی و عَمی كل ذلك إذا سالَ. ابن السكیت: كلُّ شی‌ءٍ سَقَطَ منك و ضاعَ فقد هَمَی یَهْمِی. و هَمَی الشَّی‌ءُ هَمْیاً: سقط؛ عن ثعلب. و هَمَتِ النَّاقةُ هَمْیاً: ذَهَبَتْ علی وجْهها فی الأَرض لرَعْیٍ و لغیره مُهْمَلةً بلا راعٍ و لا حافظ، و كذلك كلُّ ذاهِبٍ و سائلٍ. و الهِمْیانُ: هِمْیانُ الدراهم، بكسر الهاء، الذی تُجعل فیه النَّفَقَةُ. و الهِمْیانُ: شِدادُ السَّراوِیل؛ قال ابن دُرَیْد: أَحسبه فارسّیاً معرَّباً. و هِمْیانُ [هُمْیانُ بنُ قُحافَة السَّعْدِی: اسم شاعر، تكسر هاؤُه و ترفع. و الهَمَیانُ: موضع؛ أَنشد ثعلب: و إِنَّ امْرأً أَمْسَی، و دُونَ حَبِیبِه سَواسٌ فوادِی الرَّسِّ فالهَمَیانِ
(1). قوله [یقال للخیل هی أَی أقبلی] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 365
لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْیِ، بَعْدَ اقْتِرابِه، و مَعْذُورةٌ عَیْناهُ بالهَمَلانِ و هَمَتِ الماشیةُ إذا نَدَّت للرَّعْی. و هوامِی الإِبل: ضَوالُّها. و‌فی الحدیث: أَنَّ رجلًا سأَل النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، فقال إِنَّا نُصِیبُ هَوامِیَ الإِبلِ، فقال لضالَّةُ المُؤْمِنِ حَرَقُ النارِ؛ أَبو عبیدة: الهَوَامِی الإِبلُ المُهمَلة بلا راعٍ، و قد هَمَتْ تَهْمِی فهی هَامِیةٌ إذا ذَهَبَتْ علی وَجْهِها؛ ناقة هامِیَةٌ و بَعیر هامٍ، و كلُّ ذاهِبٍ و جارٍ من حَیوانٍ أَو ماء فهو هامٍ؛ و منه: هَمَی المطرُ، و لعله مقلوب من هامَ یَهِیمُ. و كلُّ ذاهب و سائل من ماءٍ أَو مطر أَو غیره فقد هَمَی؛ و أَنشد: فَسَقَی دِیارَكِ، غَیْرَ مُفْسِدِها، صَوْبُ الرَّبِیعِ و دِیمةٌ تَهْمِی یعنی تسِیل و تَذْهَب. اللیث: هَمَی اسم صنم؛ و قول الجعدی أَنشده أَبو الهیثم: مِثْلُ هِمْیَانِ العَذَارَی بَطْنُه، یَلْهَزُ الرَّوْضَ بِنُقْعانِ النَّفَلْ و یروی: أَبْلَقُ الحَقْوَیْنِ مَشْطُوبُ الكَفَل مَشْطُوبٌ أَی فی عجزه طرائقُ أَی خُطوطٌ و شُطُوبٌ طویل غیر مُدَّورٍ، و الهِمْیَانُ: المِنْطَقةُ؛ یقول: بَطْنُه لَطِیف یُضَمُّ بَطْنُه كما یُضَمُّ خَصْرُ العَذْراء، و إنما خص العَذْراء بضمّ البطنِ دون الثیِّبِ لأَن الثیِّب إذا وَلَدت مرة عَظُم بَطنُها. و الهِمْیانُ: المِنْطَقة كُنَّ یَشددن به أَحْقِیَهُنَّ، إما تِكَّةٌ و إما خَیْطٌ، و یَلْهَزُ: یأْكل، و النُّقْعانُ: مُسْتَقَرُّ الماء. و یقال: هَما و الله لقد قال كذا، بمعنی أَمَا و الله.

هنا؛ ج15، ص: 365

: مَضَی هِنْوٌ من اللیل أَی وقت. و الهِنْوُ: أَبو قَبِیلةٍ أَو قَبائلَ، و هو ابن الأَزْدِ. و هَنُ المرأَةِ: فَرْجُها، و التَّثنیة هَنانِ علی القیاس، و حكی سیبویه هَنانانِ، ذكره مستشهداً علی أَنَّ كِلا لیس من لفظ كُلٍّ، و شرحُ ذلك أَنّ هَنانانِ لیس تثنیة هَنٍ، و هو فی معناه، كسِبَطْرٍ لیس من لفظ سَبِط، و هو فی معناه. أَبو الهیثم: كل اسم علی حرفین فقد حذف منه حرف. و الهَنُ: اسم علی حرفین مثل الحِرِ علی حرفین، فمن النحویین من یقول المحذوف من الهَنِ و الهَنةِ الواو، كان أَصله هَنَوٌ، و تصغیره هُنَیٌّ لما صغرته حركت ثانِیَه ففتحته و جعلت ثالث حروفه یاء التصغیر، ثم رددت الواو المحذوفة فقلت هُنَیْوٌ، ثم أَدغمت یاءَ التصغیر فی الواو فجعلتها یاء مشددة، كما قلنا فی أَب و أَخ إنه حذف منهما الواو و أَصلهما أَخَوٌ و أَبَوٌ؛ قال العجاج یصف ركاباً قَطَعَتْ بَلَداً: جافِینَ عُوجاً مِن جِحافِ النُّكتِ، و كَمْ طَوَیْنَ مِنْ هَنٍ و هَنَت أَی من أَرضٍ ذَكَرٍ و أَرضٍ أُنثی، و من النحویین من یقول أَصلُ هَنٍ هَنٌّ، و إذا صغَّرت قلت هُنَیْنٌ؛ و أَنشد: یا قاتَلَ اللهُ صِبْیاناً تَجِی‌ءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَیْنِینَ مِنْ زَندٍ لها وارِی و أَحد الهُنَیْنِینَ هُنَیْنٌ، و تكبیر تصغیره هَنٌّ ثم یخفف فیقال هَنٌ. قال أَبو الهیثم: و هی كِنایة عن الشَّی‌ء یُسْتَفْحَش ذكره، تقول: لها هَنٌ ترید لها حِرٌ كما قال العُمانی: لها هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأَرْكانِ،
لسان العرب، ج‌15، ص: 366
أَقْمَرُ تَطْلِیهِ بِزَعْفَرانِ، كأَنَّ فیه فِلَقَ الرُّمَّانِ فكنی عن الحِرِ بالهَنِ، فافْهَمْه. و قولهم: یا هَنُ أَقْبِلْ یا رجل أَقْبِلْ، و یا هَنانِ أَقْبِلا و یا هَنُونَ أَقْبِلوا، و لك أَن تُدخل فیه الهاء لبیان الحركة فتقول یا هَنَهْ، كما تقول لِمَهْ و مٰالِیَهْ و سُلْطٰانِیَهْ، و لك أَن تُشبع الحركة فتتولد الأَلف فتقول یا هَناة أَقْبِلْ، و هذه اللفظة تختص بالنداء خاصة و الهاء فی آخره تصیر تاء فی الوصل، معناه یا فلان، كما یختص به قولهم یا فُلُ و یا نَوْمانُ، و لك أَن تقول یا هَناهُ أَقْبل، بهاء مضمومة، و یا هَنانِیهِ أَقْبِلا و یا هَنُوناهُ أَقْبِلوا، و حركة الهاء فیهن منكرة، و لكن هكذا روی الأَخفش؛ و أَنشد أَبو زید فی نوادره لإمرئ القیس: و قد رابَنی قَوْلُها: یا هَناهُ، ویْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرْ یعنی كنا مُتَّهَمَیْن فحققت الأَمر، و هذه الهاء عند أَهل الكوفة للوقف، أَ لا تری أَنه شبهها بحرف الإِعراب فضمَّها؟ و قال أَهل البصرة: هی بدل من الواو فی هَنُوك و هَنَوات، فلهذا جاز أَن تضمها؛ قال ابن بری: و لكن حكی ابن السَّراج عن الأَخفش أَنَّ الهاءَ فی هَناه هاه السكت، بدلیل قولهم یا هَنانِیهْ، و استبعد قول من زعم أَنها بدل من الواو لأَنه یجب أَن یقال یا هناهان فی التثنیة، و المشهور یا هَنانِیهْ، و تقول فی الإِضافة یا هَنی أَقْبِلْ، و یا هَنَیَّ أَقْبِلا، و یا هَنِیَّ أَقْبِلُوا، و یقال للمرأَة یا هَنةُ أَقْبلی، فإذا وقفت قلت یا هَنَهْ؛ و أَنشد: أُریدُ هَناتٍ منْ هَنِینَ و تَلْتَوِی علیَّ، و آبی مِنْ هَنِینَ هَناتِ و قالوا: هَنْتٌ، بالتاء ساكنة النون، فجعلوه بمنزلة بِنْت و أُخْت و هَنْتانِ و هَناتٍ، تصغیرها هُنَیَّةٌ و هُنَیْهةٌ، فهُنَیَّة علی القیاس، و هُنَیْهة علی إبدال الهاء من الیاء فی هُنَیَّة للقرب الذی بین الهاء و حروف اللین، و الیاء فی هُنَیَّة بدل من الواو فی هُنَیْوة، و الجمع هَنات علی اللفظ، و هَنَوات علی الأَصل؛ قال ابن جنی: أَما هَنْت فیدلّ علی أَن التاء فیها بدل من الواو قولهم هَنَوات؛ قال: أَری ابنَ نِزارٍ قد جَفانی و مَلَّنی علی هَنَوَاتٍ، شَأْنُها مُتَتابعُ و قال الجوهری فی تصغیرها هُنَیَّة، تردُّها إلی الأَصل و تأْتی بالهاء، كما تقول أُخَیَّةٌ و بُنَیَّةٌ، و قد تبدل من الیاء الثانیة هاء فیقال هُنَیْهة. و‌فی الحدیث: أَنه أَقام هُنَیَّةً‌أَی قلیلًا من الزمان، و هو تصغیر هَنةٍ، و یقال هُنَیْهةٌ أَیضاً، و منهم من یجعلها بدلًا من التاء التی فی هَنْت، قال: و الجمع هَناتٌ، و من ردّ قال هَنَوَات؛ و أَنشد ابن بری للكمیت شاهداً لهَناتٍ: و قالتْ لیَ النَّفْسُ: اشْعَبِ الصَّدْعَ، و اهْتَبِلْ لإِحْدی الهَنَاتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها و‌فی حدیث ابن الأَكوع: قال له أَ لا تُسْمِعنُا من هَنَاتِك‌أَی من كلماتك أَو من أَراجیزك، و‌فی روایة: من هُنَیَّاتِك، علی التصغیر، و‌فی أُخری: من هُنَیْهاتِك، علی قلب الیاء هاء. و فی فلان هَنَوَاتٌ أَی خَصْلات شرّ، و لا یقال ذلك فی الخیر. و‌فی الحدیث: ستكون هَناتٌ و هَناتٌ فمن رأَیتموه یمشی إلی أُمة محمد لیُفَرِّقَ جماعتهم فاقتلوه، أَی شُرورٌ و فَسادٌ، و واحدتها هَنْتٌ، و قد تجمع علی هَنَواتٍ، و قیل: واحدتها هَنَةٌ تأْنیث
لسان العرب، ج‌15، ص: 367
هَنٍ، فهو كنایة عن كل اسم جنس. و‌فی حدیث سطیح: ثم تكون هَنَاتٌ و هَنَاتٌ‌أَی شَدائدُ و أُمور عِظام. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه دخل علی النبی، صلی الله علیه و سلم، و فی البیت هَنَاتٌ من قَرَظٍ‌أَی قِطَعٌ متفرقة؛ و أَنشد الآخر فی هَنَوَات: لَهِنَّكِ من عَبْسِیَّةٍ لَوَسِیمةٌ علی هَنَواتٍ كاذِبٍ مَن یَقُولُها و یقال فی النّداء خاصة: یا هَناهْ، بزیادة هاء فی آخره تصیر تاء فی الوصل، معناه یا فلانُ، قال: و هی بدل من الواو التی فی هَنُوك و هَنَوات؛ قال إمرؤ القیس: و قد رابَنی قَوْلُها: یا هَنَاهُ، وَیْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّ قال ابن بری فی هذا الفصل من باب الأَلف اللینة: هذا وهم من الجوهری لأَن هذه الهاء هاء السكت عند الأَكثر، و عند بعضهم بدل من الواو التی هی لام الكلمة منزلة منزلة الحرف الأَصلی، و إنما تلك الهاء التی فی قولهم هَنْت التی تجمع هَنات و هَنَوات، لأَن العرب تقف علیها بالهاء فتقول هَنَهْ، و إذا وصلوها قالوا هَنْت فرجعت تاء، قال ابن سیدة: و قال بعض النحویین فی بیت إمرئ القیس، قال: أَصله هناوٌ، فأَبدل الهاء من الواو فی هنوات و هنوك، لأَن الهاء إذا قَلَّت فی بابِ شَدَدْتُ و قَصَصْتُ فهی فی بابِ سَلِسَ و قَلِقَ أَجْدَرُ بالقِلة فانضاف هذا إلی قولهم فی معناه هَنُوكَ و هَنواتٌ، فقضینا بأَنها بدل من الواو، و لو قال قائل إن الهاء فی هَنَاه إنما هی بدل من الأَلف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هناه، إذ أَصله هَناوٌ ثم صارَ هَناءً، كما أَن أَصل عَطاء عَطاوٌ ثم صار بعد القلب عطاء، فلما صار هناء و التَقَت أَلفان كره اجتماع الساكنین فقلبت الأَلف الأَخیرة هاء، فقالوا هناه، كما أَبدلَ الجمیعُ من أَلف عطاء الثانیة همزة لئلا یجتمع همزتان، لكان قولًا قویًّا،، و لكان أَیضاً أَشبه من أَن یكون قلبت الواو فی أَوّل أَحوالها هاء من وجهین: أَحدهما أَن من شریطة قلب الواو أَلفاً أَن تقع طرَفاً بعد أَلف زائدة و قد وقعت هنا كذلك، و الآخر أَن الهاء إلی الأَلف أَقرب منها إلی الواو، بل هما فی الطرفین، أَ لا تری أَن أَبا الحسن ذهب إلی أَن الهاء مع الأَلف من موضع واحد، لقرب ما بینهما، فقلب الأَلف هاء أقرب من قلب الواو هاء؟ قال أَبو علی: ذهب أَحد علمائنا إلی أَن الهاء من هَناه إنما أُلحقت لخفاء الأَلف كما تلحق بعد أَلف الندبة فی نحو وا زیداه، ثم شبهت بالهاء الأَصلیة فحركت فقالوا یا هناه. الجوهری: هَنٌ، علی وزن أَخٍ، كلمة كنایة، و معناه شی‌ء، و أَصله هَنَوٌ. یقال: هذا هَنُكَ أَی شیئك. و الهَنُ: الحِرُ؛ و أَنشد سیبویه: رُحْتِ، و فی رِجْلَیْكِ ما فیهما، و قد بَدا هَنْكِ منَ المِئْزَرِ إنما سكنه للضرورة. و ذهَبْت فهَنَیْت: كنایة عن فعَلْت من قولك هَنٌ، و هُما هَنوانِ، و الجمع هَنُونَ، و ربما جاءَ مشدَّداً للضرورة فی الشعر كما شددوا لوًّا؛ قال الشاعر: أَلا لیْتَ شِعْری هَلْ أَبیتَنَّ لیْلةً، و هَنِّیَ جاذٍ بینَ لِهْزِمَتَیْ هَنِ؟ و‌فی الحدیث: من تَعَزَّی بعَزاء الجاهِلِیَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبیه و لا تَكْنُوا‌أَی قولوا له عَضَّ بأَیْرِ أَبیكَ. و‌فی حدیث أَبی ذر: هَنٌ مثل الخَشبة غیر أَنی لا أَكْنی‌یعنی أَنه أَفْصَحَ باسمه، فیكون قد قال أَیْرٌ مثلُ الخَشبةِ، فلما أَراد أَن یَحكی كَنی عنه. و قولهم: مَن یَطُلْ هَنُ أَبیهِ یَنْتَطِقْ به أَی یَتَقَوَّی بإخوته؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 368
و هو كما قال الشاعر: فلَوْ شاء رَبی، كان أَیْرُ أَبیكُمْ طَویلًا كأَیْرِ الحرِثِ بن سَدُوسِ و هو الحَرِثُ بن سَدُوسِ بن ذُهْل بن شَیْبانَ، و كان له أَحد و عشرون ذكراً. و‌فی الحدیث: أَعُوذُ بكَ من شَرَّ هَنِی، یعنی الفَرْج. ابن سیدة: قال بعض النحویین هَنانِ و هَنُونَ أَسماء لا تنكَّر أَبداً لأَنها كنایات و جاریة مجری المضمرة، فإِنما هی أَسماء مصوغة للتثنیة و الجمع بمنزلة اللَّذَیْنِ و الذِین، و لیس كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زید و عمرو، أَ لا تری أَن تعریف زید و عمرو إنما هما بالوضع و العلمیة، فإذا ثنیتهما تنكَّرا فقلت رأَیت زیدین كریمین و عندی عَمْرانِ عاقِلانِ، فإِن آثرت التعریف بالإِضافة أَو باللام قلت الزیدان و العَمران و زَیْداك و عَمْراك، فقد تَعَرَّفا بعد التثنیة من غیر وجه تَعَرُّفهما قبلها، و لحقا بالأَجناس ففارقا ما كانا علیه من تعریف العلمیة و الوضع؛ و قال الفراء فی قول إمرئ القیس: و قد رابَنی قَوْلُها: یا هناهُ، وَیْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرْ قال: العرب تقول یا هَن أَقبل، و یا هَنوان أَقبلا، فقال: هذه اللغة علی لغة من یقول هنوات؛ و أَنشد المازنی: علی ما أَنَّها هَزِئَتْ و قالتْ: هَنُونَ أَحنّ مَنشَؤُه قریبُ «2» فإنْ أَكْبَرْ، فإنی فی لِداتی، و غایاتُ الأَصاغِر للمَشِیب قال: إنما تهزأ به، قالت: هنون هذا غلام قریب المولد و هو شیخ كبیر، و إنما تَهَكَّمَ به، و قولها: أَحنّ أَی وقع فی محنة، و قولها: منشؤه قریب أَی مولده قریب، تسخر منه. اللیث: هنٌ كلمة یكنی بها عن اسم الإِنسان، كقولك أَتانی هَنٌ و أَتتنی هَنَةٌ، النون مفتوحة فی هَنَة، إذا وقفت عندها، لظهور الهاء، فإذا أَدرجتها فی كلام تصلها به سكَّنْت النون، لأَنها بُنیت فی الأَصل علی التسكین، فإذا ذهبت الهاء و جاءت التاء حَسُن تسكین النون مع التاء، كقولك رأَیت هَنْةَ مقبلة، لم تصرفها لأَنها اسم معرفة للمؤنث، و هاء التأنیث إذا سكن ما قبلها صارت تاء مع الأَلف للفتح، لأَن الهاء تظهر معها لأَنها بُنیت علی إِظْهار صَرْفٍ فیها، فهی بمنزلة الفتح الذی قبله، كقولك الحَیاة القناة، و هاء التأْنیث أَصل بنائها من التاء، و لكنهم فرقوا بین تأنیث الفعل و تأْنیث الاسم فقالوا فی الفعل فَعَلَتْ، فلما جعلوها اسماً قالوا فَعْلَة، و إِنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بین سائر الحروف، لأَن الهاء ألین الحروف الصِّحاحِ و التاء من الحروف الصحاح، فجعلوا البدل صحیحاً مثلَها، و لم یكن فی الحروف حرف أَهَشُّ من الهاء لأَن الهاء نَفَس، قال: و أَما هَنٌ فمن العرب من یسكن، یجعله كقَدْ و بَلْ فیقول: دخلت علی هَنْ یا فتی، و منهم من یقول هنٍ، فیجریها مجراها، و التنوین فیها أَحسن كقول رؤبة: إذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ، و قَوْلٌ مِنْ هَنِ و الله أَعلم. الأَزهری: تقول العرب یا هَنا هَلُمَّ، و یا هَنَانِ هَلُمَّ، و یا هَنُونَ هَلُمَّ. و یقال للرجل أَیضاً: یا هَنَاهُ هَلُمَّ، و یا هَنَانِ هَلُمَّ، و یا هَنُونَ هلمَّ، و یا هَنَاه، و تلقی الهاء فی الإِدراج، و فی الوقف یا هَنَتَاهْ و یا هَناتُ هَلُمَّ؛ هذه لغة عُقَیل و عامة قیس بعد. ابن الأَنباری: إذا نادیت مذكراً بغیر
(2). قوله [أحن] أی وقع فی محنة، كذا بالأَصل، و مقتضاه أنه كضرب فالنون خفیفة و الوزن قاضٍ بتشدیدها.
لسان العرب، ج‌15، ص: 369
التصریح باسمه قلت یا هَنُ أَقبِل، و للرجلین: یا هَنانِ أَقبلا، و للرجال: یا هَنُونَ أَقْبِلوا، و للمرأَة: یا هَنْتُ أَقبلی، بتسكین النون، و للمرأَتین: یا هَنْتانِ أَقبلا، و للنسوة: یا هَناتُ أَقبلن، و منهم من یزید الأَلف و الهاء فیقول للرجل: یا هناهُ أَقْبِلْ، و یا هناهِ أَقبلْ، بضم الهاء و خفضها؛ حكاهما الفراء؛ فمن ضم الهاء قدر أَنها آخر الاسم، و من كسرها قال كسرتها لاجتماع الساكنین، و یقال فی الاثنین، علی هذا المذهب: یا هَنانِیه أَقبلا. الفراء: كسر النون و إِتباعها الیاء أَكثر، و یقال فی الجمع علی هذا المذهب: یا هَنوناهُ أَقبلوا، قال: و من قال للذكر یا هَناهُ و یا هَناهِ قال للأُنثی یا هَنَتاهُ أَقبلی و یا هَنَتاهِ، و للاثنتین یا هَنْتانیه و یا هَنْتاناه أَقبلا، و للجمع من النساء یا هَناتاه؛ و أَنشد: و قد رابَنی قَوْلُها: یا هَناه، وَیْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّ و فی الصحاح: و یا هَنُوناهُ أَقبلوا. و إِذا أَضفت إِلی نفسك قلت: یا هَنِی أَقْبِل، و إِن شئت قلت: یا هَنِ أَقبل، و تقول: یا هَنَیَّ أَقبِلا، و للجمع: یا هَنِیَّ أَقبِلوا، فتفتح النون فی التثنیة و تكسرها فی الجمع. و‌فی حدیث أَبی الأَحوص الجُشَمِی: أَ لستَ تُنْتَجُها وافِیةً أَعْیُنُها و آذانُها فتَجْدَعُ هذه و تقول صَرْبَی، و تَهُنُّ هذه و تقول بَحِیرة؛ الهَنُ و الهَنُّ، بالتخفیف و التشدید: كنایة عن الشی‌ء لا تذكره باسمه، تقول أَتانی هَنٌ و هَنةٌ، مخففاً و مشدَّداً. و هَنَنْتُه أَهنُّه هَنًّا إِذا أَصبت منه هَناً، یرید أَنك تَشُقُّ آذانها أَو تُصیب شیئاً من أَعضائها، و قیل: تَهُنُّ هذه أَی تُصیب هَن هذه أَی الشی‌ء منها كالأُذن و العین و نحوها؛ قال الهروی: عرضت ذلك علی الأَزهری فأَنكره و قال: إِنما هو و تَهِنُ هذه أَی تُضْعِفُها، یقال: وهَنْتُه أَهِنُه وهْناً، فهو مَوْهون أَی أَضعفته. و‌فی حدیث ابن مسعود: رضی الله عنه، و ذكرَ لیلة الجنّ فقال: ثم إِن هَنِیناً أَتَوْا علیهم ثیاب بیض طِوال؛ قال ابن الأَثیر: هكذا جاء فی مسند أَحمد فی غیر موضع من حدیثه مضبوطاً مقیداً، قال: و لم أَجده مشروحاً فی شی‌ء من كتب الغریب إِلا أَن أَبا موسی ذكره فی غریبه عَقِیبَ أَحادیث الهَنِ و الهَناة. و‌فی حدیث الجن: فإِذا هو بهَنِینٍ «3» كأَنهم الزُّطُّ، ثم قال: جَمْعُه جَمْعُ السلامة مثل كُرة و كُرِینَ، فكأَنه أَراد الكنایة عن أَشخاصهم. و‌فی الحدیث: و ذكر هَنةً من جیرانه‌أَی حاجةً، و یعبَّر بها عن كل شی‌ء. و‌فی حدیث الإِفْك: قلتُ لها یا هَنْتاه‌أَی یا هذه، و تُفتح النونُ و تسكن، و تضم الهاء الأَخیرة و تسكن، و قیل: معنی یا هَنْتاه یا بَلْهاء، كأَنها نُسِبت إِلی قلة المعرفة بمكاید الناس و شُرُورهم. و‌فی حدیث الصُّبَیِّ بن مَعْبَد: فقلت یا هَنَاهُ إِنی حَرِیصٌ علی الجِهاد.و الهَنَاةُ: الداهِیةُ، و الجمع كالجمع هَنَوَات؛ و أَنشد: علی هَنَوَاتٍ كلُّها مُتَتابِعُ و الكلمة یائیة. و واویة، و الأَسماء التی رفعها بالواو و نصبها بالأَلف و خفضها بالیاء هی فی الرفع: أَبُوكَ و أَخُوكَ و حَمُوكِ و فُوكَ و هَنُوكَ و ذو مال، و فی النصب: رأَیتُ أَباكَ و أَخاكَ و فاكَ و حماكِ و هَناكَ و ذا مال، و فی الخفض: مررتُ بأَبیكَ و أَخیكَ و حمیكِ و فیكَ و هَنِیكَ و ذی مالٍ؛ قال النحویون: یقال هذا هَنُوكَ للواحد فی الرفع، و رأَیت هناك فی النصب، و مررت بهَنِیك فی موضع الخفض، مثل تَصْریف أَخواتها كما تقدم.
(3). قوله [بهنین] كذا ضبط فی الأصل و بعض نسخ النهایة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 370‌

هوا؛ ج15، ص: 370

: الهَواء، ممدود: الجَوُّ ما بین السماء و الأَرض، و الجمع الأَهْوِیةُ، و أَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًی، و كلُّ فارغٍ هَواء. و الهَواء: الجَبانُ لأَنه لا قلب له، فكأَنه فارغٌ، الواحد و الجمع فی ذلك سواء. و قلب هواء: فارغٌ، و كذلك الجمع. و فی التنزیل العزیز: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوٰاءٌ؛ یقال فیه: إِنه لا عُقولَ لهم. أَبو الهیثم: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوٰاءٌ قال كأَنهم لا یَعْقِلون من هَوْلِ یوم القیامة، و قال الزجاج: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوٰاءٌ أَی مُنْحَرِفة «1» لا تَعِی شیئاً من الخَوْفِ، و قیل: نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم من أَجْوافِهم؛ قال حسان: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفیانَ عَنِّی، فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه و الهَواء و الخَواء واحد. و الهَوَاء: كل فُرْجةٍ بین شیئین كما بَیْنَ أَسْفَلِ البیت إِلی أَعْلاه و أَسْفَلِ البئرِ إِلی أَعْلاها. و یقال: هَوَی صَدْرُه یَهْوِی هَوَاء إِذا خلا؛ قال جریر: و مُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه، لَوْ یُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا أَی هم بمنزلة قَصَبٍ جَوْفُه هَوَاء أَی خالٍ لا فُؤادَ لهم كالهَواء الذی بین السماء و الأَرض؛ و قال زهیر: كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ، من الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤه هَواء و قال الجوهری: كل خالٍ هَوَاء؛ قال ابن بری: قال كعب الأَمثال: و لا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ یَراعةٍ هَوَاء كسَقْبِ البان، جُوفٍ مَكاسِرُهْ قال: و مثله قوله عز و جل: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوٰاءٌ؛ و فی حدیث عاتكة: فَهُنَّ هَواءٌ و الحُلُومُ عَوازِبُ أَی بَعِیدةٌ خالیةُ العقول من قوله تعالی: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوٰاءٌ. و المَهْوَاةُ و الهُوَّةُ و الأُهْوِیَّةُ و الهَاوِیَةُ: كالهَواء. الأَزهری: المَهْوَاةُ مَوْضِع فی الهَواء مُشْرِفٌ ما دُونَه من جبل و غیره: و یقال: هَوَی یَهْوِی هَوَیاناً، و رأَیتهم یَتَهاوَوْنَ فی المَهْواةِ إِذا سقط بعضُهم فی إِثْر بعض. الجوهری: و المَهْوَی و المَهْواةُ ما بین الجبلین و نحو ذلك. و تَهَاوَی القَوْمُ من المَهواةِ إِذا سقَط بَعضُهم فی إِثر بعض. و هَوَتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِی: فتَحَت فاها بالدم؛ قال أَبو النجم: فاخْتاضَ أُخْرَی فَهَوَتْ رُجُوحا لِلشِّقِّ، یَهْوِی جُرْحُها مَفْتُوحا و قال ذو الرمة: طَوَیْناهُما، حتی إِذا ما أُنِیخَتا مُناخاً، هَوَی بَیْنَ الكُلَی و الكَراكِرِ أَی خَلا و انفتح من الضُّمْر. و هَوَی و أَهْوَی و انْهَوَی: سَقَط؛ قال یَزیدُ بن الحَكَم الثقفی: و كَمْ مَنْزِلٍ لَوْلایَ طِحْتَ، كما هَوَی، بأَجْرامِه مِن قُلَّةِ النِّیقِ، مُنْهَوِی و هَوت العُقابُ تَهْوِی هُوِیًّا إِذا انْقَضَّت علی صید أَو غیره ما لم تُرِغْه، فإِذا أَراغَتْه قِیل: أَهْوَتْ له إِهْوَاء؛ قال زهیر: أَهْوَی لها أَسْفَعُ الخَدَّیْنِ مُطَّرِقٌ رِیش القَوادِمِ، لَمْ یُنْصَبْ له الشَّبَك و الإِهْواء: التَّناوُل بالید و الضَّرْبُ، و الإِراغةُ: أَن یَذْهَبَ الصَّیدُ هكذا و هكذا و العُقاب تَتْبَعُه.
(1). قوله [منحرفة] فی التهذیب: منخرقة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 371
ابن سیدة: و الإِهْوَاء و الاهْتِوَاء الضَّرب بالید و التناوُلُ. و هَوَت یدی للشی‌ء و أَهْوَتْ: امْتَدَّت و ارْتَفَعَت. و قال ابن الأَعرابی: هَوَی إِلیه مِن بُعْدٍ، و أَهْوَی إِلیه من قُرْبٍ، و أَهْوَیْت له بالسیف و غیره، و أَهْوَیْت بالشی‌ء إِذا أَوْمَأْت به، و أَهْوَی إِلیه بیده لیأْخذه. و‌فی الحدیث: فأَهْوَی بیده إِلیه‌أَی مَدَّها نَحْوَه و أَمالها إِلیه. یقال: أَهْوَی یَده و بیده إِلی الشی‌ء لیأْخذه. قال ابن بری: الأَصمعی ینكر أَن یأْتی أَهْوَی بمعنی هَوَی، و قد أَجازه غیره، و أَنشد لزهیر: أَهْوَی لَها أَسْفَعُ الخَدَّیْنِ مُطَّرِقٌ و كان الأَصمعی یرویه: هَوَی لها؛ و قال زهیر أَیضاً: أَهْوَی لَها فانْتَحَتْ كالطَّیْرِ حانیةً، ثم اسْتَمَرَّ علیها، و هو مُخْتَضِعُ قال ابن أَحمر: أَهْوَی لَها مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها، و كُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا و أَهْوَی إِلیه بسَهْم و اهْتَوَی إِلیه به. و الهَاوِی من الحُروف واحد: و هو الأَلف، سمی بذلك لشدّة امتداده و سَعة مَخرجه. و هَوَتِ الرِّیح هَوِیًّا: هَبَّتْ؛ قال: كأَنَّ دَلْوِی فی هَوِیِّ رِیحِ و هَوَی، بالفتح، یَهْوِی هَوِیًّا و هُوِیًّا و هَوَیاناً و انْهَوَی: سَقَط مِن فوقُ إِلی أَسفل، و أَهْوَاهُ هُو. یقال: أَهْوَیْتُه إِذا أَلقَیْتَه من فوق. و قوله عز و جل: وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْویٰ؛ یعنی مَدائنَ قومِ لُوط أَی أَسْقَطَها فَهَوَت أَی سَقَطَت. و هَوَی السهم هُوِیًّا: سَقَط من عُلْو إِلی سُفْل. و هَوَی هَوِیًّا و هَی «1»، و كذلك الهُوِیّ فی السیر إِذا مضی. ابن الأَعرابی: الهُوِیُّ السَّرِیعُ إِلی فَوْقُ، و قال أَبو زید مثله، و أَنشد: و الدَّلْوُ فی إِصْعادِهَا عَجْلَی الهُوِیّ و قال ابن بری: ذكر الریاشی عن أَبی زید أَنَّ الهَوِیّ بفتح الهاء إِلی أَسفل، و بضمها إِلی فوق؛ و أَنشد: … عَجْلَی الهُوِی؛ و أَنشد: هَوِیَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء فهذا إِلی أَسفل؛ و أَنشد لمعقر بن حمار البارقی: هَوَی زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ، كما انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ الرِّیشِ كاسِرُ و‌فی صفته، صلی الله علیه و سلم: كأَنَّما یَهْوِی مِن صَبَبٍ‌أَی یَنْحَطُّ، و ذلك مِشیة القَوِیّ من الرجال. یقال: هَوَی یَهْوِی هَوِیًّا، بالفتح، إِذا هبط، و هَوَی یَهْوِی هُوِیًّا، بالضم، إِذا صَعِدَ، و قیل بالعكس، و هَوَی یَهْوِی هُوِیًّا إِذا أَسرع فی السیر. و‌فی حدیث البراق: ثم انْطَلَق یَهْوِی‌أَی یُسْرِعُ. و المُهَاوَاةُ: المُلاجَّةُ. و المُهَاوَاةُ: شدَّة السیر. و هاوَی: سارَ سَیْراً شدیداً؛ قال ذو الرمة: فلم تَسْتَطِعْ مَیٌّ مُهاواتَنا السُّرَی، و لا لَیْلَ عِیسٍ فی البُرِینَ خَواضِعِ و فی التهذیب: و لا لَیْلَ عِیسٍ فی البُرینَ سَوامِ و أَنشد ابن بری لأَبی صخرة: إِیّاكَ فی أَمْرِك و المُهَاوَاهْ، و كَثْرَة التَّسْویفِ و المُماناهْ اللیث: العامة تقول الهَوِیُّ فی مصدر هَوَی یَهْوی
(1). قوله [و هوی هویاً و هی إلخ] كذا فی الأَصل، و عبارة المحكم: و هَوَی هَوِیّاً، و هَاوَی سار سیراً شدیداً، و أَنشد بیت ذی الرمة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 372
فی المَهْواةِ هُوِیًّا. قال: فأَما الهَوِیُّ المَلِیُّ فالحینُ الطویل من الزمان، تقول: جلست عنده هَوِیّاً. و الهَویُّ: الساعة المُمتدَّة من اللیل. و مضی هَوِیٌّ من اللیل، علی فَعِیلٍ أَی هَزیعٌ منه. و‌فی الحدیث: كنتُ أَسْمَعُه الهَوِیَّ من اللیل؛ الهَوِیُّ، بالفتح: الحین الطویل من الزمان، و قیل: هو مختص باللیل. ابن سیدة: مضی هَوِیٌّ من اللیل و هُوِیٌّ و تَهْوَاء أَی ساعة منه. و یقال: هَوَتِ الناقةُ و الأَتانُ و غیرهما تَهْوِی هُوِیّاً، فهی هَاوِیةٌ إِذا عَدَتْ عَدْواً شدیداً أَرْفَعَ العَدْو، كأَنه فی هَوَاء بئر تَهْوی فیها، و أَنشد: فشَدَّ بها الأَماعِزَ، و هْیَ تَهْوِی هُویَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ و الهَوی، مقصور: هَوَی النَّفْس، و إِذا أَضفته إِلیك قلت هَوایَ. قال ابن بری: و جاء هَوَی النفْس ممدوداً فی الشعر؛ قال: و هانَ علی أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوی نَحِنُّ إِلیها، و الهَوَاء یَتُوقُ ابن سیدة: الهَوَی العِشْق، یكون فی مداخل الخیر و الشر. و الهَوِیُّ: المَهْوِیُّ؛ قال أَبو ذؤیب: فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِیمِ، قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوِیُّ أَی فَقْدُ المَهْویِّ. و هَوی النفسِ: إِرادتها، و الجمع الأَهْوَاء. التهذیب: قال اللغویون الهَوَی محبةُ الإِنسان الشی‌ء و غَلَبَتُه علی قلبه؛ قال الله عز و جل: وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَویٰ؛ معناه نَهاها عن شَهَواتِها و ما تدعو إِلیه من معاصی الله عز و جل. اللیث: الهَوَی مقصور هَوی الضَّمیر، تقول: هَوِیَ، بالكسر، یَهْوَی هَوًی أَی أَحبَّ. و رجل هَوٍ: ذو هَوًی مُخامِرُه. و امرأَة هَوِیةٌ: لا تزال تَهْوی علی تقدیر فَعِلة، فإِذا بُنیَ منه فَعْلة بجزم العین تقول هَیَّة مثل طَیَّة. و‌فی حدیث بَیْعِ الخِیار: یأْخُذُ كلُ واحد من البیع ما هَوِیَ‌أَی ما أَحب، و متی تُكُلِّمَ بالهَوی مطلقاً لم یكن إِلا مذموماً حتی یُنْعَتَ بما یُخرجُ معناه كقولهم هَوًی حَسَنٌ و هَوًی موافق للصواب؛ و قول أَبی ذؤیب: سَبَقوا هَوَیَّ و أَعْنَقُوا لِهَواهُم فتُخُرِّمُوا، و لكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قال ابن حبیب: قال هَوَیَّ لغة هذیل، و كذلك تقول قَفَیَّ و عَصَیَّ، قال الأَصمعی: أَی ماتوا قبلی و لم یَلْبثُوا لِهَوای و كنت أُحِبُّ أَن أَموت قبلهم، و أَعْنَقُوا لِهَواهم: جعلهم كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلی المَنِیَّةِ لسُرْعتهم إِلیها، و هم لم یَهْوَوْها فی الحقیقة، و أَثبت سیبویه الهَوَی لله عز و جل فقال: فإِذا فعَلَ ذلك فقد تَقَرَّب إِلی الله بهَواه. و هذا الشی‌ءُ أَهْوی إلیَّ من كذا أَی أَحَبُّ إِلیَّ؛ قال أَبو صخر الهذلی: و لَلَیْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا، فی غَیْرِ ما رَفْثٍ و لا إِثْمِ، أَهْوَی إِلی نَفْسِی، و لَوْ نَزَحَتْ مِمَّا مَلَكْتُ، و مِنْ بَنی سَهْمِ و قوله عز و جل: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوَی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرٰاتِ، فیمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلی لأَن فیه معنی تمیل، و القراءَة المعروفة تَهْوِی إِلَیْهِمْ أَی تَرْتَفِع، و الجمع أَهْوَاء؛ و قد هَوِیَه هَوًی، فهو هَوٍ؛ و قال الفراء: معنی الآیة یقول اجعل أَفئدة من الناس تُریدُهم، كما تقول: رأَیت فلاناً یَهْوِی نَحْوَك، معناه یُریدك، قال: و قرأَ
لسان العرب، ج‌15، ص: 373
بعض الناس تَهْوَی إِلیهم، بمعنی تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لَكُمْ و رَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوی إِلیهم زعموا أَنه فی التفسیر تَهْواهم؛ الفراء: تَهْوِی إِلَیْهِمْ أَی تُسْرعُ. و الهَوی أَیضاً: المَهْوِیُّ؛ قال أَبو ذُؤیب: زَجَرْتُ لها طَیْرَ السَّنِیحِ، فإِنْ تَكُنْ هَواكَ الذی تَهْوَی، یُصِبْكَ اجْتِنابُها و اسْتَهْوَتْه الشیاطینُ: ذهبت بهَواه و عَقْله. و فی التنزیل العزیز: كَالَّذِی اسْتَهْوَتْهُ الشَّیٰاطِینُ؛ و قیل: اسْتَهْوَتْهُ استَهامَتْه و حَیَّرَتْه، و قیل: زیَّنت الشیاطینُ له هَواه حَیْرانَ فی حال حیرته. و یقال للمُسْتَهام الذی استَهامَتْه الجنُّ: اسْتَهْوَتْهُ الشیاطینُ. القتیبی: اسْتَهْوَتْهُ الشَّیٰاطِینُ هَوَتْ به و أَذْهَبتْه، جعله من هَوَی یَهْوی، و جعله الزجاج من هَوِیَ یَهْوَی أَی زیَّنت له الشیاطینُ هَواه. و هَوی الرَّجلُ: ماتَ؛ قال النابغة: و قال الشَّامِتُونَ: هَوَی زِیادٌ، لِكُلِّ مَنِیَّةٍ سَببٌ مَتِینُ قال: و تقول أَهْوَی فأَخذ؛ معناه أَهْوی إِلیه یَدَه، و تقول: أَهْوی إِلیه بیَدِه. و هاوِیةُ و الهاوِیةُ: اسم من أَسماء جهنم، و هی معرفة بغیر أَلف و لام. و قوله عز و جل: فَأُمُّهُ هٰاوِیَةٌ؛ أَی مَسْكنه جهنمُ و مُسْتَقَرُّه النار، و قیل: إِنَّ الذی له بدل ما یسكن إِلیه نارٌ حامیة. الفراء فی قوله، فَأُمُّهُ هٰاوِیَةٌ: قال بعضهم هذا دعاءٌ علیه كما تقول هَوَتْ أُمه علی قول العرب؛ و أَنشد قول كعب بن سعد الغنوی یرثی أَخاه: هَوَتْ امُّه ما یَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِیاً، و ما ذا یُؤَدِّی اللیلُ حین یَؤُوبُ «1» و معنی هَوَتْ أُمُّه أَی هلَكَت أُمُّه. و تقول: هَوَت أُمُّه فهی هاوِیَةٌ أَی ثاكِلةٌ. و قال بعضهم: أُمّه هَاوِیَةٌ صارَتْ هاویةٌ مأْواه، كما تُؤْوی المرأَةُ ابنها، فجعلها إذْ لا مأْوی له غَیْرَها أُمًّا له، و قیل: معنی قوله فَأُمُّهُ هٰاوِیَةٌ أُمُّ رأْسه تَهْوی فی النار؛ قال ابن بری: لو كانت هاویة اسماً علماً للنار لم ینصرف فی الآیة. و الهَاوِیَةُ: كلُّ مَهْواة لا یُدْرَك قَعْرُها؛ و قال عمرو بن مِلْقَط الطائی: یا عَمْرُو لو نالتْك أَرْماحُنا، كنتَ كمَنْ تَهْوِی به الهَاوِیَهْ و قالوا: إِذا أَجْدَبَ الناسُ أَتی «2» الهَاوِی و العاوی، فالهَاوِی الجَرادُ، و العاوی الذئبُ. و قال ابن الأَعرابی: إنما هو الغاوی، بالغین المعجمة، و الهَاوِی، فالغاوی الجَرادُ، و الهَاوِی الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ تأْتی إلی الخِصْب. ابن الأَعرابی: إذا أَخْصَب الزَّمانُ جاء الغاوی و الهَاوِی؛ قال: الغاوی الجَراد و هو الغَوْغاء، و الهَاوِی الذئاب لأَن الذئاب تَهْوی إلی الخصب. قال: و قال إذا جاءت السنة جاء معها أَعوانُها، یعنی الجَراد و الذئاب و الأَمراض. و یقال: سمعتُ لأُذُنی هَوِیاًّ أَی دَوِیًّا، و قد هَوَت أُذُنه تَهْوِی. الكسائی: هاوَأْتُ الرَّجل و هاوَیْتُه، فی باب ما یهمز و ما لا یهمز، و دارَأْتُه و دارَیْتُه. و الهَواهی: الباطلُ و اللَّغْوُ من القول، و قد ذكر
(1). قوله [هَوَتْ أمه] قال الصاغانی رادًّا علی الجوهری، الروایة: هوت عرسه، و المعروف: حین یثوب انتهی. لكن الذی فی صحاح الجوهری هو الذی فی تهذیب الأزهری. (2). قوله [إذا أجدب الناس أتی إلخ] كذا فی الأصل و المحكم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 374
أَیضاً فی موضعه؛ قال ابن أَحمر: أَ فی كلِّ یَوْمٍ یَدْعُوانِ أَطبّةً إلیَّ، و ما یُجْدُونَ إلا الهَواهِیا؟ قال ابن بری: صوابه الهَواهِیُّ الأَباطیلُ، لأَن الهَواهِیَّ جمع هَوْهاءة من قوله هَوْهاءة اللُّبّ أَخْرَقُ، و إنما خففه ابن أَحمر ضرورة؛ و قیاسُه هَواهِیُّ كما قال الأَعشی: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْیانِ أَنَّا فی هَواهیِّ و إِمْساءٍ و إِصباح، و أَمْرٍ غَیْرِ مَقْضِیِّ قال: و قد یقال رجل هَواهِیةٌ إلا أَنه لیس من هذا الباب. و الهَوْهاءة، بالمد: الأَحْمَقُ. و فی النوادر: فلان هُوَّة أی أَحْمَقُ لا یُمْسِكُ شیئاً فی صدره. و هَوٌّ من الأَرض: جانِبٌ منها. و الهُوّة: كلُّ وَهْدَةٍ عَمِیقةٍ؛ و أَنشد: كأَنه فی هُوَّةٍ تَقَحْذَما قال: و جمع الهُوَّةِ هُوًی. ابن سیدة: الهُوَّةُ ما انهَبَطَ من الأَرضَ، و قیل: الوَهْدةُ الغامضةُ من الأَرض، و حكی ثعلب: اللهم أَعِذْنا من هُوَّةِ الكُفْر و دَواعی النفاق، قال: ضربه مثلًا للكُفْر، و الأُهْوِیّة علی أُفْعُولة مثلها. أَبو بكر: یقال وَقَعَ فی هُوَّة أَی فی بئر مُغَطَّاةٍ؛ و أَنشد: إنكَ لو أُعْطِیتَ أَرْجاء هُوّةٍ مُغَمَّسَةٍ، لا یُسْتَبانُ تُرابُها، بِثَوْبِكَ فی الظَّلْماء، ثم دَعَوْتَنی لجِئْتُ إِلیها سادِماً، لا أَهابُها النضر: الهَوَّةُ، بفتح الهاء، الكَوّةُ؛ حكاها عن أَبی الهذیل، قال: و الهُوّةُ و المَهْواةُ بین جبلین. ابن الفرج: سمعت خلیفة یقول للبیت كِواءٌ كثیرة و هِواء كثیرة، الواحدة كَوَّةٌ و هَوَّةٌ، و أَما النضر فإِنه زعم أَن جمع الهَوَّة بمعنی الكَوَّة هُوًی مثل قریةٍ و قُرًی؛ الأَزهری فی قول الشماخ: و لمّا رأَیتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَیَّةٍ، تسَلَّیْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا قال: هُوَیَّةٌ تصغیر هُوّة، و قیل: الهَوِیَّةُ بئر «3» بَعِیدةُ المَهْواةِ، و عَرْشُها سقفها المُغَمَّی علیها بالتراب فیَغْتَرُّ به واطِئُه فیَقَع فیها و یَهْلِك، أَراد لما رأَیتُ الأَمرَ مُشْرِفاً بی علی هَلَكةِ طواطی سَقْفِ هُوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تركته و مضیت و تسَلَّیْت عن حاجتی من ذلك الأَمر، و شَمَّرُ: اسم ناقة أَی ركبتها و مضیت. ابن شمیل: الهُوَّةُ ذاهبةٌ فی الأَرض بعیدة القعر مثل الدَّحْلِ غیر أَن له أَلجافاً، و الجماعةُ الهُوُّ، و رأْسُها مثلُ رأْس الدَّحْل. الأَصمعی: هُوَّةٌ و هُوًی. و الهُوَّة: البئر؛ قاله أَبو عمرو، و قیل: الهُوَّة الحُفْرة البعیدة القعر، و هی المَهْواةُ. ابن الأَعرابی: الروایة عَرْشَ هُوِیَّة، أَراد أُهْوِیَّةٍ، فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمة إلی الهاء، المعنی لما رأَیت الأَمر مشرفاً علی الفوت مضیت و لم أُقم. و‌فی الحدیث: إذا عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا هُوِیَّ الأَرضِ «4»؛ هكذا جاء فی روایة، و هی جمع هُوَّة، و هی الحُفْرة و المطمئن من الأَرض، و یقال لها المَهْواةُ أَیضاً. و‌فی حدیث عائشة، رضی الله عنها، و وصفت أَباها قالت: و امْتاحَ من المَهْواة،
(3). قوله [و قیل الهویة بئر] أی علی وزن فعیلة كما صرح به فی التكملة، و ضبط الهاء فی البیت بالفتح و الواو بالكسر. و قوله [طواطی] كذا بالأصل. (4). قوله [هوی الأرض] كذا ضبط فی الأصل و بعض نسخ النهایة، و هو بضم فكسر و شد الیاء، و فی بعض نسخها بفتحتین.
لسان العرب، ج‌15، ص: 375
أَرادت البئر العَمِیقَة أَی أَنه تحَمَّل ما لم یَتحَمَّل غیره. الأَزهری: أَهْوی اسم ماء لبنی حِمَّان، و اسمه السُّبَیْلةُ، أَتاهم الرَّاعی فمنعوه الوِرْدَ فقال: إِنَّ علی أَهْوی لأَلأَمَ حاضِرٍ حَسَباً، و أَقْبَحَ مَجْلسٍ أَلوانا قَبَحَ الإِلهُ و لا أُحاشی غَیْرَهُمْ، أَهْلَ السُّبَیْلةِ من بَنی حِمَّانا و أَهْوی، و سُوقةُ أَهْوی، و دارة أَهْوی: موضع أَو مَواضِعُ، و الهاء حرف هجاء، و هی مذكورة فی موضعها من باب الأَلف اللینة.

هیا؛ ج15، ص: 375

: هَیُّ بن بَیّ، و هَیَّانُ بن بَیّانَ: لا یُعرف هو و لا یُعرف أَبوه. یقال: ما أَدری أَیُّ هَیِّ بن بَیٍّ هو، معناه أَی أَیُّ الخَلْقِ هو. قال ابن بری: و یقال فی النسب عَمرو بن الحرثِ بن مُضاض بن هَیِّ بن بَیِّ بن جُرْهُم، و قیل: هَیَّانُ بن بَیَّانَ، كما تقول طامِرُ بن طامِر لمن لا یُعْرَف و لا یُعرف أَبوه، و قیل: هیّ بن بیٍّ كان من ولد آدم فانقرض نسله، و كذلك هَیَّانُ بن بَیَّانَ. قال ابن الأَعرابی: هو هَیُّ بن بَیٍّ، و هَیَّانُ بن بَیَّانَ، و بَیُّ بن بَیٍّ، یقال ذلك للرجل إِذا كان خَسِیساً؛ و أَنشد ابن بری: فأَقْعَصَتْهُمْ و حَطَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، و أَعْطَتِ النَّهْبَ هَیَّانَ بنَ بَیَّانِ و قال ابن أَبی عیینة: بعِرْضٍ من بَنی هَیِّ بن بَیٍّ؛ و أَنْذالِ المَوالی و العَبیدِ الكسائی: یقال یا هَیَّ ما لی؛ معناه التَّلَهُّف و الأَسی؛ و معناه: یا عَجَبا ما لی، و هی كلمة معناها التعجب، و قیل: معناها التأَسف علی الشی‌ء یفوت، و قد ذكر فی الهمز؛ و أَنشد ثعلب: یا هَیَّ ما لی: قَلِقَتْ مَحاوِرِی، و صار أَشْباهُ الفَغا ضَرائرِی قال اللحیانی: قال الكسائی یا هَیَّ ما لی و یا هَیَّ ما أَصحابك، لا یهمزان، قال: و ما فی موضع رفع كأَنه قال یا عَجَبی؛ قال ابن بری: و منه قول حمید الأَرقط: أَلا هَیَّما. مِمَّا لَقِیتُ و هَیَّما، و وَیْحاً لمَنْ لم یَدْرِ ما هُنَّ وَیْحَما الكسائی: و من العرب مَن یتعجب بهَیَّ و فَیَّ و شَیَّ، و منهم من یزید ما فیقول یا هَیَّما و یا شَیَّما و یا فَیَّما أَی ما أَحسن هذا، و قیل: هو تَلَهُّفٌ؛ و أَنشد أَبو عبید: یا هَیَّ ما لی، مَنْ یُعَمَّرْ یُفْنِه مَرُّ الزَّمانِ علیه و التَّقْلِیبُ الفراء: یقال ما هَیَّانُ هذا أَی ما أَمْرُه؟ ابن درید: العرب تقول هَیِّكَ أَی أَسْرِعْ فیما أَنت فیه. و هَیا هَیا: كلمة زَجْر للإِبل؛ قال الشاعر: و جُلُّ عِتابِهِنَّ هَیا و هَیْدُ قال: و هِی و‌ها من زجر الإِبل، هَیْهَیْت بها هَیْهاة و هَیْهاء؛ و أَنشد: مِنْ وَجْسِ هَیْهاءٍ و مِنْ یَهْیائِه و قال العجاج: هَیْهاتَ مِنْ مُنْخَرَقٍ هَیْهاؤه قال: و هَیْهاؤه معناه البُعْدُ و الشی‌ء الذی لا یُرْجَی. أَبو الهیثم: و یقولون عند الإِغراء بالشی‌ء هِی هِی، بكسر الهاء، فإِذا بَنوا منه فعلًا قالوا هَیْهَیْتُ به أَی أَغْرَیْتُه. و یقولون: هَیَّا هَیَّا أَی أَسْرِعْ إِذا حدوا
لسان العرب، ج‌15، ص: 376
بالمَطِیّ؛ و أَنشد سیبویه: لَتَقْرُبِنَّ قَرَباً جُلْذِیّا ما دامَ فِیهِنَّ فَصِیلٌ حَیَّا، و قد دَجا اللیلُ فَهَیَّا هَیَّا و حكی اللحیانی: هاه هاه. و یحكی صوت الهادِی: هَیْ هَیْ و یَهْ یَهْ؛ و أَنشد الفراء: یَدْعُو بِهَیْها مِن مُواصلةِ الكَرَی و لو قال: بِهَیْ هَیْ، لجاز. و هَیا: من حروف النداء، و أَصلها أَیا مثل هَراق و أَراق؛ قال الشاعر: فأَصاخَ یَرْجُو أَنْ یكُونَ حَیّاً، و یقُولُ مِنْ طَرَبٍ: هَیا رَبَّا «1» الفراء: العرب لا تقول هِیَّاكَ ضَرَبْت و یقولون هِیَّاك و زَیْداً؛ و أَنشد: یا خالِ هَلَّا قُلْتَ، إِذْ أَعْطَیْتها: هِیَّاكَ هِیَّاكَ و حَنْواءَ العُنُقْ أَعْطَیْتَنِیها فانِیاً أَضْراسُها، لو تُعْلَفُ البَیْضَ به لم یَنْفَلِقْ و إِنما یقولون هِیَّاك و زَیْداً إِذا نَهَوْكَ، و الأَخفش یجیز هِیَّاكَ ضَرَبْت؛ و أَنشد: فَهِیَّاكَ و الأَمْرَ الذی إِن تَوَسَّعَتْ مَوارِدُه، ضاقَتْ عَلَیْكَ المَصادِرُ و قال بعضهم: أَیَّاك، بفتح الهمزة ثم تبدل الهاء منها مفتوحة أَیضاً فتقول هَیَّاكَ. الأَزهری: و معنی هِیَّاك إِیاك، قلبت الهمزة هاء. ابن سیدة: و من خفیف هذا الباب هِی، كنایة عن الواحد المؤنث. و قال الكسائی: هی أَصلها أَن تكون علی ثلاثة أَحرف مثل أَنت، فیقال: هِیَّ فَعَلَت ذلك، و قال: هِیَّ لغة هَمْدانَ و مَن فی تلك الناحیة، قال: و غیرهم من العرب یخففها، و هو المجتمع علیه، فیقول: هِیَ فَعَلت ذلك. قال اللحیانی: و حكی عن بعض بنی أَسد و قیس هِیْ فعلت ذلك، بإسكان الیاء. و قال الكسائی: بعضهم یلقی الیاء من هی إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فیقول حَتَّاه فَعَلَتْ ذلك، و إنَّماهِ فعلت ذلك؛ و قال اللحیانی: قال الكسائی لم أَسمعهم یلقون الیاءَ عند غیر الأَلف، إِلا أَنه أَنشدنی هو و نُعیم: دِیارُ سُعْدَی إِذْ هِ مِنْ هَواكا بحذف الیاء عند غیر الأَلف، و سنذكر من ذلك فصلًا مستوفی فی ترجمة‌ها من الأَلف اللینة، قال: و أَما سیبویه فجعل حذف الیاء الذی هنا ضرورة؛ و قوله: فقُمْتُ للطَّیْفِ مُرْتاعاً و أَرَّقَنی فقُلْتُ: أَ هْیَ سَرَتْ أَمْ عادَنی حُلُمُ؟ إِنما أَراد هِی سَرَتْ، فلما كانت أَ هِیَ كقولك بَهِیَ خفف، علی قولهم فی بَهِیَ بَهْیَ، و فی عَلِمَ عَلْمَ، و تثنیة هی هُما، و جمعها هُنَّ، قال: و قد یكون جمع هَا من قولك رأَیتها، و جمع‌ها من قولك مررت بها.

فصل الواو؛ ج15، ص: 376

وأی؛ ج15، ص: 376

: الوأْیُ: الوَعْدُ. و‌فی حدیث عبد الرحمن بن عوف: كان لی عند رسول الله، صلی الله علیه و سلم، وَأْیٌ‌أَی وَعْدٌ. و‌حدیث أَبی بكر: مَن كان له عِند رسول الله، صلی الله علیه و سلم، وَأْیٌ فلیَحْضُر.و قد وَأَی وَأْیاً: وَعَدَ. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: من وأَی لامْرِئٍ بوَأْیٍ فَلْیَفِ به،
(1). قوله [فأصاخ یرجو إلخ] قبله كما فی حاشیة الأمیر علی المغنی: و حدیثها كالقطر یسمعه راعی سنین تتابعت جدبا
لسان العرب، ج‌15، ص: 377
و أَصْل الوأْی الوَعْدُ الذی یُوَثِّقُه الرجل علی نفسه و یَعْزِم علی الوفاء به. و‌فی حدیث وهب: قرأْت فی الحكمة أَنَّ الله تعالی یقول إِنی قد وَأَیْتُ علی نفسی أَنْ أَذْكُرَ مَن ذَكَرنی، عَدَّاه بعلی لأَنه أَعْطاه معنی جَعلْت علی نَفْسی. و وَأَیتُ له علی نفسی أَئِی وَأْیاً: ضَمِنْتُ له عِدَةً؛ و أَنشد أَبو عبید: و ما خُنْتُ ذا عَهْد وأَیْتُ بِعَهْدِه، و لم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ، إِذْ جاء قانعا و قال اللیث: یقال وَأَیْتُ لكَ به علی نفسی وأْیاً، و الأَمر أَهْ و الاثنین «1» أَیاه، و الجمع أَوْا، تقول: أَه و تسكت، و لا تَأَهْ و تسكت، و هو علی تقدیر عَهْ و لا تَعَهْ، و إِنْ مرَرْتَ قلت: إِ بما وعدت، إِیا بما وعدتما، كقولك: عِ ما یقول لك فی المرور. و الوَأَی من الدَّوابِّ: السرِیعُ المُشَدَّد الخَلْق، و فی التهذیب: الفرس السَّریعُ المُقْتَدِر الخَلْق، و النَّجیبةُ من الإِبل یقال لها الوآةُ، بالهاء؛ و أَنشد أَبو عبید فی الوأَی للأَسْعَرِ الجُعْفِیّ: راحُوا بَصائرُهُمْ علی أَكْتافِهم، و بَصِیرتی یعْدُو بها عَتِدٌ [عَتَدٌ وأَی قال شمر: الوأَی الشدید، أُخذ من قولهم قِدْرٌ وَئِیَّةٌ؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: إِذا جاءهُمْ مُسْتَثْئِرٌ، كانَ نَصْرُه دُعاء أَلا طِیروا بِكُلّ وأًی نَهْدِ و الأُنثی وآةٌ، و ناقة وآة؛ و أَنشد: و یقول ناعِتُها إِذا أَعْرَضْتَها: هذِی الوآةُ كصَخْرَةِ الوَعْلِ و الوأَی: الحمار الوَحْشی، زاد فی الصّحاح: المُقْتَدِر الخَلْقِ؛ و قال ذو الرمة: إِذا انْجابَتِ الظَّلْماء أَضْحَتْ كَأَنَّها وَأًی مُنْطَوٍ باقِی الثَّمِیلة قارحُ و الأُنثی وآة أَیضاً. قال الجوهری: ثم تشبه به الفرس و غیره؛ و أَنشد لشاعر: كُلُّ وآةٍ و وَأًی ضافِی الخُصَلْ، مُعْتَدِلات فی الرّقاق و الجَرَلْ و قِدْرٌ وَأْیةٌ وَ وَئیَّةٌ: واسعة ضَخْمة، علی فَعِیلة بیاءین، من الفرس الوَآةِ؛ و أَنشد الأَصمعی للرّاعی: و قِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَحانِ وَئِیّةٍ أَنَخْتُ لَها، بَعْدَ الهُدُوِّ، الأَثافِیا و هی فَعِیلة مهموزة العین معتلة اللام. قال سیبویه: سأَلته، یعنی الخلیل، عن فُعِلَ مِنْ وَأَیْتُ فقال وُئِیَ، فقلت فمن خفَّف، فقال أُوِیَ، فأَبدل من الواو همزة، و قال: لا یلتقی واوان فی أَوّل الحرف، قال المازنی: و الذی قاله خطأٌ لأَنَّ كل واو مضمومة فی أَوَّل الكلمة فأَنت بالخیار، إِن شئت تركتها علی حالها، و إِن شئت قلبتها همزة، فقلت وُعِدَ و أُعِدَ و وُجُوه و أُجُوه و وُرِیَ و أُورِیَ و وُئِیَ و أُوِیَ، لا لاجتماع الساكنین و لكن لضمة الأَوَّل؛ قال ابن بری: إِنما خطَّأَه المازنی من جهة أَن الهمزة إِذا خففت و قلبت واواً فلیست واواً لازمة بل قلبها عارض لا اعتداد به، فلذلك لم یلزمه أَن یقلب الواو الأُولی همزة، بخلاف أُوَیْصِل فی تصغیر واصِلٍ، قال: و قوله فی آخر الكلام لا لاجتماع الساكنین صوابه لا لاجتماع الواوین. ابن سیدة: و قِدْرٌ وَأْیةٌ و وَئِیَّةٌ واسعة، و كذلك القَدح و القَصْعة إِذا كانت قعیرة. ابن شمیل: رَكِیَّةٌ وَئیة قَعِیرة، و قصعة وئیة
(1). قوله [و الأَمر أه و الاثنین إلی قوله و إن مررت إلخ] كذا بالأصل مرسوماً مضبوطاً و المعروف خلافه.
لسان العرب، ج‌15، ص: 378
مُفَلْطَحة واسعة، و قیل: قِدر وَئِیة تَضُمّ الجَزُور، و ناقة وَئِیَّةٌ ضخمة البطن. قال القتیبی: قال الریاشی الوَئِیّة الدُّرّة مثل وَئِیة القِدْر، قال أَبو منصور: لم یضبط القتیبی هذا الحرف، و الصواب الوَنِیَّة، بالنون، الدُّرَّة، و كذلك الوَناةُ و هی الدُّرَّة المثقوبة، و أَما الوَئِیَّةُ فهی القِدْر الكبیرة. قال أَبو عبیدة: من أَمثال العرب فیمن حَمَّل رجلًا مكروهاً ثم زاده أَیضاً: كِفْتٌ إِلی وَئِیَّة؛ قال: الكِفْتُ فی الأَصل القِدْرُ الصغیرة، و الوَئِیّةُ الكبیرة، قال أَبو الهیثم: قِدْر وئِیّةٌ و وَئِیبةٌ، فمن قال وَئِیَّة فهی من الفرس الوَأَی و هو الضَّخم الواسع، و من قال وَئِیبةٌ فهو من الحافر الوَأْب، و القَدَحُ المُقَعَّب یقال له وَأْبٌ؛ و أَنشد: جاءٍ بقِدْر وَأْیة التَّصْعِیدِ قال: و الافتعال من وأَی یَئِی اتَّأَی یَتَّئی، فهو مُتَّئٍ، و الاستفعال منه اسْتَوْأَی یَسْتَوئِی فهو مُسْتَوءٍ. الجوهری: و الوَئیَّة الجُوالِقُ الضخم؛ قال أَوس: و حَطَّتْ كما حَطَّتْ وَئِیّةُ تاجِرٍ وَهَی عَقْدُها، فَارْفَضَّ منها الطَّوائِفُ قال ابن بری: حَطَّتِ الناقةُ فی السیر اعتمَدَتْ فی زِمامِها، و یقال مالَتْ، قال: و حكی ابن قتیبة عن الرِّیاشی أَن الوَئِیَّةَ فی البیت الدُّرَّةُ؛ و قال ابن الأَعرابی: شبَّه سُرْعة الناقة بسُرعة سُقوط هذه من النِّظام، و قال الأَصمعی: هو عِقْدٌ وقَع من تاجر فانقطع خیطه و انتثر من طَوائِفه أَی نَواحِیه. و قالوا: هو یَئِی و یَعِی أَی یحفظ، و لم یقولوا وَأَیْتُ كما قالوا وَعَیْتُ، إِنما هو آتٍ لا ماضی له، و امرأَة وَئِیَّةٌ: حافظة لبیتها مصلحة له.

وتی؛ ج15، ص: 378

: واتَیْته علی الأَمْر مُواتاةً وَ وِتاء: طاوَعْتُه، و قد ذكر ذلك فی الهمز. التهذیب: الوُتَی الجِیَّات.

وثی؛ ج15، ص: 378

: وَثَی به إِلی السلطان: وَشَی؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: یَجْمَع للرِّعاءِ فی ثَلاثِ طُولَ الصِّوَی و قِلَّةَ الإِرْغاثِ، جَمْعَكَ للمُخاصِمِ المُواثِی كأَنه جاء علی واثاه، و المعروف عندنا أَثَی. قال ابن سیدة: فإِن كان ابن الأَعرابی سمع من العرب وَثَی فذلك، و إِلَّا فإِن الشاعر إِنما أَراد المُؤاثِی، بالهمز، فخفف الهمزة بأَن قلبها واواً للضمة التی قبلها، و إِن كان ابن الأَعرابی إنما اشتق وَثَی من هذا فهو غلط. ابن الأَعرابی: الوثِیُّ المكسور الید. و یقال: أَوْثَی فلان إِذا انكسر به مركبه من حیوان أَو سفینة.

وجا؛ ج15، ص: 378

: الوَجا: الحَفا، و قیل: شِدَّة الحفا، وَجِیَ وَجاً و رجل وَجٍ و وَجِیٌّ، و كذلك الدابة؛ أَنشد ابن الأَعرابی: یَنْهَضْنَ نَهْضَ الغائِبِ الوَجِیِّ و جَمْعُها وَجْیَا. و یقال: وجِیَتِ الدابةُ تَوْجَی وَجاً، و إِنه لیَتَوَجَّی فی مشْیته و هو وَجٍ، و قیل: الوَجَا قبل الحَفا ثم الحَفا ثم النَّقَبُ، و قیل: هو أَشدّ من الحَفا، و تَوَجَّی فی جمیع ذلك: كَوَجِیَ. ابن السكیت: الوَجا أَن یَشْتَكِیَ البعیرُ باطِنَ خُفه و الفرسُ باطن حافِره. أَبو عبیدة: الوَجا قَبلَ الحفا، و الحفا قبل النَّقَبِ. و وَجِیَ الفرس، بالكسر: و هو أَن یَجِد وجَعاً فی حافره، فهو وَجٍ، و الأُنثی وَجْیاء، و أَوْجَیْته أَنا و إِنه لیَتَوَجَّی. و یقال: تَرَكْتُه و ما فی قَلْبی منه أَوْجَی أَی
لسان العرب، ج‌15، ص: 379
یَئِست منه، و سأَلته فأَوْجَی علیّ أَی بَخِل. و أَوْجَی الرجلُ: جاء لحاجةٍ أَو صَیْد فلم یُصِبها كأَوْجأَ، و قد تقدَّم فی الهمز. و طَلَبَ حاجة فأَوْجَی أَی أَخطأَ؛ و علی أَحد هذه الأَشیاء یحمل قول أَبی سَهْم الهُذَلی: فَجاء، و قَدْ أَوْجَتْ مِنَ المَوْتِ نَفْسُه، به خُطَّفٌ قد حذَّرَتْه المَقاعِدُ و یقال: رَمَی الصیدَ فأَوْجَی، و سأَلَ حاجةً فأَوْجی أَی أَخْفَقَ. أَبو عمرو: جاء فلان مُوجًی أَی مردوداً عن حاجته، و قد أَوْجَیْتُه. و حَفَرَ فأَوْجَی إِذا انْتَهی إِلی صلابةٍ و لم یُنْبِطْ. و أَوْجَی الصائدُ إِذا أَخْفَقَ و لم یَصد. و أَوْجَأَتِ الرَّكِیَّةُ و أَوْجَتْ إِذا لم یكن فیها ماء. و أَتیْناه فَوَجَیْناه أَی وَجَدْناه وَجِیًّا لا خَیْرَ عنده. یقال: أَوْجَتْ نَفْسُه عن كذا أَی أَضْرَبَتْ و انتَزَعَت، فهی مُوجِیةٌ. و ماء یُوجَی أَی ینقطع، و ماء لا یُوجَی أَی لا یَنْقَطِعُ؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تُوجَی الأَكُفُّ و هُما یَزِیدانْ یقول: ینقطع جُودُ أَكُفِّ الكِرام، و هذا الممدوح تَزِیدُ كَفَّاه. و أَوجی الرجلَ: أَعطاه؛ عن أَبی عبید: و أَوْجاهُ عنه: دَفَعَه و نَحّاه و رَدَّه. اللیث: الإِیجاء أَن تَزْجُرَ الرجل عن الأَمر؛ یقال: أَوْجَیْتُه فرَجَع، قال: و الإِیجاء أَن یُسْأَلَ فلا یُعْطی السائل شیئاً؛ و قال ربیعة بن مقروم: أَوْجَیْتُه عَنِّی فأَبْصَرَ قَصْدَهُ، و كَوَیْتُه فوْقَ النَّواظِرِ مِنْ عَلِ و أَوْجَیْتُ عنكم ظُلْمَ فلان أَی دفَعْته؛ و أَنشد: كأَنَّ أَبی أَوْصَی بِكُمْ أَنْ أَضُمَّكمْ إِلیَّ، و أُوجی عَنْكُمُ كلَّ ظالم ابن الأَعرابی: أَوْجی إِذا صَرَفَ صَدِیقَه بغیر قَضاء حاجته، و أَوجی أَیضاً إِذا باعَ الأَوْجِیةَ، واحدها وِجاء، و هی العُكُومُ الصِّغار؛ و أَنشد: كَفَّاكَ غَیْثانِ عَلیْهِمْ جُودانْ، تُوجَی الأَكفُّ و هما یزیدانْ أَی تنقطع. أَبو زید: الوَجْیُ الخَصْیُ. الفراء: وجَأْتُه و وَجَیْتُه وِجاء. قال: و الوِجاءُ فی غیر هذا وِعاء یُعمل من جِران الإِبل تَجعل فیه المرأَةُ غِسْلَتها و قُماشَها، و جمعه أَوْجِیَةٌ. و الوَجِیَّةُ، بغیر همز؛ عن كراع: جَرادٌ یُدَقُّ ثم یُلَتُّ بسمن أَو زیت ثم یؤْكل؛ قال ابن سیدة: فإِن كان من وجَأْت أَی دققت فلا فائدة فی قوله بغیر همز، و لا هو من هذا الباب، و إِن كان من مادة أُخری فهو من و ج ی، و لا یكون من و ج و لأَن سیبویه قد نفی أَن یكون فی الكلام مثل وعوت.

وحی؛ ج15، ص: 379

: الوَحْیُ: الإِشارة و الكتابة و الرِّسالة و الإِلْهام و الكلام الخَفِیُّ و كلُّ ما أَلقیته إِلی غیرك. یقال: وحَیْتُ إِلیه الكلامَ و أَوْحَیْتُ. و وَحَی وَحْیاً و أَوْحَی أَیضاً أَی كتب؛ قال العجاج: حتی نَحَاهُمْ جَدُّنا و النَّاحِی لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِی بِثَرْمَداء جَهْرَةَ الفِضاحِ «2» و الوَحْیُ: المكتوب و الكِتاب أَیضاً، و علی ذلك جمعوا فقالوا وُحِیٌّ مثل حَلْیٍ و حُلِیٍّ؛ قال لبید: فمَدافِعُ الرَّیّانِ عُرِّیَ رَسْمُها خَلَقاً، كما ضَمِنَ الوُحِیَّ سِلامُها أَراد ما یُكتب فی الحجارة و یُنقش علیها. و‌فی حدیث
(2). قوله [الفضاح] هو بالضاد معجمة فی الأصل هنا و التكملة فی ثرمد و وقع تبعاً للأصل هناك بالمهملة خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 380
الحرث الأَعْوَر: قال علقمة قرأْتُ القُرآن فی سنتین، فقال الحرثُ: القرآن هَیِّنٌ، الوَحْیُ أَشدُّ منه؛ أَراد بالقرآن القِراءة و بالوَحْی الكِتابة و الخَطَّ. یقال: وحَیْتُ الكِتاب وَحْیاً، فأَنا واحٍ؛ قال أَبو موسی: كذا ذكره عبد الغافر، قال: و إِنما المفهوم من كلام الحرث عند الأَصحاب شی‌ء تقوله الشیعة أَنه أُوحِیَ إِلی سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، شی‌ءٌ فخَصَّ به أَهل البیت. و أَوْحی إِلیه: بَعَثه. و أَوْحی إِلیه: أَلْهَمَه. و فی التنزیل العزیز: وَ أَوْحیٰ رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ، و فیه: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحیٰ لَهٰا؛ أَی إِلیها، فمعنی هذا أَمرها، و وَحَی فی هذا المعنی؛ قال العجاج: وحَی لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ، و شَدَّها بالرّاسِیاتِ الثُّبَّتِ و قیل: أَراد أَوْحی إِلا أَنَّ من لغة هذا الراجز إِسقاط الهمزة مع الحرف، و یروی أَوْحی؛ قال ابن بری: و وَحَی فی البیت بمعنی كتب. و وَحَی إِلیه و أَوْحَی: كلَّمه بكلام یُخفِیه من غیره. و وَحی إِلیه و أَوْحی: أَوْمَأَ. و فی التنزیل العزیز: فَأَوْحیٰ إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِیًّا؛ و قال: فأَوْحَتْ إِلینا و الأَنامِلُ رُسْلُها و قال الفراء فی قوله، فَأَوْحیٰ إِلَیْهِمْ*: أَی أَشار إِلیهم، قال: و العرب تقول أَوْحی و وَحَی و أَوْمی و وَمی بمعنی واحد، و وَحی یحِی و وَمی یَمِی. الكسائی: وَحَیْتُ إلیه بالكلام أَحی به و أَوْحَیْتُه إِلیه، و هو أَن تكلمه بكلام تخفیه من غیره؛ و قول أَبی ذؤیب: فقال لها، و قدْ أَوْحَتْ إِلیه: أَلا للهِ أُمُّك ما تَعِیفُ أَوحت إلیه أَی كلمته، و لیست العَقاة متكلمة، إنما هو علی قوله: قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقی و هو باب واسع، و أَوْحی الله إلی أَنبیائه. ابن الأَعرابی: أَوْحی الرجلُ إِذا بعَث برسول ثقة إلی عبد من عبیدِه ثِقة، و أَوْحی أَیضاً إِذا كَلَّم عبدَه بلا رسول، و أَوْحی الإِنسانُ إِذا صارَ ملِكاً بعد فَقْر، و أَوْحی الإِنسانُ و وَحَی و أَحَی إِذا ظَلَمَ فی سلطانه، و اسْتَوْحَیْتُه إذا اسْتَفْهَمْته. و الوَحْیُ: ما یُوحِیه اللهُ إِلی أَنْبیائه. ابن الأَنباری فی قولهم: أَنا مُؤْمِنٌ بوَحْیِ الله، قال: سمی وَحْیاً لأَنَّ الملك أَسَرَّه علی الخلق و خَصَّ به النبیَّ، صلی الله علیه و سلم، المبعوثَ إِلیهِ؛ قال الله عز و جل: یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلیٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً؛ معناه یُسِرُّ بعضُهم إِلی بعض، فهذا أَصل الحرف ثم قُصِرَ الوَحْیُ للإِلهامِ، و یكون للأَمر، و یكون للإِشارة؛ قال علقمة: یُوحی إِلیها بأَنْقاضٍ و نَقْنَقَةٍ و قال الزجاج فی قوله تعالی: وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوٰارِیِّینَ أَنْ آمِنُوا بِی وَ بِرَسُولِی؛ قال بعضهم: أَلْهَمْتُهم كما قال عز و جل: وَ أَوْحیٰ رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ، و قال بعضهم: أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوٰارِیِّینَ أَمرتهم؛ و مثله: وحَی لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ أَی أَمرها، و قال بعضهم فی قوله: وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوٰارِیِّینَ؛ أَتَیْتُهم فی الوَحْی إلیك بالبَراهِین و الآیات التی استدلوا بها علی الإِیمان فآمنوا بی و بك. قال الأَزهری: و قال الله عز و جل: وَ أَوْحَیْنٰا إِلیٰ أُمِّ مُوسیٰ أَنْ أَرْضِعِیهِ؛ قال: الوَحْیُ هاهنا إِلقاءُ اللهِ فی قلبِها، قال: و ما بعد هذا یدل، و الله أَعلم، علی أَنه وَحْیٌ من الله علی جهة الإِعلامِ للضَّمانِ لها: إِنّٰا
لسان العرب، ج‌15، ص: 381
رَادُّوهُ إِلَیْكِ وَ جٰاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِینَ؛ و قیل: إنَّ معنی الوَحْی هاهنا الإِلهام، قال: و جائز أَن یُلْقِیَ الله فی قلبها أَنه مردود إلیها و أَنه یكون مرسلًا، و لكن الإِعلام أَبین فی معنی الوحی هاهنا. قال أَبو إسحق: و أَصل الوحی فی اللغة كلها إعلام فی خَفاء، و لذلك صار الإِلهام یسمی وَحْیاً؛ قال الأَزهری: و كذلك الإِشارةُ و الإِیماءُ یسمی وَحْیاً و الكتابة تسمی وحیاً. و قال الله عز و جل: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلّٰا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ؛ معناه إلا أَن یُوحیَ إِلیه وَحْیاً فیُعْلِمَه بما یَعْلمُ البَشَرُ أَنه أَعْلَمَه، إِما إلهاماً أَو رؤْیا، و إما أَن یُنزل علیه كتاباً كما أُنزِل علی موسی، أَو قرآناً یُتْلی علیه كما أَنْزَله علی سیدنا محمد رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و كل هذا إعْلامٌ و إن اختلَفت أَسبابُ الإِعلامِ فیها. و روی الأَزهری عن أَبی زید فی قوله عز و جل: قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ، من أَوْحَیْتُ، قال: و ناسٌ من العرب یقولون وحَیْتُ إلیه و وَحَیْتُ له و أَوْحَیْتُ إِلیه و له، قال: و قرأَ جُؤَیَّة الأَسدی قل أُحِیَ إلیَّ من وحَیْتُ، همز الواو. و وَحَیْتُ لك بخبر كذا أَی أَشَرْتُ و صَوَّتُّ به رُوَیْداً. قال أَبو الهیثم: یقال وَحَیْتُ إلی فلان أَحی إلیه وَحْیاً، و أَوْحَیْتُ إِلیه أُوحِی إیحاءً إذا أَشرت إِلیه و أَوْمأْتَ، قال: و أَما اللغة الفاشیة فی القرآن فبالأَلف، و أَما فی غیر القرآن العظیم فوَحَیْتُ إلی فلان مشهورة؛ و أَنشد العجاج: وحی لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ أَی وحَی اللهُ تعالی للأَرض بأَن تَقِرَّ قراراً و لا تمیدَ بأَهلها أَی أَشار إلیها بذلك، قال: و یكون وَحی لها القَرارَ أَی كَتب لها القَرارَ. یقال: وحَیْتُ الكتابَ أَحِیهِ وَحْیاً أَی كتبته فهو مَوحِیٌّ. قال رؤبة: إِنْجیلُ تَوْراةٌ وَحی مُنَمْنِمُهْ أَی كتَبه كاتِبُه. و الوَحی: النارُ، و یقال للمَلِكِ وَحًی من هذا. قال ثعلب: قلت لابن الأَعرابی ما الوَحی؟ فقال: المَلِكُ، فقلت: و لم سمی الملِكُ وَحیً؟ فقال: الوَحی النار فكأَنه مِثلُ النار یَنْفَع و یَضُرُّ. و الوَحی: السِّیدُ من الرجال؛ قال: و عَلِمْتُ أَنی إِن عَلِقْتُ بحَبْلِه، نشِبَتْ یَدایَ إِلی وَحًی لم یَصْقَعِ یرید: لم یذهب عن طریق المكارم، مشتق من الصَّقْع. و الوَحْیُ و الوَحی مثل الوَغی: الصوت یكون فی الناس و غیرهم؛ قال أَبو زبید: مُرْتَجِز الجَوفِ بوَحْیٍ أَعْجَم و سمعت وَحاهُ و وَغاه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: یَذُودُ بسَحْماوَیْن لم یَتَفَلَّلا وَحی الذئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمهُ مُخْلی و هذا البیت مذكور فی سحم؛ و أَنشد الجوهری علی الوَحی الصوت لشاعر: مَنَعْناكُمْ كَراء و جانِبَیْه، كما مَنَعَ العَرِینُ وَحی اللُّهامِ و كذلك الوَحاة بالهاء؛ قال الراجز: یَحدُو بها كلُّ فَتًی هَیَّاتِ، تَلْقاهُ بَعْدَ الوَهْنِ ذا وحاةِ، و هُنَّ نحوَ البیْتِ عامِداتِ و نصب عامدات علی الحال. النضر: سمعت وَحاةَ الرَّعْد و هو صوته الممدود الخفیّ، قال: و الرَّعْدُ یَحی وَحاةً، و خص ابن الأَعرابی مرة بالوحاة صوتَ الطائر. و الوَحی: العَجَلةُ، یقولون: الوَحی الوَحی
لسان العرب، ج‌15، ص: 382
و الوَحاء الوَحاء یعنی البِدارَ البِدارَ، و الوَحاء الوَحاء یعنی الإِسراع، فیمدُّونهما و یَقْصُرونهما إِذا جمعوا بینهما، فإِذا أَفردوه مدّوه و لم یَقْصروه؛ قال أَبو النجم: یَفِیضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من وَحائه التهذیب: الوَحاء ممدود، السُّرْعة، و فی الصحاح: یمدّ و یقصر، و ربما أَدخلوا الكاف مع الأَلف و اللام فقالوا الوَحاك الوَحاك، قال: و العرب تقول النَّجاء النَّجاء و النَّجی النَّجی و النَّجاك النَّجاك و النَّجاءك النَّجاءك. و تَوحَّ یا هذا فی شأْنك أَی أَسْرِع. و وحَّاه تَوْحِیةً أَی عَجَّله. و‌فی الحدیث: إِذا أَرَدْتَ أَمراً فتَدَبَّر عاقِبتَه، فإِن كانت شَرّاً فانْتَهِ، و إِن كانت خیراً فَتَوَحَّهْ‌أَی أَسْرِعْ إِلیه، و الهاء للسكت. و وَحَّی فلان ذبیحته إِذا ذَبَحها ذَبْحاً سَرِیعاً وَحِیّاً؛ و قال الجعدی: أَسِیرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ، و آخرُ قد وحَّیْتُمُوه مُشاغِبُ و الوَحِیُّ، علی فعیل: السَّریعُ. یقال: مَوْتٌ وَحِیٌّ. و‌فی حدیث أَبی بكر: الوَحا الوَحا‌أَی السُّرْعةَ السُّرعةَ، یمدّ و یقصر. یقال: تَوَحَّیْتُ تَوَحِّیاً إِذا أَسرعت، و هو منصوب علی الإِغْراء بفعل مضمر. و اسْتَوْحَیْناهم أَی اسْتَصْرَخْناهم. و اسْتَوْحِ لنا بنی فلان ما خَبَرُهم أَی اسْتَخْبِرهم، و قد وَحی. و تَوَحَّی بالشی‌ء: أَسْرَعَ. و شی‌ء وَحِیٌّ: عَجِلٌ مُسْرِعٌ. و اسْتَوْحی الشی‌ءَ: حرَّكه و دَعاه لیُرْسِله. و اسْتَوْحَیْتُ الكلبَ و اسْتَوْشَیْتُه و آسَدْتُه إِذا دعوته لترسله. بعضهم: الإِیحاء البُكاء. یقال: فلان یُوحی أَباه أَی یَبْكِیه. و النائحةُ تُوحی المیت: تَنُوحُ علیه؛ و قال: تُوحی بِحالِ أَبیها، و هو مُتَّكِئٌ علی سِنانٍ كأَنْفِ النِّسْرِ مَفْتُوقِ أَی مَحَدِّد. ابن كثوة: من أَمثالهم: إِن من لا یَعرِف الوَحی أَحْمَقُ؛ یقال للذی یُتَواحی دُونه بالشی‌ء أَو یقال عند تعییر الذی لا یعرف الوَحی. أَبو زید من أَمثالهم: وَحْیٌ فی حجَر؛ یضرب مثلًا لمن یَكْتُم سِرَّه، یقول: الحجر لا یُخْبِر أَحداً بشی‌ء فأَنا مثله لا أُخبر أَحداً بشی‌ء أَكْتُمُه؛ قال الأَزهری: و قد یضرب مثلًا للشی‌ء الظاهر البین. یقال: هو كالوَحْی فی الحجر إِذا نُقِرَ فیه؛ و منه قول زهیر: كالوَحْی فی حَجَرِ المَسیل المُخْلِدِ

وخی؛ ج15، ص: 382

: الوَخْی: الطریقُ المُعْتَمد، و قیل: هو الطریق القاصد؛ و قال ثعلب: هو القصد؛ و أَنشد: فقلتُ: وَیْحَكَ أَبْصِرْ أَین وَخْیُهُمُو فقال: قد طَلَعُوا الأَجْمادَ و اقْتَحَمُوا و الجمع وُخِیٌّ و وِخِیٌّ، فإِن كان ثعلب عنی بالوَخْی القَصْدَ الذی هو المصدر فلا جمع له، و إن كان إِنما عنی الوَخْیَ الذی هو الطریق القاصد فهو صحیح لأَنه اسم. قال أَبو عمرو: وَخی یَخی وَخْیاً إِذا تَوَجَّه لوجه؛ و أَنشد الأَصمعی: قالتْ و لم تَقْصِدْ له و لم تَخِهْ أَی لم تَتَحَرَّ فیه الصواب. قال أَبو منصور: و التَّوَخِّی بمعنی التَّحَری للحق مأْخوذ من هذا. و یقال: تَوَخَّیْتُ مَحَبَّتَك أَی تَحَرَّیْتُ، و ربما قلبت الواو أَلفاً فقیل تأَخَّیْت. و قال اللیث: تَوَخَّیْت أَمر كذا أَی تیَمَّمْتُه، و إِذا قلت وَخَّیْتُ فلاناً لأَمر كذا
لسان العرب، ج‌15، ص: 383
عَدَّیت الفعل إِلی غیره. و وَخَی الأَمْرَ: قصَدَه؛ قال: قالتْ و لم تَقْصِدْ به و لم تَخِهْ: ما بالُ شَیْخٍ آضَ منْ تَشَیُّخِهْ، كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بینَ أَفْرُخِهْ؟ و تَوخَّاه: كوَخاه. و قد وخَیْتُ غیری، و قد وخَیْتُ وَخْیَكَ أَی قَصَدْتُ قَصْدَكَ. و‌فی الحدیث: قال لهما اذْهَبا فتَوَخَّیا و استَهِما‌أَی اقْصِدا الحَقَّ فیما تَصْنَعانِه من القِسمة، و لْیأْخذْ كلٌّ منكما ما تخرجه القُرْعة من القِسمة. یقال: تَوَخَّیْتُ الشی‌ء أَتَوَخَّاه تَوخِّیاً إِذا قَصَدْتَ إِلیه و تَعَمَّدْت فِعلَه و تحَرَّیْت فیه. و هذا وَخْیُ أَهْلِك أَی سَمْتُهم حیث سارُوا. و ما أَدری أَین وَخَی فلان أَی أَینَ تَوجَّهَ. الأَزهری: سمعت غیر واحد من العرب الفصحاء یقول لصاحبه إِذا أَرشده لصَوْب بلد یأْتَمُّه: أَلا و خُذْ علی سَمْت هذا الوَخْی أَی علی هذا القَصْدِ و الصَّوْبِ. قال: و قال النضر اسْتَوْخَیْتُ فلاناً عن موضع كذا إذا سأَلته عن قَصْدِه؛ و أَنشد: أَما مِنْ جَنُوبٍ تُذْهِبُ الغِلَّ طَلَّةٍ یَمانِیةٍ من نَحْو رَیّا، و لا رَكْب یَمانِینَ نَسْتَوخِیهمُ عن بِلادِنا علی قُلُصٍ، تَدْمی أَخِشَّتُها الحُدْب و یقال: عرفتُ وَخی القوم وخِیَّتَهم و أَمَّهم و إمَّتَهم أَی قَصْدَهم. و وَخَت الناقة تَخی وَخْیاً: سارت سیراً قَصْداً؛ و قال: افْرُغْ لأَمثالِ مِعًی أُلَّافِ یَتْبَعْنَ وَخْیَ عَیْهَلٍ نِیافِ، و هْیَ إذا ما ضَمَّها إیجافی و ذكر ابن بری عن أَبی عمرو: الوَخْیُ حُسْنُ صوت مَشْیِها. و واخاه: لغة ضعیفة فی آخاه، یبنی علی تَواخی. و تَوخَّیْتُ مَرْضاتَك أَی تحرَّیْت و قصدْت. و تقول: استَوْخِ لنا بنی فلان ما خَبَرُهم أَی استَخْبِرْهم؛ قال ابن سیدة: و هذا الحرف هكذا رواه أَبو سعید بالخاء معجمة؛ و أَنشد: الأَزهری فی ترجمة صلخ: لو أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمی أَصْلَخا إِذاً لَسَمَّی، و اهْتَدی أَنَّی وَخَی أَی أَنَّی توجّه. یقال: وَخی یَخی وَخْیاً، و الله أَعلم.

ودی؛ ج15، ص: 383

: الدِّیةُ: حَقُّ القَتِیل، و قد ودَیْتُه وَدْیاً. الجوهری: الدِّیةُ واحدة الدِّیات، و الهاءُ عوض من الواو، تقول: ودَیْتُ القَتِیلَ أَدِیه دِیةً إِذا أَعطیت دِیَتَه، و اتَّدَیْتُ أَی أَخذتُ دِیَتَه، و إِذا أَمرت منه قلت: دِ فلاناً و للاثنین دِیا، و للجماعة دُوا فلاناً. و‌فی حدیث القسامة: فوَداه من إِبل الصدقة أَی أَعطی دِیَته.و منه‌الحدیث: إِن أَحَبُّوا قادُوا و إِن أَحَبُّوا وادُوا‌أَی إِن شاؤوا اقتَصُّوا، و إِن شاؤوا أَخَذوا الدِّیة، و هی مفاعلة من الدیة. التهذیب: یقال ودی فلان فلاناً إِذا أَدَّی دیته إِلی ولیه. و أَصل الدِّیَّة وِدْیة فحذفت الواو، كما قالوا شِیةٌ من الوَشْی. ابن سیدة: ودی الفرسُ و الحِمارُ وَدْیاً أَدْلی لیَبُول أَو لیَضْرِبَ، قال: و قال بعضهم وَدَی لیبول و أَدْلی لیَضْرب، زاد الجوهری: و لا تقل أَوْدی، و قیل: وَدَی قطرَ. الأَزهری: الكسائی وَدَأَ الفرسُ یَدَأُ بوزن وَدَعَ یَدَعُ إِذا أَدلی، قال: و قال أَبو الهیثم هذا وهَمٌ، لیس فی وَدَأَ الفرسُ إِذا أَدْلی همز. و قال شمر: وَدی الفَرسُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 384
إِذا أَخرج جُرْدانَه. و یقال: وَدی یَدی إِذا انتشر. و قال ابن شمیل: سمعت أَعرابیّاً یقول إنی أَخاف أَن یَدی، قال: یرید أَن یَنْتَشِرَ ما عندك، قال: یرید ذكره. و قال شمر: وَدی أَی سال، قال: و منه الوَدْیُ فیما أُری لخُروجه و سَیَلانِه، قال: و منه الوادی. و یقال: ودی الحِمارُ فهو وادٍ إذا أَنْعَظَ؛ و یقال: وَدَی بمعنی قَطَر منه الماء عند الإِنْعاظِ. قال ابن بری: و فی تهذیب غریب المصنف للتبریزی وَدَی وَدْیاً أَدْلی لیَبُوكَ، بالكاف، قال: و كذلك هو فی الغریب. ابن سیدة: و الوَدْیُ و الوَدِیُّ، و التخفیف أَفصح، الماءُ الرقیقُ الأَبیضُ الذی یَخرج فی إِثْرِ البول، و خصص الأَزهری فی هذا الموضع فقال: الماء الذی یخرج أَبیض رقیقاً علی إِثر البول من الإِنسان. قال ابن الأَنباری: الوَدْیُ الذی یخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا كان قد جامع قبل ذلك أَو نَظَرَ، یقال منه: وَدی یَدی و أَوْدی یُودی، و الأَول أَجود؛ قال: و المَذْیُ ما یخرج من ذكر الرجل عند النظر یقال: مَذی یَمْذی و أَمْذی یُمْذی. و‌فی حدیث ما ینقض الوضوءَ ذكر الودی، بسكون الدال و بكسرها و تشدید الیاء، البلَل اللّزِجُ الذی یخرج من الذكر بعد البول، یقال وَدی و لا یقال أَوْدی، و قیل: التشدید أَصح و أَفصح من السكون. و وَدی الشی‌ءُ وَدْیاً: سال؛ أَنشد ابن الأَعرابی للأَغلب: كأَنَّ عِرْقَ أَیْرِه، إِذا ودی، حَبْلُ عَجُوزٍ ضَفرَتْ سَبْع قُوی التهذیب: المَذِیُّ و المَنِیُّ و الوَدِیُّ مشدداتٌ، و قیل تخفف. و قال أَبو عبیدة: المَنِیُّ وحده مشدد و الآخران مخففان، قال: و لا أَعلمنی سمعت التخفیف فی المَنِیّ. الفراء: أَمْنی الرجل و أَوْدی و أَمْذی و مَذی و أَدْلی الحِمارُ، و قال: وَدی یَدی من الوَدْیِ وَدْیاً، و یقال: أَوْدی الحِمارُ فی معنی أَدْلی، و قال: وَدی أَكثر من أَوْدی، قال: و رأَیت لبعضهم استَوْدی فلان بحَقِّی أَی أَقَرَّ به و عَرَفه؛ قال أَبو خیرة: و مُمَدَّحٍ بالمَكْرُماتِ مَدَحْتُه فاهْتَزَّ، و استَودی بها فحَبانی قال: و لا أَعرفه إِلا أَن یكون من الدِّیة، كأَنه جَعل حِباءَه له علی مَدْحِه دِیةً لها. و الوادی: معروف، و ربما اكتفوا بالكسرة عن الیاء كما قال: قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ ابن سیدة: الوادی كل مَفْرَج بین الجبالِ و التِّلال و الإِكام، سمی بذلك لسَیَلانه، یكون مَسْلَكاً للسیل و مَنْفَذاً؛ قال أَبو الرُّبَیْس التغلَبیّ: لا صُلْح بَیْنِی، فاعْلَمُوه، و لا بَیْنَكُم ما حَمَلَتْ عاتِقی سَیْفِی، و ما كُنَّا بِنَجْدٍ، و ما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قال ابن سیدة: حذف لأَن الحرف لما ضعف عن تحمل الحركة الزائدة علیه و لم یقدر أَن یَتَحَامَلَ بنفسه دَعا إِلی اخترامه و حذفه، و الجمع الأَوْدِیةُ، و مثله نادٍ و أَنْدِیةٌ للمَجالس. و قال ابن الأَعرابی: الوادِی یجمع أَوْداء علی أَفْعالٍ مثل صاحبٍ و أَصْحابٍ، أَسدیة، و طی‌ء تقول أَوداهٌ علی القلب؛ قال أَبو النجم: و عارَضَتْها، مِنَ الأَوْداهِ، أَوْدِیةٌ قَفْرٌ تُجَزِّعُ منها الضَّخْمَ و الشعبا «3»
(3). قوله [و الشعبا] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 385
و قال الفرزدق: فَلولا أَنْتَ قد قَطَعَتْ رِكابی، مِنَ الأَوْداهِ، أَودِیةً قِفارا و قال جریر: عَرَفْت ببُرقةِ الأَوْداهِ رَسماً مُحِیلًا، طالَ عَهْدُكَ منْ رُسُوم الجوهری: الجمع أَوْدِیةٌ علی غیر قیاس كأَنه جمع وَدِیٍّ مثل سَرِیٍّ و أَسْریِةٍ للنَّهْر؛ و قول الأَعشی: سِهامَ یَثْرِبَ، أَوْ سِهامَ الوادی یعنی وادی القُری؛ قال ابن بری: و صواب إنشاده بكماله: مَنَعَتْ قِیاسُ الماسِخِیَّةِ رَأْسَه بسهامِ یَثْرِبَ، أَوْ سِهامِ الوادِی و یروی: … أَو سهامِ بلاد، و هو موضع. و قوله عز و جل: أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِی كُلِّ وٰادٍ یَهِیمُونَ؛ لیس یعنی أُوْدِیةَ الأَرض إِنما هو مَثَلٌ لشِعرهم و قَولِهم، كما نقول: أَنا لكَ فی وادٍ و أَنت لی فی وادٍ؛ یرید أَنا لك فی وادٍ من النَّفْع أَی صِنف من النفع كثیر و أَنت لی فی مثله، و المعنی أَنهم یقولون فی الذم و یكذبون فیَمدحون الرجل و یَسِمُونه بما لیس فیه، ثم استثنی عز و جل الشعراء الذین مدحوا سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و ردّوا هِجاءه و هِجاء المسلمین فقال: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ ذَكَرُوا اللّٰهَ كَثِیراً؛ أَی لم یَشغَلْهم الشِّعر عن ذكر الله و لم یجعلوه همتهم، و إِنما ناضَلُوا عن النبی، صلی الله علیه و سلم، بأَیدیهم و أَلسنتهم فهجَوْا من یستحق الهِجاء و أَحَقُّ الخَلْق به من كَذَّبَ برسوله، صلی الله علیه و سلم، و هَجاه؛ و‌جاء فی التفسیر: أَن الذی عَنَی عز و جل بذلك عبدُ الله بنُ رَواحةَ و كَعْبُ بن مالك و حَسَّانُ بن ثابت الأَنصاریون، رضی الله عنهم، و الجمع أَوْداء و أَوْدِیةٌ و أَوْدایةٌ؛ قال: و أَقْطَع الأَبْحُر و الأَوْدایَهْ قال ابن سیدة: و فی بعض النسخ و الأَوادیه، قال: و هو تصحیف لأَن قبله: أَ ما تَرَیْنِی رَجُلًا دِعْكایَهْ و وَدَیْتُ الأَمْرَ وَدْیاً: قَرَّبْتُه. و أَوْدَی الرجلُ: هَلَكَ، فهو مُودٍ؛ قال عَتَّاب بن وَرْقاء: أَوْدَی بِلُقْمانَ، و قد نالَ المُنَی فی العُمْرِ، حتی ذاقَ مِنه ما اتَّقَی و أَوْدَی به المَنُون أَی أَهْلَكه، و اسم الهَلاكِ من ذلك الوَدَی، قال: و قلَّما یُستعمل، و المصدر الحقیقی الإِیداء. و یقال: أَوْدَی بالشی‌ء ذهَب به؛ قال الأَسود بن یعفر: أَوْدَی ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه، إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسی حَیَّةَ الوادِی و یقال: أَوْدَی به العُمْرُ أَی ذهَب به و طالَ؛ قال المَرَّار بن سعید: و إِنَّما لِیَ یَوْمٌ لَسْتُ سابِقَه حتی یجی‌ءَ، و إِنْ أَوْدَی به العُمُرُ و فی حدیث ابن عوف: و أَوْدَی سَمْعُه إِلا نِدایا أَوْدَی أَی هلَك، و یرید به صَمَمَه و ذَهابَ سَمْعِه. و أَوْدَی به الموتُ: ذهَب؛ قال الأَعشی: فإِمَّا تَرَیْنِی و لِی لِمَّةٌ، فإِنَّ الحَوادِثَ أَوْدَی بها أَراد: أَوْدَتْ بها، فذكَّر علی إِرادة الحیوان «1»
(1). قوله [الحیوان] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 386
و الوَدَی، مقصور: الهَلاكُ، و قد ذكر فی الهمز. و الوَدِیُّ علی فَعِیل: فَسِیلُ النخل و صِغاره، واحدتها ودِیَّة، و قیل: تجمع الوَدِیَّةُ وَدایا؛ قال الأَنصاری: نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِیِّ أَعْلَمُنا مِنَّا برَكْضِ الجِیادِ فی السُّلَفِ و‌فی حدیث طَهْفَة: ماتَ الوَدِیُّ‌أَی یَبِسَ من شِدَّةِ الجَدْب و القَحْط. و‌فی حدیث أَبی هریرة: لم یَشْغَلْنِی عن النبی، صلی الله علیه و سلم، غَرْسُ الوَدِیِّ.و التَّوادِی: الخَشَباتُ التی تُصَرُّ بها أَطْباءُ الناقة و تُشَدُّ علی أَخْلافِها إِذا صُرَّت لئلا یَرْضَعها الفَصِیل؛ قال جریر: و أَطْرافُ التَّوادِی كُرومُها و قال الراجز: یَحْمِلْنَ، فی سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ، تَوادِیاً شُوبِهْنَ مِنْ خِلافِ «1» واحدتها تَوْدِیةٌ، و هو اسم كالتَّنْهِیةِ؛ قال الشاعر: فإِنْ أَوْدَی ثُعالةُ، ذاتَ یَوْمٍ، بِتَوْدِیةٍ أُعِدّ لَه ذِیارا و قد وَدَیْتُ الناقةَ بتَوْدِیَتَینِ أَی صَرَرْتُ أَخلافها بهما، و قد شددت علیها التَّوْدیة. قال ابن بری: قال بعضهم أَوْدَی إِذا كان كامِل السِّلاح؛ و أَنشد لرؤبة: مُودِینَ یَحْمُونَ السَّبِیلَ السَّابِلا قال ابن بری: و هو غلط و لیس من أَوْدَی، و إِنما هو من آدَی إِذا كان ذا أَداةٍ و قُوَّة من السلاح.

وذی؛ ج15، ص: 386

: ابن الأَعرابی: هو الوَذْیُ و الوَذِیُّ، و قد أَوْذَی و وَذِیَ «2» و هو المَنْیُ و المَنِیُّ. و‌فی الحدیث: أَوحَی الله تعالی إِلی موسی، علیه السلام، و علی نبینا، صلی الله علیه و سلم، أَ مِنْ أَجل دُنْیا دَنِیَّةٍ و شَهْوةٍ وَذِیَّة؛ قوله: وذِیَّة أَی حقیرة. قال ابن السكیت: سمعت غیر واحد من الكلابیین یقول أَصْبَحَتْ و لیس بها وَحْصةٌ و لیس بها وَذْیةٌ أَی بَرْدٌ، یعنی البلاد و الأَیام. المحكم: ما به وَذْیةٌ إِذا بَرأَ من مرضه أَی ما به داء. التهذیب: ابن الأَعرابی ما به وَذیةٌ، بالتسكین، و هو مثل حَزَّة، و قیل: ما به وَذْیةٌ أَی ما به عِلَّةٌ، و قیل: أَی ما به عَیْبٌ، و قال: الوُذِیُّ هی الخُدُوش. ابن السكیت: قالت العامریة ما به وَذْیةٌ أَی لیس به جِراحٌ.

وری؛ ج15، ص: 386

: الوَرْیُ: قَیْح یكون فی الجَوف، و قیل: الوَرْی قَرْحٌ شدید یُقاء منه القَیْح و الدَّمُ. و حكی اللحیانی عن العرب: ما له وَراه الله أَی رَماه الله بذلك الداء، قال: و العرب تقول للبَغِیض إِذا سَعَلَ: وَرْیاً و قُحاباً، و للحبیب إِذا عَطَس: رَعْیاً و شَبَاباً. و‌فی الحدیث عن النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: لأَن یَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكم قَیْحاً حتی یَرِیَه خیر له من أَن یَمْتَلِئَ شِعْراً؛ قال الأَصمعی: قوله حتی یَرِیَه هو من الوَرْی علی مثال الرَّمْی، یقال منه: رجل مَوْرِیٌّ، غیر مهموز، و هو أَن یَدْوَی جَوْفُه؛ و أَنشد: قالت له وَرْیاً إِذا تَنَحْنَحا «3»
(1). قوله [شوبهن] كذا فی الأصل، و تقدم فی مادة خلف: سوّین، من التسویة. (2). قوله [و وذی] كذا ضبط فی الأَصل بكسر الذال، و لعله بفتحها كنظائره. (3). قوله [تنحنحا] كذا بالأصل و شرح القاموس، و الذی فی غیر نسخة من الصحاح: تنحنح.
لسان العرب، ج‌15، ص: 387
تدعو علیه بالوَرْی. و یقال: وَرَّی الجُرْحُ سائرَه تَوْرِیةً أَصابه الوَرْیُ؛ و قال الفرَّاء: هو الوَرَی، بفتح الراء؛ و قال ثعلب: هو بالسكون المصدر و بالفتح الاسم؛ و قال الجوهری: وَرَی القَیْحُ جَوْفَه یَرِیه وَرْیاً أَكَله، و قال قوم: معناه حتی یُصِیب رِئَته، و أَنكره غیرهم لأَن الرئة مهموزة، فإِذا بنیت منه فِعلًا قلت: رآه یَرْآه فهو مَرْئِیٌّ. و قال الأَزهری: إِنَّ الرئة أَصلها من وری و هی محذوفة منه. یقال: وَرَیْت الرجل فهو مَوْرِیٌّ إِذا أَصبت رِئته، قال: و المشهور فی الروایة الهمز؛ و أَنشد الأَصمعی للعجاج یصف الجِراحات: بَینَ الطِّراقَیْنِ و یَفْلِینَ الشَّعَرْ عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّی مَن سَبَرْ كأَنه یُعْدِی من عِظَمِه و نُفور النفس منه، یقول: إِنْ سَبَرها إِنسان أَصابَه منه الوَرْیُ من شدَّتها، و قال أَبو عبیدة فی الوَرْی مثله إِلا أَنه قال: هو أَن یأْكل القیحُ جوفَه؛ قال: و قال عبد بنی الحَسْحاس یذكر النساء: وَراهُنَّ رَبِّی مِثلَ ما قد وَرَینَنی، و أَحْمَی علی أَكْبادِهِنَّ المَكاوِیا و قال ابن جبلة: سمعت ابن الأَعرابی یقول فی قوله … تُوَرِّی مَنْ سَبَرَ، قال: معنی تُوَرِّی تَدفَع، یقول: لا یَری فیه عِلاجاً من هَوْلِها فیَمْنَعه ذلك من دوائها؛ و منه قول الفَرزدق: فلو كنتَ صُلْبَ العُودِ أَو ذا حَفِیظَةٍ، لَوَرَّیْتَ عن مَوْلاكَ و اللیلُ مُظْلِمُ یقول: نَصَرْتَه و دفعتَ عنه، و تقول منه: رِ یا رجل، وَ ریا للاثنین، و رُوا للجماعة، و للمرأَة رِی و هی یاء ضمیر المؤنث مثل قومی و اقْعُدِی، و للمرأَتین: رِیا، و للنسوة: رِینَ، و الاسم الوَرَی، بالتحریك. و وَرَیْته وَرْیاً: أَصبت رئته، و الرئة محذوفة من وَرَی. و الواریة سائصة «1» داء یأْخذ فی الرئة، یأْخذ منه السُّعال فیَقْتُل صاحِبَه، قال: و لیسا من لفظ الرّئة. و وَراهُ الداء: أَصابه. و یقال: وُرِیَ الرجلُ فهو مَوْرُوٌّ، و بعضهم یقول مَوْرِیٌّ. و قولهم: به الوَرَی و حُمَّی خَیْبرا و شَرُّ ما یُرَی فإِنه خَیْسَرَی، إِنما قالوا الوَرَی علی الإِتباع، و قیل: إِنما هو بفِیه البَرَی أَی التراب؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: هَلُمَّ إِلی أُمَیة، إِنَّ فیها شِفاء الوارِیاتِ منَ الغَلِیلِ و عمَّ بها فقال: هی الأَدْواء. التهذیب: الوَرَی داء یُصِیب الرجل و البعیر فی أَجوافهما، مقصور یكتب بالیاء، یقال: سلَّط الله علیه الوَری و حُمَّی خَیْبرا و شَرَّ ما یُرَی فإِنه خَیْسَرَی؛ و خَیْسَرَی: فَیْعَلی من الخُسْران، و رواه ابن درید خَنْسَرَی، بالنون، من الخَناسِیر و هی الدَّواهی. قال الأَصمعی: و أَبو عمرو لا یَعْرِفُ الوَرَی من الداء، بفتح الراء، إِنما هو الوَرْیُ بإِسكان الراء فصُرِف إِلی الوَرَی. و قال أَبو العباس: الوَرْیُ المصدر، و الوَرَی بفتح الراء الاسم. التهذیب: الوَرَی شَرَقٌ یَقَعُ فی قَصَبةِ الرِّئتین فَیَقْتُله «2» أَبو زید: رجل مَوْرِیٌّ، و هو داء یأْخذ الرجل فیَسْعُلُ، یأْخذه فی قصب رِئته. وَ وَرَتِ الإِبلُ وَرْیاً: سَمِنَتْ فكثر شحمها و نِقْیها و أَوْراها السِّمَن؛ و أَنشد أَبو حنیفة: و كانَتْ كِنازَ اللحمِ أَورَی عِظامَها، بِوَهْبِینَ، آثارُ العِهادِ البَواكِر و الواری: الشحم السَّمینُ، صفة غالبة، و هو الوَرِیُّ.
(1). قوله [و الواریة سائصة] كذا بالأصل، و عبارة شارح القاموس: و الواریة داء. (2). قوله فیقتله: أی فیقتل من أصیب بالشرق.
لسان العرب، ج‌15، ص: 388
و الوارِی: السمین من كل شی‌ء؛ و أَنشد شمر لبعض الشعراء یصف قِدْراً: و دَهْماءَ، فی عُرْضِ الرُّواقِ، مُناخةٍ كَثیرةِ وذْرِ اللحمِ وارِیةِ القَلْبِ قال: قَلْبٌ وارٍ إِذا تَغَشَّی بالشحم و السِّمَن. و لَحْمٌ وَرِیٌّ، علی فَعِیل، أَی سمین. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنَّ امرأَة شَكَتْ إِلیه كُدُوحاً فی ذِراعَیها من احْتراشِ الضِّبابِ، فقال: لو أَخذتِ الضَّبَّ فَوَرَّیْتِه ثم دَعَوْتِ بِمِكْتَفَةٍ فَثَمَلْتِه كان أَشْبَعَ؛ وَرَّیْتِه أَی رَوَّغْتِه فی الدُّهن، من قولك لَحْمٌ وارٍ أَی سَمِینٌ. و‌فی حدیث الصدقة: و فی الشَّویِّ الوَرِیِّ مُسِنَّةٌ، فَعِیل بمعنی فاعل. وَ وَرَتِ النارُ تَرِی وَرْیاً و رِیةً حسَنَةً، وَ وَرِیَ الزَّنْدُ یَرِی، وَ وَرَی یَرِی و یَوْرَی وَرْیاً و وُرِیّاً و رِیةً، و هو وارٍ و وَرِیٌّ: اتَّقَد؛ قال الشاعر: وَجَدْنا زَنْدَ جَدِّهمِ ورِیّاً، و زَنْدَ بنی هَوازِنَ غَیرَ وارِی و أَنشد أَبو الهیثم: أُمُّ الهُنَیْنَین مِنْ زَنْدٍ لها وارِی و أَوْرَیْتُه أَنا، و كذلك وَرَّیْتُه تَوْرِیةً؛ و أَنشد ابن بری لشاعر: و أَطْفِ حَدِیثَ السُّوء بالصَّمْتِ، إِنَّه مَتَی تُورِ ناراً للعِتاب تَأَجَّجَا و یقال: وَرِیَ المُخُّ یَرِی إِذا اكتنز و ناقةٌ وارِیةٌ أَی سمِینة؛ قال العجاج: یأْكُلْنَ مِن لَحْمِ السَّدِیفِ الواری كذا أَورده الجوهری؛ قال ابن بری: و الذی فی شعر العجاج: و انْهَمَّ هامُومُ السَدِیفِ الواری عن جَرَزٍ منه و جَوْزٍ عاری و قالوا: هُو أَوْراهُمْ زَنْداً؛ یضرب مثلًا لنَجاحه و ظَفَره. یقال: إِنه لوارِی الزِّنادِ و واری الزَّنْد و ورِیُّ الزند إِذا رامَ أَمراً أَنجَحَ فیه و أَدرَكَ ما طَلب. أَبو الهیثم: أَوْرَیْتُ الزِّنادَ فوَرَتْ تَرِی وَرْیاً وَ رِیةً؛ قال: و قد یقال وَرِیَتْ تَوْرَی وَرْیاً وَ رِیةً، و أَوْرَیْتُها أَنا أَثْقَبْتُها. و قال أَبو حنیفة: ورَتِ الزنادُ إِذا خرجت نارها، و وَرِیَتْ صارت وارِیةً، و قال مرَّة: الرِّیةُ كلُّ ما أَوْرَیْتَ به النار من خِرْقة أَو عُطْبةٍ أَو قِشْرةٍ، و حكی: ابْغِنِی رِیَّةً أَرِی بها ناری، قال: و هذا كله علی القلب عن وِرْیةٍ و إِنْ لم نسمع بوِرْیةٍ. و‌فی حدیث تزویج خدیجة، رضی الله عنها: نَفَخْتَ فأَوْرَیْتَ؛ ورَی الزَّندُ: خرجت نارُه، و أَوْراه غیره إِذا استخرج نارَه. و الزَّنْدُ الواری: الذی تظهر ناره سریعاً. قال الحربی: كان ینبغی أَن یقول قدَحْتَ فأَوْرَیْت. و‌فی حدیث علی، كرم الله وجهه: حتی أَوْرَی قَبَساً لقابِسٍ‌أَی أَظْهَرَ نُوراً من الحق لطالب الهُدی. و‌فی حدیث فتح أَصْبهانَ: تَبْعَثُ إِلی أَهل البصرة فیُوَرُّوا؛ قال: هو من وَرَّیْت النار تَوْرِیةً إِذا استخرجتها. قال: و اسْتَوْرَیْتُ فلاناً رأْیاً سأَلته أَن یستخرج لی رأْیاً، قال: و یحتمل أَن یكون من التَّوْرِیة عن الشی‌ء، و هو الكنایة عنه، و فلان یَسْتَوْرِی زنادَ الضلالةِ. و أَوْرَیْتُ صَدره علیه: أَوْقَدْتُه و أَحقَدْته. وَ رِیةُ النار، مخففة: ما تُوری به، عُوداً كان أَو غیره: أَبو الهیثم: الرِّیةُ من قولك ورَتِ النارُ تَری وَرْیاً
لسان العرب، ج‌15، ص: 389
و رِیةً مثل وعَتْ تَعِی وَعْیاً و عِیةً، و وَدَیْتُه أَدِیه وَدْیاً و دِیةً، قال: و أَوْرَیْتُ النار أُورِیها إِیراء فَوَرَت تَری و وَرِیَتْ تَرِی، و یقال: وَرِیَتْ تَوْرَی؛ و قال الطرمّاح یصف أَرضاً جَدْبة لا نبات فیها: كظَهْرِ اللأَی لو تَبْتَغِی رِیَّةً بها، لعَیَّتْ و شَقَّتْ فی بُطون الشَّواجنِ أَی هذه الصَّحْراء كظهر بقرة وحشیة لیس فیها أَكَمَة و لا وَهْدة، و قال ابن بُزُرْج: ما تُثْقب به النار؛ قال أَبو منصور: جعلها ثَقُوباً من حَثًی أَو رَوْثٍ أَو ضَرَمةٍ أَو حَشِیشة یابسة؛ التهذیب: و أَما قول لبید: تَسْلُبُ الكانِسَ لمْ یُورَ بها شُعْبةُ الساقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ روی: … لم یُورَ بها و … لم یُورَأْ بها و … لم یُوأَرْ بها، فمن رواه … لم یُورَ بها فمعناه لم یَشْعُرْ بها، و كذلك … لم یُورَأْ بها، قال: ورَیْته و أَوْرَأْته إِذا أَعْلَمْته، و أَصله من وَرَی الزَّنْدُ إِذا ظهرت نارُها كأَنَّ ناقته لم تُضِئْ للظبی الكانس و لم تَبِنْ له فیَشْعُر بها لسُرْعَتِها حتی انْتَهَت إِلی كِناسه فنَدَّ منها جافِلًا، قال: و أَنشدنی بعضهم: دَعانی فلمْ أُورَأْ به فأَجَبْتُه، فمَدَّ بثَدْیٍ بَیْننا غَیر أَقْطَعا أَی دَعانی و لم أَشْعُرْ به، و من رواه … و لم یُوأَرْ بها فهی من أُوارِ الشمس، و هو شدَّة حرِّها، فقَلَبه و هو من التنفیر. و التَّوْراةُ عند أَبی العباس تَفْعِلةٌ، و عند الفارسی فَوْعلة، قال: لقلة تَفْعِلة فی الأَسماء و كثرة فَوْعلة. و وَرَّیْتُ الشی‌ءَ و وَارَیْتُه: أَخْفَیْتُه. و تَواری هو: استتر. الفراء فی كتابه فی المصادر: التَّوْراةُ من الفعل التَّفْعِلة؛ كأَنها أُخِذَتْ من أَوْرَیْتُ الزِّناد و ورَّیْتُها، فتكون تَفْعِلة فی لغة طیِّ‌ء لأَنهم یقولون فی التَّوْصِیة تَوْصاةٌ و للجاریة جاراةٌ و للناصِیةِ ناصاةٌ، و قال أَبو إسحق فی التَّوراة: قال البصریون تَوْراةٌ أَصلها فَوْعَلةٌ، و فوعلة كثیر فی الكلام مثل الحَوْصلة و الدَّوْخلة، و كلُّ ما قُلْت فیه فَوْعَلْتُ فمصدره فَوْعلةٌ، فالأَصل عندهم وَوْراةٌ، و لكن الواو الأُولی قلبت تاء كما قلبت فی تَوْلَج و إِنما هو فَوْعَل من وَلَجْت، و مثله كثیر. و اسْتَوْرَیْتُ فلاناً رَأْیاً أَی طلبتُ إِلیه أَن ینظر فی أَمری فیَستخرج رَأْیاً أَمضی علیه. و وَرَّیْتُ الخَبر: جعلته ورائی و سَتَرْته؛ عن كراع، و لیس من لفظ وراء لأَن لام وراء همزة. و‌فی الحدیث: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، كان إِذا أَراد سَفَراً ورَّی بغَیْرِه‌أَی سَتَرَه و كَنی عنه و أَوْهَمَ أَنه یرید غیره، و أَصله من الوراء أَی أَلقَی البَیانَ وراءَ ظهره. و یقال: وارَیْته و وَرَّیْتُه بمعنی واحد. و فی التنزیل العزیز: مٰا وُورِیَ عَنْهُمٰا؛ أَی سُتِرَ علی فُوعِلَ، و قرئَ: وُرِّی عنهما، بمعناه. و وَرَّیْتُ الخبر أُوَرِّیه تَوْرِیةً إِذا سترته و أَظهرت غیره، كأَنه مأْخوذ من وَراء الإِنسان لأَنه إِذا قال وَرَّیته فكأَنه یجعله وراءه حیث لا یظهر. و الوَرِیُّ: الضَّیْفُ. و فلان وَرِیُّ فلان أَی جارَه الذی تُوارِیه بیُوته و تستره؛ قال الأَعشی: و تَشُدُّ عَقْدَ وَرِیِّنا عَقْدَ الحِبَجْرِ علی الغِفارَهْ قال: سمی وَرِیّاً لأَن بیته یُوارِیه. و وَرَّیْتُ عنه: أَرَدْتُه و أَظهرت غیره، و أَرَّیت لغة، و هو مذكور فی
لسان العرب، ج‌15، ص: 390
موضعه. و التَّوْرِیةُ: الستر. و التَّرِیَّةُ: اسم ما تَراه الحائض عند الاغتسال، و هو الشی‌ء الخفی الیسیر، و هو أَقل من الصُّفْرة و الكُدرة، و هو عند أَبی علی فَعِیلة من هذا لأَنها كأَنَّ الحیضَ وارَی بها عن مَنْظَره العَیْن، قال: و یجوز أَن یكون من ورَی الزندُ إِذا أَخرج النارَ، كأَن الطُّهر أَخرجها و أَظْهَرها بعد ما كان أَخْفاها الحَیْضُ. و وَرَّی عنه بصَرَه و دَفَع عنه؛ و أَنشد ابن الأَعرابی: و كُنْتُمْ كأُمٍّ بَرّةٍ ظَعَنَ ابنُها إِلیها، فما وَرَّتْ علیهِ بساعِدِ و مِسْكٌ وارٍ: جیّد رفِیع؛ أَنشد ابن الأَعرابی: تُعَلُّ بالجادِیِّ و المِسْكِ الوارْ و الوَرَی: الخَلْق. تقول العرب: ما أَدری أَیُّ الوَرَی هو أَی أَیُّ الخلق هو؛ قال ذو الرمة: و كائنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ و رامحٍ، بِلادُ الوَرَی لیستْ له ببِلادِ قال ابن بری: قال ابن جنی لا یستعمل الوَرَی إِلَّا فی النفی، و إِنما سَوَّغ لذی الرمة استعماله واجباً لأَنه فی المعنی منفی كأَنه قال لیست بِلادُ الوَرَی له بِبِلاد. الجوهری: و وَراء بمعنی خَلْف، و قد یكون بمعنی قُدَّام، و هو من الأَضداد. قال الأَخفش: لَقِیتُه من وَراءُ فترفعه علی الغایة إِذا كان غیر مضاف تجعله اسماً، و هو غیر متمكن، كقولك مِنْ قَبْلُ و من بَعْدُ؛ و أَنشد لعُتَیِّ بن مالك العُقَیْلی: أَبا مُدْرِك، إِنَّ الهَوَی یومَ عاقِلٍ دَعانی، و ما لی أَنْ أُجِیبَ عَزاءُ و إِنَّ مُرورِی جانِباً ثم لا أَری أُجِیبُكَ إِلَّا مُعْرِضاً لَجَفاءُ و إِنَّ اجتِماعَ الناسِ عندِی و عندَها، إِذا جئتُ یَوْماً زائراً، لَبَلاءُ إِذا أَنا لم أُومَنْ علیكَ، و لم یَكُنْ لِقاؤُكَ إِلَّا مِنْ وَراءُ وراءُ و قولهم: وراءَكَ أَوسَعُ، نصب بالفعل المقدَّر و هو تأَخَّرْ. و قوله عزَّ و جل: وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ؛ أَی أَمامَهم؛ قال ابن بری: و مثله قول سَوَّار بن المُضَرِّب: أَ یَرْجُو بَنُو مَرْوانَ سَمْعی و طاعَتی، و قَوْمِی تَمِیمٌ و الفَلاةُ وَرائیا؟ و قول لبید: أَ لیسَ وَرائی، إِنْ تَراخَتْ مَنِیَّتی، لزُومُ العَصا تُثْنی علیها الأَصابِعُ؟ و قال مرقش: لیسَ علی طُولِ الحَیاةِ نَدَم، و مِنْ وراءِ المَرْءِ ما یَعْلَم أَی قُدَّامُه الشّیْبُ و الهَرَمُ؛ و قال جریر: أَ تُوعِدُنی وَرَاءَ بَنی رَباحٍ؟ كَذَبْتَ، لَتَقْصُرَنَّ یَدَاكَ دونی قال: و قد جاءت وَرا مقصورة فی الشعر؛ قال الشاعر: تَقاذَفَه الرُّوَّادُ، حتی رَمَوْا به ورَا طَرَفِ الشامِ البِلادَ الأَباعِدا أَراد وَراءَ، و تصغیرها وُرَیِّئَةٌ، بالهاء، و هی شاذة. و‌فی حدیث الشفاعة: یقول إِبراهیمُ إِنِّی كنتُ خَلیلًا من وَراءَ وراء؛ هكذا یروی مبنیّاً علی الفتح، أَی من خَلف حِجابٍ؛ و منه‌حدیث مَعْقِل: أَنه حدَّث ابنَ زِیاد بحدیث فقال أَ شی‌ءٌ سمعتَه من رسول الله، صلی الله علیه و سلم، أَو مِن وَراءَ وَراءَ‌أَی
لسان العرب، ج‌15، ص: 391
ممن جاءَ خَلْفَه و بعدَه. و الوَراءُ أَیضاً: ولد الولد. و‌فی حدیث الشعبی: أَنه قال لرجل رأَی معه صبیّاً هذا ابنك؟ قال: ابن ابنی، قال: هو ابنُك من الوَراء؛ یقال لولد الولد: الوَراءُ، و الله أَعلم.

وزی؛ ج15، ص: 391

: وزَی الشی‌ءُ یَزِی: اجتَمع و تَقَبَّض. و الوَزَی: من أَسماءِ الحمار المِصَكِّ الشَّدِید. ابن سیده: الوَزَی الحمار النَّشِیطُ الشدید. و حِمارٌ وزًی: مِصكٌّ شدید. و الوَزی: القًصِیرُ من الرجال الشدید المُلَزَّزُ الخَلْقِ المقتدر؛ و قال الأَغلب العجلی: قَدْ أَبْصَرَتْ سَجاحِ مِنْ بَعْدِ العَمَی، تاحَ لها بَعْدَكَ خِنْزابٌ وَزَی مُلَوَّحٌ فی العینِ مَجْلُوزُ القَرَا و المُسْتَوْزِی: المُنْتَصِب المُرْتَفِع. و اسْتَوْزَی الشی‌ءُ: انْتَصَب. یقال: ما لی أَراكَ مُسْتَوزِیاً أَی مُنتصباً؛ قال تَمِیم بن مُقْبِل یصف فرساً له: ذَعَرْتُ به العَیْرَ مُسْتَوْزِیاً، شَكِیرُ جَحافِلِه قَدْ كَتِنْ و أَوْزَی ظَهْرَه إِلی الحائط: أَسْنَدَه؛ و هو معنی قول الهذلی: لَعَمْرُ أَبی عَمْروٍ لَقَدْ ساقَه المَنَی إِلی جَدَثٍ یُوزَی لَه بِالأَهاضِبِ و عَیْرٌ مُسْتَوزٍ: نافِرٌ؛ و أَنشد بیت تمیم بن مقبل: ذَعرت به العَیر مستوزیاً و فی النوادر: استوزی فی الجبل و استولی أَی أَسْنَد فیه. و یقال: أَوْزَیْتُ ظهری إِلی الشی‌ءِ أَسْنَدْته. و یقال: أَوْزَیْته أَشْخَصْتُه و نَصَبْتُه؛ و أَنشد بیت الهذلی: إِلی جدث یوزی له بالأَهاضب یقال: وَزَی فُلاناً الأَمْرُ أَی غاظَه، و وَزاه الحَسَدُ؛ قال یَزِید بن الحكم: إِذا سافَ مِنْ أَعْیارِ صَیْفٍ مَصامةً، وزَاهُ نَشِیجٌ، عِنْدَها، و شَهِیقُ التهذیب: و الوَزَی الطیور؛ قال أَبو منصور: كأَنها جمع وَزٍّ و هو طَیْرُ الماءِ. و‌فی حدیث ابن عباس، رضی الله عنهما: نهی رسول الله، صلی الله علیه و سلم، عن بَیْع النَّخْل حتی یُؤْكَلَ منه و حتی یُوزَنَ.قال أَبو البَخْتَرِیّ: فَوازَیْنا العَدُوَّ و صافَفْناهُم؛ المُوازاةُ: المُقابلة و المُواجَهةُ، قال: و الأَصل فیه الهمزة، یقال آزَیْته إِذا حاذَیْتَه؛ قال الجوهری: و لا تقل وازَیْته، و غیره أَجازه علی تخفیف الهمزة و قلبها، قال: و هذا إِنما یصح إِذا انفتحت و انضم ما قبلها نحو جُؤَن و سُؤَال، فیصح فی المُوازاة و لا یصح فی وازینا إِلَّا أَن یكون قبلها ضمة من كلمة أُخری كقراءَة أَبی عمرو: السُّفهاءُ و لا إِنَّهم. و وَزَأَ اللحمَ وَزْءاً: أَیْبَسَه، ذكره فی الهمزة، و الله أَعلم.

وسی؛ ج15، ص: 391

: الوَسْیُ: الحَلْق. أَوْسَیتُ الشی‌ءَ: حَلَقْته بالمُوسی. و وَسَی رأْسَه و أَوْساه إِذا حَلَقَه. و المُوسَی: ما یُحْلَقُ به، مَن جعله فُعْلی قال یُذَكَّر و یؤَنث، و حكی الجوهری عن الفراء قال: هی فُعْلی و تؤنث؛ و أَنشد لزیاد الأَعجم یهجو خالد بن عَتَّاب: فإِن تَكُنِ الموسی جَرَتْ فوقَ بَظْرِها، فما خُتِنَتْ إِلا و مَصَّانُ قاعِدُ «3» قال ابن بری: و مثله قول الوَضَّاح بن إِسمعیل: مَن مُبْلِغُ الحَجَّاج عنی رِسالةً: فإِن شئتَ فاقْطَعْنی كما قُطِعَ السَّلی،
(3). قوله [بظرها] و قوله [ختنت] ما هنا هو الموافق لما فی مادة مصص، و وقع فی مادة موس: بطنها و وضعت.
لسان العرب، ج‌15، ص: 392
و إِن شئتَ فاقْتُلْنا بمُوسی رَمِیضةٍ جمیعاً، فَقَطِّعْنا بها عُقَدَ العُرا و قال عبد الله بن سعید الأُمَوِیُّ: هو مذكر لا غیر، یقال: هذا موسی كما تری، و هو مُفْعَلٌ من أَوْسَیْت رأْسَه إِذا حَلَقْتَه بالمُوسی؛ قال أَبو عبیدة: و لم نسمع التذكیر فیه إِلا من الأُمَویّ، و جمع مُوسی الحدید مَواسٍ؛ قال الراجز: شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسی و مُوسی: اسم رجل؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: هو مُفْعَلٌ یدل علی ذلك أَنه یصرف فی النكرة، و فُعْلی لا ینصرف علی حال، و لأَن مُفْعَلًا أَكثر من فُعْلی لأَنه یبنی من كل أَفعلت، و كان الكسائی یقول هو فعلی و النسبة إِلیه مُوسَویٌّ و مُوسیٌّ، فیمن قال یَمَنیٌّ. و الوَسْیُ: الاستواء. و واساهُ: لغة ضعیفة فی آساه، یبنی علی یُواسی. و قد اسْتَوْسَیْتُه أَی قلت له واسنی، و الله أَعلم.

وشی؛ ج15، ص: 392

: الجوهری: الوَشْیُ من الثیاب معروف، و الجمع وِشاء علی فَعْلٍ و فِعالٍ. ابن سیدة: الوَشْیُ معروف، و هو یكون من كل لون؛ قال الأَسود بن یعفر: حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ، حتی تَهَوَّلَت بِزاهِرِ نَوْرٍ مِثْلِ وَشْی النَّمارِقِ یعنی جمیع أَلوان الوَشْی. و الوَشْیُ فی اللون: خَلْطُ لوْنٍ بلون، و كذلك فی الكلام. یقال: وشَیْتُ الثوبَ أَشِیهِ وَشْیاً و شِیَةً و وَشَّیْتُه تَوْشِیةً، شدِّد للكثرة، فهو مَوْشِیٌّ و مُوَشًّی، و النسبة إِلیه وَشَوِیٌّ، ترد إِلیه الواو و هو فاء الفعل و تترك الشین مفتوحاً؛ قال الجوهری: هذا قول سیبویه، قال: و قال الأَخفش القیاس تسكین الشین، و إِذا أَمرت منه قلت شِهْ، بهاء تدخلها علیه لأَن العرب لا تنطق بحرف واحد، و ذلك أَن أَقلَّ ما یحتاج إِلیه البناء حَرْفان: حَرْفٌ یُبْتَدأُ به، و حرف یُوقَف علیه، و الحرف الواحد لا یحتمل ابتداء و وقفاً، لأَن هذه حركة و ذلك سكون و هما متضادان، فإِذا وصلت بشی‌ء ذهبت الهاء استغناء عنها. و الحائكُ واشٍ یَشی الثوب وَشْیاً أَی نسْجاً و تأْلیفاً. و وَشی الثوبَ وَشْیاً و شِیةً: حَسَّنَه. و وَشَّاه: نَمْنَمَه و نَقَشَه و حَسَّنه، و وَشی الكَذِبَ و الحدیثَ: رَقَمَه و صَوَّرَه. و النَّمَّامُ یَشی الكذبَ: یُؤَلِّفُه و یُلَوِّنه و یُزَیِّنه. الجوهری: یقال وَشی كلامَه: أَی كذب. و الشِّیةُ: سوادٌ فی بیاض أَو بیاض فی سواد. الجوهری و غیره: الشِّیةُ كلُّ لون یخالف مُعظم لون الفرس و غیره، و أَصله من الوَشْی، و الهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله كالزِّنة و الوزن، و الجمع شِیاتٌ. و یقال: ثَوْرٌ أَشْیَهُ كما یقال فرس أَبْلَقُ و تَیْسٌ أَذْرَأُ. ابن سیدة: الشِّیةُ كلُّ ما خالَف اللَّوْنَ من جمیع الجسد و فی جمیع الدواب، و قیل: شِیةُ الفرس لوْنُه. و فرس حَسَنُ الأُشِیِّ أَی الغُرَّة و التحجیل، همزته بدل من واوِ وُشِیٍّ؛ حكاه اللحیانی و نَدَّرَه. و تَوَشَّی فیه الشَّیْبُ: ظَهرَ فیه كالشِّیةِ؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: حتی تَوَشَّی فِیَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ وقَلٌ مُتَوَقِّلٌ. و إِن اللیل طَویلٌ و لا أَشِ شِیَتَه و لا إِشِ شیته أَی لا أَسهره للفكر و تدبیر ما أُرید أَن أُدبره فیه، من وشَیْتُ الثوب، أَو یكون من معرفتك بما یجری فیه لسهرك فتراقب نجومه، و هو علی الدعاء؛ قال ابن سیدة: و لا أَعرف صیغة إِشِ و لا وجه تصریفها. و ثور مُوَشَّی القوائِم: فیه سُعْفةٌ و بیاض. و فی التنزیل العزیز: لٰا شِیَةَ فِیهٰا؛ أَی لیس
لسان العرب، ج‌15، ص: 393
فیها لوْنٌ یُخالِفُ سائر لونها. و أَوْشَتِ الأَرْضُ: خرج أَولُ نبتها، و أَوْشَتِ النخلة: خرج أَولُ رُطَبها، و فیها وَشْیٌ من طَلْعٍ أَی قلیل. ابن الأَعرابی: أَوْشَی إِذا كَثُرَ ماله، و هو الوَشاءُ و المَشاء و أَوْشَی الرجلُ و أَفْشی و أَمْشی: كثرت ماشِیَتُه. و وَشْیُ السِّیفِ: فِرِنْدُه الذی فی متنه، و كلُّ ذلك من الوَشْی المعروف. و حَجَرٌ به وَشَیٌ أَی حجر من معدن فیه ذهب؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: و ما هِبْرِزیٌّ من دَنانیر أَیْلةٍ، بأَیدی الوُشاةِ، ناصِعٌ یَتأَكَّلُ، بأَحْسَن منه یَوْمَ أَصْبَحَ غادِیاً، و نَفَّسَنی فیه الحِمامُ المُعَجَّلُ قال: الوُشاةُ الضَّرَّابونَ، یعنی ضُرَّاب الذهب، و نَفَّسنی فیه: رَغَّبنی. و أَوْشی المَعْدِنُ و اسْتَوْشی: وُجد فیه شی‌ء یسیر من ذهب. و الوَشاء: تَناسل المالِ و كثرته كالمَشاء و الفَشاء. قال ابن جنی: هو فَعالٌ من الوَشْیِ، كأَن المال عندهم زِینةٌ و جَمال لهم كما یُلْبَس الوَشْی للتحسن به. و الواشِیةُ: الكثیرةُ الولد، یقال ذلك فی كل ما یَلِد، و الرجل واشٍ. و وَشی بنو فلان وَشْیاً: كثروا و ما وَشَتْ هذه الماشِیةُ عندی بشی‌ء أَی ما وَلدَت. و وَشی به وَشْیاً و وِشایةً: نَمَّ به. وَ وَشی به إِلی السلطان وِشایةً أَی سَعی. و‌فی حدیث عفِیف: خَرَجْنا نَشی بسعدٍ إِلی عُمَرَ؛ هو من وَشی إِذا نَمَّ علیه وَ سَعی به، و هو واشٍ، و جمعه وُشاةٌ، قال: و أَصله اسْتِخْراج الحدیثِ باللُّطْفِ و السؤال. و‌فی حدیث الإِفك: كان یَسْتَوْشِیه و یَجْمَعُه‌أَی یستخرج الحدیث بالبحث عنه. و‌فی حدیث الزهری: أَنه كان یَسْتَوْشی الحدیث.و‌فی حدیث عُمَر، رضی الله عنه، و المرأَةِ العجوز: أَجاءَتْنی النَّآئِدُ إِلی اسْتِیشاء الأَباعِد‌أَی أَلجأَتْنی الدواهی إِلی مسأَلةِ الأَباعِدِ و استخراج ما فی أَیدیهم. و الوَشْیُ فی الصوت. و الواشی و الوَشَّاءُ: النَّمَّام. و أْتشی العظمُ: جَبَرَ. الفراء: ائْتَشی العظم إِذا بَرأَ من كَسْر كان به؛ قال أَبو منصور: و هو افْتِعال من الوَشْی. و‌فی الحدیث عن القاسم بن محمد: أَن أَبا سَیَّارة وَلِعَ بامرأَة أَبی جُنْدَبٍ، فأَبت علیه ثم أَعلمت زوجها فكَمَنَ له، و جاء فدخل علیها، فأَخذه أَبو جُنْدَب فدَقَّ عُنُقَه إِلی عَجْب ذَنبه، ثم أَلقاه فی مَدْرَجةِ الإِبل، فقیل له: ما شأْنك؟ فقال: وقَعْتُ عن بكر لی فحَطَمَنی، فَأْتَشی مُحْدَوْدِباً؛ معناه أَنه بَرَأَ من الكسر الذی أَصابه و التأَمَ وَ برَأَ مع احْدیداب حَصَل فیه. و أَوْشی الشی‌ءَ: استخرجه برِفْق. و أَوشی الفَرَسَ: أَخذ ما عنده من الجَرْیِ؛ قال ساعدة بن جؤیة: یُوشُونَهُنَّ، إِذا ما آنَسُوا فَزَعاً تحْتَ السَّنَوَّرِ، بالأَعْقابِ و الجِذَمِ و اسْتَوْشاه: كأَوْشاه. و اسْتَوْشی الحدیثَ: استخرجه بالبحث و المسأَلة، كما یُسْتَوْشی جَرْیُ الفرس، و هو ضَرْبه جَنْبَه بعَقِبه و تَحْرِیكُه لیَجْریَ. یقال: أَوْشی فرسَه و استَوْشاه. و كلُّ ما دَعَوْتَه و حَرَّكْته لترسله فقد اسْتَوْشَیْتَه. و أَوْشی إِذا استخرج جَرْیَ الفرس برَكْضه. و أَوْشی: استخرج معنی كلام أَو شِعر؛ قال ابن بری: أَنشد الجوهری فی فصل جذم بیت ساعدة بن جؤیة: یوشونهن إِذا ما آنسوا فزعاً
لسان العرب، ج‌15، ص: 394
قال أَبو عبید: قال الأَصمعی یُوشی یُخْرجُ بِرفْقٍ، قال ابن بری: قال ابن حمزة غلط أَبو عبید علی الأَصمعی، إِنما قال یُخرج بكُرْه. و فلان یَسْتَوشِی فرسه بعَقِبه أَی یَطلب ما عنده لیَزیده، و قد أَوْشاه یُوشِیه إِذا استحثه بمِحْجَن أَو بكُلَّابٍ؛ و قال جندل بن الراعی یَهجو ابن الرِّقاع: جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُه، كأَنَّه كَوْدَنٌ یُوشَی بكُلَّابِ مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعْیُنُهُمْ، وُقْصِ الرِّقابِ مَوالٍ غیرِ طُیّابِ «4» و أَوْشی الشی‌ءَ: عَلِمه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: غرَّاء بَلْهاء لا یَشْقی الضَّجِیعُ بها، و لا تُنادی بما تُوشِی و تَسْتَمِعُ لا تُنادِی به أَی لا تُظْهره. و‌فی النهایة: فی الحدیث لا یُنْقَض عَهْدُهم عن شِیة ماحِلٍ؛ قال: هكذا جاءَ فی روایة أَی من أَجْلِ وَشْی واشٍ، و الماحِلُ: الساعی بالمِحال، و أَصل شِیةٍ وَشْیٌ، فحذفت الواو و عوّضت منها الهاء، و‌فی حدیث الخیل: فإِن لم یكن أَدْهَمَ فكُمَیْتٌ علی هذه الشِّیةِ، و الله أَعلم.

وصی؛ ج15، ص: 394

: أَوْصی الرجلَ و وَصَّاه: عَهِدَ إِلیه؛ قال رؤبة: وَصَّانیَ العجاجُ فیما وَصَّنی أَراد: فیما وَصَّانی، فحذف اللام للقافیة. و أَوْصَیْتُ له بشی‌ءٍ و أَوْصَیْتُ إِلیه إِذا جعلتَه وَصِیَّكَ. و أَوْصَیْتُه و وَصَّیْته إِیصاء و تَوْصِیةً بمعنی. و تَواصی القومُ أَی أَوْصی بعضهم بعضاً. و‌فی الحدیث: اسْتَوْصُوا بالنساءِ خیراً فإِنَّهن عندكم عَوانٍ، و الاسم الوَصاةُ و الوَصایةُ و الوِصایةُ. و الوصِیَّةُ أَیضاً: ما أَوْصَیْتَ به. و الوَصِیُّ: الذی یُوصی و الذی یُوصی له، و هو من الأَضداد. ابن سیدة: الوَصِیُّ المُوصی و المُوصی، و الأُنثی وَصِیٌّ، و جمعُهما جمیعاً أَوْصِیاء، و من العرب من لا یُثنی الوَصِیَّ و لا یجمعه. اللیث: الوَصاة كالوَصِیَّة؛ و أَنشد: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنی یَزیداً وَصاةً مِنْ أَخی ثِقةٍ وَدُودِ یقال: وَصِیٌّ بَیِّنُ الوَصایة. و الوَصِیَّةُ: ما أَوْصَیْتَ به، و سمیت وَصِیَّةً لاتصالها بأَمر المیت، و قیل لعلی، علیه السلام، وصِیٌّ لاتصال نَسَبِه و سَبَبه و سَمْته بنسب سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم، و سَبَبه و سَمْته؛ قلت: كرَّم الله وجه أَمیر المؤمنین علیّ و سلَّم علیه، هذه صفاته عند السلف الصالح، رضی الله عنهم، و یقول فیه غیرهم: لو لا دُعابةٌ فیه؛ و قول كثیر: تُخَبِّرُ مَنْ لاقَیْتَ أَنك عائذٌ، بلِ العائذُ المَحْبُوسُ فی سِجْنِ عارِمِ وصِیُّ النبیِّ المصطَفی و ابنُ عَمِّهِ، و فَكَّاكُ أَغْلالٍ و قاضی مَغارِمِ إِنما أَراد ابنَ وَصِیِّ النبی و ابنَ ابنِ عمه، و هو الحسن بن علی أَو الحسین بن علی، رضی الله عنهم، فأَقام الوَصِیَّ مُقامَهما، أَ لا تری أَن علیّاً، رضی الله عنه، لم یكن فی سِجْن عارم و لا سُجِنَ قط؟ قال ابن سیدة: أَنبأَنا بذلك أَبو العلاءِ عن أَبی علی الفارسی و الأَشهر أَنه محمد بن الحنفیة، رضی الله عنه، حبَسه عبدُ الله بن الزبیر فی سجن عارم، و القصیدة فی شعر كثیر مشهورة، و الممدوح بها محمد بن الحنفیة، قال:
(4). قوله [غیر طیاب] كذا فی الأصل، و الذی فی صحاح الجوهری فی مادة صوب: غیر صیاب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 395
و مثله قول الآخر: صَبَّحْنَ من كاظِمة الحِصْنَ الخَرِبْ، یَحْمِلْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبْ إِنما أَراد: یحملن ابن عباس، و یروی: … الخُصَّ الخَرِبْ. و قوله عز و جل: یُوصِیكُمُ اللّٰهُ فِی أَوْلٰادِكُمْ؛ معناه یَفْرِضُ علیكم لأَن الوَصِیَّةَ من الله إِنما هی فَرْض، و الدلیل علی ذلك قوله تعالی: وَ لٰا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُمْ بِهِ؛ و هذا من الفرض المحكم علینا. و قوله تعالی: أَ تَوٰاصَوْا بِهِ؛ قال أَبو منصور: أَی أَوْصی أَوَّلُهم آخرَهم، و الأَلف أَلف استفهام، و معناها التوبیخ. و تَواصَوْا: أَوْصی بعضهم بعضاً. و وصَی الرجلَ وَصْیاً: وصَلَه. و وَصَی الشی‌ءَ بغیره وَصْیاً: وصَلَه. أَبو عبید: وصَیْتُ الشی‌ءَ و وَصَلْته سواء؛ قال ذو الرمة: نَصِی اللیلَ بالأَیَّامِ، حتی صَلاتُنا مُقاسَمةٌ یَشْتَقُّ أَنْصافَها السَّفْرُ یقول: رجع صلاتُنا من أَربعة إِلی اثنین فی أَسفارنا لحال السفر. و فلاةٌ واصیةٌ: تتصل بفَلاة أُخری؛ قال ذو الرمة: بَیْنَ الرَّجا و الرَّجا مِنْ جَنْبِ واصِیةٍ یَهْماء، خابطُها بالخَوْفِ مَعْكومُ قال الأَصمعی: وَصَی الشی‌ءُ یَصی إِذا اتصل، و وَصاه غیره یَصِیه: وصَله. ابن الأَعرابی: الوَصِیُّ النبات المُلْتَفُّ، و إِذا أَطاع المَرْتَعُ للسائمة فأَصابته رَغَداً قیل أَوْصی لها المرتع یَصی وَصْیاً. و أَرض واصیةٌ: متصلة النبات إِذا اتَّصل نَبْتها، و ربما قالوا تَواصی النبتُ إِذا اتصل، و هو نبت واصٍ؛ و أَنشد ابن بری للراجز: یا رُبَّ شاةٍ شاصِ فی رَبْرَبٍ خِماصِ یأْكُلنَ من قُرّاصِ، و حَمَصِیصٍ واصِ و أَنشد آخر: لها مُوفِدٌ وَفَّاهُ واصٍ كأَنه زَرابِیُّ قَیْلٍ، قد تُحومیَ، مُبْهَم المُوفِدُ: السَّنامُ، و القَیْلُ: المَلِكُ؛ و قال طرفة: یَرْعَیْنَ وَسْمِیّاً وَصَی نَبْتُه، فانْطَلَقَ اللوْنُ و دَقَّ الكُشُوحْ یقال منه: أَوْصَیْتُ أَی دخلت فی الواصی. و وَصَتِ الأَرضُ وَصْیاً و وُصِیّاً و وَصاءً و وَصاةً؛ الأَخیرة نادرة حكاها أَبو حنیفة، كلُّ ذلك: اتصل نباتُها بعضُه ببعض، و هی واصِیةٌ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: أَهْلُ الغِنَی و الجُرْدِ و الدِّلاصِ و الجُودِ، وصَّاهمْ بذاكَ الواصی أَراد: الجُودِ الواصی أَی المُتَّصِل؛ یقول: الجُودُ وصّاهم بأَن یُدِیموه أَی الجُود الواصی وصَّاهم بذلك؛ قال ابن سیدة: و قد یكون الواصی هنا اسم الفاعل من أَوْصی، علی حذف الزائد أَو علی النسب، فیكون مَرْفوعَ الموضع بأَوْصَی «1» لا مَجرُورَه علی أَن یكون نعتاً للجود، كما یكون فی القول الأَول. و وَصَیْتُ الشی‌ءَ بكذا و كذا إِذا وصلته به؛ و أَنشد بیت ذی الرمة: نَصِی اللیلَ بالأَیام و الوَصی و الوَصیُّ جمیعاً: جَرائد النخل التی یُحْزَمُ بها، و قیل: هی من الفَسِیل خاصة، و واحدتها وَصاةٌ و وَصِیَّةٌ.
(1). قوله [بأوصی] كذا بالأصل تبعاً للمحكم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 396
و یَوَصَّی: طائر قیل هو الباشَقُ، و قیل: هو الحُرُّ، عراقیة لیست من أَبنیة العرب.

وطی؛ ج15، ص: 396

: وَطِیتُهُ وَطْأً: لغة فی وَطِئْتُهُ.

وعی؛ ج15، ص: 396

: الوَعْیُ: حِفْظ القلبِ الشی‌ءَ. وعَی الشی‌ء و الحدیث یَعِیه وَعْیاً و أَوْعاه: حَفِظَه و فَهِمَه و قَبِلَه، فهو واعٍ، و فلان أَوْعَی من فلان أَی أَحْفَظُ و أَفْهَمُ. و‌فی الحدیث: نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتی فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعی من سامِعٍ.الأَزهری: الوَعِیُّ الحافِظُ الكَیِّسُ الفَقِیه. و‌فی حدیث أَبی أُمامة: لا یُعَذِّبُ اللهُ قَلْباً وَعَی القُرآنَ؛ قال ابن الأَثیر: أَی عقَلَه إِیماناً به و عَمَلًا، فأَما من حَفِظ أَلفاظَه و ضَیَّعَ حُدوده فإِنه غیر واعٍ له؛ و قول الأَخطل: وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بیْتِ رَأْسٍ شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ و غارُ إِنما معناه حَفِظَها أَی حَفِظَ هذه الخَمر، و عَنَی بالشَّوارِفِ الخَوابیَ القدیمة. الأَزهری عن الفراء فی قوله تعالی: وَ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا یُوعُونَ؛ قال: الإِیعاء ما یَجْمعون فی صدورهم من التكذیب و الإِثم. قال: و الوَعْیُ لو قِیلَ: و الله أَعلم بما یَعُون، لكان صواباً و لكن لا یستقیم فی القراءة. الجوهری: وَ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا یُوعُونَ أَی یُضْمِرون فی قلوبهم من التكذیب، و أُذُنٌ وٰاعِیَةٌ «1» الأَزهری: یقال أَوْعَی جَدْعَه و اسْتَوْعاه إِذا اسْتَوْعَبه. و‌فی الحدیث: فی الأَنف إِذا اسْتُوعِیَ جَدْعُه الدِّیةُ؛ هكذا حكاه الأَزهری فی ترجمة وعوع. و أَوْعَی فلانٌ جَدْعَ أَنْفِه و اسْتَوْعاه إِذا استَوْعَبه. و تقول: اسْتَوْعی فلان من فلان حَقَّه إِذا أَخذه كله. و‌فی الحدیث: فاسْتَوْعی له حَقَّه؛ قال ابن الأَثیر: استوفاه كله مأْخوذ من الوِعاء. و وَعَی العَظْمُ وَعْیاً: بَرَأَ علی عَثْمٍ؛ قال: كأَنما كُسِّرَتْ سَواعِدُه، ثمَّ وَعی جَبْرُها و ما الْتَأَما قال أَبو زید: إِذا جَبَرَ العظمُ بعد الكسر علی عَثْمٍ، و هو الاعْوِجاجُ، قیل: وَعی یَعِی وَعْیاً، و أَجَرَ یأْجِرُ أَجْراً و یأْجُرُ أُجُوراً. و وَعَی العظمُ إِذا انْجَبَر بعد الكسر؛ قال أَبو زید: خُبَعْثِنَةٌ فی ساعِدَیْه تَزایُلٌ، تَقُولُ وَعی مِنْ بَعْدِ ما قد تجَبَّرا هذا البیت كذا فی التهذیب، و رأَیته فی حواشی ابن بری: من بعد ما قد تكسرا؛ و قال الحطیئة: حتی وَعَیْتُ كَوَعْیِ عَظْمِ السَّاقِ لأْأَمَه الجَبائِرْ و وَعَتِ المِدَّةُ فی الجُرْح وَعْیاً: اجتمعَتْ. و وَعی الجُرْحُ وَعْیاً: سالَ قَیْحُه. و الوَعْیُ: القَیْحُ و المِدَّة. و برئ جُرحُه علی وَعْیٍ أَی نَغَلٍ. قال أَبو زید: إِذا سالَ القَیْحُ من الجُرْح قیلَ وَعی الجُرْحُ یَعِی وَعْیاً، قال: و الوَعْیُ هو القیحُ، و مثله المِدَّة. و قال اللیث فی وَعْیِ الكَسر و المِدَّة مِثلَه، قال: و قال أَبو الدُّقَیْشِ إِذا وَعَتْ جایِئَتُه یعنی مِدَّته. قال الأَصمعی: یقال بئسَ واعِی الیتیمِ و والی الیتیمِ و هو الذی یقوم علیه. و یقال: لا وَعْیَ لك عن ذلك الأَمر أَی لا تَماسُك دونه؛ قال ابن أَحمر: تَواعَدْن أَنْ لا وَعْیَ عن فَرْجِ راكِسٍ، فَرُحْنَ و لم یَغْضِرْنَ عن ذاكَ مَغْضَرا
(1). قوله [أُذُنٌ وٰاعِیَةٌ] كذا هی فی الأَصل، إِلا أنها مخرجة بالهامش، و أصلها فی عبارة الجوهری: وعی الحدیث یعیه وعیاً و أذن واعیة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 397
یقال: تَغَضَّرْتُ عن كذا إذا انصرفْت عنه. و ما لی عنه وَعْیٌ أَی بُدٌّ. و قال النضر: إنه لفی وَعْیِ رِجالٍ أَی فی رجال كثیرة: و الوِعاءُ و الإِعاءُ علی البَدَل و الوُعاءُ، كل ذلك: ظرف الشی‌ء، و الجمع أَوْعِیةٌ، و یقال لصدر الرجل وِعاء عِلْمِه و اعْتِقادِهِ تشبیهاً بذلك. و وَعی الشی‌ء فی الوعاء و أَوْعاه: جَمَعَه فیه؛ قال أَبو محمد الحَذلَمِیُّ: تأْخُذُه بِدِمْنِه فَتُوعِیهْ أَی تجمع الماء فی أَجوافها. الأَزهری: أَوْعی الشی‌ءَ فی الوِعاء یُوعِیه إیعاء، بالأَلف، فهو مُوعًی. الجوهری: یقال أَوْعِیْتُ الزاد و المَتاع إذا جعلته فی الوِعاء؛ قال عَبِید بن الأَبرص: الخَیْرُ یَبْقی، و إنْ طالَ الزَّمانُ به، و الشَّرُّ أَخْبَثُ ما أَوْعَیْتَ من زادِ و‌فی الحدیث: الاسْتِیحاء من الله حقَّ الحَیاء أَن لا تَنْسَوُا المَقابرَ و البِلَی و الجوفَ و ما وَعی‌أَی ما جمع من الطعام و الشراب حتی یكونا من حِلِّهِما. و‌فی حدیث الإِسْراء: ذكر فی كل سماء أَنبیاءَ قد سمَّاهم فأَوْعَیْتُ منهم إدْرِیس فی الثانیة؛ قال ابن الأَثیر: هكذا روی، فإن صح فیكون معناه أَدخلته فی وِعاء قلبی؛ یقال: أَوْعَیْت الشی‌ء فی الوِعاء إذا أَدخلته فیه؛ قال: و لو روی وَعَیْتُ بمعنی حَفِظْت لكان أبین و أَظهر. و‌فی حدیث أَبی هریرة، رضی الله عنه: حَفِظْتُ عن رسول الله، صلی الله علیه و سلم، وِعاءَیْن منَ العلم؛ أَراد الكنایة عن مَحَلّ العِلم و جَمْعِه فاستعار له الوعاء. و‌فی الحدیث: لا تُوعِی فیُوعَی عَلَیْكِ‌أَی لا تَجْمَعی و تَشِحِّی بالنفَقة فَیُشَحَّ عَلَیْكِ و تُجازَیْ بَتَضْیِیقِ رِزْقِكِ. الأَزهری: إذا أَمرت من الوَعْی قلت عِهْ، الهاء عماد للوقوف لخفّتها لأَنه لا یُستطاع الابتداء و الوُقوف معاً علی حرف واحد. و الوَعْیُ و الوَعَی، بالتحریك: الجَلَبةُ و الأَصوات، و قیل: الأَصوات الشدیدة؛ قال الهذلی: كَأَنَّ وَعَی الخَمُوشِ، بجانِبَیهِ، وَعَی رَكْبٍ، أُمَیْمَ، ذَوِی زِیاطِ و قال یعقوب: عینُه بدَل من غین وغَی، أَو غین وغَی بدل منه، و قیل: الوَعَی جلبة صوتِ الكِلابِ فی الصَّیدِ. الأَزهری: الوَعَی جَلَبة أَصوات الكلاب و الصَّید، قال: و لم أَسمع له فعلًا. و الواعیةُ: كالوَعَی، الأَزهری: الواعِیةُ و الوَعَی و الوَغَی كلها الصوت. و الواعِیةُ: الصَّارِخَةُ، و قیل الواعِیةُ الصُّراخ علی المیت لا فِعْلَ له. و‌فی حدیث مقتل كعب بن الأَشْرَف أَو أَبی رافعٍ: حتی سمعنا الواعِیةَ؛ قال ابن الأَثیر: هو الصُراخ علی المیت و نَعْیُه، و لا یُبْنی منه فِعل؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابی: إِنِّی نَذِیرٌ لَكَ مِنْ عَطِیَّه، قَرَمَّشٌ لِزَادِه وَعِیَّه لم یفسر الوعیة، قال ابن سیدة: و أُری أَنه مسْتَوْعِب لزاده یُوعِیه فی بطنه كما یُوعَی المَتاعُ، هذا إن كان من صفة عطیة، و إن كان من صفة الزاد فمعناه أَنه یَدَّخِرُه حتی یَخْنَزَ كما یَخْنَزُ القیح فی القَرْح.

وغی؛ ج15، ص: 397

: الوَغَی: الصَّوْتُ، و قیل: الوَغَی الأَصوات فی الحرب مثل الوَعَی، ثم كثر ذلك حتی سَمَّوُا الحَرب وَغًی. و الوَغَی: غَمْغَمةُ الأَبطال فی حَوْمةِ الحَرْب. و الوَغی: الحَرْبُ نَفْسُها. و الواغِیةُ: كالوَغَی، اسم مَحْض. و الوغَی: أَصْواتُ النَّحْلِ و البَعُوض و نحو ذلك إذا اجتمعت؛
لسان العرب، ج‌15، ص: 398
قال المتنخل الهذلی: كأَنّ وغَی الخَمُوش، بجانبیه، وغَی رَكْبٍ أُمَیْمَ ذَوِی هِیاطِ و هذا البیت أَورده الجوهری «2»: كأَن وغی الخَموش، بجانبیه، مَآتِمُ یَلْتَدِمْنَ علی قَتِیلِ قال ابن بری: البیت علی غیر هذا الإِنشاد؛ و أَنشده كما أَوردناه: وغی ركب أُمَیمَ ذَوی هیاط قال و قبله: و ماء قد وَرَدْتُ أُمَیْمَ طامٍ، علی أَرْجائِه، زَجَلُ الغَطاط و منه قیل للحرب وَغًی لما فیها من الصوت و الجلبة. ابن الأَعرابی: الوَغَی الخَموش الكَثیر الطَّنینِ یعنی البَقَّ، و الأَواغِی: مَفاجِر «3» الماء فی الدِّبار و المَزارع، واحدتها آغیة، یخفف و یثقل هنا، و ذكرها صاحب العین و لا أدری من أَین جعل لامها واواً و الیاء أَولی بها لأَنه لا اشتقاق لها و لفظها الیاء، و هو من كلام أَهل السواد لأَن الهمزة و الغین لا یجتمعان فی بناء كلمة واحدة. ابن سیدة فی ترجمة وعی: الوعی الصوت و الجلبة، قال یعقوب: عینه بدل من غین وغی أَو غین وغی بدل منه، و الله أَعلم.

وفی؛ ج15، ص: 398

: الوفاءُ: ضد الغَدْر، یقال: وَفَی بعهده و أَوْفَی بمعنی؛ قال ابن بری: و قد جمعهما طُفَیْل الغَنَوِیُّ فی بیت واحد فی قوله: أَمَّا ابن طَوْقٍ فقد أَوْفَی بِذِمَّتِه كما وَفَی بِقلاصِ النَّجْمِ حادِیها وَفَی یَفِی وَفاءً فهو وافٍ. ابن سیدة: وفَی بالعهد وَفاءً؛ فأَما قول الهذلی: إذ قَدَّمُوا مِائةً و اسْتَأْخَرَتْ مِائةً وَفْیاً، و زادُوا علی كِلْتَیْهِما عَدَدا فقد یكون مصدر وَفَی مسموعاً و قد یجوز أَن یكون قیاساً غیر مسموع، فإن أَبا علی قد حكی أَن للشاعر أَن یأْتی لكلّ فَعَلَ بِفَعْلٍ و إن لم یُسمع، و كذلك أَوْفَی. الكسائی و أَبو عبیدة: وَفَیْتُ بالعهد و أَوْفَیْتُ به سواء، قال شمر: یقال وَفَی و أَوْفَی، فمن قال وفَی فإنه یقول تَمَّ كقولك وفَی لنا فلانٌ أَی تَمَّ لنا قَوْلُه و لم یَغْدِر. و وَفَی هذا الطعامُ قفیزاً؛ قال الحطیئة: وفَی كَیْلَ لا نِیبٍ و لا بَكَرات أَی تَمَّ، قال: و من قال أَوْفَی فمعناه أَوْفانی حقَّه أَی أَتَمَّه و لم یَنْقُصْ منه شیئاً، و كذلك أَوْفَی الكیلَ أَی أَتمه و لم ینقص منه شیئاً. قال أَبو الهیثم فیما ردّ علی شمر: الذی قال شمر فی وَفَی و أَوْفَی باطل لا معنی له، إنما یقال أَوْفَیْتُ بالعهد و وَفَیْتُ بالعهد. و كلُّ شی‌ء فی كتاب الله تعالی من هذا فهو بالأَلف، قال الله تعالی: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وَ أَوْفُوا بِعَهْدِی؛ یقال: وفَی الكیلُ و وَفَی الشی‌ءُ أَی تَمَّ، و أَوْفَیْتُه أَنا أَتمَمْته، قال الله تعالی: وَ أَوْفُوا الْكَیْلَ*؛ و‌فی الحدیث: فمررت بقوم تُقْرَضُ شِفاهُهم كُلَّما قُرِضَتْ وفَتْ‌أَی تَمَّتْ و طالَتْ؛ و‌فی الحدیث: أَ لَسْتَ تُنْتِجُها وافیةً أَعینُها و آذانُها.و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم، أَنه قال: إنكم وَفَیْتُم سبعین أُمَّةً أَنتم
(2). قوله [أورده الجوهری] و كذا الأزهری أیضاً فی خ م ش، و اعترض الصاغانی علی الجوهری كما اعترضه ابن بری. (3). قوله [و الأواغی مفاجر إلخ] عبارة المحكم: الأَواغی مفاجر الماء فی الدبار. و عبارة التهذیب: الأواغی مفاجر الدبار فی المزارع، و هی عبارة الجوهری.
لسان العرب، ج‌15، ص: 399
خَیْرُها و أَكْرَمُها علی الله‌أَی تَمَّت العِدَّة سبعین أُمة بكم. و وفَی الشی‌ء وُفِیًّا علی فُعولٍ أَی تَمَّ و كثر. و الوَفِیُّ: الوافِی. قال: و أَما قولهم وفَی لی فلان بما ضَمِن لی فهذا من باب أَوْفَیْتُ له بكذا و كذا و وَفَّیتُ له بكذا؛ قال الأَعشی: و قَبْلَكَ ما أَوْفَی الرُّقادُ بِجارةٍ و الوَفِیُّ: الذی یُعطِی الحقَّ و یأْخذ الحقَّ. و‌فی حدیث زید بن أَرْقَمَ: وَفَتْ أُذُنُكَ و صدّق الله حدیثَك، كأَنه جعل أُذُنَه فی السَّماع كالضامِنةِ بتصدیق ما حَكَتْ، فلما نزل القرآن فی تحقیق ذلك الخبر صارت الأُذن كأَنها وافیة بضمانها خارجة من التهمة فیما أَدَّته إلی اللسان، و‌فی روایة: أَوفی الله بأُذنه‌أَی أَظهر صِدْقَه فی إِخباره عما سمعت أُذنه، یقال: وفَی بالشی‌ء و أَوْفَی و وفَّی بمعنی واحد. و رجل وفیٌّ و مِیفاءٌ: ذو وَفاء، و قد وفَی بنَذْرِه و أَوفاه و أَوْفَی به؛ و فی التنزیل العزیز: یُوفُونَ بِالنَّذْرِ، و حكی أَبو زید: وفَّی نذره و أَوْفاه أَی أَبْلَغه، و فی التنزیل العزیز: وَ إِبْرٰاهِیمَ الَّذِی وَفّٰی؛ قال الفراء: أَی بَلَّغَ، یرید بَلَّغَ أَنْ لیست تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْریٰ أَی لا تحمل الوازِرةُ ذنب غیرها؛ و قال الزجاج: وفَّی إبراهیمُ ما أُمِرَ به و ما امْتُحِنَ به من ذبح ولده فعزَم علی ذلك حتی فَداه الله بِذِبْحٍ عَظِیمٍ، و امْتُحِنَ بالصبر علی عذاب قومه و أُمِر بالاخْتِتان، فقیل: وَفّٰی، و هی أَبلغ من وَفَی لأَن الذی امْتُحِنَ به من أَعظم المِحَن. و قال أبو بكر فی قولهم الزَمِ الوَفاء: معنی الوفاء فی اللغة الخُلق الشریف العالی الرَّفِیعُ من قولهم: وفَی الشعَرُ فهو وافٍ إذا زادَ؛ و وَفَیْت له بالعهد أَفِی؛ و وافَیْتُ أُوافِی، و قولهم: ارْضَ من الوفاء باللّفاء أَی بدون الحق؛ و أَنشد: و لا حَظِّی اللَّفاءُ و لا الخَسِیسُ و المُوافاةُ: أَن تُوافیَ إنساناً فی المِیعاد، و تَوافَینا فی المیعاد و وافَیْتُه فیه، و توَفَّی المُدَّة: بلَغَها و اسْتَكْمَلها، و هو من ذلك. و أَوْفَیْتُ المكان: أَتیته؛ قال أَبو ذؤَیب: أُنادِی إذا أُوفِی من الأَرضِ مَرْبَأً لأَنی سَمِیعٌ، لَوْ أُجابُ، بَصیِرُ أُوفِی: أُشْرِفُ و آتی؛ و قوله أنادی أی كلما أَشرفت علی مَرْبَإٍ من الأَرض نادَیتُ یا دارُ أَین أَهْلُكِ، و كذلك أَوْفَیْتُ علیه و أَوْفَیْت فیه. و أَوْفَیْتُ علی شَرَفٍ من الأَرض إذا أَشْرَفْت علیه، فأَنا مُوفٍ، و أَوْفَی علی الشی‌ء أَی أَشْرَفَ؛ و‌فی حدیث كعب بن مالك: أَوْفَی علی سَلْعٍ‌أَی أَشْرَفَ و اطَّلَعَ. و وافَی فلان: أَتَی. و توافَی القومُ: تتامُّوا. و وافَیْتُ فلاناً بمكان كذا. و وَفَی الشی‌ءُ: كثُرَ؛ و وَفَی رِیشُ الجَناحِ فهو وافٍ، و كلُّ شی‌ء بلَغ تمامَ الكمال فقد وَفَی و تمَّ، و كذلك دِرْهمٌ وافٍ یعنی به أَنه یزن مِثقالًا، و كَیْلٌ وافٍ. و وَفَی الدِّرْهَمُ المِثقالَ: عادَلَه، و الوافِی: درهمٌ و أَربعةُ دَوانِیقَ؛ قال شمر: بلغنی عن ابن عیینة أَنه قال الوافِی درهمٌ و دانِقانِ، و قال غیره: هو الذی وَفَی مِثقالًا، و قیل: درهمٌ وافٍ وفَی بزِنتِه لا زیادة فیه و لا نقص، و كلُّ ما تمَّ من كلام و غیره فقد وفَی، و أَوْفَیْتُه أَنا؛ قال غَیْلانُ الرَّبَعِی: أَوْفَیْتُ الزَّرْعَ و فَوْقَ الإِیفاء و عدَّاه إلی مفعولین، و هذا كما تقول: أَعطیت الزرع
لسان العرب، ج‌15، ص: 400
و منحته، و قد تقدم الفرق بین التمام و الوفاء. و الوافِی من الشِّعْر: ما اسْتَوفَی فی الاستعمال عِدَّة أَجزائه فی دائرته، و قیل: هو كل جزء یمكن أَن یدخله الزِّحاف فسَلِمَ منه. و الوَفاء: الطُّول؛ یقال فی الدُعاءِ: مات فلان و أَنت بوَفاء أَی بطول عُمُر، تدْعُو له بذلك؛ عن ابن الأَعرابی. و أَوْفَی الرجلَ حقَّه و وَفَّاه إِیاه بمعنی: أَكْمَلَه له و أَعطاه وافیاً. و فی التنزیل العزیز: وَ وَجَدَ اللّٰهَ عِنْدَهُ فَوَفّٰاهُ حِسٰابَهُ. و تَوَفَّاه هو منه و اسْتَوْفاه: لم یَدَعْ منه شیئاً. و یقال أَوْفَیْته حَقَّه و وَفَّیته أَجْره. و وفَّی الكیلَ و أَوفاه: أَتَمَّه. و أَوْفَی علی الشی‌ء و فیه: أَشْرَفَ. و إنه لمِیفاء علی الأَشْرافِ أَی لا یزالُ یُوفِی علیها، و كذلك الحِمار. و عَیرٌ مِیفاء علی الإِكام إذا كان من عادته أَن یُوفیَ علیها؛ و قال حمید الأَرقط یصف الحمار: عَیْرانَ مِیفاءٍ علی الرُّزُونِ، حَدَّ الرَّبِیعِ، أَرِنٍ أَرُونِ لا خَطِلِ الرَّجْعِ و لا قَرُونِ، لاحِقِ بَطْنٍ بِقَراً سَمِینِ و یروی: أَحْقَبَ مِیفاءٍ، و الوَفْیُ من الأَرض: الشَّرَفُ یُوفَی علیه؛ قال كثیر: و إنْ طُوِیَتْ من دونه الأَرضُ و انْبَرَی، لِنُكْبِ الرِّیاحِ. وَفْیُها و حَفِیرُها و المِیفَی و المِیفاةُ، مقصوران، كذلك. التهذیب: و المیفاةُ الموضع الذی یُوفِی فَوقه البازِی لإِیناس الطیر أَو غیره، قال رؤْبة: میفاء رؤوس فوره «1» و المِیفَی: طَبَق التَّنُّور. قال رجل من العرب لطباخه: خَلِّبْ مِیفاكَ حتی یَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قال: خَلِّبْ أَی طَبِّقْ، و الرَّوْدَقُ: الشِّواء. و قال أَبو الخطاب: البیت الذی یطبخ فیه الآجُرُّ یقال له المِیفَی؛ روی ذلك عن ابن شمیل. و أَوْفَی علی الخمسین: زادَ، و كان الأَصمعی یُنكره ثم عَرَفه. و الوَفاةُ: المَنِیَّةُ. و الوفاةُ: الموت. و تُوُفِّیَ فلان و تَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه، و فی الصحاح: إذا قَبَضَ رُوحَه، و قال غیره: تَوَفِّی المیتِ اسْتِیفاء مُدَّتِه التی وُفِیتْ له و عَدَد أَیامِه و شُهوره و أَعْوامه فی الدنیا. و تَوَفَّیْتُ المالَ منه و اسْتوْفَیته إذا أَخذته كله. و تَوَفَّیْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم؛ و أَنشد أَبو عبیدة لمنظور الوَبْرِی: إنَّ بنی الأَدْرَدِ لَیْسُوا مِنْ أَحَدْ، و لا تَوَفَّاهُمْ قُرَیشٌ فی العددْ أَی لا تجعلهم قریش تَمام عددهم و لا تَسْتَوفی بهم عدَدَهم؛ و من ذلك قوله عز و جل: اللّٰهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِهٰا؛ أَی یَسْتَوفی مُدَد آجالهم فی الدنیا، و قیل: یَسْتَوْفی تَمام عدَدِهم إِلی یوم القیامة، و أَمّا تَوَفِّی النائم فهو اسْتِیفاء وقْت عَقْله و تمییزه إِلی أَن نامَ. و قال الزجاج فی قوله: قُلْ یَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ، قال: هو من تَوْفِیة العدد، تأْویله أَن یَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعین فلا ینقُص واحد منكم، كما تقول: قد اسْتَوْفَیْتُ من فلان و تَوَفَّیت منه ما لی علیه؛ تأْویله أَن لم یَبْقَ علیه شی‌ء. و قوله عز و جل: حَتّٰی إِذٰا جٰاءَتْهُمْ رُسُلُنٰا یَتَوَفَّوْنَهُمْ؛ قال الزجاج: فیه، و الله أَعلم، وجهان: یكون حتی إذا جاءتهم ملائكةُ الموت یَتَوَفَّوْنَهُمْ سَأَلُوهم عند المُعایَنة فیعترفون
(1). قوله [قال رؤبة إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 401
عند موتهم أَنهم كانوا كافرین، لأَنهم قالوا لهم أَیْنَ مٰا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ؟ قٰالُوا: ضَلُّوا عَنّٰا أَی بطلوا و ذهبوا، و یجوز أَن یكون، و الله أَعلم، حتی إذا جاءتهم ملائكة العذابِ یَتَوَفَّوْنَهُمْ، فیكون یَتَوَفَّوْنَهُمْ فی هذا الموضع علی ضربین: أَحدهما یَتَوَفَّوْنَهم عذاباً و هذا كما تقول: قد قَتَلْتُ فلاناً بالعذاب و إن لم یمت، و دلیل هذا القول قوله تعالی: وَ یَأْتِیهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكٰانٍ وَ مٰا هُوَ بِمَیِّتٍ؛ قال: و یجوز أَن یكون یَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم، و هو أَضعف الوجهین، و الله أعلم، و قد وافاه حِمامُه؛ و قوله أَنشده ابن جنی: لیتَ القِیامةَ، یَوْمَ تُوفی مُصْعَبٌ، قامتْ علی مُضَرٍ و حُقَّ قِیامُها أَرادَ: وُوفیَ، فأَبدل الواو تاء كقولهم تالله و تَوْلجٌ و تَوْراةٌ، فیمن جعلها فَوْعَلة. التهذیب: و أَما المُوافاة التی یكتبها كُتَّابُ دَواوین الخَراج فی حِساباتِهم فهی مأْخوذة من قولك أَوْفَیْتُه حَقَّه و وَفَّیْتُه حَقَّه و وافَیْته حَقَّه، كل ذلك بمعنی: أَتْمَمْتُ له حَقَّه، قال: و قد جاء فاعَلْتُ بمعنی أَفْعلْت و فَعَّلت فی حروف بمعنی واحد. یقال: جاریةٌ مُناعَمةٌ و مُنَعَّمةٌ، و ضاعَفْتُ الشی‌ء و أَضْعَفْتُه و ضَعَّفْتُه بمعنی، و تَعاهَدْتُ الشی‌ء و تعَهَّدْته و باعَدْته و بَعَّدته و أَبْعَدْتُه، و قارَبْتُ الصبی و قَرَّبْتُه، و هو یُعاطِینی الشی‌ء و یُعطِینی؛ قال بشر بن أبی خازم: كأَن الأَتْحَمِیَّةَ قامَ فیها، لحُسنِ دَلالِها، رَشأٌ مُوافی قال الباهلی: مُوافی مثلُ مفاجی؛ و أَنشد: و كأَنما وافاكَ، یومَ لقِیتَها من وَحْش وَجْرةَ، عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ و قیل: موافی قد وافی جِسْمُه جِسمَ أُمه أَی صار مثلها. و الوَفاء: موضع؛ قال ابن حِلِّزةَ: فالمُحَیَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْناقُ قَنانٍ فَعاذِبٌ فالوَفاء و أَوْفی: اسم رجل.

وقی؛ ج15، ص: 401

: وقاهُ اللهُ وَقْیاً وَ وِقایةً و واقِیةً: صانَه؛ قال أَبو مَعْقِل الهُذلیّ: فَعادَ علیكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً، و واقِیةً كواقِیةِ الكِلابِ و‌فی الحدیث: فَوقَی أَحَدُكم وجْهَه النارَ؛ وَقَیْتُ الشی‌ء أَقِیه إذا صُنْتَه و سَتَرْتَه عن الأَذی، و هذا اللفظ خبر أُرید به الأَمر أی لِیَقِ أَحدُكم وجهَه النارَ بالطاعة و الصَّدَقة. و قوله‌فی حدیث معاذ: و تَوَقَّ كَرائمَ أَموالِهم‌أَی تَجَنَّبْها و لا تأْخُذْها فی الصدَقة لأَنها تَكْرُم علی أَصْحابها و تَعِزُّ، فخذ الوسَطَ لا العالی و لا النَّازِلَ، و تَوقَّی و اتَّقی بمعنی؛ و منه‌الحدیث: تَبَقَّهْ و توَقَّهْ‌أَی اسْتَبْقِ نَفْسك و لا تُعَرِّضْها للتَّلَف و تَحَرَّزْ من الآفات و اتَّقِها؛ و قول مُهَلْهِل: ضَرَبَتْ صَدْرَها إلیَّ و قالت: یا عَدِیًّا، لقد وَقَتْكَ الأَواقی «1» إِنما أراد الواو فی جمع واقِیةٍ، فهمز الواو الأُولی، و وقاهُ: صانَه. و وقاه ما یَكْرَه و وقَّاه: حَماهُ منه، و التخفیف أَعلی. و فی التنزیل العزیز: فَوَقٰاهُمُ اللّٰهُ شَرَّ ذٰلِكَ الْیَوْمِ.
(1). قوله [ضربت … إلخ] هذا البیت نسبه الجوهری و ابن سیدة إلی مهلهل. و فی التكملة: و لیس البیت لمهلهل، و إنما هو لأَخیه عدی یرثی مهلهلًا. و قبل البیت: ظبیة من ظباء وجرة تعطو بیدیها فی ناضر الأوراق أراد بها امرأته؛ شبهها بالظباء فأجری علیها أوصاف الظباء
لسان العرب، ج‌15، ص: 402
و الوِقاءُ و الوَقاء و الوِقایةُ و الوَقایةُ و الوُقایةُ و الواقِیةُ: كلُّ ما وقَیْتَ به شیئاً و قال اللحیانی: كلُّ ذلك مصدرُ وَقَیْتُه الشی‌ء. و‌فی الحدیث: من عَصی الله لم یَقِه منه واقِیةٌ إِلا بإِحْداث تَوْبةٍ؛ و أَنشد الباهلیُّ و غیره للمُتَنَخِّل الهُذَلی: لا تَقِه الموتَ وقِیَّاتُه، خُطَّ له ذلك فی المَهْبِلِ قال: وقِیَّاتُه ما تَوَقَّی به من ماله، و المَهْبِلُ: المُسْتَوْدَعُ. و یقال: وقاكَ اللهُ شَرَّ فلان وِقایةً. و فی التنزیل العزیز: مٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مِنْ وٰاقٍ؛ أَی من دافِعٍ. و وقاه اللهُ وِقایة، بالكسر، أَی حَفِظَه. و التَّوْقِیةُ: الكلاءة و الحِفْظُ؛ قال: إِنَّ المُوَقَّی مِثلُ ما وقَّیْتُ و تَوَقَّی و اتَّقی بمعنی. و قد توَقَّیْتُ و اتَّقَیْتُ الشی‌ء و تَقَیْتُه أَتَّقِیه و أَتْقِیه تُقًی و تَقِیَّةً و تِقاء: حَذِرْتُه؛ الأَخیرة عن اللحیانی، و الاسم التَّقْوی، التاء بدل من الواو و الواو بدل من الیاء. و فی التنزیل العزیز: وَ آتٰاهُمْ تَقْوٰاهُمْ؛ أَی جزاء تَقْواهم، و قیل: معناه أَلهَمَهُم تَقْواهم، و قوله تعالی: هُوَ أَهْلُ التَّقْویٰ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ؛ أَی هو أَهلٌ أَن یُتَّقَی عِقابه و أَهلٌ أَن یُعمَلَ بما یؤدّی إِلی مَغْفِرته. و قوله تعالی: یٰا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللّٰهَ؛ معناه اثْبُت علی تَقْوی اللهِ و دُمْ علیه «2» و قوله تعالی: إِلّٰا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقٰاةً؛ یجوز أَن یكون مصدراً و أَن یكون جمعاً، و المصدر أَجود لأَن فی القراءة الأُخری: إِلا أَن تَتَّقُوا منهم تَقِیَّةً؛ التعلیل للفارسی. التهذیب: و قرأَ حمید تَقِیَّة، و هو وجه، إِلا أَن الأُولی أَشهر فی العربیة، و التُّقی یكتب بالیاء. و التَّقِیُّ: المُتَّقی. و قالوا: ما أَتْقاه لله؛ فأَما قوله: و مَن یَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ، و رِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ و غادی فإِنما أَدخل جزماً علی جزم؛ و قال ابن سیدة: فإِنه أَراد یَتَّقِ فأَجری تَقِفَ، مِن یَتَّقِ فإِن، مُجری عَلِمَ فخفف، كقولهم عَلْمَ فی عَلِمَ. و رجل تَقِیٌّ من قوم أَتْقِیاء و تُقَواء؛ الأَخیرة نادرة، و نظیرها سُخَواء و سُرَواء، و سیبویه یمنع ذلك كله. و قوله تعالی: قٰالَتْ إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِیًّا؛ تأْویله إِنی أَعوذ بالله، فإِن كنت تقیّاً فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذی بالله منكَ، و قد تَقیَ تُقًی. التهذیب: ابن الأَعرابی التُّقاةُ و التَّقِیَّةُ و التَّقْوی و الاتِّقاء كله واحد. و روی عن ابن السكیت قال: یقال اتَّقاه بحقه یَتَّقیه و تَقاه یَتْقِیه، و تقول فی الأَمر: تَقْ، و للمرأَة: تَقی؛ قال عبد الله بن هَمَّام السَّلُولی: زِیادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَیَنَّها، تَقِ اللهَ فِینا و الكتابَ الذی تَتْلُو بنی الأَمر علی المخفف، فاستغنی عن الأَلف فیه بحركة الحرف الثانی فی المستقبل، و أَصل یَتَقی یَتَّقِی، فحذفت التاء الأُولی، و علیه ما أَنشده الأَصمعی، قال: أَنشدنی عیسی بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة: جَلاها الصَّیْقَلُونَ فأَخْلَصُوها خِفافاً، كلُّها یَتَقی بأَثر أَی كلها یستقبلك بفِرِنْدِه؛ رأَیت هنا حاشیة بخط الشیخ رضیِّ الدین الشاطِبی، رحمه الله، قال: قال أبو عمرو و زعم سیبویه أَنهم یقولون تَقَی اللهَ رجل فعَل خَیْراً؛ یریدون اتَّقی اللهَ رجل، فیحذفون و یخففون، قال: و تقول أَنت تَتْقی اللهَ و تِتْقی اللهَ، علی لغة من قال تَعْلَمُ و تِعْلَمُ، و تِعْلَمُ، بالكسر: لغة
(2). قوله [و دم علیه] هو فی الأَصل كالمحكم بتذكیر الضمیر.
لسان العرب، ج‌15، ص: 403
قیْس و تَمِیم و أَسَد و رَبیعةَ و عامَّةِ العرب، و أَما أَهل الحجاز و قومٌ من أَعجاز هَوازِنَ و أَزْدِ السَّراة و بعضِ هُذیل فیقولون تَعْلَم، و القرآن علیها، قال: و زعم الأَخفش أَن كل مَن ورد علینا من الأَعراب لم یقل إِلا تِعْلَم، بالكسر، قال: نقلته من نوادر أَبی زید. قال أَبو بكر: رجل تَقِیٌّ، و یُجمع أَتْقِیاء، معناه أَنه مُوَقٍّ نَفْسَه من العذاب و المعاصی بالعمل الصالح، و أَصله من وَقَیْتُ نَفْسی أَقیها؛ قال النحویون: الأَصل وَقُویٌ، فأَبدلوا من الواو الأُولی تاء كما قالوا مُتَّزِر، و الأَصل مُوتَزِر، و أَبدلوا من الواو الثانیة یاء و أَدغموها فی الیاء التی بعدها، و كسروا القاف لتصبح الیاء؛ قال أَبو بكر: و الاختیار عندی فی تَقِیّ أَنه من الفعل فَعِیل، فأَدغموا الیاء الأُولی فی الثانیة، الدلیل علی هذا جمعهم إِیاه أَتقیاء كما قالوا وَلیٌّ و أَوْلِیاء، و من قال هو فَعُول قال: لمَّا أَشبه فعیلًا جُمع كجمعه، قال أَبو منصور: اتَّقی یَتَّقی كان فی الأَصل اوْتَقی، علی افتعل، فقلبت الواو یاء لانكسار ما قبلها، و أُبدلت منها التاء و أُدغمت، فلما كثر استعماله علی لفظ الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقی یَتَقی، بفتح التاء فیهما مخففة، ثم لم یجدوا له مثالًا فی كلامهم یُلحقونه به فقالوا تَقی یَتقی مثل قَضی یَقْضِی؛ قال ابن بری: أَدخل همزة الوصل علی تَقی، و التاء محركة، لأَنَّ أَصلها السكون، و المشهور تَقی یَتَّقی من غیر همز وصل لتحرك التاء؛ قال أَوس: تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ و تَلَذُّه یَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ یَعْسِلُ أَی تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد، یرید اتَّقاك بكَعْب و هو یصف رُمْحاً؛ و قال الأَسدی: و لا أَتْقی الغَیُورَ إِذا رَآنی، و مِثْلی لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِیسِ الرَّبیسُ: الدَّاهی المُنْكَر، یقال: داهِیةٌ رَبْساء، و من رواها بتحریك التاء فإِنما هو علی ما ذكر من التخفیف؛ قال ابن بری: و الصحیح فی هذا البیت و فی بیت خُفاف بن نَدبة یَتَقی و أَتَقی، بفتح التاء لا غیر، قال: و قد أَنكر أَبو سعید تَقَی یَتْقی تَقْیاً، و قال: یلزم أَن یقال فی الأَمر اتْقِ، و لا یقال ذلك، قال: و هذا هو الصحیح. التهذیب. اتَّقی كان فی الأَصل اوْتَقی، و التاء فیها تاء الافتعال فأُدغمت الواو فی التاء و شددت فقیل اتَّقی، ثم حذفوا أَلف الوصل و الواو التی انقلبت تاء فقیل تَقی یَتْقی بمعنی استقبل الشی‌ء و تَوَقَّاه، و إِذا قالوا اتَّقی یَتَّقی فالمعنی أَنه صار تَقِیّاً، و یقال فی الأَول تَقی یَتْقی و یَتْقی. و رجل وَقِیٌّ تَقِیٌّ بمعنی واحد. و روی عن أَبی العباس أَنه سمع ابن الأَعرابی یقول: واحدة التُّقی تُقاة مثل طُلاة و طُلًی، و هذان الحرفان نادران؛ قال الأَزهری: و أَصل الحرف وَقی یَقی، و لكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلیة، قال: و لذلك كتبتها فی باب التاء. و‌فی الحدیث: إِنما الإِمام جُنَّة یُتَّقی به و یُقاتَل من ورائه‌أَی أَنه یُدْفَعُ به العَدُوُّ و یُتَّقی بقُوّته، و التاءُ فیها مبدلة من الواو لأَن أَصلها من الوِقایة، و تقدیرها اوْتَقی، فقلبت و أُدغمت، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فقالوا اتَّقی یَتَّقی، بفتح التاء فیهما «1». و‌فی الحدیث: كنا
(1). قوله [فقالوا اتقی یتقی بفتح التاء فیهما] كذا فی الأصل و بعض نسخ النهایة بألفین قبل تاء اتقی. و لعله فقالوا: تقی یتقی، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فیهما. و یؤیده ما فی نسخ النهایة عقبه: و ربما قالوا تقی یتقی كرمی یرمی.
لسان العرب، ج‌15، ص: 404
إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَینا برسولِ الله، صلی الله علیه و سلم، أَی جعلناه وِقایة لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا و اسْتَقْبَلْنا العدوَّ به و قُمْنا خَلْفَه وِقایة. و‌فی الحدیث: قلتُ و هل للسَّیفِ من تَقِیَّةٍ؟ قال: نَعَمْ، تَقِیَّة علی أَقذاء و هُدْنةٌ علی دَخَنٍ؛ التَّقِیَّةُ و التُّقاةُ بمعنی، یرید أَنهم یَتَّقُون بعضُهم بعضاً و یُظهرون الصُّلْحَ و الاتِّفاق و باطنهم بخلاف ذلك. قال: و التَّقْوی اسم، و موضع التاء واو و أَصلها وَقْوَی، و هی فَعْلی من وَقَیْتُ، و قال فی موضع آخر: التَّقوی أَصلها وَقْوَی من وَقَیْتُ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء، ثم تركت التاءُ فی تصریف الفعل علی حالها فی التُّقی و التَّقوی و التَّقِیَّةِ و التَّقِیِّ و الاتِّقاءِ، قال: و التُّقاةُ جمع، و یجمع تُقِیّاً، كالأُباةِ و تُجْمع أُبِیّاً، و تَقِیٌّ كان فی الأَصل وَقُویٌ، علی فَعُولٍ، فقلبت الواو الأُولی تاء كما قالوا تَوْلج و أَصله وَوْلَج، قالوا: و الثانیة قلبت یاء للیاءِ الأَخیرة، ثم أُدغمت فی الثانیة فقیل تَقِیٌّ، و قیل: تَقیٌّ كان فی الأَصل وَقِیّاً، كأَنه فَعِیل، و لذلك جمع علی أَتْقِیاء. الجوهری: التَّقْوی و التُّقی واحد، و الواو مبدلة من الیاءِ علی ما ذكر فی رَیّا. و حكی ابن بری عن القزاز: أَن تُقًی جمع تُقاة مثل طُلاةٍ و طُلًی. و التُّقاةُ: التَّقِیَّةُ، یقال: اتَّقی تَقِیَّةً و تُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قال ابن بری: جعلهم هذه المصادر لاتَّقی دون تَقی یشهد لصحة قول أَبی سعید المتقدّم إنه لم یسمع تَقی یَتْقی و إِنما سمع تَقی یَتَقی محذوفاً من اتَّقی. و الوِقایةُ التی للنساءِ، و الوَقایةُ، بالفتح لغة، و الوِقاءُ و الوَقاءُ: ما وَقَیْتَ به شیئاً. و الأُوقِیَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِیلَ و زنة أَربعین درهماً، و إن جعلتها فُعْلِیَّة فهی من غیر هذا الباب؛ و قال اللحیانی: هی الأُوقِیَّةُ و جمعها أَواقِیُّ، و الوَقِیّةُ، و هی قلیلة، و جمعها وَقایا. و‌فی حدیث النبی، صلی الله علیه و سلم: أَنه لم یُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتی عشرة أُوقِیَّةً و نَشٍّ؛ فسرها مجاهد فقال: الأُوقِیَّة أَربعون درهماً، و النَّشُّ عشرون. غیره: الوَقیَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قال الأَزهری: و اللغة أُوقِیَّةٌ، و جمعها أَواقیُّ و أَواقٍ. و‌فی حدیث آخر مرفوع: لیس فیما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ؛ قال أَبو منصور: خمسُ أَواقٍ مائتا دِرْهم، و هذا یحقق ما قال مجاهد، و‌قد ورد بغیر هذه الروایة: لا صَدَقة فی أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِی، و الجمع یشدَّد و یخفف مثل أُثْفِیَّةٍ و أَثافِیَّ و أثافٍ، قال: و ربما یجی‌ء فی الحدیث وُقِیّة و لیست بالعالیة و همزتها زائدة، قال: و كانت الأُوقِیَّة قدیماً عبارة عن أَربعین درهماً، و هی فی غیر الحدیث نصف سدس الرِّطْلِ، و هو جزء من اثنی عشر جزءاً، و تختلف باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهری: الأُوقیَّة فی الحدیث، بضم الهمزة و تشدید الیاء، اسم لأَربعین درهماً، و وزنه أُفْعولةٌ، و الأَلف زائدة، و فی بعض الروایات وُقِیة، بغیر أَلف، و هی لغة عامیة، و كذلك كان فیما مضی، و أَما الیوم فیما یَتعارَفُها الناس و یُقَدِّر علیه الأَطباء فالأُوقیة عندهم عشرة دراهم و خمسة أَسباع درهم، و هو إِسْتار و ثلثا إِسْتار، و الجمع الأَواقی، مشدداً، و إِن شئت خففت الیاء فی الجمع. و الأَواقِی أَیضاً: جمع واقِیةٍ؛ و أَنشد بیت مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِی، و قد تقدّم فی صدر هذه الترجمة، قال: و أَصله ووَاقِی لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع الواوین فقلبوا الأُولی أَلفاً. و سَرْجٌ واقٍ: غیر مِعْقَر، و فی التهذیب: لم یكن
لسان العرب، ج‌15، ص: 405
مِعْقَراً، و ما أَوْقاه، و كذلك الرَّحْل، و قال اللحیانی: سَرْجٌ واقٍ بَیّن الوِقاء، مدود، و سَرجٌ وَقِیٌّ بیِّن الوُقِیِّ. و وَقَی من الحَفَی وَقْیاً: كوَجَی؛ قال إمرؤ القیس: و صُمٍّ صِلابٍ ما یَقِینَ مِنَ الوَجَی، كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَی رالِ و یقال: فرس واقٍ إِذا كان یَهابُ المشیَ من وَجَع یَجِده فی حافِره، و قد وَقَی یَقِی؛ عن الأَصمعی، و قیل: فرس واقٍ إِذا حَفِیَ من غِلَظِ الأَرضِ و رِقَّةِ الحافِر فَوَقَی حافِرُه الموضع الغلیظ؛ قال ابن أَحمر: تَمْشِی بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها، شُمِّ السّنابِك لا تَقِی بالجُدْجُدِ أَی لا تشتكی حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. و فرس واقِیةٌ: للتی بها ظَلْعٌ، و الجمع الأَواقِی. و سرجٌ واقٍ إِذا لم یكن مِعْقَراً. قال ابن بری: و الواقِیةُ و الواقِی بمعنی المصدر؛ قال أَفیون التغْلبی: لَعَمْرُك ما یَدْرِی الفَتَی كیْفَ یتَّقِی، إِذا هُو لم یَجْعَلْ له اللهُ واقِیا و یقال للشجاع: مُوَقًّی أَی مَوْقِیٌّ جِدًّا. وَقِ علی ظَلْعِك أَی الزَمْه و ارْبَعْ علیه، مثل ارْقَ علی ظَلْعِك، و قد یقال: قِ علی ظَلْعِك أَی أَصْلِحْ أَوَّلًا أَمْرَك، فتقول: قد وَقَیْتُ وَقْیاً و وُقِیّاً. التهذیب: أَبو عبیدة فی باب الطِّیرَةِ و الفَأْلِ: الواقِی الصُّرَدُ مثل القاضِی؛ قال مُرَقِّش: و لَقَدْ غَدَوْتُ، و كنتُ لا أَغْدُو، علی واقٍ و حاتِمْ فَإِذا الأَشائِمُ كالأَیامِنِ، و الأَیامِنُ كالأَشائِمْ قال أَبو الهیثم: قیل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا یَنبَسِط فی مشیه، فشُبّه بالواقِی من الدَّوابِّ إِذا حَفِیَ. و الواقِی: الصُّرَدُ؛ قال خُثَیْمُ بن عَدِیّ، و قیل: هو للرَّقَّاص «1» الكلبی یمدح مسعود بن بَجْر، قال ابن بری: و هو الصحیح: وجَدْتُ أَباكَ الخَیْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ و لیس بِهَیَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه، یقول: عَدانِی الیَوْمَ واقٍ و حاتِمُ، و لكنه یَمْضِی علی ذاكَ مُقْدِماً، إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ و رأَیت بخط الشیخ رَضِیِّ الدین الشاطبی، رحمه الله، قال: و فی جمهرة النسب لابن الكلبی و عدیّ بن غُطَیْفِ بن نُوَیْلٍ الشاعر و ابنه خُثَیْمٌ، قال: و هو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهریّ: وجدتُ أَباك الخیر بحراً بنجوة بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ قال ابن سیدة: و عندی أَنَّ واقٍ حكایة صوته، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غیر معروف. قال الجوهریّ: و یقال هو الواقِ، بكسر القاف بلا یاء، لأَنه سمی بذلك لحكایة صوته. و ابن وَقاء أَو وِقاء: رجل من العرب، و الله أَعلم.

وكی؛ ج15، ص: 405

: الوِكاء: كلُّ سَیْر أَو خیط یُشَدُّ به فَمُ السِّقاء أَو الوِعاء. و قد أَوكَیتُه بالوِكاء إِیكاء إِذا شددته. ابن سیدة: الوِكاء رِباط القِرْبةِ و غیرها الذی یُشد به رأْسُها. و‌فی الحدیث: احْفَظْ عِفاصَها و وِكاءها.و‌فی حدیث اللُّقَطةِ: اعْرِفْ وِكاءها و عِفاصَها؛
(1). قوله [للرقاص إلخ] فی التكملة: هو لقب خثیم بن عدی، و هو صریح كلام رضی الدین بعد
لسان العرب، ج‌15، ص: 406
الوِكاء: الخیط الذی تُشدّ به الصُّرّة و الكیس و غیرهما. و أَوْكَی علی ما فی سِقائه إِذا شَدَّه بالوِكاء. و‌فی الحدیث: أَوْكُوا الأَسْقِیةَ‌أَی شُدُّوا رُؤوسها بالوِكاء لئلا یدخُلَها حیوان أَو یَسْقُطَ فیها شی‌ء. یقال: أَوْكَیْتُ السِّقاء أُوكیه إِیكاء، فهو مُوكًی. و‌فی الحدیث: نَهی عن الدُّبّاء و المُزَفَّتِ و علیكم بالمُوكَی‌أَی السِّقاء المَشْدود الرأْس لأَنَّ السِّقاء المُوكَی قَلَّما یَغْفُلُ عنه صاحبُه لئلا یَشتدَّ فیه الشراب فینشق فهو یَتَعَهَّدُه كثیراً. ابن سیدة: و قد وكَی القِربةَ و أَوْكاها و أَوْكَی علیها، و إِنَّ فلاناً لَوِكاءٌ ما یَبِضُّ بشی‌ء، و سأَلناه فأَوْكَی علینا أَی بَخِلَ. و‌فی الحدیث: إِنَّ العَیْنَ وِكاءُ السَّهِ، فإِذا نامَ أَحدُكم فلْیَتَوَضَّأْ؛ جَعلَ الیقظة للاسْت كالوِكاء للقِربة، كما أَنَّ الوِكاءَ یمنعُ ما فی القربة أَنْ یَخْرج كذلك الیَقَظة تمنع الاسْتَ أَن تُحْدِث إِلَّا بالاختیارِ، و السَّهُ: حَلْقةُ الدُّبر، و كنی بالعین عن الیقظة لأَن النائم لا عین له تُبْصِر. و‌فی حدیث آخر: إِذا نامَتِ العَیْنُ اسْتَطْلَقَ الوِكاء، و كلُّه علی المثل. و كلُّ ما شُدَّ رأْسُه مِن وِعاء و نحوه وِكاء؛ و منه‌قول الحسن: یا ابنَ آدمَ، جمعاً فی وِعاء و شَدًّا فی وكاء؛ جعل الوِكاء هاهنا كالجِراب. و‌فی حدیث أَسْماء: قال لها أَعْطِی و لا تُوكی فَیُوكی علیكِ‌أَی لا تَدَّخِری و تَشُدِّی ما عندك و تمنعی ما فی یدك فتنقطع مادّة الرزق عنك. و أَوْكَی فمه: سدّه. و فلان یُوكِی فلاناً: یأْمره أَن یَسُدَّ فاه و یسكت. و‌فی حدیث الزبیر: أَنه كان یُوكی بین الصَّفا و المَرْوة سَعْیاً‌أَی یَملأَ ما بینهما سَعْیاً كما یُوكی السِّقاء بعد المَلْ‌ء، و قیل: كان یسكت؛ قال أَبو عبید: هو عندی من الإِمساك عن الكلام أَی لا یتكلَّم كأَنه یُوكی فاه فلا یتكلَّم، و یروی عن أَعرابی أَنه سمع رجلًا یَتكلَّم فقال: أَوْكِ حَلْقك أَی سُدَّ فَمَك و اسكت؛ قال أَبو منصور: و فیه وجه آخر، قال: و هو أَصح عندی مما ذهب إِلیه أَبو عبید، و ذلك لأَن الإِیكاء فی كلام العرب یكون بمعنی السَّعْی الشدید، و مما یدل علیه قوله‌فی حدیث الزبیر: إِنه كان یُوكی ما بینهما سَعْیاً، قال: و قرأَت فی نوادر الأَعراب المحفوظة عنهم: الزُّوازِیة المُوكی الذی یتَشددُ فی مَشْیِه، فمعنی المُوكی الذی یتشدد فی مشیه. و‌روی عن أَحمد بن صالح أَنه قال فی حدیث الزبیر: إِنه كان إِذا طاف بالبیت أَوكی الثَّلاثَ سَعْیاً، یقول: جعله كله سعیاً، قال أَبو عبید، بعد أَن ذكر فی تفسیر حدیث الزبیر ما ذكرنا قال: إِن صح أَنه كان یُوكی ما بین الصفا و المروة سعیاً فإِن وجهه أَن یملأَ ما بینهما سعیاً لا یمشی علی هینته فی شی‌ء من ذلك، قال: و هذا مشبَّه بالسقاء أَو غیره یُملأَ ماء ثم یُوكی علیه حیث انتهی الامْتِلاء؛ قال الأَزهری: و إِنما قیل للذی یشتد عَدْوُه مُوكٍ لأَنه كأَنه قد ملأَ ما بین خَواءِ رجلیه عَدْواً و أَوْكی علیه، و العرب تقول: ملأَ الفَرسُ فُروجَ دَوارِجه عَدْواً إِذا اشتدَّ حُضْره، و السِّقاء إِنما یوكی علی مَلْئِه. ابن شمیل: اسْتَوْكی بطن الإِنسان و هو أَن لا یخرج منه نَجْوُه. و یقال للسقاء و نحوه إِذا امْتلأَ: قد اسْتَوْكی. و وَكَّی الفرسُ المَیْدانَ شَدًّا: مَلأَه، و هو من هذا. و یقال: اسْتَوْكَتِ الناقة و استوكتِ الإِبل اسْتِیكاء إِذا امتلأَت سِمَناً. و یقال: فلان مُوكی الغُلْمة و مُزِكُّ الغُلْمة و مُشِطُّ الغُلْمة إِذا كانت به حاجة شدیدة إِلی الخلاط.

ولی؛ ج15، ص: 406

: فی أَسماء اللَّه تعالی: الْوَلِیُّ* هو الناصِرُ، و قیل: الُمَتَوَلِّی لأُمور العالم و الخلائق القائمُ بها، و من أَسمائه عز و جل: الوالی، و هو مالِكُ الأَشیاء جمیعها
لسان العرب، ج‌15، ص: 407
المُتَصَرِّفُ فیها. قال ابن الأَثیر: و كأَن الوِلایة تُشعر بالتَّدْبیر و القُدرة و الفِعل، و ما لم یجتمع ذلك فیها لم ینطلق علیه اسم الوالی. ابن سیدة: وَلیَ الشی‌ءَ و وَلیَ علیه وِلایةً و وَلایةً، و قیل: الوِلایة الخُطة كالإِمارة، و الوَلایةُ المصدر. ابن السكیت: الوِلایة، بالكسر، السلطان، و الوَلایة و الوِلایة النُّصرة. یقال: هم علیَّ وَلایةٌ [وِلایةٌ أَی مجتمعون فی النُّصرة. و قال سیبویه: الوَلایة، بالفتح المصدر، و الوِلایة، بالكسر، الاسم مثل الإِمارة و النِّقابة، لأَنه اسم لما توَلَّیته و قُمْت به فإِذا أَرادوا المصدر فتحوا. قال ابن بری: و قری‌ء مٰا لَكُمْ مِنْ وَلٰایَتِهِمْ مِنْ شَیْ‌ءٍ بالفتح و الكسر، و هی بمعنی النُّصْرة، قال أَبو الحسن: الكسر لغة و لیست بذلك. التهذیب: قوله تعالی: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهٰاجِرُوا مٰا لَكُمْ مِنْ وَلٰایَتِهِمْ مِنْ شَیْ‌ءٍ، قال الفراء: یرید ما لكم من مَوارِیثهم من شی‌ء، قال: فكسْرُ الواو هاهنا من وِلایتهم أَعجبُ إِلیَّ من فتحها لأَنها إِنما تفتح أَكثرَ ذلك إِذا أُرید بها النصرة، قال: و كان الكسائی یفتحها و یذهب بها إِلی النصرة، قال الأَزهری: و لا أَظنه علم التفسیر، قال الفراء: و یختارون فی وَلِیته وِلایة الكسر، قال: و سمعناها بالفتح و بالكسر فی الولایة فی معنییهما جمیعاً، و أَنشد: دَعِیهِم فهمْ أَلبٌ علیَّ وِلایةٌ، و حَفْرُهُمُو إِنْ یَعْلَمُوا ذاك دائبُ و قال أَبو العباس نحواً مما قال الفراء. و قال الزجاج: یقرأُ وَلٰایَتِهِمْ و وِلایَتِهم، بفتح الواو و كسرها، فمن فتح جعلها من النصرة و النسب، قال: و الوِلایةُ التی بمنزلة الإِمارة مكسورة لیفصل بین المعنیین، و قد یجوز كسر الولایة لأَن فی تولی بعض القوم بعضا جنسا من الصِّناعة و العمل، و كل ما كان من جنس الصِّناعة نحو القِصارة و الخِیاطة فهی مكسورة. قال: و الوِلایةُ علی الإِیمان واجبة، المؤمنون بَعْضُهُمْ أَوْلِیٰاءُ بَعْضٍ، وَلیٌّ بیِّن الوَلایةِ و والٍ بیِّن الوِلایة. و الوَلِیُّ: ولیُّ الیتیم الذی یلی أَمرَه و یقوم بكِفایته. و وَلیُّ المرأَةِ: الذی یلی عقد النكاح علیها و لا یَدَعُها تسْتَبدُّ بعقد النكاح دونه. و‌فی الحدیث: أَیُّما امرأَة نكحت بغیر إِذن مولاها فنِكاحُها باطل، و فی روایة: وَلِیِّها‌أَی مُتَوَلِّی أَمرِها. و‌فی الحدیث: أَسأَلُك غَنایَ و غِنی مولای.و‌فی الحدیث: من أَسْلم علی یده رجل فهو مولاه‌أَی یَرِثه كما یَرِث من أَعتقه. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عن رجل مُشْرِك یُسْلِم علی ید رجل من المسلمین، فقال: هو أَولی الناس بمَحْیاه و مماته‌أَی أَحَقُّ به من غیره، قال ابن الأَثیر: ذهب قوم إِلی العمل بهذا الحدیث، و اشترط آخرون أَن یُضِیف إِلی الإِسلام علی یده المُعاقَدة و المُوالاة، و ذهب أَكثر الفقهاء إِلی خلاف ذلك و جعلوا هذا الحدیث بمعنی البِرِّ و الصِّلة و رَعْی الذِّمام، و منهم من ضعَّف الحدیث. و‌فی الحدیث: أَلحِقُوا المالَ بالفَرائضِ فما أَبقت السِّهام فلِأوْلی رجل ذكَر أَی أَدنی و أَقرب فی النسب إِلی الموروث.و یقال: فلان أَولی بهذا الأَمر من فلان أَی أَحق به. و هما الأَولَیانِ الأَحَقَّانِ.قال اللَّه تعالی: مِنَ الَّذِینَ اسْتَحَقَّ عَلَیْهِمُ الْأَوْلَیٰانِ، قرأَ بها علی، علیه السلام، و بها قرأَ أَبو عمرو و نافع و كثیر، و قال الفراء: من قرأَ الْأَوْلَیٰانِ أَراد وَلیّی الموْروث، و قال الزجاج: الْأَوْلَیٰانِ، فی قول أَكثر البصریین، یرتفعان علی البدل مما فی یَقُومٰانِ، المعنی: فلیَقُم الأَوْلیانِ بالمیت مَقام هذین الجائیین، و من قرأَ الأَوَّلِین ردَّه علی الذین، و كأَن المعنی من الذین استحق علیهم أَیضاً الأَوَّلِین، قال: و هی قراءة ابن عباس، رضی
لسان العرب، ج‌15، ص: 408
اللَّه تعالی عنهما، و بها قرأَ الكوفیون «2» و احتجوا بأن قال ابن عباس أَ رأَیت إِن كان الأَوْلَیانِ صغیرین. و فلان أَولی بكذا أَی أَحْری به و أَجْدَرُ. یقال: هو الأَولی و هم الأَوالی و الأَوْلَوْنَ علی مثال الأَعلی و الأَعالی و الأَعْلَوْنَ. و تقول فی المرأَة: هی الوُلْیا و هما الوُلْیَیانِ و هُنَّ الوُلی، و إِن شئت الوُلْیَیاتُ، مثل الكُبْری و الكُبْرَیانِ و الكُبَرُ و الكُبْرَیات. و قوله عز و جل: وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوٰالِیَ مِنْ وَرٰائِی، قال الفراء: المَوالی ورَثةُ الرجل و بنو عمِّه، قال: و الوَلِیُّ و المَوْلی واحد فی كلام العرب. قال أَبو منصور: و من هذا‌قول سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: أَیُّما امرأَةٍ نَكحَتْ بغیر إِذن مَوْلاها، و رواه بعضهم: بغیر إِذن وَلِیِّها، لأَنهما بمعنی واحد. و روی ابن سلام عن یونس قال: المَوْلی له مواضع فی كلام العرب: منها المَوْلی فی الدِّین و هو الوَلِیُّ و ذلك قوله تعالی: ذٰلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ مَوْلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكٰافِرِینَ لٰا مَوْلیٰ لَهُمْ، أَی لا وَلِیَّ لهم، و منه‌قول سیدنا رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: مَنْ كنتُ مَولاه فعلیٌّ مَولاه‌أی مَن كنتُ وَلِیَّه، قال: و‌قوله، علیه السلام، مُزَیْنَة و جُهَیْنَةُ و أَسْلَمُ و غِفارُ مَوالی اللهِ و رسوله‌أَی أَوْلِیاء الله، قال: و المَوْلی العَصَبةُ، و من ذلك قوله تعالی: وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوٰالِیَ مِنْ وَرٰائِی، و قال اللِّهْبِیُّ یخاطب بنی أُمیة: مَهْلًا بَنی عَمِّنا، مَهْلًا مَوالِینا، امْشُوا رُوَیْدا كما كنْتُمْ تَكُونونا قال: و المَوْلی الحَلِیفُ، و هو من انْضمَّ إِلیك فعَزَّ بعِزِّك و امتنع بمَنَعَتك، قال عامر الخَصَفِی من بنی خَصَفةَ: همُ المَوْلی، و إِنْ جَنَفُوا عَلیْنا، و إِنَّا مِنْ لِقائِهِم لَزُورُ قال أَبو عبیدة: یعنی المَوالی أَی بنی العم، و هو كقوله تعالی: ثُمَّ یُخْرِجُكُمْ طِفْلًا. و المَوْلی: المُعْتَقُ انتسب بنسبك، و لهذا قیل للمُعْتَقِین المَوالی، قال: و قال أَبو الهیثم المَوْلی علی ستة أَوجه: المَوْلی ابن العم و العمُّ و الأَخُ و الابنُ و العَصباتُ كلهم، و المَوْلی الناصر، و المولی الولی الذی یَلِی علیك أَمرك، قال: و رجل وَلاء و قوم وَلاء فی معنی وَلِیّ و أَوْلِیاء لأَن الوَلاء مصدر، و المَوْلی مَوْلی المُوالاة و هو الذی یُسْلِمُ علی یدك و یُوالِیك، و المَوْلی مَوْلی النِّعْمة و هو الْمُعْتِقُ أَنعم علی عبده بعتقِه، و المَوْلی المُعْتَقُ لأَنه ینزل منزلة ابن العم یجب علیك أَن تنصره و ترثه إِنْ مات و لا وارث له، فهذه ستة أَوجه. و‌قال الفراء فی قوله تعالی: لٰا یَنْهٰاكُمُ اللّٰهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقٰاتِلُوكُمْ فِی الدِّینِ، قال: هؤلاء خُزاعةُ كانوا عاقَدُوا النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، أَن لا یُقاتِلوه و لا یُخرجوه، فأُمِر النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، بالبِرِّ و الوَفاء إِلی مدَّة أَجلهم، ثم قال: إِنَّمٰا یَنْهٰاكُمُ اللّٰهُ عَنِ الَّذِینَ قٰاتَلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِیٰارِكُمْ … أَنْ تَوَلَّوْهُمْ، أَی تَنْصُروهم، یعنی أَهل مكة، قال أَبو منصور: جعل التولی هاهنا بمعنی النَّصْر من الوَلیّ، و المَوْلی و هو الناصر. و‌روی أَن النبی، صلی اللَّه علیه و سلم، قال: مَنْ تَوَلَّانی فلْیَتَوَلَّ عَلِیًّا، معناه مَنْ نَصَرَنی فلیَنْصُرْه. و قال الفراء فی قوله تعالی: فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ، أَی تولیتم أُمور الناس، و الخطاب لقریش، قال الزجاج: و قری‌ءَ إِنْ تُوُلِّیتُمْ، أَی وَلِیَكُمْ بنو هاشم. و یقال: تَوَلَّاكَ اللَّهُ أَی وَلِیكَ اللَّهُ، و یكون بمعنی نَصَرَك اللَّه. و‌قوله، صلی
(2). قوله" و بها قرأ الكوفیون" عبارة الخطیب: و بها قرأ حمزة و شعبة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 409
اللَّه علیه و سلم: اللهم والِ مَن والاه‌أَی أَحْبِبْ مَنْ أَحَبَّه و انْصُرْ من نصره. و المُوالاةُ علی وجوه، قال ابن الأَعرابی: المُوالاةُ أَن یتشاجر اثنان فیدخل ثالث بینهما للصلح و یكون له فی أَحدهما هَوًی فیوالِیه أو یُحابیه، و والی فلان فلاناً إِذا أَحبَّه، قال الأَزهری: و للموالاة معنی ثالث، سمعت العرب تقول والُوا حَواشِیَ نَعَمِكم عن جِلَّتِها أَی اعْزِلوا صِغارَها عن كِبارِها، و قد والَیْناها فتَوالَتْ إِذا تمیزت، و أَنشد بعضهم: و كُنَّا خُلَیْطَی فی الجِمالِ، فأَصبحَتْ جِمالی تُوالَی وُلَّهاً مِن جِمالِكا تُوالی أَی تُمَیَّزُ منها، و من هذا قول الأَعشی: و لكنَّها كانتْ نَوًی أَجْنَبِیَّةً، تَوالیَ رِبْعِیّ السِّقابِ فأَصْحَبا و رِبْعِیُّ السِّقاب: الذی نُتِجَ فی أَوَّل الربیع، و توَالِیه: أَن یُفْصَلَ عن أُمه فیَشْتدَّ ولَهُه إِلیها إِذا فَقَدها، ثم یستمر علی المُوالاة و یُصْحِبُ أَی ینقاد و یَصْبِر بعد ما كان اشْتدَّ علیه من مُفارَقته إِیاها. و فی نوادر الأَعراب: تَوالَیْتُ مالی و امْتَزْت مالی و ازْدَلْت مالی بمعنی واحد، جعلت هذه الأَحرف واقعة، قال: و الظاهر منها اللزوم. ابن الأَعرابی قال: ابن العم مَوْلًی و ابن الأُخت مولی و الجارُ و الشریكُ و الحَلِیف، و قال الجعدی: مَوالیَ حِلْفٍ لا مَوالی قَرابةٍ، و لكنْ قَطِیناً یَسْأَلونَ الأَتاوِیا یقول: هم حُلَفاء لا أَبناء عم، و قول الفرزدق: فلو كان عبدُ اللَّهِ مَوْلًی هَجَوْتُه، و لكنَّ عبدَ اللَّهِ مَوْلَی مَوالِیا لأَنَّ عبد اللَّه بن أَبی إِسحاق مولی الحَضْرَمِیِّین، و هم حُلفاء بنی عبد شمس بن عبد مناف، و الحَلِیفُ عند العرب مَوْلًی، و إِنما قال موالیا فنصب لأَنه ردَّه إِلی أَصله للضرورة، و إِنما لم ینوّن لأَنه جعله بمنزلة غیر المعتل الذی لا ینصرف، قال ابن بری: و عطف قوله و لكن قطیناً علی المعنی، كأَنه قال لیسوا مَوالِیَ قرابة و لكن قطیناً، و قبله: فلا تَنْتَهی أَضْغانُ قَوْمیَ بینَهم و سَوْآتُهم، حتی یَصِیرُوا مَوالِیا و‌فی حدیث الزكاة: مَوْلی القَوْمِ منهم.قال ابن الأَثیر: الظاهر من المذاهب و المشهور أَن مَوالی بنی هاشِم و المُطَّلِب لا یَحرم علیهم أَخذ الزكاة لانتفاء السبب الذی به حَرُمَ علی بنی هاشم و المطلب، و فی مذهب الشافعی علی وجه أَنه یحرم علی الموالی أَخذها لهذا الحدیث، قال: و وجه الجمع بین الحدیث و نفی التحریم أَنه إِنما قال هذا القول تنزیهاً لهم، و بعثاً علی التشبه بسادتِهم و الاسْتِنانِ بسنَّتهم فی اجتناب مال الصدقة التی هی أَوساخ الناس، و قد تكرر ذكر المولی فی الحدیث، قال: و هو اسم یقع علی جماعة كثیرة فهو: الرَّبُّ و المالِك و السَّیِّدُ و الْمُنْعِم و الْمُعْتِقُ و النَّاصِر و المُحِبُّ و التَّابع و الجارُ و ابن العَم و الحَلِیفُ و العَقِیدُ و الصِّهْرُ و العَبْدُ و المُعْتَقُ و المُنْعَمُ علیه، قال: و أَكثرها قد جاءَت فی الحدیث فیضاف كل واحد إِلی ما یقتضیه الحدیث الوارد فیه، و كلُّ من وَلیَ أَمراً أَو قام به فهو مَوْلاه وَ وَلِیُّه، قال: و قد تختلف مصادر هذه الأَسماءِ، فالوَلایةُ بالفتح فی النسب و النُّصْرة و العِتْق و الوِلایةُ بالكسر فی الإِمارة و الوَلاءُ فی المُعْتَق، و المُوالاةُ من والی القومَ، قال ابن الأَثیر: و‌قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: من كنتُ مَوْلاه فعَلیٌّ مَوْلاه،
لسان العرب، ج‌15، ص: 410
یحمل علی أَكثر الأَسماء المذكورة. و قال الشافعی: یعنی بذلك وَلاء الإِسلام كقوله تعالی: ذٰلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ مَوْلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكٰافِرِینَ لٰا مَوْلیٰ لَهُمْ، قال: و‌قول عُمر لعلیّ، رضی اللَّهُ تعالی عنهما: أَصْبَحْتَ مَوْلی كُلِّ مُؤْمِنٍ‌أَی وَلیَّ كلِّ مؤمن، و قیل: سبب ذلك‌أَنَّ أُسامةَ قال لعلیّ، رضی اللَّه عنه: لستَ مَوْلایَ، إِنما مولایَ رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، فقال: صلی اللَّه علیه و سلم: من كنت مَوْلاهُ فعلیّ مَولاه، و كلُّ مَن وَلیَ أَمرَ واحِدٍ فهو وَلِیُّه، و النسبة إِلی المَوْلی مَوْلَوِیٌّ، و إِلی الوَلیِّ من المطر وَلَوِیّ، كما قالوا عَلَوِیٌّ لأَنهم كرهوا الجمع بین أَربع یاءَات، فحذفوا الیاء الأُولی و قلبوا الثانیة واواً. و یقال: بینهما وَلاء، بالفتح، أَی قَرابةٌ. و الوَلاءُ: وَلاءُ المُعْتق. و‌فی الحدیث: نهی عن بَیْعِ الوَلاء و عن هِبته، یعنی وَلاء العِتْق، و هو إِذا مات المُعتَقُ ورثه مُعْتِقه أَو ورثة مُعْتِقه، كانت العرب تبیعه و تَهَبُه، فنهی عنه لأَنَّ الوَلاءَ كالنسب فلا یزول بالإِزالة، و منه‌الحدیث: الوَلاءُ لِلْكُبْرِ‌أَی للأَعْلی فالأَعلی من ورثة المُعْتِق. و الوَلاءُ: المُوالُون، یقال: هم وَلاءُ فلان. و‌فی الحدیث: مَن تَوَلَّی قوماً بغیر إِذْنِ مَوالِیه‌أَی اتخذهم أَولِیاء له، قال: ظاهره یوهم أَنه شرط و لیس شرطاً لأَنه لا یجوز له إِذا أَذِنوا أَن یُوالیَ غیرهم، و إِنما هو بمعنی التوكید لتحریمه و التنبیه علی بطلانه و الإِرشاد إِلی السبب فیه، لأَنه إِذا استأْذن أَولیاءَه فی موالاة غیرهم منعوه فیمتنع، و المعنی إِنْ سوَّلت له نفسه ذلك فلیستأْذنهم فإِنهم یمنعونه، و أَما قول لبید: فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَیْن، تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلی المَخافةِ خَلْفَها و أَمامَها فیرید أَنه أَولی موضع أَن تكون فیه الحَرب، و قوله: فغدت تم الكلام، كأَنه قال: فغدت هذه البقرة، و قطع الكلام ثم ابتدأَ كأَنه قال تحسب أَنَّ كِلا الفَرْجَیْنِ مَوْلی المَخافةِ. و قد أَوْلَیْتُه الأَمرَ و وَلَّیْتُه إِیاه. و وَلَّتْه الخمسون ذَنَبَها، عن ابن الأَعرابی، أَی جعلت ذنبها یَلِیه، و ولَّاها ذَنَباً كذلك. و تَوَلَّی الشَّی‌ءَ، لَزِمه. و الوَلِیَّةُ: البَرْذَعَةُ، و الجمع الوَلایا، و إِنما تسمی بذلك إِذا كانت علی ظهر البعیر لأَنها حینئذ تَلِیه، و قیل: الولیة التی تحت البرذعة، و قیل: كلُّ ما وَلیَ الظهر من كِساءٍ أَو غیره فهو وَلِیَّة، و قال ابن الأَعرابی فی قول النمر بن تولب: عن ذاتِ أَوْلِیةٍ أَساوِدَ رَیُّها، و كأَنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفارِها قال: الأَوْلِیةُ جمع الوَلِیَّةِ و هی البَرْذَعَةُ، شُبِّه ما علیها من الشَّحْم و تَراكُمِه بالوَلایا، و هی البَراذِعُ، و قال الأَزهری: قال الأَصمعی نحوه، قال ابن السكیت: و قد قال بعضهم فی قوله عن ذات أَوْلِیَةٍ یرید أَنها أَكلت وَلیّاً بعد وَلیٍّ من المطر أَی رعت ما نبت عنها فسَمِنت. قال أَبو منصور: و الوَلایا إِذا جعلتها جمع الوَلِیَّةِ، و هی البرذعة التی تكون تحت الرَّحْلِ، فهی أَعرف و أَكثر، و منه قوله: كالبَلایا رُؤُوسُها فی الولایا، مانِحاتِ السَّمُومِ حُرَّ الْخُدُودِ قال الجوهری: و قوله: كالبَلایا رُؤُوسُها فی الولایا یعنی الناقة التی كانت تُعْكَسُ علی قبر صاحبها، ثم تطرح الوَلِیَّةُ علی رأْسها إِلی أَن تموت، و جمعها وَلیٌّ
لسان العرب، ج‌15، ص: 411
أَیضاً، قال كثیر: بِعَیْساءَ فی دَأْیاتِها و دُفُوفها، و حارِكها تحتَ الوَلیِّ نُهودُ و‌فی الحدیث: أَنه نهی أَن یَجلِس الرَّجل علی الوَلایا، هی البَراذِعُ، قیل: نهی عنها لأَنها إِذا بُسِطت و افْتُرِشَتْ تعلَّق بها الشَّوك و التراب و غیر ذلك مما یَضرُّ الدَّوابَّ، و لأَن الجالس علیها ربما أَصابه من وَسَخها و نَتْنِها و دَمِ عَقْرِها. و‌فی حدیث ابن الزبیر، رضی اللَّه عنهما: أَنه بات بقَفْر فلما قام لِیَرْحَلَ وجد رجلًا طُوله شبران عَظِیمَ اللِّحیة علی الوَلِیَّةِ فَنَفضها فوقع.و الوَلیُّ: الصَّدِیق و النَّصِیر. ابن الأَعرابی: الوِلیُّ التابع المحب، و قال أَبو العباس‌فی قوله، صلی اللَّه علیه و سلم: مَنْ كنتُ مَوْلاه فعلیّ مولاه‌أَی من أَحَبَّنی و تَولَّانی فَلْیَتَوَلَّه. و المُوالاةُ: ضِدّ المُعاداة، و الوَلیُّ: ضدّ العدوّ، و یقال منه تَوَلَّاه. و قوله عزَّ و جل: فَتَكُونَ لِلشَّیْطٰانِ وَلِیًّا، قال ثعلب: كلُّ مَن عَبد شیئاً مِنْ دون اللَّه فقد اتخذه وَلیّاً. و قوله عز و جل: اللّٰهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا، قال أَبو إِسحاق: اللَّهُ ولیهم فی حجاجهم و هِدایتهم و إِقامة البُرهان لهم لأَنه یزیدهم بإِیمانهم هِدایةً، كما قال عز و جل: وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زٰادَهُمْ هُدیً، و وَلِیُّهم أَیضاً فی نَصرهم علی عدوّهم و إِظهار دینهم علی دین مُخالِفِیهم، و قیل: وَلِیُّهم أَی یَتَوَلَّی ثوابهم و مجازاتَهم بحسن أَعمالهم. و الوَلاءُ: المِلْكُ. و المَوْلی: المالِكُ و العَبد، و الأُنثی بالهاء. و فیه مَوْلَوِیَّةٌ إِذا كان شبیهاً بالمَوالی. و هو یَتَمَوْلی علینا أَی یتشبه بالمَوالی، و ما كنتَ بمَوْلًی و قد تَمَوْلَیْتَ، و الاسم الوَلاءُ. و المَوْلی: الصاحِبُ و القَریبُ كابن العم و شبهه. و قال ابن الأَعرابی: المَوْلی الجارُ و الحَلِیفُ و الشریك و ابن الأُخت. و الوَلیّ: المَوْلی. و تَوَلَّاه: اتخذه وَلِیّاً، و إِنه لَبَیِّنُ الوِلاةِ «3» و الوَلْیة و التَّوَلِّی و الوَلاء و الوِلایة و الوَلایةِ. و الوَلْیُ: القُرْبُ و الدُّنُوُّ، و أَنشد أَبو عبید: و شَطَّ وَلْیُ النَّوَی، إِنَّ النَّوَی قَذَفٌ تَیَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدّارِ أَحْیانا و یقال: تَباعَدْنا بعد وَلْیٍ، و یقال منه: وَلِیَه یَلِیه، بالكسر فیهما، و هو شاذ، و أَوْلَیْته الشی‌ء فَوَلِیَه، و كذلك وَلِیَ الوالی البلَد، و وَلِیَ الرَّجل البیع وِلایة فیهما، و أَولَیته معروفاً. و یقال فی التعجب: ما أَولاه للمعروف! و هو شاذّ، قال ابن بری: شذوذه كونه رباعیّاً، و التعجب إِنما یكون من الأَفعال الثلاثیة. و تقول: فلان وَلِیَ وَ وُلِیَ علیه، كما تقول ساسَ و سِیسَ علیه. و وَلَّاه الأَمیرُ عَملَ كذا و وَلّاه بَیعَ الشی‌ءِ و تَوَلَّی العَمَل أَی تَقَلَّد. و كُلْ مِما یَلِیكَ أَی مما یُقارِبك، و قال ساعدة: هَجَرَتْ غَضُوبُ و حُبَّ مَن یَتَجَنَّبُ، و عَدَتْ عَوادٍ دونَ وَلْیِكَ تَشْعَبُ و دارٌ وَلْیةٌ: قَرِیبة. و قوله عز و جل: أَوْلیٰ لَكَ فَأَوْلیٰ*، معناه التَوعُّد و التَّهَدُّد أَی الشَّرُّ أَقربُ إِلیك، و قال ثعلب: معناه دَنَوْتَ من الهَلَكة، و كذلك قوله تعالی: فَأَوْلیٰ لَهُمْ، أَی وَلِیَهم المَكروه و هو اسم لِدَنَوْتُ أَو قارَبْتُ، و قال الأَصمعی: أَوْلیٰ لَكَ* قارَبَكَ ما تَكْرَه أَی نزَلَ بك یا أَبا جهل ما تكره، و أَنشد الأَصمعی:
(3). قوله" الولاة" هو بالقصر و الكسر كما صوبه شارح القاموس تبعاً للمحكم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 412
فَعادَی بَینَ هادِیَتَیْنِ منها، و أَوْلَی أَن یَزِیدَ علی الثَّلاثِ أَی قارَبَ أَن یزید، قال ثعلب: و لم یقل أَحد فی أَوْلیٰ لَكَ* أَحْسَنَ مما قال الأَصمعی: و قال غیرهما: أَوْلَی یقولها الرجل لآخر یُحَسِّره علی ما فاته، و یقول له: یا محروم أَی شی‌ء فاتك، و قال الجوهری: أَوْلیٰ لَكَ* تَهَدُّدٌ و وعید، قال الشاعر: فأَوْلی ثم أَوْلی ثم أولی! و هَلْ للدَّرِّ یُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ قال الأَصمعی: معناه قارَبَه ما یُهْلِكه أَی نزل به: قال ابن بری: و منه قول مَقَّاس العائذی: أَوْلَی فأَولی بإمْرِی‌ءِ القَیسِ بعد ما خَصَفْنَ، بآثارِ المَطِیِّ، الحَوافِرا و قال تُبَّع: أَوْلی لهم بعِقابِ یومٍ سَرْمَد و قالت الخنساء: هَمَمْتُ بنَفْسِیَ كلَّ الهُمُوم، فأَوْلَی لنَفْسِیَ أَوْلَی لها قال أَبو العباس قوله: فَأَولی لنفسی أَولی لها یقول الرجل إِذا حاوَل شیئاً فأُفْلِتَه من بعد ما كاد یصیبه: أَوْلی له، فإِذا أَفْلَت من عظیم قال: أَولی لی، و‌یروی عن ابن الحنفیة أَنه كان یقول: إِذا مات میت فی جِواره أَو فی دارِه أَوْلی لی كِدتُ و اللَّهِ أَن أَكون السَّوادَ المُخْتَرَم، شَبَّه كاد بعسی فأَدخل فی خبرها أَن، قال: و أُنْشِدْتُ لرجل یَقْتَنِصُ فإِذا أَفْلَتَه الصَّیْدُ قال أَولی لك، فكثُرت تِیكَ منه فقال: فلَوْ كان أَوْلَی یُطْعِمُ القَوْمَ صِدْتُهُمْ، و لكِنَّ أَوْلی یَتْرُكُ القَوْمَ جُوَّعا أَوْلَی فی البیت حكایة، و ذلك أَنه كان لا یحسن أَن یَرْمِی، و أَحبَّ أَن یمتدح عند أَصحابه فقال أَولی، و ضرب بیده علی الأُخری و قال أَولی، فحكی ذلك. و‌فی حدیث أَنس، رضی اللَّه عنه: قام عبدُ اللَّه بن حُذافةَ، رضی اللَّه عنه، فقال: مَن أَبی، فقال رسول اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم: أَبوك حُذافَة، و سكت رسولُ اللَّه، صلی اللَّه علیه و سلم، ثم قال: أَوْلی لكم و الذی نَفْسی بیده‌أَی قَرُبَ منكم ما تَكْرهون، و هی كلمة تَلَهُّفٍ یقولها الرجل إِذا أَفْلَتَ من عظیمة، و قیل: هی كلمة تَهدُّد و وعید، معناه قاربه ما یُهْلِكه. ابن سیدة: و حكی ابن جنی أَوْلاةُ الآنَ، فأَنث أَوْلَی، قال: و هذا یدل علی أَنه اسم لا فِعْل، و قول أَبی صخر الهذلی: أَذُمُّ لك الأَیامَ فِیما ولَتْ لنا، و ما لِلَّیالی فی الذی بَینَنا عُذْرُ قال: أُراه أَراد فیما قَرَّبَتْ إِلینا من بین و تعذُّر قُرْب. و القومُ عَلیَّ وِلایةٌ واحدةٌ و وَلایةٌ إِذا كانوا علیك بخیر أَو شرّ. و دارُه وَلْیُ داری أَی قریبة منها. و أَولی علی الیتیم: أَوصَی. و والَی بین الأَمْرِ مُوالاةً و وِلاء: تابَع. و توالَی الشی‌ء: تَتابَع. و المُوالاةُ: المُتابَعةُ. و افْعَلْ هذه الأَشیاء علی الوِلاء أَی مُتابَعةً. و تَوالی علیه شَهْران أَی تَتابَع. یقال: والَی فلان برُمْحه بین صَدْرَیْنِ و عادَی بینهما، و ذلك إِذا طَعَنَ واحداً ثم آخرَ مِن فَوْرِه، و كذلك الفارس یوالی بِطَعْنَتَینِ مُتَوالِیَتَین فارسین أَی یُتابع بینهما قَتْلًا. و یقال: أَصَبْتُه بثلاثة أَسهم وِلاء أَی تِباعاً. و تَوالَتْ إِلیَّ
لسان العرب، ج‌15، ص: 413
كُتُب فلان أَی تَتابَعَتْ. و قد وَالاها الكاتب أَی تابَعَها. و اسْتَوْلَی علی الأَمر «1» أَی بلغ الغایة. و یقال: اسْتَبَقَ الفارسانِ علی فرسیهما إِلی غایةٍ تَسابقا إِلیها فاسْتَوْلی أَحدُهما علی الغایة إذا سَبق الآخرَ، و منه قول الذبیانی: سَبْقَ الجَوادِ، إِذا اسْتَوْلی علی الأَمَدِ و اسْتِیلاؤُه علی الأَمَدِ أَن یَغْلِب علیه بسَبْقِه إِلیه، و من هذا یقال: اسْتَوَلی فلان علی مالی أَی غَلَبنی علیه، و كذلك اسْتَوْمی بمعنی استولی، و هما من الحروف التی عاقبت العرب فیها بین اللام و المیم، و منها قولهم لَوْ لا و لَوْ ما بمعنی هَلَّا، قال الفراء: و منه قوله تعالی: لَوْ مٰا تَأْتِینٰا بِالْمَلٰائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّٰادِقِینَ، و قال عَبِید: لَوْ ما عَلی حجْرِ ابْنِ أُمِّ قَطامٍ تَبْكِی لا عَلَیْنا و قال الأَصمعی: خالَمْتُه و خالَلْتُه إِذا صادقته، و هو خِلّی و خِلْمِی. و یقال: أَوْلَیْتُ فلاناً خَیراً و أَوْلیته شرًّا كقولك سُمْتُه خیراً و شرّاً، و أَولَیْتُه معروفاً إِذا أَسْدَیْتَ إِلیه معروفاً. الأَزهری فی آخر باب اللام قال: و بقی حرف من كتاب اللَّه عز و جل لم یقع فی موضعه فذكرته فی آخر اللام، و هو قوله عز و جل: فَلٰا تَتَّبِعُوا الْهَویٰ أَنْ تَعْدِلُوا أَو إِنْ تَلْوُوا، قرأَها عاصم و أَبو عمرو بن العلاء و إِنْ تَلْوُوا، بواوین من لَوی الحاكِمُ بقَضِیَّتِهِ إِذا دافع بها، و أَما قراءَة من قرأَ و إِن تَلُوا، بواو واحدة، ففیه وجهان: أَحدهما أَن أَصله تَلْوُوا، بواوین كما قرأَ عاصم و أَبو عمرو، فأَبدل من الواو المضمومة همزة فصارت تَلْؤُوا بإِسكان اللام، ثم طُرِحت الهمزة و طُرِحت حركتها علی اللام فصارت تَلُوا، كما قیل فی أَدْوُرٍ أَدْؤُرٍ ثم طرحت الهمزة فقیل أَدُرٍ، قال: و الوجه الثانی أَن یكون تَلُو من الوِلایة لا من اللَّیّ، و المعنی إِن تَلُوا الشهادة فتُقِیموها، قال: و هذا كله صحیح من كلام حذاق النحویین. و الوَلیُّ: المطر یأْتی بعد الوَسْمی، و حكی كراع فیه التخفیف، و جمع الوَلیِّ أَوْلِیةٌ. و فی حدیث مُطرِّف الباهلی: تَسْقِیه الأَوْلِیةُ، هی جمع وَلیّ المطر. و وُلیَتِ الأَرض وَلْیاً: سُقِیَت الوَلیَّ، و سمی وَلِیّاً لأَنه یَلی الوَسْمِیَّ أَی یقرب منه و یجی‌ء بعده، و كذلك الوَلْی، بالتسكین، علی فَعْلٍ و فَعِیل، قال الأَصمعی: الوَلْی علی مثال الرَّمْی المطر الذی یأْتی بعد المطر، و إِذا أَردت الاسم فهو الوَلیُّ، و هو مثل النَّعْیِ و النَّعِیِّ المصدر، قال ذو الرمة: لِنی وَلْیةً تُمْرِعْ جَنَابی، فإِنَّنی، لِما نِلْتُ مِنْ وَسْمِیِّ نُعْماكَ، شاكِرُ لنی أَمْرٌ مِن الوَلْیِ أَی أَمْطِرْنی وَلْیةً منك أَی معروفاً بعد معروف. قال ابن بری: ذكر الفراء الوَلی المطر بالقصر، و اتَّبعه ابن وَلَّاد، و ردَّ علیهما علیّ بن حمزة و قال: هو الوَلیّ، بالتشدید لا غیر، و قولهم: قد أَوْلانی معروفاً، قال أَبو بكر: معناه قد أَلصق بی معروفاً یَلِینی، من قولهم: جلستُ مما یَلی زیداً أَی یُلاصِقه و یُدانِیه. و یقال: أَوْلانی مَلَّكنی المعروف و جعله منسوباً إِلیَّ وَلِیّاً عَلیَّ، من قولك هو وَلیُّ المرأَة أَی صاحبُ أَمرها و الحاكم علیها، قال: و یجوز أَن یكون معناه عَضَّدَنی بالمعروف و نَصَرَنی و قَوَّانی، من قولك بنو فلان وَلاء علی بنی فلان أَی هم یُعِینونهم. و یقال: أَوْلانی
(1). قوله" علی الأمر" مثله فی القاموس بالراء، و اعترضه شارحه بما فی الصحاح و غیره من أَنه بالدال و استظهر بالشطر المذكور هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 414
أَی أَنْعَمَ عَلیَّ من الآلاء، و هی النِّعَمُ، و الواحد أَلًی و إِلًی، قال: و الأَصل فی إِلًی وِلًی، فأَبدلوا من الواو المكسورة همزة، كما قالوا امرأَة وَناةٌ و أَناةٌ، قال الأَعشی: … و لا یَخُونُ إِلی … و كذلك أَحَدٌ و وَحَدٌ. المحكم: فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابی من قول الشاعر: … الركیكا «1» فإِنه عدَّاه إلی مفعولین لأَنه فی معنی سُقِیَ، و سُقِیَ متعدیة إِلی مفعولین، فكذلك هذا الذی فی معناها، و قد یكون الركیك مصدراً لأَنه ضرب من الوَلیّ فكأَنه وُلیَ وَلْیاً، كقولك: قَعَدَ القُرْفُصاء، و أَحسن من ذلك أَن وُلیَ فی معنی أُرِكَّ علیه أَوْ رُكَّ، فیكون قوله رَكِیكا مصدراً لهذا الفعل المقدَّر، أَو اسماً موضوعاً موضع المصدر. و استولی علی الشی‌ء إِذا صار فی یده. و وَلَّی الشی‌ءُ و تَوَلَّی: أَدْبَرَ. و وَلَّی عنه: أَعْرَضَ عنه أَو نَأَی، و قوله: إِذا ما امرُؤٌ وَلَّی عَلیَّ بِوِدِّه و أَدْبَرَ، لم یَصْدُرْ بِإِدْبارِه وُدِّی فإِنه أَراد وَلَّی عنی، و وجهُ تعدیته وَلَّی بعَلی أَنه لما كان إِذا وَلَّی عنه بودِّه تغیَّر علیه، جَعَل وَلَّی بمعنی تَغَیَّر فعدَّاه بعَلی، و جاز أَن یَسْتَعْمِل هنا علی لأَنه أَمْرٌ علیه لا له، و قول الأَعشی: إِذا حاجةٌ ولَّتْكَ لا تَسْتَطِیعُها، فَخُذْ طَرَفاً من غَیْرها حینَ تَسْبِقُ فإِنه أَراد وَلَّتْ عنك، فحذف و أَوصل، و قد یكون وَلَّیْتُ الشی‌ءَ، و ولَّیتُ عنه بمعنی. التهذیب: تكون التَّوْلیةُ إِقْبالًا، و منه قوله تعالی: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ*، أَی وَجِّهْ وَجْهَك نحوَه و تِلقَاءَه، و كذلك قوله تعالی: وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهٰا، قال الفراءُ: هو مُسْتَقْبِلُها، و التَّوْلِیةُ فی هذا الموضع إِقبال، قال: و التَّوْلِیةُ تكون انصرافاً، قال اللَّه تعالی: ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ، و كذلك قوله تعالی: یُوَلُّوكُمُ الْأَدْبٰارَ، هی هاهنا انصراف، و قال أَبو معاذ النحوی: قد تكون التَّوْلِیةُ بمعنی التَّوَلِّی. یقال: وَلَّیْت و تَوَلَّیْتُ بمعنی واحد، قال: و سمعت العرب تنشد بیت ذی الرمة: إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِیَّ رأَیْتَه حَنِیفاً، و فی قَرْنِ الضُّحی یَتَنَصَّرُ أَراد: إِذا تحَوَّلَ الظِّلُّ بالعَشِیِّ، قال: و قوله هُوَ مُوَلِّیهٰا أَی مُتَولِّیها أَی مُتَّبِعُها و راضیها. و توَلَّیْتُ فلاناً أَی اتَّبَعْتُه و رَضِیتُ به. و قوله تعالی: سَیَقُولُ السُّفَهٰاءُ مِنَ النّٰاسِ مٰا وَلّٰاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِی كٰانُوا عَلَیْهٰا، یعنی قولَ الیهود ما عدَلَهُم عنها، یعنی قِبْلَة بَیْت المَقْدِس. و قوله عز و جل: وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهٰا، أَی یَسْتَقْبِلُها بوَجْهِه، و قیل فیه قولان: قال بعض أَهل اللغة و هو أَكثرهم: هو لِكُلٍّ، و المعنی هو مُوَلِّیها وجْهَه أَی كلُّ أَهْلِ وِجْهةٍ هم الذین وَلَّوْا وجُوههم إِلی تلك الجِهة، و قد قرئ: هو مُوَلَّاها، قال: و هو حسن، و قال قوم: هُوَ مُوَلِّیهٰا أَی اللَّهُ تعالی یُوَلِّی أَهلَ كلِّ مِلَّةٍ القِبْلة التی ترید، قال: و كلا القولین جائز. و یقال للرُّطْبِ إِذا أَخذ فی الهَیْج: قد وَلَّی و تَولَّی، و تَوَلِّیه شُهْبَتُه. و التَّوْلِیةُ فی البیع: أَن تشتری سلعة بثمن معلوم ثم تولیها رجلًا آخر بذلك الثمن، و تكون التَّوْلِیة مصدراً، كقولك: وَلَّیْتُ
(1). قوله" الركیكا" بهامش الأصل: كذا وجدت فالمؤلف رحمه اللّه بیض للبیت الذی فیه هذا اللفظ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 415
فلاناً أَمر كذا و كذا إِذا قَلَّدْته وِلایَته. و تَوَلَّی عنه: أَعْرَضَ و وَلَّی هارباً أَی أَدبر. و‌فی الحدیث: أَنه سئل عن الإِبل فقال أَعْنانُ الشَّیاطِینِ لا تُقْبِلُ إِلَّا مُوَلِّیةً، و لا تُدْبِرُ إِلَّا مُوَلِّیةً، و لا یأْتی نَفْعُها إِلَّا من جانبها الأَشْأَمِ‌أَی أَن من شأْنها إِذا أَقبلت علی صاحبها أَن یَتَعَقَّبَ إِقْبالَها الإِدْبارُ، و إِذا أَدبرت أَن یكون إِدبارُها ذهاباً و فَناء مُسْتَأْصَلًا. و قد وَلَّی الشی‌ءُ و تَوَلَّی إِذا ذهب هارِباً و مُدْبراً، و تَوَلَّی عنه إِذا أَعْرَضَ، و التَّوَلِّی یكون بمعنی الإِعْراضِ و یكون بمعنی الاتِّباع، قال اللَّه تعالی: وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَكُمْ، أَی إِن تُعْرِضوا عن الإِسلام. و قوله تعالی: وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، معناه مَن یَتَّبِعْهُم و یَنْصُرْهم. و توَلَّیْتُ الأَمرَ تولِّیاً إِذا ولِیته، قال اللَّه تعالی: وَ الَّذِی تَوَلّٰی كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذٰابٌ عَظِیمٌ، أَی وَلِیَ وِزْرَ الإِفْكِ و إِشاعَتَه. و قالوا: لو طَلَبْتَ وَلاء ضَبَّةَ من تَمِیم لشَقَّ علیك أَی تَمَیُّزَ هؤلاء من هؤلاء، حكاه اللحیانی فروی الطوسی وَلاء، بالفتح، و روی ثابت وِلاء، بالكسر. و والی غنمَه: عَزَل بعضَها من بعض و مَیَّزَها، قال ذو الرمة: یُوالی، إِذا اصْطَكَّ الخُصومُ أَمامَه، وُجوهَ القَضایا مِن وُجوهِ المَظالِم و الوَلِیَّةُ: ما تَخْبَؤُه المرأَةُ من زادٍ لضیف یَحُلُّ، عن كراع، قال: و الأَصل لَوِیَّةٌ فقُلِبَ، و الجمع وَلایا، ثبت القلب فی الجمع. و‌فی حدیث عُمر، رضی اللَّه عنه: لا یُعْطَی مِن المَغانِمِ شی‌ء حتی تُقْسَمَ إِلا لراعٍ أَو دَلیلٍ غَیْرَ مُولِیهِ، قلت: ما مُولِیهِ، قال مُحابِیهِ أَی غیر مُعْطِیه شیئاً لا یستحقه. و كلُّ من أَعطیته ابتداء من غیر مكافأَة فقد أَوْلیْتَه. و‌فی حدیث عَمّار: قال له عمر فی شأْن الیتیم كلَّا و اللَّه لَنُوَلِّیَنَّك ما توَلَّیْتَ‌أَی نَكِلُ إِلیك ما قُلْتَ و نردُّ إِلیك ما وَلَّیْتَه نفسَك و رَضیتَ لها به، و اللَّه أَعلم.

ومی؛ ج15، ص: 415

: ما أدری أَیُّ الوَمی هو أَی أَیٌّ الناسِ هو. و أَوْمَیْتُ: لغة فی أَوْمَأْتُ؛ عن ابن قتیبة. الفراء: أَوْمی یُومی و وَمی یَمِی مثل أَوْحی و وَحَی. و‌فی الحدیث: كان یُصَلِّی علی حِمار یُومی إیماء؛ الإِیماءُ: الإِشارة بالأَعْضاء كالرأْس و الید و العین و الحاجب، و إنما یُرید به هاهنا الرأْسَ. یقال: أَوْمَأْتُ إِلیه أُومئ إِیماء، و ومَأْتُ لغة فیه، و لا تقل أَوْمَیْتُ، قال: و قد جاءت فی الحدیث غیر مهموزة علی لغة من قال فی قرأْت قَرَیْتُ، قال: و همزة الإِیماء زائدة و بابها الواو. و یقال: اسْتَوْلی علی الأَمر و اسْتَوْمی علیه أَی غَلَب علیه؛ قال الفراء: و مثله لَوْلا و لوْما.

ونی؛ ج15، ص: 415

: الوَنا: الفَتْرَةُ فی الأَعمال و الأُمور. و التَّوانی و الوَنا: ضَعْفُ البَدَن. و قال ابن سیدة: الوَنا التَّعَبُ و الفَتْرةُ، ضِدٌّ، یمدّ و یقصر. و قد وَنَی یَنِی وَنْیاً و وُنِیّاً و وَنًی؛ الأَخیرة عن كراع، فهو وانٍ، و ونَیْتُ أَنی كذلك أَی ضَعُفْتُ؛ قال جَحْدَرٌ الیمانی: و ظَهْر تَنُوفةٍ للرِّیحِ فیها نَسِیمٌ، لا یَرُوعُ التُّرْبَ، وانِی و النَّسِیم الوانی: الضَّعِیفُ الهُبُوبِ، و توانَی و أَونَی غیرَه. ونَیْتُ فی الأَمر: فتَرْتُ، و أَوْنیْتُ غیری. الجوهری: الوَنا الضَّعْفُ و الفُتور و الكَلالُ و الإِعْیاء؛ قال إمرؤ القیس: مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ، علی الوَنَی، أَثَرْنَ غُباراً بالكَدِید المُرَكَّلِ و توَانَی فی حاجته: قَصَّر. و‌فی حدیث عائشة تَصِف
لسان العرب، ج‌15، ص: 416
أَباها، رضی الله عنهما: سَبَقَ إذ وَنَیْتم‌أی قَصَّرْتم و فَتَرْتمْ. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: لا یَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشّفَقة منهم فیَنُوا فی جِدِّهم‌أَی یَفْتُرُوا فی عَزمِهم و اجْتِهادهم، و حَذَف نونَ الجمع لجواب النفی بالفاء؛ و قول الأَعشی: و لا یَدَعُ الحَمْدَ بَل یَشْتَری بِوَشْكِ الظُّنونِ، و لا بالتَّوَنْ أَراد بالتَّوانْ، فحذف الأَلف لاجتماع الساكنین لأَن القافیة موقوفة؛ قال ابن بری: و الذی فی شعر الأَعشی: و لا یدع الحمد، أَو یشتَرِیه بوشكِ الفُتُورِ و لا بالتَّوَنْ أَی لا یَدَعُ مُفَتَّراً فیه و لا مُتَوانِیاً، فالجارّ و المجرور فی موضع الحال؛ و أَنشد ابن بری: إِنَّا علی طُولِ الكَلالِ و التَّوَنْ نَسوقُها سَنًّا، و بَعضُ السَّوْقِ سَنْ و ناقةٌ وانِیةٌ: فاتِرةٌ طَلِیحٌ، و قیل ناقةٌ وانِیةٌ إِذا أَعْیَتْ؛ و أَنشد: و وانِیةٍ زَجَرْتُ علی وجاها و أَوْنَیْتُها أَنا: أَتْعَبْتُها و أَضْعَفْتُها. تقول: فلان لا یَنی فی أَمره أَی لا یَفْتُرُ و لا یَعْجِزُ، و فلان لا یَنی یَفْعَلُ كذا و كذا بمعنی لا یَزالُ؛ و أَنشد: فما یَنُونَ إذا طافُوا بحَجِّهِم، یُهَتِّكُونَ لِبَیْتِ اللهِ أَسْتارا و افْعَل ذلك بلا وَنْیةٍ أَی بلا نَوانٍ. و امرأَةٌ وَناةٌ و أَناةٌ و أَنِیَّةٌ: حلِیمةٌ بطِیئةُ القِیامِ، الهمزة فیه بدل من الواو؛ و قال سیبویه: لأَن المرأَةُ تُجعل كَسُولًا، و قیل: هی التی فیها فُتور عند القِیام، و قال اللحیانی: هی التی فیها فُتور عند القیام و القعود و المشی، و فی التهذیب: فیها فُتور لنَعْمَتِها؛ و أَنشد الجوهری لأَبی حیة النمیری: رَمَتْه أَناةٌ مِن رَبِیعَةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضحی، فی مَأْتَمٍ أَیِّ مَأْتَمِ قال ابن بری: أُبدلت الواو المفتوحة همزة فی أَناة حرف واحد. قال: و حكی الزاهد أَین أَخْیُهُمْ أَی سَفَرُهم و قَصْدُهم، و أَصله وَخْیُهُمْ، و زاد أَبو عبید: كلُّ مالٍ زُكِّیَ ذَهَبت أَبَلَتُه أَی وبَلَتُه و هی شرُّه، و زاد ابن الأَعرابی: واحد آلاءِ اللهِ أَلیً، و أَصله وَلًی، و زاد غیره: أَزِیرٌ فی وَزِیرٍ، و حكی ابن جنی: أَجٌّ فی وَجٍّ، اسم موضع، و أَجَمٌ فی وَجَمٍ. و قوله عز و جل: وَ لٰا تَنِیٰا فِی ذِكْرِی؛ معناه تَفْتُرا. و المِینا: مَرْفَأُ السُّفُن، یُمدّ و یقصر، و المد أَكثر، سمی بذلك لأَن السفن تَنی فیه أَی تَفْتُرُ عن جَرْیِها؛ قال كثیر فی المدّ: فلما اسْتَقَلَّتْ مِالمَناخِ جِمالُها، و أَشْرَفنَ بالأَحْمالِ قلتَ: سَفِینُ، تَأَطَّرْنَ بالمِیناء ثمَّ جَزَعْنَه، و قد لَحَّ مِن أَحْمالِهنَّ شُحُونُ «2» و قال نصیب فی مدّه: تَیَمَّمْنَ منها ذاهِباتٍ كأَنَّه، بِدِجْلَة فی المیناء، فُلْكٌ مُقَیَّرُ قال ابن بری: و جمع المِیناء للكَلَّاءِ مَوانٍ، بالتخفیف و لم یسمع فیه التشدید. التهذیب: المِینی، مقصور یكتب بالیاء، موضع تُرْفأُ إِلیه السُّفن. الجوهری: المِیناء كَلَّاءُ السفن و مَرْفَؤُها، و هو مِفْعال من الوَنا. و قال ثعلب: المِینا یمد و یقصر، و هو مِفْعَلٌ
(2). قوله [مالمناخ] یرید من المناخ. و قوله [شحون] بالحاء هو الصواب كما أورده ابن سیدة فی باب الحاء، و وقع فی مادة أطر بالجیم خطأ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 417
أَو مِفْعالٌ من الوَنی. و المِیناء، ممدود: جوهر الزُّجاج الذی یُعمل منه الزجاج. و حكی ابن بری عن القالی قال: المِیناء لجوهر الزجاج ممدود لا غیر، قال: و أَما ابن ولاد فجعله مقصوراً، و جعل مَرْفأَ السفن ممدوداً، قال: و هذا خلاف ما علیه الجماعة. و قال أَبو العباس: الوَنی واحدته ونِیَّةٌ و هی اللُّؤْلُؤة؛ قال أَبو منصور: واحدة الونَی وناةٌ لا وَنِیّةٌ، و الوَنِیّةُ الدُّرَّة؛ أَبو عمرو: هی الوَنِیّةُ و الوَناة للدرّة؛ قال ابن الأَعرابی: سمیت وَنِیَّةً لثقبها. و قال غیره: جاریةٌ وناةٌ كأَنها الدُّرَّة، قال: و الوَنِیّةُ اللؤلؤة، و الجمع وَنِیٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابی لأَوْس بن حَجَر: فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ ونِیَّةُ تاجِرٍ وهَی نَظْمُها، فارْفَضَّ مِنها الطَّوائِفُ شبهها فی سرعتها بالدُّرَّة التی انْحَطَّتْ من نِظامها، و یروی: … وَهِیَّةُ تاجِرٍ، و هو مذكور فی موضعه. و الوَنِیّةُ: العِقدُ من الدرّ، و قیل: الوَنِیَّةُ الجُوالِقُ. التهذیب: الوَنْوةُ الاسْتِرخاء فی العقل.

وهی؛ ج15، ص: 417

: الوَهْیُ: الشقُّ فی الشی‌ء، و جمعه وُهِیٌّ، و قیل: الوُهِیّ مصدر مبنی علی فُعولٍ، و حكی ابن الأَعرابی فی جمع وَهْیٍ أَوْهِیةً، و هو نادر، و أَنشد: حَمَّالُ أَلْوِیةٍ شَهَّادُ أَنْجِیةٍ، سَدّادُ أَوْهِیةٍ فَتَّاحُ أَسْدادِ و وَهَی الشی‌ء و السِّقاء و وَهِیَ یَهِی فیهما جمیعاً وَهْیاً، فهو واهٍ: ضَعُفَ؛ قال ابن هرمة: فإِنَّ الغَیْثَ قد وَهِیَتْ كُلاهُ بِبَطْحاء السَّیالةِ فالنَّظِیمِ و الجمع وُهِیٌّ. و أَوْهاه: أَضْعَفه. و كلُّ ما اسْتَرْخَی رِباطه فقد وَهَی. الجوهریّ: وَهَی السقاء یَهِی وَهْیاً إِذا تَخَرَّقَ. و فی السقاء وَهْیٌ، بالتسكین و وُهَیَّةٌ علی التصغیر: و هو خَرْق قلیل؛ و أَنشد ابن بری للحطیئة علی قوله فی السقاء وَهْیٌ قال: و لا مِنّا لِوَهْیك راقِع و‌فی الحدیث: المؤمن واهٍ راقِعٌ‌أَی مُذْنِبٌ تائبٌ، شبَّهه بمن یَهِی ثَوبُه فیَرْقَعُه. و قد وَهَی الثَّوبُ یَهِی وَهْیاً إِذا بَلِیَ و تَخَرَّقَ، و المراد بالواهِی ذو الوَهْی، و یروی المؤمن مُوهٍ راقِعٌ، كأَنه یُوهِی دِینَه بمَعْصِیته و یَرْقَعُه بتوبته. و‌فی حدیث علی، رضی الله تعالی عنه: و لا واهِیاً فی عَزْمٍ، و یروی: و لا وَهْی فی عزم‌أَی ضَعِیف أَو ضَعْف؛ و فی المثل: خَلِّ سَبِیلَ مَنْ وَهَی سِقاؤُه، و مَنْ هُرِیقَ بالفَلاةِ ماؤُه یضرب لمن لا یَستقِیم أَمرُه. و وَهَی الحائط یَهِی إِذا تَفَزَّرَ و اسْتَرْخَی، و كذلك الثَّوْبُ و القِربةُ و الحَبْلُ، و قیل: وهِیَ الحائطُ إِذا ضَعُفَ و هَمَّ بالسُّقُوطِ. و‌فی الحدیث: أَنه مر بعبد الله بن عَمْرو و هو یُصْلِحُ خُصًّا له قد وهَی‌أَی خَرِبَ أَو كادَ. و یقال: ضربَه فأَوْهَی یَدَه أَی أَصابَها كَسْرٌ أَو ما أَشبه ذلك. و أَوْهَیْتُ السِّقاء فوَهَی: و هو أَن یَتَهَیّأَ للتَّخرُّق. و یقال: أَوْهَیْتَ وَهْیاً فارْقَعْه. و قولهم: غادَرَ وَهْیةً لا تُرْقَعُ أَی فَتْقاً لا یُقدَرُ علی رَتْقِه. و یقال للسحاب إِذا تَبَعَّقَ بالمطر تَبَعُّقاً أَو انْبَثَقَ انْبِثاقاً شدیداً: قد وهَتْ عَزالِیه؛ قال أَبو ذؤیب: وهَی خَرْجُه و اسْتُجِیلَ الرَّبابُ منه، و غُرِّمَ ماء صَریحا «1»
(1). قوله [و غرّم] یروی أیضاً: و كرّم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 418
و وَهَتْ عَزالی السَّماء بمائها. و إِذا اسْتَرْخَی رِباطُ الشی‌ء یقال: وَهَی؛ قال الشاعر: أَمِ الحَبْل واهٍ بها مُنْحذِمْ «1» ابن الأَعرابی: وهَی إِذا حَمُقَ «2»، و وهَی إِذا سَقَط، و وَهَی إِذا ضَعُفَ. و الوَهِیَّةُ: الدُّرّةُ، سُمیت بذلك لثَقْبِها لأَن الثَّقْب مما یُضْعِفُها؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَهِیَّةُ تاجِرٍ وهی نَظْمُها، فارْفَضَّ منها الطَّوائفُ قال و یروی ونِیَّةُ تاجِرٍ، و هی دُرَّةٌ أَیضاً، و قد تقدم.

ویا؛ ج15، ص: 418

: وَیْ: كلمة تعَجُّب، و فی المحكم: وَیْ حرف معناه التعجب. یقال: وَیْ كأَنه، و یقال: وَیْ بِك یا فلانُ، تهدید، و یقال: وَیْكَ و وَیْ لعبدِ الله كذلك؛ و أَنشد الأَزهریّ: وَیْ لامِّها من دوِیِّ الجَوِّ طالِبة، و لا كهذا الذی فی الأَرضِ مَطْلُوبُ قال: إِنما أَراد وَیْ مفصولة من اللام و لذلك كسر اللام. و قال غیره: ویْلُمِّه ما أَشدَّه بضم اللام، و معناه وَیْلُ أُمِّه فحذف همزة أُمّ و اتصلت اللام بالمیم لما كثرت فی الكلام. و قال الفراء: یقال إنه لَوَیْلُمِّه من الرجال و هو القاهِرُ لقِرْنه؛ قال أَبو منصور: أَصله وَیْلُ أُمّه، یقال ذلك للعِفْرِ من الرجال ثم جُعِلَ الكَلِمتان كَلِمةً واحدة و بنیتا اسماً واحداً. اللیث: وَیْ یُكْنَی بها عن الوَیْل، فیقال: ویْكَ أَ تَسْمَعُ قَوْلی قال عَنْتَرَةُ: و لقد شَفَی نَفْسی و أَذْهَبَ سُقْمَها قِیلُ الفَوارِس: وَیْكَ عَنْتَر أَقْدِمِ الجوهریّ: و قد تدخل وَیْ علی كأَنَّ المخففة و المشدّدة تقول وَیْ كأَن، قال الخلیل: هی مَفْصولة، تقول وَیْ ثم تبتدئ فتقول كأَنَّ، و أَما قوله تعالی: وَیْكَأَنَّ اللّٰهَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشٰاءُ؛ فزعم سیبویه أَنها وَیْ مفصولة من كأَن، قال: و المعنی وَقَعَ علی أَنَّ القوم انتبهوا فتكلموا علی قدر علمهم أَو نُبِّهُوا، فقیل لهم إِنما یشبه أَن یكون عندكم هذا هكذا، و الله أَعلم؛ قال: و أَما المفسرون فقالوا أَ لم تر؛ و أَنشد لزید بن عمرو بن نُفَیْلٍ، و یقال لنبِیه بن الحَجَّاجِ: وَیْ كَأَنَّ مَنْ یَكُنْ له نَشَبٌ یُحْبَبْ، و مَنْ یَفْتَقِرْ یَعِشْ عَیْشَ ضُرِّ و قال ثعلب: بعضهم یقول معناه اعْلَمْ، و بعضهم یقول معناه وَیْلَك. و حكی أَبو زید عن العرب: وَیْكَ بمعنی ویلك، فهذا یُقَوِّی ما رواه ثعلب، و قال الفراء فی تفسیر الآیة: وَیْكأَنّ فی كلام العرب تقریر كقول الرجل أَ ما تری إِلی صُنْع الله و إِحسانه. قال: و أَخبرنی شیخ من أَهل البصرة أَنه سمع أَعرابیة تقول لزوجها أَیْنَ ابنُكَ ویْلَك فقال: ویْكَأَنه وراء البیت؛ معناه أَما تَرِینَّه وراء البیت؛ قال الفراء: و قد یذهب بها بعض النحویین إِلی أَنها كلمتان یریدون وَیْكَ أَنهم، أَرادوا ویلك فحذفوا اللام، و تجعل أَن مفتوحة بفعل مضمر كأَنه قال: ویْلَكَ اعْلَمْ أَنه وراء البیت، فأَضمر اعلم؛ قال الفراء: و لم نجد العرب تُعْمِلُ الظن مضمراً و لا العلم و لا أَشباهه فی ذلك، و أَما حذف اللام من قوله ویلك حتی یصیر وَیْكَ فقد تقوله العرب لكثرتها. و قال
(1). قوله [منحذم] كذا فی الأصل و التهذیب بالحاء المهملة. (2). قوله [وهی إذا حمق] كذا ضبط فی الأصل و التهذیب، و ضبطه فی التكملة كولی و فی القاموس ما یؤید الضبطین.
چلسان العرب، ج‌15، ص: 419
أَبو الحسن النحوی فی قوله تعالی، وَیْكَأَنَّهُ لٰا یُفْلِحُ الْكٰافِرُونَ: و قال بعضهم أَ ما تَری أَنه لا یُفلح الكافرون، قال: و قال بعض النحویین معناه وَیْلَكَ أَنه لا یفلح الكافرون فحذف اللام و بقی ویكَ، قال: و هذا خطأ، لو كانت كما قال لكانت أَلف إِنه مكسورة، كما تقول وَیْلَك إِنه قد كان كذا و كذا؛ قال أَبو إِسحاق: و الصحیح فی هذا ما ذكره سیبویه عن الخلیل و یونس، قال: سأَلت الخلیل عنها فزعم أَن وَیْ مفصولة من كأَن، و أَن القوم تنبهوا فقالوا وی متندّمین علی ما سلف منهم. و كُلُّ من تَنَدَّم أَو نَدِمَ فإِظهارُ ندامته أَو تَنَدُّمُه أَن یقول وَیْ، كما تُعاتِب الرجل علی ما سلف فتقول: كأَنَّك قصدت مكروهی، فحقیقة الوقوف علیها وَیْ هو أَجود. و فی كلام العرب: وی معناه التنبیه و التندم، قال: و تفسیر الخلیل مشاكل لما جاءَ فی التفسیر لأَن قول المفسرین أَ ما تری هو تنبیه. قال أَبو منصور: و قد ذكر الفراء فی كتابه قول الخلیل و قال: وی كأَن مفصولة كقولك للرجل وَیْ أَ ما تری ما بین یدیك، فقال وی، ثم استأْنف كأَنَّ الله یَبْسُط الرزق، و هو تعجب، و كأَنَّ فی المعنی الظن و العلم؛ قال الفراء: و هذا وجه یستقیم و لو تكتبها العرب منفصلة، و یجوز أَن یكون كثر بها الكلام فوصلت بما لیس منه كما اجتمعت العرب كِتابَ یابْنَؤُمِّ، فوصلوها لكثرتها؛ قال أَبو منصور: و هذا صحیح، و الله أَعلم.

فصل الیاء؛ ج15، ص: 419

یبا؛ ج15، ص: 419

: ابن بری خاصة: یَبةُ «3» اسم موضع واد بالیمن؛ قال كثیر: إِلی یَبةٍ إِلی بَرْكِ الغُماد

یدی؛ ج15، ص: 419

: الیَدُ: الكَفُّ، و قال أَبو إِسحاق: الیَدُ من أَطْراف الأَصابع إِلی الكف، و هی أُنثی محذوفة اللام، وزنها فَعْلٌ یَدْیٌ، فحذفت الیاء تخفیفاً فاعْتَقَبت حركة اللام علی الدال، و النسَبُ إِلیه علی مذهب سیبویه یَدَوِیٌّ، و الأَخفش یخالفه فیقول: یَدِیٌّ كَنَدِیٍّ، و الجمع أَیْدٍ، علی ما یغلب فی جمع فَعْلٍ فی أَدْنی العَدَد. الجوهریّ: الیَدُ أَصلها یَدْیٌ علی فَعْل، ساكنة العین، لأَن جمعها أَیْدٍ و یُدِیٌّ، و هذا جمع فَعْلٍ مثل فَلْسٍ و أَفْلُسٍ و فُلُوسٍ، و لا یجمع فَعَلٌ علی أَفْعُل إِلا فی حروف یسیرة معدودة مثل زَمَنٍ و أَزْمُنٍ و جَبَلٍ و أَجْبُلٍ و عصاً و أَعْصٍ، و قد جمعت الأَیْدی فی الشعر علی أَیادٍ؛ قال جندل بن المثنی الطُّهَوِیّ: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَیادی غُزَّلِ و هو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ و أَكارِعَ؛ قال ابن بری: و مثله قول الآخر: فأَمَّا واحداً فكفاكَ مِثْلی، فمَنْ لِیَدٍ تُطاوِحُها الأَیادِی؟ «4» و قال ابن سیدة: أَیادٍ جمع الجمع؛ و أَنشد أَبو الخطاب: ساءها ما تَأَمَّلَتْ فی أَیادِینا و إِشناقَها إِلی الأَعْناقِ «5» و قال ابن جنی: أَكثر ما تستعمل الأَیادی فی النِّعم لا فی الأَعْضاء. أَبو الهیثم: الیَدُ اسم علی حرفین، و ما كان من الأَسامی علی حرفین و قد حذف منه حرف فلا یُردّ إِلا فی التصغیر أَو فی التثنیة أَو الجمع،
(3). قوله [یبة] ضبطت الیاء بالفتح فی الأصل، و الذی فی معجم یاقوت بسكونها، و رسمت التاء فیه مجرورة فمقتضاه أنه من الصحیح لا من المعتل. (4). قوله [واحداً] هو بالنصب فی الأَصل هنا و فی مادة طوح من المحكم، و الذی وقع فی اللسان فی طوح: واحد، بالرفع. (5). قوله [و إشناقها] ضبط فی الأصل بالنصب علی أن الواو للمعیة، وقع فی شنق مضبوطاً بالرفع.
لسان العرب، ج‌15، ص: 420
و ربما لم یُردَّ فی التثنیة، و یثنی علی لفظ الواحد. و قال بعضهم: واحد الأَیادی یَداً كما تری مثل عَصاً و رَحاً و مَناً، ثم ثَنَّوْا فقالوا یَدَیانِ و رَحَیانِ و مَنَوانِ؛ و أَنشد: یَدَیان بَیْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ قدْ یَمْنَعانِك بَیْنُهمْ أَن تُهْضَما و یروی: … عند مُحَرِّق؛ قال ابن بری: صوابه كما أَنشده السیرافی و غیره: قد یَمْنَعانِك أَن تُضامَ و تُضْهَدا قال أَبو الهیثم: و تجمع الیَدُ یَدِیّاً مثل عَبْدٍ و عَبیدٍ، و تجمع أَیْدِیاً ثم تجمع الأَیْدی علی أَیْدِینَ، ثم تجمع الأَیْدی أَیادِیَ؛ و أَنشد: یَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ و الأَیْدِینا بَحْثَ المُضِلَّات لما یَبْغِینا و تصغر الیَدُ یُدَیَّةً؛ و أَما قوله أَنشده سیبویه لمضَرِّس بن رِبْعِی الأَسدی: فطِرْتُ بِمُنْصُلی فی یَعْمَلاتٍ، دَوامی الأَیْدِ یَخْبِطْنَ السَّرِیحا فإِنه احتاج إِلی حذف الیاء فحذفها و كأَنه توهّم التنكیر فی هذا فشبه لام المعرفة بالتنوین من حیث كانت هذه الأَشیاء من خواص الأَسماء، فحذفت الیاء لأَجل اللام كما تحذفها لأَجل التنوین؛ و مثله قول الآخر: لا صُلْحَ بَیْنی، فاعْلَمُوه، و لا بَیْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِی سَیْفِی، و ما كُنَّا بنَجْدٍ، و ما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قال الجوهری: و هذه لغة لبعض العرب یحذفون الیاء من الأَصل مع الأَلف و اللام فیقولون فی المُهْتَدِی المُهْتَدِ، كما یحذفونها مع الإِضافة فی مثل قول خفاف بن ندبة: كنَواحِ رِیشِ حَمامةٍ نَجْدِیَّةٍ، و مَسَحْتُ باللِّثَتَیْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ أَراد كنواحی، فحذف الیاء لَمَّا أَضاف كما كان یحذفها مع التنوین، و الذاهب منها الیاء لأَن تصغیرها یُدَیَّةٌ، بالتشدید، لاجتماع الیاءین؛ قال ابن بری: و أَنشد سیبویه بیت خفاف: و مَسَحْتِ، بكسر التاء، قال: و الصحیح أَن حذف الیاء فی البیت لضرورة الشعر لا غیر، قال: و كذلك ذكره سیبویه، قال ابن بری: و الدلیل علی أَنَّ لام یَدٍ یاء قولهم یَدَیْتُ إِلیه یَداً، فأَما یُدَیَّةٌ فلا حجة فیها لأَنها لو كانت فی الأَصل واواً لجاء تصغیرها یُدَیَّةً كما تقول فی غَرِیَّة غُرَیَّةً، و بعضهم یقول لذی الثُّدَیَّةِ ذو الیُدَیَّةِ، و هو المقتول بنَهْرَوانَ. و ذو الیَدَیْن: رجل من الصحابة یقال سمی بذلك لأَنه كان یَعمل بیدیه جمیعاً، و هو الذی‌قال للنبی، صلی الله علیه و سلم، أَ قَصُرَتِ الصلاةُ أَم نَسِیتَ؟ و رجل مَیْدِیٌّ أَی مقطوع الید من أَصلها. و الیُداء: وجع الید. الیزیدی: یَدِیَ فلان من یَدِه أَی ذَهَبَتْ یدُه و یَبِسَتْ. یقال: ما له یَدِیَ من یَده، و هو دعاء علیه، كما یقال تَرِبَتْ یَداه؛ قال ابن بری: و منه قول الكمیت: فأَیٌّ ما یَكُنْ یَكُ، وَ هْوَ مِنَّا بأَیْدٍ ما وبَطْنَ و لا یَدِینا «1» وبَطْنَ: ضَعُفْنَ و یَدِینَ: شَلِلْنَ. ابن سیدة: یَدَیْتُه ضربت یدَه فهو مَیْدِیٌّ. و یُدِیَ: شَكا
(1). قوله [فأی] الذی فی الأساس: فأیاً، بالنصب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 421
یَدَه، علی ما یَطَّرِد فی هذا النحو. الجوهریّ: یَدَیْتُ الرجل أَصَبْتُ یَده فهو مَیْدِیٌّ، فإِن أَردت أَنك اتخذت عنده یَداً قلت أَیْدَیْت عنده یداً، فأَنا مُودٍ، و هو مُودًی إِلیه، و یَدَیْتُ لغة؛ قال بعض بنی أَسد: یَدَیْتُ علی ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ، بأَسْفَلِ ذِی الجِذاةِ، یَدَ الكَریمِ قال شمر: یَدَیْتُ اتخذت عنده یَداً؛ و أَنشد لابن أَحمر: یَدٌ ما قد یَدَیْتُ علی سُكَینٍ و عَبْدِ اللهِ، إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ قال: یَدَیْت اتخذت عنده یَداً. و تقول إِذا وقَع الظَّبْیُ فی الحِبالةِ: أَ مَیْدِیٌّ أَم مَرْجُولٌ أَی أَ وَقَعَتْ یدهُ فی الحِبالةِ أَم رِجْلُه؟ ابن سیدة: و أَما ما‌روی من أَنَّ الصدقة تقع فی یَد الله‌فتَأویله أَنه یَتَقبَّلُ الصَّدَقة و یُضاعِفُ علیها أَی یزید: و قالوا: قَطَعَ اللهُ أَدَیْه، یریدون یَدَیه، أَبدلوا الهمزة من الیاء، قال: و لا نعلمها أُبدلت منها علی هذه الصورة إِلا فی هذه الكلمة، و قد یجوز أَن یكون ذلك لغة لقلة إِبدال مثل هذا. و حكی ابن جنی عن أَبی علیّ: قَطَعَ الله أَدَه، یریدُون یَدَه، قال: و لیس بشی‌ء. قال ابن سیدة: و الیَدا لغة فی الیَدِ، جاء متمماً علی فَعَلٍ؛ عن أَبی زید؛ و أَنشد: یا رُبَّ سارٍ سارَ ما تَوَسَّدا إِلَّا ذِراعَ العَنْسِ، أَو كفَّ الیَدا و قال آخر: قد أَقْسَمُوا لا یَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً حتی تَمُدَّ إِلیهمُ كَفَّ الیَدا قال ابن بری: و یروی لا یمنحونك بَیْعةً، قال: و وجه ذلك أَنه ردّ لام الكلمة إِلیها لضرورة الشعر كما ردّ الآخر لام دم إِلیه عند الضرورة، و ذلك فی قوله: فإِذا هِی بِعِظامٍ و دَمَا و امرأَةٌ یَدِیَّةٌ أَی صَناعٌ، و ما أَیْدَی فلانةَ، و رجل یَدِیٌّ. و یَدُ القَوْسِ: أَعلاها علی التشبیه كما سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلًا، و قیل: یَدُها أَعْلاها و أَسْفَلُها، و قیل: یَدُها ما عَلا عن كَبِدِها، و قال أَبو حنیفة: یَدُ القَوْسِ السِّیةُ الیُمْنی؛ یرویه عن أَبی زیاد الكلابی. و یَدُ السیفِ: مَقْبِضُه علی التمثیل: و یَدُ الرَّحَی: العُود الذی یَقْبِض علیه الطَّاحِنُ. و الیَدُ: النِّعْمةُ و الإِحْسانُ تَصْطَنِعُه و المِنَّةُ و الصَّنِیعَةُ، و إِنما سمیت یداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء و الإِعْطاءُ إِنالةٌ بالید، و الجمع أَیدٍ، و أَیادٍ جمع الجمع، كما تقدم فی العُضْوِ، و یُدِیٌّ و یَدِیٌّ فی النعمة خاصّة؛ قال الأَعشی: فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلَّا بصالِحٍ، فإِنَّ له عندی یُدِیّاً و أَنْعُما و یروی: … یَدِیّاً …، و هی روایة أَبی عبید فهو علی هذه الروایة اسم للجمع، و یروی: … إِلا بنِعْمةٍ. و قال الجوهری فی قوله … یَدِیّاً و أَنْعُما: إِنما فتح الیاء كراهة لتوالی الكسرات، قال: و لك أَن تضمها، و تجمع أَیضاً علی أَیْدٍ؛ قال بشر بن أَبی خازم: تَكُنْ لك فی قَوْمِی یَدٌ یَشْكُرونها، و أَیْدِی النَّدَی فی الصالحین قُرُوضُ قال ابن بری فی قوله: فلَنْ أَذْكُرَ النعمان إِلا بصالح البیت لضَمْرةَ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلی؛ و بعده: تَرَكْتَ بَنی ماء السماء و فِعْلَهُم، و أَشْبَهْتَ تَیْساً بالحِجازِ مُزَنَّما
لسان العرب، ج‌15، ص: 422
قال ابن بری: و یَدِیٌّ جمع یَدٍ، و هو فَعِیلٌ مثل كلْب و كَلِیب و عَبْد و عَبید، قال: و لو كان یَدِیٌّ فی قول الشاعر یَدِیّاً فُعُولًا فی الأَصل لجاز فیه الضم و الكسر، قال: و ذلك غیر مسموع فیه. و یَدَیْتُ إِلیه یَداً و أَیْدَیْتُها: صَنَعْتها. و أَیْدَیْتُ عنده یداً فی الإِحسان أَی أَنْعَمْت علیه. و یقال: إِنَّ فلاناً لذو مال یَیْدِی به و یَبُوع به أَی یَبْسُط یَدَه و باعه. و یادَیْتُ فلاناً: جازَیْتُه یداً بید، و أَعطیته مُیاداةً أَی من یدِی إِلی یده. الأَصمعی: أَعطیته مالًا عن ظهر ید، یعنی تفضلًا لیس من بیع و لا قَرْض و لا مُكافأَة. اللیث: الیَدُ النِّعْمةُ السابغةُ. و یَدُ الفأْسِ و نحوِها: مَقْبِضُها. و یَدُ القَوْسِ: سِیَتُها. و یدُ الدَّهْر: مَدُّ زمانه. و یدُ الرِّیحِ: سُلْطانُها؛ قال لبید: نِطافٌ أَمرُها بِیَدِ الشَّمال لَمَّا مَلَكَتِ الریحُ تصریف السَّحاب جُعل لها سُلطان علیه. و یقال: هذه الصنعة فی یَدِ فلان أَی فی مِلْكِه، و لا یقال فی یَدَیْ فلان. الجوهری: هذا الشی‌ء فی یَدِی أَی فی مِلْكی. و یَدُ الطائر: جَناحُه. و خَلَعَ یدَه عن الطاعة: مثل نزَعَ یدَه، و أَنشد: و لا نازِعٌ مِن كلِّ ما رابَنی یَدا قال سیبویه: و قالوا بایَعْتُه یَداً بیَدٍ، و هی من الأَسماء الموضوعة مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قلت نَقْداً، و لا ینفرد لأَنك إِنما ترید أَخذَ منی و أَعْطانی بالتعجیل، قال: و لا یجوز الرفع لأَنك لا تخبر أَنك بایَعْتَه و یدُك فی یَدِه. و الیَدُ: القُوَّةُ. و أَیَّدَه الله أَی قَوَّاه. و ما لی بفلان یَدانِ أَی طاقةٌ. و فی التنزیل العزیز: وَ السَّمٰاءَ بَنَیْنٰاهٰا بِأَیْدٍ؛ قال ابن بری: و منه قول كعب بن سعد الغَنَویِّ: فاعمِدْ لِما یَعْلُو، فما لكَ بالذی لا تستَطِیعُ من الأُمورِ یَدانِ و فی التنزیل العزیز: مِمّٰا عَمِلَتْ أَیْدِینٰا، و فیه: فَبِمٰا كَسَبَتْ أَیْدِیكُمْ. و‌قول سیدنا رسول الله، صلی الله علیه و سلم: المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم و یَسْعَی بذِمَّتهم أَدْناهم و هم یَدٌ علی مَن سِواهم‌أَی كَلِمَتُهم واحدة، فبعضُهم یُقوِّی بَعْضاً، و الجمع أَیْدٍ، قال أَبو عبید: معنی قوله یَدٌ علی مَن سواهم أَی هم مجتمعون علی أَعدائِهم و أَمرُهم واحد، لا یَسَعُهم التَّخاذُل بل یُعاوِنُ بعضُهم بعضاً، و كَلِمَتُهم و نُصْرَتُهم واحدةٌ علی جمیع المِلَلِ و الأَدْیانِ المُحاربةِ لهم، یتَعاوَنون علی جمیعهم و لا یَخْذُل بعضُهم بعضاً، كأَنه جعل أَیْدِیَهم یَداً واحدةً و فِعْلَهم فِعْلًا واحداً. و‌فی الحدیث: علیكم بالجماعةِ فإِنَّ یدَ اللهِ علی الفُسْطاطِ؛ الفُسْطاطُ: المِصْرُ الجامِعُ، و یَدُ اللهِ كنایة عن الحِفظ و الدِّفاع عن أَهل المصر، كأَنهم خُصُّوا بواقِیةِ اللهِ تعالی و حُسْنِ دِفاعِه؛ و منه‌الحدیث الآخر: یَدُ اللهِ علی الجَماعةِ‌أَی أَنَّ الجماعة المُتَّفِقةَ من أَهل الإِسلام فی كَنَفِ اللهِ، و وِقایَتُه فَوْقَهم، و هم بَعِید من الأَذَی و الخوْف فأَقِیموا بین ظَهْرانَیهِمْ. و قوله‌فی الحدیث: الیَدُ العُلْیا خَیْرٌ من الیَدِ السُّفْلی؛ العُلْیا المُعْطِیةُ، و قیل: المُتَعَفِّفَةُ، و السُّفْلی السائلةُ، و قیل: المانِعةُ. و‌قوله، صلی الله علیه و سلم، لنسائه: أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بی أَطْوَلُكُنَّ یَداً؛ كَنَی بطُولِ الید عن العَطاء و الصَّدَقةِ. یقال: فلان طَوِیلُ الیَدِ و طویلُ الباعِ إِذا كان سَمْحاً جَواداً. و كانت زینب تُحِبُّ الصَّدقة و هی ماتت قَبْلَهنَّ. و‌حدیث قَبِیصةَ: ما رأَیتُ أَعْطَی للجَزِیل عن ظَهْرِ یَدٍ من طَلْحَة‌أَی عن
لسان العرب، ج‌15، ص: 423
إِنْعامٍ ابتداء من غیرِ مكافأَةٍ. و فی التنزیل العزیز: أُولِی الْأَیْدِی وَ الْأَبْصٰارِ؛ قیل: معناه أُولی القُوَّة و العقول. و العرب تقول: ما لی به یَدٌ أَی ما لی به قُوَّة، و ما لی به یَدانِ، و ما لهم بذلك أَیْدٍ أَی قُوَّةٌ، و لهم أَیْدٍ و أَبْصار و هم أُولُو الأَیْدی و الأَبْصار. و الیَدُ: الغِنَی و القُدْرةُ، تقول: لی علیه یَدٌ أَی قُدْرة. ابن الأَعرابی: الیَدُ النِّعْمةُ، و الیَدُ القُوَّةُ، و الیَدُ القُدْرة، و الیَدُ المِلْكُ، و الیَدُ السُلْطانُ، و الیَدُ الطاعةُ، و الیَدُ الجَماعةُ، و الیَدُ الأَكْلُ؛ یقال: ضَعْ یدَكَ أَی كُلْ، و الیَدُ النَّدَمُ، و منه یقال: سُقِط فی یده إِذا نَدِمَ، و أُسْقِطَ أَی نَدِمَ. و فی التنزیل العزیز: وَ لَمّٰا سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ؛ أَی نَدِمُوا، و الیَدُ الغِیاثُ، و الیَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ، و الیَدُ الاسْتِسلامُ، و الیدُ الكَفالةُ فی الرَّهْن؛ و یقال للمعاتِب: هذه یدی لكَ. و من أَمثالهم: لِیَدٍ ما أَخَذتْ؛ المعنی من أَخذ شیئاً فهو له. و قولهم: یدی لكَ رَهْنٌ بكذا أَی ضَمِنْتُ ذلك و كَفَلْتُ به. و قال ابن شمیل: له علیَّ یَدٌ، و لا یقولون له عندی یدٌ؛ و أَنشد: له علیَّ أَیادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها، و إِنما الكُفْرُ أَنْ لا تُشْكَرَ النِّعَمُ قال ابن بزرج: العرب تشدد القوافی و إِن كانت من غیر المضاعف ما كان من الیاء و غیره؛ و أَنشد: فجازُوهمْ بما فَعَلُوا إِلَیْكُمْ، مُجازاةَ القُرُومِ یَداً بیَدِّ تَعالَوْا یا حَنِیفَ بَنی لُجَیْمٍ، إِلَی مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَ حَدِّی و قال ابن هانئ: من أَمثالهم: أَطاعَ یَداً بالقَوْدِ فهو ذَلُولُ إِذا انْقادَ و استسلمَ. و‌فی الحدیث: أَنه، صلی الله علیه و سلم، قال فی مناجاته ربه و هذه یدی لك‌أَی اسْتَسْلَمْتُ إِلیك و انْقَدْت لك، كما یقال فی خلافِه: نزَعَ یدَه من الطاعة؛ و منه‌حدیث عثمان، رضی الله تعالی عنه: هذه یَدی لعَمَّار‌أَی أَنا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقادٌ فلیَحْتَكِمْ علیَّ بما شاء. و‌فی حدیث علی، رضی الله عنه: مرَّ قومٌ من الشُّراة بقوم من أَصحابه و هم یَدْعُون علیهم فقالوا بِكُم الیَدانِ‌أَی حاقَ بكم ما تَدْعُون به و تَبْسطُون أَیْدِیَكم. تقول العرب: كانت به الیَدانِ أَی فَعَلَ اللهُ به ما یقولُه لی، و كذلك قولهم: رَمانی من طُولِ الطَّوِیِّ و أَحاقَ اللهُ به مَكْرَه و رجَع علیه رَمْیُه، و‌فی حدیثه الآخر: لما بلغه موت الأَشتر قال للیَدَیْنِ و للفَمِ؛ هذه كلمة تقال للرجل إِذا دُعِیَ علیه بالسُّوء، معناه كَبَّه الله لوجهه أَی خَرَّ إِلی الأَرض علی یدَیه و فِیهِ؛ و قول ذی الرمة: أَلا طَرَقَتْ مَیٌّ هَیُوماً بذِكْرِها، و أَیْدِی الثُّرَیّا جُنَّحٌ فی المَغارِب استعارةٌ و اتساع، و ذلك أَنَّ الیَدَ إِذا مالَتْ نحو الشی‌ء و دَنَتْ إِلیه دَلَّتْ علی قُرْبها منه و دُنوِّها نحوَه، و إِنما أَراد قرب الثریا من المَغْربِ لأُفُولها فجعل لها أَیْدِیاً جُنَّحاً نحوها؛ قال لبید: حتی إِذا أَلْقَتْ یَداً فی كافِرٍ، و أَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها یعنی بدأَت الشمس فی المَغِیب، فجعل للشمس یَداً إِلی المَغِیب لما أَراد أَن یَصِفَها بالغُروب؛ و أَصل هذه الاستعارة لثعلبة بن صُعَیْر المازنی فی قوله: فتَذَكَّرا ثَقَلًا رَثِیداً بَعْدَ ما أَلْقَتْ ذُكاءُ یَمِینها فی كافِرِ
لسان العرب، ج‌15، ص: 424
و كذلك أَراد لبید أَن یُصرِّح بذكر الیمین فلم یمكنه. و قوله تعالی: وَ قٰالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهٰذَا الْقُرْآنِ وَ لٰا بِالَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ؛ قال الزجاج: أَراد بالذی بین یدیه الكُتُبَ المُتَقَدِّمة، یعنون لا نُؤمن بما أَتی به محمد، صلی الله علیه و سلم، و لا بما أَتَی به غیرُه من الأَنبیاء، علیهم الصلاة و السلام. و قوله تعالی: إِنْ هُوَ إِلّٰا نَذِیرٌ لَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذٰابٍ شَدِیدٍ؛ قال الزجاج: یُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَیْتُم لَقِیتُم عذاباً شدیداً. و فی التنزیل العزیز: فَرَدُّوا أَیْدِیَهُمْ فِی أَفْوٰاهِهِمْ: قال أَبو عبیدة: تركوا ما أُمِرُوا به و لم یُسْلِمُوا؛ و‌قال الفراء: كانوا یُكَذِّبونهم و یردّون القول بأَیدیهم إِلی أَفْواهِ الرسل، و هذا یروی عن مجاهد، و‌روی عن ابن مسعود أَنه قال فی قوله عز و جل: فَرَدُّوا أَیْدِیَهُمْ فِی أَفْوٰاهِهِمْ؛ عَضُّوا علی أَطْرافِ أَصابعهم؛ قال أَبو منصور: و هذا من أَحسن ما قیل فیه، أَراد أَنهم عَضُّوا أَیْدِیَهم حَنَقاً و غَیْظاً؛ و هذا كما قال الشاعر: یَرُدُّونَ فی فِیهِ عَشْرَ الحَسُود یعنی أَنهم یَغِیظُون الحَسُودَ حتی یَعَضَّ علی أَصابِعه؛ و نحو ذلك قال الهذلی: قَدَ افْنَی أَنامِلَه أَزْمُه، فأَمْسَی یَعَضُّ عَلیَّ الوَظِیفا یقول: أَكل أَصابِعَه حتی أَفْناها بالعَضِّ فصارَ یَعَضُّ وَظِیفَ الذراع. قال أَبو منصور: و اعتبار هذا بقوله عز و جل: وَ إِذٰا خَلَوْا عَضُّوا عَلَیْكُمُ الْأَنٰامِلَ مِنَ الْغَیْظِ. و‌قوله فی حدیث یأْجُوجَ و مأْجُوجَ: قد أَخْرَجْتُ عِباداً لِی لا یَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ‌أَی لا قُدْرَةَ و لا طاقَة. یقال: ما لی بهذا الأَمر یَدٌ و لا یَدانِ لأَن المُباشَرةَ و الدِّفاعَ إِنما یكونان بالیَدِ، فكأَنَّ یَدَیْهِ مَعْدُومَتانِ لعجزه عن دَفْعِه. ابن سیدة: و قولهم لا یَدَیْنِ لك بها، معناه لا قُوّة لك بها، لم یحكه سیبویه إِلا مُثنی؛ و معنی التثنیة هنا الجمع و التكثیر كقول الفرزدق: فكُلُّ رَفِیقَی كُلّ رَحْلٍ قال: و لا یجوز أَن تكون الجارحة هنا لأَن الباء لا تتعلق إِلا بفعل أَو مصدر. و یقال: الیَدُ لفلان علی فلان أَی الأَمْرُ النافِذُ و القَهْرُ و الغَلَبةُ، كما تقول: الرِّیحُ لفلان. و قوله عز و جل: حَتّٰی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ؛ قیل: معناه عن ذُلٍّ و عن اعْتِرافٍ للمسلمین بأَن أَیْدِیَهم فوق أَیْدِیهم، و قیل: عَنْ یَدٍ أَی عن إِنْعام علیهم بذلك لأَنَّ قَبول الجِزْیة و تَرْكَ أَنْفُسهم علیهم نِعمةٌ علیهم و یَدٌ من المعروف جَزِیلة، و قیل: عَنْ یَدٍ أَی عن قَهْرٍ و ذُلٍّ و اسْتِسْلام، كما تقول: الیَدُ فی هذا لفلان أَی الأَمرُ النافِذُ لفُلان. و روی عن عثمان البزی عَنْ یَدٍ قال: نَقْداً عن ظهر ید لیس بنسِیئة. و قال أَبو عبیدة: كلُّ مَن أَطاعَ لمن قهره فأَعطاها عن غیر طیبةِ نَفْسٍ فقد أَعطاها عن یَدٍ، و قال الكلبی عَنْ یَدٍ قال: یمشون بها، و قال أَبو عبید: لا یَجِیئون بها رُكباناً و لا یُرْسِلُون بها. و‌فی حدیث سَلْمانَ: و أَعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ، إِنْ أُرِید بالیدِ یَدُ المُعْطِی فالمعنی عن یَدٍ مُواتِیةٍ مُطِیعة غیر مُمْتَنِعة، لأَن من أَبی و امتنع لم یُعطِ یَدَه، و إِن أُرید بها یَدُ الآخذ فالمعنی عن یَد قاهرة مستولیة أَو عن إِنعام علیهم، لأَنَّ قبول الجِزْیةِ منهم و ترك أَرْواحِهم لهم نِعْمةٌ علیهم. و قوله تعالی: فَجَعَلْنٰاهٰا نَكٰالًا لِمٰا بَیْنَ یَدَیْهٰا وَ مٰا خَلْفَهٰا؛ها هذه تَعُود علی هذه الأُمَّة التی مُسِخَت، و یجوز أَن تكون الفَعْلة، و معنی لِمٰا بَیْنَ یَدَیْهٰا یحتمل شیئین: یحتمل أَن یكون لِمٰا بَیْنَ یَدَیْهٰا للأُمم التی بَرَأَها وَ مٰا خَلْفَهٰا
لسان العرب، ج‌15، ص: 425
للأُمم التی تكون بعدها، و یحتمل أَن یكون لِمٰا بَیْنَ یَدَیْهٰا لما سَلَفَ من ذنوبها، و هذا قول الزجاج. و قول الشیطان: ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ؛ أَی لأُغُوِیَنَّهم حتی یُكَذِّبوا بما تَقَدَّمَ و یكذِّبوا بأَمر البعث، و قیل: معنی الآیة لآتِیَنَّهم من جمیع الجِهات فی الضَّلال، و قیل: مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ أَی لأُضِلَّنَّهم فی جمیع ما تقدَّم وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ فی جمیع ما یُتَوقَّع؛ و قال الفراء: فَجَعَلْنٰاهٰا یعنی المسخة جُعِلت نَكالًا لِما مَضَی من الذُّنوب و لما تَعْمَل بَعْدَها. و یقال: بین یدیك كذا لكل شی‌ء أَمامَك؛ قال الله عز و جل: مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ*. و‌یقال: إِنَّ بین یَدَیِ الساعة أَهْوالًا‌أَی قُدَّامَها. و هذا ما قَدَّمَتْ یَداكَ و هو تأْكید، كما یقال هذا ما جَنَتْ یَداك أَی جَنَیْته أَنت إلا أَنك تُؤَكِّد بها. و یقال: یَثُور الرَّهَجُ بین یَدی المطر، و یَهِیجُ السِّباب بین یدی القِتال. و یقال: یَدِیَ فلان مِن یَدِه إِذا شَلَّتْ. و قوله عز و جل: یَدُ اللّٰهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ؛ قال الزجاج: یحتمل ثلاثة أَوجه: جاء الوجهان فی التفسیر فأَحدهما یَدُ اللّٰهِ فی الوَفاء فَوْقَ أَیْدِیهِمْ، و الآخر یَدُ اللّٰهِ فی الثواب فَوْقَ أَیْدِیهِمْ، و الثالث، و الله أَعلم، یَدُ اللّٰهِ فی المِنّةِ علیهم فی الهِدایةِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ فی الطاعة. و قال ابن عرفة فی قوله عز و جل: وَ لٰا یَأْتِینَ بِبُهْتٰانٍ یَفْتَرِینَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ؛ أَی من جمیع الجهات. قال: و الأَفعال تُنْسَب إِلی الجَوارِح، قال: و سمیت جَوارح لأَنها تَكْتسب. و العرب تقول لمن عمل شیئاً یُوبَّخ به: یَداك أَوْكَتا و فُوكَ نَفَخَ؛ قال الزجاج: یقال للرجل إِذا وُبِّخَ ذلك بما كَسَبَتْ یَداكَ، و إِن كانت الیَدان لم تَجْنِیا شیئاً لأَنه یقال لكل من عَمِلَ عملًا كسَبَتْ یَداه لأَن الیَدَیْنِ الأَصل فی التصرف؛ قال الله تعالی: ذٰلِكَ بِمٰا قَدَّمَتْ أَیْدِیكُمْ*؛ و كذلك قال الله تعالی: تَبَّتْ یَدٰا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَّ. قال أَبو منصور: قوله وَ لٰا یَأْتِینَ بِبُهْتٰانٍ یَفْتَرِینَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ، أَراد بالبُهْتان ولداً تحمله من غیر زوجها فتقول هو من زوجها، و كنی بما بین یدیها و رجلیها عن الولد لأَن فرجها بین الرجلین و بطنها الذی تحمل فیه بین الیدین. الأَصمعی: یَدُ الثوب ما فَضَل منه إِذا تَعَطَّفْت و الْتَحَفْتَ. یقال: ثوب قَصیرُ الیَدِ یَقْصُر عن أَن یُلْتَحَفَ به. و ثوبٌ یَدِیٌّ و أَدِیٌّ: واسع؛ و أَنشد العجاج: بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا یَدِیُّ، و إِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِیُّ و قَمِیصٌ قصیر الیدین أَی قصیر الكمین. و تقول: لا أَفعله یَدَ الدَّهْر أَی أَبداً. قال ابن بری: قال التَّوَّزِیُّ ثوب یَدِیٌّ واسع الكُمّ و ضَیِّقُه، من الأَضداد؛ و أَنشد: عَیْشٌ یَدِیٌّ ضَیِّقٌ و دَغْفَلِی و یقال: لا آتِیه یَدَ الدَّهْر أَی الدَّهْرَ؛ هذا قول أَبی عبید؛ و قال ابن الأَعرابی: معناه لا آتیه الدهْرَ كله؛ قال الأَعشی: رَواحُ العَشِیِّ وَ سَیْرُ الغُدُوّ، یَدا الدَّهْرِ، حتی تُلاقی الخِیارا «2» الخِیار: المختارُ، یقع للواحد و الجمع. یقال: رجل خِیارٌ و قومٌ خِیارٌ، و كذلك: لا آتیهِ یَدَ المُسْنَدِ أَی الدهرَ كله، و قد تقدَّم أَن المُسْنَدَ الدَّهْرُ. و یدُ الرجل: جماعةُ قومه و أَنصارُه؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: أَعْطی فأَعْطانی یَداً و دارا، و باحَةً خَوَّلَها عَقارا
(2). قوله [رواح العشی إلخ] ضبطت الحاء من رواح فی الأَصل بما تری.
لسان العرب، ج‌15، ص: 426
الباحةُ هما: النخل الكثیر. و أَعطَیْتُه مالًا عن ظهر یَدٍ: یعنی تفضُّلًا لیس من بیع و لا قَرْضٍ و لا مُكافأَةٍ. و رجل یَدِیٌّ و أَدِیٌّ: رفیقٌ. و یَدِیَ الرجُلُ، فهو یَدٍ: ضعُفَ؛ قال الكمیت: بأَیْدٍ ما و بَطْنَ و ما یَدِینا ابن السكیت: ابتعت الغنم الیْدَیْنِ، و فی الصحاح: بالیَدَیْنِ أَی بثمنین مُخْتَلِفَیْنِ بعضُها بثمن و بعضُها بثمن آخر. و قال الفراء: باعَ فلان غنَمه الیدانِ «1»، و هو أَن یُسلِمها بید و یأْخُذَ ثمنها بید. و لَقِیتُه أَوَّلَ ذات یَدَیْنِ أَی أَوَّلَ شی‌ء. و حكی اللحیانی: أَمّا أَوَّلَ ذات یَدَیْنِ فإِنی أَحمدُ اللهَ. و ذهب القومُ أَیدی سَبا أَی متفرّقین فی كل وجه، و ذهبوا أَیادِیَ سَبا، و هما اسمان جُعلا واحداً، و قیل: الیَدُ الطَّریقُ هاهنا. یقال: أَخذ فلان یَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طریق البحر. و‌فی حدیث الهجرة: فأَخَذَ بهم یَدَ البحر‌أَی طریق الساحل، و أَهلُ سبا لما مُزِّقوا فی الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّی، فصاروا أَمثالًا لمن یتفرقون آخذین طُرُقاً مختلفة. رأَیت حاشیة بخط الشیخ رضیّ الدین الشاطبی، رحمه الله، قال: قال أَبو العلاء المَعری قالت العرب افْتَرَقوا أَیادِیَ سبا فلم یهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشی‌ء الواحد، و أَكثرهم لا ینوّن سبا فی هذا الموضع و بعضهم ینوِّن؛ قال ذو الرمة: فَیَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها أَیادِی سَباً عنها، و طالَ انْتِقالُها و المعنی أَن نِعَمَ سبا افترقت فی كل أَوْبٍ، فقیل: تفرَّقوا أَیادِیَ سبا أی فی كل وجه. قال ابن بری: قولهم أَیادِی سبا یُراد به نِعَمُهم. و الیَدُ: النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم و أَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم، و قیل: الیَدُ هنا كنایة عن الفِرْقة. یقال: أَتانی یَدٌ من الناس و عینٌ من الناس، فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا، و قیل: إِن أَهل سبا كانت یدُهم واحدة، فلما فَرَّقهم الله صارت یدُهم أَیادیَ، قال: و قیل الیدُ هنا الطریق؛ یقال: أَخذ فلان یدَ بحر أَی طریق بَحرٍ، لأَن أَهل سبا لمَّا مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّی. و‌فی الحدیث: اجْعَلِ الفُسَّاقَ یَداً یَداً و رِجْلًا رجْلًا فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشیطانُ بینهم فی الشر؛ قال ابن الأَثیر: أَی فَرِّقْ بینهم، و منه قولهم: تَفَرَّقوا أَیْدِی سَبا أَی تفرَّقوا فی البلاد. و یقال: جاءَ فلان بما أَدت یَدٌ إِلی یَدٍ، عند تأْكید الإِخْفاق، و هو الخَیْبةُ. و یقال للرجل یُدْعی علیه بالسوء: للیَدَیْنِ و للفَمِ أَی یَسْقُط علی یَدَیْهِ و فَمِه.

یهیا؛ ج15، ص: 426

: یَهْیا: من كلام الرِّعاءِ؛ قال ابن بری: یَهْیا حكایةُ التَّثاؤب؛ قال الشاعر: تَعادَوْا بِیَهْیا مِنْ مُواصَلة الكری علی غائراتِ الطَّرْفِ هُدْلِ المَشافِر

یوا؛ ج15، ص: 426

: الیاء: حرف هجاء، و سنذكره فی ترجمة یا من الأَلف اللینة آخر الكتاب، إِن شاء الله تعالی.
(1). قوله [باع فلان غنمه الیدان] رسم فی الأصل الیدان بالأَلف تبعاً للتهذیب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 427‌

أ؛ ج15، ص: 427

حرف الألف اللینة؛ ج15، ص: 427

: من شرطنا فی هذا الكتاب أَن نرتبه كما رتب الجوهری صحاحه، و هكذا وضع الجوهری هنا هذا الباب فقال باب الأَلف اللینة، لأَن الأَلف علی ضربین لینة و متحركة، فاللینة تسمی أَلفاً و المتحركة تسمی همزة، قال: و قد ذكرنا الهمزة و ذكرنا أَیضاً ما كانت الأَلف فیه منقلبة من الواو أو الیاء، قال: و هذا باب مبنی علی أَلفات غیر منقلبات من شی‌ء فلهذا أَفردناه. قال ابن بری: الأَلف التی هی أَحد حروف المدّ و اللین لا سبیل إلی تحریكها، علی ذلك إجماع النحویین، فإذا أَرادوا تحریكها ردّوها إلی أَصلها فی مثل رَحَیانِ و عَصَوانِ، و إن لم تكن منقلبة عن واو و لا یاء و أَرادوا تحریكها أَبدلوا منها همزة فی مثل رِسالة و رَسائلَ، فالهمزة بدل من الأَلف، و لیست هی الأَلف لأَن الأَلف لا سبیل إلی تحریكها، و الله أَعلم.

آ؛ ج15، ص: 427

: الأَلف: تأْلیفها من همزة و لام و فاء، و سمیت أَلفاً لأَنها تأْلف الحروف كلها، و هی أَكثر الحروف دخولًا فی المنطق، و یقولون: هذه أَلِفٌ مُؤلَّفةٌ. و قد جاء عن بعضهم فی قوله تعالی: الم*، أن الأَلف اسم من أَسماء الله تعالی و تقدس، و الله أَعلم بما أَراد، و الأَلف اللینة لا صَرْفَ لها إنما هی جَرْسُ مدّة بعد فتحة، و روی الأَزهری عن أَبی العباس أَحمد بن یحیی و محمد بن یزید أَنهما قالا: أُصول الأَلفات ثلاثة و یتبعها الباقیات: أَلف أَصلیة و هی فی الثلاثی من الأَسماء، و أَلف قطعیة و هی فی الرباعی، و أَلِفٌ وصلیة و هی فیما جاوز الرباعی، قالا: فالأَصلیة مثل أَلِفِ أَلِفٍ و إلْفٍ و أَلْفٍ و ما أَشبهه، و القطعیة مثل أَلف أَحمد و أَحمر و ما أَشبهه، و الوصلیة مثل أَلف استنباط و استخراج، و هی فی الأَفعال إذا كانت أَصلیة مثل أَلف أَكَل، و فی الرباعی إذا كانت قطعیة مثل أَلف أَحْسَن، و فیما زاد علیه مثل أَلف استكبر و استدرج إذا كانت وصلیة، قالا: و معنی أَلف الاستفهام ثلاثة: تكون بین الآدمیین یقولها بعضهم لبعض استفهاماً، و تكون من الجَبّار لولیه تقریراً و لعدوّه توبیخاً، فالتقریر كقوله عز و جل للمسیح: أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ؛ قال أَحمد بن یحیی: و إنما وقع التقریر لعیسی، علیه السلام، لأَن خُصُومه كانوا
لسان العرب، ج‌15، ص: 428
حُضوراً فأَراد الله عز و جل من عیسی أن یُكَذِّبهم بما ادّعوا علیه، و أَما التَّوْبِیخُ لعدوّه فكقوله عز و جل: أَصْطَفَی الْبَنٰاتِ عَلَی الْبَنِینَ، و قوله: أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّٰهُ، أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهٰا؛ و قال أَبو منصور: فهذه أُصول الأَلفات. و للنحویین أَلقابٌ لأَلفات غیرها تعرف بها، فمنها الأَلف الفاصلة و هی فی موضعین: أَحدهما الأَلف التی تثبتها الكتبة بعد واو الجمع لیفصل بها بین واو الجمع و بین ما بعدها مثل كَفَرُوا و شَكَرُوا، و كذلك الأَلفُ التی فی مثل یغزوا و یدعوا، و إذا استغنی عنها لاتصال المكنی بالفعل لم تثبت هذه الأَلف الفاصلة، و الأُخری الأَلف التی فصلت بین النون التی هی علامة الإِناث و بین النون الثقیلة كراهة اجتماع ثلاث نونات فی مثل قولك للنساء فی الأَمر افْعَلْنانِّ، بكسر النون و زیادة الأَلف بین النونین؛ و منها أَلف العِبارة لأَنها تُعبر عن المتكلم مثل قولك أَنا أَفْعَلُ كذا و أَنا أَستغفر الله و تسمی العاملة؛ و منها الأَلف المجهولة مثل أَلف فاعل و فاعول و ما أَشبهها، و هی أَلف تدخل فی الأَفعال و الأَسماء مما لا أَصل لها، إنما تأْتی لإِشباع الفتحة فی الفعل و الاسم، و هی إذا لَزِمَتْها الحركةُ كقولك خاتِم و خواتِم صارت واواً لَمَّا لزمتها الحركة بسكون الأَلف بعدها، و الأَلف التی بعدها هی أَلف الجمع، و هی مجهولة أَیضاً؛ و منها أَلف العوض و هی المبدلة من التنوین المنصوب إذا وقفت علیها كقولك رأَیت زیداً و فعلت خیراً و ما أَشبهها؛ و منها أَلف الصِّلة و هی أَلفٌ تُوصَلُ بها فَتحةُ القافیة، فمثله قوله: بانَتْ سُعادُ و أَمْسَی حَبْلُها انْقَطَعا و تسمی أَلف الفاصلة، فوصل أَلف العین بألف بعدها؛ و منه قوله عز و جل: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ الظُّنُونَا؛ الأَلف التی بعد النون الأَخیرة هی صلة لفتحة النون، و لها أَخوات فی فواصل الآیات كَقوله عز و جل: قَوٰارِیرَا* و سَلْسَبِیلًا؛ و أَما فتحة‌ها المؤنث فقولك ضربتها و مررت بها، و الفرق بین ألف الوصل و أَلف الصلة أَن أَلف الوصل إنما اجتلبت فی أَوائل الأَسماء و الأَفعال، و ألف الصلة فی أَواخر الأَسماء كما تری؛ و منها أَلف النون الخفیفة كقوله عز و جل: لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ، و كقوله عز و جل: وَ لَیَكُوناً مِنَ الصّٰاغِرِینَ؛ الوقوف علی لَنَسْفَعاً و علی وَ لَیَكُوناً بالأَلف، و هذه الأَلف خَلَفٌ من النون، و النونُ الخفیفة أَصلها الثقیلة إلا أَنها خُفّفت؛ من ذلك قول الأَعشی: و لا تَحْمَدِ المُثْرِینَ و الله فَاحْمَدا أَراد فاحْمَدَنْ، بالنون الخفیفة، فوقف علی الأَلف؛ و قال آخر: و قُمَیْرٍ بدا ابْنَ خَمْسٍ و عِشْرِینَ، فقالت له الفَتاتانِ: قُوما أَراد: قُومَنْ فوقف بالأَلف؛ و مثله قوله: یَحْسَبهُ الجاهِلُ ما لم یَعْلَما شَیْخاً، علی كُرْسِیِّه، مُعَمَّمَا فنصب یَعْلم لأَنه أَراد ما لم یَعْلَمن بالنون الخفیفة فوقف بالأَلف؛ و قال أَبو عكرمة الضبی فی قول إمرئ القیس: قِفا نَبْكِ مِن ذِكْرَی حَبِیبٍ و مَنْزِلِ قال: أَراد قِفَنْ فأَبدل الأَلف من النون الخفیفة كقوله قُوما أَراد قُومَنْ. قال أَبو بكر: و كذلك قوله عز و جل: أَلْقِیٰا فِی جَهَنَّمَ؛ أَكثر الروایة أَن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده فبناه علی ما وصفناه، و قیل: هو خطاب لمالك و مَلَكٍ معه، و الله أَعلم؛ و منها ألف الجمع مثل مَساجد و جِبال و فُرْسان
لسان العرب، ج‌15، ص: 429
و فَواعِل، و منها التفضیل و التصغیر كقوله فلان أَكْرَمُ منكَ و أَلأَمُ مِنْكَ و فلان أَجْهَلُ الناسِ، و منها ألف النِّداء كقولك أَ زَیْدُ؛ ترید یا زَیْدُ، و منها أَلف النُّدبة كقولك وا زَیْداه أَعنی الأَلف التی بعد الدال، و یشاكلها أَلف الاستنكار إذا قال رجل جاء أَبو عمرو فیُجِیب المجیب أَبو عَمْراه، زیدت الهاء علی المدّة فی الاستنكار كما زیدت فی وا فُلاناهْ فی الندبة، و منها ألف التأْنیث نحو مدَّةٍ حَمْراء و بَیْضاء و نُفَساء، و منها أَلف سَكْرَی و حُبْلَی، و منها أَلف التَّعایِی و هو أَن یقول الرجل إن عُمر، ثم یُرْتَجُ علیه كلامُه فیقف علی عُمر و یقول إن عُمرا، فیمدها مستمداً لما یُفتح له من الكلام فیقول مُنْطَلِق، المعنی إنَّ عمر منطلق إذا لم یَتعایَ، و یفعلون ذلك فی الترخیم كما یقول یا عُما و هو یرید یا عُمر، فیمدّ فتحة المیم بالأَلف لیمتدّ الصوت؛ و منها ألفات المدَّات كقول العرب لِلْكَلْكَلِ الكَلْكال، و یقولون للخاتَم خاتام، و للدانَق داناق. قال أَبو بكر: العرب تصل الفتحة بالأَلف و الضمة بالواو و الكسرة بالیاء؛ فمِن وَصْلِهم الفتحة بالأَلف قولُ الراجز: قُلْتُ و قد خَرَّتْ علَی الكَلْكَالِ: یا ناقَتِی ما جُلْتِ عن مَجالِی أَراد: علی الكَلْكَلِ فَوَصَل فتحة الكاف بالأَلف، و قال آخر: لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كما أَرادَ: خَظَتا؛ و مِن وصلِهم الضمةَ بالواو ما أَنشده الفراء: لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَنْ یَرْقُودا، فانْهَضْ فَشُدَّ المِئزَرَ المَعْقُودا أراد: أن یَرْقُدَ، فوصل ضمة القاف بالواو؛ و أَنشدَ أَیضاً: اللهُ یَعْلَمُ أَنَّا فی تَلَفُّتِنا، یَومَ الفِراقِ، إلی إخْوانِنا صُورُ «2» و أَنَّنِی حَیْثُما یَثْنی الهَوَی بَصَرِی، مِنْ حَیْثُما سَلَكُوا، أَدْنو فأَنْظُورُ أَراد: فأَنْظُرُ؛ و أَنشد فی وَصْلِ الكسرة بالیاء: لا عَهْدَ لِی بِنِیضالِ، أَصْبحْتُ كالشَّنِّ البالِی أَراد: بِنِضال؛ و قال: علَی عَجَلٍ مِنِّی أُطَأْطِئُ شِیمالِی أَراد: شِمالِی، فوصل الكسرة بالیاء؛ و قال عنترة: یَنْباعُ مِنْ ذِفْرَی غَضُوبٍ جَسْرةٍ أراد: یَنْبَعُ؛ قال: و هذا قول أَكثر أهل اللغة، و قال بعضهم: یَنْباعُ یَنْفَعِل من باعَ یَبُوع، و الأَول یَفْعَلُ مِن نَبَعَ یَنْبَعُ؛ و منها الأَلف المُحوَّلة، و هی كل ألف أصلها الیاء و الواو المتحركتان كقولك قال و باعَ و قضی و غَزا و ما أشبهها؛ و منها ألف التثنیة كقولك یَجْلِسانِ و یَذْهَبانِ، و منها ألف التثنیة فی الأَسماء كقولك الزَّیْدان و العَمْران. و قال أَبو زید: سمعتهم یقولون أَیا أَیاه أَقبل، وزنه عَیا عَیاه. و قال أَبو بكر بن الأَنباری: أَلف القطع فی أَوائل الأَسماء علی وجهین: أَحدهما أَن تكون فی أَوائل الأَسماء المنفردة، و الوجه الآخر أَن تكون فی أَوائل الجمع، فالتی فی أَوائل الأَسماء تعرفها بثباتها فی التصغیر بأَن تمتحن الأَلف فلا تجدها فاء و لا عیناً و لا لاماً، و كذلك فحَیُّوا بأَحسن منها، و الفرق بین أَلف القطع و ألف الوصل أن أَلف الوصل فاء من الفعل، و ألف القطع
(2). قوله [إخواننا] تقدّم فی صور: أحبابنا، و كذا هو فی المحكم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 430
لیست فاء و لا عیناً و لا لاماً، و أَما ألف القطع فی الجمع فمثل أَلف أَلوان و أزواج، و كذلك أَلف الجمع فی السَّتَهِ، و أَما أَلفات الوصل فی أَوائل الأَسماء فهی تسعة: أَلف ابن و ابنة و ابنین و ابنتین و امرئ و امرأَة و اسم و است فهذه ثمانیة تكسر الأَلف فی الابتداء و تحذف فی الوصل، و التاسعة الأَلف التی تدخل مع اللام للتعریف، و هی مفتوحة فی الابتداء ساقطة فی الوصل كقولك الرحمن، القارعة، الحاقَّة، تسقط هذه الأَلفات فی الوصل و تنفتح فی الابتداء. التهذیب: و تقول للرجل إذا نادیته: آ فلان و أَ فلان و آ یا فلان، بالمد، و العرب تزید آ إذا أَرادوا الوقوف علی الحرف المنفرد؛ أَنشد الكسائی: دَعا فُلانٌ رَبَّه فَأَسْمَعا «1» بالخَیْرِ خَیْراتٍ، و إِنْ شَرًّا فآ، و لا أُرِیدُ الشَّرَّ إلا أَنْ تَآ قال: یرید إلا أَن تشاء، فجاء بالتاء وحدها و زاد علیها آ، و هی فی لغة بنی سعد، إلا أَن تا بأَلف لینة و یقولون أَ لا تا، یقول: أَ لا تَجِی‌ء، فیقول الآخر: بَلَی فَا أَی فَاذْهَبْ بنا، و كذلك قوله و إن شَرًّا فَآ، یرید: إن شَرًّا فَشَرٌّ. الجوهری: آ حرف هجاء مقصورة موقوفة، فإن جعلتها اسماً مددتها، و هی تؤنث ما لم تسم حرفاً، فإذا صغرت آیة قلت أُیَیَّة، و ذلك إذا كانت صغیرة فی الخط، و كذلك القول فیما أَشبهها من الحروف؛ قال ابن بری: صواب هذا القول إذا صغرت آء فیمن أَنث قلت أُییة علی قول من یقول زَیَّیْتُ زایاً وَ ذَیَّلْتُ ذالًا، و أَما علی قول من یقول زَوَّیْتُ زَایاً فإنه یقول فی تصغیرها أُوَیَّة، و كذلك تقول فی الزای زُوَیَّة. قال الجوهری فی آخر ترجمة أَوا: آء حرف یمد و یقصر، فإذا مَدَدْتَ نوَّنت، و كذلك سائر حروف الهجاء، و الأَلف ینادی بها القریب دون البعید، تقول: أَ زَیْدُ أَقبِل، بأَلف مقصورة و الأَلف من حروف المدّ و اللین، فاللینة تسمی الأَلف، و المتحركة تسمی الهمزة، و قد یتجوز فیها فیقال أَیضاً أَلف، و هما جمیعاً من حروف الزِّیادات، و قد تكون الأَلف ضمیر الاثنین فی الأَفعال نحو فَعَلا و یَفْعَلانِ، و علامةَ التثنیة فی الأَسماء، و دَلیلَ الرفع نحو زیدان و رجُلان، و حروف الزیادات عشرة یجمعها قولك: [الیوم تَنْساه] و إذا تحرّكت فهی همزة، و قد تزاد فی الكلام للاستفهام، تقول: أَ زَیْدٌ عندك أَم عَمْرو، فإن اجتمعت همزتان فَصَلْتَ بینهما بأَلف؛ قال ذو الرمة: أَبا ظَبْیةَ الوَعْساء بَیْنَ جُلاجِلٍ و بیْنَ النَّقا، آ أَنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ؟ قال: و الأَلف علی ضربین أَلف وصل و أَلف قطع، فكل ما ثبت فی الوصل، فهو ألف القطع، و ما لم یثبت فهو ألف الوصل، و لا تكون إلا زائدة، و ألف القطع قد تكون زائدة مثل ألف الاستفهام، و قد تكون أَصلیة مثل أَخَذَ و أَمَرَ، و الله أَعلم.

إذا؛ ج15، ص: 430

: الجوهری: إذا اسم یدل علی زمان مستقبل و لم تستعمل إلَّا مُضافة إلی جملة، تقول: أَجِیئُك إذا احْمَرّ البُسْرُ و إذا قَدِمَ فلان، و الذی یدل علی أَنها اسم وقوعها موقع قولك آتِیكَ یومَ یَقْدَمُ فلان، و هی ظرف، و فیها مُجازاة لأَنّ جزاء الشرط ثلاثة أَشیاء: أَحدها الفعل كقولك إنْ تأْتِنی آتِك، و الثانی الفاء كقولك إن تَأْتِنی فأَنا مُحْسِنٌ إلیك، و الثالث إذا كقوله تعالی: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِمٰا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ إِذٰا هُمْ یَقْنَطُونَ؛
(1). قوله [دعا فلان إلخ] كذا بالأصل، و تقدم فی معی: دعا كلانا.لسان العرب، ج‌15، ص: 431‌و تكون للشی‌ء توافقه فی حال أَنت فیها و ذلك نحو قولك خرجت فإذا زَیْدٌ قائمٌ؛ المعنی خرجت ففاجأَنی زید فی الوقت بقیام؛ قال ابن بری: ذكر ابن جنی فی إعراب أَبیات الحماسة فی باب الأَدب فی قوله: بَیْنا نَسُوسُ النَّاسَ، و الأَمْرُ أَمْرُنا، إذا نَحنُ فیهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ قال: إذا فی البیت هی المَكانِیَّة التی تَجِی‌ء للمُفاجأَة؛ قال: و كذلك إذْ فی قول الأَفوه: بَیْنَما الناسُ عَلی عَلْیائِها، إذْ هَوَوْا فی هُوَّةٍ فیها فَغارُوا فإذْ هنا غیر مضافة إلی ما بعدها كَإذا التی للمفاجأة، و العامل فی إذْ هَوَوْا؛ قال: و أَمّا إذْ فهی لما مضی من الزمان، و قد تكون للمُفاجأة مثل إذا و لا یَلِیها إلا الفِعلُ الواجب، و ذلك نحو قولك بینما أَنا كذا إذْ جاء زید، و قد تُزادَان جمیعاً فی الكلام كقوله تعالی: وَ إِذْ وٰاعَدْنٰا مُوسیٰ؛ أَی وَ واعَدْنا؛ و قول عبد مناف بن رِبْع الهُذَلیّ: حتَّی إذا أَسْلَكُوهم فی قُتائِدةٍ، شَلًّا كما تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا أَی حتی أَسلكوهم فی قُتائدة لأَنه آخر القصیدة، أو یكون قد كَفَّ عن خبره لعلم السامع؛ قال ابن بری: جواب إذا محذوف و هو الناصب لقوله شَلًّا تقدیره شَلُّوهم شَلًّا، و سنذكر من معانی إذا فی ترجمة ذا ما ستقف علیه، إن شاء الله تعالی.

إلا؛ ج15، ص: 431

الأَزهری: إلا تكون استثناء، و تكون حرف جزاء أَصلها إن لا، و هما معاً لا یُمالان لأَنهما من الأَدواتِ و الأَدواتُ لا تُمالُ مثل حتی و أَما و أَلا و إذا، لا یجوز فی شی‌ء منها الإِمالة لأنها لیست بأَسماء، و كذلك إلی و علی و لَدَی الإِمالة فیها غیر جائزة. و قال سیبویه: أَلف إلی و علی منقلبتان من واوین لأَن الأَلفات لا تكون فیها الإِمالة، قال: و لو سمی به رجل قیل فی تثنیته أَلَوانِ و عَلَوانِ، فإذا اتصل به المضمر قلبته فقلت إلَیْكَ وَ عَلَیْكَ، و بعض العرب یتركه علی حاله فیقول إلاك و عَلاك؛ قال ابن بری عند قول الجوهریّ لأَنَّ الأَلفات لا یكون فیها الإِمالة، قال: صوابه لأَن أَلِفَیْهِما و الأَلِفُ فی الحروف أَصل و لیست بمنقلبة عن یاء و لا واو و لا زائدة، و إنما قال سیبویه أَلف إلی و علی منقلبتان عن واو إذا سمیت بهما و خرجا من الحرفیة إلی الاسمیة، قال: و قد وَهِمَ الجوهری فیما حكاه عنه، فإذا سمیت بها لَحِقَت بالأَسماء فجُعِلَتْ الأَلف فیها منقلبة عن الیاء و عن الواو نحو بَلَی و إلی و علی، فما سُمِع فیه الإِمالة یثنی بالیاء نحو بَلَی، تقول فیها بَلَیانِ، و ما لم یُسمع فیه الإِمالة ثنی بالواو نحو إلی و علی، تقول فی تثنیتهما اسمین إلَوانِ و عَلَوانِ. قال الأَزهری: و أَما مَتَی و أَنَّی فیجوز فیهما الإِمالة لأَنهما مَحَلَّانِ و المحالُّ أَسماء، قال: و بَلَی یجوز فیها الإِمالة لأَنها یاء زیدت فی بل، قال: و هذا كله قول حذاق النحویین، فأَما إلا التی أَصلها إنْ لا فإنها تلی الأَفعال المُسْتَقْبَلَة فتجزمها، من ذلك قوله عز و جل: إِلّٰا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِی الْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِیرٌ؛ فَجَزْمُ تفعلوه و تكن بإلَّا كما تفعل إن التی هی أُمّ الجزاء و هی فی بابها. الجوهری: و أَما إلا فهی حرف استثناء یُستثنی بها علی خمسة أَوجه: بعد الإِیجاب و بعد النفی و المُفَرَّغِ و المُقَدَّمِ و المُنْقَطِع؛ قال ابن بری: هذه عبارة سیئة، قال: و صوابها أَن یقول الاستثناء بإلَّا یكون بعد الإِیجاب و بعد النفی متصلًا و منقطعاً و مُقَدَّماً و مؤخراً، و إلا فی جمیع ذلك مُسَلِّطة
لسان العرب، ج‌15، ص: 432
للعامل ناصِبة أَو مُفَرَّغة غیر مُسَلِّطة، و تكون هی و ما بعدها نعتاً أَو بدلًا؛ قال الجوهری فتكون فی الاستثناء المنقطع بمعنی لكن لأَن المُسْتَثْنَی من غیر جنس المُسْتَثْنَی منه، و قد یُوصفُ بإلَّا، فإن وصَفْتَ بها جَعلْتها و ما بعدها فی موضع غیر و أَتبعت الاسم بعدها ما قبله فی الإِعراب فقلت جاءنی القومُ إلا زیدٌ، كقوله تعالی: لَوْ كٰانَ فِیهِمٰا آلِهَةٌ إِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا؛ و قال عمرو بن معدیكرب: و كلُّ أخٍ مُفارِقُه أَخُوه، لَعَمْرُ أَبِیكَ إلَّا الفَرْقدانِ كأَنه قال: غیر الفَرْقَدَیْنِ. قال ابن بری: ذكر الآمِدی فی المؤتَلِف و المُخْتَلِف أَنّ هذا البیت لحضرمی بن عامر؛ و قبله: و كلُّ قَرینةٍ قُرِنَتْ بأُخْرَی، و إن ضَنَّت، بها سَیفَرَّقانِ قال: و أَصل إلَّا الاستثناء و الصفةُ عارضةٌ، و أصل غیر صفةٌ و الاستثناء عارضٌ؛ و قد تكون إلَّا بمنزلة الواو فی العطف كقول المخبل: و أَرَی لها داراً بأَغْدِرةِ السِّیدان لم یَدْرُسْ لها رَسْمُ إلَّا رَماداً هامداً دَفَعَتْ، عنه الرِّیاحَ، خَوالِدٌ سُحْمُ یرید: أَرَی لها داراً و رَماداً؛ و آخر بیت فی هذه القصیدة: إنَّی وجَدْتُ الأَمْرَ أَرْشَدُه تَقْوَی الإِلهِ، و شَرُّه الإِثْمُ قال الأَزهری: أَما إلَّا التی هی للإِستثناء فإنها تكون بمعنی غَیْر، و تكون بمعنی سِوَی، و تكون بمعنی لَكِن، و تكون بمعنی لَمّا، و تكون بمعنی الاستثناء المَحْضِ. و قال أبو العباس ثعلب: إذا اسْتَثْنَیْتَ بإلَّا من كلام لیس فی أَوّله جَحْدٌ فانصب ما بعد إلا، و إذا استثنیت بها من كلام أَوّلُه جحد فارفع ما بعدها، و هذا أَكثر كلام العرب و علیه العمل؛ من ذلك قوله عز و جل: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلّٰا قَلِیلًا مِنْهُمْ؛ فنصب لأَنه لا جحد فی أَوّله؛ و قال جل ثناؤه: مٰا فَعَلُوهُ إِلّٰا قَلِیلٌ مِنْهُمْ؛ فرفع لأَن فی أَوّله الجحد، و قس علیهما ما شاكلهما؛ و أَما قول الشاعر: و كلُّ أَخ مفارقه أَخوه، لعَمر أَبیك إلا الفرقدان فإن الفراء قال: الكلام فی هذا البیت فی معنی جحد و لذلك رفع بإلا كأَنه قال ما أَحَدٌ إلا مُفارِقُه أَخُوه إلا الفَرْقَدانِ فجعلها مُتَرْجِماً عن قوله ما أَحَدٌ؛ قال لبید: لو كانَ غَیْرِی، سُلَیْمَی، الیومَ غَیَّرَه وَقْعُ الحوادِثِ إلا الصَّارِمُ الذَّكَرُ جعله الخلیل بدلًا من معنی الكلام كأَنه قال: ما أَحد إلا یتغیر من وقع الحوادث إلّا الصارمُ الذكَرُ، فإلَّا هاهنا بمعنی غیر، كأَنه قال غیری و غیرُ الصارمِ الذَّكرِ. و قال الفراء فی قوله عز و جل: لَوْ كٰانَ فِیهِمٰا آلِهَةٌ إِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا، قال: إلا فی هذا الموضع بمنزلة سوی كأَنك قلت لو كان فیهما آلهةٌ سِوَی الله لفَسَدَنا، قال أَبو منصور: و قال غیره من النحویین معناه ما فیهما آلهةٌ إلا اللهُ، و لو كان فیهما سِوَی الله لفسدتا، و قال الفراء: رَفْعُه علی نِیَّةِ الوصل لا الانْقطاع من أوّل الكلام، و أما قوله تعالی: لِئَلّٰا یَكُونَ لِلنّٰاسِ عَلَیْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلٰا تَخْشَوْهُمْ؛ قال الفراء: قال معناه إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا فإنه لا حجة لهم فَلٰا تَخْشَوْهُمْ، و هذا كقولك فی الكلام
لسان العرب، ج‌15، ص: 433
الناس كلُّهم لك حامدُون إلَّا الظالِمَ لك المعتدی، فإن ذلك لا یُعتدُّ بتركه الحمد لموضع العداوة، و كذلك الظالم لا حجة له و قد سمی ظالماً؛ قال أَبو منصور: و هذا صحیح، و الذی ذهب إلیه الزجاج فقال بعد ما ذكر قول أَبی عبیدة و الأَخفش: القول عندی فی هذا واضح، المعنی لئلَّا یكونَ للناس علیكم حجةٌ إلَّا من ظلم باحتجاجه فیما قد وضح له، كما تقول ما لَكَ علیَّ حجةٌ إلَّا الظلمُ و إلَّا أن تَظْلِمَنی، المعنی ما لك علیَّ حجةٌ البتة و لكنك تَظلِمُنی، و ما لك علیَّ حجةٌ إلَّا ظُلمی، و إنما سَمَّی ظلمه هاهنا حجة لأَن المحتج به سماه حجةً، و حُجَّتُه داحضة عند الله، قال الله تعالی: حُجَّتُهُمْ دٰاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ؛ فقد سمیت حجةً إلَّا أَنها حجةُ مُبْطِل، فلیست بحجة موجبة حقًّا، قال: و هذا بیان شافٍ إن شاء الله تعالی. و أَما قوله تعالی: لٰا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولیٰ، و كذلك قوله تعالی: وَ لٰا تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ إِلّٰا مٰا قَدْ سَلَفَ؛ أَراد سوی ما قد سلف. و أَما قوله تعالی: فَلَوْ لٰا كٰانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِیمٰانُهٰا إِلّٰا قَوْمَ یُونُسَ؛ فمعناه فهَلَّا كانت قریةٌ أَی أَهلُ قریة آمنُوا، و المعنی معنی النفی أَی فما كانت قریةٌ آمنوا عند نزول العذاب بهم فنفعها إیمانها، ثم قال: إِلّٰا قَوْمَ یُونُسَ، استثناء لیس من الأَوّل كأَنه قال: لكن قومُ یُونُسَ لمَّا آمنُوا انقطعوا من سائر الأُمم الذین لم یَنْفَعْهم إیمانُهم عند نزول العذاب بهم؛ و مثله قول النابغة: عَیّتْ جَواباً، و ما بالرَّبْع من أَحدٍ إلَّا أَواریَّ لأْیاً ما أُبَیِّنُها «2» فنصَب أَواریَّ علی الانقطاع من الأَوّل، قال: و هذا قول الفراء و غیره من حذاق النحویین، قال: و أَجازوا الرفع فی مثل هذا، و إن كان المستثنی لیس من الأَوّل و كان أَوّله منفیًّا یجعلونه كالبدل؛ و من ذلك قول الشاعر: و بَلْدَةٍ لیس بها أَنِیسُ إلا الیَعافِیرُ و إلَّا العِیسُ لیست الیَعافیرُ و العِیسُ من الأَنِیس فرفَعَها، و وجْهُ الكلام فیها النَّصبُ. قال ابن سلام: سأَلت سیبویه عن قوله تعالی: فَلَوْ لٰا كٰانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِیمٰانُهٰا إِلّٰا قَوْمَ یُونُسَ، علی أَیّ شی‌ء نصب؟ قال إذا كان معنی قوله إلَّا لكنْ نُصب، قال الفراء: نُصب إِلّٰا قَوْمَ یُونُسَ لأَنهم منقطعون مما قبل إذ لم یكونوا من جِنْسه و لا من شَكْله، كأَن قومَ یونس منقطعون من قَوْمِ غیره من الأَنبیاء، قال: و أَمَّا إلَّا بمعنی لمَّا فمِثل قول الله عز و جل: إِنْ كُلٌّ إِلّٰا كَذَّبَ الرُّسُلَ؛ و هی فی قراءة عبد الله إنْ كُلُّهم لمَّا كذَّبَ الرُّسُلَ، و تقول: أَسأَلُك باللهِ إلَّا أَعْطَیْتَنی و لَمَّا أَعطیتنی بمعنی واحد. و قال أَبو العباس ثعلب: و حرف من الاستثناء تَرفع به العربُ و تَنْصِبُ لغتان فصیحتان، و هو قولك أَتانی إخْوَتُك إلَّا أن یكون زیداً و زیدٌ، فمن نَصب أَراد إلَّا أَن یكون الأَمْرُ زیداً، و من رفع به جعل كان هاهنا تامة مكتفیة عن الخبر باسمها، كما تقول كان الأَمر، كانت القصة. و سئل أَبو العباس عن حقیقة الاستثناء إذا وقع بإلا مكرّراً مرتین أَو ثلاثاً أَو أَربعاً فقال: الأَوّل حَطٌّ، و الثانی زیادةٌ، و الثالث حَطٌّ، و الرابع زیادة، إلا أَن تجعل بعض إلَّا إذا جُزْت الأَوّل بمعنی الأَوّل فیكون ذلك الاستثناء زیادة لا غیر، قال: و أَما قول أَبی عبیدة فی إلَّا الأُولی إنها تكون بمعنی الواو فهو خطأ عند الحذاق. و‌فی حدیث أنس، رضی الله عنه: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، قال
(2). قوله [عَیَّت جواباً إلخ هو عجز بیت صدره: وقفتُ فیها أَصَیلاناً أُسائلها. و قوله: إلا الأَواریّ إلخ هو صدر بیت عجزه: و النُؤیَ كالحَوضِ فی المظلومةِ الجَلَدِ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 434
أَما إنَّ «1» كلَّ بناءٍ وَبالٌ علی صاحبه إلَّا ما لا إلَّا ما لا «2» أَی إلَّا ما لا بُدَّ منه للإِنسان من الكِنّ الذی تقُوم به الحیاة.

ألا؛ ج15، ص: 434

: حرف یفتتح به الكلام، تقول ألا إنَّ زیداً خارج كما تقول اعلم أن زیداً خارج. ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائی قال: أَلا تكون تنبیهاً و یكون بعدها أَمرٌ أَو نهی أَو إخبار، تقول من ذلك: أَلا قُمْ، أَلا لا تقم، أَلا إنَّ زَیْداً قد قام، و تكون عرضاً أَیضاً، و قد یكون الفعل بعدها جزْماً و رفعاً، كل ذلك جاء عن العرب، تقول من ذلك: أَلا تَنْزِلُ تأْكل، و تكون أَیضاً تَقْریعاً و توبیخاً و یكون الفعل بعدها مرفوعاً لا غیر، تقول من ذلك: أَلا تَنْدَمُ علی فِعالك، أَلا تسْتَحی من جِیرانِك، أَلا تخافُ رَبَّكَ؛ قال اللیث: و قد تُرْدَفُ أَلا بلا أُخری فیقال: أَلا لا؛ و أَنشد: فقامَ یذُودُ الناسَ عنها بسَیْفِه و قال: أَلا لا من سَبیلٍ إلی هِنْدِ و یقال للرجل: هل كان كذا و كذا؟ فیقال: أَلا لا، جعل أَلا تنبیهاً و لا نفیاً. غیره: و ألا حرف استفتاح و استفهام و تنبیه نحو قول الله عز و جل: أَلٰا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَیَقُولُونَ، و قوله تعالی: أَلٰا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ؛ قال الفارِسی: فإذا دخلت علی حرف تنبیه خَلَصَتْ للاستفتاح كقوله: أَلا یا اسْلَمی یا دارَمَیَّ علی البِلی فخَلَصَتْ هاهنا للاستفتاح و خُصّ التنبیهُ بیا. و أَما أَلا التی للعَرْضِ فمُرَكَّبة من لا و أَلف الاستفهام. أَلَّا: مفتوحة الهمزة مُثَقَّلة لها معنیان: تكون بمعنی هَلَّا فَعَلْتَ و أَلَّا فعلتَ كذا، كأَنَّ معناه لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كذا، و تكون أَلَّا بمعنی أَنْ لا فأُدغمت النون فی اللام و شُدِّدت اللامُ، تقول: أَمرته أَلَّا یفعل ذلك، بالإِدغام، و یجوز إظهار النون كقولك: أَمرتك أَن لا تفعل ذلك، و قد جاء فی المصاحف القدیمة مدغماً فی موضع و مظهراً فی موضع، و كل ذلك جائز. و‌روی ثابت عن مطرف قال: لأَنْ یَسْأَلنی ربِّی: أَلَّا فعلتَ، أَحبُّ إلی من أَن یقول لی: لِمَ فعَلْتَ؟فمعنی أَلَّا فعَلْتَ هَلَّا فعلتَ، و معناه لِم لم تفعل. و قال الكسائی أَنْ لا إذا كانت إخباراً نَصَبَتْ و رَفَعَتْ، و إذا كانت نهیاً جَزَمَت.

إلی؛ ج15، ص: 434

: حرف خافض و هو مُنْتَهیً لابتداء الغایة، تقول: خرجت من الكوفة إلی مكة، و جائز أَن تكون دخلتها، و جائز أَن تكون بلغتها و لم تدْخُلْها لأَنّ النهایة تشمل أَول الحدّ و آخره، و إنما تمنع من مجاوزته. قال الأَزهری: و قد تكون إلی انتهاء غایةٍ كقوله عز و جل: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّیٰامَ إِلَی اللَّیْلِ. و تكون إلی بمعنی مع كقوله تعالی: وَ لٰا تَأْكُلُوا أَمْوٰالَهُمْ إِلیٰ أَمْوٰالِكُمْ؛ معناه مع أَموالِكم، و كقولهم: الذَّوْدُ إلی الذَّوْدِ إبِلٌ. و قال الله عز و جل: مَنْ أَنْصٰارِی إِلَی اللّٰهِ*؛ أَی مع اللهِ. و قال عز و جل: وَ إِذٰا خَلَوْا إِلیٰ شَیٰاطِینِهِمْ. و أَما قوله عز و جل: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَیْدِیَكُمْ إِلَی الْمَرٰافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ؛ فإن العباس و جماعة من النحویین جعلوا إلی بمعنی مع هاهنا و أَوجبوا غسْلَ المَرافِق و الكعبین، و قال المبرد و هو قول الزجاج: الیَدُ من أَطراف الأَصابع إلی الكتف و الرِّجل من الأَصابع إلی أَصل الفخذین، فلما كانت المَرافِق و الكَعْبانِ داخلة فی تحدید الیدِ و الرِّجْل كانت
(1). قوله [أما إن] فی النهایة: ألا ان. (2). قوله [إلا ما لا إلخ] هی فی النهایة بدون تكرار.
لسان العرب، ج‌15، ص: 435
داخِلةً فیما یُغْسَلُ و خارِجَةً مما لا یُغسل، قال: و لو كان المعنی مع المَرافِق لم یكن فی المَرافِق فائدة و كانت الید كلها یجب أَن تُغسل، و لكنه لَمَّا قیل إِلَی الْمَرٰافِقِ اقتُطِعَتْ فی الغَسْل من حدّ المِرْفَق. قال أَبو منصور: و روی النضر عن الخلیل أَنه قال إذا اسْتأْجرَ الرجلُ دابَّةً إلی مَرْوَ، فإذا أَتی أَدناها فقد أَتی مَرْوَ، و إذا قال إلی مدینة مرو فإذا أَتی باب المدینة فقد أَتاها. و قال فی قوله تعالی: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَیْدِیَكُمْ إِلَی الْمَرٰافِقِ؛ إنَّ المرافق فیما یغسل. ابن سیدة قال إلی مُنتهی لابتداء الغایة. قال سیبویه: خرجت من كذا إلی كذا، و هی مِثْلُ حتی إلَّا أَن لحتی فِعلًا لیس لإِلی. و تقول للرجل: إنما أَنا إلیك أَی أَنت غایتی، و لا تكونُ حتی هنا فهذا أَمْرُ إلی و أَصْلُه و إن اتَّسَعَتْ، و هی أَعمُّ فی الكلام من حتی، تقول: قُمْتُ إلیه فتجعله مُنْتَهاك من مكانك و لا تقول حَتَّاه. و قوله عز و جل: مَنْ أَنْصٰارِی إِلَی اللّٰهِ*؛ و أَنت لا تقول سِرْتُ إلی زید ترید معه، فإنما جاز مَنْ أَنْصٰارِی إِلَی اللّٰهِ* لما كان معناه مَن ینضافُ فی نُصرتی إلی الله فجاز لذلك أَن تأْتی هنا بإلی؛ و كذلك قوله تعالی: هَلْ لَكَ إِلیٰ أَنْ تَزَكّٰی؛ و أَنت إنما تقول هل لك فی كذا، و لكنه لما كان هذا دعاء منه، صلی الله علیه و سلم، له صار تقدیره أَدعوك أَو أُرْشِدُكَ إلی أَن تزكَّی؛ و تكون إلی بمعنی عند كقول الراعی: صَناعٌ فقد سادَتْ إلیَّ الغوانِیا أَی عندی. و تكون بمعنی مع كقولك: فلانٌ حلیمٌ إلی أَدبٍ و فقْهٍ؛ و تكون بمعنی فی كقول النابغة: فلا تَتْرُكَنِّی بالوَعِیدِ كأَنَّنی إلی الناسِ مَطْلِیٌّ به القارُ أَجْرَبُ قال سیبویه: و قالوا إلَیْكَ إذا قلت تَنَحَّ، قال: و سمعنا من العرَب مَن یقال له إلَیْكَ، فیقول إلی، كأَنه قیل له تَنَحَّ، فقال أَتَنَحَّی، و لم یُستعمل الخبر فی شی‌ء من أَسماء الفعل إلَّا فی قول هذا الأَعرابی. و‌فی حدیث الحج: و لیس ثَمَّ طَرْدٌ و لا إلَیْكَ إلَیْكَ؛ قال ابن الأَثیر: هو كما تقول الطریقَ الطریقَ، و یُفْعَل بین یدی الأُمراء، و معناه تَنَحَّ و ابْعُدْ، و تكریره للتأْكید؛ و أَما قول أَبی فرعون یهجو نبطیة استسقاها ماء: إذا طَلَبْتَ الماء قالَتْ لَیْكا، كأَنَّ شَفْرَیْها، إذا ما احْتَكَّا، حَرْفا بِرامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا فإنما أَراد إلَیْكَ أَی تَنَحَّ، فحذف الأَلف عجمة؛ قال ابن جنی: ظاهر هذا أَنَّ لَیْكا مُرْدَفة، و احْتَكّا و اصْطَكا غیر مُرْدَفَتَین، قال: و ظاهر الكلام عندی أَن یكون أَلف لیكا رویًّا، و كذلك الأَلف من احتكا و اصطكا رَوِیٌّ، و إن كانت ضمیر الاثنین؛ و العرب تقول إلَیْكَ عنی أَی أَمْسِكْ و كُفَّ، و تقول: إلیكَ كذا و كذا أَی خُذْه؛ و منه قول القُطامی: إذا التَّیَّارُ ذو العضلاتِ قُلْنا: إلَیْك إلَیْك، ضاقَ بها ذِراعا و إذا قالوا: اذْهَبْ إلَیْكَ، فمعناه اشْتَغِلْ بنَفْسك و أَقْبِلْ علیها؛ و قال الأَعشی: فاذْهَبی ما إلَیْكِ، أَدْرَكَنِی الحِلْمُ، عَدانی عن هَیْجِكُمْ إشْفاقی و حكی النضر بن شمیل عن الخلیل فی قولك فإنی أَحْمَدُ إلَیْكَ الله قال: معناه أَحمد معك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه، أَنه قال لابن عباس، رضی الله
لسان العرب، ج‌15، ص: 436
عنهما: إنی قائل قولًا و هو إلَیْكَ، قال ابن الأَثیر: فی الكلام إضمار أَی هو سِرٌّ أَفْضَیْتُ به إلَیْكَ. و‌فی حدیث ابن عمر: اللهم إلَیْكَ‌أَی أَشْكو إلیك أَو خُذْنی إلیك. و‌فی حدیث الحسن، رضی الله عنه: أَنه رأَی من قَوْمٍ رِعَةً سَیِّئَةً فقال اللهم إلَیْكَ‌أَی اقْبِضْنی إلیْكَ؛ و الرِّعَةُ: ما یَظهر من الخُلُقِ. و‌فی الحدیث: و الشرُّ لیس إلیكَ‌أَی لیس مما یُتقرَّب به إلیك، كما یقول الرجل لصاحبه: أَنا منكَ و إلیك أَی التجائی و انْتمائی إلیك. ابن السكیت: یقال صاهَرَ فلان إلی بنی فلان و أَصْهَرَ إلیهم؛ و قول عمرو: إلَیْكُم یا بنی بَكْرٍ إلَیْكُم، أَلَمّا تَعْلَموا مِنَّا الیَقِینا؟ قال ابن السكیت: معناه اذهبوا إلیكُم و تَباعَدوا عنا. و تكون إلی بمعنی عند؛ قال أَوس: فهَلْ لكُم فیها إلیَّ، فإنَّنی طَبیبٌ بما أَعْیا النِّطاسِیِّ حِذْیَما و قال الراعی: یقال، إذا رادَ النِّساءُ: خَریدةٌ صَناعٌ، فقد سادَتْ إلیَّ الغَوانِیا أَی عندی، و راد النساء: ذَهَبْنَ و جِئن، امرأةٌ رَوادٌ أَی تدخل و تخرج. أولی و ألاء: اسم یشار به إلی الجمع، و یدخل علیهما حرف التنبیه، تكون لما یَعْقِلُ و لِما لا یَعْقِل، و التصغیر أُلَیّا و أُلَیَّاء؛ قال: یا ما أُمَیْلَحَ غِزْلاناً بَرَزْنَ لنا مِنْ هَؤلَیّائكُنَّ الضَّالِ و السَّمُرِ قال ابن جنی: اعلم أَن أُلاء وزنه إذاً مثل فُعال كغُراب، و كان حكمه إذا حَقَّرْتَه علی تحقیر الأَسماء المتمكنة أَن تقول هذا أُلَیِّئٌ و رأَیت أُلَیِّئاً و مررت بأُلَیِّئ، فلما صار تقدیره أُلَیِّئا أَرادوا أَن یزیدوا فی آخره الأَلف التی تكون عوضاً من ضمة أوّله، كما قالوا فی ذا ذَیّا، و فی تا تَیَّا، و لو فعلوا ذلك لوجب أَن یقولوا أُلَیِّئاً، فیصیر بعد التحقیر مقصوراً و قد كان قبل التحقیر ممدوداً، أَرادوا أَن یُقِرُّوه بعد التحقیر علی ما كان علیه قبل التحقیر من مدّه فزادوا الأَلف قبل الهمزة، فالأَلف التی قبل الهمزة فی أُلَیّاء لیست بتلك التی كانت قبلها فی الأَصل إِنما هی الأَلف التی كان سبیلها أَن تلحق آخراً فقدمت لما ذكرناه، قال: و أَما أَلف أُلاء فقد قلبت یاء كما تقلب أَلف غلام إِذا قلت غُلَیِّم، و هی الیاء الثانیة و الیاء الأُولی هی یاء التحقیر. الجوهری: و أَما أُلُو فجمع لا واحد له من لفظه واحده ذُو، و أُلات للإِناث واحدتها ذاتٌ، تقول: جاءَنی أُلُو الأَلْبْاب و أُلات الأَحْمال، قال: و أَما أُلَی فهو أَیضاً جمع لا واحد له من لفظه، واحده ذا للمذكر و ذه للمؤنث، و یُمد و یُقصر، فإِن قَصَرْتَه كتبته بالیاء، و إِن مددته بنیته علی الكسر، و یستوی فیه المذكر و المؤنث، و تصغیره أُلَیَّا، بضم الهمزة و تشدید الیاء، یمدّ و یقصَر لأَن تصغیر المبهم لا یُغَیَّرُ أَوَّله بل یُتْرَك علی ما هو علیه من فتح أَو ضم، و تدخل یاءُ التصغیر ثانیةً إِذا كان علی حرفین، و ثالثة إِذا كان علی ثلاثة أَحرف، و تدخل علیه الهاءُ للتنبیه، تقول: هؤلاءِ؛ قال أَبو زید: و من العرب مَن یقول هؤلاءِ قَوْمُك و رأَیت هَؤُلاءِ، فیُنَوِّن و یكسر الهمزة، قال: و هی لغة بنی عُقَیْل، و تَدخل علیه الكاف للخطاب، تقول أُولئك و أُلاك، قال الكسائی: و من قال أُلاك فواحِدُه ذاك، و أُلالِك مثل أُولئك؛ و أَنشد یعقوب:
لسان العرب، ج‌15، ص: 437
أُلالِكَ قَوْمی لم یَكُونُوا أُشابةً، و هَلْ یَعِظُ الضِّلِّیلَ إِلَّا أُلالِكا؟ و اللام فیه زیادةٌ، و لا یقال: هؤلاءِ لك، و زعم سیبویه أَن اللام لم تُزَدْ إِلَّا فی عَبْدَل و فی ذلك و لم یذكر أُلالِك إِلَّا أَن یكون استغنی عنها بقوله ذلك، إِذ أُلالِك فی التقدیر كأَنه جَمْع ذلك، و ربما قالوا أُولئك فی غیر العقلاء؛ قال جریر: ذُمّ المَنازِلَ، بَعْدَ مَنْزِلة اللِّوَی، و العَیْشَ، بَعْدَ أُولئكَ الأَیّامِ و قال عز و جل: إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا؛ قال: و أَما أُلی، بوزن العُلا، فهو أَیضاً جمع لا واحد له من لفظه، واحده الذی. التهذیب: الأُلی بمعنی الذین؛ و منه قوله: فإِنَّ الأُلی بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشِمٍ تآسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِیا و أَتی به زیاد الأَعجم نكرة بغیر أَلف و لام فی قوله: فأَنْتُمْ أُلی جِئتمْ مَعَ البَقْلِ و الدَّبی فَطارَ، و هذا شَخْصُكُم غَیْرُ طائر قال: و هذا البیت فی باب الهجاءِ منَ الحماسة، قال: و قد جاءَ ممدوداً؛ قال خَلَف بن حازم: إِلی النَّفَرِ البِیضِ الأُلاءِ كأَنَّهُمْ صَفائحُ، یَوْمَ الرَّوْعِ، أَخْلَصَها الصَّقْلُ قال: و الكسرة التی فی أُلاءِ كسرة بناء لا كسرة إِعراب؛ قال: و علی ذلك قول الآخر: فإِنَّ الأُلاءِ یَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ قال: و هذا یدل علی أَن أُلا و أُلاء نقلتا من أَسماءِ الإِشارة إلی معنی الذین، قال: و لهذا جاءَ فیهما المد و القصر و بُنِیَ الممدود علی الكسر، و أَما قولهم: ذهبت العرب الأُلی، فهو مقلوب من الأُوَل لأَنه جمع أولی مثل أُخری و أُخَر، و أَنشد ابن بری: رأَیتُ مَوالیَّ الأُلی یَخْذُلُونَنی علی حَدَثانِ الدَّهْرِ، إِذ یَتَقَلَّبُ قال: فقوله یَخْذُلونَنی مفعول ثان أَو حال و لیس بصلة؛ و قال عبید بن الأَبْرَص: نَحْنُ الأُلی، فاجْمَعْ جُموعَكَ، ثمَّ وجِّهْهُمْ إِلَیْنا قال: و علیه قول أَبی تَمَّام: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كانَتِ العَرَبُ الأُلی یَدْعُونَ هذا سُودَداً مَحْدُودا رأَیت بخط الشیخ رَضِیِّ الدین الشاطبی قال: و للشریف الرَّضِیِّ یَمْدَحُ الطائع: قد كان جَدُّكَ عِصْمةَ العَرَبِ الأُلی، فالْیَوْمَ أَنت لَهُمْ مِنَ الأَجْذام قال: و قال ابن الشجری قوله الأُلی یحتمل وجهین أَحدهما أَن یكون اسماً ناقصا بمعنی الذین، أَراد الأُلی سَلَفُوا، فحذف الصلة للعلم بها كما حذفها عبید بن الأَبرص فی قوله: نحن الأُلی، فاجمع جموعك أَراد: نحن الأُلی عَرَفْتَهم، و ذكر ابن سیدة أُلی فی اللام و الهمزة و الیاءِ، و قال: ذكرته هنا لأَن سیبویه قال أُلی بمنزلة هُدی، فمَثَّله بما هو من الیاءِ، و إِن كان سیبویه ربما عامل اللفظ.

أنی؛ ج15، ص: 437

: أَنَّی: معناه أَیْنَ. تقول: أَنّٰی لَكِ هٰذٰا أَی من أَیْن لك هذا، و هی من الظروف التی یُجازی بها، تقول: أَنَّی تَأْتِنی آتِكَ؛ معناه من أَیّ جهة تَأْتِنی آتِكَ، و قد تكون بمعنی كیفَ، تقول: لسان العرب، ج‌15، ص: 438‌أَنَّی لكَ أَنْ تَفْتَحَ الحِصْنَ أَی كَیْفَ لكَ ذلك. التهذیب: قال بعضهم أَنَّی أَداةٌ و لها معنیان: أَحدهما أَن تكون بمعنی مَتی؛ قال الله تعالی: قُلْتُمْ أَنّٰی هٰذٰا؛ أَی مَتی هذا و كیف هذا، و تكون أَنَّی بمعنی من أَیْنَ، قال الله تعالی: وَ أَنّٰی لَهُمُ التَّنٰاوُشُ مِنْ مَكٰانٍ بَعِیدٍ؛ یقول: من أَیْنَ لهم ذلك؛ و قد جمعهما الشاعر تأْكیداً فقال: أَنَّی و مِنْ أَیْنَ آبَكَ الطَّرَبُ و فی التنزیل العزیز: قُلْتُمْ أَنّٰی هٰذٰا؛ یحتمل الوجهین: قلتم من أَیْنَ هذا، و یكون قلتم كَیْفَ هذا. و قال تعالی: قٰالَ یٰا مَرْیَمُ أَنّٰی لَكِ هٰذٰا؛ أَیْ من أَیْنَ لك هذا. و قال اللیث: أَنَّی معناها كیف و مِنْ أَیْنَ؛ و قال فی قول علقمة: و مُطْعَمُ الغُنْمِ یَومَ الغُنْمِ مُطْعَمُهُ أَنّی تَوَجَّه، و المَحْرُومُ مَحْرومُ أَراد: أَینما توجه و كَیْفَما تَوَجَّه. و قال ابن الأَنباری: قرأَ بعضهم أَنَّی صَبَبْنا الماءَ صَبّاً؛ قال: مَن قرأَ بهذه القراءَة قال الوقف علی طَعٰامِهِ تامٌّ، و معنی أَنَّی أَیْنَ إلا أَن فیها كِنایة عن الوُجوه و تأْویلها من أَیّ وجه صَبَبْنا الماء؛ و أَنشد: أَنَّی و من أَینَ آبَكَ الطَّرَبُ

أیا؛ ج15، ص: 438

: إیَّا من علامات المضمر، تقول: إیَّاك و إیَّاهُ و إیَّاكَ أَنْ تَفْعَل ذلك و هِیَّاكَ، الهاء علی البدل مثل أَراقَ و هَراقَ؛ و أَنشد الأَخفش: فهیّاكَ و الأَمْرَ الذی إنْ تَوسَّعَتْ مَوارِدُه، ضاقَتْ عَلَیْكَ مَصادِرُهْ و فی المُحكم: … ضاقَتْ علیكَ المَصادِرُ؛ و قال آخر: یا خالِ، هَلَّا قُلْتَ، إذْ أَعْطَیْتَنی، هِیَّاكَ هِیَّاكَ و حَنْواءَ العُنُقْ و تقول: إیَّاكَ و أَنْ تَفْعَلَ كذا، و لا تقل إِیَّاك أَنْ تَفْعَل بلا واو؛ قال ابن بری: الممتنع عند النحویین إِیاكَ الأَسَدَ، لا بُدَّ فیه من الواو، فأَمَّا إِیَّاك أَن تَفْعل فجائز علی أَن تجعله مفعولًا من أَجله أَی مَخافةَ أَنْ تَفْعَل. الجوهری: إِیَّا اسم مبهم و یَتَّصِلُ به جمیع المضمرات المتصلة التی للنصب، تقول إِیَّاكَ و إِیَّایَ و إیَّاه و إِیَّانا، و جعلت الكاف و الهاء و الیاء و النون بیاناً عن المقصود لیُعْلَم المخاطَب من الغائب، و لا موضع لها من الإِعراب، فهی كالكاف فی ذلك و أَ رَأَیْتَكَ، و كالأَلف و النون التی فی أَنت فتكون إِیَّا الاسم و ما بعدها للخطاب، و قد صار كالشی‌ء الواحد لأَن الأَسماء المبهمة و سائر المَكْنِیَّات لا تُضافُ لأَنها مَعارفُ؛ و قال بعض النحویین: إنَّ إِیَّا مُضاف إِلی ما بعده، و استدل علی ذلك بقولهم إِذا بَلَغَ الرجل السِّتِّینَ فإِیاهُ و إِیَّا الشَّوابِّ، فأَضافوها إلی الشَّوابِّ و خَفَضُوها؛ و قال ابن كیسان: الكاف و الهاء و الیاء و النون هی الأَسماء، و إِیَّا عِمادٌ لها، لأَنها لا تَقُومُ بأَنْفُسها كالكاف و الهاء و الیاء فی التأْخیر فی یَضْرِبُكَ و یَضْرِبُه و یَضْرِبُنی، فلما قُدِّمت الكاف و الهاء و الیاء عُمِدَتْ بإیَّا، فصار كله كالشی‌ء الواحد، و لك أَن تقول ضَرَبْتُ إِیَّایَ لأَنه یصح أَن تقول ضَرَبْتُنی، و لا یجوز أَن تقول ضَرَبْتُ إِیَّاك، لأَنك إنما تحتاجُ إلی إِیَّاكَ إذا لم یُمكِنْكَ اللفظ بالكاف، فإِذا وصَلْتَ إلی الكاف ترَكْتَها؛ قال ابن بری عند قول الجوهری و لك أَن تقول ضَرَبْتُ إِیایَ لأَنه یصح أَن تقول ضَرَبْتُنی و لا یجوز أَن تقول ضَرَبْتُ إِیَّاكَ، قال: صوابه أَن یقول ضَرَبْتُ إِیَّایَ، لأَنه لا یجوز أَن تقول ضَرَبْتُنی، و یجوز أَن تقول ضَرَبْتُكَ إِیَّاكَ لأَن الكاف اعْتُمِدَ بها علی الفِعل، فإذا أَعَدْتَها
لسان العرب، ج‌15، ص: 439
احْتَجْتَ إلی إِیَّا؛ و أَما قولُ ذی الإِصْبَعِ العَدْوانی: كأَنَّا یومَ قُرَّی إنَّما نَقْتُلُ إِیَّانا قَتَلْنا منهُم كُلَّ فَتًی أَبْیَضَ حُسَّانا فإِنه إنما فَصلَها من الفعل لأَن العرب لا تُوقع فِعْلَ الفاعل علی نفسه بإیصال الكنایة، لا تقول قَتَلْتُنی، إنما تقول قَتَلْتُ نفسِی، كما تقول ظَلَمْتُ نَفْسِی فاغفر لی، و لم تقل ظَلَمْتُنی، فأَجْری إِیَّانا مُجْرَی أَنْفُسِنا، و قد تكون للتحذیر، تقول: إِیَّاك و الأَسدَ، و هو بدل من فعل كأَنك قُلْتَ باعِدْ، قال ابن حَرِّی: و روینا عن قطرب أَن بعضهم یقول أَیَّاك، بفتح الهمزة، ثم یبدل الهاء منها مفتوحة أَیضاً، فیقول هَیَّاكَ، و اختلف النحویون فی إِیَّاكَ، فذهب الخلیل إلی أَنَّ إِیَّا اسم مضمر مضاف إلی الكاف، و حكی عن المازنی مثل قول الخلیل؛ قال أَبو علیّ: و حكی أَبو بكر عن أَبی العباس عن أَبی الحسن الأَخفش و أَبو إسحق عن أَبی العباس عن منسوب إلی الأَخفش أَنه اسم مفرد مُضْمر، یتغیر آخره كما یتغیر آخر المُضْمَرات لاختلاف أَعداد المُضْمَرِینَ، و أَنَّ الكاف فی إِیَّاكَ كالتی فی ذَلِكَ فی أَنه دلالةٌ علی الخطاب فقط مَجَرَّدَةٌ من كَوْنِها عَلامةَ الضمیر، و لا یُجیزُ الأَخفش فیما حكی عنه إِیَّاكَ و إِیّا زَیْدٍ و إِیَّایَ و إِیَّا الباطِل، قال سیبویه: حدّثنی من لا أَتَّهِمُ عن الخلیل أَنه سمع أَعرابیّاً یقول إذا بلَغ الرجل السِّتِّینَ فإِیَّاه و إِیَّا الشَّوابِّ، و حكی سیبویه أَیضاً عن الخلیل أَنه قال: لو أَن قائلًا قال إِیَّاك نَفْسِك لم أُعنفه لأَن هذه الكلمة مجرورة، و حكی ابن كیسان قال: قال بعض النحویین إِیَّاكَ بكمالها اسم، قال: و قال بعضهم الیاء و الكاف و الهاء هی أَسماء و إِیَّا عِمادٌ لها لأَنها لا تَقُوم بأَنفسها، قال: و قال بعضهم إِیَّا اسم مُبْهَم یُكْنَی به عن المنصوب، و جُعِلَت الكاف و الهاء و الیاء بیاناً عن المقصود لِیُعْلَم المُخاطَبُ من الغائب، و لا موضع لها من الإِعراب كالكاف فی ذلك و أَ رَأَیْتَك، و هذا هو مذهب أَبی الحسن الأَخفش؛ قال أَبو منصور: قوله اسم مُبهم یُكْنی به عن المنصوب یدل علی أَنه لا اشتقاق له؛ و قال أَبو إسحق الزَّجاجُ: الكافُ فی إِیَّاكَ فی موضع جرّ بإضافة إِیَّا إلیها، إلا أَنه ظاهر یُضاف إلی سائر المُضْمَرات، و لو قلت إِیَّا زَیدٍ حدَّثت لكان قبیحاً لأَنه خُصَّ بالمُضْمَر، و حكی ما رواه الخلیل من إِیَّاهُ و إِیَّا الشَّوابِّ؛ قال ابن جنی: و تأَملنا هذه الأَقوال علی اختلافها و الاعْتِلالَ لكل قول منها فلم نجِد فیها ما یصح مع الفحص و التنقیر غَیرَ قَوْلِ أَبی الحسن الأَخفش، أَما قول الخلیل إِنَّ إیّا اسم مضمر مضاف فظاهر الفساد، و ذلك أَنه إِذا ثبت أَنه مضمر لم تجز إِضافته علی وجه من الوجوه، لأَن الغَرَض فی الإِضافة إِنما هو التعریف و التخصیص و المضمر علی نهایة الاختصاص فلا حاجة به إلی الإِضافة، و أَمَّا قول من قال إنَّ إِیَّاك بكمالها اسم فلیس بقویّ، و ذلك أَنَّ إیّاك فی أَن فتحة الكاف تفید الخطاب المذكر، و كسرة الكاف تفید الخطاب المؤنث، بمنزلة أَنت فی أَنَّ الاسم هو الهمزة، و النون و التاء المفتوحة تفید الخطاب المذكر، و التاء المكسورة تفید الخطاب المؤنث، فكما أَن ما قبل التاء فی أَنت هو الاسم و التاء هو الخطاب فكذا إیّا اسم و الكاف بعدها حرف خطاب، و أَمّا مَن قال إن الكاف و الهاء و الیاء فی إِیَّاكَ و إِیّاه و إِیَّایَ هی الأَسماء، و إِنَّ إِیَّا إنما عُمِدَت بها هذه الأَسماء لقلتها،
لسان العرب، ج‌15، ص: 440
فغیر مَرْضِیّ أَیضاً، و ذلك أَنَّ إِیَّا فی أَنها ضمیر منفصل بمنزلة أَنا و أَنت و نحن و هو و هی فی أَن هذه مضمرات منفصلة، فكما أَنَّ أَنا و أَنت و نحوهما تخالف لفظ المرفوع المتصل نحو التاء فی قمت و النون و الأَلف فی قمنا و الأَلف فی قاما و الواو فی قامُوا، بل هی أَلفاظ أُخر غیر أَلفاظ الضمیر المتصل، و لیس شی‌ء منها معموداً له غَیْرُه، و كما أَنَّ التاء فی أَنتَ، و إن كانت بلفظ التاء فی قمتَ، و لیست اسماً مثلها بل الاسم قبلها هو أَن و التاء بعده للمخاطب و لیست أَنْ عِماداً للتاء، فكذلك إیّا هی الاسم و ما بعدها یفید الخطاب تارة و الغیبة تارة أُخری و التكلم أُخری، و هو حرف خطاب كما أَن التاء فی أَنت حرف غیر معمود بالهمزة و النون من قبلها، بل ما قبلها هو الاسم و هی حرف خطاب، فكذلك ما قبل الكاف فی إِیَّاكَ اسم و الكاف حرف خطاب، فهذا هو محض القیاس، و أَما قول أَبی إسحق: إِنَّ إیّا اسم مظهر خص بالإِضافة إلی المضمر، ففاسد أَیضاً، و لیس إیّا بمظهر، كما زعم و الدلیل علی أَنَّ إیّا لیس باسم مظهر اقتصارهم به علی ضَرْبٍ واحد من الإِعراب و هو النصب؛ قال ابن سیدة: و لم نعلم اسماً مُظْهَراً اقْتُصِرَ به علی النَّصْب البتة إِلَّا ما اقْتُصِرَ به من الأَسماء علی الظَّرْفِیَّة، و ذلك نحو ذاتَ مَرَّةٍ و بُعَیْداتِ بَیْنٍ و ذا صَباحٍ و ما جَری مَجْراهُنَّ، و شیئاً من المصادر نحو سُبْحانَ اللهِ و مَعاذَ اللهِ و لَبَّیْكَ، و لیس إیّا ظرفاً و لا مصدراً فیُلحق بهذه الأَسماء، فقد صح إذاً بهذا الإِیراد سُقُوطُ هذه الأَقوالِ، و لم یَبْقَ هنا قول یجب اعتقاده و یلزم الدخول تحته إلا قول أَبی الحسن من أَنَّ إِیَّا اسم مضمر، و أَن الكاف بعده لیست باسم، و إنما هی للخطاب بمنزلة كاف ذلك و أَ رَأَیْتَك و أَبْصِرْكَ زیداً و لَیْسَكَ عَمْراً و النَّجاك. قال ابن جنی: و سئل أَبو إسحق عن معنی قوله عز و جل: إِیّٰاكَ نَعْبُدُ، ما تأْویله؟ فقال: تأْویله حَقیقَتَكَ نَعْبُد، قال: و اشتقاقه من الآیةِ التی هی العَلامةُ؛ قال ابن جنی: و هذا القول من أَبی إِسحق غیر مَرْضِیّ، و ذلك أَنَّ جمیع الأَسماء المضمرة مبنی غیر مشتق نحو أَنا و هِیَ و هُوَ، و قد قامت الدلالة علی كونه اسماً مضمراً فیجب أَن لا یكون مشتقّاً. و قال اللیث: إِیَّا تُجعل مكان اسم منصوب كقولك ضَرَبْتُكَ، فالكاف اسم المضروب، فإِذا أَردت تقدیم اسمه فقلت إِیَّاك ضَرَبْت، فتكون إیّا عِماداً للكاف لأَنها لا تُفْرَد من الفِعْل، و لا تكون إیّا فی موضع الرَّفع و لا الجرّ مع كاف و لا یاء و لا هاء، و لكن یقول المُحَذِّر إِیّاكَ و زَیْداً، و منهم من یَجعل التحذیر و غیر التحذیر مكسوراً، و منهم من ینصب فی التحذیر و یكسر ما سوی ذلك للتفرقة. قال أَبو إِسحق: مَوْضِع إِیّٰاكَ فی قوله إِیّٰاكَ نَعْبُدُ نَصْبٌ بوقوع الفعل علیه، و موضِعُ الكاف فی إِیّٰاكَ خفض بإضافة إِیّا إلیها؛ قال و إِیَّا اسم للمضمر المنصوب، إِلا أَنه ظاهر یضاف إلی سائر المضمرات نحو قولك إِیَّاك ضَرَبْت و إِیَّاه ضَرَبْت و إِیَّایَ حدَّثت، و الذی رواه الخلیل عن العرب إذا بلغ الرجل الستین فإِیَّاه و إِیَّا الشَّوابِّ، قال: و من قال إنَّ إیّاك بكماله الاسم، قیل له: لم نر اسماً للمضمر و لا للمُظْهر، إِنما یتغیر آخره و یبقی ما قبل آخره علی لفظ واحد، قال: و الدلیل علی إضافته قول العرب فإیّاه و إیّا الشوابِّ یا هذا، و إجراؤهم الهاء فی إِیّاه مُجراها فی عَصاه، قال الفراء: و العرب تقول هِیَّاك و زَیْداً إذا نَهَوْكَ، قال: و لا یقولون هِیَّاكَ ضَرَبْت. و قال المبرد: إِیَّاه لا تستعمل فی المضمر المتصل إِنما تستعمل فی المنفصل، كقولك ضَرَبْتُك لا یجوز أَن
لسان العرب، ج‌15، ص: 441
یقال ضَرَبْت إِیاك، و كذلك ضَرَبْتهم «3» لا یجوز أَن تقول ضَرَبْت إیاك و زَیْداً أَی و ضَرَبْتُك، قال: و أَما التحذیر إذا قال الرجل للرجل إِیَّاكَ و رُكُوبَ الفاحِشةِ ففِیه إضْمارُ الفعل كأَنه یقول إِیَّاكَ أُحَذِّرُ رُكُوبَ الفاحِشةِ. و قال ابن كَیْسانَ: إذا قلت إیاك و زیداً فأَنت مُحَذِّرٌ مَن تُخاطِبهُ مِن زَید، و الفعل الناصب لهما لا یظهر، و المعنی أُحَذِّرُكَ زَیْداً كأَنه قال أُحَذِّرُ إِیَّاكَ و زَیْداً، فإیَّاكَ مُحَذَّر كأَنه قال باعِدْ نَفْسَك عن زید و باعِدْ زَیْداً عنك، فقد صار الفعل عاملًا فی المُحَذَّرِ و المُحَذَّرِ منه، قال: و هذه المسأَلة تبین لك هذا المعنی، تقول: نفسَك و زَیداً، و رأْسَكَ و السَّیْفَ أَی اتَّقِ رَأْسَك أَن یُصِیبه السَّیْفُ و اتَّقِ السَّیْفَ أَن یُصِیبَ رَأْسَك، فرأْسُه مُتَّقٍ لئلا یُصِیبَه السیفُ، و السَّیْف مُتَّقًی، و لذلك جمعهما الفِعْل؛ و قال: فإِیَّاكَ إِیَّاكَ المِراءَ، فإِنَّه إلی الشَّرِّ دَعَّاءٌ، و للشَّرِّ جالِبُ یرید: إِیَّاكَ و المِراء، فحذف الواو لأَنه بتأْویل إِیَّاكَ و أَنْ تُمارِیَ، فاستحسن حذفها مع المِراء. و‌فی حدیث عَطاء: كان مُعاویةُ، رضی الله عنه، إذا رَفَع رأْسَه من السَّجْدةِ الأَخِیرةِ كانَتْ إِیَّاها؛ اسم كان ضمیر السجدة، و إِیَّاها الخبر أَی كانت هِیَ هِیَ أَی كان یَرْفَع منها و یَنْهَضُ قائماً إلی الركعة الأُخری من غیر أَن یَقْعُد قَعْدةَ الاسْتِراحة. و‌فی حدیث عمر بن عبد العزیز: إیایَ و كذا‌أَی نَحِّ عنِّی كذا و نَحِّنی عنه. قال: إِیّا اسم مبنی، و هو ضمیر المنصوب، و الضمائر التی تُضاف إلیها من الهاء و الكاف و الیاء لا مَواضِعَ لها من الإِعراب فی القول القویّ؛ قال: و قد تكون إیَّا بمعنی التحذیر. و أَیایا: زَجْرٌ؛ و قال ذو الرمة: إذا قال حادِیهِمْ: أَیایا، اتَّقَیْتُه بِمِثْل الذُّرَا مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِ قال ابن بری: و المشهور فی البیت: إذا قال حادیِنا: أَیا، عَجَسَتْ بِنا خِفَافُ الخُطی مُطْلَنْفِئاتُ العَرائكِ و إیاةُ الشمسِ، بكسر الهمزة: ضَوْءُها، و قد تفتح؛ و قال طَرَفةُ: سَقَتْه إِیاةُ الشمْسِ إِلا لِثاتِه أُسِفَّ، و لم تَكْدِمْ عَلَیْهِ بإِثْمِدِ فإن أَسقطت الهاء مَدَدْت و فتحت؛ و أَنشد ابن بری لمَعْنِ بن أَوْسٍ: رَفَّعْنَ رَقْماً علَی أَیْلِیَّةٍ جُدُدٍ، لاقَی أَیَاها أَیاءَ الشَّمْسِ فَأْتَلَقا و یقال: الأَیاةُ لِلشَّمْس كالهالةِ للقمر، و هی الدارة حولها.

با؛ ج15، ص: 441

: الباء حرف هجاء من حروف المعجم، و أَكثر ما تَرِد بمعنی الإِلْصاق لما ذُكِر قَبْلها من اسم أَو فعل بما انضمت إلیه، و قد تَرِدُ بمعنی المُلابسة و المُخالَطة، و بمعنی من أَجل، و بمعنی فی و من و عن و مع، و بمعنی الحال و العوض، و زائدةً، و كلُّ هذه الأَقسامِ قد جاءت فی الحدیث، و تعرف بسیاق اللفظ الواردة فیه، و الباء التی تأْتی للإِلصاق كقولك: أَمْسَكْت بزید، و تكون للاستعانة كقولك: ضَرَبْتُ بالسیَّف، و تكون للإِضافة كقولك: مررت بزید. قال ابن جنی: أَما ما یحكیه أَصحاب الشافعی من أَن الباءَ للتبعیض فشی‌ء لا یعرفه أَصحابنا و لا ورد به بیت، و تكون للقسم كقولك: بالله لأَفْعَلَنَّ. و قوله
(3). قوله [و كذلك ضربتهم إلی قوله قال و أما إلخ] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 442
تعالی: أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّ اللّٰهَ الَّذِی خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَمْ یَعْیَ بِخَلْقِهِنَّ بِقٰادِرٍ؛ إنما جاءَت الباء فی حَیِّز لم لأَنها فی معنی ما و لیس، و دخلت الباءُ فی قوله: أَشْرَكُوا بِاللّٰهِ، لأَن معنی أَشرَكَ بالله قَرَنَ بالله عز و جل غیره، و فیه إضمار. و الباء للإِلْصاق و القِرانِ، و معنی قولهم: وَكَّلْت بفلان، معناه قَرَنْتُ به وَكیلًا. و قال النحویون: الجالِبُ للباء فی بسم الله معنی الابتداء، كأَنه قال أَبتدئ باسم الله. و‌روی عن مجاهد عن ابن عمر أَنه قال: رأَیته یَشْتَدُّ بین الهَدَفَیْن فی قمیص فإذا أَصاب خَصْلةً یقول أَنا بها أَنا بها، یعنی إِذا أَصاب الهَدَفَ قال أَنا صاحِبُها ثم یرجع مُسكِّناً قومه حتی یمُرَّ فی السوق؛ قال شمر: قوله أَنا بها یقول أَنا صاحِبُها. و‌فی حدیث سلمة بن صَخْر: أَنه أَتی النبی، صلی الله علیه و سلم، فذكر أَن رجلًا ظاهَرَ امرأَتَه ثم وقَع علیها، فقال له النبی، صلی الله علیه و سلم: لَعَلَّكَ بذَلِك یا سلَمةُ؟ فقال: نَعَم أَنا بذَلِكَ؛ یقول: لعلك صاحِبُ الأَمْر، و الباء متعلقة بمحذوف تقدیره لعلك المُبْتَلی بذلك. و‌فی حدیث عمر، رضی الله عنه: أَنه أُتِیَ بامرأَةٍ قد زَنَتْ فقال: مَنْ بِكِ؟أَی من الفاعِلُ بكِ؛ یقول: مَن صاحِبُك. و‌فی حدیث الجُمعة: مَن تَوَضَّأَ للجُمعة فبِها و نِعْمَتْ‌أَی فبالرُّخصة أَخَذَ، لأَن السُّنة فی الجمعة الغُسلُ، فأَضمر تقدیره و نِعْمَت الخَصْلَةُ هی فحذَف المخصوص بالمدح، و قیل: معناه فبالسُّنْة أَخذَ، و الأَوَّل أَوْلی. و فی التنزیل العزیز: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ*؛ الباء هَاهُنا للالتباس و المخالطة، كقوله عز و جل: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَی مُخْتَلِطَة و مُلْتَبِسة به، و معناه اجْعَلْ تَسْبِیحَ اللهِ مُخْتَلِطاً و مُلْتَبِساً بحمده، و قیل: الباء للتعدیة كما یقال اذْهَب به أَی خُذْه معك فی الذَّهاب كأَنه قال سَبِّحْ رَبَّكَ مع حمدك إیاه. و‌فی الحدیث الآخر: سُبْحَانَ الله و بحَمْده‌أَی و بحَمْده سَبَّحت، و قد تكرر ذكر الباء المفردة علی تقدیر عامل محذوف، قال شمر: و یقال لمَّا رآنی بالسِّلاح هَرَبَ؛ معناه لما رآنی أَقْبَلْتُ بالسلاح و لما رآنی صاحِبَ سِلاح؛ و قال حُمید: رَأَتْنی بحَبْلَیْها فرَدَّتْ مَخافةً أَراد: لما رأَتْنی أَقْبَلْتُ بحبلیها. و قوله عز و جل: وَ مَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ؛ أَدخل الباء فی قوله بِإِلْحٰادٍ لأَنها حَسُنَت فی قوله و مَن یُرِدْ بأَن یُلْحِد فیه. و قوله تعالی: یَشْرَبُ بِهٰا عِبٰادُ اللّٰهِ؛ قیل: ذهَب بالباء إلی المعنی لأَن المعنی یَرْوی بها عِبادُ الله. و قال ابن الأَعرابی فی قوله تعالی: سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ؛ أَراد، و الله أَعلم، سأَل عن عذاب واقع، و قیل فی قوله تعالی: فَسَتُبْصِرُ «4» وَ یُبْصِرُونَ بِأَیِّكُمُ الْمَفْتُونُ؛ و قال الفراء فی قوله عز و جل: وَ كَفیٰ بِاللّٰهِ شَهِیداً*؛ دخلت الباء فی قوله وَ كَفیٰ بِاللّٰهِ* للمُبالَغة فی المدح و الدلالة علی قصد سبیله، كما قالوا: أَظْرِفْ بعَبْدِ اللهِ و أَنْبِلْ بعَبْدِ الرحمن، فأَدخلوا الباء علی صاحبِ الظَّرْف و النُّبْلِ للمُبالغة فی المدح؛ و كذلك قولهم: ناهِیكَ بأَخِینا و حَسْبُكَ بصدِیقنا، أَدخلوا الباء لهذا المعنی، قال: و لو أَسقطت الباء لقلت كفی اللهُ شَهیداً، قال: و موضع الباء رَفْعٌ فی قوله كَفیٰ بِاللّٰهِ*؛ و قال أَبو بكر: انْتصابُ قوله شَهِیداً* علی الحال من الله أَو علی القطع، و یجوز أَن یكون منصوباً علی التفسیر، معناه كفی بالله من الشاهدین فیَجْری فی باب المنصوبات مَجْری الدِّرْهَمِ
(4). قوله [و قیل فی قوله تعالی فَسَتُبْصِرُ إلخ] كتب بهامش الأَصل كذا أی أن المؤلف من عادته إذا وجد خللًا أو نقصاً كتب كذا أو كذا وجدت.
لسان العرب، ج‌15، ص: 443
فی قوله عندی عشرون دِرْهَماً، و قیل فی قوله: فَسْئَلْ بِهِ خَبِیراً؛ أَی سَلْ عنه خَبِیراً یُخْبِرْكَ؛ و قال علقمة: فإنْ تَسْأَلونی بالنِّساء، فإِنَّنی بَصِیرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبیبُ أَی تَسْأَلُونی عن النِّساء؛ قاله أَبو عبید. و قوله تعالی: مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ؛ أَی ما خَدَعكَ عن رَبِّكَ الكریم و الإِیمانِ به؛ و كذلك قوله عز و جل: وَ غَرَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ؛ أَی خَدَعَكُم عن الله و الإِیمان به و الطاعة له الشَّیْطانُ. قال الفراء: سمعت رجلًا من العرب یقول أَرْجُو بذلِك، فسأَلتُه فقال: أَرْجُو ذاك، و هو كما تقول یُعْجِبُنی بأَنَّك قائم، و أُریدُ لأَذْهَب، معناه أَرید أَذْهَبُ. الجوهری: الباء حرف من حروف المعجم «1»، قال: و أَما المكسورة فحرف جر و هی لإِلصاق الفعل بالمفعول به، تقول: مررت بزَیْدٍ، و جائز أَن یكون مع استعانة، تقول: كَتبتُ بالقلم، و قد تجی‌ء زائدة كقوله تعالی: وَ كَفیٰ بِاللّٰهِ شَهِیداً*؛ و حَسْبُكَ بزید، و لیس زیدٌ بقائم. و الباء هی الأَصل فی حُروف القَسَم تشتمل علی المُظْهَر و المُضْمَر، تقول: بالله لقد كان كذا، و تقول فی المُضْمَر: لأَفْعَلَنَّ؛ قال غویة بن سلمی: أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتمالی لتَحْزُنَنی، فَلا یَكُ ما أُبالی الجوهری: الباء حرف من حروف الشفة، بُنِیَت علی الكسرِ لاسْتِحالةِ الابْتِداء بالمَوْقُوفِ؛ قال ابن بری: صوابه بُنِیت علی حركة لاستِحالة الابتداء بالساكن، و خصّت بالكسر دون الفتح تشبیهاً بعملها و فرقاً بینها و بین ما یكون اسماً و حرفاً. قال الجوهری: و الباء من عوامل الجر و تختص بالدخول علی الأَسماء، و هی لإِلصاق الفعل بالمفعول به، تقول مررت بزید كأَنك أَلْصَقْتَ المُرور به. و كلُّ فِعْلٍ لا یَتَعَدَّی فلك أَن تُعَدِّیه بالباءِ و الأَلف و التشدید، تقول: طارَ به، و أَطارَه، و طَیّره؛ قال ابن بری: لا یصح هذا الإِطلاق علی العُموم، لأَنَّ من الأَفْعال ما یُعَدَّی بالهَمْزة و لا یُعَدَّی بالتضعیف نحو عادَ الشی‌ءُ و أَعَدْتُه، و لا تقل عَوَّدْته، و منها ما یُعدَّی بالتضعیف و لا یعدَّی بالهمزة نحو عَرَف و عَرَّفْتُه، و لا یقال أَعْرَفْتُه، و منها ما یُعَدَّی بالباء و لا یُعَدَّی بالهمزة و لا بالتضعیف نحو دفَعَ زید عَمْراً و دَفَعْتُه بعَمرو، و لا یقال أَدْفَعْتُه و لا دَفَّعْتَه. قال الجوهری: و قد تزاد الباء فی الكلام كقولهم بحَسْبِكِ قَوْلُ السَّوْءِ؛ قال الأَشعر الزَّفَیانُ و اسمه عَمرو بن حارِثَةَ یَهْجُو ابنَ عمه رضْوانَ: بحَسْبِكَ فی القَوْمِ أَنْ یَعْلَمُوا بأَنَّكَ فیهم غَنِیٌّ مُضِرّ و فی التنزیل العزیز: وَ كَفیٰ بِرَبِّكَ هٰادِیاً وَ نَصِیراً؛ و قال الراجز: نحنُ بَنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ، نَضْرِبُ بالسیفِ و نرْجُو بالفَرَجْ أَی الفَرَجَ؛ و ربما وُضِعَ موضِعَ قولك مِنْ أَجل كقول لبید: غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُحُولِ كأَنهمْ جِنُّ البَدِیِّ، رَواسِیاً أَقْدامُها أَی من أَجل الذُّحُول، و قد تُوضَعُ مَوْضِعَ علی
(1). قوله [الجوهری الباء حرف من حروف المعجم] كذا بالأصل، و لیست هذه العبارة له كما فی عدة نسخ من صحاح الجوهری و لعلها عبارة الأَزهری.
لسان العرب، ج‌15، ص: 444
كقوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینٰارٍ؛ أَی علی دِینار، كما تُوضَعُ علی مَوْضِعَ الباء كقول الشاعر: إِذا رَضِیَتْ علیَّ بَنُو قُشَیْرٍ، لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَنی رِضاها أَی رَضِیَتْ بی. قال الفراء: یوقف علی الممدود بالقصر و المدّ شَرِبْت مَا، قال: و كان یجب أَن یكون فیه ثلاث أَلفات، قال: و سمعت هؤلاء یقولون شربت مِی یا هذا «1»، قال: و هذه بی یا هذا، و هذه ب حَسَنَةٌ، فشَبَّهوا الممدود بالمقصور و المقصور بالممدود، و النسب إِلی الباء بَیَوِیٌّ. و قصیدة بَیَوِیَّةٌ: رَوِیُّها الباء؛ قال سیبویه: البا و أَخواتها من الثنائی كالتا و الحا و الطا و الیا، إِذا تهجیت مقصورة لأَنها لیست بأَسماء، و إِنما جاءت فی التهجی علی الوقف، و یدلك علی ذلك أَن القاف و الدال و الصادَ موقوفةُ الأَواخِرِ، فلولا أَنها علی الوقف لَحُرِّكَتْ أَواخِرهن، و نظیر الوقف هنا الحذف فی الباء و أَخواتها، و إِذا أَردت أَن تَلْفِظ بحروف المعجم قَصَرْتَ و أَسْكَنْت، لأَنك لست ترید أَن تجعلها أَسماء، و لكنك أَردت أَن تُقَطِّع حروف الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تُصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تقف عندها لأَنها بمنزلة عِهْ، و سنذكر من ذلك أَشیاء فی مواضعها، و الله أَعلم.

تا؛ ج15، ص: 444

: التاء: حرف هجاء من حروف المعجم تاءٌ حَسَنَةٌ، و تنسب القصیدة التی قَوافِیها علی التاء تائیّةٌ، و یقال تاوِیَّةٌ، و كان أَبو جعفر الرُّؤَاسی یقول بَیَوِیَّة و تَیَوِیَّة؛ الجوهری: النسب إِلی التاء تَیَوِیٌّ. و قصِیدة تَیَوِیَّةٌ: رویها التاء، و قال أَبو عبید عن الأَحمر: تاوِیَّةٌ، قال: و كذلك أَخواتها؛ و التاءُ من حروف الزیادات و هی تزاد فی المستقبل إِذا خاطبت تقول: أَنت تَفْعل، و تدخُل فی أَمر المُواجَهة للغابرِ كقوله تعالی: فبذلك فَلْتَفْرَحُوا؛ قال الشاعر: قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَیْهِ دارُها: تِیذَنْ فإِنی حَمْؤُها و جارُها أَراد: لِتِیذَنْ، فحذف اللام و كسر التاء علی لغة من یقول أَنت تِعْلَم، و تُدْخِلها أَیضاً فی أَمر ما لم یسمَّ فاعِله فتقول من زُهِیَ الرجل: لِتُزْهَ یا رجل و لِتُعْنَ بحاجتی؛ قال الأَخفش: إِدْخالُ اللام فی أَمر المُخاطَب لغة ردیئة لأَن هذه اللام إِنما تدخُل فی الموضع الذی لا یُقْدَرُ فیه علی افْعَلْ، تقول: لِیَقُمْ زید، لأَنك لا تقدر علی افْعَلْ، و إِذا خاطبت قلت قُمْ لأَنك قد اسْتَغْنَیْتَ عنها؛ و التاءُ فی القَسَم بدل من الواو كما أَبدلوا منها فی تَتْری و تُراثٍ و تُخَمةٍ و تُجاه، و الواو بدل من الباء، تقول: تالله لقد كان كذا، و لا تدخل فی غیر هذا الاسم، و قد تُزاد التاء للمؤنث فی أَول المستقبل و فی آخر الماضی، تقول: هی تَفْعَلُ و فَعَلَتْ، فإِن تأَخَّرت عن الاسم كانت ضمیراً، و إِن تقَدَّمت كانت علامة؛ قال ابن بری: تاء التأْنیث لا تخرج عن أَن تكون حرفاً تأَخَّرت أَو تقدّمت؛ قال الجوهری: و قد تكون ضمیر الفاعل فی قولك فَعَلْت، یستوی فیه المذكر و المؤنث، فإِن خاطبْتَ مذكراً فتحتَ، و إِن خاطبتَ مؤنثاً كسرت؛ و قد تزاد التاء فی أَنت فتصیر مع الاسم كالشی‌ء الواحد من غیر أَن تكون مضافة إِلیه؛ و قول الشاعر: بالخیرِ خَیْراتٍ و إِنْ شَرًّا فا و لا أُریدُ الشَّرَّ إِلا أَنْ تا
(1). قوله [شربت می‌یا هذا إلخ] كذا ضبط می‌بالأصل هنا و تقدم ضبطه فی موه بفتح فسكون و تقدم ضبط الباء من ب حسنة بفتحة واحدة و لم نجد هذه العبارة فی النسخة التی بأیدینا من التهذیب.
لسان العرب، ج‌15، ص: 445
قال الأَخفش: زعم بعضهم أَنه أَراد الفاء و التاء فرَخَّم، قال: و هذا خطأٌ، أَ لا تری أَنك لو قلت زیداً وا ترید و عمراً لم یُستدلَّ أَنك ترید و عمراً، و كیف یُریدون ذلك و هم لا یَعْرِفون الحروف؟ قال ابن جنی: یرید أَنك لو قلت زیداً وا من غیر أَن تقول و عَمْراً لم یُعلم أَنك ترید عَمراً دون غیره، فاختصر الأَخفش الكلام ثم زاد علی هذا بأَن قال: إِن العرب لا تعرف الحروف، یقول الأَخفش: فإِذا لم تعرف الحروف فكیف ترخم ما لا تعرفه و لا تلفظ به؟ و إِنما لم یجز ترخیم الفاء و التاء لأَنهما ثُلاثیان ساكنا الأَوسط فلا یُرَخَّمانِ، و أَما الفراء فیری ترخیم الثلاثی إِذا تحرك أَوْسَطُه نحو حَسَنٍ و حَمَلٍ، و من العرب من یجعل السین تاء؛ و أَنشد لِعلْباء بن أَرقم: یا قَبَّحَ اللهُ بَنی السِّعْلاتِ: عَمْرَو بنَ یَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ لَیْسُوا أَعِفَّاءَ و لا أَكْیاتِ یرید الناسَ و الأَكْیاسَ. قال: و من العرب من یجعل التاء كافاً؛ و أَنشد لرجل من حِمْیَر: یا ابنَ الزُّبَیْرِ طالَما عَصَیْكا، و طالَما عَنَّیْتَنا إِلَیْكا، لَنَضْرِبَنْ بسَیْفِنا قَفَیْكا اللیث: تا و ذی لغتانِ فی موضع ذِه، تقول: هاتا فُلانةُ، فی موضع هذه، و فی لغة تا فلانة، فی موضع هذه. الجوهری: تا اسم یشار به إِلی المؤنث مثل ذا للمذكر؛ قال النابغة:ها إِنَّ تا عِذْرَةٌ إِنْ لا تَكُنْ نَفَعَتْ، فَإِنَّ صاحِبَها قَدْ تاهَ فی البَلَدِ «1» و علی هاتین اللغتین قالوا تِیكَ و تِلْكَ و تالِكَ، و هی أَقبح اللغات كلها، فإِذا ثَنَّیْت لم تقل إِلَّا تانِ و تانِك و تَیْنِ و تَیْنِكَ فی الجر و النصب فی اللغات كلها، و إِذا صَغَّرت لم تقل إِلَّا تَیَّا، و من ذلك اشْتُقَّ اسم تَیَّا؛ قال: و التی هی مَعْرِفةُ تا، لا یَقُولونها فی المَعرفة إِلا علی هذه اللغة، و جعلوا إحدی اللامین تقویة للأُخری استقباحاً أَن یقولوا التی، و إِنما أَرادوا بها الأَلف و اللام المُعَرِّفة، و الجمع اللَّاتِی، و جمع الجمع اللَّواتِی، و قد تخرج التاء من الجمع فیقال اللَّائِی ممدودة، و قد تخرج الیاء فیقال اللَّاءِ، بكسرة تدل علی الیاء، و بهذه اللغة كان أَبو عمرو بن العلاء یقرأُ؛ و أَنشد غیره: من اللَّاءِ لم یَحْجُجْنَ یَبْغِینَ حِسْبةً، و لَكِنْ لِیَقْتُلْنَ البَرِی‌ءَ المُغَفَّلا و إِذا صَغَّرْت التی قلت اللَّتَیَّا، و إِذا أَردت أَن تجمع اللَّتَیَّا قلت اللَّتَیَّاتِ. قال اللیث: و إِنما صار تصغیر تِهِ و ذِه و ما فیهما من اللغات تَیَّا لأَن كلمة التاء و الذال من ذِه و تِه كلُّ واحدة هی نَفْسٌ و ما لَحِقَها من بعدها فإِنها عمادٌ للتاء لكی ینطلق به اللسان، فلما صُغِّرت لم تَجِد یاءُ التصغیر حرفین من أَصل البناء تجی‌ء بعدَهما كما جاءت فی سُعَیْدٍ و عُمَیْرٍ، و لكنها وقعت بعدَ التاء فجاءت بعد فتحة، و الحرف الذی قبل یاء التصغیر بجَنْبها لا یكون إِلا مفتوحاً، و وقَعت التاء إِلی جنبها فانْتَصَبَتْ و صار ما بعدها قوَّة لها، و لم ینضم قبلها شی‌ء لأَنه لیس قبلها حرفان، و جمِیعُ التصغیر صَدْرُه مَضْمومٌ و الحرف الثانی منصوب ثم بعدهما یاء التصغیر، و منَعَهم أَن یرفعوا التاء التی فی التصغیر لأَن هذه الحروف دخلت عماداً للسان فی آخر الكلمة فصارَتِ الیاء التی قبلها فی غیر موضعها، لأَنها قُلِبت للسان عماداً، فإِذا وقعت فی الحَشْو لم تكن عِماداً، و هی فی تَیَّا الأَلف التی كانت فی ذا؛ و قال
(1). روایة الدیوان:ها إن ذی عِذرة … إلخ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 446
المبرد: هذه الأسماء المبهمة مخالفة لغیرها فی معناها و كثیر من لفظها، فمن مُخالفتِها فی المعنی وُقُوعها فی كل ما أَوْمَأْت، إلیه و أَما مخالفتها فی اللفظ فإِنها یكون منها الاسم علی حَرْفَیْنِ، أَحدهما حرفُ لِین نحو ذا و تاء فلما صُغِّرت هذه الأَسماء خُولِف بها جِهةَ التصغیر فلا یعربُ المُصغَّرُ منها و لا یكون علی تصغیره دلیل، و أُلحقت أَلف فی أَواخرها تدل علی ما كانت تدل علیه الضمة فی غیر المبهمة، أَ لا تری أَنَّ كل اسم تُصَغِّره من غیر المبهمة تَضمُّ أَوّله نحو فُلَیْسٍ و دُرَیْهِمٍ؟ و تقول فی تصغیر ذا ذَیًّا، و فی تا تَیًّا، فإِن قال قائل: ما بالُ یاء التصغیرِ لَحِقَت ثانیةً و إِنما حَقُّها أن تَلْحَقَ ثالثةً؟ قیل: إِنها لحقت ثالثةً و لكنك حَذَفْتَ یاء لاجتماع الیاءَاتِ فصارت یاءُ التصغیر ثانیة، و كان الأَصل ذُیَیَّا، لأَنك إذا قُلْتَ ذا فالأَلف بَدَلٌ من یاء، و لا یكون اسم علی حرفین فی الأَصل فقد ذهَبَتْ یاءٌ أُخَرَی، فإِن صَغَّرتَ ذه أو ذی قلت تَیًّا، و إِنما منعك أَن تقول ذَیًّا كَراهیةَ الالتباس بالمُذَكَّرِ فقلت تَیًّا؛ قال: و تقول فی تصغیر الذی اللَّذَیَّا و فی تصغیر التی اللَّتَیَّا كما قال: بَعْدَ اللَّتَیَّا و اللَّتَیَّا و الَّتِی، إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ قال: و لو حَقَّرْتَ اللاتِی قلت فی قول سیبویه اللَّتَیَّاتِ كتصغیر التی، و كان الأَخفش یقول وحده اللوتیا «1» لأَنه لیس جمع التی علی لفظها فإِنما هو اسم للجمع، قال المُبرد: و هذا هو القیاس. قال الجوهری: تِه مثل ذِه، و تانِ للتثنیة، و أُولاء للجمع، و تصغیر تا تَیَّا، بالفتح و التشدید، لأَنك قلبت الأَلف یاء و أَدْغَمْتَها فی یاء التصغیر؛ قال ابن بری: صوابه و أَدغمت یاء التصغیر فیها لأَنّ یاء التصغیر لا تتحّرك أَبداً، فالیاء الأُولی فی تَیّا هی یاء التصغیر و قد حذفت من قبلها یاء هی عین الفعل، و أَما الیاء المجاورة للأَلف فهی لام الكلمة. و‌فی حدیث عمر: أَنه رأَی جاریةً مَهْزُولة فقال من یَعْرِف تَیَّا؟ فقال له ابنه: هی و اللهِ إِحدی بَناتِك؛ تَیًّا: تصغیرُ تا، و هی اسم إشارة إلی المؤنث بمنزلة ذا للمذَكَّر، و إِنما جاء بها مُصَغَّرة تَصْغیراً لأَمرها، و الأَلف فی آخرها علامة التصغیر و لیست التی فی مكبرها؛ و منه قول بعض السلف: و أَخَذَ تِبْنةً من الأَرض فقال تَیًّا من التوفیقِ خیرٌ من كذا و كذا من العَمَل. قال الجوهری: و لك أَن تدخل علیها‌ها التنبیهِ فتقول هاتا هند و هاتان و هؤلاء، و للتصغیر هاتَیًّا، فإِن خاطَبْتَ جئتَ بالكاف فقلت تِیكَ و تِلْكَ و تاكَ و تَلْكَ، بفتح التاء، و هی لغة ردیئةٌ، و للتثنیة تانِكَ و تانِّكَ، بالتشدید، و الجمع أُولَئِكَ و أُولاكَ و أُولالِكَ، فالكاف لمن تخاطبه فی التذكیر و التأْنیث و التثنیة و الجمع، و ما قَبْلَ الكافِ لمن تُشِیرُ إِلیه فی التذكیر و التأْنیث و التثنیة و الجمع، فإِن حفظت هذا الأَصل لم تُخطِئ فی شی‌ء من مسائله؛ و تدخل الهاء علی تِیكَ و تاكَ تقول هاتِیكَ هِندٌ و هاتاكَ هِندٌ؛ قال عبید یصف ناقته: هاتِیكَ تَحْمِلُنی و أَبْیَضَ صارِماً، و مُذَرَّباً فی مارِنٍ مَخْمُوسِ و قال أَبو النجم: جِئْنا نُحَیِّیكَ و نَسْتَجْدِیكا، فافْعَلْ بِنا هاتاكَ أَوْ هاتِیكا أَی هذه أَو تِلْك تَحِیَّةً أَو عطیة، و لا تدخل‌ها علی تلك لأَنهم جعلوا اللام عوضاً عن‌ها التَّنْبِیه؛
(1). قوله [اللوتیا] كذا بالأصل و التهذیب بتقدیم المثناة الفوقیة علی التحتیة، و سیأتی للمؤلف فی ترجمة تصغیر ذا و تا اللویا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 447
قال ابن بری: إِنما امْتَنَعُوا مِن دخول‌ها التنبیه علی ذلك و تلك من جهة أَنَّ اللام تدل علی بُعْدِ المشار إِلیه، و‌ها التنبیه تدلُّ علی قُرْبه، فَتَنافیا و تَضادَّا. قال الجوهری: و تالِك لغة فی تِلْك؛ و أَنشد ابن السكیت للقُطامِیّ یَصِف سفینة نوح، علیه السلام: و عامَتْ، و هْیَ قاصِدةٌ، بإِذْنٍ، و لَوْ لا اللهُ جارَ بها الجَوارُ، إِلی الجُودیِّ حتی صار حِجْراً و حانَ لِتالِك الغُمَرِ انْحِسارُ ابن الأَعرابی: التُّوَی الجَوارِی، و التّایَةُ الطَّایَةُ؛ عن كراع.

حا؛ ج15، ص: 447

: الحاء: حرف هجاء یمد و یقصر، و قال اللیث: هو مقصور موقوف، فإذا جعلته اسماً مددته كقولك هذه حاء مكتوبة و مَدّتها یاءان، قال: و كل حرف علی خلقتها من حروف المعجم فأَلفها إذا مُدَّت صارت فی التصریف یاءین، قال: و الحاء و ما أَشبهها تؤنث ما لم تُسَمَّ حرفاً، فإِذا صغرتها قلت حُیَیَّة، و إنما یجوز تصغیرها إذا كانت صغیرة فی الخَطّ أَو خفیة و إلا فلا، و ذكر ابن سیده الحاء حرف هجاء فی المعتل و قال: إنَّ أَلفها منقلبة عن واو، و استدل علی ذلك و قد ذكرناه أَیضاً حیث ذكره اللیث، و یقولون لابن مائة: لا حاءَ و لا ساءَ أَی لا مُحْسِنٌ و لا مُسِئٌ، و یقال: لا رجُل و لا امرأةٌ، و قال بعضهم: تفسیره أَنه لا یستطیع أَن یقول حا و هو زَجْر للكبش عند السِّفاد و هو زَجْر للغنم أَیضاً عند السَّقْی، یقال: حَأْحَأْتُ به و حاحَیْتُ، و قال أَبو خَیرَةَ: حأْحأْ، و قال أَبو الدقیش: أُحُو أُحُو، و لا یستطیع أَن یقول سَأْ، و هو للحمار، یقال: سَأْسَأْت بالحمار إِذا قلت سَأْسَأْ؛ و أَنشد لإمرئ القیس: قَوْمٌ یُحاحُونَ بالبِهامِ، و نِسْوانٌ قِصارٌ كهَیْئةِ الحَجَلِ أَبو زید: حاحَیْتُ بالمِعْزَی حِیحاءً و مُحاحاةً صِحْتُ، قال: و قال الأَحمر سَأْسَأْت بالحمار. أَبو عمرو: حاحِ بضَأْنِك و بغَنَمِكَ أَی ادْعُها؛ و قال: أَلجَأَنی القُرُّ إِلی سَهْواتِ فِیها، و قد حاحَیْتُ بالذَّواتِ قال: و السَّهْوةُ صَخْرةٌ مُقْعَئِلّةٌ لا أَصل لها فی الأَرض كأَنها حاطت من جبل «2» و الذَّواتُ: المَهازِیل، الواحدة ذات. الجوهری: حاءٍ زجر للإِبل، بُنی علی الكسر لالتقاء الساكنین، و قد یقصر، فإن أَردت التنكیر نَوّنْتَ فقلت حاءٍ و عاءٍ. و قال أَبو زید: یقال للمعز خاصة حاحَیْتُ بها حِیحاءً و حِیحاءةً إذا دعوتها. قال سیبویه: أَبدلوا الأَلف بالیاء لشبهها بها لأَن قولك حاحَیْتُ إِنما هو صَوْتٌ بَنَیْتَ منه فِعْلًا، كما أَن رجلًا لو أَكثر من قوله لا لجاز أَن یقول لا لَیْتُ، یرید قُلتُ لا، قال: و یَدلُّك علی أَنها لیست فاعَلْتُ قولهم الحَیْحاء و العَیْعاء، بالفتح، كما قالوا الْحاحاتُ و الهاهاتُ، فأُجْرِیَ حاحَیْتُ و عاعَیْتُ و هاهَیْتُ مُجْری دَعْدَعْتُ إذْ كُنَّ للتَّصْویتِ. قال ابن بری عند قول الجوهری حاحَیْتُ بها حِیحاءً و حِیحاءةٌ، قال: صوابه حَیْحاءً و حاحاةً، و قال عند قوله عن سیبویه أَبدلوا الأَلف بها لشبهها بها، قال: الذی قال سیبویه إِنما هو أَبدلوا الأَلف لشبهها بالیاء، لأَنَّ أَلف حاحَیْتُ بدل من الیاء فی حَیْحَیْتُ، و قال عند قول الجوهری أَیضاً لجاز أَن تقول لالَیْتُ قال: حكی عن العرب فی لا و ما لوَّیْتُ و مَوَّیْتُ، قال: و قول
(2). قوله [كأنها حاطت إلی قوله الجوهری] كذا بالأصل …
لسان العرب، ج‌15، ص: 448
الجوهری كما قالوا الحاحاتُ و الهاهاتُ، قال: موضع الشاهد من الحاحاتِ أَنه فَعلَلةٌ و أَصله حَیْحَیَةٌ و فَعْللَةٌ، لا یكون مصدراً لِفاعَلْتُ و إِنما یكون مصدراً لفَعْلَلْتُ، قال: فثبت بذلك أَن حاحَیْت فَعْلَلْتُ لا فاعَلْتُ، و الأَصل فیها حَیْحَیْتُ. ابن سیدة: حاءِ أَمر للكبش بالسِّفاد. و حاءٌ، ممدودة: قبیلة؛ قال الأَزهری: و هی فی الیمن حاءٌ و حَكَمٌ. الجوهری: حاءٌ حَیُّ من مَذْحِجٍ؛ قال الشاعر: طلَبْت الثَّأْرَ فی حَكَمٍ و حاءٍ قال ابن بری: بنو حاء من جُشَمِ بن مَعَدٍّ. و‌فی حدیث أَنس: شفاعتی لأَهل الكبائِرِ من أُمَّتی حتی حَكَمَ و حاءَ.قال ابن الأَثیر: هما حَیَّان من الیمن من و راء رَمْلِ یَبْرِین. قال أَبو موسی: یجوز أَن یكون حاء من الحُوَّة، و قد حُذِفت لامه، و یجوز أَن یكون من حَوَی یَحْوِی، و یجوز أَن یكون مقصوراً غیر ممدود. و بئرُ حاءَ: معروفة.

خا؛ ج15، ص: 448

: الخاء: حرف هجاء، و هو حرف مهموس یكون أَصلًا لا غیر، و حكی سیبویه: خَیِّیْتُ خاء؛ قال ابن سیدة: فإِذا كان هذا فهو من باب عَیَّیْت، قال: و هذا عندی من صاحب العین صَنْعة لا عَرَبِیَّة، و قد ذكر ذلك فی علة الحاء. قال سیبویه: الخاء و أَخواتُها من الثُّنائِیة كالهاء و الباء و التاء و الطاء إذا تُهُجِّیَتْ مَقْصورَةٌ، لأَنها لیست بأَسماء، و إنما جاءت فی التَّهَجِّی علی الوقف، و یدلك علی ذلك أَن القاف و الدالَ و الصادَ موقوفةُ الأَواخِر، فلو لا أَنها علی الوقف حُرِّكَتْ أَواخِرُهن، و نظیر الوَقْفِ هاهنا الحَذْفُ فی الیاء و أَخواتِها، و إذا أَردت أَن تَلْفِظ بحروف المُعجم قَصَرْتَ و أَسْكَنْتَ، لأَنك لست ترید أَن تجعلها أَسماء و لكنك أَردت أَن تُقَطِّع حروف الاسم فجاءت كأَنها أَصواتٌ تُصوِّت بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها لأَنها بمنزلة عِهْ، و إذا أَعربتها لزمك أَن تَمُدَّها، و ذلك أَنها علی حرفین الثانی منهما حرفُ لِین، و التَّنْوِینُ یُدْرِك الكلمة، فتَحْذِفُ الأَلف لالتقاء الساكنین فیلزمك أَن تقول: هذه حاً یا فتی، و رأَیت حاً حَسَنَةً، و نظرت إلی طاً حَسَنةٍ، فیبقی الاسم علی حرف واحد، فإِن ابْتَدَأْتَه وجب أَن یكون متحركاً، و إن وقفت علیه وجب أن یكون ساكناً، فإن ابتدأْته و وقفت علیه جمیعاً وجب أَن یكون ساكناً متحركاً فی حال، و هذا ظاهر الاستحالة، فأَما ما حكاه أَحمد بن یحیی من قولهم: شربتُ ما، بقصر ماءٍ فحكایة شاذة لا نظیر لها و لا یسُوغُ قیاس غیرها علیها. و خاء بِك: معناه اعْجَلْ. غیره: خاء بك علینا و خایِ لغتان أَی اعْجَلْ، و لیست التاء للتأْنیث «1» لأَنه صوت مبنی علی الكسر، و یستوی فیه الاثنان و الجمع و المؤنث، فخاءِ بكما و خایِ بكما و خاءِ بكم و خایِ بكم؛ قال الكمیت: إذا ما شَحَطْنَ الحادِیَیْنِ سَمِعْتَهم بَخایِ بِكَ الحَقْ، یَهْتِفُون، و حَیَّ هَلْ و الیاء متحركة غیر شدیدة و الأَلفُ ساكنةٌ، و یروی: بخاء بِكَ …؛ و قال ابن سلمة: معناه خِبْت، و هو دعاء منه علیه، تقول: بخائبك أَی بأَمْرِك الذی خابَ و خَسِر؛ قال الجوهری: و هذا خلاف قول أَبی زید كما تری، و قیل القولُ الأَولُ. قال الأَزهری: قرأْت فی كتاب النوادر لابن هانئ خایِ بِك علینا أَی اعْجَلْ علینا، غیر موصول، قال: أَسْمَعَنِیه الإِیادی لشمر
(1). قوله [و لیست التاء للتأْنیث] كذا بالأصل هنا، و لعلها تخریجة من محل یناسبها وضعها النساخ هنا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 449
عن أَبی عبید خایِبِكَ علینا، و وصل الیاء بالباء فی الكتاب، قال: و الصواب ما كُتِب فی كتاب ابن هانئ و خایِ بِكِ اعْجَلِی و خایِ بِكُنَّ اعْجَلْنَ، كل ذلك بلفظ واحد إلا الكاف فإِنك تُثَنِّیها و تجمعُها. و الخُوّةُ: الأَرضُ الخالیةُ؛ و منه قول بنی تمیم لأَبی العارِم الكِلابیّ و كان اسْتَرْشَدَهم فقالوا له: إنّ أَمامَكَ خُوَّةً من الأَرض و بها ذئب قد أَكل إنساناً أَو إنسانین فی خبر له طویل. و خَوٌّ: كثیب معروف بنجد. و یومُ خَوٍّ: یومٌ قَتل فیه ذُؤابُ بن ربیعة عُتَیْبَةَ بن الحَرِث بن شهاب.

ذا؛ ج15، ص: 449

ذا؛ ج15، ص: 449

اشارة

: قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی و محمد بن زید: ذا یكون بمعنی هذا، و منه قول الله عز و جل: مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّٰا بِإِذْنِهِ؛ أَی مَنْ هذا الذی یَشْفَع عِنده؛ قالا: و یكون ذا بمعنی الذی، قالا: و یقال هذا ذو صَلاحٍ و رأَیتُ هذا ذا صَلاحٍ و مررت بهذا ذی صَلاحٍ، و معناه كله صاحِب صَلاح. و قال أَبو الهیثم: ذا اسمُ كلِّ مُشارٍ إلیه مُعایَنٍ یراه المتكلم و المخاطب، قال: و الاسم فیها الذال وحدها مفتوحة، و قالوا الذال وحدها هی الاسم المشار إلیه، و هو اسم مبهم لا یُعرَف ما هو حتی یُفَسِّر ما بعده كقولك ذا الرَّجلُ، ذا الفرَسُ، فهذا تفسیر ذا و نَصْبُه و رفعه و خفصه سواء، قال: و جعلوا فتحة الذال فرقاً بین التذكیر و التأْنیث كما قالوا ذا أَخوك، و قالوا ذی أُخْتُك فكسروا الذال فی الأُنثی و زادوا مع فتحة الذال فی المذكر أَلفاً و مع كسرتها للأُنثی یاء كما قالوا أَنْتَ و أَنْتِ. قال الأَصمعی: و العرب تقول لا أُكَلِّمُك فی ذی السنة و فی هَذِی السنة، و لا یقال فی ذا السَّنةِ، و هو خطأٌ، إِنما یقال فی هذه السَّنةِ؛ و فی هذی السنة و فی ذی السَّنَة، و كذلك لا یقال ادْخُلْ ذا الدارَ و لا الْبَسْ ذا الجُبَّة، و إنما الصواب ادْخُل ذی الدارَ و الْبَس ذی الجُبَّةَ، و لا یكون ذا إلا للمذكر. یقال: هذه الدارُ و ذی المرأَةُ. و یقال: دَخلت تِلْكَ الدَّار و تِیكَ الدَّار، و لا یقال ذِیك الدَّارَ، و لیس فی كلام العرب ذِیك البَتَّةَ، و العامَّة تُخْطِئ فیه فتقول كیف ذِیك المرأَةُ؟ و الصواب كیف تِیكَ المرأَةُ؟ قال الجوهری: ذا اسم یشار به إِلی المذكر، و ذی بكسر الذال للمؤنث، تقول: ذی أَمَةُ اللهِ، فإِن وقفت علیه قلت ذِهْ، بهاء موقوفة، و هی بدل من الیاء، و لیست للتأْنیث، و إنما هی صِلةٌ كما أَبدلوا فی هُنَیَّةٍ فقالوا هُنَیْهة؛ قال ابن بری: صوابه و لیست للتأْنیث و إنما هی بدل من الیاء، قال: فإِن أَدخلت علیها الهاء للتنبیه قلت هذا زیدٌ و هذی أَمَةُ اللهِ و هذه أَیضاً، بتحریك الهاء، و قد اكتفوا به عنه، فإِن صَغَّرْت ذا قلت ذَیًّا، بالفتح و التشدید، لأَنك تَقْلِب أَلف ذا یاء لمكان الیاء قبلها فتُدْغِمها فی الثانیة و تزید فی آخره أَلفاً لتَفْرُقَ بین المُبْهَم و المعرب، و ذَیّانِ فی التثنیة، و تصغیر هذا هَذَیًّا، و لا تُصَغَّر ذی للمؤنث و إنما تُصَغَّر تا، و قد اكتفوا به عنه، و إن ثَنَّیْتَ ذا قلت ذانِ لأَنه لا یصح اجتماعهما لسكونهما فتَسْقُط إحدی الأَلفین، فمن أَسقط أَلف ذا قرأَ إنَّ هذَینِ لَساحِرانِ فأَعْرَبَ، و من أَسقط أَلف التثنیة قرأَ إنَّ هذانِ لساحِرانِ لأَن أَلف ذا لا یقع فیها إعراب، و قد قیل: إنها علی لغة بَلْحَرِثِ ابن كعب، قال ابن بری عند قول الجوهری: من أَسقط أَلف التثنیة قرأَ إنَّ هذان لساحران، قال: هذا وهم من الجوهری لأَن أَلف التثنیة حرف زید لمعنی، فلا یسقط و تبقی الأَلف الأَصلیة كما لم یَسقُط التنوین فی هذا قاضٍ و تبقی الیاء الأَصلیة، لأَن التنوین زیدَ لمعنی فلا یصح حذفه، قال: و الجمع أُولاء من غیر لفظه، فإن خاطبْتَ جئْتَ بالكاف فقلت ذاكَ و ذلك، فاللام
لسان العرب، ج‌15، ص: 450
زائدة و الكاف للخطاب، و فیها دلیل علی أَنَّ ما یُومأُ إِلیه بعید و لا مَوْضِعَ لها من الإِعراب، و تُدْخِلُ الهاء علی ذاك فتقول هذاك زَیدٌ، و لا تُدْخِلُها علی ذلك و لا علی أُولئك كما لم تَدْخُل علی تلْكَ، و لا تَدْخُل الكافُ علی ذی للمؤنث، و إنما تَدْخُلُ علی تا، تقول تِیكَ و تِلْك، و لا تَقُلْ ذِیك فإِنه خطأٌ، و تقول فی التثنیة: رأَیت ذَیْنِكَ الرِّجُلین، و جاءنی ذانِكَ الرَّجُلانِ، قال: و ربما قالوا ذانِّك، بالتشدید. قال ابن بری: من النحویین من یقول ذانِّك، بتشدید النون، تَثْنِیةَ ذلك قُلِبَتِ اللام نوناً و أُدْغِمَت النون فی النون، و منهم من یقول تشدیدُ النون عِوضٌ من الأَلف المحذوفة من ذا، و كذلك یقول فی اللذانِّ إِنَّ تشدید النون عوض من الیاء المحذوفة من الذی، قال الجوهری: و إنما شددوا النون فی ذلك تأْكیداً و تكثیراً للاسم لأَنه بقی علی حرف واحد كما أَدخلوا اللام علی ذلك، و إنما یفعلون مثل هذا فی الأَسماء المُبْهَمة لنقصانها، و تقول للمؤنث تانِكَ و تانِّك أَیضاً، بالتشدید، و الجمع أُولئك، و قد تقدم ذكر حكم الكاف فی تا، و تصغیر ذاك ذَیّاك و تصغیر ذلك ذَیّالِك؛ و قال بعض العرب و قَدِمَ من سَفَره فوجد امرأَته قد ولدت غلاماً فأَنكره فقال لها: لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ القَصِیِّ مِنِّی ذی القاذُورةِ المَقْلِیِّ أَو تَحْلِفِی برَبِّكِ العَلِیِّ أَنِّی أَبو ذَیّالِكِ الصَّبیِّ قد رابَنی بالنَّظَر التُّرْكِیِّ، و مُقْلةٍ كمُقْلَةِ الكُرْكِیِّ فقالت: لا و الذی رَدَّكَ یا صَفِیِّی، ما مَسَّنی بَعْدَك مِن إنْسِیِّ غیرِ غُلامٍ واحدٍ قَیْسِیِّ، بَعْدَ امرأَیْنِ مِنْ بَنی عَدِیِّ و آخَرَیْنِ مِنْ بَنی بَلِیِّ، و خمسة كانوا علی الطَّوِیِّ و سِتَّةٍ جاؤوا مع العَشِیِّ، و غیرِ تُرْكِیٍّ و بَصْرَوِیِّ و تصغیر تِلْك تَیَّاكَ؛ قال ابن بری: صوابه تَیّالِكَ، فأَما تَیّاك فتصغیر تِیك. و قال ابن سیدة فی موضع آخر: ذا إِشارة إِلی المذكر، یقال ذا و ذاك، و قد تزاد اللام فیقال ذَلِكَ. و قوله تعالی: ذٰلِكَ الْكِتٰابُ؛ قال الزجاج: معناه هَذا الكتابُ، و قد تدخل علی ذا‌ها التی للتَّنْبِیه فیقال هَذا، قال أَبو علی: و أَصله ذَیْ فأَبدلوا یاءه أَلفاً، و إن كانت ساكنة، و لم یقولوا ذَیْ لئلا یشبه كَیْ و أَیْ، فأَبدلوا یاءه أَلفاً لِیلْحَقَ بباب متی و إذ أَو یخرج من شَبَه الحَرْفِ بعضَ الخُروج. و قوله تعالی: إنَّ هَذانِ لَساحِرانِ؛ قال الفراء: أَراد یاء النصب ثم حذفها لسكونها و سكون الأَلف قَبْلَها، و لیس ذلك بالقوی، و ذلِك أَن الیاء هی الطارئة علی الأَلف فیجب أَن تحذف الأَلف لمكانها، فأَما ما أَنشده اللحیانی عن الكسائی لجمیل من قوله: و أَتَی صَواحِبُها فَقُلْنَ: هَذَا الَّذی مَنَحَ المَوَدَّةَ غَیْرَنا و جَفانا فإِنه أَراد أَ ذا الَّذِی، فأَبدل الهاء من الهمزة. و قد استُعْمِلت ذا مكان الذی كقوله تعالی: وَ یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوُ؛ أَی ما الذی ینفقون فیمن رفع الجواب فَرَفْعُ العَفْوِ یدلّ علی أَن ما مرفوعة بالابتداء و ذٰا خبرها و یُنْفِقُونَ صِلةُ ذا، و أَنه لیس ما و ذا جمیعاً كالشی‌ء الواحد، هذا هو الوجه عند
لسان العرب، ج‌15، ص: 451
سیبویه، و إِن كان قد أَجاز الوجهَ الآخر مع الرفع. و ذی، بكسر الذال، للمؤنث و فیه لُغاتٌ: ذِی و ذِهْ، الهاء بدل من الیاء، الدلیل علی ذلك قولهم فی تحقیر ذَا ذَیّا، و ذِی إنما هی تأْنیث ذا و من لفظه، فكما لا تَجِب الهاء فی المذكر أَصلًا فكذلك هی أَیضاً فی المؤنث بَدَلٌ غیرُ أَصْلٍ، و لیست الهاء فی هَذِه و إن استفید منها التأْنیث بمنزلة هاء طَلْحَة و حَمْزَة لأَن الهاء فی طلحة و حمزة زائدة، و الهاء فی هَذا لیست بزائدة إِنما هی بدل من الیاء التی هی عین الفعل فی هَذِی، و أَیضاً فإِنَّ الهاء فی حمزة نجدها فی الوصل تاء و الهاء فی هذه ثابِتةٌ فی الوصل ثَباتَها فی الوقف. و یقال: ذِهِی، الیاء لبیان الهاء شبهها بهاء الإِضمار فی بِهِی و هَذِی و هَذِهِی و هَذِهْ، الهاء فی الوصل و الوقف ساكنةٌ إِذا لم یلقها ساكن، و هذه كلها فی معنی ذِی؛ عن ابن الأَعرابی؛ و أَنشد: قُلْتُ لَها: یا هَذِهی هذا إِثِمْ، هَلْ لَكِ فی قاضٍ إِلَیْهِ نَحْتَكِمْ؟ و یوصل ذلك كله بكاف المخاطبة. قال ابن جنی: أَسماء الإِشارة هَذا و هذِه لا یصح تثنیة شی‌ء منها من قِبَلِ أَنَّ التثنیة لا تلحق إِلا النكرة، فما لا یجوز تنكیره فهو بأَن لا تصح تثنیته أَجْدَرُ، فأَسْماء الإِشارة لا یجوز أَن تُنَكَّر فلا یجوز أَن یُثَنَّی شی‌ء منها، أَ لا تراها بعد التثنیة علی حدّ ما كانت علیه قبل التثنیة، و ذلك نحو قولك هَذانِ الزَّیْدانِ قائِمَیْن، فَنَصْبُ قائِمَیْن بمعنی الفعل الذی دلت علیه الإِشارةُ و التنبیهُ، كما كنت تقول فی الواحد هذا زَیْدٌ قائماً، فَتَجِدُ الحال واحدةً قبل التثنیةِ و بعدها، و كذلك قولك ضَرَبْتُ اللَّذَیْنِ قاما، تَعرَّفا بالصلة كما یَتَعَرَّفُ بها الواحد كقولك ضربت الذی قامَ، و الأَمر فی هذه الأَشیاء بعد التثنیة هو الأَمر فیها قبل التثنیة، و لیس كذلك سائرُ الأَسماء المثناة نحو زید و عمرو، أَ لا تری أَن تعریف زید و عمرو إِنما هو بالوضع و العلمیة؟ فإِذا ثنیتهما تنكرا فقلت عندی عَمْرانِ عاقِلانِ، فإِن آثرت التعریف بالإِضافة أَو باللام فقلت الزَّیْدانِ و العَمْرانِ و زَیْداكَ و عَمْراكَ، فقد تَعَرَّفا بَعْدَ التثنیة من غیر وجه تَعَرُّفِهما قبلها و لَحِقا بالأَجْناسِ و فارَقا ما كانا علیه من تعریف العَلَمِیَّةِ و الوَضْعِ، فإِذا صح ذلك فینبغی أَن تعلمَ أَنَّ هذانِ و هاتانِ إِنما هی أَسماء موضوعة للتثنیة مُخْتَرعة لها، و لیست تثنیة للواحد علی حد زید و زَیْدانِ، إِلا أَنها صِیغت علی صورة ما هو مُثَنًّی علی الحقیقة فقیل هذانِ و هاتانِ لئلا تختلف التثنیة، و ذلك أَنهم یُحافِظون علیها ما لا یُحافِظون علی الجمع، أَ لا تری أَنك تجد فی الأَسماء المتمكنة أَلفاظَ الجُموع من غیر أَلفاظِ الآحاد، و ذلك نحو رجل و نَفَرٍ و امرأَةٍ و نِسْوة و بَعیر و إِبلٍ و واحد و جماعةٍ، و لا تجد فی التثنیة شیئاً من هذا، إنما هی من لفظ الواحد نحو زید و زیدین و رجل و رجلین لا یختلف ذلك، و كذلك أَیضاً كثیر من المبنیات علی أَنها أَحق بذلك من المتمكنة، و ذلك نحو ذا و أُولَی و أُلات و ذُو و أُلُو، و لا تجد ذلك فی تثنیتها نحو ذا و ذانِ و ذُو و ذَوانِ، فهذا یدلك علی محافظتهم علی التثنیة و عنایتهم بها، أَعنی أَن تخرج علی صورة واحدة لئلا تختلف، و أَنهم بها أَشدُّ عِنایة منهم بالجمع، و ذلك لَمَّا صیغت للتثنیة أَسْماء مُخْتَرَعة غیر مُثناة علی الحقیقة كانت علی أَلفاظ المُثناة تَثْنِیةً حقیقةً، و ذلك ذانِ و تانِ، و القول فی اللَّذانِ و اللَّتانِ كالقول فی ذانِ و تانِ. قال ابن جنی: فأَما قولهم هذانِ و هاتانِ و فذانك فإِنما تقلب فی هذه المواضع لأَنهم عَوَّضوا من حرف
لسان العرب، ج‌15، ص: 452
محذوف، و أَما فی هذانِ فهی عِوَضٌ من أَلف ذا، و هی فی ذانِك عوض من لام ذلك، و قد یحتمل أَیضاً أَن تكون عوضاً من أَلف ذلك، و لذلك كتبت فی التخفیف بالتاء «2» لأَنها حینئذ ملحقة بدَعْد، و إِبدال التاء من الیاء قلیل، إِنما جاء فی قولهم كَیْتَ و كَیْتَ، و فی قولهم ثنتان، و القول فیهما كالقول فی كیت و كیت، و هو مذكور فی موضعه. و ذكر الأَزهری فی ترجمة حَبَّذا قال: الأَصل حَبُبَ ذا فأُدغمت إِحدی الباءَین فی الأُخری و شُدِّدت، و ذا إِشارة إِلی ما یقرب منك؛ و أَنشد بعضهم: حَبَّذا رَجْعُها إِلَیْكَ یَدَیْها فی یَدَیْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارا كأَنه قال: حَبُبَ ذا، ثم ترجم عن ذا فقال: هو رَجْعُها یَدَیْها إِلی حَلّ تِكَّتها أَی ما أَحَبَّه، و یَدا دِرْعِها: كُمَّاها. و‌فی صفة المهدی: قُرَشِیٌّ یَمانٍ لیس مِن ذِی و لا ذُو‌أَی لیس نَسَبُه نَسَبَ أَذْواء الیمن، و هم مُلوكُ حِمْیَرَ، منهم ذُو یَزَنَ و ذُو رُعَیْنٍ؛ و قوله: قرشیٌّ یَمانٍ أَی قُرَشِیُّ النَّسَب یَمانِی المَنْشإ؛ قال ابن الأَثیر: و هذه الكلمة عینها واو، و قیاس لامها أَن تكون یاء لأَن باب طَوَی أَكثر من باب قَوِیَ؛ و منه‌حدیث جریر: یَطْلُع علیكم رَجل من ذِی یَمَنٍ علی وجْهِه مَسْحة من ذی مَلَكٍ؛ قال ابن الأَثیر: كذا أَورده أَبو عُمَر الزاهد و قال ذی هاهنا صِلة أَی زائدة.

تفسیر ذاك و ذلك؛ ج15، ص: 452

: التهذیب: قال أَبو الهیثم إِذا بَعُدَ المُشارُ إِلیه من المُخاطَب و كان المُخاطِبُ بَعِیداً ممن یُشِیرُ إِلیه زادوا كافاً فقالوا ذاك أَخُوك، و هذه الكاف لیست فی موضع خفض و لا نصب، إِنما أَشبهت كافَ قولك أَخاك و عصاك فتوهم السامعون أَن قول القائل ذاك أَخوك كأَنها فی موضع خفض لإِشْباهِها كافَ أَخاك، و لیس ذلك كذلك، إِنما تلك كاف ضُمت إِلی ذا لبُعْد ذا من المخاطب، فلما دخل فیها هذا اللبس زادوا فیها لاماً فقالوا ذلك أَخُوك، و فی الجماعة أُولئك إِخْوَتُك، فإِن اللام إِذا دخلت ذهبت بمعنی الإِضافة، و یقال: هذا أَخُوك و هذا أَخٌ لك و هذا لك أَخٌ، فإِذا أَدخلت اللام فلا إِضافة. قال أَبو الهیثم: و قد أَعلمتك أَنَّ الرفع و النصب و الخفض فی قوله ذا سواء، تقول: مررت بذا و رأَیت ذا و قام ذا، فلا یكون فیها علامة رفع الإِعراب و لا خفضه و لا نصبه لأَنه غیر متمكن، فلما ثنَّوا زادوا فی التثنیة نوناً و أَبْقَوُا الأَلف فقالوا ذانِ أَخَواك و ذانِك أَخَواك؛ قال الله تعالی: فَذٰانِكَ بُرْهٰانٰانِ مِنْ رَبِّكَ؛ و من العرب من یشدِّد هذه النون فیقول ذانِّكَ أَخَواكَ، قال: و هم الذین یزیدون اللام فی ذلك فیقولون ذلك، فجعلوا هذه التشدیدة بدل اللام؛ و أَنشد المبرد فی باب ذا الذی قد مر آنِفاً: أَ مِنْ زَیْنَبَ ذی النارُ، قُبَیْلَ الصُّبْحِ ما تَخْبُو إِذا ما خَمَدَتْ یُلقی، عَلَیها، المَنْدَلُ الرَّطْبُ قال أَبو العباس: ذی معناه ذِهْ. یقال: ذا عَبْدُ الله و ذی أَمَةُ اللهِ و ذِهْ أَمَةُ اللهِ و تِهْ أَمَةُ الله و تا أَمَة اللهِ، قال: و یقال هَذی هِنْدُ و هاتِه هِندُ و هاتا هِندُ، علی زیادة‌ها التَّنْبیه، قال: و إِذا صَغَّرْت ذِه قلت تَیّا تَصْغِیرَ تِه أَو تا، و لا تُصَغَّر ذه علی لفظها لأَنك إِذا صغرت ذا قلت ذَیّا، و لو صغرت
(2). قوله [و لذلك كتبت فی التخفیف بالتاء إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 453
ذِه لقلت ذَیَّا فالتبس بالمذكر، فصغروا ما یخالف فیه المؤنث المذكر، قال: و المُبْهَماتُ یُخالِف تَصْغِیرُها تَصْغیرَ سائر الأَسماء. و قال الأَخفش فی قوله تعالی: فَذٰانِكَ بُرْهٰانٰانِ مِنْ رَبِّكَ؛ قال: و قرأَ بعضهم فذانِّكَ برهانان، قال: و هم الذین قالوا ذلك أَدخلوا التثقیل للتأْكید كما أَدخلوا اللام فی ذلك، و قال الفراء: شدَّدوا هذه النون لیُفْرَقَ بینها و بین النون التی تسقط للإِضافة لأَن هَذانِ و هاتانِ لا تضافان؛ و قال الكسائی: هی من لغة من قال هذا آ قال ذلك، فزادوا علی الأَلف أَلفاً كما زادوا علی النون نوناً لیُفْصَل بینهما و بین الأَسماء المتمكنة؛ و قال الفراء: اجتمع القُراء علی تخفیف النون من ذانِكَ و كثیرٌ من العرب فیقول فذانِك قائمانِ و هذانِ قائمانِ و اللذان قالا ذلك، و قال أَبو إِسحاق: فذانك تثنیة ذاك و ذانِّك تثنیة ذلك، یكون بدلَ اللامِ فی ذلك تشدیدُ النون فی ذانِّك. و قال أَبو إِسحاق: الاسم من ذلك ذا و الكاف زِیدَت للمخاطبة فلا حَظَّ لها فی الإِعراب. قال سیبویه: لو كان لها حظ فی الإِعراب لقلت ذلك نَفْسِكَ زید، و هذا خَطَأٌ. و لا یجوز إِلَّا ذلكَ نَفْسُه زید، و كذلك ذانك یشهد أَن الكاف لا موضع لها و لو كان لها موضع لكان جرّاً بالإِضافة، و النون لا تدخل مع الإِضافة و اللامُ زِیدَتْ مع ذلك للتوكید، تقول: ذلِك الحَقُّ و هَذاكَ الحَقُّ، و یقبح هذالِكَ الحَقُّ لأَن اللام قد أَكَّدَت مع الإِشارة و كُسِرت لالتقاء الساكنین، أَعنی الأَلف من ذا، و اللام التی بعدها كان ینبغی أَن تكون اللام ساكنة و لكنها كُسِرَت لِما قُلنا، و الله أَعلم.

تفسیر هذا؛ ج15، ص: 453

: قال المنذری: سمعت أَبا الهیثم یقول‌ها و أَلا حرفان یُفْتَتَحُ بهما الكلام لا معنی لهما إِلا افتتاح الكلام بهما، تقول: هَذا أَخوك، فها تَنبیهٌ و ذا اسم المشار إِلیه و أَخُوك هو الخبر، قال: و قال بعضهم‌ها تَنْبِیهٌ تَفتتح العَرَبُ الكلامَ به بلا معنًی سِوی الافتتاح:ها إِنَّ ذا أَخُوك، و أَلا إِنَّ ذا أَخُوك، قال: و إِذا ثَنَّوُا الاسم المبهم قالوا تانِ أُخْتاك و هاتانِ أُخْتاك فرجَعوا إِلی تا، فلما جمعوا قالوا أُولاءِ إِخْوَتُك و أُولاءِ أَخَواتُك، و لم یَفْرُقوا بین الأُنثی و الذكر بعلامة، قال: و أُولاء، ممدودة مقصورة، اسم لجماعة ذا و ذه، ثم زادوا‌ها مع أُولاء فقالوا هؤلاء إِخْوَتُك. و قال الفراء فی قوله تعالی: هٰا أَنْتُمْ أُولٰاءِ تُحِبُّونَهُمْ؛ العرب إِذا جاءت إِلی اسم مكنی قد وُصِفَ بهذا و هذانِ و هؤلاء فَرَقُوا بین‌ها و بین ذا و جعَلوا المَكْنِیَّ بینهما، و ذلك فی جهة التقریب لا فی غیرها، و یقولون: أَین أَنت؟ فیقول القائل:ها أَنا ذا، فلا یَكادُون یقُولون‌ها أَنا، و كذلك التنبیه فی الجمع؛ و منه قوله عز و جل: هٰا أَنْتُمْ أُولٰاءِ تُحِبُّونَهُمْ، و ربما أَعادوها فوصلوها بذا و هذا و هؤلاء فیقولون‌ها أَنتَ ذا قائماً و‌ها أَنْتُم هؤلاء. قال الله تعالی فی سورة النساء: هٰا أَنْتُمْ هٰؤُلٰاءِ جٰادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِی الْحَیٰاةِ الدُّنْیٰا؛ قال: فإِذا كان الكلام علی غیر تقریب أَو كان مع اسمٍ ظاهرٍ جعلوها موصولةً بذا فیقولون‌ها هو و هذان هما، إِذا كان علی خبر یكتفی كل واحد منهما بصاحبه بلا فعل، و التقریب لا بد فیه من فعل لنقصانه، و أَحبوا أَن یَفرقوا بذلك بین التقریب و بین معنی الاسم الصحیح. و قال أَبو زید: بنو عُقَیْلٍ یقولون هؤلاء، ممدود مُنَوَّنٌ مهموز، قَوْمُكَ، و ذهب أَمسٌ بما فیه بتنوین، و تمیم تقول: هؤلا قَوْمُك، ساكن، و أَهل الحجاز یقولون: هؤلاء قومُك، مهموز ممدود مخفوض، قال: و قالوا كِلْتا تَیْنِ و هاتین بمعنی
لسان العرب، ج‌15، ص: 454
واحد، و أَما تأْنیث هذا فإِن أَبا الهیثم قال: یقال فی تأْنیث هذا هذِه مُنْطَلِقة فیصلون یاء بالهاء؛ و قال بعضهم: هذی مُنْطَلِقة و تِی منطلقة و تا مُنْطَلِقة؛ و قال كعب الغنوی: و أَنْبَأْتُمانی أَنَّما الموتُ بالقُرَی، فكیف و هاتا رَوْضةٌ و كَثِیبُ یرید: فكیف و هذه؛ و قال ذو الرمة فی هذا و هذه: فهذِی طَواها بُعْدُ هذی، و هذه طَواها لِهذِی وخْدُها و انْسِلالُها قال: و قال بعضهم هَذاتُ [هَذاتِ «1» مُنْطَلِقةٌ، و هی شاذة مرغوب عنها، قال: و قال تِیكَ و تِلْكَ و تالِكَ مُنْطَلِقةٌ؛ و قال القطامی: تَعَلَّمْ أَنَّ بَعْدَ الغَیِّ رُشْداً، و أَنَّ لِتالِكَ الغُمَرِ انْقِشاعا فصیّرها تالِكَ و هی مَقُولة، و إِذا ثنیت تا قلت تانِكَ فَعَلَتا ذلك، و تانِّكَ فَعلتا ذاك، بالتشدید، و قالوا فی تثنیة الذی اللَّذانِ و اللَّذانِّ و اللَّتانِ و اللَّتانِّ، و أَما الجمع فیقال أُولئك فعلوا ذلك، بالمدّ، و أُولاك، بالقصر، و الواو ساكنة فیهما. و أَما هذا و هذان فالهاء فی هذا تنبیه و ذا اسم إِشارة إِلی شی‌ء حاضر، و الأَصل ذا ضُمَّ إِلیها ها. أَبو الدقیش: قال لرجل أَین فلان؟ قال: هو ذا؛ قال الأَزهری: و نحو ذلك حفظته عن العرب. ابن الأَنباری: قال بعض أَهل الحجاز هُوَ ذا، بفتح الواو، قال أَبو بكر: و هو خطأٌ منه لأَن العلماء الموثوق بعلمهم اتفقوا علی أَن هذا من تحریف العامة، و العرب إِذا أَرادت معنی هو ذا قالت‌ها أَنا ذا أَلقی فلاناً، و یقول الاثنان:ها نحن ذانِ نَلْقاه، و تقول الرجال:ها نحن أُولاءِ نلقاه، و یقول المُخاطِبُ:ها أَنتَ ذا تَلْقَی فلاناً، و للاثنین:ها أَنتما ذان، و للجماعة:ها أَنتم أُولاءِ، و تقول للغائب:ها هو ذا یلقاه و‌ها هُما ذانِ و‌ها هم أُولاء، و یبنی التأْنیث علی التذكیر، و تأُویل قوله‌ها أَنا ذا أَلقاه قد قَرُبَ لِقائی إِیاه. و قال اللیث: العرب تقول كذا و كذا كافهما كاف التنبیه، و ذا اسم یُشار به، و الله أَعلم.

تصغیر ذا و تا و جمعهما؛ ج15، ص: 454

: أَهل الكوفة یسمون ذا و تا و تلك و ذلك و هذا و هذه و هؤلاء و الذی و الذین و التی و اللَّاتی حروف المُثُل، و أَهل البصرة یسمونها حروف الإِشارة و الأَسماء المُبْهمة، فقالوا فی تصغیر هذا: ذَیّا، مثل تصغیر ذا، لأَنَّ‌ها تنبیهٌ و ذا إِشارةٌ و صِفةٌ و مِثالٌ لاسمِ من تُشِیر إِلیه، فقالوا: و تصغیر ذلِكَ ذَیّا، و إِن شِئْت ذَیّالِك، فمن قال ذَیَّا زعم أَن اللام لیست بأَصلیة لأَنَّ معنی ذلِك ذاك، و الكاف كافُ المُخاطَب، و من قال ذَیّالِك صَغَّر علی اللفظ، و تصغیر تِلْك تَیَّا و تَیّالِك، و تصغیر هذه تَیّا، و تصغیر أُولَئِكَ أُولَیّا، و تصغیر هَؤُلاء هَؤُلَیّا، قال: و تصغیر اللَّاتی مثل تصغیر التی و هی اللَّتیَّا، و تصغیر اللاتی اللَّوَیّا، و تصغیر الذی اللَّذَیّا، و الذین اللَّذَیُّون. و قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: یقال للجماعة التی واحدتها مؤنثة اللَّاتی و اللَّائی، و الجماعة التی واحدها مذكر اللَّائی، و لا یقال اللَّاتی إِلا للتی واحدتها مؤنثة، یقال: هُنَّ اللَّاتی فَعَلْن كذا و كذا و اللَّائی فَعَلْن كذا، و هم الرجال اللائی و اللَّاؤُون فَعَلوا كذا و كذا، و أَنشد الفراء: همُ اللَّاؤون فَكُّوا الغُلَّ عَنِّی، بمَرْوِ الشاهِجانِ، و هُمْ جنَاحی و فی التنزیل العزیز: وَ اللّٰاتِی یَأْتِینَ الْفٰاحِشَةَ مِنْ نِسٰائِكُمْ،
(1). قوله [هذات] كذا فی الأَصل بتاء مجرورة كما تری، و فی القاموس شرح بدل منطلقة منطلقات.
لسان العرب، ج‌15، ص: 455
و قال فی موضع آخر: وَ اللّٰائِی لَمْ یَحِضْنَ، و منه قول الشاعر: منَ اللَّاءِ لم یَحْجُجْنَ یَبْغِینَ حِسْبةً، و لكِنْ لیَقْتُلْنَ البَرِی‌ءَ المُغَفَّلا و قال العجاج: بَعْدَ اللَّتَیّا و اللَّتَیّا و الَّتِی، إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ «2» یقال منه: لَقِیَ منه اللَّتَیَّا و الَّتی إِذا لَقیَ منه الجَهْدَ و الشِّدَّة، أَراد بعد عَقَبةٍ من عِقاب المَوْتِ مُنْكَرة إِذا أَشْرَفَتْ علیها النَّفْسُ تَرَدَّتْ أَی هَلَكَتْ، و قبله: إِلی أَمارٍ و أَمارِ مُدَّتی، دافَعَ عَنِّی بنَقِیرٍ مَوْتَتی بَعْدَ اللتیا و اللتیا و التی، إِذا علتها أَنْفُسٌ تردَّتِ فارْتاحَ رَبِّی و أَرادَ رحَمْتَی، و نِعْمةً أَتَمَّها فتَمَّتِ و قال اللیث: الذی تَعْریف لَذْ و لَذِی، فلما قَصُرَت قَوَّوا اللامَ بلام أُخری، و من العرب من یَحْذِف الیاء فیقول هذا اللَّذْ فَعَلَ، كذا بتسكین الذال، و أَنشد: كاللَّذْ تَزَبَّی زُبْیةً فاصْطِیدا و للاثنین هذانِ اللَّذانِ، و للجمع هؤُلاء الذین، قال: و منهم من یقول هَذانِ اللذا، فأَما الذین أَسكنوا الذال و حذفوا الیاء التی بعدها فإِنهم لما أَدخلوا فی الاسم لام المعرفة طرَحُوا الزیادة التی بعد الذال و أُسكنت الذال، فلما ثَنَّوا حَذَفُوا النون فأَدخلوا علی الاثنین لحَذْف النون ما أَدخلوا علی الواحد بإِسكان الذال، و كذلك الجمع، فإِن قال قائل: أَ لا قالوا اللَّذُو فی الجمع بالواو؟ فقل: الصواب فی القیاس ذلك و لكن العرب اجتمعت علی الذی بالیاء و الجر و النصب و الرفع سواء، و أَنشد: و إِنّ الَّذی حانَتْ بفَلْجٍ دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْمُ كلُّ القَوْمِ، یا أُمَّ خالِدِ و قال الأَخطل: أَ بَنی كُلَیْبٍ! إِنَّ عَمَّیَّ اللَّذا قَتَلا المُلُوكَ، و فَكَّكا الأَغْلالا و كذلك یقولون اللَّتا و التی، و أَنشد: هما اللَّتا أَقْصَدَنی سَهْماهُما و قال الخلیل و سیبویه فیما رواه أَبو إِسحاق لهما إِنهما قالا: الذین لا یظهر فیها الإِعراب، تقول فی النصب و الرفع و الجر أَتانی الَّذِین فی الدار و رأَیت الَّذین و مررت بالَّذِین فی الدار، و كذلك الَّذِی فی الدار، قالا: و إِنما مُنِعا الإِعراب لأَنَّ الإِعراب إِنما یكون فی أَواخر الأَسماء، و الَّذِی و الَّذِینَ مُبْهَمان لا یَتِمَّان إِلا بصِلاتِهما فلذلك مُنعا الإِعرابَ، و أَصل الَّذِی لَذْ، فاعلم، علی وزن عَمْ، فإِن قال قائل: فما بالك تقول أَتانی اللَّذانِ فی الدار و رأَیت اللَّذَیْن فی الدار فتُعْرِبُ ما لا یُعْرَبُ فی الواحد فی تَثْنِیَتِه نحو هَذانِ و هَذَیْنِ و أَنت لا تُعْرِب هذا و لا هَؤلاء؟ فالجواب فی ذلك: أَن جمیع ما لا یُعْرَب فی الواحد مُشَبَّه بالحرف الذی جاء لمعنی، فإِن ثَنَّیْته فقد بَطَلَ شَبَهُ الحرف الذی جاء لمعنی لأَنَّ حروف المعانی لا تُثَنَّی، فإِن قال قائل: فلم منعته الإِعراب فی الجمع؟ قلت: لأَنَّ الجمع لیس علی حدّ التثنیة كالواحد، أَ لا تری أَنك تقول فی جمع هذا هَؤُلاءِ
(2). قوله" و قال العجاج بعد اللتیا إلخ" تقدم فی روح نسبة ذلك إلی رؤبة لا إلی العجاج.
لسان العرب، ج‌15، ص: 456
یا فتی؟ فجعلته اسماً للجمع فَتَبْنِیه كما بَنَیْتَ الواحد، و مَن جَمَع الَّذِین علی حدّ التثنیة قال جاءنی اللَّذُون فی الدار، و رأَیت الَّذِین فی الدار، و هذا لا ینبغی أَن یقع لأَن الجمع یُسْتَغْنَی فیه عن حدِّ التثنیةِ، و التثنیةُ لیس لها إِلا ضرب واحد. ثعلب عن ابن الأَعرابی: الأُلی فی معنی الذین، و أَنشد: فإِنَّ الأُلَی بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشِم قال ابن الأَنباری: قال ابن قتیبة فی قوله عز و جل: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نٰاراً، معناه كمثلِ الَّذِین استَوقَدوا ناراً، فالذی قد یأْتی مؤدّیاً عن الجمع فی بعض المواضع، و احتج بقوله: إِنَّ الَّذی حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤهم قال أَبو بكر: احتجاجه علی الآیة بهذا البیت غلط لأَن الذی فی القرآن اسم واحد ربما أَدَّی عن الجمع فلا واحد له، و الذی فی البیت جمع واحده اللَّذْ، و تثنیته اللَّذا، و جمعه الَّذِی، و العرب تقول جاءنی الذِی تَكَلَّمُوا، و واحد الَّذِی اللَّذْ، و أَنشد: یا ربّ عَبس لا تُبارِكْ فی أَحدْ، فی قائِمٍ منهم، و لا فیمَن قَعَدْ إِلا الَّذِی قامُوا بأَطْرافِ المَسَدْ [المِسَدْ أَراد الَّذین. قال أَبو بكر: و الذی فی القرآن واحد لیس له واحد، و الَّذی فی البیت جمع له واحد، و أَنشد الفراء: فكنتُ و الأَمْرَ الَّذی قد كِیدا، كاللَّذْ تَزَبَّی زُبْیَةً فاصْطِیدا و قال الأَخطل: أَ بَنِی كُلَیْبٍ، إِنَّ عَمَّیَّ اللَّذا قَتَلا المُلوكَ، و فَكَّكا الأَغْلالا قال: و الذی یكون مُؤَدِّیاً عن الجمع و هو واحد لا واحد له فی مثل قول الناس أُوصِی بمالِی للذِی غَزا و حَجَّ، معناه للغازینَ و الحُجَّاج. و قال اللَّه تعالی: ثُمَّ آتَیْنٰا مُوسَی الْكِتٰابَ تَمٰاماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ، قال الفراء: معناه تماماً للمُحْسِنینَ أَی تَماماً للذین أَحْسَنُوا، یعنی أَنه تمم كُتُبهم بكتابه، و یجوز أَن یكون المعنی تماماً علی ما أَحسن أَی تَماماً للذی أَحْسَنه من العِلم و كُتُبِ اللَّهِ القدیمة، قال: و معنی قوله تعالی: كَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نٰاراً، أَی مَثَلُ هَؤلاءِ المُنافِقِین كمثل رجل كان فی ظُلمة لا یُبْصِر من أَجْلِها ما عن یَمِینه و شِماله و ورائه و بین یدیه، و أَوقد ناراً فأَبْصَرَ بها ما حَوْلَه من قَذًی و أَذًی، فبینا هو كذلك طَفِئَتْ نارُه فرجع إلی ظُلْمَتِه الأُولی، فكذلك المُنافِقُون كانوا فی ظُلمة الشِّرك ثم أَسْلَموا فَعَرَفُوا الخیر و الشرَّ بالإِسلام، كما عَرَفَ المُسْتَوْقِد لمَّا طَفِئَتْ ناره و رجع إِلی أَمْرِه الأَوَّل.

ذو و ذوات؛ ج15، ص: 456

: قال اللیث: ذُو اسم ناقص و تَفْسیره صاحِبُ ذلك، كقولك: فلان ذُو مالٍ أَی صاحِبُ مالٍ، و التثنیة ذَوان، و الجمع ذَوُونَ، قال: و لیس فی كلام العرب شی‌ء یكون إِعرابه علی حرفین غیر سبع كلمات و هنّ: ذُو و فُو و أَخُو و أَبو و حَمُو و امْرُؤٌ و ابْنُمٌ، فأَما فُو فإنك تقول: رأَیت فا زَید، و وضَعْتُ فی فِی زید، و هذا فُو زید، و منهم من ینصب الفا فی كل وجه؛ قال العجاج یصف الخمر: خالَطَ مِنْ سَلْمَی خَیاشِیمَ و فَا و قال الأَصمعی: قال بِشْرُ بنُ عُمر قلت لذی الرمة أَ رأَیت قوله: خالط من سلمی خیاشیم و فا
لسان العرب، ج‌15، ص: 457
قال: إِنا لنقولها فی كلامنا قَبَحَ الله ذا فا؛ قال أَبو منصور: و كلام العرب هو الأَوَّل، و ذا نادر. قال ابن كیسان: الأَسماء التی رفعها بالواو و نصبها بالأَلف و خفضها بالیاء هی هذه الأَحرف: یقال جاء أَبُوك و أَخُوك و فُوك و هَنُوك و حَمُوكِ و ذُو مالٍ، و الأَلف نحو قولك رأَیتُ أَباكَ و أَخاكَ و فاكَ و حماكِ و هناكَ و ذا مال، و الیاء نحو قولك مررت بأَبِیك و أَخِیك و فِیك و حَمیكِ و هَنِیكَ و ذِی مالٍ. و قال اللیث فی تأْنیث ذُو ذاتُ: تقول هی ذاتُ مالٍ، فإِذا وقَفْتَ فمنهم من یَدَع التاء علی حالها ظاهرةً فی الوُقُوف لكثرة ما جَرَتْ علی اللِّسان، و منهم من یرد التاء إِلی هاء التأْنیث، و هو القیاس، و تقول: هی ذاتُ مالٍ و هما ذواتا مال، و یجوز فی الشعر ذاتا مالٍ، و التَّمامُ أَحسنُ. و فی التنزیل العزیز: ذَوٰاتٰا أَفْنٰانٍ؛ و تقول فی الجمع: الذَّوُونَ. قال اللیث: هم الأَدْنَوْنَ و الأَوْلَوْنَ؛ و أَنشد للكمیت: و قد عَرَفَتْ مَوالِیَها الذَّوِینا أَی الأَخَصِّینَ، و إِنما جاءت النون لذهاب الإِضافة. و تقول فی جمع ذُو: هم ذَوُو مالٍ، و هُنَّ ذَواتُ مالٍ، و مثله: هم أُلُو مالٍ، و هُنَّ أُلاتُ مالٍ، و تقول العرب: لَقِیتُه ذا صبَاحٍ، و لو قیل: ذاتَ صَباحٍ مثل ذاتِ یَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذا و ذاتَ یراد بهما وقت مضاف إِلی الیوم و الصباح. و فی التنزیل العزیز: فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَیْنِكُمْ؛ قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: أَراد الحالةَ التی للبَیْن، و كذلك أَتَیْتُكَ ذاتَ العِشاء، أَراد الساعة التی فیها العِشاء و قال أَبو إسحاق: معنی ذٰاتَ بَیْنِكُمْ حَقِیقَةَ وَصْلِكم أَی اتَّقوا الله و كونوا مُجْتَمِعین علی أَمر الله و رسوله، و كذلك معنی اللهم أَصْلِح ذاتَ البَیْن أَی أَصْلِح الحالَ التی بها یجتمع المسلمون. أَبو عبید عن الفراء: یقال لَقِیتُه ذاتَ یَوْمٍ و ذاتَ لیلة و ذاتَ العُوَیم و ذاتَ الزُّمَیْنِ، و لقیته ذا غَبُوقٍ، بغیر تاء، و ذا صَبُوحٍ. ثعلب عن ابن الأَعرابی: تقول أَتیته ذاتَ الصَّبُوحِ و ذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَیْته غُدْوة و عَشِیَّةً، و أَتیته ذا صباح و ذا مساء، قال: و أَتیتهم ذاتَ الزُّمَیْنِ و ذات العُوَیْمِ أَی مُذْ ثلاثة أَزْمان و أَعْوام. ابن سیدة: ذُو كلمة صِیغت لیُتَوصَّل بها إِلی الوصف بالأَجناس، و معناها صاحب أَصْلُها ذَواً، و لذلك إِذا سمی به الخلیل و سیبویه قالا هذا ذَواً قد جاء، و التثنیة ذَوانِ، و الجمع ذوونَ. و الذَّوُون: الأَملاك المُلَقَّبون بذُو كذا، كقولك ذُو یَزَنَ و ذُو رُعَیْنٍ و ذو فائشٍ و ذُو جَدَنٍ و ذُو نُواسٍ و ذو أَصْبَح و ذُو الكَلاعِ، و هم مُلوك الیَمن من قُضاعَةَ، و هم التَّبابِعة؛ و أَنشد سیبویه قول الكمیت: فلا أَعْنی بِذلك أَسْفلیكُمْ، و لكِنِّی أُرِیدُ به الذَّوِینا یعنی الأَذْواء، و الأُنثی ذات، و التثنیة ذَواتا، و الجمع ذَوُون، و الإِضافة إِلیها ذَوِّیُّ «1»، و لا یجوز فی ذات ذاتِیٌّ لأَنَّ یاء النسب معاقبة لهاء التأْنیث. قال ابن جنی: و روی أَحمد بن إِبراهیم أُستاذ ثعلب عن العرب هذا ذو زَیْدٍ، و معناه هذا زیدٌ أَی هذا صاحبُ هذا الاسم الذی هو زید؛ قال الكمیت: إِلیكُم، ذَوِی آلِ النبیِّ، تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ مِن قَلْبِی ظِماء و أَلْبُبُ أَی إِلیكم أَصحاب هذا الاسم الذی هو قوله ذَوُو آل
(1). قوله [و الإضافة إلیها ذوّیّ] كذا فی الأصل، و عبارة الصحاح: و لو نسبت إلیه لقلت ذوویّ مثل عصوی و سینقلها المؤلف.
لسان العرب، ج‌15، ص: 458
النبی. و لقیته أَوَّلَ ذِی یَدَیْنِ و ذاتِ یَدَیْنِ أَی أَوَّل كل شی‌ء، و كذلك افعله أَوَّلَ ذِی یدَین و ذاتِ یدین. و قالوا: أَمّا أَوّلُ ذاتِ یَدَیْنِ فإِنی أَحمدُ الله، و قولهم: رأَیت ذا مال، ضارَعَتْ فیه الإِضافةُ التأْنیث، فجاء الاسم المتمكن علی حرفین ثانیهما حرفُ لین لما أُمِنَ علیه التنوین بالإِضافة، كما قالوا: لَیت شِعْری، و إِنما الأَصل شِعْرَتی. قالوا: شَعَرْتُ به شِعْرَة، فحذف التاء لأَجل الإِضافة لما أُمِنَ التنوینُ، و تكون ذو بمعنی الذی، تُصاغ لیُتوصَّل بها إِلی وصف المعارِف بالجمل، فتكون ناقصة لا یظهر فیها إِعراب كما لا یظهر فی الذی، و لا یثنی و لا یجمع فتقول: أَتانی ذُو قالَ ذاكَ و ذُو قالا ذاك و ذُو قالوا ذاك، و قالوا: لا أَفعل ذاكَ بذِی تَسْلَمُ و بذی تَسْلَمانِ و بذِی تَسْلَمُون و بذِی تَسْلَمِین، و هو كالمثَل أُضِیفت فیه ذُو إِلی الجملة كما أُضیفت إِلیها أَسماء الزمان، و المعنی لا و سَلامَتِك و لا و الله یُسَلِّمُك «1». و یقال: جاء من ذِی نفسه و من ذات نفسه أَی طَیِّعاً. قال الجوهری: و أَمَّا ذو الذی بمعنی صاحب فلا یكون إِلا مضافاً، و إِنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إِلی نكرة، و إِن وصفت به معرفة أَضفته إِلی الأَلف و اللام، و لا یجوز أَن تُضیفَه إِلی مضمر و لا إِلی زید و ما أَشبهه. قال ابن بری: إِذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون وُصْلةً إِلی الوَصْف بأَسماء الأَجناس لم یمتنع أَن تدخل علی الأَعلام و المُضْمرات كقولهم ذُو الخلَصَةِ، و الخَلَصَةُ: اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ، و ذُو كنایةٌ عن بیته، و مثله قولهم ذُو رُعَیْنٍ و ذُو جَدَنٍ و ذُو یَزَنَ، و هذه كلها أَعلام، و كذلك دخلت علی المضمر أَیضاً؛ قال كعب بن زهیر: صَبَحْنا الخَزْرَجِیَّةَ مُرْهَفاتٍ أَبارَ ذَوِی أَرُومَتِها ذَوُوها و قال الأَحوص: و لَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الذی به صُرِفْنا قَدِیماً مِن ذَوِیكَ الأَوائِلِ و قال آخر: إِنما یَصْطَنِعُ المَعْروفَ فی الناسِ ذَوُوهُ و تقول: مررت برجل ذِی مالٍ، و بامرأَة ذاتِ مالٍ، و برجلین ذَوَیْ مالٍ، بفتح الواو. و فی التنزیل العزیز: وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْكُمْ؛ و برجال ذَوِی مال، بالكسر، و بنسوة ذواتِ مال، و یا ذواتِ الجِمام، فتُكْسَرُ التاء فی الجمع فی موضع النصب كما تُكْسَرُ تاء المسلمات، و تقول: رأَیت ذواتِ مال لأَن أَصلها هاء، لأَنك إِذا وقفت علیها فی الواحد قلت ذاهْ، بالهاء، و لكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء، و أَصل ذُو ذَوًی مثل عَصاً، یدل علی ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ، قال عز و جل: ذَوٰاتٰا أَفْنٰانٍ، فی التثنیة. قال: و نری أَن الأَلف منقلبة من واو؛ قال ابن بری: صوابه منقلبة من یاء، قال الجوهری: ثم حُذِفت من ذَوًی عین الفعل لكراهتهم اجتماع الواوین لأَنه كان یلزم فی التثنیة ذَوَوانِ مثل عَصَوانِ؛ قال ابن بری: صوابه كان یلزم فی التثنیة ذَویانِ، قال: لأَن عینه واو، و ما كان عینُه واواً فلامه یاء حملًا علی الأَكثر، قال: و المحذوف من ذَوًی هو لام الكلمة لا عَینُها كما ذكر، لأَن الحذف فی اللام أَكثر من الحذف فی العین. قال الجوهری: مثل عَصَوانِ فبَقِی ذاً مُنَوَّن، ثم ذهب التنوین للإِضافة
(1). قوله [و لا و الله یسلمك] كذا فی الأصل، و كتب بهامشه: صوابه و لا و الذی یسلمك.
لسان العرب، ج‌15، ص: 459
فی قولك ذُو مال، و الإِضافة لازمة له كما تقول فُو زَیْدٍ و فا زَیْدٍ، فإِذا أَفردت قلت هذا فَمٌ، فلو سمیت رجُلًا ذُو لقلت: هذا ذَوًی قد أَقبل، فتردّ ما كان ذهب، لأَنه لا یكون اسم علی حرفین أَحدهما حرف لین لأَن التنوین یذهبه فیبقی علی حرف واحد، و لو نسَبت إِلیه قلت ذَوَوِیٌّ مثال عَصَوِیٍ، و كذلك إِذا نسبت إِلی ذات لأَن التاء تحذف فی النسبة، فكأَنك أَضفت إِلی ذی فرددت الواو، و لو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذَوُونَ لأَن الإِضافة قد زالت؛ و أَنشد بیت الكمیت: و لكنِّی أُرید به الذَّوینا و أَما ذُو، التی فی لغة طَیِّ‌ء بمعنی الذی، فحقها أَن تُوصَف بها المعارِف، تقول: أَنا ذُو عَرَفْت و ذُو سَمِعْت، و هذه امرأَةُ ذو قالَتْ، كذا یستوی فیه التثنیة و الجمع و التأْنیث؛ قال بُجَیْر بن عَثْمةَ الطائی أَحد بنی بَوْلانَ: و إِنَّ مَوْلایَ ذُو یُعاتِبُنی، لا إِحْنةٌ عِنْدَه و لا جَرِمَهْ ذاكَ خَلِیلی و ذُو یُعاتِبُنی، یَرْمی ورائی بامْسَهْمِ و امْسَلِمَهْ «1» یرید: الذی یُعاتِبُنی، و الواو التی قبله زائدة، قال سیبویه: إِن ذا وحدها بمنزلة الذی كقولهم ما ذا رأَیت؟ فتقول: مَتاعٌ؛ قال لبید: أَ لا تَسأَلانِ المَرْء ما ذا یُحاوِلُ؟ أَ نَحْبٌ فیُقْضی أَم ضَلالٌ و باطِلُ؟ قال: و یجری مع ما بمنزلة اسم واحد كقولهم ما ذا رأَیت؟ فتقول: خیراً، بالنصب، كأَنه قال ما رأَیْت، فلو كان ذا هاهنا بمنزلة الذی لكان الجواب خَیْرٌ بالرفع، و أَما قولهم ذاتَ مَرَّةٍ و ذا صَباحٍ فهو من ظروف الزمان التی لا تتمكن، تقول: لَقِیته ذاتَ یوم و ذاتَ لیلةٍ و ذاتَ العِشاء و ذاتَ مَرَّةٍ و ذاتَ الزُّمَیْنِ و ذات العُوَیْمِ و ذا صَباحٍ و ذا مَساءٍ و ذا صَبُوحٍ و ذا غَبُوقٍ، فهذه الأَربعة بغیر هاء، و إِنما سُمِع فی هذه الأَوقات و لم یقولوا ذاتَ شهرٍ و لا ذاتَ سَنَةٍ. قال الأَخفش فی قوله تعالی: وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَیْنِكُمْ؛ إِنما أَنثوا لأَن بعض الأَشیاء قد یوضع له اسم مؤنث و لبعضها اسم مذكر، كما قالوا دارٌ و حائطٌ، أَنثوا الدار و ذكَّروا الحائط. و قولهم: كان ذَیْتَ و ذَیْتَ مثل كَیْتَ و كَیْتَ، أَصله ذَیْوٌ علی فَعْلٍ ساكنة العین، فحُذِفت الواو فبقی علی حرفین فشُدِّدَ كما شُدِّد كَیٌّ إِذا جعلته اسماً، ثم عُوِّض من التشدید التاء، فإِن حَذَفْتَ التاء و جِئْتَ بالهاء فلا بدّ من أَن تردَّ التشدید، تقول: كان ذَیَّهْ و ذَیَّهْ، و إِن نسبت إِلیه قلت ذَیَویٌّ كما تقول بَنَوِیٌّ فی النسب إِلی البنت، قال ابن بری عند قول الجوهری فی أَصل ذَیْت ذَیْوٌ، قال: صوابه ذَیٌّ لأَنَّ ما عینه یاء فلامه یاء، و الله أَعلم، قال: و ذاتُ الشی‌ء حَقِیقتُه و خاصَّته. و قال اللیث: یقال قَلَّتْ ذاتُ یَدِه؛ قال: و ذاتُ هاهنا اسم لما مَلَكَتْ یداه كأَنها تقع علی الأَموال، و كذلك عَرَفه من ذاتِ نَفْسِه كأَنه یعنی سَرِیرَته المُضْمرة، قال: و ذاتٌ ناقصة تمامها ذواتٌ مثل نَواةٍ، فحذفوا منها الواو، فإِذا ثنوا أَتَمُّوا فقالوا ذواتانِ كقولك نَواتانِ، و إِذا ثلثوا رجعوا إِلی ذات فقالوا ذوات، و لو جمعوا علی التمام لقالوا ذَوَیاتٌ كقولك نَوَیَاتٌ، و تصغیرها ذُوَیّةٌ. و قال ابن الأَنباری فی قوله عز و جل: إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذٰاتِ الصُّدُورِ*؛
(1). قوله [… ذو یعاتبنی] تقدم فی حرم: … ذو یعایرنی، و قوله [… و ذو یعاتبنی] فی المغنی: … و ذو یواصلنی.
لسان العرب، ج‌15، ص: 460
معناه بحقیقة القلوب من المضمرات، فتأْنیث ذات لهذا المعنی كما قال: وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَیْرَ ذٰاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ، فأَنَّث علی معنی الطائفة كما یقال لَقِیتُه ذاتَ یوم، فیؤنثون لأَن مَقْصِدهم لقیته مرة فی یوم. و قوله عز و جل: وَ تَرَی الشَّمْسَ إِذٰا طَلَعَتْ تَتَزٰاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذٰاتَ الْیَمِینِ وَ إِذٰا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذٰاتَ الشِّمٰالِ؛ أُرید بذاتَ الجِهةُ فلذلك أَنَّثها، أَراد جهة ذات یمین الكَهف و ذاتَ شِماله، و الله أَعلم.

باب ذوا و ذوی مضافین إِلی الأَفعال؛ ج15، ص: 460

: قال شمر: قال الفراء سمعت أَعرابیّاً یقول بالفضل ذُو فَضَّلَكم اللهُ به و الكرامة ذاتُ أَكْرَمَكمُ اللهُ بها، فیجعلون مكان الذی ذُو، و مكان التی ذاتُ و یرفعون التاء علی كل حال، قال: و یخلطون فی الاثنین و الجمع، و ربما قالوا هذا ذُو یَعْرِفُ، و فی التثنیة هاتان ذَوا یَعْرِفُ، و هذان ذَوا تعرف؛ و أَنشد الفراء: و إِن الماء ماء أَبی و جَدِّی، و بِئْری ذُو حَفَرْتُ و ذو طَوَیْتُ قال الفراء: و منهم من یثنی و یجمع و یؤنث فیقول هذانِ ذَوا قالا، و هؤلاء ذَوو قالوا ذلك، و هذه ذاتُ قالت؛ و أَنشد الفراء: جَمَعْتُها من أَیْنُقٍ سَوابِقِ ذَواتُ یَنْهَضْنَ بغَیْرِ سائقِ و قال ابن السكیت: العرب تقول لا بذِی تَسْلَمُ ما كان كذا و كذا، و للاثنین لا بذی تَسْلَمان، و للجماعة لا بذی تَسْلَمُون، و للمؤنث لا بذی تَسْلَمین، و للجماعة لا بذی تَسْلَمْنَ، و التأْویل لا و لله یُسَلِّمُكَ ما كان كذا و كذا، لا و سَلامَتِك ما كان كذا و كذا. و قال أَبو العباس المبرد: و مما یضاف إِلی الفعل ذُو فی قولك افْعَلْ كذا بذی تَسْلَم، و افْعلاه بذی تَسْلَمانِ؛ معناه بالذی یُسَلِّمك. و قال الأَصمعی: تقول العرب و اللهِ ما أَحسَنْتَ بذی تَسْلم؛ قال: معناه و اللهِ الذی یُسَلِّمك من المرْهُوب، قال: و لا یقول أَحد بالذِی تسلم؛ قال: و أَما قول الشاعر: فإِنَّ بَیْتَ تَمِیمٍ ذُو سَمِعْت به فإِنَّ ذُو هاهنا بمعنی الذی و لا تكون فی الرفع و النصب و الجرّ إِلَّا علی لفظ واحد، و لیست بالصفة التی تعرب نحو قولك مررت برجل ذی مال، و هو ذو مال، و رأَیت رجلًا ذا مال، قال: و تقول رأَیت ذو جاءَك و ذُو جاءَاك و ذو جاؤُوك و ذو جاءَتْكَ و ذو جِئْنَكَ، لفظ واحد للمذكر و المؤنث، قال: و مثل للعرب: أَتی علیه ذُو أَتی علی الناس أَی الذی أَتی؛ قال أَبو منصور: و هی لغة طیِّ‌ء، و ذُو بمعنی الذی. و قال اللیث: تقول ما ذا صَنَعْتَ؟ فیقول: خَیْرٌ و خَیْراً، الرفع علی معنی الذی صنَعْتَ خَیْرٌ، و كذلك رفع قول الله عز و جل: یَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ؛ أَی الذی تُنْفِقونَ هو العَفْوُ من أَموالكم فا «2» … فأَنفقوا، و النصب للفعل. و قال أَبو إِسحق: معنی قوله مٰا ذٰا یُنْفِقُونَ فی اللغتین علی ضربین: أَحدهما أَن یكون ذا فی معنی الذی، و یكون یُنْفِقون من صلته، المعنی یسأَلونك أَیُّ شی‌ء یُنْفِقُون، كأَنه بَیَّنَ وجْهَ الذی یُنْفِقون لأَنهم یعلمون ما المُنْفَق، و لكنهم أَرادوا عِلمَ وَجْهِه؛ و مِثْلُ جَعْلِهم ذا فی معنی الذی قول الشاعر: عَدَسْ، ما لعَبَّادٍ علیك إِمارةٌ نَجَوْتِ، و هذا تَحْمِلِینَ طَلِیقُ
(2). كذا بیاض بالأَصل
لسان العرب، ج‌15، ص: 461
المعنی و الذی تَحْمِلِینَ طَلِیقٌ، فیكون ما رَفْعاً بالابتداء و یكون ذا خبرها، قال: و جائز أَن یكون ما مع ذا بمنزلة اسم واحد و یكون الموضع نصباً بینفقون، المعنی یسأَلونك أَیَّ شی‌ء یُنْفِقُون، قال: و هذا إجماع النحویین، و كذلك الأَوَّلُ إِجماعٌ أَیضاً؛ و مثل قولهم ما و ذا بمنزلة اسم واحد قول الشاعر: دَعِی ما ذا عَلِمْتُ سَأَتَّقِیهِ، و لكِنْ بالمُغَیَّبِ نَبِّئِینی كأَنه بمعنی: دَعِی الذی عَلِمت. أَبو زید: جاء القومُ من ذی أَنفسِهم و من ذات أَنْفُسِهم، و جاءَت المرأَة من ذی نفْسِها و مِن ذاتِ نفْسِها إِذا جاءَا طائِعَیْن، و قال غیره: جاء فلان من أَیَّةِ نفْسِه بهذا المعنی، و العرب تقول: لاها اللهِ ذا بغیر أَلف فی القَسَم، و العامة تقول: لاها اللهِ إِذا، و إِنما المعنی لا و اللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، فأَدخل اسم الله بین‌ها و ذا، و العرب تقول: وَضَعَتِ المرأَةُ ذاتَ بَطْنِها إِذا وَلَدَتْ، و الذِّئبُ مَغْبُوطٌ «1» بذی بَطْنِه أَی بجَعْوِه، و أَلقی الرجل ذا بَطْنِه إِذا أَحْدَثَ. و‌فی الحدیث: فلما خَلا سِنِّی و نَثَرْتُ له ذا بَطْنی؛ أَرادت أَنها كانت شابَّة تَلِدُ الأَولاد عنده. و یقال: أَتَینا ذا یَمَن أَی أَتینا الیَمَن. قال الأَزهری: و سمعت غیر واحد من العرب یقول كنا بموضع كذا و كذا مع ذی عَمْرو، و كان ذُو عَمْرو بالصَّمَّانِ، أَی كنا مع عمرو و مَعَنا عَمْرو، و ذو كالصِّلة عندهم، و كذلك ذَوِی، قال: و هو كثیر فی كلام قیس و من جاوَرَهم، و الله أَعلم. ذا: و قال فی موضع آخر: ذا یُوصَل به الكلام؛ و قال: تَمَنَّی شَبِیبٌ مِیتةً سَفَلَتْ به، و ذا قَطَرِیٍّ لَفَّهْ منه وائِلُ یرید قَطَرِیّاً و ذا صِلةٌ؛ و قال الكمیت: إِلیكُم، ذَوی آلِ النبیِّ، تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ مِنْ قَلْبِی ظِماءٌ و أَلْبُبُ و قال آخر: إِذا ما كُنْتُ مِثْلَ ذَوَی عُوَیْفٍ و دِینارٍ فقامَ عَلَیَّ ناعِی و قال أَبو زید: یقال ما كلمتُ فلاناً ذاتَ شَفَةٍ و لا ذاتَ فَمٍ أَی لم أُكَلِّمه كَلِمة. و یقال: لا ذا جَرَمَ و لا عَنْ ذا جَرَمَ أَی لا أَعلم ذاكَ هَاهُنا كقولهم لاها اللهِ ذا أَی لا أَفعل ذلك، و تقول: لا و الذی لا إِله إِلا هو فإِنها تملأُ الفَمَ و تَقْطَعُ الدم لأَفْعَلَنَّ ذلك، و تقول: لا وَ عَهْدِ الله و عَقْدِه لا أَفعل ذلك.

تفسیر إِذْ و إِذا و إِذَنْ مُنَوَّنةً؛ ج15، ص: 461

: قال اللیث: تقول العرب إِذْ لما مضَی و إِذا لما یُسْتَقْبَل الوقتین من الزمان، قال: و إِذا جواب تأْكید للشرط یُنوَّن فی الاتصال و یسكن فی الوقف، و قال غیره: العرب تضع إِذ للمستقبل و إِذا للماضی، قال الله عز و جل: وَ لَوْ تَریٰ إِذْ فَزِعُوا؛ معناه و لو تَری إِذْ یَفْزَعُونَ یومَ القیامة، و قال الفراء: إِنما جاز ذلك لأَنه كالواجب إِذْ كان لا یُشَكُّ فی مجیئه، و الوجه فیه إِذا كما قال الله عز و جل: إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ و إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ؛ و یأْتی إِذا بمعنی إِن الشَّرْط كقولك أُكْرِمُك إِذا أَكْرَمْتَنی، معناه إِن أَكرمتنی، و أَما إِذ الموصُولةُ بالأَوقات فإِن العرب تصلها فی الكتابة بها فی أَوْقات مَعْدُودة فی حِینَئذ و یَومَئِذ و لَیْلَتَئِذ و غَداتَئِذ و عَشِیَّتَئِذ و ساعَتَئِذ و عامَئِذٍ، و لم یقولوا الآنَئِذٍ لأَن الآن أَقرب ما یكون فی
(1). قوله [و الذئب مغبوط] فی شرح القاموس: مضبوط.
لسان العرب، ج‌15، ص: 462
الحال، فلما لم یتحوَّل هذا الاسمُ عن وقتِ الحالِ و لم یتباعدْ عن ساعَتِك التی أَنت فیها لم یتمكن و لذلك نُصِبت فی كل وجه، و لما أَرادوا أَن یُباعِدوها و یُحوِّلوها من حال إِلی حال و لم تَنْقَدْ كقولك أَن تقولوا «1» الآنَئِذ، عكسوا لیُعْرَفَ بها وقتُ ما تَباعَدَ من الحال فقالوا حینئذ، و قالوا الآن لساعَتِك فی التقریب، و فی البعد حینئذ، و نُزِّل بمنزلتها الساعةُ و ساعَتَئذ و صار فی حدهما الیوم و یومئذ، و الحروفُ التی وصفنا علی میزان ذلك مخصوصةٌ بتوقیت لم یُخَصّ به سائر أزمان الأَزمنة نحو لَقِیته سَنةَ خَرَجَ زَیْدٌ، و رأَیتُه شَهْرَ تَقَدَّم الحَجَّاجُ؛ و كقوله: فی شَهْرَ یَصْطادُ الغُلامُ الدُّخَّلا فمن نصب شهراً فإِنه یجعل الإِضافة إِلی هذا الكلام أَجمع كما قالوا زَمَنَ الحَجَّاجُ أَمیرٌ. قال اللیث: فإِنَّ. «2» … إِذ بكلام یكون صلة أَخرجتها من حد الإِضافة و صارت الإِضافة إِلی قولك إِذ تقول، و لا تكون خبراً كقوله: عَشِیَّةَ إِذْ تَقُولُ یُنَوِّلُونی كما كانت فی الأَصل حیث جَعَلْتَ تَقُولُ صِلةً أَخرجتها من حد الإِضافة «3» و صارت الإِضافة إِذ تقول جملة. قال الفراء: و من العرب من یقول كان كذا و كذا و هو إِذْ صَبِیٌّ أَی هُو إِذْ ذاك صبی؛ و قال أَبو ذؤیب: نَهَیْتُك عن طِلابِكَ أُمَّ عَمْرٍو بِعافِیَةٍ، و أَنْتَ إِذٍ صَحِیحُ قال: و قد جاء أَوانَئِذٍ فی كلام هذیل؛ و أَنشد: دَلَفْتُ لها أَوانَئِذٍ بسَهْمٍ نَحِیضٍ لم تُخَوِّنْه الشُّرُوجُ قال ابن الأَنباری فی إِذْ و إِذا: إِنما جاز للماضی أَن یكون بمعنی المستقبل إِذا وقع الماضی صِلَةً لِمُبْهَم غیر مُؤَقت، فجَری مَجْری قوله: إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللّٰهِ؛ معناه إِنَّ الذین یكفرون و یَصُدُّون عن سبیل الله، و كذلك قوله: إِلَّا الَّذِینَ تٰابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَیْهِمْ؛ معناه إِلا الذین یتوبون، قال: و یقال لا تَضْرِب إِلا الذی ضَرَبَك إِذا سلمت علیه، فتَجِی‌ء بإِذا لأَنَّ الذی غیر مُوَقت، فلو وَقَّته فقال اضْرِبْ هذا الذی ضَرَبَك إِذ سلَّمْتَ علیه، لم یجز إِذا فی هذا اللفظ لأَن توقیت الذی أَبطل أَن یكون الماضی فی معنی المستقبل، و تقول العرب: ما هَلَكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَه، فإِذا جاؤوا بإِذا قالوا ما هَلَكَ إِذا عَرَفَ قَدْرَه، لأَن الفِعل حَدَثٌ عن منكور یراد به الجنس، كأَنَّ المتكلم یرید ما یَهْلِكُ كل امْرِئٍ إِذا عَرَف قَدْرَه و متی عَرَف قدره، و لو قال إذ عرف قدره لوجب توقیت الخبر عنه و أَن یقال ما هَلَك امْرُؤٌ إِذْ عرَف قدره، و لذلك یقال قد كنتُ صابراً إِذا ضَرَبْتَ و قد كنتُ صابراً إِذ ضَربتَ، تَذهب بإِذا إِلی ترْدِید الفعل، تُرید قد كنتُ صابراً كلَّما ضَرَبْتَ، و الذی یقول إِذْ ضَرَبْتَ یَذْهَبُ إِلی وقت واحد و إِلی ضرب معلوم معروف؛ و قال غیره: إِذْ إذا وَلِیَ فِعْلًا أَو اسماً لیس فیه أَلف و لام إِن كان الفعل ماضیاً أَو حرفاً متحركاً فالذال منها ساكنة، فإِذا وَلِیَتِ اسماً بالأَلف و اللام جُرَّت الذال كقولك: إِذِ القوم كانوا نازِلینَ بكاظِمةَ، و إِذِ الناس مَن عَزَّ بَزَّ، و أَما إِذا فإِنها إِذا اتصلت
(1). قوله [كقولك أن تقولوا إلخ] كذا بالأصل، و قوله [أزمان الأزمنة] كذا به أیضاً. (2). كذا بیاض بالأصل. (3). قوله [أخرجتها من حد الإضافة إِلی قوله قال الفراء] كذا بالأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 463
باسم مُعرَّف بالأَلف و اللام فإِن ذالها تُفتح إِذا كان مستقبلًا كقول الله عزَّ و جل: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، لأَنَّ معناها إِذا. قال ابن الأَنباری: إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ، بفتح الذال، و ما أَشبهها أَی تَنْشَقُّ، و كذلك ما أَشبهها، و إِذا انكسرت الذال فمعناها إذ التی للماضی غیر أَنَّ إِذْ تُوقَع مَوْقع إِذا و إِذا موقع إِذْ. قال اللیث فی قوله تعالی: وَ لَوْ تَریٰ إِذِ الظّٰالِمُونَ فِی غَمَرٰاتِ الْمَوْتِ؛ معناه إِذا الظالمون لأَن هذا الأَمر مُنْتَظَر لم یَقَع؛ قال أَوس فی إِذا بمعنی إِذْ: الحافِظُو الناسِ فی تَحُوطَ إِذا لم یُرْسِلُوا، تَحْتَ عائِذٍ، رُبَعا أَی إِذْ لم یُرْسِلُوا؛ و قال علی أَثره: و هَبَّتِ الشامِلُ البَلِیلُ، و إِذْ باتَ كَمِیعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا و قال آخر: ثم جَزاه اللهُ عَنَّا، إِذْ جَزی، جَنَّاتِ عَدْنٍ و العلالِیَّ العُلا أَراد: إِذا جَزَی. و روی الفراء عن الكسائی أَنه قال: إِذاً منوّنة إِذا خَلت بالفعل الذی فی أَوَّله أَحد حروف الاستقبال نصبته، تقول من ذلك: إِذاً أُكْرِمَك، فإذا حُلْتَ بینها و بینه بحرف رَفَعْتَ و نصبت فقلت: فإِذاً لا أُكْرِمُك و لا أُكْرِمَك، فمن رفع فبالحائل، و من نصب فعلی تقدیر أَن یكون مُقدَّماً، كأَنك قلت فلا إِذاً أُكْرِمَك، و قد خلت بالفعل بلا مانع. قال أَبو العباس أَحمد بن یحیی: و هكذا یجوز أَن یُقرأَ: فَإِذاً لٰا یُؤْتُونَ النّٰاسَ نَقِیراً، بالرفع و النصب، قال: و إِذا حُلت بینها و بین الفعل باسم فارْفَعه، تقول إِذاً أَخُوك یُكْرِمُك، فإِن جعلت مكان الاسم قسَماً نَصَبْتَ فقلت إِذاً و الله تَنامَ، فإِن أَدخلت اللام علی الفعل مع القَسَم رفعت فقلت إِذاً و اللهِ لَتَنْدَمُ، قال سیبویه: حكی بعض أَصحاب الخلیل عنه أَنْ هی العامِلةُ فی باب إِذاً، قال سیبویه: و الذی نذهب إِلیه و نحكیه عنه أَن إِذاً نَفسها الناصِبةُ، و ذلك لأَن إِذاً لما یُسْتَقبل لا غیر فی حال النصب، فجعلها بمنزلة أَنْ فی العمل كما جُعلت لكنّ نظیرة إِنَّ فی العمل فی الأَسماء، قال: و كلا القولین حَسَنٌ جَمِیل. و قال الزَّجاج: العامل عندی النصب فی سائر الأَفعال أَنْ، إِما أَن تقع ظاهرة أَو مضمرة. قال أَبو العباس: یكتب كَذَی و كَذَی بالیاء مثل زكی و خَسَی، و قال المبرد: كذا و كذا یكتب بالأَلف لأَنه إِذا أُضیف قیل كذاك، فأُخبر ثعلب بقوله فقال: فتی یكتب بالیاء و یضاف فیقال فتاك، و القراء أَجمعوا علی تفخیم ذا و هذه و ذاك و ذلك و كذا و كذلك، لم یمیلوا شیئاً من ذلك، و الله أَعلم.

ذیت و ذیت؛ ج15، ص: 463

: التهذیب: أَبو حاتم عن اللغة الكثیرة كان من الأَمر كَیْتَ و كَیْتَ، بغیر تنوین، و ذَیْتَ و ذَیْتَ، كذلك بالتخفیف، قال: و قد نقل قوم ذَیَّتَ و ذَیَّتَ، فإِذا وقفوا قالوا ذَیَّهْ بالهاء. و روی ابن نَجْدةَ عن أَبی زید قال: العرب تقول قال فلان ذَیْتَ و ذَیْتَ و عَمِلَ كَیْتَ و كَیْتَ، لا یقال غیره. و قال أَبو عبید: یقال كان من الأَمر ذَیْتَ و ذَیْتَ و ذَیْتِ و ذَیْتِ و ذَیَّةَ و ذَیَّةَ. و روی ابن شمیل عن یونس: كان من الأَمر ذَیَّةُ و ذَیَّةُ، مشددة مرفوعة، و الله أَعلم.

ظاء؛ ج15، ص: 463

: قال ابن بری: الظاء حرفٌ مُطْبَقٌ مُسْتَعْلٍ، و هو صوت التَّیْس و نَبِیبُه، و الله أَعلم.
لسان العرب، ج‌15، ص: 464‌

فا؛ ج15، ص: 464

: الفاء: حرف هجاء، و هو حرفٌ مَهْمُوسٌ، یكون أَصلًا و بَدلًا و لا یكون زائداً مصوغاً فی الكلام إِنما یُزاد فی أَوَّله للعطف و نحو ذلك. و فَیَّیْتُها: عَمِلتها. و الفاء من حروف العطف و لها ثلاثة مواضع: یُعطَف بها و تَدلّ علی الترتیب و التعقیب مع الإِشْراك، تقول ضَرَبْت زَیْداً فعَمْراً، و الموضِع الثانی أَن یكون ما قبلها علة لما بعدها و یجری علی العطف و التعقیب دون الإِشراك كقوله ضَرَبه فبكی و ضَرَبه فأَوْجَعَه إِذا كان الضرب عِلَّةَ البُكاء و الوَجَع، و الموضع الثالث هو الذی یكون للابتداء و ذلك فی جواب الشرط كقولك إِنْ تَزُرْنی فأَنْتَ محسِن، یكون ما بعد الفاء كلاماً مستأْنَفاً یعمل بعضه فی بعض، لأَن قولك أَنتَ ابْتِداء و مُحْسِن خبره، و قد صارت الجملة جواباً بالفاء و كذلك القول إِذا أَجبت بها بعد الأَمْر و النَّهْی و الاستفهام و النَّفْی و التَّمَنِّی و العَرْض، إِلَّا أَنك تنصب ما بعد الفاء فی هذه الأَشیاء الستة بإضمار أَن، تقول زُرْنی فأُحْسِنَ إِلیك، لم تجعل الزیارة علة للإِحسان، و لكن قلت ذلك مِن شأْنی أَبداً أَنْ أَفعل و أَن أُحْسِنَ إِلیك علی كل حال. قال ابن بری عند قول الجوهری، تقول زُرْنی فأُحْسِنَ إلیك: لم تجعل الزیارة علة للإِحسان؛ قال ابن بری: تقول زُرْنی فأُحْسِن إلیك، فإِن رفعت أُحْسِنُ فقلت فأُحْسِنُ إِلیك لم تجعل الزیارة علة للإِحسان.

كذا؛ ج15، ص: 464

كذا: اسم مبهم، تقول فعلت كذا، و قد یَجری مَجْری كَمْ فَتَنْصِب ما بعده علی التمییز، تقول عندی كذا و كذا درهماً لأَنه كالكنایة، و قد ذكر أَیضاً فی المعتل، و الله أَعلم.

كلا؛ ج15، ص: 464

الجوهری: كلَّا كلمة زَجْر و رَدْع، و معناها انْتَهِ لا تفعل كقوله عز و جل: أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ كَلّٰا؛ أَی لا یَطمَع فی ذلك، و قد یكون بمعنی حقّاً كقوله تعالی: كَلّٰا لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِیَةِ؛ قال ابن بری: و قد تأْتی كلا بمعنی لا كقول الجعدی: فَقُلْنا لَهُمْ: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها، فقالوا لنا: كَلَّا فقلنا لهم: بَلَی و قد تقدَّم أَكثر ذلك فی المعتل.

لا؛ ج15، ص: 464

: اللیث: لا حَرْفٌ یُنْفَی به و یُجْحَد به، و قد تجی‌ء زائدة مع الیمین كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق فی قول الله عز و جل: لٰا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیٰامَةِ، و أَشْكالِها فی القرآن: لا اختلاف بین الناس أَن معناه أُقْسِمُ بیوم القیامة، و اختلفوا فی تفسیر لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ، و إِن كانت فی أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل بعضه ببعض؛ و قال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قیل لیس الأَمر كما ذكرتم؛ قال الفراء: و كان كثیر من النحویین یقولون لا صِلةٌ، قال: و لا یبتدأُ بجحد ثم یجعل صلة یراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم یُعْرف خَبر فیه جَحْد من خبر لا جَحْد فیه، و لكن القرآن العزیز نزل بالردّ علی الذین أَنْكَروا البَعْثَ و الجنةَ و النار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ علیهم فی كثیر من الكلام المُبْتدإ منه و غیر المبتدإ كقولك فی الكلام لا و اللهِ لا أَفعل ذلك، جعلوا لا، و إِن رأَیتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَی، فلو أُلْغِیَتْ لا مِمّا یُنْوَی به الجوابُ لم یكن بین الیمین التی تكون جواباً و الیمین التی تستأْنف فرق. و قال اللیث: العرب تَطرح لا و هی مَنْوِیّة كقولك و اللهِ أضْرِبُكَ، تُرید و الله لا أَضْرِبُكَ؛ و أَنشد:
لسان العرب، ج‌15، ص: 465
و آلَیْتُ آسَی علی هالِكٍ، و أَسْأَلُ نائحةً ما لَها أَراد: لا آسَی و لا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: و أَفادَنِی المُنْذری عن الیزِیدی عن أَبی زید فی قول الله عز و جل: یُبَیِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا و حِذارَ أَن تَضِلوا، و لو كان یُبَیّنُ الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: و كذلك أَنْ لا تَضِلَّ و أَنْ تَضِلَّ بمعنی واحد. قال: و مما جاء فی القرآن العزیز مِن هذا قوله عز و جل: إِنَّ اللّٰهَ یُمْسِكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولٰا؛ یرید أَن لا تزولا، و كذلك قوله عز و جل: أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لٰا تَشْعُرُونَ؛ أَی أَن لا تَحْبَطَ، و قوله تعالی: أَنْ تَقُولُوا إِنَّمٰا أُنْزِلَ الْكِتٰابُ عَلیٰ طٰائِفَتَیْنِ مِنْ قَبْلِنٰا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: و قولك أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه و أَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن یَقُوله، و قولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك هذا فیها معنی النَّهْی، أَ لا تری أَنك تقول فی الكلام و الله أَقول ذلك أَبداً، و الله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا هاهنا طَرْحُها و إِدْخالُها سواء و ذلك أَن الكلام له إِباء و إِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما یجی‌ء من باب الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء و ما لم یكن لم یكن، أَ لا تری أَنك تقول آتِیكَ غَداً و أَقومُ معك فلا یكون إِلا علی معنی الإِنعام؟ فإذا قلت و اللهِ أَقولُ ذلك علی معنی و اللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، و ذلك لأَنَّ الإِنْعام و اللهِ لأَقُولَنَّه و اللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا یكون و اللهِ أَذهب معك و أَنت ترید أَن تفعل، قال: و اعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلَّا فی معنی الإِباء و لا تكون فی معنی الإِنعام. التهذیب: قال الفراء و العرب تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر: ما كانَ یَرْضَی رسولُ اللهِ دِیْنَهُمُ، و الأَطْیَبانِ أَبو بَكْرٍ و لا عُمَر أَرادَ: و الطَّیِّبانِ أَبو بكر و عمر. و قال فی قوله تعالی: لِئَلّٰا یَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتٰابِ أَلّٰا یَقْدِرُونَ عَلیٰ شَیْ‌ءٍ مِنْ فَضْلِ اللّٰهِ؛ قال: العرب تقول لا صِلةً فی كلّ كلام دخَل فی أَوَّله جَحْدٌ أَو فی آخره جحد غیر مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا فی أَوَّله صِلةً، قال: و أَما الجَحْدُ السابق الذی لم یصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن لا تَسْجُد، و قوله: وَ مٰا یُشْعِرُكُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لٰا یُؤْمِنُونَ، و قوله عز و جل: وَ حَرٰامٌ عَلیٰ قَرْیَةٍ أَهْلَكْنٰاهٰا أَنَّهُمْ لٰا یَرْجِعُونَ؛ و فی الحَرام معنی جَحْدٍ و مَنْعٍ، و فی قوله وَ مٰا یُشْعِرُكُمْ مثله، فلذلك جُعِلت لا بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: و قد قال بعضُ مَن لا یَعرف العربیة، قال: و أُراه عَرَّضَ بأَبِی عُبیدة، إِن معنی غیر فی قول الله عز و جل: غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ، معنی سِوَی و إِنَّ لا صلةٌ فی الكلام؛ و احتج بقوله: فی بئْرِ لا حُورٍ سری و ما شَعَرْ بإِفْكِه، حَتَّی رَأَی الصُّبْحَ جَشَرْ قال: و هذا جائز لأَن المعنی وقَعَ فیما لا یتبیَّنْ فیه عَمَلَه، فهو جَحْدُ محض لأَنه أَراد فی بئرِ ما لا یُحِیرُ علیه شیئاً، كأَنك قلت إِلی غیر رُشْد توجَّه و ما یَدْرِی. و قال الفراء: معنی غیر فی قوله غَیْرِ الْمَغْضُوبِ معنی لا، و لذلك زِدْتَ علیها لا كما تقول فلان غیرُ مُحْسِنٍ و لا مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غیر بمعنی سِوَی لم یجز أَن تَكُرّ علیه، أَ لا ترَی أَنه لا یجوز أَن تقول عندی سِوَی عبدِ الله و لا زیدٍ؟ و روی عن ثعلب أَنه سمع ابن الأَعرابی قال فی قوله:
لسان العرب، ج‌15، ص: 466
فی بئر لا حُورٍ سری و ما شَعَر أَراد: حُؤُورٍ أَی رُجُوع، المعنی أَنه وقع فی بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ فیها و ما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع فی هَلَكَةٍ و ما شَعَرَ بذلك، قال: و یجی‌ء لا بمعنی غیر؛ قال الله عز و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ مٰا لَكُمْ لٰا تَنٰاصَرُونَ؛ فی موضع نصب علی الحال، المعنی ما لكم غیرَ مُتناصِرین؛ قاله الزجاج؛ و قال أَبو عبید: أَنشد الأَصمعی لساعدة الهذلی: أَ فَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِیضَه غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ قال: یرید أَ مِنك بَرْقٌ، و لا صلة. قال أَبو منصور: و هذا یخالف ما قاله الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفی تقدَّمه؛ و أَنشد الباهلی للشماخ: إِذا ما أَدْلَجَتْ وضَعَتْ یَداها، لَها الإِدْلاج لَیْلَة لا هُجُوعِ أَی عَمِلَتْ یَداها عَمَلَ اللیلةِ التی لا یُهْجَعُ فیها، یعنی الناقة و نَفَی بلا الهُجُوعَ و لم یُعْمِلْ، و ترك هُجُوع مجروراً علی ما كان علیه من الإِضافة؛ قال: و مثله قول رؤبة: لقد عرَفْتُ حِینَ لا اعْتِرافِ نَفی بلا و ترَكَه مجروراً؛ و مثله: أَمْسَی بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ و لا خال و قال المبرد فی قوله عز و جل: غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضّٰالِّینَ؛ إِنما جاز أَن تقع لا فی قوله وَ لَا الضّٰالِّینَ لأَن معنی غیر متضمن معنی النَّفْی، و النحویون یُجیزون أَنتَ زیداً غَیْرُ ضارِبٍ لأَنه فی معنی قولك أَنتَ زیداً لا ضارِبٌ، و لا یجیزون أَنت زیداً مِثْلُ ضارِب لأَن زیداً من صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم علیه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفی الذی تضمنه غیرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَ لا تری أَنك تقول جاءَنی زید و عمرو، فیقول السامع ما جاءَك زید و عَمرو؟ فجائز أَن یكون جاءَه أَحدُهما، فإِذا قال ما جاءَنی زید و لا عمرو فقد تَبَیَّن أَنه لم یأْت واحد منهما. و قوله تعالی: وَ لٰا تَسْتَوِی الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّیِّئَةُ؛ یقارب ما ذكرناه و إِن لم یَكُنْه. غیره: لا حرفُ جَحْد و أَصل ألفها یاء، عند قطرب، حكایة عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهری: لا حرف نفی لقولك یَفْعَل و لم یقع الفعل، إِذا قال هو یَفْعَلُ غَداً قلت لا یَفْعَلُ غداً، و قد یكون ضدّاً لبَلَی و نَعَمْ، و قد یكون للنَّهْی كقولك لا تَقُمْ و لا یَقُمْ زید، یُنهی به كلُّ مَنْهِیٍّ من غائب و حاضِر، و قد یكون لَغْواً؛ قال العجاج: فی بِئرِ لا حُورٍ سَرَی و ما شَعَرْ و فی التنزیل العزیز: مٰا مَنَعَكَ أَلّٰا تَسْجُدَ؛ أَی ما منعك أَن تسْجُد، و قد یكون حرفَ عطف لإِخراج الثانی مما دخل فیه الأَول كقولك رأَیت زیداً لا عَمراً، فإِن أَدْخَلْتَ علیها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ عطفٍ كقولك لم یقم زید و لا عمرو، لأَن حُروف النسق لا یَدخل بعضُها علی بعض، فتكون الواو للعطف و لا إِنما هی لتأْكید النفی؛ و قد تُزاد فیها التاء فیقال لاتَ؛ قال أَبو زبید: طَلَبُوا صُلْحَنا و لاتَ أَوانٍ و إِذا استقبلها الأَلف و اللام ذهبت أَلفه كما قال: أَبَی جُودُه لا البُخْلَ، و استَعْجلتْ نَعَمْ بهِ مِنْ فَتًی، لا یَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ قال: و ذكر یونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان یجرّ البُخل و یجعل لا مُضافة إِلیه لأَنَّ لا قد تكون للجُود
لسان العرب، ج‌15، ص: 467
و البُخْلِ، أَ لا تری أَنه لو قیل له امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً نصَبْتَ البُخل بالفعل و إِن شئت نصَبْتَه علی البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد أَبَی جُودُه لا التی تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قیل له لا تُسْرِفْ و لا تُبَذِّرْ أَبَی جُوده قولَ لا هذه، و اسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقال نَعَمْ أَفْعلُ و لا أَترك الجُودَ؛ قال: حكی ذلك الزجاج لأَبی عمرو ثم قال: و فیه قولان آخران علی روایة مَن روی أَبَی جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَی جُوده البُخْلَ و تَجعل لا صِلةً كقوله تعالی: مٰا مَنَعَكَ أَلّٰا تَسْجُدَ، و معناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: و القول الثانی و هو حَسَن، قال: أری أَن یكون لا غیرَ لَغْوٍ و أَن یكون البُخل منصوباً بدلًا من لا، المعنی: أبی جُودُه لا التی هی للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَی جُوده البُخْلَ و عَجَّلَتْ به نَعَمْ. قال ابن بری فی معنی البیت: أَی لا یَمْنَعُ الجُوعَ الطُّعْمَ الذی یَقْتُله؛ قال: و من خفض البُخْلَ فعلی الإِضافةِ، و مَن نصب جَعَله نعتاً للا، و لا فی البیت اسمٌ، و هو مفعول لأَبَی، و إِنما أَضاف لا إِلی البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَ تَمْنَعُنی من عَطائك، فیقول المسؤول: لا، و لا هنا جُودٌ. قال: و قوله و إِن شئت نصبته علی البدل، قال: یعنی البخل تنصبه علی البدل من لا لأَن لا هی البُخل فی المعنی، فلا یكون لَغْواً علی هذا القول.

لا التی تكون للتبرئة؛ ج15، ص: 467

: النحویون یجعلون لها وجوهاً فی نصب المُفرد و المُكَرَّر و تنوین ما یُنوَّنُ و ما لا یُنوَّن، و الاخْتِیارُ عند جمیعهم أَن یُنصَب بها ما لا تُعادُ فیه كقوله عز و جل: الم ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لٰا رَیْبَ فِیهِ؛ أَجمع القراء علی نصبه. و قال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ فیها، جاء بالتبرئة مرتین، و إِذا أَعَدْتَ لا كقوله لٰا بَیْعٌ فِیهِ وَ لٰا خُلَّةٌ وَ لٰا شَفٰاعَةٌ فأَنتَ بالخیار، إِن شئت نصبت بلا تنوین، و إِن شئت رَفَعْتَ و نوَّنْتَ، و فیها لُغاتٌ كثیرة سوی ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم. و قال اللیث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، و لو صغرت لقلت هذه لُوَیَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغیرة الكِتْبة غیرَ جَلیلةٍ. و حكی ثعلب: لَوَّیْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، و مدَّ لا لأَنه قد صیَّرَها اسماً، و الاسمُ لا یكون علی حرفین وَضْعاً، و اخْتارَ الأَلف من بین حروف المَدِّ و اللین لمكان الفَتْحة، قال: و إِذا نسبت إِلیها قلت لَوَوِیٌّ «4» و قصِیدةٌ لَوَوِیَّةٌ: قافِیَتُها لا. و أَما قول الله عز و جل: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، فلا بمعنی فَلَمْ كأَنه قال فلم یَقْتَحِمِ العَقَبةَ، و مثله: فَلٰا صَدَّقَ وَ لٰا صَلّٰی، إِلَّا أَنَّ لا بهذا المعنی إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ و أَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ و قد قال الشاعر: إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا، و أَیُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟ و قال بعضهم فی قوله: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ؛ معناها فما، و قیل: فَهَلَّا، و قال الزجاج: المعنی فلم یَقْتَحِم العقبةَ كما قال فَلٰا صَدَّقَ وَ لٰا صَلّٰی و لم یذكر لا هاهنا إِلَّا مرة واحدة، و قلَّما تتَكَلَّم العرب فی مثل هذا المكان إِلَّا بلا مَرَّتَیْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا جِئْتَنی تُرید ما جِئْتَنی و لا نری صلح «5» و المعنی فی فَلَا اقْتَحَمَ موجود لأَن لا ثابتة كلها فی الكلام، لأَن
(4). قوله [لووی إلخ] كذا فی الأصل و تأمله مع قول ابن مالك: و ضاعف الثانی من ثنائی، ثانیه ذو لین كلا و لائی (5). قوله [نری صلح] كذا فی الأَصل بلا نقط مرموزاً له فی الهامش بعلامة وقفة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 468
قوله ثُمَّ كٰانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَدُلُّ علی معنی فَلَا اقْتَحَمَ و لا آمَنَ، قال: و نحوَ ذلك قال الفراء، قال اللیث: و قد یُرْدَفُ أَلا بِلا فیقال أَلا لا؛ و أَنشد: فقامَ یَذُودُ الناسَ عنها بسَیْفِه و قال: أَلا لا من سَبیلٍ إِلی هِنْدِ و یقال للرجل: هل كان كذا و كذا؟ فیقال: أَلا لا؛ جَعَلَ أَلا تَنْبیهاً و لا نفیاً. و قال اللیث فی لی قال: هما حَرْفانِ مُتباینان قُرِنا و اللامُ لامُ الملكِ و الیاء یاء الإِضافة؛ و أَما قول الكمیت: كَلا و كَذا تَغْمِیضةً ثمَّ هِجْتُمُ لَدی حین أَنْ كانُوا إِلی النَّوْمِ، أَفْقَرا فیقول: كانَ نَوْمُهم فی القِلَّةِ كقول القائل لا و ذا، و العرب إِذا أَرادوا تَقْلِیل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شی‌ء خَفِیَ قالوا كان فِعْلُه كَلا، و ربما كَرَّروا فقالوا كلا و لا؛ و من ذلك قول ذی الرمة: أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَلیلًا كلا، و انْغَلَّ سائرُه انْغِلالا و قال آخر: یكونُ نُزولُ القَوْمِ فیها كَلا و لا

لات؛ ج15، ص: 468

: أَبو زید فی قوله: لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ، قال: التاء فیها صِلةٌ و العرب تَصِلُ هذه التاء فی كلامها و تَنْزِعُها؛ و أَنشد: طَلَبُوا صُلْحَنا و لات أَوانٍ، فأَجَبْنا أَنْ لَیسَ حِینَ بَقاءِ قال: و الأَصل فیها لا، و المعنی فیها لَیْسَ، و العرب تقول ما أَسْتَطِیعُ و ما أَسْطِیعُ، و یقولون ثُمَّتَ فی موضع ثُمَّ، و رُبَّتَ فی موضع رُبَّ، و یا وَیْلَتنا و یا وَیْلَنا. و ذكر أَبو الهیثم عن نَصْرٍ الرازی أَنه قال فی قولهم لاتَ هَنّا أی لیسَ حین ذلكَ، و إنما هُو لا هَنَّا، فأَنَّثَ لا فقیل لاةَ ثم أُضیفَ فتحوَّلت الهاء تاء، كما أَنَّثوا رُبَّ رُبَّةَ و ثُمَّ ثُمَّتَ، قال: و هذا قول الكسائی. و قال الفراء: معنی وَ لٰاتَ حِینَ مَنٰاصٍ أَی لیس بِحِینِ فِرارٍ، و تَنْصِبُ بها لأَنها فی معنی لیس؛ و أَنشد: تَذَكَّر حُبَّ لَیْلی لاتَ حِینا قال: و من العرب من یَخْفِض بلاتَ؛ و أَنشد: طَلَبُوا صُلْحَنا و لاتَ أَوانٍ قال شمر: أَجمع علماء النحویین من الكوفیین و البصریین أَن أَصل هذه التاء التی فی لاتَ هاء، وُصِلَت بلا فقالوا لاةَ لغیر معنی حادث، كما زادوا فی ثُم و ثُمةَ، لَزِمت، فلما وصَلُوها جعلوها تاء.

إمالا؛ ج15، ص: 468

: فی حدیث بَیْعِ الثَّمَرِ: إمالا فلا تَبایَعُوا حتی یَبْدُوَ صلاحُ الثَّمَرِ؛ قال ابن الأَثیر: هذه كلمة تَرد فی المُحاوَرات كثیراً، و قد جاءت فی غیر موضع من الحدیث، و أَصلها إنْ و ما و لا، فأدُغمت النون فی المیم و ما زائدة فی اللفظ لا حُكم لها. قال الجوهری: قولهم إِمَّالا فافْعَلْ كذا بالإِمالة، قال: أَصله إنْ لا و ما صِلةٌ، قال: و معناه إلَّا یَكُنْ ذلك الأَمر فافعل كذا، قال: و قد أَمالت العرب لا إمالةً خَفِیفةً، و العوام یُشْبِعون إِمالَتها فتصیر أَلفها یاء، و هو خطأٌ، و معناها إن لمْ تَفْعَلْ هذا فلیَكُنْ هذا، قال اللیث: قولهم إمَّالا فافعل كذا إنما هی علی معنی إِنْ لا تَفْعَلْ ذلك فافْعَلْ ذا، و لكنهم لَمَّا جمعوا هؤلاء الأَحْرفَ فَصِرْن فی مَجْری اللفظ مُثقلة فصار لا فی آخرها كأَنه عَجُز كلمة فیها ضمیر ما ذكرت لك فی كلام طَلَبْتَ فیه شیئاً فرُدَّ علیك أَمْرُكَ فقلت إمَّالا فافْعَلْ ذا،
لسان العرب، ج‌15، ص: 469
قال: و تقولُ الْقَ زیداً و إلَّا فلا، معناه و إلا تَلْقَ زیداً فدَعْ؛ و أَنشد: فطَلِّقْها فَلَسْتَ لها بكُفْ‌ءٍ، و إِلَّا یَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُ فأَضمر فیه و إِلَّا تُطلِّقْها یَعْلُ، و غیر البیانِ أَحسن. و‌روی أَبو الزبیر عن جابر: أَن النبی، صلی الله علیه و سلم، رأَی جملًا نادّاً فقال لِمَنْ هذا الجملُ؟ فإِذا فِتْیةٌ من الأَنْصارِ قالوا اسْتَقَیْنا علیه عشرین سنة و به سَخِیمةٌ فأَرَدْنا أَن نَنْحَره فانفَلَتَ منا، فقال: أَ تَبِیعُونه؟ قالوا: لا بل هو لَكَ، فقال: إِمالا فأَحْسِنُوا إِلیه حتی یَأْتیَ أَجَلُه؛ قال أَبو منصور: أَراد إلَّا تَبِیعُوه فأَحْسِنوا إِلیه، و ما صِلةٌ، و المعنی إِنْ لا فوُكِّدَت بما، و إِنْ حرف جزاء هاهنا، قال أَبو حاتم: العامة رُبَّما قالوا فی مَوْضِعِ افْعَلْ ذلك إمالا افْعَلْ ذلك … باری «6»، و هو فارسی مردود، و العامة تقول أَیضاً: أُمَّا لی فیَضُمُّون الأَلف و هو خطأٌ أَیضاً، قال: و الصواب إِمالا غیر مُمال لأَن الأَدوات لا تُمالُ. و یقال: خُذْ هذا إِمالا، و المعنی إِن لم تأْخُذْ ذلك فخُذْ هذا، و هو مِثلُ المَثَل، و قد تجی‌ء لیس بمعنی لا و لا بمعنی لیس؛ و من ذلك قول لبید: إِنما یُجْزی الفَتی لیس الجَمَلْ أَراد لا الجمل. و‌سئل سیدنا رسولُ الله، صلی الله علیه و سلم، عن العَزْلِ عن النساء فقال: لا علیكم أَن لا تَفْعَلُوا فإِنما هو القَدَرُ، معناه لیس علیكم أَن لا تَفْعَلُوا یعنی العَزْلَ، كأَنه أَراد لیسَ علیكم الإِمْساكُ عنه من جهة التحریم، و إِنما هو القَدَرُ إن قدَّرَ اللهُ أَن یكون وَلدٌ كان.:

لوی؛ ج15، ص: 469

ابن الأَعرابی: لاوَی فلان فلاناً إذا خالفَه. و قال الفراء: لاوَیْت أَی قُلت لا، و ابن الأَعرابی: یقال لَوْلَیْت بهذا المعنی. ابن سیدة: لَوْ حَرْفٌ یدل علی امْتِناع الشی‌ء لامْتِناع غیره، فإن سمیت به الكلمة شدّدت؛ قال: و قِدْماً أَهْلَكَتْ لَوٌّ كَثِیراً، و قَبْلَ الیَوْمِ عالجَها قُدارُ و أَما الخلیل فإِنه یَهمز هذا النحو إذا سُمی به كما یُهْمَزُ النَّؤُورُ. و قال اللیث: حَرْفُ أُمْنِیَّةٍ كقولك لَوْ قَدِمَ زید، لَوْ أَنَّ لَنٰا كَرَّةً*، فهذا قد یُكْتَفی به عن الجواب، قال: و قد تكون لَوْ مَوْقُوفةً بین نفی و أُمْنِیَّة إِذا وُصِلت بلا؛ و قال المبرد: لَوْ تُوجِب الشی‌ء من أَجْلِ وُقوع غیره، و لولا تَمْنَع الشی‌ءَ من أَجْلِ وُقوع غیره. و قال الفراء فیما رَوی عنه سَلمة: تكون لَوْ ساكنة الواو إذا جعلتها أَداةً، فإِذا أَخرجتها إِلی الأَسماء شدّدت واوها و أَعربتها؛ و منه قوله: عَلِقَتْ لَوًّا تُكَرِّرُه، إنَّ لَوًّا ذاكَ أَعْیانا و قال الفراء: لولا إذا كانت مع الأَسماء فهی شَرْط، و إذا كانت مع الأَفعال فهی بمعنی هَلّا، لَوْمٌ علی ما مضَی و تَحْضِیضٌ لما یأْتی، قال: و لو تكون جَحداً و تَمَنِّیاً و شَرْطاً، و إِذا كانت شرطاً كانت تخویفاً و تَشْوِیقاً و تمْثیلًا و شَرْطاً لا یتم. قال الزجاج: لو یَمْتَنِعُ بها الشی‌ء لامْتِناع غیره، تقول: لو جاءنی زید لجئته، المعنی بأَنَّ مَجِیئِی امْتَنَع لامْتِناع مَجی‌ء زید. و روی ثعلب عن الفراء قال: لاوَیْتُ أَی قلت لَوْلا، قال: و ابن الأَعرابی قال لَولَیتُ، قال أَبو منصور: و هو أَقیس. و قال الفرَّاء فی قوله
(6). كتب بهامش الأَصل بإزاء السطر: كذا.
لسان العرب، ج‌15، ص: 470
تعالی: فَلَوْ لٰا كٰانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ؛ یقول لم یكن منكم أَحد كذلك إِلا قلیلًا فإن هؤلاء كانوا یَنْهَوْنَ فَنَجَوْا، و هو استثناء علی الانقطاع مما قبله كما قال عز و جل: إِلّٰا قَوْمَ یُونُسَ؛ و لو كان رفعاً كان صواباً. و روی المنذری عن ثعلب قال: لَوْلا و لَوْما إِذا وَلِیَتِ الأَسماء كانت جزاء و أُجِیبَتْ، و إذا وَلِیت الأَفعال كانت استفهاماً. و لَوْلاكَ و لَوْلایَ بمعنی لَوْلا أَنتَ و لولا أَنا اسْتُعْمِلَتْ؛ و أَنشد الفراء: أَ یَطْمَعُ فِینا مَنْ أَراقَ دِماءَنا، و لَوْلاهُ لَمْ یَعْرِضْ لأَحْسابِنا حَسَنْ قال: و الاستفهام مثل قوله: لَوْ مٰا تَأْتِینٰا بِالْمَلٰائِكَةِ، و قوله: لَوْ لٰا أَخَّرْتَنِی إِلیٰ أَجَلٍ قَرِیبٍ؛ المعنی هلّا أَخَّرْتَنی إِلی أَجل قریب، و قد استَعْلَمَتِ العرب لَوْلا فی الخبر؛ قال الله تعالی: لَوْ لٰا أَنْتُمْ لَكُنّٰا مُؤْمِنِینَ؛ و أَنشد: لَوْ ما هَوَی عِرْسٍ كُمَیْتٍ لَمْ أُبَلْ قال ابن كَیْسانَ: المَكْنِیُّ بَعْدَ لَوْلا له وجهان: إن شئت جئت بِمَكْنی المرفوع فقلت لَوْلا هُو و لولاهُمْ و لولا هِیَ و لولا أَنْتَ، و إن شئت وَصَلْتَ المَكْنیَّ بها فكان كَمَكْنِیِّ الخَفْضِ، و البصریون یقولون هو خفض، و الفراء یقول: و إن كان فی لفظ الخفض فهو فی مَوْضِع رَفْع، قال: و هو أَقْیَسُ القولین، تقول: لَوْلاكَ ما قُمْتُ و لَولایَ و لولاهُ و لولاهُم و لولاها، و الأَجود لولا أَنتَ كما قال عز و جل: لَوْ لٰا أَنْتُمْ لَكُنّٰا مُؤْمِنِینَ؛ و قال: و مَنْزِلةٍ لَوْلایَ طِحْتَ كما هَوَی، بأَجْرامِه مِنْ قُلَّةِ النِّیقِ، مُنْهَوی و قال رؤبة: و هْیَ تَرَی لَوْلا تَری التَّحْرِیما یصف العانة یقول: هی تَرَی رَوْضاً لولا أَنَّها تَرَی مَنْ یُحَرِّمُها ذلك؛ و قال فی موضع آخر: و رامِیاً مُبتَرِكاً مَزْكُوما فی القَبْرِ لَوْلا یَفْهَمُ التَّفْهِیما قال: معناه هو فی القبر لولا یَفْهم، یقول: هو كالمَقْبُورِ إِلا أَنه یَفْهَمُ كأَنه قال لولا أَنه یَفْهَمُ التَّفْهیم، قال الجوهری: لو حرف تمنٍّ و هو لامْتِناعِ الثانی مِن أَجْل امْتِناعِ الأَوَّل، تقول لَوْ جِئْتَنی لأَكْرَمْتُكَ، و هو خلاف إن التی للجزاء لأَنها تُوقعُ الثانی من أَجْل وُقُوعِ الأَوَّل، قال: و أَما لَوْلا فمركبة من معنی إِنْ و لَوْ، و ذلك أَنَّ لولا تمنع الثانی من أَجل وجود الأَوَّل؛ قال ابن بری: ظاهر كلام الجوهری یقضی بأَن لولا مركبة من أَن المفتوحة «1» و لو، لأَن لو للامتناع و أن للوجود، فجعل لولا حرف امتناع لوجود. قال الجوهری: تقول لولا زید لهلكنا أی امتنع وقوع الهلاك من أَجل وجود زید هناك؛ قال: و قد تكون بمعنی هَلَّا كقول جریر: تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّیبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُم بَنِی ضَوْطَرَی، لَوْلا الكَمِیَّ المُقَنَّعَا و إن جعلت لو اسماً شددته فقلت: قد أَكثرت من اللَّوِّ، لأَن حروف المَعانی و الأَسماءَ الناقصةَ إذا صُیِّرَتْ أَسْماء تامة بإدخال الأَلف و اللام علیها أَو بِإِعْرابِها شُدِّدَ ما هو منها علی حرفین، لأَنه یزاد فی آخره حرف من جنسه فَتُدغَمُ و تُصْرَفُ، إلا
(1). قوله [من أن المفتوحة] كذا بالأصل، و لعل الصواب من إن المكسورة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 471
الأَلف فإِنك تَزید علیها مثلها فتمدُّها لأَنها تَنْقَلِبُ عند التحریك لاجتماع الساكنین همزةً فتقول فی لا كتبت لاءً حَسَنةً؛ قال أَبو زُبَیْدٍ: لَیْتَ شِعْرِی و أَیْنَ مِنِّیَ لَیْت؟ إِنَّ لَیْتاً و إِنَّ لَوًّا عَناء و قال ابن سیدة: حكی ابن جنی عن الفارسی سأَلتك حاجة فَلأْیَلْتَ لِی أَی قُلْتَ لِی لا، اشْتَقُّوا من الحرف فعلًا، و كذلك أَیضاً اشْتَقُّوا منه المَصْدَر و هو اسم فقالوا الَّلأْلأَة، و حكی أَیضاً عن قطرب أَن بعضهم قال: لا أَفْعلُ، فأَمالَ لا، قال: و إنما أَمالَها لمَّا كانت جواباً قائمة بنفسها و قَوِیَتْ بذلك فلَحِقَتْ باللَّوَّة بالأَسماء و الأَفعال فأُمِیلَت كما أُمیلا، فهذا وجه إمالتها. و حكی أَبو بكر فی لا و ما من بین أَخواتهما: لَوَّیْتُ لاء حَسَنةً، بالمدّ، و مَوَّیْتُ ماء حَسَنةً، بالمدّ، لمكان الفتحة من لا و ما؛ قال ابن جنی: القول فی ذلك أَنهم لَمَّا أَرادوا اشْتِقاق فَعَّلْتُ مِن لا و ما لم یمكن ذلك فیهما و هما علی حرفین، فزادوا علی الأَلف أَلفاً أُخری ثم هَمَزُوا الثانیةَ كما تقدَّم فصارت لاء و ماء، فَجَرَتْ بعد ذلك مجری باء و حاء بعد المدّ، و علی هذا قالوا فی النسب إِلی ما لَمَّا احْتاجُوا إلی تكمیلها اسماً مُحْتَمِلًا للإِعراب: قد عَرَفْت مائِیَّةَ الشی‌ء، فالهمزةُ الآن إنما هی بدلٌ من أَلفٍ لَحِقَت أَلِفَ ما، و قَضَوْا بأَنَّ أَلف ما و لا مُبْدلةٌ من واو كما ذكرناه من قول ابی علی و مَذْهَبِه فی باب الراء، و أَنَّ الرَّاء منها یاء حملًا علی طوَیْت و رَوَیْت، قال: و قول أبی بكر لمكان الفتحة فیهما أَی لأَنك لا تُمِیلُ ما و لا فتقول ما و لا مُمالَتَیْنِ، فذهب إلی أَنَّ الأَلف فیهما من واو كما قَدَّمْناه من قول أَبی علی و مذهبه. و تكون زائدة كقوله تعالی: لِئَلّٰا یَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتٰابِ. و قالوا: نا بَلْ، یُریدون لا بَلْ، و هذا علی البَدَل. و لولا: كَلمة مُرَكَّبةٌ من لو و لا، و معناها امْتناعُ الشی‌ء لوجود غیره كقولك لَوْلا زید لَفَعَلْتُ، و سأَلتك حاجة فَلَوْلَیْتَ لی أی قُلْتَ لَوْلا كذا؛ كأَنه أَراد لَوْلَوْتُ فقلب الواو الأَخیرة یاء للمُجاورة، و اشتقوا أَیضاً من الحرف مَصْدراً كما اشتقوا منه فِعْلًا فقالوا اللَّوْلاة؛ قال ابن سیدة: و إِنما ذكرنا هاهنا لایَیْت و لَوْلَیْتُ لأَن هاتین الكلمتین المُغَیَّرَتَیْنِ بالتركیب إِنما مادَّتهما لا و لَوْ، و لَوْ لا أَن القِیاسَ شی‌ء بَرِی‌ءٌ من التُّهَمة لقلت إنهما غیر عربیتین؛ فأَما قول الشاعر: لَلَوْلا حُصَیْنٌ عَیْبَهُ أَن أَسُوءَه، و أَنَّ بَنی سَعدٌ صَدیقٌ و وَالِدُ «1» فإِنه أَكد الحرف باللام. و قوله‌فی الحدیث: إِیَّاكَ و اللَّوَّ فإِنَّ اللَّوَّ مِن الشَّیطانِ؛ یرید قول المُتَنَدِّم علی الفائت: لو كان كذا لَقلتُ و لَفَعَلْتُ، و كذلك قول المُتَمَنِّی لأَنَّ ذلك مِن الاعْتراض علی الأَقدار، و الأَصلُ فیه لَوْ ساكِنة الواو، و هی حرف من حروف المَعانی یَمتنع بها الشی‌ء، لامْتناع غیره، فإِذا سُمِّی بها زِیدَ فیها واو أُخری، ثم أُدغمت و شُدِّدت حَملًا علی نظائرها من حروف المعانی، و الله أَعلم:

ما؛ ج15، ص: 471

: ما حَرْفُ نَفی و تكون بمعنی الذی، و تكون بمعنی الشَّرط، و تكون عِبارة عن جمیع أَنواع النكرة، و تكون موضُوعة موضع مَنْ، و تكون بمعنی الاسْتِفهام، و تُبْدَل من الأَلف الهاء فیقال مَهْ؛
(1). قوله [عیبه] كذا فی الأصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 472
قال الراجز: قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ، مِنْ هَاهُنا و مِنْ هُنَهْ، إِنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ قال ابن جنی: یحتمل مَهْ هنا وجهین أَحدهما أَن تكون فَمَهْ زَجْراً منه أَی فاكْفُفْ عنی و لستَ أَهلًا للعِتاب، أَو فَمَهْ یا إنسانُ یُخاطب نفسَه و یَزْجُرها، و تكونُ للتعجُّب، و تكون زائدة كافَّةً و غیر كافة، و الكافة قولهم إِنما زیدٌ مُنْطَلِقٌ، و غیر الكافَّة إِنما زَیْداً مُنطلق، ترید إن زیداً منطلق. و فی التنزیل العزیز: فَبِمٰا نَقْضِهِمْ مِیثٰاقَهُمْ*، و عَمّٰا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نٰادِمِینَ، و مِمّٰا خَطِیئٰاتِهِمْ أُغْرِقُوا؛ قال اللحیانی: ما مؤنثة، و إن ذُكِّرَت جاز؛ فأَما قول أَبی النجم: اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّیْ مَسْلَمَتْ، مِنْ بَعْدِ ما و بَعْدِ ما و بَعْدِ مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ، و كادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَی أَمَتْ فإِنه أَراد و بَعْدِ ما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز: مِنْ هَاهُنا و مِنْ هُنَهْ فلما صارت فی التقدیر و بعد مَهْ أَشبهت الهاء هاهنا هاء التأْنیث فی نحو مَسْلمةَ و طَلْحة، و أَصلُ تلك إِنما هو التاء، فشبَّه الهاء فی و بَعْدِ مَهْ بهاء التأَنیث فوَقَفَ علیها بالتاء كما یَقِفُ علی ما أَصله التاء بالتاء فی مَسْلَمَتْ و الغَلْصَمَتْ، فهذا قِیاسُه كما قال أَبو وَجْزَة: العاطِفُونَتَ، حین ما مِنْ عاطِفٍ، و المُفْضِلونَ یَداً، إذا ما أَنْعَمُوا «1» أَراد: العاطِفُونَهْ، ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنیث التی أَصلها التاء فَوَقَفَ بالتاء كما یَقِفُ علی هاء التأْنیث بالتاء. و حكی ثعلب و غیره: مَوَّیْتُ ماء حَسَنةً، بالمدِّ، لمكان الفتحة مِن ما، و كذلك لا أَی عَمِلْتها، و زاد الأَلف فی ما لأَنه قد جعلها اسماً، و الاسم لا یكون علی حرفین وَضْعاً، و اختار الأَلف من حروف المدِّ و اللِّین لمكان الفتحة، قال: و إذا نسبت إِلی ما قلت مَوَوِیٌّ. و قصیدة ماویَّةٌ و مَوَوِیَّةٌ: قافیتها ما. و حكی الكسائی عن الرُّؤاسی: هذه قصیدة مائِیةٌ و ماوِیَّةٌ و لائِیَّةٌ و لاوِیَّةٌ و یائِیَّةٌ و یاوِیَّةٌ، قال: و هذا أَقْیسُ. الجوهری: ما حرف یَتَصَرَّف علی تسعة أَوجه: الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك، قال ابن بری: ما یُسأَلُ بها عَمَّا لا یَعْقِل و عن صفات من یَعْقِل، یقول: ما عَبْدُ اللهِ؟ فتقول: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قال الجوهری: و الخَبَر نحو رأیت ما عِنْدَك و هو بمعنی الذی، و الجزاء نحو ما یَفْعَلْ أَفْعَلْ، و تكون تعجباً نحو ما أَحْسَنَ زیداً، و تكون مع الفِعل فی تأْویل المَصدر نحو بَلَغَنی ما صَنَعْتَ أَی صَنِیعُك، و تكون نكرة یَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما مُعْجِبٍ لك أَی بشی‌ءٍ مُعْجِبٍ لك، و تكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما زید مُنْطَلِقٌ، و غیر كافَّة نحو قوله تعالی: فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ؛ و تكون نفیاً نحو ما خرج زید و ما زَیْدٌ خارِجاً، فإن جعلْتَها حرفَ نفیٍ لم تُعْمِلْها فی لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، و هو القِیاس، و أَعْمَلْتَها فی لغةِ أَهل الحِجاز تشبیهاً بلیس، تقول: ما زیدٌ خارِجاً و ما هذا بَشراً، و تجی‌ء مَحْذُوفَةً منها الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِلیها حرفاً نحو لِمَ و بِمَ و عَمَّ یَتَسٰاءَلُونَ؛ قال ابن بری: صوابه أَن یقول: و تجی‌ء ما الاستفهامیةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِلیها حرفاً جارًّا. التهذیب: إِنما
(1). قوله [و المفضلون] فی مادة ع ط ف: و المنعمون.
لسان العرب، ج‌15، ص: 473
قال النحویون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل، و معنی إِنَّما إثباتٌ لما یذكر بعدها و نَفْیٌ لما سِواه‌كقوله: و إِنَّما یُدافِعُ عن أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلی؛ المعنی ما یُدافعُ عن أَحسابهم إِلَّا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلی، و الله أَعلم. التهذیب: قال أَهل العربیة ما إِذا كانت اسماً فهی لغیر المُمَیِّزِین من الإِنس و الجِنِّ، و مَن تكون للمُمَیِّزِین، و من العرب من یستعمل ما فی موضع مَنْ، مِن ذلك قوله عز و جل: وَ لٰا تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ إِلّٰا مٰا قَدْ سَلَفَ؛ التقدیر لا تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم، و كذلك قوله: فَانْكِحُوا مٰا طٰابَ لَكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ؛ معناه مَنْ طابَ لكم. و روی سلمة عن الفراء: قال الكسائی تكون ما اسماً و تكون جَحْداً و تكون استفهاماً و تكون شرطاً و تكون تَعَجُّباً و تكون صِلةً و تكون مَصْدَراً. و قال محمد بن یزید: و قد تأْتی ما تَمْنَع العامِلَ عَملَه، و هو كقولك: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، و إِنما زیدٌ صَدِیقُنا. قال أَبو منصور: و منه قوله تعالی: رُبَّما یَوَدُّ الذین كفروا؛ رُبَّ وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فیها ما جُعلت للفعل؛ و قد تُوصَلُ ما بِرُبَّ و رُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله: ماوِیَّ، یا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِیسَمِ یرید یا رُبَّتَ غارة، و تجی‌ءُ ما صِلَةً یُرید بها التَّوْكِیدَ كقول الله عز و جل: فَبِمٰا نَقْضِهِمْ مِیثٰاقَهُمْ*؛ المعنی فبِنَقْضِهم مِیثاقَهم، و تجی‌ء مصدراً كقول الله عز و جل: فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ؛ أَی فاصْدَعْ بالأَمر، و كقوله عز و جل: مٰا أَغْنیٰ عَنْهُ مٰالُهُ وَ مٰا كَسَبَ؛ أَی و كَسْبُه، و ما التَّعَجُّبِ كقوله: فَمٰا أَصْبَرَهُمْ عَلَی النّٰارِ، و الاستفهام بما كقولك: ما قولُك فی كذا؟ و الاسْتِفهامُ بما من الله لعباده علی وجهین: هل للمؤمنِ تَقْریرٌ، و للكافر تَقْرِیعٌ و تَوْبیخٌ، فالتقریر كقوله عز و جل لموسی: وَ مٰا تِلْكَ بِیَمِینِكَ یٰا مُوسیٰ قٰالَ هِیَ عَصٰایَ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ أَن یَخافَها إِذا حوَّلها حَیَّةً، و الشَّرْطِ كقوله عز و جل: مٰا یَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلٰا مُمْسِكَ لَهٰا وَ مٰا یُمْسِكْ فَلٰا مُرْسِلَ لَهُ، و الجَحْدُ كقوله: مٰا فَعَلُوهُ إِلّٰا قَلِیلٌ مِنْهُمْ، و تجی‌ء ما بمعنی أَیّ كقول الله عز و جل: ادْعُ لَنٰا رَبَّكَ یُبَیِّنْ لَنٰا مٰا لَوْنُهٰا؛ المعنی یُبَیِّن لنا أَیُّ شی‌ء لَوْنُها، و ما فی هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء و مُرافِعُها قوله لَوْنُهٰا، و قوله تعالی: أَیًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنیٰ؛ وُصِلَ الجَزاءُ بما، فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم یُوصَلْ بما و إِنما یُوصَلُ إِذا كان جزاء؛ و أَنشد ابن الأَعرابی قول حَسَّانَ: إِنْ یَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَدیثٌ، فبما یأْكُلُ الحَدِیثُ السَّمِینا قال: فبما أَی رُبَّما. قال أَبو منصور: و هو مَعْروف فی كلامهم قد جاءَ فی شعر الأَعشی و غیره. و قال ابن الأَنباری فی قوله عز و جل: عَمّٰا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نٰادِمِینَ. قال: یجوز أَن یكون معناه عَنْ قَلیل و ما تَوْكِیدٌ، و یجوز أَن یكون المعنی عن شی‌ءٍ قلیل و عن وَقْتٍ قلیل فیصیر ما اسماً غیر تَوكید، قال: و مثله مما خَطایاهُمْ، یجوز أَن یكون من إِساءَة خَطایاهم و من أَعْمال خَطایاهم، فنَحْكُمُ علی ما من هذه الجِهة بالخَفْض، و نَحْمِلُ الخَطایا علی إِعرابها، و جَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا المَعْرِفةَ إِیاها أَوْلی و أَشْبَهُ، و كذلك فَبِمٰا نَقْضِهِمْ مِیثٰاقَهُمْ*، معناه
لسان العرب، ج‌15، ص: 474
فبِنَقْضِهم مِیثاقَهم و ما تَوْكِیدٌ، و یجوز أَن یكون التأْویل فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم میثاقَهم. و الماء، المِیمُ مُمالةٌ و الأَلف مَمْدُودةٌ: حكایة أَصْواتِ الشاءِ؛ قال ذو الرمة: لا یَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَهُ داعٍ یُنادیه، باسْم الماء، مَبْغُومُ و ماءِ: حكایةُ صوتِ الشاةِ مبنی علی الكسر. و حكی الكسائی: باتَتِ الشاءُ لیلَتَها ما ما و ماهْ و ماهْ «2»، و هو حكایة صوتها. و زعم الخلیل أَن مَهْما ما ضُمَّت إِلیها ما لَغْواً، و أَبدلوا الأَلف هاء. و قال سیبویه: یجوز أن تكون كإِذْ ضُمَّ إِلیها ما؛ و قول حسان بن ثابت: إِمَّا تَرَیْ رَأْسی تَغَیَّرَ لَوْنُه شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس «3» یعنی إِن تَرَیْ رأْسی، و یدخُل بعدها النونُ الخفیفةُ و الثقیلةُ كقولك: إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ و تَقُوماً، و لو حذفت ما لم تقل إِلَّا إِنْ لم تَقُمْ أَقُمْ و لم تنوّن، و تكون إِمّا فی معنی المُجازاة لأَنه إِنْ قد زِیدَ علیها ما، و كذلك مَهْما فیها معنی الجزاء. قال ابن بری: و هذا مكرر یعنی قوله إِما فی معنی المُجازاة و مهما. و قوله‌فی الحدیث: أَنْشُدُكَ بالله لَمَّا فعلت كذا‌أَی إِلَّا فَعَلْته، و تخفف المیم و تكون ما زائدة، و قرئ بهما قوله تعالی: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَیْهٰا حٰافِظٌ؛ أَی ما كلُّ نَفْسٍ إِلا علیها حافظ و إِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَیْها حافِظٌ.

متی؛ ج15، ص: 474

: متَی: كلمة استفهامٍ عن وقت أَمر، و هو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثیر المُتناهی فی البُعْدِ و الطول، و ذلك أَنك إِذا قلت متی تقومُ أَغْناكَ ذلك عن ذكر الأَزْمِنة علی بُعْدها، و مَتی بمعنی فی، یقال: وضعته مَتی كُمِّی أَی فی كُمِّی؛ و مَتی بمعنی مِنْ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَیَّةَ: أَخْیَلَ بَرْقاً مَتی حابٍ له زَجَلٌ، إِذا تَفَتَّرَ من تَوماضِه حَلَجا «4» و قضی ابن سیدة علیها بالیاء، قال: لأَن بعضهم حكی الإِمالة فیه مع أَن أَلفها لام، قال: و انقلاب الأَلف عن الیاء لاماً أَكثر. قال الجوهری: مَتَی ظرف غیر مُتَمَكِّن و هو سؤال عن زمان و یُجازی به. الأَصمعی: متی فی لغة هذیل قد یكون بمعنی مِن؛ و أَنشد لأَبی ذؤیب: شَرِبْنَ بماء البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ مَتَی لُجَجٍ خُضْرٍ، لَهُنَّ نَئِیجُ أَی من لُجَجٍ؛ قال: و قد تكون بمعنی وسَط. و سمع أَبو زید بعضهم یقول: وَضَعْتُه متی كُمِّی أَی فی وَسَط كُمِّی، و أَنشد بیت أَبی ذؤیب أَیضاً، و قال: أَراد وسَطَ لُجَجٍ. التهذیب: متی مِن حروفِ المعانی و لها وُجُوه شَتَّی: أَحدها أَنه سؤال عن وقتِ فِعْل فُعِلَ أَو یُفْعَلُ كقولك متی فَعَلْتَ و متی تَفْعَلُ أَی فی أَی وقت، و العربُ تجازی بها كما تُجازی بأَیّ فتَجْزِمُ الفِعْلین تقول مَتی تأْتِنی آتِك، و كذلك إِذا أَدخلت علیها ما كقولك
(2). قوله [ما ما و ماه ماه] یعنی بالإمالة فیها. (3). قوله [المخلس] أی المختلط صفرته بخضرته، یرید اختلاط الشعر الأَبیض بالأَسود، و تقدم إنشاد بیت حسان فی ثغم الممحل بدل المخلس، و فی الصحاح هنا المحول. (4). قوله [أخیل برقاً إلخ] كذا فی الأصل مضبوطاً، فما وقع فی حلج و ومض: أخیل، مضارع أخال، لیس علی ما ینبغی. و وقع ضبط حلجا بفتح اللام، و الذی فی المحكم كسرها حلج یحلج حلجاً بوزن تعب فیقال حلج السحاب بالكسر یحلج بالفتح حلجاً بفتحتین.
لسان العرب، ج‌15، ص: 475
متی ما یأْتِنی أَخوك أُرْضِه، و تجی‌ء متی بمعنی الاسْتِنكارِ تقول للرجل إِذا حكی عنك فِعْلًا تُنْكِرُه متی كان هذا علی معنی الإِنكار و النفی أَی ما كان هذا؛ و قال جریر: مَتی كان حُكْمُ اللهِ فی كَرَبِ النَّخْلِ و قال الفراء: متی یقَعُ علی الوَقت إِذا قلْتَ متی دَخَلْتِ الدار فأَنت طالق أَی أَیَّ وقت دَخَلْتِ الدار، و كُلَّما تقع علی الفعل إِذا قلت كلما دخلتِ الدار فمعناه كلَّ دَخْلَةٍ دَخَلْتِها، هذا فی كتاب الجَزاء؛ قال الأَزهری: و هو صحیح. و مَتی یَقَعُ للوقت المُبْهَم. و قال ابن الأَنباری: متی حَرْفُ استفهام یُكْتَب بالیاء، قال الفراء: و یجوز أَن تُكْتَب بالأَلف لأَنها لا تُعْرَفُ فعْلًا، قال: و مَتی بمعنی مِنْ؛ و أنشد: إِذا أقولُ صَحا قَلْبی أُتِیحَ لَه سُكْرٌ مَتی قَهْوةٍ سارَت إِلی الرَّاسِ أَی من قَهْوةٍ؛ و أَنشد: مَتی ما تُنْكِروها تَعْرِفُوها متی أَقْطارِها علق نفیت «1» أَراد من أَقطارها نفیت أَی منفرج؛ و أَما قول إمرئ القیس: مَتی عَهْدُنا بِطِعانِ الكُماةِ و المَجْدِ و الحَمدِ و السُّودَدِ یقول: متی لم یكن كذلك، یقول: تَرَوْنَ أَنَّا لا نُحْسِنُ طَعْنَ الكُماةِ و عَهْدُنا به قریب؛ ثم قال: و بَنْیِ القِبابِ و مَلْ‌ءِ الجفانِ، و النارِ و الحَطَبِ المُوقَدِ

ها؛ ج15، ص: 475

: الهاء: بفخامة الأَلف: تنبیهٌ، و بإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهری: الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، و هی من حُروف الزِّیادات، قال: و‌ها حرفُ تنبیه. قال الأَزهری: و أَما هذا إِذا كان تنْبیهاً فإِن أَبا الهیثم قال:ها تَنْبِیهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنی سوی الافتتاح، تقولُ: هذا أَخوك،ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ و أَنشد النابغة:ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ، فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ فی البَلَدِ «2» و تقول:ها أَنتم هَؤلاء تجمع بین التنبیهین للتوكید، و كذلك أَلا یا هؤلاء و هو غیر مُفارق لأَیّ، تقول: یا أَیُّها الرَّجُل، و ها: قد تكون تلبیة؛ قال الأَزهری: یكون جواب النداء، یمد و یقصر؛ قال الشاعر: لا بَلْ یُجِیبُك حینَ تَدْعو باسمِه، فیقولُ: هاءَ، و طالَما لَبَّی قال الأَزهری: و العرب تقول أَیضاً‌ها إِذا أَجابوا داعِیاً، یَصِلُون الهاء بأَلف تطویلًا للصوت. قال: و أَهل الحجاز یقولون فی موضع لَبَّی فی الإِجابة لَبَی خفیفة، و یقولون أیضاً فی هذا المعنی هَبَی، و یقولون‌ها إِنَّك زید، معناه أَ إِنك زید فی الاستفهام، و یَقْصُرُونَ فیقولون: هإِنَّك زید، فی موضع أَ إِنك زید. ابن سیدة: الهاء حَرف هِجاءٍ، و هو حرف مَهْمُوس یكون أَصلًا و بدلًا و زائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ و فَهْدٍ و شِبْهٍ، و یبدل من خمسة أَحرف و هی: الهمزة و الأَلف و الیاء و الواو و التاء، و قضی علیها ابن سیدة أَنها من ه و ی، و ذكر علة ذلك فی ترجمة حوی. و قال سیبویه: الهاء و أَخواتها من الثنائی كالباء و الحاء و الطاء و الیاء إِذا تُهجِّیت مَقْصُورةٌ، لأَنها لیست بأَسماء و إِنما جاءَت فی التهجی علی الوقف، قال: و یَدُلُّك
(1). قوله [علق نفیت] كذا فی الأَصل و شرح القاموس. (2). روایة الدیوان، و هی الصحیحة:ها إن ذی عذرة إلا تكن نفعت، فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ
لسان العرب، ج‌15، ص: 476
علی ذلك أَن القافَ و الدال و الصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلو لا أَنها علی الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، و نظیر الوقف هنا الحذفُ فی الهاء و الحاء و أَخواتها، و إِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ و أَسْكَنْتَ، لأَنك لست ترید أَن تجعلها أَسماء، و لكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة عِهْ، قال: و من هذا الباب لفظة هو، قال: هو كنایة عن الواحد المذكر؛ قال الكسائی: هُوَ أَصله أَن یكون علی ثلاثة أَحرف مثل أَنت فیقال هُوَّ فَعَلَ ذلك، قال: و من العرب من یُخَفِّفه فیقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحیانی: و حكی الكسائی عن بنی أَسَد و تمیم و قیسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ و أَنشد لعَبید: و رَكْضُكَ لوْ لا هُو لَقِیتَ الذی لَقُوا، فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِیا و قال الكسائی: بعضهم یُلقی الواو من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فیقول حتَّاهُ فعل ذلك و إِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: و أَنشد أَبو خالد الأَسدی: إِذاهُ لم یُؤْذَنْ له لَمْ یَنْبِس قال: و أَنشدنی خَشَّافٌ: إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَی بقَسَمْ باللهِ لا یَأْخُذُ إِلَّا ما احْتَكَمْ «1» قال: و أَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَیر السَّلولی: فبَیْناهُ یَشْری رَحْلَه قال قائلٌ: لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِیبُ؟ قال ابن السیرافی: الذی وجد فی شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِیلُ؛ و قبله: فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتی یَعُدْنَه، كما عِیدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِیلُ و بعده: مُحَلًّی بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها بَقایا لُجَیْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِیلُ و قال ابن جنی: إِنما ذلك لضرورة فی الشعر و للتشبیه للضمیر المنفصل بالضمیر المتصل فی عَصاه و قَناه، و لم یقید الجوهری حذفَ الواو من هُوَ بقوله إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال و ربما حُذِفت من هو الواو فی ضرورة الشعر، و أَورد قول الشاعر: فبیناه یشری رحله؛ قال: و قال آخر: إِنَّه لا یُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ مِثْلُ القَلایا مِنْ سَنامٍ و كَبِدْ و كذلك الیاء من هی؛ و أَنشد: دارٌ لِسُعْدَی إِذْ هِ مِنْ هَواكا قال ابن سیدة: فإِن قلت فقد قال الآخر: أَعِنِّی علی بَرْقٍ أُرِیكَ وَمِیضَهُو فوقف بالواو و لیست اللفظة قافیةً، و هذه المَدَّة مستهلكة فی حال الوقف؟ قیل: هذه اللفظة و إِن لم تكن قافیةً فیكون البیتُ بها مُقَفًّی و مُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ علی العَروض نحواً من وُقوفِها علی الضَّرْب، و ذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَ لا تَرَی إِلی قوله أَیضاً: فأَضْحَی یَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَیْفةٍ فوقف بالتنوین خلافاً للوُقوف فی غیر الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَی حالِ كُتَیْفةٍ إِذ لیس قافیةً أَن یُجْری
(1). قوله [سام الخسف] كذا فی الأَصل، و الذی فی المحكم: سیم، بالبناء لما لم یسم فاعله.
لسان العرب، ج‌15، ص: 477
مُجْری القافیة فی الوقوف علیها، و أَنت تری الرُّواةَ أَكثرَهم علی إِطلاقِ هذه القصیدة و نحوها بحرف اللِّین نحو قوله فحَوْمَلی و مَنْزِلی، فقوله كُتَیْفة لیس علی وقف الكلام و لا وَقْفِ القافیةِ؟ قیل: الأَمرُ علی ما ذكرته من خلافِه له، غیر أَنَّ هذا الأَمر أَیضاً یختص المنظوم دون المَنْثُور لاستمرار ذلك عنهم؛ أَ لا تری إِلی قوله: أَنَّی اهْتَدَیْتَ لتَسْلِیمٍ علی دِمَنٍ، بالغَمْرِ، غَیَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ و قوله: كأَنَّ حُدوجَ المالِكیَّةِ، غُدْوةً، خَلایا سَفِینٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ و مثله كثیر، كلُّ ذلك الوُقوفُ علی عَرُوضِه مخالف للوُقوف علی ضَرْبه، و مخالفٌ أَیضاً لوقوف الكلام غیر الشعر. و قال الكسائی: لم أَسمعهم یلقون الواو و الیاء عند غیر الأَلف، و تَثْنِیَتُه هما و جمعُه هُمُو، فأَما قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك رأَیْتُهو فإِنَّ الاسم إِنما هو الهاء و جی‌ء بالواو لبیان الحركة، و كذلك لَهُو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء و الواو لما قدَّمنا، و دَلِیلُ ذلك أَنَّك إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَیته و المالُ لَهْ، و منهم من یحذفها فی الوصل مع الحركة التی علی الهاء و یسكن الهاء؛ حكی اللحیانی عن الكسائی: لَهْ مالٌ أَی لَهُو مالٌ؛ الجوهری: و ربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن سیدة: و حكی اللحیانی لَهْ مال بسكون الهاء، و كذلك ما أَشبهه؛ قال یَعْلَی بن الأَحْوَلِ: أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ یَمانٍ، و أَهْوَی البَرْقَ كُلَّ یَمانِ فظَلْتُ لَدَی البَیْتِ العَتِیقِ أُخِیلُهو، و مِطْوایَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ فَلَیْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ علی طَهَیانِ قال ابن جنی: جمع بین اللغتین یعنی إِثْبات الواو فی أُخِیلُهو و إِسكان الهاء فی لَهْ، و لیس إِسكان الهاء فی له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة، و هذا فی لغة أَزْد السَّراة كثیر؛ و مثله ما روی عن قطرب من قول الآخر: و أَشْرَبُ الماء ما بی نَحْوَهُو عَطَشٌ إِلَّا لأَنَّ عُیُونَهْ سَیْلُ وادِیها فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، و قال عُیُونَهْ بإِسكان الواو؛ و أَما قول الشماخ: لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ، إِذا طَلَبَ الوَسِیقةَ، أَوْ زَمِیرُ فلیس هذا لغتین لأَنا لا نعلم رِوایةً حَذْفَ هذه الواوِ و إِبقاء الضمةِ قبلها لُغةً، فینبغی أَن یكون ذلك ضَرُورةً و صَنْعةً لا مذهباً و لا لغة، و مثله الهاء من قولك بِهِی هی الاسم و الیاء لبیان الحركة، و دلیل ذلك أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، و من العرب من یقول بِهِی و بِهْ فی الوصل. قال اللحیانی: قال الكسائی سمعت أَعراب عُقَیْل و كلاب یتكلمون فی حال الرفع و الخفض و ما قبل الهاء متحرك، فیجزمون الهاء فی الرفع و یرفعون بغیر تمام، و یجزمون فی الخفض و یخفضون بغیر تمام، فیقولون: إِنَّ الْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، بالجزم، و لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، بغیر تمام، و لَهُ مالٌ و لَهْ مالٌ، و قال: التمام أَحب إِلیَّ و لا ینظر فی هذا إِلی جزم و لا غیره لأَنَّ الإِعراب إِنما
لسان العرب، ج‌15، ص: 478
یقع فیما قبل الهاء؛ و قال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدینة یخفض و یرفع لغیر تمام؛ و قال أَنشدنی أَبو حزام العُكْلِی: لِی والِدٌ شَیْخٌ تَهُضُّهْ غَیْبَتِی، و أَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ فخفف فی موضعین، و كان حَمزةُ و أَبو عمرو یجزمان الهاء فی مثل یُؤدِّهْ إِلیك و نُؤْتِهْ مِنها و نُصْلِهْ جَهَنَّمَ، و سمع شیخاً من هَوازِنَ یقول: عَلَیْهُ مالٌ، و كان یقول: عَلَیْهُم و فِیهُمْ و بِهُمْ، قال: و قال الكسائی هی لغات یقال فیهِ و فِیهِی و فیهُ و فِیهُو، بتمام و غیر تمام، قال: و قال لا یكون الجزم فی الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذیب: اللیث هو كنایة تذكیرٍ، و هی كنایةُ تأْنیثٍ، و هما للاثنین، و هم للجَماعة من الرجال، و هُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ علی هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، و إِذا أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ. و روی عن أَبی الهیثم أَنه قال: مَرَرْتُ بِهْ و مررت بِهِ و مررت بِهِی، قال: و إِن شئت مررت بِهْ و بِهُ و بِهُو، و كذلك ضَرَبه فیه هذه اللغات، و كذلك یَضْرِبُهْ و یَضْرِبُهُ و یَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة و ابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، و هی لكل مؤنثة غائبة، و قد جری ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو یاء استثقالًا للاسم علی حرف واحد، لأَن الاسم لا یكون أَقلَّ من حرفین، قال: و منهم مَن یقول الاسم إِذا كان علی حرفین فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِیَتُه و جَمْعُه و تَصْغِیرُه و تَصْریفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، و إِن لم یُصَغَّر و لم یُصَرَّفْ و لم یُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زیدَ فیه مثل آخره فتقول هُوَّ أَخوك، فزادوا مع الواو واواً؛ و أَنشد: و إِنَّ لِسانِی شُهْدةٌ یُشْتَفَی بِها، و هُوَّ علَی مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ كما قالوا فی مِن و عَن و لا تَصْرِیفَ لَهُما فقالوا مِنِّی أَحْسَنُ مِن مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهیثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِی و هُو فیقولون هُو زیدٌ و هِی هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، و هی قالته و هُو قاله؛ و أَنشد: و كُنَّا إِذا ما كانَ یَوْمُ كَرِیهةٍ، فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّی و هُو فَتَیانِ فأَسكن. و یقال: ماهُ قالَه و ماهِ قالَتْه، یریدون: ما هُو و ما هِیَ؛ و أَنشد: دارٌ لسَلْمَی إِذْهِ مِنْ هَواكا فحذف یاء هِیَ. الفراء: یقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ «2» عَنَی اثْنَیْنِ، و إِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِیباً، یقال هذا إِذا أَشكل علیك الشی‌ء فظننت الشخص شخصین. الأَزهری: و من العرب من یشدد الواو من هُوّ و الیاء من هِیَّ؛ قال: أَلا هِیَّ أَلا هِی فَدَعْها، فَإِنَّما تَمَنِّیكَ ما لا تَسْتَطِیعُ غُرورُ الأَزهری: سیبویه و هو قول الخلیل إِذا قلت یا أَیُّها الرجل فأَیُّ اسم مبهم مبنی علی الضمّ لأَنه منادی مُفْرَدٌ، و الرجل صِفة لأَیّ، تقول یا أَیُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، و لا یجوز یا الرجلُ لأَنَّ یا تَنْبیهٌ بمنزلة التعریف فی الرجل و لا یجمع بین یا و بین الأَلف و اللام،
(2). قوله [أو الحذل] رسم فی الأَصل تحت الحاء حاء أخری إشارة إلی عدم نقطها و هو بالكسر و الضم الأَصل، و وقع فی المیدانی بالجیم و فسره بأصل الشجرة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 479
فتَصِلُ إِلی الأَلف و اللام بأَیٍّ، و‌ها لازِمةٌ لأَیٍّ للتنبیه، و هی عِوَضٌ من الإِضافة فی أَیٍّ لأَن أَصل أَیٍّ أَن تكون مضافةً إِلی الاستفهام و الخبر. و تقول للمرأَةِ: یا أَیَّتُها المرأَةُ، و القرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَیُّهَا* و یٰا أَیُّهَا النّٰاسُ* و أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَیُّهُ المؤمنون، و لیست بجَیِّدةٍ، و قال ابن الأَنباری: هی لغة؛ و أَما قول جَریر: یقولُ لی الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِیَّةَ لا هِیا فمعنی لا هِیا أَی لا سبیل إِلیها، و كذلك إِذا ذكَر الرجل شیئاً لا سبیل إِلیه قال له المُجِیبُ: لا هُوَ أَی لا سبیل إِلیه فلا تَذْكُرْهُ. و یقال: هُوَ هُوَ أَی هُوَ مَن قد عرَفْتُهُ. و یقال: هِیَ هِیَ أَی هِیَ الداهِیةُ التی قد عَرَفْتُها، و هم هُمْ أَی هُمُ الذین عَرَفْتُهم؛ و قال الهذلی: رَفَوْنی و قالوا: یا خُوَیْلِدُ لَم تُرَعْ؟ فقُلتُ و أَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ و قول الشنفری: فإِنْ یكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً، و إِنْ یَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ أَی ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ و قول الهذلی: لَنا الغَوْرُ و الأَعْراضُ فی كلِّ صَیْفةٍ، فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا‌ها وَ ذا عَصْرُ أَدخلَ‌ها التنبیه؛ و قال كعب: عادَ السَّوادُ بَیاضاً فی مَفارقِهِ، لا مَرْحَباً‌ها بذا اللَّوْنِ الذی رَدَفا كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بین‌ها و ذا بالصِّفة كما یفْرُقون بینهما بالاسم:ها أَنا و‌ها هو ذا. الجوهری: و الهاء قد تكون كِنایةً عن الغائبِ و الغائِبة، تقول: ضَرَبَه و ضَرَبها، و هو للمُذكَّر، و هِیَ للمُؤنثِ، و إِنما بَنَوا الواوَ فی هُوَ و الیاء فی هِیَ علی الفتح لیَفْرُقُوا بین هذه الواو و الیاء التی هِیَ مِن نَفْسِ الاسم المَكْنِیِّ و بین الواو و الیاء اللتین تكونان صلة فی نحو قولك رأَیْتُهو و مَرَرْتُ بِهِی، لأَن كل مَبْنِیّ فحقه أَن یُبْنی علی السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، و الذی یَعْرِضُ ثلاثةُ أَشیاء: أَحَدُها اجتماعُ الساكِنَیْنِ مِثْلُ كیف و أَیْن، و الثانی كونه علی حَرْف واحد مثل الباء الزائدة، و الثالثُ الفَرْقُ بینه و بین غیره مثل الفِعل الماضِی یُبْنی علی الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بینه و بین ما لم یُضارِعْ، و هو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ و أَما قولُ الشاعر: ما هِیَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ، فَصَعِّدِی مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبی و قول بنت الحُمارِس: هَلْ هِیَ إِلَّا حِظةٌ أَو تَطْلِیقْ، أَو صَلَفٌ مِنْ بَینِ ذاكَ تَعْلِیقْ؟ فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هی كِنایةٌ عن شی‌ء مجهول، و أَهل البَصرة یَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بری: و ضمیر القصة و الشأْن عند أَهل البصرة لا یُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: و العرب تَقِفُ علی كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَیِّئاً فإِنهم یَقِفون علیها بالتاء فیقولون هذه أَمَتْ و جاریَتْ و طَلْحَتْ، و إِذا أَدْخَلْتَ الهاء فی النُّدْبة أَثْبَتَّها فی الوقْف و حذفْتها فی الوصل، و رُبما ثبتت فی ضرورة الشعر فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصلیّ؛ قال ابن بری: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمیر فی عَصاهُ و رَحاهُ، قال: و یجوز
لسان العرب، ج‌15، ص: 480
كسره لالتقاء الساكنین، هذا علی قول أَهل الكوفة؛ و أَنشد الفراء: یا ربِّ یا رَبَّاهُ إِیَّاكَ أَسَلْ عَفْراء، یا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ و قال قیس بنُ مُعاذ العامری، و كان لمَّا دخلَ مكة و أَحْرَمَ هو و من معه من الناس جعل یَسْأَلُ رَبَّه فی لَیْلی، فقال له أَصحابه: هَلَّا سأَلتَ الله فی أَن یُریحَكَ من لَیْلی و سأَلْتَه المَغْفرةَ فقال: دَعا المُحْرمُونَ اللهَ یَسْتَغْفِرُونَه، بِمكَّةَ، شُعْثاً كَیْ تُمحَّی ذُنُوبُها فَنادَیْتُ: یا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتی لِنَفْسِیَ لَیْلی، ثم أَنْتَ حَسِیبُها فإِنْ أُعْطَ لَیْلی فی حَیاتِیَ لا یَتُبْ، إِلی اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها و هو كثیر فی الشعر و لیس شی‌ء منه بحُجة عند أَهل البصرة، و هو خارجٌ عن الأَصل، و قد تزاد الهاء فی الوقف لبیان الحركة نحو لِمَهْ و سُلْطٰانِیَهْ و مٰالِیَهْ و ثُمَّ مَهْ، یعنی ثُمَّ ما ذا، و قد أَتَتْ هذه الهاء فی ضرورة الشعر كما قال: هُمُ القائلونَ الخَیرَ و الآمِرُونَهُ، إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا «1» فأَجْراها مُجْرَی هاء الإِضمار، و قد تكون الهاء بدلًا من الهمزة مثل هَراقَ و أَراقَ. قال ابن بری: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، و هی: هَرَقْت الماء، و هَنَرْتُ الثوب «2» و هَرَحْتُ الدابَّةَ، و العرب یُبْدِلون أَلف الاستفهام هاء؛ قال الشاعر: و أَتَی صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذی مَنَحَ المَوَدَّةَ غَیْرَنا و جَفانا یعنی أَ ذا الذی، و‌ها كلمة تنبیه، و قد كثر دخولها فی قولك ذا و ذِی فقالوا هذا و هَذِی و هَذاك و هَذِیك حتی زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ و هذا لما قَرُبَ. و‌فی حدیث علیّ، رضی الله عنه:ها إِنَّ هَاهُنا عِلْماً، و أَوْمَأَ بِیَدِه إِلی صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ تَنبیه للمُخاطَب یُنَبَّه بها علی ما یُساقُ إِلیهِ مِنَ الكلام. و قالوا:ها السَّلامُ علیكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر: وقَفْنا فقُلنا:ها السَّلامُ علیكُمُ فأَنْكَرَها ضَیقُ المَجَمِّ غَیُورُ و قال الآخر:ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ، لا یَنْفَعُ القُلُّ و لا الكَثِیرُ و منهم من یقول:ها اللهِ، یُجْرَی مُجْری دابَّةٍ فی الجمع بین ساكنین، و قالوا:ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا. و فی التنزیل العزیز: هٰا أَنْتُمْ هٰؤُلٰاءِ* و هأَنْتَ، مقصور. و ها، مقصور: للتَّقْریب، إِذا قیل لك أَیْنَ أَنْتَ فقل‌ها أَنا ذا، و المرأَةُ تقول‌ها أَنا ذِهْ، فإِن قیل لك: أَیْنَ فلان؟ قلتَ إِذا كان قریباً:ها هُو ذا، و إِن كان بَعِیداً قلت:ها هو ذاك، و للمرأَةِ إِذا كانت قَریبة:ها هی ذِهْ، و إِذا كانت بعیدة:ها هِیَ تِلْكَ، و الهاءُ تُزادُ فی كلامِ العرب علی سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ بین الفاعل و الفاعِلة مثل
(1). قوله [من معظم الأمر إلخ] تبع المؤلف الجوهری، و قال الصاغانی و الروایة: من محدث الأَمر معظما، قال: و هكذا أنشده سیبویه. (2). قوله [و هنرت الثوب] صوابه النار كما فی مادة هرق.
لسان العرب، ج‌15، ص: 481
ضارِبٍ و ضارِبةٍ، و كَریمٍ و كَرِیمةٍ، و الثانی للفرق بین المُذَكَّر و المُؤَنث فی الجنس نحو امْرئٍ و امرأَةٍ، و الثالث للفرق بین الواحد و الجمع مثل تَمْرة و تَمْر و بَقَرةٍ و بَقَر، و الرابع لتأْنیث اللفظة و إِن لم یكن تحتَها حَقیقةُ تَأْنیث نحو قِرْبةٍ و غُرْفةٍ، و الخامس للمُبالَغةِ مثل عَلَّامةٍ و نسّابةٍ فی المَدْح و هِلْباجةٍ و فَقاقةٍ فی الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً یذهبون بتأْنیثه إِلی تأْنیث الغایة و النِّهایة و الداهِیة، و ما كان ذَمّاً یذهبون فیه إِلی تأْنیث البَهِیمةِ، و منه ما یستوی فیه المذكر و المؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ و امرأَةٌ مَلُولةٌ، و السادس ما كان واحداً من جنس یقع علی المذكر و الأُنثی نحو بَطَّة و حَیَّة، و السابع تدخل فی الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل علی النَّسب نحو المَهالِبة، و الثانی أَن تَدُلَّ علی العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ و الجَوارِبةِ و ربما لم تدخل فیه الهاء كقولهم كَیالِج، و الثالث أَن تكون عوضاً من حرف محذوف نحو المَرازِبة و الزَّنادِقة و العَبادِلةِ، و هم عبدُ اللهِ بن عباس و عبدُ الله بنُ عُمَر و عبدُ الله بنُ الزُّبَیْر. قال ابن بری: أَسقط الجوهری من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، و هو الرابع، قال الجوهری: و قد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو عِدةٍ و صِفةٍ، و قد تكون عوضاً من الواو و الیاء الذاهبة من عَیْن الفعل نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ یَثُوبُ ثَوْباً، و قولهم أَقام إِقامةً و أَصله إِقْواماً، و قد تكون عوضاً من الیاء الذاهبة من لام الفعل نحو مِائةٍ و رِئةٍ و بُرةٍ، و‌ها التَّنبیهِ قد یُقْسَمُ بها فیقال: لا‌ها اللهِ ما فَعَلتُ أَی لا و اللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، و إِن شئت حذفت الأَلف التی بعدَ الهاء، و إِن شئت أَثْبَتَّ، و قولهم: لا‌ها اللهِ ذا، بغیر أَلفٍ، أَصلُه لا و اللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بین‌ها و ذا و جَعَلْتَ اسم الله بینهما و جَرَرْته بحرف التنبیه، و التقدیر لا و اللهِ ما فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ و اخْتُصِر لكثرة استعمالهم هذا فی كلامهم و قُدِّم‌ها كما قُدِّم فی قولهم‌ها هُو ذا و هأَنَذا؛ قال زهیر: تَعَلَّماً‌ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً، فاقْصِدْ بذَرْعِكَ و انْظُرْ أَینَ تَنْسَلِكُ «1» و‌فی حدیث أَبی قَتادةَ، رضی الله عنه، یومَ حُنَینٍ: قال أَبو بكر، رضی الله عنه: لا‌ها اللهِ إِذاً لا یَعْمِدُ إِلی أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ یُقاتِلُ عن اللهِ و رسولِه فیُعْطِیكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحدیث لا‌ها اللهِ إِذاً، «2»، و الصواب لا‌ها اللهِ ذا بحذف الهمزة، و معناه لا و اللهِ لا یكونُ ذا و لا و اللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفیفاً، و لك فی أَلف‌ها مَذْهبان: أَحدهما تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذی بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، و الثانی أَن تَحْذِفَها لالتقاء الساكنین. و هاءِ: زَجْرٌ للإِبل و دُعاء لها، و هو مبنی علی الكسر إِذا مدَدْتَ، و قد یقصر، تقول هاهَیْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه فی حاحَیْتُ، و من قال‌ها فحكی ذلك قال هاهَیْتُ. و هاءَ أَیضاً: كلمة إِجابة و تَلْبِیةٍ، و لیس من هذا الباب. الأَزهری: قال سیبویه فی كلام العرب هاءَ و هاكَ بمنزلة حَیَّهَلَ و حَیَّهلَك، و كقولهم النَّجاكَ، قال: و هذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورین و المَنْهِیِّینَ و المُضْمَرِین، و لو كانت علماً لمُضْمَرِین لكانت خطأً لأَن المُضْمَرَ هنا فاعِلون، و علامةُ الفاعلین الواو كقولك افْعَلُوا، و إِنما هذه الكاف تخصیصاً و توكیداً و لیست باسم، و لو كانت اسماً لكان
(1). فی دیوان النابغة: تعلَّمَنْ … بدل‌تعلَّماً … (2). قوله [لا‌ها الله إِذاً] ضبط فی نسخة النهایة بالتنوین كما تری.
لسان العرب، ج‌15، ص: 482
النَّجاكُ مُحالًا لأَنك لا تُضِیفُ فیه أَلفاً و لاماً، قال: و كذلك كاف ذلكَ لیس باسم. ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَیِّنٌ قد یَجِی‌ءُ خَلَفاً من الأَلف التی تُبْنَی للقطع، قال الله عز و جل: هٰاؤُمُ اقْرَؤُا كِتٰابِیَهْ؛ جاء فی التفسیر أن الرجل من المؤمنین یُعْطی كِتابه بیَمِینه، فإِذا قرأَه رأَی فیه تَبْشِیرَه بالجنة فیُعْطِیه أَصْحابَهُ فیقول هاؤُمُ اقْرَؤوا كِتابی أَی خُذُوه و اقْرؤوا ما فِیه لِتَعْلَمُوا فَوْزی بالجنة، یدل علی ذلك قوله: إِنِّی ظَنَنْتُ، أَی عَلِمْتُ، أَنِّی مُلٰاقٍ حِسٰابِیَهْ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ رٰاضِیَةٍ. و فی هاء بمعنی خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكیت: یقال هاءَ یا رَجُل، و هاؤُما یا رجلانِ، و هاؤُمْ یا رِجالُ. و یقال: هاءِ یا امرأَةُ، مكسورة بلا یاء، و هائِیا یا امرأَتانِ، و هاؤُنَّ یا نِسْوةُ؛ و لغة ثانیة: هَأْ یا رجل، و هاءَا بمنزلة هاعا، و للجمع هاؤُوا، و للمرأَة هائی، و للتثنیة هاءَا، و للجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ و لغة أُخری: هاءِ یا رجل، بهمزة مكسورة، و للاثنین هائِیا، و للجمع هاؤُوا، و للمرأَة هائی، و للثنتین هائِیا، و للجمع هائِینَ، قال: و إِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ یا هذا، و ما أَهاءُ أَی ما آخُذُ و ما أُعْطِی، قال: و نحوَ ذلك قال الكسائی، قال: و یقال هاتِ و هاءِ أَی أَعْطِ و خذ؛ قال الكمیت: و فی أَیامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَی، إِذا زَرِمَ النَّدَی، مُتَحَلِّبِینا قال: و من العرب من یقول هاكَ هذا یا رجل، و هاكما هذا یا رجُلان، و هاكُمْ هذا یا رجالُ، و هاكِ هذا یا امرأَةُ، و هاكُما هذا یا امْرأَتان، و هاكُنَّ یا نِسْوةُ. أَبو زید: یقال هاءَ یا رجل، بالفتح، و هاءِ یا رجل بالكسر، و هاءَا للاثنین فی اللغتین جمیعاً بالفتح، و لم یَكْسِروا فی الاثنین، و هاؤُوا فی الجمع؛ و أَنشد: قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه، إِذْ لم یَكُنْ لَكُمْ عَلیْنا مَفْخَرُ و یقال هاءٍ، بالتنوین؛ و قال: و مُرْبِحٍ قالَ لی: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ: حَیَّاكَ رَبِّی لَقدْ أَحْسَنْتَ بی هائی «3» قال الأَزهری: فهذا جمیع ما جاز من اللغات بمعنی واحد. و أَما‌الحدیث الذی جاءَ فی الرِّبا: لا تَبیعُوا الذَّهَبَ بالذَّهبِ إِلَّا هاءَ و هاء، فقد اختُلف فی تفسیره، فقال بعضهم: أَن یَقُولَ كلُّ واحد من المُتَبایِعَیْن هاءَ أَی خُذْ فیُعْطِیه ما فی یده ثم یَفْترقان، و قیل: معناه هاكَ و هاتِ أَی خُذْ و أَعْطِ، قال: و القول هو الأَولُ. و‌قال الأَزهری فی موضع آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلَّا هاءَ و هاء‌أَی إِلَّا یَداً بیدٍ، كما جاء فی حدیث الآخر یعنی مُقابَضةً فی المجلس، و الأَصلُ فیه هاكَ و هاتِ كما قال: وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّی و هاتِ قال الخطابی: أَصحاب الحدیث یروونه‌ها و ها، ساكنةَ الأَلف، و الصواب مَدُّها و فَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَی خُذْ، فحُذفَت الكاف و عُوِّضت منها المدة و الهمزة، و غیر الخطابی یجیز فیها السكون علی حَذْفِ العِوَضِ و تَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ‌ها التی للتنبیه؛ و منه‌حدیث عمر لأَبی موسی، رضی الله عنهما:ها و إِلَّا جَعَلْتُكَ عِظةً‌أَی هاتِ منْ یَشْهَدُ لك علی قولك. الكسائی: یقال فی الاستفهام إِذا كان بهمزتین أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة الأُولی هاء، فیقال
(3). قوله [و مربح] كذا فی الأَصل بحاء مهملة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 483
هأَلرجُل فَعلَ ذلك، یُریدون آلرجل فَعل ذلك، و هأَنت فعلت ذلك، و كذلك الذَّكَرَیْنِ هالذَّكَرَیْن، فإِن كانت للاستفهام بهمزة مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا یجعلون الهمزة هاء مثل قوله: أَتَّخَذْتُم، أَصْطفی، أَفْتَری، لا یقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: و لو قِیلت لكانتْ. و طیِّ‌ءٌ تقول: هَزَیْدٌ فعل ذلك، یُریدون أَ زیدٌ فَعَلَ ذلك. و یقال: أَیا فلانُ و هَیا فلانُ؛ و أَما قول شَبیب بن البَرْصاء: نُفَلِّقُ،ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا، بأَسْیافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ فإِنَّ أَبا سعید قال: فی هذا تقدیم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ بأَسیافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال:ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا، فها تَنْبِیه.

هلا؛ ج15، ص: 483

: هَلا: زجر للخیل أَی تَوَسَّعی و تَنحَّیْ، و قد ذكر فی المعتل لأَن هذا باب مبنی علی أَلِفات غیر مُنْقَلِبات من شی‌ء. و قال ابن سیدة: هَلا لامُه یاء فذكرناه فی المعتل.

هنا؛ ج15، ص: 483

: هُنا: ظَرْفُ مكان، تقول جَعَلْتُه هُنا أَی فی هذا الموضع. و هَنَّا بمعنی هُنا: ظرف. و‌فی حدیث علی، علیه السلام: إِنَّ هَاهُنا عِلْماً، و أَوْمَأَ بیَدِه إِلی صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقصورة: كلمة تَنْبِیه للمُخاطَب یُنَبَّه بها علی ما یُساقُ إِلیه من الكلام. ابن السكیت: هُنا هَاهُنا موضعٌ بعینه. أَبو بكر النحوی: هُنا اسم موضع فی البیت، و قال قوم: یَوْمَ هُنا أَی یَوْمَ الأَوَّل؛ قال: إِنَّ ابْنَ عاتِكَة المَقْتُولَ، یَوْمَ هُنا، خَلَّی عَلیَّ فِجاجاً كانَ یَحْمِیها قوله: یَوْمَ هُنا هو كقولك یَوْمَ الأَوَّلِ؛ قال ابن بری فی قول إمرئ القیس: و حَدیثُ الرَّكْبِ یَوْمَ هُنا قال: هُنا اسم موضع غیرُ مَصْرُوف لأَنه لیس فی الأَجْناس معروفاً، فهو كجُحَی، و هذا ذكره ابن بری فی باب المعتل. غیره: هُنا و هُناك للمكان و هُناك أَبْعَدُ من هاهُنا. الجوهری: هُنا و هَاهُنا للتقریب إِذا أَشرتَ إِلی مكان، و هُناك و هُنالِكَ للتَّبْعِیدِ، و اللام زائدة و الكاف للخطاب، و فیها دلیل علی التبعید، تفتح للمذَكَّرِ و تكسر للمُؤَنَّثِ. قال الفراء: یقال اجْلِسْ هاهُنا أَی قریباً، و تَنَحَّ هاهُنا أَی تَباعَدْ أَو ابْعُدْ قلیلًا، قال: و هَاهِنَّا أَیضاً تقوله قَیْسٌ و تَمِیمٌ. قال الأَزهری: و سمعت جماعة من قیس یقولون اذْهَبْ هَاهَنَّا بفتح الهاء، و لم أَسْمَعْها بالكسر من أَحد. ابن سیدة: و جاء من هَنی أَی من هُنا، قال: و جِئتُ من هَنَّا و من هِنَّا. و هَنَّا بالفتح و التشدید: معناه هَاهُنا. و هَنَّاك أَی هُناك؛ قال الراجز: لَمَّا رأَیت مَحْمِلَیْها هَنَّا و منه قولهم: تَجَمَّعُوا من هَنَّا و مِنْ هَنَّا أَی من هَاهُنا و من هَاهُنا؛ و قول الشاعر: حَنَّت نَوارُ، و لاتَ هَنَّا حَنَّتِ، و بَدا الذی كانَتْ نَوارُ أَجَنَّتِ یقول: لیس ذا موضع حَنِینٍ؛ قال ابن بری: هو لجَحْل بن نَضْلَة و كان سَبی النَّوارَ بنتَ عمْرو بن كُلْثوم؛ و منه قول الراعی: أ فی أَثَرِ الأَظْعانِ عَیْنُكَ تَلْمَحُ؟ نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قَلْبَكَ مِتْیَحُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 484
یعنی لیس الأَمر حیثما ذهبت؛ و قوله أَنشده أَبو الفتح بن جنی: قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ، مِنْ هَاهُنا و مِنْ هُنَهْ إِنما أَراد: و من هُنا فأَبدل الأَلف هاء، و إنما لم یقل و‌ها هُنَهْ لأَن قبله أَمْكِنَهْ، فمن المُحال أَن تكون إحدی القافیتین مؤسسة و الأُخری غیر مؤسسة. و هَاهِنَّا أَیضاً تقوله قیس و تمیم، و العرب تقول إذا أَرادت البُعْد: هَنَّا و هَاهَنَّا و هَنَّاكَ و هَاهَنَّاك، و إذا أَرادت القرب قالت: هُنا و هَاهُنا. و تقول للحبیب: هَاهُنا و هُنا أَی تَقَرَّبْ و ادْنُ، و فی ضدّه للبَغِیض: هَاهَنَّا و هَنَّا أَی تَنَحَّ بَعِیداً؛ قال الحطیئة یهجو أُمه: فهَاهَنَّا اقْعُدِی مِنی بَعِیداً، أَراحَ اللهُ مِنْكِ العالَمِینا «1» و قال ذو الرمة یَصِفُ فلاةً بَعِیدةَ الأَطْراف بعیدةَ الأَرجاء كثیرة الخَیرِ: هَنَّا و هَنَّا و مِنْ هَنَّا لَهُنَّ بها، ذاتَ الشَّمائلِ و الأَیْمانِ، هَیْنُومُ الفراء: من أَمثالهم: هَنَّا و هَنَّا عَنْ جِمالِ وَعْوَعَهْ «2» كما تقول: كلُّ شی‌ء و لا وَجَع الرأْسِ، و كلُّ شی‌ء و لا سَیْف فَراشةَ، و معنی هذا الكلام إذا سَلِمْتُ و سَلِمَ فلان فلم أَكْتَرِثْ لغَیرِه؛ و قال شمر: أَنشدنا ابن الأَعرابی للعجاج: و كانتِ الحَیاةُ حِینَ حَیَّتِ، و ذِكْرُها هَنَّتْ فلاتَ هَنَّتِ أَراد هَنَّا و هَنَّهْ فصیره هاء للوقف. فلاتَ هَنَّتْ أَی لیس ذا موضعَ ذلك و لا حِینَه، فقال هَنَّت بالتاء لما أَجری القافیة لأَن الهاء تصیر تاء فی الوصل؛ و منه قول الأَعشی: لاتَ هَنَّا ذِكْرَی جُبَیرةَ أَمَّنْ جاء مِنْها بطائفِ الأَهوالِ «3» قال الأَزهری: و قد مضی من تفسیر لاتَ هَنَّا فی المعتل ما ذكر هُناك لأَن الأَقرب عندی أَنه من المُعْتَلَّاتِ؛ و تقَدّم فیه: حَنَّتْ و لاتَ هَنَّتْ، و أَنَّی لكِ مَقْروعُ رواه ابن السكیت: و كانتِ الحَیاةُ حِینَ حُبَّتِ یقول: و كانت الحیاةُ حِینَ تُحَبُّ. و ذِكْرُها هَنَّتْ، یقول: و ذِكرُ الحَیاةِ هُناكَ و لا هناك أَی لِلیأْس من الحیاة؛ قال و مدح رجلًا بالعطاء: هَنَّا و هَنَّا و علی المَسْجوحِ أَی یُعْطِی عن یمین و شمال، و علی المَسْجُوح أَی علی القَصْد؛ أَنشد ابن السكیت: حَنَّتْ نَوارُ و لاتَ هَنَّا حَنَّتِ، و بَدا الذی كانتْ نَوارُ أَجَنَّتِ أَی لیس هذا موضعَ حَنِینٍ و لا فی موضِع الحَنِینِ حَنَّتْ؛ و أَنشد لبَعضِ الرُّجَّازِ
(1). فی دیوان الحطیئة: تَنَحّی، فاجلسی منی بعیداً، إلخ. (2). قوله [هنا و هنا إلخ] ضبط فی التهذیب بالفتح و التشدید فی الكلمات الثلاث، و قال فی شرح الأشمونی: یروی الأول بالفتح و الثانی بالكسر و الثالث بالضم، و قال الصبان عن الرودانی: یروی الفتح فی الثلاث. (3). قوله [جبیرة] ضبط فی الأصل بما تری و ضبط فی نسخة التهذیب بفتح فكسر، و بكل سمت العرب
لسان العرب، ج‌15، ص: 485
: لمَّا رأَیتُ مَحْمِلَیْها هَنَّا مُخَدَّرَیْنِ، كِدْتُ أَنْ أُجَنَّا قوله هَنَّا أَی هَاهَنَّا، یُغَلِّطُ به فی هذا الموضع. و قولهم فی النداء: یا هَنَّاه بزیادة هاء فی آخره، و تصِیرُ تاء فی الوصل، قد ذكرناه و ذكرنا ما انتقده علیه الشیخ أَبو محمد بن بری فی ترجمة هنا فی المُعْتَلّ. و هُنا: اللَّهْوُ و اللَّعِبُ، و هو مَعْرِفةٌ؛ و أَنشد الأَصمعی لإمرئ القیس: و حَدِیثُ الرَّكْبِ یَوْمَ هُنا، و حَدِیثٌ مَّا علی قِصَرِهْ و من العرب من یقول: هَنا و هَنْتَ بمعنی أَنا و أَنتَ، یَقْلِبون الهمزة هاء و ینشدون بیت الأَعشی: یا لیتَ شِعْرِی هل أَعُودنْ ناشِئاً مِثْلی، زُمَیْنَ هَنا بِبُرْقةِ أَنْقَدا؟ ابن الأَعرابی: الهُنا الحَسَبُ الدَّقِیقُ الخَسِیسُ؛ و أَنشد: حاشَی لفرْعَیْكَ مِن هُنا و هُنا، حاشَی لأَعْراقِكَ التی تَشبحُ

هیا؛ ج15، ص: 485

: هَیا: من حروفِ النَّداء، و أَصلها أَیا مثل هَراقَ و أَراقَ؛ قال الشاعر: فأَصاخَ یَرْجُو أَن یكون حَیّاً، و یقولُ من طَرَبٍ: هَیا رَبَّا

وا؛ ج15، ص: 485

: الواو: من حروف المُعْجم، وَوَوٌ حرفُ هجاء «1» واوٌ: حرف هجاء، و هی مؤلفة من واو و یاء و واو، و هی حرف مهجور یكون أَصلًا و بدلًا و زائداً، فالأَصل نحو وَرَلٍ و سَوْطٍ و دَلْوٍ، و تبدل من ثلاثة أَحرف و هی الهمزة و الأَلف و الیاء، فأَما إبدالها من الهمزة فعلی ثلاثة أَضرب: أَحدها أَن تكون الهمزة أَصلًا، و الآخر أَن تكون بدلًا، و الآخر أَن تكون زائداً، أَمَّا إبدالها منها و هی أَصل فأَن تكون الهمزة مفتوحة و قبلها ضمة، فمتی آثرت تخفیف الهمزة قلبتها واواً، و ذلك نحو قولك فی جُؤَنٍ جُوَن، و فی تخفیف هو یَضْرِبُ أَباكَ یَضْرِبُ وَباك، فالواو هنا مُخَلَّصةٌ و لیس فیها شی‌ء من بقیة الهمزة المُبْدَلةِ، فقولهم فی یَمْلِكُ أَحَدَ عَشَرَ هو یَمْلِكُ وَحَدَ عَشَرَ، و فی یَضْرِبُ أَباهُ یَضْرِبُ وَباه، و ذلك أَن الهمزة فی أَحدَ و أَباهُ بدل من واو، و قد أُبْدِلت الواو من همزة التأْنیث المُبْدَلة من الأَلف فی نحو حَمْراوانِ وَ صَحْراواتٍ و صَفْراوِیٍّ، و أَما إبدالُها من الهمزة الزائدة فقولك فی تخفیف هذا غلامُ أَحْمَدَ: هذا غلامُ وَحْمَدَ، و هو مُكْرِمُ أَصْرَمَ: هو مُكْرِمُ وَصْرَمَ، و أَما إبدال الواو من الأَلف أَصلیةً فقولك فی تثنیة إلی وَ لَدَی و إذا أَسماء رجال: إلَوانِ و لَدَوانِ و إذَوانِ؛ و تحقیرها وُوَیَّةٌ. و یقال: واو مُوَأْوَأَةٌ، و همزوها كراهَةَ اتِّصالِ الواواتِ و الیاءَات، و قد قالوا مُواواةٌ، قال: هذا قول صاحب العین، و قد خرجت واوٌ بدلیل التصریف إلی أَنَّ فی الكلام مثل وَعَوْتُ الذی نفاه سیبویه، لأَن أَلف واو لا تكون إلا منقلبةً كما أَنّ كل أَلف علی هذه الصُّورة لا تكون إلا كذلك، و إذا كانت مُنْقَلِبة فلا تخلو من أَن تكون عن الواو أَو عن الیاء إذ لو لا همزها فلا تكون «2» عن الواو، لأَنه إن كان كذلك كانت حروف الكلمة واحدة و لا نعلم ذلك
(1). قوله [ووو حرف هجاء] لیست الواو للعطف كما زعم المجد بل لغة أَیضاً فیقال ووو و یقال واو، انظر شرح القاموس. (2). قوله [إذ لو لا همزها فلا تكون إلخ] كذا بالأصل و رمز له فی هامشه بعلامة وقفة.
لسان العرب، ج‌15، ص: 486
فی الكلام البتة إلا بَبَّة و ما عُرِّب كالكَكّ، فإذا بَطلَ انْقِلابها عن الواو ثبت أَنه عن الیاء فخرج إلی باب وعَوْت علی الشذوذ. و حكی ثعلب: وَوَّیْت واواً حَسَنة عَمِلتها، فإِن صح هذا جاز أَن تكون الكلمة من واو و واو و یاء، و جاز أَن تكون من واو و واو و واو، فكان الحكم علی هذا وَوَّوْتُ، غیر أَن مُجاوزةَ الثلاثة قلبت الواوَ الأَخیرة یاء و حملها أَبو الحسن الأَخفش علی أَنها مُنْقَلِبةٌ من واو، و استدلَّ علی ذلك بتفخیم العرب إِیَّاها و أَنه لم تُسْمَع الإِمالةُ فیها، فقَضَی لذلك بأَنها من الواو و جعل حروف الكلمة كلها واوات، قال ابن جنی: و رأَیت أَبا علی یُنكر هذا القول و یَذْهب إلی أَنَّ الأَلف فیها منقلبة عن یاء، و اعتمد ذلك علی أَنه إن جَعَلَها من الواو كانت العین و الفاء و اللامُ كلها لفظاً واحداً؛ قال أَبو علی: و هو غیر موجود؛ قال ابن جنی: فعدل إلی القَضاء بأَنها من الیاء، قال: و لست أَرَی بما أَنْكَره أَبو علیّ علی أَبی الحسن بأْساً، و ذلك أَنَّ أَبا علیّ، و إن كان كره ذلك لئلا تَصِیرَ حُروفُه كلُّها واواتٍ، فإِنه إِذا قَضَی بأَنَّ الأَلف من یاء لتَخْتَلِف الحروف فقد حَصَل بعد ذلك معه لفظ لا نظیر له، أَ لا تری أَنه لیس فی الكلام حرف فاؤه واو و لامه واو إلَّا قولنا واو؟ فإِذا كان قضاؤه بأَنَّ الأَلف من یاء لا یخرجه من أَن یكون الحرف فَذًّا لا نظیرَ له، فقضاؤه بأَنَّ العینَ واوٌ أَیضاً لیس بمُنْكَر، و یُعَضِّدُ ذلك أَیضاً شیئان: أَحدهما ما وصَّی به سیبویه من أَنَّ الأَلف إذا كانت فی موضع العین فأَنْ تكونَ منقلبةً عن الواو أَكثرُ من أَن تكون منقلبةً عن الیاء، و الآخر ما حكاه أَبو الحسن من أَنه لم یُسْمَعْ عنهم فیها الإِمالةُ، و هذا أَیضاً یؤكِّدُ أَنها من الواو، قال: و لأَبی علی أَن یقولَ مُنْتَصِراً لكَوْنِ الأَلف عن یاء إنَّ الذی ذَهَبْتُ أنا إلیه أَسْوَغُ و أَقَلُّ فُحْشاً ممَّا ذهَبَ إلیه أَبو الحسنِ، و ذلك أَنِّی و إنْ قَضَیْتُ بأَنَّ الفاء و اللام واوان، و كان هذا مما لا نظیر له، فإنی قد رأَیت العرب جعَلَتِ الفاء و اللام من لفظ واحد كثیراً، و ذلك نحو سَلَسٍ و قَلَقٍ و حِرْحٍ و دَعْدٍ و فَیْفٍ، فهذا و إن لم یكن فیه واو فإِنا وجدنا فاءه و لامه من لفظ واحد. و قالوا أَیضاً فی الیاء التی هی أُخت الواو: یَدَیْتُ إِلیه یداً، و لم نَرَهم جعلوا الفاء و اللام جمیعاً من موضع واحد لا من واو و لا من غیرها، قال: فقد دخل أَبو الحسن معی فی أَن أَعترف بأَنَّ الفاء و اللام واوان، إذ لم یجد بُدًّا من الاعتراف بذلك، كما أَجده أَنا، ثم إِنه زاد عَمَّا ذَهَبْنا إِلیه جمیعاً شیئاً لا نظیر له فی حَرْف من الكلام البتة، و هو جَعْلُه الفاء و العین و اللام من موضع واحد؛ فأَمَّا ما أَنشده أَبو علی من قول هند بنت أَبی سفیان تُرَقِّصُ ابنَها عبدَ الله بنَ الحَرث: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جارِیةً خِدَبَّهْ فإِنما بَبَّهْ حكایة الصوت الذی كانت تُرَقِّصُه علیه، و لیس باسم، و إِنما هو لَقَبٌ كقَبْ لصوت وَقْع السَّیْف، و طِیخِ للضَّحِك، و دَدِدْ «3» لصوت الشی‌ء یَتَدَحْرَجُ، فإِنما هذه أَصواتٌ لیست تُوزَنُ و لا تُمَثَّلُ بالفعل بمنزلة صَه و مَهْ و نحوهما؛ قال ابن جنی: فلأَجْل ما ذكرناه من الاحتجاج لمذهب أَبی علی تَعادَلَ عندنا المَذْهبان أَو قَرُبا من التَّعادُلِ، و لو جَمَعْتَ واواً علی أَفعالٍ لقلتَ فی قول مَنْ جعل أَلِفَها منقلبةً من واو أَوَّاءٌ، و أَصلها أَوَّاوٌ، فلما وقعت الواو طَرَفاً
(3). قوله [و ددد] كذا فی الأصل مضبوطاً.
لسان العرب، ج‌15، ص: 487
بعد أَلف زائدة قُلبت ألفا، ثم قلبت تلك الأَلفُ هَمْزةً كما قلنا فی أَبْنَاء و أَسْماء و أَعْداء، و إِنْ جَمَعها علی أَفْعُلٍ قال فی جمعها أَوٍّ، و أَصلها أَوْوُوٌ، فلما وقعت الواوُ طرَفاً مضموماً ما قَبْلَها أَبْدَلَ من الضمة كَسْرةً و من الواو یاءً، و قال أَوٍّ كأَدْلٍ و أَحْقٍ، و من كانت أَلفُ واو عنده مِن یاء قال إِذا جمَعَها علی أَفْعال أَیَّاءً، و أَصلها عنده أَوْیاءٌ، فلما اجتمعت الواو و الیاء و سَبَقَتِ الواوُ بالسكون قُلبت الواوُ یاء و أُدْغِمت فی الیاء التی بعدها، فصارت أَیَّاء كما تری، و إن جمعَها علی أَفْعُل قال أَیٍّ و أَصلها أَوْیُوٌ، فلما اجتمعت الواو و الیاء و سَبَقت الواوُ بالسكون قُلِبت الواو یاء و أُدغمت الأُولی فی الثانیة فصارت أَیُّوٌ، فلما وقعت الواو طرَفاً مضموماً ما قبلها أُبْدِلت من الضمة كسرة و من الواو یاء، علی ما ذكرناه الآنَ، فصار التقدیر أَیْیِیٌ فلما اجتمعَت ثَلاثُ یاءَاتٍ، و الوُسْطَی منهن مكسورة، حُذفت الیاء الأَخیرة كما حذفت فی تَحْقِیر أَحْوَی أُحَیٍّ و أَعْیا أُعَیٍّ، فكذلك قلت أَنت أَیضاً أَیٍّ كأَدْلٍ. و حكی ثعلب أَن بعضهم یقول: أَوَّیْتُ واواً حَسَنةً، یجعل الواو الأُولی هَمزةً لاجتماع الواوات. قال ابن جنی: و تُبْدَلُ الواو من الباء فی القَسَم لأَمْرَیْنِ: أَحدهما مُضارَعَتُها إِیاها لفظاً، و الآخر مُضارَعَتُها إِیَّاها مَعْنًی، أَما اللفظ فلأَنّ الباء من الشفة كما أَنَّ الواو كذلك، و أَما المعنی فلأَنَّ الباء للإِلصاق و الواوَ للاجتماع، و الشی‌ءُ إِذا لاصَقَ الشی‌ءَ فقد اجتمع معه. قال الكسائی: ما كان من الحُرُوف علی ثلاثة أَحْرُفٍ وسَطُه أَلف ففی فِعْلِه لغتان الواو و الیاء كقولك دَوَّلْت دالًا و قَوَّفْتُ قافاً أَی كَتَبْتها، إِلا الواو فإِنها بالیاء لا غیر لكثرة الواوات، تقول فیها وَیَّیْتُ واواً حَسَنةً، و غیر الكسائی یقول: أَوَّیْتُ أَوْ وَوَّیْتُ، و قال الكسائی: تقول العرب كلِمةٌ مُؤَوَّاةٌ مثل مُعَوّاةٍ أَی مَبْنِیَّةٌ من بناتِ الواو، و قال غیره: كلمة مُوَیَّاةٌ من بنات الواو، و كلمة مُیَوّاةٌ من بنات الیاء، و إِذا صَغَّرْتَ الواو قُلتَ أُوَیَّةٌ. و یقال: هذه قصیدة واوِیَّةٌ إِذا كانت علی الواو، قال الخلیل: وجدْتُ كلَّ واو و یاء فی الهجاء لا تعتمد علی شی‌ء بعدها ترجع فی التصریف إِلی الیاء نحو یَا و فَا و طَا و نحوه، و الله أَعلم. التهذیب: الواو «1» معناها فی العَطْفِ و غَیْرِه فعل الأَلف مهموزة و ساكنة فعل الیاء. الجوهری: الواو من حروف العطف تجمع الشیئین و لا تدلُّ علی الترتیب، و یدخل علیها أَلف الاستفهام كقوله تعالی: أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جٰاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلیٰ رَجُلٍ*؛ كما تقول أَ فَعَجِبْتُم؛ و قد تكون بمعنی مَعْ لما بینهما من المناسبة لأَن مَع للمصاحبة‌كقول النبی، صلی الله علیه و سلم: بُعِثْتُ أنا و الساعةَ كهاتَیْنِ، و أَشار إِلی السَّبَّابةِ و الإِبْهام، أَی مَع الساعةِ؛ قال ابن بری: صوابه و أَشار إِلی السبَّابةِ و الوُسْطَی، قال: و كذلك جاء فی الحدیث؛ و قد تكون الواو للحال كقولهم: قُمْتُ و أَصُكُّ وجْهَه أَی قمتُ صاكًّا وجْهَه، و كقولك: قُمتُ و الناسُ قُعودٌ، و قد یُقْسَمُ بها تقول: و اللهِ لقد كان كذا، و هو بَدَلٌ من الباء و إِنما أُبْدِل منه لقُربه منه فی المَخرج إِذ كان من حروف الشَّفة، و لا یَتجاوَزُ الأَسماءَ المُظْهَرةَ نحو و الله و حَیاتِك و أَبیك؛ و قد تكون الواو ضمیر جماعة المذكَّر فی قولك فعَلُوا و یَفْعَلُون و افْعَلُوا؛ و قد تكون الواو زائدة؛ قال الأَصمعی: قلت لأَبی عمرو قولهم رَبَّنا و لكَ الحمدُ فقال: یقول الرجل للرجل بِعْنی هذا الثوبَ فیقول و هو لك و أَظنه أَراد هو لك؛
(1). قوله [التهذیب الواو إلخ] كذا بالأَصل.
لسان العرب، ج‌15، ص: 488
و أَنشد الأَخفش: فإِذا و ذلِك، یا كُبَیْشةُ، لَمْ یَكُنْ إِلَّا كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَیالِ كأَنه قال: فإِذا ذلك لم یكنْ؛ و قال زهیر بن أَبی سُلْمی: قِفْ بالدِّیارِ التی لم یَعْفُها القِدَمُ بَلی، و غَیَّرَها الأَرْواحُ و الدِّیَمُ یرید: بلی غَیَّرَها. و قوله تعالی: حَتّٰی إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا؛ فقد یجوز أَن تكون الواو هنا زائدة؛ قال ابن بری: و مثل هذا لأَبی كَبیر الهُذلی عن الأَخفش أَیضاً: فإِذا و ذلِكَ لیسَ إِلَّا ذِكْرَه، و إِذا مَضی شی‌ءٌ كأَنْ لم یُفْعَلِ قال: و قد ذَكر بعضُ أَهلِ العلم أَنَّ الواوَ زائدةٌ فی قوله تعالی: وَ أَوْحَیْنٰا إِلَیْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هٰذٰا؛ لأَنه جواب لَمَّا فی قوله: فَلَمّٰا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُوا أَنْ یَجْعَلُوهُ فِی غَیٰابَتِ الْجُبِّ. التهذیب: الواواتُ لها مَعانٍ مختلفة لكل معنًی منها اسم یُعْرَفُ به: فمنها واوُ الجمع كقولك ضَرَبُوا و یَضْرِبُون و فی الأَسماء المُسْلِمون و الصالحون؛ و منها واو العطف و الفرقُ بینها و بین الفاءِ فی المعطوف أَو الواو یُعْطَفُ بها جملة علی جملةٍ، لا تدلُّ علی الترتیب فی تَقْدیم المُقَدَّمِ ذِكْرُه علی المؤخَّر ذكره، و أَما الفراء فإِنه یُوَصِّلُ بها ما بَعْدَها بالذی قبلها و المُقَدَّمُ هو الأَوَّل، و قال الفراء: إِذا قلتَ زُرْتُ عبدَ اللهِ و زیْداً فأَیَّهُما شئت كان هو المبتدأَ بالزیارة، و إِن قلتَ زُرْتُ عبدَ الله فزَیْداً كان الأَولُ هو الأَولَ و الآخِرُ هو الآخِر؛ و منها واو القَسم تَخْفِضُ ما بَعْدَها، و فی التنزیل العزیز: وَ الطُّورِ وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ؛ فالواو التی فی الطُّور هی واو القَسَمِ، و الواوُ التی هی فی وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ هی واوُ العَطف، أَ لا تری أَنه لو عُطِف بالفاء كان جائزاً و الفاء لا یُقْسَم بها كقوله تعالی: وَ الذّٰارِیٰاتِ ذَرْواً فَالْحٰامِلٰاتِ وِقْراً؛ غیر أَنه إِذا كان بالفاء فهو مُتَّصِلٌ بالیمین الأُولی، و إِن كان بالواو فهو شی‌ء آخَرُ أُقْسِمَ به؛ و منها واوُ الاسْتِنْكارِ، إِذا قلت: جاءَنی الحَسَنُ، قال المُسْتَنْكِرُ أَلحَسَنُوهْ، و إِذا قلت: جاءَنی عَمرو، قال: أَ عَمْرُوهْ، یَمُدُّ بواو و الهاء للوقفة؛ و منها واو الصِّلة فی القَوافی كقوله: قِفْ بالدِّیار التی لم یَعْفُها القِدَمُو فَوُصِلَتْ ضَمَّةُ المِیمِ بواو تَمَّ بها وزن البیت؛ و منها واوُ الإِشْباع مثل قولهم البُرْقُوعُ و المُعْلُوقُ، و العرب تصل الضمة بالواو. و حكی الفراء: أَنْظُور، فی موضع أَنْظُر؛ و أَنشد: لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَن یَرْقُودا فانْهَضْ، فشُدَّ المِئْزَرَ المَعْقُودا أَراد: أَن یَرْقُدَ فأَشْبَعَ الضمةَ و وصَلَها بالواو و نَصَب یَرْقُود علی ما یُنْصَبُ به الفعلُ؛ و أَنشد: اللهُ یَعْلَم أَنَّا، فی تَلفُّتِنا، یومَ الفِراقِ، إِلی إِخوانِنا، صُورُ و أَنَّنی حَیْثُما یَثْنی الهَوَی بَصَری، من حَیْثُما سَلَكُوا، أَدْنُو فأَنْظُورُ أَراد: فأَنْظُر؛ و منها واو التَّعایی كقولك: هذا عمْرُو، فیَسْتَمِدُّ ثم یقولُ مُنْطَلِقٌ، و قد مَضی بعضُ أَخواتِها فی ترجمة آ فی الأَلِفات، و ستأْتی بَقِیَّةُ
لسان العرب، ج‌15، ص: 489
أَخَواتها فی ترجمة یا؛ و منها مَدُّ الاسم بالنِّداء كقولك أَیا قُورْط، یرید قُرْطاً، فمدّوا ضمة القاف بالواو لیَمْتَدَّ الصَّوتُ بالنداء؛ و منها الواو المُحَوَّلةُ نحو طُوبی أَصلها طُیْبی فقُلِبت الیاء واواً لانضمام الطاءِ قبلها، و هی من طاب یَطیبُ؛ و منها واو المُوقنین و المُوسِرین أَصلها المُیْقِنین من أَیْقَنْتُ و المُیْسِرین من أَیْسَرْتُ؛ و منها واوُ الجَزْمِ المُرْسَلِ مثلُ قوله تعالی: وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً؛ فأُسْقِطَ الواو لالتقاء الساكنین لأَن قبْلَها ضَمَّةً تَخْلُفها؛ و منها جَزْمُ الواو «1» المنبسط كقوله تعالی: لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوٰالِكُمْ؛ فلم یُسْقِطِ الواو و حَرّكها لأَن قبلها فتحة لا تكون عِوضاً منها؛ هكذا رواه المنذری عن أَبی طالب النحوی، و قال: إِنما یَسْقُط أَحَدُ الساكنین إِذا كان الأَوّل من الجَزم المُرْسَل واواً قبلها ضمة أَو یاء قبلها كسرة أَو أَلفاً قبلها فتحة، فالأَلف كقولك للاثنین اضْرِبا الرجل، سقطت الأَلف عنه لالتقاء الساكنین لأَن قبلها فتحة، فهی خَلَفٌ منها، و سنذكر الیاء فی ترجمتها؛ و منها واواتُ الأَبْنِیة مثل الجَوْرَبِ و التَّوْرَبِ للتراب و الجَدْوَلِ و الحَشْوَرِ و ما أَشبهها؛ و منها واو الهمز فی الخط و اللفظ، فأَما الخط فقولك: هذِه شاؤُك و نِساؤُك، صُوِّرَتِ الهمزة واواً لضمتها، و أَما اللفظ فقولك: حَمْراوانِ و سَوْداوان، و مثل قولك أُعِیذُ بأَسْماوات الله و أَبْناواتِ سَعْدٍ و مثل السَّمَواتِ و ما أَشْبهها؛ و منها واو النِّداء وَ واوُ النُّدْبة، فأَما النِّداء فقولك: وا زَیْد، و أَما النُّدبة فكقولك أَو كقول النَّادِبة: وا زَیْداهْ وا لَهْفاهْ وا غُرْبَتاهْ و یا زَیداه و منها واواتُ الحال كقولك: أَتَیْتُه و الشمسُ طالِعةٌ أَی فی حال طُلُوعها، قال الله تعالی: إِذْ نٰادیٰ وَ هُوَ مَكْظُومٌ؛ و منها واوُ الوَقْتِ كقولك: اعْمَل و أَنتَ صَحِیحٌ أَی فی وقْتِ صِحَّتِك، و الآنَ و أَنت فارِغٌ، فهذه واوُ الوقت و هی قَریبة من واو الحال؛ و منها واوُ الصَّرْفِ، قال الفراء: الصَّرْفُ أَنْ تأْتی الواوُ مَعْطُوفةً علی كلام فی أَوّله حادِثةٌ لا تَسْتَقِیمُ إِعادَتُها علی ما عُطِفَ علیها كقوله: لا تَنْهَ عَنْ خُلْقٍ و تَأْتیَ مِثْلَه، عارٌ عَلَیْكَ، إِذا فَعَلْتَ، عَظِیمُ أَ لا تری أَنه لا یجوز إِعادة لا علی و تَأْتیَ مِثْلَه، فلذلك سُمیَ صَرْفاً إِذْ كان معطوفاً و لم یَسْتَقِم أَن یُعادَ فیه الحادثُ الذی فیما قَبْلَه؛ و منها الواواتُ التی تدخلُ فی الأَجْوِبةِ فتكون جواباً مع الجَوابِ، و لو حُذِفت كان الجوابُ مُكْتَفِیاً بنفسه؛ أَنشد الفراء: حتی إِذا قَمِلَتْ بُطُونُكُمُ، و رَأَیْتُمُ أَبْناءَكُمْ شَبُّوا و قَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لنا، إِنَّ اللَّئِیمَ العاجِزُ الخَبُّ أَراد قَلَبْتُم. و مثله فی الكلام: لمَّا أَتانی و أَثِبُ علیه، كأَنه قال: وَثَبْتُ علیه، و هذا لا یجوز إِلَّا مع لَمَّا حتی إِذا «2». قال ابن السكیت: قال الأَصمعی قلت لأَبی عَمْرو بن العَلاء رَبَّنا و لكَ الحَمْدُ ما هذه الواوُ؟ فقال: یقول الرَّجُل للرَّجُل بِعْنی هذا الثَّوْبَ، فیقول: و هو لك، أَظُنُّه أَراد هُوَ لكَ؛ و قال أَبو كبیر الهذلی: فإِذا و ذلِكَ لیْسَ إِلَّا حِینَه، و إِذا مَضَی شی‌ءٌ كأَنْ لم یُفْعَلِ
(1). قوله [جزم الواو] و عبارة التكملة واو الجزم و هی أنسب. (2). قوله [حتی إذا] كذا هو فی الأصل بدون حرف العطف.
لسان العرب، ج‌15، ص: 490
أَراد: فإِذا ذلكَ یعنی شَبابَه و ما مَضَی مِن أَیّام تَمَتُّعه؛ و منها واو النِّسبة، روی عن أَبی عَمرو بن العَلاء أَنه كان یقول: یُنْسَبُ إِلی أَخٍ أَخَویٌّ، بفتح الهمزة و الخاء و كسر الواو، و إِلی الرِّبا رِبَوِیٌّ، و إِلی أُخْتٍ أُخَویٌّ، بضم الهمزة، و إِلی ابْن بَنَوِیٌّ، و إِلی عالِیةِ الحِجاز عُلْوِیٌّ، و إِلی عَشِیَّة عَشَوِیٌّ، و إِلی أَبٍ أَبَوِیٌّ؛ و منها الواوُ الدَّائمةُ، و هی كل واوٍ تُلابِسُ الجَزاء و معناها الدَّوامُ، كقولك: زُرْنی و أَزُورَكَ و أَزُورُكَ، بالنصب و الرفع، فالنَّصْبُ علی المُجازاةِ، و مَن رفع فمعناه زیارَتَكَ علیَّ واجبةٌ أُدِیمُها لك علی كلِّ حالٍ؛ و منها الواو الفارِقةُ، و هی كلُّ واوٍ دَخَلت فی أَحَدِ الحَرْفین المُشْتَبِهین لیُفْرَقَ بینَه و بین المُشْبهِ له فی الخَطِّ مثل واوِ أُولئِك و واو أُولو. قال الله عز و جل: غَیْرُ أُولِی الضَّرَرِ و غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَةِ؛ زیدت فیها الواو فی الخط لتَفْرُق بینَها و بینَ ما شاكَلَها فی الصُّورةِ مِثْل إِلی و إِلَیْك؛ و منها واو عَمْرو، فإِنها زیدَتْ لِتَفْرُقَ بینَ عَمْروٍ و عُمَرَ، و زیدتْ فی عَمْرٍو دونَ عُمَرَ لأَن عُمَرَ أَثقَلُ من عَمْرٍو؛ و أَنشد ابن السكیت: ثمَّ تَنادَوْا، بینَ تِلْكَ الضَّوْضَی مِنْهُمْ: بِهابٍ و هَلا و یا یا نادَی مُنادٍ مِنْهُمُ: أَلا تا، صَوْتَ امْرِئٍ للجُلَّیاتِ عَیّا قالُوا جَمِیعاً كُلُّهُم: بَلا فا أَی بَلَی فإِنَّا نَفْعَلُ، أَلا تا: یُرید تَفْعَلُ، و الله أَعلم. الجوهری: الواوا صَوْتُ ابْن آوَی. وَ وَیْكَ: كلمةٌ مِثل وَیْبَ و وَیْحَ، و الكافُ للخِطاب؛ قال زید بن عَمرو بن نُفَیْل و یقال هو لِنُبَیْهِ بن الحجاج السَّهْمِی: وَیْكَ أَنَّ مَنْ یَكُنْ له نَشَبٌ یُحْبَبْ، و مَنْ یَفْتَقِرْ یَعِشْ عَیْشَ ضُرِّ قال الكسائی: هو وَیْكَ، أُدْخِلَ علیه أَنَّ و معناه أَ لم تَرَ؛ و قال الخلیل: هی وَیْ مَفْصُولة ثم تَبتدِئُ فتقول كأَنَّ، و الله أَعلم.

یا؛ ج15، ص: 490

: حَرْفُ نِداء، و هی عامِلةٌ فی الاسم الصَّحِیح و إِن كانت حرفاً، و القولُ فی ذلك أَنَّ لِیا فی قیامِها مَقامَ الفعل خاصةً لیست للحروف، و ذلك أَنَّ الحروفَ قد تَنُوبُ عن الأَفعال كهَلْ فإِنها تَنُوبُ عن أَسْتَفْهِمُ، و كما و لا فإِنهما یَنْوبانِ عن أَنْفِی، و إِلَّا تَنُوبُ عن أَسْتَثْنی، و تلك الأَفعال النائبةُ عنها هذه الحروفُ هی الناصِبة فی الأَصل، فلما انصَرَفَتْ عنها إِلی الحَرْف طَلَباً للإِیجاز و رَغْبةً عن الإِكثار أَسْقَطْتَ عَمَلَ تلك الأَفعال لیَتِمَّ لك ما انْتَحَیْتَه من الاختصار، و لیس كذلك یا، و ذلك أَنَّ یا نفسَها هی العامِلُ الواقِعُ علی زید، و حالُها فی ذلك حال أَدْعُو و أُنادی، فیكون كلُّ واحد منهما هو العامِل فی المفعول، و لیس كذلك ضَرَبْتُ و قَتَلْتُ و نحوه، و ذلك أَنَّ قَولَكَ ضَرَبْتُ زیداً و قتَلْتُ بِشْراً العامِلُ الواصِلُ إِلیهما المُعَبَّرُ بقولك ضَرَبْتُ عنه لیس هو نَفْسَ ض ر ب ت، إِنما ثَمَّ أَحْداثٌ هذه الحروف دِلالةٌ علیها، و كذلك القَتْلُ و الشَّتْمُ و الإِكْرامُ و نحوُ ذلك، و قولُك أُنادی عبدَ اللهِ و أُكْرِمُ عبد الله لیس هنا فعلٌ واقعٌ علی عبدِ الله غیر هذا اللفظِ، و یا نفسُها فی المعنی كأَدْعُو، أَ لا تری أَنك إِنما تذكر بعد یا اسماً واحداً، كما تذكُره بعد الفِعْلِ المُسْتَقِلِّ بفاعِلِه، إِذا كان مُتَعَدِّیاً إِلی واحد كضربت زیداً؟ و لیس كذلك حرفُ الاستفهام
لسان العرب، ج‌15، ص: 491
و حرفُ النَّفْی، و إِنما تُدْخِلُها علی الجملة المستقلة، فتقول: ما قامَ زید و هل زیدٌ أَخوك، فلما قَوِیَت یا فی نفسها و أَوْغَلَتْ فی شَبَهِ الفعل تَوَلَّتْ بنفسها العمل؛ و قولُه أَنشده أَبو زید: فخَیْرٌ نَحْنُ عِنْدَ الناسِ مِنْكُم، إِذا الدَّاعِی المُثَوِّبُ قالَ: یا لا قال ابن جنی: سأَلنی أَبو علی عن أَلف یا من قوله فی قافِیةِ هذا البیت یا لا فقال: أَ مُنْقَلِبةٌ هی؟ قلتُ: لا لأَنها فی حَرْفٍ أَعنی یا، فقال: بل هی منقلبة، فاستدللت علی ذلك، فاعتصم بأَنها قد خُلِطَتْ باللام بعدَها و وُقِفَ علیها فصارت اللام كأَنها جزء منها فصارت یال بمنزلة قال، و الأَلف فی موضع العین، و هی مجهولة فینبغی أَن یُحكم علیها بالانقلاب عن واوٍ، و أَرادَ یالَ بَنی فُلانٍ و نحوه. التهذیب: تقول إِذا نادَیْتَ الرجلَ آ فُلانُ و أَ فلان و آیا فُلانُ، بالمدِّ، و فی یاء النِّداء لغات، تقول: یا فلانُ أَیا فلانُ آیا فلانُ أَ فلانُ هَیا فلانُ، الهاء مبدلة من الهمز فی أَیا فلان، و ربما قالوا فلانُ بلا حرف النداء أَی یا فلانُ. قال ابن كیسان: فی حروف النداء ثمانیة أَوجه: یا زَیْدُ و وا زَیْدُ و أَ زَیْدُ و أَیا زَیْدُ و هَیا زَیْدُ و أَیْ زَیْدُ و آیا زَیْدُ و زَیْدُ؛ و أَنشد: أَ لم تَسْمَعی، أَیْ عَبْدُ، فی رَوْنَقِ الضُّحی غِناءَ حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِیلُ؟ و قال: هَیا أُمَّ عَمْرٍو، هل لیَ الیومَ عِنْدَكُمْ، بَغَیْبَةِ أَبْصارِ الوُشاةِ، رَسُولُ؟ و قال: أَ خالِدُ، مَأْواكُمْ لِمَنْ حَلَّ واسِع و قال: أَیا ظَبْیةَ الوَعْساءِ بَیْنَ حُلاحِلٍ التهذیب: و لِلْیاءَاتِ أَلْقابٌ تُعْرَفُ بها كأَلقابِ الأَلِفات: فمنها یاء التأْنیث فی مثل اضْرِبی و تَضْرِبِین و لم تَضْرِبی، و فی الأَسْماء یاء حُبْلی و عَطْشی، یقال هما حُبْلَیانِ و عَطْشَیانِ و جُمادَیانِ و ما أَشبهها، و یاء ذِكْری و سِیما؛ و منها یاء التَّثنیة و الجمع كقولك رأَیتُ الزَّیْدَیْنِ و فی الجمع رأَیتُ الزَّیْدِینَ، و كذلك رأَیت الصَّالِحَیْن و الصَّالِحِینَ و المُسْلِمَیْن و المُسْلِمِینَ؛ و منها یاء الصِّلة فی القوافی كقوله: یا دارَ مَیَّة بالعَلْیاء فالسَّنَدِی فوصل كسرة الدال بالیاء، و الخلیل یُسمیها یاء التَّرنُّم، یَمُدُّ بها القَوافی، و العرب تَصِلُ الكَسرة بالیاء؛ أَنشد الفراء: لا عَهْدَ لی بِنِیضالِ، أَصْبَحْتُ كالشَّنِّ البالی أَراد: بنِضال؛ و قال: علی عَجَلٍ مِنِّی أُطَأْطِئُ شِیمالی أَراد: شِمالی فوصل الكسرة بالیاء؛ و منها یاء الإِشْباع فی المَصادِر و النعوت كقولك: كاذَبْتُه كیذاباً و ضارَبْته ضِیراباً أَراد كِذاباً و ضِراباً، و قال الفراء: أَرادوا أَن یُظْهِروا الأَلف التی فی ضارَبْتُه فی المصدر فجعلوها یاء لكَسْرةِ ما قَبْلها؛ و منها یاءُ مِسْكِینٍ و عَجِیب، أَرادوا بناء مِفْعِلٍ و بناء فَعِلٍ فأَشْبَعُوا بالیاء، و منها الیاءُ المُحَوَّلةُ مثل یاء المیزان و المِیعاد و قِیلَ و دُعِیَ و مُحِیَ، و هی فی الأَصل واو فقلبت یاء لكسرة ما قبلها؛ و منها یاءُ النداء كقولك یا زَیْدُ، و یقولون أَ زَیْدُ؛ و منها یاء الاسْتِنْكار كقولك: مَرَرْتُ بالحَسَن، فیقول المُجِیبُ مُسْتَنْكِراً لقوله: أَلحَسَنِیهْ، مدَّ النون بیاء و أَلْحَقَ بها هاء الوقفة؛ و منها یاء
لسان العرب، ج‌15، ص: 492
التَّعایی كقولك: مَرَرْتُ بالحَسَنی ثم تقول أَخی بَنی فُلانٍ، و قد فُسِّرت فی الأَلِفات فی ترجمة آ، و من باب الإِشباع یاءُ مِسْكِینٍ و عَجِیبٍ و ما أَشبهها أَرادوا بناء مِفْعِلٍ، بكسر المیم و العین، و بناء فَعِلٍ فأَشبعوا كسرة العین بالیاء فقالوا مِفْعِیل و عَجِیب؛ و منها یاء مدِّ المُنادی كنِدائهم: یا بِّشْر، یَمُدُّون أَلف یا و یُشَدِّدون باء بِشْر و یَمُدُّونها بیاء یا بیشر «3»، یَمُدُّون كسرة الباء بالیاء فیَجْمعُون بین ساكنین و یقولون: یا مُنْذِیر، یریدون یا مُنْذِرُ، و منهم من یقول یا بِشیر فیَكْسِرون الشین و یُتبعُونها الیاء یمدونها بها یُریدون یا بِشْرُ؛ و منها الیاءُ الفاصِلةُ فی الأَبْنیة مثل یاء صَیْقَلٍ و یاء بَیْطارٍ و عَیْهرةٍ و ما أَشبهها؛ و منها یاء الهمزة فی الخَطِّ مرة و فی اللَّفْظ أُخری: فأَما الخَطُّ فمِثْلُ یاء قائمٍ و سائل و شائل صُوِّرَتِ الهَمزةُ یاء و كذلك من شُرَكائهم و أُولئك و ما أَشْبَهها، و أَما اللَّفْظُ فقولهم فی جمع الخَطِیئة خَطایا و فی جمع المِرآة مَرایا، اجتمعت لهم همزتان فَكَتَبُوهما و جَعَلُوا إِحداهما أَلفاً؛ و منها یاءُ التَّصْغِیر كقولك فی تَصغیر عَمْرو عُمَیْر، و فی تصغیر رجل رُجَیْل، و فی تصغیر ذا ذَیَّا، و فی تصغیر شَیْخ شُوَیْخ؛ و منها الیاء المُبدلةُ من لام الفعل كقولهم الخامی و السَّادی للخامس و السَّادِس، یفعلون ذلك فی القَوافی و غیرِ القَوافی؛ و منها یاء الثَّعالی، یریدون الثَّعالِبَ؛ و أَنشد: و لِضَفادِی جَمِّه نَقانِقُ یرید: و لِضَفادِعِ؛ و قال الآخر: إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، فزَوْجُكِ خامِسٌ و أَبُوك سادِی و منها الیاء الساكنة تُترك علی حالها فی موضع الجزم فی بعض اللغات؛ و أَنشد الفراء: أَ لم یأْتِیكَ، و الأَنْباء تَنْمی، بما لاقَتْ لَبُونُ بَنی زِیادِ؟ فأَثْبَتَ الیاء فی یأْتِیكَ و هی فی موضع جَزْم؛ و مثله قولهم: هُزِّی إِلیكِ الجِذْعَ یَجْنِیكِ الجَنی كان الوجْه أَن یقول یَجْنِكِ بلا یاء، و قد فعلوا مثل ذلك فی الواو؛ و أَنشد الفراء: هَجَوْتَ زَبَّانَ، ثم جِئْتَ مُعْتَذِراً مِن هَجْو زَبَّانَ، لم تَهْجُو و لم تَدَعِ و منها یاء النداء و حذفُ المُنادی و إضمارهُ كقول الله عز و جل علی قراءة من قرأَ: أَلا یَسْجُدوا لله؛ بالتخفیف، المعنی أَلا یا هؤلاء اسْجُدوا لله؛ و أَنشد: یا قاتَلَ اللهُ صِبْیاناً تجِی‌ءُ بهم أُمُّ الهُنَیْنَیْنِ مِن زَنْدٍ لها واری كأَنه أَراد: یا قومِ قاتَلَ اللهُ صِبْیاناً؛ و مثله قوله: یا مَن رَأَی بارِقاً أُكَفْكِفُه بین ذِراعَیْ و جَبْهَةِ الأَسَد كأَنه دَعا: یا قَوْمِ یا إخْوتی، فلما أَقْبَلُوا علیه قال من رأَی؛ و منها یاء نداء ما لا یُجیب تَنْبیهاً لمن یَعْقِلُ، من ذلك؛ قال الله تعالی: یٰا حَسْرَةً عَلَی الْعِبٰادِ، و یٰا وَیْلَتیٰ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ؛ و المعنی أَنَّ استهزاء العباد بالرُّسُل صارَ حَسْرةً علیهم فنُودِیَتْ تلك الحَسْرةُ تَنْبیهاً للمُتَحَسِّرین، المعنی یٰا حَسْرَةً عَلَی الْعِبٰادِ أَین أَنْتِ فهذا أَوانُك، و كذلك ما أَشبهه؛ و منها یاءَاتٌ تدل علی أَفْعال بعدها فی أَوائلها یاءَاتٌ؛
(3). قوله [و یمدونها بیاء یا بیشر] كذا بالأصل، و عبارة شرح القاموس: و منهم من یمد الكسرة حتی تصیر یاء فیقول یا بیشر فیجمعون إلخ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 493
و أَنشد بعضهم: ما للظَّلِیم عاكَ كیف لا یا یَنْقَدُّ عنه جِلْدُه إِذا یا یُذْری الترابُ خَلْفَه إِذْ رایا أَراد: كیف لا یَنْقَدُّ جِلْدُه إِذا یُذْری الترابُ خَلْفَهُ؛ و منها یاء الجزْمِ المُنْبَسِط، فأَمّا یاء الجزْم المُرْسَل فكقولك أَقْضی الأَمْرَ، و تُحْذَفُ لأَن قبْلَ الیاء كسرة تخلُف منها، و أَما یاء الجَزْم المُنْبَسِط فكقولك رأَیتُ عبدَیِ الله و مررت بعبدَیِ اللهِ، لم یكن قبل الیاء كسرة فتكون عِوَضاً منها فلم تَسْقُط، و كُسِرت لالتقاء الساكنین و لم تَسْقُط لأَنه لیس منها خَلف. ابن السكیت: إذا كانت الیاء زائدة فی حَرف رُباعیّ أَو خُماسِیٍّ أَو ثُلاثِیٍّ فالرُّباعِیُّ كالقَهْقَری و الخَوْزَلی و بعیرٌ جَلْعَبی، فإِذا ثَنَّتْه العربُ أَسْقَطَتِ الیاء فقالوا الخَوْزلانِ و القَهْقَرانِ، و لم یُثْبِتوا الیاء فیقولوا الخَوْزَلیانِ و لا القَهْقَریانِ لأَن الحرفَ كُرّرَ حُروفه، فاستثقلوا مع ذلك جمع الیاء مع الأَلف، و ذلك أَنهم یقولون فی نَصْبِه لو ثُنِّی علی هذا الخَوْزَلَیَیْن فَثَقُلَ و سقطت الیاء الأُولی، و فی الثلاثی إِذا حُرِّكَتْ حروفه كلها مثل الجَمَزَی و الوَثَبی، ثم ثَنَّوْه فقالوا الجَمَزانِ و الوَثَبانِ و رأَیت الجَمَزَیْن و الوَثَبَیْنِ؛ قال الفراء: ما لم یجتمع فیه یاءَانِ كتَبْتَه بالیاء للتأْنِیث، فإذا اجْتَمَع الیاءَانِ كتَبْت إحداهما أَلفاً لِثقلِهما. الجوهری: یا حَرْفٌ مِن حُروف المعجم، و هی من حُرُوفِ الزِّیادات و مِن حروف المدِّ و اللِّین، و قد یكنی بها عن المُتَكَلِّم المَجْرورِ، ذكراً كان أَو أُنثی، نحو قولك ثَوْبی و غُلامی، و إن شئتَ فَتَحْتَها، و إن شئت سَكَّنْت، و لك أَن تَحْذِفَها فی النِّداء خاصّةً، تقول: یٰا قَوْمِ* و یٰا عِبٰادِ*، بالكسر، فإِن جاءتْ بعدَ الأَلف فَتَحْتَ لا غیرُ نحو عَصایَ و رَحایَ، و كذلك إنْ جاءتْ بعد یاء الجمع كقوله تعالی: وَ مٰا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِیَّ؛ و أَصله بمُصْرخِینی، سقطت النونُ للإِضافةِ، فاجتمع الساكِنانِ فحُرِّكَت الثانیةُ بالفتح لأَنها یاء المُتكلم رُدَّت إِلی أَصْلِها، و كَسَرَها بعضُ القراءِ تَوَهُّماً أَنّ الساكن إِذا حُرِّكَ حُرِّكَ إِلی الكسر، و لیس بالوجه، و قد یكنی بها عن المُتكلم المنصوب إِلا أَنه لا بدّ له من أَن تُزاد قبلها نُونُ وقایة للفعل لیَسْلَم من الجَرِّ، كقولك: ضَرَبَنی، و قد زیدت فی المجرور فی أَسماء مَخْصُوصةٍ لا یُقاسُ علیها نحو مِنِّی و عَنِّی و لَدُنِّی و قَطنْی، و إنما فعلوا ذلك لیَسلم السُّكون الذی بُنیَ الاسمُ علیه، و قد تكون الیاء علامة للتأْنیث كقولك: إِفْعَلی و أَنتِ تَفْعَلِینَ، قال: و یا حرف یُنادی به القَریبُ و البَعِیدُ، تقول: یا زَیْدُ أَقْبِلْ؛ و قولُ كُلَیْبِ بن ربِیعةَ التَّغْلَبی: یا لَكِ منْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ، خَلا لَكِ الجوُّ فبیضی و اصْفِری فهی كلمة تعجب. و قال ابن سیدة: الیاء حرفُ هجاء و هو حَرْفٌ مَجْهُور یكون أَصْلًا و بَدلًا و زائداً، و تَصْغیرها یُوَیَّةٌ. و قصیدة واوِیَّةٌ إِذا كانت علی الواو، و یاوِیَّةٌ علی الیاء. و قال ثعلب: یاوِیَّةٌ و یائِیةٌ جمیعاً، و كذلك أَخَواتُها، فأَما قولهم یَیَّیْتُ یاء فكان حكمه یَوَّیْت و لكنه شذ. و كلمة مُیَوّاةٌ من بنات الیاء. و قال اللیث: مَوَیَّاةٌ أَی مَبْنیة من بنات الیاء؛ قال: فإِذا صَغَّرْتَ الیاء قلت أُیَیَّةٌ. و یقال: أَشْبَهَتْ یاؤكَ یائی و أَشْبهت یاءك بوزن یاعَكَ، فإِذا ثنیت قلت یاءَیَّ بوزن یاعَیَّ.
لسان العرب، ج‌15، ص: 494
و قال الكسائی: جائز أَن تقول یَیَّیْتُ یاء حَسَنةً. قال الخلیل: وجدْتُ كلَّ واو أَو یاء فی الهجاء لا تعتمد علی شی‌ء بَعْدَها ترجع فی التصریف إلی الیاء نحو یا و فا و طا و نحوه. قال الجوهری: و أَما قولُه تعالی أَلا یا اسْجدُوا، بالتخفیف، فالمَعْنی یا هَؤُلاء اسْجُدوا، فحُذِفَ المُنادی اكْتِفاء بحَرف النِّداء كما حُذِفَ حَرْفُ النِّداء اكْتِفاء بالمُنادی فی قوله تعالی: یُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا؛ إذْ كان المُراد مَعْلوماً؛ و قال بعضهم: إنّ یا فی هذا المَوْضِع إنما هو للتَّنْبِیه كأَنه قال: أَلا اسْجُدُوا، فلما أُدْخل علیه یا التَّنْبِیه سَقَطَتِ الأَلِفُ التی فی اسْجُدوا لأَنها أَلفُ وَصْلٍ، و ذهَبَت الأَلف التی فی یا لاجْتماع الساكنین لأَنها و السین ساكنتان؛ و أَنشد الجوهری لذی الرمة هذا البیت و ختم به كتابه، و الظاهر أَنه قَصد بذلك تفاؤُلًا به، و قد خَتَمْنا نحن أَیضاً به كتابنا، و هو: أَلا یا اسْلَمِی، یا دارَمَیَّ، عَلی البِلی، و لا زالَ مُنْهلًّا بِجَرْعائكِ القَطْرُ.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.